بجامعة باتنة - الجزائر f ۱ ‏ل‎ - يق ال مسعود مزهودي تشر و ا (ت ق 6 ه/12 0 RA TNA | ANANSI GANA GAA GAA GID سير آبي عمار عبد الكافي الطبعة الأولى ١٦١٤۱ ه٦۱۹۹ م مكتبة الضامري للنشر والتوزيع سير آبي عمار عبد الكافي (ت ق 6 ه/12 ) نشر وتحقيق الأستانذ مسعود مزهودی أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة باتنة - الجزائر مكتية الضامر. ى للنشر والتوزيع سلطنة عمان إننا على استعداد لطباعة ونشو وتوزيع مؤلفاتكم في داخل السلطنة وخارجها للاتصال طالب الضامری ۸۷٥٥٥۹ 1۰1۹ ۱۱۳۳ع ص.ب :٠۲ السيب الرمز الربيدي ١١٠ سلطنة عمان ۱ (ت ق 6ه /12) نشر وتحقيق الأستاذ : مسعود مرهودي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة باتنة الجزائر اڄ لعل من أهم ما خلفته لتنا الفرقة الأباضية هو ذلك التراث الجم من المخطوطات المكدسة في المكتيات الخاصةفي المدن السبع بالجزائر: ريان» غردايةء بنورةء مليكةء العطفء» قرارةء بي يسقن وفي المكتبات الخاصة بجزيرة جربة بتونسء ويجيل نفوسة في ليبيا. هذه المخطوطات التي تكشف لنا كل مرة وتؤكد على أن أهل الاستقامة هم رجال علم وثقافة وحملة رسالة وليسوا رجال تجارة كما يدعی اليعضء وقد بادرت منذ سنوات خلت مجموعة من الأساتذة والطلبة الإباضيين بجرد وفهرسة جميع المخطوطات المتوفرة في وادي ميزاب قصد التعريف بهاء وإظهارها للباحثين المختصين لتحقيقها ونشرها. ومساهمة منا في إخراج هذا التراث الفريد من نوعه كما وكيفا في بلاد المغرب إرتأينا نشر هذا المخطوط لإثراء المكتبة العريية عامقوالمكتبة الأباضية خاصة مع التعريف بأهم الإعلام الواردة فيهء والتعريف بصاحبيه الذي يعد من أشهر علماء مدينة وارجلانء هذه المدينة التي كانت في العصور الإسلامية الأولى منارة للعلم والفكر . فقد انجبت لنا شخصيات علمية فذة أمثال : أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن سهلون السدراتي المعروف بالطرفي. ءأبو صالح جنون ابن يمريانء وإسماعيل أيوب بن إسماعیل. .بو عمروء ءعثمان بن خليفة السوفي وغيرهم. ومن أجل الحفاظ على سير السلف الصالح فقد ترك لنا تلامذة أبي عمار سير شيخهم لتبقى قدوة للأجيال اللاحقة ء وفي الأخير نتمنى أننا - بهذا العمل قمنا بتقديم خدمة متواضعة لكل من يريد الإطلاع على سير ونتمنى أن والله ولي التوفيق باتنة في: 1955/06/13 التعويف بحاحب السير: هو أبو عمار عبد الكافي بن أبي يعقوب التناوتي: سمي بالتناوتي نسبة إلى قرية «تناوت»» وهي بلدة تقع قرب مدينة وارجلان إحدى الحواضر التي لعبت دورا بارزا في إثراء المذهب الأباضي في المغرب الأوسط. ويقال أن «تناوت» إسم لقبيلة بربرية كانت تستوطن نقزاوة جنوب طرابلس الغربء ويبدو أن بطنا من هذه القبيلة كان يقيم في وارجلان ولذلك - وكما قال الدكتور عمار طاليي - يمكن الجمع بين الرأيين والقول بأن تناوت إسم لقبيلة ثم أطلقت هذه التسمية على القرية التي نزلت بها في وارجلان. عاش أبو عمار في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) في مدينة وارجلانء وكانت آنذاك مركز علميا ودينياء وقبلة للعلماء والمشائخ . أخذ العلم عن شيخها أبي يعقوب الوارجلاني (ت 570 ه/ 1174 م ) صاحب العديد من النفائس والمؤلفات منها: كتاب الدليل والبرهانء وكتاب العدل والإتصاف في أصول الفقه وكتاب مسند الربيع بن حبيبء الذي قام ويعد أن أخذ قسطا وافرا من العلوم على شيوخ مدينته إرتحل إلى تونس ليلتحق بعلمائهاء والإستفادة من العلوم الأخرى التي تفتقر إليها مدينتهء فدرس علوم اللسان العربي وآدايهء والعلوم الإسلامية بمختلف فروعها وفنونهاء ومما ساعده على ذلك أن أسرته كانت ثرية ميسورة الحال حيث كانت ترسل إليه ألف دينار كل سنة لمصاريفه وما يحتاج إليه من كتب ٠ فكان يقتسمها مع شيخه الذي كان يدرس عليهء وقد أثبت بفضل حنكته نيوغه حتى أن أساتذته أذنوا له بالفتوى والتدريس. قال الدرجيني نقلا عن بعض الطلبة التفطيين أنهم قالوا: «أدركنا اشياخنا يذكرون طالبا من اهل وارجلان قراً معهم على شيخهم إذ ذاك قالوا: «وأدركتاهم يعجبون من فهمه وحفظه ومواظبته وورعه وسخائه وجلالة نفسه وسعة خلقه قالوا: ولم ير مظه من العرب ولا من البرير. » وتذكر المصادر أنه كانت تأتيه رسالة مع المبلغ الماليء ولكته كان يحتفظ بها ولا يقرأها وعندما أنهى تعليمه شرع في قراعتها فوجد في الرسالة الأولى خبر وفاة أحد والديه وفي الثانية خبر وفاة الثانيء فما كان منه إلا مغادرة تونس والعودة إلى أهله وذويه بوارجلان. ويذكر الدرجيني أن المدف من ارتحاله إلى تونس هو رغبته الشديدة في التفرغ - ( - للعلم بالإبتعاد عن شواغل الأهل وإصلاح لسانه وتقوية ملكته في اللغة العربية باعتباره بربري اللسانء وتمكن فعلا من اللغة العربية فخلف لنا مجموعة من المؤلفات القيمة أمتازت بقوة الأسلوب وجزالته ومتانته. كان أبو عمار محبا للسلم والتآخي بين المسلمينء وقد عبر عن ذلك بقوله: « إذا وقعت الفتنة بين فنتين من المؤمنين فالأحب إلى أن يصطلحوا فإن لم يفعلوا فالأحب إلي أن لا تغلب فئة فة فإن من أحب أن تغلب إحداهما الأخرى فقد دخل في الفتنة ولزمه ما لزم أهل تلك الفتنة وكان سيفه بقطر دمه». ولا يعرف على وجه الدقة تاريخ وفاته. ولكنه يرجح أنها كانت قيل سنة 570 هھ (1174 م) وهي نفس السنة التي التحق فيها أستاذه أيو يعقوب الوارجلاني بالرفيق الأعلىء ذلك أنه قد وصلت إلى علامتنا أبي عمار رسائل من عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن نمير الأتصاري الذي كان مقيما في غانةء يستفسره فيها عن مسائل أشکلت علیهء فتوفی أبو عمار قبل أن يجيبه عنهء فتولى ذلك شيخه أيو يعقوب قبل وفاته سنة 570 هھ (1174 م ) . يعتبر أيو عمار من أعظم علماء المذهب في بلاد المغرب تأليفا وتعليماء له مقدرة عالية على الجدلء فلا غرابة أن يصفه شيخ مؤرخي الإباضية بقوله: «كان بو عمار من كبار علماء الكلام والمنطق والجدل ولكنه كان أيضا من آوائل العلماء الذين يشغلهم علم الباطن من علوم اللسان وكان يعتمد على العمل أكثر مما يعتمد على القول ولا يركن إلى القول إلا عندما يقتضي الموقف تقرير حجة لدحض شبهة أو إثبات سنة لمحارية بدعةء وكان في الغالب لا يميل إلى الإسهاب والإكثار من القولء وإنما يمتاز برصانة الأسلوب وجزالة المعنى والإيجاز في الحديث .» ترك لنا أبو عمار مجموعة من المؤلفات الهامة منها: كتاب الإستطاعة وكتاب شرح الجهالات المنسويان إليهء أما أهم مؤلفاته على الإطلاق فهو« كتاب الموجز في علم الكلام» المكون من جز ئُيينء تناول فيه الفرق الإسلامية حيث ناقش فيه مقالاتهمء وحاجج فيه الدهرين. قال فيه الدرجيني: « هو (أي أبو عمار) الذي أزرى بموچزه على الماضين فأتعب الحاضرين والآتينء فإنه رتب مقدماته أرتب تقديمء وقوم فصوله أحسن تقويمء وقسم الفرق أبين تقسيم بألفاظ عذبة وقصد مستقيم. وله تصانيف 8ِ يشفى بريها هيام النفوس الهيمء وأما الورع والسخاء فهما قل صفات خلاله» . أما هذا المخطوط الذي إرتأينا نشره هو بدون شك من وضع تلاميذ أبي عمار ذكروا فيه سير شيخهمء ورغم اننا لم نتمكن من تحديد أسماء هؤلاء التلاميذ الذين نقلوا إلينا هذه السيراإلا أننا أثرنا تحقيق هذا المخطوط ليستقفيد منه أهل الإستقامة في المشرق والمغربء ويحافظون على سير السلف الصالح . وتجدر الملاحظة إلى أن سياق الحديث في بعض الأحيان يوحي لنا أن كاتب هذه السير هو شخص واحدء يرويها على لسان أيي عمار. كقوله: «وإن أتى أحد من التلاميذ يسال عن معنى أهل الحلقة قال له الشيخ ...» وفي موضع آخر : « وقال أيو عمار عيد الكافي لتلميذه» ومما صعب لتا مهمة تحديد الاسماء هو أن النسخة التي حصلنا عليها ليست ء 7 ١ - الدرجيني: الطبقات ج 2 ص 485 491 2 الشماخي: السير ص 441 وما بعدها 3 عل يحي معمر : الإباضية في موكب التاريخ (الإباضية في الجزائر). ص 215 - 221 . 4 عمار طالبي: آراء الخوارج الكلامية ج! ص 229 - 234 . - 10- بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما هذه سير أبي عمار عبد الكافي الوارجلاني رحمه الله ورضي عنه . الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله (الآية) .الحمد لله الذي وفقنا لمذهب الإباضية (1) حكموا الطريق الأصوب عن الصحابة عن الثبي صلى الله عليه وسلم وهم أبو بكر وعمر وابن عباس وعائشة ام المؤمن ويلال وصهيب وعمار بن ياسر وحذيفةء وغيرهم وعبد الله ابن وهب الراسبي (2) وزيد بن حصي الطائي (3) وحرقوص بن زهير السعدي (4) وشريح وسلمان الفارسي وأويس القرني: وزيد بن نوحان ونظائرهم كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم وعن التابعين جابر (5) وعبد الله بن أياض (6) وأبو بلال مرداس بن حدير.(7) وجعقرين السماك (8) »٠ وصحار العيدي (19) وزحاف وسالم الهلالي (10)ء :فالخباب وأحنف بن قيس ونظائرهم كثيرة من التابعين وعن تابعي التابعين أبو عبيدة مسلم ين أيي كريمة (11) ٠ وضمام بن السايب (12) وعبد الله بن يحي (13) ٠ وأبو حمزة الشاري (14) وأفلح بن عقبة وأبو نوح صالح الدهان (15) وغيرهم من التابعين كثير رضي الله عنهم . اللهم اجعلنا منهم في الدنيا والآخرة يا - 11- كريمة إلى البصرة رحمه الله فصار يعلم العلم في غار وهو في الكتمان )16( وتعلموا منه وهم عشرة رجال وهم حمله العلم من أصحابنا إلى ذات يوم من الأيامء قالوا: يا شيخنا نريد أن ترينا بعض الكرامة تطمئّن بها قلوينا على هذا المذهبء فتوضى الشيخ وصلى ركعتين واجتهد في الدعاء حتى انفتح سقف الغارء وانفتح السماء الأول ثم السماء الثاني ثم الثالث ثم الرابع ثم الخامس ثم السادس ثم السابع . فبان لهم العرش بقدرة الله ويكرامة مذهب الإباضيةء واجتهدوا بعد ذلك وشمروا عن ساق الجد وانتقل متهم خمسة رجال إلى المشرق وخمسة رجال إلى المغرب ففتحوا مذهب الإباضية وسيروا سيرهم على الحق الواضح إلى زمان أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارچلاني (17) وصل إليه سير محمد بن محبوب الحضرمي(18) رحمه الله وشرحهم شرحا عجيبا وأبو عمار عبد وأبو زکریا (19) هو شيخهم وأبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي (20) رحمهم الله وسيروا السير على أهل الحلقة والتلاميذ وعلى شيوخهم اللهم اجعلنا على آثارهم تابعين لا مبدلين ولا مغيرين وأجمع تلاميذ أبي عمار عبد الكافي فقالوا له : ما معتى العزابة على وزن فعالة من أمظة المبالفة فقال: أصل العزابة اشتقاقها من العزبة والعزلة والغربة والتصوف والتهجد على - 12 - روس الجبالء فذلك العزابة . وحاصل من ذلك نرجع إلى سير الحلقة وما يجب عليهم من سير بعضهم على بعض أعلم أنه لا يدخل أحد الحلقة حتى تكون فيه أربع خصال: الأولى أن يكون كيسا أديباء الثانية : أن يكون مشمرا في طلب العلم الثالثة: لا يكثر دخول الأسواق الرابعة: يغسل جسده بالماء ويغسل قلبه بماء وسدر . ما الجسد فيغسله من الدنس من الناس وأما القلب فيغسله من الغش والتكير وما أشيه ذلك مما يوجب حبه العملء ويباعد نفسه عن الدخول في الأسواق والقعود في الجماعات والتكهكه والتفهف بين الناس. وإذا ابتلي أحد منهم بهفوة يستر عليه ويبصر عسى أن يرجع من هفوتهء ويكون حافظا للقرآنء ويكون ممن يحتاج إليه إلى بعض المواضع يلتزمها. وأما صفة أهل الحلقة فتنقسم إلى أريعة أقسام؛ فالقسم الأول يجتهد في طلب العلم والأدب لأن الدين إحتوى على الأدبء ولا يكون مشغولا بالدنيا كثيرا ٠ والثاني؛أن يكون حافظا للقرآن والثالث:أن يكون مجتهدا في حقوق الضعفاء والمساكين ومنتصفا من الظالم للمظلوم وقائما بحقوقل. الأسواق والمجازير وحقوق المدينةء وقائما بما ينوب الضعيف والمتقطع عن أهلهء وما أشبه ذلك من الحقوق, والرابع:أن لا يولوا مال ال مسجد من کان له مال ولا من کان له اولاد بل - 13- يولونه من کان بين بين. ومن فعل كبيرة من أهل الحلقة وظهرت عليه بالبينهة العادلة فإن العزابة يبرأون منه في الحينء ويخرجونه من ديوانهم ومن حلقتهم إذا كانت كبيرته واضحة من الأقوال والأفعال فيحكمون فيه حكمهم ولا يخافون في الله لومة لائم. فبعد ذلك إذا أقر واعترف بذنبهء وتاب ورد المظالم وقصر وندم على ما فعل فيكون من سائر الطلبة يقعد في امجلس ويقر الدولة إن كان تلميذا. وأما الرجوع إلى الحلقة فلا إلا إذا نظر أهل الحلقة فوجدوا لرجوعه سبيلا. وأما إذا أدخل على الحلقة الدنس بفعله فلا يردوه وكذلك;إن كان رجوعه معهم يؤول إلى الفقساد فلا يردوه أبداء وإن فعل صغيرة فإنهم يسترونها عليه ويحكمون حكمهم فيه سرا ويباعدونه شهرا او شهرين او عاما او عامين على حسب تظرهم وقال أبو عمار عبد الكافي لتلميذه: إياك إياك إياك وحلقة أهل آخر الزمان فأنه يلزمهم خمسمائة مسالة منها مائة بين أنفسهم ومائتان بينهم ويين الناس ومائتان بيتهم ويين مال المسجدء أما المائئة التي بينهم ويين أنفسهم فتلزمه حين يقولون يقول له آهل الحلقة: أدخل معنا واعنا على أمور الدنيا وأمور الآخرة . وإن لم يتفكر فيما يلزمه من الحقوق فقد دخل في المشقة وأدخل: عنقه في الحلقة التي هي كحلقة - 14 - الحديدء وتلزمه أمور كثيرةء فمنها أن يكون ميعودا عن اهله وأولاده وعشيرته لأنه أخذ الميثاق مع أصحابهء ولا يلتفت لأهل الدنياء ولا يكثر الاجتماع مع أهل الدنياء ولا يوجد إلا في داره أو في جنانه أو في المسجد. ويغمض عينيه عن الالتفات إلى ما لا يحل لهء ويغلق أذنيه عن استماع كلام أهل الدنيا. فأهل الحلقة قليل في كثير يبيعون أنفسهم لله ايمانا واحتساباء يرجون الثواب يوم القيامة. فهم مجتهدون في سبيل الله. قال الله تعالى: «من كان يريد حرث الآخرة شزد له في حرثه) ولذلك قاس أبو عمار هذه المقايسة العجيبةء وقال الشيخ أن الحلقة لا يلحقها القذرولا التغير. فإذا ذكرت الحلقة الصافية وجدت رائحتها كرائحة المسكء ولكن إذا كان كلامهم واحدا كالعسل فانها تتضمن الرد على طوائف من الموحدين من أهل المذهب أو الغالية والملحدين. وهذه النكثة محصولها بالترغيب والدعاء إلى التفكر والندم والتأمل الصادق وبحث المستوفى لأنهم ينظرون في الأدلة من الوجهة التي تدل منهء ولم ينظروا في الشبهة الا العلم الصحيح إذا سلم من الآفات التي نبه عليها الشيخ رحمه الله في حقوق العزاية. وان أتى أحد من التلاميذ يسأل عن معني أهل الحلقة قال له الشيخ رحمه الله: أهل الحلقة إذا كان أحد منهم يطلب الحلقة للشرف أو للافتخار أحبط الله عملهء ومن - 15- يقل أنا ابن من ومن ويتقدم على الاقران ويدخل في قلبه آنا عزابي فيمقته الله ويصغر الله شأنهء ويدخل الله في قلبه الوسخ كوسخ الحديد والرصاص نعوذ بالله منه. ودا كان في أحد طبيعة إذا قال له أحد اجتهد في طلب العلم والبحث في العلم قيبغضه على ما أمرهء ولم يقيل الحق فيهجرونه ويبرأون منهء قال الشيخ رحمه الله:والعجب كل العجب إذا كان وقت يعرف فيه علف المسجد أو ما كان مخصوصا يتغامز بعضهم بعضا بالعيون: يا فلان الحق وقت الفلانين فيه شيء من الصدقاتء ونعوذ بالله من هذه الطبيعة ليست بطبيعة العزابة. فطبيعة العزابة بيع نفسه للآخرة احتسابا وايمانا. قال الشيخ رحمه الله:حسبي ماهو معلوم من أهل هذا الزمان يوصي بعضهم بعضا بالاماراتء يا فلان الامارة بيني ويينك المكان فلانيء ويوصى بعضهم بعضا اعلموا أصحابكم لا تغفلوا عليهم وأكبر من ذلك يقولون لاصحاب الصدقة لا تغفلوا عن فلان لم يحضر معنا تعوذ بالله من أهل هذه الطبيعةء وليست هذه السيرة من سير أهل المذهبء بل عاشوا في علف الدواب فليس لهم طريق في المذهب خالفوا سير المشايخ. قال الشيخ رحمه الله: ينبغي للعزابي أن يجتهد في طلب العلومء في قراءة القرآن. قال الشيخ:ما أقبح الانسان يحكم طريق الفضلاء ولم يكن فيه سالكا مستقيماء وإذا فرغ - 16- من هذه الوجوه ضل وأضل وهو سكرانء ولم يعلم بتفسه وهو لا يعلم أنه مسؤول عنها بين يدي اللهء ولم يعلم أنه مغرور. قال الشيخ رحمه الله: منزلة أهل الحلقة الصافية كمنزلة السلطان العادل في حكمه سواءء ولكن أهل آخر الزمان غليتهم شهوتهم لأن الدنيا بحر عميق ولا ينج منه الا من عصمه الله من الآفات كالربا والكبر والحسد والحمية وما أشبه ذلك من آفات الزمان. وآما الشيخ فتلزمه حقوق كثيرة بينه ويين العزابة وبينه وبين تلاميذه. ويكون الشيخ ينصف الحق من نفسه لنقسهء ويكون عاقلا أديبا كيساء وينظر بعين الجنان لا بعين الاجفانء ويرتب أهل الحقة على ثلاثة أقسام:قسم هو وقسم أربعة رجال وقسم ما بقي من العزابة. وقال الشيخ رحمه الله: من الحلقة أربعة رجال من المسبوقين في الهجرة الحل والعقد عليهمء ولكن من كان حافظا لأمور الدنيا والآخرة لا يشغلهم شأن عن شأن وهم كالقطب لا يتحركون من موضعهم حتی يقبضهم اللهء وهم على تلك الحالةء وإذا ماتوا ماتوا في طريق الجنة. والمشورة كلها راجعة الى الشيخ والباقون من العزابة ساكتون ينظرون بأعينهم ويحفظون ما تقول تلك الأربعة هم وشيخهم. قال الشيخ رحمه الله: الحلقة بمنزلة البدلا. الشيخ - 17 - هو الغوث والأربعة هم الحلقة على أمور الدنيا وأمور الآخرة. وإذا مات أحد من تلك الأربعة تحول أحد من جملة العزابة الى مكانه وهم على هذاالحال حتى يقبضهم اللهء ويلحقون المشائخ أهل السير وهم بمنزلة السلطان العادلء وتبوؤها ونزلوا الحلقة منزلة السلطان العادل في العدل سواء. فهذه سير أهل المذهب رحمهم الله ونرجع إلى ما يلزم الشيخ من حقوق المسجد لا يلزمه شيء مما ذكر على أهل الحلقة الا المشورة فانها كلها راجعة اليه كبيرة أو صغيرة لا يتحرك أحد حتى يشاوره وهو الغوث الكبير. وإذا لم يكن هذا الشرط بين أهل الحلقة فهم على غير بصيرة. فمن كان على غير بصيرة فهو مغرور مفتون مستدرج صدق عليه قوله تعالى؟ :«سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" (الآية). ويرتب الشيخ أهل الحل والعقد ينظرون من هو أفضل متهم في العلم والسنة والأدب والورع ويؤمنونه على دينهمء ورجلا يؤذن وثلائة رجال يقرؤون الصغار في المحاضرء وخمسة رجال يغسلون الموتىء ويجعلون رجلين ممن لا له مال كثير ولا أولاد كثيرين وكيلين على مال المسجدء ويأمرون من يخرج الأکل للعزاية والتلاميذ والصبيان ويأمرون من يحسن المسجد بالحصائر ويمنع الصغار والدواب من الدخول قي اللسجد خشية النجاسة وغيرهاء والمشورة كلها راجعة الى - 18 الشيخ والشرط الثاني: مما يجب على الشيخ مع تلاميذه يكون حاذقا كيسا أديبا لا يرجح أحدا على أحد. وإذا رفع اليه كلام بعض التلاميذ فلا يقبل كلام أحد حتى يتلقي مع تلميذه الملرفوع عنه الكلام. ويقول أنت قلت كذا أو كذاء وأنت قعلت كذا وكذا وإذا صحح عليه ما قيل عليه فينهاه بینه وپینه لئلا يدخل البعض بينه وبين تلاميذه ويوسع باله على أقوال التلاميذء ويجعلهم في قلبه بمنزلة واحدة. والشرط الثالث: أول ما يلزم الشيخ على تلاميذه أن يبدا لهم بتعليم الأدب قبل كل شيءء وإذا تعلموا الأدب فكلما تعلمه من المعلم تقعهء وإذا لم يتعلم الأدب فلا ينفعه علم ولا ورعء وجاءه الجهل من كل جاتب ومكان. قال الشيخ رحمه الله:الحلقة إذا اثبتوها على هذا الشرط فهي في طريق الجنةء وأهلها رائحتهم كرائحة السك لأن مذهب الاباضية احتوى على هذه السير سيرها اللشايخ رحمهم الله. اللهم اجعلنا ممن يتبع سير المشايخ رحمهم الله في الدنيا والآخرة. وعلى الشيخ لتلاميذه أن يكون على بصيرةء فلا يدخل أحد مع العزابة حتي يكون تلميذا مع التلاميذ منذ زمن يتعلم الأدب والسير ليدخل مع العزابة وهو فقارس في الأدب والسيرء ويكون حافظا للسانه وفي افعالهء أديبا. ومن لم تكن هذه الشروط فيه فلا يلوم إلا نقسه يل هو في منزلة التكبر إذ يقول في نفسه أنا في درجة العزابة فلا يتفكر ما يلزمه من المحن في الدنيا والآخرة ومن تفكر فقد نجاء ومن غفل واهمل فقد غش نفسه وضل عن سواء السبيل. والشيخ إذا نصح لله واعطى للهء ومنع لله واحب لله وابغقض لله ينزله الله منزلة الكاملين الذين أوتوا البيوت من أبوابها شريعة وطريقة وحقيقة بالعلم والعمل والاخلاصء ويطلعه الله على معرفة الملبيس من دسائس النفقوس في جميع العبادات والعادات حتى يتبين له الحق ومن ضيع هذه الشروط ولم يعمل بها فقد عميء وانطمس كما قال الحكيم: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدء وينكر الفم طعم الماء من قسم. هذه حكاية من ضيع سير أهل المذهب. اللهم اجعلنا ممن يرضى بوجودكء واجعلنا ممن يرضي بجميع ما دونك عوضا عنك يا ارحم الراحمينء ونعوذ بالله من علم بغير عملء ومن عمل بغير اخلاص» ومن اخلاص بغیر استخلاص. وقال الشيخ رحمه الله: ويستحب للعزابي التواضع والتقصير والغفلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا للمرأة الوقوحة: أنا عبد من عبيد الله الس كما يجلس العبد وأكل كما يأكل العبد (الحديث) وأما الشيخ إذا لم يعلم لاصحابه وتلاميذه الأدبء فإنه على غير بصيرة بدليل عام النتصيحة لهم وهو يعلم أنه مسؤول عن ذلك. وإذا كان الشيخ لا يعلم ما يجب عليه في حق نفسه ولا في حق غيره کان - 20 - اعمى يقود أعمی. وقال الشيخ رحمه الله: وكيف يفهم قرائد المعاني واساليب الكلام من كان دأبه أكل الطعام وشرب الاء والتوم: وشيمته الطمع. فمن لم يكن في سير المتقدمين ولم يؤد كل ذي حق حقهء ولم يتنصف من نفسه ولا للمظلوم من الظالم؛ء ويخوض في الامور بالجهلءويكون جوابه لمن نهاه على هذا وجدنا الاوائل. ولم ينصت للعلم ولا لأهله فهذا ضال فاسق كافر فان الله تعالي قال في محکم کتايه «فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول» . وقال تعالى : «ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ...» إلى قوله «الى عذاب السعير» وقال تعالى «وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون». وقوله في الجواب على هذا وجدت الأوائل إذا لم ينصب عليه دليلا ولا حجة ولا برهانا فهو افك وافتراء وزورء فإن کل دعوی لابد لها من دلیل سوی أريعة فمن أرادها فليطليها في الأصول فلا يطلب عليها دليلا ولا يقال فيها لم (...) لأن ذلك كله نص واحدء ومن كل مما ذكر من سير الصالحين المتقدمين فهو في الخصائل المذمومة مثل العجب والكير والرياسة والرياء وحب الال والجاه والحقد والحسد والسخرية والاحتقار والشح واليخل والطمع والخيانة والخديعة والغش وعدم النصيحة والمراء والجدال والمكائرة والتفاخر والمباهاة والخيلاء والغمز واللمز والمداهنة وحب الثناء والمحمدة على غير فعل الحق والصواب قال تعالى : «ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم». وقال الشيخ رحمه الله: ولا ينيغي للشيخ أن يأثر الدنيا وعوضها الآخرة فيدنس عرضه ويدنس دينه فينتظر بزيارته وسفره المواسم فيخرج من بلده طمعا من غير حاجة فيما يتحصل من أوساخ الدنياء ويعطي من صدقاتهم وعشورهم في وقت الخريف وحصاد الزرع وغير ذلك. ويقول لاصحابه اردت الوصول الى البلد القلاني فيستأذنوه ويذهب ويجعل في ذلك البلد صاحباء ويأتي مسجد ذلك البلد ويقول صاحبه لاهل البلد لا تفغفلوا عن الشيخ الفلاتي عسى أن تحصل لنا البركة ان راح الى بلده وهو راض عنا فانه يآتينا في سنه مرة واحدةء ولا تفضحونا معه فاستروا وجوهكم منه فيقومون مرة اليه بالمداراة حتى لم يكن للرجل الا عشاء أولاده فيدفعونه تكلفا ومشقةء فتعوذ بالله ممن کان صفته هذهء وممن یبیع دینه بدتیاه. تم ما وجد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. ك( پا التعالىق - 23- - 24 - يتسب المذهب الأباضي الى عبد الله بن أيسسانمالمري التميمي (00 - 86 ه) (00- 705م) فهو أحد رجاله البارزينء عرف بمواقفه الكلامية والجدالية والسياسية مع الخليفة الأموي عيد الملك ين مروان (65 - 86ه) (685 - 705م). وإذا رحنا نبحث في الأصول الأولى لهذاالمذهب فانتا تصطدم باضطراب الرواياتء واختلاف المؤرخين في ذلك. فالشهرستاني مثلا يرجعه الى عبد الله بن أباض الذي خرج أيام مروان بن محمد. أما اين الأثير فيذكر أن الفرقة ظهرت الى الوجود عندما خالف ابن اباض نافع بن الأزرق في بعض المسائل خاصة مسالة القعود والتخلف عن الجهاد فكان من نتيجة ذلك أن انفصل عنه ابن أباض وابن الصفار ونجدة بن عامر وأصيح كل واحد منهم يتزعم فرقة لها آراء ومعتقدات. أما المصادر الأباضية فترد مذهبها الى العلامة جاير بن زيد. فهو أصل المذهب وأسه الذي قام عليه نظامه. قجابر بن زيد هو الذي أرسى قواعد المذهب الفقهية وأصولهء وأن الصورة النهائية للمذهب اكتملت على يد خلفائه. وترجح هذا الرأي لأن ابن أياض كان يتكلم عن راي جابر. وقد أخطاً الشهرستاني لأن الڌي خرج في عهد مروان بن محمد هو عبد .25 ۔ الله بن يحي الكندي المعروف ب "طالب الحق وليس عبد الله بن اباض. وكانت للاياضية ‏ كغيرها من الفرق الاسلامية والمذاهب - آراء وعقائد تميزها. فالاباضية لا يعدون مخالفيهم مشركبن وانما كفار نعمء وإذا غنموا فانهم لا يأخذون سوى الخيل والسلاح وما عدا ذلك من معادن ثمينة كالذهب والقضة فانهم يردونها لأصحابها ولا يستحلونها لأنفسهم. ومن أهم مبادىء الاباضية - في - مبداً الولاية . والولاية تعني المحبة والمؤاخاة وهي من واجبات الاباضي اتجاه أخيه الاباضي إذا كان محافظا على واجباته الدينيةء ناهيا عن المنكر بقدر الملستطاع. ان هذه الخاصية التي قلما نجدها سمحت لاتباع المذهب العيش في حياة اجتماعية تسودها الاخوة والمحبة. وهذا مما أدى الى كثرة اتباعها وانتشارها ويقائها الى يومنا هذا. وإذا كان الاباضية يحترمون القرد القائئم بواچياته الدينية ويجعلونه بمنزلة الأخ فإن الذي يخرج على شرائع الدين يحرمونه من ولاية إخوانهء ويعاملونه معاملة العدو الى أن يستغفر الله ويتوبء ويعرف هذا المبداً باليراءة. ويعني العداوة والمنابذة والبغقض ووجوب الشتم واللعنة للكافر وعدوم الترحم عليه أو الاستغفار له. - 26 ومن هنا نجد المجتمع الاباضي متماسك البنيان يراقب فيه الافراد مراقبة شديدة من قبل الشيوخ يسعون في ذلك للحفاظ على المذهب وعلى شرع الله. وللاباضية في الجزائر مجلس شيوخ يعرف باسم مجلس العزاية . فعلى عاتقه تقوم هذه المسؤولية النبيلة. تركزت الدعوة الإباضية في البصرة في التصف الثاني من القرن الأول الهمجري (السابع الميلادي) حيث كانت الحلقات العلمية تعقد في سرية تامةء ويرجع السبب في ذلك إلى ما عاناه المذهب من إضطهاد من بعض ولاة بني أمية من أمثال زياد بن أبيه وإبنه عبد الله والحجاج بن يوسف الثقفى . ومن شدة حذرهم أقاموها في سراديبء وجعلوا امام السرداب رجلايصنع القفاف مهمته الحراسة. فكلما مر إنسان بقرب السرداب ينبيههم بتحريكه لسلسلة وضعها في فمه فينقطعون عن الحديث إلى أن يمر. وقد أقاموها كذلك حتى في بيوت العجائز متشيهين بالتساء فليسوا لباسهم حتى لا يكشف أمرهم. ولا أحس أئّمة الإباضية أن تلاميذهم قد أخذوا من كل علم وأنهم على أتم الإستعداد للدعوة قاموا بتوزيعهم في مختلف الأمصار الإسلاميةء فأرسلوا سلمة بن سعد إلى 27 المغرب وعبد الله بن يحي الكندي إلى جنوب الجزيرة العربيةء وهلال بن عطية إلى خراسان ٠ وفي مقابل ذلك جاءت الوقود من مختلف الجهات راغبة في أخذ العلم من متهله العذبء ولا أنهوا تعليمهم عادوا إلى بلدانهمء ومن بين هذه الوفود جماعة مغربية عرفت باسم «حملة العلم المغاربة» . لقد نجحت هذه الخطة تجاحا باهرا ساعدها على لك الفترة العسيرة التي كانت تمر بها الدولة الأموية والتي الت إلى سقوطها فيماء بعد فانتشرت الأباضية في مدن العراقء فالكوفة ضمت عدا كييرا من الأتباعء وظلوا بها طوال القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)ء فمن زعمائهم العالم أبو المهاجر الكوفي. كما انتشرت على طول الشريط الرابط بين البصرة والموصل. كما انتشرت في الحجاز بفضل الدعاة أمثال: أبو الحر علي ابن الحسين العتبري ٠ محمد بن حبيب: محمد ين سلمة واين أباض المدنيء كما وصلت الدعوة إلى بلاد الهند عن طريق التجار آمثال أبي عبيدة عبد الله بن القاسم الصغيرء ونزار بن ميمون أما المناطق التي نجحت فيها الإباضية بشكل ملفت للنظر هي اليمن وعمان. ففي اليمن إستطاع عبد الله بن يحي الكندي أن يؤسس إمامة اباضية سنة 129 ه (747م) غير أن قربه من مركز الخلافة أثار له الكثير من المتاعب. فقد أرسل له الخليفة Of - 28 - مروان بن محمد جيشا آلحق به الهزيمة ويصاحبه أبي حمزة المختار بن عوف الأزديء فتفرق الإخوانءقمنهم من فر إلى عمان ومنهم من قدم إلى بلاد المغربء فالمؤرخ محمد علي دبوز يذكر أن الحارث بن تليد الحضرمي وعبد الجبار بن قيس الرادى اللذان أسسا إمامة في منطقة طرايلس في امغوب كانا ضمن جيش أبي حمزة . ما عمان فقد ظهر فيها المذهب بصورة جلية بعد سقوط امامة اليمن رغم أن اللبنة الأولى له كانت في هذه الناحية فربما يرجع ذلك إلى هجرة أهل الإستقامة من سكان اليمن إلى عمان . إلا أن هذه الأخيرة لم تنج هي الأخرى من بطش جيوش الخلافة العباسية. قفي سنة 136 ه (753م) أرسل أبو العباس السفاح جيشا يقوده خازم بن خزيمة التميميء وتمكن من إسقاط الامامة وعودة نفوذ السلطة إلا أن مقاومة الإباضية للولاة العباسيين لم تنقطعء ققد ظلت السلطة تارة لأهل الاستقامة وتارة لولاة الخلافة إلى أن تمم إخضاع المنطقة نهائيا سنة 332 ه (943م) بواسطة ممثلي العياسيين سواء القرامطة أو اليويهين. ومن هنا نلاحظ أن بلاد المشرق لم تكن أرضا خصبة لاثمار المذهب فرأوا أن المشرق قد ضاق بهم ويدعوتهم: فوجهوا أنظارهم إلى مناطق أخرى تكون آمنة فکانت بلاد .29 ۔ المغرب إحدى هذه المناطق . ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ دخول الدعاة إلى هذه المنطقةء فابن حوقل يقول في حديثه عن جبل نفوسة: « والجبل بأجمعه دار هجرتهم على قديم الأيام لهم ء وبه معشر الإباضية والوهبية ثووا بعد عبد الله بن أباض وعبد الله بن وهب الراسبي لأنهما قدماه وماتا به ٠ ولم يدخل أهل هذا الجبل في عهد الإسلام إلى سلطان ولا سكنه غير الخوارج منذ أول الإسلام بل منذ عهد علي عليه السلام وقت اتصرافهم عنه يمن سلم معهم من اهل نهروان» لکن هذه الرواية مشكوك فيها لأن عبد الله بن وهب الراسبي قتل في النهروان ولا يستبعد أن يكون بعض من فروا بعد المعركة قد التجأوا إلى جبل نفوسة ولكنهم لم يتركوا أثرا واضحا. ذلك أن الإنتشار الحقيقي للأباضية يعود إلى أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجريء ولا يستبعد أن يكون قدوم الدعاة إلى بلاد المغرب قد حدث قبل هذا التاريخ بكثير. فلعل كان دخولهم بعد سنة 78 ه (697م) . ذلك أنهم في هذه السنة تعرضوا لبطش الحجاج بن يوسف الثقفي. * ومهما يکن من آمر فان اول من جاء يدعو للمذهب هو سلمة بن سعد الذي أرسله الإمام أبو عبيدة مسلم ين أبي كريمة من البصرة مع بداية القرن الأول الهجري (السابع - 30 - الميلادي)ء وإستطاع سلمة بفضل حنكته أن يمكُن لمذهبه من الإنتشارء فكان ينتقل في الجبال مبتعدا عن مقر الولاةء فنزل نفوسة ودمرء ونفزاوة وما جاورها من المرتفعات» وهي المناطق التي أصبحت فيما بعد تضم تجمعا أباضيا كبيراء ومما سهل له مهمته أنه في كل منطقة يحل بها يكن فيها أتباعا يخلفونه عند ميارحته لها . كان سلمة يدعو لذهبه بحماس فياض ولعل قوله: « وددت لو يظهر هذا الأمر يوما واحدا ولا أيالي بعدها أن تضرب عنقي» فنجح سلمة في كسب عدد كبير من الاتباع المخلصين الذين رفعوا رايات المذهب في بلاد المغرب. كما أن سلمة وغيره من الدعاة كانوا يختارون النابغن الذين لديهم ميل إلى العمل الجادء فكان من بين الذين أرسلهم سلمة هذا إلى البصرة لأخذ العلم.من الإمام أبي عبيدة مسلم عبد الحميد بن مغطير الجناوني. فقد ظل هذا الأخير مدة من الزمن في البصرة يتتلمذ عند أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم عاد إلى طرابلس فعكف على التعليم والفتوى في جبل نفوسةء فانتشر المذهب بين برير هذه المنطقة في مستهل القرن الثاني الهجري: ومنذ هذا التاريخ أصبيح هذا الجبل دار هجرة للاباضية في بلاد المغربء كما لعب عمر بن يمكتن دورا هاما في نسر - 31. المذهب . فهو الذي أبرز أهمية الثقافة والتعلم فبنى لأول مرة في منطقة جبل نفوسة في قرية إيفاطمان مدرسة لتعليم أبناء المنطقة القرآن الكريم وأصول المذهب . وقد تعلمه في طريق مغمداس حيث كان يمر به المسافرون من المشرق إلى المغرب والعكس فيكتب عنهم لوحة من القراآن ثم يعود إلى منزله فإن حفظها رجع إلى الطريق وكتب غيرها. وظل كذلك إلى أن حفظ القرآن كلهء وهذا يدل على رغبته في تحصيل القرآن من جهةء وعلى قلة المعلمين في تلك الناحية ثم ندرة المصاحف المكتوية في ذلك العحصر من جهة أخری . * أما البعثة العلمية التي أرسلها سلمة بن سعد إلى البصرة والتي كان لها الدول الفعال في نشر المذهب هي البعثة التي يعرف .أصحابها يحملة العلم المغاربة أو حملة العلم الخمسة. كانت تتكون من: عبد الرحمن بن رستمء عاصم بن جميل السدراتيء إسماعيل بن درار الغدامسي يو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعاقري . وأبو داوود القبلي النفزاوي. فقد حدث أن التقى عبدالرحمن بالداعية سلمة فراقة کلامهء واستحسنه فدله سلمة قائلا: یا فتی ِن کنت ترید علم هذا الأمر الذي كلفت به وعلقته ببالك فدونك أرض اليصرة فإن بها عالما يكنى أبا عبيدة وإسمه مسلم بن أبي كريمة التميمي فإنك تجد عنده ما تطلبه . * وإتجه عبد الرحمن إلى البصرة مع رفقائئه وعند وصولهم رحب بهم أبو عبيدة وسالهم عن بلادهم فأخبروه بأنهم من المغرب وأنهم جاؤوا لأخذ العلمء فظلوا يتعلمون عنده عد سٽوات. * ولا عزموا على مغادرة البصرة كلموا شيخهم واستشاروه في إقامة إمامة لهم في بلادهم إذ ما أنسوا من أنفسهم قوة ويذكر أبو زكريا بأنهم قالو له: « يا شیخنا قد كانت لنا في المغرب قوةء ووجدنا من أنفسنا طاقة أفنولي على أنفسنا رجلا منا؟ وما ترى؟ فقال لهم أيو عبيدة: «توجهوا إلى بلادكم فان کان في أهل دعوتكم ما تچب به عليكم في العدد والعدة من الرجال فولوا على أنقسكم رجلا منكم فان ابي فاقتلوه وأشار إلى أبي الخطاب » . * ويفضل حملة العلم إنتشر المذهب بقوة بين قبائل البربيرء ولم تمر سنوات حتى تمكنوا من تأسيس أول إمامة في هذه الربوع أسسها عبد الله بن مسعود التجيبي والحارث بن تليد الحضرمي ثم تلتها إمامة أبي الخطاب عبد الأعلى وأبي حاتم اللزوزيء. أما الإمامة التي بلغت أخبارها مشرقا ومغريا هي الإمامة الرستمية( 160‏ 296 ه) - 33- التي أسسها عبد الرحمن بن رستم في مدينة تيهرت. فقد إمتازت هذه الإمامة بعدالة أئمتها وشجاعتهم وحبهم وتشجيعهم للعلم. ورغم أن الفاطميين تمكنوا من إسقاط هذه الامامة يعد أن دب فيها الضعف والهوان الا أن المذهب الأباضي ظل مستمرا بعد أن حافظ عليه الشيوخ بإيمانهم العميق وحبهم للسلف الصالح. للمزيد أنظر : 1 الشهرستاني: الملل والتحل ج! ص 134 2 اين الأثير : الكامل في التاريخ ج3 ص 169 . 3 الدرحبيني: طبقات مشائخ ج2 ص238 وما بعدها. 4 خير الدين الزركلي: الأعلام مج 4 ص 185 5 - اليغدادي: الفرق بين الفرق ص62. 6 نايف معروف: الخوارج في العصر الأموي 239. 7 عوض خليفات: دراسات في النظم والعقائد الإياضيةء المؤۇرخ العربي ع 17 سنة 1981 ص 206 - . 7 8§ - Cheikh Bekri: le kharrejisme berbere , extrait des annales de l'institut d'études orientales T 15, P59. - 34 - 9 10) 18 19 - فاروق عمر فوزي: ملامح من تاريخ الخوارج الأباضية . المؤرخ العربي عدد 2 سنة 1975 ص 173 - محمد علي دبوز: تاريخ المغرب الكبير ج2 ص 396 . - يوليوس فلهاوزن: احزاب المعارضة في الإسلام ص 3 - 145 . - اين حوقل : صورة الأرض 93. - محمود إسماعيل: الخوارج في المغرب الإسلامي ص 36 . - رفعت فوزي عبد المطلب : الخلافة والخوارج في المغرب العريي ص 30 - 32 . - علي يحي معمر: الإباضية في موكب التاريخ ص 26 - عبد العزيز المجدوب: الصراع المذهبي بإفريقية إلى قيام الدولة الزيرية ص 105. - اليغطوري: سير تفوسة و 2 - موسى لقبال: المغرب الإسلامي ص 166 . 0- الشماخى: السيرء ص 120 . 2) هو عبد الله بن وهب بن راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد وهي قبيلة سكنت بمدينة البصرةء عاصر النبي (ص) فادركهء شارك في الفتوحات الإسلامية في العراق بقيادة سعد بن أيي وقاصء کان من اتصار علي بن طالب كرم الله وجهه ثم أنكر التحكيمء عرف بالزهد والعبادة حتى أنه لقب بذي الثفتات . وولاه أهل النهر وان أمرهم قال عنه الدرجيني في طبقاته : «أرادوا توليته فتكره ذلك وآباه فلم يريدوا غيره ولم يرضوا سواه فلما رى ذلك منهم قال : يا قوم استبيتوا الرأي أي دعوه يغيب وتأتي عليه ليلة فتدبر عواقبهء وكان يقول نعوذ بالله من الرأي الديريء فبايعوهء وكان ذا راي وحزم ودين وعلم وقع به الائتلاف وارتفع في أيامه الإختلاف فلم يزل يقوم بالحق ويحكم بالعدل ويلطف يالرعية ويقسم بالسوية حتى قبض رحمة الله عليه. » أنظر الدرجيني: الطبقات ج2 ص 201 - 202 سالم بن حمود بن شمس السيابي: طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الأباضيء ص 21 - 22. عمار طالبي: آراء الخوارج الكلامية جاء ص 91 - 92. محمد علي ديوز: تاريخ المغرب الكبير ج2 ص 352 وما بعدها. - 36 - 3) هو أحد القادة البارزين الذين شاركوا في الصراع بين علي بن يي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وکان من الذين طالبوا علي بالإستجابة لحكم القران بعد أن رفع الشاميون المصاحفء كما كان ضمن الجماعة الذين فرضوا على علي أيا موسى الأشعري کممثل له. . 76 6 4 ) هو أحد القادة الذين انشقوا على علي بن أيي طالبء فبعد أن كان من النادين بضرورة قبول التحكيم أضحى من الرافضين لنتائجهء وقد دخل رفقة زرعة بن البرج الطائي على مير المؤمنين يطلبون منه التوبة . أنظر: نايف معروف: نفس المرجع ص 17 . 5) هو جابر بن زيد اليحمدى الأزدي الجوفي العماني البصري المعروف بأبي الشعثاء ولد بقرية «فرق» بولاية «نزوى» بعمان سنة 18 ه (639م) ترعرع في أسرة علم ومعرفة ٠ و لما أخذ قسطا من العلم إرتحل إلى مدينة البصرة - وكانت آنذاك حاضرة من الحواضر العلمية - ليستفيد من - 37 - مدارسها العلمية والأدبيةء وإستقر فيها ولكنه كان ينتقل بينها ويين الحجاز لأخذ العلم عن شيوخهاء وفقهائها وفيها أخذ العلم عن عائشة ام المؤمنين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبو هريرة وغيرهمء كما عاصر العديد من العلماء والفقهاء مثل الحسن البصري وعمر بن دينار وإستطاع بفضل تعمقه في دراسة القرآن والحديث وعلوم الشريعة أن يتفوق ويصبح مفتيا بمدينة اليبصرةء كما أصيح من كبار التايعين ومن ماه الأوائل الذين اهتموا بتدوين الأحاديث والستن ٠ وأضحى ثقة بإجماع المحدثين والفقهاء حيث نجد أحاديثه في صحيح البخاري ومسلم. وصفه الدرجيني بقوله: « هو بحر العلوم العجاج وسراج التقوى ناهيك من سراج أهل المذهب وأسه الذي قام عليه نظامهء ومنار الدين ومن انتصيت به أعلامه صاحب ابن عباس ... قال ابن عباس : « إسالوا جابر بن زيد فلو سأله آهل المشرق وال مغرب لوسعه علمه « وعن اياس بن معاوية قال : «لقد رأيت البصرة وما بها مفت غير جابر بن زيد» وعنه قال أنس بن مالك: «مات أعلم من على ظهر الأرض» . تخرجت عليه مجموعة كبيرة من الطلبة منهم: أيو عبيدة - 38 - الأزدى وجعفر السماك وغيرهم كثير»» وترك لنا موسوعة علمية قيمة عرفت باسم «ديوان جاير» طبع مؤٌخرا ٠ ورغم انه عاصر فترة ولاية الحجاج بن يوسف الثقفى إلا أنه ظل متمسكا بمبادئه المستوحاة من الدين الإسلامي الحنيف وملتزما برسالته الدينية والعلمية التي كرس لها حياتهء وقد نقاه الحجاج إلى عمان ولكته سرعان ما عاد إلى البصرة ليواصل رسالته النبيلة. ويعتبر جابر هو الإمام الأول والمؤسس للمذهب الأباضي؛ وتوفى - رحمه الله - سنة 96 ه (711 م) ٠ وكما إختلف في تاريخ ولادته فقيل سنة 21 ه . وقيل سنة 22 ه . وقيل سنة 18 ه . فانه إختلف في تاريخ وفاته فقيل سنة 103 ه. ١ الشماخي: السير ص 70 - 78 . 2 الدرجيني: الطبقات ج2 ص 205 - 214 . 3 - عوض خليفات: نشأة الحركة الإباضية ص 86 وما بعدها. 4 محمد ناصر وآخرون: معجم أعلام الاباضية ج3ء ص 215 - 218 5 - سالم بن حمود: إزالة الوعثاء عن اتباع أبي الشعثاء ص1 3 6 ۔ سالم بن بن حمد سلیيمان الحارني: العقود الفقضية فى أصول الاباضية ص 93 - 105 . - 39 6) هو عبد الله بن أباض بن تيم اللات بن ثتعلية من بني مرة بن عبيد رهط الأحنف بن قيس آل مقاعس التميمي. عاش في النصف الأول من القرن الأول الهمجري (السابع الميلادي)ء نشا في خلافة معاوية بن أبي سفيان وعاش إلى زمان عبد الملك بن مروان ٠ وإليه ينسب المذهب الاباضي رغم أن الأباضية لا يعتبرونه إمامهم الأول وإنما هو تابع للامام جابر بن زید لأنه کان لا يصدر في رأيه إلا عن راي الإمام جابراشتهر عبد الله بمناظراته الكلامية مع الخليفة عبد الملك بن مروانء وقد حفظت لنا المصادر الرسائل المتبادلة بينهماء وتضيف المصادر أنه كان يناظر الفرق الضالة من خوارج وقدرية ومعتزلة ومرجئة وشيعةء وتكمن شهرة ٳِبن اياض في مناظراته حتى أن المذهب نسب إليه كونه كان المسؤول عن الدعوة والدعاة في مختلف الأمصار ولذلك سمته المصادر ب «رئيس القعدة في البصرة وغيرها من الأمصار» . ولا يعرف على وجه التحديد تاريخ ولادته أو وفاتهء والمتفق عليه أن كان حيا في خلافة عبد الملك بن مروان. أنظر: الشماخى السير ص 77. 2 الدرجيني: الطبقات ج2 ص 214 - 226. 3 - عوض خليفات: نشأة الحركة الأباضية ص 75 وما بعدها - 40 - 4 الحارثي: العقود الفقضية ص !12 - 138 . 5 محمد ناصر وأخرون: معجم أعلام الأباضية ج2 ص ۱ 3. 6 ۔ سالم بن حمود بن شامس السيابي: طلقات المعهد الرياضى فى حلقات المذهب الاباضىء ص 77ء 78. 7) هو آبو بلال مرداس بن حدير التميمي الذي تزعم الجماعة التي أنشقت بعد التهروان وآثرت السلم وعدم اللجوء إلى القوة والعنف لفرض آرائها وقد إتخذت الجماعة مدينة البصرة مقرا لهاء شهد آبو بلال معركة صفين مع علي بن أبي طالب كرم الله وجههء وأنكر التحكيم . وإشترك في معركة النهروان مع المحكمة ضد علي بن أبي طالب . وظل أبو بلال ينشر آراءه مفضلا الاقناع بالحجة منكرا قتال المخالفين. فكان يعقد المجالس للمناظرات فكثر أتباعه حتى أنهم بنوا لأنقسهم مسجدا خاصا في البصرة. وقد تعرض للسجن سنة 55 ه في ولاية عبيد الله بن زياد .٠ ولكنه أطلق سراحه في الأخير . ويما أن عبيد الله بن زياد ظل يرتاب من نشاطه فأنفذ إليه عباد بن علقمة المازني المعروف ب« عياد بن الأخضر» على رأس قوة فانتصر على مرداس وأتباعه وأبادهم جميعا. وذلك سنة 61 هھ . -41- أنظر: عوض خليفات: نشأة الحركة الأباضية 6 - 96. الدرجيش : الطيقات ج2 ص 214 -226 . 8) هو جعقر بن السماك العبدي أحد علماء أهل الإستقامة المشارقة أخذ العلم عن جابر بن زيد إمام المذهب بالبصرة. كان أحد أعضاء الوفد الاباضي الذي وفد على الخليفة العادل عمر ين عبد العزيز (99 - 101ه)(717 - 719 ه) لمحاولة إستمالته إلى جانبهم وإقناعه بصحة معتقدهم. وعلى الرغم من عدم حصولهم على نتيجة إلا أن الوفد رجع راضيا عن سياسة الخليفة عمر. أنظر: ١ الشماخي: السير ص 78. 2 الدرجيني: الطبقات ج2 ص 232 - 233 . 3 عوض خليفات : نشأة الحركة الأباضية ص 104 ٥ هو أيو العباس صحار بن العباس العبدي من أجل رجال المذهبء بلغ في الورع والديانة والعلم مقاما عالياء وعلى يديه تتلمذ أبو عبيرة مسلم بن أبي كريمةء وهو اول من ألف في الأدب وأمثال العرب. كما كان من خاصة أيي - 42 - الشعثاء جابر بن زيدء وعنه خد العلم. ولا نعرف متى ولد ومتى توفي ءلكن المصادر تعده من أعلام الإسلام في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) . أنظر: الدرجيني: الطبقات ج2 ص 233 وما بعدها الشماخي: السير ص !81 السيابي: طلقات المعهد الرياضيء ص 23ء 24 . 0) هو زحاف الطائي الهلالي عاش في التصف الثاني التابعين .٠ عرف بشدته فى معارضته للأمويين حتى أن أبا بلال مرداس بن حدير كان يؤنبه على ذلك . اما سالم الهلالي فلم نتمكن من تحديده إذ أن المصادر الاباضية تذكر لنا ثلائة الهلالي (عاش في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) وسالم بن ذكوان الهلالى (كان حيا سنة 99 ه (717 م) وسالم بن عطية الهلالي. معجم أعلام الأياضية مج 3 ص 338. -43- 1) هو أبو عييدة مسلم بن أبي كريمة التميمي أحد أعمدة المذهب وثالث أركانهء حامل لواء العلم والامامة للمذهب الاباضي للمغوب وحضرموت وعمان. كان مولى لعروة بن أدية التميمي خي مرداس بن حديرء عاش في البصرة وأخذ العلوم عن جابر بن زيد وصحار العبدي وجعفر بن السماك وضمام بن السائب العيدي العمانيء ويعتبر أيو عبيدة أشهر علماء المذهب في مرحلة الكتمانء عاصر بعض الصحابة الآين أخذ عنهم شيخه جابر بن زيدء وتلقى عنهم العلوم الشرعية مثل أنس بن مالك وأبو هريرة ٠ وعبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وغيرهم. ويرجع الفضل لأبي عبيدة في تنظيم الدعوة في بداياتها الأولى حيث كان بعلم الأتباع في مدينته البصرة في سرية تامة حتى أنه جعل حارسا أمام بيته يضع القفافء فكلما مر شخص غريب حرك سلسلة فينقطع الأمام عن الحديث. ويفضله انتشر المذهب الاباضي في مختلف أصقاع البلاد الإسلامية ٠ وعلى يديه تخرج أشهر الدعاة أمثال عبد الله بن يحي طالب الحقء أبو حمزة الشاري. أبو الخطاب عبد الاعلى بن السمح المعافريء عبد الرحمن بن رستم وغيرهم. تولى زعامة أهل الإستقامة بعد موت الحجاج سنة 95 ه وخروجه من السجن أي في بداية حكم الخليفة سليمان بن عبد الملك ‎ 96(‏ 99 ه) - 44 ۔ يعدها . 2) هو ضمام بن السائب الأزدى من أهل عمان. كان أحد رواة جابر بن زيدء أخذ عنه وقد أخذ الربيع أكثر ماأخذ عن ولكن روايته عن ضمام تولاها أبو صفرة عبد الملك بن صفرةء كان معاصرا للامام أيي عبيدةء وقد سڃنا مع بعض»سجنهما الحجاج بن يوسف الثقفى . وصفه الشماخي بقوله: «من أهل العلم والتحقيق والكاشف أمر المعضلات عنه. أنظر: الشماخي: السير ص 87 ؛ الدرجيني: الطبقات ج2 ص 246 - 248 . السيايى: طلقات المعهد الرياضى ص 30. 3) هو عيد الله بن يحي الكندي من اهل اليمنء إرتحل إلى البصرة والتحق بحلقة أبى عييدة مسلم. ولا أأحس شيخه - 45. ستنة 129 ه ‏ وأعلن الثورة على الخليفة الأموي مروان بن محمدء وتمكن من بسط سيطرته على اليمن والحجاز . أنظر: السيابى: طلقات المعهد الرياضي ء ص 63ء 70. الحارثى: العقود الفقضية ص 187 - 253 . 4) هو أيو حمزة المختار بن عوف السليمي الشاري أحد الكندى. 5) هو أبو نوح صالح الدهان أحد علماء القرن الأول الهمجري (السابع الميلادي) عرف بغزارة علمهء أخذ العلم عن جابر بن زيدء وعلى يديه تتلمذ العديد من أهل الإستقامة منهم أبي عبيدة مسلم. أنظر: السيابي: طلقات المعهد الرياضي ص 36 . 6) تمر الإمامة عند الاباضية بمراحل متعدة هى: مرحلة الكتمانء مرحلة الدفاع ومرحلة الظهورو مرحلة الشراء. فأما مرحلة الكتمان فهي تعبر عن مرحلة الضعف حيث يركن الأباضية إلى السرية وإستعمال التقية وينتخبون إماما - 46 - عليهم. ويقوم الإباضية في هذه المرحلة بنشر دعوتهم سرا ويمكن لهم البقاء تحت حكم غيرهم ماداموا عاجزين عن تغيير الوضع لصالحهم . أما مرحلة الدفاع فهي مرحلة بين الظهور والكتمان. وتقوم هذه الإمامة عندما يتعرض الإباضية لمداهمة العدوء وتزول هذه الإمامة بزوال الخطرء أما إمامة الظهور فتقوم عندما تتوفر الشروط لتأسيس دولة تدين بالمذهب الإباضي. وهي أن يكون الأباضية أقوى من غيرهم بحيث يستطيعون إختيار إمام يحكمهم علنا.أما إمامة الشراء فهي أن يخرج إمام بأربعين رجلا فما فوق يبايعونه على الجهاد في سبيل الله ويسمون شراة لأنهم اشتروا الجنة بأرواحهم؛ ولا يجوز لهم بعد أن يخرجوا للجهاد الرجوع إلى منازلهم حتى يتقص عددهم عن ثلاثة رجال. كما لا يجوز لهم إستعمال التقية. أنظر: بحاز إبراهيم بكير: الدولة الرستمية ء ص 79 - 80 7) هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي الوارجلاني أحد الأقطاب الكبارء تعلم بسدراتة ثم رحل إلى الأندلس لطلب العلم والتتلمذ على علمائها . ولد فى وارجلان بالمغرب الأوسط سنة 5)00 ه (1160 م) . إستقر في مدينة قرطبة لمدة زمنية طويلة إستكمل خلالها 47. علومه في فنون اللسان والتفسير والحديث والتنجيم. وكان الأندلسيون يشبهونه بالجاحظ. ولا تبحر في العلوم عاد إلى بلاده ثانية ثم إرتحل إلى المشرق لزيارة حواضرها العلمية والإستفادة من علمائها. كما توغل في أواسط إفريقيا ثم عاد في الأخير إلى بلدته حيث عكف على الدرس والتأليف حتى أنه لم يخرج من داره مدة سبع سنوات .٠ ترك لنا مؤلفات عديدة منها تفسير القرآن الكريم. قال عنه البرادي: «كتاب عجيب رایت منه في بلاد ریغ سفرا کبیرا لم ار ولا رایت قط سفرا أضخم منه ولا أكبر منه وحزرت أن يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكثر فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور في لغة أو إعراب أو حكم ميين أو قراءة ظاهرةأو شاذة أو ناسخ او متسوخ او في جميع العلوم ». كما ألف كتاب العدل والإنصاف في أصول الفقه في ثلاثة أجزاءء وكتاب مرج البحرين في علم الفلسفةء ورتب مسند الربيع عن ضمام عن جابر بن زید ویعض روایات الربيع بن حبيب» وقد ضم اليه مراسيل جابر بن زيد ويعض روايات الربيع عن ضمام عن جابر بن زید وروایات بی سفيان عن الربيع وروايات للامام أفلح بن عبد الوهاب عن -48 ۔ أبي غانم. وله قصائد منها الحجازية في ثلاثمائة وستين بيتاء وله كتاب الدليل والبرهان في جزئين حققه الشيخ سالم بن حمد الحارڻي سنة 1983. ويقال أن له كتابا كبيرا في التاريخ يسمى «فتوح توفى سنة 570 ه (1174م ) . أنظر: البرادي: الجواهر المنتقاة ص 220 - 221 . أبو يعقوب الوارجلاني: الدليل والبرهان: تحقيق سالم بن حمد الحارثيء ص 4-3 على يحي معمر: الأباضية في الجزائرء ص237 وما بعدها. 8) هو محبوب بن الرحيل أحد علماء الأباضية عاش في القرن الثاني الهجري ينحدر من عائلة علم فأبوه هو أبو سفيان محيوب بن الرحيل وابنه هو بشير بن محمد صاحب كتاب الخزانة المكون من سبعين سفراء وله كذلك كتاب البستان وكتاب الرضف في التوحيد وكتاب المحاريةء أما محمد فله كتاب يتكون من تسعين جزء. أنظر: الحارثى: العقود الفضية ص 276. 49_- 9) لعله أبو زكريا يحي بن بكر صاحب كتاب السير فأبوعمار ذکر يان آبا زکريا کان شيخه. الدرجيني: 0) هو أبو الربيع سليمان بن يخلف الوسلاتي المزاتي النقطي القابسي تعددت نسبه لكثرة أسفاره بين مواطن الأباضيةء أخذ العلم عن الشيخ أبي محمد ويسلان ين أبي صالح اليراسني. کرس حیياته في نتشر العلم والمعرفة حيث كان يخرج إلى مواطن الأباضية في السهول والجبالء ويخرج معه تلامذته أمثال أولاد الشيخ أبي زكريا فصيل ويي بكر بن يحيء وآبو العباس اأحمد بن محمد بن بكر النفوسي وإبراهيم بن إبراهيم وغيرهمء ترك آبو الربيع مجموعة من الؤلفات القيمة منها « كتاب التحف المخزونة في أجماع الأصول الشرعية وكتاب في طلب العلم وآداب التعلم: طبع بعنوان كتاب السير سنة 1903 ٠ وأعيد طيعه سنة 1991ء وكتاب في علم الكلام وفي أصول الفقه في مجلدين وكتاب في الفضائل. توفي سنة 471 ه ه) 51 أنظر معجم أعلام الأباضية مج 3 432 - 433 . - 50 - الصادر والراجع - 52 ۔- ١ اين الأثير: الكامل في التاريخء دار صادر بيروت 1965 . 2 البرادي: الجواهر المنتقاة فيما أهمله كتاب الطبقاتء طبعة حجريةء القاهرة 1884 م. 3 - البغدادي: الفرق بين الفرق ٠ القاهرة 1948 نشرة محمد زاهر بن الحسن الكوثري . 4 البغطوري: سير نفوسة (مخطوط) . 5 بحاز إبراهيم بكير: الدولة الرستمية (دراسة في الأوضاع الاقتصادية والحياة الفكرية) 160 - 296 ه (777 - 909 م) مطبعة لافوميك ط!ء الجزائئر 1985. 6 الحارثي: (سالم بن حمد ): العقود الفضية في أصول الأباضيةء نشر وزارة التراث القومي والثقافةء سلطنة عمان 1983. 7 اين حوقل: صورة دارمكتية الحياة بيروت (د. ت) 8 خليفات عوض؛ نشأة الحركة الأباضية ٠ جامعة الأردن عمان 1987 . 9 الدرجيني (أبو العباس) طبقات المشائخ بالمغربء تحقيق إبراهيم طلاي مطبعة البعثء قسنطينة 1974. 0 - دبوز (محمد علي) : تاريخ المغرب الكبيرء مطبعة عيسى البابي الحبلى القاهرة 1963 . 1434 . 2 - أبو زكريا ( يحي بن أبي بكر) : كتاب سير الأئمة. وأخيارهم د فيو إاسماعيل العربىء إصدارات المكتية الوطنية الجزائر 1979 . 3- السيابي (سالم بن حمود بن شامس) : إزالة الوعثاء عن اتباع أبي الشعثاءء تحقيق سيدة إسماعيل كاشف. مطابع سجل العرب القاهرة. 1979. 4 - السيابي: طلقات المعهد الرياضى في حلقات المذهب الأياضي مطابع سجل العربء القاهرة 1980 . 5 - الشماخي: السيرء طبعة حجريةء قسنطينة 1301 ه. 6 - الشهرستاني (محمد بن عبد الكريم): الملل والتحل: مطبعة مصطفى البابليء القاهرة 1961. 7 - طالبي (عمار): آراء الخوارجء المكتب المصري الحديث للطياعة والنشرء القاهرة 1971. 8 - عبد الرزاق (محمود أسماعيل): الخوارج في المغرب الإسلاميء دار العودة بيروت 1976. 9 - عبد المطلب (رفعت فوزي)› الخلافة والخوارج في المغرب العربي (الصراع بينهما حتى قيام دولة الأغالية) الطبعة الأولى. 1973. (الخوارج والشيعة) مكتية النهضة اللصرية 8 1 . 1 لقبال (موسى): المغرب الإسلاميء الشركة الوطنية للنشر 2 المجدوب (عبد العزيز)الصراع المذهبي بإفريقية إلى قيام الدولة الزيريةء الدار التونسية للنشرء تونس 1975. 23 - معروف (نايف): الخوارج في العصر الأمويء دار الطليعة دروت 1981 , الكتاب العربى القاهرة 1964 (الأباضية فى اجزائر) . (جزء المغرب) تحت الطيع. التراث القومى والثقافة عمان 1983. 55. ۰ الفهرس ‎NTN‏ المقدمة التعريف بصاحب السيرة مۇلفاته التعاليق الملصادر والمراجع الفهرس ۲۳ o 2