ن 5 96 76 ٣ للنت ناكلبلة: لاعتبارالرش الروز 5 )363 3 اعلا ,0 ا: 728:262 6926 9 & 2 -5_- [154هت2 اعداد د .محمد صالح ناصر 5 .الطبعة الاولى ‏ ٤١٣‏٢٩٩١۔-ه ١م نا تو. علا ل ك عاكعتلا ز لاععانز ص ايتن تنزكظي 1تاسلتا:[- 7 < كوز البا _ نشر السام يهرب افريهياع عد ‏ ١ل صا لح نا صرد .محمد الطبعة الاولى ‏ ٤١٢‏م-٢٩٩١ها ... >- ١ هذا بحث كنا ألقيناه في أسبوع ألفية حلقة العزابة ،بمدينة (غرداية) عاصمة وادي ميزاب من جنوب الجزائر بتاريخ:‏ ٢٦‏م. /٧/٨٨٩١ وتحت إلحاح الاخوان والأصدقاء على نشره ،قدمت نسخة من البحث إلى مكتبة الضامري للنشر والتوزيع لطبعه } وكانت المفاجأة مذهلة إذ طبع البحث دون مراجعة مني فاختلط الحابل بالنابل ،وتداخلت الإحالات تداخل عجيبا ،وأهملت المصادر الأجنبية إهمال كلي .وقد وزع الضامري هذه النسخ على عيوبها التي ذكرناها فكان لابد من الإشارة إلى هذه الأخطاء . ونحن إذ ناسف عظيم الأسف على هذه الأخطاء الخارجة عن إرادتنا نقدم اليوم للقارىء الكريم هذه الطبعة التي نرجو أن تكون أقل أخطاء وقد تكرم معهد القضاء الشرعي والوعظ والارشاد بسلطنة عيان على تقديمها إلى القاريء الكريم .راجين أن يبد فيها مايضيف علنًا ،أو يصحح خطاء أو يثير تصورا. واللله من وراء القصد وهو ولي التوفيق . محمد صالح ناصر مسقط في ‏ ١٥ربيع الثاني ١٤١٣ه‏ الموافق ١٩٩٢/١٠/١٢م‏ دور الأباضية فى نشر الاسلام بغرب أفر يقياهء ه. عندما نسمع أو نقرأ اليوم عن نشاط المسيحيين الساعي إلى تنصير المسلمين في القارة السوداء ولاسيا في غرب أفريقيا،تعود إلى أذهاننا مقارنة بسيطة ولكن لها دلالتها العميقة © مقارنة بين الماضي والحاضر تبين إلى أي حد يقصر المسلمون اليوم في مجال الدعوة الاسلامية.فإنه بقدر ما كان أجدادنا أصحاب رسالة يبلغون الاسلام إلى كل المناطق التي يستطيعون الوصول إليها رغم بعد الشقة وصعوبة التنقل وضعف الامكانات بقدر ما أصيب المسلمون اليوم بالتقوقع والانزواء والانكفاء على الذات في سبيل المصالح الفردية المادية } وأجدادنا حينا فعلوا ذلك ربطوا في سلوكهم الاصيل بين السعي من أجل الكسب الحلال والشوق إلى رضى الله بنشر دينه وتبليغ رسالة رسوله محمد عيل .إن هذه المعاني السامية تتجلى لنا بوجهها الناصع المشرق من خلال ما نقرأه في كتب التراث من أخبار أولئك الدعاة الرواد (٭) اباضية المغرب الإسلامي حتى نهاية القرن السادس المجري . الذين كان لهم فضل السبق لتبليغ الدين الإسلامي إلى غرب أفريقيا أو ما كان يسمى آنئذ بلاد السودان © وعلى الرغم من أهمية الموضوع فإننا نلحظ للأسف الشديد فقدان الدراسات المتخصصة في هذا الموضوع ونشير هنا بصفة خاصة إلى الدراسات العربية الإسلامية،إذ نلحظ أن الكتاب الأجانب مستشرقين وغيرهم حاولوا أن يكتبوا بعض المقالات عن هذا الجانب ولو أنها ما تزال قليلة لاتفي بالمقصود وإلى هذا النقص الفادح أشار المستشرق الباحث البولوني تادوز لفتسكي المتخصص في المذهب الاباضي حين أشار في مؤتمر المستشرقين الخامس والعشرين المنعقد بموسكو«_‘ إلى أهمية كتب الاباضية باعتبارها مصدرا هاماً لدراسة العلاقات التي تربط المغرب الاسلامي ببلاد السودان،وهي مصادر حسب رأيه مجهولة من أغلب الباحثين والمؤرخين رغم أهميتها الكبرى،وكلامه هذا يشمل كل الباحثين عربا وأجانب ولم يستثن سوى ما كتبه المستشرق الألماني جوزيف شاخت عن انتشار الفنون المعمارية الاسلامية عبر الصحراء وتأثير فن العمارة الاباضية في ذلك . والواقع عندما يعود المرء إلى المصادر التي لها علاقة بموضوعنا هذا يمكنه تقسيمها إلى قسمين مصادر عربية ومصادر أجنبية . أولها:وأهمها المصادر العربية الإباضية ولاسيا كتب السير وأخبار الأئمة ونذكر منها بالتحديد أخبار الأئمة الرستميين لابن الصغير ( النصف الثاني من القرن الثالث )5كتاب السيرة وأخبار الأئمة لأني زكريا يحى بن أبي بكر .,,')\( ينظر , 315 :من _٦ الوارجلاني (النصف الثاني من القرن الخامس) ،سير مشايخ المغرب لأبي الربيع بن عبد السلام الوسياني ( النصف الثاني من القرن السادس ) وهو ما يزال مخطوطا،إلى حد الساعة،طبقات المشايخ بالمغرب للشيخ أبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني ( النصف الثاني من القرن السابع ) كتاب السير لاحمد بن سعيد بن عبد الواحد الشاخي.وما سوى هذه المصادر فإننا لا نجد كتاباً ذا بال يمكن أن يضيف جديدا في هذا الموضوع.بل إننا نلحظ أن هذه المصادر نفسها كثيرا ما ياخذ اللاحق فيها عن السابق . أما المصادر العربية القديمة الأخرى فهي قلما اهتمت بالموضوع اهتاماً مباشرا وإتما تشير إشارات عابرة من خلال وصف بلاد السودان فإن الدارس عندما يعود إلى مؤلفات الادريسي أو البكري أو ابن حوقل لايجد تركيزا على هذا الجانب وهو نشر الاسلام في السودان،وإتما يجد أخبارا متفرقة تهتم بالجانب الجغرافي أو الاتتصادي ني الاغلب الاعم . ثانيها:المراجع الأجنبية } وقد تعمدت استخدام كلمة مراجع هنا لأنها تعتمد أساسا على ما في المصادر الاباضية المذكورة سابقاً ليس إلا ث ولكنها والحق يقال مراجع لايمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال لاسيا البعض منها2وأشير هنا بصفة خاصة إلى المقالات والدراسات المطولة التي كتبها الباحث البولوني ( تاذيوش لفتسكي ) وقد أحصينا حوالي ستة عشر بحثاً مما يس هذا الموضوع من قريب أو من بعيد . وقد لاحظنا أن أغلب الدراسات العربية الحديثة بل الأجنبية منها كثيراً ما تعتمد دراسات ( لفتسكي ) لما يمتاز به من دقة في نقل المعلومات وسعة ني الاطلاع على الفكر الاباضي،ودراية واسعة بكل ما يتعلق بتاريخهم ٧ وحضارتهم،ولو أن ( لفتسكي ) لم ينظر إلى موضوعنا هذا من الزاوية الاسلامية بقدر ما نظر إليه من الزاوية الحضارية والاقتصادية،أما الدراسات العربية المعاصرة فإن أغلبها يتناول الموضوع تناولاً عاماً أي في إطاره التاريخي ومن أهمها _ فيا نحسب _ الدراسة القيمة التي خصصها الباحث الفلسطيني جودت عبد الكريم يوسف عن العلاقات الخارجية للدولة الرستمية فقد خصص فصلا هاما لدراسة العلاقة التجارية بين الدولة الرستمية والسودان الغربي والأوسط وأثرها على الثقافة في هذه البلاد واستطاع أن يقدم لدا حشدا هائلا من المعلومات التي بذل جهدا كبيرا فيى جمعها وتحليلها والمقارنة بينها.ولا نعرف إلى جانبه كتابا اخر سوى كتاب الاستاذ إبراهيم بحاز ( الدولة الرستمية ) والذي خصص جزم قليلاً لهذا الموضوع © وأطروحة الدكتور إبراهيم فخار ( الجماعات الاباضية بعد سقوط الدولة الرستمية ) التي لانشك في أهميتها ولكننا لم نستطع الحصول عليها للأسف الشديد،وهناك مقالات ودراسات عربية أخرى تختلف أهمية واتصالا بموضوعنا هذا ولعل أهمها على الإطلاق تلك التي تقدم بها الباحث الدكتور أحمد إلياس حسين إلى ندوة العلياء الأفارقة ومساهماتهم في الحضارة العربية الإسلامية المنعقد تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوغ بالخرطوم في أواخر يوليو من سنة ‏ . ١٩٨٣وهذه الدراسة تحت عنوان ه دور فقهاء الإباضية في إسلام مملكة مالي ».إلهنا نلحظ أن هذا الموضوع على أهميته وجدواه لم يلق بعد الاهتام الذي ينبغي أن يلقاه من طرف الباحثين والدارسين والمؤرخين،بل لم يلق الاهتام من طرف منظمي الملتقيات الثقافية والفكرية في بلادنا3وهذا الإحساس يشاركني فيه أغلب المهتمين بالدراسات الاباضية . وما من شك في أن طبيعة الموضوع نفسه قد تكون من أكبر العوامل التي لا تشجع على الدراسة كا يشير إلى ذلك الدكتور عز الدين موسى رئيس قسم التاريخ في جامعة أحمد بيللو بنيجيريا.حيث يقول« :إن دراسة انتشار الإسلام في أفريقيا.بصفة عامة،قد تبدو يسيرة سهلة } غير أنها في واقع الأمر شائكة معقدة ث وذلك لكثرة الصعاب التي تواجه الدارس نتيجة لتداخل المسائل وتشابكها0وتعدد المفاهيم وتضاربها مع غموض شديد ، فالمادة المتاحة قليلة ومبتسرة وغير متوفرة بصورة متساوية كا وكيفا عن كل متيسرة بصورة متكافئة عن كل الفتراتالمناطق المراد دراستها ح وليست الزمنية في المنطقة الواحدة « . وهو ما يؤكده أيضا الباحث الدكتور أحمد إلياس حسين حيث يقول« :لم تمدنا المصادر العربية بمعلومات وافية عن الاسلام في منطقة المالنلك ( مالي ) قبل القرن الحادي عشر الميلادي بنفس القدر الذي اتضح به في مملكة غانة والتكرور،والنصوص القليلة التي وردت عن تلك الفترة لاتمكن من رسم صورة واضحة لتاريخ انتشار الإسلام في تلك المنطقة ه""' . والواقع انه يصعب على الدارس أن يتناول هذا الموضوع بمعزل عن غرب أفريقيا حتى القرن السادس عشر الميلادي ئالإسلام ف‏( (١د/عز الدين موسى3انتشار ‏. ٤٣ندوة العلماء الافارقة ص دور فقهاء الاباضية في إسلام مملكة مالي٥‏ ندوة العلياء الأفارقة . .‏)٢ر د/احمد إلياس حسين. ‏.٩٣ ص ٩ الحديث عن التجارة بين مراكز الحضارة في المغرب الإسلامي وبلاد السودان،وطرق القوافل ومسالكها عبر الصحراء لمعرفة أهم المراكز التي كانت همزة الوصل بين تاهرت ووارجلان وبلاد الجريد وجبل نفوسة من جهة } وبلاد السودان الغربي والأوسط من جهة أخرى فقد كان التجار يقومون إلى جانب أعمالهم التجارية بالدعوة إلى الإسلام وقد ارتبط انتشار الإسلام ني القرون الثاني والثالث والرابع للهجرة في غرب أفريقيا بالتجار إلى الحد الذي اصبح من العسير معه الفصل بين الحركتين مما لايسمح أبدا بوضع فاصل بين الدور الذي قام به التجار من جهة،وبين العلماء ودعاة الإسلام من جهة أخرى & فإنه غالبا ما يجتمع الدوران في الرجل نفسه © ويتضح ذلك كيا يقول الباحث أحمد إلياس حسين «من تتبع سير الأباضية الذين كانوا يمارسون التجارة على نطاق واسع في غرب إفريقيا منذ القرن الثامن الميلادي 75 وما أن أغلب المعلومات المتعلقة بهؤلاء الدعاة إنما نجدها في كتب السير عند الأباضية في المقام الأول حين تتعرض لتراجم الرجال وذكر أخبارهم وهم في الأغلب الأعم رجال اشتهروا بالصلاح والتدين والتقوى إلى جانب اشتهارهم بالحركية والحزم والنشاط ؛ فإن ( ئاذيوش لفتسكي ) يجزم بأن هؤلاء الأباضية الذين كانوا يسافرون إلى بلاد السودان لم يكونوا يتحملون مشقة هذا السفر المضني من أجل الدوافع الاقتصادية وحسب،وإتما كانوا يفعلون ذلك لدوافع دينية تبليغية تتصل بالدعوة إلى الاسلام ونشر رسالته في ‏. ٩٤السا بق © ص ‏)( ١الصدر ١٠ هذه البلاد النائية التي لم يصلها الإسلام في هذه العهود المبكرة وهذا ما نستنتجه من مكانتهم المرموقة التي نجدها في هذا المجال على النحو الذي ترويه لنا كتب السير عندهم . والواقع إن ظاهرة ارتباط نشر الاسلام بالتجارة ليست خاصة بالاباضية أو ببلاد السودان،فإن الإسلام في مشارق الارض ومغاربها ه لم ينتشر بالفتح وحده بل أدى التجار ومنهم علماء دورا كبيرا في نشر الاسلام في كثير من أقطار الارض،وكان العلماء في ذلك الزمان يعملون بالتجارة والصناعة والزراعة وغيرها من الحرف ليكسبوا من كد أيديهم ويؤدوا دورهم في نشر تعاليم دينهم ومبادئه في الوقت نفسه ه(( . وقد عرف الأباضية منذ القديم بميلهم الشديد إلى الأعمال الحرة التي لا يرتبطون فيها بحاكم أو وال يدفعهم إلى ذلك حرصهم على الكسب الحلال © وتكونهم الأصيل الذي يعتمد على النفس تربية وتكوين في الأغلب الأعم . وقد أدى استقرار الأباضية على أطراف الصحراء في واحات فزان وجبل نفوسة وغدامس وواحات الجزائر ووارجلان وسدارته مم وادي ميزاب منذ القرن الثامن الميلادي إلى ارتباطهم القوي بتجارة الصحراء ث وعزز ذلك الارتباط اعتناق مجموعات من قبيلتي هوارة وزناته للمذهب الاباضي وتخصص كثير منهم بالتجارة عبر الصحرا" . فسرعان ما انتظمت تجارة الاباضية في زويلة تحت إمارة بني الخطاب منذ ‏( )١عبد الرحمن الشرقاوي،أئمة الفقه التسعة ى ص ‏. ١٠ ‏. ٢٤٩‏ ، ٢٨٦محمد علي دبوز } المغرب الكبير ج٢‏ © ص‏( )٢ابن خلدون ث ج٢‏ ى ص ١١ تأسيسها عام ‏ ٧٦٢هجرية وتوسعت تجارة الصحراء بقيام الدولة الرستمية في تاهرت عام ‏ ١٦٠تتجرية ( ‏ ٧٦٦١م ) فقد أشرفت هذه الدولة على المنطقة الصحراوية ما بين سجلماسة ( جنوب المغرب الاقصى ) وزويلة التي دخلت ضمن دائرة نفوذها واهتم الرستميون بالتجارة وطرقها فحفروا الآبار للقوافل في المناطق الداخلية في الصحراء وأرسلوا الجنود بصحبة التجار لتأمينهم من الاماكن التي يخشى فيها من غارات البدو . وارتباط الدعوة إلى الاسلام بالتجارة على هذا النحو المتداخل المتكامل يعد في حد ذاته من أهم العوامل المساعدة على انتشاره بين الافارقة في تلك البلاد الواسعة،إذ إن التجارة ميدان عملي تمتحن فيه العقيدة والاخلاق والسلوك اليومي0فإن المر في صراعه مع الاغراءات المادية لا ينتصر على هوى النفس ونوازعها نحو الرح الوفير السريع من أيسر الطرق وأدناها3إلا إذا كان يملك قوة إيمانية ثابتة تعصمه من الوقوع في المزالق،والتجارة هي الميدان العملي الذي توضع فيه تلك القيم للامتحان مع الآخرين.وما من شك في أن أهل تلك البلاد عندما كانوا يتعاملون مع التجار المسلمين كانوا يلحظون ما يمتازون أو يتميزون به عن غيرهم مما يجعلهم يتساءلون عن القوى الروحية الخفية التي تقف وراء هذا السلوك وذلك ما يدفعهم إلى التعرف على الدين الإسلامي مقارنين بينه وبين ما هم عليه من بدائية ووثنية . وأقوى دليل على هذا التعليل ما نجده في قصة علي بن يخلف وإسلام أحد ملوك مالي على يديه حيث نلحظ أن الشيخ علي بن يخلف لفت نظر الملك باستقامته « فكان الملك قلما جلس مجلسا إلا أجلسه معه إكراماً له . ١٢ .وكان يتعجب من خلقه وخلقه وكثرة عبادته ومحافظته على دينه ا وهذا ما يجعلنا نيحث عن هذه العلاقات التجارية التي كانت بين الاباضية وبلاد السودان الغربي والأوسط إما إبان الحكم الرستمي في تاهرت أو بعد زوال الحكم في سدراته ووارجلان،أو من خلال المواطن التي انتشرت فيها الجماعات الأباضية مثل بلاد الجريد5وأسوف } ووادي أريغ وغيرها،ونتتبع المراكز التجارية الصحراوية الهامة التي كانوا يمرون بها أو يقيمون مثل أودغست \ ،وتادمكت |} وغانة0ومالي ث وكوكو،وكانم . محللين الآثار الثقافية والفكرية التي تركتها هذه العلاقات في كل هذه المراكز ولنبدأ من أهم هذه المراكز وأكثرها ذكرا في كتب السير وهي مملكة غانة . وم_ . ٩١٧ص‎٢المشائخ بالمغرب ج‎ ( ()١الدرجيني.طبقات ١٣ علاقات تاهرت ووارجلان بغانة إن المصادر التاريخية القديمة متفقة جميعها على الأهمية الاقتصادية الكبرى التي عرفت بها تاهرت عاصمة الدولة الرستمية،فإن مكانتها التجارية في قلب المغرب الاسلامي وما اشتهرت به من عدالة وأمن ورخاء لكل المتساكنين بها .جعلتها جديرة بأن تؤدي هذا الدور الاقتصادي { الهام وتكون محط القوافل التجارية القادمة إليها والمنطلقة منها في جميع اتجاهات العا لم الإسلامي مشرقا ومغربا وشمالا وجنوبا0والذي يهمنا من هذه العلاقات هنا ما كان بينها وبين بلاد السودان © وقد اشتهرت ثلاثة طرق تجارية تصلها ببلاد السودان ؛ طريق يصل بين تاهرت وغانة بواسطة سجلماسة & وطريق تصل بين تاهرت ووارجلان ليتجه إلى تاد مكت ثم كوكو أو جاو،وطريق تصل تاهرت بافريقيا الشرقية إلى طرابلس مرورا بالقيروان . ومن العواصم الحضارية ني المغرب الاسلامي مدينة وارجلان،ولها في هذا النشاط الديني والتجاري أهمية عظيمة،فقد كانت بحكم مكانتها الاستراتيجية في الصحراء ملتقى المسافرين القادمين من كل اتجاه0ومحطة دائرية تتجه إليها ومنها القوافل التجارية.وقد أفرد ( لفتسكي ) لهذا الموضوع ١٥ دراسة مطولة أحصى فيها عشرين اتجاها تنطلق من وارجلان عشرة نحو الشمال © وعشرة نحو الجنوب.وقد اتفقت المصادر القديمة على أهميتها تلك ودورها البارز في ربط الصلات بين تاهرت وبلاد السودان . يقول الادريسي في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ه..وأكثر المسافرين لتجارة السودان في عهد الدولة الرستمية من وارجلان وهوارة وبضاعتهم يستوردونها من مدينة كوكو } وبين كوكو وغانة شهر ونصف ؤ وبين غانة وأودغست اثنتى عشرة مرحلة وبينها وبين وارجلان إحدى وثلاثون مرحلة . ...واضاف..وارجلان مدينة فيها قبائل مياسير وتجار أغنياء يتجولون في بلاد السودان إلى بلاد غانة وبلاد هكارة فيخرجون منها التبر ويضربونه ببلادهم على اسم سلطانهم وهي وهبية إباضية ... وهكذا فإن دور الوسيط التجاري الذي كانت تقوم به وارجلان في هذه العلاقات جعلتها ي القرن الخامس والسادس المجربين غنية مزدهرة يضرب خيراتها الأمثال،وتضرب لحلب ما في أسواقها أكباد الجمال بل أن بعض الباحثين المعاصرين من علماء الحفريات في سدراتة يرجع ازدهار الحضارة في سدراتة وما بلغته من رقي وتوسع عمراني وفلاحي هائل.يرجع كل ذلك إلى مكانتها الاقتصادية ودور أسواقها النشيطة في التجارة بين الشيال" والجنوب ولاسيا إلى بلاد السودان . إن أقدم نص يذكر العلاقات الوطيدة التي كانت بين تاهرت وبلاد ١٦ السودان يرويه لنا ابن الصغير مؤرخ الدولة الرستمية فيا يرويه عن اخبار الإمام أفلح بن عبد الوهاب،كا نجد رواية أخرى عند الوسياني والدرجيني عن هذه العلاقات فيا روياه من أخبار الإمام عبد الوهاب وابنه أفلح،ومفاد الخبر هو أن أفلح عزم على السفر إلى بلاد كوكو أيام أبيه عبد الوهاب & ولكن أباه صرفه عن هذا السفر،ومن المعلوم أن الامام عبد الوهاب حكم الدولة الرستمية مدة طويلة من سنة ‏ ٢٠٨ _ ١٧١ه ومعنى ذلك أن تفكير أفلح للسفر إلى بلاد السودان كان قبل سنة ‏ ٢٠٨ه وهذا يعني أيضاً أن العلاقات بين الدولة الرستمية وبلاد السودان تعود إلى أسبق من هذا التاريخ . كا يدل على الاهمية التي كانت توليها الدولة الرستمية للتجارة مع السودان إذ ليس من السهل في تلك الظروف وفي هذه الحقبة المتقدمة أن تصل تجارة بلد ما إلى أعماق الصحراء على هذه المسافة البعيدة لولا ما تملكه الدولة من وسائل النقل وما توفره للمسافرين من وسائل الأمن والاتصال.ولا نحسب أن ابن الإمام حاكم الدولة كان سيفكر في السفر إلى هذه البلاد النائية لو لم تتعلق بهذا السفر أهمية عظيمة © قد تكون الأهمية اقتصادية أو سياسية أو حددوا ذلكالاطلاع لاندري ‏ ٨لأن المؤرخينثقافية أو هي مجرد حب والأغلب أن تكون الأسباب اقتصادية تجارية،فقد عرف من أخبار الإمامين عبد الوهاب © وأفلح اشتغالهما بالتجارة.كا عرفت الدولة الرستمية بسياسة حسن الجوار التي دأبت على انتهاجها كا فعلت ذلك مع سجلماسة والأندلس وحتى مع منافسيها في القيروان،ومما يدل على أن الامام افلح كان يعلق بهذه الصلات أهمية كبيرة أنه حقق في عهده ما لم يستطع تحقيقه في عهد أبيه،فإن ابن الصغير يروي من أخبار أفلح أنه أوفد سفارة على مستوى ١٧ عال حسب تعبيرنا المعاصر اليوم وذلك حيث يقول:ه ...وكان بالبلد رجل يعرف بمحمد بن عرفة وكان وسا جميلاً جوادا سمحاً8وكان قد وفد على ملك السودان بهدية من قبل أفلح بن عبد الوهاب فعجب ملك السودان ما رآه من هيبته وجماله وفروسيته إذا ركب الخيل،فهز يديه وقال كلمة بالسودانية ليست تعبر بالعربية لان لا محرج للامساك ( بها ) إنما هي فيا بين القاف والكاف والجيم } إلا أن معناها أنت حسن الوجه حسن الهيئة .والأفعال...ل إن الذي نستنتجه من هذه الرواية جملة أمور وهي : أولا:إن الإمام حاكم الدولة نفسه اهتم بهذه السفارة . ثانياً:أوفد لهذه المهمة أعلى شخصية دبلوماسية معروفة في حكومته . ثالشاً:إن السفارة كانت من الأهمية بمكان إذ أصبحت من الأخبار الهامة التي يتناقلها الرواة . رابعاً:إن الصلات بين الدولة الرستمية وبلاد السودان أو مملكة غانة كانت على قدر عظم من الاتصال كما تدل على ذلك الشخصية الموفدة وما حملته معها من هدايا إلىملك السودان . خامسا:إن السفارة كانت ناجحة مما جعل ملك السودان يعبر عنها بما أضفاه على الموفد إليه محمد بن عرفة من عبارات الاعجاب والتقدير . وعلى الرغم من أن ابن الصغير اهتم في روايته بهذه التفاصيل الدقيقة إلا ‏. ٦٢‏( )١ابن الصغير،أخبار الأئمة الرستميين،ت ناصر وبحاز.ص ١٨ أنه نسي _ كما لاحظ ذلك لفتسكي _ أن يذكر لنا اسم البلد الذي زاره ابن عرفة واسم الملك الذي انتزع منه الإعجاب والتقدير } غير أن صيغة الاضافة والتعريف التي استخدمها ابن الصغير وهي ملك السودان تدل على أن الرستميين أو المغاربة في ذلك العهد كانوا لايعرفون سوى هذا الملك وحسب المعلومات التي يمدنا بها الرحالة والمؤرخون القدامى مثل الفزاري وهو يصف الممالك السودانية التي كانت معاصرة للدولة الرستمية فإن الامر هنا يتعلق في الأرجح بالسودان الغربي وربما الأوسط ولم يكن في هذه المنطقة من السودان سوى ثلاث دول وهي غانة،ووارام،ونحلة . وحسب معلومات الفزاري فإن دولة غانة كانت تشتمل في أواخر القرن الثامن الميلادي النصف الثاني من القرن الثاني الهجري على البلاد المتاخمة لطرف الصحراء والسودان الغرني،شرق السنغال الحالي وغرب حوض بحيرة تشاد،وإذا أخذنا بهذا التحديد فإن سلطة ملوك غانة تكون متجاورة لأرض قبائل سنونكي.ومعنى هذا أيضاً لم يكن في السودان الغربي والأوسط سوى دولتين أخريين إلى جانب دولة غانة وهما وارام في الغرب ونحلة في الشرق مما يرجح أن السفر كان ني اتجاه دولة غانة . كا أن أغلب النصوص سواء تلك التي نجدها في سير الوسياني أم التي نجدها في سير الشماخي تذكر من بين بلدان السودان بلاد غانة في الأغلب الأعم3فهل كانوا يطلقون اسم غانة على كل هذه الممالك بما فيها مملكة كوكو ( جاو ) أم أن غانة بإطلاقهم العام هذا كانت تعني عندهم بلاد السودان دون تحديد لبلد بعينه ؟ ١٩ من الصعب على الدارس اليوم أن يجيب إجابة دقيقة على هذا السؤال . ومهما يكن الأمر فإن ذلك يعني أن الاتجاه كان صوب بلاد الذهب لأن هذه المناطق اشتهرت بهذا المعدن الغالي الذي كان يدر عليهم أرباحا طائلة كا سنلحظ هذا من قصة تلي الوسياني وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين المعاصرين حول تحديد مكانها الجغرافي الحالي(_' فإن أغلب الآراء تميل إلى أنها تقع حاليا حيث توجد أطلال مدينة ( كومي صالح ) الواقعة في القسم الجنوبي الشرقي في موريتانيا الحالية" . إذا فإن غانة قد أصبحت فيا بين القرن التاسع والثاني عشر الميلاديين بلداً تجاريا هاما بحكم موقعها الجغرافي الممتاز الذي أشار إلى أهميته كل الباحشين والجغرافيين والرحالة العرب والأجانب،وتعود أهميتها الأولى إلى موقعها القريب من معادن الذهب مما جعل المؤرخين العرب”") يطلقون عليها بلاد الذهب أو بلاد التبر ث وليس هناك ما يشير إلى وجود الذهب في غانة نفسها فإن البكري ه يذكر أن حواليها من معادن التبر كثير...‏. ٠٤١ وإنما تعود أهميتها إلى سيطرتها على الطريق المؤدي إلى تلك المناجم،فقد كان التجار يدخلون منها في مفازات إلى بلاد التبر ولولاها لتعذر الدخول إلى تلك البلاد لأنها في موضع منقطع،لذلك كان التجار حين ينزلون مدينة غانة « يستصحبون الأدلاء ويستكثرون من حمل الماء ويأخذون جهابذة ‏( )١جودت عبد الكريم } العلاقات الخارجية للدولة الرستمية.ص ‏. ٣٦١ .ح‎عن) (٢ينظر- 41ع ( )٢مثل:البكري،الزهري،الادريسي واليعقوبي. ‎ .٢٦١ . ١٧٩١وانظر:الحموي ح معجم البلدان ج ٦ ‎ص‎( )٤البكري } المغرب © ص‎ ٢٠ وسماسرة لعقد المعاملات بينهم وبين أربا ب التبر فيمرون بطريقهم ا. والذي يهمنا نحن هنا هو ما مدى تأثير التجار المسلمين في نشر الإسلام بهذه المناطق . إن الذي نستخلصه من شهادات بعض المؤرخين العرب أن غانة أصبحت بلدا ينتشر به المسلمون الوافدون بالمئات والآلاف كانت كذلك في القرن الحادي عشر الميلادي قبل أن تدخل تحت حكم المرابطين & فقد كان بها حي كبير يسميه البكري مدينة يسكنها المسلمون الذين كان لهم بها اثنى عشر مسجدا فيها الأئمة والمؤذنون،والفقهاء وحملة العلم ويشير إلى أن تراجمة الملك من المسلمين وكذلك صاحب بيت ماله وأكثر وزرائه(' . وكان وجود التجار الأباضية بالمدينة معتبر كيا تدل على ذلك الأخبار الكثيرة عن تجار تاهرت } ووارجلان،وبلاد الجريد وغيرها . ومن أقدم النصوص التي تحدثنا عن الأباضية الذين سافروا إلىغانة عن طريق وارجلان هذا النص الذي يفيدنا به أبو الربيع الوسياني في كتابه مشايخ المغرب وذلك حيث يترجم هارون بن أبي عمران الحامي الوسياني وهو من علماء الاباضية المرموقين وكان معاصرا للشيخ أبي صالح جنون بن يمريان الذي كان شيخا للجماعة الأباضية إبان سقوط الدولة الرستمية حسب ما يرويه الشماخي في سيره3وقد مر أبوموسى على وارجلان قاصدا غانة فطلبت منه الجماعة هناك إنشاء الحلقة مقدمين له مساعدة مالية ث فأبى } وتحدثنا ‏( )١البكري،المغرب،ص ‏ . ١٧٥أيضاً:جودت عبد الكريم & العلاقات الخارجية..ص ‏. ٢٥٤ ٢١ كتب السير أنه سافر فعلاً إلى مدينة غيارو حيث بقي إلى أن توفىه_' . وغيارو هذه تقع على بعد ثمانية عشر يومأ عن مدينة غانة0وهي لم تكن مجهولة لدى العرب القدامى فقد ذكرها البكري بالاسم نفسه وهو يقول عنها ه إن أفضل الذهب في بلاد غانة ما كان بمدينة غيارو(" وبعض الباحثين الفرنسيين المعاصرين يحددونها حاليا ببلدة كونديورو أو قونديورو("'. إن الذي يهمنا من هذا الخبر هي شخصية هارون بن أني عمران الذي .يعده الشهاخي من بين المعدودين من شيوخ اهل الدعوة من زناته “ ودليل مكانته تلك هو طلب أهل وارجلان أن ينشئ لهم الحلقة وإلحاحهم على ذلك واستعدادهم ليدفعوا مقابل ذلك مبلغا ماليا معتبر7ولا ندري سبب رفض هذا العالم طلب أهل وارجلان،ولكن الذي نحتمله هو أن سفر مثل هذه الشخصية إلى غانة ثم توغله إلى أبعد نقطة يصل إليها المسلمون آنذاك وهي غيارو لن يكون سببه الوحيد هو التجارة أو جلب التبر أو طلب الرح الوافر كا يذهب إلى ذلك لفتسكي«ث© ،وإنما الذي نراه من أسبابه الدعوة إلى دين الله ونشر تعاليم الإسلام بين أناس بدائيين وقد طال مقامه بينهم إلى أن توفاه اللمفدفن هناك ءوما دام هذا العالم من المعدودين من أهل الدعوة المقتدرين على التوجيه والارشاد فإن ذلك يعزز من الاحال الذي . ٢١( (١مشايخ المغرب.خطوط3ص‎ . ١٧٦( )٢البكري،المغرب " ص‎ .ع‎,( )٢ينظر .. 94 :نح ع .٢٢٣ص‎( )٤سير المشايخ اج٢٣ ‎ .ن‎:ح') (٥ينظر , 74 :من ٢٢ إليه.ويقويه .نذهب ءءء. واسين وكان مستقرا ببلاد الجريد هو الاخر كان إلى جانب اشتغاله بالتجارة عالما مرموقا سافر عن طريق وارجلان وسجلماسة إلى غانة وبالذات إلى مدينة الذهب غيارو ويبدو أن هذا حدث في النصف الثاني من القرن الرابع المجري.وقد استوطن هذه المدينة إلى أن انتقل إلى رحمة الله(. ن,‏ ©} ٢١ايضا 0 :{ صالغرب‏( (١مشايخ ., 61 ٢٢٣ الإباضية في كوكو التحديدات الخغرافية المعاصرة على ساحل نهر النيجرتقع كوكو حب وهي المدينة المعروفة الان باسم جاو في جمهورية مالي(. 0 يذكر اليعقوني في كتابه تاريخ البلدان مملكة كوكو ويصفها بأنها « أعظم ممالك السودان وأجلها قدرا وأعظمها أمر("‘ . وهذا يعني أن مملكة غانة لم تعد هي أعظم مملكة في السودان الغري & وكانت قبل القرن التاسع الميلادي كما رأينا ذلك انفا تبسط نفوذها على رقعة واسعة من هذه البلاد مما يدل على أن كوكو قد نجحت في الخروج عن سلطة غانة والتوقف عن دفع الجزية5ويبدو أن كوكو لم تحتفظ باستقلالها وحسب بل راحت تبسط نفوذها على الممالك المجاورة حتى كانت كل الممالك تعطي لملكها الطاعة © فقد ذكر اليعقولي« :أن تحت ملك كوكو عدة ممالك يعطونه الطاعة ويقرون له بالرئاسة على أنهم ملوك بلدانهم «' . . ,حح'ن(\( ينظر 715 - 815 : ( )٢اليعقوبي2تاريخ البلدان0ص. ٢٣٠ ‎ ( )٢جودت } العلاقات الخارجية.ص. ٣٢٤٣ ‎ ٢٥ وهذا التغيير في خريطة المنطقة لا تعنينا أسبابه وعوامله هنا0بقدر ما يعنينا أن العلاقات التجارية بين السودان الغرني والمغرب الاسلامي كان لابد أن تتطور هي الاخرى بناء على هذا التطور في الاحداث السياسية.وبالفعل فإننا نجد ذكر كوكو في المصادر الاباضية على أنها من البلدان التي كانت القوافل التجارية من تاهرت تتجه إليها . فقد أشرنا سابقاً إلى ذكر الوسياني أن أفلح في عهد أبيه كان عازماً على السفر إلى كوكو فمنعه أبوه،وقد نقل الدرجيني الرواية نفسها دون إضافة تذكر.والملاحظ أن المؤرخين لم يذكرا شيئا عن الحالة السياسية في جاو عندما أشار إلى رغبة أفلح ني الاتجاه إليها.هل كانت مجرد مركز تجاري أم مدينة كبرى أم عاصمة لمملكة واسعة تضم إليها ممالك أخرى كا كانت عليه ني عهد اليعقوبي ؟ ومهما يكن من أمر فإن عزم أفلح على زيارة جاو في تلك الفترة أي قبل سنة ‏ ١٨٠هجرية يدل على وجود علاقة تربط المغرب الإسلامي بالسودان الغربي بوجه عام وتربط تاهرت بوجه خاص،إذ من المستبعد أن يكون أفلح قد كان رائدا ي ربط تاهرت بالسودان وكشف مجاهل الصحراء ومن المرجح أنه كان سيرافقه قافلة تجارية اعتادت السفر إلى تلك الجهات . ©, ... إن هذه الصلات المبكرة بين الدولة الرستمية ومدينة ( جاو ) أهلتها لأن تصبح من المراكز التي كان الوجود الأباضي بها قوي.فمن المعلوم أن أبا يزيد بن محلد بن كيداد ولد بهذه المدينة قبل أن ينتقل مع أبيه الذي كان ( )١جودت العلاقات الخارجية ص. ٢٤٥ ‎ ٢٦ تاجرا بها إلى ( تاد مكة ) وذلك حوالي ‏ ٢٧٠للهجرة3وحسب المعلومات التي تمدنا بها المصادر العربية القديمة مثل المهلبي الذي -كتب معلوماته حوالي ‏ ٦٥و ‏ ٣٨٦هجرية (٩٧٥م)‏ فإن مدينة السلطان المخصصة له ولحاشيته بها مسجد يصلي به الملك وحاشيته كا أنها تحتوي على مصلى ومدرستين آنيتين ث وهذا لملك قد يكون من سكان المنطقة2وحوالي ‏ ٤٠٠هجرية نجد أحد ملوك سنغفاي ينقل عاصمة مملكته إلى مدينة ( جاو ) معتنقاً الإسلام،والذين جاؤوا من بعده من الأسرة الحاكمة كانوا كذلك ويرجح الأسر أباضية اعتادا على ( ماركارت ) المتخصص في( شاخت ) أن هذه معرفة المصادر . ويقول شاخت أنه ليس أدل على مذهبهم الأباضي هذا من أن المؤرخين العرب من السودان يأخذون عليهم انتسابهم لمذهب الابتداع وهم يريدون فيا ييدو الخوارج()١‏ . كا نجد البكري في القرن الخامس الهجري يتحدث عن أهلها المسلمين ولباسهم وعاداتهم،ويقول الادريسي عن كوكو إن بها مدينتين مدينة الملك ومدينة المسلمين وزيهم كزي السودان،وبعد أن يصف أهلها وملكهم وحاشيته يقول عن علاقاتهم بالمسلمين..وهم يداخلون التجار ويجالسونهه(") . . ],حع ن)\( ينظر , 32 : .!! ],ح 0كايضا 66 : ‏( )٦٢الادريسي،صفة الأرض،ص ‏ ١١وجودت،العلاقات الخارجية..ص ‏. ٣٦٧ ٢٧٢ ويشير ( موني ) نقلاً عن المهلي أن ملك كوكو أعطى القدوة لشعبه باعتناق الإسلام ولما كان المهلي من مؤرخي القرن الرابع المجري كان ذلك يعني أن دخول الإسلام كوكو تم قبل هذا التاريخ _" . . ٢٨٥ ( )١جودت،العلاقات0ص‎ ٢٨ الأباضية في مملكة مالي من المعلوم أن ازدهار مملكة السوننك أو مملكة غانة اعتمد على النشاط التجاري مع المغرب الاسلامي كا بينا ذلك سابقا2ويقول المؤرخون ه إن علاقات السوننك بالجنوب كانت قوية أيضا من أجل التجارة لأن أغلب السلع التي تعتمد عليها تجارة غانة توجد في الجنوب على أرض ( المالنك ) أو مالي بما في ذلك السلعة الرئيسة وهي الذهب التي كانت أغلب مناجمها الغنية بأرضها..ه( . غير أن قيام مملكة غانة القوية على حدود المالنك الشيالية لم يتح لتلك الممالك فرصة النمو والتوسع وربما خضعت بعض ممالك المالنك في الشمال لسيطرة غانة . ...وإذا افترضنا أن المناطق الشيالية كانت تابعة لنفوذ مملكة غانة فإن مملكة مالي في القرن التاسع الميلادي قد توسعت في المناطق الجنوبية وأشرفت ‏( )١د .أحمد إلياس العلاقات بين مملكة غانة والمغرب العربي بين القرنين ‏ ٨۔ ‏ ٠١١رسالة دكتوراة ايضا:أحمد إلياس دور فقهاء. .بمعهد الدراسات الأفريقية .جامعة القاهرة .ص.٥٨‏ ص.٩٢‏ ٢٩ على مصادر الذهب واصبحت من الممالك الشهيرة في غرب أفريقيا فوضع اليعقوبي ه مملكة ملل »( أي مالي ) إلى جانب تلك الممالك الكبرى كغانة وغيرها 75 وما أن التجار الأباضية كانت لهم علاقات نشطة في هذه الممالك الواسعة فإنهم استطاعوا ولاشك الوصول إلى مملكة مالي كا تدل على ذلك بعض النصوص من المصادر الأباضية وغير الاباضية . فيروي الدرجيني في كتابه طبقات المشايخ بالمغربه"‘،كا يروي الشهاخي في سيره ويبدو أنه نقل عنه.أن من أوائل الاباضية تأثير في إسلام مالك مالي العالم الورع الداعية المستجاب الدعاء علي بن يخلف المزاتي القيجاري النفوسي وقد تناقلت بعض المصادر الاباضية الحديثة قصته ونحن نورد هذه القصة هنا نقلا عن مصدرها الاول الذي هو الدرجيني : ...وحدث جماعة من أصحابنا أن علي بن يخلف سافر إلى غانة سنة خمس وسبعين وخمسيائة فانتهى إلى مدينة ه مالي » فأكرمه ملكها غاية الإكرام3وكان هذا الملك مشركأً وتحته مملكة عظيمة كل أهلها مشركون وتحته اثنى عشر معدناً يستخرج منها الذهب التبر7فكان الملك قلما جلس محلساً إلا أجلسه معه إكراما له وكان يتعجب من خلقه وخلقه وكثرة عبادته ومحافظته على دينه » حتى عقد النية على الانفصال وقد قضى حاجته ث وكان ذلك في سنة قحط شديد فشكت الرعية ما اصابهم إلى ملكهم فأمرهم ( )١المصدر السابق0ص. ٩٣ ‎ ( )٢الدرجيني،طبقات المشائخ،ج ٢ ‎ص ، ٥١٧ ‎أيضا الشيماخي،السير ى ص. ٤٥٧ ‎ ٢٣٠ بالاستسقماء فجعلوا يستسقون ويتقربون بقرباتهم التي يعتادونها في ملتهم .. فلم يسقوا © فقال الملك لعلي« :ألا تدعو إلاهك الذي تعبد أن يسقينا » ؟ فقال له« :لايسعني ذلك وأنتم تكفرون به وتعصونه،وتعبدون غيره © فإن آمنتم به وأطعتموه فعلت ذلك ورجوت أن يسقيكم ».فقال له الملك : ه علمني الاسلام وفرائضه حتى أتابعك وتستسقي لنا »فعلمه كيف يقر بالشهادتين فعلمهما . نم قال اصحبني إلى نهر النيل(ه) ففعل فعلمه كيف يتطهر فتطهر © ولبس ثيابا طاهرة ورق“به ربوة فوق النيل(ه) فعلمه الصلاة فصلى،ثم قال إن أنا صليت فافعل ما تراني أفعل وإذا دعوت فقل آمين فباتا ليلتهما في عبادتهما وضراعة إلى الله عز وجل،فلما كان بعد صلاة الصبح،أنشأ الل سبحانه سحابة فما حاولا الانحدار من الربوة حتى حالت السيول بينهما وبين المدينة فجاعهما زورق ني النيلره) فركبا حتى دخلا المدينة ودامت السحابة سبعا غير مقلعة تسح ليلا ونهارا فزادت المؤمن إيمانا واستدعت إيمان الكافر2فلما رأى الملك صنع الله تعالى دعا جميع أهل بيته إلى الإسلام فأجابوا ثم دعا أهل المدينة فقالوا نحن عبيدك فأجابوا ثم دعا من دنا من المدينة من رعيته فأجاب أكارهم ‘ ش دعا الأقصين فقالوا غحن عبيدك ولك منا الطاعة وتتركنا على ما لقينا عليه آباءنا فسمح لهم } ثم حكم بأن المدينة لايدخلها إلا من آمن باللهورسوله ومتى رئي فيها كافر قتل،ثم قال له علمني القران وشرائع الاسلام فجعل يعلمه حتى تعلم جملة ينتفع بها } فبينا هو عنده (ه) المقصود هنا هو نهر النيجر } وكانت كلمة النيل تطلق على الأنهار في تلك البلاد . ٢١ في ذلك إذ ورد عليه كتاب أبيه يستدعي منه المجيء ويحجر عليه في الاقامة & فقال للملك أعلم أني على السفر } فقال لايحل لك أن تتركنا نعود إلى العمى بعد أن أبصرتنا دين الهدى،فقال أعلم أن من فرائض هذا الدين إبرار الوالدين } وقد حجر علي والدي المقام } وهذا كتابه فلما رأى جده،أحسن منقلبه وانفصل،وبقوا على الإسلام والحمد لله رب العالمين » . ثم يعلق الشماخي في سيره بعد أن يروي الحكاية نفسها مع تغيير طفيف في العبارات ه وهذا سبب دخول الإسلام بلاد السودان بغانة وما يليها } وتسامعت بهم الخالفون فقصدوها من كل صوب فردوهم إلى مذهبهم ه" . وني النص الذي أورده الشماخي نلحظ إشارته إلى أن المؤرخ العربي المعروف البكري قد روى هذه الحكاية فى كتابه المسالك والممالك ولكنه جا يقول الشماخي،لم يحدده بالاسم ومن هنا فإن المؤرخين والدارسين يعتبرون نص البكري الذي ألف كتابه سنة ‏ ٤٠٠هجرية الموافق ‏ ١٠٦٧م بالأندلس أقدم نص عن إسلام الأسرة الحاكمة في مالي،وهم يرجحون أن إسلام الملك يكون قد تم في وقت سابق للبكري بكثير حتى أصبحت قصة إسلام ملك مالي مشهورة تتناقلها الألسن إلى خارج غرب أفريقيا وربما سجلتها بعض الكتب قبل عصر البكري لأن الشماخي ذكر أن إسلام ملك مالي ه المسلماني » الذي تحدث عنه البكري ورد عند غيره من المؤلفين ولم حدد هذه المؤلفات . والجدير بالذكر واللافت للنظر هو ما بين نص الدرجيني ونص البكري . ٤٥٧ ( ()١الشماخي ؤ السير ٤ ‎ص‎ ٢٢ من تناقض وتضارب إذ من المعلوم أن البكري كتب كتابه حوالي ‏٤٠٠ هجرية وأنه توفي حوالي ‏ ٤٨٠هجرية،بينا يذكر الدرجيني الذي جاء في القرن السابع المجري أن الحادثة وقعت سنة ( ‏ ٥٥٧‏/٩٧ةيرجه ‏م ) ١١ك! يتضح ذلك جليا من النص نفسه أي بعد وفاة البكري بحوالى مائة سنة فكيف نوفق والحالة هذه بين الروايتين.وقد تفطن الباحث الألمانى ر شاخت ) إلى هذا التضارب بين رواية البكري وبين الدرجيني والشماخي الذي نقل عنه & مما يجعل نسبة الحادثة إلى شخصية على بن يخلف بالذات صحته) .ونحن نتساءل أيضاً بدورنا لماذا لم ترد هذهأمرا مشكوكاً في الرواية في كتاب أبي الربيع سليان بن عبد السلام الذي كان معاصرا لعلي بن يخلف وهو قد اهتم برواية الآثار والأخبار عن بعض من سافروا إلى غانة كا أشرنا إلى ذلك سابقا ؟ . ويجد الباحث السوداني د/أحمد إلياس تبريراً مقبولآً معقولا لهذا التناقض حيث يقول:ه لما كانت رواية الدرجيني هي نفس رواية البكري الذي ألف كتابه عام ‏ ٠٦١‏م ١أي قبل أكار من مائة عام من ذهاب علي بن يخلف إلى مالي،فإن ذلك يوضح أن قصة إسلام ملك مالي كانت متداولة معروفة في امجتمع الأباضي قبل عصر الدرجييني بأكثر من قرنين ولما كان علي بن يخلف قد اشتهر هو أيضا بأسفاره إلى غرب إفريقيا ومكانته الكبيرة لدى بعض ملوكها فقد أسند إليه الدرجيني بناء على الروايات السائدة قصة إسلام ملك مالي2وأغلب الظن أن علي بن يخلف تمكن هو أيضا من إقناع بعض زعماء . ],حع م(( ينظر22 :ح _ ٢٣٢٣ المالنك لاعتناق الاسلام3فاختلط ما قام به علي بن يخلف بما قبله خاصة وأن اسم ه ملك » في اللسان العرني قد يصدق على أي زعامة من زعامات المالنك..وقد يدل وجود هذه الرواية في التراث الأباضي على أن الفقيه الذي قام بها أباضياً ولهذا فأنا أميل إلى افتراض أن ه المسلماني » الذي ذكره البكري أسلم على يد أحد فقهاء الاباضية،وهناك الكثير من فقهاء الآباضية يحملون اسم ه ابن يخلف » من بينهم أبو نوح سعيد بن يخلف من علماء ‏ ٤٠٠ _ ٣٥٠هجرية ) وقد اشتهر ابن يخلف هذا ايضاالطبقة الثامنة ( بأسفاره إلى غرب إفريقيا فربما تكون الرواية في الأصل لابن يخلف هذا خاصة وأنه عاش في زمن يتوافق مع أحداث رواية البكري ه(. 0 ويقول ( شاخت ) ه رغم هذا التناقض حول قصة علي بن يخلف فإن وجود التجار الاباضية الذين أصلهم من الجنوب التونسي منذ عهد البكري في بلاد السودان محقق.لذا فهو يعتقد أن الدخول الأول للإسلام إلى مالي كان على يد الآباضية قبل أن يحل محلهم المالكية فيا بعد «" . ( )١د:أحمد إلياس & دور فقهاء الأباضية..ص. ٥٧ ‎ .! ك,ح‎ن) (٢ينظر22 :ع ٢٤ الإباضية في زغاري() من المصادر العربية القديمة التي نجد فيها ذكرا للوجود الأباضي في مملكة مالي ما يصفه الرحالة المغربي ابن بطوطة في رحلته التي قام بها إلى هذه البلاد ‏ ٧٥٢٣هجرية وقد قدم تفاصيل دقيقة عن حياة تلك الشعوب في هذهسنة الحقبة المبكرة واصفا عاداتهم وتقاليدهم وأصولهم الاجتاعية والاقتصادية . وقد ورد اسم مالي عند ابن بطوطة ( بلاد مالي ) حيث يقول« :بلاد مالي وبينها وبين ( ايوالاتن ) مسيرة أربعة وعشرين يوما للمُجد..وبعد مسيرة عشرة أيام من ( ايوالاتن ) وصلنا إلى قرية ( زغاري ) وهي قرية كبيرة يسكنها تجار السودان ويسمون ( ونقراتة ) ويسكن معهم جماعة من البيضان يذهبون مذهب الأباضية من الخوارج ويسمون صغنغو3والسنيون المالكيون من البيض يسمون عندهم توري . "» ... زغاريفإن: الباحث دولافوس‏( ( ١تبعا لما قاله منالمانديق ودياجاري تدعى دباجار من طرف طرف البال ومر في شرق سوكولوكز ح هيذثه تاولنجادحية دياقا أوديا وتوجد إلى اليوم بقرب ديافراب ولعل زغاري في ديايالى الاطلال القديمة .لفنسكي.ص{٦‏ نقلا عن كتاب دولافيس" . . ٦٧٨|} ص‎ .دتبيروت‘دار صادرابن بطوطة 6( (٢رحلة _٢٣٥ إن هذا النص الذي يقدمه ابن بطوطة دليل قاطع على أقدمية الأباضية ي السودان الغربي وريادتهم لحمل الاسلام إلى هذه المناطق النائية إذ نلحظ كيف أن السكان الاصليين يسمون جماعة الاباضية باسم خاص بهم.في الوقت الذي نلحظهم يطلقون على المسلمين من غير الإباضية توري ومعناها يقول لفتسكي في لغتهم ) الأجانب »فلولا أصالة الأباضية وعمق اتصالهم وقدم علاقاتهم بهذه البلاد لأطلق عليهم هم الآخرون أيضاً ( توري ) أي الأجانب . والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن من أين جاءهم هذا الاسم ( صَكَنْغو ) وهو اسم لايدل عليهم لأنه سوداني الاسم كا نلحظ ذلك.ويقول لفتسكي إن صاغاناغو أو صانوا اسم ما زال يحمله بعض الافارقة السود مسلمين وغير مسلمين وهم يطلقونه على الأرجح على الاباضية التجار القادمين من وارجلان لأن إباضية جبل نفوسة كانت صلاتهم أكثر مع السودان ماليهؤلاء الأباضية في زغاري يقيمون بها لقربها من مدينةالأوسط.وكان قريباً من بلاد التبر أيهذهأو كوجه أو نياني وهي أسماء لمسمى واحد لقرب با سمصغنغو يذكرنا‏ ١سملفتسكي إن(.ويضيفمنا جم ) بوديمن سقنقو اسم جبل الونشريس عند الوطواط ( ت ١٣١٨م‏ ) وهي سلسلة هائلة من الجبال تحتوي على سهل الشلف في الشيال ووادي مينا في الغرب وسهول السرسو ومناطق تيارت في الجنوب ووادي ( دَرذور ) في الشرق وهذه الناحية كانت اهلة بالقبائل البربرية في العصر الوسيط،فهل هم أناس من هذه المنطقة فروا ولجاوا حوالي القرن العاشر إلى وارجلان مثل غيرهم من ٢٦ القبائل البربرية الأولى ؟ يقول إننا لانملك المعلومات الكافية لاجابة محددة في هذا الصدد ؟( . ‏ ) ١٤٠٥أوغير أن المؤرخين العرب القدامى مثل ابن خلدون ( ت القلقشندي ( ت ‏ ٤١٨‏م ) ١وحسن الوزان أو ليون الافريقي متفقون جميعاً على أن أهل مالي كانوا من أقدم الشعوب الافريقية دخولا في الاسلام وهذه الشهادات غير المباشرة التي لا تقدم تفاصيل كثيرة عن العوامل والأسباب أو الأفراد والجماعات تدل قطعاً على أن الاتصال الأول كان عن طريق التجار المسلمين بعامة والأباضية منهم بخاصة . . ,ع‎&, 46نح( )١ينظر 56 : ٢٢٧ الأباضية في تادمكت ( تادمكة ) تعتبر عند المؤرخين من أهم الأسواق الواقعة جنوب الصحراء في المنطقة الجبلية من ( ادرار ايفوقاس ) حيث توجد أطلالها إلى اليوم وتعرف باسم السوق وقد ورد اسم ( تادمكت ) أو ( تادمكة ) في المصادر الأباضية غير ما مرة5ويبدو أن العديد من التجار الأباضيين وعلمائهم كانوا يسكنونها بصفة دائمة ولعل هذا يأتي من أهمية هذه البلدة الواقعة في الطريق الرئيسي بين ( وارجلان ) أو ( جاو ) أو ( كوكو ) " 5فهي الطريق الأقرب التي تصل بين السودان وتاهرت.وصلات الأباضية بتادمكة قديمة تعود إلى العهد الرستمي كا نستنتج ذلك من صلاتهم ( بجاو )،ومما يدل على إقامة الأباضية بها ،مايرويه أبو زكريا في سِيره أثناء روايته أخبار ( أني صالح تبركت الياجراني ) من بني غسريت وهو معنلماء الطبقة الثامنة ‏(٤٠٠ _ ٢٣٥٠هجرية ) . « إن أبا صالح ساق جمالا له من القبلة ليبيعها في وارجلان فاشترى منه رجل جملا فسأل الرجل الثن فقال له« :ثمن جملك في تادمكت » فجهز أبو صالح للسير معه إلى تادمكت فأخذ جملا يركبه فقال له رجل آخر : احمل لي على جملك ثيابا2فأجابه إلى ذلك } فقال له أبو صالح:بكم تبيع ٢٩ جملك ؟ فقال بكذا وكذا0فوصل الشيخ تادمكت فساوم الجمل فبقي مما رصده صاحبه له شيء يسير،نحو ثلاثة أرباع القيراط،فلم يبعه © فقفل به راجعا إلى وارجلان،وما سمعنا بجمل رجع من ( تادمكت ) قط إلى وا رجلان غيره ه(" . ومن هذا النص نستنتج أن التجارة بين بلاد المغرب الاسلامي والسودان م تكن من الأمور الصعبة5دليل ذلك عرض الشاري على أي صالح ثمن جمله في تادمكت وقبول البائع له دون رفض،ويدل عليه أيضاً طلب الرجل الآخر من أبي صالح أن يحمل له على جمله حملَ ثياب ءوما تقديره ثن حمله إلا دليل تعودهم على هذه التجارة نوعية وقيمة0فهو ما كان يستطيع تحديد ذلك لولا التجارب السابقة.كا دل تعليق أبي الربيع حين قال« :وما سمعنا بجمل رجع هن تادمكت قط هفرواج التجارة } ونفادها وتعود الناس عليها & جعلت رجوع الجمل بحمله إلى وارجلان أمرا مستغربا لم يتعوده الناس،هذا من جهة،ومن جهة أخرى فإن هذا دليل قوي على الوجود الاباضي بهذه البلاد وانتشار الإسلام بها . ومما يدل على ذلك ما نجده في كتاب أبي الربيع الوسياني تحت عنوان ه روايات تملي الوسياني » نختصرها فيا يلي:وذكر الشيوخ الثلاثة أبو عمرو وأبو نوح وأبو الربيع رحمهم الله أن رجلا من بني ويسين يقال له تملي وكان ملا في أول عمره5وهو من أهل القصور ( بلاد الجريد )...فجعل يسافر إلى تادمكت فبلغ بها مالا كثيرا...فجعل ييعث من ( تادمكت ) كل سنة . ٢١٣( )١ابو زكرياء ؤ سير المشائخ...ت ع ايوب ج & ٢ ‎ص‎ ٤٠ ستة عشر كيسا كل كيس فيه خمسيائة دينار وكانت من جلود البقر مكتوب على كل واحد منها « هذا مال الله ييعث بها إلى أي عمران موسى بن سدرين والد هارون الحامي الوسياني رحمه اللةيفرق بها على أهل ولايته »،إلى أن كتب إليه أبو عمران:ه مال الله كثير وأهل ولايتك قد استغنوا »5وقيل قال له« :أهل الولاية قليل » فكتب إليه تملي كل من لم يعلم له كبيرة من أهل الدعوة فادفع له منها ؛ أخذتها عن الشيخ أي خزر ولا أسأل عنها أحدا . 0 وذكر الشيوخ أن أبا نوح سعيد بن يخلف.وقال أبو نوح إنما هو أبوه تخلف بن تمصكويت المدوني سافر إلى تادمكت حتى وصل تلي فأدخله على بيوت ماله فقال له« :إن كنت تأخذ مال الله يعني الزكاة أغنيك وعقبك » فقال له عملي « ما علمتني سخيا ٤فاعطاه‏ دينارا }فقال له الشيخ « لا » فرجع الشيخ من عنده،وقال يحدث عن بيت ماله رأيت فيها الكيوس ( الأكياس ) مركومة ما شبهتها إلا إلى الجراء،وتراكم بعضها فوق بعض ممتلئة كلها بالذهب مكتوب على كل كيس منها هذا مال الله » ‏(.)٢ إن مجموع ما كان يبعث به تملي إلى بلاد الجريد من تادمكت كل سنة هو ثمانية الاف دينار وهو مبلغ ضخم ولاشك،وهذه زكاة ماله كا هو واضح من النص فكيف بماله-نفسه } إن هذه الحكاية توضح الدرجة الكبيرة التي بلغ إليها ثراء هذا الرجل الذي سافر فقيرا مدقع فأغناه الله بفضل . ٢٢٣ _ ٢٢٣ ص‎( (١الوسياني ؤ مشائخ المغرب )٢ر ‎الوسياني،مشائخ المغرب ض ص. ٢٣ _ ٢٣ ‎ ٤١ استقامته وحزمه © والأهم ف هذه الحكاية هو السلوك الديني القويم الذي جعل صاحب المال لاينسى فضل الله عليه مما جعله حريصا كل الحرص على أداء حقه وحق ذوي القرنى عليه فكان يصلهم وهم بعيدون عنه،وإذا نوح بنأعجبنا بسلوك تملي التاجر © فإن ا لأعجب منه هو سلوك الشيخ أ سعيد أو سلوك أبيه في رواية أخرى هذا السلوك المتعفف الذي أبى أن يذل أمام المال أو يضعف،وهو من ميزات السلف من أهل الاستقامة مما كان ولاشك عاملا قويا في نشر الإسلام في بلاد السودان بين أناس بدائيين وثنيين يصعب التفاهم معهم بلغتهم فناب عنهم حسن الخلق والايمان الثابت في إيصال هذه القيم . ٤٢ من المراكز التجارية الصحراوية التي كانت صلة الاباضية بها قوية قديمة مدينة ( أودغست ) التي يصفها البكري سنة ‏ ٤٠٠هجرية قائلاً:ه بأنها مدينة كبيرة كثيرة السكان وسكانها جد أغنياء وهم من العرب والبربر ونهم ينتمون إلى القبائل البربرية المعروفة:نفوسة،لواتة،زناتة،ونفزاوة،ويقول إن سوقها عامرة في كل حين،ويتعامل الناس فيها بالذهب وبالتبر» ..وقد أكتشف أطلالها الباحث الأثري ( لافورج ) سنة ‏ ١٩٣٩وموقعها الحالي في القسم الجنوبي لموريتانيا بالتحديد ني الشيال الشرقي لكينيا ني اتجاه . }تيشہ وإذا لم يكن (لأودغست) إنتاج خاص بها تعتمد عليه في حياتها الاقتصادية فإن موقعها الجغرافي التجاري هو الذي جذب الرزق والرواج إليها ه فهي تمثل نهاية طريق سجلماسة وبداية طريقين أحدهما يصل إلى ( أوليل ) بلد الملح وثانيهما يمتد إلى ( غانة ).وقد ذكر ابن حوقل أن حاجة ملوك آ ه.'ل, 035 ),حك.ينظر , 32. :)\( ٤٢٣٢ غانة و( كوغة ) إلى ملوك أودغست ماسة من أجل الملح الخارج إليهم من .ناحية الإسلام " وصلة الاباضية بأودغست قديمة تعود إلى العهد الرستمي،فقد كانت علاقة تاهرت التجارية بهذه المدينة قوية مستمرة واستفاد تحبار تاهمرت من هذه الحركة التجارية وساهموا فيها وتنقلوا بينها وبين غانة بسلعهم المختلفة ث وهذا ليس بغريب ما دامت تاهرت تتمتع بشهرة واسعة وهي عراق المغرب كا سماها اليعقوبي ه ويؤمها التجار المشارقة ولها ميناء بحري » وقد جذب ذهب غانة تجارها فكان عليهم أن يقطعوا الطريق بين أودغست وغانة استمرارا لطريق سجلماسة أودغست(") . وتجمع المصادر القديمة على الوجود الأباضي بها ومن أبرز الباحشين المعاصرين الذين أوضحوا هذا الجانب من الموضوع تاذيوش لفتسكي الذي جمع عدة دلائل على النشاط الأباضي ودورهم الكبير في نشر الدين الإسلامي ومشاركتهم الفعالة في الإنعاش الاقتصادي . وقد كشفت الحفريات الحديثة صحة ما ذهب إليه المؤرخون القدامى ولاسيا بعد ظهور نتائج البحوث الأثرية المشار إليها سابقا } فقد كشف الباحثون العلاقة الوطيدة بين ( أودغست ) وتجار الدولة الرستمية،كا يؤكد ذلك الدكتور إبراهيم فخار حيث يقول:ه إن روبير سرج حدثي في مدينة < العلاقات الخارجية 7 ‏ ٩٨وجودت .صالأرض‏)( ١الادريسي0صفة ‏. ٢٦٢‏) (٢جودت ڵ العلاقات الخارجية ‏ ٠ص . ,حعل() , 530من ٤٤ نواقشوط بانهم عثروا من بين ما عثروا عليه على قبور يرجع تاريخها إلى القرن الثاني الهجري وتضم هذه القبور الكثير من أنواع العملات والاواني التي هي رستمية أو أندلسية الأصل،وحيث أن من عادة سكان أفريقيا السوداء في العصر الوسيط أن يدفنوا الغرباء بما معهم من بضائع لعدم معرفة هويتهم } فقد مكنت الباحث الأثري أستاذ علم الآثار في جامعة داكار من بعض التي كتبت أسماء التجار الأباضية الذين لاقوا حتفهم في أودغستالنصوص .ومالي والنيجر 7 ‏( )١د.إبراهيم فخار3الجماعات الأباضية في شمال أفريقيا،الثقافة.ع ‏ ٢جمادى الاولى ‏. ١١٦١‏ © ١٩٧١صيوليو‏١ ٤٥ الأباضية في كانم وزغاوة وكوار أو كعوار لم يقتصر الوجود الأباضي على البلدان التي مر ذكرها وإنما نجد في المصادر القديمة ما يدل على الصلة التي كانت بين أباضية وارجلان وبلاد كوار في نواحي بحيرة تشاد من جهة وبين أباضية جبل نفوسة وهذه البلاد من جهة أخرى،وقد ذكر الادريسي وصفا هذه البلاد التي يحدد موقعها بين فزان وبحيرة تشاد وهو يتحدث عن النشاط التجاري الذي عرفت به هذه المنطقة وما تزخر به جبالها من معدن حجر ( الشب ( النقي الذي يبيعه سكان هذه المنطقة إلى التجار القادمين إليهم من مصر ووارجلان وبلاد أخرى من المغرب الاسلامي(. 0 كا توجد في الجهة الشرقية مملكة الزغاوة وهم النازلون كا يقول اليعقوبي بالموقع الذي يقال له كانم...والزغاوة هؤلاء جنس من أجناس السودان وقد كان ظهور مملكة كانم شرقي بحيرة تشاد في حوالي عام ‏(١٨٤‏م/٠٠٨ةيرجه ) ويبدو أنها تطورت حتى غدت مملكة واسعة كبيرة على النيل مما يحاذي النوبة . وصمةنةنا عا ,ناع¡"«ها۔, 95و)\( ٤٧ إن ارتباط مملكة الزغاوة كان أشد ما يكون بمنطقة فزان خاصة مدينة زويلة وما وراءها أي جبل نفوسة والمغرب الأد فى ح فقد ذكر اليعقوبي أن سكان زويلة قوم مسلمون أباضية وأكثرهم زواغة © وكان بين هؤلا أخلادط من أهل خراسان ومن البصرة والكوفة5ويضيف إن وراء زويلة مدينة كوار وبها قوم من المسلمين من سائر الأحياء أكثرهم بربر . وقد بدت زويلة كا يقول جودت عبد الكريم وكأنها وقف على تجار جبل ‏. ٩نفوسة والقيروان من بين تجار المغرب الاسلامي والواقع أن الصلات بين جبل نفوسة وبين هذه البلاد قوية وحتى التجارة التي كانت بين وارجلان وبين هذه البلاد كانت غالبا ما تتم عن طريق ( جادو ) بجبل نفوسة إذ يرجح لفتسكي أن تجار وارجلان كانوا يصدرون القمح من سهول قسنطينة إلى زواغة ويستوردون العبيد عن طريق الجبل 3 لأن أهل الجبل كانوا أعلم بالطرق التجارية المؤدية إلى هذه البلاد لصلاتهم القديمة بها5ولا أدل على هذه الصلات من أن العامل الرستمي على الجبل في القرن التاسع الميلادي المدعو أبو عبيدة حبد الحميد الجناوني كان يتكلم إلى جانب العربية والبربرية _ لغة أهل كانم«' . وفضل نفوسة في دخول الاسلام إلى السودان تدل على أخبار الدعاة & وصلة نفوسة منذ الامامة الرستمية بالسودان قوية ولاسيا في مجال التجارة بالذهب والعبيد0وكان ممن برع إلى حد بعيد الولي الصالح ذو الكرامات . ٢٤٨٢٤٧( )١جودت آ العلاقات،ص‎ . ,ح‎عن) (٢ينظر , 26 : ٤٨ المشتهرة كا يقول الشيخ أبو إسحاق أطفيش العلامة المستجاب الدعاء أبو الحسن علي بن يخلف التميجاري النفوسي رحمه الله( فايلمصادر الاباضية ذكرا لبلاد كعوار فقد ذكر أبو يعقوب يوسف اهلا ني كتابه الدليل والبرهان هذه البلاد وهو يحكي ما وقع له من غريب المشاهدات بين كانم وبين أولاد كوار("“.كا يتحدث أبو يعقوب في نص اخر عن توغله إلى أواسط بلاد السودان حيث يقول« :وقد وصلت أنا ينفسي إلى قريب من خط الاستواء وليس بيني وبينه إلا مسيرة شهر،وكاد أن يستوي الليل والنهار فأيهبدا وإنما وصلنا إلى قريب منه ه" .فهل توصل إلى هذه النقطة أثناء سفره هذا أم أنه سفر اخر قام به في ظروف أخرى ؟ وأننا لاغلك المعلومات الكافية لتحديد ذلك.ولكن الذي نتيقن منه أن أبا يعقوب معروف باسفاره وسعة إطلاعه وه أنه كان يتعاطى عملية صنع ‏). (٤ »الذ هب » » » وبعد فإن الدارس النزيه الذي يدرس هذه النصوص ويتعمقها ويستفيد ما جاء في المصادر الأباضية وغير الأباضية مقارنا بينها ينتهي إلى القول بأن . ١٤‎ص “، ( (١أبو اسحاق إبراه ميم اطفيش.مقدمة كتاب الوضع © القاهرة } دت الدليل والبرهان ‏ ٤‏٢م.ج ‏ ٢ي طعمان دت & ص عالوارجلاني،‏( (٢أبو يعقوب يوسف . ٢٧٥.‏٢٧٤ ‏. ٢٨٣ص‏( )٢المصدر السابق “ ج١‏ حاق إبراهيم اطفيش،مقدمة كتاب الوضع،ص. ١٤ _ ١٣ ‎إ()٤سأبو ٤٩ تلك النصوص تضع بين أيدينا شهادات ووثائق تاريخية هامة عن أصول العلاقات الاقتصادية والانسانية التي كانت جد وثيقة بين تاهرت ودول غانة وجاو ومالي وغيرها من بلاد السودان الغربي والاوسط0وهي علاقات تعود بدايتها إلى نهاية القرن الثاني والثالث الهجربين،وتؤكد هذه النصوص أن الرستميين كانوا أول التجار المسلمين وصولا إلى السودان الغربي وهذا لايمنع بطبيعة الحال من القول من أنهم قد يكونون سبقوا بتجار مسلمين اخرين في تلك الأسواق } وقد يكونون قادمين من سجلماسة أو البلاد المجاورة( . وعلى الرغم من أن هذه الأخبار قليلة وغير مفصلة لكنها تساعدنا على كل حال على التأكد من أن علاقة المغرب الاسلامي بالسودان تعود إلى بداية القرن الثامن الميلادي وليس التاسع الميلادي كا يذهب إلى ذلك الاستاذان ماكارت وبوفير("" . ...ولم تنحصر جهود الاباضية في نشر الاسلام على نشاط التجار فقط بل كانت لهم برامج مخططة لأهل الدعوة تضمنها نظام العزابة5وأهل الدعوة مجموعة من رجال العلم اتهمت جهودهم لاعلاء كلمة الله وبث تعاليم دينه وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم3وقد تركز جانب كبير من اهتام أهل الدعوة على غرب أفريقيا التي كانت تعتبر ( دار الدعوة ) فأنشأوا الربط منذ مستهل القرن الثامن الميلادي في المنطقة الصحراوية الواقعة بين وارجلان .ح,عمن)\( ينظر , 5352 : ‏( )٢المصدر السابق ‏. ٥٣٢٣ .م(ث) .وسجلماسة ومما يؤكد الارتباط الوثيق بين نشاط التجار الأباضية ونشر الاسلام في غرب أفريقيا أن أغلب الذين ورد ذكرهم في المصادر السابقة علماء أباضية عرفوا بنشاطهم العلمي وسلوكهم الديني المستقيم3نذكر من بينهم أبا نوح سعيد بن يخلف،وأبا صالح الياجراني،وأبا القاسم يونس،وأبا معروف ويدرن بن جواد ءوأبا محمد عبد الله بن محمد السدراتي،وتملي الوسياني & ويونس الفرسطاني © وأبا موسى هارون بن أيي عمران3وفلحون بن إسحاق وابن محمد بن رستم © وإسماعيل بن علي النفزاوي،وعلي بن يخلف المزاتي . ويعود أغلب هؤلاء إلى القرن الرابع والخامس المجربين،وكانوا حلقات من سلسلة التجار الذين أغفل المؤرخون ذكرهم « حتى أنهم لم يشيروا إلى تاجر واحد من تاهرت كا يقول جودت عبد الكريم 7 ه وما وجود الشيخ عبد الحميد الفزاني أو العام الكبير الذي بعثه عمروس بن فتح قاضي نفوسة إلى السودان ث ما وجود هذين العالمين ببلاد السودان إلا دليل على دخول بعض ممالك السودان في الإسلام وبالتالي احتاجت إلى من يفقهها في دينها ويسلك بها المراحل الأولى في هذا ‏. ١7السبيل ‏( )١ينظر:د /أحمد الياس،دور فقهاء2ص ‏ ٩٤نقلا عن الأباضية في موكب التاريخ لعلي ‏ . ١٠٧والزهري أبو عبد الله بن بكر ت في القرن السادسيحي معمر ج ‏ ، ١ص ‏. ١٣٦‏ 0 ١٩٧٦صالهجري0كتاب الجغرافيات ي محمد ج صادق،بيروت . ٢٨٢٣ ( (٢جودت } العلاقات الخارجية “ ص‎ . ٣٨٨) (٣إبراهيم بحاز } الدولة الرستمية ء ص‎ ٥١ فقد دل الحوار الذي جرى بين الملك الذي أسلم على يد علي بن يخلف على هذه الحاجة الأكيدة .كيا يدل تعليق الشياخي على النص في القرن التاسع المجري على ه أن الأباضية هم أول من قام بتركيز الدعوة الاسلامية في غرب أفريقيا قبل وصول الأعداد الكبيرة من فقهاء المذاهب الأخرى،ومن المعروف أن المذهب المالكي الذي ساد في غرب أفريقيا قد ارتبطت سيادته بحركة المرابطين في الصحراء الغربية في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي،ويبدو أن انتشاره الواسع كان على حساب المذهب الاباضي الذي ساد المنطقة منذ القرن الثامن الميلادي «" . الواسعأهل الدعوةلفتسكي نشاطالتي جمعهاالنصوصويتضح من جنوبي الصحراء الكبرى واقتران ذكر الكثير من فقهاء الاباضية بغرب أفريقيا في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين،والفقهاء الذين وردت أخبار زيارتهم إلى غرب أفريقيا يعتبرون كيا يقول ۔ أحمد إلياس حسين ۔ من كبار الأساتذة في عصورهم وقد وردت أخبار زياراتهم إلى تلك المناطق عرضا أثناء تناول بعض أخبارهم مما يرجح احتال ترددهم الدائم على جنوني الصحراء و لم تسجله لنا كتب السير »" ولعل الكثير من هذه الأخبار ما يزال طي كتب مخطوطة فقد لاحظنا أن أغلب النصوص المتعلقة بهذا الموضوع إتما رواها أبو الربيع الوسياني في كتابه مشايخ المغرب الذي ما يزال إلى حد الساعة خطوطا.وما يقوي هذاا لرأي ما ساقه لفتسكي وأحمد إلياس من ِ.‏٥...صفقهاء ؤ دور‏). ١د/أحمد إلياس ‏( )٢تجدر الملاحظة هنا إلى أن ما نشره إسماعيل العربي على أنه سير الوسياني،ليس صحيحا & لأن ما نشره هو الجز الثاني من سير أي زكرياء ليس إلا . ٥٢ ملاحظة قيمة وهي:ه إذا كان كبار الفقهاء قد ترددوا على غرب أفريقيا فهذا يعني أن هنالك مجموعات كبيرة من أهل الدعوة كانوا يقومون بنفس العمل ولم تهتم كتب السير بأخبارهم " . وكان طبيعياً أن تصحب حركة نشر الاسلام وجود دام للعلماء والفقهاء الذين يعلمون المسلمين الأفارقة هناك أمور دينهم1هم فيه من بدائية في الميدان الثقافى والاجتماعي معا . وعلى الرغم من الصراع المذهي الذي شهد به اكثر من باحث فإن المذهب الاباضي لم ينقرض من هذه البلاد وسنرى كيف بقيت جذوره ضاربة في أعماق بلاد السودان من خلال الشواهد المعمارية الحضارية.ك! يبدو أنه حتى بعد دخول المرابطين إلى بلاد السودان وفرضهم المذهب المالكي على أهلها،ظل المذهب الأباضي موجودا } نستدل على هذا من النص الذي أورده ابن بطوطة في منتصف القرن الثامن الهجري ( ‏ ) ٧٣٥على وجود الجماعات الاباضية أي بعد خمسة قرون تقريبا من بعثة ابن عرفة إلى السودان ٢٧٠( 0هجرية‏ ).وهذا يدل دلالة قوية على تجذر المذهب الأباضي وتعمقه لنفوس الذين اعتنقوه رغم ما صحب نشر المذهب المالكي من قوة السلطان المرابطي،كا أن حضوره الباقي إلى يومنا هذا في الفن المعماري ولاسيا في المساجد دليل أقوى على المكانة التي تركها في نفوس .معتنمه دور الفقهاء . .ص٩٤‏ ينظر أيضا:وممونهنا .وما , 7,ناعاهما‏( )١د/احمد الياس حسين ن535 الأثر الدينى والثقاني إن التجار الأباضية لم يكونوا يحملون في قوافلهم الطويلة السلع المجتلبة من بل كانوا يحملون معهم ولا شك أفكارهم ‘المشرق أو من المغرب وحسبیؤ ومبادئهم 5ونظرتهم إلى الدين والدنيا معاً 5كانوا يحملونها معهم حيث ينتقلون طوال الطرق التجارية الضاربة في أعياق الصحراء عبر مراكزها المختلفة وحيث ينزلون للراحة والاستجيام وعلف الراحلات لاستئناف المسير ،ومن المعروف أن هذا الاستجيام كان يطول بحيث يترك أثر ولا شك في الأهالي الذين يتصل بهم التجار ولا يختلف هذا الأثر عن ذاك الذي يتركونه في المحطات الأخيرة على حافة مهر النيجر ،وقد تكون الرحلة إلى أبعد من ذلك حتى تصل إلى حدود مايسميه ابن بطوطه في القرن الثامن بلاد الكفار .وأصدق شاهد على تغلغل الفكر الأباضي في هذه المناطق في البلاد والعباد مابقى حتى يومنا هذا قائما في الفنون المعيارية المتأثرة بفنون العمارة عند الأباضية ولاسييا أباضية وارجلان وسدراته ووادي ميزاب .فقد لاحظ الباحث الألماني شاخت ذلك وخصص له دراسة قيمة قائمة على البحث العلمي الميداني مستندة إلى المقارنة والتحليل النظري،قام بها في بعض بلاد السودان الغربي والأوسط كيا قام بها في قرى وادي ميزاب ووارجلان وجربة.وتوصل من خلال كل ذلك إلى التأكيد من أن الحضارة الإسلامية ذات الطراز الأباضي ولا سييا في بناء المساجد والمصليات في السودان الغربي والأوسط ضاربة بجذورها في تاريخ هذه المنطقة } واستنتج ذلك من التشابه النمطى بين مساجد وادي ميزاب ومساجد شعب )>اںع؟) أو (الفولبي) الموجود في السودان الغربي والأوسط بصفة خاصة.وأثبت هذا التشابه من خلال دلائل ثلاثة وهى : أولآ:غياب المنبر في مساجد شعب (ةادء )2هو الأثر الأكثر لفتأ للنظر،فعلى الرغم من أن هذا الشعب اصبح اليوم يعتنق المذهب المالكي في الاغلب الاعم0وهو مذهب يتمسك بوجود المنبر في المساجد0فإن غياب المنبر في مساجد وادع لا يفسر إلا بتأثير خارجي عن هذا المذاهب وعندما سأل ( شاخت ) عن أسباب غياب المنبر أشار إليه أكثر من عالم ديني إلى المحراب وأوضحوا له أن المنبر لاعلاقة له بقيام صلاة الجمعة ى ولكن شاخت فسر هذا الغياب تفسيرا علميا مقبولا ى فما دامت هذه الظاهرة فإن شاختوالع دون (الكانوري) أو (الموسا).تخص شعوب يعلل هذا بتأثر شعب (ةااع )2بطراز بناء المساجد عند الأباضية الذين كانوا من الرواد في نشر الاسلام في هذه المناطق،فإن ظاهرة غياب المنبر موجودة في مساجد وادي ميزاب ووارجلان وهذا له علاقة أساسية بنظرة المذهب الأباضي لأداء صلاة الجمعة وشروطها،فإن الاباضية بعد سقوط إمامتهم بتاهمرت سنة ‏ ٢٩٦هجرية فقدوا أهم شرط من شروط صلاة الجمعة حسب نقههم وهو الامام العادل ث ففي غياب هذا الامام الذي يعتبرونه الرئيس الديني والسياسي لجماعتهم فقدت صلاة الجمعة أهم شرط من شروطها © والواقع كا يقول شاخت:ه إن صلاة الجمعة لم تكن شعيرة دينية وحسب وإنما كانت أيضا تجمعا سياسيا ولاسيا في العصور الإسلامية الاولى ... ووجود الامام العادل قد تختلف النظرة إليه بين المذاهب ولاسيا عند المذهب الأخرى » .المالكي والمذاهب السنية يقول ( شاخت )،ومن هنا ننتهي إلى القول إلى أن وجود المسجد بدون منبر عند شعب وادع في السودان الغربي إنيا جاء إلى هذه المناطق عن طريق الاباضية بعد سقوط الدولة الرستمية والممر الذي انتقلت منه هذه الخصيصة في بناء المساجد طريقان أولهما انطلق من الجنوب التونسي عن طريق سوف والجريد ووارجلان،ثانيهما انطلق من ميزاب إلى وارجلان وواصلت نفس الممر الأول.ويقول ( شاخت ) بعد ذلك وعلى الرغم من أنني لا أستطيع أن أؤكد أي الطريقين سلكه غياب المنبر ليصل مساجد شعب البال فإني أؤكد بأن هذه الخصائص المذكورة لم تنتشر أبدأ عن طريق جنوب المغرب الاقصى،فقد لاحظت وعاينت غياب هذه الخصائص المعمارية غياباً كليا في تلك المناطق . ثانيا:الخصيصة الثانية التى لاحظها شاخت هي المحراب ذو الشكل المستطيل،فبعد مقارنات ودراسات دقيقة في العديد من المساجد الاسلامية انتهى إلى ما بلي« :إن ميزات بدون شك هو نقطة الانطلاق لهندسة المحراب المستطيل،فعلى الرغم من أننا قد نلحظ وجود المحراب المستطيل في بقاع أخرى من العالم الاسلامي هنا وهناك،كا نلحظ هذا في محراب سيدي سفيان ببجاية وفي غيرها من الأماكن ذكرها شاخت..ولكن وجوده في ٥٧ بعض مساجد ميزاب وعند مساجد شعب البال يصبح من المميزات اللافتة للنظر "وقد لاحظ شاخت وجود هذه الظاهرة في المصليات بوادي ميزاب أكثر من وجودها في القاعات المسقفة أي المساجد،وهو ما لاحظه أيضاً ( جان لوتيلو ) في حفريات سدراته والمسجد القديم بقرية نفوسة الذي هو من أصل أباضي يا . :أن علماء الاباضية بوادي ميزاب أكدوا لي أنهويضيف شاخت لاعلاقة للشكل المستطيل أونصف الدائري في المحراب ؛ بالدين أو المذهب وإنما هي قضية تعود إلى ذوق الباني لا أكثر ولا أقل.وهم على حق في ذلك.ومع ذلك فإن هذا يؤكد مرة أخرى تاثر مساجد السودان الغرني بهذا الطراز من البناء وهو خاص بميزاب،وليس خاصا بالأباضية لأنه شكل لاوجود له في مساجد إباضية جربة مثلا . ثالث:وأهم خصيصة فيا نرى من بين ملاحظات شاخت هي المئذنة ذات الشكل الهرمي التي تعد طابعاً يميز مساجد الإباضية بوادي ميزاب ووارجلان عن غيرها من مساجد العالم الإسلامي بل إن وجودها ما يزال قائما شاضخاً في أحد مساجد واحة سيوه حيث كان الاباضية ايضاً.هذه المئذنة التي تلفت النظر بهندستها الجميلة المتميزة هي موجودة بكثرة على مساجد السودان الغرني وليست خصيصة خاصة بمساجد شعب البال هذه المرة } فقد لاحظ باحث اخر وجودها في مساجد شعوب أفريقية أخرى مثل . ],ح‎0غ( )١ينظر , 86 : الهوسا والكانوري إلى جانب شعب البال،كا يؤكد ذلك مارسيل مارسية وهو يرى رأي شاخت نفسه بانه طراز معماري انتقل إلى هذه الشعوب مع الحضارة الإسلامية التي نقلها الاباضية إلى هذه المناطق . ويقول دولافوس معلقاً على هذا التأثر الواضح الذي ما يزال باقياً في كثير من نواحي الصحراء حتى اليوم مثل جانت وايزلواز وأغاديس أنه لا يعقل أن نقول إن الميزابيين بنوا هذا الشكل أخذا عن السودان ولكن نقول إن السودانيين بنوا هذا الشكل تأثرا بالميزابيين«) وبعد : فإن هذه الآثار الملموسة الباقية شاة حتى اليوم تشهد بما لايقبل الشك أبدا على أن الاباضية لم ينقلوا هذا الفن المعماري المتميز الأصيل إلى غرب أفريقيا وحسب،بل إنهم نقلوا إلى جانبه حضارتهم وثقافتهم وفكرهم وكل ميزاتهم العقائديةوالأخلاقية2وكانوا الرواد الذين نشروا الإسلام في صورته النقية الصافية بين الشعوب الأفريقية التي اختلطوا بها فأحيوها اقتصادياً ودينياً ووصلوها ,روحيا وماديا،وعلى الرغم من الصراع المذهي الذي كان وليد العصر الوسيط وعلى الرغم من حملات التشكيك والاستنقاص من قيمة المذهب الآباضي التي تطالعنا به بعض الأقلام المتخلفة من حين إلى آخر فإن حقيقة إنسانية خالدة لن يستطيع الزمن تغييرها وهي الحقائق التاريخية الباقية .,م)\( ينظر:ع في البلاد والعباد.إن هذه الحقيقة الباقية تدعونا مرة أخرى إلى التأمل في الإسلامي اليوم.وهي كيف دخل الإسلامالمفارقة المؤسفة التي يحياها العا وانتشر مع التجار الاباضية وعلمائهم فكان الإحياء المادي والروحي،وكيف يخرج الاسلام اليوم من تلك المناطق على يد المبشرين المسيحيين مستخدمين سلاح الاقتصاد فصار الاماتة المادية والروحية معا . والله ولي التوفيق . ومرا جعهمصا در ‏ ١لبحث المراجع العربية : _ ١الإدريسي ( ,أبو عبد الله محمد بن محمد) ت يبي( ‎ ٥٦٠م/٦٦١١ةيرجه. ‎ ومصر والأندلس ئ أخذا عن كتابالسودانوأرضصفة المغرب نزهة المشتاق..ليدن ‏ ٩٦٨‏م. ١ اعزام إبراهيم ئ معاصر . غصن البان في تاريخ وارجلان ( مخطوط ) معمر ( علي يحي ) ( معاصر ) . الاباضية في موكب التاريخ.مكتبة وهبة،القاهرة ١٩٦٤ 0م‏ . مار واهم يير! ( ماصر ع. ‏ ٩٥ام .زائر /الدولة الرستمية ‏ ٤طبع وعجائبهجرية ‏.١٣٧٧/‏م . ١تحفة النظار في غراب"7 للطباعة والنشر 6 صادردار‏٤ بطوطةابن برحلة‏ ٤المعروفة الاسفار ‏ ١٩٦١٠م .دار بيروت للطباعة والنشر0بيروت ٦١ ‏ ٤٨٧هجرية‏ _ ٦البكري ( أبو عبيد عبد الدين عبد العزيز ) ت ١٩٤ام‏ . المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب،طبع الجزائر ١٨٥٧م‏ . ‏ ٧حسين تك د/أحمد إلياس. دور فقهاء الإباضية في إسلام مملكة مالي قبل القرن الثالث عشر الميلادي ندوة العلماء الأفارقة...المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ‏ ١٩٨٢٣بغداد ١٩٨٥م‏ . ١١رسالة_ العلاقات بين مملكة غانة والمغرب العرني ‏٨ دكتوراة0معهد الدراسات الأفريقية0جامعةالقاهرة . الحموي( ،ياقوت بن عبد الله ) ت/٧٢٢ ‎ةيرجه ٧٢٦م. ‎١_٨ معجم البلدان،بيروت. ١٩٥٧١ ، ‎ ابن خلدون ( عبد الرحمن بن محمد ) ت/٦٠٤ ‎ةيرجه ٨٠٨م. ‎١_٩ _ ١المقدمة،القاهرة المكتبة التجارية ث بدون تاريخ. ‎ _ ٢كتاب العبر...دار الكتاب اللبناني للطباعة.بيروت‎ ٩٩ام. ‎ دبوز محمد علي ( معاصر. ) ‎٠ تاريخ المغرب الكبير.القاهرة١٩٦٤‎ 0 ‎م . ‏ _-١الدرجيني ( أبو العباس أحمد بن سعيد ) ت حوالي ‏ ٦٧٠‏م/٢٦٧٢١ةيرجه . طبقات المشايخ بالمغرب،ت إبراهيم طلاي،قسنطينة } ‏ ٧٤ام . ٦٢ ‏ ١٢أ_بو الربيع سليان بن عبد السلام الوسياني( .كان حياً حتى أواخر القرن السادس ( . مشايخ المغرب ( مخطوط ) ‏ ٣أ_بو زكريا2يحى بأنني بكر الوارجلاني ( كان حيا حتى أواخر القرن الخامس ) . كتاب السيرة وأخبار الأئمة ى ت د /عبد الرحمن أيوب.الدار التونسية للنشر،تونس ١٩٨٥ /م‏ . ‏ ١٤أ_بو زكرياء يحيى ين صالح،كتاب الوضع،ت أبو إسحاق إبراهيم اطفيش © ط القاهرة ء دت . _٥ابن الصغير ( كان حياً أواخر القرن الثالث الهجري. ) ‎ أخبار الأمة الرستميين ض ت،د/محمد ناصر،والأستاذ إبراهيم بحاز‎ طبع الجزائر 0 ‎م. ‎٦٨٩١ _-١٦أبو العباس أحمد بن سعيد الشماخي: ‎ كتاب السير ح طبعة حجرية قسنطينة١‎ ٣٠١ . ‎ه . _-٧عبد الرحمن الشرقاوي،أئمة الفقه التسعة.دار اقرأ ث بيروت© ‎ لبنان. ١٩٨١ / ‎ ‏ _ ٨د.فخار إبراهيم:الجماعات الاباضية في شمال أفريقيا،مجلة الثقافة ى ع٣‏.‏. ١٩٧١١ -٩موسى،د/عز الدين ( معاصر. ) ‎ انتشار الإسلام في غرب أفريقيا حتى القرن السادس عشر الميلادي‎ ندوة العلماء والأفارقة...المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ‎ ٦٢٣ ( الخرطوم من ‏ ٢٨إلى ‏ ٣٠يوليو ١٩٨٢م‏ )( .بغداد ١٩٨٥م‏ ) . ‏ _ ٠الورجلاني ( أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم ) ت ‏٥٧٠ ‎هجرية١١٧٥/م . الدليل والبرهان،وزارة الثقافة والتراث القومي،عمان ١٩٨٦ /م‏ . ) (معاصر ) .رديملدتكعب ( ،اجو‏٦١و_سف ي العلاقات الخارجية للدولة الرستمية.م.و.ك.الجزائر ١٩٨٤م‏ . ٦٤ ح ‏٨ره ‏: ٦٢ ٨٢٠مجك هجو رجض ممصو رغصم رمك وخ 2 ۔۔۔۔۔۔ .<_۔.ه=ه۔رحرروص8 مم ينس ٦٦٥ . «٭ رمج رغصت كروم-‏رمم٥ض سمح الاندلسالسلك بحرىصده الصحرا. بودغستتدمكةكد. تح1-:1نحر البحر الاحمر وبلاد الحبئة < [كلوكانم (فعب ۔ رقيق قالك التجارية فى المغرب الاسلامى (قما! م» _ ٦١٦ ريه حسب ا:مرى جا 2.۔-.۔« « «...۔ - سرمهمت -« .ص--.-نرمةمنت ‏٥. 7و' الكبري ه } الجابا _ ٦٧ مسالك تبارية الأباضية في اتباه الصحراء والسودان وني اتجاه الساحل الغالبة 0ه -,..- . ‏7٨017 رر . //ء, أ /ر ْ .. / کحمر. ,7 . : ×ّ ٠ ه»؟جريد . 2, ‏: 2 حجر بن .صف- د نجارة اتوميج فى انج الصحراء والسودان - - معك تجارة اخوتسج نى اتجه اتاح ح كلم0ه_ 0 _٦٨ وضوا حيها تا هرت .٦٩ ///رماو:/42,5, 6,ہ27 & !237 تعد و. ( /::حصر 4ع&.. عم عے هوارسمكة,7/2 5/7 00ع/// 7 5&220}مل.007 ,ع هتج/:, 1694/0694. 2۔/7750 /60.2 4‏ ٧ا( غ,.علي 1/ .%'+{4 ./.26 کے 2۔م/,ص} /.4. 4عغ0.0 217, 7ل4- ع 97عدم:2 ,6777 . -7ع '%:/;/ل%}/ / 777ه0: %ل5 4 ,عد _ٹ\,حم: // ,2, 631). /م[+/,/%ع'2/ له}:9غ2ع/مط/; 7 ة/477,7رعد/د"2, 572 .08. ك447,.مل0تسكت'4 //{75ل,2 غ2رل, 7×1, 4577. . ٧١٧٠ فهرس الموضوعات دور الآباضية في نشر الإسلام بغرب إفريق..........................‏٥ علاقات تاهرت ووارجلان بغانة..................................‏١٥ الأباضية فى كوكو..............................................‏٢٥ الأباضية في مملكة مالي..........................................‏٢٩ الأباضية في زغاري..............................................‏٣٥ الآأباضية في تادمكت............................................‏٣٩ الآأباضية ني أودغست...........................................‏٤٣ الأباضية في كانم وزغاوه وكوار أو كعوار...........................‏٤٧ ‏٥٥الاثر الديني والثقافي ............................................. ‏٦١..............................الملحق الخرائط ‏٦٥فهرس الموضوعات .............................................. _٧١١ ‏٩٢/١١١ رقم الايدا ع