غاية المراد في نظم الاعتقاد الناظم: الإمام العلمَّة نور الدين عبد الله بن حميد السالمي الشارح: الشيخ العلمَّة أحمد بن حمد الخليلي أعد الأسئلة: محمد بن سالم الخروصي       (  /  )     شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 6 (button) (button) (button) تتشرف الكلمة الطيبة بتقديم هذه الطبعة التفاعلية الخاصة بأجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية من هذا الكتاب القيمّ، خدمة لطلبة العلم وتسهيل لهم، فما على الطالب سوى الضغط على بيت المنظومة ليصل تلقائياً إلى شرحه، ثم يعود للأبيات مجدداً بالضغط على كلمة: المحتويات الموجودة أسفل كل صفحة. وفق الله الجميع في سبيل العلم وصالح العمل. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد المحتويات تمهيدٌ المْقَُدمَِّةُ بسم الله الرحمن الرحيم 1. الحمَْد لله منُْشيِ الكاَئِناَت علَىَ ماَ شَاءهَاَ وبَلاِ مِثلْ هُناَك خلاَ 2. ثمُ الصَّاة علَىَ المْخُْتاَر سَيدِّنِاَ ومََن إلِى قاَب قوَسَْينْ دنَاَ فَعلاَ 3. واَلآل واَلصحَّبْ ماَ كاَن الهْدُىَ علَمَاً يهَْديِ بهِ الله للِخَْيرْاَت منَ عقَلاَ 4. وبََعدْ فاَلديِّن لا عُذرْ لجِاَهِلهِِ إنِ كاَن منِ بَعدْ تكَْليِف بهِ جهَلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذكِرْ الجمُلَ الثلاَّث ومَاَ تشَتْمَلِ علَيهْ الجمُلْةَ وتَفَسْيِرهُاَ 5. وأَوَلَّ الفَرضْ منِ تأَصْيِلهِ جُملٌَ ثلاَثَة،ٌ فزُتْ إنِ تسَْتحَضْرِ الجمُلاَ 6. وإَنِ أتََيتْ بهِاَ نطُْقاً حَفظِتْ بهِاَ للِنفَّْس واَلمْاَل،ِ واَلسَّبيْ بهِاَ حظُلاِ نفَيْ الأنَدْاَد واَلأشَبْاَه عنَ الله تعَاَلى 7. نَديِن أنَ إلَِه العَرشْ لَيسْ لَهُ شبِْه ولََيسْ لَه نِد ولاَ مَثلاَ 8. وأَنََّه لَيسْ جسِمْاً لا ولاَ عرَضَاً لكَِنهَّ واَحِد فِي ذاَتِه كَملاَ 9. ووَاَحدِ فيِ الصِّفاَت واَلعبِاَدةَ واَل أفَْعاَل طُراًّ، فلاَ تَبغْوُا بِه بدَلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسَمْاَء الله وصَفِاَتهُ الذاَّتيِةَّ 10 . أسَمْاَؤهُ وصَفِاَت الذاَّت ليَسْ بغِيَْ ر الذاَّت بلَ عيَنْهُاَ فاَفهْمَ ولاَ تحَلاُ نفَْي الرؤُّيَْةِ 11 . ولاَ يحُِيط بهِ سبُحْاَنهَ بصََرٌ دنُْياَ وأَخُرْىَ، فدَعَ أقَْواَل منَ نصَلاَ نفَيْ التكَّْييِفِ 12 . ولاَ يكَُيِّفهُ وهَْم ولاَ فكَِرٌ ولاَ تحُِيط بِه الأقَْطاَر مدُخََّلا الاستْوِاَء علَىَ العرَشِْ 13 . وهَوْ علَى العرَشْ واَلأشَيْاَ استْوَىَ وإَذِاَ عدَلَْت فهَوْ اسْتوِاَء غيَرْ ماَ عُقلاِ 14 . وإَنِمََّا الاسْتوِاَ ملُكْ ومَقَْدرِةٌَ لَه عَلىَ كلُهِّاَ اسْتوَلْى وقَدَ عدَلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 15 . كمَاَ يقُاَل اسْتوَىَ سلُطَْانهُمُ فعَلاَ علَى البِاد فحَاَز السَّهلْ واَلجْبَلاَ ژ الإيِماَن بمحُمَدٍَّ 16 . وأَنَ أحَمَْد منِ رسُلْ الإلَه،ِ وقَدَْ ومَفُْتضَلاَ يخُصَ منِ بيَْنهِمِ فضَْ 17 . وأَنََّه صاَدقِ فيِماَ أتَاَناَ بِهِ مُبلَغِّ الثَّقلََينْ مَا بِه رسُِا الإيِماَن بالمْوَتْ واَلبعَثْ واَلحسِاَب 18 . وقََد أتَتَ حجُجَ البرُهَْان ناَطقِةًَ باِلمَْوتْ واَلبعَثْ واَلحْسُْباَن فاَمتْثَلاِ المْيِزاَنُ 19 . ومََا هُناَلكِ ميِزاَن يقَُام كمَاَ قاَلُوا عمَُود وكَِفاَّت لمِاَ عُملاِ ألَمَْ 20 . وإَنِمَّاَ الوزَنْ حقَ منِْه عزََّ تسَمْعَ إلِى آيَة الأعَْراَف محُْتفَلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الصرِّاَط واَلحسِاَبُ 21 . ولاَ الصِّراَط بجِسِرْ مثِلْ ماَ زعَمَوُا ومَاَ الحِساَب بعَِد مثِلْ منَ ذهَِلا الجنََّة واَلنَّارُ 22 . وأَنََّه منَ أطََاع الله يدُخِْلهُُ جَناَّتِه أبََداً لا يبَْتغَيِ نُقلاُ 23 . ومَنَ عصَاَه ففَيِ النِّيراَن مسَكَْنهُُ ولَمَ يجَِد مفَْزعَاً عنَْهاَ فيَنَْتقَلاِ الشفَّاَعةَُ 24 . ومَاَ الشَّفاَعةَ إلاِ للِتقَّيِ كَماَ قدَ قاَل ربَ العُا فيِهاَ وقََد فصَلاَ الورُوُدُ 25 . واَلمْؤُمْنِوُن عنَ النِّيراَن قدَ بعَُدوُا ومَاَ الورُوُد لهَُم بلَ للِذَّيِ انخَْذلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالمْلاَئكَِةِ 26 . وأَنَ لله أمَْاكاً وقََد عصُِموُا وأَنَ جنِسَْهمُ عنَ جنِسِْناَ فصُِا 27 . فَلا تَصِفْهُمْ بشَِيْءٍ منِْ صِفَاتكَِ مُطْ . لقَاً سوِىَ أنَهَّمُ خَلقْ قدَ امْتثَلاَ الإيِماَن بالأنَبْياَء واَلكُتبُِ 28 . واَلأنَْبيِاَ بهِمِ الإيِْماَن يلَزْمَُناَ ومََا علَىَ كُلهِّمِ منِ كُتبْهِ نَزلاَ الإيِماَن بالقرُآْن واَلقوَلْ في خلَقْهِِ وَخَلْقِ غَيْرِہِ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّينَ 29 . وبَاِلقرُاَن خصُوُصاً بعَْد جمُلَْتهِاَ ولَيَسْ منِْهاَ قدَيِم يحَْتوَيِ الأزَلاَ 30 . بلَ كُلهَّاَ خَلقَ الباَريِ وكَوَنَّهَُ فيِماَ يشَاَء،ُ فلاَ تصُْغوُا لمِنَ عَذلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالقضَاَء واَلقدَرَ 31 . وبَاِلقَضاَ وبَمِاَ الرحَّمَْن قَدرَّهَُ وأَنََّه خَالِق أفَْعاَلَنَا حُللاَ 32 . لكَِنهَّ لا بجَِبرْ كاَن منِْه لَناَ وعَلِمُْه ساَبِق في كلُ ماَ جَعلاَ 33 . وإَنِمَّاَ الفعِْل مخَلْوُق ومَكُْتسَبٌَ فاَلخَلقْ لله واَلكَسبْ لمِنَ فَعلاَ ذكِرْ الإيماَن ومَاَ يشَتْمَلِ علَيهْ 34 . إيِماَننُاَ القَولْ واَلتصَّدْيِق معَ عمَلٍَ فاَلقَولْ مرَ فصَدَقِّْه وكَُن عمَلاِ 35 . بمِاَ علَيَكْ منِ الإيِماَن مفُْترَضٌَ واَلنَّفلْ إنِ تسَْتطَعِ فاَفعْلَهْ مبُْتهَلاِ قَواَعِد الديِّنِ 36 . قوَاَعِد الديِّن علِْم بعَْدهَ عمَلٌَ ونَِيَّة ورَعَ عَن كلُ مَا حُظلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أرَكَْان الديِّنِ 37 . اِرْضَ وَفَوِّضْ وَسَلِّمْ وَاتَّكِلْ فَبذَِا تحَُوز أرَكْاَنَه اللاتي بهِاَ كَملاُ مسَاَلكِ الديِّنِ 38 . ثمُ الظهُّوُر ودَفَعْ واَلشِّراَء معَ الْ . كتِمَْان طرُقْ لهَ،ُ أكَرْمِ بهَِا سُبُلا فَرزْ الديِّنِ 39 . وفََرزْهُ فيِ ثلاَث:ٍ مؤُمِْن ومَُناَ . فِق وصَاَحبِ شِركْ جاَحِد عذُلاِ حِرزْ الديِّنِ 40 . وحَِرزْهُ أنَ توُاَليِ منَ أطَاَع وتَبَْ . رَا منِْ مُصِرٍّ وَقفِْ عَنْ كُلِّ مَنْ جُهِلا الولاَيةَ واَلبرَاَءةَُ 41 . وَوَال في جُمْلَةٍ مَنْ قَدْ أَطَاعَ وَعَا . د منَ عَصىَ جمُْلةَ لله ممُْتَثلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 42 . وكَلُ منَ عصََم المَْولْىَ ولاَيَتهُُ فرَضْ كعَُدوْاَن منَ إيَِّاه قدَ خذَلاَ 43 . وكَنُ موُاَل إمَِام المْسُْلمِيِن ومَنَْ حوَتَْه طاَعَتهُ إلاِ الَّذيِ انخَْزلاَ 44 . وعََاد في الديِّن جَباَّراً وعَاَملَِهُ ومَنَ لَه في سبَيِل المْكُْفرِاَت تلاَ 45 . لا كُلَّ مَنْ قَدْ حَوَى سُلْطَانُ عِزَّتِهِ إذِ قَد يكَوُن هُناَك مؤُمِْن دخَلاَ 46 . ثمُ الولاَيةَ توَحِْيداً تكَوُن وأَخُْ . رىَ طاَعةَ فرُضِتَ إنِ شرَطْهُاَ حصَلاَ 47 . كذَاَ البرَاَءةَ،ُ واَلشرَّطْ الذَّيِ وجَبَتَْ بِه الولاَيَة:ُ أنَ تُلفْيِه ممُْتَثلاِ 48 . ورَبَُّناَ لمَ يَزلَ للِمْؤُمِْنيِن ولَيِْ . ياً هَكذَاَ وعََدوُاًّ للِذَّيِ نصََا 49 . وهَكَذَاَ أبََداً ليَسْ الزمَّاَن ولاَ الْ . أفَعْاَل تقَْدحَ فيِه،ِ خُذهْ منُْتحَلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 50 . لَكنَِّناَ قَد تعُُبدِّنْاَ بطِاَعتَِهِ فكَُلُّناَ عاَمِل بمَِا لَه جُعلاِ 51 . معَْنىَ موُاَل مُعاَد:ٍ عَالمِ بهِمُِ وبَاِلَّذيِ فعََلوُه الجِد واَلهَْزلاَ ذكِرْ الكفُرْ ومَاَ يشَتْمَلِ علَيهْ 52 . وَالشِّرْكُ لا بُدَّ منِْ أَنْ تَعْرفَِنْهُ لكَِيْ تكَوُن في مقَْعدَ عنَ غَيهِّ اعْتزَلاَ وبَيَْ . 53 . وهَوْ المْسُاَواَة بيَنْ الله جلََّ ن الخلَقْ أوَ جحَدْهُ سُبحْاَنهَ وعَلاَ 54 . ومَاَ سِواَه منِ الكُفرْاَن يلَزْمَُناَ أيَ علِمُْه إنِ علَمِْناَ حكُمْهَ الفصَلاِ 55 . مَا لَمْ نَكُنْ رَاكِبيِهِ أَوْ نُصَوِّبُ مَنْ يأَتْيِه عمَدْاً وجَهَلاْ، هكََذاَ نُقلاِ قَواَعِد الكُفْرِ 56 . جهَلْ،ٌ حمَيِةَّ،ُ كبِرْ،ٌ بعَدْهَ حسََدٌ قوَاَعِد الكفُرْ،ِ فاَحْذرَ داَءهَاَ العضُلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أرَكَْان الكُفرِْ 57 . ورَغَْبةَ رهَْبةَ أرَكْاَنُه،ُ ويَلَيِ . هاَ شَهوْةَ غضَبَ في كلُ ماَ حظُلاِ ذكِرْ المْلِلَ الستِّ وأَحَكْاَمهِاَ 58 . وهَذَهِ ملَِل الأدَيْاَن قَد نصُبِتَْ لا بُد للِمْرَءْ مِن أنَ يعَْرفِ المْلِلاَ 59 . فاَلمْسُلْمِوُن؛َ وهَمُ موُفْ ومَجُتْرَحٌِ واَلمْجُرْمُِون بنِهَْك منِهُْم انفْصَلاَ 60 . أوَ مسُتْحَلِ،ٌّ وأَحَكْاَم الألُىَ انتْهَكَوُا أنَ يرَجْعُِوا كلُ ماَ صاَبُوا وإَنِ جزَلاُ 61 . وقََد يجَوُز لِكلُ ماَ يجَُوز لنَاَ إلاِ الولاَيَة خصَُّت باِلَّذيِ عَدلاَ 62 . ثمُ اليهَوُد النصَّاَرىَ واَلمْجَوُس معَاً واَلصاَّبئُِون لهَُم حكُْم وقََد عقُلاِ 63 . يسَُالمَوُن إذِاَ انقْاَدوُا علَىَ صغِرٍَ بجِزِيَْة،ٍ أوَ أبََواْ فاَلكلُ قَد قتُلاِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 64 . واَلمْشُرْكِوُن ذوَوُ الأوَثْاَن ليَسْ لهَمُْ سَامةَ غيَْر إنِ داَنُوا بمَِا نَزلاَ 65 . واَلحكُمْ إنِ حاَربَوُا فيِ الكلُ متُحَّدٌِ نهَْب وسََبيْ وقَتَْل فيِهِم فعُِا 66 . حاَشَا قرُيَشْاً فإَنِ السَّبيْ ممُتْنَعٌِ فيِهمِ علَىَ قوَلْ أهَْل المْغَرْبِ الفضُلاَ 67 . واَلذبِّحْ إنِ سَالمَوُا أهَلْ الكتِاَب معَ النْ . نكَِاح منِهُْم أجَِز إلاِ الإمَِاء فلاَ الإمَِامَةُ 68 . إنِ الإمِاَمَة فرَضْ حيِنمَاَ وجََبتَْ شُروُطهُاَ، لا تكَنُ عنَ شَرطْهِاَ غفَلاِ 69 . وبَاَطلِ سِيرةَ فيِهاَ الإمِاَمَة في اثْ . نيَنْ لَو بلََغاَ في المْجَدْ مَا كَملاَ 70 . وبَعَدْ ماَ فتُحِتَ أمُ القرُىَ نسُِخاَ ماَ كاَن مِن هجِْرةَ مفَرْوُضهُاَ اتصَّلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 71 . إنِاَّ ندَيِن بتِصَوْيِب الألُىَ منَعَوُا حكُوُمَة الحكَمَيَْن حيِنمََا جهَِا 72 . واَلراَّسِبيِ أوُاَليِ بعَْد جمُلْتَهِمِْ ومَنَ بهِ نسََب الإسِْام قَد وصُلاِ 73 . عنَيَتْ نجَلْ إبَِاض فهَوْ حجُتَّنُاَ أمََا تَرىَ فخَْرهَ للِمْسُْلمِيِن حُا 74 . وَمَنْ قَفَا إِثْرَهُمْ مِنْ كُلِّ مُجْتَهِدٍ شاَكيِ السلاِّح لقِمَعْ الخصَمْ حيِن غلاَ خَاتِمَةٌ 75 . واَلحْمَْد لله ربَ العاَلمَيِن علَىَ إتِمَْام ماَ رمُْت إذِ منِ فضَلِْه كمَلاَ 76 . ثُم الصَّاة وتَسَْليِم يقُاَرنِهَُا علَىَ الذَّيِ ختََم المْوَلْىَ بهِ الرسُُّا 77 . واَلآل واَلصحَّبْ ماَ لاحتَ فضَاَئلِهُمُْ ومَنَ لهَمُ في سَبيِل المْكَرْمُاَت تلاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الحمد لله الواحدِ الأحَدَ، الفَردْ الصمَّدَ، الذي لمَ يلَدِ ولمَ يوُلدَ ولمَ يكن لهَ كفُوُاً أحدَ، سُبحْاَنه تجَلَىَّ في كل موجود وجُوُدهُ، وأَشَرْقَ في كل مشَهْود شهُوُدهُ، هو الأولَّ والآخِر والظاهر والباطن، عرَفَتَهْ الألباب بآياته الظاهرة، ووَلَهَتَ النفوس بتِجَلَيِّاَتهِ الباهرة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحَدْهَ لا شريك لهَ،ُ جلَ عن الأنداد والأضداد، وتقََدسَّ عن الصاحبة والأولاد، وتعالىَ عن الأشبْاَه والأمثال، وهو الكبير المْتُعََال، . . . .. . ٹ ٹ. ]الشورى: 11 [ .. ٹ ٹ ٹ ٹ .. . . .. ]الأنعام: 103 [، أنَزْلَ كتُبُهَ تتُلْىَ، وأرَسْلَ رُسُلَهُ تَتْرَى، ليَِهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بَيِّنَةٍ ويَحْيَا مَنْ حَيَّ عن بيَنِّةَ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأشَهْدَ أن سيدنَا محمدَّاً عبدهُ ورسولهُ، اختْتَمَ بهِ رسالاتهِ، وقرَنَ دعوتهَ بأعظم آياتهِ، وشرفَّه بمِاَ اختصهَّ بهِ على جمَيِع مخلوقاتهِ، أرسلهَ رحمة للعالمَيِن، وسراجاً للمهتدين، وإمامًا للمتُقَّين، فوَضَحَتَ برسالتهِ السبُّلُ، وتجَلَتَّ بدعوتهِ الحجُةَّ، واستنارتَ بسُنتَّهِ المْحَجَةَّ، فهدىَ الله بهِ قلوباً غُلفْاً، وبصَرَّ بهِ عيُوناً عمُْياً، وأسَْمعَ بهِ آذاناً صمًُّا، صلَوات الله وسامهُ عليه، وعلى آلهِ وأصحابِه،ِ وعلى جمَيِع أتباعهِ في منِهْاج الحق والحقيقة، الذين استقاموا على سوَاَء الطريقة، إلِىَ يوم الديِّن. أما بعَْد:ُ فإن درَءْ ضال التصورُّ ببِيَاَن عين الحقيقة وإبراز معالمِهِاَ وأع ا لمهِا وإيضاح حجُجَهِا وبراهينهِا أصَلْ الهداية، وضمان لوِصُوُل السالكين وبلوغ الراغبين، ومِن أجَلْ هذا قامت دعوات المرسلين على تبيان أهم حقيقة قد تلتبس على ا لل التصورُّ، وهي منَشْأَ الوجود وغايتَهُ،ُ الأفهام بضَِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ليِعَرْفِ الإنسان منِ أين جاء وإلى أين ينتهي، وليعرف ما يجب عليه في رحلته بين مبُتْدَئَهِ وغايته، وبذلك عرَفَ الإنسان أعظَْم حق يجب عليه وهو حق مبُدْئِهِ ومعُيدهِ، وحقهُّ أن يفُرْدَ بالعبادة ولا يشُرْكَ معه غيرهُ، مع تنَزْيِههِ عن جمَيع النقائص، لأنهَّ لهَ الكمال المْطُلْقَ، وبهَِذهِ الدعوة حصَلَت الصلة بين الإنسان المْخَلْوق الضعيف وخالقه القوي القاهر، كما حصل الربَّطْ بين المْسَِير والمْصَيِر، والعمََل والجزاء، والحياة والموت، والفناء والخلود، وذلك هو منَشَْأ الاستقامة على الخير والوقاية من ضده. ولئَِن كانت فنون العلم تسَْتمَدِ شَرفَهَاَ من موضوعاتهِا، فإن أشرف العلوم قدراً وأعظمهَا شأناً وأثقلهَا وزناً هو هذا العلم الذي يدَرْأَ شبهات الباطل عن أقدْسَ حقيقة، ويجُلَيِّ براهين الحق الدالةَّ عليها، وناهيِك بعِلِمْ موضوعهُ إثبات وجود واجب الوجُود لذِاَتِه، وصفاتهُ وأفعالُه، وم ا لئكتهُ وكتبهُ ورسلهُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد واليوم الآخرِ وقضاؤهُ وقدَرَهُ، لذلك تبََارتَ همِمَ الراسخين في العلم في هذا المْضِمْار، فكان منهم المْصُلَيِّ ومنهم المْجُلَيِّ))). وقد كان منِ بين هؤلاء الع ا لمة المْحُقَقِّ الإمام بن حمُيَدْ السَّالمِيِ رحمه الله نور الدين عبَدْاُللهِ تعالى ورضي عنه ، فإن مؤلفاتهِ في علم الاعتقاد منثورهَا ومنظومهَا ينابيع للفوائد المْتُدَفَقِّةَ، ومطَاَلعِ لشِمَسْ الحقائق السَّاطعة، بمِاَ فيها من تبيان للحق وإبراز لأدلتَّه، مع درَءْ شبُهَ الباطل عنه، وإن منِ بين ما جادتَ به قريحتَُه في هذا المْجََال قصيدتهَ العَصمْاء التي سمَاَّها «غاَيةَ المْرُاَد فيِ نظَمْ الاعتْقِاَد ،»ِ فإنهَّا مع اختصارهِا وسهولة حفظها جمََّة الفوائد عظيمة العوائد بمِاَ انطوت عليه من خزائن العلم، وهي ميُسَرَّةَ لطلَبَة العلم المبتدئين. ))) المْجُلَيِّ في خيَلْ السباق هو الذي يسبق جميع خيل السباق ولا يتقدمه غيره والمْصُلَيِّ هو الذي يأتي من بعده لأنهّ يأتي ورأسه بين صلَوَي المْجُلَيِّ، والصلوان: عظمان ناتئان عن يمين الذنب وشماله، أي أنه يأتي وراءه مباشرة. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقبل سنين مضَتَ أراد منِيِّ بعض ط ا لب العلم أن أمُلِْي عليهم تعليقات لطيفة على أبياتهِاَ، يحَفْظونهََا بآلَة التسجيل ليتمكنَّوا مع تكَرْار سمَاَعهِا من تقييد شوارد الفوائد، وما كنت أحسْبَ أن ذلك سَيتَعَدَىَّ أولئك الفتِيَْة الطالبِين إلى غيرهم، فخصَصَْتهُمُ بمَِا أمَلْيَْتهُ من بعض العبارات، التي لا تبَْرأَ من الكثير من الهْنِاَت، لأنهَّا كانت مرُتْجَلَةَ سريعة، وإذا بذلك الشريط يتُدَاَولَ ويقوم بعض الطاب بتفريغهِ في أوراق، ظلََّت تتَدَاَولَهُاَ الأيدي، ويرَجْعِ إليها كثير من ا لب المراكز الصيفية، فإنهَّا الط ا لب، لا سِيمَّاَ طُ أصبحت مقررَّةَ عليهم أو على أكثرهم على علِتّهِاَ الكثيرة، كيف وهي في الأصل دروس ارتجالية؛ والارتجال عرُضَْة للخطأ ؟ ومع ذلك فإن منَ قام بتفريغها لا بدُ مِن أن يضُيِف إليها أخطاء أخرى، بسبب التباس بعض الكلمات عليه لعِدَمَ وضوح الصوت. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لهِذَاَ رأَيَتْ لزِاَماً أن أقَوُم بتصحيح هذه الأخطاء، ا لءمَ هذا التعليق وتعديل تلِكْمُ العبارات الركَّيِكة، ليِتََ مع الغرَضَ الذي ينَشُْدهُ الط ا لب الذين روَجَّوُه فيما بينهم، وكثيراً ما استْثَرَتْ الهمِةَّ الخاَملِةَ والعزيمةَ الناَّئمِةَ لأجلْ ذلك، ولكن الخمول الذي جبُلِتْ عليه مع كثرة الأعمال المْثُبَطِّةَ كان السبب في تأخير هذا الإنجْاَز، حتى جاءت ساعة الفتَحْ التي أرادها الله تعالى لتِحَقْيِق هذه الأمُنِْيةَّ وتيسير هذا المأمول، فهَاَ أنَاَ ذاَ أشْرعَ بعَِونْ الله وتوفيقِه في تحَرْيِر تلِكْمُ العبارات وتخَلْيصهِا من الشوائب التي كدَرَّتَ صفاء هذا التعليق، والله أسألهُ العوَنْ والتوفيق والتسَّدْيد، وأن يجَعْلَ هذا العمَلَ مع سائر أعمالي خالصاً لوِجَهْهِ الكريم، إنه تعالى على كل شيء قدير.ٌ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد : 5 قال المْصُنَفُِّ المْقَُدمَِّةُ بسم الله الرحمن الرحيم لَمْ أتَعَرَّضْ لشَِرْح البسَْملَةَ لعِدَمَ الضرورة إليه في هذا المْقَام، ولأننَّي بسََطتْ القول فيها حسَبْ وسُعْي في التفسير، فاكتفيت بذلك عن إعادته أو إعادة شيء منه. 1. الحمَْد لله منُْشيِ الكاَئِناَت علَىَ ماَ شَاءهَاَ وبَلاِ مِثلْ هُناَك خلاَ أماَّ «الحمَدْ »ُ فهو لغُةَ:ً الثناء باللسان على الجمَيِل الاختياري،ِّ سواء تعَلَقَّ بالفضائل أو بالفوَاَضلِ.ِ هذا هو التعريف المشهور.ُ والفرق بين الفضائل والفواضل: أن الفضائل هي جمَْع فضَيِلة،ٍ وهي صفة للِمْحَمْوُد تكون سبباً للحمَْد،ِ والفواضل جمَعْ فاضلة،ٍ وهي فعِلْ ينَتْقَلِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أثرَهُ إلى الحامد أو إلِىَ غيرهِ،ِ والفضائل هي منَاَشئِ للفواضلِ،ِ فالشجاعة منَشَْأ للإقدام،ِ والكرم منشأ للبذَلْ،ِ وهكذا. ولكن التقييد بالاختياري قد يفُهْمَ منه منَعْ الحمد إلا على ما لمَ يكن صفة ثابتة للمحمُود)ِ))، ويترتبَّ عليه عدم جواز حمَدْ الله تعالى على صفاتهِ الذاتية، ا ل يوُهمِ ذلك جواز لأنهَّا لا توُصفَ بأنهَّا اختياريةَّ، لئَِ أضدادهِا، وقد تخَلَصَّ بعض أهل العلِمْ من هذا الإلزام بأنهَّا وإن كانت لا توصف أنهَّا اختياريةَّ لتِجََنبُّ هذا ال ا لزم؛ إلا أنهَّا لا توُصَف أيضاً بأنهَّا اضطرارية؛ لأن الله تعالى منُزَهَّ عن الاضطِراَر إلى أمرْ،ٍ وقيَدْ الاختيار إنمَّاَ أرُيِد بهِ إخرْاج الاضطراريِ دوُن سوِاَه. ورأَىَ بعضهُم أن كوَنْ تلك الصفات منَاَشِئ ل ا لختيارياَّت كاف في إدخالهِاَ ضمِنْ ما يحُمْدَ عليه تعالى، فإن أفعالهَ تعالى كلُهَّا محَاَمدِ،ُ وهي ناشئة عن هذه الصفات جميعاً، فسَاَغ دخُولهُا فيما يحُمْدَ عليه. ) ) يعني الصفات الفعلية. ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأما الشُّكرْ لغُةَ فهو: فعِلْ ينُبْئِ عن تعظيم الشاكرِ ينَطْقِ به أو للمشكور بسبب النعِّمْةَ،ِ سواء كان قو عمل يأتيه أو اعتقاداً يتَصَوَرَّهُ، كما ينُبْئِ به قول الشاعر: ا لثَةً أفَاَدتَكُْم النعَّمَْاء منِِّي ثَ يدَيِ ولَسَِانيِ واَلضمَّيِر المْحُجَبَّاَ و «الحمَدْ »ُ اصطلاحاً هو نفس الشكر لغَُة،ً وإنمَّاَ يبُدْلَ لفظ الشاكر بالحاَمدِ، والشكر اصط ا لحاً هو: تسخير الشاكر كل ما أنعْمَ به المشكور فيما خلُقِ لأجلْهِ من الطاعة، وهو يعني أن يستخدم العبد نعِمَ الله تعالى جميعًا فيما خلُقِتَ لهَ من الطاعة، وهو تعَصْيِ معنى تفسير بعض السلَّفَ للشكُّرْ بقولهِ:ِ «أ الله بمِاَ أنعْمَ بهِ عليك »َ، ويدل عليه أنَّه قوُبلِ بالكفر في قولِه تعالَى: . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . ]الإنسان: 3[، وقولهِ حكاية عن عبدهِ سليمان: .. ہ ہ ہ. ]النمل: 40 [. والحمد من العبد لرِبَهِّ ينقسم إلى قسمين: مطُلْقَ ومقُيَدَّ.ٍ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فالمْطُلْقَ:ُ هو ما لمَ يكن في مقابلِ نعِمْةَ،ٍ والمْقُيَدَّ:ُ ما كان على نعمة من نعِمَهِ،ِ وهو أفضل من المطُلْقَ لأنهَّ واجب والأول نفَلْ،ٌ ولا تخَفَْى منَزْلِةَ الواجب 5 حمَدْهَ فوق النافلة،ِ لأجَلْ ذلك قيََّد المْصُنفُ 8 هنا بكبُرى نعِمَهِ تعالى وهي إنشاؤهُ الكائنات لربهِِّ على غير سَبقْ مثِاَل،ٍ فإن جمَيِع نعِمَهِ ترَتََّبتَ على هذه النعمة العظيمة.ِ وفي الإتيان بذلك برَاَعَة استه ا لل،ٍ وهي أن يأَتيِ المْتُكَلَمِّ في فاتحِةَ ك ا لمه ماَ يُؤذنِ بمِقَصوده، وقد ناسَب وصفهُ سبحانه بإنشاء الكائنات مقصود المْصَُنفِّ، وهو إثبات وجوده 8 ووحَدْانيَِّتهِ واتصافِه بجِمَيِع المْحَاَمدِ،ِ فإن كل ذرةَّ من ذراَّت الكائنات شاهدِ حقَ على وجُوُدهِ تعالىَ، لإع ا لنهِاَ بلِسَِان حالهِاَ أنهَّا مفُتْقَرِةَ إلِىَ واجب الوجُوُد لذِاَتهِ لإخراجهِا من العدَمَ إلِىَ الوجود، ولأن الكائنات بأسرْهِا تشَُكلِّ في مجَمْوُعهِا وحدْةَ متكاملة،ً وهي بذلك تدل على وحَدْانيةَّ مكُوَنِّهَِا، كما أن عجيب تناسُقهِا وبديع نظامهِا مِن أكبر الدلاَّلات على شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد صفاتهِ سبحانه من الحياة والقدرة والعلم والسمَّعْ والبصَرَ والغنِىَ. على أن هذا الإنشاء ليس مسبوقاً بمِثَيل من إنشاء كان منِ قبَِل غيرهِ تعالى حتى يكون ثمَ اشتباه بأنه سبحانه أنشأها على مثال ذلك الإنشاء الذي سَبقَهَ بهِ غيَرْهُ، وذلك معنى قول المْصُنَفِّ «وبَلاِ مثِلْ هنُاَك خلاَ .» وما كان إنشاؤهُا إلا على وفَقْ المْشَيئة الرباَّنيةَّ كما قال: «علَىَ ماَ شَاءهَاَ ». على أن غرائب طبِاَعهِا المْخُتلفة معَ انتظامهِا في سِلكْ وئِامهِا منِ أبيْنَ الأدلةَّ وأصدْعَ البراهين على أنهَّا جمَيعاً ما خرَجَتَ . 8 في وجُودهِا ولا في نظامهِا عن إرادتهِِ 2. ثمُ الصَّاة علَىَ المْخُْتاَر سَيدِّنِاَ ومََن إلِى قاَب قوَسَْينْ دنَاَ فَعلاَ «الصَّاة »ُ هي منِ الله رحَمَْتهُ بعبادهِ، ومنِ ذلك قولُه:ُ . بم بى . ]الأحزاب: 43 [، أي ينُزْلِ عليكم شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لئكة استغفار،ٌ ومنِ البشََر رحماتهِ، وهي منِ المَْ دعُاء،ٌ فنحَنْ عندما نصليِّ على نبينِّا ژ إنمَّا ندعو الله لهَ بأن يغَمْرُهَ برحماته العظيمة، وفيها معنى التعظيم،ِ ولذلك صَارتَ شِعاَراً للنبييِّن، ويجَُوز أن تكون لغِيَرْهِمِ من الصاَّلحِيِن،َ كما في حديث: «اللهمُ صلَ على آل أبيِ أوَفْىَ .(((» و «المْخُتْاَر »ُ هنا اسم مفعول منِ اختار يخَتْاَر،ُ وهو الذي اختْيِر لمِاَ أرُيد اختصاصهُ بهِ،ِ والمْرُاَد بهِ الله ژ ، فإن الله اختارهَ لحِمَلْ أعباء هذه هنا رسولُ الرسالة ولتِبََوءُّ منَصِْب الفضَْل على جميع المخلوقات،ِ حتى كان رحمة للعالمَيِن. و «السَّيدِّ »ُ منِ السيِّاَدةَ،ِ وهي التفَّوَقُّ على الغير بالسمُّوُ في مدَاَرجِ الفضَاَئلِ،ِ ولا ريَبْ أنه ژ سيدنُا جميعاً معَاَشرِ المْخَلْوُقيِن.َ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الزكاة/باب: ص اة الإمام ودعاؤه ل ) لصاحب الصدقة ) 1497 ، ومسلم في كتاب: الزكاة/باب: الدعاء ( لمن أتى بصدقة ) 1078 من طريق عبدالله بن أبي أوفى. ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقولهُ «ومنَ إلِىَ قاَب قوَسَْينْ دنََا فعَلاَ » عَطْفٌ لنِعَتْ على آخرَ،َ وهو معهود في الك ا لم العربي، ولهَ شواهدِ كثيرة في القرآن،ِ منها قولهُ تعالى: . ں . . . . . . ہ . ہ ہ ھ . ھ ھ ے. ]الأعلى: 1 - 4[. و «القاَب »ُ القدَرْ،ُ و «القوَسْ »ُ معروف وهو آلةَ رمَيْ السِّهاَم، والمُْراد:ُ أن الله تعالى أدنْاَه بنِحَْو قدَرْ قوَسْيَنْ،ِ وذلك كناية عن تكريمهِ،ِ كما يؤُذْنِ بهِ قولهُ «فعَلاَ »، وفي ذلك إشارة إلى قولهِ تعالىَ: . . . .. چ. ]النجم: 9[. 3. واَلآل واَلصحَّبْ ماَ كاَن الهْدُىَ علَمَاً يهَْديِ بهِ الله للِخَْيرْاَت منَ عقَلاَ التعريف في «الآل »ِ للِعْهَْد،ِ والمراد بهِِم ژ، نبينِّا ژ ، وهم في مقام الدعُّاء جميع أتبْاَعهِِ آلُ سواء كانوا من قرابتَهِ أو منِ غيرهِم، كما قال صاحب شمَسْ العلُوُم)ِ)): ) ) نشوان بن سعيد الحميري. ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد آل النبَِّي هُم أتَبْاع ملِتَِّهِ منِ الأعَاَجمِ واَلسُّوداَن واَلعرَبَِ لَو لَم يكَُن آلُه إلاِ قرَاَبتََهُ صلَىَّ المْصُلَيِّ علَى الغاَويِ أبَي لهَبَِ ولا ريَبْ في أن دخُول أتبْاعهِ منِ قرابتَهِ في هذا دخُوُل أوَلَّيِ.ٌّ و «الصحَّبْ »ُ اسم جمَعْ واَحدِهُ صاَحبِ،ٌ وهمُ هنُا الذين تشرفوا بلِقِاَء النبي ژ وهم مؤمنون برسالته. وقولهُ «ماَ كاَن الهْدُىَ علَمًَا » مرُاَدهُ بهِ أن الص ا لة تتَكَرَرَّ على نبينِّا ژ وعلى آلهِ وصحَبْهِ مدُةَّ انتْصِاَب ا لمةَ يهُتْدَىَ بهِاَ، ولذلك سمُيِّ بهِ الهدُىَ علَمَاً؛ أي:ْ عَ الجبَلَ الشامخ والراَّيةَ،ُ لأن كلُ منهما ع ا لمة بارزة يهَْتدَيِ بهِاَ السائرون ويلَْتفَ حولهَاَ المْرُيِدوُن،ُ والمُْراَد بِ «الهْدُىَ » هنُاَ الديِّن،ُ ويطُلْقَ على القرآن كثيراً لأنه مصَدْرَ علُوُمهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقولهُ «يَهْديِ بهِِ اللهُ للِْخَيْرَاتِ مَنْ عَقَلا » تفَسِْير لكِوَنْ الهُدىَ علَمَاً، ومعناه أن الله تعالى يهَدْيِ بهِ أوُليِ الألَبْاَب منِ عبِاَدهِ لخِيَرْيَ الدنيا والآخرة.ِ 5 ا لل،ٍ لأن المصنفَِّ وفي هذا أيضاً برَاَعةَ استهِْ أنشَْأ قصيدتهَ هذه ليِكَوُن موضوعهَُا أصُوُل الديِّن،ِ وهي علِمْ الاعتْقِاَد.ِ 4. وبََعدْ فاَلديِّن لا عُذرْ لجِاَهِلهِِ إنِ كاَن منِ بَعدْ تكَْليِف بهِ جهَلاِ أي:ْ بعَْد ماَ تقَدَمَّ منِ حمَْد الله والص ا لة على ژ وعلى آلهِ وصحَبْهِ جاء المصنفِّ بهِذَا رسولهِِ البيَاَن.ِ وأصَلْ «وبَعَْد »ُ أماَّ بعَدْ،ُ فالواو هنُا نائبة منَاَب أماَّ، و «أماَّ » هي هنُاَ بمِعَنْى مهَمْاَ، أي:ْ مهَمْاَ يكَنُ منِ شيَءْ بعَدْ ماَ تقَدَمَّ ذكِرْهُ فهو أن الديِّن لا عذُرْ لجِاَهلِهِ.ِ و «الديِّن »ُ مِن داَن يدَيِن بمِعَنْى خضََع وانقْاَد،َ ويطُلْقَ عرُفاً على: كلُ ما يكون منِ قبِلَ الإنسان في شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد حقَ معَْبوُدهِ تقَرَبُّاً بهِ إلِيَهْ منِ اعتقاد أو قول أو عمَلَ.ٍ وهو في العرُفْ الشرَّعْيِ:ِّ ما شرَعَهَ الله لعِبِاَدهِ ممِاَّ يقُرَبِّهُمُ إليَْه ممِاَّ أنَزْلَهَ في كتابهِ أو جاَء على لسَِان رسَُولهِ منِ اعتقاد أو عبادة أو شريعة.ٍ وهو بهِذَا المْعَنى ليَسْ لهَ مصَْدرَ إلا وحَيْ الله تبارك وتعالى، ف ا ل يخَضْعَ للتجَّرْبَِة ولا لغِيَرْهِاَ، ولذلك كان الديِّن عند الله واحدِاً، وهو الإس ا لم الذي جاءتَ بهِ كتُُبهُ وبلَغََّتهْ رسُُلهُ،ُ قال تعالَى: . . . چ چ چ. ]آل عمران: 19 [ وقال: .. . . . . . . .. ]آل عمران: 85 [. 5 هنا أن الديِّن لا يعُذْرَ أحدَ وقد أفَاَد المْصَُنفُِّ بجِهَلْهِ إن جهَلِهَ بعَدْ تكليفهِ بهِ.ِ ا لحاً: و «التكَّلْيِف »ُ لغُةَ:ً إلِزْاَم ما فيه مشَقَةَّ.ٌ واصطِ توَجْيِه الأوامِر والنوَّاَهيِ إلِىَ المْخَلُْوق منِ قبِلَ خاَلقِهِ تعالَى، فيَتَرَتَبَّ على امتثالهِ نيَلْ الثواب وعلى ترَكْهِ استحِقْاَق العقِاَب. وهو مشَرْوُط بث ا لثة أمُوُر هي: شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ) أ ( العقَلُْ )ب( البلُوُغُ ) ج ( قيِاَم الحجُةَّ على المكُلَفَِّ والحجُةَّ هي الدليل،ُ وهو ما ثبَتَ بهِ المعنى في الذهِّنْ سوَاَء كان عقلياًّ أو شرعياًّ، فالعقل حجُةَّ في معرفة الله تعالى واتصافِه بالكمَاَلات واستحالةَ النقَّاَئصِ عليه، والشَّرعْ حجُةَّ في ذلك وفيما عدَاَه. وقيام الحجُةَّ هو ظهورهُا، لأن للِقْاَئمِ ميِزةَ على غيَرْهِ في الظهُّوُر.ِ ويضُمَ إلى الشروط المذكورة:ِ عدَمَ المْاَنعِ،ِ أي:ْ إمِكْاَن الإتيان بمِاَ كلُِّف بهِ،ِ فإن منِ فضَلْ الله على عبِاَدهِ أنهَّ لَم يكُلَفِّهْمُ بمِاَ لا يطُيِقون،َ قال تعالى: .. . . . . .. ]البقرة: 286 [ وقال: .. . . ڈ ڈ ژ ژ. ]الط ق: 7[. وعليه ا فيَسَقْطُ التكليف بمِاَ لمَ يقَدْرِ المْكُلَفَّ على الإتيان بهِ،ِ وذلك لا يعَنْي أن عجَزْهَ عن بعَضْ ما كُلفِّ بهِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد يسُقْطِ عنه سائر التكاليِف،ِ وإنمَّاَ يسَقْطُ عنه ما عجَزَ عنه، ويتَعَلََّق بذِمِتَِّه ما قَدرَ عليْه،ِ لذلك قال الله ژ : «إذاَ أمَرَتْكُمُ بشَِيءْ فأَتُْوا منِهْ ماَ رسولُ استْطَعَتْمُ .(((»ْ ) ) أخرجه الإمام الربيع في كتاب: الحج، باب: في فرض الحج ) 394 ( ) من طريق أنس بن مالك. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: منَ هو ناظم القصيدة؟ اكتب تعريفاً موجزاً عنه، بذكر .1مولده ووفاته وبعض شيوخه وت امذته ومؤلفاته. ل منَ هو شارح القصيدة؟ اكتب تعريفًا موجزاً عنه، .2بذكر مولده وبعض شيوخه ومؤلفاته. ما السبب الذي دعا الشارح إلى كتابة شرحه هذا؟ .3 ما اسم كتاب الشارح في التفسير؟ .4 عرفّ الحمد والشكر في اللغة العربية؟ .5 عرفّ الحمد والشكر اصط ا لحا؟ .6 ما الفرق بين الفضائل والفواضل؟ .7 للحمد قسمان، فرقّ بينهما واذكر أفضلهما؟ .8 ما معنى براعة الاسته ا لل؟ وهل كان الناظم بارعاً في .9استه ال قصيدته؟ ل اذكر معنى البيت الأول على سبيل الإجمال؟ .10 هل يختلف معنى الص ة في اللغة باخت اف ل ا .11المصُليِّ؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما معنى ص اتنا على النبي ژ؟ ل .12 هل تجوز الص اة على الصالحين؟ وما الدليل؟ ل .13 ما معنى وصف النبي ژ بأنه )مختار وأنه )سيد ؟ ( ( .14 منَ المقصود في قول الناظم: )ومن إلى قاب قوسين .15دنا فع لا؟ وما معنى هذا الوصف؟ ( منَ هم آل النبي ژ ؟ .16 عرفّ الصحابة تعريفا موجزَاً؟ .17 كلمتا: )الهدى( و )العلم( تطُلقان على أكثر من .18معنى، اذكرها؟ بينّ معنى البيت الثالث باختصار؟ .19 ما معنى الديِّن في عرُف اللغة والشرع؟ .20 ما المقصود بقول الناظم: )الدين لا عذر لجاهله ؟ ( .21 بينّ معنى التكليف لغُة واصط ا لحا؟ .22 للتكليف شروط أربعة، اذكرها مع الشرح؟ .23 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذكِرْ الجمُلَ الثلاَّثِ ومَاَ تشَتْمَلِ علَيهْ الجمُلْةَ وتَفَسْيِرهُاَ 5. وأَوَلَّ الفَرضْ منِ تأَصْيِلهِ جُملٌَ ثلاَثَة،ٌ فزُتْ إنِ تسَْتحَضْرِ الجمُلاَ ا لث يعَْني أن أولَّ ما افْترَضَهَ الله على عبِاَده ثَ جمُلَ ، وقد يعُبَرَّ عنها جمَيِعاً بِ «الجْمُلْةَ »ِ، وهَيِ غير الجمُلْةَ المْصُطْلََح علَيَهْاَ عنِْد النحَّوْيِيِّن على هذا ا لح خاَص نظَرَاً إلِىَ اشتْمِاَلهِاَ التعبير، وإنمَّا هو اصطِْ في إجِمْالهِاَ على العدَيِد منِ المْعَاَنِي التَّي تتضَّح بتِفَسْيِرهِا، وهَيِ ترَجْعِ كلُهُّا إلِىَ ما يجَبِ الإيِمْاَن بهِ عنِدْ قيِاَم حجَُّتهِ.ِ ا لثة أركْاَن؛ٍ ا لث لاشتْمِاَلهِاَ على ثَ وتقَسْيِمهُا إلِىَ ثَ وجعَْل كلُ ركُنْ منها جمُلْةَ مسُْتقَلِةَّ مع مرُاَعاَة ا لثة هي ا لح النحَّوْيِ في الجمُلْةَ.ِ والأركان الثَّ الاصطِْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ژ ، وأن ما أنزْلَ الله الإيمْاَن بالله، وبرِسَُولهِ محُمََّدٍ عليه هو الحق المْبُيِن،ُ فالأولَّ تتَضَمَنَّهُ جمُلْة «أشهد أن لا إلِهَ إلا الله »، والثانيِ جمُلْة «وأشْهدَ أن محُمَدَّاً رسَُول الله »، والثاَّلثِ جمُلْة «وأشهد أن ما جاء بهِ محُمَدَّ هو الحْقَ منِ عند الله »، فاعتْبِارهُا ث ا لث جمُلَ لمِاَ ذكَرَنْاه من استق ا لل مفَهْوُم كلُ واحدِةَ منها وضَعْاً، واعتْبِارهُا جمُلْة واحدة لأنهَّا جمَيِعاً تؤُدَيِّ إلِىَ غاية واحدة؛ٍ وهي الخرُوج من عهُدْةَ الكفُرْ والدخُّوُل في لمَِن أتى بهِاَ عهُدْةَ الإسام،ِ ولا يكَُون ذلك إ ا لح إنمَّا هو خَاص بأصحْاَبنِاَ جمَيعاً. وهذا الاصطِْ الله وحَدْهَمُ،ْ إذ لا يكَاَد يوُجدَ عنِدْ غيَرْهِمِ.ْ رحَمِهَمُُ والأصلْ في تكَاَليف الاعتقاد أن يطُاَلبَ الإنسان بهِذَهِ الجملة،ِ فإن جاء بهَِا كان صحيح الاعتقاد إن لمَ ينَقْضُهْ بشَِيء ممَِّا ينُافيِ مفَهْوُمهَا، لأن جمَيع المْعُتقَدَات الحقةَّ تنَدْرَجِ تحَتْ مدَلْوُلاتهِاَ ضمِْناً. فالشهَّاَدة بأِن لا إلهَ إلا الله تعني إفرادهَ سبحانه وحَدْهَ بالألُوُهيةَّ، وما ذلك إلا لأنهَّ 8 تخَتْلَفِ صفاتهُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد عن صفات خلَقْهِ،ِ فهو لا يشُْبهِهُمُ وهمُ لا يشُبْهِوُنهَ، لأن صفاتهِ تلَيِق بكمَاَلات الألُوُهيِةَّ.ِ والشَّهادة بأن محُمََّداً رسَُول الله تقَتْضَيِ التصَّدْيِق المْطُلْقَ بأن كلُ ما بلَغَّهَ عن الله تعالىَ هو حقَ،ٌّ وهو مدَلْوُل الجمُلَْة الثالثة التَّي جاءتَ مؤُكَدِّةَ هذا المْعَنْى. وينَدْرَجِ ضمِنْ ذلك التصديق بجِمَيع الحقائق الغيَبْيِةَّ التي أخبْرَ بهِاَ عليه الص ا لة والسام،ُ سَواَء ما كان منَصْوُصاً عليه في الوحَيْ الظاهر الذي أوُحيِ إليه وهو القرآن،ُ أو كان ممَِّا تضَمَنَّهَ الوحَيْ الباطنِ فصَاَغهَ في حديثهِ عليه أفضل الص ا لة والسام،ِ ويدَخْلُ في ذلك الإيمْان بصفات الله 8 وأفعالهِ،ِ والإيمْان بجِمَيع المْرُسْلَين وبكِلُ ما أوُحيِ إليهمِ من ا لئكِةَ وأحوالهِمِ،ْ وباليوم الآخرِ كتُبُ وغيرهِا، وبالمَْ وجمَيع أحوالهِ،ِ وبقِضَاَء الله وقدَرَهِ.ِ على أن كثيراً مِن علُمائنِا اكتفََواْ في هذا بالشَّهادتيَنْ،ِ لانْدرِاَج مفهوم الجملة الثالثة في شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ! ، لأن هذا الإيمْان يعَنْي الإيمْان برسالةَ محمدٍَّ التصديق بأن ما جاء بهِ هو الحق المْبُيِن منِ عنِدْ الله، ويؤُيَِّد ذلك حديث «أمُِرتْ أنَ أقُاَتِل الناَّس حتَىَّ الله، فإذا قالوُهاَ يقَوُلوُا لا إلِهَ إلا الله محمدَّ رسولُ بحِقَهِّاَ »))). وفي عصَمَوُا منِِّي دمِاَءهَمُ وأموْاَلهَُم إِ حديث ابن عمُرَ عنِدْ الشَّيخْيَنْ:ِ «أمُِرتْ أنَ أقُاَتلِ الناَّس حتَىَّ يشَْهدَوُا أنَ لا إلَه إلا الله وأن محمدَّاً الله، فإذا فعَلَوُا ذلك فقَدَ عصَمَوُا منِيِّ دمِاَءهَمُ رسولُ بحِقَ الإسلام .(((» وأموْاَلهَمُ إِ ومنِ تيَسِْير الله تعَاَلىَ دينهَ لعِبِاَدهِ أنهَّ لمَ يكُلَفِّهْمُ اسْتحِضْاَر المْعتقَدَاَت الحقةَّ بأسَْرهِاَ دفُعْةَ واحدِةَ،ً وإنمَّاَ جعَلَ تكليفهَم بهِاَ تدَرَجُّاً، فأوجْبَ عليهم أوَّ هذه الجملة،َ وكانت كافيِةَ في عدَ منَ جاء بهِاَ مؤُمناً ) ) أخرجه الإمام الربيع في كتاب: الجهاد/ باب: جامع الغزو في سبيل ) الله ) 464 من طريق ابن عباس. ( ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/ باب: «فإن تابوا وأقاموا ) الص اة 25( » ، ومسلم في كتاب: الإيمان/ باب: الأمر بقتال الناس ل ( حتى يقولوا لا إله إلا الله ) 22 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد صحيح الإيمان،ِ وإنمَّا تجَِب المْعُتْقََداَت الحقَةَّ تفَصْيِل على منَ قامت عليه حجُتَّهُا ووَضَحَ لهَ ژ يقَتْصَرِ في دعَوْةَ معناها، ولذلك كان النبيُّ المْشُرْكِيِن إلِىَ الإسام بعِرَضْ هذه الجملة عليهم متُمَثَلِّةَ في الدعَّوْةَ إلِىَ الإتيان بالشهادتَيَنْ.ِ هذا؛ ولهِذَهِ الجملة عند أصحابنِا تفَسْيِراَن:ِ ) أ ( اعتْقَِاديِ:ٌّ وهو ما أشََرنْاَ إليه مِن الإيمْان ا لئكة تفَصْيِل بصِفَِات الله وأفعالِه والنبَّيِيِّن والمَْ والكتُبُ واليَومْ الآخرِ وبقضائهِ وقَدرَهِ،ِ ولا يجَبِ شيء منِ ذلك إلا على منَ قامت عليه حجَُّتهُ كمَاَ ذكَرَنْاَ . )ب( عمَلَِي:ٌّ وهو الوفََاء بالتكاليف الشرعيةَّ التطبيقية فعِلْ وترَكْاً في حيِن وجوبهِاَ. والدليل على كوَنْ ذلك تفَسْيِراً للجمُلة: أن الإتيان بهِذَهِ الجملة إنمَّا هو عهَدْ وميثاق بين العبَدْ وربهِّ بالالتزام التاَّم بفِعِلْ أوامرِهِ وتَركْ نواهيه، فإن العبد إذا شَهدِ أن لا إلِهَ إلا الله كانت شهادتهُ ميثاقاً بيَنْهَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وبيَنْ ربهِّ سبحانه لأنَ يلَتْزَمِ طاعتَهَ، لأن معنى ذلك أنهَّ لا معَبْود بحِقَ إلا الله، والعبادة هي منُتْهَىَ الطاعة وغاية الخضُوُع والانقياد،ِ فإن أصََر بعَدْ ذلك على معَصْيِتَهِ وتجَرَأَّ على انتهاك حرُمُاَتهِ كان ذلك نقَضْاً لهِذَا المْيِثاق.ِ والدليل على هذا التفسير:ِ ما جاء في حديث ابن عمُرَ منِ قولهِ عليه أفضل الص ا لة والس ا لم : «فإذا فعَلَوُا ذلك فقد عصَمَوُا منِيِّ دمِاَءهَُم وأموالهَمُ إلا بحِقَ الإسام »، وقولهُ في الروِّاية الأخرى: «إ بحِقَهِّا »، حيث أشار إلِىَ أن لهِذَاَ الإس ا لم الذي يسُلْمِهُ العبد بهِذَهِ الجمُلْةَ حقَاًّ لا بدُ لهَ منِ الوفَاَء بهِ.ِ 6. وإَنِ أتََيتْ بهِاَ نطُْقاً حَفظِتْ بهِاَ للِنفَّْس واَلمْاَل،ِ واَلسَّبيْ بهِاَ حظُلاِ النطُّقْ بهَِذهِ الجملة يصَوُن النفس البشريةَّ منِ الحكُمْ عليها بأحكام المشركِيِن،َ ويتَرَتَبَّ على ذلك صوَنْ منَ نطَقَ بهِاَ عنَ سَفكْ دمَِه أو غنُمْ مالهِ أو شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد سَبيْ ذرُيِّتَّهِ،ِ لأنهَّ حجُةَّ فيما بيَنْ منَ نطَقَ بهِاَ وبين المسلمين، إذِ الناس متُعَبَدَّوُن فيما بينهم بمِاَ يبَدْوُ منِ بعَضْهِِم لبِعَضْ منِ ظواهرِ الأقوال والأفعال دوُن ما يخَفَْى عنهم منِ طوَاَياَ النيَِّّات والأحَوْال،ِ ولذِلَك صيِنَت دمَِاء المْنُاَفقِيِن الذين أتََواْ بهِذَهِ الجملة بألسِْنتَهِمِ مع ما علَمِ الله منِ دخَاَئلِهِمِ التي تنُاَفيِها، وإنمَّا الله وحَدْهَ يحُاَسِبهُمُ ويجُاَزيِهمِ على هذه الدخَّاَئلِ.ِ وقد اخْتلَفَ العلُمَاَء في الإيمْان بهِذَهِ الجملة؛ِ ؟ أو أنهَّ لا بدُ منِ هلَ يكفي فيه التصديق في السرَّيِرةَِ ؟ إظهار ذلك نطُقْاً باللسِّاَنِ فالجْمُهْوُر على أنهَّ لا بدُ منهما معَاً، وهو الذي ، وذهَبَ قلَِّةٌ منِْ اللهُ علَيَهْ أكثر أصحابنِاَ رحَمِهَُمُ أصحْاَبنِاَ إلِىَ أن العبِرْةَ في الإيمْان إنمَّا هو بالتصَّدْيِق وحَْدهَ، ولا يجَبِ التعبير عنه باللسِّان إلا في مقَاَم دفَْع الريِّبةَ،ِ ولذلك كان المْشُْركِوُن مطُاَلبَيِن بأِنَ ينَطْقِوُا بهَِا بصِرَيِح العبَِارةَ، لأنهَّم ناشِئوُن على شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الشِّركْ،ِ ولا يخُلَصِّهُمُ منه في حكُْم الظاهرِ إلا ما يهَُد أركْاَنهَ ويجَتَْث صرُوُحهَ وهو النطُّْق بهِذَهِ الجملة،ِ أماَّ مَن كان ناشِئاً على الإسام مؤُدَيِّاً لفِرُوُضهِ قائمِاً بشِعَاَئرِهِ فهو في عدِاَد المؤمنين ولوَ لمَ ينَطْقِ بهِاَ. وحجَُّة هؤلاء:ِ إسنْاَد الإيماَن إلى القلُوُب في كثير من النصُّوُص،ِ كما في قولهِ تعَاَلىَ: . . . 8: .. . . . ]المائدة: 41 [ وقولِهِ ڈ. ]النحل: 106 [. ا لف في أن التصريح بهَِا نطُقْاً أفَضْلَ ولا خِوأَكَمْلَ.ُ و «حظُلِ »َ في البيَتْ بمِعَنْى: منُعِ.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما أول ما يكُلفّ به الإنسان؟ .1 ما الفرق بين الجملة في الاصط احين العقدي ل .2والنحوي؟ لماذا عبرَّ الناظم عن الجملة بث ا لث جمُل؟ .3 ما أركان الجملة؟ اذكرها مع الشرح. .4 لماذا اكتفى بعض العلماء بركنيَن من الجملة؟ .5 للجملة تفسيران، ما هما؟ وما الدليل عليهما؟ .6 متى يحُفْظَ دم الإنسان وماله ويمُنْعَ سبَيْ ذريته؟ .7 هل يكفي التصديق القلبي بالجملة؟ .8 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد نفَيْ الأنَدْاَد واَلأشَبْاَه عنَ الله تعَاَلى 7. نَديِن أنَ إلَِه العَرشْ لَيسْ لَهُ شبِْه ولََيسْ لَه نِد ولاَ مَثلاَ هذَاَ شُروُع منِ المْصُنَفِّ رحَمِه الله تعالىَ في تبَيْين تفَسِْير الجمُلْةَ الاعتْقِاَديِ،ِّ وقد بَدأَ بأِهَمَ ما فيه؛ وهو ماَ لهَ صلِةَ بمِعَرْفِةَ الله تعالىَ، فإن الإيمْان بالله هو أصلْ الإيمْان بكِلُ ما يجَبِ أن يؤُمْنَ بهِ.ِ ومعَنْىَ «ندَيِن »ُ: نعَتْقَدِ ذلك جزَمْاً. و «إلَِه العرَشْ »ِ هو الله سبحانه، والأصل في الإلَِه أنهَّ بمِعَنْىَ: مأَلْوُه؛ أي:ْ معَْبوُد، فهو فعَِال بمِعَنْىَ مفَعُْول، ك : كتِاَب بمِعَنْى مكَتُْوب، وإنمَّا خصُ بالمْعَْبوُد بحِقَ في الاصطاح الشَّرعْيِ لعِدَمَ الاعْتدِاَد بالعبادة الباَطلِةَ التي تكَوُن ممِنَّ اتخَّذَ معَ الله إلَِهاً آخرَ.َ و «العرَشْ »ُ هو أعظْمَ مخَلْوُقات الله سبحانه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 8 إلَهاً للِعْرَشْ يَلْزَمُ مِنْهُ أنْ يَكُون إِلَهًا لمَِا وكونهُُ دوُنهَ منِ سائرِ المخَلْوُقات، فلَذِلَكِ عبَرَّ بذلك ولمَ يقَلُ:ْ إلَِه الخلَقْ مثَلَ.ً والعرَشْ وغيرهُ منِ مخَلْوُقاته سبحانه يشَْرفُ كل منها بعبادته 8 ، فإنهَّاَ جمَيِعاً ا لل كبِرْيِاَئهِ،ِ قال تعالىَ: تسَُبحِّ بحِمَدْهِ وتخَضْعَ لجَِ .گ گ گ گ . . .. . . . . ں ں . . . .. ]الإسراء: 44 [، وقال: .. . . . . . . چ چ چ چ .. ]الحج: 18 [. ومعَنْىَ البيَتْ:ِ أنََّناَ نعَْتقَدِ اعتقِاَداً جازمِاً أن إلَِه العرَشْ سبحانه وتعَاَلىَ ليَسْ لهَ شبِهْ ولا ندِ ولا مثَلَ.ٌ والفرَقْ بيَنْ هذَهِ الث ا لثة: أن الشِبهْ بكِسَْر فسَُكوُن،ٍ ويقَُال:ُ شَبهَ : هوُ المْسُاَويِ في أغَلْبَ باِلتحَّرْيِك وشََبيِه كعَظَيِمٍ الصفِّاَت.ِ وأن الندِّ:َّ هوُ المْسُاَويِ المْضُاَد.ُّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأَن المْثَلَ باِلتحَّرْيِك،ِ ويقَُال:ُ مثِلْ بكِسَرْ : هوُ المْسُاَويِ في جمَيع الصفات. فسَكُوُن ومَثَيِلٌ 8 لا يشُبْهِ شيئاً ولا يشُبْهِهُ وخلاُصَة ذلك أن اللهَ شيء،ٌ فهو مبُاَينِ لمِخَلْوقاته في كل أوصافهِ، ف ا ل يوُصفَ بشَِيءْ من صفَِات خلَقْهِ قَط،ُّ لأنه خالق الخلق،ِ ويسَْتحَيِل عقَلْ وشرَعْاً أن تشُبْهِ الصَّنعْةَ صاَنعِهَاَ. وكيف يكون مثِلْهَا وهو الأزَلَيِ الأبَدَيِ الذي لمَ يسَْبقِ وجُوُدهَ عدَمَ ولا يعُقْبُِه فنَاَء،ٌ ولَم يتَوَقَفَّ وجُودهُ على وجُود غيره، وإنمَّا وجُود كلُ ما عدَاَه ما كان إلا بوجُودهِ، فهو الذي أخرْجَ كل شيء من العدَمَ إلِىَ الوجُُود،ِ ومَعَنْى هذا أن ما عدَاَه ناقصِ،ٌ ولهَ وحَْدهَ الكمَاَل المْطُلْقَ،ُ وما بغِيَْرهِ من مظَاَهرِ الكمال فهو منِ عندهِ نعِمْةَ أسَبْغَهَاَ عليه وحلِيْةَ زيََّنهَ بهِاَ، وقد عرفَّنَا سبحانه بنِفَسِْه عندما قال: . . . .. . ٹ ٹ. ]الشورى: 11 [، وقال: شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد .ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. . . ي ي. ]الحديد: 3[. هذا ولا ينُافيِ ذلك ما نجَدِهُ في بعَضْ مخَلْوُقاَتهِ مِن الاتصَِّاف ببِعَضْ الصفَِّات التَّي هِي مظَاَهرِ لكِمَاَلاتهِ،ِ كالحياة والسَّمعْ والبصَرَ والعلِمْ والقدُرْةَ؛ِ للِتبَّاينُ العظيم بين صفِاَت الحق وصفِاَت الخلق في كلُ شيَءْ منِ ذلَكِ،َ فإَنِ اتصِّاَف المْخَلْوُق بأي شيء منِ ذلَك لَم يكَنُ إلا فيَضْاً ربَاَّنِياًّ وفضَلْ لدَنُِّياًّ اختصَ بهِ تعالىَ منَ شاء منِ خلَقِْه، بينما اتصِّاَف الحق بذلك ذاَتيِ لمَ يأت منِ قبِلَ غيَرهِ 8 . ومعَ هذا فإن اتصاف المْخَلوُق لا يعَدْوُ أن يكَوُن ا لشىَ في خضِمَ ما يتصَّفِ بهِ نسِْبةَ محَدْودة تكَاَد تتََ منِ أضدْاَد هذه الكمََالات،ِ فهَوُ وإَنِ أوُتيِ منِ العلم والقدرة والسمع والبصَرَ ما كان به آية بين الخلق؛ ليَسْ لَه من حقائق هذه الصفات إلا النَّزرْ الذي لا يكاد يذُكْرَ إذا ما قيِس بمِاَ يزَخْرَ به من أضدادهِاَ، فإن ما يعَلْمَهُ لا يسُاوي شيئاً بجِاَنِب ما يجَهْلَهُ، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وما يقَدْرِ عليه لا يعُدَ شيئاً بجِاَنبِ ما يعَجْزِ عنه، وما يسَْمعَهُ مِن الأصوات لا يكاد يذُكَر بجِاَنب ما لا يسَمْعَهُ،ُ وهكذا ما يُبصْرِهُ ما هو إلا نقطة في بحَرْ ما لا يُبصْرِهُ منِ الكائنات.ِ على أنه لا يدُرْكِ إلا ظوَاَهرِ الأشياء دوُن خفَاَياَهاَ، 4 محُيِط بكِلُ شيَءْ إدِرْاَكاً وقدُرْةَ،ً فهو لا يعُجزِه واللهُ شَيءْ،ٌ ولا تخَفْىَ عليه خافية،ٌ وهكذا في جمَيِع الصفات. 8. وأَنََّه لَيسْ جسِمْاً لا ولاَ عرَضَاً لكَِنهَّ واَحِد فِي ذاَتِه كَملاَ 9. ووَاَحدِ فيِ الصِّفاَت واَلعبِاَدةَ واَل أفَْعاَل طُراًّ، فلاَ تَبغْوُا بِه بدَلاَ أي:ْ وندَيِن كذلك بأنه تعَالَى ليَسْ جسِْماً ولا عرَضَاً، لأن الأجسام والأعراض لا تكون إلا حادثة مخلوقة،ً وكل منها مفُتْقَرِ إلى غيره، فالجسم لا يخَلْوُ مِن الأعراض،ِ لأنه لا بدُ لَه منِ حرَكَةَ أو شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد سُكوُن،ٍ وهَمُاَ عرَضَاَن،ِ ولا بدُ لهَ من لوَنْ يظَهْرَ به، وهو أيضاً من الأعراض،ِ والعرَضَ لا بدُ لهَ من جسِمْ فهو مفتقر إليه. والجسم هو أيضاً بحِاَجة إلى مكان يحَلِ بهِ وزمان يجَرْيِ عليه، والزمان والمكان حادثِان،ِ وما افتْقَرَ إلى الحادث فهو حادث،ٌ على أنه لو قيل بعِدَمَ حدُوُث المكان لزَمِ منه تعددُّ القدُمَاء،ِ وهو مسَُوغِّ لتِعَدَدُّ الآلهِةَ،ِ على أنه لو كان مفتقراً إلى مكان لكَان المكان أولْىَ منه بالألوهية لكونه مفتقراً إليه. ثُم إنه لو كان جسماً لتَرَتَبَّ عليه أن يكون محَدْوُداً من جهاته السِّت،ِّ والمْحَدْوُد إماَّ أن يكون قادراً على الامتداد أو غير قادر عليه، وكل منهما باطل،ٌ فإَنِهَّ لو كان يمَتْدَ ويزيد لَزمِ من ذلك كونهُ متغيرِّاً غير ثابت،ٍ والتغيرُّ من سِماَت الحوادث،ِ ثمُ إن الفضاء الذي يزَيِد فيه إماّ أن يكون عيَنْهَ وإماَّ أن يكون غيَرْهَ، ويستحيل أن يكون عينهَ، لأن الشيء لا يزيد في عينهِ، وإن كان غيرهُ لزَمِ افتقارهُ إليه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لن ذلك كلهِّ يتَعَيَنَّ بط ا لن كوَنْهِ جسماً، وإذا وببِطُْ ظهَرَ بطُ ا لن كوَنْهِ جسماً فبطُ ا لن كونهِ عرَضَاً أظهْرَ،ُ لأن العرَضَ مفتقر إلى الجسم، إذ لا يقوم بنفسِه،ِ كنَوُر الشمسْ ولوَنْ الورَدْ وحرَكَةَ المتحركِّ وسكُون الساكنِ.ِ وإذا ثبَتَ أنه ليَسْ جسِمْاً ولا عرَضَاً فمعنى ذلك أنه واحد في ذاته، يستحيل عليه التعَّدَدُّ ويستحيل عليه مشابهَةَ شيء من الذوَّاَت الأخرى، كما أنه واحدِ في صفاته لاستحِاَلة أن تكون صفِاتهُ كصفات الخْلَق، وواحد في أفعالِه ف ا ل تشُْبهِ أفعالهُ أفعال الخْلَقْ،ِ لأن أفعالهَم لا تكون إلا بمِحُاولَةَ ومزُاَولَةَ،ٍ ا لف ذلك، وإنمَّا يقَوُل للشيء كنُ وأفعال الله بخِِ فيكون،ُ ولا يستعين على أي شيء بأعوان،ٍ ف ا ل يشُاركَ في شيء من أفعالهِ،ِ إذ لا أثَرَ لغيرهِ تعالىَ في إيجْاد الخلق ولا في إفنائهِم ولا في بسَْط رزِقْهِ ولا في قبَضْهِ، ولا في رفَعْهِ ولا في خفَضْهِ، ولا في إثِاَبتَهِ ولا في معُاقبَتَهِ، ولا في أي شيء ممِاَّ يحُدْثِ في خلَقْهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لأجلْ ذلك كان واحداً في عبادته ف ا ل يشُرْكَ فيها غيرهُ، وذلك معنى لا إله إلا الله، فإن معناها: لا معَبْوُد بحِقَ سوِاَه،ُ فكل ما يعُبدَ دونهَ عبادتهُ باطلة،ٌ لأنه نفسهَ مخَلْوق مفتقر إليه تعالىَ. يعَبْدُهُ لذلك لمَ يكن لأحدَ أن يبَغْيِ به تعالى بدََ منِ دوُنهِ أو معَهَ أو يستعين بهِ في أمورهِ ويدعوه في كشف كرَبْهِ، فإن الله وحدهَ هو الذي يكشف الكرُوب ويستجيب الدعاء،َ ولذلك وجَبَ أن يفُرْدَ بالدعاء والاستعانة كما يفُرد بالعبادة، وهو الذي دل عليه قولُه تعالَى: . . . . . . إياك. ]الفاتحة: 5[. أي لا نعبدُ إلا إياك ولا نستعين إ وذلك لا ينُافي تعاون الناس فيما بينهم فيما كان التعاون فيه من سنُنَ الحياة التي يقوم عليها نظامهُا، فإن هذه الاستعانةَ إنمَّا هي بالله في حقيقتهِا وإن كانت بمِخَلْوقهِ في ظاهرِهِا، إذ الله تبارك وتعالى هو الذي أقَدْرَ ذلك المْخَلوق على الرعِّاية ومكنَّهَ منها وساقهَ إليها. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد على أن هذه الاستعانة لا تتَعَدَىَّ حدُود ما أقدرَ الله سبحانه عبادهَ عليه إلِىَ ما لمَ يقُدْرِهْمُ على فعلهِ، كهَبِةَ الأولاد،ِ ومنَحْ الحظوظ والسعَّادة والجاه،ِ ورفع ا لوىَ من الأسقام والأوجاع،ِ ورفع المصائب، فإنه البَ مهَمْاَ يكَنُ للإنسان منِ فعل في ذلك فهو لا يتجاوز حدُوُد الطبيعة المْشُتْرَكَةَ بين الخلق،ِ وما سواه فمرَدَهُّ إلِىَ خالق الخلق وباسِط الرزق الذي يؤُتيِ المْلُكْ منَ يشاء وينَزْعِهُ ممِنَّ يشاء ويعُزِ من يشاء ويذُلِ من يشاء، كما يوُلجِ الليل في النهار ويوُلجِ النهَّار في الليَّلْ،ِ ويخُرْجِ الحيَ مِن المْيَتِّ ويخُرْجِ المْيتِّ من الحي ويرَزْقُ منَ يشَاَء بغِيَرْ حسِاَب.ٍ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: بينّ معنى كلمة )الإله( في اللغة والاصط ا لح؟ .1 لماذا عبرَّ الناظم عن الله تعالى بأنه )إله العرش(؟ .2 ما الفرق بين الشبه والند والمثل؟ وما معنى نفيها .3عن الله تعالى؟ هل هناك فرق بين اتصاف الله تعالى بالحياة والسمع .4والبصر والقدرة واتصاف خلقه بها؟ ما الدليل على أن الله ليس جسماً ولا عرضاً؟ .5 ما معنى أن الله واحد في ذاته؟ .6 ما معنى أن الله واحد في صفاته، مع اتصاف .7المخلوقات ببعضها؟ ما معنى أن الله واحد في العبادة؟ .8 هل دعوة الناس إلى التعاون تنُافي إفراد الله بالدعاء .9والاستعانة؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسَمْاَء الله وصَفِاَتهُ الذاَّتيِةَّ 10 . أسَمْاَؤهُ وصَفِاَت الذاَّت ليَسْ بغِيَْ ر الذاَّت بلَ عيَنْهُاَ فاَفهْمَ ولاَ تحَلاُ ))) يعَنْي أن أسمْاَءهَ تعالىَ هي عيَنْ ذاتهِ لا غيَرْهُاَ. ومرُاَدهُ بذلك مدَلْوُل الأسْماَء لا ألَفْاَظهُا، كما 5 في مشََارقِ الأنَوْار،ِ وحرَرَّهَ بيََّنهَ المْصُنَفُِّ 5 في همِيْاَن الزاَّد،ِ فإن الألفاظ قطُْب الأئَمِةَِّ يسَتْحَيِل أن تكون هي الذات العلَيِةَّ،َ فإنهَّا حرُوف مرُكَبَّةَ،ٌ ويستحيل كوَنْ الذاَّت تلك الحرُوُف،َ وإنمَّا لتِلِْك الحروف مدَلْوُل تَدلُ عليه، وبمَِا أنهَّا بتِرَاَكيِبهِاَ كانت منها أسْماَء لله تعَاَلىَ فإنهَّا عندما ترُكَبَّ تلِكْمُ الترَّاَكيب الخاصةَّ الداَّلةَّ على الأسمْاَء يكون مدلولهَُا الحْقَيِقي هو عين ذاتِه تبارك وتعالىَ، لأنهَّا وضُعَِت إزِاَء الذاَّت لتِدَلُ عليها، وكذلك صفِاَتهُ الذاتيةَّ ما هي إلا عيَنْ ذاتهِ سبحانه، ا: أي لا تتغير من الاستواء إلى الاعوجاج. ل))) ولا تحَُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وإن كانت دالَّة على معَاَن اعتباريِةَّ يُراَد بهِاَ نفَيْ أضدْاَدهِاَ عن الذاَّت العلَيِةَّ.ِ منِ بيان الصفِّات الذاتية والفرَقْ بينها ولا بدُ أوَّ وبين الصفِّات الفعِلْيِةَّ.ِ فالصفِّات الذاتية: هيِ صفِاَت واجبة لذِاَتهِ تعالى وأبَدَاً لأنهَّا كمَاَلات،ٌ ولوَ انتْفَتَ لكَاَن سبحانه أزََ موَصْوُفاً بأضدْاَدهِا، وهي مستحيلة؛ٌ لأنهَّا دالةَّ على نقَصْ يستحيل أن يتَصَّفِ بهِ مبُْدئِ الوجود.ِ منِ أجَلْ هَذاَ عبَرَّوُا عن الصفات الذاتية بأنهَّا صفِاَت 8 ، وعن أضدْادهَِا بأنهَّا صفات واجبة في حقِّهِ مستحيلة عليه. وقد فرَقَّوُا بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية ب : أن الصفِّات الذاَّتية هي ما اتصَّفَ به تعالىَ في الأزَلَ وفيما لا يزَاَل،ُ كالحياة والعلِمْ والقدُرْةَ والسمَّعْ والبصَرَ وجميع الكمَاَلات الذاتية، فإنهَّ لو لمَ يكَنُ متُصَّفِاً بهِاَ لزَمِ اتصِّافهُ بأضدادهِا من المْوَتْ والعَجزْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والجْهلْ والصمَّمَ والعمَىَ وغيرهِا من صفات النقَّصْ،ِ وهو مستحيل عليه تعالى. أماَّ صفِاَت أفْعاَلهِ فقَدَ اتصَّفَ بهِاَ فيما لا يزَاَل لا في الأزَلَ،ِ كخَلَقْ الخلَقْ وإحيائهِمِ وإماتتَهِمِ وبعَثْهِمِ وحسِاَبهِمِ،ْ وجَزَاَء المْحُسْنِ منهم بالحسُنْىَ والمْسُيِء منهم بمَِا عمَلِ،َ وبعَْث الرسُُّل وإنزال الكتُبُ،ِ وتصَرْيِف الأمرْ في جميع الكائنات منِ البسَْط والقبَضْ والرفَّعْ والخفَضْ والعطََاء والمْنَعْ والإيِجْاَد والإفِنْاَء،ِ فإن جمَيع تلك الصفات إنمَّا يوُصفَ بهِاَ تعالىَ فيما لا يزَاَل لا في الأزَلَ،ِ إذ لمَ يكَنُ في الأزل خلَقْ ولا إحِيْاء ولا إمِاَتة ولا عطَاَء ولا منَعْ ولا رفَعْ ولا خفَضْ ولا بسَطْ ولا قبَضْ ولا شيَءْ منِ هذَاَ كلُهِّ،ِ إذ لمَ يكَنُ ثمَ وجُوُد إلا وجُوُد الحق تبارك وتعالىَ. ومنِهْمُ مَن فَرَّقَ بين صفِاَت الذاَّت وصَفِاَت الأفَعْاَل ب : أن صفِاَت الأفعال تجُاَمعِ أضدْاَدهَاَ في الوجُوُد عنِدْ اختاف المْحَلَ،ِّ كالإحياء والإماتة والإظهار شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والإخفاء والعطاء والمنع والإعِزْاَز والإذِلاْل والنصَّرْ ا لناً، ا لناً وأمََات فُ والخِذلاْن،ِ فيقُاَل:ُ أحَيَْى الله فُ ا لناً، ا لناً وخفَضَ فُ ا لناً، ورَفَعَ فُ ا لناً ومنَعَ فُ وأعَطْىَ فُ ا لناً، ا لنًا وخَذَلَ فُ ا لناً، ونَصَرَ فُ ا لنًا وأذَلَ فُ وأعَزَ فُ وبسَطَ كذَاَ ومَنَعَ كذَاَ، وأَوَجْدَ كذَاَ وأَفَنْىَ كذَاَ، مع أن كلُ منها مقُاَبلَ بضِدِهِّ.ِ وأماَّ صفَِات الذاَّت ف ا ل تجُاَمِع أضدْاَدهَا في الوجُود ولَوَ معَ اخت ا لف المْحَلَ،ِّ ف ا ل يجَوُز أن يقُاَل:َ علَمِ الله كذا وجهَلِ كذا، أو قدَرَ على كذا وعجَزَ عن كذا، أو أبَصْرَ كذا وعمَيِ عن كذا، أو سمَعِ كذا وصمَ عن كذا. وبهِذَا يتَبََينَّ أن صفات الأفعال هي الصفات الجائزة في حقِّه تعالىَ، لأنهَّا لا تُؤدَيِّ إلى نقَصْ بسبب اتصافهِ بهِاَ ولا بأضدْاَدهَِا، كما أن الصفات الذاتية هي الصفات الواجبة في حقَهِّ،ِ وأن أضدادهَا هي الصفات المْسُتْحَيِلة عليه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وكوَنْ صفِاَت الذاَّت هِي عيَنْ الذاَّت هوُ ما علَيَهْ أصَحْاَبنُاَ واَلمْعُتْزَلِةَ ومنَ نحََا نحَوْهَمُ،ْ وذَلَكِ إمِعْاَن في توَحْيِدهِ تبَاَركَ وتَعَاَلىَ وتنَزْيِههِ عنَ مشَُابهَةَ غيَرْهِ والافتْقِاَر إلىَ ماَ سِواَه،ُ فهَمُ يقَوُلُون بأِنَ الله تباركَ وتعالىَ موَصْوُف بجِمَيِع تلِكْ الكَماَلات،ِ ولَكَنِ منِ غيَرْ حاَجةَ إلى ما سوِاَه. † فهَوُ تعَاَلىَ حيَ حيََاة حقَيِقيِةَّ،ً ولَكَنِ بذِاَتهِ منِ غيَرْ أن يحَتَْاج إلِىَ صفِةَ زاَئدِةَ علَىَ ذاَتِه قاَئمِةَ بهِاَ تسُمَىَّ حيَاَة.ً † وهو علَيِم بكِلُ شيء علِمْاً حقَيِقياًّ، منِ غير أن يفتقر إلى صفِةَ زائدة على ذاتهِ تتَجَلَىَّ بهِاَ المعَلْوُمات لذِاَتهِ تسُمىَّ علِمْاً، وإنمَّا علِمْهُ بذاتهِ منِ غير وجُود واسطة بينهَا وبين معلوماتهِ.ِ † وهو قدَيِر بذِاَتهِ قدُرْةَ حقَيِقيِةَّ،ً بحِيَثْ تَنفْعَلِ تاَماًّ حسَْب الإرادة لذِاَتهِ جمَيِع الأشَْياَء انفْعِاَ الرباَّنيِةَّ،ِ منِ غيَرْ احتْيِاَج إلى واَسطِةَ زاَئدِةَ عنَ الذاَّت تكَوُن سبَبَاً في هذَاَ الانفْعِاَل وتَسُمَىَّ قدُرْةَ.ً شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد † وتَنَكْشَفِ لذِاَتهِ سبُحْاَنهَ جمَيِع الكاَئنِاَت انكْشِاَفاً تاَماًّ بأِحَجْاَمهِاَ وصَوُرَهِاَ وأَلوْاَنهِاَ وجَمَيِع أحَوْاَلهِاَ، منِ غيَرْ احتْيِاَج إلى واَسِطةَ بيَنْ الذاَّت وبَيَنْهَاَ تسَُمىَّ بصَرَاً. † وتَتَجَلََّى لهَ جمَيِع الأصَوْاَت تجَلَِّياً تاَماًّ كمَاَ هيِ،َ منِ غيَرْ احتْيِاَج إلِىَ واَسِطةَ بيَْن ذاَتهِ وبَيَنْهَاَ تسَُمىَّ سَمعْاً، فهَوُ علَيِم بذِاَتهِ وقَدَيِر بذِاَتهِ وسَمَيِع بذِاَتهِ وبَصَيِر بذِاَتهِ،ِ وهَكَذَاَ في ساَئرِ الصفِّاَت.ِ وحَجُتَّهُمُ في هذَاَ أنهَّ لوَ قيِل بِأنَ هذَهِ الصفِّاَت معَاَن حقَيِقيِةَّ زاَئدِةَ علَى الذاَّت العلَيِةَّ لزَمِ منِ ذلَكِ افتْقِاَرهُ تبَاَركَ وتَعَاَلىَ إلِيَهْاَ، ثمُ لا تخَلْوُ: إمَّا أنَ تكَوُن سَابقِةَ في الوجُوُد علَى ذاَتهِ،ِ فتَكَوُن أوَلَْى باِلألُوُهيِةَّ منِهْ،ُ لأنَ السَّابقِ أوَلْىَ منِ المْسَبْوُق.ِ وَإِمَّا أنَْ تَكُونَ مقُاَرنَِة لهَاَ، فتَكَوُن مشُاَركِةَ لهَ في القدِمَ،ِ وتَجَبِ علَىَ هذَاَ مشُاَركَتَهُاَ لهَ في الألُوُهيِةَّ أيضْاً، لأنَ كلُ منِ الصفِّةَ واَلمْوَصْوُف قدَيِم.ٌ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وإَمِاَّ أن تكَوُن حاَدثِةَ،ً وهو عيَنْ المْسُتْحَيِل،ِ لأن كلُ حَادثِ يفَتْقَرِ إلِىَ محُدْثِ أحَدْثََه،ُ فإَنِ كاَن هوُ الذَّيِ خلَقَ العلِمْ واَلقدُرْةَ والحيَاَة واَلسَّمعْ واَلبصَرَ فَمَعْنَى ذَلكَِ أنَّهُ كَانَ غَيْرَ مُتَّصِفٍ بشَِيْءٍ مِنْ ذَلكَِ قَبْلَ هَذاَ الخلَقْ،ِ ويَسَْتحَيِل علََى منَ لمَ يكَُن عاَلمِاً ولا قاَدرِاً ولاَ حيَاًّ ولا سَميِعاً ولا بصَيِراً أن يخَلْقُ شَيْئًا قَطُّ، فَضْلً عَنْ خَلْقِهِ لهَِذِهِ الصِّفَاتِ، فَإِنَّ مُطْلَقَ الخلَْق يتَوَقَفَّ علَيَهْاَ، وأَنىَّ لمِنَ لَم يكَنُ عاَلمِاً أن يخَلُْق العلِْم؟َ! ولَمَِن لمَ يكَُن قَادرِاً أن يخَلْقُ ؟! ؟! ولَمِنَ لَم يكَنُ حيَاًّ أن يخَلُْق الحيَاَةَ القُدرْةََ ؟! ولَمِنَ لمَ ولَمِنَ لمَ يكَنُ سَميِعاً أن يخَلْقُ السمَّعَْ ؟! يكَنُ بصَيِراً أن يخَلْقُ البصَرََ ا لن القوَلْ بزِيِاَدتَهِاَ: أنهَّا علَىَ أن ممِاَّ يدَلُ علَىَ بطُْ لوَ كاَنتَ زاَئدِةَ علَىَ ذاَتِه وكَان بهِاَ خلَقْهُ لمِخَلْوُقاَتهِ وَإِعْدَامُهَا، وَكُلُّ مَا يَكُونُ مِنْ أفَْعَالهِِ مِنْ بَسْطٍ وَقَبْض وَعَطَاءٍ وَمَنْع وَرَفْع وَخَفْض؛ٍ لَمَا كَانَ وَجْهٌ لاسْتِحْقَاقهِ العبِاَدةَ دوُنهَاَ، ولَوَ قيِل بإِشِرْاَكهِاَ معَهَ في العبِاَدةَ كاَن شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذلَكِ عيَْن تعَدَدُّ الآلهِةَ، معَ أن الإلَِه المْعَبْوُد واَحدِ تعَاَلىَ أن يكَوُن لهَ شرَيِك في ملُكْهِ.ِ وذَهَبَ الأشَْعرَيِةَّ ومَنَ نحَاَ نحَوْهََم إلِىَ أن هذَهِ الصفَِّات معََان حقَيِقيِةَّ زاَئِدةَ علَىَ الذاَّت،ِ فَهُوَ عنِدْهَمُ علَيِم بعِلِمْ زاَئدِ على ذاَتهِ،ِ وقَدَيِر بقِدُرْةَ زاَئدِةَ علَىَ ذاَتهِ،ِ وحَيَ بحِيَاَة زائدةَ على ذاَتهِ،ِ وهَكَذَاَ في ساَئرِ الصفِّاَت.ِ واستْدَلَوُّا لذِلَكِ بقِِياَس الغاَئبِ علَىَ الشاَّهدِ،ِ ومَعَنْىَ ذلَكِ أنهَّمُ ذهَبَوُا إلَِى أن مدَلْوُل الوصَفْ في الشَّاهدِ واَلغاَئبِ سوَاَء،ٌ وبَمِاَ أن هذَهِ الصفِّاَت في الشاَّهدِ لا بدُ منِ أن تكَوُن معَاَنيِ حقَيِقيِةَّ تقَوُم منَ ا ل يسَُمىَّ عاَلمِاً إِ باِلذوَّاَت المْتُصَّفِةَ بهِاَ فَ منَ قاَمتَ بهِ قاَمتَ بهِ صفِةَ العلِمْ،ِ ولاَ قَادرِاً إِ منَ قاَمَت بهِ صفِةَ صفِةَ القدُرْةَ،ِ ولاَ سَميِعاً إِ منَ قاَمتَ بهِ صفِةَ البصَرَ السمَّعْ،ِ ولاَ بصَيِراً إِ فهَيِ في الغاَئبِ كذَلَكِ لا بدُ مِن أن تكَوُن زاَئدِةَ علَىَ ذاَتهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كمَاَ استْدَلَوُّا بأَِنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ لَوْ كَانَتْ عَيْنَ ذَاتهِِ تعَاَلىَ لكَاَنتَ واَحدِةَ،ً ومَعَنْى ذلَكِ أن العلِمْ هوُ عيَنْ القدُرْةَ والقدُرْةَ هيِ عيَنْ السَّمعْ والسَّمعْ هو عيَنْ البَصَرِ، وَذَلكَِ بَاطِلٌ لأَنَّ لكُِلِّ صِفَةٍ مِنْهَا مَدْلُو غَيْرَ ل مدَلْوُل الصفِّةَ الأخُرْىَ. واَلجوَاَب عن الاستْدِلاْل الأولَِّ بأِنَ قيِاَس الغاَئبِ علَىَ الشَّاهدِ غيَرْ مسَُلمَّ؛ٍ لمِاَ يؤُدَيِّ إلِيَهْ منِ تشَبْيِه الخاَلقِ باِلخلَْق،ِ وهَُو مَا قطَعَ داَبرِهَ قوَلُْه تعَاَلىَ: . . . .. . ٹ ٹ. ]الشورى: 11 [. علَىَ أن فتَحْ باَب هذَاَ القيَِاس يفُضْيِ إلِىَ ماَ لمَ يقَلُهْ هؤلاُء القاَئسِوُن ولاَ غيَرْهُمُ منِ هذَهِ الأمُةَّ،ِ فإَنِنَّاَ ا ل علِمْ قطَ ولاَ قدُرْةَ نجَدِ أن الشاَّهدِ يكَوُن موَجْوُداً بِ قطَ،ُّ كمَاَ نصَ علَىَ الأوَلَّ قوَلْهُ تعَاَلىَ: . . . . . . . ئا ئا . ]النحل: 78 [، وتَدَلُ المْشَُاهدَةَ علَىَ الثاَّنيِ، ثمُ تحَدْثُ لَه ملَكَةَ العلِمْ ويَأَخْذُ فِي التدَّرَجُّ فيِ اكتْسَِاب المْعَلْوُماَت شَيئْاً شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فَشَيْئًا، وَعِنْدَمَا يَدُبُّ إِلَيْه الضَّعْفُ تَضْعُفُ هَذِهِ الْمَلَكَةُ فيِماَ يضَعْفُ،ُ وقَدَ يجَهْلَ كثَيِراً ممِاَّ كاَن يعَلْمَ،ُ وذَلَكِ عنِدْمَاَ يصَلِ إلِىَ المْرَحْلَةَ التَّي عبَرَّ عنَهْاَ القرُآْن بأِرَذْلَ العمُرُ فيِ قوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . .. . . . . . . . . . . . .. ]النحل: 70 [. ومَثِلْ ذلَكِ في سَائرِ الصفِّاَت،ِ فإَنِ جمَيِع حوَاَسِّه وطَاَقاَتهِ تبَدْأَ ضعَيِفةَ،ً وتَأَخْذُ في النمُّوُ إلِىَ أن تتَوَاَفىَ إلِىَ حَد معُيَنَّ،ٍ ثمُ تأَخُْذ في الانتِْكاَس كمَاَ قاَل تعَاَلىَ: . . . . . . . ]يس: 68 [. ولَوَ قيِستَ صفِاَت الحقَ علَىَ صفِاَت الخلَقْ لزَمِ أنَْ يَكُونَ شَأْنُهُ فِي صِفَاتهِِ كَشَأْنِ خَلْقِهِ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَى ذلَِك أنَ يكَُون عاَلمِاً باِلتعَّلَُّم،ِ وأَنَ يكَُون قاَدرِاً باِلتدَّرَجُّ في مرَاَحلِ القُدرْةَ،ِ وأَنَ تكَوُن قدُرْتَهُ تنَمْوُ بمِمُاَرسََة متُعَلَقِّاَتهِاَ، وهَكَذَاَ في ساَئرِ الصفِّاَت،ِ وقَدَ سَبقَ بيَاَن ماَ بيَنْ صفِاَت الحقَ وصَفِاَت الخلَقْ منِ التضَّاَد،ِّ فإَنِ كلُ ماَ يتَصَّفِ بِه المْخَلْوُق منِ مظَاَهرِ صفِاَت الكمَاَلات لا يعَدْوُ أن يكَوُن نسِْبيِاًّ محَدْوُداً شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لا يوُاَزيِ شَيئْاً بجِاَنبِ ماَ يتَصَّفِ بهِ مِن النقَّاَئصِ المْضُاَدةَّ لهَاَ، ولَوَ فتَحَنْاَ بَاب القيِاَس لأفَضْىَ ذلَكِ إلِى سَلبْ جمَيِع الكمَاَلات عَن الذاَّت العلَيِةَّ،ِ ووَصَفْهَِا بِكلُ صفِاَت النقَّْص التَّي يتَصَِّف بهِاَ ا لل.ِ المْخَلْوُقوُن،َ وهَذَاَ عيَنْ المْحُاَل ورَأَسْ الضَّ واَلجوَاَب عنَ الثاَّنيِ ا لف أن تعَدَدُّ تلِكْ الصفِّاَت في التعَّبْيِر عنَهْاَ واَختِْ ا لفهِاَ، مفَاَهيِمهِاَ راَجعِ إلِىَ تعَدَدُّ أنَوْاَع التجَّلَيِّاَت واَختِْ فتَجَلَيِّ الكاَئنِاَت بحِسََب اختِْاف أحَوْاَلهِاَ وتَبَاَينُ أوَصْاَفهِاَ الحْسِِّيةَّ واَلمْعَنْوَيِةَّ يسَُمىَّ علِمْاً، وتَجَلَيِّ صوُرَهَِا وأَلَوْاَنهِاَ وهَيَئْاَتهِاَ يسَُمىَّ بصََراً، وتَجَلَيِّ أصَوْاَتهِاَ يسَُمىَّ سَمعْاً، واَلمْتُجَلَىَّ لَه واَحدِ وهَوُ الذاَّت العلَيِةَّ،ُ وهَكَذَاَ انفْعِاَل الأشَيْاَء حسَبْ مرُاَد ذاَتهِ سبُحْاَنهَ وتَعَاَلىَ. وبَهِذَاَ يتَبَيَنَّ أن تشَنْيِع المْشُنَعِّيِن علَىَ القاَئلِيِن بأِنَ صفِاَت الذاَّت هيِ عيَنْ الذاَّت بأِنَهَّمُ منُكْرِوُن لصِفِاَتهِ سُبحْاَنهَ وتَعَاَلىَ وأَنَهَّمُ ناَفوُن عنَ الذاَّت كمَاَلاتهِاَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ليَسْ بشَِيءْ،ٍ وإَنِمَّاَ همُ منُزَهِّوُن للِذاَّت العلَيِةَّ عنَ الافتْقِاَر إلِىَ الغيَرْ وأَنَ يكَُون كمَاَلهُاَ منَوُطاً باِلزيِّاَدةَ علَيَهْاَ، وذَلَكِ أنَ ذاَت المْخَلْوُق لنِقُصْاَنهِاَ هيِ بحِاَجةَ إلِىَ ماَ يجَبْرُ نقَصْهَاَ منِ صفَِات زاَئدِةَ علَيَهْاَ تضُاَف إلِيَهْاَ، وذَاَت الخاَلقِ لكِمَاَلهِاَ موَصْوُفةَ بكِلُ الكمَاَلات منِ غيَرْ احتْيِاَج إلِىَ زيِاَدةَ ممِاَّ عدَاَهاَ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عندما نقول: )إن أسماء الله هي عين ذاته(، فهل يرُاد .1 بذلك ألفاظ الأسماء أم مدلولها؟ وضحّ ذلك مع الدليل. بينّ الفروق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية لله .2تعالى؟ لماذا كانت صفات الذات واجبة وصفات الأفعال .3جائزة في حق الله تعالى؟ أي المذاهب الإسامية قالت بأن صفات الذات هي .4عين الذات؟ وما دافعهم لهذا القول؟ وضحِّ معنى المقولة السابقة بأمثلة من صفات الله .5الذاتية؟ ما حجُةّ القائلين بأن صفات الذات هي عين الذات؟ .6 أي المذاهب الإسامية ذهبت إلى أن صفات الذات .7زائدة على الذات، وما معنى ك امهم هذا؟ ل بماذا استدل القائلون بأن صفات الذات زائدة على .8ذاته سبحانه؟ وبماذا نجُيب على أدلتهم؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد نفَْي الرؤُّيَْةِ 11 . ولاَ يحُِيط بهِ سبُحْاَنهَ بصََرٌ دنُْياَ وأَخُرْىَ، فدَعَ أقَوْاَل منَ نصَلاَ ))) مرُاَدهُ أن الله سبحاَنهَ منُزَهَّ عنَ رؤُيْةَ الأبَصْاَر لهَ،ُ لأنهَّ لا يشُبْهِ شيئاً ولا يشُبْهِهُ شَيءْ،ٌ فوَجُوُدهُ ليَسْ كوَجُوُد ماَ سِواَه،ُ فهَوُ منُزَهَّ عَن التحَّيَزُّ في مكَاَن،ٍ علَىَ متُحَيَزِّ وعَنَ وصَفْهِ باِلألَوْاَن،ِ والرؤُّيْةَ لا تقَعَ إِ ذيِ جرِمْ كثَيِف،ٍ متُصَّفِ بأِحَدَ الألَوْاَن،ِ مشُِع بنِفَسْهِ أوَْ وَاقعِ عَلَيْهِ شُعَاعُ غَيْرِهِ، غَيْرِ دَقيِق جِدًّا، وَلا مُتَّصِل باِلباَصرِةَ ولاَ بعَيِد جدِاًّ. فإَنِ قيِل بأَِنَّ هَذِهِ الشُّرُوطَ إِنَّمَا هِيَ فيِ تَحَقُّق رُؤْيَةِ الشاَّهدِ دوُن الغاَئبِ،ِ وقَدَ قلُْتمُ بمِنَعْ قيِاَس الغاَئبِ علَى الشاَّهدِ في باَب الصفِّاَت.ِ ) ) نصل من باب قتل أي خرج عن الحق، يقال: نصل الشيء من ) موضعه، أي خرج منه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فاَلجْوَاَب:ُ أن هذَهِ الشُّروُط هيِ التَّي يتَحَقَقَّ بهَِا مدَلْوُل الرؤُّيْةَ اللغُّوَيِ،ُّ وخَطِاَب الشَّارعِ إنِمَّاَ هوُ بحِسََب وضَعْ اللغُّاَت،ِ ومَنَعْ قيِاَس الغاَئبِ علَىَ الشَّاهدِ في باَب الصفِّاَت لتِنَزْيِههِ سبُحْاَنهَ عنَ مشُاَبهَةَ خلَقْهِ،ِ كمَاَ دلَ علَيَهْ قوَلُْه:ُ . . .. . ]الشورى: 11 [، وذَلَكِ نفَسُْه دلَيِل بيَِّن علَىَ اسْتحِاَلةَ رؤُيْتَهِ؛ِ لئِلَ يتَسَاَوىَ معَ مخَلْوُقاَتهِ في تسَلَطُّ إحِدْىَ الحوَاَس علَىَ ذاَتهِ،ِ ولَوَ جاَز أنَ يدُرْكَ بحِاَسَّة البصََر لجَاَز ذلَكِ لجِمَيِع الحوَاَس كاَللمَّسْ واَلشمَّ واَلذوَّقْ.ِ أماَّ منِ حيَثْ الأدَلِةَّ النقَّلْيِةَُّ فإَنِ أصَرْحََهاَ وأَقَوْاَهاَ وأَدَلََّهاَ علَىَ استْحَِالةَ رؤُيْتَهِ 8: .. ٹ ٹ ٹ ٹ تعَاَلَى: قوَلُْهُ .. . . . . ]الأنعام: 103 [، فإَنِهَّ سيِق مسَاَق ا ل يمُكْنِ تبَدَلُّهُ دنُيْاَ ولاَ أخُرْىَ، التمَّدَحُّ،ِ ومَاَ كاَن كذَلَكِ فَ لأنَ مدَاَئحَِه تبَاَركَ وتَعَاَلىَ لا تَزوُل،ُ فمَثَلَ ذلَكِ مثَلَ قوَلْهِ تعَاَلىَ: . ھ ھ ھ ے ے . ]البقرة: 255 [، وقَوَلْهِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد تعَاَلَى: . . . . . . . ]الجن: 3[، وقَوَلِْه:ِ ا لب ا ل يجَُوز انقِْ . . . . . . ]الكهف: 49 [. فَ شَيْءٍ مِنْ ذَلكَِ إِلى ضِدِّهِ، فَ ا وَجْهَ لحَِصْرِ هَذَا النَّفْي ل في الدنُّيْاَ دوُن الآخرِةَ،ِ ولاَ في جعَلِْه خاَصاًّ ببِعَضْ الأبَصْاَر دوُن بعَضْ.ٍ ومَاَ قيِل مِن أن الإدِرْاَك غيَرْ الرؤُّيَْة مرَدْوُد بأِنَ إدِرْاَك كلُ شَيءْ بحِسََبهِ،ِ فإَدِرْاَك الأذُنُ سَماَعهُاَ، وإَدِرْاَك اليدَ قبَضْهُاَ، وإَدِرْاَك السَّهمْ إصِاَبتَهُ،ُ وإَدِرْاَك العيَنْ رؤُيْتَهُاَ، وهَُو الذَّيِ تدَلُ علَيَهْ المْعَاَجمِ اللغُّوَيِةَّ المْعُتْمَدَةَ في تفَسْيِرهِاَ الإدِرْاَك باِللحَّاَق.ِ ومَِن الأدَلَِّة علََى ذلَِك:َ قوَلُْه تعََالىَ لمِوُسىَ ‰ : . . . . ]الأعراف: 143 [. فإَنِ «لنَ »ْ منِ أقَوْىَ عوَاَملِ النفَّيْ،ِ فلَذِلَكِ تفُيِد تأَكْيِدهَ أو تأَبْيِدهَ،ُ ولَئَنِ انتْفَتَ رؤُيْتَهُ تعَاَلىَ عنَ موُسَى ‰ فاَنتْفِاَؤهُاَ عَنْ غَيْرِهِ أحَْرَى. ومَنِ أدَلِتَّهِ ماَ جاَء منِ التشَّدْيِد في القرُآْن علَىَ منَ سَألَهَاَ، كمَاَ في قوَلِْه تعَاَلىَ: . چ چ چ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد چ . . . . . .. . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ . ]البقرة: 108 [، وقولهِ:ِ . ے . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . .. ئا ئا ئ. ئ.. ]النساء: 153 [. ومنِ دلاَئلِ ذلَكِ في السنُّةَّ النبَّوَيِةَِّ حدَيِث أبَيِ الدرَّدْاَء عنِدْ الشَّيخْيَنْ:ِ «جنََّتاَن منِ ذهَبَ آنيِتَهُاَ ومَاَ فيِهاَ، وجَنََّتاَن مِن فضِةَّ آنيِتَهُاَ ومَاَ ردِاَء فيِهاَ، ومَاَ بيَنْ القَومْ وبَيَنْ أن يرَوَاْ ربَهَُّم إِ الكبِرْيِاَء علَىَ وجَهْ ربَنِّاَ في جنَةَّ عدَنْ »ٍ))). فإَنِ معَنْاَه:ُ أن الله أعلَْى منَاَزلِهَمُ وقَرَبَّهَمُ منِهْ،ُ فلََم يحَلُ بيَنْهَمُ اتصِّاَفهُ تعَاَلىَ باِلكبِرْيِاَء،ِ ورَؤُيْتَهُ وبَيَنْ رؤُيْتَهِمِ إيِاَّه إِ 8 ، وصَفَِة الكبِرْيِاَء صفَِة ذاَتيِةَّ لله تنُاَفِي كبِرْيِاَءهَُ لا تتَبَدَلَّ،ُ فمَاَ انْتفَىَ بسِبَبَهِاَ فإَنِ انتْفِاَءهَ أبَدَيِ يسَتْحَيِل ضدِهُّ.ُ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: ومن دونهما جنتان ) ) 4878 ، ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: إثبات رؤية المؤمنين في ( الآخرة ربهم ) 180 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ژ ƒ عنِدْ مسُْلمِ:ٍ أن النبَّيَِّ وحَدَيِث أبَيِ ذرٍَّ سُئلِ عنَ رؤُيْةَ ربَهِّ ليَلْةَ الإسِْراَء فقََال:َ «نوُر أنَىَّ أرَاَه!ُ »))). فإَنِ قوَلَْه:ُ «أنىَّ أرَاَه »ُ اسْتبِعْاَد لأنَ تجَوُز رؤُيْتَهُ.ُ أماَّ اسْتدِلاْل القاَئلِيِن باِلرؤُّيْةَ على وقُوُعهِاَ بقِوَلْهِ تعَاَلى: . پ . . . . . . . ]القيامة: 22 ، 23 [ فهَوُ مَردْوُد بأِنَ النظَّرَ هنُاَ لا يمُكِْن أن يحُمْلَ على الرؤُّيْةَ لأمُوُر:ٍ † أولَّهُا: أن النظَّرَ ليَسْ هو عيَنْ الرؤُّيْةَ،ِ بدِلَيِل أن ا لل فلَمَ أرَهَ،ُ ولَوَ قاَل:َ رأَيَتْ القاَئلِ يقَوُل:ُ نظَرَتْ الهِ سخَيِفاً متُهَاَلكِاً. ا لل فلَمَ أرَهَ؛ُ لكَاَن قوَْ الهِ † ثاَنيِهاَ: أنهَّ أسُْندِ إلى الوجُوُه،ِ واَلوجُوُه ليَسْتَ هيِ آلةَ الرؤُّيْةَ وإَنِمَّاَ آلتَهُاَ الأبَصْاَر.ُ † ثاَلثِهُاَ: أن السِّياَق يدَلُ علَىَ أنهَّ ليَْس المْرُاَد الانتْظِاَر، فإَنِ الآيةَ أتُبْعِتَ بقِوَلْهِ تعَاَلى: باِلنظَّرَ هنُاَ إِ ) ) أخرجه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: في قوله‰ نور أنى أراه ) .)178( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد .. . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ. ]القيامة: 25 ،24 [ وتَفَسْيِرهُ باِلرؤُّيْةَ لا ينَسْجَمِ معَ هذَاَ السيِّاَق،ِ فإَنِ قوَلْهَ . . . وهَوُ بمِعَنْى النضَّاَرةَ واَلحسُْن مقُاَبلَ بقِوَلِْه . . .، وقوَلْهَ . . . . . مقُاَبَل بقِوَلْهِ . . ٹ ٹ ٹ ٹ .، فوَجُُوه المْؤُمْنِيِن ناَضرِةَ في ذلَكِ المْوَقْفِ لانتْظِاَرهَِا رحَمْةَ الله،ِ أي أن يؤُذْنَ لهَاَ بدِخُوُل جنَتَّهِ واَلفوَزْ بنِعَيِمهِ،ِ ووَجُوُه أعَدْاَئهِمِ باَسرِةَ،ٌ أي كاَلحِةَ تتَوَقَعَّ أمَرْاً شدَيِداً يقَطْعَ فقَاَر ظهُوُرهِاَ، وهَوُ . باِللهِ دخُوُل الناَّر واَلعيِاَذُ ولو فسُِّر النظر هنا بمِعَنْى الرؤُّية لشََذ عمَاَّ يقتضيه السياق من التقابل والتضَّاد بين أوصاف المؤمنين في ذلك اليوم وأوصاف الكافرين والفاسقين، إذ لا تقَاَبلُ بين كوَنْ وجُوه المؤمنين راَئية لرِبَهِّا ووَجُوه أعدائهِمِ تتَوَقَعَّ أمرْاً يقَطْعَ فقَاَر ظهُوُرهِا. † راَبعِهُا: أن الآيات إنمَّا هي تخُبْرِ عن أحوال المْوَقْفِ يوم الحسِاَب، والقائلِوُن بالرؤية اختلفوا في شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقُوعهِا في المْوَقْفِ،ِ بل نجَدِهُُم يقولون بأنهَّا منِ الزيادة التي تكَوُن بعد الفوز بالثواب في الجنة. فإنِ قالوا بأنهَّ لا يسَُلمَّ أن الحديث عنَ المْوَقْفِ لأنهَّا دعَوْىَ لمَ يقَمُ عليها برُهْاَن.ٌ قلُنَْا: برُهْاَنهُا واَضِح في نفس الآيات، وهو 4 : . . ٹ ٹ ٹ ٹ .، فلَوَ كان ما فيها منِ قوَلُْهُ ذكِرْ النضَّاَرةَ والنظََّر معَنْيِاًّ به ما ينالونه في الجْنَةَّ لكَاَن ما ذكُرِ في حقَ الفريق الآخرَ مرُاَداً بهِ ما يجَدِوُنهَ في النار، مع أنهَّم بعَْد أن يصَلْوَاُ النَّار لا معَنْىَ لظَِنهِّمِ أن يفُعْلَ بهِمِ فاَقرِةَ،ٌ لأن الفاَقرِةَ حلَتَّ بهِمِ،ْ وظنَ ذلَكِ أي توَقَعُّهُ إنمَّا هو قبَلْ دخُوُلهِاَ. أماّ ماَ زعَمَوُه بأِنَ النظَّرَ إذِاَ عدُيِّ بِ «إلِىَ » لا يكَوُن بمِعَنْىَ الرؤُّيْةَ؛ِ إِ فهَوُ مرَدْوُد بقِوَلْهِ تعَاَلىَ: . ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي ي ي ي ئج ئح ئم. ]آل عمران: 77 [، فقَدَ عدُيِّ النظَّرَ هنَُا بإِلِىَ وهَوُ بمِعَنَْى غيَرْ الرؤُّيْةَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد قَطْعًا، لأَنَّهُ لَوْ فُسِّرَ بهَِا لَزِمَ مِنْهُ أنْ يَكُونَ اللهُ سُبْحَانَهُ لا يرَىَ هؤَلاُء يوَمْ القيِاَمةَ.ِ فإَنِ قاَلوُا: إنِ إسِْناَد النظَّرَ إلِىَ الوجُوُه هوُ الذَّيِ يؤُكَدِّ أنهَّ بمِعَنْىَ الرؤُّيْةَ.ِ قلُنْاَ: إنِ الوجُُوه هنُاَ مجَاَز عَن أصَحْاَبهِاَ، ولَئَنِ جاَز أنَ يسُْندَ إلِيَهْاَ كلُ ما يسُْندَ إلِىَ أصَحْاَبهِاَ منِ النعَّمْةَ والرضِّاَ في حقَ المْؤُمْنِيِن،َ والخشُوُع والعمَلَ والنصَّبَ وصلِيِ الناَّر والسَّقيْ منِ عيَنْ آنيِةَ في حقَ المْجُرْمِيِن،َ كمََا في قوَلِْه تعَاَلىَ: . . . ٹ ٹ . ٹ . . . . . . . . . . . . . . . ]الغاشية: 1 - 5[، ثمُ في مقُاَبلِهِا: . . ڈ ڈ . ژ ڑ . ]الغاشية: 8، 9[؛ فمََا المْاَنعِ منِ أن يسُنْدَ النظَّرَ بمِعَنْىَ الانْتظِاَر إلِيَهْا كمَاَ ؟ علَىَ أنهَّ أسُْندِ إلَِى وجُوُه في آيةَ في هذَهِ الآيةَِ تاَليِةَ ظنَهَُّا أن يفُعْلَ بهِاَ فاَقرِةَ،ٌ فدَعَْوىَ أن النظَّرَ بمِعَنْىَ الرؤُّيْةَ إذِاَ أسُْندِ إلَِى الوجُوُه لا يكَُون إِ دعَوْى عاَريِةَ منِ الدلَّيِل.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لم في الرؤُّيْةَ لا تسََع لهَ هذَهِ العجُاَلةَ،ُ وقَدَ والكَ بسََطتْ القوَلْ فيِه فيِ «الحَْق الداَّمغِ »ِ، فمَنَ شَاء فَليَْرْجعِْ إلِيَْه.ِ أسئلة: ما هو الدليل العقلي على تنزيه الله تعالى عن الرؤية .1البصرية؟ اذكر ث اثة أدلة من القرآن الكريم على استحالة رؤيته ل .2تعالى؟ اذكر دليليَن من السنة على عدم جواز رؤيته سبحانه؟ .3 كيف نرد على القائلين بالرؤية في استدلالهم بقوله .4تعالى: .پ . . . . . ..؟ هل يلزم أن يكون النظر بمعنى الرؤية عندما يعُدىّ .5ب )إلى( أو يسُند إلى الوجوه؟ بسط الشارح مسألة الرؤية في كتاب آخر، اذكره معُرفّاً .6به؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد نفَيْ التكَّْييِفِ 12 . ولاَ يكَُيِّفهُ وهَْم ولاَ فكَِرٌ ولاَ تحُِيط بِه الأقَْطاَر مدُخََّلا الواَو عاَطفِةَ علَىَ ماَ تقَدَمَّ.َ ومعَنْى ذلَِك:َ أنَنَّاَ ندَيِن فيِمَا ندَيِن بهِ أن الله تعَاَلَى لا تكُيَفِّهُ الأوَهَْام واَلأفَْكاَر،ُ ولاَ تحُيِط بهِ الأقَطْاَر،ُ لأنَهَّ ليَسْ كمَثِلْهِ شيَءْ،ٌ ومَاَ تصَوَرَّهَ الوهَمْ أو كيَفَّهَ الفكِْر لا بدُ منِ أنَ يكَوُن لهَ مثِاَل يرَتْسَِم في 8 عَنْ كُلِّ مَا يَرِدُ إِلى الذهِّنْ،ِ فلَذِلَكِ وجَبَ تنَزْيِههُُ الأذَهْاَن منِ الخيَاَلات والصوُّرَ.ِ وهَو تعَاَلى منُزَهَّ أيضْاً عنَ إحِاَطَة الأقَطْاَر أي الجهِاَت بهِ،ِ وقَدَ سَبقَ بيَاَن ذلَكِ في الحدَيِث عنَ نفَيْ كوَنْهِ جسِمْاً أو عرَضَاً، وكَفَىَ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: هل يمكن للعقل تصورُّ ذات الله تعالى؟ .1 ما السبب في أن الله لا تكُيَفِّهُ الأوهام ولا تحَدُهُّ .2الأفكار؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الاستْوِاَء علَىَ العرَشِْ 13 . وهَوْ علَى العرَشْ واَلأشَيْاَ استْوَىَ وإَذِاَ عدَلَتْ)َ)) فهَوْ اسْتوِاَء غيَرْ ماَ عُقلاِ 14 . وإَنِمََّا الاسْتوِاَ ملُكْ ومَقَْدرِةٌَ لَه عَلىَ كلُهِّاَ اسْتوَلْى وقَدَ عدَلاَ 15 . كمَاَ يقُاَل اسْتوَىَ سلُطَْانهُمُ فعَلاَ علَى البِاد فحَاَز السَّهلْ واَلجْبَلاَ قد أخَبْرَ الله في كتابهِ في العدَيِد منِ الآيات أنهَّ اسْتوَىَ على العَرشْ،ِ ويجَِب أن نُدرْكِ أن هذا الاستْوِاَء لا يعَنْيِ القعُوُد والاستْقِرْاَر،َ لأنهَّ تعَاَلىَ منُزَهَّ عن الافتْقِاَر إلَِى الغيَْر،ِ ولَو كان بمِعَنْى القعود والاستقرار لكَاَن هو بحِاَجةَ إلى العرش، ولأنهَّ سبحانه سَابقِ على كل شيء في الوجُوُد،ِ لا أوَلَّ لأوَلَّيِتَّهِ،ِ وكل ما سِواَه حادثِ عن العدَمَ،ِ وهو الذي أخَرْجَهَ منِ العدَمَ إلى الوجُوُد.ِ ))) عدلت:َ أي حكمت بالعدل في الاستواء. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فوَضَحَ لكِلُ ذيِ عيَنْيَنْ أنهَّ يسَتْحَيِل عليه أن يكَوُن اسْتوِاَؤهُ على العرَشْ باِلمْعَنْى المْاَديِّ؛ِّ وهو القعُوُد والاستقرار كمَاَ أخَذَتَ بهِ المْشَُبهِّةَ،ُ وتعَيَنَّ أن هذَاَ منِ باَب الكنِاَياَت،ِ وذلك معَهْوُد في الخطِاَب العرَبَي ا لن طوَيِل النجِّاَد؛ِ كنِاَيةَ عن طوُل وغيرهِ، كمَاَ يقُاَل:ُ فُ قاَمتَهِ،ِ ولَوَ لمَ يكَنُ لهَ نجَِاد،ٌ وكمَاَ يقُاَل في الكرَيِم بأنهَّ:ُ كثَيِر الرمَّاَد،ِ مهَزْوُل الفصَيِل،ِ جبَاَن الكلَبْ،ِ ولوَ لمَ توُجدَ حقيقة لشِيَءْ ممِاَّ وصُفِ بهِ.ِ وعلَيَهْ فإن استواءهَ على العرش إنِمَّا هو بمِعَنْى هيَمْنَتَهِ على خلَقْهِ وتدَبْيِرهِ لأمُوُرهِمِ وتصَرْيِفهِ لكِلُ شَيءْ في الكائنات. على أن العرَبَ تطُلْقِ الاستواء بمِعَنْى الاستْيِ ا لء،ِ كمَاَ يقول الشاعر:ُ قدَ اسْتوَىَ بشِْر علَىَ العِراَقِ منِ غَيرْ سَيفْ ودَمَ مهُْراَقِ وهَذاَ المعَنْى أوَلْىَ أن تحُمَْل عليه الآيات،ُ لمِاَ ثبَتَ منِ دلَيِل العقَْل والنقَّلْ منِ اسْتحَاَلةَ المعنى الماديِّ الظاَّهرِ،ِ فإن العرَشْ الجسِْماَنيِ مكان كغَيَرْهِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد من الأمكْنِةَ،ِ كان بعَْد أن لمَ يكَنُ،ْ ولَم يكَنُ إلا بخِلَقْ الله،ِ فهو المْفُتْقَرِ إلى الله سبحانه، والله غنَيِ عنه وعن غيرهِ. بالعرش كما تقَوُل المْشُبَهِّةَ ولَوَ كان تعَاَلى حاَ لتَرَتَبَّ على ذلك: إماَّ أن يكون العرش سابقِاً عليه؛ وهو يقَتْضَِي حدُوُثهَ تعَاَلى. وإماَّ أن يكون قدَيِماً معَهَ؛ وهُو يقَتْضَيِ تعََددُّ القدُمَاَء،ِ وتَعََددُّ القدُمَاَء يقتضي تعددُّ الآلهِةَ.ِ وإمَّا أن يكون حادثِاً كغَيَرْهِ من المخلوقات؛ وذلك يؤُدَيِّ إلى التسََّاؤلُ عن مكانه تعالى قبل حدُوُث عرَشْهِ. ا لل الله يقَضْيِ باستحالةَ ذلك والتَّنزْيِه ال ا لئقِ بجَِ كلُهِّ،ِ فإن الله تعالى كان ولا زمََان ولا مكَاَن،َ وهو الآن على ما علَيَهْ كان،َ لَم يحُدْثِ خلَْق الزمان والمكان تغييراً في ذاته ولا في صفاته، فإن التحَّوَلُّ منِ حال إلى حال منِ سمِاَت مخَلْوُقاته، وهو الغنَيِ عن كل شيء،ٍ القادرِ على كل شيء،ٍ فالعرَشْ وما دوُنهَ محَمْوُلان بلِطُفْ قدُرْتَهِ تعالى. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وإنمََّا منِ تيَسِْير الله تعالى الهْدِاَيةَ لعِبَِادهِ أن خاَطبَهَُم بالعبارات التي يفَهْمَوُنهَاَ مِن الحقيقة والمْجَاَز والصرَّيِح والكنِاَيَة،ِ وقد عهُدِ في تخَاَطبُ ا لن العرَشْ،َ بمِعَنْى: توَطَدَّ الناس قوَلْهُمُ مثَلَ:ً اعتْلَىَ فُ ملُكْهُ واستْوَلْىَ على أزَمِةَّ أمُوُر الرعَّيِةَّ.ِ أسئلة: ورد في القرآن أن الله استوى على العرش، فما معنى .1ذلك؟ ما معنى أن آيات الاستواء يتعينّ حملها على الكناية .2لا الحقيقة؟ هل تطُلق العرب الاستواء على غير المعنى المادي؟ .3 كيف ترد على المشبهِّة في زعمهم أن الاستواء معناه .4القعود والاستقرار على العرش؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ژ الإيِماَن بمحُمَدٍَّ 16 . وأَنَ أحَمَْد منِ رسُلْ الإلَه،ِ وقَدَْ ومَفُْتضَلاَ يخُصَ منِ بيَْنهِمِ فضَْ 17 . وأَنََّه صاَدقِ فيِماَ أتَاَناَ بِهِ مُبلَغِّ الثَّقلََينْ مَا بِه رسُِا يعَنْيِ أنهَّ ممِاَّ يجَبِ الإيمْان بهِ أن أحَمْدَ أي نبَيِنَّاَ محُمَدَّاً ژ هو واحدِ مِن رسُُل الله المْصُطْفَيَنْ الأخَيَْار،ِ والإيمْان بهِ أنهَّ واحدِ منِ الرسُُّل يقَتْضي الإيمْان بجِمَيِع هؤلاء الرسل وبرِسَِالاتهِمِ جميعاً، ولكن الواجبِ منِ إيمْاننِاَ بهِمِ هو الإيمْان بجِمُلْتَهِمِ،ْ إلا منَ قامتَ علينا حجُتَّهُ فعَرَفَنْاَه مِن بيَنْهِمِ معَرْفِةَ خاصةَّ فعَلَيَنْاَ أنَ نخَصُهَّ بالإيمْان. ا لة ويتَمَيَزَّ إيمْاَننُا بنِبَيِنِّا محُمَدَّ عليه أفضْلَ الصَّ ا ل يكَفِْي أن نؤُمْنِ بهِ أنهَّ إيمْاَن بعِيَنْهِ،ِ فَ والسَّامِ إيمْاناً مجُمْلَ مع سائرِ المْرُسْلَيِن،َ لأنهَّ النبَّيِ الخاَتمَ، ورسِاَلتَهُ هيِ الرسِّاَلةَ الخاَتمِةَ،ُ وقد تعُبُدِّنْا بهِاَ وفرُضِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد إذا ماَ خصَصَنْاَه علَيَنْاَ اتبِّاَعهُ،ُ وذلَِك مسُْتحَيِل إِ بالإيمْاَن. والمْرُسْلَوُن جمَيِعاً ميُزِّوُا على غيَرْهِمِ بفِضَاَئلِهِمِ الجْمَةَّ التَّي اختْصَهَُّم الله بهِاَ، وناَهيِك أن الله وصَفَهَُم باِلمْصُطْفَيَْن الأخَيْاَر،ِ فهَُو دلَيِل على اصطفائهِمِ منِ بيَنْ سائرِ الخلَقْ وأفَضْلَيِتَّهِمِ على منَ عدَاَهمُ.ْ ژ بمِاَ رفَعَ درَجَتَهَ وقد مُيزِّ منِ بيَنْهِمِ محُمَدٌَّ فوَقْ درَجَاَتهِمِ،ْ وشََمخَ بقِدَرْهِ منِ بيَْن أقدْاَرهِمِ،ْ وَحَسْبُكُمْ مَا وَصَفَهُ اللهُ بهِ حَيْثُ قالَ: .ک ک گ گ گ . ]الأنبياء: 107 [، وهو وصَفْ تتَقَاَصرَ دوُنْهَ الأوَصْاَف،ُ وقَدَرْ تتَوَاَضعَ دوُنهَ الأقَدْاَر،ُ إذِ لمَ يجَعْلَهْ الله تعَاَلىَ رحَمْةَ للِوْجُوُد الإنِسَْانيِ وحَدْهَ،ُ وإنِمَّا جعَلَهَ رحَمْةَ لمِطُلَْق الوجُوُد،ِ وقدَ تَمَيَّزَ منِْ بيَنْهِمِ: بأِنَ رسِاَلتَهَ هيِ الرسِّاَلةَ الخاَتمِةَ المْهُيَمْنِةَ على رسِاَلاتهِمِ.ْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأن الكتِاَب المْنُزْلَ علَيَهْ هو الكتاب الآخرِ منِ بيَنْ الكتُبُ،ِ فهو مهُيَمْنِ علَيَهْاَ. وأن معُجْزِتَهَ هي المْعُجْزِةَ الخاَلِدةَ منِ بيَنْ ساَئرِ المْعُجْزِاَت.ِ وأن شرَيِعتَهَ هي أجمْعَ الشرَّاَئعِ وأدقَهُّاَ، وأوفْاَهاَ بكِلُ ما تحَتْاَج إلِيَهْ الإنِسْاَنيِةَّ إلِىَ أن يرَثِ الله الأرض ومَنَ علَيَهْا. وأن رسَِالتَهَ لمَ تكَنُ خاَصةَّ بقَِومْ دوُن قوَمْ،ٍ وإنِمَّا هيِ رسالةَ إلىَ الثقَّلَيَنْ جمَيِعاً. وأن الله تعَاَلىَ قدَ رفَعَ بهَِا ما كان على الأمُمَ منِ الآصاَر الشاَّقةَّ والتكاليف العسَيِرةَ،ِ فجَعَلَ الديِّن فيها يسُرْاً. وأن أمُتَّهَ هِي خيَرْ الأمُمَ،ِ وأنهَّا تضَطْلَعِ منِ بعَدْهِ بأماَنةَ رسِاَلتَهِ قيِاَماً بوِاَجبِاَتهِاَ وتبليغاً لمِضَمْوُنهِاَ إلى جميع العالمَيِن. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقد زادهَ تعالى شرَفاً بأن وعَدَهَ أن يبَعْثَهَ مقَاَماً محَمْوُداً يوم القيامة، وأن تكَوُن لهَ الشفَّاَعةَ العظُمْىَ، وأن الناس جمَيِعاً في ذلك اليوم تحَتْ لوِاَئهِ.ِ وممَِّا يجَِب الإيِمْاَن بِه أيضًْا: ما أنُْزلِ إلِيَهْ ا لمهُ عليه وهَوُ القرآن الكريم؛ُ صلَوَاَت الله وسَ الذي هو المْعُجِْزةَ الخالِدةَ والصراط المستقيم والمْنَهْجَ الشَّاملِ لكِلُ ما تحَتْاج إليه الإنسانيةَّ،ُ وقد ميَزَّه الله سبحانه منِ بيَنْ الكتُبُ ببِقَاَء نصَهِّ محَفْوُظاً منِ أيدي العابثِيِن،َ ومَصَوُناً مِن تحَرْيِف المْبُدَلِّيِن،َ يتَحَدَىَّ الثقَّلَيَنْ بشَِكلْهِ ومَضَمْوُنِه،ِ يتَجَدَدَّ في كلُ حيِن إعِجْاَزهُ،ُ وتَتَجَلَىَّ في كلُ عصَرْ آياتهُ، بمِاَ يَبهْرَ الألَبْاَب ويَسَْتأَصْلِ شبُهْةَ كلُ مشَُاققِ،ٍ ويَأَتْيِ على تلَبْيِس كلُ دجَاَّل،ٍ فيِه النوُّر والشفِّاَء والهدُىَ والرحَّمْةَ والنجَّاَة والعصِمْةَ.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: هل يجب الإيمان بالرسل إجمالا أم تفصي ا؟ ل .1 هل يكفي الإيمان بسيدنا محمد ژ إيمانا مجُم ا ل مع .2سائر المرسلين؟ بماذا تميزَّ المرسلون على غيرهم؟ .3 اذكر ثماني خصائص خصَ الله بها سيدنا محمداً ژ .4عن بقية الرسل؟ هل يجب الإيمان بالكتاب المنزلّ على سيدنا محمد ژ ؟ .5 اذكر بعض ما تميزَّ به القرآن الكريم؟ .6 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالمْوَتْ واَلبعَثْ واَلحسِاَب 18 . وقََد أتَتَ حجُجَ البرُهَْان ناَطقِةًَ باِلمَْوتْ واَلبعَْث واَلحْسُْباَن فاَمتْثَِا هذَاَ ممِاَّ يجَبِ الإيِمْاَن بهِ؛ِ وهَوُ:َ المْوَتْ فمَاَ بعَدْهَ.ُ فاَلمْوَتْ هوُ سبيل الانتقال منِ الدنيا إلى الآخرِةَ،ِ ومَنِ الفنَاَء إلى الخلُوُد،ِ ومَنِ العمََل إلىَ الجزَاَء،ِ ولا يجُاَدلِ فيه مجَُادلِ،ٌ لأنهَّ حقَيِقةَ واقعِةَ لا يتَمَاَرىَ فيها اثنان، فهََذهِ الأمُمَ عبَرْ القُروُن يطَوْيِها المْوَتْ طَياًّ، ولَيَسْ فيها منَ كان قادرِاً على التخَّلَصُّ منه أو تأخيِر ساعتَهِ عندما يحَيِن حيَنْهُ، بلَ الناس وغيرهُمُ منِ الأحَياء في سبِاَق مسُتْمَرِ إلِيَهْ لوِرَدْ منَهْلَهِ والعبَ منِ كأَسِه،ِ لا فرَقْ في ذلك بيَنْ قَويِ وضعَيف،ٍ ولا بيَنْ قاَهرِ ومَقَهْوُر،ٍ ولا بيَنْ غنَيِ وفقَيِر،ٍ ولا بيَنْ عزَيِز وذلَيِل،ٍ فلَذِلَكِ سَلمَّ الكلُ لَه ولمَ يوُجدَ منَ يمُاَريِ في حقيقتهِ أو يشَُككِّ في ثبُوُتهِ،ِ فالمْؤُمْنِوُن والكفُاَّر والبرَرَةَ والفجَرَةَ سوَاَء في الإقِرْاَر بهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وإنِمَّاَ يجُاَدلِ المْجُاَدلِ ويشَُككِّ منَ شكَكَّ فيما يَتْبَعُهُ مِنَ البعَثْ والحسَِاب وما ينَتْهَيِ إلِيَهْ الترَّحْاَل منِ الثَّواَب والعقِاَب،ِ ففَيِ ذلَكِ يقََع الافتراق بين طائفِتَيَ الإيمْاَن والكفُرْ،ِ فالمْؤُمْنِوُن كمَاَ آمنَوُا بثِبُوُت المْوَتْ المْشُاَهدَ يؤُمْنِوُن بثِبُوُت البعَثْ المْغَُيبَّ وما يتَبْعَُه،ُ لتِسَْليِمهِمِ أن الله على كلُ شَيءْ قدَيِر،ٌ وتصَدْيِقهِمِ بكِلُ ما أخبْرَ بهِ.ِ وقدَ أقام الله على العبِاَد الحجُةَّ على ما أنكْرَوُه منِ البعَْث منِ دلاَئلِ خلَقِْه لهَمُ منِ العَدمَ،ِ وتَصَوْيِرهِ إيِاَّهمُ على غيَرْ سَابقِ مثِاَل،ٍ وما آتاَهمُ منِ موَاَهبِ الحيَاَة وأفاَضهَ عليهم منِ نعِمَ المْدَاَركِ والأحَاَسيِس،ِ فقَدَ قال تعالىَ: . ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ . . . . . . . . ں ں . . . . . .ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . .. . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . . . . پ پ پ پ . . . . . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . ]الحج: 5 - 7[. وقال تعالىَ: . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ . گ گ . . .. . . . . ں ں . . . . . . ہہ ہ ہ ھ ھ . ھ ے ے . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. . ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي. ]يس: 77 - 83 [. وقَدَ دلَتَّ النصُّوُص القاَطِعةَ أنَ الإنِسَْان يوَمْئَذِ محُاَسَب علَىَ ماَ قَدمَّ وأَخَرَّ،َ قَال تعَاَلىَ: . ک گ گ گ گ .. ]الحاقة: 18 [، وقال: .. . . ئا ئا ئ.. ]القيامة: 13 [، وقال: .ئ. ئ. ئ. . ئ. ئ. ئ. .. ]الغاشية: 26 ،25 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: هل هناك خ اف بين الناس في وقوع الموت؟ ل .1 ما هي الأدلة على وقوع البعث؟ .2 هل سيحُاسَب الإنسان على بعض أعماله أم على .3جميعها؟ أوضح جوابك بالأدلة. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد المْيِزاَنُ 19 . ومََا هُناَلكِ ميِزاَن يقَُام كمَاَ قاَلُوا عمَُود وكَِفاَّت لمِاَ عُملاِ ألَمَْ 20 . وإَنِمَّاَ الوزَنْ حقَ منِْه عزََّ تسَمْعَ إلِى آيَة الأعَْراَف محُْتفَلاِ جاءتَ الآيات القرُآْنية ناصَّة على أن الناس يوم القيامَة متفاوتِوُن في المْآَل بحِسََب التفَّاوتُ في الأعمال، فمنِهُْم ثقَيِل المْيِزاَن ومنهم خفَيِفهُ،ُ قال تعالَى: . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . ئ. . . . ي ي ي ي ئج ئح. ]المؤمنون: 103 ،102 [، وقال: .. . . . . . . . . . چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ. ]القارعة: 6 - 11 [. وقد اختْلَفَ المسلمون في تأويل ذلك؛ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فمنهم مَن ذهَبَ إلى أن الأعمال تُوزنَ وزَنْاً حقيقياًّ بمِيِزاَن حقيقي،ٍّ فأَهَلْ البرِ تَثقْلُ موازينهُمُ،ْ وأَهَلْ الفجُُور تخَفِ موازينهُمُ،ْ وهو قول الأشَاَعرِةَ ومنَ نحَاَ نحَوْهَمُ.ْ وذَهَبَ آخرَوُن إلِىَ أن المْيزان كنَِايَةٌ عَنْ فَرْز الأعَمْاَل،ِ وتَمَيْيِز خيَرْهِاَ وشَرهِّاَ، وبيََان مقَبْوُلهِاَ ومَرَدْوُدهِاَ، فإن الله تعالى هو العليم بكل شيءْ،ٍ ولمَ يكَنُ في حاجةَ إلى ميزان حقيقي لبِيَاَن الصاَّلحِاَت والسَّيئِّاَت،ِ وإنمَّا يعَرْضِ على عبادهِ يوم القيامة ما قدَمَّوُا وما أخَرَّوُا، وما أخَلْصَوُا فيه لله وما أرادوا به غيَرْ وجَهْهِ، فتقَوُم الحجُةَّ على المْسُِيء بإِسِاَءتَهِ،ِ وينَعْمَ المْحُسِْن بنعمة القبَوُل من الله، وهو قوَلْ أصحابنِاَ والمْعُتْزَلِةَ.ِ وحجَُّة هؤلاء:ِ أن الله سبحانه أخَبْرَ عن الوزَنْ بأنهَّ الحقَ،ُّ وبيَنَّ أنهَّ القسِطْ في قولهِ:ِ . . . .. . . ں ں . .. ]الأعراف: 8[، وقوَلِْه:ِ . . . . . . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . .. . . . . . . چ چچ چ . . . ]الأنبياء: 47 [. فقولهُ:ُ . . . خبَرَ عن الوزَنْ،ِ وقولهُ:ُ . . . بدَلَ من المْوَاَزيِن.ِ وهو دلَيل على صحَِّة ما ذهَبَوُا إليه، وصوَاَب ما عوَلَّوُا عليه؛ منِ أن الوزَنْ ليس هو بمِيِزاَن ماديِّ،ٍّ وإنمَّا هو ميِزاَن معَنَْويِ وهو الحقَ والقسِْط،ُ فإن الخبَرَ هو نفَسْ المْخُبْرَ عنه، والبدَلَ هو عيَنْ المْبُدْلَ 5 أن يكون المُْراَد منه، ولذلك نفََى المْصُنَفُِّ بالمْيِزاَن ميِزاَناً ماَديِّاًّ لَه عَموُد وكفِتَّاَن.ِ وممِاَّ يقُوَيِّ ذلك: أن الأعمال أعراض وليَسَْت أجسَْاماً، والأعَرْاَض لا توُزنَ بمِعَاَييِر ماَديِّةَّ،ٍ ولهِذَاَ اختْلَفَ القائلون بالميِزان الماديِّ؛ فمنِهْمُ منَ ذهَبَ إلى أن الأعمال تتَجَسََّد فتكون أجسَْاماً، فيكون وزَنْهُاَ كما توُزنَ الأجسام.ُ ومنهم منَ قال بأن الوزَنْ إنمَّا هو لذِوَيِ الأعمال،ِ فيَثَقْلُُون ويخَفِوُّن بقِدَرَ ماَ قدَمَُّوا من خيَرْ أو شَر.ٍّ ولا دلَيِل على شيء من ذلك، والله أعَلْمَ.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: اذكر بعض الآيات القرآنية الواردة في الميزان؟ .1 اختلفت الفرِقَ الإسامية في مسألة الميزان إلى .2رأيين، اذكرهما؟ وبينّ الفرِقَ القائلة بهما؟ ما الدليل على أن الميزان كناية عن فرز الأعمال، .3وليس ميزاناً محسوساً؟ هل هناك خ اف بين القائلين بالميزان المادي؟ ل .4 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الصرِّاَط واَلحسِاَبُ 21 . ولاَ الصِّراَط بجِسِرْ مثِلْ ماَ زعَمَوُا ومَاَ الحِساَب بعَِد مثِلْ منَ ذهَِلا يعَنْيِ أن الصرِّاَط ليسْ هو جسِرْاً على متَنْ جهَنَمَّ يعَْبرُهُ الساَّلكِوُن كمَاَ هوُ رأَي كثير من العلُماء وإَنِمَّاَ الصراط هو ديِن الله الحَق الذي تتَوَقَفَّ نجَاَة كُلِّ أحََد على سُلُوكهِ بحِِذْق وَحَذَر.ٍ والدليل على ذلك أن الله سمَاَّه صرِاطاً مستقيماً في قوَلْهِ تعَلْيمًا لعِبِاَدهِ:ِ . ٹ ٹ ٹ . ]الفاتحة: 6[، وفي قوَلِْه:ِ . چ چ چ چ .. . . . . . . .. ]الأنعام: 153 [، وقَوَلِْه:ِ . . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے .. ]الأنعام: 161 [. أماَّ ماَ جاَء في الروِّايات منِ أن الصرِّاَط جسِْر على متَنْ جهَنَمَّ يعَبْرُهُ الناَّس،ُ وأنهَّ أحَدَ منِ السيَّفْ،ِ وأن الناس يتَفَاَوتَوُن في عبُُورهِ؛ِ منِهْمُ مَن يعَبْرُهُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كالبَرقْ ومَنِهُْم كالريِّح ومنِهُْم كاَلفَارسِ ومَنِهْمُ كاَلمْاَشيِ، ومَنِهْمُ منَ يهَوْيِ بهِمِ في الناَّر؛ فمَاَ هوُ إِ تمَثْيِل لتِفَاَوتُ الناَّس في اتبِّاَع الديِّن،ِ فمَنِهْمُ الحاَذقِ المْاَهرِ الذي لا يفُرَطِّ في شيء منه، ومَنِهْمُ منَ هوُ دُونَ ذَلكَِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تُرْدِيه شَهَوَاتُهُ في جَهَنَّمَ. ويدَلُ على أن القصَْد بذِلَكِ التمَّثْيِل:ُ حدَيِث ƒ عنِْد أحَمَْد والترِّمْذِيِ بن سَمعْاَنَ النوَّاَّسِ وحَسَنَّهَ واَلحاَكمِ وصَحَحَّهَ واَلنسَّاَئيِ وابن جرَيِر وابن المْنُذْرِ وأبَيِ الشَّيخْ وابن مرَدْوَيَهْ والبيَهْقَيِ في ژ قاَل:َ «ضرَبَ الله اللهِ «شُعبَ الإيِمْاَن »ِ أن رسَُولَ صرِاطاً مستقيماً، وعلَى جنَبَتَيَ الصرِّاَط سوُراَن مثََ فيهما أبوْاَب مفُتَحَّةَ،ٌ وعلَىَ الأبوْاَب سُتوُر مرُخْاَة،ٌ وعَلَىَ باَب الصِّراَط داَع يقَوُل:ُ يا أيهُّا الناَّس ادخْلُوُا الصِّراَط جمَيِعاً ولا تفَرَقَُّوا. ودَاَع يدَعُْو منِ فوَقْ الصرِّاَط،ِ فإَذِاَ أراَد الإنِسَْان أن يفَتْحَ شَيئْاً منِ تلِكْ الأبَوْاَب قاَل:َ ويَحْكَ لا تفَتْحَ،ْ فإَنِكَّ إنِ فتَحَتْهَ تلَجِهْ.ُ فاَلصرِّاَط:ُ الإسلام،ُ والسُّوراَن:ِ حدُوُد الله،ِ واَلأبَوْاَب شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد المْفُتَحََّة:ُ محََارمِ الله،ِ وذَلَِك الداَّعِي علَىَ رأَسْ الصِّراَط:ِ كتَِاب الله،ِ والداَّعيِ منِ فَوقْ: واَعظِ الله تعَاَلىَ في قلَبْ كلُ مسُْلمِ »ٍ))). وقَدَ ذكَرَ الحاَفظِ ابن كثَيِر بعَضْ أسََانيِد الحدَيِث فقَاَل:َ وهَوُ إسِنْاَد حسَنَ صحَيِح.ٌ وقوَلْ المْصُنَفِّ:ِ «وَمَا الْحِسَابُ بعَِد مثِْلَ مَنْ ذَهَلا » يعَنْيِ: أن الحسَِاب هوُ عرَضْ أعمْاَل الإنِسَْان علَيَهْ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ وَبَيَانُ الْمُنْجِي مِنَ الْمُهْلِك مِنْهَا، وَلَيْسَ هوُ بعِدَ كعَدَ المْخَلْوُق الذاَّهلِ.ِ ) ) أخرجه أحمد 4/ 183 ، والترمذي في كتاب: الأمثال، باب: ما جاء في ) مثل الله لعباده ) 2868 ، وابن جرير في التفسير 1/ 75 ، والحاكم في ( كتاب الإيمان، باب: مثل الإس م وحدود الله ) 253 ، وأبو الشيخ ا ( في الأمثال ) 280 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: هل المقصود بالصراط جسر على متن جهنم؟ .1 ما الدليل من القرآن الكريم على أن الصراط هو دين .2الله الحق؟ كيف وصفت الروايات الصراط بالمعنى المادي؟ .3 ما التأويل الصحيح لتلك الروايات؟ وما الدليل على .4ذلك؟ ما المراد بقول الناظم: )وما الحساب بعد مثل منَ .5ذه لا؟ ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الجنََّة واَلنَّارُ 22 . وأَنََّه منَ أطََاع الله يدُخِْلهُُ جَناَّتِه أبََداً لا يبَْتغَيِ نُقلاُ 23 . ومَنَ عصَاَه ففَيِ النِّيراَن مسَكَْنهُُ ولَمَ يجَِد مفَْزعَاً عنَْهاَ فيَنَْتقَلاِ يعَنْي: أن الناَّس متُبَاَيِن مصَيِرهُمُ يَومْ القيِاَمةَ بتِبَاَينُ مسَيِرهِمِ في الحيَاَة الدنُّيْاَ. ا لح واَستْقِاَمةَ تاَئبِاً فمَنَ واَفاَه المْوَتْ وهَوُ علَىَ صَ مِنْ سَيِّئَاتهِ حَرِيصًا عَلَى طَاعَةِ رَبِّه فَهُوَ رَضِيٌّ عِنْدَ الله،ِ يَفُوزُ مِنْهُ بحُِسْن الجَزَاءِ، وَهُوَ جَنَّاتُ عَدْن تَجْرِي مِنْ تحَتْهِاَ الأنَهْاَر،ُ ينَعَْم فيِهاَ ولاَ يبَْؤسُ،ُ ويَخَلْدُ فيِهاَ ولاَ يمَوُت،ُ ويَبَقْىَ فيِهاَ ولاَ يخَرْجُ.ُ وَمَنْ وَافَاهُ أجََلُهُ وَهُوَ مُنْهَمِكٌ في هَوَاهُ مُصِرٌّ عَلَى معَصْيِةَ ربَهِّ فإَنِ منُقْلَبَهَ واَلعيِاَذ باِلله إلِى ناَر حاَميِةَ،ٍ شَديِد عذَابهُاَ حمَيِم شَراَبهُاَ، لا يفُتَرَّ عنَهْمُ نكَاَلهُاَ، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد منَ دخَلَهََا خلُدِّ فيِها ولََم يمَتُ،ْ وشََقيِ بهِاَ ولَمَ يَسْعَدْ، وَأقََامَ بهَِا وَلَمْ يَخْرُجْ. ودَلَيِل ذلَكِ قَولْ الله تعَاَلىَ: . . . . .پ پ پ پ . . .. . . .. . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . .. . . . . . .. . . . . چ چ چچ . . .. . . .. ]يونس: 27 ،26 [. وقَوَلْهُ:ُ . ھ ے ے . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . .. . . ئا .ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ.. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . . . . . پ . پ پ . . . . . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ .. . . .. ]الزخرف: 69 - 77 [. وقَوَلُْه:ُ . . . . . . . . . . . .. ]الجن: 23 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقَوَلُْه:ُ . ژ ژ ڑ ڑ . ک ک ک گ . گ گ . . . . . .. ]الانفطار: 13 - 16 [. إلِى غيَرْ ذلَكِ منِ الآيَات الكثَيِرةَ الداَّلةَّ علَىَ أن الجنَةَّ أعُدِتَّ للِمْتُقَّيِن،َ وأن الناَّر أعُدِتَّ للِمْجُرْمِيِن،َ وأن كلُ منِهْمُاَ داَر خلُوُد وبَقَاَء.ٍ واَلمْرُاَد بِ «المْفَزْعَ »ِ: المْلَجْأَ.ُ أسئلة: ما السبب في تباين مصير الناس يوم القيامة؟ .1 ما مصير منَ مات على طاعة الله؟ وما الدليل على .2ذلك من القرآن الكريم؟ ما مصير منَ مات على معصية الله تعالى؟ .3 هل يخُلدّ في نار جهنم مَن مات على المعصية ولم .4يتب منها؟ اذكر بعض الأدلة على ما تقول. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الشفَّاَعةَُ 24 . ومَاَ الشَّفاَعةَ إلاِ للِتقَّيِ كَماَ قدَ قاَل ربَ العُا فيِهاَ وقََد فصَلاَ الشفَّاَعةَ لغُةَ:ً سعَيْ ذيِ جاَه إلى منَ يرَعْاَه ويقُدَرِّهُ مِنْ أجَْل دَفْع ضَرَر عن أحََد أو تَحْقِيق مَصْلَحَةٍ لَهُ. مأخوُذةَ منِ:ْ شَفعَ الفَردْ؛َ إذا جعَلَ لَه ثاَنيِاً، لأن الشَّافعِ بتِأَيْيِدهِ للِمْشَْفوُع لهَ كأَنَهَّ يضَمُ نفَسَْه إليه فيكون ثانياً لهَ.ُ واصطْلاِحاً: دَرَجَةٌ يَمْنَحُهَا اللهُ لمَِنْ يَشَاءُ من عِبَادِهِ يوم القيامة، فيأَذْنَ لهَ أن يطَلْبُ لغِيَرْهِ غفُرْاَن ذنَبْ أو رفَعْ درَجَةَ أو تعَجْيِل دخُوُل الجنَةَّ.ِ وهي للِنبَّيِيِّن،َ وقد تكَوُن لغِيَرْهِمِ كالشهُّدَاَء،ِ ولكن الشفَّاَعةَ العامةَّ هي لرِسَوُل الله ژ وحَدْهَ،ُ فإنهَّ يشَفْعَ إلى الله في الموَقْفِ العظَيم بأن يعُجَلِّ لعِبِاَدهِ الفرَجَ فيَدُخْلِ المْؤُمْنِيِن الجنَةَّ.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وليستَ الشَّفاَعةَ لمِنَ أصَرَ على فجُوُرهِ وماَت ا للهِ،ِ وإنمَّا هي للتاَّئبِ من ذنَبْهِ ، وهو المرُاَد على ضَ باِلتقَّيِ في ك ا لم المصُنَِّف،ِ والدليل على ذلك ما جاء في القرآن منِ نفَيْ الشفاعة في ذلك اليوم أو نفَيْ نفَعْهِاَ، كقَوَلِْه تعالىَ: . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي ي ي ي. ]البقرة: 48 [، وقولِه:ِ . ک گ گ گ گ . . . . . . . . ں ں. ]البقرة: 123 [، وقولِه:ِ . ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ . . . . . . . .. ]البقرة: 254 [، ائكته: . . چ چ چ ل وقولهِ في وصَْف مَ چ . ]الأنبياء: 28 [، ومِن المعلوم أن الله لا يرَتْضَيِ الفاسقِ المْصُرِ على فسُوُقهِ.ِ فإَنِ قِيل:َ إن الآيتيَنْ الأوُليَيَنْ من هذه الآيات إنمَّا همُاَ في بنَي إسْراَئيل،َ لأن الخطَِاب فيهمِاَ لهَمُ،ْ ولا ينَفِْي ذلك الشفاعةَ عن غيرهم؛ قُلنْاَ: إن الخطِاَب وإنِ كان لبِنَيِ إسرائيل فإن الوصَفْ إنمَّا هو شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لذِلَكِ اليوم الذي حذُرِّوُه،ُ وهو وصَفْ يسَتْوَيِ فيه بنَوُ إسرائيل وغيَرْهُمُ من الناس، ويؤُيَِّدهُ أن الآية الثالثة خوُطبِ بهِاَ المؤمنون تحَذْيِراً لهَمُ منِ التشَّبَثُّ بالأمَاَنيِ والاتكِّاَل على نيَلْ الشفاعة. فإَنِ قِيل:َ إن الله وعَدَ بقِبَوُل توَبَْة التائبين منِ عبِاَدهِ،ِ فهَمُ ليَسْوُا بحِاَجةَ إلى شفَاَعةَ أحَدَ؛ٍ قُلنْاَ: إن وعَدْ الله لا يخُلْفَ،ُ ولكن لا يعَلْمَ أحَدَ أن توَبْتَهَ بعِيَنْهِ مقَبْوُلةَ أو لا، لأن الإنسان عرُضْةَ للِخْطَأَ والتقَّصْيِر،ِ وإن مِن فضَلْ الله على عبِاَدهِ أنَ رفََع بعَضْهَمُ فوَقْ بعَضْ درَجَاَت،ٍ وإنمَّا يأَذْنَ سُبحْاَنهَ لمِنَ يشََاء في ذلك اليوم بالشفَّاَعةَ للِتاَّئبين فيَتَقَبَلَّ الله توَبْتَهَمُ،ْ وفي ذلك إظهار لمِزِيِةَّ هؤلاء الشافعِيِن ورَفِعْةَ درَجَاَتهِمِ،ْ كما أن في ذلك بيَاَناً لفِضَلْ الله على التائبين بأِنَ يتَقَبَلَّ توبتهَم. وقد حكَىَ الله دعُاَء حمََلةَ العَرشْ ومنَ حوَلْهَ حيث قال: . . . . . . . . . . . . . . . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . . . . . . . ئا ئا . . . . . . پ پ پ پ . . .. . . . .. . .. ٹ ٹ ٹ ٹ . .. . . . . . ]غافر: 7 - 9[. فهؤلاء مع كوَنْهِِم تائبين متُبَّعِيِن لسَِبيِل الله همُ بحِاَجةَ إلى ا لئكِةَ الله،ِ وهذا منِ جنِسْ الشفَّاَعةَ.ِ هذا الدعُّاَء منِ مَ فإَنِ قِيل:َ إن الدعاء ليس منُحْصَرِاً في التائبين لقَِولْ الله تعالَى: . . . . . . . . . . ]الشورى: 5[؛ قُلنْاَ: هذا مجُمْلَ بيََّنَتهْ تلِكْ الآيات السابقة،ُ ومنِ المْعَلْوُم أن المْجُمْلَ يرُدَ إلى المْبُيَنَّ،ِ ولو أخُذِ بمِاَ يقَتْضَيِه ذلك لزَمِ أن يكَوُن الإجمال حسَبْ ظاَهرِهِ بعِمُوُم لفَظْهِِ ا لحدِةَ،ِ دعُاؤهُُم بالمْغَفْرِةَ شاملِ للِمْشُْركِيِن والمَْ لأنهَّمُ ممِنَّ في الأرضْ،ِ وهو معُاَرضِ لقولهِ تعالىَ: .. . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . .. ]التوبة: 113 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عرفِّ الشفاعة لغُة واصط ا لحاً؟ .1 منَ هم الذين يشفعون يوم القيامة؟ وأي هؤلاء يشفع .2الشفاعة العامة؟ هل تكون الشفاعة لأهل الكبائر؟ بينّ إجابتك بالأدلة. .3 ما فائدة الشفاعة للتائبين مع وعد الله لهم بقبول .4توبتهم؟ ذكر القرآن الكريم استغفار الم ا لئكة لمِنَ في الأرض، .5فهل يعني ذلك أن الاستغفار للجميع؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الورُوُدُ 25 . واَلمْؤُمْنِوُن عنَ النِّيراَن قدَ بعَُدوُا ومَاَ الورُوُد لهَُم بلَ للِذَّيِ انخَْذلاَ قضَىَ الله نجَاَة عبَِادهِ المْؤُمْنِيِن منِ الناَّر وبَعُدْهَمُ عنَهْاَ، والمْرُاَد بِ «المْؤُمْنِيِن »َ: الأتَقْيِاَء الأوَفْيِاَء،ُ فإَنِهَّمُ مصَوُنوُن منِ لفَحْهَِا ومَزُحَزْحَوُن عنَهْاَ، إذ همُ الذين سَبقَتَ لهَمُ الحسُْنىَ، وقَدَ قَال تعَاَلىَ: . . . . . . . . . ئا . . . .. . پ پ پ پ . . . . . . . . . . . . ٹ. ]الأنبياء: 101 - 103 [. أماَّ الورُوُد في قولهِ تعَاَلىَ: . ک ک گ گگ گ . . . . . ]مريم: 71 [؛ فهَُو لأهَلْهَِا لا للِذَّيِن زحُزْحِوُا عنَهَْا، لأن هذَاَ الخطَِاب إنِمَّاَ هوُ للِذَّيِن وصُفِوُا منِ قبَْل بقِوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . . . . ٹ . ٹ ٹ . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . . . . . . . . . . . چ . چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک. ]مريم: 66 - 70 [، وَقَدْ وُجِّهَ إِلَيْهِمُ الخِطَابُ بَعْدَ هَذَا بقِوَلِْه:ِ . ک ک گ گ .، وذَلَكِ على سَبيِل الالتْفِاَت،ِ وهَوُ معَهُْود عنِدْ العَربَ،ِ وقَدَ جاَء في القرُآْن كثَيراً. فإَنِ قيِل:َ إن قوَلْهَ تعَاَلىَ بعَدْ ذلك: . . . . ں ں . . . . ]مريم: 72 [، دلَيِل علَىَ أن الورُوُد للِكْلُ،ِّ وإَنِمَّا ينُجَىَّ المْتُقَّوُن منِهْاَ بعَدْ ورُوُدهِاَ، بدِلَيِل عطَفْ هذَهِ الجمُلْةَ بِ «ثمُ »َّ التَّي تقَتْضَيِ المْهَلْةَ والترَّتْيِب.َ قلُنْاَ: منَ وقَعَ في الشَّيءْ فهَوُ غيَرْ منُجَىّ منِهْ،ُ وإَنِمَّا التنَّجْيِةَ قبل الوقُُوع،ِ و «َثمُ »َّ وإَنِ كانت تدَلُ أن المْهَلَْة هنُاَ ليَسْتَ زمَنَيِةَّ،ً وإَنِمَّا على المْهَلْةَ إ هِيَ رُتْبِيَّةٌ كَمَا هُوَ شَأْنُهَا عِنْدَمَا تُعْطَفُ جُمْلَةٌ على جمُلْةَ،ٍ كمَاَ فيِ قوَلْهِ تعَاَلىَ: . ھ ھ . ے . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ]البلد: 13 - 17 [، فَإنِ المْهَلْةَ هنُاَ لا يمُكِْن أن تكَوُن زَمَنِيَّةً؛ لضَِرُورَةِ كَوْن مَن اتَّصَفَ بمَِا ذُكرَِ مِنَ الَّذِينَ آمنَوُا وعَمَلِوُا الصاَّلحِاَت قبَلْ فكَ الرقَّبَةَ والإطِعْاَم.ِ ومَثِلْهُ قوَلُْه تعَاَلىَ: . . . . . . . . . . . ]الأعراف: 11 [، مَع أن قوَلْهَ ا لئكَِة . . . . سَابقِ علََى خلَقْهِِم للِمَْ وتَصَوْيِرهِِم،ْ بدِلَيل قوَلْهِ في سُورتَيَ الحجِرْ وص:. .ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. ]الحجر: 29 ، ص:. 72 [. ومَمِاَّ يؤُكَدِّهُ:ُ ما فيِ سيِاَق هذَهِ الآيات نفَسْهَِا منِ قوَلِْه:ِ . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک .، معَ أن عِلْمَهُ بذَِلكَِ أزََليٌِّ سَابقٌِ عَلَى كُلِّ مَا ذُكرَِ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: هل الخطاب في قول الله تعالى: .ک ک گ .1گ. لجميع الناس؟ كيف ترد على منَ زعم أن المتقين ينجون من النار .2بعد ورودها؟ ( لاستعمالات مختلفة، بينّ يرَدِ حرف العطف )ثمُّ .3ذلك بأمثلة من القرآن الكريم؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالمْلاَئكَِةِ 26 . وأَنَ لله أمَْاكاً وقََد عصُِموُا وأَنَ جنِسَْهمُ عَن جنِسِْناَ فصُِ ا 27 . فَلا تَصِفْهُمْ بشَِيْءٍ منِْ صِفَاتكَِ مُطْ . لقَاً سوِىَ أنَهَّمُ خَلقْ قدَ امْتثَلاَ ا لئكِةَ الله،ِ وهَمُ منِ عاَلمَ ممِاَّ يجَبِ الإيِمْاَن بِه:ِ مَ الغَيْب،ِ نُؤْمِنُ بوُِجُودهِِمْ وَإِنْ لَمْ نُشَاهِدْهُمْ، وَهُمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْق اللهِ سَخَّرَهُمُ اللهُ لطَِاعَتِهِ وَحُسْن عِبَادَتهِِ، فَهُمْ كمَاَ وصَفَهَمُ تعَاَلَى بقِوَلْهِ:ِ . . . . . . . ]الأنبياء: 20 [، وبَقِوَلْهِ:ِ . . . . . . . . ]الأنبياء: 27 [، وبَقِوَلْهِ:ِ . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. . ]التحريم: 6[. وهَُم ممُيَزَّوُن عنَ سَائرِ الخلَقْ بطِبَاَئعِ خاَصةَّ لا يشُاَركِهُمُ فيها غيَرْهُمُ،ْ فهَمُ لا يأَكْلُوُن ولاَ يشَْربَوُن ولاَ يتَعْبَوُن ولاَ ينَاَموُن،َ ولاَ يفُْرزِوُن الفضََات الطبَّيِعيِةَّ التَّيِ تفُرْزِهُاَ الأجَسْاَم الأخُرْىَ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقَدَ جَاء فيِ الحدَيِث ماَ يدَلُ علَى أنهَّمُ خلُقِوُا منِ نوُر)ٍ))، فأَجَسْاَمهُمُ أجَسْاَم لطَيِفةَ نوُراَنيِةَّ،ٌ ولَكَنِهَّمُ يتَكَيَفَُّون فيَتَمَثَلَّوُن فيِ صوُرَ كصَُورَ الآدمَيِيِّن،َ كمَاَ ‰ عنِدْمَاَ أتَىَ يدَلُ علَىَ ذلَكِ قوَلْهُ تعَاَلىَ في جبِرْيِلَ 7 : . . . . ڈ . ]مريم: 17 [، وقَوَلْ مرَيْمََ ژ في حدَيِث الوحَيْ:ِ «وأَحَْياَناً يتَمَثَلَّ ليِ النبيِّ فيَكُلَمِّنُي فأَعَِي ماَ يقَوُل »ُ)))، وقَوَلْهُ في المْلَكَ رجَُ « : ‰ لمَ أرَهَ في صوُرتَهِ التَّي خلَقَهَ الله علَيَهْاَ جبِرْيِلَ مرَتَّيَنْ؛ِ رأَيَتْهُ منُهْبَطِاً منِ السَّماَء ساَداًّ عظِمَ خلَقْهِ إِ ماَ بيَنْ السمَّاَء واَلأرَضْ .(((»ِ واَلإيِمْاَن بهِمِ ركُنْ منِ أرَكْاَن الإيِمْاَن السِّتةَّ،ِ لأنَ الله تعَاَلَى ذكَرَهَمُ فيِمَا يجَبِ الإيمْاَن بِه إذِ قاَل:َ .. . . . . . . . ) ) أخرجه مسلم في كتاب: الفتن، باب: في أحاديث متفرقة ) 2996 . ( ) ) ) أخرجه الإمام الربيع باب: في ابتداء الوحي ) 2 . ( ) ) ) أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: سورة والنجم ) 4885 ، ) ( ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: معنى قوله 8: .ڑ ک ک ک. .)177( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . ]البقرة: 177 [، ووَصَفَ المْؤُمْنِيِن بقِوَلْهِ:ِ . . . . . . .. ]البقرة: 285 [. ونَصَ حدَيِث جبِرْيِل في الإيِمْاَن علَىَ وجُوُب الإيِمْاَن بهِمِ)ْ)). وبَمِاَ تقََدمَّ يتَضَّحِ:ُ أن الإيِمْاَن بهِمِ يقَتْضَيِ اعتْقِاَد أنهَّمُ مبُاَينِوُن لسَِائرِ المْخَلْوُقاَت التَّي نشَُاهدِهُاَ في عاَلمَ الشهَّاَدةَ،ِ لذِلَكِ يجَبِ علَيَنْاَ أن لا نصَفِهَمُ بشِيَءْ أنهَّمُ مخَلْوُقوُن كمَاَ خلُقِنْاَ، ومَتُعَبَدَّوُن منِ صفِاَتنِاَ إِ بطِاَعَة الله وعَبِاَدتَهِ كمََا تعُبُدِّنْاَ، وهََذاَ يعَنْيِ أنهَّمُ لا يوُصفَوُن بشِيَءْ منِ صفِاَت الألُوُهيِةَّ والربُّوُبيِةَّ،ِ إذِ همُاَ منِ صفِاَت الله تعَاَلىَ وحَدْهَ.ُ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي ژ ) عن الإيمان ) 50 ، ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: بيان الإيمان ( والإس ام ) 9 من طريق أبي هريرة. ل ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما حكم الإيمان بالم ائكة؟ اذكر الدليل على ذلك ل .1من القرآن والسنة؟ هل يعُد الم ا لئكة مِن عالم الغيب أم مِن عالم .2الشهادة؟ اذكر ما تعرفه مِن أعمال الم ا لئكة، موضحّاً ذلك .3بالأدلة؟ بماذا تميزّ الم ا لئكة في طبائع خلقتهم؟ .4 منِ أي شيء خلق الله الم ا لئكة؟ .5 هل يتمثلّ الم ا لئكة على صورة بشر؟ بينِّ إجابتك .6بالأدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرّة. ما هي الصفات التي لا يصح أن يوُصف بها الم ا لئكة؟ .7 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالأنَبْياَء واَلكُتبُِ 28 . واَلأنَْبيِاَ بهِمِ الإيِْماَن يلَزْمَُناَ ومََا علَىَ كُلهِّمِ منِ كُتبْهِ نَزلاَ منِ الإيِمْاَن الواَجبِ:ِ الإيِمْاَن بجِمَيِع النبَِّييِّن مِنْ غيَرْ تفَرْقَِة بيَنْهَمُ في أصْل الإيِمْاَن،ِ قال تعَاَلىَ: .. . . . . . . ںں . . . . . . . ]البقرة: 285 [، وقَاَل:َ . . . . . . . . . . چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک . گ گ گ گ . . . . . . . . ںں . . . .. ]النساء: 150 - 152 [. ومَعَنْى ذلَِك:َ أن التفَّرْقِةَ بين رسَُول وآخرَ في أصل الإيمْاَن تهَدْمِ الإيماَن منِ أسَاَسهِ،ِ وتَجَعْلَ منَ اتصَّفَ بذِلَكِ في عدِاَد الكافرين حقَاًّ الذين توَعَدَّهَمُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الله باِلعذَاَب المْهُيِن،ِ وأن الإيِماَن بجِمَيِعهِمِ منِ غيَرْ تفَرْقِةَ بيَنْهَُم ينَتْظَمِ بهِ المْؤُمْنِ في سِلكْ المْؤُمْنِيِن الذين وعَدَهَمُ الله أن يوُفَيِّهَمُ أجُوُرهَمُ.ْ ژ منِ وهَذَاَ لا ينُاَفيِ وجُُوب تعَيْيِن نبَيِنِّاَ محُمَدٍَّ بيَنْهِمِ فيِ الإيمْاَن،ِ معَ الاكتْفَِاء باِلإيمْاَن الإجِمْاَليِ منَ قاَمتَ الحجُةَّ بمِعَرْفِتَهِ بعِيَنْهِ؛ِ ممِنَّ بسَِائرِهِمِ إِ نصَ علَيَهْمِ الكتِاَب أو عرُفِتَ نبُوُتَّهُ ورَسِاَلتَهُ باِلتوَّاَترُ ا لم.ِ ا لة والسَّ القطَعْيِ عن المْعَصْوُم علَيَهْ أفضْلَ الصَّ وَكَذَلكَِ مَا أنُْزِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُتُب يَجِبُ الإِيْمَانُ بهِِ بطِرَيِق الإجِمْاَل،ِ ماَ عَداَ القرُآْن الكرَيِم المْنُزْلَ علَىَ ا لة واَلتسَّلْيِم،ِ فإنهَّ يجَبِ تعَيْيِنهُ نبَيِنِّاَ علَيَهْ أفَضْلَ الصَّ في الإيمْاَن كالإيمْاَن بمَِن نزُلِّ علَيَهْ،ِ وكَذَاَ إنِ قاَمتَ حُجَّةٌ عَلَى أحََد بمَِعْرِفَةِ كتَِاب آخَرَ مِنْ كُتُب الله فَإِنَّهُ يتَعَيَنَّ في هذَهِ الحاَلةَ أن يعُيَِّنهَ في إيِمْاَنهِ،ِ كمَاَ سلَفَ في الإيِمْاَن بالأنَبْيِاَء.ِ هذَاَ وقَدَ اختْلَفَوُا في التفَّرْقِةَ بيَنْ النبَّيِ والرسَّوُل،ِ فقَيِل لا تفَرْقِةَ بيَنْهَمُاَ؛ فكَلُ نبَيِ رسَُول وكَلُ رسَوُل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد نبَيِ.ٌّ وقَيِل بيَنْهَمُاَ فرَقْ،ٌ وعَلَيَهْ فاَلمْشَْهوُر:ُ أن النبَّيِ أعَمَ منِ الرسَّوُل واَلرسَّوُل أخَصَ منِهْ،ُ فكَُل رسَوُل : منَ نبَيِ لا العكَسْ،ُ ذلَِك لأنَ النبَّيِ عنِدْ هؤَلاُءِ أوُحيِ إلِيَهْ بشَِرعْ سَواَء أمُرِ بتِبَلْيِغهِ أو لَم يؤُمْرَ،ْ والرسَّوُل:َ مَنْ أوُحِيَ إِلَيْه بشَِرْع وَأمُِرَ بتَِبْلِيغِه.ِ أسئلة: هل يجب الإيمان بالأنبياء إجمالا؟ .1 أوضح الأدلة على وجوب الإيمان بجميع الأنبياء من .2غير تفرقة؟ ما حكم منَ فرقّ بين رسول وآخر في الإيمان به؟ .3 منَ الأنبياء الذين يجب أن نخصهّم بالإيمان؟ .4 هل يجب الإيمان بالكتب إجمالا؟ .5 ما هي الكتب التي يجب أن نخصهّا بالإيمان؟ .6 هل هناك فرق بين النبي والرسول؟ .7 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالقرُآْن واَلقوَلْ في خلَقْهِِ وَخَلْقِ غَيْرِہِ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّينَ 29 . وبَاِلقرُاَن خصُوُصاً بعَْد جمُلَْتهِاَ ولَيَسْ منِْهاَ قدَيِم يحَْتوَيِ الأزَلاَ 30 . بلَ كُلهَّاَ خَلقَ الباَريِ وكَوَنَّهَُ فيِماَ يشَاَء،ُ فلاَ تصُْغوُا لمِنَ عَذلاَ ))) تقَدَمَّ وجُوب تمَيِْيز القرُآْن بتِعَيِْينهِ في الإيمْان منِ بيَنْ سَائرِ الكتُُب،ِ ذلك لأنَنَّاَ متُعَبََّدوُن باتبِّاع ما احتْوَاَه أمرْاً ونهَيْاً، إذ هو الناَّسخِ لمِاَ تقَدَمَّهَ،ُ فكان هذا التعيين أمرْاً ضرَوُريِاًّ لانتظِاَم حيَاَتنِاَ الإيمانيِةَّ والعمَلَيِةَّ حسَبْمَاَ تعُبُدِّنْاَ، ف ا ل يسَعَ أحَدَاً جهَلْ القرُآْن، وهو: الكتاب المْنُزْلَ على نبَيِنِّاَ ژ للِتحَّدَيِّ والإعِجْاَز المْنَقْوُل عنه باِلتوَّاَترُ القطَعْيِ.ِّ ) ) العذل هو الم امة، أي لا تصغوا لمن لامكم على القول بحدوث ل ) الكتب المنزلة، فإنه لام على حق. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد « : 5 ولَيَسْ منِهَْا قدَيِم يحَتْوَيِ وقول المصنفِِّ الأزَلاَ » فيه تبِْياَن لمِقَوُلةَ الحق في القرآن وما أنَزْلَ 4 منِ كتُبُهِ على أنبيائه ورسله، فإنهَّ ممِاَّ يتَجَلَىَّ اللهُ للأِذَهْان بدَاَهةَ أن هذه الكتُبُ كلهَّا كائنة بعَدْ أن لمَ تكَنُ،ْ فهي حادثِةَ،ٌ وحدُوُثهُا يُؤذْنِ بمِخَلْوُقيِتَّهِاَ، إذ لجَاَز كلُ حَادثِ لا بدُ لهَ منِ محُْدثِ أحَدْثَهَ،ُ وإ حدُوُث الحوَاَدثِ بنِفَسْهِاَ، وذلك عيَنْ المْحُاَل،ِ لأنهَّ ا لن الألُوُهيِةَّ.ِ يقَضْيِ ببِطُْ وممِاَّ لا يمَُاريِ فيه ذوُ لبُ:ٍّ أن هذه الكُتبُ جمَيعاً هي مبُاَينِةَ لذِاَت الله العلَيِةَّ،ِ فلَيَسْ منِ المْسُْتسَاَغ عقَلْ 8 ، ولا أنهَّا جُزءْ منِ ذاَتهِ،ِ وكمَاَ أنهَّا هي عيَنْ ذاتهِِ يسَتْحَيِل كوَنْهُاَ جميعاً كذلك يسَْتحَيِل اتصِّاف بعضهِا بهَِذهِ الصفِّةَ،ِ ولَئَِن ثبَتَ أنهَّا غير ذاتِه تعالى تعَيَنَّ 8 ، إذ كلُ ما سِواَه فقََد خلَقَهَ، كوَنْهُاَ مخَلْوُقةَ لهَُ بمِعَنْى أخَرْجََه منِ العدَمَ إلى الوجُوُد،ِ قال تعالى: .. . .. ]الأنعام: 102 [، وقال: .ئ. ئ. ئو ئو ئ. . ]الفرقان: 2[. ولا ريَبْ أن تلِكْمُ الكتُبُ لمَاَ كان معَنْى للإيِماَن بهِاَ. منِ جمُلْةَ الأشياء،ِ وإِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فإَنِ قيل:َ إنهَّا وإن لمَ تكَنُ منِ ذاتِه فإنهَّا منِ صفِاَتهِ، وصفات الله أزَلَيِةَّ،ٌ لأنهَّ لوَ لمَ يتَصَّفِ بهِاَ في الأزَلَ لاتصََّف بأضدْاَدهِاَ؛ قُلنْا: ليَسَْت هي منِ صفِاَتهِ،ِ وإنمَّا هي منِ آثار صفاتهِ،ِ إذ يسَْتحَيِل أن تنَفْصَلِ الصفِّةَ عمَنَّ هو متُصَّفِ بهِاِ، وأن تكَوُن حاَلةَّ في غيرهِ،ِ وقد وصَفَ الله تعالى القرآن الكريم الذي هو أهََم هذه الكتُُب بأنهَّ قائِم بغِيَْرهِ تعَاَلىَ منِ مخَْلوُقاَتهِ، فقد قال: . ئو ئو ئ. ئ. . ئ. ئ. ئ.. ]البروج: 21 ، 22 [، وقال: .گ گ گ . . . . . .. ]العنكبوت: 49 [. وإنمَّا قلُنْاَ بأنهَّا منِ آثار صفِاَتهِ،ِ لأنهَّا لمَ تحَدْثُ إ بقِدُرْتَهِ تعالى وعلِمْهِ، كما أن المخلوقات بأسَْرهِاَ إنمَّا هي آثار لهَِذهِ الصفات، فإن الله خلَقَهَا وأبدْعَ خلَقْهَاَ بعِلِمْهِ وقدرتهِ ومشَيئتَهِ،ِ ولا يجَوُز أن يوُصفَ شيء منها بالأزَلَيِةَّ والقدِمَ،ِ أو ينُفْىَ عنه كوَنْهُ مخَلْوقاً لله تعالىَ. فإن قيل:َ قد وصَفَ الله القرآن بأنه منِ ك ا لمهِ حيث قال: . ئا ئ. ئ. ئو ئو . ]التوبة: 6[، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والك ا لم صفَِة أزَلَيِةَّ لله يرُاَد بهِاَ نفَْي الخرَسَ،ِ كما ينُفْىَ بالعلم الجهل،ُ وبالقُدرْةَ العجَْز،ُ وبالحياة ا لم معَنْيَاَن:ِ الموت؛ُ قُلنْا: للِكَْ أحَدَهُما: القدُرْةَ على القول، كما أن ضدِهَّ الذي هو الخرَسَ عجَزْ عنه. ثانيهما: أثََر هذه الصفة، وهو ما يحَدْثُ ممِاَّ ،ً والتخليط بينهما كالتخليط بين القدُرْةَ يعُدَ قَوْ والمقَدْوُر عليه، والعلِمْ والمعَلْوُم،ِ والبصَرَ والمبُصْرَ،ِ والسمَّعْ والمسَمْوُع،ِ والفرَقْ بينهما ضرَوُريِ.ٌّ هذا؛ وقد دلَتَّ النصُّوص الكثيرة على خلَقْ القرُآْن:ِ † فإن الله تعالى وصَفَهَ بأنه محُدْثَ في قولهِ: . پ . . . . . . . . . .. ]الأنبياء: 2[ وقولهِ:ِ . . . . . . . . . . . . . ]الشعراء: 5[. والذكِّْر هنا بمِعَنْى القرآن لدِلاَلةَ كثير من النصُّوص عليه، كقوله شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد تعالى: .. . . . . . .. ]الحجر: 9[، وقولهِ:ِ . گ گ گ . . ]الأنبياء: 50 [، وقولهِ:ِ .. ٹ ٹ ٹ ٹ . . .. ]النحل: 44 [، وقولهِ:ِ . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ]طه.: 124 [. ولا ريَبْ أن المْحُدْثَ يستحيل قدِمَهُ،ُ لأن الحدُوُث والقِدمَ صفِتََان متُضَاَدتََّان،ِ فالمْحُدْثَ:ُ ما كانَ بَعْدَ أنْ لَمْ يَكُنْ، ولا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدثٍِ أحَْدَثَهُ. † ومِن تلك النصُّوص قولُه تعالىَ: . . . . ڈ . ]الزخرف: 3[ وقولُه:ُ . . . . . . . . ٹ ٹ . ]الشورى: 52 [. فإن الجْعَلْ هنُاَ بمِعَنْى التصَّيْيِر،ِ وتصَيْيِرهُ قرآناً عرَبَيِاًّ ونوُراً يهُتْدَىَ بهِ إماَّ أن يكون:َ بخِلَقْهِ منِ أوَلَّ الأمْر متُصَّفِاً بهِاَتيَنْ الصفِّتَيَنْ،ِ أو بنِقَلْهِ إليهمِا من ضدهما، بحِيَثْ إنهَّ لمَ يكَنُ منِ قبَلْ عربياًّ فحَوَلََّه الله إلى عرَبَيِ،ٍّ ولمَ يكن ا ل الأمَرْيَنْ داَل منِ قبَلْ نوُراً فحَوَلَّهَ الله إلى نوُر،ٍ وكِ على خلَقْهِ،ِ فإن ماَ حُولِّ منِ وصَفْ إلى آخرَ يتَعَذَرَّ أن يكَوُن قدَيماً، على أن الأولَّ هو المْتُعَيَنِّ،ُ إذ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لا دليل على أنهَّ كان غير عربي فصَيَرَّهَ الله عربياًّ، أو لمَ يكن منِ قبَلْ نوُراً ثمُ صيَرَّهَ الله كذلك. † ومنها قولهُ تعالىَ: . . . . . . . . . ں . ]هود: 1[، وقولُه: . . . . . . پ . ]الأعراف: 52 [. فإن الإحِْكاَم والتفصيل كلُ منهما فعِلْ لله تعالى وقَعَ به، وذلك يقتضي أن يكون أبدْعََه الله تعالى مِن أولَّ الأمرْ محُكْمَاً مفُصَلَّ،ً أو أنهَّ حوَلَّهَ إلى الإحكام والتفصيل ا ل الأمرْيَنْ داَل على ا لفهِمِاَ، وكِ بعَدْ أن كان متُصَّفِاً بخِ حدُوُثهِ كما سَبقَ،َ والأولَّ هو المتُعَيَِّن منهما دوُن الثاني. † ومنها قولهُ تعالىَ: . . . . . . . . ں ں . . . .. ]آل عمران: 7[. وموَضْعِ الدلَّيل فيه: انقسَِامهُ إلى محُكْمَ ومتُشََابهِ،ٍ والانقسام لا يكون إلا في الحادثِ.ِ فإن قيل: استْدَلَ بعض القائلين بعِدَمَ خلَقْهِ بأن الله تعالى امتْنَ علينا في مواضعِ شَتىَّ بأنهَّ مُنزْلَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد منه، كما في قولِه تعالَى: . پ پ پ پ . . ]الدخان: 3[، وقولهِ:ِ . . . . . . . ]القدر: 1[، وقولِه:ِ . . ٹ ٹ . ]النحل: 44 [، وقولهِ:ِ . . . . . . . . ]ص:. 29 [، وقولهِ:ِ . گ گ گ . . ]الأنبياء: 50 [، حتَىَّ أن بعَضْ هؤلاء قال بقِطَعْيِةَّ كفُرْ مَن قاَل بخِلَقْهِ لأجَلْ هذهِ النصُّوُص.ِ قُلنْا: إن وصَفْهَ بالإنِزْاَل لا يتَنَاَفىَ مع خلَقْهِ،ِ بل هو دليل على خلقه، لأن الإنزال نقَلْ منِ مكان إلى في المخَلْوُق.ِ على مكان،ٍ وهي حالةَ لا تكون إ أن الذين استدلَوُّا بإنزالهِ على عَدمَ خلقه حتى قالوا بكِفُْر منَ قال بخلقه لذلك يلَزْمَهُمُ القول بعِدَمَ خلَقْ الماء والحديد وبهَيِمةَ الأنعام، فإن الله تعالى وصَفَ كلُ منِ ذلك بأنه منُزْلَ،ٌ حيث قال: .ک ک ک گ گ . ]الفرقان: 48 [، وقال: .. . . چ چ چ چ. ]الأنفال: 11 [، وقال: .. . . . .. ]الحديد: 25 [، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقال: .پ . . . . .. ]الزمر: 6[، فماَذاَ عسَىَ أن يقَوُلوُا في ذلك ؟! وباِلجْمُْلةَ فإن أدَلِةَّ خلَقْ القرُآْن كثيرة،ٌ ومنَ شاء المْزَيِد فلَيْرَجْعِ إلى كتِاَب «الحْقَ الداَّمغِ »ِ، والحمَدْ لله.ِ أسئلة: لماذا يجب علينا أن نخص القرآن بالإيمان؟ .1 عرفّ القرآن الكريم؟ .2 هل الكتب السماوية حادثة أم قديمة؟ بينِّ قولك .3بالدليل. كيف ترد على من زعم أن الكتب من صفات الله؟ .4 كم معنى للك ام في صفات الله تعالى؟ ل .5 اذكر أربعة أدلة من القرآن الكريم على أنهّ مخلوق؟ .6 هل وصف القرآن بأنهَّ منزل يتنافى مع خلقه؟ .7 أين بسط الشارح مسألة خلق القرآن؟ .8 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإيِماَن بالقضَاَء واَلقدَرَ 31 . وبَاِلقَضاَ وبَمِاَ الرحَّمَْن قَدرَّهَُ وأَنََّه خَالِق أفَْعاَلَنَا حُللاَ 32 . لكَِنهَّ لا بجَِبرْ كاَن منِْه لَناَ وعَلِمُْه ساَبِق في كلُ ماَ جَعلاَ 33 . وإَنِمَّاَ الفعِْل مخَلْوُق ومَكُْتسَبٌَ فاَلخَلقْ لله واَلكَسبْ لمِنَ فَعلاَ ممِاَّ يجَِب الإيِمْاَن بهِ:ِ قضَاَء الله وقََدرَهُ،ُ واَلفرَقْ بيَنْهَمَُا أن:َّ القضََاء هوُ إثِبْاَت الأشَْياَء في اللوَّحْ ،ً واَلقدَرَ هوُ إيِجْاَدهُاَ في المْوَاَد تفَصْيِل،ً ذلَكِ إجِمْاَ لأنَ الله سبُحْاَنهَ علَيِم بكِلُ ماَ يحَدْثُ في هذَاَ الكوَنْ،ِ وقَدَ أثَبْتَ ذلَكِ في اللوَّحْ المْحَفْوُظ،ِ ولاَ بدُ منِ وقُوُع مَا أثَْبَتَهُ، إِذْ يَسْتَحِيلُ أنَْ يَقَعَ شَيْءٌ بخِِ افِ مَا عَلِمَهُ ل تعَاَلىَ، كمَاَ أنهَّ سبُحْاَنهَ هوُ الخاَلقِ لكِلُ ماَ يجَرْيِ في هذَاَ الكوَنْ،ِ إذِ لا خاَلقِ سوِاَه.ُ 5 في الذهَّبَ الخاَلصِ بَيْنَ وَفَرَّقَ قطُبْ الأئَمَِّةِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد القضََاء واَلقدَرَ،ِ حيَثْ عَرفَّ القدَرَ بأِنََّه:ُ خلَقْ الله الأجَسَْام واَلأعَرْاَض،َ واَلقضَاَء بأِنَهَّ:ُ إثِبْاَت ذلَكِ في اللوَّحْ،ِ وهَوُ يتَفَّقِ في مؤُدَاَّه معَ التعَّرْيِف الساَّبقِ.ِ ‰ ؛ إذِ والإيِمْاَن باِلقدَرَ نصَ علَيَهْ حدَيِث جبِرْيِلَ هوُ سَادسِ أرَكْاَن الإيِمْاَن فيِه،ِ ونََص علَيَهْ حدَيِث ژ : «إنِكَّ لنَ بن الصاَّمتِ الذَّيِ قَال لهَ النبَّيُِّ عبُاَدةََ تجَدِ ولَنَ تؤُمْنِ وتَبَلُْغ حقَيِقةَ الإيِمَْان حتَىَّ تؤُمْنِ باِلقَدَر خَيْرهِ وَشَرِّه أَنَّهُ منَِ الله »ِ))). قاَل:َ قلُتْ:ُ يا رسَوُل ؟ قاَل:َ «تعَلْمَ الله؛ِ كيَفْ ليِ أن أعَلْمَ خيَرْ القدَرَ وشَرَهَُّ أنَّ مَا أخَْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ ليُِصِيبَكَ، ومَا أصََابَكَ لَمْ يَكُنْ ليِخُْطئِكَ،َ فإَنِ متُ علَىَ غيَرْ ذلَكِ دخَلَتْ الناَّر .»َ وذَلَكِ كلُُّه مدَلْوُل علَيَهْ بدِلاَئلِ القُرآْن،ِ فإَنِ الله تعَاَلىَ يقَوُل:ُ . ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.ئ. . . . ي ي ي ي ئج. ]الأنعام: 17 [، ويَقَوُل:ُ . . . . . . پ پ پ پ. . . . . . .. . . . . ٹ ) ) أخرجه الإمام الربيع؛ باب: في القدر والحذر والتطير ) 72 . ( ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ٹ . ]يونس: 107 [، ويَقَوُل:ُ . . . . . .. . . . . ڈ ڈ ژ. ]الكهف: 17 [، ويَقَوُل:ُ . . . چ چ چ چ . ]الإنسان: 30 [، ويَقَُول:ُ .. . . . . پ پ پپ . . . . . . . . . . . .ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . .. ]الأنعام: 125 [. وهَذَاَ هُو الذَّيِ تقَتْضَيِه أدَلِةَّ العقَْل،ِ فإَنِهَّ لوَ نفَذَ في هذَاَ الكوَنْ غيَرْ مرُاَد الله لكَاَنتَ إرِاَدةَ غيَرْهِ تعَاَلىَ غاَلبِةَ علَىَ إرِاَدتَهِ،ِ وهَُو عيَنْ المْحُاَل،ِ وهَذَاَ لا يعَنْيِ أنهَّ لا أثَرَ لإرِاَدةَ الإنِسَْان في فعِلْهِ،ِ فإَنِ الإنِسَْان لهَ 4 ، ولَيَسْ جاَنبِ الكسَْب منِْه،ُ وإَنِمَّاَ الخلَْق للهِ اكتْسِاَبهُ لمِاَ يكَتْسَبِ أمَرْاً اضطْرِاَريِاًّ، فإَنِمَّاَ يكَتْسَبِ ماَ توَجَهَّتَ إلِيَهْ إرِاَدتَهُ،ُ وكَلُ أحَدَ يدُرْكِ الفَرقْ بيَنْ ماَ يقَعَ علَىَ الإنِسَْان اضطْرِاَريِاًّ ومَاَ يحَدْثُ لهَ اختْيِاَراً، فحَرَكَتَهُ الاضطْرِاَريِةَّ كاَلرعَّشَْة واَلنبَّضْ وغَيَرْهِمِاَ هيِ غيَرْ الحرَكَةَ التَّيِ تكَوُن بتِحَرْيِك مقَصْوُد منِ الإنِسْاَن،ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كحَرَكَةَ المْشَيْ الاختْيِاَريِ وتَنَاَولُهِ الطعَّاَم واَلشرَّاَب،َ وَدَفْعِه مَا يُرِيدُ دَفْعَهُ وَأخَْذِهِ مَا يُرِيدُ أخَْذَهُ. هذَاَ؛ وقَدَ وقَفَ النَّاس موَاَقِف متُبَاَينِةَ في أمَرْ القدَرَ:ِ فَمِنهُْمْ مَنْ أفَرْطَ في إثِبْاَتهِ؛ِ وهَمُ الجْهَمْيِةَّ الذَّيِن قالوا لا فعِلْ للإِنسْاَن ولاَ إرِاَدةَ،َ وجَعَلَوُا كلُ ماَ يصَدْرُ منِهْ منِ خيَرْ وشََر كاَلأمُوُر الجْبِلِِّيةَّ الاضطْرِاَريِةَّ،ِ ومَثَلَّوُا الإنِسْاَن باِلخيَطْ الذَّيِ تقُلَبِّهُ الريِّاَح.ُ وَمِنْهُمْ مَنْ فرَطَّ في ذلك؛ وهَمُ المْعُتْزَلِةَ الذين نفَوَاْ أثَرَ الإرِاَدةَ الربَّاَّنيِةَّ في فعِْل العبَدْ،ِ وزَعَمَوُا أن تاَماًّ. الإنِسْاَن مسُتْقَلِ بإِيجْاَد فعِلْهِ استْقِْ ومَنِهُْم منَ وقَفَ بين الموَقْفِيَنْ،ِ وقََال بأِنَ للإِنسْاَن منِ فعِلْهِ خيَرْاً كان أو شَراًّ جاَنبِ الكسَبْ دوُن الخلَقْ،ِ وأَنَهَّ على كسَْبهِ يتَرَتَبَّ ثوَاَبهُ أو عقِاَبهُ،ُ أمَّا الخلَقْ فاَلله تعَاَلَى وحَدْهَ هوُ خاَلقِ كلُ شَيءْ،ٍ وتَنَدْرَجِ في ذلك أفعال العبِاَد،ِ فإَنِهَّا منِ بيَنْ الأشياَء الداَّخلِةَ في عمُوُم . ي ي .. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وذلك لا ينُاَفِي أن ما يأتيِ بهِ الإنسان متُبَاَينِ حُكْمُهُ عِنْدَ اللهِ 8 ؛ منِهْ ما يحُبِهُّ الله ومَنِهْ ماَ يكَرْهَهُ،ُ فاَلخْيَرْ محَبْوُب لهَ تعَاَلىَ والشَّر بغَيِض إلِيَهْ،ِ وإَنِمَّاَ 8 أن يهَدْيِ منَ شَاء لفِعِلْ الخيَرْ اقتْضََت حكِمْتَهُُ وأَنَ يخَذْلُ منَ شاَء فيَقَعَ في مهَاَويِ الشرَّ.ِّ ومَنَ أتَىَ خيراً أو شرَاًّ فهَوُ مخُتْاَر في فعِلْهِ،ِ غيَرْ مكُرْهَ على ارتْكِاَب أي منِهْمُاَ، وإنِمَّا سبَقَ علِمْ الله بمِاَ يخَتْاَر تعالى وهَوُ سَابقِ على كلُ شَيءٍْ منِهْمَُا، فجََرىَ بذِلَكِ قلََم قضَاَئهِ في الأزَلَ،ِ ولا تبَدْيِل لكِلَمِاَتِه ولا معُقَبِّ لحِكُمِْه،ِ فلَذِلَكِ يمُكَنِّهُ الله منِ فعِْل ما يخَتْاَرهُ عندمَا تتَوَجَهَّ إلِيَهْ إرِاَدتَُه،ُ ويَخَلْقُهُ لهَ ليِكَتْسَِبهَ إنِ أرَاَد تعَاَلىَ وقُوُع ذلَكِ منِهْ،ُ وقََد لا يرُيِد وقُوُعهَ فيَجَعَْل لهَ منِ المْوَاَنعِ ماَ يصَرْفِهُ عنه، وهَوُ مشُاَهدَ فيما يقَعَ لكِلُ أحََد مِنْ مِثْل ذَلكَِ. وهَذَاَ القوَلْ هوُ المْهَيْعَ الحْقَ،ُّ وبَهِ يجَتْمَعِ شَملْ الأدَلِةَّ الكثَيِرةَ التَّيِ قدَ تبَدْوُ دلاَلاتهُاَ باَديِ الرأَّيْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد متُبَاَينِةَ،ً وقَدَ تعَلَقَّ كلُ فرَيِق منِ الطاَّئفِتَيَنْ المْتُبَاَينِتَيَنْ بطِرَف منِهْاَ معَ إهِمْاَلهِ للِطرَّفَ الآخرَ.ِ † فالذَّيِن عزَوَاْ أفعال العبَدْ إلى الله ولَمَ يجَعْلَوُا للِعْبَدْ فيها كسَبْاً تشََبثَّوُا بنِحَوْ قوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . .. . . . . ڈ ڈ ژ. ]الكهف: 17 [ وقَوَلِْه:ِ . چ چ چ . . . . . . ]البقرة: 272 [ وقَوَلْهِ:ِ . ک ک ک گ گ گ گ . . . . ]القصص: 56 [ وقَوَلْهِ:ِ . . . چ چ چ چ . ]الإنسان: 30 [ وقَوَلْهِ:ِ . حم خج خح خم . سح سخ سم صح. ]النجم: 43 ، 44 [، وذَلَكِ أن الضحَّكِ والبكُاَء يصَْدرُاَن منِ العبَدْ فهَمُاَ مِنْ فِعْلِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ أسْنَدَهُمَا إِلَيْهِ عِنْدَمَا بَيَّنَ أنَّهُ هُوَ يضُحْكِهُ ويَُبكْيِه،ِ كمَاَ أنهَّ هوُ الذَّيِ يمُيِتهُ ويَحُيِْيه،ِ ولاَ أثََر لفِعِلْ العبَدْ في المْوَتْ واَلحيََاة،ِ فكَذَلَكِ لا أثَرَ لهَ في الضحَّكِ والبكُاَء.ِ وبَقِوَلْهِ:ِ . ک گ گ گ گ . . ]الرعد: 31 [ وبَقِوَلِْه:ِ . ڑ ک ک ک . ]الأنعام: 149 [ وقَوَلِْه في الحْسََناَت والسيَّئِّاَت:ِ . ئ. ئ. . . . . ]النساء: 78 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد † والذين نفََوا القدَرَ وجَعَلَوُا العبَدْ مسُْتقَلِ في إيجْاَد فعِلْهِ تشََبثَّوُا بالآيات التَّي تعَزْوُ الأفعال إلى العبَِاد،ِ وتنَفْيِ أن يكَُون الله ألَجْأَهَمُ إلِيَهَْا، كقَوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . .. . . . . . . . .. . . . چ چ چ چ. . . . . . . . .. ]الأنعام: 148 [ وقَوَلِْه:ِ . . . . . . پ پ پ پ . . . . . . . . . . . .ٹ ٹ ٹ ٹ . .. . . . . . . . ]النحل: 35 [ وقَاَل في استْحِْقاَقهِمِ العقِاَب:َ .ٹ . . . . . . . .. ]آل عمران: 182 [ وقَوَلِْه:ِ . تح تخ تم تى تي ثج . ]النساء: 79 [ وقَوَلْهِ:ِ . گ گ . . . . ]الطور: 21 [ وقَوَلْهِ:ِ .ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ. ]الحج: 10 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد † أماَّ الذين أثَْبتَوُا لله تعَاَلَى الخْلَْق ولَلِعْبَدْ المْخَلْوُق الكسَبْ فإَنِهَّمُ تعَلَقَّوُا باِلنظَّرَ في هذَهِ الآياَت جمَيِعاً، ففَهَمِوُا أن ما كان مسُنْدَاً إلى الله فإَسِنْاَدهُ إلِيَهْ لأنَّه خاَلقِهُ ومَقَُدرِّهُ،ُ ومَاَ كان مسُْندَاً إلى العبِاَد فَإِسْنَادُهُ إِلَيْهِمْ مِنْ أجَْلِ اكْتِسَابهِِمْ إِيَّاهُ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الكسَبْ بإِكِرْاَه منِهْ تعَاَلىَ، وإَنِمَّاَ اختْاَر منَ شاَء منِهْمُ الخَيْرَ وَمَنْ شَاءَ الشَّرَّ، وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لمَِا خُلِقَ لَهُ. وقَدَ علَِم الله في الأزَلَ ما يكَوُن مِن اختْيِاَر كلُ لنِفَسِْه،ِ وجَاَء الخلَقْ الذَّيِ هوُ منِ فعِْل الله مقَرْوُناً باختْيِاَر العبَدْ المْكُتْسَِب ليِتَأَتَىَّ لهَ الكسَبْ،ُ ليِهَلْكِ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، ولا يَعْنِي هَذاَ أن لاختْيِاَر الإنسْاَن أثَرَاً في فعِلْ الله تعَاَلىَ، فإَنِ الله يفَعْلَ ماَ يشَاَء ويَحَكْمُ ما يرُيِد،ُ وإَنِمَّا ذلَكِ عنِدْمَاَ يرُيِد الله سبُحْاَنهَ أنَ تنَْفذُ مشَيِئةَ العبَدْ بكِسَبْهِ الخيَرْ ا لا لف ذلَكِ،َ فَ أو الشَّر،َّ وقَدَ تكَوُن مشَيِئتَهُ تعَاَلىَ خِ ماَ شَاء،َ ويَحَوُل بيَنْ العبَدْ وبَيَنْ مشَيِئَتهِ،ِ يقَعَ إِ فيَصَدُهُّ عنَ الشرَّ الذي اخْتاَرهَ،ُ أو يحَوُل بيَنْهَ وبَيَنْ الخيَرْ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وفي ذلَكِ رحَمْةَ واَبتِْاء،ٌ إذِ لعَلَهَّ عنِدْمَاَ يحُاَل بيَنْهَ وبَيَنْ ما كان يتَوُق إلِيَهْ منِ الشَّر يؤَوُب إلِيَهْ رشُدْهُ ويَنَْثنَيِ عنَ اختْيِاَرهِ الساَّبقِ،ِ ولَعَلَهَّ إنِ اختْاَر الخيَرْ وصَرَفََه عنَ فعِلْهِ صاَرفِ يبَقْىَ متُعََلقِّاً بهِ متُحَسَرِّاً علَى فوَاَتهِ،ِ فيَكَوُن ذلَكِ سبَبَاً لكِسَبْ مزَيِد منِ الخْيَرْ،ِ وقَدَ تكَوُن عاَقبِةَ ذلَكِ أن ينَْثنَيِ عنَ قصَدْ الخيَْر مخُتَْاراً بنِفَسِْه،ِ فيَتََردَىَّ ويَهَلْكِ ا ل الأمَرْيَْن حكِمْةَ باَلغِةَ ، وفَيِ كِ والعيِاَذ بِاللهِ تقَصْرُ دوُنهَاَ مَداَركِ العبِاَد،ِ وبَهِذَاَ الَّذيِ ذكَرَنْاَه يتَضَّحِ معَنْىَ قوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . چ چ چ چ. ]الإنسان: 30 [. سرِ منِ أسَرْاَر غيَبْ الله تعَاَلىَ، ومَاَ القَدرَ إِ فلَذِلَكِ منُعِْناَ منِ إغِرْاَق النظَّرَ فيِه،ِ وإَنِمَّا علَيَنْاَ أن بفِعِلْهِ،ِ نوُقِْن أن الله تعَاَلىَ لا يؤُاَخِذ عبَْدهَ إِ فاَلعقُوُبةَ على أفَعْاَل الشَّر إنِمَّاَ هيِ علَى اكتْسِاَب العبَدْ لهَاَ، لا علَىَ خلَقْهِ تعَاَلَى إيِاَّهاَ، ومَثِلْ ذلَكِ ثوَاَب أعَمْاَل الخيَرْ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ونَفَُاة الكسَْب يزَعْمُُون أن الثَّواَب واَلعقِاَب المْتُرَتَبِّيَنْ علَى أفَعْاَل العبِاَد إنِمَّاَ همُاَ بسَِببَ ماَ كاَن منِ الله تعَاَلىَ منِ إيِجْاَد الخيَرْ أو ضدِهِّ علَى يدَ العبَدْ،ِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَكُونَ للِْعَبْد في ذَلكَِ كَسْبٌ، وَهُوَ عَيْنُ المْحُاَل،ِ فَإنِ الله أجَلَ وأَعَظْمَ وأَبََر وأَرَحْمَ منِ أنَ يجُاَزيِ عبَدْاً علَىَ ماَ لا اختْيِاَر لهَ فيِه ولاَ كسَبْ.َ ا لن الأمَْر واَلنهَّيْ وقَوَلْهُمُ هذَاَ يتَرَتََّب علَيَهْ بطُْ واَلوعَدْ واَلوعَيِد وإَرِسْاَل الرسُُّل وإَنِزْاَل الكتُبُ،ِ ماَ داَم منَ كاَن مقَصْوُداً بذِلَكِ ليَسْ لهَ اختْيِاَر ولاَ كسَبْ،ٌ وفَيِه ماَ لا يخَفَْى منِ تعَطْيِل حكِمَْة الله تعَاَلىَ في نظِاَم الوجُوُد.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما الفرق بين القضاء والقدر؟ .1 بينّ الأدلة من القرآن والسنة والعقل على الإيمان .2بالقضاء والقدر؟ منَ هم الذين أفرطوا في إثبات القدر؟ بينِّ قولهم .3وأدلتهم في ذلك. منَ هم الذين نفوا القدر؟ وما أدلتهم؟ .4 بيّن القول الحق في مسألة القدر، وكيف جمع .5أصحابه بين الأدلة؟ كيف نفهم رحمة الله وابت اءه لعباده في خلق الله ل .6سبحانه أفعال عباده واختيارهم لها؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذكِرْ الإيماَن ومَاَ يشَتْمَلِ علَيهْ «الإيماَن »ُ لغُةَ:ً هو التصديق،ُ كما قال تعالى حكِاَية لمِاَ قالهَ أولاد يعقوب لأبيهم: . . . . . . ]يوسف: 17 [، فإنهَّم أراَدوُا به أنَّه غيَرْ مصَُدقِّ لهَمُ.ْ واشتقاقهُ من الأمَنْ،ِ فإن المْؤُمِْن أي: المْصُدَقِّ بتصديِقهِ لمِحُدَثِّهِ جعَلَهَ في مأَمْنَ من تكذيبهِ إياَّه. وهو شَرعْاً: تصديق بالغيب الذي جاءت بهِ رسالات الله. وقد جمََع أصول ذلك حديث ‰ ؛ إذ جاء تفسير الإيمْان فيه: «أن تؤُمْنِ جبريلَ بالله وم ا لئكتهِ وكتُبُهِ ورسُُلهِ وباليوم الآخرِ وبالقدَرَ خيرهِ وشرَهِّ من الله .» على أن هذا التصديق المطلوب شرعاً بهِذَهِ الحقائق الغيَْبيِةَّ ليس تصديقاً ذهِنْيِاًّ فحَسَبْ؛ بحِيَثْ لا يكون لهَ أثر على أفعال المْصُدقِّ، وإنمَّا هو تصديق يتَغَلَغْلَ في أعماق النفس، حتى تتَفَاَعلَ معه شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد تاماًّ في القول والعمََل والفعل والترك تفاعُ والأخ ا لق والسُّلوك،ِ بحِيَثْ تتَجَاَوبَ حياة المؤمن كلهُّا مع إيمْانهِ تجاوبُاً تاماًّ، فيَتَجَسَدَّ إيمْاَنهُ في جميع أحوالهِ وجميع أقوالهِ وأعمالهِ تجَسَُّداً تاماًّ يتَرَاَءى للِناَّظرِيِن. وأقوىَ شاهد على ذلك وأبلغ تعبير عنه ما نجَدِهُ في كتاب الله منِ أوصاف المؤمنين، فقد قال تعالىَ: .ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . . . . . چ چ چ چ . . . . . . . ]الأنفال: 2 - 4[، فقد حصَرَ سبحانه المْؤُمْنِين حقاًّ في هذا الصنِّفْ من الناس،ِ إذ جاء في أولَّ وصَفْهِمِ بأداة الحصَرْ وهي «إنِمَّاَ »، ثمُ أكدَّهَ آخرِاً بتعريف المْسُنْدَ والمْسُنْدَ إليه وتوسيط ضمير الفصَلْ بينهما في قولهِ:ِ . . . . . .. وقال تعالَى: . . . . . . پ پ پ پ . . . . . .. . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . ٹ ٹ ٹ ٹ . . . . . . . . . . . . . . . . چ چ چ . . . . . . . . . . . ڈ . ژ ژ ڑ . ک ک ک ک گ گ. ]المؤمنون: 1 - 11 [. وقال: . ھ ھ ے ے . . . . . . . . . . .. . . .. ]الحجرات: 15 [. وتضَاَفرَتَ الروايات الكثيرة عن النبي ژ على تأكيد هذا المعنى، فقد ثبَتَ في الصحيح عنه ژ أنه قال: «ثلاَث منَ كنُ فيه وجَدَ حَاوةَ الإيِمْاَن؛ِ أن يكون الله ورسولهُ أحَبَ إليه ممِاَّ سوِاَهمُاَ، وأن يحُبِ المرَءْ لا يحُبِهُّ إلا لله،ِ وأن يكَْرهَ أن يعَوُد في الكفُرْ كمَاَ يكَرْهَ أن يقُذْفَ في الناَّر »ِ)))، وقال ژ : «لا يؤُمْنِ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/ باب: ح وة الإيمان ) 16 ، ا ( ) ومسلم في كتاب: الإيمان/ باب: بيان خصال من اتصف بهن وجد ح اوة الإيمان ) 43 . ل ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أحَدَكُمُ حتى أكَُون أحَبَ إلَِيهْ منِ والِدهِ ووَلَدَهِ والناس أجمعين »َ)))، وفي رواية:ٍ «والذي نفسي بيِدَهِ لا يؤُمِْن أحدكُمُ حتى أكون أحبَ إليه من واَلدِهِ ووَلَدَهِ .(((»ِ وصحَ عنه ژ أنَّه قال: «لا يؤُمِْن أحدكُم حتى يحُبِ لأخيه ما يحُبِ لنفسِْه »)))، وجاء عنه: «والله لا يؤمنِ،ُ والله لا يؤمِن،ُ والله لا يؤمِن »ُ. قيل: منَ ياَ رسَوُل الله ؟ قال: «منَ لا يأَمْنَ جاَرهُ بوَاَئقِهَ .(((»ُ وبيَنَّ صلوات الله وس ا لمهُ عليه شمُوُل الإيماَن للعقيدة والقول والأعمال والأخ ا لق في قولهِ:ِ «الإيمان بضِعْ وستِوُّن شُعبْةَ،ً أعلاها كلَمِةَ لا إله ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/ باب: حب الرسول ژ من ) الإيمان ) 15 . ( ) ) أخرجه النسائي في كتاب: الإيمان/باب: ع امة الإيمان ) 5028 ، ل ( ) وابن ماجه في المقدمة/ باب: في الإيمان ) 67 . ( ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/باب: من الإيمان أن يحب ) لأخيه ما يحب لنفسه ) 13 ، ومسلم في كتاب: الإيمان/باب: الدليل ( على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ) 45 . ( ) ) أخرجه البخاري في باب: إثم من لا يأمن جاره بوائقه ) 29 . ) ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد إلا الله، وأدنْاَهاَ إمِاَطةَ الأذىَ عن الطريق،ِ والحيَاَء شُعبْةَ منِ الإيمْان »ِ)))، فقد دخَلَ القول والاعتقاد في كلَمِةَ لا إله إلا الله، فإنهَّا كلمة الحق التي يطُاَلَب بهِاَ الإنسان،ُ وهي أصَْدقَ ما يقُال، ولا اعتداد بهِاَ إلا عندما تكون عقيدة راسخة في النفس، ورَمَزَ إلى العمل بذكِْر إماطة الأذى عن الطريق، وإلِىَ الأخ ا لق بقولهِ:ِ «والحياء شعُبْةَ من الإيمْان ». والعدَدَ ليس للحصر،ِ فقد جاء في رواية «بضِعْ وسبعون شعبة »)))، ومعنى ذلك أن كل برِ يندرج تحت الإيمْان. ومِن المْعَلوم أن كل قضيةَّ إيِمْانية ترسخ في النفس حتى تتَغَلَغْلَ في أعماقها وتمَتْزَجِ بمِشَاعرِهِا وأحاسيِسِها لا بُد مِن أن تتَفَاَعلَ معها النفس وتتَجَاَوبَ حرَكَاَتهُا وفَقْ مقُتْضَاَها. ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/باب: أمور الإيمان ) 9 . ( ) ))) أخرجه مسلم في كتاب: الإيمْان/ باب: بيان عدد شعب الإيمْان .)35( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فالإيمْان بالله هو إيِمْان بمَِن خلَقَ فسََوىَّ، وقَدَرَّ فهََدىَ، ولهَ الآخرِةَ والأولىَ، واهبِ الحياة ومفُيِض النعِّمَ،ِ القادر على كل شيء والعليم بكلُ أمر،ٍ الذي منه المْبَدْأَ وإليه المْنُقْلَبَ.ُ ورسُوُخ هذه الحقيقة في النفس دافع لهَاَ إلى 4 ، بحِيَثْ يحَرْصِ المْؤُمنِ على أن الطاعة المْطُلْقَةَ لهَُ لا يفَقْدِهَ الله حيث أمَرَهَ،ُ وأن لا يجَدِهَ حيث نهَاَه.ُ والإيمان بمِلاَئكته هو تصديق بعالَم غيَبِْي أوُتيِ من القوُىَ ما لا يدَخْلُ في حسُْباَن الإنسان،ِ ومع قوتَّه تلك لمَ يحَمُ حولهَ الغرُور،ُ فهو لا يفَتْأَ عن ذكر الله ولا ينَفْلَتِ عن طاعته ولا يعَزْبُ عن خشيته، وإن ممِاَّ سخُرِّ لهَ هذا العالمَ مرُاقبة الإنسان وكتَبْ أعماله والشهادة عليه بمِاَ قَدمَّ وما أخرَّ؛َ . . . . . . . . . . ]ق:. 18 [ . . . . . . . . . . ڈ . ]الانفطِار: 10 - 12 [، ورسوخ هذا الإيمْان يبعث على الطاعة ويقَيِ من الترَّدَيِّ إلى مهَاَويِ العصيان. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والإيمان بكتُبه هو إيِمْان بنظام الله التشريعي الذي أنزلَهَ، والتفاعل معه إنمَّا هو بالاتبّاع التام لهَِذا المْنُزْلَ،ِ والعمل المْطُلَق بمِاَ اقتضاه من أوامر ونوَاَهيِ،َ والانضباط بحِدُودهِ ومراسمِهِ. والإيمان برسُلُه هو الإيِمْان بصفَوْتَِه ممِنَّ خلَق، أرسلهم الله مبَُشرّين ومنذرِين، واختصهَّم بأن جعَلهم وعاء لهِدِايتهِ ومشَْرقِاً لنُِورهِ، وميزَّهَم بأن رفعَهم على غيرهم درجات،ٍ وهذا الإيمْان إذا ما امتزج بمِشَاعر النفس قادها إلى حسُْن التأسِّي بأولئك المْرُسْلَين واتبّاع هداهم وتجَنَبُّ ما جاَنبَهَ.ُ والإيمان باليوم الآخرِ هو إيِمْان بالمْنُقْلَبَ الذي لا مفَرَ لأحد منه، وفيه يجُزىَ كل أحد بمِاَ كسََب؛ . تم تى تي ثجثم ثى ثي جح . ]فصلت: 46 [ على أن الجزَاَء في ذلك شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد اليوم مبُايِن لكل ما يكون من جزاء في الدنيا، إذ لا ينقطع خيرهُ ولا شَرهُّ، وكل منهما أعظم من أن تكَتْنَهِهَ البصائر أو يرَتْسَِم في ألواح الخيال، فلذلك كان منشأ للصاح والاستقامة وينبوعًا للهداية والفضائل. ولذلك كثيراً ما يقترن بالإيمْان بالله في النصوص القرآنية والنبوية في مقام الدعوة أو التحذير، كما في قوله تعالَى: . گ گ گ . . . . . . . . ]البقرة: 232 [، وقولهِ: . ئ. ئ. . . . ي . ]الأحزاب: 21 [. وكما في قولهِ ژ : «منَ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤُذْ جارهَ »)))، وقولهِ: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقَُل خيراً أو ليِصَمْتُ .(((»ْ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الأدب/ باب: من كان يؤمن بالله واليوم ) الآخر ) 6018 (، ومسلم في كتاب: الإيمْان/ باب: الحْث على إكرام الجْاَر ) 47 (. ) ) أخرجه الإمام الربيع؛ باب: في الضيافة والجوار وما ملكت اليمين ) واليتيم ) 683 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والإيمْاَن بقضاء الله وقدرَهِ ينشأ عنه التسليم لأمر الله والرضّا بصروف قضائه. وبالجمُلْةَ فإن الإيمْان المْطَلوب منِ المْرَءْ ليس أمراً نظرياًّ فحسَبْ،ُ وإنمّا هو عقيدة ينبثق منها منهج رباَنيِ يشمل جميع تصرفات الإنسان فعل وتركاً. 34 . إيِماَننُاَ القَولْ واَلتصَّدْيِق معَ عمَلٍَ فاَلقَولْ مرَ فصَدَقِّْه وكَُن عمَلاِ المراد ب «القول الإيمْانِي »ّ في قول : الشهادتان، كما دل عليه حديث «أمُرِتْ المْصُنَفِِّ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنيِّ رسول الله .» والمراد ب «التصديق »: هو التصديق بمِضَمْونهِا جملة وتفسيراً، وقد سبق أن الإنسان إنمَّا يتُعَبَدَّ ،ً وعندما تقوم عليه الحْجُةَّ بتفسيرهِا بالجْمُلَْة أوَّ الاعتقادي أو شيء منه يجَبِ عليه الإتيان بمِاَ قامت به الحجة عليه، ولا اعتبار للقول وحدهَ، فإن منَ جاء شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بالقول منِ غير تصديق كان منافقاً نفاقاً اعتقادياًّ، ومعنى ذلك أنه في باطنه حكمهُ حكم المْشُركين، وإن أجُرْيَِت عليه أحكام الإس ا لم بحِسَبَ ما أتى به في الظاهر من القول والعمل. ومرُاَدهُ ب «العمَلَ »: الإتيان بالفرائض مع اجتناب المْحَاَرمِ، مع الترغيب في الإتيان بالمقدور عليه من المندوبات، وهو المْرُاَد بقوله: «وكن عمَلاِ .» 35 . بمِاَ علَيَكْ منِ الإيِماَن مفُْترَضٌَ واَلنَّفلْ إنِ تسَْتطَعِ فاَفعْلَهْ مبُْتهَلاِ أي: متضرعِّاً إلى الله بأن يتقبله منك. وقولهُ: «فالقول مرَ »َّ يعني ما سبق ذكره في الجمل الث اث. ل هذا وقد سبق أن لجِمُلْةَ التوحيد تفسيراً عمَلَِياًّ، كما أن لهَا تفسيراً اعتقادياًّ، والتفسير العمَلَي هو العمل الذي يندرج في مضمون الإيمْان الشرعي كما أوضحناه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فإن قيل:َ إذا كان الإيمْان يشمل القول والعمل والاعتقاد؛َ فما الفَرقْ بينه وبين الإس ا لم ؟ قلنا: همُاَ مخُتْلَفِاَن من حيث الدلالة اللغوية،ُ فإن الإيمْاَن لغُةَ هو التصديق كما مرَ،َّ والإس ا لم لغُةَ بمِعَْنىَ الانقياد، أماَّ من حيث الدلالة الشرعية فإن مؤُدَاَّهمُا واحد،ٌ ولذلك يوُصفَ المْسُلْمِ بالمْؤُمْنِ والمْؤُمْنِ بالمسلم،ِ كما في قولهِ تعالىَ: . . . . . . . . . . . . . . .. ]الذاريات: 35 ، 36 [. ولكن قد يلُحظَ فيهما أصل معنى كل واحد منهما، وبهِذَا قد يتباين معناهمُاَ، كما في قولهِ تعالىَ: . ک گ گ گ گ . . ]الحجرات: 14 [، فإن الإيمَْان الحقيقي هو الحقيقة الباطنة للإسام، والإس ا لم الحقيقي هو الصورة الظاهرة للإيمْاَن، فإن الإيمْاَن كما قلنا عقيدة تستلزم العمل الصالحِ واجتناب المْحَظْوُراَت،ِ والإسام هو انقياد وإذعان في الأقوال والأعمال، قائم على عقيدة راسخة في النفس، ولذلك كان الركن الأول من أركانه الإتيان بالشهادتين. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ونظراً إلى أن الأصل في الإيمَْان هو التصديق وأن الأصل في الإس ا لم الانقياد وهو معنى باطنٌ جاز إط ا لق الإس ا لم على ما يبدو وهو فعل ظاهرٌ من أفعال منَ انتسَب إليه ولو لمَ يكن ذلك مبَنْيِاًّ على تلِكْمُ العقيدة المطلوبة الراسخة،ِ وهذا شأن أولئك الأعَراب الذين ادعَّوَا الإيمْاَن فنفاه الله عنهم، وأثبت لهَُم صفة الإسام أي الانقياد الشكلْيِ فالإسام الحْقَ هو أن يسُْلمِ العبد الظاهر، وإ نفسَه ظاهراً وباطناً لرِبَهِّ سبحانه، كما يدل عليه قولُه 8 : . . . . . . . . . . . . . .. . . . . .. ]الأنعام: 163 ،162 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عرَفِّ الإيمان في اللغة؟ مدللّ على ما تقول. .1 ما معنى الإيمان في المصطلح الشرعي؟ .2 هل يكفي في الإيمان التصديق الذهني من غير عمل .3الجوارح؟ اذكر ث اثة أدلة من القرآن على اشتراط العمل في ل .4الإيمان؟ ما الدليل من السنة على أن الإيمان قول وعمل؟ .5 بيَنِّ معنى الإيمان بالله تعالى، وأثره في النفس؟ .6 ما معنى الإيمان بالم ائكة، وهل لذلك من أثر؟ ل .7 ما حقيقة الإيمان بكتب الله، وكيف يكون التفاعل .8معه؟ بيَنّ أثر الإيمان بالرسل في حياة الإنسان؟ .9 لماذا كان الإيمان باليوم الآخر سببا للص اح ل .10والاستقامة؟ أين تقدمَّ ذكر القول الإيماني في هذا الكتاب؟ .11 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما حكم من جاء بالإيمان القولي من غير تصديق .12بقلبه؟ هل هناك فرق بين الإس م والإيمان في اللغة ا .13العربية؟ هل يختلف معنى الإيمان عن معنى الإس م في ا .14الشرع؟ بينّ جوابك بالدليل. ما معنى قوله تعالى في الأعراب: . ک گ گ گ .15گ ..؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد قَواَعِد الديِّنِ 36 . قوَاَعِد الديِّن علِْم بعَْدهَ عمَلٌَ ونَِيَّة ورَعَ عَن كلُ مَا حُظلاِ القوَاَعِد هيِ الأسُُس والأصول،ُ فقَاَعِدةَ البنِاء أسَاَسهُ الذي يشُاَد عليه، وقاعدة الشجَّرَةَ جذِرْهُا الذي تبَسْقُ منه. والديِّن هو ما يدُاَن لله به، أي ينُقْاَد لهُ، والمْرُاَد به هنُاَ ديِن الإسام، لأنهَّ دين الله الذي اصطْفَاَه واختْاَرهَ لعِبِاَدهِ وأَرَسْلَ بهِ رسُلُهَ وأَنَزْلَ بهِ كتُبُهَ،ُ قال تعالىَ: . چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک . ]الشورى: 13 [، وقد بينّ تعالى أن كل دين سواه ليس هو من الله في شيء، قال 4: .. . چ چ چ. ]آل عمران: 19 [، وقال: .. . . . . . . .. ]آل عمران: 85 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقد رضَيِهَ لهِذَهِ الأمُةَّ كما رضَيِهَ للأِمُمَ منِ قبَلْهِاَ، وأَكَمْلََه لهَمُ وأَتَمَ بِه النعِّمْةَ علَيَهْمِ،ْ قاَل سُبحْاَنهَ:ُ .چ چ چ . . . . . . . .. ]المائدة: 3[. علََى قوَاَعدِ،َ وقَدَ والديِّن كغَيَرْهِ لا يشَُاد إِ 5 أنَّ قَوَاعِدَهُ أرَْبَعٌ: بيَنَّ المْصُنَفُِّ أولَّهُاَ: العلِمُْ والمُْراَد به هنا: العلِْم المْتُعَلَقِّ بالديِّن، سواء ما تعَلَقَّ بالاعتقاد أو العمل أو الأخ ا لق،ِ وسواء ما يتعلَّق بالتحَّلَِّي أو التخَّلَِّي، إذِ الديِّن لا بدُ لمِمُاَرسِِه منِ إتقانه، ولا يمُكْنُِه إتقانه إلا بالعلم، ولذلك كانت خ ا لفة الإنسان في الأرض منَوُطةَ بمِاَ آتاه الله من علم، فبَهِ شرَفَّ الله هذا المخلوق وأعلى درَجَتَهَ،ُ وبوَأَّهَ مبُوَأَّ التكَّرْيِم في المْلأَ الأعلى، وأمرَ الم ا لئكة المقربَّين أن يسجدوا له، وقد بينّ الله شرَفَ العلم في آيات شتَىَّ من كتابه العزيز كقولهِ:ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . .. ي ي ي ي . ]الزمر: 9[، وقولهِ:ِ . بم بى بي تج تح تخ تم تى تي . ]المجادلة: 11 [، ونعَىَ على أهل الضال جهَلْهَمُ بقولهِ:ِ . پ پ . . .. ]الروم: 6[. ژ أن العلِْم المتعلق بالدين هو منَاَط وبينّ نبَيِهُُّ الخير، حيث قال: «منَ يرُدِ الله بهِ خيَْراً يفُقَهِّهْ في الدين »)))، ودلَ الحديث على فرَضْيَِّة طلَبَهِ،ِ إذ قال : «طلَبَ العلَمْ فريضة ا لمِ ا لة والسَّ عليه أفضْلَ الصَّ على كلُ مسُلْمِ .(((»ٍ وإنمَّا كان العلم مِن قواعد الدين وقَدَمَّهَ 5 على سائر قواعده لأن كلُ ما يليه منُبْنَ المْصُنَفُِّ عليه، فالمسلم لا يدري ما يأتي وما يذر من الأعمال إلا بالعلم، ولا يتُقْنِ النيِّةَّ الصالحة إلا به. ) ) أخرجه الإمام الربيع باب: في العلم وطلبه وفضله ) 25 . ( ) ) ) أخرجه ابن ماجه في كتاب: السنة، باب: فضل العلماء والحث على ) طلب العلم ) 224 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ثانيها: العمَلَُ والمراد به: العمََل الصالحِ المْوُافِق لحِكُمْ الله تعالىَ، وإنمَّاَ كان العمَلَ منِ قواعد الديِّن لأن الدين ليس أمراً نظَرَيِاًّ، وإنمَّا هو منهج تطبيقي عمَلَيِ،ٌّ ف ا ل بد للمتدينِّ من أن يتجاوب في تصرفاته وأعماله مع ما يدَيِن به من الدين، على أن العمل لو كان بمِنَْأى عن الديِّن لمَاَ كان الدين أمراً واقعياًّ، وإنِمَّا ينَحْصَرِ في عالمَ المْثَِال،ِ وهذا غيَرْ ما أراده الله تعالىَ من 8 إنمَّا شرَعَ لعباده الديِّن ليصُلحوا عباده، فإن اللهَ به نفوسهَم، ولتِتَجَسَدَّ به طاعتهُم لربهِّم، وليتقنوا به روابطِهَم فيما بيَنْهَمُ،ْ ولتكون كل جزئية من جزئيات حياتهِم قائمة على تعاليمه، مسُوَرَّةَ بأحكامه. منِ أجل ذلك نرى الآيات الكثيرة في القرآن الكريم لا تذكر الإيمْان في مقام تبشير أهله بالف ا لح إلا مقرونًا بالعمل، كما في قولِه تعالى: . . . . . . پ پ پ پ . . . . ]البقرة: 25 [، وقولهِ:ِ . ٹ ٹ . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . . .. . . . . . . . . ]يونس: 9[، وقولهِ:ِ . . . . . . . . . . .. ]الكهف: 107 [، وقولهِ:ِ . . . . . . پ پ پ پ . ]مريم: 96 [، وقولهِ:ِ . . . . . . . . . . . . . . ]الأنبياء: 94 [، وقولهِ:ِ . . . . . چ چ چ . ]العنكبوت: 9[، وقولهِ:ِ .. . . . . . . . . . . . . . . پ پ پ پ . . .. . . . . .. . . ٹ ٹ. ]البينة: 8 ،7 [. بلَ بيَنَّ سبحانه أنه لا نجَاَة لأحَدَ منِ الخسُران الذي حكََم به على جنِسْ الإنسان بالإيمْاَن وحَدْهَ حتى يكون معه العمَلَ الصالِح والتوَّاَصيِ بالحق والتوَّاَصيِ بالصبر، وذلك في قولهِ:ِ . . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . پ . پ پ . . . . . . .. ]العصر: 1 - 3[. ذلك لأن العمل هو تجَسْيد لحِقَيقة الإيمْاَن ، وإنمَّا قدَمَّ وتصديق لَه كما سبق ذكِْرهُُ المْصُنفّ 5 عليه العلِمْ لأن العلِمْ إمِام والعمَلَ تاَبعِهُ، إذ لا يتُصَوَرَّ التمييز بين الصالحِاَت والسيئات إلا به، مع شُموُلهِ لأصل العمل وهو الإيمْاَن، فإن الإيمْاَن الحْقَ لا يكون إلا مبَنْيِاًّ على العلم، فإن الله فرَضَ على عبادهِ الإيمَْان بحِقَائقِ لا ينَبْوُ العلم عن شيء منها، بل جميع دلائلِهِ تحَفُ بهَِا وتؤُيَدِّهُا، وليست قضايا الدين التي يجَبِ الإيمْان بهِاَ في الإسام خيالات وأوهاماً؛ كما هو الشأن في غيَرْهِ،ِ بل هيِ حقَائقِ تشَهْدَ لهَاَ العقُوُل وتدَعْمَهُا النقُّوُل.ُ ثالثهُا: النِّيةَّ وهي إخ ا لص العمل لله وحدهَ، وهي روُح العمل، إذ لا قيمة لَه بدِوُنهِا، قال تعالى: . . . . . . . ں ں. ]البينة: 5[، وقال 8: . تي ثج شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ثم ثى ثي جح جم حج حم خج خح خم سج. ]الكهف: 110 [. وروَىَ الربيع عن أبيِ عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس @ أن النبي ژ قال: «الأعمال بالنِّياَّت ولكِلُ امرْئٍِ ما نوَىَ »)))، ورَوَاَه الشيَّخْاَن وغيرهُمُاَ من ƒ بلِفَظْ:ِ «إنِمَّا الأعمال بالنيات وإنمَّاَ طريق عمُرََ لكل امرئٍ ما نوى، فمَنَ كانت هجِرْتَُه إلى الله ورسَوُلهِ فهَجِرْتَهُ إلى الله ورسولهِ،ِ ومَنَ كانت هجِرْتَهُ إلَِى دنُيْاَ يصُيِبهَُا أو امْرأَة يتَزَوَجَّهَُا فهَجِرْتَهُ إلِىَ ما هاجرَ إليه .(((» وكوَنْ الأعمال بالنِّياَّت إنما هو دلَيِل على أن العمل لا قيمة لهَ بدِوُنهِاَ، فقد يأتيِ الإنسان العمَلَ مستقيماً تاماًّ ليس به اعوْجَِاج ولا خلَلَ،ٌ ولكنه ) ) أخرجه الإمام الربيع، باب: في النية ) 2 . ( ) ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنية ) ) 54 ، ومسلم في كتاب: الإمارة، باب: قوله ژ إنما الأعمال بالنية ( .)1907( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ،ً لأنهَّ ممِاَّ يتَقَرَبَّ به إلى الله يكَوُن وبَاَء عليه ووبَاَ وهو لَم يقَصْدِ به وجَهَْه تعالَى، كأنَ يصُليّ أو يتصدقّ أو يحَُج أو يجُاَهدِ؛َ لا لامتْثَِال أمرْ الله ا لح ولكن مرُاَءاَة للنَّاس،ِ ليِنَاَل بيَنْهَمُ شُهرْةَ الصَّ والتقوى، فإن هذا تقََربُّ إلِىَ الناَّس بمِاَ يتُقَرَبَّ به إلِىَ الله، ولذلك عدُ منِ الإشِْراَك،ِ كما في قولهِ تعالَى: . تي ثج ثم ثى ثي جح جم حج حم خج خح خم سج. ]الكهف: 110 [. ا لص العمَلَ وبمِاَ أن النِّيةَّ المْطَلوبةَ شرعاً هيِ إخِْ لله وحَدْهَ؛ُ فإنهَّا سِر بيَنْ العبد وربهِّ،ِ وليست قو باللسِّان كما هو تصََورُّ عوَاَم الناس ، حتى أصبحََت النية عندهَم لا يعُتْدَ بهِاَ ما لَم يأت بهِاَ صاحبِهُا نطُقْاً، ولَرَبُمَّا كان هذا النطُّْق مجُرَدَّ تمَتْمَةَ باللسِّان منِ غير استحضار لمِعَاَنيها، وهذا يعني فقُدْاَن النية رأساً، إذِ النية لغُةَ وشرعاً لا تعني النطُّقْ،َ وإنِمَّا هي حقيقة القصَْد بالقلَبْ،ِ فمَنَ قصَدَ بالعمل شيئاً فقَدَ نوَاَه حسَبْ قصَدْهِ ذلك. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ولَم تكَنُ هذه الكلمات المْعُبَرِّةَ عن النِّيةَّ معَهْوُدة زمَنَ النبي ژ ولا زمَنَ الرعَّيل الأولَّ وهَمُ الصحابة والتابعون ، وإنِمَّا أحَْدثَهَا منَ أحدْثَهَاَ منِ بعَْد تعَليماً للعوَاَم كيف ينَْووُن،َ وذلك عندما فشََا الجهل في الناس فاحتاجوا إلَِى تبَصير بمِاَ ينَْووُن،َ ولا قائلِ بأنهَّا وحَدْهَا تكفي عن القصَدْ،ِ ولكَنِ لفِشُُو الجهل وتبَلَدُّ الأذهان أصبحت في الناس هي النية المْطَلْوبةَ،َ وأصبحت غاية لا وسيلة،ً فقد ضاع المْقَصْدِ لاشتغال الناس بالوسيلة دوُنهَ، والله المْسُْتعَان. وهذا ممِاَّ يدَعْوُ إلى ضرَوُرةَ تبصير الناَّس بالهُْدىَ وتعريفهِم بحِقَيِقة النية، ودعوتهِمِ إلَِى أن يكَتْفَوُا باستحضارهِا في أذهانهِمِ عندما يقَوُموُن إلى العبادات دوُن ترَجْمَتَهِاَ إلِىَ أقوْاَل ترُدَدَّ باِللسِّاَن.ِ رابعهُا: الورَعَ وأقََلُّه اجتناب محَاَرمِ الله جمَيِعاً، ولذلك قال « : 5 وَرَعٌ عَنْ كُلِّ مَا حُظِلا » أي: منُعِ،َ المْصُنَِّفُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فحَقَيِقةَ الورَعَ هي التقَّوْىَ، ولذلك تفَاَوتَتَ مرَاَتبِ الناس فيه: فالمْرَتْبَةَ الأولى هي مرَتْبََة العدُوُل،ِ وهي ترَكْ المْحَاَرمِ بأِسَرْهِاَ مع فعِلْ الفرَاَئضِ كلُهِّاَ. والمْرَتْبَةَ الثانية هي مرتبة الصاَّلحِيِن،َ وهي ترَكْ ما لا حرَجَ فيه مخَاَفةَ الوقُوُع فيما فيه الحرَجَ،ُ هذا مع فعل الفرائض والحرص على النوافل. والمْرَتْبَةَ الثالثة مرَتْبَةَ الصدِّيِّقيِن،َ ولا تتَحَقَقَّ إلا بتِرَكْ كثير ممِاَّ لا حرَجَ فيه، ولوَ مع عدَمَ الخوَفْ منِ الوقُوُع فيما فيه الحرَجَ،ُ مع المْسُاَرعَةَ إلِىَ كلُ مقَدْوُر عليه من أعمال البرِ.ِّ وهي أرَفْعَ المْرَاَتبِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: بينّ معنى القواعد في اللغة؟ .1 تحدثَّ بتفصيل عن الدين في الاصط ا لح الشرعي؟ .2 لماذا كان العلم أول قواعد الدين؟ وما المراد به هنا؟ .3 اذكر الأدلة من القرآن والسنة على فضل العلم .4المتعلق بالدين؟ لماذا كان العمل من قواعد الدين؟ .5 اذكر بعض الآيات التي تقرن الإيمان بالعمل؟ وما .6دلالة ذلك؟ بيّن الحاجة إلى العلم في الجانبين الاعتقادي .7والعملي؟ ما هي الأدلة على وجوب إخ اص النية في العمل؟ ل .8 بينّ حقيقة النية لغُة وشرعا؟ وما هو الخطأ الذي يقع .9فيه الناس في هذا الأمر؟ ما حقيقة الورع؟ وما أقلهّ؟ .10 عددّ مراتب الورع، مبُينّاً أع ا لها وأدناها؟ .11 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أرَكَْان الديِّنِ 37 . اِرْضَ وَفَوِّضْ وَسَلِّمْ وَاتَّكِلْ فَبذَِا تحَُوز أرَكْاَنَه اللاتي بهِاَ كَملاُ الأرَكْاَن جمَعْ ركُنْ،ٍ وهَوُ الدعِّاَمةَ،ُ وهَيِ أقَوْىَ ماَ فيِ البنِاَء.ِ وفَيِ هذَاَ تشَبْيِه للِديِّن ببِنِاَء لهَ دعَاَئمِ متَيِنةَ،ٌ وإَنِمَّاَ عدُتَّ هَذهِ أرَكْاَن الديِّن لأنَهَّاَ الجاَنِب القوَيِ منِهْ،ُ فمَنَ اسْتجَمْعَهَاَ فقَدَ حَاز الديِّن بحِذَاَفيِرهِ،ِ لأنَهَّا لا تَجْتَمِعُ إِ فِي نَفْسِ مَنْ أخَْلَصَ لله تَعَالَى عُبُودِيَّتَهُ، ل وَتَجَرَّدَ مِنْ هَوَى نَفْسِه وَتَحَكَّمَ فيِ وَسَاوِسِهَا. وأَرَكْاَن الديِّن هِي:َ الرضِّاَ بقِضَاَء الله،ِ وتَسَْليِم الأَمْرِ إِلَيْه،ِ وَتَفْويِضُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْه.ِ فاَلرضِّاَ بقِضَاَئهِ هُوَ قَبُولُ كُلِّ مَا يَأْتيِ مِنْ لَدُنْهُ مِنْ أمَْرٍ أوَْ نَهْي،ٍ أوَْ سَرَّاءَ أوَْ ضَرَّاءَ، بِحَيْثُ لا تَجِدُ النفَّسْ حرَجَاً قَط وهَيِ تسَْتجَيِب لدِاَعيِ الله بفِعِلْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد مَا أمَرَ وتَرَكْ ماَ نهَىَ، وتَتَفَاَعلَ معَ سنُنَ الحيَاَة،ِ موُقنِةَ أن كلُ ماَ أصَاَبهَاَ منِ خيَرْ أوَ شَر فمَِن الله وحَدْهَ،ُ وذَلَكِ يؤُدَيِّ إلِىَ الاتزِّاَن واَلثبَّاَت أمَاَم تحَدَيِّاَت الدهَّرْ ا ل تجَْزعَ لضِرَاَّء ولاَ تسَْتفَزِهُّاَ وصَرُوُف الزمََّن،ِ فَ النعَّمْاَء.ُ واَلتسَّْليِم هوُ الانقْيِاَد واَلإذِعْاَن لهَ تعَاَلىَ، معَ الخضُوُع وعَدَمَ الاعتْرِاَض علَيَهْ فيِ شيَءْ.ٍ واَلتفَّوْيِض هوُ الرضِّاَ بخِيِرَةَ الله تعَاَلىَ لهَ،ُ لأنَهَّ العاَلمِ بمِصَاَلحِ خلَقْهِ.ِ 8 وبَمِاَ عنِدْهَ،ُ واَلتوَّكَلُّ علَىَ الله هُو الثقِّةَ بهِِ وعََدمَ الاعتْمِاَد علَىَ مَا عنِدْ الناَّس،ِ قاَل تعََالىَ: . ہ ہ ہ ھ ھ ھ . ]الطاق: 3[. ولاَ يعَنْيَ ذلَكِ إهِمْاَل الأسَْباَب وعَدَمَ الأخَذْ بهَِا، فإَنِ ذلَكِ ليَسْ منِ التوَّكَلُّ فيِ شَيءْ،ٍ وإَنِمَّاَ هوُ عجَزْ وجَهَلْ،ٌ فَإِن الله 8 ناَط الأمُوُر بأِسَْباَبهِاَ، وأَمَرَ باِلسعَّيْ في الأرَضْ واَلابتْغَِاء مِن فضَلِْه،ِ وهَُو مِن الأخَذْ باِلأسَْباَب،ِ كمَاَ أمَرَ في الحرُوُب بأِخَْذ الحذَرَ منِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لف،ِ فمَنَ العدَوُ وإَعِدْاَد العدُةَّ وعََدمَ التفَّرَقُّ واَلاختِْ فَعَلَ ذَلكَِ مَعَ ثقَِتِه باِلله سُبْحَانَهُ فَقَدْ تَوَكَّلَ عَلَى الله حَق توَكَلُّهِ.ِ علََى أن المْؤُمْنِ لا تنُسِْيه الأسَْباَب مسَُببِّهَاَ، فهَوُ يلَحْظَ عنِدْمَاَ يأَخْذُ بأِيَ سَببَ قدُرْتَهَ تعَاَلَى، ويَحُسِ بعِظَيِم فضَلْهِ علَيَْه،ِ إذِ هيَأَّ لهَ تلِكْمُ الأسَبْاَب ومَكَنَّهَ منِ ممُاَرسَتَهِاَ. هَذَا وَقَدْ تَسَاءَلَ بَعْضُ طَلَبَةِ العِلْم عَن الفرَقْ بيَنْ القوَاَعدِ واَلأرَكْاَن،ِ فأَجَبَْتهُ بأِنَ القوَاَعدِ هيِ الأسُسُ التَّي يقَوُم علَيَهَْا البنِاَء،ُ واَلأرَكْاَن هِي العمُدُ التَّي يشَْتدَ بهِاَ، وبَهِذَاَ يتَضَّحِ أن الأرَكْاَن نفَسْهَاَ هيِ بحِاَجةَ علَيَهْاَ. إلِىَ القوَاَعدِ؛ِ إذِ لا تقَوُم إ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما معنى الركن في اللغة؟ .1 للدين أربعة أركان، اذكرها؟ .2 بينّ لماذا عدُتّ هذه الأربعة أركانا للدين؟ .3 اشرح الأركان الأربعة شرحا موجزا؟ .4 هل إهمال الأسباب من التوكل على الله؟ اشرح ذلك .5بالمثال. ما الفرق بين القواعد والأركان؟ .6 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد مسَاَلكِ الديِّنِ 38 . ثمُ الظهُّوُر ودَفَعْ واَلشِّراَء معَ الْ . كتِمَْان طرُقْ لهَ،ُ أكَرْمِ بهَِا سُبُلا المْسَاَلكِ جمَعْ مسَْلكَ؛ٍ وهو الطرَّيِق،ُ وإنمَّا عبَرَّ عن هذه الحالات بالمْسَالك لأنهَّا طرُقُ يسلكها ا لءمَةَ الظروف وتهَيَؤُِّ الأسَبْاَب المسلمون حسَبْ مُ إلِىَ ما يبغونه من الحق والرشد وإقامة نظام الدين. وهذا لأن المْسُْلمِ لا يكُتْفَىَ منه بإص ا لح نفسه، وإنمَّا هو مسؤول عن إص ا لح مجُتْمعه وأمُّته، وبهِذا ينتظم شمَلْ المسلمين وتمَتْدَ بينهم أواصرِ الولاَية، قال تعالَى: . ک گ گ گ گ. . . .. . .. ں ں . . .. ]التوبة: 71 [. ولا بدُ من مراعاة تفاوت الأحوال وتباين ا لءمَاَت الظروف، وما ينشأ عن ذلك من اخت ا لف المُْ للقيام بهَِذا الواجب، فما يجَبِ إبَِّان القوة ليس شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كالذي يجَبِ فيِ فترات الضعف، ومن المْعَلوم أن الإسام ديِن ونظِاَم،ٌ ولذلك يبُوَئِّ كلُ أمْر مبُوَأَّهَ،ُ ويعُطي كل شيء ما ي ا لئمه من الأحكام، وقد بعُثِ ژ جاَمعاً للشَّتاَت وموُحَِّداً للصفَّ،ِّ ولكنه النبيُّ عليه أفضل الص ا لة والسام لمَ يكن شأنهُ وشأن أصحابهِ في مكَةَّ وهمُ يوُاجهِوُن عَنتَ الكفُرْ وكبِرْيِاء الجاهلية كما كان شأنهُ وشأنهُم بعَدْ الهْجِرْةَ إلِىَ المدينة المنورَّة، حيث نبَتَتَ أولَّ دولة للإسام في عهده ! وأخَذَتَ تبَسُْق دوَحْتَهُاَ وتمَْتدَ فرُوعهُا، لتِظُلِ بظِلِهِّاَ الواَرفِ الظلَّيِل كلُ مؤمن،ٍ ولَتِؤُوْيِ إلِىَ رحِاَبهِاَ الآمنِةَ كلُ مسُتْضَعْفَ.ٍ ولا ريب أن ما أسسَّه وبناه ژ من نظام ديني ليس نظامًا وقَتْيًِّا، بل هو شامل لكل الأطوار والعُصور إلى أن يرَثِ الله الأرض ومَنَ عليها، رغَْم ا لئمِةَ أن عوَاَديِ الزمَّنَ وصُروف الدهر متقلبِّة بين مُ ومعُاَكسَِة،ٍ فإن رياح الأحداث منها الصبَّاَ المْنُعْشِ،ُ ومنِهْاَ الدبَُّور المْدُمَرِّ،ُ ومع ذلك فإن عصُبْةَ الحْقَ مطُالبَون دائماً بأن يحُاَفظِوا على ما عندهَم من الحق، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأن يطُبَقِّوُا نظامهَ وفَْق مقُتضيات الظروف، فلذلك شُرعِتَ لهَمُ هذه المْسََالكِ لئل يفُرَطُِّوا في نظام الدين، وهي أربعة: أولَّهُا: الظُّهوُر وهو كاسْمهِ ينُبْئِ عن القوة واجتماع شَملْ الأمةَّ وانتظام أمرهِا وعلو كلمة الحق، وتمَكَنُّ عصُبْتَهِ من قيادة سفينة الأمةَّ وفَقْ نظام دينها. وهذا الذي كان مِن بعدهِ ! عندما بايعَ المْهُاَجِروُن والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان الخْلُفاء الراشدين، فإن بيَعْةَ كل واحد منهم كانتَ وفَقْ هذا النظام، وإنمَّا دأَبَ أصحابنا رحَمِهَمُ الله على التمثيل لهِذَا المْسَْلكَ بمِاَ كان عليه حال الأمة ^ لأن في عهد الخلَيِفتَيَنْ الراَّشدِيَنْ أبيِ بكر وعمُرََ الأمة في عصرهِمِا كانت في عافية من الفتنة ومأمنَ ا لف، وإنمَّاَ بدأت بعدهَمُا تهَبُ من الشِّقاق والخِْ عليها أعاصير الفتَِن لتِضُرْمِ نارهَا، فحصل بينها ما حصل من الشقاق والاخت اف. ل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هذا؛ وبمِاَ أن هذا المْسَْلكَ هو أعلى المْسََالكِ وأجلَهُّا إذ هو أصفاها موَرْدِاً وأطيْبَهُا ثمَرَاً لمَ تتَوَان همِمَ أهل الحق والاستقامة في حال ما تكون الفرُصَ موُاَتيِةَ عن الأخذْ بنظامهِ والاعتصام بحِبَلْهِ،ِ كما كان ذلك بأرضْ اليمَنَ عندما بايعَوُا طالبِ الحْقَ 5 ، وبالقطُرْ العمُاَنيِ منُذْ عبداَلله بن يحَيْى الكنديَّ مبايعَةَ الجْلُنَدْىَ بن مسعود ثمُ الأئمَّة العدُوُل منِ بعدهِ رحمهم الله تعالىَ ، وكذلك ببِلاِد المْغَرْبِ منذ بيَعْةَ الإمام أبيِ الخْطَاَّب المْعَاَفرِيِ،ِّ ثمُ استمر هذا النظام في عهُود الأئمةَّ الرسُّْتمُيِيِّن مِن بعَدْهِ 5 . وإلِىَ ذلك يشُيِر المْصُنَفُِّ رحَمِ الله الجميعَ في جوَهْرَهِ حيث قال: ولَلِعْمُاَنِيِّين واَلمَْغَاربَِهْ وحََضْرمََوتْ أمَُراَء غاَلبِهَْ يُشَابِهُون العُمَريَْن عَدلاْ وَوَرَعًا وَثِقَةً وَفَضْا مضَوَاْ علَىَ نهَجْ الصَّواَب فلَهَمُْ حسُْن الثنَّاَ معَ الرضِّاَ منِ ربَهِّمِْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وميِزةَ هذا المْسَلْكَ أن نظام الديِّن فيه يطُبَقَّ على الأمُةَّ بغير استثناء،ٍ فتقُام فيه حُدوُد الله ويؤُمْرَ فيه بالمْعَْروف وينُهَْى فيه عن المْنُكَْر،ِ وينُصْرَ فيه المْظَلْوُم ويغُاَث فيه المْلَهُْوف،ُ ويقُبْضَ فيه على يدَ الظاَّلمِ،ِ ويؤُطْرَ فيه على الحَق أطَرْاً، كما تصُاَن فيِه أرضْ الإس ا لم وتحُمْىَ فيه بيَضْتَهُ.ُ ثاَنيِهاَ: الشرِّاَءُ وهَوُ مأَخْوُذ منِ قوَلِْه تعَاَلى: . . . . . . . . . . .. . . . . . . . ]التوبة: 111 [، فاَلشرُّاَة . 8 باَعوُا نفُوُسهَمُ لله يبَتْغَوُن رضِوْاَنهَُ واَلشِّراَء إنِمَّاَ يكَوُن في حاَل عدَمَ ظهُوُر كلَمِةَ أهَلْ الحقَ،ِّ وذَلَكِ بأِنَ يكَوُن العدَوُ متُسَلَطِّاً علَيَهْمِ،ْ ينُزْلِ بهِمِ المْصَاَئبِ ويَسَْعىَ إلِىَ صدَهِّمِ عنَ الهُدىَ، ولاَ يبُاَليِ باِنتهاك الحرُمَ وإضاعة الحقوق ونهَبْ الأموال، فتَنَبْرَيِ طائفة من المْؤُمْنِين لمِحُاَولَةَ الحْدَ منِ هذا الفساد، ا لق العدَوُ ومحُاَولَةَ مبُاَغتَتَهِ تأديباً له على تصرفُّاته. لإقِْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وذلك كما وقَعَ في عهد بني أمُيََّة عندما ولَيِ لهَمُ بن أبَيِه،ِ فأخَذ يتَتَبَعَّ أهل الحْقَ تقتيل وتشريداً زيِادُ وتمَْثيل،ً ولمَ تسَلْمَ النساء منِ بطَشْهِ،ِ فقد أخذَ البلَجْاَء بنِكَيِر ظلُمْهِ،ِ وشفَىَ غلَيِل نفَسْهِ بقِتَلْهِاَ وتمَثْيِلهِا وتعَرْيِتَهِاَ لرِبَاَطةَ الجْأَشْ منِ ثيابهِاَ، وكانت رحَمِهَا الله مثا ا لبة المْوَقْفِ أمام طغُيانه وحقِْدهِ،ِ حتى مضَتَ وصَ شهيدة إلى رضِوْاَن الله،ِ فانبْرَىَ أهل الغيَرْةَ والشَّهامة بن والنجَّْدةَ والمُْروءةَ وبايعوا أبَا بِال المْرِدْاَسَ 5 ، فخَرَجَ بهِمِ آبيِاً أن يسَتْعَرْضِ الناس بالسيَّفْ حدُيَرٍْ منَ قاتلَهَ، وكانوا شَوكْةَ في جنَبْ العدو، فهَزَمَوُا إِ وهَمُ أربْعَوُن رجَلُ ألَفْيَ مقُاَتلِ بآسَك،َ وكانوا مثِاَ ا لبة وقوة الشَّكيمة ومضَاَء العزَيمَْة،ِ حتى أقَلْقَوُا للصَّ زياداً وجنُدْهَ، ثُم مضَوَاْ في سبيل الله شُهداء بعد ما سجَلَّوُا بدمِاَئهم تاريخ البطُولة والفدِاَء.ِ باَيَع صحَْبهَ علَىَ الشِّراَ ومََا طَال زمَاَنُه إلِىَ أنَ أكُْرمَِا ناَلوُا الشَّهاَدةَ التَّي قَد طلََبوُا وبَرِضَِا الرحَّمَْن فِيها انقَْلَبوُا شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بأربعين رجَلُ،ً ولا يكون الشرِّاَء عند أصحابنِاَ إِ ولَعَلهَّم أخَذَوُا ذلك ممِاَّ كان في عهد الرسول ژ ƒ ، فَتمَ بإس ا لمهِ عدَدَ منَ أسَلْمَ عندما أسلْمَ عمُرَُ منِ الرجِّاَل أربْعَين، وقد كانوا مِن قبَلْ يعَبْدون الله مسُتْخَفْيِن في دار الأرَقْمَ،ِ ولكنهَّم خرَجَوُا بعَدْ ذلك متُحَدَيِّن كبِرْيِاَء الجاهلية. وليس لمِنَ بايعَ على الشراء ترَاَجُع إلى أن يلَقْىَ الله وحَدْهَ، لأنه بايع على المْوَتْ،ِ ولو بقَيِ بنفسه، وقيل إن نقَصَوُا عن ث ا لثة كانوا في حلِ منِ أمرْهِمِ.ْ والمْشَُهور في المْذَهْبَ:ِ أن الشاَّريِ لا تجَوُز لهَ 5 عند التَّقيِةَّ،ُ وأجازهَا لَه المْحُقَِّق الخْلَيِليُِّ الحاجةَ إليها، معُلَلِّ ذلك بأن ما أوجْبَهَ على نفَسِْه ليس أوجْبَ ممِاَّ أوجْبَهَ الله عليه. وهؤلاء إنِمَّا يخَرْجُوُن منِ الأوطان،ِ فإنِهَّم لا وطَنَ حيَثْ يشُْهرِوُن سُيوفهَم، فحيَثْمُاَ أشْهرَوُا لهَمُ إِ سيُوفهَم أتَمَوُّا ص ا لتهَمُ.ْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ثالثهُا: الدفِّاَعُ وهو أن يجَتْمَعِ المْسُلمون عندمَا يفُاَجئِهُمُ عدَوُهُّم بالانقْضِاَض عليهم على مبُاَيعََة أحدَ منهم ليِقَوُدهَم دفِاَعاً عن دينهم وعن حرُمُاَتهِمِ،ْ إلِىَ أن تنَجْلَيِ الغمُةَّ وينكشف العدو،ُّ وتنتهي بذلك بيَعْتَهُ. وهذا كما وقَعَ لإخِوْاننِاَ أهل المْغَرْبِ؛ِ عندما كشَرَّ أبو تمَيِم الفاَطمِيِ المْلُقََّب بالمْعُزِ عن أنيْاَبهِ العصُلْ بن مخلد فقَتََل عاَلمِهَُم أبا القاسِم يزَيِدَ 5 ، فاجتْمَعَ منَ كان حوَلْهَ على مبايعة الوسِْياَنيَِّ 5 إمَِام دفِاَع لهَُم،ْ يقَوُد أبيِ خَزرْ الوسِْياَنيِِّ مجُاَهدِيِهمِ في سبيل الله حماية لدينهم ولحِقُوقهم، ولكن الحمَلَْة التي قادها أبو خزَرْ منُيَِت بالهْزَيِمْةَ والفشَلَ،ِ لأنهَّا لمَ يخَُططَّ لهَاَ منِ قبَلْ،ُ وإنمَّا كانت أمْراً ارتْجِاَليِاًّ، دفَعَتَهْمُ إليه الغيَْرةَ والحْمَاَس كما سجَلَّتَهْ المْصَاَدرِ التاريخيةّ. ومنِ العلماء منَ ذهَبَ إلى أن بيعة عبدالله بن 5 كانت بيعة دفاع، ومنِ بيَنْ هؤلاء وهَبْ الراَّسبِيِِّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 5، وليس العلمَّة الكنِدْيِ شارحِ هذه المْنَظْوُمةَِ ذلك بشِيَءْ،ٍ فإن أحداث البيعة تدَلُ على أنهَّا كانت بيَعَْة ظهُُور،ٍ لأنهَّم ولََّوهْ أمرْ المْسُلمين بعد أن أصَبْحَوا لا قائد لهَمُ حين وقَعَ التحكيم واتفَّقَ الحكَمَاَن على خلَعْ الخليفة الشرعي الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، مع ما تمَ من الاتفاق بينه وبين خصمه معاوية بن أبيِ سفيان على تحَكْيم ذيَنْكِ الحكَمَيَنْ.ِ رابعهُا: الكتِمْاَنُ ا لف الظهور معَنْى وحكُمًْا، وذلك بأن وهو خِ يكون المْسُلمون في ضعَْف وتشتتُّ،ٍ بحِيَثْ لا يمُكْنِهُم أن يسَلْكُوا أي مسَلْكَ منِ المْسَاَلكِ الث ا لثة المْذَكْوُرةَ منِ قبَلْ،ُ ولا بدُ لهَمُ مِن مرَجْعِ يرَجْعِوُن إليه يدَلُهُّمُ على الرشُّدْ ويذُكَرِّهم بالله وباليوم الآخر، ويصُلح ذات بيَنْهِمِ،ْ ويقَوم بمِاَ أمكْنَهَ من مصَاَلحِهِمِ.ْ وهذه الحالة التي مرَتَّ بهِاَ الدعَّوْةَ إبِاَّن نشُُوئهِا في المْجُتْمَعَ المْكَيِّ،ِّ فإنِ أصحاب النبي ژ كانوا شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد يلَتْفَوُّن حوَلْهَ في كتِمْاَن منِ أمرْهِِم،ْ ويتَلَقَوَّنْ عنه ما يصُلْحِ دينهَم ودنياهم، وينُير لهَُم الطريق ويبُيَنِّ لهَمُ الحقيقة.َ وقد كان هذا هو مسَلْكَ الإمام أبيِ الشعَّْثاَء جابر بن زيد ? عندما أبصْرَ ببصيرته الثاقبة تعَذَرُّ انتظام أمرْ المْسُلمين في وقتِه واجتماع شمَلْهِمِ على القيام بإنشاء نظام إس ا لمي يتَحَدَىَّ النظام القائم آنذاك.َ وعلَيَْه درَجَ تلميذهُ وخليفتُه العماق القائد بن أبيِ المْحُنَكَّ والراَّئد المْسَُددَّ أبو عبُيَدْةَ مسُْلمُِ كرَيِمْةَ التمَّيِميِ رضِوْاَن الله عليه ، الذي نضَجِ في عهَدْهِ الجْهُدْ،ُ فآتتَ الدعَّوة على يديه ثمِاَرهَا الطيِّبة،َ إذ تمَخَضَّتَ عن مياد بيَعْاَت لأئمِةَّ ظهُوُر بارزين،َ فقد بوُيِع لأربْعَةَ من ت ا لمذته بيَعَْة ظهُور،ٍ فصَدَقَوُا ما عاهَدوُا الله عليه إلَى أن قضَوَاْ نحَبْهَُم باذلِيِن أنفسُهَم في سبيل الله، وهَمُ:ْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد † طالبِ الحْقَ عبداُلله بن يحَيى الكنِدْيِ،ُّ الذي أظهْرَ الحق والعَدلْ بأِرَضْ اليمَنَ،ِ وشَملِ حكُمْهُ أرضْ الحجِاَز،ِ ووَصَلَتَ خيَلْهُ إلى وادي القرى. † والجلُنَدْىَ بن مسعود الذي بويع بعِمُاَن،َ فصَاَل على الباطل صوَلْةَ الليَّْث الهْصَوُر،ِ وبذَلَ نفسَه ونفيسه في طاعة الله ونصرة دينه، إلى أن فاضتَ روُحهُ في سبيل الله. † وأبو الخطاَّب المْعَاَفرِيِ الذي بويع بطِرَاَبلُسُ للزهد والورع والتقوى والنجَّدْةَ المْغَرْبِ،ِ فكان مثِاَ والإقدام والعدل والاستقامة. الرحَّمْنَ بن رسُْتمُ الفارسي الذي بويع † وعبدُ بعده بالمْغَرْبِ الأوسَْط،ِ فأقام دولة الحْقَ والإيمْاَن والعدل والإنصاف التي سجلَّ التاريخ مآثرهَا العظيمة على صفحات الأمجْاَد المْشُرْقِة، رحمهم الله جميعاً. وكثيراً ما يتَوَلَدَّ الظهور عن الكتِمْاَن،ِ كما حدَثَ ذلك في عهد النبي ژ ، فإنهَّ بعد تأسيسه لقواعد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الدين وإعدادهِ اللبَّنِاَت الأولى لبناء الأمة الصالحة في عهد الكتمان تمَخَضَّتَ دعوتهُ عن عهد جديد،ٍ ظهرتَ فيه كلمة الحْقَ، وعَز أنصارهُ بقيام دولةَ الإس ا لم على أرض طيَبْةَ طيَبَّ الله ثراها ، إلى أن تمَ الفتح المْبُيِن، ولَم يقَبْضِ الله عبدهَ ورسولهَ وجزيرة العرب تظُلِهُّا سَماَء تلك محُمََّداً ژ إ الدولة المْبُاَركَة، ثمُ توَاَلَت الفتُوُح في عهد خلفائه الراشدين @ إلى أن طهََّرتَ الأرض من الرجِّسْ،ِ وحرَرَّتَهْاَ من الظلم، وأقامت نظام العدل والإنصاف بين العالمَيِن، فسعَدِتَ الإنسانية بعد شقائها، ونعَمِتَ بعد بؤسهِا، وعرَفَتَ قيمتهَا وقدَرْهَا. بن زيَدْ وهَكَذَاَ أثَمَْر جهُدْ أبَِي الشَّعثْاَء جاَبرِِ وخَلَيِفتَهِ أبَيِ عبُيَْدةَ ومَنَ كاَن معَهَمُاَ منِ أسََاطيِن ا لم الهدُىَ @ ، إذِ حقَقَّ الله أمُنْيِاَّتهِمِ بقِيِاَم الدعَّوْةَ وأَعَْ نظِاَم العدَلْ في المْشَْرقِ وفي المْغَرْبِ معَاً، واَلحمَدْ لله الذي بنِعِمْتَِه تتَِم الصاَّلحِاَت وتَتَحَقََّق بفِضَلْهِ الأمُنْيِاَّت.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عرف المسالك في اللغة؟ .1 ما هي الغاية من مسالك الدين؟ .2 تعددت مسالك الدين باخت اف حال المسلمين، بين ل .3ذلك؟ كم عدد مسالك الدين؟ اذكرها مرتبة؟ .4 ما المراد بالظهور؟ .5 متى كان أسمى عهود الظهور؟ .6 اذكر أمثلة لتطبيق الإباضية لمسلك الظهور باليمن .7وعمُان والمغرب؟ ما الميزة التي يتميز بها مسلك الظهور؟ .8 من أين أخُذ مسلك الشراء؟ .9 متى يتخذ المسلمون مسلك الشراء؟ .10 اذكر مثالا من التاريخ على بيعة الشراء؟ .11 بأي عدد تنعقد بيعة الشراء، وما الدليل على ذلك؟ .12 هل يجوز للشاري أن يتراجع بعد البيعة؟ .13 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هل تجوز التقية للشاري؟ .14 أين يتُم الشراة ص ا لتهم؟ وأين يقصرونها؟ .15 متى يتخذ المسلمون مسلك الدفاع؟ .16 من التاريخ على إمامة الدفاع؟ اذكر مثا .17 هل تعد بيعة الإمام عبدالله بن وهب الراسبي بيعة .18دفاع؟ ولماذا؟ متى تكون مرحلة الكتمان؟ .19 هل مرت الدعوة النبوية بمرحلة الكتمان؟ .20 اذكر مثالا على مسلك الكتمان في عهد التابعين؟ .21 هل يمكن أن تنبع إمامة ظهور من إمامة الكتمان؟ .22 من هو الإمام طالب الحق؟ وأين كان حكمه؟ .23 من هو أول إمام عماني؟ .24 أين تقع طرابلس المغرب اليوم؟ ومن كان أول إمام .25فيها؟ اذكر ما تعرفه عن الدولة الرستمية؟ .26 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فَرزْ الديِّنِ 39 . وفََرزْهُ فيِ ثلاَث:ٍ مؤُمِْن ومَُناَ . فِق وصَاَحبِ شِركْ جاَحِد عذُلاِ الفرَزْ هُو التمَّيْيِز والفصَلْ،ُ والمُْراَد بهِ هنُاَ هوُ:َ تمَيْيِز النَّاس بعَضْهِمِ مِن بعَضْ،ٍ والفصَْل بيَنْ أحكْاَمهِمِ بحِسَبَ معُتْقَدَاَتهِمِ وأَحَوْاَلهِمِ الديِّنيِةَّ.ِ ا لث طوَاَئفِ:َ وهَمُ بهِذَاَ الاعتْبِاَر ينَقْسَمِوُن إلِىَ ثَ أولَّهُاَ: المْؤُمْنِوُنَ وقََد سَبقَ بيَان حقيقة الإيمْان ومعَناه لغُةَ واصط ا لحاً، وتبِيْاَن صفات المؤمنين حسَْب ما تدَلُ عليه النصوص القرآنية والأحاديث النبويةَّ الصحيحة.ُ وتَقَرَرَّ ممِاَّ ذكَرَنْاَه أن الإيِمْان المْطَلْوُب هو عقيدة راَسِخةَ في النفس، تنَشَْأ عنها الأعمال الصالحِةَ والأخاق الفاضلة والأقوال الصادقة،ُ وهَوُ روُح ا لكهُا، تتَحََولَّ به النفوس وتَنقْلَبِ به الحْيََاة ومَِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الطِّباَعُ إلِىَ أضدْاَد ما كانت عليه، كمَاَ حدَثَ ذلَكِ لسِحَرَةَ فرِعْوَنْ عندما كانوا لا يعَرْفِوُن قيمة للحيَاَة إِ بقِدَرْ ما يكسِبوُنهَ منِ منَاَفعِهِاَ المْاَديِّةَّ،ِ فلَذِلَكِ قالوا لفِرِعْوَنْ عندما أتَوَاْ لتِحََديِّ موسى ‰ ودَعَوْتَهِ:ِ .. . . . . . .. ]الشعراء: 41 [. وقد أدرْكَ اللعَّيِن ما تتَطَلَعَّ إلِيَهْ أفَئْدِتَهُمُ وتطَيِر منِ أجَلْهِ ألبْاَبهُمُ،ْ وهَوُ ما يؤُتْوَنْهَ مِن المْاَل وما يبُوَأَّوُنهَ مِن مقَاَعدِ التكَّرْيِم والزلُّفْىَ، فلَذِلَِك أضاف إلِىَ ما ذكَرَوُه ما لمَ يذَكُْروُه؛ُ إذ ردَ عليهم بقولهِ: . ٹ ٹ ٹ . .. ]الشعراء: 42 [. ولكَنِ عندما أشرْقَ الإيمْاَن على قلوبهِمِ فأحيْاَ ضمَاَئرِهَمُ وأناَر بصَاَئرِهَمُ تبَدَلَّتَ نظَرْتَهُمُ هذَهِ إلِىَ بقِدَرْ ما يكَوُن منِ الحيَاَة،ِ فلَمَ يرَوَاْ لهَاَ قيِمة إِ المْجُاَهرَةَ بكِلَمَِة الحقَ ونصُرْتَِه،ِ ولَوَ كان ثمَنَ ذلك هو الحْيَاة كلُهَّا، فلذلك ردَوُّا عليه بقِوَلْهِمِ:ْ . . . . . . . . . .. . . . .. . . . . . . ]طه.: 72 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فما أسْرعَ هذا التحَّوَلُّ منِ النقَّيِض إلِىَ النقَّيِض ! وما أعجْبَ هذا التبَّدَلُّ في الطبَِّاع والمْعَاَييِر والتصَّوَرُّ!ِ على أن ذلَكِ لمَ يكَُن تدَرَجُّاً؛ بحِيَثْ أخَذَتَ تنَحْلَ عقُدَ تصَوَرُّاَتهِمِ السَّابقِةَ شيئاً فشَيَئْاً، وإنِمَّا كان ذلك أمرْاً مفُاَجئِاً فيِ نفَسْ لحَظَاَت موَقْفِ الحوِاَر،ِ فمَاَ الذَّيِ جعَلَهَمُ يلُقْوُن ورَاَء ظهُوُرهِمِ كلُ ما كانوا عليه مِن قبَلْ،ُ ويَوُدَعُِّون حيَاَتهَمُ الأوُلىَ بجِمَيِع تصَوَرُّاَتهِاَ وأفكْاَرهَِا ومَوَاَزيِنهِاَ ومَعَاَييِرهِاَ؛ ا لف ما كانوا عليه ليِسَْتقَبْلِوُا حيَاَة جديدة تتَسَّمِ بخِِ منِ قبَْل ظاهرِاً وباطنًا ؟ إنهَّ الإيمَْان الذي حوَلَّ الطبِّاَع غيَرْ الطبِّاَع والأفَكْاَر غيَْر الأفَكْاَر والنفُّوُس غيَرْ النفُّوُس.ِ وهكذا كان أثَرَ الإيمْاَن في نفُوُس الرعَّيِل الأوَلَّ الله ژ بيَعْةَ الحقَ،ِّ ونفَضَوُا عنَ الذَّين بايعوا رسَُولَ أنفسُهِم كلُ ما علَقِ بهِاَ منِ غبُاَر المْاَضيِ، بلَ تطَهَرَّوُا بمِعَيِن الإيمْاَن الدفَّاَّق ظاهرِاً وباطنِاً منِ ماَضيِهمِ كلُهِّ،ِ ليِعَُودوُا كأنمَّاَ أنُشِْئوُا نشَْأةَ جدَيِدةَ بنِفُُوس غيَرْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد نفُوُسهِمِ،ْ وطَبِاَع عكَسْ طبِاَعهِمِ،ْ ومَشَاَعرِ تخَتْلَفِ كلُ ا لف عنَ ساَبقِتَهِاَ، فتَآَلفَوُا بعَدْ النفُّرْةَ،ِ واتحَّدَوُا الاختِْ بعد الفرُقْةَ،ِ وصَاَر كلُ منِهْمُ يحُبِ للآخرَ الذي كان ما يحُبِهُّ لنِفَسْهِ.ِ يوماً ماَ خصَمْهَ اللدَّوُدَ وهكذا شَأنْ الإيمْاَن دائماً، فإنِهَّ يجَعْلَ المْؤُمْنِ يسَْتعَلْيِ علَىَ رغَبَاَت نفَسِْه وضَروُراَت حيَاَتهِ،ِ ليِكَُون همَهُّ كلُهُّ في إرِضَْاء ربَهِّ ونصُْرةَ ديِنهِ والنهُّوُض بأِمُتَّهِ.ِ وللِمْؤُمْنِ علَىَ المْؤُمْنِ حقُوُق وواَجبِاَت،ٌ أجمْلَهَاَ القرُآْن وفصَلَّتَهْاَ السُّنةَّ النبَّوَيِةَّ على صاحبِهِا أفضْلَ ، فقَدَ قال تعَاَلىَ: . . . ا لة والسَّامِ الصَّ . . . . . ]الحجرات: 10 [. وهي عبِاَرةَ تشَيِ بمِاَ يكَوُن بيَنْ أهَلْ الإيمْاَن منِ اتحِّاَد المْشَاَعرِ وانسِْجاَم الأحَاَسِيس،ِ حتَىَّ يرُيِد كلُ منهم لسِاَئرِ إخِوْاَنهِ ما يرُيِدهُ لنِفَسْهِ منِ الخيَرْ.ِ وهو الذي بينَّه الرسول عليه أفضل الص ا لة والسام بقوله: «المْؤُمن للمؤمن كالبنيان يشد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بعضه بعضًا »)))، وبقوله: «لا يؤمن أحدكُم حتى يحُِب لأخيه ما يحُبِ لنفسه »)))، وبقوله: «ترى المؤمنين في توادهّم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ») )، وذلك قائم على ما يكون بينهم ) من الصَّفاء والولاية، حتى ينجذب بعضهم إلِىَ بعض، وهو معنى قوله تعالى: .ک گ گ گ گ. ]التوبة: 71 [. ولأجل المْحُاَفظَة على هذه الصلة وإبقاء هذه الرابطة جاء في حديث رسول الله ژ كثير من حقوقها، كالتواصل بالزيارات في الأفراح والأتراح، وشهود الجنائز، وعدم خطبة أحد على ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الآداب، باب: تعاون المؤمنين بعضهم ) بعضاً ) 6086 (، ومسلم في كتاب: البر والصلة، باب: تراحم المؤمنين .)2585( ) ) سبق تخريجه. ) ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الأدب، باب: رحمة الناس والبهائم ) ) 6011 ، ومسلم في كتاب: البر والصلة، باب: تلراحم المؤمنين ( وتعاطفهم ) 2586 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد خطبة أخيه أو المساومة على سوَمْهِ، وهي وإن لمَ تنحصر في أهل الاصطفاء وحَدْهَمُ،ْ إلا أنهَّا رافدِ قوي لمِاَ يكون بين أهل الاصطفاء من أسباب المودة والإخاء. ثانيهما: المْنُاَفقِون وهم قوم أظهروا الإيمْاَن بألسنتهم وباينوه في سريرتَهِمِ أو بأعمالهِمِ،ْ ووَصَفْهُمُ بالنفاق يوُحيِ بمِاَ عندهم من التناقض في أحوالهم، وهو مصُطْلَحَ إسامي محَضْ،ٌ إذ لمَ تكن التسمية بذلك معهودة عند العرب قبل نزول القرآن، وإنمَّا مأخذَهُا لغُةَ من: نفَقّ اليربوع ونفَقِ وناَفَق؛ إذا خرَجَ من نافقائه هروباً من الصائد، وذلك أن لليربوع بابيَنْ:ِ ظاهراً ويسَُمىَّ القاصعاء، وخفياًّ ويسُمَىَّ النافقاء، فإذا أراد الصائد استخراجهَ من قاصعائه ضرب برأسه النافقاء وخرج عنه، وهكذا المْنُاَفقِ يدخل في الإسام من وجه ويدَعَهُ من آخر. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وهو على ضربين: † نفاق عقَدَيِ:ٌّ وهو أن يتباين القول والمعتقد، وذلك بأن يدعَّي الإيمان وهو يبطن الإشراك، ومن هذا الصنف المنافقون الذين بكتَّهم القرآن في عهده عليه أفضل الص ا لة والسام ، فقد ادعّوا الإيمْان برسالته صلوات الله وس مه عليه مع انطوائهم ا على معتقدات أهل الكفر والض ل، وإنما جعلوا ا ما يظهرونه من الإيمان والإسام جنَُّة لئ ا ل يحُكْمَ عليهم بأحكام أهل الشرك والض ل، مع ما كانوا ا يضمرونه من محاربة الإس م من الداخل بالدس ا والوقيعة بين أهله، وتشكيك ضعاف النفوس من المؤمنين في أصول الإيمان ومعتقداته، وفي هؤلاء نزل قوله تعالى: .. . . . . . . . . . . . . . چ چ چ چ . . . . . ]البقرة: 8، 9[، وقولُه: . ک ک گ گ گ گ . .. . . . . . ں ں . .. ]المنافقون: 1[. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقد كانوا مع كتمانهِمِ عقائدهم يَبوُحون بهِاَ بغير تحَفَُّظ عندما يخَلُْو بعضهم إلى بعض، كما قال تعالى: .. . . . . . . . . . . . . . . ئا. ]البقرة: 14 [، ولرَبُمَّا انفْلَتَ من ألسنتهم عند وحدان المؤمنين ما يدل على دخائلهم، فلذلك كانوا يمُعْنِوُن في نفي ما ينسب إليهم من قبل أولئك المؤمنين الذين ينقلون عنهم ما يكون من فلتات ألسنتهم إلى النبي ژ وإلى سائر المؤمنين، وذلك بتكرار الأيَمْاَن أنهَّم ما قالوا كلمة الكفر وما كان منهم إلا ما يؤكد رسوخ إيِمْاَنهِمِ بالله واليوم الآخر، فلذلك قال تعالى فيهم: .. . . ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ے ے. ]المنافقون: 2[. وهذا الصنف تجري عليه أحكام الإس ا لم ظاهراً، كالتوارث بينهم وبين المؤمنين، ودفنهم في مقابرهم والص ة عليهم إذا ماتوا، وإن كانوا في باطنهم ا مشركين، وإنِمَّا أعدَ الله لهم من الجزاء ما يت ا لءم مع شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد حالهم، فقد قال تعالى: .. . . . . . .. ]النساء: 145 [. † ونفاق عملي: وهو عدم التزام المرء بواجبات الإس ا لم فعل أو تركاً، وهو وإن كان أهون من سابقه إلا أنه أمر عظيم، لمِاَ سبق من أن الإيمْان والإس ا لم يقتضيان الوفاء بحِقُوقهما ظاهراً وباطناً، وهذا الصنف وإن وافق معُتْقَدَهَ قوَلْهُ إلا أنه مخُاَلفِ لمَِا يقتضيه الاعتقاد الحْقَ من طاعة رب الوجود والبعد عن معصيته، على أن وصَفْ هؤلاء بالنفاق إنِمَّا هو في حال الإصرار على ما يرتكبون، أما التائب من الذنب فكمن لا ذنب له. ودليل هذا النوع من النفاق ما جاء في حديث رسول الله ژ من بيان صفة المنافق، فقد روَىَ الشيخان عن أبي هريرة ƒ قال: قال رسول الله ژ : «آية المنافق ثلاث:ٌ إذا حدَثَّ كذَبَ،َ وإذا وعََد أخلْفَ،َ وإذا عاَهدَ غَدرَ »َ))). وفي رواية ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: ع امات المنافق ) 33 ، ل ( ) ومسلم في كتاب: الإيمْان، باب: بيان خصال المنافق ) 59 (. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد مسُلْمِ:ٍ «وإنِ صاَم وصَلَىَّ وزعَمَ أنه مسلم »))) بعَدْ قولهِ: «آية المنافق ث ث ». وفي رواية لهما وللترمذي ا والنسائي مثل ما تقدمَّ،َ ولكن بإبدال «إذا ائتمُنِ خان ») ) من قوله: «إذا عاهد غدر ». وأخرج النسائي ) عن ابن مسعود ƒ قال: «ثلاث منَ كُن فيه فهو منافق، إذا حدثَّ كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعَدَ أخلف، فمن كانت فيه واحدة منهن لم تزل فيه خصلة من النفاق حتى يتركها ») ). وأخرج الشيخان ) وأصحاب السنن إلا ابن ماجه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ژ : «أربْعَ منَ كنُ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت به خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا ائتمن خان، وإذا حدثّ كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجَرَ .(((»َ ) ) هذه الزيادة تقدم تخريجها. ) ) ) أخرجه الترمذي في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء في ع امة المنافق ل ) ) 2632 ، والنسائي في كتاب الإيمان، باب: ع امة المنافق ) 5020 . ل ( ( ) ) أخرجه النسائي في كتاب: الإيمان، باب: ع امة المنافق ) 5038 . ل ) ( ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: ع امة المنافق ) 34 ، ل ) ( ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: بيان خصال المنافق ) 58 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد من «إذا وفي رواية للنسائي: «إذا وعد أخلف » بد ائتمن خان .» وهذا كله دليل على أن النفاق يكون في الأعمال كما يكون في الاعتقاد، وليس ذكِرْ بعض الخصال على الحصر، وإنما ذلك من في الأحاديث دلي باب التمثيل. هذا هو الذي درَجَ عليه أصحابنا، ووافقهم عليه جماعة من المْحُقَقِّين، كالع ا لمة ابن ا لنيِ العرَبَِي المالكي والحافظ ابن حجَرَ العسَْقَ الشافعي، والعيَنْيِ الحْنَفَيِ،ِّ وعزَاَه إلى الخْطَاَّبيِ،ِّ ونسَبَهَ الترِّمْذِيِ في جامعه إلى أهل العلم. ثالثها: المشركون وهم كل منَ رفَضَ قبول الإسام ظاهراً وباطناً، سواء كان من عبدة الأوثان أو من الم احدة أو من ل أهل الكتاب. ويتحقق الشرك بإنكار كل ما علُِم من الدين بالضرورة من غير تأويل، كإنكار وحدانية الله، أو شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد إنكار قدسيته عن اتخاذ الصاحبة أو الولد، أو الاتصاف بصفات النقص كالعجز والجهل والحدوث والموت والصمم والعمى، أو إنكار رسول من رسل الله الذين ثبتت رسالتهم بالقطع، أو إنكار كتاب مما أنزل الله، أو حكم قطعي شرَعَهَ، أو إنكار اليوم الآخر أو شيء من أوصافه الثابتة بالقطع. وبهَِذا يتبين دخول كفار أهل الكتاب في المشركين؛ بإنكارهم وحدانية الله سبحانه بنسبة الولد والشريك إليه، وإنكار نبوة نبينا ژ ونزول القرآن عليه، ولا معنى لمِاَ يقوله البعض وشاع في عصرنا من أنهَّم غير مشركين، لأن الله 8 نسََب الإشراك إليهم حيث قال: .. . . . . . . . . . . . . . . .. . ئا ئا ئ.ئ. ئو ئو ئ.. ]التوبة: 31 [. ولأن الله تعالى دعاهم إلى الإيمَْان بمِاَ أنزله مصدقاً لمِاَ معهم، ثم أتبْعَ ذلك بيان عاقبة الإشراك شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أي إن لمَ يؤمنوا وذلك قولهُ:ُ . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ . . . . . .. . ں ں . . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ےے . . . . . . .. ]النساء: 47 ، 48 [. أماَّ ماَ جاء من عطف المشركين على أهل الكتاب في نحو قوله تعالى: . . . . . . . چ چ چ چ . .. ]البينة: 1[، وقولهِ:ِ . ھ ھ ھ ھ ے ے . . . . . ]البينة: 6[؛ فهو لأجلْ أن عبََدةَ الأوثان هم أعمق في الإشراك وأبعد في الض ا للة، فلذلك غلُبِّ إط ا لق وصَفْ الشرك عليهم، كما غلُِّب إط ا لق وصَفْ الإيمْان على مؤُمْنِيِ هذه الأمة، كما في قوله تعالى: . . . . . . پ پ . ]البقرة: 62 [. ثمُ بينّ حكُمْ منَ آمنَ منِ هذه الطوائف جميعاً فقال: . پ پ . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ . ]البقرة: 62 [، لأن إيمَْان هذه الأمة أوسْعَ وأشْملَ وأعمْقَ،ُ لمِاَ أكرمها الله به من نزول الكتاب المْعُجْزِ عليها فيه تبيان كل شيء. وبالجملة فإن وصف الشرك إذا أطلْقِ شمَلِ أهل الكتاب وغيرهم، وإذا جاء معطوفاً على أهل كتاب كان مقصوداً به سائر أصناف المشركين من غيرهم. ويتفق المْشُركون جمَيعاً في بعض أحكامهم، ومنها أنه لا توارث بينهم وبين المْسُلمين، ولا يدُفنون في مقابرهم ولا يصُلَىَّ عليهم إذا ماتوا، ولا يحُيَوَّنْ بتحية الإسام، ولا يشَُمتَّ عاطسهُم، ومنَ مات منهم بين المسلمين ولمَ يكن هنالك أحد من أهل ملِتَّهِ فإن على المسلمين دفَنَْه فقط بمِنَأْىَ ا لة،ٍ وإنِمَّا تسُْترَ عن مقَاَبرِهِمِ منِ غيَرْ غسُْل ولا صَ عوَرْتَهُ لأجَْل حرُمُاَت الإنسْاَنيِةَّ.ِ ويفَتْرَقِوُن في بعَضْهِاَ في ذكِرْ أحكْاَم كمَاَ سَيأَتيِ شَرحْهُ إن شَاء اللهُ المْلِلَ الستِّ.ِّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما معنى الفرز في اللغة؟ وما المراد به هنا؟ .1 إلى كم قسم ينقسم الناس حسب دينهم؟ .2 بيّن باختصار أثر الإيمان القوي في قصة سحرة .3فرعون؟ اذكر ما أحدثه الإيمان في نفوس الرعيل الأول؟ .4 أجمل القرآن حقوق المؤمن على أخيه، وفصلّتها .5السنة، بين ذلك؟ ما هي الروافد التي تقُويّ الصلة بين المؤمنين؟ .6 منَ هم المنافقون؟ .7 هل النفاق مصطلح قديم عند العرب؟ .8 اشرح معنى النفاق في اللغة، وع اقته بالمعنى ل .9الاصط احي؟ ل للنفاق قسمان، اذكرهما؟ .10 من أي قسم كان المنافقون الذين فضحهم القرآن على .11عهد النبي ژ؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد عددّ بعض صفات المنافقين التي ذكرها القرآن؟ .12 هل يعامل المنافق بأحكام المسلمين في الدنيا؟ .13 عرفّ النفاق العملي؟ .14 أيهما أعظم: النفاق العقدي أم العملي؟ .15 متى يطُلق على المرء وصف النفاق العملي؟ .16 اذكر الأدلة على أن النفاق يكون في الأعمال؟ .17 هل خصال النفاق محصورة فيما ذكرته الأحاديث .18النبوية؟ منَ قال بالنفاق العملي من غير علماء الإباضية؟ .19 منَ هم المشركون؟ .20 اذكر بعض الأمور التي يحكم على صاحبها أنهَّ .21مشرك؟ هل يدخل كفار أهل الكتاب في المشركين؟ بينّ .22قولك بالدليل. لماذا عطُف المشركون على أهل الكتاب في القرآن؟ .23 اذكر خمسة أحكام دنيوية للمشركين؟ .24 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد حِرزْ الديِّنِ 40 . وحَِرزْهُ أنَ توُاَليِ منَ أطَاَع وتَبَْ . رَا منِْ مُصِرٍّ وَقفِْ عَنْ كُلِّ مَنْ جُهِلا الحْرِزْ كالحفظ وزناً ومعنى.ً والمراد بالبيت أن صوَنْ الدين من الضياع إنما هو بولاية الصالحين والبراءة من المفسدين، والوقوف عمن جهُل أمرهُ. وإنِمَّا كان حِرزْ الدين بذلك لما فيه من شد الروابط بين المْتُقَّين والتناصح بينهم والتعاون على البر والتقوى، وتجَنَبُّ جمَيِع أسباب الفساد والانفصال التام عن أهله، فإن الولاية رباط روحي يشَُد المْؤُمن إلى المْؤُمن،ِ حتى لا يحُبِ لهَ إ ما يحُبِهُّ لنفسه، ويحَرْصِ على إص ا لحه كحرصه على إص اح نفسه، ولذلك كانت السمة البارزة ل على المْؤمنين الذين يواليِ بعضهُم بعضاً أنهَّم يأمرون بالمْعَرْوف وينهون عن المْنُكْر، مع الالتزام شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد التام بالواجبات الشرعية، قال تعالى: .ک گ گ گ گ. . . . . . .. ںں . . .. ]التوبة: 71 [. فالمؤمن الوفَيِ في هذه البيئة الصالحِةَ يشعر أنه يأوي إلى ركن وثيق، ويتفيأ ظ ال الأخوة الخالصة ل بين المؤمنين، يعُينونه على الخير ويصونونه من الشر، ويحُافظون على سامة دينه ودنياه، والفاجر يشعر أنه منبوذ لا تربطه بهِذَهِ البيئة الصالحة رابطة، فتضَيِق به الأرض بمِاَ رحَبُتَ،ْ فإمَِّا أن يضَطْرَ إلِىَ محُاَسبَة النفس والعودة إلى حظيرة الحق والالتفاف حول الصالحين، وإما أن يبحث عن بيئة أخرى ت ا لئم هواه وطباعه، فينَقَْى المْجُتْمََع من أعماله ويسَلْمَ من شره. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما معنى الحرز في اللغة؟ .1 بينّ باختصار المراد بمصطلح )حرز الدين(؟ .2 حرز الدين يكون بث اثة أمور، اذكرها؟ ل .3 لماذا كان حرز الدين في هذه الأمور الث اثة؟ ل .4 ما هو أثر تطبيق حرز الدين في المجتمع المسلم؟ .5 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الولاَيةَ واَلبرَاَءةَُ الولاَيةَ والبرَاَءةَ على أقسام،ٍ لأنهَّمُا إماَّ أن تكوناَ ولاَية جمُلْةَ وبراءةَ جمُلْةَ،ٍ أو ولاية أشخاص وبراءةَ أشخاص،ٍ وولايةَ الأشخاص وبراءةَ الأشخاص إماَّ أن تكونَا بحِكُمْ الظاَّهرِ أو بالحقيقة،ِ ولمَ يتَعَرَضَّ 5 هنُاَ لبِيَان أحكام هذه الأقسام طلََباً المْصُنفُِّ ل ا لختصار،ِ وتعَوْيِل على ما ذكَرَهَ في سائرِ مصُنَفَّاَتهِ ا لت من الأحكام،ِ وشرُوُحهِ،ِ وإنمَّا ذكَرَ بعض المْجُمَْ فقال في ولاَيةَ الجمُلْةَ وبرَاَءةَ الجمُلْةَ:ِ 41 . وَوَال في جُمْلَةٍ مَنْ قَدْ أَطَاعَ وَعَا . د منَ عَصىَ جمُْلةَ لله ممُْتَثلاِ ووَلاَيةَ الجمُلْةَِ هي أولَّ ما يجَِب من صنُُوف الولاَية على الإنسان،ِ فإنهَّا تجَبِ على كل مسُْلمِ عالمِاً كان أو جاهل،ً إذ يجَبِ على كل أحَد أن يعتقد أنهّ يتَوَلَىَّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد جمَيع أولياء الله مِن الأولَّين والآخرِيِن إلى يوم الديِّن، ويبَرَأَ مِن جمَيع أعداء الله من الأولَّين والآخرِيِن إلى يوم الديِّن. وأماَّ ولاَية الأشخْاَص وبَرَاَءةَ الأشَخْاَصِ فهَمُاَ إماَّ أن تكَوُناَ ظاهرِتَيَنْ أو حقَيِقيِتَّيَنْ؛ِ فولاَيةَ الظاَّهرِِ ا لح الإنسان واستقامتَهِ تتَرَتَبَّ على ما يظَهْرَ منِ صَ في أقواله وأفعالهِ،ِ وكذلك البراءة منه بحِكُمْ الظاَّهرِ أو إنِمَّا هي مبَنْيِةَّ على وقُوُعهِ في مخُاَلفَةَ الحق قو عمَلَ،ً وإصِرْاَرهِ عليها، وثبُوُت ذلك عليه. وطرُقُ هذه الولاَيةَ الظاهرِيِةَّ ث ا لث:ٌ إمِاَّ المْعُاَينَةَ،ُ وهي أن يشَهْدَ الإنِسْاَن المْسُلْمِ منِ غَيْرِهِ ما يَدُلُّ عَلَى اسْتقَِامَتهِ مِنْ غَيْرِ خُرُوج عَنْ مَسْلَك ولا عمَلَ،ً معَ المْسَُارعَةَ إلِىَ التوَّبْةَ عنِدْ الحقَ قوَْ الزلَّلَ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لح وإَمِاَّ الشُّهرْةَ،ُ وذلك بأِنَ يشَتْهَرِ المْرَءْ باِلصَّ والاستْقِاَمةَ حتَىَّ تتَوَاَطأَ الألَسْنُ على نقَلْ ذلك عنَهْ.ُ وإَمَِّا البيَنَِّة العاَدلِةَ،ُ وهي شَهاَدةَ العدَلْيَنْ،ِ واختْلُفِ في شهَاَدةَ الواَحدِ.ِ وأماَّ البرَاَءةَ بحِكُمْ الظاَّهرِ فتَثَبْتُ بالطرُّقُ المْذَكْوُرةَ مع إضِاَفةَ طريق آخرَ إلِيَهْا، وهَِي:َ الإقرْاَر بارتكِاَب أو عمَلَ أو اعتْقِاَداً، والبيَنِّةَ الكبيرةَ،ِ سوَاَء كانت قوَْ بعِدَلْيَنْ.ِ التَّي تثَبْتُ بهِاَ البرَاَءةَ لا تكون إ ولئَنِ كانت ولاَيةَ الظاَّهرِ وبََراَءةَ الظاَّهرِ مبَنْيِتَّيَنْ على ما يظَهْرَ منِ صَاح المَْرءْ أو عدَمَِه؛ِ فمَنِ ا لح ولا بفِجُوُر:ٍ الواجبِ فيمنَ لمَ يكَنُ معَرْوُفًا بصَِ الوقُوُف عنه، حتََّى يثَبُْت ما يوُجِب ولاَيتَهَ أو ما يوُجبِ البرَاَءةَ منِهْ.ُ وأماَّ ولاَيةَ الحْقَيِقةَ وبَرَاَءةَ الحْقَيِقةَِ بنِصَ قطَعْيِ متَْناً ودلاَلةَ يدَلُ ف ا ل تكَوُناَن إِ على سعَاَدةَ أحَدَ بعِيَنْهِ أو شَقاَوتَهِ،ِ سوَاَء ذكُرِ باسمْهِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أو بكِنُيْتَهِ أو بوِصَفْهِ،ِ كما نرَىَ في القرآن الكريم منِ النصَّ على: سعَاَدةَ رسُلُ الله المْصُطْفَيَنْ الأخَيْاَر،ِ وسَعَاَدةَ مرَيْمَ بنِتْ عمِرْاَن وامرْأَةَ فرِعَْونْ،َ والرجَّلُ الذَّي جاَء منِ أقصْىَ المْدَيِنةَ.ِ وشَقَاَوةَ فرِعْوَنْ وأَبيِ لهَبَ وامرْأَةَ نوُح وامرْأَةَ لوُط وابنْ نوُح الذي عصَىَ أمرْهَ.ُ ومثل ذلك ما لو ثبت بالتواتر عن النبي ژ أن أحداً بعينه من السعداء أو من الأشقياء، ولا يكفي في هذا كونه صلوات الله وس مه عليه قد تولاه أو أثنى ا عليه أو أخبر بص احه أو عكس ذلك، فإنه ! كان ل يتولى ويبرأ بحكم الظاهر فيمن لمَ يوُح إليه فيه بشيء، والدليل على ذلك قوله ژ : «ولَيَُذاَدنَ عن حوضي رجال من أمتي فأنادي أصُيَحْاَبيِ أصُيَحْاَبيِ، فيقال لي: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، فأقول فسَُحقْاً فسَُحقْاً (((» ))) أخرجه الإمام الربيع، باب في الأمة أمة محُمد ژ ) 43 ( من طريق أبي هريرة. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وفي رواية: «رجال أعرْفِهُم ويعرفونني »)))، وهو دليل على أنه ژ كان يتولاهم بحِكُمْ الظاهر. والفرق بين ولاية الحقيقة وبراءتَهِا والولاية والبراءة بحكم الظاهر: أن ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة لا تتبدلان، فالولَِي بالحقيقة يظل ولياً ولو ارتكب ما ارتكب من المْحَجُْورات، وإن ارتد عن إس مه، لأن خبر الله لا يتبدل، وكذلك ما أخبر به ا المعصوم عن الله سبحانه، وإنِمَّا تنُفَذَّ فيه الأحكام الدنيوية المترتبة على أعماله، كإقامة الحدود وغيرها، مع الاعتقاد الجازم أن ميِتتَهَ لا تكون إلا مقرونة بخاتمة حسنة، سواء ظهرت لنا أو خفيت علينا، وكذلك البراءة بالحقيقة تظل م ازمة للمتبرأ ل منه، ولو بدا من أقواله وأعماله أنه أبَرَ أهل زمانه، لليقين الجازم أنه لن يمَوُت إلا شقياً. وأما الولاية والبراءة بحكم الظاهر فتتبدلان باخت ا لف حال الشخص المْتُوَلَىَّ أو المتبرأ منه، فإذا ) ) أخرجه البخاري باب في الحوض ) 6212 من طريق سهل بن سعد. ( ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد استقام الفاجر وثبتت عند من كان يتبرأ منه توبته وجبت عليه ولايته، وكذلك العكس. وليس في الجملة ولا في الحقيقة وقوف، لأن ولايتهما وبراءتهما لا تكونان إلا حسب ما في علم الله تعالى، والله لا تخفى عليه خافية، وإنما يجب الوقوف في الظاهر عمن لم يعرف منه موجب ولاية ولا براءة، لأن أحكام الظاهر منَوُطَة بمِاَ يبدو من حال الإنسان، ومنَ خفَيِ أمرهُ فالوقوف هو الواجب في حقه لقوله تعالى: .ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. ]الإسراء: 36 [. وعند التحقيق ينكشف أن ولاية الجملة وبراءتَهَا حكمها حكم الحقيقة، إذ هما أيضاً لا تتبدلان بتبدل أحوال المرء، لأنهما حسب حال المرء عند الله، وإن كانت ولاية الحقيقة وبراءتها المشهورتان في أشخاص وهاتان في غير معُيَنَّيِن،َ ويظهر ذلك في كون ولي الحقيقة لا يمكن أن يكون عدواً في الجملة وكذا العكس، أما الولي بحكم الظاهر فقد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد يكون عدواً في الجملة وكذا العكس، لاحتمال أن يكون أمره عند الله بخ اف ما يبدو من حاله للناس. ل هذا ولا خ اف في أن على الإنسان أن يتولى ل جمَيِع أولياء الله من الأولين والآخرين إلى يوم الدين، كذلك أن يبرأ من جميع أعدائه، وإنمَّا الخ ا لف في ولاية الأشخاص وبراءتَهِم، فذهَبَ إلِىَ وجوبهِمِاَ أصحابنُا بغير خ ا لف، ووافقهم عليهما بعض أصحاب المذاهب الأخرى، وخالفهم آخرون، والدليل عليهما واضح، فإن الله أوجب على المؤمنين أن يتولىَّ بعضهم بعضاً حيث قال: . ک گ گ گ گ . ]التوبة: 71 [، وهؤلاء هم المْوُفَوُّن بدين الله، بدليل قوله في الآية نفسها: .. . . . . . . ں ں . . .. ]التوبة: 71 [. وما ذكره من أوصاف المؤمنين في آيتي الأنفال والمؤمنون، وقال تعالَى: . . . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ.. ]المائدة: 55 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقال النبي ژ: «ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .» لا يقال: إن هذا الواجب إنِمَّا هو في جملة المؤمنين لا في أفرادهم، ف دليل فيه على ولاية ا الأشخاص؛ لأنا نقول: إن الوصف المْجُمْلَ لا بد من أن ينطبق على الأشخاص، فصفة الإيمان والالتزام بمِقُتضياته ليست أمرا مثالياً لا يلمسه الإنسان في حياة إخوانه المؤمنين، وإنما هو أمر واقعي يتجسد في حياة المتقين، فمن وجُدِ فيه وجَبَتَ على الكل ولايته. على أن هذه الولاية ليست فيضاً من مشاعر الرحمة والود فحسب، بل هي تتجسد في الأعمال والأقوال أيضًا، كالمناصرة والدعاء بالرحمة، ولذلك كانت رابطة بين المؤمنين تجمع شتاتهم وتنتظم أفرادهم، حتى تكون جماعتهم ظاهراً أمرهُا، متمكنة من رقاب أعدائها، كما يوحي به قوله 8 : شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد .ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي ي. ]المائدة: 56 [. ومما يؤكد ذلك أن الله سبحانه فرض على عباده المهاجرين والأنصار الذين ربطتهم رابطة الإيمان وانتظمتهم نصرة الله ورسوله والجهاد في سبيله بأموالهم وأنفسهم أن يتولى بعضهم بعضاً، ولم يجعل نصيباً من هذه الولاية لمن لم يهاجر من المؤمنين، إلا في نصرته إن استنصر على من لم يكن بينه وبينهم ميثاق، قال تعالى: .چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ . .. . . . . . ں ں . . . . .. ]الأنفال: 72 [. ثم إنه سبحانه بينّ انحصار ولاء الكفار بعضهم لبعض، حيث قال: .ھ ھ ھ ے ے. ]الأنفال: 73 [، ومعنى ذلك أنه لا يتولاهم إلا من شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كان مثلهم، كما قال تعالى: .. . . . .. ]المائدة: 51 [، وأتبع ذلك ما يترتب على ترك المؤمنين لهذا الواجب حيث قال: . . . . . . . . .. ]الأنفال: 73 [. أما البراءة من الأشخاص فدليلها قوله تعالى: .. . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..، إلى أن قال: .. . . . . پ پ پ پ . . .. ]الممتحنة: 4 - 6[، ومن المعلوم أن براءة إبراهيم ومن معه إنما كانت من أشخاص بأعيانهم، ومن بينهم أبو إبراهيم، وقد أوجب الله على :ً . . . المؤمنين التأسي بهم، حيث قال أو . ہ ہ.، ثم أكد ذلك بقوله: . . . . . . پ پ پ پ . . ... ومفهوم ذلك أن منَ لمَ تكن له هذه الأسوة فليس هو ممِنَّ يرجو الله واليوم الآخر، وزاد ذلك تأكيداً شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد قولهُ:ُ . ي ي ئج ئح ئم ئى ئي .، فإن مثل هذا القول لا يخَرْجُ إلا مخَْرجَ التهديد لمِنَ أعرض عن الاتباع. فإن قيل: إن إبراهيم ومَنَ معَهَ تبرأوا من القوم المشركين؛ ف ا يقوم من هذا دليل على البراءة من ل أصحاب الكبائر دون الشرك، كقتل النفس بغير حق والزنا وأكل الربا وسائر أنواع الظلم والفسوق. قلنا: إن هذه كبائر توَعََّد الله عليها، وقد جاء في كتابه وفي سنة نبيه ژ ما يدل على استحقاق فاعلها سَخطَ الله ووعيدهَ، ولا شك أن الإقدام عليها والإصرار على مقُاَرفتها عصيان لأمر الله تعالى وفسوق عن دينه، وقد أخبْرَ سبحانه في كتابه أنه حبَبَّ إلى عباده المؤمنين الإيمْان وكرَهَّ إليهم الكفر والفسُُوق والعصيان،َ وذلك قولهُ: . . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک . ]الحجرات: 7[. ومِن شأن كراهة الفعل كراهة فاعله. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ويؤكدِّ ذلك ما جاء على لسان رسول الله ژ ممِاَّ يدل على براءته ممِنَّ فعَلَ الكبائر دون الشرك، كقولهِ:ِ «منَ غشََّنا فليس منا »)))، وقولهِ:ِ «ليس منَِّا منَ لطَمَ الخدُوُد وشَقَ الجيُوُب ودَعَاَ بدِعَوْىَ الجاهلية »))). ومثِلْهُ ما جاء على لسانه منِ لعَنْهِ منَ أتَى بعض الكبائر، كلَعَنْهِ المْتُشبهِّين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) )، كما في حديث ابن عباس عند ) البخاري، وكقولهِ:ِ «لعَنَ الله الربِّا وآكلهَ ومؤكلهَ وكاتبهَ وشاهدِيه »)))، وقولهِ:ِ «لعَنَ الله المْحُلَلِّ والمْحُلَلَّ لهَ .(((»ُ ) ) أخرجه الإمام الربيع في كتاب: البيوع، باب: في الربا والانفساخ ) والغش ) 582 . ( ) ) أخرجه البخاري في كتاب: المناقب، باب: ما ينهى عن دعوى ) الجاهلية ) 3519 ، ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: تحريم ضرب ( الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية. ))) لعَنْ الرسول ژ المْتُشبهِّين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال: أخرجه البخاري في كتاب: اللباس، باب: المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال ) 5885 من طريق ابن عباس. ( ) ) أخرجه أبو داوود في كتابك البيوع، باب: في آكل الربا ومؤكله ) 3333 ، ) ( والترمذي في كتاب: البيوع، بابك ما جاء في أكل الربا ) 1206 . ( ) ) أخرجه أبو داود في كتاب: النكاح، باب: في التحليل) 2076 ، والترمذي ) ( في كتابك النكاح، باب: ما جاء في المحلل والمحلل له ) 1119 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ف ا ل ريَْب في كونِه ژ بريئاً من هذه الأعمال وفاعلها، وللمؤمنين فيه أسوة حسنة،ٌ قال تعالىَ: .ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . . ي ي ي ي. ]الأحزاب: 21 [. ثمُ إنِ المصنف 5 أشار إلى ولاَية الحقيقة وبراءتَهِاَ بقولهِ:ِ 42 . وكَلُ منَ عصََم المَْولْىَ ولاَيَتهُُ فرَضْ كعَُدوْاَن منَ إيَِّاه قدَ خذَلاَ ويعني به أن ولاية الحقيقة فريضة على المؤمن لكل من عصمه الله من اله اك، سواء كانت هذه ل العصمة عصمة من الوقوع في الأعمال المهلكة كعصمة الم ائكة، الذين قال الله فيهم: . . ئا ل ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ.. ]التحريم: 6[، وقال فيهم: .. . . . . .. ]الأنبياء: 27 [، وقال فيهم أيضاً: . . .. . .. ]الأنبياء: 20 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ومَثِلْهُمُ الأنَبْيِاَء واَلمْرُسَْلوُن،َ فقَدَ أثنْىَ الله عليهم في كتِاَبِه ووَصَفَهَمُ بأنهَّم منِ عبَِادهِ المْخُلْصَيِن،َ وأنهَّم منِ المْصُطْفَيَْن الأخَيْاَر،ِ معَ ماَ جاَء في كتابهِ : .. . . . منِ قوَلْهِ لإبِلْيِس لعَنََه اللهُ ں ں. ]الحجر: 42 [، وهؤلاء هم من أخص عباده، ف ا سلطان للشيطان عليهم، وأما ما كان من ل عتاب الله لبعضهم وذكر اعترافهم بذنوبهِمِ ونسبة العصيان إليهم فإنِمَّا ذلك لعلو قدرهم، فالصغير في حق غيرهم كبير في حقهم، وقد قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين، فما بالك بالمرسلين الذين هم أشد قرباً وأقرب منَزْلِةَ وأجل قدراً ؟ وعلى أي حال فهم لا يقُرَوُّن على باطل ولا يصُرِوُّن على ما فعلوا، وإنِمَّا تتجدد توبتهم إلى الله في كل حين. أو كانت عصِمْةَ من الموت على ما يسخط الله من المعتقد الباطل أو العمل الفاسد أو القول المنكر، كما هو شأن الذين كتب الله لهم النجاة من الردَّى، فأنقذهم من الض ا لل إلى الهدى، وأخرجهم شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد من الظلمات إلى النور، وباعدهم من الغي والفساد، ومن هؤلاء من كان من قبل على ملة الإشراك بالله فأنقذه الله منها كسحرة فرعون. وبالجملة فإن كل من ثبتت عصمته من اله اك ل بالدليل القطعي أو ثبت رضى الله تعالى عنهم أو أنهم من أوليائه وأصفيائه، أو أنهم من حزبه المقربين؛ فهم أولياء بالحقيقة سواء كانوا غير معينّين بأشخاصهم كعموم الم ا لئكة وجلة الأنبياء والمرسلين، أو كانوا معينّين كالمنصوص عنهم من الأنبياء والمرسلين والم ائكة المقربين، ومثل ذلك ل امرأة فرعون ومريم ابنة عمران والرجل الذي جاء من أقصى المدينة وهو يسعى آمراً قومه باتباع المرسلين. ويقابل هذه الولاية ما يجب من براءة الحقيقة من كل منَ ثبت خذلان الله تعالى لهَ وسخَطَهُ عليه، وأنه من أهل العذاب، سواء كانوا غير محَصْوُرين كالشياطين وأوليائهم الذين ماتوا على كفرهم شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وفسقهم، أو كانوا مذكورين بأسْماَئهم كفرعون وقارون وهامان، وبنعُوتهِم وأوصافهم كأصحاب الأخدود والذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، وكذلك امرأة نوح وامرأة لوط، أو بالكنى كأبي لهب، وقد سَبقَ بيان هذا القسم من الولاية والبراءة كسائر الأقسام مع بيان طائفة ممِاَّ يتعلق به من الأحكام. 43 . وكَنُ موُاَل إمَِام المْسُْلمِيِن ومَنَْ حوَتَْه طاَعَتهُ إلاِ الَّذيِ انخَْزلاَ يعني أن منِ الواجب على المسلمين أن يوالوا إمامهم الشرعي الذي اختير للإمامة وبويع بيعة شرعية من قبل أهل الحل والعقد من المسلمين، والتزم العمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الص اة والس م ، فإن ولايته واجبة على الأمة ل ا كطاعته، ما لمَ يحُْدثِ حدثاً ينقض هذه الولاية ويسقط طاعته عن رقاب العباد، لأن طاعته وولايته كليهما مرهونان بطاعته هو لربه ووفائه بعهده، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والتزامه ما التزمه من القيام بأمر المسلمين وفق نظام الحق وطبق معايير العدل. فإن حاد عن ذلك كان كغيره في وجوب إنزاله حيَثْ أنزل نفسه، فتجب استتابته، فإن تاب قبُلِتَ توبتَهُ واستمرتَّ ولايتَهُ وبقيت إمامته، إلا أن يكون الحدث الذي ارتكبه موجباً لإقامة حد عليه، فهنا يجب على جماعة المسلمين بعد ثبوت ذلك الحدث عليه أن يخلعوا طوق الإمامة عن رقبته، ويخَتْاروا منِ المْسُلمين منَ يتولىَّ هذا المْنَصْبِ فيقيم عليه الحْدَ الواجب، لأنه وغيره في حدود الله سواء، فإن تاب قبلت توبته، ولكنه يظل غير أهل للإمامة، وقيل بل على جماعة المسلمين إقامة الحد عليه واستتابته، فإن تاب قبلت توبته وعادت إليه الولاية واستمرت إمامته فيهم. والقول الأول هو الأرجح، نظراً لمَِا لمِنَصْبِ الإمامة من قدر، ولا ريب أن ارتكاب الإمام موجب الحد وظهور ذلك بين الناس حيث أنزل به ما يستحقه شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد من العقاب يجَعْلَهُ عرُضْةَ لسخرية الساخرين وتنَدَرُّ سفهاء الناس، ف ا تبقى له في نفوسهم هيبة، وذلك ل مناف لمَِا يجَبِ أن يكون عليه الإمام من الهيبة والوقار وتقدير عامة الناس وخاصتهم له، فبدِوُن ذلك ينحلَ النظام وتعم الفوضى. وإن كان ما أتاه من حدث لم يطلع عليه إلا أحد بعينه من المسلمين؛ كان على ذلك أن يصارحه بمِاَ اطلع عليه، وأن يطلب منه التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق، فإن تاب قبَلِ منه، وإن أصر تبَرَأَّ منه سراًّ، لئ ا يبيح البراءة من نفسه، وأبقى له الطاعة فيما إذا ل لم يأمره بمِعَصْيِةَ الله تعالى، حفاظاً على وحدة الأمة واستقامة أمرها. وقولهُ: «ومن حوته طاعته » يعني وجوب ولاية من كان من رعايا إمام المسلمين منُقْاداً لحِكُمْهِ مذُعْنًِا لطاعته، لمَ تبَْدرُ منه بادرة سوء، ولمَ يخُاَلفِ شرع الله تعالى، لأن من كان كذلك فهو شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد من أهل الاصطفاء، لأن سيرته ترُتْضَىَ وقد نهَجَ منهج الحق. فإن قيل: ما وجه تخصيص من كان من رعايا إمام المسلمين بهِذَا الحكم، مع أن الولاية حق لكل من استقام على الطريقة ولو كان من رعايا الجبارين؟ قلنا: هذه هي ولاية بيَضْةَ المسلمين، لأن الأصل في جماعة المسلمين مع استْتِبْاَب الحكم الشرعي وإقامة حدوده، وتنفيذ الأحكام على القوي والضعيف أن تكون أحوال المسلمين في إطار دولتهم على نهَجْ الاستقامة، إلا مَن بدَرَتَ منه بادرة سوء فظهرت مخُاَلفَتهُ لأحكام الدين أو تمَرَدُّهُ على إمام المسلمين، فالواجب في حقه ما هو حقيق بأمثاله من البراءة والإبعاد عن هذا التكريم، لأنه انخَْزلَ أي انقطع عن ركب جماعة المسلمين، وهو معنى استثناء المصنف 5 حيث قال: «إلا الذي انخْزَلاَ .» شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 44 . وعََاد في الديِّن جَباَّراً وعَاَملَِهُ ومَنَ لَه في سبَيِل المْكُْفرِاَت تلاَ 45 . لا كُلَّ مَنْ قَدْ حَوَى سُلْطَانُ عِزَّتِهِ إذِ قَد يكَوُن هُناَك مؤُمِْن دخَلاَ كما تجب ولاية الإمام العادل تجب البراءة من ضده وهو الإمام الجائر، لفساده وجوره، وكذا كل من شد أزرْهَ وأعانه على بطشه وظلمه، وهو المراد ب «عامله .» ولكن لا ينطبق هذا الحكم على جميع الذين شَملِهم حكمه وكانوا له رعية، فقد يضطر الصالحُِون إلى العيش تحت نير أهل الظلم والاستبداد، كما كان ذلك في عهد بني أمية، فكم من صالِح اضطرته الأقدار إلى العيش تحت سلطتهم، وإلى اتقاء بطشهم وظلمهم، وناهِيك بمَِن كان تحَْت وطأتهِِم منِ خيار الصحابة والتابعين، كعبدالله بن عمَُر وعبدالله بن عباس شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأنس بن مالك وجابر بن زيد وجعفر بن السمَّاَّك وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة وضمُام بن السائب وأبي الحرُ علي بن الحصين وأبي نوح صالح الدهان وغيرهم من أهل البر والص اح ل والتقوى، كما وجُدِ ذلك في الأمم السابقة كامرأة فرعون ومؤمن آل فرعون، ف ا ل يضَيِر أحداً في دينه أن تعَلْوُهَ يدَ جبَاَّر مفسد مع استقامته على الحق وعدم تفريطه فيما بينه وبين ربه. والمراد بولاية الإمام العدل والبراءة من إمام الجور: إمام الزمان، فإن على المسلم أن يكون عالمِاً بحِاَل إمام زمانه، ليطيعه إن كان من أهل الطاعة، ويحَْذرَهَ إن كان من أهل الجور، وكذلك تجب ولاية من اشتهر بالص اح والعدل والتقوى ل من الأئمة الغابرين والبراءة من أضدادهم. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 46 . ثمُ الولاَيةَ توَحِْيداً تكَوُن وأَخُْ . رىَ طاَعةَ فرُضِتَ إنِ شرَطْهُاَ حصَلاَ 47 . كذَاَ البرَاَءةَ،ُ واَلشرَّطْ الذَّيِ وجَبَتَْ بِه الولاَيَة:ُ أنَ تُلفْيِه ممُْتَثلاِ يعني أن الولاية تنقسم إلى قسمين: منها ما يكون مقرونًا بتوحيد الله تعالى، لأنه ممِاَّ يندرج في الاعتقاد، ومنها ما يكون من ضمن الطاعات، لأنه ممِاَّ يندرج في الأعمال، وكذلك البراءة. فولاية الجملة وبراءة الجملة داخلتان في الاعتقاد المفروض على العباد، وكذلك ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة، لأنهما لا تجَبَِان إلا بنص قطعي، فتركهما إنكار للنص وإعراض عنه، ولذلك يكفر كفر شرك من أنكر ولاية الجملة وبراءتها، أو ولاية الحقيقة وبراءتها. اف ولاية الظاهر وبراءته، فمن لوذلك بخِِ أنكرهما فهو فاسق، وكفُرْهُ كفر نعمة لا يخرجه من شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ملة الإسام، والإتيان بهِمِاَ من الطاعات العملية، وتركهما من المعاصي، وقد سبق أن الولاية مشروطة وتركاً، وهو بامتثال مَن تتولاه أمرْ الله تعالى فع معنى قول المصنف « :5 والشرط الذي وجبت به الولاية أن تلفيه ممُتْثَلا .» 48 . ورَبَُّناَ لمَ يَزلَ للِمْؤُمِْنيِن ولَيِْ . ياً هَكذَاَ وعََدوُاًّ للِذَّيِ نصََا 49 . وهَكَذَاَ أبََداً ليَسْ الزمَّاَن ولاَ الْ . أفَعْاَل تقَْدحَ فيِه،ِ خُذهْ منُْتحَلاِ يعني أن ولاية الله لأوليائه وعداوته لأعدائه أزَلَيِتَّان لا تتبدلان بتغير الأحوال ولا بتقلب الأزمان، فإن الله لمَ يزَلَ عليماً بأحوال عباده، وما سيؤول إليه أمر كل أحد منهم من ص اح ل الصالحين ورشد الراشدين، أو فساد المفسدين وض ال الغاوين. ل فهو تعالى ولَِي لأوليائه الذين علم انق ا لب شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أمرهم إلى الص اح والتقوى، وإن كانوا قبل ذلك ل على فجور وض ا لل كسحرة فرعون، فإنهَّم أولياء لله 8 حتى حين عتوهم في الكفر، عندما انبروا لمِغُاَلبَةَ موسى ‰ رغبة في إزهاق الحق الذي جاء به، وهو عَدوُ لأعدائه الذين علم أنهم سينقلبون إلى الفساد والغي، حتى في حين عبادتَهِم له وامتثالهم أوامره، كإبليس فإنه عدو لله قبل طرده، كما أنه عدوُ له بعد طرده، ولمَ تغُنْ عنه من الله عبادتهُ شيئاً، وكالذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، فهو عدو لله قبل تلَبَسُّهِ بهِذه الض ا للة، كما أنه عدَوُ له بعدها. وبهِذَا يتبين أن ولاية الله لعباده أزلية أبدية، وكذا عداوته للمجرمين، لا يؤثر عليهما ما يحدث منهم من أفعال الخير أو الشر، لأن خاتمِةَ كل منهم معلومة له تعالى، وبحِسَبَهِاَ كانت ولايته لمن تولاه وعداوته لمن عاداه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 50 . لَكنَِّناَ قَد تعُُبدِّنْاَ بطِاَعتَِهِ فكَُلُّناَ عاَمِل بمَِا لَه جُعلاِ يعني أن الله 4 تعبدنا بطاعته، مع علمه سبحانه بمِصَير كل منا، وولايته لمن صلح وبراءته من المفسدين، وما منا إلا هو عامل بمِاَ جعُلِ له أي خلُقِ كما جاء في الحديث عن النبي ژ عندما قيل له: أف ا ل نتَكَّلِ ؟ فقال: «اعِمْلَوُا؛ فكَلُ ميُسََّر لمِاَ خُلِقَ لَهُ »)))، ذلك لأن ص ا لح منَ صلح وفساد منَ فسَدَ لمَ يكن إلا بمِاَ اختاره لنفسه، نسأل الله تعالى العافية في الدارين. 51 . معَْنىَ موُاَل مُعاَد:ٍ عَالمِ بهِمُِ وبَاِلَّذيِ فعََلوُه الجِد واَلهَْزلاَ هذا بيان لمعنى ولاية الله تعالى لأوليائه وعداوته لأعدائه، فإنهَّما راجعتان إلى علمه بخاتمِةَ كل منهم ) ) رواه البخاري باب قوله: )فأما من أعطى واتقى رقم ) 4661 ، ( ( ) ومسلم باب: في كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابه رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته ) 2647 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ومآلِه في الآخرة، وعليه فهما صفتا ذات، وقيل المراد بولايته: توفيقه للصالحين منهم؛ وببراءته: خذلانه للمجرمين، وعليه فهما صفتا فعل. وقول المصنف « : 5 وبالذي فعلوه الجد والهزلا » مرُاَدهُ:ُ الذي يفعلونه، وإنِمَّا عبَرَّ بالماضي عن المضارع لأجل تحقق مضمونه، فإن ما علم الله وقوعه لا بد منه. والجْدِ والهْزَلْ معروفان، وهمُاَ ضدِاّن، وهمُاَ هنا بيان لمِاَ أجمْلَهَ الضمير المنصوب في فعلوه، ولذلك منه والهزل معطوفاً عليه. كان الجد بد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عددّ أقسام الولاية والبراءة إجمالا؟ .1 ما هو أول قسم يجب على الإنسان من تلك الأقسام؟ .2 وضحّ معنى ولاية الجملة وبراءة الجملة؟ .3 تنقسم ولاية الأشخاص وبراءة الأشخاص إلى .4قسميَن، اذكرهما؟ ما المقصود بولاية الظاهر وبراءة الظاهر؟ .5 كيف تثبت الولاية الظاهرية؟ .6 هل هناك فرق بين طرق الولاية والبراءة بحكم الظاهر؟ .7 ما حكُم منَ لم نعرفه بص ا لح أو فجور؟ .8 منِ أين تثبت ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة؟ .9 هل كان النبي ژ يتولىّ ويبرأ بحكم الظاهر؟ وما .10الدليل؟ ما الفرق بين ولاية الحقيقة وبراءتها والولاية والبراءة .11بحكم الظاهر؟ في أي أقسام الولاية والبراءة يكون الوقوف؟ .12 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فيم تتفق ولاية الجملة وبراءتها وولاية الحقيقة .13وبراءتها، وفيم يختلفان؟ هل يمكن أن يكون ولي الحقيقة عدواً في الجملة أو .14العكس؟ هل يمكن أن يكون الولي بحكم الظاهر عدواً في .15الجملة أو العكس؟ ولماذا؟ هل اتفق العلماء على وجوب ولاية الجملة وبراءتها؟ .16 بينّ خاف العلماء في وجوب ولاية الأشخاص .17وبراءتهم؟ اذكر الأدلة من القرآن والسنة على وجوب ولاية .18الأشخاص وبراءتهم؟ وبينّ وجه الدلالة منها؟ منِ أدلة وجوب ولاية الأشخاص ما جاء في سورة .19 الأنفال في حديثها عن المهاجرين والأنصار وعن الكفار، اذكر تلك الآيات وبين دلالتها على ذلك؟ ما هو الدليل على وجوب براءة الأشخاص؟ .20 هل تجب البراءة من أصحاب الكبائر دون الشرك؟ .21وما الدليل؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما هي القاعدة فيمن تجب له ولاية الحقيقة؟ .22 بينّ الأدلة على عصمة الم ا لئكة؟ .23 هل جميع الأنبياء والرسل معصومون؟ ولماذا عاتب .24الله بعضهم ونسبه إلى العصيان؟ اذكر أمثلة لمن تجب ولايتهم بالحقيقة؟ .25 ما هي القاعدة فيمن تجب منهم براءة الحقيقة؟ .26 اذكر أمثلة لمن نتبرأ منهم براءة الحقيقة؟ .27 هل يجب على المسلمين أن يتولوا إمامهم الشرعي؟ .28 منَ هو الإمام الذي تجب ولايته وطاعته؟ .29 ماذا يجب على المسلمين تجاه إمامهم إذا أحدث .30حدثا لا يوُجب حداًّ؟ إذا فعل الإمام ما يوجب الحد، وعلم المسلمون عنه .31ذلك؛ فماذا يجب عليهم؟ هل يعود الإمام إلى منصبه بعد توبته وإقامة الحد .32عليه؟ بينّ قولك بالدليل. ماذا يجب على من اطلع على حدث للإمام، ولم .33يشاركه أحد في معرفة ذلك؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هل تجب ولاية جميع رعايا الإمام الشرعي؟ .34 ما معنى ولاية بيضة المسلمين؟ .35 بينّ حكم البراءة من الإمام الجائر؟ .36 هل تجب البراءة من جميع رعايا الحاكم الجائر؟ .37 اذكر بعض خيار الصحابة والتابعين الذين عاشوا .38تحت حكم أئمة الجور؟ لقد حكى القرآن الكريم عن بعض الصالحين من .39رعية فرعون، اذكر الآيات الدالة على ذلك؟ هل على المسلم أن يكون عالما بحال حاكم زمانه، .40ولماذا؟ الولاية والبراءة تكونان إما توحيدا وإما طاعة، .41ما معنى ذلك؟ ما حكم من أنكر ولاية الجملة وبراءتها، أو ولاية .42الحقيقة وبراءتها؟ عللّ إجابتك. ما حكم منَ أنكر ولاية الظاهر وبراءتها؟ .43 ما معنى قول الناظم: )والشرط الذي وجبت به .44الولاية أن تلفيه ممتث لا؟ ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما معنى أن ولاية الله لأوليائه وعداوته لأعدائه أزليتان .45أبديتان؟ هل كان سحرة فرعون أولياء لله قبل إيمانهم؟ عللّ .46إجابتك. هل كان إبليس وليا لله قبل أن يطرده الله؟ بينّ السبب. .47 هل للإنسان أن يتكل على علم الله بمصيره ويضيع .48العمل؟ ما معنى ولاية الله لأوليائه وبراءته من أعداءته إذا قلنا .49 إنهما صفتا ذات، وما معناهما إن قلنا إنهما صفتا فعل؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذكِرْ الكفُرْ ومَاَ يشَتْمَلِ علَيهْ الكفُْر لغُةَ:ً هو التغطية، ولذلك سُميِّ الزارع كافراً، لأنه يغُطيّ البَذرْ بإلقاء التراب عليه؛ قال تعالى: . . . چ . ]الحديد: 20 [. ومنِ شواهدهِ قول الشاعر: . ألَقْتَ ذكَُاء يمَيِنهَاَ فيِ كاَفرِ . يعني به غروب الشمس، ف «ذكُاَء »ُ هي الشمس، وإلقاؤهُا يمَيِنهَا في كافر:ٍ كناية عن استِْتاَرها وراء الأفق في الغروب. ومنه قول لبَيِد:ٍ يعَْلوُ طرَيِقَة مَتنْهِاَ مُتوَاَترِاً فيِ ليَْلةَ كفََر النجُُّوم غمََامهُاَ وهو في الاصط ا لح كفُْراَن:ِ كفر بالله وكفر بنعمته. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فالكُفرْ بالله: هو الإشراك به سبحانه، وهو مخُرْجِ من ملِةَّ الإس ا لم، وسيأتي إن شاء الله بيانهُ قريباً مقَرْوُناً بحِكُمْهِ في شرح ك ا لم المصُنَفِّ. وأماَّ الكُفر بنعِمْتَهِ تعالىَ: 8 على عبده من نعمه فهو صَرفْ ما أنعْمَ بهِِ الظاهرة أو الباطنة إلى ما لمَ يخُلْقَ مِن أجلْهِ من الطاعة، ويكون ذلك بالإعراض عن مفروضاته تعالىَ أو ارتكاب محَظْوُراته، وهو بهَِذاَ المْعَنى نقيض الشكُّرْ،ِ لأن الشُّكرْ صرَفْ العبد ما أنعم الله به عليه من النعم في طاعته. ومنِ أدلتَّهِ قولهُ تعالى: . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . ]الإنسان: 3[ وقولهُ حكِاَيةَ عن سلُيمان ‰ : . . ہ ہ ہ . ]النمل: 40 [، وقولهُ:ُ . . . . . . .. . . . . .. ]إبراهيم: 7[، وقولهُ:ُ . ھ ھ ے ے . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . .. . . . . . . . . ]آل عمران: 97 [، وذلك أنهَّ جعَلَ ترَكْ الحج كفُرْاً. وقد ورَدَتَ بهِ أحاديث كثيرة،ٌ حتى إن مسُلْمِاً أفرْدَ لهَ باباً في صحَيِحه، وترَجْمَ لَه البخُاَريِ بقولهِ:ِ )كفُرْ (. وممِاَّ جاء فيه قول النبي ژ : «سِباَب دوُن كفُْرٍ المْؤُمْنِ فسُوُق وقتِاَلهُ كفُرْ »ٌ)))، وقولهُ:ُ «لا ترَجْعِوُا بعَدْيِ كفُاَّراً يضَْربِ بعَضْكُمُ رقَِاب بعَْض »ٍ)))، ومَاَ روَاَه ژ: «مَنْ أَتَى رَجُ شَهْوَةً منِْ دُون ل 5 منِ قولهِِ الربَّيعُ النسِّاَء أو أتَىَ النسِّاَء في أعجْاَزهِنِ فقَدَ كفَرَ »َ)))، وقولهِ:ِ ترَكْهُ الصلاَّة »َ))) وفي رواية «ليَسْ بيَنْ العبَدْ والكفُرْ إِ غيَرْ الربَّيع: «بين الرجَّلُ والكفر »))). وحديث برُيَدْةَ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الإيمان/ باب: خوف المؤمن من أن ) يحبط عمله ) 48 . ( ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الفتن/ باب: الإنصات للعلماء ) 121 . ( ) ) ) أخرجه الإمام الربيع في الزيادات/ باب: الحجة على من قال إن ) أهل الكبائر ليسوا بكافرين ) 748 . ( ) ) أخرجه الإمام الربيع في كتاب: الص اة/ باب: جامع الص اة ) 303 . ل ل ) ( ) ) أخرجه مسلم في كتاب: الإيمان/ باب: بيان إط اق اسم الكفر على ل ) من ترك الص اة ) 82 . ل ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد عند الجمَاَعة إلا البخاري: «العهَدْ الذي بيَْننَاَ وبَيَنْهَمُ الصلاَّة،ُ فمَنَ ترَكَهَاَ فقَدَ كفَرَ .(((»َ ويخَتْلف هذا الكفر عن سابقه بأنَّه لا يخُرْجِ صاحبهَ من ملِةَّ الإس ا لم، بل يعُاَملَ في الحياة الدنيا في الولاَية؛ فإنهَّا اصطفاء معاملَةَ المسلمين إ ا لحهُ وتقَوْاه. لمِنَ ثبَتَ صَ لا يكون إ وقد أثَْبتَهَ أصحابنُا رحمهم الله باتفاق،ٍ وقال بهِ كثير من أهل الحديث وجماعة من المْحُقَقِّيِن،َ وأنَكْرَهَ أكثر أهل العلم منِ غيَرْنِاَ، وقد حاَروُا في فهَمْ هذه النصوص وما تحُمْلَ عليه، فمنهم من قال: إن المراد بهَِا المْبُالغَة، وأن هذه الأعمال هي في الأصل أعمال الكفَرَة، ومنهم منَ حمَلَهَا على من أتَىَ بمِاَ ذكُرِ مسُْتحَلِ،ًّ وذهَبَتَ طائفة كالحنابلة إلى أن تاركِ الص ا لة منِ بيَنْ هؤلاء ) ) أخرجه النسائي في كتاب: الص اة/ باب: الحكم في تارك الص اة ل ل ) ) 462 (، والترمذي في كتاب: الإيمْان / باب: ما جاء في ترك الص ا لة ) 2621 ، وابن ماجه في كتاب إقامة الص ة/ باب: ما جاء في ترك ا ( الص اة ) 1079 . ل ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كفُرْهُ كفُرْ ملِةَّ،ٍ ومعناه أنهَّ يعُاَملَ معاملة المشركين في الحياة الدنيا. وهذا كلُُّه فرِار من الواضح إلى المشُْكلِ، فإن الدلائل قائمة على أن المراد بالكفر فيما ذكُرِ كفُرْ النعِّمْةَ، فإن الإنسان خلُقِ لعبادة الله تعالى، والعبادة هي منُتهَىَ الخضوع والتواضع والانقياد، وخلُقِ لهَ ما في الأرض جمَيِعاً، وسخُرِّ لهَ ما في الوجود، ليكون ذلك كلهُّ عوَناً على القيام بحِقُوق العبادة والطاعة، فإن هو شذَ فسَخَرَّ شيئاً من طاقاته أو شيئاً من هذه الهْبِاَت الأخرى ل ا لستعانة بهِ على معصية الله تعالى كان ذلك جحَدْاً معنوياًّ لمِاَ أنعَْم الله عليه من تلِكْمُ النعمة التي انحْرَفَ بهِاَ عن سواء السبيل، وهو عيَنْ الكفر لغُةَ،ً فإنِ هو أصَرَ على ذلك كان حقَيقًا بوصف الكفر، وبهِذَا يتبين لك أن الإصرار على أي كبيرة هو كفر بنعمته سبحانه، سواء كانت فعل أو تركاً. 5 النوع الأكبر من هذا؛ وقد بيّن المْصُنفُِّالكفر وهو الشرِّكْ حيث قال: شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 52 . وَالشِّرْكُ لا بُدَّ منِْ أَنْ تَعْرفَِنْهُ لكَِيْ تكَوُن في مقَْعدَ عنَ غَيهِّ اعْتزَلاَ وبَيَْ . 53 . وهَوْ المْسُاَواَة بيَنْ الله جلََّ ن الخلَقْ أوَ جحَدْهُ سُبحْاَنهَ وعَلاَ يعَني أنهَّ لا بدُ لك من معرفة الإشراك بالله، لأجلْ أن تكون بمِنَأْى عنه، وهو ينقسم إلى قسمين: شرِكْ مسُاَواَة وشرِكْ جحُوُد.ٍ فالمْسُاَواة:ُ أن يسَُويِّ بين الله وبين خلَقْهِ في شيء،ٍ فمَنَ اتخَّذَ مع الله إلِهَاً آخرَ فقد سوَىَّ بين الله تعالى وبين غيره؛ إذ جعَلَ الألُوُهيِةَّ مشُْترَكَةَ بينه وبين شريكه، 8 معُيناً أو وزيراً أو مشُيراً فقد ومنَ زعََم أن للهِ سَوىَّ بين الله وبين غيره في الاحتياج إلى منَ احتاج إليه، وكذلك منَ زعَمَ أن لله صاحبة أو ولَدَاً فقد ساَواَه تعالى بغيره في ذلك، ومثِْلهُ إن زعَمَ أن الله سبحانه حادث أو فاَن،ٍ أو وصَفَهَ بأي صفِةَ من شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد صفات الخلق، فقد ساواه تعالى بخِلَقْهِ في الاتصاف بتلك الصفة. وأماَّ الجحُوُد:ُ فهو أن يجَحْدَ وجُود الله تعالى، أو ما عرُفِ منِ الديِّن بالضرَّوُرة من صفاته وأفعاله، كأنَ يجَحْدَ كونهَ عالمِاً أو كونهَ سَميِعاً أو بصَيراً أو قدَيراً، أو يجَحْدَ ا لء وحسِاَبهَمُ،ْ خلَقْهَ الخلَقْ أو إمِاَتتَهَمُ،ْ أو بعَثْ العقَُ أو أن يجَحْدَ إثِاَبتَهَ للمطُيع وعقوبتَهَ لمِنَ عصَاَه، أو يجَحْدَ إنِزْاَلهَ للِكْتُبُ أو إرسَالهَ للرسُّل، ويدخلُ في واحداً أو كتاباً واحداً ذلك ما لوَ جحَدَ ولَوَ رسَُو ممِاَّ ثبَتَتَ الحجُةَّ بهِ، أو يجَحَْد حكُمْاً منِ الله أنزْلَهَ في كتابه، أو خبَرَاً أخَبْرَ بهِ، فإنهَّ بذِلَكِ كلُهِّ يكون في عدِاَد المشركين. وهذا التقسيم ليس منَصْوُصاً عليه، وإنمَّاَ هو فيمُكْنِ عند التحقيق أن يرُدَ اصط ا لح لأصحابنا، وإِ الشرك كلُهُّ إلى المساواة أو إلى الجحود. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والأصل في الإشراك لغُةَ:ً جعَلْ شريك لأحَدَ.ٍ والكفر يشمل الإشراك كما يشمل كفر النعمة، وإنمَّا هو في الإشراك أغَلْظَ،ُ فهو مخُرْجِ من ملِةَّ الإس ا لم، ا ل توَاَصلُ بين المْشُركين والمْسُلمين بجِوَاز تنَاَكحُ فَولا توَاَرثُ ولا دفَنْ في مقابر المْسُلمين، ولا القيام بأي حق من حقوق المْوَتْىَ إلا الدفَّنْ. 54 . ومَاَ سِواَه منِ الكُفرْاَن يلَزْمَُناَ أيَ علِمُْه إنِ علَمِْناَ حكُمْهَ الفصَلاِ 55 . مَا لَمْ نَكُنْ رَاكِبيِهِ أَوْ نُصَوِّبُ مَنْ يأَتْيِه عمَدْاً وجَهَلاْ، هكََذاَ نُقلاِ يعني أن ماَ عدَاَ الشرِّكْ منِ الكفر وهو كفر النعِّمْةَ الساَّلفِ الذكِّر يلَزْمَنُا علِمْهُ بقيام الحجةَّ بهِ، واختلُفِ فيمن تقوم به الحجة فيما يسع جهلهُ نحو هذا، فقيل بعدَلْيَنْ،ِ وقيل بل تقوم بعِدَلْ واحد.ٍ لا تقوم إ ومرُادهُ بهِذَاَ جميع المْحَاَرمِ من الأفعال والأقوال التي هي دون الإشراك، وهي كالزنِّا وأكلْ الربِّا وقتل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد النفس المحرمَّة بغير حق،ٍّ وشُربْ الخمر وعقوق الوالدين وقطع الرحَِّم،ِ والسرقة وأكل أموال اليتامى ظلماً وأكل أموال الناس بغير حق، والغيِبةَ والنميمة وقذف المحُصْنَاَت والتجسُّس على العوَرْات، والسُّخرْيِةَ من المؤمنين أو المؤمنات، فإن ذلك كلُهَّ ممِاَّ يسََع المسلم جهَلْهُ ما لمَ تقَمُ إنِ ارتكبََه، أو توَلَىَّ راكبِهَ، أو تبَرَأَّ الحجة بهِ؛ِ إ من عالمِ تبَرَأَّ من راكبِهِ، أو وقَفَ عن ولاَيته بسبب براءته تلك، فبَكِلُ ذلك يضَيق عليه جهلهُ ويجب عليه علمهُ، فتقوم عليه الحجة عندئذ بأي معُبَرِّ يعُبَِّر لهَ عن حكمه ولو كان كافراً، كما شَرحَهَ الإمام أبو سعيد في استقامته، وبسََطهَ 5 في مشَاَرقِهِ، وقد تضَمَنَّ ذلك كلُهَّ المْصُنفُِّ بن الأثَر المْرَوْيِ عن الإمام أبي الشَّعثْاء جابرِ زيد ƒ حيث قال: «يسََع الناس جمَيِعاً جهَلْ ما داَنوُا بتِحَرْيِمهِ؛ِ ماَ لمَ يرَكْبَوُه أو يصُوَبِّوا راكبِهَ أو يتَبَرأَّوا منِ عالمِ تبَرأَّ من راكبِهِ أو يقَفِوُا عنه ،» وحكُيِ انعقاد الإجماع عليه. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما معنى الكفر في اللغة؟ .1 ينقسم الكفر في الاصط اح إلى قسمين، اذكرهما؟ ل .2 اشرح المقصود بكفر النعمة؟ .3 ما الدليل على صحة مصطلح )كفر النعمة من القرآن ( .4الكريم؟ اذكر بعض الأحاديث التي أطلقت لفظ الكفر على .5صاحب المعصية غير الشرك؟ ما حكم كافر النعمة في الدنيا؟ .6 منَ قال منِ المذاهب الإسامية بإثبات كفر النعمة؟ .7ومنَ أنكره؟ الذي أنكر )كفر النعمة كيف فسر الأحاديث الدالة ( .8عليه؟ وضحّ الدليل على صحةّ تسمية المعصية بكفر النعمة؟ .9 لماذا يطالب المرء بمعرفة الشرك؟ اذكر منِ القصيدة .10ما يدل على إجابتك. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ينقسم الشرك بالله إلى قسمين، اذكرهما؟ .11 متى يعُد الإنسان مشركا بالله شرك مساواة؟ .12 عرفّ شرك الجحود؟ واذكر أمثلة عليه؟ .13 ما معنى الإشراك في اللغة؟ .14 أيهما أغلظ: كفر الشرك أم كفر النعمة؟ ولماذا؟ .15 بماذا تقوم الحجة لمعرفة المحرمات من غير الشرك؟ .16 متى يضيق على الإنسان معرفة المحُرمّ ولا يسعه .17جهله؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد قَواَعِد الكُفْرِ 56 . جهَلْ،ٌ حمَيِةَّ،ُ كبِرْ،ٌ بعَدْهَ حسََدٌ قوَاَعِد الكفُرْ،ِ فاَحْذرَ داَءهَاَ العضُلاَ القوَاَعِد جمَعْ قاعدةَ،ٍ وهي الأصل.ُ يعَني أن أصول الكفر بقِسِمْيَهْ وهمُاَ الشرك وكفر النعمة أربعة:ٌ وهي الجهَلْ والحمَيِةَّ والكبِرْ والحسَدَ.ُ 5 من داء هذه العلِلَ العضُلَ وقد حذَرَّ المصنفُِّ أي العضُاَل، والداَّء العضُاَل هو المرض الذي أعيْاَ الأطباَّء ع ا لجهُ، وقد عدَهَّا كذلك لأنهَّا مهُلْكِةَ لمِنَ لمَ يتخلصَّ منها بتوفيق الله تعالى إياَّه. وأولَّهُا: الجْهَلُْ وهو عَدمَ المْعَرفة بمِاَ مِن شأنهِ أن يعُرْفَ،َ فهو نقيض العلم،ِ وينقسم إلى قسمين: بسيط ومرُكَبَّ،ٍ فالبسيط: عدم المعرفة بالشيء أصل،ً والمركبَّ:ُ عدم المعرفة بهِ مع تصورُّ معرفته على خ ا لف ما هو عليه، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ولذلك كان أشد؛َّ فهو مرُكَبَّ من جهلين:ِ جهل بالشيء وجهل بأنه جاهلِهُ،ُ وهذا الذي عنَاَه الشاعر بقولهِ:ِ ومَنِ عجََب الأيَاَّم أنَكَّ جاَهِلٌ وأَنَكَّ لا تَدرْيِ بأِنَكَّ لا تَدرْيِ والأولَّ أخَفَ لبِسَاَطتَهِ.ِ وإنمَّا كان الجهل من قواعد الكفر لأنه بقِسِْميَهْ يعود إلى الجهل غالباً، فالذين اتخذوا مع الله إلَهاً آخرَ أو جحَدَوُا وجودهَ رأساً أو جحدوا صفاته الذاتية أو أفعالهَ همُ أشد الناس جهل؛ً وإن كان ذلك عائداً إلى العناد، فإن آيات الله تعالى الدالةَّ على وجوده ووحَدْانيته وسائر صفاته هي منِ أبَيْنَ البينِّات وأظهر البراهين، فالإنسان يتلوها على صفحات وجوده وهي شاهد بنفسه، إذ ما منِ خليةَّ من خ ا لياه إ عَدلْ على وجود الله وعلى وحدانيته واتصافه بالكمالات، فضل عن أصوات سائر الكائنات التي تنُاديِ كل ذرةَّ من ذراَّتهِاَ بلسان حالهِاَ معُلْنِةَ افتقارهَا بإيِجْاَد الله لهَاَ. إليه وأنهَّا لمَ توجدَ إ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فمنَ تعامَت بصيرتهُ عن هذه الدلائل وتصَاَممَ سَمعْهُ عن هذه الشهادات كان أعَْرقَ الناَّس في الجهل وأضَلَهَّمُ عن الحقيقة، وكذلك مَن جحَدَ رسالاتهِ سبحانه إلى منَ اصطفاهم منِ خلَقْهِ لحِمَلْ أمانته إلِىَ عباده، لا سيمَّا خاتمَ المْرُسلَين وقائد الغرُ المْحُجَلَّيِن، فمنَ كفَرَ بهِ هو أعمى الناس بصيرة؛ً لظِهُور برهانه وقهَرْ معجزته وانكشاف صدقهِ، فلم العناد والمكابرَةَ. يبَقْ أمام منَ جحَدَ رسالتهَ إ ثانيها: الحْمَيِةَّ وهي العصَبَيِةَّ الباطلة، فإنهَّا تعُمْيِ بصيرة صاحبهِا حتى يجَعْلَ الباطل حقاًّ والحْقَ باطل،ً وهي من شأن أهل الجْاَهلية؛ قال تعالىَ: . گ گ گ گ . . . . .. ]الفتح: 26 [. وإنمَّا كانت من قواعد الكفر لأنهَّا تحَوُل بين منَ استْحَكْمَتَ في نفسه وبين اتبِّاع الحْقَ،ِّ فقد يرَىَ الحْقَ هذه الحْمَيِةَّ، كما كان من بأمُ عينيه ولا يصَدُهُّ عنه إ فرعون وآلهِ الذين أراهم الله من آياته ما جعلهم موُقنين شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بصدق موسى ‰ ، ولكنهَّم أخَلْدَوُا إلى عنِاَدهِم، كما قال الله تعالىَ فيهم: . . . . . . پ . ]النمل: 14 [، وكذلك شأن أولئك الذين قالوا: . . . . . . . . . .. ]الزخرف: 23 [، فإن حمَيِتَّهَمُ لآبائهم صدَتَّهْمُ عن الخروج عمَاَّ ألَفِوُه منهم. وإن منِ شأن الحمية أن تدَعْوُ كل طائفة بأن تلَتْفَ حول نفسها وتدخل في حرب مع غيرها؛ ولو أيقْنَ أفرادهُا أنهَّا ظالمِةَ وأن الحق في جانب غيرها، مع أن مجُرَدَّ الركُّون إلِىَ الظلم مهَلْكَةَ، ولو كان ميَلْ بالقلب منِ غير أن يكون لَه أثر على الفعل؛ قال تعالى: .. . . . . . . ں ں . . . . . . ہ ہ . ]هود: 113 [. ثالثهُا: الكبِرُْ وهو أن يتَعَاَلىَ الإنسان بنفسهِ، وعرُفِّ بأنهَّ: تسَفْيِه الحقَ وغمَْط الخلَْق،ِ أي ازدراؤهُم واحتقارهُم. والمتكبرِّوُن إمِاَمهُمُ إبليس لعنهَ الله فإنمَّا عصَىَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الله تباركَ وتعالى باستكبارهِ، إذ رأى لنِفَسْهِ مزِيِةَّ ‰ فقال: . . . . . . . . على آدمََ . . . ]الأعراف: 12 [. وعلَيَهْ فإن الكبِرْ إمِاَم المْعَاَصي، لأن أولَّ ما عصُيِ الله تعَاَلىَ بهِ. والمْتُكَبَِّر متُطَاَولِ على الله تبارك وتعالى، فإن الكبِرْيِاَء منِ خصائصهِ 8 ، ففي الحديث القدُسُِي:ّ «الكبِرْيَِاء ردِاَئي والعظَمََة إزِاَريِ، فمَن ناَزعَنَي أحدَهَمُاَ قذَفَتْهُ في النار ولا أبُاَليِ »))). ومعناه أن كل واحدة من الصفتين خاصةَّ به 8 ، ليس لغِيَرْهِ منهما نصيب،ٌ كخصُوُصيةَّ أحدنِا برِدِاَئهِ وإَزِاَرهِ، فلذِلَك كان حرَيِاًّ منَ تطَاَولَ على الله سبحانه بمِنُاَزعَتَهِ إحداهما أن يقَذْفِهَ في النار. وإنمَّا كان الكبِرْ منِ قواعد الكفر لأنهَّ يحَوُل دوُن اتباع الحق، كما في قصةَّ إبليس لعنه الله ، وكذلك أولئك المتكبرون الذين صدَوُّا عن الحق صدُوُداً، ) ) أخرجه مسلم في كتاب: البر والصلة والآداب/ باب: تحريم الكبر ) .)2620( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كقوم نوح وعاد وثمَُود والذي حاج إبراهيم في ربهِّ وفرعون وقومهِ، لذلك كان كل متكبر مصروفاً عن آيات الله تعالى، قال سبحانه: .. . . . چ چ چ چ .. ]الأعراف: 146 [. رابعهُا: الحْسَدَُ وهو تمَنَيِّ زوَاَل نعمة الغيَرْ،ِ سواء كان هذا التمنيِّ مصحوُباً بتِمَنَيِّ انتقالهِاَ إلى الحاسد أو مجُرَدَّ زوالهِاَ، وهو داَء عضُاَل يثُمْرِ العداوة والبغَضْاَء،َ فإن الحاسدِ يشَعْرُ بنِاَر تضَطْرَمِ بين جوَاَنحِهِ، يؤُجَجِّهُا ما يرَاه من نعمة الله تعالى على غيره، فلذلك يتَمَنَىَّ إطفاءهَاَ بزوال تلِكْمُ النعمة، وقد أجاَد منَ قال: إنِيِّ لأرَحَْم حاَسِديِ لحَِر ماَ ضمَِنتَ صُدوُرهُمُ منِ الأوَغَْارِ نظََروُا صنَِيع الله بيِ فعَُيوُنهُمُْ فيِ جَنَّة وقَُلوُبهُمُ فيِ نَارِ وقد يدَفْعَ الحسَدَ بصِاَحبِهِ إلى أن يكُاَبرِ الحقيقة التي تمَلأْ عقلهَ وقلبهَ فيجَحْدَهَا، كما كان ذلك شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بن أبي الصلَّتْ؛ِ الذي كان يتَطَلَعَّ إلى من أمُيَةَِّ نبُوُةَّ يشُْرقِ ضياؤهُا فيَبُدَدِّ ظام الجاهلية، فلماَّ أكرْمَ الله بذلك عبدهَ ورسولهَ محمدَّاً ژ حسََدهَ على ما آتاَه الله وكَفَرَ بهِ. وهكذا كان صنَيِع كثير ژ من المشركين، إذ لمَ يصَرْفِهْمُ عن الإيمان بهِِ هذا الداء.ُ إ وهكذا صنَيِع اليهود، فإنهَّم كانوا موُقنين ژ بمِاَ وجَدَوُه منِ نعُوُتهِ في التوراة، وكانوا بنبوتَّهِِ يستفتحون به على الذين كفروا، فلمَّا جاءهَم ما عرَفَوُا كفَرَوُا بهِ حسَدَاً أن تخَرْجُ النبوةَّ منِ بني إسرائيل إلى العرب، ولذلك قال الله تعالى فيهم: .ٹ . . . . . . . .. . . . . . . . چ چ. ]النساء: 54 [، وبدِاَفعِ الحسد كانوا يتَمَنَوَّنْ الكفر للِذَّين آمنوا، كما قال تعالى: .ک ک ک ک گ گ گ گ . . . . . . . . ں ں . . .. ]البقرة: 109 [. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وقد يسَعْىَ الحْاَسد إلى الإضْرار بالمْحَسْوُد في جسمهِ أو عقلهِ أو مالهِ أو ولدهِ أو أهلهِ،ِ لذِلَكِ كلُهِّ كان من قواعد الكفر. ولمِاَ للِحْسَدَ منِ أثَرَ خطير في حياة الناس علَمَّنَاَ الله تعالى أن نستعيذ بهِ منِ شر حاسد إذا حسَدَ؛ فيما أنزْلَهَ في سورة الفلَقَ. وممِاَّ تقََدمَّ يتَبَيَنَّ أن الكفُْر القائم على القواعد المذكورة هو أعَم منِ أنَ يكون كفُرْ شِركْ أو كفُرْ نعِمْةَ،ٍ فإن كلُ من الجهل والحميِةَّ والكبر والحسد ينَشْأَ عنه كل واحد من الكفُرْيَنْ كمَاَ علَمِتْ.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عرفِّ القاعدة في اللغة العربية؟ .1 كم عدد قواعد الكفر؟ اذكرها إجمالا. .2 لماذا كانت قواعد الكفر داء عضالا؟ .3 عرفِّ الجهل؟ .4 للجهل قسمان، اذكرهما وبينِّ الفرق بينهما؟ .5 لماذا كان الجهل من قواعد الكفر؟ .6 ما معنى الحمية التي هي من قواعد الكفر؟ وهل .7ذكرت في القرآن الكريم؟ كيف تكون الحمية سببا في الكفر؟ أوضح إجابتك .8بالمثال والدليل. عرفّ الكبر؟ .9 من هو إمام المتكبرين؟ .10 ورد حديث قدسي في التحذير من الكبر؟ اذكره .11واشرح معناه. اذكر أمثلة من المتكبرين الذين ذكرهم القرآن الكريم؟ .12 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما معنى الحسد؟ .13 لماذا كان الحسد داء عضالا؟ .14 اذكر أمثلة من الذين حسدوا سيدنا محمداً ژ من .15الأفراد أو الجماعات؟ بينّ آثار الحسد السيئة على الحاسد والمحسود؟ .16 أين تجد الاستعاذة من شر الحسد في القرآن الكريم؟ .17 هل قواعد الكفر مختصة بأحد أقسامه؟ .18 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أرَكَْان الكُفرِْ 57 . ورَغَْبةَ رهَْبةَ أرَكْاَنُه،ُ ويَلَيِ . هاَ شَهوْةَ غضَبَ في كلُ ماَ حظُلاِ يعني أن أركان الكفر التي يشُاَد بهِاَ بنِاَؤهُ هي هذه الأربعة: الرغَّبْةَ والرهَّبْةَ والشهَّوْةَ والغضَبَ.ُ فالرغَّبْةَ:ُ هي المْيَلْ الزاَّئدِ إلى الدنيا حتى يمَتْنَعِ صاحبهُ منِ أداء ما عليه من الحق، ويحَرْصِ على أخذْ حق غيره، وهذا هو حُب الدنيا الذي يعُمْيِ بصيرة صاحبه، ف ا ل يبُاَلي بمِاَ يترَتَبَّ عليه من خسََار في الدار الآخرة، وهو المراد بنِحَوْ قولهِ تعالى: . . . . چ چ چ چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑک ک ک ک گ گ گ گ .. ]هود: 15 ، 16 [، وقولهِ:ِ . گ . . . . . . . .ں ں . . . . . . ہ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ہ ہ ہ ھ ھ . ]الشورى: 20 [، وقولهِ:ِ . . . . . . پ پ پ پ . . . . . . . . .. ]الإسراء: 18 [، وقولِه:ِ . . . . . . . . . . . . .. ]النازعات: 37 - 39 [. وإنمَّا كانت الرغبة من أركان الكفر لأنهَّا إذا استحكمَتَ في النفس اسْتوَلْتَ على العقل، وهيَْمنَتَ على الأحاسيس والمْشََاعر، فتَصَدُ صاحبهَا عن اتبّاع الحَْق،ّ وتحَُول بينه وبين الواجب، فكمَ من خبير بأن الإس ا لم حق منِ أهلْ الكتاب أو غيرهِمِ أغَمْضَ عيَنْيَهْ عن براهينه، وأصمَ أذُنُيَهْ عن حجُجَهِ،ِ خشَيْةَ أن يفوتهَ ما يسَتْمَتْعِ به في حياته الدنيا من مال يأتيه مِن قبِلَ الذين ا للِه،ِ أو جاه ومرَتْبََة عند عظيم من غرَرَّهَمُ بضَِ عظماء الكفر، وقد تصَدُ هذه الرغَّبْة صاحبهَا عن قول الحق، فيخُفي شهادة تحَمَلَّهَا أو يشَهْدَ زوُراً ا لف ما علَمِ.َ بخِِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأماَّ الرهَّبْةَ:ُ فهي الخوف المْفُْرطِ الذي يصَْرفِ صاحبهَ عن الواجب، كأن يخَشَْى أحدَاً من المْخَلْوقين، فيمتنع عن اتبّاع الحق لأجلْهِ،ِ ومنها خشية الفقر المْاَنعة من أداء حق الله كالزكاة، وحقوق أهلِه كالإنفاق على العيِاَل، وقد أوَقْعَتَ هذه الخشية قوماً في معُاَكسََة الفطرة بحِيَثْ انتْزَعَتَ الرحَّمْةَ من قلوبهِمِ فقَتَلوا أف ا لذ ا لق،ِ ولذلك قال تعالىَ: . چ چ أكبادهِم خشية الإمْ چ چ .. . . .. ]الإسراء: 31 [. وينَْدرَجِ في هذه الرهَّبة الامتناع عن الأمر بالمْعَروف والنهي عن المْنُكر مع وجوبهِما، وكذلك الفرِاَر من الزحَّفْ وعَدمَ الثبات للِعْدَوُ وعدَمَ الدفاع عن النفس والديِّن وسائرِ الحرُمُاَت.ِ وأماَّ الشهَّوْةَ:ُ فهي ميَلْ النفس إلى اتبّاع المْلََذاَّت،ِ وهي تكَوُن من أركان الكفر عندما تخَرْجُ بصاحبها عن حدُود ا لذ الحياة إلى ما حرَمَّ ما أباحه الله تعالى لهَ مِن مَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد عليه، فإن هذه هي الشهوات المحُرَمَّةَ المْهُلْكِةَ الصاَّرفِةَ عن الحق،ّ ولذلك قرَنَ الله بين اتبّاعها وبين إضاعة الص اة في قوله تعالى: .ہ ہ ہ ھ ھ ل ھ ھ ےے . . .. ]مريم: 59 [. وأماَّ الغضَبَ:ُ فهو انفعال نفَسْيِ يدَفْعَ بصاحبه إلى الانتقام من الغير، وإنمَّا هو مِن أركان الكفر عندما يدَفْعَ إلى الانتقام بالباطل كما هو شَأنْ المجُرْمِين،َ أمَّا إن كان غضَبَاً لله تعالى حينما تنُتْهَكَ حرُمَُه ويضُاَع دينهُ فهو منِ أجَلَ المْحَاَمِد،ِ وقد وصََف الله المؤمنين بقوله: . ھ ے ے . ]المائدة: 54 [، وبقولهِ:ِ . پ پ پ . ]الفتح: 29 [. وإنمَّا تكَوُن هذه الخصال أركْانًا للكفُرْ عندما تدَفَْع بصاحبِهِا إلى باطل أو تصَرْفِهُ عن حقَ،ٍّ ويخَتْلَِف نوع الكفر باخت ا لف ما تُؤدَيِّ إليه من نتيجة،ٍ فقد تكون عاقبتهُا ترك الإسام رأساً، وهذا هو الكفُرْ المْخُْرجِ من المْلِةَّ،ِ وقد تكون ارتكاب شيء من محَاَرمِهِ، وذلك هو كفُرْ النعمة. و «حظُلِ »َ في البيت بمِعَنْىَ: منُعِ.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: كم عدد أركان الكفر؟ اذكرها إجمالا. .1 متى تكون الرغبة من أركان الكفر؟ .2 اذكر بعض الآيات التي تبينِّ خسارة مَن قدمَّ دنياه .3على آخرته؟ ما هي الرهبة التي تعد ركنا للكفر؟ اذكر أمثلة عليها .4وما تؤديه من الكفران. هل الشهوة على إط اقها من أركان الكفر؟ اشرح ل .5جوابك. بينّ متى يكون الغضب مذموما، ومتى يكون .6محمودا؟ هل أركان الكفر المذكورة تؤُديّ إلى كفر الشرك أم .7إلى كفر النعمة؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذكِرْ المْلِلَ الستِّ وأَحَكْاَمهِاَ 58 . وهَذَهِ ملَِل الأدَيْاَن قَد نصُبِتَْ لا بُد للِمْرَءْ مِن أنَ يعَْرفِ المْلِلاَ المْلِلَ جمَعْ ملِةَّ بمِعَنَْى الديِّن، وهي في الأصلْ مأَخْوُذةَ منِ أمََل بمِعْنَىْ أمَلْىَ، قال تعالىَ: . . . . . ]البقرة: 282 [، وأصلهُا في المْلِةَّ الشرعية، وهي التي أمَلَهَّا المْلَكَ على الرسول، وأمَلَهَّا الرسول على الأمةَّ، ولكنها أطُلْقِتَ على سائر النحِّلَ، سواء ما كان لهَ أصل فيما أوحاه الله تعالى أو لا. وملَِل الناس بحِسََب الأحكام الشرعية في أصحابهِاَ تنقسم إلى ستِ؛ٍّ وهي: الإسلام واليهودية والنصرانية والصابئة والمْجَوُسِيةَّ وعبادة الأصنام، وينَدرج في هذه الأخيرة جميع أنواع الشرك، فيدخل ا لحِدةَ كالشُّيوُعيِيّن والوجُوُديِيّن، في حكمها المَْ وسائر الذين لا يدينون بدين. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ووجوب معرفة هذه المْلِلَ منِ أجْل الفرَزْ بين أتَبْاعهِا في الأحكام، وهو الذي درَجَ عليه كثير من أصحابنا، وذهَبَ الإمامان أبو يعقوب الوارج ا لنيِ وأبو إسحاق اطفيشِّ إلى أن معرفتها ليست من ضرورياَّت الدين، وهي داخلِةَ فيما يسََع جهَلْهُ من الأحكام الشرعية والمْعُتْقَدَاَت الدينية، وهذا القول مِن الحجُةَّ بمَِكان،ٍ إذ لمَ يؤُثْرَ قَط عن النبي ژ عندما كان يدعو إلى الإسام أنهَّ يلُقَنِّ الناس معرفة هذه المْلِلَ،ِ ويشَْرحَ لهَمُ أحكامهَا، ولا أثُرِ ذلك عن أحد من صحابته @ . وما منِ ريَبْ أن إلزام ذلك جمَيِع الناس ذكُورهَمُ وإناثهَمُ صغِارهَمُ وكبِارهَمُ بدَوْهَمُ وحَضَرَهَمُ فيه حرَجَ كبير على عوَاَم الناس وجهَلَتَهِِم،ْ فماَ للِعْاَميِّ الذي ؟ فإن لا يعَنْيِه إلا أمر نفسهِ وبحَثْ أحكام هذه المْلِلَِ التعبدُّ بأحكامها لا يعني عوَاَم المسلمين، وإنمَّاَ هو منِ خصائص خاصتَّهِمِ،ْ فكيف يلُْزمَ أن يعَرْفِ هذه المْلِلَ وأن يفَرْزِ بين أحكامها جميعاً ؟! شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فإن قيل:َ بأن هذه المْلِلَ منَصُْوص عليها في القرآن؛ وذلك أن الله تعالى قال: . . . . . . . . . .. . ٹ ٹ ٹ ٹ . . ]الحج: 17 [، فمَنِ الضرورة أن يعَرْفِهَا الإنسان المسلم.ُ قلُنَْا: ليس كل منصوص عليه في القرآن ممِاَّ لا يسع جهله، وإلا وجَبَ على كل مسلم منذ بلوغهِ الحلُمُ أو دخولهِ الإس ا لم أن يلُمِ بكلُ أحكام القرآن، ويحُصْيِ كل ما جاء فيه، وهو منِ العسُْر بمِكَان،ٍ على أن كثيراً من المْسُلمين لا يتُقنِون قراءةَ القرآن رأساً، وهَبَ أنَهَّمُ يَتلْوُنهَ؛ فإن القليل ممِنَّ يتلونهَ هم الذين يدُركِون معانيِهَ، كيَفْ وفيِهمِ ؟ وأنَىَّ للأِعجمي أن يكُلَفَّ العرَبَِي والأعجْمَيُِّ فهَْم مضَاَمين الك ا لم العربي مع عدم إتقانه لغة العرب ؟! والعرب أنفسُهم ليس بإمكانهِمِ إدراك مقاصد القرآن إلا بعد دراسة فنون العربية ودراسة علوم القرآن. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ومع هذا فإن تلِكُْم المْلِلَ عندما ذكُرِتَ في الآية المشار إليها لمَ يقَتْرَنِ ذكِرْهُا بتبِيْان أحكامهِا، وإنمَّاَ جاءت متناثرة في آيات متعددّة وسُورَ مخُتْلفة، مع أن هذه الأحكام نفسَها وقَعَ في بعضها خ ا لف بين أهل العلم بحِسَبَ ما فهَمِهَ كل فريق من ظواهرِ الأدلةَّ.ِ وبالجمُلْةَ فإن معرفة هذه المْلَِل وأحكامهِا ممِاَّ يجَبِ على الإنسان بعد أن تقوم بذلك الحجةَّ ويتَضَّحِ لهَ المْقَصدَ ويتَيَسَرَّ لهَ الفهم،ُ وإلا فهي كسائر الأحكام الشرعية والعقائد الدينية التي يكفي الإيمَْان بهِاَ ؛ً ما لمَ تقَمُ عليه الحجةَّ بتفصيلها، وما لمَ يقَعَ إجما في مخُاَلفَةَ المْشَْروع بالإقدام على ما لمَ يَأذْنَ بهِ الحقَ،ُّ كما جاء الأثَرَ في أنواع المْحَاَرمِ:ِ «يسَعَ الناس جهَلْ ما داَنوُا بتِحَرْيِمهِ؛ِ ماَ لمَ يرَكْبَوُه أو يصُوَبِّوا راكبِهَ أو يتَبَرأَّوا منِ عالمِ تبَرأَّ من راكبِهِ أو يقَفِوُا عنه .» على أن العمَلَ بشيء فيما يتعلقَّ بهَِذهِ المْلِلَ لا يعَني العوام،َّ وإنمَّا هو منِ شأن خاصةَّ الخاَصةَّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كما ذكَرَنْا ، لأن الإقدْاَم على أمر يتعلقَّ بأصحابهِاَ إنمَّا هو شأن أئمةَّ المسلمين. ثمُ أخَذَ يبُيَنِّ الأحكام المْتُعلقِّةَ بهِذَهِ المْلِلَ،ِ فقال: 59 . فاَلمْسُلْمِوُن؛َ وهَمُ موُفْ ومَجُتْرَحٌِ واَلمْجُرْمُِون بنِهَْك منِهُْم انفْصَلاَ 60 . أوَ مسُتْحَلِ،ٌّ وأَحَكْاَم الألُىَ انتْهَكَوُا أنَ يرَجْعُِوا كلُ ماَ صاَبُوا وإَنِ جزَلاُ 61 . وقََد يجَوُز لِكلُ ماَ يجَُوز لنَاَ إلاِ الولاَيَة خصَُّت باِلَّذيِ عَدلاَ المْلِةَّ الأولى من المْلِلَ الستِّ هي ملِةَّ الإسلام. والإسلامُ هو دين الله الحق الذي ارتضاه لخلقه وأرسَل بهِ رسُُلهَ وأنزْلَ به كتبه، ولكن المْحَسُْوبين على هذا الدين فيِهمِ الوفَيِ الصالحِ الذي التْزَمَ جميع أحكامه، فأدىَّ الفرائض واجتنب المْحَاَرمِ،َ وحَرصَ جهُدْهَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد على إتيان الفضائل واجتناب المْكَرْوُه،ِ وإن وقَعَ في محَظْوُر أو قصَرَّ في مفروض بادرَ إلى التوبة وسَد الخلَلَ. وفيهم المْقُصَرِّ؛ُ إماَّ بترك ما فرُضِ وإماَّ بفِعِلْ ما حرَمُ. والكل محَسُْوب على هذا الدين، ف ا ل يقال إن أنكْرَ ما هو معلوم من الدين بخِرُوجهِ منه إ بالضرورة. ومنَ وقَعَ في ارتكاب ما حَرمُ لا يخَلْوُ إماَّ أن أو انتْهِاَكاً، فالمْسُتْحَلِ يكون أتَىَ ما أتَىَ اسْتحِلاْ تجُزْيِه التوبة ممِاَّ أتى، ولا يلُزْمَ بشيء فيما يتعلق بحقوق الناس التَّي أضاعهَا، سواء ما يتعلق بالأنفْسُ أو الأموال أو الأعراض، إلا ما بقَيِ بعينه في يده، ا لصهُ فإن عليه أن يَردُهَّ إلى صاحبه، وذلك هو خَ منه، أماَّ ما تلَفِ ف ا ل يطُالبَ بهِ.ِ والمْسُْتحَلِ هو المْعُتْقَدِ حلِ ما أتى بتأويله دليل من الأدلة الشرعية، كالخَْواَرجِ وهم الأزَاَرقِة والنجَّدْيِةَّ والصفُّرْيِةَّ فإنهَّم يحَكْمُون بحِكُمْ الشرك على كل مرتكب كبيرة،ٍ فيستبيحون بسبب ذلك شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد سفَكْ دمه وغنيمة مالهِ وسبَيْ نسائه وذرُيِّتَّهِ،ِ ويتأولَّون في هذا قول الله تعالى: . گ گ گ گ . ]الأنعام: 121 [، إذ حمَلَوُه على الطاعة بأكل المْيَتْةَ،ِ ومعنى ذلك أن منَ أكَلَ المْيَتة عندهم مشُْركِ،ٌ وهكذا بقية الكبائر، وقد أفرْطَتَ الأزارقة في الغلُوُ حتى حكَمَتَ على كل منَ عصى الله ورسولهَ ولو بمِقُاَرفَةَ بالإشراك، مستدليِّن بقول الله تعالى: . . صغيرةٍ . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . ]الأحزاب: 36 [، إذ حمَلَوا الض ا لل المْبُيِن على الشرك. ا لف لمِاَ استقر عليه إجماع الأمةَّ قبل وهذا كلهًّ خِ أن تظَهْرَ بدِعْتَهُمُ هذه، فإن الأمة مجُمْعِةَ على أن ممِاَّ يعُصْىَ به الله تعالى ما هو دون الإشراك من أنواع الفسُوُق، وأن المْرُاد بقوله تعالى: . گ گ گ گ .: إن أطعَتْمُوُهمُ في اعتقاد حلِ المْيَتْةَ،ِ فإن اعتقاد حِل ما حَرمَّ الله رد لحِكُمِْه 8 ، ومنَ ردَ حكمهَ الصريح فقد أشرك، أماَّ قولهُ تعالى: . . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ . ف ا ل يعني الض ا لل فيه الإشراك،َ إذ ليس كل ض ا لل شرِكْاً. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وإن منِ أبَيْنَ الأدلةَّ على فساد معُتْقَدَهِمِ وض ا لل تأويلهم ما نصَ عليه القرآن من الحُْدود التَّي تجَبِ على من قاَرفَ بعض الكبائر، كالقطع الواجب على الساَّرق والسارقة، والجْلَدْ مائة على الزانيِ والزانية، والجْلَْد ثمَاَنين على الذين يرَمُْون المْحُصْنَاَت، وكذلك ما ثبَتَ بالسُّنة من جلد شارب الخمر، فإن هذه كلهَّا كبائر،ُ فلو كانت شرِكْاً لكَاَن حدَ منَ أتاها حدَ الارتداد وهو القتل، وكَوَنْ عقُوُباتهِاَ دوُنهَ دليل قاطعِ على أنهَّا ليسَت شرِكْاً. وبالجمُلْةَ فإن أولئك تأولَّوا ذلك التأولُّ الباطلِ فحكَمَوُا على الكل بالشرك، وترَتَبَّ عليه ما ترَتَبَّ منِ استحال غنيمة أموالهِمِ،ْ واستحال وطَءْ نسائهم بعد سَبيْهِنِ،َّ فمنَ ثاَب منِ هؤلاء إلى رشُدْهِ وتاب إلى ربَهِّ كانت توبتُه كافية في رفع أوزار ما ارتكبوه، وليس عليهم ضمََان ما أتلْفَوُه، وإنمَّا عليهم ردَ ما بقي في أيديهم بعِيَنْهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأمَّا المْنُتْهَكِ فيجب عليه مع التوبة أن يرَدُ ما أتَلْفَ من مال،ٍ وأن يضَمْنَ ما أصاب من دماء الناس وأعراضهم، وذلك معنى قول المصنفِّ 5 : ........... وأَحَكْاَم الألُىَ انتْهَكَوُا أنَ يرَجْعِوُا كلُ ماَ صاَبوُا وإَنِ جزَلاَ لأن توبتهَ موقوفة على رد المْظَاَلِم،ِ كما جاء في الحديث)))، فتوبة المْنُتْهَكِ من هذه الناحية أشد من توبة المْسُْتحَلِ،ِّ وإنمَّا يشَُددَّ على المْسُْتحَلِ بوجوب الاستيثاق من توبته، وذلك بأن تكون توبته تفَصْيِل،ً بحِيَثْ يعَُددِّ ما خاَلفَ فيه الحق،َّ ويعُلْنِ رجوعهَ إلى معُتْقَدَ المسلمين وقولهِمِ،ْ وأن يعُلِْن ولاَيتَهَ لمِنَ تبَرَأَّ منهم من أئمةَّ أهل الحق، وبرَاَءتََه ممِنَّ دان بولاَيتهم من أئمة أهل الض ا لل، هذا فيما بيَنْهَ وبين المْسُلْمِين، أما فيما بيَنْهَ وبين ربهِّ فحَسَبْهُ أن يتوُب كما يتوب غيرهُ، مقُلْعِاً عن كل ض ا للة اعتقدهَا إلى ضدِهِّا من الحق. ) ) انظر الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع في باب: الوعيد في ) الأموال ) 691 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هذا؛ وجمَيع المْسُْلمِيِن برَهُّمُ وفاجرِهُمُ تجَبِ لهَمُ حقوق الإسام العامة، كرَدَ الس ا لم وتشَمْيِت العاطس ودفَنْهِِم في مقابر المسلمين، وجميع حقوق الموتى من المسلمين، وكذلك المْوُاَرثَةَ بينهم وبين غيرهم من أبناء ملة الإسام، وإنمَّا تقُاَم عليهم الحدود الشرعية إن ارتكبوا موجباتهِاَ، ويقُاتلَوُن إن بغَوَاْ منِ غير أن يجُهْزَ على جريحهم أن يكون لهَمُ ردِءْ يرجعون أو يتُبْعَ مدُبْرِهُمُ،ْ إ إليه، ولا تغُنْمَ أموالهُمُ ولا تسُْبىَ ذرَاَريهم سواء كانوا مستحلين أو منتهكين. وإنمَّا اسْتثَنْىَ بعضهُم في الص ا لة على موتاهم مدُمْنِ الخمر، وتارك الص ا لة عمْداً طوُل عمُرُهِ،ِ وقاتلِ نفسِه عمْداً، والعبَْد الآبِق.َ وقيل بل لا يصُلَىَّ على كل مصُرِ على كبيرة حتى مات عليها. والصحيح الص ا لة على هؤلاء جمَيِعاً؛ إن لمَ يكونوا خرَجَوا من ملة الإسام بإنكار حرُمْةَ ما أتََواْ، أو وجُوُب ما ترَكَوا ممِاَّ هوُ معلوم من الديِّن بالضرَّورة. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد والدلَّيل على الصاة عليهم ما أخرْجََه الربيع 5 من طريق ابن عباس ƒ أن النبي ژ قال: «الصلاَّة جائزة خلف كل باَر وفاجرِ،ٍ وصلَوُّا ژ فيما رواه الربيع على كل برَ وفاجرِ »ٍ))). وقولهُُ أيضًا : «الصلاة على موَتْىَ أهل القبلة المْقُرِيِّن بالله ورسولهِ واجبة،ٌ فمَنَ ترَكَهَا فقد كفر »))). فإن هذا عام ولمَ نجَدِ لَه مخُصَصِّاً يخُرْجِ أولئك من عمُوم الحكم،ِ وإنمَّا تسُْتثَنْىَ الولاَية،ُ ف ا ل تمُنْحَ للِوْفَيِ،ِّ لأنهَّا اصطفِاَء لمَِن اتقى الله وأطاعه، إ وهو مصَوُن الدمَّ والمْاَل والعرِضْ. ) ) أخرجه الإمام الربيع في الزيادات، باب: الحجة على من لا يرى ) الص اة على موتى أهل القبلة ) 776 . ل ( ) ) أخرجه الإمام الربيع في الزيادات، باب: الحجة على من لا يرى الص اة ل ) على موتى أهل القبلة ) 777 . ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 62 . ثمُ اليهَوُد النصَّاَرىَ واَلمْجَوُس معَاً واَلصاَّبئُِون لهَُم حكُْم وقََد عقُلاِ 63 . يسَُالمَوُن إذِاَ انقْاَدوُا علَىَ صغِرٍَ بجِزِيَْة،ٍ أوَ أبََواْ فاَلكلُ قَد قتُلاِ 5 هنا حكُمْاً مشُتْرَكَاً بين أصحاب ذكَرَ المصنفُِّ أربْعَ ملِلَ من المْلِلَ السِّت؛ِّ وهمُ اليهَوُد والنصَّاَرىَ والمْجَوُس والصاَّبئون. فاليهَوُدُ هم أهل التوَّرْاَة التي يزعمُوُن التمَّسَُّك بهِاَ، مع أنهَّم حرَفَّوا الكلَمِ عن مواضعه، وأضافوا إلى التوراة ما ليس فيها، وحذَفَوُا ما لمَ يَرقُ لهَمُ منها، فضَلَوُّا مبُيِناً. بذلك ضَ والنصَّاَرىَ هم أهل الإنجْيِل، وقد وقَعَوُا فيما وقَعَ فيه اليهود من التحريف والتبديل والض ال. ل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وأماَّ الصاَّبئون فهم قوم لمَ يتَضَّحِ للناس معُتْقَدَهُمُ لإخفائهِ عن غيرهم، ولمَ يأت القرآن ببيان ما يعتقدون فيكون عليه المْعُوَلَّ في إثبات ذلك، لذلك وقَعَ الخ ا لف بين أهل العلم كثيراً في معُتْقَدَاتهِمِ،ْ فقيل: كانوا متُمَسَكِّين ‰ ووقعوا برسالة سمَاَويِةَّ وهي رسَِالة إدِرْيِسَ في التحريف والتبديل كغيرهم. وقيل إنهَّم يعَبْدُوُن الم ا لئكة. وقيل بلَ يعبدون الكواكب ولكنهَّم يرَمْزُوُن بهِاَ إلى الم ا لئكة. وقيل بأن ديِنهَمُ خلَيط ممِاَّ جاء في الإنجيل والتوراة والقرآن، إذ أخَذَوُا منِ كل ما طاب لهَمُ وقالوا: أصَبَنْاَ ديِناً. وقد بسََطتْ القول فيهم في تفسيرنِاَ، فلَيْرُاَجعِهْ منَ شاَء.َ وأمَّا المَْجُوسُ فهم أصحاب زراَدشْت الذي ينُسْبَوُن إليه، وهم يعَبْدُوُن النار،َ ومنِ الناس منَ يقول بأنهَّمُ كانوا أهل كتاب فرَفُِع عنهم لتِغَيْيرهم، وقد رأيْت الع ا لمةَ أبا زهُرْةَ في كتابه «خاَتمَ النبيين » يجَزْمِ بأنهَّم أهل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد كتاب،ٍ بلَ ويجَزْمِ بأن زرادشْت الذي ينَتْسَبِوُن إليه ،ً ويستدل لذلك بمِاَ في كتابهِمِ الذي كان نبَيِاًّ رسو بأيديهم منِ بشََائرِ بعِثْةَ النبي ژ ؛ مؤُكَدِّاً أن ذلك بطِرَيق الوحَيْ.ِ لا يمُكْنِهُمُ أن يتَوَصَلَّوُا إلى علِمْهِ إ وأرَىَ في القطَعْ بذلك مجُاَزفَةَ؛ً لعِدَمَ وجُود ما يشُيِر في القرآن الكريم إلى نبُوُةَّ زرادشْت، وعدَمَ ورُوُد ، ذلك عن النبي عليه أفضل الص ا لة والسامِ ژ وصَلَتَهْمُ اللهِ واحتْمِاَل أن تكَوُن بشَاَئرِ بعِْثةَ رسولِا لطهِمِ بمِنَ أوُتيِ علِمْ الكتِاَب.ِ باختِْ هذا؛ واَلحكُمْ الذي ذكََرهَ هنُاَ لهِذَهِ المْلِلَ الأرَبْعَ إنِمَّاَ وهَوُ أنهَّمُ يسُاَلمَوُن إذا أدوَّاُ الجزِيْةَ عنَ صغَاَرٍ هوُ ثاَبتِ في أهل الكتِاَبيَنْ باِلنصَّ علَيَْه في قوَلْهِ تعَاَلَى: . چ . . . . . . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک . گ گ گ گ . . . . . ]التوبة: 29 [. إذِ جعَلَ الغاَيةَ منِ مقُاَتلَتَهِمِ رضُوُخهَمُ لأن يعُطْوُا الجزِيْةَ وهَمُ صاَغرِوُن،َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وهَذَاَ بعَدْ أنَ يعُرْضَ عليهم الإسِْام ويَرَفْضُوُن،َ فإَنِ قبَلِوُه كانوا إخِوْاَننَاَ، لهَمُ ما لنَاَ وعليهم ما علَيَنْاَ. وأماَّ الصاَّبئِوُن فَإنِ إجِرْاَء هذَاَ الحكُْم علَيَهْمِ لقِرَنْهِمِ بأِهَلْ الكتِاَب في أكثْرَ منِ موَضْعِ في القرُآْن،ِ كقَوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . . پ پ پ پ . . . . . . . . . . . . ٹ ٹ ٹ. ]البقرة: 62 [. علَىَ أن اقتْرِاَنهَمُ بهِمِ في مقَاَم التبَّشْيِر لمِنَ آمنَ منِهْمُ وعَمَِل صاَلحِاً يوُحيِ بأِنَهَُّم كانوا أهلْ كتِاَب كمَاَ قيِل.َ وأَماَّ المْجَُوس فإَلِحْاَقهُمُ بأِهَْل الكتِاَب لمِاَ دلَ علَىَ ذلَكِ منِ السنُّةَّ.ِ والجزِيْةَ التَّي يعُطْوُنهَاَ هي ضرَيِبَة ماَليِةَّ يأخذُهُا منهم إمام المْسُلْمِيِن،َ ليِتَمَتَعَّوُا بالأمَنْ والاستْقِرْاَر في كنَفَ دوَلْةَ الإسِْام،ِ ف ا ل ينُاَلوَنْ بأِذَى في أنفْسُِهمِ ولا في أهلْيِهمِ ولا في ذرَاَريِهمِ ولا في أموْاَلهِمِ،ْ وينَعْمَوُن بحِقُُوق المْوُاَطنَةَ العاَمَّة،ِ ويعُطْوَنْ بذِلَكِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ذمِةَّ الله وذَمِةَّ رسَُولهِ في هذَهِ الحيَاَة الدنُّيْاَ، ويَتَرَتَبَّ على ذلَِك حِل أكَلْ ذبَاَئحِهِمِ ونَِكاَح الحرَاَئرِ منِ ا لف،ٍ أماَّ في حَال حرَبْهِمِ ف ا ل تحَلِ نسَِائهِمِ ب ا ل خِ علَى المْشَْهوُر نسَِاؤهُمُ،ْ لأن سَبيْهَنُ مشَْروُع،ٌ ولا يجَُوز أن تكَوُن حلَيِلةَ مسُْلمِ عرُضْةَ للِسَّبيْ،ِ ا لف في أكلْ ذبَاَئحِهِمِ،ْ وقَدَ شَرحَتْ ذلَكِ فيما والخِ كتَبَتْهُ في أحكْاَم التذَّكْيِةَ.ِ هذا، والجْزِيْةَ راَجعة إلى نظَرَ الإمام، فيَرَفْعَهُاَ أو ا لف الحْاَلةَ بيَنْ اليسُرْ والعسُرْ يخَفْضِهُاَ بحِسََب اختِْ ا لء،ِ هَذاَ هوُ الصحَّيِح،ُ ومنِهْمُ منَ والرخّصْ والغَ حدَدَّهَاَ بمِقِدْاَر،ٍ واختْلَفَوُا في ذلك، وأكثْرَ قوَلْ منَ حدَدَّهَاَ: أنهَّا علَىَ الغنَيِ منِهْمُ أربْعَةَ دنَاَنيِر منِ الذهَّبَ أو ما يعُاَدلِهُاَ، وعلى المْتُوَسَطِّ ديِناَراَن،ِ وعلى الفقَيِر ديِنار،ٌ وذلك في كلُ عَام،ٍ ولا يؤُخْذَ على امرْأَةَ ولا عبَْد ولا مجَنْوُن ولا شَيخْ هَرمِ ولا راَهبِ،ٍ واختْلُفِ في المْفُلْسِ،ِ فقيل: ليَسْتَ عليه جزِيْةَ،ٌ وهذا هو الظاَّهرِ،ُ وقيِل بلَ هي علَيَهْ،ِ لأنهَّ وإَنِ لمَ يمُكْنِهْ ا لم.ِ دفَعْهُاَ قاَدرِ على درَئْهِاَ عنَ نفَسْهِ بالإسِْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هذا؛ ولا تنُكْحَ نسِاَء المْجَوُس ولا تؤُكْلَ ذبَاَئحِهُمُ وإَنِ داَنوُا بأِدَاَء الجْزِيْةَ،ِ وإنِمَّا يلُحْقَوُن بأِهَلْ الكتِاَب في قبَوُلهِاَ منهم وما يتَرَتَبَّ عليه مِن أمَنْهِمِ على أنفسُهِمِ وعلى نسِاَئهِمِ وذرَاَريِهمِ وعلى أموْاَلهِمِ.ْ وسُميِّتَ جزِيْةَ لأنهَّا تجُزْيِ عنَ دمَهِمِ وذَرَاَريِهمِ وأموْاَلهِمِ بصِوَنْهِاَ بذلك. وإَنِ أبَوَا الإسِْام والجزِيْةَ معَاً فإَنِهَُّم يقُاَتلَوُن،َ ويحَلِ في قتِاَلهِمِ ما يحَلِ في قتِاَل المْشُرْكِيِن منِ غنم أموْاَلهِمِ وسَبَيْ ذرَاَريِهمِ ونَسِاَئهِمِ.ْ 64 . واَلمْشُرْكِوُن ذوَوُ الأوَثْاَن ليَسْ لهَمُْ سَامةَ غيَْر إنِ داَنُوا بمَِا نَزلاَ هذا هو حكُمْ المْلِةَّ الساَّدسَِة منِ هذهِ المْلِلَ الستِّ،ِّ وهي ملِةَُّ الإشِرْاَك بالله وأطُلْقِ على هؤلاء وصَفْ المْشُرْكِين معَ مشُاَركَةَ غيَرْهِمِ لهَمُ في الإشرْاك كاَلمْجَوُس الذَّيِن يعَبْدُوُن شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد النَّار،َ والصاَّبئِيِن الذين قيِل عنهم أنهَُّم يعَبْدُوُن ا لئكة،َ واليهَوُد الذين قالوا عزُيَرْ ابن الكوَاَكبِ أو المَْ الله،ِ والنصَّاَرىَ الذين قالوا المْسَِيح ابن الله، وقَاَلوُا ا لثةَ،ٍ وقالوا بأِنَ الله هوُ المْسَيِح ابن مرَيْمَ بأِنَهَّ ثاَلثِ ثَ لأن هؤلاء أعَمَْق في وصَفْ الشِّركْ،ِ فكان لهَمُ ا لحدِةَ كالشُّيوُعيِيِّن وصَفْاً غاَلبًِا، ويدَخْلُ فيهم المَْ والوجُوُديِيِّن والدهَّرْيِيِّن،َ وكلُ أصحْاَب الديِّاَنات التي لا صلِةَ لهََا بوِحَيْ السَّماَء،ِ فإنِ هؤلاء جمَيِعاً لا سَ امَةَ لَهُمْ مِنْ حُكْم السَّيْفِ إِ أنْ يُقْلِعُوا عَمَّا هُمْ ل ل ا لل،ِ ويدَيِنوُا ديِن الحقَ،ِّ لقِوَلْهِ:ِ علَيَهْ منِ الشرِّكْ والضَّ .ھ ھ ے ے. ]التوبة: 5[. ولا تؤُخْذَ منِ هؤلاء جزِيْةَ،ٌ ولا تحَلِ نسَِاؤهُمُ ولا ذبَاَئحُِهمُ بحِاَل،ٍ لقِوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . . . . . .. ]الأنفال: 39 [، ولا يجَُوز أيضاً إنِكْاَحهُُم مسُْلمِةَ لقِوَلْهِ تعالى: .. . . . .. . . چ چ چ چ .. . . . . .. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ . ]البقرة: 221 [، ولقِوَلْهِ:ِ . . . . .. . . . . . . . .. ]الممتحنة: 10 [، ويدَخُْل في هذا أهلْ الكتِاَب،ِ ف ا ل يجَوُز إنِكْاَحهُمُ المْسُلْمِاَت إجِمْاَعاً، ولوَ جاَز نكِاح الحْرَاَئرِ منِ نسِاَئهِمِ.ْ فإن قيِل:َ منِ أينْ جاَءتَ هذهِ التفَّرْقِةَ؛ُ بحِيَثْ جاَز نِكاَح نسَِاء أهْل الكتَِاب ولََم يجَُز إنِكْاَحهُمُ ؟ فإَنِ اعتْبُرْوُا داَخلِيِن في المْشُرْكِين فإَنِ المْسُْلمِاَتِ النهَّْي عنَ نِكاَح المْشُْركِاَت كالنهَّيْ عَن إنِكْاَح المْشُرْكِيِن سَواَء، وإَنِ اعتْبُرِوُا غيَرْ داخلين فيهم ف ا ل دلَيِل على منَعْ إنِكْاَحهِمِ،ْ أماَّ قوَلْهُ تعالىَ: . . . . .. . . . . . . . . . فإَنِمَّا هو في مشُرْكِيِ العرَبَ،ِ لأن الآيةَ نزَلَتَ فيما يتَعَلَقَّ بصِلُحْ ژ بيَنْهَ وبَيَنْ مشُْركِيِ الحْدُيَبْيِةَ الذَّيِ أبَرْمَهَ النبَّيُِّ ؟ مكَةََّ قلُنْاَ: همُ داَخلِوُن في حكُمْ المْشُرْكِيِن،َ لأن وصَفْ الشِّركْ ينَطْبَقِ علَىَ كلُ منَ اتخَّذَ مَع الله إلِهَاً آخرَ،َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وهَمُ كذَلَكِ،َ وقَدَ سَبقَ تحَرْيِر هَذاَ، وإنِمَّاَ خرَجَتَ نسِاَؤهُمُ منِ عمُوُم حكُمْ:ِ . . . . . .. مِنْ أَجْلِ تَخْصِيصِهِ بِقَوْلهِِ تَعَالَى: .. . . .. . . . . . . . . .. . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ.. ]المائدة: 5[. والخْصُوُص يقَضْيِ على العمُوُم،ِ سوَاَء تقَدَمَّهَ أو تأَخَرَّ عنَهْ،ُ كيَفْ وهَوُ متُأَخَرِّ عنَهْ؛ُ لأن سُورةَ المْاَئدِةَ ؟ فلَذِلَِك انعْقَدَ الإجِمْاَع على ً منِ آخرِ القرُآْن نزُوُ حلِيِّةَّ نسَِاء أهلْ الكتَِاب للِمْؤُمْنِيِن،َ على أن هذَهِ الحْلِيِّةَّ مقُيَدَّةَ عنِدْنََا وعنِدْ كثَيِر مِن العلُمَاَء بكِوَنْ الكتِاَبيِةَّ ذمِِّيةَّ غيَرْ محُاَربِةَ،ٍ أماَّ إنِ لمَ تكَنُ كذلك ف ا ل يحَلِ نكِاَحهُا كما تقَدَمَّ.َ ومشَرْوُعيِةَّ الزوَّاَج بالكتِاَبيِاَّت عنِدْمَاَ يكَنُ علَىَ الذمِّةَّ فيها حكِمْةَ بالغِةَ،ٌ وهَيِ أن يحَصْلُ التدَّاَخلُ بين المْسُْلمِيِن وأهلْ الكتِاَب،ِ ويجَدِوُا في معُاَملَةَ ا لقهِمِ ما يدَعْوُهمُ إلِىَ اتبِّاع ديِنهِمِ،ْ المْسُْلمِيِن وأخْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وتَلِكْ هي وسَيِلةَ منِ وسَاَئلِ الدعَّوْةَ،ِ ومَعَ ذلَكِ فإنهَّ ƒ أن يكَُون سَببَاً لاندْفِاَع عنِدْمََا خشَِي عمُرَُ المْسُلْمِيِن إلِىَ الكتِاَبيِاَّت وتَضَرَرُّ المْسُلْمِاَت ببِقَاَئهِنِ أيَاَمىَ نهَىَ عنَهْ،ُ لا سيِمَّا أكاَبرِ الصحَّاَبةَ،ِ كقَصِتَّهِ مع . ƒ حذُيَفْةََ ومَِن المْعَلْوُم أن هذا المْطَلَْب لا يتَحَقَقَّ عندما يكَوُن المْسُْلمِوُن ضعُفَاَء ويَكَُون الكتِاَبيِوُّن أقوْىَ، مِن أن يكَوُن الزوَّاَج منِهْمُ ففَيِ هَذهِ الحاَلةَ بدََ ا لم يصُبْحِ الأمَرْ وسَيِلةَ منِ وسََائلِ الدعَّوْةَ إلِىَ الإسِْ في منُتْهَىَ الخطَرَ على الديِّن،ِ بحِيَْث لا يبَعْدُ أن تسَتْوَلْيِ الكتِاَبيِةَّ على أولاْد المْسُْلمِ منِهْاَ، فتَنُشَئِّهَمُ على ملِتَّهِاَ كما ترُيِد،ُ وقَدَ وقَعَ ذلك فعِلْ،ً إذِ انحْرَفَ بهِذَاَ عدَدَ منِ أولاْد المْسُْلمِيِن فاَعتْنَقَُوا النصَّرْاَنيِةَّ،َ وقَدَ حدَثَ هذَاَ لكِثَيِر منِ أولاْد العمُاَنيِيِّن ممِنَّ نعَرْفِ آباَءهَمُ،ْ بلَ وقَعَ أحَدَ هَؤلاُء الذَّيِن لا يبُاَلوُن بمِصَيِر ا لذ أكبْاَدهِمِ في غرَاَم يهَوُديَِّة بريطانيِةَّ عنِدْمَاَ كان أفْ يدَرْسُ في داَر الغرُبْةَ،ِ فتَزَوَجَّهَاَ ووَلَدَتَ موَلْوُداً نشَأَّتَهْ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد على اليهَوُديِةَّ،ِ وانتْزَعَتَْه منِ يدَ أبَيِه فأَلَحْقَتَهْ باِلكيان الصهيوني، فأَصَبْحَ يهَُوديِ المْعُتْقَدَ صهيوني النزَّعْةَ والجْنِسِْيةَّ،ِ أوَلاَ يكَفْيِ هذَاَ عبِرْةَ لعُِباَّد الشهَّوَاَت الذَّيِن لا يبُاَلوُن بمِسُْتقَبْلَ أفْاذ أكبْاَدهِِم وثَمَرَةَ ؟! .. . . . . ٹ ٹ ٹ ٹ أفئْدِتَهِِمْ . . . . . ]ق:. 37 [. هذَاَ؛ ولَئَنِ كان عمُُوم قوَلْهِ تعَاَلىَ: . . . . . . . ]البقرة: 221 [ مخُصَصَّاً بجِوَاَز نكِاَح الكتِاَبيِاَّت معَ مرُاَعاَة القيُُود التَّي ذكَرَنْاَهاَ؛ فإَنِ قوَلْهَ تعَاَلَى: . . . . . . . ]البقرة: 221 [ باَق على عمُوُمهِ،ِ فَا يحَلِ لمِسُْلمِةَ الاقتْرِاَن بأِيَ مشُرْكِ كاَن،َ سوَاَء وثَنَِياًّ أو كتِاَبِياًّ، معَ اعتْضِاَدهِ بمِاَ دلَ علَيَهْ قوَلُْه تعَاَلىَ: . . . . .. . . . ا لف في كفُرْ . . . . . . ]الممتحنة: 10 [. إذِ لا خِ أهَلْ الكتَِاب بعَْد تحَرْيِفهِِم وتَبَدْيِلهِِم وكَفُرْهِمِ بنِبَيِنِّاَ ژ ومَاَ أنُزْلِ علَيَهْ.ِ ولا يعُكَرِّ هذَاَ الاستْدِلاْل كوَنْ الآيةَ الكرَيِمْةَ نزَلَتَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد في مشُْركِيِ العرَبَ؛ِ لأن الحْكُمْ نيِط باِلكفُرْ وجَعُلِ عاَماًّ في الكفَُّار،ِ والحْكُمْ علََى المْشُْتقَ يؤُذْنِ بعِلِِّيتَّهِ،ِ ولا عبِرْةَ بخِصُوُص السبَّبَ معَ عمُوُم اللفَّظْ،ِ ژ بعَضْ بنَاَتِه بغِيَرْ ومََا كان منِ تزَوْيِج النبَِّيِّ المْسُلْمِيِن فذَلَكِ قبَلْ مشَرْوُعيِةَّ هذَاَ الحْكُمْ.ِ 65 . واَلحكُمْ إنِ حاَربَوُا فيِ الكلُ متُحَّدٌِ نهَْب وسََبيْ وقَتَْل فيِهِم فعُِا 66 . حاَشَا قرُيَشْاً فإَنِ السَّبيْ ممُتْنَعٌِ فيِهمِ علَىَ قوَلْ أهَْل المْغَرْبِ الفضُلاَ ا لم يعَنْيِ أن جمَيِع هؤَلاُء الخْاَرجِيِن عنَ ملِةَّ الإسْ سوَاَء كانوا يهَوُداً أو نصَاَرىَ أو صاَبئِيِن أو مجَوُساً ا لحدِةَ ممِنَّ لا ديِن أو مشُْركِيِن يعَبْدُوُن الأوثْاَن أو مَ لهَمُ يتَحَّدِ حكُمْهُمُ إنِ حاَربَوُا المْسُلْمِيِن،َ وهو قتَلْ مقُاَتلِتَهِمِ وغنم أمَوْاَلهِمِ وسََبيْ ذرَاَريِهمِ ونَسَِائهِمِ،ْ وفي هذَهِ الحاَلةَ لا يحَلِ نكِاَح نسَِاء أهَلْ الكتِاَب،ِ لأنَهَّنُ عرُضْةَ للسبَّيْ كما ذكَرَنْاَ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد واختْلُفِ في حِل ذبَاَئحِهِمِ،ْ فجَمُهْوُر أصحابنِاَ لا يرَوَنْ حلِهَّاَ حتَىَّ يكَوُنوُا أهلْ ذمِةَّ،ٍ وذَهََب قلَيِل منِهْمُ وجَمُهْوُر أصحْاَب المْذَاَهبِ الأخُْرىَ إلِىَ أنهَّم إنِ ذكَوُّهاَ ذكَاَة شَرعْيِةَّ حسَْبمَاَ يدَيِنوُن فهَيِ ا لل،ٌ وهوُ أقوْىَ دلَيِل كمَاَ بسَطَْتهُ فيِماَ كتَبَْتهُ حَ في الذبَّاَئحِ.ِ واختْلُفِ في السَّبيْ؛ِ هلَ يشَمْلَ جمَيِع العنَاَصرِ ؟ فقيِل والشُّعوُب أو يسُْتثَنْىَ منِ حكُمْهِ بعَضْهُمُْ باسْتثِنْاَء العرَبَ مطُلْقاً، وهذا قوَلْ أهلْ المْشَرْقِ منِ ژ قال: «لا رقِ على أصحْاَبنِاَ، لمِاَ يُروْىَ أن النبَّيَِّ عرَبَِي بعَدْ اليَومْ »ِ. وقيِل باستِْثنْاء قرُيَشْ وحَدْهَا : 5 ژ ، وهو معَنْىَ قوَلْ المْصُنَفِِّ تكَرْيِمْاً للِنبَّيِِّ حاَشَا قرُيَشْاً فإَنِ السَّبيْ ممُتْنَعٌِ ا ل فيِهمِ علَىَ قوَلْ أهَلْ المْغَرْبِ الفضَُ وقَيِل بعِدَمَ اسْتثِنْاَء أحدَ،ٍ لأن علَِّة ذلك هيِ ! الإشِْراَك،ُ وهَمُ جمَيِعاً مشُْترَكِوُن فيه، معَ أنهَُّ قال يوَمْ فتَحْ مكَةَّ المْكُرَمَّةَ لقِرُيَشْ:ٍ «اذهْبَوُا فأَنَْتمُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الطلُّقََاء »ُ، وهو وإَنِ لَم يكَنُ نصَاًّ في اعتْبِاَرهِمِ سَباَياَ قبَلْ أن يُنعْمِ عليهم صلوات الله وس ا لمه ا لق؛ِ فإَنِهَّ يسَوُغ عليه بمِاَ أنعْمَ به علَيَهْمِ منِ الإطِْ أن يسُْتنَتْجَ منه هَذاَ الحْكُمْ لمَِن رأَىَ ذلك، إذِ ا لق إنِمَّاَ يكَوُن بعَدْ قبَضْ،ٍ وقد سبَىَ ژ قوَمْاً الإطِْ مِن العَربَ كما وقَعَ ذلك في هوازن وبنَيِ المْصُطلق. وما ورَدَ منِ أنهَّ قاَل:َ «لا رقِ على عرَبَيِ بعَدْ اليوَمْ »ِ لمَ أجَدِ لهَ سَندَاً، ولَو ثبَتَ ذلك لمَاَ ا لف في مضَمْوُنهِ.ِ وقَعَ خِ علَىَ أن السبَّيْ إنِمَّا هوُ إجِرْاَء عسَكْرَيِ،ٌّ ولا يلَزْمَ أن يتَرَتَبَّ عليه الاسْترِقْاَق،ُ وإنِمَّا كان ما كان منِ اتبِّاَع هذا الإجِْراَء لأجَلْ ضَروُرةَ المْعُاَملَةَ باِلمْثِلْ،ِ ا ل يكُاَل الشرَّ لأمُةَّ الإسِْام وهَيِ مكَتْوُفةَ الأيَدْيِ لئَِ عنَ الردَّ بمِثِلْهِ،ِ معَ ما فيِه منِ الأسَْباَب لاهتْدِاَء ا للهِ،ِ السبَّاياَ إلِىَ الإسِْام وإنِقْاَذهِمِ منِ الشرِّكْ وضَ فَإنِ كانتَ مصَلْحَةَ الإسِْام والأمَُّة في عدَمَ وإَِ الاستْرِقْاَق فإنِ ذلك هوُ الذي يؤُخْذَ بهِ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وممِاَّ يدَلُ عليه قولهُ تعالى: . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ. ]محمد: 4[. طرَيِقيَنْ في معُاَملَةَ إذِ لمَ يذَكْرُ سبُحانه وتعالى هنُاَ إِ ا لق سرَاَحهِمِ ومفُاَداَة الأسَرْىَ، وهَمُاَ: المْنَ عليهم بإِطِْ أسرْىَ المْسُلْمِيِن بهِمِ،ْ إذِ الأصَلْ في الإنسان الحْرُيِّةَّ،ُ والرقِّ عاَرضِ لهَ.ُ هذَهِ ولذِلَِك أبطْلَ الإسام جميع وسََائلِهِ إِ الوسَيلةَ الواَحِدةَ التَّي اقتْضَتَهْاَ ضَروُرةَ التعَّاملُ باِلمْثِلْ،ِ لئِلَ يقَفِ المْسُْلمِوُن موَقْفِ الذلُّ والضعَّفْ أمام أعدْاَئهِمِ،ْ ومع قيَِام المْعُاَهَداَت بيَنْهَمُ وبيَنْ غيَرْهِمِ على عدَمَ اسْترِقْاَق أسْرىَ الحْرَبْ والتْزِاَم ذلك منِ قبِلَ الغيَرْ لا تبَقْىَ ضرَوُرةَ داَعيِةَ إلِيَهْ،ِ ولَيَسْ دلَيِل تقَدْيِمْ المْنَ على الفدِاَء في الآية الكرَيِمْةَ إِ ا لم وعظَمَتَهِ واعتْدِاَلهِ ورفِقْهِ،ِ وذلك على سمَاَحةَ الإسِْ ا لف ما يرُوَجِّهُ خصُوُمهُ ويحُاَولِوُن إلِصْاَقهَ بهِ ممِاَّ بخِِ هُوَ مِنْهُ بَرَاءٌ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 67 . واَلذبِّحْ)َ)) إنِ ساَلمَوُا أهَلْ الكتِاَب معَ النْ . نكَِاح منِهُْم أجَِز إلاِ الإمَِاء فَا ، هذا الحكُمْ خاَص بأِهَلْ الكتَِاب كما تقَدَمََّ وهوُ إبِاَحةَ أكلْ ذبَاَئحِهِمِ ونكِاَح الحْرَاَئرِ منِ نسِاَئهِمِ،ْ 5 حلِيِّةَ ذبَاَئحِهِمِ بِمَا يُقَيِّدُ نِكَاحَ وقََيدَّ المْصُنَفُِّ الحرَاَئرِ منِ نسَِائهِمِ؛ْ وهَوُ كوَنْهُمُ مسُاَلمِيِن أي غيَرْ محُاَربِيِن،َ وهو مذَهْبَ جمُهْوُر أصحاَبنِاَ كما تقَدَمَّ ا لفاً لرِأَيْ جمُهْوُر الأمُةَّ.ِ خِ وقد اختْرَتْ غيَرْ هذا القوَلْ كما أشَرَتْ منِ قبَلْ لمِاَ في صحَيِح البخُاَريِ:ِّ «منِ أن المْسُْلمِيِن أخَذَوُا يوَمْ خيَْبرَ جرِاَب شحَمْ ألَقْاَه اليهَوُد منِ داَخلِ حصِنْهِاَ فأكَلَوُه »ُ)))، وإن كان ما ذهَبَ إلِيَْه جمُهْوُر أصحابنِاَ أن الخْبَرَ أبلْغَ في الاحتْيِاَط وأقَعْدَ منِ حيَثْ النظَّرَ إِ ))) الذبِّح بكسر الذال : اسم لما يذُبح من الحيوان، قال تعالى: . ٹ . . .. وأما الذبَّح بفتح الذال فهو فعل الذابح من قطع الحلقوم ونحوه. ) ) أخرجه البخاري في كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر ) 4214 . ( ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أبَطْلََه،ُ ولا حَظ للِنظَّرَ مَع الأثََر،ِ ولا ريَبْ أن الاحتْيِاَط باب واَسعِ وينَبْغَيِ الأخَذْ بهِ في العمَلَ،ِ أماَّ في الإفِتَْاء والحْكُمْ فيَؤُخْذَ باِلدلَّيل،ِ كما قاَل إمِاَم « : 5 ليَسْ العالمِ منَ المْذَهْبَ أبو سَعيد الكدُمَيُِّ حمَلَ الناَّس على ورَعَهِ،ِ وإنِمَّا العاَلمِ منَ أفتْاَهمُ بمِاَ يسَعَهُمُ في ديِنهِمِ .»ْ وأماَّ حلِ تزَوَجُّ نسِاَئهِمِ فهو مقُيَدَّ بقِيَدْيَنْ:ِ أولَّهُمُا: أن يكَوُن ذلك في حاَلةَ سِلمْ لا في حاَلةَ حرَبْ،ٍ ، ثمُ إنِهَّا لأن المْحُاَربِةَ عرُضْةَ للِسَّبيْ كما تقَدَمََّ لا يؤُمْنَ منِهْاَ أن تكَوُن عيَْناً لأهلْ ملِتَّهِاَ، تدَلُهُّمُ على ثغََراَت المْسُلْمِيِن وعَوَرْاَتهِمِ،ْ ومَنَ الذَّي يأَمْنَ اليوَمْ وقََد تحَاَلفََت اليهَوُديَِّة والصلَّيِبيَِّة على حرَبْ الإسِْام وأَهَلْهِ منِ إقِحَْام العنُصْرُ النسَِّائيِ في سيِاَستَهِمِ الحْرَبْيِةَّ،ِ واتخِّاَذ اللوَّاَتيِ يقَتْرَنِ منِهْنُ برِجِاَل المْسُْلمِيِن عيُوُناً عليهم يكَشِْفنْ لأقَوْاَمهِنِ ما خفَيِ عليهم منِ ثغَرَاَت أمُةَّ الإسِْام وعوَرْاَتهِاَ، لا سِيمَّا شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لتيِ يتَسََنىَّ لهَنُ الاقتْرِاَن برِجِاَل السيِّاَسةَ أولئكِ الَّ والحْرَبْ،ِ فيَصَطْدَنْ منِهْمُ أسرْاَر الأمُةَّ ليِبَثُْثْنهَاَ أبنْاَء مِلَّتِهِنَّ عَبْرَ قَنَوَاتٍ مُخَصَّصَةٍ لذَِلكَِ؟! فَكَمْ مِنْ أسِيرِ شَهْوَتهِ رُزئَِتِ الأُمَّةُ بسَِبَبهِ؛ِ إِذْ بَاحَ بمَِا يُكِنُّهُ مِنْ أسْرَار إلِىَ التَّي يعَدُهُّاَ شرَيِكةَ حيَاَتهِ سَاعةَ هيَجَاَن شهَوْتَهِ ولَوَعْةَ غرَاَمِه،ِ فاطلَّعَتَ على ما لا يطَلَّعِ عليه منِ خاَصَّتهُاَ منِ أسرْاَر السيِّاَسةَ الحْرَبْيِةَّ،ِ وهي الأمُةَّ إِ لَمْ تَأْتِ إِلَيْهِ إِ لتَِخْدُمَ مَصْلَحَةَ أمَُّتِهَا، فَلَمْ تَأْلُ جَهْدًا ل في القيَِام بمِهُمِتَّهَِا والحْفَِاظ على مسَْؤوُليِتَّهِاَ، فأصبْحَتَ الأمَُّة هيِ الخْاَسِرةَ،َ إذِ راَحَت ضحَيِةَّ شهَوَاَت كبُرَاَئهِاَ. ثاَنيهمِاَ: أن تكَوُن حُرةَّ،ً إذِ لا تحَلِ إمَِاء أهلْ الكتِاَب،ِ لأن حلِيِّةَّ نكِاَح الأمَةَ مشَْروُطةَ في القُرآْن بعِدَمَ اسْتطِاَعةَ الطَّولْ إلِىَ نِكاَح المْحُصْنََات أي الحْرَاَئرِ وخوَفْ العنَتَ وهَُو الوقُوُع في الزنِّا معَ كوَنْ الأمَةَ المْنَكْوُحةَ مؤُمْنِةَ،ً وذلك لقِوَلْهِ تعالىَ: شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد .. . . . . . ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک. إلِىَ قولهِ:ِ . . . . . .. . . . .. ]النساء: 25 [. وهذا التشَّدْيِد إنِمَّا هوُ لأجَلْ المْحُاَفظَةَ منِ المْسُلْمِ ا لذ كبَِدهِ وثَمَرَاَت فؤُاَدهِ لئَِا يكَوُنوُا عرُضْةَ على أفَْ للِرقِّ،ِّ ولَئِلَ يكَوُنوُا تبَعَاً لغِيَرْ المْسُلْمِيِن،َ فإَنِ الأوَلاْد كمَاَ يتَبْعَوُن آباءهَمُ في الأنَسَْاب يتَبْعَوُن أمُهَّاَتهِمِ في الحْرُيِّةَّ أو الرقِّ،ِّ فلذلك ما كان للِمْسُلْمِ أن يلَجْأَ إلِىَ أن لا يجَدِ ماَ يرُقِ أولادهَ في سبَيِل قضَاَء شهَوْتَهِ،ِ إِ منَاَصاً منِ ذلك، بحِيَثْ لا يقَدْرِ على مقُاَومَةَ غرَيِزتَهِ ولا يجَدِ سَبيِل إلِىَ نكِاَح الحُْرةَّ،ِ فيَتَخَلَصَّ بهِ منِ تأثير تلك الغرَيِزةَ.ِ ومنُعِ منِ أن تكَوُن الأمَةَ التَّي ينَكْحِهُا غيَرْ مسُلْمِةَ؛ٍ لئِلَ يسُْترَقَ أولاد المْسُْلمِيِن منِ قبِلَ أهلْ الكتِاَب،ِ ا لف هذا هوُ قوَلْ أصحابنِاَ والجْمُهُْور،ِ وفي ذلك خِ بسَطَتْهُ في بعَضْ الفتَاَوىَ فلَيْرَجْعِ إلِيَهْ منَ شاَء.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإمِاَء فلاَ » جرَيْ علَى « :5 إِ وقول المْصَُنفِِّ مذَهْبَ أصحْاَبنِاَ ووَاَفقَهَُم عليه الجْمُهْوُر؛ُ وهو عدَمَ حلِ نِكاَح الإمِاَء منهم، وقد عضَدَّوُا ذلك بقِوَلْهِ تعَالى: . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. . ]المائدة: 5[، فإَنِ المْحُصْنَاَت وصَفْ يشَمْلَ الحْرَاَئرِ والعفَاَئفِ.َ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: بينّ معنى الملِةّ في اللغة العربية؟ .1 ما المقصود بالمْلِلَ الست؟ .2 في أي ملةّ يندرج الشيوعيون والم ا لحدة؟ .3 اختلف العلماء في وجوب معرفة الملل الست؟ بينّ .4هذا الخ ا لف، وما القول الذي يؤُيدِّه الشارح؟ اذكر دليليَن استدل بهما الشارح لما ذهب إليه؟ .5 كيف ترد على منَ قال بوجوب معرفة الملل الست .6لذكرها في القرآن؟ هل أحكام الملل الست مذكورة في آية واحدة أو .7سورة واحدة؟ بينّ صحةّ هذه العبارة منِ عدمها: )اتفق العلماء على .8أحكام الملل الست ؟ ( متى يلزم الإنسان معرفة الملل الست وأحكامها؟ .9 منَ الذي يعنيه في الأكثر معرفة أحكام الملل الست؟ .10 منَ هم الذين يحُسبون على ملةّ الإس ا لم؟ وما أقسامهم؟ .11 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ينقسم الذين يرتكبون المحرمات إلى قسميَن؟ .12اذكرهما؟ منَ هو المستحل؟ وما حكمه؟ اذكر مثالا عليه. .13 ما هو قول الخوارج في مرتكب الكبيرة؟ وما دليلهم؟ .14 كيف ترد على الخوارج في تأويلهم الآيات لبدعتهم؟ .15 اذكر دلي ا ل واضحاً من القرآن والسنة على فساد معتقد .16الخوارج؟ بينّ حكُم المنتهك؟ .17 أيهما أشد:ّ توبة المنتهك، أم توبة المستحل؟ .18 ما هي حقوق المسلمين العامة؟ وهل تشمل برَهَّم .19وفاجرهم؟ ما حكم البغاة من المسلمين؟ .20 هل تجوز غنيمة أموال المسلمين أو سبي ذراريهم؟ .21 ذهب بعض العلماء إلى المنع من الص اة على أصحاب ل .22 الكبائر؟ اذكر هذه الكبائر، وبينِّ رأي الشارح في المسألة، والأدلة التي استدل بها؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد منَ هم اليهود؟ وما سبب ض ا للهم؟ .23 عرفّ النصارى؟ وهل هناك شيء مشترك بينهم واليهود؟ .24 الصابئون قوم لم تتضح للناس عقائدهم، اذكر خ اف ل .25العلماء في ذلك؟ بسط الشارح الك ام عن الصابئين في كتاب آخر، ما ل .26اسم ذلك الكتاب؟ إلى منَ ينُسب المجوس؟ وماذا يعبدون؟ .27 كيف ترد على منَ جزم بأن المجوس أهل كتاب؟ .28 ذكر الناظم حكما واحدا لأربع ملل؟ اذكر هذه الملل .29وحكمها المشترك؟ ما هي الآية التي تدل على الحكم المذكور في أهل .30الكتاب؟ لماذا أجري على الصابئين حكم أهل الكتاب؟ .31 من أين عرفنا إلحاق المجوس بأهل الكتاب؟ .32 عرفّ الجزية، وبينّ المقصود منها؟ .33 ما حكم أكل ذبائح أهل الذمة ونكاح الحرائر من .34نسائهم؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هل تحل نساء أهل الكتاب في حال الحرب؟ ولماذا؟ .35 ما حكم ذبائح أهل الكتاب المحاربين؟ وأين شرح .36الشارح هذه المسألة؟ اختلف العلماء في تحديد مقدار الجزية، بينّ القول .37الصحيح في ذلك؟ منَ هم الذين لا تؤُخذ عليهم جزية من أهل الكتاب؟ .38 بينّ خ ا لف العلماء في أخذ الجزية على المفلس؟ .39 إذا أدىَّ المجوس الجزية فهل يحل للمسلمين نكاح .40نسائهم وأكل ذبائحهم؟ لماذا سمُيّت الجزية بهذا الاسم؟ .41 ما حكم الملل الأربع المتقدمة إن أبت الإس ام ودفع ل .42الجزية معا؟ هل يشترك المجوس والصابئون واليهود والنصارى .43مع المشركين في وصف الشرك؟ ولماذا خصُ المشركون بهذا الوصف؟ ما حكم المشركين؟ وهل تؤُخذ منهم جزية؟ وما حكم .44ذبائحهم ونكاح نسائهم؟ أوضح إجابتك بالأدلة. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هل يجوز تزويج المشرك مسلمة؟ اذكر دليلين من .45القرآن على ما تقول؟ لماذا لم يجزُ للمسلمين إنكاح الكتابيين، مع حلِ .46نساء أهل الكتاب للمؤمنين؟ ما الحكمة من مشروعية الزواج بالكتابيات الذميّات؟ .47 لماذا نهى سيدنا عمر ƒ عن الزواج بالكتابيات؟ .48 بينّ خطر الزواج من الكتابيات في هذا العصر؟ .49 للخارجين عن ملة الإس م حكم واحد إن حاربوا ا .50المسلمين، بين هذا الحكم؟ هل حكم السبي يشمل جميع شعوب المشركين؟ .51 وما هو قول المشارقة والمغاربة في ذلك؟ وما القول الذي أيدّه الشارح؟ بينّ الحكمة من السبي؟ .52 أوضح سماحة الإس ام في معاملة أسرى الحرب؟ ل .53 ما هو قول جمهور أصحابنا في أكل ذبائح أهل الكتاب؟ .54 لماذا اختار الشارح القول بحليةّ ذبائح أهل الكتاب .55المحاربين؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد حلِ زواج الكتابيات مقيدّ بقيديَن، اذكرهما إجمالا؟ .56 بينِّ خطر الزواج بالكتابية في حال الحرب؟ .57 ما هي شروط نكاح الأمة؟ وما الدليل على ذلك؟ .58 لماذا شددَّ الإس ا لم في شروط نكاح الإماء؟ .59 هل يجوز نكاح الإماء من الكتابيات؟ .60 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الإمَِامَةُ 68 . إنِ الإمِاَمَة فرَضْ حيِنمَاَ وجََبتَْ شُروُطهُاَ، لا تكَنُ عنَ شَرطْهِاَ غفَلاِ هي القيادة الكبُرْىَ للأمةَّ،ِ وهي ضرَوُريِةَّ منِ أجلْ جمَْع شَملْ الأمَّة وتأليِف قلوبهَِا والنهُّوُض بمِسَْؤوُلياَّتهِا، ومنِ بيَنْهِا: الدعَّوْةَ إلِى الخْيَرْ،ِ والأمر بالمْعَْروُف والنهَّيْ عَن المْنُكْرَ،ِ وإقامة الحدُوُد الشَّرعْيِةَّ،ِ وإغِاَثة المْلَهْوُفين ونصُْرةَ المْظَلْوُميِن،َ والجهاد في سبيل الله،ِ وإقامة الجْمُعُاَت،ِ فإن ذلك منِ مسَؤْوُليِاَّت الأمةَّ،ِ ولا يمُكْنِ أن يقَوُم بذلك أفراد مشُتََّتوُن،َ وإنمَّا يتَمِ ذلك في حين قيام النظِّام الشرعي،ِّ ووجُُود قائد للأمَّة تفُوَضِّ إليه أمرْهَاَ وتسُلْسِ لهَ قيِاَدهَاَ، وتحَوُطهُ بنِصُحْهِا وتوجيهاتهِاَ. مَن كان ذاَ أهلْيِةَّ وهو منَصْبِ لا يخُتَْار لهَ إ تامةَّ،ٍ وذلك بأن يكون رجَلُ،ً مسُْلمِاً، ورَعِاً، سلَيِم شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الحواس والعقَلْ،ِ ليَسَْت بهِ عاهةَ،ٌ وأن يكون حرُاًّ ا لت القيِاَدة؛ِ منِ الإقدام وحسُْن بالغِاً، متُمَتَعِّاً بمِؤُهَِّ السياسة والحْنِكْةَ وسعََة الصدَّرْ وربَاَطةَ الجأَشْ وعلُوُ الهمِةَّ،ِ والخبِرْةَ بشؤون الدين والدنيا، ومعنى هَذا أنهَّ لا بدُ منِ أن يكون عالمًِا مجُتْهَدِاً، أو أن يكون منِ حوَلْهِ علُمَاء يسَْتمَدِ منهم خبِرْتَهَ ويرَجْعِ ا لت.ِ إليهم في حلَ المْشُكِْ ا ل الأمرْيَْن لا منَاَص لهَ عن الشُّورىَ، وعلى كِ وذلك بأن يسَتْشير في كل شأن أهل الخبِرْةَ بهِ، ففي مجَاَل الشرَّعْ يسَتْشير الفقُهَاَء،َ وفي الشؤُّون الحرَبْيةَّ يستشير ذوَيِ الخبِرْةَ العسَكْرَيةَّ،ِ وفي الشؤُّون المْاَليِةَّ يرَجْعِ إلى ذوَيِ الخبِْرة الاقتصادية،ِ وهكذا في كلُ مجَاَل يرَجِْع إلى المْخُتصَيِّن بهِ، مَع ضبَطْ هذه المْشَورةَ بالأحكام الشرَّعْيِةَّ،ِ لأن الشرَّيِعةَ الرباَّنية هي أساَس هذا النظِّام.ِ وهذا المْنَصِْب إنمَّا هو ورِاَثةَ للنبُُّوةَّ،ِ فَلذَِلكَِ لا يتَبَوَؤَّهُ إلا منَ كان على منِهْاَج الأنبياء،ِ فمَاَ لأهل شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد الجوَرْ والظلُّمْ فيه منِ نصيب،ٍ بدِلَيل قولهِ تعالى: .. ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ے ے .. . . .. . . . . .. ]البقرة: 124 [، فكمَاَ أن الظالمِ لا يكون نبَِياًّ قطَ كذلكِ ا لفة النُّبوُةَّ.ِ لا يقَعْدُ على عرَشْ خِ ولا يشُْترَطَ لهِذَا المْنَصْبِ نسَبَ بعِيَنْهِ،ِ فجَمَيِع الناس متُسََاويِةَ فيه أقَدْاَمهُُم عندما تتَوَفَرَّ فيهم الشُّروُط المْطَلْوُبة،ُ فلَيَْس العرَبَيِ أوَلَْى بهِ من الأعجْمَيِ،ِّ ولا القرُشَيِ أولْىَ بهِ من غيَرْهِ.ِ وإنمَّا كان اختيار الخلُفَاء الراَّشدِيِن من قرُيَشْ في عهَدْ الصحَّاَبةَ رضِوْاَن الله عليهم مرُاَعاَة لمِصَلْحَةَ سيِاَسَة الأمُةَّ،ِ فإن الدولةَ كانت قائمة يومئَذِ على أكتْاَف العرَبَ،ِ لأن معُظْمَ الراَّدةَ في الإسْام كانوُا منِهْمُ،ْ وكانت العرب جمَيعاً تجُلِ قرُيَشًْا لمِجُاَورَتَهِاَ بيَتْ الله تعالىَ الذي ورَثِتَ العَربَ تعَظْيِمهَ، ولأنهَّا القائمة عليه، وذلَِك ممِاَّ أورْثَهَا مكَاَنة في نفُوُس العرَبَ جميعاً، وعمَقَّ ذلك أنَ اختْاَر الله تعالى عبَدْهَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ورسَوُلهَ محمدَّاً ژ منِ بينهِم واستْخَلْصَهَ من ضئِضْئِِ نسَبَهِمِ،ْ فزادهَمُ ذلك قدَرْاً ومكانة،ً فلَذِلَكِ كان جمَعْ شتَاَتهِمِ بأِنَ يتَبَوَأَّ هذَهِ المْكَانةَ واحدِ ممِنَّ ينَتْمَيِ إلى محَتْدِهِمِ أقْربَ إلى ما ألُفِ منِ شأنهِمِ وعهُدِ في ƒ قال: «إن طبِاَعهِِم،ْ ويؤُكَدِّ ذلك أن أبا بكرٍ العرَبَ لا تدَيِن إلا لهِذَا الحيَ من قريش .» وهذا ممِاَّ يؤُكَدِّ أن اختْيِاَر الخلُفَاَء منِهْمُ كان إجِرْاَء سيِاَسِياًّ منِ أجَْل مصَلْحَةَ الديِّن في ذلك العَهدْ فحَسَبْ، وفيما بعَدْ ذلك إذا وجُدِ الأكَْفأَ منِ غيَرْهِمِ ا لفةَ فهو أوَلْىَ بهِذَاَ الشأَّنْ،ِ معَ أن الذين اختِْيروُا للِخِْ الراَّشِدةَ لمَ يخُْتاَروُا لقِرُشَِيتَّهِمِ فحَسَْب، وإنمَّا لسِاَبقِتَهِمِ في الفضَلْ،ِ ولأنهَّمُ منِ السَّابقين الأولَّيِن من المهُاَجرِيِن،َ فكانوُا أحَرْيِاَء بذلك. فإذا وجُدِ القائم بهِذَاَ الأمرْ وجَبَتَ على المسُلْمِيِن طاعتَهُ ونصَيِحتَهُ،ُ فإن أخَطْأَ صوُبِّ،َ وإن نسَِي ذكُرِّ،َ لأن المْؤُمْنِيِن على الحَق أعوْاَن،ٌ وهمُ كالجسََد الواَحدِ تتَفَاَعلَ أعضْاَؤهُ جميعاً مع كل ما يعَنْيِه،ِ وقد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد عطَفَ الله تعالى طاعةَ أوُليِ الأمَرْ على طاعتَهِ وطاعة ژ في قولهِ:ِ . ئ. . . . ي ي رسَوُلهِِ ي . ]النساء: 59 [ أي:ْ منِ المْؤُمْنِين الذين يتَقَّوُن الله ويطُيِعوُنهَ ويأمرُوُن باِلمْعَرْوُف وينَهْوَنْ عن المْنُكْرَ،ِ فإن تلِكْ هي أسباب مُواَلاة المْؤُمنين بعَضْهِمِ لبِعَضْ،ٍ كمَاَ نَص علَيَهْ قوَلُْه تعالىَ: . ک گ گ گ گ. . . . . . . . ں ں . . .. ]التوبة: 71 [. ثُم إنهَّ سُبحْاَنهَ أمَرَ مع الاختاف أن يكَوُن الاحتِْكاَم إلِيَهْ وإلى رسَُولهِ عليه أفضل الص ا لة والس ا لم ، حيث عطَفَ سبحانه على ماَ أمَرَ بهِ منِ طاعتَهِ وطاعةَ رسَوُلهِ وأوُليِ الأمَرْ من المْؤُمْنِين قولهَ:ُ . ئج ئح ئم ئى ئي بج چ بخ بم بى بي تج تح تختم تى تي ثج ثم. ]النساء: 59 [. وبهِذَاَ يتَبَيَنَّ أن وجُوُب هذهِ الطاَّعةَ مقُيَدَّ بطِاَعتَهِ ژ ، أماَّ منَ خرَجَ عن حدُوُد تعالى وطاَعةَ رسَُولهِِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 8 إلى معَصْيِتَهِ ف ا ل طاعةَ لَه،ُ ولذِلَكِ قال طاعتَهِِ « : ƒ إنِّي ولُيِّتكُُم ولَسَْت بخِيَرْكِمُ،ْ أبو بكَْرٍ فأَطَيِعوُنيِ ماَ أطَعَتْ الله ورَسَوُلهَ فيِكمُ،ْ وإذِاَ عصَيَْتهُ ا ل طاعةَ ليِ علَيَكْمُ .»ْ فَ وبمَِا أن منَ لمَ يَرقْ إلِىَ مرَتْبََة المْصُطْفَيَنْ الأخَْياَر عرُضْةَ للِخْطَأَ والزلَّلَ كان الحكم فيه إن واَقعَ معَصْيَِة ولَوَ صغيرة أن يسُْتتَاَب،َ فإن تاب أقُرِ،َّ وإن أصَرَ وجَبَ على أهلْ الحلَ والعقَدْ عزَلُْه وتقديم غيَْرهِ ممِنَّ يَروَنْ فيه الرشُّْد ا لح.َ والصَّ أماَّ إنِ كانت معَصْيَِتهُ توُجبِ عليه حدَاًّ شرَعْيِاًّ كالزنِّا والسرَّقَِة وقذَفْ المْحُصَْناَت وشُربْ فإن إمِاَمتََه تزَوُل بذلك، ويجَبِ على الخمَرِْ جمَاَعَة المْسُْلمِين في هذه الحاَلَة أن يخَتْاَروُا لأمَرْهِمِ مَن تتَوَاَفرَ فيه شُروُط الإمِاَمَة منِ أهَلْ ا لح واَلفضَْل،ِ ويقَُوم عنِدْئَذِ بإنِفَْاذ الحكُمْ الصَّ الشرَّعْيِ في الإماَم الأوَلَّ.ِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ومنِ عجَاَئبِ الأقَوْاَل قوَلْ منَ ذهَبَ إلى أنهَّ إن تاَب يبَقَْى في إمِاَمتَِه،ِ وإنمَّا يخُتْاَر مِن بيَنْ المسلمين إمِاَم موَقْوُت بقِدَرَ ما يقُيِم علَيَهْ الحدَ قصَِر نظَرَ منِ الشَّرعْيِ.َّ ولَعَمَرْ الحقَ ما هوُ إ قاَئلِهِ،ِ فمَاَذاَ عسََى أن تكَوُن مكَاَنةَ المْحَدْوُد بيَنْ ؟ ولَوَ رجَعَتَ المسُلْمِيِن منِ حيَثْ التقَّدْيِر والتوَّقْيِرُ إليه الولاَيةَ بتِوَبْتَِه وصَلَحَتَ أحَوْاَلُه فإنهَّ يبَقْىَ عرُضْةَ للسُّخرْيِةَّ والاسْتخِفْاَف واللمَّْز والنبَّزْ.ِ أفَيَصَْلحُ معَ ذلك أن يكَوُن قائدِاً للأمُةَّ؛ِ يلَتْئَمِ بهِ أمَرْهُاَ وتأَتْلَفِ عليه قلُوُبهَُا ؟ ولَئَنِ كان المْحَدْوُد على الزنِّاَ ليَسْ كفُؤُاً لمِحُصْنَةَ عفَيِفةَ ولوَ تاَب منِ جرَيِرتَهِ وإنمَّا يزُوَجَّ مثِلْهَ منِ النسِّاَء؛ِ فكَيَفْ يكَوُن لأنَ يتَبَوَأَّ أعَظْمَ منَصْبِ ديِنيِ وسيِاَسِي أهْ ؟! واجتْمِاَعيِ في الأمُةَِّ لذلك كان القول بسُِقوُط إمامتَِه بمِجُرَدَّ ثبُوُت موُجبِ الحدَ علَيَهْ هو القوَلْ الأوَحْدَ الذي يجَبِ أن يعُوَلَّ عليه ولا يلُتْفَتَ إلى ما سوِاَه.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 69 . وبَاَطلِ سِيرةَ فيِهاَ الإمِاَمَة في اثْ . نيَنْ لَو بلََغاَ في المْجَدْ مَا كَملاَ الإمِاَم هو واَسطِةَ عقِدْ المسُْلمِيِن،َ ونظِاَم الإمامةَ شرُعِ في الإسام منِ أجَلْ جمَعْ الشَّتاَت وتأليِف القلُوُب وتقَرْيِب القاَصيِ، وهو يتَنَاَفَى معَ التفَّرَقُّ والاختِاف،ِ ولذِلَِك كان غيَْر صاَلِح أن يجَمْعَ إمِاَمَينْ معَاً في وقَتْ واحِد،ٍ لأن ذلك مدِعْاَة ا لف الرأَّيْ وتشََتتُّ الكلَمِةَ،ِ وقيَِام العصَبَيِةَّ لاختِْ العمَْياَء التي تدَفْعَ بجِمَاَعاَت المْسُلْمِيِن إلِىَ تعَصَبُّ كلُ جمَاَعةَ منهم لإمِاَم.ٍ فإنِ بوُيعِاَ معَاً بيَعَْة واحِدةَ فبَيَعْتَهُمُاَ باَطلِةَ،ٌ ا لم،ِ وفي الحدَيِث:ِ لأنَهَّا جاَءتَ مخُاَلفِةَ لهِدَيْ الإسْ «مَنْ عَمِلَ عَمَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ») ). ل ) وإنِ سبَقَتَ بيَعَْة أحَدَهِمِاَ ثمُ بوُيعِ الآخرَ فالأخَيِر باَغ يجَِب قتَلْهُ إن لمَ يتَرَاَجعَ عن بغَيْهِ ويدَخْلُ في ) ) أخرجه الإمام الربيع؛ باب: في الولاية والبراءة ) 49 . ( ) شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أن تكَوُن طاعةَ إمِاَم المسُْلمِين الشَّرعْيِ،ِّ اللهَّمُ إ إمِاَمةَ الأوَلَّ سَاقطِةَ الاعتبِاَر لأنهَّا قائمةَ على فسَاَد منِ أصَلْهِاَ، أو لارتْكِاَب الإمَِام ما يوُجبِ عزَلْهَ،ُ أو فإن اجتماَع لطِرُوُ أمرْ قهَرْيِ يسُْقطِ إماَمتَهَ كجَنُوُنٍ أهل الحلَ والعقَدْ في مثِلْ هذَهِ الحاَلةَ لتِقَلْيِد الإماَمةَ ا لع ا لضطِْ غيَرْهَ ممِنَّ تجَتْمَعِ فيِهمِ أسْباَب الكفَاَءةَ لِ بمِسَؤْوُليِاَّتهِاَ مطَلْبَ شرَعْيِ.ٌّ والدلَّيِل على عَدمَ جوَاَز الإماَمةَ لاثنْيَنْ في وقَتْ @ واحدِ:ٍ انعْقِاَد الإجمْاَع عليه، وذلك أن الأنصارَ عندما قال قائلهُمُ:ْ «منِاَّ أمَيِر ومنِكْمُ أرادوُا ذلك أوَّ أمَيِر »ٌ، فعَاَرضَهَُم المْهُاَجِروُن وفي مقُدَمِّتَهِِم ƒ الذي قال: «هيَهْاَت هيَهْاَت.َ الله واحدِ،ٌ الصدِّيِّقُ والرسَّوُل واحدِ،ٌ والإماَم واحدِ »ٌ. فاستْقَرَ إجِمْاَع الكلُ ژ : «إذا بوُيِع على ذلك، مَع ما جاء مِن قوَلْهِِ لرِجَلُيَنْ فاضرْبِوُا عنُقُ الثاَّنيِ منهما .(((» ) ) أخرجه مسلم في كتاب: الجهاد والسير/ باب: إذا بويع لخليفتين ) .)1853( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد هذا كلُهُّ إن كان نفُوُذ دوَلْةَ المسلمِين ممُْتدَاًّ في الأرض،ِ بحِيَْث لا يفَصِْل بيَنْ جانب مِن مكَاَن نفُوُذهِمِ وجانبِ آخرَ عدَوُ متُرَبَصِّ،ٌ لأن الاجتماع في هذه الحاَلَة ممُكْنِ،ٌ ف ا ل وجَْه للِعْدُوُل عنه إلى التشَّتَتُّ والافتْرِاَق.ِ أماَّ إن كان نفُوُذ المسلمين في جهِتَيَنْ متُنَاَئيِتَيَنْ،ِ بحِيَثْ يتَعَذَرَّ أن تتَوَحَدَّ مرَجْعِيِتَّهُمُ الديِّنيةَّ والسيِّاسيةَّ لوِجُُود ما يصَدُ نفُُوذ الإماَم إن كاَن في جهِةَ إلى ا ل ماَنعِ منِ أن يجَتْمَعِ أهلْ كلُ جهِةَ الجهِةَ الأخُرْىَ؛ فَ على إمِاَم لهَمُ وحَدْهَمُ،ْ كما حصَلَ ذلك في القرَنْيَنْ الثاَّنِي والثاَّلِث الهجِرْيِيَّنْ في أهل دعَْوةَ الحقَ والاستقِاَمةَ،ِ حيث بوُيعِ لأئَمِةَّ منهم بالمْشَرْقِ وأئمِةَّ بالمْغَرْبِ،ِ لتِعَذَرُّ أن يقَوُم الإمِاَم المْشَرْقِيِ برِعِاَيةَ أمرْ المْسُْلمِيِن الذين همُ باِلمْغَرْبِ،ِ وكذا العكَسْ،ُ ولمَ يكَنُ نكَيِر لهِذَاَ الأمَرْ.ِ وعندمَا يزَوُل الحاَجزِ بيَنْ الدوَّلْتَيَنْ حيَثْ يتَوَاَصلَ فتَحْهُمُاَ إلى أنَ تصَلِ حدُوُد دوَلْةَ كلُ إماَم إلى حدُوُد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد دوَلْةَ الإمَِام الآخرَ؛ِ فهَنَُا يجَبِ أن يُردَ الأمرْ إلى جمَاَعةَ المسلمين منِ الجهِتَيَنْ معَاً، وهي التي تخَتْار منِ الإماميَنْ منَ كان أكَفْأَ لهِذَا المْنَصْبِ بعِلِمْهِ ودينهِ وسياستَهِ وإقدْاَمهِ،ِ وتفَاَنيِه في هذا الأمرْ،ِ وترَفَعُّهِ عن مطَاَمعِ الدنيا، ورغَبْتَهِ في أن يقَُوم بهِذَا الأمرْ غيَرْهُ وأن يعُذْرَ هوُ منِهْ،ُ فإذاَ وقَعَ عليه الاختيار جدُدِّتَ لهَ البيَعْةَ،ُ لأن بيَعْةَ كلُ واحدِ منهما تسَقْطُ بمِاَ طرَأَ منِ ا لقيِ حدُوُد دوَلْتَيَهْمِاَ. تَ 70 . وبَعَدْ ماَ فتُحِتَ أمُ القرُىَ نسُِخاَ ماَ كاَن مِن هجِْرةَ مفَرْوُضهُاَ اتصَّلاَ يعَنْي أن فتَحْ أمُ القرُىَ في عهد الرسَّول ژ كان سَببَاً لنِسَْخ ما كان يجَبِ منِ هجِرْةَ المسلمين إلى ژ؛ وهي دار الهجِرْةَ التي هاجرَ إليها رسَُول اللهِ طيَْبةَ المْبُاَركَةَ طَيبَّ الله ثرَاَهاَ . فقد كانت الهجرة إليها مطَلْبَاً ديِنِياًّ لا يسََع المسْلمِ ترَكْهُ في حالَة الإمكْاَن،ِ حتى أن منَ لمَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد يهُاَجرِ لمَ يسَْتحَقِ ولاَيةَ المؤمنين لهَ،ُ لقِوَلْهِ تعالى: .ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ . . . ]الأنفال: 72 [، وما ذلك إلا لمِاَ أراَدهَ الله تعالى منِ اجتماع أمةَّ الإسام في صَدرْ تاريخْهِاَ عندما تمَخَضَّتَ الأحْداَث فتَمَ ميِ ا لدهَُا، ليِكَوُن في هذا الاجتماع التْفِاَف منِ بعَضْهِاَ حَولْ بعَضْ،ٍ للتعاونُ على البرِ والتقوى، وليِتَرَبََّى أفرادهُا في كنَفَ دولةَ الإسْام الناشِئةَ على التضَّحْيِةَ والبذَلْ والزهُّدْ في الدنيا والرغَّبْةَ فيما عنِدْ الله.ِ ولا ريَبْ أن في ذلك امتحِاَناً للمهُاَجرِين واختبِاَراً لصِحِةَّ إيمانهِمِ،ْ فإن هجِرْتَهَمُ إنمَّا كانت منِ ديِاَر ألَفْوُهاَ، وأموْاَل اقتْنَوَهْاَ، ومسَاَكنِ ارتْضَوَهْاَ، متُجَرَدِّيِن ا لئِق الدنيا، وذلك أمرْ لا يوُطَنِّ عليه نفَسْهَ إلا منِ عَ منَ كاَن راَسخِ الإيمان ماَضيِ العزَيِمةَ،ِ لا يرَىَ الدنيا شيئاً بجِاَنبِ ديِنهِ.ِ فلَذِلَكِ مدَحَهَمُ الله تعالى بقولهِ:ِ . . . . . . . . . . . . شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد . . . .. . . .. ]الحشر: 8[، ووَعَدَهَمُ الحسُنْى بقِوَلْهِ:ِ . ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. . . .ي ي ي يئج ئح ئم ئى . ]النحل: 41 [، وقولهِ:ِ . . . . ئا ئا ئ. ئ. ئو ئو ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ. ئ.. ]النساء: 100 [. ومَاَ كانت هذَهِ الهجِرْةَ إلى المْجُتْمَعَ الإسْاميِ النظَّيِف الناَّشِئ إلا رمَزْاً لهِجِرْةَ الكفُرْ والفسُُوق،ِ 8 ، معَ أن المْجُْتمَعَاَت وتَوَلْيِةَ الوجَهْ نحَوْ مرَضْاَتهِِ الأخُرْىَ كانت عفَنِةَ بنَِتنْ الكفُرْ والفسُوُق،ِ فلَمَ تكَنُ بيِئتَهُاَ صاَلحَِة لاسْتقِرْاَر المْؤُمْنِ بهَِا، لذِلَكِ كلُهِّ شرُعِتَ الهجِرْةَ وكانت لزِاَماً. وبَعَْد ماَ فتُحَِت أمُ القُرىَ أي مكََّة المْكُرَمَّةَ حرَسََهاَ الله نسُِخ وجُوُب الهجِرْةَ،ِ كما جاء في الحديث: «لا هجِرْةَ بعَدْ الفتَحْ،ِ ولَكَنِ جهِاَد ونَيِةَّ .(((»ٌ ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد والسير/ باب: فضل الجهاد ) والسير ) 2631 (، ومسلم في كتاب: الجهاد والسير/ باب: المْبايعة بعد فتح مكة على الإس ام والجهاد والخير ) 1864 . ل ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وذلك لأن فَتحْ مكَةَّ كان إيِذاَناً بفِتَحْ الجَْزيِرةَ العَربَيِةَّ بأِسَرْهِاَ واستْقِرْاَر الإس ا لم بهِاَ، فلَمَ يكَنُ داَع بعد ذلك إلى إلزْاَم هذه الجْمَاَهِير المْؤُمْنِةَ أن تهُاَجرِ منِ ديِاَرهِاَ وتَسَتْقَرِ في مسِاَحةَ محَدْوُدةَ منِ الأرض، كمَاَ هوُ الشَّأنْ في الذين هاجرَوُا إلى المْدَيِنةَ قبَلْ نسَْخ الهْجِرْةَ،ِ فإن في تكَلْيِف جميع المْؤُمنِين بهِذَه الهْجِْرةَ مشََقةَّ بالغَِة،ً والحْنَيِفيِةَّ جاءتَ باليسُْر لا باِلعسُْر،ِ على أن دوَاَعيِ الهْجِرْةَ التي كانت أوَّ انْتهَتَ بهِذَاَ الفتَحْ،ِ وإنمََّا بقَيِ الجْهَِاد لتِتَوَاَصلَ الفتُوُح في أطراَف جزَيِرةَ العَربَ وفيِماَ حوَلْهَاَ منِ ممَاَلكِ الروُّم والفرُسْ.ِ ولا يعَنْي نسَْخ وجُوُب الهْجِرْةَ بعَدْ الفتَحْ أنهَّا ا لق،ِ فإن المْسُْلمِ عندمَا تتَحَوَلَّ لا تجَبِ على الإطِْ بيِئتَهُ إلى بيِئةَ كفُرْ بحِيَثْ يفُتْنَ في ديِنهِ ويصُدَ عن ا لة، ويكون غيَرْ حرُ في ممُاَرسََة ذكِرْ الله وعن الصَّ الواَجبِاَت الديِّنيِةَّ وتَرَبْيِةَ أولاْدهِ وأهَلْهِ علَيَهْاَ يجَبِ عليه أن يهَجُْر تلِكْ البيِئَة إلى بيِئةَ أخُْرىَ يجَدِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لمهُ فيها متُنَفَسًَّا، ويكَوُن آمنِاً على نفَسْهِ وعلى إسْ أهلْهِ وأولادهِ منِ الفتِنْةَ في الديِّن والصدَّ عن ذكِرْ الله ا لة،ِ لأن الحرُيِّةَّ الديِّنيَِّة مطَلْبَ ضرَوُريِ وعن الصَّ في حياة المْسُلْمِ.ِ ولكَنِ هذه الهجِرْةَ لا تجَبِ إلى بلََد معُيَنَّ كما وجَبَتَ منِ قبَلْ إلى أرضْ المدَيِنةَ،ِ وإنمَّا تجَبِ إلى ا لم التي يرُفْعَ فيها عن المسُلْمِ أي بلَدَ من ب ا لد الإسْ أي ضغَطْ لصَِدهِّ عن الديِّن، فإن رضَِي بأِنَ يعَيِش ا لحدِةَ والكفَرَةَ وهو قاَدرِ على التخَّلَصُّ مفَتْوُناً بيَنْ المَْ منهم بالهجِرْةَ إلى غيَرْهِِم كان هاَلكِاً، لقولهِ تعالى: .. . . . . . . . ڈڈ ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گ گ گ . .. . . .. . ں . . . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ. ]النساء: 97 ، 98 [. وهذا الحْكُمْ ينَطْبَقِ على كلُ المْسُلْمِيِن الذين يقَفِوُن تحَْت نيِر الاستْعِْباَد القهَرْيِ مِن قبِلَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أعدْاَئهِِم،ْ كمَاَ حصََل لمِسُْلمِيِ الأندْلَسُ عندمَا اجتاحَتهْم الحْرُوُب الصلَّيِبيِةَّ،ُ وما حلَ بكِثَيِر منِ ا لد المْسُْلمِيِن في القرَنْ المْنُصْرَمِ عندمَا اجتْاَحتَهْاَ بِ الثوَّرْاَت الشُّيوُعيِةَّ.ُ 5 نسَْخ الهْجِرْةَ بعَدْ الفتَحْ في وذكِرْ المْصُنَفِِّ معَرْضِ ذكِرْ الإماَمةَ وأحكْامهِا فيه إيِماَء إلى ما ذهَبَ الله إلِيَهْ أصحْاَبنُا أهلْ الحقَ والاستقِاَمةَ رحَمِهَمُُ منِ عدَمَ وجُوُب هجِْرةَ أحَدَ منِ المْسُْلمِيِن إلِيَهْمِ ا لم واحدِةَ ا لد الإسْ عندمَا تقَوُم دوَلْتَهُمُ،ْ لأن جمَيِع بِ في الحكُمْ.ِ فحيَثْمُاَ يصُدْحَ بالأذَاَن وتقُاَم الصلَّوَاَت وتمُاَرسَ الشعَّاَئرِ الديِّنيِةَّ منِ غيَرْ فتِنْةَ ولا إكرْاَه يجَوُز للِمْسُلْمِ ا لفاً لمِاَ ذهَبَ إليه الخوَاَرجِ منِ الأزَاَرقِةَ أن يقُيِم،َ خِ والصفُّرْيَِّة والنجَّدْيِةَّ منِ الحكُمْ على منَ عدَاَهمُ بأحكْاَم المْشُرْكِين،َ وإَلِزْاَم جميع الناَّس أن يعَتْقَدِوُا معُتْقَدَهَمُ وهو تشَرْيِك أهلْ القبِلْةَ إن قاَرفَوُا كبَيِرةَ،ً وقيل ولَوَ صغَيِرةَ وإلِزْاَمهِمِ الهجِْرةَ إلى داَرهِمِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد التَّي يقَوُم فيها حكُمْهُمُ،ْ وهو نهَجْ لَم يرَتْضَهِ أصحابنُا لشُِذوُذهِ عماَّ جرَىَ عليه السلَّفَ والخلَفَ منِ هذهِ الأمُةَّ.ِ 71 . إنِاَّ ندَيِن بتِصَوْيِب الألُىَ منَعَوُا حكُوُمَة الحكَمَيَْن حيِنمََا جهَِا أي:ْ إنِاَّ نقَطْعَ بتِصَوْيِب الفئِةَ المْؤُمْنِةَ التَّي أبَتَ إلا أن تمَضْيِ قدُمُاً في سبيل الحق،ِّ بعدمَا اسْتبَاَنتَ لهَمُ الحْقَيقة عندمَا التْبَسَتَ على كثير من إخوْاَنهِمِ، وتلك الفئِةَ همُ الذين رفَضَوُا تحَكْيِم الحْكَمَيَنْ فيما نصَ عليه الوحَيْ،ُ وأبَوَاْ بعد ذلك التسَّلْيِم لحِكُمْهِمِا. وذلك عندمَا وقَعَ الشِّجاَر بيَنْ هذهِ الأمُةَّ بعدمَا بن أبي طاَلبِ كرمَّ بوُيعِ الخليفة الراَّبعِ الإمام علَيُِّ الله وجَهْهَ البيَعْةَ الشَّرعْيِةَّ التَّي توُجبِ على جميع بن أبي الأمةَّ طاعتَهَ ما أطَاَع فيهم ربَهَّ، إذ أبَىَ معُاَويِةَُ سُفيْاَن الذي كان عاَملِ على ب ا لد الشَّام أن يدَخْلُ فيما دخَلَ فيه المسلمون،َ ونَزَعَ بذلك الطاعةَ عن الخْلَيِفةَ الشَّرعْيِ،ِّ وأجَلْبَ على المْسُْلمين بخِيَلْهِ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ورَجَلِِه،ِ رافعِاً شِعاَر المْطُاَلبَةَ بدِمَ عثُمَْان،َ لتِغَرْيِر ضعِاَف النفُّوُس من المسْلمين، واستطَاَع بدِهَاَئهِ أن يجَلْبِ إلى صفَهَّ عمَرْوَ بن العاَص الداَّهيِةَ المْحُنَكَّ.َ فكانت حرب صفِِّين التي دارتَ رحَاَها بين طرَفَيَ الأمةَّ؛ بين عصُبْةَ الحق التي كان يقودهُا بن أبي طالب وعصُبْةَ البغَيْ إمامهُا الشرعي عليُّ التي كان على رأسِها معُاوية وعمروُ بن العاص، ولمَ يكن في نفَسْ أحد من الفئة الأولى ريب أنهَّمُ على حق وأن عدوهَّم على باطل،ٍ ذلك لأنهَّم يقُاتلِون للحفاظ على دولة الإسام من التصدعُّ والتمزقُّ،ِ وعلى رأسِهم قائد شرعي بوُيعِ على أساس منِ شرعْ الله كما بوُيعِ منَ قبَلْهَ منِ الخلُفَاء الراشدين، مع مجَيِء النص صريحًا بقتال الفئة الباغية، فقد قال تعالى: .. . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ . ]الحجُرُات: 9[. ? كان على وممِاَّ زادهَم يقيناً أن قَتلْ عمََّارٍ أيدْيِ تلِكْ الفئِةَ المْنُشْقَةَّ عن جَماعة المْسُلمين، فقد شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد قتله أصحاب معاوية، مع ثُبوُت قوَلْ النبي ژ فيه: «ويَحْ عمَاَّر!ٍ تقَتْلُهُ الفئِةَ الباغيِةَ »ُ)))، وهو حديث يفُيد القطَعْ،َ لأنه روَاه عن النبي ژ أكثر منَ عشرين صحابياًّ، بل روَاه معاوية نفسُه وعمروٌ نفسُه، ولمَ يبق ريَبْ في صحِتَّهِ.ِ ولكن لمََّا كاد الحق يزُهْقِ الباطل بدِحَْر فئِتَهِ واستئصال شَأفْتَهِ تمَخَضَّ دهَاَء عمَرْوٍ عن مكَيِدة أوقْعَتَ كثيراً من الذين كانوا يدُافعِوُن عن الحق في الفخَ،ِّ فانقلبوا من اليقين إلى الارتياب،ِ وذلك عندما أمَرَ برِفَعْ المصاحفِ على أطراف الرمِّاح والمْنُاداَة بتحكيم القرآن منِ أجلْ صوَنْ الدمِّاَء والحفاظ على الأرواح،ِ وقد وجُدِ في صفُوُف أهل الحق منَ غرَهَّ برَيِق الدنيا فاصطْنَعَهَ معاوية بمِاَلهِ لنِفَسِْه؛ِ وهو بن قيس،ٍ الذي أخَذَ يرُوَجِّ بين الناس لمِاَ دعَاَ أشَعْثَُ إليه عمروٌ ومعاوية ومنَ معهما منِ فئِةَ أهل البغَيْ. ) ) أخرجه البخاري في كتاب: الص اة/ باب: التعاون في بناء المساجد ل ) .)447( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فانطْلَتَ هذه الحيلة على الضعفاء،ِ وأوجْدَتَ خلَخْلَةَ بالغة في صفُوُف المؤمنين، مع أن أصحاب البصائر وعلى رأسِهم أبو السِّبطْيَنْ ناَدوَاْ منِ أولَّ الأمر برِفَضْهِا، وأدَرْكَوُا أنهَّا خديعة مبُطَنَّةَ لتِكَون الكَرةَّ للباطلِ بعد أن كاد يزَهْقَ،ُ غير أن ضغُوُط بن قيس ومنَ ماَلأهَ أدتَّ إلى أن يتَنَاَزلَ أمير الأشعْثَِ المؤمنين عن موقفِهِ الصاَّمدِ.ِ وقد وقَفَ أصحاب البصائر والهُدىَ معُاَرضِيِن لذلك، لا يبغون بديل عن الجهاد الحاسم على رغَمْ أن قيادات الجيش أخذتَ تتَهََاوىَ في فَخ هذه الخديعة، وتمَخَضَّتَ عن تحَكْيم حكَمَيَنْ في القضيةَّ يقُدَمِّان ويؤُخَِّراَن،ِ مع أن أصوات المْعُاَرضَةَ كانت تجُلَجْلِ بالدعوة إلى المْضُيِ قدُمُاً حتى يقَضْيِ الله شأنهَ، منُاَديِة برِفَضْ كل حكُمْ إلا ما حكَمَ الله به في قولِه: . . . . . . ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ . ]الحجُُرات: 9[، ولسِاَن حالهِاَ يعُبَرِّ عن مكَنْوُن مشَاَعرِهِا المْفُعْمَةَ بالحبُ لخِلَيِفةَ المْسُلْمِيِن ويعَسْوُب المْؤُمْنِيِن،َ والحسَرْةَ على ما آل إليه الأمر وهو يقول: شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أبَاَ حسََن ذرَهْاَ حكُوُمةَ فاَسِقٍ جرِاَحاَت بَدرْ فيِ حشََاه تفَوُرُ أبََا حَسَن أقَْدِمْ فَأَنْتَ عَلَى هُدًى وأَنَْت بغِاَيَات الغَويِ بصَيِرُ أبَاَ حسََن لا تعُْطِيَن دنَِيةًَّ وأَنَْت بسُِلطْاَن القدَيِر قدَيِرُ أَبَا حَسَن إِنْ تُعْطِهَا اليَوْمَ لَمْ تَزَلْ يَحلُ عُراَهاَ فاَجِر ومَبُيِرُ أبَاَ حسَنَ أطَلَْقتْهََا لطِلَيِقِهَا وأَنَْت بقِِد الأشَْعرَيِ أسَِيرُ ل خَصْمِهِ عَنْ خَيْ لَ اللهِ أتََحْبِسُ خَيْ وسََبعْوُن ألَفًْا فوَقْهَُن هصَوُرُ تنَسِْف الشَّام نسَفْةًَ أثَرِهْاَ رعِاَ بِثاَراَت عمََّار لهَُن زفَيِرُ وصَكُ ثغُُور القاَسِطيِن بفِيَلْقٍَ لَه مَددَ مِن ربَِّه ونَصَيِرُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فلََم يبَْق إلاِ غلَوْةَ أوَ تحَسَُّهمُْ ويَبَكْيِ ابن صخَرْ قبُةَّ وسََريِرُ فمَاَلكَ واَلتحَّكْيِم واَلحكُمْ ظاَهرٌِ وأَنَْت علَِي واَلشَّآم تمَُورُ ولمَ يكن من الحكَمَيَْن إلا أن اتفقَاَ على خلَعْ بن أبي طالب كرمَّ الله وجَهْهَ الإمام الشرعي عليِّ بن أبي سفيان، مع اخت ا لفهِما في أمر خصَيِمهِ معاويةَ إذ لمَ يرَضْ ممُثَلِّ فئِتَهِ في التحكيم وهو عمَرْوُ بن العاص أن يعَزْلِهَ، وإنمَّا نادىَ بهِ أميراً للمؤُمْنِيِن على رأس كلُ الحاضرِيِن،َ فانكشََفتَ المْؤُامرَةَ وانجْلَىَ الصبُّحْ لذِيِ عيَنْيَنْ.ِ وهنا وجَدَ الذين رفَضَوُا التحَّكْيِم أنهَّم أصبْحَوُا ب ا ل قائد،ٍ وقد انفْلَتَ الزمِّام وأصبْحَ الناس قطُعْاناً ب ا ل راع،ٍ وقد أطلتَّ الفتِْنةَ برأسِها وفغََرتَ فاَهاَ مكُشَِّرةَ عن أنيابهِاَ العصُلْ لتِلَتْهَمِ ما تبَقَىَّ منِ أمرْ ژ ، فلم يَروَاْ بدُاًّ أن يُباَيعِوا أحدهَم أمةَّ محمَّدٍ للدفِّاع عن حمِاَهمُ والذبَّ عن حرُمُات الديِّن،ِ فوقَعَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ? وخرَجَوا بن وهَبْ الراَّسبِيِِّ اختيارهُم على عبداِللهِ عن محيط الفتنة الذي لفَحَتَهْ أعاصيرهُا الهوَجْاَء واعتزلوا الناس،َّ فنَزَلَوُا بالنهَّرْوَاَن.ِ ولكن الذين نسَجَوُا خيوط الفتنة ونصَبَوُا شرَاَكهَا لإيقاع الأمةَّ فيه لمَ يرَقُ لهَمُ ذلك، لأنهَّم رأَوَاْ أن بقَاَء هذه الفئِةَ يشَُكلِّ عقَبَةَ كأَدْاَء في سبيل تحَقْيِق مآربِهِمِ،ْ إذ همُ صخَرْةَ الصمُّوُد الصلَّبْةَ التي لمَ يفُتَتِّهْا ا لبة.ً ما فتَتَّ الآخرَيِن، فلم تزَدِهْا المْحِنَ إلا صَ لذلك وجَهَُّوا كلُ العنِاَية إليهم فأغَْروَاْ بهِمِ الناس وأثاروُا عليهم حفَاَئظِهَمُ بمَِا ألصْقَوُه بهِمِ من التهُّمَ الكاذبِةَ وأشاعوُه عنهم من الدعِّاَياَت الفاجرِةَ،ِ حتى كانت معركة النهَّرْوَاَن التي أسفْرَتَ عن سقُوُط آخرِ سُور للِحْقَ،ِّ واندكْاَك آخرِ معَقْلِ لحِمِاَيتَِه،ِ فصَفَاَ الأمر لمِعُاوية وطوُيَِت صفَحْةَ ا لفةَ الراَّشِدةَ،ِ ليِحَلُ محَلَهََّا ملُكْ عضَوُض الخِ يحُيْيِ في هذه الأمةَّ نظام الاستبداد الكسِْروَيِ القيَصْرَيِ الذي أبادهَ الإس ا لم.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فيَاَ فتِنْةَ فِي الديِّن ثَار دخُاَنهُاَ وذَاَك إلَِى يَومْ النشُُّور يثَُورُ نجَوَنْاَ بحِمَْد الله منِهْاَ علَىَ هدُىً فنَحَْن علَىَ سَيرْ النبَّيِ نسَِيرُ بصَاَئرِنَُا مِن ربَنَِّا مسُْتمَدِةٌَّ إذِاَ اشْتبَهَتَ للِمْاَرقِيِن أمُُورُ وثَقِنْاَ بِأنَ الديِّن عُروْةَ أمَرْنِاَ ومََا شَذ عنَْه فتِنَْة وغَُروُرُ حكَمَُّوا الله حجَُّةٌ وأَنَ رجَِا علَىَ منَ بتِحَكْيِم الرجِّاَل يصَوُرُ ببِيَنَِّة مِن ربَهِِّم وبَصَيِرةٍَ تجَاَهَل فيِهَا عسَْكرَ وأَمَيِرُ « : 5 إناَّ ندَيِن.ُ.. إلخ » يعَنْيِ: وقَوَلْ المْصَُنفَِّ أننَّاَ نقَطْعَ بتِصَوْيِب هَذهِ الفئِةَ وتَأَيْيِد موَاَقفِهِاَ، لأنَهَّا بنََتهْاَ على أحَكْاَم شَرعْيِةَّ جاَء بهِاَ القرُآْن الكرَيِم.ُ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ا لء وقََد كشََفتَ الأيَاَّم عنَ سَداَد نظَرَهِِم وجََ بصَيِرتَهِمِ وصََواَب موَقْفِهِمِ،ْ إذِ جَرتَّ الفتِنْةَ التَّي كانوا يحَذْرَوُنهَاَ على الأمُةَّ شَراًّ مسُْتطَيِراً، ونَكُبِتَ بسِبَبَهِاَ بخِسَاَرةَ لا تقُدَرَّ بثِمَنَ،ٍ إذِ فقَدَتَ ذلَكِ النظِّاَم للِنزَّاَهَة والعدَلْ،ِ وكَاَن في الحكُمْ الَّذيِ كان مثِاَ معَقِْداً لاجتْمِاَعهِمِ ومَنَاَطًا لتِرَاَبطُهِمِ،ْ فَإذِاَ بتِلِكْمُ الوحَدْةَ التَّي كانت تنُظَمِّ شَملْهَمُ تتَحَوَلَّ إلِىَ قطَيِعةَ نكَرْاَء،َ حتَىَّ كان بأَسْهُمُ بيَنْهَمُ شدَيِداً. ورَزَحَتَ الأمُةَّ تحَتْ نيِر الجْبَاَّريِن وقَهَرْ الظاَّلمِيِن،َ مسُْتمَرْئِةَ الذلُّ واَلهوَاَن،َ مبَُررِّةَ كلُ ما أصاَبهَاَ منِ المْتُسََلطِّيِن بمِبُرَرِّاَت ما أنَزْلَ الله بهِاَ منِ سُلطْاَن،ٍ فأَضَفْتَ على ظلُمْ الظاَّلمِيِن صفِةَ الشرَّعْيِةَّ،ِ وجَعَلَتَ طاَعتَهَمُ أمَرْاً محَتْوُمًا علَىَ العبَِاد باِندْرِاَجهِ ضمِنْ طاَعةَ الله تعَاَلىَ، وبَهِذَاَ انقْلَبََت المْقَاَييِس،ُ وتَبَدَلَّتَ المْوَاَزيِن،ُ واَشتْبَهَتَ الأمُوُر،ُ حتَىَّ أصَبْحَ الحقَ باَطلِ واَلباَطلِ حقَاًّ. شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 72 . واَلراَّسِبيِ أوُاَليِ بعَْد جمُلْتَهِمِْ ومَنَ بهِ نسََب الإسِْام قَد وصُلاِ 73 . عنَيَتْ نجَلْ إبَِاض فهَوْ حجُتَّنُاَ أمََا تَرىَ فخَْرهَ للِمْسُْلمِيِن حُا بتِصَوْيِب الذَّيِن حكَمَّوُا الله أيَ:ْ كمَاَ ندَيِن إجِمْاَ تعَاَلىَ وأَبَوَاْ تحَكْيِم الرجِّاَل فيِماَ أنَزْلَ الله منِ حكُمْ؛ٍ بن وهَْب نخَُص مِن بيَنْهِِم إمِاَمهَُم عبَدْاَللهِ ƒ بتِمَيْيِزهِ باِلولاَيةَ بعَدْ الولاَيةَ العاَمةَّ التَّيِ الراَّسبِيَِّ تشَمْلَهُمُ جمَيِعاً. وَكَذَلكَِ مَنْ وُصِلَ بهِِ نَسَبُ الإِسْ ام،ِ وَذَلكَِ بنِِسْبَةِ ل أهَلْ الحقَ واَلاسْتقِاَمةَ إلِيَهْ،ِ لمِاَ اشتْهَرَ بهِ منِ الدفِّاَع عنَهُْم،ْ واَلمْجُاَهَرةَ بكِلَمِةَ الحقَ أمََام أهَلْ الظلُّمْ،ِ والصدَّعْ بحِجُتَّهِمِ،ْ وهَوُ عبَدْاُلله بن إبِاَض التمَّيِميِ . رحَمِهَ الله تعَاَلىَ ورَضَيِ عنَهُْ علََى أن هذا الانتْسَِاب إلِيَهْ لا يعَْدوُ أن يكَوُن تمَيْيِزاً ولَيَسْ تشَْريِعاً، إذِ لمَ يتَرَتَبَّ علَيَْه الإتِيْاَن شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد بجِدَيِد؛ٍ لا مِن حيَثْ العقَيِدةَ ولا مِن حيَثْ الفقِهْ،ُ وإَنِمَّاَ كلُ ما قاَم بهِ هوُ ومَنَ نسُِب إلِيَْه:ِ المْحُاَفظَةَ @، ژ ودَرَجَ علَيَهْ أصحْاَبهُُ على ما جاَء بهِ رسَوُل اللهِ : 5 وفَيِ هذَاَ يقَوُل المْصَُنفُِّ ونَحَْن الأوَلَُّون لمَ يشَْرعَ لنَاَ نجَْل إبَِاض مذَهْبًَا يحَمْلِنَُا منِ ثمَ لا تلَقْىَ لهَ فِي المْذَهْبَِ مسَْألَةَ نرَسُْمهُاَ فِي الكتُُبِ فنَحَنْ فِي الأصَلْ وفَِي الفرُوُعِ علََى طرَيِق السَّلفَ الرفَّيِعِ نرَضَْى بمَِا يرَضَْى بِه الإلِهَُ لِديِنِه ونََأبَْى مَا يَأبَْاهُ سِيرتَنُاَ سِيرةَ صحَْب أحَمْدَاَ لا نرَضْىَ أهَلْ الظلُّمْ فيِناَ مقُتْدَىَ ولَيَْس تخَصْيِصنُاَ لابنْ وهَبْ وابن إبِاَض بمِاَ ذكَرَهَ المْصُنَفِّ منِ ولاَيتَهِمِاَ نكُرْانًا لحِقَ غيَرْهِمِاَ، شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد فَإِن كُلَّ الذَّيِن كانوا معَ ابنْ وهَبْ حكُمْهُمُ كحَكُمْهِ منِ الحقَ،َّ ولا قاَموُا إِ في ذلَكِ،َ إذِ مَا أرادوُا إِ أجَلْهِ،ِ وكَذَلَكِ الذَّيِن كاَنوُا على رأَيْ ابنْ إبِاَض في عَصْرِهِ أوْ بَعْدَ عَصْرِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أجَْل اشْتهَِارهِِمَا، فاَبنْ وهَبْ اشْتهَرَ منِ بيَنْ المْحُكَمِّةَ الأوُلىَ لأنَهَّ قلُدِّ الإمِاَمةَ لجِمَعْ الشَّتاَت والمْحُاَفظََة على أدَاَء الواَجِب،ِ وابنْ إبِاَض كاَن هُو المْنُاَفحِ ظاَهرِاً عنَ هَذِهِ الفِئَةِ، إِذْ كَانَ يُجَاهِرُ بمَِا لَمْ يُجَاهِرْ بهِِ غَيْرُهُ في وجُوُه أهلْ الظلُّمْ.ِ ففَيِ فلَذِلَكِ عرُفِتَ هذَهِ الفئِةَ بنِسِْبتَهِاَ إلِيَهْ،ِ وإَِ حلَقَاَت سلِسِْلةَ هَذهِ الفئِةَ منِ العلُمََاء الفطَاَحلِ والأئَمِةَّ العدُوُل الذَّيِن بذَلَوُا نفُوُسهَمُ لله يبَغْوُن فضَلْ مِن الله ورَضِوْاَناً منَ هُم غرُةَّ لامعِةَ في جبَيِن التاَّريِخ،ِ ودَرُرَ مضُيِئةَ في تيِجاَن الأمَجْاَد،ِ وقَدَ أشَاَر 5 بقَِوْلهِ:ِ إلِيَهْمِ المْصُنَفُِّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد 74 . وَمَنْ قَفَا إِثْرَهُمْ مِنْ كُلِّ مُجْتَهِدٍ شاَكيِ السلاِّح لقِمَعْ الخصَمْ حيِن غلاَ فَكُلُّ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكَهُمْ واضْطَلَعَ بمَِا اضْطَلَعُوا بهِ منِ أمَاَنةَ الديِّن،ِ فاَجتْهََد في حمَلْ راَيةَ الحقَ حاَملِ سِ احَهُ مِنْ أجَْلِ قَمْع خُصُوم أُمَّةِ الإِسْ ام حِينَ غَلَوْا ل ل في البدِعْةَ والفسََاد؛ِ فلَهَ حكُمْهُمُ في وجُوُب الولاَيةَ لهَ،ُ وذَلَِك يشَْملَ جمَيِع أهَْل الفضَْل والتقَّوْىِ ا لح والاستْقِاَمةَ.ِ والصَّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: عرفِّ الإمامة تعريفاً موجزاً؟ .1 لماذا كانت الإمامة واجبة وضرورية؟ .2 ما هي المسؤوليات المناطة بالإمامة؟ .3 اذكر أهم الشروط الواجب توافرها فيمن يخُتار .4للإمامة؟ على الإمام أن يستشير أهل الخبرة، اشرح ذلك .5بالأمثلة؟ بينِّ الدليل على عدم جواز تولية الظالم إماما؟ .6 هل يشُترط نسب معين لمنصب الإمامة؟ .7 لماذا تم اختيار الخلفاء الراشدين من قريش في عهد .8الصحابة؟ ماذا يجب على المسلمين تجاه إمامهم الشرعي؟ .9اشرح إجابتك بالدليل؟ كيف يتعامل المسلمون مع الإمام إن واقع معصية من .10الصغائر؟ وما حكمه إن أصر عليها؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد إذا وقع الإمام في معصية توُجب حداًّ؛ فمن يقوم .11بإنفاذ الحكم الشرعي عليه؟ ذهب بعض العلماء إلى بقاء الإمام في منصبه بعد .12توبته وإقامة الحد عليه، ما رأي الشارح في ذلك؟ هل يجوز أن يكون للمسلمين إمامان في مكان واحد؟ .13أوضح إجابتك بالدليل النصي والعقلي. بينّ حكم البيعة بالإمامة في الأحوال الآتية: .14 1 بوُيع إمامان معا بيعة واحدة. 2 بوُيع إمام بيعة صحيحة ثم بويع بعده شخص آخر. 3 بوُيع إمام بيعة غير صحيحة ثم بويع شخص آخر. متى تجوز الإمامة لاثنين في وقت واحد؟ وهل وقع .15ذلك؟ إذا كان هناك إمامان شرعياّن في دولتيَن منفصلتيَن، .16 فتوسعتا حتى زال الفاصل بينهما، فما الواجب في هذا الحال؟ متى نسُخت فريضة الهجرة؟ .17 شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد لماذا فرض الله الهجرة أولا من مكة المكرمة إلى .18المدينة المنورة؟ كيف كانت الهجرة امتحانا للمؤمنين؟ .19 وردت آيات كثيرة في مدح المهاجرين، اذكر بعضها؟ .20 ما الدليل على نسخ وجوب الهجرة؟ .21 بينّ الحكمة من نسخ الهجرة إلى المدينة المنورة؟ .22 هل بقي من فرض الهجرة شيء في واقعنا المعاصر؟ .23 ما الفرق بين فريضة الهجرة قديما وحديثا؟ .24 ما حكم من رضي بالعيش مفتونا بين الكفرة مع .25قدرته على الهجرة؟ أوضح إجابتك بالدليل. اذكر مثاليَن من التاريخ على الحكم السابق؟ .26 لماذا ذكر الناظم نسخ الهجرة بعد الفتح في معرض .27ذكر الإمامة وأحكامها؟ ما الفرق بين الإباضية والخوارج في حكم الهجرة؟ .28 هل الذين رفضوا تحكيم الحكمين في موقعة صفيّن .29كانوا على حق؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أين كان معاوية بن أبي سفيان قبل بيعة الإمام علي .30بن أبي طالب؟ كيف غررّ معاوية ضعاف النفوس من المسلمين حتى .31لا يبايعوا الإمام علي بن أبي طالب؟ من أين علمنا أن الإمام علي بن أبي طالب كان على .32حق في حربه ضد معاوية؟ ما هي مكيدة عمرو بن العاص التي حولّت مجرى .33حرب صفيّن؟ عرفِّ بالأشعث بن قيس ذاكراً موقفه وأثره في حرب .34صفيّن؟ عبرِّ عن حال الفئة المؤمنة الرافضة للتحكيم .35 بأبيات من الشعر، وكيف كانت مشاعرها تجاه هذا الحدث؟ على ماذا اتفق الحكمان؟ وفيم اختلفا؟ .36 كيف انكشفت مؤامرة معاوية وعمرو بن العاص؟ .37 ماذا فعل الذين رفضوا التحكيم بعد انكشاف المؤامرة؟ .38ومن بايعوا للدفاع عنهم؟ وأين ذهبوا؟ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد ما موقف أصحاب الفتنة من الرافضين للتحكيم؟ .39وبماذا انتهى الأمر؟ لماذا قطع المصنف بصحةّ رأي الفئة الرافضة للتحكيم؟ .40 بينّ الآثار السيئة الكثيرة التي جرتّها تلك الفتنة في .41أمُةّ الإس ا لم؟ ما موقف المسلم العقدي تجاه من حكمّ الله تعالى .42ورفض تحكيم الرجال فيما أنزله الله؟ للإمام الراسبي خصوصية في الموقف السابق، بيّنه؟ .43 إلى منَ ينُسب أهل الحق والاستقامة؟ وما معنى هذه .44النسبة؟ لماذا خصصّ الإباضية ابن وهب وابن إباض بالولاية؟ .45 مَن يقصد الناظم بقوله: )ومن قفا إثرهم منِ كل .46مجتهد..إلى آخر البيت ؟ ( شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد خَاتِمَةٌ 5 هذَاَ النظَّْم بمِاَ ابتْدَأَهَ بهِ ثمُ اختْتَمَ المْصُنَفُِّ ژ وعَلَىَ آلهِ ا لم على نبَيِهِِّ ا لة والسَّ منِ حمَدْ الله والصَّ وَصَحْبهِ حَيْثُ قَالَ: 75 . واَلحْمَْد لله ربَ العاَلمَيِن علَىَ إتِمَْام ماَ رمُْت إذِ منِ فضَلِْه كمَلاَ وقَدَ تقََدمَّ معَنْىَ الحْمَْد،ِ وهَوُ هنُاَ مبُتَْدأَ خبَرَهُ متُعَلََّق الجْاَّر والمْجَْروُر المْقُدَرَّ،ِ وتَقَدْيِرهُ:ُ كاَئنِ.ٌ و «الربَّ »ُّ صفَِة لله،ِ وهَُو بمِعَنْى: السَّيدِّ المْصُلْحِ المْاَلكِ للأِمَرْ.ِ والعاَلمَوُن:َ جمَعْ عاَلَم،ٍ والعاَلمَ يصَدْقُ علَى أي جنِسْ منِ أجنْاَس الكائنِاَت كالإنِسْ والجْنِ والوحَشْ ا لمةَ،ِ لأن جمَيِع أفرْاَد هذَهِ والطيَّرْ،ِ واشْتقِاَقهُ منِ العَ ا لماَت علَىَ وجُوُد الله سبُحْاَنهَ.ُ الأجَنْاَس هيِ عَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وَقَدْ حَمَدَ الْمُصَنِّفُ 5 ربَهَّ سُبحْاَنهَ هنُاَ حمَدْاً مقَرْوُنًا بذِكِْر النعِّمْةَ التَّيِ هيِ منَشَْأ للِقْيَِام بهِذَاَ الحمَدْ،ِ وهَيِ التوَّفْيِق لإنِجَْاز ما راَمهَ أي قصَدَهَ منِ نظَمْ هذَهِ المْجَمْوُعةَ المْخُتْصََرةَ منِ عقَاَئدِ أهلْ 8 الحقَ،ِّ وفي هذَاَ الاختْتِاَم بحِمَدْ الله تعَاَلىَ شكُرْ لهَُ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَتَبَرُّكٌ بذِِكْرِهِ وَحَمْدهِِ، وَتَفَاؤُلٌ بخَِتْم الأجَلَ باِلعمَلَ الصاَّلحِ.ِ 76 . ثُم الصَّاة وتَسَْليِم يقُاَرنِهَُا علَىَ الذَّيِ ختََم المْوَلْىَ بهِ الرسُُّا 77 . واَلآل واَلصحَّبْ ماَ لاحتَ فضَاَئلِهُمُْ ومَنَ لهَمُ في سَبيِل المْكَرْمُاَت تلاَ سَبقَ القوَلْ في معَنَْى الصلاَّة والتسَّْليِم والآل ا ل داَعيِ لتِكَرْاَرهِ،ِ وعطَفَ علَيَهْمِ هنُاَ كلُ والصحَّبْ،ِ فَ منَ سَار على نهَجْهِمِ في سَبيِل المْكَرْمُاَت،ِ وهَيِ سبَيِل الحْقَ الذَّيِ أنَزْلَهَ الله تعَاَلىَ، فالمْكَرْمُاَت تتَمَيَزَّ عنَ غيَرْهِاَ بمِوُاَفقَةَ نهَجْ الحَق،ِّ إذِ منَ حاَد عنَ هذَاَ ا ل كرَاَمةَ لهَ.ُ النهَّجْ الصحَّيِح فَ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد وهَذَاَ آخرِ ماَ يسََّرهَ الله تعَاَلىَ منِ تهَذْيِب ما كنُتْ أمَلْيَتْهُ سابقِاً منِ التعَّلْيِق علَى هذَهِ المْنَظْوُمةَ المْبُاَركَةَ،ِ وَلَمْ تَكُن الفُرْصَةُ سَانحَِةً لكِِتَابَةِ شَرْح يَلِيقُ بقَِدَر هَذِهِ المْنُظْوُمةَ،ِ وإَنِمَّا أمَلْيَتْ هَذاَ المْدُوَنَّ علَىَ كاَتبِهِ منِ في حاَلات ناَدرِةَ،ٍ غيَرْ رجُوُع إلِىَ مرَجْعِ علِمِْي إِ وإَنِمَّا أرَدَتْ بهِ أن يجَدِ فيه الطلَّبَةَ الناَّشئِوُن ما يعُيِنهُمُ على فهَمْ المُْراَد منِ غاَيَة المْرُاَد،ِ ليِسَْهلُ علَيَهْمِ درَسْهُاَ، ولَيِتُقْنِوُا درَكْ مقَاَصدِهِاَ. والله هوُ المْسُؤْوُل بأِنَ ينُعْمِ علَيَ باِلرضِّاَ والقبَوُل،ِ وأن يمَنْحَنَي التوَّفْيِق لمِاَ يرُضْيِه عنَِّي منِ الأقَوْاَل ا لص لهَ وحَدْهَ،ُ والأعَمْاَل،ِ وأن يزُكَيِّ ذلَكِ كلُهَّ باِلإخِْ وأن يمَنُ علَيَ بحِسُْن الخْاَتمِةَ،ِ إنِهَّ على كلُ شَيءْ قدَيِر،ٌ وصَلَىَّ الله وسَلَمَّ علَىَ سيَدِّنِاَ محُمَدَّ وعَلَى آلهِ وصَحَبْهِ أجَمْعَيِن.َ ا لثيِن منِ ا لئهِ في صبَيِحةَ الثَّ وكاَن الفرَاَغ منِ إمِْ ا لثةَ شَهرْ رجَبَ الحرَاَم منِ عام ألَْف وأربْعَمِاِئةَ وثَ وعَشِْريِن منِ هجِرْةَ النبَّيِ علَيَهْ وعَلََى آلهِ وصَحَبْهِ ا لم.ِ ا لة والسَّ أفضْلَ الصَّ شرَحْ غاَيةَ المْرُاَد في نظَمْ الاعتْقِاَد أسئلة: ما معنى كلمة )الرب ؟ ( .1 بينّ معنى )العالم( بفتح ال ا لم؟ ومن أين جاء اشتقاق .2هذه الكلمة؟ على ماذا حمد الناظم ربه في آخر قصيدته؟ .3 من يقصد الناظم بقوله: )ومن لهم في سبيل المكرمات .4ت لا؟ ( هل كان الشارح يعود إلى المراجع دائما في أثناء .5الشرح؟ متى فرغ الشارح من تأليفه هذا؟ .6 ماذا قصد الشارح بشرحه للقصيدة؟ .7 سجِّل دعاءك الخاتم لحفظ النظم وقراءة الشرح؟ .8