: : 2. 2 ,ز 5فك7:: 1, العسر :عت. ١ ا‎ 1 ببن حضرموت بين القرنين الرابع والحادي عشر للهجرة العاشر والسابع عشر للميلاد بين الإباضية والمعتزلة ر مشروع رؤية ) | رقم الإيداع بدارالكتب -صتعاء ٢٠٠٦/٢٥١ :م‏ العنوان :حضرموت بين القرنين الرابع والحادي عشر للهجرة بين الأباضية والمعتزلة المؤلف :سالم فرج مفلح الصف والإخراج :مركز الفاروق -المكلا -‏٧١١٩٦٢٠٣٨٢ ‏٢٥٠٦٢٧٦٢التنفيذ الطلباعي :مطبعة الحظ -عدن- الطبعة الأولى ٢٠٠٦م‏ جميع الحقوق محفوظة جزء مته بكليمتع طبع هذا الكتاب أو طرق الطبع والتصوير والنقل وانترجمحت والتسجيل المرني والمسموع والحاسوبي وغيرهما إلا بإذن خطي من المؤلف إشراف وتتصيذ :دار حضرموت للد راسات والتشر 9 المكلا -ت٢٥0٠٥0٤٩ : ‎٨ :س‎-_!&..ي۔ ا. ١. ؟‎11:1٠ 1 توزيع معرض الحياة الدائم‎لتلكرزكر۔١[ ‎2 المكلا٢٠٦٨٥٩ - ‎۔ _۔۔ حا الجمهورية اليمني‎ المعلومات والأفكار الواردة ج هذا الكتاب تعبر عن المؤلف ولا تحر بالضرورة عن الناشر حضرهوت بين القرنين الرابع والحادي هشر للهجرة ¡ العاشر والسابع عشر للميلاد! بين الإباضية والمعتزلة ا¡ هشتروع رؤايةا ]! سالم قرج مصلح (( ما لتر تخضع الفكرة لاختبار البحث العلمي الخهادو؛ النزهيه 3فإندها سرعان ما تستههلك في نيران العواطون. والإنقعالات الطاغية أو تذبل في تعصب ضيق مجدب۔ )) بستر الله الرحمن الرجيم توطئة: وبه نستعين وله الحمد في الأولى والأخرى وهو العلي الحميد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله الصادق الأمين.. وبعد.. قد لا يخطر على بال القارئ الكرتم، انه لا يوجد أي مصدر تاريخ يتحدث عن تاريخ حضرموت الوسيط هو من إنتاج ذلك العصر، ولكن تلك هي الحقيقة برغم مرارتما 0نعم تتحدث بعض المراجع المعاصرة عن مؤلفات تاريخية من إنتاج ذلك العصر & ولكنها في حكم المفقود منها : )١تاريخ باعيسى تأليف القاضي أحمد بن محمد باعيسى ( ت ‎ه. ) ٨٢٦ )٢الياقوت الثمين في تلقين الفطن اللقين :مجهول المؤلف. ‎ )٣تاريخ إبن حسان تأليف الفقيه عبد الرحمن بن حسان ( ت٨٠٨ ‎ه). .٥٩٢٣ )٤تاريخ باشراحيل :تأليف محمد بن عبدالرحمن باشراحيل ت‎: )٥تاريخ عبدالله بن عمر بامخرمة :ت٩٧٢‎ - ‎ه. . ٩٨٦ =-ه‎ (٦تاريخ عبدالله بن محمد باسخلة أو با سنجلة :ت‎ ثم تتواصل فترة الغياب المصدري حيت العصر الحديث © حيث يظهر كتاب‎ ( تاريخ شنبل ) لمؤلفه أحمد عبد الله شنبل العلوي المتوى سنة ٩٢٠ ( ‎ه) ‎ الموافق ٤ ( ‎م ) ‎١٥١وهو في تاريخ حضرموت على طريقة حوادث السنين‎ ومواليد ووفيات الأعيان يبدأ من سنة ٠١ ‎ه - ‎٥حت سنة وفاة المؤلف ولقد‎ بقي هذا الكتاب مخطو طأً محدود التداول حت تم طبعه مؤ خر سنة ١ ٩٩ ٤ ‎م. ‎ وهكذا يصبح هذا الكتاب هو المصدر الوحيد لفترة تثارب عشرة قرون كاملة} ‎ )(٥ غير أن هذا المصدر يعاني من نقاط ضعف خطيرة تجعل من اعتماده دون نظر © مسألة فيها نظر © وذلك للسببين التاليين : ‏ -١إن النسخ المحققة من هذا الكتاب إنما هي متأخرة ومعاصرة فالنسخة الأولى تعود إلى سنة١٣٣٤ه‏ والثانية تعود إلى سنة ١٣٦٩م.‏ أي أنما كتبت بعد وفاة المؤلف بحوالى خمسة قرون وبذا يكون احتمال الحذف والإضافة والتحريف والتشويه للمخطوط الأصلي، مسألة واردة. ‏ ٢أن تلك النسخ المحققة لا تحتوي على أية إشارة إلى المصدر والمراجع اليي نقل عنها المؤلف شنبل، وهذا الأمر يعن أن الاخبار ال لم يعاصرها المؤلف © وهي أغلب الكتاب ليس لها مصدر معروف أو غير معروف وهذا الأمر يضعفها أيضاً. أما كتب التاريخ الإسلامي المعروفة فهي نادرا ما تذكر حضرموت إلا استطرادا ي حوادث تخص التاريخ الإسلامي العام. على أن المسألة الأغرب في اختفاء مصادر التاريخ الحضرمي هي أن المكتبات الحضرمية الخاصة قد حفظت لنا ذخائر نفيسة من التراث الإسلامي المعتزلي مثل ( شرح الأصول الخمسة ) للقاضي عبد الحبار الهمداني في نسخة مخطوطة تعود إلى القرن السادس الهجري وغير ذلك من الكنوز الثمينة. فكيف بنا نجد تلك المكتبات الخاصة تخلو تماما من أية مخطوطة ذات قيمة علمية عن تاريخ حضرموت الوسيط. كما إن من تلك المسائل الغريبة في اختفاء المصادر الحضرمية هي وجود كم هائل من القصائد والمعلومات الهامة في الكتابات الحضرمية المعاصرة لم تذكر تلك الكتابات مصادرها، وفي ذلك دليل على ان هناك عملية إخفاء مقصودة لتلك المصادر } وفي الوقت الذي يقر فيه المؤرخ الحداد بمذه القضية فهو يقول حولا )(٦ ( لا زلت أعجب من بعض الناس الذين يكتمون مؤلفات سلفهم عن الناس & مع أنما فخر لهم في الدنيا و أجر لهم في الآخرة إن انتفع بما، وما كتم فقد أعدم © والكتم أخو العدم ". إلا انه يبدو أن ذلك الإخفاء والكتمان لم يمنع من عرض تلك المصادر على ( أهل الثقة ) للاستفادة منها بطريقتهم ( الخاصة )، أما مسألة الدافع لهذا الإخفاء والكتمان فإننا سوف بحد لدى المؤرخ الحداد نفسه القول الفصل في هذه القضية. الحقيقة لانعدامتقر يبا جهول الوسيط كلهوهكذا يظل تاريخ حضرموت المصادر التاريخية المعتبرة ء حى إذا أطل القرن الميلادي العشرون ظهرت كتابات تاريخية حضرمية معاصرة تحاول سبر غور ذلك المجهول، غير أن تلك الكتابات المعاصرة ما كان لها إلا أن تعاني ذلك المأزق الحضرمي العنيد & ألا وهو غياب المصادر } لهذا نجدها وهي تتحدث عن ذلك العصر تأتي بالأقوال دون مصدرية وتصدر الأحكام دون تسبيب تاريخي وعلمي معقول... وهكذا يتضاعف عبء اللامصدرية وينتقل من ( تاريخ شنبل ) يي القرن السادس عشر الميلادي ليتصل بالكتابات المعاصرة & مما ترتب عليه صعوبة الوصول إلى حقيقة ذلك التاريخ بالاعتماد على ما هو بين أيدينا من مراجع معدودة وحديثة ومعاصرة © ذلك أن الذين تناولوه بالكتابة أقروا بصعوبة تلك المهمة، ولقد لخص المؤرخ سعيد عوض ١٩٧٨م‏ ) مأزق ذلك التاريخ بقوله ( إن كل متتبع لتاريخباوزير ( ت حضرموت يصطدم بثلاث حقائق هي : ‏ )١نقص خطير في المصادر سواء فيما يتعلق بالتاريخ الجاهلي أو عهود ما بعد الإسلام. )(٧ ‏ )٢صعوبة انتقاء الحقائق التاريخية من بين أكواس المعلومات الي لا تدعو إلى الاطمئنان ى حيث كتبت تحت عدة مؤثرات عاطفية أو عنصرية أو مذهبية أو سجلت عن غفلة أو سذاجة أو حسن نية. ‏ )٢وجود فجوات واسعة في بحرى الأحداث التاريخية لم تتعرض فها المصادر الموجودة 3أو تعرضت له بشيء من التحريف والتشويه يزيد من غموضها والتباسها. ويضيف المؤلف باوزير قائلا ( وهكذا يجد المؤرخ لحضرموت نفسه بالإضافة إلى قلة المصادر وعدم تكامل عناصر الاعتماد عليها 3أمام عهود تاريخية بكاملها & لا يجد لها مصادر } وأمام عهود أخرى لا تتحدث مصادرها إلا عن وفيات الأعيان ومواليدهم ونواحي حياتمم الشخصية وما أشبه ذلك من الحوادث الشخصية اليي لا تعني شيئا في تصوير النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحديد الاتماهات الفكرية والثقافية الأمر الذي يضطر الباحث الحريص على الحقيقة أن يكتفي بالتدوين والتسجيل للحوادث وترتيبها دون أن يجرؤ على إصدار أحكام لم تتوفر لها حيثياتما ومقدماتم(“. وهذا المؤرخ علوي ببن طاهر الحداد ( ت ١٣٨٢ه“‏ يقول ( :على أن في التاريخ الحضرمي فصولا لا يزال أمرها جهولا“ 5وخفايا لم نجد إلى كشفها "( 7 وني هذا يقول الدكتور صلاح الدين المنجد في تقديمه لكتاب المؤرخ الحامد بل إن تاريخها غير( تاريخ حضرموت ( :إن تاريخ حضرموت أغمض شأنا معروف بالتفصيل والتسلسل المتصل حت عند خواص أبنائها... وان مدارس حضرموت لا يمكنها أن تدرس تاريخ حضرموت وسكانما لعدم وجود المصدر )(٨ لذلك } وان كتب تاريخ حضرموت لا تعطي صورة واضحة عن كل عصر & بل أن تحقيق ذلك يحتاج لشيء من الدرس والتهذيب، وان ما ألف عنها اليوم لم يؤت الدقة وأعوزته أحيانا الصحة وشابه الخبط والتلفيق. 7 إن المحصلة النهائية ال يجدها الباحث أمامه وهو ينظر في تاريخ حضرموت الوسيط هي انه يعاني من نقاط ضعف خطيرة وهي على ما ذكرها المؤرخون الحضارمة المعاصرون فيما تقدم، الأمر الذي جعل ما هو بين أيدينا بجرد محطات منفصلا بعضها عن بعض ولا رابط بينها 3وهذا أغرقت كتبه بتراجم محددة ومكررة ومختارة تم وصفها بمذه الصفة أو تلك دون أي سند في غالبها الأعم من إنتاج تلك الشخصية أو مصدر معتمد & كل ذلك جعل من أية محاولة لاعتماد تلك التراجم © مسألة غير بجدية في الوصول إلى الحقيقة ث بل قد تلعب دورا لهذا تظل الصفحات المجهولة من تاريخ حضرموت الوسيط أكثر مالا يقاس التساؤلات تغطي سماءمن الصفحات المعلومة منه 3وتظل سحابة كثيفة من الفكر والثقافة والتاريخ السياسي طوال ذلك العصر. ولعل مما يزيد من تعقيد قضية المفقود من ذلك التاريخ & هو تتضارب الاراء إلى اليوم ء حول مسائل جوهرية وأساسية 3كان يجب أن تكون معرفة حقيقتها محسومة، لا أن تظل موضع خلاف وجدل & مثل حقيقة المذهب العقائدي لدولة ‏ه). ٠٠٧آل راشد في تريم والێن حكمت طوال ثلائة قرون ( ‏ ٠٠‏_ه- ٤ فليس من المقبول عقل شحة المعلومات عن هذه الدولة رغم طول عمرها وإقرار الجميع بان عهدها كان خصباً بالأحداث والرجال والعطاء العلمي، وقل مثل ذلك عن الدويلات المعاصرة لها والمتاخية معها فى حضرموت. ((٩ وعندما نحاول أن نبحث في الأقوال حول سر تلك الشحة في المعلومات وندرة أو انعدام مصادر ذلك التاريخ، بحد أن المؤرخ علوي بن طاهر الحداد قد وضع أصبعه على الجخرح وحدد حجمه وعمقه المذهبي & فقد كان لديه القول الفصل المقبول عقلاً في هذه القضية عندما أطلق مقولته المشهورة ( :إن اإحلاف وجدوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم فعمدوا إلى إخفائها وإفنائها ‏، ٨أي إن المؤرخ الحداد يرى أن سبب تلك الشحة في المصادر لا يعود إل عدم كتابة الأسلاف عن حياتمم وعصرهم وطبيعته 3بل يعود إلى ر عقدة ) الإخلاف من مذهب الأسلاف نظرا لاختلاف مذهب الخلف وهم سنة أشاعرة عن مذهب أسلافهم وهم أهلهم في العصر الوسيط، وان هؤلاء الإخلاف عندما سجلوا في العصر الحديث مذهب الأسلاف العقائدي فاممم سجلوه بما يخالف حقيقته وفرضوا اعتقادهم السي على الأسلاف الذين كانوا على خلافه. وما كان ذلك ليتم للاخلاف لو لم يعدم تراث السلف ويتم تشويه وتحريف الأحداث التاريخية ومسارها حق تنسجم مع هدفهم المذهي & على انه من المهم هنا القول أن ما قاله المؤرخ الحداد لا يخص التراث غير السيني لحضرموت غير السيني وخاصة التراثوحدها } بل الأعم الأغلب من تراث الإسلام المعتزلي، الخصم العقلي للمذهب السي النقلي 3وهذا ما تؤكده الأبحاث الحديثة مما يشبه الاتفاق عليه. وخير مثال حضرمي على ما نقول هو الاختفاء لأية نسخة قديمة كانت أو حديثة من ديوان الإمام الأباضي الحضرمي أبي إسحاق الهمداني الذي عاش في (١٠ القرن الخامس الهجري في حين وجودها بكثرة لدى أباضية المغرب وعمان الذين اعتنوا بمذا الديوان وطبعه عدة مرات. و لم يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة للإمام أبي إسحاق & بل تعداه إلى إنكار حقيقة وجوده أصلا 3فهذا المؤرخ الحداد يقول ( :إبراهيم الأباضي أكاد أجزم بانه لا حقيقة له © وان حكايته مفتعلة © وان أشعاره قد نظمها شعراء أباضية زنجبار وعمان والشيخ الباروني (ت١٩١٤ :م)‏، واستعانوا في إيراد بعض الأسماء بكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني والأنساب للسمعايي «". هذا الإنكار لشخصية الإمام من قبل المؤرخ الحداد، لم يكن إلا إنكار المعاند لا غير، ولو لم يكن كذلك لما استشهد بشعره وديوانه في أثناء حديثه عن الشحر حيث يقول :وقد رأيت ي قصيدة لشاعر من قدماء الحضارم يقول فيها: بناحية الأشغاء لهم عقدوقد كان لنا من أخواتنا الغر فتية له همة كبرى نحو السماء تعدو”ؤوفيهم فتى أكرم من نسل خالد هذان البيتان هما من شعر الإمام أبي إسحاق ومن دييوانه“‘، وفي ذلك دليل على مدى التناقض في كتابات المؤرخين الحضارمة وسيطرة المذهبية على كتاباتمم إلى الحد الذي يدين البعض نفسه بنفسه. وإذا كان ذلك هو حكم المؤرخ الحداد على حقيقة وجود الامام أبي إسحاق الهمداني، انطلاقا من إنكار حقيقة ديوانه ( السيف النقاد ) فماذا يمكن أن يقال بخصوص كتابه الآخر ( مختصر الخصال). وان كان لنا من كلمة في مسألة ( إنكار الوجود ) من خلال مبدأ ( الشك ) & فإننا نورد ما قاله المفكر الدكتور محمد عابد الجابري في رده على (()١١ إنكار الدكتور ( طه حسين ) لحقيقة وجود الشعر والشعراء الجاهليين فهو يقول :ان الشك في مثل هذه الأمور يجب أن يكون في حدود، وإلا فقد كل مبرر منهجي. ذلك لأن بامكان ( الوضاع ) أن يضعوا فعلأ بعض الأشعار وينسبوها إلى من تقدمهم 6ولكن من المستبعد تماما أن ينال الوضع شخصيات الماضي وما ينسب إليها في آن واحد_". غير أن كل ما سبق من تفنيد لما ذهب إليه المؤرخ الحداد في إنكاره لحقيقة الإمام الهمداني وباصطناع ديوانه من قبل الشيخ الباروني وأباضية زنجبار ى كل ذلك يصبح غير ذي معين & لأن الإنكار نفسه يصبح هو الآخر غير ذي معي © حين نعلم أن نسخ مخطوطات ذلك الديوان قد تفرقت بين المغرب العربي وعمان 0وهي اقدم من غصر الباروني إذ أن اقدم نسخة اعتمدت في تحقيقه، إنما هي نسخة جزائرية تعود إلى سنة _ ١١٤٧ه‏، وأخرى عمانية تعود إلى سنة ولعل نقطة الضعف الخطيرة ال تمحق ما ذهب إليه المؤرخ الحداد ى هي أن إنكاره لحقيقة الإمام ومن ثم ديوانه، لم تعتمد على أي جهد علمي، ليس من خلال النظر في عدد ومواضع وتواريخ نسخ الديوان، فذلك ربما لم يكن بالآمر الليسور حينها ث ولكن من خلال النظر في الديوان نفسه، ومن ثم إثبات اصطناعه على أيدي الوضاع، من خلال إثبات تناقضاته الذاتية والموضوعية } وهو الذي لم يتم ولم يقم به مؤرخنا الحداد & ولهذا فان إنكاره ذاك يفقد موضوعيته ومنطقه العلمي، وانما جاء إنكاره فقط لينسجم مع قوله بذوبان الأباضية في حضرموت كلإذابة الملح.... لم يقتصر على إعدامعلى أن دور المذهبية في تحريف وتشويه الأدب أثرأيوإعدام وترانهم بدافع إخفاء أشعارهموإنكارأدبية وسياسية شخصيات ()١٦ للتاريخ غير السي لحضرموت } بل بحد ذلك حتى في حالة اعتراف الإخلاف بشخصية الشاعر وحقيقة شعره وترائهك ففي قصيدة للشيخ عمر عبد الله بامخرمه ر ت ٩٥٢ه‏ ) يمدح فيها متولي الدولة الكثيرية عبد الله بن جعفر الكثيري ويصف فيها استبسال آل كثير في معاركهم مع خصومهم 0يقول في أحد ء اساتما : ذذا قال حي على الكريمة حيعل(©٧‏قوم يذيقون الجياد هوانفا هذا البيت يقول صراحة أن شعار الدولة الكثيرية قي معارك القتال مع المذهبيين، إنما كان ( الحيعلة ) الشيعية ( حي على خير العمل ) وليسخصومهم ( الحيعلة ) السنية ( حي على الصلاة) الي لا تصلح شعارا قي المعارك، وفى ذلك تأكيد لما توصلت إليه هذه الدراسة من زيدية الدولة الكثيرية. هذه الدلالة المذهبية الشيعية الي يقول بما هذا البيت دفعت الأخلاف إلى تحريفه وتشويهه بما يفقده دلالاته المذهبية غير السنية 3فقد أورده أحدهم على : التالىالنحو ()١٢ إذا قال حي على الكريهة عبدلقوم يذيقون الجياد هوامما وأورده آخر على هذا النحو : تحت السوابغ في الوغى المستبسل (\©قوم يذيقون الجياد هوانمفا ولسنا في حاجة إلى القول إن الأخلاف لم يستهدفوا البيت كله، فليس لحم منهم ذلكالثاني ا لهذا فقد استحقشطرهإمما هدفهم قشطره الأولقهدف الجهد في تحريفه وتشويهه. ((١٣ وليست المذهبية هى الت سيطرت على الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة © بل وحق المسألة العرقية أخذت نصيبها مما تعرض له التراث من تشويه وتحريف ح في بحال الأدب والشعر } ففي قصيدة للإمام أبي الحب ( ت ٦١١ه‏ ) يمدح فيها مدينته ( تريم ) وحاكمها الإمام عبد الله بن راشد، يقول أحد أبياتما : أبابكر ودام لها النعيمحماها الله من بلد وأبقى هذا البيت أورده أحدهم على النحو التالي : فها الأشراف مالهم من مضيم ‏0٤حماها الله من بلد وأبقى وأورده آخر على أنه : مباركة لها رب رحيم 0بلاد طاب مسكنها وطابت وفى حالتنا الثانية هذه 2نجد الحال كما في الأولى، أن المستهدف ليس البيت كله بل شطره الثاني لأنه المعي ( بالقضية )... ليس هدفنا من هذه التوطئة الدلالة على تناقضات وعيوب الكتابات } فذلكالحضرمية المعاصرة القائلة بالسيادة المذهبية السنية المبكرة فى حضرموت الأمر موضعه ( نقض الرؤية السائدة ) الوارد فى هذا الدراسة © وإنما هدفنا منها هو شرح الأساس المذهي الذي تقوم عليه تلك الكتابات وتبيان أزمة المصادر ضدالحضرمية -على نذرتما -نظرا لما تعرضت له من ( اعتداءات) سجلت بجهول.. وإذا لم يكن الأسلاف الحضارمة طوال تلك القرون الوسيطة حتت قرون العصر الحديث على الاعتقاد السني } ترى ما هي حقيقة مذهبهم أو مذاهبهم الن أخجلت الأخلاف ودفعتهم إلى بذل ذلك الجهود الجبار في طمس أي أثر ()١٤ وتراث، والزمهم صناعة أحداث وشخوصاعتقاد السلف يدل على حقيقة وتاريخ يفتقد إلى منطقه الداخلي في حواره مع نفسه، قبل حواره مع الآخرين ؟ وضعومن شالسؤال الكبيرهذا الدراسة تحاول الإجابة علىإن هذه ( مشروع رؤية ) لاعادة كتابة تاريخ حضرموت الوسيط على أسس موضوعية وعلمية، تحاول تجاوز سلبيات الكتابات الموجودة، وهي على ما ذكرها المؤرخ باوزير وغيره.. ولقد وجدت أن مشكلة ما هو مكتوب عن ذلك التاريخ، أنه يقوم على أساس فرضية تم التعامل معها على أنما الحقيقة الأساسية فيه، تقول تلك الفرضية :انه في القرن الرابع الهجري وإمداداته، أذاب الله الأباضية -في حضرموت -كوإذابة الملح”')، ولما كانت تلك الفرضية بعيدة كل البعد عن العلمية والموضوعية ولا يمكن إثباتما فقد كان طبيعيا أن يأتي كل ما هو مكتوب على أساسها متناقضاً وغامضا ومضطرباً 3لهذا بحد الشيخ محمد عوض بافضل ر ت ١٣٦٩ه‏ ) وف أثناء حديثه عن عصر شيخ الإسلام سالم بن فضل بافضل ( ت ٥٨١ه‏ ) في تريم يقول ( :كانت بدعتا الأباضية والمعتزلة إذ ذاك منتشرة بالجهات الحضرمية وفتنتهم طامة على الملة الإسلاميةم(‘_‘٧‏ © هذا القول الغلبة المذهبية قي حضرموتالهجري إنما كانتيعن انه في القرن السادس للأباضية والمعتزلة، و لم يكن لهما منافس يستحق الذكر. غير أن المؤرخين الحضارمة وفي أثناء حديثهم عن النشاط العلمي الكبير الذي كان في تريم في القرن السادس الهجري & يقولون انه كان بما ثلاثمائة عالم وفقيه ومفت & وكلهم أشاعرة العقيدة <') © وإذن، تكون محصلة هذا التناقض أن تكون غلبة المذهبين الأباضي والمعتزلي ( في لا محل ) بلغة علم الكلام & وذلك لأنه كان لدينا ذلك العدد الكبير من أهل العلم الاشاعرة في ظل سيادة الأباضية والإعتزال، و أما أن ((١٥ تكون تللك الغلبة لذينك المذهبين ( في لا محل ) فهذا محال 3وكل محال فاسد 3 وهكذا تتكرر تلك التناقضات بشكل دوري في الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة & وعليه، يكون ما هو بين أيدينا اليوم من كتابات حديثة حول تاريخ حضرموت الوسيط، هي في حقيقة الأمر شبه تاريخ 4ولكنه ليس تاريخا. وإذا أضفنا إى جملة تلك المشاكل الي يعانيها تاريخ حضرموت الوسيط المكتوب ندرة المصادر الق يمكن الاعتماد عليها في أية محاولة لا عادة قراءته & ومن ثم إعادة كتابته يكون المأزق في أزمة ذلك التاريخ قد وصل إلى حلقة محكمة الإغلاق، وليس من السهولة في شيء الخروج منها بما يمكن أن يكون يقين علمياً. لهذا 0فان ما سوف أشرع في كتابته في هذه الدراسة، ليس أكثر من مشروع رؤية، تحاول الخروج من تلك الحلقة الحكمة الإغلاق، بالاعتماد على تحليل ما تبقى من أدب ذلك العصر & شعرا ونثرا، هذا الأدب نرى انه في ظروف المأزق التاريخي الحضرمي، المصدر الأساسي في تصور المفقود ونقد الموجود } فعليه سوف يكون اعتمادنا في استخلاص المادة التاريخية الأساسية © ومحاولة إعطاء صورة أكثر علمية عن الحياة قى ذلك العصر © ذلك أن الأدب يحتوي على معلومات نادرة عن بعض نواحي الحياة 3نفتقدها في مظانما الأصلية حت في حالة وجودها & كما أن الأدب يعتبر وئيقة تاريخية صادقة بالضرورة © لأنه لم يكتب ليكون تاريخا 3ولهذا استحق تلك المصداقية، ولعل الجاحظ أول من فطن إلى دور الأدب في العملية التاريخية حين قال (:ليس بين الأشعار ‏. (١) الحجج بجيا إذا جاءت والأخبار فرق (()١٦ كما إنى في سبيل تحقيق الموضوعية المنشودة قي مسار هذه الدراسة ح سوف أسعى إلى تحليل الأحداث التاريخية الهامة الن مرت بما حضرموت & وإعادة ربطها بالتاريخ المناطقي والإسلامي العام، هذا النوع من الربط والتحليل غير محسوس & ان لم يكن مفقوداً في الكتابات الحضرمية، فمثلا :تقول تلك الكتابات إن الحملة الأيوبية على حضرموت سنة ٥٧٥ه_‏ قد قامت بمذبحة رهيبة في حق العلماء والفقهاء والقراء الحضارمة السنة الاشاعرة. ولما كانت الدولة الأيوبية هي نفسها سنية أشعرية © بل متعصبة لاشعريتها ء فكيف يمكن فهم وتبرير ما ؟ أن الإدعاء بأن كل من القاتل والمقتول كانوا على مذهب عقائديحدث واحد } أمر لا يقبله العقل & كما ترفضه ظروف الدولة الأيوبية حينها © ال كانت تسعى جاهدة من أجل وحدة الصف الاسلامي لمواجهة الغزو الصليي الذي كان في أوج اندفاعه & وبالتالي حاجة الأيوبيين الماسة إلى جهود أولتك العلماء في الدعوة إلى تلك الوحدة المنشودة للصف الإسلامي. على أن هناك مصدرا مهما اخذ بعين الاعتبار قى هذه الدراسة، ذلك هو ( السقطات ) الي تصدر عن تلك الكتابات الموجودة & تلك السقطات الي تتوافق والمسار الموضوعي للدراسة. وهذه السقطات تذكر في تلك الكتابات اضطراراً وغير مقصودة لذاتما، بل تذكر لغرض نفي واقعة معينة أو إخفاء حقيقة يقول بما سير هذه الدراسة © فمثلاً :أن الشيخ محمد عوض بافضل حين قال في فقرة سابقة بسيادة مذهمي الأباضية والإعتزال فيى حضرموت ف القرن السادس الحجري آ فانه إنما أورد ذلك لينبت أن المترجم له ( :شيخ الإسلام سالم بافضل ) كان ( سيفا في أعناق تلك ((١٧ الفرق الآنفة، قاصماً ظهورهم بالحجج الدامغة 3فخبت نارهم وبانت آثارهم ) ذلك أن ما توصلت إليه هذه الدراسة هو أن المترجم له كان رأسا معتزلياً كبيرا وناضجاً } ولهذا فقد أخذنا بتلك السقطات لأمما تتضمن الحقيقة اليي أراد الأحلاف إخفاءها وإفناءها. وهي تأتي في سياق هذه الدراسة على طريقة ( وشهد شاهد من أهلها ). على أنني حين أقول ما توصلت إليه هذه الدراسة وما تدعيه من رؤية أرى أنما موضوعية 3وتحاول معالجة بعضا من العيوب الكثيرة الين يعانيها المكتوب عن تاريخ حضرموت الوسيط، فان لا أقدم أكثر من مشروع رؤية، أتميى من كل قلبي ان أرى مشاريع أخرى معارضة لها، يكون هدفها معالحة تلك العيوب 3 لعل بتعدد الرؤى نصل إلى الحقيقة المطمورة تحت ركام هائل من المعلومات اليي تتناقض مع نفسها، على أن تكون الحقيقة ضالتنا } واعتبار إعادة البحث في ذلك التاريخ مهمة وطنية أولا وقبل كل شيء. إنني أعتقد أنَ الوصول إلى الحقيقة المنشودة يحتاج إلى عدة قراءات جديدة. تستفيذ كل منها من الأخرى... إن الهدف من وراء البحث عن تلك الحقيقة واستجلائها، إنما هو المساهمة في إعادة صياغة وجدان الأمة والأجيال القادمة على أساس الحقائق التاريخية القادرة على أن تنير لها الدرب، وتمدها بالإرادة والعزيمة للسير قى ركب الحضارة الإنسانية المبدعة، بخطى ثابتة نحو أهداف واضحة. ولقد قدم لنا الأسلاف الكثير المفيد، الذي كان يمكن، بل هو كاف لنكون على بينة من أمرنا ومن أنفسنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا 3غير أننا غرقنا في (الذاتية) وأمراضها 3 ()١٨ ‏٤ل نكن نملك بديلا حيا 0لأنناالآخرينواستغرقتنا رؤىفضللنا الدرب فسارت بنا رؤى الآخرين على دروبمم لا على دروبنا ودروب أسلافنا العظام © فكان الضياع والتمزق والتخلف وكل أنواع الاغتراب، كل ذلك كان ضريبة لابد منها لفقدان الهوية والأصول... وبعد & فان فصول هذه الدراسة تقدم مشروع رؤية تقول :إن الأوضاع المذهبية والعقائدية والسياسية في حضرموت في العصر الوسيط، لم تكن سنية 3 بل كانت بين الأباضية والإعتزال ث وظلت كذلك حتت العصر الحديث & عندما ظهر على مسرح الأحداث فيها السلطان بدر بن عبد الله الكثيري الملقب أبو طويرق، الذي حاول إقامة الدولة الكثيرية على أساس الاعتقاد السي © ومات دون أن يحقق كامل هدفه، أي انه قاد انقلابا مذهبياً في الدولة الكثيرية والمجتمع الحضرمي & كان من نتيجته أن قضى هذا السلطان سنوات حكمه في حروب لا تنتهي مع أهل حضرموت \ استمرت زهاء نصف قرن من الزمان & تلك الحروب الق سفكت خلالها دماء غزيرة واستترفت أموالا طائلة ى هي أموال الشعب بمثلما أن الدماء هي دماء الشعب. إن تلك الرؤية ال تحتويها صفحات هذه الدراسة تختلف تمام الاختلاف عما يقوله المكتوب عن تاريخ حضرموت الوسيط والحديث & ولها استحقت ذلك القدر من النقاش والحدل في المحافل الثقافية والصحافة } ولهذا لا أنسى في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل 0إلى كل الأخوة الذين شاركوني هم هذه الدراسة بالرأي والنقاش أو أمدوني بالمادة التاريخية من (()١٩ مصادرها ومراجعها } الأمر الذي كان له أثر كبير في إخراجها إلى حيز الوجود © بين الوجود والعدم. بعل أن كانت تراوح لدي كما لا يفوت أن أتقدم بالشكر الجزيل أيضاً إلى الاخوة الذين شاركوني النقاش والجدل سواء في المنتديات الثقافية أو الصحافة } فقد كان لآرائهم المعارضة قبل المؤيدة أثر كبير في أغنائها وتجاوز السلب ما أستطعت إلى ذلك وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.. وهو اللطبف الخبير وهو المستعان وإليه المصير حصرموت في ‏ ١يوتيو ٢٠٠٤م‏ ((٢٠ -عريري الصا رئ الكريم أتقدم إليك بمذه الدراسة المتواضعة & وهي تحتوي على ( مشروع رؤية ) مخالفة لما هو مكتوب قبلا حول موضوعها :أني لأعلم علم اليقين، أنه ليس هناك ما هو أشق وأصعب وأثقل على النفس، من هز الثوابت وزعزعة اليقين المتأصل © ولكن يكون ذلك الحال من العناء. حين تقف تلك الثوابت على قدر معقول من الأساس الذي يعطيها ثباتما ى وحين يحمل ذلك اليقين قدرا معقولا من المنطقية والموضوعية اليي تسكن إليها النفس وتطمئن بما. ولكنني حين نظرت في موضوع هذه الدراسة، لم أجد لما هو مكتوب قبلها 5ما يستحق الثبات عليه أو اليقين به، ومع هذا، فسوف يبقي هناك قدرا من المشقة والصعوبة في فهم وقبول ما تقول به هذه الدراسة } ولا أعتقد أن مبعث ذلك يأتي من نقص ف علميتها أو خلل في موضوعيتها 0فلقد قدمت فيها من الوثائق المحققة 3والشهادات الحية، والتحليل العلمي © ما تفتقد إليه الدراسات السابقة 0ولكي أرى أن تلك الصعوبة في قبول ما تقول به هذه الدراسة } إنما يأتي في الأعم الغالب لأسباب ذاتية أو اجتماعية أو سياسية... غير أن ذلك لا يعين أني أدعي الكمال لهذه الدراسة -معاذ الله -وحسبي أن أسميتها ( مشروع رؤية ) وعذري في ذلك أني لست من أهل التاريخ ولا من بعلمي المتواضع في ما تنظر فيه هذهدارسيه فى معاهده 3ولكي حين نظرت الدراسة، وجدت ما هو مكتوب قبلها 3بناء هشا متهالكاً. سقط على رؤوس ساكنيه أكثر من مرة & وخشيت أن يسقط مرة أخرى، على رأسي أو رؤوس ((٢١ أبنائي أو أحفادي أو أهلي & فنظرت فيه أخرى، فما وجدت كبير صعوبة في فهم أسباب أهتراء حاله إ ولا إمكانية إعادة بناء دعائمه على أساس أكثر ديمومة وقدرة 5ليس على الصمود أمام أهل الأهواء فحسب\ بل وقادر على أن يتحمل تطاول البناء عليه، لمن أراد البناء عليه، لمن أراد أن يعانق السماء، ولن يكون له ما أراد، إلا مت نظر في حاله بالأمس على حقيقته 0وتفحصه واعتبر & م خطط ونظر، واستقام على الطريقة وشمر للعمل، أما من استغي وعبس وبسر، فماله أن يأمل مطاولة السماء » وحسبه أن يبقى أبد الدهر بين الحفر... عزيزي القارئ الكريم -: ها أنا فى هذه الدراسة » أعرض عليك عقلي 3فلا تنظر فيه بقلبك 0وأقدم إليك علمي، فلا تتفحصه بالحفر والودع، وأهديك وثائق محققه، فلا تقابلها بأقوال مالها من سلطان عليك إلا أن توليتها أنت، فاستولت عليك، ولعل في هذه الدراسة ما قد ينكره قلبك، وتستيقنه نفسك، لأنه يسكنك دون أن تحس دبيبه ) ويستبطنك دون أن تستثقله 0وذلك شان العقائد والمذاهب، الي يظل لا سمت وهيبة في النفوس حي بعد قرون من زوال سلطتها وحكمها المباشر، فلا ماض إلا سكن بعضه على الأقل الحاضر ‘، ولا حاضر إلا كان له ماض يشده إليه فانظر في حاضرك من داخله 3ترى ماضيك، وانظر في ماضيك على حقيقته ترى حاضرك وآفاقه القادمة وإمكانياتما... عزيزي القارئ الكريم ;- إن أسلوب هذه الدراسة } قد تم عرضه ليكون سهلا وخالياً من التعقيد & حت يمكنك الربط بين أبوابه وفصوله، ومتابعة حيثيات كل حكم من خلال علاقته بما قبله من حقائق وأحكام } فقد قسمت الدراسة إلى أبواب أربعة ء كل 39 باب يخص فترة زمنية من التاريخ 3ولقد حاولت جاهدا أن يختص كل باب بقرن من الزمان، غير أن ذلك الأمر إن أمكن في تاريخ أي قطر إسلامي، فقد رأيت أنه غير مستطاع لي بالنسبة لتاريخ حضرموت، لعدة أسباب & لعل أهمها النقص الحاد في الوثائق المصدرية & وكذلك لأن تاريخ حضرموت كما تعت به هذه الدراسة & إنما هو تاريخ مذهبي سياسي محض آ وتأتي أحداثه وشخوصه على ذلك المسار والمنهج © فلم يكن ممكنا لدى مثلا :الحديث عن العصر الأباضي ‏ ٤٠٠ه ) إلا من خلال الحديث عن عدة قرون بجتمعة }الأول ( ١٢٩ه‏ - وهو الأمر الذي أشتمل عليه المسار بالباب الأول } الذي أضفت إليه القرن الخامس أيضا، رغم أن هذا القرن الأخير لم يكن قرنا أباضياً خالصا © ولكن أباضيته كانت من القوة بحيث أمكن النظر إليه كسابقيه، و بدءا من القرن الخامس الهجري & توفرت لنا بجموعة من الوثائق الي تم تحقيقها مذهبيا & وتم عرضها بما يدعم ( مشروع الرؤية )، ولقد كان ذلك العمل هو الأصعب والأجهد فكريا 3فقد حاولت أن أجنبك عزيزي القارئ صعوبة فهمها واستيعايماك فقد جاء الحديث عنها مبسطاً قدر المستطاع والجهد & وخلال الحديث عن القرن الخامس } تم الحديث عن الامام المجاهد أبي إسحاق الهمداني الحضرمي الأباضي، وعن أحداث عصره من خلال ديوانه ( السيف النقاد ). كان الحديث عن القرن السادس الحجري هو موضوع الباب الثان، وبدءاً من هذا الباب وذلك القرن، يبدا ( مشروع الرؤية ) الذي تقدمه هذه الدراسة & ولقد رأيت أنه من غير الممكن الحديث والشروع ف الرؤية قبل نقض الرؤية الحضرميةالتاريخيةالكتاباتتقدمهاالمذهبية كما المسألة حولالتأسيسية المعاصرة، كان لا بد من نقض تلك الرؤية نقضاً ذاتيا » من خلال تبيان تناقضاتما ((٢٢ الداخلية، ونقضاً موضوعيا، من خلال تبيان تناقضاتما مع طبيعة أحداث ذلك القرن، ثم تلا ذلك عرض رؤيتنا لأوضاع القرن السادس، ولم يكن ممكنا لنا بجملالرؤية علىالوقوف عند ذلك الحديث دون تبيان تداعيات تلك خصوصيات الحياة فى ذلك القرن، ولقد ترتب على بجمل ذلك الحديث جملة من ؤالدراسةموضوعرؤيتنابحملعليهاتاسستالحقائق فإذا كانت الأوضاع المذهبية والسياسية في هذا القرن، هي الي تأسست عليها الرؤية السائدة في الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة } فإن تلك الحقائق الي أفرزتما دراستنا لأوضاع ذلك القرن، هي الي تؤسس لرؤيتنا الجديدة حول مسار التاريخ الحضرمي، ولما كان الأمر كذلك } فقد كان لزاما أن يكون الحديث عن ذلك القرن تفصيلا لا بجملاً 8وكان لزاما أن يشمل الحديث عنه وفيه حوالي نصف هذه الدراسة موزعا على فصول، ولقد مثلت لهذا القرن سالم بافضل والإمام محمد بنبشخصيات جوهرية فيه 0مثل :شيخ الإسلام علي القلعي والشاعر التكريي. خصص الباب الثالث للقرن السابع المجري وأوضاعه المذهبية والسياسية &} الي جاء الحديث عنها مرتبطاً بالحديث عن القرن التأسيسي، أي القرن السادس الهجري، لهذا 0لا أرى عزيزي القارئ أنك سوف تحد صعوبة فى دراسته وفهمه } ولقد مثلت له بشخصية الفقيه الشاعر علي بن عقبة الهجران. بعد ذلك كان يفترض الانتقال إلى الحديث عن أوضاع القرن الثامن مستقلاً & كالحديث عن القرنين السادس والسابع، غير أني وجدت أن ذلك ليس بالملستطاع، لأن أوضاع هذا القرن مرتبطة ارتباطا لا ينفصم بالأوضاع حت القرن العاشر الهجري وإمداداته اللاحقة ث ذلك أن الكيانات المذهبية السياسية الى سادت ذلك القرن ث ظلت حية نشطة تمارس صياغة الأحداث بعقائدها ((٢٤ بل وحق اليوم. فكان لا بد أن يأتيوفكرها ( ليس حى القرن العاشر فحسب[} الحديث عن القرن الثامن متصلا بالقرنين التاسع والعاشر 3كالحديث عن العصر الأباضي الأول ( ١٦٩ه_‏ -‏. ٠.٠‏ه. ) ٤ وخلال الحديث عن القرن العاشر الهجري © آخر قرون هذه الدراسة } كان لا بد من تكثيف الطرح ومد البصر بعيدا في أفق الماضي & وإرجاع البصر كرتين إلى الحاضر، لتبيان علاقته الحميمة بالماضي { باعتبار حقيقة :أن أوضاع المجتمعات البشرية عامة } إنما هي محصلة تواريخها الخاصة © وهي في أوضاعها الحالية إليست إلا لحظة في صيرورة تاريخية مستمرة & لهذا فقد أحتوى حديث ذلك القرن شخصيات لا زالت بصماتما الفكرية واضحة المعالم والخطوط في حياتنا العقائدية والسياسية © ففي بحال الفكر والعقيدة & تم الحديث عن :الإمام العلامة محمد بن عمر بحرق |} والإمام العلامة عبد الله بن عمر بامخرمة © والإمام العلامة محمدبن عمر باجمال، وفي الحال السياسي كان الحديث عن السيرة السياسية للسلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري ( أبو طويرق ) 5كما حصص الفصل الاخير للزهد الأباضي والمعتزلي في حضرموت في العصر الوسيط ومدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة ‘وهو حديث ذو شجون ٤ولعله‏ أقرب ما يكون دراسة تطبيقية للمسار المذهبي العقائدي للدراسة كلها. ل يتوقف :سوف تلاحظ أن حديث هذه الدراسةعزيزي القارئ الكر عند القرن العاشر الهجري & كما هو محدد في عنوانما، بل استمر ليشمل أوضاعا هي من صميم حياتنا المعاصرة & وما ذلك إلا لأن تلك الأوضاع ليست إلا استمرارا لما سبق من مسار تاريخي فلو لا ما سبق س لما كان مالحق & وبهذا يمكن ((٢٥ اليوم ئ رغم سكو تناالذمي حىالمول إن هذه الدراسة تشمل تاريخ حضرموت عن الحديث -تحديدا -عن القرون ما بعد القرن العاشر الهجري. انس في ختام هذه الدراسة & أن أرفقها ملحق تحت مسمى ( حوار في الصحافة ووثائق ) } يشمل على ما دار من نقاش وجدل وحوار & منذ أول محاولة للحديث عن ( مشروع الرؤية )، لتنظر بعقلك فيما نظرته في هذه الدراسة، ولتقف على تباين المواقف مما قرأت توا » ثم تصدر حكما -سلباً أو إيجابا = يمتلك حيثياته ومسبباته، تستطيع به أن تسد نقصا ( في الكلام ) حول تاريخنا وتراثنا الذي أقترب من أن يكون مسكوتا عنه... والله الموفق.. المؤلف ((٢٦ الباب الآول من القرن الأول حتى القرن الخامس الهجرى أقول ماذا يا نسيم الجخوبأقول ماذا يا نسيم الصبا والصمت أقسى من حساب الذنوبالحرف يحسو قينه في فمي تراوغ الأعمى عجوز لوبوهذه الأحلام تفوي كما من علم المنشود فن الهرربياشمس هل يدري الضحى والدجى المآسي ضرربفرقا ‘ لكن لا أرى..... كر له مأساته عبد الله البردوني [ من ديوان كائنات الشوق الآخر] العصر الأباضي الخالص ١٦٢٩ه۔ ‏ ٤٠٠ه موقع حضرموت وحدودها : جاء فيى دائرة المعارف البريطانية :أن اسم حضرموت ضارب في القدم © وقد ورد في سفر التكوين :هزر ما فيت بن قحطان، وتذكر الموارد اليونانية أن بلاد اللبان تذكر بأن اسمها ( :ادراميتا) و ( خادراموي ) & وكان هذا الإقليم بكل تأكيد ينعم برخاء عظيم ومدنية متقدمة جدا فى العصر السالفة 0كما تدل على ذلك الخرائب المتعددة المكتشفة في وادي. دوعن وعد(""". تقع حضرموت في وسط جنوب الجزيرة العربية 0تطل حدودها الحنوبية على بحر العرب، ومن الشمال صحراء الربع الخالي، ومن الخنوب الشرقي عمان » ومن الجنوب الغربي منطقة أبين، لهذا فهي تمتد من أبين في الحنوب الغربي، إلى عمان في الجنوب الشرقي، ومن صحراء الصيهد الفاصلة بين مأرب وحضرموت في الغرب الشمالي والصحراء الممتدة من منطقة العبر في الغرب الشمالى إلى منطقة مقشن في الشرق الشمالي. تنقسم حضرموت طبيعيا إلى قسمين :وادي حضرموت ( حضرموت الداخل )، والشحر ( حضرموت الساحل ) & ويشمل وادي حضرموت على شبوة والعبر وأودية عرمة ودهر ورخية والسور وعمد و دوعن والعين و منوب وسر وبن علي وجعيمة والمسيلة والجخول الذي تنحدر منه مياه هذه الأودية. ويشمل الساحل :المهرة وظفار 5إضافة للى إقليم الشحر المنتهي بابين في الغرب :7‏(٢ الجنوبي ((٢٨ : إسلام حضرموت عمرت المملكة الحضرمية القديمة من الألف الأول قبل الميلاد على أقل تقدير 3حت أوائل القرن الرابع الميلادي & بعدها دخلت حضرموت في إطار الدولة الحميرية القن سرعان ما ضعفت & مفسحة الحال لنمو دور الإقبال المحليين الذين شكلوا وحدات قبلية مستقلة. فى هذه الفترة شهدت حضرموت الحجرة الواسعة للقبائل الكندية من وسط الجزيرة العربية إليها الأمر الذي زاد من عوامل التفكك والتشتت للجماعات الي يتكون منها المجتمع الحضرمي، إضافة إلى تزايد دور الأعراب وتنظيماتمم القبلية والمؤسسات والقيم المرتبطة بما في المنطقة. وفي هذه الفترة شهدت حضرموت لنميار الاعتقاد القدتم بالإلهية الكوكبية الرسمية لأهل حضرموتڵ الي تمثله الإله ( سين ) أله القمر، وتسربت إليها الديانات اليهودية والمسيحية، وانتشرت في أغلب المناطق الحضرمية‘ وعلى حساب المعتقدات القديمة السابقة. ‏<‘٢٦ في جزيرةوفي النصف الثاني من القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام العرب، وكان ذلك بدء مرحلة جديدة في تاريخ العرب وغيرهم من الشعوب } وفي السنة العاشرة من الهجرة النبوية الشريفة توجهت وفود حضرموت إلى الحجاز لإعلان دخولها في الدين الحديد © كان وفد كندة برئاسة الأشعث بن قيس، في حين كان وفد حضرموت القبيلة برئاسة وائل بن حجر، وإضافة إلى وفود المهرة والقبائل الأخرى. ((٢٩ دخلت حضرموت الإسلام، ثم حدثت في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق أزمة بين أهلها والقيادة الإسلامية في المدينة } تلك الأزمة ال أطلق عليه البعض حروب الردة & والبعض حروب العصيان & ويرى الأستاذ المؤرخ الصبان أنما رفض الانقياد وهو رفض للواقع السياسي وعدم ارتضاء بانحصار الحكم في المدينة ""(. شهدت حضرموت بعد انتشار الإسلام فيها نزوح كبير لأغلب سكانما للمشاركة في الفتوحات الإسلامية 0وأدوار الحضارمة ساطعة بوصفهم قادة فاتحين وقضاة في مختلف أصقاع الإسلام. كما عرفت حضرموت الحركات الإسلامية الدينية المختلفة القن كان يمور بما العالم الإسلامي، فقد تسربت إليها قي وقت مبكر من القرن الثاني الهجري أفكار الأباضية الى أصبحت العقيدة المهيمنة فيها منذ ذلك الوقت & إضافة إلى المذاهب الن كانت محاربة ومطاردة من الدولة الأموية. كان من نتائج هزيمة حضرموت فيما يسمى حروب ردة © وهجرة القبائل الحضرمية للمشاركة في الفتوحات الإسلامية، أن فقدت بعض القبائل المهمة دورها و وضعها المتميز فيها 3وأصبح الولاء للدين (المذهب) أكثر منه للقبيلة. الأباضيت في حضرموت : تنسب الأباضية إلى الإمام عبد الله بن أباض التميمي الذي عاش في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وكان قد اشترك يوما ما مع المحكمة الأولى ( الخوارج )، وكان من زعمائهم، مثله مثل نافع بن الأزرق ونجدة بن عامر الحنفي } للدفاع عن مكة بجانب عبد الله بن الزبير ضد الأمويين & ثم تعرض )(٢٠ بعد ذلك للسجن مع من شارك معه، وهم يعدون بمائة وأربعين سجينا. وبعد ذلك السجن © خرج الإمام ابن أباض على عبدالملك بن مروان & فوجه إليه عبدالله بن محمد بن عطية، فقاتله وهزمه وقتله ء وقد كان لمقتل الإمام ابن أباض أثر كبير في إتباع أسلوب العمل السري والعمل به في نشر الدعوة الأباضية في الأطراف البعيدة في جنوب الجحزيرة العربية والمغرب العربي. ولقد اتخذت البصرة مركزا للدعوة الأباضية & ومنها ينطلق الدعاة الذين أصول الدعوة علىيعرفون بحملة العلم & ويتوجهون إلى الأمصار بعد تلقينهم أيدي فقهاء المذهب وشيوخه. والمعروف أن أنصار المذهب بالبصرة كانوا يمارسون مهامهم في سرية وكتمان، فكانت مجالسهم في سراديب تحت الأرض، وإمعاناً في التخفي © كان يجلس أمام السرداب رجل يعمل ( القفاف ) وعلى فمه سلسلة يحركها إذا رأى شخصا مقبلا، لينبه من بالداخل على التزام الصمت حت يمر من يشتبه في أمره. وغالبا ما كانت هذه الجالس تقام في بيوت النسوة العجائز منعا للاشتباه ث بل إن رواد تلك الجالس كانوا يتنتكرون في زي النساء © وتطلق المصادر الأباضية على هذه الحالس أسم ( الحلقة )، وفيها يتلقى الأتباع الأصول والفروع والسير والتوحيد والشريعة وآراء الفرق الأخرى & إلى جانب علوم اللغة والفلك والرياضيات، فضلا عن تبصيرهم بفنون الحكم وأساليب السياسة وإعدادهم لتلقي المناصب والاضطلاع بأعبائها عند الظهور، وبعد ذلك يشرعون في المجاهرة بالعمل إذا ما توفرت لهم ما يوجب به التولية عليهم من العدة والرجال & ويرجع الفضل في تنظيم أسلوب الدعوة الأباضية إلى الإمام جابر بن زيد _ ٢١ه‏ ٩١ -ه‏ حت أن بعضهم يعتبره أول الأئمة بعد عبد الله بن أباض © (3 ويبدو أن النشاط الأباضي فى عهد الإمام جابر كان يمثل ضغطا وقلق على الحجاج بن يوسف النقفي، لهذا نجده يعمد إلى نفيه إلى عمان مع أحد مشائخ الدعوة المسمى ( هبيرة ). وقد خلف الإمام جابر في قيادة الدعوة أحد تلاميذه البارزين المعروف بأبي عبيده مسلم بن أبي كريمة } الذي نصب نفسه لتعليم العلم 5بعد أن ظل يتلقى العلم أربعين سنة & وقد تصدى أبو عبيدة لتنظيم الأباضية وتنظيم أسلوب الدعوة، يساعده في ذلك كبار أعوانه & مثل أبي نوح وأبي مودود حاجب والربيع بن حبيب. ولقد كان أبو عبيدة صاحب عقل مرتب ومنظم 3خطط للأباضية ودبر ونظم وجمع الأموال الكثيرة وتمكن من شراء الأسلحة والمعدات لتظهر ي الوقت المناسب لاستخدامها في الاستعانة على ظهور المذهب الأباضي 0وقد استطاع أعوانه نشر المذهب في أطراف اليمن والمغرب & بل استطاعوا إعلان إمامة الظهور في حضرموت في سنة١٢٩ -ه‏ وفي المغرب سنة ١٤٠ -ه‏ .وييدو أن حسن التنظيم وسرية العمل والقيادة الحكيمة لرجال المذهب قد ساعدت على انتشاره، سواءُ فى عهد إمامة جابر أو إمامة أبو عبيدة. على أن الأسباب الي أدت إلى نجاح الدعوة الأباضية في عهد أبي عبيدة، في أواخر العصر الأموي } تكمن فيما يلي : ‏ ١نظرة أبي عبيدة ودراسته المستوعبة لمشكلات المناطق ال كانت مستاءة من الحكم الأموي & وعلاقة هذه المناطق بالسلطة المركزية ح من حيث القوة والضعف، فقد أدرك أبو عبيدة أن الدولة الأموية في طريقها إلى الزوال © وأشار إلى أباضية حضرموت بالتعجيل بالثورة ث ولم يخطط لقيامها في البصرة © رغم أنما المركز الأم } لأسباب أهمها قرب البصرة من مراكز الحكم القوية ووجود عدد من الأحزاب الأخرى. )(٢٢ القيادة الجماعية للدعوة } إذ توفرت بجحموعة من مشايخ المذهب كمجلس‏٢ شورى، من ذوي القدرات التنظيمية © في مساعدة الإمام أبي عبيدة، مثل صمام بن سائب وأبي الحر بن الحصين وحاجب الذي كان مسئولا عن جميع النشاطات العسكرية وقد قام بجمع المال والسلاح للثورة بحضرموت .‏ ١٢٩هسنة المقدرة الفكرية ال تمتع بما الدعاة الأباضية وجذيمم لقلوب الناس إلى‏٣ مذهبهم } فقد كان أبو عبيدة عالما بليغاً وفقيها بارزا ى وكان سلفه جابر بن زيد من علماء الحديث ورجال الفقه الإسلامي الكبار. ‏ ٤الإخلاص والولاء العميق الغور لهؤلاء القادة الذين أوقفوا حياتمم على الدعوة لمذهبهم & دون أية دوافع أو رغبات اجتماعية أو مادية 0كقول أحد دعاة المذهب ف المغرب ( :وددت أن يظهر هذا الأمر -ف المغرب -من غدوة إلى ليل، فما أبالي ضربة عنقي ). -٥۔‏ صلابة الدعاة قي مرحلة الكتمان والتخحفي وقدرتمم على التنظيم السري } رغم تعرضهم لصنوف التعذيب } وقد ظهر هذا واضحا من مواقف الدعاة الصلبة وعدم التصريح بوجود مثل هذا التنظيم ح مما جعل السلطتين الأموية والعباسية لا تعير أدين اهتمام سياسي أو عسكري لهذه القوة المتنامية في السر |والخفا ,‏0٢٤١ لقد كانت من ثمرة ذلك التنظيم الأباضي الدقيق والخهود المضنية والإخلاص لقضيتهم، أن قامت ثورة الإمام عبد الله بن يحيى الكندي الأباضية في ك دون إراقة قطرة دمسنة ١٢٩ -ه‏، وسادت حضرموتحضرموت واحدة } ثم اتجهت تلك الثورة إلى صنعاء واستولت عليها 3ثم اتجهت إلى )(٢٢ الحجاز واستولت على مكة والمدينة في طريقها إلى الشام لإسقاط دولة بيي أمية & كما سوف نرى. كما كانت من نمرة تلك الجهود المناوئة لبى أمية } قيام الثورة الصفرية 3قي عمان بقيادة الإمام شيبان اليشكري“"" متزامنة مع ثورة حضرموت وكذلك قيام الدولة الرستمية الأباضية في المغرب سنة -‏ ١٤٠ه اليي استمرت طويل حت قضى عليها الفاطميون سنة _ ٢٩٦ه‏، كما قامت هناك أيضا سنة‏ ٤٠‏ه ١واستمرت حقدولة بن مدرار الصفرية الخارجية سنة حين قضى عليها الفاطميون أيضا، ويبقى أن تقول إن المذهب‏ ٩ه الأباضي لازال قائماً إلى اليوم ث وهو مذهب أهل عمان وجنوب طرابلس في للغرب وجبل نفوسة في ليبيا وبعض مناطق الجزائر ي كل ذلك كان ثمرة تلك الجهود من التنظيم والدعوة الي قادها المركز الرئيسي في البصرة. إمامت عبد النه بن يحيى الكندي( طالب الحق ) بحضرموت ؛(“'٨‏ هو الإمام القاضي عبد الله بن ييى الكندي } ينتمي إلى قبيلة كندة الرفيعة النسب والمكانة 3وأحد دعاة المذهب الأباضي الذين قاموا بنشره بشكل نشط في جنوب الحزيرة العربية منذ عهد الإمام جابر بن زيد الأزدي المتوقي سنة _ ٩٢ه‏ إمام المذهب في مركز الدعوة في البصرة، وظل الإمام الكندي داعية المذهب في عهد خلفه الإمام أبي عبيدة بن مسلم بن كريمة التميمي الذي كان من تلاميذه عدد من الحضارمة } منهم وائل بن أيوب الحضرمي أحد مشاهير العلماء الأباضية الحضارمة. ((٣٤ مواطنيه قبل قيام ثورتهقام الإمام الكندي بنشر المذهب بين صفوف لاقىث وقدقبل الثورةفي حضرموتمتولي القضاء© وقد كانبفترة طويلة قبو لا واسعًا لدى الحضارمة بجميع فئاتمم 3اختياره إماما للأباضية قى حضرموت وقد حضر مبايعته الإمام الأباضي العماني الجخلندي بن مسعود ""‘، قاد الإمام الكندي الثورة الأباضية قي حضرموت على الحكم الأموي سنة _ ١٢٩ه‏ 3 وقد اختار هو أبا حمزة المختار الذي كان أحد قيادة المركز في البصرة، قائدا لقوات الثورة 3وكان يساعده في قيادة الثورة الأئمة :عبد الله بن سعيد . الحميريبن حرب 0بىالحضرمي ئ أبرهة بن الصباح عوامل تجاح تورة طالب الحق : رأت قيادة الحركة الأباضية في البصرة أن منطقة جنوب الحزيرة العربية مؤهلة قبل غيرها لقبول الدعوة والانتصار لها، للأسباب التالية : ‏ -١موقعها البعيد عن مركز الخلافة الأموية. العشائررؤساءعبرالمذهبنشرعلىالمساعدالقبليالتركيب‏٢ ووجهائها. ‏ ٢فساد الولاة الأمويين ونفور الناس من نظام الحكم. ‏ ٤الأوضاع الاقتصادية السيئة في المنطقة وغلبة الفقر على أهلها & بعد تحول النقل الاقتصادي إلى الحجاز والشام 0وأصبح جنوب الزيرة لا يلعب أي دور في الاقتصاد أو السياسة. كل تلك الظروف والعوامل كانت مناسبة لنشر المذهب لما تحمله دعوته من مبادئ المساواة والعدالة ورفض الظلم والخور. ((٢٥ ، أعلمحين رأى الإمام الكندي أن الظروف مساعدة على قيام النورة القيادة الأباضية في البصرة بذلك » فأرسلوا له بالموافقة على بدء الثورة في أسرع وقت ممكن، ولقد كان الاختيار الزم للثورة موفقا جدا } فالخيوش الأموية و لم يكنمشغولة بالقضاء على الثورات والفتن المتوالية في مختلف مناطق الخلافة باستطاعتها التوجه فورا فى ذلك الوقت إلى جنوب الجزيرة } وفي هذه الظروف الحرجة اليي كانت تعصف بحكم ب أمية في دمشق، كانت الدعوة الأباضية في سباق مع الدعوة العباسية للقضاء على الدولة الأموية. قدمت من البصرة إلى حضرموت فرق من المقاتلين الأباضيين بقيادة الأزديين أبي حمزة المختار وبلج بن عقبة، لمساعدة إخوانهم في العقيدة ث كما تبرع أباضيو البصرة بالمال والسلاح لمساندة الثورة الحضرمية © وقد استطاع الثوار السيطرة على حضرموت كلها دون أن تراق في سبيل ذلك دماء © وأخذ أنصار الثورة يتكائرون يوما بعد يوم، ولقب الثوار الإمام الكندي بلقب طالب الحق. انتشر لهيب الثورة بسرعة إلى كافة مناطق اليمن، ففي السنة نفسها ‏ ٩ه أتصل طالب الحق بأنصاره في صنعاء، وتوجه إليها بجيش & بعد أن ، وقد استطاععين الإمام عبد الله بن سعيد الحضرمي واليا على حضرموت طالب الحق تحطيم قوة عامل الأمويين على صنعاء في المعارك الي دارت بالقرب من ( لحج ) وحول أسوار صنعاء، وفر عامل الأمويين. وبعد أن سيطر الإمام الكندي على الأوضاع، دخل جامع صنعاء وألقى فيهم خطبة دعاهم فيها إلى إتباع تعاليم الإسلام الأساسية، وقد صنف السكان الذين يتولى أمرهم إلى ثلاث بجموعات :الأولى قبلت المذهب الأباضي وانضمت إلى جيشه، وقد وعدها بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، والثانية قبلت المذهب ولكنها لا ((٣٦ ترغب ف المشاركة في الثورة 3وقد دعاها إلى نشر المذهب والدعاية له، والثالثة رفضت قبول المذهب، ولكنها وقفت موقف المحايد © وقد وعدها بحماية أرواحها وأموالها 3ذكر ذلك البلاذري في المخطوطة من كتابه ( أنساب الأشراف ). وقد كان من نتائج هذه السياسة المرنة المتسامحة تجاه غير الأباضيين، ارتفاع نسبة أنصاره من أهل صنعاء بعد أشهر قليلة من استيلائه عليها، ثم أصدر طالب الحق أمره بجلب خزينة بيت المال ال كانت بحوزة الوالي الأموي إلى المسجد } ووزع ما فيه من المال على الفقراء © و لم يأخذ أحد من أفراد جيشه شيئا منها & وهو بمذا العمل قد عمل على كسب أفقر سكان صععاء إلى جانبه وجعلهم من أنصاره، إلى جانب أن هذه الفئات كانت بطبيعتها تقف مع أية حركة ضد النظام الأموي، بحكم وضعها الاقتصادي، لهذا 0فقد كان الفقراء من الحلفاء الأساسيين للحركة الأباضية ويشكلون القوة الأساسية لحركة الإمام طالب الحق الكندي © حت لنجد أن الفرقة العسكرية الن توجهت من صععاء إلى الحجاز سكان المدينةتتكون في أغلبها من الشباب المتحمس للمذهب & وقد وصف المنورة هؤلاء الشباب المنحدرين من قبائل الحنوب البدوية شبه المستقرة } بأممم أعراب جفاه، وقد وصفهم أبو حمزة المختار بأئمم ( يتعاورون لحاف واحدا ) لشدة حالم. تولى أبو حمزة المختار قيادة كل الفرق اليي توجهت إلى الحجاز لاحتلاله 3 وقد وصل الأباضيون إلى مكة مع بداية موسم الحج، ووافق أبو حمزة بعد التفاوض مع عامل الأمويين على الحرمين، عبد الوحيد بن سليمان & على عقد هدنة حت انتهاء الحج 0وفي الثاني عشر من ذي الحجة ومع مغادرة أول قافلة حج، خرج عبد الوحيد من مكة المكرمة، مسلما المدينة بدون قتال إلى القوات ((٢٧ الأباضية، مما أغضب الخليفة الأموي الذي عزل عبد الوحيد وعين عامله على المدينة عبدالعزيز بن عمر بن عبد العزيز، وأمره بقتال القوات الأباضية. جمع عبدالعزيز المتطوعين من قريش والأنصار حيت بلغ عددهم ثمانية آلاف مقاتل 5أرسلهم إلى مكة لقتال الأباضبين، إلا آنه رغم كثرة عددهم، لم يكونوا على دراية بفنون القتال، لهذا انمزموا هزيمة شنيعة من قبل الأباضيين في المعركة ال وقعت في قرية ( قديد ) يوم الخميس التاسع من صفر سنة _ ١٣٠ه‏. وعلى أية حال } فقد كانت خسائر أهل المدينة كبيرة وفادحة في الأرواح & فقد بلغت خسائرهم أربعة آلاف قتيل 3وقد احتلت القوات الأباضية المدينة بدون ‏ ٣٠‏ه. ١قتال قي الثالث عشر من صفر سنة _ كان احتلال المدينة ضربة قاسية للخليفة الأموي في دمشق & وجرح كبير في جبين وشرف الخلافة، لهذا سارع إلى إرسال جيش إلى الحجاز قوامه أربعة آلاف مقاتل ء جلهم من أهل الشام، بقيادة عبد الملك بن عطية الذي أعترضه القائد الأباضي بلج بن عقبة في ستمائة مقاتل، واستطاع ابن عطية أن يهزمه © وقتل بلج وجميع قواته تقريبا في معركة أم القرى، وغادر القائد العام للقوات الأباضية أبو حمزة المختار المدينة إلى مكة & بعد أن ترك فيها المفضل أحد أعوانه مع بجموعة من المقاتلين. توجه ابن عطية بعد شهر من ذلك إلى المدينة ث وهزم القوات الأباضية وأحتل مكة وقتل أبو حمزة وأبرهة وجميع أنصارهما 3وبعد ذلك بشهرين توجه ابن عطية إلى اليمن للقضاء على طالب الحق وقواته. حيث دارت بين الطرفين معركة على الطريق بين صنعاء والحجاز، قتل فيها طالب الحق وهزمت قواته & ودخل ابن عطية صنعاء بدون قتال. ((٢٨ توجه بعد ذلك ابن عطية إلى ( الجند ) لمواجهة المقاومة اليمنية الي كانت بقيادة على بن عبد الله الكلاعي أحد أعوان طالب الحق & وقد استطاع إلحاق الهزيمة به & واضطر الكلاعي الفرار إلى عدن مع جمع من أنصاره ء حيث قتلوا جميعا بالقرب منها. وعلى الساحل الشرقي لمدينة عدن © نظم يحيى بن كرب مقاومة الأباضيين هناك 0واستطاعت القوات الأموية أن تمزمه، وفرت الفرق الناجية إلى حضرموت. وتي حضرموت قرر الإمام عبد الله بن سعيد الحضرمي، عامل طالب الحق عليها أن يستعد مسبقا للدفاع، فخرج من مدينة شبام 3ونزل بجيشه في الصحراء إلى الغرب من شبام، لملاقاة جيش ابن عطية القادم إلى حضرموت }} بعد أن جمع ما يكفي من الأغذية والسلاح، وتركها بمدينة شبام، و لم يستطع أي من الفريقين أن يحقق نصرا في اليوم الأول من المعركة 3وفي اليوم الثان استطاع ابن عطية ان يتجاوز معسكر الأباضيين ليلا ويتسلل إلى شبام، وتمكن من احتلالها والاستيلاء على ما فيها من المؤنة الي جمعها الإمام الحضرمي & غير أن الثوار تمكنوا من حصار ابن عطية وقواته © وتحولت شبام إلى سجن مغلق على قوات الأموية 3وهو الأمر الذي اضطر ابن عطية إلى عقد صلح مع الأباضيين الحضارمة © وعلى إرجاع ما أخذ من ممتلكاتمم © وأعطي له الأمان في الخروج من حضرموت في بجموعة من جماعته 3فخرج متوجها إلى الحجاز للحاق بموسم الحج، غير أن فرقة أباضية تبعته والتقت به بالقرب من ديار ب تلته وجميع من معه. ق&مفراد }جازلهحعلى اامل عندما علم عبد الرحمن بن يزيد، قريب ابن عطية وع بمقتله » جهز حملة تأديبية بقيادة شعيب البارقي على حضرموت © حيث أعملت ((٣٩ القتل في الحضارمة بمنتهى القسوة والحشية } إضافة إلى خسائر كبيرة في الأموال والممتلكات. وبمذا تكون ثورة الإمام طالب الحق قد استمرت زهاء عام ونصف، وحمدت ف بداية سنة _ ١٣١ه‏ » ولقد كانت الأزمة السياسية الطاحنة الت أطاحت ني النهاية بالدولة الأموية بعد أقل من عامين على مقتل طالب الحق، حجر عثرة أمام القضاء على الحركة الأباضية الحضرمية } ولقد استطاعت الدعوة الأباضية مواصلة انتشارها وتعمقها في وعي أبناء المدن والبوادي، إضافة إلى ان الظروف الجغرافية من حيث بعد حضرموت عن مراكز الخلافة كان لها دور كبير في حماية المذهب والحركة واستمرار قوقما. حضرموت في العصر العباسي الأول : أهتم العباسيون في سني حكمهم الأولى بتركيز كافة جهودهم على تعزيز سلطتهم في المناطق الرئيسية لدولة الخلافة، و لم تتصدر قائمة اهتماماتمم مسألة حاربة أباضيي جنوب الزيرة العريية 2وال لا تشكل أي خطر على نظام الحكم الجديد 2ولكن هذا الهدوء النسي لم يستمر طويل قي حضرموت } ففي سنة _١٣٥ه‏ _ قام أباضيو حضرموت بتأييد الإمام الجلندي بن مسعود الأباضي العماني & واعترفوا له بالإمامة عليهم } وبعد هزيمة الإمام أبن مسعود ومقتله } قرر العباسيون توجيه ضربة قاضية إلى أنصاره الحضارمة } فتوجه معن بن زائدة الشيباني عامل الخليفة المنصور على اليمن سنة _ ‏ ٤١‏ه _ ١إلى حضرموت « وقام بأعمال السيف في أهلها وقتل أعدادا كبيرة منهم & بعد تلك الحملة ظلت ((٤٠ © والفعلية لحكم القبائلالعباسيةالاسمية للخلافةالسلطة تحتحضرموت والعشائر 3وظل المذهب الأباضي هو مذهب أهلها. في ماية القرن الثان الهجري، ظهرت من جديد الإمامة الأباضية في حضرموت & حيث برز الإمام الوارث بن كعب الحضرمي إمام المنطقة © وقي بداية القرن الثالث استطاع ابن زياد عامل المأمون على اليمن سنة ‏ ٠٢٣‏ه ٢٦أن والشحر مدة قصيرة إلى سلطته 3ولكن تلك السلطة كانتيضم حضرموت اسمية وشكلية وحسب، لهذا فإن القول بأن حضرموت والشحر استمرت تحت حكم آل زياد } إنما هو قول ليس له أساس من الصحة، نظرا لسيطرة حكم العشائر عليها. وفي عهد الإمام العماني الأباضي المهنا بن جعفر سنة ٢٢٦ه‏ دخلت حضرموت مرة أخرى ف إطار الإمامة العمانية 0بينما كانت الشحر والمهرة تابعة لعمان قبل تبعية وادي حضرموت بوالي عشرين عاما & ولعل للحملات العسكرية المتوالية عليها من قبل عمال الخلفاء ء وكذا حملات الحكام المستقلين في اليمن، ابتداء من القرن الثالث، من الدواعي ال اضطرت أباضيي حضرموت إلى طلب مساندة أهل عمان أخوانمم في العقيدة & والدخول معهم في حلف دفاع مشترك من خلال الانضمام تحت لواء القيادة العمانية. ‏ ٣٣٤ه_وفي القرن الرابع الهجري & يذكر الحمدايي المتوقى سنة ولكنه( أن زمام الأباضية الذي يأمر وينهي في حضرموت في مدينة دوعن " م يذكر اسم ذلك الإمام & كما أن المؤرخ المقدسي المتوق سنة _ ٢٣٨٠ه‏ _ يذكر في كتابه ( أحسن التقاسيم ) الذي ألفه سنة _ ٣٧٥ه‏ ( :أن الحضارمة لهم في الخير رغبة ءزلا أنمم شراة ×ث"© ع ومن قول الهمداني والمقدسي } نفهم سيادة المذهب الأباضي على حضرموت ف القرن الرابع الهجري. ((٤١ ولقد حاول المؤرخ ( الحامد ) أن يرسم صورة للسيطرة والسيادة الأباضية على حضرموت في القرن الرابع 3فقال ( :ولما كان للأباضية في ذلك الحين من الحول والطول وتغلب الأكثرية 3فقد كانت دفة السياسة الحضرمية المباشرة بأيديهم تقريبا فيما يظن، وعلى افتراض أن هناك حزبا ضد الأباضية، فإن هذا الحزب وهذه الفئة الأقلية 5لم يكن لهما الصوت الظاهر ولا الكلمة العالية © بل كانت مغمورة في عباب الأباضية المتكاثرة، متروية لا تكاد تصارح برأي ولا تجاهر بعقيدة )(‘") وإذن، فلنفادر حضرموت في هاية القرن الرابع الهجري © وهي تموج في ( عباب الأباضية المتكاثرة ). ((٤٦٢ الأباضية.. في القرن الخامس الهجري ر يذودون عن أديانمم كل معتد ×× فويل لمن في الحرب يلقى الحضارما ) الإما م الجامد ابو إسحاق امحمدا / 7لحضرمى حضرموت في القرن الخامس الهجري (ظهورأنظمت الحكم الوسيط المتطورة والصدام الأباضي -الاسماعيلي (الصليحي) : شهد القرن الخامس ظهور دول جديدة في اليمن © ففي سنة ٤١٢ه‏ ظهرت دولة بيي نجاح الت قامت على أنقاض دولة بني زياد في تمامة 0وقد شجع نجاح مذهب أهل السنة & وكان نبحاح نفسه شافعي المذهب & وانتهت هذه _ وظهرت الدولة الصليحية برئاسة الزعيم‏ ٤٥٤هالدولة قي حدود سنة _ الفاطمي علي بن محمد الصليحي، واستمرت هذه الدولة حت سنة _ ٥٢٣٢ه‏_ غزا المكرم الصليحي عدن وأخرج منها ب‏ ٤٧٠هوفي حدود سنة _ معن © وولى العباس مسعود بن المكرم، وبذلك بدأت دولة بني زريع، الي انتهى حكمها سنة _ ‏ ٦٩‏_ه ٥على يد الأيوبيين © وفي أواخر هذا القرن فى سنة ٤٩٢ه_‏ بدأت دولة آل حاتم في صنعاء 3وقد ظهرت هذه الدولة في وهن يدعلى_٥٦٩ه_‏سنة، وانتهىم حكمهاالدولة الصليحيةوضعف ١ل يوبيين أيضا. ‎ .39 وقد كان فى حضرموت في بداية هذا القرن، دولة آل راشد ومقرها مدينة ر ترم )، ودولة آل دغار ومقرها مدينة ( شبام )، ودولة آل إقبال ومقرها مدينة ( الشحر ) ودولة آل منجوى ومقرها مدينة ( مرباط ). وإذا كان هناك إجماع لدى المراجع الحضرمية على أن قيام دولة آل راشد كان فى بداية هذا القرن، فإن هذه المراجع تضطرب بشأن دولة آل دغار في شبام، فهي تقول إن بداية ظهورها كان سنة _ ٤٦٠ه‏ _ » ثم نجدها تقول : ( لم تكن دولة آل دغار ال ظهرت سنة _ ٤٦٠ه‏ إنشاء لدولة جديدة لم يكن لها ماض بعد، وإنما إحياء لدولة اندثرت واستعادت بحد سابق ) 7 على أن هناك شهادة قاطعة على وجود دولة آل دغار في شبام منذ بداية ذلك القرن، وهذه الشهادة للإمام أبي إسحاق الهمداني الأباضي الذي ظهر في النصف الأول من ذلك القرن & وقاد المقاومة الحضرمية للغزو الصليحي & وكانت شبام دار إمامته، حيث يقول في شهادته : سلالة مهدي وكل مخالفسيعلم دغار بن أحمد والفتى يهزون بيضا كالبروق الخواطفإذا نزل المستنصرون بجحفل ودغار بن أحمد الذي يذكره أبو إسحاق هو الذي انتزع شبام من يد أبي اخ,إسحاق فيما بعد، ونفهم من قول أبي إسحاق ذاك & أن أبا إسحاق في بدا أمره، كان قد انتزع شبام من الدغار، ثم إن الدغار ظل ينازعه عليها ى حق ظفر يما مرة أخرى وانتزعها من يد أبي إسحاق، لتبقي بعد ذلك في يد آل دغار حت آخر عهدهم بما. وهكذا يكون ما قاله الأستاذ الحامد صحيحا © من حيث إن استعادة آل دغار لحكم شبام سنة ٤٦٠ه‏ _ إنما هو استعادة لحكم سابق لهم عليها 3أي ((٤٤ إنهم فقدوها بانتصار الأباضية عليهم بقيادة أبي إسحاق الذي تولى أمر الأباضية قي شبام وحضرموت. أما دولة آل فارس وتسمى أيضا دولة آل إقبال وأيضا آل راشد في الشحر، فإن المراجع الحضرمية تذكر أن دولتهم ظهرت ف بداية القرن السادس غير ان هذا القول غير مقبول لعدة أسباب أهمها :ان تلك المراجع لا تذكر لنا أحدا من أهل حضرموت حكم الشحر قبل آل فارس، وقد لاحظ المؤرخ الحداد ( :ولم بحد تفصيلا في ذلك فهي فترة من تاريخ& لهذا نجده يقولذلك الشحر ) ("" على أننا نرى بأن دولة آل إقبال كان بدء ظهورها بداية القرن الخامس & مثلها مثل دولة آل راشد في ترنم وآل دغار في شبام & فليس من المنطق في شيء أن لا يكون هناك حاكما لهذا الثغر الأساسي لحياة حضرموت ساحلها وداخلها، وإنما لابد له من حاكم ينظم تجارته ومكوسه ويراقب قوانينه وأنظمته. كما أنه ما كانت الأوضاع السياسية لتستقر لأهل الوادي لو لم تستقيم تلك الأوضاع في ميناء حضرموت الأساسي وهو ميناء الشحر & فهي بالنسبة لهم شريان الحياة. لهذا فإننا نرى أن أوضاع مدينة الشحر السياسية قبل ظهور إمامة آل إقبال فيها 0كانت من جنس تلك الأمامات الأباضية ال لاتشبه نظام الدولة في شيء القن سادت حضرموت خلال تلك الفترة ث على أن وجود هذه الإمامة الأباضية في الشحر، هو الذي يضمن تحقيق المصالح الحيوية للأمامات الأباضية في وادي حضرموت آ وبالتالي فإن هذا الوجود تفرضه طبيعة الأوضاع المذهبية الأباضية السائدة قي حضرموت عامة & كما أن تحول مذهب السلطة في الشحر عن المذهب الأباضي يعي ضمان تحقيق مصالح مذهبية وسلطوية غير أباضية. ((٤٥ كما أنه من المهم هنا القول :إذا كانت تلك الفترة أباضية بالضرورة في الشحر المشقار ل فإنه لا محالة من أن تكون الإمامة فيها لقبيلة (ئعين) سكان المنطقة وأهل العصبية والغلبة فيها 7خاصة وأن أباضية تلك القبيلة ظلت ثابتة مستقرة في والملشقاص على الأقل 0ح القرن العاشر الهجري تحت قيادة آل أبي دجانة & وهكذا نفهم كيف كان قيام إمامة آل إقبال في الشحر نقلة نوعية في نظام الحكم ق ذلك الميناء الحيوي الهام. أما إمامة آل منجوي في ظفار، فإن المؤرخ الحداد يقول إنما ظهرت قبل ٢٢ ")٤٨٠ه_سنة‎ حدد سنة معينة & وإنما جعلها مفتوحة على ما قبل ذلك التاريخ ‏٤و ونحن نميل إلى أن ظهورها كان في بداية القرن الخامس وليس كما ذهب الأستاذ الحامد إلى أن ذلك كان في بداية القرن السادس. قبل ظهوروإذا كانت السلطات الإمامية الأباضية في حضرموت السلطات الحديدة في بداية القرن الخامس، لم تكن تشبه نظام الدولة في شيء 3 فإن ظهور السلطات الجديدة في بداية ذلك القرن يعد من أبرز العلامات المميزة الوسيطةالمبكرة إلى العصورمن العصور الوسيطةلانتقال حضرموت المتطورة ("" كما يرى ذلك الأستاذ سرجيس فرنتسوزوف & وسوف نرى في فصول لاحقة ليس صحة رؤية الأستاذ سرجيس فرنتسوزوف في تطور نظام الحكم في الإمامات الحضرمية الجديدة ى فحسب، بل وأيضاً سوف نرى أن ذلك التطور لم يكن إلا نتيجة تطور مذهي عقائدي & قامت على أساسه تلك الدول الجديدة في القرن الخامس الهجري. (()٤٦ الأباضيح قي القرن الخامس الهجري قي حضرموت والقزو الصليحي : فى بداية هذا القرن ظهرت الدولة الصليحية في اليمن، وهذه الدولة كانت على المذهب الشيعي الإسماعيلي ومتحالفة مع الدولة الإسماعيلية الفاطمية قي مصر ‘ وقد استطاعت الدولة الصليحية السيطرة على كل اليمن © وكانت حضرموت آخر ما استولت عليه & لابتعادها عنها 3ولكنها استطاعت إخضاعها _ بعد معارك وقتال عنيف شرس قاده الإمام أبو إسحاق‏ ٤٥٥هسنة _ إبراهيم بن قيس بن سليمان الحمدان الحضرمي الأباضي : قال عنه الشيخ سليمان الباروني المغربي (ت ١٩١٤م‏ ) في تقديم ديوانه : ( الإمام العلامة الورع الباسل الشاري & كان والده ممن عليه المعول في حضرموت ونواحيها مسموع الكلمة، مطاع في الأمر والنهي، عالما ورعا زاهدا متقشفا مع الغين الواسع، لا يستمليه زخرف الدنيا وزهرتما، قاهر النفس مواطنا لها على العبادة مع القيام بواجب الإصلاح، ذا هيبة في قومه وبسالة في مواطن الدفاع والذود عن الدين :وقد عين قيس بتربية ولده إبراهيم أحسن تربية 0وعلمه كل ما يمكن الحصول عليه من علم ذلك العصر وآدابه 3وأمره بالدرس والتحصيل على كبار علماء عصره، حت نبغ وتفوق وصار أعلى من أبيه شانا وأعظم جاها، و أوسع إطلاعا وأئبت جاشا وأشد إقداما 0وشب إبراهيم سالكا سيرة والده في الورع والزهد وحسن السيرة والاستقامة والرغبة في الإصلاح الديني والاجتماعي & وكان نبوغه المبكر وحسن استعداده ووفرة ذكائه ورجاحة عقله، من الأسباب والعوامل ال هيأته للمهام الت أضطلع بما فيما بعد. لا يعرف بالضبط السنة ال ولد فيها 0غير آنه في حكم المؤكد أنه عاش في النصف الأول من القرن الخامس الهجري & فقد ذكر البارون أن مبدأ ظهوره ((٤٧ كان في حياة والده في صدر الخمسين الثانية من المائة الخامسة، أي مبدأ استقلاله بالأمر 2وإلا فقد كان عاملا للخليل بن شادان والإمام راشد من أئمة الأباضية بعمان قبل ذلك '"(. وقال عنه المؤرخ بامطرف ( :من أئمة الأباضية، ولد في حضرموت 3 واستعان بالخليل بن شادان الإمام الأباضي بعمان } فأعانه بجند 3فاستولى على حضرموت باسم الخليل & وأقامه الخليل عاملا عليها، وأقره الإمام راشد بن سعيد، ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك & كان شجاعا جلدا على تحمل المشاق 3 انتقل إلى الهند. وكانت له غزوات في إقليم كجرات وأطراف السند حيث حاول نشر المذهب الأباضي في تلك البلاد ى وكانت وفاته بالهند على أغلب الأقوال، كان شاعرا له مصنفات منها : ( مختصر الخصال ) و ( سيف النقاد ) وهو ديوان شعر، على أن ديوانه يعتبر وثيقة هامة في تصوير الواقع الحضرمي في النصف الثاني من القرن الخامس، ولهذا سوف نعتمد على أشعاره في معرفة طبيعة الأمور في عصره :يقول أبو إسحاق عن مذهبه ونسبه ووطنه وأخلاقه" : ومن أين داري أنت يا أم حاتمفإن تسال عني وعن أهل مذهي فمرداس، والأوطان أرض الحضارمفإن من همدان أصلي وقدورتي أبت نفسه شتم الطغاة الاشاتمإنا الرجل الداعي إلى الحق الذي وأصبح يرجو الموت عند التصادمانا الرجل الشاري الذي باع نفسه ((٤٨ وهو يذكر بقدوته من كبار الأئمة الأباضية فيقول : ١ا‏ مفعمبالمقال‏ ١لباهرين‏ ١لقيام ‏ ١لقوممن ا لقوم‏ ١ني المتعمموالراسبي الشاريالمعلمحصنبديل وابنكابن الحضرمييحىوطالب الحق ابنالسيد القدمحويلوابن إنا لأهل الحق والتقدموابن حميد ذي الاناة الضيغفم ويقول في نفس المع : فيه الاكايسالجد فيما جدسوىفلا أرىالرجالخلقعلىخلقت ‏ ١لفخوارسوا لأربعبنأئمتنا البغاوسهم بنورخا فقريب وعن الوجود الأباضي في حضرموت وعمان، يقول : زعازعرياحهبتماعينلكفقلت ما يبكيك يا خود لا بكت البلاقعلما حوتهاوللعلماءحبلهالدين إذ رثبكيتفقالت وسارعواسائليهمانبواالعلممندقائقعنفأين الألى ان خوطبوا بميفعة قوم حوقمم ميافعفقلت لها :هم في شبام ومنهم بذي أصبح حيث الرضى والصمادعومنهمأناسمنهمهيننوفي ثم دافعوأرض عمان سيلهمبوادي حضرموت منهم جماعة وميفعةشبامأباضيا قوجوداهناكومن الأبيات السابقة نفهم أنه كان علىلشبامالإمامنفهم من تقلنمكماحضرموتأصبح وبواديوهينن وذي غيرها من المناطق، إنما كان لحضورها في ذهنه قبل غيرها © ولعل ذلك الحضور ليسالأباضي قي حضرموتإن الوجودكما أنه يقوليعود إل أيما مركز إمامته دافع 11سوا٥‏. سيلهم قي عمانأن© حيثق حجم ذلك الوجود قي عمان ()٤٩ وإذن } فمد كان في حضرموت في النصف الثاني من القرن الهجري الخامس منافس قوي للمذهب الأباضي، وإلا لم يكن الوجود الأباضي فيها بأقل منه في مقارنةعمان {} هذا الضعف الذي أصاب الوجود الأباضي في حضرموت بعمان & يوضحه الإمام أبو إسحاق حين يصور الظروف الى كانت سائدة قبله & حيث يقول : ‏ ١لأنر مستطمسدارسالهدىفيهزمنفإى الرجنإن دعرت والحضرالبدووأضاءراياتهفاشتد ساعده إذ قمت وارتفعت تقدم لدي جنود الصبر والظفرثم إتكت محن الدنيا علي ولم ويؤيد ما ذهبنا إليه من القول بالضعف الذي أصاب الأباضية في حضرموت في هذا القرن، أن الإمام أبا إسحاق لم يذكر في أبياته السابقة مناطق علم مهمة في حضرموت مقارنة بعمان & مثل ترنم ودوعن وظفار ومدينة الشحر & فتر مثلا كانت حينها مركز علم متقدم وتاتي قبل شبام وغيرها. وكذلك دوعن فإن لها سابقة إمامة أباضية على ماذكره الحمدان في القرن الرابع © وما كانت تلك المناطق لتغيب عن الإمام لو لم يكن قد أصاب أباضيتها ضعف ووهن } وهذا يعني أن ذلك الضعف والوهن في الأوضاع الأباضية إنما كان مصدره قيام تلك الدول الي ظهرت في مدن حضرموت في بداية القرن الخامس المجري وإن تلك الدول لم تكن أباضية المذهب. وقد لاحظ ذلك الضعف الأستاذ ( جرادة ) وهو يتحدث عن تريم في القرن الرابع وعن غلبة ثقافة أهل السنة فيها على ثقافة الأباضية 3فقال :أصطدمت ثقافة أهل السنة بثقافة الأباضيين واستطاعت ثقافة أهل السنة التغلب على ثقافة الخوارج ( الأباضية )، بحيث حصرتما في عمان"" على أن الأستاذ ((٥ ٠ لم يحدد نوع الثقافة السنية الي تغلبت على الثقافة الأباضية أهي ثقافةجرادة الفرو ع الت هي المذاهب السنية الأربعة أم ثقافة الأصول العقائدية السنية، إنَ ذلك السؤال سوف تكون الإجابة عليه قي ( مشروع الرؤية ). حين غزا الصليحي حضرموت |، قام الإمام أبو إسحاق بأمر قيادة الدفاع عنها ودعا أهل حضرموت لنصرته © وكان لا بد لأبي إسحاق، أن يخص بالدعوة أولا ولاة الأمر فيها 3وهم آل راشد في تريم وآل إقبال في الشحر وآل دغار في شبام وآل منجوى في ظفار، غير أنه يبدو أن هؤلا لم ترضهم قيادته لأمر الدفاع © وهو يقول في ذلك مخاطبا الإمام فارس بن راشد صاحب الشحر داعيا إياه إلى مناصرته، مبينا له ما آلت إليه الأمور بعد الغزو الصليحي © مذكرا إياه بما يقوله هو نفسه عن فضل الشهادة في سبيل الدين والوطن من أمما تحل بصاحبها ( في الدارين أعلا المنازل ) 0حيث يقول : جاهلوأنت لعمري بالوررى غيرقد حل خطب جل إن كنت فاما نيراننا بالقنابلإذا لم تقدانتشارا ونخوةيهيج ويزداد الجحافلبدرالعدلإماموجاءوفارسالمشرفيحانقيلفان نادلالجكوقعوأخباروخوفاورجاجةرجةبصنعاوجدت للمطاولبقدح زنادا رمضرمأقم للوغى سوقا اثر نار حربها باطلإذا ما دعا الداعي لفعلاجب داعيا يدعو على الحق جاهدا وسل محرما ذا الجود يا بن البهاللسل ابنك اقبال الفقى ومظفرا وسانلعلي إبراهيم سل سلسل اين ظهير مع بشير معا وسل المنازلفي الدارين أعلىتحلكأليس التي تدعي لها يا بن راشد لنجلك من نصري وكن غير خاذلقصدتك يا ذا الجود والمجد آمنا (()٥١ صيدته هذه إلى الإمام فارس بن راشد : إلى أن يقول عن الغرض من ق وما ترجي من فارس ذي النوائلفإن قال يوما قائل ماجوابما يصدق ظني فيه بين القبائلفقلت جحفل كالليل زاخر لسنا في حاجة إلى القول إن ولاة الشحر، عرفوا فيما بعد بال إقبال" نسبة إلى إقبال بن فارس» وأيضا بآل فارس نسبة إلى فارس بن راشد، بال راشد\ نسبة إلى جدهم راشد والد فارس وجد إقبال. أما مظفر المذكور في تلك الأبيات، فهو على الأرجح مظفر بن محمد بن فارس الذي قتل مع أبيه في ( الاشحار سنة _ ٥٠٢ه\""‏. ويقول في تلك الإمامات ومعرضا بمم لتخاذلهم ونكوصهم عن مقاومة الصليحيين } ويعد ذلك تفريط بعهد وعقد الإمامة الذي أعطاهم إياه أهل حضرموت، مذكرا إياهم بالدور التأسيسي والريادي لأباضية حضرموت في قيام وتأسيس الأوضاع السياسية المذهبية في حضرموت الي فرط فيها أولئك الأئمة بتخاذلهم أمام الصليحي } حيث يقول : المدامععليهيتيما ولم تسفكاقول لأهل الدين إذ صار دينهم رقادا رحولي كل يوم وقائعألا أيها الساهون كيف استطعتم فاسلمتمونا حين لحن القواطعولكنكم من قبل كنتم ولاتنا للعب } وباتوا والكل هماجعوكنتم كقوم لاعبين تعاقتدوا ومن بعد هذه شدة وزعازعحسبتم عقود الله لعبا وعهده كأن لم تشيده الشراة الصمادعهدمتم منار الدين ما خضعتم وفي قوله (ولكنكم كنتم ولاتنا )..وقوله ( :حسبتم عقود الله لعبا وعهده )..دليل على أن حكام المدن :آل راشد وآل دغار و آل إقبال وآل ((٥٦٢ منجوي © وقبل ظهور الأمام أبي إسحاق الهمداني وقبل الغزو الصليحي لحضرموت & كانت لهم عقد البيعة و ولاية عامة على البلاد، بما فيها الولاية على الأباضية الذين يتكلم الأمام أبو إسحاق بلسامم. ومما لاشك فيه أن تلك الدول لم تكن أباضية المذهب & بدليل موقفها من أمامة أبي إسحاق وموقف الأمام منها © كما أن مخاطبة الأمام أبي إسحاق لقيادات تلك الدول بقوله ( :أقول لأهل الدين ) يدل على أن تلك الأمامات لم تكن سنية الأعتقاد، غير أن الخطاب بتلك الصيغة يدل أيضا على علاقة مذهبية ما 0تربط بين الأباضية و اعتقاد تلك الإمامات، ومما لا شك فيه أن تلك الدول خرجت من رحم المجتمع الأباضي الحضرمي، وفيه ترعرعت ونشأت مذ كانت مشروعا عقائديا يسعى إلى الظهور، حى أصبحت دولا 0كما أنه مما لا شك فيه أن ذلك المشروع العقائدي لم يكن ليوجد ويترعرع داخل الجتمع الأباضي وعلى حسابه و لم يكن الأباضية ليقبلوا به واليا عليهم فيما بعد، لو لم تكن تربط ذلك المشروع وتلك الدول بالعقيدة الأباضية وشائج عقائدية وسياسية متينة } تلك الوشائج ال دعت الامام إلى مخاطبة تلك القيادات بقوله ( :أقول لأهل الدين ) 0على أنه ما من مذهب يمتلك تلك الوشائج مع المذهب الأباضي سوى مذهب المعتزلة ء ذلك أن ( أصول الأباضية الكلامية متأثرا إلى حد كبير مذهب المعتزلة ) (" © فهل كانت تلك الدول على مذهب الاعتزال ؟.هذا السؤال سوف يكون موضع اهتمام (مشروع الرؤية). وبعد أن استنهض أولئك الولاة السابقين ومدحهم كي يناصروه، ولا : يقوليذمهم أقذع ذم وأبلغ تسفقيه © حيث} راحاستيأس منهم )(٥٢ لشرق رغرب والأنام تعودألم تنظريني يا ابنة الخير انتسي بعهد وما لاأرذلين عهودوفيت بعهدي والأراذل ما وفوا وما وردتهم بالسيوف جنودعجبت هم إذا دبررا حيث دبروا تمودقبل العذابكما هطعتلقد خضعوا قبل اللقاء و اهمطعوا ورقودسواء عليهم يقظةعجبت لدهر أهله أهل غفلة فناموا والإلة شهيدسكتمدحت فما اهتزوا ذثمت فاعرضوا بليدالاحتيالقليليذلوإنمارضوا بمحل الذل حلا شحيحا على ديني وعنه أذودوصرت فتى محا بدنياي حبتا إلى أن يقول مخاطبا إمام عمان، شارحا له ما سبق أن بنه في الأبيات السابقة © حيث يقول : لتعجب من أمري وأنت رشيدأبا القاسم أسمع لا عدمتك قصتي بها أحدا ينكي العدا ويكيدطلبت بوادي حضرموت فلم أجد شراة تسامي والمكان بعيدفسرت عمانا قلت علي أجد بما والإمام جيدوعدت حميدافجادرا ببذل المال دون نفوسهم وعلاوة على ما في الأبيات السابقة من قول صريح بالضعف الأباضي في حضرموت في القرن الخامس، فإننا نفهم منها أن الإمام أبا إسحاق إنما طلب عون إخوانه في عمان بعد أن امتنعت أهل الحل والعقد في حضرموت عن نصرته وما كان لهم أن يمتنعوا في ذلك الظرف الصعب ويتوانوا عن نصرته لو لم تلعب الخلافات المذهبية العقائدية دورا في بذر الشكوك بينهم وبين أبي إسحاق، ولو لم تلعب السياسة دورها في ترك الإمام وقومه من أباضية حضرموت وحدهم يقارعون الصليحي السجال في معارك الدفاع 3وفي هذا يقول أبو إسحاق : ((٥ ٤ نحو أخواييمنالدينلنصررجاءلقد جاء من بعد أرضي و أوطان وطاب الثنا فيه الخليل بن شادانوذكر أمام شاع في الناس ذكره إليهم 3أجر الجد من آل قحطانفقطعت غيطانا وجاوزت أبحجرا اتيانييرجونغضارفةفيه مشايخاوكم بلدا خلفت ولا ساميا إلا إلى مطلب عانيوما ان أراين في الذي رمت عائدا بأعوانأمدواطلبواإذاوكم كانت الأشياخ 0أشياخنا الالى ما كان بذل الوجه في الناس من شاينوبالله لو لا الدين أصبح مذحرا من الأخوة الغر النهى بسط سلطانيولكن بذلي الوجه في الناس أرتجي ومن الأبيات السابقة نفهم أنه بقيادته للمقاومة الحضرمية استطاع أن يجر المجد من ( آل قحطان ) الذين امتنعوا عن مساندته 3على أن المقصود بآل الولاية العامة علىهم آل راشد ولاة تريم وهم أيضا أصحابقحطان الحضرميةحضرموت، كما سوف يتضح & وكذا امتناع باقي إمامات المدن السابقة لظهور أبي إسحاق. على أن هناك مرحلتين طلب فيها الإمام أبو إسحاق العون من الإمام الخليل بن شادان، الأولى حين انتزع الإمامة من آل دغار في شبام _ وربما في & ويقول في ذلكمناطق أخرى _، والثانية عندما غزا الصليحي حضرموت مخاطبا الخليل : تسربلت يوم الروع ثوب العزائمسل الوفد عني يا أمام الم أكن وهل نمت عن طرف الجواد وصارميوهل كان ثمي غير ما كنت ذاكرا إلى اليوم طعم النوم بين الكرائنمحرام حرام إن طعمت بمنزل نشرت لوائي في الكرام القماقمولكنني لما نزلت بعقون بدور 3ولكن في الوغى كالضراغموساروا بحمد الله حولي كانمفم وأدت إلى العشر أهل الحضارمفما كان إلا جمعة بعد جمعة ((٥٥ على رغم أهل الجور بعد التصادمسل الخطبا لما دعوا لك جهرة زها هو أيضا سعده غير قانمولم يبق إلا الصليحي انما ما نظرت من رغمها في الملاحمعنه القبائل قصدناوقد نزعت الديالمفما هو أدهى من ملوكونحن عليه واردرن بجيشنا إن الإمام في الأبيات السابقة يشير إلى ( التصادم ) الذي كان بينه وبين أهل الجور، وأهل الجور في مصطلح الأباضية هم الحكام الظلمة أهل الفساد سواء كانوا على مذهبهم أو على غيره 0وهو هنا يعني الدول الحضرمية اليي كانت قائمة قبل ظهوره & كل ذلك يعي ان أبا إسحاق قد قضى على تلك الدول » وأن الشوكة فى حضرموت قد أصبحت له وللأباضية دون سواهم. والإمام أبو إسحاق حين يستصرخ الإمام الخليل، يتكلم بلسان حضرموت كلها } لهذا نجده يذكر أن الشحر جاهزة للقتال، والشحر تعين ساحل :والمهرة ‘ ويقول أبو إسحاقحضرموت والحق يطلب من أهليه أركاناانصر أخاك فإن الحرب قائمة فارفع لها شرفا فالأمر قد هاناوأعلم بانك قد آثرت ماثرة بالفسق، أصبح من مولاي فزعاناإن الذي عمرت صنعاء دولته ومعوانالما رأتك لها حصناأضحت مخالفة أرض اليمان له جهرا 9لتملكهم سرا وأعلانافاحفدهم فهم يدعون ربهم أبدى لكم ولنا في الناس أضغانالكن لديك ضعيف كاشح وهن أضحت عليه رجال الشحر أعواناوالشحر لو نظرت خلقا تحاربه إنا نؤمل جيشا منك يغشان__اإجعله أول ما تحمي البلد به كان ذلك في عهد الإمام الخليل بن شادان } أما في عهد خلفه الإمام أصبححيثالأمر يختلف تماما ) فإن|}__ ‏ ٤ ٤٥ه_سنةالمتوفى راشد بن سعيل (()٥٦ المذهب الأباضي وإمامته ممثلة بالإمام أبي إسحاق 0أصبح هذا المذهب صاحب لأئمة عمان المترلة الكريمة الرفيعة لدى أباضيةالصولة والخولة 3وأصبح حضرموت، لدورهم في ظهور الإمامة الأباضية في حضرموت مرة أخرى‘ يقول أبو إسحاق : بذكركمو في حضرموت تعاظماأيا راشد إنا لعمرك نردهي عنكم تزراحماأحطنا به نسألهإذا ما عماي ألم بأرضنا وإذا كانت أباضية حضرموت في عهد الإمام الخليل بن شادان تطلب العون والمساعدة والنجدة من إخوانهم أباضية عمان، فإن الأمر يختلف في عهد الإمام راشد بن سعيد وبعد ظهور إمامه أبي إسحاق & ذلك أن حضرموت أصبحت من القوة بحيث أصبحت قادرة على رد الحميل وتقديم العون والمساعدة لإخوانمم أباضية عمان، ويقول أبو إسحاق في محاربة الإمام راشد لقبيل نمد وعقيل : والحق وارتدواإلى عسكر الإسلاموتراجعوابغيهم عنعدلوافان أدواالسماءلربإليكم بإخلاصفأهلا وسهلا بالعنيرة إتهم قريب، وما للقوم من صحبهم بدفإننافاستصرخوناأبواهموإن وما بين وادي حضرموت وبينكم النجدبهيضيقرجرابعسكرمتى ياتنا منكم صريخ نؤمكم الوردإذااستصعبالهيجاءإلوارداومساعراصباحاوشباناكهولا الجردتحملناالشمسشعاعكمثل بكل رديني أصم مرهف أدوابمايجودواحتىونقصرهمهامهمفنتركهم غرا ونضرب وإذن © ففى عهد راشد بن سعيد كان الأمر قد استقر للأباضية في وإذا كانت حروب الامام أبي إسحاق مع الصليحي إنما كانت فيحضرموت ((٥٧ عهد الإمام الخليل بن شادان } فإن هذا يع أنها كانت قبل سنة _ ‏٤ ٤٥ه وأن حضرموت إن كان حقا قد خضعت للحكم الصليحي & فإن ذلك في عهد الإمام الخليل { ثم استقرت الإمامة بعد ذلك للإمام أبي إسحاق 0واستمرت ولايته على شبام على الأقل » حت استعادها منه الدغار بن أحمد سنة ‏ ٦. ه _ على ما تذكر المصادر الحضرمية، كما استعاد آل راشد تريم وآل إقبال الشحر في ظروف غير معروفة عندها رأى الإمام أبو إسحاق المغادرة إلى إقليم كجرات في الهند لنشر الدعوة الأباضية، حي توفاه الله هناك في نحو سنة ‏ ٥٧٥ه_. وقبل أن نختتم جولتنا في القرن الخامس الهجري، مع الإمام المجاهد أبي إسحاق الهمدان وديوانه ( السيف النقاد ) الذي كان منقذاً لنا من متاهة محققة فيما لو اعتمدنا على المصادر الحضرمية في جولتنا تلك & تلك المصادر اليي تصمت تماما عن أي ذكر لأحوال البلاد والعباد في ذلك القرن، بل لم تتوان عن إنكار حقيقة وجود هذا الإمام المجاهد، أما ديوانه المذكور فلم يتحدث عنه أي مصدر حضرمي ‘، بل لا وجود له فيما هو محفوظ من مخطوطات التراث الحضرمي وإنما وجد لدى أباضية المغرب العربي وعمان الذين عنوا بحفظه ونشره وتحقيقه ولو لا هم لما عرفنا شيئا عن حقيقة ذلك الإمام ولا أحوال عصره. أقول قبل الختام 2لا بد لنا من الوقوف أمام مواقع القوة الأباضية في حضرموت ي القرن الخامس الهجري، كما وردت ف ( السيف النقاد ) & فقد وجدناه فى أبيات سابقة يذكر منها شبام 3ميفعة وما حولها، هينن، ذي أصبح كما ذكر كلا من مدودة وتريس وحبوضة وبور وكل هذه المدن تقع متقاربة في منطقة ( السليل ) في وادي حضرموت، وقد جاء ذكرها في قوله : حبوض وبور من أباضي راغبوكم في مدودة أو تريس وأختها (()٥٨ كما ذكر منطقة الشحر بممعن منطقة المشقاص والمهرة بقموله : أضحت عليه رجال الشحر أعواناوالشحر لو نظرت خلقا تحاربه وقد ذكر من أهل المهرة على الخصوص آل حجوه & وهو يذكرهم حجوةوآلئو إمامهدولةأهلعهدهقوأنهم كانوامذهبهباعتبارهم على هؤلاء كانوا موجودين باسمهم حتت القرن العاشر الهجري، منهم ( سليمان بن ججموعة من قومه سنةقمنطقة زيلع بالصوما 9قتل قعمه ||ب© سيد حيوه ‏ ٤٥‏)_(٠ه 0 ٩وقد ذكرهم أبو إسحاق بقوله : وهل وفوا بعهد الله وابتذلواوعن آل حجوة أهل الدين هل صدقوا لكنها طلبت بشرى بما فعلواوالخود قد شهدت أيام حريمم قدما تركة موسى قامة الدولعيسى بن حجوة هم إبنازه آلوا فما نكنوا عادوا فما نكلواموا فما لبثوا قاموا فما مكووا كلا وكيف وللأرواح قد بذلوالا تبتتس لخزان المال أنفسهم كما يذكر منطقة ذي صبح في وادي دوعن، حيث يقول: يطيب الثنا في مردها والإشايبوذي أصبح فيها لعمرك عصبة فأما أعظم قواده العسكريين اثنان & فأولهم الملك الكندي أبو الفضل عباس بن معن بن حوشب \ ومقر قيادته وحكمه ( وادي عرف ) الذي يقع إلى الشمال من مدينة الشحر © حيث كان يأتمر بأمره جموع القبائل والبادية الى كانت تسكن الهضبة الوسطى الي تشرف على الوادي المذكور 0ويتضح كل :‏((٤١الكنديحوشبالملك ابنمدحقالإمام أبي إسحاقذلك من قول ((٥ ٩ بعرف ومافيه من العرف حاجبولكن من لا يدخل الناس منزلا على باب من تقضي لديه المآربهم الناس قد يلقي غطيط ازدحامها الملكومترلسكنموقعحددقلدأعلاهالأولالبيت والشاعر ق معنقوات ابنتبدأعرفمنطقة وادي( ومنمنطقة ) عرفبأنه قالكندي في ( الصعاد ) إلى الهضبة 3وفي هذا يقول الإمام : عساكرها وأسرعت الصعادافكيف إذا عساكرك استطارت وحين تصعد تلك العساكر الهضبة ) تنضم إليها قوات قبائل الهضبة ث وفي ذلك يقول الإمام : إذا جاوزت رحبة والغيادابحيث يقول تعلم صدق قولي الرحبة المقصودة هي الهضبة الخالية من الحياة النباتية ى وهي هنا التي تلي عقبة العرشة في أقصى وادي (عرف)، حي إذا تجاوزت تلك الرحبة ى تصل إلى منطقة ( الغياد ) وهي تسمى اليوم (الغياضات) وهي منطقة زراعية معروفة 3 ومنها يتواصل السير عبر الهضبة حتت الوصول إلى المنطقة ( السليل ) وهي منطقة بطن وادي حضرموت ‘ وهي الي نعتقد أنها منطقة المعارك مع القوات الصليحية. أما مصدر قوة الملك الكندي & فقد حددها الإمام بقوله: خلائف قحطان ابن هود المتوجفحولك كهلان وحولك حمير إليك بنو قحطان من كل منهجمرةنكفك ثم تكبكبتإشا أما الشخصية القيادية الثانية في معركة الإمام أبي إسحاق، فهو سويد بن يمين الذي حظي مثل سابقه ابن معن الكندي & بإشادة عظيمة من قبل الإمام 3 (٦٠ وتأتي قوة هذا القائد من سلطته على القبائل ( نوح ) ومن حوهم من البادية ال تقطن المنطقة من وادي حجر حت اتصاله بوادي دوعن، وفي ذلك يقول الإمام : إذا ما اشتدت الهيجا عنها تاخر سويد الفتى الذي لم يكن له وكان له في بطن المسيلة محضرسلي عنه في وادي (ردوفة) هل سطا ويقول في أخرى مخاطبا سويد : إذا ما رعتهم سلوا رقاق البواتكفحولك من فرعي نوح قبانل فنالوا بما عزا كعز البرامكرجال بنو في ذي رعين مصانعا شديد شديد في الروع فاتكوحوفهم من بدوهم كل أوس اقبلوا إليك كموج الأبحر المتداركياللقوم للقوهإذا قلت بكل صقيل للفماحيد هاتكففادهم ينتوك من كل جانب أما قوله (( قي ذي رعين )) كما يتضح من باقي النسخ المساعدة في تحقيق الديوان، إنما هو تصحيف ل روادي العين) حيث تسكن قبيلة (نوّح) قبيلة سويد بن يمين & كما أن قوله (( :رعي نوّح)) أنما هو تصحيف ل ((فرعي نوّح)) حيث إن لهذه القبيلة فرعين هما (( الجمارسة وآل باصبارة )) ومنهما تنحدر باقي فرو ع القبيلة. هذه المناطق الن ذكرها الإمام المجاهد أبو إسحاق كمواقع أساسية للوجود الأباضي في حضرموت & سوف تظل على أباضيتها تلك حتت القرن العاشر الهجري على الأقل © على ان ما نلاحظه في ذلك الوجود هو أنه يكاد ينحصر في مناطق القبائل والبوادي وإن كانت مدينة شبام معدودة من ضمن لمناطق الأباضية، إلا إن المذهب الأباضي لم يكن هو الغالب عليها رغم قوة ((٦١ وجوده، كما أن أهل الولاية فيها من آل دغار لم يكونوا على مذهب آبي إسحاق كما قال هو ذلك بنفسه وكما سوف يتضح في سياق هذه الدراسة. وإذن فلنغادر القرن الخامس الهجري » وأمامنا الحقائق التالية : السياسيةالأوضاع©، عادت :بعد اندحار الصليحيين عن حضرموتأولا المذهبية قي مدن حضرموت الكبرى على ما كانت عليه » من حيث عودة آل راشد إلى تريم وآل دغار إلى شبام وآل إقبال إلى الشحر. ثانيا :كانت الأباضية على جانب كبير من القوة والانتشار خاصة في مناطق القبائل والبوادي. الأباضية في أقطار الإسلام في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري : وإذا كانت الأباضية في حضرموت في تلك الفترة على تلك الحال من القوة الي مكنتها من دحر الصليحيين وحدها دون شريك يذكرك فإن أوضاع الأباضية في أقطار العالم الإسلامي حينها 3لم تكن تقل عن أوضاعها في حضرموت من حيث القوة والانتشار 2وهذا ما نجده واضحا في أشعار الإمام الحمداني } فهو حين يرثي ابنه، يعدد مناطق الأباضية الن هدت أركانما وفاته & وكأنه يسمع أصوات المعزين منها له بوفاته » حيث يقول : ومن بنفوس والعراق وبدبدهددت خوارزم ومن حل نحوها ويشربها والزنج أصوات عودوأرض عمان واليمان وشامها ويقول أيضا عن تلك المناطق : وي قدم القريب منهم وفارس 3نعم وخوارزم كرام أراوع )(٦١٦ بل لقد تجاوز الانتشار الأباضي في تلك الفترة تلك البلاد، ليصل إلى أم القرى مكة المشرفة 0وتجاوز حدود الانتشار الاجتماعي المحتمل له © ليصل إلى الدائرة العلوية قى مكة نفسها © وقي هذا يقول إمامنا أبو إسحاق : أعز من الأشراف ماضي العزائمبلى في أم القرى اليوم قانما تعرق في فرعي علي وفاطمله عنصر صافي النجار ومنصب آله كالضراغممنغضارفةوحولهوذاك أبو يعلا الأمير هذي الاقالمإليك سمت أعناقفيا حمزة الخيرات يا حمزة العلا الإسلامي كماوالعاحصضرموتالأباضي قالمذهبأوضاعتللك هي وردت في أقوال إمام أباضية حضرموت في تلك الفترة، فهل كان لمذهب تلك ل إلا أن يبقي علىالإسلاموأغلب بلادحضرموتقهي عناصر قوته وانتشاره اللاحقة ؟القرونقوته تلك ق ((٦٢ المصادر والمراجع -: (١علوي بن طاهر الحداد :الشامل في تاريخ حضرموت /‏. ١٩٠ (٢سعيد عوض باوزير :الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي /المقدمة. الخداد :نفسه /‏. ٢(٣ صا الحامد :تاريخ حضرموت /المقدمة. (٤ علوي بن طاهر الحداد :جن الشماريخ /‏. ١٢٣(٥ (٦الامد :نفسه. الحداد :الشامل /‏. ١٠٨(٧ (٨الإمام إبراهيم بن قيس الهمداتي الحضرمي :ديوان الأمام الحضرمي (السيف النقاد) تحقيق :بدر بن هلال اليحمدي :سلطنة عمان ‏ / ٢٠٠٦قصيدة رقم ‏.١٣ (٩د. محمد عابد الجابري :تكوين العقل العربي /‏.٥٧ أنظر ديوان الإمام إبراهيم الحضرمي. (. سالم بن حميد الكندي :العدة المفيدة /‏(.)٢٧/١(١١ محمد بن عمر الطيب با فقيه :تاريخ الشحر /‏. ٢٦٢(١٢ (١٣عبداللة بن محمد بن حامد السقاف :تاريخ الشعراء الحضرميين :‏(.)٢٩/١ (١٤الحامد :نفسه :‏(.)٤٣٩/٢ عبدالقادر العيدروس :النور السافر /‏. ٧٤(١٥ الحداد :الشامل /‏. ١٣(١٦ (١٧محمد عوض بافضل :صلة الأهل في مناقب آل بافضل /‏.٤١ محمد بن أحمد الشاطري :أدوار التاريخ الحضرمي ()١٨٧/١۔‏(١٨ أبو عثمان الجاحظ :الرسائل السياسية /‏. ٢١٢٣(١٩ محمد عبدالقادر بامطرف :الشهداء السبعة /‏١٦(٢٠ ١٩نفسه١٨ / ‎(٢١ العدد ‏ _ ٢٣٠وزارة الثقافة والسياحة _ صنعاء (٢٢د. عبدالعزيز جعفر بن عقيل :بحلة الثقافة ‏ ٧م. المكلا_ إتحاد الكتاب و الأدباء اليمنيين _العدد ‏٦عبدالقادر حمد الصبان :بحلة آفاق(٢٢ (٢٤للمزيد من التفصيل أنظر :د. عامر النجار :الخوارج عقيدة وفكر وفلسفة /‏ ٨١وما بعدها. (٢٥أبو عثمان الجاحظ :الرسائل السياسية /‏. ١٢٥ د. سرجيس فرنتسوزوف \ ترجمة د. عبدالعزيز بن عقيل :الحركة الأباضية الحضرمية من أواسط القرن(٢٦ _ عبدالقادر محمد_ ‏م٨٩٩١الثامن حتت العاشر الميلادي :بحلة آفاق ‏ ٤حضرموت العدد ‏١٩ الصبان :جهاد شعب ج١/‏ _ سعيد عوض باوزير :صفحات من التاريخ الحضرمي _ محمد أحمد ((٦٤ الشاطري :أدوار التاريخ الحضرمي :عنهم أخذت المعلومات عن الأمام الكندي وثورته 3ما لم نذكر غيرها. ‏. ٦٠عبدالله بن حميد السالمي :تحفة الأعيان في سيرة أهمل عمان ج /‏_ ١۔۔(٢٧ ‎د. ١٧أبو محمد الحسن الحمداني :صفة جزيرة العرب(٢٨ نقلا عن :علوي بن طاهر الحداد :الشامل في تاريخ حضرموت /‏. ١٩(٢٩ ‏. ٢٤٧/١صالح الحامد :تاريخ حضرموت(٣٠ الحامد :نفسه ‏ ٤١٨/٢أعتمد المؤرخ الحامد على قول نشوان بن سعيد الحميري من أن الهزيلي جد آل(٣١ دغار تولى حكم شبام من قبل اليعفريين ‏ ٦٥‏ه ٦ا۔۔ ‏ ٢٩٣ه _ أنظر نشوان :ملوك وأقيال ‏. ١٦١٧اليمن _۔ ‏. ١١٠الحداد :الشامل __-(٣٢ ‏. ٨٨/٢الحداد :عقود الألماس _ (٣٢ ترجمة د.عبدالعزيز بن عقيل :نفسه.(٣٤ ‏. ٦٦سعيد عوض باوزير :صفحات من التاريخ الحضرمي _(٢٥ أشعار الأمام إبراهيم بن قيس الهمداني الواردة في هذه الدراسة، يمكن تتبع صفحاتما حسب فهرست(٣٦ سلطنة عمان _تحقيق بدر بن هلال اليحمدي _القوافي الملحق بديوانه :السيف النقاد _ ٢٠٠٢م‏. محمد سعيد جرادة :الأدب والثقافة في اليمن عبر العصور _۔۔ ‏. ١٠٤(٣٧ ‏. ٢١شنبل :تاريخ شنبل(٣٨ ‏. ٢٢٣٧أحمد أمين :ضحى الإسلام _(٣٩ . ٢٥٢حمد الطيب بافقيه :تاريخ الشحر(٤٠ ( ٥كانت كنده تدعو رؤساءها ملوكا 5حتت و لم يملك أحدهم إلا واديا (. أنظر الشامل(٤١ ((٦٥ الباب التاني الترن السادس الحجري رالرؤية السائدة ونقضيا والشروع في الرؤية ) الإحر اء... ( إلى الشهداء من أهل حضرموت 0من ضجايا الحملة الأيوبية عليجها. إلى أولئك الشهداء مد العلماء والفقحهاء والقراء وأئمة الحكم و الولاية والمقاتليد المجاهديد مر البدو والحضر { إلى ضحايا حكام الظلم والجور قي كل العصور، إليهم اقدم مشروع هه الرؤية ) امؤلقذ الفصل الأول الرؤية الساندة ونقتضها يقول المؤرخ باوزير ( :في القرن السادس الهجري أخنت الخلافات المذهبية الق كانت سائدة منذ القرن الثاني إلى أواخر القرن الخامس & تضعف ويقل شانما، فلم تعد هناك طوائف مختلفة ذات شان ‘ وأخذ نفوذ الأباضية وسلطانممم في التقلص والاضمحلال و التلاشي & وحل في حضرموت -بالتدريج -محل الانقسامات المذهبية 5إجماع عام وشامل على طول البلاد وعرضها & على اعتماد المذهب الشافعي في الفروع وعلى اعتماد منهب الأشاعرة في الأصول والعقائد". لقد أوردنا الفقرة السابقة للأستاذ باوزير لكي نعرض اللوحة الت ترسمها يي بداية القرنكتب التاريخ الحضرمي عن الوضع المنهي في حضرموت السادس } تلك اللوحة الي يراد يما أن تنطبق على مدينة تريم قبل غيرها من المدن، نظرا لموقعها العلمي القيادي بالنسبة لعموم حضرموت في ذلك القرن. ونستخلص من تلك اللوحة ما يلي -: ‏. ١أن حضرموت ومنذ القرن الثان الهجري وح أواخر القرن الخامس ة كانت تعصف يما الخلافات المذهبية 3ذلك أن المجتمع الحضرمي حينها & يتألف من عدة طوائف مذهبية تتصارع فيما بينها على السيادة الاجتماعية على الأقل & إن لم تكن على السيادة السياسية. ‏. ٢خلال القرن السادس \{أخحذت تلك الخلافات والانقسامات والصراعات تضعف إلى الدرجة الي لم تعد هناك طوائف ذات شأن اجتماعي كبير & ((٦٩ حن أن المذهب والسلطة الأباضية أخذا في التقلص والتلاشي خلال ذلك القرن. ‏. ٢نلظرلافراغ اللذى الذي تركه التنحي الطوعي للأباضية مذهباً وسلطة © فقد عم البلاد في هذا القرن الإجماع العام والشامل على اعتماد المذهب السي الشافعي الأشعري. فييتلك هي اللوحة الت ترسمها كتب التاريخ الحضرمي عامة لحضرموت القرن السادس المجري، غير أن تلك اللوحة بقدر ما فيها من اختصار مكنف ومضغوط لأكثر من حمسة قرون كاملة من تاريخ الإسلام في حضرموت، فإما تحمل في ملامحها العامة الكثير من الخطورة، فهي تعطي أحكام قاطعة وقاسية دون تسبيب مقنع أو غير مقنع، الأمر الذي جعل من مسألة الأخذ بتلك الأحكام دون فحص وتدقيق، أمرا لا يفيد في الوصول إلى الحقيقة المنشودة 8 خاصة وأن للأستاذ باوزير أحكاما أخرى مسببة في أغلبها، تتناقض مع تلك اللوحة ال رسمها لتلك الفترة » منها -: -١حين تحدث عن ثورة الإمام عبدالله بن يحي الكندي الأباضية سنة ‎ه© ٩٢١ قال ( :ولقد تم له ما أراد في حضرموت دون أن يريق في سبيله دماء 0ولقد‎ بويع بالخلافة وأحبه الناس والتفوا حوله وهابته القبائل وأكبروا همته وسموه‎ طالب الحق )ه". وإذن فقد كانت تلك الثورة سلمية فى أساسها } وبتأييد‎ جماهيري وشعي وصل إلى درجة الإجماع العام والشامل 3ومعلوم آنه في تلك‎ الفترة المبكرة من العصر الإسلامي لم تكن هناك مذاهب تتصارع على‎ السيادة فيها } وهو الأمر الذي جعل المذهب الأباضي هو المذهب المؤسس‎ لفقه الفرو ع والأصول في حضرموت. ‎ ‏ ٢إن ثورة الإمام طالب الحق الكندي لم تكن وليدة لحظتها أو تمت دون فترة تحضير قد تطول أو تقصر، ولكنها ثورة خططت لها قيادات الأباضية في مركز الدعوة في البصرة على مدى سنوات \ وأنها شملت حضرموت كلها )(٧٠ وأجزاء كبيرة من اليمن © ولقد كان من نتائجها ( أن ساد مذهب الأباضية © وأن عماد تلكوتمركزوا فى عدة مدن ممتدة بين صنعاء وحضرموت ) النورة و قواها المسلحة، إنما هم قبائل حضرموت وباديتها قبل مدفا وحواضرها & وهي تلك القرى ال سقت وروت الأرض بدماء غزيرة طوال فترة الوجود الأباضي & دفاعا عن خيارها المذهبي السياسي & ذلك الدفاع الذي تمثل في رفضها الخضوع لحكومة دمشق أو بغداد أو صنعاء، فأين إذن تلك الصراعات والانقسامات الي ترسمها تلك اللوحة. ‏ ٣إن تلك الثورة ما كان لها أن تتحقق دون إراقة دماء 0وما كان لهما أن تمتد لتشمل مناطق خار ج حضرموت، بل وتندفع نحو الحجاز في طريقها إلى دمشق لاسقاط النظام الأموي، ما كان ذلك ليكون لو لم تكن مبادئ تلك النورة محل قبول ورضى اجتماعي كبير، قبل قيامها وبعده، وفي ذلك يقول الأستاذ باوزير ( :ويدل التأييد الكبير الذي لقيه طالب الحق من الحضارمة © شم تمسكهم بالعقيدة الأباضية بعد مقتله واستماتتهم في الدفاع عنها 0رغم المحن ال قاسوها والحروب ال خاضوها & كل ذلك يدل على أن هذه العقيدة لها جذور في حضرموت وأنصار سارعوا في تأييد طالب الحق عقب إعلانها لأن الأفكار والعقائد لا تنتشر وتتأصل بتلك السرعة، ما لم تجد لها جوا مهيأ وتربة خصبة تساعد على نموها وانتشارها)(ثم وكل ماقاله الأستاذ باوزير هو عين الحق } فما الذي حدث حت اقتلعت تلك الجذور & وتفرق عن الأباضية الأنصار ف القرن السادس الهجري. سؤال لا تحيب عليه كتب التاريخ الحضرمي ولكنه يظل السؤال الكبير. ‏ ٤وعلى رأي الأستاذ باوزير، فإنه ( تسربت ) بعض المذاهب إلى حضرموت متل السنة والشيعة الإمامية والزيدية والمعتزلة والقرامطة.... وإن بعض ()٧١ المصادر تشير إلى مثل هذه الفرق في حضرموت خلال القرنين الرابع والخامس < } فإن ذلك القول يعني أن تلك الفرق والمذاهب الي تسربت إلى حضرموت إ لم يكن لها حينها كبير وزن من أي نوع ز وأنما بجحرد (تسرب) من ثقوب في المجتمع الحضرمي الأباضي مذهبا وسلطة، ولعل ابرز تلك ثقوب هو كون الجتمع الحضرمي هو في الأساس بتمع تجاري مفتوح على الشعوب الأخرى وثقافاتما ومذاهبها } فهذا التسرب تفرضه إذ طبيعة المجتمع الحضرمي على ما ذكرنا. طبيعيا أنه -هذه السيادة الأباضية يؤكدها الأستاذ باوزير بقوله ( :وكان تحول السلطة الي يتمتع بنا المذهب الأباضي في حضرموت خلال الخمسة القرون الأولى من الإسلام دون انتشار المذهب الشافعي الذي يقوم على أساس من العقيدة السنية الي تعتبر كثيرا من معتقدات الخوارج ( يقصد (الأباضية ) نوعا من الضلال )“‘، وإذن، فإن ما يحول دون انتشار المذهب الشافعي هو نفسه العائق دون انتشار أي مذهب سي ي الفروع أو الأصول، خاصة وإن المذهب الأباضي منهب متكامل في الفروع والأصول، ولكنه يشترك مع المذهب المعتزلي في كثير من الأصول الاعتقادية 7كما سوف يأتي. وهكذا نجد أن الحديث عن المذاهب أو الفرق الإسلامية المختلفة الت تتصارع على السيادة في حضرموت خلال الخمسة القرون الأولى من الإسلام، وكذا مسالة التنحي الطوعي للأباضية مذهبا وسلطة، وغير ذلك مما رسمته تلك اللوحة الي ترسمها كتب التاريخ الحضرمي، إنما هو حديث أو حكم لم تتوفر له حيثياته ومقوماته } بالتالي يفقد أية قوة لاعتماده أو الركون إليه. ((٧٢ باوزير، ولغرض فك حصار المتناقضات الذي يحيط بتلك‏ ٦يبدو أن الأستاذ اللوحة وجد نفسه مضطرا للبحث عن سبب معقول للقول بانتشار المذهب الشافعي وأدى إلى أضعاف المذهب الأباضي & سبب غير نظرية الصراعات المذهبية المزعومة الي يبدو أنه أدرك ضعفها، لهذا نراه يقول ( :فلما ضعف نفوذ الخوارج بحضرموت في أوائل القرن السادس الهجري & وحكمت البلاد حكومة شافعية سنية تدين بالولاء لخلفاء ب العباس السنيين & وجد المذهب الشافعي السين متنفسا للذيوع والانتشار. على أن الأستاذ باوزير في الفقرة السابقة لم يحدد اسم تلك الدولة السنية الاعتقاد الێن حكمت البلاد في أوائل القرن السادس الهجري آ إذ إنه من المعروف أنه كان لدينا في ذلك القرن في حضرموت أربع دول على الأقل حاكمة، و لم تكن حضرموت حينها موحدة سياسيا، أو على الأقل لم يثبت ذلك، وإذا كان أستاذنا الكبير رحمه الله يقصد دولة آل راشد في تريم، فذلك غير مقبول منه، لأنه رفض الحكم على مذهبها، بل تساءل أسنية هي أم أباضي. أما مسألة علاقة دول حضرموت الحاكمة في القرن السادس بالدولة العباسية وقيام علاقة ولاء بينها وبين حكومة بغداد ى فذاك أمر لم تذكره المصادر الحضرمية ولا الإسلامية، بل إن الأستاذ المؤرخ الشاطرى يقول بخلاف ذلك 0حيث قال عن آل راشد ( :ولهم اتصالات وروابط أكثرها علمية وثقافية وإذن، لم يتحدث أحد عن مسألةبالبلاد الإسلامية والعربية الأخرى ئ. الولاء السياسى الذي ذكره الأستاذ باوزير، وبهذا نجده يصدر حكما أو أحكاما خطيرة لم تتوفر لها حيثياتما ومقوماتما، وهو الأمر الذي حذر منه ونبه إلى ر ته ‏(ٍ (١٠ ترم ((٧٢ ‏ ٧إن الخارطة السياسية الحضرمية لم يطرأ عليها أي تعديل أو تبديل منذ القرن الخامس المجري على الأقل حق مطلع القرن السابع 5وهذا الثبات في الأسر الحاكمة يلزم عنه بالضرورة ثبات الأوضاع المذهبية فيها & وإذا كانت الخمسة القرون الأولى من الإسلام في حضرموت هي فترة الدور الأباضي © فإن هذا يعي استمرار هذا الدور ح القرن السابع على الأقل، وهو يعي أيضا استمرار وجود الموانع المذهبية والسياسية لانتشار الاعتقاد السي. ه -تحدثت تلك اللوحة عن سيادة المذهب السي في الفروع والأصول على طول حضرموت وعرضها على طريقة ( الإجماع العام الشامل )، واعتقد إن أن تحسم بتلك الطريقة، إنما ليست عملية ( انتخابية ) ©القضية أعقد من بل هي عملية تحول مذهبي عقائدي وسياسي من المذهب الأباضي إلى للذهب السي » و لم يكن هذا المذهب الأباضي ليتنحى طواعية، لا من الوجدان الفردي والجماعي ولا من الوعي السياسي & وهو المذهب الذي ترسخ في الأرض والإنسان والوجدان في حضرموت عبر قرون طويلة س وقدم سجلا حافلا من التضحيات الحسام 3وقدمت حضرموت من أجله دماء عزيزة وغزيرة دفاعاً عنه، وإن مسألة التحول تلك دونما صعاب كنيرة & تحول دون قبول نظرية ( الإجماع العام الشامل )، أو التتحي الطوعي للأباضية مذهبا وسلطة من الحياة الاجتماعية الحضرمية لصالح المذهب السي العقائدي أو الفقهي & ذلك أن الأباضية في هذه الحالة ( لا يمكن إزالة شوكتها إلا بالسلاح ‏). 0٨ بل إن الحقيقة التي رسمتها أحداث التاريخ الحضرمي هي فشل كل محاولات الدولة الأموية والعباسية وكذا الدول اليمنية المستقلة والأيوبية في القضاء على المذهب الأباضي، فكيف الحال إذا حاولت ذلك فرقة حضرمية -إن وجدت - ((٧٤ وتلك مهمة فشلت أمام تحقيقها جيوش دول كبرى بمقاييس ذلك العصر. ويدلل الأستاذ باوزير على مدى تأصل المذهب الأباضي في نفوس الحضارمة بقوله : ( لقد كان عهد الأباضية قي حضرموت عبارة عن سلسلة من الحروب والثورات المتتابعة 5بسبب رفضهم الخضوع لبي أمية أو العباس وخروجهم على حكام اليمن... وظلوا متمسكين بعقيدتمم مخلصين لمبادئهم، رغم الحازر والمذابح ال فى أحلك الأزماتتعرضوا لا، و لم يخلدوا إلى السكينة أو يلزموا السلم 0ح الت مرت عليهم، دفاعا عن العقيدة الي لا ييالي الخوارج في سبيلها بالضحايا والأرواح والدماء والأموال ) ‏. "١ على أن هناك قضية أثارها د.عارف بقولة (:قد يكون الأمر كما ذهب إليه الشاطرى في تحول ( تريم ) إلى مركز لأهل السنة قي وقت مبكر 3ولكن ذلك تعوزه الأدلة 3أما في القرن الخامس فلاشك أن هذه المدينة كانت تزخر بالعلم والفقه والتصوف، ومع تسليمنا بنفوذ الأباضية في مناطق أخرى غير تريم ه أهمها :شبام ودوعن والشحر وعمان، أما السبب الأساسي في أن تكون تريم "'“ وما يهمناسنية متصوفة & فلقوة النفوذ العلوي فيها الذي حارب الأباضية من حديث الدكتور عارف الآن هو الحكم الذي أصدره بأن تريم في القرن الخامس كانت سنية متصوفة & ذلك أنه إذا كان يرى أن حكم المؤرخ الشاطرى تعوزه الأدلة 5فإن حكمه هو الأخر في حق تريم في القرن الخامس تنقصه الأدلة وليس له سند موضوعي & ذلك أن أول وجود علوي في ترمم إنما كان سنة الخامسوهذا يعن أنه سوف ينقضي قرن ونصف منذ بدء القرن٦١هھ‏ ( دون أي وجود علوي في تريم. (()٧٥ السابقوإذن. فان الأساس الذي أقام عليه الأستاذ عار ف حكمه ليس له وجود تاريخي ل وبالتالي تسقط دعواه بأن تكون تريم في القرن الخامس سنية متصوفة. أما المؤرخ الأديب الأستاذ الحامد، فيجعل ماية الدور الأباضي على يد الصليحيين 0حيث يقول حول حملتهم على حضرموت (:وإذا انضمت إليهم حضرموت سنة _ ٤٥٥ھ‏ وأصبحت جزء من ملكهم..... ولعل من نتائج هذه الحملة على حضرموت » هو القضاء على شوكة الأباضية وتقلص نفوذهم وسيادتمم إ وخفت أرباب هذه النحلة 3مع علو كلمة أهل السنة 3وبالرغم من تأثير السلطة الصليحية في القضاء على الأباضية، وأنهم بمد ذلك لم تقم لهم قائمه أو شوكة في هذا القطر فلم تستمر شدة قبضتها ( السلطة الصليحية ) على وادي حضرموت » بل ما بخت أن فترت شيئا" فشيئا، حق لم ييق لها أثر يذكر في عزل أو ولاية ءالأمر الذي نشأ عنه أن صارت حضرموت تحت ولاتما السابقين مستقلين بأمرها 0وتقسمت حضرموت إلى ثلاث ولايات أو أكثر :آل قحطان في تريم، آل دغار في شبام، آل إقبال في الشح“{". ما يمكن استخلاصه من حديث الأستاذ /الحامد هو ما يلي : ‏ ١إن الحملة الصليحية على حضرموت قد قضت على المذهب والسلطة الأباضية فيها و لم تقم لهم بعدها قائمة. ‏ -٢إن البديل المذهمي والسياسي الذي خلف الأباضية هو علو كلمة أهل السنة. ‏ ٣بنهاية الوجود الصليحي في حضرموت الذي ل يستمر طويلا عادت تحت ولائما السابقين. حضرموت ((٧٦ هذه النقاط الثلاث الي يتضمنها كلام الأستاذ الحامد © أرى أتنهالا تعطي أية حقيقة أو مشروع حقيقة، ذلك أن تلك النقاط تتناقض كل منها مع الأخرى 3 تناقضا فاحشا & وذلك للأسباب التالية -: ١إذا كانت تلك الحملة قد قضت وأممت السلطة الأباضية في حضرموت38 ‎ فهذا يع أنما قضت على السلطة الأباضية ممثلة بتلك السلطات اليي كانت قائمة‎ قبلها 5وهذا يعي الحكم بأباضية تلك الدول، وإذا كان قد أعقب تلك الحملة‎ عودة تلك السلطات إلى الحكم، فهذا يع عودة السلطة الأباضية إلى مواقعها‎ السابقة قبل الحملة ث وعندها تكون محصلة تلك الحملة أنما لم تعط جديدا و لم‎ تغير حالا، وبالتالي يكون الحكم بأن من نتائجها سيادة المذهب السي لا يستند‎ إلى طرح موضوعي أو منطق تاريخي. ‎ ٢إن قول الأستاذ الحامد بأن علو كلمة أهل السنة إنما كان بعد تلك الحملة} ‎ _ ٤٥٥ھ يعين أن السلطات في حضرموت قبلها لم تكن سنية، إذ‎أي بعد سنة لو كانت سنية الاعتقاد لكان علو كلمة أهل السنة قبل الحملة لا بعدها ونتيجة‎ من نتائجها. ‎, ‏ ٢٣إن المذهب العقائدي للدولة الصليحية لم يكن سنيا، بل كان على النقيض منه 3فقد كانت تلك الدولة على مذهب الشيعة الأسماعيلية. وهو مذهب فلسفي كلامي، وبالتالي فإن عداءهم للأباضية وأهل السنة سواء ث بل إن عداوتمم لأهل السنة أشد وأعمق، ليس للسبب المذهبي وحده فحسب & بل وأيضا لسبب سياسي } يتمثل في ارتباط أهل السنة بالخلافة العباسية في بغداد ال هي ألد أعداء المذهب الإسماعيلي في مصر واليمن، وبيمذا فإن أهل السنة لن يستفيدوا شيئا إيجابيا من تلك الحملة 3بل سوف يكونون من ضحاياها 5شأممم ((٧٧ ن الأباضية » خاصة وإن تلك الحملة كانت بتوجيهات مباشرة من الخليفة شأ الفاطمي المستنصر في مصر١أ''3‏ أي أن لها هدف مذهبي مباشر يتمثل قي احتواء الدويلات الحضرمية ال لم تكن سنية الاعتقاد والقضاء عليها 0وبالتالى ضم حضرموت إلى دائرة السياسة الفاطمية الإسماعيلية. ‏ ٤إن الأستاذ الحامد لم يحدد مواقع أهل السنة في العهد الأباضي أو قبل الحملة، ولا وزنهم الاجتماعي مقارنة بالوزن الاجتماعي الأباضي» حت يمكن من خلال ذلك مناقشة حكمه بعلو كلمة أهل السنة بعد الحملة، غير أنه حين ربط حكمه ذاك بعامل خارجي هو الحملة الصليحية } فهو بذلك يقر ضمنا بضعف الوجود السن العقائدي وضعف دائرته مقارنه بالدائرة الأباضية. ‏، ٤٠٠أي قبل‏ ٥إن الدولة الراشدية القحطانية في تريم كانت قائمة منذ سنة الحملة الصليحية بأكثر من نصف قرن من الزمان } فلما ذا يكون علو كلمة أهل السنة وإعلاء شأنمم بعد نصف قرن من قيامها 3ولماذا لم تقم الدولة الراشدية نفسها بذلك الدور قبل الحملة } إذا كانت هذه الدولة سنية الاعتقاد. وعلى ما تقدم » فإننا نرى أن المؤرخ الحامد لم يقدم منطقا تاريخيا علميا على بالتالي لم يقدم شيئا يفيد القول بسنية اعتقاد أهلنهاية العهد الأباضي حضرموت في القرن السادس الهجري، بل إن ما قدمه يفيد القول بخلاف ما أراد. أما المؤرخ علوي بن طاهر الحداد 2فقد أراد حسم الأمر مبكرا، فقد قال ( :بسيطرة الخوار ج كلاب النار وشر الخلق والخليقة على حضرموت خلال الثلاثة القرون الأولى من الإسلام، ثم إن الله اذامم كإذابة الملح ‏) © ١٧١ثم نجده في موضع آخر يقول : ()٧٨ ٨٠١ه‏ والشيخ الفقية القاضيت( وكان الشيخ محمد أبو بكر باعباد المؤرخ عبد الرحمن بن علي بن حسان _ ت _ ٨١٨ه‏ وغيرهم يناضلون الخوارج ‏){.. '٨ وهكذا بحد أن المؤرخ الحداد لم يقدم فيما سبق سوى طرحاذاتيا صريحا } فالعقائد لا تذوب كإذابة الملح، ولا أحسب أن ذلك يفوته وهو القضايا، وإنما دفعه إلى ذلك القول نظرتهالقاضي والمف المتفنن في تمحيص المذهبية إلى المذهب الأباضي وإخراجه من دائرة الإسلام. أما قولة الأخر فنجده يتناقض مع قولة الأول بذوبان الأباضية، إذ وجدناه يعترف ببقاء الأباضية حت مطلع القرن التاسع & بعد أن كان قد أذايما كإذابة الملح 0وهكذا © نرى أن ما دفع مؤرخنا الحداد إلى ذلك الاعتراف }. إنما هو ضغط الحقيقة ال لابد أن تظهر حتت في شكل (سقطات ) 0هذه السقطات تشكل قاعدة التناقض والغموض والاضطراب ف الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة. وهكذا نجد أن الذين كتبوا في تاريخ حضرموت الوسيط، لم يقدموا دليلا نصيا واحدا يحكم بسيطرة العقائد السنية في القرن السادس الهجري أو بعده 3وبالتالي لم يقدموا سوى وجهات نظر تفتقر إلى منطقها الداخلي والتاريخي والموضوعي، ولهذا نجدها يحيط بما الغموض والتناقض من جميع الجهات والأبعاد، ويغرقها في محيط متلاطم من الترعة ( الذاتية ) الإرادية الێن بدورها فرضت عليهم إصدار أحكام خطيرة دون أن تتوفر لها مقدماتما وحيثياتما. على أن ذلك الاضطراب والغموض والتناقض الذي يسود كتابة التاريخ الحضرمي الوسيط، يعود في اعتقادي في معظمه إلى انعدام المصادر القاطصة } وهو الأمر الذي أدى إلى عدم تحديد المذهب العقائدي لدولة آل راشد في تريم ()٧٩ .. ‏ھ - ٤‏ ٧٠٠ه \ -ففي الوقت الذي يقطع فيه الأستاذ الشاطري بأشعريتها"'" 5وجدنا باوزير لا يقطع برأي » بل يتساءل أهي سنية أم أباضية (`"، في حين يرى الدكتور عارف أن الأقرب أن تكون أباضية ("‘. على أنه يحسن بنا قبل الدخول في حيثيات أي حكم في هذه القضية © أن نتعرف على مذهب الدولة الأيوبية وسلوكها اتجاه دولة آل راشد خاصة وحضرموت عامة } أثناء حملتها على حضرموت سنة -‏ ٥٧٥ه وبعدها 0على أن هذه الخطوة البحثية من قبلنا سوف تكون بداية المشروع في الرؤية الن نأمل أن نقدمها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية والحياد. ((٨٠ رر الشروع في الرؤية ) :بخيح‎وول يلدأ الهب -١مذ ا جاء الأيوبيون إلى الحكم في مصر ف القرن السادس الهجري، بعد القضاء على الدولة الفاطمية الإسماعيلية المذهب 0وهم _ أي الإسماعيلية -فى كثير من أصولهم يغلب عليهم مذهب الإعتزال، لهذا يأتي علم الكلام لديهم في المنزلة الثانية بعد الفلسفة وعلومها، في حين كان الأيوبيون شافعية في الفروع 8 وأشاعره في الأصول & متعصبون للمذهب الأشعري خاصة والمذهب السي عامة. لهذا فان السلطان صلاح الدين الأيوبي قد قاد انقلابا مذهبياً عقائدياً قي مصر من المذهب الإسماعيلي إلى المذهب السي، ولقد بذل في سبيل ذلك الانتقال جهودا كبيرة ث وسار على ممجه من جاء بعده من سلاطين بن أيوب الذين عملوا على أحياء مذهب أهل السنة والعقائد الأشعرية والقضاء على التعاليم الفاطمية الشيعية وما كان لها من آثار دينية و علمية وعملية. في القرن السادس، عند قيام الدولة الأيوبية 0كانت المذاهب الدينية والنظريات الفلسفية تتصارع صراعا عنيفا ث وكثيرا ما يكون الصراع الفكري أشد ضراوة من الصراع الدموي & وكان الصراع بين الفلسفة والدين على أشده في تلك الفترة 8وكان الملوك يسايرون العامة في عدائهم للفلسفة، رغبة في استرضائهم لتوطيد سلطاممم. كان السلطان صلاح الدين يرى يي المذاهب الفلسفية والفرق الإسلامية غير السنية صدعاً للوحدة القومية الت تقوم على الإيمان بقداسة الدين، في وقت كانت فيه الأمة الإسلامية أحوج ما تكون للوحدة لمواجهة المد والقوة ((٨١ الصليبية، وهذا كان صلاح الدين يكره الفلسفة ورجالها، وكذا الفرق الإسلامية غير السنية " ويرى فيها وتي أفكارها الفلسفية والكلامية مفسدة للعقيدة والعقول، لأنها تخلق الشكوك وتزعزع العقائد وتنير الحادلات 0وكان يرى أن في جوهر الدين ما يكفي لكل ما تريده الأنفس التي تريد الإصلاح وتنشد الحياة المثالية. ولقد أولت الدولة الأيوبية منذ ظهورها عناية خاصة في تشجيع ودعم التصوف والصوفية وذلك من خلال بناء الأربطة والزوايا وصرف الأموال عليها وتنظيم مشيخاتمم، إلا أن ذلك الاهتمام وتلك الرعاية لم تمنع السلطان صلاح الدين من الأمر بقتل الصوفي الشهير شهاب الدين السهروردى الذي قام تصوفه على الفلسفة الاشراقية المتصلة بالفلسفة اليونانية ا ما ذاك إلا لشدة كراهيته للفلسفة ورجالها من حيث جاء ت، ومهما كان اتجاهها. ولقد كانت كراهية صلاح الدين للفرق غير السنية لا تقل عن كراهيته للفلسفة ورجالها 2لهذا نراه يصدر أمرا سلطانياً يمنع فيه القول والجدل مسألة خلق القرآن أو التعامل مع علم الكلام وقد جاءت صياغة ذلك الأمر على النحو الآتي : ( خرج أمرنا إلى كل قائم في خف أو قاعد في أمام أو خلف، ألا يتكلم في الحرف بصوت، ولا في الصوت بحرف ‘ فمن تكلم بعدها كان الجدير بالتكليم } فليحذر الذين يخالفون أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم & ونسأل النواب القبض على مخالفي هذا الخطاب، وبسط العذاب، ولا يسمع لمتفقه في ذلك تحيير جواب، ولا يقال عن هذا الذنب تاب، وليعلم بقراءة هذا الأمر على المنابر وليعلم به الحاضر والبادي، ويستوي فيه البادي والحاضر والله يقول الحق ويهدي السبيل )""". ويرى المؤرخ أحمد أمين أن المقصود يمذا القرار هم )(٨٦٢ المعتزلة، غير أنه لما كان القول بخلق القرآن يشترك فيه مع المعتزلة كل من الأباضية والمذاهب الشيعية } فإننا نرى أن المقصود به كل الفرق الإسلامية غير السنية © وإن كان المعتزلة أكثر تلك الفرق اهتماما ممسألة خلق القرآن لارتباطها بالأصل الأول من أصول مذهبهم وهو ( التوحيد ). هذه الأجواء العقائدية العدائية الساخنة ال يعلنها القرار السلطاني الأيوبي ضد المعتزلة وغيرهم من القائلين بخلق القرآن في القرن السادس المجري © هي ال أوحت إلى الفقيه السي شيث بن إبراهيم بن حيدره المعروف بابن الحاج القفطي المصري المتوق سنة ٥٩٨ه‏ بالرد على المخالفين بكتاب أسماه (حز الغفلاصم في إفحام المخاصم عند النظر في أحكام القدر )، ولسنا في حاجة إلى تبيان ما يعلنه عنوان الكتاب من حدة وشراسة الحملة قي ذلك القرن على المخالفين، وشدة أهل السنة قي خصومتهم للمخالفين من أهل الإسلام. -٢الأيوبيون قي اليمن: ‎ دخلت جيوش صلاح الدين اليمن سنة -‏ ٥٦٩ه بقيادة أخيه توران شاه 3وكان الهدف المعلن لتلك الحملة على ما يذكر المؤرخون، هو القضاء على دولة علي بن المهدي اليي كانت تسيطر على زبيد وتمامة 3ويذكر ابن خلدون أن علي بن المهدي كان أباضي وأنه دعا إلى هذه النحلة(". ويرى الأستاذ " 0ء وكانتجراده أنه ( كان يجمع بين أراء غلاة الخوارج وغلاة المعتزلة ) اليمن عند اجتياح القوات الأيوبية لها تشتمل على دولة بي زريع في عدن وما والاها من البلاد س وهم شيعة إسماعيلية، ودولة آل حاتم قي صنعاء وما حولها 3 وهم شيعة إسماعلية أيضا، وكان المذهب الزيدي المعتزلى الأصول في صعدة وما حواليها ى ولكن بدون إمام، وقي حضرموت الدول الي أتينا على ذكرها ((٨٢ سابقا 5ويرى المؤرخون أنه ( :كان لطبيعة البلاد الوعرة وصعوبة الانتقال بين أجزائها المختلفة، وبعدها عن مركز الخلافة العباسية، أن اختارها الخارجون على بي العباس لتكون ملجا لهم """ غير أن أسباب الفتح الأيوبي لليمن كثيرة } منها ما هو سياسي يرمي إلى إلى استثمارجمع الصف العربي في مواجهة الصليبيين } وما هو اقتصادي يهدف النشاط الاقتصادي التجاري لزبيد والشحر وعدن، ال كانت مركز لتجارة العبور من الشرق والهند إلى مصر والبحر المتوسط & وغدت عدن مستودع لتجارة الشرق } وتوفرت فيها حركة نقذيه هائلة. ولقد استطاع الأيوبيون القضاء على جميع الدول الي كانت تحكم في اليمن بما فيها الدول الحضرمية © وإذا كان الهدف المعلن للحملة الأيوبية على اليمن هو القضاء على دولة ابن اللهدي الأباضية، فإن هذا يع أن الهدف المذهي للحملة يأتي في مقدمة أهدافها 3أي إنما جاءت ( :من أجل تحقيق سيادة المذهب السي والقضاء على الأنظمة غير السنية في اليمن ) "". وإذا كانت مذاهب الدول المعروفة لم تكن سنية 0فهل تكون دول حضرموت سنية ؟. ذلك ما سوف نحاول استجلاءه من خلال تتبع الحملة الأيوبية على حضرموت. ٢۔‏ الأيوبيون قي حضرموت : في سنة ٧٥ھ‏ قاد القائد الأيوبي أبو عثمان الزنجبيلي حملة عسكرية على حضرموت، وكان تورا ن شاه قد عينه نائبا على عدن وماوالاها من البلدان ء وفي البدء احتل الزنحبيلي مدينة الشحر الساحلية » وهي ميناء حضرموت الأساسي، وفيها آل إقبال 0فنهب البلد وأحرق جانبا منها وقتل أناسا ((٨ ٤ كثيرين بينهم عدد من الفقهاء والقراء (""، تم اتجه إلى وادي حضرموت 8 وكانت مواجه شرسة ضروس يقول عنها الشاطري (:وفيها فني أعداد كبيرة من أبنا القبائل 3وأعقبها مباشرة بجازر ونفي علماء البلد وصلحائها وحكامها )“"‘، وقال المؤرخ بامخرمه في حديثة عن الزنجبيلي ( :ثم غزا حضرموت إشرا وبطرا وقتل عالما كبيرا من فقهائها وقرائها “"، ويقول المؤرخ الفقيه علي بن سمرة الجعدي المعاصر لتلك الحملة (:قتل الزنجبيلي فقهاء حضرموت وقراءها قتلا ذريعا ‏) 0 0٠ويقول المؤرخ الصبان عن المقاومة الحضرمية للحملة (:وكانت المقاومة الحضرمية مقاومة شديدة في أغلب المدن والقرى، وجاء الأمير الأيوبي على بن المهدي سنة ٦١٢ه‏ إلى الشحر وجاء سنة ‏ ٥ھ وعاث في الأرض فسادا 0وقتل الحضارم 3وكان القتال بينه وبين الحضارمه من قرية إلى قرية ي من داخل الوادي & ومن ( عرف ) و( حجر ) و( دوعن ) إلى أن قتلته قبيلة ممد سنة ٦٢١ه‏ بوادي حضرموت ("". وبعد تلك الحولة مع الدولة الأيوبية مذهبا وسلوكا قي مصر واليمن وحضرموت آ وبعد أن عرفنا الأوضاع المذهبية السائدة في اليمن قبل الحملة الأيوبية عليها © فهل نستطيع معرفة الملامح الأساسية للأوضاع المذهبية في حضرموت اليي ظلت لغزا محيرا، على ضوء سلوك الحملة الأيوبية عليها. لنحاول ذلك. من جملة الحديث السابق يمكن وضع النقاط الأساسية الآتية : ‏ -١قامت الحملة الأيوبية على حضرموت بأبشع عملية قتل جماعي للعلماء والفقهاء والقراء، لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلا منذ سنة ‏ ٤٢٠ه عندما قام السلطان محمود الغزنوي في إقليم ( الري ) في فارس بأبشع وأكبر عملية قتل وحرق ونفي وتعذيب المعتزلة والاسماعيلية والأباضية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار ((٨٥ ما تذكره المصادر الحضرمية من أنه كان يوجد في تريم وحدها في ذلك الوقت من القرن السادس & بجمع علمي كبير قوامه حوالي ثلاثمائة عالم وفقيه ومفي 6 فيعندها يمكن أن نقدر حجم تلك المذبحة الي قام بما الأيوبيون قي حضرموت حق ذلك المجمع العلمي. تلك المذبحة الت قال فيها المؤرخون ما قالوا » دليلا على كثرة القتل فيهم. إن الدولة الأيوبية وهي على ما رأينا من تعصبها للمذهب السي وكراهيتها للفرق الإسلامية غير السنية ما كان لها أن تقدم على ذلك الفعل الشنيع & لو كان أولئك العلماء من ضحاياها 2على مذهبها السين الأشعري، ولكان تعصبها لمذهبها مانعا لها من الإقدام على ذلك، ولكن تلك المذبحة تكون مبررة ومقبولة عقلا لو كان أولئك الضحايا على خلاف مذهبها وممن يمارسون الفلسفة وعلوم الكلام ويقولون بخلق القرآن. ‏ -٢إن الإقدام على تلك المذبحة يتناقى كليا مع الهدف المعلن للحملة على اليمن عموما » من رص صفوف المسلمين والعمل على وحدة الصف الإسلامي لمواجهة الغزو الصليي 2ذلك لما لعلماء الدين من دور أساسي في الدعوة للوحدة القومية 2كما أن التسامح بين الطوائف والفرق الإسلامية هو الأساس لخلق تلك الوحدة المنشودة، وليس المذابح والمجازر في حق تلك الطبقة المثقفة. -٣إن‏ الهدف الاقتصادي للحملة ينتفي تمام من حملتهم على وادي حضرموت المعروف بقلة ومحدودية موارده الاقتصادية والمشهور بتكرار المحاعات الرهيبة فيه ) وبذلك يبقى الهدف المذهمي وحده سبب تلك الحملة على الوادي خاصة و حضرموت عامة. -٤إن‏ طبيعة المواجهة الشعبية الشرسة } والمقاومة العنيفة لتلك الحملة } وكذا تعدد غزوات الأيوبيين لحضرموت » أمر لم يحدث في تاريخ الغزو الأيوبي ((٨٦ } الأمر الذي يعي أن هناك عداء تاريخيا بين الأيوبيينلليمن إلا قى حضرموت والحضارمة، وأن ذلك العداء ليس إلا عداءاً مذهبياً. -٥إن‏ الأعمال الخيرية ال اشتهر بما عثمان الزنجبيلي وكذا باقي نواب بن أيوب في اليمن انعدمت تماما" قي حضرموت، و لم يكن لحضرموت أي نصيب منها يمكن أن يسجل لهم حسنة في تاريخ وجودهم فيها، وإنما كان نصيبها قسوة وشدة قمع وإرهاب طال كل فئات الجتمع الحضرمي، خاصة رجال الدين، الأمر الذي يعين أن عداء الأيوبيين كان للمجتمع الحضرمي بكل فئاته وطبقاته، وذلك لن يكون إلا بسبب مذهبي محض. وهكذا نصل إلى استنتاج عام يقول إن سلوك الحملة الأيوبية تجاه حضرموت يقطع بأنما وجمعها العلمي التريمي لم تكن على المذهب الأشعري و لم تكن سنية الاعتقاد 3وأن هدف تلك الحملة عليها كان هدفا عقائدياً محضاً، استهدف رجال العلم والدين خاصة، وأن ما قامت به تلك الحملة من مذابح وبجازر، إنما يندرج تحت تنفيذ الأمر السلطاني لصلاح الدين بالتنتكيل ومعاقبة كل من الأباضية والمعتزلة والشيعة وكل الفرق غير السنية ال تقول بخلق القرآن. غير أن قولنا ذاك الذي توصلنا إليه القائل بلا سنية الأوضاع في حضرموت ي القرن السادس الهجري، يصطدم باعتراض من قبل القائلين بسنية أوضاعها & وهذا الاعتراض قائم على الادعاء بأن القائد الأيوبي الزنجبيلي كان خارجي وأورده الشاطريبه بامخرمه قي قلادة النحرالعقيدة 3هذا الادعاء قال وغيره (""، ومن وجهة النظر تلك يكون ما قام به الزنحبيلي مقبولا ومبررا ويؤكد سنية الأوضاع فيها. على أن الادعاء خارجية الزنجبيلي لا يصمد أمام حقيقة أنه ما كان للدولة الأيوبية أن توكل مهمة القضاء على دولة بن المهدي الخارجية إلى قائد خارجي © ((٨٧ بل إنما على تعصبها المذي ما كان لها أن تقبله جنديا في جيشها & ناهيك أن يكون قائدا في حملتها على اليمن، نظرا للبعد العقائدي لتلك الحملة، أو أن تعينه نائبا على عدن وما والاها من البلدان » كل ذلك ما كان ليحدث لو كان الزنجحبيلي خارجيا } وعلى ما تقدم فأن الاعتراض بخارجية الزنحبيلي يسقط غير أن الأستاذ الشاطري ومن أجل تأكيد سنية الأوضاع في حضرموت عامة وتريم خاصة & يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يقول بخارجية قائد أيوبي آخر » هو علي بن المهدي الذي عانت منه حضرموت كثيرا" 2وهذا الادعاء غير مقبول أيضا مثل سابقه } ولعل الأستاذ الشاطري لو سار على ذلك المنوال © لقال بخارجية صلاح الدين نفسه والدولة الأيوبية. ولحسم هذه القضية، فإننا نجد المؤرخ الجندي المتوقى سنة _ ٧٣٢ه‏ يقول عن الزنجبيلي ( :قد كنت قدمت عدن ورأيت ما أوقفه هذا الأمير على الجرم والمسجد ( في مكة والمدينة ) فكنت استعظم قدره واستكثر خيره س حيت وقفت على ما ذكره إبن سمره من قتله الفقهاء والقراء فصغر وحقر ما فعله من خير في جنب ما فعله من شر ) (" 0وعلى ذلك نجد أن لا إبن سمرة المعاصر للحملة ولا الجندي قال بخارجية الزنحبيلي 3وأن ذلك الإدعاء ما هو إلا تخريج حضرمي خاص ‘ فرضته الرغبة في فرض المذهب العقائدي السي على حضرموت ف القرن السادس الهجري، دون حجة من نص أو وثيقة أو منطق تاريخي موضوعي » وإنما رغبة في الخروج من مأزق السلوك الأيوبي في حضرموت. ويبدو أن الأستاذ الشاطري لم يقتنع هو نفسه بالادعاء بخارجية الزتحبيللي © لهذا نحده يناقض قوله السابق، بقول آخر، حيث يقول (:ثم جاء الصليحي ((٨٨ فيما بعد واشتبك معهم ( يقصد الأباضية ) } ثم جاء الزنجبيلي فيما بعد فزاد الطين بله ث وكاد يفي البقية الباقية منهم ) ("" ء وهكذا يسقط الأستاذ الشاطري دعواه خارجية الزنجبيلي بنفسه، ويبقى معنا الحقيقة الق نرى أنما منطقية ومتسقة مع سير الأحداث، ألا وهي أن ما فعلته الحملة الأيوبية على العلماءحضرموت من مذابح وبحازر وغير ذلك من أساليب التنكيل تحج والفقهاء والقراء وعامة الشعب & وكل ذلك كان عملا مقصودا ومخططا له وبدافع من خلاف مذهبي بين الطرفين، و لم يكن نتيجة خطأ سياسي من قبل الأيوبيين، أو نتيجة عملية تحريض غير محسوبة العواقب من قبل العلماء الحضارمه ضد الدولة الأيوبية © بل إن ما أقدمت عليه تلك الحملة كان ينسجم تمام الانسجام مع الإتجاه العقائدي للدولة الأيوبية وهدفها في القضاء على المذاهب والفرق غير السنية الاعتقاد» حيت يتحقق هدفها في طبع حياة ذلك العصر بالطابع السي وأحياء تعاليم أهل السنة. أما إذا أردنا أن نبحث عن الأقوال بعدم سنية الأوضاع في حضرموت في القرن السادس الهجري & فإننا سوف بحدها تصدر عن نفس القائلين بسنيتها } فهذا الأستاذ الشاطري يقول ( :وفي القرن الخامس وأوائل القرن السادس لا ‏ & ٠٢وكنا فيما سبق قد أوردنا قولهتزال للأباضية سلطة في حضرموت محاربة الزنجبيلي للأباضية وكاد أن يف البقية الباقية منهم. وهذا المؤرخ الحداد يقول في أثناء حديثه عن السلطان عبدالله بن راشد ( توقفي ‏ ٦١٦ھ ).. ( هو الذي جاهد آل النعمان ولاة شبام والفافهم 0كما جاهدتمم السكون من كنده 3 ((٣٦ بعد زيغ منهم، حتى أدعنوا بالطاعة وتفرق شمل الخوارج ) أما عن الوجود المعتزلي في حضرموت عامة وتريم خاصة، فإن أول إشارة إلى ذلك الوجود & صدرت عن الشيح محمد عوض بافضل & حيث يقول في ترجمته ()٨٩ للشيخ سالم بن فضل بافضل، المتوق سنة = ‏ ٥٨١ه -وعن عهده وعصره. ( وكانت بدعتا الأباضية والمعتزلة إذ ذاك منتشرة في الجهات الحضرمية، وفتنتهم على طامة على الملة الإسلامية ) "" " ويقول الأستاذ الشاطري في ترجمته للإمام على بعض الفرق المخالفةوددصدر ر(ت‏ ٦٢٠هل).. ابن جديد (توفي ل للمذهب السي ومنهم المعتزلة ) “". ومن كل تلك الأقوال نفهم أنه في القرن السادس الهجري لا زالت السيادة للفرق غير السنية قي حضرموت |، غير أنه من الأهمية أن نذكر أن كل تلك الأقوال بوجود الأباضية والمعتزلة أو سواهم من الفرق غير السنية، إما هي صادره عن قائلها بدون دليل من نص أو وثيقة 5وأن تحقيق ذلك يحتاج إلى جهد آخر } وهو ما سوف نحاول تحقيقه في الفصل القادم... ((٩٠ ر الأوضاع المذهبية في تريم في القرن السادس) تحتل مدينة تريم في خارطة الجغرافية الحضرمية موقعا متميزا 0جعلها في العصر الوسيط مركزا ذا أهمية خاصة في بحال التواصل بكل أنواعه بين شطري حضرموت الساحلي والداخلي } فلئن كانت ولازالت هي أقرب المدن التاريخية في الوادي إلى الساحل من جهة الهضبة الوسطى، ثم منها يمكن للمرء أن يتصل بباقي أجزاء الوادي والصحراء حت مأرب & فهي أيضا واسطة العلم والمعرفة بين شطري حضرموت & ذلك أنما ومنذ وقت مبكر من العصر الإسلامي كانت قصبة العلم و المعرفة بالنسبة لعموم حضرموت & وكان دورها المعري والعلمي كثيرا ما ينعكس على باقي أجزاء هذا القطر بمذا الشكل أو ذاك، كما كان لابد لدورها الجغرافي التجاري والعلمي أن ينعكس على دورها وأهميتها السياسية وتأثير ذلك على عموم القطر. ولما كان التاريخ العلمي لأية مدينة فى العصر الوسيط كثيرا ما يكون انعكاسا لأوضاعها المذهبية السياسية، ولما كانت الأوضاع السياسية في ذلك العصر هي بعينها الأوضاع المذهبية العقائدية 7فأن دراسة الأوضاع العلمية لهذه أوضاعهاالمدينة العريقة واستجلاء حقيقتها ء سوف يلقي ضوءأ كاشفا على السياسية } وبالتالي لابد أن يفصح ذلك عن حقيقة الأوضاع السياسية لعموم البلاد فيى تلك الفترة التاريخية العلمية. إن ما توصلنا إليه من معطيات على ضوء ما سبق من هذه الدراسة تقول :إن الأوضاع المذهبية في حضرموت ي القرن السادس الهجري وأثناء الحملة الأيوبية عليها، لم تكن سنية من الناحية العقائدية، وإذا كان الأمر كذلك } فهي أما أن تكون أباضية & باعتبار أن الأباضية هي مذهب حضرموت ((٩١ الأساسي » أو أن تكون معتزلية 2ذلك المذهب الذي تتحدث عنه وعن وجوده في حضرموت في تلك الفترة بعض المصادر والمراجع & إلا إننا لا ملك دليلا نصيا على أي منهما } غير أننا سوف نحاول الإمساك بأول خيط يخرجنا من محيط هذه المتاهة » وسوف نمسك بالخيط الذي يقدمه لنا العلامة نشوان بن سعيد الحميري ‘ كمدخل لتوسيع دائرة الرؤية : نشوان بن سعيد الحميري في تريم : قليلة هي المصادر الي تتحدث عن نشوان & وعلى قلة هذه المصادر، فقد تميزت الأخبار عنه بالقلق والاضطراب، بحيث لا تكاد تلقي الضوء الذي يبين شخصيته ال تظهرها مؤلفاته في الأخبار والأنساب واللغة والأدب والحكمة والطب وعلم الفلك وعلم الكلام وفقه الشريعة الذي كان فيه طودا شامخا وعلما باذخا. ولد في مدينة ( حوث) التقبعد عن صنعاء. ممسافة يومين ونصف مشيا على الأقدام 3وهي مدينة علم وعلماء 3و لم تحدد الأخبار تاريخ مولده ء ولكن ‏ ٥ھ على أرجح الأقوال <" 5ومعين هذا آنهوفا ته كانت ما بعد سنة شهد أواخر دولة بني نجاح في تمامة} وأيام علي بن المهدي، وأيام بيي زريع الذين خلفوا الصليحيين في حكم عدن وما جاورها، وفي أواخر عمره شهد الفتح الأيوبي لليمن، ونماية الدول اليمنية على يد الأيوبيين (`‘‘. م تذكر الأخبار شيئا عن شيوخه الذين تلقى العلم على أ يديهم س ولكن الأخبار تجمع على علو كعبه وسمو مترلته الثقافية 3قال عنه المؤرخ المصري علي بن يوسف القفطي في ( أنباء الرواة ) ( :كانت له في الفرائض وقسمتها يد } وكان يفضل قومه اليمنيين على الحجازيين ويفاخر عدنان، وله في ذلك نقائض ((٩٢ مع الأشراف القاسمية ) وترجم له السيوطي فقال (:هو أبو سعيد الفقيه العلامة المعترلي النحوي اللغوي ) كما ذكره الخزرجي فقال (:أوحد أهل عصره وأعلم أهل دهره، فقيها نبيلا مفتيا عارفا بالنحو واللغة والأصول والأنساب والتواريخ وسائر فنون الأدب شاعرا فصيحا بليغا مفوها 0صنف ( شمس العلوم ) في اللغة من ثمانية أجزاء). كان نشوان معتزلي المذهب في أغلب آرائه 3أما مذهبه في الفقه فقد كان يعتمد على الاجتهاد وترك التقليد ث ومن هنا كثرت خلافاته مع فقهاء الزيدية 3وخاصة أولئك الذين اتصفوا بالجمود المذي، وفي ذلك يرد عليهم بقوله : يحيتجادلا بكلام أجاببالقرآن خصمي إذا جادلت أتجعل قول يحي عنه وحيافقلت كلام ربك عنه وحي أما مذهبه في الحكم فيذهب إلى أن الأمر شورى بين الأمة & وليس منحصرا في بطن أو أسره أو سلالة عرقية وهذا هو مذهب المعتزلة والأباضية، وهو يقول في ذلك : مظهر من مذهبي ما أبطظشنأيها السائل عي إنين هو في الأرض الطريق البينمذهبي التوحيد والعدل الذي هو اتقي الناس المؤتمنإن أولى الناس بالأمر الذي ورد الفرض بهوالسننكائنا ما كان لا يجهل ما والاذنأنفة خرومةأبيض البشرة أم أسودها طلا استولى عليك الوسنأيها الشيعة هيا فلقد ليدين قلتم سمن بما رأيتم لبي عدنان من ورام ف )(٩٢ وهو يرد على القائلين بأن الحكم حكر على آل فاطمة & بقولة : من الأعاجم والسودان والصربآل اللي هم أتباع ملته صلى المصلي على العاصي أبي فهبلو كان آله إلا أقاربه _ وجرتعاش نشوان في عهد الإمام أحمد بن سليمان _ ت ‏٥٦٦ بينه وبين الإمام نقائض متبادلة، وعداوة نشوان للأئمة العلويين آتية من جهتين : جهة مذهبية معتزلية تتعلق بمذهبه في الحكم و الإمامة ومن جهة نزعته القحطانية ال عبر عنها في الكثير من قصائده، غير أن تلك العداوة تحولت إلى مودة في آخر عمر نشوان } واتصلت بينهما المراسلات، تنصل خلالها نشوان مما قاله من شعر المفاخرة والعصبية 3ويرد ذلك نشوان إلى نزوات الشباب، حيث يقول : ( انقضت النقائض بي وبين الأشراف الهاشميين 0وذلك قبل طرور الشارب وبلوغ المآرب، فأما اليوم فقد زدت على الأشد، وصرت من الهزل إلى الخد © وأتاني نذير الشيب ءوزايلني كل ريب، وتحليت بلية الوقار س ونظرت إلى نفسي بعين الاحتقار. ورغبت عن القريض، وملاهي معبد والغريض، وأخذت القرآن بالشعر بديلا 3وتركت الجدال، وكان الإنسان أكثر شيئا جدلا ). مؤلفاته :منها : ‏ -١رسالة ( الحور العين ) وفيها شرح مذهبه فيالاعتقاد والتوحيد وآراءه في الملل والنحل والعقائد والمذاهب وعلوم أخرى تتصل بعلوم اللغة والعروض والتاريخ والفلك والأدب وأصول الفقه وغير ذلك من المواضيع. ‏ ٢شمس العلوم :وهو أهم مؤلفاته 7وهو معجم في اللغة يتضمن فوائد علمية وفقهية وتاريخية وجغرافية وفلكية وأدبية 3فهو أشبه بالموسوعة العلمية. ‏ -٣التبيان فى تفسير القرآن :أربعة أجزاء ((٩ ٤ ٤أحكام صنعاء وزبيد. ‎ ٥الاعتقاد فى التوحيد. ‎ ٦الفوائد والقلائد في الأدب. ‎ ٧النقائلض :فيما بينة وبين الهاشميين. ‎ وله مؤلفات أخرى. ‎ هذا هو نشوان بن سعيد الحميري العلامة المعتزلى الكبير، الذي انتقل من الجوف إلى تريم 0وعاش فيها عامين ونصف، يقول الأستاذ جرادة (:ولسنا نعلم لنقلته سببا } ولعلها ناشئة عن مضايقات البيت القاسمي له )، عاش نشوان قي ترمم يلقي الحفاوة والتكرنم من حاكمها وعلمائها الذين قدروا نشوان حق قدره 2ولكنه عاد إلى الجوف، ويقول عن رحلة العودة تلك (:ليشت في حضرموت كما لبث يونس في بطن الحوت، لبثت سنتين ونصف |، أخصف سما ورق الندامة خصفا، وأتعرض لرزق حلال & فحصل ما فيه سد الخلة، ثم عدت إلى مارب « فلقييى من بما 0فتعرض للعطية © فقاسمتهم ما على المطية ء ووصلت الجوف متخليا عن الأخوان والأنصار، ولو شئت لدخلتها بالخيوش الكثار © ولكن قلت ما عند الله خير وأبقى ). م تذكر المصادر الزمن الذي انتقل فيه نشوان إلى حضرموت، غير أننا نستطيع القول إنه كان قبل وفاة الإمام أحمد بن سليمان، أي قبل سنة ‏ ٥٦٦ه & ويروي صاحب تاريخ آل الوزير أن نشوان قال عن نفسه، إنها وصلته من العلويين بعد عودته من حضرموت ثلاثمائة قصيدة } فأجابهم بقوله‘“ : تا الله لأ صبحت كلبا عاويالو كل ما عوت الكلاب أجبتها (()٩٥ أي أن نشوان زار حضرموت في فترة شبابه ءوقبل مصالحته مع الإمام النقائضأحمد بن سليمان وانقضاء النقائلض بينه وبين العلويين 3وبما أن تلك استمرت بعد عودته من حضرموت » فإن زيارته لها تكون قبل وفاه الإمام بفترة ليست بالقصيرة © ونرى أنما تمت في أواخر النصف الأول من القرن السادس وقي فترة حكم شجعنة بن راشد لتريم » الذي بدأ سنة ‏ ٥٤٨ه واستمر حوالي ثلاثين عاما. وإذن فقد جاء نشوان إلى تريم في النصف الأول من القرن السادس 3 بسبب العداوة الطافحة ال كانت بينه وبين العلويين القاسميين © تلك العداوة اليي أرهقتة كثيرا » وما كان لنشوان أن يختار تريم لتهدأ فيها نفسه من عناء تلك الخصومة والعداوة المذهبية 3لو لم تكن تريم وأوضاعها المذهبية والسياسية تتناسب مع مذهبه في الإعتزال وآرائه ونظرته للأمور » ولكن لنترك نشوان يتحدث عن كل ذلك في قصيدته ( التريمية ) اليي بعث بما من الخوف بعد عودته إليها من تريم، ولنا بعد ذلك أن نحكم، يقول نشوان في قصيدته : ببطن تريم كالنجوم العوالمرعى الله أخوان الذين عهدقمقم وابن أخيه الفر أبناء حاتمالنجدة ابن محمدعليا حليف وسيداهل العلم يحي بن سالمب ذقيه ه من ف مي تريمومن ف عظيم من الأملاك عالي الدعائمأولنلك أهل الفضل في ظل فاضل فكانت لياليهم كأحلام نائمأنست بمم من سالف الدهر برهة تأجج ما بين الحشا والحزائمفارقتتهم كرها ونار فراقهم وهيهات ليس الصدع كالمتلائموهل لزمان الوصل بالوصل عودة أو أبكي عليها بالدمو ع السواجمالا هل لأيام تقضين رجعة بها الود غير واهي العزائملئن بعدت أجسامنا فقلوبنا جراح فراق مالها من مراهمسلام عليكم من صديق بقلبه (()٩٦ وإذا أردنا أن نشرح تلك الأبيات النشوانيه 3فإما قي غن عن أي شرح أو بيان 0فكل بيت منها يفصح عن مكنونة من المعاني الواضحة الدلالة 7فهو يقول لنا أن ( إخوانه ) من العلماء الذين عاش بينهم تلك الفترة 0ليسوا في حاجه إلى المدح والإشادة، فهم مشهود لهم بالفضل والعلم © وهم في ذلك مثل النجوم يستضاء بنور فضلهم وعلومهم، فمنهم علي بن محمد بن حاتم وأبناء أخيه 3وتذكر المراجع الحضرمية 2أنه كان في تريم حينها ثلاتمائة عالم وفقيه ومف & منهم خمسة وأربعون من آل حاتم ‏(، )٤٦٢ويذكر نشوان فقهاء تريم ( المهذبين ) بكسر الذال © أي الذين هذبوا الفقه مما علق به من أفكار الجمود والركود، عن طريق الاجتهاد العقلي © حيث ذلك هو مذهبه في الفقه، ذلك أن كلمة ( مهذب) بفتح الذال لا تعطي جديدا 0فكل فقيه مهذب في أخلاقه لأن الفقه يهذب النفس والسلوك & وتلك هي سمة الفقهاء في كل المذاهب 0ولكن زاد عليهم فقهاء ترمم بتهذيب علم الفقه نفسه & ونعتقد أن ذلك هو مقصود نشوان. شم يتطرق إلى ذكر ( سيد أهل العلم يحي بن سالم ) الذي اختلف في مقصوده & هل هو ابن أكدر أم بافضل ‘ وتلك قضية أخرى، ثم يذكر نشوان حاكم تريم من آل راشد، وهو الامام شجعنه بن راشد & وأسرة آل راشد أسرة علم وأدب وحكم وسياسة معا، ثم بحد باقي أبيات القصيدة تعلن عن الروابط العميقه الق جعلت نشوان يرى أن فترة عامين ونصف الي قضاها معهم، تمر عليه كأحلام نائم، وأن فراقهم نار تأججت في قلبه وفؤاده، وأن فراقهم يستحق منه البكاء بغزير الدمع، إلا إنه يعلل النفس بان ذلك الفراق رغم قسوته على النفس، إلآ انه لن يضعف أو يوهن ما تكنه القلوب من ود باق مدى العمر، رغم أن جراح الفراق سوف تظل دامية لا تداويها العقاقير والمراهم. ((٩٧ إن تلك الأبيات ( النشوانية ) على ما فيها من بلاغة القول وفصاحة وبيان { فهي ناطقة بصدق العاطفة وحرارتما » وكيف لا تكون كذلك والشاعر هنا إنما يعبر عن مشاعره تجاه ( إخوانه ) في العقيدة ذلك أن كلمة ( أخوان ) لا يطلقها العلماء وأصحاب المذاهب والمدارس ومن هم في مترلة نشوان العلمية المذهبية } إلآ على من هم على مذهبهم } فهي إذن إخوة مذهبية على أن تلك الإشادة بفضل وعلم أولئك الأخوة من قبل نشوان، ليست غريبة على الأدب لمعتزلي، ذلك أن ( اعتداد المعتزلة بالمعترلي كاعتداد الشيعة بالوصي والمهدية بللهدي ) على قول الخوارزمي "ث. إن الانسجام التام بين نشوان العلامة المعتزلي الكبير وبين الجمع العلمي التربمي والقيادة السياسية في ترم، بل وممارسة نشوان النشاط التجاري في ترمم في دعة وأمان » كل ذلك أمر جدير بالملاحظة الدقيقة 3ذلك أن بجمعا علميا أشعريا ما كان يمكن أن يقبل أن يعيش بين ظهرانيه رأس معتزلي » حق بأقل من رأس نشوان & فكيف يقبل بنشوان. لهذا فان السبب المذهبي الذي جعل نشوان يهرب من العيش في بجتمع الجوف الزيدي المعتزلي، هو الذي جعله يعيش في ترنم بكل تلك الدعة والتوافق والانسجام 2خاصة إذا علمنا رأيه في الفرق المخالفة له 3 في طريقحيث يقول في ذلك (:أكثر من ينتحل السنة & قي دجنة & فالعامة الحيرة آمة 3والقدرية ( الأشاعرة ) للطعن درية » وحجة الرافضة عن الله داحضة، والحشوية ( الحنابلة ) غوية شويه س وركبت المرجئة مطية غير نجية 3 ؤ ثم يقول عن مذهبه المعتزلى الخالص :ومشت الخوارج بأقدام عوارج 7 ( ونزلت المعتزلة من الفضل بمترلة 2فهم ملائكة الأرض & وأعلم الناس بالسنة والفرض ءوفرسان الكلام وذروة أهل الإسلام )ث. كما يقول أيضا : ( إن المعتزلة ينظرون إلى جميع المذاهب كما تنظر ملائكة السماء إلى أهل الأرض ) «}‘. ((٩٨ وإذن فإن آراء نشوان في المذاهب والفرق الأخرى تجعل من مدحه وإشادته بعلماء ترم وحكامها لا تنسجم إلا مع نظرته لمذهبه في الاعتزال 8 وهكذا نكون قد وصلنا مع الخيط الذي تركه لنا نشوان إلى نقطة حرجة، تقول باعتزالية ترعم في القرن السادس الهجري. غير أن التحقيق العلمي لهذه القضية يتطلب أمر مهما وهاما، ألا وهو التدليل بالنصوص القاطعة ال يجب أن تكون من إنتاج الجمع العلمي الترمعي في القرن السادس، إلا إن العثور على ما هو مطلوب أمر في غاية الصعوبة " ذلك أن النتاج العلمي لتريم الراشدية ال كانت غنية بالرجال والعطاء، إنما هو في حكم المفقود والمعدوم & وقال البعض أن يد الأيام قد سطت عليه. إن فقدان كل الإنتاج العلمي لثلاثة قرون كاملة أمر غير مقبول، خاصة إذا كانت تلك القرون هي عمر دولة بحجم دولة آل راشد الن ضمت ورعت ذلك اجتمع العلمي الكبير الذي بلغ قوامة ثلاثمائة عالم وفقيه ء عدد كبير منهم يشتغل بالتأليف ")، وإذا كان المؤرخ باوزير يرفض تبرير فقدان كل التراث الأباضي الحضرمي من خلال الخمسة القرون الأولى من الإسلام بحجة الفتن والغورات © بقوله (:ومهما قيل في تعليل ذلك من أسباب تتعلق بالحروب والفتن الي تعرضت هما البلاد 3فإن ذلك لا يقنعنا بأن هذه الحروب وحدها كانت سببا في اختفاء كل أثر للأباضية في حضرموت & ذلك آنه من الحائز أن تتعرض بعض للتلف } أما أن تختفي جميعا من الوجود كلية © فهذا مالا يمكن أن يقبلالمصادر أو يستساغ ) ‏. ٨ وإذا كان ذلك هو رأى الأستاذ باوزير تجحاه التراث الأباضي، فإن الأمر نفسه ينطبق على اختفاء التراث المعتزلي في العالم الإسلامي كافة 3رغم كثرة ذلك الانتاج وغزارته على ما تذكر كل المصادر الإسلامية (:فما بالنا لا نرى منه بين أيدينا إلا جزء يسيرا ضئيلا لا يكاد يذكر إذا قيس بمذه الكثرة الى تصفها لنا مصادر التاريخ، إننا نستطيع الإجابة على هذا السؤال إذا تصورنا ما ((٩٩ كان بين أهل السنة والمعتزلة من أحقاد وضغائن، ثم تصورنا ما يمكن أن يترتب على ذلك من تشف وانتقام حينما ولت دولة المعتزلة وأفل نجمهم & حينما صعد نجم الحزب السي ٬وعاد‏ إلى سالف قوته وسلطاته 3فأغلب الظن أن أهل السنة أرادوا أن يقضوا على كل أثر يمكن أن يجعل للمعتزلة تاريخا مستمرا يخلد ذكرهم ويحفظ مبادءهم، فشنوا الغارة على كتبهم ومصنفاتمم بالإحراق والتدمير ي وهذه الحقيقة يمكن تصورها بالبداهة العقلية، إن أهل السنة كانوا ينظرون إلى المعتزلة دائما على أنهم زنادقة، وإلى كتبهم على أنما شنع وضلالات & فكيف بمم إذا تمكنوا منها أن يتركوها سجلا للكفر & كرسوا كل جهودهم محاربته والقضاء عليه. إن أبسط ما يمكن أن يتصوره العقل في هذا الموقف، أممم يقضون على كل تلك الاثار حي لا يتاح للناس بعدهم أن يطلعوا على تفكير سموه زندقة ومبادئ سموها فضائح ) (_". وهكذا فإن كتب التاريخ الحضرمي، وإن كانت تشير إلى الوجود الأباضي والمعتزلي في حضرموت ف القرن السادس الهجري، إلا إنها تؤكد على سنية المجمع العلمي التريمي وسنية حضرموت كلها في ذلك القرن، في نفس الوقت الذي تؤكد فيه غلبة الأباضية والاعتزال على الجهات الحضرمية 0وهذا التناقض يجعل سيادة وغلبة مذهبي الأباضية والاعتزال في ( لامحل ) بلغة علم الكلام 3وهذا محال وكل محال فاسد. وبعد أن غاب تراث تلك المرحلة كاملا، فإن كتب التاريخ لا تذكر لنا نحاولاسم أحد من علماء حضرموت أباضيا كان أو معتزليا 7ولكننا سوف البحث عن شمعة تضئ لنا الطريق نحو الوجود المعتزلي في القرن السادس & شمعة تضاف إلى تلك الي تركها لنا نشوان. المصاد رو المراجع : )١سعيد عوض باوزير :الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي. ٨٩/ ‎ )٢سعيد عوض باوزير :صفحات من التاريخ الحضرمي. ٤٨ / ‎ )٢عبدالله محمد الحبشي :مصادر الفكر الإسلامي في اليمن. ٩٢ / ‎ )٤باوزير :الفكر والثقافة. ٦٢ / ‎ )٥باوزير :نفسه. ٧٢٣ / ‎ )٦نفسه. ٧٩ : ‎ )٧نفسه. ٨٠/٧٩ : ‎ ) باوزير :معالم تاريخ الزيرة العربية /‏. ٢٧٢ . ٢١٤/١ )٩عمد أحمد الشاطري :أدوار التاريخ الحضرمي‎ الفكر والثقافة (المقدمة.) ‎ )٠باوزير: )١أحمد عبدالله عارف :مقدمة في دراسة الاتجاهات الفكرية في اليمن. ٣١/ ‎ )٢باوزير :الفكر والثقافة. ٦٧/ ‎ )٣عارف :نفسه. ٣٢/ ‎ ) ٤أحمد عبدالله شنبل :تاريخ حضرموت. ٤٣ / ‎ . ٤٠٣/٢ )٥صالح الحامد :تاريخ حضرموت‎ )٦أين فؤاد السيد :تاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن. ١٣٣/ ‎ . ١٦/١٥ )٧الحداد :الشامل‎ )٨الحداد :عقود الألماس. ٦٨/٢ ‎ . ١٧٢/١ )٩الشاطري :نفسه‎ )٠باوزير :المعالم. ٢٧٦٢/ ‎ )٢١عارف :نفسه. ٦٧/ ‎ . ٩٧/٤ )٢٢أحمد أمين :ظهر الإسلام‎ )٢٢ابن خلدون :تاريخ ابن خلدون. ١٧٠/٣ ‎ )٦٤محمد سعيد جرادة :الأدب والثقافة في اليمن عبر العصور. ١٤٥/ ‎ )٥محمد عبدالعال احمد :الأيوبيون في اليمن. ٢٥/ ‎ )٢٦نفسه. ٨٠/ : ‎ )٢٧بامطرف :الشهداء السبعة. ٤٤/ ‎ . ١٧٨/١ )٢٨الشاطري :نقسه‎ . ١٣١/٢ )٩بامخرمة :تاريخ ثغر عدن‎ ((١٠١ )٠علي بسنمرة :طبقات فقهاء اليمن. ٢٢٠/ ‎ )١بحنة آفاق /اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين /حضرموت /العدد. ٦ ‎ )٢الشاطري :نفه. ١٧٩/١ ‎ )٢٣بامخرمة :نفسه. ١٣٢ / ‎ )٣٤الشاطري :نفسه. ١٥١/ ‎ )٥نفسه. ١٥٤/ : ‎ )٦الحداد :عقرد الألماس. ٩٦/٢ ‎ )٧محمد عوض بافضل :صلة الأهل. ٤١/ ‎ )٨الشاطري :نفسه. ٢٠٦/ ‎ )٩رقيل أيضا إن وفاته كانت سنة ٥٧٢ه_ أو سنة ٥٧٠ه_ » أنظر الحامد :نفسه٤٨٧/ ‎ )٤٠جرادة :نفسه ١٧٩/ ‎وما بعدها، وعليه اعتمدنا في أخبار نشوان وشعره ونثره ما لم نورد مصدر آخر‎. )١محمد بن علي الكوع :تاريخ اليمن :نجم الدين عمارة بن علي اليميي :تحقيق الأكو ع ٢٤٥ / ‎تعليق‎ المحقق. )٤٢الشاطري :نفسه. ١٨٧١/١ ‎ )٤٣نقلا عن زهدي حسن جارالله :المعتزلة. ٢٠٨/ ‎ )٤٤نشوان بن سعيد الحميري :الحور العين. ٣٩/ ‎ )٥نفسه. ‎ )٤٦نفسه. ٢٦٠/ : ‎ )٤٧بافضل :نفسه. ٤١/ ‎ )٨بارزير :الفكر والثقانة. ٦٨/ ‎ . ١٧٢/١٧١ )٩عبدالحكيم بلبع :أدب المعتزلة حق فماية القرن الرابع المجري‎ ((١٠٦ الفصل النانرم ر من التراث المعتزلي في حضرموت في القرن السادس ) من علماء الجمع العلمي المعتزلي في حضرموت ف القرن السادس الهجري سؤف نقف أمام عالمين جليلين & هما شيخ الإسلام سالم بن فضل بن عبد الكريم بافضل والإمام محمد بن علي القلعي & إضافة إلى الشاعر التكريي : أولاً :شيخ الإسلام سالم بن فضل بن عبد الكريم بافضل :لا تعرف سنه ‏ 3 ٥٨١مقتولا على أرجح الأقوال ©ميلاده، غير أن وفاته كانت بترعم سنة _ تغرب عن و طنه أربعين عاما 3ولكن المصادر لا تذكر البلدان الت عاش فيها تلك الفترة من حياته، كمالا تذكر شيوخه الذين تلقى عنهم، غير أننا نعتقد أنه عاش في إقليم خوارزم، حيث بقي للاعتزال نشاط هناك في هذا القرن 83 ولعل من شيوخه الإمام العلامة المعتزلي الكبير محمود بن عمر الزمخشري _ ٥٣٨ھ‏. الخوارزمي المتوقى سنة وحين عاد شيخنا بافضل إلى وطنه تريم » كان هو قطب العلم والمعرفة والعلماء ث ليس في ترم وحدها & بل في حضرموت كلها. قال المؤرخ الشاطري (:كان واسع الاطلاع } قوى العارضة بعتاز بالتوسع في العلوم الشرعية والعربية 2وهو شاعر فيلسوف في شعره & وقصيدته ( الفكرية ) تدل على اطلاع واسع ودقة التفكير وعمقه © له مصنفات في التفسير يظهر أن الأيام سطت عليها ) (“. ((١٠٢ كما أتقن إلى جانب تلك العلوم 3علوم الفلسفة اليونانية س شأنه شأن كل علماء الاعتزال » حيث نراهم يأخدون أنفسهم بنقافة عربية أصيلة © ثم يضيفون إليها ألوانا من الثقافة اليونانية » خاصة الفلسفة وما يتصل بما من المنطق 0حيث يقول أبو عثمان الجاحظ (:لا يكون المتكلم جامعا لا قطار الكلام 0متمكنا من الصناعة، يصلح للرئاسة، حيت يكون الذي يحسن من كلام الدين في وزن الذي يحسن من كلام الفلسفة )والعالم عندنا -يقصد المعتزلة - هو الذي يجمعهما ) ( ولقد جمع شيخنا بافضل كل ذلك، ولهذا فإنه ليس بجرد معتزلى، ولكنه حلالمنالعلمية.7تتضح شخصيتهوسوف(كبير وناضجمعتزل رأي بن علي القلعي لومفتيها الإمام محمدالقصيدة الق قالها فيه تلميذه قاضي مرباط ومن خلال قصيدة ) الفكرية ) : أولا :قصيدة الإمام القلعي في مدح أستاذ الإمام سالم بافضر”" : فمهفهف ومسهم وحبرأبررد رشي في المواسم تنشر زان اللآلئ نظمه والجوهرأم عقد در بالشذور مفصل لا بكى فيها السحاب المطرأم روضة أنف تبسم نورها يبيض منه البر حين يسطرأم طرس حبر كاد من أنواره واللفظ روض بامعان منمرفالنظم سحر والبلاغة عسجد فو كالفقيد به البشير يبشرفكأنه نيل الأمان لخائلف به التيم بعد يأس يظفرأو كالشفاء مدنف أو كالوصال فوق السماك له يشاد المفخرأهداه أوحد عصره من لم يزل عجباوحق فا الفخار الأكبرجرت تريم على اجرة ذيلها من مجده ومطظوق ومسورفالدهر من بعد العطول متوج مجدغأوفورنال ابن فاضلل مفنضائل رتبة لميستطعها من ((١٠ ٤ وما حوى سقراط والإسكندرفقه ابن إدريس وإعراب الخليل سر ك أو يتها قناعما يؤدأحمديتعةرسلمشالم فبس سبل الهدى وعن الضلال يحذرأضحى يدل على الرشاد مبينا والدين يحمي سربه لاينفرلازال للإسلام ينظم شمله خير البرية البشير المنذرثم الصلاة على النبي وآله التحليل : يشيد الإمام القلعي بعلوم شيخه الإمام بافضل، ويقول إنه فيها مثل النوب الحديد الموشي الزاهي الألوان و الخطوط الذي لا يلبس إلا في المناسبات والأعياد 3فهو ليس لكل الأيام، أو هو مثل عقد الدر الذي زانته اللآلئ والجواهر فزادته توهجا وبريقا، أو هو مثل الصحيفة اليي يكاد كل حرف من حروفها يضئ علما ومعرفة. وهو في مرجعيته العلمية مثل الأمان للخائف الحز ع، أو مثل البشير الذي يأتي بعد فقد الأمل، ليخبر عن سلامة المفقود، أو هو مثل الشفاء للعليل الميئوس من شفائه، أو كالوصال للمتيم بعد يأس وقنوط. تلك هي منزلة ومكانة شيخ الإسلام بافضل العلمية } فهو أوحد عصره وفريد دهره، وبه استطاعت ( تريم ) أن تجر على ( الجرة ) ذيلها المضي © وأصبحت تريم بعلوم بافضل ومعارفه. تضع الكون كله، فهو تاج علوم الزمان، فما من علم يخرج عن معارفه وعلومه. وحين نصل إلى قول الإمام القلعي : وما حوى سقراط والاسكندرفقه ابن إدريس وأعراب الخليل ()١٠٥ نجده قد حدد علوم شيخه وعلوم الاعتزال، وهي :علوم العربية & وقد ك عنها بإعراب الخليل، والعلوم الدينية وقد كين عنها بفقه ابن إدريس } وعلوم الفلسفة اليونانية و قد ك عنها بما حوى سقراط والإسكندر، على أنه من المهم هنا القول إن ما يقصده بر الإسكندر) ليس ذلك القائد المقدوني الشهير 3فذلك ليس له أية رابطة بعلوم بافضل، وإنما قصد به (الإسكندر الأفروديسي) أحد الشراح الأول لفلسفة أرسطو وعنه وصلت تلك الفلسفة إلى الثقافة العربية 3والعرب يقدرون فضله في ذلك. كما أنه من المهم هنا القول إن اشتغال الإمام بافضل ومعه الجمع العلمي الحضرمي بالعلوم الفلسفية، ليس شأنا اعتقاديا سنيا 3ولعلنا نجد أوضح صورة لموقف أهل السنة من تلك العلوم، فيما يقوله الفقيه والأصولي ابن الصلاح (٥٥٧ه‏ ٦٤٣ -ه‏ ) في فتاويه » حيث يقول (( :إن الفلسفة أس السفه والانحلال ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة » ومن تفلسف عميت عينه عن محاسن الشريعة المطهرة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة 3ومن يلبس بما تعليما وتعلما قادته الخذلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان... فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشاميم 3ويخرجهم من المدارس ويبعدهم & ويعاقب على الاشتغال بفنهم ويعرض من ظهر منه اعتقاد وعقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام 5لتجمد نارهم وتمحى آثارهم)){". هذه النظرة السنية للعلوم الفلسفية وعلوم الاعتزال » هي نفسها الي احتواها قرار السلطان صلاح الدين الأيوبي القاضي بالتنكيل بمن يقول بخلق ف القرن السادس الهجري. القرآن، وهي أساس الغزو الأيوبي لحضرموت وفي البيت الثالث قبل الأخير، نجده يفتخر بجهاد شيخه في سبيل الدفاع عن الدين الحنيف 0وذلك تعبير (مذهمي) للدلالة على دوره الرئيس في نشر (()١٠٦ للذهب والدفاع عنه أمام الخصوم } والإمام القلعي يفتخر بذلك الدور بمثل انتخاره بامتلاك شيخه ناصية العلوم الفلسفية. وفي البيت الثاني قبل الأخير، نجده يشيد بدور شيخه الإمام بافضل وجهوده في قيام وظهور الجمع العلمي المعتزلي بحضرموت، ويذكر أنه كان ينظم شمل العلماء ويرغبهم في القدوم إلى حضرموت والبقاء فيها 0وقد مشل الإمام القلعي هؤلاء العلماء الوافدين من كل حدب وصوب إلى حضرموت الاعتزال 3 بنهم مثل(سرب) الطيور المهاجرة الذي ينظم شمله الإمام بافضل ولا يدعه ينفر من طبيعة الحياة القاسية قي حضرموت، بل ونحد للإمام بافضل نفسه أبيات في الترغيب والدعوة إلى البقاء قي حضرموت رغم قسوة الحياة فيها » وذلك من خلال هذه الأبيات الثلائة المنسوبة إليه (" : فلعلها أن تنقضي ولعلهاأصبر على غصص المكاره والمحن ولعل أرضك أن عقلت اقلهافي كل أرض محنة وبلية نزل القضاء من السماء فحلهاإن الأمور إذا التوت وتعقدت وفي البيت الأخير من القصيدة، بحد الإمام القلعي من خلال قوله ( البشير المنذر ) إنما يشير أي اصل من أصول الاعتزال، وهو الوعد والوعيد. وهكذا & نجد في قصيدة الامام القلعي كل خصائص الثقافة المعتزلية المتنوعة الغزيرة، فقد مكنته ثقافته الخصبة من الخلق والابتكار والغوص وراء المعان إلى أعمق غور وأبعد غاية، فقد جاء بالغريب الطريف منها، وأوضح مثال على ذلك قولة : عجبا ۔وحق لها الفخار الأكبرجرت تريم على الجرة ذيلها ()١٠٧ ولقد فاضت خواطر الإمام القلعي بتلك المعاني الكثيرة والعميقة التي احتومما القصيدة حت لكأنه يغرف من بحر غزير زاخر 3وهذا هو مقصود نقاد الأدب بقولهم :إن شعر المعتزلة فلسفي الطابع غزير المعاني. ولسنا في حاجة إلى القول إن الإمام القلعي كان دقيقا في اختيار الألفاظ ووضعها في مكانما المناسب، فذاك أمر مشهور عن المعتزلة، فقد ساعدتهم ثقافتهم اللغوية الواسعة وحسهم الدقيق بمواقع الكلمات على سهولة اختيار الألفاظ، فهم دائما كما قال الإمام القلعي : واللفظ ررض باللعاي مثمرفا لنظم سحر وا لبلاغة عسجد إن قصيدة الإمام القلعي تعتبر من عيون الأدب المعتزلي الناضج، فهي خم مثال على أدبمم في بحال ( اعتداد المعتزلة بالمعتزلي ) الذي كان ( كاعتداد الشيعة بالوصي والإمامية بالمهدي ) بلغة الخوارزمي ©«. ثانيا :القصيدة ( الفكرية ) للإمام سالم بن فضل عبد الكريم بافضل : يقول مطلع القصيدة الي تتكون من مائة وأربعين بيتا (‘ : هنيئا لك الحظ الجزيل من الأجرمنكرفما مأيا فاتحا ا بابا ل عظي مراتبهم تاهت علي رتب الفخروطوباك إذا أصبحت في خير رفقة حياة ذوي الألباب بالفكر والذكرفدم ذا اعتبار وإذكار فانما يزدك نشاطا واشتياقا إلى البحرفان شئت فيه شاهدا فاستمع له فقد جاء عن خيارلأنام محمد عليه صلاة الله فيالسر والجهر عبادتها فدى بعام من الدهربأن إشغال المرء بالفكر ساعة سلكت فلن تحصيه بالعد والحصرففي أي آيات الإله وصنعه ((١٠٨ التحليل : قام مذهب الاعتزال على دعامتين أساسيتين، الأولى :الاعتداد بالعقل وقدرته على تحقيق المعرفة وتقديمه على النقل من الكتاب أو السنة وجعله مدار التكليف وجعل النقل مدار الاخبار لما قال به العقل. والثانية :الدفاع عن مبدأ التوحيد وتخليصه من أي شائبة تشيبه أو جبر. وعلى هاتين الدعامتين كان أغلب نشاط المعتزلة طوال تاريخهم. فهذا كان من موضوعاتمم الأدبية النثرية حق مماية القرن الرابع الهجري أدب ( الاستدلال بالخلق على الخالق )& وفي هذا النوع من الأدب يعالج المعتزلة مسألة توحيد الخالق تعالى عن طريق النظر العقلي والتأمل في الكون ومشاهده. ويلتمسون من ذلك العظة والعبرة والدلالة على عظمته وقدرته 2وهذا ( سبيل العلماء منهم في معرفة الله والاستدلال على وجوده } وفي هذا النوع من الأدب تتجلى شخصية المعتزلة وتتضح خصائص شخصيتهم ) «". ولقد أجاد ( الجاحظ ) في كتابة ( الحيوان ) في إبراز العظة الإلهية التي تكمن وراء هذه المخلوقات كل الإجادة & وهذا النوع من الأدب يعتمد على ( استخدام عنصر العقل الذي يعتمد على ثقافة واعية ناضجة تعين على إبراز الأسرار العظيمة للخلق الإلهي وتدل على لطف الصنعة ودقة التدبير ) «© لقد كانت تلك المقدمة ضرورية للتعريف بمترلة العقل لدى المعتزلة وعلاقة ذلك بأدبمم، قبل الشروع في تحليل القصيدة، نظرا للبعد المذي للقصيدة كلها © على أننا سوف نعتيى بتحليل الستة الأبيات الأولي منها 0لأمما مفتاح فهم مقصود ومضمون القصيدة كلها 0وبالتالي فهم شخصية الإمام بافضل نفسه. ((١٠ ٩ يحتل البيت الاستهلالي للقصيدة مكان الصدارة من الأهمية } فالحديث فيه عن ( الفكر ) 5بل القصيدة كلها ( فكرية ) كما سماها المؤرخون الحضارمة المعاصرون لهذا فإن الإمام بافضل يقول لنا في ذلك البيت :إن هناك بابا من الفكر والنظر العقلي من ولجه ومارس من خلاله التفكر والتأمل 5استحق من الله تعالى الأجر العظيم والجزاء الوفير، ذلك أن الشاعر يرى أن هذا الباب من النظر العقلي واجب ديني وهو فرض عين، ولهذا كان الجزاء عليه من الله تعالى جزيلا وفيرا 5ومعلوم أن العبد لايستحق الأجر والثواب منه تعالى، إلا إذاقام بما هو مكلف به منه تعالى 3ويكون الثواب والجزاء بذلك القدر، إذاكانت المسالة أو الفعل الذي قام به العبد فرض وواجب دييي. ترى ما هو هذا النوع من النظر الذي يعطيه شيخنا هذا القدر من الرجوب والجزاء والثواب. إنه النظر العقلي المؤدي إلى إثبات وجود الخالق الصانع تعالى، وتلك هي وجهة نظر المعتزلة » بل هي أساس الخلاف بينهم وبين الأشاعرة، إذ يرى المعتزلة انه ( إذا كان العلم يقتضي النظر، وكان العلم واجبا © كان مالا يحصل العلم إلا به واجبا » ومن ثم كان النظر واجبا 3بل هو أول الواجبات الق لا تصح أن ينفك عنها المكلف بحال ) (". ويرى المعتزلة ( أن أول الواجبات على المكلف هو النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى، وأن معرفة سائر الشرائع من قول وفعل، لا تحسن الا بعد معرفة الله تعالى، وأن معرفة الله تعالى لا تحصل إلابالنظر، لأن لله تعالى قد أكمل عقل المكلف من أجل النظر المؤدي إلى العلم واليقين © ويستر للإنسان سبيل العمل بالقدرة والاستطاعة والتمكن من الآلة ( العقل) » من أجل القيام بما أمرهم من الطاعات والفضائل، وبصّرهم بما مماهم عنه من الرذائل والمعاصي، والعقل هو السبيل الوحيد لإرشاد الإنسان في حياته العلمية © (()١١٠ ويستضئ بنوره ويمتثل لأحكامه 3ويستحق بذلك المدح والذم في الدنيا »والنواب والعقاب في الآخرة )«. ومن المهم أن نشير هنا إلى أن المعتزلة في نظرية لمعرفة على خلاف الأشاعرة والأباضية الذين يرون أن المعرفة لا تتم إلا بالنقل & أي إن التكاليف نقليه عند الأشاعرة والأباضية، بينما هي عقلية لدي المعتزلة © وهذا هو أساس الخلاف في التفصيلات الحزئية حول قضية المعرفة وغيرها. وعلى ما تقدم، بحد أن شيخنا بافضل ف البيت الاستهلالي للقصيدة ( الفكرية ) قد حدد بدقة وبلاغة وإيجاز مبدع اتجاهه الفكري المعتزلى، و لم يعد أمامنا إلآ تتبع ذلك الاتجاه في باقي الأبيات الي نعتني بتحليلها 7وهي تأتي لتعطي صورة أكثر وضوحا ودقة لما قاله في البيت الأول، فهو يقول في البيت الفان : إن الذين يأخدون أنفسهم بذلك النهج في الاستدلال بالخلق على الخالق وعظمة صنعه وتفرده بالخلق والقدم، هؤلاء هم في خير رفقة وصحبة، رفقة تاهمت على رتب الفخر الافتخار. ترى ما هي تلك المرتبة العالية في الرفقة والصحبة الي استحقها الذين يمارسون معرفة الله تعالي بالنظر العقلي في خلقه وصنعه؟. إن شيخنا بافضل في ذلك البيت إنما يشير إلى قولة تعالي ( :شهد الله أنه لا إله إلاهو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلاهو العزيز الحكيم ) ‏ _ ١٨آل عمران. قال ابن كثير في تفسير تلك الآية ( :ثم قرن شهادة الملائكة وأولي العلم بشهادته 0وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام ) {'© 0وقال الإمام الشوكايني في تفسيرها ( :وفي ذلك فضيلة عظيمة لأهل العلم جليلة ومنفعة نبيلة 5لقرئمم باسمه واسم الملائكة ) ‏(. ‘_٢ يبدوأن المعتزلة يرون أنفسهم مقارنة بالفرق الإسلامية الأخرى، بمنزلة ملائكة السماء من أهل الأرض، فهذا العلامة المعتزلي الكبير نشوان بن سعيد الحميري المتوفي حوالى ٥٧٥ھ‏، يقول في رسالته ( الحور العين ) ( :ونزلت ()١١١ المعتزلة من الفضل بمترلة » فهم ملائكة الارض، وأعلم الناس بالسنة والفرض & فرسان الكلام © وذروة أهل الإسلام )" » ويقول فيها أيضا (:إن المعتلة ينظرون إلى جميع المذاهب كما تنظر ملائكة السماء لأهل الأرض) «{'". بل وبحد أن الإمام العلامة المعتزلي الزمخشري يؤكد ليس فقط نظرة المعتزلة لأنفسهم على أنهم ملائكة الأرض، بل وإنهم المعنيون بتلك الآية الكريمة 2فهو يقول في تفسيرها ( :فإذاقلت ما المراد بأولي العلم الذين عظمهم حيث جمعهم مع الملائكة في الشهادة على وحدانيته وعدله. قلت هم الذين يثبتون وحدانيته وعدله بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة © وهم علماء العدل والتوحيد. وإن قوله :لا إله إل هو ( توحيد) وقوله :قائما بالقسط ( تعديل)“'. ومعلوم أن أهل العدل والتوحيد هم المعتزلة وذلك هو أحب الأسماء إليهم. وهكذا نجد أن علماء المعتزلة 3ومنهم الإمام بافضل، يعتنون بتلك الآية الكريمة عناية خاصة } باعتبارها تخصهم وحدهم من دون باقي الناس والمذاهب، وإذن فإن إشارة الإمام بافضل إلى تلك الآية إنما كان انطلاقا من كل تلك الاعتبارات الي ذكرها الإمام الزمخشري. وني البيت الثالث، نرى شيخنا يدعونا إلى أن نكون من أولي الألباب } ولكي نكون كذلك، لابد لنا من أعمال الفكر والذكر } وهو هنا يشير إلى الكثير من الآيات الكريمة الي تعظم من شأن أولي الألباب، مثل قوله تعالى : ( أمن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه فهل يستوي الذين يعلمون والذين لإيعلمون إنما يتذكر أولى الألباب ) الزمر ‏()٩ وقوله تعالى ( :ولله ملك السموات والأرض والله على كل شئ قدير () إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب () الذين (()١١٦ يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنويهمم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) آل عمران ‏()١٩١١-١٨٩ ون البيت الرابع يدعونا إلى الاستماع إلى شاهد العقل والفكر واعتباره لمفتاح إلى بحور المعارف والعلوم المؤدية إلى توحيد الخالق الصانع تعالى. وتي البيتين الخامس والسادس يستشهد شيخنا على قوله بتقدم العقل على النقل بحديث للرسول الكريم يقول مضمونه :إن تفكير الإنسان المؤمن ساعة واحدة فى مخلوقات الله وعظمة صنعة تساوي عبادة سنة كاملة. كما نجد في وصايا الإمام بافضل نفس الدعوة إلى تقديم العقل على النقل » حيث يقول : ( وإذاتقرر أنه لابد للعبد من العلم والعبادة 3فالعلم أولى بالتقديم )"'" وبدءا من البيت السابع يشرع الامام بافضل في رصد مشاهده في الاستدلال بالخلق على الخالق، وإثبات وجوده تعالي وعظيم صنعه ودقة تدبيره ولطفه. لسنا في حاجة إلى شرح باقي أبيات القصيدة } فهي غنية عن أي شرح لوضوح أفكارها ومدلولها في الاستدلال بالخلق على الخالق، بل نرى أن نترك القارئ الكرنم(يتأمل) معانيها ومعارفها وعلومها الغزيرة الوفيرة 3ليدرك بنفسه ذلك المستوى الفكري والعلمي و اللغوي الرفيع الذي وصلت إلية علوم المعتزلة قي حضرموت ف القرن السادس الهجري } ذلك أنه إذاكان علماء المعتزلة حت ماية القرن الرابع الهجري قد أتقنوا نثرا أدب الاستدلال بالخلق على الخالق، فإن في القرن السادس الهجري كانوا قد تجاوزوا ذلك إلى الشعرمعتزلة حضرموت واستطاعوا ليس تطويع ذلك الموضوع العقلي الحاف للغة الشعر فحسب 0بل بالابحاث العلمية الناضجة بلغة سهلة عذبة رقيقة } فجاءتاستطاعوا إغناءه قصيدة الإمام بافضل لتكون الوثيقة الوحيدة من نوعها _ حسب علمي _ والي يمكن أن تعطي صورة واضحة عن ذلك النمط الشعري الذي تتجلى فيه شخصية (()١١٢٣ علماء الاعتزال الكبار. وإذاكان الأستاذ عبد الحكيم بلبع في كتابه القيم ( أدب المعتزلة ) قد لاحظ أن شعر المعتزلة لم يرتفع إلى تلك القمة السامقة التي ارتفع إليها نثرهم ("، إلا إن قصيدة الإمام بافضل وقصيدة الإمام القلعي السابقة } وقصيدة الشاعر ( التكريي ) كما سوف نرى & كل ذلك يأتي ليمثل إضافة جديدة في معارفنا عن تطور ليس الأدب المعتزلي فحسب [{، بل وعلوم الاعتزال عامة بعد ماية القرن الرابع المجري. وعلاوة على ما تمثله القصيدة ( الفكرية ) من قيم ومعارف علمية وأدبية معتزلية راقية 0ناضجة } فإنها تحتوي على مسألة مهمة } تلك هي الإشارة إلى بعض أصول ومبادئ الاعتزال، منها : ‏ -١التوحيد :إن مبدأ التوحيد ونفي التشبيه عنه تعالى يحتل المكانة الأولى في النشاط المعتزلي، ولقد رأينا أن موضوع القصيدة ( الفكرية ) كلها إنما هو توحيد الخالق تعالى، إلا إن شيخنا يحذرنا من التشبيه بقولة : فتفضي إلى سوء العقوبة و الخسرياك وتشبيه الإله بخلقه والإمام بافضل في هذا البيت يتوافق مع قول الإمام نشوان الحميري : ممن يقول يإجبار وتشبيهما في البرية أخزى عند فاطرها ويقول الإمام الزمخشري في هذا المعي في تفسيره ( الكشاف ) (:إن من ذهب إلى التشبيه أو ما يؤدي إليه 2كإجازة الرؤية } أو ذهب إلى الخبر الذي هو محض الجور، لم يكن على دين الله الذي هو السلام ) © ‏ ٢الوعد والوعيد :وهو أحد أصول مذهب الاعتزال، وهو يقول في ذلك : على حذرحياة } فكن ثما وعدتفنومك موت وانتباهمك بعده (()١١٤ إن الإمام بافضل يطلب منا أن نعتبر من العملية الطبيعية الت نمر يما يوميا من النوابالبعث يكون} وعندبعد الموتمثالاللبعثو يقظة ا واعتبار ذلكنوم والعقاب } فكن أيها الإنسان على حذر من وعيد الله ى ذلك أن البعث حق مثل ما اليقظة بعد النوم. فاعمل لآخرتك حت تنال منه الوعد بالحنة. والإمام بافضل قي هذا البيت ربما يكون أكثر وضوحا من الإمام نشوان في استهلال قصيدته ( الحميرية ) حين قال : صالا يا صاحفاعمل لنفسكوهو غير مزاحالأمر جد غير أن القصيدة ( الفكرية ) تتضمن أبياتا أكثر وضوحا في الإشارة إلى (الوعد مثل قوله :والوعيد ( فسوف يجازي منه بالعفو أو الغفرفإن هو زكى النفس لله خشية جزي في غد ما قد جناه من الوزروإن هو دساها واتبعها الهوى ‏ ٢مبدأ السببية :وهو يقول في ذلك : لكامنة في وسط أشجارها الخضروفي النار إحراق ونفع وإئها _ وهوالأشاعرةبما المعتزلة دونبالسببية الێ يقوليقولالبيت تحدهوقي هذا هنا يرى أن النار وحدها لا سواها سبب عملية الإحراق، بينما يرى الأشاعرة خلاف ذلك، فقد ( صرح الخوي والباقلان والغزالي أن الأسباب لا تؤثر في مسبباتما، وأن العلل لا يلزم عنها بالضرورة معلول، وأن ما نشاهده في الواقع من ترتيب المعلولات على عللها، إنما يرجع إلى برد الاقتران والعادة فقط 8 فيجوز عندهم أن تجتمع النار والقطن ولا يحدث احتراق، وبمذا الفهم فإن الأشاعرة قد أبطلوا خصائص الأشياء الى أودعها الله تعالي فيها ) <{`'‘. ()١١٥ ‏ -٤التحسين والتقبيح العقليين :وهذا المبدأ يعني لدى المعتزلة أن الإنسان قادر على التمييز بين حسن الأشياء وقبحها قبل ورود الشرع بذلك & فإذاما جاء الشرع بتحسين أو تقبيح فإن ذلك يكون من قبيل الإخبار لا من قبيل الإنبات، وفي هذا يقول شيخنا : ولا اللون في شخصين من سالف الدهرولم يشتبه صوتان قط السامع وتعبير ( من سالف الدهر ) يعي قبل ورود الشرع، أي إن الله قد أكمل عقل الإنسان بحيث جعله قادرا على التمييز بين الأشياء حسنها وقبيحها & خيرها وشرها، وفى هذا البيت قد جمع شيخنا بإبداع المتمكن بين قدرة الله تعالي في الخلق والإبداع من خلال إكمال عقل المكلف وبين قدرة هذا العقل على التحسين والتقبيح ( من سالف الدهن ). ه -مبدأ الصلاح والأصلح :وهو يعني لدى المعتزلة أن الله تعالى لا يفعل إلاماهو صلاح للعبد، بل ماهو أصلح له 0وقي هذا يقول شيخنا : ورازقها من فضله الواسع الوفرفسبحان هادي الكل منها صلاحه وقوله ( من فضله ) يقصد به ( الأصلح ). ومن ذلك أيضا قوله : وزادك حسنا بالشفا وبالنفروقوم منك الأنف في الوجه زينة و(زينة ) صلاح، و ( حسنا ) الأصلح. ٦مبدأ اختيار العبد لأفعاله :وهو يقول في ذلك: ‎ تطيل اعتبارا ي أناملك العشر‎وأعطاك للبطش اليدين فكيف لا ()١١٦ إن المعتزلة يرون أن الله لايأمر بالمعاصي ولا يريدها من العبد، والبطش من المعاصي، فماذا يقصد شيخنا من هذا البيت. إنه يقصد أن الله تعالى قد أعطاك اليدين لفعل الخير والشر بإرادتك، فإن أردت مما البطش والعدوان والبغي بغير الحق 2فعليك قبلا أن تفكر في قدرة الله تعالى عليك، وهو الذي أبدع خلق أناملك العشرة الن هي أهم أجزاء اليدين أداة البطش والعدوان. 7مبدأ اللطف الإلهي :وهو يعني لدى المعتزلة نوع من التيسير والعون والتوفيق من الله تعالى للعبد بتهيئة الجو المناسب نفسيا وخارجيالمساعدة العبد المكلف لفعل الخيرات. والنظر والمعارف تعتبر لطفا لأنما تؤدي بالعارف إلى اعتبار الأمور ببعضها ('"“، وفي هذا يقول شيخنا في حديثه عن القمر وهلاله وبدره : ليحصوا به عد السنين بلا نكروهذا من الرحمن لطف بخلقه ٨منع العقل من النظر في المحظور شرعا: ‎ إن اعتداد المعتزلة بالعقل وقدرته هو الذي ميزهم عن غيرهم من الفرق‎ الإسلامية، غير أن هذا الاعتداد كانت تحد منه نواهي الشرع الذي كانوا يخافون‎ تجاوز حدوده & كما هو الحال في مسألة النظر في ( الروح )، وفي هذا المعي‎ يقول الإمام: ‎ ودعه لا فيه من المنع والحظر‎وفي الروح فامسك فهو من أمر ربنا وذلك امتنالا لقوله تعالى (:يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ). ()١١٧ -ا لعقل مصد ر ا لتكليف : سبق الحديث عن مدى أهمية العقل في الفكر المعتزلي وتقديمه على النقل وجعله مدار التكليف } وما كان لشيخنا بافضل ليغفل عن القول بذلك في قصيدته، لهذا وجدناه يقول قي ذلك : وافيلقلب فكر كيف صار منعا ومحتجبا في الصدر كالملك في القصر بروحك من تلك البخارات في السحرومهماترمه التماس تحسه واللمس دانت منه للنهي والأمروسمعك والأبصار والشم والمذاق فيمتهن الأعضاء بالرغم والصفروسخرها الرحمن طوعا لحكمه بتدبير ما يأتيه بالطي و النشروهاهو كالأمبرمصرف الإلة } بلا هذا المداد ولا الحبروقد سطرت فيه العلوم بقدرة فسوف يجازي منه بالعفو والففرإذ هو زكي النفس له خشية حديث شيخنا في الأبيات السابقة عن ( القلب ) باعتباره مصدر التفكير والتعقل، إذ اعتقد علماء العصر الوسيط ذلك، و لم يتوصلوا إلى أن مصدر العلم والمعرفة والتعقل إنما هو ( المخ ) كما هو معلوم اليوم 3ولهذا ذهب شيخنا إلى ما ذهبت إليه علوم عصره، وهو هنا يتحدث عن القلب باعتباره ( العقل ) © فهو يرى أنه من خلال موقعه في الصدر ممنعا محجبا } فإنه فى مكانة الملك في قصره 3 لايراه الناس ولكنهم ينفذون مشيئته وأوامره و رغباته ي وكذلك العقل ى فكل ملكات الإنسان من السمع والأبصار والشم والمذاق واللمس، كلها دانت لحكمه، أي إن شيخنا يرى أن الإرادة الإنسانية مصدرها العقل الإنساني نفسه وليس أي مصدر خارجي & وبهذا يكون الإنسان حرا في اختيار أفعاله الى تصدر عن عقله وفكره، ذلك أن العقل هو المصرف والمدبر ءوبالتالي هو ()١١٨ المسؤول عما يقرره من حق أو باطل أو من الفعل أو عكسه الذي هو بلغة الإمام بافضل ( :الطي والنشر )، وبالتالي فإن هذا العقل هو مدار التكليف والمسؤولية : ولكن من أين امتلك العقل تلك القدرات على التعقل حوت جعله شيخنا والمعتزلة عموما مدار التكليف. يجيب على ذلك السؤال بقوله (:قد سطرت فيه العلوم بقدرة الإلة 5بلا هذا المداد ولا الحبر ) 3أي إن الله تعالى قد أكمل عقل الإنسان بالعلوم الضرورية ليقوم بما هو مكلف به 3وأول تلك التكاليف الواجبة هي توحيده تعالى من خلال الاستدلال بالخلق عليه جل شأنه 3كما أن من تلك التكاليف أيضا أن يزكى الإنسان نفسه بالأعمال الصالحة إن أراد حسن الجزاء بالجنة 3وإن هو دساها واتبعها الهوى فعليه أن ينتظر وعيده تعالى بسوء العاقبة والخسران المبين. وهكذا، بحد أن الإمام شيخ الإسلام بافضل في قصيدته ( الفكرية ) قد استطاع باقتدار مبدع التعبير عن المعايي العلمية والفلسفية الغزيرة اليي احتوتما القصيدة، بأسلوب أدبي ناضج & وليس ذلك غريبا على الأدب المعتزلي س فقد ( كان المعتزلة إلى جانب ثقافتهم العقلية 0ذوي نزعات فنية » هذه النزعات كانت تسيطر عليهم © وبمذا استطاعوا إخضاع المعاني العلمية للتعبير الأدبي، أو بعبارة أخرى، كانوا قادرين على تبسيط المعاين العلمية والفلسفية وتجلياتما وعرضها عرضا أدبيا شيقا) ‏(. '٨ ()١١٩ موقف المؤرخ الشاطري من القصيدة ر الفكرية ) لقد رأينا كيف أن أستاذنا الشاطري يرى أن شيخ الإسلام بافضل كان شاعرا فيلسوفا في شعره، وأن قصيدته ( الفكرية ) تدل على اطلاع واسع في التشريع وعلى دقة التفكير وعمقه، ولقد كان تعليقه على أهمية تلك القصيدة بقوله : (حبذالو تصدى لشرحها أحد علماء الطبيعة، فإنه سيجد القول ذا سعة) ”"'‘. ولنا على تعليق الأستاذ الشاطري مايلي : ‏ ١إن القصيدة خالية تماما من أية أمور تشريعية 5فليس لها علاقة بالتشريع لا من قريب ولا من بعيد، بل هي كما قال عنها المؤرخ الأديب الحامد ( في التفكير في مخلوقات الله )""" وهي في محتواها ومضمونا تنتمي إلى أدب المعتزلة فى الاستدلال بالخلق على الخالق ٤كما‏ أوضحنا ذلك في الصفحات السابقة. ‏ -٢وإذاكانت القصيدة كما يرى الأستاذ الشاطري إنما هي في التشريع & فلماذا يطلب إحالتها إلى علماء الطبيعة لشرحها والتعليق على علومها. فليس ثمة علاقة بين علم التشريع وعلم الطبيعة ءوعلى ما تقدم يتضح لنا أن أستاذنا الشاطري لم يفهم محتوى القصيدة الفكرية 3في حين أن الأستاذ الحامد قد أصاب كبد الحقيقة . غير أن الأستاذ الشاطري بعد كثيرا عن محتوي القصيدة حين شبة بعض أبياتمقا بالأبيات التالية المنسوبة إلى الإمام أبي حامد الغزالي الأشعري العقيدة يرد بما على الإمام الزمخشري المعتزلي العقيدة س حين سأله هذا الأخير عن تفسير بعض الآيات الكريمة، وأبيات الإمام الغزالي". هي : (()١٦٠ قصر القرل فذا شرح يطولومالق مني أ يفهم قل لمن قصرت والله أعناق الفحولثم سر غامض من دونه تدر من انت ولا كيف الوصولانت لاتعرف إياك ولم فيك حارت في خفاياها العقولصفات ركبتلا ولا تدري هل تراها فترى كيف تجولأين منك الروح في جوهرها لا ولا تدري متى عنك تزولوكذا الأنفاس هل تحعصرها _غلب النوم فقل لي يا جهولأين منك العقل والفهم إذا كيف يجري منك أم كيف تبولانت أكل الخبز لاتعرفه إن القصيدة الفكرية لشيخ الإسلام بافصل تقول بوضوح تام محتواها ومضمونما الفكري العقلاني، لأنما تقول بأولويه الفكر والعقل وقدرته على الفهم والإدراك والتعقل والتفسير والتعليل } في حين أن الأبيات المنسوبة إلى الإمام الغزالي تحتوي مضمونا هو بخلاف مضمون القصيدة الفكرية تماما 7فهي تقول صراحة بعدم قدرة العقل الإنسان على إدراك الحقائق، لهذا تكررت فيها عبارة ( لا تدري ) لأنما تنتمي إلى فكر السفسطة الذي يقول بإنكار الحقائق وجحودها & ومن أهل هذا المذهب فرقة تسمى ( الاأدريه ) وهم الذين يقولون لا نقر بثبوت شيع أو نفيه، بل نتوقف ف الأمرين. وموقف الإمام الغزالي رحمه لله من العقل وقدرته على إدراك الحقائق واضح في كتابه (المنقذ من الضلال) حين استبدل العقل بنظرية(الكشف الصوف ). وإذن ليس ثمة علاقة أو تشابه بين القصيدتين © بل هما على طرفي نقيض تماما، بمثل الاختلاف المذهبي بين الإمامين بافضل والغزالي، وهو الاختلاف ()١٦٢١ الذي أدى إلى اختلاف طريق الإيمان لدى كل منهما 0فهي عند الإمام بافضل طريق جدلي يقوم على المنطق والمقدمات والنتائج والقياس كما هو واضح في القصيدة الفكرية، بينما هي لدى الإمام الغزالي طريق قلبية لا تقوم على مبادئ عقلية أو مقدمات منطقية. (()١٢٢ وصايا شيخ الإسلام سالم بن فضل بافضل للإمام بافضل ثلاث وصايا، الأولى خاصة بالزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، والأخرتان عامة ءورغم أن تلك الوصايا تحمل نفس المحتوي الزهدى والنفس الفكري المعتزلي لشيخ الإسلام، إلا إننا في هذا الفصل سوف نكتفي باستعراض الوصية الأولى " 0وسوف نستعرض الأخربين في فصل لاحق عندالحديث عن مدرسة الزهد الحضرمية. الوصية الولى : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبة وسلم } وبعد فينبغي لكل راغب في الآخرة، أن لا يهمل نفسه سدى } إهمال البهائم، لا يدري بما يشتغل في كل وقت، فتنقضي أكثر أوقاته ضائعة، وأوقاته عمره، وعمره رأس ماله 0وأول ما ينبغي للشخص المبادرة به 0ويجب عليه على الفور التوبة من المعاصي صغيرها وكبيرها، فإن التوبة عن المعاصي، وإرضاء الخصوم فرض لازم & والذنوب ثلاثة أقسام، الأول ترك واجبات الله تعالى عليك من صلاة وغيرها، فتقضي ما أمكنك منها، النانني ذنوب بينك وبين الله © فتوطن نفسك على ترك العود إليها، الثالث ذنوب بينك وبين العباد، في المال أو في النفس أو في العرض، وشروط التوبة } ثلائثة8 الإقلاع عن المعصية أي تركها والشرط الثاني في الندم على ما قد فعله من ذلك، والشرط الثالث وهو رد ظلامة الآدمي أو استحلاله منها 0وعليك رحمك الله، بتوزيع أوقاتك وترتيب أورادك بعد ذلك فتشتغل بما ينفعك في آخرتك من تعلم العلوم النافعة، كعلم الفقه وغيره من العلوم، فقد قال يلة :إن نوما على علم خير من عبادة على جهل، فإن العامل بغير علم يفسد أكثر مما يصلح © ((١٢٣ وقال رسول قة في العلم :إنه يلهمه السعداء } ويحرمه الأشقياء 2قال الغزالي رحمه الله ونفع به المعنى والله أعلم إن أحد شقوتية أن لا يتعلم العلم ثم يشقى ويتعب في العبادة على خبط، فما يكون له من ذلك إلا العناء 2نعوذ بالله من علم وعمل لا ينفع 3قال :ولهذا عظمت عناية العلماء الزهاد العاملين » رضي لله عنهم بالعلم خاصة، من بين سائر الناس، فإنه مدار العبودية، وملاك العبادة} والزهد والعمل والخدمة لله رب العالمين على العلم قال ثلة ألا أدلكم على أشرف أهل الجنة 3قالوا :بلى، يا رسول الله قال :هم علماء أمي، ولا بد للمتعبد من العلم & وإلا كان عمله هباء منثورا 3فالعلم كالشجرة والعبادة كالثمر فإنه لابد للعبد أن يكون له من العلم والعبادة حظ ونصيب & قال الحسن البصري رحمه الله ونفع به :اطلبوا هذا العلم طلبا لايضر بالعبادة واطلبوا هذه العبادة طلبا لايضر بالعلم } وإذاتقرر أنه لا بد للعبد من العلم والعبادة ء فالعلم أولى بالتقدتم، فيتعين عليك، من علم التوحيد، ما تعرف به أصول الدين وهو أن تعلم أن لك إلها عالما قادرا حيا مريد متكلما سميعاً بصيراً واحدا لاشريك له 3متصفا بصفات الكمال 3منتزهاً عن صفات الحدث } منفرداً بالقدم، وأن محمدا ي عبده ورسوله } الصادق فيما جاء به عن الله عز وجل، فيما ورد على لسانه من أمور الآخرة، ويتعين عليك من علم الشريعة، ما تحتاج إليه في طهارتك، وصلاتك & وصيامك وأما الحج والزكاة، فلا يتعين فرضه إلالمن أراد الحج، أوله مال، فوظف أوقات ليلك ومارك للعبادة والعلم، وينبغي حفظ هذين الوقتين بعد الصبح وبين العشاءين } فاستغرقهما بالعبادة ث من قراءة وذكر وصلاة & فبصلاحهما يرجى صلاح سائر الأوقات، وعليك بشدة الاجتهاد 3 في يوم الجمعة والتبكير إليها 3فاكثر فيه من ذكر الله وقراءة القرآن والصلاة على الني ة والمطالعة في كتب العلم النافعة المقربة إلى الله ومذاكرة من لدية شيء من ()١٦٤ ذلك، فلعل بصلاح الجحمعة يصلح الأسبوع كله إن شاء الله تعالى 0وعليك رحمك الله بترك الكلام بعد صلاة العشاء فاتركه رأسا وبادر إلى النوم » فذلك مكروه٬نمى‏ عنه يلة، إلا أن يكون في خير، كإيناس ضيف، وزوجة ومذاكرة علم 0وقراءة قرآن، أو غير ذلك من العبادات وإياك ثم إياك من ترك قيام الليل. فقم منه ما قدرت، ولو بركعتين } فاحيه بصلاة أو قراءة أو ذكر واستغفار. وإن جمعت بين ذلك كله فحسن، واحترز من الكلام المباح فيه 5أعي قيام آخر الليل © وعليك بالمواظبة على صلاة الضحى، وأكثرها، تمان ركعات تقرأ في ركعتين 2بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي ركعتين بالشمس وضحاها والضحى & والأربع الأخر بما تيسر من القرآن، وتحرم الزيادة على ثمان ركعات، وتأخيرها إلى مضي ربع في النهار أفضل & وينبغي المواظبة على سنن الفرض & وكمالها أربع قبل الظهر، وأربع بعدها 3وأربع قبل الصر 8 وركعتان قبل المغرب وركعتان بعدها & وركعتان قبل العشاء 0وركعتان بعدها 3 وركعتان قبل الصبح. وصلاة الوتر 3وأكثرها إحدى عشرة ركعة، وإن أراد الاتتصار على تسع أو سبع أو حمس أو ثلاث، فلا بأس، وتأخيرهاليصليها آخر الليل أفضل إذا له تمجد أوله عادة بالاستيقاظ آخر الليل & وليكن شأنه في صلاته كلها الخشوع والتدبر لقراءته والخضوع فهذا روح الصلاة، وعليك بترك الملخالطة لأ كثر الخلق ث خصوصا من كثر هذيانه وكلامه & فمخالطته خسران مبين ع ومصيبة عظيمة، وليكن شأنك نفسك ونخخالطة أهل الدين الذين تستفيد منهم & ما يقربك إلى الله 3وإياك وكثرة الكلام 3فكثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، فإن أبعد الناس من الله القلب القاسي & وإياك ثم وإياك من الغيبة واستماعها فالغيبة أشد من ثلاثين زنية في الإسلام، وهي أن تذكر إنسانابمما يكرهه لو سمعه، سواء ذكرته في نفسه، أو ولده 3أو أهله، أو زوجته، أو -()١٢٥ ماله 2وهي مصيبة عظيمة، أع الغيبة واستماعها 2ابتلي يما جملة الخلق إلا من عصمه الله 3وقليل ما هم & فنسأل الله العافية والعصمة والتوبة لنا © ولكافة المسلمين، منها ومن جميع المعاصي صغيرها وكبيرها & والتوفيق لما يحبه ويرضاه © إنه على كل شي قدير وعليك بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وإظهار الافتقار إلى الله تعالى فى كل حال، ومن أقرب الحالات المستجاب فيها الدعاء وتبغي الحاظة عليها 0الدعاء خلف المكتوبات وجوف الليل وفي السجود ء وبين الأذان والإقامة وعند إقامة الصلاة 0وعند نزول الغيث، فينبغي شدة الاجتهاد في الدعاء فى هذه الأوقات لنفسه وأولاده ووالديه وإخوانه وقراباتة وأصدقائه ومشايخه وحبايبه وسائر المسلمين٬وينبغي‏ الإكثار من الاستغفار قي كل الأوقات، فقد قال الله عز وجل، حكاية عن نوح على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام & فقال :استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين. وأوصيكم يا أخي لا تنسني من صالح دعائك، وفق الله الجميع لسلوك سبيل المقربين » وعباده العارفين، إنه على كل شي قدير وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. تحليل الوصي : الخطاب في هذه الوصية موجه إلى الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة © وفي البدء يدعوه شيخنا إلى التوبة ويبين له شروطها، ثم يدعوه إلى تعلم التوحيد أو أصول الدين وليس علم الفقه كما سوف يتضح، وهو يستشهد على أهمية هذا العلم بأحاديث نبوية شريفة 3باعتباره علم توحيد الله تعالى © وأسبقية هذا العلم على العبادة 3ويلحص مضمون تلك الأحاديث بقولة ( ولابد فالعلم كالشجرة ‘والعبادةللمتعبد من العلم، وإلا كان عمله هباء منثورا ()١٢٦ كالنمرة )، ثم يستشهد بقول الإمام الحسن البصري على أهمية علم التوحيد © واستشهاد شيخنا بالإمام البصري يأتي من أن المعتزلة يعدونه من رجال الطبقة النالثة من أئمتهم © فهو يأتي بعد الصحابة لأنه من التابعين " كما يأتي أيضالارتباط علم التوحيد بالإمام البصري & فللإمام البصري اليد الطولي في ظهور هذا العلم. شم يقرر شيخنا ( أنه إذاكان لابد للعبد من العلم والعبادة فالعلم أولى بالتقدتم )، ولسنا في حاجة إلى مزيد من القول بأن المعتزلة يرون أن التوحيد أو الإيمان بدون نظر عقلي وعلم لا يكون إيمانا ولا توحيدا، وأن التوحيد أو الإيمان لديهم مسألة جدلية منطقية استدلالية. كما أن تقليم شيخنا العلم على العبادة ليس إلا تقسيم العقل على النقل، لأن العبادة نقلية، ثم يعود شيخنا مباشرة إلى ما يجب أن يعرفه الراغب في الآخرة الزاهد في الدنيا من علم التوحيد أو أصول الدين، فيقول (:فيتعين عليك من علم التوحيد ما تعرف به أصول الدين، وهو أن تعلم أن لك إلها عالما قادرا مريدا متكلما سميعا بصيرا متصفا بصفات الكمال & متنزها عن صفات الحدث “{}،واحدا لا شريك له متفردا بالقدم )، وفي ذلك المقطع التوحيدي من حديث شيخنا، نجده كان دقيقا قي استخدامه المذهبي للألفاظ } فهو حين قال ( يتعين عليك من علم التوحيد ) فقد جعل من معرفة علم التوحيد وتعلمه فرض عين © وذلك هو عين مذهب الاعتزال، ذلك أن المعتزلة يرون أن هذا العلم ( فرض عين )، إذ لا تحسب الطاعات إلا به & ولهذا قال عنه شيخنا إنه ( أولى بالتقدتم ) على العبادة & كما ان دعوة شيخنا إلى تعلم علم التوحيد أو أصول الدين أنما هي دعوة للعامة للأحد بعلم الكلام، لأن مسألة التوحيد والصفات الإله تعتبر أساس هذا العلم. وهي ما يطلق عليه ( جليل الكلام )، ومعلوم أن علم الكلام لا يحظى بقبول والسنة عامة © خاصة عندما يتعلق الأمر بتعلملدى علماء المذهب الأشعري (()١٦٧ العامة له 3ولنا في كتاب الإمام أبي حامد الغزالي ( الجام العوام في علم الكلام ) خير مثال على ذلك الحظر في الأخذ مذا العلم، وقال الإمام الغزالى في ( الإحياء ) ( :وإلى التحريم ذهب الشافعي ومالك وابن حنبل وسفيان وجميع أهل الحديث من السلف )، وقال أيضا ( ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف) ("". وإذن فإن دعوة شيخنا إلى العامة قبل الخاصة بالأخذ بعلم الكلام لا مكن أن تصدر عن عقلية سنية العقيدة، وإنما هي من اختصاص واهتمام علماء الاعتزال، لأ نهم يرون ( أن للفقه أقواما يقومون به } طلبا لأسباب الدنيا © وعلم الكلام لا غرض فيه سوى ا له تعالى ) ‏{. 9٢ إن شيخ الإسلام بافضل ومعه الجمع العلمي التريمي حين يتخذون من اللسجد مدرسة لتعلم علم الكلام أو التوحيد من قبل عامة الناس ى فإن هذا يعي أن نظام الدولة الراشدية في تريم حينها كان ينسجم مع ذلك النشاط العلمي لملذهي المعتزلي } وما كان لدولة أن تعطي هذا العلم حق الانتشار والذيوع بين مواطنيها إلا أن تكون تلك الدولة معتزلية الاعتقاد ى خاصة وإن علم الكلام والفلسفة اليونانية كانا من أهم مكونات ثقافة شيخ الإسلام بافضل. عن العلم الأولى بالرعاية والعناية علم التوحيد 8وبعد أن ينهي شيخنا حديثه يخلص إلى علم ( الفقه ) أو علم الشريعة وما يحتاجه منه الراغب في الآخرة الزاهد في الدنيا لايتعدى أمور بسيطة & وهي معرفة شروط الطهارة والصلاة والصيام، أما الحج والزكاة فيتعين معرفتها عند الوجوب. ()١٦٨ ما تبقى من الوصية وهو أكثر من نصفها 3فهو في أمور العبادة وأنواعها من قراءة وذكر وصلاة واستغفار ودعاء، أي في الأمور المقربة إلى الله تعالى وهي ال تشغل كل وقت الزاهد وليس لديه وقت لسواها. ومما ذكرناه واستخلصناه عن شخصية شيخ الإسلام بافضل، سواء من قصيدة الإمام القلعي فيه، أو من قصيدته الفكرية أو من وصيته هذه، فإن الصورة الى ارتسمت أمامنا عنه 3لا تخرج قيد أنملة عن الصورة ( ال تستدعي انتباه الباحث تلك الضخامة في شخصياتمم & وذلك السمو فيفي تاريخ المعتزلة ء وهي صفاتمم، فقد جمعوا في أنفسهم بين التبحر في العلم والشغف بالفلسفة والكلف بالأدب والتحلي بالفضائل والانصراف للعبادة والزهد في متاع الدنيا 0فكانوا في الدولة الإسلامية طبقة مثقفة ثقافة عالية ومشكاة باعثة نور العرفان وحماسة الإيمان يدلنا على ذلك إجماع أكثر مخالفيهم من علماء السنة ومؤرخيها على تقدير مقامهم واحترام ذواتمم ) ‏(. ""٢ولقد ( كانوا في بحال التمسك بالدين ومحافظتهم على العبادات مضرب المثل ومثار الإعجاب... وكان أكثر المعتزلة يميلون إلى الزهد في الحياة والعيش عيشة الفقر والتقشف لأن مهم كان منصرفا إلى خدمة العلم والدفاع عن مبدأ التوحيد، لا إلى العمل، وقد شاع عنهم ذلك ح أطلق على المعتزلة البغداديين اسم ( نساك بغداد ) (`"'. وهكذا لقد وجدنا أنفسنا مع شخصية شيخ الإسلام بافضل { أمام رأس معتزلى كبير وناضج & وترتسم في فكره وبكل وضوح كل صفات رؤوس الاعتزال الكبار ء كل ذلك من خلال قصيدته الفكرية وإحدى وصاياه ‘ فكيف بنا لو أبقت الأيام كل تراث هذا العلم الشامخ ؟ لقد جاء ما تبقى من تراث هذا الرأس المعتزلي الكبير ليغطي جزء من الفراغ في المكتبة العربية الإسلامية في التراث المعتزلى & فلقد كانت القصيدة ()١٢٦٩ ( الفكرية ) حسب علمي _ الوحيدة من نوعها من حيث وضوح مضموما الفكري وتمثيلها صورة الأدب المعتزلي في آخر تجلياته 3أما وصايا شيخ الإسلام فهي أيضا الوحيدة من نوعها 0حيث أن المكتبة التراثية الإسلامية تفتقد هذا النوع من الوصايا ال تعطي صورة واضحة عن السلوك الشخصي العبادى المعتزل الذي تتحدث عنه المصادر دون تدليل من وثيقة من نوع وصايا شيخ الإسلام بافضل. على أن هناك مسألة مهمة نرى ضرورة إلقاء الضوء عليها » تلك هي لتأثير الاجتماعي والثقافي المستمر إلى اليوم لتراث هذا الإمام» ذلك أن ( مما أحياه من السنن هذا الإمام وبقى معمو لا به إلى هذه الأيام عند الخاص والعام } إحياء ما بين العشاءين في أغلب مساجد حضرموت \ بتلاوة نصف سبع القرآن بعد صلاة العشاء 2والنصف الثاني في آخر الليل، و يبدأ من ليلة الجمعة {ويختم بعد صلاة الصبح الجمعة اللاحقة... وينسب لهذا الإمام مسجدين في تريم لا تزال معمورة بالصلاة والذكر، وكذلك زاوية معمورة بالتدريس إلى يومنا هذا ‏."١ ٢ كل ذلك يدل دلالة قاطعة على المنزلة والمكانة الرفيعة الن كان يحتلها الإمام بافضل في بجتمع ترمم الراشدية خاصة وحضرموت عامة & وهو الأمر الذي يعي أن تأثيره الفكري قد ساد أيضا واستمرت سيادته قرونا أخرى بعد القرن السادس الهجري، وما امتداد تأثيره الاجتماعي إلا امتداد للتأثير الفكري المذهبي المعتزلي } خاصة إذاعلمنا أنه ( :لم يندثر اسم المعتزلة نمائيا في الأقطار الن غلب عليها أهل السنة، و لم يتوار عنها ظلهم إلا في القرن التاسع الهجري ) «"، ولما كانت حضرموت عامة وتريم خاصة ليست من تلك الأقطار الت غلب عليها أهل السنة، بل كانت بين الأباضية والإعتزال، فإن هذا يعن استمرار وجود هذين المذهبين إلى ما بعد القرن التاسع، ومما يلقي ضوء على حقيقة ذلك الوجود، قول (()١٢٣٠ ‏ ٠٤٨‏ه ١ف ترجمته للسلطان بدر ابنالمؤرخ عبد القادر بن شيخ العيدروس _ عبدالله الكثيري الملقب أبي طويرق المتون سنة ٩٧٧ه‏ (:فكم أباد أحزاب الضلال ومزقها وكم أزال فرق الفساد وفرقها ) """. ولنا هنا أن نسأل عن أي أحزاب وفرق كان حديث الأستاذ العيدروس، ان لم يكن عن الأباضية التدخل في وصية شيخ الإسلام بافضل لهدف مذهبي : بعد أن رأينا كم هي واضحة المعالم المعتزلية الأصلية في وصية شيخ الإسلام بافضل، بمثل وضوحها في قصيدته الفكرية } فقد لاحظنا أن أياد قد تدخلت فيها بالتحريف والتشويه } بغرض فرض الاتجاه الأشعري على صاحبها، ولعل أهم نقاط ذلك التدخل تكمن في ما يلي : ‏ ١أول ما تذكر الوصية ( المنشورة ) من العلوم الق يجب أن يأخد بما الراغب قي الآخرة الزاهد في الدنيا 0وهو علم ( الفقه ) 3إلا أن الأخذ بيمذا العلم لا يستقيم مع حاجة الموجه إليه خطاب الوصية } المشغول ليله ومماره بالأعمال لمقربة إلى الله تعالى، الملترم بخطاب الوصية بعدم ( مخالطة أكثر الحلق )» فهو ليس في حاجة إلى هذا العلم الذي لا يأخذ به إلا الراغب في الدنيا المتكسب به في معاشه المخالط لأكثر الخلق © سواء كان قاضيا أو فقيها أو غيره ء الذي لا تأخذ العبادة من وقته إلا ما هو مفروض عليه، والراغب في الآخرة الزاهد في الدنيا ليس لديه الوقت للاشتغال به & فوقته مصروف بين تعلم علم التوحيد والعبادة » ناهيك عن زهده في مردوده المعيشي. أما ما يحتاجه الراغب في الاخرة 0فهو علم التوحيد أو أصول الدين \والقدر المطلوب منه معرفته ودراسته (()١٣١ العلم 8هو أن يعرف ربه قبل أن يعبده و يتقرب إليه © معرفة يقينيةمن هذا عقلية لا يشوينا شك أو ريبة أو يدخلها عيب أو نقص & توحيدا خالصا س ليس فيه تحسيم أو تشبيه، وليعبده بعد ذلك على بينة وإخلاص نية وصدق طوية 8 ولقد أوضحنا سابقا أن المعتزلة يرون أن الإيمان أو التوحيد بلا معرفة وعلم ونظر لا يسمى توحيدا أو أيمانا. أما ما يحتاجه الراغب في الآخرة من علم ( الفقه ) وهو العلم الذي ذكره شيخنا تحت اسم ( علم الشريعة )، فهو أمور تعبدية بسيطة لا تتعدى الأمور ال تصح بما العبادة ولا تستقيم بدومما، فلم ير شيخنا ضرورة للراغب ني الآخرة بتعلم أركان الحج والزكاة إلا عند وجوبما، وإذاكان الأمر كذلك بالنسبة للحج والزكاة، فإن انعدام حاجة الزاهد إلى باقي مسائل الفقه وهي أغلب علم الفقه، تكون مسأله مسلما بما بداهة. كما أنه لو كان علم الفقه الوارد في أول الوصية المنشورة من أصلها وليس دخيلا عليها، لما استشهد شيخنا بقول الإمام الحسن البصري 0وذلك من ناحيتين :الأولى هي أن الإمام الحسن إنما كان جل اهتمامه بعلم التوحيد، بل ويعتبر مؤسسا له، واشتهر به. وثانيا أنه لم يكن ( يقيم كبير وزن للفقهاء، بل ينكرهم، فقد ذكر( عمر أن ابن القصير )، قال سألت الحسن البصري عن شيء 3فقلت إن الفقهاء يقولون كذا وكذا. فقال الحسن :وهل رأيت فقيها بعينيك. إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه عز وجل ) 6فهو إذن ينكر علي المتوسمين برسم الفقهاء أنهم فقهاء حقا، لأمم ليسوا بزاهدين في الدنيا و ليسوا على بصيرة من دينهم إذ هم شكليون لا يرغبون باطن العبادات، لأنهم لا يداومون على عبادة ا له بل يكتفون بالفروض ((١٣٦٢ في أوقاتما 3وينسون فيما وراء ذلك، كما آنه ينعي على الفقهاء مماحكتتمم الشكلية في الشعائر الدينية ء دون إي اهتمام بالنيات وخلوصها. قال ( فرقد السبخي ) للحسن /يا أبا سعيد إن الفقهاء يخالفوؤنك. فقال :نكلتك أمك & وهل رأيت بعينيك فقيها. إنما الفقيه الورع الكاف عن أعراض الناس، العفيف عن أموالهم } الناصح لحماعتهم (.ث"‘ فكيف إذن يستشهد شيخنا بقول الإمام البصري على أهمية علم الفقه وهو يعلم موقفه منه ومن الفقهاء ث خاصة وإن المعتزلة ينظرون للإمام البصري على اأنه إمامهم وهم على طريقته ونمجه. ولكن الأمر يستقيم تماما لو كان الاستشهاد بقول الإمام البصري جاء للدلالة على أهمية علم ( التوحيد ) أو أصول الدين، ولا يستقيم بخلاف ذلك © إذا أحدنا بعين الاعتبار المكانة الخاصة الي يحتلها علم التوحيد في النشاطخاصة الفكري للإمام الحسن البصري والمعتزلة عامة. كما أن هناك دليلا آخر على أن كلمة ( الفقه ) الواردة في أول الوصية ( المنشورة ) ليست من أصلها هذا الدليل يقع في حديث الإمام البصري نفسه 3فهو يقول( :أطلب العلم طلبا لا يضر يمذه العبادة © واطلب هذه العبادة طلبا لا يضر بمذا العلم ) 3ذلك أن فقه العبادة يدخل ضمن دائرة الفقه العام & ولهذا فان حديث الامام البصري يدل أننا هنا أمام علمين متقابلين هما علم العبادة ( فقه ) وعلم آخر هو بالتأكيد علم التوحيد، والامام البصري يرى أن يكون طلب علم التوحيد هادفا إلى الإخلاص ف العبادة، وأن تكون العبادة تثبيتا لصحة وخلوص الاعتقاد لله تعالى. هذا من ناحية 3ومن أخرى =، فإنه لو كان علم الفقه هو المقصود بالأولوية لذكره شيخنا مكان علم التوحيد، أو لذكره مكان علم الشريعة 3لأن علم الفقه هو نفسه علم الشريعة، وما كان لشيخنا ((١٣ ٣ أن يستخدم مصطلحين للدلالة على علم واحد فيفقد الوصية البساطة وسهولة الخطاب الذي تميزت به، انسجاما مع قدرة الإنسان المحدود المعارف الباحث عما ينفعه منها فى أعماله المقربة إلى الله تعالى. أما المسألة الثانية ال تفصح عن ذلك التدخل في الوصية فتكمن في الاستشهاد بقول الإمام الغزالي عن أهمية العلم والعلماء » حيث بجد الفقرة الخاصة بذلك قدتم وضعها أو قل دسها بين أحاديث الرسول الكرنم وقبل الانتهاء من سردها } وهذا أمر غير مقبول وغير لائق و لم يكن لشخصية عالمة جليلة بحجم شيخنا بافضل أن تقطع أحاديث الرسول الكريم لتأتي بكلام أي من البشر مهما علا شأنه وعظم قدره 3ذلك أن آداب الاستشهاد المتعارف عليها قي كل العصور الإسلامية وإلى اليوم، إنما تقوم على تسلسل الأولوية، تحتوي على كل معان الالتزام الدي والأخلاقي والأدبي والعلمي & وهو تقديم الآيات الكريمة، ثم أحاديث الرسول، ثم أقوال الصحابة، ثم التابعين ثم الجهتدين الذين ينتمي الإمام الغزالي إلى طبقتهم، فلو أراد شيخنا الاستشهاد بقول الإمام الغزالي لحاء قوله بعد قول الإمام البصري الذي كان من التابعين، لهذالزم تقديمه على الغزالي © إضافة إلى أن البصري كان جامعا عالما كبير العلم رفيعا فقيها ثقة عابدا ناسكا رفيع المنزلة بين علماء عصرة & وله اليد الطولي في إظهار علم التوحيد أو أصول الدين. وإذن، يكون الاستنتاج المنطقي من كل ما تقدم » هو أن ورود الاستشهاد بقول الإمام الغزالي لم يكن هو الآخر من أصل الوصية، وإنما أدخل عليها بطريقة فجة لم تراع ما هو متعارف عليه من أصول الاستشهاد بالقول، والغرض من كل ذلك هو القول بأشعرية الإمام بافضل الي يعيني القول بما وادعائها الادعاء بسنية الأوضاع المذهبية السياسية في حضرموت كلها في ذلك العهد © خاصة أن الإمام الغزالي لم يكن حاضرا شخصا ولا ثقافة في الحياة الفكرية في (()١٣٤ حضرموت ف القرن السادس الهجري & كما اتضح لنا ذلك من خلال كتاب الإمام القلعي ( تمديب الرئاسة وترتيب السياسة ) 0كما وسوف يأق. و لم يقف التدخل في تراث الإمام بافضل عند ذلك الحد } بل بحد أنه قد حدث مثل ذلك في القصيدة الفكرية 0فقد وجدنا كل من اطلع عليها ي فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينات من من القرن الماضي، يقول إن عدد أبياتما أقل من مائة وأربعين، ثم وجدناها منشورة بمائة وأربعين أي بزيادة على الأصل © كما حدث التدخل أيضا ف الوصيتين الأخربين للإمام بافضل ‘ففي إحدهما وجدناه يقول عن صلاة الضحى (:وأكثرها تمان ركعات وتحرم الزيادة على مان )& بينما نجده في الأخرى يقول ( :ثم صل الضحى ولا أقفل من تمان ركعات ) أي أن حدهما الأدين تمان، بينما في الوصية السابقة تعتبر ثمان ركعات حدها الأعلى، وهكذا يظهر لنا التدخل في تراث هذا الإمام العلامة الكبير. حت أظهره ذلك التدخل فيى مظهر الفقيه الضعيف المتناقض حت في أبسط مسائل الفقه كصلاة الضحي. غير أن كل تلك التدخلات لم تستطع أن تحقق هدفها قي طمس المعالم الأساسية في شخصية وفكر هذا الرأس المعتزل الكبير، بل ظلت تلك المعالم شامخة باستعلاء وكبرياء تأبي الخضوع لرغبة الأخلاف في الأخلافالسيطرة عليها بما تموى أنفسهم حتت ولو كان ذلك على حساب قبل الأسلاف. على أن الخسارة تكمن في اختفاء وإعدام تراث هذا العلم الشامخ في علم التفسير إذ لو كان حيا لأعطانا صورة واضحة ليس عن مدى تطور علوم الاعتزال فحسب ‘ بل وعن المدى الذي بلغته حضرموت في الجال العلمي في القرن السادس الهجري. رحم الله شيخ الاسلام بافضل وغفر له وأسكنه فسيح جناته أنه الغفور الرحيم. ((١٢٣ ٥ الإمامان الفزالي وبافضل في إحياء ما بين العشانين نأظرللاختالاف الذمي العقائدي بين كل من الإمام الغزالي ( الأشعري ) والإمام بافضل ( المعتزلي ) 5فقد اختلفت طريقة كل منهما في إحياء ما بين العشاءين، وبالنسبة للإمام الغزالي، فقد قال في ذلك ( :وترتيب هذا الورد أن يصلي بعد المغرب ركعتين أولا، ويقرأ فيهما ( قل يايها الكافرون 5قل هو ا له أحد ) 3ويصليها عقب المغرب من غير تخلل كلام ولاشغل، ثم يصلي أربعا يطيلها، ثم يصلي إلى غيوبة الشفق ما تيسر له، وإن كان البيت قريبا من اللسجد\ فلا بأس أن يصليها في بيته 3إن لم يكن عزمه العكوف في المسجد & وإن عزم العكوف في انتظار العتمة فهو الأفضل، إذاكان آمنا من التصنع والرياء. الورد الثاني يدخل بدخول وقت العشاء الآخر إلى حد نومة الناس & وهو أول استحكام الظلام، وترتيب هذا الورد ان يصلي سوى فرض العشاء عشر ركعات\ أربعا قبل الفرض إحياء لما بين الأذانين وستا بعد الفرض :ركعتين ثم أربعا، يقرأ فيهن من الآيات المخصوصة & كآخر البقرة وآية الكرسي وأول الحديد وآخر الحشر وغيرها، والثاني ان يصلي ثلائة عشرة ركعة آخرهن الوتر، ثم يقرا في هذه الصلاة قدر ثلاثمائة آية من السور المخصوصة } والورد النالث النوم. رهس) تلك هي طريقة الإمام الغزالي } ونلاحظ عليها ما يلي : ١اعتمادها على الصلاة. ‎ ١٢جواز إحياء هذا الورد في البيت وليس ضرورة في المسجد. ‎ تقو ‎٢-صلاة الوتر هو أول الليل وعدد ركعاتما ثلاثة عشر ركعة. ‎ (()١٣٦ أما بالنسبة لطريقة الإمام بافضل فهي تعتمد على ( :قراءة القرآن واستماعه © وبعد العشاء مطالعة ومذاكرة، ثم قم قبل الفجر لصلاة الوتر » احدى عشرة ركعة & تقرأ فيها سورة يس والواقعة وتبارك6"«. ونلاحظ عليها ما يلي : ١اعتمادها على قراءة القرآن واستماعه. ‎ ٢مكان إحياء هذا الورد هو المسجد. ‎ -٢وقت صلاة الوتر قبل الفجر وعدد ركعاتما احدى عشرة ركعة. ‎ وتفصيل طريقة الإمام بافضل المعمول بما إلى اليوم قي مساجد حضرموت تقوم على ( قراءة نصف سبع القرآن كل ليلة ما بين العشاءين، ثم قراءة النصف الآخر قبل الفجر، بحيث يتم ختم القرآن مرة كل أسبوع ). وهكذا نلاحظ اختلاف طريق الإمامين في إحياء هذا الورد، ونرى أن ذلك الاختلاف يعود في الأساس إلى العناية الفائقة ال يوليها المعتزلة للقرآن الكريم وعلومه من جهة، ومن أخرى لا أولاه معتزلة حضرموت للمسجد من أمية كبيرة وتحويله إلى مدرسة جامعية لنشر الاعتزال وعلومه بين العامة » وهو الأمر الذي مكن من استمرار طريقة الإمام بافضل في إحياء هذا الورد إلى يومنا هذا. ((١٣٧ القيمة العلمية لاحمال الكتب التي أحضرها شيخ الإسلام بافضل من العراق : لقد أورد المؤرخون أن شيخنا بافضل أحضر معه عند عودته إلى ترم بعد غياب دام أربعين عاما } أحمالأً من الكتب القيمة الق انتفع بما خلق كثير من طلاب المعارف والعلوم. ر ,ولكن ما هو المحتوى العلمي لتلك الكتب، إنتا نرى أنهالا يمكن أن تكون ذات محتوى عقائدي سي، وذلك لمعتزلية الإمام با فضل & ولأن كتب العقائد السنية موجودة في مراكز أهل السنة في اليمن مغفل زبيد والجند وغيرها إضافة إلى الحجاز، وليس هناك ما يستدعي تحمل أعباء نقلها أحمالا من العراق إلى حضرموت، هذا نرى أن تلك الكتب كانت ذات محتوى مذهي وعلمي معتزلي } خاصة وإن تلك الكتب غير متوفرة في اليمن أو الحجاز في أوائل القرن السادس الهجري. ففي أواسط ذلك القرن بعث الإمام الزيدي أحمد بن سليمان أحد معاونيه إلى العراق وهو القاضي المعتزلي الزيدي جعفر بن عبد السلام لإحضار كتب الاعتزال، اليي تؤيد وجهة نظره في الصراع الفكري بينه وبين فرقة المطرفية المعتزلية ( 0وحين سافر القاضي جعفر إلى العراق لم يجد إلا كتب مذاهب المعتزلة منتشرة هناك » فاخرج معه إلى اليمن كثيرا من كتب المعتزلة ). رمم ولقد لعب القاضي جعفر دورا بارزا قي مناظرة أهل العقائد السنية أيضا، وله في ذلك كتاب ( الدامغ للباطل في مذهب الحنابل ) الذي رد عليه الإمام الحنبلي العقيدة يحي بن أبي الخير العمراني بكتابه ( الانتصار في الرد على القدرية الأشرار ). ()١٣٨ ما أريد أن أخلص اليه من إيراد ما سبق من سفر القاضي جعفر بن عبد السلام وما ترتب عليها من نتائج & منها حسم الصراع بين الإمام أحمد بن سليمان وفرقة المطرفية، هو أن الكتب اليي أحضرها الإمام بافضل لن تخرج عن دائرة تلك الكتب ال كانت منتشرة في سوق العراق & وهي كتب ثقافة الاعتزال. وإذاكانت المهمة الق قام بما القاضي جعفر هي مناظرة وبجادلة فرقة المطرفية الداخلة ضمن بجتمع صعدة الزيدي © من أجل تحجيمها وتبيان عيويما النظرية الفكرية } باعتبار تلك هي المهمة السياسية الأولى، فإن مهمة شيخنا بافضل هي مناظرة وبحادلة الأباضية الداخلة ضمن الجتمع الحضرمي عامة والتربمي خاصة، ليس بغرض تحجيمها فحسب، ولكن أيضا لكسب الفئة العالمة منها إلى مذهب الاعتزال 3وتلك كانت بالضرورة مهمة المجمع العلمي التريمي المعتزلي. إلا إن شيخ الاسلام بافضل بما يتمتع به من غزارة علمية سوف يتحمل القسط الأكبر من تلك المهمة } لأن إنجازها يترتب عليه اتساع دائرة الاعتزال الاجتماعية والسياسية وتقليص الدائرة الأباضية. على أن بجادلة الأباضية ومناظرتمم لم تكن مهمة المعتزلة وحدهم، بل لقد شاركهم فيها علماء الزيدية أيضا، لهذا نحد ي قائمة مؤلفات القاضي جعفر بن عبد السلام كتاباأ خاصاآ بذلك هو ( :إبانة المناهج في نصيحة الخوارج ) <{“". وبيمذا يكون صحيحاً ما أوردته المصادر من أن شيخنا بافضل قد جادل الأباضية، ولكن من منظور عقائدي معتزلي الأصول سي الفرو ع، وكذلك يكون صحيحا ما ذهب إليه الدكتور ( الدجيلي ) من أنه ( قد وردت إلى اليمن في القرن السادس الهجري ((١٣٩ مصنفات عدد غير قليل من أعلام المعتزلة ومفكريهم س كمصنفات القاضي عبد الجبار الهمداني ت = ‏ ٤١٥ه ومصنفات ابن متويه ت ٤٦٩ -ه‏ والحاكم الجشمي ت -‏ ٤٩٤ه وغيرهم من العلماء، وبذلك أصبحت اليمن مركز لتراث المعتزلة ) (`}‘. وإذاكان الدكتور ( الدجيلي ) يرى أن دخول تلك المصنفات المعتزلية إلى اليمن قد تم عبر المذهب الزيدي في اليمن الأعلى © فإن دخول تلك المصنفات إلى حضرموت في ذلك الوقت أولى من دخوفها إلى اليمن الأعلى، وذلك لاحتضان هذا من ناحية 3ومن ناحية أخرى، لوجود( ترم ) مذهب الاعتزال الخالص قاعدة زيدية فى ( ظفار) تحت رعاية حكامها من آل منجوي \ ولهذا فقد حفظت لنا مكتبة المخطوطات بتريم عددا من المصنفات المعترلية، منها :ر شرح الأصول الخمسة ) للقاضي عبد الحبار الهمداني :نسخة عتيقة كتبت بخط نفيس ( تعليقة المحيط ) للحسن بن أحمد بنمن خطوط القرن السادس. وكتاب متوية :نسخة عتيقة كتبت بخط نسخي سنة -‏ ٧٦٧‏_((٠0.ه وهكذا تكون حضرموت واليمن الأعلى هما مركزا الفكر المعتزلي في القرن السادس الهجري. ((١٤٠ ثاني :الشاعر التكريتي الظفاري :القصيدة التكريتيه : ‏ -١ظضارقي العهد المتجوي : كانت ظفار في القرن السادس الهجري تحت الولاية الخاصة لآل منجوي، وقد كان هؤلاء أسرة علم وأدب قبل أن يكونوا أسرة حكم وسياسة & وإذاكنا قد توصلنا إلى أن حضرموت في هذا القرن قد شهدت زحف علمي معتزلي عليها 3فإننا لن نعدم أقوال بفارسية آل المنجوي أنفسهم & كما ذهب إلى ذلك المؤرخ ابن المجاور المتوفي سنة -‏ ٦٩٠‏‘_("٠ه } وهو كما ترى قريب من عهدهم © كما لن نعدم أقوالا بنهم جاءوا إلى حضرموت نتيجة اضطهاد سياسي أو دي في مواطنهم الأصلية. وهو الأمر الذي كان يقع كثيرا في ذلك العهد. كما ذهب إلى ذلك الأمر ( س. ب. مايلز ) } الذي لاحظ أيضا أن أسرة آل المنجوي قد تركت مؤثراتما العميقة على عقول ووجدان سكان المنطقة وذلك على خلاف أغلب الغزاة ‏(، )٤٣وإن كان لنا من قول قي معرفة سر ذلك التأثيرالعميق لهذه الأسرة } فإنا نقول إن ذلك التأئير جاء نتيجة مباشرة لكوئمم جاءوا إلى ظفار دعاة وليسوا غزاة. ولفرض تحقيق ما قاله ابن المحاور وغيره، فإنا سوف نعمد ونعتمد قي ذلك على مؤرخ حضرمي، يعتبر كتابه إلى اليوم & هو المصدر الأول في تاريخ حضرموت ‘ ذلك هو المؤرخ أحمد عبدالله شنبل العلوي في تاريخه. ، وفيها قتل ( حوب )يقول المؤرخ شنبل في أحداث سنة = -‏ ٥٩٩ه قي ظفار، ووليها رجل من العجم يدعى أنه ولد حارثة بن. "( ).... وقي هذا لخبر لم يذكر مؤرخنا من هو هذا ( ولد حارئة ) ولا من أي أسرة هو، غير أن قوله عنه إنه من العجم & أمر في غاية الأهمية من حيث دلالته على حكم العجم ((١٤١ لظفار } غير أن تلك الإشارة تتوضح بمالا يدع بجال للشك في أثناء ذكره لأحداث سنة -‏ ٦٠٥ه، حيث يقول ( :وفيها قتل والي ظفار الذي يدعي أنه ولد حارثة بن منجوه )() وهكذا نصل مع المؤرخ شنبل إلى أن آل منجوى ولاة ظفار في القرن السادس وما قبله كانوا من العجم، وفي ذلك تأكيد لما سبق أن قال به المؤرخ ابن الجاور وغيره بفارسية آل المنجوي ولاة ظفار. وممن هو معروف ومشهور من ولاة ظفار في هذا القرن الإمام محمد بن أحمد المنجوي، الملقب بالأاكحل المتوفي قبل سنة = ‏ ٥٩٩ه، أي قبل تولي ابن حارثة الذي ذكره المؤرخ شنبل. وفي عهد الإمام الأكحل كانت ظفار تحت الولاية المعتزلية العامة لآل راشد ولاة تريم وأصحاب الولاية المعتزلية العامة ني عموم حضرموت » لهذا نحد أنه قي سنة = ‏ ٥٩٧ه يتولى الإمام فهد بن عبدالله بن راشد ولاية ظفار”‘‘، وما كان له أن يكون كذلك لو لم تكن ظفار حينها تحت الولاية العامة لوالده الإمام عبد الله بن راشد والي تريم حينها 3كما آنه ني سنة ٥٩٦ه‏ وصلت تبائل ( القرا) وهم قبائل بادية ظفار، وصلوا إلى حضرموت وافدين على عبدالله بن راشد مستصرخين على أهل ظفار، فجهز لحم العسكر ("ث. 6وما كان لقبائل القرا أن يستنجدوا بالإمام عبد الله بن راشد دون غيره & لو لم تكن له الولاية العامة على ظفار. وإذن فقد كان الإمام الأكحل صاحب الولاية المعتزلية الخاصة على ظفار. وإذاكان آل منجوى هم أنفسهم وافدون على حضرموت ونازحون إليها من أوطانهم الأصلية في فارس، فقد كانت ظفار -كما هو الحال بالنسبة للمدن مقصدا لعلماء الاعتزال ورجاله من كل حدب وصوب منالحضرمية الكبرى ()١٤٦٢ العالم الإسلامي. ولقد كان من هؤلاء الذين وفدوا إليها كل من الشاعر التكريي والإمام محمد بن علي القلعي. التكريتي3 ‎ ٢الشاعر هذا‎قحضرموتمن علماءالأعم الغالبشأنه شأناسمه -لا يعر ف القرن ويبدو آنه من أدباء العراق وشعرائه، قدم إلى مدينة مرباط عاصمة إقليم‎ وكانت‎ا اسمه وذكرهخحلدترائعة بديعةالأكحل بقصيدةالإمامومدحظفار مانعة لاسمه من أن يمحى من ذاكرة التاريخ، ولو لم ييق منه إلا نسبته إلى‎ ( تكريت. ٠) ‎ القصيدة ( اليتيمة ) للشاعر التكريتى: ‎ عج برسم الدار فالطلل ×× فالكتيب الفرد فالأثل ×× فبمأوى الشادن الغزل بين ظل الضال والجبل وابك في إثر الدموع دما ×× هب كان الدمع قد عدما ×× واندب الغيد الدما ندما واقف إثر الظعن والإبل وإذاما بان بان قبا ×× وبلغت الرمل والكتبا ×× ناد يا ذا الربع وا حربا ]وأسبل العبرات تم سلِ ليت شعر ي الان أين همالبين بينهم ××‏ ٥لو أدركت بينهم ×× كنت يوم رب سار ضل في السبل كيف أنني عنهم طمعي ×× وهم قي خاطري ومعي ×× كف عني اللوم لست أ عي .عنك في شغلقفؤادي ×× أشتكي وجدي وبعدهم ×× أسأل الايام وعدهمهاأنا في الربع بعدهم وأقضي الد هر بالأمل فدموع العين تنجدني ×× وحمام الذيك يسعدني ×× فهي تدنيني وتبعدني بالبكا طورآ وبالجدل كل سكران وعى وصحاأتحسى الدمع مصطبحا××خلفوني قي الرسوم ضحى×× وانا كالشارب التمل قامى للضنا ورثا ×× ليس سقمي بعدهم عبثارق رسم لي ورا ×× وس كل من رام الحسان بليِ اه لو جاد الهوى وسخا ×× إذهب الأكدار والوسخا ×× والجوى والصبر قد نسخا وقعتي صفين والجمل‏١ ((١ ٤٢٣ مالهذا الدهر يطمعنا ×× وأكف البين تقمعنا ×× أترى الأيام تجمعنا بمنى والخيف والجبل أترى بالمشعرين نرى ×× عيسهم والركب قد نفرا ×× ونزور الحجر والحجرا ونضم الركن للقبل كم لنا بالمروتين أسى ×× ماله غير الخضوع أسى ×× ينجلي عن ربما وعسى والورى في غاية الوجل يا أصيحابي ويالزمي ×× غير خاف عنكم ألمي ×× ان أمت لا تأخذوا بدمي غير ذات الدل والكسل غادة في خصرها هيف ×× دنف كل بها دنف ×× فهيام القلب والششغقف بين ذاك الخصر والكفل فبياض الصبح غرتها ×× وسود الليل طرتها ×× دمية كالشمس بهجتها وهي في خمس من الحمل أصل دائي غنج مقلتها ×× ودوائي لثم وجنتها ×× أترى عمرا بنظرتها أم أمير المؤمنين علي ريقها والمبسم الشنب ×× خندريس فوقها حبب ×× لؤلؤ رطب هنا العجب بحره أحلى من العسل وصفوا هنداً وما وصفوا ×× عكسوا المعنى وما عرفوا ×× قلت هذا منكم سرف أيقاس الكحل بالكحل فعلت بي غير ما وجبا ×× عاقبت ما رقبت رقبا ×× صحت في الأحياء وا حربا ايحل القتل في الخجل كم كرى عن مقلتي منعت ×× حبذالو انها قنعت ×× مذ بدت صنعاء ما صنعت جمع ذاك اللحظ بالمقل القدمان يكن بالحب هان دمي ×× ها صباباتي وها ندمي ×× فدمي في سالف ِورشادي ضل في الأزل بدرت من بدر جارية ×× ودموع العين جارية ×× ثم قالت وهي جارية ارفقي يا هند بالرجل مبغقضةفأجابت وهي معرضة ×ومراض اللحظ ممرضة ×× انت لي يا سعد قد شفيت النفس من علل ×× ما الذي ينجي من القودقالت البدرية اتندى ×× وعدي ذا المبتلى وعدي خلق الانسان من عجل طال ما فيك الهوى عبدا ×× ما عدي ممالديك بدا ×× ليس يخفى قتله أبدا عن مروي البيض والاسل الإمام الظاهر النسب ×× الزكي الطيب الحسب ×× السحاب الساكب اللجب الهتون العارض الهطل الهزبر المنجوي إذا×× القت الحرب العوان إذى ×× هو تاج والملوك حذا بل حضيض وهو كالقلل طال ما قد ظنت السحب ×× واشرأب المحل والسغب ×× وغوادي كفه السهب بالضحى تهمي وبالأصل ()١٤٤ لو همت يوما غمانمه ×× بلظى ناحت حمانمه ×× فهو مذ ميطت تمانمه مولع بالخيل والخول يمنح السوال قبل متى ×× سأل المضطر او سكتا ×× لو أتى بعد الرسول فتى كان حقا‘ً خاتم الرسل وعدولاً بات يعذله ×× ولديه المال يبدله ×× قصده عن ذاك يعذله وهو لا يصغي إلى العذل حكت الانواء انامله ×× وهي تخشى ان تقابله ×× فإذاما هز ذابله قرب الارواح للأاجل يشاكله ×× وله فيما يحاولهماله مثل يماتله ×× لا ولا شكل .همة تعلو على زحل الدهر حين سطا ×× وتداه نحونا بسطا ×× فقدونا أمة وسطاكف كف بعد ذاك الخوف والوجل كيف نخشى بعده الزمنا ×× وابو عبدالإله لنا ×× ارتدى مجدا والبسنا حللاً ناهيك من حلل هو قس في فصاحته ×× ولؤي في صباحته ×× وهو معن في سماحته وأبن عباس لدى الجدل ان يكن في نظمها خلل ×× يعذر الجاني ويحتمل ×× خاطر المملوك مشتغل عن كتاب العين والجملٍ جد جدا جد فر كراع سمى ×× زد مرعء انه اسلم تهن دم ×× صل أو أصرم صرتب استقم هب تفضل ادن نل انل قال عنها المؤرخ بامخرمة :إن أعيان أدباء اليمن قالوا فيها إن كل شعر يدرس، إلا ما كان من قصيدة التكري، وإنه يوردها كاملة رغم طولا .لحجسنها ‏(. (٤٩ وما نفهمه من حكم أعيان أدباء اليمن على تلك القصيدة 0هو أتهم رأوها لا تخضع لمقاييس الدراسة الأدبية المتعارف عليها 0رغم حسنها وجمالا. وحكمهم ذاك إنما هو حكم خبير & فهم أعيان الأدب ورجاله 0وهم أخبر بصناعتهم وقيمة بضاعتهم فهم بعد أن عاينوا القصيدة وعرضوها على ميزان فنون الأدب وقواعده © وجدوا أنفسهم عاجزين عن إخضاعها لعدتمم ومقاييسهم فقالوا فيها ما قالوا 0معترفين بجمالها وحسنها } بل وتركوها منذ ()١٤٥ قالها شاعرها بكرا عذراء، و لم بحاول أحدهم برد الاقتراب منها والتحرش بما 3 وصولا إلى فك مغاليقها وسبر بجاهيلها. على أين حين أحاول الاقتراب منها © فإن اقترابي ذاك إنما هو اقتراب حذر، ذلك أن بضاعق في هذا الفن مزجاة، وحصيل من معارفة ضئيلة لا تكاد تبين » فكيف بي أحاول مالم يقدر عليه أعيان الأدب رجاله © وحالي في الأمر على ما ذكرت. ؟ على أن عزائي في هذه المخاطرة، أنتي على طول هذه الدراسة © أحاول أن اقتحم بحال فتح الأقفال على ما تعرض للتشويه والإهمال من تاريخنا الوسيط، وقصيدة التكري كانت إحدى تلك المعالم الن كان لابد من الوقوف أمامهالغفرض الوصول إلى ما تمدف إليه هذه الدراسة، ذلك أن لم أبجث عنها وأنعرض لها قاصدالما في ذاتما، ولكى وجدتما تقف أمامي كالقلعة المتقنة التحصين عالية الأسوار 3فكان لابد من المخاطرة، فذلك عزائي وعذري 8 وأسال الله التوفيق، وأسال القارئ الكرنم العفو والسماح فيما قد يصدر عن محاولتي هذه من عجز أو قصور. وأبدأ قولى بأن جمال وحسن هذه القصيدة صادر عن استغلاق معانيها } ونفهم ذلك من قول أعيان الأدب فيها 3وهذه الميزة = حسب علمي -غير معهودة في الأدب العربي، ولا تعرف لها مثيل فيه ث فحين نأخذ البيت الثالث منها ونحاول سبر معناه من خلال ظاهر ألفاظه وعباراته ى حين يقول : وإذاما بان بان قبا ×× وبلغت الرمل والكثبا ×× ناد يا ذا الربع وا حربيا وأاسبل العبرات 5سل ()١٤٦ فى هذا البيت يخاطب الشاعر صاحبه قائلا :إذاظهر لك مسجد رسول الله فى المدينة المنورة ( مسجد قبا ) ث حينها تكون قد وصلت إلى الرمل والكثنيب للقصود، وعندها عليك أن تصيح في القوم بإعلان الحرب والقتال 5وعليك أن تذرف الدمع وتسأل عمن تحب وتموى. ذلك هو ظاهر المعين كما توحي به ألفاظه وعباراته. وهو كماترى معنى مضطرب، تماما كاضطراب ألفاظ البيت نفسها، الق تتراوح بين الألفاظ الدينية ( قبا) والألفاظ القتالية ( وا حربا )، والألفاظ العاطفية ( وأسبل العبرات م سل ). وإذن، نحن في هذا البيت أمام معاني مضطربة أظهرتما ألفاظ البيت غير التجانسة، وهو الأمر الذي أفقد البيت وحدته النفسية س غير أن ذلك الاضطراب كان هو سر جمال وحسن القصيدة، ذلك أن تلك المعاني أعطت إيحاءات متنوعة وكنيرة 0ولعل أحدها على الأقل 3يتفق مع الحاجة النفسية للقارئ أو المستمع، تماما كما هو الحال عند الناظر للوحة الموناليزا الشهيرة تأخذه نظرتما إلى عوالم تلذ له ويستمتع بما. ولتآخذ البيت التالى : ‏ ٦لو جاد الهوى وسخا ×× إذهب الاكدار والوسخا ×× والجوى والصبر قد نسخا وقعتي صفين والجمل ولينظر القارئ الكريم إلى ما في هذا البيت من معاي متنافرة، لكنها رغم تنافرها الشاعر منه.عقصودالآنحىجهلنا رغموحسنه ئسر حالهكانت وما يرمي© إ-ليه. ((١ ٤٧ على أننا سوف نتعرض هذا البيت في حينه، وأنما أوردناه هناللدلالة على الطريقة البديعة الي وظفها الشاعر في قصيدته س وكانت سر جمالها. وإذاكان الأخذ بأسلوب التفسير اللغوي قد لا يسبر غور مقاصد الشاعر في كثير من الأبيات } فإنني سوف أعمد إلى استخدام شئ من أسلوب (التأويل) بالنسبة إلى الأبيات اليي يقصر التفسير عن فك مغاليقها وبجاهيلها. وأسلوب التأويل إنما هو أسلوب إجرائي معرني يهدف إلى معالجة ما في النص من غموض وفهم مقصود صاحبه، لعلنا بذلك نحقق ما فهدف إليه 7خاصة بعد أن أوضحنا الأجواء السياسية والعلمية المذهبية المعتزلية الن كانت سائدة في حضرموت عامة وظفار خاصة في القرن السادس الهجري 0وسوف يكون ذلك هو دليلنا ومرشدنا في هذه المحاولة الإجرائية المعرفية 0وسوف نبدأ من البيت الأول من القصيدة 0حيث يقول : عج برسم الدار فالطلل ×× فالكثيب الفرد فالأثل ×× فبماوى الشاذن الغزل ين ظل الضال والجبل في هذا البيت الاستهلالي للقصيدة، حدد الشاعر المواضيع الن سوف يذكرها فيها 0وهي ثلاثة لا رابع لها :وهي : ‏ -١ذكر رسم الدار فالطلل. ‏ ٦ذكر الكثيب الفرد ( الذي لا مثيل له )، فالأئل. ‏ ٢ذكر :بلاد ( مأوى ) من رمز ب ( الشاذن الغزل ) أي الغزال الذي شب عن الطوق وأصبح مقصد الغيد الحسان، بين ظل الضال ( شجر السدر) والخبل. (()١٤٨ أولا :ذكر رسم الدار فالطلل : ويذكر ذلك في بيت واحد فقط هو البيت الثاني وذلك بقوله : وابك في اثر الدمو ع دما ×× هب كان الدمع قد عدما×× واندب الغيد الدما ندما واقف إثر الظعن والابل ثانيا :ذكر الكثيب الفرد فالأثل :ويبدأ ذكره من البيت الثالث، حيث يقول : وإذاما بان بان قبا ×× وبلغت الرمل والكثبا ×× ناديا ذا الربع واحربا واسبل العبرات تم سل هذا البيت متعلق بالبيت الذي قبله & وفيه يقول الشاعر :إذاما بان وظهر لك الركب والأبل، فاعلم أنه قد بان لك مسجد ( قبا ) وهو مسجد الرسول الكريم بالمدينة المنورة 3حينها تكون قد بلغت الكثيب الطاهر الذي لا مثيل له 0وهو الكئيب الذي حول المسجد النبوي. ومن ذلك نعلم أن الشاعر في ( ذكر الكئيب الفرد فالابل ) إنا كان يودع ( سرب ) من علماء الاعتزال الذين غادروا مرباط إلى الأراضي المقدسة لإداء فريضة الحج، فهو يقول قي هذا البيت : إذابلغت المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول الكريم، عندها عليك بإعلان الحرب على خطاياك وذنوبك وآثامك وأسبل عبرات الندم والتوبة ث وأسال الله المغفرة والعفو والسماح. ويستمر الشاعر في ذكر كثيب المدينة المنورة من خلال ذكر أمنيتة في أن يكون في ركب قافلة رفاقه من العلماء في طريقهم إلى الديار للقدسة 2فهم قي خاطره ودمه رغم بعدهم عنه & ولكنه لم يقطع الأمل في تحقيق أمنيته تلك في يوم من الأيام ث حين تسمح الظروف بذلك، وهو يقول في هذا الملعێ : ()١٤٩ آه لو جاد الهوى وسخا ×× إذهب الأكدار والوسخا ×× والجوى والصبر قد نسخا وقعتي صفين والجمل وقي هذا البيت يقول الشاعر :لو إن الزمان جاد وسخا وسمح له بزيارة تلك الديار الطاهرة 3عندها يتحققأمله في التخلص من الأكدار والأوساخ الن هي ذنوبه وآنامه وخطاياه 3وإنه في شوق عارم إلى تلك الديار © وهو الشوق الذي أنساه الألم الذي يعتصره من أثر ما ترتب على وقع صفين والحمل اللتين كانتا ضد أمير المؤمنين على بن أبي طالب ووصول معاوية إلى الحكم وبدء الخلاف والشقاق في صفوف المسلمين. وفي هذا البيت نعلم أن لدى الشاعر ميول شيعية وهذا شأن أعداد كبيرة من علماء المعتزلة ى كما نعلم من هذا البيت أيضا، أنه كان في ظفار في القرن السادس الهجري 0وجود شيعي قوى وملحوظ\ كما سوف يتضح في بيت لاحق. ويستمر الشاعر في ذكر اشتياقه لزيارة الديار المقدسة ء حيث يقول : مالهذا الدهر يطمعنا ×× واكف البين تقمعنا ×× أترى الأيام تجمعنا منى والخيف والجبل أترى بالمشعرين نرى ×× عيسهم والركب قد نفرا ×× ونزور الحجر والحجرا ونضم الركن للقبل كم لنا بالمروتين أسى ×× ماله غير الخضوع أسى ×× ينجلي عن ربما وعسى والورى في غاية الوجل وهذه الابيات الثلاثة هي آخر أبيات ( ذكر الكثيب الفرد فالأثل )، وبعدها ييدأ في ذكر ( مأوى الشاذن الغزل ) وهو يقصد الإمام الأكحل ومأواه مدينة مرباط } وهو يذكر ذلك على صورة غزل قوي العاطفة بمدينة مرباط، ناظرا إليها باعتبارها الحبيبة الحسناء والغادة ذات الدل والكسل، وفي هذا ( الذكر ) تتدفق معاني الغزل والعشق على أحسن صورة } ويبدأ هذا الذكر بقوله : ((١٥٠ أيا أصيحابي ويالزمي ×× غير خاف عنكم المي ×× إن أمت لا تأخدوا بدمي غير ذات الدل والكسل م نجده يقول فيها : أصل دائي غنج مقلتها ×× ودوائي لثم وجنتها ×× أترى عمرا بنظرتما أم أمير المؤمنين علي وفي هذا البيت نعلم أنه كان بظفار في ذلك القرن وجود قوى لمنهبين في ( الإمامة)، وهما المذهب ( العمري ) ويطلق عليه ( البكري ) و ( العضمان ) وهو الذي يقدم أبا بكر وعمر وعثمان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب © والمذهب الآخر هو ( العلوية ) وهو الذي يرى تقدم أمير المؤمنين علي على أبي بكر وعمر وعثمان & وفي هذا البيت تأكيد آخر على قوة الوجود الشيعي في ظفار حينها. وهذا الوجود الذي ظهر جليا فى زيدية الدولة الكثيرية الأولى في القرن الثامن المجري والت كانت ظفار مركزها ومرباط عاصمتها } كما سوف وح لا يظن بالشاعر ظن السوء من ذلك الغزل، وليبين أنه لا يقصد من ذلك الغزل إلآ مرباط، وليست ( هند ) إلآ هى، قال موضحا ذلك : وصفوا هندأ وما وصفوا ×× عكسوا المعنى وما عرفوا ×× قلت هذا منكم سرف أيقاس الكحل بالكحل (٭ث وتي قوله : كم كرى عن مقلتي منعت ×× حبذالو إنما قنعت ×× مذ بدت صنعاء ما صنعت جمع ذاك اللحظ بالمقل مرباط أصبحت حط همومه واهتمامه ح خاصة7 وي هذا البيت يقول الشاعر : بعد ما قامت به صنعاء الأيوبيين من اعتداء غاشم وغزو شرس على باقي مناطق ()١٥١ حضرموت لم تسلم منه إلا ظفار 2ذلك العدوان والاعتداء الذي شمل القتل الجماعي للعلماء والفقهاء والقراء في أبشع جريمة في تاريخ الحروب الإسلامية كلها 3ويبدو أن كثيرا من علماء المذهب نزحوا هاربين من مدن حضرموت الأخرى إلى ظفار، خوفا على حياتمم ال استهدفتها الحملة. وإلى أن يقول الشاعر في مرباط، ومخاطباً لها : طالما فيك الهوى عبدا ×× ما عدا ممالديك بدا ×× ليس يخفى قتله أبدا عن مروي البيض والأسل وفي هذا البيت يؤكد الشاعر المنزلة والمكانة الخاصة الى تحتلها ظفار في وجدانه وضميره السياسي والمذههي، فهي معبد الهوى الذي يعي به أما دولة المذهب المعتزلي -الزيدي كما سوف يتضح، إضافة إلى أما أرض الجمال الساحر الأخاذ القاتل » ذلك الجمال الذي يعلم حقيقته الإمام الأكحل نفسه 3 وهو الذي رمز إليه الشاعر بقوله ر مروي البيض والأاسل )، أي الذي روى السيوف والرماح بالدماء في معارك إقامة دولة المذهب والدفاع عنها. ثم يبدأ بعد ذلك في مدح الإمام الأكحل أو الشاذن الغزل، بقوله : الإمام الطاهر النسب ×× الزكي الطيب الحسب ×× السحاب الساكب اللجب المتون العارض الهطل وفي هذا البيت نود الوقوف قليلاً عند قول الشاعر (الإمام الطاهر النسب) © ذلك أن قول الشاعر بالنسب الطاهر للإمام الأكحل، إتما يعي آنه علوي النسب & ذلك من المتفق عليه إسلاميا } أنه لا يطلق النسب الطاهر إلا إذاكان صاحبه متصل بالحسن والحسين أبناء فاطمة الزهراء عليها وعليهم السلام ‘ وذلك لقوله تعالى : جميعا ()١٥٦ (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )). وفي هذا المعين يقول الفرزدق يصف علي بن الحسين زين العابدين : هذا التقي النقي الطاهر العلم3هذا ابن خير عباد الله كلهم أو قيل من خير خلق الله قيل همإن عد أهل التقى كانوا أنمتهم طابت عناصره والخيم والشيم(٨ث6‏مشتقة من رسول الله نبتته إن شاعرنا التكريق يتمتع بثقافة إسلامية عالية وناضجة كما تدل على ذلك قصيدته هذه، وما كان له -على تشيعه -أن يقول بالنسب الطاهر لآل منجوي إلا عن علم ودراية، هذا من ناحية، ومن أخرى، فإن قصيدة التكريق هذه تداولها أعيان الأدب في اليمن وقالوا فيها ما قالوا 5ولكن أحدا منهم لم يحتج على قوله بالنسب الطاهر لآل المنجوي، وإذن & فهم من أهمل لبيت الطاهر الشريف، وليس صحيحا ما ذهب إليه البعض من القول بأممم ينتسبون إلى عشيرة ( بلخ ) العربية "ث، وما هم من علوية فارس، غير أن لبعض يقول اممم من منطقة ( بلخ ) في إقليم خراسان "© 3وهذا هو الأرجح لدينا 7لأن منطقة بلخ بالذات لها علاقة خاصة ومبكرة بالزيدية نسبا ومذهبا } ذلك أن الإمام يحي بن زيد بن علي (رض) المتوق سنة ١٢٥. ه‏، كان۔قد هرب إلى منطقة بلخ © وعاش فيها فترة من الزمن نشر خلالها المذهب الزيدي 3 ولابد أن يكون قد تزوج هناك وله فيها عقب، وبمذا يكون آل المنجوى أنا هم من عقبه 3ومنه وعنه أخذوا النسب الطاهر والمذهب الزيدي، ولعل من عقبهم اليوم آل البلخي العلويين الذين يقطنون وادي دوعن. كل ذلك يعطي مشروعية لما سبق أن أشار إليه الشاعر التكريي من وجود شيعي وعلوي قوي في ظفار في القرن السادس الهجري. ((١٥٢ ونحن حين نقول بزيدية آل المنجوى » فإتما يصدر حكمنا ذاك من أنه إذاكانت الأوضاع المذهبية قى مدن حضرموت الكبرى & ومنها ظفارعلى مذهب الاعتال 5وكان أهل البيت هم أهل الولاية في تلك الاوضاع، فلزم من ذلك أن يكون مذهب أهل البيت هو المذهب الزيدي. غير أن القول بزيدية آل المنجوى، لا يعن أن الأوضاع العقائدية في ظفار كانت حكرا على المذهب الزيدي » فبالإضافة إلى الوجود الأباضي العريق في البوادي 3فقد كان في المدن أيضا الاعتزال الخالص } ويتضح ذلك من تولي الإمام القلعي مهام القضاء والإفتاء ي عهد الإمام الأكحل، والإمام القلي لم يكن شيعيا، بل كان على مذهب الاعتزال الخالص حيث وجدناه في كتابه ( تمذيب الرئاسة وترتيب السياسة ) بذكر بعض من محاسن وفضائل معاوية ابن أبي سفيان، وليس ذاك شأن الشيعة، إضافة إلى تآليفه الفقهية الشافعية. وبعد ذلك يستمر الشاعر في ذكر فضائل الإمام الأكحل في الكرم والشجاعة » على مذهب ( اعتداد المعتزلة بالمعتزلي ) إلى الحد الذي يقول فيه : خاتم الرسل ) وفي ذلك( لو كان بعد الرسول فق ×× كان حقا القول منتهى الاعتداد 0وليس بجرد المدح والاشادة. م يشرع في ذكر فضائل الإمام الأكحل على الاعتزال وأهله وعلمائه ورجاله © وفي إظهار دولتة وإمامته في ظفار » حيث يقول بلغة الجمع : كف كف الدهر حين سطا ×× ونداه نحونا بسطا ×× فغدونا أمة وسطا بعد ذاك الخوف والوجل كيف نخشى بعده الزمنا ×× وأبو عبد الإله لنا ×× ارتدى مجدا وألبسنا حللا ناهيك من حلل ئنحوهمو خيراته وفضلهنعمهئ وأوقف سطوته عليهم ) فقد مدأهل الاعتزال ((١٥٤ وأظهرهم، وأظهر دولتهم، اليي يرى الشاعر أنما دولة الإسلام الحق 3وقد رمز إلى ذلك بقوله ( أمه وسطا ) الت هي بلغة القرآن أمة الإسلام ث كمايقول أيضا إن الإمام الأكحل قد أممى عهود الذل والخوف والاستضعاف الق صاحبت أهل الاعتزال قرون طويلة قبل ظهور أمامة آل المنجوي المعتزلية 7كما يرى أن على المعتزلة بعد اليوم ألا يخافوا غدر الزمان وتقلب الليالي والأيام ى وذلك أن أبا عبد الإله لهم وهم له © فقد ألبسهم من بجده بحدا وعزا بعد عهود الذل والهوان. م يذكر بعضا من فضائل الإمام العلمية ء حيث يقول : هو قس في فصاحته ×× ولؤى في صباحته ×× وهو معن في سماحته وابن عباس لدى الجدل وفي قوله ( ابن عباس لدى الحدل ) نعلم أن الإمام الأكحل كان من أهمل الجدل وعلماء الكلام } وتلك ميزة علماء الاعتزال الكبار، على أن ربط الشاعر صفة الجدل هذه بحالة ابن عباس © فإننا نعلم من ذلك أن الإمام الأكحل أما كان يجادل علماء الأباضية الذين يشكلون النصف الآخر من مذهبية الجتمع ذلك أن ابن عباس (رض) أغا جادل الخوارج عندما بعثه أميرحينهاالحضرمي المومنين على بن أبي طالب إليهم لإقناعهم بالعدول عن محاربته والانضمام إليه في حربه مع معاوية بن أبي سفيان. وفي البيت قبل الأخير } يقول الشاعر : إن يكن في نظمها خلل ×× يعذر الجاي ويحتمل ×× خاطر المملوك منشغل عن كتاب العين والجمل وقي هذا البيت بحد شاعرنا التكريي يعتذر عن أي تقصير أو خطأ لغوي ورد فيها © غير أن اعتذاره ذاك إثما هو اعتذار المتواضع المقتدر، فهو يعلم أنه لا عيب ()١٥٥ فيها ولاخلل، و إما ساقه إلى ذلك الاعتذار تواضعه بعلمه تماما كما ساقه تواضعه إلى القول عن نفسه بأنه ( المملوك ) وما هو مملوك إلا لخالقه العلي العظيم. وقبل أن نودع الشاعر التكريي ورائعه الظفارية ( اليتيمة ) © نود القول إن الشاعر لم يشا أن يترك الفاحص المتأمل لقصيدته أن يخرج من ذلك منتصرا عليها حت ولو تمكن من فك شفرتما وفهم مغاليقها، لهذا نراه يختتمها ببيت يظل عصيا على التفسير والتأويل معا } فقد اختتمها بقوله : جد جدا فر كراع سمي ×× زد مرانه اسلم تمن دم ×× صل أو أصرم صرتب استقم هب تفضل ادن نل انل هذه الخاتمة العصية حق على النطق ناهيك عن الفهم & فضل الأستاذ جرادة حذفها من القصيدة } فأوردها بدونما ‏ 0٠غير أننا نعتقد أن الشاعر لم يأت يها عبثا بلا قصد أو هدف، فما عهدناه إلا جادا قي كل أبياتما ك فهو إذن قد جاء بتلك الخاتمة بمدف ومعنى يعلمه ونجهله نحن، ومالنا إلا أن نقول : المعين في بطن الشاعر ولعل ذلك البيت بلغة الأكراد أو الأتراك. آخر ما نعلمه عن الشاعر التكرييي هو أنه وصل إلى عدن بشحنة مركب من الأموال قادما من ظفار، ثم إن نائب السلطان الأيوبي على عدن قبض عليه وصدر أمواله (ث‘، ولا نرى سببا لقبضه ومصادرة أمواله إلا أن يكون ذلك عائدا إلى الخلاف المذهبي العقائدي بين الدولة الأيوبية في اليمن ومصر، وبين الشاعر التكريي ومعه الأوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت 8 ذلك الخلاف الذي دفع الايوبيين إلى غزو حضرموت وأعمال القتل في العلماء والفقهاء والقراء في مذبحة رهيبة ي ما كان لها أن تكون لولا الخلاف المذهبي وتعصب الدولة الأيوبية مذهبها الأشعري، ورغبتها الجامحة في سيادته قي باقي بلاد الإسلام والقضاء على المذاهب المخالفة له. ()١٥٦ ثالثا :الإمام ابو عبد الله محمد بن علي القلعي الظفاري المتوفى بمرباط سنة ‏ ٥٧٧ه « في البدء تحب الإشارة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار © ونحن نحقق في شخصية الإمام القلعي، إلى ما سبق أن لاحظه الأستاذ عجو محقق كتاب الإمام القلعي ( تمذيب الرئاسة وترتيب السياسة ) ث حيث يقول :كل الذين ترحموا لأبي عبد الله القلعي رددوا ما ذكره بما المؤرخ الجندي في كتابه ( السلوك في طبقات العلماء والملوك ) وتكاد كل الترجمات أن تكون اختصارا لما أورده الجندي دون زيادة شيء جديد، ويبدو أن الجندي استقى ترجمته للإمام من أفواه الرواة © وفقهاء تلك الناحية وهو يذكر بذلك إذ يقول ( أخبريني شيخ قديم من أهل تلك الناحية وأهل الثقة بما، قال :سمعت قدماء بلادنا يذكرون أن هذا الفقيه.‘'... هو أحد علماء الاعتزال الوافدين على حضرموت في عهدها المعتزلي في القرن السادس الهجري، لهذا لا يعرف موطنه الأصلي } فهناك أقوال بشاميته وأخرى بمغربيته ‏ 3 6٠٨كما أن المصادر لا تذكر شيئاً عن شيوخه إلا ما ذكره الأستاذ الشاطرى بأنه تتلمذ لشيخ الإسلام بافضل السابق ذكره، غير أن مما يؤيد ما ذهب إليه الشاطرى تلك القصيدة الى قالها الإمام القلي في الإمام بافضل. قاضيا ومفتيالمرباط في عهد الإمام الأكحل 0وفيكان الإمام القلعي عهد الأكحل كان الإمام القلعيى يحظى بالإجلال والتكريم } نظرآللوحدة المذهبية ال كانت تربطه بآل المنجوى. ((١٥٧ الإمام القلعي في حضرموت : بدأ الإمام القلعي نشاطه في مدينة مرباط عاصمة إقليم ظفار، فأقبل على التدريس ونشر العلم، وأطبقت شهرته النواحي، فقصده طلاب العلم من كل ناحية و تتلمذوا على يديه وأخذوا عنه كتبه في الفقه والفرائض والسياسة وعلوم الاعتزال 2و إليه يرجع الفضل في نشر العلم في ظفار، وأهل ظفار يذكرون له هذا الجميل ( فيقولون إنه لم ينتشر العلم في ظفار عن أحد بتلك الناحية كما انتشرعن الإمام القلعي ) "ث". ونواحيها 8قال عنه المؤرخ الجندي (:وأكثر أصحابه في حضرموت وإن أعيان فقهائها أصحابه وأصحاب أصحابه ) ‏(. '٦٠ كان الإمام القلعي، شأنه شان علماء الاعتزال، إماما جامعاً وفقيهاً موسوعيا © أكثر من التأليف في الفقه الشافعي، غير أن ذلك لم يحل دون اطلاعه على المذاهب الأخرى 3فقد كان على إلمام حسن واطلاع واسع ببقية المذاهب 3 ويرشد إلى ذلك ما ذكره الجندى على أنه جمع في مصنفه ( إيضاح الغوامض في علم الفرائض ) بين المذهب الشافعي وغيره & وأورد طرفا من الجبر والمقابلة والوصايا (‘‘. ويالإجمال، فإن علوم القلعي هي بعينها علوم علماء الاعتزال ومنهم شيخه الإمام بافضل & وهي علوم العربية الي تدل عليها قصيدته في شيخه بافضل وغزارة مؤلفاته 3والعلوم الدينية وتدل عليها غزارة مؤلفاته فيها أيضا » وعلوم الفلسفة اليونانية الي هي بلغة الإمام القلعي نفسه (ما حوى سقراط والاسكندر) إذ ما كان له أن يفتخر بامتلاك شيخه بافضل بناصيتها 3لو لم يكن الإمام القلعي نفسه يتقنها ويعلم قدرها } كما يدل عليها أيضا تآليفه في السياسة (()١٥٨ والجبر والمقابلة ث وهذه العلوم كانت في ذلك العهد تدخل ضمن الدائرة الفلسفية. مؤلفاته : سبق القول إنه كان موسوعيا في معارفه، وذلك الأمر مشهور عن علماء الاعتزال } لهذا كان طبيعيا أن يكون عطاؤه متنوعا، فما هو منسوب إليه » ما أولا :ني الفقه : .المهذب :مفقود‏-١واعدق -٢احترازات‏ المهذب :مفقود. ‏ ٢إيضاح الغوامض في علم الفرائض :مفقود ‏ ٤كتر الحفاظ في غريب الألفاظ & يع ألفاظ المهذب :مفقود ‏ ٥اللفظ المستغرب فى ألفاظ المهذب :مفقود أ‏-٦حكام القضاة :مفقود. ‏١٧أحكام المختصر :مفقود. ١لطائف الأنوار قي فضل الصحابة الأبرار :مفقود. ‎ :ثالثا :الفلسفة‎ ‏ ١تمذيب الرئاسة وترتيب السياسة :مطبوع متداول -٦ما‏ في كتابه في الفرائض من علم الخبر والمقابلة. قال الجندي ( :ومصنفاته أكثر مما ذكرت & وهي توجد بظفار وحضرموت ونواحيها) ‏(" 3 ‘٦غير أن تلك المؤلفات على كثرتما مفقودة تماما في مظاممفا ()١٥٩ } بل يشمل كلبتراث الإمام القلعي وحدهالحضرمية ‘ وليس ذلك الأمر خاصا تراث حضرموت تقريبا في القرن السادس الهجري، وهو القرن الذي شهد غزارة في الأنتاج العلمي وزحمة فى العلماء الذين كان عدد كبير منهم يشتغل بالتأليف. كتاب ر تهذيب الرناسة وترتيب السياسة ) من وجهه نظر محققه (" : ( تبدو أهمية الكتاب من كونه موجها إلى الحكام والسلاطين والأمراء لكي يستنيروا به فيما يضطلعون به من مهام دينية و دنيوية 4فقد دعا الإمام لقلعي الخلفاء والولاة إلى العدل الذي هو قوام الدنيا والآخرة، وأن يختاروا الأصلح لأمر الأمة، ودعاهم إل قبول النصيحة المخلصة الهادفة، وأن يختاروامجالسهم أهل الديانة والأمانة والعلماء والصلحاء ث كما دعاهم إلى مباشرة الأمور بانفسهم، فلا يحتجبون عن الناس حيت يصل إليهم المظلوم فينصفوه © ويرهبهم الظالم فيرتدع عن ظلمه، فإنه لا شئ أضيع لأمر الرعية من شدة الجا ‏( )٢٤ى وبين الإمام القلعي لهم عاقبة الظلم السياسي بكافة أشكاله وألوانه والطريقة المثلى لسياسة الرعية ث وضرب لهم الأمثلة على ذلك. كما أنه موجه إلى من هم قريبون من الحكام والوزراء والأمراء والحجاب والخدم والندماء، فدعاهم إل أن يتحلوا بالصفات الحميدة الفاضلة والأخلاق الحسنة والصدق والرغبة في الخير والصلاح & لكي يكونوا بطانة صالحة تكون عونا على الخير ومناهضة الشر والفساد } لا تأخذها في الله لومة لائم. كما أنه موجه إلى عامة الشعب في دعوتمم إلى السمع والطاعة في الحق وعدم الخروج على الأئمة، وبين لهم أن الإسلام يعتبر الطاعة من الرعية لولاة الأمر فرضا من الفروض وقاعدة من قواعد الإسلام، لا تستقيم حياة ويزدهر عمران ولا تحمي ثغور ولا يقام عدل بدونما. فهو إذن يعالج الحياة السياسية ((١٦٠ للدولة الإسلامية ث ويصف الحلول الناجعة لها } كما يعالج الأمور الاجتماعية والأدارية ى كوصايا الحكام لعمالهم ومتولي أمورهم، فهو يضع أسس واضحة يستنير بما الحكام وهي في أغلبها من الكتاب والسنة وأعمال الخلفاء وما توصل إليه العقل السليم بالخبرة الطويلة } لهذا نراه يورد أقوالا وضعية تواضع العقلاء عليها من أقوال الحكماء والعقلاء. الحق الذي يجب أن يقال، إن هذا الكتاب يعتبر نموذجا لما كان عليه العلماء العاملون الذين كتبوا في كل فن واستغلوا إمكانياتمم لخدمة العلم والإسهام في توجيه الحياة نحو الأفضل، خاصة في هذا الموضوع الحيوي الحساس الذي يهم الأمة كلها 3لأنه بصلاح متوليها تصلح & بالرغم من خطورة البحث في هذا الموضوع، وما قد يجره عليه من متاعب، إلا إنه وجد لديه ذخيرة كبيرة قدمهالجحيله حسبة لله ). وخلاصة القول إن الإمام القلعي قد التزم بالنهج لمعتزلي العريق ي الاستنارة و الإرشاد والنصح والتوجيه من أجل التغيير نحو الأفضل من خلال ترشيد السلطة أو الوصول إليها 7ذلك أن ( أراء المعتزلة السياسية والاجتماعية تنطوى على مبادئ إنسانية، رأوا تحقيقها عن طريق لترشيد والإصلاح، بدلا من النورات والانقلابات 0وحقن حين عمدوا إلى لدعوة والتنظيم السري، فلتمم إما استهدفا الثورة النقافية بالدرجة الأول“'٠‏. كما أنه قد التزم بمنهج الاعتزال أيضا في توجيه خطابه السياسي إضافة إلى ولاة الأمر، قدمه أيضا إلى عامة الشعب & كما قدم كتابه حسبة لله تعالى & ولم يقدمه إلى حاكم أو سلطان، ذلك أن الأصل في توجيه الخطاب السياسي عند غير المعتزلة، إتما يكون موجه إلى الحكام والسلاطين وغيرهم من ولاة الأمر كما هو الحال بالنسبة للإمام أبي حامد الغزالي الذي وجه كتابه (فضائح الباطنية) إلى الخليفة المستنصر بالله العباسي كما وجه كتابه ( التبر المسبوك في نصيحة ()١٦١ الملوك ) إلى السلطان السلجوقي في عهده. أما الأصل في توجيه الخطاب السياسي لدى المعتزلة فإنه يأتي من رؤيتهم إلى أن قيام الظلم إما هو مرهون بوجود الأعوان والأنصار الذين يتبعون الظلمة والطغاة ويعينوممم على ظلمهم وطغيانمم، ومن ثم فإنه إذا( تفرق الأعوان عنهم وأسلموهم، لم تقم لهم دولة ولا تنبت لهم راية ) وفي ذلك إشارة إلى دور الجماهير في الذهاب بالنظم السياسية والاطاحة بما أو فى استبقائها قائمة دون تغيير 0وفيه كذلك إشارة إلى أرضية فكرية آمنت أن للنظم الظالمة جذوراً وامتدادات 0ومن ثم فإن اقتلاعهالابد أن يتطلب من الثوار معالجة هذه الجذور وتلك الامتدادات في المجتمع الذي يدور فيه الصراع ) (``'. لقد عى الإمام القلعي في كتابه المذكور بالسير والأفعال والأقوال الدالة على السؤدد والحكمة والحنكة السياسية والأخلاق الحميدة 0وقي سبيل هذه الغاية ضمن كتابه من أسماء الرواة والخلفاء والشعراء والحكماء والوزراء والكتاب والنساء الشوع الكثير، لهذالم ينس أن يذكر أئمة الاعتزال وأعلامه وخلفاءه الذين لا يكن أهل السنة لبعضهم ذرة أحترام أو تقدير » وممن ذكر منهم : -١من علماء الاعتزال: ‎ ابن العميد، أحمد بن داؤود ("‘‘، تمامه بن الأشرس، الصاحب بن عباد » عمرو بن عبيد، إضافة إلى الحسن البصري الذي يعده المعتزله من الطبقة الثالنة منهم. ٢من خلفاء الاعتزال من بني أمية: ‎ يزيد بن الوليد بن عبدالملك، مروان بن محمد وهما بجمل خلفاء الاعتزال من بي [ امية. (()١٦٦٢ -٢خلفاء الاعتزال من بني العباس: ‎ المأمون } الواثق، المعتصم، وهم بجمل خلفاء الاعتزال من بي العباس. كمالم ينس الإمام القلعي في خاتمة كتابه أن يذكر فضائل الداعي الزيدي ني طبرستان محمد بن زيد العلوي. ن حديث الإمام القلعي عن أعلام الاعتزال لم يأت عرضا غير مقصود أ وإنما جاء في مهمة استقصاء أهم أخبارهم الي تدل على علو مكانتهم وبعد شأممم وكبر متهم ومبلغ حكمتهم في معالي الأمور 0فحديثه عن أحمد بن داؤود استغرق حوالي ماني صفحات [، ونقل عنه أخبار المعتصم الواثق 3وهو يقول عنه حين ينقل :قال أحمد بن داؤود القاضي، أو قال ابن أبي دؤود، أو قال ابن أبي داؤود القاضىصه{'_٨‏. ينقل الإمام القلعي عن خالد بن مزيد الشيباني قوله قي أحمد بن داؤود & في شفاعته له عند المعتصم قى حكاية طويله (( :سيد العرب بعد أمير المؤمنين أحمد بن داؤود الذي طوق بمذه المكرمة)» {“‘. وفي شفاعة أخرى يقول الامام القلعي (( :فانبرى أحمد بن داؤود كأنما أنشط من عقال، يسأله في رجل من أهل اليمامة & فأسهب في الشفاعة وأطنب وذهب في القول كل مذهب ه‘"'٦‏. وفي نقله أخبار خلفاء الاعتزال عن أحمد بن داؤود يقول الإمام القلعي : (( قال أحمد بن داؤود القاضي :مارأيت أجمع لفضيلة، ولا أوصل لرحم، ولا أكظم لغيظ وأعفى عن مسيع، وأشد تفقد للصاحب والخادم } وأشجع قلبا © ‏٧)...وأحسن سياسة من المعتصم وعن الواثق يقول (( :قال ابن أبي داؤود :لقد فرق الواثق الأموال © ماخفت به أن يخلي بيوت المال، فلا يوجد فيها شيء إن جرى أمر أو حدث ()١٦٣ حادث، ولقد كنت أعجب من تفرقة المعتصم الأموال، فلما رأيت الواثق وما فعل أنساني فعل المعتصم... وقال أحمد بن داؤود :كنت لا أذكره بشيء من الخير وأبواب البر، وما فيه من الثواب والقربة من الله تعالى، إلا سره ذلك 8 وشكرن عليه وجزاني خيرا » وحضي على أن أذكره به )"" تلك أمثلة مما يستشهد به الإمام القلعي في فضل القاضي أحمد بن داؤود صاحب منة خلق القرآن الي ابتلى بهما علماء وفقهاء السنة. وكذلك فضل خلفاء الاعتزال المعتصم و الوائق، ولعل القارئ الكرنم لا يجد في خطاب الإمام القلعي وعباراته في كل ذلك & إلا ما يدل على تقديره و إجلاله لهم، ولعله أدرك أن ذلك الخطاب لا يصدر إلا عن وحدة مذهبيه بين الإمام وبينهم. ولعله من المفيد هنا القول إن معظم تلك الأخبار ال ينقلها الإمام القلعي عن من سبق ذكرهم، لم يجد لها محقق الكتاب مصادر أخرى، رغم حرصه على ذكر ذلك، وهو الأمر الذي يعي أن الإمام ينقلها عن مصادره المذهبية الخاصة. وإذا كانت تلك هي نظرة الإمام القلعي لأعلام الاعتزال س فما هي نظرة خصومهم أهل السنه إليهم ؟ الحقيقة أن أهل السنة أتمموهم (( بكل جريحة دينية 7حيت أن الأمام ابا يوسف صاحب أبي حنيفة عدهم من الزنادقة، ومالك والشافعي أفتيا بعدم قبول شهادتهم 2والإمام محمد بن حسن الشيباني أفق أن من صلى خلف المعتزلة يعيد صلاته } واتمموهم بالفسق وانتهاك المحرمات 3... وكثير من تلك التهم الموجهة إليهم لم تكن منبعثة عن نظر غير متحيز، بل كان التحيز باعثها والتعصب للرأي دافعها )) (""( ذلك كلام الإمام أبي زهرة على عمومه، ولكن لنرى كيف هي نظرة أحد أعلام أهل السنة إلى أهل الاعتزال، وليكن ذلك الإمام هو عبدالقاهر البغدادي ()١٦٤ توق ٤٦٢٩ه‏ الذي خصص ف كتابيه (الفرق بين الفرق) و (الملل والنحل ) فصلا ثابت العنوان في كليهما تحت مسمى (فصل في بيان مقالات فرق الضلال القدرية المعتزلة عن الحق) ثم ذهب على طول ذلك الفصل يعدد ما أسماه (نضائح ) تلك الفرق ثم تكفيرها تبعا لذلك. يقول الإمام البغدادي في حكاية طويلة (( :ذكر صاحب تاريخ المراوزة أن مامة بن الأشرس سعى إلى الواثق بأحمد بن نصر المرزوي، وذكر له أنه يكفر من ينكر رؤية الله تعالى ومن يقول بخلق القرآن، فاعتصم من بدعة القدرية، فقتله (الوائق) مم ندم على قتله. وعاتب ثمامة وابن داؤود وابن الزيات... م٧٨‏ ولعل القارئ الكرم يلحظ هنا اختلاف لغة الخطاب عن علماء الاعتزال لدى الامامين القلعي والبغدادي } وما ذاك إلا لاختلاف مذهبيهما الذي ترتب عليه اختلاف نظرتمما إلى أعلام الاعتزال. لسنا في حاجة هنا إلى القول إن الإمام القلعي في كتابه المذكور س إما كان ينظر إلى أهل الاعتزال كنظرة الشيعة إلى الوصي والمهدوية إلى المهدي. فذاك أمر مشهور عن أهل الاعتزال في اعتزازهم ببعضهم البعض. غير أن الأمر لم يقف عند هذا الحد من الاهتمام والعناية بأعلام الاعتزال } انتصارا لمذهبه 3ولكنه أحجم عن ذكر أي من أئمة المذهب الأشعري مثل : الباقلاني، والجوي والغزالي الذي جل تأليفه إما هو في الأخلاق، كما هو الحال في كتابه ( أحياء علوم الدين ) كما أن له كتابا قي علم السياسة اسمه ( التبر المسبوك ي نصيحة الملوك )، فما الذي منع الإمام القلعي من ذكر قول واحد من أقواله السياسية على الأقل & وهي الي تتناسب مع موضوع كتاب الإمام القلعي ؟. ()١٦٥ إن الإمام القلعي ما كان له لو أراد ليعدم قولا أو فعلا للإمام الغزالي أو غيره من الأئمة الأشاعرة يتناسب مع موضوع كتابه هذا، ولتما منعه من ذلك & ليس تعصبه لمذهبه المعتزلي فحسب } بل وأيضا الهدف الخفي من تأليف الكتاب © الذي نرى أنه الدعاية للمذهب وخلفائه وأعلامه وأفكاره © وهو الأمر الذي لا يتناسب ولا يستقيم مع ذكر ائمة المذهب الخصم المذهب الأشعري. رحم الله الإمام القلعي وجزاه عن الأمة خيرا إنه سميع بجيب. وبعد هذه الجولة المتواضعة مع جزء ضئيل من تراثنا الإسلامي في حضرموت ب فأننا نرى أن مزيدا من البحث والدراسة سوف تكشف مزيدا من الكنوز والذخائر النفيسة والمعلومات القيمة الن سوف تساعد بلا شك في سد بعض من الثغرات الكثيفة ال يعاني منها تاريخنا الإسلامي المكتوب، خاصة إذا علمنا أن الصفحات الجهولة من تاريخ حضرموت الوسيط هي الأعم الغالب، وأن ما هو معلوم منه ضئل لا يذكر، ولهذا نرى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد العلمي من قبل المؤسسات العلمية الرسمية والأهلية والباحثين والمهتمين، والله الموفق. ()١٦٦ الحكم والعلم ( ليس من الممكن فصل الثقافة عن السياسة في التجرية الثقافية العربي ؛ وإل جاء التاريخ لها عرضالأشلاء متتائرة لا روح فيها ولا حياة ) د. محمد عابد الجابري : تكوين العقل العربي الامام عبدالله بن راشد ‏ ٥٥٢ه ٦١٦-ه‏ : هو أحد أئمة الحكم في الدولة الراشدية 3قال عنه باوزير ( :هو الفقيه المحدث الجامد } قرأ صحيح البخاري على الفقيه محمد بن أحمد النعمان المجراني 3وأخذ أيضا عن أبي الصيف ابن عساكر والمقدسي سنة ٥٨٨ه_‏ ) ‏({.0٧ ويضيف المؤرخ الشاطري ( :هو أحد الأفراد القلائل الذين جمعوا بين العلم والحكم والعدل والفضل، وقد نشأ في وسط علمي وبيئة متقفة بموطنه ترنم ع وحفظ القرآن من صغره، وتوجه لطلب العلوم الشرعية والعربية » حيث يوجد بما أئمتها ورجالها 3وهم إذ ذاك كثيرون 3وقد تتلمذ للخحصيصين كالشيخين يحيى سالم بافضل وأبي جواس وغيرهما } كان ابن راشد من النوع الذي يريد أن يقدم خدمة خالصة لله والوطن بواسطة الحكم والسلطنة ى فهو مثالي جعل الحكم وسيلة لا غاية، كما هو واجب ديني وإنسان 0كان ابن راشد عالما جليلا قبل أن يكون سلطانا وبعد أن كان، ويوجد من رجال أسرته )٦١ا‎(٧ علماء كبار مثل عمه عبدالرحمن بن شجعنة، وأخيه عبدالرحمن بن راشد، وقل أن تحد من علماء وصلحاء وأدباء تريم أحدا إلا وله به رابطة زمالة أو مشيخة أو صداقة أو معرفة، لم يغادر ترنم، كما لم يخلع رداء السلطة إلا كارها » حين ضغطت عليه قوة ابن المهدي وطرده بجيشه، وبقي معتزلا مدة شهور بقارة ( العز ) جنوب تريم } قرب ( مريمة ) متعبدا ربه 3متألما من عدم موالاة أهمل حضرموت له على الحق، كما صرح يمذا عند تركه الولاية حيث أجاب ( :ما وجدنا أهل حضرموت يوالوننا على الحق )، قتل سنة _ ٦١٦١ه‏ عن ثلاثة ( وترجع شهرة هذا السلطانوستين عاما "". ويضيف الأستاذ الحامد لعلمه وفقهه وأدبه وعدله وتقواه، مما جعل المؤلفين للتراجم والمناقب يهتمون بذكره 3كان محبا للطاعات واكتساب القربات تولي بعد مقتل أخيه السلطان (٢٧( ,.. 7‏3 .سجعنه بن راشد هل كان عبدالله بن راشد سلطانا أم إماما : حين تتحدث المراجع والمصادر عن ولاة الأمر قي حضرموت في القرن السادس الهجري، فإمما تذكرهم كسلاطين 3غير أن ذلك لا يستقيم مع طبيعة الأمور في حضرموت في ذلك القرن، فالأصل في نظام الحكم في حضرموت إما هو نظام الإمامة» وجاءت هذه الأصولية من أنه نظام الحكم في المذهب الأباضي 3ولما كان هذا المذهب هو المذهب الأساسي لحضرموت خلال الخمسة القرون الأولى من الإسلام، لزم عن ذلك أن يكون نظام الإمامة هو الأصل. ولما كان المعتزلة والشيعة أيضا يطلقون على كبرائهم لقب ( الإمام )، وما كنا قد توصلنا إلى اعتزالية الأوضاع في تريم في القرن السادس الهجري، فإن ()١٦٨ ذلك يعن استمرار الإمامة في دورها المعتزلي & ولغرض دراسة هذه القضية وللإجابة على ذلك السؤال، فإننا نورد مايلي : ‏ -١يقول المؤرخ شنبل في أحداث سنة _ ‏ ٠‏ه ( ٥٨وفيها توتي عبدالله بن علي الكنيري وقيل إن عبدالله بن علي هذا أول من بدع الطبول والنفير بحضرموت وأول من تسمى سلطانا ) "". ومن الخبر أعلاه نجد أن المؤرخ شنبل لم يقطع في مسألة الولاية بحضرموت © أهي سلطنة أم إمامة 3بل جعلها مفتوحة على الاحتمالين، فليس من المقبول أن تكون هذه المسألة بجهولة ح وفاة المؤرخ شنبل سنة _ ٩٦٢٠ه۔_\‏ وذلك لسبب بسيط وهو أن نظام الحكم في الدولة الكثيرية في حياة المؤرخ شنبل، كان نظام الإمامة 5ففي سنة ٩١٠ه‏ توفي متولي الدولة الكثيرية عبدالله بن جعفر الكثيري & وخلفه ابنه الأكبر محمد بن عبدالله 0ومحمد هذا لم يكن سلطانا بل إماما ج جاء هذا اللقب الدي له من قبل شاعر الدولة الكثيرية الفقيه عمر بن عبدالله بامخرمة في قصيدة يطلب فيها من إمام صنعاء الزيدي التنسيق (مع الإمام) محمد بن عبدالله قي حربه مع الطاهريين حكام عدن & حيث يقول بامخرمة : بظفار نعم الدار يا طوبى لها وقتلا تنس ملقاك الإمام محمد وقت الصلاة سعوا في إبطاف_"'إذ قلت لو جاء الصريخ منكم ومن شعر الفقيه باحغرمة نعلم أن نظام الحكم في الدولة الكثيرية ا كان نظام الإمامة، وهو النظام الذي يتفق مع زيدية الدولة الكثيرية كما سوف ()١٦٩ ‏ -٢في القرن السادس الهجري كانت ظفار تحت حكم آل النجوي ».ولقد رأينا الشاعر التكرين يخاطب الإمام الأكحل بقوله ( :الإمام الطاهر النسب )، كما قال مفضلا الإمامة على الملكية ( :هو تاج والملوك حذاء ). ‏ ٢يقول المؤرخ الشاطري ( :ثم تولى السلطان عبدالله بن راشد الشهير بالعادل بطلب مأنعيان الشعب، حيث انتخبوه سلطانا ‏)(`. ٨ ولسنا في حاجة إلى القول إن السلاطين لا تنتخب، ولكنهم يتولون حقا مقررا بقوة السيف، وحق الوراثة 0ولكنه انتخاب الإمام ومبايعة الإمامة ث وهو أهل لها ومن دارها 3وفيه كل مقوماتما الشرعية. ‏ ٤وفي سنة ٦٠٦ه‏ ( اجتمعت بنو حرام على طاعة عبدالله بن راشد، وبايعوه على السمع والطاعة علانية في جامع تريم )). ولنا أن نسال هل تتم مبايعة السلاطين في المساجد أم في القصور. أما أن يتم ذلك في الجامع وعلانية فإن البعد الدي في البيعة واضحا كل الوضوح، ولا يستقيم ذلك إلا في مبايعة الإمامة الي هي الأساس في النظام الإسلامي. ‏ ٥إن المصادر والمراجع الحضرمية طوال الفترة ح نماية القرن العاشر على الأقل، لا تذكر أية مظاهر من مظاهر السلطنة والإمارة، فلا قصور ولا حشم ولا خدم 3وإنما إمام لا يتميز عن شعبه بشيء سوى تحمله مسئولية القيادة © ولا تستقيم السلطنة إلا مظاهرها 3وتنعدم بانعدامها. وعلى ما تقدم، فإننا نود القول إن النظام السائد في حضرموت حت عهد للؤرخ شنبل المتوق سنة ٩٢٠ه‏ ب إنما هو نظام الإمامة ث كما هو الحال بالنسبة لإمام محمد بن عبدالله الكثيري، وإن ما ورد في تاريخه من تسميات بالسلطنة في حضرموت منذ القرن السادس حت وفاة المؤرخ شنبل، لا يمكن أن تصدر عنه © لكونما مخالفة لواقع الحال أمامه، وأن تلك التسميات إنما هي من عمل النساخ ()١٧٠ الذين اعتمدت نسخهم عند تحقيق الكتاب المطبوع © وهم من أهل القرن الرابع عشر الهجري، ولعلهم قصدوا بذلك القول بسنية الأوضاع في حضرموت في تلك العصور. ويمذا نصل إلى أن الإمام عبدالله بن راشد لم يكن سلطانا } ولا عرفت حضرموت نظاام السلطنة إلا في العصور الحديثة المتأخرة، بل وتظل مسألة ( الإمامة ) عالقة بالمذهبية الفقهية والسياسية الحضرمية & حت أواخر القرن الثالث عشر الهجري » تبعثها إلى الحضور الاضطرابات والفوضى السياسية، فهذا الفقيه الشاعر عبدالله بن معروف بن محمد باجمال المتوفى سنة _ ١٢٩٧ه‏ يقول : نصب الإمام على الأنام حتم 3لا يقبل التاخير بل يتقدم للفاعلين وفي التروك المأثمفرض وفي الفرض النواب بفعله أحزابه فبحار تتلاطم"ه‘سيما وسلطان الهوى قد صاح في هل سمع الإمام عبد الله بن راشد الحديث الشريف : قال المؤرخ شنبل ( :وفي سنة ٥٨٨ه‏ سمع السلطان عبد الله بن راشد الأحاديث يمكة على ابن ابي الصيف وابن المقدسي وأبن عساكر ). وقتال أيضا ( :قرأ السلطان عبد الله بن راشد صحيح البخاري على الفقيه محمد بن أحمد الهجران ) ({"‘'. ولغرض تحقيق مسألة السماع تلك & فقد اتضح لنا ما يلي : .‏ ١وفاة المؤرخ المحدث الكبير ابن عساكر سنة ‏ ٥٧١ه وقد أدرك المؤرخ الحامد هذا‏ -٢وفاة الإمام ابن طاهر المقدسي سنة ‏٥ ٠٧ه المآزق في وفاة المقدسي قبل ميلاد الإمام ابن راشد } فقال :مع عن آل المقدسي ”ثث. هكذا بالجمع والإطلاق. ((١٧١ ‏ -٢٣أما ابن أبي الصيف | }،فقد ذكر الدكتور عارف أنه محمد بن إسماعيل المتوقى سنة ٦٠٩ه‏ » وقال إنه أحد مؤسسي مدرسة التصوف في زبيد على طريقة ابن عربي في وحدة الوجود، كما أن أركان هذه المدرسة حين اعتنقوا هذا للذهب » لم يكن ذلك عن دراية 3بل ليكفيهم مؤونة القيام بالتكاليف الشرعية 3ذلك أن جلهم من ‏٠جهلة الفقهاء (‘". ومذهب ابن عربي في التصوف هو مذهب فلسفي وليس نقلي، ولهذا فإن مسألة السماع عن ابن أبي الصيف تعاني من ضعف شديد لعدم الاختصاص 8 أي إنه ليس من اختصاص هذه المدرسة الاهتمام والعناية بالحديث الشريف إلى الدرجة الى تسمح بالسماع عنهم. أما مسألة السماع عن الإمام المجراني فقد علق عليها الأستاذ الشاطري بقوله ( :ولم تحدد المصادر الموقع "}، في حين ذكر الأستاذ الحامد أن بامخغرمة قال ( :إن ذلك كان سنة _ ٥٨٣ه_‏ أو ٥٨٠ه_‏ أو ٥٨٥ه_) ‏٨ ‏ ٤وكل ذلك يعي أن مسألة السماع عن الإمام المجرايي تعاني هي الأخرى من ضعف شديد لعدم تحديد المكان والزمان. وهكذا نصل إلى أن مسألة السماع كلها غير حقيقية و لم تحدث، خاصة إذاعلمنا أن الإمام ابن راشد كما قال الشاطري، لم يغادر البلاد ©، كما أن أيا من المؤرخين لم يذكر أن ابن راشد كان في الحجاز في سنة السماع المزعوم تلك، كما أن لا ابن المقدسي ولا ابن عساكر ولا ابن الصيف زار حضرموت » وهو الأمر الذي دفع المحقق الحبشي إلى القول ( لعله سمعه .بالحجاز ث إن المصدر الوحيد لخبر السماع هو المؤرخ شنبل في تاريخه، وهو نفس المصدر الذي أورد الخبر التالي ( :وفي سنة ٥٦٨ه‏ سمع الفقيه ابن أبي الذئب (()١٧٢ صحيح البخاري عن الفقيه ربيعة الصنعاني بجامع شبام ‏ "٠وكان للمحقق الأستاذ الحبشي التعليق التالي على ذلك الخبر ( وهذا الخبر ليس بشيء & لأن _". الصنعاني لم يدخل شبام وخبر سماع الفقيه ابن أبي الذئب أقل ضعفا من خبر سماع الإمام ابن راشد } إذا كان خبر ابن أبي الذئب ليس بشيء } فإن خبر ابن راشد ليس بشيء على الإطلاق(""٨‏. وبعد أن قمنا بتحقيق عملية السماع تلك لأنه يراد بما أو القول بما إن ترم الراشدية كانت على ممج أصحاب الأثر والحديث أو على مذهب أهل السنة الأشاعرة 3وهو الأمر الذي يتعارض مع مسار هذه الدراسة & خاصة إذاعلمنا عدم عناية أهل الاعتزال والأباضية بالحديث وعلومه إلا ما يوافق المذهب، ولهذا نجد الإمام السخاوي وهو الأشعري العقيدة المتوق سنة ‏ ٠٦‏ه ٩يعد حضرموت في القرن العاشر الهجري من البلدان ( ال لا حديث يروى بما ولا عرفت بذلك ‏)" 5٨٠وفي ذلك تأكيد على استمرار أوضاعها غير السنية إلى ما بعد القرن العاشر المجري. الإمام عبد الله بن راشد على مذهب الاعتزال : لما كان المذهب المعتزلي هو مذهب الدولة والعلم والعلماء } فإن هذا المذهب لا بد أن يكون مذهب الإمام عبد الله بن راشد، ويتضح ذلك مما يلي : ‏ ١تتفق المراجع على أن الأسرة الراشدية أسرة علم وفقه، وأن الإمام عبد الله قد اشتهر بذلك، هذه الأسرة تقول عنها تلك المراجع مم كانوا يدفنون موتاهم في صناديق تعظيما لهم، ولهم مقبرة خاصة بقارة أبي جرش & وأخرى تدعى ديار الحجم بتريمثث© & وعلى ذلك نقول إن دفن الموتى في صناديق ((١٧٧٣ ليس من مذهب أهل السنة في أي مرحلة من مراحل تطور هذا المذهب س ولا هو من مذهب الأباضية، وإذن يكون المخرج المقبول عقلا، هو أن ذلك السلوك كان نتيجة تخريج مذهبي اجتهادي عقلي هو المذهب المعتزلي. وإذا كانت الأسرة الراشدية هي في الأساس أسرة علم وفقه وإمامة وورع وزهد 8 فإن هذا يعي أنه ماكان للأسرة الراشدية أن تقدم على دفن موتاها في صناديق ‏ ٤لو لم يكن هذا السلوك مقبولا علميا واجتماعيا في تريم حينها ‘ وهذا يؤكد ليس معتزلية آل راشد فحسب س بل تريم الراشدية كلها. على أن مسألة اتخاذ آل راشد مقابر خاصة بهم كأسرة، مسألة فيها نظر » ذلك أن مقبرة واحدة كافية لاحتواء عشرات الأجيال من تلك الأسرة، أما أن يكون لهم أكثر من واحدة، فهذا يعي أن تلك المقابر لم تكن خاصة يهم كأسرة بل هي مقابر خاصة بالأئمة والعلماء ورجال الدولة وكذا شهدائها الذين قضوا في معاركها 2خاصة وإن الصفة السلطوية المتميزة عن الشعب غير موجودة في السلوك الاجتماعي لولاة حضرموت في ذلك العهد وبعده. -١تتفق‏ المراجع على أن الإمام عبدالله تتلمذ للاختصاصين من علماء تريم & كما تتفق على أنه أحد كبار ذلك الجمع العلمي الذي توصلنا إلى اعتزاله، هذا يكون حكمه حكم ذلك المجمع. ‏ ٣بعد أن قضى نشوان بن سعيد الحميري عامين ونصف في ترتم الراشدية ح عاد إلى الجوف موطنه، ثم وجدناه يقول عن رحلة العودة تلك ( :وصلت الجوف متخليا عن الأخوان والأنصار، ولو شئت لدخلتها بالجيوش الكثار). والسؤال الذي يبرز أمامنا هو :من أين كان يمكن لنشوان أن يأتي بالحيوش الكثار إن ل يكن من ترتم الراشدية العائد منها ؟ ثم أين موطن هؤلاء الأخوان والأنصار المذهبيين إن لم يكونوا في ترم ؟ ()١٧٤ ‏ ٤قوله عند اعزاله الولاية ( ما وجدنا أهمل حضرموت يوالوننا على الحق) يقودنا إلى أنه إنما كان يتحدث بلغة (الجمع) عن مذهبه العقائدي الذي هو (الحق) الذي يلاقي معارضة ومقاومة من مذهب آخر له الغلبة على أهل حضرموت وهذا يعنى أن الإمام ابن راشد كان يحمل عبئا مذهبياً عقائديا، يسعى لسادته الاجتماعية والسياسية في ظل تلك الغلبة، هذا المذهب الأخير هو المذهب الأباضي 3مذهب حضرموت التاريخي والمؤسس، والذي برز دوره في مقاومة الغزو الأيوبي وذكرته المصادر والمراجع © وهذا يعي أن ابن راشد لم يكن أباضي الاعتقاد 3غير أن مذهبه والمذهب الأباضي كانا هدفا مباشرا لحملة دولة العصر السنية الدولة الأيوبية © وهذا يعن أيضا أنه لم يكن سي الاعتقاد 3وإذا لابد أن يكون مذهبه ومذهب دولته هو مذهب الإمام نشوان أنه فيللكذلة كبن سعيد الحميري الذي هو مذهب الاعتزال & ومحص القرن السادس الهجري & كانت الغلبة المذهبية العقائدية في حضرموت للأباضية والمعتزلة ولا سواهما 3وكان الاعتزال هو مذهب الدولة الراشدية. وأخيرا، أليس في الإجابة على تلك الأسئلة دليلا كافيا على أن آل راشد كانوا آل إقبال على مذهب الاعتزال : أوضحنا في فصل سابق عند حديثنا عن أوضاع القرن الخامس المجري أن آل اقبال _ ولاة الشحر _ شأممم شأن آل راشد في تريم وآل دغار في شبام وآل منجوي في ظفار، لم يشتركوا في مقاومة الغزو الصليحي الإسماعيلي لحضرموت©، تلك المقاومة ال قادها الإمام الجاهد الأباضى أبو إسحاق المداين ومعه أباضية (()١٧٥ حضرموت وعمان، ولقد سجل أبو إسحاق موقفهم ذاك في ديوانه 0كما حدد ودع عنك دين الحق فالحق أهله 3يريدون شمل اللهو يضحى مبددا ومعلوم أن ( أهل دين الحق ) أو ( أهل الحق ) هو أحد أسماء أمل الاعتزال، وكان أبا إسحاق في ذلك البيت يقول له :دع عنك مذهب الاعتزال الذي اعتزل الجهاد ضد الغزاة 5وانضم إلينا نحن الأباضية لأنا أهل الحق فعلا وقولا في جهادنا ضد الغزاة. كما أن توالي الأحداث في القرن السادس الهجري ونماية الغزو الأيوبي لحضرموت _ كما سوف يتضح _ تثبت بمالا يدع بجللا للشك بأن آل إقبال كانوا على مذهب الاعتزال. آل راشد أصحاب الولاية العامت المعتزليت في عموم حضرموت : أولا :على ظفار : عند الحديث عن الولاية الخاصة لآل منجوي على ظفار في القرن السادس الهجري تحدثنا عن الولاية العامة لآل راشد عليها } غير أن ما نريد إضافته على ما سبق مما يؤيد ذلك، هو ما ذهب إليه المؤرخ الحداد عندما قال : ( لسلطة آل المنجوي في ظفار نفوذ وتقدير "")، ويقول في موضع آخر ( :إنه لسلطة آل منجوي في ظفار هيمنة على سلطة آل راشد في تريم {‘، وأن لم يوضح طبيعة تلك الهيمنة الي نرى أنام تكن إلا هيمنة تحالف قوي ومصيري بين الإمامتين تحت مظلة الولاية العامة لآل راشد على الأوضاع السياسية قى مدن الكبرى.حضرموت ()١٧٦ لقد كان لا بد للوحدة المذهبية بين ظفار آل المنجوي وترسم آل راشد أن تظهر انعكاساتما السياسية في المسألة العلمية المذهبية بين ظفار وتري، لهذا نجد عددا من الأسر العلمية والعلماء من أهل ظفار تلتحق بالجمع العلمي المعتزلي في تريم، مثل :آل أبي الحب وآل ططه وآل أبي ماجد وآل السبي وآل الظفاري وغيرهم 4كما أن ( من علماء حضرموت من تدير ظفار"‘ث، 6على أن أبرز امتزاج علمي مذهبي في ذلك الإطار يتمثل في تتلمذ الإمام القلعي قاضي مرباط ومفتيها على يد الإمام شيخ الإسلام سالم بافضل، وكذا علاقاته الوشيجة بعلماء حضرموت. أما العلاقات التجارية بين ظفار وحضرموت ( الداخل ) } فقد كانت ق أزهى صورها وقد كانت ظفاررتحلب المتاجر إلى حضرموت) "م ومنها تنقل تلك المتاجر إلى اليمن عبر حضرموت في سلاسة وأمان 5نظرا للوحدة المذهبية ال تربط الحكام والرعية في كل منهما، أما العلاقات بين ظفار آل منجوي وآل إقبال ولاة الشحر ( فقد كانت حسنة {' والعلاقات بينهما وبين شبام ( فقد كانت شبام من ظفار وظفار من شبام ){٠٠ا"‏. وهكذا نجد أن العلاقات بين حضرموت وظفار قد بلغت إلى}درجة الامتزاج الكامل 3وما كان لذلك الامتزاج أنيصل إلى تلك الدرجة لو لم يكن تحت ولاية عامة تنظم شئونه وتراعي مصالح كل الإمامات & هذه الولاية كانت لآل ترسم ‏(. )١٠١ راشد ولاة نيا :على الشحر : تقع مدينة الشحر على بحر العرب & ترد إليها البضائع من آسيا وإفريقيا وقد تميز نشاطها التجاري بالتنو ع من حيث البضائع الواردة إليها 7هذا فهي محطة ( ترانزيت ) من خلالها يتم تزويد باقي مناطق حضرموت بالبضائع، خاصة ((١٧٧ تريم وشبام ودوعن ومأرب » لهذا اتسع النشاط التجاري والسياسي لال إقبال ل مناطق كنيرة، أليس غريبا أن يقتل راشد بن إقبال سنة ‏ ٠٩‏ه ٥في دوعن أو أن يتوفى عبد الباقي بن فارس بن إقبال سنة ‏ ٤٧‏ه ٥في مأرب، أو أن يتوق فارس بن راشد بن إقبال سنة ٦٠٨ه‏ في تريم. ولذا كانت الشحر سوق ( المهرة والحموم ) والي تسيطر على طرقها التجارية 3وتعتمد عليها قي معيشتها ومعاشها 3فإن الشحر أيضا سوق كل حضرموت، ومن خلال هذا الميناء ترد أغلب المتاجر إلى وادي حضرموت الشحيح الموارد، لهذا يقول الحضارم :إن القابض على الشحر هو كالقابض على الحنجرة. وما بعد القبض على الحنجرة إلا إزهاق الروح أو وهب الحياة 5فهكذا نجد أن السيطرة على الشحر هي السيطرة على شريان الحياة قي حضرموت كلها ساحلها وداخلها. وإذا كان الاتجاه العقائدي المذهبي السائد في تريم يفرض نفسه بالضرورة على مدن حضرموت الكبرى، فإن الشحر نظرا لأهميتها الاقتصادية الحيوية تتحكم في مصير الاتجاه السياسي في تلك المدن، ذلك أن أية سلطة فيها في أي مدينة من تلك المدن لا تستطيع أن تضمن بقاءها كسلطة مالم تضمن ولاء وتحالف السلطة في الشحر معها من الناحية السياسية المذهبية 0حت تضمن تدفق ذلك الشريان بنبض الحياة فيها » هذا من ناحية 5ومن أخرى \ فإن الشحر هي مفتاح الخارطة العسكرية لاحتلال منطقة الوادي، لهذا فإن الاختلاف المذهبي بين الشحر ووادي حضرموت يعي تمديد الأوضاع المذهبية المخالفة فيه. لهذا نجد أنه بمجرد سقوط تتقدم القوات الحضرمية من منطقةالشحر في أيدي الأيوبيين سنة ‏ ٥٧٥ه الوادي باتجاه الشحر لإجلاء القوات الأيوبية عنها، غير أن كثافة القوات الأيوبية تمكنت من هزيمة القوات الحضرمية، ثم تقدم الأيوبيون واحتلوا منطقة الوادي. غير أن العلاقات بين ترم آل راشد وشحر آل إقبال لم تقف عند ذلك الحد من التحالف المصيري الإستراتيجي المذهبي الأساسي & بل تعداه إلى التدخل العسكري لآل راشد لحل مسائل الخلاف داخل أسرة آل إقبال، ففي سنة ()١٧٨ ‏ه ٧١٠٦جاء الصريخ ( النداء ) من المظفر بن فارس بن إقبال ( حاكم ريدة للقاص ) لما حصر في الريدة من قبل آل إقبال الشحر، فخرج فهد بن عبداللة بن راشد من تريم ث فوصل إلى الأسعاء ( الشحر ) فحصرها إلى أن احتكموا وأصلح بينهم (٠٦ا"‏. ومن الخبر السابق نجد أن العلاقة بين آل راشد وآل إقبال لم تكن بجرد تحالف عادي يلتزم بحدود عدم التدخل في الشئون الداخلية 3بل تجاوز ذلك إلى التدخل في الشئون العائلية 3إذ ما كان للإمام عبدالله بن راشد أن يبعث ابنه فهد على رأس قوة عسكرية لفض ذلك التراع العائلي ويصدر حكما ملزما للطرفين © مالم يكن آل راشد ولاة تريم هم المرجعية النهائية في الأمور الداخلية العائلية والأمور الخارجية معا 3وتلك هى بعينها الولاية العامة لآل راشد ولاة تريم على ‏١إمامة آل إقبال في الشحر. أما موقف آل إقبال من آل راشد، فنجده موقف التلاحم الأقوى والرعاية الأسرية، وقد تمثل ذلك بكل وضوح في موقف الإمام عبدالرحمن بن راشد بن إقبال سنة ‏ ٦٢١ه من أولاد عبدالله بن راشد بعد خروجهم من سجن ابن المهدي الأيوبي، فقد لجأوا إلى ظل الإمام عبد الرحمن لعدم ارتياحهم للإقامة تحت آل يماني الذين تولوا تريم بعد انتهاء الغزو الأيوبي{""\٠‏ ولم يقف الأمر عند حدود الإقامة تحت إمامة آل إقبال، بل تجاوز ذلك إلى محاولة إعادتمم إلى حكم ترم مرة أخرى :ففي سنة ٦٣٣ه‏ خرج ابن إقبال متجه زا نحو داخل ، وهاجم مدمما وبيعت له ترم وشبام وجميع بلدان الوادي... وفيحضرموت ربيع هذا العام جاء فهد بن عبدالله بن راشد & فأعاد له ابن إقبال تريم مقر آبائه بن‏. ١٠ويرى الأستاذ الحامد ( أن تحول فهدومحل ولايتهم وملكها أياه 7 عبداللة معن معه من أولاد عبدالله بن راشد إلى الشحر، هي أول الخطوات للسعي في محاولة استرداد ملك آبائه 0وقد تجلى بوضوح عندنا ولاة ابن إقبال على مدينة ترتم.. ومن هذا يعرف أن هناك تحالفا بين آل أبي قحطان (آل راشد) في ()١٧٩ ترم وآل إقبال“"'". على أننا نرى أن إعادة ابن إقبال مدينة ترعم إلى آل راشد م يكن يرد إعادتمم فقط، بل بغرض إعادة الأوضاع المعتزلية على ما كانت عليه قبل الغزو الأيوبي لحضرموت س هذا بجد ابن إقبال وفي نفس السنة ٦٢٣٢ه‏ أعاد مدينة شبام إلى ولاتما آل الدغار«"'٠‏. ثالغا :على شبام : لاحظ الأستاذ الحامد من خلال تتبعه للعلاقة بين آل راشد وآل دغار ولاة شبام ا ن بينهما ( تعاون وتآزر ) ولقد رأينا كيف أن ابن إقبال أعاد سنة ٦٢ه‏ آل دغار إلى مقر إقامتهم في شبام » على أن لتلك العلاقة مظاهر تدل على الولاية العامة لآل راشد على شبام، ففي سنة ٥٩٣ه‏ تولى الإمام عبداللة راشد بنفسه ولاية شبام(" } 3وفي سنة ‏ ٤‏ه ٠٦وصل إلى ترتم الامام راشد بن بن أحمد النعمان الدغار ومعه أعيان شبام & فاجتمعت أهل حضرموت على السمع والطاعة و اقامة شعائر الإسلام ‏(. ‘٠٨ رابعا :على دوعن : ليس لدينا عن هذه الناحية معلومات تذكر سوى ما ذكره المؤرخ الحداد عند حديثه عن مدينة ( قيدون ) الدوعنية ح حيث قال ( :لا نعلم عن قديمها إلا أفا قرية يحكمها أمير اسمه ( عبد الله بن راشد ) في القرن الساب“0'٠‏. هذه الإشارة من قبل المؤرخ الحداد تعي الشع الكثير بالنسبة لنا 2ذلك أننا لا نعرف أميرا بهذا الاسم في هذا القرن إلا أن يكون الإمام عبد الله بن راشد والي تريم في القرن السادس وبداية القرن السابع & ويمذا تكتمل الولاية العامة لآل راشد على مدن حضرموت الكبرى. ((١٨٠ ١لمصاد روالمرا ١ ‎جع: ‎ ] 7. ‏١ ‏.١٩ :الأدوار ‏١٢ ‏٤/١ (١ 7. :خاحظ(٢ لعنوان اع-. لصادر (ا لعدد ‏ ٠٦١بتاريخ ,‏٢ | |بد از ق تم (صحيزفةس (٢٣ ) هيد ل تاريخ.: حلق َ الإس|ل |اممية) |"..ات 3 (٤‏_: لفلسفة1مصطفىنق لا عن,٢ نضا ِ - 2 ,‏٨٥ لمسم ) اه الق : ا:ة نصلاح | بن:صيط ه كالصر :‏ ٣١نقلها < ا محمد( ٥ على با ا فضل).. الملعتأهل. ش : ٨ / ز ‏ صال. " مخطوط ) ح بن:(٦ ل |71ي. ... ي(٧ مجري 7 :لة ‏٠٨/ار /‏ ٥‏. ٢ن الرابعحت شايالمعتز"3.‏٠ 3م7 :بدالحكي‏٠ _ ع د. (٨ .٥٠٦ :(٩ /ية ‏.٢١/لعقائد له 0 :الشر في :. " سل |امي ٠ ن ا ‏٧9‏_ " :قض. 0‏: ):-.٠‏٠ 7_2سير ا تف‏١٢ "لآية( ن . ٣٩/ 7سير(ق تفناشوان الح ع ور اليرل(ا تقس‏(١٥ تفسير لرم‏٥ ٩ خشري. ." ‏‏ ١:)١امنظحرم:د 1 " 7 747لكشاف) لل.إمام ح|ك_ . 9_ 22 الآي ة في : نفسه آة ‏٠ :ر ‏١٨ : 9نفسه٠2-اج‏(٢٠ ,‏: .٩ ٨/ه4. ١٣‎"سه:. ‎ (٢١نق : ٦٧ . | الري‎(٢٢ ١١ , :: .:7 ٢ا‎ .١ .١_ 7_ (٢ :ح. :=.‎ ‎ ح إ ٥:ي ل. ١:.! )٢٧الإ‎ وم‎ ل عم و مد: الغزال. ٦١/ ‎٠ذ‎١1ز ‎هد‎)٢٨ . ٢٢ ٢ / : )٩ه‎تمسه‎ ()١٨١ . ١٢٩١: (٣٠ننه‎ )١باننل :نفسه. ٤١/ ‎ )٢جارالله :نفسه. ١٨٠/ ‎ )٣عبدالقادرالعيدروس :النور السافر في أخبار القرن ‎العاشر. ١٩٢٣/ )٤د.عبدالرحمن بدوي :تاريخ التصسوف الإسلامي ح ماية القرن الثاني. ١٨٤/ ‎ ‏)٣د الإمام الغزالي :نفسه ‏. ٢٠٩/ )٦بانضل :نفسه.٦٤ / ‎ )٧بانل :نفسه. ٤١/ ‎ )٨د.عارف :الاتجاهات الفكرية.٣٩/ ‎ ) عبدالله محمد الحبشي :مصادر الفكر الإسلامي في اليمن ‏. ٩٢/ )٠د.محمد رضا الدجيلي :الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجري٨٤/٨٢ ‎ ‏ )٤١نشرة مكتبة المخطرطات تريم -مايو ‏ -= ١٩٨٥سيئون -حضرموت. )٤٢جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب الدمشقي ابن المجاور :المستبصر.٢٦٢/ ‎ )٤٢س = ب ح مايلز :الخليج وبلدانه وقبائله.٤١٦/ ‎ )٤٤شنبل :تاريخ شنبل.٦٢/ ‎ )٤٥نفسه.٧٠ : ‎ )٤٦نفسه.٦١ : ‎ )٤٧نفسه.٦٠ : ‎ ‏ )٤٨ذكر(الصفدي) في (الوان في الوفيات) شاعرا تكريتيا اسمه (حمد بن أحمد التكريي) المتوفى سنة .‏ ٨ه )٩عبدالله الطيب بامخرمة :تاريخ ثغر عدن. ٣٢/٢ ‎ ‏)ه ٠الكحل :بفتح الكاف والحاء :سواد منابت شعرالأجفان خلقة، ومنه المثل (ليس الكحل كالتكحل). ‏ )٥١محمد الدجيلي :الزعيم السياسي في المخيال الإسلامي، بين المقدس والمدنس -١١٢ -۔‏ تونس ‏ ٢م. )٠٢يبدو أن أول من نسبهم إلى عشيرة بلخ العربية هوالملؤرخ بامخرمة في تاريخ ثغر عدن، ثم تبعه آخرون. ‎ )٥٢مايلز :نفسه = ونسب ذلك القول إلى عالم الأثار الإنجليزي كارثر. ‎ )٥٤محمد سعيد جرادة :الثقافة والأدب في اليمن عبر ‎العصور.١٥٩/ ) ٥بامخرمة :نفسه.١٢٦٢/ ‎ )٠٦أعتمدنا تاريخ الوفاة المنقوش على قبره :انظر :محمد بن سعيد المعشين :الآثار التاريخية في ‎ظفار.٢٥/ ‏)ه ٧الإمام القلعي :تهذيب الرئاسة /‏. ٤١ . ٣٧/: (٥٨نفسه‎ )٩نفسه. ‎ )٦.نفسه.٥٦٢/ : ‎ )٦١نفسه.٤٥/ : ‎ ((١٨٦ )٦٢نفسه.٠٢/ : ‎ )٦٢نفسه.٦٤/ : ‎ ‏ )٦٤يبدو أن للمعتزلة موقف موحد تحاهد شدة الحجاب وسوء عاقبته على الحاكم والمحكوم } فقد حصص الإمام الجاحظ رسالة في الحجاب :انظر الجخاحظ :الرسائل السياسية ‏. ٥٦٥/ )٦٥د. محمد إسماعيل :الحركات السرية في الإسلام.٨٤/ ‎ )٦١٦د.محمد عمارة :المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية.٧٥/ ‎ ‏ )٦٧أحمد بن داؤود :صاحب عنة خلق القرآن في العصر العباسي الأول الي أمتحن فيها علماء السنة ومنهم الإمام أحمد بن حنبل. )٦٨الإمام القلعي :نفسه.٣٧٢/ ‎ )٦٩نفسه. ٣٨٦٢/ : ‎ )٠نفسه.٣٨٢ : ‎ )١نفسه.٣٧٦٢/ : ‎ )٢٢نفسه.٣٨٥/ : ‎ )٢الإمام محمد أبو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلامية.١٣٦/ ‎ )٢٤الإمام عبدالقاهر البغدادي :الفرق بين الفرق - ١٥٩/ ‎بيروت١٩٨٧ ‎م. )٥باوزير :الفكر والثقافة.١٦ ٤/ ‎ )٦الشاطري :نفسه.٢١١/ ‎ )٧الحامد :نفسه.٤١١/ ‎ )٨شنبل :نفسه.١٨ ٠/ ‎ )٩محمد بن عمر الطيب بافقيه :تاريخ الشحر.٦٩/ ‎ )٠الشاطري :نفسه.١٧١/ ‎ )٨١شنبل :نفسه، ٧٠/ ‎باوزير :صفحات.٨٢٣/ ‎ .٣٦٥/١ )٨٢ابن حميد الكندي :العدة المفيدة‎ .٥٥/٥٢ )٢شنبل :نفسه‎ )٤الحامد :نفسه.٤١١/ ‎ .٢٥ )٨٥عارف :نفسه‎/ )٦الشاطري :نفسه.٢١١/ ‎ )٧الحامد :نفسه.٤ ١١/ ‎ ‏ )٨٨الشاطري :نفسه. )٩شتبل :نفسه. ‎ )٠نفسه.٥٢/ : ‎ .٤٥/: )٩١نفسه‎ ‏ )٩٢قال الإمام الشافعي (( :إكس ألفاظك أحسنها، لاتقل كذاب } ولكن قل حديثه ليس بشيعء)). )٩٢الإمام السخاوي :الإعلان بالتوبيخ لمن ذم علم التاريخ.١ ٤٢/ ‎ ((١٨٣ )٤الشاطري :نفسه.١٧٣/ ‎ ‏)٩د الحداد :نفسه /‏.٨٧ )٦الحداد :نفسه.٨٨/ ‎ )٧الحداد :نفسه.٨٦٢/ ‎ )٨الحداد :نفسه.٨٧/ ‎ )٩المعشي :نفسه.١٣٤/ ‎ )٠ابحنميدالكندي :نفسه.١٠٦/ ‎ )١جاء الحديث عن العلاقة بين ترم وظفار في القرن السادس الهجري تفصيلا عند الحديث عن الشاعر‎ التكريق. والإمام القلعي. )٠٢شنبل :نفسه.٧٦٢/ ‎ )٠٢٣الحامد :نفسه.٥٢٣٨/ ‎ )٠٤نفسه.٥٢٩/ : ‎ )١٥نفسه.٥٤٦٢/ : ‎ )٠٦نفسه‎. شنبل :نفسه.٥٨/ ‎)ا‎٧ )١٠٨نفسه +الحامد :نفسه.٤٥٤/ ‎ )٩الحداد :الشامل.٢٠٦/ ‎ (()١٨٤ الفصل الثالث أحوال معتزلية وأباضية كثافة الوجود العلمي في تريم الراشدية في القرن السادس الهجري : تتفق المصادر والمراجع على أنه كان في مدينة تريم في القرن السادس الهجري حوالي ثلاثمائة عالم وفقيه ومف ء ظهروا في وقت واحد وتناقشوا وتحادلوا معا 0كان عدد كبير منهم يشتغل بالتأليف _ هذا العدد من الضخامة بحيث لا يقبله العقل للوهلة الأولى ودون تحقيق 3خاصة وإنه لا يتناسب مع عدد سكان تريم لا أمس ولا اليوم. وإذا صح وجود ذلك العدد من أهل العلم في ترنم حينها © فإن تلك الظاهرة تكون خاصة بذلك القرن وامتداداته القريبة ء خاصة وإن حضرموت ليست محطة عبور ومرور حت يكثر العابرون فيها. 0كما أما بعيدة عن مراكز الكثافة السكانية والعلمية ولا يأتيها إلا القاصد العاني. كل ذلك يجعل من مسألة تلك الكثافة العلمية في حاجة إلى بحجث وتدقيق، على ضؤ ما توصلت إليه هذه الدراسة من اعتزالية الجمع العلمي التريممي ي القرن السادس } الأمر الذي يستدعي بالضرورة إلى استعراض موجز لتاريخ المعتزلة ي دوري القوة والضعف والنصر والحزبمة } والحكم والانتكاب. يعتبر العصر العباسي الأول وخاصة بعد تولي المأمون ١٩٨ه٢٨٠-ه‏ هو العصر الذهبي للاعتزال والمعتزلة والفكر العقلاني بصفة عامة، وفي هذا العصر أصبح الاعتزال هو المذهب الرسمي للدولة العباسية 3وفيه عاش رؤوس الاعتزال (()١٨٥ الأشرس وأبو هذيلالكبار مثل :عمرو بن عبيد ويى بن مبارك وتمامة بن العلاف وأحمد بن داؤود والجاحظ وغيرهم، ولقد كان من قوة ذلك المذهب أن أصبح أحمد بن داؤود وزيرا لكل خلفاء بي العباس الذين تبنوا المذهب المعتزلي حت عهد المتوكل ٦٢٣٢ه‏ _ ‏ ٤٧‏ه. ٢ وفي رعاية الوزير أحمد بن داؤود حدثت ( محنة خلق القرآن ) » حيث كانت هذا الوزير السلطة والمكانة العليا والكلمة النافذة على جميع أولكفك الخلفاء 3وحوله تجمع من كل حدب وصوب المعتزلة في ذلك العصر 0وبفضل رعاية الدولة للاعتزال } انتشر هذا المذهب وعلومه الكلامية والفلسفية، وفي هذا العصر ( كانت الحركة الكلامية في منتهى النشاط } في الدوائر العلمية _ كما هوالحال بالنسبة لخلق القرآن _ وف مناظرات الجالس وف المساجد وف الشوارع والحنائز'). ولقد رأينا المعتزلة في المغرب العربي في القرن الثاني الهجري في الدول اليي أقامها الأباضية والصفرية هناك } يتجمعون من كل مكان و ( يشكلون جماعات متماسكة ) 3كما أم قي بغداد العباسية وغيرها من مد ن العلم في ذلك العصر ( ظلوا يكونون جماعات مترابطة تتعاون على الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه ومهاجمة مخاليفهم، ويتزاوجون فيما بينهم ويتجاورون في مساكنهم )"" غير أن دوام الحال من المحال، ففي عهد الخليفة المتوكل نكب المعتزلة وتم رفع المحنة عن أهل السنة والحديث وأقصي المعتزلة 3فانطلقت حركة جامحة مخالفة للمعتزلة ومحاربة ما أحدثه ( المبتدعة ) والرجوع إلى أقوال السلف & ولهذا وجد المعتزلة أنفسهم بعد عام ٧ا٦٢٢٣ه‏ في ظروف في غاية الصعوبة والسؤ فقد أصبحت السلطة ال كانت بالأمس في أيديهم طيعة مطواعة، أصبحت سيفا مسلطا على رقايمم } وشبحا مرعبا يلاحقهم، ونجد أعداءهم يبتهلون هذه الفرصة 8 ()١٨٦ فيهاجموممم من كل ناحية & وكالوا لهم الضربات الشديدة الموجعة القاسية ء حت أصبح اسم المعتزلة مرادفا للكفر ومشفوعا باللعن ومقرونا بالتقبيح والتشنيع. م كانت الضربة الثانية بانفصال أبي الحسن الأشعري عنهم وظهور المذهب الأشعري سنة. ‏ ٣٠ ٠ه ذلك المذهب المخالف لمذهب الاعتزال في العقائد } وظهور علماء أشاعرة أفذاد يهاجمون الاعتزال في عقر داره علم الكلام والعقائد مثل الإمام الباقلاني والحويني وغيرهم، وبالإجمال فقد وجد المعتزلة أنفسهم بعد ظهور الأشعرية في حال لا يحسدون عليها ولا يستطيعون الاطمئنان إليها 0نقد تكالب عليهم الرافضة ( الشيعة ) والحنابلة والأشعرية س وأمام هذا الظرف العصيب نبذ المعتزلة خلافاتمم ووحدوا صفوفهم & وأصبح تكاتفهم وتضامنهم مضرب المثل في القرن الرابع الهجري، مما دعا الخوارزمي إلى القول بان اعتداد المعتزلة بالمعتزلي كاعتداد الشيعة بالوصي والإمامية بالمهدي. وفي هذا الوقت _ القرن الرابع _ تمت المصالحة بين المعتزلة والشيعة & وتكون نتيجة تلك المصالحة نشر مذهب الاعتزال في أوساط الشيعة، فلقد وجد المؤرخ المقدسي _ ٣٣٦ه‏ _ ٣٩١ه‏ الذي قام برحلات واسعة في العالم الإسلامي، أن أكثر شيعة بلاد العجم معتزلة الأصول، وأكثر فقهائهم من الملذاميب الشيعية الثلاثة على الاعتزال، والأمير البويهي عضد الدولة يعمل على الاعتزال ث ووجد العوام في إقليم ( الري ) يتابعون الفقهاء © على خلق القرآن & وتي خوزستان معظم السكان معتزلة أيضا، أما شيعة عمان وصعدة والسروات وسواحل البحرين فكلهم معتزلة ء ووجد في العراق كثيرا من المعتزلة لا سيما في الشمال، في حين لم يجد في الشام إلا القليل منهم، وكانوا في خفية. ويتضح من ذلك أن المعتزلة كانوا إذلاء في البلاد الين غلب عليها أهل السنة. ولما ظهر الحكم البويهي على المسرح السياسي ٢٣٣٤ه‏ _ ٤٣٧ه‏ » وكان ب بويه ((١٨٧ شيعة على الاعتزال، فقد كان هذا الحكم بالنسبة للمعتزلة شوكة وسلطة واستعادوا كثيرا من قوتمم 3فقد كانت لهم حلقات كبيرة يدرسون فيها أصولهم وقواعدهم بدون معارضة & وكان كثير منهم يشغلون مناصب عالية في القضاء 3 وزاد تعصبهم لمذهبهم } فصاروا يتظاهرون به ويتفاخرون أمام مخاليفيهم » على أن المعتزلة لم يصلوا في هذا العهد درجة القوة ال يعتد بما ويحسب حسامما إلا في وزارة الصاحب بن عباد ٢٣٢٣٦ه‏ _ ٣٨٥ه‏، فقد اشتغل بالوزارة ثمانية عشر عاما 3وكان معتزليا غاليا وداعية للاعتزال 0فلما صارت الوزارة إليه واجتمعت السلطة في يده } استخدمها لنصرة الاعتزال و نشره & فاجتمع حوله المعتزلة من كل حدب وصوب إ وأسند إليهم المناصب العالية 0وأغدق عليهم الأموال الجزيلة 7فكانت ( الرى ) في عهده كبغداد في عهد أحمد بن داؤود. ولقد كان الصاحب بن عباد للمعتزلة قوة عظيمة، أعاد إليهم كثيرا من جدهم وهيبتهم © ولذلك كان فقده خسارة كبيرة وكارثة عظيمة، فبدأت أحوالهم تسير من سيء إلى أسوأ، فبعد وفاته قام السلطان فخر الدولة بمصادرة أمواله وتنكر لأصحابه وأعوانه وقبض عليهم وأخذ أموالهم & ثم تتابعت النكبات وتوالت الضربات بعد أن ضعفت سلطة بيي بويه 3وهو الأمر الذي شجع الخليفة القادر ٢٣٨١ه‏ ‏ ٤٢٢ه على أن يصنف كتابه في الأصول الذي أكفر فيه المعتزلة والقائلين بخلق القرآن، وكان كتابه يقرأ كل جمعة في بغداد ويحضر الناس سماعه 0قال ابن الجوزي :إن القادر أصدر سنة ٤٠٨ه‏ قرارا ضد المعتزلة يأمرهم فيه بترك الكلا م والتدريس والمناظرة في الاعتزال والمقالات المخالفة للإسلام وينذرهم إن خالفوا أمره النكال والعقوبة (ث'. م كانت النكبة التالية استيلاء السلطان محمود الغزنوي على إقليم (الري) و ( خراسان ) سنة ٤٢٠ه‏ ولا كان هذا السلطان سي العقيدة شافعيا © فقد ()١٨٨ نكل بالمعتزلة والإسماعيلية 0حيث نفاهم وأحرق كتبهم وسائر كتب الفلسفة والنجوم في إقليم الري، وقام السلطان محمود بتنكيل وحشي بأهالي ( البدع ) } ذلك أن الآلاف من المعتزلة والإسماعيلية صلبوا ورجموا حق الموت، أو قيدوا بالسلاسل واقتيدوا إلى خراسان (ث.0 ولقد انفرجت مؤقتا تلك المحنة القاسية الى عاناها المعتزلة، وذلك عندما زحف الأتراك السلاجقة بقيادة زعيمهم ( طفرلبك ) على فارس والري سنة ووصل نفوذه إلى بغداد سنة ‏ ٤ ٤٧ه | وكان المعتزلة قد غلبوا عليه‏ ٩ه واستخدموه في استرجاع قوتمم وهيبتهم وضرب أعدائهم، وذلك عبر الوزير أبي نصر محمد بن منصور الكندري الذي كان معتزليا متحمسا مبغضا لمخالفيه، لهذا قدم المعتزلة واستعان بمم في إدارة شئون الدولة } وأخذ يكيد للأشاعرة خاصة وأهل السنة عامة © وفي عهده لعن الأشاعرة على المنابر ث وصار يقصدهم بالإذى والإهانة 0ويمنعهم من الوعظ والتدريس والخطابة في المساجد & وفي عهده حدثت ( فتنة خراسان ) بين الأشاعرة والمعتزلة 0وذلك حين أصدر طفرلبك أمره بسب أهل السنة والقبض على رؤوسهم من الأشاعرة في خراسان & فهرب من استطاع منهم إلى الخارج & ومنهم من جاء إلى العراق © حق قيل اجتمع في ‏ ٤ ٤٥ه_ في عرفات أربعمائة قاض من قضاة الشافعية والحنفية }تلك السنة _ ٤٥٥ه‏ _ وخلفه أخوه ألبوظلت الفتنة قائمة حن وفاة طفرلبك سنة ‏ ٤٦٥ه ‘ حيث تنكر للوزير الكندري وخلعه من الوزارةأرسلان ‏ ٤٥٥ه _ وزج به في السجن ثم قتله شر قتلة ث وعين بدلا عنه الوزير نظام الملك الذي كان شافعيا أشعريا © فأعاد المذهب الأشعري، وأمر بإسقاط اللعن وتأديب من فعله } فنصر الأشعرية وب المدارس النظامية الق لعبت دورا أساسيا في ترسيخ المذهب الأشعري في العالم الإسلامي كله، وقرب إليه العلماء الأشاعرة مثل الإمام الغزالي (()١٨٩ الذي لعب دورا مشهودا وبكل طاقاته الفكرية في محاربة المعتزلة والفلاسفة، بل والفكر العقلاني بشكل عام. وبعد ذلك لا نجد إلآ صعودا لنجم الأشاعرة وأفول نجم المعتزلة الذين طردوا من الأقطار الى غلب عليها أهل السنة، فلقد كان كره أهل السنة لم عظيما } فقد حدث أن أتمم الحكم بن عبد السلام بأنه ر معطل ) معتزلي، فقام عليه الناس وأخرجوا كتبه & فوجدوا فيها كثيرا من الاعتزال ومن أقوال الفلاسفة، فجاءوا بما إلى مكان ببغداد يسمى ( الرحبة ) ونصبوا منبرا ارتقاه عبيد الله التميمي، فألقى خطبة لعن فيها الفلاسفة ومن يذهب مذهبهم 3صار يتناول الكتب واحدا واحدا ويبالغ في ذمها وذم مصنفيها ويطرحها في النار 2ثم حبس عبدالسلام معاقبة له على ذلك عاما كاملا } وأفرج عنه سنة ٥٨٩ه__‏ ".0 آخر مانسمعه عن المعتزلة أعم لحأوا على إقليم ( خوارزم ) ونشروا ‏ ٠٧‏ؤه٥مذهبهم هناك على يد أبي مضر محمود بن جرير الأصبهاني _ فاجتمع إليه أهل خوارزم وتمذهبوا مذهبه وتخرج عليه جماعة من أكابرهم الإمام حمود الزمخشري(". ومما تقدم يمكن استخلاص ما يلي : -١أن‏ نكبات المعتزلة كانت كبيرة وكثيرة ى وكانت كل نكبة يعقبها تنكيل متعدد الصور، من زج في السجون ومصادرة الأموال إلى القتل والصلب والرجم والنفي، مرورا باللعن والتكفير على المنابر. -٢أن‏ المعتزلة تعلموا من نكباتمم نبذ خلافاتمم والعيش معا في شكل جماعات متميزة متجاورة في السكن، مترابطين بعلاقات أسرية، إضافة إلى الأخوة المذهبية 0حت أصبح ترابطهم في القرن الرابع مضرب المثل. ((١٩٠ ‏ -٢أن المعتزلة يتجمعون من كل حدب وصوب ف المناطق ال تكون السلطة السياسية بأيديهم } ولهم القوة والسيطرة والحرية في ممارسة مذهبهم وثقافته. ‏ ٤من حادئة الحكم بن عبد السلام في أواخر القرن السادس }،بجد أنه لم يعد للمعتزلة مكا نا في المناطق ال غلب عليها أهل السنة الذين كان عداؤهم للمعتزلة عظيما. ه -أن آخر وجود معتزلي معروف في القرن السادس، كان في إقليم خوارزم قي فارس. ‏ ٦أن تجمع المعتزلة من كل حدب وصوب حول زعاماتمم السياسية والمذهبية وكذلك رعاية تلك الزعامات لمصالحهم ومصالح الاعتزال © كل ذلك أصبح ظاهرة تعادل تجمع الأشاعرة حول زعاماتمم السياسية ورعاية هذه الزعامات لمصالح الأشاعرة ومذهبهم 5غير أن الظاهرة المعتزلية كانت أسبق إلى الوجود نظرا لأسبقية ظهور مذهبهم ونكباتمم السياسية. واستنادا على ما تقدم من استخلاصات مسيرة النصر والهزيمة لدى المعتزلة & فإنه لم يعد أمرا غريبا وشاذا أن يجتمع علماء المعتزلة من كل حدب وصوب في ترم الراشدية في القرن السادس المجري، إما الأمر الغريب والشاذ هو أن لا يجتمع ذلك العدد الكبير منهم تي تريم في وقت لم يعد فيه للاعتزال شوكة وسلطة الأ ي ترتم وحضرموت. عامة وتريم خاصة هي الحصن الحصين ومر كزتبقى حضرموتوهكذا الاستقطاب المعتزلي الآمن في ذلك العصر، ولقد كان الجمع العلمي المعتزلي في تريم وحضرموت هو هدف الحملة الأيوبية على حضرموت، ويمثل الإصرار ()١٩١ الأيوبي العنيد عل كسر شوكة ذلك الاستنناء في الخارطة المذهبية الإسلامية من خلال تكرار محاولات السيطرة ومذابح العلماء والفقهاء الشنيعة والقتال الذي استغرق حوالي نصف قرن من الزمان _ ٥٧٥ه‏ _ ٦٢١ه‏ |، فقد كانت لمقاومة الحضرمية عنيفة وعنيدة وواسعة 3حق كانت هزيمة الأيوبيين وانكسارهم سنة _ ٦٢١ه‏، هو بداية النهاية للوجود الأيوبي في اليمن عامة } وبعدها عادت الأوضاع على ما كانت عليه بين غلبة الاعتزال في المدن، والأباضية في البوادي والأرياف © كما كسبت الأباضية مواقع جديدة في بعض المدن على حساب الاعتزال، كما سوف يتضح عند الحديث عن القرن السابع. على أن هناك ظاهرة تريمية يصعب تفسيرها بدون ذلك الزحف العلمي المعتزلي عليها 3فمثلا :هناك أسماء علماء يبعد كثيرا أن يكونوا حضارمة الأصول، مثل ( :أبي زينيج ) الذي يبدو من اسمه أنه أسود اللون إفريقي الملامح والأصول } وهناك العلماء من ( آل أكدر ) الذين قال عنهم المؤرخ الحداد : ( ومنهم ييى بن سالم بلخ اكدر ) 2واعتبر ( بلخ ) عشيرة عربية، غير أن ( بلخ ) ايضا منطقة في فارس، لهذا يكون الأقرب ان يكون اسم هذا الإمام الشهيد :يحيى بن سالم بن اكدر البلحي ٬نسبة‏ إلى إقليم بلخ وليس بلخ العشيرة خاصة وعم اشتهروا بآل أكدر وليس بالبلخي & فإذا كانوا من بلخ العشيرة لاشتهروا بالبلخي & وعلى افتراض أمم من بلخ العشيرة، فإن اسم شيخنا سوف يكون يحيى بن سالم بن أكدر البلخي، وليس ييى بن سالم بن بلخ أكدر كما أورده المؤرخ الحداد، ولقد رأينا في فصل سابق كيف قيل لنا إن آل منجوى ولاة ظفار إما هم من بلخ العشيرة، ثم اتضح أمم من علوية بلخ فارس. كما تقول لنا المراجع الحضرمية إن الجمع العلمي التريمي ف القرن السادس كان يضم مسة وأربعين عالما من آل حاتم وحدهم، ظهروا في وقت ()١٩٢ واحد وكانوا يجتمعون في مكان واحد كل ليلة يتناقشون ( يتناظرون فيما فالأقرب عقلا أن لا يكو ن هؤلاء العلماء من آل حاتم حضارمةبينهم( ! لكانوا الطبقة المنقفة والخاصة لقبيلة حضرميةالأصول © إذ لو كانوا حضارمة كبيرة، ويلزم من ذلك أن يكون لدينا من هذه القبيلة أعداد كبيرة محاربة ومقاتلة ومثلها عاملة 3باعتبار الطبقة المثقفة هي الأقل فيها & وإذا كان الأمر كذلك لزم أن تكون قبيلة آل حاتم هي أكبر قبيلة في تريم حينها } أو لعلها في حضرموت كلها 3ولها الغلبة السياسية والاجتماعية & وهذا الأمر غير وارد على الإطلاق 8 هذا لزم عقلا أن يكون ذلك العدد الكبير من علماء آل حاتم، تا جاء نازحا إلى حضرموت من منطقة معتزلية غير حضرمية منكوبة من قبل الخصوم المذهبيين 3 ولعل طلائع هذه الأسرة قد وصلت إلى تريم في وقت مبكر من العهد الراشدي , .فمنهم الإمام يحيى عبد العظيم الحاتمي ٤٨.ه___٥٤.ه_أ٠ا)‏ ويبقى ونحن بصدد النزوح العلمي المعتزلي إلى حضرموت أن نشير إلى أن نزوح علمي إليها 0فقد سبقه نزو ح أباضيهذا التزوح المعتزليق ليس أول اقبل وأثناء وبعد ثورة الإمام طالب الحق الكندي الأباضي & كما لابد أن يكون دعاة المعتزلة قد وصلوا إلى حضرموت في وقت مبكر من القرن الثايني بمثل وصولهم إلى مواقع الأباضية في عمان والمغرب العربي، فقد كان واصل بن عطا مؤسس المذهب المعتزلي & يبعث الدعاة إلى الأقاليم النائية للدعوة إلى الاعتزال وخاصة اليمن والمغرب ف العصر العباسي ( واتبع المعتزلة نظام العمل السري في الدعوة إلى الاعتزال من خلال بعث الدعاة إلى الأقاليم والأمصار البعيدة عن مركز الخلافة، مثل اليمن والمغرب )". ((١٩٢٣ عندما تكون الكثافة العلمية في حضرموت في القرن السادس الهجري ر لقيه بحر ): في الوقت الذي اتفقت واجمعت فيه المصادر والمراجع الحضرمية على كثافة الوجود العلمي في حضرموت في القرن السادس الهجري، إلى الحد الذي كان فيه في ترم وحدها ثلاثمائة عالم فقيه ومفيق، كان جلهم يشتغل بالتأليف © فإما تصمت تماما عن بيان سبب تلك الكنافة العلمية. ولقد بينا على صفحات هذه الدراسة، أن حضرموت في ذلك القرن قد شهدت زحفا علمياً معتزليا من كل أصقاع بلاد الإسلام } ولقد كان ذلك الزحف من تمام الأوضاع المذهبية والسلطوية المعتزلية في مدمما الكبرى. غير أن تلك المصادر والمراجع بدءا من القرن السابع الهجري، عندما تجحد نفسها أمام هامة علمية غير حضرمية الأصول تسهم بفكرها وعلمها في الحركة العلمية الحضرمية الى شهدها ذلك القرن، فإن تلك الكتابات التاريخية © ومن تلقاء نفسها 3ومن دون أن يطلب منها أحد، تنبري إلى تبرير وجود تلك الشخصية في حضرموت في ذلك القرن، بتبرير كسيح، وفي وزن بيت العنكبوت، لا يستطيع أن يصمد أمام لحظة عقل أو لفتة نظر، والغريب في أمر تلك التبريرات أنا تقف عند ( لقية البحر )، كما في ما يلي : أ -الإمام محمد بن علي القعي :يذكر المؤرخ الجندي المتوقي سنة _ ٧٢٣٢ه-‏ ز أن سبب مجيئه إلى حضرموت » هو أنه ( لما رجع من الحج، دخل مركبه إلى ( مرباط )، ودخل الركاب إلى مرباط ليبيعوا ويشتروا ويتزودوا & فترل الفقيه من المركب، وضرب خيمته في الساحل، ليستريح من ضنك البحر & بينما يعزمون، فلما علم السلطان ( الأكحل ) بعلمه وفضله وحاجة أهل البلد إليه © ()١٩٤ قصده بنفسه إلى الساحل & ولا زمه في الإقامة مرباط، وشرط له أن يفعل له على ذلك ما أحبؤ فلم يزل يلازم الفقيه في ذلك حت أجابه إلى ما سأله ‏. "٨ هذا الخبر الذي أسنده بامخرمة إلى المؤرخ الجندي تردد كالصدى في الكتابات الحضرمية المعاصرة، رغم أن ما يحمله من تبرير واضح الصناعة، وحسبنا أن نذكر من لوازم تلك الصناعة على سبيل الذكر لا الحصر، ما يلي : ‏ -١على افتراض صحة ( حالة العودة من الحج ) إلى أرض الوطن، فإن الموطن الأصلي للإمام القلعي غير معروف ومحدد على الحقيقة 3رغم ادعاء البعض بشاميته أو مغربيته 0وفي هذه الحالة 3فإنه يلزم أولا تحديد موطنه العائد إليه 0قبل القول إنه من تمام طريق العودة تلك المرور بميناء مرباط } أمًا إن صحت مغر بيته أو شاميته } فإنه ليس من طريقه المرور مرباط. ‏ ٢يقول ذلك الخبر إن الإمام( الأكحل ) المنجوي ( السلطان ) قد ترك شئون الحكم ولزم الإمام القلعي في خيمته لغرض إقناعه بالاستقرار في ظفار، نظرا ( لحاجة أهل البلد إليه ). وهذا القول هو الآخر مردود وغير مقبول، إذ ليس من الحقيقة في شئ الزعم بشحة أهل العلم والمعرفة قي ظفار في القرن السادس الهجري & إلى الحد الذي جعل الإمام يتوسل الفقيه ويلزم خيمته ويترك شئون الحكم & حت يوافقالأكحل على الاستقرار في ظفار، فقد رأينا الشاعر التكري يتحدث في قصيدته بلغة الجمع عن بجمع علمي كبير في ظفار & ذلك الجمع الذي يقوده الإمام الأكحل إمام دولة المذهب المعتزلى في ظفار، وذلك من خلال قوله : ()١٩٥ كف كف الدهر حين سطا ×× ونداه نحونا نسطا ×× فغدونا أمة وسطا بعد ذا ك الخرف والوجل كيف نخشى بعده الزمنا ×× وأبو عبد الإله لنا ×× ارتدي مجدا وألبسنا حللا ناهيك من حلل ولقد بينا بما فيه الكفاية ذلك الزحف العلمي المعتزلي الذي كان في ظفار في ذلك القرن، والذي يشمل آل المنجوي أنفسهم، و لم يكن الإمام القلعي إلا واحدا من أولئك العلماء اللذين اختاروا حضرموت وطنا لهم كما هي وطن مذهبهم المعتزلي وسلطته. ب -الشاعر التكريتي :يقول با مخرمة :إنه خرج من بلاده مسافرا في البحر } فانكسر به المركب على قرب مرباط & وغرق ما كان معه من تحارة وغيرها 0 وسلم هو نفسه، فدخل مرباط ولا شيء بيده، فقصد سلطانما يومئذ محمد بن أحمد ( الأكحل ) & وامتدحه بالقصيدة المشهورة ‏". "٨ الصناعة © فهو أيضا لا يتفق ولاهذا الخبر _ التبرير _ هو الآخر واضح يستقيم لا من قريب ولا من بعيد مع ما قاله الشاعر في قصيدته كما شرحناها © وإن كان لنا من إضافة على ما سبق » فإنا نود القول إن الشاعر التكريت لم يترك لنا أن نحدد موطنه في ذلك القرن، بل لقد حسم الأمر حين تحدث في تلك القصيدة عن مرباط باعتبارها ( ربعه ) أي وطنه، وإنه لم يكن فيها جرد عابر سبيل 2وذلك حين قال : ها أنا ني الربع بعدهم ×× اشتكي وجدي وبعدهم ×× أسأل الأيام وعدهم وأقضي الدهر بالأمل كما أنتا لسنا في حاجة إلى القول إن قصيدة الشاعر التكريێ لا تعطي أية ظفار جرد عابر سبيل ا بل العكس هو الصحيح ا فإنإشارة على آنه إتما كان ف ()١٩٦ كل بيت منها وجوها الذمي والعاطفي يقطع بأ ما صادرة عن نفس مستقرة وطنها الذي ارتبطت به كما ارتبطت بإمامها الأكحل المنجوى. ج -الفقيه أحمد بن محمد أبو العباس الحاسب الحضرمي :ينقل المؤرخ بامخرمة الذي يقول إنه كانت بينه وبينعن المؤرخ عمارة اليم المتوى سنة ‏ ٦٩‏ه٥ الفقيه الحضرمي صحبة ( كان رجلا عاملا عالما بالقراءات & بودا للفرائض 0 قاصدا الحج } نشأ في بلاد كندة مما يلي البحر ©‏ ٥٣٩هدخل عدن سنة _ فانكسر مركب في ساحل البحر المجاور لهم، فخرج من البحر إليهم رجل عالم بالفرائلض وغيرها } فانقطع هناك & فقرأ عليه هذا المذكور ( الحضرمي ) 8 واستفاد من علمه ‏)". ٠ هذا الخبر رغم آنه منقول عن من يقول إنه كانت بينه وبين الفقيه الحضرمي صحبة، إلآ إنه غي بالجاهيل إلى الحد الذي تجعله ليس بشئ، إلآً من حيث قوله بعالمية الفقيه الحضرمي } فهذا الخبر لم يذكر لنا اسم بلدة الفقيه الحضرمي، ولا الملكان الذي تكسر فيه المركب المزعوم، ولم يعين اسم ذلك العالم الذي خرج إليهم من البحر وأخذ عنه الفقيه الحضرمي © كل ذلك لا يقطع بضعف تلك ( التفاصيل ) وحسب & بل يقطع بصناعتها. ويبقي ما يفهم من ذلك الخبر، مما يستقيم مع مسار هذه الدراسة، وهو أن الفقيه الحضرمي قد أخذ عن أحد علماء الزحف المعتزليى على حضرموت في ذلك القرن، ولم يشأ ذلك الخبر الإفصاح عن اسمه أو اسم البلدة الت استقر بما © وفضل التجهيل بدلا عن الإفصاح © وهو كالخبرين السابقين يستند على عامل ( الصدفة ) الي اعتادت على ( قذف ) العلماء على سواحل حضرموت يي القرن السادس الهجري. ولعله لا يغيب عن نظر القارئ الكريم، أن الصورة الت ترسمها تلك الأخبار النلائة عن حضرموت ي القرن السادس الهجري & هي أما لم تكن في ذلك القرن )٩١ا‎(٧ بلد علم أو علماء، ولولا ( قذف ) البحر لعدد محدد من العلماء غير الحضارمة الأصول » لما تأهل للعلم من تأهل من الحضارمة 2وهم بعد ذلك عدد محدود لا يكاد يبين. هذه الصورة البشعة الي ترسمها لحضرموت تلك الأخبار في ذلك القرن © تتناقض تناقضا صارخا وفجا مع الآثار الأدبية ال تمت دراستها في الصفحات السابقة، والي تنتمي إلى علماء ذلك القرن نفسه، والتي تتحدث صراحة ودون غموض عن كنافة وغزارة الوجود العلمي الذي بينا معتزليته ي ذلك القرن 0 كما قال ذلك نشوان الحميري والإمام القلعي والشاعر التكريتي © وهم شهادات قاطعة لا تقبل النقض حسب المقاييس العلمية التاريخية 5وتبطل أقوال من سواهم من اللاحقين، مهما علا مترلة في العلم أو السياسة & كما أن تلك الصورة تتناقض مع كنافة الوجود العلمي العامل في تريم في ذلك القرن & هذه الصورة البشعة هي السائدة اليوم في أغلب الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة & فهذا المؤرخ الحامد يقرر تلك الصورة بقوله ( :فلم تكن قوة العلم حينئذ كافية لاكتساح الجهل المتكائف في أنحاء وادي حضرموت } بل كان كالذبالة الضعيفة بين تلك الدياجي الحالكة ث". رغم مخالفة المؤرخ الشاطري لتلك النظرة اليي أعاد رسمها المؤرخ الحامد(') وبعد، يبرز أمامنا السؤال التالي :إلى ماذا تهدف تلك الأخبار وغيرها من الكتابات الحضرمية المعاصرة من رسم تلك الصورة البشعة؟. للإجابة على هذا السؤال، نقول ما سبق أن قاله الدكتور بلبع وتكاد تستقر عليه الأبحاث الإسلامية اليوم ث من أن خصوم مذهب الاعتزال سعوا جاهدين وبكل الوسائل، إلى محاولة محو أي أثر لهذا المذهب } ومنها صناعة الأخبار الملفقة وتصوير الأمور بخلاف حقيقتها ث هذا فى حالة الاعتزال النظري أمًا في (()١٩٨ حالة المذهب _ السلطة المعتزلية _ كما هو الحال قي حضرموت القرن السادس الهجري، فإنه لا بد أن تكون المحاولة أكثر شراسة وأعمق غورا وأبعد أهدافا ولا يستبعد أن تكون بمشاركة غير الحضارمة من خصوم المذهب. الإمام الزمخشري يأخذ عن علماء تريم : هو الامام أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، ولد في زخشر في إقليم خوارزم، ولد سنة ٤٦٧ه‏، وتوفي سنة ٥٣٨ه‏، لقب نفسه ( جار الله ) حين أقام بالحجاز بجاورا لبيت الله الحرام ث وهو إمام كبير في التفسير والنحو واللغة ث وله مؤلفات كثيرة كلها جدة وابتكار وأعظمها تفسير ( الكشاف ) المشهور، وكان يجاهر باعتزاله في كتبه ث وكان قويا كل القوة في اعتزاله وتفسيره وبلاغته وبيان بلاغه القرآن وإعجازه 0حق ان أهل السنة لم يستطيعوا أن يتخلوا عنه & بل انتفعوا به واستخدمه كل المفسرين الذين أتوا بعده تقريبا( ' ‏١ هذا هو الإمام الزمخشري على علو مكانته وسمو مقامه واعتزاله 0كان يأخذ علمه عن علماء تريم الأجلاء. الحافظ التريمي :هو أبو محمد عبد الملك بن محمد التريمي الحضرمي، أحد حفاظ الحديث & من مشائخه أبو عبد الله محمد البلخي المروي، وأبو كلثوم عيسى بن أبي ذر، ومن تلاميذه أبو القاسم الزمخشري، روى صحيح البخاري بسنده إلى الإمام البخاري نفسه & وكان هذا السند لا يتجاوز ثلاثة أسانيد. وينقل المؤرخ الحداد عن الشيخ محمود بن سليمان الكغوي الحنفي في كتابه ( كتائب الأعلام ي طبقات الحنفية ) © قال في ترجمته للإمام الزمخشري : رأيت مكتوبا بخط أبي طالب بن علي بن محمد الإسترابادي في آخر نسخة من ، وهذهصحيح البخاري © وهذه النسخة أيضا واقعة بخطه في سنة ‏٥ ٤٢ه بخط الشيخ الأديب أبي القاسم محمود بن عمرصورة ما كتبه _ وجدت ()١٩٩ الزمخشري رحمه الله :صحيح البخاري بتمامه حدثنا به الشيخ أبو محمد عبد الملك بن محمد اليماني التريمي الحضرمي، قرأه عليه بمكة في المسجد الحرام، عند باب إبراهيم صلوات الله عليه عن أبي مكتوم عيسى بن أبي الذر عن أبيه.. الحدث النهدي : بتمامه حدثنا به أابولحياة عن عبيد بن محمدابنججسلم حح مصحي بن عبدالله ابن يوسف بن رحيم النهدي اليماني الحضرمي، في المسجد الحرا«'). على أن علاقة الإمام الزمخشري بعلماء ترمم ليست الوحيدة في علاقاته بعلماء اليمن } حيث إن له علاقة أيضا بالعالم الزيدي الكبير علي بن عيسى بن حمزة الحسي المتوفى سنة _ ٥٥٦ه‏ وهو عالم أديب انتقل إلى مكة وتصدر للتدريس فيها } وكانت له مساهمات ثقافية متنوعة وجلأله صنف الإمام الزمخشري تفسيره ( الكشاف سة{.'\'٨‏ على أننا نود القول :إن عناية المعتزلة والزيدية بالحديث ضعيفة، وإثما جل عنايتهم بالقرآن وعلومه & وهم عندما يدرسون في كتب الصحاح، فإممم ينظرون إليها نظرة نقدية، ويأخذون منها ما يتناسب مع نظرتمم المذهبية، وبهذا كان للإمام الزمخشري صحيحه الخاص به، وهو ( الأحاديث الزمخشرية ) وهو يضم الأحاديث اليي يرى الإمام أما صحيحة فقط، ولما نجده في تفسيره ( الكشاف ) يظهر تلك النظرة النقدية بكل جلاء & فهو يقول عن الحديث الذي يرى أنه صحيح ( حديث مرفوع ) ويقول عن الحديث الذي يرى أنه ضعيف ( حديث مرقوع ). لهذا فإنا نرى أن الإمام الزمخشري إئما سمع كتب الصحاح تلك عن علماء الاعتزال الحضارمة بمثل تصنيف تفسيره لأجل العا لم الزيدي علي بن عيسى. مذبحة العلماء والفقهاء في حضرموت من قبل الحملة الأيوبية عليها لقد وجدنا المؤرخ ابن سمرة الجحعدي يقول عن تلك المذبحة في طبقاته : إن عثمان الزنحبيلي قتل فقهاء حضرموت وقراءها قتلا ذريعا، وبامخرمة يقول : إنه قتل عالما كبيرا ء كل ذلك دلالة على كثرة القتل الذي قامت به الحملة الأيوبية في حق العلماء والفقهاء، ولقد دللنا على أن ذلك السلوك الوحشي من قبل الأيوبيين لم يكن إلا لأسباب مذهبية محضة. غير أن الأهم في أمر تلك المذبحة البشعة الرهيبة هو أن الأيوبيين لم يمارسوا ذلك الأسلوب البشع في حق العلماء إل قي حضرموت من دون باقى مدن اليمن ال استهدفتها الحملة. على أننا نود أن نتعرف على الطريقة والمسو غ الذي اتخذته الحملة لتبرير تلك المذبحة 3فهل نستطيع استنطاق التاريخ الصامت حول هذه القضية الهامة. فلنحاول: في البدء نود التذكير بأن المعتزلة كانوا قد شغلوا أنفسهم بمسألة التوحيد. وانبروا يدافعون عنه بما لديهم من حجج عقلية ونقلية، ولما كانت مسألة التوحيد تتعلق بصلب وجوهر العقيدة الإسلامية، فإن أي انحراف فيه لابد أن يؤدي إلى الكفر، لهذا بحد المعتزلة يكفرون الأشاعرة لقولهم بالصفات المعنوية لله تعالى ى كما يكفرونمم لقولهم بقدم القرآن، باعتبار أن القدم هو أخص وصف لله تعالى، كما أن الأشاعرة يكفرون المعتزلة في نفس الأمور ويتهمونمم بتعطيل الصفات الألهية، لهذا نحد الأشاعرة يطلقون على المعتزلة اسم ( المعطلة )، في حين يطلق المعتزلة اسم ( الصفاتية ) على الأشاعرة © كما يكفر الأشاعرة لإنكارهم الشفاعة يوم القيامة قى مرتكجي الكبائر 0ورؤية اللهالمعتزلة والأباضية تعالى في الآخرة. (()٢٠١ ولست بصدد الخوض فى مسائل الخلاف العقائدي بين الطرفين ث ولكي بصدد التذكير بمسألة هامة في التاريخ الإسلامي الوسيط & وكانت نتاجا مباشرا لذلك الخلاف & وتلك المسألة هي ما أطلق عليها المؤرخون ( :محنة خلق القرآن ) ال امتحن فيها علماء السنة في عهد خلفاء ب العباس الذين تبنوا مذهب الاعتزال، ولقد كان من أشهر أولئك العلماء الإمام أحمد بن حنبل. لقد كانت تلك الحنة أو الامتحان للعلماء السنة بأن طلب منهم القول بأن القرآن مخلوق محدث وليس قديما } فمن قال إنه قدتم أو لم يقل إنه مخلوق محدث & فهو كافر في اعتقاده يستحق العذاب والقتل، ذلك أن المعتزلة يعتقدون أن الذين يقولون إن القرآن قديم غير مخلوق، إنما هم ملحدون مشبهون } لأمم يصفو ن الله وفعله _بالصفة الي هي لله وحده وهي صفة القدم. ولقد اقتصر ذلك الامتحان أو المحنة على القضاة والمحدثين وسائر العلماء من أهل السنة، و لم يتعرضوا للعامة لأمم لا نظر لهم ولا استدلال، أما العلماء فهم أرباب النظر والاستدلال وفي مقدورهم أن يفرقوا بين الله وخلقه، ويدركوا أن القرآن لا يمكن إلا أن يكون مخلوقا. أما وقد أصروا على القول بأن القرآن قديم غير مخلوق، فقد اعتقد المأمون ومن خلفه من معتزلة بنى العباس أنمم كاذبون معاندون 0فشددوا عليهم وتناولوهم بالأذى والتنكيل. إن مسائل الخلاف العقائدي بين المعتزلة وأهل السنة ظلت حية في الفكر الإسلامي منذ أن ظهرت في وقت مبكر من ظهور مذهب الاعتزال في بداية القرن الثاني الهجري وازدادت حدة عند ظهور المذهب الأشعري في بداية القرن الرابع & واستمرت تلك الحدة بعد ذلك طويلا 3ففي سنة ‏ ٤ ٠٨ه استتاب الخليفة القادر الشيعة والمعتزلة عن المقالات المخالفة لأهل السنة & واهم عن (٢٠٢ الكلام فيها وتدريسها والمناظرة حولها ووقع التائبون على محضر بذلك } ثم تمددهم الخليفة بأنهم مت خالفوه حل ممم النكال والعقوبة بما يتعظ به أمثالهم(ث'‘. و لم يكتف الخليفة القادر بمطاردة الشيعة والمعتزلة في العراق، وإنما أرسل أيضا إلى السلطان محمود الغزنوي يطلب منه القضاء عليهم في بلاده، فامتثل السلطان لأمره واستن سنته، فتتبع المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة وغيرهم & وصلبهم وحبسهم ونفاهم وأمر بلعنهم على منابر المسلمين ث وصار ذلك سنة في الاسلا". وتي سنة ‏ ٠ ٩‏ه ٤قرئ بدار الخلافة في بغداد كتاب يوضح مذهب أهل السنة 0جاء فيه ( :من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم """. حت إذا جاء القرن السادس الهجري كانت تلك القضية على حدتما الأولى، فنراها تظهر بشكل جلي واضح في عهد صلاح الدين الأيوبي، ولقد كان القرار الذي أصدره هذا السلطان بالتنكيل بمن يقول بخلق القرآن & صورة طبق الأصل لاستتابة الخليفة القادر للمعتزلة والشيعة سنة _ ‏ ٤٠٨ه وهو خير دليل على تلك الحدة السنية تحاه تلك الفرق 0ولقد كان ذلك القرار في صياغته المشحونة بالوعيد والويل والثبور وبسط العذاب، يدل على أن علماء السنة الذين قاموا بصياغته 3كانوا يعانون من شدة عدائهم تجاه الفكر المخالف & خاصة الفكر المعتزلي والأباضي } وهم أكثر الفرق قولا بخلق القرآن. وعلى ماتقدم يمكن استخلاص الأمور التالية : ‏ -١إن مسائل الخلاف العقائدي المعتزلي _ السين أدت إلى تكفير كل طرف للاخر. ‏ -٢إن حدة ذلك الخلاف قد استمرت حت العصر الأيوبي، حيث ظهرت ي تعصب الدولة الأيوبية للمذهب العقائدي السي. ((٢٠٢ ‏ ٢إن المعنيين بذلك الخلاف والذين يلحقهم الأذى والتنكيل والمساءلة إنا هم العلماء والفقهاء 0وليس العامة طرف فيه. ‏ ٤إن مسألة خلق القرآن تعتبر جوهرية في قضية التكفير بين الطرفين & منذ أن ظهرت في العصر العباسي الأول حت العصر الأيوبي. محنة ر خلق القرآن ) تتكرر معكوسة في حضرموت : لقد رأينا فيما سبق البعد المذهبي العقائدي للحملة الأيوبية على اليمن عامة وحضرموت خاصة، ورأينا أن من ثمرة ذلك البعد كانت مذبحة العلماء والفقهاء والقراء الحضارمة الذين تتبعتهم تلك الحملة في المدن والقرى والوديان. وتذكر كتب التاريخ الحضرمي عن استشهاد الأخوين ( آل كدر ) أنه عندما سبق أ حد هما الآخر إلى السياف لينفذ فيه حكم الإعدام & قال له أخوه: ( اتسبقيي إلى الجنة ؟ لا بأس، فلمثلها يكون السباق )""‘. إن مقولة ( اتسبق إلى الجنة ) لها مدلولات في غاية الأهمية 5منها :أن المؤمن في المذهب الأشعري } ومهما كان تيقنه من علو درجة إيمانه ى ومهما قدم من الطاعات وابتعد عن المعاصي، لا يستطيع أن يضمن الحنة، ذلك لأن الله تعالى فعال لما يريد، يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء، ولا يسأل وأنتم تسألون © يجوز منه تعالى ان يعذب على الصغائر ويعفو عن الكبائر. وخلاصة القول :إنه ليس في مذهب الأشاعرة وأهل السنة من يضمن لنفسه الحنة من أهل الطاعات © كما أنه ليس هناك ما يلزم دخول أهل الكبائر النار. غير أن الأمر ليس بتلك الصورة لدى المعتزلة بالنسبة لمسألة النواب والعقاب } ذلك أن الأصل الثاني من أصول الاعتزال، وهو ( العدل ) يقول إن ((٢٠ ٤ الله تعالى ليس بظلام للعبيد 0فهو يجازي كلا حسب عمله & فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره © ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 0وكل نفس بما كسبت رهينة 3 ويغفر لمن يشأ بطاعاتمم ويعذب من يشأ بذنوبممم، ولهذا كان الأصل الثالث لديهم هو ( :الوعد والوعيد ) وهو يعي في النهاية بحازاة أهل الحنة بالحنة لطاعاتمم © وأهل النار بالنار لذنويهم. وإذن فإن مقولة ( أتسبقي إلى الجنة ) لا تستقيم مع منطق المذهب الأشعري أو السين، خاصة وإننا صادرة عن أحد كبار العلماء 7وليست صادرة عن أحد العوام حتت يمكن أخذها على علاتما دون نظر إلى مدلولاتما العقائدية } ولكن تلك المقولة تستقيم تماما مع أصول المذهب المعتزلي وأصحاب العدل والتوحيد وعلمائهم. أما لماذا ضمن ذلك الشيخ الخليل لنفسه ولأخيه الحنة، فذاك لا يكون إلا إذا كان ما استشهدا عليه ومن أجله أمرا جليلا يستحق عليه فاعله الجنة. ترى ما هو ذلك الأمر الخليل. إِممما رفضا القول بمقدم القرآن، وأصرا على أنه مخلوق محدث } وهذا يعن أن الحملة الأيوبية قد قامت بمحنة أخرى في مسألة ( خلق القرآن ) تنفيذا للقرار السلطاني لصلاح الدين الأيوبي بالتنكيل بالقائلين بالخلق 3وبسط العذاب لم. إن القول بقدم القرآن بالنسبة لأهل العدل والتوحيد والأباضية هو الشرك بالله تعالى، وهو عندهم كفر بواح، وإذن فإن رفضهم القول به ح ولو كانت عقوبة ذلك الرفض الإعدام، إتما يعي الموت في سبيل الدفاع عن مبدأ التوحيد للخالق تعالى 3وأي شرف يفوق شرف الشهادة في سبيل هذا المبدأ العظيم. وبمذا يمكن فهم عبارة الشيخ ( أكدر ) تلك، كما يمكن فهم قول الأستاذ الشاطري عن الشيخين آل أكدر في تلك اللحظة ال يستقبلان فيها الموت } ()٢٠٥ حيث قال ( :وكانا راسخي الايمان، لا يخشيان الموت ث". وكيف لا يكونا كذلك وهما على يقين بأئمما يستقبلان الحنة والنعيم الخالد. وبمذا تكون الحملة الأيوبية على تريم خاصة وحضرموت عامة قد قامت للذين يخالفونه، بتنفيذ القرار السلطاني لصلاح الدين الأيوبي ببسط العذاب ونفذت تحذيره شم بأن تصيبهم ( فتنة أو عذاب أليم). الحياة العلمية في تريم في القرن السادس الهجري : الاعتزال على أساس متين من إعلاء مكانة العقللقد قام مذهب والقدرة الإنسانية على الخلق والإبداع، ولهذا فإن أخص خاصية يجتمع يذهب مذهب الاعتزال هي العقلانية 2ذلك أن المعتزلة في أية مرحلة من مراحل تطورهم الفكري، أو في دور قوتمم أو ضعفهم، إثما كانوا يقدمون العقل على النقل، وانطلاقا من نزعتهم العقلية المتأصلة فيهم نراهم لا يقرون بالمعجزات إلا للانبياء 2ولا يقرون بالكرامات للأولياء، ولا يقرون الكثير من المعجزات المروية للرسول الكريم، مثل انشقاق القمر، ونبع الماء بين أصابعه، ويعتبرون أن القرآن وحده معجزة ني الإسلام، كما أمم لا يقرون أثرا للسحر في الإنسان ولا رؤية _الجن، ولا يقرون التصوف من حيث هو علاقة حب أو فناء أو حلول. وبالنسبة للحديث الشريف ڵ فإممم يقبلون ما يقبله العقل ويرفضون ما يرفضه، وبالاختصار، فإنهم يرون أن هناك قانونا للطبيعة كتب الله على نفسه اتباعه إلأ عند ضرورة المعجزات & ولا يؤمنون بتغيير القوانين إلا بالبرهان. ((٢٠٦ في تريم القرن السادس الهجري & سادت فيها تلك الأجواء العلمية العقلانية } & بلغ علماؤه ثلاتمائه عا ل وفقيه ومفق، منهم عدد كبيرتي مناخ علمي كثيف يشتغل بالتأليف. هذه الأجواء العلمية تفصح عنها القصيدة الفكرية لشيخ الإسلام بافضل & تلك القصيدة ال رأيناها ومن أول أبياتما تقول صراحة بأقدمية العقل على النقل، وأن العقل هو مفتاح العلوم والمعارف، وفيها وجدنا شيخنا بافضل تعتمد على النظر العقلي فييأخذ حيت مسألة التوحيد كمسألة منطقية استدلالية مخلوقاته تعالى 3كدليل على وجوده وتفرده بالقدم والخلق & كما رأيناه 3في وصيته يقول :إذاتقرر أنه لا بد للعبد من العلم والعبادة } فالعلم أولى بالتقديم. وفي هذا القول للإمام بافضل كل الوضوح على تقديم العقل على النقل 3وهي القاعدة الي تبن عليها الحياة العلمية العقلانية. وهكذا 3فإن الأجواء العلمية في ترم حينها تتعارض مع أي ادعاء بأي قدر من النشاط الصو النظري، ولكن بالمقابل 3فقد كانت تريم وحضرموت عامة تعج بنشاط زهدي وعبادي مكنف & وهو مشهور عن المعتزلة والأباضية منذ بواكير ظهورهم في التاريخ الإسلامي. وإذن © فقد كان الجمع العلمي المعتزلي التريمي في القرن السادس & يزخر بحركة علمية لا مثيل معاصر لها في العا لم الإسلامي، من حيث اعتمادها على مذهب الاعتزال، ومن حيث كنافة الوجود العلمي فيها وغزارة إنتاجه العلمي © ولقد لا حظ الدكتور الدجيلي ( أن الحركة الفكرية في اليمن في القرن السادس متقدمة 3كما حدثت هجرة معاكسة & أي وصولالمجري \ قد بلغت درجة جماعات بشرية متعددة إلى اليمن، ساعدت في هذه الحركة الفكرية & ويرى أيضا أنه قي هذا القرن ظهرت على الساحة اليمنية تيارات فكرية، أبرزها الفكر لمعتزلي الذي يؤمن بسلطان العقل ويدعو إلى التفلسف والجحدل”(\'‘‘. ((٢٠٧ فيهاأما في العالم الإسلامي فقد بلغت الحالة إلى الدرجة ال يكون الاشتغال بالعلوم الفلسفية وعلم الكلام هو الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، بين الإسلام والزندقة } ولنا في قرار السلطان صلاح الدين الأيوبي بمنع الخوض ف علم ‏ ٥٨٨ه، عندما اتممالكلام & وفي ما تعرض له الحكم بن عبد السلام سنة _ من قبل العامة بالاعتزال، وكيف شهر به وأحرقت كتبه ثم سجن لمدة عام كامل 3في كل ذلك خير دليل على ما وصلت إليه الامو ر في محاربة تلك العلوم في المجتمعات الي غلب عليها أهل السنة } إضافة إلى النشاط المنظم من قبل الدولة السلجوقية ( العباسية ) والدولة الأيوبية المعادي لتلك العلوم أيما عداء. إن اشتغال المجمع العلمي التريمي في القرن السادس بالعلوم الفلسفية يحتل أهمية خاصة من حيث مدلوله المذهي المعتزلي، ومن حيث حيوية الحركة العلمية ونشاطها الإبداعي. لدينا أقوال صريحة على اشتغال ذلك الجمع العلمي بالعلوم الفلسفية © هذه الأقوال لم تات من قبل مؤرخين معاصرين أو متأخرين ي ولكنها تصريحات رجال ذلك الجمع أنفسهم } فلقد وجدنا الإمام القلعي يفتخر بامتلاك شيخه بافضل ناصية (ماحوى سقراط والإسكندر ) وهو ما قصد به الإمام القلعي علوم الفلسفة اليونانية. ‏ ٦١١ه ) يقولوهذا الإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب التريميى رت ي قصيدة يصف فيه موطنه مدينة تريم : مباركة لها رب رحيمبلاد طاب مسكنها لقالوا جنة الدنيا تريمفلو نظرت فلاسفة إليها ومن البيتين أعلاه للإمام ابن أبي الحب \} حده يقول بقدرة الفلسفة والفلاسفة على إعطاء الصورة الأعمق والأشمل إحاطة للحقيقة، ولولا قناعة ((٢٠٨ الإمام بقدرة الفلسفة تلك لما اعتبر قول الفلاسفة ( جنة الدنيا تريم ) حجة على أفضلية تريم على باقي مدن الدنيا © هذا الاعتداد بالفلسفة والفلاسفة لن يأت إلا عن عقلية معتزلية ح محبة للعلوم الفلسفية لا كارهة لما. وحقيقة العلاقة بين الاعتزال والفلسفة، هي أن المعتزلة وقد عهدوا على أنفسهم الدفاع عن العقيدة الإسلامية والدعوة إليها لدى أهل الأديان الأخرى © وفي أثناء جدالهم ومناظراتمم معهم وجدوا أن أهل تلك الأديان بحكم تقدمهم الحضاري لهم اليد الطولى والبا ع الطويل في الفلسفة والعلوم العقلية، وبالتالي كانوا أقدر عمليا على دحض حجج وبراهين علماء الاعتزال المعتمدة على الكتاب والسنة، أي النقل & وهو الأمر الذي لا يعترف به الطرف الآخر ولا يقره 3لأنه لا يؤمن به، ولهذا رأى المعتزلة أن أمر الدعوة والدفاع عن عقيدة الإسلام، لا يستقيم مع تلك الأقوام، إلآ من خلال بجادلتهم ومناظر تمم بسلاحهم & أي الفلسفة وعلومها 3وهكذا أقبل أهل الاعتزال على الفلسفة والعلوم العقلية وأتقنوها وأصبحت مكونا أساسيا من ثقافتهم 3ولكن ليس لذاتما، بل لتكون سلاحا لنشر الدعوة ومقارعة الخصوم، وبمذا فقد (سد المعتزلة الطريق أمام ضعاف العقيدة الذين بمرهم بريق الفلسفة ؤ و لم يستطيعوا فهمها & ح لا يندفعوا في تيار المروق والزندقة ‏)"، ٠وبمذا كان طبيعيا أن تكون الفلسفة وعلومها مكونا أساسيا في ثقافة معتزلة حضرموت، مثل الإمام سالم بافضل والإمام محمد بن على القلعي والإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب. غير أن اشتغال الجمع العلمي التريمي المعتزلي بالعلوم الفلسفية، يعني أيضا أن العلوم الكلامية كانت في أوج بجدها وازدهارها } ذلك أن تلك العلوم تتخذ من الفلسفة قاعدة لها 3ومنها يستنبط علماء الكلام قضاياهم. ()٢٠٩ ولقد رأينا أن القصيدة الفكرية لشيخ الإسلام بافضل كانت ( تناظر ) في مسألة عقلية كلامية 0هي مسألة إثبات وجوده تعالى بالحجج العقلية والاستدلال المنطقي من خلال النظر في عظيم قدرته. بالإضافة إلى ما تطرقت إليه القصيدة من مواضيع ومبادئ كلامية تحدثنا عنها قي حينها. وفي وصية شيخنا بافضل وجدناه يدعو صراحة إلى تعلم علم التوحيد } وقلنا إن علم التوحيد هو علم الكلام بعينه ح وهو يعطي هذا العلم حق الأولوية في بمجتمع تريم حينها } ولما كان شيخنا يدعو حت العامة للأخذ يمذا العلم } فإنتا نرى أن ذلك العلم قد انتشر في تريم وحضرموت القرن السادس } وأصبح علما متداولا في المساجد والشوارع والمعاهد، بمثل ما كان سائدا ي بغداد وإقليم الري في عصورها المعتزلية. وللإمام أبي الحب أقوال شعرية تسمى ( القواني ) وهي نوع من النظم التعليمي في التوحيد والأخلاق والعبادة والمعاد والزهد وغير ذلك من المسائل التعليمية، يقول في مستهلها : تفرد بالجلال وبالبقاء")٠‏تبارك ذو العلا والكبرياء إله قد علا قدرا وذكرا وخيرأ كنهه عقلاً وفكر وقدر عدله يسرا وعسرا ومن النظرة الأولى في ( القواتي ) أعلاه، يتبين لنا أما قي مضمون ( العدل الإلهي ) على طريقة أهل الاعتزال، وهذا الأصل ( العدل ) الذي سموا به أنفسهم (العدلية) يقدمه المعتزلة على ( التوحيد) في أحب ألقابممم إلى نفوسهم، وهو ( أهل العدل والتوحيد ) وما ذاك إلآ لأنمم يرون أن توحيد الخالق تعالى لا يستقيم إلا بعد الإقرار بعدله تعالى، وعدله يقتضي نفي القدر في أفعال ()٢١٠ العباد 7أي حرية العبد في اختيار أفعاله 0ولهذا فقد بذل المعتزلة جهودا جبارة قى مقاومة فكر( الحبر ) الذي اعتبروه قمة الشرك والكفر بالله، ذلك أمم رأوا أن القول بالجبر يعي أن أفعال العباد مقدرة عليهم منه تعالى، بما فيها من بغي وشرور ومفاسد ومظالم، وبالتالي نسبة تلك القبائح إلى الله تعالى وذلك بعينه الكفر البواح لدى أهل الاعتزال، ذلك أنم رأوا أن مريد الخير خير وأن مريد الشر شرير ومريد العدل عادل ومريد الظلم ظالم... ومعين هذا أن إرادة الله لو كانت متعلقة بكل أفعال العباد 3خيرها وشرها، لكان الله موصوفا بالخيرية والشرية 5والعدل والظلم وذلك قبيح في حقه جل شأنه تعالى، ولهذا لم يبق إلا أن يكون _ بلغة الإمام أبي الحب _ : خيرا كنهه عقلاً وفكرا وقوله ( عقلا وفكرا ) إشارة إلى الأدلة والبراهين العقلية والفكرية الدالة على ( خيريته ) تعالى & وهي على ماذكرناها أعلاه } والمعتمدة لديهم 0من دون الأدلة والبراهين النقلية من الكتاب والسنة وهي كثيرة. وهم إذ يقولون بحرية العبد في اختيار أفعاله 3يرون أنه تعالى لا يفعل إلا الخير 3ومحال أن يفعل الشر والقبائح، وهذا القول تفرع عنه قولهم بالصلاح والأصلح، ومعناه أن أفعاله تعالى لا تخلو من الصلاح والخير، وأنه تعالى لا يفعل بعباده إلآ ما منه صلاحهم } أي إنه بلغة الإمام أبي الحب أيضا : وقدر عدله يسرا وعسرا وهو بلغة الإمام سالم بافضل في قصيدته ( الفكرية ) : ورازقها من فضله الواسع الوفرفسبحان هادي الكل منها صلاحه ()٢١١ وهكذا نجد أن الإمام أبا الحب قد حدد مذهبه المعتزلي منذ مستهل ( قوافيه ) » تماما كما حدد الإمام سالم بافضل مذهبه المعتزليى في مستهل قصيدته الفكرية بقوله : هنيئا لى الحظ الجريل من الأجرأيا فاتحا بابا عظيما من الفكر وقد بينا مقصوده من ذلك في حينه. ولما كان الزهد في الدنيا والعمل للآخرة ركنا أساسيا وجوهريا في الفكر والسلوك المعتزلي، في نفس الوقت الذي يرفضون فيه التصوف فكرا وسلوكا © ويرونه بدعة في الدين لا أساس لها من الكتاب والسنة ث كل ذلك كان لا بد أن ينعكس في فكر معتزلة حضرموت، ولهذا بحد الإمام أبي الحب يقول في (قوافيه) محذرا من التصو ف فكرا وسلوكا بقوله : الا ينظرون إلى أناس وما قد قلدوه من لباس لقد شادوا على غير أساس فما زهد الفتى بحلق رأس 3ولا بلبس أثواب غلاظ هذا الموقف الرافض والناكر للتصوف ©، سوف نحده _ وبنفس المع تقريبا _ في القرن العاشر الهجري، لدى الشاعر والفقيه الزيدي عمر ين عبدالله بامخرمة فى قصيدة منها : ذي سعوا في تصوفهم على غير قدوةفاحك لأهل الدعاري والكلام المشوه لا زالتالقواقي للإمام أبي الحجبومن الجدير بالذكر والملاحظة أن هذه وإلى اليوم & تقرأ قي مساجد حضرموت كل ليلة من ليالي رمضان بعد صلاة ((٢١٢ التراويح والوتر © ويمكن تعليل ذلك بأن هذه القواقي كانت في الأساس مادة تعليمية معتزلية تدرس ف المساجد الي اتخذها المعتزلة مدارس جامعة لعلوم الاعتزال © كما يتضح ذلك من وصايا شيخ الإسلام سالم بافضل وظلت على حالها ذاك إلى اليوم، رغم ما بذله الإخلاف من تحوير لبعض معانيها ومضامينها لمعتزلية 7ما استطاعوا لذلك سبيلا. ولقد ارتبط الأخذ بالعلوم الفلسفية اليونانية بالأخذ بعلم الطب ڵ لهذا اشتغل أغلب الفلاسفة بالطب، ولقد رأينا شيخ الإسلام بافضل قد أحاط ( بما حوى سقراط والأسكندر ) كناية على العلوم الفلسفية مضافا إليها علم الطب بالضرورة 3فيلزم عن ذلك أن نرى صدى لعلم الطب في ما تبقى من ثراثه » ولن نبعد كثيرا في العثور على ما نبحث عليه ففي قصيدته الفكرية ما هو كاف للدلالة على ذلك & فنجده يقول فيها بلغة الطبيب الحاذق والجخراح الماهر : ولو لم تزل ضرت به غاية الضروفي الدم أخلاط تكدر صفوه فتجذيما منها المرارة في يسرفمن خلطة الصفراء وهي كرغوة عسربلافيفصلها اللحالومن خلطة السوداء وهي كدودة فيه من رق فينخن بالعصرفتمتص منه الكليتان بقية الذي تصرف فيه الجسم بالجبر والكسروبالبلغم التأمت طباعك أربعا ويبس وأصناف البرودة والحروعدها سبحانه برطوبة أعدت له عييت ومااستطعت من صبرفلو ضعفت إحدى قواك عن الذي فما فيه اخلال بظفر ولا شعرو با لد م يغذ ي كل عضو بقسطه كمثل غداء الأنف في القسط والقدرفليس غداء الفخدين في العظم شأمما ((٢١٢٣ ويقول أيضا : وكنت في الأرحام في ظلمة القعروسبحان من أحياك بالروح رحمة ووجهك مصروفا إلى جهة الظهرفصرت إذن في بطن أمك قاعدا أعاليك سفلا حبن أزعجت بالز حرفلما دنا وقت الولادة نكست ققيرأ ضئيل الجسم كالفرخ في الوكرفصرت إلى الدنيا ومالك حيلة وغداك منها ذلك الوقت بالدرفاحنى عليك الأم لطفا ورأافة صى بعد ولا حصرتولحفلاتطوايلباأطنعضاء منك عجائب تنضج ما تحوي كطحنك في القدرسوى المعدة التيهاييكن ف لم فلو يصير دما فيها بتقدير ذي القهرإلى الكبد التيفيصفو صافيه فينحط منسلا من القبل والدبرويبقى حثالات الطعام ونقله ولسنا بصدد إيراد كل ما في القصيدة الفكرية من مواضيع طبية، فهي غنية بذلك، ولكننا بصدد التدليل فقط على اشتغال الجمع العلمي التريمي المعترلي بعلوم الطب الي ارتبط الاشتغال بما في العصر الوسيط بالعلوم الفلسفية اليونانية } وهي كذلك لدى شيخنا بافضل. وفي العلوم الفقهية ء حفظت لنا يد الأيام ( اسماء ) المؤلفات التالية : ‏ ١الإكمال لما وقع في ( التبيه ) من الإشكال والإهمال :الإمام عبد الله بن عبد الرحمن بن عبيد التريمي المتوفي سنة _ ٦١٣ه‏. ‏ -٢قواعد المهذب :الإمام محمد بن علي القلعى. ‏ ٣احترازات المهذب :الإمام القلعي. ‏ ٤إيضاح الغوامض في علم الفرائض :الإمام القلعي. ‏ ٥المستعذب في ألفاظ المهذب :الإمام القلعي. ‏ -٦كتر الحفاظ :الإمام القلعي. (()٢١٤ ٧أحكام القضاة :الإمام القلعي. ‎ يقى أن نقول إن كل ذلك التراث الفقهي هو في حكم المفقود 3شأنه شأن كل تراث القرن السادس الهجري في حضرموت | الأمر الذي يؤكد ما قيل من أنه تعرض لعملية إعدام مقصودة إ لما يحويه من فكر فقهي عقلي. كما أنه كان هناك نشاطا في كتابة ( التاريخ )، ويتضح ذلك مما يلي : ‏ 7 -١أول دليل بذلك يقدمه لنا كتاب ( تاريخ شنبل ) تأليف أحمد عبد الله شبنل العلوي المتوفي سنة _ ‏ ٢٠‏ه ‘ ٩وهو سجل حافل بأحداث دول ‏ ٠١‏_ه ٥حىحضرموت وقبائلها ومواليد ووفيات أعيانما بدءا من سنة _ سنة وفاة المؤرخ & غير أن هذا المؤرخ لم يذكر مصادره ال استقى منها تلك الأخبار الي دونت باليوم والشهر والسنة، وفي ذلك دليل على عناية أهل حضرموت المبكرة بكتابة التاريخ. ‏ ١إن كتب التاريخ الحضرمية الحديثة والمعاصرة، تحتوي على كم هائل من لمعلومات الي لم ترد في تاريخ ( شنبل ) 3هذه المعلومات من الصعب القول بأنها منحولة، لأمما عامة وليس لأحد مصلحة في ادعائها باطلا } مثل قولهم بكثافة الوجود العلمي في تريم في القرن السادس الهجري & وهو ما أكدت صحته هذه الدراسة. المعاصر عن الكتب التاريخية أوعلى أية حال تتحدث كتب التاريخ الحضرمي المصادر المفقودة التالية : ‏ ١الياقوت الثمين وقوت قلب الفطن اللقين :وهو ( يتعلق بالعلماء والفقهاء والأولياء والصالحين & وذكر الحوادث وذكر السلاطين والأعيان من أهل حضرموت \وهو لبعض علماء تريم الأوائل إ٤لأنه‏ مدح مصنفه "ث". وأثين عليه ۔ثم قال :التريمي الحضرمي ؛انخرم اسمه من القدم ()٢١٥ ‏ ٢تاريخ باعيسى :تأليف الإمام القاضي أحمد بن محمد باعيسى، المتوفي سنة _ ٦٢٨ه‏ » قال عنه صاحب ( الغرر ) إنه تاريخ مشهور”‘‘. محمد بن أحمد أبي الحب الثعييي التريمي. ‏ -٢تا ر يخ أبي الحب : ت ٦١١ :ه_(.)٤‏ وفي الأخير نود القول :إن علوما كثيرة ونشاطا علميا عاليا ونتاجا زاخرا »كانت تدفع به ترعم وبجمعها العلمي الذي تتفق المصادر والمراجع على أن عددا كبيرا من أفراده كان يشتغل بالتأليف، كما لا يفوت هنا أن أذكر علم ( التفسير ) الذي لابد أن يكون له حضور متميز في ذلك النشاط } ليس لأهميته كعلم فحسب & ولكن أيضا لعناية المعتزلة بالقرآن وعلومه وذلك مشهور عنهم ولهم فيه باع طويل & ولهذا كان طبيعيا أن تذكر لنا المصادر والمراجع أن لشيخ الإسلام بافضل ( تصانيف في علم التفسير )، وشيخنا بافضل مؤهل لخوض ذلك العلم لغزارة معارفه وعلومه ٤كما‏ أخبر بذلك عنه الإمام القلعي. ولقد كان من أثر تلك العناية المعتزلية بالقرآن وعلومه إفي بجتمعات المدن الحضرمية الكبرى عامة ٤وترنم‏ خاصة \أنه ومنذ القرن الرابع الهجري ( انتشر في سكان تريم حفظ القرآن الكريم، رجالا ونساء، أطفالا وشبابا & كهولا وشيوخا & حق صار في أكثر أهلها 3وأصبح لم بتلاوته دو ي كدوي النحل في مساجدها وبيوتما وأسواقها وشوارعها &، كما ذكر ذلك علماء "."٠التاريخ‎ ()٢١٦ حضرموت تحفظ التراث المعتزلي : تحدثنا في فصل سابق عن ما تعرض له التراث المعتزلي في العالم الإسلامي من إعدام وإفناء مقصودة ومتعمدة من قبل الخصوم المذهبيين، إلى الدرجة الى لم يسلم منه إلا النذر اليسير \مقارنة بغزارة ذلك التراث وتنوعه حق إذا أطل القرن الميلادي العشر و ن 0كانت معارف المسلمين بتفاصيل هذا المذهب قليلة ومضطربة لأنما مبنية على ما كتبه الخصوم عنه، وليست من مصادر معتزلية. ١٩٥١م‏ قامت بعثة من جامعة الدول العربية بزيارة لصنعاءوفي سنة _ لتصوير أهم المخطوطات الموجودة فيها 3ولقد عثرت تلك البعثة في سقف الحامع الكبير على عدد من المخطوطات النادرة وكان من ضمنها :كتاب ( المغ في التوحيد ) و( شرح الأصول الخمسة ) وكلاهما للقاضي المعتزلي الكبير عبد الجبار ‏ ٤١٥ه ولقد كان ذلك الكشفبن أحمد الأسدي الحمدان المتوفي سنة _ النافذة ال فتحت أمام الثقافة العربية الإسلامية لمعرفة مذهب الاعتزال على حقيقته عبر أقلام أعلامه، وليس عبر أقلام الخصوم، ولا زالت كتب القاضي عبد الجبار إلى اليوم هي المصدرالأساسي لمعرفة الاعتزال تاريخيا وتطورا وأعلاما وفكرا وغير ذلك من القضايا 5ويمذا استطاع المذهب الزيدي أن يحفظ لنا بعضا من التراث المعتزلي الذي لولاه لما حفظ الجامع الكبير تلك الذخائر النفيسة من المكتبة المعتزلية. وطالما إننا قد توصلنا إلى اعتزالية الأوضاع في المدن الحضرمية في القرن السادس الهجري } فإن ذلك يفترض العثور على بعض من ذلك التراث المعتزلي المفقود، لأن اعتزالية تلك الأوضاع تعين بالضرورة الحفاظ على ذلك التراث © كما أن عدم العثور على شيء من ذلك يعين بالضرورة عدم صحة ما توصلنا إليه. )١٢ا‎(٧ للمخطوطاتمكتبة الأحقاففإنحضرموت&،ف لمعتزلية الأوضاعو مصداقا مدينة ترمم تحتوي على الذخائر المعتزلية والفلسفية التالية : ‏ -١شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الحبار الهمداني المتوفي سنة ‏ ١٥‏ه“٤ نسخة عتيقة كتبت بخط نفيس من خطوط القرن السادس الهجري. ‏ ٤٦٩ه،‏ ٢تعليقة المحيط :للحسن بن أحمد بن متوية المتوفي سنة وهوتلميذ القاضي عبد الحبار الهمداني. ٣التبيان في تفسير القرآن :لمحمد بن حسن الطوسي المتوفي سنة_ ‎ \ وقد عي بهذا التفسير زيدية‎_ ٥٩٥هنسخة كتبت سنة‎ ٤٦ه اليمن. ‎ ‏ ٤كتاب لفرقة المطرفية المعتزلية في القرن السادس الهجري في الزد على مكفريهم، وتفسير ‏ _ ٤٢٧آية قرانية من زاوية العقل ( مكتب توثيق جعفر السقاف _ سيئون _ حضرموت. ‏ ٥الكشاف في حقائق التنزيل :لمحمود بن عمر الزمخشري التوق سنة ‏ ٠٣٩‏_ه. ١‏ ٥٢٨ه_ | نسخة كتبت سنة _ -٦النوابغ :لمحمود بن عمر الزمخشري بدون تاريخ نسخ. ‎ ٧بجموع الإمام زيد بن علي المتوفي سنة ١٦٢٢ _ ‎ه. ‎ وبعد 3تلك هي بعض من الكنوز الي حفظتها حضر مو ت من الفاناء والإعدام، بمثل ما حفظت صععاء الزيدية من ذلك التراث )مع اختلاف جوهري بين الحالتين 0فمخطوطات صنعاء كانت قبل اكتشافها في حكم المفقودة س لا يعلم بوجودها ح القائمين على الجخامع & بخلاف الأمر بالنسبة لمخطو طات حضرموت ‏٤فقد كانت جزءا من المكتبات العائلية الخاصة، قبل أن تجمع في مكتبة المخطوطات أي إنما كانت متداولة يستفاد منها طوال فترة وجودها في حضرموت. ((٢١٨ فضائح السلطان محمود الغزنوي في إقليم ر الرى ) في ذاكرة معتزلة حضرموت : لقد مر بنا أن إقليم ( الرى ) في عهد الوزير الصاحب بن عباد كان بالنسبة للمعتزلة كبغداد فيى عهد أحمد بن داؤود من حيث السلطة السياسية والمذهبية وكذا من حيث غزارة نشاطهم العلمي، فقد كان هذا الإقليم في عهد البويهيين مركزا علميأ مرموقا، ولقد تجمع فيه المعتزلة من كل حدب وصوب حول الوزير الصاحب بن عباد & ولهذا كان الوجود العلمي المعتزلي كثيفا. ويقول البيهقي إنه ( كان في إقليم الري في عهد الصاحب بن عباد مكتبة عظيمة، وإنه دخلها فو جد فهرست كتبها وحده يقع في عشرة بجلدات وقال إن السلطان محمود الغزنوي عندما احتل الري أخرج كل ما فيها من كتب الكلام والفلسفة والنجوم وأحرقها )(ث"‘& ولقد مر بنا ما قام به السلطان محمود الغزنوي عندما احتل الري سنة _ ‏ ٤٦٢ ٠ه في حق المعتزلة والإسماعلية وغيرهم من الفرق غير السنية ء من حرق وصلب ورجم ونفي وسجن، ولقد اقدم السلطان محمود على كل ذلك الارهاب الشنيع إرضاء للخليفة القادر الذي سبق أن تحدثنا عن سلوكه تجحاه الشيعة والمعتزلة وكل القائلين بخلق القرآن. وإلى هذا الحد الذي ذكرناه ليس في الأمر جديدا، غير أن الحديد يظهر بعد قرن ونصف من أحداث إقليم الري البشعة & وبالتحديد عندما قام الأيوبيون التاريخ الحضرمي تطلق‏ ٥٧٥ه_ |\ فقد وجدنا كتبسنة _بغزو حضرموت على الأيوبيين الأكراد لقب ( الغز )، علما بأن ( الغز ) هم القبيلة التركية اليي ينتمي إليها السلطان محمود الغزنوي، ومعلوم أن الأيوبيين ليسوا من قبائل الغز بأي حال من الأحوال، بل هم أكراد خلص. ()٢١٩ إنَ أقدم حديث عن الأيوبيين باعتبارهم ( غزا ) جاء قي كتاب ( السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز في اليمن ) تأليف المؤرخ اليمي الأمير بدر الدين محمد بن حاتم المتوفي سنة ٧٠٣هب،‏ سليل أسرة آل حاتم الإسماعيلية حكام صنعاء الذين قضت الحملة الأ يو بية على حكمهم & فكان طبيعيا. يتحدث وهو الاسماعيلي الأصول، عن الايوبيين باعتبارهم ( غزا ) نظرا لسلوكهم تجاه أجداده من إسماعيلية آل حاتم، بمثل سلوك ( الغز ) في إقليم الري تحاه إسماعيلية القرن الخامس الهجريأ'"". أما أول كتاب حضرمي يتحدث عن الأيوبيين باعتبارهم غزا، فهو كتاب المؤرخ أحمد عبدالله شنبل العلوي، المسمى ( تاريخ شنبل ). إن استخدام المؤرخ شنبل المتوفي سنة _ ‏ ٢٠‏ه ٩لمصطلح الغز للدلالة على البأييوين الأكراد 3يدل على أن المصادر الحضرمية المتقدمة الى نقل عنها أحداث حملتهم على حضرموت |\ قد استخدمت ذلك المصطلح & فما كان لشنبل في القرن العاشر المجري أن يستخدم ذلك المصطلح لو لم يجده مكتوبا لديه في المصادر اليي نقل عنها، ولو لم يعلم مدلولاته 0ويعلم أنه معروف متداول عند خاصة الحضارمة على الأقل. إن القضية الي نحن بصددها تكمن في أنه كيف نفهم أن تريم في القرن. السادس الهجري وعلماءها ومؤرخيها، ما كان لهم أن يعرفوا على بعد المسافة أن هناك جنسا من البشر يطلق عليهم ( الغز )، ما لم يكن لهذا الاسم حضور في الذاكرة التريمية المعتزلية 0وما لم يكن هناك حدث جديد وكبير استدعى حضور سابقماض وتاريخ ذلك الاسم القدم من جديد & بعد مسافة زمنية من حدث ((٢٢٠ إن الأقرب عقلا لدينا هو أن ما قامت بما الحملة الأيوبية على تريم خاصة وحضرموت عامة من مذابح العلماء والصلحاء والفقهاء والعباد والقادة السياسيين لحضرموت [، هو الأمر الذي استدعى حضور فضائع قبائل الغز السنة بقيادة الفاتح الرهيب محمود الغزنوي في إقليم الري سنة _ ‏ ٤٢٠ه في حق أجدادهم وآبائهم ومشائخهم من المعتزلة وغيرهم، أي أن الأيوبيين السنة الأكراد قد تشابموا مذهبا وسلوكا تجاه المعتزلة والاسماعيلية والفرق الأخرى غير السنية 3مع الغز الأتراك بعد قرن ونصف من الزمان من أحداث إقليم الري © فكان الأيوبيون هم أنفسهم الغز & وكان عثمان الزنجبيلي الأيوبي هو نفسه محمود الغزنوي، وكانت تريم نفسها إقليم الري. وبالاختصار فإنا نرى أنه لو لم يكن هناك علاقة بين معتزلة الري ضحايا الغز وبين معتزلة تريم في القرن السادس الهجري ضحايا الأيوبيين، لما كان بالإمكان أصلا استدعاء اسم ( الغز ) من تخوم فارس إلى حضرموت وفي وقت لم يعد فيه للغز ذكر في الأحداث، على أن كل ذلك يؤيد ما توصلنا إليه من زحف علمي معتزلي على حضرموت في ذلك العهد 0فمعتزلة حضرموت أثناء الحملة الأيوبية عليها © ليسوا إلا أحفاد معتزلة إقليمي الري وخراسان الذين أذاقهم الغز الأتراك الأمرين قبل قرن ونصف، وقديما قيل :إن المثيل بالمثيل يذكر. ((٢٢١ فقهاء حضرموت عند ابن سمرة المجعدي المتوفي سنة ٥٨٦ه‏ ف ر طبقات فقهاء اليمن ) : في الوقت الذي تردد فيه المصادر والمراجع الحضرمية كثافة الجمع العلمي التريمي في القرن السادس المجري » فإما لا تذكر لنا من أسمائهم إلا مالا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من أصل ثلاثمائة عالم وفقيه ومفي، وبمذا بحد عملية الإفناء والإعدام الى تحدث عنها المؤرخ الحداد قد طالت أيضا أسماء أعضاء ذلك الجمع إضافة إلى تراثهم الذي لا بد أن يكون غزيرا نظرا للقول بأن عددا كبيرا منهم كان يشتغل بالتأليف. أما لماذا تم التكتم على أسماء أعضاء ذلك الجمع التريمي، فإننا نرى أن الأعم الأغلب منه لا بد أن يكون غير حضرمي الأصول أو ربما غير عربيها © وعليه، فإن ذكر أسمائهم لا بد أن يكشف عن حقيقة الزحف العلمي على تريم & الأمر الذي قد يكشف عن حقيقة الوجود المعتزلي الكنيف فيها، وهو الأمر الذي يعن عدم سنية الأوضاع العقائدية والسياسية في حضرموت في ذلك العصر © وهو القضية الي بذلت جهود جبارة من أجل إخفائها وإعدامها. غير أن الأستاذ المحقق عبد الله محمد الحبشي محقق كتاب (العدة المفيدة) للكندي } يقول في مقدمته للكتاب المذكور ( :ثم أتى المؤرخ الفقيه ابن سمرة الجعدي ليفرد أهل حضرموت بفصول في كتابه ( طبقات فقهاء اليمن )، وهو أول مؤرخ يذكر أهل هذه البلاد بالفقه والعلم من المؤرخين القدامى، وقد نبه على فقهاء أجلاء في تريم والهجرين وأحور وشبام وغيرها من البلاد الحضرمية م{'‘. ((٢٢٢ قد يتبادر إلى الذهن من حديث الأستاذ الحبشي أننا سوف نعثر على ضالتنا في التعرف على قدر معقول من أسماء أعضاء الجمع العلمي التريمي الذين كان ابن سمرة معاصرالهم في القرن السادس الهجري & ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، فكل ما في الكتاب عنهم لا يزيد عن عشرة أسطر، جاءت ضمن فصل تحت عنوان ( أسماء فقهاء وقضاة من بلاد شت ‏ } "٨وعد من الفقهاء الحضارمة اثنا عشر فقط & وقال ( ومن أهل حضرموت أذكر ( أبا زينيج ) و(أباجحوش ) و(أكدر ) قاضي ترتم جمع بين القراءات السبع والفقه، و ( أبابكير ) لقيت أبا يكيرهذا في عدن، له سمت وهيبة محافظا على الصلاة في أول أوقاتما } قتلا ( يقصد أكدر وأبا بكير ) شهيدين في تريم سنة ٥٧٥ه‏ في غزاة الأمير عز الدين عثمان، ال قتل فيها فقهاء حضرموت وقراءها قتلا ذريعا، كانوا يقرأون على هذا الفقيه، أعين ( أبابكير ) تفسير الواحدي وكتاب النجم ومنهم ابن أبي الذئب، شاعر بجود & ومنهم محمد بن أبي داؤود، فقيه شاعر، ومنهم شيخي محمد بن أحمد النعمان، يسكن الهجرين & سمع من أحمد بن محمد السلفي الحافظ، لديه ورع وزهد ونظافة علم، ومنهم ابن أبي الحب ). ثم ينتقل ابن سمرة على باقي البلدان. إن الفقيه ابن سمرة فى كتابه المذكور كان أمينا دقيقا 3فهو دائما يأتي بما يعرفه من التفاصيل عن كل شخصية ترجم لها 0فهو يقول مثلا :الفقيه فلان© كان كذا وكذا، له تصانيف في كذا، أخلاقه كذا، سمع عن فلان في بلاد كذا 2توقيى سنة كذا 3وغير ذلك من التفاصيل. غير أن اسلوب ابن سمرة اختلف عندما جاء إلى ذكر فقهاء حضرموت، فنجده لا يذكر شيئا من تلك التفاصيل ال اعتاد ذكرها في ترجماته } إلا ما ذكره عن شيخه النعمان الهجرايني، كل ذلك يع أن معلومات هذا الفقيه المؤرخ ((٢٢ ٢٣ عن علماء حضرموت عامة والجمع العلمي التريمي قليلة لا تكاد تذكر مقارنة بعددهم الكبير وإنتاجهم الغزير 6خاصة وأن ابن سمرة كان معاصرا لهم © وهو معاصر لشيخ الإسلام بافضل، ومع ذلك لم يذكره وهو أشهر شخصية علمية تربمية في حضرموت كلها 3بل هو قطب العلم والعلماء، في حين ذكر غيره ممن هم أقل شهرة ورتبة ومكانة منه. على أنه من الأهمية بمكان أن نذكر أن ما أورده ابن سمرة في طبقاته عن فقهاء وعلماء حضرموت، ڵ لا يثبت اشعرية او معتزلية هؤلاء العلماء ى ذلك أن موضوع كتاب ابن سمرة إنما هو فقهاء وعلماء الفرو ع & وبالتحديد فقهاء الملذهب الشافعي & وليس من اختصاصه علماء الأصول والعقائد. الوجود الأباضي في تريم الاعتزال : لقد مر بنا أنه كان لطبيعة بلاد اليمن الوعرة وصعوبة الانتقال بين أجزائها المختلفة وبعدها عن مركز الخلافة فى دمشق وبغداد © أن اختارها الخارجون على بي أمية والعباس، لتكون ملجا لهم. ولهذا رأينا مركز الدعوة الأباضية في البصرة يكثف جهوده على أطراف الخلافة قي جنوب الحزيرة العربية والمغرب العربي، ولقد كان من ثمرة تلك الجهود قيام الدول الأباضية والصفرية في تلك المناطق، ومنها قيام إمامة عبد الله بن يحيى الكندي البااضية في حضرموت سنة ‏ ١٦٩ه، ولقد استمر المذهب الأباضي سائدا حتت نماية القرن الرابع على الأقل، غير أن تلك السيادة لا تع أن المجتمع الحضرمي خلال تلك الفترة كان أباضيا خالصا & خاليا من أي وجود مذهبي آخر & بل إن الحقيقة القي تجلت أمامنا أن الوجود المعترلي القوي الذي ظهر في القرن الخامس & هذا الوجود ((٢٦٢ ٤ بدأ جنينا قي رحم السيادة البأاضية 3وليس ذلك بدعا في الجتمع ا لأ باضي الحضرمي & فقد تعايش المعتزلة مع الأ باضية في الدول الي أقامها البأاضية والصفرية في المغرب العربي & حيث شكلوا( المعتزلة ) جماعات متماسكة } كأقلية فى تلك الجتمعات البأاضية والصفرية"٠‏. وحين نقترب قليلا من حضرموت لنرصد الحتمع الأباضي في عمان في تلك الفترة } بحد أنه في عهد الإمام الأباضي العماني عبد الملك بن حميد المتوفي سنة ٢٢٦ه_‏ ( أظهر قوم من القدرية ( المعتزلة ) والمرجئة دينهم بصحار، ودعوا الناس إليه، وكثر المستجيبون لهم » حق صاروا بتوان وغيرها من عمان ث". وإذاكان الأمر كذلك في مواقع الأباضية في المغرب وعمان، فإن ذلك يعني أن الوجود المعتزلي قي حضرموت كان مبكرا 2ولعله في بدايات القرن الثان الهجري © حت إذاجاء القرن السادس كانت بدعتا الأباضبية والمعتزلة إذ ذاك منتشرة في الجهات الحضرمية وفتنتهم طامة على الملة الإسلامية 3كما قال الشيخ محمد عوض بافضل. ولقد أوضحنا فيما سبق أن الإمام نشوان حين أشار إلى (الإخوان والأنصار ) في بجتمع تريم في القرن السادس إنما عيي بذلك المعترلة والأباضية. على أن تلك العلاقات الودية والتاريخية بين الأ باضية والمعتزلة في حضرموت وغيرها من مواقع الأباضية، لا تعود فقط لكوئمم مطاردين من قبل السلطات العقائدية السنية الأموية والعباسية والأيوبية 3بل يعود أيضا لأسباب مذهبية، فإن كلا المذهبين يشتركان في مسائل عقائدية هامة 0مثل قولهم في الإمامة أو الخلافة والتوحيد وخلق القرآن والوعيد واستحالة رؤية الله فى الآخرة وخلود مرتكب الكبيرة في النار إذامات دون توبة، وغير ذلك من المسائل الاعتقادية. كل هذه المسائل جعلت المذهبين هدفا مباشرا للحملة الأيوبية على ()٢٢٥ حضرموت ڵ لهذا فليس هناك ما يمنع من أن يكون من بين ضحايا تلك الحملة من هو على المذهب الأباضي من العلماء والفقهاء والقراء. ولكن الأغلبية منهم كانوا على مذهب الاعتزال. إن العلاقات السياسية المتينة تقوم في الأساس على الاتفاق المذهبي، ولما كانت مسائل ذلك الاتفاق بين الأباضية والمعتزلة كبيرة، ومخاطر استهدافهم من قبل أهل العقائد السنية واحدة & فإن ذلك طرح وحدة المواجهة لتلك المخاطر } ومنها الخطر الأيوبي ممثلا بالحملة الايوبية على حضرموت، ويذكر المسعودي يي( مروج الذهب) أن الخوارج قد اتخذوا مبادئ الاعتزال ذريعة للخروج على بن أمية وإثارة الفتن والاضطرابات } تلك المبادئ الى كانت تتفق في كثير من المسائل وبخاصة فيما يتعلق بالعقيدة الأساسية مع ميول الخوار ج(" إن كل ذلك يعي أنه و في ظل اعتزالية الأوضاع والسلطة حينها في مدن حضرموت الكبرى فقد شارك الأباضية الحضارمة في معارك الدفاع عن الوطن المذهب، طالما إن العدو كان مشتركا للطرفين. بل لقد تحمل أباضية حضرموت القسط الأكبر والأوفر من عبء مقاومة الغزو الأيوبي وذلك يعود إللى أن القوة المقاتلة الحضرمية الأساسية حينها، إنما كانت أهل البادية وأبناء القبائل، وهؤلاء كانوا على مذهب الآباء الأباضي. إضافة إلى أن قوة أباضية جديدة دخلت حضرموت في نماية القرن الخامس أو بداية القرن السادس & تلك هي قبيلة (نمد""، التي جاءت من عمان بأباضيتها لتستقر في منطقة الكسر من الوادي، وكانت ماية الغزو الأيوبي على يدها، لتصبح بعد ذلك القوة الأباضية الأساسية في الوادي، وصاحبة القرار المهيمن في أوضاعه وصراعاته حتت نماية القرن العاشر على الأقل. (()٢٢٦ التحول المذهبي في تريم وحضرموت من الأباضية إلى الاعتزال : :المعتزل والساطح لقد كان المعتزلة الأول سيمع الحظ، فقد جلبوا على أنفسهم غضب الأمة وسخطها، وتعرضوا لنقمة الخلفاء الأمويين الذين تتبعوهم بالقتل وتناولوهم بالاضطهاد، فلما ظهر معتزلة العصر العباسي أدركوا ناحية الضعف هذه فيهم & وأيقنوا أن ليس لهم بقماء ما لم يجدوا لهم قوة كبيرة تسندهم وتشد أزرهم } فخطر لهم أن يستعينوا بالسلطة الحاكمة ويستميلوها إلى جانبهم & فبذلك يمكنهم أن يعيشوا آمنين & ويظهروا آراءهم بلا خوف أو وجل ويبلغوا اهدافهم. وقد تميأ لهم ما أرادوا 0ولكن بعد جهاد طويل دام قرنا من الزمان، وهكذا راح المعتزلة يلقون شباكهم حول الخلفاء وينسجون حولهم حبائلهم""‘، ولقد عول المعتزلة على اتباع أسلوب الترشيد والتنوير 3وقد أسفر نضالهم عن التسلل داخل السلطة والهيمنة عليها وتطويعها بما يخدم اهداف الاعتزال”""“. إسماعيل السابق يعي معتزلة العهد الأموي شإن حديث الدكتور محمود © حت ماية عهد المعتصم & غيرأن الهم السلطوي لدىالعهد العباسي الأول المعتزلة استمر في التبلور والنضو ج وأصبح قضية محورية وأساسية ي تفكيرهم بعد ذلك العهد 3خاصة بعد تلك الضربات الموجعة الن وجهت إليهم في عهد المتوكل والقادر بالله وغيرهما وكان من الطبيعي أن ينتقل ذلك الهم مع المعتزلة أينما كانوا بعد ذلك، أي يمعن آخر } كان لا بد أن الهم السلطوي كان قضية أساسية في سياسة معتزلة تريم وحضرموت منذ أن وجدوا فيها في العهد الأاباضى. ((٢٢٧ معتزل حضرموت والسلطہ : لا شك أن المذهب السابق من حيث السيادة في حضرموت إنما هو للذهب الأباضي © وهو بذلك مذهب حضرموت الأول والأساسي، ثم في القرن الخامس الهجري غلب مذهب الاعتزال على مدن حضرموت الكبرى :تريم & شبام، الشحر } مرباط، واستطاع المعتزلة إقامة إماماتمم فيها } تحت الولاية المعتزلية العامة لآل راشد ولاة تريم، غير أن السؤال الذي ينبري أمامنا هو كيف تمت الغلبة للاعتزال فى تلك المدن. وكيف كانت طبيعة المواجهة بين المذهبين الأباضي والمعترلي. ولقد أوضحنا من قبل أن التحول من مذهب عقائدي إلى آخر مخالف له 0مسألة ليست سهلة ودونما صعاب كثيرة، ذاتية وموضوعية، ذلك أن العقائد الدينية لها في قلوب الناس أثر عميق وعلى نفوسهم لها هيمنة قوية © ليس في الإمكان التحول عنها بسهولة ويسر، ولقد رأينا أن الوجود المعتزلي في حضرموت كان في وقت مبكر من العصر الاباضي، إن لم يكن قد تزامن معه © الأمر الذي يعي أن المعتزلة الحضارم كانوا يقومون بنشر مذهبهم والدعاية له خلال ذلك العهد، بكل ما يملكون من مقدرة علمية وأسلوب رفيع في الحدل والمناظرة العلمية في مختلف العلوم. إن ترم قي عهدها الأ باضي كانت أيضا قصبة العلم والمعرفة بالنسبة لعموم حضرموت [، وعليه تكون مسألة المناظرة والحدل العقائدي والفقهي والسياسي بين علماء المذهبين الأباضي والمعتزلي في ترمم حينها س مسألة تفرضها مقتضيات التعايش والاحتكاك اليومي في بجتمع واحد، كما تفرضها مواقع الاتفاق العقائدي بينهما خاصة وإن الأباضية ( كانوا يقبلون الجدل والأخذ حول ((٢٢٨ مذهبهم بالطرق السلمية )""". ويبدو أن المعتزلة ومن خلال احتكاكهم المستمر مع الأباضية في مختلف الأمصار } قد امتلكوا خبرة كبيرة في الاغتراف من علماء الأباضية إلى مذهبهم، كما يبدو أنهم يرون أن الأصل في المذهب الأباضي هو الاعتزال، قال أبو قاسم البلخي ( :حكى أصحابنا ( المعتزلة ) إن عبدالله بن أباض لم يمت حت ترك قوله ورجع إلى الاعتزال وقول الحق ){"'. طبيعة المواجهة العلمية بين المذهبين : كان لا بد لأسلوب المعتزلة في الجدل والمناظرة أن يؤثر في دحض الكثير من آراء الأباضية الي لا تتفق مع الاعتزال، وبالتالي جذب الكثير من علماء الأباضية إلى الاعتزال، مع الأخذ بعيين الاعتبار مواقع الاتفاق العقائدي بين الطرفين وهي كثيرة، كل ذلك من شأنه أن يوسع الدائرة الاجتماعية للاعتزال على حساب الدائرة الأباضية. إن المذهب المعتزلي إنما هو مذهب ف الأصول دون الفروع، أي أنه مذهب عقائدي وليس فقهي، فللمعتزلي أن يختار ما يشاء من مذاهب أهل السنة الأربعة في الفرو ع، شريطة الإيمان بالمبادئ الخمسة للاعتزال، أما المذهب الأباضي فإنه يشترك مع المعتزلي في كثير من الأصول، غير أن له مذهبه الفقهي الخاص، وعليه فإن المواجهة العلمية بين المذهبين، اتخذت المسار التالي : ‏ -١معركة الفرو ع : وفيها واجه الفقه البأاضي هجوما من أربع جبهات، هي جبهات المذاهب السنية الأربعة ال يتمذهب المعتزلة ث وفيها تم توسيع دائرة انتشار مذاهب السنة في الفرو ع، وما كان للمذهب الأباضي أن يصمد أمام بحادلة ()٢٢٩ ومناظرة أربعة مذاهب \ وبهذا يكون المعتزلة هم الذين أدخلوا المذاهب الفقهية السنية فى حضرموت & وكان ذلك منذ بواكير وجودهم فيها الذي تزامن مع الوجود الأباضي في القرن الثاني الهجري، حتت إذا كان القرن الخامس الهجري © نجد الإمام الأباضي المجاهد أبا إسحاق المدان يشتكي من توسع تلك المذاهب على حساب المذهب الاباضي » حيث يقول ( :أمّا بعد :فقد دعان إلى تصنيف هذا الكتاب خشية انطماس أصول الأباضية لقلة انتشارها في الأمصار، وخيفة الرغبة عنها في معقل الدعوة الأصلية، بأهواء الشافعية والحنفية وظهور أهلها بهموشاهدت قو ما ممن ينتمي لديننا ( يقصد البأاضية ) زاغتالفساق... الأهواء عن قصد السلف الصالح في لحن القول ""‘. وأما في القرن السادس الهجري ٤فإننا‏ نجد المصادر الحضرمية، تقول بسيادة المذهبين الشافعي والحنفي فى المدن الحضرمية الكبرى. وهي الق كانت مقصد النشاط المعتزلي المبكر 0ولسنا في حاجة إلى القول إن التمذهب مذاهب أهل السنة في الفروع إنما يعني التحول عن المذهب الأباضي إلى غيره، وهو هنا مذهب الاعتزال. ٢معركة الأصول: ‎ ( ترك الاعتزال أثرا سلبيا على الأباضية، فقد عرضها إلى الانشقاق © ولما كانت البصرة هي الموطن الذي ترعرعت فيه الأفكار الأباضية والمعتزلية على السواء 0فقد تعرضت الأباضية إلى التأثير المعترلى الذي تمثل في المناقشات في ذلك من أهم أسبابوكانالقول بالقدر الذي قال به بعض البأاضية الانشقاقات بين الفرق الأباضية، هذا الانشقاق الذي أفقد الأباضية الكثير من الأسسمع المعتزلة ي ا مع أما تشتركالموقف المتزمت لقادامما) بسببالأنصار ((٢٢٠ العقائدية 2وكان تأثير المعتزلة في الأباضية عقائديا بسبب استخدام المعتزلة العقل في مناقشة العقائد الإسلامية ) (“"‘ & وكان من نتائج ذلك التأثير أن أصبحت ( أصول الأباضية الكلامية متأثرة إلى حد كبير بمذهب المعتزلة ‏."٨ إن التأثير العقائدي للمعتزلة في المذهب الأباضي لا يع فقط تأسيس مبادئ الاعزال داخل المذهب الاباضي، ولكنه يعن أيضاً إقناع الأباضية بالتحول إلى الاعتزال كليا. خاصة وإن الانتقال من الأباضية إلى الاعتزال ليست عملية انتقال بين مذهبين بينهما تقاطع معرفي وعقائدي، وليس دونما صعاب كبيرة © وإنما هي بالنسبة إلى المعتزلة عملية احتواء لما هو غير معتزلي في المذهب الأباضي ( مثل قولهم بتكفير مرتكب الكبيرة ونظرية الكسب الأشعرية ) ورده إلى الاعتزال، وتلك عملية ميسورة سهلة بالنسبة لهم. وتبقى لنا كلمة أخيرة في شأن ذلك التحول المذههي & فقد ترتب عليه ظهور الإمامات المعتزلية في مدن حضرموت الكبرى س مما يع تحولا في أسلوب الحكم فيها 3ذلك أنه إذا( كان نظام الإمامة الأباضية ال عرفتها حضرموت منذ القرن الثاني الهجري، لا تشبه نظام الدولة في شيء ‏)«`، ‘٠فإن ظهور الإمامات المعتزلية في تلك المدن & يعد من أبرز العلامات المميزة لانتقال حضرموت إلى نظام الدولة المتطورة في العصر الوسيط. ((٢٢٣١ الدعوة المفتنزلية في حضرموت ودور المسجد فيها ي أواخر العصر الأموي بدأ النشاط السري المنظم للدعوة المعتزلية } بدءا من إقامة مركز الدعوة الرئيسي في البصرة، كان ذلك في عهد مؤسس المذهب الإمام واصل بن عطا، الذي نظم ذلك العمل ووضع أساليبه وخططه وأهدافه ومراميه 0ذكر ( الخياط ) أنه صنف كتابا عرف بكتاب ( الدعوة ) © كان واصل هو الذي بعث بأول الدعاة إلى الأقاليم البعيدة 0ومنها اليمن الذي نعرف من دعاته فيها الشيخ قاسم الصعدي 0وكذلك المغرب العربي، ونعرف من دعاته فيه الشيخ عبد الله الحارث الذي أجابه خلق كثير هناك © ففي قرية هناك تسمى ( البيضاء ) يقال إن فيها مائة ألف يحملون السلاح، يعرف أهلها بالواصلية نسبة إلى واصل، كما أن واصلا نفسه كان داعية إلى الإسلام والمذهب، فقد ارتاد الآفاق ء حت أسلم على يديه ثلاثة آلاف رجل، ولقد استمر النشاط السري المعتزلي بعد وفاة واصل من قبل شيوخ المذهب 0وتحت رعاية المركز الرئيسي بالبصرة. كان الهدف الرئيس للدعوة هو إقامة دولة العدل والتوحيد © أي دولة المذهب } شأئمم شأن كل الفرق الإسلامية المعارضة لدولة بن أمية والعباس. قال أحد شعراء المعتزلة يمدح واصلا “ :ث6 جم خواطره جواب آفاقملقن ملهم فيما يحاوله قالمذهبوأحوالواصلا وأصحابهالأنصاري يصفوقال شاعر المعتزلة صفوان : عصره ((٢٢٢ البرابر وخلفالأقصى سوسهاإلكل ثغرةالصبن فشعبله خلف كم جبار ولا كيد هاكررجال دعاة لا يفل عزمهم وإن كان صيفا لم يخف شهر ناخرإذاقال مروا في الشتاء تطاوعوا أخطار وكد المسافروشدةوكلفةبمجرة أوطان وبذل وأررى بفلج للخصم قاهرفأبح مسعاهم وأنقب زندهم اجروموضع فتياها وعلم النشوأوتاد أرض الله في كل بلدة ولا الشدق من حبي هلال بن عامروما كان سحبان يشق غبارهم بين العشائرإذانطقوا في الصلحرهط مكحلولا القالة الأعلون من وقد زحفت بداؤهم للمحاضرويجمع من الجفين راض وساخط كما طبقت في العظم مدية جازريصيبون فصل القول في كل موطن ومن تلك الأبيات يمكن أن نستخلص من الأمور الهامة في شأن الدعوة المعتزلية قي تلك المرحلة المبكرة من العصر الإسلامي، ما يلي : ‏ ١إن الدعوة المعتزلية ونشاط الدعاة كان يغطي أغلب بقاع العالم الإسلامي، من الصين حت بلاد الأندلس ( خلف البرابر ). ‏ ٢إن دعاة الاعتزال كانوا على درجة عالية من الإعداد والكفاءة والمهارة المذهبية والسياسية، وكانوا على استعداد تام لأداء مهامهم على أكمل وجه ومهما كانت الظروف والأحوال. ‏ ٣إن هؤلاء الدعاة كانوا على علم ودراية بأحوال الشعوب والقبائل اليي يذهبون إليها ث لدرجة أن قولهم هوالقول الفصل في التراعات القبلية والعشائرية 3وهذا يعي أن الدعاة كانوا يتغلغلون في نسيج تلك المجتمعات 3وبذلك يكتسبون المكانة الاجتماعية © إضافة إلى المكانة الدينية ح وصولا على الرئاسة السياسية ال هي الهدف الرئيس للدعوة. ((٢٢٢ ‏ ٤إن مسعى الدعوة المعتزلية في ذلك العهد كان قد أثمر ظهورا مذهبيا على الأقل } وإنمم كانوا ظاهرين في بعض المناطق، ويفهم ذلك من قول الشاعر ( فانجح مسعاهم وأثقب زندهم ). ‏ ٥كان دعاة الاعتزال في الأقاليم المختلفة يتمتعون بمقدرة فائقة على إقناع ومحاججة الخصوم، خاصة أبناء البوادي © رغم ضيق عقولهم وثقافتهم وتعصبهم وجهلهم، ويفهم ذلك من قول الشاعر ( وقد زحفت بداؤهم للمحاضر ). كانت خطة الدعاة عند وصوهم إلى المناطق المحددة لهم 3هي أن يلزموا الملساجد سكنا لمدة عام كامل، لا يغادرونما إلى سكن آخر & حتى يطمئن الناس لل ورعهم وتقواهم } فيتصندوا للفتوى في أمورالدين ({ث) 0ثم يكون ذلك مدخلا للتغلغل في النسيج الاجتماعي © حت يصلوا إلى المرحلة الن تحدث عنها الشاعر الأنصاري & وهي أن يكون لهم القول الفصل في أمور الدين والدنيا } وهي بداية الوصول إلى سدة الولاية و الحكم وإظهاردولة المذهب("ا_“. كانت بلاد المغرب العربي واليمن وعمان من المناطق النائية والبعيدة عن مراقبة دولة الخلافة في دمشق أو بغداد } لهذا نشطت فيها الدعوات المعارضة ( الخوارج ڵ المعتزلة، الأباضية، الشيعة ) 0ولقد كان من ثمرة ذلك أن كانت حضرموت هي الحاضنة لأول ثورة إسلامية منظمة } ممثلة بثورة الأباضية بقيادة الإمام طالب الحق الكندي سنة _ ١٢٩ه‏، ثم تلتها الثورة الأباضية والصفرية قي بلاد المغرب العربي & ولقد استطاع أباضية عمان والمغرب العربي ضمان استمرار إماماتمم ردحا من الزمن، كما أن ثورة حضرموت وإن تم القضاء عليها مبكرا 2إلا أن المسألة المذهبية العقائدية ظلت هي السائدة في المجتمع الحضرمي © وظلت تقاوم كل جهد يحاول أن يزعزع سيادتما الاجتماعية على الأقل. ((٢٢٤ وإلى تلك البلدان الي انتصرت فيها الدعوة الأباضية وقامت فيها إماماتما وغلبت عليها مذهبيا، اتجهت أنظار دعاة الاعتزال © وقي رأينا أن ذلك كان بسبب التشابك العقائدي بين المذهبين في أغلب القضايا 0وبسبب الهدف ‏١الجغراقي المشترك، أي البعد عن مراكز القوي للخلافة. ح إذا كان القرن الخامس الهجري ‘ استطاع معتزلة حضرموت إقامة دولة العدل والتوحيد ( إمامة المذهب ) في مدنما الكبرى، بل ونجح معتزلة حضرموت من غير العرب القادمين إليها من أقطار أخرى، استطاعوا تولى الإمامة في إقل ظفار 2وقد تمثل ذلك في إمامة آل المنجوى العلويين البلخيين. في القرن السادس الهجري كان بجتمع مدن حضرموت يعج بحركة فكرية وعلمية معتزلية لا مثيل لها في بلاد الإسلام & إلى الحد الذي كان في مدينة تريم وحدها ثلاتمائة عالم وفقيه ومفێ & يشتغل أكثرهم بالتأليف 3ولقد اتضح لنا أن تلك الزحمة العلمية كانت ثمرة زحف علمي معتزلي عليها ث من مختلف بلاد الإسلام. وحول تلك (الأقوام العالمة) الن كانت تعج بما مساجد حضرموت عامة وترعم خاصة © حدث أن مرض الشيخ العالم حيى بن سالم بن أكدر (أحد ضحايا الحملة الأيوبية) وغاب عن مسجد آل حاتم الذي كان يلزمه عبادة وتدريس 3فقال فيه تلميده محمد بن علي حاتم : منطول مدته علينا عامفاليوم شهر حين غبت وشهرنا حالا وإن كثرت به الأقوامقد حن مسجدنا لفقدك واشتكى وعليك منا في الأزمان سلاه(©١‏فاسلم لنا يجى ليحيا ذكرنا وإذا كانت حضرموت هي ذلك المقصد المتقدم والبارز في الدعوة المعتزلية منذ عهد مؤسس المذهب واصل بن عطا في القرن الثاني المجري حتى كان ذلك الزحف العلمي عليها } فإن هذا يعي أن المساجد كانت هي سكن العلماء ودار ((٢٢٥ العلم طوال قرون مديدة & وكلما زاد عدد العلماء في المسجد © كان المسجد أقرب إلى الجامعة العلمية لتدريس علوم الاعتزال لخميع أفراد المجتمع صغارا وكبارا. خاصة وعامة } وهذا الأمر هو ما كان في القرن السادس الهجري 8 كما يفهم من وصايا شيخ الإسلام بافضل. ومن خلال ذلك النشاط استطاع العلماء التغلغل في النسيج الاجتماعي الحضرمي، ولا بد أن قول الشاعر صفوان الأنصاري ينطبق عليهم فيما يخص فض التراعات القبلية والعشائرية } ولا بد أمهم كانوا يملكون فصل الخطاب في ذلك لما لديهم من علوم فقهية وسياسية واجتماعية وعقلية » خاصة مقدرتهم الفائقة على الحدل والجادلة وقوة العارضة والخاطر، كل تلك الأمور ال يتمتع يما ويتقنها علماء الاعتزال © هي المطلوبة في اكتساب الوجاهة الاجتماعية والدينية والسياسية. وهكذا أصبح المسجد هو محور الحياة الدينية والعلمية والاجتماعية والسياسية } ففي سنة ٦٠٦١ه‏ اجتمعت بنو حارثة وبنو حرام في جامع تريم واحتلفوا على طاعة الإمام عبد الله بن راشد""‘. ومعين هذا أن كل النشاط السياسي كان يتقرر في المسجد } باعتباره دار الإمامة ومقرالولاية ح خاصة إذا علمنا آنه لم يعرف أن ولاة حضرموت في ذلك العهد قد اتخذوا دورا أو قصورا خاصة للحكم والولاية. والاحترام لعلماء المذهب على كثرتمم } لدورهم البارز قي جميع مسارات الحياة العلمية والفكرية والاجتماعية والسياسية } وبلغ الأمر في تريم مثلا أن تكون هناك مقابر خاصة لهم من دون عامة الناس، وهذا الأمر بيناه فى حينه. ((٢٢٣٦ هذه العلاقة الوطيدة والحميمة بين المسجد وعلماء المذهب وبين جميع مسارات الحياة ء كان لا بد أن تنعكس سلوكا اجتماعيا في مدن حضرموت الكبرى وتنفرد به عن باقي بلاد الإسلام & بمثل إنفرادها عنها بالحالة المعتزلية } سلوكا يفصح عن بعده التاريخي والاجتماعي والسياسي. ففي بداية القرن الثامن الهجري، أي في عهد الدولة الرسولبية السنية في حضرموت، زار الرحالة المغربي الإسلامي الشهير ابن بطوطة إقليم ظفار، ومما لفت انتباهه وشد عن الظهور في باقي بلاد الإسلام من عادات أهل ظفار ( :أن يتصافح في المسجد إثر صلاة الصبح والعصر، فيستند أهل الصف الأول إلى الذين يلوممم ©، وكذلك يفعلون بعد صلاة الجمعة 8القبلة 2ويصافحهم يتصافحون جميعا ‏. "٨ هذه العادة ( الحسنة ) بلغة ابن بطوطة ليست خاصة بإقليم ظفار وحده 8 بل تشترك معه فيه كل مدن حضرموت الكبرى ( تريم، شبام & الشحر ).... هذه العادة لا زال معمولا بما إلى اليوم، كما هو الحال في مساجد تريم. وإذا كان ابن بطوطة قد رصد تلك العادة في بداية القرن الثامن الهجري © فإن ذلك يعين أنما قد ترسخت من خلال قرون من النشاط المعتزلي ث ح إذا كان القرن الثامن ث كانت ( ظاهرة ) عامة راسخة الحضور في الوجدان الفردي والجماعي، و لم يستطع أي جهد مذهبي مضاد أن يؤثر فيها إلى اليوم. ولا شك أن تلك العادة أو الحالة الحضرمية } تمثل تكنيفا تاريخيا ليس لدور المسجد المبكر فى الدعوة المعتزلية قى حضرموت فحسب، بل وأيضا ذلك الدور في جميع ميادينمديدةلقرونيلعبه ومعه علماء المذهبظلالمحوري الذي الحياة. ((٢٣٧ لسنا قي حاجة إلى القول إن تلك العادة 5بالاضافة إلى ما تقدم فإنها تجعل الحياة الاجتاعية سهلة ومشاكلها مقدور على حلها والسيطرة عليها © وذلك من خلال ما تبنه تلك العادة من ألفة ومحبة وإخاء بين أبناء المجتمع & بين الوافدين على البلاد من العلماء وغيرهم وبين أهل البلد الأصليين ك كما أنما ترفع أنة حواجز بين الحاكم والمحكوم أو بين العامة والخاصة، فليس ثمة حجاب يتحكم في اتصال المحكوم بالحاكم طالما يتصافح هذا وذاك كل يوم في بيت الله الكريم، وفي ذلك تطبيقا لنظرية المعتزلة في الحجاب، فقد خص الخاحظ في رسائله السياسية } رسالة لذم الحجاب والتحذير من عواقبه 3وفي حضرموت القرن السادس المجري & وجدنا الإمام القلعي في كتابه ( تهذيب الرئاسة وترتيب السياسة ) يذم الحجاب ويحذر من عواقبه 0وفي تلك العادة الحضرمية تطبيق عملي لنظرية المعتزلة في الحجاب ونظراتمم السياسية الأخرى. وبعد 3أحسب إني فيما تقدم قد بينت مسار الدعوة المعتزلية في بلاد الإسلام ونتائجها على الصعيد السياسي والعلمي والاجتماعي © غير أن رصد تلك النتائج قي حضرموت يتطلب عملا ميدانيا متخصصا & نظرا لخصوصية العلاقة بينها وبين الاعتزال، ولا شك أن ذلك الجهد سوف يعطي صورة أكثر وضوحا وإبانة عن القصد. ((٢٢٨ معتزلة المغرب العربي و الأندلس في حضرموت في بدء شروعنا في الرؤية، تبين لنا أن الوجود المعترلي في المغرب العربي وعمان & كان ملازما ومحاينا لإمامة الظهور الأباضية فيهما 5ثم تبين لنا أن الوجود المعتزلي في حضرموت لم يكن استثناء من تلك القاعدة & بل كان ملازما للوجود البأاضي فيها ث حت إذا كان القرن الخامس الهجري كانت السلطة السياسية في مدنما الكبرى في أيدي المعتزلة، مع غلبة وسيادة الأباضية على البوادي ومناطق القبائل. ومن علماء الاعتزال في حضرموت ف القرن السادس الهجري & كانت لنا وقفة مع الإمام محمد بن علي القلعي، ولقد وجدنا هناك قولا بشاميته وآخر مغر بيته 3ولحسم هذه المسألة 3رأينا تحقيق العلاقة المذهبية بين حضرموت والمغرب العربي من خلال العنوان أعلاه، بما يلقي مزيدا من الضوء على مدى الرؤية.. العلاقات المشرقية والمغربية الأباضية : قي العصر الوسيط، كانت الوحدة المذهبية بين الأقوام والطوائف والجماعات تشكل الو حدة السياسية والشعور بوحدة المصير الدنيوي والأخروي } وتحدد طبيعة العلاقة بين أهل المذاهب المختلفة. في القرن الثان الهجري قامت إمامة الظهور الأباضية في حضرموت تحت قيادة الإمام طالب الحق الكندي سنة _ ١٢٩ه‏ | غير أنما لم تدم طويلا، وقامت بعدها وقي نفس القرن إمامة الظهور الأباضية في كل من عمان والمغرب العربي & ‏٠كبير سياسيديعومة وحضورلهماوكان ((٢٣٩ كانت العلاقة بين أباضية عمان والمغرب العربي قوية ومتينة ث وكان التواصل البشري والمذهبي والسياسي علامة بارزة وواضحة المعالم ء وهي مستمرة متواصلة إلى اليو‘‘'... لم تكن العلاقة الأباضية الحضرمية المغربية لتغيب عن مسرح الأحداث © فقد ظهرت تلك العلاقة منذ بدء الدعوة الأباضية في المغرب العربي © فقد كان من مشاهير الدعاة الأباضيين في المغرب العربي، الشيخ سلمة بن سعد بن علي بن أسد الحضرمي اليم، وهو الذي تمن أن تظهر الأباضية في تلك البلاد ولو يوما واحدا 0من غدوة إلى الزوال } ولا يبالي بعدها ضربة عنقه‘. ولا يوجد خلاف بين المصادر الأباضية بأن سلمة الحضرمي كان أول داعية أباضي في بلاد للغرب العربي. بعد القضاء على إمامة طالب الحق الكندي } استمر التواصل بين أباضية حضرموت والمغرب & ولعل أبرز من ظهر في تلك البلاد من أهل حضرموت الإمام الحارث بن تليد الحضرمي سنة _ ١٣١ه‏، كما كان من ثمرة ذلك التواصل عناية أباضية المغرب بالتراث الأدبي والعلمي للإمام أبي اسحاق الهمداني الحضرمي الأباضي المتوفي في أواخر القرن الخامس الهجري. معتزلة المغرب العربي : كان الو جود المعتزلي في المغرب العربي متزامنا مع الو جود البأاضي والصفري ف القرن الثاني الهجري 0وكان المعتزلة يمثلون جماعات متماسكة داخل الدولة الرستمية الأباضية ودولة ب مدرار الصفرية، وفي بعض المناطق من تلك الدولتين كان المعتزلة هم الكثرة الغالبة. كما هو الحال في منطقة وادي ميزاب ومدينة البيضاء في القرن الثالث المجري(ثث‘. ((٢ ٤٠ كما كانت الدولة الإدريسية العلوية في المغرب موطنا للاعتزال © وكانت قبيلة أوربة الق ساندت قيامها تدين بالاعتزال، وإن عبد الله والد إدريس كان يعتبر في الطبقة الثالثة من طبقات المعتزلة (. كما أن ابن تومرت مؤسس دولة الموحدين تأثر بآراء المعتزلة ح ومذهب الاعتزال قديم بالمغرب وقد أشار إلى ذلك كل من اليعقوبي والبكري والادريسي ". على أنه من المهم ملاحظة أن وجود دولة الأدارسة العلوية المعتزلية سنة _ ‏ ١٧٢ه، يكاد يكون متزامنا مع وجود دولة آل منجوي العلوية المعتزلية في إقليم ظفار في حضرموت\ ذلك أنه إذاكانت وأن دولة آلالدولة الإدريسية قد استمرت في الوجود حتى سنة _ ٢٣٧٥ه‏ ‏ ٤٨٠ه على حد قول المؤرخ الحداد } فإن هذامنجوي قد ظهرت قبل سنة _ يعني أن الدولتين كانتا متزامنتين س هذه الوحدة العلوية والمذهبية المعتزلية بين دولة الأدارسة وآل منجوي تقتضي التواصل بينهما، وبالتالي بين المغرب العربي وحضرموت، ومما يؤيد هذا الظن، أن ( هناك فرقة في جنوب شرق آسيا يطلق عليها اسم ( المغاربة ) 3وهي أحد أفخاد ( آل شيبان ) من أشراف ٥٢(,.. ".0حضرموت‎ مصير معتزلة المغرب العربي : بعد نماية إمامة الظهور الأباضية والصفرية في المغرب العربي على يد الفاطميين الشيعة الاسماعيلية، لم تختف الأباضية من المغرب العربي، بل ظلت تقاوم من أجل البقا ء، ولهذا ظل الوجود الأباضي إلى اليوم في جبل نفوسة وجزيرة جربة ووادي ميزاب ووارجلان، وإذا كانت الدولة الإدريسية قد تأخر سقوطها في يد الفاطميين حت سنة _ ٣٧٥ه_‏ » فإن سقوطها في ماية الأمر يمثل بالنسبة لمعتزلة (()٢٤١ المغرب ضربة قاصمة تجاوزت في إثرها ما مثله سقوط دول الأباضية والصفرية بالنسبة لهم، باعتبار تلك الدولتين من مراكز تواجدهم في بلاد المغرب، ولهذا فإن الباحث لا يكاد يعثر على وجود معتزلي بعد القرن الرابع الهجري في بلاد المغرب » مما يؤيد قسوة الضربة اليي تعرض لها وجودهم إثر سقوط المغرب في يد الفاطميين. والذي نراه 3هو أنه لما كان المذهب الاسماعيلي مذهب الدولة الفاطمية } يتقاطع معرفيا مع كل من الأباضية والمعتزلة 5فإن الأباضية قد استطاعوا اللواذ بالمناطق البعيدة المحصنة جغرافيا والاستقرار فيها ء وهي مناطق تناسب الطبيعة الخشنة للحياة الأباضية، لكنهالا تناسب طبيعة العقلية الحضرية لأهل الاعتزال & كما أن المعتزلة لا يستطيعون العيش في الوسط الاجتماعي والعلمي السي المغربي الذي كان يسيطر عليه المذهب المالكي المعروف بحرفيته في فهم النصوص الدينية وكراهيته للجدل وأهله والاعتزال وميوله ورفضه للرأي في الدين واعتماده على النقل في أوسع حدوده، كل ذلك يجعل المجتمع السي المغربي منطقة مغلقة في وجه الاعتزال وأهله © ح ولو وافق المعتزلة على العيش فيه. أمام هذا المأزق التاريخي لمعتزلة المغرب العربي، الذي تزامن مع بدايات القوة السلطوية المعتزلية قي مدن حضرموت الكبرى، فكان أن اتجهوا إليها بأعداد كبيرة ٤كان‏ الإمام القلعي أحد أشهر أقطاب ذلك النزوح المعتزلي المغربي إلى حضرموت الاعتزال، ح إذا كان القرن الثامن الهجري، وكانت رحلة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، كان الوجود المعتزلي المغربي في إقليم ظفار، قد أثمر سلوكا مغربيا في المجتمع الظفاري، وفي ذلك يقول ابن بطوطة ( :ومن الغرائب أن أهل هذه المدينة ( مرباط ) أشبه الناس بأهل المغرب في شئونمم & نزلت بدار الخطيب مسجدها الأعظم 4وهو عيسى بن علي، كبير القدر © كرنم النفس، فكان له جوار مسميات بأسماء خدام المغرب، إحداهن بخيته، والأخرى زاد المال، لم أسمع (()٢٤٦٢ مذه الأسماء قي بلد سواها 3... وقي كل دار من دورهم سجادة من الخوص معلقة في البيت & يصلي عليها صاحب البيت & كما يفعل أهل المغرب، وأكلهم الذرة © وهذا التشابه كله يقوي القول بأن صنهاجة وسواها من قبائل المغرب أصلهم من حمير ("ث. 0 غير أننا لا نوافق على رد ذلك التشابه إلى الأصل الحميري لقبائل المغرب © إذ لو كان الأمر كذلك، لكان ذلك التشابه واقعا بين أهل المغرب وكل أهل اليمن تقريبا 2ولما انحصر ذلك التشابه مع ظفار لوحدها، وإنما السبب في ذلك يعود إلى هجرة مغربية إلى إقليم ظفار، الأرجح لدينا أن تكون هجرة مذهبية معتزلية. على أن الاستقرار المغربي لم يقف عند إقليم ظفار، فهذا المؤرخ بامخرمة في القرن العاشر الهجري، يقول في ( النسبة إلى المواقع والبلدان ) عند حديثه عن مدينة ( قيدون ) الدوعنية الحضرمية ( :هي بلد بوادي دوعن، فيها آل العمودي ءوبما مشهد الشيخ المغربي، وله بتلك الناحية ذرية صالحون ث. نحن اليوم لا نعرف شيئا عن ذلك الشيخ المغربي ولا عن ذريته © ولكن أن تكون له هناك ذرية، فهذا يع أنه كان هناك استقرارا مغربيا في حضرموت & ح في المناطق النائية الصعبة المعيشة و الشحيحة الموارد المحدودة الرزق & ولا نرى مبررا لذلك الاستقرار، إلآ أن يكون ذلك ضرورة مذهبية عقائدية لا غير. معتزلة الأندلس : يبدو أن أمر التزو ح العلمي المعتزلي على حضرموت، قد شمل أيضا علماء الاعتزال قي أرض الأندلس، فقد رصد لنا الإمام ابن حزم الأندلسي ‏( ٤‏_ه- ٨٣٢ ‏ ٤٦ه ) وجودا علمياً معتزليا في بلاده إلى منتصف القرن الخامس الهجري © جحا مع قر طبة أ يا مقالصلاةصاحببن سعيدمنذ ر بن سعيدفعند حد يته عن ((٢٤٢ المستنصر بالله 8قال عن أخيه ( حكم بن منذر ) :إنه كان رأس معتزلة بلاد الأندلس وكبيرهم وأستاذهم ومتكلمهم وناسكهم » وشاعرا وفقيها، وكان أخره عبد الملك بن منذر بن سعيد متهما بالاعتزال أيضاً، وكان من أخطب الناس وأعلمهم بكل فن وأورعهم ٨ث6‏. وهكذا نصل مع الإمام ابن حزم في القرن الخامس الهجري، إلى أنه كان في بلاد الأندلس وجود علمي معتزلي، وكان وجودا ملحوظا & وإن كان ينظر إليه باعتباره تممة في الدين ونزق في العقيدة. غير أن ذلك الوجود كان قد اختفى في عهد الفيلسوف الأندلسي الكبير ) في القرن السادس الهجري، فعندأبي الوليد بن رشد ( ٥٦٢٠ه‏ _ ‏ ٥٩٥ه حديثه عن طرق الاستدلال ونظرية المعرفة لدىالفرق الإسلامية، قال عن المعتزلة : ( وأما المعتزلة فإنه لم يصل إلينا ي هذه الجحزيرة من كتبهم شيء نقف منه على طرقهم اليي سلكوها في هذا المعين، ويشبه أن تكون طرقهم من جنس طرق الأشاعرة )". هذا القول لابن رشد يعطي أكثر من دلالة على الضعف المبين الذي أصاب الوجود المعتزلي في بلاد الأندلس، ولا شك أن للخلاف العقائدي النصيب الكبير والأوفر قي ذلك الضعف ٤وعلة‏ ذلك الضعف وسببه على ما نرى © هو أن بلاد الأندلس قد عانت كثيرا من سطوة وتعصب المالكية وأهل السنة فيها فقد كانت هذه البلد منطقة تعصب سين شديد تجاه أهل الرأي والعقل والبرهان © ولهذا فإن علماء الاعتزال فيها لابد أن يكون قد حاق بمم ماحاق بأخواممم معتزلة المغرب، من حيث عدم الأمان على أنفسهم ومعتقدهم الذي هو دينهم ۔والأقرب إلينا هو أنهم سلكوا نفس الطريق إلى حضرموت الاعتزال الن كانت في ذلك القرن في عز بجدها السياسي والعلمي } فقد كانت أوضاعها في ذلك الوقت عامل جذب قوي لأهل الاعتزال من جميع أقطار الإسلام. ((٢٤ ٤ قيام دولة الاعتزال في مدن حضرموت الكبرى والوجود الأباضي : يبدوأن خطة المعتزلة لتحقيق حلمهم في إقامة دولة المذهب في حضرموت اتخذت المسار التالى: )١استثمار التأسيس الأباضي :لقد تواجد المعتزلة في كل المجتمعات الأباضية© ‎ كما هو الحال في المغرب العربي وعمان وحضرموت على ما بيناه فيما سبق© ‎ بل لقد تواجدوا أيضا في المجتمع الأباضي في شرق إفريقيا، إذ يذكر((توماس‎ أورنولد في كتابه ( الدعوة إلى الإسلام ) إلى أن الزيدية بسطوا نفوذهم على‎ طول الساحل الشرقي لإفريقيا، وأن الحقائق اليي دونت عن تلك المواطن الي‎ استقر يما العرب على الساحل الشرقي ضئيلةً)).(٨٦) ‎ادج غير أن سيادة المذهب الأباضي حت عهد قريب في أجزاء واسعة من شرق لإفريقيا يدل على أن المواطن الي انتشر فيها المذهب الزيدي المعتزلي لابد أن تكون هي نفسها الي انتشر فيها المذهب الأباضي. الحقيقة أن التواجد المعتزلي في المجتمعات الأباضية لم يكن صدفة غير مقصودة. بل هو عمل سياسي مقصود من قبل المعتزلة 5إذ لاشك أن الوجود الأباضي سابق في الظهورتاريخيا على مذهب الاعتزال، كما أنه سابق عليه في الظهور السياسي في تلك المناطق } والمذهب المعتزل تربطه بالمذهب الأباضي وشائج مذهبية عقائدية متينة 3فالأباضية (قالت مع المعتزلة -تقريبا -بأربعة أصول من أصول الاعتزال الخمسة :العدل } التوحيد، الوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي غير أن أسبقية الأباضية۔.عن المنكر، واختلفوا معهم في المنزلة بين المنزلتين )0'“. في الظهور التاريخي والسياسي في تلك المناطق الي غلبوا عليها 0جعل الأباضية ()٢٤٥ هم المؤسسون للوعي الدين العقائدي هناك & الأمر الذي سهل على المعتزلة في تلك المجتمعات الأباضية تحقيق هدفين في غاية الأهمية للعمل السياسي المعتزلي : أ -إمكانية العيش في وطن تربطهم بأهله روابط عقائدية 3فلا يشعرون فيه بالغربة المذهبية ويحقق لهم الاستقرار المعيشي والنفسي. ب -إمكانية نشر مذهبهم على حساب المذهب الأباضي & على مابيناه فيما سبق ني معركة (الفروع و الأصول). ففي القرن الخامس الهجري & حين اشتكى الإمام أبوإسحاق الهمداني من ظهور أهل الشافعية والحنفية على حساب المذهب الأباضي & أنما كان في حقيقة الأمر يشتكي من نشاط أهل الاعتزال الذين يدينون في الفرو ع مذاهب أهل السنة الأربعة 3ولم يقصد الاعتقاد الأشعري الذي لم يذكره في شكواه، لعدم وجوده الاجتماعي } إذ لو كان موجودا لكان أولى بالذكر والشكوى من الفروع لخطورته المباشرة على الاعتقاد الأباضي. وهكذا يكون المعتزلة قد اسثمروا الوطن والتأسيس العقائدي الأباضي ‘، وهو الأمر الذي وفر عليهم جهدا كبيرا، ربما لو بذلوه ما كان ليحقق لهم شيئا يذكر، خاصة في التأسيس العقائدي نظرا لما في مذهبهم من مسائل عقلية وفلسفية يصعب هضمها ابتداء } بخلاف المذهب الأباضى الذي يعتمد على الكتاب والسنة فقط. وهكذا يكون الوجود المعتزلي في لمجتمعات الأباضية مسألة سياسية مقصودة من قبل المعتزلة وتدل على نظرة سياسية بعيدة. هذه الاستفادة المعتزلية من التأسيس الأباضي هي الي قصدها الإمام أبوإاس سحاق الهمداني، حين خاطب ولاة الاعتزال فى مدن حضرموت الكبرى عندما امتنعوا عن المشاركة في مقاومة الغزو الصليحي الإسماعيلي، بقوله : كأن لم تشيده الشراة الصمادعهدمتم منار الدين لما خضعتم ()٢٤٦ )! تسجيل الحضور الإجتماعي الرفيع والباههر :وذلك في معارفهم الدينية والعلمية والوجاهة الإصلاحية وغير ذلك من أسباب الظهور الاجتماعي على ما ذكره شاعر المعتزلة صفوان الأنصاري في قصيدته حول النشاط المعتزلي وشرحناه في حينه. وحول هذا الحضور الاجتماعي في تريم القرن السادس الهجري، نجد محمد بن عبدالله السقاف يقول (( :كانت الرئاسة الدينية والمراجع الإصلاحية في تريم للمشايخ آل بافضل والمشايخ الخطباء))“" ويقصد بالخطباء آل الخطيب. كما كان من وسائل ذلك الحضور الاجتماعي نشاطهم الاقتصادي، وذلك من خلال تبن المشاريع الأقتصادية الحيوية والكبيرة، مثل التوسع في زراعة النخيل في منطقة الوادي & ويتضح من ذلك من غرسهم النخيل بكنافة عالية في المنطقة المعروفة اليوم باسم ((حوطة أحمد بن زين)) الواقعة بين سيئون وشبام، والي كانت تعرف ب((خلع راشد)) نسبة إلى آل راشد ولاة تريم من أهل الاعتزال © وكذلك من خلال اشتغالهم بتجارة الاستيراد والتصدير للمواد الغذائية والمهمة لمعيشة الناس، ويتضح ذلك من خلال الرحلات التجارية البحرية للشاعر التكريتي بين ظفار وعدن & ومن خلال تواجد مشايخ الاعتزال في القرن السادس المجري في عدن -:أبو زينيج وأبو بكير و أبو ححوش أبو أكدر، على ما ذكر ابن سمرة الجعدي في طبقاته 2إذ لا مبرر مذهبي أو سياسي في تواجدهم في عدن الأيوبية أو قبلها إلا أن يكون بمدف التجارة 0كما هو الحال عند الشاعر التكريي. ويبدو أن أهل الاعتزال الذين هاجروا إلى حضرموت قد جلبوا معهم أموالا طائلة وعظيمة 3ساعدت على استقرارهم فيها 5كما ساعدت كيرا قي نشاطهم السياسي وحضورهم الاجتماعي & هذا النشاط التجاري استفاد منه ((٢٤٧ الإمام نشوان بن سعيد الحميري حين هاجر إلى حضرموت، إذ أخبر بما يفيد اشتغاله بالتجارة حينها } والاحتمال الأكبر أن يكون معتزلة حضرموت قد وفروا له الظروف المناسبة لذلك النشاط. ‏ )٣المراهنة على قبيلة حضرموت :يبدو أن المعتزلة في مشروعهم السياسي راهنوا الأباضيفي اجتمععلى قبيلة حضرموت بدرجة أساسية في مد جذورهم الحضرمي، سواء من حيث ربطها بالمذهب، أو من خلال المساهمة المادية والمعنوية في دعم سلطتها وهيبتها بين القبائل & هذه المراهنة على أهل الغلبة القبلية في المنطقة، تعني فيما تعي احتماء أهل الاعتزال بمصدر القوة والغلبة في البلاد © هذا الاحتماء هم في أمس الحاجة إليه في بجتمع غلبت عليه الأباضية، ولعل تلك المراهنة وذلك الاحتماء كان جزا من خطة المعتزلة أينما حلوا واستقروا في المجتمعات الأباضية. وإذا صحت تلك ((المراهنة)) فإن ذلك يعي أن ولاة المدن الثلاث :آل إقبال ((الشحر)) و آل راشد ((تريم)) و آل دغار(رشبام)) كلهم ينتمون إلى حضرموت القبيلة ((الحضرمي)). هذا النسب الحضرمي لتلك الإمامات الثلاث & هو ما نفهمه من عصيدة للإمام أبي إسحاق الهمداني يذمها فيها لعدم وفائهم بحقوق البيعة والولاية © بقوله : للحق أن نشرت راياته عمدأين الذين حكوابالأمسأفم حتى إذا كثرت أعداؤه قعدوامابالفم مضوا أيام عزته ؤو عاهدوا ذا العلا أوفوا بما عاهدوافالمؤمنون إذا ما أوعدوا صدقوا ولكن إذا صبروا عند البلاء جدوالا تحمد الفضلاء في السلمإن صبروا ((٢٤٨ إل أن يقول : أن العباد هم مذ كانت البلدلهفي على رجل من حضرموت حكى ما ناله منهم في عصرنا أحلو كان في ملكهم فخر ومكرمة قد صاننا عن ذراها الماجد النجذلكتهادول الأنجاس منتنة في هذه الأبيات الأخيرة نجد الامام يتحسر استهزاءاً بذلك الرجل الذي ينتمي إلى قبيلة حضرموت ويفاخر بأن حكم البلاد والعباد لهم وحدهم منذ كانت حضرموت الأرض، ويعقب الامام على ذلك بقوله :لو كان يحق للأولين من حكام و ولاة هذه القبيلة الفخر والاعتزاز بتلك الولاية على البلاد والعباد & فإنه لايحق للمتأخرين المعاصرين الافتخار بولايتهم اليوم، ثم يزيد الامام الأمر وضوحا، فيقول :أن هذه ((الدول)) يحكمها اليوم أهل النجاسة والقذارة، ثم بحمدالله تعالى الذي صانه عن المشاركة في ظهرها السياسي (رذراها)) » ولعمل إقرار الإمام بحق الأسلاف من الولاة الحضارمة بالانتخار إنما يعود لأباضيتهم © فى حين أن موقفه و وصفه السلبي للمتأخرين منهم من أهل عصره إنما يعود لاعتزالهم. وهكذا نصل إلى أن أهل الاعترال في الوقت الذي راهنوا فيه على حضرموت القبيلة 5في المدن الثلاث آ فأممم لم يبخسوا أهل الاعتزال الوافدين على حضرموت حقهم ف الولاية والمشاركة في الحكم، فقد كان ظفار من نصيبهم تحت ولاية آل المنجوي العلويين الفرس » على ما بيناه قي حينه. هذه الأسر الحاكمة الثلاث لابد أن تمثل ((بيت)) الرئاسة القبلية في قبيلة لحم الرئاسة السياسية على العباد والبلاد 0وعلىحضرموت الى لولاها لما كانت ذلك ((البيت)) الرئاسي كان رهان المعتزلة على حضرموت القبيلة ي قيام دولة للذهب، اليي أصبح ذلك البيت يمثلها في تلك المدن. (()٢٤٩ في ذلك العهد هو(( بيت قحطان))أو ((آلهذا البيت الرئاسي لقبيلة حضرموت قحطان)) بلغة الإمام الهمداني 0حين قال : إليهم أجر المجد من آل قحطانتقطعت غيطاناأ وجاوزت ابحر والإمام هنا بقوله ((آل قحطان)) بالتأكيد لا يعي القبائل القحطانية اليي تنتمي إليها كل قبائل اليمن » ومنها قبيلة ((همدان)) قبيلة الإمام نفسه، ثم أنه بجهاده ونضاله إنما ((جر)) الجد والشرف من الذين امتنعوا وهم الأسر الثلاث الحاكمة. كما نفهم أن ((بيت قحطان)) هو بيت الرئاسة الحاكم لقبيلة حضرموت في ذلك العهد، من قول الشاعر أبي حنيفة شاعر حاكم الشحر منذ سنة ٦١٩ه‏ عبدالرحمن بن فارس بن إقبال، في إحدى مدائحه يقول فيها : أنت في البحر وهاب الفلوكأنت في البر وهاب القرى فبما يمتدح معطي اللكوكإن مدح بالكرم معطي المائة بكفالة ربيتهم) كفلوك(_‘كل ملاك قحطان الورى ما يهمنا هنا هو البيت الأخير، إذ فيه يقول الشاعر :إن (بيت قحطان) هم الذين يحكمون العباد ((الورئ)) وإن هذا البيت هو الذي يكفل ويضمن حقوقهم ومعايشهم } وفي هذا القول دليل آخر على أن آل قحطان هم بيت الرئاسة والحكم في قبيلة حضرموت وفي مدن حضرموت الكبرى الثلاث. وبعد :نحن نعلم اليوم أن بيت قحطان هو بيت الرئاسة القبلية قي قبيلة أو حلف ((الحموم)) الي تقطن تخوم الشحر الشمالية والشرقية 7وهي قبيلة لا شك في حضرميتها 0فهل كانت لهم رئاسة قبيلة حضرموت وحكومة تلك المدن الثلاث قي عهدها المعتزلى ؟. ((٢٥ ٠ ومما يؤيد القول بأن تلك الأسر الثلاث تنتسب إلى بيت واحد وأممفم أسرة واحدة 3هو ذلك التشابه الحاد بين أسماء ولاة تلك الأسر الحاكمة، ولقد لاحظ للؤرخ الشاطري ذلك، فبعد أن أورد هيكل تخطيطياً لولاة تريم من آل راشد « قال (( :توجد مشايمة لهذه الأسماء لأبناء عمومتهم من آل الدغار سلاطين شبام & وفي آل إقبال سلاطين الشحر، ويتميز كل عن الآخرين بتتبع التاريخ)“ ". هذه المشايممة في أسماء الولاة لا تجد تفسيرها في نسبهم إلى قبيلة حضرموت، بل في وحدة نسبهم القريب، وهو هنا الجد القريب (( قحطان)) 3 ومما يؤيد انتساب الأسر الحاكمة الثلاث إلى بيت واحد هو ( بيت قحطان ) ما ورد ي ( تاريخ شنبل ) من الأخبار التالية : قي سنة ‏ ٦٢٣٤ه ( :وصلت إلى حضرموت ( يقصد من الساحل إلى منطقة الوادي ) آل أبي قحطان جميعهم، غير فهد ( يقصد فهد بن عبدالله بن راشد )، ثم وصل فهد في ربيع آخر، وملك ابن إقبال تريم، وجعل إخوته في ( شروم )، ثم خالفوا ( يقصد أهل الوادي ) على ابن إقبال س وخرجوا عن طاعته ). ومن ذلك الخبر ومن قوله ( جميعهم ) نفهم أن بيت ( قحطان ) يتكون من عدة أسر 2وأن من هذه الأسر آل اقبال، وآل راشد ( يمثلهم فهد بن عبدالله بن راشد ). ‏ ٦٢٣٥ه ( والحديث لازال عن آل قحطانوفي السنة اليت تليها سنة جميعهم ) (سار فهد إلى اليمن، ورجع ابن إقبال إلى بلاده ( يقصد الشحر) 3 وفيها ملك أبناء راشد وأحمد بن النعمان شبام & وامتنعت البلاد » وخالفت ابن إقبال 0 ورجع ابن إقبال إلى شبام ). ((٢٥١ ومن أخبار هذه السنة نفهم أن آل إقبال ولاة الشحر وآل راشد ولاة تريم هم أسرة واحدة، هي أسرة آل راشد } وهذا يعطي تفسيرا لاطلاق المؤرخين اسم. ( دولة آل راشد ) على حكم كلا من آل إقبال في الشحر وآل قحطان في تريم 3 وإذن فإن هاتين الأسرتين هم أبناء ( راشد بن قحطان )، وإن آل دغار ولاة شبام هم فرع اخر من ( بيت قحطان )، ومما يؤيد العلاقة الأسرية بين الأسر الثلاث هو اتفاق المصادر والمراجع على أن آل راشد وآل دغار هم أبناء عمومة © أي إئمم بيت واحد. وني سنة ٦٢٣٦ه‏ :تولى ابن شماخ ( ممدي ) حضرموت ( يفصد منطقة الوادي)، وخرجوا عبيد ابن إقبال، وآل أبي قحطان 3سوى (بي ) أحمد بقى ( بقوا ) قي دمون ( بالقرب من تريم ). نفهم أن آل أبي قحطان المعنيون بالحكم والولاية قي ذلك العهد } ومن هذا الخبر هم (بيت قحطان ) العليي & بيت الرئاسة في قبيلة الحموم & كما أن مما يفهم من هذا الخبر هو أن ب أحمد كانوا من ضمن ( آل أبي قحطان جميعهم ) في خبر سنة ‏ ٦٣٤ه. ومما يؤيد هذا الفهم هو ما ورد من خبر ( ملك أبناء راشد وأحمد النعمان شبام ) أي آل إقبال وآل قحطان وبي أحمد ( أبناء راشد )، وابن الدغار ( أحمد بن النعمان ). ييدو أن حضرموت القبيلة يقصد بما هنا قبيلة ((ثعين)) أو أن تكون هذه القبيلة هي ذات الشوكة والغلبة قي حضرموت القبيلة ث وعين هذه ((يعدون من الحموم، وأصلهم من ذرية حضرموت))""‘، وكانت لما ومنذ القديم الغلبة والسيطرة على سواحل حضرموت من ظفار شرقا حت بئر علي غربا، وإلى هذه القبيلة ينتسب آل قحطان } وهم بيت الرئاسة فيها قي ذلك العهد © ونفهم ذلك من خبر المؤرخ شنبل (( :قي سنة٦٦٢ه‏ ملك الثعيى الغيل الأعلى المملكة الأولى)) 3. والغيل الأعلى المقصود في ذلك الخبر هو ((غيل بن يمين)) في الضبة الوسطى والقريب من الشحر ‘ وهو اليوم الموطن الرئيس لقبيلة ((بيت علي )) ((٢٥٦ ( بفتح العين © وتتكون من البيوت التالية :بيت قحطان } بيت الداولة & بيت العاربة 2بيت بين أحمد ) الحمومية الي ينتسب إليها بيت قحطان الذين لهم رئاسة قبيلة أو حلف الحموم كله، أما ((الثعي)) المقصود في ذلك الخبر فهو عبدالرحمن بن راشد بن إقبال حاكم الشحر حينها، ويلزم من ثعينية آل إقبال ثعينية كل من آل راشد وآل دغار & وبالتالي ثعينية آل قحطان أو بيت قحطان. ومما يدل على ثعينية بيت قحطان تواجد السلطان محمد بن عبدالله بن راشد في ريدة الشقاص ووفاته بما سنة ‏ ٦٨٩ه \ وتواجد الشيخ أحمد بن عبدالباقي بن عبدالرحمن أبا قحطان في نفس الريدة و وفاته بما سنة ٧٢٣٣ه‏ & خاصة وإن ذلك التواجد كان بعد أفول نجم تلك الدول الثلاث، كما أن ثعينية تلك الدول تفسر لنا ماذا هرب راشد بن شجعنة بن إقبال إلى منطقة ((حصوين)) في العمق الثعيني عندما استولى الرسوليون على الشحر سنة ٦٧٧ه_‏ ("". كما أن مما يؤيد ما توصلنا إليه من (حمومية وئعينية) آل أبي قحطان حكام الولايات الثلاث المذكورة، أنه إذا كانت قبيلة (بيت غراب) كما في أحداث سنة ٥٩٠ه_‏ متحالفة مع آل أبي قحطان ولاة تريم وجزء من قوتما العسكريةش فإن هذه القبيلة وإلى اليوم لازالت متحالفة مع آل أبي قحطان بيت الرئاسة في (حلف الحموم) ولازالت إلى اليوم أحدى القبائل الرئيسية في ذلك الحلف. وهكذا نصل إلى أن معتزلة حضرموت ف الوقت الذي راهنوا فيه على قبيلة حضرموت في ظهورهم السياسي، فإنما كان رهائمم ذلك على قبيلة نين ومن خلال بيت قحطان بيت الرئاسة فيها فى ذلك العهد. يبدو أن قبيلة ((الحموم)) الي يتولى رئاستها بيت قحطان اليوم، كانوا قي الأصل يتولون رئاسة تعين، ثم حدث خلاف داخل ثعين » أدى إلى نزوح قبيلة الحموم ومن والاها من الثعين إلى منطقة غيل بن يمين وتخومها الشمالية والشرقية 5ثم مع مرور الزمن تطور الحموم إلى حلف قبلي & وهو اليوم كذلك. الأقرب لدينا أن يكون ذلك الخلاف الذي حدث ف النعين له طبيعة مذهبية عقائدية 3وأنه بسبب عودة الغلبة المذهبية الأباضية في القبيلة ث تلك الغلبة ((٢٥٢ الن ظهرت بتولي آل أبي دجانة أمر الأباضية في الشحر والمشقاص موطن الثعين } وهو ما ظهر جليا تي القرن العاشر المجري كما سوف يأتي في حينه. ويبقى أن نتحدث عن النسب القبلي ل((آل الحبوضي)) الذين تولوا أمر ظفار وحضرموت كلها بعد زوال حكم آل راشد وآل دغار في كل من تريم وشبام في بماالقرن السابع الهجري |} فإنه نظر لطبيعة الأوضاع والأحوال الي مرت دولتهم 2ومما تقدم في المسألة القبلية 5فإنه من المستبعد أن يخرج نسبهم عن قبيلة ثعين وذلك للأسباب التالية : أ) أن دولة آل الحبوضي كانت في محيط إجتماعي ثعيي ممثلا بأغلب قبائل ساحل حضرموت شرقا وغربا ٬إذ‏ لم تكن مرباط وحدها عاصمة لامامة آل الحبوضي، بل نجدهم قد جعلوا ميناء ( بروم ) في الساحل الغربي لحضرموت عاصمة اخرى لهم & ونفهم ذلك من قول الشاعر عمر بامخرمة في ديوانه 0قي مدح عبدالله بن جعفر الكثيري : جدك وخاض اغمارهاخاطر كما خاطر علي في بروم واختارهاحتى سكن بعد الحبوضي وما كان لأوضاع هذه الدولة أن تستقر وتكون بتلك القوة الن ظهرت يها، لو لم تستند إلى القوة القبلية الثعينية ذات الصولة والحخولة قى ذلك العهد. ب) أن دولة آل الحبوضي كانت معاصرة ومتحالفة مع دولة آل إقبال الثعينية في الشحر 4وكانت الولاية العامة لآل الحبوضي وليست لآل إقبال ء حسب ماتقدم في حينها، وما كان من آل إقبال وثعين عامة أن يقبلوا بولاية آل الحبوضي عليهم لو لم يكونوا منهم 3ومما يؤيد الولاية العامة لآل الحبوضي على آل اقبال، هو اتخاد آل الحبوضي من بروم عاصمة أخرى لهم 0وميناء بروم يقع في الساحل الغربي لحضرموت وغرب مدينة الشحر، فهو إذن أقرب ()٢٥٤ إل الشحر عاصمة آل اقبال، وما كان لآل اقبال وثعين أن يقبلوا بالوجود الرسمي لآل الحبوضي في بروم، لو لم تكن لآل الحبوضي الولاية العامة على آل إقبال. والأقرب لدينا أن يكون آل الحبوضي من قبيلة النعين ومن بيت قحطان أيضا © والأقرب لدينا أيضا أن يكون لقب ((الحبوضي)) أطلق أول الأمر على شخص متولى حبوضة ونواحيها من آل قحطان، قبل أن يستقر اسماً على أسرة ذلك المتولي القحطان. وبمذا تكون وزارة آل الحبوضي لولاية آل المنجوي تمثيلاً للحضور القوي لقبيلة ثعين عامة وبيت قحطان خاصة فيى تلك الولاية & كما أن وزارة آل اللنجوي لولاية آل الحبوضي فيما بعد تمثل الحضور القوي لأهل الاعتزال للهاجرين إلى حضرموت في تلك الولاية. وبعد :فإن كان لنا من كلمة أخيرة في هذا المقام 5فإما لابد أن تخص مسألة انظطماس النسب القبلي لامامات المدن الحضرمية في عهدها المعتزلي في المصادر الحضرمية } فإنه ليس لنا إلآ أن نضيف ذلك الانطماس إلى انطماس نشاط تلك الإمامات السياسي والمذهبي والعلمي في تلك المصادر، وهنا يتضح لنا البعد السياسي والمذهبي والاجتماعي المقصود والمتعمد لكل ذلك الانطماس، وإن ذلك العمل لايمكن أن يتحقق بتلك الدقة وذلك الإتقان من دون خطة محكمة أعدها ونفدها ( دهاة الأخلاف ). ‏ )٤أخذ البيعة بالولاية :بعد اشتهار أعلام الاعتزال بذلك الحضور الاجتماعي الرفيع والباهر في الحواضر والبوادي & دفعوا بالجماعات والوجهاء والأعيان منهم ومن الأباضية كذلك، إلى تبي أخذ البيعة بالولاية حم في ()٢٥٥ االأباضية والاعتزالبينأباضياً خالصا ( بل هول يعلاجتمع الذيعموم وإلى هذه الولاية والبيعة لأهل الاعتزال اشار الإمام الهمداني بقوله : المدامععليهيتيما ولم تسفكأقول لأمل الدين إذ صار دينهم فأسلمتمونا حين لحن القواطعولكنكم من قبل كنتم ولاتتا للعب وباتوا والكل هاجعوكنتم كلاعبين تعاقدوا ومن بجده شدة وزعازعحسبتم عقود الله لعم وعهده وقوله في أخرى : بعهد، وما للأرذلين عهودوفيت بعهدي والأراذل ما وفوا ‏ )٥السيطرة على المنافذ البحرية للبلاد أولأ :يدو أن أول ظهور سلطوي للمعتزلة كان على مديني الشحر ((آل إقبال))وظفار ((آل المنجوي)) ويمذا يكون المعتزلة قد تمكنوا من السيطرة ليس على اقتصاديات البلاد فحسب، بل الظهوروعلى معائش الناس وأقواتما بدوا وحضرا 3ولقد ساعدهم على ذلك المبكر في هاتين المدينتين نشاطهم التجاري الكبير واشتغالحم بتجارة الاستيراد والتصدير عبر هذين الميناءين. هذه السيطرة المبكرة على الشحر وظفار مكنتهم من تأمين الموارد المالية للتوسع في النشاط السياسي، كما أعطى قوة دفع جديدة لقرارهم السياسي بالسيطرة فيما بعد على مدين ترنم وشبام. ‏ )٦إدارة الدولة بالحجنكة السياسية :ظهرت تلك الحنكة في القرن الخامس الهجري } وذلك حين امتنعت الإمامات المعتزلية عن البيعة للإمام أبي إسحاق الهمداني بيعة دفاع لمواجهة الغزو الصليحي الإسماعيلي على البلاد © وبالتالي تركوا الإمام والقوى الأباضية وحدهم في تلك المواجهة & ولا شك أن ذلك الامتتاع جعل عبء المقاومة على القوى الأباضية ثقيلا مما دعا الإمام أبا إسحاق إلى الاستعانة بأباضية عمان. ((٢٥٦ والحقيقة أن قرار الامتناع ذاك لم يكن قرار اعتباطيا من قبل أهل الاعتزال © كما يكن تخاذلاً عن الدفاع عن الوطن والمذهب، بل كان قرارا سياسيا مدروساً ء وذلك للأسباب التالية: ) أن عهد ظهورهم السياسي في البلاد ليس له من العمر سوى نصف قرن من الزمان، وأن هذا الظهور كان تمرة جهود استغرقت قرونا من المعاناه والأموال والتضحيات والنشاط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي & فليس من الحكمة في شيء التضحية بكل ذلك من خلال البيعة للإمام أبي إسحاق & } تلك البيعة اليي تعني التنازل عن كل ما تم تحقيقه من مكاسب للقوى الأباضية ربما إلى الأبد، إذ إن تلك البيعة هي مطلب أبي إسحاق، وفيها يقول : من كابر عن كابر عن كابرمارمت إلا بيعة أورثتها ب) كانت خطة المعتزلة تقتضي ((تحميد)) إماماتمم ي كل من تريم وشبام في منطقة الوادي حيث تدور المعارك ويستعر القتال بين الأباضية والصليحيين © ونفهم تلك الأوضاع القتالية في الوادي دون الساحل من قول أبي إسحاق : يواد تغطيه ذيول الغياهبسأقدح نارالحرب حتى أثيرها هذا ((التجميد)) السياسي لإمامات الاعتزال في الوادي نفهمه من قول الإمام أبي إسحاق : وما وردقمم بالسيوف جنودعجبت هم إذ دبروا كيف دبروا كما هطعت قبل العذاب ثمودلقد خضعوا قبل اللقاء وأهطعوا أما إماماتمم في ظفار والشحر فقد ظلت قائمة على حالها قبل الغزو والحرب & إذ لم تمتد إليهما المعارك والقتال، وهذا يعن أن تنقى تلك الإمامات في حالة حشد واستعداد لأية تطورات [“، في الوقت الذي تنهك فيه معارك الدفاع القوى الأباضية © تلك الأوضاع المستقرة وحالة الاستعداد والحشد العسكري لإمامات الساحل نفهمه ((٢٥٧ من قول الإمام المداني مخاطبا فارس بن راشد بن إقبال متولي الشحر حينها 3داعيا إياه إلى الاشتراك في قتال الصليحيين بقوله : أنجادها والسواحلبعدلك فملكت وأمنت البلاد وأشرقت ‏ ١لأفاضلمزخرفة للشارينفيا فارس إن الجنان وحورها إلى أن يقول فيها : فكن يا ابن إبراهيم خير المعاقلها أنا بالصوت أدعوك معقلا أشرت إليها قادرأبالأناملإذا ما شنت جمع كتائب ويبدو أن خطة المعتزلة من ذلك التجميد تقمدف إلى الإبقاء على قوتقمم العسكرية ف الوادي والساحل سليمة ومعافاة وقوية بعد انتهاء المعارك، وأيا كان المنتصر في تلك الحرب، فإنه لابد أن يخرج منها منهك القوى خائر العزيمة & عندها سوف تكون القوى المعتزلية هي الأقوى والأقدر على حسم الموقف لصالحها } ويبدو أن ذلك هو ما حدث فعلا، إذ أنه وبعد انتهاء المعارك مباشرة 0عادت إمامات الاعتزال إلى ترعم وشبام. وهكذا استطاع المعتزلة إدارة تلك الأزمة العنيفة الن مرت بما البلاد بحنكة واقتدار 5وأن يخرجوا منها منتصرين بلا قتال & محافظين على مكاسبهم التاريخية © ولقد تم هم كل ذلك من خلال استثمارهم للجهد والجهاد الأباضي حتت في أحلك الظروف، وكأني بيهم قد تخصصوا في ذلك وأتقنوه. غير أنه ليس كل مرة تسلم الحرة } إذ يبدو أن القوى الأباضية أدركت خطة المعتزلة فيما بعد & وأخذوها بعين الاعتبار أثناء جهادهم مع المعتزلة ضد الغزو الأيوبي في القرن السادس الهجري، وذلك حين حشدت قبيلة ((ممد)) كل قواها وأحلافها في ماية الأمر، وهزمت الأيوبيين شر هزيمة، وسيطرت على ترعم وشبام، وأطلقت أولاد عبدالله بن راشد من السجن، وأرسلتهم إلى حلفائهم آل إقبال في الشحر، في رسالة واضحة إلى القوى المعتزلية بأنه ل يعد لهم بعد اليوم مكانا قى منطقة الوادي © وبذلك خسر المعتزلة ترتم وشبام إلى الأبد. (:)٢٥٨ البعد الأيديولوجي -السياسي للغزو الصليحي لحضرموت الحديث عن البعد الأيديولوجي والسياسي للغزو الصليحي لحضرموت في القرن الخامس الهجري، كان يفترض أن يكون موضعه عند حديثنا عن ذلك القرن في الباب السابق، غير أن ظروف الدراسة لم تسمح بذلك، إذ أنه إذاكان الوجود الاباضي فيها قي ذلك القرن لم يكن موضع شك، فإن الوجود المعقزلي في ذلك القرن لم تتضح معالمه إلا عند حديثنا عن أوضاع القرن السادس الهجري في هذا الباب. ، وهكذا جاء الحديث عن الموضوع أعلاه في غير موضعه الزماني التاريخي. ولكنه مع ذلك جاء في موضعه من الصورة ال رسمتها لنا أحداث القرن السادس الهجري. الدولة الصليحية في اليمن، كانت شيعية إسماعيلية المذهب، وهي تشترك قي هذا المذهب مع الدولة الفاطمية المعاصرة لها في مصر، ولهذا فقد كانت العلاقة بين الدولتين علاقة تلاحم سياسي عميق، إذ إن المسألة المذهبية العقائدية كانت تحتل المقام الأول والأساسي في العلاقات بين الدول في ذلك العهد 8 وتسيطر عليها. المذهب الإسماعيلي مذهب فلسفي، يمعن أنه يعتمد العلوم الفلسفية في منطلقاته العقائدية، أما نو ع تلك الفلسفة اليي يعتمدها فهي الفلسفة الهرمسية الغنوصية، والمسائل الت تعت بما هذه الفلسفة، تدور حول قضية الألوهية ونشوء العالم وقضية النفس وخلاصها وتطهيرها 0وقضية وحدة الكون وتبادل التأثير بين أجزائه © وهذه المسائل الهرمسية يتم تأطيرها في العقيدة الإسماعيلية من خلال تأويل النص القرآني، حيث بحد الإسماعيلية حين يتأوّلون النص القرآن © فإنهم يتأوّلونه تأويلا يخترق حدود وشروط التأويل اليي تسمح بمااللغة العربية © ()٢٥٩ وبذلك يتحول النص إلى جملة من الرموز والإشارات تحتوي أفكارا ونظريات بجد مصدرها في الفلسفات الدينية القديمة والهرمسية منها بالذات. هذا النوع من التأويل يقول به الشيعه ( ما عدا الزيدية ) والمتصوفة ومختلف التيارات الباطنية في الإسلام، ذلك هو إذن التأويل الفلسفي العرفايني. ويقف في الطرف الآخر المقابل لهذا التأويل، تأويل آخر يعتمده المعتزلة والأباضية وفقهاء أهل السنة 3ورغم اختلافهم حول مدى اعتماد العقل فيه، إلا إممم كانوا جميعا يتقيدون بالحدود الي تسمح بما وجوه البيان العربي في التأويل ولا يتعدونما » مما جعل تأويلهم يبقى دائما بيانيا خالصا من أية شائبة فلسفية. وفي الوقت الذي قام فيه الصليحيون بغزو حضرموت يي القرن الخامس المجري & كانت أوضاعها المذهبية _ السياسية بين الأباضية في البوادي ومناطق القبائل » ومذهب الاعتزال في مدا الكبرى، وهو ما بيناه فيما تقدم من هذه الدراسة. والمذهب الأباضي مذهب عربي خالص } بل هو مذهب أهل البادية والأعراب الذين لا يدرون ما الفلسفة وما علومها } فلم يعرف عن الأباضية الاشتغال بتلك العلوم } ولا دخلت مذهبهم & فقد كانوا وما زالوا يعتمدون القرآن الكريم وما صح لديهم من السنة النبوية 3أما ما خلاف ذلك فلا نجد له صدى ف المذهب©، لا من قريب أو بعيد. ولهذا & فإذا أخذنا بعين الاعتبار حالة العداء والخصام العقائدي بينهم وبين الإسماعيلية 2وتعلقهم بالكتاب والسنة لا غير ث وكون الأباضية أقل الفرق ( البيانية ) ممارسة للتأويل، واعتمادهم في أغلب الأحوال على ( ظاهر ) النص القرآني، وتشددهم في الدين وإخلاصهم في العقيدة 0علينا _ والحال هذه _ أن نتصور المدى البعيد الذي يحكم علاقة التنافر والعداء والإنكار الذي يسيطر على العلاقة بين الدولة الصليحية فيى اليمن وأباضية حضرموت، ومن هذا المنطلق. ((٢٦٠ الأيديولوجي العقائدي يمكن ليس معرفة دوافع الغزوالصليحي لحخضرموت فحسب، بل وأيضا شراسة المقاومة الأباضية له } تلك المقاومة الى اشتركت فيها أباضية عمان أيضا 0تحت قيادة الإمام المجاهد أبي إسحاق المداين الأباضي الحضرمي } ولقد أبان الإمام أبو إسحاق في ديوانه ( السيف النقاد ) عن حالة الإنكار والعداء تلك في أقوال كثيرة، فالإسماعيلية فى نظر الأباضية ليسوا من أهل الإسلام، بل هم على الكفر الصريح & وفي هذا يقول مخاطبا أهل حضرموت في ظل حكم الصليحيين : أما تنقمون الثار تمن يسومكم 3مسام الإماء ي كل شرق ومغرب أراكم خضعتم وأختدمتم لكافر 3وعلمي بكم لا تخضعون لمذنب ويقول عن نفسه أيضا قي ذلك المع : أديان من كف الغوي الفاجرلا نلت محبوبا إذا لم انقدال في الله. لا بيع الفوي الخاسراين أمروء قد بعت نفسي جهرة أعددقما حتفا لرب الكافرا وان لم تعرف التقوى فقد والإسماعيلية هم أيضاً ( دناة الورى ) أي أخس ما خلق تعالى » حيث يقول دناة الورى أرباب أهل المساجدوأي حياة للكريم إذارأى : يقول، حيثالكلبنحاسة وهم أيضا نحس يتخدمون لكل كلب صاحيأمن المكارم ان تركة يعرب أما عن جهلهم بحقيقة الدين فيقو ل: من ليس يفرق بين الميم والألفما يال من عرف الأحكام يملكه ()٢٦١ إذا كان ذلك هو حال العداء والإنكار والخصام الذي يسود العلاقة بين حالماالأباضية والإسماعيلية } فإن العلاقة بين المعتزلة والإسماعيلية لا تقل عن الأول © إن لم تفقها، ليس بسبب تمكن كل منهما من علومه اليي تنفي الاخر وتقوض مرتكزاته المذهبية العقائدية } وليس لأن المعتزلة كانوا أشد اعتراضا للتأويل العرفان من أهل السنة بحكم التصادم المباشر بين ممجهم العقلي وممفج الاسماعيلية الغنوصي غير العقلاني 3ولكن أيضا بحكم طبيعة الصراع بين الطرفين الذي اتخذ طابعاً سياسيا عقائدي أكثر عمقا ووضوح. ففي العصر العباسي الأول كانت الفلسفة الهرمسية ممنلة في المانوية والإسماعيلية والصابئة. هي الخصم العقائدي و السياسي للدولة العباسية السنية } وكان ذلك الخصم يحاول بقوة تقويض الأساس العقائدي للدولة العباسية تمهيدا لإسقاطها لاحقا، الأمر الذي يعي تقويض الدين الإسلامي نفسه، ولقد كان ذلك الخصم من القوة إلى الحد الذي كان من أقوى العوامل الن دفعت الدولة العباسية إلى تبى مذهب الاعتزال لمواجهة تلك المخاطر الأيديولوجية المحدقة 83 ولهذا فقد كان المعتزلة هم أهل الاختصاص والشأن وأيديولوجيو الدولة الموكلة إليهم رد هجمات الأحزاب الهرمسية، ولا بد للمرء أن يقدر الدور الحاسم الذي قاموا به في تحصين الفكر الإسلامي البياني وتطوير العقلانية العربية الإسلامية 3 وأن يستحضر في ذهنه تلك المعارك الضارية الن خاضوها، فقد تمكنوا من رد هجمات تلك الأحزاب بكل قوة واقتدار ءوإرغام خصومهم على الاحتكام إلى البيان العربي كما تحمله اللغة العربية، الأمر الذي يعن نفى الفكر الهرمسى من .أساسه منذ اللحظة الأولى. وهكذا بحد أنه في القرن الخامس الهجري عندما غزا الصليحيون حضرموت، كان كل من المعتزلة الحضارمة والإسماعيلية الصليحيين يحمل ((٢٦٢ إرثا كبيرا من العداء السياسي والأيديولوجي تجاه الآخر ‘وممالا شك فيه أن الوجود المعتزلي قي حضرموت كان يمثل خطرا كبيرا على الدعوة الاسماعيلية ليس في اليمن فحسب [ بل وفي مصر والفاطمية، ولقد بينا فيما سبق أن ذلك الغزو كان بأمر من الخليفة الفاطمي المستنصر } ولهذا الأمر دلالته على البعد الأيديولوجي السياسي لما حدث، فهو يؤكد المدى الذي كان الوضع المذهمي في حضرموت ( الأباضي و المعتزلي ) لا يؤرق الصليحيين في اليمن فحسب، بل والدولة الفاطمية فى مصر أيضا. استخلاص : لقد رأينا حضرموت ف القرن الخامس الهجري تتعرض للغزو الصليحي الإسماعيلي 3وتكون المقاومة الحضرمية تحت قيادة الغلبة الأباضية فيها، وفي القرن السادس الهجري تتعرض لغزو الدولة الأيوبية السنية الاعتقاد » مع ما صاحب ذلك الغزو من معارك وعمليات قتل ونفي جماعي للعلماء وأهل الحكم والولاة والأعيان، وفي هذا القرن كان الوجود المعتزلي في مدن حضرموت الكبرى واضح المعالم ۔وتكون نماية الوجود الأيوبي على يد قبيلة فمد الق سوف تتضح أباضيتها في حينه. والنتيجة ال نستخلصها من الغزوين الصليحي الإسماعيلي والأيوبي السن & هو أن حضرموت حت فاية القرن السادس لم تكن سنية الاعتقاد، وأنما أيضاً لم تكن تنتمي إلى المذهب الشيعي العرفان ( الاثني عشري والاسماعيلي ). وإذن لم يبق معنا إلا ما توصلت إليه هذه الدراسة س وهي أن حضرموت حى فماية القرن السادس الهجري كانت بين الأباضية والاعتزال الخالص والزيدي. ((٢٦٢ في هذا الباب، ويمدف البدء قي وضع مشروع رؤيتنا قيد النظر © ومن أجل استجلاء حقيقة الأوضاع في حضرموت يي القرن السادس الهجري 3كان لا بد من البدء بعرض الرؤية السائدة في كتب التاريخ الحضرمي، تم نقد تلك الرؤية © ولقد وجدنا تلك الرؤية 0إضافة إلى ما تعانيه من طرح غير علمي 0إن لم يكن ( ذاتي ) النزعة، وجدناها تعاني من تناقضات دورية لا تكاد تنقطع 8 تلك التناقضات لم تأت من خارجها، بل من داخلها 3ومن نفس القائلين بما © وإن رؤية تلك هي طبيعتهالا بد أن تكون خارج إطار الكتابة التاريخية العلمية والموضوعية. وفي بدء الشروع في الرؤية 9كان لا بد من النظر إلى خارج اليمن 3 كان لا بد مانلنظر إلى المحيط الإسلامي الفاعل في ذلك القرن، وفي أهم مرتكزاته 3ألا وهي الدولة الأيوبية في مصر، وكيف قامت ‘ وما هو مذهبها العقائدي © وكيف تنظر لأهل العقائد الإسلامية الأخرى. فوجدناها سنية الاعتقاد أشعرية متعصبة © تكره المذاهب الأخرى وتحرم التعامل معها ومع منطلقاتما الفكرية الكلامية والفلسفية ورجالها. هذه الدولة حين غزت اليمن الأعلى والأوسط لم يكن فيه أي كيان سي الاعتقاد، بل هو بين شيعة إسماعيلية وزيدية، ثم وجدنا الأيوبيين يقوضون تلك الكيانات من أساسها © ثم بعد أن تستقر لها الأوضاع هناك، تتجه الحملة الأيوبية إلى حضرموت، وفيها قام الأيوبيون بأبشع بحزرة في حق العلماء والفقها ء والقراء في تاريخ المشرق العربي كله & وكانت المقاومة الحضرمية عنيفة شرسة & استمرت زهاء نصف قرن كامل & هو عمر الوجود الأيوبي في حضرموت. كان ذلك الرصد التاريخي للدولة الأيوبية قي مصر ثم سلوكها في اليمن وحضرموت، هو المفتاح الذي من حلاله تم معرفة الأجواء السياسية اليي دفعت إمام ورأس معتزلي كبير بحجم العلامة نشوان بن سعيد الحميري، إلى اللجوء إلى حضرموت والعيش فيها عامين ()٢٦٤ ونصف معززا مكرما بين الأخوان والأنصار كما قال هو بلسانه 0ولقد كانت رحلة نشوان تلك إلى حضرموت، هي الإشارة الأولى إلى الوجود المعترلي فيها & إذ لم يكن له أن يعيش وهو على تلك المترلة العلمية المذهبية إلآ في أجواء مذهب الاعتزال وما كان بجتمع سي الاعتقاد أن يقبل نشوان بين ظهرانيه. ولغرض تحقيق علمي موضوعي لا تقول به رحلة نشوان إلى حضرموت 3 كان لا بد من البحث في تراث ذلك القرن، وبالذات في ما تبقى من تراثه الأدبي & فوجدناه يقول صراحة وبكل جلاء بتلك الأجواء المعتزلية السياسية والعقائدية الى جذبت العلامة نشوان من موطنه الخوف } للعيش في حضرموت |، فقد كان تراث الإمام شيخ الإسلام بافضل، خير مثال على المدى المتطور الذي بلغته علوم الاعتزال في القرن السادس المجري & ثم جاءت قصيدة الشاعر التكري وكتاب ( تهذيب الرئاسة وترتيب السياسة ) للإمام محمد بن علي القلعي، لتؤكد بمالا يدع بجالا للشك حقيقة الأوضاع المذهبية المعتزلية السائدة في ذلك القرن في مدن حضرموت الكبرى. ومن استجلاء تلك الحقيقة & تم معرفة حقيقة ذلك الجمع العلمي التريمي الكبير الذي بلغ قوامه ثلاثمائة عالم وففيه ومفي 3جلهم على مذهب الاعتزال © وقليلهم من الأباضية © ولقد كشفت ضخامة ذلك الجمع مقارنة بحجم تريم أرضا وسكانا » كشفت عن زحف علمي مذهبي معتزلي على حضرموت الاعتزال من كل حدب وصوب من بلاد الإسلام، وقد كان من ثمار ذلك الزحف أن سادت حضرموت في القرن السادس الهجري أجواء علمية زاخرة بالعطاء، فقد كان عدد كبير من اعضاء ذلك الجمع يشتغل بالتأليف © وسادت حضرموت أجواء علمية عقلانية ى هي الو حيدة من نوعها من حيث اعتمادها على المنطلقات الفكرية الكلامية والفلسفية للمذهب المعتزلي، بمثل تفرد حضرموت، ليس باحتضان ذلك المذهب فحسب [} بل وأيضا بمثل تفردها باحتضان دولته الوحيدة في التاريخ الإسلامي كله. (()٢٦٥ المصادر والمرا جع : )١أحمد أمين :ظهر الإسلام.٤/٤ ‎ )٢نفسه.٧/٤ : ‎ ) جارالله :المعتزلة ‏.٢٠٦/ ٤نفه.٢١٦٢/ : ‎ آرثورسعد ييف :أبن سينا ‏.٥١/ه) )٦جارالله :نفسه.٢١٧/ ‎ )٧نفسه. ‎ )٨الحداد :عقود.٨٢/ ‎ )٩الشاطري :نفسه.١٨٧/١ ‎ )٠باوزير :الفكر والثقافة.١٢١/ ‎ )١د.محمود إسماعيل :الحركات السرية.٩٦/ ‎ .١٩٥/٢ )٢بامخرمة :تاربخ ثغر عدن‎ )٢٣بامخرمة :نفسه.٢٣/ ‎ )٤نفسه \١٣/١٦ : ‎عمارة :تاريخ اليمن.١٧١/ ‎ )٥الحامد :تاريخ حضرموت.٤٣٥/ ‎ )٦الشاطري :نفسه.١٨٧/ ‎ )٧أحمد أمين :نفسه.٥١/٤ ‎ )٨الحداد :نفسه.٥٣/٥٦٢/٢ ‎ )٩أنظر مقدمة الكشاف. ‎ )٠د.عبدالجيد أبو الفتوح بدوي :التاريخ السياسي والفكري للمذهب الس في الشرق.٨٨/ ‎ )٢١نفسه.٩١/ : ‎ ‏ )٢٢نفسه. )٢الشاطري :نفسه \١٧٩/ ‎باوزير :صفحات ٨١/ ‎ڵ الحداد :نفسه.٧٤/ ‎ )٢٤الشاطري :نفسه.١٧١٩/ ‎ )٥جارالله :نفسه.٢١٣/ ‎ )٦د. محمد عبدالعال أحمد :الأيوبيون في اليمن.٢٢٣٧٢/ ‎ )٧ابن حميد الكندي :العدة المفيدة = المقدمة. ‎ )٢٨عمر بن سمرة الجعدي :طبقات فقهاء اليمن.٢٢٠/ ‎ )٩د. حمود إسماعيل :نفسه.٩٧١/ ‎ (()٢٦٦ (٢عبدالله بن حميد السالمي :تحفة الأعيان.٩٢٣/ ‎ .١٩١١/٢ )١المسعودي :مروج الذهب‎ )٢سوف يأت الحديث عن أباضية ممد في حينه‎. )٢محمود إسماعيل :نفسه.٩٤/ ‎ )٢٤نفسه.٨٤/ : ‎ )٥الشاطري :نفسه.١ ٤٩/ ‎ )٦نشوان بن سعيد الحميري :الحور العين.٢٢٧/ ‎ )٧الإمام إبراهيم بن قيس الحمداني :مختصر الخصال.٦/ ‎ )٨مهدي طالب هاشم :الحركة الأباضية في المشرق العربي.٢٧٧/ ‎ )٩أحمد أمين :ضحى الإسلام.٢٣٧/٢ ‎ )٠ترجمة ابن عقيل :نفسه‎. )٤١د. محمد رضا الدجيلي :الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجري.٢١٧/ ‎ )٤٢د. بلبع :أدب المعتزلة٧/ ‎ا.١٢ )٤٢الإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب التريمي -توق سنة ٦١١ه :القواني :مخطوط نسخ سنة‎ من محفوظات الشيخ الفاضل عبدالله عبيد باصلعة = الديس الشرقية = حضرموت. وفي‎ه٢ (القوافي) المطبوعة الصادرة عن دار المهاجر ومكتبة ترمم الحديثة ١٩٩٥م عن نسخة كتبت سنة‎ ٩ه » ورد المقطع أعلاه بتصحيف :وحيّر كنهه عقلا وفكراً‎. ونقول تصحيف ما لم يكن فعلا مقصودا من الأخلاف، فإن كان مقصودا } فإنه يحتوي على مع عرفاني صوفي‎ واضح، يقول بأن الله تعالى لا يدرك بالعقل، إذ إن المتصوفة يرون أن الله لايوصف بوصف ولا يتصور لا بالحس‎ ولابالعقل ولا يقبل التعريف، فهو هوية مطلقة، فالله عندهم ( أحد ) ولا يقولون ( واحد )، ورتبته عندهم‎ ( الأحدية ) وهي نو ع من الوحدة الت لاتوصف ولا يعبر عنها. غير أن هذا المعين الصوف لا يستقيم مع باقي‎ أشطار المقطع } بل يتقاطع معها معرفيا كما تقاطع معها مذهبيا 5ذلك ان المقطع يذكر بعضا من صفاته تعالى} ‎ وتلك الصفات هي من ( كنهه ) ضرورة، وذكرها يعي أنه تعالى يدرك بالعقل الإنساني، وهذا يعني أن كنهه لم‎ يحير عقلا وفكرا 0هذا من ناحية ث ومن أخرى فإن ذلك المعين الصوفي لا يستقيم مع ما في ( القواني ) من نقد‎ لتصوف فكرا وسلوكا كما سوف يأ. ‎ )٤٤انظر حمد بن علي خرد :غرر البهاء الضوي.٣٩٣/٦٦٢/٢٤/ ‎ 7 )٤٦نفسه‎. )٤٧محمد الملقب سعد بن علوي بن عمر العيدروس العلوي الحضرمي :الآيات المتماثلات والمتقاربات‎ والمتشابمات :تقسم سالم بن عبدالله بن عمر الشاطري العلوي الحضرمي :المقدمة. ‎ )٤٨ناصر، محمد صالح، منهج الدعوة عند الأباضية ء ص.)١٤٨( ‎ ()٢٦٧ )٩نفسه. ‎ ‏ )٠د.محمود إسماعيل :نفسه. ) ١د.أحمد العبادي :دراسات في تاريخ المغرب والأندلس.١٠٧/ ‎ ‏ )٥٢نفسه. ) ٢محمد حسن العيدروس :أشراف حضرموت و دورهم في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا.٤٢٣/ ‎ )٥٤رحلة ابن بطوطة.٢٦٩/ ‎ )٥نقلا عن محمد أحمد الحجري :بجموع بلدان اليمن وقبائلها.٦٥٨/٢ ‎ )٥٦ابن حزم :طوق الحمامة = تحقيق إحسان عباس.٧٦٢/ ‎ )٠٧أبو الوليد بن رشد :فلسفة ابن رشد.٦٠/ ‎ .٢٥/١ )٨عمرو بن بحرالجخاحظ :البيان والتبيين‎ )٩محمود إسماعيل :نفسه ٨٢٣/ ‎وما بعدها. ‎ ‏ )٦٠يقول المؤرخ البكري عن آل راشد ولاة تريم (وكان آل راشد على قلة عددهم ومع أنمم ليسوا من أرباب المال ؛ يتصدون للحكم بين المتخاصمين والمتنازعين، ولقد ذاع صيتهم و انتشرت شهرتمم في أرجاء البلاد 0وصاروا يضرب مم المثل في العدل، ولذلك كان يهرع إليهم المتخاصمون من مسافات بعيدة } وكانوا أهل زهد و ورع } ولشدة حبهم للخير وحرصهم على الحق، أن اتخذهم الناس ملجأ يلجوون إليهم للفصل فيما هم فيه مختلفون ) انظر تاريخ حضرموت السياسي ‏.٨ ٠/١ )٦١عبد الرحمن الخطيب -ت ٨٥٥ :ه_ -الخوهر الشفاف /مخطوط. ‎ )٦٢شنبل :تاريخ شنبل.٧٠/ ‎ )٦٢٣رحلة ابن بطوطة.٢٦٨/ ‎ )٦٤د.أحمد عبدالة عارف :الصلة بين الزيدية والمعتزلة.٣٢/ ‎ )٦٥د. محمد عمارة :المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية.٤٦/ ‎ )٦٦محمد عبداللة السقاف :تاريخ الشعراء الحضرميين.٥٤/١ ‎ )٦٧عبدالله الطيب بامخرمة :تاريخ ثغر عدن.٦٦/ ‎ )٦٨الشاطري :نفسه.١٧٤/ ‎ )٩الحداد :الشامل.١٠٧/ ‎ ‏ )٠انظر حوادث السنين المذكورة في تاريخ شنبل. (()٢٦٨ الباب الثالة القرن السابع الجري الأوضاع المذهبية والسياسية نهايت الغزو الأيوبي : انقضى القرن السادس ولا يزال الغزو الأيوبي على حضرموت مستمرا والمعارك لا تكاد تمدأ © ويوالي الأيوبيون حملاتمم الواحدة تلو الأخرى، وعلى أثرها يستمر أوار المقاومة وتزداد شدة و قوة تحت قيادة آل راشد ولاة تريم أصحاب الولاية المعتزلية العامة على حضرموت }\.وتتحالف القوى البأاضية والمعتزلية معا لصد تلك الحملات، ڵ فالعدو واحد & وكل منهما هدف مذهمي وصل راشد بن أحمد النعمان الدغارهللحملة الأيوبية 0ففي سنة ‏٦ ٠ ٤ صاحب شبام إلى تريم، ومعه يحيى بن عبدالله باجبير 8للسمع والطاعة وإقامة شرائع الإسلام'). وفي سنة _ ‏ ٠٦‏ه ٦اجتمعوا بني حارثة وبنو حرام على طاعة عبدالله بن راشد الذي أحلفهم على ذلك في جامع تريم ("". وفي سنة ‏ ٠ ٤‏ه ٦اجتمعت أهل حضرموت وحلفوا على السمع والطاعة وإقامة شرائع الإسلام (". كان الإمام عبد الله بن راشد يسعى من وراء تلك التحالفات إلى وحدة الصف الحضرمي لمواجهة الغزاة الأيوبيين، ولن يتم ذلك إلا م تخلت قبائل حضرموت عما بينها من أحقاد وضغائن » سواءُ كانت قبلية أو مذهبية. وني ظل تلك الأجواء الملبدة بغبار المعارك والقتال، يقتل الإمام عبد الله بن راشد .من قبل أحد أفراد القوات الأيوبية وذلك سنة _ ٦١٦١ه_({'‏ غير أن مقتل الإمام ابن راشد لم يفت في عضد المقاومة الحضرمية، بل زادها عزيمة ومضاء & ح إذا كانت سنة _ ٦٢١ه‏ كانت هزيمة الأيوبيين بقيادة عمربن المهدي على يد قوات قبيلة مد وأحلافها اليي بدورها استولت على ()٢٧٢١ شبام وتريم ومعظم منطقة الوادي، وأول ما قامت به نمد في ترمم هو إطلاق سراح أولاد الإمام عبد الله بن راشد من سجن ابن المهدي & الذين توجهوا بدورهم إلى الشحر للإقامة تحت ظلال حلفائهم آل إقبال & ثم إن قبيلة مد أقامت آل يمان ولاة على ترم بدلا من ولاتما السابقين آل راشد، ثم استولى آل يماني على شبام وحكموها بدلا من ولاتما آل دغار. وهكذا كانت نهاية الحملة الأيوبية على حضرموت. المذهب العقائدي لقبيلت( نهد ) وآل يماني : حملت ماية الحملة الأيوبية على حضرموت وهزيمتهم على يد قبيلة ممد وأحلافها، تغييرات مهمة :على الخريطة السياسية الحضرمية في القرن السابع الهجري & وأبرز تلك التغييرات هو ماية الولاية المعتزلية لآل راشد في تريم © وبالتالي ماية ولايتهم العامة على حضرموت & وكذلك ماية الولاية المعتزلية لآل دغار في شبام 0رغم المحاولات المحمومة الي بذلها آل إقبال ولاة الشحر لإعادة الأوضاع في تريم وشبام على ما كان عليه قبل انتصار نمد وأحلافها. وهكذا تقلصت الولاية المعتزلية قي مدن حضرموت الكبرى وإن بقيت كذلك في كل من الشحر بيد آل إقبال & وفي ظفار بيد آل الحبوضي _ كما سوف يأتي _ علما بأن ظفار لم تصل إليها جحافل القوات الأيوبية الغازية. كما أن من نتائج نهاية تلك الحملة ظهور شوكة قبيلة ( مد ) وقيام إمامة آل يماني في ترنم وشبام. ونحن هنا نسعى إلى تحقيق المذهب العقائدي لكل من نمد وآل يمان، على أننا نبدأ من قبيلة فمد، اليي لا تعطينا المصادر أي ذكر لمذهبهم العقائدي إلا في القرن التاسع الهجري & وهو بلا شك امتداد لمذهبهم في القرن السابع وما قبله، هذا ()٢٧٢ المذهب لا بد إن يكون مذهبا غير سي & لأننا غادرنا القرن السادس الهجري وأوضاع حضرموت المذهبية العقائدية لازالت بين الأباضية والاعتزال. وفى سنة ٨٢٣٧ه‏ أخذ عبد الله بن محمد بن عثمان العمودي ( الخريبة ) بدوعن الأيمن جميعه(“‘، وفي السنة الي تليها سنة _ ٨٢٣٨ه‏ أخذ فارس بن سليمان ( النهدي ) ومحالفه الأيمن جميعه من عبدالله بن محمد بن عثمان" لعمودي، ورجع كل منهم إلى بلده (". م إن العمودي هذا هرب بعد هزيمته إلى ( ذمار ) حيث توفي هناك سنة _ه. ) ( ‎.٤٨ ويقول المؤرخ الحداد عن تلك الأحداث إن الشيخ عبدالله العمودي كان يهدف من استيلائه على الجخانب الأيمن من دوعن ( إقامة الشريعة ومحو البدعة { © وينقل المؤرخ الحداد عن أبي مخرمة أن أعداء الشيخ العمودي بعد هزيمته قاموا ( بحرق كتبه )_. وإذن فإن البعد الدين المذي واضح في الصراع بين العمودي وقبيلة فد 3وهو لن يكون إلا صراعا مذهبياً أباضياً معتزلياً، لهذا نجد المؤرخ الحداد يقول حول تلك الأحداث :إن ابن فارس النهدي هو الذي قاوم الشيخ عبدالله بن محمد العمودي لما هجم على ( الخوار ج ) _ يقصد نمد _ واستولى _ يقصد العمودي _ على دوعن كله وأخذه من يد الخوارج، في حديث مذكور في التاريخ()٠‏. غير أننا لم نعثر على ذلك الحديث المذكور في كتب التاريخ كما أرشدنا المؤرخ الحداد } غير أنه لا بد أن تكون له مصادره الخاصة الي لم يفصح عنها 5على أن الأمر المهم في ما حدث هو حدة الصراع المذهي العقائدي بين قبيلة فمد الأباضية وآل العمودي وأهل دوعن المعتزلة ث ذلك الصراع الذي وصل لل حد حرق الكتب الي لا بد أن تكون حاوية للمذهب المعتزلي _ الزيدي. ((٢٧ ٢ ومما يؤكد قول المؤرخ الحداد بأباضية قبيلة مد » وكشفه عن البعد المذحجي الأباضي لنشاط قبيلة نمد في أحداث دوعن بينها وبين آل العمودي & هو ورود ذكر ( نمد ) في أشعار الإمام المجاهد الأباضي أبي إسحاق الحمداني في القرن الخامس الهجري } حيث يقول في قصيدة موجهة إلى الإمام العمايي راشد بن حروبهقلمساعدتهعمانإلحضرموتنحدة منله فيها إرساليعرضسعيد وعقيل قال فيها :مدمع قبيل عقيل أولي البغي الذي أهلك والحسدوما كان من أبناء مد وأختها والديلم ‏ ١لرشد شاذانلشبل الفقىعقيل لنصرهمآراء عنلقد زال همدلقد عجرت لنصرهم الأعداءنمد قد أذللت رقابماكذلك وإلى أن يقول : إلى عسكر الإسلام والحق وارتدوافإن عدلوا عن بغيهم وتراجعوا إليكم بإخلاص إلى رب السماء ردوافا هلأ وسهلا با لعشيرة إنمم الحمدان & تقول صراحة بأن قبيل نمدهذه الأبيات للإمام أبي إسحاق وعقيل كانتا في الأصل تحت الولاية الأباضية العمانية وأممما كانتا ضمن القوة العسكرية المذهبية الأباضية، ثم أنهم اختلفوا مع الإمام راشد بن سعيد وناصروا غيره داخل الدائرة الأباضية، فالإمام أبو إسحاق في تلك الأبيات يطلب من ممد وعقيل أن يرجعوا إلى الحق وهو هنا الولاء للإمام راشد بن سعيد ( إل بإخلاص ). ويقول المؤرخ السالمي ( :ممهد وعقيل قبيلتان قد خالفوا الإمام راشد وناصروا عليه عدوه، وسار إليهم بجيش فرق جموعهم، واستأصل به بغيهم & .وكانت لهم قوة وافرة وصولة قاهرة، وكانت منازلهم بعيدة من نزوى ) ((٢٧٤ كان ذلك في القرن الخامس الهجري، أما في القرن السادس فإن نمد وعقيل كان قد استقر بهما المقام قي منطقة الكسر من وادي حضرموت وهما فيه إلى اليوم ء وكان منهما ما كان في مقاومة الغزو الأيوبي لحضرموت. تلك هي إذن قبيلة ( مد ) وذلك هو مذهبها الأباضي، فهل كان ها وبعد انتصارها وأحلافها قي معركتها مع الأيوبيين وما قدمت فيه من دماء غزيرة طوال نصف قرن تقريبا 3أن تقدم تريماً هدية واصلة لخصم مذهمي معتزلي. إن ذلك مالا يقبله عقل أو يستسيغه منطق & أما ما يقبله العقل هو أن تسلم نمد تريم لبعض أحلافها الأباضية، وأقرب هؤلاء إلى ترمم وأولى يما هم آل يماني الذين هم على مذهبها الأباضي. غير أن موقف مسعود بن يماني _ أول متولي إمارة آل يماني _ من ترعم نفسها، ما يؤكد أباضية آل يماني، أنه في سنة _ ٦٣٦ه‏ عندما استعاد الإمام فهد بن عبد الله بن راشد تريم من آل يماني، دخل مسعود بينماني تريما ومب سوقها وشيئا من دورها، ولم تصل في تريم جمعة باقي رجب . وشعبان وثلاث جمع من رمضان إذ أخلى الناس تريم ‏( 3 _ ٨ويعلق المؤرخ الحامد على ذلك بقوله ( :من صنيع مسعود أنه عامل أهالي تريم معاملة انتقامية. ويشهد على ذلك نبه سوقها وبعض دورها وطرد أهلها إلى القرى الجاورة ولو "). ترى لو كان ابن يماني معتزليا 2شأن تريم وجمعها العلمي المعترليمؤقتا هل كان يقدم على هذا العمل الشنيع والسلوك الشائن ؟. ((٢٧٥ ظما رقي عهد آل الحبوضي : بعد وفاة الإمام محمد بن أحمد المنجوي الملقب بالأكحل في نماية القرن السادس الهجري } وبعد فترة اضطراب قصيرة © آلت الولاية فيها إلى آل الحبوضي ك نسبة إلى قرية حبوضة في حضرموت، وقد كان آل المنجوي وزراء لدى آل الحبوضي عندما آلت الإمامة إليهم © ومن هؤلاء الوزراء كان أبو محمد سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي كان الحبوضيون يقولون بمشورته ووزر لأحمد بن محمد الحبوضي ثم لابنه إدريسر"'٨‏. كل ذلك يعي بقاء الأوضاع المذهبية المعتزلية قي ظفار على اعتزالها السابق في عهد آل الحبوضي الذين خلفوا آل المنجوي & خاصة وإن الإمامة آلت إلى الحبوضيين سلمالا حربا 0ولو كان آل الحبوضي أباضية لما آلت إليهم الإمامة إلآ حربا 3كما أنه طوال العهد الحبوضي لم يحدث أي تقارب بينهم وبين الإمامة الأباضية في عمان، ولو كانوا أباضية لظهر التقارب بين الإمامتين واضحا جليا & وإذن فإن المذهب المعتزلي وكذا الإمامة المعتزلية ظلا في ظفار الحبوضي في القرن السابع الهجري. وبعد أن آلت الإمامة في ترمم إلى آل يماني البأاضية © أصبح الو جود المعتزلي فيها في خطر وبلا حماية & وهو الأمر الذي استدعى آل الحبوضي إلى إرسال حامية عسكرية إلى كل من تريم وشبام سنة ٦٢٣هه{“'0‏ & أي في وقت مبكر من إمامة آل يماني، على أننا نرى في ذلك مؤشرا أوليا لانتقال الولاية المعتزلية العامة في حضرموت إلى آل الحبوضي ؤ غير أن قيام آل الحبوضي بحقوق تلك الولاية يتطلب منهم أكثر من إرسال الحاميات العسكرية، وهو الأمر الذي ظهر في عهد الإمام سالم بن إدريس الحبوضي الذي سيطر على الأوضاع في ()٢٧٦ حضرموت عندما اشترى شبام ودخل تريم وحصر فيها أبن يماني وفتح ( دمون ) والعجز والغيل الأعلى وسيئون، وأرسل ابن يماني ولده إلى الغز ر آل رسول ) فلم يجئ معه بأحد & وأقبل ابن شماخ النهدي ( حليف ابن يماني ) في عسكر } فحاذرمعهم ابن الحبوضي، وانتقل إلى دمون ثم إلى شبام، كان ذلك في أحداث سنة ٦٧٢٣ه(أ""٦‏. وفي السنةال تليها سافر مسعود بن يماني بنفسه إلى آل رسول طلبا للنجدة ولكنه لم يجرع بأحد كابنه من قبر". قال المؤرخ الحامد عن الإمام سالم الحبوضي ( هو الملك الشهم المتدين ذو الحمة العالية والنفس العصامية ). ولقد استمر الوجود الحبوضي في حضرموت 8 ولهذا يقول المؤرخ الشاطري عنه ( :فقد ترك آثارأ عديدة وأموالا كثيرة :أطيانا ونخلا وغيرها 3منها صدقاته وأوقافه على المعوزين بكثير من المقاطعات الحضرمية. وقد انتفع بما الأهالي ولا يزالون ينتفعون بما ‏ד."'٨ غير أن المؤرخ الخزرجي يقول في مسألة الوجود الحبوضي في عهد الإمام سالم بن إدريس ( :إن بجاعة عظيمة وقحطا وقعا بحضرموت اضطرا أهلها إلى أن أقبلوا إلى صاحب ظفار سالم بن إدريس وطلبوا منه ما يدفعون به كلب الخوع وسلموا إليه مصانعهم وحسنوا له ذلك، فأجابهم إلى ما طلبوا وخرج معهم إلى حضرموت \ و لم يعلم مكرهم _ كما قال الخزرجي _ فلما أخذوا منه ما طلبوا سلموا إليه المصانع ( القلاع ) فقبضها وعاد إلى ظفار، ورأى أنه قد أفلح وأن حضرموت كلها قد صارت في يده } فعند ذلك مالوا ميلة واحدة على مصانعهم وأخذوها طوعا وكرها } وأصبح لا مال له ولا بلاد، فكاد يهلك أسفا على ما {“". فرط في أمواله في غير مواضعها ويناقش المؤرخ الحامد ما أورده المؤرخ الخزرجي من جميع الجوانب © وقال إن كلامه ( غيرمستساغ عندي ) وهو يخالف ما أورده المؤرخ شنبل من أن ((٢٧٧ سا لم الحبوضي اشترى شباما من أهلها وأنه استفتح باقي المناطق & أما بالنسبة لقلاع الحبوضي في حضرموت فقد ظلت بيده حق آخر لحظة من حياته وهي ال قاومت الزحف الرسولي عبر حضرموت إلى ظفار(`"‘. ومن بجمل ما فند به الأستاذ الحامد لأقوال المؤرخ الخزرجي، لم يبق من الأسباب اليي دعت إلى الوجود الحبوضي في حضرموت إلآ السبب الذي تقول به هذه الدراسة، ألا وهو السبب المذهبي والوحدة المذهبية المعتزلية بين الإمام الحبوضي والقاعدة العلمية والاجتماعية قي مدن حضرموت الكبرى. ي عهد الإمام سالم بن إدريس الحبوضي ڵ قام الملك المظفر الرسولي سنة _ ٦٧٨ه‏ بغزو حضرموت واستولى عليها وقتل الإمام الحبوضي ‘ وبسقوط ظفار سقطت حضرموت، هذا الحدث الكبير لا بد أن يحمل في ثناياه سر تلك الحملة الرسولية على حضرموت & وهل كانت تحمل بعدا وهدفا مذهبيا كما هو الحال في حملة أسيادهم ب أيوب على حضرموت ف القرن السادس الهجري 8 هذا سوف نتابع المؤرخ الخزرجي في ( عقوده ) © حيث يقول واصفا عملية الزحف إلى ظفار عبر حضرموت ( الداخل ) : ( وسارت الفرقة الثالثة مع الشيخ ابن الحيد، وهم العرب، وكانوا ثلاثمائة فارس ساروا على طريق حضرموت ڵ قهرا على رقاب أهلها ء وهي مشحونة بقلا ع الحبوضي وأحلافهم } و لم يكن في تلك الجهة من أحلاف السلطان ( المظفر ) إلا ابن شماخ والشيخ عمر بن علي بن مسعود ( بن يماني )، وفيهم أيضا ميل إلى الحبوضي ل"". ((٢٧٨ وما يمكن استنتاجه من ذلك النص للمؤرخ الخزرجي » هو ما يلي : ‏ ١إن تلك الفرقة ال اتخذت مسارها إلى ظفار عبر وادي حضرموت } قد لاقت مقاومة عنيفة من قبل أحلاف الحبوضي & وأن مرورها كان قهرا وغصبا وعلى رقاب أهل حضرموت. ‏ ١إن أحلاف المظفر في حضرموت كانت ضعيفة ركيكة 3وحق من عدهم الخزرجي من أحلافه، فيهم ميول تأييد ومؤازرة لعدوه اللدود الإمام الحبوضي، أي إن أعداء السلطان هم الغالبون على حضرموت، ويشمل الأمر الحكم والرعية، لهذا نجد الخزرجي يقول عن هذه الفرقة إما ما فارقت الحرب ليلة واحدة حت عبرت حضرموت ("". ترى لماذا طفحت لهجة العداوة والتشفي في عبارات المؤرخ الخزرجي عن أهل حضرموت، مثل قوله ( قهرا على رقاب أهلها )، أليس في ذلك دليلا على أن أهلها جميعا هم على خلاف مذهبه العقائدي السي. ترى ما هو مقصوده بقوله حق أحلاف المظفر في حضرموت فهم ميل إلى الحبوضي، فهل يمكن أن يكونوا مع ميلهم إلى الحبوضي حلفاء للملك المظفر. لند ع تلك الأسئلة تبحث عن إجاباتما ونحن نتابع الخزرجي وهو يقول : ( يقول صاحب ( السيرة المظفرية ) يمدح المظفر لما أخضع ظفارا وحضرموت : أم مخلفأوعيد يوسف صادقيماومن وحضرموتشبام فسأل للحق ينصف الاعادي وينصفأم راضها بالسيف أغلب لم يزل فيه معو ج الطغاة متقفيرمي العدى بشواظ كل مثقف إلا بسيف أبي المهند تقط _ف"(؟)فهناك ما بقيت لفني هامة ()٢٧٩ في البيت الأول من الأبيات السابقة لا بحد أمامنا إلا التشفي واضحا ممزيمة حضرموت، هذا التشفي جاء من قول الشاعر ( ومن بما )، إذ أنه لو قال : ( وأهلها ) لاستقام البيت، ولكن الشاعر لم يشأ أن يذكر أهل حضرموت بلسانه 3تكبرا واستعلاء 3فقال ( ومن يما ) س وكان أهل حضرموت ليسوا بشرا من وجهة نظره، هذا التشفي المغالي لا يأتي إلا مت كانت العداوة دافعة لأي قدر من الرحمة والشفقة ناهيك عن أدب المخاصمة والاختلاف & ولا تكون العداوة بتلك الحدة الا بين المسلمين والأعداء من الكفار ي ولكنها تصل إلى تلك الدرجة من التشفي بين المسلمين مت كانت تلك العداوة ذات أبعاد عقائدية مذهبية 3وهو الأمر الذي سيتضح لاحقا. أما الثلاثة الأبيات الباقية 3فلا نجد فيها إلا السباب لأهل حضرموت، فهم ( الأعادي ) و ( العدى ) و ( معوج الطغاة ) و ( أهل الغي )، على أن ذلك السباب يعي الحاكم قبل الرعية، وهو رجل الخير الذي امتدت صدقاته واوقافه إلى جميع حضرموت، هي لا زالت ناطقة بفضله وإحسانه إلى اليوم، إن ما يقوله شاعر الملك المظفر الرسولي لا يحمل وراءه إلا الاختلاف المذهبي بين الطرفين ث وتعصب آل رسول لمذهبهم العقائدي السين الذي يتمذهب أهل حضرموت بخلافه. ولكن علينا أن نواصل متابعة ( الخزرجي ) في عقوده، حيث يقول : ( وقال صاحب ( العقد الثمين ) :وقال أخوه ( الكندي ) مهنئا السلطان المظفر ( بانتصاره على أهل حضرموت :بسم الله الرحمن الرحيم (، فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) مطالع صدق بالنصر ونورها © وتباشير صدق تضاعف على العالمين سرورها 0وسطوات ملك دفع من البدعة ((٢٨٠ باطلها 0وجيوش نصر عقدت الأرض مشارق قساطلها 3وهدمت من ربوع الغي منازلها » حوت حلت الخسار..... وأخمد بسيفه نار المبطلين("ث"‘. وهكذا يحد في رسالة ( التهنئة ) الوضوح الكان والجواب الشافي، يجمل قصة الغزو الرسولي لحضرموت في القرن السابع الهجري، فنجد فيها أن أهل حضرموت من وجهة نظر آل رسول الأشاعرة، هم أهل بدعة، وليسوا من أهل السنة » لهذا استحقوا محاربة السلطان المظفر لهم، انتصارا ( للحق ) الذي هو الاسلامية مذهب القائل به 0وهو هنا مذهب آل رسول العقائديبلغة المذاهب السني، أما أهمل حضرموت فهم أهل بدعة وضلالة لأنهم أباضية ومعتزلة. وهي نفس القوى المذهبية ال هاجم الأيوبيون حضرموت بسببها في القرن السادس المجري، وفعلوا فيها الأفاعيل، وهكذا نجد أن الغزو الرسولي ليس إلا امتدادا لغزو أسيادهم الأيوبيين الأشاعرة. ولقد رأينا المؤرخ الخزرجي، يأتي بأقوال وحكايات عن قصة الغزو الرسولي لحضرموت إلا يقبلها عقل & وتحمل من التشفي مالا يليق بعمل المؤرخ، ولقد رأينا شاعر آل رسول وصاحب رسالة ( التهنئة ) يكيلا السباب والشتائم لأهل حضرموت وأمامهم الحبوضي \وهم بخلاف ما تقوله البطانة الرسولية عنهم فكل ذلك مردود ومرفوض آ أولا لما بيناه قى هذا الفصل } وثانيا اعتمادا لقول الإمام السخاوي رحمه الله ( :لا ينبغي أن يقبل قول مخالف في العقيدة على الإطلاق )7ث"، بدليل قولهم بالباطل في الإمام الحبوضي الذي قتل وهو يحمل مصحفه } ولولاه لما تم التعرف عليه من بين القتلى<""‘، ناهيك عن قوله في أهل حضرموت وإمامهم الحبوضي بأنمم (مبطلون) الي تعي بلغة القرآن الكفار وأهل الشرك. ((٢٨١ ولقد أصبح واضحا ما هو مقصود المؤرخ الخزرجي عن ابن يماني وابن شماخ & اللذين عدهما من أحلاف السلطان المظفر، وقال إن لهما ميل إلاىلإمام الحبوضي ‘ ونقول :كيف لا يكون لهما ميل إلى الحبوضي وهما من زعماء الأباضية 3إذا كان الخصم هو المذهب العقائدي السين الذي يحارب باسمه آل رسول، فالإمام الحبوضي المعتزلي في هذه الحالة أقرب إليهما من صاحب أي مذهب آخر & بل ويؤكد الخزرجي نفسه أن أبن يماني كان أكبر زعماء حضرموت قوة وعداء ومحاربة للرسوليين منذ بداية غزوهم لحضرموت «{"''. عندما آالت الأوضاع ق‏ ٦٧٣هيماني فى سنة. ابن لقد وجدنا حضرموت إلى الإمام سالم الحبوضي ل وجدناه يرسل ابنه مستصر خا مستنصرأ الملك الظفر الرسولي، ولكنه عاد خالى الوفاض & كما أنه في المرة الثانية يذهب بنفسه إلى الملك المظفر 2ولكنه عاد كما عاد ابنه 0بلا نجدة أو مساعدة © وليس لهما إلا أن يعودا كما عادا إفليس صحيحا ما ادعاه المؤرخ الخزرجي من أن ابن يماني من أحلاف السلطان المظفر فليس ثمة بحال للتحالف بين البأاضية وأهل السنة » و لم يحدث ف التاريخ الإسلامي كله حى يحدث في حضرموت & وإنما كان طلب النجدة من الملك الرسولي من أعمال السياسة الق لم تكن تنطلي على الملك الرسولي، فليس من التحالف في شيع أن يترك السلطان الرسولي حليفه ابن يماني يكابد الإمام الحبوضي وأحلافه الحضرمية، وإنما ذاك لأنه لم يكن هناك ثمة حلف ولا تحالف بينهما } كما أنه لم يكن للسلطان الرسولي أن يرمى برجاله في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، ذلك أنه سواء انتصر في تلك المعركة ابن يمان أو الحبوضي ‘ فليس له مصلحة في ذلك، وتقدم الدعم والمساعدة لابن يماني في تلك المعركة ليس من الحكمة والسياسة في شيء، وما كان للملك الرسولي أن يقدم عليها بأي حال من الأحوال. ((٢٨٦٢ على أن موقف آل يماني من الوجود الرسولي في حضرموت اتضح في مطلع القرن الثامن الهجري، ففي سنة _ ٧٢٣ه_{"٨‏، هاجم ابن يماني القوا ت الرسولية في حضرموت | أخذ منهم الحول وحاصر شبام وأخذ دمون، كان ذلك بعد أن أخذ تريم نفسها منهم واتخذها قاعدة لحكمه ولمنازلة الرسوليين. وني هذا القرن توالت هجمات حلفاء ابن يماني على القوات الرسولية في مواقع كثيرة قي حضرموت. يقول المؤرخ الحامد عن الوجود الرسولي في حضرموت ( :إنه لم يسفر عن أي أثر، إذ لم يترك الرسوليون وراءهم معهدا ولا معبدا ولا مدرسة أو أي شيء مما يحفظ لهم جميل الذكر وحسن الأحدوثة. ويظهر الأمر جليا إذاقسنا ذلك بما تركه من أثر الحبوضي على حضرموت ‘ مع قصر مدة دولته بحضرموت\ من المآثر والمؤسسات مالايزال موجودا حت الآن، ناطقا بكر م الحبوضي وشاهدا له بالبر والفضل ورعاية الجميل ){_'"'. ولنا أن نقول تعليقا على تلك الملاحظة القيمة للأستاذ الحامد :وهل كان عهد الرسولييين إلا كعهد أسيادهم الأيوبيين الذين لم تعرف حضرموت في عهدهم الذي امتد على مدى نصف قرن، إلا الدما ء والقتال والعسف والاضطهاد & وهل ترك الأيوبيون أثرا واحدا طيبا يحسب فهم حسنة ؟. وإذا كان الهدف الأساسي من الحملة الأيوبية على حضرموت لم يكن إلا الهدف المذهبي & أي القضاء على الأوضاع غير السنية فيها © وليس هدفهم إصلاح أحوال الرعية، فالأمر نفسه ينطبق على خلفائهم آل رسول الذين كان هدفهم الأساسي مذهبيا بالدرجة الأولى ٬و‏ لم يكن إصلاح أحوال الرعية من شأنهم، وهذا ما حدث فعلا، فلم يكن لآل رسول أن يبنوا مدرسة أو معهدا أو مسجدا يكون في فيفماية الأمر مركزاللمذهب الخصم & على أن سلوكهم هذا هو بخلاف سلوكهم المناطق السنية من اليمن الي سيطروا عليها )حيث نحد اهتمامهم بالإصلاح بارزا مائلا. ((٢٨٢ آل إقبال وال رسول : عاد آل اقبال إلى حكمبعد هزيمة الأيوبيين فى حضرموت سنة ‏ ٦٢١ه الشحر، وقاموا بعدة محاولات لإعادة الأوضاع على ما كانت عليه قبل الغزو الأيوبي 0من حيث إعادة آل راشد وآل دغار إلى مواطن حكمهم، غير أن محاولاتمم تلك باءت بالفشل. وعندما آلت الولاية العامة قي حضرموت إلى الإمام سالم بن إدريسي الحبوضي »أصبحت الشحر وآل إقبال تحت تلك الولاية، وفي سنة ‏ ٦٦ه او _ ٦٧٧ه‏ هجم الملك المظفر الرسولي على الشحر واحتلها وأخذ ريدة المشقاص وهرب ابن اقبال إلى الجبل وحصوين بالقرب من قشن من بلاد المهرة (""، و لم يكن الإمام الحبوضي وهو صاحب الولاية العامة في حضرموت، أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذ الاعتداء على أحد مراكز الاعتزال العتيدة في حضرموت إ لهذا بحد في نفس السنة، جهز الحبوضي جهازات فيها عساكر » فجاوزوا البحر ووصلوا إلى بندر الشحر، ووقع بينهم وبين الرسوليين قتال وقتل قتلى من الفريقين ("، غير أن تلك المحاولة الحبوضية لاستردادالشحر من أيدي آل رسول باءت بالفشل، وأحكم الرسوليون قبضتهم على الشحر، أما الإمام راشد بن شجعنة بن إقبال، فقد وصل إلى ظفار مقر الولاية المعتزلية العامة 0وعندما حدث الغزو الرسولي على ظفار في السنة الي تليها، كان ابن إقبال أسيرا أودعه للك المظفر السجن في زبيد، ثم أفرج عنه وبقي في زبيد حتت وفاته. وليس صحيحا ما يتردد في بعض المراجع من أن ابن إقبال كان يدفع أتاوة سنوية لال رسول قبل هجومهم على الشحر، ثم إنه حين ظهر الإمام الحبوضي تحالف معه وقطع تلك الأتاوة (""‘ 3وهو الأمر الذي دفع الرسوليين إلى مهاجمة الشحر. فليس من المنطق في شيع أن يدفع ابن إقبال لآل رسول أتاوة في حين لم ((٢٨٤ تكن لهم آية علاقة بحضرموت قبل نزولهم الشحر وقبل هجومهم على حضرموت .‏ ٦٧٨هسنة. على أن آل إقبال لم يقطعوا الأمل في استرداد الشحر من أيدي آل رسول حق أواخر القرن السابع الهجري، رغم وجود الإمام راشد بن شجعنة قي سجن زبيد، ففي سنة _ ٦٩١ه‏ وصل عبد الرحمن بن راشد بن إقبال وأبو هبري وآل باعودين وآل صيف ( من مناطق دوعن ) قي عسكر من بيي همام العوابثة ث رجل ورماة ومائة وعشرين فارسا & وحصروا الشحر ستة أيام، وانتقلوا بغير قضاء حاجة "". ومن الخبر السابق نجد أن الوجود المقاوم من آل إقبال ممثلا بعبد الرحمن ابن راشد قد انتقل إلى وادي دوعن \ بدلا من ظفار والشحر بعد أن سيطر عليهما الرسوليون، وفي ذلك إشارة على بقاء الأوضاع المذهبية المعتزلية قي دوعن حيت أواخر القرن السابع الهجري. على أن الأمر الذي يدعو إلى الملاحظة في أمر منطقة صيف وأهلها في تلك ا لفترة المتأخرة من القرن السابع، وكما ينقل المؤرخ الحامد عن بامخرمة & وفي سنة _ ٦٨٩ه‏ » قاموا بإزالة الوجود الرسولي في منطقتهم 3 وانتزعوا منهم حصوفم(ث" 0ثم حدهم بعد ذلك بعام تقريب يهاجمون بمعية عبدالرحمن الذي نعتقده أنه ابن راشد بن الشجعنة الذي أخذ أسيرا إل زبيد نجدهم يهاجمون الشحر ويحاصرونما، فهل يعين ذلك أنه كانت في ذلك الوقت في صيف من وادي دوعن قيادة معتزلية تحاول استرداد شيئا من الحد السلطوي المعترلى ؟. ((٢٨٥ الخلاص : في القرن السابع الهجري & تعرضت حضرموت لغزو عقائدي سيي آخر & وكان هذه المرة من قبل آل رسول خلافاء الأيوبيين في اليمن، وكان هدفه الأساسي هو استكمال المهمة الى لم ينجح فيها الأيوبيون، ألا وهي القضا ء على ما تبقى من الوجود السلطوي المعتزلي في حضرموت، ممثلا بإمامة آل الحبوضي في ظفار وإمامة آل إقبال في الشحر، ولقد استطاع الرسوليون إكمال تلك المهمة على أكمل وجه وأحسن مقام، غير أن المقاومة الحضرمية الأباضية والمعتزلية لم تمدأ أو تستكين طوال هذا القرن & وكان من نتيجتها إضعاف الوجود الرسولي في حضرموت، خاصة في منطقة الوادي، وإن بقي قويا قي منطقة الشحر الساحلية. ((٢٨٦ من أعلام الأباضية في القرن السابع الهجري الفقيه الشاعر أبو الحسن علي بن عقبة الهجراني المنوفى سنة ‏ ٦٩٥ه الخولاني 0كان فقيها فاضلا لا سيما في علم الأدب، وله شعر جيد، منه : يدافع عن أعراضه ويناضلإذا لم يكن للمرء ذي العلم جاهلا ونال السفيه عرضه وهو غافلحطت قدم الأعداء إليه تعمدا بعصفحسده٥‏يعتادهئ وله منه رزقعلى المظفر الغساييقدمممن وكان أعدائه وكاد له عند المظفر & فأمر بحبسه فى عدن، فعمل قصيدة يعتذر فيها 3 وأرسلها إلى السلطان، فلما وقف عليها المظفر جوب له بقول ابن دريد : تقاصرت عنه فسيحات الخطاومن ل يقف عند انتهاء قدره دريد( أيضا ):عقبة عن هذا البيت بقول ابنابنفجوب دهر فاعتدىجار عليهم صرفوهل أنا بدع من عرانين علا ‏(,)"٥بإاطلاقهوأمرعنهصفحجحوابهعلىالسلطانفنلما وقف وقال عنه السقاف :هو الفقيه العلامة والأديب الشاعر، مولده بمدينة الهجرين لعقبة الخولانيينعشير ته آلظهرانوبما نشأ بن|٢٥ا٢‏ [٦ه_-‏سنة _أجواءق بيت العلم والفضل 0متخطيا أدوار النمو حمق اكتمل رجلا © فكان عالما وأديبا جعفر الكنديينمن آلوطنه هاربا‏ ٠‏ه٦ا( (١٢٧غادرء سنة _أجوائ ويوشاعرا .غامضمنهم لسببنفسهخوفا علىئونوا حيهاالهجرينأمراء ((٢٨٧ ويضيف السقاف :ويحدثنا ( الجندي ) عن اتصاله بالملك المظفر الرسولى & وكثرة تردده على مدينة تعز 3مقدما إليه مدائحه فيه ث وقد كان من حق الشيخ أن يبتعد عن السياسة ومنافسة أربابها 0ما دام قد اكتوى بنارها وسقط في ميادينها منكوبا 3ولكنه من مدمنيها 0وكيف يتخلى عنها وقد أصبحت كيفا لا دواء له، وداء لا شفاء له 0فيزج بنفسه في السياسة اليمنية © وتتمخض عاقبته عن وشاية عند الملك & وتذهب به إلى قلعة عدن مسجونا لشهور & يقدم في أثنائها ابنه العلامة الشيخ أحمد إلى عدن متشفعا لأبيه من الاعتقال ومقاساة متاعبه. ثم يورد السقاف خروج الفقيه بشفاعة بيت الشعر لابن دريد، كما أورد ذلك بامخرمة. ويضيف السقاف :وفي مدينة عدن وافته المنية فى أجواء سنة ‏ ٥ه منكوبا بائسا في حياة مضطربة، وبما دفن بتربة القطيع. ولو لم يكن الشيخ على حظ في شيء كما وقع له من الحظ الحسن في شعره، لاسيما في قصيدته الرائية ال أرسلها من الخوف إلى أصدقائه الأمراء الكنديين } فقد لاقت ذيوعا عظيما وشهرة مستفيضة في الاوساط الحضرمية، ح ندر أن يجهلها أديب حضرمي، وشعره كما سترى أنموذجا منه طلي في جودة وطراوة، وما ديوانه سوى نزر يسير مكنثير لم يدون {"". وقال الحامد عن القصيدة الرائية وصاحبها ابن عقبة :وهذه القصيدة تدل على تمرس صاحبها في الأدب والشعر، وقد سبق ان قلنا أن له ديوانا. ولكن لم يسعفنا الحظ الاطلاع عليه ث وعلى كل حال فالقصيدة المشار إليها صورة صادقة على مبلغ مالدى هذا الأديب من الموهبة الشعرية وقوة الملكة ٣٧(. .فه‎ ((٢٨٨ ((٣٨(منشورةعقبة ) كما هيرا ئية ‏ ١بن بيني وها تموين يوم المحشرنفس السوء ام ل تصبريأصبرت لم أغش منذ نشأت باب المنكرالخناالإزار عنامر ء عفإي كلا 3ولا نادمت شارب مسكربغيةكفوالله ما صافحت وبكاي في طلب العلا وتحسريمخيماالعلومإلا على كسب قصر الزمان ومتي لا تقصرمكا رمء‏ ١قنا‏ ١لحما يكبو الهمام المضرحي الشمريدونماحالا ي ثلاثاوقسمت ظهر جواد & وحالة للمنبركر ما تدين له العفاة وحالة يسعى على أثري ليدرك مفخريفكفى بذا فخرا على كل امرء قعسا تنيف على السماك الأزهرعما أ وتيته من ثمةحسبي من خالص العقيان لب الجوهرالذين نجبادهمإني من العرب وهم قبيلي في الأنام ومعشريمن شم خولان بن عمرو منصي وبنو زياد الغر منبت عنصريفال عقبة عز وياعتزوتوإذا لا جرهم قومي ولا من حميروخلصت من كهلان من بين الورى م اخش منهم من ينم ويفتريواتخذت أصحبا إذا نادتهم وندى ميني والعفاف ودفتريوصارميوالحصانعلمي وحلمي وجنا ء د وسرة سلالة دوسرلشملة مهر يةيا ر ‏ ١كبا كلابر ق يلمع من خلال العثبرالفلاالبيد تتتهبالقفارتطوى سحرا } وعاد الفجر لا يسفرميناء الرديف تر حلتمن شط والقرى جازت ولم تتحيرقطعت ضحى رمل الكديف ومنحصا نفرت نفور الخشف خوف المنسروبمذني أنصاص ثم بجررة والآل يمكر بالصدى ويفتريعلقم شبوةقبيل ا لفجروردت وسط مطاو في الفلاة وتجتريترتعيوأمستعصراوتروحت وسرت على الوجناء أم حبو كرحتى إذا ما الليل أبرد شطره فجرت كجري الأجدل المتحدرثم نسا تهابا د ر تما باحلرل (()٢٨٩ وعلى المزاد كمثل برق مغفوروبد هر جاز ت ثم رخية بعدها م ومخبرإلا مقام مسلومدورة جازت ولم تلبث بكا بقر ا ر عرصتها سلا لة جعفروبدأ الصباح من كندة ومنفروملاذ كل مطردأهل المكارم والفضائل والعلا جاء البيان على لسان المنذروملوك كندة في القديم وبعد ما جلت مآثره ولما تحصرمن تلق منهم تلق أروع ماجد ذا علقم مر وذا من سكريتبادرأن سنانه وبنانه وبنا نه غيث على المستمطرفذسنانه حتف على أعدائها عرضي إفكنتم عون كل مكسرأعددتكم عونا لكل مكسر ختل العدو مقاتلي من محجريوتنذتكم لي حجرا } فكأنما نفض الأنامل من تراب القبرفلأ نفضشن الكف يأسا منكم وأقول للنفس الضعيفة اصبريوبلأعدن وفوق بعدي منله الشافع المقبول يوم الحشرتم الصلاة والسلام على النبي تلك هي المعلومات الق تمدنا بما المصادر الحضرمية عن الفقيه الأديب علي بن عقبة، إضافة إلى قصيدته الرائية، غير أن تلك المعلومات في حاجة إلى وقفة تحقيق قبل التحليل » حق يمكن القول باباضية الشاعر. تحقيق شخصيته ومذهبه : ورد اسمه في تلك المراجع على أنه ( علي بن عقبة بن أحمد بن محمد الزيادي الخولاني ) } غير أن هذا الاسم لا ينسجم مع قوله عن نفسه ( وإذااعتزوت فآل عقبة عزوتي ) 3أي إن ( عقبة ) ليس اسم أبيه كما تورد ذلك المراجع، بل هو اسم الفرع القبلي، وبهذا يكون اسمه :علي بن أحمد بن محمد بن عقبة الزيادي الخولاني. ((٢٩٠ التدخل قي القصيدة : القصيدة كما هي منشورة من قبل الأخلاف، تتكون من سبعة وثلاثين بيتا » بدأها الشاعر بمخاطبة النفس على طريقة الخوارج والأباضية، باعتبارها أمارة السوء والفحشاء، ونميها عن الهوى هو الطريق إلى الفوز بنعيم الآخرة & وذلك لقوله تعالى : ( ونفس وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها. وقد خاب من دساها ‏)(.‘"٠ وقوله تعالى } :وأما من خاف مقام ربه ونمى النفس عن الهوى. فان الحنة هي المأوى ؟(`)٠‏. هذا من ناحية 3ومن أخرى 3فإن الخوارج والأباضية، إنما سموا أنفسهم ( الشراة ) لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا، فهم لا يسعون إلا إلى نعيم مقيم، ولهذا يعملون، ولقد وجدنا هذا الخطاب يكاد يسود أغلب قصائد الإمام أبي إسحاق الهمداني في القرن الخامس الهجري & وديوانه مثال الأدب الأباضي الحضرمي. وبعد البيت الاستهلالى، يبدأ في ذكر فضائله ومكارمه المكتسبة الن حققها بفضل همته وعزيمته وجده واجتهاده 0وينهي ذلك بقوله : قعسا تنيف على السماك الأزهروحسي بما أوتيته من همة شم ينتقل إلى ذكر مفاخره في النسب العربي الصريح الصاقي، وهو في هذا لا يخرج عن مفاخرة الخوارج والأباضية بأصولهم العربية الخالصة ٤إذ‏ إن الأصل في التنظيمين الصفري والأباضي أن يكونا حكرا على العناصر العربية © قبل أن يفتح الباب أمام الموالى'“٠‏، وينهي ذلك بقوله : لاجرهم قومي ولا من حميروخلصت في كهلان من بين الورى ()٢٩١ ش يعود الشاعر _ كما في القصيدة المنشورة _ مرة أخرى إلى ذكر فضائله ومكارمه المكتسبة من خلال البيتين التاليين : م أخش منهم من ينم ويفتريإذا نادمتهمواتنذت اصحاب وندى يميني والعفاف ودفتريعلمي وحلمي والحصان وصارمي ثم ينتقل إلى ذكر رحلته من ( الجوف ) إلى مدينته ( الهجرين ) في وادي الخاتمة تصمئ وهذهبالصلاة والسلام على سيد المرسليندوعن، ثم ينهي قصيدته كل قصائد ديوان الإمام أبي إسحاق الهمداني الأباضي في القرن الخامس .المجري إن التدخل الذي نرى أنه قد حدث في القصيدة، يأتي من خلال نقل ذكر فضائلهسياقمكاتمما و بتر هما منمنئ علمي (واتخذت)البيتين أعلاه ومكارمه المكتسبة، وإذا أردنا إعادتما إلى سياقها الموضوعي، فإنه يأتي على :النحو التالى الحربيني وما تهوين يومأ م ل تصبريأصبر ت نفس ا لسو لم أغش منذ نشأت باب المنكرالناإن امرء عف الإزار عن مسكرشاربنا دمت. ولاكلابغيةكفوالله ما صافنحت و بكاي في طلب العلا و تحسريإلا على كسب العلوم مخيما لم أخش منهم من ينم ويفتريواتخذت أصحلابا إذانادمتهم قصر ا لز ما ن وهمتي لم تقصروما همتي إلا اقتناء مكارم دفتريوالعفافيمينيوندىوصارميوالحصانعلمي و حلمي يكبو الهما م ا لمضر حي ا لشمريوقسمت حالان ثلاثا درفا وحالة للمنبرالجوادظهركرما تدين به العفاة وحالة وهكذا نجد أن البيتين المعنيين بالنقل والتحويل _ كما حددت المراجع موقعها _ تعطي معين يقول :إن شاعرنا ليس له رفقة أو صحبة في الحياة، إلا (()٢٩٦٢ علمه وحلمه وحصانه وسيفه &... وهذا المعين الذي أرادته المراجع لا يليق أن يقوله شاعر فقيه عن نفسه‘ إضافة إلى أنه معن سقيم لا يليق لابن عقبه أن يأتي به } فلو كان أراده حقا وافتراضا & فما ضره لو ذكره قل يأتبهء وهو فعلا سياق حديثه عن مكارمه وفضائله المكتسبة، لا أن يأت به استئنافا لحديث سبق وانتهى 0وجمع بعده بحديث آخر. أمّا موقع البيتين كما أوردناه أعلاه، فإن كلا منهما جاء في ترابط مع ما سبق ومالحق من أبيات القصيدة & فهو عندما تحدث عن تعلقه بكسب العلوم وطلب العلا، بين لنا أن طريقته في ذلك كانت اتخاذ صحبة ورفقة علمية، لهم صفاتمم الخاصة الن ذكرها \فهى إذن صحبة ورفقة علمية مذهبية اتضح لنا أباضيتها 0كما سوف يأ 0وهذا المعين الأخير الذي يعطيه موقع البيت كما حددناه 3هو المعين الذي أرادت المراجع إبعاده وإقصاءه من القصيدة، من خلال نقل البيت من مكانه وسياقه، وربطه بالبيت الآخر » ح يأت المع على ما أرادته لا على ما أراده الشاعر © كل ذلك ح يضيع أي بعد مذهبي غير سي في القصيدة 3تأسيسا لدعوى النهاية الأباضية المبكرة في حضرموت. على أنه من المهم هنا القول، إن التدخل والتعرض للقصيدة بالتشويه والتحريف من قبل المراجع، ليس الأول بالنسبة لابن عقبة & فلقد رأينا كيف أن الأمر فيه }فيه رغم وضوحيسلم منه حقت اسمه الذي حولت وحورتالأمرذلك وما حدث في القصيدة هو بعينه ما حدث في الاسم & حت أن المؤرخ الأديب الحامد عندما لاحظ بعضا من الخلل في قصيدة ابن عقبة، لم يستبعد تعرضها للتحريف أو الزيادة ‏( } )٤٧ونحن هنا نحقق شكو كه 0وهو الأعلم بشئون الأدب وعيوبه منا. ((٢٩٢٣ أباضيخ القصيدة : لقد خلصنا عند حديثنا عن الأوضاع المذهبية في حضرموت ف القرن السابع المجري » أنما كانت } بل ظلت على سابق عهدها بين الأباضية والمعتزلة. رغم ظروف الغزو الرسولي السي الذي داهمها في أواخر ذلك القرن، فما كان للوجود الرسولي فيها أن يغير شيئا في مذهبية حضرموت غير السنية الت ترسخت خلال قرون عديدة & وأصبحت أعمق غورا في الحياة العلمية والاجتماعية الحضرمية 3ومسيطرة على الوجدان الفردي والجماعي & وإذا كان الأمر كذلك فإن فقيهنا الشاعر ابن عقبة أما أن يكون معتزلياً أو أباضياً 5ولا احتمال لثالث. وإذا حاولنا المقارنة بين قصيدة ابن عقبة وبين النماذج السابقة من الأدب اللعتزلي في حضرموت ف القرن السادس الهجري :قصيدة الإمام القلعي في شيخه بافضل، القصيدة الفكرية للشيخ بافضل & قصيدة الشاعر التكرييي » لما وجدنا ثمة علاقة موضوعية أو فنية أو أدبية تربط تلك القصيدة بالأدب المعتزلي، وإذن فإما تنتمي إلى الأدب الأباضي و الخوارجي ‏".٠ إن قصيدة ابن عقبة تمثل خير تمثيل النفسية والحياة البدوية العربية س بما فيها من ترحال وانتقال بين الفياقي والقفار. وفخر وافتخار بالأصول العربية & وإشادة بأخلاق التقوى والصلاح والبعد عن المعاصي والآثام & والنفس العصامية اليي تأبى إلا أن تكون نموذجا في طلب العلا والتفوق على الآخرين، كما أن ثقافتها اللغوية الأدبية خالية أو تكاد من أية مؤشرات فنية جمالية كانت قد دخلت في صميم الأدب العربي منذ زمن بعيد من العصر الإسلامي. تلك الخصائص الي تحملها قصيدة ابن عقبة تجعلنا نحكم بأباضيتها لا محالة } فقد وصف المؤرخ أحمد أمين أدب الخوارج في القرن الثاني الهجري بقوله : بحكم غلبة البداوة عليهم _ ثقافة عربية خالصة إلا( لقد كانت ثقافة الخوارج (()٢٩٤ أثر فيها لفلسفة اليونان © كما هو الحال في ثقافة المعتزلة 0ولا أثر فيها لثقافة الفرس، كما هوالحال لدى الشيعة } فقد ثقف الخوار ج انفسهم ثقافة أدبية لغوية على نمط العرب في ثقافتهم 3وثقافة إسلامية على النمط المعهود في عصرهم، من تفهم الكتاب والسنة، قي سهولة ويسر... فكان على أدبمم هذا الطابع "}‘. وهكذا نجد أن التحليل الفن المذهبي لقصيدة ابن عقبة يقودنا إلى الحكم بأباضية تلك القصيدة © ورغم بحيعء تلك النتيجة متفقة مع ما سبق أن توصلت إليه هذه الدراسة، من حيث استمرار السيادة الاجتماعية والسياسية لمذهبي الأباضية الاعتزال في نماية القرن السايع المحري ء إل أن ذلك لا يعفينا من مقارنة قصيدة ابن عقبة بالأدب الخوارجي والأباضي في القرون السابقة. ليس بدعا في الأدب الخوارجي والأباضي أن يبدأ ابن عقبة قصيدته بمخاطبة النفس بإرغامها على مواجهة المكاره والمحن وقهرها لتبتعد عن مواطن السوء والفواحش، والإقبال على أعمال الخير والتقوى وطلب العلا »فالنفس الخوارجية والأباضية نفس عصامية مكافحة } تقتحم المهالك دون خوف أو وجل » حي ولو كان الأمر يتعلق بمواجهة الموت واقتراب الأجل، فهذا الشاعر الخارجي قطري بن الفجاءة ( ت ٧٨ه‏ ) يقول وقد تيقن من حتفه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : من الأبطال ويحك لن تراعأقول لها وقد طارت شعاعا على الأجل الذي لك لن تطاعفإ نك لو سا لت بقاء يوما فما نيل الخلو د مستطاعفصبر ا في مجال المو ت صبرا فيطوي عن أخي الخنع اليراعو لا ثوب البقاء بثوب عز فداعية لأهل الأرض داعسبيل المو ت غاية كل حي وتسلمه المنون إلى انقطاعومن لا يغتبط يسأم ويهرم إذا ما عد من سقط المتاعوما للمرء خرير في حياة (()٢٩٥ وهذا الشاعر المقاتل الخارجي طرماح بن الحكيم يقول : عرى الجد واسترخى عنان القصائدإذاقبضت نفس طرماح أخلفت وفي نفس موضوع قصيدة ابن عقبة، يقول الإمام الأباضي الحضرمي أبو إسحاق المداين مخاطبا نفسه : فالموت آت والقضاء آتلا تر فعي طر فا إلى دار الفنا إن التوان في الخدر للغفاداتواستعملي التشمير في طلب العلا ويقول مثل ابن عقبة في كبر الهمة والعزيمة واباء السكوت على الضيم : وعزمي وما أوتيته من بصائروأوردين في الأمر والنهي همتي إقامة وهن راغم الأنف صاغروكان عزيزا أن أقيم بمنزل ويقول أيضا عن نفسه : ظى بعز في غدح كي يمون بالهعزت عليه نفسه فاغتاظها كما اشتهر الأباضية والخوارج بالاعتزاز بأصولهم العربية القحطانية ى كما هو الحال عند ابن عقبة، وفي هذا يقول أبو إسحاق : ويا آل ثمدان يا آل منصبيفيا آل عبدالمدان عمومتي وحين يستنهض همم الحضارم لقتال الصليحيين، يقول : ‏()٤٥ولا تكبو على الغاراتكانت بنو قحطان لا تفضى على ضيم وهم يشتهرون بالفروسية وشدة العزيمة في الحرب وعشقهم للترحال في سبيل العلا والجد 3وقول ابن عقبة قي وصف ناقته. كقول طرماح : يوثابة تنضو الرواسم شحشحكأن المطايا ليلة الخمس علقت (()٢٩٦ وكقول أبي إسحاق مخاطبا بعض عساكره : عشياً واستدلا بالنجوم الزواهرفشدوا على بكريكما وتروحا وعم نداه كل باد وحاضرإلى أن تنيخا بالذي شاع ذكره ومنه قوله أيضاً : الأعاصرفوق 8وطار له ريح جذلو تسنمت‏ ١مر ء تشميرفشمر ت وكابدت لجات البحار الزواخرشناخيبا وجبت مهامهاعبرت وإذا نظرنا قى أسلوب ابن عقبة في الهجاء فنجده يبدأ بذكر فضائل السلف م يأتي على ذكر مثالب الخلف منهم 3وذاك بعينه أسلوب الإمام أبيمن كندة إسحاق المداين & فعندما أراد ذم الإمامات الحضرمية الي لم تشاركه قتال :قالالصليحيين ضيم، ولا تكبو على الغاراتكانت بنو قحطان لا تغخضي على من دهرهم بالرغم والذلاتفاستخلف من بعدهم خلف رضوا وهكذا نصل إلى أن قصيدة الفقيه ابن عقبة لا تخرج قيد أنملة عن الأدب الأباضي، ليس كما تحدث عنه المؤرخ أحمد أمين فحسب، بل وجاءت مطابقة للنماذج المعروضة منه & بما في ذلك استخدام نفس الأ لفاظ والعبارات 3خاصة أشعار الإمام أبي إسحاق المدان. على أنه من المهم القول إنه ما كان لأدب الخوارج والأباضية أن يستمر فى حضرموت حت القرن السابع الهجري، بنفس خصائصه ونفسه الأدبي المذهمي، لو لم يكن. يتحصن بفكر مذهبي حي، يمده بعوامل البقاء والاستمرار 0ومقاومة الجديد الطارئ، غير أن الخوارج لم يعد لهم وجود في بلاد الإسلام منذ قرون خلت & فقد اندثرت مذاهبهم و اندثر معها أدبمم، ولكن الأباضية بقيت حية ()٩٢ا‎(٧ نشطة، وهي كذلك إلى اليوم 3وإذن » ما سوف يبقى من أدب مشترك بين الخوارج والأباضية 5هو الأدب الأباضي وحده، وهو إذ يبقى ممثلا بقصيدة أبن عقبة في القرن السابع الهجري، فإنه إنما يبقى حيا في موطن الدعوة الأصلية بلغة الإمام الحمداني، في حضرموت، حيث لازال المذهب الأباضي بما من القوة والحضور على ما بيناه عند الحديث في أوضاعها المذهبية والسياسية في هذا القرن. إشارة ابن عقبتإلى أباضيته : م يفت أبن عقبة ان يشير في قصيدته إلى مذهبه الاباضي & وذلك من خلال البيت الذي تعرض للنقل والتحويل، وهي اشارة فقهية ولكنها صريحة الدلالة على مقصده : لم أخش منهم من ينم ويفتريوتخذت أصحسبا إذا نادمتهم في البدء نود القول ان كلمة ( أصحاب ) إذاجاءت على لسان فقيه، فانه يقصد بما الصحبة المذهبية 3هذه الصحبةهي مقصود الفقيه أبن عقبة في البيت المعي. واما حكمنا بانه يقصد الصحبة المذهبية الأباضية ولا سواها & فان ذلك يأتي من ان الأباضية ترى أن مرتكب الكبيرة كافر نعمة لا كفر شرك، وإذاخرج من الدنيا غير مقلع عن الكبيرة فهو كافر مخلد في النار وهم بذلك مع المعتزلة يخالفون باقي المذاهب الإسلامية السنية. اما مرتكب الصغيرة، فإن أباضية المشرق ( عمان وحضرموت ) يرون ان مرتكبها المصر عليها كافر هالك في النار 0وحكمه في الدنيا انه موحد ‘ لا يوصف بالفسق و الضلال، ثم ولا بالكفر ح يعلم منه الاصرار عليها 3والعزم على عدم ()٢٩٨ تركها و التوبة عنها. ومن تلك الصغائر الكذب الخفيف والرقص واللعب غير لملباح ‏(«.)٤ هذا التشدد من الأباضية تجاه مرتكب الكبيرة والصغيرة معا، انما يأت من ربطهم بين الايمان والعمل، فالايمان لديهم يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي © ولهذا فان ما يراه أهل السنة صغائر لا توجب تكفيرا 2يرونه الأباضية كبائرأ عظيمة توجب التكفير »وقد تمحق الايمان، وعدم التوبة عنها يعن الكفر والخلود في النار. ومن تلك الاعمال الغيبة والنميمة والكبر والخيلاء، بل ويرى الأباضيون أن الغيبة والنميمة مفطرة للصوم و مبطلة للوضؤ("}‘. ذلك إن الاباضية يرون إن من نواقض الوضوء :الكذب والغيبة والنميمة، وايمان الفجور ولعن من لا يستحق اللعن او لعن المسلمين او شتمهم او الطعن في دينهم او الكلام بالشرك والكفر والفحشاء والمنكر 3وكذلك عمل الكبائر “‘‘. وأبن عقبة في ذلك البيت، انما يتحدث عن علماء مذهبه الاباضي الذين اتخغذهم اصحابا & الذين يرون تلك الاعمال كفرا & لذا فهم ( أي العلماء ) عندما تجالسهم \فانه مطمئن إلى أنمم أهل ايمان وتقوى { فلن ينموا او يتغيبوا او يكذبوا على احد، وبالتالي فان بجالستهم لن تكسبه ذنبا او اما 0بل هي بجالس علم وخير وفضل وفيها حسن الخزاء من الله تعالى. وبهذا المعين \فان أبن عقبة لا يفتخر بأباضيته وبتميزها عن باقي المذاهب فحسب، بل وأيضا يلمز إلى تعصب لمذهبه.... على ان ما نراه قي قصيدة أبن عقبة من صلاح وتقوى واخلاص ف العقيدة، انما هو من صميم المذهب الاباضي & حسب نظرتمم في الكبائر والصغائر »وهذا الامر معروف عن الخوارج والأباضية واشتهروا به ‏_.‘٠ وهكذا نصل إلى أباضية الشاعر والقصيدة & ويبقى ان نرى كيف انعكست مذهبيته الأباضية وتعصبه لها، على نشاطه السياسي، فإذا تحقق لنا ذلك } فانه يدفع (()٢٩٩ باي مذهبية اخرى للشاعر خار ج بحال الامكان والتوقع، ويوافق ما تقول به هذه الدراسة باستمرار وثبات الاوضاع المذهبية والسياسية في هذا القرن بين الأباضية والمعتزلة. نشاطه السياسي المذهبي : فيما اورده السقاف \وجدناه يقول ان أبن عقبة قد مارس السياسة واكتوى بنارها في منطقته الهجرين ونواحيها، وكان ذلك النشاط السياسي سبب هروبه إلى ( الجوف )، وانه قد مارس السياسة أيضا خار ج حضرموت عند اتصاله بالملك المظفر الرسولي في مدينة ( تعز )، وكان نشاطه الأخير سبب نكبته وحبسه ني معتقل عدن. نحن لا نعتقد ما قيل عن مدائح أبن عقبة للملك الرسولي. لأنه اولا لم يعرف عن الخوارج والأباضية تكسبهم بالشعر، وثانيا ان ذلك يتناقض مع تلك النفسية المتعالية في عزة وعفة الى تكاد تصم قصيدته } و ثالثا ما جدوى التكسب بالشعر او غيره من القول لقوم اشتروا الآخرة ببيع الدنيا ومتاعها وتركها لأهلها وهجر ملاذها 3ما جدوى ذلك لقوم اسس مذهبهم على الزهد والعبادة وخشونة العيش ‘ثم ما جدوى ذلك لرجل مثل أبن عقبة قسم حالاته ثلاثا لا رابع فها :كرما تدين له العفاة ويبقى ذكره ابد الدهر، وحالة ظهر الخواد، وحالة للمنبر؟. لهذا فاننا نرى أن القول بتكسب أبن عقبة بالشعر مسألة مختلقة من أساسها 0صنعت لغرض الايهام بالوحدة المذهبية العقائدية بينه وبين الملك المظفر الرسولى. والسقاف فيما قاله عن النشاط السياسي لأبن عقبة، انما يصدر عن اطلاعه على ديوانه واشعاره غير المدونة الأخرى، ويتضح ذلك من خلال قوله : ( وما ديوانه سوى نزر يسير من كثير لم يدون ). ((٣٠٠ لا فرق في ذلك العصر بين النشاط السياسي والنشاط المذهبي العقائدي & فأبن عقبة عندما يمارس السياسة، فانه قي حقيقة الامر يقوم بنشاط مذهبي عقائدي اباضي & والملك الرسولي عندما يقوم بنشاط سياسي فانه يمارس نشاطا مذهبيا عقائديا سنيا ءوما كان للمؤرخ السقاف ان يتحدث عن نشاط أبن عقبة السياسي لو لم يعلم مذهبيته الأباضية من خلال اطلاعه على تراثه الادبي. ليس بدعاً ان يسجن في عدن اعلام حضرموت غير السنية الاعتقاد، مثل ما سجن أبن عقبة 3فقد كانت عدن معقلا لآل راشد ولاة تريم في القرن السادس الهجري 0كما قام الايوبيون في ذلك القرن أيضا بسجن الشاعر التكريي فيها ومصادرة امواله، لا لخناية ارتكبها ث ولكن لأنه من اعلام حضرموت الاعتزال مومن خاصة الإمام المعتزلي الاكحل والي ظفار حينها » وعندما ارادت المراجع الحضرمية السنية ابعاد واقصاء البعد المذهي لاعتقاله ومصادرة امواله 5قالت ان الملك الايوبي ( طغتكين ) اغتاظ من قول التكري في مدح الإمام الاكحل ( :هو تاج والملوك حذاء ) ي ولعمري فان ذلك عذر اقبح من ذنب، وتبرير واضح الصنعة والاختلاق ٤فلو‏ كان من شيم الملوك والأمراء معاقبة الشعراء على مدائحهم في الآخرين، لا متلأت سجون بلاد الإسلام بالشعراء، ولكنا اليوم ندرس فيما ندرس نوعا من الادب الإسلامي 3لعل اسمه سوف يكون :ادب القبض والاعتقال)، هذا إذابقي لنا شعر وشعراء. وحين ارادت تلك المراجع اقصاء البعد المذي العقائدي لاعتقال أبن عقبة 0راحت تتحدث عن وشاية به لدى الملك الرسولي & دون ان تحدد ماهيتها واطرافها وملابساتنا 0هذا الغموض والإبمام الذي يحيط بأمر تلك الوشاية } لا يحكم بفساد ادعائها فحسب، بل وان ذلك الغموض يوحي بان هناك أمرا يراد ((٣٠١ اخفاؤه 5ولا تخفي تلك المصادر الا ما هو عقائدي لا يستقيم مع عقيدة الأخحالاف اليوم. وف الوقت الذي لا نشك فيه بحدوث موقف سياسي، كان سبباً في اعتقال الفقيه إبن عقبة } فاننا لا نستبعد حدوث وشاية ( استخبارية ) سياسية مذهبية. كشفت نشاط أبن عقبة المذهجي الاباضي في عقر دار الحكم الرسولي الس خاصة وان أبن عقبة لم يكن بجرد فقيه اباضي، بل داعية مذهبي متخصص في الدعوة 2ويتضح ذلك من قوله ( :وحالة للمنبر )، فتلك الحالة تعي انه داعية مذهي وليس بجرد فقيه، وان ذلك العمل انما هو من صميم حياته ث وليس عملا طارئا لا لزوم فيه ولا وجوب. وتوضيحا لما حدث وبعده المذهبي العقائدي } فاننا نتوقع ان الفقيه أبن عقبة اثناء وجوده في تعز او عدن، قد دخل في جدل مذهبي مع احد علماء السنة } او انه انتقد السياسة المذهبية الرسولية، او دعا من اعلا احد المنابر إلى خلاف ما يقول به أهل السنة، ولعله افرط في الامر، وهو الذي رفع إلى الملك المظفر او اعوانه 0فصدر الامر بقبضه واعتقاله © هذا الأمر على ما نتوقعه نراه هو المقبول عقلا، بمثل ما ان المسألة المذهبية كانت سببا في اعتقال الشاعر التكريي بأمر السلطان ( طغتكين ) الايوبي، فقد كان الملك المظفر الرسولي متأثرا به و ( سلك سبيله » وكأن الله سبحانه وتعالى قد فطره على شاكلته 0فلا اجد فرقا بينهما ذا بال `ث© 3نعم » لا فرق بينهما ح في غزو حضرموت واعتقال اعلامها في عدن } وما تلك المشاكلة الا نتيجة المشاكلة المذهبية العقائدية المتعصبة الن جمعت بينهما. ان وقوع تلك الوشاية على النحو الي توقعناه، لا يبرر الاعتقال فحسب } بل ويبرر رفض قبول الملك المظفر شفاعة الأبن في ابيه 2وهذا يكشف السر المذهمي وراء ورود تلك الوشاية ي المراجع الحضرمية على ذلك الغموض المطبق. ((٢٠ ٦ غير ان لقضية الفقيه أبن عقبة وجها آخر & غير معاقبته على نشاطه السياسي المذهبي الاباضي في عقر دار الحكم الرسولي & ذلك الوجه هو معاقبة مدينته ( الهجرين ) من قبل الحملة الرسولية على حضرموت ب فالمراجع الحضرمية تورد خبر تلك الحملة على الوجه التالى : ( في سنة _ ٦٧٨ه‏ :اخرج الملك المظفر يوسف عسكرا إلى ظفار عن طريق حضرموت، اميرهم أبن الجنيد )فاخذوا الهجرين واعطوها أبن شماخ. 0).. من ذلك الخبر ومما سبق ان اورده المؤرخ الخزرجي في عقوده عن تلك الحملة )نفهم انما واثناء مرورها عبر حضرموت ( الوادي )، وقتالها مع أهلها ر أهل البدعة )، لم تستقر تلك الحملة في أي مدينة حضرمية سوى مدينة الهجرين » فهي وحدها الين حظيت منهم بذلك ( التكريم ) فقد كانت المدينة الوحيدة اليي يتم احتلالها والاستقرار فيها قبل ان يعطوها لأبن شماخ لينوب عنهم مؤقتا 0وريثما يقضون على ما يرونه ( دار بغي وفساد ) في ظفار الحبوضي، وكأن الرسوليين بالسيطرة على الهجرين اولا & قد ضمنوا تقدمهم إلى ظفار دون مشاكل، وهذا يعنى ان الهجرين كانت مركزا خطيرا من مراكز المقاومة الحضرمية حسب له الرسوليون حسابه © هذا الدور الجهادي لمدينة الهجرين ظل صداه يتردد حق القرن العاشر الهجري & فهذا الإمام العلامة عبد الله عمر بامخرمة، يقول عن اهله وأهل مدينته الهجرين ودورهم الجهادي عبر التاريخ : وقد رجت الارض من شر كتائبهلا يخضعون لجبار اخافهم الا بحق بدت صحوا مذاهبهولا علنلايدينون في سار كل ذلك يع ان نشاط الفقيه أبن عقبة السياسي، ليس الا امتدادا وتواصلا لدور السابع وربما قبله ( ولهذا استحق أبن عقبة ومدينته عقابالقرن المجرين المذهمي ق ((٣٠٣ الملك الرسولي 3خاصة وان آل عقبة اسرة علم وسياسة ولهم مكانة خاصة في مدينة الهجرين إلى اليوم "ث. لم تقف معاقبة أبن عقبة من قبل خصوم المذهب الاباضي عند حدود ما حدث في القرن السابع، بل استمرت معاقبته المذهبية إلى اليوم © وقد تمثل ذلك العقاب في اختفاء ديوانه بعد ان اطلع عليه المؤرخ السقاف المتوقي سنة ١٣٨٧ه.‏ وليس لنا ان نتوقع العثور على المزيد من التراث الاياضي الحضرمي، ذلك ان هذا التراث من الوضوح المذهمي بحيث لن يجد خصومه كبير عناية في اكتشافه 0وهو الامر الذي يع اعدامه أيضا، وليس الامر بتلك السهولة بالنسبة للتراث المعتزلي. ((٣٠ ٤ المصاد رو المراجع: ‏ )١شنبل :تاريخ شنبل ‏.٦٦/ .٧٠/ )٢نفسه: ‎ ‏ )٢نفسه. ٤الشاطري :الأدوار.٢١٤/ ‎ )٥شنبل :نفسه.١٧٤/ ‎ ‏ )٦نفسه. )٧نفسه.١٧٠/: ‎ )٨الحداد :الشامل.١٦١/ ‎ . ١٣٠/ )٩نفسه: ‎ )٠الحداد :جن الشماريخ.١٣/ ‎ )١عبدالله بن حميد السالمي :تحفة الأعيان.٢٠٥/ ‎ )٢شنبل :نفسه.٨٩/ ‎ )٢٣الحامد :تاريخ حضرموت.٠٠٢/ ‎ )٤بامخرمة :تاريخ ثغر عدن.٩٠/٢ ‎ )٥شنبل :نفسه.٨٢/ ‎ )٦نفسه.١٠٠/ : ‎ )٧الحامد :نفسه.٥٩٧/ ‎ )٨الشاطري :نفسه.١٨٦٢/ ‎ )٩الخزرجي :العقود اللؤلؤية.١٨١/١ ‎ )٠الحامد :نفسه.٦١٠ ٠/ ‎ )٢١الخزرجي :نفسه.١٨٦٢/ ‎ )٢٢نفسه.١٨٣/ : ‎ )٢٢الخزرجي :نفسه.١٨٤/ ‎ )٤الخزرجي :نفسه & ١٨٥/ ‎بامخرمة :نفسه.٨٥/ ‎ )٦٥محمد بن عبدالرحمن السخاوي :التوبيخ لمن ذم التاريخ.٧٥/ ‎ )٦الخزرجي :نفسه.١٨٧/ ‎ )٢٧نفسه.١٨٥/ : ‎ )٢٨شنبل :نفسه.١١٦/ ‎ .٥٥٦/ (٢٩الحامد :نفسه‎ ((٢٣٠ ٥ )٠شنبل :نفسه.١٠٢٣/ ‎ )٢١نفسه. ‎ )٢الحامد :نفسه.٥ ٤٣/ ‎ )٢شنبل :نفسه.١٠٧/ ‎ )٢٤الحامد :نفسه.٦٦٨/ ‎ .١٥ )٥بامخرمة :نفسه٤/ ‎ )٦عبدالة محمد السقاف :تاريخ الشعراء الحضرمبين.٦٥/١ ‎ )٧الحامد :نفسه.٦٥٢٣/ ‎ ‏ )٨السقاف :نفسه. الحامد :نفسه. ‏ )٩سورة الشمس. ‏ )٤٠سورة النازعات. )٤١د.محمود إسماعيل :الحركات السرية.٢٠/ ‎ )٤٢الحامد :نفسه.٦١٥١/ ‎ ‏ )٤٣أنظر الفصل الخاص بالتراث المعتزلي في القرن السادس الهجري من هذه الدراسة. )٤٤أحمد أمين :ضحى الإسلام.٢٤ ٤/٢٣ ‎ )٤٥أشعار الإمام الحمدان :أنظر ديوانه & أشعار الخوارج أنظر البيان والتبيين للجاحظ. ‎ )٦د.صابر طعيمة :الأباضية عقيدة ومذهباً.١٦/ ‎ )٤٧الشيخ أحمد حمد الخليلي :الحق الدامغ.٢٢٧/ ‎ )٨الشيخ عامر بن علي الشماخي :الايضاح.١٣٥١ ‎ ‏ )٩د.عامر النجار :الخوارج عقيدة وفكر وفلسفة ‏، ١٣٣/الإمام محمد أبو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلامية ‏.٦٦/١ .ه) أحمد محمد الشامي :تاريخ اليمن الفكري ‏.٢ ٤٣/٢٣ )٥١شنبل :نفسه.١٠٣/ ‎ )٥٢الحامد :نفسه.٧٩٦/ ‎ ((٣٠٦ الباب الرابع من القرن الثامن الهجري حتى العاشر الهجري فألفيتة بالبشر مبتسما رحبامسلمامررت بوادي حضرموت أكابرلا يلقون شرقا ولا غرباألفيت فيه من جهابذة العلا الفقيه الشيخ عبدالرحمن بن عبد الله بن اسعد الياقعي !١٩١الك‏ سنة زيارته لحضرموتجول الفصل الأول الأوضاع المذهبية والسياسية في بداية القرن السابع الهجري، تعرض الوجود السلطوي المعتزلي في حضرموت إلى ضربة قوية من قبل الايوبيين السنة الاشاعرة 5ادت تلك الضربة إلى تقويض امامتين معتزلتين هما :إمامة آل راشد في تريم وأصحاب الولاية العامة اللعترلية قي حضرموت، وامامة آل دغار في شبام، وفي أواخر ذلك القرن تعرض ما تبقى من ذلك الوجود إلى ضربة أخرى من قبل دولة بني رسول في اليمن 3وهم خلفاء ب ايوب وعلى مذهب العقائدي السين، ولقد ادت تلك الضربة إلى تقويض آخر إمامتين معتزليتين وهما :امامة آل الحبوضي في ظفار وإمامة آل اقبال في الشحر، وبذلك خلت حضرموت تقريب من أي وجود سلطوي معتزلي } واصبحت القيادة السياسية الحضرمية في يد القوى القبلية الأباضية & وهي القوى الي جاهدت آل رسول في القرن الثامن الهجري وما قبله. غير انه في اواخر القرن الثامن ظهرت على المسرح السياسي الحضرمي قوتان جديدتان & هما امامة آل ابي دجانة في( حيريج ) وسلطتها في اقليم الشحر والمهرة والمشقاص، ودولة آل كثير في شبام وظفار، اما امارة آل ابي دجانة، فقد وجدنا المؤرخ الحداد يؤكد اباضيتها } فقد عد ابا دجانة مدافعا عن الأباضية (). كما قال بأباضية قبائل المهرة في ذلك العهد 0وما كان ما قاله المؤرخ الحداد ليكون حجة لو لم يكن ما قاله يؤكده مسار الاحداث الي سوف نأتي عليها في هذا الباب 0خاصة في علاقاتما مع دولة آل كثير، ولهذا فانه من غير الممكن فهم احداث هذه الفترة التاريخية ما لم يتضح لنا اولا المذهب العقائدي للدولة الكثيرية. ((٣٠ ٩ مذهب الدولة ا لكثبرية عند التأسيس ودولة آل جعفر ا لكثبري : الأصل في آل كنير اممم كانوا القيادة العسكرية للإمام سالم بن ادريس المحبوضي في القرن السابع الهجري 0وهي القيادة ال فرضت الوجود الحبوضي المعترلى على القوى الأباضية ممثلة بآل يماني وقبيلة فمد، وما كان للإمام الحبوضي ان يختارهم قيادة عسكرية لمشروعه السياسي، لو لم يكونوا على مذهبه في الاعتزال. غير ان المصادر التاريخية الحضرمية في الوقت الذي تصر فيه على القول بسنية اعتقاد هذه الدولة، لا تقدم لنا دليلا نصياً يحدد مذهبها 3أيا كان هذا المذهب، غير ان الادب يأتي _ كما هي عادته في كل مرة _ لينقدنا من هذه المتاهة، ويأتي هذا الدليل فى قصيذة الشاعر الفقيه عمر بن عبد الله بامخغرمة ث شاعر الدولة الكثيرية والمتحدث الرسمي بأسمها خلال تولي جعفر بن عبدالله الكثيري المتوقى سنة ‏ ٠ ٥‏هھ ٩وأبنه عبد الله بن جعفر المتوقى سنة _ ‏ ٩١ ٠ه & وحفيده محمد بن عبد الله بن جعفر الكثيري وهو الذي وقعت احداث القصيدة فى عهده. ٩١٠ه‏ في شهر شعبان، استولى الطاهريون حكام عدنففي سنة على مدينة صنعاء وانتزعوها من ايدي الإمام محمد بن علي الوشلي والامير الشريف محمد بن حسين البهال 0ووقع الإمام الوشلي في اسر الطاهربين. و لم يكن ذلك الحدث عاديا 2بل لقد كان اشبه بالزلزال الذي كاد يهد الإمامةالزيدية من أساسها ۔ولهذا كان صداه مدويا قي نفوس زيدية اليمن عموما 0فقد ) تجاوز ذلك الصدى حدود إمامة الوشلي والأمير البهال 0ليصل إلى حضرموت، فقد قال :في ذلك الفقيه شاعر الدولة الكثيرية عمر بن عبد الله بامخرمة القصيدة التالية الن سوف نعت بدراستها } علها تخبر عما صمتت المصادر الحضرمية دون البوح به، الا وهو مذهب الدولة الكثيرية الي ينطق الشاعر بامخرمة بإسمها :تقول القصيدة : (()٣١٠ بن حسنالأمير حمدكا الشريفالله بامخر مة يمدح الفقيه الشاعر عمر عبذلقصيدة البهال ويحثه على تخليص صنعاء من ايدي الطاهريين ويطلب منه التنسيق في تلك الملهمة مع الإمام محمد بن عبد الله الكثيري في ظفار ){ : مجروحة الخدين من هطالهاقال الفى الجوهي عيني مالها يوما إلى ذي منظر يحلى فهام يهنها طيب المم ولا رنت ليت السماء إذ ذاك خر هلالماما بدا شعبان في افق السماء مهرية قد شفها ترحاله اوبحق بيت الله يا ادي على مستأسر الابطال بل قتاهاالأمير حمدنحويمامم قدرا ورب الصدق من اقوالهاأعلى قريش ثمة واجلها ربا. لقالت ريما بماه الو نادت الاكوان من ذا للعلى طعان خيل القوم في اكفالهاحامي الحمى بالسمهرية والظبا فرحاً.وقد شابت رؤوس اطفالهاتلقاه في يوم الكريهة ضاحكا آجالهاعلما بان في كفهتختال منه الخيل في وقت الغزا ما قاومته يد بطول اطلوالهاوالله لو دك الجبال بخيله ذات الذراع الصافنات أجدالهاحسنيةي عصبة حمزية زلالهاإلى ورودكالحائماتقوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم اكمالهاعندي علومهم علىيا سائلا عن مجدهم متحاملا ابواب دورهم ولا استهدى همافهم بنو المنصور ما عرف الخنا إذ في الوغى يستاسرون ابطالهاكلا ولا عرف الشدائد جارهم قد عودوها في الحروب اقبالاصواهلالسواد نحوتعدوبيمم ما ينثني ليمينها وشفايرخون ي وقت الطراد صدورها الا سقتها سم كأس وبافهاما قابلت خيل الاعادي خيلهم تحت القنا الخطى خير فعالاتا بقتيان ترى ان الفنا تخليص صنعا اليوم من اضلالاالحسين عناك يا ابا قاسميا أبن يا فاتحا في النائبات اتفالهاشمر وقم فيها بهجمة ماجد ((٣١ ١ منصوصة والمصطفى قد قالهافعليك في هذا المقام فريضة اعمالابغيرتؤخذمظلومةللدين او لقرابةان شنتها انكالا الله فيحماكتضحىحاشاك ما ترضى بآل المصطفى احوالهاهناكضاقتمسخورةدارت على درب البلاد عساكر للطعن لا يصل الوغى اقبالاجم إذا عدوا قليلا إذا دعوا غوغا وأهل الخيل منهم سالماما بين هال وبين مزين لا تنثني عن قصدها عذالاجررا عليهم غارة علوية ادوالها دواميك بضرباسحبفإذا قضيت وطرا فيما عندهم بظفار نعم الدار يا طوبى لهالا تنس ملقاك الإمام محمد وقت الصلاة سعوا في ابطالهاإذ قلت لو جاء الصريخ منكم ما قربوا الاحمال من اجمالهافوحق عزك لو تسير إليهم يخشون من ساعة تطول اهوالهاما يرقبون يقوضون خيامهم اغنم حرام القوم قبل حلاهافهلم بالضمنا لفظ جموعهم نحو الزروع يذوذها بماهايعدون اشباه الجراد إذا اتى فيها وما.... من آمالهاوإذكر رعاك الله فيما قلته تلك العهود ودم على اجلالهافانز لهم تلك العهود ولا تخن من كل قوم تصطفي جهالفاإذ لم تقد الخيل من كل القرى قد زاما في ساقها خلخاجمافابت وصدت عنك كل خريدة ولك الجمائل فرعها واصالمالكن ظنون في علاك جميلة ما غرد القصري في اطلانماثم الصلاة على الني وآله التحليل : قصيدة الشاعر الفقيه بامخرمة تنتمي إلى الأدب الشيعي الصريح الواضح المعالم، ويتميز هذا الأدب بانه ( في حق الإمامة وطلبها 0والإرث وغصبه، ثم ييكون على حق ضاع ودم اريق وحرمات انتهكت وبيوت دمرت وجثث صلبت وذريت، وهو لهذا يتميز بعاطفتين قويتين :عاطفة الغضب وعاطفة الحزن & اما ((٣١ ٢ الغضب فانهم اعتقدوا أهم سلبوا حقهم وغصبوه، واخذ منهم ظلماً وعدواناً. فغضبوا لذلك & ودعتهم سورة الغضب ان يقولوا ويقولوا كثير قي هجاء غاصبهم © وتي بيان حقهم & وقي شرح مظلمتهم وإظهار حججهم إلى غير ذلك، واما الحزن فلما اصابمم من مظالم على يد مخالفيهم } فالعاطفة الأولى تعطي ادبا قويا ثائرا ‏٤ والثانية تعطي ادباً حزينا باكيا، فاجتمع في اديمم القوة والضعف واللين والعنف(". فالقصيدة بكائية من اول ابياتما. فهي تبكي سقوط صععاء في ايدي الطاهرين، فالشاعر لم ير في ذلك حدثا عاديا 2بل نكبة عظيمة وبلية كبيرة 5فلو ان قمر السماء خر من مداره & وهوى بعيدا عن الأرض \واصبحت السماء بدونه والأرض بلا ضوئه 3لكان ذلك أهون على شاعرنا بامخرمة من سقوط صنعاء في يد الطاهريين السنة. شم يعرج الشاعر إلى الحديث عن الأمير البهال فهو البطل المغوار ‘أعلى قريش همة وأجلها قدرا 3وأمير الحد والعلا، المجاهد أمير الحرب والقتال »من عصبة الحسن بن علي بن أبي طالب أهل الجهاد في سبيل نصرة الدين، ثم يرد على التحاملين على أهل البيت قائلاً ( عندي علومهم على أكمالها ) أي ان شاعرنا يفتخر بثقافة الزيدية الشيعية 3تلك الثقافة ال تدحض اقوال المخالفين المتحاملين عليهم 2ثم يوجه خطابه مباشرة إلى الأمير البهال يستنهضه لتخليص صنعاء بهمة ماجد كريم عزيز، باعتبار تلك المهمة فريضة من الدين قال يما الرسول الكريم 3 وهي فريضة من الدين لأن في تخليصها من الطاهريين انما هو انقإذها وأهلها من أعداء أهل البيت & وهي فريضة من الدين لأن فيها تخليص أهل بيتأيدي المصطفى من أسر أعدائهم.. ((٣١ ٢٣ وإن كانوا كثيريا فهميبدأ الشاعر في هجاء الطاهريين وجيشهمش العدد، الا انهم قليل عند القتال } فهم ما بين حمال وبين مزين، وليسوا أهل طعن وقتال 3لهذا فهم لن يصمدوا أمام غارة علوية واحدة إذا شنها الأمير البهال وجنده عليهم. ثم نأتي على بيت القصيد الذي يحدد مذهب الدولة الكثيرية ال ينطق بأسمها شاعرنا 5ويأتي ذلك في قوله : بظفار نعم الدار يا طوب لهاالإمام محمدملقاكلا تنس وقت الصلاة سعوا في ابطالماإذ قلت لو جاء الصريخ منكم ماقربوا الاحمهال من اجمالمافوحق عزك لو تسير إليهم يخشون من ساعة تطول اهوالهاما يرقبون يقوضون خيامهم هذه الأبيات الأربعة لا تحمل الا معن واحدا، ذلك هو الوحدة المذهبية الزيدية بين زيدية صنعاء والدولة الكثيرية } فالشاعر بامخرمة فى تلك الابيات ينطق باسم الدولة الكثيرية 7وهو يطلب من الامير البهال التنسيق في أمر تخليص صنعاء © مع الإمام محمد بن عبد الله الكثيري في ظفار، بل هو يؤكد له انه في حالة وصول النداء إليهم، ولو كان ذلك وهم يصلون } لأبطلوا صلاتمم وهرعوا لتلبيته 0ولو وصل النداء وأهل الاحمال والتجارة يحملون جمالهم، لأبطلوا تجحارتمم واسفارهم واسرعوا إلى تلبية النداء 2لأنه نداء الجهاد في سبيل الدين الحنيف ولأن الإمام محمد ورجال الدولة الكثيرية 3يخشون من غضب الله تعالى عليهم في حالة تخلفهم عن اداء هذه الفريضة الدينية. ثم يواصل الشاعر بامخرمة خطابه إلى الأمير البهال ويشددعليه ضرورة الهجوم على القوات الطاهرية الي لن تكون الا كالجراد الذي يذوده الأمير البهال ((٣١ ٤ عن الزروع © كما يذكره بضرورة الحفاظ على العهد، عهد الدفاع عن إمامة الذهب أمام عاديات الدهر و مؤامرات الأعداء...... وبعد، فهل ترك شاعرنا بامخرمة أي شك لدى القارئ الكريم حول زيديته وزيدية الدولة الكثيرية ؟ 0لا نعتقد ذلك، فالأدب نما هو للبيان والوضوح، ولقد كانت قصيدة الفقيه الشاعر تملك كل الوضوح والبيان لما بيناه. وان كان لنا من كلمة أخيرة نختتم يما شرح أبيات تلك القصيدة، فاننا نود القول :ان للشاعر بامخرمة روابط شخصية عميقة تربطه بعدن آل طاهر } ففيها عاش والده واعمامه © كما انه شخصيا عاش فيها ردحا من حياته في كنف والده وأعمامه 3ولهذا فان موقفه العدائي منها، انما يدل على مدى تأصل العقيدة الزيدية لديه ولدى الدولة الكثيرية ال ينطق شاعرنا باسمها } ذلك التأصل الذي استطاع تجاوز كل تلك الاعتبارات الشخصية الي تربط بين الشاعر وعدن آل طاهر. وإذن & فقد اصبحت زيدية الدولة الكثيرية حقيقة واقعة، وإذن صح ما ذهبنا إليه من ان زيديتها جاءت من اعتزلية آل الحبوضي ‘ ومعتزلية آل الحبوضي جاءت من معتزلية آل المنجوي ولاة ظفار في القرن السادس المجري وما قبله. الصراع الكثيري _ الاباضي او ( الزيدي _ الأباضي ) : لقد توصلنا فيما سبق إلى انه بالقضاء على إمامة آل الحبوضي في ظفار } وامامة آل اقبال في الشحر » في أواخر القرن السابع الهجري من قبل دولة آل رسول السنة الأشاعرة 3فقد خلت حضرموت تقريبا من أي وجود سلطوي معتلي & واصبحت القيادة السياسية فيها في ايدي القوى القبلية الأباضية 0ترى كم من العداء سوف تكابده الدولة الكثيرية الزيدية الناشئة في خضم متلاطم من القوى القبلية الاباضية © فلقد كان العداء لها كبيرا من قبل تلك القوى © كل تحاول ان يكسر جانبا من جسدها الغض الطري » ولكنها استطاعت بحنكة قيادتما ان تصار ع ((٢١٥ تلك الأمواج وتواصل المسيرة حى عهد شاعرنا بامخرمة. ولقد حاول المؤرخ أبن هاشم ان يحدد ملامح مسار هذه الدولة 0فقال : (يظهر لمن تتبع بجاري السياسة الكثيرية في ذلك العصر وقيامها... إلى اما تسعى إلى محو آثار المذهب الأباضي.. وأنما تود ان تشيد على انقاضه دولة سنية شافعية المذهب نزيهة الاعتقاد ث. وهكذا نحد الأستاذ أبن هاشم يقر بلا سنية الاوضاع قبل قيام الدولة الكثيرية و تأصل المذهب الاباضي في الجتمع الحضرمي حينها. على أننا ولغرض تحقيق الصراع الزيدي الكثيري الاباضي، سوف نعرض قصيدة أخرى لشاعرنا الفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة، يخاطب فيها الإمام عبد الله بن جعفر الكثيري متولي الدولة الكثيرية في ذلك الوقت، تقول القصيدة : الله بن جعفرقصيدة الفقيه الشاعر عمر عبد الله بامخرمة يمدح بما الإمام عبد الكثيري يحثه فيها على انتزاع ( تريم ) من آل يماني، قال صاحب (تاريخ الشحر): وجدت القصيدة كلها كاملة بخط ولده الفقيه العلامة عبد الله بن عمر بامخرمة « : العذلقلبا اني عن سماعكفى ملامك يا سعاد فان لي ان فيما لام عنه مقنليلووالله ما اصغي لقول معنف ثمة لا تأتلفازدد عنذوليابكمالن عن الاحي اصم المزملمحمدقبر الحبيباقسمت بالقب الطيب بطيبة بثلاث حلات فأقصر او طلمولعلا انثني دأبا لاني لبين الحديبة والكثيب الأهمحب الغوان الساكنات على اللوى تيها ببانات الغوير وحوملحمر الشفاه الساحبات ذيولها تمشي الهوينا في المدارج والحليهيف تميل إذا احتسى حثر الصبا صرع الاسود بكل طرف اكحلاتراب عن حي جهينة دأبما ((٢١ ٦ في كل قلب خرق ذات الانصلترنو بلحظات المها لكن ها في حندس الليل البهيم الأليليا طالما قد نلت منها مسمرا بمعزلالحجاسدونعنا رباترقيبهاونامإذاغيب الواشي سامي الذرا الطود المنيف الأجبلحيا الحيا تلك الربوع بموشح تهقمي على مفغفاه بالامر الفنليوغدت معالية السماك وروحة في كل ناد للفخرر رخغفلدار نشوت بما وكنت مصدرا جودي بموجودي لكل مؤملحالا هوى سلمى } وثان حالة لوانمفاتقضي بيع المترلوالله ما خيبت طالب حاجة صوغي المدائح في الهمام أبي عليوختام حالان النللاث وخيرها يدعى إلى الخطب الهول العضلمنالماجد الملك المظفر خرير غوث البريا في الزمان الأمفحلرب الفصاحة والسماحة والنلدا زالت به عنا الشغائب تنجليالارض عبد اللهمولى ملوك المستعجلللطارقالجداجمالفنا للنازلين ببابهرحب ما ظن الكرام به علىوهاب حرب عوان كان ارل مصطللظىافديه سلطانا إذا شبت والخيل عثرى من صعاد العسلوهناك يبدو ضاحكا متبسما ومذيق أهليهيا مرير الحنظليا فاتحا بالسيف كل مدينة وفتحت منها كل باب مقفلنبطت بك العليا فقمت بحقها عنها يقصر كل شيخ لو بليعجيبةبكلواتيتنا طفل في نصرة الدين الحنيفي الجلبيوسلكت كل طريقة مرضية حتى سما فوق السماك الأعزلعاليافي المعاليبيتاوبنيت لا 0وبالدرع النقيل استبدلفاض وكف عن لبس كل مطرف في سبق الفلك العتاق الكملواشهرمواضي العزم واركب للوغى حت تطأ الغنا نعال الجحفلاغصانهوريفةفالملك ليس تعدو بليث بالحديد مسربلوتقود نحو تريم كل طمرة شعواء يذوب بما صميم الجندلنبغي عليها كل يوم غارة ()١٣ا‎(٧ ونظا على هاماقم بالارجليمسون اسرى بعد قتل سراقم لاولاد جعفر الكرام المفخضطالنواصي فوقهاتدثمهم شعث تحت القنا عين الفخار الاكملفتيان حرب ايقنوا ان الفنى ان قال حي على الكريمة حيعل «"هوائمفاقوم يذيقون الجياد واستلمت ارماحهم من معقلكم طعنوا بالسيف من خصم عتى في ( باعطيس ) وعج بحبان سلسل عنهم رباجلحبان) وورقة ما شاهدوا من بأسهم في المدخلواستفت سكان الخليف رخيلة ينبيك عنها كل خشن مطفلو( تبالة ) انتوا بما بعجائب من شارد او عاطلب بالنهلوشبام يوم ( الخبه ) انظر كم بما للارلآخرهم يبيك فعلورثوا المكارم كابر عن كابر وابحث عن عرق الخصوم وزولجهرةالاعاديدوربمافاخرب او واثقابمودة من مسفلواحذر وحاشاك ان تكون مصدقا عنا فظنرهاعليياتنطليضدهيبدون لنا ضدا ويخفون كلنا جزاهم كيل مديون مليولئن تلاقينا ووافييا الردى وللمتتللفواتمم تنانقيضهم بالمد صاعا وافيا الني الافضلازكى السلام علىهذا وختمي بالعملاة بحقها بعيس بزلاو زمزم الحاديوالآل والاصحاب ما هب الصبا التحليل : القصيدة إلى ثلاثة مقاطع أساسية، الاول فى الغزل والتشبب 0 والثاني في مدح الإمام عبد الله بن جعفر، والثالث هو الذي سوف نعت به & يخاطب فيه الإمام عبد الله مذكرا اياه بجهاده السابق في ( نصرة الدين الحنيفي الجلي ) والذي هو بلغة الأدب المذهمي 3المذهب العقائدي للقائل به © وهو هنا المذهب الزيدي & مذهب الدولة الكثيرية \ثم يحثه على النهوض لقتال الاعداء © وان ((٣١ ٨ تطأ تريميترك مبامج الملك والسلطة، فلا زالت المملكة والإمامة ناقصة حيت ( الغناء ) جحافل الحخيش الكثيري الذي يقوده الإمام عبد الله } ثم نجد الشاعر بالخرمة يتحدث بلغة المستشار العسكري & ويضع الخطة التالية لاحتلال ترميم وانتزاعها من ايدي آل يماين الأباضية : تعدو بليث بالحديد مسربلوتقود نحو تريم كل طمرة يذوب بما صميم الجندلنبغي عليها كل يوم :غارة ونطا على هاماتمم بالأرجليسون اسرى بعد قتل سراتمم اولاد جعفر الكرام المفضلتدمهم شعث النواصي فوقها تحت القنا عين الفخار الاكمللايقنوا ان الفنى فتيان حرب ان قال حي على الكريمة حيعلقوم يذيقون الجياد هواممفا قي الابيات السابقة للخطة العسكرية المقترحة } بحد شاعرنا بامخرمة كان قاسيا. بما فيه الكفاية على آل يماني ( سراتمم ) 3فهو قد حدد مصيرهم بالقتل مسبقاء و لم يكتف بذلك، بل نجده يشير إلى ان تطأ هاماتمم بالأرجل بعد قتلهم & وذاك لعمري منتهى القسوة & وهو سلوك غير جائر من الناحية الدينية ى فكيف يأتي ذلك عل لسان فقيه. انه التعصب المذهمي ولا سواه الذي يعمي البصر والبصيرة. وفي البيت الأخير من تلك الأبيات نعلم ان ( الحيعلة ) الشيعية ( حيا على خير العمل ) هو شعار الخيش الكثيري ف القتال والمعارك. ثم نجد شاعرنا بامخرمة يذكر الإمام عبد الله بابجاد آل كثير في المعارك الى انتصروا فيها على القوى الأباضية © وهي المعارك التالية : ‏ ١باجلحبان :موقع بالقرب من ترمم ( :سنة _ ٨٥٥ه‏ :وفيها ثارت الحرب بين آل كثير وراصع بن يماني وآل احمد والصبرات ومن والاهم، صالوا على بور ( موضع لآل كثير ) وقطعوا خريفها ( نخيلها وقت الثمر ) الا القليل } ثم (()٣١٩ جاء بدر بن عبد الله وجمع من أصحابه وحلفائه 2وصالوا على أهل المسفلة ( ترعم وما والاها ) 3فتلقوه قبائل حضرموت بقرب كحلان، بموضع يسمى ( باجلحبان )، فهزمهم بدر بن عبد الله، وقتل من أهل المسفلة نحو المائة. اشهرهم راصع بن دويس بن يماني، ومن آل عامر ( نمد) عشرة، ومن آل جسار ( آل احمد ) عشرة، اشهرهم عمر بن جسار \ومن الصبرات فوق العشرة ) ”'. ومن المعركة المذكورة 3نلاحظ ضخامة الحلف المعادي لآل كثير في منتصف القرن التاسع الهجري & فقد كان مكونا من :آل يماني ولاة ترم وأهل المسفلة ( آل احمد والصبرات) وقبيلة فهد 3وحلفاء آخرين لم يذكرهم المصدر، واشار إليهم فقوله ( ومن والاهم ). -٦وقعة‏ ( باعطيس سنة _ ٨٧٥ه‏ ) :وفيها ( غاروا آل دويس من تريم في جبل على بور، وقتلوا دواب كثيرة ورجعوا سالمين © فخرجوا آل بور مقرعين مع السلطان جعفر بن عبد ا له حيت وصلوا تحت (مقيبل)، فتبع احمد بن سلطان الغاير من اصحايمم برجال والتقى الفريقان بموضع من (صوح) يسمى ( باعطيس الحربون )، فهزم جعفر آل تريم، وقتل عشرة من رجالهم اشهرهم اولاد راصع بن دويس بن يماني وعبدالله بن علي الكثيري الاسقع } واثنين من الجعافر وواحد من آل شحبل ( ممد ) ه{_. ومن هذه المعركة نعلم ان فرعا من آل كثير كان على المذهب الاباضي ومتحالفا ميعمآلاني وحلفائهم. ٩٠٠ه‏ ( :وفيها في رمضان، جيش السلطان جعفر‏ -٢وقعة ( تبالة ) سنة بن عبد الله الكثيري على الشحر وحاصرها } وأقام في عقولهما ( حاراتما ) ثم انتقل في شوال إلى تبالة ( من قرى الشحر ) فخرج عليه بادجانة وعسكره، ((٢٢ ٠ فقتل منهم نحو المائة، تم خرج منها صلحا وسلمها إلى جعفر هي وما والاها من عراص الساحل & وخرج بيت محمد ( المهرة ) من حصنهم صلحا } وشرطوا عليهم اخرابه 5فخرب ) ("". ومن هذه المعركة او الوقعة، انضاف إلى اعداء آل كثير السابقين آل ابي دجانة حكام الشحر والمهرة والمشقاص وحلفاؤهم بيت محمد المهرة، ولقد رأينا المؤرخ الحداد قد قال باباضيتهم اعتمادا على مصادره. وحدهم حلفا، فقد كان فيغير ان آل ابي دجانة وبيت محمد لم يكونوا حلفهم فرع من آل كثير، هم آل عبدالودود الكثيري، ففي سنة ‏ ٠٦‏،ه ٩صال عبدالودود بالريدة هو وسعد بن مبارك بادجانة وبعض بيت محمد على الشحر وفيها يومئذ جعفر بن عبد الله ) فجلسوا تحتها سبعة ايام ورجعوا بغير وجه( \'. و‏٤قعة ( الخبة ) بالقرب من شبام سنة _ ٩٠٢ه‏ :وقتل من الفريقين ثمانية وخمسون قتيلا اشهرهم ( من الطرف الاول ) :عبد الله بن محمد الكثيري وأبن اخيه عمر بن بدر ومن جنده نيف واربعون، منهم يماني بن راصع ( بينماني ) وعيسى بن محمد الصبري ( من الصبرات ) وأبن احمد بن زيد الاظلفي ( الظلفان ) وأبن علي بن حسن المخاشيي ( من الكسر ) وجماع من آل عامر (نمد ) وبعض من آل سلم ( من أهل المسفلة ) وجماعة من عبيد آيلماني، ومن آل احمد جماعة. ومن قوم جعفر الكثيري ( الطرف الثاني ) جماعة اشهرهم بدر بن جعفر ولد عنبرة وعامر بن عبدالعزيز ( الكثيري ) ومن آل جابر ( الكثيري ) اثنين، واولاد احمد بن شملان وعبدلله بن عيسى الصلوي، والقصة ان آل محمد بن عبد الله الكثيري دخلوا شبام على ولد جعفر ‘هم والمحلف من آل الكسر وآل المسفلة 3وحصروه مدة عشرة ايام فأنقذه اخوه بدر بن جعفر وآل كثير وآل عامر ( الكثيري ) ("'. (()٣٢١ وفي هذه المعركة & يظهر جليا مدى قوة التحالف الاباضي الذي كان يناوئ الدولة الكنيرية 3فقد شمل تقريبا كل قبائل منطقة الوادي، فقد كان ذلك التحالف مكونا من آل يماني وأهل المسفلة والحلف الذي يضم قبيلة ممد في منطقة الكسر © اضافة إلى فرع قوي من آل كثير هم آل محمد بن عبد الله الكثيري، وتتمثل قوته في ان قيادة الحلف الاباضي في هذه المعركة كانت تحت قيادة عبد الله بن محمد الكثيري" بينما نجد ان آل جعفر الكثيري في هذه المعركة يكاد ان يكونوا لوحدهم بلا حليف اونصير هذا العداء الشامل لدولة آل جعفر إلا بحد له سببا الا الصراع المذهبي بين الأباضية والزيدية ث وهو عداء تاريخي، وهو امتداد للعداء الشيعي الاباضي آ فاللقاء بينهما في الظروف العادية صعب التحقيق © و لم يحدث طوال التاريخ الإسلامي، ولكن ذلك اللقاء يكون ضرورة لازمة في حالة مواجهة الخصم السى. الله بننعود إلى المعارك ال ذكرها الشاعر بامخرمة مذكرا بما الإمام عبد جعفر فقد ذكر أيضا معركة ( حبان )، ونحن نعتقد ان أهل حبان وما حولها من المواضع، كانوا على الااضية، فقد ذكرها الإمام ابو اسحاق الماي في منتصف القرن الخامس، باعتبارها من مواقع الأباضية المهمة ى حيث قال عن تلك المواقع : بيفعة قوم حوتمم ميافعفقلت لها هم في شبام ومنهم ومما يدل على بقاء الأباضية في تلك المواقع من منطقة ( شبوة ) حت القرن العاشر الهجري، انه ي سنة _ ‏ ٤٠‏ه ٩بحد سعد بن رابضة _ وآل رابضة من أهل حبان كان متنقلا بين مواقع الأباضية في منطقة الكسر ومنطقة غيل بن يمين ‏({".٩٧ وفي القرن العاشر & عندما هاجم السلطان بدر ابو طويرق تلك المنطقة من شبوة، قامت عليه قبائل حضرموت اليي ظهرت في معركة ( الخبة ) في الجانب ((٣٢ ٢ الاباضي & قامت عليه قومة واحدة & عجزت قواته عن الصمود في وجهها، وفي ذلك مما يؤيد القول باباضيتها. ان شاعرنا بامخرمة لم يكتف بما اقترحه في خطته السابقة لاقتحام ترمم وقتل قيادتما من آل يماني ثم وطع هاماتمم بالارجل كما قال :بل نجده يعزز ذلك المقترح بقوله : وابحث عن عرق الخصوم وزولفاخرب بما دور الأعادي جهرة او واثقا بمودة من مسفلواحذر وحاشاك ان تكون مصدقا كلنا جزاهم كيل مديون مليالردىووافيناتلاقينا ولئن ويهم وللمتبتللف.اونقيضهم بالمد صاعاوا فيا وفي الابيات السابقة تحد شاعرنا بامخرمة يقترح على الإمام عبد الله بن جعفر تدمير ( ترعم ) جهرة وفي وضح النهار، لتكون عبرة لمن يعتبر ثم نراه يحذر من تصديق أهل المسفلة (مسفل )، فهو يرى انهم لا عهد لهم ولاذمة } وتي حالة الانتصار عليهم، فان الشاعر يقترح ان يكون الكيل على أساس ان يصيبهم من العذاب صاعا ملآن مقابل كل م منه اصاب آل كثير منهم، ويرى شاعرنا ان يتساوى في ذلك العذاب الغاوي الفاسق مع ذلك الناسك المتبتل لربه، على ان تلك الرؤية ما كان لها ان تصدر عن فقيه لولا التعصب المذهي. اما الاوضاع المذهبية في وادي دوعن في القرن العاشر الهجري، فلن نجد من يفصح عنها أفضل من شاعرنا الفقيه عمر بامخرمة الذي لم يعد في زيديته أي شك او بعض شك & فهو يقول عن أهل وادي دوعن بفرعيه الايسر والابن : هم مرادي وميرادي بمم خاف وآمنفاعلمو فددتكم روحي اليوم يا من ذه عقيد وذا ديني وذا العصب الامكن(‘0٨‏بل هم الكل وأهل الكل لييسر وليمن ((٣٢ ٢ ومن البيتين اعلاه للشاعر بامخرمة، نجد ان أهل دوعن انما هم على عقيدته ومذهبه الزيدي & ولسوف يكون لأهل دوعن وقيادته من آل العمودي دور واي دور في الصراع المذهبي الزيدي السين، بين الأخوين محمد وبدر أبناء عبد الله بن جعفر 3كما سوف نرى لاحقا. وبعد 3فقد أورد الشاعر الفقيه عمر بن عبد الله بامخرمة فى قصيدته السابقة بعضا من معارك الصراع المذهبي العقائدي بين الدولة الكثيرية عند التأسيس ودولة آل جعفر بن عبد الله الكثيري الزيدية المذهب من جهة، وبين القوى الأباضية المناهضة لها 3غير ان تلك المعارك الت ذكرها الشاعر بامخرمة لا تمثل سوى جزا يسيرا من ذلك الصراع، ولسوف نورد تفصيلا له على ما ذكره المؤرخ ( شنبل ) في تاريخه، وهو حسب التالي : . ٢سنة ٨٢٤ه_ :صال علي بن عمر الكثيري ( مؤسس الدولة الكثيرية) ‎ على شبام وقطع خريفها وتناصفوا آل عمر بن عامر ( ولاة شبام من قبيلة‎ فهد ) والكثيري شبام. ‎ . ٢سنة ٨٢٦ه :عدا علي بنالعمكرثيري على شبام وخلص با. ‎ ‏. ٤‏ه : ١٢٨عدا علي بن عمر الكثيري على آل كثير فيى جعيمة ( بالقرب من شبام ) واخذها واخربما. ‏. ٥سنة ٨٢٣٢ه‏ :صال محمد بن علي بن عمر الكثيري على الكسر ( موطن قبيلة ممد ). ‏. ٦سنة ٨٢٢ه‏ :صال محمد بن علي بن عمر على تربم (:مقر سلطنة آل يماني ). ‏. ٧سنة ٨٣٢ه‏ خرج عبد الله بن علي بن عمر من ظفار وصال على تريم. ((٣٢٤ ‏. ٨سنة ‏ ٤٠‏ه : ٨سار أبن فارس ( شيخ قبيلة ممد ) إلى ظفار يريد حصرها ومعه بعض آل كثير. احمد والصبراتوآل :آل يماني حضرموتآل :اجتمعواه ‏٨ ٤ ٥. سنة مريمة © وحربوا آل كثير ) دولةآل كثير وآل بن تعلب وصاحببعص و آل كثير )... . سنة ٨٥٨ه‏ :عدا بعض آل كثير في بور ( من مواقع الدولة الكثيرية ) & وهم :علي بن محمد الكثيري وبدر بن عمر وآل يماني بن جعفر، على علي بدر بن عبد الله بن علي. ‏ ٠‏_ه : ٦٨عقد الصلح تحديدا بين بدر بن عبد لله بن علي. ١١سنة __ وسلطان بن دويس ( بن يماني :متولي تريم )، وكل من محالفه وحلاله. . ١٦٢سنة ‏ ٠‏ه : ٦٨وقع بين أبن كثير وصاحب مريمة ( كثيري ) الحرب. . ١٢٣سنة ٨٨٢ه‏ :صال عبد الله بن محمد الكثيري ( متولى دولة آل محمد بن عبد الله الكثيري ) على سيئون ( تحت ولاية دولة آل جعفر بن عبد الله الكثيري ). . ١٤سنة ٨٨٢٣ه‏ :دخل ال محمد الكثيري شبام وهي يومئذ في يد جعفر بن عبد اللله. . ١٥سنة ٨٨٥ه:صال‏ جعفر بن عبد الله الكثيري علي شبام ( وهي في يد آل محمد الكثيري ) واحرق شيئاً من نخيلها 3وفيها أيضا :صال ثانيا وخرب شيئا من المضلعة ( سد مائي ). وفيها أيضاً اصطلحوا جعفر واولاد محمد وعدلوا شبام وجفل ( بالقرب من شبام ) وسيئون عشر سنين. . ١٦سنة ٨٩٢ه‏ :اتفق آل كثير :جعفر واولاد اخيه محمد واصطلحوا وتناصفوا العراص. ((٢٢٥ سنة ‏ ٠١‏ه : ٩نظفت سيئون لآل محمد & وحصر حصنها جعفر بن عبد.١٧ الله وهي يومئذ فى يد اولاد حمد بن عبد الله الكثيري بدر وعبدالله. وفيها أيضا :حصرعبدالله بن جعفر الغرفة وهي يومئذ في يد بدر بن محمد. . ١٨سنة ‏ ٠٢‏ه : ٩صالوا أهل المسفلة ( ترم وما والاها ) وأبن ثعلب على سيئون وفيها عبد الله بن جعفر. . ١٩سنة ‏ ٠٦‏ه : ٩صال عبدالودود ( الكثيري ) بالريدة ( المشقاص ) هو وسعد بن مبارك بادجانة ( متولي الشحر والمشقاص والمهرة ) وبعض بيت محمد ( عشيرة بادجانة ) على الشحر وفيها يومئذ عبد الله بن جعفر. وفيها أيضا :اصطلحوا آل كثير، فاعطي آل محمد شبام وما والاها والوادي & وجعفر الغرفة. . سنة ‏ ٩٠٦ه :قتل عبد الله بن جعفر اخوته بدر وعمر ٬يقال‏ لامر جرى .اطلق محمد بن عبد الله بن جعفر شبام لبدر بن محمدسنة ٩١٢ه‏ :.٢١ بدرجحعقر ا فاعطواوآل :سدوا آل كثير :بدر بن محمده‏٩ ١ ٤ سنة. ٢٢ حدية وذي اصبح مقابل غلة والفي دينار قي كل سنة، وعدلوا عليه شبام وحذية » وضمنوا آل كثير. (()٣٢٦ دولة آل محمد بن عبدالله الكثبري الأباضية : لا تجحد مؤرخا حضرميا تطرق إلى الدولة الكثيرية، الا وكان همه وفكره محصورا في الدولة الكثيرية عند تأسيسها ودولة آل جعفر الكثيري، وحق هذه فقد تم طمس حقيقتها المذهبية الزيدية 0وشاع الحديث عن سنيتها الاعتقادية 3اما دولة آل محمد الكثيري فقد تم تغييبها وطمس تاريخها وشخصيتها بشكل يكاد ان يكون كاملا قي الكتابات التاريخية الحضرمية، ولقد عودنا الخلف في تلك الكتابات اممم لا يطمسون الا ماكان اباضيا او غير سي الاعتقاد. تنتمي دولة آل محمد الكثيري إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الكثيري © لمتوق فجأة سنة _ ٨٥٥ه_‏ وقامت على اكتاف ولديه بدر وعبدالله. لا بد ان القارئ الكريم قد لاحظ ان الدولة الكثيرية ومنذ وقت مبكر على ظهورها 3كانت تصارع _ فيما تصارع _ قوة كثيرية تحاول وأدها والقضاء عليهاء وكان كثيرا ما تظهر تلك القوة الكثيرية ضمن الخلف الاباضي القوي الذي تقوده قبيلتا فمد وآل يماني، حتت إذا كانت وقعة ( الخبة ) سنق ٩٠٦٢ه‏ ظهرت تلك القوة الكثيرية الأباضية ممثلة بآل محمد بن عبد الله الكثيري، ويبدو ان تلك القوى الكثيرية الأباضية قد استطاعت توحيد كلمتها وارادتما وانضوت تحت راية دولة آل محمد الكثيري المتحالفة مع باقي القوى الأباضية في منطفة الوادي. المذهب الأباضي يي القبيلة الكثيرية ليس مذهبا جديدا او طارئا 3بل لابد ان يكون هو المذهب التأسيسي لهذه القبيلة 0شأنما شأن كل القبائل الحضرمية والمجتمع ١٢٩ه‏، وإذا كان هناك منالحضرمي منذ ثورة طالب الحق الكندي سنة هذه القبيلة من اعتنق المذهب المعتزلى _ الزيدي } باعتباره مذهب حضرموت التاريخي الثاني بعد الاباضي © فان ذلك يعي بالضرورة ان هناك من القبيلة الكثيرية ((٣٢٧ من ظل على اباضيته س مذهب الاسلاف والاجداد، تماما بمثل من ظل من هذه القبيلة على طريقة حياته البدوية والقبلية. لا شك ان أسلوب إدارة الحكم يمثل نوع الفكر الحاكم، فقد وجدنا أن أسلوب إدارة الإمامات المعتزلية في القرنين الخامس والسادس ( ترم آل راشد شبام آل دغار _ شحر آل اقبال ظفار آل منجوي) كان يمثل تطورا في اسلوب الحكم عما كان قبله في ادارة الإمامات الأباضية حتت القرن الرابع الهجري ڵ ولقد اتضح ان ذلك التطور كان نتيجة لتطور فكري حدث ي القيادة السياسية اليي كانت على مذهب الاعتزال. ولهذا & فإننا سوف ننظر في أسلوب حكم إمامة آل محمد الكنيري في شبام لنحقق تعلقه بالمذهب الاباضي. اسلوب ادارة الإمامةالأباضية لآل محمد الكثبري في شبام : عندما نظرنا في الاوضاع الأباضية في حضرموت حتت القرن الرابع الهجري، وجدنا الباحث الروسي _ سرجيس فرنتسوزيف _ يقول عن اسلوب تلك الإمامات في الحكم ( :لم تكن تشبه نظام الدولة في شئ )، وهو يعي اما تدير اجتمع باسلوب بسيط خال من المظاهر الادارية او المالية 0فهي اشبه بادارة الخليفتين ابوبكر وعمر رضي الله عنهما. ويصف لنا الإمام باجمال اسلوب ادارة المجتمع الشبامي في عهد امامين من ولاتما من آل محمد الكثيري، الأول هو :بدر بن محمد الكثيري، إذ يقول عنه : ( كانت له شفقة تامة على الرعية، وكان يقول :تدخل المسرة علي إذانظرت احدا من رعي مسرورا، وافرح بحسن حالهم وجمالهم في المال والأهل والولد »و قيل له : فلان من رعيتك عليه كساء فائق، لا يصلح الا لملك، فقال :اف لوال يسلب ((٣٢٨ رعيته كسوقمم & ويفرح نفسه بما يحزنمم. وكان يقول :ولاة هذه الجهة ينبغي لحم ان يعيشوا بالحراثة في الارض، ويعتمدوا عليها ويقنعوابما حصل منها، ولا ينبغي لهم ان يقتدوا مملوك العجم في بذل المال وفي السعة والرفاهية والبطر بالنعم & فان هذه الجهة ضنكة المعيشة، قليلة المدد » لا تحتمل سوى الرفق والاقتصاد في الانفاق فانهم، فكان بدر يأكل من حرائته ذرة ودخنا ونحوه } ويتأدم بالبصل والكراث ونحوه ) (ُث'. 0 والثاني هو عبد الله بن محمد الكثيري، يقول عنه ( :كان له تفقد في رعيته ورعاية حسنة وحماية لهم، ودفع تام عنهم فرأى يوما بعض الجحبارين يبطش ببعض الضعفاء من أهل بلده © فنظر إليهم من بعيد، فقيل له :أن هذا الضعيف اشترى شاة من هذا الحبار فهو يلازمه في الثمن } فذهب إليه فدفعه عن الضعيف & وضربه بيده 3وقال له :ما يصنع معك الفقير العديم ؟ & امهله واصبر حي يوسر، وانت قد بعت المعسر شاتك، لا تعد تؤذيه ابدا حت يوسر والا... ضيعت نفسك حيث عاقبناك عقوبة شديدة، من للضعيف الا نحن إذا لم نحميه فمن يحميه، ولقد صدق قي كل ذلك. وحكي عنه :ان قطاع طريق فهبوا الرعية مالا، فتبعهم حتت رده كله 3ففقد منه حمارا 3فلم يزل يبحث عنه حتت استرده من بلد ( ابراد ) المعروف © ‏(. (١١ مسيرة تماني مراحل ( (()٣٢٩ ادارة الإمامةالأباضية ببلدة ر تريس ) من قبل ولاتها آل ابن تعلب : يقول الإمام باجمال ( :ذكر بعض الاخوان الثقات :ان والي ( تريس ) بحضرموت، وكان عمر بن سليمان بن ثعلب رحمه الله © كانت له احوال محمودة. وشفقة على الرعية صالحة & ونظر وتفقد تام، ذكر انه اعد لحخوائج أهل بلده من الحمير اربعة، ولنفسه اثنين، ومن البقر لحاجتهم ثورين، ولنفسه اثنين & وكان كل ما عنده من الماعون والآلة للحرث وغيره مبذولا لهم، وكان يتفقد أهل الفقر والحاجة فيها ويواسيهم ويحسن إليهم } ولا يترك المتخاصمين فيها حيت يصلح بينهم ويطيب خواطرهم & بعضهم على بعض، ولو ان يتحمل في ذلك مالا جزيلا ) ‏((. "'٨ هذا من ناحية الإدارة، اما من ناحية طريقة تولي تلك الولاية في تلك الأباضية، فيوضحه الإمام باجمال في حكاية عن عمر بن سليمان بنالإمامات ثعلب نفسه & حيث يقول ان هذا المتولي وفي احدى جولاته التفقدية على رعيته © اشتكت إليه إمرأة من ان عشاءها من غير ملح لأنما تفتقده & ( فقال في نفسه ) :ان الولاية لا تجوز لي وهذه المرأة بلا ملح ‏، ٨ومن تلك العبارة نفهم ان الولاية في الإمامات الأباضية ح القرن العاشر المجري & كانت تتخذ طريق البيعة الشرعية & تنتفي شرعيتها بتقصير المتولي قي رعاية وضمان عيشة رعيته سولامتهم... الأباضية الذي كان سائدا حىوهكذا بحد ان اسلوب ادارة الإمامات القرن الرابع الهجري، ظل على سيادته تلك في مناطق القبائل ( تريس مثلا ) والبادية، بل انه عاد إلى الظهور في بعض مدن الاعتزال السابقة ( شبام ) بعد انتصار القوى الأباضية على الحملة الايوبية على حضرموت ©، حيث كسبت الأباضية مواقع كانت قد خسرتما منذ قرون خلت لصالح القوى المعتزلية. )(٣٢٣٠ عقائد أهل حضرموت في القرنين التاسع والعاشر الهجريين عند ابن خلدون والإمام السخاوي: إذا كنا قد توصلنا فيما تقدم من هذه الدراسة إلى ان الاوضاع العقائدية والسياسية في حضرموت لم تكن سنية خلال القرن التاسع واوائل القرن العاشر المجري، فان هذا الوضع كان لابد ان بحد صداه عند مؤرخي تلك الفترة التاريخية. ولسوف نعمد إلى رصد اقوال المؤرخ أبن خلدون المتوفي سنية _ ٨٠٨ه‏ والإمام السخاوي المتوفي سنة _ ‏ ٠٢‏ه ٩كل فيما يخصه من الزمن. تحدث المؤرخ أبن خلدون عن حضرموت في عهده في موضعين : الأول قوله ( :ويقال ان قي حضرموت خلة الأباضية لهذا العهد )لأ. والناي قوله ( :ان أهمل حضرموت يحكمون بأحكام علي وفاطمة 3ويكرهون عليا ‏. 0٢٠ للتحكيم واما قوله الاول ففيه من الابانة والموضوح ما يكفي في تأييد ما دل عليه مسار الاحداث في دراستنا هذه بوجود الأباضية لهذا العهد في حضرموت ويأتي قوله بانهم ( يكرهون عليا للتحكيم ) تأييدالقوله الأول، فما من فرقة اسلامية انترقت عن علي بسبب التحكيم وكرهته على قبوله به 3الا الخوارج و الأباضية. واما قوله بانهم يحكمون بأحكام علي وفاطمة } فذاك يصدق علي الزيدية والأباضية 5اما الزيديية فلنهم شيعة 3وذاك شأن كل الفرق الشيعية، واما الأباضية فانهم وان اختلفوا وافترقوا عن علي بسبب التحكيم وعليه يبغضونه، الا اممم يأخذون بأحكامه، فمثلا في مسألة خلق القرآن، يرى أباضية المغرب الذي اطلع أبن خلدون على كتاباتمم } ان القرآن غير مخلوق ( قديم ) أي اممم يقولون في ذلك بقول أهل السنة & ويدعمون ما ذهبوا إليه بقولهم ( :ان الاجماع اثبت ان القرآن ((٣٢٣١ غير مخلوق 3بدليل ما ثبت ان عليا بن ابي طالب لما انكر عليه جماعته ( الخوارج ) تحكيم القرآن } قال (:انا ما حكمت مخلوقا، انما حكمت القرآن & ) ©... أي ان الرجل ( علي ) عندهم غير مرفوض & بل حجة في اقامة بعض الأحكام اليي تشكل جزء من معتقدهم "". وهكذا نجد ان المؤرخ أبن خلدون يقول بما تقول به هذه الدراسة من حيث سيادة الزيدية ( مذهب الدولة الكثيرية ) والأباضية (مذهب البادية والقبائل ) على حضرموت القرن التاسع المجري. اما الإمام السخاوي في شهادته على الاوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت ف القرن العاشر الهجري، فامما في غاية الأهمية 0فهي اولا تصدر عن إمام سي الاعتقاد 2وثانيالأنما شهادة عن قرب، فقد عاش الإمام السخاوي فترة طويلة من حياته في ارض الحرمين وبما دفن 3كما كان على معرفة بتلك الاوضاع وترجم لعدد من علماء حضرموت في مؤلفاته. ولقد جاءت شهادته في موضعين : الأول :قوله ( :اليمن يوجد في علمائه الحنفية وكثير من الزيدية وهم بصنعاء ونحوها، ومن العثمانية وهم بحضرموت، ومن الاسماعلية وهم بالحبال، وغيرهم من الطوائف )""". والثاني :حين عذ حضرموت من البلاد ( ال لا حديث يروى بما ولاعرفت ‏". "٨ بذلك في الإمامة© هي مذهبالعثمانية الى يتحدث عنها الإمام السخاوي والحكم، يرى صحة ولاية ابي بكر وعمر وعثمان، وهي حين تقول بتلك الصحة لا تربطها بصلة النسب القرشي للخلفا ء الثلاثة ث فقد ( انكر العثمانية أو البكرية مبدأ الأرث في الخلافة، وقالوا انما شورى، وان البي لا يورث، واعتمدوا في ذلك على موقف ابي بكر من فاطمة عندما منعها الإرث اثر موت ابيها 0وقال لها عندما ((٣٢٣ ٦٢ الت بالطلب واحتجت وتظلمت ب انه سمع رسول ا له ية يقول :انا معشر الانبياء لا نورث، وما تركناه فهو صدقة. وهم يرون ان موقف ابي بكر من الارث صحيحا 3والدليل على صحته ان الصحابة لم يستنكروه. وقال العثمانية :اما حديث الائمة من قريش » فقد قاله عمر يوم السقيفة © ولكنه خالف هذا المبدأ عندما قال شاكيا من الستة الذين حصر فيهم المشورة بعده :لو كان سالم حيا ما تخالجن فيه شك. وسالم ليس قرشيا 3بل هو عبد لإمرأة من الانصار، ومع ذلك لم ينكر عليه احد موقفه ودعواه """. ولهذا فان العثمانية فى الإمامة وغيرها، تساوي بين الناس الا بالتقوى، وترى أن الرئاسة ( لا تنال بالقرابة من الرسول الكريم بل بالدين ) ". يطلق على العثمانية أيضا ( البكرية ) و ( العمرية )، ويقابلها مذهب ( العلوية ) ح وهذه الاخيرة ترفض وتنكر صحة امامة الخلفاء الثلاثة الاول 0وترى احقية على بما بعد الرسول & وذلك هو شأن الشيعة الأثنا عشرية والاسماعيلية & ويطلق على هؤلاء اسم ( الروافض ) لذلك السبب س اما أهل السنة فانهم ليسوا عثمانية 7وذلك لاعتمادهم حديث ( الأئمة من قريش ). اما المذاهب والفرق العقائدية الي تنتمي إلى العثمانية فهي :المعتزلة والأباضية وفرقة ( المطرفية ) من الزيدية 3وقد بينا في صفحات سابقة موقف الأباضية والمعتزلة من مسألة الإمامة اما الزيدية فانما على تشيعها فاما لا تنكر صحة امامة من سبق علي & وذلك لقولهم بجواز امامة المفضول مع وجود الفاضل © والفاضل لديهم هو بالطبع الإمام علي بن ابي طالب & هذا من ناحية، ومن اخرى & فانه ( لم يثبت عن زيد ( مؤسس المذهب ) رأي او حكم يقول ان الامامة من اصول الدين، وامما محصورة متوارثة في أبناء علي وفاطمة. وعلى هذا الأساس ((٣٢٣ ٣ قالت فرقة المطرفية ( الزيدية ) ال لا تشترط حصر الإمامة في أبناء علي وفاطمة الزهراء { ". وإذن، فان هذه المذاهب الثلاثة هي ال تمثل العثمانية ( السياسية ) & وحسب ما تقدم من هذه الدراسة & هى ال سيطرت على الحياة المذهبية والسياسية قي حضرموت، منذ ثورة طالب الحق الكندي سنة ‏ ٦٩‏ه، ١وحت عهد الإمام السخاوي وشهادته في القرن العاشر الهجري { و لم تعرف حضرموت سلطة مذهبية سواها 3وكأن الإمام السخاوي بقوله بعثمانية حضرموت، انما قصد أما لم تعرف تاريخيا بسواها طوال عهدها الإسلامي، وهو ما تقول به هذه الدراسة. هذا المع والقصد من قول الإمام السخاوي بعثمانية حضرموت & يؤكده قوله الآخر » حين عد حضرموت من البلدان ال لا حديث يروى بما ولا عرفت بذلك، وهو يقصد عدم عناية أهلها بكتب الحديث السنية 0مثل صحيح البخاري & فالأباضية لا يعتنون بتلك الكتب، ولهم صحيحهمومسلم واحمد وغيرهم المعتمد الخالص بمم & وهو صحيح الربيع بن حبيب & وهو اقدم من صحيح البخاري وكذلك الزيدية الذين شأنهم شأن المعتزلة في تعويلهم على القرآن الكريم في أدلة الأحكام 3اضافة إلى اممم انما يعتمدون الاحاديث الشريفة الموافقة للمذهب المروية عن الإمام علي وبنيه 3غير ان مما يؤيد الإمام السخاوي في عدم عناية أهلها بكتب الحديث السنية } هو ان المراجع الحضرمية، تشير إلى ذلك ايحاء وهمسا دون التصريح بذلك، فمثلا :فان الإمام سالم بافضل في القرن السادس الهجري، وفي وصاياه الثلاث في الوقت الذي كان فيه يؤكد على ضرورة العناية بالقرآن الكريم وعلومه فانه لم يتطرق إلى علم الحديث على الطلاق، وعند حديث تلك المراجع عن الإمام عبد الله بن راشد في القرن السادس المجري، وجدناها تقول انه قد سمع الحديث الشريف في الحجاز، وهذا الادعاء بينا بطلانه قي حينه © وها هي عند ((٣٢ ٤ حديثها عن الإمام عبد الله العيدروس واخذه الحديث، تضطرب أيما اضطراب، إذ اتقول أنه أخذه في اليمن والحجاز، ويفند المؤرخ الحامد ذلك القول، بقوله ( :و ل يعرف للإمام العيدروس سنة ٨٦٩ه‏ سفرإلى اليمن او الحجاز، وجاء في ( المشرع ) انه اخذ الحديث عن جماعات في اليمن والحجاز، وقال تلميذه الإمام عبدالله بن علوي الحداد فيما رواه تلميذه احمد بن زين الحبشي :ان ذلك غير معروف } لأن الشيخ العيدروس لم يعرف له سفر إلى اليمن أو الحجاز """. ولنا ان نتساءل، لماذا يكون السماع المزعوم لأبن راشد في القرن السادس والعيدروس يي القرن التاسع، في اليمن او الحجاز من دون موطنهم حضرموت 8 ولماذا كل ذلك الاضطراب في روايتها. أليس في كل ذلك تأكيد لشهادة الإمام السخاوي. م يكن الامام السخاوي اول قائل بعثمانية حضرموت » فقد سبقه إلى ذلك الشاعر التكري في القرن السادس الهجري & فقد جاءت شهادته على ذلك بقوله عن الاوضاع المذهبية السياسية في ظفار في ذلك القرن بقوله : أصل دائي غنج مقلتها ×× ودوائي لثم وجنتها ×× أترى عمرا بنظرقا أم أمير المؤمنين علي وقلنا حينها ان هذا البيت يقول بوجود شيعي قوي في ظفار، وتبين لنا انه وجود زيدي 0وكان ممثلا بحكم وولاية آل المنجوي العلويين، غير ان هذه (العلوية) الحاكمة كانت تتعايش بوئام ووفاق مع الترعة والوجود ( العثماني ) او ( العمري ) بلغة الشاعر التكريي 3وتتقاسم معه السيطرة السياسية والاجتماعية في ظفار 2وكان ذلك التعايش الآمن مصدر اعجاب الشاعر وتقديره الذي صاغه فى ذلك البيت & وما كان لذلك الوفاق والوئام بين الاتجاهين ليكون لو ان آل المنجوي ((٢٢٣ ٥ كانوا يرون فم حقا شرعيا في الولاية والحكم 3إي لو كانوا ( علويين ) في مسألة الإمامة. ولقد تجلت ( عثمانية ) آل المنجوي في احسن صورها وايماها عندما آلت الولاية بعدهم إلى آل الحبوضي القحطانيين سلما 3واصبح آل المنجوي وزراء لدى آل الحبوضي الذين كانوا قبلا وزراء لدى آل المنجوي {“". م يكن الشاعر التكريي هو الشاهد الوحيد في القرن السادس الهجري على عثمانية حضرموت \ فقد كانت هجرة الإمام المعتزلي الكبير نشوان بن سعيد الحميري إليها 3شهادة اخرى ليس على عثمانيتها فحسب، بل وعثمانيته أيضا. ففي اثناء حديثنا عن الاوضاع السياسية في تريم في ذلك القرن © رصدنا هجره الإمام نشوان إلى حضرموت هربا من العداوة والخصومة السياسية الطافحة اليي كانت بينه وبين ائمة الزيدية القاسميين العلويين في بلاده الخوف، تلك الخصومة الي أساسها رأى نشوان في مسألة الإمامة الذي يتصادم مع وجود ولاية علوية النسب والمذهب في بلاده 3فقد كان الإمام نشوان قحطاني الترعة عثمايي الهوى في السياسة 3ولن نجد ابلغ دلالة على ذلك من قوله : هم باليهود أحق بالالحاقحصر الإمامة في قريش معشرا امر النبوة في بني اسحاق«'٢٠‏جهلا كما حصر إليهود ضلالة على ان هناك دليلا آخر على عثمانية حضرموت ف القرن السادس الهجري، هذا الدليل يأتي من غياب حديث ( الأئمة من قريش ) في كتاب الإمام القلعي ( تهذيب الرئاسة وترتيب السياسة )& فلو ان هذا الحديث كان معتمدا ق حضرموت حينها، ومعتمدة مترتباته السياسية ( العلوية )، لوجدنا له ذكرا او اشارة إليه في ذلك الكتاب الذي لا حديث لصاحبه فيه الا حديث الإمامة والحكم ‏( ٣٢٣ ٦ا والولاية ث وما كان لهذا الحديث ( السياسي ) ليغيب عن الإمام القلعي لو كانت حضرموت في ذلك القرن علوية او سنية في الامامة والسياسة، بل ان الإمام القلعي اورد قي كتابه المذكور حديثا آخر لا يتفق مع حديث ( الأئمة من قريش ) إذ اورد قول الرسول ( لو استعمل عليكم عبد حبشي بحدع الأطراف يقودكم بكتاب الله فاسمعوا واطيعوا ) (`"‘. هذه العثمانية الي تجلت في القرن السادس الهجري، لم تكن الا امتداد لعثمانيتها ( المذهبية ) ممثلة في الأباضية والاعتزال 0فما كان لحضرموت في ذلك القرن الا ان تكون عثمانية، وما كان لزيديتها ألا ان تكون كذلك. ي القرن العاشر الهجري، عهد الامام السخاوي وشهادته } كان المذهب الزيدي هو مذهب الدولة الكثيرية ومذهب امامة آل العمودي في وادي دوعن © وما كان لولاية آل كنير وكذا العمودي لتصح عقائديا لو كان مذهبهم في الإمامة ( العلوية ) ولو لم يكونوا عثمانيين فيها 2وهم بذلك بخلاف زيدية صعدة وصنعاء ال كانت علوية النسب والسياسة والهوى. على انه من المهم هنا القول ان العثمانية السياسية كانت جزءا مكونا وأساسيا في الثقافة المذهبية والسياسية لآل كثير قبل ظهورهم على المسرح السياسي ليس بحكم اصولهم الظفارية فحسب، بل وأيضا بحكم ارتباطهم بشئون الحكم والولاية مذ كانوا قيادة عسكرية للإمام المعتزلي سالم بن ادريس الحبوضي © وربما قبل ذلك، فما كان لهم وقد اسسوا دولتهم على المذهب الزيدي الا ان يكونوا عثمانية 5أي قيادة قحطانية لدولة شيعية 5او ان شئت دولة شيعية بقيادة غير علوية النسب والمذهب. وهكذا نحد ان كلا من المؤرخين أبن خلدون والسخاوي يشهدان _ المذهبيةالاوضاع‏ ١ستمرار الدراسة منإليه هذه ما توصلتبصحةعيانشهادة ((٣٢٧ والسياسية غير السنية في حضرموت حن القرن العاشر الهجري على الاقل، ولقد رأينا تلك الاوضاع تظل على حالها ذاك حتت عهد الولاية الخالصة للإمام محمد بن عبد الله الكثيري المتولي سنة _ ٩١٠ه‏. غير انه كان لاحوال البلاد والعباد شأن آخر بظهور السلطان بدر بن عبدالله الكثيري ( الي طويرق ) 0وهو ما سوف نأت إإليه قى حينه. الأصول المبكرة لعثمانية حضرموت في الإسلام : العثمانية هي إذن مذهب ف الامامة لا يرى ضرورة في احتكارها في قريش، ولا يرى حقا شرعيا فى ذلك ؛إذ يرى العثمانيون ان الإمامة لا تنال بحق القرابة من الرسول الكريم، بل بالدين، وهم في ذلك بخلاف أهل السنة الذين يقولون بصحة حديث ( الائمة من قريش )، كما اممم بخلاف الرافضة من الشيعة الي ترى حقا شرعيا الإمام علي بن ابي طالب في تولي الإمامة بعد الرسول يلومن بعده بنيه » وهذا المذهب الأخير هو ( العلوية ) في الإمامة وهو يقابل العثمانية. العثمانية تقول بصحة امامة الخلفاء الثلائة الاول ث وهم حين يقولون بذلك، لا يرون ذلك المذهباستحقاقا لقرشيتهم 0بل لدورهم في الدين لا غير، والفرق ال تذهب العثماني في الإمامةهي الأباضية والمعتزلة والزيدية (المطرفية) © وعلى مذهب المطرفية الزيدية كانت ولاية آل المنجوي في ظفار في القرن السادس الهجري & وولاية آل كثير حتت امامة الامام محمد بن عبد الله الكثيري المتولي سنة _ ‏ ٩١ ٠ه، و ولاية آل العمودي في دوعن. ((٢٢٣٨ هذه المذاهب العثمانية الثلائة هي القي سيطرت على الاوضاع الحضرمية ١٢٩ه‏ وحتى القرن العاشر الهجري © عهدمنذ ثورة الإمام طالب الحق سنة شهادة الإمام السخاوي. ورغم الإختلاف في مسارات البحث ونتائجه في هذه الدراسة عن المسارات والنتائج ال توصل إليها المؤرخون الحضارمة المعاصرون، الا ان ذلك لم بمنع البعض، ومن خلال تأملهم في الاحداث ال مرت بما البلاد في عهذها الإسلامي، ان يلاحظوا ما يقول بعثمانيتها المبكرة 0دون ان يدركوا ذلك فهما ودرسا، فهذا المؤرخ الصبان حين نظر في ما تسمى بحروب الردة 3وبعد ان انكر ان تكون هناك تمة ردة او ا رتداد عن الدين الحنيف، قال ان الحضارمة ( :اعلنوا عدم الطاعة للسلطة بالمدينة وحصر الخلافة في قريش، وصموا باممم ارتدوا عن الإسلام 0وشنت عليهم حرب ابادة )"""، ويقول عن حروب الردة بشكل عام : ( واعلنت القبائل العصيان لأنهم كرهوا سيادة قريش اليي ظنوا انما سلبتهم حريتهم وادخلتهم تحت طاعتها بحكم الدين )"". هذا الاستنتاج الذي يقدمه المؤرخ الصبان، كان تقييما لاحداث تمت في السنة العاشرة للهجرة 0كانت حضرموت حينها في سنتها الاولى من الإسلام } وحينها لم تكن هناك ثمة مذاهب عقائدية او غيرها، ولنا ان نتساءل » لمإذا رفض أهل حضرموت خلافة ابي بكر وانحصار الحكم في قريش إذا لم تكن لديهم نزعة ( عثمانية ) بعين ما & قبل دخولهم في الإسلام، نزعة استعلاء وكبرياء حضاري } نتيجة لتاريخهم الموغل في القدم منذ دولته القديمة قبل الإسلام، وقبل الميلاد، وعلينا .ان نقيس الامر على اوجهه إذا علمنا ان تاريخ قريش لا يتجاوز قرنين من الزمان قبل الإسلام. ((٣٣٩ وهذا المؤرخ باوزير 0يقول عن حروب حضرموت في عهدها الاباضي ضد بي امية والعباس، ومقاومة حملاتمم عليها خلال الخمسة القرون الإسلامية الاولى ( :كان عهد الأباضية في حضرموت عبارة عن سلسلة من الحروب والثورات المتتابعة بسبب رفضهم الخضوع لحكم بي امية والعباس ). وإذن فان المؤرخ باوزير لا يختلف في تقييمه للأمر عن المؤرخ الصبان، فلا فرق بين رفض حكم قريش ورفض حكم بي امية والعباس فكلهم من قريش. وإذا كان الامر كذلك } فان الظهور المبكر ( لعثمانية ) حضرموت ومنذ سنة اولى إسلام & واستمرار تلك العثمانية حت عهد الاما م السخاوي في القرن العاشر الهجري، يع انه لا بد ان تظهر تلك العثمانية قي مشاهد تاريخية مبكرة من العهد الإسلامي & ولرصد تلك المشاهد الدالة على الاستعلاء والكبرياء الحضاري الحضرمي على قريش، سوف نعرض للقارئ الكرتم اربعة من تلك المشاهد } ولسوف نترك له الامر ليحكم ويقرر ما يشاء : المشهد الأول : وائل بن حجر الحضرمي :‏()٢٢ كان ملكا عظيما في حضرموت، قدم إلى المدينة في السنة العاشرة للهجرة، فرحب به الرسول يلة 5وادين بجلسه، وبسط له رداءه، الشريف، ليجلس عليه، مبالغة منه عليه السلام في اكرامه، وقال لمن حوله :هذا وائل بن حجر اتاكم من ا رض بعيدة من حضرموت & طائعا غير مكره، راغبا في الله ورسوله وفي دينه، بقية أبناء الملوك. ثم ان الرسول الكريم يل اقطعه ارضا وكتب له عهدا بما، وامر معاوية بن ابي سفيان ان يصحبه إلى المنزل الذي اعد لإقامته بالحرة في ضواحي المدينة، فخرج وائل ومعاوية في الاجرة 0معاوية يمشي وهو راكب راحلته 3فاشتدت الرمضاء، فاوجعته » فقال معاوية : ((٣٤٠ أ_عطي نعلك اتوق به الرمضاء. وائل :لا يبلغ أهل اليمن ان سوقه لبس نعل ملك. معاوية :اردف إذن. وائل :لست من ارداف الملوك. معاوية :ان الرمضاء قد احرقت قدمي. وائل :امش في ظل ناق كفاك بما شرفا. ويعلق المؤرخ باوزير على ذلك بقوله ( :وخضع معاوية القرشي لزهو الملك الحضرمي ). المشهد الثاني : الاشعت بن قيس الكندي : تتواتر في المصادر الإسلامية اخبار اسلام قبيلة كندة في السنة العاشرة للهجرة © وحول قدوم وفد كندة على الرسول يلة في المدينة، قال الراوي : كنا جلوسا على باب مسجد البي يل، إذ اقبل وفد كندة برئاسة الأشعث بن قيس & فاستشرف الناس له. قال :فما رأيت احسن منهم هيئة 0فلما دخل رجل قلت :من هذا ؟ قالوا :الاشعث بنمتوسط القامة يضرب شعره على منكبيه وفي رواية :كان الوفد يلبس الحرير، ثم ان البي يلة ماهم عن لبسه & فمزقوه عن اجسادهم. فمكنوا في المدينة اياما 0ينحرون الجزر، ويطعمون الناس، ويذكر لم ينصرف إلى حضرموت حت خطب ام فروة بنت ابيالاخباريون ان الاشعث قحافة 3اخت أبي بكر الصديق وعمة ام المؤمنين عائشة، ثم ان ابا بكر وافق على تلك الخطبة الي كانت بمعرفة الرسول تلة وموافقته. ((٣٤ ١ الاشعت قي معركخ صضين : كان الاشعث قائدا قي جيش علي بن ابي طالب، يقاتل جيش معاوية بن ابي سفيان } ثم ان معاوية بعث اخاه عتبة إلى الاشعث، وقال له :الف إلي الاشعث به العامة. فخر ج عتبة حتى إذا وقف بينكلاما © فانه ان رضي بالصلح رضيت لاقيا احدا\ فاتاه 0فقال عتبة :ان معاوية لو كاننادى على الاشعثالصفوف غيرك وغير علي للقيك، وانك رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن ومن سلف له من وسعيدالاشتر وعديكاصحابك} ولستمن الصهر والعملعثمان ما قد سلف بن قيس وغيرهم، ولقد حاميت عن أهل العراق تكرما 3وحاربت أهل الشام حمية} وانا لا أدعوك إلى ترك على ولا نصرة معاوية، ولكنا ندعوك على البقية الى فيها صلاحك وصلاحنا. فأجابه الاشعث :يا عتبة © أما قولك ان معاوية لا يلقي الا عليا، فلو لقي ما زاد ولا عظم في عيني، ولا صغرت عنه، وان احب ان اجمع بينه وبين علي لافعلن } واما قولك اني رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن، فالرأس والسيد المطاع وهاتان لعلي، واما ما سلف الي من عثمان فوالله ما زادني صهره شرفا ولا عمله غي(". المشهد التالث : بن سراقخ الكتدي :حارث يورد الواقدي وغيره، قول حارثة بن سراقة الكندي } احد أمراء كندة |} اثناء القصيدة© فيالردة حربلقتالحم فيما يسمىارسلالقتال مع جيش المدينة الذي ‏((٣٥. مطلعهاال فيا قوم ما شاين وشأن ابي بكراطعنا رسول الله مذ كان بيننا فتلك لعمر الله لقاصمة الظهرأيورثلها بكر لمن جاء بعده ((٣٤٦٢ واين لأهل أن اوفي بما نذريحلفت يمينا غير حنث مشوبة يرجون طعن بالثقفة السمرعلى ما ترجو قريش ودون ما كما كانت الاشياخ من سالف الدهروضرب يزيل الهام من مستقره لتلك التي يخزى بما المرء في القبرانعطي قريشا مالنا. ان هذه وقوموا وان كان المقام على الجمرفيا قوم لا تعطوا اللئام مقادة وغيث بني حواء في العسر واليسرفكندة ما زالت ‌ليوثا لدى الوغى علينا\ ولا تلك القبائل من فهر ""فمالبني تيم بن مرة امرة المشهد الرابع : المهاجربن اميت القرشي :بعد هزيمة كتدة '"(, بعد هزيمة كندة من قبل جيش المدينة، جمع زياد بن لبيد الانصاري ما بقي من ملوك كندة، وهم ثمانون رجلا & فصفدهم في الحديد، ووجه ممم إلى ابي بكر } فانشأ المهاجر بن امية القرشي يقول : فسألت عن خود كعاب معصرهلا وقفت بربع سلمى المقفر وفرانة من الغزال الاحورملوءة الساقين طاوية الحشاء مثل الجمان بخدك المتحدربانوا بما 0قدمو ع عينك بعدها تسي القلوب بنور وجه مقمرودع ذكر خود وجمال اروع الهائم المتحير غليلتشفيفاماوإذكر وقائع حضرموت والحيل تعثر بالقنا التكسرإذ نحن نجزربالسيوف رؤوسهم اسد عرين لذي العاج الاكدروملوك كندة في الهياج كائمم وبكل صافي الشفرتين مكدرحيلق المضاعف بالقنايماشولن ف تحت العجاجة في الثرى لم يقبركم فارس منا هناك ومنهم كانوا ونعم ذوو السنا والمفخرولنعم فرسان الكريهةفي الوغى بتسلط وتكبر وتجبركانوا الملوك على البرية كلها في معرك مثل الهشيم الحضرفالبغي اوردهم فاصبح جمعهم ((٣٤٢٣ السلطان بدربن عبد الله الكثبري ر ابو طويرق ) سنة ٩٠٢ه۔٩٦٧٢١ه۔‏ لقد كان لأزمة كتابة التاريخ الحضرمي الوسيط © من حيث الشحة نفسها بشدة وقوة على المؤرخينالشديدة فى المصادر ونذرتما } ان فرضت الحضارمة المتأخرين } فقد فرضت عليهم _ فيما فرضت _ الاسراف في صناعة التراجم الشخصية © أي كتابة التاريخ الحضرمي كتابة فردية ث وفرضت عليهم الاستمرار في تلك الصناعة حت ايامنا هذه } لعلهم بذلك يسدون بعضا من الفجوات الكبيرة والواسعة في المسارات التاريخية، ويرسمون صورة لطبيعة الاوضاع السياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الفترة التاريخية. ولكن ما كان لذلك الجهد الكبير الذي بذلوه في هذا المجال إلا ان يعاني من ذاك المأزق الوثائقي العنيد وغياب المصادر وندرتما 0فكانت ان جاءت تلك التراجم على الاعم الأغلب منها، بجرد سند من وثيقة او مصدر معاصر محلي او اسلامي © واصدرتسلنلادها يوا اق أحكاما تفتقر إلى شروط الكتابة التاريخية. ولما كانت الكتابة التاريخية مسألة وثائقية ولها منطقها من حيث محاكمة الزمان والمكان، بما يؤدي إلى ( تطويق ) المكان التاريخي وتحقيق هوامش واحتمالات وشروط ظهور الحالة المعنية بالبحث، فاني ارى ان اعتماد تلك التراجم كما هي مقدمة لنا والادعاء بصحتها واحيانا عصمتها 3مسألة ليست علمية. ولا موضوعية، بل ان اعتمادها يلعب بالضرورة دورا خادعا وبالتالى معيقا في الوصول إلى الحقيقة التاريخية، الي هي هدف وغاية علم التاريخ. وتكون العلمية والموضوعية بذلك القدر من الأهمية ى خاصة عندما نتناول بالدراسة شخصية سياسية بحجم السلطان بدر ابي طويرق وعصره وسياساته ((٣٤ ٤ وصراعاته العاصفة التي امتدت على مدى سين حكمه الذي طوى نصف قرن من لزمان، علينا في مثل هذه الحالة ان نضع مبررا وتعليلا علمياً ومنطقيا لتلك الاحداث ووقوعها على صورتما تلك في ذلك العصر بالذات دون غيره & وقي ذلك المكان دون غيره } وبتلك الشخوص دون غيرها 0وعلينا ان نتساءل لماذا سارت تلك الاحداث ذلك المسار دون غيره & وبذلك نكون اكثر قربا من الحقيقة التاريخية، لعلنا بذلك نضع لبنات قد تكون اولية، ولكنها تتمتع بقدر معقول من التماسك لابحاث قادمة تحاول سبر غور ذلك الماضي بأدوات اكثر علمية وموضوعية. الحياة السياسية لهذا السلطان وعصره & ليس لدورهوتأتي أهمية دراسة & بل وأيضا من ذلك التباينالحوري والأساسي فى احداث عصره فحسب والاختلاف ف نظرة المؤرخين الحضارمة إليه 0وفي هذا يقول الأستاذ بامطرف : ( ان شخصية ابي طويرق سوف تظل جدلية اليوم » كما كانت قبل عدة قرون مضت، ولقد كان المؤرخ الطيب بن عبد الله بامخرمة (رت ٩٤٧ه‏ بعدن ) صاحب كتاب ( قلادة النحر ) الشهير & غير محبذ لسياساته، في حين ان المؤرخ محمد بن عمر بافقيه ( صاحب كتاب تاريخ الشحر في القرن العاشر & من رجالات "". القرن الحادي عشر ) يرى عكس ما يراه بامخرمة وعلى ما تقدم، فإننا سوف ندرس السيرة السياسية لهذا السلطان من خلال ما تقدم من هذه الدراسة ال تقترب من نهايتها، أي ان دراسة هذا السلطان يجب ان تتوائم وتتوافق مع ما توصلت إليه هذه الدراسة & من ان الاوضاع المذهبية والسياسية قي حضرموت لم تكن سنية الاعتقاد حت القرن العاشر على الاقل 5أي اننا نأخذ دراسة هذا السلطان يما يمكن ان تكون دراسة ( تطبيقية ) على واقع . احداث عصره ((٢٤٥ ان القضية المحورية ال سوف تتحكم في مسار احداث عهد هذا السلطان‘ هي القضية المذهبية العقائدية، ممثلة في زيدية الدولة الكثيرية ال يمثلها أخوه الإمام محمد بن عبد الله الكثيري المتولي سنة _ ٩١٠ه‏ ڵ وزيدية الاوضاع في وادي دوعن تحت قيادة آل العمودي & وأباضية امارة آل يماني في ترتم والمسفلة وكذا أباضية قبيلة ممهد فى مطقة الكسر وأباضية قبائل المهرة والمشقاص تحت قيادة آل ابي دجانة، وتمثل هذه القوى الثلاث الحلف الاباضي وقواه الأساسية. ، وتولى بعده إبنه‏ ٩ ١ ٠ه توفى الامام عبد الله بن جعفر الكثيري سنة _ الإمام محمد بن عبد الله ث وكان مقر امامته الزيدية اقليم ظفار، كان الإمام محمد كأسلافه خصما عنيدا للقوى الأباضية وأحلافها الواسعة & فقد كانت المعارك بينه وبينهم لا تمد ولا تكف طوال فترة تفرده بالسلطة حيت سنة _ ‏ ٠‏{“".ه_ه٢٩ وفي سنة ٩٢٥ه_‏، طلب السلطان بدر بن عبد الله من أخيه الإمام محمد لمقاسمة في الحكم، كان عمره حينها اثنين وعشرين عاما، فكتب محمد إلى خطيب الملسجد الخامع بالشحر باسقاط اسمه من الخطبة وابداله باسم أخيه بدر. كان الوجود الاباضي خنجرا مغروزا في خاصرة الحكم الكثيري منذ نشأته فقد كان عامل ضعف مزمن في قيام الدولة الكثيرية الزيدية المذهب، فقد كانت الدولة الكثيرية ومنذ نشأتما، عبارة عن جزيرة في بحر متلاطم من القوى الأباضية، ولقد بينا فيما سبق مدى قوة الأحلاف الأباضية القن كانت تقاوم وتصارع الوجود الكثيري الزيدي. كان ذلك الوضع يحز في نفوس كل المتولين من آل جعفر الكثيري 3خاصة وان الحلف الاباضي كان يضم فرعا من آل كثير ث ظلت الاوضاع والصراع بين الطرفين على حاله السابق » حت إذا جاء السلطان بدر إلى الحكم وهو في تلك السن ()٣٤٦ المبكرة وطموحاتما الفوارة ى كان طموحه طافحا في القضاء على الوجود الاباضي ومد الحكم الكثيري على كامل التراب الحضرمي، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات. غير ان ذلك مطلب عسير وخطب جلل، فقد عجزت الدولة الكثيرية ق عهود قادتما الافذإذ من السلف عن تحقيقه 3وهذا أخوه الإمام محمد بكل خبراته وحنكته يصارعهم ويقاتلهم في حروب لا تمدأ ولا تكف & فكيف به وهو الحديد على شئون الحكم وفي هذه السن المبكرة. غير ان السلطان بدر لم يكن يجهل عواقب الامور ومترتباتما 3فقد كان يرى أن تحقيق ذلك الهدف من خلال الاعتماد على قوى حضرمية خالصة،، أمر غير عملي وجهد ضائع 3ذلك ان جيشا من أبناء البادية الحضرمية لا بد ان يكون اباضي المذهب » وبالتالي فإن محاربة الأباضية هذا الجيش انما يع فشل المشروع كله. لهذا يقول الأستاذ أبن هاشم ان بدرا رأى ( :أن القوى اليي لديه غير كافية لمكافحة المشاكل السياسية المحيطة به © وان الثقة بينه وبين عسكره من الحضارم غير وطيدة & والروح العسكرية بين عسكره، خامدة هامدة & يشتم منها زفرة العصيان وزهومة التكاسل ‏((`. ‘٠وما كان انعدام الثقة وزفرة العصيان اليي لاحظها المؤرخ أبن هاشم } الا نتيجة لانعدام التوافق بين مذهبهم الاباضي ومرامي السلطان بدر في الزج بمم في مقاتلة أهلهم قبائل حضرموت الأباضية. قى تلك الفترة كان العثمانيون الأتراك يجوبون مياه المحيط الهندي وبحر العرب محاربة البرتغاليين © وكانوا كثيرا ما يترددون على الشحر للتزود يما يحتاجونه من ماء وغذاء وغير ذلك & ولقد استطاع السلطان بدر ان يخلق معهم علاقات جيدة من خلال تسهيل مهامهم في الشحر & ولا بد انه وهو يرسم تلك العلاقات معهم & كان يرى فيهم القوة الضاربة المنشودة ال يستطيع بما تحقيق حلمه وحلم (٤٢ا‎(٧ الاسلاف في انماء الوجود الاباضي المزمن في البلاد واقامة الدولة الكثيرية على كامل التراب الحضرمي، اما وقد كسبهم إلى جانبه واصبح صديقا حميما لهم، فلابد انه افصح لهم عما يجول بخاطره من هموم وطموحات يقف على رأسها ضرورة القضاء على الهم الاباضي الذي يؤرقه كما ارق الاسلاف من قبل، ولا بد انه قد حرك في العثمانيين النزعة المذهبية العقائدية السنية الى كانت أساسية في سلوكهم السياسي & فهم دولة الخلافة السنية المكافحة للفرق والاحزاب غير السنية. لهذا فان السلطان بدر قد خطط وعمل ( على ان يكون اكثر جيشه مؤلفا من عناصر غير حضرمية & فكونه من الاتراك ويافع والموالي و الأفريقيين وقبائل اليمن الزيود وغيرهم كي يطمئن إلى ولائهم وعدم ثورتهم وانتفاضه«'‘‘. وإذا كان محاربة قبائل حضرموت الأباضية أمرا لم يقبله عسكره وجنده من الحضارمة، فكيف يقبل به اولو الشأن من اعيان البلاد ووجهائها، ثم كيف يقبلون حاربتهم بجيش اجنبي لا تربطه بالارض والتراب الحضري رابطة. كل ذلك يعطي اا لسلوكيات السلطان بدر من عزل وسجن ونفيِ للاعيان منذ اولي سنواتمبرر ي سنة _ ٩٦٢٦ه‏ » وبعد ان استكمل تكوين جيشه او كاد على تلك الصورة ( تحرك بالترك إلى منطقة الوادي 3مقدمهم رجب التركي © مسلحين بالبنادق اليي دخلت حضرموت لأول مرة، وهاجم بمم تريم آل يماني & وبعد قتال استمر عشرين يوما، ابلى فيه آل يماني واحلافهم أهل المسفلة ( آل حمد والصبرات وغيرهم ) بلاء حسنا، تدل عليه مقاومتهم الي استمرت تلك الفترة، رغم عدم التكافئع بين الطرفين في العدة على الأقل 3سقطت بعدها ترم في يد الاتراك والسلطان بدر، ثم توجه بعدها إلى شبام حيث امامة أبناء عمه آل محمد الكثيري » واستولى على شبام وقبض عليهم م افرج عنهم & فخرجوا إلى مدينة ( هينن ) عند ((٣٤٨ حلفائهم حكامها الظلفان الأباضية، غير ان هينن لم تكن لتغيب عن مخطط السلطان بدر، فقد كان الظلفان الد أعداء بى جعفر الكثيري، وبينهم دخول وضغائن مذهبية قديمة & فتوجه إليها وحصرها حى إذعنت له في نفس السنة » كما اخذ ( الاحروم ) من وادي عمد وما والاها من اصحاما آل عبد الله {"ث. وهكذا استطاع بدر ان يحقق ما لم يستطعه الاوائل من اسلافه ي ولكن هل يستطيع ان يحقق له الاتراك وعناصر جيشه غير الحضارمه استقرار الاوضاع ودوام تلك المكاسب ؟. لا شك ان هزيمة تلك القبائل الأباضية من قبل تلك العناصر ما كان له الا ان يزيد النار اشتعالا، ويزيد التحالفات الأباضية عزيمة ومضاء وقوة وتلاحما ء وعلى ذلك يكون السلطان قد حقق نصرا لا يملك صفة الدوام والاستقرار 0وهذا ما حدث ٩٢٧ه‏ في شهر صفر كانت وقعة ( المحرقة ) بين قواتبالفعل، ففي سنة السلطان وأهل المسفلة بقيادة آل يماني الى هزم فيها أهل المسفلة، وبعدها يبدأ مسلسل الثورات والانتفاضات من قبل القوى الأباضية ضد السلطان واحلافه. لقد كان ابو طويرق سياسيا ذكيا حين بدأ اولا بمحاربة القوى الأباضية © فهو بذلك قد ضمن تأييد القوى المعتزلية والزيدية في البلاد. خاصة وأنه في تلك الفترة المبكرة من حكمه لم تتضح بعد مراميه السنية العقائدية 3لقد كان يقف على رأس تلك القوى المعتزلية والزيدية أخوه الإمام محمد الذي كان يراقب نشاط اخيه السياسي والعسكري بعين حنكته وخبرته السياسية 3فلا بد أنه كان يرى في تزايد قوة اخيه بدر واستمرار اعتماده على القوات التركية خاصة، كان يرى في ذلك تهديدا او على الأقل اضعافا لهيبته وسمعته كامام مذهبي قبل ان يكون حاكما سياسيا } كان السلطان بدر كما يبدو قد انغمس فى تحالفات مذهبية سنية وازداد تحالفه مع الاتراك قوة & ولكي يبعد الشكوك المذهبية عنه 0فلا بد ان يقدم دليلا على انه لا زال على طريقة الاسلاف الزيدية ومدافعا عن مصالحهم ضد الأباضية، لهذا نجده ((٣٤٩ تي سنة _ ‏ ٩٣٥ه في شهر رمضان اخذ علي بن فارس ( النهدي ) قرية ( تولبة ) قي دوعن من اصحابما آل بايحى } وفي نفس السنة في شوال عزم بدر من الشحر إلى حضرموت ثم إلى دوعن 0حيث حصر تولبة بمساعدة الشيخ العمودي، وتسلمها السلطان، وابقى آل بايحيى على اموالهم بشفاعة الشيخ العمودي. وفي الحجة من نفس السنة & اخذ السلطان بدر المخارم في وادي رخية من آل فارس بن عبد الله النهدي، وردها لأهلها آل شحبل حلفاء العمودي. ومن بحمل احداث تلك السنة، نعلم ان العلاقات بين السلطان بدر والخانب الزيدي الذي يمثله اخوه الإمام محمد وآل العمودي ن لا زالت بخير، وانه لم يحدث ما يعكر صفوها. ‏ ٩٣٦ه_ حدث ما كان متوقعاغير انه في السنة الي تليها، أي في سنة _ حيث استولى بدر على منطقة غيل بن يمين وأخرج آل يمين منها } فاغتاظ الإمام محمد من ذلك، وراجع أخاه بدر في اعادتما إلى أهلها 0غير ان بدرا رفض ذلك » وزاد الطين بلة ان الامام منع من دخول الحصون العسكرية ال رتبها بدر في هينن وتريس وتريم. وهكذا يمكن القول ان السلطان بدر في تلك السنة قد رأى في نفسه القوة الكافية للتمرد على اخيه محمد وحلفائه. غير ان هناك أمرا يدل على ان الإمام محمد نفسه قد رتب اموره لذلك الامر، فمن ذلك الخبر وجدنا الإمام محمد يغتاظ من تصرف اخيه بدر تجاه آل يبين ومنطقتهم 3ذلك ان آل يمين لم يكونوا الا حلفاء لال يماني واعداء آل كثير 3فلماذا يغتاظ الإمام محمد من أجلهم ان لم يكن قد اعاد ترتيب اوراقه من جديد & وتحالف مع اعداء الامس أباضية حضرموت [،ڵ بعد ان اتضحت له الاهداف العقائدية السنية لأخيه السلطان بدر، كما ان الإمام محمد ما كان له ان يقدم على تلك الخطوة التحالفية مع اعداء الامس الأباضية الا في حالة مواجهة خطر سي داهم & وهو الامر الذي يعين انه في ذلك الوقت قد احاط علما مرامي اخيه بدر العقائدية السنية. يبدو ان الجانب العمودي هو الآخر كان يراقب ((٢٥٠ الموقف عن كثب، وكانت تساورهم الشكوك حول تصرفات بدر وتحالفه مع الاتراك العثمانيين 3حيت إذا كان الخلاف بين السلطان وأخيه محمد حول منطقة غيل بن يمين، ومنع الإمام محمد من الدخول إلى حصون ترنم وتريس وهينن 3 تحققت تلك الشكوك لدى بعضهم، وكان الامر موضع درس ومراجعة داخل الدائرة العمودية 3فقد كان هناك من يرى ضرورة فك عرى التفاهم مع بدر © وهناك من يرى ضرورة التريث والاستمرار في مراقبة الموقف، ولقد كان من نتيجة ذلك الجدل والدرس والمراجعة ان تنازل الإمام عمر بن احمد العمودي عن الولاية لأخيه الإمام عثمان بن احمد وبذلك بدأت مرحلة جديدة. هي مرحلة صراع آل العمودي مع السلطان بدر الذي قاده الامام عثمان العمودي" وبدأت بذلك تحالفات جديدة ولكنها تكاد تكون صورة طبق الاصل من التحالف الاباضي المعتزلي الذي قاوم الغزو الايوبي في القرن السادس الهجري. تحالف الإمام عثمان مع قبيلة فمد الأباضية المذهبففي سنة ‏ ٩٣٨ه واليت قاومت وافشلت محاولة الإمام عبد الله بن محمد العمودي سنة ٨٣٨ه‏ من القرن التاسع الهجري & في الاستقلال بدوعن واقامة امامته الزيدية فيه © ولقد كان تحالف الإمام عثمان مع قبيلة نمد في منطقة الكسر، خطوة ما كان لها ان تتم لو لا مواجهة الخطر السين الداهم الذي يقوده بدر وحلفاؤه الاتراك العثمانيون © ولقد كان من ثمرة ذلك التحالف ف تلك السنة بين العمودي وفهد، ان عدلت (تقاسممت) مد مدينة الهجرين مع الإمام العمودي & ثم استولى العمودي على منطقة الخبل من نواحي دوعن وهو من جملة المناطق الي وضع فيها بدر حاميات عسكرية، وفي نفس السنة وصل سليمان باهبري وهو من اتباع العمودي في جمع من انصاره © نحو مائة وخمسين رجل من البدو، وصل إلى ( تباله ) من أعمال الشحر لغرض الاغارة، ثم استولى العمودي على القرين وحصر الحصن التابع للسلطان بدر ي كما ((٢٥١ هاجم ( الخريبة ) في دوعن بمساعدة أهلها 3وكانت فيها قوة عسكرية لبدر | وحصر الامير عطيف قائد القوة البدرية قي حصن الخريبة ح كما اخذ ( الدوفة ) من دوعن، وفي نفس السنة عدل العمودي ( بضة ) في دوعن لقبيلة مد حلفائه & على النصرة والمساعدة © وفى هذه المدة » اجتهد باهبري ومن معه من قبيلة سيبان في حصر اصحاب السلطان في وادي دوعن » بحيث لا يقدر احد ان يصل إليهم بطعام الامام العمودي، فلمو لا غيره، ودخل السلطان وادي دوعن على قصد محاصرة يكن المحصور لا هو. ‏ه ٩ظهر ان الإمام محمد قد اعاد الحياة إلى احلاف ابيهوفي سنة _ ‏٤٠ السابقة 0ففيها حشد ثلثمائة من مهرة بيت زياد وزحف بم على الشحر & وتقاتل مع قوات أخيه بدر 0وفي نفس السنة تحالف مع قبائل الحموم وآل يمين ضد أخيه بدر } وفيها تخوف آل احمد اصحاب اللسك أهل المسفلة حلفاء آل يمان تخوفوا من السلطان بدر » فانتقلوا إلى المشقاص عند الإمام محمد. يبدو من احداث تلك السنة المذكورة، ان الامور كانت متأزمة جدا بين السلطان بدر من جهة & وأخيه محمد وآل العمودي والقوى القبلية الاباضية من جهة اخرى في الداخل والساحل، وقد ظهر ذلك التأزم في احداث السنة الى تليها أي في سنة ‏ ٤١‏ه ٩في شكل توزيع المنطقة إلى حلفين سياسيين عقائديين © واحد سي والآخر غير سي & ففي تلك السنة في اثناء المحرم، انتقل الإمام محمد من المشقاص إلى غيل بن يمين من أجل الصلح بينه وبين أخيه بدر، وانعقد الصلح بينهما على ان تكون المسفلة ( تريم وما والاها من جهة الشرق ) وظفار للإمام محمد، والمعلاة ( أعلى الوادي ) وهينن والشحر للسلطان بدر، على ان ظفار او ثلائة حصون ف المسفلة تعدل لبدر & والشحر او ثلائة حصون يي المعلاة تعدل محمد على ان آل احمد وآل يماني وبني سعد رباعة حمد ( أي في وجه او ضيافة ) & ((٢٥ ٦٢ وآل عبد الله والعمودي حلفاؤه & وبيت زياد قي صلح محمد، وبيت محمد في صلح بدر ‏”.)٠ هذا الصلح في صيغته تلك، يمثل خير تمثيل واقع الحالة السياسية الى وصلت إليها البلاد بعد حوالى خمسة عشر عاما من مشاركة بدر اخاه محمد في الحكم ومحاربته لأهل حضرموت، فهو يصور لنا مدى الضعف والفقر الشديد في تحالفات بدر الحضر مية ؤ فهو لم يجد امامه الا بيت محمد المهرة خصوم بيت زياد ليضمهم إليه ج وما هم من حلفائه على الأطلاق، ولا كانوا في يوم من الايام حلفاء لأي متولي من آل جعفر الكثيري، بل هم من الد اعدائه، واعداء اسلافه © وهو يحاربهم منذ اولي سيني حكمه ولا يزال يحاربهم ويحاربونه © فهم عشيرة آل ابي دجانه الأباضية & وهم حين ضمهم السلطان بدر إليه في اتفاق الصلح، كانوا قد تحالفوا مع الإمام محمد ضده، فعندما يكون الإمام في المشقاص، فانه يكون في ضيافتهم 3وهكذا لم نجد مبررا لضم بدر لهم حسب ذلك الاتفاق، الا ان يكون ذلك بجحرد خديعة منه ليبعدهم من حلف محمد إ ثم ينفرد بضربمم دون حماية من الامام محمد. تلك هي تحالفات السلطان بدر كما جاءت ف اتفاق الصلح. اما احلاف الإمام محمد فهي قد مثلت خير تمثيل التحالف الواسع الذي ضم القوى اللعتزلية الزيدية والقوى الأباضية، و لم يخرج من تلك القوى الا قبيلة فهد، ولكنها م تكن الا ضمن تحالف الإمام العمودي، وهو الامر الذي يعي انما تدخل ضمنا داخل تحالفات الإمام محمد. لهذا فقد كانت موافقة السلطان بدر على ذلك الصلح بصورته المذكورة &} يمثل ضربة قاصمة لأية إمكانية لضرب قوى الحلف الاخر عن طريق الانفراد بكل جماعة لوحدها م ضربما، فها هي القوى المضادة له يضمها حلف واحد يقوده أخوه ؤ كما انه بمقتضى ذلك الصلح يكون بدر قد وافق طوعا على تكوين ذلك )(٢٥٢ الحلف المضاد له } لهذا ما كان له بعد ان يراجع حساباته وما يترتب على ذلك، الا ان ينفض يده مما تم الاتفاق عليه } لهذا 3وإذا كان ذلك الاتفاق قد تم في شهر المحرم، فان السلطان بدر في شهر جماد الآخرة 3يدخل على أخيه في المسفلة طالبا منه الغاء ذلك الاتفاق، ويقول له :بينك وبي المملكة جميعها. أي ان تعود الامور عل ماكانت عليه قبل الصلح } وهو الامر الذي يلغي كل المكاسب اليي حققها الإمام محمد من خلاله 3لهذا لم يكن الإمام محمد ليوافق على طلب اخيه، ولم يكن غريبا ان يرد عليه قائلا :ميامكن هذا الكلام. وبعد جدل ونقاش آ تم الاتفاق على ابطال التعديل في البلدان المذكورة في اتفاق الصلح، وتقرر كل منهما على الجهة المذكورة له اولا 0وهذا يعي ابقاء تحالفات الإمام محمد كما جاءت في ذلك الاتفاق. لقد كان من نتيجة ذلك الافاق 0ان ظهرت تحركات و النشاطات السياسية لكل من الامام محمد والعمودي على سطح الاحداث في نفس تلك السنة، لهذا نجد العمودي يلتقي بحلفائه آل عبدالله وآل عقيل في ( الاحروم ) بمنطقة عمد، ويصل الإمام محمد إلى قيدون في دوعن ليلتقي بالعمودي © حيث مكث اياما شم عاد إلى داخل الوادي، كما ظهر فيها تحالف الإمام محمد مع قبيلة ممد، ففيها سار محمد بأهل المسفلة ( تريم وما والاه ا) وأهل المعلاة ( تضم الكسر موضع قبيلة نهد ) وغيرهم إلى الكسر على انه يريد يبني ( قرية ) المنبعث، ومن ذلك الخبر يظهر جليا تحالف الإمام حمد مع القوى الأباضية في منطقة الوادي. و لم يقف الامر عند ذلك الحد من تحالف الإمام متعلك القوى & بل نحده في تلك السنة يقوم ببناء قرية ( مشطة ) للصبرات وقرية ( اللسك ) لآل احمد، وقرية ( بيت سلمة ) لآل سلم & أعداء الامس وحلفاء اليوم. ((٢٥ ٤ وفي السنة ال تليها 0يتحقق ان ما ادعاه السلطان بدر في اتفاق المصالحة مع اخيه محمد من تحالفه مع قبيلة بيت محمد المهرة 0يتحقق ان ذلك بجرد ادعاء لا أساس له من الصحة } وانه كان يهدف من ضمهم إليه في ذلك الاتفاق إلى ابعادهم من تحالف اخيه محمد & م الانفراد بمم وضريمم، وهذا ما حدث فعلا في | ففيها سار بدر إلى ( حيريج ) _ عاصمة آل ابي دجانة‏ ٩٤٢هسنة _ وعشيرته بيت محمد _ بجماعة من اشراف الخوف الزيدية } نحو ثلاثين فارسا وخمسة عشر فارسا من جماعته، ونحو اربعمائة راجلا أغلبهم بدو ومعاض & وبعد قتال دخل حيريج وهرب أهلها منها إلى الحبال ‘ثم حصن حصنها وجعل فيه اربعين راميا وملأه اسلحة وطعام. وقي نفس السنة، اراد بدر ان يحشد قبائل الوادي لغزو المشقاص ( ارض بيت محمد ) & فامتنع عليه آل احمد والصبرات وا نضم إليهم عبيد آل يمايي، إذ ما كان لهم ان يقاتلوا اخوانهم أباضية الساحل، كما اممم جميعا من حلفاءالإمام محمد الذي اوعز إليهم بالتجمع في ( مشطة ) وامدهم بالمال والسلاح و الطعام ليكونوا قوة جاهزة للقتال ميت امرهم بذلك، وهو الامر الذي ازعج السلطان بدر } وتموحدث بينهما نزاع وشقاق على ذلك، ثم ان الناس سعوا إلى الاتفاق بينهما الاتفاق على ان تكون ( حيريج ) خالصة لمحمد الذي بدوره أرجعها إلى أهلها بيت محمد & على ان تكون غيل باوزير خالصة للسلطان بدر مقابل حيريج. وقي السنة ال تليها 0أي في ‏ ٤٣‏ه ٩اخذ علي بن عمر بن جعفر الكثيري شبام لنفسه وخلع طاعة بدر، وتلك كانت ضربة قاسية لاتقل قسوة عن الضربات الي تلقاها من اخيه محمد واحلافه أباضية وزيدية حضرموت، ولقد ( شغل خروج علي بن عمر قدرا كبيرا من تفكير السلطان بدر 2خاصة بمناصرة جماعة من فقهاء حضرموت له، وكان هذا الثائر مسلك يستهوي الباب رجال ((٢٥ ٥ الدين والعلماء 7فجمع جمعا عظيما واعلن تمرده.... فوجه بدر همته لتأديبه وانتزاع شبام منه } فتابع عليه الهجمات و وإلى نحوه الكتائب & وفلم يجده سهلا سائغا، بل علقما مرا 0صعب المراس } قوي البأس، فلم يزل به حت ظفر به واستولى على شبام سنة _ ٩٥٨ه_‏ )"). غير ان الامر لم ينته عند استيلائه على شبام، فبعد ان القى القبض على قائد النورة على بن عمر، القى القبض أيضا على الإمام معروف باجمال الذي كان بمثابة القائد الروحي للثورة، واهانه بان امر ان يعلق حبل في عنقه وان يطاف به في البلد وينادى وراءه ( هذا معبودكم يا أهل شبام ) وفي ذلك التصرف من قبل السلطان بدر تجاه الامام باجمال دلالة واضحة على البعد المذي العقائدي لتلك الثورة الي نرى انما لن تخرج عن الدائرة غير السنية، غير ان التجاء الإمام باجمال بعد ذلك إلى دوعن، يعطي مؤشرا على دور الزيدية في تلك الثورة ث خاصة إذاعلمنا العلاقة الوطيدة ال ربطت العمودي والامام باجمال. ويبقى ان نقول ان تلك الثورة لم تكن بعيدة عن تحالفات الإمام محمد 0ويتضح ذلك من احداث سنة _ ٩٤٧ه‏، ففيها سار علي بن عمر وآل يماني إلى حضرموت واعطوا آل يماني تريم بالعدالة، أي تقاسم تريم بين علي بن عمر وآل يماني، ويمذا يمكن القول ان ثورة علي بن عمر قد صورت مدى القوة في تحالفات الإمام حمد غير السنية ء ومدى الضعف والانكسار الذي وصلت إليه سياسات بدر وتحالفاته. وفي السنة الي تليها، أي في _ ‏ ٤ ٤‏ه » ٩قرأ الإمام عبد الله بن عمر بامخرمة قي جامع الشحرالمرسوم السلطاني العثماين بتولية بدر نائبا عن الدولة العثمانية في اصبحت© وبذلكالعثماني ي الخامع للسلطان| }،وبعدها خطبحضرموت حضرموت ( البدرية ) ولاية عثمانية. ((٢٥ ٦ وبعدها تستمر المعارك بين الاخوين بدر ومحمد ولا تكاد تتوقف، ويبدو ان بدرا رأى ما هو عليه حاله من الضعف والانكسار } فتراه يكثف من العناصر غير الحضرمية في جيشه، فقد كثف من العناصر الزيدية الى جاءته من الجوف ليحارب يهم القوى الأباضية فقط من دون زيدية حضرموت، وكان ذلك عاملا اضافيا زاد المعارك حدة وشراسة، ذلك ان ( تسليط بدر لقبائل الجوف على أهل حضرموت & ولد له الكراهية في نفوس الامة بدوا وحضرا، وتوالت المناوشات والوقائع بين عسكره وأهل حضرموت، حق اصطلح مع ( مد ) على ان يعطيهم ( حريضة ) واشترطوا عليه ارجاع عساكر ( القبلة ) إلى بلادهم )ث، كان ذلك في احداث .هسنة ‏٩ ٤٨ غير ان الامر لم يقف عند حد اشراك زيدية الخوف في محاربة أباضية » ان اشرك بدر البرتغاليين النصارىحضرموت & بل لقد سبق في سنة _ ‏ ٩٤٥ه في محاربة أهل الوادي وأهل المشقاصر«‘٠‏ 3وهكذا بحد ان الحرب قد اتخذت منح آخر من جانب السلطان بدر © منحين لا يلتزم حيت بحدود الدين في محاربة المسلمين فلا يسو غ له أي مذهب كان محاربة المسلمين بالنصارى، وطالما انه قد سلك ذلك السلوك، فليس غريبا ان يسلك ما هو قريب منه، ففي سنة _ في آخر شهر رمضان المبارك هجم السلطان بدر على قيدون في وادي‏ ٩٤٨ه دوعن، ونهبها نهبا ذريعا © وفعل عسكره افعالا قبيحة، وخرج النساء والصبيان إلى اللساجد & ودخل عسكره جماعات إلى جامع قيدون وقت صلاة الفجر، وكان امامه القاضي الفقيه الزاهد العابد عبد الله بن عمر بابشير في المسجد يريد ان يصلي الفجر & فلما دخلوا عليه من الباب صاحوا في وجهه وهربوا، فانزعج وشهق ومات في مقامه، شم ان السلطان وصل واخرب كريف ( خزان الماء ) قيدون. ((٢٥٧ ومن ذلك الخبر نعلم مدى القسوة والرعونة اليي كان يسلكها بدر وجيشه 0ولا حرمة حىفي محاربة المسلمين & فلا رحمة للنساء والاطفال والشيوخ للمساجد ولا لشهر رمضان المبارك، ولاللعشر الاواخر منه، و لم يقف الامر عند ذلك الحد } بل نجد السلطان شخصيا يأمر باخراب وتدمير خزان المياه للمدينة والناس صيام 2وليس لنا ان نعلق على هذا التصرف الاخير للسلطان، فهو غي عن أي تفسير او تأويل، انه الحقد المذهبي في ابشع صوره وتجلياته 0ولعل الإمام محمد بن عمر باجمال يعلق على ذلك الحدث & حين قال :كان عادة الولاة خصوصا في حضرموت يتجنبون حرب الخصم والضرب في رمضان خاصة © وكذا في الاشهر الحرم وأيام العيد، لتأكد حرمتها 3وتشديد الشرع عقوبة الحاني فيها 0كما يعرف ذلك من بحث عن ايامهم السالفة ('‘". يبدو ان القبائل الحضرمية وحن المتحالفة معه، قد ضاقت ذرعا بسياسات بدر الرعناء 0وسلوكات عسكره الطائشة © ورأت انه لا بد ان تتحد لوضع حد لتلك الغطرسة الي يسلكها بدر، ففي سنة _ ٩٥٥ه_‏ » اتحد العمودي وآل عامر وآل عبد العزيز والعوامر والشنافر اجمعين ضد بدر 3وحاصر آل عامر جيش السلطان بدر في شبوة، وانمزم عسكر السلطان بدر، و لم تقو على الوقوف امام القبائل الثائرة “‘". وبالجملة 3فقد ( كان الخانب الأكبر من عهد بدر ابي طويرق عبارة عن سلسلة من الاضطرابات والثورات، لا تنطفئ ثورة حت تندلع نيران أحرى، ولا تهدأ فتنة حق تنشب فتنة أخرى {"ث. 0وهكذا 3تكاد ان تتحطم طموحات بدر الني حملها عل عاتقه منذ ان كان شابا غضا، امام مذاهب حضرموت العريقة } وامام اصرار أهل حضرموت على رفض ما سبق ان رفضه اسلافهم عبر تاريخهم الإسلامي الطويل. ((٢٥٨ السلطان يد روالبرتغاليين : في الوقت الذي كان فيه البرتغاليون يتمادون فى اعمال القرصنة البحرية & على المراكب العربية والحضرمية وغيرها في الموانئ الحضرمية ومياه بحر العرب والمحيط الهندي، ويهاجمون الموانئ الحضرمية وينهبون ويأسرون ويحرقون، كان موقف السلطان من كل ذلك موقف المتفرج، وكأن الامر لا يعنيه من قريب او بعيد 0ويقول الأستاذ بامطرف في تفسيره لهذه الظاهرة ( :كان السلطان واقعا تحت تأثير عقدة الشعور بالعجز ث. ونقول مع الأستاذ بامطرف :نعم انه الشعور بالعجز 3ولكنه عجز في الرجال وليس في المال الذي تمتلوع منه خزائنه 3انه العجز في الرجال المقاتلين الذي كان نتاجا مباشرلسياساته الرعناء تجاه قبائل حضرموت، فما من قبيلة حضرمية ولا قرية ولا مدينة ولا سهل ولا جبل، الا وله ثأر عنده، ولقد رأيناه يقضي جل سنوات حكمه في مقاتلة أهل حضرموت بمحميش من الغرباء 3ولم يستح من الاستعانة بالبرتغاليين فى ذلك عند الحاجة. وإذا كنا قد رأينا ومنذ اولى سنوات حكمه، انعدام الثقة بينه وبين أهل حضرموت \ فان تلك الحالة قد سيطرت عليه ح في احلك الظروف © فحق عندما قدم إليه اعيان القبائل عارضين عليه السماح لهم بالجهاد ضد البرتغاليين & نجده يرفض ذلك رفضا قويا وقاطعا، وهو يمذا السلوك المدمر، قد اتاح للغطرسة البرتغالية ان تعربد ما شاءت لها العربدة على طول السواحل الحضرمية & لولا المقاومة المهرية المجاهدة الباسلة ال قامت بما لم يستطعه سلطان العصر ابو طويرق. وبالجملة فان بدرا وعلى مدى سنوات حكمه الممتد نصف قرن كامل & سكانا، بادية وحضرا & علماء ووجهاء واعيانقد عادى حضرموت ارضا و ((٢٥٩ ورعية بسطاء } لقد اراد استعبادهم باقوام غرباء في سبيل حقيق انقلابه المذحمي العقائدي السي، وهو في سبيل ذلك الهدف، لم يرع لشيء حرمة أو عهد أو ذمة. فكان كالثور الهائج، ولكن حضرموت لم تكن بيتا من الخزف، بل كانت ومنذ الاباضي الاول، شعبا بجاهدا مناضلا & يرفض الضيم والاستبداد © وماعهدها تاريخها الإسلامي في مجمله إلا رفضا لقبول اعتقادات الآخرين وفرضها عليها بالقوة. وها هو بدر يسلك نفس السلوك، ويكون منها نفس الرفض ‘ وتكون المعارك والقتال الذي امتد طوال عهد مشروعه الانقلابي، فكان من ننتيجة ذلك ان عانت البلاد اضطرابا لم تعهده من قبل ولا من بعد، ولقد استحق عن جدارة أن يقول فيه الشاعر الشي : يوقظ الفتنة وهي نعسانةقدها عليه هتفة يضم ويضيع حزنانةغدتالعاثر بشورهحلان كم من دار صبحهم طير تلفانةوالعربفشلتالجندقل له هونالحملاتما فادت ألوف ذي ضيعتها حنانة©‘ضيعت رزق الخلق في كثر السفه وإذا كان ذلك هو رأي الشاعر الشعي & ترى ماذا قال فيه أهل العلم والفقه والادب، نحن نعرف ما قالوه عنه من خلال سلوكه العنيف معهم، وامامنا ما فعله في حق الإمام باجمال خير مثال على سلوكه معهم. وفاة السلطان واستمرارالصراع : كان اولاده يراقبون الموقف عن كثب وقرب، ويرونه وهو يدمر كل شي ولعل انضمام قبائل آل كثير من آل عبد العزيز والعوامر والشنافر © في ((٣٦٠ ‏ ٩٥٥ه في شبوة } إلى القبائل الثائرة ث وقد كانوا من أشد حلفاءاحداث سنة _ بدر قي حروبه، لعل ذلك قد اشعرهم بخطورة الموقف الذي وصلت إليه سياسات والدهم © وخافوا ان ينفض عنه ما تبقى معه من آل كثير وعندها تكون النهاية مأساوية 3وإذن لا بد من تدارك الامر قبل فوات الاوان، وربما طاشت تصرفات الوالد بعد تلك السنة في تحاوز المعقول & ففي سنة _ ٩٧٦ه‏، طلع إليه ولده عبدالله قي حصن سيئون وقبض عليه وتولى الامر بعده، و لم يطل العمر بعدها بالسلطان، حيث توفى سنة _ ٩٧٧ه‏. قال عنه صاحب ( النور السافر ) ( :كم أباد احزاب الضلال ومزقها 3 وكم ازال فرق الفساد وفرقها " 3ولقد أوجز وأفاد بقوله ذلك في الدلالة على البعد المذهبي السياسي لحروب بدر مع أهل حضرموت » ولكننا ما وجدناه أباد وأزال ولا فرق تلك الاحزاب المذهبية الحضرمية العريقة الوجود & بل ان ما وجدناه هو أنه زادها وحدة وتلاحماً واتحاد ) نعم لقد حاول بدر ما حاول، ولكنه فشل فى مرماه أيما فشل. توفي السلطان بدر و لم تهدأ العاصفة، لأن الحلف البدري _ العثماني لا زال قائما © ولا زال المشروع البدري قيد التنفيذ، فقد مات بدر دون أن يحقق ما أراد ث ويظهر استمرار ذلك الصراع واضحا جليا في احداث سنة _ ١٠١٤ه‏ 8 ففي عهد أبنه عمر بن بدر دارت معركة ( النقعة ) في منطقة الكسر، بين قوات السلطان عمر وقوات الشيخ عبدالرحمن العمودي، ويصف الشاعر عبدالصمد باكثير 3شاعر الدولة الكثيرية والناطق الرسمي باسمها © تلك المعركة بقوله : ()٣٦١ مذ جره التيه والطغيان والغررجر الوجيه ميسا من عساكره ابصار افكارهم. هذا هو الخطرفجندوا جندهم بالفيل إذ عميت بحفل قاده التأييد والظفرحتى رماهم ابو بدر ومزقهم عاىالجردالمذاكي ونارالحرب تستعرظلت اسود الشرى حشو الدروع فكم صرعوا قتلى وكم اسرواتفرى جماجمهم ضربا وتوسعهم وللنحور 0فيالله كم نجخرواوللبنادق وقع في عساكرهم ولابضرب القصيري منهم اقتصرواوالترك لم يتركوا رأسا على جسد دسنا الاعادي به والنقع معتك ‏()٢٣لله بالنقعة الفراء معترك ومن الابيات السابقة للمتحدث الرسمي ورئيس ديوان الانشاء والرسائل السلطانية } في مطلع القرن الحادي عشر، بحد انفسنا امام نفس الصراع في عهد السلطان بدر، فالشاعر يقول لنا :ان الخطر الذي يمثله الشيخ العمودي واحلافه } انما هو خطر فكري مذهبي، وقد صاغه الشاعر بقوله :ر عميت ابصار افكارهم } هذا هو الخطر )، كما بجد انفسنا امام نفس الحلفاء } فالأتراك هم عماد الجحيش البدري في عهد أبنائه 3والأباضية وهم من اطلق عليهم الشاعر ( اسود الشرى ) أي الشراة 0هم عماد الجيش العمودي } بل وبحد نفس السلوك الذي لا يراعي للميت الملسلم حرمة ح وصل الامر بالاتراك إلى قطع الرؤوس عن اجساد الخصوم بعد قتلهم بالبنادق. في أواخر هذا القرن الحادي عشر & لم تعد زيدية وادي دوعن وقيادته ‏ ٠٧٠‏_ه ١بد الشيخ عبدالله بنالعمودية موضع شك او بعض شك ‘ ففي سنة عبد الرحمن العمودي يطلب من الإمام الزيدي قي صنعاء ان يعمد له الولاية الزيدية على وادي دوعن، فاجابه الإمام وكتب له بذلك ُث© 3و لم يكن طلب الشيخ عبدالله العمودي ذاك طفرة منه ليست لها مقدمات تاريخية ث بل جاءت امتدادا ((٣٦ ٢ لتاريخ طويل من الاعتقاد الزيدي، ذلك انه إذا كان الشيخ الإمام عثمان العمودي في القرن العاشر الهجري قد تحالف مع الإمام الزيدي في صنعاء ء وكون جبهة سياسية تعارض الحلف البدري _ العثماني & فان ( خلفاءه من آل العمودي ظلوا موالين لأئمة اليمن الزيود طوال حكمهم السياسي لوادي دوعن )“ث‘، هذا الحكم الذي امتد حت القرن الميلادي العشرين. وبذلك جاز لنا القول :ان الصراع اللذي العقائدي هو أساس التاريخ السياسي الإسلامي لحضرموت، وان هذا الصراع قد امتد واستمر إلى ما بعد وفاة السلطان بدر، أي إلى ما بعد القرن العاشر المجري. اختلاف المؤرخين حول السلطان بد روسياساته : لقد رأينا فيما سبق كيف ان الأستاذ بامطرف اتخذ من اختلاف المؤرخين بامخرمة وبافقيه حول بدر وسياساته، معيارا لاستمرارية الجدل حول ذلك الامر إلى اليوم 3غير اننا نرى القضية من زاوية اخرى، زاوية تعتمد على سبب الاختلاف في تقييم بدر وسياساته & لا إلى الاختلاف حول انتصاراته وهزائمه في هذه المعركة او تلك. وفيما سبق 3وجدنا ان السلطان بدر قد اختلف إلى درجة الافتراق مع أهل حضرموت خاصة وعامة، بدوا وحضرا & ولقد كان اول خلافه واختلافه وافتراقه مع أخيه الإمام حمد، تم مع علماء البلاد وفقهائها وادبائها } ولهذا استحقوا عذابه وتنكيله بهم بطريقة تنم عن حقد عليهم وحنق سلبه رشادة التصرف تجاههم } كما هو الحال في تصرفه مع الإمام معروف باجمال © كان ذلك السلوك الارعن تجاه ((٣٦٣ اعيان البلاد يعكس فى جوهره بعدا خلافيا عقائديا 0ولقد عبر السلطان بدر نفسه عن ذلك البعد العقائدي عندما خاطب أهل شبام مشيرا إلى الإمام باجمال : ( هذا معبودكم يا أهل شبام )، فأي قول اكثر وضوح وابانة عن ذلك البعد العقائدي لأزمته مع أهل حضرموت اكثر مما نطق به السلطان نفسه. على ان الامر لم يكن يخص الإمام باجمال وحده & فقد شد عضد تلك النورة وأقسى عودها جمع كبير من علماء شبام ونواحيها & وكانوا علامة بارزة وهامة قي صمودها أكثر من عشر سنوات في وجه حملات بدر وهجماته، حق إذا انكسرت وانتصر عليها بدر } اعطى اعيان تلك الثورة حق اختيار منافيهم، عندها بان وظهر بعد آخر لتلك الثورة، فقد اختار الإمام معروف باجمال وآخرون دوعن حيث الإمامة الزيدية لآل العمودي & واختار آل محمد الكثيري ولاة شبام وقيادتما السياسية مدينة هينن حيث الولاية الأباضية للظلفان، ومن ذلك نفهم ان الأباضية والزيدية كانوا أهم القوى الحضرمية المقاومة للمشروع البدري التركي لاقامة أول سلطة سنية الاعتقاد قي حضرموت. وهكذا، ونحن في ختام هذه النظرة للسيرة السياسية للسلطان بدر أبي طويرق، نرى ان احداث عصره، بكل ما فيها من صراعات وتحالفات وتحالفات مضادة، ما كان لها ان تحدث بالصورة ال حدثت بما لولا صلتها الحميمة والوثيقة بالواقع المذهمي في حضرموت على ما بيناه في هذه الدراسة & فلا شيء في عالم السياسة يحدث طفرة ومصادفة بلا مقدمات تدفع إلى ظهوره على سطح الاحداث » فبمثل ما كان الغزو الايوبي السي العقيدة لحضرموت في القرن السادس الهجري © كان عامل توحيد لقوى المقاومة الحضرمية الغير سنية من أباضية ومعتزلة ي فكذلك كان المشروع البدري التركي في اقامة اول كيان سياسي في حضرموت على الاعتقاد الس، عامل توحيد لتلك القوى الحضرمية في القرن العاشر الهجري. (()٣٦٤ المقاومةالايوبي قد فشل بمزيمتهم وانتصار قوىالمشروعوإذاكان يتحقق كاملا فى حياة السلطانالحضرمية © فان المشروع البدري التركي وان بدر 2الا انه استمر قيد التنفيذ في عهد ولديه عبدالله وعمر، غير انه انتكس في عهد الاحفاد الذين عادوا إلى المذهب الزيدي مذهب الدولة الكثيرية الأساسية والمؤسس، حتت إذا كان اوائل القرن الثاني عشر ( كانت البلاد تموج بالاحقاد والضغائن، حيث انقسم الناس سياسيا ومذهبيا إلى فريقين :فريق يجنح إلى الزيدية وفريق إلى الشافعية ( السنية «". وهكذا بجد انه ليس عهد ابي طويرق وحده كان موصولا بالماضي المذي غير السي لحضرموت، بل وحق عهد احفاده ظل موصولا بذلك الماضي & ذلك ان للعقائد سلطة وهيبة في النفوس، ولهما استقلالها الذاتي في الضمير والوجدان، وتبقى حية حت بعد انقضاء مجدها وعزها وسلطتها السياسية أيضاً. ومن وجهة نظر المؤرخ الصبان، فان هذا الماضي المذهمي لحضرموت في العصر الوسيط والحديث المتقدم، قد فرض سطوته وقيوده وأحكامه ح على المؤرخين الحضارمة المتأخرين & فهو يرى ( :ان لكتاب التاريخ الحضرميين المعاصرين & اتجاهات مختلفة 0وتكاد تكون متضاربة } نابعة من المذاهب المتصارعة قي حضرموت والي بقيت ردود فعلها إلى تاريخ قريب... وتؤيد الأحداث الحارية قي (حضرموت) في القرن التاسع والعاشر الهجري، وتصارع حكام المنطقة وانتماء البعض منهم إلى العثمانيين والآخر إلى الزيدية و غزو الزيدية لحضرموت & وإن كان ذلك في القرن العاشر الهجري إلا أنه يعطي ضوءا ودليلا على أن الشيعة موجودة في حضرموت منذ قديم) (". إن موقف المؤرخ بامخرمة غير المحبذ لسياسات بدر لا يخرج عن موقف أهل عامة & وما كان له ان يخرج عنه © ولو كان بامخرمة موجودا فىحضرموت (()٣٦٥ حضرموت حينها » لما سلم من بدر وتنكيله. على انه من المهم هنا القول اننا لم جد فيما هو بين ابينا من مصادر، موقفا واحدا لشخصية معاصرة لبدر تؤيد سياساته. وانما جاءت المواقف المؤيدة والمناصرة له فى كتابات القرن الحادي عشر { وبعد مرور اكثر من قرن على تلك الاحداث وابعادها المذهبية المعقائدية 0وبالتحديد فى عهد ولديه عبدالله وعمر اللذين انتهجا نمجه وبنفس القوى والوسائل، واول ما نجد من مواقف التأييد تلك، هو موقف بافقيه الذي اشار إليه الأستاذ بامطرف. والمؤرخ عبدالقادر العيدروس لم يخف البعد المذهبي العقائدي لموقفه المؤيد لبدر وسياساته ث وذلك من خلال اشادته بجهود السلطان في ابادة احزاب الضلال وتمزيق فرق الفساد. وعندما نصل إلى مواقف المتأخرين والمعاصرين من مؤرخي حضرموت، فاننا لا نجد الا مواقف التأييد والأعجاب ليس بدوره المذهبي العقائدي الانقلابي © وهو الدور الذي لم يذكره أحد ولكن التأييد والاعجاب باعتبار ما لدى السلطان من مشروع لتوحيد حضرموت والقضاء على الكيانات القبلية الأخرى، على اننا نرى انه ح ولو عرف الأخلاف حقيقة الانقلاب العقائدي الذي أراده بدر 2فان ذلك لن يزيدهم الا تأييدا ومناصرة له © كيف لا وهم اليوم على المذهب الذي أراده ى ووضعهم المذهبي اليوم ثمرة من ثمار المشروع البدري التركي. وهكذا يظهر لنا جلياً ان المذهبية هي أس الأسس في فهم حقيقة التاريخ الحضرمي الوسيط والحديث المبكر } وان المذهبية سوف تظل تطاردنا وتلاحقنا. سواء وعينا ذلك ام لا، ومهما حاولنا ان نكابر عليها ونتجاوزها. (()٣٦٦ المصاد روالمراجع : )١الحداد :جي الشماريخ.١٣/ ‎ )٢نفسه. ‎ )٢الطيب بافقيه :تاريخ الشحر.٦٨/ ‎ ) أحمد أمين :ضحى الإسلام ‏، ٣٠٠/٢وما بعدها. هاشم :تاريخ الدولة الكثيرية.٢/ ‎محمد بن)٥ ، ٢٥/١أنظر تاريخ الشحر.٢٠/ ‎ )٦أعتمدنا القصيدة كما وردت في (العدة المفيدة ) لأبن حميد الكندي‎ )٧يقصد با(الحيعلة) حي على الصلاة أو حي على خير العمل‎. .١٨٣/ )٨شنبل :تاريخ شنبل‎ )٩نفسه.١٩٤/ ‎: )٠نفسه.٢١٦٢/ : ‎ )١نفسه. ٢١٣ : ‎ . ٢١٤/٢١٢ )١٢نفسه: ‎ )٣بافقيه :نفسه.٢١٩/ ‎ )٤حنة من أهل هينن :كشف مغالطات السقاف في تاريخ باخرمة والشواف.٢٦٢/ ‎ )٥الأمام حمد عمر باجمال :مقال الناصحين.٢٨٠ / ‎ ‏ )١٦نفسه. )٧نفسه. ‎ )١٨الكندي :العدة المفيدة. ١٣١/١ ‎ )٩إبن خلدون :تاريخ أبن خلدون.٢١٤/٣ ‎ )٠نقسه. ١٧٤/ : ‎ )١د.صابر طعيمة :الأباضية عقيدة ومذهب. ١٠٦٢/ ‎ )٢٢الإمام السخاوي :الأعلان بالتوبيخ. ١٤٠/ ‎ )٢٢نفسه.١ ٤٣/ : ‎ )٤عمرو بن بحر الخاحظ :الرسائل السياسية.٣٤/ ‎ )٦٥نفسه. ١٦٢٧/ : ‎ )٦قاسم غالب و آخرون :إبن الأمير وعصره. ٤٦٢/ ‎ . ٧٦١٦/٧٦٥ )٢٧الحامد :تاريخ حضرموت‎ )٢٨بامخرمة :تاريخ ثغر عدن. ٩٠/ ‎ ٧(‎ا()٣٦ ) عمارة بن علي اليم :تاريخ اليمن ‏ ٢٤٦/آ تعليق المحقق :محمد بن علي الأكو ع )٠الأمام القلعي :تمذيب الرئاسة. ١٠٦/ ‎ .١٧/١ )١محمد عبدالقادر الصبان :جهاد شعب‎ )٢٢نفسه.٣١/ : ‎ ‏ & ٢٧٧/٢باوزير :صفحات‏ )٢محمد ين حبان البس :مشاهير علماء الأنصار ‏ & ٤ ٤/تاريخ أبن خلدون ‏. ٦٩/ )٤باوزير :صفحات.٤٥/٦٢٤ ‎ )٥محمد بن عمر بن واقد :كتاب الردة. ١٧٢/ ‎ )٦تيم :الفرع القرشي لنسب أبي بكر الصديق. فهر :أبو قريش وأصلها المؤسس. ‎ )٧الواقدي :نفسه.٢١٢/ ‎ )٨محمد عبدالقادر بامطرف :الشهداء السبعة. ٨٣/٨٢ ‎ ‏ )٩أنظر حروب الأمام محمد مع تلك القوى خلال الفترة ر٩١٠ه‏ ٩٢٠ -ه)‏ في تاريخ شنبل. )٤٠إبن هاشم :نفسه.٣٧/ ‎ )٤١بارزير :صفحات. ١٢١٠/ ‎ ‏ )٤٦حوادث السنين الواردة في هذا الموضوع، أنظر :بافقيه :تاريخ الشحر. )٤٢٣بافقيه :نفسه.٢٢٦/ ‎ )٤٤إبن هاشم :نفسه. ٥٠ / ‎ )٤٥نفسه. ٤٦/ ‎ )٦بانقيه :نفسه. ٢٥٢٣/ ‎ )٤٧باجمال :نفسه. ٢٧٦/ ‎ )٤٨إبن هاشم :نفسه. ٤٩/ ‎ )٩باوزير :نفسه. ١٦٨/ ‎ . ١٠٥/ )٠٠بامطرف :نفسه‎ ‏ )٥١بامطرف :نفسه ‏، ٨٢/٨١وقد نسب القصيدة إلى الشاعر عبدالله بن عبود مدحج الذي سجنه بدر ومات في سجنه. )٥٢عبدالقادر العيدروس :النور السافر. ٢٩٢/ ‎ )٠٢باوزير :نفسه. ١٥٦/ ‎ )٥٤نفسه. ‎ )٥نفسه. ‎ )٥٦باوزير :معالم. ٢٨٤/ ‎ ‏)ه ٧الصبان :نفسه ‏. ١٦٦٢/ ((٣٦٨ الفصل الثاني الحياة الفكرية والعلمية في القرن العاشر الهجري الثقافة ظاهرة اجتماعية } تتجدد وتتطور بقدر تعاملها مع عامل النفي والتجاوز لكل ما يظهر سلبه وفساده فيها } وابداله بالاجابي & وهذا يعي ان الثقافة لأي شعب من الشعوب في مرحلة معينة، انما هي عملية تراكمية ح مرت عبر قرون، بقدر معين من النفي والتجاوز حي وصلت إلى ما وصلت إليه. وقي فصل سابق من هذه الدراسة، تحدثنا عن الخياة الفكرية والعلمية قي حضرموت في القرن السادس الهجري فوجدنا البلاد تعج بحركة هائلة من العطاء & يقودها بجمع علمي معتزلي كبير وناضج 3عدد كبير منه يشتغل بالتأليف، وكان ذلك الجممع الكبير تمرة زحف علمي معتزلي على حضرموت الاعتزال من شێ آ على ان الأهم في ثقافة وعلوم القرن السادس الهجري هو امااقطار الإسلام كانت تعتمد فيى حركتها ونشاطها على العقل ومنطقه وأحكامه & باعتبار الترعة العقلية هي الأساس في مذهب الاعتزال وعلومه & هذه النزعة العقلية المعتزلية كان قد تم طردها ومطاردتما في اقطار الإسلام الي غلب عليه أهل السنة } وهي الأعم الغالب من بلاد الإسلام. هذه النزعة العقلية الت كانت تقود الحركة الفكرية والعلمية قي حضرموت قي القرن السادس الهجري & مكنت تلك الحركة من ممارسة أكبر قدر ممكن من النفي والتجاوز نكل ما يظهر فساده وسلبه، وابداله بالايجابي العقلي 3هذه الخاصية بما تلك الحركة في القرن السادس & حققت لما إمكانيات التجديدال كانت تتمتع ((٣٦٩ والتطور والابداع والانفتاح على مختلف العلوم » دون خوف او وجل او تحفظ، طالما اما سوف تحاكم محاكمة انتقادية عقلية. كان لا بد لحركة فكرية وعلمية تتمتع بذلك القدر الكبير والمتميز من الامكانيات والتحرر من عقد التقليد ومنع التجديد والاضافة والاجتهاد، ان تعطي ثمارها في القرون اللاحقة، او على الأقل تحافظ على ذلك المستوى الرفيع الذي تمتعت به فى القرن السادس. ففي القرن الثامن الهجري، وبالتحديد سنة _ ‏ ٤‏ه، ٩٧زار حضرموت الفقيه الشيخ عبد الرحمن بن اسعد بن عبدالله اليافعي المكي & فوجدها تزخر بأكابر العلماء الذين ليس لهم ولالعلومهم نظير في باقي بلاد الإسلام ث هكذا يمكن فهم قوله عن زيارته تلك : فالفيته بالبشر مبتسما رحبامررت بوادي حضرموت مسلما أكابر لا يلقون شرقا ولا غرباالفيت فيه من جهنبذة العلا نعم 2لا يلقون شرقا ولا غربا من بلاد الإسلام، فلم يعد، ومنذ زمن بعيد، في بلاد الإسلام ما خلا حضرموت أرض تقبلهم وتقبل علومهم المعتزلية العقلية، وبهذا نرى ان الفقيه اليافعي كان صادقا مع نفسه ومع التاريخ فيما اصدره من حكم عن الحالة الفكرية والعلمية في حضرموت في أواخر القرن الثامن المجري. نحن نعلم ان الرسوليين ( آل رسول ) السنة، قد حكموا حضرموت منذ أواخر القرن السابع الهجري حت أواخر القرن النامن } الا ان دولتهم وحكمهم لم ينعم بلحظة هدوء او استقرار، فقد كانت المقاومة العسكرية الأباضية له عنيفة في الداخل تحت قيادة قبيلة ممد، وفي الساحل تحت قيادة آل ابي دجانة ومعهم أهل ((٣٧ ٠ المهرة والمشقاص & وكذلك الحال بالنسبة لعلماء الاعتزال وأهل المدن الحضرمية الكبرى، وكان محصلة تلك المقاومة ان تم حصر الوجود الرسولي في حضرموت في مدينة الشحر وحدها. ورغم مكوٹهم في الشحر قرنا من الزمان، الا اممم لم يتركوا ، واكتفوا منها بتحصيل المكوسوراءهم بما معهدا او معبدا او مدرسة ( والضرائب على نشاطها التجاري، ومن ذلك نفهم ان الرسوليين لم يكن لديهم مشروع انقلابي مذهمي & يهدف إلى فرض السيادة العقائدية السنية عليها } بدلا من أوضاعها التاريخية الأباضية والمعتزلية، والحقيقة الي نراها، هي ان الدولة الرسولية لم تكن تملك القدرة العلمية على الأقل للقيام بانقلاب مذهبي عقائدي سي في حضرموت & حت ولو لم تكن المقاومة بذلك القدر من القوة والشراسة والإنتشار & فقد كان الواقع المذهبي غير السي على قدر من الرسوخ والثبات بحيث يفشل أمامه أي جهد رسولي للانقلاب عليه. وى نماية القرن الثامن الهجري ظهرت الدولة الكثيرية الزيدية المذهب 8 لتكون بذلك ركنا قويا واضافة مهمة في ترسيخ الفكر والعلم المعتزلي، فالعلوم الزيدية ومنطلقاتما العقلية ى هي نفسها علوم ومنطلقات المذهب المعترلي، وإذن لا بد ان يكون ظهور الدولة الكثيرية عامل دفع قوي & كان يحتاج إليه مذهب الاعتزال في المدن الحضرمية منذ حوالىالاعتزال وعلومه & بعد ان زالت إمامات قرن من الزمان، واصبح المذهب الأباضي وزعاماته هو صاحب الولاية السياسية في البلاد. لهذا لم يكن غريبا ان يكون القرن العاشر الهجري من أحفل القرون الحضرمية بالعلم والعلماء 0فقد ضمت هذه المائة العاشرة جمهرة كبيرة وعظيمة من أكابر العلماء في العلوم العربية والعقلية والدينية 3بل لم يكن غريبا أيضا أن يكون للواحد منهم تلك الكثرة والغزارة والتنوع في الإنتاج العلمي والفكري & كما هو ((٣٧١ بن عمربامخغرمة و محمدوعبدالله بن عمرالحال لدى الإئمة محمد بن عمربحرق باجمال : أولا :الإمام جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بحرق ‏ ٣٠١‏ه: ٩المتوني ي الهند سنة من مؤلصاته ما يلي :مراجعكراذل ت -١عقد‏ الدرر في الايمان بالقضاء والقدر. ٢ذخيرة الأخوان من كتاب الاستغناء بالقرآن. ‎ ‏ -٢الحسام المسلول في الرد على منتقصي اصحاب الرسول :ويبدو انه في الرد على الرافضة والأباضية. ٤التبصرة ألأحمدية فى السيرة المحمدية. ‎ ‏ ٥تحريد المقاصد عن الاسانيد والشواهد :ويبدو انه عن بالمقاصد كتاب ( المقاصد الحسنة ) للإمام السخاوي المتوقي سنة _ ‏ ٠٣‏ه ٩وهو ف الحرح والتعديل (. علم الحديث ). ٦حلية البنات والبنين فيما يحتاج إليه في أمر الدين. ‎ ٧العروة الوثيقة :نظم. ‎ ٨الحديقة الانيقة في شرح العروة الوثيقة :مطبوع. ‎ ٩العقيدة الشافعية في شرح القصيدة اليافعية. ‎ ‏ -١. الحواشي المفيدة على أبيات اليافعي في العقيدة. -١١النبذه المختصرة فى معرفة الخصال المكفرة للذنوب. ‎ -١٢متعة الأسماع بأحكام السماع. ‎ ((٢٧ ٦٢ -١٢ترتيب السلوك إلى ملك الملوك. ‎ مختصر ماية الناشري في علم القراءات. ‎-١٤ شرح الحزرة في علم التجويد. ‎-٥ -١٦رسالة في اثبات رسالة هارون وكفر فرعون. ‎ -٧شرح ملحمة الاعراب في النحو للحريري. ‎ -٨فتح الرؤوف في شرح منظمة معان الحروف. ‎ -٩فتح الأقفال قي شرح بنية الأفعال. ‎ -٠أرجوزة في الطب وشرحها. ‎ -٦١أرجوزة في الحساب وشرحها. ‎ مختصر الخلاصة لابن مالك. ‎-٢ -٢رسالة في علم الميقات. ‎ -٤مختصر شرح الصفدي على لامية العجم. ‎ -٥البهجة في تقويم اللهجة. ‎ -٦شرح على مظومة العروض. ‎ -٧مختصر الاذكار. ‎ -٨مختصر الترغيب والترهيب. ‎ العقد الثمين في اثبات القول بالتقبيح والتحسين. ‎-٩ وهذا الكتاب الأخير هو ما نود الوقوف أمامه 0وهو من الكتب المفقودة} ‎ بالتقبيح‎ ( :العقد الثمين في ابطال القولعنوانتحتانه يوردهي وقضيته والتحسين ) & وهذا العنوان القائل ( بالابطال ) كاف لوحده للدلالة عل اشعرية‎ وسنية إمامنا بحرق & فأهل السنة والاباضية وحدهم القائلون بذلك الابطال الذي‎ يرتبط به بالضرورة بقولهم بجبرية افعال العباد، قي حين يرى المعتزلة والزيدية خلاف‎ ((٣٧ ٢٣ ويرتبط لديهم منقول أهل السنة والاباضية © أي حرية اختيار العباد لأفعالحم قولهم في اثبات القول بالتقبيح والتحسين العقليين. وإذاكان إمامنا بحرق س الاعتقاد 0وله تأليف في ( ابطال ) قول الخصوم بقدرة العقل الإنساني على التقبيح والتحسين، فإن موقفه هذا يجب أن يكون ثابتا لا يناقضه في مؤلف آخر له & غير أننا وجدناه يقول بخلاف ما يقوله عنوان (الإبطال) & حيث قال عن قدرة العقل و قوته ( :فاعتدالها حوسنها ان تصير بحيث يدرك بما الفرق بين الصدق والكذب في الأقوال، وبين الجميل والقبيح في الافعال © وبين الحق والباطل في الاعتقادات (_". وقي هذا النص لإمامنا بحرق، نراه يقول صراحة بقدرة العقل على التقبيح والتحسين على نهج علماء الاعتزال 3بل ونجد موقفه أكثر وضوحا وإبانة من المسألة العقلية 7عندما تناول مسألة إيمان أهل ( الكهف ) & حيث قال ( :ان قولهم ابتداء من غير واسطة من بي مرسل ( :ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إله ) دليل على ان العلم بالله ووحدانيته ووجوب عبادته ث كما تحصل بالنقل ( ارسال الرسل ) فقد يحصل بالعقل كذلك & وذلك بالتفكير فى ملكوت السموات والأرض والإستدلال على أن هذه الصنعة العجيبة، لا بد لها من صانع حكيم قادر ( ‏). (٣ ها نحن هنا مرة أخرى أمام أدب الاستدلال بالخلق على الخالق تعالى © ادب رؤوس الاعتزال الكبار الذي كان محتوى القصيدة ( الفكرية ) لشيخ الإسلام بافضل ف القرن السادس المجري وأمام الإيمان عن طريق النظر العقلي } هذا النوع من النظر هو واجب سمعا وعقلا لدى المعتزلة والزيدية والشيعة، اما الصوفية فاممم يبطلونه ويرونه بدعة في الدين. ((٣٧ ٤ موقف الأمام بحرق من قضيخ خلق أفعال العباد : عند حديثنا عن ((قواي)) الإمام أبي الحب التريمي في القرن السادس المجري & أوضحنا موقف المعتزلة من قضية أفعال العباد وقلنا حينها إن المعتزلة يرون إنما مخلوقة منهم أنفسهم، وليست مخلوقه لله تعالى 3بل يرون أن الله جل شأنه جعل الناس مخيرين فيما يأتون من أفعال، وعلى قدر إختيارهم يكون النواب والعقاب منه تعالى } والمعتزلة ي هذا الموقف هم بخلاف المحبرة ومنهم الأشاعرة الذين يرون أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وأن العباد ليس لهم إرادة فيها 3أو لهم الكسب لا الحقيقة أن المعتزلة لم يستطيعوا أن يهضموا نظرية الجبر أبدأ 2ولهذا نفوا القدر بشدة © ورفضوا أن يكون الإنسان العاقل جرد آلة صماء لا رأي له ولا حرية ولا اختيار وأنما تسيرها يد (القضاء) من وراء الستار "‘. و(ر(مذهب الأفعال الأختيارية في فهم المعتزلة يعني تطبيقا لنظريتهم في التحسين والتقبيح © وهو يعي تنزيه الله تعالى عن القبائح من ظلم وقتل وتدمير وأنتهاك الحرومات » وما إلى ذلك من صور القبح المشينه الي يفعلها الإنسان )". وإذا كنا قد وجدنا الأمام بحرق يقول صراحة بالتحسين والتقبيح على مذهب المعتزلة فإنه يلزم من ذلك أن يكون موقفه من قضية خلق أفعال العباد » هو نفسه موقف المعتزلة ث ذلك انه لايجوز ان يكون له موقفا أخر غير موقفهم & ذلك ان مسائل علم الكلام مترابطة بصورة دقيقة تجعل اتخاذ موقف من واحدة منها ي يلزم عنة اتخاذ موقف موافق لها مذهبيا قي المسائل الاخرى. يقول صاحب ((تاريخ الشحر)) فيما وجده مكتوبا بخط الفقيه بحرق على حاشية مختصره شرح الصفدي -: ((٢٧٥ قال أحد المعتزلة -: إن المعاصي من فعال الخالقزعم الجهرل ومن يقول بقوله حادلزنا وقطع يد السارقإذا كان حقا ما يقول فلم قضى للأمر وهو غير مطابقيا تانها جعل القضاء مطابقا موافقيقضي الأله لأمرهأن القضاء أعم إذ ما كلما وقضاؤه لاعذر فيه لفاسق «'فالحد مشروع لعاصي أمره التحليل : النص الأول : هذا القول لأحد المعتزلة واضح الدلالة والمعنى فهو يتحدث مفندا موقف القائلين بالجبر في قولهم أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ويصفهم بالجخهلة لأنه يراهم بذلك القول، قد جعلوا المعاصي منسوبه إلى الله تعالى، وهو ما يرى فيه المعتزلة تحويرا له تعالى & ويرد عليهم بقوله :إذا كانت تلك المعاصي الي يرتكبها العباد } أنما هي مقدرة عليهم من الله تعالى، فلماذا إذن قضى الله بالحدود عليهم ؟ ونلاحظ هنا أن الشاعر المعتزلي قد أستخدم فعل (قضى) منسوبا إلى الله تعالى في مسألة إقامة الحدود، يمعن ((أمر))، غير أن أستخدام القضاء منسوبا إلى الله تعالى لا يستعمله المعتزلة، مثل قولنا قضى القاضي على السارق بالقطع أو الحبس يمعن ألزم وحتم ووجوب تنفيذ هذا الحكم كرها أو اضطرارا 3هذا المعين لا يستعمله المعتزلة في حق الله تعالى ‏. "١وهذا يعي أن فعل (قضى) في النص جاء في غير محله المذهبي المعتزلي. النص الثاني للإمام بحرق : ((٣٧ ٦ أول ما نلاحظه على نص الإمام، أنه لم يتعرض للبيت الأول من النص الأول وهو بيت القصيد في عرض قول الخبرة ونقد المعتزلة لهم، هذه الملاحظة لايمكن إلا أن تع شيئا واحدا وهو، أن الأمام يقف نفس موقف اصحاب النص الأول ((المعتزلة )) من تلك القضية © وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذن أنبرى للرد على نص يتفق ومعتقده ؟ الحقيقة أن الأمام بحرق قد حدد في البيت الأول من نصه، ليس سبب رده على صاحب النص الأول ولكن سبب أحتجاجه عليه، إذ يقول أنه ((جعل القضاء مطابقا للأمر، وهو غير مطابق )) ويقصد الأمام بذلك قول النص الأول ((قضى الأله حد الزنا وقطع يد السارق)). ولقد بينا قي ملاحظتنا على ذلك القول :أن هذا الأستخدام لفعل ((قضى)) بهذا المع لا يستعمله المعتلة 2لأنه يوحي بالخبر. الحقيقة أن إحتجاج الأمام أنما يصدرعن مرجعية معتزلية ورأس معتزلي كبير، يحافظ على نقاوة الفكر المعتزلي من أية شائبة جبر، ويسعى إلى تصحيح المفاهيم والأفكار المذهبية المعتزلية. حيت ولو كان مصدرها أهل المذهب أنفسهم & كما هو الحال بالنسبة لصاحب النص الأول. وفي البيتين الثاني والثالث يوضح الأمام بحرق المسألة بقوله (( - :أن القضاء ة الرباني أعم س ببمعن أنه حتمي الوقو ع ولا راده له » وليس الأمر كذلك بالنسبة للأمر الرباني. ثم يزيد الأمام المسألة وضوحا من حيث أخطأ و ((تاه)) صاحب النص الأول فيقول -:الحد مشروع لعاصي أمره أي أن مسألة الحدود مسألة (رشرعية)) يحكم يما وينفذها البشر ((الولاة والحكام)) وهي غير حتمية التنفيذ لأي عذر كان © إذ أنما من أفعال العباد إن شاؤوا نفذوها وإن شاؤوا عطلوها، ولو أن الله ((قضى)) بالحدود على العصاة وكانت حدود الله قضاءا ربانيا لما كان ثمة عذر لفاسق من عقابه تعالى، لأن قضاء الله لا راده له. حتمي الوقو ع كرها أو إضطرارا. (٧٣ا‎(٧ إن خير مثال معتزلي حضرمي (شعري) للدلالة على مقصود المعتزلة من مفهوم (القضاء) الذي يحتج لأجله الإمام بحرق، هو قول الإمام المعترلي الكبير شيخ الإسلام سالم بافضل الذي سبق أن أوردناه في حينه & القائل : نزل القضاء من السماء فحلهاإذا الأمور التوت وتعقدت وفي هذا البيت لم يأت (القضاء) معن (الأمر) كما هو الحال في النص الأول، وإنما جاء للدلالة على معن الحسم والختم والإلزام و الاضرار الذي لا خيار فيه ولا عذر ولا راد له من الله الذي إذا أراد شيئا إنما يقول له كن، فيكون. وهكذا بحد أنفسنا، مع الأمام بحرق أمام رأس معتزلي كبير ومرجعية مذهبية لا تفوتما صغيره أو كبيره من الذين تستفزهم لفظة القضاء إذا نسبت إلى الله تعالى } فيبادرون إلى إستيضاح القائل أو السائل :ماذا تقصد بقولك هذا ؟ ثم يذهبون في تفنيد كلما يوحي به القول من معاي الجبر في أفعال العباد لينفوا قضاء الله بما "". ولهذا 3فليس لنا أن نعجب كيف إستطاع أمامنا ومن خلال ثلاث أبيات فقط، بيان خطأ النص الأول » ونقده & وتصحيح خطائه © بأسلوب جميل بديع وواضح الدلاله، في قضية عقائدية فلسفية } فذاك أمر أتقنه رؤوس الاعتزال على ما بيناه فيما سبق عند حديثنا عن أدب المعتزلة. وبهذا لعل القارئ الكريم يقدر المدى البعيد الذي تعرض له تراث الأسلاف من تشويه وتحريف حتت ينسجم مع الواقع المذهبي اليوم ض خاصة إذاعلم ان كتب هؤلاء الأخالاف تتحدث عن إمامنا بحرق ليس بأعتباره سي الاعتقاد فحسب، بل وأيضاً علما من أعلام التصوف في القرن العاشر الهجري، ولهذا لزم ان نتعامل مع تراث الأسلاف الحضارمة كما ينشره ويذيعه الأخلاف، بأكبر قدر من الحيطة والإحتراس، وبعيدا عن السطحية والسذاجة. وبعد :فاننا ونحن نتعرض للحياة العلمية والفكرية للإمام بحرق & نذكر انه كان قد تصدى للتدريس والافتاء قي مدينته الشحر، م تولى القضاء فيها » وكان متلا للعدالة ((٣٧ ٨ والتزاهة وقول الحق، غم تذكر المراجع انه حدث خلاف بينه وبين الأمير مطران نائب المالية 1 حالتهساءتغ (القضاءمنفاستقالئ الشحرعلىطويرقبدرأبيالسلطات واضطرته إلى المغادرة إلى عدن & ومنها إلى الهند، حيث وافاه الأجل المحتوم، على اننا نرى ان إختلاف الإمام بحرق لم يكن في حقيقة الأمر مع الأمير مطران 3بل مع السلطان الأمير مطران طرفا فيه 0فلابد ان يكون ذلك بتوجيهات السلطان} وان كانبدر نقسه ئ فليس بالقضاءالقضاءاستقالته منحالته المالية كمجردتسوفهم انانه يصعبئ كما وحده يمكن ان يعيش الإمام بحرق، فلديه ألف طريقة وطريقة تضمن له عيشة كرية © ولكن الأقرب عقلا ان خلافه مع السلطان بدر كان خلافا سياسيا ( عقائدي )، ثم ان السلطان منعه من ممارسة أي عمل يرتزق منه، وأمر بإبعاده من البلاد » هكذا يمكن فهم ان تسؤ حالته ومغادرته البلاد. ثانيا :الإمام العلامة :عبد الآه بن عمر بامخرمة الملتوضى فى عدن سنة ٦١٧٢ه۔‏ : الكفاءات النادرة والمواهب الخارقة والقوى العقليةهو احد اصحاب التاريخ الحضرمى ل ولقد ادهش كثيرا من معاصريه بسعة اطلاعه وكثرةالممتازة ق معلوماته ووفرة ذكائه، حتت قالوا عنه ما نحسبه اليوم من قبيل المبالغات({'. تذكر المراجع من مؤلصاته ما يلي : -١حاشية على اسى المطالب شرح على الروض. ‎ ٢الفتاوي الكبرى. ‎ _-٢٣الفتاوي الصغرى المجرانية. ‎ ٤المصباح :شرح العدة والسلاح في أحكام النكاح. ‎ .حجر‎لأبنعلى تحفة المحتاج - ٥0نكت (()٣٧٩ ٦شرح الرحبية في الفرائض. ‎ -٧شرح مظومة له في ذوي الفروض والرد عليهم. ‎ -٨شرح مظومة له في قسمة التركات. ‎ ٩تراجم تاريخية كتكميل لطبقات الأسنوي. ‎ شرح مظومة له في ظل الاستواء. ‎-١. ‏ -١١رسالة في علم الجبر والمقابلة تتعلق بالبيو ع والضمان والاقرار والوصايا والعتق. -١٢رسالة في المناسك. ‎ رسالة قي علم المساحة. ‎-١٣ -١٤رسالة في الربع الجيب. ‎ رسالة في سمت القبلة. ‎-٥ ‏ -١٦رسالة في معرفة الاوقات والساعات. -١٧رسالة في اختلاف المطالع واتفاقها. ‎ -٨رسالة فى القهوة. ‎ -٩كتاب ي التاريخ. ‎ -٠حقيقة التوحيد وصحيح الاعتقاد في تكفير طائفة الوحدة والاتحاد. ‎ ‏ - ١الفضيحة في النصيحة :قال عنه هو :انه يرد فيه على كتاب الإمام الغزالي السلطان السلجوقي في( التبر المسبوك في نصيحة الملوك ) الذي اهداه إلى عهده. عند النظر في الحياة العلمية والفكرية لهذا الإمام العلامة © لا بد من القول انه كان مفتيا على جميع مذاهب الفروع الإسلامية © فقد ( أقبل عليه الناس من كل ((٣٨٠ آ..ِ بلدك وقصد بالفتيا من الهند، والسواحل، وملبيار وآشي { وعمان & وهرمز ( ‏(&" (١٠ مافاتني ذاك في شام ولا يمنلو أردت فوق النجوم علا ومدحه أحد أصدقائه بقوله : له فتوى أهل الشام واليمنفى يبرز للفتوى وأي فتى ومدحه الأديب زكريا الدمشقي لإجادته الفتوى على المذهب المالكي بقوله : البشربينبفضلهونافعييا عمري الأصل، انت مالكي لملاك لنافع‌ لإبن عمرها قد رفعت إليك مسندي وفي كتابه ( المصباح في شرح العدة والسلاح ) كثيرا ما نجده ينفرد برأي خاص به، ولا يلتزم في ذلك بمذهب معين، وإذن فقد كان إمامنا بامخرمة بجتهدًا. ولهذا كان يجيد الفتوى في كل الفروع. غير ان الاجتهاد لدى أهل السنة كان قد اغلق منذ عهد الخليفة العباسي المتوكل في القرن الرابع الهجري، واصبح التقليد هو سيد الموقف لديهم، وإذن فان إمامنا ليس سي الاعتقاد، ترى ما هي حقيقة مذهب بامخرمة الذي يتطابق مع حالته في الاجتهاد. انه المذهب الزيدي & وهو مذهب الدولة الكثيزية. ومذهب والده الفقيه عمر بن عبد الله باخرمة، قبل ان يتحول عنه في أواخر عمره إلى التصوف الفلسفي & ذلك ان ( قواعد الزيدية في أصول الفقه لا تقوم على أساس مذهب معين 3كما هو شأممم في أصول الدين، بل تقوم على الاجتهاد المحض، لذا فائما احيانا تخالف أقوال الإمام زيد & والزيدية على الإطلاق لا يقولون بجواز التقليد في ((٣٨١ أصول الفقه، اما الاجتهاد فيكفي في ذلك قولهم بوجوبه على كل مسلم & على ان الباحث المدقق 0والفاحص المنصف، يجد فى طبقات الزيدية العدد الكبير ممن ينطبق عليهم شروط ما يسمى عند الأصوليين ب_(الاستقلال الاجتهادي )". وهكذا يمكن فهم مقصود تسميه الحضارمة له ب ( الشافعي الأخير اوالشافعي الصغير ) فليس ذلك لأنه شافعي الفرو ع او س الاعتقاد 5ولكن لأنه مدرسة مستقلة من النمط الاجتهادي الزيدي. وحالة إمامنا بامخرمة الاجتهادية تتناسب مع حالة زيدية اليمن في القرن العاشر الهجري، حيث انمم وحيت ذلك القرن الذي عاش فيه بامخرمة & لم يكن لهم فقه محدد بذاته، بل يأخذون أفضل ما في المذاهب الإسلامية تيسيرا 0وهذا الأمر يفرض على الفقيه الزيدي الإلمام بالمذاهب الفرعية الإسلامية، اما الإمام المجتهد فشأنه ليس بجحرد الإلمام فحسب } بل اجادة العلم بتلك المذاهب & وبالتالي جاز له الفتوى عليها جميعا ء كما هو حال امامنا بانخرمة. زيدية الإمام بامخغرمة لابد ان تنعكس فكرا مضادا للمذهب المعقائدي السي وامتداداته الصوفية، ومعلوم ان الفكرالعقائدي السين قد استقر وإلى اليوم على فكر الامام الغزالي & ففي كتاب بامخرمة المفقود ( الفضيحة الواقعة في النصيحة ) الذي يقول هو عنه انه يرد فيه على الإمام الغزالي 3دلالة واضحة على ان بامخرمة لا يكن ودا عقائديا للإمام الغزالي، فعنوان الكتاب وحده كاف على ان باخرمة لم يكن في كتابه ذاك يرد على الإمام الغزالي فحسب، بل ويشهر به عقائديأ } كما ان عنوان كتابه الآخر المفقود ( حقيقة التوحيد وصحيح الأعتقاد في تكفير طائفة الوحدة والاتحاد ) يدل دلالة واضحة أيضا على موقفه العقائدي المكفر لأصحاب التصوف الفلسفي، اما نكرانه لما يسمى بالتصوف السين على طريقة ((٣٨٦٢ الإمام الغزالي، فيدل عليه الكثير من اشعاره في العقيدة 5مثل قوله فى اصحاب ذلك التصوف('٨‏ : منن اللنام في الاحتجاج لبدلهاوانصب لكسب المال كي تكفي به عين الرجالة ان تكن من رجلهاتحصيلهفيالاهوالفركوبك والمال في ايدي الرجال كعقلهابالمال يصفو الدين والدنيا معا لباس الافتقار وذلارضيتواحذر كلام عصابة من عجزها قائق شرطها في نقلهاجهحلتفي تفضيله بادلةتحتج قد قال ذلك فيه خاتم رسلهافالفقر كاد يكون كفرا في الورى من ليس يقصد عند ذلك عدلامحلهالحطامجمععنوالنهي عن وحهه، ولكي يمن بفضلهاكي يصنلالحوياذيل يناما ال ففوابه متعين فاقصد فهامغنير ما حرص وغير تكانر الامام بامخرمة من التصوف هو بعينه موقف الزيدية والمعتزلةوموقف والأباضية 3حت ان المؤرخ الزيدي ييى بن الحسين اطلع على كتابه ( حقيقة التوحيد ) فى القرن العاشر الهجري ‏" 0 0٨وهذا يع عناية الزيدية بمذا الكتاب لأنه على مذهبهم & على ان زيدية الإمام باخرة تبرر عدم اعتماد الأخلاف الحضارمة على فتاويه وآرائه الفقهية الشافعية 5واعتمادهم بدلا عنها على فتاوي الإمام أبن حجر الهيتمي المكي المعاصر له. تذكر المراجع ان مدينة الهجرين موطن آل بامخرمة، كان فيها في القديم مذهبان :شافعي وحنفي © وهذا يعني وجودا بارزاللاعتزال والزيدية 0اضافة إلى الذهب الأباضي & مذهب أهل الكسر عموما، ولقد برز دور الهجرين الجهادي المذهمي في القرن السابع الهجري & عندما كانت مقصدا متقدما للقوات الرسولية في غزوها لحضرموت، اضافة إلى ما تعرض له الفقيه الشاعر الاباضي علي بن عقبة ((٣٨ ٢ على يد الرسوليين © وهو ما بيناه في حينه. وبذلك الدورالجهادي لمدينة الهجرين تحماه حمالات الخصوم المذهبييين عليها » يفتخر الإمام بامخرمة ؤ بقموله : وغاربهبيتيفيالمجد وطالعانا الذي السعد والعلياء تخدمني كالدر ينظمه في السمط ثاقبهمن معشر زان في الآفاق نعتهم ضلطلع بالعلم متصف 3بالجود تهمي على الدنيا سحائبهمكعن صاخبهإذاتكلم بحرا هاجمن كل طود من الامجاد تحسبه قد رجت الارض من شر كتائبهاخافهملجبارلا يخضعون الا بحق بدت صحوا مذاهبهولا يدينون لي سر ولا علن ومن البيتين الأخيرين نفهم أن جهاد أهل الهجرين ومنهم آل بامخرمة ضد الغزاة الذين قصدوها، إنما كان لسبب مذهبي عقائدي محض ‘} وهذا الأمر ينطبق على عموم حضرموت كما سبق بيانه. سيرته مع السلطان بد ر: تحت اصرار السلطان بدر تولى الإمام بامخرمة قضاء الشحر مرتين © كما كان مستشارا سياسيا له 0ويبدو ان السلطان استطاع بدهائه، ان يخفي اهدافه ومراميه الانقلابية السنية ث ويوهم من حوله ومنهم امامنا بامخرمة، بانه يسعى من سياساته إلى اقامة دولة مذهب الأسلاف الزيدي على كامل التراب الحضرمي، وانه انما يجاهد الأباضية ويحربيما لذلك. الا ان الحقيقة لابد ان تظهر ولو بعد حين & خاصة أمام من حوله لأممم من أهل السياسة ورجالها ومنغمسين فيها بحكم مناصبهم وقربيمم من الأحداث 3ولابد ان يتضح للإمام بامخرمة التناقض بين أقوال السلطان وأفعاله وسياساته 3فكان الصدام والافتراق بينهما © ويبدو ان السلطان بدر قد سلك مع بامخرمة نفس المسلك الذي كان مع الإمام بحرق، فتسوء ((٣٨٤ حالته المالية، فيغادر إلى عدن، كما غادرقبله بحرق 0ويقول عن ظروف تلك المغادرة : ولكن لعجزي عن حقوق لوازمفوالله ما فارقت ارضي عن قلى فقير معدممننفعايرجونوما العذر ا كنت عند قرابة يعيش ذوي اللذات عيش البهائموما اشتهي طول الحياة للذة ونفع الورى طرا وبذل المراحمولكن لكسب المجد ما عشت والثنا ومن منفاه الاختياري، يبعث الإمام باخرمة بقصيدة لصديق في حضرموت & يشرح فيها الأسباب المذهبية والسياسية لمغادرته 0حيث يقول : ما سر © ابدله في الحال بالحزنوالدهر من طبعه الاضرار فهو إذا وان يؤلف اغرى القوم بالفتنيفرقهماحبابايجمعوان الفاضل الحسنورضعرفع النذولعادتهأمرمنمستغربوغير فسرهم واتينا الزمان حين فنيشبيبتهأتى الزمان بنوه في شم يصف ما حدث وما ظهر له من السلطان : الفعل واللسنبينالخلفمسافةالغدر وانفرجتالوفاء وفاض غاض ‏ ١و يبيع ‏ ١لدين بالنهنيذلهيلهه طمعلست منمتم ي النوى عن الأوطان والسكن«أ6'٨‏ولا ارى الذل لي خدنا وان بعدت ومن هذه الأبيات الأخيرة نفهم أن خلافه وافتراقه مع السلطان بدر إنما كان بسبب سياسات السلطان المذهبية العقائدية. ((٢٨٥ ثالثا :الإمام محمد بن عمر باجمال المنوفي في دوعن سنة ؛٩٦٦ه‏ وثورة مدينة شبام من سنة ٩٤٢ه‏ حتى سنة ٩٥٨ه۔:‏ المقد مہ : الإمام محمد بن عمر باجمال © هو احد العلماء البارزين في القرن العاشر الهجري } الذين سبق ان تحدثنا عن اثنين منهم } هما الإمامان بحرق وعبدالل باخرمة © ولقد تبين لنا اهما كانا على مذهب -الاعتزال -الزيدية، و لم تكن معرفة حقيقة مذهبهما سهلة المنال ميسورة 0بعد ان عبثت ايادي الأخلاف بحقيقته ) وجاهدت كثيرالطمسه، ليتناسب مع مذهبهم اليوم © وبعد ان ادعت تلك الأيادي انهما من أعلام أهل السنة والتصوف [ }،وادخلت على تراتمها الكم الكثير من الأفكار والآراء الن تؤكد ما يقوله الخلف، غير ان الحقيقة التاريخية كما يقول علماء التاريخ يخدمها اعداؤها أكثر من اصدقائها، ذلك ان أولئك الخلف © لم يكونوا على مستوى المسئولية الي مضوا لها 5فقد غاب عنهم الكثير او القليل من الافكار الحقيقية للإمامين بحرق وبامخرمة، و لم يستطيعوا معرفة المعين العقائدي الذين تنتمي إليه تلك الأفكار } او ظنوها من أصول الاعتتقاد السي، او لعل تلك الافكار غير السنية هي نفسها افكار الأخلاف 0ومروثة عن السلف © حق اصبحت مكونا أساسيا من ثقافتهم اليوم } فائبتوها فيما نشروه من تراث السلف، فكان ذلك شهادة على حقيقة مذهب السلف ودور الخلف. و لم تكن المهمة مع الإمام باجمال سهلة ميسورة، بل لقد كانت أكثر صعوبة مما هي مع الإمامين بحرق وبامخرمة © وتعود تلك الصعوبة في اننا مع الإمام باجمال )نكون مع رجل تحسد فكره المذهبي العقائدي في موقف رفض صريح ((٣٨٦ وتوري من سلطة السلطان بدر ابي طويرق 0كما ان للسلطان بدر نفسه موقف عدائي منه ومن موقفه هو وكوكبة العلماء الحضارمة الذين وقفوا نفس موقف الإمام باجمال، وبهذا 0فاننا عندما نحقق مذهب الإمام باجمال } فاننا في الحقيقة انما نحقق _ اجمالاً _ موقف كل العلماء الذي شاركوا الإمام باجمال موقفه 5ولهذا. فان هذا الموقف الثوري الرافض للإمام باجمال تجاه سلطة السلطان بدر "كان يجب ان ينعكس فكرا مذهبيا عقائديا يتفق ويبرر ذلك الموقف من خلال كتابه ( مقال الناصحين )، خاصة وان الإمام انتهى من كتابه ذاك سنة _ ‏ ٩٥٣ه | أي أثناء نورة مدينة شبام ال شارك فيهالإمام باجمال ءوال استمرت على مدى خمسة عشر عاما كاملة 3كما انه على أساس ذلك الوقف الثوري ٤تترتب‏ أمور عقائدية جوهرية 3كان يجب ان يتطرق إليها الإمام في كتابه المذكور {غير ان اكتشاف ما كان يجب ان يقوله الإمام ء لم يكن أمرا سهلا ٬فقد‏ كان كتاب ( مقال الناصحين ) اضافة لكبر حجمه © يعج بالفكر العقائدي الصوفي، وهو الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان السيطرة عليه وعلى تناقضاته العقائدية © وبالتالي تحديد المسار العقائدي للإمام باجمال. وأمام هذه الصعوبة ( النوعية ) ال نواجهها مع الإمام باجمال وكتابه ( مقال الناصحين ) فاننا سوف نعتمد نفس الأسلوب الذي اتبعناه مع سابقيه & لاننالا نملك غيره سبيلا © وهو استخلاص الفكر العقائدي الذي يتناقض مع القول بسنيته وتصوفه، ويبرر سلوكه تحاه السلطة وسلوك السلطة تجاهه، بإعتبار ذلك يمثل حقيقة مذهبه واعتقاده الذي جاهد السلف لطمسه واعدامه والادعاء بخلافه } وتلك لعمري مهمة صعبة، ارجو منه تعالى التوفيق في انجازها 0وهو المستعان في كل أمر وشأن. (٨٣ا‎(٧ ترجمت الامام كما صاغها الأخلاف قي مقدمتالكتاب : هذه ترجمة مؤلف الكتاب & ذكرها الشيخ العلامة الفقيه محمد بن عبدالرحمن بن سراج الدين جمال، في كتابه :الدر الفاخر في تراجم القرن العاشر. قال فى مصنف كتاب ( مقال الناصحين ) : هو الشيخ الكبير، الولي الشهير، الكامل النحرير & ذو القلب الطاهر المستنير 3الزاهد المنير ث شيخ الطريقة © وإمام أهل الحقيقة } الفقيه العلامة المحقق } محمد بن الشيخ الفقيه عمر بن عبد الله بن ابراهيم بن احمد باجمال. كان رضي الله عنه من المشايخ الكمل العارفين، والأئمة العلماء العاملين © متمكنا من العلوم الشرعية © راسخا في المعارف الحقيقية © وفي سائر العلوم اليي حارت فيها الأفهام والحلوم 3متضلعا في جميع الفنون من العلوم، المعقول منها والمنقول. ولد رضي الله عنه قبيل طلوع الشمس يوم الثلاثاء السابع من شهر رمضان المعظم سنة حمس وتسع مئة، نشأ من صغره وعليه لوائح السعادة، وقرأ القرآن، ثم اشتغل بالعلوم الشرعية على والده حت صار اوحد أهل زمانه، ثم اقبل على العبادة الأهل والاولاد } وتفرغ للرياضات والجحاهدات } ش صحبوالاجتهاد. وفارق الشيخ العارف بالله معروف بن عبد الله مؤذن باجمال 3نفع الله به 5وأمره بالخلوات وتتابع الاربعينيات & صام الدهر اربعين سنة، لم يفطر سوى العيدين والتشريق © وطوى اربعين يوما لم يأكل فيها شيئا و لم يشرب، وكانت له اليد الطولى في كتب الرقائق، وكان من خواص تلامذة الشيخ معروف ومريديه الذين لا يخرجون عن أمره ونميه 3ولا يفارقونه في اقامته وسفره، وانفق جميع املاكه في وجوه البر " ((٣٨٨ وشهد له شيخه بتقدمه وسبقه ورسوخه، والتمكن في علوم اليقين } وله مصنفات عظيمة كثيرة النفع، ورسائل في التفرقة والجمع، منها : ٨مقال الناصحين ومنال المفلحين _ وهو هذا الكتاب. ‎ »« الكفاية الوفية في أيضاح بعض الكلمات الصوفية. اوضح الحجج والمسالك في طريق المريد والسالك. + ‏" ٨٩حقائق السنة وطرائق الحنة عيون العلوم النبوية الجامعة وفنون الفهوم في الوصايا النافعة."+ " ٨٨منحة الطالب المتوف ونفحة الراغب المتعرف. ‎ " ٨سبيل العبادة ودليل السعادة. ‎ " كت المتسبب للتقي المتورع. تيسير العمل وتقصير الأمل. "+ مراد المريدين. ٭ هداية العازم المتيمم إلى آداب العالم والمتعلم. 4 الحصون الأكيدة والقوانين السديدة للمملكة السعيدة. ٭+ مراتب الرجال. ٭ العقد المنظوم من جواهر كلام القوم. وقال لبعض خواصه من النساء يوصيها :يا مريم، الله الله في الصلاة وحب المساكين 3ولا تغبطين أهل الدنيا ومن يفتخر بزينتها وفراشها وقماشها 0فعن قريب يتركونه © ويلقون بعد الموت حسابه وعقابه، والله الله فى الصبر على طاعة الله وطاعة الزوج. وقال عند خروجه وشيخه معروف من شبام :ان قلب الدنيا أهون علي من نزع خاتمي هذا. (()٣٨٩ وكان غلب عليه آخر عمره الشوق إلى لقاء ربه ث فكان يقول :لو خيرت بين الحياة إلى غد وحال الشيخ عبدالقادر 0او اموت الساعة... لأخترت الموت (يقصد الشيخ عبدالقادر الجيلاني). وكانت وفاته يوم الأحد من جمادي الاخرة سنة اربع وستين وتسع مئة } ودفن شرقي قبة الشيخ معروف رضي الله عنه بظرفون بدوعن، وقبره معروف مقصود بالزيارة والتبرك. .نفع الله به وبجميع عباد الله الصالحين. ‏. ١ه استخلاصات عام من الترجمخح : ان ترجمة المؤلف كما هي في كتابه 3تقدمه لنا اماما مغرقا في التصوف السني منه والفلسفي 0ولا ادل على ذلك مما جاء فيها من ان امامنا باجمال : ( شيخ الطريق، وإمام أهل الحقيقة، تفرغ للرياضات والحاهدات & وصام الدهر اربعين سنة & وطوى اربعين يوما لم يأكل فيها شيئا و لم يشرب 3وكانت له اليد الطولى قي كتب الرقائق _ التصوف الفلسفي ). كما ان غلبة السمة الصوفية على مصنفاته العلمية 3دليل آخر على ما تقوله ترجمة الخلف له. المؤلف بكتابهفيها تعريفيفترض :وهي مقدمة الكتاب الىالكتابخطبہ والغرض من تصنيفه. ((٢٩٠ بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر وأعن يا كريم ( خطبة الكتاب ) فانه جل ذكره ما ذكر اسمه عند امر مهم.. الا كفاه، ولا على ذي ضر وسقم.. الا شفاه © والحمد لله الذي بحمده يدرك الانسان من الإحسان غايته ومنتهاه 3المتفضل بالفضل والجود والإمتنان ث وصلوات الله وسلامه على المكرم بالقرآن } المخصوص بجوامع الكلم والبيان } محمد رسوله وعبده، وعلى آله وصحبه على مر الحديدين وسلم كثيرا. وبعد : فهذه النبذة اليسيرة، اشتملت على الفوائد الكثيرة، النافعة الجامعة لكثير من قواعد الإسلام، وفوائد الأحكام، ممالا ينبغي جهله & ويتأكد علمه وعمله، على قدر ما فهمناه من العلوم الدينية 5والرسوم الشرعية، والغرض منها :تنبيه الغافل & وتوجيه العاقل © والمشاركة لحزب الله المفلحين © وعباده الصالحين بالمعاونة والنصيحة والوصية والرحمة لهم، ايناسا بالمذاكرة لهم، والتماسا للدعاء منهم & فقد أمر الله ورسوله بالتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه © والنصيحة بالحق والصبر عليه 0والنصيحة الخاصة والعامة 3وسميتها ( :مقال الناصحين بحفظ شرائع الدين } وبحال الصالحين بحفظ حرمات المؤمنين المهتدين } ومنال المفلحين بحسن الظن بالله سبحانه وتعالى وبحسن الاعتقاد في السادة المعتقدين ). قال تعالى } :وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب] المائدة ‏. ١٧ وقال تعالى } :وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ] البلد ‏. ١٧ ((٣٩١ وقال تعالى } :والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر إ العصر _ ‏. ٢ _ ١ قال الإمام الشافعي رحمه الله :عجبت للناس من إهمالهم لهذه السورة مع علمهم بما 2ما اعظمها من سورة. وقال رسول الله يل ( :الدين النصيحة & قلنا :لمن يا رسول الله. قال :لله & ولكتابه 0ورسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) حديث صحيح. وقال تعالى } :وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف ‏. ٢٩ وني الحديث ( :قل الحق ولو كان مرا ). فعليك يا أخي بتفهم القرآن، وأكثر من تلاوته بالتدبر له 0وتفهم أحكامه واسراره } وبجالسة علماء الدين والمشايخ العارفين وعباد الله الصالحين & خذ عنهم العلوم الشرعية السنية، فخذها من أفواههم اقرب لخمعك، واعون على نفعك & فقد عرفوا المقاصد، فليلقوا إليك من سي الفوائد ي فكن لهم بجحالسا & وللعلوم قابلا } وبما عاملا & وعلى ذلك صابرا ومصابرا، وفقنا الله واياك لكل خير، وحفظنا من كل شر. آمين. ((٣٩ ٢ ملاحظات عامخ على خطبح الكتاب : الملاحظح الولى : الغرض من تصنيف الكتاب كما جاء في الخطبة، هو ( تنبيه الغافل وتوجيه العاقل © وتقديم العون بالنصيحة والوصية والتذكير )، هذا الغرض يتفق تماما مع اسم الكتاب، من حيث هو ( مقال الناصحين ) 3كما ان الإمام باجمال يتفق مع الامام محمد بحرق في الغرض الذي من اجله صنف كتابه ( الحديقة الانيقة ) ى حيث يقول الإمام بحرق في خطبة كتابه : ( وإذا كان الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين... كما قال سيد الانبياء والمرسلين } فقد رأيت من النصيحة اقتناص قلوب نجباء الأبناء من الولاة والمشايخ والرؤساء & بنظم قصيدة فريدة.. مشتملة على أصول الحكم والأحكام ). والحقيقة ان اسلوب توجيه الخطاب إلى الجميع من منطلق ( النصيحة ) © هو الأسلوب الذي اعتمده شيخ الإسلام بافضل في قصيدته الفكرية، والي بدأها بقوله : هنيئا لك الحظ الجزيل من الأجرأيا فاتحا بابا عظيما من الفكر وهو أيضا الاسلوب الذي اعتمده شيخ الإسلام بافضل في وصاياه 2وهو أيضا اسلوب الإمام القلعي في كتابه ( تهذيب الرئاسة وترتيب السياسة ) & وإذا كنا قد توصلنا إلى معتزلية هؤلاء الثلاثة الأعلام © فهل موافقة اسلوب الإمام باجمال لأسلوبمم في توجيه الخطاب & يعطي مؤشرا إلى معتزليته ولو احتمالا س خاصة وان المعتزلة قد عولوا على أسلوب الترشيد والتنوير في نشاطهم المذهمي والعلمي. ((٣٩٢٣ المالاحظح التانيح : احتوت خطبة الكتاب على حديثين فقط، الاول حديث ( النصيحة )، والثاني ( قل الحق ولو كان مرا ) 3والحديثان مناسبان تماما لموضوع الكتاب من حيث هو ( مقال الناصحين )، إذ ان النصيحة إذا خرجت عن ( الحق ) » اصبحت كذبا ونفاقا 2غير ان الخطبة حوت أيضا على سورة الناس كاملة ( ثلاث آيات ) ‘ وثلاث آيات أخرى & كما احتوت أيضا على دعوة وتوجيه ( بتفهم القرآن والإكثار من تلاوته والتدبر له ) 3وبالمقابل فان الخطبة لم تذكر ( علم الحديث ) ! مما يجعل تنمة الخطاب ( وبالسة علماء الدين والمشايخ العارفين وعباد الله الصالحين ). :..معنيا به علوم القرآن وعلماءه © من دون علم الحديث. والحقيقة ان عناية الأمام باجمال بالقرآن الكرم وعلومه كما وردت في خطبة الكتاب، هي نفسها عناية شيخ الإسلام بافضل { فالقصيدة ( الفكرية ) تعتمد على مضمون من القرآن الكريم & بل وتكاد تكون القصيدة تفسيرا لتلك الآيات © وهي أيضا عماد جميع وصاياه الثلاث، إذ يقول في احداها ( :فمن صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، لا تشتغل الا بتلاوة كتاب الله وتدبر معانيه ث وتلذذ بحلاوة ألفاظه )، وبالمقابل & فهو لا يذكر علم الحديث ف تلك الوصايا © فهل يعي ذلك ان الإمام باجمال كان على فج الاعتزال، شأنه شأن الإمام بافضل & خاصة وان المعتزلة عموما قد اشتهروا بالعناية الفائقة بالقرآن الكرنم وعلومه، وهو عمادهم في الأحكام وعليه عولوا » مع ضعف عنايتهم بالحديث الشريف الا ما يوافق نظرتمم المذهبية العقلية. ((٣٩ ٤ يتحددتظل حائرة 0ماتثيرها ( خطبة الكتاب ) سوفالأسئلة الهذه مذهب الإمام باجمال © ولن يتحدد مذهبه ما ل يحدد لنا هو نفسه موقفه من بعض القضايا الأعتقادية الحاسمة فى المنظور العقائدي الإسلامى. ((٢٩٥ كتاب( مقال التاصحين ) بين المطبوع والمتنسوخ : الكتاب المطبو ع صادر عن داري ( الحاوي ) ببيروت، ودار ( السنابل ) ‏ ٠٢٣‏م © ٠٢طبعة ( مصححة ومزيدة ). بدمشق، الطبعة ( الثانية ) سنة الكتاب ( منشور ) ولكنه غير محقق، وهو مطبوع عن نسختين غير محددة تاريخ النسخ } ومجهولة الناسخ & احدى النسخ تجعل اسم الكتاب ( :مقال الناصحين بحفظ شعايرالدين ) وهي الي اشار إليها الناشر بالنسخة الأولى © والنسخة الثانية تجعل اسمه ( مقال الناصحين بحفظ شرايع الدين ) © والفرق كبير بين ( الشعائر ) و( الشرائع ). ''“.... النسخة الأولى، وبعد انتهاء المؤلف منورد في الصفحة الأخيرة من الكتابة وختمها بالصلاة على الرسول الكريم 2جاء في تلك الصفحة ما يلي ( :أعلم ان كتاب مقال الناصحين بحفظ شعاير الدين هذا كثير الفوايد حسب العوايد } سلس العبارة، رايق الاشارة، بجمع الفوايد » مشتمل على احدى واربعين فايدة © كل فايدة قائمة مقام باب، تفصل في اربعة فصول & كل فصل يحتوي على عشر فوايد » )... هذا الحديث عن تقسيم الكتاب على ابواب وفصول يدعونا إلى القول ان تكنيك تقسيم المباحث إلى ابوا ب©، ثم تقسيم الأبواب إلى فصول، انما هو تكنيك حديث، و لم يكن معروفا في العالم الإسلامي لا في القرن العاشر الهجري ولا في القرن الذي يليه & انما كان المعتمد حينها الكتابة السردية © فهذا الإمام السخاوي التوتي سنة _ ‏ ٠٢‏ه، ٩وهو من له باع طويل في الكتابة والتأليف © ( التوبيخ لمن ذم علم التاريخ ) باسلوب سردي خال من التقسيم ‘يكتب مصنفه وقد بحد بعض الكتب الترائية المطبوعة مقسمة إلى ابواب غير ان تلك الأبواب لم تكن تفصل إلى فصول، على اننا نعتقد ان ذلك التقسيم إلى ابواب فقط س انما هو (()٢٣٩٦ من عمل الناشرين © وليس من عمل اصحابما & وبمذا فان ذلك التقسيم الوارد قي آخر المخطوطة الاولى، ليس من اصل الكتاب، ولكنه من عمل الناسخ المجهول © ويبدو ان ذلك هو ما فهمه الناشر، إذ لم يورد تلك الفقرة الخاصة بتقسيم الكتاب & م يوردها في الكتاب ( المطبوع )، ويبدو ان الناسخ اراد من إضافة تلك الفقرة & اراد الايحاء للقارئ بان ما هو بين دفي المخطوطة، انما هو كتاب الإمام باجمال دون حذف او اضافة، على اننا نرى من اضافة تلك الفقرة، اننا امام ناسخ على قدر كبير من المعرفة بفنون الكتابة والتأليف } وليس امام ناسخ عادي..... على اية حال & فان ما جاء في تلك الفقرة حول تقسيم مبحث ( مقال الناصحين ) يع انه مكون من احدى واربعين فائدة ث كل فائدة مفصلة قي عشر مقالات، إذ لا معن لما جاء في تلك الفقرة بأن كل فائدة مفصلة في عشر فوائد } وإذن فان الفائدة تفصل في مقالات، وإذن وبناء على ذلك التقسيم، فان الكتاب يجب ان يحتوي على احدى واربعين فائدة مفصلة في اربعمائة وعشر مقالة » غير ان الكتاب جاء فى احدى واربعين فائدة فقط من دون مقالاتما التفصليلة المفترضة، فان صح ما فهمناه من فقرة التقسيم، فان هذا يعي ان كتاب الإمام باجمال قد تعرض لعملية اختصار وحذف واضافة ومما يؤيد ذلك الظن ويعززه ما يلي : ١يورد المؤرخ الكندي في كتابه العدة المفيدة نقلا عن كتاب ( مقال الناصحين) ‎ حكاية عن والي ( تريس ) عمر بن سليمان بن ثعلب « ') » وهي حكاية طويلة‎ ولها دلالات مهمة في اسلوب الحكم والولاية قي بلدة تريس، هذه الحكاية غير‎ موجودة في الكتاب المطبوع، رغم أن محقق كتاب الكندي الأستاذ ( الحبشي) ‎ يؤ كد وجودها وصحة نقلها عن مخطوطة مقال الناصحين. ‎ ‏ ٢ورد في الكتاب المطبوع قوله ( :ويستولي الشيطان على اهله ويلعب يهم كما يلعب الصبيان بالكرة ‏، 0٨جاء ذكر ( الكرة ) في تلك العبارة على الإطلاق ()٩٣ا‎(٧ ودون تخصيص، مما يدل على أن ذكرها جاء كذلك لشهرتما كلعبة جماعية. وهذا الحال في شأن لعبة الكرة لم يكن معروفا في زمن حياة الإمام باجمال لا في شبام ولا حضرموت إ ولا حت في بلاد الغرب، وهذا يع ان تلك العبارة ليس من اصل الكتاب، بل هي مضافة إليه من قبل الأخلاف. -٣جاء في الكتاب في حديث طويل عن ( الحوط _ مفرد حوطة ) منه قوله: ‎ ( قال بعض العلماء :كان مشايخ الجهة أهل التربية بجهة اليمن وحضرموت‎ ينفردون بانفسهم عن القرى والعمران، ويسكنون بأهلهم في حافة منفردة‎ بقرب القرى، يسمونها الحوطة او نحوها، يسكن عندهم من سلك طريقهم‎. وتشبه بمم في ترك الاشتغال والانقطاع عن العلائق، والانفراد عن الخلائق‎. والصبر على الفقر، واختيار القلة 0والرغبة في الخلوة والعزلة للتفرغ‎ للعبادة } 6“....هذا الحديث عن ( الحوط _ مفرد حوطة ) المنسوب إلى‎ الإمام باجمال 3يظهر ان الإمام يتحدث عن ظاهرة منتشرة ومعروفة منذ زمن‎ بعيد، وإذا صح هذا } فانه يفترض ( من الناحية التاريخية على الأقل) ان‎ تكون لدينا عدة مواقع مكانية تحمل اسم ( الحوطة )، غير ان ذلك الواقع‎ الذي يفترضه الحديث لا وجود له على الخارطة الحغرافية الحضرمية\ إذ أنه‎ لا يحمل اسم (حوطة) الا موقع واحد فقط هو (حوطة احمد بن زين‎ الحبشي) الواقعة قي منطقة الوادي & بين مديني شبام وسيئون © وهي منسوبة‎ إلى من يفترض أنه مؤسسها الشيخ احمد بن زين الحبشي { المتوقي سنة_ ‎ ، وإذن فان هذه الحوطة الوحيدة في حضرموت الي يزعم أنه‎ ٥ه اسسها صاحبها المنسوبة إليه بعد اكثر من قرنين على وفاة الإمام باجمال} ‎ وقصة هذه الحوطة كما يوردها الأستاذ بامطرف حيث يقول (( :ففي‎ ((٣٩٨ بعلالحبشى ئ الواقعة علىحوطة أحمد بن زيناليومما يسمىمنطقة ولاةراشد )الئ غرسمدينة سيئو نمنالغرب إلىتقريبااميالعشرة ترم ) اعدادا كثيرة من النخيل فعرف المكان والقرية الت قامت حول ( خلع راشد ) غ وعندما هاجر السيد أحمد بن زينبتلك الاغراس الحبشي من الغرفة إلى مدينة خلع راشد، ثم وفاته يما سنة _ ١١٤٥ه‏ سميت مدينة خلع راشد ( حوطة ) أحمد بن زين الحبشي وهي تعرف ممذا الاسم إلى يوم الناس هذا، والمنطقة الت اختارها آل راشد لغرس احراش نخيلهم كانت عبارة عن منبسط فسيح من وادي حضرموت ( وادي سر ) عامر بالاطيان والزراعة يسرالناظرين } ثم غدى بفضل آل راشد اكثف منطقة بالنخيل البواسق بين شبام وسيئون ‏))©\٨ بأن مدينة ( خلع راشد ) قد اتخذت أسموللفققعلىانوا غير أننا لا (الحوطة) بعد أن هاجر إليها الشيخ الحبشي أو وفاته بما ث ذلك أننا نجد أن ‏ ٣٠٢‏_ه ١لدىسنةحىأسم خلع راشد يتردد للدلالة على ذلك المكان المؤرخ إبن حميد الكندي في (العدة المفيدة)، والمؤرخ الكندي هو إبن المنطقة قبل أن يكون مؤرخا، فلو أن ذلك المكان قد اتخذ إسم الحوطة قبل ذلك التاريخ لوجدنا صداه عند الكندي قبل غيره © فهو يقول مثلا عن أخبار سنة ‏ ١٣٠٢ه (( :في ربيع الثاني توفى الحبيب الصافي الفاضل محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن زين الحبشي بخلع راشد)) 0وهذا يعي أن ذلك المكان قد .أسم الحوطة بعل تلك السنة ‏)٠اكتسب فلا يعقل ان يتحدث الإمام باجمال عما لم يكن له وجود عيان في حياته } وحيت بعد مماته 3لم تكن ( الحخوط ) ظاهرة مرصودة تركت اثرها على ((٣٩٩ الخارطة الحغرافية الحضرمية 0وإذن & فلا بد ان يكون ذلك الحديث عن ( الحوط ) ليس للإمام صلة به، وانما هو من صناعة ( الخلف ) و تأليفهم نيابة عن ( السلف )، واما الغرض البين الواضح من ذلك ( الوضع )، فهر الزعم ليس بتصوف الإمام باجمال فحسب & بل وتصوف الاجيال قبله. حين يتحدث الإمام باجمال عن ( حكاية )، يبدؤها بقوله ( ذكر بعض الاخوان الثقات 3حكى )" 3 6وكان ينهي حكايته عن طريق التعليق عليها 3او الانتقال إلى فقرة جديدة 3ولكن يورد في الكتاب بعض الحالات المشاممة تماما 0ويبدؤها بقوله ( حكي ( أيضا ى غير ان تلك الحكاية تنتهي بإشارة انتهاء الكلام المنقول عن مصنفات الآخرين ( أ. ه ) & في حين ان تلك الحكاية غير منقولة عن مصنف محدد & كما ان اشارة انتهاء الكلام المنقول تلك، انما هي اشارة وتكنيك حديث جدا، وعلى كل ذلك ننتهي إلى ان تلك الحكايات المنتهية بتلك الاشارة، ليست من اصل كتاب الإمام باجمال & وانما هي من نقل ( الخلف ) من كتب اخرى & واضافوها إلى كتاب الإمام باجمال. وبعد، فاننا لسنا بصدد ايراد ( الشبهات ) الي تحيط بالكتاب ( المطبوع ) © ولا تتبع ( الصناعة ) في( المنسوخ ) 3وانما نحن بصدد الدلالة على اسلوب ( الخلف ) في تعاملهم مع تراث ( السلف ) باعتبار ذلك مثلا ومصداقا لمقولة الؤرخ الحداد ( :ان الأخلاف وجدوا فى سيرة الاسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم & فعمدوا إلى افنائها واعدامها )، ولهذا فاننا سوف نتعامل مع كتاب ( مقال الناصحين ) كما تعاملنا مع غيره من تراث السلف الذي نشره ( الأخلاف ) } بأكبر قدر ممكن من الحيطة والحذر، حتت لا نقع في مطب السذاجة والغفلة، الي تمز مصداقية الكتابة التاريخية من اركانما 0وتتردى بما في مهاوي الهمزالة والعبثية. موقف الامام باجمال من مسألة وجوب الايمان والتوحيد العقلي : يتفق أهل المباحث العقائدية الإسلامية على صحة مقولة المؤرخ الشهرستاني (٥٤٨ه‏ ) ( :ما سل سيف ف الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان )، ولعله يصح القول :ان الأمة لم تفترق وتتباين تباينا واضحا في قضية، كما افترقت وتباينت في موقفها من مسألة العقل والنقل & فقد اتفق أهل السنة والأباضية على ان الايمان والتوحيد انما يكون بالنقل عن الرسل ورسالاتمم } وان العقل الانسايي يقصر _ بدون هداية الرسل _ عن بلوغ القدرة على الإيمان بالله وتوحيده تعالى، وان دور العقل هو تأكيد ما جاء به الرسل عن ربهم، ولمؤلاء اسانيدهم من القرآن الكرتم، مثل قوله تعالى ( :وما كنا معذبين حي نبعث رسولا ) وقوله ( :او لم تأتمم بينة ما ني الصحف الأولى ) وغير ذلك كثير. الأمر على نقيضه لدى المعتزلة والزيدية } إذ يرى هؤلاء وجوب المعرفة الأعتقادية بوجود الله تعالى وتوحيده من خلال الفكر والنظر العقلي قبل النقل عن الرسل ورسالاتمم، وحجتهم في قولهم بالوجوب العقلي هي انهم يرون انه تعالى قد خلق الكون ليكون دليلا على وجوده جل شأنه، ثم انه تعالى قد أكمل الآلة العقلية للانسان للنظر في ذلك الدليل، وبالتالي فالنظر في الكون الذي هو امارة ودليل } لابد ان يؤدي إلى اثبات المدلول الذي هو الله تعالى 0ومن هنا كان العقل عند المعتزلة والزيدية يقضي بوجوب النظر لمعرفة الله حت ولو لم يكن هناك ني او رسول يدعو إلى ذلك، بل إن النظر في طريق معرفة الله تعالى هو أول الواجبات عندهم & وهذا هو مضمون قولهم ( العقل قبل ورود السمع )، هذا الخلاف بين الطرفين كما هو واضح يؤسس مذهبا دينيا في المسؤولية والجزاء وليس فقط بحرد خلاف في نظرية المعرفة ث وعلى أساس ذلك الخلاف والاختلاف دار بين الفريقين جدل ((٤٠١ ومناظرات أغنوا بما علم الكلام مباحث شيقة وعميقة. وهكذا نصل إلى القول بان المعتزلة والزيدية يرون بان قول أهل السنة والأباضية باولوية النقل على العقل { في مسألة الايمان والتوحيد، ماهو الا الاستدلال بالفرع على الأصل & وذلك لا يصح ه إذ ان الايمان بالله وتوحيده مقدم وسابق على الايمان بالر سل وصحة رسالاتمم. واما الصوفية فانهم يبطلون النظر العقلي ويرونه بدعة في الدين، بل هم يرون ( ان العقل حجاب |} لأنه في نظرهم يمنع الانسان من الاتحاد بالله، او على الاقل يحجب الانسان _ كما يقولون _ عن معرفة الله معرفة يقينية ح ومن هنا تشددهم على ضرورة الاستغناء عن العقل وأحكامه ‏)«. ‘"٨ وبالأجمال، فإن المعتزلة والزيدية يرون (أن اول واجبات النظر هو تحصيل لمعرفة بتوحيده وعدله و وجوب شكره على نعمائه وما يترتب على ذلك من الإخلال بما 0وهي :معرفة إجمالية قي حق المكلف العادي & كما أمم لا يجوزون التقليد في هذه المعرفة بأعتبارها من الفروض العينية... والخاهل به تعالى كافر إجماعا وتقليد الكافر قي كفره كفر إجماعا ”"". وي مسألة النظر العقلي المؤدي إلى معرفة الله تعالى وجوبا، يقول الإمام باجمال ( معرفة الوصف بالتمييز بين القديم والمحدث ( الله ومخلوقاته ) هو فرض متعين } فإمعان النظر في ذلك واجب، وتعلم حدودها لازم... وقال جماعة من سلف الأمة :لا بد للمؤمن في إعتقاده من البحث والنظر ووقوف على الادلة. ح تترسخ عقائده بما عنده من البراهين عليها & ولا يكفي التقليد ) ث". في النص أعلاه، نجد الإمام لكي يؤكد موقفه بوجوب النظر العقلي } اعتمد على حشد أكبر عدد ممكن من الالفاظ الدالة على ذلك، وهي :فرض متعين _ واجب -لازم _ لا بد _ البراهين _ الأدلة _ لا يكفي _، كل ذلك لا يعطي بالا للشك بان الإمام باجمال يرى ف المسألة رأي أهل الاعتزال والزيدية. ((٤٠٢ على انه من المهم القول ان الدعوة إلى ممارسة النظر العقلي في المسألة الألهية، لا تتم الا من خلال ممارسة ( علم الكلام )، ولقد رأينا علماء السنة يقولون بتحريه اما المعتزلة والزيدية فانهم يرونه العلم المؤدي إلى معرفة الله تعالى وتوحيده، وقي ذلك يقول الإمام محمد أبو زهرة ( :إذا سمعت الشافعي وأبن حنبل يذمان علم الكلام ومن يأخذ العلم على طريقة المتكلمين » فإنما المعتزلة وطريقتهم ارادوا بذمهما) “'"'. كما ان قول الإمام باجمال بانه في العقائد ر لا يكفي التقليد ) فهو أيضا قول المعتزلة والزيدية 0خلافا لأهل السنة الذين قال فيهم ( الجاحظ ) ( :هم العوام الذين يقلدون ولا يحصلون ولا يتخيرون، والتقليد مرغوب عنه في حجة العقل منهي عنه في القرآن ) ه{'"". ويقول الإمام باجمال أيضاً ) :أعلم ان أول كل شيء يجب على العبد معرفة صانعه وكيف صنعه & ثم التعبد له » وكيف يعبده، وبضد هذين الفصلين 0وهو الجهل والعصيان © وعلى هذين الفصلين اللذين هما العلم والتعبد } مدار الأمر كله.... لوجود الحق سبحانه ذاته وصفاته قديمة أزلية 0كاملة متزهة 3وما سوى الحق حادث ناقص، موجود بإجاده على وفق مراده... وفي الحديث القدسي : كنت كنزا مخفيا لم أعرف } فخلقت خلقا لكي اعرف ) «'". وقي النص السابق للإمام باجمال إند انفسنا امام نقص صريح الدلالة باولوية المعرفة العقلية ووجوبما في المسألة الألهية 0ولقد استخدم الإمام اداة العطف ( ثم ) للدلالة على (تالية) النقل } إذ ان العبادة لا تعرف الا عن طريق الرسل الكرام © ومن ناحيةاخرى آ فان قوله ( :فوجود الحق ذاته وصفاته قديمة أزلية 0كاملة متزهة } وما سوى الحق حادث ناقص ) يعن ان الإمام قد جعل الصفات الإلهية ( صفات ذات ) غير زائدة عنها & وهو قول المعتزلة والزيدية والأباضية 2خلافا لأهل السنة والمتصوفة. ((٤٠٢ كما ان الإمام باجمال وهو يؤكد قوله بوجوب النظر العقلي في المسألة الألهية وتقديمه عاىالنقل & لم ينس ان يورد ذلك الحديث القدسي & باعتبار الخلق الالهي لا بد ان يقود إلى وجوده وتوحيده، كل ذلك يتم من خلال ممج علماء الاعتزال الكبار في الاستدلال بالخلق على الخالق الصانع تعالى. وقي نص آخر، يقول إمامنا باجمال ( :وإعلم ان العقل به شرف الانسان على الحيوان، ولإجله توجه الخطاب والعقاب والتكليف & ولولاه ما وحد الله وعرف وعبد، وعلى قدر العقل ينال صاحبه شرف الدرجات ) {'"“، وفي آخر، يقول عن العقل ( :فانه لا تصح العبادة لله الا بالعلم © ولا تصح النية الا به، ولا يصح الزهد ولا تحتسب الأخلاق الحميدة الا به )"" © وهكذا يقول الإمام باجمال قول أهل الاعتزال والزيدية بقدرة العقل على معرفة الله وتوحيده، وهو الأصل في الخطاب الألهي عن طريق الرسل الكرام، ولولاه ما عبد ولا كان تكليف. وكذلك قوله ( :فانه لا تصح العبادة لله الا بالعلم، )... فان المعتزلة والزيدية يوحدون بين ( العلم ) والعقل } فإذاكان هناك حديث منهم عن العلم © فانما ارادوا به العقل.. وفي ختام مقالة ( العقل ) عند الأمام باجمال، نورد قوله في الأسلاف من أهل &،بل ومذهبالمسألة 3باعتباره ليس مذهبه فحسب حضرموت\ حيث يقول ( :اعلم ان أهل السنة من السلف والخلف & ومن له عناية بدينه 3شوفقة على نفسه & يكون المقدم عنده والأهم عليه بحثه ونظره وتفحصه في تصحيح عقائده في الدين © وترسيخها وتوكيدها بانوار العبادة الخالصة لله © .وتأييدها بالادلة والبراهين الصحيحة السليمةعن الرأي الفاسد والهوى المتبع ) نعم & امها طريقة السلف من أهل حضرموت، ليس في الايمان والتوحيد على طريقة ونهج الاعتزال فحسب، بل وحق في الدعوة إليه والعناية به ح حت يكون ((٤٠ ٤ الرجل مسؤولا عن تعليمه لخاصته & وإذ يقول في ذلك الإمام باجمال ( :ويجب عليك ان تعلم من يليك، من أهلك وولدك وعبيدك ما يلزمهم في دينهم من عقائد أهل الحق & "« ).... وهذا هو عينه قول الإمام سالم باقضل في القرن السادس الهجري، حيث قال في أحدى وصاياه ( :وأوصيك بتعليم أهلك وخاصتك مايحتاجون إليه من فروض الطهارة والصلاة وواجب العقيدة "")... وهكذا نحد أن جملة أقوال الإمام باجمال في المسألة الإيمانية لا تكاد تفارق ما يقوله الإمام الزيدي القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي ١٦٩ه_‏ -‏ ٤٦‏ه٢٦ أحد أئمة الزيدية في اليمن، ومعروف أن الزيدية لم تكن تختلف عن المعتزلة إلا في مسألة الإمامة وبعض القضايا الجزئية، فهي من ناحية العقيدة على مذهب المعتزلة إجمالا. حيث نجده يقول في المسألة الإيمانية (( :أن العبادة تنقسم على ثلاثة وجوه :أولها معرفة الله، والثانن معرفة مايرضيه وما يسخطه، والثالث إتباع ما يرضيه وإجتناب ما يسخطه، فهذه ثلاث عبادات من ثلاث حجج أحتج يما المعبود على العباد 0وهي :العقل والكتاب والرسول & فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود & وجاءت حجة الكتاب بمعرفة التعبد س وجاءت حجة الرسول بمعرفة كيفية العبادة } والعقل أصل الحجتين الأخيرتين لأنمما عرفتا به ولم يعرف بهما 0فافهم ذلك ))""". ()٤٠٥ موقفه من مبدأ البيع 7السببيخ : رأينا فيما سبق من هذه الدراسة } ان أهل السنة والصوفية ينكرون قانون السببية 2سواء كانت هذه السببية كونية او انسانية، إذ ائمم ( يرفضون الاعتراف بقيام علاقة الضرورة بين الاسباب ومسبباتما 5والإمام الغزالي يسميها ( الاقتران ) الذي جرت العادة ملاحظته بين الشيئين عند حدوث التغيرات لاحدهما، وينكر ان يكون هناك تلازم او علاقة بين الشيئين بحال من الاحوال... وهم يرون فيها رأيا خاصا يناقض رأي المعتزلةوالفلاسفة.. وهم أيضا :يحجبون عن مواد الكون وذات الانسان استطاعة الفعل والخلق والتأثير 0ومن ثم لا يخضعون وجود الاشياء او عدمها & ولا ظهورالافعال او انتفاءها & ولا التحولات الي تحري في الكون س في حينوالانسان، لا يخضعون شيئا من ذلك للمقاييس العادية او البشرية )"ؤ ( يتفق المعتزلة على قيام السببية وعلاقة الضرورة بين الاسباب والمسببات، وهم بذلك يخالفون ويتجاوزون الخبرة ( أهل السنةوالمتصوفة ) الذين ردوا كل الاسباب إلى الله تعالى، ورفضوا ان يعترفوا بمبدأ السببية بين الانسان والافعال ).ث"“ © واما موقف الإمام باجمال من هذه المسألة، فيوضحه قوله ( :تعرض لنفحات ربك باسبايما 3وآتوا البيوت من أبوايما 3سنة الله ال اجراها بحكمته في عباده ترتيب المسببات على اسبابما & فبالحركات تتترل البركات ڵ والهز للشجرة تسقط الثمرة، واما العجز فهو ابدا عقيم )”"‘، نعم، سنة الله الن اجرها بحكمته 0هي ترتيب الاسباب على مسبباتما 3وذلك هو موقف أهل الاعتزال والزيدية والفلاسفة، خلافالأهل السنة والصوفية. ((٤٠٦ موقفه من قد رة العقل على التحسين والتقبيح العقليين : لقد بينا فيما سبق الموقف المعتزلي للإمام باجمال من مسألة الايمان والتوحيد هذا انه يقول أيضا موقفهم بقدرة العقل على التحسين والتقبيحالعقلي 0ومع العقليين، أي ان القبح والحسن صفات ذاتية في الأشياء والافعال، قادر العقل على ادراكها، وان دور الشرع، هو الاخبار عنها بالمدح للحسن، والذم للقبيح، وقي هذا يقول الإمام باجمال ( :قال ( :ص ) :الحيا ءمن الدين )حديث مشهور، فهو ( الحياء ) ركن قوي في الدين، يبين عليه كثير من اموره، ويمتنع المرء بسببه عن كثير من الافعال القبيحة في العقل أو المذمومة في الشرع ""().وذلك هو موقف أهل الاعتزال والزيدية © خلافالقول أهل السنة والمتصوفة، الذين يرون عكس ذلك } أي ان الاصل في التحسين والتقبيح انما هو الشرع. موقضه من قد رة العبد على اختيارأفعاله : يرى أهل السنة والمتصوفة & ان الانسان لا يخلق افعاله باي حال من الاحوال، وانما هي مخلوقة لله تعالى 0فهو وحده الخالق لها } وما الانسان الا كالريشة في مهب الريح، يحركها كيف يشأ. وليس الامر كذلك عند المعتزلة والزيدية في هذه المسألة 3فقد اتفقوا على ان افعال الانسان غير مخلوقة لله تعالى، وان من قال ان الله خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه، ذلك لأن هذه الافعال متعلقة بالانسان } فلا يصح ان تتعلق بالذات الإلهية 0لأنه يستحيل ان يكون فعل واحد مفعولالفاعلين 0ومقدورالقادرين } واثرالمؤئرين، كما اتقفوا على ان افعال العباد من تصرفهم وحادثة من جهتهم © على مع ( الحدوث ) وليس على مع ( الكسب ) كما اتفقوا على ان العقلاء (٠٤ا‎(٧ على اختلاف احوالهم يعترفون بان الفاعل المختار، انما يأتي افعاله بحسب قصده ودواعيه هو 0كما ان هذه الافعال تنتفي بحسب الكراهة والصوارف عنها والموانع الق تمنع من مباشرقما 3كما إم رأوا ان وصف الانسان بانه ( فاعل ) لافعاله هذه انما هو وصف على جهة ( الحقيقة ) وليس على جهة ( انحاز ). وردا على قول الأشاعرة بأن قدرة العبد غير صالحة للإيجاد ( الخلق ) & وقي المع الذي ذهب إليه الإمام باجمال & يقول الإمام الزيدي يحيى بن حمزة ٦٦٩ه_‏ - ‏ ٩ه ف دفاعه عن حرية العباد في إختيار أفعالهم (( :إنا نعلم بالضرورة أن كل عاقل يعلم من نفسه أن وقوع أفعاله موقوف على حسب دواعيه & ولولاها لما وقعت، وأنه مت مسه الخوع وأمكنه تناول الطعام وقع أكله لا محالة ث ومت اعتقد فيه سما أنصرف عنه... فلو كانت أفعالهم فعلا لغيرهم لبطل ما نعلمه من مطابقة الدواعي لها وجودا وعدمام "". ويرى الإمام باجمال ( :ان القلب يكون فعله المنسوب إليه المواخذ به عن ارادة واختيار، لا يغلب عليه بالاكراه، فلهذا تجاوز الله عن المكره، فلو اكره انسان على فعل، ففعله مكرها، لم يضره & لعدم اختياره وقصده، إذ القلب مطمئن بضده، ومتميز عن رغبته ووده، وانما الاعمال بالنيات. "“). نحن هنا امام فعل منسوب إلى فاعله الذي فعله عن ارادة واختيار وبلا اكراه 0ولقد استخدم الإمام باجمال عدة ألفاظ في ذلك النص للدلالة على الاختيار والمسؤولية _ المنسوب _ المواخذ به _ ارادة _ اختيار _ لا يغلب عليه الاكراه _ القصد _ رغبته _ وده _ وعلى ذلك فان النص اعلاه مشبع بالدلالة على موقف الإمام باجمال الذي يرى الأمر على مذهب المعتزلة والزيدية 0وخلافا لأهل السنة والمتصوفة. )(٤٠٨ ولما كانت المعرفة وتحصيلها لا يتم الا من خلال فعل } فقد كانت المعرفة الانسانية وتحصيلها أحد الامثلة ال تحدث عنها أهل العدل والتوحيد من خلال حرية الانسان، وقرروا ان المعرفة الانسانية انما هي وليدة التجربةالانسانية وطريق تحصيلها تجربة الانسان في الحياة ‏. ٠ فليست المعارف الانسانية إذن نتيجة لكشف رباني } كما ذهب إلى ذلك المتصوفة، او نتيجة ومقدرة لله تعالى، ليس للانسان يد في تحصيلها حسب نظرية أهل السنة. وفي هذه القضية المتفرعة من مسألة ( افعال العباد ) يقول الإمام باجمال : ( والعقل أصله الغريزي، انما يتسع بحاله ويرتفع مقامه، باعماله بالفكر والنظر ‏).٠الصحيح الصائب بالفهم الثاقب ودوام التجارب وهكذا نجد أن معتزلة حضرموت، شأنهم شأن المعتزلة والزيدية، يولون عناية كبيرة إلى مسألة أفعال العباد، ليس فقط من أجل بيان وإبراز العدل الإلهي في مسألة النواب والعقاب، أو تتزيهه تعالى عن القبائح ال يقوم يما الإنسان، بل ولأن للمسألة يعداً آخر عقائدي أيضاً 3ولكنه أكثر عمقا وأبعد غورا ى وأشد خطورة على المسألة الإيمانية. ويكاد يقوضها من أساسها، ذلك البعد يوضحه الإمام يجى بن حمزة بقوله (( :إن القول بأن الله خالق أفعال العباد يسد باب معرفة إلهية الصانع والعلم بصحة النبوة وكونه تعالى صادقا في خبره ومعرفة صحة الشريعة ويفضي إلى خرق الإجماع، وبجمعها أمور خمسة)) ("“‘& وبعد أن يشرح ويفصل تلك الأمور الخمسة & ذهب إلى بيان قول الخبرة بقوله (( :واعلم أن الخبرة متفقون على عدم إستقلال العبد بالتأثير في فعله، ثم اختلفوا بعد ذلك، فذهب الأشعري إلى أن الإيجاد بقدرة الله تعالى، وأن معين كون العبد مؤثرا مقارنة قدرته مقدور حصل من جهة الله تعالى & وهذا هو الكسب عنده 3وذهب القاضي (لعله الباقلاني) منهم إلى (()٤٠٩ أن الإيجاد بقدرة الله تعالى } وأن تأثير العبد في كونه طاعة أو معصية © وهذا هو الكسب عنده } وذهب الخوي إلى أن الإيجاد كما هو حاصل بقدرة الله تعالى، فهو مذهبهمخااصة© هذه عندهحاصل بقدرة العبد عند الإختيار ل ولا معن للكسب في الكسب)) ”'‘‘. موقفه من تصوف الحلول والاتحاد : يحدد الإمام باجمال موقفه من التصوف الفلسفي © من خلال الاستشهاد بقول الشيخ ابراهيم بن محمد باهرمز ( من أعلام مدينة شبام في القرن العاشر الهجري )، حيث يقول ( :اشهد ان الله سبحانه موصوف بكل كمال & برئ من كل نقصان، وان الله سبحانه لا يحل في شيء ولا يحله شيء، بل هو على ما هو عليه كان قبل تكوين الأكوان ) ‏. ٠٧ موقفه من أهل التصوف على طريقة أهل( القر ) التصوف الستي على طريقة الامام القزالي : يقول الإمام باجمال وهو يرصد تغير الاحوال في القرن العاشر ( :واعلم ان الناس اليوم في عقائدهم في زعمهم للصالحين © هم فيها كخبط عشواء © تصيب خطوة، وتخطئع خطوة، او كحاطب ليل، ربما جمع في حطبه من الأفاعي والحيات ما فيه عطبه © فترى كثيرا من الناس يساعد ( الموسومين بالفقر ) في هذه الجهة على ذلك } فإذا سألته عنالمعاصي والخطايا قي مواطن كثيرة، او يشاهد بعينه منهم حاله معهم & يقول ( :انا أحبهم لله 0ولي فيهم حسن ظن، وحسن عقيدة ).فهذا القول والزعم غاية الضلال عن الحق المبين، ومنتهى كيد ابليس اللعين © فقد ظفر ()٤١٠ مم جميعا 3فلما افتضحوا بالمخالفة.. اصطلحوا على الموافقة. وضحكوا بما به هلكوا. "٠{(). ‎ موقضه من المسألح التأويليخ : من المعلوم ان كل من الشيعة الائناعشرية والاسماعيلية والمتصوفة هي الفرق الإسلامية ال اسرفت ف تأويل النصوص الدينية (القرآن الكريم والحديث الشريف) 3وخرجت ف تأويلها له بعيدا عن الالتزام باساليب اللغة العربية وخصائص البيان العربي، أي اممم لا يعتمدون في التأويل على المواضعة وقصد المتكلم والقرينة او الدليل، وفي الدائرة الصوفية والشيعية ( أهل العرفان ) بحد ذلك الاسلوب في الاسراف التأويلي هو عماد كتاب ( فصوص الحكم ) لإبن عربي صاحب التصوف الفلسفي © وهو أيضا عماد الإمام أبي حامد الغزالي في تفسيره ( :جواهر القرآن ) الذي قدم فيه قراءة هرمسية بممعن الكلمة للقرآن وعلومه اللغوية والدينية. اما فقهاء أهل السنة والمعتزلة والزيدية والأباضية فقد التزموا بظاهر النصوص وعدم الخوض بتأويلها الا عند الضرورة القصوى مع الالتزام بشروط التأويل خاصة مقتضيات لسان العرب وبيائمم. وموقف الإمام باجمال يوضحه قوله ( :لا تعدل عن ظاهر النصوص في الأحكام واعزل عقلك عن التأويلات الفاسدة، فقد ضل بما من لا خلاق له في الآخرة ‏. '٠”). وقوله ( من لا خلاق له في الآخرة ) تعبير قرآني يقصد به الذين لا يرحمههم الله يوم القيامة 5والذين لا رحمة لهم يوم القيامة هم المغضوب عليهم من أهل الكفر والشرك، فهل اخرج الإمام تلك الفرق التأويلية من دائرة الإسلام ورمى ((٤١١ يهم في دائرة الكفر والعذاب المقيم". هذا من ناحية © ومن أخرى، فان الإمام ومن خلال ما سبق ان اوردناه من نصوصه، قد خرج من دوائر أهل السنة والأباضية والتشيع الاثناعشري والاسماعيلي ودائرة التصوف، ولكنه بقي متمترسا متحصنا فى دائرة الاعتزال والزيدية 5وإذن © فان موقفه من المسألة التأويلية يصدر عن موقف أهل الاعتزال والزيدية. موقه من الحياة ومعضلاتها وبناء التشخصيخ العصاميحخ وطلب المعالي : لما كان الفكر المعتزلي والزيدي هو في جوهره ( فكر بناء، يعلي من مترلة الفرد ويحطم القيود الي تحد من حريته في الرأي والعمل & ويفتح أمام العقل آفاقا للتفكير والابداع 3وذلك من خلال مبدأ ( الاختيار ) وعلى العكس من ذلك الفكر ( الجبري ) المثبط الذي يجعل الفرد ريشة في مهب الريح © خانعا مستسلما ( للقضاء والقدر ) عاجرا متواكلا باهت الشخصية ) ”‘، فقد اهتم المعتزلة والزيدية ببناء الشخصية وحئها وتربيتها على طلب المعالي والسؤدد في الحياة الدنيا. وهو الأمر الذي طبع شخصية علماء الاعتزال س على ما اوضحه زهدي جار ا له وذكرناه في حينه » وحق في بحال الارزاق يرى المعتزلة انه يجوز انه تزيد وتنقص بالطلب والتواني، وفي هذا المجال يقول الإمام باجمال ( :اعلم انه لا يرغب عن معالي الأمور ومكارم الاخلاق ويزهد فيها 0الا خسيس النفس، دنيع الهمة } معدود من الاراذل اللئام } اما السادة الكرام والقادة الاعلام فانما رغبتهم فيها } وحرصهم بكل حال عليها 3وتطاولهم ومنافستهم فيها وعليها & واقوالهم في الثناء عليها وعلى اربابما مشهورة } وافعالحم منشورة. )_ ). ()٤١٦٢ ويقول أيضا ( :فتعود علو الهمة وارتفاع العزيمة في كل الاحوال والافعال © فهي اصل كبير وأساس أكيد 3لتحصل خصال السادة من الرجال المقتدى بمم في الأفعال والأحوال، دون المتصفين منهم بصفات الانذال، الذين دنت بهم هممهم وهدت بمم عزائمهم إلى حضيض الخصال، فصاروا من الدناة الارإذل اللئام في غالب الأحوال © فكم من رجل قد انحط من المراتب الرفيعة بعد نيله لها، إلى البقاع الوضيعة ٤فصاروا‏ من أهلها } بتعاطي الهمة الدنية النازلةحضيض فافهم ) ‏( 3 ٠ويقول أيضا ( :عود نفسك فعل المعالي، وترك الدنايا 7وتحمل في ذلك المشاق & وصابر وجاهد على اعتياد ذلك، فتظفر بالهمة العالية في كل خير ) (ث. ويقول أيضا ( :أعلم تحقيقا 5ان علو الهمة، وارتفاع العزيمة ء مطلوب في كل امر من الأمور & مرغوب فيه جدا عند العقلاء والحكماء والرؤساء وذوي الصيانة والمرؤة والديانة (. ‏, (٥٢ وبعد & ليس من حقنا ان نحاسب امامنا باجمال على اسلوب الانكار بالالفاظ الشديدة القسوة والخارحة على المخالفين 0مثل ( خسيس النفس، دننء الهمة © الأراذل 3اللئام )... الن هي بالتأكيد القاطع ليست من الفاظ أهل التصوف او الفقه الجرد، وانما هي من أساليب الانكار المذهبي العقائدي وعلماء الكلام © وتصدر عن خطابمم الذي هو خطاب دفاعي قطعي لايقبل المغايرة والاختلاف، وهو هنا يصدر عن خطاب أهل الاعتزال والزيدية في ردهم على نظرة ( الجبرة) المخالفة لهم. ان موقف الإمام باجمال من الحياة ومعضلاتما والدعوة والحث على علو الهمة والعزيمة في طلب المعالي، يتطابق مع نظرة الإمام عبدالله بن عمر بامخرمة الذي توصلنا إلى زيديته فيما سبق & حيث يقول الإمام بالخرمة " :ث ((٤١٣ فسبلهاترتميالمطاياودعزم الركاب وحلها من عقلها وخلهاعنكالذلديارواتركالاوطان في طلب العلاوابعد عن وترق من طل لطائل ويكهاولا ترض من دون النجوم بمنزل بعد عزم غزفانقضت وحلتلا ترجعن القهقرى مثل الني الخيرات تجمع شملهافبجمعكوترق في العلياء إلى غاياتها قن اللئام في الاحتجاج لبذلهاوانصب لكسب المال كي تكفي به عين الرجالة ان تكن من رجلهافركوبك الأهوال في تحصيله وح الموقف من المال وتحصيله 5فان موقف الإمام باجمال هو بعينه موقف الإمام بامخرمة الوارد في تلك الابيات. حيث يقول الإمام باجمال ( :فبذل المال محمود بكل حال، طلبا لمكارم الاخلاق، او اكتسابا وجلبا لها، او دفعا لرذائل الصفات ودنئ الشيم } ووقاية لعرض المرء عن ثلب السن السفهاء، او طلبا للأجروالثواب، او اعانة بالمال على النوائب وسد الخلات ودفع المصائب، او سماحة _ خلقا وطبعا _ والكل محمود، وهو به مشكور مأجور. < ). وقوله أيضاً ( :وأهل الفضل والمرؤة يتناولون المال بسماحة النفس مع سلامة الدين » صيانة للنفس عن مواقف المذلة فيه 0والعوض على اللوم & والانذال يجمعون المال وان تسمخت منه الأحوال، فانما خلق الله المال عونا على الدين © وصونا عن الشين، وأهل الفضل والعقل يسمحون بالكثير من المال إلجلب جميل الاحوال، او لدفع قبيح الخصال، واللئام بعكس ذلك المثال ).ثث‘. نعم انه نفس الموقف تماما ث حت في استخدام لفظة ( اللئام ) في الانكار على المخالفين، وان كان الإمام باجمال قد زاد عليها لفظة ( الانذال ). وان كان لنا ان نمثل لموقف أهل السنة والمتصوفة من الحياة والسعي لكسب المال الحلال 2والكد في سبيل تحصيله } فاننا لن نجد مثالا أفضل من موقف الامام أبي ()٤١٤ حامد الغزالي الذي يمثلهم جميعا } ففي كتابه ( مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرة علام الغيوب ) بجده يخصص ابوابا للمواضيع التالية :في ترك الدنيا وذمها _ في القناعة _ في فضل الفقراء _ في ذم المال _ في التواضع والقناعة _ ف الصبر والرضا والقناعة _ في ذم الدنيا والتحذير منها _. واحسب اننا لسنا فى حاجة إلى القول بان موقف المعتزلة والزيدية من الحياة ومعضلاتما 0وسعيهم إلى بناء الشخصية العصامية، انما هو امتداد موقفهم الفكري من الحياة وقولهم بقدرة العبد على اختيار افعاله 3وبالتالي قدرته على تغيير احواله من خلال ممارسة العقل والعلم ودوام التجارب بعيدا عن النظرة( الخبرية ) وما فيها من تواكل واستسلام للمشكلات والمصاعب واعتبارها مقدرة على العبد من الله تعالى. موقه من الامامح المقتصبح اوالجائرة اوالماسقح : يرى أهل السنة والمتصوفة عدم جواز الخروج على الإمام المغتصب للولاية الشرعية او الإمام الجائر او الفاسق، وذلك مخافة الفتنة ء حسب مبدأ ( درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ) & هذا من الناحية الفقهية الجردة & اما من الناحية العقائدية الصوفية، فان التصوف بما انه يعين خلع العناية بالدنيا والخلق، واتخاذ السلوك إلى ملك الملوك، فانه يتقاطع تمام التقاطع مع مجرد التفكير في الثورة او الحكم والولاية والسلطة © ذلك ان الولاية تعي فيما تعي الملك والجد والعزة و منازعة الغلبة والقهر والاستئثار وممارسة التخاصم والتنازع مع الغير. وكل ذلك قمة اعمال أهل الدنيا المقبلين عليها ى وعلى ذلك الأساس يتقاطع التفكير في الغورة او في الحكم والولاية مع الفكر السيني والصوف ( وهل يكون الفكر السي الا صوفيا ) © ومن الناحية ((٤١٥ العقائدية أيضا فان أهل السنة والمتصوفة انطلاقا من قولهم بعدم قدرة العبد على اختيار اعماله وأفعاله 3فانمم يرون ان كل ما في الكون انما هوة مقدر لله تعالى. وبقضائه وقدره، وان الظلم والجور الذي يقع على الناس، انما هو كذلك مقدر عليهم منه تعالى، ولو لم يكن مقد ر عليهم لما استطاع الحائر او الظالم ان يظلمهم او يجور عليهم، ولهذا فان مقاومة الظلمة وأهل الجور انما هو رفض لقضاء الله وقدره. وإذن فان الثورة والخروج على الإمام الحائر او الفاسق تتقاطع مرة اخرى مع الفكر السي والصوف “«. ث6 هذا الموقف لأهل السنة والصوفية من السلطة المغتصبة والإمام الخائر او الفاسق & يتعارض مع مواقف مذاهب حضرموت التاريخية :الأباضية والمعتزلة والزيدية } فالأباضية يوضح موقفهم الفقيه العالم الاباضي ابو يعقوب يوسف في كتابه ( الدليل والبرهان ) © حيث يقول :الوررجلاني ٥٠٠ه٥٧٠-‏ ه ( أعلم يا أخي ان مذهب أهل الدعوة في الخروج على الملوك الظلمة والسلاطين الجورة جائزة وليس كما تقول السنية انه لا يحل الخروج عليهم ولا قتالهم بل التسليم لهم على ظلمهم ) «ثى. ولسنا في حاجة إلى القول ان ذلك الموقف الاباضي من الظلم والخور واهله انما يأتي من حرصهم والتزامم بمبدأ ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ). واما موقف المعتزلة والزيدية، فانه نفس موقف الأباضية في رفضهم التسليم خلافالأهل الظلم والجور والمغتصبين للإمامة والوالاية من أهلها بالشوكة والغلبة لأهل السنة والمتصوفة، ويأتي ذلك الموقف من مبدئهم وقولهم بقدرة العبد على اختيار أفعاله ولهذا فقد تبنوا الفكر المناهض لفكر الخبر 2أي فكر الحرية والاختيار » قي تقويض النظم الحائرة وتحرير الناس من الطغيان والطغاة __ ث© & كما ان مبدأ الاختيار عند المعتزلة والزيدية ( ينطوي على بعد سياسي مؤداه الحض على محاربة ()٤١٦ السلطة المغتصبة على أساس أن وجودها نتيجة لفعل بشري واسقاطها لا يتم الا بفعل بشري مضاد ما دام الانسان حرا في صنع افعاله )“"‘'. ولسنا في حاجة إلى القول بان موقف المعتزلة والزيدية على ما بيناه أعلاه © لا ينفصل عن تمسكهم بمبدأ ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )، وان ارتبط (نظريا) بقولهم بالاختيار. وموقف الإمام باجمال من تلك السلطات لايخرج عن مواقف مذاهب حضرموت التاريخية } إذ نجده يقول : ( :قال (صر) :سيأتي زمان، من تمسك فيه بعشر ما انتم عليه اليوم.. نجا )، قال المحققون } :من السلف والخلف :معناه محمول على النهي عن المنكر والأمر باللعروف & ففي الصدر الأول لا يكاد يبدو منكر الا تبادروا لأزالته فأزالوه © ولا معروف الا تسابقوا له وفعلوه، فانحسم الشر، وانقطع كيد اللعين، وفي آخر الزمان تكثر المنكرات & ويتظاهر بما أهل الفساد 0وتسلب الشوكة والغلبة 3فلا يكاد احد يقوم بعشر الانكار فيها والزجر لأهلها 3لكثرتما وخوف الحتف والتلف من أهلها ).‏(.)٦٠ ان الإمام باجمال في النص السابق © يرى ان طريقة اهل حضرموت ( السلف )، وطريقته هو وامثاله من ( الخلف )، انما هو طريقة صحابة الرسول الكريم في صدر الإسلام، فهم إذ ينهون عن المنكر، فائمم إنما يقومون بأزالته ومحوه، وليس بجرد الدعوة إلى انكاره & ولهذا فقد انحسم الشر في عهدهم وزال الباطل والفساد، وفي عهد الامام باجمال ( آخر الزمان ) فانه قد كثر المنكر وسلبت الشوكة والغلبة الحق من أهله } وتظاهر بالمنكر } فلا بد من إزالة المنكر ورد الحق إلى أهله 0وإذا كان الناس لم يقوموا بما هو مطلوب منهم على طريقة السلف (()٤١٧ والخلف، فما ذاك الا مخافة بطش السلطان المتغلب الحائر 8وليس مخافة الفتنة فى الدين المؤدية إلى انشقاق الأمة وضعف دار الإسلام امام أعدائه. كما ان الإمام باجمال يورد احاديث نبوية تدعو ضمنا إلى اقتلاع الظلم وولاته والنورة عليهم » منها ( :من أعان فاسقا } فقد اعان على هد م الإسلام ) ‏" 5٠و( من دعا لظالم بالبقاء فقد احب ان يعصي الله في أرضه ) ‏«(© ‘‘١ على ان هذا الحديث الأخيرله بعد آخر مذهبي عقائدي اضافة إلى بعده السياسي الثوري، ذلك انه يع ان الله تعالى يعصى في ملكه & وذلك من خلال خروج البشر عن اوامره ونواهيه 3وظلم الظالم وجور الحائر، انما هو عصيان لامره تعالى 0 وهذا ما تقول به المعتزلة والزيدية ”"") 3خلافا لأهل السنة والمتصوفة وغيرهم، إذ للعتمد لدى أهل السنة والمتصوفة هو قولهم ( :ما شاء الله كان ومالم يشالم يكن )، أي انه تعالى لا يعصي في ارضه وملكه. لقد كان الإمام باجمال احد قادة ثورة شبام وعلماء حضرموت وتعرض بعدها، هو وشيخه الإمام معروف باجمال لعسف‏٩ ٢ه_ ٩٥٨ه السلطان بدر أبي طويرق، ولهذا يصرف موقف الإمام من السلطة المغتصبة والحائرة والفاسقة إلى انه يعني السلطان بدر وولاته وحكامه، والإمام لا يخفي تبرمه وضيقه وانكاره لما آلت إليه الأمور في البلاد في عهد السلطان بدر (، خاصة وان الإمام قد انتهى من كتابه ( مقال الناصحين ) سنة _ ‏ ٩٥٢٣ه_ _ أي اثناء الثورة وصنفه في ظل اشتعال اوارها، لهذا نجده يقول ( :ولكن عز الولاة أهل الصلاح، وغلب هذا الوقت ولاة الفساد والخور، وأحق الناس بصحبتهم من ساعدهم على ظلمهم وعاضدهم على غشهم } وخاب وخسر الوالي والوزير والمشير والمتشير ©'"( ).ء وقوله أيضا ( :وقد قل القائم النافع لفساد الولاة والأمراء )(ث‘©٠‏ © وأيضا قوله : ( فما انقل وزر الولاة بمذه الجهة، فاممم السبب في اهمال الامور وانتشار الشرور } ()٤١٨ وضنك المعيشة على أهلها والتجاهر بالفواحش وعموم الجهل وانقراض العلم وشبه ‏ (١١ؤ ومنه أيضاً ( :وسبب فساد هذه الهة ي دينها ودنياها » جهل ولامماذلك) وسلاطينها، واهمالهم للرعية وعدم الحماية والدفع عنهم، فتناقصت الأمور بسببهم } فالتبعة والموآخحذة أيضا عليهم ( ‏(.)٨٧ سقوط إمامة آل محمد الكثيري الأباضية في شبام في يد السلطان بدر : أطل القرن العاشر الهجري وشبام تحت سلطة الإمامة الأباضية لآل محمد بن عبد الله الكثيري المتحالفة مع بقية القوى الأباضية في منطقة الوادي لمواجهة الدولة الكثيرية الأخرى الزيدية المذهب ( دولة آل عبدالله )، ولما ظهر على المسرح السياسي السلطان بدر ابو طويرق ومشروعه الانقلابي السلطوي السي الاعتقاد. كان القضاء على الكيانات الأباضية ف البلاد أول المهام ال وضعها السلطان بدر نصب عينيه & ولهذالم تغب شبام آل محمد الكثيري عن مخطط السلطان بدر } وإذاكان السلطان بدر قد تولى مشاركة أخيه الإمام الزيدي محمد بن عبد الله الحكم ‏ ٢٦‏_ه » ٩فانه فى نفس تلك السنة باشر مهاجمة الكيانات الأباضية، مبتدئاسنة بامامة آل محمد الكثيري في شبام ( :فتلقوه آل محمد الكثيري، وهم عيال عبد الله بن محمد وسيف بن محمد فقبضهم هم ومن معهم، واقبل إلى شبام } فاراد قتالها و لم يكن فيها الا آل محمد بن بدر، فخيروه بين ان يقاتلهم ويأخذونما عنوة، وبين ان يديها 5فوداها في ذلك اليوم، هي وباقي عراصهم © وهي :ذي اصبح | وموشح، والغريب، وحذية } فأخذهن ( بدر ) & وخرجوا آل محمد إلى هينن ) (). ()٤١٩ ما يهمنا من حديث المؤرخ ( الكندي ) هو ان آل محمد الكثيري تلقوا السلطان بدر وقواته ( المتعددة الجنسيات ) تحت القيادة التركية والمسلحة بالبنادق لت لم تعرفها حضرموت من قبل، ثم اممم انهزموا نظرا لعدم تكافئ السلاح على الأقل 3ثم ان السلطان بدر اسر قيادتهم المقاتلة، تم هجم على شبام & وحينهاادرك ممثل آل محمد في المدينة انه لا طاقة له ببدر وقواته © فسلم المدينة والعراص التابعة لاء واما ان تختار القيادة السياسية لأمامة آل محمد مدينة ( هينن ) منفى اختياريا لهم } فذاك هو عين الصواب والحكمة السياسية، إذ اممم هناك سوف يكونون في حماية حلفائهم ( الظلفان ) ولاة هينن 0وتحت حماية قبيلة مد الأباضية القوية الشكيمة والمنعة في منطقة الكسر، وربما خطط الطرفان الكثيري والنهدي في قادم الأيام لانتزاع شبام من يد السلطان بدر، غير ان السلطان لم تفته خطورة وجود القيادة السياسية لآل محمد الكثيري في منطقة الكسر وفي حماية قبيلة مد، لهذا نراه في سنة ‏ ٠ه يعتقل قيادة آل محمد، ممثلة قى محمد بن بدر بن محمدو محمد بن عبد الله » ولقد مات الأول في السجن بعد ستة عشر عاما، واطلق الثاين سنة ‏٩ ٤٨ه “{.'‘٨ ثورة الأباضية والزيدية في شبام ٩٤٢ه‏ ۔ ٦٥٨ه۔‏ : ممالا شك فيه انه كانت لآل محمد الكثيري امامة أباضية في شبام & هذه الإمامة كانت قد اخذت مشروعيتها من البيعة على الطريقة الإسلامية، و لم تكن امامة الشوكة والغلبة 3ومما لا شك فيه انه كان في شبام واعراصها وجود اباضي قوي سو غ شرعية تلك الإمامة او الولاية 5فلو اخذنا احدى عراص تلك الإمامة } مثل قرية ذي اصبح، فاننا نجد المحقق الحبشي يقول عنها ( :من قدامى بلدان حضرموت، وكان بهما كثير من الأباضية )("'. ((٤٢٠ غير ان ذلك لا يعي ان شبام كمدينة كانت في حالة نقاء مذهبي اباضي © فلقد مرت شبام بمرحلة السيادة السلطوية المعتزلية ممثلة بامامة آل دغار، مما يعن ان الوجود الأباضي القوي في شبام في القرن العاشر الهجري كان يتعايش مع الوجود للعتزلي _ الزيدي، ولولا ذلك الوجود لما كان للإمام محمد بن عمر باجمال مسو غ لوجوده ونشاطه العلمي والسياسي. ولعل القارئ الكرنم يستغرب مثل ذلك التعايش الاجتماعي والعلمي بين الأباضية والمعتزلة _ الزيدية في المجتمع الحضرمي، غير ان ذلك الاستغراب ينتهي إذاأخذنا بعين الاعتبار ان زيدية حضرموت لم تكن علوية الهوى، بل هي زيدية ( عثمانية ) كما قال عنها الامام السخاوي وبيننا مقصوده في حينه 3هذه ( العثمانية ) تتسع برحاية صدر لذلك التعايش، بل هو أساس ( العثمانية )، هذا من ناحية 5ومن أخرى، فان المعتزلة يقدمون الأباضية والخوارج على أهل السنة قي الفضل والعبادة } فهذا الإمام الجاحظ يرد على أهل السنة بقوله : ( واما قولهم ( أهل السنة ) :النساك والعباد منا. فعباد الخوارج ( مصطلح الخوارج لدى المعتزلة يضم الأباضية أيضا ) وحدهم أكثر عددا من عبادهم على قلة عدد الخوار ج في جنب عددهم & على انهم ( الخوارج والأباضية ) اصحب نية واطيب طعمة وابعد عن التكسب و أصدق ورعا وأقل زيا وادوم طريقة وابذل للمهجةءو أقل جمعاً ومنعا وأطهر زهداً وجهداً )""" وممالا شك فيه ان استيلاء السلطان بدر على شبام واسقاط امامة آل محمد الكثيري فيها، انما يعن من المنظور الاباضي المعتزلي _ الزيدي ان حكم سلطته، انما هو حكم السلطان المغتصب لحق الولاية الشرعية من أهلها بالشوكة والغلبة، ولقد بيننا فيما سبق ان الإمام باجمال ينظر إلى سلطة السلطان بدر على انما سلطة الغلبة والشوكة والخور والفساد & وما من شك ان الإمام باجمال يصدر في حكمه على سلطة السلطان بدر عن رأي بجتمع ()٤٦٢١ شبام أباضية وزيدية } وامام هذه الحالة فانه يجب على الأمة مقاتلة ذلك السلطان وانتزاع الحق منه ورده إلى أهله 3وإذن لم يكن لأباضية ومعتزلية شبام السكوت عن تعبيروفسقه وظلمه حسباغتصاب السلطان بدر لإمامة آل محمد ولا على جوره الأ باضية و المعتزلية ق الإمام باجمال } تماما كما هو الخال بالنسبة لكل القوى حضرموت الت هبت كلهالمقاتلة السلطان بدر واستعادة اماماتما الشرعية العقد والبيعة إلى مواقع السلطة والولاية 3وممالاشك فيه ان انكشاف المشروع الانقلابي السي العقائدي للسلطان بدر قد دفع بالأمور في البلاد إلى ذلك الانفجار المقاوم له البلاد & ومن اقصاها على أقصاها. وعرضا على طول قائد الثورة :الإمام علي بن عمر بن جعفر الكثيري : أبوه عمر بن جعفر الكثيري الذي قتله أخوه متولي الدولة الكثيرية عبد الل ‏٩ ٠٦وهقتل معه أيضا أخاه الآخر بدر، و لم تبين المصادر سبببن جعفر سنة _ قتلهما 4على اننا نرى ان ذلك القتل لا يخر ج عن السبب المذهبي والصراع العقائدي بين الدولة الكثيرية والقوى الأباضية، بما فيها القوى الأباضية داخل الدائرة الكثيرية ث ولعل هذه تكون اكثر خطورة عليها من أباضية الآخرين { ما قد يدفع بالأخ لقتل أخيه 3وهو الأمر الذي حدث كنيرا في التاريخ الإسلامي. مع ملاحظة صرف أي قول بالتصوف إلى الأباضية والزهد الاباضي 3قال } :عنه المؤرخ أبن هاشم : السلطان علي بن عمر بن جعفر بن عبد الله بن علي بن عمر بن كثير » فحل من فحول سلاطين الدولة الكثيرية ث علما وفضلا وهمة ونشاطا ودراية سواه © ويعتقديقلق مضجعهبدر أبي طويرق غيره & و وحماسا © ل يفت في عضد (()٤٢٦ العامة وكثير من الخاصة بأن عليا هذا من أجلة أولياء الله، وانه من خواص الأبرار & و لم يكن إعتقادهم هذا في غير محله & فالرجل رحمه الله قد ساعدته مواهبه الطبيعية على التحلي بما يتحلى به الكمل من الرجال & معرفة وتقوى وخلقا صالحا وسمتا ‏ ٩٠٦ه وحفظ القرآن واشتغل بتحصيل العلمووقارا وجلالا. ولد سنة _ وحصل طرفا منه 0وحج وزار وصحب الأخيار، تولى سلطنة حضرموت وكانت ايام ولايته ايام رضى وأمن، وكان شجاعا اشتهر في وقائع هائلة... لازم الشيخ معروف باجمال مدة طويلة ي كان يحمل السمك من السوق بنفسه وقد يعمل مع البنائين في الطين... وتوقظه الأيام وهو في غمار حياته الصوفية يمجوم أبن عمه السلطان بدر ابي طويرق على شبام واستيلائه عليها في ‏ ١٦شعبان سنة ٩٢٦ه-‏ & ومن المعلوم ان يهرب من شبام بعشيرته كغيره من أمراء الأسرة السلطانية 8وفي مقدمتهم السلطان محمد بن بدر بن محمد بن عبد الله 7وقد عجز عن الدفاع عن عاصمة سلطنته 0متخذا من مدينة ( هينن ) موئلا. ولا ريب ان يسوء أهل شبام تشتت سلاطينهم واستعمار بلادهم © وتتجه انظارهم إلى صاحب الترجمة ( السلطان علي بن عمر ) & وبعد محادثات ومواثيق تبل ( مبايعتهم ) بالسلطنة على شبام. ويقول أيضاً أبن هاشم ( :والذي شغل قدرا كبيرا من تفكير السلطان بدر، هو خروج علي بن عمر & بعد ان استبد بشبام » وخلع طاعة بدر، وناصره جماعة من وجهاء حضرموت ‘ وكان لهذا الثائر مسلك يستهوي الباب رجال الدين وعلماء التصوف } فجمع بجمعا عظيما © واعلن تمرده... فوجه بدر همته لتأديب علي بن عمر، وانتزاع شبام منه، فتابع عليه الهجمات ووإلى نحوه الكتائب، ولم يجده سهلا سائغا 3بعللقما مرا » صعب المرأس } قوي البأس ٤فلم‏ يزل به ح ظفر به، واستولى على شبام سنة ٩٥٨ه_‏ & وسجنه قي سجن مريمة )""". ((٤٢٢ بان علق حبلا قنكل به بدرفقلباجمالمعروفواما شيخه الإمام عنقه 0وجعل يطاف به فى المدينة 0ويهتف عليه :هذا معبود كم يا أهل شبام ا مذهبهوعندما خير فيى منفاه الذي يرتضيه © اختاردوعن آل العمودي © اصحاب ( وليواصل نضاله ضد بدر.الزيدي امامة علي بن عمر في شبام ر النورة ) : يقول أبن هاشم نقلا عن ( السناء الباهر ) :ومن مزاياه انه لم ياخذ معشرات ولا ضرائب من الرعية لتموين خزينة الدولة ث واكتفى بتموينها من حاصلات مزارعه ونخيله الخاصة ) ("" } ويعلق المؤرخ الشاطري على اسلوب الإمام علي بن عمر في ادارة شبام & بقوله : ( ونحن حين ننظر إلى هذا الأجراء المالي الذي اتخذه لا نستطيع الا ان نحمل ذلك على انه اجراء مؤقت حق تستتب الأمور وتترتب مالية الحكومة بما يضمن لها البقاء 2على ان المذهب الشافعي الذي هو المذهب الرسمي لهذا السلطان ولمن قبله ومن بعده، لا يقول بلزوم هذا، وانمايقول بسن نظام يشمل القادرين ( المياسرة ) من أبناء الشعب لتموين الدولة ‏). ٨٨ وان كان لنا من تعليق على تعليق المؤرخ الشاطري، فاننا نود القول :ان الأمر لم يكن مؤقتا 3بل هو ممجا سياسيا وعقائديا مقصودا ف ذاته، ذلك ان الإمام علي بن عمر اقام دولته وهو في حالة حرب ونزاع وصدام مسلح مع السلطان بدر 3 وإذا لم يكن ذلك الظرف القتالي الذي دام خمسة عشر عاما كافيا لدفعه إلى فرض الضرائب على المياسرة 3فمق تكون الحاجة إذن لذلك الإجراء. وهنا تنتفي دعوى شافعية الإمام علي بن عمر. ((٤٦٢ ٤ هذا من ناحية & ومن أخرى 3إذاكان المذهب الشافعي لا يؤيد اسلوب الإدارة المالية لدولة علي بن عمر، فان ذلك يعي بالضرورة انه على خلاف المذهب الشافعي & وهو على ما بيناه المذهب الأباضي. وإذاكانت تلك الإمامة بسيطة وسهلة الإدارة، فاممالا تقل بساطة عن صاحبها 3فهو يشتري السمك بنفسه من السوق، ويعمل بالبناء مع عمال الطين، فهل هذا السلوك المعيشي ينتمي إلى أهل السلطان ام إلى أهل التقوى وخافة الله، ولقدرأينا تلك البساطة في ادارة المجتمع هي اسلوب ادارة الإمامات الأباضية في حضرموت حن القرن الرابع المجري } حين لم تكن قي حضرموت سلطة الا للأباضية ولا سواها، فهل يمكن القول ان ذلك النهج الأباضي كان مؤقتا أيضا. ثم وجدنا ان ذلك الأسلوب هو عينه اسلوب إدارة امامة آل محمد الكثيري في شبام واعراصها وإمامة آل ثعلب في تريس أيضا، فهل كان ذلك الأسلوب في إدارة تلك المجتمعات مؤقتا أيضا، وإذن فاننا مع الإمام علي بن عمر واسلوب ادارته لامامته في شبام في القرن العاشر الهجري، لا نكون الا مع ذات النهج الأباضي في إدارة المجتمع، وهو نمج متأصل في اجتمع الحضرمي، منذ ثورة الإمام طالب الحق الكندي في مطلع القرن الثاني الهجري، اما لماذا لم يكن نظام الإمامة الأباضية يشبه نظام الدولة في شيء فانما ذلك يعود إلى ان الأباضية ( لا يرون الامير الا كأحدهم ولا العظيم الا خادمهم ) (ث"‘ } وهنا تنتفي تماما صفة ( الزعامة ) عن الأمام الاباضي، وتصبح الرعية هي الحاكمة والامام هو المحكوم © تحملهم ويتحمل عنهم اعباءهم ‏ ٤ويتقدمهم برضاهم واختيارهم شرعا لا قهرأ. ولايقدم عليهم في شع وهنا تختفي معالم ( الدولة) تماما 3ويكون الامام الاباضي رئيس ( جماعة) مؤمنة لا غير، جماعة موحدة الفكر والسلوك، وهنا تنتفي الحاجة إلى وسائل الحكم والتسلط والقهر ال هي من اهم سمات ( الدولة) وهيبتها } وإذن فإن هذه الامامة الاباضية هي حقا لاتشبه نظام الدولة في شئ } كما هو الحال في ()٤٢٥ ولاية آل بن ثعلب في ( تريس )، وآل محمد الكثيري و علي بن عمر الكثيري في شبام. هذه البساطة في نظام الامامة الاباضية كما عرفتها حضرموت، وثيقة الصلة بنظرة الاباضية إلى الامام والامامة على ماذكرها الاستاذ أحمد امين، هذا من ناحية 0ومن اخرى نظرتهم إلى الكبر والخيلاء باعتبارها من الكبائر خلافا للمذاهب الاخرى الق تراها من الصغائر س ولسنا في حاجة إلى القول ان بساطة الامامة الاباضية انما تعكس بساطة الحياة الاجتماعية للاباضية © تلك الحياة الى تعتمد الزهد في الدنيا والعمل للاخره & وبالتالي ( التقوى ) لا غيرها مقياسا للتفاضل بين الناس 2وسوف يكون حديث الزهد الاباضي في الفصل القادم. (()٤٢٦ العلاقة بين مصبر التراث الأباضي وازمة التأسيس في الكتابات التاريخية الحضرمية اولا :مصير الترات اللاباضي : خلال رحلتنا من القرن الخامس حتت العاشر الهجري كان لنا عدة لقاءات مع التراث المعتزلي } غير اننا لم نوفق في العثور على شيع من التراث الأباضي© سوى ما كان من ديوان الامام أبي اسحاق الهمداني الذي حفظته لنا أباضية المغرب وعمان \والقصيدة الرائية للفقيه أبن عقبة المجراين. التراث المعتزلي رغم إستهدافه من قبل الأخلاف بالأخفاء والإفناء » إلا أن مايطبع ذلك التراث من عمق فكري وعقلي & مكن بعضه من الإفلات من محرقة الأخلاف، ويعود ذلك أما إلى أن الأخلاف لم يدركوا البعد العقائدي في تلك النصوص لأستغلاقها عليهم، فتركوها وشأنما & أو أن تكون تلك النصوص هي اليوم جزء من التكوين الفكري والعقائدي لاأخلاف أنفسهم } ولهذا أبقوها & ظانين أما من اصول مذهبهم الأشعري. غير أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للتراث الأباضي & إذ أن هذا التراث يعتمد بشكل مباشر على الكتاب والسنة © ونسبة النظر والفكر فيه محدودة ومحكومه يمما & رغم تميزالاباضية بالثراء الفكري والاجتهاد » خاصة وأن الأباضية ينكرون أولوية العقل ال يقول بما المعتزلة} ولهذا فإن تراثهم لابد ان تكون مذهبيته واضحة جلية، كان سهلا على الأخلاف معرفته وتمييزة © ومن ثم إخفاؤه وإفناؤه. غير أن للحقيقة التاريخية حيلها في السخريه وفنها في الاستهزاء بالخصوم & إذ لابد أن يبقى منها شيء يطل برأسه من بين حروف كتاباتمم، بل أن تلك الحقيقة ((٤٢٧ تكاد نضغط على عقل الكاتب وقلمه ليقول شيئا وإن يسيرا عنها © وحت وإن كان ذلك الشيء اليسير متشابه وغير واضح، بل يحتاج لشيء من المعالحة لبيانه، ليظهر واضحا جليا 3كاشفا بإستهزاء عن حيل خصوم الحقيقة. مشكلة بل مأزق التاريخ والتراث الأباضي مع الأخلاف، أنه الخصم الذي لابد من الخلاص منه وإنكاره حت يمكنهم كتابة تاريخ آخر غيره سي الأعتقاد للأسلاف } غير أن الأخلاف لايمكنهم إنكار أباضية حضرموت حت القرن الخامس المجري، وكانت ( معقل الدعوه الاصلية)بلغة الامام الهمداين، ولكن يمكنهم القول بالنهاية المبكرة للدور الأباضي، وذلك مت تمكنوا من إخفاء وأفناء التاريخ والتراث الأباضي بعد ذلك القرن، ولهذا لم يكن غريبا أن ينكر المؤرخ الحداد حقيقة الأمام الجاهد الأباضي أبي إسحاق الهمداني الحضرمي في الوقت الذي يستشهد فيه بقصائده واشعاره، و لم يكن غريبا أن يدعي أنه في القرن الرابع الهجري أو نحوه، أذاب الله الأباضية كإذابة الملح، كل ذلك لم يكن غريبا أن يصدر عن الأخلاف ؛ إذ أن المطلوب هو أقصاء الأباضية تماما من ساحة التاريخ الحضرمي & كشرط أساسي وجوهري للشروع في كتابة التاريخ الحضرمي بما يتناسب مع ( عقدة) الأخلاف من حقيقة عقيدة الأسلاف. غير أن الحقيقة التاريخية الأباضية راحت تضغط على أصابع المؤرخ الحداد وهويكتب في التاريخ الحضرمي، ليسطر بقلمه سقطات على قدر كبير من الأهمية. تلك السقطات الي تتناقض مع ادعائه بالنهاية الميكرة للدور الأباضي، وتقوض من الاساس كل مابناه على الادعاء بالنهاية المبكره للدور الاباضي، تلك السقطات ال أكدها مسار هذه الدراسة 3منها قوله (( :وكان المدافع عن الأباضية هو أمير حيريج أبن فارس، ويقال له أبو دجانه الكندي } كما كان أبن الدغار الكندي من آل عامر بن معاوية في الرشيد (دوعن) ولهم منازل أخرى، وأبن فارس النهدي ((٤٢٨ وهو الذي قاوم الشيخ عبدالله بن محمد العمودي الذماري لما هجم على الخوار ج ( يقصد الأباضية ) واستولى على دوعن كله وأخذه من يد الخوارج في حديث مذكور في التاريخ )) «". هذا النص للمؤرخ الحداد يقف على بداهة تقول ليس ببقماء الاباضية قوية ح القرن العاشر الهجري فحسب [‘ بل وإن تلك القوى الاباضية كانت العنصر الفاعل المؤثر في مقاتلة السلطان بدر ومشروعه الانقلابي السي الاعتقاد، تلك المقاتلة ال يؤكدها النص بقوله (مدافعة ) القوى الاباضية وهو الامر الذي يع انما كانت تخوض مع السلطان بدر وضده قتالا مذهبيا عقائدياً دفاعا عن وجودها التاريخي في حضرموت. غير ان النص غي ودسم بالدلالات اليي لم يقلها صراحة، ولكنه يتأسس عليها كضرورة لازمة، منها : ‏ )١ان الوجود الاباضى القوي ح القرن العاشر لابد ان يكون استمرارا للتأسيس المذهبي العقائدي في القرن الثاني الهجري، ومنه اكتسب قوته ورسوخه. ‏ )٢ان اباضية تلك الزعامات تعين بالضرورة اباضية تحالفاتمم القبلية ومناطق سكنهم وسلطتهم، وهذا يعي اباضية قبيلة ( ممد ) الي يتزعمها آل فارس النهدي ومعهم منطقة ( الكسر) ومنه مدينة (هينن)، واباضية قبيلة ( ثعين ) ال يتزعمها آل أبي دجانة ومعهم مدينة ( الشحر ) ومنطقة ( الملشقاص ) شرق الشحر. ‏ )٢إدا كانت حروب السلطان بدر حروبا سنيه عقائدية & فإن هذا يعي ان ذلك الحلف الواسع الذي كان يقاتله، والذي شمل حضرموت من اقصاها ()٤٢٩ إلى اقصاها 3والذي تزعمه فى مرحلته الاولى أخوه الامام محمد بن عبدالله. كان حلفا عقائديا غير سي } ولقد اتضح لنا انه كان اباضيا معتزليا. ‏ )٤ان تلك المقاومة الشرسة والواسعة الت قاومت يما حضرموت المشروع البدري العثماني السي الاعتقاد » تعني ان كل ماتعرضت له البلاد من غزو خارجي منذ اختيارها الاباضي في القرن الثاني الهجري، إنما كان يستهدف عقائد الحضارمه وسياساتهم. وهكذا نجد ان النص السابق للمؤرخ الحداد يتوافق تمام التوافق مع ما توصلت اليه هذه الدراسة، ويقول بما قالت به 3ان تصريحا او تلميحا او تأسيساً. وبعد } فان عشرة قرون كاملة من تاريخها الإسلامي لا تملك حضرموت عليها شاهدا منها، انه تاريخها الحقيقي كاملا } وتلك قضية لانجد لها شبيها لدى أي شعب، وهو عمل لابد ان يكون مقصودا، ولقد اصاب المؤر خ الحداد كبد الحقيقة وفؤادها حين قال في اشهر سقطاته على الاطلاق ( :ان الاخلاف وجدوا في سيرة الاسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم 0فعمدوا إلى اخفائها وأفنائها 3 ).فاذا كان بعض جيل من الاخلاف قد تصرف بحرمان حضرموت من حقها فى امتلاك تراثها الإسلامي الذي يشكل هويتها وخصوصيتها ضمن خارطة التنو ع للحضارة الإسلامية ومنتجاتما © فلقد اقترف جريمة لاتغتفر ومستديمة ومتجددة في حق الاجيال اللاحقة، وإذا كان ذلك البعض قد تصرف ذلك التصرف الاناين الارعن بقصد صياغة وجدان الاجيال اللاحقة على ما قرره لها سلفا، فأنه قى حقيقة الامر انما قرر حرمان تلك الاجيال من وصايا الاسلاف واحلامهم وأحكامهم وخبراتمم في ادارة احوالهم عبر عشرة قرون كاملة 3وإذا كان ذلك البعض قد اصطنع بديلا لتراث الاسلاف، فكان لابد ان ياتي ذلك البديل محكوما تاريخيا ومأزوما بأزمة صانعيه 3تلك الازمة الي دفعته دفعا إلى التصرف بأفناء تراث شعبه واعدامه، وكان ((٤٢٣٠ تفسير الماضي والحاضر ( فهو أيضا عاجزعنما هو عاجزالبديل بقدرذلكأن جاء إلى درجة الكساح عن استشراف المستقبل استشرافا استراتيجيا } فلقد اورث حالة ر عمى ) لاتحد علاجها إلا قي جهد وطي مضي لامتلاك الحقيقة، حقيقمة الحوية والاصول... ثانيا :ازمس التأسيس : ‏ )١من شيوخ الأباضية في القرنين الثامن والتاسع الهجريين : يقول المؤرخ الحداد في أحدى سقطاته (( :كان الشيخ فضل وشيخه محمد أبوبكر باعباد (قاضي شبام » ت ‏ ٠١-‏ه) ٨والفقيه القاضي عبدالرحمن بن علي بن حسان( قاضي المشقاص & ت -‏ ٨١٨ه ) وغيرهم يناضلون الخوارج » تظاهروا بانمم نواصب فقط، وذهبت نحلتهم الأباضية من حضرموت )). هذا النص للمؤر خ علوي بن طاهر الحداد » تمت صياغته ليكون من متشابه القول & ولهذا يفرض علينا أن نمارس عليه شيئا من التفكيك للوصول إلى حقيقته : مايمكن فهمه من النص السابق مايلي : ‏ )١أن الشيوخ المذكورين وغيرهم كانوا يتظاهرون بأئمم نواصب & ولكنهم في الحقيقه كانوا يناضلون ضد الأباضية. هذا المع الظاهر من النص موضوعيا لا يعني شيئا عن الاطلاق، ذلك أن كلمة (نواصب) تع مذهبياً الذين ناصابوا عليا كرم الله وجهه العداء لقبوله بالتحكيم } ومعلوم إن الذين ناصبوه العداء حينها هم الخوارج والأباضية، فإذن يكون المع :أن هؤلاء الشيوخ حاربوا الأباضية من خلال تظاهرهم بالأباضية 3وهذا لايعن شيئا. ((٤٣١ أنه اطلع على تراثهم‏ )٢قوله بتظاهر أولئك الشيوخ بالأباضية يعين بالضرورة فوجده أباضيا 0ولكن لأن المؤرخ الحداد معي باقصاء الأباضية من التاريخ الحضرمي، أضطرإلى القول أن ذلك التراث الأباضي الذي خلفه أولئك الشيوخ لم يكن نتيجة أباضيتهم حقيقة، بل تظاهرا فقط لاغير & وهذا لانجوز ولا يعقل وتبرير فاسد وليس بشيء. ‏ )٢قوله (( :وذهبت نحلتهم الأباضية من حضرموت )) الضمير في (نحلتهم) لايمكن إلا أن يعود على أولئك الشيوخ، إذ أن الحديث فى ذلك النص أنما كان عنهم & ولو كان الضمير يعود على الأباضية لكان سهلا عليه القول (( :وذهبت نحلة الأباضية من حضرموت )) } وإذن فالنص يقول بإباضية أولئك الشيوخ بإستحياء. ‏ )٤من قوله ( :يناضلون الخوارج ) ويقصد بالخوارج الاباضية، نفهم ان الاباضية كانت قوية في عهد من ذكرهم من الشيوخ ( القرن التاسع )، إذ لولا قوتما لما استحقت النضال ضدها & وهذا الامر تؤكده قوتما في القرن العاشر ح حسب نصه السابق عن ( المدافعين ) عن الاباضية. غير أننا ورغم ما يقول تحليل النص السابق، ومن خلال نصوص المؤرخ الحداد نفسه، سوف نقوم بدراسة ( حالة) أحد أولئك الشيوخ، لنرى مذهبيته، ثم نحكم ليس على حقيقة مذهب أولئك الشيوخ، بل وأيضا نحكم على ما لم يقله النص صراحة ولكنه يتأسس عليه. ((٤٣٦٢ الفقيه القاضي المؤرخ عبدالرحمن بن على بن حسان توفى سنة ٨١٨ه۔‏ : تتفق المراجع ‘ومنها (عقود الألماس) للمؤرخ الحداد } على أنه كان قاضي اللشقاص، وبما توق، ومن تصانيفه (( :شرح جامع المختصرات، نكت على المهذب، ونبذة في ادلة التنبيه 2وكلها في الفقه الشافعي 3وله أيضا تاريخ يسمى (البهاء) 3وكلها مفقوده''‘. ولما كانت تصانيف ابن حسان الفقهية شافعية 5فهذا يعي ان تلك المراجع تقول انه سي الاعتقاد شافعي الفرو ع & ومن هنا لزم ان يكون من ذكروا معه في ذلك النص مثله من اهل السنة والجماعة } غير ان للقضية وجها آخر & توضحه الامور التالية: ‏ )١إذ ا كان أبن حسان قاضيا على منطقة المشقاص ‘ وهذه المنطقة تقع تحت سلطة آل أبي دجانة 3وسكن قبيلة ثعين قبيلة آل أبي دجانة وقومه، وإذا كان آل أبي دجانة قيادة مدافعة عن المذهب الأباضي، فأن هذا يع بالضرورة اباضية الأوضاع في منطقة المشقاص أيضا 3ويلزم من ذلك أباضية الفقه والقضاء فيها 0ويلزم أيضا أباضية القاضى أبن حسان لا محالة 3ويلزم عن ذلك أن الإدعاء بتصانيفه الشافعية ليس بشيء، ولايعين عدم وجودها أنما مفقوده، إلا إذا عد المعدوم شيئا. ‏ )٢أما إختفاء تاريخه المسمى البهاء » فيبرره أنه يحتوي على الحقيقه الأباضية 3وهي ما سعى الأخلاف إلى إخفائها وإفنائها 0حسب منطق المؤرخ الحداد نفسه، خاصة (()٧٨ وانه يقصد ب (البهاء) اسم موضع في منطقة المشقاص ((٤٢٣٣ المذكورينالشيو خأباضيةبالضرورةنعيحسانأبن والمؤرخ‏ (٢أباضية القاضى لأغناء تراثمذهبيا على تراثهممعه في النص وغيرهم ممن تم إستيلاء الأخلاف .بالأعلام والمشاهيروهميسيحضرمي ‏ )٢ازمت التأسيس في تصوف وديوان الشيخ عمربن عبدالله بامخرمح ٨٨٤-ه-۔٩٨١٥٢-ه‏ : حين تتحدث المصادر الحضرمية عن الشيخ الصوفي الكبير عمر بامخرمة أو غيره من الشخصيات الي تقول تلك المصادر بتصوفها © فأمما تتحدث عنهم كمتصوفة وحسب، أما اعتقاداتمم ومذاهبهم الحقيقية قبل التصوف }} فذاك امر مسكوت عنه تماما في تلك المصادر 3ذلك السكوت مفهوم المقصد ‘ طالما ظلت ( عقدة ) مذاهب الاسلاف غير السنية تؤرق الاخلاف وتدفعهم دفعا لاعادة كتابة تاريخ حضرموت كتابة سنية الاعتقاد، تأسيسا على تزييف حقيقة مذاهب الاسلاف باساليب وطرق شتومع، والسكوت عنها احدها. والشيخ عمر بامخرمة يخبرنا بأنه كانت له اقوال قديمة ( دوال ) واخرى جديدة تخالف أقواله السابقه على تصوفه، ويطلب من سامع اقواله قديمها وجديدها ان يبث ويذيع وينشر قوله الجديد على من يلتقي به ولو كان في اطراف البلاد البعيده 0ويعلن براءته وتوبته ألف توبه عما كان له من أقوال او افعال أو اعتقاد قبل ان يتمذهب بمذهب اهل الصفات } أي الاشاعرة ( الصفاتية)، وفي ذلك يقول _{_'‘: سالك بالقاهر القابض نواصي عبيدهناقل اقوالي إن كانت دوال أوجديدة به مريدهيستضاءانه النور ذياصغ سمعك إلى ما أبديه لك تستفيده البعيدهواستدر به في اطراف البلادقوله عني وبثه حين تلقى قعيدة ((٤٢٣٤ إلى ان يقول : منهج اهل الصفات الصافيات الحميدهلاريب فيه ان تريدهوالطريق الذي من اقوال أوافعال أو كان ل من عقيدهذا العصبة أو تستجيدهفان ما لا ترى توبة ارجوا بما محيا الحياة السعيدةتبت منه الف توية محكمة صدق اكيدة اعتقد اننا لسنا قي حاجة إلى القول بان الشيخ با مخرمة ماكان له ان يعلن براءته من اقواله واعتقاده السابق على تصوفه بتلك القوة ويطلب نشر تلك البراءة في اطراف البلاد البعيدة 5لو لم تكن تلك الاقوال و الاعتقادات غير الصوفية وغير السنية مشهورة عنه ولازمته اكثر سنوات عمره. ؟ :يا مخرمر‏ ١لشيخمتى تصوف تصوف الشيخ بامخرمة في آخر حياته 3ونفهم ذلك من قوله “ُ( : افعال مذمومة عواقبها ردية ماتفيديقول بو عليا مضت الاعمار في الحال النكيد القيتها فرحان واوثمت ان ذا رأى سديدلاترضي الباري ولا فعالا معدود جيد ديوانه :ويقول أيضا ق قضيت ايام الشبيبة طانعا } نفسي الخبيثة في رضا شيطاما فغدت وراحت في مراعي غيها 3وجرت مع الشهوات في ميدامما وحست عقاب الاثم من ادمائماولطالما جرت ذيول آثامها بالعجب والتطريف من عدوانماوتبخترت في حلة مرموقة ((٤٢٥ وضع التصوف قي عهده : يخبرنا الشيخ بامخرمة بأن التصوف في عهده كان منكورا غير معترف به عند قومه ‏١المذهبذلكعلىوحيداكان 3وانهڵ ناهيك عامتهاواهله علماء حضرموت حيث يقول ‘(: ذي يخبط علينا في مقاله وفعلهقالوا اهل الهوى بامخرمة فيه خلة في غيابات له ملة ولناس ملةجاعل انه استهدى وهو في مزلة قلت خلوي إن كلين عينه تدله 7 حين يسري سرى يه من عيوي نعاسيفيه لي ذوق ماذاقوه قومي وناسي وأيضا يقول مؤكدا اختصاصه وحده بالتصوف وعلومه، من دون الفقهاء ر أهل الكتب ) والزهاد والعباد ( اهل المسابح ) :‏{)٨ لاولا اهل المسابح من دنا منهم اوجدما هو مع اهل الكتب ولو معهم الفي مجلد فادع ماجاك واحلف حبن تحكيه وشهدماهو إلا معي والله بذا القول يشهد وفي ذلك المع يقول ابنه الامام عبدالله في مرثاته فيه ( :ث)٨‏ الفريد الذي مايرى له شبه في الناسالغريب الذي ماكان له حد ينقاس وإذا كان الشيخ بامخرمة يذكر في بعض الابيات السابقة انكار علماء حضرموت ( أهل الهوى ) أي اهل الزهد والتقوى والعبادة لمذهبه الصوفي، فانه قي قصيدة اخرى يصف لنا كيف ان تصوفه ( دفع الفقهاء للانكار عليه علنا © وتأليب الناس في ( هينن) ضده، فقاطعه الناس » واندفع بعض الطائشين صوبه اثناء مروره برميه بالحجارة وحرقه بالنار وإطلاق صيحات الانكار والتهديد، بل وصل الامر حد اطلاق كلاب السبق (المطاردة) (.‏((٨٥ عليه ((٤٢٣٦ ويقول في تلك القصيدة “ :ث حرت في الناس، ومن دار في دلهم حاريا ابن سكران انا اليوم ما بين الشقاء والنار مالهم صدق ں فالله يا ابن سكران محتارشفتهم في طبايعهم وسيماهم أغار جيت إليها ولي فيها دراير وادوارجيت هينن ولي فيها مواثير وأثار واعتكس الامر حتى عقنا منها البارباسط آمال في هينن وبابني بها دار غير من شافنا مقبل نحو ازرارلا الذي حب رحب ولاثار لي جار يالله اليوم لا تبقي على الدرر ديارفأنكرونا و كل من ناكر اهل التتكار ل رمتهم مراميهم بلا نبل واوتارحرقون وآذون رمون ونامار مايليق المار إلا لمن لا لهايثارقلت يا أهل المرامي ايش باب الخوار جور يا قوم ں فايد الله على كل جواروأنتم اطلقتم السبق على العابر المار ني حماكم ولاستغرا عليكم ولادارما لباتمخرمة حرمة ولا جنا رلاغخار والله إن الخطأمنكم عليه اكبرالعارفي مضرة ولا قرب إلى بابكم ضار فان تجيكم بذه نقمة تخليكم ابتار وهكذا فقد كان الصدام والافتراق بين الشيخ بامخرمة وعلماء حضرموت ومذاهبهم العريقة الوجود (اباضية ومعتزلة وزيدية ) امرا حتوما، وفي هذا الصدام يقول الاستاذ حسن عبدالرحمن السقاف (:كان للشيخ عمر بامخرمة تخريجات ( تأويلات) & حت قال بعض منتقديه :لو أن حضرموت استولى عليها حاكم نصراني، لكان ذلك ‏)(٨اقل ضررا مما احدنه بامخرمة من بدع اعتقد اننا لسنا قي حاجة إلى القول بان ذلك النقد القاسي الذي تعرض له بامخرمة لتصوفه، والذي يقترب من التكفير 5إن لم يكن هو التكفير بعينه لن يصدر إلأ عن من يرون في التصوف بدعة وزندقة وتحديف في الدين، وذلك هو شأن مذاهب حضرموت المذكورة. اما في الدائرة السنية ( فقد تمم تعميم كامل للرؤية العرفانية الصوفية 3خاصة بعد القرن السادس الهجري } (). واصبح بعدها الفكر الصوفي منتميا اصيلا لبنية علم الكلام الاشعري كما ( جدده ) الامام ابوحامد الغزالي المتوق سنة .‏_ ٠ ٠ ٥ه ومن غريب الكتابات التاريخية الحضرمية امما تذكر لنا اعدادا كبيرة من الشخصيات ال تدعي تصوفها بدءا من القرن الرابع الهجري، غير ان تلك الكتابات ((٤٢٣٧ لاتذكر ان احدا منهم تعرض لشئ من الانكار عليه 0سوى الشيخ بامخرمة © وفي ذلك دليل على انم لم يكونوا حقيقة على مذهب التصوف آ وإنما كانوا زهادا وعبادا وعلماء لا غير، بل لقد استمر الانكار على التصوف والمتصوفة في حضرموت من قبل الفقهاء والعلماء والعامة حيت القرن الثاني عشر الهجري آ اذ يفيد الخبر بان الشيخ ( الصوفي ) ( كان بالغرفة ( بالقرب من سيؤن )أحمد بن زين الحبشي المتوق سنة ١١٤٨ه‏ يصلي جماعة في مسجد ينسب لبعض الفقراء من امل الغرفة يدرس فهم العلم، فحصل من أولئك الفقراء المنسوب إليهم المسجد المسمى ( الحمام ) أذى، فتحمله & ومازالوا به حق اخر جوه من المسجد & واخرجوا كتبه 3وآذوا من يتردد عليه، فلم يتزحزح، ولم يظهر منه إل الصبر والثبات )«“‘'. وإذا كان الشيخ بامخرمة قد اخبرنا بانه كان وحده على مذهب التصوف [، فإن هذا يعيي انه قد تصوف عن طريق النظر والاطلاع والنهل من الثقافة الصوفية & وليس عن طريق الاخد عن الشيو خ، وهنا يكون الحديث عن شيوخه في المذهب حديثا غير ذي معێ. تم التأ سيس لتصوقه المبكر :كف تتفق المراجع على ان الشيخ بامخرمة قد اخذ تصوفه عن الشيخين :سهل بن عبدالله بن )، حيث‏ ٩١٤ه ) وعبد الرحمن بن عمر باهرمز (رت :‏ ٩١ ٤هاسحاق ( ت قبل لازمهما في مدينة هينن واخذ عنهما المذهب()٩٠‏ & خاصة الشيخ باهرمز ح حيث تذكر تلك المراجع ان الشيخ بامخرمة قال ( :وقفت بين يدي سيدي وشيخي عبد الرحمن بن ٩١٢٣ه،-‏عمر باهرمز ( رض) واسعفيي بطلي إلى مسأل عشية الائنين ثاني رجب سنة والبسين الخرقة. فقال :انت الحاكمووقفت بين يديه ليلة قبلها 0وقلت له :حكم واحكم. قلت :فألبسين الخرقة على قاعدة الصوفية ). غير ان ماتتفق عليه تلك المراجع يفتقر إلى التأسيسات التالية : -١إن‏ الادعاء بوجود التصوف والمتصوفة في مدينة ( هينن) يفترض ان يتأسس على قاعدة الحكم بسنية الاوضاع العقائدية فيها 0وهذه المسألة معدومة التأسيس في تلك ((٤٣٨ المراجع © ويستعاض عنها بالزعم بوجود التصوف والمتصوفة 5باعتبار ان ذلك الوجود هو لاحق للاعتقاد السين، غير ان الاوضاع قي تلك المدينة = حسب ماتقدم من هذه الدراسة -كانت اباضية & بل مركزا متقدما وقياديا لاباضية منطقة ( الكسر ) وقبيلة ( نمد ) بالذات، كما ان الادعاء بسنية مدينة هينن لايستقيم، بل يتقاطع تماما مع تلك المعارضة والانكار الشديدين اللذين واجهت مما هينن قيادة ورعيه تصوف الشيخ بامخرمة ك ومن بعده الشيخ الصوفي سعيد بن سالم الشواف الذي تم نفيه إلى منطقة المشقاص ليموت وحيدا غريبا بجهولا لايعرف له قبر ولا مقام. -٢ان‏ الادعاء بصوفية الشيخين ابن اسحاق وباهرمز هو الآخر ليس له تأسيس في تلك المراجع، وإنما هو زعم اطلق على عواهنه، فليس لهما تراث صوف او غيره يمكن النظر فيه والحكم على اساسه. -٢إن‏ التصوف من حيث هو موقف من الحياة، ونظام معرقي فلسفي، ورؤية للعالم وموقف منه & وهو بالدرجة الاولى موقف نفسي وفكري ووجودي\ بل هو موقف من العا لم يشمل الحياة والسلوك والمعاد 2إن هذا الموقف ( الصوفي ) لايستقيم ولايتحصل لدى الانسان إلآبعد معاناة الحياة ومكابدتما } وهذا يحتاج إلى انقضاء ( الأعمار ) بلغة الشيخ بالخرمة نفسه، ولا يكون حاصلا في مرحالة الشباب وصبواته وعمايته 5والشيخ بامخرمة صريح بقوله بتصوفه بعد انقضاء تلك الاعمار. غير ان الادعاء بتصوفه على يد الشيخ باهرمز سنة ‏ ٩١٣ه يعي ان شيخنا تصوف وهو في سن التاسعة والعشرين & وهو الامر الذي لايتعارض مع طبيعة التصوف وحسب بل ومع قول الشيخ بامخرمة وشهادته على نفسه. ولما لم يكن شيخنا بامخرمة في سنة ٩١٣ه‏ وهي السنة الي تزعم المصادر تحكمه على مذهب التصوف على يد الشيخ عبدالرحمن باهرمز، قي سن تسمح له بتبني الفكر الصوفي الفلسفى كما ظهر في شعره فيما بعد & ولا تسمح له أيضا بامتلاك العقلية الفقهية 0فقد كان طبيعيا أن لا نجد أثرا ليس للنفسية الصوفية فحسب & بل وأيضا لا نجد اثرا للعقلية الفقهية في شعره في تلك الفترة الزمنية من عمره، ففي سنة ٩١٤ه‏ أرسل الفي بامخرمة بقصيدة إلى متولي دولة آل محمد الكثيري في شبام بدر بن محمد & يعرضه فيها على قتال قبيلة (ممد) والأخذ بثأر ابن عمه محمد بن جعفر الذي قتله أحد رجال ((٤٣٩ (الظلفان) أهل الزعامة والقيادة في قبيلة فمد، ومما جاء في تلك القصيدة حخاطباً قبيلة مد قوله : لو طاعن فيكم محمد واتخنذي الدليلوالله علي و الله يمين صدق و الباري كفيل وأمسي دم الظلفان عندي مثل طعم السلسبيلخيم على هينن إلى ما ينقطع منها الوصيل أنك في الجنة كما من هو جاهد في السبيليا قاتل الظلفان أنا بينك وبين الله جميل وهكذا، ومن خلال تلك القصيدة، نحد أنفسنا وجها لوجه أمام الفت عمر بامخرمة رجل السياسة والحرب والقتال والثأر والدماء 0وفى الأبيات المذكورة من تلك القصيدة يقسم الفيق بامخرمة اليمين (الصادقة) ويشهد الله على قوله 3بأنه لو أطاعه بدر بن محمد في مقاتلة (فمد) وولاة أمر القيادة، فإنه سوف (يخيم) على مدينة (هينن) عاصمة منطقة (الكسر) ومقر قيادة فهد (الظلفان)، بمعن أنه سوف يوالي عليهم الحرب والحصار حق ( ينقطع منها الوصيل ) ز أي تتم إبادتمم وينقطع نسلهم (الوصيل)، ولسوف يشرب من دم ( الظلفان) الذي سوف يجد فيه طعم الماء القراح & ثم يصدر الفت بامخرمة (فتوى) تقول بأن قتل (الظلفان) يتساوى في الأجر عند الله مع الجهاد في سبيله ء وهو يضمن الجنة لقاتل القوم. وهكذا نحد ان تلك الادعاءات الي تؤسس عليها المصادر تصوف الشيخ باخرمة المبكر، تنهار تماما ء حسب قاعدة الامام الجوي ( ماليس عليه دليلا يجب نفيه )& وهو الامر الذي يدعو إلى أعادة تأسيس تصوفه على قواعد علمية ومنطقية. ولقد جاءت تلك التأسيسات في تلك المصادر على تلك الحالة من الضعف المبين والركاكة، لانها في الحقيقة لم تات لتؤسس لتصوف الشيح بامخرمة الذي لاشك فيه ولا غموض، وهو ليس في حاجة إليها 0ومستقيم بدومما 3ولكنها جاءت لتؤسس على حقيقة تصوفه سنية الاوضاع العقائدية ي مدينة هينن ومنطقة الكسر، ليحقق بذلك الاخلاف استيلاءهم على مواقع الاباضية وتاريخها واعلامها. ((٤٤٠ ديوان عمر بامخرمہ : لاشك ان ديوان الشيخ بامخرمة يعج بتاكيد علاقة الاتصال والمواصلة بينه وبين الشيخ عبدالرحمن باهرمز على قاعدة التصوف، وهو الامر الذي لم نجد له ما يسنده ويتأسس عليه، وهذا يعي بدوره ان الديوان بماهو متداول اليوم، قد تعرض؛ للتدخل من قبل الاخلاف بالحذف والاضافة، ولهذا نرى ضرورة التعامل معه بحذر، بل بحذر شديد & فلن يجد الاخلاف اسهل واسرع مطية من الشعر & والشعبي منه بالذات، لنشر وإذاعة مايودون قوله نيابة عن الاسلاف ورغما عنهم © خاصة وان شعر بامخرمة سهل التقليد في أوزانه وبعض اغراضه. إن الاخلاف في تعاملهم مع ديوان الشيخ بامخرمة } قد تطاولوا ح على) التاريخ السياسي المذهمي لزيدية صنعاء وصعدة } فنحن نعلم يقينا لا ظنا ح ان السادة آل البهال كانوا قيادة المذهب والامامة الزيدية قى صنعاء حى سنة ٩١٠ه‏ & عندما انتز ع السلطان عامر بن عبد الوهاب حاكم عدن السين الاعتقاد صنعاء منهم ومن الامام ( الوشلي ) & هذه الحادثة تأتي في المصادر الحضرمية بما يقرر زيدية السادة آل البهال، ومنها قول صاحب ( النور السافر) (:قي سنة ٩١٠ه‏ كانت الواقعة المشهورة بين السلطان عامر بن عبدالوهاب والامير محمد بن حسين آلبهال صاحب صعدة على باب صنعاء، فاممزم فيها البهال وعساكره هزيمة عظيمة ما سمع مثلها قط، وأسر فيها إمام الزيدية محمد بن علي الوشلي إمام أهل البدعة ورئيسهم قي جمع عظيم.. وأخذ السلطان عامر مدينة صنعاء ‏(". ‘٠آل البهال هؤلاء هم من قال فيهم الشيخ بامخرمة قصيدته البكائيه اليت ينعي فيها سقوط صنعاء الزيدية في يد آل طاهر السنة © والت بدأها بقوله : مجروحة الخدين من هطالهاقال الفتق الجوهي عيني مالها (()٤٤١ وقد اوردناها وتعرضنا لها بالتحليل في حينه. وإذن لايستطيع احد ان يتطاول على السيرة السياسية المذهبية الزيدية للسادة آل البهال في القرن العاشر الهجري & وفي ذلك القرن، وبعد ظهور السلطان بدر أبي طويرق، قدم إلى حضرموت بعض من آل البهال مع قوة عسكرية، لمساعدة السلطان بدر في القضاء على الو جود الاباضي فيها 3كان زعيمهم وقائدهم احمد بن ناصر البهال، وقي الديوان قصيدة موجهة إلى احمد البهال 3يقول فيها 6'"{ : ياناصر بن احمد ولو رأيك في التعليم سادرب استجب مني ى وبعد اوصيك ياركن الجهاد في الشطر الثاني من البيت أعلآه، يقول إن مذهب آل البهال ليس الزيدية كما هو معروف تاريخيا 3وإنما هو المذهب ( التعليمي ) الباطيي الاسماعيلي القائل بوجوب اخذ ( العلم الدييي ) عن الامام المعصوم دون غيره، إذ اممم يرون ان ما ختم ببعثة محمد (ص) هو الرسالة، أي نبوة التشريع الت تعي بيان الفروض والأحكام، أما النبوة بمع تلقي الكلام الالهي، فهي مستمرة في اشخاص ائمتهم ‘ ولهذا يطلق عليهم ( التعليمية) وهو ما قصده الشطر الثاين أعلاه، ومعلوم ان التصوف والمذهب الاسماعيلي لهما فلسفة واصول واحدة. هذا الزعم بباطنية آل البهال لن يصدر عن الشيخ باخرمة & لانه الأادرى حقيقة زيديتهم، وهو أيضا ليس من أهل الكذب والافتراء ث ولس له مصلحة في ذلك. وإذا أخذنا بعين الاعتبار ان المذهب الزيدي الذي هو معتزلى الاصول © يتقاطع معرفيا وايديولوجيا مع المذهب الاسماعيلي ومع التصوف، بل ومع كل انواع العرفان، فإننا ندرك مدى خطورة مثل ذلك الدس على الحقائق التاريخية والعلمية. (()٤٤٦٢ قولنا بضرورة التعامل بحذر شديد مع ديوان الشيخ بامخرمة كما هو متداول اليوم & لاتمليه نظرتنا النقدية الداخلية له 5بل وأيضا التاريخ ( الخارجي ) للديوان } أي تاريخ علاقته بالاخر او إن شئت علاقة ( الآخر) به. ولنبدأ من المهجر الحضرمي & فقد ( أعلنت المطبعة الإسلامية في سوربايا ‏ ١٢٣٣٣ه ‘ وعند ظهور(اندونيسيا) بطبع ديوان الشيخ عمر بامخرمة سنة الاعلان تباشرت الناس ببروز افصح وانصح ديوان لعامة الناس وخاصتهم، وكيف لا وهو أكبر شاعر حضرمي، وبعد بروز الاعلان، وصل إلى سوربايا رجاوه) أحد الأشخاص البارزين من زعماء آل السقاف، وكانت الحخلسات الخاصة والعامة تعقد بوصول الزعيم © والحديث يدور حول طبع الديوان 3وعندما حقق لدى الزعيم ان النسخة الت مع صاحب المطبعة مستعارة وليست ملكه، بل هي ملك شخص آخر صديق للزعيم & طلب الزعيم إحضار النسخة لقصد التبرك، بعد ان ألتزم قي رجوعها بعد ليلتين، فاختفت النسخة } وكانت القاضية على روحها & وقبرت في حقيبة الزعيم ى بعد أن ترايا ( حلم ) أن الشيخ بامخرمة لايريد طبع ديوانه) (ث)٠‏ مايفهم من تلك الحادثة، هو انه قي النصف الاول من القرن الرابع عشر الهجري، تمت مطاردة النسخ ( النقية ) من ديوان بامخرمة 2في داخل حضرموت وخارجها من قبل الاخلاف، بغية السيطرة عليه بالحذف والاضافة ث وكان من نتيجة تلك المطاردة اجهاض محاولة طبعه في اندونيسيا واختفاء ليس النسخة الي كانت تحت عناية صاحب المطبعة فحسب » بل وكل النسخ الق تنتمي إلى ما قبل سنة ‏ ١٣٣٣ه |‘ حي إذا أراد الأستاذ عبدالرحمن بن عقيل النظر في الديوان فى أيامنا هذه 3لم يجد أمامه إلآ نسخا تنتمي كلها إلى ما بعد تلك السنة “. ث© ((٤٤٢ كما ان هناك شاهدا آخر على علاقة الديوان كماهو متداول اليوم بآلاخر } وهذا الشاهد يأتي من اننا نجد كثيرا من قصائده مبتورة السياق او ناقصة المع، مما يعني تدخل الآخر فيها بالحذف و الاضافة ءأو بتغيير ترتيب ابياتما او أشطارها، فاذا اخذنا قصيدته الن قالها فى آل البهال 3فسوف ند انما تعرضت لكل ذلك { فمثلا فان ابياتما الدالة على زيديته وزيدية دولة آل عبدالله الكثيري حتت عهد الامام محمد بن عبدالله كما اوردها صاحب ( تاريخ الشحر ) هي على النحو التالي : بظفار نعم الدار يا طوب لالاتنس ملقاك الامام محمدا وقت الصلاة سعوا في ابطالهااذ قلت لو جاء الصريخ منكم ما قربوا الاحمال من اجمالهافوحق عزك لو تسير اليهم يخشون من ساعة تطول اهولهاما يرقبون يقوضون خيامهم وهي في متداول الديوان على النحو التإل{‘_" : تظفر بنعم الدار يا طوبى لهالاتنس ملقاك الامام محمدا فيها وما آملت من آمالهافادرك رعاك الله ماقد قلته وقت الصلاة سعيت في ابطالهاريخ منكملتصجاء ا قل قد تلك العهود ودم على اجلالهااجر هم تلك الوعود ولاتخن وهكذا تم طمس تلك الدلالات الدالة على زيديته وزيدية دولة آل عبداللة الكثيري ©} وذلك احد اساليب الاخلاف المتعددة والمتنوعة في السيطرة على التراث بما يحقق لهم القول بالسنية العقائدية المبكرة للاوضاع في حضرموت. كما ان المؤرخ الحداد يخبرنا بأن ( للشيخ عمر بامخرمة قصيدة (مشهورة) & ينكر فيها أي تأثير للاولياء احياءاً وأمواتاً 5ومن اعتقد للولي او غيره تأثير في شئ فهو كافر "© 5هذه القصيدة غير موجودة في متداول الديوان » وهي لابد ان تنتمي( ((٤٤٤ إلى شعر بامخرمة السابق على تصوفه، لانما تتعارض تعارضاً تاما مع التصوف، إذ ان المتصوفة يرون ان نفوذ الاولياء ( يسري ف الامة كلها 3بل وكيان الكون كله.. ولولا الاولياء لفسد نظام العالم واممار كما تنهار الدول بدون موظفين وحراس وجنود ‏). ٨وأما لماذا كانت تلك القصيدة مشهورة، فانما اشهرتما تلك الاجواء الاجتماعية والمذهبية غير السنية السائدة فى حضرموت حينها. غير ان اهل مدينة( هينن ) يفخرون بان لديهم نسخة ( نقية) وصحيحة من ديوان بامخرمة & ومخافة منهم من التدخل في الديوان بالحذف والاضافة، فقد اوردوا ثبتا بقصائده كما هي لديهم } فاذا هي خمسمائة وثلاث عشر قصيدة ({‘"، غير أن ما يفخرون به لا أساس له 3ذلك ان نسختهم تحتوي على نفس القصائد المتداولة عن علاقة التواصل بين بامخرمة والشيخ باهرمز، وهي العلاقة الت لم نجد لها مايسندها 3هذا من ناحية، ومن اخرى فان السيد سارجنت قد اطلع على نسخه في وادي دوعن & كتبت سنة _ ‏ ٢٩٩‏ه » ١وكانت تحتوي على ستمائة وست عشر قصيدة`'٠‏ © وهذا يعي ان نسخة ( هينن ) ناقصة وتم التدخل فيها، شأن النسخ المتداولة اليوم. وعلى ماتقدم نصل إلى ان شعر بامخرمة في مرحلة ماقبل تصوفه كان هدفا مباشرا لمحرقة الاخلاف لما يحويه من حقائق تكشف التاريخ العقائندى غير السني حضرموت حت القرن العاشر الهجري. ان ازمة التأسيس تكاد تكون هي السمة الغالبة على الكتابات التاريخية الحضرمية، المصدرية منها والحديثة 3وتلك نتيجة لازمة لغلبة النزعة الارادية عليها © نزعة فرض عقيدة الاخلاف على الاسلاف، فليس لنا ان نعجب ان وجدنا انفسنا تجاهها امام تمثال من البرونز ذي قدمين من الصلصال، لا يكاد يقف عليهما ((٤ ٤٥ إل ليهوي على هامته، في منظر يثير الشفقة والرثاء 2فإن شئت اصلاح الحال، لزم ان تكون قدماه من جنس هامته 3ولايصلح الامر بخلاف ذلك. ان كان لنا من كلمة اخيرة في هذا المقام، فاننا نود القول :ان ازمة الكتابات التاريخية الحضرمية تأتي من عدم اعتمادها على هيكل عام لمسارات تاريخ حضرموت الإسلامي 3هيكل تتحرك فيه الاحداث والافكار بسلاسة منطقية } وتحد تبريراتما فيه 7كما ان غياب مثل ذلك الهيكل يأتي من أزمة المصادر المعتمدة في البحث والتحقيق } ذلك ان الأعم الغالب من تلك المصادر المخطوطة منها والمطبوعة، تنتمي = حسب علمي = إلى نسخ القرن الرابع عشر الهجري، وهذه الظاهرة المعيبة لم تكن إلا نتيجة مباشرة وحتمية لجهود الاخلاف في طمس الحقائق واعدام الاصول & ولهذا فأن اعتماد تلك المصادر بدون نظر، مسألة فيها نظر، ولا تخدم الحقيقة على الاطلاق } ويلزم من هذا ان تكون المهمة الاولى والاساسية هي نقد تلك المصادر من خلال تحقيقها تحقيقا علميا من قبل اهل الاختصاص، ومن ثم العمل على افتراض هيكل تاريخي عام لمسارات تاريخ حضرموت الإسلامي © هيكل يدافع عن نفسه ويفرض احترامه على الآخرين. إن اعداء الحقيقة التاريخية يخدمونما اكثر من اصدقائها، ذلك انه اذا كان اصدقاؤها يأتون يما في حلة جميلة وقشيبة، فان اعداءها وخصومها يجعلومما تاق - مت جاءت -عارية } ذلك انه لا حقيقة بدون اعداء اوخصوم & مهما كانت تلك الحقيقة بينة سافرة ظاهرة & ولهذا فلا حقيقة بلا حجب، والحقيقة التاريخية اكثر الحقائق اعداء وخصوما، وبالتالي اكثرها حجبا وامتناعا 5وكلما اسرفت الحقيقة في حجبها وامتناعها 0كان ظهورها اكثر عريا وافتضاحا.... (()٤٤٦ المصاد روانلمرا جع : ٥٥٦/وخت‎متاري ر:ضحامدح ال )١صال )٢الامام محمد عمر بحرق :الحديقة الانيقة في شرح العروة الوثيقة٧٩/ ‎ )٢نفسه١٩٧/ ‎ ٤زهدي جارالله :المعتزلة١١٦٢/ ‎ احمد عبدالله عارف :الصلة بين الزيدية والمعتزلة ‏٢٢٢٣/ه) )٦محمد بن عبدالله الطيب بافقيه :تاريخ الشحر١٦٦ ‎/ ٦١‎/رخير ش ال ا :لقضيةولنيد )٧الخ ‎نفسه٦٢/)٨ ‏ )٩سعيد عوض باوزير :صفحات من التاريخ الحضرمي +١٢٣٥/بجحموع‏ أحكام النكاح )٠نفسه‏. )١احمد حسين شرف الدين :تاريخ الفكر الإسلامي فياليمن١٦٧ / ‎ )٢عبد القادر العيدروس :النور السافر١٥٢٣/ ‎ ١٠٦/ )٢عبداللة محمد الحبشي :الصوفية والفقهاء في اليمن‎ )٤اشعار بامخرمة :أنظر باوزير :صفحات +بافقيه :تاريخ الشحر +العيدروس :النور السافر. ‎ )٥اورد الناشر في بداية الكتاب صورا من الصفحتين الاولى والثانية من المخطوتتين‎ )٦سالم بن حميد الكندي :العدة المفيدة١٢٣٠/٦/ ‎ )٧الامام حمد عمر باجمال :مقال الناصحين٢ ٤٨/ ‎ ‎ )١٨نفسه٢٨ ٠/ )٩صالح عبدالرحمن المفلحي :ديوان خواطر وانغام٧/ ‎ ابن حميد :نفسه٤٠٣ ٣٠٥٤3 ١٦٤/ ‎)٠ )٢١باجمال :نفسه-٦٢٧٦/ ‎۔-٢٧٧۔٣٠٢ )٢٢محمد عابد الخابري :بنية العقل العربي٢١٤ / ‎ )٢٢عارف :نفسه١١٥ / ‎ )٢٤باجمال :نفسه٦١٢ / ‎ )٦٥الامام محمد ابو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلامية١٣٣/٦٢ / ‎ )٢٦نفسه١٣٥ / ‎ )٢٧باجمال :نفسه١ ٥٩ / ‎ ٧٢٧ / )٢٨نقسه‎ ((٤٤٧ )٢٩نفسه٢٣٧ / ‎ )٠نفسه٦٦٢/ ‎ )١نفسه٥ ٤ / ‎ )٢٢حمد عرض بافضل :صلة الاهل٤٠ / ‎ )٢محمد عمارة :رسائل العدل والتوحيد٩٦١ -١/ ‎ (٣٤محمد عمارة :المعتزلة ومشكلة الحرية الانسانية١ ٥٢٣/ ‎ )٥نفسه. ‎ )٦باجمال :نفسه٢٨٥ / ‎ )٧نفسه٢٧٨ / ‎ )٨الامام يحي بن حمزة :المعالم الدينية في العقائد الالهية٦٦/ ‎ ) )٩باجمال :نفسه٢٣٦ ‎/ ). محمد عمارة :نفسه /‏١٠١ )٤١باجمال :نفسه٧٧ / ‎ )٤٢يحي بن حمزة :نفسه٦٤ / ‎ )٤٢٣نفسه٥/ ‎ه٦ )٤٤باجمال :نفسه١٦٥ / ‎ )٤٥نفسه٣٠٧/ ‎ )٤٦نفسه٦٢١٠ / ‎ ‏ )٤٧قال تعالى ( ان الذين يشترون بعهد الله وأبمانمم ثمنا قليلا اؤلنك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ) آل عمران ‏٧٧- )٤٨محمود اسماعيل :الحركات السرية في الإسلام٨٨/ ‎ )٩باجمال :نفسه٢٢ ٤/ ‎ )٥ ٠نفسه٤٤ / ‎ )٥١نفسه٤٥ / ‎ )٥٢نفسه٤٢ / ‎ )٢العيدروس :نفسه٢٥٤ / ‎ )٥٤باجمال :نفسه٢٢٨ / ‎ ) ٥نفسه٢٥٤ / ‎ ‏ ) ٦عندما تطرق المؤرخ محمد بن هاشم في كتابه ( تاريخ الدولة الكثيرية ) إلى ثورة شبام وعلماء حضرموت سنة ‏ ٩ ٤٣ه ضد السلطان يدر ابي طويرق 2قال بأمما ثورة الصوفية & وتبعه في قوله الشاطري في ( ادوار .التاريخ الحضرمي ( ‘ م اخيرا الاستاذ عبدالرحمن جعفر بن عقيل ق كتابه ( عمر بامخرمة السيبانني ((٤٤٨ )٥٧صابر طعيمة :الاباضية عقيدة موذهبا١ ٤٦٢ / ‎ )٥٨محمد عمارة :نفسه٧٥ / ‎ )٩محمود اسماعيل :نفسه٩٢ / ‎ )٦٠باجمال :نفسه٦١ / ‎ )٦١نفسه٢٨١ / ‎ ‏ )٦٢نفسه. )٦٢محمد عمارة :نفسه٩١/ ‎ )٦٤باجمال :نفسه١٦٢٦ / ‎ )٦٥نفسه٢٥٨ / ‎ )٦٦نفسه٢٧٢ / ‎ )٦٧نفسه٢٧١ / ‎ )٦٨ابن حميد :نفسه١٦٤/١ / ‎ )٩نفسه١٨٨ / ‎ )٠نفسه٤١٨/٦٢/ ‎ )١ابو زهرة :نفسه١٣٥ / ‎ ‏ )٢٢محمد بن هاشم :تاريخ الدولة الكثيرية /‏ ٥١وما بعدها )٢نفسه. ‎ )٤محمد احمد الشاطري :ادوار التاريخ الحضرمي٢٤٢ / ‎ )٥احمد امين :ضحى الإسلام٢٤./٢ / ‎ ‏ )٦اقوال المؤرخ الحداد الواردة تحت هذا العنوان سبق ذكر مصادرها 2مالم نذكر مصدر ‏ )٧احمد عبدالله شنبل :تاريخ شنبل +١٦٦/علوي‏ بن طاهر الحداد :عقود الالماس /‏٥٢/١ ‏ )٨باوزير :الفكر والثقافة /‏١٦٢٦ عمر بن عبدالله يامخرمة :ديوان بامخرمة. مخطوط. نسخة فضل محمد بافضل. ت.ن ١٢٣٨٢ ‎ه. ‎٩ )٨٠.عبدالرحمن جعفر بن عقيل :عمر بامخرمة السيبان١٠٧١ / ‎ ٢٢٣٢٣ )٨١نفسه/ ‎ )٨٢نفسه٩٠ / ‎ )٨٢عمر بامخرمة :نفسه. ‎ )٤ابن عقيل :نفسه١٦٥ / ‎ )٨٥نفسه١٥ ٤ / ‎ )٦نفسه. ١٥٥ / ‎ )٨٧بحلة الحكمة /عدن /العدد/ ٢٩ ‎يرليو١٩٧١٤‎ / ‎م ((٤٤٩ )٨الجابري :نفسه٣٤٧ / ‎ )) عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف :ادام التوت /‏٥٧٨ ‏ )٠ابن عقيل :نفسه /د ‏٩ )١العيدروس :نفسه٥٩ / ‎ )٩٢نفسه٥٠ ‎/ )٢٣ابن عقيل :نفسه١ ٤٩ / ‎ )٩٤نفسه١١٠ / ‎ ) ٥نفسه١١١ / ‎ ‏ )٦عمر بامخرمة :نفسه )٦٧الحداد :عقود٢٣٥/١ / ‎ )٨الجابري :نفسه٣٦٤ / ‎ ‏ )٩لحنة من اهل هينن :مغالطات السقاف /‏ ٦٠ومابعدها )٠آر‏. بي = سارجنت :حول مصادر التاريخ الحضرمي /جامعة عدن /ترجمة النوبان /‏.٦٧ ()٤٥٠ الغصل الثالة الزهاد المتتزلي والأباضي في حضرموت في العصر الوسيط ومدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة ( للتاريخ انتقام وجيله وسخريته، ولجهذا قههو يعود على أسوأ ما يكون العود وأرهبه © إذاطمست جقائقه وأغتصبت وقائعه ) المفكرا لا نساي جور ج بالاندييه ()٤٥١ الزهد المعنزلي والأباضي في حضرموت في العصر الوسيط ومدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة المتتد مح : يسود الكتابات التاريخية الحضرمية المعاصرة حديث طويل عن ظاهرة التصوف ورجاله وأعلامه )كما كثرت تناقضات من تناولوا هذه الحالة الحضرمية وخصائصها، فتارة يتم الحديث حول تلك الحالة باعتبارها تصوفا © وتارة باعتبارها زهدا خالصا، وشتان بين الحالتين 0ويبتدع البعض مصطلحات خاصة لوصف هذه الحالة 5مثل قولهم بالتصوف المنخول، وغير ذلك من المصلطحات الي تنفرد يما الكتابات الحضرمية. غير اني سوف اتناول هذه الحالة الحضرمية من خلال ما يلي : ‏ ١وبعد ان نقر جميعا بالحقيقة الاساسية في التاريخ الحضرمي، وهي ان المذهب الأباضي الذي ينكر التصوف ويعتبره بدعة في الدين، هو مذهب حضرموت الأساسي } وعلينا ان نحدد ونشخص ظروفا تاريخية اممت الوجود السياسي آ وبالتالي عدموالاجتماعي لذلك المذهب & او ان نثبت استمرار وجوده وجود الأجواء العقائدية المناسبة لحالة التصوف. -٦علينا‏ ان نحدد ونشخص الظروف التاريخية _ السياسية الو ادت إلى وجود ظاهرتي التصوف او الزهد 2او حالت دون وجود احداهما دون الآخر. أعتقد ان دراستنا هذه 3قد اعطت جوابا ( مشروع رؤية ) على المسألتين أعلاه 3فقد وجدنا انه لا يعرف _ تاريخيا _ خروج سياسي للمذهب الأباضي © القرنإذاكان)حىحضرموتالمعتزلى ق قل تزامن مع الوجودالمذهبذلك وان ()٤٥٦٢ العاشر الهجري © كانت اول محاولة لادخال السلطة السنية الأعتقاد إلى البلاد } وهي تلك ال حاولها السلطان ابو طويرق. ولما كان مذهبا الأباضية والاعتزال ينكران التصوف ويعتبرانه بدعة في الدين، فانه يلزم عن ذلك ان الوضع العقائدي في البلاد حت القرن العاشر ى سوف يظل ما نعا ومحاربا للفكر الصوفي والفكر العرفان بشكل عام. على انه من المهم هنا القول، ان أي ادعاء بوجود تاريخي للتصوف في حضرموت، فانه يلزم ربطه واشتراطه بوجود تاريخي للسلطة السنية واستقرارها & ونفي اية علاقة بين وجوده وبين مذهبي التشيع العرفاني ( الأسماعيلي والاثنا عشري) } لأنه لم تعرف تاريخيا اية سلطة شيعية من ذلك الاتجاه، كما ان علاقة حضرموت بالمذهب الاسماعيلي تمت اثناء الغزو الصليحي في القرن الخامس المجري ©{} كانت علاقة صدام مسلح قوي وعنيف 0ل تدم طويلا 3انتهى على اثرها الوجود الصليحي دون ان يترك أثرا فكريأ يذكر، وعادت اوضاع البلاد على ما كانت عليه سابقاً بين الأباضية والاعتزال » وكانت نفس الحالة تتكرر في حالي الغزوين الأيوبي والرسولي & وكل ذلك تم بيانه ي حينه. التأسيس : مقام الزهد لدى المعتزل والأباضيت في التاريخ الإسلامي. :اوثية :المعتزل لقد كان المعتزلة في مقام الزهد والعبادة مضرب المثل ومثار الأعجاب، فقد كان واصل بن عطا مؤسس المذهب يقضي الليل يتعبد ويقرأ القرآن، وكان ابو سعيد السمان يصوم الدهر، ومنهم من لم يشتغل او يفكر الا في العبادة مثل أبي ((٤٥٢ عثمان العسال } الذي كان لا يخرج من بيته الا مرة في السنة، قال فيهم شاعرهم صفوان الانصاري } يصف حام : على عمة معروفة في المعاشرتراهم كأن الطير فوق رؤوسهم وف المشي حجاجا وفوق الأباعرسيماهم معروفة في وجوههم وظاهر قول في مقام الضمائرفي ركعة يان على الليل كله وكور على شيب يضئ لناظروقص اهداب واحفاء شارب وليس جهول القوم في جرم خابرفتلك علامات تحيط بوصفهم ولقد كان اكثر المعتزلة يميلون إلى الزهد في الحياة والعيش عيشة الفقر والتقشف لأنهم كانوا منصرفين إلى العبادة وخدمة العلم والدفاع عن مبدأ التوحيد، لا إلى العمل وكسب القوت } وقد ,شاع ذلك عنهم حيت اطلق على المعتزلة البغداديين اسم ( نساك بغداد ) ء وكان من كلامهم ( :من جرعته الدنيا حلاوتما لميله إليها 0جرعته الآخرة مرارتما لتجافيه عنها ). وقد كان اهل الاعتزال قي تزهدهم © وعلى شدة فقرهم واحتجاجهم & يسلكون سبيل المروءة ويترفعون عن الوسائل الخسيسة في الكسب، ويبتعدون عن مواطن الشبهات & فلم يقبل اكثرهم ان يشتغل بالقضاء، خشية ان لايعدلوا في أحكامهم، لأن غايتهم كانت خدمة العلم والتوحيد لا جمع المال، وكانوا يأبون مخالطة الحكام والملوك والأمراء & لأن الذي يتبعهم لا بد ان يمائلهم ويقرهم على افعالهم ال قد لا تخلو من الحور، وكانوا يرفضون اعطاياتمم وهباتمم & لأن اموالهم قد يخالطها الحرام ي وكان اكثرهم يتعشقون الكرم والجحود ويحبون فعل الخير ولا يقيمون للمادة وزنا. قال الرئيس أبو المنصور علي بن الحسن بن الفضل يصف المعتزلة واخلاقهم : ((٤٥ ٤ مكنون من الحما السمنونلم يشبهرا الانسان الا انمم طهرمما فنزح ماء جفونينجس العيون إذارأتمم مقلتي :منطقة مرا ن } فمما ل بن عبيل يمر ‏ ١لخليفة ‏ ١لمنصو ر على قبر عمرو به على مرانقبرا مررتالاله عليك من متوسدصلى عبد الاله ودان بالقرآنمؤمنا متخحشاقبرا تضمن فصل الحديث بحجة وبيانإذاالرجال تنازعوا في شبهة ابقى لنا عمرا ابا عغمانولو ان الدهر ابقى صالحا سأل احدهم الإمام الحسن البصري عن عمرو بن عبيد & فقال :لقد سألت الملائكة أدبته و كأن الانبياء ربته » ان قام لأمر قعد به & وان قعدعن رجل كان لامر قام به 2وان أمر بشع كان الزم الناس له، وان همى عن شئع كان اترك الناس .له، ما رأيت ظاهرا اشبه بباطن منه < ثانيا :ال٦يباضيہ‏ : تلك احوال المعتزلة فى الزهد والعبادة والاخلاق الفاضلة & اما احوال الأباضية فهى لا تفرق عن ذلك كنيرا & فقد كانوا أهل اخلاص في عقيدتمم © ويروى ان عبد الله بن عباس (رض) لما بعثه الإمام علي بن أبي طالب إلى الخوارج يناقشهم & قال :رأيت منهم جباها قرحةمن طول السجود وايد كثفنات الإبل © عليهم قمص مرحضة. “{. كما كانوا أهل تقوى وورع & كما كانوا اهل زهد في الدنيا 5انصرفت نفوسهم عن الشهوات المادية وملذات الحياة، واتجهت بكليتها إلى )٥٥٤ر‎ نعيم الآخرة، كما اشتهر عنهم اممم اهل شدة في الدين". وكيف لاتتجه نفوسهم بكليتها إلى نعيم الآخرة وهم الشراة الذين اشتروا الآخرة بالدنيا. وعلى الاجمال & فأنه مشهور عن الاباضية والخوارج ( كثرة العبادة وزهدهم في الحياة الدنيا 5فقد كانوا يقضون الليل في التهجد والصلاة بينما الناس ني هجوع، يستريحون من عناء النهار، فأن هؤلاء القوم لايستطيعون لذة النوم & لان خوف الله قد اطار الكرى من عيونهم، فتراهم سجدا يتلون كتاب الله، فاذا مروا بآية فيها ذكر الله، استدروا الدمع من مآقيهم & بكوا شوقا إليه ء وهكذا جعلوا من الليل -الذي جعله الله سباتا للناس -قياما مستمرا ومكابدة لاتنقطع. وبالاضافة إلى كثرة عبادتمم وشدة تقواهم، فقد سيطر عليهم شعور الخوف من عذاب الآخرة، فاذا هم ركع سجد في الليل 0صائمون في النهار، ويبدو ان هذه المكابدة في العبادة قد دفعتهم إلى السأم من الحياة الدنيا 0وصار من الجهل عندهم التعلل والتلهي بآمال كاذبة وسراب خادع، في حين ان الانسان يدفع إلى منيته كل يوم دفعا » وكان من العبث لديهم ان ينشغل الانسان بحطام الدنيا الذي يجمعه لغيره 3فبدلا من ذلك ليتزود بثروة الايمان والتقوى الن تساعده على مواجهة ايام الفقر البائسة في دار الخلود الابدية. وهكذا يظهر لنا ان الخوارج والاباضية قد عافوا الحياة الدنيا وملوها واستصغروها } وتعلقوا بالآخرة وتعشقوها، و لم يروا في الحياة الدنيا إلآً جسر عبور إلى الآخرة)_ ). ان كتب التاريخ الإسلامي لا تعطينا أكثر من تلك الصورة عن أحوال الزهد والعبادة لدى المعتزلة والأباضية، فهي مثلا لا تصف لنا طريقتهم في العبادة من خلال كتاباتهم وآثارهم الأدبية والعلمية، خاصة المعتزلة نظرا لغزارة انتاجهم الفكري الذي تم افناؤه واعدامه من قبل الخصوم، ولكن ذلك التراث لم يكن ليعدم كاملا بتلك السهولة في حضرموت، ليس فقط بسبب طول عمر الاعتزال فيها ءبل (()٤٥٦ أيضا بسبب طول عمر دولته © وهي الدولة الوحيدة تي التاريخ الإسلامي، لهذا 3 بمثل ما كانت القصيدة ( الفكرية ) لشيخ الإسلام سلام بافضل هي الوحيدة من نوعها في ماتبقى من التراث المعتزلى عامة في ادب الاستدلال بالخلق على الخالق ©} كذلك الحال بالنسبة لوصايا هذا الإمام ال تعد مثالا وحيدا _ حسب علمي _ في معرفة طريقة المعتزلة في العبادة والزهد، كيف كانوا يقضون ليلهم وممارهم بين الفكر والذكر والعبادة والاستغفار والدعاء وهي تصور ما وصلت إليه اخلاقهم من السمو والرفعة 3ولقد رأينا قي القصيدة ( الفكرية ) كيف كان المعتزلة ينظرون إلى انفسهم على اممم ملائكة الأرض، ولقد رأينا قول الرئيس أبي منصور فيهم باممم ملائكة الأرض حقا، من خلال قوله : مكونون من الحمأ المسنونلا يشبهون الانسان الا اتمم الزهد المعتزلي الحضرمي : سوف نعرض هنا وصيتين لشيخ الإسلام سالم بن فضل بن عبد الكريم بافضل المتوفي قي ترنم سنة _ ٥٨١ه‏ الوصية الأولى : بسم الله الرحمن الرحيم وبعد 3فاوصيك يا أحمد ونفسي بتقوى الله وطاعته } فلا عاقبة الا للتقوى © ولا هدى الا هدى المتقين } قال تعالى } :يا ايها الذين آمنوا اتقواالله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع ا له ورسوله فقدفاز فوزا عظيما ]، وقال } ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب { وقال } :ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا ]، والتقوى امتثال اوامر ((٤٥٧ الله تعالى واجتناب مناهيه } كبيرها وصغيرها & واوصيك بالزام قلبك معرفة الله تعالى & وهي ان يلزم قلبك قربه منك وقيامه عليك وشهادته وعلمه بك، وانه واحد لا شريك له في ملكه & وانه عند ما وعد صادق ©، وعند ما ضمن واف 38 وعندما دعا إليه وندب العباد ملي له وعد ينفذه في من يشاء، ومقام يصير إليه الخلائق 0ومصدر يتصرف من عنده، ونواب وعقاب، ليس له شبيه ولا مثل © وانه الكاني، كل يوم وهو في شأن، لا يشغله شأن عن شأن، يعلم الخفي والضمير والخطرات والوساوس والهمة والارادة والحركة والطرفة والغمزة وما فوق ذلك وما دون ذلك. وأوصيك بمحاربة عدوالله ابليس، وبحاهدته في السر والعلانية } وفي الطاعة والمعصية، وتعلم انه قد عادى الله قي عبده آدم، تنام ولا ينام 0وتغفل ولا يغفل & وتسهو ولا يسهو & بجتهدا في هلاكك، في نومك ويقظتك، في سرك وعلانيتك، في الطاعة ليبطلها وفي المعصية ليوقعك فيها } امنيته ان تدخل معه جهنم اعادنا الله منها 5واسأل الفقهاء العالمين بالله عز وجل، بأمره ونميه ى حت يدلوك & على طريق الله ويعرفوك داءك ويدلوك على اعدائك، فهم اطباء القلوب، ولا تغتر بطول القيام وكثرة الصيام والطاعات الظاهرة بغير معرفة منك لعملك. وأوصيك رحمك الله بترتيب اورادك من صباحك إلى مسائك & فبذلك تظهر بركة الأوقات واوصيك بحفظ ما بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، وما بين العشاءين & وأوصيك بتعليم اهلك وخاصتك ما يحتاجون إليه من فروض الطهارة والصلاة وواجب العقيدة وشئ من إذكار الصباح والمساء، فان يهدي الله بلك رجلا خير لك من حمر النعم، ومن دل على خير فله مثل اجر فاعله، واوصيك يكثرة ملازمة التضرع إلى الله والالتجاء إليه سبحانه في جميع الحالات، والاستعانة الخاتمة عندبه قي كل الأمور 0وفقنا واياك لما بحبه ويرضاه & ورزقنا واياك حسن ((٤٥٨ من( وعمى عنا جميع ما ارتكبناهالمزهلكاتعنا كبائر الذنوبالممات وبحاوز المخالفات، انه قدير عل كل شئع سبحانه وتعالى لا اله الا هو إليه المصير، وحسبنا ..هو آله وصحبه وسلم. الله ونعم الوكيل ئ وصلى الله على سيدنا ححمدذل الوصيح الثاتيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله 0وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، اوصيك يا ولدي ونفسي بتقوى الله وطاعته وامتثال اوامره واجتناب مناهية 3ما حرم منها وما كره & وما خف وما ثقل & فربما كان غضب الله قى معصية صغيرة 5ولا رخصة فى ركوب مصية في وقت من الاوقات. أوصيك بترتيب اوقاتك، فتجعل لكل وقت ورد لا تتعداه ولا تودع فيه سواه & فيه تحصل البركة، فمن صلاة الصبح إلى طلوع الشمس لا تنشغل الا بتلاوة كتاب الله وتدبر معانيه وتلذذ بحلاوة الفاظه © واضف إلى التلاوة في هذا الوقت شيئا من إذكار الصباح والمساء والأدعية المأنورة 3فإذاطلعت الشمس قدر رمح © فصل الضحى ركعتين أو اربعا، وإذا فرغت من هذا الورد، فاشتغل ببمطالعة ما تيسر من دروسك الي تقرأها اوتسمعها } فهذا الوقت مبارك يتفتح فيه الذهن من آثار تلك التلاوة والذكر. ثم بعد ذلك فاشتغل بقراءة دروسك واستماعها واحضار قلبك عند الاستماع والقراءة، واقصد بذلك جميعه وجه الله وازالة الجهل عن نفسك } واقصد العلم للعمل ونفع المسلمين } فما ثمرة العلم الا العمل، فإذافرغت من هذا كله، فبادر إلى مطالعة ما تيسر مما قرأته او سمعته 0حتت يتبين في قلبك ويرسخ، ثم صل باقي الضحى & ولا أقل من اتمام ثمان ركعات \ ولا اقل من مطالعة ما قرأته عشرين مرة وشرحه، وعلته خمس مرات وما سمعته كذلك، ولو وقع اقل ()٤٥٩ من هذا فلا بأس } ثم نم نومة خفيفة قبل الزوال، ولا تطلها ايام الشتاء لكثرة كسلها وفتورها، ثم صل الظهر اول وقتها 3فقد سئل ( ص ) أي الأعمال افضل » فقال :الصلاة اول وقتها. وبعد الظهر اتمم بقية مطالعاتلك وذاكر من تستفيد منه & م طالع شيئا من كتب الرقائق قليلا ) 3فانه ينور القلب مطالعتها، ثم صل العصر أول وقتها 3واشتغل بقراءة او سماع ما يقرأ من العلوم، فإذا اصفرت الشمس عد إلى الإذكار والأدعية المأثورة ال فعلتها بعد صلاة الصبح & وبين العشاءين :قراءة القرآن واستماعه } وبعد صلاة العشاء مطالعة ومذاكرة. قم قبل الصبح لصلاة الوتر احدى عشر ركعة & تقرأ فيها سورة ياسين والواقعة وتبارك، وعليك بحفظ لسانك من جميع الالفاظ القبيحة } فالبركة كل البركة في ذلك، والحمد لله «_'. وبعد تلك الوصيتين لشيخ الإسلام بافضل، فاننا لسنا بصدد الحديث عن النشاط الثقاقي والسياسي الذي كان يقوم به شيخنا بافضل ومعه الجمع العلمي التريمي المعتزلي في نشر ثقافة الاعتزال في القرن السادس الهجري & ولسنا بصدد الحديث عن دورعلماء الكلام في ذلك الجمع في نشر وإذاعة مبادئ التوحيد على مذهب الاعتزال لدى العامة من الناس، ولسنا بصدد شرح تلك الوصيتين، ولكن حسبنا القول انما تحتوي على الكثير من المعاني ال من خلالها يمكن معرفة خصائص الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية على مذهب الاعتزال في القرن السادس الهجري & تلك الحياة ال يقول عنها الاستاذ ابن عقيل ( :ان الحركة العلمية والنقافيق في حضرموت _ فها بدايات تمتد إلى القرن الرابع الهجري ) «{‘ } وهذا القول يأتي مصداقا لما توصلنا إليه من ان الخذور العميقة للوجود المعترل قد تلازمت مع الوجود الأباضي فيها في القرن النان المجري. (()٤٦٠ اما ما نحن بصدده هنا هو ايراد الدليل النصي على ان مدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة لم تكن الا امتدادا لمدرسة الزهد الاباضي والمعتزلي الي سادت حت القرن العاشر الهجري & ومن خلال ما قاله شيخنا بافضل في وصاياه، نفهم ونعلم ماهو مقصود المؤرخين يمداومة المعتزلةعلى العبادة والذكر والفكر 0وما هو المدى الذي يذهبون إليه قي زهدهم في الدنيا وسعيهم في طلب الآخرة وحسن الخزاء فيها © وبعدهم عن الدنيا ومباهجها، وبل ونعلم اجمالا ليس تلك المعاني ومدلولاتما وحسب، بل وأيضا نفهم من محصلة ذلك ما هو الاعتزال، انه بالاختصار الزهد والعبادة والعمل لليوم الآخر وخافة الله في الحركات والسكنات، وهو في النهاية ماقاله شيخ الإسلام بافضل في وصاياه. ((٤٦١ :الحضرميالأباضيالزهد إذاكان ذلك هو شأن الزهد المعترلىي في حضرموت في العصر الوسيط 8 كما أبانه شيخ الإسلام بافضل في وصاياه، فان الزهد الأباضي الحضرمي لا يفرق عنه في شئ، ان لم يكن نسخة طبق الأصل منه اويزيد عليه، فالزهد لديهما يقوم على أساس مشترك بينهما الا وهو ( التقوى )، باعتبارها الطريقة المثلى للزهمد في الدنيا والعمل للآخرة. ولن نجد موثقا لمدرسة الزهد الأباضية الحضرمية افضل مما سجله في ديوانه الإمام المجاهد ابو اسحاق الهمداني في القرن الخامس الهجري، ومن المهم هنا القول ان ذلك الزهد انما هو زهد مقاتل وبجاهد في سبيل الله 0يسعى إلى الدار الآخرة من خلال صليل السيوف، فلقد ترتب عن سلوك ( الشراة ) الذين اشتروا الآخرة بالدنيا والزهد فيها } ان رأوا ان ما سوى نعيم الآخرة لا يساوي جناح بعوضة ا وان الجهاد في سبيل ا له هو شرط الزهد في الدنيا والفوز بالآخرة، وقي ذلك يقول ابو اسحاق _( : كما ان تقوى الله خير الذخائرفليس كنصر الله للمرء عدة ويقول أيضا : في الله لا بيع الغوي الفاجراين امرء قد بعت نفسي جهرة اعددقما حتفا لحرب الكافرواني وان تعرف التقوى فقد وأيضا : وعيش نفيس دائم غير زائلجنةسيفبيعتن قدوان يزول وعيشا زائلا بيع جاهلولست كمن يشري باخراه منزلا ()٤٦٦٢ وابو اسحاق في سلوكه الزهدي وتقواه، انما يسير على مج اسلافه الخوارج الاول، او كما يسميهم هو ( المحكمة ) الذين قاتلوا الإمام علي وقاتلهم & فقد كانوا مثالاللزهد والتقوى، وفي هذا المع يقول ابو اسحاق : على فج السبيل وما في ديننا اودنحن الشراة ومن نسل الشراة وما من زمان مضى الا لنا تودالحقيقة مذ كنا محكمةاهل وأيضا : إلى اليوم مذ عهد البي التعففواي من القوم الذين لباسهم وحيث تولت بالصروف تصرفواميلهالكن بني الدنيا يميلون ئكاملة للدعوة إلى الزهد والتقوىديوانه قل خصص قصائدقابو اسحاقوالإمام منها القصيدة التالية : أمسيت في طرف من آخر العمرماذا غفولك يا عبدالاله وقد والعمر ينفذ والأحكام للقدرتأورى وتسرح والايام سارحة ام لا فانت لذا في أعظم الخطرولست تدري أهذا السعي سعي رضا فبان منك كذا في حل من الحفرتصحبهكنتبمناتعظتهلا منه وحل بما قوم على سفرمعطلةخلوادارهواصبحت لك القناع وابدت عن يد العبرماذارجاؤك في الدنيا وقد كشفت ولم تفدك الذي املت من الظفروجرعتك كؤوسا من مكارهها مر المذاق © فأبصر غاية البصرشابه كدروانبرى لك صفو فيها دعها وكن منها على حذرولا تكن راكنا يوما إلى دعة تكثر على القلب هول الهم والسهروخذ من الزاد منها ما كفاك ولا مال تحوز ولا تسعى إلى الأنروان سهرت فلا تسهر جفونك في تجد ذاك يوم الحشر والنشرمحضاوسدد السعي واجعله لخالققا واجعله مع ذاك مقصورا على الوطرقائلهانتفيماالسعيوقلل (()٤٦٢٣ الا بذكر اله الشمس والقمرفالصمت اجمل من نطق تفره به ولا تفوه بغير الذكر والسوروإذكر الهك في الساعات مجتهدا كيما تفوز بخير الورد والصدروراقب الله فيما انت طالبه انسته دنياه 0هول الموقف العسروان طلبت فلا تطلب تكاثر من مستيقظا وجلا من ذلك الخبروتنه النفس عما لا محل ركن علمت حقا ما في الكتب الزبريا ويح نفسي مإذا تطلبين وقد ما قد أتى النص بالأحكام والنذراما قرأت كتاب الله ناظرة مني البراهين يوم الفصل ما عذرييا أيها النفس ما عذري إذا طلبت بالسعي في صالح الاعمال والبشروما الجواب إذا لم أغتنم عمرا والصبرعن طلب اللذات فاصطبريقومي بما اورجب الله القيام به باريلك فما مضى من دهرك العسرولا تخونين عهدا كان منك إلى ثم محمد المصطفى المبعوث من مضرالصلاة على المختار سيدنا وإذا كان لنا من قول أخير في طبيعة الزهد الأباضي والمعتزلي في حضرموت قي العصر الوسيط، كما اتضح لنا من وصايا شيخ الإسلام بافضل وقصائد الإمام أبي اسحاق الهمداني & فاننا نود القول ان ذلك الزهد قد اعتمد على ( التقوى ) ال هي عماد الزهد كما ورد في القرآن والسنة، و لم يغادرها إلى ما سواها من النظرات الفلسفية، رغم اشتغال المعتزلة بتلك العلوم، اما الأباضية فلم يعرف عنهم اشتغالهم بالفلسفة، وكان ايماممم قرآنيا خالصا كما هو الحال في اشعار الإمام أبي اسحاق الحمدان. وبعد :احسب إني قد عرضت ف الوثائق السابقة طبيعة الزهد والعبادة في المذهبين الأباضي والمعتزلي، فوجدناه يعتمد على التقوى اليي اوضحت تلك الوثائق انما تعي امتثال اوامر الله تعالى واجتناب مناهيه صغيرها وكبيرها، هذا النو ع من الزهد هو الذي كا عليه صحابة رسول الله يلالكرام 3وهو المعتمد لدى المذهبين المعتزلي (()٤٦٤ والأباضي & لهذا جاء فكرهم الزهدي خال من اية مفاهيم او رموز صوفية حت في شكلها الجني المبكر، وهذا امر طبيعي طالما ان المذهبين ينكران التصوف ويحار بانه باعتباره بدعة في الدين، يقول الأستاذ عفيفي : ( ان الأصل في الزهد الإسلامي هو تعاليم الإسلام نفسه، فان القرآن حث على الورع والتقوى وهجر الدنيا وزخرفها ث وحقر من شأن هذه الحياة 7وعظم من شأن الآخرة ودعا إلى العبادة والتبتل وقيام الليل والتهجد والصوم ونحو ذلك مما هو من صميم الزهد )({“. هذا النو ع من الزهد هو الذي شاع وذاع في حضرموت منذ القرن الثان المجري & حتت إذاكان القرن السادس الهجري & وهو عصر شيخ الإسلام بافضل ( تشبع الناس بروح الدين، واصبح الخوف من الله تعالى طابعا يسم حياة الناس العامة & وترك اثره في علاقات الناس فيما بينهم 0وبرز في صورة التكافل الاجتماعي ‏)(.©\٠ الحضرميہ المعاصرة :مد ريس الزهد وإذاكانت تلك هي صورة الزهد و العبادة والسلوك الأخلاقي الذي ساد حضرموت ف القرن السادس الهجري، لاعتبارات مذهبية خاصة بما دون غيرها من حيث سيادة المذهبين الأباضي والمعتزلي 3فان صورة هذا النوع من الزهد كانت قد تغيرت في اقطار الإسلام السنية وتحول الزهد إلى ( تصوف )، يقول الأستاذ قاسم غني عن التصوف الاسلامي ( ان التصوف قد استقر على أساس نظري وعلمي ثابت في اوائل القرن الخامس ‘ وفي القرن السادس اصبح التصوف اكثر عمقا وترتيبا ويرتكز على أصول فلسفية... واتخذت عقائد الصوفية وآراؤهم ال كانت ()٤٦٥ تستند على القرآن والحديث ©} تتجه رويدا رويدا إلى التعليلات الفلسفية والكلامية (". ويقول الأستاذ يوسف زيدان ( :ان الفكر الفلسفي هو ف الحقيقة فكر التصوف الفلسفي كله في المرحلة الواقعة بين القرنين السادس والتاسع المجريين ) ‏(, )١٧ وإذن نحن هنا قي حضرموت امام ظاهرة فريدة خاصة، الا وهي بقاء الزهد الإسلامي فيها على نقاوته الخالصة من اية مؤثرات فكرية ونظرية فلسفية س كانت قد دخلت في صميم الزهد وحولته إلى تصوف [\، بدءا من أوائل القرن الخامس ح إذاجاء القرن السادس الهجري & ظل الزهد هنا زهدا خالصا و لم تدخله شائبة تصوف } وظل اهل الزهد على زهدهم، ولم يكن ثمة تصوف ولا صوفية في حصرموت. حق إذا اطل القرن العاشر الهجري & ظل ذلك الزهد على حاله خاليا من ، الذي عده القائلون‏ ٩٣٠هالتصوف، فهذا الإمام محمد بحرق المتوفي سنة _ بالتصوف في حضرموت صوفيا 3يقول في كتابه ( الحديقة الانيقة ي شرح العروة الوثيقة ) ( :وعند ذلك يعلم ان الشريعة باسرها مندرجة تحت التقوى & وان قصيدتنا قد أسس بنيانها على التقوى ‏). "‘'٨{٠أي ان ( القوى ) ال هي أساس الزهد الإسلامي ظلت حت القرن العاشر أساس الحركة الزهدية فى حضرموت. هذه الظاهرة الحضرمية الفريدة تحد تفسيرها في طبيعة الأوضاع المذهبية العقائدية والسياسية الي سادت في حضرموت ح القرن العاشر الهجري، الا وهي سيادة مذهبي الأباضية والاعتزال، ذلك انه إذا كان مذهبا الأباضية والاعتترال هما وهمائوغفرانه رحمتهوطلبمن. اللهوعبادة وخوفزهدمذهباالأساسفي ()٤٦٦ يرفضان التصوف من حيث هو فكر فلسفي، لزم من كل ذلك سيادة زهدهما طوال فترة سيادتمما. ولما كنا قد توصلنا قي سياق هذه الدراسة إلى ان الأوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت، ظلت على ما هي عليه من حيث سيادة الأباضية والاعتزال حت نماية القرن العاشر الهجري على الأقل © مع الأخذ بعين الأعتبار محاولة السلطان بدر أبي طويرق المتوقي سنة _ ٩٧٧ه_‏ اقامة أول دولة حضرمية سنية الاعتقاد © وتوفي قبل ان يحقق كامل حلمه وهدفه } فان كل ذلك يعطي حكما لازما ملزما 3الا وهو بقاء مدرسة الزهد الحضرمية على نقاوتما السابقة 0دون ان تتحول إلى مدرسة صوفية }. ولقد بقيت فعلا وحقا كذلك إلى اليوم، ولقد رأينا في فصل سابق ان يقة الإمام سالم بافضل في أحياء ما بين العشاءين ظلت هي المعمول بما إلى اليوم في مساجد حضرموت \ الا ان حقيقة الأمر ان الذي ظل معمولا به ليست طريقته تلك فحسب & بل طريقته في الزهد والعبادة الخالية من اية مؤثرات صوفية. لهذا جحد الأستاذ ابن عقيل وهو يؤرخ لما اسماه تصوفا في حضرموت في القرنين التاسع والعاشر المجريين، وبعد بحث ودراسة في تراث الفترة ال حددها، استخلص ان ( تصوف ) أهل حضرموت تميز بما يلي : ١التمسك بآداب الشريعة الإسلامية. ‎ ٢البعد عن الفلسفة والآراء التجريدية. ‎ ‏ةبلغ ٢-الجانب السلوكى ,‏{©١ كما يقول أيضا ( :يمثل الزهد الجانب العملي للتصوف أمام الحضرميين الذين التزموا بالجانب التعبدي السلوكي من التصوف، وابتعدوا عن الخانب النظري الفلسفي & فالزهد هو أساس تصوفهم وعماد سلوكهم ). ث ()٦٤ا‎(٧ هذا الاستخلاص القيم للاستاذ أبن عقيل، يتفق تماما مع ما تقول به كتب ‏ ٩٧٩ه سنةالتراجم الحضرمية من انه ح اواخر القرن العاشر الهجري سنة وفاة الشيخ حسين عبد الله بن الحاج بافضل، لم تكن كتب التصوف الفلسفي معروفة في حضرموت الا عن هذا الشيخ، وكان علماء حضرموت ينهون عن قراعتما('"، غير اننا وان كنا نقر بندرتما قي ذلك القرن، الا اننا لا نستطيع الإقرار بحصر وجودها عند شخص بعينه } والا من اين اكتسب الشيخ عمربامخرمه والشيخ سعيد الشواف ثقافتهم الصوفية الفلسفية قي نفس القرن. وإذن فان تصوف حضرموت، انما هو تصوف سلوكي خال من الجخانب النظري، ولا يكون الجانب النظري في التصوف ( أي تصوف ) الا فلسفيا } وهذا النوع من التصوف هو الزهد بعينه 3أي ان الزهد هو جانب سلوكي خال من الفكر والتجريد النظري. وفي هذا يقول اللاساتإذ الجابري عنذ حديثه عن مكونات التصوف الإسلامي ( :ان التصوف كسلوك ومظهر من مظاهر التقوى والعبادة لا يعنينا هنا 0وسيكون من التعسف رد مظاهر التقوى والعبادة في الإسلام إلى مظاهر التقوى والعبادة قي دين آخر او فلسفة دينية أخرى } فالدين ماهو دين & هو تقوى وعبادة 3ولكل دين طريقته في ممارستها جسمانيا وروحيا، والاسلام له طريقته الخاصة في ذلك، وبما تميز عن الأديان الأخرى، ما يهمنا إذن ربط التصوف في الإسلام بالتصوف الهرمسي ( الفلسفي ) هو الخانب النظري ث اعيى ما يدعيه المتصوفة على ان مشاهداتمم وما اتعتبره بعضهم ( الحقيقة ) في مقابل ( الشريعة ) 3 او ( الباطن ) في مقابل ( الظاهر ) » وهنا نكرر القول مرة اخرى، بان الآراء الى. يفصح عنها المتصوفة في مسائل الإتحاد والحلول والفناء والشهود ووحدة الوجود وحقيقة النفس واصلها ومصيرها } ان ما يقوله المتصوفة بخصوص هذه المسائل، لا ()٤٦٨ مكن التوصل يليها بمجرد تأمل النص القرآن والتعمق في فهمه، بل ان أقوال المتصوفة في تلك المسائل مستمدة اساسا من الأدبيات الحرمسية ‏)(. '\'٧ وإذن نحن هنا امام ظاهرة الزهد الحضرمية مرة أخرى ‘& فتلك السمات النلاث اليي استخلصها الأستاذ أبن عقيل للمدرسة الحضرمية، لا تعطي تصوفا على الأطلاق، بل اعطت زهدا في الدنيا وسلوكا عباديا يقوم على ( التقوى ) وخاليا من أي فكر صوف، وهو ما قاله الأستاذ أبن عقيل. وإذن نحن هنا امام ظاهرة الزهد الأباضي والمعتزلي الأصيل، وهو الأمر الذي يوكد سيادة هذين المذهبين خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين موضوع دراسة الاستاذ أبن عقيل، بل نجده يضع مؤشرا على بقاء الأوضاع على ما كانت عليه ولا سنيتها خلال تلك الفترة 3هذا المؤشر سبق ان قال به المؤرخ باوزير :يقول الأستاذ أبن عقيل ( ويجب ان نشير هنا على ان حضرموت في مسيرتما الصوفية لم تشهد خلافا بين الفقهاء والصوفية } فقد عاشت التزعتان الفقهية والصوفێة على وئام قي حضرموت ب ولايمكن الفصل بين النزعتين )""". هذا الوئام غير المبرر بين اللزعتين الفقهية والصوفية غير مقبول تاريخيا وموضوعيا، فيما إذاكانت الأوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت خلال تلك الفترة ح هي نفسها الي سادت اقطار العالم الإسلامي من حيث غلبة اهل السنة عليها 5ففي تلك الأقطار عرف صراع مرير وقاسي بين الفريقين الفقهي والصوني © وصل إلى حد اصدار الفقهاء فتاويهم بتكفير طائفة ابن عربي وحكموا عليهم بالقتل & ولقد كان الصراع كذلك ف اليمن «'". وإذن، لم يكن هنا في حضرموت ثمة صفاء ووئام بين الفقها ء والصوفية } لأنه لم يكن ثمة تصوف ولا صوفية كظاهرة في حضرموت ب وانما كان هناك صفاء ووئام عريق مد جذوره عبر التاريخ بين الزهاد والفقهاء والمتكلمين الذين كانوا ()٤٦٩ جميعا بين الاباضية والاعتزال، فقد كان كل اؤلئك زهادا وعبادا بحكم المذهب، بمثل ماكان عليه الحال في القرن السادس الهجري © حى اطلق شيخ الإسلام سالم بافضل على الفقهاء والمتكلمين مقولة ( الفقهاء العارفين بالله عز وجل وبأمره ونهيه ) 3فقد كان الفقيه زاهدا وكذلك المتكلم 5وكان الورع والتقوى ومخافة الله قي كل شيئ سمة العلم والعمل حقا. لهذا لا نستطيع ان نفسر ظاهرة بقاء الزهد الحضرمي على صورته النقية الخالية من أي تصوف إلى اليوم، الا إذاكان لحضرموت مسارها التاريخي الخاص يما 0وهو الأمر الذي جعل لمسيرة الزهد فيها مساره الخاص بما أيضاً ى وتأتي تلك الخصوصية من طول عمر مذهبي الأباضية والاعتزال في حضرموت الذي امتد إلى ما بعد القرن العاشر علئ الأقل. وتبقى لنا كلمة أخيرة حول خصائص مدرسة الزهد الحضرمية، وهي ان هذا الزهد كان تحت مظلة مذهبي الأباضية والاعتزال & فهو إذن يحمل بعدا وموقفا ايديولوجيا وسياسيا مناهضا لفكر وسياسة السلطات الأموية والعباسية والأيوبية. فهو إذن زهد أهل العمل لا أهل الكسل والخمول، ومن هنا نعلم تلك الثورة العارمة من الانكار والتكفير والي تزعمها علماء وزهاد وعباد حضرموت ضد السلطان بدر ابي طويرق، وما كان لهم ان يواجهوا بدرا بما واجهوا لو كانوا على مذهب اهل السنة و التضوف. إذ ان الصوفية لا يخرجون على الولاة ولو كانوا ظلمة جائرين. وحول خصوصية مدرسة الزهد الحضرمية، يقول الأستاذ المشهور ( :ان التربية الێ نشأ عليها هؤلاء الشيوخ & خاصة الفقيه المقدم والشيخ سعيد العمودي ( من شيوخ القرن السابع ه ) جعلت تصوفهم تصوفا خاصا غير متأئر بالمنهج ()٤٧٠ الشعيي ولا غيره في كثير من المسائل، وهذا يؤكد تفرد مدرسة حضرموت عن غيرها من المدارس ( ).ث"‘. نعم انما التربية الخاصة ءولكنها التربية الأباضية والمعتزلية ولا سنواها هي الي أسست لتلك المدرسة خصوصيتها } من خلال عدم سماحها بظهور السمات الأساسية للتصوف من حيث هو فكر فلسفي موغل في الرمز والاشارة والاستغلاق والتعمية 0على نحو ما نجده في المؤلفات الصوفية الفلسفية {وهو الأمر الذي فصلناه عند حديثنا عن البعد الايديولوجي _ السياسي للغزو الصليحي لحضرموت، في القرن الخامس الهجري. وعلى ما تقدم، يكون صحيحا ان نفهم كل قول بالصوفية والتصوف في حضرموت، انما يقصد به على التحقيق الزهد الأباضي والمعتزلي، وليس تصوفا لعدم امتلاكه الأساس الفلسفي للتصوف & ولكنه زهدا حضرميا اصيلا وخاصا } امتلك من الأصالة ما يمتلكه فكر مذهبي مد جذوره في المجتمع والتاريخ الحضرمي على مدى قرون عديدة.. كما نود القول ان ذلك الفكر المذههي وما يرافقه من زهد بالضرورة } قد امتد تأثيره المباشر ليشمل المجتمع الحضرمي كله، بما في ذلك البوادي س حيث قام باسلمة العرف القبلي الحضرمي، واستطاع تحويل العيب القبلي إلى حرام دييي. كما نود القول ان الحضارمة كانوا يحملون معهم فكرهم وزهدهم وسلوكهم للائكي حينما حلوا واستقروا في مهاجرهم } وكانوا من خلال ضرب الخال الحسن & عامل جذب لأهل تلك البلاد إلى حظيرة الإسلام الحنيف، وبذلك تمكنوا من نشر الإسلام في تلك الأصقاع الي هاجروا إليها : (()٤٧١ نظرية المعرفة الدينية بين أهل البيان وأهل العرفان وموقف أهل حضرموت في القرن العاشر الهجري نظرية المعرفة الدينية تعتني بالأساس او الأسس الي تنتج ( الحقيقة ) © زيدية _ أباضية ) تقوم على أساسونظرية المعرفة لدى أهل البيان ( معتزلة التفسير او التأويل للنص القرآني أو الحديث، بحيث يقوم التفسير لديهم على أساس ربطه بالمعيى اللغوي الحقيقي ويقوم التأويل على أساس ربطه بالمع الجازي الذي اعتادت العرب ان تصرفه إليه في تحوزها في الكلام & أي اممم اشترطوا في التفسير والتأويل التقيد بحدود الحال التداولي للكلمة العربية في عهد الجاهلية وصدر الإسلام. ونظرية المعرفة لدى أهل العرفان ( شيعة ما عدا الزيدية ض متصوفة ) تقوم على أساس ان لكل نص ظاهر وباطن او شريعة وحقيقة، اما الظاهر فهو معرفة أهل البيان » واما الباطن فهو علمهم وهو الحقيقة الصوفيه © هذا العلم الباطي للنص ومعرفة حقيقة المقصود منه يصلون إليه من خلال ( الكشف والالهام ) من الله تعالى للمتصوف من غير واسطة & وإذن فالحقيقة الصوفية ال ترفض الالتزام بقيود وحدود الحال اللغوي الحقيقي للغة & يراها المتصوفة عين الحق، لامما صادرة عن رب العزة جل جلاله. وفي هذا المعين يقول القشيري في رسالته 0وهو من اوائل اهل السنة الأشاعرة المدافعين عن التصوف والمتصوفة © فى شرحه لمع الشريعة والحقيقة في اصطلاح الصوفية : ((٤٧٢ ( الشريعة أمر بالالتزام بالعبودية & والحقيقة مشاهدة الربوبية ( الله ) 3فالشريعة ان تعبده والحقيقة ان تشهده } فالشريعة قيام بما امر، والحقيقة شهود لما قضى وقدر ()٢١ واخفى واظهر ). ويرى المتصوفة ان الأخذ بعلم الظاهر لا يكفي ليكون الانسان مؤمنا حقيقيا 2بل لا بد من الأخذ بعلم الباطن والا بقي المر مسلما فقط، يحمل معه نوع من الشرك الخفي، وفي هذا المع يقول ابو طالب المكي حول مقصود النص القرآن : ( ان من نظر إلى قول مفسر يسكن إلى علم الظاهر، او يرجع إلى عقله 5او يقضي مذاهب أهل العربية واللغة في باطن الخطاب & هؤلاء كلهم ( أهل البيان ) محجوبون بعقولهم مردودون إلى ما يقدر في علومهم & موقوفون على ما تقرر في عقولهم... هؤلاء مشركون بعقولهم وعلومهم عند الموحدين ( المتصوفة ) وهذا داخل في الشرك الخفي ) ("".0 وهكذا نرى ان هناك تقاطعا في نظرية المعرفة بين اهل البيان واهل العرفان } ولهذا بحد ان المعتزلة ينكرون التصوف \٤وان‏ الأباضية كانت اول فرقة اسلامية تكره وترفضه & اما فقهاء السنة فقد كفروا الصوفية قبل ان يصبح الفكر الصوفي جزءا من بنية علم الكلام الاشعري بعد القرن السادس الهجري. موقف أهل حضرموت من مسالخ الحقيق الصوفيخح : لقد بينت هذه الدراسة ان الأوضاع العقائدية قي حضرموت حتت القرن العاشر الهجري، كانت بين الأباضية والمعتزلة © أي ان اوضاعها المعرفية تنتمي إلى أهل البيان 3هذا الأمر يجب ان ينعكس في موقفهم من مسألة ( الحقيقة ) الصوفية كما بيناها سابقا 0فهل كان اهل حضرموت حقا من أهل البيان؟. ((٤٧٢٣ ‏ ٩١٤ه٨١٥هيقول الشيخ ابوبكر بن عبدالله العيدروس _ المحسوب حسب المتداول، من أكابر متصوفة حضرموت وأصحاب النظر الصوفي » في بيان مسألة الشريعة والحقيقة : ( وعلى الحملة ان الشريعة اتباعك اوامره وهي الإسلام © وان الحقيقة هي اقامتلك بأمره كأنك تراه وكأنه يراك، وهو مقام الأحسان ) ("'‘. رحم الله الشيخ العيدروس، فانه بتعريفه ذاك للشريعة والحقيقة، قد اعفانا من أي جهد نظري او عقلي للمقارنة او التحليل لكشف مكنونه المعرفي، فقد أورد نصا بيانيا خالصا من أي تفسير او تأويل، نصا لا علاقة له بالتصوف النظري لا من قريب او من بعيد، وأصل قوله وتعريفه حديث شريف طويل متفق عليه، عن ابي هريرة ننه قال :كان البي يل بارزا يوما للناس & فجاءه رجل، فقال : ما الايمان. قال :الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث. قال :وما الإسلام. قال :ان تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال :وما الإحسان. قال :ان تعبد الله كأنك تراه © فان لم تكن تراه سبحانه وتعالى، فإنه يراك. قال :مت الساعة. قال :وما المسئول أعلم بما من السائل... وفي آخر الحديث يخبر الرسول الكريم يلة ان ذلك الرجل السائل، انما هو جبريل جاء يعلم الناس دينهم. وإن كان لنا من تعليق على تعريف الشيخ العيدروس، فإننا نجده رحمه الله يقول لنا ان الشريعة هي تقوى الله 0وان الحقيقة ( اتقان -احسان )-تلك التقوى، فأين نحن من تعريف القشيري وابي طالب المكي والشهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر، أين نحن من الشرك الخفي. رب قائل يقول :لعل الشيخ العيدروس يقول بقول فقهاء أهل السنة الداخلين ضمن دائرة اهل البيان. ((٤٧٤ وعلى ذلك نقول :ان الشيخ العيدروس لم يكن من المعارضين للصوف أ بل هو من المعدودين من رجاله ومن رجال الفكر فيه س هذا من ناحية ث ومن أحرى‘ فانه قبل عصر العيدروس بقرون { كان قد حدث تداخل معرفي قوي ومتين بين فقهاء اهل السنة والمتصوفة "كما هو الحال بالنسبة للفقيه القشيري الذي اوردنا تعريفه فيما سبق، وهكذا نرى ان تعريف الشيخ العيدروس، لو كان صادرا عن عقلية سنية 3لكان تعريفه عرفانيا وليس بيانيا خالصا. ان الأقرب لدينا قي هذه الحالة، انه قى القرن العاشر الهجري، كان البعض من معتزلة الحضارمة © قد حدث لديهم تداخل واستيعاب مقصود لمصطلحات التصوف مع السلوك الزهدي العبادي المعتزلي الأصيل © كان من نتيجة ذلك التداخل ان ظهر وانعكس في شكل تعريفات بيانية للمصطلحات الصوفية 5ولعل هذا يفسر الحالة الحضرمية من التصوف الي تعتمد الجانب السلوكي منه، دون الجانب التجريدي الفلسفي & وهذا يفسر الموقف الحذر من قضية التأويل لدى مدرسة الزهد الحضرمية المتأخرة، الق يمثلها الإمام عبد الله بن علوي الحداد المتوقي ‏ ١٣٠‏_ه ١حيث يقول في ذلك ( :والقرآن على ظاهره 0وليس لنا انسنة نزيله عن ظاهره الا بحجة & والا فهو على ظاهره، ").هذا الموقف من التأويل هو بخلاف موقف الصوفية والعرفانيين عامة & فهو يعتمد على التضييق قدر الامكان منه ك بينما يعتمد المتصوفة والعرفانيون على التوسع فيه 3نظرالاعتمادهم على نظرية ( الظاهر والباطن ) في تعاملهم مع النصوص. اما موقفهم من المؤلفات الصوفية } فانه لا يقل حذرا من موقفهم من قضية التأويل، وفي ذلك يقول الإمام الحداد ( وكان السلف ينهون عن ( فتوحات الحاتمي وتائية أبن الفارض بل وجل لقصائده، ورجال التستري & تأليف شيخه أبن سبعين، وكتاب ( خلع النعلين ) لابن قسي ‘ وابن سكين، والعفيف التلمسان، والعجمي الأيكي الأقطع، وابن ()٤٧٥ جلا ومن نحا نحوهم )، وعذرهم في ذلك المنع انه لا يجرح في شخصياتمم ولكن يجرح كتبهم ويقول بخطأ ما فيها )"". كما اممم ( ينهون عن مطالعة ما يشتمل من رسائل التصوف على الامور الغامضة والرقائق المجردة & كمؤلفات ابن عربي وبعض رسائل الغزالي كالمعراج والمضنون به على غير أهله 5وغيرها من الكتب والرسائل الى تحري بجراها » حيث ان كثيرا ممن عكفوا على مطالعة هذه الكتب صاروا إلى الزندقة والإلحاد وقالوا بالحلول والاتحاد «"'. لسنا في حاجة إلى القول ان الامام الحداد، وهو إذ يقول بنهي السلف عن مطالعة تلك الكتب والؤلفات الصوفية 0لان من طالعها صار إلى الزندقة والاحاد، انما يقول بتكفير اصحايما ومريديها 2ومن هنا نقول :إذا لم يكن التصوف هو كتب الامام الغزإلى ومن بعده ابن عربي، فما هو التصوف إذن ؟. ثم أليس في قول الامام الحداد شهادة على ان اسلافه من أهل العلم الحضارمة لم يكونوا على ممج التصوف والصوفية ؟. ()٤٧٦ النوحيد عند الإمام ابي بكر العدني بن عبدالله العيدروس ٥اه۔۔ ‏2٩١٤ سبق ان اوضحنا ان المراجع الحضرمية تقول بان الامام العدني من مشاهير أئمة التصوف في حضرموت حيث ولد وأخذ العلم، وكذا قي عدن حيث استقر به المقام وبما دفن & كما سبق ان اوردنا قوله في مسألة الشريعة والحقيقة ء حيث وجدناه يقول في تلك المسألة بقول اهل البيان.. خلافا لأهل( العرفان ) كما اوردنا قوله بان والده غضب وضربه حين رآه يقرآ كتب ابن عربي صاحب التصوف الفلسفي، وبذلك فان الامام العدني كفانا مؤنة مزيد من الحديث حول اية علاقة له واسلافه من العلويين الحضارمة وبقية علماء حضرموت ب بالتصوف على طريقة أبن عربي حتت القرن العاشر الهجري. غير ان ماسوف ننظر فيه في هذا المقام، هو فيما إذاكان الامام العدني متصوفا سنيا على طريقة الإمام ابي حامد الغزالي الأشعري، ولما كان المرء لايكون متصوفا سنيا الا إذا كان اشعري الاعتقاد } فاننا سوف ننافش قوله في مسالة التوحيد & وهي مسألة تعين وتحدد مذهب القائل به 3ثم ننظر في مدى اتفاق نظرته مع النظرة الاشعرية في المسألة الاعتقادية. قال صاحب الغرر :وله ( الإمام العدني ) كلام في التوحيد :قال رضي الله عنه :ان الله سميع قادر مهيمن قيوم، اول وآخر، ظاهر وباطن، ابدي أزلي ليس لأزليته ابتداء 0ولا لآخرته انتهاء 0ليس له شريك او قرين & ولا نظير ولا معين » تقدست عن الاشباه ذاته 3وتنزهت عن الامثال صفاته 0يسمع من غير اصمخة وأذآن ث ويرى من غير احداق واجفان، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، ليس هو من شيء، ولا من فوق شيء، لأنه لو كان من شيء ((٤٧٧ لكان مسبرقا 3ولوكان في شيء لكان محصورا، ولو كان فوق شيء لكان محمولا، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير » جل وعلا عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وقال رضي الله عنه في قوله تعالى ( والرحمن على العرش استوى ) : استواء ليس هو استواء وقوع وحلول، بل هو استوا ء ملك وحكم ©'{(. ولنا على قول الإمام العدين في التوحيد مايلي : ١قوله انه تعالى ( يسمع بلا اصمخة وأذآن 0ويرى من غير احداق وأجفان) ‎ يعي ان الإمام العديي ان لم ينف بذلك ( الجوارح ) عن الذات الالهية، فانه‎ ينف ( الوجه ) على الاقل، وهذا هو قول المعتزلة والزيدية والأباضية، خلافا‎ للاشاعرة الذين يثبتون كل ذلك، ولا يتأولونه كما هو الحال عند الفرق‎ الثلاث المذكورة‘") ‎. -٢لقد‏ اورد الإمام العدني قوله تعالى ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار © وهو اللطيف الخبير ) الاستشهاد بمذه الآية انما هو شأن المعتزلة والزيدية والاباضية في بحال قولهم باستحالة رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة & خلافا للأشاعرة الذين يرون جواز رؤيته فى الآخرة، وخلافا للمتصوفة الذين يرون جواز رؤيته في الدنيا أيضا 7ويكون ذلك من خلال تجربتهم فى ( الفناء ). ‏(٢ ‏ ٢٣يرى الإمام العدن انه تعالى ( لا من فوق شيع وانه لوكان فوق شيء لكان محمولا ) وذلك هو قول المعتزلة والزيدية والأباضية 0خلافا للأشاعرة الذين يرون انه قي السماء وفوق العرش (. أ"0 ٤قوله في ( الاستواء ) بانه ( استوا ء ملك وحكم. وليس استواء وقو ع وحلول) ‎ إنما هو قول المعزلة والزيدية والأباضية 3خلافا للأشاعرة الذين يرون انه استواء‎ (٣١٠ 2, ١ 2 و تمكن‎ ١سمر ١ ‎ر ()٤٧٨ وهكذا نجد ان الإمام العدني في مسألة الاعتقاد والتوحيد لا يتفق مع الاعتقاد الاشعري، بل لا يتفق مع الاعتقاد السي بعامة } وهو مطابق لما تموله الفرق غير السنية المذكورة © وهي المذاهب التاريخية لأهل حضرموت، ولم تعرف سلطة وسيادة لسواها طوال تاريخها الإسلامي حتت القرن العاشر الهجري وهي مذاهب تنكر التصوف وترى فيه بدعة في الدين. نعم 3لقد استخدم الإمام العديي، المصطلح الصوفي ولكنه اعطاه مضمونا غير صوف، كما هو الحال في تعريفه ( للحقيقة ) بانما مقام الاحسان & وبمعين آخر } ان الإمام العدين تكلم بلسان اهل ( العرفان ) وبقلب اهل ( البيان ). لقد تحدث الإمام العدين بلسان أهل العرفان اثناء اقامته في موطنه (تريم) المركز التقدم لأهل ( البيان ) الحضارمة، فكان لا بد من الصدام بينه وبين اهله وقومه وعشيرته & بل وبجحتمع ترم عامة & وكان ذلك الصدام بسبب نزوحه من ترمم إلى عدن © وسبب ازمته النفسية، ولهذا بجده يكتب عن ذلك في رسالة ارسلها إلى احد افراد الاسرة العلوية في تريم كان قد نحا نحوه في حديث التصوف ب قائلا : ( وقي النفس من الضيق بمذا الوقت من عدم الجانس كثير } فلما آنست منك الانس، وعرفت منك انك تحب البسط، كان كمن جر نهرا محبوسا، فلا تعتب علي كثرة البسط، فانه من صفاء المودة، وفي القلب نصائح يحب المملوك ان يبديها لكم لما غلب الود وصفا القلب. أعلم ان هذا الزمان خصوصا عندكم الغالب على أهله عدم الوفاء وإظهار القبيح والخفاء 2وصار بين أظهر اعداء للدين » وجلبوا على محبة إذاعة مثالب اهل المناصب ڵ وقبيلتنا(""“ الغالب عليهم عدم الاحتراز في الاقوال والتلبيس في الافعال، فلا يجروا على انفسهم الا زيادة سو ظن فوق ما جلبوا عليه. ()٤٧٩ وانت بسلامتك قد جعلك الله مفردا من غير اختيار من زمان أبيك في الحافة ( الحارة ) والبيت والمسجد والطبع } فالصواب اعتزالك منهم قلبا وقالباً 2وابق لك على ما اختار الله لك، فهو اعلم بالخيرة، ولا تدخل نفسك في الامور الصادرة ما بين اخوانك، وقل :الكبار سادة والصغار اولاد، ولا يمكن العصبية مع احد على أحد، وقل :حالي يضعف عن الخصومات ومخالطة ارباب الدول & وقل انا منفصل من زمان الوالد » ورغبت ف الاعتزال عن كله، لعلمي بضعف حالي & فلا تكلفون سوى اني احبكم جميعا } فهذا هو الاصلح لأمم لا يتبعون ما أمرت، ولا يحسن بك العصبية مع أحد دون احد، وفي المخالطات من الآفات ما يذهب الدين والجاه والمروءة، وأكثر ما يتعبنا قول الشامتين الحاسدين & راحوا أهل الخير وبقي من لا ينفع » ولا عاد على رسم الفقراء سواك، فبالله عليك ورسوله لا تدنس قميص سلوكك مخالطة اوباش تريم ورعاعها... أف لررئاسة تناط بمم،.. فوالله ما تجشمت الفرقة وحليت لي الغربة الا لكراهة تلك المخالطات والمعاملات من خسران الدين والدنيا. وبعد فاعلم سيدي اني إذا ذكرت بعدي عن الترب المنيفة والضرائح الشريفة وعدم زيارة المشايخ يحصل لي التعب الكلي & وإذارجعت إذكر ما قاسيت من مرير عشرة العشيرة، وعدم احتفالهم بمراعاة المودة، وقل امتثال العاقل & وعدم رمق العواقب، وسيان عندهم عدوهم وصديقهم في افشاء غوابي اسرارهم & احببت الغربة 2وذقت لها حلاوة كائنا ما كانت، ولا شيء يتعبنى سوى ان اموت في غير ترسم، فالدعاء الدعاء ان الله تبارك وتعالى سبحانه جل ذكره ان يجعل موق في تريم وبعد فخاتمة كتابي نسأل الدعاء ان يختم للجميع بخير الدنيا والدين والآخرة بحق محمد وآله آمين , ). ‏()"٣ ((٤٨٠ وبعد & فلاشك ان الإمام العدني قد قال الكثير فيما اوردناه من رسالته تلك © غير اننا لسنا بصدد الوقوف طويلا امامها، و حسبنا ان نرصد ذلك الصدام العنيف الذي حدث بين الامام العديي واجتمع التريمي وعلى رأسه اهله وعشيرته من العلويين الحضارمة، في مطلع القرن العاشر الهجري، وقبل ظهور السلطان بدر ابي طويرق ومشروعه الانقلابي المذههي العقائدي. وعلى ذلك الصدام يمكن ملاحظة ما يلي : ‏ ١ان الإمام العدين قي حديثه فى تلك الرسالة » ينطلق من خلال معاناته النفسية الصعبة وتلك المعاناة ال كانت نتاجا لعدم وجود ( الحانس ) له في ممجه الصوفي في موطنه ( ترتم )، خاصة من اسرته العلوية، ولهذا فقد وجد الإمام العدني قي شخص المرسل إليه ( وهو من اسرته ) ضالته النشودة، لينطلق معه في حديث الشجون وكأنه (نمر محبوس ) ي وما حبسه الا عدم وجود ( الجانس ). ‏ ٦ان الامام العدن يتقدم بنصائح إلى المرسل إليه 0هي من صميم تحربته مع اسرته العلوية في تريم 5وهو يخاطبه باعتباره ( مفردا ) لا ناصر له فيها ولا مريد وهنا يقع المرسل إليه قي نفس وضع اللإمام العدني في عدم وجود الجانس له © وقي تجربته. ‏ ٢ان الإمام العدين يكثر من تحذيراته ويشدد فيها على المرسل إليه باعتزال الاسرة العلوية قي ترمم، وما ذاك الا لعدم بحانستهم له في نمجه الصوفي، أي ان خلاف الإمام العديني وصدامه مع اسرته العلوية 0انما هو خلاف فكري عقائدي، وهو الامر الذي يبرر تلك القوة والحدة في الصدام بين الطرفين © وهو ما دفع الإمام إلى ان يصف عشيرته بانهم ( اوباش ورعاع ) أي سفلة الناس واخلاطهم، ولا يصلحون للرئاسة. ((٤٨١ ‏ ٤يصرح الإمام العدني بان عشيرته هي سبب اغترابه وافتراقه عن تريم، ولكنه راض بكل ذاك رغم مرارته، إذا ما قيس الامر بمرارة معاناته من الأهل } وهو إذ يعتزلهم، فإن ذلك ليس الا لكراهة مخالطتهم ومعاملاتمم الي فيها ( خسران الدين والدنيا ) وهو الامر الذي يعين اشهارا للبعد العقائدي للخلاف والصدام. ٥ان اسلوب النقد الجارح للكرامة الذي وجهه الامام العدين لعشيرته العلوية} ‎ هو ابعد ما يكون عن النقد الصوفي الذي لا تفارقه المسامحة والرأفة والرقة‎ والدعاء بالتوفيق والسداد » حت مع الخصوم و يغلب عليه النصح والتوجيه‎ ويسيطر عليه ث كل ذلك يعطي مؤشرا آخر على ان فكر الإمام العدني في‎ حديثه الصوفي، انما هو فكر علماء الكلام & ولا يتفق مع العقل الصوفي، إذ ان‎ العقل الكلامي من حيث هو عقل توحيدي دفاعي، يتسم بالقطعية، لا يقبل‎ الاختلاف والمغايرة 2وهو بعكس العقل الصوفي من حيث هو انفتاح اقصى‎ على الوجود وقبول لكل مغايرة واختلاف. ان غلبة العقلية الكلامية لدى‎ الطرفين & تبرر حدة واتساع ذلك الصدام بين الإمام وعشيرته. ‎ غير ان العقلية الكلامية قي حضرموت حت بداية القرن العاشر المجري، اما ان تكون أباضية او معتزلية، غير ان احدا من أهل النظر الحضارمة لم يقل باضية الإمام احمد بن عيسى العريضي مؤسس الأسرة العلوية الحضرمية 5بل نجد من يقول باعتزاله من داخل الدائرة العلوية الحضرمية. فالمؤرخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف العلوي، يرى ان الاقرب ان يكون الإمام المؤسس معتزلي الاصول (""، وبمذا يكون الاعتزال هو المذهب الأساسي للعلويين الحضارمة & ومن منطلقات العقلية الكلامية المعتزلية 7كان موقف العشيرة من الإمام العدني وحديثه الصوفي. ((٤٨٢ الامام العدتي والسياسح : السياسة والتصوف أمران متعاكسان ولا يلتقيان على الحزم والإطلاق، من حيث أن السياسة عمل أهل الدنيا ومن أجلها، والتصوف عمل أهل الآخرة ومن أجلها } وإذن فالعلاقة بينهما علاقة تقاطع تام 3ولقد أوضحنا ذلك بما فيه الكفاية عند حديثنا عن ثورة شبام سنة ‏ ٤٣‏ه. ٩ وعندما تحدثنا عن اوضاع وأحوال القرن العاشر الهجري، وتحديدا عن أحداث سنة ، قلنا أن السلطان عامر بن عبدالوهاب الطاهري حاكم عدن السن‏ ٠ه الأعتقاد، أستطاع في تلك السنة أنتزاع صنعاء من يد الزيدية 5عندها قامت ثائرة الفقيه الشاعر عمر بن عبدالله بامخرمة، الذي أرسل إلى الأمير الزيدي محمد بن حسين البهال بقصيدة بكائية من النمط الشيعي، ينعي فيها سقوط صنعاء في يد الطاهرين & ويستصرخه أنقاذها من أيديهم } ويدعوه إلى تنسيق الأمر مع الأمام محمد بن عبدالله الكثيري متولى الدولة الكثيرية حينها 3تلك القصيدة الي بدأها بامخرمة بقوله -: مجروحة الخدين من هطالهاقال الفتى الجوهي عيني مالها } فرد عليهقصيدة الفقيه بامخرمة تلك حركت الشجون السياسية للإمام العدني بالقصيدة التالية -: الأرض ماقلته زلزالهايا كاذبا فيما تقل قد زلزلت ببا 6لقالت ربهابمالهالو نادت الأكوان من ذا للعلا تبت يدأيارببا من قالهاهذامقالة إفتراء بلامرى كلا هو المشهور من جهالهاأي المعالي نالها بهالكم للا رريعي شاتها وإبالهالا دين يردعه ولا علم له لنفته حقا أن يكن من آلهالو جاءت الزهراء بعض فعاله ((٤٨٢ لا ذا من الأبطال بل بطالهاإن قيل هذا في الرغى بطل فقل وحمى الوطيس تخيلها ورجالهاقل أينه في وقت ما اشتد الوغى أنا عامر رب العلا وأنا لهاواعتم مولانا وقام بنفيه قهرا فهو رب العلا و جمالهاوعطف بكل جنوده وآلاته وقت الهزاهز لايخاف أهوالهاهذا الأمام اللورذعي الأسد الذي وفي الشداند حامل أثنقالهابالحلم والدين الحنيفي والندى برماننا في سهلها وجبالهاهيهات ما مثل الأمام الظافري قد عم كل الخافقيننوالهاروحي الفدى لأنامل كفه من مثله بملوكها وأبطالهاما ني السياسة والرئاسة يا نقى وفتاكم مب النفوس و مالهاهذا لبيت المال يصرف دانما نادت بأعلى صوقا و مقالهالو قدر الله العلاينطق لنا وأبن الحسين على الصحيح نعالهاحكمت بأن الظافري هو تاجها لابد أن تلقي عليك سجالهاأن الحروب سجال في حكم القضا لم تذقه من شرها ونكالهالابد يا ابن الحسين تذوق ما قد آذن الرحمن لي بزوالهاصبرا قليلا أن دولتكم لنا يارافع الدرجات يا متعالهايا الله يا رب السموات العلا فلقد تزايد ظلمها وضلالهث"عجل لطائفة الفساد هلاكها وبعد :إذا كان الأمام العدني ومن قصيدته تلك، أنما كان يمارس السياسة والمذهبية في أنصع صورها وتجلياتما 0ويسبح في عالم السياسة والرئاسة وتياراتما المتصارعة المتهالكة على الملك والسلطان 0ويقول بما تقول به من حروب ودمار وسلب ونحب وأموال وشرور ونكال ومدح وذم وتحقير 3وإذا كان كل ذلك هو أبعد ما يكون عن عمل أهل التصوف او فكرهم، وإذا كان عهد تلك القصيدة هو سنة ‏ ٩١٠ه » أي قبل وفاته بأربع سنوات فقط لاغير، فأنه يحق لنا أن نتساءل : مت طرح الأمام العدني عن كاهله كل ذلك العبء الدنيوي الثقيل، م انخلع عن ((٤٨٤ الدنيا بالكلية وتركها لأهلها غير آسف عليها 2وحت قبل أن يقبل الأمام العديني على التصو ف -إن كان قد تصوف حقا -كيف كانت مرحلة الأنتقال بين الحالين ؟ وتلك مرحلة لابد منها ومن معاناة أنشطار الذات فيها 7كالي مر بما الأمام أبو حامد الغزالي وشرحها في كتابه ( المنقد من الضلال)، ثم كم استغرقت من الزمن حالة الإنشطارتلك 2وبعد كل ذلك لنا أن نتساءل :مت تصوف الأمام العدين إن كان قد تصوف حقا؟. (()٤٨٥ الترغيب في كتب الإمام الغزالي ي وقت مبكر من القرن الرابع الهجري & كانت قد عصفت المذهبية العقائدية بالدولة الإسلامية 0وتفتتت دويلات عدة & لكل مذهبها العقائدي الذي ينكر شرعية الدويلات الاخرى انطلاقا من انكار مصداقية مذهبها العقائدي } وكان طبيعيا ان تعتنى كل منها مذهبها إذاعة ونشرا ودرسا وتدريسا، في نفس الوقت الذي تحارب فيه المذاهب الاخرى بكل الوسائل والسبل، حمت وصل الامر في احيان كثيرة إلى احراق كتب الخصوم العقائديين ومصنفاتمم في محافل كبيرة } تلك المحاربة واساليبها لها ما يبررها في بحال الصراع السياسي الايديولوجي قديما وحديثا. حضرموت كانت احدى تلك الكيانات المذهبية الإسلامية & وكانت منذ القرن الثاني الهجري تحت سيادة مذهبي الأباضية والاعتزال، وهما من اكثر المذاهب الإسلامية خصوما & حت لنجد الإمام الزمخشري صاحب ( الكشاف ) المتوقي سنة ` ، يقول في تفسيره لآية ( الكرسي ) :اعلم ان اشرف العلوم واعلاها‏ ٥٨ه مترلة عند الله علم اهل العدل والتوحيد، ولا يغرنك كثرة اعدائه ) &هكذا نجد كثرة اعداء مذهب الاعتزال في القرن السادس المجري. غير ان القرن السادس الهجري حضرميا، كان العصر الذهبي للاعتزال وعلومه ودولته الوحيدة اليتيمة في التاريخ الإسلامي & فكانت حضرموت حينها تعج بحركة علمية لا مثيل لها قي العالم الإسلامي & وكان الجمع العلمي المعتزلي فها من الكثرة بحيث انه اجتمع قي ترنم وحدها ثلثمائة عالم وففيه ومف وجلهم يشتغل بالتأليف. (()٤٨٦ فىالقوة السياسية والعلمية لمذهمي الأباضية والاعتزالتلكفي ظل حضرموت القرن السادس الهجري، فان كتب الخصوم العائدين ومصنفاتمم لم تكن تشكل أي خطر من أي نوع على تلك الاوضاع، بل على العكس تماما، فان تلك الكتب والمصنفات سوف تشكل مادة خصبة للنقد المذهبي العقلي، بما يعزز الموقف العقائدي والسياسي للمذهبين الاباضي والمعترلي & ولهذا لم تذكر المصادر أي حادثة احراق او ملاحقة للخصوم العقائديين ومصنفاتمم في حضرموت، وذلك في اعتقادنا بعود إلى قلة عددهم وضعف تأثيرهم الذي ساعد على هشاشته وضعفه الاستقرار الاجتماعي والمعيشي في البلاد 0وهو الذي اشار إليه مفتخرا الإمام عبد لله بن راشد متولي تريم حينها وصاحب الولاية العامة قي حضرموت ؤ بقوله المشهور ( :فى بلادي ثلاث خصال افتخر بما :لا يوجد فيها حرام ولا سارق ولا محتاج ). ويصف الإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب الأوضاع في حضرموت في القرن السادس الهجري في قصيدة يمتدح فيها الإمام عبد الله بن راشد، يقول فيها ‏(: ٨١ وعلامة الأدب والعلم والحكميا علم الأفضال والجود والكرم له دولة يرعى فيها الذئب والغنمياعصمة الله التي للناس ترجى غير ان الموقف اختلف تماما في القرن العاشر الهجري، نتيجة مشروع السلطان بدر ابي طويرق الانقلابي الهادف إلى قيام اول كيان سلطوي ف التاريخ الحضرمي على الاعتقاد الس، فكان ان عم البلاد من اقصاها إلى اقصاها اضطراب واقتتال لا يكاد يقف او يكف على مدى نصف قرن من الزمان، هو عهد هذا السلطان. ((٤٨٧١ لقد كان المشروع البدري يقتضي اول ما يقتضي دعم وتقريب وتسييد علماء وعلوم المذهب الاشعري والمتصوفة © وهما الاكثر شهرة في خصومتهم ومعارضتهم وعداوتمم لمذهي الأباضية والاعتزال، هذا التسييد والتقريب كان يعي بالنسبة لعلماء حضرموت من اهل البيان الذي يمثلهم الامام عبدالله بن عمر بامخرمة بقوله ( :رفع النذول ووضع الفاضل الحسن ). فكان من نتيجة ذلك ما حدث من صدام وتقاطع حاد وعنيف بين السلطان بدر وحضرموت عامة. هذا من ناحية 3ومن أخرى فان تلك الاجواء المضطربة الێ سادت وعمت عهد السلطان بدر، تعتبر اجواء مثالية من الناحية النفسية على الاقل لقبول الفكر الصوفي باعتبار اعتماده على فكر الخبر الذي يريح من تكاليف المسؤولية ويغيي من هم التفكير فيما كان ويكون، وباعتبار ان الضيق والرفض لوضع من الاوضاع فيه ما يشبه الاعتراض على ارادة الخالق ومشيئته © وباعتبار ان المؤمن لا يعاند القدر } وان ما هو حاصل ما اضطراب مفجع لا علاقة له بالسلطان بدر او بغيره، وإنما هو قدر وقضاء رباني يجب التسليم به 0قد كتب على الخلق من قبل الخالق قبل تكوين الاكوان. ويصور الإمام حمد بن عمر باجمال المتوقي سنة ‏ ٦ ٤‏_ه، ٩وهو من عرفنا معتزليته ومناهضته الثورية للسلطان بدر ومشروعه الانقلابي، يصور تلك الاوضاع المضطربة بقوله : ( ان اهل الكذب والافتراء الملبسين في هذا الزمان من اهل كل فن كحصى البطحاء كثرة، اقتناصا للدنيا 2ولكن الملبس باسم الفقه المدعي الفقه لا يخفى تلبيسه على من له ادنى تمييز } فان فن الفقه امر ظاهر، والقول فيه شاهر، اما فن التصوف فيكثر التلبيس به © واهل الدعوى الكإذبة فيه 3لدقة مداركه وخفاء مسالكه } وعدم اهل البصيرة النفادة فيه، المميزين الطيب من الخبيث، والسمين من الغث © (()٤٨٨ فتأمل ما ذكرنا )، "". ويقول أيضا ( :وقد عمت الفتنة بعموم الجهل قي قبائل هذه الجهة © وزادهم فتنة وغرورا انتماء الاولاد بالنسب المجرد إلى من سلف من قفكرعوا}عدة شم ذلكواتخذوا ئ بعلمهم وصلاحهموالتعززالابحدادعلماء منهل كل فساد، وهمعوا بنفوسهم في كل واد، وفقدوا من قلوبهم النور الواعظ © عشيرقمم المعلم الناصح. ومعومن تجلهمالجهل والفسق ‏ ٤فالعوامما هم فيه من وتكرمهم 3فتنة على فتنة وظلمة فوق ظلمة، كل ذلك من عموم الجهل في الكل، فيلعب ممم الشيطان كما يريد 3فالاحمق الغافل هو المغتر الهالك، والجاهل سلك بجهله اخبث المسالك، فتأمل يا اخى هذه النصيحة & واعمل بما هناك © ().كرلا فهم فيهمنكر لا شك ان الإمام باجمال في ما قاله، انما شن هجومه القاسي والشرس على التصوف وأهله & ذلك ان حكمه على التصوف بدقة مداركه وخفاء مسالكه انما يعي به ان التصوف غير مقبول عقلا، ولا يمكن اثبات حقيقة من يدعي الانتساب إليه. وقوله باحتوائه على الطيب وا لخبيث والسمين والغفث 0يعي به انه فكر متناقض لا يصح الاعتقاد به 5وفي كل ذلك نفي وانكار للتصوف، ومادام ذلك هو معتقده فى التصوف ي فقد كان طبيعيا ان يصف اهله بامئمم اهل دنيا وادعياء علم لاشك ان الامام باجمال يتحدث من هنا عن متصوفة ( الدروشة). جوهلة. و (٣٩). ويقول الشيخ عمر بامخرمة عن اوضاع العلم والعلماء قي عصره المضطرب : شوف الاعمال مهجورة فما من محلهيامعلم بكى باكي وجاوبه مثله واصبح الحق مرفوض مبغوض كلهعامرة } لا ولا راغب في الخير واهله ما هي إلآمقالة كل من بان بطلهامرنا مندرس ماعاد شيء في محله عاملوا بالرخص وامسوا على خس ملهنطق ناطق بكلمة طافحة فوق عقله من هنا صاب اهل المعصية كل علةلهق منه نل ماي جدال في تأوي (()٤٨٩ واعرضوا عن صفاء نور الصفات المطلهيا عجب من قلوب لم تزلمشتغلة آه من فتنة اهل العلم كيف المحلةالله الحاد يا غمّاه من ذا الزلة فاز والله من ايقظ خالقه عين عقلهاو إلى اين المسير إن حارت اهل الادلة الله فا كا خيروصلهختمهاا ستغفرمن خلص في رضا مولا ه بسره وشغله ي هذه الابيات ينعي شيخنا بامخغرمة حال العلم والعلماء في اجواء تلك ( الفتنة ) فيقول ان بحالس العلم مهجورة، و لم يعد هناك من يرغب فيه أو في أهله 0واصبح قول الحق مرفوض مبغوض، واصبحت السيادة لمقالات أهل الباطل، اهل الجدل والتأويل الذين ينطقون بما لا يفقهون في مسائل الغيب ( علم الكلام )، وهوالامر الذي ترتب عليه غضب الله عليهم بما يصيبهم من فتنة القتال والاقتتال بين احزايمم وفرقهم. ويعجب شيخنا من استمرار العلماء قي تعلقهم بمسائل الجدل والتأويل © دون ان يتحولوا عنها قيد انملة ث مع اعراضهم عن التمذهب بالمذهب الاشعري الذي هو مذهب ( صفاء نور الصفات المطلة ) أي الصفاتية. ويتألم شيخنا من ما آلت إليه امور اهل العلم واستمرار الفتنة بينهم 0ويرى في ذلك غمة اصابت الامة } ثم يأتي بالحل الذي يراه © فيقول :أذا كان علماء الجدل والتأويل ( علماء الكلام ) قد حارت عقولهم، و لم تصل إلى يقين في مسائل الغيب، وهي لن تصل ابدا & بدليل اختلاف فرقهم، إذ ان العقل الانسايي يقصر دون ذلك، فإن الحل هو بالتخلي عن الخوض في مسائل الغيب والاخلاص لله تعالى 3عندها يرجون رحمته تعالى بأن ينعم عليهم بأيقاظ ( عيون عقولهم ) لا عقولهم 3فينكشف لهم الحجاب ليروا ( الحق ) عيانا } على طريقة الصوفية. ((٤٩٠ هذا الموقف من مسائل علم الكلام وابخدل والتأويل الذي انفجر في عهده في ظل تلك ( الفتنة ) يؤكده قوله )}‘(. من دعاوي العتاة اهل الدعاوي المضلةواعن وستعلن به واتبع امره وجله وإنف عنه ان يحيط العقل والنقل واهلهذي يخوضون في ذاته بمالابحله فأنه غاية منال العارفين امل وصلهبه وعن درك فهم او وهم وصف اثبته له ويقول عن اوضاع تصوف ( الدروشة)('‘٨‏ : ذي سعوا في تصوفهم على غير قدوهفاحك لاهل الدعاوي والكلام المشوه غير تاهوا مع الشيطان من حيث توهمالهم في رسول الله والاصحاب قدوة فاستطابوا باماعه يوم غنى ودوى. واستظلوا بغيمه ذي ملا الجو مت ما التصوف عكاز ولاجملركوةيا عبيد الهوى يا من قد هى هوه ماهو إلاً لقتل النفس يا ناس عنوهخرقه وحبوةلا ولالبس قي هذه الابيات يصف الشيخ بامخرمة موجة التصوف على طريقة ( الدراويش ) الت هاجت وماجت في عصره \ فيقول انه تصوف اهل الدعاوي الباطلة ( يقصد الكرامات) والكلام المشوه الذي لا وجه له من التصوف الحقيقي © وانه سلوك قوم لا علاقة لهم بالإسلام ورسوله وصحبه، وان اهله ليسوا اكثر من اتباع الشيطان يتجه بمم حيث يشاء } فالقوم قد استطابوا السماع وادمنوا الغناء على طريقته 3واستظلوا بسحابته ( الفتنة ) اليي ملئت اجواء البلاد بلاء 7فهم اهل هوى لا اهل هدى & يخادعون الناس بممظهرهم الرث البائس، ليدعوا به تصوفهم } وهم ي الحقيقة ابعد ما يكونون صلة بالتصوف الذي هو نمي النفس عن الهوى. ويقول في التصوف أيض( ‏"‘: )٠ ()٤٩١ من لبس ملحفة غبرة فرا الغرب وافرافان ذا وقت مجرانا على خس مجرى قتال لي منزلة وهو قيم برايقرالبقحةلصامسبب قنوان لا ادركوا لذة الدنيا ولا فوز الآخرىفاحتلقن اللحى وامسوا في الفتنة اسرى وفى هذه الابيات يؤكد شيخنا ماقاله في الابيات السابقة عن تصوف عصره © حيث يقول انه يجري في اسوأ بحرى & ذلك ان كل من لبس رث الثياب ( ملحفه غبره ) اكل السحت وافترى وكذب ( فرى الغرب وافرى)، وان من اخذ بيده مسبحة راح يقراء ( القرآن) بلا فهم او تدبر & ثم راح يدعي بان له مترلة ومقام عند الخالق الكريم، وهو في حقيقة الامر ( قيم برا) أي يقف مغضوبا عليه خارج باب الرحمة الربانية 7لا مترلة له ولا مقام في الدنيا والاخرة. ولعل ذلك هو حقيقة التصوف وأهله في حضرموت في القرن العاشر المجري، وهو واقع مبرر تاريخيا وموضوعيا 3ذلك ان دخول التصوف الدائرة العلمية والاجتماعية الحضرمية قد تمم فجأة وبدون مقدمات مذهبية وسياسية، إذ ان الاصل هو ان يسبق ذلك السيادة السلطوية السنية الاعتقاد © وهو الامر الذي لم الاعتقادي بتولييحدث في حضرموت |، وانما بدأ الشروع السلطوي السين السلطان بدر ابي طويرق في بداية القرن العاشر الهجري ولهذا فقد تم ادخال الفكر ذلك المشروع البدريواحد ضمنالسي الاشعري والتصوف معا وفي وقت الانقلابي، فكان طبيعيا ان يأتي حال التصوف وأهله على ما قاله الإمام باجمال والشيخ بانخرمة، وهما في هذه الحالة شاهدا عيان على عصرهما المضطرب. ولما لم يكن امام السلطان بدر ورجاله ومشتشاريه في سبيل تحقيق ذلك المشروع الانقلابي من خيار سوى إذاعة ونشر الاعتقاد الاشعري والتصوف معا لمواجهة مذاهب حضرموت التاريخية العريقة الوجود، فاممم لن يجدوا افضل من كتاب ( أحياء علوم (()٤٩٦٢ ‏ ٠٥‏_ه ٥فهو جامع للفنين معا © فىالدين ) للإمام ابي حامد الغزالي المتوقى سنة اسلوب يستجيب لحاجات النفس المضطربة وشروخها الي احدثتها احداث القرن . ففي تلك الاجواء المضطربة عقائديا وسياسياوسياساتهالعاشر المجري واجتماعيا © كانت الحاجة هي الداعية إلى ضرورة التعامل مع كتب الاما م الغزالي والدعاية لها والدعوة إلى الاطلاع عليها } ليس من باب نقدها العلمي كما كان الحال في السابق، بل من باب حقيقتها العلمية والنفسية والسياسية من وجهة نظر المشروع البدري. سبق الحديث على ان كتاب الامام محمد بن عمر باجمال ( مقال الناصحين ومنال المفلحين ) قد تعرض من قبل الأخلاف، إلى عملية حذف واضافة } لأسباب تقدم ذكرها فيما سبق، غير ان ما لم نقله في حينه، هو ان الإمام باجمال وقد تبين لنا وللقارئ الكريم & عند الحديث عنه، مذهبه المعتزلي، الزيدي، ودوره النوري المناهض للسلطان بدر وسياساته، ما كان له ان يفتتح كتابه المذكور ب ( فائدة ) تحت عنوان ( الترغيب في كتب الإمام الغزالي جملة ) فهذه ( الفائدة ) تتعارض وتتقاطع معرفيا ومذهبيا وسياسيا مع تاريخه السياسي ومذهبه المعترلي، وما يتفق مع العقل وشروطه ان تكون تلك الفائدة انما هي من عمل ( الأخلاف )، في تعاملهم مع تراث الاسلاف بغرض عرض مذاهبهم على خلاف حقيقتها 0وقد سبق الحديث عن هذا الامر. ومع هذا فان عنوان تلك الفائدة ( الترغيب ) يؤكد الدخول المتأخر لكتب الإمام الغزالي إلى الدائرة العلمية والاجتماعية الحضرمية } كما تؤكد ان تلك الكتب كانت قبل ذلك القرن غير مرغوب فيها طبعا لأسباب مذهبية وسياسية، والا لمإذا تأتي الدعوة إلى الترغيب فيها متأخرة حي منتصف القرن العاشر الهجري‘ وفي ظل المشروع البدري وظروفه وحاجياته وضروراته ؟ هذا من ناحية، ومن أخرى، فان طابع الترغيب ذاك قد جاء بلغة الإمام باجمال ((٤٩٣ بأسلوب فيه الكثير من (التلبيس) & رغبة من القائمين على المشروع الانقلابي البدري & فى سرعة انتشارها بين الناس لمحاربة فكر الخصوم العقائديين من اهل الأباضية والاعتزال، فقد جاء في تلك الفائدة & باستشهادات من قبل مشايخ © منها: ‏ ١قال الشيخ عبدالله بن ابي بكر العيدروس العديي ( :لو بعث الاموات ' لما أمروا الأحياء الا مطالعة (الاحياء ). ٦وقال غيره من المشايخ ( من لم يطالع الاحيا ء فانه ما به حياء). ‎ ‏ ٣قال الشريف محمد بن علي عيديد ( :من لا يحب كتب الغزالي © فليس هو من أبناء الآخرة & بل هو من أبناء الدنيا ). ‏ ٤وقال بعض العلماء :كاد كتاب ( الإحياء ) ان يكون قرآنا، فانه ما فرط فيه من شيء، قد أعجز العلماء من مزاحمته ومشاكلته. ‏ ٥قال الفقيه الشيخ محمد بن ابي بكر باعباد رحمه الله تعالى للشيخ احمد بن عفيف ( صاحب الهجرين ) :هل لديكم كتاب ( الإحياء ) ؟، قال :لا. فقال له : واظلماه واضعف اسلاماه ). لعل القارئ الكريم، قد ادرك اسلوب التلبيس الذي تم به الترغيب والدعاية لكتب الإمام الغزالي فبالاجمال قد تم تصوير الامر على انه لا يكتمل اسلام المرء ان م يطلع على تلك المؤلفات، وانما من تمام الدين & والضمان للفوز بجنة النعيم } وبالاختصار وبلغة التلبيس تلك :كاد الاحياء ان يكون قرآنا. غير ان الحوار الذي يزعم انه دار بين الشيخ باعباد (قاضي شبام/رت ٨٠١ه)‏ والشيخ ابن عفيف صاحب ( الهجرين ) في الوقت الذي يدل على ان تلك الفائدة ( مدسوسة ) على كتاب الامام باجمال من قبل الاخلاف & وذلك من خلال ماتوصلت إليه هذه الدراسة فيما سبق 0من خلال مناقشة( نص الشيوخ) للمؤرخ ()٤٩٤ الحداد 2من ان الشيخ باعباد كان هو ومن ذكر معه في ذلك النص ں على المذهب الاباضي، وبالتالي لم يكن الشيخ باعباد معنيا بالامام الغزالي ولا فكره ولا كتبه. ورغم كل ذلك، فإن ذلك الحوار يضيف شيئا مهما، فهو في الوقت الذي يحكم بان الهجرين حتت القرن العاشر لم تكن اشعرية الاعتقاد ولا تعرف عن التصوف شيئا، وإذا ربطنا كل ذلك بما تردده المراجع والمصادر من ان الهجرين ومنذ القديم قد عرفت المذهبين الشافعي والحنفي، وانه كان فيها مايقرب من ستين فقيها وقاضي وعالماً من المذهبين، فان ذلك يعي ان سنية الاوضاع الفقهية فيها لم تكن بالاتجاه العقائدي السي او الاشعري & بل كانت بالاتجاه المعترلي، وان اوضاعها السياسية المذهبية حى القرن العاشرالهجري ظلت على حالها القديم بين الأباضية والاعتزال © وهو شأن لا يخص الهجرين وحدها } بل كل المدن الحضرمية واجتمع الحضرمي عامة. وبمذا نصل إلى ان الادعاء بصوفية وسنية الاوضاع الاعتقادية والسياسية في حضرموت، منذ عهد مبكر من العصر الإسلامي س انما هو ادعاء يتناقض مع ذاته & وإذاتناقضت قضية مع ذاتما وجب تصديق عكسها، كما يقول ذلك اهل المنطق الفلسفي وهم يقصدون بذلك انه إذا قال قائل ( :انا ميت ) فان قوله ذاك يتناقض مع نفسه، لأن الميت لا يتكلم، وإذن س وجب تصديق عكس ما يقوله وهو ( انا حي ) وهنا يكون العكس صادقا بالضرورة. وهنا نجد ان الادعاء بالسنية المبكرة للأوضاع في حضرموت، لا يتناقض مع ذاته فحسب [& بل ويتناقض مع موضوعه (الاحداث والفكر والسلوك والاعلام ) ولذلك فان الامر يدعو إلى تصديق عكسه & وهو ما بينته هذه الدراسة. ((٤٩٥ الموقف من التصوف في تريم في منتصف القرن الثا ني عشر الهجري : في منتصف القرن الثاني عشر الهجري & كان قد مر اكثر من قرنين من الانقلابي المذهبي العقائديالزمان على بداية مشروع السلطان بدر ابي طويرق السن & وكان لابد ان تختلف الاوضاع المذهبية قي حضرموت عامة وترنم خاصة © عما كانت عليه في بداية القرن العاشر الهجري، عصر الإمام العديي & فإذا كان الإمام العدني في ذلك القرن، لم يجد له نصيرا او مريدا في بجتمع ترحم يؤيد حديثه باسم التصوف » فان قرنين من الزمان من وجود سلطة سنية الاعتقاد وان لم تكن مستقرة وثابتة وغير متفردة بالسلطة © كان لابد ان يؤثر ايجابيا لصالح الاعتقاد السين والاتجاه الصوفي، ففي منتصف القرن الثاني عشر الهجري ( :كانت الدهماء ني ذلك العصر المؤسف منقسمة سياسيا ومذهبيا © فمن الناس من يجنح إلى الزيدية. وهم اتباع السلطان ( على بن عبد الله الكثيري ) الذين يفضلون سلطة الأئمة ( في صنعاء ) على سلطة يافع الشوافع الت يعضدها ( السلطان ) بدر بن محمد (الكثيري) وتعضده ("‘‘. ان ما يقوله المؤرخ ابن هاشم عن الانقسام العقائدي للمجتمع الحضرمي ي ذلك العصر & نلاحظ عليه ليس انقسام ( الدهماء ) فحسب [ بل وانقسام ( السلطة ) أيضاً، وانقسام الدهماء والسلطة يلزم عنه انقسام العلماء، إذ ان الانقسام يقع في دائرة اختصاصهم قبل غيرهم 2ناهيك عن ذلك الارتباط المتين بين اهل العلم واهل السياسة في التاريخ الإسلامي، ولبيان حالة الانقسام داخل الدائرة العلمية وافتراق موقف اهل العلم من التصوف، نورد ما اسماه المؤرخ ابن هاشم ( قصة التابوت ) & حيث تقول القصة ( وفي سنة ١١٦١ه‏ _ كانت وقعة التابوت الذي ارسله الشيخ العمودي لضريح سيدنا غوث البلاد والعباد الحبيب عبد ()٤٩٦ لله علوي الحداد ( ت _ ١١٣١ه۔‏ ) كمثل التابوت الذي على ضريح سيدنا الغوث القطب الحبيب عمر المحضار & فاختلفت عند ذلك آراء السادة ( يقصد العلويين ) فبعضهم ارتضى ذلك مثل سيدنا الحبيب الشيخ احمد بن علي بن الشيخ ابوبكر بن سالم » ومن جرى بجحراه، ومنهم من لم يرتضه مثل السادة آل العيدروس: } وكذلك اختلفت آراء القبائل على ذلك، ح وقعت الحرب على وضعه | فوقعت رصاصة في السيد صالح بن الحبيب علي بن احمد، ونفدوا به إلى عينات © وبقي التابوت هناك في بيت بأمر من بعض يافع & اشهرهم احمد بن غرامة البعسي ( اصحاب السلطة في تريم ) وتحتم ( اصر ) سيدنا الحبيب احمد بن علي على وضعه على الضريح، فجاء الرتبة يافع فوضع بحضورهم، قيل على رضاء من آل همام ( يافع ) ممزوج بخداع } فبعد وضعه على الضريح نكف ( صاح واستنجد ) السادة آل العيدروس على الشنافر ( حلف قبلي برئاسة آل كثير ) بالسير إلى عندهم في ترتم» وحصل ما حصل من حريق تلك التوابيت الي على القبور، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم © فبذلك وقعت العقوبة على اهل حضرموت، ثم بعد ذلك اجتمع الرأي على ارجاع التوابيت على القبور » ورجعت على حالها الاول © وصلحن بعيدان هندية مصهرة، وابطلوا خزائن سفر لصلاحها » فالحمد له على كل حال. ‏()٤٤ لا شك اننا مع قصة التابوت، امام حالة ذلك الانقسام العقائدي الذي تحدث عنه المؤرخ أبن هاشم، على انه من المهم هنا القول ان قصة التابوت تقول صراحة بالانقسام داخل الدائرة العلوية الحضرمية في تريم، وان ذلك الانقسام قد اتخذ من مسألة التصوف مكانا له 2ذلك ان الانقسام حول شرعية وضع التوابيت على القبور واشهارها وتمييزها عن قبورالآخرين، انما يعني الانقسام حول مدى شرعية الاتجاه الصوفي‘ ذلك ان الموقف من القبور والتوابيت والقبب يقع في صميم (()٤٩٧ دائرة الفكر الصوفي } ولهذا أطلق خصوم التصوف على المتصوفة مصطلح (القبورية)، نظرا لعنايتهم المادية والمعنوية بالقبور. وإذا كان موقف آل العيدروس هو موقف الرفض القاطع لوضع التابوت على القبر، فان ذلك يعني ان موقفهم ذاك ليس الا ستمرارا موقفهم من تصوف الإمام العدني في مطلع القرن العاشر الهجري. ولقد لاحظ المؤرخ ابن هاشم البعد العقائدي لقصة التابوت، فهو يقول : ( الذي يظهر ان نفسيات السراة والزعما ء من السادة وغيرهم من أهل ذلك القرن قاسية متصلبة لا تعرف المرونة 0ولا بجنح إلى الحاملة & وربما تغلب على القوم التعسف الأناني والتعصب الأعمى الذي تنكره العقول وتمجه الأذواق © وتقف الطباع السليمة حسرى دون شأوه،.... وقضية التابوت يستنتج منها ما ذكرناه، ويعلم منها أيضا مبلغ التخبط السياسي الذي تعانيه حضرموت في ذلك العهد _‘‘. على أنه من المهم هنا أن نلاحظ ان مسألة ارسال الشيخ العمودي للتابوت إلى تريم © مسألة ليس من السهل المرور عليها مرور الكرام ض خاصة بعد ان اتضح لنا المذهب الزيدي لآل العمودي وتحالفهم الوطيد مع أئمة صنعا ء © فإذا صح ان الشيخ العمودي هو الذي أرسل التابوت، فلعله اراد من ذلك خلق فتنة داخل الدائرة العلمية العلوية في تريم ءال يعلم مسبقا انقسامها العقائدي، ولقد تحقق له ذلك واكثر، ويؤكد ذلك الاعتقاد ما ورد في القصة من أن آل همام قد وافقوا على اعادة التابوت، موافقة (ممزوجة بالخداع) 0فلماذا لا يكون ذلك الخداع ( السياسي العقائدي ) مشتركا بينهم وبين العمودي ؟ الذي ظهر في واقعةهذا الانقسام المذهمي والاجتماعي والسياسي (التابوت) في منتصف القرن الثاني عشر الهجري & يدل دلالة واضحة على أن موقف أهل حضرموت الأساسي والتأسيسي من مسألة الأولياء وكراماتمم © (()٤٩٨ وبالتالى من تعظيم قبورهم وتمييزها عن غيرها من قبور المسلمين وبالتالي موقفهم من التصوف ي القرن العاشر الهجري وقبله، إنما يقوم على الإنكار والرفض، بدليل ظهور تلك الأزمة العاصفة لأول مرة في تاريخ حضرموت الإسلامي بعد القرن العاشر لا قبله & وبدليل عدم وجود أية قباب أو توابيت تعود إلى تلك الفترة في مقابر ترم التاريخية. هذا الإنكار والرفض للتصوف يتأسس على المذهبية الأباضية والمعتزلية المتحكمة في الوعي الدي والثقاني الحضرمي منذ القرن الثاني المجري، قرن التأسيس الأباضي في حضرموت\ ثقافة الإنكار والرفض للتصوف تلك، كان لا بد أن تسيطر على المسألة الفقهية كما سيطرت على المسألة العقائدية ولهذا نجد الإمام المعتزلى الكبير محمد بن عمر بحرق في القرن العاشر يقول في مسألة القبور : (وينبغي أن لا يزاد في القبر على ترابه، وأن يرفع قدر شبر، وتسطيحه أفضل من تسنيمه.. ويكره تحصيصه والبناء عليه.. ولو أوصى بأن يبين عليه في مقبرة المسلمين، لم تنفذ وصيته 3بل ذلك حرام 3ويقاس على ذلك غيره ) ٭، وقي قوله (ويقاس على ذلك غيره ) فإن الإمام بحرق يقطع بتشديد الرفض والإنكار لأية محاولة للتجاوز أو المسامحة باتجاه التصوف ‘ مهما كان قدر ذلك التجاوز، وأما قوله قي أول النص السابق بكراهة البناء على القبور، ثم قوله في آخره بتحريم ذلك، وإن كان الإمام بحرق في كلا الحالين لا يقر البناء 3إلا أن الكراهة غير التحريم، ونعتقد أن ما ورد في ذلك النص من ارتباك واضطراب في الحكم على تلك المسألة. لا يعود إلى الإمام بحرق نفسه، وإنما كان ذلك من صنع (الأخلاف) وجهودهم في طمس حقيقة مواقف الإسلام، فقد سبق أن رأينا الإمام سالم بافضل & بفضل تلك الجهود، يتناقض مع نفسه في مسألة عدد ركعات صلاة الضحى. وبعد :اذاكان المجتمع الحضرمي قد انقسم على نفسه في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، بين اهل البيان واهل العرفان، فإن هذا الانقسام قد انعكس عقائديا فى ()٤٩٩ ( حالة) فكر مدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة 0من خلال ترأجحها بين الاتجاهين البياني والعرفاني، هذا التأرجح يمثل اخص خاصية لهذه المدرسة © وسبب ازمة ( هويتها ) اليوم، هذا التأرجح والانقسام نرى انه يمثل ( مرحلة ) انحطاط الفكر البياني الحضرمي ( الاباضي والمعتزلي )، تلك المرحلة اليي كان لابد ان يصل اليها من خلال مسار البلاد السياسي والمذهبي في القرن العاشر وبعده،... وهكذا يمكن القول انه إذا كان الفكر الاشعري كما جدده الامام ابو حامد الغزالي في مطلع القرن السادس الهجري & يمثل حالة ( مصالحة ) عامة وشاملة بين البيان والعرفان } فان فكر مدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة & يمثل حالة ( مصافحة ) متأخرة ومشروطة وحذرة بين الاتجاهين (، مصافحة ) تؤكد الخصومة وتقرها وتعترف بها 2هذا النوع من المصافحة لم يشهد ها التاريخ الإسلامي مثيلا من قبل، وهي خاصية حضرمية & اكتسبتها حضرموت من خلال تفردها مسارها التاريخي العقائدي الخاص بما... العلاقة بين آخر المساروالمآل : إذا كان المسار التاريخي لحضرموت، بعد القرن العاشر المجري قد ارتبط في أغلبه بالسلطة السنية الاعتقاد، إلا أن ذلك المسار لم يستطع أن يمحي الكثير من الاعتقاد المشترك بين الأباضية والمعتزلة 5الذي ظلت (بيانيته) مخبوءة فى ثنايا الفكر الزهدي الحضرمي الذي تسمى باسم (التصوف) تقية } إلا أن ذلك المسار قد أفضى إلى سيادة شبة تامة للفقه السي في عموم البلاد س بما فيها مناطق القبائل والبادية الي كانت قد خاضت ف القرن العاشر قتالاً عنيفا وشرسا دام نصف قرن من الزمان دفاعا عن أباضيتها وضد المشروع الانقلابي السي للسلطان بدر أبي طويرق، بل ولقد استمر نضالها ذاك ح بعد وفاة هذا السلطان. ) (٥.. ظاهرة السيادة شبة التامة للفقه السي تجحد تفسيرها في أن المأزق التاريخى للمذهب الأباضي ومنذ بواكير حضوره قي حضرموت » ظل يعاني من هجوم المذاهب السنية الفقية الأربعة ال حملها المعتزلة معهم إلى المجتمعات الأباضية عامة. وكانت تلك هي طريقتهم المثلى في توسيع الدائرة الاجتماعية والسياسية للاعتزال، على حساب المذهب الأباضي، وهو الأمر الذي اشتكى منه الإمام المجاهد الأباضي أبو إسحاق الحمداني الحضرمي في القرن الخامس الهجري، هذا من ناحية، ومن أخرى، فإنه وبعد القرن العاشر المجري & كان لابد أن تزداد وطأة الحملة على الفقه الأباضي © اليي لابد أن تتزعمها وترعاها وتدفع بما السلطة السنية الحاكمة بمشاركة فاعلة من قبل الفعاليات المعتزلية بخبراتما التاريخية 5بعد أن تحولت -حقا أو تقية۔ إللى مذهب السلطة الحاكمة. وكان لابد أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه اليوم من السيادة الفقهية السنية شبه التامة، وهو الأمر الذي يعێ نماية المذهب الأباضي. وبهذا يكون المعتزلة ومن خلال ارتباطهم بالسلطة السنية بعد القرن العاشر، قد استطاعوا تحقيق ما عجزوا عنه في ظل دولتهم، ألا وهو سيادة المذاهب الفقهية السنية والقضاء على المذهب الأباضي & وإن كان ذلك على حساب الكثير من مبادئ الاعتزال وأصوله 3فالسياسة دائما لوئما رمادي. على أنه من المهم هنا القول أن هذه الظاهرة لا تخص حضرموت وحدها بل تشاركها فيها بلدان شرق إفريقيا (بلاد الزنج) :تنزانيا -زنجبار _ لامو - ثمباسا _ مدغشقر -جنوب الصومال -جزر القمر 0.... هذه البلدان سبقت غلبة الأباضية عليها منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين } وقد انحسر عنها المذهب الأباضي اليوم } وغلب مذهب أهل السنة » تماما كما هو الحال اليوم في حضرموت. هذه النهاية التدريجية والمتأخرة للأباضية هي ال جعلت الأستاذ أحمد الأباضية اليوم. إفريقيا من بلدانوبلدان شرقأمين يعد حضرموت ((٥٠١ العقلانية مقابل التصوف والعنوص يقول العلامة محمد عابد الجابري ( :ان من نتائج الانقلاب السين الذي ‏ ٣٢‏ه ٢آ انقطاع الصلة بين الفلسفةقاده الخليفة العباسي المتوكل المتولي سنة والاعتزال، بين المعقول الدين العربي في انصع صوره والمعقول العقلي في ارقى مظاهره، مما فسح الحال لللامعقول العقلي لاحتلال مواقع جديدة داخل الثقافة العربية الإسلامية، وبالذات الفلسفة } علاوة على المواقع ال كان قد احتلها من قبل )". ان مقصود العلامة الجابري من تلك الفقرة ح هو ان من نتائج ذلك الانقلاب الذي تم على المعتزلة والاعتزال 5ان انقطعت الصلة بين المذهب المعتزلي والعلوم الفلسفية اليي كانت من اهم خصائص الفكر المعتزلي & هذا الانقطاع ادى إلى افساح الحال للفكر المغنوصي والصوف إلى ان يدخل في صميم الفكر العربي الإسلامي منذ ذلك الوقت، على حساب الاتجاه العقلي الفلسفي والكلامي الدلي الذي كان يسم الفكر المعتزلي، أي ان الفكر المعتزلي بعد ذلك الانقلاب & بدأ يكف عن نزوعه الفلسفي الكلامي & حت غلب عليه وعلى الفكر الإسلامي عامة الفكر الغنوصي والصوف، أي انه تم احتواء الاعتزال داخل الدائرة السنية حرت ذاب فيها وانتهى امره. هذا الاستنتاج الذكي الذي وصل إليه العلامة الجخابري & نراه ينطبق تمام الانطباق على الاقطار ال سادت فيها منذ ذلك الوقت النظرة العقائدية السنية } وهي الاعم الأغلب من بلاد الإسلام، الا انه لا ينطبق على حضرموت او المناطق الزيدية من اليمن، وذلك الانعدام السبب، فلم تكن حضرموت من الاقطار الي غلب عليها اهل السنة، حتت القرن العاشر على الاقل، فقد ظلت على وضعها ((٥٠ ٦ التاريخي بين الأباضية والمعتزلة 3وهما يرفضان الفكر الغنوصي والصوف © وعند حديثنا عن الحركة الفكرية والعلمية ي ترسم ى القرن السادس الهجري © وجدنا العلوم الفلسفية ( ما حوى سقراط والاسكندر بلغة الإمام القلعي ) تحتل مكانة خاصة ومتميزة في تلك الحركة، وهذا يؤكد قول المستشرق الالمان (ماكس مايرهوف)، من انه ( بازدياد قوة اهل السنة في بغداد في القرن الخامس الهجري © بدأ انحطاط الدراسات الفلسفية الن رحلت منذ ذلك الحين إلى المراكز الصغيرة المستقلة في العالم الإسلامي)(”٠‏ } ونفس الامر ينطبق على باقي علوم الاعتزال & بل تحول المسجد إلى جامعة شعبية لتعليم علوم الاعتزال حيت للعامة 3وفي القرن العاشر الهجري } وجدنا الإمام العلامة بحرق وغيره يمثل فكرا معتزليا ناضجا © كل ذلك يعني تفرد حضرموت عن باقي اقطار الإسلام، ليس من حيث احتضاما لدولة الاعتزال الوحيدة في التاريخ الإسلامي فحسب س بل وأيضا بسبب ما نتج عن ذلك من استمرار الصلة بين الاعتزال والعلوم الفلسفية 3بعد ان اصبح الفكر الغنتوصي والصوقي مكونا اساسيا في صميم الفكر العربي الإسلامي منذ القرن السادس الهجري، لهذا لم يكن غريبا ان يغلب على حضرموت اليوم جانب الزهد فحسب } دون الافكار النظرية التجريدية للتصوف. وان كان لنا من ملاحظة حول العلاقة بين اهل حضرموت واسلوب التفكير العقلي والتجريد النظري، فانه يبدو لنا ان العقل الحضرمي \ومنذ وقت مبكر من العصر الاسلامي، كان لديه الاستعداد على التعامل مع التجريد النظري © ويتضح ذلك من خلال تولي عدد كبير من الحضارمة لمهام القضاء في الامصار الإسلاميةالێن سكنوها او سكنها الآباء والاجداد، ففي العصر الاموي، نجد مركز الدعوة الأباضية ي البصرة يعج بفقهاء وقضاة المذهب، منهم عدد من الحضارمة } حت إذا قامت الثورة الأباضية فى حضرموت سنة ١٦٢٩ه‏ | نحدها تحت قيادة ((٥٠٢ قاضيين هما عبدالله بن يحيى الكندي وسعيد الحضرمي، وفي مصر في عهدها الاموي، برز فيها في بحال القضاء تسعة من الحضارمة © كانوا مضرب المثل في أحكامهم ونزاهتهم واستقامتهم وورعهم & وحول هؤلاء التسعة وانتشار القضاة الحضارمة في الاصقاع الإسلامية ٬يقول‏ الشاعر ”‘" : الكرامالغر الحضارمةمنارضبكلالقضاءولىلقد الضغاممن الصيد الجحاجحةليس منلهم رجالرجال ويقول أيضا : وا لعربا لعجمبن ا لحكومةمنبههنيئا ما خصصتياحضرموت اهل الدراية والتفتيش والطلبني الجاهلية والإسلام تعرفه وما نفهمه من البيتين الأخيرين، هو اشتهار اهل حضرموت بين العجم والعرب ا٤ف‏ الجاهلية والإسلام، بالحكمة وفصل الخطاب ءوان هذه المسألة لم تكن ظاهرة اسلامية فقط & بل لها جذور وامتدادات من العصر الجاهلي، أي منذ دولة حضرموت القديمة، الي كانت دولة تجارية بالدرجة الاولى & والتجارة تستدعي النظام والقانون والعقلانية في ادارة الاحمال والاموال، ولما كانت تحارة حضرموت القديمة مع كثير من شعوب الشرق والغرب، فكان طبيعيا ان تشتهر تلك الحكمة الحضرمية بين العجم والعرب & كما قال الشاعر، تماما كاشتهارهم بالامانة } فقد كتب معاوية بن ابي سفيان إلى عامله على مصر مسلمة بن مخلد، يقول له ( :لا تول ١عملك الا ازديا او حضرميا & فهم اهل الامانة ) ‏{.'٠ عقلية كهذه، ما كان لها ان تقف عند حدود الابداع الفقهي والقضائي © وما كان لها الإ ان تسهم بقسط متميز في تأسيس وتشييد دعائم الثقافة العربية ) ( ٥.٤ الإسلامية منذ بواكير الشروع ق التأصيل لها )فتذكر طبقات النحاة، ان عبدالله بن اسحاق الحضرمي المتوقي سنة _ ١١٧ه‏ \ كان اول من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل & وكان شديد التجريد والقياس ("". وكان ابو يعقوب الكندي هو مؤسس الفلسفة العربية في منتصف القرن النالث المجري، وابو سعيد الحضرمي الذي ذكره ابو حيان التوحيدي، وقال عنه انه من حذاق المتكلمين في القرن الرابع الهمجريا'ث‘، ويحيى بن حمزة المتوني سنة _ ‏ ٣ه ‘ تولى قضاء دمشق ثلاثين عاما 5وكان من المعتزلة الأول ("ث‘، وعبد الرحمن بن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث، وغيرهم من مشاهير واعلام الحضارة الإسلامية. إن حضرموت كانت طوال تاريخها جذوة قوية، تدفع بالحرارة والدفئ والنور لها وللآخرين، تكائف عليها الرماد حيت جهلت نفسها، فجهلها الاخرون، ولقد آن الأوان أن تحاول بجهود المخلصين الصادقين أن تزيل عن نفسها ذلك الرماد المتكافث.. ()٥٠٥ المصادروالمراجع : )١مقام الزهد لدى المعتزلة انظر :زهذي جار الله :المعتزلة ٢٢٨ / ‎ومابعدها. ‎ )٢محمد ابو زهرة :تاريخ المذاهب الإسلامية٦٠/١/ ‎ ‏ ) ٢نفسه. )٤د. نائف محمود معروف :الخوارج في العصر الاموي، نشأتمم، تاريخهم، عقائدهم، ادبمم٢٧٢/١ ‎ )٥كتب الرقائق تعين كتب التصوف الفلسفي © وورودها في الوصية لا يتعدى ان يكون دسا عليها ث كما سوف‎ يتضح لاحقا. ‎ )٦محمد عوض بافضل :صلة الاهل ٥٨ / ‎ومابعدها. ‎ )٧زين سالم بن احمد بن عقيل :الشعر الصوفي في حضرموت ي القرنين التاسع والعاشر الهجريين :رسالة ماجستير} ‎ بغداد } الجامعة المستنصرية١١/ ‎ ‏ )٨قصائد الامام الهمداني انظر ديوانه ( السيف النقاد). )٩ابن عقيل :نفسه. ١٩/ ‎ )٠‎نفسه ١١ / )١‎نفسه ٢٢ / )٢عبد الكرم الجيلي :قصيدة النادرات العينية :تحقيق يوسف زيدان٨ / ‎ )٣الامام محمد عمر بحرق :الحديقة الانيقة. ٣٩ / ‎ )٤ابن عقيل :نفسه٣٥/ ‎ )١٥نفسه٥٢ / ‎ )٦العيدروس :النور السافر٣٠٨/ ‎ )٧الخابري :تكوين العقل العربي٢١٢ / ‎ )٨ابن عقيل :نفسه+١٣-١٦٢/باوزير :الفكر والثقافة١ ٠٧ / ‎ )٩عبدالله محمد الحبشي :الفقهاء والصوفية في اليمن٩٧ / ‎ )٢٠ابوبكر العدن بن علي المشهور :الاستاد الاعظم الفقيه المقدم٢٣٠ / ‎ )١عبد الكريم بن هوازن القشيري :الرسالة٤ ٣/ ‎ )٢٢ابو طالب المكي :قوت القلوب في معاملة المحبوب٦٩/١ / ‎ )٢ابن عقيل :نفسه. ‎ )٦٢٤علوي بن طاهر الحداد :عقود الالماس٩٣,/٢ / ‎ )٢٥نفسه١٠١ / ‎ )٦نفسه١٠٠ / ‎ ) ( ٥٠٦ )٢٧محمد بن علي خرد العلوي :غرر البهاء الضوي٤٢٠/ ‎ )٨الامام ابو الحسن الاشعري :الابانة في اصول الديانة +٦٠ / ‎صابر ضيمة :الاباضية٩٦/ ‎ ال)اشعري :نفسه /‏ +٣٠صابر طعيمة :نفسه /‏١٠٤ +٥٥/صابر طعيمة :نفسه٩٧ / ‎ )٠الاشعري :نفسه‎ )٢١نفسه. ‎ ‏ )٢٢تتكون القبيلة العلوية الحضرمية، من الاسر التالية :آل القدري، آل مطهر، آل الحداد 5آل شيبان 5آل مدهر ۔آل خينمان، آل العيدروس، آل شهاب، آل الشيخ ابوبكر { آل السقاف، آل بافقيه } آل جمل الليل، آل الحبشي ‘ آل الشاطري، آل البيض، آل عيديد -انظر :محمد حسن العيدروس :اشراف حضرمرت ودورهم في نشر الإسلام في جنوب شرق اسيآ ‏٤٢٣/ )٢ابوبكر العدن بن علي المشهور :جلاء الهمم والحزن يذكر صاحب عدن.٨٤ / ‎ )٤عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف :نسيم حاجر + ١٧ / ‎الحامد :تاريخ حضرموت.٢٢٥ / ‎ )٥حمد بن عمر الطيب بافقيه :تاريخ الشحر. ٧١٠/ ‎ )٦الحامد :تاريخ حضرموت.٤١١ / ‎ )٧محمد بن عمر باجمال :مقال الناصحين.٢٠٧/ ‎ )٢٨نفسه٣٠١ / ‎ ‏ )٩عمر بن عبدالله بامخرمة :ديوان بانخرمة (خطوط). )٤٠نفسه. ‎ )٤١نفسه. ‎ )٤٢نفسه. ‎ )٤٢حمد بن هاشم :تاريخ الدولة الكثيرية١١٦ / ‎ )٤٤ابن حميد الكندي :العدة المفيدة٣٠١/١ / ‎ )٤٥ابن هاشم :نفسه١٤٤ / ‎ " ) الإمام محمد عمر بحرق :الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النووية = ‏. ٩٥-٩٢ )٦محمد عابد الخابري :تكوين العقل العربي٢٩٠ / ‎ )٤٧عبدالحمن بدوي :التراث اليونان في الحضارة الإسلامية١٠٠ / ‎ )٤٨الشاطري :الادوار + ١٠٣ / ‎صلاح البكري :حضرموت وعدن٦٥ / ‎ )٩صلاح البكري :نفسه٦٦ / ‎ )٥٠الخابري:نفسه١ ٢ ٤ / ‎ )٥١ابو حيان التوحيدي :الامتاع والمؤآنسة١٩٢ /٢ / ‎ )٥٢زهدي جارالله :المعتزلة١٦١ / ‎ ((٥٠٧ (٥٠٨(الخاثمذ: احسب إني في هذه الدراسة & قد رحلت مع القارئ الكريم عبر قرون مديدة 0وخضنا معا غمار الأحوال والاوضاع المذهبية والسياسية على مدى تلك القرون & واحاطت بنا متاهات عديدة } فرضتها شحة المعلومات ونذرة المصادر الموثوقة ح وكان الأدب منقذا 0ولنا فيه ومنه نفاد إلى ما نراه حقيقة } فالادب صادق بطبيعته، لأنه وثيقة تاريخية لم يشأ لها أصحابما ان تكون كذلك. وأحسب إن في هذه الدراسة قد قدمت مشروعا لرؤية جديدة في موضوعها! تخالف ما تدعيه الكتابات الحضرمية الحديثة والمعاصرة} من ان الاوضاع المذهبية والسياسية في حضرموت قد استقرت على الاعتقاد السي منذ القرن السادس الهجري، إذ ان هذه الدراسة تقول ان حضرموت لم تعرف الاعتقاد السي الا قي العصور الحديثة المتأخرة، اما قبل ذلك فقد كانت بين الأباضية والاعتزال. وكان بدء ترحالنا من اقرار حقيقة لا خلاف عليها، الا وهي استمرار سيادة المذهب الاباضي حت نماية القرن الرابع المجري، ثم بدأ الافتراق مع الرؤية السابقة بدءا من القرن الخامس الهجري } الذي ظهرت فيه امامات جديدة على الساحة السياسية الحضرمية، وهي :آل راشد في تريم وآل دغار في شبام وآل الملنجوي فيى ظفار وآل أقبال في الشحر. كانت تلك الامامات قفزة نوعية في اسلوب الحكم & تختلف تماما عن نظام الحكم في الإمامات الأباضية، وما كان ذلك التطور الا نتيجة لتطور فكري في نوعية القيادة الحاكمة في تلك الإمامات الحديدة. ومن خلال بحثنا عن حقيقة الاوضاع المذهبية في تلك الإمامات & وجدناها على مذهب الاعتزال. كان ذلك في المدن المذكورة } اما فى مناطق البادية والقبائل 3فقد ظلت على المذهب الأباضي & مذهب حضرموت الأساسي. ) ( ٥٠٩ على اننا نرى ان قيام دولة الاعتزال الوحيدة في التاريخ الإسلامي على ارض حضرموت، ليس الا تتمة لتاريخ المذهب المعنزلي، الذي كان العصر العباسي الاول عصره الذهبي في بغداد 0حتت إذا تولى الخليفة العباسي المتوكل سنة ٢٣٢ه‏ كانت نكتبتهم ونكبة الفكر العقلاني عامة © واصبح اهل الاعتزال مطاردين متهمين في عقيدتمم بالابتداع على الدرجة الي لم يكن هناك كبير فرق بين الاعتزال والزندقة في الأعم الغالب من ا قطار العالم الإسلامي ال غلب عليها اهل السنة ح ولقد تعرض اهل الاعتزال لش انواع التنكيل والعسف والخور، وصلت الامور إلى حد الحرق احياءا من قبل السلطان محمود الغزنوي سنة ‏ ٤ ٢ ٠ه ولقد رأينا الفرق الإسلامية المعارضة لبي امية والعباس تتخذ من اليمن مركزا لنشاطها وتحاول كل منها قدر جهدها اقامة لها كيان مذهبي سياسي فيها © حتت إذاكان الغزو الأيوبي لليمن لم يكن فيها الا تلك الفرق والمذاهب غير السنية وكياناتما السياسية ومنها الأباضية والمعتزلة في حضرموت. لابد ان المعتزلة قد فكروا كثيرا في معاناتمم واضطهاداتمم منذ نكبتهنم في عهد الخليفة المتوكل، و لم يجدوا _ وهم اهل فكر وسياسة _ مخرجا يحفظ عليهم انفسهم وعقيدتمم، الا ان يسعوا بجد وعزم ونشاط وتخطيط محكم في اقامة دولتهم الخاصة بمم، ولا بد اممم بعد ان قلبوا الامر على اوجهه، ونظروا وتدارسوا الامر مليا فيما هم مقدمون عليه، استقر الرأي لديهم على ان تكون حضرموت هي الوطن _ المذهب، والصدفة الي تحتوي لؤلؤة الاعتزال وعلومه ورجاله. على ان الوجود المعتزلي في حضرموت كان اسبق بقرون لقرارهم اختيارها وطنا ودولة لمذهبهم } فقد كان الوجود المعتزلي ملازما للوجود الاباضي فيها في القرن الثاني الهجري، بمثل ما كان الوجود المعتزلي ملازما للوجود الاباضي في عمان والمغرب العربي في تلك الفترة. ((٥١٠ وهكذا يمكن القول، ان الوجود المعتزلي المبكر في حضرموت، كان مصدرا هاما ورئيسيا في معرفة قيادة الاعتزال المركزية في البصرة بطبيعة الاوضاع فيها 7وكانت تلك الاوضاع محل تحليل ودراسة عميقة من قبلهم، قبل ان يتخذوا قرارهم باقامة دولة المذهب فيها. على ان هناك عوامل اساسية لعبت دورا حاسما فى اختيار الفرق غير السنية من اليمن مركزا لانشطتها، منها بعدها عن مراكز الخلافة السنية القوية وصعوبة تضاريسها ووعورة سبلها، ووجود العصبيات القبلية القوية اليي مت ما تم استقطابمما مذهبيا. 0كانت عونا وقوة لهذا المذهب او ذاك. ولا شك ان قيادة الاعتزال قد اخذت بتلك العوامل في اختيارها لحضرموت وطنا لمشروعهم السلطوي، غير اممم رأوا سيادة المذهب الاباضي على مناطق البادية والقبائل 0ومن الصعب، بل من اللستحيل عليهم زحزحة البادية عن اباضيتهم، كما رأوا ببعد نظرهم ان العصب الرئيس لأية دولة، انما هو ضمان الموارد المالية المستديمة لاستقرار الاحوال والاوضاع & وان مناطق البادية والقبائل تكاد تخلو من تلك الموارد، ثم اممم وجدوا ان تلك الموارد تكاد تنحصر ف المدن التالية :تريم و شبام والشحر ومرباط، ثم ان لهم ك أي المعتزلة 0وجود عريق فيها 3ولديهم خبرة في كسب علماء المذهب الاباضي فيها إلى مذهب الاعتزال، لهذا فقد استقر الرأي لديهم على اقامة مشروعهم السلطوي في تلك المدن } وهذا ما تم بالفعل 3على ما اوضحت هذه الدراسة ث حت إذاكان القرن السادس الهجري © وجدنا زحفا علميا معتزليا قد غلب على تلك المدن، إلى الحد الذي كان في تريم وحدها ثلثمائة عالم وففيه ومفێ 3واصبح في كل مدينة قاضيان واحد حنفي والآخر شافعي، ومفتان :واحد حنفي والآخر شافعي، وهو الأمر الذي يعي سيادة الاعتزال على تلك المدن. كل ذلك يعني حقيقة واحدة } الا وهو نحاح الخطة المعتزلية في اقامة مشروعهم السلطوي في (()٥١١ حضرموت، إلى الحد الذي وجدنا آل المنجوي وهم علويون من اقليم بلخ الفارسي يتولون الحكم في اقليم ظفار 0وهكذا تحقق لاهل الاعتزال ما كانوا يحلمون به وخططوا له على مدى اكثر من قرن ونصف من الزمان من نكبتهم على يد الخليفة المتوكل الذي قاد الانقلاب السي على المعتزلة 2وهي الفترة الي عانوا فيها ما عانوا مما تقشعر له الابدان وتنفطر له القلوب، ولن بحد هناك قولا افضل من قول المعنيين بالامر ۔أي المعتزلة، الذين يمثلهم الشاعر ( الكري ) في وصف حالهم في عهد آل الملنجوي © حين قال : بسعانحخوناويداهسطاحبن الد هركفكف بعد ذاك الخوف و الوجلوسطاامةففدونا لقد كان العهد المعتزلي في تلك المدن الحضرمية هو العصر الذهبي للعلم والمعرفة في العالم الإسلامي، فقد تطورت العلوم العقلية والتجريبية الت هي من صميم المذهب المعتزلي على النحو الذي تعكسه القصيدة ( الفكرية ) لشيخ الإسلام بافضل وقصيدة الإمام القلعي وغيرهما من اعلام الفكرفي ذلك القرن، في الوقت الذي سادت فيه افكار التصوف والغنوص في البلاد الێن غلب عليها الاعتقاد السي & وهي الأعم الغالب من اقطار بلاد الإسلام، ذلك ان ( الصوفية لم يحرضوا على تحصيل العلوم ودراستها وتحصيل ما صنفه المصنفون في البحث عن حقائق الأمور ) على حد قول الامام الغزالي، وسادت برعاية الدول السنية الايديولوجية السنية القائلة بعدم جواز الخروج على السلطان الحائر، مخافة الفتنة ث وهو الامر الذي يخالف نظرية المعتزلة والأباضية في ضرورة بل بوجوب بجاهدة الظلم والحور وأهله بكل الوسائل، وهذا لديهم من صميم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر } (()٥١٦ وعلى هذا الأساس الايديولوجي كانت الحروب والمعارك بين الأباضية وب امية والعباس، تلك الحروب الي كانت شوكة في خاصرة الدولتين الأموية والعباسية. فهل كان يسلم نظام الحكم المعتزلي الذي نجح المعتزلة في اقامته في حضرموت، من كيد دولة العصر السنية المتعصبة، دولة بيي ايوب في مصر، على ما يمثله ذلك من خطورة فكرية وعلمية على الايديولوجية السنية اليي ترعاها الدولةالايوبية. قي الحقيقة لقد حسم السلطان صلاح الدين الايوبي الأمر منذ اول عهده © حين سن قانونا يشرع للتنكيل بالمعتزلة والأباضية والشيعة لهذا فان الحملة الايوبية على اليمن سنة ‏ ٥٦٩ه » انما كان هدفها الرئيس هو القضاء على تلك الفرق الي كانت تسيطر على حكم اليمن كله 3ح إذا كانت سنة ٥٧٥ه_‏ كانت حملتهم على حضرموت & تلك الحملة الي مارسوا فيها ابشع انواع التنكيل والقتل والنفي والسجن & وقاموا خلالها بأبشع بجزرة في حق العلماء والفقهاء والقراء »من منطلق الحقد المذهمي لا غير. وبعد قتال لا يقف ولا يكف يستمر حوالى نصف قرن، يقوده حضرميا التحالف الاباضي _ المعتزلي ينتهي بهزيمة الايوبيين سنة ‏ ١‏ه \ ٢٦٦وكان من نتيجة تلك الحروب، ان قويت شوكة القوى الأباضية، ال استولت على تريم وشبام & وهو الامر الذي يمثل خسارة للوجود المعترلي. ويبقي من الوجود السلطوي المعتلي امامة آل الحبوضي في ظفارالذين خلفوا آل المنجوي، وإمامة آل اقبال في الشحر. وينتهي الوجود الايوبي في اليمن سنة ٦٢٦ه‏ إ ليخلفه مباشرة حكم ربائبهم آل رسول الذين ورثوا عن اسيادهم بيي ايوب مذهبهم وتعصبهم المذهمي © لهذا تجدهم في سنة ٧ا٦٧ه‏ يجهزون حملة عسكرية بحرية وبرية تستهدف ما تبقى من الجوود السلطوي المعتزلي في الشحر وظفار & ويتحقق لهم ما ارادوا بامماء ((٥١٢٣ ذلك الوجود » غير ان ذلك الانتصار الذي حققوه لم يكن يعي استقرارا الاوضاع لهم قي حضرموت، فقد تزعمت القوى الأباضية جاهدة آل رسول في داخل البلاد وساحلها :آل يماني وفد واحلافهم في الداخل & وآل ابي دجانة وقبائل المهرة والملشقاص في منطقة الساحل.. وفي النصف الثاني من القرن الثامن تكون نماية الوجود الرسولي في حضرموت » على يد القوى الأباضية السالفة الذكر، اضافة على قوة جديدة س هي القوة الكثيرية ال كانت زيدية المذهب، وال استولت في بداية امرها على بعض قرى الوادي، ثم ا نتزعت اقليم ظفار من ايدي الرسوليين & واتخذت من مرباط عاصمة لها 3وذلك سنة ‏ ٠١ه كان الوجود الكثيري عبارة عن جزيرة صغيرة في بحر متلاطم من الوجود الاباضي، لهذا كانت الحروب بينها وبين تلك القوى الأباضية تكاد تسم تاريخ العلاقة بينهما حت عهد الإمام محمد بن عبد الله الكثيري المتولي سنة ٩١٠ه_‏ » الذي سار على نمج اسلافه في محاربة القوى الأباضية. غير انه في سنة ‏ ٩ ٢٥ه او نحوها & ظهر فارس جديد داخل الحلبة الكثيرية 7ذلك هو السلطان بدر بن عبد الله الكثري الاخ الاصغر للإمام محمد بن عبد الله ك وإذا به يطالب اخاه بالمشاركة في شئون الحكم، ويكون له ما اراد. غير ان السلطان بدر لم يسر على النهج المذهبي الكثيري العريق } المذهب الزيدي، الذي يمثله اخوه الإمام حمد، بل نمج طريقا لم تعرفه حضرموت طوال تاريخها الإسلامي & ذلك هو فج الاعتقاد السين، وإذا به يتحالف مع الدولة العثمانية السنية 2ضد كل اهل حضرموت، من اباضية ومعتزلة وزيدية، ويكون الانتراق ليس بينه وبين اخيه الإمام محمد فحسب، بل وأيضا بينه وبين حضرموت كلها 3وتي عهده شهدت حضرموت حروبا من اقصاها إلى اقصاها © واضطرابات سياسية واجتماعية ومذهيبة لم تشهدها طوال تاريخها الإسلامي على الاقل & كان ((٥١٤ السلطان بدر وجيشه المكون من عناصر غير حضرمية وحفاؤه الاتراك فى جهة © وني الجهة الأخرى اخوه الإمام محمد ومعه كل القوى الأباضية والمعتزلية والزيدية المتحالف مع الإمامة الزيدية في صنعاء. ويتوقي الإمام محمد سنة ‏ ٩٥ ٠ه وخلفه في قيادة التحالف الإمام عثمان بن احمد العمودي امام الزيدية قي وادي دوعن، وفي سنة ٩٧٧ه‏ يتوفي السلطان بدر ع ويستمر نفس الصراع بنفس القوى © ح إذاكان القرن الثانى عشر الهجري & كان اجتمع والسلطة الكثيرية نفسها } منقسما إلى فريقين :فريق يؤيد الزيدية والآخر يؤيد اهل السنة. وهكذا } فاننا كلما ابتعدنا عن القرن السادس المجري نحو العصور الحديثة، اتسعت مساحة الافتراق بيننا وبين الكتابات الحضرمية المعاصرة، وينضم الينا ومعنا في ذلك الافتراق عن تلك الكتابات الإمام السخاوي والمؤرخ أبن خلدون، في القرنين التاسع والعاشر الهجريين و المؤرخ الكبير احمد أمين المتوفي سنة ‏ ٩٥٤‏_ه. ١ ورغم الاختلاف والافتراق مع تلك الكتابات السابقة 3فلقد كانت مادة دسمة واساسية لوضع التصور الذهين لهذا الدراسة، فلقد اثارت لدى من الاسئلة ما هو كاف وحافز للتفكير في حقيقة ازمة التاريخ الحضرمي كما ان تلك الكتابات قد احتوت على ماد تاريخية } كانت اساسا جوهريا في المسار الذي اتخذناه 3فلولا ماسبق لما كان ما لحق. عزيزي القارئ لعلي أحسن الظن بنفسي & وبما قدمته هذه الدراسة المتواضعة، حين أقول لعلها قدمت إجابات على بعض الأسئلة، غير أن قيمة أي جهد علمي اليوم لاتقاس من خلال مايقدمه من إجابات & بقدر ما تقاس بقدرته على فتح مساحات واسعة و جديدة، لاسئلة جديدة } ولهذا فإني لست معنيا بتلك ()٥١٥ الأجابات إن وفقت فيها 3بقدر ما أني معي بمدى قدرة هذه الدراسة على فتح المجال لأسئلة جديدة في سبيل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الإقتراب من الحقيقة الت تظل أبدا مطمورة تحت ركام الفعل الأنسان المقصود منه وغير المقصود... تاريخ الإسلام السياسي ليس أكثر من صراع أفكار & ذلك أن كل خلاف سياسي في تاريخ الإسلام له طابعه الفكري والعقائدي & هذه الأفكار المتصارعة هي بعينها المذاهب الفقهية والكلامية. وهي حين تتصارع فإن سلاحها أنما هم الناس والدول والخلفاء والأمراء 2أي أن سلاحها أنما هو الشعوب الإسلامية } ولهذا فإن تاريخ الإسلام السياسي أنما هو في حقيقة الأمر تاريخ الصراع المذهبي والعقائدي © وليس تاريخ الخلفاء والملوك والأمراء والزعماء، أنما هؤلاء جميعا هم أدوات ذلك الصراع الفكري، ومن هنا فلا معن لدي لمصطلح (الإسلام السياسي) الذي راج اليوم للدلالة على بعض التيارات الإسلامية المعاصرة. يقول المثل الحضرمي (:من بيده القلم، ما كتب نفسه شقي، ). القلم هنا كناية عن السلطة و الارادة والقوة و الولاية ى وكم يكون ذلك المثل صادقا عند تطبيقه على الكتابة التاريخية الإسلامية، ذلك انه خلال التاريخ الإسلامي وصراعاته وحروبه } كان المنتصر هو الذي يكتب التاريخ 0وهو حين يكتب ويدون، أنما كان يمارس إنتصاره على الآخر 2إذ يبادر أول ما يبادر إلى طمس حقيقة ذلك الآخر المهزوم & وهنا تختفي أو تكاد الحقيقة 3وتندرس آثارها & غير أن أختفاء الحقيقة عن المكتوب المدون، لا يع إختفاءها عن اللاشعور والسلوك والموروث الشعبي، بل تظل موجودة فيه 0ولكنها في حالة (كمون) تائهة ضائعة & ويكون من نتائج ذلك أن تعيش الشعوب الإسلامية شخصية مزدوجة وفي حالة إنفصام & بين الملكتوب الذي لايقول الحقيقة، وبين اللاشعور والثقافة الشعبية ال لاتتفق مع ذلك ()٥١٦ المكتوب & عندها يكون العقل الإسلامي أشبه (بالهيولي)، قابلا لكز صورة باهرة وصوت مرتفع & وتلك لعمري قاصمة الظهر... ومن هنا تأتي أهمية البحث قي التاريخ العقائدي الإسلامي، والحفر والتنقيب في نصوصه وآثاره ومساره بعقلية متفتحة على العصر ومرنة، تحاول من خلال ذلك الجهد ليس الإجابة على أسئلة الماضي، بل لتفتح بتلك الأجابات آفاقا واسعة لأسئلة الشوق والحنين إلى المستقبل الأفضل... على أنه من المهم هنا القول، أن ذلك المكتوب الذي لايقول الحقيقة، ليس بالضرورة أن يكون كاذبا 5لكنه لم يتأسس ليقول الحقيقة كلها 5بل جزء منها. فجاء على ذلك الحال المهترىء الذي لايحتمل البناء عليه. على أن الخطورة الكبرى تأتي حين يكون ودائما مايكون = ذلك المكتوب هو معتمد في النظر إلى الحاضر والمستقبل » عندها يكون عاجزا عن أداء مهمته ف حشد إمكانيات النهوض والبعث الحديد & ويكون عندها الأحباط والتخبط والضياع والصراع والأغتراب ثمنا لابد منه وضريبة لابد من سدادها لإنتقام التاريخ الذي لايرحم... عزيزي القارئ :إن النظر إلى المستقبل لا يتم من دون النظر إلى الحاضر والماضي © إذ أن فهم حقيقة الحاضر تجعل الماضي مفهوما، غير أن معرفة حقيقة الحاضر شيء ومعرفة حقيقة أثره وانعكاساته على المستقبل شيء آخر، إذ أن الناس غالب ما يعيشون حاضرهم بشيء من السذاجة والغفلة 3وبالتالي فهم يعجزون عن إدراك تأثيره وانعكاساته على مستقبلهم } ولهذا فلابد للحاضر أن ينسحب إلى الخلف قليلا 3أي أن يصبح ما ضيا 2حت يمكنه أن يقدم بعضأ من نقاط ارتكاز مهمة ومفيدة في بناء المستقبل 3وقي كل الأحوال، كلما كانت معلوماتنا ومعارفنا عن الماضي والحاضر قليلة وشحيحة 3سيطرت وغلبت الشكوك والريب والظنون على ((٥١٧ أحكامنا المستقبلية 5وبالتالى غلب التخبط والفوضى وغياب الترتيب والنظام في إدارة الحاضر نحو المستقبل... إن مشكلة المستقبل (التقدم) العربي هي أنه لا ماض له، وبالمقابل له حاضر ممتد من جاهليته حيت اليوم 0هذا الحاضر (الممتد) يرفض ن يترحزح عن موقعه & يرفض أن ينسحب قليلا إلى الوراء ليكون ماضيا يمكن النظر فيه والإفادة منه، ولهذا فإن محاولة النظر في ذلك الحاضر الممتد 3هي أشبه بمن يضع المرآة أمام أنفه ليرى وجهه ى فلا هو نظر وجهه ولا نظر المرآة، ولهذا فإن ذلك الحاضر لا يمكنه أن يعطي مستقبلا مفهوما ومتوقعاً، ولكنه بالمقابل يملك قدرات وطاقات هائلة لتوليد زخما من الإحباطات والامميارات المتعاقبة والمتوالية عبر كل الأجيال & وتلك النكبات ليس لها إلا أن تدور في فلك ذلك الحاضر الممتد وهنا تأتي كتابة الماضي العربي على غير حقيقته وبما يرضي ( الأخلاف) عبر العصور لتصب ليس في إغناء ذلك الحاضر الممتد بالمآئر والانتصارات الوهمية فحسب & بل ولتصب في بحال الاستغناء عن الاتي عن الاخر... وفي الختام 3فإنني أمن من كل قلبي أن أرى مشاريع رؤى أخرى، لعل بتعدد الرؤى وتنوعها & نسد بعضا من النقص والثغرات فى معارفنا التاريخية } وبذلك تتاح فرصة أكبر للاقتراب اكثر من الحقيقة التاريخية، والله الموفق.. المؤلف : سالم فرج مصلح حضرموت /اليمن ٢٠٠٦/١/٥م‏ ((٥١٨ ماجحسى ووتانى ‏% ٥٭ء ‏٠ (()٥١٩ تريم في القرن السادس الهجري ( مشروع رؤيح) بقلم :سالم فرج عوض مفلح يظل الاضطراب والغموض يسود تاريخ حضرموت الوسيط & وكان ذلك نتاجا طبيعيا لاختفاء مصادر التاريخ الحضرمي الأساسية، وهي : ‏ ١كتاب ( الياقوت الثمين :بجهول المؤلف التريمي الذي وصفه المؤرخ ( خرد ) ي ( غرر البهاء الضوي ) بأنه ( فيما يتعلق بالعلماء والفقهاء والاولياء والصالحين والحوادث وذكر السلاطين والاعيان من أهل حضرموت |} لبعض علماء تريم الاوئل، لأنه مدح مصنفه وائين عليه، ثم قال ( } :التربمي ) وانخرم اسمه من القدم ). -١٢تاريخ‏ باعيسى :لشهاب الدين احمد بن محمد بن أبي عيسى المتوقي سنة )‏ ٦٢٨ه. ‏ ٢٣تاريخ أبن حسان الساكن بريدة المشقاص س وله ثلاثة تواريخ في وفيات الاعيان ومواليدهم } توفي سنة _ ٨١٨ه‏. ٤تاريخ باشراحيل ( :بجهول) ‎ ٥تاريخ عبدالله بن عمر بامخرمة ‎توققن٩٧٢-ه_ ‏خيرات ٦-عبدالله محمد باسخلة توني -‏ ٩٨٦ه_ ونحن انما ننقل اسماء هذه المراجع على عهدة من شاهدوها ونقلوا عنها باعترافهم. ان النقل عن تلك المصادر الأساسية 2ثم اختفاءها اختفاء كليا من الوجود وكأنما لم ((٥٦٢٠ تكن 3مسألة تدعو إلى الريبة في كل ما قيل انه نقل عنها 2إذ لو كان الناتل سليم النية لعمد إلى نسخ واظهار مرجعه الأساسي وجعله متداولا مشهورا. والغريب في أمر ماهو مكتوب عن تاريخ حضرموت الوسيط، منقولا عن تلك المصادر، أنه محدد ومضبوط باليوم والشهر والسنة بالنسبة للحوادث، وبزحمة قي التراجم للاعيان والشخصيات والسلاطين والدول » الامر الذي يعن ان تلك المصادر الثلاثة الأساسية المذكورة 0كانت تحتوي على الاجابة الصحيحة للأسئلة اليي يطرحها اضطراب وغموض تاريخ حضرموت الوسيط المنقول عنها 5ويجعل ما هو منقول عنها بعيوبه، المصدر الأساسي المتين اليوم. ان مسألة التحريف والتشويه مسألة واردة 3قى كل ما هو بين ايدينا ما كتب حول التاريخ الحضرمي الوسيط، ولقد اشار إلى تلك المسألة اكثر من مؤرخ معاصر. من ذلك الغموض والاضطراب ان يقال لنا ان الدولة الراشدية الن حكمت خلال الفترة بين _ ‏ ٠٠‏ه -_ ٤‏ه » ٠٠٧والي كانت تريم عاصمتها، ائما سنية للذهب او شافعية _ اشعرية، ثم يقال لنا ان بدعي الأباضية والمعتزلة كانت منتشرة في ذلك الوقت وطامة على الملة الإسلامية في حضرموت، وانه كان في تريم حينها ثلثمائة عالم وففيه ومفت & كلهم كانوا على المذهب الشافعي _ الاشعري. ولتحقيق هذه القضية الخاصة بمذهب الدولة الراشدية الذي تضاربت حوله الآراء 0وجدنا ما يلي: ١ان هذه الدولة كانت ضحية لضربة قاسية من قبل الحملة الايوبية عليها سنة. ‎ ومعلوم ان الدولة الايوبية كانت شافعية _ اشعرية متعصبة } ولقد‎ ٥٠٦ھه__ تعرض علماء تريم وفقهاؤها لمذبحة رهيبة من قبل تلك الحملة على تريم‎ الراشدية & هذا بخلاف الاسر والنفي والقتل الذي شمل أبناء القبائل والحكام‎ ((٥٢١ والاعيان. ولو كانت تريم الراشدية شافعية _ اشعرية لما تعرضت لكل تلك الفضائع الرهيبة كما ان ما قامت به تلك الحملة ينسجم مع الامر السلطايي الذي اصدره السلطان صلاح الدين الايويي بالتنكيل بكل من الأباضية والمعتزلة والشيعة. -٢فى‏ ظل هذه الدولة عاش العلامة المعتزلى نشوان بن سعيد الحميري عامين ونصف في تريم & محل تقدير واعتزاز واكرام من قبل علمائها وفقهائها وحكامها & وقال نشوان عن تلك الفترة شعرا ونثرا يجعل الوحدة المذهبية بينه وبين تريم الراشدية مسألة تدفع أي احتمال آخر وتجعله خارج بحال الممكنات } خاصة إذاعرفنا مد ى العداء _ السي _ المعتزلي قي ذلك العصر. ٢٣كل ما بين ايدينا من تراث نصي عن تلك الفترة الممتدة على مدى ثلثمائة عام© ‎ هو قصيدتان :الاولى للإمام القلعي الظفاري في مدح استاذه شيخ الإسلام‎ بافضل، والثانية لشيخ الإسلام بافضل نفسه وتسمى القصيدة ( الفكرية© ) ‎ وان التحليل لتلك القصيدتين يثبت لممما تنتميان إلى الادب المعتزلى دون غيره. ‎ ٤ان القائلين بسنية هذه الدولة لم يقدموا لنا دليلا نصيا واحدا للدلالة على ذلك© ‎ أي اممم قدموا أحكاما دون نصوص محققة تقطع بذلك. ‎ -٥ان‏ آل راشد حكام هذه الدولة انفسهم كانوا على مذهب الاعتزال، وان هناك من الدلائل والقرائن ما يدل على ذلك، منها : أ -ان آل راشد كانوا يدفنون موتاهم في صناديق & وذلك السلوك لا علاقة له معمذهب السنة أو الأباضية. ب -ان السلطان عبد الله بن راشد تتلمذ على يد الإمام يحيى بن سالم بن فضل بافضل، الذي وصفه نشوان بانه اخوه وسيد اهل العلم ي وما كان لنشوان ان يقول ذلك عن الإمام يحيى لو لم يكن على مذهبه في الاعتزال. ()٥٢٢ ح -لغرض تأكيد سنية هذه الدولة 5قالت كتب التاريخ ان السلطان عبد الله بن راشد قد سمع الحديث الشريف في الحجاز سنة _ ٥٨٨ه‏ عن ائمة الحديث الكبار & وهم ابن عساكر المتوقي سنة _ ٥٧١ه_‏ والمقدسى صاحب ‏ ٠٧‏ه ٥والإمام الهجران غير محدد مكان وزمانالتصانيف المتوقي سنة السماع } ابن ابي الصيف المتوفي سنة _ ٦٠٩ه‏ ومسألة السماع عنه فيها نظر لأن هناك من يقول ان هذا الصوفي كان على مذهب ابن عربي في وحدة الوجود، وهو مذهب فلسفي وليس نقلي. كل ذلك يجعل من مسألة وجود السلطان عبد الله في الحجاز فى تلك السنة 3محل شك قاتل. ‏ ٦الاختفاء المريب لكل تراث العهد الراشدي & على الرغم من زحمته بالرجال والاحداث والعطاء العلمي الذي امتد على مدى ثلثمائة عام. كل ذلك يعن ان هذا العهد لم يكن سنيا او شافعيا اشعريا، ويؤكد ذلك قول للؤرخ الحداد ( ان الاخلاف وجدوا في سيرة الاسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم فعمدوا على اخفائها وافنائها ) ونضيف على ذلك تحريفها وتشويهها بما ينسجم مع الواقع المذهبي اليوم. وعلى ما تقدم ي فان خلاصة البحث تقول مسألة واحدة ‘وهي ان الدولة مذهب الاعتزال. وهي الدولة‏ ٠٠‏ه ٧كانت على‏ ٤٠٠ه _ __الراشدية الوحيدة ي التاريخ الإسلامي ال قامت على هذا المذهب وكان عهدها هو العهد الذهمي للنشاط العلمي والفقهي في تاريخ تريم إلى اليوم. (صحيض (7شبام )-العدد ‏)١٩٩٩/٧١/١٤( -٤٦٢/ ((٥٢٢ تعليق على مقال تريم في القرن السادس الهجري :مشروع رؤيہ فرع الدراسات والمناهج وخدمة التراث /عدن. ‎-١ -٢اربطة التربية الإسلامية ومعاهدها التعليمية والمهنية‎ نشر الباحث الأخ سالم مفلح مقالاً في العدد ( ‏ )٤ ٢بتاريخ ‏ ١ ٤‏ناونعب ( /٧تريم )& وهي محاولة بحثية مختصة فيفي القرن السادس الهجري _ مشروع رؤية تاريخنا 0نسر يما ونشجع مثيلاتما من الاطلالات البحثية الصاعدة، ولكن العنوان كان اكبر من ان يحتمله مقال صغير كهذا © ولقد لفت نظرنا خلوه من المنهج الأكاديمي الحديث ((ع 70ح[٨ع(4٨ح)4‏ حيث ارتكب عدة هفوات وهنات اضعفت من مقالته وانزلتها من سماء البحوث الاكاديمية الرصينة إلى ارض الكتابات الشبابية الحماسية غير المتزنة ى وهنا بجعل تعليقنا على المقال في نقاط : ١ان تاريخ القاضي باعيسى (ت٦٣٨ :ه) وتاريخ أبن حسان (ت) ‎:ه٨١٨ يوجد من كليهما نسخة مخطوطة في مكتبة السيد احمد بن حسن العطاس في‎ مدينة حريضة بوادي دوعن، وقد نقل عنها واستفاد منها الكثير من المؤرخين‎ كالمؤرخ ابي مخرمة والعلامة علوي بن طاهر الحداد وغيرهما © ( انظر بمجلة‎ الرابطة العلوية ج ٢العدد عام _ ‎ه. ) ‎٨٤٣١ -٢اما‏ التاريخ المجهول الذي ذكره فلم يذكر لنا من هذا المؤرخ الذي وصفه ومدحه، وقد قام الباحث بالحكم على هذا الكتاب وغيره بعدة أحكام لم يذكرها المؤرخ الذي وصفه & دون ان يقف الاخ الباحث عليه، وهذا عيب اكاديمي ينبغي ان ينزه الباحث نفسه عنه & إذ كيف تحكم على كتاب بحكم ((٥٦٢ ٤ ما دون الوقوف عليه 3ومع ان الوصف الذي نقله عن المؤرخ لم يذكر هذه الأحكام. ‏ -٣انكارخبرما حرد عدم وجود مؤرخ معايش لهذا الحدث، يع انكار تاريخنا الإسلامي كله 3إذ يستحيل ان يقوم كل مؤرخ بمعاصرة كل الاحداث } ولذلك فقد اعتمد المؤرخون على الاستفاضة كأصل توثيقي في الصناعة التاريخية © ولو تتبعنا اكابر المؤرخين لما وجدناهم عايشوا كل الاحداث الي ارخوها & فضلا عن انكار تاريخ باكمله. ‏ ٤الطعن في النيات لا يليق اكاديميا بالباحث & كما انه ليس من الواجب العلمي على كل مؤرخ ان يعمد إلى اظهار جميع مراجعه واستنساخها للعامة » بحيث نشك في نيته إذا لم يطبعها وينشرها 3هذا قي زمن الطباعة 3فكيف بزمن الدواة والقرطاس. ‏ ٥فترة البحث هي القرن السادس الهجري، والمؤرخ باعيسى في القرن السابع والمؤرخ ابن حسان في التاسع، إذن ليسا اساسيين في القضية، لذا يلزم على الباحث البحث عن مؤرخين معاصرين للقرن السادس. -٦الحملة الايوبية على اليمن كان هدفها الرئيس عسكريا بحتا لا المذهب8 ‎ والدراسة الاكاديمية الى قام بما د. جميل حرب محمود حسين ( الحجاز واليمن‎ قي العصر الايوبي ) كفيلة بذلك، حيث ناقش الدكتور ستة اسباب للحملة‎ الايوبية بدراسة مستفيضة (ص، ) ٩٩ ٩٢ ‎وكذلك ( تاريخ اليمن الفكري‎ ي العصر العباسي ) للشامي. ‎ -٧اما‏ عن نشوان فقد قام الدكتور محمد علي زيد في دراسته ( تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري ) الذي نشره المركز الفرنسي للدراسات اليمنية بدراسة رحلته إلى حضرموت ( ص ‏ ) ١١٧وانتهى إلى ان نشوان زار (()٥٢٥ حضرموت قبل موته بسنوات ورجع من ترتم محملا بعطية اكرمه بما اهلها، مما جعله يسر بما ويم ويرسل لهم الاشعار قي مدحهم & وانه قد رجع عن تمرداته واعلن عن تصالحه مع جميع عصره، ولزم المحراب والعبادة والزهادة بعد عودته 0ونقل اقواله الدالة على ذلك من كتبه © وهو يؤكد في كتابه انه لا معتزلة في اليمن عبر التاريخ إلا فرقة المطرفية المخترعة ال ظهرت في صنعاء وما حولا. هاما القلعي فهو من اكابر اهل اسنة المحدثين ث كما نص عليه الجندي في ( السلوك ) تحقيق الاكوع، وخرد في ( بماء الغرر )، اما الشيخ سالم بافضل فهو يضامن اهل اسنة وله ذيل على تفسير الإمام القشيري السي ( لطائف الارشادات ) كما ذكره بامخرمة في ( النسبة إلى مواقع البلدان ) مخطو ط & ومن العيب ان يتكي الباحث على قصيدة تحتمل معان كثيرة 3ويترك مؤلفاته ليحكم على عقيدته. ‏ ٩وقد امتلأ عصره ومصره بالمحدئين وعلماء اهل السنة من اقرانه 0كالمحدث ابن ٦٠٩١ه‏ ) 8جديد ( توقي _ ٦٦٢٠ه‏ ) والمحدث ربيعة الشبامي ( ت وابن العماد، والفقيه باعبيد الذي امتدحه فقيه الحرم الحافظ أبن ابي الصيف الآتي ذكره & وكثير لا يتسع الجال لذكرهم. ١ ٠السلطان عبدالله بن راشد قرأ على الحافظ ابن عساكر ( ت : ‎ه) ‎٩٢٦ و ترجم له بن السبكي في طبقاته & وقد أخطأ في سنة وفاته الباحث سالم خطأ‎ كبيرا ولم يرجع لاية مصادر ترجمت له، وعلى الحافظ ابن ابي الصيف الس‎ الذي لم يعرف التصوف ووحدة الوجود في حياته كما في ( السلوك0 ) ‎ والحدث محمد المجراين الذي كان يحدث في عدن & كما ذكره ( تاريخ ثغر‎ عدن )، كما كاتب الإمام عبدالله بن حمزة الزيدي الذي كان مناصرا له‎ ()٥٢٦ ولدعوته بالإمامة لنفسه كما في ( أئمة اليمن _ زبارة )، ولو كان اباضيا لما سلم له بالإمامة. ‏ -١١لو كان الثلنمائة فقيه الذين كانوا في تريم أباضية لذكرت واحدا منهم على الاقل غير الشيخ سالم بافضل طبقات الأباضية على قدمها. كطبقات السالمي المتأخر زمنا، وتاريخ ابي زكريا وغيرها. وفي الختام نتمين لأخينا سالم محاولة افضل في المرة القادمة، ونوصيه بالهدوء والتريث في اصدر الأحكام حق يحقق جهدا أفضل. صحيض(7شبام ) العدد)١٩٩٩/٨/١٨( ٤٧ / ‎ ((٥٢٧ تعقيب على تععقيب تريم في القرن السادس الهجري :مشروع رؤي بقلم :سالم فرج عوض مفلح بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وتبارك احسن الخالقين، الذي واحكماعطى كل شيء خلقه ثم هدى & والذي جعل القرآن عربيا، ونزله وانزله آياته وفصلها وبينها لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون، لقوم يفقهون، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله البشير المنذر، بعثه ربه بالهدى ودين الحق } ليظهره عل الدين كله ولو كره الكافرون والفاسدون والمفسدون في الأرض بعد اصلاحها } الذين إذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون.... وبعد.. فلقد سررت كثيرا حين طالعت على صحيفة ( شبام ) صدى مقالي الموسوم ( ترتم في القرن السادس الهجري :مشروع رؤية ) » خاصة وان ذلك الصدى لم يأت من افراد بعينهم، بل من مؤسستين تعنيان بالدراسات والمناهج والتراث والتربية الإسلامية ص وما كان لي ان انشغل بالرد على أي تعقيب يتصل مقالي المذكور أعلاه، لأنه بجرد ( مقال )، لو لم يأت ذلك التعقيب من تلك المؤسستين وهما على ذلك الحال من المسؤولية تجاه تاريخنا وتراثنا 0ولدي على ذلك التعقيب الأمور التالية : ‏ -١جاء عنوان التعقيب تحت مسمى ( تعقيب على مقال ) & ويرى المعقبون ان موضوع المقال المعقب عليه اكبر من ان يحتمله مقال صغير ان كل ذلك القول شيء جميل ورؤية سليمة } غير ان زمام تلك الرؤية السليمة سرعان ((٥٢٨ ما انفلت من عقول المعقبين » حين قالوا ( انه لفت نظرهم خلوه ( المقال ) من المنهج الأكاديمي الحديث ) & ذلك انه لا علاقة اطلاقا بين كتابة ( المقالات ) وما يبحثون عنه من منهج اكادمي قديما كان أو حديثا 3فان ذلك شأن الابحاث وليس المقالات الصغيرة، وان كان لي من تعليق على ذلك ( الخلط ) بين ذلك النوعين من الكتابات فاني ارى انه لايليق 5بل غير مقبول اطلاقا ان يأت هذا الخلط من مؤسستين تدعيان العناية بالدراسات والمناهج والتراث التربية الإسلامية } إلا إذا كان القائمون عليها بجرد موظفين وكتبه 3وليسوا اصحاب بحث ودراسات ومناهج، أو ان يكون ذلك الخلط مقصودا وصادرا عن عصبية من نوع ما. ‏ ٢ان موضوع المقالة المعقب عليها يقول ان تريم والجمع العلمي فيها وكذا السلطة السياسية كانت على مذهب الاعتزال في القرن السادس المجري © وذكرت ف المقال بعضا مما لدي من اقوال واحداث تدل على ذلك، الا ان الاخوة المعقبين لم يتعرضوا لها بالمناقشة والتفنيد أو الحكم بفسادها، وهذا الامر يضع المعقبين في موقف صعب ‘ ذلك انه إذا لم يكن محتوى التعقيب هو مناقشة وتفنيد حجج الطرف الآخر، فان التعقيب لا يكون إلا محاولة للهروب من مواجهة تلك الحجج والادلة 0وهم بذلك الهروب يعطون تلك الحجج والادلة صفة الحقائق لعدم نقضها، اضافة إلى ان ذلك الهروب يعد اشهارا للعجز العلمي للمعقب. ‏ ٢ومن ضمن الأساليب الي اتبعها المعقبون للهروب من مواجهة الحقائق الواردة في المقال & اسلوب انكارالحقائق البديهية وال لا يتطلب اقرارها أي جهد ذهن } ويعد انكارها اقرب إلى الفضيحة العلمية حين يأتي ذلك الانكار عن مؤسستين تدعيان العلمية والمنهاجية والاكاديمية البحثية } ()٥٦٢٩ ويتمثل اسلوب الانكار ذلك في ادعاء المعقبين بان المؤرخ باعيسى المتوفي سنة _ ٦٢٨ه‏ أنما هو من رجالات القرن السابع الهجري، وليس من مؤرخى القرن السادس، كل ذلك لأن الرجل قضى آخر سنوات حياته في القرن السابع، وفضلوا تجاهل انه قضى جل حياته ونشاطه وعطائه في القرن السادس الهجري، ولا بحد مبررا لمحاولة المعقبين ابعاد واقصاء المؤرخ باعيسى من القرن السادس، إلا ان يكون ذلك السلوك محاولة لاعدام وافناء القليل الباقي من تراث حضرموت في العصر الوسيط، واصرارا على الالتفاف على الحقائق مهما كانت هذه الحقائق بديهية وانكارها يحط من القدرة التفكيرية للمعقبين. ‏ - ٤ومن ضمن اسلوب المعقبين في الهروب من مواجهة الحقائق انكار الحقائق المتفق عليها » ومن ذلك اختراع تاريخ وفاة جديد للمحدث ابن عساكر } ٦٢٩ه_‏ |، وتساعءلوا عن مصادريحيث زعموا ان وفاته كانت سنة ال قالت ان وفاته كانت سنة _ ‏ ٥٧١ه » وعليه فاين اعيد التأكيد على ان وفاة المؤرخ الحافظ الرحالة على بن الحسن بن هبة الله، ابو القاسم ثقة الدين بن عساكر الدمشقي كانت على ما ذكرت سنة _ ‏ ٥٧ ١ه | ولا يوجد خلاف بين المؤرخين حول ذلك، وعليهم الر جو ع إلى :خير الدين ‏. ٢٧٣/٤كما انكروا تصوف ابن ابي الصيفالزركلي _ الاعلام على مذهب ابن عربي في وحدة الوجود، ويمذا الخصوص عليهم الرجوع إلى د. احمد عبدالله عارف _ مقدمة فى دراسة الاتجاهات الفكرية }والسياسية قي اليمن فيما بين القرنين الثالث والخامس المجريين ص٢٥‏ وحسنا فعل المعقبون باعترافهم بطريقة غير مباشرة بوفاة المؤرخ المحدث المقدسي كما ذكرت سنة ‏ ٥٠٧ه، أي قبل ميلاد السلطان عبدالله بن ((٥٣٠ ، وبالتالي اعترافهم باستحالة سماع السلطانراشد المولود سنة ‏ ٥٥٢٣ه عنه، لاستحالة سماع الاحياء عن الاموات، وهي نفس الاستحالة بالنسبة لسماع السلطان عن ابن عساكر سنة _ ٥٨٨ه_‏ لوفاة الحدث قبل ذلك التاريخ المحدد للسماع. على ان المسألة الاساسية الثانية اليت تعرضت فها المقالة و لم يتعرض فها المعقبون © هي مسألة وجود السلطان عبدالله بن راشد في الحجاز سنة ٥٨٨ه_‏ سنة عملية السماع المزعومة، حيث لا يوجد دليل، و لم يقل احد من المؤرخين ان السلطان كان في الحجاز في تلك السنة، وهذا الامر جعل المحقق الأستاذ المحبشي يعلق على عملية السماع تلك بقوله ( لعله سمع عليهم في مكة، إذ لا يعرف لهؤلاء المحدثين رحلة إلى حضرموت ) _ تاريخ حضرموت \ الكندي } ٢/١هامش‏ المحقق. ٥قال المعقبون ان الإمام القلعي كان سنيا 3وهذا القول لس شيئا جديدا} ‎ فهو وغيره من معتزلة حضرموت كانوا سنيين في الفروع، ولما كان حديثنا‎ ي الاصول & فعليهم اثبات ان الإمام القلعي كان سنيا اشعريا وليس‎ معتزليا، حيممكن مناقشة شيئا جديدا ومفيدا. ‎ ‏ ٦يقول المعقبون عند حديثهم عن شيخ الإسلام بافضل، انه من العيب ان يتكي الباحث على قصيدة تحتمل معاني كثيرة، ويترك مؤلفاته ليحكم على عقيدته. وفي البدء اود القول ان الحديث عن مؤلفات الامام بافضل هو من باب الدجل الصريح والكذب البواح، فلم يبق من تراث هذا العالم الجليل غير قصيدتين وثلاث وصايا، اما باقي انتاجه العلمي فقد قالوا ان يد الايام قد سطت عليه، و لم تبق له باقية » شأنه شأن كل تراث تريم الراشدية المعتزلية الي امتد عمرها على مدى ثلاثة قرون، اما مسألة عدم صحة (()٥٢١ الاعتماد على القصائد والآداب عامة © شعرا ونثرا، باعتباره مصدرا اساسيا 0خاصة فى حالة انعدام الوثائق الاخرى، فذلك القول يدل على جهل بالمصادر التاريخية وترتيبها من حيث الاهمية 0كما ان ذلك القول لا يصدر عن عقلية متزنة مهما كان نصيبها من النظرة العلمية بالقيمة العلمية التاريخية للأدب بانواعه. وتأتي هذه المحاولة الفاسدة من قبل الاخوة المعقبين لأقصاء دور الادب في العملية التاريخية لعلمهم بان ما بقى لنا من تراث القرن السادس وترنم الراشدية لا يتعدى حدود القليل من الادب نثرا وشعرا 0وهم بمذه المحاولة انما يسعون إلى اعدام ما تبقى من تراث تلك المرحلة العقائدية المعترلية والأباضية، وبالتالي تنعدم اية وثيقة تاريخية يمكن ان تكشف حقيقة الاوضاع المذهبية في العهد الراشدي. ٧يقول المعقبون ( :ان الطعن في النيات لا يليق اكاديميا بالباحث... الح3 ) ‎ وهنا اود القول انه قد استقرت الابحاث المعاصرة على ان الاشاعرة‎ يتحملون المسؤولية المباشرة في اخفاء واحراق واعدام التراث المعتزلي& ‎ رغم اعترافهم بكثرته وغزارته، وهذا بحد ذاته طعن في نوايا الاشاعرة تحاه‎ المعتزلة وتراثهم 3وعلى الاخوة المعقبين الرجوع إلى د. عبد الحكيم بلبع: ‎ استاذ ورئيس قسم الدراسات الادبية _ كلية العلوم _ جامعة القاهرة: ‎ الادب المعتزلي ص١ ٤٧ه )، غير ان ذلك الطعن ي نوايا الاشاعرة اقل‎ حدة وقسوة من طعن المؤرخ علوي بن طاهر الحداد في نوايا الأحلاف‎ الاشاعرة الحضارمة تجاه اسلافهم غير الاشاعرة © حين قال مقولته‎ المشهورة ( :ان الأخلاف وجدوا في سيرة الاسلاف ما ينكرونه عليهم‎ اليوم فعمدوا إلى اخفائها وافنائها ) 3فهل وجه المعقبون نقدهم إلى المؤرخ‎ الحداد للطعنة النجلاء ال غرزها في خاصرة الأخلاف الاشاعرة الحضارم‎ ((٥٢٦٢ تي تعاملهم مع تراث اجدادهم حين كانوا على مذهب او مذاهب اخرى غير المذهب الأشعري؟. يقول المعقبون ( :لو كان الثلثمائة ففيه الذين كانوا في ترم أباضية لذكرت واحدا منهم على الاقل، غير الإمام سالم بافضل، طبقات الأباضية على قدمها، )..هذا القول لهم ولم يرد قي مقالي ولست مسؤولا عن تبيان تمافته 2غير اي اود القول :ان اول اشارة إلى ان هؤلاء العلماء لم يكونوا اشاعرة العقيدة 3جاءت من الشيخ محمد عوض بافضل في كتابه ( :صلة الأهل في مناقب آل بافضل ) وذلك في ترجمته للشيخ سالم بافضل في أثناء حديثه عن عصر الشيخ في القرن السادس & حيث قال :وفي عهده كانت بدعتا الأباضية والمعتزلة طامة على الملة الإسلامية في جميع حضرموت ) & إذ كيف يكون الأباضية والمعتزلة ( طامة ) ويكون هذا المجمع العلمي التريعي الكبير بخلاف مذهب الأباضية والمعتزلة ث آخذين بعين الاعتبار المكانة العلمية الخاصة الي تحتلها ترم في ذلك الوقت بالنسبة لعموم حضرموت ب إذا لم يكن هذا المجمع العلمي التريمي الكبير أباضية ومعتزلة. فهذا يع ان غلبة هذين المذهبين كانت في ( لا محل ) بلغة علماء الكلام. حول اسباب الحملة الايوبية على اليمن، يقول المعقبون انه ليس من اسبابما المسألة المذهبية 5وهذا القول بحاف لقول كل الباحثين في هذه المسألة 3و لم يوردوا قولا لاحد بذلك } فهذا الدكتور محمد عبد العال احمد فى كتابه ( الايوبيون قي اليمن ) في ( ص _ ‏ ) ٨٠يقول :اما حملة اليمن سنة ‏ ٩ه آ فقد كانت من اجل تحقيق سيادة المذهب السي بالقضاء على دولة علي بن المهدي والتخلص من بقايا التشيع الذى اصبحت اليمن مركزا له ء خاصة بعد القضاء على الخلافة الفاطمية في مصر ). )(٥٢٢ ‏ ٠أما عن زيارة نشوان بن سعيد الحميري لترتم في القرن السادس ومكونه فيها عامين ونصف على ما ذكرت في مقالي، فاني اود ان انقل قول نشوان وهو يغادر تريم إلى الجوف ( وصلت الو ف متخليا من الاخوان والانصار © ولو شئت لدخلتها بالجيوش الكثار )، وإذن فقد ترك نشوان في تريم ( الاخوان والانصار )، ثم هو يقول ( ولو شاء لدخل الخوف بالجخيوش الكنار )، ترى من ا ين كان يمكن لنشوان ان يتحصل على الحخيوش الكثار ان لم يكن من ترمم العائد منها » وهل كان يمكن لدولة سنية اشعرية في تريم ان تمده بالخيوش الكثار لاقامة دولة معتزلية في الحوف؟. وهل يمكن لشخصية علمية مذهبية مثل شخصية نشوان ان تستخدم كلمي ( الاخوان والانصار ) في غير محلها المذهمي السياسي ؟. بعينهوفي ختام هذا الرد 3فاني اعذر المعقيين على عدم ذكر اسم شخص يمثل مؤسساتهم ( العلمية ) 3إذ ان ذلك يمثل احراجا اضافيا للمعقبين » حيث لم يرتفع المعقبون إلى مستوى ذلك المقال البسيط الذي عقبوا عليه 0خاصة واممم على ذلك المسمى العلمي } ولقد كان المقال رغم صغره، اكبر منهم حت المترلة ( العلمية )تلك هىعداده وعدد السطره القليلة 3وإذا كانت للمؤسسات المعقبة على المقال ©فليس لنا الا ان نقول :رحم الله الدراسات والمناهج والتراث والتربية الإسلامية، والحمد لله رب العالمين. كما اود ان اشير إلى ان ما نشر لي تحت ذلك العنوان انما هو كما قلت بمجرد ( مقال ) تعريفي لبحث مطول، استغرق اكثر من مائي صفحة من الحجم الكبير، تحت عنوان ( :تريم في القرن السادس الهجري :الدور الثان على مذهب الاعتزال _ مشروع رؤية )، ارجو ان تتاح له الفرصة ان يرى النور قريبا 2والله من وراء القصد. صحيضمح (شبام ) العدد /‏)١٩٩٩/٩/٨( ٤٨ ((٥٢ ٤ تريم قي القرن السادس الهجري :تعقيب على المقال والتعقيب بقلم /ابو بدر محمد عوض الخامر /جدة ‏ } ٧ /٤١من صحيفة شبام ©‏ _ ٤٣بتاريخلقد طالعت العدد بعنوان :ترمم قي القرن السادس ( مشرو عوالمتضمن مقالة الباحث سالم مفلح رؤية ) 3وأيضا طالعت العدد الصادر بتاريخ ٩٩٩/٨/١٨ام‏ ٬والذي‏ يحمل ردا على مقالة مشروع الرؤية 3موقع بالاسم التضامن :سادة فرع الدراسات والمناهج والتراث ( عدن )، والاربطة الدينية ث وطالعت أيضأ الرد التوضيحي لصاحب الرؤية الصادر في عدد ‏ ١٩٩٩/٩/٨م & وهنا نعطيبكم تعليقا على تلك المواضيع المنشورة حسب بيانما 3آملا منكم التكرم بنشر هذا التعليق على صفحات صحيفتنا الغراء ( شبام ) : ‏ ١تناول الاخ الباحث حادثة مقتل المئات من العلماء والفقهاء في جامع تريم ( تاريخ حضرموت للحامد وصلاح البكري، ادوار التاريخ الحضرمي للشاطري ) اليي تمت على يد الجيش الايوبي بقيادة عثمان الزنجحبيلي قائد » بموضوعية و تحرد & فجاءت خلاصة بحثهالحملة قى سنة _ ‏ ٥٧٦ه وتحليله المنطقي اجابة شافية لفصل مهم من حقب التاريخ الحضرمي ظلت يكتنفه الغموض والتناقض } وذلك من خلال تسليطه الضوء على وجود معتزلي شهدته تريم في تلك الحقبة، وان ما حدث لمعتزلة ترمم كان امتدادا للصراع والتنكليل والملاحقة الي تعرض ها المعتزلة في العراق وخراسان واقليم الري على يد الحكام من السنيين الاشاعرة ( الكامل في التاريخ لأبن الاثير © تاريخ المذهب السي في المشرق الإسلامي ). )(٥٢٥ ‏ ٢لقد اطلق الاخ الباحث حكما مشرعا فيما يخص فترة سيادة امارة آل راشد في ترسم على مدى ثلاثة قرون كما جاء في البحث، إذ شهدت حضرموت ني مطلع القرن الخامس الهجري قيام الإمام ابراهيم بن قيس بن سليمان ابو اسحاق الهمداني الحضرمي ( ٤٧٥ه‏ ) بالدعوة للإمامة الأباضية واستعانته بالإمام الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك الخروصي ( ت ٤٢٥ه‏ ) امام الأباضية في عمان، والذي اعانه بجهد ومال 3 ومكنته هذه المساعدة من الاستيلاء على حضرموت ( ديوان الإمام ابراهيم بن قيس تحقيق الشيخ الباروني، الاعلام للزركلي 3شوقي ضيف في تاريخ الادب العربي ) وعلى ما اسلفنا، فان تاريخ قيام امارة آل راشد في ترمم في حاجة إلى مزيد من البحث والتعمق الموضوعي لتكوين صورة متكاملة غير منقوصة او مضطربة 0ويعيب على الباحث خلطه بين العهد الاباضي الثاني في القرن الخامس الهجري وبين امارة آل راشد بن قحطان الحميري الى ابتدأت في منتصف القرن السادس الهجري وحت اواخر القرن السابع وانحصرت في مدينة تريم ( س _ غالب القعيطي :تأملات في تاريخ حضرموت ) & اما ماجاء قي مقالة الباحث ان الدولة الراشدية المعتزلية قد امتدت طيلة ثلاثة قرون، أي من ‏ ٤ ٠ ٠ه __ ‏ ٠ ٠‏_ه ٧يلزمه اقامة الدليل وبيان مصادره. -٣.ان‏ الرد التضاميي لفرع الدراسات والاربطة لم يتطرق إلى حادثة مقتل العلماء والفقهاء في جامع ترنم عام ٥٧٦ه‏ بموضوعية 3وفضل الهروب منها بالاشارة على دراسة د. جميل حرب ( الحجاز واليمن في العصر الايوبي ) علما ان هذه الدراسة لم تأت بأي اشارة عن احداث جامع ترمم © ((٥٢ ٦ وكان الاجدر بمم ان يقدموا تفسيرا وتحليلا لهذه الواقعة الن تعد محورية حسب البحث ‘ ودحض لاطروحات الباحث. ‏ ٤جاء في التعقيب التضامي للسادة الدراسبات والاربطة } ان هناك نسختين مخطوطتين، الاولى من تاريخ باعيسى المتون _ ٦٢٨ه‏ » والاخرى من تاريخ ابن حسان المتوقي _ ٨١٨ه‏ \ موجودتين فى مكتبة العلامة احمد حسن العطاس & وقد استفاد مهما ونقل عنهما المؤرخ باخرمة ت ‏ ٤٧‏_ه » ٩وأيضا المؤرخ الحداد ( وفاته متأخرة ). ما جاء قي هذه الفقرة عبارة عن خلط بين الامور } فالعلامة احمد بن حسن العطاس توفي عام _ ١٣٣٤ه‏ فكيف يأخذ التقدمون عن المتأخرين، إذ كان الواحب الدقة والموضوعية تقتضي ان يشير الرد على نقل المؤرخ باخرمة والحداد عن كتابي باعيسى و ابن حسان ( وهذا في الاصل ليس موضع خلاف )، ثم التدليل على وجود نسختين مخطوطتين في مكتبة العلامة احمد بن حسن العطاس » حسب المصدر، اما السؤال الذي يفرض نفسه هو لإذا لم ييذل مركز الدراسات ادنى جهد للحصول ولو على صورة لهذه المراجع والمصادر التاريخية المهمة والنادرة 2لكون ذلك من صميم مهام عمله 3فعلى عاتقهم يقع حفظ وخدمة التراث. ‏ ٥جاء في الفقرة الخامسة من تعقيب السادة الدراسبات والاربطة 0رفنض جعل مؤلف المؤرخ باعسى والمؤرخ ابن حسان مفيدين في دراسة حقبة القرن السادس الهجري } لأنمما متأخران & وهذا كلام فيه مغالطة بينة & وغريب ان يصدر عن جهة علمية تدرك اصوليات المهنة، فالعلامة القاضي ٦٢٨ه‏ ولكنه أيضا امضى قسمااحمد بن محمد باعيسى توفي سنة مهما من حياته في القرن السادس، والاحداث موضع البحث حدثت في ((٥٢٧ الربع الاخير للقرن السادس، لهذا ليس هناك ما يمنع ان يكون شاهد حال والاحداث وقعت في مدينته ترم. حسان © فسوف استعين بالفقرة الثالثة من رداما القول عن العلامة ابن الابحاث ( :انكار خبر ما بمجرد عدم وجود مؤرخ معايش لهذا الحدث يعي انكار تاريخنا الإسلامي كله 3إذ يستحيل ان يقوم كل مؤرخ بمعاصرة جميع الاحداث } ولذلك اعتمد المؤرخون على الاستفاضة كاصل توثيقي في الصناعة التاريخية، ولو تتبعنا اكابر المؤرخين لما وجدناهم عايشوا كل الاحداث ال ارخوا لها ث فضلا ان يوجدوا في جميع المواقع ال ارخوا لها، وانما كانوا يعتمدون على الاخبار المستفيضة عن الجهات الي يؤرخون لها، ولذا لا يسوغ لاي باحث انكار خبر ما لأنه نقل بواسطة مؤرخ متأخر ). هذا الكلام جاء في رد السادة الدراسات والاربطة © فنعيده إليهم ليدركوا مدى التناقض الصارخ الذي لا يمكن بإي حال من الاحوال ان يصدر بدوافع علمية بحتة. ‏ ٦التقليل من اهمية النظومة ( الفكرية ) للإمام سالم بافضل المكونة من مائة وثلاثين بيتا، امر يدعو إلى الدهشة والغرابة ث ويطرح الأسئلة التالية :ألم تصلنا كثير من اخبار العرب قبل الإسلام وبعده من خلال ما وصل الينا من نظمهم الشعري ؟. ألم نعرف الكثير من اخبار اليمن وملوكه واصقاعه ومذاهبه وحروبه من خلال المنظومة الحميرية للإمام نشوان بن سعيد الحميري ؟. أليس الشعر مرآة عاكسة ؟. اما الاهمية البالغة لهذه المنظومة فلكومما سفرا فكريا ساميا 3قدم فيها صاحبها وصفا بديعا لعناصر الطبيعة 4وشرحا لتطور الانسان وسبر غوره، ولأنما الاثر الوحيد الذي بين إيدينا مع قصيدة أخرى والوصايا من تراث الامام بافضل، فالقول بالحكم من السطحيةعلىيدل، هو قولمؤلفاته الاخرىوتركالقصيدةخلال (()٥٢٨ وهشاشة كاتب التعقيب لفر ع الدراسات والاربطة إ فان كان صادقا ف ما يقول ، فلينبت لنا اسما واحدا لاحدى مؤلفات الإمام بافضل سنمت من الطمس والافناء وما زالت باقية إلى يومنا هذا. ‏ ٧الإمام نشوان بن سعيد الحميري ( توتي _ ٥٧٢٣ه‏ ) امير محارب اقام سلطته في جبل صبر والمناطق المحيطة به © وكان له نشاط ادبي وعلمي © ومن مؤلفاته ( :كتاب أحكام صنعاء وزبيد } الحور العين }المنظومة الحميرية ث شمس العلوم ودواء الكلوم ( معجم لغوي وفقهي وتاريخي واسع )، هذا هو الامام نشوان واحد من رواد واعلام الثقافة العربية الإسلامية } فلمإذا التج عليه وتصويره بالمداحين والعصاة كما جاء في الفقرة السابعة من تعقيب مركز الدراسات والاربطة، واي خدمة للتراث تتفق مع تشويه الاعلام وذوي العقول النيرة ( التاريخ العربي والمؤرخون : د. شاكر مصطفى ) } اما عن وجود معتزلة في حضرموت، فهناك اشارات عديدة في مصادر التاريخ الحضرمي ( الحامد والشاطري ) تدل على وجود كان لهم. ‏ ٨المؤرخ المحدث ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، الشهير بابن عساكر ( الاعلام للزركلي } اما شاكر‏ ٥٧١ه٤٩٩ه‏ _الدمشقي مصطفي في ( التاريخ العربي والمؤرخون ) فحدد حياته ( ٤٩٩ه‏ ‏ ٥٢ه إ اما سنة وفاته القن ذكرت ب ( ٦٢٩ه‏ ) في تعقيب السادة الدراسات والاربطة فلا ادري من اين أتوا بما، فعليهم ايضاح مصادرهم © فابن خلكان وصاحب البداية والنهاية وابن الوردي وطبقات الشافعية والارجح هي الي ذكرها الباحث سالم مفلح في مشروع الرؤية المنشور } اما المقدسي، فان كان المقصود ابي الفضل محمد بن طاهر بن علي بن ااحمد (()٥٢٩ الشيباني الشهير بالمقدسي القيسرايي، فولادته سنة _ ‏ ٤ ٤٨ه، وتوفي في ‏٥ ٠٧ه_ |\ ولا خلاف عليه. بغداد سنة ٩تقي الدين ابو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابي الصيف المتوقي ( ‎ه‎٩٠٦ له كتابان مفقودان :الاول :زيارة الطائف، والثايي :بلغة‎)م‎٢١٢١ المسافر في منهج الاكابر. اما تأثره مذهب ابن عربي، فقد استدل عليه‎ الباحث بدراسة الدكتور احمد عبدالله عارف ( الاتجاهات الفكرية‎ والسياسية في اليمن فيما بين القرنين الثالث والخامس الهجربين ) © وفيها ما‎ يؤكد مذهبه، اما عن القلعي ابي عبدالله محمد بن علي بن الحسن المتوفي في‎ ١!٢٣٣م ) له أيضا كتاب مفقود عنوانه‎مدينة مرباط ( ٦٢٣٠ه ( تذيب الرئاسة وترتيب السياسة. ) ‎ أختفاء كتاب هنا وكتاب هناك } او اعدام كتاب هنا وكتاب هناك © سؤال مشروع في حاجة إلى اجابة. الخلاصة : ان اطراقة الباحث سا ل مفلح » بداية مبشرة ببدء عهد جديد في تناول المادة التاريخية تقوم اساسا على الموضوعية والتجرد والحيادية واحترام العقل للوصول إلى الحقيقة 0مقارعة الحجة بالحجة وعدم التسليم برأي ما لم يثبت بدليل يزكيه & وعدم رفض رأي ما لم يوجد دليل يضعفه. كما اتوجه إلى الدكتور الفاضل علي هود باعباد رئيس جامعة حضرموت والفريق التعليمي والقائمين عليها ث لكي تتبن هذه الخامعة الواعدة مشروعا وطنيا يهدف إلى تصوير وتوثيق الآلاف من المخطوطات والكتب الموجودة في عدد من المكتبات الخاصة لدى بعض العائلات والافراد الكرام الذين ترك لهم اسلافهم مكتبات تعج بعدد من النفائس والذخائر ال حان الوقت لتوثيقها بواسطة الاجهزة ((٥ ٤٠ المتطورة ح حفظا لها من عوامل تقادم الزمن والعبث والاهمال والضياع & ولوضعها في خدمة العلم وطلابه. اما الدراويش _ ونحن على عتبة الألفية النالنة _ فنقول فهم ( كفانا دروشة ) او كما قال نشوان الحميري : فاعمل لنفسك صالحا ياصاحالأمر جد وهو غير مزاح صحيمح (شبام ) العدد /‏)١٩٩٩/١١/٢( ٥٩ (٥٤١١ حول اعادة قراءة تاريخ حضرموت الوسيط بقلم /سالم فرج عوض مفلح الحمد لله رب العالمين، وتبارك الذي خلق كل شيء واحصاه عددا، وهو بكل خلق عليم، الذي جعل آية النهار مبصرة ومد الظل، ولو يشاء لخعله ساكنا. لعلكم تبصرون، والذي جعل الاموال والايام دولة بين الناس ليبلوكم فيما آتاكم وهو الرؤوف الرحيم & والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله الذي بعثه ربه رسولا ومبشرا ونذيرا 0وهاديا إلى الحق وسراجا منيرا 0ليتمم مكارم الاخلاق © وجعل التقوى ذروة سنام المكارم والفضائل } فاتقوا الله لعلكم ترحمون. وبعد.. هذه دعوة لاعادة قراءة تاريخنا الوسيط، ونقول اعادة قراءة وليس اعادة كتابة، لأن هذه الأخيرة ان لم تسبقها اعادة قراءة ي تكون الكتابة تكرارا لما سبق © ولا تعطي جديدا، وعندها يحدث ( دور ) في قول غير الحق والحقيقة، الامر الذي يعني اضاعة الوقت والجهد في عمل غير ذي مردود معرقي جديد. ولكي تكون اعادة القراءة مفيدة، لا بد اولا من الاقتناع الكامل الذي لا تشوبه شائبة شك او ريبة 0بان تلك الاعادة قد تأخر القيام يما كثيرا من قبل الحيل الجديد من الاخلاف الحمة واليقظة الذهنية 3الحضارمة & وهذا الشرط اساسي يهدف إلى شحذ وتوجيهها نحو هدف لا تحيد عنه. وثانيا :الاقتناع التام من قبل الباحث بان ما يقوم به يعد عملا وطنيا ملحا وعاجلا، تفرضه وتفرض سرعة انجازه والقيام به & ما يخلقه تاريخ يقف على رأسه من وجدان مضطرب وقلق، لا يستطيع رؤية مواقع اقدامه 3وبالتالي لا يستطيع ان يرى افقا تلوح فيه معالم المستقبل. ((٥ ٤٢ لا بد من القول، ان الحضرمي الوحيد _ حسب عنمى _ولعله قي هذا المقام الذي قدم عملا اكاديميا جديدا في تاريخ حضرموت العام } هو الدكتور محمد عبدالكرم عكاشة الفلسطييي } الذي قدم رسالته العلمية حول ( قيام الدولة القعيطية ) 3ويكفي ذلك دليلا على مدى تقصير الأخلاف ف القيام بدورهم تحاه تلك القضية الوطنية الكبيرة. ان الدعوة إلى اعادة تلك القراءة ليست من ( اكتشاف ) هذا الجيل، بل لقد وجه تلك الدعوة الجيل السابق من المؤرخين الحضارمة رحمهم الله وجزاهم عنا خيرا & وهم حين قالوا ودعوا إلى اعادة تلك القراءة. إانما وجهوا خطاممم إلى الاجيال اللاحقة & وهذا الجيل هو اول المخاطبين بتلك الدعوة. فهذا المؤرخ علوي بن طاهر الحداد يقول صراحة ( :ان الأخلاف وجدوا ي سيرة الاسلاف ما ينكرونه عليهم اليوم، فعمدوا إلى افنائها واخفائها )، وهذا المؤرخ عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف يقول في اثناء دفاعه عن قوله بشيعية اسلافه من العلويين الحضارمة وعن سبب إخفائهم حقيقة ذلك المذهب :ما كان مؤرخو العلويين المتأخرين ليذكروا مثله، مع الدواعي إلى كتمه، لأن العادة قد احالته إلى القدح ) 3وهذا المؤرخ صال الحامد العلوي يقول ( :ان كتب تاريخ حضرموت لا تعطي صورة واضحة عن كل عصر & بل ان ذلك يحتاج إلى شيء من الدرس والتهذيب ). كل تلك الدعوات الصريحة لا عادة القراءة وغيرها كثير } تقول ان ما هو مكتوب عن حضرموت في العصر الوسيط لابمكن ان يسمى تاريخا » كل ذلك قاله الجيل السابق من المؤرخين الحضارمة & وهم بذلك انما يدعون الجيل اللاحق إلى التواصل معهم من خلال اعادة قراءة ما كتبوه وصنفوه، ان العيب الاساسي والقاتل في ما هو مكتوب، هو انه يقوم على فرضية تقول :انه في القرن الرابع ((٥ ٤٢ الهجري إذاب الله الأباضية كإذابة الملح، وانتهى امرها وشأنما © وصفا الحو للمذهب الشافعي الاشعري في جميع حضرموت بعد ذلك التاريخ، ولما كانت تلك الفرضية غير مقبولة عقلا © ولا يمكن اثباتما، فان تلك الفرضية لم تعط تاريخا & بل اعطت شبه تاريخ، ولهذا كان التناقض والغموض هو السمة البارزة لكل ما هو مكتوب اعتمادا على تلك الفرضية القاتلة ث ولهذا نراهم في كتاباتمم يقرون ببقاء الأباضية حت اواخر القرن السابع الهجري على الاقل & وسوف تبقى الأباضية تلاحقنا. عثل مالاحقت الاولين، لأن تاريخ حضرموت الوسيط هو في حقيقة امره تاريخ الاباضية وقواها قي صراعها مع المذاهب الاخرى خاصة المذهب المعتزلي الذي حاولت كتب التاريخ الحضرمي التغافل والتعامي عن وجوده بكل الوسائل والاساليب، تمامأ كما حاول الاخلاف التعامي والتغافل عن حقيقة مذهب الاسلاف. ولقد ترتب على القول بالنهاية المبكرة غير المبررة للمذهب الاباضي © اعتماد ذلك القول أساسا لكتابة تاريخ حضرموت الوسيط، ان جاء ذلك المكتوب عليلا مريضا او جامدا وعتيقا جماليا بواهتا فكريا } إضافة إلى العيوب المنهاجية الى تحاصره من جميع الجهات والابعاد.ولقد حاول ذلك المكتوب عن حضرموت في العصر الوسيط الخروج. من تلك الورطات المتعددة عن طريق صناعة التراجم ( السوبرمانية ) الي لا تستند في أغلبها الاعم على أي مصدر من انتاج تلك الشخصيات او من انتاج عصرها 3هذه ( اللامصدرية ) تم السيطرة عليها بالاغغراق في السوبرمانية قي صناعة التراجم الحضرمية الوسيطة الي لا تلتزم بحدود العقل } ناهيك بحدود العصر غير معروف الملامح والجوية. وإذا كنا اليوم وبعد التطورات العلمية الهائلة القن حققت القدر الكبير من ( علمية ) علم التاريخ، لا نستطيع ان نقبل نظرية او فرضية إذابة الأباضية كالملح © ((٥٤ ٤ فاننا لا نستطيع أيضاً ان نقبل ما ترتب علمها من اقوال مجانية للعقل والعلم والمنطق التاريخي، الى تجعل التاريخ عملا فرديا، لا تاريخ الناس في الزمان والمكان، ولقد كانت ( الفردية ) فى كتابة التاريخ سببا مباشرا قي طمس التبدلات التاريخية البعيدة الأثر والامتداد في حياة اجتمع & كما ان الكثير مما هو مكتوب عن تاريخ حضرموت الوسيط يعطي صورة عن حياة جرداء بجدبة وخالية من أي مع للعطاء 0الذي يتحدث عنه ذلك المكتوب عرضا ودون دليل يمكن قراءتهالحضاري ومطالعته ودون ان يبرر سبل ذلك العطاء مناخاته الدافعة. وإذن تكون اعادة القراءة مهمة وطنية من الدرجة الأولى، وهي سابقة على عملية اعادة الكتابة لأن اعادة الكتابة تتطلب مادة تاريخية جديدة متصورة في الذهن & تحتوي على العناصر المنطقية المتخيلة 2او على الخيال المنطقي لتصور المفقود قي افضل صورة ومرتكزاته الاساسية، ثم تأتي اعادة الكتابة عملالاحقا. والمقصود باعادة الكتابة هو البحث عن المصادر والمراجع والوثائق لوضع ذلك التصور الذه قي شكله المكتوب اعلى ان المادة التاريخية المطلوبة لن تكون بعيدة عن ما هو مكتوب & بل انما موجودة في احشائه وثناياه 5فهو يحتوي على كم هائل من المادة التاريخية الن تأتي فيه على اشكال متعددة } فقد تأتي لغرض اخفاء حقيقة يقول بما التصور الذهي، او تأتي على شك وثيفة هامة لم يفهم المؤرخون محتواها ومكنونما \فاوردوها للدلالة على ما ليست دليلا عليه، او تأتي في شكل ( سقطات ) غير مقصودة ادى إليها ضغط الحقائق الي تفرض نفسها على الكاتب } غير ان الاهم من ذلك كله هو ان ما هو مكتوب حول تاريخ حضرموت الوسيط غي و دسم بالمعلومات الغزيرة اليي يساعد على اكتشافها وجود تصور ذهني علمي للمفقود، فان ذلك سوف يساعد كثيرا فى اعادة القراءة والكتابة معا. ((٥ ٤٥ غير ان الأمر الاهم في اعادة الكتابة 3اضافة إلى احتوائها على المنطق الذي يفترض ان يكون محمولاإليها من التصور الذه الحديد & ان تكون منسجمة مع التاريخ البشري العام والتاريخ المناطقي © ذلك انه من العبث محاولة كتابة او فهم تاريخ ا ي بلد اسلامي منفردا 0ومن غير ان يكون ضمن الهيكل العام للتاريخ الإسلامي & كما ان اعادة تلك الكتابة يجب ان تكون منسجمة مع التطور التقى الذي شهده علم التاريخ منذ نماية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم ث من خلال ارتباطه بعدة علوم مساعدة في تحقيق اكبر قدر مكن من ( العلمية ) © فان لم تمتلك اعادة الكتابة من عناصر التجديد ما يكفي & فسوف تكون تلك الاعادة تكرارا ودورا لما سبق 3رغم وجود التصور الذهين المنطقي. ان المشكلة فى اعادة القراءة والكتابة معا © ليست مسألة تنظيمية، وانما هي مشكلة تحليلية فكرية، وان الصفة الاكثر اهمية في الباحث، وهو يقوم بتلك المهمة & ليست الكفاءة في الطريقة البحثية، وانما امتلاكه قوة المنطق والتخيل لما هو مفقود. ان العلمية والموضوعية في اية اعادة، لا يمكن ا ن تتحقق ما لم ننخلع من الأمراض (الذاتية) 3سواء كانت عاطفية او مذهبية او عرقية 3تلك الامراض اليي جعلت المكتوب من تاريخ حضرموت الوسيط والحديث اقرب ما يكون إلى التاريخ العائلي او الاسري & ولكنه ابعد ما يكون عن التاريخ الاجتماعى، لهذا كان طبيعيا ان يقول عنه المؤرخون انفسهم انه لا يحتوي على صور عن الحياة قي كل عصر © وانما احتوى على اهم الحوادث ال هي اشبه برؤوس العناوين عن ذلك العصر © وهي لا تغي ولا تعطي صورة عن الحياة الاجتماعية بكل بالاتما 3تلك الحياة الى تتابع سيرها على طول الزمن حن وصلت الينا او وصلنا إليها من خلال حياتنا اليوم © وهي اكثر اهمية من الحوادث الكبرى الي تستأثر برؤوس العناوين. ((٥ ٤٦ ان اعادة المراءة المطلوبة 3تتطلب التداول الجمعى للقضايا او التفكير الجماعي في حلحلتها } الامر الذي يعني ضرورة خلق اجواء بحثية سليمة خالية من الامراض، على ان البذرة الاولية لتلك الاجواء تكمن في عقد اللقاءات الاخوية } واقامة صلات تعارف شخصي بين ذوي الشأن من المهتمين بمذه القضية { وتعتبر تلك دعوة من شخصي المتواضع لقيام ( الجمعية التاريخية ) في المحافظة © والدعوة موجهة إلى جميع المعنيين » وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأستاذ الفاضل د. عد العزيز بن عقيل مدير عام الآثار والمتاحف والمخطوطات بالمحافظة } لرعاية هذه الدعوة.. ارجو ان تحد هذه الدعوة لاعادة القراءة لتاريخ حضرموت الوسيط صداها الذي تستحقه من قبل المعتمين } باعتبارها اولا وقبل كل شيء قضية وطنية من الدرجة الاولى، ترتفع فوق القضايا الصغيرة الت ان ظهرت اثناء العمل } فسوف تعكر سمو المشاعر الوطنية والحياة الاجتماعية س وليكن شعارنا جميعا ( الوطن فوق الجميع ) والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. صحيفة (شبام ) العدد /‏)٢٠٠٠/٢/١(٧٢ ((٥ ٤٧ حول اعادة قراءة تاريخ حضرموت الوسيط بقلم :صالح عصبان.. اتحفنا الأستاذ سالم فرج مفلح /بمقالة جريئة في العدد ( ‏ )٧٢٣من صحيفة ( شبام )، وأقول ( جريئة ) لمافيها _ أولأ _ من اقتحام مناطق كانت تسبقها لافتات كتب عليها ( يمنع الاقتراب ) & _ وثانيا _ حملت اضاءات وشارات وتساؤلات تراود إذهان كثير من المهتمين بتاريخ حضرموت، وآخر _ وليس اخرا _ حددت ملامح التفكير العلمي الموضوعي الذي يجب ان يسلكه من ارد البحث والكتابة في هذا التاريخ، وذلك بما اشترطه من اعادة القراءة قبل اعادة الكتابة. وقد حفلت المقالة بتصورات وخطوط رئيسية واسقطت احجارا فى مياه آن لها ان تتحرك لتشكل دوائر تكبر... والحق ان هذا العرض المنطقي للطرائق الي يتوخاها الكاتب من الحميع لاعادة القراءة والكتابة » سيساعد على وضع الخطوات الصحيحة نحو تنقية وتدوين تاريخ حضرموت.. وما اشار إليه هو المنهج العلمي الصحيح في البحث.. حيث تبدأ مرحلة التعليل او الافتراضات.. ثم جمع المصادر والمراجع والغوص فيها & وهو ما عبر عنه بالتصور الذه وبالتالي الوصول إلى نتائج البحث، وهو ما يسميه العلماء بالنقد لما هو مدون \ او الاضافة او اثبات فرضية. يقف موقف الناقد فقط & بل كانعلميوكاتب المقال _ حسب سباقا إلى الادلاء بدلوه في هذا الموضوع الشائك & وجرد قلمه لخوض غمار هذا ((٥ ٤٨ مستفيدا مما توفر له من المراجع وقد قرأنا له في صحيفة ( شبام ) مقالاتالمعترك عن تاريخ تريم الامر الذي أحدث ردرد فعل متباينة كشفت عن حالات من الترقب والاهتمام © وربما الخوف لدى البعض ‘ والكاتب كان ذكيا فى طرحه ! حيث استطاع أن يحصل على ما يشبه _ جس النبض _ حول هذا الموضوع 5.. وقد تطرق إلى الموضوع أيضاً في بحلة ( الفكر ) الصادرة عن جمعية اصدقاء المؤرخ سعيد عوض باوزير. ان حركة التغيير المتسارعة وانتشار العلم والإلمام بمناهج البحث ووسائله & اتاح قدرا كبيرا من الثراء الفكري وانتج عقولا قادرة على التساؤل والتمحيص لا يكتب وعدم التسليم لكل ما هو من الجهد البشري، الا بعد تثبيت وتحقيق، والنظر إلى ما يتطرق إليه الاحتمال بعين فاحصة. ولن نستقصي هنا كل ما نبه إليه كاتب، وحسبنا ان نقف مع قضية تعد من القضايا المهمة، الا وهي ( الفردية ) في كتابة التاريخ 0... ونضيف إلى ما قال : ان السنوات الاخيرة حملت لنا نسخا مكررة من هذا الهراء 3اما باعادة اجترار الماضي او السير على منواله بطريقة تثير الرثاء على حملة هذا التفكير السطحي والخواء الفكري، ممن حنطوا عقولهم وبربجحوها _ ان صح التعبير على قنوات فقدت اهليتها على العطاء. ان العمل الذي يدعو إليه الكاتب ليس بالامر الهين _ وهو يدرك ذلك بلا شك _ لهذا فان من الامانة ان لا يمتطي صهوة جواد هذا الامر، الا من امتلك العلم والدراية والاخلاص والحياد فمجال كهذا لا يترك لكل من هب ودب، حت لا يلجه محبو الظهور ومروجو حكايات العجائز وحاطبو الليل » فتعاد (الاسطوانة ) او يشطط الخيال بالبعض، فيهيل التراب على كل شيء وحينها ندور في حلقة مفرغة.. فيتأبط كل واحد قناته موجهها نحو الآخر. ()٥٤٩ نشارك _ مفلح _ الدعوة... ونرى بوادر طيبة في الافق، متمثلة في ابحاث تنشر هنا وهناك 0واجتهادات فيى طور المراجعة والبحث والنشر... امما دعوة يفترض من الجميع المبادرة إلى تلبيتها مع التجرد وقبول الحق... فهل من مشمر. صحيضح(شبام ) العدد /‏)٢٠٠٠/٤/١٧١(٧٧ ( 00. ) باوزير. المؤرخ المحقق المدقق ٠-. ٠..١ : بميم :ساء ف = مترح‎ ١62 التاريخ عند المؤرخين المسلمين هو استحضار للتجارب الماضية { وقد عبر كل منهم عن ذلك باسلوبه الخاص » فهو ( مرآة الجنان ) عند سبط ابن اخوزي © وهو ( وقائع الدهور ) عند ابن وصيف شاه، وهو (خبر من غبر) عند الذهبي وابن اياس، وهو ( اخبار الزمان ) عند المسعودي، وهو ( تحارب الامه ) عند مسكويه. اما عند مؤرخنا باوزير فهو ( تدوين الاحداث بامانة ويقضة وترد وحيا. غ ح تفسير هذه الاحداث واجتلاء معناها و كشف آثارها فى مسيرة الناس ). هذا التعريف الذي اصدره باوزير هو فى الحقيقة تعريف خاص به { فىہ اجد من المؤرخين من عرف التاريخ بمذا التقييد الصارم، ان باوزير بذلك التعريف قد وضع لنفسه منهجا في الكتابة التاريخية تميز به دون غيره، وهو فوق ذلك وضع لنفسه قيودا وضوابط ما سبقه بما احد فى بحملها، وان وجدت متفرقة ندى الآخرين. هذه القيود والضوابط بجتمعة & هي ال اعطت لكتابات باوزير التاريخية نكهة خاصة تجعل من القارئ لها يشعر برهبة التاريخ وعظمة ذلك المؤرخ. . ماوحين نستعرض تعريف باوزير للتاريخ لا نستطيع فيم ابعاده جدية لا 6يتر. كييشتر ط الأمانة ) فو 0فهو حينمتأملةفاحصةننظر إليه نظرةم فضفاضة لا تخضع لضابط مقيد يحد من نسبيتها 5بل يقيدها بقيد ( اليتضة ) وهي - ٠. -٠ ١ تعطي معن مضادا لكلمة ( الغفلة ) والێ هي من أخطر العيوب في عمنية التدوين مرزتلغي الامانة تماما 0في حين ان ( اليمة ( تحعزالتاريخي » ان صفة ( الغفلة ( الامانة عينا ساهرة مفتحة وعقلا يقظا } وإذن & فان باوزير اما يقصد الامانة اليتضة ) ( ٥٥١ كشرط اول واساسي لعملية التدوين. ان الامانة بدون يقظة تجعل الأمانة غير حاصلة لتسرب غير الحق في عملية التدوين وذلك بفعل الغفلة اليي يتساوي في نتائجها الخطيرة سوء النية حوسنها. ذلك هو اول قيد وضعه باوزير لنفسه للتدوين التاريخي & اما القيد الثاني فهو ( التجرد )، وهو يقصد التجرد من العواطف في كتابة التاريخ 3وذلك ليس بالامر السهل & ان الانسان مهما حاول ان يتجرد منها إلا انه يبقى منها شيء & فالعواطف ليست ثوبا يمكن خلعه & متت نشاء... انما كامنة موروثة فينا © وقد تستعبد بعض الناس فتستبد بأحكامهم ونظراتمم وقد تكون خفيفة لا تحس كدبيب النمل 3ولكن لها اثرها في الكتابة التاريخية ث ولكن ما يقصده باوزير هو ذلك التجرد الذي تكون فيه العاطفة في حكم العدم 3وذلك لعمري مقصد عسير المرام & ومؤرخنا باوزير خير من يعرف ذلك، لهذا نراه يقيد التجرد بقيد وجداني ضميري نفسي 3ذلك القيد هو الحياء. ان الحياء الذي يقصده باوزير هو ذلك الشعور الذي يمتلك نفس وشعور المرء ويقف حائلا بينه وبين الباطل، لا ليحسب ذلك فضيلة في حياته 5بل وأيضا ليحسب له كذلك في مماته 3خاصة وان ذلك المرء مؤرخ مهمته صياغة وعي الاجيال القادمة ث وهي اخطر من مهمة حاكم أو سلطان زائل © حيث تبقى كتابات المؤرخ يتردد صداها عبر الاجيال. ما اريد ان اخلص إليه، هو ان المؤرخ عندما يكتب بتجرد حيي { فانه يكون اقرب إلى رجل المختبر لا تعرف العاطفة إلى عمله طريقا، وإذا كان رجل المختبر يطاطع رأسه خضوعا وحياء امام الحقائق المخبرية 3فان المؤرخ يجب ان يطاطمع رأسه خضوع وحياء امام حقائق التاريخ. ((٥٥٢ ان باوزير عندما اضاف قيد الحياء © يكون بذلك قد اضاف بعدا وحدا وشرطا حضرميا خالصا © خاصة وانه انما يكتب ف التاريخ الحضرمي الذي لدى باوزير مآخذ كثيرة وكبيرة عليه 3استدعته لاضافة ذلك القيد الحضرمى. قبل ان يبدأ باوزير الكتابة في التاريخ الحضرمي، تأمله جيدا 5وتصفحه مرارا وتكرارا 5وقلبه يمنة وشمالا » فوجد نفسه مصدوما بحقائق ثلاث هي : ‏ -١نقص خطير قي المصادر سواء منها ما يتعلق بالتاريخ الجاهلي او عهود ما بعد الإسلام. ‏ -٢صعوبة انتقاء الحقائق التاريخية من بين اكداس من المعلومات الي لا تدعو إلى الاطمئنان 0كتبت تحت عدة مؤثرات عاطفية وعنصرية ومذهبية إ أو سجلت على غفلة وسذاجة وحسن نية. ‏ -٢وجود فجوات واسعة في بحرى الاحداث التاريخية لم تتعرض لها المصادر الموجودة إطلاقا، أو تعرضت لها بشيء من التحريف والتشويه } يزيد من غموضها والتباسها. تلك الحقائق الي يتصف بما التاريخ الحضرمي كما رآها باوزير 0هي اول واصعب واخطر تطبيق قام به لتعريفه لعملية ( التأريخ )، انما حقائق قاسية ومؤلمة ومرة " اقر يها باوزير قبل ان يدخل في عملية التدوين » وكأنه بذلك قد اضاف إلى قيود التعريف قيود الحقائق التاريخية النلاث، وانطلاقا من كل ذلك، نراه يصرح بلا غموض أو لبس أو اعتزاز بالذات على حساب الموضوع » وبتجرد وحيا حضرمي أصيل، قائلا بانه ليس بامكانه تجاوز المرحلة الأولى ( التدوين ) إلى المرحلة الثانية وهي ( الحكم والتفسير ). ليس هذا وحسب، بل هو يحكم على ضوء كل ذلك يان كل ما كتب اليوم عن تاريخ حضرموت ليس في مستوى البحث العلمي ( ) ٢ الواضح العميق الشامل المحيط بموضوعه & وهو يوكل مهمة سد النقص فيما كتب اليوم إلى الاجيال القادمة من الباحثين. ان منهج باوزير في كتابة التاريخ هو ذلك المنهج المقيد بضوابط تفرد بما وطبقها على كتاباته باكبر قدر مستطاع من الصرامة في تعامله مع تاريخ يعاني اكثره من الاضطراب والغموض والفجوات الكبيرة 0فهو لا يستسهل اصدار الأحكام والنعوت كما يفعل الاخرون } بل لقد فرض عليه منهجه ذاك ان نرى كتاباته تعج بالاسئلة دون الاجابات، والحيرة دون اليقين، والقول بالغموض دون الوضوح، كل ذلك وغيره ميز مؤرخنا باوزير عن غيره من المؤرخين الحضارمة، ولاقى في سبيله الهجمات الشرسة والنقد الصريح والمبطن. ولعل فضل باوزير على الاجيال اللاحقة من الباحثين وطلاب العلم والمعرفة التاريخية 3هو انه فتح باب الشك الموضوعي على مصراعيه، ولولاه لظل تاريخ حضرموت مستقرا ثابتا على عيوبه وثغراته القاتلة ال ذكرها & فهو وحده الذي اشار إليها حوددها وقال بخطورتما وضرورة تجاوزها 3وتلك لعمري فضيلة ما بعدها فضيلة. نماذج من تطبيقات باوزير المنهجية : ‏ -١موقف باوزير من التاريخ الاباضي الحضرمي خلال الخمسة القرون الاولى من الإسلام : يقول باوزير ( نحن لا نملك ان نصدق ان مئات السنين ال عاشها الاباضيون في حضرموت دون ان يتركوا اثرا علميا أو ادبيا أو تاريخيا يعبر عن عقيدتمم ومذهبهم ويسجل اخبارهم ويعطينا صورة واضحة عن حيتتمم السياسية والتقافية والاجتماعية} وانه لم يصل الينا إلا نتف يسيرة بواسطة مصار غير حضرمية 3كانت ()0 تشير اشارات عابرة مقتضبة إلى تاريخ الأباضية في حضرموت، تاركة وراءها كثيرا من علامات الاستفهام. ‏ -١٦عند تحقيقه في مسألة دخول المذهب الشافعي إلى حضرموت وما يعترض تحقيق هذه المسألة من صعاب ‘ يقول باوزير ( :ان مزيدا من البحث سيقود إلى الحقيقة القاطعة في هذا الموضوع التاريخي المهم ). انه بمذه العبارة القصيرة، يعطينا درسا في التحقيق التاريخي فهو يرى ان كل ما قيل حول هذه المسألة غير مقنع © وهي مسألة مهمة لم تحسم إلى اليوم 5وتأتي اهمية حسم هذه المسألة من كونا مفتاحا للغز المحير ث وهو كيفية وزمان ماية العصر الاباضي & حيث انه لا يمكن موضوعيا الحكم بتمذهب الحضارمة في زمن محدد بالمذهب الشافعي & قبل ان يسبقه حكم موضوعي اخر، هو زمن وكيفية ماية العصر الاباضي & وكلا الامرين لم يحسم يقينا إلى اليوم » على ان تلك المسألة المهمة اليي اشار إليها باوزير هي سبب مباشر فيما تميز به التاريخ الحضرمي الوسيط من كثرة متاهاته وغموضه واضطرابه. ان باوزير بذلك الموقف قد رفض بمباراة الاخرين الذين وضعوا مخار ج غير مبررة تاريخيا أو منطقيا وعقليا لحل تلك المسألة 5لقد رفض القبول باثبات مالم يتم اثباته. وهو يمذا قد اثبت انه رجل منهج ومؤرخ محقق ومدقق عظيم. ‏ -٢موقف باوزير من مذهب الدولة الراشدية ٤٠٠ه___‏ ٧٠٠ه_:‏ ي كتابه ( معالم تاريخ الجحزيرة العربية ) تساءل باوزير عن مذهب هذه الدولة : أهي سنية ام أباضية ؟. هذا التساؤل اعتبره الأستاذ الشاطري في الجخزء الاول من ( الادوار ) انه تساؤل لا داعي له & بعد ان قطع بسنية هذه الدول 3دون ان يقدم دليلا واحدا نصيا على ما يقول، وبالتالي بعدم جدوى تساؤل باوزير. وتساؤل باوزير صادر عن موقف علمي ومسؤولية تاريخية © وهو محق فيه للاسباب التالية : ) ( ٥00 أ _ ان الجميع يؤكد ان تراث هذه الدولة الي دام حكمها ثلاثة قرون، قد سطت عليه يد الايام 0وهو الامر الذي يع عدم وجود الوثائق النصية الي هي من انتاج تلك المرحلة الق يمكن الاعتماد عليها في اثبات مذهب هذه الدولة. ب _ ان القول بسنية هذه الدولة يع ان مسألة زمن وكيفية ماية العصر الاباضي قد اصبحت محسومة، وهو الامر الذي لم يحسمه احد يقينا 5والمذهب الاباضي هو المذهب الاساسي والاول في حضرموت، فكيف يمكن اثبات المذهب الشافعي حاكما، قبل ان نثبت نماية العصر الاباضي مذهبا وحكما. ج _ ان من يقول بسنية هذه الدولة لا يملك كما قلنا الدليل النصي © وكذلك من يقول باباضيتها 3وهنا تساوت سنية وأباضية هذه الدولة في عدم وجود الدليل القاطع. ولهذا نرى ان موقف باوزير هو الموقف العلمي والحق معه وإلى جانبه & ويعود ذلك لمنهجه الصارم في التحقيق الذي وضعه لنفسه في كتابة التاريخ. ٤موقف باوزير في تحقيق النصوص الغامضة: ‎ يورد باوزير الابيات التالية للإمام ابي اسحاق المداين الذي ظهر في حضرموت قي منتصف القرن الخامس المجري: من العلم انبوا سائليهم وسارعوافاين الالي ان خوطبوا عن دقائق بيفعة قوم حوقم ميافنعهامم نفي شبم :هم و فها فقلت بذي اصبح حيث الرضى والصمادعوفي هينن منهم أناس ومنهم وارض عمان سيلهم ثم دافعومنهم بوادي حضرموت جماعة الباهرين بالمقال المفعماين من القوم الصيام القوم ) ( ٥٥٦ وهنا يتساءل باوزير :ولكن من هم هؤلاء الباهرين بالمقال المفحم والذين يسارعون في الاجابة إذا سئلوا عن دقائق العلم. ما هو مبلغفهم من العلم. واين وكيف اخذوا علومهم وتلقوا دراستهم. وما هو انتاجهم العلمي والادبي واين هو؟. ان باوزير لم يتطاول على غموض العصر الاباضي كما تطاول غيره وحكموا دون دليل واستنتجوا دون نصوص، ولكنه فضل على كل ذلك واحتراما منهجه ولنفسه _ كما هي عادته في مثل هذه المواقف _ ان يضع الاسئلة بدلا من الاجابات الملفقة ال سرعان ما يظهر فسادها وتظهر الشكوك حول مراميها واهدافها. ان ما اريد ان اخلص إليه قى هذه العجالة 0هو ان باوزير كان مؤرخا من طراز خاص في فهمه لكتابة التاريخ وخطورة مهمة المؤرخ، انه مدرسة متكاملة المنهج والاسلوب، وان دوره في كتابة التاريخ الحضرمي قد فتح اعين معاصريه ولاحقيه على حقائق فى غاية الاهمية والخطورة، وهو بذلك ومن خلال كتاباته التاريخية كان حارسا امينا على مهمة البحث ف حقيقة التاريخ الحضرمي. ان من حق باوزير على الاجيال اللاحقة ان يسجل اسمه في انصع الصفحات كأحد الذين اضافوا إلى البعد الحضاري الحضرمي اضافة جديدة في علم ( التاريخ ) 0استحق عليها وسام وشهادة المؤرخ العربي، تقديرا لاسهاماته المتميزة ي خدمة التاريخ العربي، من قبل اتحاد المؤرخين العرب، فهل تبخل اليمن على أبنائها ويكرمهم الآخرون. الديس الشرقيخ في ١٦٩٩٨/١١/١م‏ الشكر /تشرة قصليخ ثقاقية تصد رعن جمعية اصدقاء المؤرخ سعيد عوض باوزير / حضرموت /العدد ‏ ١١ابريل ‏١٩٩٩ ((٥٥٧ الرحيمبسم الله الرحمن والحمد لله رب العالمين، وتبارك أحسن الخالقين، الذى اعطى كل شئع خلقة ثم هدى، ويسر القرآن للذكر، فجعله عربيا 3ونزله وأنزله 0واحكم آياته وفصلها وبينها لقوم يعملون © والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله ّ الفاتح ذ اغلق، الخاتم لما سبق » الناصر الحق بالحق إلى صراط العزيز الحميد & بعثه ربه برسالة التقوى ليتمم مكارم الاخلاق، فبلغ عن ربه ان العاقبة للمتقين الذين لا يريدون علوا قى الارض ولا فسادا، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ريم، ويخافون سوء الحساب. الداعية الاستاذ الفاضل السيد /ابوبكر العدين بن علي المشهور المحترم الموجه العام لاربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية الاخوة اعضاء الهيئات الادارية لاربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية ‏ ١محترمون عليكم ورحمة الله وبركاتهالسلام وبعد : في البدء ارجو ان تتقبلوا جزيل شكري وتقديري لدعوتكم الكريمة لي لحضور جلسات هذه الندوة المباركة باذنه تعالى، واعتبر ذلك تشريفا كبيرا لشخصي © ارجو ان اكون عند حسن ظنكم الكريم. السيد الموجه العام & الاخوة اعضاء الهيئات الادارية : كم هو عمل جليل وفضل كبير ومهمة عظيمة، ان تعهدوا على انفسكم قيادة العمل على احياء خصائص وفضائل مدرسة حضرموت الاسلامية ث من حيث ان هذه المدرسة التاريخية علامة مضيئة وبارزة المحاسن في الحياة الفكرية الإسلامية & ()٥٥٨ تقوم على بناء المجتمع المسلم على المحبة والاخاء والتسامح بين اهل الإسلام قاطبة & بلا افراط او تفريط. ان هذه المهمة وتلك الرسالة العظيمة ال تتحملون اليرم عبء قيادتما 5تاتي قي موعدها مع القدر & بعد ان اصاب أمة الإسلام ما اصابما من عوامل الفرقة والعداء والصراع والتزاع، وهو الامر الذي اضعفها } وجعلها محط تشفي وستهزاء الاعداء وعدواممم منذ قرون، ذلك العدوان الذي يزيد شراسة كلما زادت تلك العوامل من فعلها السلي في جسد الأمة وعقلها. الاخوة الافاضل، لم يعد مقبولا اليوم 3ولا مفهوما 3أي قدر من الانكار للوجود التاريخي لمدرسة حضرموت الإسلامية ودورها العظيم عبر التاريخ الإسلامي، فقد تواترت شهادات الرجال العدول على وجودها ودورها المتميز فكرا وسلوكا وعطاء 0كما شهد على حالها ذاك اهل العلم والدراية بالمكونات الحضارية القويمة للحياة الاجتماعية الحضرمية ال كانت نتاجا مباشرا للوجود التاريخي العريق للمدرسة الحضرمية ورجالها الافذاذ. ففي القرن الثامن الهجري، عندما زار حضرموت الشيخ الفقيه عبدالرحمن بن عبدالله بن اسعد اليافعي 3قال عنها : فألفيته بالبشر مبتسما رحبامررت بوادي حضرموت مسلما اكابر لا يلقون شرقا ولا غرباالفيت فيه من جهابذة العلا وفي قو ل الشيخ اليافعي شهادة حية. على واقع حي } بوجود المدرسة الحضر مية الإسلامية } ال لا مثيل لها ولا شبيه في شرق بلاد الإسلام او غربا، ( ٥٥9٩ ) هذه المدرسة كانت ف القرن السادس الهجري } قد امرت بجتمعا حضرميا يقوم على التقوى ومخافة الله في الحركات والسكنات & ولقد اوجز الامام عبدالله بن راشد، متولي ترم حينها 5حالة ذلك الجتمع بقوله :احمد الله انه لا يوجد في بلادي حرام ولا سارق ولا محتاج. حت اذا كان القرن التاسع الهجري & وزيارة الرحالة المغربي لحضرموت 3 قال عن اهلها اممم اشبه بالملائكة في زي البشر. إن لمدرسة إسلامية هذا هو نتاجها وثمرتما الاجتماعية 0لأحق بان توصف بانها ملائكية الفكر والسلوك والرجال، وأحق بان تأخذ اليوم مكانا المتميز في الفكر الإسلامي المعاصر، والحياة الاجتماعية الإسلامية المعاصرة. نعم 3قد نختلف في صفة هذه المدرسة & فيجوز ان نقول انما فقهية او صوفية او زهدية او اخلاقية » غير ان ذلك الاختلاف في الرؤى لا يغير من حقيقة الامر شيئا 3بل ان ذلك الاختلاف ان كان مبعثه الحرص على ابراز هذه المدرسة } فانه يعطي دافعا لكل صاحب رأيڵ لابراز الوجهة الي يقول بما، وبالتالي تنطلق كل السهام نحو ذلك الهدف السامي النبيل. الاخوة الافاضل :ان جاز لى ان اقول شيئا بخصوص هذه المدرسة الحضرمية الإسلامية & فاني ارى انما كانت بارزة المعالم في الحياة العلمية والاجتماعية منذ القرن السادس الهجري & حت اذاكان القرن الثامن الهجري، شهد الشيخ اليافعي على وجودها وتفردها عن باقي المدارس الإسلامية. ولقد كان اس الاسس الذي تقوم عليه هذه المدرسة، هو عخافة الله وتقواه قي كل فعل وقول، بل لا اجد نفسي اخالف الحقيقة اذا قلت ان كل ماهو معروف اليوم من نتاجها العلمي والفكري يقوم على ذلك الاساس الذي يحكم الحياة الاجتماعية ويسيطر عليها 0وقي وقت مبكر من ذلك العهد & انتقلت تلك الثقافة وذلك الفكر من حلقات العلم (()٥٦٠٠ والدرس، لتستقر ثقافة اجتماعية، يتربى ويشيب عليها الجميع في الحواضر والبوادي & ولقد استطاعت هذه الثقافة بجهود علمائها ودعاتما من السلف & اسلمة العر ف القبلي الحضرمي، وحولت عيبه إلى حرام دي، وتلك لعمري فضيلة ما قبلها إلآ فضيلة الإسلام والدعوة إليه والجهاد في سبيله. الاخوة الافاضل :ان الانسان الحضرمي س بما يتخلق به من اخلاق رفيعة وسلوك قوم وفكر سديد، ان تلك الشخصية الت تحظى باحترام وتقدير ابناء العروبة والإسلام وغيرهم، لم تكن إلآ نتاجا مباشر للوجود التاريخي العريق للمدرسة الحضرمية الإسلامية } ولقد كان الانسان الحضرمي في مهاجره، ليس مضرب المثل على السلوك القويم والفكر السديد وحسب، بل وشهادة حية وملموسة ث لدى الاقوام الاخرى & على حقيقة الدين الإسلامي، ولقد كان ذلك هوالسبب الرئيس في دخول امم كثيرة في الإسلام، وتلك حقيقة لا مراء فيها ولا خلاف \ فلله الحمد من قبل ومن بعد. الاخوة الافاضل :ان المدارس الفكرية العظيمة، انما تمتحن عظمتها وتتمحص بقدر ما تواجه من تحديات ‘ وبقدر صمودها وقدرتما على التعامل الحيد مع ما يستجد من ظروف واحوال » وبالامس القريب واجهت مدرسة حضرموت الإسلامية ومتراسها العنيد الفكر الاجتماعي الحضرمي » تحد قوي وعنيف من قبل الفكر المادي الشرقي، الذي كان يمتلك من القدرات المادية امكانيات دولة وسلطة، و لم يكن المجتمع الحضرمي ومدرسته الفكرية تملك من الامكانيات إلا النقافة والفكر الاجتماعي الاصيل المتأصل في الضمير والوجدان © ورغم فارق الامكانيات الرهيب، فقد استطاعت تلك المدرسة ان تحهض المشروع الفكري البديل، وان تحد إلى درجة كبيرة من تداعياته الفكرية والاجتماعية. الاخوة الافاضل :واليوم ارى ان مدرستنا تواجه تحديين في وقت واحد : (()٥٦١ الارل :فكر التعصب والتشدد والتكفير. الخان :تحديات العولمة الثقافية وتداعياتما. المخاطررهيبا منو مخزونا الشئع الكثير ئالامكانياتو كلاهما متلك من والمحتوىتمدد في الصميم الوحدة الاجتماعية الى هي الهدف والمضمون1 للمدرسة الحضرمية طوال تاريخها. انكم امام مهمة ورسالة عظيمة وجسيمة |} ولاشك انكمالافاضل :لا شكالاخوة بنائه مناعادةإلالمعاصرةماتدعو الظرو فبناءاعادةالامر يتتطلبانتدركون الناحية الفكرية والاجتماعية 3واعداد ادوات جديدة & وحشد قدرات الجحتمع بنورهاتسطع(و معاصر ةاصيلةحضر ميةمدرسةحقق.ما 4و المعنويةالمادية } للجيل الحاضرالحياة المعاصرةومتاهاتعبر مسالكلتنير الدربوضيائها السلف العظيم وماترهم الخالدة 0من اجل حياةوالاجيال القادمة ك{} مستلهمة تراث اجتماعية يسودها السلام والحبة والاخاء والتكافل وكل فضائل الخير ومكارم الاخلاق. اشد على ايديكم متمنيا لكم التوفيق والسداد & ايدكم الله وثبت بالحق وعلى الحق ‏.٠الله وبركاتهعليكم ورحمة 4والسلامخطاكم اخوكم سالم فرج مصلح سيؤن /١٠/مارس ‏٢٠٠٢/ (()٥٦٦ المنظومة اللؤلؤية المسماة بالقصيدة الضكريہر للإمام شيخ الإسلام /سالم بن فضل بن عبدالكريم بافضل المتوفي في تريم ست ٥٨١ه‏ هنينا لك الحظ الجزيل من الأجر×××أيا فاتحا بابا عظيماً من الفكر مراهم تاقت على رئب الفخر×××وطوباك إذ اصبحت من خير رفقة حياة ذوي الألباب بالفكر والذكر× ××فدم ذا اعتبار وادكار فافا يزدك نشاطا واشتياق إل البحر×××فان شئت فيه شاهدا فاستمع له السر والجهرالله فعله صلاة×××الانام حمدفقد جاء عن خير عبادثها نفدي بعام من الاهر×××بان اشتغال المرء بالفكر ساعة سلكت فلن تحصيا بالعد والحصر×××ففي أي آيات ا لأ له ومنه إلى شمسها تبصر إلى أعجب الأمر×××فمنها الطباق السبع فأبعير بعبرة يراها جميع الناس في البر والبحر×××تراها فى النهار جميفهفحيث لعاينت ما يدعو إليها من الفقر×××وقدر لو ان الشمس يوما تغيت وكيف تناهى نوره ليلة البدر×××وفي البدر فكر كيف يبدو هلالة إلى ان يرى مثل القلامة للأفر×××ومن بعد هذا صار ينقصُ ضو غ إلى ما عليه كان في أرل الشهر×××ومن أعجب الأشياء تحويل وره ليحصو به عَدً الجساب بال كر×دمن الر حمن لطف بخلقههذاو وأتقن ما فيها من الانجم الأفر×××وسبحان من حلى السماء بزيتةٍ ومنها الذي يهديك في البر والتحر×××ومنها رجوم للشياطين حصُبً ومنها الذي يجري إلى الشرق دائبأ ××× ونحوغروب المس أكثرها يجري ر على الليل البهيم الذي يسري×××ويو لج في الليل النهار ويو لج النها تعاقب منه فيهما أبدا مجري×××سبحان من للطول والقصر الذي فتسبح في أفلاكها أسرع الجر×××وسبحان مُجري الكل منها بقدرة ((٥٦٢ الأمرويوما فيالله من أعجب×× تجوز الطباق السبع والسبع ليلة والكرالعودبأربعة معتادةح وفصنّل أوقات الزمان جميعها شتاء إلى يوم القيامة والحشرح ربيغ وصيف مع خريف وبعده لقاح وبعض ذو عذاب وذو ضر×× وسبحان من أجرى الرياح فبعضها تصرفها الرحمن بالقهر والقسر×ح× صبا وَذبور مع جوب وشمأل عفيه لا يبقى لذلك من أنر×× و منها مثير للسحا ب و بعمها بلا عمد ينهل بالوبل والقطظشر×× وسبحانمن لِلمُزن في الجو مُمنسك بوارق فيها والرياح لها ثنمبري××ُجَلجل فيها الرًعث جرا وئلمَغ ال ومنها الذي تلقاه أخف من الذر×ح× فينزل فيها كالجبال وذوئها ملانكة تزجيه للبدو والحضرحوتحقظة من ان يتنفة الهوى وفيها فجاج للسلوك بلا وعرحوسبحان داحي الأرض سبعا مُقِلة بأطوادها ذات الشناخب والصخر××× وَوَتدَها كيلا تمية بأهلها فكم ماء عين في البلاد وكم تهرح وأخرج منها ماءها وئبائها طاقة ماء ذي رَوَاء وذي غزر×× وأوة ع في الأحجار وهي جَوامد لكامئة ف وسط أشجارها الخضرحوفي النار إحراق ونفع وانفا إعادة ما انشأه إذ صار فى القبر××قمن جَمَع الصين هل يُغجزئه خفي ومنها ظاهر غير ذي سترحواوةع في الأرض المعادن بعضها وباطنها مثل الرصاص وكالصّفر××وظاهرها كالملج في مُشبهاتها وباس شديد للغواة اولي الخرحوللناس منها في الحديد منافع ضريبة تقل من لجين ومن تبرحومنها الذي في كل مال مُحتَم مررت به يوما وكم صحصح قفرحألم تركم ميتو من لأرض مُجدب فصار دليلا للعباد على النشرح فا حياه مُحصي كل شيء بعلمه حدايق قد زين بالطلح والهمر××وسبحان من انشا من الب والنوى الثمرينقل من أطوارها مدةح ترى الطلع منها ابيضاً ثم اخضرا فاعجب بمصفرً أتى بعد محموحثم أصفراًو بينا تراه خضرا فناهيك مسواداً أتى بعد مُحمُ××ويصبح مُحمَرَأ واسود بعده (()٥٦٤ ومتفق في السقي والفرس والبذر ح مختلف في الأكل فيه فاضل ونفع عظيم في اللباب وي القشرح في ساير الأشجار منها فوانة بغير اختلاط فهر مستوجب الشكرح ومن مرج البحرين عذبأ ومالا لنا سالما في حالة المد والجزرح و ا طعمنا لحما طريأ يسوقه ومن هو من أصدافه مُخرج الدرح فشكرا لمن عم الانام بنففه بمخر يشق الماء ناهيك من مخر×× أعجب منه الفلك تجري بأمره لاضعافها في الوزن وقرأ على وقرحقلةتقاذفه الأمواج وهي فمن بين عصفور ومن بين ما نسر×× سبحان من للطير في الجو مُمسك ويُوتظنا تليها مطلع الفجر××وتؤ ذننا وقت الصلاة ذيركها وفيها ميباغ كالبزاة وكالمقرحوفيها بُقاث بين ذاك توسطت شبيه سوى نشر الخلائق في الكثرحومنها جراة يملأ الأفق ماله لأبصرتمنهااليقل في صورة البكرح ولو لا جناح للنعام يخصها وزيذت جناحا مكملا شدة الأسرح وفي صورة الفيل البعوضة صورت فمن أبيض فيه الشفاء رممصفرح وفي النحل فكر في اختلاف شرابما عقول وحارت في بناء هذه الديرحوفي نسج بيت العنكبوت تحيرت ولسنا بممحصبيها بجهد ولا حبرح وكم دابة في الأرض بث إلهغفا وحوش تجرب الأرض في كلما قطرح وفيها انيس في البلاد وبعضها ورازقها من فضله الواسع الوفرحفسبحان هادي الكل منها صلاحه فقد منع الله الاسوة عن الصقرحفان تك قد أضحت جميعا سوائبا وخيل وخص الحيل بالكرً والفر×ح× وهيا بغا لأ مع حمير مراكبا وفي جلدها والحمل عن كل مضطر×ح×× وانعم بالانعام في حل أكلها أثاث لنا بالدني ولا التزرح وفي الصوف والأوبار والشعرلم يزل لا لبن ينساغ في الحق والمندرحوأخرج ما ببن الدماء و فرثها لما قد قضى من سابق الخير والشرحوسبحان من انشأ من الطين آدما قرار مكين من غوي ومن برح وسوى من الماء الهين بنيه في ركم نسب ممن ذراه ومن صهرح يصور في الأرحام مهم أجتة ()٥٦٥ سميع بصيرا محكما شدة الأزر××× ركبت يا مسكين أحسن صورة بال خبر إذ ذاك منك رلا خبر×× تنقل خلقا بعد خلق بلطفه يرى كر فالحمد للبارئ البرح كووَرً منك الراي حتى كأنما فلاتك ثنا فيك بالجاهل المحمرحوطوق فيك الوجه طا قا معدلا وزادك حسناً بالشفاه وبالنغفرحوقَوَم من ك الانف في الوجه زينة يدب على تعويجها وبه تدريح وعَوج فيك الإذن حتى تحس ما حدفيكمنأهداب عينيك كالسطرحوقوس منك الحاجبين وكل وا على صقر منها لدى الفتح والشغر×××وأعجب أمرا ما ترى العين وسعه بفيك من الريق الرحيق بلا حفر××و أ نبع عينا لا يغور مَعيئها وفيه بيان الذوق للحلو والمر××× وفيه لسان ناطق ومترجم ولااللونمن شخصين من سالف الدهر××ولم يشتبه صوتان قط لسامع ومن بين ذي قطع ومن بين ذي كسرحوأعطاك أسنانا فمن بين طاحن فيطحن من سفل وتحكم ما تفري××وقكاك في الإرحاء تخالف طحنها تطليل اعتبارا في اناملك العشر××وأعطاك للبطش اليدين فكيف لا فشكرا لجدواه وانعامعه الغمرحوركب فيك الرجل للمشي حكمة والهصروالقبضللمدمهيأةحوفصل في الأعضاء منك مفاصلا وكنت من الأرحام في الظلم القعر×ح×وسبحان من أحياك بالروح رحمة ووجهك مصروف إلى جهة الظهرحفصرت إذا في بطن أمك قاعدا أعاليك سفلا حين أزعجت للؤحر××فلما دن وقت الولادة نكست فقيرأضئيل الجسم كالفر خ في الوكر××فصرت إلى الدنيا ومالك حيلة وغذاك منها ذلك الوقت بالذر×ح×فأحنى عليك الأم لطفاً ورأفة حياة فكن بما وعدت على حذر××فنو مك مو ت وانتباهك بعده تطول فلا تحصى بع ,ولا حصر××منك عجائبايلبااطنعضاء وف تنضج ما تحوي كطبخك في القدرح فلو لم يكن فيها سوى المعدة الى تصير دما فيها بتقدير ذي القهر××فيصفو صا فيه إلى ا لكبد ا لتي فينحطً منسلاً من القبلى والدبرحزيبقى حثالات الطعام وثقله (()٥٦٦ وقد جمعا عند الدخول بلا حجر××وبين سبيل النجو والبول حاجز وفي الدم اخلاط تكد ر صفره ولو لم تزل ضرت به غاية الضرح فتجدبمما منه المرارة في يسرحفمن خلطه الصفراء وهي كرغوة فيفصلها منه الطحال بلا عسرحومن خلطه السوداء وهي كدودة الذي فيه من رق فنحن بالعصر××فكَمتّصررُ منه ا لكليتا ن بقية تصرف فيه الجسم بالجبر والكسر×ح×ويالبلغم التأامت طباعك أربعا ويبس وأصناف البرودة والحر××و عذ لها سبحانه بر طو بة أعةت لهأعيت ومااسطعت من صبرحفلو ضعفت إحدى قواك عن الذي فماى فيه إخلال بظفر رلا شفرحوبالدم يُغذى كل عضو بقسطه والقدرقسطل في اانف كمثل غذاء الحفليس غذا الفخدين في عظم شأنما ملائكة الرحمن فيك مدى العمرحوذاك بتوزيع تولت ججيعصة ومحتجبأفي الصدر كالملك في القصرح وفي القلب فكر كيف صار منعا اوحلكبمنختلاكرات بالسحربرح ومهما ترمه بالتماس تحسه ودعه لما فيه من المنع والحظرح وفي الروح فامسك‌فهو من امر ربنا واللمس دانت منه للنهي والامر×× وسمعك ولابصار والشم والمذاق فيمتهن الاعضاء بالرغم والصغرح وسخر ها الر حمن طوعا لحكمه بتدبير مايأتيه بالطي و النشرح و ها هو منها كا لماير مصرف كمثل السخا والصبر والبشر والشكر××وفيه على هذا خصال حميدة كمثل الريا والبغي والبخل والكبرحوفيه صفات مهلكات ذميمة الإله بلا هذا المداد ولا الحبر××× وقد سطرت فيه العلوم بقدرة فسوف يجازى منه بالعفو الغفر×××فان هو زكى النفس لله خشية زجاجئةفي النور كالكوكب الدري××وصار كمصبا ح تلأ لأ ضو ده جزي في غل ما قد جناة من الوزر××وان هو دسَاها وأتبعها الهوى وفي خزي أفعال الملامة ذا غ×××وأصبح في بحر الظلام مُفدما يقينأ بلاشك وعرفا بلا نكر××فسبحان من هذا عجايب صنعه فنفضي إلى سوء العقوبة والسر×ح×وإياك تشبيه الإله بخلقه (()٥٦٧ ففيما ذكرناه بيان لذي الحجر××وفكر وذكر كل من طلب الهدى أفلا غرو انأعمت عيون ولي الكفرحفهذي دلالات وان همي أشرقت بالظهرالضعيفةالخفافيشعيون×ح× كما ان نور الشمس يعمي ضياؤه ومالقمي القلب في ذاك من عذرح ولكن أعمى العين يعذر ان يرى إلى غير مالم ندر من غامض السرحوكم حكم فيماأرانا إنا فهل لأصمً القلب ويك من وقرحوهب ان أذن الرأس ساءاستمَاعها فشكرا لما أولى من النعم الغزر×ح× وكم نعم لسنا نحيط بوصفها أقلامها والعاملون لها تجري×ح× فلوانمافي الأرض من شجر يكون مداد عداد الشفع منها وللوتر×× وصا ر يمد ا لبحر سبعة أ بحر ولم يبلغوا أدن العشير من القشرح لاضحو ا جميعا عاف رين بعجز هم على حقب الأيام ناهيك من بكر×ح×ا ي أمشبا فندكوها بكر أ نضير فبادر به واسمح لها منك باهر×× وفعلك للخيرات والبر مهرها علىالمصطفى خير الورى أحمد الطهر×× وصلى إله الخلق والعز والبقا سلاما على طول المدى طيب النشر××وسلم تسليما عليه وزا ده وخير نبي طاف بالبيت والحجرحبه ختم ا لله ا لنبيين كلهم كما في الليالي فصلت ليلة القدرحلهتب فوق المراتب فضتلت (()٥٦٨ قا تنم المرا جع والمصادر: القرآن الكريم. تفسير ابن كثير. تفسير الفتح القدير للإمام الشوكان. تفسير الكشاف للإمام الزمخشري. ت_ ٦٩٠ه‏ :المستبصر :ليدن ١٩٥١م.‏شقيديعق موباسفلبن‏. ١ابن احاور 2يو ٩٩٦ا١م‏. ي _روتبوطةابن بطوطة :ت_ ٧٧٩ه__‏ رحلة اين بط‏.٦ ١٩٨٧٨م‏ :المعا لم الدينية في المعقائد الالهية -٧٤٩ه‏اين حمزة، الإمام يجى ‏ ٢ت‏.٢٣ بيروت. ٨٠_٨ه۔_‏ تاريخ ابن خلدون ٩٧١ا١م‏. ابن خلدون { عبد الرحمن ث ت‏.٤ ٩٨٧ام.‏بديروت-ابن رشد الاندلسي، محمد بناحمد ت ٥٩٥ه‏ :فلسفة ابن رش‏.٥ :الشعر الصوفي تي حضرموت ف القرنين التاسع والعاشرحلممبندا سا‏. ٦ابن عقيل، زين راق _ ١٩٩٩م‏. عية _ لنصر امست خرا_معة الس _الة مااجلستيرشرلم ينالمجريين بحث ‏ ٠.٢‏م. ٠ابن عقيل، عبد الرحمن بن جعفر :عمر بامخرمة السيبايني _ دمشق _‏.٧ .م‏١ية _ ٩لكثير ٤ولة ا ٨الد‏. ٨ابن هاشم، محمد :تاريخ ‏. ٩ابن واقد » محمد بن احمد _ ت_ ٢٠٧ه_‏ كتاب ابلريدةر _وت۔_٩٩٠ا١م.‏ ‏ ٦١١ه :القواني ( مخطوط ) الديس الشرقية =ت. ابن ابي الحب، محمد بن احمد حضرموت -ت ١٢٣١٧ -ه‏ القواقي ( مطبوع ) ١٩٩٥م‏ مكتبة تريم الحديثة = حضرموت. . ١١٦ابن الحاج القطفي } شيث بن ابرهيم بن حيدره » ت ٥٩٨ه‏ :حز الفلاصم ف افنحام المخاصم عند النظر في القدر = ١٩٨٥م‏ = بيروت . ١٢ابو زهرة ءالامام محمد :تاريخ المذاهب الإسلامية _ القاهرة _ ٩٨٧ا١م‏. . ١٣احمد، د. محمد عبدالعال :الايوبيون قي اليمن _ ١٩٨٩م_‏ القاهرة. . ٤اسماعيل، د. محمود :الحركات السرية في الإسلام _ بيروت ١٩٦٩٧٢م‏. . ١٥الاشعري، ابو الحسن ت ‏ ٤٢‏ه : ٣٢الابانة قي اصوال الديانة = ١٩٩١م‏ -بيروت. . ٦امين، احمد :ظهر الإسلام ‏ ١٦٦١٩م -بيروت :ضحى الإسلام _ الطبعة السابعة _ القاهرة. ٦٩ ٢ا١م‏. يروتبامة _٤٥٦ه‏ طوق الحمت_. ١٧الاندلسي، ابن حزم . ١٨بافضل، صالح بن علي ۔المنظومة اللؤلؤية } المسماة القصيدة الفكرية لشيخ الإسلام سالم بن ()٥٦٩ . ‏ ١ ٤١٦هفضل بانتل، جمعها عن اصل مختلو حلة ( صلة الاهل ) _ بيروت _ ‏_هه. ١‏٦٠مناقب آ ل با فضل‏ ٣٦٩٦‏۔هد _: ١صلةا ا هل ف. ت _ 4محمد عوضبا فل. ٩ ‏ ٩٦٦‏م. ١.بافقيه ‘ محمد بن عمر الطيب :تاريخ الشحر واخبار القرن العاشر _ صنعاء _ ١٩٩١م_‏ القاهرة.. ٢١باخرمة © الطيب بن عبد الله بن احمد :تايخ ثغر عدن ‏ ٦٥٢ه_ :ديوان بامخرمة (محخطوط) نسخة فضل محمد بافضل. ٢٢بانخرمة 3عمر بن عبدالله » ت ‏ ٢٣٨٢‏ه. ١ت۔ ‏ ٦٩٨٢٣‏م _ ١عدن. ‏ ٩٨٨‏م : ١الشهداء السبعة _. ٢٢بامطرف { محمد عبد القادر ء ت _ . ٢٤بارزير 0سعيد عوض، ت _ ١٩٧٨م۔‏ :الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي _ ١٦٩٦١م.‏ القاهرة. صفحات من التاريخ الحضرمي _ ١٩٧٥م‏ _ القاهرة. ‏ ٩٦٦‏م _ ١عدن. معا لم تاريخ الزيرة العربية \ ( مقال الناصحين ) _ بيروت _ دمشق‏ ٩٦٤ه. جمال } الإمام محمد بن عمر :ت _ .م‎.٠..٠٠٢ عمر _ ت _ ٩٣٠ه‏ :الحديقة الانيقة فني شرح العروة الوثيقة _. ٢٦بحرق، الإمام محمد بن .٧رة١_٩م‏٧قاهال الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النووية ١٩٩٥ :م‏ -دار الحاوي. . ٢٧بدوي } د. عبد الجيد ابو الفتوح :التاريخ السياسي والفكر ي للمذهب السين في المشرق جدة. ١٩م_‏_٨٣داد سقو ط بغالإسلامي بين القرن الخامس حت . ٢٨بدوي & عبد الرحمن :تاريخ التصوف الإسلامي حت ماية القرن الثاني الهجري _ الكويت ‏ ٢م. التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية = ‏ ٠‏م - ٨٩١الكويت . ٢٩البسي » محمد بن احمد _ ت _ ‏ ٤‏۔۔ه ٥٢مشامير علماء امصار _ بيروت _ بدون. ‏ ٤٢٩ه :الفرق بين الفرق ١٩٨٧ -م‏ -بيروت.. ٢٣٠البغدادي } الامام عبد القاهر 0ت . ٢٣١البكري _ صلاح :حضرموت وعدن _ جدة _ ١٩٦٠م‏. تاريخ حضرموت السياسي - ‏٦مم-۔ القاهرة. . ٢٣٢بلبع، د. عبدالحكيم :ادب المعتزلة حت ماية القرن الرابع المجري _ الطبعة الثالثة. القاهرة. . ٢٢التوحيدي، ابو حيان _ ت ٤‏ ١‏ه : ٤الامتاع والموانسة _ بيروت _ بدون. . ٢٤الجابري، د. حمد عابد :تكوين العقل العربي _ ١٩٨٨م_‏ بيروت. بنية العقل العربي ١٩٨٦ -م‏ -بيروت . الجاحظ، ابو عمرو » ت_ ٢٥٥ه‏ :الحيوان _ ١٩٦١٥م_‏ بيروت. القاهرة.. ‏ ١٩٦١١م= _-تحقيق هارونوالتبيينالبيان ()٥٧٠ الرسائل السياسية ١٩٨٧. م‏ -بيروت . ٢٦جار الله » زهدي حسن :المعتزلة _ ١٩٤٧م_‏ القاهرة. . ٢٧جرادة، محمد سعيد { الادب والثقافة فني اليمن عبر المصور _ ١٩٨٥م‏. دار التلم بيروت‏ ٥٨٦ه طبقات فقها عءاليمن. ٢٨الجعدي } عمر بن علي بن سمرة ت _ . ٩الجلنيد ث د. محمد السيد :قضية الخير والشر في الفكر الإسلامي _ ١٩٨١م_‏ جدة. _- ١٩٧٢م‎المخيال الإسلامي بعن التنس والمدنس- ‎ :الزعيم السياسي ق. الخويلي ) حمد تونس. . ٤١الجيلي ؤ عبدالكرعم _ ت_ ٨٦٦ه۔۔‏ قصيدة الناذرات العينية _ بيروت ١٩٨٨م‏. . ٤٢الحامد » صالح ) ت_ ١٢٣٨٧ه۔۔‏ :تاريخ حضرموت_ ١٩٧٦م__‏ جدة. . ٤٢الحبش، عبد الله محمد :مصادر الفكر الإسلامي في اليمن. مركزالدراسات اليمنية. صنعاء. ‏ ٩٧٦‏_م ١مصر. الصوفية والفقهاء قي اليمن _ . ٤٤الحجري، محمد بن أحمد :بجموع بلدان اليمن وقبائلها _ صنعاء _ ١٦٩٨٤م‏. ‏ ٢٨٣‏-۔-ه: ١الشامل في تاريخ حضرموت وماليفها _. ٤٥الحداد » علوي بن طاهر _ ت_ ‏ ٠م. جين الشماريخ اجوبة اسئلة في التاريخ ١٢٩٠ه۔‏ عدن. عقود الألماس في مناقب الحبيب العطاس ‏ ٤٩‏م _ ٩١سنغافورة. :السيف النقاد _ سلطنة. ٤٦الحضرمي الإمام ابراهيم بن قيس الهمداني _ ت _ ‏ ٤٧٢٥ه ‏ ٠٠٢‏.م ٢مختصر الخصال -‏ ٦٩٨٤‏م - ١سلطنة عمان. عمان _ ‏ ٥٧٢٣ه۔_ :الحور العين ١٩٤٨م_‏ القاهرة.. ٤٧الحميري & نشوان بن سعيد » ت _ ملوك اليمن واقيال حمير -بيروت -صنعاء = ١٩٧٨م‏ . ٤٨خرد، محمد علي :غرر البهاء الضوي في مناقب آل باعلوي ١٤٠٥ه‏. . ٤٩الخزرجي، علي بن حسن ت_ ٨١٢ه‏ :العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية _ القاهرة _ ١٦١١١م۔.‏ . الخطيب، عبد الرحمن-۔ ت٨٥٥ :ه_‏ :الخوهر الشفاف. مخطوط. . ٥١الخليلي » احمد بن حمد :الحق الدامغ = ‏ ١٦١٩٦م -سلطنة عمان. . ٥ ٢الدجيلي © د. محمد رضا :الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجري العراق ١٩٨٥م‏. . ٥٢سارجنت » آر -بي :حول مصادر التاريخ الحضرمي -جامعة عدن. بدون تاريخ _ الهند.. ٥٤السالمي، عبد الله بن حميد :تحفة الاعيان في سيرة اهل عمان . ٥٥السخاوي، الإمام حمد بن عبد الرحمن ت _ ‏ ٠٢‏ه : ٩الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ بيروت _ بدون. ((٥٧١ . ٥٦سعد بيف ك، د. آرثور :ابن سيناء _ بيروت _ ٩٨٧ا١م‏. ‏ ٢٠٠٥م بيروت.. السقاف © عبدالرحمن 7عبيدالله :إدام القوت بذكر بلدان حضرموت =-٧ نسيم حاجر في تاكيد قولي عن المهاجر -عدن. . ٥٨السقاف، عبدالله محمد :تاريخ الشعراء الحضرمبين _ ١٣٥٣ه‏. ٦٩٨٨ا١م‏ _ القاهرة.. ٥٩السيد، د. ايمن فؤاد :تاريخ المذامب الإسلامية في بلاد اليمن ٢٠٠٢م_‏ :ادوار التاريخ الحضرمي _ ١٩٦١٩٧٦٢م‏ _ت_. الشاطري، محمد بن احمد المنورة. المدينة . ٦١الشامي } احمد بن محمد _ تاريخ اليمن الفكري _ بيروت١٩٨٧ -م‏. . ٦٢شرف الدين } احمد حسين :تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن _ صنعاء _ ٩٨٩ا١م‏. ‏ ٢ ٠.٤م۔ سلطنة عمان. :الأيضاح =‏ ٧٩٢ه. ٦٢٣الشماخي، عامر بن علي ي ت . ٦٤شنبل، احمد عبدالله :ت_ ٩٢٠ه__‏ تاريخ حضرموت ( تاريخ شنبل ) ١٩٩٤م‏ صنعاء. :جهاد شعب _ ورق استنسل.. الصبان ح عبدالقادر محمد 3ت . ٦٦طعمه } د. صاير :الأباضية عقيدة ومذهبا :بيروت _ ١٩٨٦م‏. . ٦٧عارف \، د. احمد عبدالله :مقدمة في التاتجاهات الفكرية في اليمن فيما بين القرنين الثالث ‏ ٩٩٦‏_م ١بيروت. والخامس الهجريين _ الصلة بين الزيدية والمعتزلة = بيروت -صنعاء١٩٨٧ -م‏ . ٦٨العبادي، د. احمد مختار :دراسات ف تاريخ المغرب والاندلس. الاسكندرية _ ١٩٨٢م‏. . ٦٩عبد الرازق ح مصطفى :تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية = ١٩٦٦م‏ _ القاهرة. ١٩٨٨م‏. ي _روت_بانية. ٧٠عمارة 0د. محمد :المعتزلة ومشكلة الحرية الاس رسائل العدل والتوحيد ١٩٧١ -م‏ -القاهرة. . ٧١ناصر ح محمد صالح } منهج الدعوة عند الأباضية & مسقط ٢٠٠٢م‏. ‏ ٠٤٨‏ه ١النور السافر في اخبار القرن العاشر. ٧٢العيدروس | عبدالقادر بن شيخ ح ت _ بيروت. م‏٥ . ٧٢العيدروس، محمد حسن :اشراف حضرموت ودورهم في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا. ‏ ١٩٨٢٣م ه.صنعاء‏ ١لامير وعصره :‏ ١بن(} قا سم ) وآخرونغالب.٧٤ . الغزالي » الإمام ابو حامد :ميزان العمل _ بيروت _ ١٦٩٨٣م‏. _-بدونإحياء علوم الدين _-دمشق ‏ ١٩٨١مجواهر القرآن = بيروت -۔ . ٧٦القشيري عبد الكريم بن هوازن _ ت_ ٤٦٥ه‏ _ الرسالة _ بيروت بدون ۔ ((٥٧٢٢ . ٧٧القلعي؛ الإمام محمد بن علي ت_ ٥٧٧ه‏ :تمذيب الرئاسة وترتيب السياسة _ الاردن _ ١1٨٥م‏. . ٧٨الكندي ا سالم محمد بن حميد ت_ ١٣٢١٠ه۔۔‏ تاريخ حضرموت ( العدة المفيدة ) _ ‏ ٦١م_صععاء. . ٧٩حنة من أبناء هينن :مغالطات السقاف في تاريخ باخرمة والشواف _ جاوه_ بدون. . ٨٠مايلز ى سؤ ب :الخليج يلدانه وقبائله -سلطنة عمان _ ١٩٨٣م‏. . ٨١المعشي، سعسد بن مسعود :الآثار التاريخية ي ظفار _ سلطنة عمان _ ١٦٩٩٥م‏. ٦١مم.‏. ٨٢بجموع أحكام النكاح :دمشق _ المطبعة الهاشمية . ٨٢حمد { الملقب سعد بن علوي بن عمر العيدروس العلوي :ترتيب :الآيات المتماثلات © المتقاربات، المتشابمات -سنغافوره -بدون. . ٨٤المسعودي { أبو الحسن ن ت_ ‏ ٢٤٦ه :مروج الذهب ومعادن الجوهر _ ١٣٤٦ه،‏ القاهرة. . المشهور، ابوبكر العدين :الأستاذ الاعظم الفقيه القدم _ عدن _ ١٩٩٩م‏. . ٨٦معروف، د. نائف محمد :الخوارج في العصرالاموي، نشأتمم، تاريخهم { عقائدهم { ادممم = ٩٧٧ا١م۔‏ بيروت. . ٨٧المفلحي © صالح عبد الرحمن :ديوان خواطر وانغام = تقدم بامطرف -الكويت. القاهرة _ ١٩٢٢م‏. ٨٨‎۔ المكي، ابو طالب _ ت_ ٢٨٦ه_‏ قوت القلوب . ٩النجار، د. عامر :الخوارج عقيدة وفكر وفلسفة _ ١٩٨٦م_‏ بيروت. . ٠هاشم } مهدي طالب :الحركة الأباضية في المشرق العربي _ لندن ٢٠٠١م‏. :صفة جزيرة العرب ١٩٦٩٧٤م‏‏ ٢٤٤ه١‎۔ الممداين } ابو حمد الحسن » ت_ الرياض. اليم 0عمارة _ ٥٦٩ه‏ :تاريخ اليمن، تحقيق الاكر ع _ ١٩٨٥م_‏ صععاء. الد وريات والنشرات : جلة ( الثقافة ) وزارة الثقافة والسياحة /صنعاء _ العدد _ ‏. ٢٠ ١ بحلة ( آفاق ) المكلا _ حضرموت _ العددين ‏. ١١. ٦.٢ نشرة مكتبة المخطوطات سيئون /حضرموت ماير _ ١٩٨٥م‏.. ٢ بحلة الحكمة -عدن -العدد ‏ - ٢٩يوليو -‏١٩٧٤ ((٥٧٢ )٥٧٤(ت يف نرقلا رشاعلا ‎ساتحم الرَسم؛٢,... ,...٠١٠ حضرموت في الة ٠ العاشرا المرجع :الشاطري :الأدوار ()٥٧٥ ,. ,. ٠ ٠ .٠ ٠ ه‎. ٠ ٠ ٠٨. 7 ٠. .. ٠٠ ٠ ر٠.٤ ‎ ٣ -:. ٠.٠ .٠.٠٩١ ٠ ه‎.. "ذ‎ .7 . ,>٠٠:.. و=“0 ‎ » [. - ١. و`. ٠ ‎ف‎ ٠ ٠٠.. :... ٠ 7. ء_. ُ ‎ .ه« ‎ =.. ..77 . . , ٠ . , ه‎٠٠ ٠ ن‎ .. ... ‘. .. ٠‎ ٠ه=“«. . . ٠`..7 3٠3 ٥٠١٠١ 7,...٥ .}٥. ٠-.. ه ذ ۔‎ -٦ه٠.۔'ح‎ :"... ٠غ‎, ٠٠. :د‎..3 ٠٦". الصتحح الولى من مخطوطح الديس الشرقيخ -حضرموت من (قواقي) الحمام أبي الحب التريمي ((٥٧ ٦ ,...‏| ت تح. عهد7م. مع سصمه يلح. ۔دنثحر .. ‏ ٠صم". ى پھ 7٢حمن.مسحعيم-۔. جنه .م. . رلانك ل وا لهل ازذكا ي فنسيتن :1ر. واود صر 0 َ :و,عذ نسحرا 20سنه رأ وِّ حر ى .سر۔۔. ». رر ‘ =صلسر وبرهفَمَامئالون ;غلة ناالنهار! :4و :ر ا ‏" 7٦ذ حأتسبرطزتمَمزوارسنيتما مسي .س سم:.ت وبم7 . يإنتعناءفطالروا ل الصضحخح الثاتيخ من مخطوطة الديس الشرقي -7حضرموت من (قوافي) الإمام أبي الحب التريمي ((٥٧٧ ()٥٧٨(‏٥التو طئة......... .................................................................. ‏٢١المقدمة......... .................................................................. الباب الأول :من القرن الأول حتى القرن الخامس الهجري ‏٢٨موقع حضرموت وحدودها......... ................................................ ‏٢٩إسلام حضرموت......... ......................................................... ‏٣٤إمامة عبدالله بن يحيى الكندي ( طالب الحق )......... ................................ ‏٣٥عوامل بحاح الثورة......... ........................................................ ‏٤٠حضرموت ف العصر العباسي......... .............................................. ‏٤٢٣حضرموت في القرن الخامس......... ............................................... ‏٤٧الإباضية فى القرن الخامس......... ................................................. ‏٦١٢الإباضية في أقطار الإسلام في النصف الثاني من القرن الخامس......... ................. الباب الثا ( :القرن السادس الهجري ) ‏٦٩الفصل الأول :الرؤية السائدة ونقضها ( الشروع في الرؤية )......... ................. ‏٨١الشروع في الرؤية......... .....................................................:... ‏٨١مذهب الدولة الأيوبية......... ..................................................... ‏٨٣الأيوبيون في اليمن......... ........................................................ ‏4٤الأيوبيون قي حضرموت......... ................................................... ‏٩١الأوضاع المذهبية في تريم......... .................................................. ‏١٠٣الفصل الثاي :التراث المعتزلي في حضرموت......... ................................ ‏١٠٣شيخ الإسلام سالم بن فضل بن عبدالكريم بافضل......... ............................ ‏١٠٤قصيدة الإمام القلعي......... ...................................................... ‏١٠٨القصيدة الفكرية......... ......................................................... ‏١٢٣وصايا شيخ الإسلام بافضل......... ................................................ ‏١٣٦الإمامان الغزالي وبافضل في إحياء ما بين العشائين......... ............................ ‏١٤١ظفار قي العهد المنجوي......... ................................................... ‏١٤٣الشاعر التكريي......... ......................................................... ‏١٥١٨التلعي قي حضرموت......... ..................................................... ‏١٦١٧١الحكم والعلم......... ............................................................. ‏١٦٧الإمام عبدالله بن راشد......... .................................................... ‏١٧٥آل إقبال على مذهب الاعزال......... .............................................. ‏١٧٦آل راشد أصحاب الولاية العامة المعتزلية قي عموم حضرموت......... .................. ‏١٨٥الفصل الثالث :أحوال معتزلية وإباضية......... .................................... ‏١٨٥كثافة الوجود العلمي في تريم الراشدية......... ....................................... ‏١٩٤عندما تكون الكثافة العلمية حرد (لقية بحر)......... .................................. ‏١٩٩الإمام الزمخشري يأخذ عن علماء حضرموت......... ................................ ‏٢٠١مذبحة العلماء والفقهاء من قبل الحملة الأيوبية......... ................................ ‏٢٠٤محنة خلق القرآن تتكرر معكوسة في حضرموت......... .............................. ‏٢٠٦الحياة العلمية في ترمم......... ...................................................... ‏٢١٧٩حضرموت تحفظ التراث الإسلامي المعتزلي......... .................................. ‏٢١٩فضائح السلطان محمود الغزنوي في إقليم الري في ذاكرة معتزلة حضرموت......... ...... ‏٢٢٢فقهاء حضرموت عند ابن سمرة الخعدي......... ..................................... ‏٢٢٤الوجود الإباضي في ترنم الاعتزال......... ........................................... ‏٢٢٧٢التحول المذي من الإباضية إلى الاعتزال......... .................................... ‏٢٢٣٢الدعوة المعتزلية قي حضرموت ودور المسجد فيها......... ............................. ‏٢٣٩معتزلة الغرب العربي والأندلس في حضرموت......... ................................ ‏٢٤٥قيام دولة الاعتزال في مدن حضرموت الكبرى والو جود الأباضي......... .............. ‏٢٥٩البعد الأيديولوجي -السياسي للغزو الصليحي لحضرموت ف القرن الخامس الهجري..... الباب الثالث :القرن السابع الهجري : ‏٢٧١ماية الغزو الأيوبي......... ......................................................... ‏٢٧٢٢المذهب العقائدي لقبيلة سمد......... ................................................ ‏٢٧٢٦ظفار في العهد الحبوضي......... ................................................... ‏٢٨٧من أعلام الإباضية :الفقيه الشاعر :علي ين عقبة الهجرايني......... .................... ‏٢٨٩رائية ابن عقبة......... ............................................................ الباب الرابع :من القرن الثامن حتى القرن العاشر الهجري ‏٣٠٩الفصل الأول :الأوضاع المذهبية والسياسية......... ................................ ‏٣١٠مذهب الدولة الكثيرية عند التأسيس ومذهب دولة آل عبداللة......... ................. ‏٣٢٧دولة آل محمد بن عبدالله الكثيري الإباضية......... ................................... ‏٣٣١عتمائد أهل حضرموت عند ابن خلدون والإمام السخاوي......... ..................... ‏٣٣٨الأصول المبكرة لعثمانية حضرموت ف الإسلام......... .............................. ‏٢٤٤السلطان بدر بن عبدالله الكثيري ( أبو طويرق )......... .............................. ‏٣٦٩الفصل الثان :الحياة الفكرية والعلمية فى القرن العاشر المجري......... ................ ‏٣٧٢الإمام محمد بن عمر بحرق......... ................................................. ‏٢٣٧٢٩الإمام عبدالله بن عمر بامخرمه......... .............................................. ‏٢٨٦الإمام محمد بن عمر باجمال......... ................................................ ٤٢٠ثورة شبام سنة ‏٩ ٤٢ه......... .................................................. ‏٤٢٧العلاقة بين مصير التراث الإباضي وأزمة التأسيس في الكتابة التاريخية الحضرمي......... .. ‏٤٢٢مصير التراث الإباضي......... ..................................................... ‏٤٣١من شيوخ الإباضية في القرنين الثامن والتاسع......... ................................ ‏٤٣٤أزمة التأسيس في تصوف وديوان الشيخ عمر باخرمه......... ......................... ‏٤٢٣٥مت تصوف الشيخ باخر مة......... ................................................ ‏٤٣٦وضع التصوف في عهده......... .................................................. ‏٤٣٢٨٢كيف تم التأسيس لتصوفه......... ................................................. ‏٤٤١ديوان باخر مه......... ............................................................ الفصل الثالث :الزهد المعتزلي والإباضي في حضرموت في العصر الوسيط ومدرسة الزهد ‏٤٥١الحضرمية المعاصرة......... ....................................................... ‏٤٥٢المقدمة......... ................................................................. ‏٤٥٣التأسيس......... ................................................................ ‏٤٥٢٣مقام الزهد لدى المعتزلة والإباضية في التاريخ الإسلامي......... ....................... ‏٤٥٧الزهد المعتزلي الحضرمي......... ................................................... ‏٤٦٢الزهد الإباضي الحضرمي......... .................................................. مدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة......... ............ نظرية المعرفة الدينية بين أهل البيان وأهل العرفان وموقف أهل حضرموت ف القرن العاشر......... ..................................... التوحيد عند الإمام أبوبكر العدني......... ........................................... الإمام العدين والسياسة......... ................................................۔.۔. الترغيب في كتب الإمام الغزالي......... .............. الموقف من التصوف في ترمم في منتصف القرن الثاني عشر العلاقة بين آخر المسار والمآل......... ................ ((٥٨٦