داتا,ح.ج م ١عاإ(" ::زا2| ر : -ت١‏4 - ب - ,ا. ٠٠١٦‏, 2-ردر...ح,ور! ‏٢حإيو 7١.٠ ‏.٠١ .٠؛‏‘ , ‏٠ ا <¡ .و«امر 7رقم الايداع٢٠٠٦ / ١٢٨ : ‎ والسلام علىوالصلاةالحمد لله أهل الشكر والحمد وعلى آله وصحبه وجميع التابعين .سيدنا حمد وبعد /فإن الناس لا زالوا يتساءلون عن الأصل الذي عول عليه [ صحابنا رحمهم الله في قولهم بوجوب البراءة من مرتكب الكبيرة -إن لم يتب منها وإن كان من جملة الموحدين وعدم استغفارهم له وترحمهم عليك .ولربما جعل بعض الناس هذا جما يعاب به المذهبؤ فقد انتقد أكثر من واحد ما ذكرتموه في كتابكم «الحق الدامغ»» عن أبي حمزة الشاري -رحمه الله أنه قال: بالله عابد وثن أو كافرا من«الناس منا ونحن منهم إلا مشركأ أهل الكتاب\ أو إماما جائرا» حيث قالوا :كيف يقرن الإمام الجائر بالمشرك عابد الوثن۔ والكافر من أهل الكتاب .مع أن الإمام الجائر من أهل التوحيد .والمشرك والكتابي خارجان عن ملة الا سلام ‘ فكيف يله معهما في قرن فيتبرا منه كما تبرئ منهما؟! أولا يكفي أن يتبرأ امنلكبيرة وحدها من غير البراءة من مرتكبها؟ وبما أن هذا الأمر التبىس على كثير من الناس رأينا من الضرورة بيانهإ ليكون الناس على بينة من أمرهم وبصيرة من دينهم .لذلك نرجو الإجابة عن ذلك بما يشفي الغليل ٢٣ الجو اب/ الحمد لله الذي يحتكم إلى كتابه في كل شقاق6 والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي جعل الله هديه مصدر الألفة والوفاق ،وعلى آله وصحبه أئمة الهدى© وعلى كل من اتبع نهجهم فاتقى مسالك الردى. أما بعد /فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد تلاه وشر الأمور محدثاتهاك وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،واعلم أن أصحابنا رحمهم الله لم يذهبوا إلى ما ذهبوا إليه اعتباطا. ولم يدينوا بما دانوا به عن هوى‘ وإنما عولوا فيما قالوه ودانوا به على بينة من كتاب ربهم ،وهدي من سنة نبيهم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ،ومن عابهم فيما قالوه ودانوا به من هذا فقد عاب القران وعاب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و أتم فإن هولاء إماالتسليم وحسبك من أمرين أحلاهما مر أن يكونوا جاهلين بحكم الله وبهدي رسوله يلة " فهم يقولون على الله ما لا يعلمون وكفى به إثما مبينا ،فإن قوله« :قل إنما حرم ربيبه فيبالإاشراك ذلكالله قرن الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأمم البغي بغير الحق وأن ‏٤ تشركوا بالله ما لم ينل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا وذكر أن ذلك من أمر الشيطانتعلمو ن( : :لاعراف (: إنما أمركم بالسوء }حيث قال: الله ما لا تغلمون؛ نه (البقرة)١٦٩:‏ وإما أن يكونوا متعمدين عليهم قوله تعالى:الدليل فيصدقو مغالطةمكايرة الحق :إن فريقا منهمألكتمون الحة وم ¡ يعلمونة (البقرة :من الآية)١٤٦‏ فهم على كلا الحالين لا يخرجون عن قول الشاعر : لا٦‏ تدري فتلك مصيبةان كنت ذلك لأن الله سبحانه أخبر في كتابه الكريم أنه لا يرضى عن الفساق ،حيث قال في الذين استأذنوا النبي منهم بأنياد في التخلف عن الجهاد وهم أغنياء ،رضى فإن تزصؤا عنهم إن اللة لا يزضىيكونوا مع الخوالف: والآية عامة لكل(التوبة :مانلآية)٩٦‏عن القوم:7 فاسق وإن نزلت لسبب خاص فإنه لا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ\ ولحكمة يعلمها الله كانت العبارة على خلاف مقتضى الأصل حيث إن حكم هولاء لم يسلط على ضمير يرجع إليهم وإنما جرى على اسم ٥ «(فإن الله لا يرضى عنهم»)ظاهر مع إمكان أن يقول: اللة لافإنإن تزضؤا عنهمقال:ذلكمنبدل ولكن يوةذن بأن أصل ذلكهذا الحك .فإن :.عل " الاشتقاق علة لذلك الحكم .فحيثما وجد الفسوق كان علىلغة وشرعوالفسق ؛يصدق!بهتلبسحكم منهذا معنى الرو ج :ولذلك يقال في الرطبة إذا خرجت عن بقية الرطب فاسقة ،وقد دل القرآن على فسق مرتكب الكبيرة فقد قال تعالى في أكل ما لم يذكر اسم الله عليه «ؤإنة لمسقك (الانعام :مانلآية)١٢١‏ وقال في الذين يرمون أوك هم القاسقونة (النور :مانلآية)٤‏ وقال:المحصنات : :يا أها الذين آمنوا لا يشح قوم من قزم عسى ان يكونو خيرا منهم ؤلا نساء من نساء و عسى أن يكر خير منهر ولا تليزوا أنفسكم ؤلا تابوا بالألقاب؛بئسنالاسم الفسوق بعد الان (الحجرات)١١:‏ ومعنى هذا أن الله تعالى لا يرضى عن أي فاسق ما دام مصرا على فسوقه 3غير مقلع عن غيه ،ولئن كان الله لا يرضى عنه كما أخبر بنفسه ،فكيف يتولى في منه قوله تعالى فىالبراءةعلى وجو بوما يدل ‏٦ المومنين 7 :ولكن اللة حتب إنكم الان وزنه في قلوبكم وكرة كم الكفر الفسوق العصيان:ه( :الحجرات :من الآية)٧‏ ثم بين أن هذا هو الرشد حيث حصر الراشدين في هذا (الحجرات:أوليك هم الاونهالصنف من الناس بقوله: امنلآية)٧‏ وليس من المقبول عقلا ولا شرعا أن يكره أحد الكفر والفسوق والعصيان ثم لا يكره الكفار والفساق والعصاة ،فإن كراهة الفعل تقتضى كراهة فاعله ،وحبه يقتضي حب فاعله فعدم كراهة هوؤلاء ،تعني عدم كراهة ما يصدر منهم من الكفر والفسوق والعصيان وهذا يتنافى مع الرشد والايمان. وإن من أقوى الأدلة ,وأقطعها للسان كل مشاقق في هذا قوله تعالى : :نظ [ ونادى نوخ ربه فقال رب إن اابنني بن أهلي ون ودك الحق وأنت أخكم الحاكمين قال يا نوح! ,7نس من ألك إنه عمل غي صالح فلا تسألن ما لئيسس لڵك به :7إني أعظك أن تكون من م الجاهلين (هود)٤٦-٤٥:‏ فهذا نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله صابرا على أذاهم ،محتملا كل عنت وشقاق لأجل دعوة ربه ،يتلطف في هداية قومه بها فيجهر بها تارة ويسر بها أخرى ،وظل على ذلك حتى قيل له «إنه لن يومن من قومك إلا من قد آمن» فأيس من رشدهم ودعا ٧ الله أن يستأصلهم لقطع دابر كفرهم واستئصال شأفة شقاقهم ،فحمل أهله ومن آمن معه على السفينة ،ورفض ابنه الركوب معهم موؤثرا الإيواء إلى جبل يعصمه من الماء. فكان من المغرقين ،وقد تلطف نوح عليه السلام في إن ابني منربخطابه لربه بشأنك فلم .يزد على قوله: (هود :منأملي وإن ؤغذك الحو أنت ة أخكم الحاكمين الآية ‏ )٤ ٥فجاء ردةربنا سبحانه وتعالى مسكتا للسانه عن أي قول في هذا إلا التسليم لأمر الله ،إذ قال له الله تعالى« :فإنه (هود :مانلآية ٦‏ ٤مع أنه ابنه بشهادة وحيليس من ) أهلك الله تعالى وعلل هذا الحكم بقوله سبحانه وتعالى : :ا إنه عمل غيرز صالحه (هود :مانلآية)٤٦‏ ومعنى ذلك أن علة منعه من هذا القول ما صدر عن ابنه من عمله غير الصالح وهو الذي أويقه فكان مع الهالكين ولتأثير هذا العمل عليه ،وإحاطته به لأنه ل يتب منه حتى مات كان كأنه هو ذات العمل غير الصالح فأخبر عنه بنفس العمل في قراءة الجمهور برفع «عمل)» على أنه خبر "إن" ونعته بغير المضاف إلى صالح وقرأ أ الكسائي -وهو أحد القراء السبعة المعتمدين هز إنه عمل غيرصالحئه بكسر ميم «عمل) وفتح لامه على أنه فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى ابن نوح و«غير») مفتوح الراء لأنه مفعوله فهو منصوب به ٨ وروتها عائشة و ام سلمةالله عنهمرضيوا نسعباس رضي الله عنهما عن النبي لاو .وهي أدل على تعليل منع يدعى لفاجر _أنمع هذايسو عحكيف فعير الصالح بالر حمة والمغفرة؟الله المو بقة معاصيعلىويررحيغدو أبيه3برسالة يومنعليه السلامنوحابنقيل بأنفان بل كان كافرا بها فلذلك منع نوح أن يتو لا5٥‏ أو يدعو له ولكنهبه الرسلأسلم وا من .ما حاءمتعليه منفلا يقاس فسق بارتكابه الكبائر. قلنا :ليس في القران ما يشير قط أنه كان جاحد لرسالة أبيك أو صادا عن الامان بها ،وإنما قصارى أمره المذكور أنه كان في معزل عن أ بيه ومن معه عندما ركبوا فى وأن نوحا عليه السلام ناداه بأن يركب معهم.السفينة وأن لا يكون مع الكافرين بهلاكه معهم فاعتذر إليه بأنه سيأوي الى جبل يعصمه من الماء فكانت هذه معصية منه استحق بها الهلاك واستحق بها براءة أبيه والمو؛منين منه بل مما يتبادر أن نوحا عليه السلام لو علم منه أنه مكذب برسالته لما دعاه إلى الركوب معه كيف وقد أخبر أنه لن ٩ يؤمن من قومه إلآ من قد آمنس على أنه مهما يكن من أمره فإن هذا الحكم إنما نيط بعمله غير الصالح وهو دليل على أن من كان كذلك فلا نحق له الولاية في الدين وإنما تجب البراءة منه» ومما يستبعد جدا أن يذكر -في مقام الرد على أبيه وتبصيره بأنه ليس من أهله -أدنى جرائمه -وهو عمله غير الصالح_ ويسكت عما هو أشد وهو جحوده لرسالة أبيه وكفره بالله تعالى لو كان ذلك هو سبب براءته منه.وجوب هذا والقراءتان في الآية الكريمة دالتان على أن براءة نوح عليه السلام منه التي أوجبها الله عليه بقوله :ازإنة نس من أهلكه مع كونه ابنه والابن من أقرب الأهلين ا أبيه لأنه بضعة منه\ إنما همي معللة بما عمله من غير الصالحاتڵ أما قراءة الكسائى فهى واضحة فى ذلك© وأما قراءة الجمهور فهي لا تدل إلعالى ذلك ،وإنما فيها مبالغة في وصفه بالعمل غير الصالح ،ومثل هذا التركيب في الكلام إن تبع جملة تتضمن حكما أو مسألة لا يفيد إلا تعليل ذلك الحكم أو تلك المسألة بما دلت عليه «إن» وما وليها ومن استقرأ ما جاء من ذلك في القرآن وجد من الشواهد على هذا ما يتجاوز الإحصاء ،من ذلك قوله تعالى:: :قالوا سبحانك لا علم تا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم ١ ٠ إنك أنت العليم م الحكيم هالحكيمة (البقرة)٣٢:‏ فإن قولهم: تعليل لقولهم :ن لا علم لت إلا ما علمناه وقوله :لإفتاب علنه إنه همإنه ؤ و التواب الحيمة (البقرة :مانلآية)٣٧‏ فإن قوله: تاب علنهه وقوله تعالىالواب الرحيمة تعليل لقوله: فيما يحكيه عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :ربنا قبر منا إنك أنت السمي العليم(")ربتا واجعلتا مسلمين نك ؤمن ذريتتا م مسلمة نك ؤأرنا مناسكا ؤتب علينا إنك أنت الواب الرحيم ‏( )٢ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ينو عليهم آياتك وعلمهه الكتاب رالحكمة ويكيهمإ إنك أنت العزيز إإنك أنت السميعالحكيمه (البقرة)١٢٩-١٢٧:‏ فإن قولهما: العليم به تعليل لقولهما :ارنتا تقتل منه وقولهما :لإنك تعليل لقولهما :لإزتب عليناهأنت النواب الزحيم“.4 وقولهما :لإنك أنت العزيز الحكيممه تعليل لقولهما :رنا ابعث فيهم .. .وقوله :وما كمان الله ليضيع إانكم !ان الله بالناس رؤوف رحيمه (البقرة :مانلآية)١٤٢‏ فإن قوله :لإن اللةه الاس ,رؤوف رحيممه تعليل لقوله :وما كان الله عب 4وقوله :لاشتعينوا بالصبر والصلاة! إن الله ممع الله معل7(البقرة :من الآية ٥٢٣‏ (١فإن قوله:ح وقولهالصابرين تعليل لقوله« . :ؤاستجيئوا بالصبر والصلاة تعالى ( :ولا بكوا خطوات الشيطان إن [ .عذؤ مبينه ١١ (البقرة :من الآية ٦٨‏ )١فإن قوله :لإنه لكم عدو مبينه تعليل وقوله :لفن اضطةلقوله :لولا تبهو ‏ا ١محطوات الان غير باغ ولا عاد قلا إم عليه إن الله غفوز رحيمهجهه (البقرة :من الآية)١٧٣‏ فإن قوله :لان اللة غفوززحمم» تعليل لقوله7 : إن عننمه وقوله :لقمر بذله بعد ما سمعه فإنما إثم على الذين يبذلونه إان الله سمي عع عليمه(البقرة :‏ )١١فإن قوله :لإن الله مب مية عليمم» تعليل لقوله :إنما ,إثم اعلى الذين دونه وقوله :فمن -خاف من موص جتفا أو إنما أصلح بينهمم فلا إن اللهلإنالبقرة ‏ )١٨٦:فإن قوله:علنه إن الله غفوزز رحيمه فور رحيم » تعليل لقوله « :كلا إم عليه وقوله :ول تغتدوا إان اللة لايحب المغتدين“ه (البقرة :مانلآية .‏ )١٩فقوله: نان الله لا ه حب المغمقدين؛ تعليل لقوله :لولا تعتذواهه ومشل ذلك قوله :لوأحسنوا! ان اللة يحب المخسنين“» (البقرة: :من الآية)١٩٥‏ وقوله :وؤممب لنا من لأنك رحمة إنك وقوله :بيدك الحير اانكآالل عمران:من الآية)٨‏أذنت الوهاب على كل شيءققدريزه (ل عمران :من الآبة)٢٦‏ وقوله :رب مب (آل عمران :منلي من نذنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء قز موتوا بعنظكم! ان الله عليم بيذاتالآية)٣٨‏ وقوله: اللهونفذ عق(آل عمران :من الآية ٩‏ (١١وقوله:الصدوره عنهم اان الله عفو ز حليمكه (آل عمران :من الآية)١٥٥‏ وقوله: ‏١٢ اإذا عزمت فتوكل على الله إن اللة يحب المكينه (آل لا تخزن يوه القيامة إنك لاعمران :من الآية)١٥٩‏ وقوله الميكاةة (آل عمران :من الآية ‏ )١٩ ٤وقوله :واتقوا اللهتخلف الذي تساءلون بب ءه والحام! ان الله كان اعليكم رققيباپه (النساء :من لا تأكلوا مالهم إلى اموالكم ,إنه كان خوباالآية)١‏ وقوله: كبيرابه (النساء : :من الآية)٢‏ وقوله :لإن تابا وأصلحا أغرصوا عنهما إن الله كان وابا رحيما (النساء :من الآية ٦‏ (١وقوله: إلا جناح علنكم فيما راصيعم بهمن بعد القريضة! ان الله كان ليما حكيماه (النساء :من الآية ٤‏ )٦وقوله :فإن اطعنكم قلا بغوا علنهن سبيلا إن الله كان عل كبيرا (النساء :مانلآية)٣٤‏ هما إن الله كمان عليماوقوله :فإن ريدا إصلاحا يوفق الله خبيراه (النساء :من الآية)٣٥‏ وقوله :طققماتلوا ولاء الشطان إن وقوله:(النساء : :من الآية)٧٦‏كد الشيطان كان ضعيفا واستغفر الله إن الله كان غفور رحيماأه(النسا .‏ (٠٦وقوله: يا آيها الزين آمنوا اؤفوا بالعقود أحلت كم هيمة النعام الا ما تى عليكم عغيرر مجلي الصيد وأتم حرمإ إن اللة اتحكم ما يريذهه (الماندة)١:‏ وقوله :واتقوا الله إن اللة سريع الحسابكهالائدة: مانلآية)٤‏ وقوله :إفاغف عنهة واضفح!إ ان الله يحب الخيني؛ (المائدة :من الآية)١٣‏ وقوله :للاقإن الله زيتوب علنه إن (المائدة :من الآية)٣٩‏ وقوله: :الله غفورز رحيمه ومن توهم ‏١٣ منكم كإنه منهم إان الله لا يهدي القوم الظالميننة :المائدة :من الآية)٥١‏ وقوله : :وقال السيح يا ر بني إسرائيل اغبدوا الله رزي ربكم! إنه ممن يشرك بالله فقذ .حرم الله عليه الجنة (المائدة :من الآية)٧٢‏ وقوله غله ما في نفسي ولا أغله ما في نفسك إنك فإن وما بعدها فيأنت علا الغوبنه (المائدة :من الآية)١١٦‏ هذه الآيات كلها تعليل 1سبقها من حكم تضمنته الجملة التي قبلها ونحو هذا في الآيات الكثيرة التي لم أذكرها. وقد أدرك هذا السر ففى التعبير فرسان البيان فوظفوه في قالكلامهم كما أدركه رادة فن البلاغة فأو سعوه بحنا إمام البلاغة عبدالقاهر الجرجاني فى كتابه «دلائل الاإاعجاز)) (« :روي عن الأصمعي أنه قال :كنت أسير مع أبي عمرو بن العلاء وخلف الأحمر وكانا ياتيان بشارا فيسلمان عليه بغاية الاإعظام ثم يقولان :يا أبا معاذ ما عنهويكتبانويسألانوينشدهماافيخبرهماأحدثت؟ و أتياهمتواضعين له حتى يأتي وقت الزوال ;نم ينصرفان يوما فقالا له :ما هذه القصيدة التي أحدثتها في مسلم بن قتيبة؟ قال :هي التي بلغتكم .قالوا بلغنا أنك كثرت فيها من الغريب\ قال :نعم بلغني أن مسلم بن قتيبة يتباصر بالغريب فأحببت أن أورد عليه ما لا يعرف .قالوا: فأنشدناها يا أبا معاذ :فأنشدهما : \ا‎٤ بكرا صاحبي قبل الهجير إن ذاك النجاح في التبكير حتى فرغ منها ،فقال له خلف :لو قلت يا أيا معاذ مكان (إن ذاك النجاح في التبكير) «بكرا فالنجاح في التبكير» فقال بشار :إما بنيتها أعر ابية وحشية فقلت:كان أحسن «إن ذاك النجاح في التبكير». كما تقول الأعراب البدويون ،ولو قلت « بكرا فالنجاح» كان هذا من كلام المولدين ولا يشبه ذاك الكلام ولا يدخل في معنى القصيدة .قال :فقام خلف فقبل بين عينه .وقال الجرجاني على أثر هذه القصة :فهل كان هذا القول من خلف والنقد على بشار إلا للطف المعنى في ذلك وخفائه؟ ثم قال«:واعلم أن من شأن "إن" إذا جاءت على هذه الوجه أن تغنى غناء الفاء العاطفة مثلا، وأن تفيد من ربط الجملة بما قبلها أمرا عجيبا ،فأنت ترى الكلام بها مستأنفا غير مستأنف© مقطوعا موصولا معا. أفلا ترى أنك لو أسقطت «إن» من قوله« :إن ذاك النجاح في التبكير لم تر الكلام يلتئم ولو رأيت الجملة الثانية تتصل بالأولى ولاتكون منها يسبيل حتى تجئ بالفاء فتقول: ١ ٥ «بكرا صاحبي قبل الهجير فذاك النجاح في التبكير» ومثله قول بعض العرب : فغنها وهي لك الفداء إن غناء الأبل الحداء «إن غناء الابل الجحداء)) وإلى ملاءمتهقوله:فانظر إل الكلام قبله وحسن تشبثه به ثم انظر إذا تركت «إن» وقلت : فغنها وهي لك الفداء الجداءالإبلغناء كيف تكون الصورة؟ وكيف ينبو أحد الكلامين عن الآخر؟ وكيف يشئم هذا ويعرق ذاك حتى لا تجد حيلة في ائتلافها حتى جتلب لها الفاء فتقول فغنها وهي لك الفداء فغناء الإبل الحداء؟]» اه. ه ذانهو ضحته من إافادة قوله تعالى:ماوبهذا يتبين لك رتتععلليل الحكم الذي سبقه في قوله :لإنهعمل غير صالحة ١٦ لنس من أهلك :ذلك لأن إسقاط «إن» من مشل هذا التركيب لا يؤدي إلا إلى تنافر الكلامين وتفكك الجملتين حتى يفقد الكلام انسجامه ولا يعوض «إن») في مثل هذا إلآ الفاء الدالة على السببية مع ما يكون في ذلك من بشار وأنت تدري ماانحطاط التعبيرعن ذروته كما 7 بن السببية والتعليل من التاخي و التوأمة . فإن قيل :إذا سلم لهذا كله فلا يسلم أن هذا الحكم مشروع لنا فإن هذا الخطاب إنما خوطب به رسول آخر غير الرسول الذي تعبدنا بشرعه ،وشرع من قبلنا ليس بشر ع لنا. قلت :كلا بل هذه من الأصول الثابتة التي تشترك فيها لنبيه عليه أمر اللهمما تضمنهوهيشرا نع الأنبياءجميع لأولئك الذين مدى اللهأفضل الصلاة والسلام بقوله: التوحيد والاخلاق(الأنعام :من الآية ٠‏ )٩فاناقتدةهفهدامم لا يطرأ عليهما النسخ والغيرة على دين الله والغضب له تعالى من قواعد الدين التي لا تتزعزع في أي شرع وهذا بالل ءه واليوم الآخر :ل تجد قؤما يويئونقوله تعالى:ما أكده اون من حاد اللة ورسوله ول كانوا آباءهم ؤ أبناءهم ؤ إخوانهم او عشيرتهم ة (المجادلة :من الآية)٢٦٢‏ وحادة الله كما ١٧ تكون بالقول والاعتقاد تكون بالعمل والسلوك فتندر ج فيها كبائر الأنم !اذا أصر عليها صاحبها كيف وقد قال .الله تعالى« :وما كان لموئمن ولا موئمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكونلهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا» ويعضد هذا موقف نبينا عليه الصلاة والسلام من أصحاب الكبائر فإنه إن لم يكن صريحا في البراءة أمرنا الله بالتأسيوقدشيمنهم فليس يصح في الأذهان حسنة ة لمن كانبه في قوله :ظ؛إلقذ كان كم في رسول الله1 ‏ (٢١وهاكمذكر الله كثيراةه (الأحزاب:يزجو الله واليه الآخر أهلمنوالسلامالصلاةمواقفه عليهمنصورا الكبا ثر. الصحيح عن أبي عبيدة عنالربيع في مسنده‏ = ١روى جابر بن زيد عن اين عباس رضي الله عنه أن النبي ملأ قال« :الا ومن غشنا فليس منا ومن لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا» وقد أخرج الجماعة إلا البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي يلة مر برجل يبيع طعاما فأدخل يده فيه فإذا هو مبلول فقال« :من غشنا فليس منا» وفي رواية لمسلم «من غش فليس مني». ‏ _ ٢أخر ج الشيخان والترمذي والنسائي عن ابن ١٨ مسعود رضي الله عنه قال :قال النبي يل «:ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. ‏ ٢روى البخاري وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله قال« :ليس منا من لم يتغن بالقرآن» وحمل التغني هناعنه على الاستغناء كما نص عليه الجوهري والهروي من اللغويين وأطال في الانتصار له القرطبي في تفسيره ،ذلك لأن تفعل واستفعل يترادفان ،كتكبر واستكبر. ‏ ٤روى أبو داود عن أبي هريره ة أيضا قال :قال رسول علىامرأة على زوجها أو عبدا(« :ليس منا من خبب الله عياد )).ا٥هديس‎ ‏ ٥روى مسلم عن عبدالرحمن بن يزيد وابي بردة بن عبدالله تصيح برنة قالا :ثم أفاق ،قال :ألم تعلمي -وكان يحدنها_ أن رسول الله يلة قال« :أنا بريء من حلق وسلق وخرق»)). امر أة أبيالأشعري عنعياضورواه مسلم أيضا عن موسى عن ابي موسى ،وعن صفوان بن محرز عن ابي موسى وعن ربعي بن خراش عن ابي موسى غير ان في ١٩ حديث عياض «ليس منا» ولم يقل «بريء» ومودى ورواه أبو داود عن يزيد بن أوس قال :دخلت على أبي موسى وهو ثقيل ،فذهبت امرأته لتبكي أو تهم به فقال لها أبو موسى :أما سمعت ما قال رسول الله مية فقالت: أبو موسى قال يزيد :لقيت المرأةفلما ماتتتفسك :بلى أما سمعت قول رسولنقلت لها :ما قول أبي موسى لك: الله ية ثم سكت؟ قالت :قال رسول الله يل« :ليس منا من حلق ومن سلق ومن خرق» وهذا هو لفظ عياض ‏ ٦روى أحمد قال :حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائى عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال :قال رسول الله يلة « ليس زوجته أو مملوكهامرئ علىومن خببحلف بالأمانة.منا من فليس منا)) . ‏ ٧روى مسلم عن أياس بن سلمة عن أبيه عن النبي وة قال« :من سل علينا السيف فليس منا» وأخرجه من طريق أ بي موسى بلفظ «من حمل علينا ا لسلاح فليس منا» ومن طريق ابي هريرة بلفظ « :من حمل علينا السلاح فليس ومن غشنا فليس منا)).منا أخرجالطبراني في كبيره عن اين الزبير عن النبي 7قال« :ليس منا من حمل علينا السلاح . مطعم أنبنجبيرعنالبيهقي في الآداب=_= روى رسول الله يلة قال« :ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبيةا)). أخرج الطبراني في كبيره عن عمران بن حصين‏١ . ياد« :ليس منا من تطيررضى الله عنه قال :قال رسول الله أو تطير له أو تكهن أو تكهن له -أظنه قال أو سحر أو سحر له». ‏ _-١١أخرج الحاكم في مستدركه عن اين عباس رضي الله عياد قال «:ليس منا من انتهب أورسولالله عنهما عن سلب أو أشار بالسلب» قال :وهذا حديث صحيح ولم يخر جاه. ‏ ١٢روى الطبراني في كبيره عن ابن عباس قال :شكا رجل الى النبى عياد العزو بة فقال :ألا أختصي؟ فقال« :لا. ليس منا من خصى أو اختصى ولكن صم ووفر شعر جسدك»)). ‏ ١٣روى أبو يعلى من طريق اين عباس رضي الله عنهما قال :إن رسول الله يلة قال«:ليس منا من أجلب على الخيل يوم الرهان وليس منا من خبب عبدا على سيده ،وليس منا ٢١ من أفسد امرأة على زوجها (. في مسند الشهاب للقضاعي بإسناده الى عائشة‏٤ قال « :ليس منا من وسعالله عيادرضي الله عنها أن رسول الله عليه ثم قتر على عياله وهم يرون ريح القتار من الجيران ويرونهم يكسون ولا يكسون». ‏ - ٥روى أحمد في مسنده عن عبدالله بن عمرو بن تاشلعاص قال :سمعت رسول الله يلة يقول« :ليس منا من ولا منبه بالرجال من النساء تشبه بالنساء من الر جال»» وفي بالأدلةولكن متنه صحيح لاعتضادهإسناده رجل بجهول الصححة. أنس رضى الله عنه أن‏ - ٦روى الترمذي من طريق كبيرنا النبيلنبي ويسة قال«« : :للييسس ممنناا م منر ل يرحم صغيرفنايرنا ويوقر ويوقر كبيرناں». ‏ -٧روى أيضا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله يلو قال« :ليس منا من تشبه بغيرناء لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالاكف» وهو وإن أعل بابن لهيعة وما قيل في روايات عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده فإن معناه صحيح لاعتضاده ٢٢ بالقرآن الكريم والأحاديث الصحيحة. وأمثال هذه الروايات كثيرة وهي جميعا تدل على براءة النبي ي ممن فعل كبيرة فأي ريبة تبقى من موقف أصحابنا في المصرين على الكبائر الجاهرين بانتهاك حرم الله تعالى؟!. أما أولئك الذين عابوا أبا حمزة الشاري رحمه الله تعالى بسبب براءته مانلإمام الجائر وإلحاقه إياه بالمشرك عابد الونن والكافر من أهل الكتاب في البراءة منه فإن عيبهم إياه لا يدل إلا على جهلهم بالإسلامچ لمراان على قلوبهم من ممارسة الظلم واستولى عليهم من حب الظالمين الذين مقتهم الله ورسوله والمؤمنون 3فقد بلغت ولاية الظالم وتأييدهم إياهيهم ألفتهم للظلم أن كانت تمكينه لمن خالفه وبراءعتهم ممن فارقه جزءا من عقيدتهم لتي بها يدينون ،مع أن الله تعالى توعد بالنار على يجرد الركون إلى الذين ظلموا في قوله « :ولا تزكئوا إلى الذين لموا فتمسكم النا وما لكم من ذون الله ) 7الياء نم لا تنصرونة(هود ‏ )١١:والركون هو ميل النفس كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما ،وفسره السدي وابن زيد بالمداهنة ،وقال سفيان في معنى «ولا تركنوا») لا تدنوا إلى ٢٢ الذين ظلمواء وقال أبو العالية« :لا ترضوا أعمالهم» ومنهم من قال« :لا تجالسوهم» وهذه التفاسير وإن اختلفت ألفاظها فإن معناها واحد لأنها تودي إلى غاية واحدة ،وهي مجانبة أهل الظلم ،وكراهة ما يصدر عنهم وليت شعري أيكون مباينا لهم من امتلأ قلبه غيرة عليهم حتى استنكر البراءة منهم وعدها من معالم الضلال؟! . فإن قيل :بأن الظلم في الآية لا يصدق على فعل أئمة بالله . وإنما هو الإشراك الجور قلت :هذه أدهى وأمر ،فإن حصر الظلم في الازشراك به هذه النفوس من حببالله وهم ناشمع عما تشبعت الجور والفساد وقد أدى ذلك إلى انقلاب موازينها حتى رأت البطش بالناس وغمطهم حقوقهم وسلبهم كرامتهم الإنسانية لا ينطبق عليه وعيد الظلم وكذلك انحراف الأخلاق ،والخروج عن سواء الصراط في السلوك والمعاملات‘ وهذا مما أدى إلى الاستهانة بكبائر الأنم والفحشاءء على أن خير ما يبين يجملات القرآن نصوص القرآن التفصيلية ،وكم فيها مما يدل على أن الظلم لا ينحصر في الاإشراك وإنما يصدق على ظلم العبد نفسه بعصيانه وظلمه لغيره بسلبه حقه الشرعى. ٢٤ ومن ذلك أن الله تعالى حكى عن آدم وحواء عليهما السلام أ نهما :قالا ربتا طللمتا انفسنا وإن لم زتغفر لنا وتزحمتا كو ن الخاسرين (لاعراف)٢٢:‏ وقال عن يونس عليه السلام :ن فادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني موسىمن ] الظالمينه (الانبياء :من الآية)٨٧‏ وحكى عنكنت عليه السلام أنه قال بعدما قتل القبطي :رب إني ظلمت نفسي اغفر لينة( :القصص :مانلآية)١٦‏ ولا يدعي أحد من ذوي العقول أن هولاء أرادوا الاعتراف بالاإزشراك فإنهم لكانوا في قولهم كاذبين فإن من المعلوملو أرادوا ذلك يشركوا بالله طرفة عين فادم وحواء ما كاناقطعا أنهم يأاكلهما من الشجرة مشركين ،ويونس لم يشرك بالله بذهابه عن قومه مغاضبا ،وموسى ما كان بقتله القبطي مشركاا وإنما أرادوا الاعتراف بالخطيئة وقد سموها ويوكدهظلما فعلم أن الظلم ينطبق على الخطايا جميعا إن عدة الشهور عند الله اثتا عشر شهراأن الله تعالى قال: السماوات والض منها أربعة حره ة ذلكفي كتاب الل هه ريوم 7 (التوبة :امنلآية)٣٦‏ ومنالذين قم قلا تظلموا فيهن أنفسكم المعلوم أن المراد بالظلم هنا القتال في الأشهر الحرم وهو ليس بشرك قطعا. ي أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم ممنن قؤمتعال :طوقال ‏٢٥ عسى أن كونوا خيرا منهم ولا نساء من ذ نساء ء عسى أن بكرة حيرا بينهن ولا تروا أنفسكم ولا تابوا بالألقابر بن نس الازم الظالمونةالفسوق بعذ ت الأان 1ؤومن لم بسب فأولئك 7 (الحجرات)١١:‏ ا ومن المعلوم أنه لا يعد شيء مما ذكر هنا شركا وقال , :يا أيها النبي! اذا طلفسم؛ النساء طلقومن لمذتهن وأخصوا العدة واتقوا اللة كم لا تخرجوهن ين بيوتهن لا يخرجن ]إلاا أن أتي بفاحمة مبينة وتلك حدود الله4ومن يعد حدود الله فقذ ‏٣7نفسهةه (الطلاق :من الآية)١‏ والآية خطاب لأمة الاسلام في شخص نبيها عليه الصلاة والسلام ولا تعنى الشرك بحال. ومما يدل على أن وصف الذين ظلموا في الآية الكريمة يصدق على غير المشركين أنها مسبوقة بقوله فانتم كما أمزت ومن تاب معك لا تطعوا إنه بماتعالى تغملون بصيزيه؛ (هود)١١١:‏ إذ لا يخفى على ذي بصيرة أن الأمر بالاستقامة فى الآية يعنى الاستقامة على الدين بفعل أوامره وترك نواهيه والتزام حدوده كما قال الزمخشري: «فاستقم استقامة مثل الاستقامة لتي أأممرت بها على جادة «(أمر بالاستقامةالحق غير عادل عنها)) وقال ابن عطيةة وهو عليها وهو أمر بالدوام والثبوت والخطاب للرسول وأصحابه الذين تابوا من الكفر ولسائر الأمة فالمعنى ٢٦ وأمرت مخاطبة تعظيم» وقد اقترن ذلك النهي عن الطغيان والمراد به العصيان كما فسره ابين زيد بقوله(« :لا تعصوا ربكم» وقال الزمخشري« :لا تخرجوا عن حدود الله» وأتبع ذلك بقوله« :إؤلا تركوا إلى الذين طلمواه ليفيد أنهم -كما أمروا بالاستقامة وعدم الطغيان مأمورون بمفارقة بالوقو ع في معاصي الله والإصرار عليهاء وذلك بتتحذيرهم من بمجرد الركون إليهم ووعيدهم بالنار إن لم يمتثلوا. فإن جادل في هذا بحادل زاعما أن الآية لا تنطبق على غير المشركين بدليل قوله تعالى: :يةإن الشرك لظله عظيمة: وقوله :ايإؤالكارون هم الظالمون . فجوابه :أن قوله تعالى « :ةإن الرك لظلم عظيمه لا يدل بحال من الأحوال على انحصار الظلم في الشرك وإنما قصارى ما يدل عليه أن الشرك هو أعظم الظلم؛ ولا خلاف في هذا فإن كل عاقل يدرك أن أقبح الظلم و أشنعه وأسوأه وأرداه أن يجعل العبد لله تعالى شريكا مع أنه الذي خلقه فسواه وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة ولكن أين الدليل في هذا على أن ما دون الشرك لا يعد ظلما ولا ٢٧ ينطبق عليه الوعيد على الظلم؟ بل الآية زنفسها دليل على أن ما دون الشرك من ضروب الشر يكون ظلما أيضاء فإن الشر دركات كما أن الخير درجات وما مثل ذلك إلا كمثل قوله :إقتحرير ركبة مومنةه :فإنه يدل على أن من الرقاب المملوكة التي يجري فيها العتق رقابا غير مؤمنة ولكن لا يجزي عتقها في كفارات القتل ،ومثله قوله أن من السحرتعالى :ن ؤجاوا بسحر عظيمة فإنه يدل على ما هو دون ما جاوا به وإلا" فما فائدة وصفه بأنه عظيم؟!. وبهذا يتبين لك أن محاولة رد كل ظلم إلى الشرك ليست هي إلا فرارا مانلواضح إلى المشكل ومن البصيرة إلى العمى ،ناهيك بالأدلة ال .الواضحة الدالة على أن ما دون الشرك يصدق عليه وصف الظلم أيضا وقد مضى ذكر بعضها وكفى. أما قوله تعالى:ئؤؤالكاثرون هم الظامونيكه فإنا -إن سلمنا إفادتها الحصر -لا نسلم أن الكفر فيها هو كفر الشرك فإن الكفر كفران «كفر شرك» :وهو الخرج من ملة الإسلام الذي يترتب عليه عدم التوارث ،وعدم جواز دفنه في مقابروعدمبه.ممسلمةةتزويج من اتصف المسلمين ،وعدم مواراته على الطريقة الاإسلامية ،و«كفر ٢٨ نعمة)) :وهو لا يخر ج من اتصف به من الملة ،ولا يترتب عليه حرمانه من حقوق المسلمين في حياته ولا في مماته إلا الولاية التي هي اصطفاء موقوف على الوفاء بالواجبات واجتناب المحظورات ذلك لأن أصل الكفر التغطية كما قال تعالى :ن أعجب الكفار نباتةئيه أي الزراع لأنهم يغطون البذر بالتراب وقال الشاعر : يعلر طريقة متنها متراترا في ليلة كفر الجرم غمامها و قا ل آخر : ألقت ذكاء يمينها فكيافر وذكاء -بضم الذال -الشمس وإلقاؤها يمينها في كافر غروبها لأنها تحتجب وراء الأفق الساتر لها ،وقد دل على هذا النو ع من الكفر دلائل كثيرة من القرآن الكريم. وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ،فمما دل عليه في القرا ن قوله تعالى : :ولله على الناس حج و البت ؛ من عن العالميناة؛ (آلاستطاع إإليه سبيلا 7م كفر قإن الله غن هنا من ترك الحج مععمران :من الآية)٩٧‏ فالمراد .من كفر ضيتهيجحد فروهو ليس .ممشرك إجماعا إناستطاعته ٢٩ وقوله تعالى :ومن لم يحكم بما أنزل الل قأوتيك مم الكافزونة (المائدة :من الآية ٤‏ )٤مع أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يخرج من ملة الإسلام إن كان مقرا بحكمه سبحانه وقوله :ث إنا مديناه السبيل إاما شاكرا وإما كفوراره؛ (الانسان ( وقوله في سليمان بن داود عليهما السلام :فقال هذا مر: فضل رتي ليوني أشكر أمأكفرهه (النمل :مانلاية .‏. )٤ وقدبها المقاموأما الأحاديث فهي كثيرة يطول جانبا منها فاىلجزء الثانى من جواهر التفسيرذكرت فراجعه ،وهو في مصطلح أهل الحديث كفر دون كفر وبذلك ترجم له البخاري في صحيحه \ وأفرد له مسلم في صحيحه خمسة أبواب وقد نص عليه عدد كبير من أهل الحديث ومحققي المفسرين والفقهاء وسائر علماء الأمة. هذا وقد نص على أن المراد بقوله تعالى :إؤالكاثرون هم الظالمونه كفار النعم السيد العلامة محمد رشيد رضا في تفسيره المنار وهو الحق لأن التحذير من التهاون و التفريط في الانفاق موجه في صدر الآية إلى الذين آمنوا وذلك قوله سبحانه :ويا أيها الين آمنوا أنفقوا مما رزقتاكم من قنل أن اتي يوم لا يع فيه ولا خلة ولا شفاعة (البقرة :من ذل ::.الكافرون هم القاشون؛ فدلالآية ‏ )٢ ٥ ٤نم قال: ٢٣ ٠ أن المراد بالكافرين الذين لا ينفقون مما رزقهم الله وإلا ذهب الترابط والانسجام بين أول الآية وآخرها على أنا لو سلمنا لمن قال بخلاف هذا فإن مثل هذا التركيب وإن كان أصله دليلا على الحصر قد يكون لقصد التأكيد والمبالغة في الوصف كمايقال« :الرجل زيد» مع أن وصف الرجولة لا ينحصر فيه وقد يكون هذا حتى مع وجود «إنما)) المفيدة للحصر كما فى قول النبى كفة« :إنما الربا في النسيئة»» مع نهيه عن بيع أصناف مخصو صة بجنسها متفاضلة ولو مع القبض. وبهذا تدرك أنه لم يبق متعلق لمن حصر الظلم في ولم يحطها بعدلك&الله رعية فلم يرعها بنصحهاسترعاه جيدها وإخفاء رديئها حيث قال« :من غش فليس مني» أو«من غشنا فليس منا» فما بالك بمن غش الأمة بأسرها أولى بالبراءةكذلك! أوليس من كانوظلمه؟بجوره فلذلكلا يعلمونبلى ولكن أكثر الناسوالمقت؟ يجادلون بالباطل ليد حضوا به الحق. على أن في أحاديث الرسول يلة ما يدل على فداحة ٣١ ظلم الإمام الجائر ،ففي صحيح البخاري من حديث معقل بن يسار رضى الله عنه أنه قال لعبيد الله بن زياد إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله ية سمعت النبي لة يقول« :ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة» وفي لفظ « ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة» ورواه مسلم بألفاظ مختلفة ففى بعض الروايات« :ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» وفي بعضها «لا يسترعي الله رعية يموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة» وفي أخرى« :ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة . فإن قيل :سلمنا لذلك كله فما باله يقرن بالمشرك عابد الون والكافر من أهل الكتاب مع أنه قد باينهما بإسلامه أما تكون لإسلامه حرمة تمنع من له معهما في قرن؟ قلت :إنه هو الذي لز بنفسه في قرنهما ،إذ رضي لنفسه مصيرهما وهو الحرمان من رحمة الله تعالى والعياذ بالله كما أخبر النبي يلة -ولا يعني ذلك إخراجه من ملة الاسلام إن لم ينكر ما علم من الدين بالضرورة -فرب ذي ٣٢ كما قالوهو لا يعد في المشركينبالمشرككبير ة يقرن و :والذين لا ذعون مع االله إلها آخر ؤ لا فونالله تعالى: لىذلكفعلزنون 7التي حره الله إنا بالحق ولاالنفس فيهء مهاناكهضاعف له العذاب ريوه القيامة ة يخلدأئاما (( والزانىقاتل النفس بغير حققرن(الفرقان ٨:‏ )٦٩- ٦حيث بمن أشرك بالله في الوعيد ونحوه قول النبي يل «:مدمن الحمر كعابد وثن» رواه ابن ماجه وابنأبي شيبة من طريق .أبي هريرة على ,أن المدمن والزاني والقاتل -وإن قبحت كبائرهم وانتشر في الأرض فسادهم -هم دون الامام الجائر فإنه _بماآتاه‌الله من نفوذ ومنحه من قوة وسلطان -هو أساس كل فساد في الأرض‘ وسبب كل انحراف عن الاإسلام ،ومصدر كل بلاء على الأمة} لأن انحرافه يتبعه انحراف من لا يحصى من الناسك وضلاله هو منشأ انقلاب موازين الأمور ومعايير الأعمال حتى يرى الناس الحق باطلا والباطل حقا والصلاح فسا والفساد صلاحا والعلم جهلا الجهل علما فتكون الحياة كلها عفونة ونتنا ى وذلك ما أنكره أبو حمزة رحمه الله بلسانه ويده. ٣٢٣ هذا ولم يكن أصحابنا وحدهم الذين قالوا بالبراءة من أصحاب الكبائر فإن في غيرهم من علماء الأمة من تنبه لهذا كما نجد هذا فيما قاله الفخر الرازي فى «امححصول» فى معرض حديثه عن الايمان وبيانه للتنافي بين الايمان والفسوق وقد استدل لذلك بثمانية أوجه نقتصر منها على الثالث والرابع. فقد قال« :الثالث :قوله تعالى :إثما امون الذين آمنوا بالله ورسولهه إلى آخر الآية ثم ! إن الله تعالى أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في آخر هذه الآية أن حال كو نهيستغفر لهم .والفاسق لا يستغفر له الرسول فاسقا بل يلعنه ويذمه فدل على أنه غير مومن. الرابع :أن قاطع الطريق يخزى يوم القيامة والمؤمن لا يخزى يوم القيامة فقاطع الطريق ليس بموؤمن ،أما الأول فلأن الله يدخله النار يوم القيامة .وكل من كان كذلك فقد أخزى .أما الأول فلقوله تعالى في وصفهم : :خلهم في الآخرة .عذاب عظيم وأما الثاني فلقوله تعالى حكاية عنهم: :ربتا إنك من تدخجل النار أفقد أخزيتهةه ولم يكذبهم فدل على صدقهم فيه ،إما قلنا إن المؤمن لا يخزى يوم القيامة لقوله تعالى :يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معهه اه .وأقره ٤ على هذا الاصفهاني في شرحه المسمى «الكاشف عن الحصول (). وأنت ترى كيف نص على أن النبي يي لا يستغفر . البراءةإلا عن هذا ومما يجب أن لا يفوتنا ذكره أن البراءة من صاحب الكبيرة لا تعني بحال إخراجه من ملة الإسلام ،ولا حرمانه من حقوق المسلمين ما عدا الولاية فى الدين إلى أن يتوب فهو معصوم الدمإ لا يستباح قتله إلا بإحدى لاف وهي :الردة عن الإسلام أو الزنى بعد اللإحصان، أو قتل النفس المحرمة بغير حق ،وهو معصوم المال فلا يستباح ماله؛ وإن زنى أو قتل من أجل مراعاة حرمة التو حيدا ولايمنع التناكح والتوارث بينه وبين أهل ويدفن إنإذا عطسويبادل السلام ،ويشمتالاسلام مات فى مقابر أهل التوحيد ويوارى بطريقة المسلمين، وإنما تبقى البراءة منه إن لم يتب ،فرضا لازما ،أداء لحق الله تعالىك وحفاظا على نظام الدين وغيرة على حرمات الحق ،وتمييز بين البررة والفجرة. ٣٥ وهنا أمسك عنان طرف البيان بعد هذا السبح الموفق في ميدان العرفان سائلا الله تعالى أن يلهمني وجميع المسلمين الحق ويوفقنا لاتباعه ،ويجنبنا الباطل و مزالقه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أحمد بن حمد الخليلي ليلة الجمعة /٦٢٤صفر‏ الخير ١٤٦٢٧/ه‏ ٣٦ طبع بالمطابع العالمية ‎ت٨١٥٧٧١:؛٢