‫حَزء الا‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫سد‪١‬‬ ‫تج‪‎‬‬ ‫الطبعة القادة‬ ‫‪.٠‬‬ ‫"‬ ‫د‬ ‫<‬ ‫ر‬ ‫‏‪٦‬؛مر‬ ‫‪.:‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫(‬ ‫‪) 27‬‬ ‫ام‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ح۔‪) ٧٢77 ‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫هدا‬ ‫‪٠٩‬‬ ‫‪‎‬مر‪/ 7 ٧‬‬ ‫)‬ ‫| ‪) ٧‬‬ ‫‪7-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫( ‪٧٢‬‬ ‫منج اءالدرمب‪‎‬‬ ‫‪ [ 7‬ليفت التيخالقلامة ‪,‬‬ ‫‪ ,‬رحههاله تمتاك‪.‬‬ ‫الحرز الأول‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫‏‪ ٣٤‬ه ‪٢٠١٣ /‬م‏‬ ‫سا سر‬ ‫‏‪٩٨١‬‬ ‫مكتب المستشار الخاص بالالة السلطان‬ ‫للشؤون الدينية والتاريخية‬ ‫بقلم الدكتور‪ /‬سعيد بن عبدالله بن محمد العبري‬ ‫أولا ‪ :‬ترجمة الشيخ خميس بن راشد العبري ‪:‬‬ ‫نسبه ولقبه ‪:‬‬ ‫هو الشيخ خميس بن راشد بن سعيد بن مسعود بن راشد بن‬ ‫خميس بن عمر بن عيسى بن عمران بن راشد بن عمر بن عيسى بن‬ ‫عمران العبريؤ ولقب نفسه بذي الغبراء‪ ،‬وتلقيب نفسه بذي الغبراء‬ ‫وضحه الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري في كتاب تبصرة المعتبرين‘ حيث‬ ‫قال‪" :‬هو الثتيخ العالم الزاهد الرضي الولي خميس بن راشد ‪....‬العيري‬ ‫وقناعة أو منتسبا إلى‬ ‫الغبراء تواضعا‬ ‫الملقب نفسه بذي‬ ‫الحمراوي‪،‬‬ ‫عمان على أنها تسمى الغبراء أو الغبيراء"‪.‬‬ ‫ولقد اشتهر بلقبه هذا‪ ،‬وكان يكتبه في مخاطباتهش فذكر ذلك في‬ ‫الذكر التاسع والخمسين من كتابه هذا الذي سماه‪" :‬شفاء القلوب من داء‬ ‫الكروب" فقال ‪ ( :‬من محبكم ذي الغبراء ‪ 0‬الذي سكن الحمراء ‪ 0‬وانتسب‬ ‫من بني عبرا ‪ ،‬وكتبه في الجمعة الزهراء ‪ 0‬في أول يوم من العشر الأخر‬ ‫من جمادى الأول وخمس وخمسين ومائتين وألف من الهجرة ) ‪.‬‬ ‫مولده ‪:‬‬ ‫ولة (رحمه الله) في وطنه بلد الحمراء ؛ يقول الشيخ إبراهيم بن‬ ‫سعيد العبري ‪ ( :‬ولم أقف على تاريخ ولادته ‪ .0‬وعلى ما أتحراه على ما‬ ‫بلغه من السن في غمر الثمانين أو في ما بينها وبين التسعين بعد المانة‬ ‫والألف ) من الهجرة النبوية ‪.‬‬ ‫توفي والده الشيخ راشد بن سعيد في مكة المشترفة خارجا لقضاء‬ ‫فرض الحج‪ ،‬وكذلك جده الشيخ سعيد بن مسعود حيث ذكر ذلك عن والده‬ ‫وجده في الذكر الخامس عشر فقال‪( :‬وقد حكي لي أن جدي قصد الحج‪.‬‬ ‫فنزلت به هذه العلة فاغتلق عليه الموسم والناس رجعوا من حجهم‬ ‫بسرعة في ستة أشهر‪ ،‬وجدي مكث ستة أشهر وسنة‪ ،‬فذهب ما في يده‪.‬‬ ‫وقل ما عنده‘ وبقي كلا على الناس‘‪ 0‬وعليه الديون وكذلك أبي لزمه‬ ‫فرض الحج فلما وصل البقعة المباركة نزل به الجدري‪ ،‬فتركه أصحابه‬ ‫وقصدوا إلى عرفة{ ومات أبي يوم الحج في مكة‪ ،‬فذهب جميع ما كان في‬ ‫يده من الأموال ولم يحضر أحد من أصحابه ليوصيه بحجة‪ .‬ولكن لعله‬ ‫سالم عند اللهؤ لأني وجدت في الأثر‪ :‬من لزمه الحج وقصد لتأديته ومات‬ ‫في طريقه قبل أن يؤدي فريضة الحج‪ .‬فقيل‪ :‬إنه ينحط عنه الفرض على‬ ‫نيته وقصده)‪.‬‬ ‫نشاته ‪:‬‬ ‫نشأ الشيخ خميس نشاة طيبة مباركة‪ ،‬وجة واجتهد في طلب العلم‪.‬‬ ‫ولم يدرك أحدا من أهل العلم في بلده‪ ،‬إلا الثتيخ سليمان بن عدي بن‬ ‫محمد حيث أدركه في أيام صباه‘ وكان ميالا إلى علم الفلك وكان زميله‬ ‫فيه الثتيخ علي بن ناصر بن محمد بن حمير التبهاني‪.‬‬ ‫حياته الاجتماعية ‪:‬‬ ‫سكن في أثناء عمره بلد النتريجة في جبل بني ريام{ وتزوج منهم‬ ‫وولد له هناك أولاد ثم ماتوا بهاێ ودفنوا في مقبرة الصقريين‘ فحزن‬ ‫عليهم كثيرا ورثاهم‪ ،‬ورثاهم له إخوانه من الأفاضلؤ كالشتيخ علي بن‬ ‫ناصر وقد ذكر المراثي في كتابه‪ ،‬وأكثر مكثه كان في بلده الحمراء‘ ومن‬ ‫أولاده في بلد الحمراء الشيخ ماجد الذي يعد من أكابر علماء عمان‪.‬‬ ‫تولى بعض المهام في بلده الحمراء؛ فقد تولى وكالة فلج الحمراء‬ ‫حيث ذكر ذلك في الذكر التاسع والخمسين فقال‪( :‬وقلتم اختاروه لوكالة‬ ‫الفلج من قبل أمانته)‪.‬‬ ‫عاصر العلامة الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي‪ ،‬رضي الله‬ ‫عنه‪ .‬وطلبه للحضور معه ومع من اجتمع لديه من علماء المسلمين‬ ‫وفضلانهم ببلد الرزستاق‪ .‬كما عاصر الشيخ ناصر ابن ابي نبهان والشيخ‬ ‫جاعد بن خميس الخروصي والشيخ عامر بن علي العبادي‪.‬‬ ‫رحلاته وشيوخه ‪:‬‬ ‫كان يهاجر في طلب العلم إلى نزوى؛ ليأخذ من علمائها كالشتيخ‬ ‫عامر بن علي العبادي ومن كان في عصره من العلماء‪ .،‬ومنالشتيخ‬ ‫العلامة الجليل أبي نبهان جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي رضي‬ ‫الله عنه ببلد العلياء من وادي بني خروص&‪ %‬وقد أخذ عنه وعن ولده‬ ‫النتيخ العالم ناصر بن أبي نبهان رحمه الله‪.‬‬ ‫صلته بالشيخ ناصر بن جاعد الخروصي‪:‬‬ ‫توثقت صلته بالشيخ العلامة الرباني ناصر بن جاعد بن خميس‬ ‫الخروصي‘ وأدى فريضة الحج في صحبته‘{ وكان له معه صحبة حسنة‪.‬‬ ‫كما كانت له مع والده العلامة أبي نبهان‪ ،‬وتدل المخاطبات بينه وبين‬ ‫الشيخ ناصر الواردة في الذكر العاشر من كتابه شفاء القلوب على قوة‬ ‫هذه الصحبة بينهما‪.‬‬ ‫عبادته ‪:‬‬ ‫كان له من العبادة والأوراد الحظ الأوفر‪ ،‬يقول الشيخ إبراهيم بن‬ ‫سعيد عنه‪":‬حدثني ولده العلامة الشيخ ماجد أنه كان لا يفتر عن الذكر‬ ‫وتلاوة القرآن‪ 0‬وأنه كان يرى في وقت المتحر فوق سطح عال‪ .‬فيرقع‬ ‫صوته بالذكر والوعظ ويأمر الناس أن يستيقظوا للصلاة يفعل ذلك في‬ ‫رمضان وغيره‘ وإذا كان وقت برد شديد جعل على ظهره بساطا من‬ ‫شعر"‪.‬‬ ‫وفاته‪:‬‬ ‫توفي عند زوال الشمسس يوم الثالث والعشرين من ربيع الأول عام‬ ‫ألف ومانتين وواحد وسبعين‘ رحمه الله‘ ورضي عنه‘ وأسكنه الجتة مع‬ ‫أوليائه الأبرار‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫ثناء الغلماء عليه ‪:‬‬ ‫نقل عنه الشيخ العائمة نور الدين عبد الله بن حميد السالمي ‏‪ 0٠‬في‬ ‫كتابه ‪ " :‬تحفة الأعيان في سيرة أهل غُمان " _) ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التعريف بالكتاب ( شفاء القلوب من داء الكروب) ‪:‬‬ ‫النسخة التي طبعت ‪ .‬هي عبارة عن مخطوط يقع في ‏(‪ )٥١١‬صفحة ‪.‬‬ ‫‪. ١٧٠‬‬ ‫(‪ )١‬كتاب ‪ " :‬تحفة الأعيان في سيرة أهل عمان "" ‪ 0‬للشيخ عبد الله بن حميد السلمي ؛ ج ! ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٤١٧١‬ه‪١١٩٩٧١/‬م‪.‬‬ ‫‪ ! ٢٣٥‬مكتبة الاستقامة‪ .‬سنة‪‎:‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫وهي نسخة بها نقص‘ حيث لا يوجد فيها الأذكار الثامن والخمسون‪.‬‬ ‫والثالث والستون‪ ،‬كما أن هناك نقصا في‬ ‫والستون‪ 0‬والثاني والستون‬ ‫صفحات هذه النسخة والأسطر في هوامشها غير كاملة‪ .‬وربما تكون‬ ‫إحدى النسخ الثلاث التي استنسخها وليست الأخيرة‪ .‬وتوجد صورة من‬ ‫هذه النسخة بمكتبة معالي السيد محمد بن أحمد البوسعيدي المستشار‬ ‫التاريخي والديني لجلالة السلطان‪ ،‬وصورة أخرى بمكتبة وقف الحمراء‬ ‫الأهلية بولاية الحمراء‪ ،‬بينما يوجد أصلها بمكتبة ورثة الشيخ القاضي‬ ‫مالك بن محمد العبري‘ ولا يتأتي إكمالها وتحقيقها إلا بمقارنتها مع بقية‬ ‫النسخ عند ظهورها؛ لذا خرجت الآيات القرآنية في هذه النسخة‬ ‫ووضحت بعض الكلمات الدارجة‪ .‬كما أنه ما كان بين قوسين أوما كان‬ ‫تحته خط فهو من زيادة الطابع‘ سواء في العناوين أو في النص‪.‬‬ ‫قضايا الكتاب ‪:‬‬ ‫جمع فيه من مختاراته في الفقة والنحو والصرف والطب والفلك‬ ‫والسلوك والقصص والحكم والنوادر؛ ومن مختار الشعر والسير والتاريخ‬ ‫وغير ذلك؛ فكان كتابا واسعا مفيدا أسماه (شفاء القلوب من داء الكروب)‪.‬‬ ‫الهدف من تأليفه الكتاب ‪:‬‬ ‫ذكر الشيخ خميس سبب تأليفه الكتاب فقال في بداية الذكر الأول"‬ ‫القرآن في‬ ‫اعلموا أيها الإخوان" أني قد نظرت أهل هذا الزمان‪ ،‬إن قرىعء‬ ‫مجالسهم نفروا عنه إلى مساكنهم‪ .‬وإن ذكروا(ا) العلماء الأثر بالإجهار‪.‬‬ ‫غلبوا عليهم بالحديث في الحرث والأسفار وإن نطقوا أهل النحو واللغة‬ ‫والصرف والبديع فقالوا هذا كلام الطير والحمار ‪ .‬وإن سجعوا معهم‬ ‫‏(‪ )١‬هذه طريقة المؤلف في معظم التاب ‪ .‬يُورد الفعل الذي حقه الإفراد بالجمع ‪ .‬على لغة‬ ‫تسمى عند النحويين بلغة ( اكلوني البراغيث ) ‪.‬‬ ‫‪١١‬‬ ‫بالأشعار ‪ 0‬أعجبتهم الأصوات فأسرعوا الناس من الصغار والكبار ‪ .‬فحار‬ ‫في قلبي الفكر من قلة حفظي بالأثر ‪ 3‬ولم أجد في الوطن مساعدا لي من‬ ‫أهل العلم والبصر ‪ ،‬ثم جمعت كلاما أقرأه كالسور ‪ 0‬وألفت فيه لكل نفس‬ ‫بما تشتهي من الكلام ‪ 0‬وفتح الله لي بسبب تلاوة أسماء ربي ذي الجلال‬ ‫والإكرام ‪ 0‬وقصدت إلى بيضة الإسلام ‪. ) ....‬‬ ‫فيبدو أن سبب التأليف كان لأجل تشويق الناس لقراءة الكتاب‬ ‫والاستفادة من مختلف فنونه بحيث لا يملوا منه ‪.‬‬ ‫طريقته فاىلتأليف ‪:‬‬ ‫ألفه على نمط (الكشكول) و (المخلاة)‘ ولكنه أوسع وأنفع منهما‬ ‫بكثير‪ ،‬وقد رئبه ترتيبا حسنا‘ وجعل له فهارس مفيدة جدا للمطالع‪ ،‬وقد‬ ‫استحسنه واستنسخه ثلاث مرات‘ وكانت كل نسخة أوسع مما قبلها‪.‬‬ ‫وصرف عليه دراهم كثيرة‪ .‬وقد أخذ منه نور الدين الستالمي رحمه الله في‬ ‫الجزء الثاني من تحفة الأعيان شيئا كثيرًث ولما أرسلت إلى المؤلف‬ ‫النسخة الأخيرة من نزوى بعد التجليد أخذها الأعراب من الجنبة مع ما‬ ‫أخذوه نهبا من متاع حاملها من الطريق عند الموضع المسمى العبلية عند‬ ‫رأس فلج دارس فحزن الشيخ خميس على ذهابها؛ لأنها هي قصارى ما‬ ‫اختار جمعه في ذلك التأليف فذهب إلى تنوف‪ ،‬فطلب من الشتيخ سيف بن‬ ‫سليمان النبهانيؤ أمير بني ريام أن يشفع له في ردها من يد أولنك‬ ‫التاهبين‪ 0‬فارسل الأمير التبهاتني إلى شيوخ الجبنة مطالبا إياهم برد كتاب‬ ‫الشيخ‪ .‬فرت إليه سالما فضلا من الله وإحساناً من الخمير سيف‘ فرجع‬ ‫عنه شاكرا مسرورا برد ضالته المنشودة ونسخته المفقودة ‪.‬‬ ‫‪١ ٢‬‬ ‫أسلوبه فى التأليف ‪:‬‬ ‫كان أسلوبه تشويقا؛ فينتقل من فن إلى فن ويستخدم السجع أحيانا‬ ‫في أسلوبه { كما كان يستخدم بعض الألفاظ العامية ليفهم العوام الكلام‪ ،‬بل‬ ‫إنه يستخدم اللغة الدارجة في بلاده الحمراء على غرار لغة أكلوني‬ ‫البراغيث‪ ،‬حيث يورد الفعل والضمير الدال على الفاعل مع الاسم الظاهر‬ ‫للفاعلؤ وقد ذكر سبب ذلك في كتابه في الذكر التاسع عشر فقال ‪( :‬ثم‬ ‫قال‪ :‬وما هذا المعلاق الذي حملته على ظهرك؟‘ قلت له‪ :‬هذا معمول من‬ ‫اللبن جعلوه أهل الرفاهية لشواء اللحم في ليالي العيد‪ ،‬فلما أخذوا منه‬ ‫اللحم أفلتوه في الخرابات‪ ،‬فقلت هذا مثل اللقطة التي لا يرجع إليها‬ ‫صاحبها‪ ،‬فأخذته وجعلت فيه هذه القراطيس التي فيها تسلية القلب‪ ،‬وأكلم‬ ‫بها العرب على قدر لغتهم في زمانهم لا على فصاحة السابقين من‬ ‫أسلافهم)‪.‬‬ ‫وكان يكتب قصصا وحكايات واقعية أحيانا للعبرة والعظة‪ ،‬وخيالية‬ ‫أحيانا للتربية والإرشاد والتعليم‘ وما أشبهها بالقصة القصيرة أو الرواية‪.‬‬ ‫وكان أسلوبه في كتابه لغة الحوار بينه وبين صاحب يتخيله‘ حيث قال في‬ ‫الذكرالأول‪( :‬رجعنا في الحديث إلى تسلية قلب الشيخ ناصر في طريقه‪.‬‬ ‫فقمت أكلمه بحديث مما وجدته وسمعته ونظرته وجعلت فيه حشوا{ فلما‬ ‫سمعه أمرني بتأليفهش قلت له ‪ :‬فكثير مما سمعته مني اخترعته بنفسي‪.‬‬ ‫يجوز أن أكتبه؟ قال‪ :‬نعم جائز‪ .‬وقد نطق به القرآن‪ 0‬والحشو جائز مما‬ ‫يوافق الحق والصواب‘ فجعلت أفكر في وقت الأسحار وأسأل الله الواحد‬ ‫القهار أن يعينني على جمع تأليفه وبما رويته من الأخبار وفيما سألت فيه‬ ‫العلماء الأبرار وأجعل فيه من الأثر والأشعار ومن علم الأبدان والفلك‬ ‫‪١٢‬‬ ‫الدوار ‪ 0‬ومما نظرت في زماني من تدبير الأخيار والأشرار { ثم أجعله‬ ‫سبيكة حتى تظهر فائدته للمستمعين ‪ .‬وظاهره قصة تمر عليهم مثل‬ ‫المتحدثين ؛ لأنها تجلب النساء والبنين ‪ .‬وباطنه علم عن الغلماء الذولين‬ ‫والآخرين ‪ 0‬وسميت الكتاب ‪ " :‬شفاء القلوب من داء الكروب "" ‪ 0‬صالح‬ ‫للطالب والمطلوب ‘ أذكاره واستماعه محرك لشهوات المحبوب ‪ 0‬وجعلته‬ ‫لاستخراج الكلام في صورة صاحب يساعدني في المسألة والجواب) ‪.‬‬ ‫وقال في نهاية الذكر الثاني ‪ ( :‬ذكرت في هذا الفصل أني أورد هذا‬ ‫الكتاب في صورة رجل أسائله ‪ .‬وأتيت هذا الفصل مثالا مبينا فيه اسم‬ ‫الذي أجعله كالرجل الذي أسائله ‪ .‬وهو الذي قلت له ‪ :‬من اسمك ؟ فقال ‪:‬‬ ‫أنا ذو الغبيراء ‪ 0‬وليس ذلك في الحقيقة إلا صورة ‪ 0‬وكذلك أورد في بعض‬ ‫القصص سوالات لأحد غير معين من هو ؛ فقد يكون في بعض المواضع‬ ‫صورة ‪ 0‬وجعلته مما يصح للعارف بين الحقيقي والصورة من معان‬ ‫الكلام ) ‪.‬‬ ‫هذا ‪ 0‬واليتاب ممتع لمن قراه يجد كل طالب ضالته فيه ‪ .‬وهو‬ ‫كتاب واءم فيه ليقراه العامي والمتعلم ‪ .‬يطوف بك فيه من فن إلى فن في‬ ‫كافة العلوم ‪ .‬نسأل الله أن ينفعنا به والله الموفق ‪.‬‬ ‫بقلم الدكتور‪ /‬سعيد بن عبد الله بن محمد العبري‬ ‫( جامعة السلطان قابوس )‬ ‫‪72‬‬ ‫\ا‪‎٤‬‬ ‫الموضوعات‬ ‫فهرس‬ ‫‪١‬۔‏ ذكر مسانل من الشرع‘ وحديث لتسلية القلب‪ 0‬وفي الفلك والطب‬ ‫لاشتقاق الرجلين‪ ‘0‬ودواء للبواسير وللقروح والجروح‪ ،‬ولخروج‬ ‫ودواء‬ ‫البطن‪،‬‬ ‫ولما يقتل دود‬ ‫والسلاق‪0‬‬ ‫وللحكة والجرب‬ ‫المقعدة‪.‬‬ ‫وثلاث‬ ‫ولطة الصدر‘‬ ‫التراب‬ ‫لأكل‬ ‫ودوا ء‬ ‫المثانة‪.‬‬ ‫حصاة‬ ‫لخروج‬ ‫مسائل في الرؤيا‪.‬‬ ‫‪٢‬۔‏ ذكر في العلم والعلماء والمتعلمين‪ 0‬والحث على طلبه وفيه للحفظ من‬ ‫الأدوية والقراءة والكتابة‪.‬‬ ‫‪٣‬۔‏ ذكر العقل وخدمه وأصحابه‪ .‬وإبليس وأعوانه ومكره ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬ذكر جواب الشيخ ناصر بن في الرد على من يدعي نزول الوحي عليه‬ ‫بعد رسول الله‪.‬‬ ‫‪٥‬۔‏ ذكر خلق الإنسان‪ ،‬وحق الوالدين‪ ،‬والتزويج‪ ،‬والجماع والمقويات له‪.‬‬ ‫والكتابة له‪ .‬والأعمال في خدمته وآدابه‪ ،‬والصبر للمتزوجين‪.‬‬ ‫وأخلاق‬ ‫الأنثى وغيرها!‬ ‫في القنب من‬ ‫البغخض والكره‬ ‫‪٦‬۔‏ ذكر دخول‬ ‫الجنين وتقلبه‪ .‬وما يجب للنساء لهن وعليهنؤ وفي شهواتهن‬ ‫ووزرهن‬ ‫الحسنة والسينة وأجورهن‬ ‫وأخلاقهن‬ ‫والأدوية لتحريكهاش‬ ‫ودوانهن‘ؤ والحمل والتي لا تحمل ودوانهاش‪ .‬وذكر الحيض‬ ‫ودانهن‬ ‫وقطعهش وسقط الجنين وإثباته‪ ،‬والأدب الواجب منهن لأزواجهن ‪.‬‬ ‫وذكر‬ ‫‏‪ ١‬لأجسام‪.‬‬ ‫وصلاح‬ ‫والاحتصار‪.‬‬ ‫والاحتقان‘‬ ‫الطب ‘‬ ‫في‬ ‫ذكر‬ ‫‪٧‬۔‏‬ ‫الجمعة‪.‬‬ ‫وفيه صلاة‬ ‫عامر‪.‬‬ ‫والصالحين ‘ وقصيد ة للشيخ‬ ‫الشجعان‬ ‫والجهاد‬ ‫الحد‪ ،‬والعقل‬ ‫وسلامة‬ ‫وناكح الدواب والنساء‘‬ ‫والشهداء‪.‬‬ ‫ومدح المسلمين من قول الشيخ محمد بن محبوب ‪.‬‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫‏۔‪ ٨‬ذكر الفرح والحزن‘ؤ ومكيدة النساء‪ .‬ودواء لكسر العظم‘؛ ولوجع‬ ‫الخادعؤ والصمم؛ ودرح الماء‘ ولحرق النار‪ ،‬واللثة والأضراس ©‪،‬‬ ‫ودواء لقوة القلب والصوت‘ ومما يسمن الإانسان‪ ،‬و نفقة النساء‪،‬‬ ‫وأحكام لطرح الحمل‘ ولقوة الباءة‪ .‬وتضييق الرحم‪ ،‬وتمام حديث‬ ‫الرجل والمرأة‪.‬‬ ‫‪٩‬۔‏ ذكر أخبار أهل الجهل‘ وأهل العقل ‪ 0‬وفيه أدوية للجراح وضرب‬ ‫السياط‪.‬‬ ‫سبع‬ ‫وهن‬ ‫‏‪ -٠‬ذكر العالم المتعنت‘ وجوابات الشيخ ناصر للنصارى‬ ‫مسانل‪.‬‬ ‫‏‪ -١‬ذكر السفر ومنازله‪ ،‬والغانب والمفقود‪ ،‬والوضوء والتيمم والصلاةء‬ ‫وفي أحكام الصبية‪ ،‬ونظم فيه الصحابة؛ ورسالة أبي نبهان‪.‬‬ ‫وجوابات من المسلمين‘ وفيه للحفظ ومسائل من الشرع مجموعة‪.‬‬ ‫والدماء والفروج‪ ،‬والباءة وعللها وأدويتهاێ‪ .‬وعلة الجذام وأدويته‬ ‫ووسمه‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬ذكر في توبيخ النفس ومحاسبتهاش والحلال والحرامش والصيام‬ ‫والقيام؛ وطب لصلاح الاجسام؛ وكفاف الشهوة عن الحرام‪ ،‬وذكر‬ ‫وذكر الجنة والحور‬ ‫النكاح من الفلك‘ وليلة القدر‪ .‬وتبليغ المراد‪.‬‬ ‫العين‪.‬‬ ‫ذكر في الفزع الأصغر والعجلة‪ .‬وفي الوعظ والزجر‪ .‬والفزع‬ ‫‏‪٢٣‬‬ ‫الأكبر‪ .‬وذكر الموت والنار‪.‬‬ ‫‏‪ - ٤‬ذكر في أدب الأكل والشرب‪ ،‬وتفسير آية مماثلة بين الأنس وبين من‬ ‫لا يعقل من ذوات الأرواح‘ وسبع حكايات في الخدعة والسرقة‬ ‫‪١٦‬‬ ‫والسارق ولونه ومكانهما‪ ،‬والرجوع والتلف‪.‬‬ ‫ذكر في لزوم الحج‪ ،‬وتوبيخ لذي الغبراء؛ وقصة من الشرع‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫والطب‪ ،‬والثانية فلكية وشرعيةؤ وحسن تدبير الملوك والمتقربين‬ ‫إليهمؤ وفضائل الحج ‪ 4‬والثواب‪ ،‬والدعاء وآخره قصة‪.‬‬ ‫‪-٦‬۔‏ ذكر طالب الملك الذي بلغه؛ وقصة عن الملوك‘ وتحكيم الخصمين‪.‬‬ ‫والأمناء والخونةش وفيه قصص& ومسائل في‬ ‫والخدع والاعتبار‪.‬‬ ‫الرؤيا‪.‬‬ ‫ذكر في الطب‘ والعلل‪ ،‬والطبائع‪ ،‬وأدوية مشهورة ومستورةة‪ .‬وقطع‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫منه‬ ‫الذي تهرب‬ ‫والدواء‬ ‫الثياب‪،‬‬ ‫من‬ ‫وقطع الطبوعات‬ ‫الحديد‬ ‫الهوام‘ وعمل المداد‪ ،‬ومسائل في الشرع جامعة في الطلاق وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪-٨‬۔‏ ذكر أخبار ومسائل في الطب© والأديان والأحكامؤ وبما جرى علينا‬ ‫في الزمان في السيوح والبلدان‘ ونثر ونظم من فصحاء غُمان في‬ ‫ذكر الشيخ محسن بن زهران‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬ذكر صاحب ذي الغبراء‪ ،‬وما ذكروه هو وأولاده الفصحاء‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ذكر تدبير الخمراء وضعفهم وانحطاط منازلهم من الدرجة العليا إلى‬ ‫السفلى‪.‬‬ ‫‪-١‬۔‏ ذكر من الفلك لابتداء الأعمالؤ وأخبار لها‪ .‬ومسائل تجانسهاء‬ ‫وأخبار المبتلى بالنساء‪ .‬والأمراء‪ ،‬والأموال‘ وفيه من الوعظ‬ ‫والزجر‪.‬‬ ‫‪-٢‬۔‏ ذكر في الو عظ ‪ 0‬والتوبيخ‪ 0‬والزهد‪ .‬والطالب لذلك‪.‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫‏‪ ٣‬ذكر الشهادة في النسب‘ وما جرى على زيد في زمانه‪.‬‬ ‫‪٤‬۔‏ ذكر ما جرى في الزمان على أحمد من المسائل والأخبار وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪٥‬۔‏ ذكر نصيحة الأخوان‘ والتدريج للتقريب‪ ،‬وترخيص أهل القبلة‪.‬‬ ‫وحسن التدبير للناس وللملوك‘ وذكر النساءش ومسانل في الميراث‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬ذكر الكرم‪ ،‬وعمل الأطعمة والإشارات وما يستحب‪.‬‬ ‫‪٧‬۔‏ ذكر في ابتداء أخلاق الإنسان وماله من الأحكام‪ ،‬والميراث‪،‬‬ ‫والرزق‪ ،‬والبركة‪.‬‬ ‫الصلوات‘‬ ‫وأوقات‬ ‫الميت‪،‬‬ ‫وصلاة‬ ‫والمريض‘‬ ‫الزلزلة‪.‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪٨‬۔‏‬ ‫وفضائلها والقدم‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬ذكر البصور والحروز‪ ،‬وما يجوز للكاتب‪ ،‬وقصتان من رؤيا أهل‬ ‫الاستقامة في الدين‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ذكر من الفلك لإمام الذمةش وحدود مكة‪ ،‬وأدلة لعقد الأئمة‪ .‬والسمعة‪.‬‬ ‫‪١‬۔‏ ذكر في المسافرؤ والسياسة‪ .‬والجار والأرحام‪ ،‬وانتقال الناس من‬ ‫المواطن إلى البلدان‪.‬‬ ‫ذكر في الملوك المضلين‪ ،‬والشجعان‪ ،‬والملوك المحسنين‪.‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫الملك‬ ‫الظن‪ ،‬وتدبير الأخيار والأشرار‪ .‬والعزاء‪ .‬وقصة‬ ‫‪٣‬۔‏ ذكر حسن‬ ‫وصديقه وحديثه‪.‬‬ ‫‪٤‬۔‏ ذكر سلامة الأنفس ‪ .‬وفيه من الآداب والمسائل من الشرع‪.‬‬ ‫‪٥‬۔‏ ذكر شيطان الإنس ونصيح الإنس‪ ،‬وما جرى منهما من الأخبار‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬ذكر بهلا وخصالها وأصحابها‪ ،‬وقصة للمسافرين‪ ،‬وعزيمة للصرع ‪.‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الطالب للمرأة‬ ‫للرجل‬ ‫وقصة‬ ‫الآخرة‪.‬‬ ‫‏۔‪ ٧‬ذكر أبناء الدنيا‪ .‬وأبناء‬ ‫الصالحة فبلغها‪.‬‬ ‫‪٨‬۔‏ ذكر علم الحرب‘ وكتمان السر لبلوغ المنى مع الأعداء والأمراء‪.‬‬ ‫‪٩‬۔‏ ذكر فضائل الإناث‪ ،‬وفيه من الدلالات والأحاديث لتسهيل الخمور‪.‬‬ ‫‪٤.‬۔‏ ذكر الملوك وأولادهم‪ ،‬وعداوتهم والتوفيق لهم في ملكهم‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ذكر الأمناء والوكلاء وقصصهم‪ .‬وفيه من الموافقة بين الزوجين‬ ‫والخصمين في الحساب‪.‬‬ ‫وفي الفلك ‘ وقصة‬ ‫في الادوية‪.‬‬ ‫في أصول التسرع ‪ .‬والطب‬ ‫ذكر‬ ‫‪٤٢‬۔‏‬ ‫عجيبة جامعة في رجل‪.‬‬ ‫في‬ ‫والدخول‬ ‫القليلة الغالبة للفنة الكثيرة‪.‬‬ ‫القتال والفئة‬ ‫‪٤٣‬۔‏ ذكر‬ ‫الرياضات‪.‬‬ ‫‏‪ ٤ ٤‬ذكر نصيحة الفلكي للعابد‪ ،‬وذكر المصانب©‪ ،‬والأخبار والمسائل له‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬‏۔‪ ٤‬ذكر التجارة والمسانل‪ 0‬والقصص وحشوها في أولها وآخرها‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٦‬ذكر قصة ابن الملك المعتدي على حليمة سيدة النساء المتأخرين‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٧‬ذكر الرجل المبتلى بالعيلة في شبابه‘ وأراحه الله في اكتهاله‪ .‬وله‬ ‫قصص وأدعية‪.‬‬ ‫‪٤٨‬۔‏ ذكر الأدب لقارئ القرآن‪ ،‬والأثرڵ والشعرؤ والخطب في اجتماع‬ ‫النااس‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬ذكر العلماء والأئنمة‪ ،‬واستهلاك أموال الملوك‪ ،‬وتحريم بيع الخيار‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ في العقل وزواله ودوائه‘ وذكر كلام في الرمل والفلك والدعاء‬ ‫‪١٩‬‬ ‫الفقيه‬ ‫العالم‬ ‫الشيخ‬ ‫نظم‬ ‫من‬ ‫النحو‬ ‫في‬ ‫وآخره‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسماء‬ ‫وسر‬ ‫‪.‬‬ ‫ناصر بن أبي نبهان الخروصي ‘ ومسألة في ‏‪ ١‬لشرع‬ ‫وفي‬ ‫في البدن‬ ‫لظهورها‬ ‫البثور‬ ‫وصفة‬ ‫للمريض‘‬ ‫علامات‬ ‫ذكر‬ ‫‪١‬۔‏‬ ‫معرفة الغانب والمسافر أنه في الحياة أم في الممات‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬‏۔‪ ٥‬ذكر وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه عند وفاته‪.‬‬ ‫وفيه وصية الإمام ناصر بن مرشد لسلطان بن سيف‘ وفيه صفة‬ ‫صورة أخلاق النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫وبحور‬ ‫والمواريث‬ ‫وفي الأقربين‪0‬‬ ‫ومنافع للنااسة‬ ‫ذكر قصص‪.‬‬ ‫‪٣‬۔‏‬ ‫الشعر‪.‬‬ ‫وفي حج‬ ‫والتزويج۔‬ ‫والفالج‪،‬‬ ‫والقصص‪.‬‬ ‫من الفلك‬ ‫‏‪ ٤‬‏۔‪ ٥‬ذكر فيه شيء‬ ‫في اللغة‪.‬‬ ‫النساء ‘ وقصيدة‬ ‫لخدمة‬ ‫الذزض‬ ‫وميزان‬ ‫والماءء‬ ‫الطالع‬ ‫ومعرفة‬ ‫الساعة‬ ‫‏‪ ٥‬‏۔‪ ٥‬ذكر‬ ‫وقصة‪.‬‬ ‫الأفلاج‪.‬‬ ‫‪٦‬۔‏ ذكر إقبال الدنيا وإدبارهاى واليمين‘ والمعاجين‘ والنية للجهاد‪.‬‬ ‫والملكة! وقصص متتابعة‪.‬‬ ‫وأ هلة السهر‬ ‫القمر‬ ‫وخسوف‬ ‫وفراسة‬ ‫ونجم بوذنبث‬ ‫‏‪ ٥٧‬۔ ذكر رسالة‬ ‫والبرق والرعد‪ ،‬والسيل‘ والسحاب‘ وقوس قزح‘ ونجوم الشهب‪.‬‬ ‫والسماوات‬ ‫والوجبة والشمس والقمر ونجوم الخسوف والكسوف©‪،‬‬ ‫والأوفاق۔‬ ‫الحروف‬ ‫ودليل‬ ‫والرياح‪،‬‬ ‫والنار‬ ‫والجنة‬ ‫والأرض‘ؤ‬ ‫وعزيمة الزورة‪ ،‬وتحويرة للذهيبةش والسرقة‪.‬‬ ‫‪٨‬۔‏ ذكر رسالة وابتداء المريض‘ وشجرة العشرق ومنافعهاش ودواء‬ ‫لدغ الأفاعي‪.‬‬ ‫وعن‬ ‫والقشور‘‬ ‫علل البطن والعين والضربان‪،‬‬ ‫وقصتين‪ ،‬وفي الرؤياؤ والعقل‘ وذكر الأرض والكواكب والبروج‪.‬‬ ‫الحيض وا لاستحاضة‬ ‫وقصتين ‘ ودم‬ ‫والرياح ‘ وقلع الشوكة والسهم ‘‬ ‫والمتعة‬ ‫الفروج‪0‬‬ ‫وذكر‬ ‫والتباغخض‘ؤ‬ ‫والإنفاق‪0‬‬ ‫والعدة‬ ‫والنفاس‘ؤ‬ ‫والمحبة من الفلك‪ ،‬وفي السرقة ولزوم الضمان ومسألة في النكاح‬ ‫في‬ ‫الدنيا والذي طلب الآخرة‪ (.‬غير موجود‬ ‫والذي طلب‬ ‫والميراث‘‬ ‫المخطوط)‪.‬‬ ‫‪٩‬۔‏ ذكر اعتبار لخطبة النساء‪ ،‬ونسب عبرة ونصر ابني زهران‪ ،‬وفي‬ ‫سبب علة الجذام وعلاجها‪.‬‬ ‫‏‪ ٦ ٠‬ذكر جامع في الطب والاختلاجات‪.‬‬ ‫وطب ‪ .‬وشرع‪.‬‬ ‫‪٦١‬۔‏ ذكر نظم في الفلك‘‬ ‫‏‪ ٦٢‬ذكر قصص‪ %‬وتفسير في الأحلام وشرع& ومدح الرسول بالنظم‪.‬‬ ‫‏‪ -_ ٦٣‬ذكر الأنمة‪ ،‬والعلماء‘ ومدح خاتم الأنبياء‪(.‬غير موجود في هذا‬ ‫المخطوط)‪.‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫الذكر الأول ‪:‬‬ ‫مبتدأ الكتاب ‪ ،‬وفيه مسائل من الشرع ثم يقفوها كلام‬ ‫مما يسلي القنوب ‪ 0‬ومن بعده مسألة في الفلك ‪ 0‬وفيه‬ ‫من الطب لاشتقاق الرجلين ‘‪ 0‬ودواء للبواسير‬ ‫وللقروح وللجروح ‪ 0‬ولخروج المقعدة وللحكة‬ ‫والجرب والسلاق ولقتل الدود ولعله الصدر ‪.‬‬ ‫وفيه ثلاث مسائل لرؤيا المنام (‪0‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله حمدا يوافي نعمه ‪ 0‬ويكافئ مزيده ‪ .‬وأشهد أن لا إله إل الله‬ ‫عبده‬ ‫الله عليه وسلم)‬ ‫(صلى‬ ‫أن محمدا‬ ‫وحده لا شريك له ‪ .‬وأشهد‬ ‫ورسوله ‪ 0‬أرسله ربه إلى كافة الثقلين ونصره بخمسة آلاف من الملانكة‬ ‫المسومين ‪ .‬واعز به الدين حتى أتاه اليقين ‪ .‬ثم أحيوا سنته الأتصار‬ ‫والمهاجرون والخلفاء والصالحون والعلماء المحقون‘ فطوبى لهم ولمن‬ ‫اهتدى بهداهمإ لأن الجنة مأواهم‘ أما المخالفون لهم فالنار مثواهم‪ ،‬ألا‬ ‫فاتقوا الله عباد الله ‪ « 0‬وستارغوا إلى مغفرة ممن رَبْكُمْ وجنة عرضها‬ ‫السنوات والارض اعدت للمتقين (""! الذين ينفقون في السراء والضراء‬ ‫والقاظمين الفظ والغافين عن الناس واللة يجب المُضينين » ‏‪ .©١‬وأقول ‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬بعد هذه الكلمة يوجد في الاصل ‪ ( :‬وعلامة مسائل الأثر بالحمرة ‪ .‬والحكاية بالصفرة ‪ .‬والفلك‬ ‫بالخضرة ‪ 0‬والطب بالسواد ‪ 0‬والرؤيا بمدادات مُشتركة ‪ :‬حتى تكون سهلة للمطالعة لهذا الكتاب ) ؛‬ ‫وحيث أن لم يتم تلوين كل قسم بلونه في هذه الطبعة { فقد جعلنا هذا الكلام في هذه الحاشية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة آل عمران ‪ :‬‏‪. ١٣٤‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫بقدرته تجري المقادير والدهر‬ ‫هو الله مولانا له الخلق والأمر‬ ‫(سبب تأليف الكتاب) ‪:‬‬ ‫اعلموا أيها الإخوان ‪ ،‬أني قد نظرت أهل هذا الزمان ‪ .‬إن قرىء‬ ‫القرآن في مجالسهم نفروا عنه إلى مساكنهم ‪ }.‬وإن ذكروا () الماء‬ ‫الأثر بالإجهار ‪ 0‬غلبوا عليهم بالحديث في الحرث والأسفار ‪ 0‬وإن نطقوا‬ ‫اهل النحو واللغة والصرف والبديع ‪ 0‬فقالوا ‪ :‬هذا كلام الطير والحمار ء‬ ‫وإن سجعوا معهم بالأشعار ‘ أعجبتهم الأصوات ‪ .‬فأسرعوا الناس من‬ ‫الصغار والكبار ‪ .‬فحار في قلبي الفكر من قلة حفظي بالأثر } ولم أجد في‬ ‫الوطن مُساعدا لي من أهل العلم والبصر & ثم جمعت كلاما أقرأه كالسور ‪.‬‬ ‫وألفت فيه لكل نفس بما تشتهي من الكلام } وفتح الله لي بسبب تلاوة‬ ‫أسماء ربي ذي الجلال والإكرام ‪ 0‬وقصدت إلى بيضة الإسلام ‪ 0‬وموطن‬ ‫الأئمة والعلماء الكرام ‪ 0‬التي وصفها أشياخنا بالنثر والنظم ‪.‬‬ ‫وهذا من قول الشيخ ناصر بن جاعد ‪:‬‬ ‫سكنت وفي نزوى وجدت الذي أهوى‬ ‫بسوني وعليا والهجير وفي نزوى‬ ‫أهيل الحجى والعلم والحلم والتقوى‬ ‫ترى العلم والتدريس فيها وأهلها‬ ‫وهذا مما قاله الشيخ علي بن ناصر ‪:‬‬ ‫فيَمم وخل كل دار إلى نزوى‬ ‫إذا شنت أن تلقى بعمرك ما تهوى‬ ‫‏(‪ )١‬هذه طريقة المؤلف في مُعظم التاب ‘ يورد الفعل الذي حقه الإفراد بالجمع على لفة تسمى‬ ‫عند النحويين بلغة ‪ ( :‬أكلوني البراغيث ) ‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫لها شرف ينحط عن سمكها رضوى‬ ‫ونزوى لها في المكرمات شوامخ‬ ‫من الدين والأخلاق حقا ولا دعوى‬ ‫بها ما اشتهت نفس ولذت عيونها‬ ‫هي البباطنلإجماع في صحة التقوى‬ ‫ونزوى على ما قيل من نفس مصرنا‬ ‫تم نزلت في مقامات أشياخنا وهما أنمتنا في ديننا‪ .‬عولماؤنا في‬ ‫عصرنا‘ عامر بن علي بن مسعود العبادي‘ وناصر بن أبي نبهان‬ ‫الخروصي وقد أباح لهم قاندهم محمد بن ناصر الجبري في الأمر‬ ‫والنهي‪ ،‬ومن النفع من الماء والنخيل والعوابي‪ ،‬فسرني أمرهم ولاح في‬ ‫قلبي أن أنتقل إلى قربهم فأجابني أحدهم وقال‪ :‬لا تغرك هذه الرحمة؛ لأن‬ ‫السلطان لا تثبت من عنده نعمة أما تسمع إلى الرواية (الفتن على أبواب‬ ‫الجبابرة كمبارك الإبل) ‪.‬‬ ‫وقال الشاعر‪:‬‬ ‫فلا يكن لك في أكنافهم ظل‬ ‫إن الملوك بلاء أينما حلوا‬ ‫إن الوقوف على أبوابهم ذل‬ ‫لا تقعدن على أبوابهم طمعع]‬ ‫ثم قال ‪ :‬النازح عنهم سالم؛ وإلى عبادة ربه قانم؛ وفي سؤله فارغ‬ ‫القلب مع العالم؛ لا كالمتدرع الآرم‪ ،‬ولا كالصسكر الحارس النائم‪ ،‬ثم أقلنا‬ ‫عند ما يلقى اليشكر‪.‬ؤ وفي مجلسهما لاح الذكر في الأثر‪٬‬‏ وفي حكم‬ ‫السواقي والشجر‪ .‬ولا حفظت شينا إلا في مصاص السكرة قالا‪ :‬يجوز‬ ‫رميه في أموال الناس وأنه يصير سماداً ونفعه للأرض صلاحا{ وكذلك‬ ‫أجازا أخذ التراب من الأموال لما يحتاج إليه الإنسان‪ ،‬لما عرفوا عن‬ ‫أصحابها مرادهم نزولها لأنها شانلة عن الماء‪ .‬وهذا على العادة والخبرة‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫لأن الناس المواطنين أعلم بدارهم ‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬وأما الأموال النازلة عن الماء إذا لم تصح الإباحة‬ ‫من المالكين لها فلا يجوز للإنسان أن يأخذ منها ترابا‪ ،‬ولا يجوز الدخول‬ ‫في الأموال المحصنة بالجدر والحضران إلا بإذن من مالكهاێ وكذلك لا‬ ‫يجوز أخذ الماء للطهارة والوضوء من الزاجرة إلا بإذن الزاجر‪ ،‬وكذلك‬ ‫شرب الماء من المساجد لا يجوز حتى يسأل جماعة المسجد عنه‘ فإن‬ ‫أخبروه أنه جعل لمن أراد شرب الماء‘ جعل وقفا لذلك فحيننذ يجوز له أن‬ ‫يشرب منه‘ؤ وعلى الإنسان لازم أن يحترز عما كان عليه محاسب‬ ‫مه‬ ‫ومعاثب‪.‬‬ ‫فقلت لهما ‪ :‬سأخبركما بقصة جمعتها من الأخبار والآثار وكررتها‬ ‫بالقراءة في الليل والنهارش‪ .‬حتى حفظتها وأقرأها إليكما بالإجهار‪.‬‬ ‫فلما سمعا ما قرأته عليهماێ وعرفا بما فيها من المعاني أمراني‬ ‫أن أكتبها في القرطاس ثم وادعتهماؤ ورجعت إلى الوطنؤ وسمعت بعد‬ ‫رجوعي عنهما أقبلت عليهم الفتن‘ ولاحت لهم من محمد بن ناصر‬ ‫الجبري الإحن‘ؤ وأصابتهما الأهوال والأفزاع والنكال‪ ،‬وخافا على نفسيهما‬ ‫من القتل بسبب رجل أخذ على الجبري حصونا وأموالا لبيت مال‬ ‫المسلمين ثم عرفهما بمسائل يريد جوابها لإصلاح دينه ودنياه‘ فأاجاباه‬ ‫على إثر مسائله بما أنزله الله في كتابه المبين‪ ،‬ومن سنن نبيه الأمين‪.‬‬ ‫فعلم الجبري بالمكاتيب والجوابات قخاف منهما على ملكه‘ وحضر‬ ‫أكابر رعيته ‪ .‬وأخذ منهم عهدا أن لا يخونوا عليه { وأمر سرا بقتل العالم‬ ‫‪.‬‬ ‫داره ووطنه‬ ‫علي من‬ ‫بن‬ ‫العالم عامر‬ ‫‪ .‬وبطرد‬ ‫أبي نبهان‬ ‫بن‬ ‫ناصر‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫فضاق عليهما ذلك‪ ،‬واختفى شيخنا ناصر في بيت مظلم مغلقة أبوابه عليه‬ ‫بالليل المدلهم فلا نظرت إليه العيون‘ فمنهم من قال‪ :‬قتيل‘ ومنهم من‬ ‫مع المسلمين من المغيبين‪ ،‬ثم وصلوا إلى‬ ‫قال‪ :‬مسجون‘ فصار حكمه‬ ‫وسألوه عن الشيخ ناصر فاجتهد قي البحث‬ ‫بلدنا مع أميرنا بنو خروص‘‬ ‫أظهره رجل أمي وأتى به خفية عن البدوي‬ ‫والسؤال وبعد العلاج الكثير‬ ‫شر الجبري والأعوان‪.‬‬ ‫والحضري‪ ،‬وأمنه أميرنا من‬ ‫وأراد الشيخ الرجوع إلى الأوطان فشيعناه إلى طرق الأمان‪،‬‬ ‫فاخبرنا أنه سيموت السلطان إلى مدة انقضاء شهر زمان‪ ،‬فعلى قوله مات‬ ‫ودفنوه سكان حارة النزار بقرية إزكي من غمان ‘{ وصحبناه إلى بلا‬ ‫المسفاة ‪.‬‬ ‫المسجد‬ ‫وسألناه عن الماء الذي جعله الواصي به في صرح‬ ‫للقانمين والمارين‪ ،‬ونقله رجل آخر في غير الصرح‪ ،‬قلنا له‪ :‬هل يجوز إذا‬ ‫كان في غير موضعه أن يشرب من ذلك الماء ؟‪ ،‬فقال‪ :‬جائز ذلك‘ وشرب‬ ‫منه بمحضرنا{ؤ وقال‪ :‬هذا من الصلاح انتقاله للمسجد ثم رأى ماء البلد‬ ‫فاضلا عن شربهاء‪ ،‬فأشار أن أرباب الفضلات لو عمروا بها أروضا زيادة‬ ‫للبلد أو باعها منهم ممن يملك أمره بما عنده من الفضلة‘ؤ ولم يشاركه‬ ‫فيها غانب ولا وقف ولا ممن لم يملك أمره لكان ذلك من صلاح البلد‬ ‫ولايخلو من أن يكون له أجر إذا أخلص النية لله‪ .‬فقلنا له‪ :‬هل يجوز ذلك؟‬ ‫قال‪ :‬نعم على هذه الشروط وكيف لا يجوز فيما يؤجر عليه‘ والفضلة هي‬ ‫لمن له آخر السقي إذا كان ذلك ثابتا أنه هو الآخر‪.‬‬ ‫ثم صعدنا به إلى الجبل وسألته عن الجمع؛ لأنه ليس له علامة في‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫وهم‬ ‫أهل الجبل‬ ‫اسأل‬ ‫قال‪:‬‬ ‫له علامة‪.‬‬ ‫وفي طريق أخرى‬ ‫تلك الطريق‬ ‫المصدقون‪ ،‬قلت له‪ :‬أهم حجة إذا كانوا غير ثقات؟ فقال‪ :‬هم أخبر بالطرق‬ ‫وقربها وبعدها‪.‬‬ ‫فلما اصبح علينا النهار قصدنا إلى صعود الجبل فرأيت شيخنا‬ ‫متعبا من وعورة الجبل‪ ،‬وشكى إلي عدواة الجيران وقال‪ :‬الله المستعان۔‬ ‫اللهم اخضع لي قلوب السادة حمود بن عزان‪ ،‬وسعيد بن سلطان‪ ،‬فقلت‬ ‫لشيخنا‪ :‬لعلي أاسلي قلبك بالحكايات المزيلة للهموم والغموم ‪ .‬وقد سمعت‬ ‫عن والدك العالم الذي ذكروه أهل الفقه بالعلم؛ وأصحاب الشعر بالنظم‪.‬‬ ‫وهذا القول فيه من قصيدة للشيخ راشد بن سعيد الرواحي شعرا ‪:‬‬ ‫بصوابه لم يحصه إحصاء‬ ‫ووصفه‬ ‫صنع الخروصي الصلاح‬ ‫عالي الخاصر تعرب العلماء‬ ‫عن علمه وعلاهأ عني جاعدا‬ ‫والفقه والمعروف والفتياء‬ ‫فيه الفصاحة والظرافة والوفا‬ ‫أيضا من قول الشيخ علي بن ناصر التنوفي ‪:‬‬ ‫وقابوس الحقيقة والرشاد‬ ‫أبا نبهان قاموس العباد‬ ‫هاد‬ ‫يقين من صراط وهو‬ ‫كشفت دجى الشكوك بنور علم‬ ‫وسمعت الشيخ سالم بن مسعود يروي ‪ .‬عن الشيخ العالم سعيد بن‬ ‫أحمد الكندي يقول ‪ :‬إن مات الغلماء من غُمان ‪ 0‬وبقي من بعدهم فيها أبو‬ ‫نبهان ‪ 0‬لم يذهب العلم ‪ 0‬وعين لم تدمع على الشيخ جاعد لن ‏‪©١‬‬ ‫يرحمها الله يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬لم ‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫والشيخ جاعد يقول في زمانه ‪ :‬أتولى الشيخ سعيد بن أحمد ‪.‬‬ ‫وكان الشيخ جاعد إذا ضاق قلبه سلاه من كان حاضرا في مجلسه‬ ‫بشيء من الحكايات فطاب قلبه‪ .‬وبلغ منه السانل مطلوبه ‪.‬‬ ‫الشيخ‬ ‫عنه أحد أصحابه أنها وقعت فتنة بين أصحاب‬ ‫فأخبرني‬ ‫وجيرانهم‪ ،‬ودار القتل بين الفريقين فحزن الشيخ على رجل من أصحابه‪.‬‬ ‫ويذكر أن قاتله أحد من الخدم؛ وصح الصلح بينهما ولم يزل الشيخ على‬ ‫غضبه على الخادم فسمع بذلك أحد الإخوان وقال له ‪ :‬يا شيخ هل عرضت‬ ‫في الليل بالطريق أنت ورجلان في صحبتك ؟ قال ‪ :‬ولم ذلك ؟ قال له ‪:‬‬ ‫كان الخادم وأصحابه على الطريق وأرادوا أصحابه قتلك بالقصاص الذي‬ ‫لهم فخصمهم الخادم وقال لهم ‪ :‬لا أرضى بقتل نور عمان ‪ .‬والقبيلة‬ ‫كثيرة ‪ .‬فغلب رأيه عن رأيهم ‘‪ 0‬وسلمك الله من بلائهم ‪ .‬فلما سمع الشيخ‬ ‫كلام صاحبه بش قلبه ودارت للخادم مودته ‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬وصلوا قرية الرستاق قوم أولوا باس شديد‬ ‫وفيهم عداوة في الدين‪ ،‬تلعن وتشتم إمام المذهب الشيخ جاعد‪ .‬إلا أنها‬ ‫تامر بقيام الصلوات‘ وتنهى عن بعض المناكر والفواحش‘ ويجلدون‬ ‫شارب التتن‘ وفي سيرتهم أناس يعملونه‘ فضاق عليهم ذلك ‘ فقام منهم‬ ‫رجل فاسق تارك الصلاة والصيام شراب للتتن‪ ،‬ويأكل السحت فجذب سيفه‬ ‫ونادى باعلى صوته يا أيها الناس اعلموا أن من شتم الشيخ جاعد منكم‬ ‫فيا أيها الضالون والظالمون‬ ‫أجمعينؤ‬ ‫لعنه الله والملائكة والناس‬ ‫والمتمردون ويلكم من غضب اللهؤ ودخولكم النار أجمعين‪.‬‬ ‫فنهض القوم مجردين السلاح‘ وكان الرجل في صحبته له رهط‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫كثير ‪ .‬فحضروا بين يديه متاهبين للقتالؤ فاقبل أمير الجيش وأمرهم‬ ‫بالوقوف عن الفتنة في تلك الساعة وفي قلبه غيظ على الرجل؛ فسمع‬ ‫الشيخ جاعد عن الرجل وأراد لقاه‪ ،‬فوصل عنده وكرمه وسره ذلك القول‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬رجل فقير أصحابه ظلموا وقتلوا وطردوا من‬ ‫دارهم فقصد الفقير يريد النصر من السلطان‪ ،‬فلما وصل عنده وأخبره عن‬ ‫أصحابه فلم يلتفت إليه ولم ينظره ولم يكلمه كلمة بشفتيه‘ ففكر الفقير‬ ‫في أمر أصحابه وقال‪ :‬اللهم افتح لي بابا لأسة به خلتي وأصحابي‪ ،‬ثم‬ ‫وصل عند التجار وقال لهم‪ :‬هل عليكم بيع سلعة بالمصابرة ؟ قالوا له‪:‬‬ ‫أأنت المشتري ؟ قال ‪:‬نعم ‪ .‬فأخذ من عندهم التمر والزانة والبر والأدهان‬ ‫والأدوية للجراح ‪ 0‬وكتب لهم حقهم مع القاضي بحضور الشاهدين {ثم‬ ‫كتب لأصحابه على لسان السلطان ‪:‬‬ ‫(بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬من الأمير المكرم‪ ،‬والسُلطان المعظم‪.‬‬ ‫والذسد الغشسمشم فلان بن السلطان فلان‪ :‬إلى جناب المحبين العزاز كافة‬ ‫رجال آل فلان وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد‪ :‬وصل عندي‬ ‫صاحبكم فلان‪ 0‬وأخبرني بما أصابكم من الضر والطرد والقتل من أعدائكم‪.‬‬ ‫فلا يدخل في قلبكم الجزع‪ ،‬واصبروا إن الله مع الصابرين‘ وأنا إن شاء‬ ‫الله مسعد إليكم بالمال والرجالؤ وواصلكم بيد صاحبكم الأرز والتمر‬ ‫والزانة ‪ 0‬والأدهان والأدوية لمن ابتلاه الله بالجراح ‪.‬‬ ‫وانظروا في قتال عدوكم أن يكون القمر في البروج النارية وفوق‬ ‫الأزض لا في الأرض© وأن يكون رب الطالع تنظر إليه السعود‪ ،‬وأن يكون‬ ‫(‪ )١‬الزانة ‪ .‬أي ‪ :‬الذخيرة ‪ 0‬وتطلق على رصاص البندقية ‪ .‬وهي لهجة عمانية‪. ‎‬‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫المريخ في الطالع أو ينظر إلى الطالع أو يتصل برب الطالع‪ ،‬والحذر الحذر‬ ‫أن يكون المريخ في السابع أو يكون رب السابع مع المريخ أو ينظر إليه‬ ‫إذا اتفق الطالع برج الأسد والشمس تنظر إليه والقمر ينظر إليه‪ ،‬الشمس‬ ‫من السعودك وفي يوم الثلاثاء وفي ساعة المريخ‪ ،‬والمشتري ينظر إلى‬ ‫الطالع‪ ،‬فإن وفقكم الله على هذا ظفرتم بعدوكم ونحن من ورانكم عوصمنا‬ ‫أموالكمؤ وقال الله تعالى ‪ « :‬إن المُلوك إذا تخلوا قرية اقسنذوها وَجَعلوا‬ ‫أعزة اهلها أذلة وكذلك يقلون » () ‪ 0‬واذكروا الله عند القتال ‪ .‬ودوموا‬ ‫سالمين آمنين) ‪.‬‬ ‫فرجع الرجل مع أصحابه وبشرهم بقول سلطانه وأعطاهم المكتوب‬ ‫والمذكور‪ .‬فدخل في قلوبهم الفرح والسرور‪ ،‬ونظروا إلى الفلك فوفق لهم‬ ‫الأمر الرب الغفور‪ ،‬وتاهبوا لقتال عدوهم؛ فاعزهم الله ونصرهم وأخذل‬ ‫عدوهم‪ ،‬وكتبوا لسلطانهم بالظفر فاوله‪:‬‬ ‫(بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬إلى سيدنا ومولانا وكبير الفضل علينا‬ ‫السلطان ابن السلطان فلان ابن فلان سلمك الله من الآفات ‪ .‬وجزاك الله‬ ‫بأحسن الدرجات وبعد ‪ :‬وصل كتابك الكريم إلينا مع المذكور بيد خادمك‬ ‫فلان فاتمرنا بأمرك وظفرنا مولانا على عدونا وعدوك نسال الله السلامة‬ ‫لنا ولك ‪ 0‬وبعد هذا فكافة اعلامنا على لسان خادمك وبه ألف كفاية ‪,‬‬ ‫والسلام من خدامك آل فلان ‪ .‬ومهما بدت لك عازة (") فإتا منتظرون)‪.‬‬ ‫عليه في يوم الاثنينش وأعطاه‬ ‫فقصد الرجل مع الملك ودخل‬ ‫‪. ٣٤‬‬ ‫)‪ (١‬سورة النمل‪: ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬اي ‪ :‬حاجة‪. ‎‬‬ ‫المكتوب ورأى فيه ما لم يعلم به‪ ،‬فاستبرأ الملك وسال الرجل عن القصة‬ ‫والوقعة } فقال له ‪ :‬أتاذن لي بالحديث من أوله إلى آخره ؟ قال له ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫فأخبره بجميع ما جرى عليه ‪ .‬فلما تم كلامه ‪ .‬عرف السلطان منزلة‬ ‫الرجل‪ ،‬وجعله واليا في أعز حصونه ‪ 0‬وسلم السلطان حق التجار وجعل‬ ‫الهدايا لأصحاب الرجل وأرسلها إليهم ‪.‬‬ ‫فمثل هذه الحيل التي تصلح للمسلمين‘ وعلى المسلم أن يصلح‬ ‫التدبير مخافة أن يقع على قومه من التدمير‪ .‬وأما مثل الأمور الذي صحت‬ ‫ببلد بهلا ليس هو من نظر أهل الرأي‘ فقد نزلت عليهم كالسيل الشديد‪.‬‬ ‫كل يطلب من الله السلامةؤ وأن يرفع الخبث عنهم وأما هدم حارة الضرح‬ ‫كالذي آذته ضروسه فصبر على زوالها للسلامة من الأذى ‪ 0‬وضعف عن‬ ‫الأكل والنطق ‪ 0‬وليس له حيلة في ردها على حالها ‪ .‬حتى يرفعه الله من‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫رجعنا في الحديث إلى تسلية قلب الشيخ ناصر في طريقه‘؛ فقمت‬ ‫أكلمه بحديث مما وجدته وسمعته ونظرته وجعلت فيه حشوا‪ ،‬فلما سمعه‬ ‫أمرني بتأليفه‘ قلت له‪ :‬فكثير مما سمعته مني اخترعته بنفسي‪ .‬هل يجوز‬ ‫أن أكتبه ؟ قال ‪ :‬نعم جائز ‪ .‬وقد نطق به القرآن ‪ 0‬والحشو جانز مما‬ ‫يوافق الحق والصواب ‪.‬‬ ‫فجعلت أفكر في وقت الأسحار وأسأل الله الواحد القهار أن يعينني‬ ‫على جمعه وتأليفه وبما رويته من الأخبار وفيما سألت فيه العلماء الأبرار‬ ‫وأجعل فيه من الأثر والأشعار ومن علم الأبدان والفلك الدوار‪ ،‬ومما‬ ‫نظرت في زماني من تدبير الأخيار والأشرار ‪ .‬ثم أجعله سبيكة حتى تظهر‬ ‫‪٣١‬‬ ‫فاندته للمستمعين وظاهره قصة تمر عليهم مثل المتحدثين لأنها تجلب‬ ‫وسميت‬ ‫الأولين والآخرين‪.‬‬ ‫الماء‬ ‫عن‬ ‫علم‬ ‫وباطنه‬ ‫والبنين‘‬ ‫النساء‬ ‫الكتاب شفاء القلوب من داء الكروب ‪ 0‬صالح للطالب والمطلوب‪ ،‬أذكاره‬ ‫واستماعه محرك لشهوات المحبوب‪ .‬وجعلته لاستخراج الكلام في صورة‬ ‫صاحب يساعدني في المسالة والجواب‪.‬‬ ‫مثاله‪ :‬مررت بقوم اختصموا عند رجل‘ قد مات رجل و عليه دين‬ ‫وجعل في وصيته لما يحتاج إليه لعطره وكفنه وحنوطه وجهازه‘ ولحفر‬ ‫قبره وباكلة من تمر أو رطب ليأكلوه الناس بعد رجوعهم من دفنه‬ ‫وبعشرين محمدية فضة لمن يقيم به في مرضه‪.‬‬ ‫وسبب موت الرجل أنه سقط من نخلة ومات بعد ثلاتة أيام‪ ،‬قأخذ‬ ‫الوصي مع (من) التاجر ما يحتاج إليه الميت وللقائم والتمر‪ ،‬وأراد‬ ‫الوصي أن يوفي التاجر من مال الهالك‪ ،‬فحضر أصحاب الدين وخصموه‪.‬‬ ‫فقال الوصي‪ :‬ما نقدت شينا إلا بما أوصى به الهالك لما لا بد له منه؛‬ ‫أخذت تسعة أذرع لأستر به عورته وجسمها فقالوا له ‪ :‬الميت يستره‬ ‫الخوص المجموع ‪ .‬فقال الوصي‪ :‬أنا رجل فقير وبما جعلته للميت أخذته‬ ‫من عند التاجر‘ فحضر التاجر وشكى مع الرجل من المشتري‘ والمشتري‬ ‫هو الوصي مفلس وعليه حقوق قد لزمته للناس وكان حاضرا في‬ ‫مجلسهم رجل موسر فرحم الوصي وقال‪ :‬هذه الدراهم وفاء للتاجر من‬ ‫زكاة لزمتني فداء عن الهالك فقبض التاجر الدراهم‪.‬‬ ‫فقال الرجل المصلح بينهم‪ :‬لا تجوز الزكاة بأن تدفع للكفن‪ 0‬ولكن‬ ‫أنت أيها التاجر ارجع الدراهم إلى الموسر وأنت أيها الموسر انفذ زكاتك‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫للوصي المفلس وأنت أيها المفلس إن قبضت الدراهم انفذ بها لما عليك‬ ‫فامتثلوا الأمر فلما نظرت هذا الرجل وتدبيره قلت () في نفسي‪ :‬هذا‬ ‫صاحبي في زماني لتأليف الكلام ‪ 0‬فقربت منه وقلت له ‪ :‬أسألك أيها‬ ‫الرجل عن منزلتك أنت موسر أم مقل ؟ قال ‪ :‬اترك سبيلي ولا تكشف‬ ‫خلتي { قلت له ‪ :‬أريد الصحبة منك في زمانك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬أنا من الفقراء‪ .‬وأكنى من أبناء الغبراءث وموطني الغبيراء‪،‬‬ ‫فقلت له‪ :‬أنا أخوك‘ وأنتسب من بني عبرا‪ ،‬والحمد الله الذي ألف بينناء‬ ‫وجمع شملنا وكلامنا‪.‬‬ ‫لنا أبناء الغبراء حتى أعرف صفاتهم وأفعالهم‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬صف‬ ‫قال‪ :‬هم أكثر الناس عددا والسبب لذلك جعل الله دليلا فمن الفلك اثنا عثر‬ ‫برجا ولها أرباب تدور فيهاؤ والبروج دورانها رحويا وقيل دؤلابيا‪ .‬فاول‬ ‫برج يطلع من المشرق وهو للسائل ولكل مولود دليل له‘ وتحل السعود‬ ‫والنحوس فيها‪ ،‬والثاني لماله قإذا كان البرج الثاني من الطالع منحوسا أو‬ ‫كان ربه منحوسا بالاحتراق أو في الهبوط والوبال أو كان منفصلا‬ ‫بالنحوس&‪ ،‬وفي البروج السواقط من الطالع فلهذا يكون المولود قليل المال‬ ‫لأن السعد كون اتفاقه قليلا ومن هكذا أهل اليبس قليلون‪ ،‬قال‪ :‬وإن أردت‬ ‫البحث في هذا العلم فعليك بالتعليم فيه فإن الله يكشف لك سر الأرض وما‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫في الطب ‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬أخبرني عن مسائل في علم الأبدان مما ينفع لتشقق اليدين‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ ( :‬فقلت‪. ) ‎‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫والرجلين؟‪ 0‬قال‪ :‬لعله يكون السبب من برد الأطراف وجمود الدم‘ ومما‬ ‫ينفع لذلك طبيخ تبن الحنطة إذا لطخ به القدمين مشى بهما الإنسان فوق‬ ‫الثلجؤ والثلج يقطع دم البواسير ولتضييق الرحم‪ ،‬وإن أخذت الثلج ولففته‬ ‫بالحشيش وقف على حاله أياما وشهورا ‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وما دواء الجروح والقروح؟ قال‪ :‬قشور الرمان المحرق‬ ‫من أعظم الأدوية وأنفعها وأبلغها‪ .‬وقشور الرمان إذا طبخ بقي ماء‬ ‫وصفي وجعل عليه يسير سليط وهو الحل۔ وشرب من مقدار رطل قتل‬ ‫الدود‪ .‬والرطل قد استعملوه أهل الأمصار الآن على أوزان مختلفة‬ ‫والأصل هو اتنا عشر أوقية وذلك مانة وعشرون درهما بالدراهم و‬ ‫بالمثاقيلؤ قيل كل عشرة دراهم هن سبعة متاقيل‪ ،‬وقيل الدرهم ثلثا مثقال ‪.‬‬ ‫والمثقال مختلف مع الناس في وزنه‘ العماني أخف وزنا‘ والمصري‬ ‫أرجح وزنا وذلك أن سبعة المثاقيل العمانيات ستة بالمصري‪ ،‬والصحيح‬ ‫منهما أن المثقال الأصلي ستة وثلانون حبة بالقيراط الهندي المتوسط لا‬ ‫بغيره مثل السواحلي وغيره ‪.‬‬ ‫وشوكة القنفذ إذا بخر به صاحب الحصى تحت إحليله ‪ .‬أخرج‬ ‫جميع الحصى ‪.‬‬ ‫وأما بوخويط () ‪ )"( ....‬وجع في الذكر عند إراقة البول‪ ،‬يؤخذ له‬ ‫الخليلقا خضراء وتسحق جيدا ويضاف إليها ماء باردا بقدر الشربة‬ ‫ويجعل عليهما بزر قطونا المدقوق واخلطه جميعا في إناء ويشربه العليل‬ ‫ثلانة أيام ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬هو المرض الجنسي المعروف بالسيلان‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬كلمة لم أتبينها‪. ‎‬‬ ‫‪٢٣٤‬‬ ‫وقيل‪ :‬إن مانة وثمانين علة في المقعدة وأضعفها الأبنة أجار الله‬ ‫كل مسلم من بلانها والمبتلون بها كثيرون وهي تحدث في عرق وهذا‬ ‫العرق لا يخلو أحد من بني آدم منه إلا أنه يظهر في أناس كالجذام وما‬ ‫شاكله مثله‪ ،‬وهذه العلة قد بلغت الغاية في تشسيين أهلها ويخرج الله الحي‬ ‫من الميت ويخرج الميت من الحي‘ وعلمت تأويل ذلك مما شاهدته لأتي‬ ‫رأيت أناسا قد ابتلوا بها ورأيت ذرية طيبة أخرجت من صلبهم‪ ،‬وكذلك‬ ‫الظالم والجانر يخرج منهم ذرية من الصالحين والعامرين في أرض الله‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وتراب الأرض هو حلال أم حرام أكله؟ قال ليس هو بحرام‬ ‫على كل حالؤ وهذا من علة تنزل على أناس‪ ،‬ودواؤه أن ياخذ الزبيب‬ ‫ثم يأخذ ماءه المصلول ويجعل عليه‬ ‫الأسود ويجعله في الماء ويمرسه‪،‬‬ ‫قرنفل المسحوق الناعم ويداوم على شربه فإنه ينفعه‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وبالذي يرمي من صدره شينا كثيرا منتنا شديدا ولا‬ ‫يخشع () من ذلك وصار على صدره كالجبلؤ قال‪ :‬يستعمل حليب الغنم‬ ‫من ساعة يحلب ويطرح فيه أحجار محمية من حين خروجه من الضرع‬ ‫ثم يترك فيه قليل لبانا مدقوقا مع قليل من السعتر ويشربه مادام حارا‬ ‫يدمن عليه أربعين يوما فإنه يخرج القيح الفاسد من الرنة ويغسلها والله‬ ‫الشافي ‪.‬‬ ‫ومما يذهب الحمى في الحال والوقت ولا تعود يسقى المحموم قدر‬ ‫مثقال ونصف آس يخلط بماء بارد فإنها تذهب والله أعلم‪.‬‬ ‫‪ :‬إن في الجبل الخخضر شجرة‬ ‫الشيخ ناصر يقول‬ ‫وسمعت‬ ‫(‪ )١‬يتوقف‪. ‎‬‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫يسمونها العفيس‘ؤ وهي شجرة لا تعدو نصف القامة لها أعواد ضخمة‬ ‫وتفرق أعواد دقيقة لطيفة لينة من غير ورقؤ وإذا شق ذلك العود‬ ‫اللطيف بظفر وجد داخله شينا شبيها بالزباد إلا أنه أحمر إن كان ناضجاء‬ ‫وأخضر إن كان غير ناضج‘ وله رانحة طيبة باردة لطيفة‪.‬‬ ‫من الماء على‬ ‫وصب‬ ‫فاذا دقت هذه الشجرة وطبخت ومرست‘‬ ‫لغالب‬ ‫في ذلك‬ ‫عجيبة‬ ‫بخاصية‬ ‫الحمى‬ ‫ذهاب‬ ‫في‬ ‫أسرعت‬ ‫المحموم‬ ‫الحميات‪ 0‬وقال‪ :‬ينبغي أن تجرب لأم الصبيان في الصبيان فإني أظنها‬ ‫تكون بالغة في شفانهم منها‪.‬‬ ‫(مسائل في الفقه) ‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬ما تقول في الخطأ في الماء والفروج‪ ،‬هل يلزمه الإنسان‬ ‫قلت‬ ‫والإثم‪.‬‬ ‫عليه الضمان‬ ‫وفي العمد؟ قال‪:‬‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫يلزمك‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الضمان؟‬ ‫له‪ :‬وناكح الدواب ماذا يجب عليه؟‬ ‫عليه الشهادة الجانزة مع‬ ‫قال‪ :‬إن أقر على نفسه بذلك وصحت‬ ‫الإمام فعليه الرجم أو الهدف من الجبل‘ وعليه الغرم لصاحب الدابة‪ ،‬وقيل‬ ‫أنها تذبح وتدفن‪ 0‬وقول تجعل في الفلاة‪ .‬وقول لا غرم على الفاعل إذا لم‬ ‫ومع عدم الإمام والحكم فعلى المسلمين أن ينظروا في أدبه‬ ‫ويزجروه عن فعله‪.‬‬ ‫مساله شرعيه ‪ :‬هل يجوز الزواج بالتي زنى بها وهو‬ ‫قلت له ‪ :‬والذين زنوا في الصبا من المسلمين أو البالغين من‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫المشركين ثم أسلموا والصبيان بلغوا هل يجوز للرجل أن يتزوج بالذي‬ ‫زنى بها في حال الصبا أو الشرك؟ قال‪ :‬فيه أقوال للمسلمين بجواز ذلك‪.‬‬ ‫في الرؤيا ‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬ما تقول في رجل رأى في نومه رجلا يبني بيتا۔ وثار من‬ ‫داخله دخانا في غير بلده؟ قال‪ :‬أما الذي يبني بيتا فإنه يبني كلاما بين‬ ‫قوم‪ ،‬وتقع فتنة على يديه بسبب الدخان ‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬والذي رأى في نومه يبنى له بيت في غير بلده؟ قال‪:‬‬ ‫يبنى له أمر وهو لا يدري به‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬ما تقول فيمن رأى بين اليقظة والنوم تأتي إليه امرأة‬ ‫مجهولة لغير شهوة‪ ،‬وهي امرأة ذات جمال وحسن وكمال وقدر واعتدال‬ ‫لا تماثلها النساء وعليها الحلي والحلل؛ وهي تجلس في حجره وتخاطبه‬ ‫بكلام لطيف تريد أن يتزوج بهاء وتأتيه مرارا في نوم الليل والنهار؟ قال‪:‬‬ ‫أما المرأة فهي الدنياء وعلى قدرها يكون من البهاء والضعف والصغر‬ ‫والكبر‪ ،‬ولها دلائل في الحلال والحرام‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬ذكرت في هذا الفصل أني أورد هذا الكتاب في صورة رجل‬ ‫أسانله‪ ،‬وأتيت هذا الفصل مثالا مبينا فيه اسم الذي أجعله كالرجل الذي‬ ‫أسانلك وهو الذي قلت له‪ :‬من اسمك‘ فقال‪ :‬أنا ذو الغبراءث وليس ذلك‬ ‫في الحقيقة إلا صورة‪ ،‬وكذلك أورد في بعض القصص سوالات لأحد غير‬ ‫معين من هو؛ فقد يكون في بعض المواضع صورة‘ؤ وجعلته مما يصح‬ ‫للعارف بين الحقيقي والصورة من معان الكلام‪ ،‬وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫‪72:‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫الذكر الثاني ‪.‬‬ ‫قي العلم ‪ 4‬وفضائل العلماء والمتعلمين‪ 0‬وفي الحث‬ ‫على طلبه‪ .‬وفيه مسائل من الطب للحفظ‬ ‫وبما يحتاجه للقراءة والكتابة‪.‬‬ ‫ومسألة لاختيار التعليم من الفلك‬ ‫فضل العلم والغلماء وآداب المتعلم ‪:‬‬ ‫قال الفقير لله خميس بن راشد سألت صاحبي ذا الغبراء‪ :‬ما يلزم‬ ‫العبد من تعليم العلم؟ قال‪ :‬معرفة الله تعالى‘ ولا يدرك العلم إلا من‬ ‫العلماء‘ وقيل أن العالم من ذهب©‘ والمتعلم من فضة\ والثالث نحاس‪.‬‬ ‫وقال الشاعر‪:‬‬ ‫وعنه فسانل كل من عنده فهم‬ ‫عن العلم فاسلك أينما سلك العلم‬ ‫وقيل من لم يتعلم لم يعلم؛ ومن لم يعلم لم يتق‪ ،‬ومن لم يتق هلك‬ ‫لأن تعليم العلم فريضة في كتاب الله تعالى قال الله عز وجل ‪ « :‬وَما كان‬ ‫المؤملون ليَنفرُوا كافة فلولا نقر من كُل فرقة ملهم طاقة ليَنققهُوا ففي‬ ‫الذين » () الآية ‪.‬‬ ‫والعلم الذي هو فريضة على كل امرىء مما نزلت به بلية التعبد‬ ‫بعلمه لأداء ما لزمه مما لا يصح أداؤه إلا بعلمه وأما ما هو لازم في‬ ‫الأصل فقبل أن تنزل به بلية التعبد فهو فرض على الكفاية في حقهم إذا‬ ‫(‪ )١‬سورة التوبة‪. ١٢٢ : ‎‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫‪ .‬وقيل‪ .‬العلم فحل ولا تحبه إلا فحول الرجال‘ والواجب على المرء‬ ‫أن يطلب العلم ولو بالصين‘ حتى لو اتكا الإنسان على عصا من حديد‬ ‫وانتعل في رجليه بنعل من حديد وفنيا لما بلغ الإنسان من العلم إلا قليلا‪،‬‬ ‫والجاهل صغير في العيون وإن كان شريفا والعالم كبير وإن كان أصله‬ ‫وضيعا‪ ،‬وقيل في هذا المعنى شعرا‪:‬‬ ‫وليس أخو علم كمن هو جاهل‬ ‫يولد عالما‬ ‫مسرء‬ ‫الملفلي‬ ‫تع‬ ‫صغير إذا التفت عليه المحافل‬ ‫وإن كبير القوم لا علم عنده‬ ‫فعليك بالجد فيه ولو لبست ثوب المذلة‘ والحرص ولو تزملت‬ ‫بلحاف القلة{ لأن المذلة فيه عز وإجلال‪ ،‬والقلة فيه ثروة ومال‪ ،‬واعلم أن‬ ‫من قرأ درى‘ ومن تعلم علم؛ ومن عاش متعلم مات عالما قال الشاعر‬ ‫في هذا المعنى‪:‬‬ ‫براحة نفس قد يصان ويودع‬ ‫ألا إن هذا العلم ليس بمدرك‬ ‫ويشرب بالكوز الذي فيه ضفدع‬ ‫وطالب هذا العلم يحتمل الأذى‬ ‫فلا تستصعب التعليم؛ ولا تستضعف نفسك عن التفهم‪ ،‬فإن الهيبة‬ ‫تورث الخيبة‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فإلى خيبة يصير الهيوب‬ ‫لا تكونن لائمور هيوبا‬ ‫وقيل‪ :‬من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل إلى قيام‬ ‫السساعة‪ ،‬فاجتهد يا أخي في تعلم العلم‪ .‬ولو لم تأخذ منه إلا قليلاؤ فإن قليل‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫بن أبي‬ ‫علي‬ ‫وقال‬ ‫العجز والضجر‪،‬‬ ‫واترك‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫وصغيره‬ ‫العلم كثير‬ ‫طالب شعرا‪:‬‬ ‫فالنجح يهلك بين العجز الضجر‬ ‫مضجرة‬ ‫لا تعجزن ولا تدخلك‬ ‫ومن طلب العلم ونبذ ثلاث خصال فأنا كفيله ببلوغ الآمال‪ :‬وهو‬ ‫الضجر والملال والحياء عند السؤال‪ ،‬لأنه قد قيل من رقى وجهه عند‬ ‫السؤال‪ ،‬رق علمه عند الرجال‪ ،‬لأنه قيل سل سؤال الحمقى واحفظ حفظ‬ ‫القيسى ولعمري إن كل من ينل منزلة حسد عليهاؤ وقد قال الشاعر‪:‬‬ ‫فالقوم أعداء له وخصوم‬ ‫حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه‬ ‫حسداً وبفضا إنه لدميم‬ ‫كضرانر الحسناء قلن لوجهها‬ ‫وكل من لم يعرف شينا ذمه وعابه وازدراه‪ ،‬وقل ما يكون محنة‬ ‫فاضل إلا من ناقص« وبلوى عالم إلا من جاهل‘ كما قال المتنبي‪:‬‬ ‫فهي الشهادة لي بأني كامل‬ ‫وإذا أتتك مذمتي من ناقص‬ ‫وسمع أبو نبهان رجلا يذم الكيمياء ومن يعملها فقال في هذا‬ ‫المعنى شعرا ‪:‬‬ ‫ودواؤه التعليم والتدريس‬ ‫الجهل داء في الفؤاد نحيس‬ ‫سهيس‬ ‫خطبع‬ ‫تهل‬‫ل ج‬‫اليل‬ ‫من‬ ‫جنح النكير لكل حق صادر‬ ‫ويقول إن الكيميا تهويس‬ ‫أو ما ترى العربيد ينكر سرنا‬ ‫أنت الجهول وطبعك التخلييس‬ ‫ضل الأصول وقال هذا باطل‬ ‫لما جهلت وعاقك التحتيس‬ ‫بالجهل أنكرت الصحيح عماية‬ ‫ستر الرموز ولبسها النلبيس‬ ‫كالشمس بارزة ولكن دونها‬ ‫عن قول من هو حكمه التلبيس‬ ‫فالنص فيها في الكتاب مسطر‬ ‫موسى وهو العالم النطظيس‬ ‫من بعد ما قد كان من قوم الفتى‬ ‫فاها بها رمزا له الترميس‬ ‫علي بعده‬ ‫وكذا‬ ‫والمصطفى‬ ‫عمن له التفريد والتقديس‬ ‫أنها عن آدم‬ ‫فالأصل فيها‬ ‫تنبىء بها الألواح والتطريس‬ ‫نصها عن آدم‬ ‫وكذاك شيث‬ ‫وهو الحكيم ودأبه التحديس‬ ‫مع رينسوس زانه التنفيس‬ ‫مرقوريوس ثم ذا بقراطهم‬ ‫وهي الحكيمة طبعها التحويس‬ ‫قالوا ومارية حكت في نصها‬ ‫فهو المقدم دأبه التأسيس‬ ‫وجابر‬ ‫الحكيم‬ ‫وكذاك خالد‬ ‫فيها تفرس والهدى التفريس‬ ‫هذا وكم من حكيم غيرهم‬ ‫قد قيل ألف جلهن شموس‬ ‫ايضا وكم فيها كتاب راسخ‬ ‫حق مبين ما به تدليس‬ ‫أنها‬ ‫فشاهدات‬ ‫والتجربات‬ ‫في بحر لغز حوله التدليس‬ ‫لكنها حجبت برمز معجز‬ ‫من فورها التمويل والتفليس‬ ‫ند شاكلت شمس الضحى لكنها‬ ‫لما عميت وقلك التجسيس‬ ‫إذا‬ ‫وظلت تجحدها‬ ‫خفيت عليك‬ ‫في نورها التغميس والتطظميس‬ ‫با ضرها إنكار عين عاتقها‬ ‫أنكست رأسك والصلي النكيس‬ ‫و حل كشف السر لي يا جاحدأ‬ ‫إن الصناعة أصلها التكليس‬ ‫د قلت قول الحق غير مصرح‬ ‫مس وطلق بوصها التطويس‬ ‫في بوط بربوط به التبريس‬ ‫‪٤١‬‬ ‫ويجبه التخريس‬ ‫حتى يموت‬ ‫في أصالة‬ ‫دعه‬ ‫عاما‬ ‫سبعين‬ ‫مافيه غش لا ولاتدنيس‬ ‫عجيب خالص‬ ‫يفتر عن ذهب‬ ‫التقبيس‬ ‫تحت القياس وسره‬ ‫وإنه‬ ‫المصون‬ ‫هو السر‬ ‫هذا‬ ‫ويقال ‪ :‬الجهل داء والعلم دواء ‪ 0‬والجهل عورة تستر ‪ 0‬والعلم زينة‬ ‫تظهر ‪ 0‬والجهل أقبح ما في الإنسان ‘ والعلم أملح ما في الإنسان ؛ وقال‬ ‫أبو المؤثر ‪ :‬بالعلم يطاع الله © وبالجهل يعصى الله ‪ 0‬وكفى بالعلم شرفا أن‬ ‫كل أحد يدعيه وإن لم يكن من أهله ‪ 0‬وكفى بالجهل ذما أن كل أحد يتبرا‬ ‫منه وإن كان معروفا ‪.‬‬ ‫وفي الخبر ‪ :‬لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء‘ ولا لتماروا به‬ ‫السفهاء‪ ،‬ولا لتخبروا به في المجالس‘ؤ فمن فعل ذلك فالنار النار‪ ،‬ولإ‬ ‫ينبغي لعاقل أن يترك علما يتزوده لمعاده؛ ولكن يكفيك من العلم ما تنتفع‬ ‫به‪ .‬وقيل مثل العالم الذي يعلم الناس ما يلزمهم في دينهم يريد به وجه الله‬ ‫كمثل الشمس تضيع للناس ولا ينقص منها شيء‪.‬‬ ‫ويروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ‪ "' :‬تعلموا‬ ‫العلم فإن تعليمه لله خشية{ ومدارسته تسبيح‘ وطلبه عبادة‪ .‬والبحث عنه‬ ‫جهادؤ وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة{ وبذله لأهله قربةش وهو منار سبيل‬ ‫أهل الجنة‪ .‬والأنيس في الوحدة‪ ،‬والصاحب في الغربة‪ .‬يرفع الله به أقواما‬ ‫ويجعلهم في الخير قادة تقتفى آثارهم وترفع أعمالهم‪ .‬وترغب الملائكة‬ ‫في خلتهم؛ وباجنحتها تمسحهم ‘‪ 0‬وكل رطب ويابس يستغفر لهم ‪ 0‬حتى‬ ‫حيتان البحر وهوامهؤ وسباع البر وأنعامه‪ .‬والسماء ونجومهاء‪ ،‬النظر فيه‬ ‫يعدل بالصيام ومذاكرته تعدل بالقيام! بالعلم يعرف الله ويوحد‪ ،‬وبه يطاع‬ ‫‪٤ ٢‬‬ ‫ويعبد! وهو إمام والعمل تابعهؤ يلهمه الله السعداءث ويحرمه الأشقياء‪,‬‬ ‫فالعلماء ورثة الأنبياءث وملح الذرض‘ ومصابيح الدنياى وهم الأدلاء عند‬ ‫العماء‪ ،‬والمشسهورون في الذرض والسماء‘ لأنهم الأئمة ورباني الأمة‬ ‫والعلماء بالله والسنة‪ ،‬وقواد الناس إلى الجنة ‏"‪. () ٠‬‬ ‫وقال بعض الصالحين في هذا المعنى شعرا ‪:‬‬ ‫والأم حواء‬ ‫آدم‬ ‫أبوهم‬ ‫الناس من جهة التمثيل أكفاء‬ ‫وأعظم خلقت فيهم وأعضاء‬ ‫نفس كنفس وأرواح مشاكلة‬ ‫تفاخرون به فالطين والماء‬ ‫فإن يكن لهم في أصلهم شرف‬ ‫على الهدى لمن استهدى أدلاء‬ ‫لا فخر إلالأهل العلم إنهم‬ ‫الناس مرضى وهم فيهم أطباء‬ ‫الناس موتى وأهل العلم أحياء‬ ‫سنا ونور وما قي النور ظلماء‬ ‫الناس أرض وأهل العلم فوقهم‬ ‫والجاهلون لأهل العلم أعداء‬ ‫ووزن كل امرىء ما كان يحسنه‬ ‫وللرجال على الأفعال أسماء‬ ‫وضد كل امرىء ما كان يجهله‬ ‫ثم قال ‪ :‬العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلا‪ .‬والجاهل لم يعرف‬ ‫العالم لأنه لم يكن عالما‪ .‬فكل من جهل شينا عاداه‪ ،‬وذلك قوله سبحانه‬ ‫وتعالى ‪ « :‬بل كذبوا بما لم يجيطوا بعلمه » (") ‪ .‬وقال تعالى ‪ « :‬وإذ لم‬ ‫نتنا به فسنيولون هذا إفلة قديم » ("ٍ ‪.‬‬ ‫اعلم أن الغلماء لهم فضائل‘ ويجوز أن تقول فلان أفضل من فلان۔‬ ‫‏‪. ٥٢‬‬ ‫‏(‪ )١‬ذكره المنذري مع اختلاف في الألفاظ في ‪ " :‬الترغيب والترهيب " ‘ ج ‏‪ { ١‬ص‬ ‫‪. ٠‬‬ ‫‪ ١‬لحديث رقم‪٢ ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة يونس‪. ٣٩ : ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة الأحقاف‪. ١١ : ‎‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ولا يقال فلان أتقى‪ ،‬ولا فلان أصدق من فلان إذا كانوا كلهم أهل تقى‬ ‫وورع‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬وعليك يا أخي بمجالسة العلماء ؛ لما روي عن‬ ‫رسول النه (صلى الله عليه وسلم) قال ‪ " :‬جلوس ساعة عند العلماء أحب‬ ‫إلى الله من عبادة ألف سنة لا يعصى الله فيها طرفة عين© والنظر إلى‬ ‫العلم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في بيت الله الحرامؤ وزيارة العلماء‬ ‫أحب إلى الله من سبعين حجة مقبولة{ ويكتب له ما دام جالسا عند العالم‬ ‫بكل حرف سبعين حجة وعمرة‪ .‬ورفع له درجةا وأنزل الله عليه الرحمة‬ ‫ووجبت له الجنة يوم القيامة "()‪.‬‬ ‫فإن يستر الله لك ذلك فطلبت العلم وعرفت بعضه بفضل الله عليك‬ ‫فاشكر الله عزوجل على ما بلغك وأعطاك وعلمك وهداك‘ واعلم أنك لا‬ ‫تقوم بشكره حقيقة ولو بذلت عمرك جميعا في طاعته‘ لكنك الزم التواضع‬ ‫للناس‘‪ 6‬واعمل برواية الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول ‪ :‬ا" صل من‬ ‫قطعك‪ .‬وأعط من حرمك‘ واعف عمن ظلمك "" (") ‪,‬‬ ‫فهذه الرواية تدل لمن عمل بها على حسن الخلق‪،‬ؤ ثم افت بما‬ ‫علمته يقينا‪ .‬وحفظته ضبطا{ غير مسارع إلى الفتوى ما وجدت أحدا قانما‬ ‫بحوائج الناس‘ ولا تأنف أن تقول فيما لا تعلم لا أعلم فإنه ليس ينقص‬ ‫فيك شيئ ولا عار عليك‘ وقد اعتذر من هو خير منك ‪.‬‬ ‫(جلوس ساعة عند مذاكرة‬ ‫‏(‪ )١‬الذي وجدته في كتاب الفردوس بماثور الخطاب ج‪0٢‬‏ ص‪١٠٨‬‏‬ ‫العلم أحب إلى الله (عزوجل) من أن يتصدق عشرة آلاف دينار)‪.‬‬ ‫‪ 0‬وعون المعبود ج‪ .{ ٥‬ص‪٧٩١‎‬‬ ‫ج‪٨٠١ .٠ ٤‬ص‪‎‬‬ ‫‪ .‬مسند احمد‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬شعب الإيمان ج‪ ‘ ٦‬ص‪٢١٦‬‬ ‫وقال فيه ((قال المنذري ‪ :‬وأخرجه البخاري والترمذي))‪. ‎‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫وإياك ثم إياك أن تشتغل بعلم غيرك بل أن تعلم ما أنت مسنول عنه‬ ‫يوم القيامة مثل الإيمان والصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة ومظالم‬ ‫العباد في أبدانهم وأموالهم وفروجهم وأعراضهم‪ ،‬فإذا سلم العبد منها أو‬ ‫من الإصرار عليها إن جرت منه فمرجو من الله عز وجل أن يدخله الجنة‬ ‫برحمته الواسعة‘ ولا تقوم جميع الفرانض إلا بالعلم ولا يصح العلم إلا‬ ‫بالتعليم والانقطاع فيه ليلا ونهارا كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫فاحفظ صيودك بالقيود الواثقة‬ ‫قيده‬ ‫والدراسة‬ ‫العلم صيد‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫وجانب النوم واحذر الشبعا‬ ‫يا طالب العلم باشر الورعا‬ ‫وارتقفعا‬ ‫قام‬ ‫العلم بالدرس‬ ‫لا تفارقه‬ ‫وواظب على الدرس‬ ‫ما يعين على الحفظ ‪:‬‬ ‫العجمي‬ ‫ولقليل الحفظ أن يعمل بما يقويه للفهم مثل ماء ورد‬ ‫والسكر الأبيض البلوج يشرب‘ ومثل اللوز والسكر يأكل‪ ،‬ويجتنب أكل‬ ‫الدماغ‬ ‫وكل ما كان أكله يفسد‬ ‫والمحرقات‘‬ ‫الملوحات والحموضات‬ ‫للحفظ (أيضا) ‪ :‬يؤخذ السكر الأبيض النقي من الحمرة مثل البلوج‬ ‫والبنجالة وأشبه ذلك ويطبخ بمثله من حليب الغنم حتى ينعقد كالسكر تم‬ ‫يطبخ بماء ورد عجمي ويؤكل بمثله لوزا مسحوقا ويروى ذلك عن‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫ولا يقال فلان أتقى‪ ،‬ولا فلان أصدق من فلان إذا كانوا كلهم أهل تقى‬ ‫وورع‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬وعليك يا أخي بمجالسة العلماء ؛ لما روي عن‬ ‫رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ‪ " :‬جلوس ساعة عند العلماء أحب‬ ‫إلى الله من عبادة ألف سنة لا يعصى الله فيها طرفة عينؤ والنظر إلى‬ ‫العلم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في بيت الله الحرام‪ ،‬وزيارة العلماء‬ ‫أحب إلى الله من سبعين حجة مقبولة‪ ،‬ويكتب له ما دام جالسا عند العالم‬ ‫بكل حرف سبعين حجة وعمرة‪ ،‬ورفع له درجةشؤ وأنزل الله عليه الرحمة‬ ‫ووجبت له الجنة يوم القيامة "()‪.‬‬ ‫فإن يستر الله لك ذلك فطلبت العلم وعرفت بعضه بفضل الله عليك‬ ‫فاشكر الله عزوجل على ما بلغك وأعطاك وعلمك وهداك‪ ،‬واعلم أنك لا‬ ‫تقوم بشكره حقيقة ولو بذلت عمرك جميعا في طاعته‘ لكنك الزم التواضع‬ ‫للناس‪ ،‬واعمل برواية الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول ‪ :‬ا" صل من‬ ‫قطعك \ وأعط من حرمك‘ واعف عمن ظلمك "" (") ‪.‬‬ ‫فهذه الرواية تدل لمن عمل بها على حسن الخلقؤ ثم افت بما‬ ‫علمته يقينا‪ .‬وحفظته ضبطا{ غير مسارع إلى الفتوى ما وجدت أحدا قانما‬ ‫بحوائنج الناس‘ ولا تأانف أن تقول فيما لا تعلم لا أعلم فإنه ليس ينقص‬ ‫فيك شيئ ولا عار عليك‘ وقد اعتذر من هو خير منك ‪.‬‬ ‫(جلوس ساعة عند مذاكرة‬ ‫‏(‪ )٠١‬الذي وجدته في كتاب الفردوس بمأثور الخطاب ج‪0٢‬‏ ص‪١٠٨‬‏‬ ‫العلم أحب إلى الله (عزوجل) من أن يتصدق عشرة آلاف دينار)‪.‬‬ ‫‪ .‬وعون المعبود‪٥ ‎‬ج ‘ ‪١٩٧‬ص‪‎‬‬ ‫‘ مسند احمد ج‪ 0 ٤‬ص‪١٠٨‬‬ ‫(‪ )٢‬شعب الإيمان ج‪ . ٦‬ص‪٢١٦‬‬ ‫وقال فيه ((قال المنذري ‪ :‬وأخرجه البخاري والترمذي))‪. ‎‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫وإياك ثم إياك أن تشتغل بعلم غيرك بل أن تعلم ما أنت مسنول عنه‬ ‫يوم القيامة مثل الإيمان والصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة ومظالم‬ ‫العباد في أبدانهم وأموالهم وفروجهم وأعراضهم‪ ،‬فإذا سلم العبد منها أو‬ ‫من الإصرار عليها إن جرت منه فمرجو من الله عز وجل أن يدخله الجنة‬ ‫برحمته الواسعة‘ ولا تقوم جميع الفرانض إلا بالعلم ولا يصح العلم إلا‬ ‫بالتعليم والانقطاع فيه ليلا ونهارا كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫فاحفظ صيودك بالقيود الواثقة‬ ‫قيده‬ ‫والدراسة‬ ‫العلم صيد‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫وجانب النوم واحذر الشبعا‬ ‫يا طالب العلم باشر الورعا‬ ‫قام وارتفعا‬ ‫العلم يالدرس‬ ‫لا تفارقه‬ ‫وواظب على الدرس‬ ‫ولقليل الحفظ أن يعمل بما يقويه للفهم مثل ماء ورد االعجمي‬ ‫البلوج يشرب “ ومثل اللوز والسكر يأكل‘ ويجتنب أكل‬ ‫والسكر الأبيض‬ ‫يفسد د الدماغ‬ ‫أكله‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫والمحرقات‘‬ ‫والحموضات‬ ‫الملوحات‬ ‫للحفظ (أيضا) ‪ :‬يؤخذ السكر الأبيض النقي من الحمرة متل البلوج‬ ‫والبنجالة وأشبه ذلك ويطبخ بمثله من حليب الغنم حتى ينعقد كالسكر ثم‬ ‫يطبخ بماء ورد عجمي ويؤكل بمثله لوزا مسحوقا ويروى ذلك عن‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫وينبغي للمتعلم مكان وإخوان وأعوان في الزمانؤ وأن يعمل‬ ‫الروائح الطيبة الباطنة لجسده والبخورات لثيابه‪.‬‬ ‫ومما ينبغي للمتعلم يتعلم الخط كما قال علي بن أبي طالب‪ :‬الخط‬ ‫الحسن يزيد الحق وضوحا وقال لرجل رآه قبيح الخط‪ :‬أطل حلقة قلمك‬ ‫وأسمتها‪ ،‬وحرف قطتك وأيمنها‪ ،‬واعدل أقسامك‪ ،‬وأقم ألفك ولامك‪ ،‬فهذه‬ ‫الوصية تضمنت أصول الكتابة‪.‬‬ ‫ومما سمعته عن الشيخ ناصر بن أبي نبهان‪ :‬إن كان المتعلم‬ ‫صاحب نسيان فليكتب بالزعفران ويشربه ستة عشر يوما يداوم عليه كل‬ ‫يومؤ وإن قرأه بعد قيامه للصبح دانما فإنه يجد من الحفظ في نفسه ما لم‬ ‫يجده من قبل‪ ،‬وهذا هو المذكور‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ « .‬الرحمن "ا علم القرآن <" خلق‬ ‫الإنسان ("! علمه البيان » ‪ « 0‬اقرأ وربك الأكرم ("! الذي علم بالقلم ("!‬ ‫علم الإنسان ما لم يعلم ‪ « .4‬سنقرنك فلا تنسى ‏‪ « ٠4‬سنقرنك فلا تنسى ‏‪٠‬‬ ‫« سنقرنك فلا تنسى » ‪ « 0‬سنقرنك فلا تنسى » ‏‪ « 0٠‬سلام قولا من رب‬ ‫رحيم » ‪ 0‬سلام قولا من رب رحيم ‏‪ « 0 ٩‬سلام قولا من رب رحيم » ۔‬ ‫« سلام قولا من رب رحيم » ‪ « 0‬ربنا أتمم لنا نورنا ‪ « 0 4‬ربنا أتمم لنا‬ ‫نورنا » ‪ « 0‬ربنا أتمم لنا نورنا ‪ « 0 4‬ربنا أتمم لنا نورنا » ‪ « 0‬يؤتي‬ ‫الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا » ‪ « .‬يؤتي‬ ‫الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا « ‪ « .‬يؤتي‬ ‫الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا » ‏‪ « 0٠‬يؤتي‬ ‫الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا » ‪ « .‬الله نور‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة‬ ‫الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد‪ .‬من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا‬ ‫غربية يكاد زيتها يضيع ولو لم تمسسه نار نور على نور « ‘ اللهم اجعله‬ ‫نورا على نور ‪ 0‬وحفظا وفهما وبرهانا وضياء وحكمة وعلما وسلطانا‬ ‫وإسلاما وإحسانا وإيمانا في عقل وقلب ونفس وروح وسمع وبصر‬ ‫وأعضاء فلان بن فلانة ‪ .‬واجعل له قوة حفظ ‪ 0‬وقوة فهم ‪ ،‬وقوة ذكاء ‪.‬‬ ‫« ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما » ‪ « 0‬ذلك فضل الله يؤتيه من‬ ‫يشاء والله ذو الفضل العظيم « ‘ يا الله‪ .‬يا عليمؤ ياحكيم يا خبير يا‬ ‫يا حي‘ يا قيوم‪ ،‬يا وهاب‪ ،‬إنك‬ ‫مبينؤ يا شهيد‘ؤ يا سميعؤ يا بصير‬ ‫على كل شيء قدير‪ .‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ث وصل اللهم‬ ‫على سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫‏‪٨‬مة‬ ‫‪٤ ٧‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الذكر الثالث‬ ‫ولخدمة البصر والسمع والشم والذوق‬ ‫في العقل‬ ‫واللمس‪ ،‬وفيه ذكر الاعداء إبليس والدنيا والهموى‪ ،‬ثم‬ ‫ضدهما بالعقل والزهد والتقوى فصح بين الفريقين‬ ‫الخصام والقتال فظفر الله المحقين‬ ‫في العقل وأهميته للجسم والروح ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سألت عن العقل ما السبب لصلاحه وفساده ؟‬ ‫فقيل لي في الجواب عن العبد الفقير لله تعالى راشد بن عميرة بن ثاني بن‬ ‫خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم بن عبد الله بن هاشم بن خنبش بن‬ ‫يزيد بن عميرة بن قيس بن مالك بن عمر بن وديعة بن لكبر بن أقصى بن‬ ‫عبد القيس بن أقصى بن دعمي بن حديلة بن ربيعة بن معد بن عدنان ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ولقد جرى في قلبي ووقع في خاطري ذكر بعض ما خلق الله‬ ‫تعالى في الإنسان من الأعضاء الرئيسة التي لا بد من ذكرها ومعرفتها إذ‬ ‫الحاجة في ذكرها ضروريةؤ وهي التي فضل به الإنسان على جميع‬ ‫المخلوقات وبها تكون العقل وبها يتوصل الإنسان إلى معرفة خالقه وبه‬ ‫ينال الدرجات العلاى وجعلت نظما فقلت‪:‬‬ ‫بما قد حوى درا ولفظاآ مسطرا‬ ‫نظمت مقالا يبهج العين منظرا‬ ‫النظم ضد النثر ونصب مقالا على المفعولية‪ ،‬و يجوز أن يكون‬ ‫المصدر أ ي قلت قولأ ومقالاء والمبهج الحسن الذ ي يروق العين والقلب‪.‬‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫على أولياء ا لفهم مسكاآ و عنبرا‬ ‫يفوح شذاه حين ينشد في الملا‬ ‫النشر‬ ‫أيضا‬ ‫والشذا‬ ‫ثارت‘ؤ‬ ‫أي‬ ‫الرائحة‬ ‫يثور وفاحت‬ ‫يفوح‬ ‫والرانحة‪ ،‬والإنشاد مأخوذ من إنشاد الضالة إذا سألت عنها‪ ،‬وأنشدتها‬ ‫إنشاد إذا عرفها‪ ،‬ومنه إنشاد الشعر والملا اجتماع الخلق‪.‬‬ ‫ومعرفة للخالق البر إذ برى‬ ‫يزيد ذوي الألباب علما وحكمة‬ ‫الزيادة النمو‪ .‬وذوو الألباب أهل العقول‘ والخالق والبر هما ()‬ ‫الله تعالى‪.‬‬ ‫اسمان من أسماء‬ ‫على ما يشا مما أراد وقدرا‬ ‫أجسامنا وهو المدبر صنعها‬ ‫والصنع ما اصطنعه من خير‬ ‫المدبر المصرف والتدبير التصريف©“‬ ‫وشر‪.‬‬ ‫يكون اتصالا بالدماغ كما جرى‬ ‫وأنزل فيها القلب والعقل نوره‬ ‫يقول‪ :‬وجعل قي هذه ا لأجسام القلب العقل وهو أفضل شيء في الجسد‬ ‫قال النبي (صلى الله عليه وسلم)‪":‬إن في الجسد مضغة فإن صلحت صلح‬ ‫الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ألا وهي العقل" (")‪.‬‬ ‫والعقل هو نور متصل منه إلى الدماغ إذ خلق الله تعالى الدماغ‬ ‫تلانة بطون وجعل في القلب ثلاث تجويفات‪ ،‬وجعل العقل يتوصل في جميع‬ ‫‏(‪ )١‬في الاصل ‪ :‬هو ‪.‬‬ ‫(!) حديث متفق عليه ‪ 0‬رواه البخاري ومسلم وغيرهم ‪ 0‬رووه جميعا بدون الزيادة التي أوردها‬ ‫المؤلف في آخره وهي ‪ ( :‬الا وهي العقل ) ‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫ذلك‘ وجعل الأرواح تنقسم إلى ثلاثة أقسام الروح النفساني الذي في‬ ‫الدماغ ‪ 0‬وتولد هذا الروح من الروح الحيواني الذي هو مسلكه القلب‬ ‫وتولد هذا الروح من الروح الطبيعي التي هي مسكنها الكبد ‪ .‬وهذه صفة‬ ‫تولد الأرواح الثلاث على مراتبها‪.‬‬ ‫اعلم أن الكبد إذا طبخت الغذاء ارتقى منه بخار فعمدت الطبيعة‬ ‫فجذبت ذلك البخار إليها فجعلته الروح الطبيعي‘ وانجذاب الدم الحاصل‬ ‫فيها قسط هو أصفاه واألطفه إلى القلب فيتغذى القلب منه وتولد من ألطفه‬ ‫في التجويف الأيسر من تجويفه لأن الأيمن مشغول يجذب الدم من الكبد‬ ‫جسما لطيفا بخاريا يسمى اللطقة روحا حيواني وتفيض من النفس الناطقة‬ ‫عليه قوة تسمى القوة الحيوانية ولولاها لعفن البدن وعرض له ما يعرض‬ ‫للبدن الميت من الفساد ثم تفيض على الروح الحيواني أيضا قوتان‬ ‫أخريان أحدهما القوة الطبيعية والأخرى النفسانية وينجذب قسط آخر إلى‬ ‫الكبد وينضح فيه نضحا جديدا ويسمى روحا طبيعيا حيننذ ويظهر آثار‬ ‫القوة الطبيعية هذا على رأي الحكماء ‪.‬‬ ‫وأما الأطباء فمنهم من وافق الحكماء فيما ذكرنا إلا في أمر واحد‬ ‫وهو أنهم قالوا القوة النفسانية تفيض على القسط المنجذب إلى الكبد في‬ ‫الكبد ومنهم من خالف الحكماء فيه وقال الروح النفساني لا تنجذب من‬ ‫القلب بل تتكون في الدماغ من الدم الحاصل الوارد من الكبد والروح‬ ‫الطبيعي لا تنجذب من القلب بل تتكون في الكبد من الدم الحاصل فيه ولا‬ ‫محالة تكون القوتان قابضتين عليهما في الدماغ والكبد وهذا المذهب‬ ‫يخالف مذهب الحكماء كثيرا ‪ ،‬والذي قبله قليلا ‪.‬‬ ‫فإذا عرفت هذا فنقول(ا) الأعضاء الرنيسة هي القلب والكبد‬ ‫والدماغ والآنثيان‪ ،‬فأما الأنثيان فليس هنا موضع ذكرهما‪ ،‬وقد جعل الله‬ ‫سبحانه وتعالى لهذه الأعضاء خداما‪.‬‬ ‫أما القلب تخدمه الشرايين لأنها تحمل الروح الحيواني منه وتنفذه‬ ‫إلى سائر البدن‪ ،‬وأما الكبد فتخدمه الأوردة لأنها تنفذ الروح الطبيعي‬ ‫والدم إلى سائر البدن من الكبد وأما الدماغ فتخدمه العصب فإنه ينفذ‬ ‫الروح النفساني إلى سائر البدن منه ومنها الأرواح‪ ،‬ولا يعنى بها النفس‬ ‫كما يراد بها في الكتب الإلهية بل يعنى بها جسما لطيفا محاريا يتكون من‬ ‫لطافته الأخلاطؤ وبخاريتها كتكون الأعضاء من كثافتها‪ ،‬والذرواح هي‬ ‫الحاملة للقوى فكذلك أصنافها كأصنافها‪.‬‬ ‫ولفظ الأرواح يطلق على شيئين أحدهما النفس الناطقة كما يراد‬ ‫بها في الكتب الإلهية كالقرآن العزيز وغيره‘ والثاني جسم لطيف بخاري‬ ‫يتكون من لطافته الأخلاط وبخاريتها كتكون الأعضاء من كثافتها وهو‬ ‫الذي تعنيه الأطباء هي الروح هي الحاملة للقوى الناقلة لها من معادنها‬ ‫إلى مقاصدها{ فتكون أصنافها كأصناف القوى فهذا ذكر الأرواح الثلات‪،‬‬ ‫أولها أفعال وتصاريف تختلف يطول بشرحها الكتاب وبهذه الأرواح يتصل‬ ‫الروح الناظر وسنذكر إن شاء الله تولده ومعرفة جميع بطون الدماغ‪.‬‬ ‫والقلب في تجويفه مثلها ترى‬ ‫ومنها بطون للدماغ ثلانة‬ ‫يقول‪ :‬ثم إن للدماغ ثلاثة بطون وللقلب ثلاث تجويفات وتجميعها‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬فتقول‪. ‎‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫يكون العقل وبه معرفة الأشياء ‪.‬‬ ‫فأما بطون الدماغ فالبطن الأول فيه التخيل وهو المقدم؛ وهو يعين‬ ‫على توزيع الروح‬ ‫وهو‬ ‫العضل بالعطاس۔‬ ‫على الاستنشاق ‪ 06‬و على نفض‬ ‫الحساس والبطن المتوسط كدهليز بينهما يقود جميع الأشباح المذكورة‪،‬‬ ‫والبطن المؤخر هو المبتدأ النخاع وهو يوزع أكثر الروح المتحرك‬ ‫وهناك أفعال القوة الحافظة‪.‬‬ ‫وللدماغ أيضا أوعية تعرف الدماغ وعاءان في مقدمة ووعاءان‬ ‫في مؤخرة ووعاء بين الوعائين المقدمين© فالوعاء المؤخر من الأوعية‬ ‫الدماغ‬ ‫الأفعال وتنحدر من بطون‬ ‫به تكون‬ ‫النفساني الذ ي‬ ‫هو الروح‬ ‫أغشية تتولد منها طبقات العين وتنحدر من جوانب الدماغ لكل عين‬ ‫عصبتان يكون فوقهما هذه الأغشية المذكورة فيكون من ذلك الروح‬ ‫الناظر وعند التقاء العصبتين آلة الشم‪.‬‬ ‫وثان لها قد صار للفكر محمرا‬ ‫فاول بطن صار فيه تخيل‬ ‫قد ذكرنا في تفسير البيت الأول أنه مقدم بطون الدماغ فيه التخيل‪.‬‬ ‫والثاني فيه الفكر‪ .‬والثالث فيه الذكر ‪.‬‬ ‫المرا‬ ‫ألا فاستمع ما قلته وذر‬ ‫للذكر منزلا‬ ‫قد صار‬ ‫وآخرها‬ ‫وقد تقدم أيضا أن الذكر في البطن المؤخر من بطون الدماغ ‪.‬‬ ‫يكون بما يعلوه نورا منورا‬ ‫وأما تجاويف الفؤاد فإنما‬ ‫‪٥ ٢‬‬ ‫يقول‪ :‬ثم إن للقلب في تجاويفه وهي في أعلاه فيما غلظ منه نور‬ ‫يسطع وهو أعلى اللسان ومعاني الحروف هناك مشكلة وهي محل القوة‬ ‫في اللسان والقوة المدبرة لإرادة المعاني المنبعثة من النفس©‘ وله عين‬ ‫نورانية ينظر بها الأسرار المحسوسات ‘ وأطوار المركبات؛ وحقانق‬ ‫الحروف وأسرارهاش وعظم ما أودع الله فيها من أسرار أسمانه وحقانقه‬ ‫ومعارفه فيما كان أودعها لعظم معرفة الله تعالى لمعرفتها أنعم الله عليها‬ ‫من أسرار المحسوسات وتلك البصائر كلها إلا انهم متباينون باختلاف‬ ‫الأطوار‪.‬‬ ‫وقد تقدم في مواقيت البصائر ولطانف السرائر أن أرواح الوحي‬ ‫في كتاب الله ثلاثة روح الأمين وروح القدس وروح الأمر‪.‬‬ ‫فالوحي من روح الأمين نزل على التجويفة الذولى لأنها البرزخية‬ ‫التي هي بين النطق واللسان‪ 0‬وهي أول مراتب الوحي والتنزيل وربما‬ ‫قسم له إلهام الله تعالى على القلوب‪.‬‬ ‫محل سكينات له والتفكرا‬ ‫وفي وسطه تجويفة ثم قد حوت‬ ‫يقول ‪ :‬وأما التجويفيه الثانية وهي الوسط وهي محل التفكر‬ ‫والتذكر وهو نور ساطع‪ ،‬وهو محل السكينة‘ وهو محل الخيال فيما يلقيه‬ ‫ولهذا التجويف عين نورانية بها يدرك الطلب‘ ومنها ينبعث الجد في‬ ‫الطلب‘ؤ والشغف إلى الشيء المطلوب‘ وهو أسرع تعلقا بالأشخاص‬ ‫للطافتها‪ .‬وبها يكشف عالم الملك وما حواه صنع الملك تعالى‪ ،‬وبها يكون‬ ‫ويقع الإحسان للمستحسنات ‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫يطول بها الإنسان علما ومخبرا‬ ‫وثالثها تجويفة وهي آخر‬ ‫ثم إن للتجويفة الأخرى وهي أرقه وألطفه ويعبر عنها بالفؤاد وهو‬ ‫محل العقل والإيمان ولطائف الحكم‘ وهو محل الحب ومحل الحياة‬ ‫الطبيعية من الحرارة اللطيفة‪.‬‬ ‫ولهذا قيل إن للفؤاد عينا نورانية بها يدرك حقانق الملكوت‬ ‫وأسرار العلويات الجبروتيات وموازين الحقانق‘؛ وهي محل الأنوار‬ ‫الو هبيات وأسرار العلويات‪ .‬وتلك البصيرة التي تبصر بها قال الله تعالى ‪:‬‬ ‫« فإنها لا تغتى الابصتار ولين تغسى الفلوب التي في الصْذور » (') ‪ .‬وهي‬ ‫محل النور الأقدس ‪ 0‬وهي محل السمع أيضا ‪ .‬وهو محل العقل {‪ ،‬قال الله‬ ‫تعالى لنبيه ‪ « :‬فإتك لا ئسنمغ الموئى ونا شسنمع الصم الأعاء إذا ولوا‬ ‫مُذبرين » () ‪ 0‬لم يرد به موتى الحس وإنما موت الكفر والعصيان‘ ولم‬ ‫يرد به الصم الآذان لأن حاسة السمع فيهم موجودة‪ .‬وإنما أراد به هذا‬ ‫السمع الذي هو عالم الفؤاد ومحل العقل وهو محل عين روح الأمر الذي‬ ‫يشير إلى التمكين وحقيقته الجمع ما اختص به التنزيل إلى النبي ( صلى‬ ‫الله عليه وسلم ) ‪ 0‬وقد شرحنا أدوية القلب وخزانتها ‪.‬‬ ‫برى‬ ‫ذرا ه وما‬ ‫وصنعته مما‬ ‫ريبه‬ ‫طاعة‬ ‫ال(إخسان‬ ‫يهتدي‬ ‫بها‬ ‫فسبحان من ندعوه أول آخرا‬ ‫بها يكمل العقل المكون فيهم‬ ‫يقول ‪ :‬ثم إن الله تعالى جعل كمال العقل وتمامه لجميع الآلات ‏‪ ٠‬ولو‬ ‫‪. ٤٦‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة الحج‪: ‎‬‬ ‫‪. ٥٢‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الروم‪: ‎‬‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫كأحد البهائم ولم يهتد‬ ‫وكان‬ ‫الآلات لم يقسم حالك‬ ‫العقل آلة من هذه‬ ‫عدم‬ ‫إلى الدرجات العلى‪.‬‬ ‫له خدما يأتونه بالذي جرى‬ ‫وقد جعل الله المهيمن ربنا‬ ‫يقول ‪ :‬وقد خلق الله للعقل أعوانا وخدما يؤدون إليه جميع ما‬ ‫يشاهدونه ويرونه ‪ .‬وهؤلاء الخدم هي الحواس الخمس وهي البصر‬ ‫والسمع والشم والذوق واللمس& فلولا أن الله تعالى لم يخلق البصر لما‬ ‫اطلع القلب على جميع الأشياء المرئية‪ .‬ولا عرف العقل مصنوعات خالقه‬ ‫وقوة البصر موضعها تقاطع الطليتين بين العصبتين الآتيتين إلى العينين‬ ‫الآتي ذكرهما من شأنهما إدراك الألوان والأصوات والذشكال‪ ،‬وحاسة‬ ‫السمع تؤدي إليه معرفة المسموع من الشيء الناطق المصوت فيهتدي‬ ‫القلب إلى معرفة ذلك ويعرف صوت المصوت من الناس والحيوان‪ ،‬ولو‬ ‫الناطق ولو كان ذاهب البصر وقوة السمع‬ ‫عدم الإنسان معاينة الخص‬ ‫موضعها العصبة المفروشة في الصماخ من شأنها إدراك الخصوات‪.‬‬ ‫وحاسة الشم المشموم قلو كان الإنسان ذاهب السمع والبصر‬ ‫‪ .‬وقوة‬ ‫المشموم‬ ‫القلب إلى معرفة الشيء‬ ‫الرانحة ولاهتدى‬ ‫لعرف‬ ‫موضعها اللحمتان (‘) الزائدتان الشبيهتان بلحمتي الثدي من شأنهما‬ ‫إدراك الرانحة المتصعدة من الهواء ‏‪ .٠‬وحاسة الذوق موضعها العصب‬ ‫الذي في حرم اللسان من شانها إدراك معرفة الطعوم‪ ،‬قلو عدم الإنسان‬ ‫آلة البصر والسمع والشم وذاق شينا لأذهتدى إلى معرفة القلب ‪ 0‬وحاسة‬ ‫اللمس فلو عدم الإنسان جميع الحواس وقرب إليه شيء ولمسه بطرف‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬اللحمتا‪. ‎‬‬ ‫‪٥ ٥‬‬ ‫القلب إلى معرفة ذلك‪ ،‬وقوة‬ ‫ولاهتدى‬ ‫الملموس‬ ‫الشيء‬ ‫أنامله لعرف‬ ‫اللمس موضعها الجلد الذي على طرف الأنملة ‪ .‬وقال بعض أن الحواس‬ ‫ثمان ما باطنة تركت ذكرها‪.‬‬ ‫وخامسهم قد صار في اليد مشهرا‬ ‫جمعهم‬ ‫‏‪ ١‬لرأس‬ ‫فأربعة قد صار في‬ ‫يقول وجميع هذه الحواس منها أربعة في الرأس وهي التي‬ ‫ذكرناها في البيت الماضي‪.‬‬ ‫له ترجمانا من أكن وأظهرا‬ ‫وقد جعل الله اللسان بأسره‬ ‫يقول ‪ :‬إن الله (سبحانه وتعالى) من لطفه جعل العقل ترجمانا يخبر‬ ‫عنه بإظهار ما أراد إظهاره‪ ،‬وإضمار ما أراد إضمارهء بعد أن أدت إليه‬ ‫جميع هذه الحواس إلى معرفة الشيء ‪.‬‬ ‫على خلقه والله ذو العرش قد برى‬ ‫فلولاهم ما فضل الله آدما‬ ‫سفانن منها الحتروان تكسرا‬ ‫ولولاهم ماكان إلاكمثلنا‬ ‫يقول‪ :‬فلولا العقل والآلة المذكورة لم يفضل الله آدما وجميع ذريته‬ ‫على جميع المخلوقات ‪ 0‬ولكان كإحدى البهائم؛ ولكانوا كمثل السفانن في‬ ‫البحر تكسر منها الحتروان أي السكان الذي هو مقودها وزمامها ‪.‬‬ ‫فإذا عدمت ذلك لم يهتد بهاء ولن تخلص راكبها من البحر & فكذلك‬ ‫إذا عدم الإنسان العقل ‘ ألم تر كيف خوطب الإنسان إلا والعقل عنده ‪ .‬ولم‬ ‫يخاطب النانم ولا المجنون ولا الطفل ‏‪ 0٠‬ولا يعرف الإنسان ربه‬ ‫ومصنوعاته إلا به ‪.‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫وقد مثل الشيخ العالم فخرالدين أحمد بن مهدي الحلي مثلا في‬ ‫العقل وأتباعه فقال‪ :‬إني فكرت في المؤمن واحتراسه من عدوه في سلوك‬ ‫منهج التقوى‪ ،‬ومخالفة أمر الهوى‪ ،‬واقتدانه محمد المصطفى أن الله إذا‬ ‫اختص المؤمن بولايته أكرمه بمحبته وأيده بنور هدايتهش فارتدع عن‬ ‫معصيته‘ وسارع إلى القيام بخدمتهش وقهر النفس بمعرفته‪ .‬وطلب معرفة‬ ‫ربه وعصمته‘ ورجا عفوه ورحمته‘؛ فيعجز عنه الشيطان عن التطرق‬ ‫إليه بدقائق جبلته ومكره وخديعته‘ فدلتني الفكرة فيما اعتمدته مني صفته‬ ‫أن مثل المؤمن في الدنيا كمثل مدينة وحولها سور أحاط بهاء‪ ،‬وقلبه في‬ ‫تلك المدينة كالقصر للملك‘ والإيمان في قلبه كمثل الملك في ذلك القصر‬ ‫وللملك سرير وهو التوحيد؛ وله تاج وهو المحبة‪ .‬وله وزير وهو العقل‪.‬‬ ‫وله صاحب وهو التقوى { وله صاحب سر وهو العلم ‪ 0‬وله نديم وهو‬ ‫الزهد ‪ :‬وله صاحب سرور وهو الذكر ‪ .‬وله علم وهو الألسن () ‪ .‬وله‬ ‫سراج وهو الحكمة ‪ 0‬وله سيف وهو الحق© وله درع وهو التوكل‪ ،‬وله‬ ‫رسول وهو الصدق& وله مناد‪ ,‬وهو الإقرار‪ ،‬وله سجن وهو الخوف ‪ .‬وله‬ ‫دليل وهو الفراسة ‪ 0‬وله ثواب ") وهو المراقبة ‪ .0‬وغلق على الباب‬ ‫للمدينة وهو الصبر وتحته حصان وهو الشكر وله جنود ينصحونه ‘ وله‬ ‫اصحاب لا يخالفونه ‪.‬‬ ‫أقبل بعص‬ ‫اذ‬ ‫وأمره‬ ‫نهيه‬ ‫على‬ ‫معتكف‬ ‫قصره‬ ‫في‬ ‫فبينما هو‬ ‫جماعته المشفقين على مملكته وقال‪ :‬أيها الملك الكريم إن الشيطان‬ ‫الرجيم إذ أقبل بوجهه إليك في جيش عظيم { فاحترس في قصرك واستعد‬ ‫(‪ )١‬هكذا بالأصل ‘ والزاهر ‪ :‬الأنس‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬هكذا بالاصل ‪ .‬والظاهر ‪ :‬بواب‪. ‎‬‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫في مدينتك‪ ،‬فأنا أظنه غداة غد واصل إلى مدينتك ونازل‪ ،‬وعن حربك غير‬ ‫ناكل فنادى الملك في جماعته‪ .‬وأهل النصح من خاصتها وأعاد عليهم‬ ‫الخطاب‪ ،‬وطالبهم بالرأي والجواب‪ ،‬ثم التفت إلى الوزير وهو العقل{ وقال‬ ‫بماذا تشير؟ فقال‪ :‬نحفر حول مدينتنا خندقا من الزهد‪ ،‬فإنه لباس عدونا‬ ‫يصد ولكيده يرد فسار عوا في حفره بمعاول القلق(') ‪ ،‬وأطلقوا في مجاريه‬ ‫بدموع الأرق‪ ،‬فلما أحاط الخندق بالمدينة أنشأ في الحال يقول شعرا‪:‬‬ ‫حفرت لزهدي حول قلبي خندقا‬ ‫فلما أحاطت بي جنود سواسي‬ ‫وأجريت فيه دمع عيني مدفقا‬ ‫حفرناه في أرض التودد والرضى‬ ‫فأصبحت من كيد المكاره مطلقا‬ ‫وصابرت وجدي واعتصمت بخالقي‬ ‫فبينما هو كذلك إذ عنت غبرة الباطل ‪ ،‬وأقبل العدو بين فارس‬ ‫وراجل ‪ 0‬وكانت جنوده عشرة {} وهي‪ :‬الحسد والكبر‪ ،‬والعجب والتجبر‪،‬‬ ‫والغل { والمكر ‪ ،‬والمحالة ‪ 0‬والحقد ‪ 0‬والغدر ‪ 0‬والوسوسة في الصدر ‪.‬‬ ‫ونزلت النفس من شمالي المدينة وكانت جنودها عثرة وهي‬ ‫الحدرص والشهوة والرغبة والقسوة والزيغ والشح والبخل والطمع‬ ‫والأمل والكسل ‪.‬‬ ‫ونزل حب الدنيا أمام المدينة وجنوده عشرة ‪ 0‬وهي ‪ :‬الزنا ©‬ ‫والتفاخر ‘ والتكاثر ‪ 3‬والنظر ‪ 0‬واللهو ‪ ،‬واللعب ‪ 0‬والزور ‪ 0‬والكذب ‪8‬‬ ‫والغش { والخديعة ‪ .‬والتفريط ‪.‬‬ ‫ونزل إبليس اللعين وراء المدينة وكان جنوده عشرة وهي الظلم‬ ‫والخيانة وترك الأمانة والكفر والنفاق والإفك والشقاق والعداوة بين الأهل‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬الفلق‪. ‎‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫والجيران وحب الزينة والمال ومعصية ذي الجلال‪ ،‬فهال الملك ما أبصر‬ ‫وارتاع وتحير‪ ،‬وأنشا في الحال يقول شعرا ‪:‬‬ ‫إلالعظم بليتي وعناني‬ ‫إني ابتليت باربع لم يخلقوا‬ ‫كيف الخلاص وكلهم أعداني‬ ‫إبليس والدنيا ونفسي والهوى‬ ‫فأجابه وزيره العقل وأنشأ يقول شعرا‪:‬‬ ‫فحول بلدتنا القرآن يحرسنا‬ ‫لاتجزعن لما أبصرت حل بنا‬ ‫فنسلل الله إذ للخير وفقنا‬ ‫ونحن في ستره من كل ناحية‬ ‫لكن ينكرنا من ليس يعرفنا‬ ‫فمذ عرفناه صافانا مودته‬ ‫ونحن نذكره فالله نانبنا‬ ‫ومن يكن ناسيا إبليس نانبه‬ ‫قال ‪ :‬ثم إن الملك نادى ياغياث المستغيثين‘ ويا أمان الخائفين‪.‬‬ ‫ويا صريخ المكروبين {‪ 0‬ويا دليل المتحيرين© ويا منقذ الهالكين ‪ 0‬ويا إله‬ ‫العالمين ‪ 0‬فثبت الله جنانه ‪ 0‬وشد ازره () وأركانه‪ .‬وقال للوزير وهو‬ ‫العقل‪ :‬كن أنت في مقابلة الهوى‪ ،‬واطلب النصر من المولىؤ وقد سلمت‬ ‫يمين مدينتي إليك‪ ،‬واعتمدت في حفظها بعد الله عليك‘ فقال‪ :‬أحب أن‬ ‫تندب إلي إخوانا ليكونوا على العدو أعوانا‪ .‬فضم إليه من جنوده عشرة‬ ‫وهي محبة الخالق والتواضع وحسن الخلق والتيقظ والإيثار والنصيحة‬ ‫والوفاء والثبات والتحبب إلى الخلق والذكر‪ .‬قال‪ :‬وسلم الجانب الثاني إلى‬ ‫حاجبه وهو التقوى‘ وقال له‪ :‬كن أنت في مقابلة النقفس‘ وسلم إليه من‬ ‫إلى الطاعة‬ ‫والمبادرة‬ ‫التوكل والعفاف والصفاء‬ ‫وهي‬ ‫عشرة‬ ‫جنوده‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬إزاره‪. ‎‬‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫الطرف عن المأثم وذكر الموت والسكينة والقناعة‪.‬‬ ‫والحياء والبذل وغض‬ ‫قال ‪ :‬وسلم() الجانب الثالث إلى نديمه وهو الزهد‪ ،‬وقال له‪ :‬كن‬ ‫أنت في مقابلة الدنيا‪ .‬وضم إليه من جنوده عشرة وهو الإخلاص وطلب‬ ‫الحلال والاقتصاد والشكر والخوف من عذاب الله تعالى والتوبة والصدق‬ ‫ونصيحة الخلق والأدب والوفاء ورفض هذه الدار‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وسلم(") الجانب الرابع إلى صاحب سره وهو الذكر } وقال‬ ‫له ‪ :‬كن أنت في مقابلة الشيطان‘ وضم إليه من جنوده عشرة وهو العدل‬ ‫والأمانة والديانة والإيمان والإحسان والحلم والتواضع والاستغفار وترك‬ ‫الإصرار واللهجة بالأسحار وحفظ الملك باب المدينة‪ .‬واستعان بحول الله‬ ‫وقوته‪ ،‬فلما استتم بالملك قراره‪ ،‬فإذا بإبليس و أصحابه ورجاله فنصب‬ ‫على المدينة منجنيقات البهتان ورايات”) الجحود والطغيان‪ ،‬فقابلوها‬ ‫بمنجنيقات التوحيد ورايات التحميد؛ وزحف العدو إلى الخيام‪٠‬‏ ورشق‬ ‫جنود الملك بالسهامش فخرج إليهم من جهة الظلام‘ وأشعلوا مشاعل‬ ‫الحكمة بالأحكام‪ .‬وأقاموا على أبراج المدينة حراس الزهد‪ ،‬وقاموا إليها‬ ‫بآيات التوبة ‪ 0‬فلما بدأ ضوء الصباح‘ وارتفع سناه ولاح‪ .‬وعلا بينهم‬ ‫الصياح فانتضوا الصفاح‘ وهزوا الرماح‪ ،‬وتدانوا الكفاح ‪ 0‬فبعد ذلك رقع‬ ‫الملك يده إلى السماء وابتهل إلى الله في الدعاء ‪ .‬وقال شعرا ‪:‬‬ ‫ما تراه‬ ‫مثل‬ ‫بي‬ ‫وحل‬ ‫منتهاه‬ ‫الهمر‬ ‫بلغ‬ ‫قد‬ ‫(‪ )١‬في الاصل بعد كلمة وسلم ‪ ( :‬إلى ) فحذفناها ليستقيم اللفظ‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬أيضا في الأصل بعد كلمة وسلم كلمة ‪ ( :‬إلى ) فحذفناها‪. ‎‬‬ ‫‏(‪ )٣‬في الاصل ‪ :‬غرارات { ولطه يريد ‪ :‬رايات { ليتناسق الكلام ‪ 0‬ويتقابل مع كلمة رايات في‬ ‫الشطر الثاني ‪.‬‬ ‫فكيف أسلو ‏‪ ١‬لى سواه‬ ‫لي سواه‪٥‬‏‬ ‫لم يكن‬ ‫من‬ ‫الذ ي تراه‬ ‫لذ بالمقام‬ ‫هواه‬ ‫في هوى‬ ‫يا انمي‬ ‫كماتراه‬ ‫شوقي وجسمي‬ ‫ما بال سقمي أزال جسمي‬ ‫ثم قال لجنوده‪ :‬ابرزوا إليه فإن الله ناصركم عليهم‪ ،‬فما أنتم أقل‬ ‫منهم عددا ولا أضعف منهم مددا‪ ،‬وفتحت أبواب المدينة وبادر كل قرين‬ ‫قرينه فأيدهم الله بالنصر والسكينةشؤ وألقى في قلوب الأعداء الرعب‬ ‫والهلع والخوف والجزع فولوا مدبرين‪ 0‬ومما أملوه خائبين وسرت جنود‬ ‫الملك في إثرهم مجدين‘ ولهلاكهم طالبين‘ فمنهم من قتلوه؛ ومنهم من‬ ‫اسروهؤ فالتجات النفس إلى حصن بالمدينة فاحاطوا بها ونازلوها‬ ‫وحاصروها وضايقوها وأنشدوا في هذا المعنى شعرا‪:‬‬ ‫يوافق من أهل الهوى كل مجرم‬ ‫عظيم عرمرم‬ ‫ش‬‫ي في‬‫جالقتل‬ ‫أتى‬ ‫ألا سالمي يا أيها النفس تسلمي‬ ‫ونادى حياض العسكرين كليهما‬ ‫مي‬ ‫لتوبي‬ ‫سويك‬‫و يا‬ ‫فقال التقي‬ ‫فما سلمت خوفا عليها ولالها‬ ‫فعند ذلك دخلت في الطاعة والتسليم؛ ونزلت على الرغم في حكم‬ ‫العزيز الحكيم قال ‪:‬‬ ‫ولا شربوا من مانها النهر كوثرا‬ ‫ولولاهم لم يدخل الناس جنة‬ ‫ولا عاينوا منها سعيرا مسعرا‬ ‫عالم‬ ‫ولولا هم ما سيق للنار‬ ‫يقول ‪ :‬فلولا تمام العقل لجميع الآلات وحواسه المؤدية إليه جميع‬ ‫ما ذكرنا من حقيقته ما حلل الله وحرم من المحللات والمحرمات لما‬ ‫خوطب العبد على ذلك ‏‪ ٠‬ولا أدخل جنة ولا نارا ‪ 0‬ولا استحق ثوابا ولا‬ ‫‪٦١‬‬ ‫عقابا‪ /‬ولكن لما أتم الله فيه العقل أوجب عليه السؤال عن جميع‬ ‫المكتسبات‪ ،‬وهو اول ماا يسال عن العبد يوم القيامة فقال‪ « :‬ألم نجعل له‬ ‫عَيْتين ا ويسنانا وشتقتێن ‏‪ )٢١‬وَهيناه التَجْتَن ‪ . )( 4‬أي ‪:‬الطريقين ‪.‬‬ ‫وهؤلاء عبارة عن " ‪.‬‬ ‫إلى صنع ما ترضاه عونا ميسرا‬ ‫سألتك يا رباه كن لي موفقا‬ ‫أبي القاسم المبعوث للناس منذرا‬ ‫‏‪ ١‬لأتنام محمد‬ ‫وصل على خير‬ ‫!‪2‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٨:‬‬ ‫البلد‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سور ة‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫الدكر الرابع ‪:‬‬ ‫جواب الشيخ ناصر في الرد لمن يدعي نزول الوحي‬ ‫عليهؤ ويأتي إليه بقرآن من العلي الأعلى ويقرنه‬ ‫بالسلام ويخصه بالتحية والإكرام‬ ‫قال مؤلف الكتاب ‪ :‬وجدت ذا الغبراء يهلل ويكبر ويقول لا حول‬ ‫ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ ،‬فقلت له‪ :‬كيف خبرك‪ ،‬وما نزل في قلبك؟‬ ‫قال‪ :‬سمعت أنها أنزلت سور وسميت قرآنا بعد القرآن العظيم‘ هل‬ ‫سمعت أنت بذلك؟‬ ‫عمير بن‬ ‫متعلم يسمى‬ ‫ذلك بنفسي ‘ فهذ ا رجل‬ ‫قلت له‪ :‬نعم شاهدت‬ ‫محمد بن سليمان الغلابي؛ ومسكنه بلد سيت من جبل رضوى‘ وهاجر‬ ‫سنة في بلد القرية التي هي لبني صبحغ ويأتيه الوحي ويتكلم على لساته‬ ‫وكثيرا ما يوافق الحقس ويقول أنه من آمن به وبما أنزل عليه فله الجنة‪.‬‬ ‫ومن لم يؤمن فماواه النار وبنس المصير‪.‬‬ ‫فكتب إلى القرى بالإيمان به‪ .‬وأنه نصبح مهدي ليس هو برسول‬ ‫فوصل‬ ‫الخروصي‪.‬‬ ‫ولا نبي‪ .‬وذلك في زمن الشيخ العالم جاعد بن خميس‬ ‫عمير عند الشيخ ورآه فاراه بما يأتيه‘‪ .‬ولم يعرف هو بنفسه حقيقته‪.‬‬ ‫الشيخ في ذلك‪ .‬قأمره أن يكتبه ولكن يقول يأتيني آت ويتكلم‬ ‫فاستشار‬ ‫على لساني ولم أقدر على رده وسمعناه يقول إنه لينصره الله بسبعين ألفا‬ ‫من الملانكة المسومين‘ وأن أهل الأمر لو كانت لهم حصونا من حديد من‬ ‫صاغرين‬ ‫منها إلى طاعته‬ ‫لخرجوا‬ ‫السماء‬ ‫طاولت‬ ‫حتى‬ ‫الرض‬ ‫تخوم‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫ذليلين‪ ،‬فقوله أعجبنا ولم ندر بما خفي علينا("‪ .‬ثم اعتبرته بمسألة قلت‬ ‫له‪ :‬إن والدتي مريضة كيف دواؤها؟ فسأل مولاه وقال له‪ :‬السلام عليكم‬ ‫العلي الأعلى يقرنك السلام ويخصك بالتحية والإكرام وقل لصاحبك الأمر‬ ‫بي وبك الذي سألك عن والدته فقل صدفها جني‪ .‬وكانها تنازع أحد أولادها‬ ‫فأخذها على الضيمؤ وقل له يكتب لها شينا من المحو لتشربه فإن الله‬ ‫يشفيها‪ ،‬فرابني أمره‪ ،‬والوالدة بخير مع السؤال‪ ،‬فقلت‪ :‬استغفر الله‬ ‫العظيم من كل قول قلته وتانب إليه من كل ما كان سينه عند الله مكروها‪.‬‬ ‫ثم كتبت للشيخ ناصر بن أبي نبهان وأقسمت عليه بالله العظيم‬ ‫أن لا يخفيني الحق في أمر عمير وما يدعيه ‪ .‬فهذا جوابه‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ .‬هذه رسالة وجواب من عبد الرحمن‬ ‫ناصر بن أبي نبهان إلى بعض الإخوان‪ ،‬وصلني كتابك أيها الولد العبري‪.‬‬ ‫وهذا عني جوابك‘ أقول فيما أراه ما خفي عليك فيما أراك على ما أنت فيه‬ ‫وعليه أن يطول ندمك وتزل قدمك بعد ثبوتها عن الصراط المستقيم إلى‬ ‫اتباع الهوى السقيم‪ .‬أراك كأنك لم تدر أنك قادم إلى أمر عظيم‪ ،‬بين يدي‬ ‫رب كريمؤ لا ينفع معه مال ولا بنون ولا نديمؤ إلا من أتى الله البر الرحيم‬ ‫بقلب سليم؛ ودين مستقيم‪ ،‬فأنى يصح أن يقدم على هذا عليه غيره بعمل‬ ‫لا يعلمه تحقيقا في هذه الحياة حلال هو عنده أم محجورا‪ .‬أو باعتقاد‬ ‫شيء فيه أو له تصديقا‪ ،‬لا يدريه حقا أم زورا‪ ،‬أم هل يصح غير الصحيح‬ ‫في هذه الحياة قبل الممات‘ أم ترغب أن تكون سريع الفرار عن المقصود‬ ‫بك من ربك إلى الإدبار‘ كشجرة اجتنت من فوق الذرض مالها من قرار ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬هذا الادعاء حصل من غمير حقيقة ‪ 4‬وكتب ذلك في كتاب أطلق عليه العوام ‪ :‬ا" قرآن‬ ‫عمير "" ‪ .‬لا زال بعض اهل ولايه الحمراء يحتفظ باوراق منه ‪.‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫أولا ترغب أن تكون كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء‪ ،‬فلا‬ ‫تميلها أجل عواصف رياح الهوى والافتتان‪ ،‬ولا تسقط بأقوى زعزعات‬ ‫نزغات الشيطان ‪.‬‬ ‫وفي كتابك تشهد لنفسك ‘ بقلة فهمها ‪ 0‬وأنت تقلدها فكرها فتميل إلى‬ ‫ما مالت به إليه ‪ 0‬فتقبل عليه كأنك قد وثقت بقوة صحة علمها ‪ 0‬وتركت‬ ‫مابه أمرك الذي صورك من سؤال أهل الذكر فيما لا تعلمه في حقه إن‬ ‫كنت من غير أهل العلم والفكر ‪ 0‬وأرسلت إلي بكتابك بعدما ملت إلى ما‬ ‫ملت إليه قيما يدل عليك ما نسبته فيه عنك‘ قبل أن تأخذ العلم ممن هو في‬ ‫زمانك أعلم مني ومنك‘ تخبرني فيه عن تحيرك لضعف صفاء فكرك‪.‬‬ ‫وعن دخول الشك والريب في قلبك الذي بصدرك ‘ لقلة ضياء بصر عين‬ ‫بصيرتك ‪ .‬التي بسريرتك عن التدقيق في العلم الشرعي ‪ ،‬بالنظر القوي‬ ‫إلى الدقيق منه بالتحقيق ‪ 0‬بوقوفك بين الإنكار والتصديق ‘ فيما يدعيه‬ ‫من يدعي الوحي من الله المولى عليه بتنزيل جبرائيل (عليه السلام) به‬ ‫عليه بكتاب من عند الله (جل وعلا) ‪ 0‬وبالأمر والنهي منه لعباده المكلفين‬ ‫عبادته (سبحانه وتعالى) ‪ 0‬وأنه ليس برسول ولا نبي ‪ .‬بل هو المهدي‬ ‫الذي اعتقد بخروجه في آخر الزمان بعض الضعفاء في العلم من قومنا‬ ‫دون أهل الإقامة على الاستقامة من أصحابنا أهل العلم والإيمان ‪.‬‬ ‫وأنا أخبرك بما معي في ذلك‘‪ ،‬وأاقسمت علي بالملك الرحمن أن لا‬ ‫أكتمك‘ؤ وأنه لا كتمان بين الأصفياء من الإخوانؤ فإن اقتصرت بالإقامة‬ ‫على دين أهل الاستقامة فنعم أنت الخل من الأخدان‪ 0،‬ولك منا محض ود‬ ‫الجنان‪ ،‬وإلا فدعني قلست مني فإليك إليك عني وهاك النصيحة الصريحة‬ ‫الصبيحة المبيحة لك محض القريحة الصحيحة ما يلوح للناظر ضياؤها‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫ونورها۔ وتشرق للمبصرين شموسها وبدورها‪ ،‬اعلم أن في اعتقادنا‬ ‫الذي ندين به لله ربنا! ولا نخاف أن نقدم به إليه أن لا رسول ولا نبي بعد‬ ‫نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ‘ كذلك جاء به نص الذكر الحكيم من‬ ‫الله الكريم ‪ .‬فقال تعالى في حقه تكريما له وتعظيما ‪ « :‬ما كان مُحَمَد‬ ‫ابا أح ممن رجالكم ولين رسول الله وَخَائمَ النبيين وكان الله بكل شيع‬ ‫عَلِيمًا ‪ 0)'( 4‬ومن هنا ينكشف الحق فنقول أنه لا يجوز على الله جل جلاله‬ ‫بعد إخبارنا بهذا أن يبعث أحدا من البشر يوحي عليه بتنزيل جبرانيل عليه‬ ‫السلام به إليه بكتاب وأمر ونهي إلى المكلفين عبادته من عباده سبحاته‬ ‫وتعالى يهديهم به وبما يأتيهم به عنه ويجعله مهديا ويقول أنه ليس‬ ‫برسول منهم إليهم ولا نبي لهم ولا له جل جلالهؤ‪ .‬وهو مع ذلك تعالى‬ ‫يأمرهم أن ينباهم بما جاءهم به من الوحي عن المولى ويلزمهم الإيمان‬ ‫به والطاعة له‪ ،‬والإيمان بكتابه وبما جاء به إلى خلقه من ربه؛ لأنه من‬ ‫التناقض في كلامه وأخباره المقضي (" إلى اللعب الداعي إلى الكذب تعالى‬ ‫من ذلك جل وعلا بذلك؛ فهو يرسل لا محالة عليهم وينبنه يوحي به عليه‬ ‫ليبعثه إليهم فإني على هذا لا يكون لله العلي لا برسول ولا نبي ‪.‬‬ ‫وهل الرسالة والنبوة من الله لمن يشاء غير هذا‪ .‬وهل يصح من‬ ‫القول في ذلك إلا لا؟ وما لم يجز على الله فأنى يصح لأحد أن يدعيه عليه‬ ‫سبحانه وتعالى! فثبتت له دعواه‪ ،‬كلا لا! فإنه من المحال فهو من الضلال‬ ‫الذي لا يصح على حال‘ ولا يصح أن تكون له حجة على إمكان صحة‬ ‫دعواه بحجة ولو حج من حاجه للإدحاض على ما يدعيه بأورضح المحجة‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الأحزاب‪. ٤٠ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬في الأصل ‪ :‬المقتضي \{ ولطه ‪ :‬المفضي ‪ ،‬كما أثبتناه‪. ‎‬‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫فانما هو مغالب ومكابر لا غالب‪ ،‬لأنها تكون حجة على الله لا لله؛ وقد قال‬ ‫المولى جل وعلا ‪ « :‬وكان الإنستان أكثر شنيع جدلا » ()‪ .‬ولو أتى بآيات‬ ‫تخمد بها النيران‪ ،‬وتمشي بها على الماء‘ ويملك بها الحصون والذرض‬ ‫بحذافيرها بغير جند نراها‪ ،‬أو يطبق بها الأرض بالسماء لما جاز أن تكون‬ ‫حجة وشهادة على إمكان ثبوت دعوى تقتضي إلى ثبوت التناقض في كلام‬ ‫الله سبحانه؛ وكلام من يرسله إلى خلقه جل شاأنه‪ ،‬وإلى ثبوت الخلاف‬ ‫والإخلاف فيما أخبرنا به في كتابه في حق نبيه محمد (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) أنه خاتم النبيين بوحيه وخطابه‘ فيكون غيره جل وعلا ما اعظم‬ ‫شانه لأنه بذلك يفضي إلى إمكان الخلف والإخلاف في جميع أخباره أن لو‬ ‫صح ولن يصح‘ ونقض جميع توحيده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫والحمد لله حمدا كثيرا ‪.‬‬ ‫فلا يصح على هذا وحي من الله لأحد من الأنام بعد نبينا محمد (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) ‘ إلا وحي الإلهام كما أوحى الله إلى مريم وإلى النحل وما‬ ‫أشبهه‪ .‬وإلى العلماء الأعلام بالتفهيم لهم إلى ما خفي عليهم من الحق‪ ،‬أو‬ ‫الرؤيا الصادقة في المنام ‪ 0‬سبحانه الملك العلام؛ وأما الوحي من رب‬ ‫العالمين على من شاء من عباده المصطفين إلى المتعبدين بتنزيل جبريل‬ ‫بالامر والنهي لهم فإنما هو على العموم للأنبياء والمرسلين‪ 0‬وبالكتب‬ ‫على الخصوص للرسل المقربين‪ ،‬لا على كل الرسل ولا على كل النبيين‪.‬‬ ‫ومن العجب ممن يوحي على هذا ويزعم انه جبرائيل عليه السلام ينزل‬ ‫بالوحي عن الله في زعمه متى أراد الذي يوحي عليه لكل من أراد أن‬ ‫يريه‪ ،‬ولم يكن كذلك نزوله من قبل ولا كذلك نزول الملائكة المنزلين مع‬ ‫(‪ )١‬سورة الكهف‪. ٥٠٤ : ‎‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫من مضى من النبيين ‪ 0‬حتى في حق سيد المرسلين ‪ ،‬لم تكن الملانكة‬ ‫تأتيه في كل حين ‪ ،‬فيما أخبر عنهم إله العالمين في كتابه المبين ‪ 0‬بل‬ ‫ينزلهم إليه في شدة البأس مع قرب الإياس من الصحب ‘ وما النصر إلا‬ ‫من عند الله المبين ‪.‬‬ ‫وفي نفسي أن هذا كان منه في الابتداء على سبيل الرياضة‬ ‫فنسرعت إليه الشياطين فهي تأتيه بالباطل‘ وتمنيه بالغرور لتقويه فيزعم‬ ‫بما يبديه فيما يدعيه بما إليه تلقيهؤ أن الله يمده بالنصر على ما ادعاه‬ ‫بسبعين ألفا من الملانكة مسومين‘ ولا يمده بأحد ممن خلق من الماء‬ ‫والطين‪،‬ؤ وقد أيد الله الرسول الأعظم المصطفى الأمين (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) بالنصر تكريما له وتعظيما بخمسة آلاف من الملائكة مسومين في‬ ‫الشدة لا في كل حين‘ كرامة خص بها دون سائر النبيين؛ وهو مع ذلك لم‬ ‫يكتف بذلك عن الإعانة من البشر في دفع كل ضرر بل استعان بالاعوان‬ ‫والأصحاب والإخوانؤ والحرب والطعن والضرب‘ وتخندق البلاد‪.‬‬ ‫والتنشمير للقتال لمن يرجوه منه من العنادى وفر عن أسئ من داره إلى‬ ‫من يؤمله أن يكون من أنصاره فكان هذا أعظم كرامة‪ .‬فهو أعلا وأجل‬ ‫منه درجة ‪ « ،‬إنا لله وإنا إليه راجعون ؟ ‪.‬‬ ‫فهو وأتباعه لا شك إن ماتوا على ذلك أنهم هالكون‪ 0‬وقد زين‬ ‫الشيطان له فأضله وأضل من اتبعه فأضله ضلالا كبيرا إن الشياطين لا‬ ‫تأمر فيما توحي به بالعدل والإحسان والطاعة للرحمنؤ وإنما تأمر‬ ‫وتوحي بما أخبر المولى عنهم في كتابه بقوله ‪ (« :‬يوجي بَغْضُْهُم إلى‬ ‫بغض زخرف القول غورا » ()‪ .‬وتأمر بالفحشاء والمنكر وما كان‬ ‫(‪ )١‬سورة الأنعام‪. ١١١ : ‎‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫محجورا‪ ،‬وهذا في زعمه أنه يأمر فيما يوحى إليه بإخلاص الإرادة في‬ ‫العبادة لعالم الغيب والشهادة‪ ،‬فلو لم تكن الشياطين وإبليس بنس الجليس‬ ‫ذوي حيل ومكر وخدع بالتلبيس والتدليس للتدنيس تدق وتخفى عن جل‬ ‫العلماء‪ .‬لما كان لأهل القوة في العلم فضلا عن الضعفاء‪ .‬ومن أظلم ممن‬ ‫قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء‘‪ ،‬أو ليس على هذا فيما ادعاه على‬ ‫مولاه هذا الرجل ونسبه إليه تعالى من اللعب الذميم بالوحي إليه أنه من‬ ‫الكذب والظلم العظيم‪ ،‬والفحشاء والزور والعناد والفساد والغرور والمنكر‬ ‫والفجور‪ .‬الداعي إلى شرف متالف الردى ‪ « 3‬تكاد السنوات يتقطرزن مثه‬ ‫تنشق الأرض وَتخر الجبان هدا » () ‏‪ 0٠‬أم في ذلك شك يا ذا النهى‬ ‫والعرفان على ما أتينا فيه من البيان‪ ،‬فاي عبادة لله تبقى منه معه له‬ ‫بهذا في عباده‪ ،‬والله يقول ‪ « :‬ألا لله الذين القالص » (") من عباده‪.‬‬ ‫وهل أعطى الشيطان منه بعض سؤله؟ وهل بلغ منه بعض ماموله‬ ‫في انقياده؟ وهل هو المهدي ‪-‬على من فساده۔ قبل الرجوع إلى ربه من‬ ‫عظم حوبه‘ بالتوبة النصوح من ذنوبه‘ كلا إنما الهادون من يخشى الله‬ ‫الأرض والسماء‪ .‬وقد زين له الشيطان‬ ‫من عباده العلماء فهم شموس‬ ‫أنه المهدي المبعوث في آخر الزمان‪ ،‬كما زين لمن كان قبله من ضعفاء‬ ‫العلم من القوم‪ ،‬فأجابوه أتباع الهوى‪ ،‬وأنه هو محمد بن علي بن أبي‬ ‫طالب‘ وهو ابن الحنفية‪ ،‬وأنه حي مخفي بجبل حزوي لا يموت حتى يقوم‬ ‫الجيش الذي صوروه بزعمهم يقدمهم لهداية الخلق‪ 0‬إلى الملك الحق‬ ‫بالتقوى‪ ،‬ففضح الشيطان لعنه الله الرحمن نفسه بدعانه لهذا المدعي على‬ ‫الله ‪ 4‬وهو غير الذي زينه أولا ‪ 0‬فزخرف به إلى هذه الدعوى ‪ ،‬وعسى أن‬ ‫‪. ٩٠‬‬ ‫) ‪ )١‬سورة مريم‪: ‎‬‬ ‫‪. ٣ :‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة الزمر‪‎‬‬ ‫‪٦6٩‬‬ ‫يكون إبليس لعنه الله قد تمكن من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) في‬ ‫اتباعه بإتيان جميع أنواع المعاصي لله المنان إلا بدعوى الرسالة والنبوة‬ ‫ودعوى الربوبية‪ ،‬إذ لم يبق له شيء منها غيرهما يدعوهم إليه إضلالاء‬ ‫ورجا أن يجد لإظهار أحدهما الآن محالاؤ بهذا الذي دعاه إليها‪ ،‬فأجابه‬ ‫عليها‪ ،‬فإن تمكن منها تشمر أخرى بالدعاء إلى الحالة الأخرى‪ ،‬من يجده‬ ‫بها أحرى‪ ,‬فطوبى لمن غيرها ودمر ضررها‪ ،‬والويل لمن أجابها ولمن‬ ‫أتى بها‪.‬‬ ‫فعلى كل من قدر على إنكارها وتغييرها بفعل أو قول أو نية فعليه‬ ‫تدميرها على قدر ما يقدر عليه من ذلك فيما جعل فيه لمنعه وزجره‬ ‫وردعه من أنواع الأدب للمنع‘ ومن علم ضلالة من ادعى بمثل هذا فلا‬ ‫يحل له الشك في العلم بعد اليقين‪ ،‬فإنه من الظلم؛ ومن جهل أحكامها‬ ‫وأحكام من ارتكبها‪.‬‬ ‫ووقف حد البيان وقال بلسانه‪ :‬قولي فيه قول المسلمين{ واعتقد‬ ‫ذلك بالجنان ولم يتعد إلى ما وراء ذلك مما ليس له{ فهو سالم في قول‬ ‫بعض أهل العلم لا آثمؤ كما روي عن سيدنا جابر بن زيد رحمه الله أنه‬ ‫يسع الناس جهل ما دانوا بتحريمه ما لم يركبوه أو يتولوا راكبه أو يبرؤوا‬ ‫من العلماء إذا برؤوا من راكبه براي أو بدين أو يبرؤ من الضعفاء إذا‬ ‫برؤوا من راكبه‘ فهذا الذي معي أيها الولد الشفيق فيما عرفتني به على‬ ‫التحقيق‪ ،‬وأنا من نصحي لك أن تكون إلى أن تلقى الله العظيم الملك الكريم‬ ‫منكسر القلب من خوف الرب‪ ،‬والها إليه‪ .‬مقبلا عليه‪ .‬مقتصرا على‬ ‫الإقامة بدين أهل الاستقامةش بغير خلل في القول والنية‪ .‬والعمل في‬ ‫المعاملة له جل جلاله‪.‬‬ ‫وفي التجريد لتقديس النفس والمحبة لله المجيد بالشريعة‬ ‫والحقيقة{ ناهضا بالعلم الإلهمي‘ والصبر القوي على الإخلاص باركان‬ ‫الشكر لله العلي مستقيما على الخوف والرجاء‘ والقبض والبسط في‬ ‫الشدة والرخاء‪ .‬راكبا جواد الاجتهاد للتجريد لله المجيد لإزالة ما بنفسك‬ ‫من سواد الفساد‪ .‬وظلمة العناد وصعوبة الانقياد‪ .‬حتى تذل إلى ربها‬ ‫وتنتصح فتسمعك وتنقاد فتتبع‪.‬‬ ‫وتقشعر من خوف فتخشع‬ ‫فتخضع‬ ‫متحذراً في كل حين من الذي يراك أن يراك فيما نهاك‪ ،‬وأن يفقدك من‬ ‫حيث أمرك‪ ،‬مشمراً عن ساق لتقديس نفسك بخروجك منك بك عنك إليه‪.‬‬ ‫حتى عن حسك إن استطعت ‘ وعن أبناء جنسك‪ ،‬مبادرا لجلاء رين بالك‬ ‫من فساد خيالك‘ وسواد صفات حالك حتى تطهر من ذنوبك‘ وظلمة‬ ‫حوبك‪ ،‬وتستنير بأنوار ربك إلى ما أراد بك‪ ،‬فينجلي صدأ مرآتك‘ وتنجلي‬ ‫جوارحك بالطاعة الكاملة بحسن معاملتك لمصورك‘ وتشف فتصفو‬ ‫بالتجريد إلى الله مشكاة صدرك‘ وتستنير بإدامة الصقل بمحبة الله زجاجة‬ ‫قلبك وفكرك‘ فيستضيعء بأنوار حكمته‘؛ وضياء معرفته مصباح عقلك‬ ‫وسرك‘ فيستمد من زيت زيتونة شجرة العلم الإلهي الحقيقي الذي هو‬ ‫الدين القويم‪ ،‬والصراط المستقيم بالإيمان التحقيقي في إسلامك وإحسانك‬ ‫وبرك‪ ،‬قتشرق عين بصير بصيرتك التي بسريرتك قتسبح في فسيح قدسه‬ ‫بحضرة أنسه‘ فيفنى شهودك بجوده عن شهود وجودك بشهود وجوده‪.‬‬ ‫فتنجذب إليه بمجامع قلبك ولبك‘ وتسلب نحبك لربك فترقى إلى أعلى‬ ‫مقامات اليقين؛ حتى تكون من أهل التمكين بعد التلوين فتغيب عن‬ ‫الأخبار بحضرة قدسهش وتستوحش من الإنس بالاستئناس بأنسه‘ وتفنى‬ ‫في عين الجمع بحسه وتوحيدهؤ فتظما بكثرة الشرب من كأسه‘ فتبقى في‬ ‫‪٧١‬‬ ‫شهوده وتسبيحه وتوحيده على مقاعد شكرها ومعاهد ذكره‪ ،‬ويكاشفك‬ ‫بالعلم اللدني فتفنى حتى عن ناسها فيكون بقازك في فنانك‪ .‬وحضرتك في‬ ‫غيبتك‪ ،‬وظمؤك في شربك‘ وشوقك في قربك‘ وكشفك في خفاك‪ ،‬وهداك‬ ‫في عماك‘ وإثباتك في محوك‘ وسكرك في صحوك‪ ،‬واتقك في فتقك‘‬ ‫وجمعك في فرقك وغناك في فقركس وعزك في ذلك‘ وحياتك في مماتكث‬ ‫وطاعتك في عصيانك‘ وسيرك في وقوفكث لأنك على الضد من صفاتك مع‬ ‫الخلق ومع الملك الحق© فتكون أنت الذحرى في التسمية بالقلب‪ ،‬فيزلفك‬ ‫إليه باعظم القرب‪ ،‬فتعظم في الورى بتلألؤ أنوار الابتهاج بالقرب من‬ ‫الرب‪ ،‬فيسري يسرك إلى الملك والملكوت فترمي به إلى الجبروت‪ ،‬فترى‬ ‫حق الحق وحقيقة الخلق‪ 0‬وحقائق الحق من الله الملك الحق‪ ،‬فيصح حيننذ‬ ‫نظرك إلى العلوم الشرعيةش وأعوانها فيما يراه منها فكرك وترتفع مع الله‬ ‫ورسله وأنبيانه وملانكته وأوليائه قدرك‪ ،‬وأنا بيديه نفسي بهذا من نفسي‬ ‫أولى أولا وأنت ثانيا‪ .‬ومن اتبعني ثالثا! والحمد لله رب العالمين وصل‬ ‫اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‬ ‫العلي العظيم ‘ ولا يؤخذ منه إل ما وافق الحق ‪ 0‬وطابق الصدق ‪ .‬كتبه‬ ‫‏‪ ١٢٢٠٩‬هجرية ‪.‬‬ ‫ناصر بن جاعد ‪ .‬يوم ‏‪ ٢٠‬من شهر القعدة سنة‬ ‫قال الشيخ العالم عامر بن علي العبادي ‪ :‬هذا جواب كتبه إلي‬ ‫السيخ نبهان عن والده مهدي الأمة‪ .‬وكاشف الغمة‘ عين الزمان أبي‬ ‫نبهان (رحمه الله) عقب سؤالي له عن هذا المعنى‪ ،‬فكلامه لي بعد تجديد‬ ‫السلام ‪.‬‬ ‫( ومن قبل عمير الغلابي فأنا لا علم لي بما يقوله لكم فيدعوكم‬ ‫إليه والحق لا يجوز رده‘ كما أن الباطل لا يسع قبوله‪ .‬وما يدعيه من‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫نزول الوحي بلسان جبرائيل أمين رب العالمين‪ ،‬فمن الواجب عليكم أن‬ ‫تنظروا فيه قبل أن تعملوا به‪ ،‬فإنه لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) ‪ 0‬والسلام من والدك جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي ‪.‬‬ ‫قال المؤلف ‪ :‬وجدت عن أبي بكر الصديق بيتين ‪:‬‬ ‫الله الكلما‬ ‫من‬ ‫وودعنا‬ ‫فقدنا الوحي مذ وليت عنا‬ ‫الكراما‬ ‫القراطصس‬ ‫مضمنة‬ ‫تركت لنا رهينا‬ ‫ماقد‬ ‫سوى‬ ‫ولو نزل وحي على الأرض بعد محمد لنذزل على أبي بكر مما شهد‬ ‫له الرسول بفضله (رحمه الله) ‪.‬‬ ‫ض‬ ‫‪2‬‬ ‫الذكر الخامس ‪:‬‬ ‫فيه ابتداء خلق الإنسانں وفيه حق الوالدين‪ ،‬وفيه في‬ ‫وفي آداب‬ ‫الحث لطلب التزويج ‪ 0‬وما يستحب من ذلك‬ ‫المجامع ‪ 4‬وفيه من الأدهان والأكل للمقويات۔ وفي‬ ‫الكتابة للمحبة‪ ،‬وفيما يجوز العمل للرجال والنساء‬ ‫عن العنت‘ وآداب الزوجين والصبر‬ ‫فايبتداء خلق الإنسان‪:‬‬ ‫قلت لذي الغبراء ‪ :‬هل عندك قصة تسلينا بها في ليلتناء وتحرك‬ ‫بسمعها شهواتنا لنساننا ونكسرها طلبا للولد ولمرضاة الواحد الأحد ‏‪ ٠‬قال‬ ‫ذو الغبراء ‪ :‬ما سمعت أحدا بما ذكرتهش ولكن أعهد عندي أحد من‬ ‫الإخوان وهو في حال السقم الآن‪ ،‬فلعلنا نصل عنده‪ ،‬قال‪ :‬فقصدنا إلى باب‬ ‫بيته‪ .‬وسمعنا أنينه ويقول لولده ‪ :‬أوصيك يا ولدي ونفسي بتقوى الله‬ ‫والانقطاع إليه ‪ 3‬والانتهاء عن معاصيه‪.‬‬ ‫وعليك بالتفكر في كتابه وآياته')‪ ،‬انظر في خلقك‪ ،‬قال الله تعالى‪:‬‬ ‫« الذ خلقنا الامان ين صلصال ين حَمَإ نون () ‪ .‬والصلصال هو‬ ‫التراب‪ ،‬ومن ماء مهين وقال ‪ « :‬تم خلقنا الئطقة علقة فخلثنا العلقة‬ ‫مُضنغة فخلقنا المضغة عظاما فكسنونا العظام لخما ثم انشتاناأ خلفا آخر‬ ‫فتبارك اله اخستن الخالقين ‪ ،)"( 4‬فإذا واقع الرجل زوجته‘ وأنزل ماءه‬ ‫‏(‪ )١‬بعد كلمة وآياته جاء ‪( .‬وأن تودي) ‪ 0‬ولا أدرى ما معناه ولا مُناسبتها ‪ .‬فحذفتها بالاضل‬ ‫ونبهت عليها هنا في الحاشيه ‪.‬‬ ‫‪. ٢٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة الحجر‪‎‬‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة المؤمنون‪‎‬‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫من صلبه في رحمهاا‪ ،‬فتح القرار المكين فاه‪ .‬واحتسى ماء الرجل وماء‬ ‫المرأة‪ ،‬فإذا أنزل الرجل ماءه قبل المرأة صار الولد شبيها بلون أبيه‘ وإذا‬ ‫أنزلت المرأة ماءها قبل ماء زوجها صار الجنين شيبها بلون أمه‬ ‫وأخواله‪.‬‬ ‫اعلم أن كوكب الجنين هو رب ساعته عند نزول ماء أبيه في‬ ‫القرار المكين في رحم أمه فيكون طبع الجنين على طبع رب ساعته التي‬ ‫خلقه الله فيهاێ وينزل الجنين من بطن أمه على ظهر الدنيا إذا دارت‬ ‫ساعته التي خلقه الله فيهاێ وقيل‪ :‬لا ينقضي أجله إلا إذا دارت ساعة‬ ‫ولادته‪ .‬وسيرة هذا المولود وخلقه على طبع رب ساعته التي خلقه الله‬ ‫فيها } وأنا أقول على البرج الطالع وربه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وإذا كان مدبر ساعته الزهرة‪ .‬وكانت الزهرة تتصل بعطارد۔‬ ‫او في بيوته فينزل بدماغ المولود علة الأنبة‪ .‬فتسري إلى عينيه ثم إلى‬ ‫رقبته ثم إلى كتفيه ثم إلى خاصرته‘ وتنزل تسري إلى رجليه‪ ،‬فإذا راهمق‬ ‫أو بلغ الحلم امتدت إلى قلبه ثم نزلت إلى دبره أعاذ الله كل مسلم من‬ ‫شرها‪ ،‬فهذا مرض يعتري لمن قد اعتاد مجامعة الرجال ويكون منيه كثير‬ ‫قليل الحركةؤ وقلبه ضعيف‘ ونفسه ساقطة وانتشاره قليلاێ فمنهم من‬ ‫يتمكن بذلك أن يجامع غيره فيلتذ لذة القدرة‪ .‬ومنهم من ينزل منيه فيلتذ‬ ‫لذة الإنزال‪ ،‬ومنهم من لا يحصل له واحد منهما لكنه يلتذ بحصول الجماع‬ ‫خصوصا في نفسه ويكون هذا المرض لحركة الخمعاء لا تزول إلا بالمني‬ ‫كما يعرض للنساء في فم الرحم‪ ،‬العلاج الضرب والحبس والاستهاتة‬ ‫وإيقاعه في هموم وغموم ومحاكمات‪ ،‬ودواؤه قلب الديك‘ أو قلب الحمام‬ ‫يمنع من هذا المرض‘ وقضيب الأسد إذا أكل منه وزن درهم قطع هذه‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫العلة‪ .‬وكذلك أكل الثوم إن أكله قطع هذه الشهوة‪ .‬وإن تحمل بالصابون‬ ‫نفعه{ أو يتحمل عروق شجرة الخطمي تنفعه وهو المقرقاع ‪.‬‬ ‫حق الوالدين ‪:‬‬ ‫تم قال لولده‪ :‬انظر فيما خلقك الله وأنشأك‪ ،‬من ظلمة الرحم إلى‬ ‫حسن شبابك‘ فاشكر مولاك‪ ،‬وقال ربك ‪ « :‬أن اشنكر يي ولوالديك » () ‪.‬‬ ‫فانظر حق الوالدين ‪ 0‬قارن شكره بشكرهما ‪ .‬فلا تغفل عنهما ‪ .0‬وخاصة‬ ‫والدتك ‘‪ 0‬كم قاست من التعب في حملك وتربيتك ‏‪ ٠‬والقيام بك في زمن‬ ‫رضاعتك ‪ 0‬وتسكيتك في صياحك في مبيتك ورواحك ومقيلك وصباحك‬ ‫وصحتك وأمراضك ‪ 0‬وكم سهرت في ليلها من أجلك ‪ 0‬وكم لحقها من‬ ‫قذرك من بولك وغانطك ومخاطك { وكم قاست بتطهيرك وتنظيفك ‪ 0‬وكم‬ ‫شغلتها بخروجك عنها ولو في بيوت جيرانك ‪ 0‬وكم تلذذت بنظرك‬ ‫وعافيتك { وكم بذلت مالها ونفسها لك ‪ 0‬واذكر ما لقيت من سخطك عليها‬ ‫وتحتمل ذلك من أجلك ولا تكترث ولا تشكو ولا تتألم ولا تفعل ذلك طمعا‬ ‫فيك ولا رجاء ثواب‪ ،‬بل محبة جعلها الله فيي قلبها لك فمن أين تؤدي‬ ‫شكرهاؤ والحب إنما جعلها الله في قلبها لك لتربيتك بحلاوة لا بملل ولا‬ ‫بطمعا فاذكر ذلك وانصف من نفسك ‪ .‬وقال الله تعالى ‪ « :‬وَوَصّيتا‬ ‫الإنسان بوالذنه حسنا ‪ 0 )( 4‬فكان الواجب عليك الإحسان إليهما } ولو لم‬ ‫يوصيك النه بهما ‪ 0‬فكيف وقد أوصاك الله بهما ‪ 0‬ونهاك أن تقول لهما ‪:‬‬ ‫أف ‪ 0‬لقوله تعالى ‪ « :‬فلا ئفن لهما أف ولا تنهرهما وفل لهما قولا قريمًا‬ ‫"ا واخفض لهما جناح الذل من الرخمة وفن رب ارحمهما كما رَباني‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة لقمان‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الفكبوت‪. ٨ : ‎‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫صغيرا » ('‪ { 0‬فاشفق بالوالدة جهدك‪ ،‬وأبدها بالمساء والصباح وبالرفق‬ ‫واللطف ولين الجانب إليها ‪.‬‬ ‫زىواج ‪:‬‬ ‫احثلعل‬ ‫ال‬ ‫وإن أنشأك ربك وقاربت البلوغ فلا تقرب الزنا۔ وقد سماه الله‬ ‫فاحشة‪،‬ؤ وقال ‪ « :‬ولا تقربوا الزنا إت كان فاحشة وَسناءَ ستبيلا » (")‪.‬‬ ‫فأوجب على من فعل ذلك وهو بالغ الحلم والعقل التعزير والحد والرجم‪.‬‬ ‫وهذا عذاب الأدنى دون العذاب الأكبر فهذا جزاء من فعل وكسر شهوته‬ ‫في ساعة واحدة‪.‬‬ ‫وعليك أيها الولد بما أمرك به الرب‘ فاجتهد في الطلب للحلال‬ ‫الطيب‪ ،‬والنكاح من ألذ نعمة أنعمها الله على عبادهؤ قال تعالى ‪ « :‬زين‬ ‫للناس حب الشتَهَوّات من التستاء ‪ )"( 4‬فقدم ذكر النساء قبل كل لذة ‪ .‬والله‬ ‫أعلم وأرأف بعبادهؤ وقال تعالى ‪ « :‬فانكحوا ما طاب لكم من التستاء مثنى‬ ‫وئلات ورباع فإن خقئم ألا ئغدلوا فواحدة أو ما مَلقت انْمَالكم » (ثى ‪ .‬وحث‬ ‫على النكاح سيد المرسلين وحبيب رب العالمين ‪ .‬فقال ‪ "" :‬تناكحوا‬ ‫تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة !" (ث) ؛ وقال رسول الله (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) لرجل ‪" :‬ألك زوجة ؟ فقال‪ :‬لا ؛ قال له‪ :‬وأنت صحيح البدن ؟‬ ‫قال ‪ :‬نعم ؛ فقال له ‪ :‬إنك إذا من إخوان الشياطين {‪ 0‬إن شراركم عزابكم ‪.‬‬ ‫إن أرذل موتاكم عزابكم‪ ،‬إن المتزوجين هم المبرؤون من الخنا‪ ،‬والذي‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الإسراء ‪ :‬‏‪. ٢٤ - ٢٣‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة الإسراء ‪ :‬‏‪. ٣٢‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة آل عمران‪. ١٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة النساء‪. ٣ : ‎‬‬ ‫(‪ )٥‬مصنف عبد الرزاق‪‎ . ‎‬ج‪ ١٠٣٩١ . ١‬؛ عون المعبود‪‎ . ‎‬ج‪‎ . ٢‬ص‪. ٢!٨‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫نفسي بيده ما للشيطان أبلغ في العالمين من الرجال والنساء من ترك‬ ‫النكاح " ()‪.‬‬ ‫وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬خبب إلي من دنياكم‬ ‫ثلاث‪ :‬النساء ‪ 0‬والطيب ‏‪ 0٠‬وجعلت قرة عيني في الصلاة " «<") ؛ وقال‬ ‫عبد الله بن العباس لرجل‪ :‬ألك امرأة؟ قلت‪ :‬لا‪ ،‬قال‪ :‬تزوج فإن خير هذه‬ ‫الذمة أكثرها نساءش وقال خالد بن صفوان‪ :‬إنما الدنيا متاع‘ وليس في‬ ‫متاعها أفضل من زوجة صالحة ‪.‬‬ ‫اعلم ولدي ‪ :‬أن الجماع لا صبر عنه لمن ابتلي به { وأخبر الله في‬ ‫كتابه بهذا ‪ 3‬لقوله تعالى ‪ « :‬وَخبق الإنسان ضعيفا » (" ؛ أي ‪ :‬لا يصبر‬ ‫عن الجماع ‪ ,‬وقال تعالى ‪ « :‬وَجَعَل بَننكم مو وَرَخمَة » (') ‪ ،‬يعني ‪:‬‬ ‫الجماع ‪ .0‬ورحمة يعني ‪ :‬الولد ‪ .‬وقوله تعالى ‪ « :‬ولا ئُحَمّلنا ما لا طاقة لتا‬ ‫به » () ‪ 0‬أي ‪ :‬شدة الشهوة ‪ 0‬وقوله تعالى ‪ « :‬الذي اغطى كل شيع‬ ‫خلقه ئ هدى ‪ 0 )( 4‬قال ابن عباس (رحمه الله) ‪ :‬الجماع ‪ 0‬وكان أبو‬ ‫الدرداء يقول في دعانه ‪ :‬أعوذ بك من كل غلمة لم تكن لها عدة ‪ }.‬والغلمة‬ ‫الشهوة ‪ 0‬والنعظ انتشار الماء عند الرجل ‪ 0‬وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫إزارها‬ ‫حليلته وابتل منها‬ ‫إذا عرق المهقوع بالمرء انعظت‬ ‫وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)‪" :‬استوصوا بالنساء خير‬ ‫الزواندج ‪ :‬‏‪ 0 ٤‬‏‪٠٠٢‬ص ؛ومسند أحمد ‪ :‬‏‪ ٥ / ٢١٤٨٨‬؛‬ ‫ميع‬ ‫جير ف‬‫ُ يس‬ ‫متلاف‬ ‫‏(‪ )١‬ورد باخ‬ ‫ومسند الشاميين ‪ :‬‏‪ ٣٨١ ,/١‬؛ ومسند أبي يطى ‪ :‬ج!‪١‬‏ ‘{ ص‪٢٦١‬‏ ‪.‬‬ ‫ى‪. ٣٥٢٣٠ /٦ : ‎‬‬ ‫لبي‬ ‫عد أ‬ ‫يسن‬ ‫(‪ )٢‬مسند أحمد‪ ١٤٠٦٩ /٣ : ‎‬؛ م‬ ‫‪. ٢٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة النساء‪‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة الروم‪. ٢١ : ‎‬‬ ‫(‪ )٥‬سورة البقرة‪. ٢٨٦ : ‎‬‬ ‫(‪ )٦‬سورة طه‪ . ٥٠٠ : ‎‬بدون كلمة ظ وأعطى‪. ) ‎‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫فإنهن عوان عندكم" (ا)؛ وروى غمر بن الخطاب (رضي الله عنه)‘ عن‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬قال ‪ " :‬أوصيكم بالنساء خيرا ‪ .‬لهن‬ ‫عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف© ولكم عليهن درجة يوالين فرشكم ولا‬ ‫يعصينكم في معروف فأثبت لهن ما أثبت عليهن بالمعروف " ") ؛ وقال‬ ‫الشاعر ‪ :‬لمن أمسى خاليا من زوجة ‪:‬‬ ‫فعيشته من طانر في المخالب‬ ‫إذا المرء أمسى خاليا من حليلة‬ ‫له فتنة الشيطان من كل جانب‬ ‫ومن لم يحصن بالنكاح تعرضت‬ ‫معايير اختيار الزوجة ‪:‬‬ ‫ثم قال ‪ :‬إن أردت أن تتزوج ‪ 0‬فعليك بالأبكار إن قدرت ووجدت‬ ‫لهن سبيلا ‪ ،‬للرواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ ،‬قال ‪ " :‬تزوجوا‬ ‫الأبكار فإنهن أعذب أفواهاؤ وأنتق أرحاماؤ واقنع بالبضع اليسير " ") ‪.‬‬ ‫وقد تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬عانشة بنت أبي بكر ‪ 0‬وهي‬ ‫ابنة ست سنين ‪ 0‬ودخل عليها وهي ابنة ثمان سنين ‪ 0‬وأحبها كثيرا } لما‬ ‫قيل له ‪ :‬من أحب الناس إليك ؟ قال ‪ :‬عانشة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نعني في الرجال ؛‬ ‫قال ‪ :‬ابوها ‪.‬‬ ‫وسئل رجل ‪ :‬لم تزوجت بكرا ؛ فأجابه ببيتين شعرا ‪:‬‬ ‫أشهى المطي إلي ما لم تركب‬ ‫قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم‬ ‫لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب‬ ‫كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة‬ ‫ثم قال لولده ‪ :‬فإن لم تجد بكرا فتزوج الشابة التي قد امتلأ شبابها ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬منهن أعوان عليكم ؛ والحديث رواه ابن ماجة ‪ :‬‏‪. ١٨٥١ ,/١١‬‬ ‫واحمد وغيرهم ‪ .‬بألفاظ متقاربة‪. ‎‬‬ ‫‪ ٨٩٠‬؛ والترمذي‬ ‫‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫(‪٥ (٢‬اور‪ ‎‬مُسلم ‪ :‬ج!‬ ‫(‪ )٣‬المعجم الكبير‪ ١٠٢٤٤ /١٠ : ‎‬؛مولقفظارب في مسند ابي شيبة‪. ١٧٦٩٤ ,٤ : ‎‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫وكملت محاسنها ‪ 0‬وتناهت لهجتها ‪ .‬وأعجبت بنفسها ‪ 0‬ولا زالت تتفقد‬ ‫جسمها ونهودها ‪ 0‬إذا خلت بنفسها ‏‪ 0٠‬وتخاف أن يذهب شبابها إدمانها‬ ‫على ذكر الجماع ومناجاة نفسها به ‪ .‬وهي أقرب إلى العشق وتتسامح‬ ‫لبعلها في كشف محاسنها ‪ 0‬ويعجبها أن تعجبه ‪ 0‬فهذه أحسن ما تكون‬ ‫لبعلها ‪ .0‬شعر ‪:‬‬ ‫بحسن أعطافها والخصر والكفل‬ ‫إن أقبلت قتلت وإن أدبرت سلبت‬ ‫خمس وقد كملت بالطول والعقل‬ ‫لها نمان سنين عشرها ولها‬ ‫ثم قال لولده ‪ :‬وإن لم تجد لمثل هذه المرأة فعليك بالمرأة المتوسطة‬ ‫في عمرها التي لم يكثر فيها الشيب ‘ ولم يشنها الكبر فهي التي استحكم‬ ‫عقلها ورزانة مجلسها ودماثة أخلاقها ‪ .‬وسلاسة قيادها ‪ 0‬تمهد الفراش©‪،‬‬ ‫وتطيب المعاش ‪ .‬ولها من الشهوة القسم الأوفر ‪ 0‬والحظ الأكبر ‏‪ 0٠‬وقد‬ ‫جربت الأمور وهي أكثرهن طيبا وأحسنهن تحببا ‪ 0‬قيل شعرا ‪:‬‬ ‫وقد كفصن البان في ورق خضر‬ ‫لقد أعطيت خلقا وخلقا ونجدة‬ ‫يروح ويغدو في سرور وفي نصر‬ ‫لقد فاز من يحظى بها من حليلة‬ ‫لا تغنيها () مثل هذه المرأة بتنزويجها الرجال‪ ،‬واستمع لمادحها ‪:‬‬ ‫حتى تذلل بالزمام وتركبا‬ ‫ان المطية لا يطيب ركوبها‬ ‫حتى يؤلف بالنظام ويثقبا‬ ‫والدر ليس بنافع أربابه‬ ‫وإن تعسر عليك أيها الولد مثل هذه المذكورة فعليك بالعجوز‬ ‫(‪ )١‬الكلمة غير واضحة بالاصل‪. ‎‬‬ ‫المسنة التي قد اشتعل شيبها‪ .‬واسترخى جلدها؛ وذهب شحم ثدييها‪.‬‬ ‫وانقطع حيضها وضمر حرها‪ ،‬ولا خير في ضمها ولا تقبيلها إلا أن تكون‬ ‫سمينة ضخمة الثديين‪ ،‬كثيرة اللحم فهذه تكون أشد غلمة‪ ،‬وأقوى شهوة‪.‬‬ ‫ولا تلتفت أيها الولد لمقالة القيل والقال في العجائز وأحصن فرجك ودينك‬ ‫لكسر شهوتك وكسوتك وعيشك\ فالحاجة ألجأتك واصبر واركب الهزيل‬ ‫حتى تجد السمين‪ .‬ولا يغرك قول الشاعر في حال عجزك عن المستحسن‬ ‫حيث قال ‪:‬‬ ‫ولو حبوك على تزويجها الذهبا‬ ‫لاتنكحن عجوزا إن أتوك بها‬ ‫فقل لهم أطيب النصفين قد ذهبا‬ ‫فإن أتوك بها قالوا لها نصف‬ ‫وفي هذا المعنى قال غيره ‪:‬‬ ‫كلؤلؤة الغواص يهتز عودها‬ ‫متى تلق بنت العشر قد بان ثديها‬ ‫فتلك التي تلهو بها وتريدها‬ ‫وأما ابنة العشرين لا شيء مثلها‬ ‫هي العيس لم تهزل ولم ينس عودها‬ ‫وبنت الثلاثين الشفا في حديثها‬ ‫خيار النسا طوبى لمن يستفيدها‬ ‫وإن تلق بنت الأربعين فغبطة‬ ‫بعقل وتدبير تربي وليدها‬ ‫وأما ابنة الخمسين لله درهما‬ ‫وفيها بقايا والحريص يريدها‬ ‫وأما ابنة الستين قد رق جلدها‬ ‫لقد بان ما فيها وباتت خدودها‬ ‫وأما ابنة السبعين لا ضر ضرها‬ ‫عنها سعودها‬ ‫علاها الشقا وراح‬ ‫وبنت الثمانين السقام بعينها‬ ‫من الليل مهذارا قليل رقودها‬ ‫وأما ابنة التسعين تعش رأسها‬ ‫تفرق في بحر وحوت يقودها‬ ‫وإن زادت العشر اللواتي فليتها‬ ‫‪٨١‬‬ ‫ومما رفع لي عن الشيخ سليمان بن أحمد بن سالم الطبيب الريامي‬ ‫عرضت عليه عجوز حيزبون تمشي على عكازة ؛ فقالت ‪ :‬يا شيخ { هل‬ ‫من دواء تراه لأني عجزت عن المشي لكبر سني ؟ فقال لها ‪ :‬ممتزحا ‪:‬‬ ‫تزوجي ‪ 0‬فتزوجت صبيا أحوجه الفقر إليها ‪ 0‬وكانت ذات يسار‪ ،‬قتمتعت‬ ‫به ‪ 3‬وتمتع بها حتى صارت تمشي ولا عكازة معهاؤ فقال الشيخ لها‪ :‬أكلت‬ ‫الرجل‪ ،‬قد ضعفت قوائمه‪ ،‬واصفر جنانهش وذهبت عليه مادته‪ ،‬فإني أرى‬ ‫مخ ساقه استكملك‘ فما زالت تغذيه بحليب البقر والزبد والقندش وأمر‬ ‫الصبي أن يقف عنها زمانا خوف الهلكة‪ ،‬لأن نكاح العجائز شديد المضرة‪.‬‬ ‫وأما العجوز أقنع باليسير ‪ .‬وأصبر على تقلب الدهور ‪ 0‬وأقل‬ ‫مشاغلة ‪ 0‬وأحسن محادثة ‪ 0‬تؤثر العيال ‪ 0‬وتصبر على الإقلال ‪ 0‬وتغلب‬ ‫على الزيادة في العيال ‪ 0‬إذا اتسع رزق بعلها صانت ماله ‪ .‬وإن ضاق‬ ‫عروف‬ ‫‘وأنبتتمنها القرون ‘ ألوف‬ ‫سترت حاله ‪ 0‬لا تسبق إليها الظنون‬ ‫‪ ،‬فانظر‬ ‫إليها داعية { ولأولاده راعية‬ ‫غير عزوف ولا عيوف ‪ ،‬فالحاجة‬ ‫{‪ 0‬وقال‬ ‫فخذ بالرخصة واتبع الرفقضة‬ ‫ولدي في ذلك ‘ وإن لم تجد مسنة‬ ‫قين مَا‬ ‫أن يتيح المشخصات المؤمنات‬ ‫ربك ‪ « :‬وَمَن لم يسنئطع منكم طولا‬ ‫مَلقت أنْمَالكم ‪ 0 )'( 4‬فخذ من الإماء والجواري‪ ،‬وقد مدح الشاعر ‪:‬‬ ‫والعذر في ذاك لا يجحد‬ ‫الام في سوداء قبلتها‬ ‫قبل إلا الحجر الأسود‬ ‫جل حجار البيت بيض وما‬ ‫فإن دعتك الحاجة إلى شراء الجواري والإماء‪ .‬فانظر ") أولا عند‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫(‪()١‬‬ ‫(‪ )٦‬في الاصل ‪:‬فتنظر‪. ‎‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫الشراء إلى علامات تذكر دالة على أعضاء مستورة ومعينة أربع‪ :‬الظفر‬ ‫والفرج والندي وظهر الكفؤ وحلوة أربع الكلام والريق من رأس اللسان‬ ‫والماء من جانب الشهوة والرضاب من بين الأسنان‘ ورخضه أربع العنق‬ ‫والكفان والبطن والقدمان‘ وبسيطة أربع العنق والساقان والفخذان‬ ‫والصدر فالذول أن تكون مع ذلك متناسبة مقادير الأعضاء والراس‬ ‫والوجه متساويان متشاكلان‪ 0‬والقد معتدل المفرط والعبالة المفرطة‪،‬‬ ‫واللحم معتدل من الصلابة والرسولة والأرداف رطبة والشعر طويل فإنه‬ ‫إحدى الحسنيينش طرفها أدعجؤ وحاجبها أزج‪ ،‬وثغرها أفلج‘ وكفلها‬ ‫مرت‘ رخيمة الكلامش غائبة العروق والعظام‪.‬‬ ‫فإن ملكت أمة وأردت أن تتسراها فلازم عليك استبراؤها إن كانت‬ ‫ممن تحيض فبحيضتين متفقتين‪ ‘0‬وإن كانت ممن لا تحيض بسبب أو من‬ ‫كبر أو صغر فبخمسة وأربعين يوما‪ ،‬اعقد بلسانك بحضرة الشهود فهذا‬ ‫ما بينته لك أيها الولد الودود فعجل في التزويج لتحصن نفسك‘ وخذ من‬ ‫النساء من تكن نفسك بها راغبة‪ .‬وإن وجدت سبيلا فخذ المرأة العاقلة‬ ‫العفيفة المصونة المساعدة المتواضعة لك ولمن تريده المحافظة على ما‬ ‫لا يجوز لها‬ ‫فرض الله عليهاإ المطيعة لبعلها‪ ،‬المتنزهة عن قبض ما‬ ‫قبضه‘ وعن أكل ما لا يجوز لها أكلهؤ القانعة بما يسر الله لها من مأكول‬ ‫وملبوس&‪ ،‬اللازمة لقعر بيتها ليلا ونهارا" ولا تخرج منه إلا لما لابد لها‬ ‫منه‪ ،‬المعاونة لبعلها بيدها ومالها‪ ،‬فإذا ظفرت بمثل هذه فتزوجها وتوكل‬ ‫على الله‪ ،‬إلا أن تجد مثل هذه ثم لا تهواها أنت أبدا فلا تأخذ ما لا تهواه‬ ‫فإني أخاف عليك أن تعصي الله فيها‪.‬‬ ‫فإن حصل لك تزويج في بلدك ووطنك فلا تتعرض للتزويج من‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫الغربة‪ ،‬وكثير من الناس من مدح التزويج من الغربة وانه أحب وأشفق‬ ‫لزوجهاء إلا أنني أحب لك الرفق والخفة عليك‪ ،‬ولأجل علمك بجيرانك تأخذ‬ ‫من بناتهم على بصيرة{ وجهلك بالنازح عنك وهذه عورات وسترها في‬ ‫أرضك خير من غير ذلك فإذا أعجبتك امرأة وكان لها أولاد من غيرك فاذا‬ ‫لم تجد مطلوبها منك وإلا أخذت ما في بيتك لأولادها وخاصة لبناتها‬ ‫تسوق عطرها وكسوتها وأدمها وأنت لم تدر بذلك ولكن إن استقر قلبك‬ ‫بها وعزمت على التزويج فلا تأخذها إلا برضاها‪ ،‬وبإذن أوليانها‪ ،‬فإن‬ ‫أخبروك بمهرها فقل لهم يأمروا واحدا من المسلمين ليعقدوا بينكما‬ ‫النكاح‘ واجعل شهودآ عدول‪ .‬أو شهرة تكون مقبولة مسموعة في البلد‪،‬‬ ‫ثم اجعل لهم أكلة إن قدرت‪.‬‬ ‫فإن تزوجت فاعتمد على الشروط والإحسان‘ ورفع الإساءة وأداء‬ ‫الواجب إليها فالمسلمون على شروطهم؛ وإن لم توف بالشروط ولم تؤد‬ ‫اللوازم فما عذرك عند اللهؤ وإن وفيت بعهدك فهيء للمرأة من الطعام‬ ‫الحلال والمسكن الرافق© فانقلها إلى بيتك في ليلة سعيدة‪ .‬واجعل وليمة‬ ‫لجيرانك وإخوانك وذويك طعاما طيبا بالمعروف من غير إسراف© فإذا‬ ‫زفت إليك المرأة وخلوت بها‪ ،‬فاذكر الله واشكره على تيسيره لك المهر‬ ‫والمرأة لتحصن بها دينك عن فتنة الشيطان ‪.‬‬ ‫آداب الجماع ‪:‬‬ ‫فإذا أردت منها قضاء حاجة الجماع فتأدب و لا تكن كالبهيمة فآنسها‬ ‫بلطف الكلام لآنه روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬ ‫" خير الرجال من تلطف باهله لطف الوالدة بولدها‪ .‬ويكتب له في كل يوم‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫أجر مانة شهيد قتلوا في سبيل الله صابرين محتسبين " () ‪ .‬وعليك أيها‬ ‫الولد بالتأدب والتزين لها كما تزينت هي لك ‪ 0‬وقال ابن عباس (رحمه‬ ‫الله) ‪ :‬إني(" لأحب أن أتزين للمرأة كما تتزين لي‪ ،‬وما أحب أن أستعطف‬ ‫جميع ما خفي عليها لأن الله يقول ‪ « :‬وللرجال عَلنْهن درجة » (" ‪.‬‬ ‫ويروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يتفقد أحواله‬ ‫ويأخذ منظرة لينظر بها وجهه ويأخذ مشطا يمسح به لحيته فينبغي‬ ‫الاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬فإذا آنستها بالكلام فمد يديك‬ ‫إلى مس الجسد والغمز وتقبيل الفم والضم إليها إلى أن تذهب عنها‬ ‫الوحشة وتشتهي الجماع‘ ومما تحب المرأة أيضا شدة الضم عند الجماع‬ ‫لا سيما عند الإنزال منها أو منه وجذبها إليه بشعرها دون الإيلام‬ ‫وأحسن الضم أن ينضجع الرجل على يساره والمرأة على يمينها ثم يدخل‬ ‫يده اليسرى من تحت كتفها ويجعل يدها اليمنى تحت رقبته ممدودة‪ ،‬وإن‬ ‫شاء يوسدها متنه ثم يجعل يده اليمنى تحت عضدها أوخاصرتها ويدها‬ ‫اليسرى من فوق عضده أو على رقبته تم يثني بيده اليسرى على ظهرها‬ ‫ويكون أكثر ضما إليه بهذا‪ .‬هذا إذا كانت دقيقة أو صغيرة أو مفرطة الدق‬ ‫وإذا كانت سمينة ضخمة مال يساره على رقبتها وشغل كفه بلزوم‬ ‫شعرها من خلفها وقبض عليه بعض القبض وكان أكثر ضمه لها باليمين‪.‬‬ ‫ويعتمد أن يكون فمه وفمها متقابلين‪ ،‬فإن رأيتها اشتهت الجماع وانحطت‬ ‫أعضائها فجامعها واجعل بين العجزين خرقة‪ ،‬وانو فقل‪ :‬بسم الله العظيم‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬لم أجده على كثرة البحث ‪.‬‬ ‫(!) غير موجودة بالأصل ‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٧٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬ ‫‏)‪ (٣‬سورة‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫كسرا للنفسس وطلبا للولد‪ ،‬اللهم اجعلها ذرية طيبة إن قذرت أن تخرج من‬ ‫صلبي نسمة ‪ ،‬اللهم جنبني الشيطان ‪ 0‬وجنبه ( مارزقتني ) { وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ا وقدموا لألسبكم ‪ 0 )( 4‬يعني ‪ :‬التسمية ‪ .‬فعلى هذا لتحصل لكما فاندتان‬ ‫اللذة بالجماع ولقاء المحبوب‘ وثواب النه تعالى‪ ،‬ومباح لك جماع زوجتك‬ ‫متى شنت في ليل أو نهار في حضر أو سفر فوق دابةإ كانت المرأة‬ ‫قانمة أو قاعدة أو نانمة أو مستلقية أو على جنب أو من قفا ظهرها إذا‬ ‫كان الجماع كله في القبل لا في الدبر؛ لأن الجماع في الدبر حرام ‪.‬‬ ‫وجاء النهي عن الوطء في الحيض والنفاس والإيلاء والظهار وفي‬ ‫الإحرام والصيام وفي الصلاة‘ ومع جمع من الناس لئلا ينظروا عوراتهم‪.‬‬ ‫والمستحب للجماع أن تكون المرأة مستلقية على قفاها ويعلوها‬ ‫الرجل‘ والجماع له صفات كثيرة موجودة في الكتب‘ ولكن ينبغي للرجل‬ ‫أن يتفقد أحوال امرأته على أية حال مطلوبها في النكاح لأن النساء على‬ ‫أجناس مختلفةؤ فمنهن من تكون سريعة الإنزال‘ ومنهن من تكون بطينة‬ ‫الإنزال ومنهن تماد زوجها في الجماع وتكون شهوتها متتابعة مازال‬ ‫يجامعها زوجهاش وهذا الأمر كله بيد الرجل لا بيد المرأة‪ ،‬وإن رأيت المرأة‬ ‫تتململ عند الجماع وتريد إخراج إحليلك لا تحب الإطالة ولا إدخاله كله‬ ‫فعجل في إخراج شهوتك لأنها قد أنزلت قبلك‘ وإن رأيتها مساعدة لك في‬ ‫الجماع فإنها تمادك بالشهوة‪ ،‬وإن رايتها تضبط إحليلك فمرادها إطالة‬ ‫الجماع أو المعاودة إليه؛ فاجتهد أنت‘ ومتى ‪ .‬صح منك قرب خروج‬ ‫الشهوة فضم المرأة إلى صدرك لأنها تحب الضم ورحمها في تلك الحال له‬ ‫لهيب ولا يطفيه إلا قوة الضم مع شدة نزول النطفة كالظمآن لا يطفيه إلا‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ٢٢٣ : ‎‬‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫الماء البارد‪ .‬وإن خرج منيك فاعتمد على يمينك وخذ خرقة لتزيل بها‬ ‫الاذى من إحليلك‪.‬‬ ‫وعليك بالتفقد في جسمك إن كنت مبتلى بمذي أو ودي أو خنة أو‬ ‫صنان إبطين فهذا مما تنكره المرأة‪ .‬فاعمد إلى السفوف مثل سكر البلوج‬ ‫والزنجبيل والفلفل‪ ،‬اجمعه واسحقه واجعله سفوفاء إلا أن البلوج سهمان۔‬ ‫والزنجبيل والفلفل سهم سهمؤ وهذه العلل تنفر منها الشهوة‪ .‬وتطرد‬ ‫اللذة‪ .‬وتبغض المحبوب‪ ،‬ويزهد المطلوب‘ ولا ينبغي للرجل أن يغفل عن‬ ‫تعاهد نفسه وعيوبه ويزيل أذاه‘ ويعلم أنها تريد منه كما يريد منها من‬ ‫الصلاح والروانح‪ ،‬وتكره المرأة سرعة إنزال الرجل قبل إنزالها وخاصة‬ ‫إذا استحكمت شهوتها وقرب إنزالهاێ وفترت أعضاؤها فبهذا يترك نار‬ ‫غلمتها مشتعلة‪ .‬وجوارحها بالتهاب اللذة مشتغلة‪ ،‬والنساء أيضا مختلفات‬ ‫الأحوال والشهوات متباينات المواد لا يكاد ينجو منهن إلا من خلا بهن۔‬ ‫ولا يظفر بلذته منهن إلا البصير بدقانق أاخلاقهن© الخبير بحقائق أحوالهن‬ ‫الذي قد سبح في لجج بحورهن‘ ورسخ في علم أمورهن‪.‬‬ ‫فإذا كان الرجل خميص البطن خفيف العجزؤ مجدول الخلق‘ غير‬ ‫مسترخ اللحم مع وجود الباءة فهو الجواد الذي لا يكبو والصارم الذي لا‬ ‫ينبو‪ .‬وهو الذي تكون فيه الشهوة الحمارية وهي الممدوحة في الإنسان‬ ‫لأنها لا تكون إلا في معتدل الطبيعة‘ وسميت حمارية لأن الحمار لا تقوم‬ ‫قوته لعشق شيء من الحمر دون الذي لم يكن حسنا منها‪ ،‬وأما الشهوة‬ ‫التي تسمى العشقية فهي التي لا يقوم بها عوده إلا إذا عشق شينا من‬ ‫النساء فيقومه حسن ذلك المعشوق في نفسه فهذه دون الأولى في القوة‪.‬‬ ‫ومما ينبغي للمجامع إذا كان متمكنا في القوة أن يحرك في الجماع‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫أولا ثم إن رآها ساكنة هو دليل على أن شهوتها غير حاضرة فيقف قليلا‬ ‫حتى تزعزع المرأة فيستدل به على حضور شهوتها‪ ،‬ولا يزال كذلك حتى‬ ‫يوافق اندفاقه حضور شهوتها‪ ،‬وكان رجل يسير يستمع أحاديث النساء‬ ‫في خلواتهن ومجالسهن سرا حتى يكون خبيرا بلذتهن‪.‬‬ ‫وأما المرأة الحامل فجماعها أن يضعها على إحدى جنبيها ويضع‬ ‫إحدى فخذيها على الأخرى‘ وترفع إلى ما دون بطنها دون الإالصاق‬ ‫ويجلس مقرفصا خلف عجزها مقابلا باحليله حرهاؤ فإذا أراد التمكن من‬ ‫إدخال إحليله كله فليضع قدمه التي يلي رجلها بين فخذيها‪ ،‬ولا يمتنع هذا‬ ‫الوجه في جماع غير الحبلى ولكنه أسلم لذوات الأحمال‪ ،‬وأفضل النكاح ما‬ ‫بين اللذة والعناق والقبل فإنه مما خص به بنو آدم دون الحيوان‪.‬‬ ‫وإذا أكثر الرجل الجماع قلت لذته به‪ ،‬و لا يجامع الإنسان بعد‬ ‫الإمتلاء من الطعام والشراب والحر والبرد الشديد ولا بعد الفصد والقيء‬ ‫والإسهال والتعب ويحذر من استكثاره من كان يصيبه بعده رعدة وذبول‬ ‫نفس وخفقان وسقوط شهوة فإنه أعيى الناس عنه‘ والصرع والوسواس‬ ‫من السوداوي لا سيما في العجوز والصغيرة جدا والحانض والتي لم‬ ‫تجامع مدة طويلة والمريضة والقبيحة المنظر والبكرش وأردأ أشكال‬ ‫الجماع أن تعلو المرأة الرجل وهو مستلق على قفاه لأنه مما يعيق خروج‬ ‫المنيؤ وريما بقي في الذكر منه بقية‪ .‬فيصير سدة وربما سال إلى الذكر‬ ‫رطوبات من الفرج فيحصل منها أمراض وأفضل أشكال الجماع أن يعلو‬ ‫الرجل المرأة رافعا فخذيها بعد الملاعبة التامة‪ .‬ودغدغة الثدي‪ ،‬ودلك‬ ‫الفرج بالذكر‪ ،‬فإذا تغيرت هيئة عينيها‪ .‬وعظم نفسها وطلبت التزام الرجل‬ ‫أولج الرجل في صب المني ليتعاضد المنيان وذلك هو المحبذ‪ ،‬ومما يعين‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫على الجماع رؤية أفعال الحيوانات‪ ،‬وقراءة الكتب المصنفة في الباءة‪.‬‬ ‫وحكاية أقوال المجامعين‘ واستماع الرقيق من أصوات النساء‘ وحلق‬ ‫العانة تهيج الشهوة وإطالة العهد بالباءة تنساه النفس©‪ ،‬والاستمناء باليد‬ ‫يوجب الأنبة والغم ويضعف الانتشار والشهوة‪.‬‬ ‫اتخاذ الأسباب التى تعين على المحبة ‪:‬‬ ‫ومن الخواص من أخذ مرارة التيس وطلى بها تحت قدميه رأى‬ ‫في نفسه من الإتعاظ وزيادة الباءة العجب ومن أخذ دم تيس من المعز أو‬ ‫الضباء وخلطه بعسل ثم طلى بها ذكره وجامع زوجته وجد لذة عجيبة‬ ‫وأحبته المرأة وإن رايت المرأة في ضدك ولم تطاوعك فيما تريد فاقرأ‬ ‫عند تقبيلك في فمها سرا بدوح بدوح سبع مرات فإنها تحبك‪.‬‬ ‫ومرارة الدجاجة إن طلى بها ذكره وجامع استلذ وأحبته المرأة‪.‬‬ ‫وإن أخذ ماء وقرأ عليه‪ :‬وقالت نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها‬ ‫عن نفسه قد شغفها حباؤ اللهم عشق قلب فلانة بنت فلانة على قلب فلان‬ ‫بن فلانة كما عشقت قلب امرأة العزيز على يوسف بن يعقوب عليهما‬ ‫السلام فإنك على ذلك وذلك عليك يسير‪ .‬واسقه المرأة أو أنك تجعله في‬ ‫شيء من الخطعمة{ؤ وإن أردت للمحبة التامة فاقرأ آية الكرسي ثلاثمانة‬ ‫وثلائنة عشر مرة وتقرأ في سجودك دعاء السجدة ثم تقول اللهم اعطف‬ ‫قلب فلانة بنت فلانة ولينها لي وألق المحبة والطاعة في قلبها حتى تكون‬ ‫تحت طاعتي بكل ما احتاجه منها بحولك وقوتك إنك على كل شيء قدير ثم‬ ‫في خمسين آية‪ .‬تقرأ هذا الدعاء يا عليم يا حليم يا حي يا قيوم يا ذا‬ ‫الجلال والإكرام برحمتك أستغيث يا من يستغاث به لا إله إلا أنت سبحانك‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫إني كنت من الظالمين‪ ،‬وصل اللهم على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه‬ ‫وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪.‬‬ ‫آداب الزوجين ‪:‬‬ ‫وإذا سكنت الزوجة وتواطت فليشكر الإنسان ربه ويدخل عليها‬ ‫بالتسليم والبشر ويعلمها بما هي جاهلة فيه من أمر دينها ودنياها‪ .‬ولا‬ ‫يعزل عنها طعامه عند الأكل عنها بل يأكل هو وإياها جميعا‪ .‬ولا يحقر‬ ‫الإنسان أهله من أكل الفاكهة واللحم وما يتطرفون به إذا قدر على ذلك‘‬ ‫ولا يستخف باهله ولا يتكبر عليهم بل يذكر فضل الله عليهم بما خصه به‬ ‫وجعله ذكرا مالكا أمر نفسه وأمر أهله متى أراد منهم قضاء حاجة من‬ ‫جماع أو غيره‪ ،‬ولا يذكر حقارتهم؛ ولا يجفوهم بنفسه‘ ولا يبخل عليهم‬ ‫بمالهش وجائز للرجل قضاء شهوته من زوجته في سانر جسدها إذا كانت‬ ‫المرأة حانضا أو نفساء‪,‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬سألت أشياخنا أهل العلم في زماننا فيما يجوز‬ ‫للزوجين من الملاعبة في الصحة والأسقام؛ وفي إكسار شهوتهما‬ ‫لبعضهما بعضا؟ قالوا‪ :‬يجوز لهما أن يكسرا شهوتهما في أجساد بعضهما‬ ‫بعضا ما خلا الفرج والقبل في الحيض والنفاس‪ ،‬قلت لهم‪ :‬وإن استمنى‬ ‫في يديها أو إبطيها أو أذنيها أو في أنفها أو في فمها؟ قالوا‪ :‬جائز لك إلا‬ ‫في فمها فنكره أن يكون مجرى النجاسة والطعام واحدا‘ قلت لهم ‪ :‬وإذا‬ ‫كان الرجل سقيما أو عنينا هل يجوز للمرأة تسوك بفرجها في جسد‬ ‫زوجها أو يدخل الرجل اصبعه في قبلها حتى تشتهي؟ قالوا‪ :‬يجوز لها ذلك‬ ‫ما يجوز للرجل ‪.‬‬ ‫قلت لهم ‪ :‬وإذا لم يكن للرجل زوجة ولم يقدر على التزويج من‬ ‫عجز أو كان في سفر او حضر وخاف على نفسه العنت هل يجوز له أن‬ ‫يستمني بيديه؟ قالوا‪ :‬قد كرهوا الفقهاء ذلك ونحن نقول بجوازه‘ وفي‬ ‫كفه قد جاء التشديد فيه أكثر إلا أن يحول بينهما بشيء يجعله في راحة‬ ‫كفه ورقا من الأشجار وأشباه ذلك وهو كما قلناه في الترخيص قلت لهم‪:‬‬ ‫والمرأة مثل الرجل أم هي أشد إذا أدخلت أصبعها أو حطبة بيدها في قبلها‬ ‫لتخرج شهوتها ؟ قالوا‪ :‬يجوز لها كما جاز للرجل‘ وليس هي بأشد‪ .‬قلت‬ ‫لهم‪ :‬والذي قال‪ :‬لا يجوز‪ ،‬أيهلك عندهم من فعل هذا؟ قال‪ :‬هذا من مسائل‬ ‫الراي‪ ،‬ويجوز فيها ما يجوز مسائل الراي()‪.‬‬ ‫والشهوة إذا اشتدت ولم تخرج تقع عليه ضرورة في جسده فإذا‬ ‫خرب الجسد ضعف عن العبادة‪ .‬فانظر في ذلك‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬قل لزوجتك إن كنت حانضا أو نفساء تترك الصلاة‬ ‫والصيام وقل لها‪ :‬لا تقرأ قرآنا‪ .‬ولا تحمل مصحفاء ولا تدخل مسجدا حتى‬ ‫تطهر‪ .‬وأما ذكر أسماء الله والتهليل والتكبير والاستغفار فجائنز لها‬ ‫وللجنب مثلها‘ والمرأة مصدقة إذا طلب منها زوجها الجماع وقالت له‬ ‫إنها حانض أو بها نفاس إلا إذا كانت عودته بالكذب‘ ومهما طهرت طهرا‬ ‫بينا إذا رأت كدورة صافية كالفضةة واغتسلت بالماء مع وجوده أو بالتيمم‬ ‫مع عدمه جاز للزوج جماعها ‪.‬‬ ‫فقال الوالد لولده‪ :‬قإن عاشرت امرأتك مدة ورأيتها موافقة لك‬ ‫فاشكر نعمة ربك بما أعطاك من فضله‘ وخصك به من كرمه الواسع‪ ،‬وإن‬ ‫‏(‪ )١‬هذه الؤراء شاذة ولا يؤخذ بها؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة تدل على منع استدعاء‬ ‫الشهوة بمثل هذه الوسائل‪ .‬والتي يعف عنها ذوي المرؤة‪ ،‬فضلا عن الأضرار الصحية‬ ‫والنفسية التي تسببها ‪.‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫كانت لك رغبة ولهجة في النساء وكنت في سعة ولم تكتف بواحدة فتزوج‬ ‫إلى تمام الأربع وخذ من السراري بما تريد ليس لك حد في ذلك‘ وقد‬ ‫مدح الله عباده المتزوجين قال ‪ « :‬والذين هم لفرُوجهم حَافظون ث! إلا‬ ‫على أزواجهم أو ما ملقت أنْمَالهْم فإتَهْم عير ملومين ‏“‪ « ،)١4‬والذين‬ ‫نفولون ربنا هب لنا مين أزواجنا وثريًاتنا قرة أعين » (") ‪ .‬وإن دخلت‬ ‫البيت فاعمد إلى ملاعبة امرأتك فلا عبث في هذا‪ ،‬وقد روي لنا عن رسول‬ ‫الله (صلى الله عليه وسلم) قال‪":‬يجوز للرجل أن يلاعب عرسه وفرسه""‪.‬‬ ‫ولا تغفل عن إشمامها ‪ 0‬كما قالت بعض النساء شعرا في هذا المعنى ‪:‬‬ ‫وذلك ردا على عُمر بن الخطاب ‪ .‬حين سمعته يقول ") ‪:‬‬ ‫أعوذ بالله من شر الشياطين‬ ‫إن النساء شياطين خلقن لنا‬ ‫ثم قال له ‪ :‬لا تحقر اهلك من اللباس والطيب من الدهان‬ ‫والبخورات حتى تجتمع لكما لذتان ‪ 0‬وقال رجل لما أعجبته جاريته شعرا ‪:‬‬ ‫تبصر باطنا من ظاهر‬ ‫فتكاد‬ ‫راقت محاسنها ورق أدليمها‬ ‫كالطل يسقط من جناح الطانر‬ ‫يندى بماء الورد سانل شعرها‬ ‫اعلم يا ولدي أن ربك زين السماء بالكواكب‘ والأرض بالنبات‪.‬‬ ‫والنساء بالطيبات من اللباس والحلى والحلل والروائح لأنها تزداد بهاء‬ ‫(‪ )١‬سورة المؤمنون ‪ :‬ه‪. ٦١ - ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الفرقان‪. ٧٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬هذا البيت في نسبته للخليفة غمر (رضي الله عنه) شك‪. ‎‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫وجمالا للناظر ‪ 0‬فكيف إذا اجتمع لها هذا المذكور وهي حسنة المنظر ‪.‬‬ ‫شعرا ‪:‬‬ ‫في كل جارحة من حسنها قمر‬ ‫كما اشتهت خلقت من ماء لؤلؤة‬ ‫في قالب الحسن لا طول ولا قصر‬ ‫كأنها خلقت حتى إذا اعتدلت‬ ‫غيره ‪:‬‬ ‫مافي الرياض ولا الأشجار من طلح‬ ‫وغضة كملت بالحسن مع‬ ‫الطلع والورد والجْمار والطلح‬ ‫قد وخد واختضاب يدها‬ ‫قال الحضرمي ‪:‬‬ ‫أكتافب كثبان الرمال الركم‬ ‫كأنما إعجازهاإذ ترتمي‬ ‫ثم انظر إلى صدرها والمس بيديك نهودها ومص مانهما أو‬ ‫حليبهما‪ ،‬فإن في ذلك لذة للمتعاشقين وذلك مما يزيد الشهوة إذا كان‬ ‫لونهما مثل العاج‪ .‬كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫والصدر منها كلون الشمس يشتعل‬ ‫والندي مثل مليح العاج صفرته‬ ‫ثم انظر إلى رأسها واقبضه بيديك وشمه بأنفك فكيف إذا كان فيه‬ ‫من رانحة الطيب كما قال أبو الطيب شعرا ‪:‬‬ ‫وعود‬ ‫ورد‬ ‫بماء‬ ‫فيه‬ ‫العنبر‬ ‫ضرب‬ ‫ذات فرع كأنما‬ ‫قال النبهاني ‪:‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫طويل أثيث كجنح الظلام‬ ‫بفرع لها عامرراجح‬ ‫قال الحضرمي ‪:‬‬ ‫والحلى لغطاك حتى لا يراك حسود‬ ‫لو لم تلبسي الحلي‬ ‫وجعدك‬ ‫‪ .‬كما قال‬ ‫ثم اعتمد على عناقها بتمهل ومحبة ورأفة ورحمة‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫لعانقتها بين الحطيم وزمزم‬ ‫فوالله لولا الله والخوف والحيا‬ ‫إذا وضعتها فوق جسم منعم‬ ‫أغار على أعضائها من ثيابها‬ ‫ومن لوحة المسواك إذ لاح قي الفم‬ ‫أغار عليها من أبيها وأمها‬ ‫ثم قال له ‪ :‬وعليك بالتقبيل ومص الوجنتين والشفتين وإشمام‬ ‫الأنف وأحسن القبلة وألذها ما كان ترشفاا من ثلمك الشفة ومصها‬ ‫خاصة‬ ‫اللسان‬ ‫البارد من‬ ‫العذب‬ ‫الرقيق‬ ‫وهو‬ ‫الرضاب‬ ‫واستخراج‬ ‫واستخراجه؛ بأن يعض على لسان الذي يقبله عضة خفيفة بإيهام الإيلام‬ ‫له فينبع منه عند ذلك ريق عذب في رقة الماء لم يخلطه ريق القم‪ ،‬وهو‬ ‫الذي يجد له العاشق بردا يدب في الجسم وفتور ويشبهونها بالسكر من‬ ‫دبيب الخمر في جسم شاربهاؤ وقال بعضهم في هذا المعنى شعرا ‪:‬‬ ‫كروع العسجد في الغدير‬ ‫إذا قبلتها عركت بفيها‬ ‫بموت في العظام من الفتور‬ ‫فتأخذ في العناق وبرد فيها‬ ‫ولا بد في القبل من صوت دقيق طويل يخرج من بين اللسان‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫وطرف الحنك يرطب ذلك الموضع بالرقيق‪ ،‬ثم إلى داخل الفم واللسان‬ ‫موضعه من طرف الحنك فيحدث منه ذلك الصوت من اجتذاب الريق‬ ‫فطوبى لمن كانت له امرأة موافقة ومساعدة لتقبيلها‪.‬‬ ‫ثم قال الوالد لولده‪ :‬وعليك بالبشر والبشاشة لها وكف عنها أذاك‬ ‫من لسانك ويدك‘ ولا تقل لها كلاما لا يجوز ولو عصتك هي فارض أنت‬ ‫عنهاؤ واتق الله فيها فإنها أمانة عندك أسيرة تسأل عنها يوم القيامة‬ ‫فاحذر أن يراك الله ظالما لها‪ ،‬وإن هي ظلمتك فاعف عنها وكلها إلى الله‬ ‫وعاشرها بالمعروف‪.‬‬ ‫وأما إذا كان عندك أكثر من زوجة فاعدل بين الأزواج‘ ولا تميل‬ ‫إلى إحداهن إلى هوى نفسك ولو أحببت واحدة أكثر من واحدة فلا تمل‬ ‫إليها‪ .‬واتق الله وخف أن يراك الله مضيعاً غير عادل بينهن في النفقة‬ ‫والكسوة والمبيت بالليل والجماع إن قدرت على العدل‪.‬‬ ‫ثم الحذر الحذر إن تزوجت امرأة فكرهتها أن تضارها لتفتدي منك‬ ‫بمالها فاتق الله تعالى ولا تأكل الحرام‪ ،‬ولا تكن كقاطع الطريق على الناس‬ ‫أن يأخذ أموالهم فإن ذلك غير طيب‪ ،‬ولا تمكن الطمع من نفسك حتى‬ ‫يحملك لتأكل الحرام الذي يوردك النار‘ قالصبر عنه أيسر عندي من‬ ‫الصبر على أخذه؛ لأنك تزوجت المرأة على عدل كتاب الله تعالى بحق‬ ‫وجب عليك لها فاستبحتها بسبب ذلك‘ ولم تكن الكراهية منها فما عذرك‬ ‫في ذلك عند الله تعالى وعند المسلمين‪.‬‬ ‫أما تشهد على نفسك بالجور عليها بذلك الظلم أو ما تعلم بما أعد‬ ‫الله للجانر والظالم؛ أتطمع في مثل هذا حتى أنه ربما ولد عليك ذهاب‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫البركة في مالك‪ ،‬فاتركه ولا تتعرض له أبدا إلا إن علمت يقينا منها أنها‬ ‫كارهة لك مبغضة وأنت محسن إليها جهدك‘ ثم عرضت عليك ما سقته لها‬ ‫بلا زيادة لأنه لا يجوز لك أن تزيد ولو بذلت هي لك‘ فإذا طلبت منك‬ ‫الهرب وبذلت لك ما سقته إليها ‪.‬‬ ‫فإن أردت الدرجة العليا للآخرة والدنيا فطلقها واعف عنها وعما‬ ‫في يدهاؤ وإن لم تسمح نفسك بذلك فجائنز لك وحلال أخذ ما سقته إليها‬ ‫من المهر إذا لم يكن هنالك تقصير منك لها عن أداء واجب عليك لها‬ ‫فطلقها بحضورها وبحضور اوليانها وشاهدين من غيرهمؤ ولا تضارها‬ ‫في الطلاق فلا فائدة لك فيه في تأجيل عدتهاش وهذا أمرني بتدبيره الشيخ‬ ‫ناصر بن جاعدؤ ومع الخلع بينكما لا ميراث لأحد إن مات أحدكما فتدبر ما‬ ‫فاشكر الله عز وجل‬ ‫تعوله‬ ‫ذا مال يكفيك ويكفي من‬ ‫أخبرتك به؛ وإن كنت‬ ‫واستطعت ولا تهمل‬ ‫قدرت‬ ‫عيالك‘ وأحسن إليهم ما‬ ‫وانفق من مالك على‬ ‫من أن تتعلق بسبب‬ ‫فلا بد‬ ‫جدا‪ ،‬وإن لم تكن ذا مال‬ ‫أمر دينك فإنه المهم‬ ‫أو نجارة أو ما كان‬ ‫حراثة‬ ‫من حرفة من صناعة أو‬ ‫لتعود به على عيالك‬ ‫من حرف الآدميين التي تراهم يتسابقون عليها ‪.‬‬ ‫والكد على العيال مما يتمتع به الناس به فخذ نفسك برفق ولا‬ ‫تجعل عمرك كله للدنيا فلا تنس الله فئ كل حين ولا تهمل دينك يا رهين‬ ‫واعلم أن الطلب سبب‘ والرزق على الله رب العالمين‪ ،‬والاهتمام بالعيال‬ ‫لما يحتاجون إليه من طاعة الله وحرفة النبيين‪ ،‬ولو حصل لك رزق كل‬ ‫يوم بيوم فاشكر الله ولا تكن من القانطين‪ ،‬فإذا أكلت رزق يومك فغدا‬ ‫ياتيك الله به في كل حين‪ ،‬فلا تهمل ذكره وشكره والقيام بالفرض المبين‪.‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫و عليك بالصمت وان نطقت فانطق بحكمة كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫ياقوت‬ ‫زانه‬ ‫در‬ ‫فالصمت‬ ‫إن كان ينطق ناطق من فضة‬ ‫ثم قال له ‪ :‬أوصيك ونفسي بتقوى الله واتبع الحق ممن جاء به‬ ‫الواقفان على الباب السامعان المسألة‬ ‫ولو كان ذو الغبراء وصاحبه‬ ‫والجواب‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬فلما مضى نصف ليلتنا رجعنا إلى بيوتنا‬ ‫مسرورين‘ ولأهلنا مشتاقين ومعانقين ومجامعين ومتطهرين‘ وقلنا الحمد‬ ‫لله رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى الذمين ‪.‬‬ ‫ض‬ ‫‏‪٤2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الذ كر الساد س‬ ‫ذكر ما يدخل على القلب من البغض والكره ‘ وفيه‬ ‫تفضيل الانثى & وتكوين الجنين في بطن امه ‪ 0‬وفيه‬ ‫ما يلزم المرأة من الاعتقاد ‪ .‬وفيه ذكر ما يسقط عنها‬ ‫من الفروض ‘ وفيه ذكر شهواتهن والصبية التي‬ ‫تطيق الجماع ‪ ،‬وفي ثبوت غيرها ‪ 0‬وما يجب لها‬ ‫وعليها ‪ 0‬وفيه ذكر الأدوية لتحريك شهواتهن ‪ 0‬وذكر‬ ‫السحاقة والسحق ‪ ،‬وفيه دلائل المرأة ا لصالحة وما‬ ‫يعمله عند الجماع ‪ 0‬وبما يجب على المراة ‪ .‬من قول‬ ‫‏‪ ١‬لرسول (صلى الته عليه وسلم) والصحابة { وفيه ذكر‬ ‫أقذارهن ودانهن ودوانهن ‪ 0‬وفيه ذكر الحمل ‘ والتي‬ ‫لا تحمل ‪ 0‬ودواء ذلك ‪ 0‬وفيه ذكر إدرار الحيض‬ ‫وقطعه ‘ وفيه لسقط ‏‪ ١‬لجنين وا ثباته ‘ وآخر ه ما‬ ‫يستحب لها من الأدب في حق الزوج‬ ‫ما يدخل على القلب من البغض والكره ‪:‬‬ ‫قال الفقير لله ‪ :‬سألت ذا الغبراء ‏‪ ٠‬عن نزول المحبة والكره في‬ ‫القلب ؛ فقال ذو الغبراء ‪ :‬هذا على وجوه كثيرة ‪ .‬ولكن لعلنا نصل مع‬ ‫صاحبنا السقيم ونسأله عن ذلك ؛ قلت له ‪ :‬نحب ذلك ؛ قال ‪ :‬فقصدنا‬ ‫عنده بعد صلاة العتمة ووقفنا على باب داره فسمعناه يكلم ابنته بذكر‬ ‫المحبة والكره ‪ 0‬وقال لها ‪ :‬هذا له وجهان فمنه جائز ومنه لا يجوز أن‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫يحب الإنسان‘ وكذلك منه الكره لا يجوز وهو شيء ينزل على القلب بشدة‬ ‫عظيمة فتعقبه أفراح كثيرة كرجل صحب أناس في سفره فذهب في حمله‬ ‫فمننى عنه أصحابه فصادفهم العدو وأخذوا ما عندهم وهذا الرجل لما‬ ‫وجد بعيره أقفاهم فوصل الدار سالما‪.‬‬ ‫ثم قال الوالد لابنته ‪ :‬لا تخافي ممن يخدموني ‪ ،‬فإني أخبرك بآيات‬ ‫وروايات ودلالات ‪ 0‬والله (عز وجل) يقول ‪ « :‬خلقكم مين تقس واحدةئم‬ ‫جعل منها زَوجَهَا » () ‪ .‬أي ‪ :‬حواء أم البشر ‪ .‬خلقت من آدم (عليه‬ ‫لسلام) ‪ .‬وقال ا له تعالى ‪ ( :‬يخلفكم في بطون امُهَاك خلقا من بغد خلق‬ ‫فظيلمات ثلاث » (") ‪ 0‬وقال ‪ « :‬وقذ خلقكم أطوارا »("ا‪ ،‬فمنهم الذكر‬ ‫ومنهم الآنثنىؤ وإذا بشر الرجل بالأنثى دخل في قلبه ‪ 0‬ولا يدري المرء‬ ‫الخيرة له في أيهما « أم للإنستان ما تمتى ("! فلله الآخرَة وَالأوتى » () ‪.‬‬ ‫فكم من الذكور كان سببا لهلاك أبيه وأمه ‪ 0‬وفي هذا يدخل قصة‬ ‫الغلام الذي قتله صاحب موسى (عليه السلام) ‪ .0‬عبرة لمن اعتبر ‪ ،‬قال الله‬ ‫(عز وجل) في كتابه ‪ « :‬حَتى إذا لقيا غلامًا فقئله قال أقئلت تقسنًا زكية‬ ‫بغير نفس لقذ نت شنا قرا » (ث { ثم قال في آية أخرى ‪ « :‬وَامًا الثلام‬ ‫فقان أبواه مُومتين فخشبينا أن يْرهقهْمَا طغياتا وكقرًا (`“ا قارذتا أن‬ ‫لهما رَبْهُمَا خيرا مينه زكا واقرب رُخما ‪. 0_« 4‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الزمر‪٦ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الزمر‪. ٦ : ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة نوح‪. ١٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة النجم‪. ٢٥ - ٢٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٥‬سورة الكهف‪٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٦‬سورة الكهف‪. ٨١ - ٨٠ : ‎‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫قال الكلبي ‪ :‬أبدل الله لهما جارية فتزوجها نبي من الأنبياء فولدت‬ ‫له نبيا فهدى الله على يديه أمة من الأمم‪ ،‬وقيل ولدت هذه الجارية سبعين‬ ‫نبيا‪ .‬وإن ولدت المرأة أنثى فلا لوم عليها‪ ،‬وإنما تدبير النسل ليس هو‬ ‫إليها و للزوج بالخيرة‪ .‬فاختيار الله هو العدل‘ وربما إن جاء الولد ذكرا‬ ‫كان فتنة ومحنة لعشيرته‪.‬‬ ‫ويوجد أنه في آخر الزمان خير أولادكم البنات فالأجر من الله‬ ‫أوفر لمن نسله البنات لحقارتهن وكراهتهن من النفس‪ ،‬ولو رد الله تعالى‬ ‫الأمر إليهم في الأولاد إلى الخلق لكانت الدنيا ربما لم تبق إلى هذا الزمان‬ ‫لاختيار الناس الذكور وميلهم إليهم‪ ،‬فإذا لم تلد النساء إلا الذكور فمن أين‬ ‫ياتي النسل‘ ومن أين يتزوج الرجال فهذه حكمة من الله تعالى بالغة‬ ‫وقدرة باهرة لأنه أراد أن يخلق طوراآ بعد طور وأمة بعد أمة ولو شاء‬ ‫لجعلهم دفعة واحدة لكن عسى في حكمه وعلمه جعل ذلك ليتدبر هؤلاء‬ ‫المخلوقون ويعرفوا قدرته‘ فليأخذ العاقل حذره مساء وصباحا‪.‬‬ ‫ابتداء خلق الجنين فى بطن أمه ‪:‬‬ ‫وإني ساخبرك يا ولدي‪)١‬‏ بابتداء خلق الجنين وإن شاء كونه إذا أراد‬ ‫ذلك وهو إذا واقع الرجل زوجته ونزل ماؤه من صلبه في رحمها فإن‬ ‫ذلك الماء يقع في موضع من فرجها يسمى القرار المكين وهو كالحق‬ ‫مستدير معتدل مستقيم له فمؤ فإذا أنزل الرجل ماءه بفرج زوجته وفتح‬ ‫القرار المكين فاه فاحتسى ماء الرجل فيجتمع ماء الرجل وماء المرأة ودم‬ ‫الحيض في القرار المكين ويتكون الجنين وينشا الله خلقته من ماء أبيه لا‬ ‫‏(‪ )١‬لعل الاولى أن يقول ‪ ( :‬يا ابنتي ) ‪ :‬لأنه خاطب ابنته كما سبق في بداية الحديث ۔ وإن كان‬ ‫كلمة الولد تطلق على الذكر والأنثى ‪.‬‬ ‫من ماء أمها‪ .‬ويصير ماء الرجل راسب غانصا وسط دم الحيض وماء‬ ‫المرأة مثال ذلك ماء الرجل كالجوهرة ودم الحيض كاللحمة الملتفة‬ ‫بالجوهرة وماء المرأة كالصدفة الملتفة باللحم والجوهرة‪ ،‬ويخلق الله‬ ‫الجنين وينشنه من الأربع طبائع طبيعة الماء وطبيعة النار وطبيعة الهواء‬ ‫وطبيعة التراب‪.‬‬ ‫اعلم يا ولدي أن النطفة أول ما يخلق الله تعالى منها العلقة فتصير‬ ‫شما <") سوداء يصعد بخارها من القرار المكين إلى قلب المرأة وكبدهاء‬ ‫فتصير المرأة تقذف من فيها الماء والطعوم وترغب في بعض الأغذية‬ ‫دون بعض فهذا هو غثيان ويسمونه وحام‪ ،‬فيمكث أربعين يوما ثم تنقلب‬ ‫العلقة إلى مضغة أربعين يوما ثم تمكث اربعين يوما عظاماً ويكسو العظام‬ ‫اللحم وينشنه الله إلى خلق آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‪ ،‬فإذا خرج‬ ‫الولد من بطن أمه يحزم صراره بخيط من شعر بقدر أربع أصابع ثم‬ ‫يقطع بالموسى‪ ،‬ويجعل عليه زيتا أي سمنا‪ ،‬ومما ينبغي بعد ذلك أن تأخذ‬ ‫القابلة ملحاً وتجعله في الماء وتدهن بذلك الماء جسد الطفل ليجفف‬ ‫الإهاب (") سوى مناسمه ومع خروج أضراسه تفرك بشحم الديك أو‬ ‫الزبدة وإذا مزج بدماغ الأرنب عمور(') الصبيان أسرع نبات الأسنان‬ ‫وسهل خروجها بلا وجع وذلك لخاصية فيه ومع نطقه بالحديث يفرك تحت‬ ‫لسانه بعسل النحل والملح ويدهن رأسه ورقبته بالحلؤ ثم يسمى ابن‬ ‫سبعة أيام ويذبح له مع التسمية شاتان وللانثى شاة ‪.‬‬ ‫بخلاف ما ثبت بالشرع ‪ ،‬وأثبته العلم الحديث ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬هذه نظرية مشهورة في القديم ‪ 0‬وهي‬ ‫(!) بياض بالاصل ‪.‬‬ ‫ي ‪ :‬الجلد ‪.‬‬ ‫‏) ‪( ٣‬‬ ‫‪ :‬اللثة ‪.‬‬ ‫أي‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫وأما المرأة إذا خرج ولدها صارت نفساء تترك الصلاة والصيام‬ ‫وقراءة القرآن‪ ،‬ومما ينبغي أن تاكل شربة من عسل النحل والسكر‬ ‫الابيض والسمن ‪ 7‬في كل يوم تشرب السمنة لإنزال الدر وتأكل اللحم‬ ‫والأرز الطيب وتجتنب عن المحرقات والحموضات والملوحات والبقولات؛‬ ‫لأن هذا أكله يفسدد اللبن ويغش الولد‪ .‬وتجتهد المرأة في إصلاح ولدها؛‬ ‫لأن كل والدة تعطف على ولدها من جميع الحيوانات ‪.‬‬ ‫ما يلزم المرأة من الاعتقاد ‪.‬‬ ‫وأما ما يجب على المرأة ‪ .‬فيجب عليها أن تؤمن بالله وبرسوله‬ ‫تقول ‪:‬أشهد أن لا إله إلآ الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده‬ ‫ورسوله ‪ 4‬وأن ما جاء به محمد بن عبد الله من عند الله فهو الحق المبين‬ ‫مجملاً ومفصلا على ما جاء به من عند اللهؤ وأنه صادق فيما قاله مما أمر‬ ‫به أو نهى عنه (صلى الله عليه وسلم) تسليما‪ .‬وتشهد أن الموت حق‪،‬‬ ‫وأن البعث حق وأن الحساب حق‪ ،‬وأن الجنة حق‪ ،‬وأن النار حق‪ ،‬وأن‬ ‫وعد الله حق‪ .‬وجميع أقواله حقك وأفعاله حق‪ ،‬وأنه حق‘‪ 0‬ووعده حق‪.‬‬ ‫القبور‬ ‫ووعيده حق‘ وأن الساعة آتية لا ريب فيها‪ ،‬وأن الله يبعث من في‬ ‫منه الله‬ ‫وأن تتولى من تولاه الله ورسوله والمسلمون‪ ،‬وأن تبرأ ممن برأ‬ ‫وعليها‬ ‫ورسوله والمسلمون ‪ .‬فعلى هذه الشهادة تحيى وعليها تموت‬ ‫الله عن‬ ‫تبعث إن شاء الله تعالى ‪ 0‬وتستغفر ربها مع كل ذنب ‪ 0‬وقد خفف‬ ‫النساء فروضا وأنقصهن في العقول { فالمرأتان عن شاهد واحد ‪ 0‬وعن‬ ‫ميراث ذكر ‪ 0‬وعن دية رجل ‪ 0‬وليس عليها جهاد ‪ .‬ولا صلاة جمعة ولا‬ ‫جماعة ‪ 0‬ولهن الفريضة والصداق من أزواجهن ‪ .‬ولها النفقة من والدها‬ ‫إذا لم يكن لها زوج ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫شهو ات النساء‬ ‫ما قيل في‬ ‫ثم قال‪ :‬اعلمي أن الابنة ما زالت طفلة مكروهة في قلوب الرجال۔‬ ‫وإذا انتهت ست سنين دخلت محبتهن في قلوب الرجال مثل ما تزوج‬ ‫رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عائشة‪ .‬قيل له صغيرة في السن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫هذه للشمام(\ا‪ 0‬وإذا تبين في المرأة شيء من علامات البلوغ مثل النهد‬ ‫وإنبات الشعر والماء والحيض تذكر قلبها بالرجال والجماع؛ لأن الجماع‬ ‫له في قلوب النساء موقع كريم وقدر‘ فهو وسواس صدورهن‘ وريحان‬ ‫قلوبهن‪ ،‬وحديث نفوسهن‘ وقوام جسومهن‘ وإن كان الرجل يشاركهن‬ ‫في الشهوة‪ .‬ويقاسمهن في اللذة‪ ،‬فإنما لهم القسم اليسير والسهم الحقير‪.‬‬ ‫وعظيم الشهوة وسلطانها للنساء دون الرجال ‪.‬‬ ‫وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬للنساء‬ ‫تسعة أسهم وللرجل سهم واحد ولكن الغالب عليهن الحياء " (") ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫إن غمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ‪ 0‬خرج ليلة يطوف بالمدينة ‪ .‬فإذا به‬ ‫وأرقني إلا خليل أادعبه‬ ‫تطاول هذا الليل واخضل جانبه‬ ‫لزلزل من هذا السرير جوانبه‬ ‫فوالله لولا الله لا رب غيره‬ ‫وأكرم بعلي أن تنال مراكبه‬ ‫مخافة ربي والحياء يصدني‬ ‫عدو له أعد ويحاربه‬ ‫ليعلم من بالشام أن وراءه‬ ‫فسأل عنها (رضي الله عنه) ‪ 0‬وأخبر أن زوجها بعث في غزاة ‪.‬‬ ‫وقيل إن رجلا إذا غضبت عليه زوجته دخل عليها ورفع رجليها‬ ‫(‪ )١‬لم أجد هذا الحديث على كثرة البحث‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬لم أجد هذا الحديث أيضا‪. ‎‬‬ ‫وجامعها فقالت له يوما‪ :‬وقد فرغ منها‪ :‬قاتلك الله كلما اشتد غضبي‬ ‫جنتني بشفيع لا أستطيع رده‘ وذلك لموقع عظم النكاح في قلبها‪ ،‬وإنكار‬ ‫المحبة منهن طبعا وعادة‪.‬‬ ‫على النكاح منا‬ ‫فان أنكرن وقلن لكم أنكه() أشد شهوة وأحرص‬ ‫بدليل مطالبتكم لنا به وإكراهكم إيانا عليه قيل ليس مطالبة الرجل للمرأة‬ ‫النكاح لأنه أشد منها شهوة له وإنما هو بمعنى الفحولية التي قيه‪ ،‬والعادة‬ ‫الجارية بقوة نفس الذكر على الأنثى في جميع الأشياء‪ ،‬لأنها تبع له‬ ‫وليس هو تبع لها في مرادها‪ ،‬وهي واثقة منه بمطالبتهاؤ وأما إذا آيست‬ ‫من طمعها منه وخاب رجاؤها فيه لعجز منه عن حلال‪،‬ؤ أو عفة من فجور‪،‬‬ ‫أظهرت حيننذ ما كانت تسره وأقرت بما كانت تنكره كامرأة العزيز مع‬ ‫يوسف عليه السلام إذ قالت ‪ « :‬الآن حخصحص الحَق » (") ‪ .‬لهتك المرأة‬ ‫عند امتناع الرجل أعظم من هتكه عند امتناعها عليه‪.‬‬ ‫وحد الصبية في طاقتها النكاح اختلاف عن العلماء إذا كانت ستة‬ ‫أاشبار وقال من قال خمسة أشبار هذا في الآثار‪ ،‬وأما في كتاب البيطرة‬ ‫قال‪ :‬إذا كانت أربعة أشبار حملت شبرا‪.‬‬ ‫قال الفقير لله‪ :‬وهذا على معنى النظر منهن الطويلة ومنهن‬ ‫القصيرة‪ ،‬ووجدت في الكتب عن بعض القضاة أنه زوج صبية فبكت‪ ،‬فقال‬ ‫لهم‪ :‬أتوني بدمعها فاتوا منه إليهؤ فقال‪ :‬دمع السرور حلو ودمع الحزن‬ ‫مالح فلا عمل لبكانها لأنا نرى الصبية البكر إذا زفت إلى زوجها لا زالت‬ ‫نافرة عنه مستوحشة منه لا يؤنسها كثرة الرغانب‪ 0‬ولا يستعطفها له‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ ( :‬أن‪. ) ‎‬‬ ‫‪. ٥١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة يوسف‪‎‬‬ ‫جزيل المواهب حتى يفتضهاش فتأنس حيننذ من وحشتها وتميل إليه‬ ‫بكليتها ليس لذلك سبب غير الجماع ‪.‬‬ ‫وهذه الصبية إن جامعها زوجها فعليها الفسل على أكثر القول ‪.‬‬ ‫والبكر رضاها سكوتهاش والثيب تنطق وإذا سكتت ومكنت زوجها‬ ‫الإنكار‪.‬‬ ‫فهي على حال‬ ‫مع الدخول‬ ‫وغيرت‬ ‫فهي راضية ‪ .‬وأما إن سكتت‬ ‫وأما إن تزوجها على ما اتفقا عليه من الصداق فيأمر على ما اتفقا عليه‪.‬‬ ‫وإن اختلفا فحقها الوسط من حق عماتهاش‪ ،‬وإن عجز عن التسليم فيؤجل‬ ‫في كل مانة محمدية إلى ستة مانة محمدية بستة أشهر ولا زيادة في الذخذ‬ ‫بعد هذا‪ ،‬وأما الصبية إن زوجت ودخل عليها زوجها ورضيت بعد بلوغها‬ ‫تم نكاحها وإن غيرت من حين بلوغها وقد امتنعت عن الدخول عليه‬ ‫اختيارا من حين بلغت فلها الغير إن كانت يتيمة‪ ،‬وأما الذي زوجها أبوها‬ ‫فقيل فلا غيّر عليها‪ ،‬وأما أبو نبهان وقحول أهل العلم قالوا لها الغير ولها‬ ‫الصداق كاملا بدخول الرجل عليها‪ ،‬وإن كان ليس داخلا عليها فلا صداق‬ ‫ولا ميراث لها إن صح غيرها أو جبنت عن اليمين من بعد موته‘ وإن‬ ‫رضيت بعد الغير أن يردها! فعلى قول لا يجوز له{ وعلى قول يجوز له أن‬ ‫يتزوجها بنكاح جديد وبصداق ثان ‪.‬‬ ‫قال الشيخ ناصر بن أبي نبهان‪ :‬إذا لم ترض من حين بلوغها‬ ‫فلا يحتاج إلى تزويج جديد ما‬ ‫بالتنزويج ودامت على ذلك مدة ثم رضيت‬ ‫لم تنقض عدتها إذا كان قد دخل بها وإن كان لم يدخل بها فتجوز لهما ما‬ ‫لم تتزوج بغيره أو يحكم بتفريقهما حاكم عدل ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشهوات‬ ‫ما يحرك‬ ‫ثم قال ‪ :‬اعلمي أيتها الابنة فكثرة حديث النفس بالنكاح يهيج‬ ‫شهوة المرأة ويكثر حملها لا سيما إذا كانت في تمكين من خلوة وأمن من‬ ‫رقيب‘ ولبس الحرير للنساء يزيد في غلمة الرجل ويضعف نكاح الرجل‪،‬‬ ‫والنساء تغتلم في الصيف والرجال في الشتاء‪ ،‬وقراءة سورة يوسف‬ ‫تحرك شهوة النساء ومثله التبخر بالعود‪.‬‬ ‫وإن أخذت المرأة من ماء البصل المصفى مثقالين وجعلت عليه‬ ‫صفرة البيض وحركته على النار حتى ينضج وأكلته حرك شهوتها‪ ،‬وهذا‬ ‫الدواء يعمل للمرأة التي لا تريد الأزواج فمهما أكلته أرادت الزوج من‬ ‫يومها والمرأة التي ليس لها زوج كالبيت الذي ليس له باب يشد ويفتح‪.‬‬ ‫أو كالشجرة التي ليست لها ثمرة فلا فائدة في سكون البيت ولا ماتع‬ ‫يمنعه من الدخول‘ فاعوذ بالله من كل غلمة ليس لها عدة‪ .‬والويل لمن‬ ‫منع النساء عن الأزواج فقد لبس العار وما جوابه مع سؤال الجبار إلا‬ ‫دخول النار ‪ 3‬أعوذ بالله من النار والعار ومن عداوة الأهل والجار وغضب‬ ‫الجبار ‪.‬‬ ‫ثم قال لها‪ :‬حكي لي عن امرأة ذات حسن وجمال ومال فتعززت‬ ‫بالمهر على الرجال‪ ،‬فذهب شبابها وتزوجت في كهولتها‪ ،‬فلما دخل عليها‬ ‫زوجها وذاقت عسيلته قالت‪ :‬وآأسفاه على الشباب ذهب نصف عمري‬ ‫ليتني أمهرت نفسي وكنت روحي ومالي لبعلي‪ ،‬فتبا لكل امرأة لم تتزوج‬ ‫في شبابها‪ .‬وذهبت ثمرة بطنها ثم قالت شعرا ‪:‬‬ ‫النفس‬ ‫إلى‬ ‫أن مايل النفس‬ ‫النعس‬ ‫الأعين‬ ‫لحظات‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬خيير السى الكس‬ ‫رسانل‬ ‫صمها‬ ‫في‬ ‫العذبة‬ ‫والقبلة‬ ‫قال الفقير لله ‪ :‬لا يجوز للمرأة أن تعطي رجلا مالها ليتزوجها به‬ ‫ولكن يجوز أن يكتب صداقها ويكون دينا عليه؛ ويجوز أن ترخص نفسها‬ ‫إليه باقل الصداق في قول أربعة دراهم‪.‬‬ ‫ثم قال الوالد لابنته ‪ :‬ينبغي للمرأة أن تسرع في التزويج مهما‬ ‫صح لها في ساعتها ولا تنتظر إلى كثرة الخطاب ولا إلى بلوغ الأطفال۔‬ ‫إنها عورة وسترها ولباسها بعلها فكل من نظر إليها افتتن بها‪ .‬فإن‬ ‫سمحت للحرام نفسها فبنس بأفعالها ذهب الصلاح منها وظهر قبحها وقد‬ ‫ركبت فاحشة الذي نهى عنها ربها‪ .‬وإن قهرت نفسها عن الزنا وخافت‬ ‫العار بإظهار الولد فتصل معها امرأة وتزين لها السحق لأنه يكسر شهوة‬ ‫النفس وفيه ستر عن رجال الإنس فإن سمحت لها نفسها وكفت عورتها‬ ‫إلى من لا يحل لها فقد باءت بغضب من اللهؤ وقد سماه رسول الله (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) ‪ :‬زنا ؛ فكيف بامرأة حملت غلمة عدمت شافيها وإفراط‬ ‫شهوة لم تجد كافيها ‪ .‬فيحملها ذلك على الاستعجال ‪ 0‬وحك الأشفار‬ ‫بالأشفار؛ وتستمني بذلك وتشتفي بهذا وقد لزمت نفسها عن الزنا لسبب‬ ‫الحبل وأنفت العار‘ وطلبت السحق لكسر شهوتها أعوذ بالله من مكرها ‪.‬‬ ‫عمرها من‬ ‫فان سلمها مما ذكرناه فتأخذ المرأة حذرها طول‬ ‫اللواطة والقوادة‪ ،‬لأن القوادة تؤلف بين القلوب وتمازج بين النفوس‬ ‫وتجمع بين الأجناس تولد العشق بين الاثنين من قبل رأي العين بما تلقيه‬ ‫في المسامع من سحر الكلامؤ فهي كالشيطان تأتي كل نفس بما تعلم أنها‬ ‫تميل إليه‪ .‬وخص بهذا العجائز فإن كانت العجوز قد زنت في شبابها فهي‬ ‫الداهية التي لا تبقى ‪ 0‬والحية التي لا ترقى ‪.‬‬ ‫‪١ ٠٧‬‬ ‫وكثير من العجائز تقود على ابنتها ومن وليت أمرها من أهلها ‪0‬‬ ‫إما لرغب الاكتساب الخبيث {‪ ،‬وإما لغلبة الفساد الطبيعي { وقد يفسدهن‬ ‫على الأزواج ويكرههن على الفساد من غير احتياج ‪ 0‬لا سيما إذا كانت‬ ‫ذات جمال فتحب العجوز أن تباهي بها نظانرها من المتبرجات للفساد ‪9‬‬ ‫فالواجب على الرجل والمرأة الاحتراز عنهن لمن كان في العلم بأمرهن‬ ‫ومما ينبغي للمرأة أن تكون في أحسن أخلاقها كما حكي أن بنتا‬ ‫تزوجت برجل فلما أخذها عن أهلها وشيعتها أمها وخرجوا من الدار فحين‬ ‫أرادت أن ترجع عنها أمها قالت لها‪ :‬اعلمي يا ابنتي أنك قد خرجت من‬ ‫العش الذي درجت فيه‘ وسرت إلى فراش لم تعرفيهش وإلى قرين لم‬ ‫تألفيه؛‪ .‬فكوني له أمة يكن لكم عبدا‪ .‬وكوني له مهادا يكن لك عماداء‬ ‫وكوني له أرضا يكن لك سماء‘ ولا تلحفي به فيقلاك‪ ،‬ولا تنأاي عنه‬ ‫فينساك‪ ،‬فإن دنا فاقربي منه‘ؤ وإن نأى فابعدي عنه‘ واحفظي سمعه‬ ‫وبصره وشمه فلا يسمع منك إلا جميلا‪ .‬ولا ينظر إلا حسنا‪ ،‬ولا يشم إلا‬ ‫طيباؤ فإن أباك القائل لأمك ليلة الدخول عليها ‪:‬‬ ‫المغيب‬ ‫أين‬ ‫قإنك لا تدرين‬ ‫خذي العفو مني تستديمي مودتي‬ ‫ولا تنطقي في سورتي حين أغضب‬ ‫ولا تنقريني نقرة الدف مرة‬ ‫إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب‬ ‫فإني رأيت الحب في القلب والأذى‬ ‫وقد بالغت في النصيحة ‪.‬‬ ‫صفات المرأة الصالحة ‪:‬‬ ‫ثم قال الوالد لابنته ‪ :‬سأخبرك هذه الليلة بدلانل المرأة الصالحة‬ ‫وذلك حسنها وجمالها ؛ خوف الله وصلاتها بالليل وثقتها بالله على ما‬ ‫رزقها الله‪ .‬وبفعلها بأمر الله وهجرها المعاصي ‘ وعداوتها الشيطان‪.‬‬ ‫وطاعتها بعلها‪ .‬ويكون بيتها طاهراؤ وتياأس من المخلوقين في الضر‬ ‫والنفعؤ وتستعد للموت‘ وتكون ناظرة في عيبها‪ ،‬مفكرة في دينها‪ .‬خفي‬ ‫صوتهاا كثير صمتهاشؤ عفيفة طاهرة من الدنس والعبث‘ ورعة عن الخنا‬ ‫متكرمة عن الأذى‪ ،‬واسعة الصدر كثيرة الشكر نقية الجيب طاهرة من‬ ‫الانس والعيب‪ ،‬حليمة كريمة قليلة النزق‘ سهلة الخلق‘ؤ بريئة من‬ ‫الكذب‘ بعيدة من العجب قليلة الجهل‪ ،‬وثيقة رحيمة بالاهل‪ 0‬رقيقة للبعل‪.‬‬ ‫لا تسيء إليه‪ ،‬ولا تغتاظ عليه‘ وتكون حيث يكد‪ ،‬ولا تكلفه مالا يجد‪.‬‬ ‫تصفي له خدها‪ .‬وتخلص له ودهاؤ ولا ترفع إليه طرفهاء ولا ترفع صوتها‬ ‫عليه تلطفه بغاية الحب‘ وتؤتره على الأم والأاب‪ ،‬ولا تجفوه في سره‬ ‫ولا تقلاه في عسره‘ تلقى غيظه بحلم وصبر وتعاشره بود وشكر وتؤثر‬ ‫على هواها هواه‘ وعلى رضاها رضاه‪ ،‬إن أساء إليها غفرت‪ ،‬وإن آثر‬ ‫عليها صبرت تحب ولد زوجها ولو لم يكن منها‪ ،‬لا تكلفه ما لا يطيق‪.‬‬ ‫فهي في البيت كالاسطوانة المذهبة أو كصومعة الراهب‪ 0‬طوبى لمن‬ ‫رزقه الله مثل هذه المرأة‪.‬‬ ‫وقيل لعانشة رضي الله عنها‪ :‬أي النساء أفضل؟ قالت‪ :‬التي لا‬ ‫تعرف عيب المقال‪ ،‬ولا تهتدي لمكر الرجال‪ ،‬فارغة القلب إلا من الزينة‬ ‫لبعلها‘ وتغافي الصبابة عن أهلها‪.‬‬ ‫آداب معاشرة الزوج‪:‬‬ ‫ورو ى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬أنه قال ‪ "" :‬إن أبرك‬ ‫النساء أحسنهن وجوها ‪ 0‬وأرخصهن مهرا " ؛ والسُستحب من المرأة ‪:‬‬ ‫تهيج شهوتها إذا هيجت ‪ 0‬وتسكن إذا سكنت ؛ وقال علي بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫العفيفة في فرجهاؤ المغتلمة لزوجها‪ .‬ويستحب للمرأة خفة أعضائها عند‬ ‫الجماع ورشاقة‪ .‬كأنها بأدنى إشارة من الرجل حتى لا يكون عليه مؤونة‬ ‫في تقلبها كيف شاء على ما يحب عند الجماع ما لم تكن بلادتها طبعا‪.‬‬ ‫والمرأة أيضا تستخرج الرجل الغمرؤ وتهذب حركاتها‪ ،‬والنساء والرجال‬ ‫عند الجماع كالخيل والفرسان فمنهن الفارهة تحت الفارس الجيد بغير‬ ‫مشقة على أحدهما حتى إن الرجل إذا جامع أهله على إحدى جنبيه وأراد‬ ‫الانقلاب على الجنب الآخر أمكنهما الانقلاب جميعا وهما على حالهما من‬ ‫غير أن يخرج الإحليل من حر المرأة ولا يزول صدره عن صدرها ولا قمه‬ ‫عن فمها! ومن دقيق هذه الصنعة أن يكون عجز المرأة ورهز الرجل‬ ‫متطابقين كإيقاع الغنا ولا يخرج أحدهما عن الآخر ‪.‬‬ ‫وينبغي للمرأة أن تتغنج لبعلها عند الجماع وصفة الغنج هو‬ ‫الترقق والذبول وتغرق العيون وتمريض الجفون وإرخاء المفاصل من‬ ‫غير حركةا والتململ من غير انزعاج‘ والتوجع من غير ألم‘ وترخم‬ ‫الكلام عند مخاطبة الرجل لما يحب‘ وتارة تتألم منهؤ وتارة تستزيده‬ ‫بشجي صوتها‪ ،‬ورقيق نغمتها ‪ 0‬كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫النظر‬ ‫وموت‬ ‫الكلام‬ ‫حياة‬ ‫الجماع‬ ‫عند‬ ‫منك‬ ‫ويعجبني‬ ‫والإحليل في ذلك بخبر دقيق وتنهد رقيق‪ 0‬وعضة في إثر قبلة‪ ،‬أو‬ ‫ذلك كله مما يقوي شهوة الرجل‬ ‫قبلة في إثر عضة منه أو منها‘ فإن‬ ‫‪١١٠٠‬‬ ‫ويحنه على المعاودة ‪ .‬لا سيما إن اطرحت الحيا ‪ 0‬واستعملت الخلاعة ‪.‬‬ ‫وذلك المعدود من صفاتهن المُستحسنة ‪ ,‬وقد روي عن النبي (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ‪ 0‬أنه قال ‪ :‬ا" خير نسانكم التي إذا خلعت ثوبها خلعت معه‬ ‫الحياء } وإذا لبسته لبست معه الحياء "" ‪ 0‬يعني ‪ :‬مع زوجها ‪.‬‬ ‫النغمة‬ ‫اللسان‪ 0.‬وحسن‬ ‫فصاحة‬ ‫قال الوالد لابنته ‪ :‬ويستحب‬ ‫ورخاوة الصوت‘ فحسن الكلام و عذوبته من أقوى دواعي العشق وأسلب‬ ‫لقلب المستمع‘ ورب قبيحة عشقت لحسن كلامها‪ .‬ومليحة تركت‬ ‫لرداءته‘ وربما سبق حسن النعمة إذا سمع فعشق قبل الرؤية ‪ .‬ولقد‬ ‫أحسن بشار في قوله ‪:‬‬ ‫والأذن تعشق قبل العين أحيانا‬ ‫يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة‬ ‫ولغيره ‪:‬‬ ‫سحرا‬ ‫منه‬ ‫ينفث‬ ‫هاروت‬ ‫لسنها‬ ‫تحت‬ ‫وكأن‬ ‫قال ‪ :‬ويستحب أن يكون في المرأة سواد أربعةؤ وبياض أربعة‬ ‫وحمرة أربعةؤ وتدوير أربعة وطول أربعة‘ ووسع أربعة‪ .‬وضيق أربعة‪.‬‬ ‫وصغر أربعةش وطيب أربعة‪ :‬فأما السواد فسواد شعرها وسواد عينيها‬ ‫وسواد حاجبيها وسواد ناظريهاش وأما البياض فبياض لونها وبياض‬ ‫عينها وبياض أسنانها وبياض إبطيها‪ ،‬وأما الحمرة فحمرة لسانها وحمرة‬ ‫شفتيها وحمرة وجنتيها وحمرة لنتهاؤ وأما التدوير قتدوير الوجه وتدوير‬ ‫العينين وتدوير الكعبين وتدوير الكفين ‪.‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫وأما الطول فطول العنق وطول الشعر وطول الحاجبين وطول‬ ‫الأصابع وأما الواسع فوسع الجبهة ووسع العينين ووسع الصدر ووسع‬ ‫الوركين‪ ،‬وأما الضيق فضيق المنخر وضيق الأذنين وضيق السرة وضيق‬ ‫الفرج‪ ،‬وأما الصغر فصغر الفم وصغر الثديين وصغر الكعبين وصغر‬ ‫القدمينؤ وأما الطيب فطيب الأنف وطيب الفم وطيب الإبط وطيب الفرج‪.‬‬ ‫والناس في اختيار الألوان مختلفون فمن الناس من تختار البياض بصفرة‬ ‫وهذا هو الاحسن كما قال الشاعر‪:‬‬ ‫غذاها نمير الماء غير مخلل‬ ‫كبكر المقانات البياض بصفرة‬ ‫منارة ممسى راهب متبتل‬ ‫تضيع الظلام بالعثساء كأنها‬ ‫إذا ما اسبكرت بين درع ومجول‬ ‫إلى مثلها يرقى الحليم صبابة‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬إن البياض بالحمرة في الرجال أحسن والبياض‬ ‫بالصفرة للنساء أحسن‘ ومنهم من يختار البياض المشوب بحمرة وهو‬ ‫أحسنها وأبهرها للعين؛ وحسن اللون مع نعومة الجسم من أعظم دواعي‬ ‫الشهوة لمضاجعة المرأة واعتناقها إذا كان مشربا بالحمرة‪ .‬ومنهم من‬ ‫يختار السحم وهو السواد ويفضلهن ويمدحهنؤ وليس المختار منهن‬ ‫الحمرة والإجماع على كراهتهن‪ .‬وهو لون أشد حمرة من الشقرة تعلوه‬ ‫كدره ولا يكاد البياض يظهر فيه وأقبح منه البياض الذي لا يخالطه حمرة‬ ‫ولا نور له يشبه بياض الجص ويكون شعر صاحبه شبيها بالرماد‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ويستحب البضة الناعمة ‪ .‬الرقيقة البشر ‪ ،‬الدقيقة العظام‬ ‫الناعمة اللينة العصب ‘ الممتلئة الجسم الطويلة الخلق ‪ 0‬معتدلة القدمين‬ ‫بين الطول والقصر ‘ اللطيفة القدمين ونعومة ظاهرهما ‪ 0‬وقد كثر‬ ‫الوصف من الناس وتقاصرت عن الإطالة لضيق الكتاب ‪.‬‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫م قال الوالد لابنته ‪ :‬اعلمي بأني أخبرك عن روايات الرسول‬ ‫(صلى الله عليه وسلم) وصحابته وزوجاته في ذكر النساء والرجال ‪.‬‬ ‫فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬يتزوج الرجل لثلاث ‪:‬‬ ‫للمال والجمال والدين ‪ 0‬فعليكم بذات الدين " ‪ 0‬ويروى عن عائشة أم‬ ‫المؤمنين (رضي الله عنها) ‪ 0‬قالت ‪ :‬عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫أنه قال ‪ " :‬أيما رجل أخذ بيد امرأته يريد منها شيئا ‪ .‬إلآ كتب الله له‬ ‫عشر حسنات ‪ ،‬فإن عانقها كتب الله له عشرين حسنة ‪ ،‬فإن قبلها كتب الله‬ ‫له مانة وعشرين حسنة ‪ .‬فإن قضى منها حاجة ومضى في غسله لم‬ ‫يمس من شعر جسده ‪ .‬إلآ كتب النه له بكل شعرة حسنة ‪ 0‬وتمحى عنه بكل‬ ‫شعرة سيئة } ويقول الله تبارك وتعالى ‪ :‬انظروا إلى عبدي ‪ ،‬قام هذه‬ ‫الليلة القراء إلى ربه ‘} اشهدوا أني قد غفرت له "" ‪.‬‬ ‫وێروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬أنه قال ‪ " :‬خير‬ ‫النساء من أمتي خيرهن لذأهلهن يرفع الله لكل امرأة منهن كل يوم وليلة‬ ‫أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله صابرين محتسبين‪ 0‬ولفضل إحداهن‬ ‫على الحور كفضل محمد (صلى الله عليه وسلم) على أدنى رجل منكم‪.‬‬ ‫وخير النساء من أمتي من تأتي مسرة زوجها في كل شيء يهواه ما خلا‬ ‫المعصية لله‘ وخير الرجال من أمتي من يلطف باهله لطف الوالدة بولدها‬ ‫يكتب لكل رجل منهم في كل يوم وليلة أجر مائة شهيد قتلوا في سبيل الله‬ ‫صابرين محتسبين ؛ فقال غمر(رضي الله عنه) ‪ :‬يا رسول الله كيف يكون‬ ‫للمرأة أجر ألف شهيد وللرجل أجر مانة شهيد ؟ قال رسول الله (صلى الله‬ ‫‪ :‬أو ما علمت أن المرأة أ عظم أجرأ من الرجل وأفضل وأن‬ ‫عليه وسلم)‬ ‫الله يرفع الرجل درجات برضى زوجته في الدنيا ودعانها له{ أو ما علمت‬ ‫‪١١٢٣‬‬ ‫أن أعظم وزر بعد الشرك بالله المرأة إذا عصت زوجها "" ‪.‬‬ ‫وإنما أراد بهذا على معنى المبالغة في الترغيب لا على معنى‬ ‫الحكم ؛ وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬إذا صلت المرأة‬ ‫خمسها ‘ وصامت شهرها { وأحصنت فرجها ‪ 0‬وأطاعت زوجها { فلتدخل‬ ‫الجنة من أي باب شاءت "" ‪.‬‬ ‫قال سفيان ‪ :‬أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬فقالت ‪:‬‬ ‫أنا وافدة النساء إليك وليس عليك وإن الله تعالى خصكم معاشر الرجال‬ ‫بالجماعات والجمعة وتشييع الجنانز وعيادة المريض وأفضل من ذلك حج‬ ‫البيت والجهاد في سبيل الله وجعلنا محظورات مقصورات‪ ،‬وجعلنا نقبض‬ ‫شهواتكم وقواعد بيوتكم حمالات أولادكم‪ ،‬فإذا خرج منكم خارج أو غازي‬ ‫أو معتمر أو مرابط حملنا لكم طعامكمش وحفظنا لكم أموالكم وربينا لكم‬ ‫اولادكم وغزلنا لكم ثيابكم أفما نشارككم يا رسول النه في أجوركم ؟ قال ‪:‬‬ ‫فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬وقال ‪ :‬ما ظننت أن امرأة تبلغ هذاء‬ ‫ثم أقبل عليها فقال ‪ :‬اسمعي أيتها المرأة } وابلغي من خلفك من النساء ‏‪٠‬‬ ‫أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ‘ واتباعها موافقته ‪ .‬وطلبها مسرته ‪.‬‬ ‫يعدل ذلك كله ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فانصرفت تهلل وتكبر استبشارا بما قال لها رسول الله (صلى‬ ‫ا له عليه وسلم) ؛ ويروى عن عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) ‪.‬‬ ‫قالت ‪ :‬إذا تفاخرت الحور العين قلن ‪ :‬نحن أفخر منكن ‪ 0‬نحن الموحدات ‏‪٥‬‬ ‫ونحن المتطهرات وأنتن لا تطهرتن‘ ونحن المتوضيات وأنتن لا توضيتن۔‬ ‫ونحن المصليات وأنتن لا صليتن ‪ 0‬ونحن الصائمات وأنتن لا صمتن ‪.‬‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫ونحن المتزوجات وأنتن لا تزوجتن ‪ 0‬قال ‪ :‬فغلبن النساء الحور العين ؛‬ ‫وقد مدحهن مولاهن وقال ‪ « :‬مسلمات مُؤمتات قانئات تانبات عابدات‬ ‫مناخات ثبات وابارا » () ‪ .‬وقال في آية أخرى ‪ « :‬إن الشنيمين‬ ‫والللمات والمؤمنين والمُوامنات والقانتين والقانئات والصادقين‬ ‫والصادقات وَالصَابرين والصًابرَات وَالقاشيعين وَالقاشبغات وَالمُتصَدقين‬ ‫والمْتصنذقات وَالصانمين وَالصَانمات والحَافظين فُرُوجَهُم وَالحافظات‬ ‫والذاكرين اللة كَثِيرًا والذاكرات أعة الله لهم مغفرة وَأجْرًا عَظيمًا » (<") ‪.‬‬ ‫وينبغي للمرأة أن تتعلم سورة النور ‪ .‬وهي سورة أنزلناهاء‬ ‫لتعرف ما يجب عليها في أمر دينها ‪ 0‬وما عليها من الحق لزوجها ‪ }.‬وقال‬ ‫رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ "" :‬لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد‬ ‫لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها "" ‪.‬‬ ‫قالت ربيعة العطار ‪ :‬حج نسوة منا فلقيتهن عائشة أم المؤمنين‬ ‫فسالتهن وقالت‪ :‬ألكن أزواج؟ فقلن‪ :‬نعم‪ .‬فقالت‪ :‬لو تعلمن بحق أزواجكن‬ ‫عليكن لجعلت المرأة تمسح الغبار من قدم زوجها ولو بحر وجهها‪ ،‬ويجب‬ ‫على المرأة طاعة زوجها في جميع ما يأمرها به ما لم يكن معصية‪ .‬ولا‬ ‫يجوز عصيانه ولا تخرج من بيته إلا من عذر‪.‬‬ ‫وروى عن زيد بن ثابت ‪ :‬قال أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬قال‬ ‫لابنته ‪ " :‬إني لأبغقض المرأة تشكو زوجها "" ؛ وابن عمر كان يقول ‪ :‬لا‬ ‫ينظر الله إلى امرأة يوم القيامة التي تشكو زوجها ولا تستغني عنه تقول‬ ‫ما تشكر ما يواليها من المعروف ولا تستغني عن ذلك بالمعروف؛ ثم قال‬ ‫(‪ )١‬سورة التحريم‪. ٥ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الأحزاب‪. ٣٥ : ‎‬‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫الله تعالى ‪ « :‬وللرجال عنهن درجة » () { قال ‪ :‬كعب كان يقول ‪ :‬أول ما‬ ‫تسأل عنه المرأة يوم القيامة عن صلاتها وصيامها ثم عن حق زوجها‬ ‫وروي أن امرأة جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ‘ فقالت ‪ :‬يا‬ ‫رسول الله ‪ 0‬إني امرأة كثيرة الخطاب‘ وقد رغب في الرجال وقد جنتك‬ ‫أسألك عن حق الزوج على الزوجة‪ ،‬فقال رسول الله (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) ‪ :‬فإذا دعاك فاجيبيه في أول دعوة فإن أخرتيه حتى يدعوك تانية‬ ‫أحبط الله عنك أجر سبعين صلاة‪ .‬فقالت‪ :‬يا رسول‪ .‬الله فهل غير هذا؟‬ ‫فقال‪ :‬نعم أيما امرأة تعمل عملا بغير أمره فتقسمه لزوجها فلم تبر قسمه‬ ‫لم يؤذن لها عند الله يوم القيامة مثقال ذرة‪ .‬قالت‪ :‬يا رسول الله فهل غير‬ ‫هذا؟ قال‪ :‬ما من امرأة تخرج من بيت زوجها بغير إذن زوجها إلا كتب الله‬ ‫لها بعدد الذر والشجر وكل خطوة تخطوها سينات وتمحى عنها حسنات‬ ‫بعدد ذلك‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول الله فهل غير هذا؟ قال‪ :‬نعم ما من امرأة تسيء‬ ‫النظر إلى زوجها إلا بعثت يوم القيامة ممسوخة الرأس ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا رسول‬ ‫الله ‪ 0‬فهل غير هذا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ 0‬ما من امرأة تؤذي زوجها بلسانها إلا‬ ‫جعل الله لسانها يوم القيامة طول سبعين ذراعا ثم تعقد في عنقها ويتوقد‬ ‫يوم القيامة نارا تحرق وجهها ؛ قال‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬فهل غير هذا ؟ قال ‪:‬‬ ‫" نعم ‪ 0‬ما من امرأة تصدقت من بيت زوجها من غير نظره { إل كتب الله‬ ‫أجر تلك الصدقة لزوجها ‪ ،‬وكتب عليها وزرا " ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬فقالت ‪ :‬يا‬ ‫أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه وسلم)‬ ‫وروي‬ ‫رسول الله ‪ 0‬إن زوجي يمنعني أن أزور والدي ؛ فقال رسول الله ‪ :‬لا‬ ‫تزوريه إلا برأيه ؛ ثم أتت فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬إن والدي مريض‬ ‫‪. ٢٢٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫فمنعني أن أعوده ؛ فقال رسول الله ‪ :‬لا تعوديه إلا برأيه ؛ ثم أتته ثالثة‬ ‫فقالت ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬إن والدي هلك ولم يدعني أن أشيع جنازته ؛ فقال‬ ‫رسول الله ‪ :‬لا تشيعي جنازته إلا برأيه " ‪.‬‬ ‫وروى عن الصحابة ‪ 0‬عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ ،‬أنه‬ ‫قال ‪ " :‬أيما امرأة عصت زوجها طرفة عين فهي في سخط الله إلا أن‬ ‫تتوب وترجع "'؛ وعن شريح بن يونس قال ‪ :‬حدثنا علي بن ثابت ‘؛ عن‬ ‫جعفر بن ميسرة ‪ .‬عن أبيه ‪ .‬عن ابن عمر ‪ 0‬قال رسول الله (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ‪ " :‬لعن الله المسوفات‘ قيل‪ :‬وما المسوفات؟ قال‪ :‬الرجل‬ ‫يدعو امراته إلى فراشه فتقول سوف وسوف حتى تغلبه عيناه فينام "" ‪.‬‬ ‫قيل‪ :‬وينبغي للمرأة أن تعرض نفسها على زوجها‪ ،‬قيل‪ :‬وكيف‬ ‫تعرض المرأة نفسها؟ قال‪ :‬إذا نزعت ثيابها ودخلت في فراشه تلزق‬ ‫جلدها بجلده‪.‬‬ ‫والمرأة إذا احتملت برجل ينبغي لها أن تصبر لعيوب الرجال لأن‬ ‫القليل من الناس من لا عيب فيه‘ قإن تزوجت صبيا أو كهلا أو شيخا أو‬ ‫أميرا أو غنيا أو فقيرا أو سقيم أو كان معه نساء أو أولاد أو كان حرا أو‬ ‫عبدا فلتصبر على البلاء ولها الأجر على صبرها وما شدة إلا لها فرج‪.‬‬ ‫ولا تدري بالثاني أنه أضعف منزلة‪ .‬وقد رأيت كثيرا من الناس مع التبديل‬ ‫يصح عليهم الذل والنكال من النساء والرجال فاختيار الخيار أحسن من‬ ‫اختيار الأبرار والأشرار لأنه يحكى عن امرأة كانت عند رجل موسر‬ ‫ضعيف الباءة كثير الجاه وتشكو المرأة منه مع الحاضرين والبداة‘ فلما‬ ‫علم الرجل بأمرها طلقها فأخذها رجل قوي الباءة فسرها لما هيج غلمتها‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫وكسر لها شهوتهاء‪ ،‬فبعد ذلك نزلت في بلدهم المصانب وذهبت عليهم‬ ‫الأموال‪ .‬وجعل زوجها في الأنكال والأاغلال‪ ،‬وبقيت المرأة في أسوأ حال‪،‬‬ ‫ثم أقبلت إلى مطلقها تسأله لستر عورتها ثيابا وطعاما لإحياء جسمها‪.‬‬ ‫فانظروا أن الصبر أولى عن مطاوعة النفس والهوى‪.‬‬ ‫ومما يكره من المرأة التي تعلو صوتها بالنخير والشهيق تطبعاً من‬ ‫غير طبع وتصنعا من غير صنعة وتكلفا من غير استحسان؛ فهي تقلب‬ ‫القلب وتنفر الشهوة فهم ناكحها بالمفارقة لها والخلاص منها‪ ،‬وكثير من‬ ‫النساء من تستعمل السكوت عند الجماع لكن مع رشاقة الحركة وإظهار‬ ‫القبول للجماع‘ وضم الرجل إليها وتقبيله مرة بعد مرة‘؛ ومساعدته‬ ‫بالجماع فهذه صفة غير مكروهة ولا سيما للمتعاشقين‘؛ ومن يخشى‬ ‫الرقيب‪ ،‬ويكره المتمنعة على الرجل عند مطالبته إياها بالنكاح‘ وكثير‬ ‫منهن من تفعل ذلك تعمد وقصدا أنه يزيدها حظوة عند الرجل وتقوي‬ ‫شهوته لها؛ وذلك من فساد عقلها لأن المرأة متى فعلت ذلك مع الرجل‬ ‫نفرت شهوته منهاؤ ولا تنبسط نفسه إليهاى وربما ورث ذلك التهاجر‬ ‫والبغضاء بينهما ولا سيما إن كان ذلك دانما‪.‬‬ ‫وتكره المرأة المستغلمة التي لا تشبع من الجماع ولا تنتظر وقته‪.‬‬ ‫فاحسن أحواله أن تصادف من به داء الانتصاب فلا فرق بينهما إلا موت‬ ‫أحدهماؤ ويكره منهن نتن الفروج ورطوبتها وبرودتها وخشونة مداخلها‬ ‫ووسع مسالكها وصغر حجمها واندخاسها إلى داخل الفخذين؛ ويكره إن‬ ‫أبطأ شعر العانة عن الحلق والإبطين‪ ،‬وينبغي لها أن تنتفه أو تحلق‬ ‫بالنورة إلى عشرين يوما‪ ،‬وصفة الحلق يؤخذ أربعة أسهم نورة‪ ،‬وسهم‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫زرنيخ يدق ناعما ثم يجعل عليه ماء ويجعل على النار حتى يغلظ أو في‬ ‫الشمس في قوة الحر ثم يجعل فوق الشعر ويصبر قليلا وينظره إلى قلع‬ ‫الشعر ثم يفركه بيده قريبا من الماء ومخافة أن تاكله النورة ثم يغسله‬ ‫بالماء هذا عمله للنساء والرجال‪.‬‬ ‫ما يكره من المرأة ودواء ذلك ‪:‬‬ ‫ويكره من المرأة نتن القم والأنف والإبطين وإدرار اللبن من‬ ‫الثديين وانحدارهما‪.‬‬ ‫ومما ينفع عن انحدار الثدي دم الضفدع إذا طلي به ثدي المرأة‬ ‫البكر حفظ قوته ونفع من السقوط وإذا سحق بنت الذهب وخلط به ورد‬ ‫وطلي به ثدي المرأة قطع اللبن منه‪ ،‬وإذا سحق الشب بالخل وطلي به‬ ‫الإبطين ذهب نتن الصنان منهما‪.‬‬ ‫ولنتن الأنف يؤخذ قسط وفلفل وبذر الحرمل أجزاء سواء يدق وينخل‬ ‫وينفخ في الأنف‘ ولنتن الأنف يؤخذ مر وقافياطيا وحماما من كل واحد‬ ‫درهم يسحق ويخلط بعسل نحل قد غليؤ ويؤمر صاحب العلة أن يلصق‬ ‫شينا بحجاب الأنف الذي في وسطها نافع إن شاء الله تعالى وقد جربناه‬ ‫فحمدناه ووجدناه جيدا‪.‬‬ ‫ولنتن الفم يؤخذ الثوم والقرنفل يسحقان ناعما ويعجنان بعسل‬ ‫ويستعملان قبل أن يأكل الطعام بالصبح وعند النوم‪ ،‬ويداوم على ذلك فإنه‬ ‫يقطع البخر ويقلب الرانحة‘ صحيح مجرب‪.‬‬ ‫ولقطع الرطوبات السائلة من الرحم قشور الكندر وهو اللبان‬ ‫‪١١١٩‬‬ ‫وقشور الرمان وكمون وهو القزح أجزاء سواء يدق وينخل ويعجن بماء‬ ‫الآس وهو الياس وهو من الروائح ويضمد به الظهر والعانة‪.‬‬ ‫ولتضييق الرحم يؤخذ من قشور شجرة الصنوبر وهو الزام مدقوقا‬ ‫أربعة أجزاء وآسا مدقوقا جزئين وسعد مدقوق جزنين يدق ويسحق كله‬ ‫طيب الرائحة وتبل فيه خرقة كتان‬ ‫عفص‬ ‫عليه مطبوخ‬ ‫ناعما ويصب‬ ‫وترفعها في إناء زجاج‪ ،‬وعند الحاجة إليه تأمر تمسك واحدة قبل الجماع‬ ‫عند الجماع وكذلك الثلج كذلك وجدته في كتب الطب‬ ‫بساعة ثم تطرحها‬ ‫وكل ما ذكرته في الكتاب فإني وجدته في كتب أهل العلم‪.‬‬ ‫وللرحم إذا كان منتنا ويصير الواسعة ضيقة ‪ 0‬وإن كان رطبة أو‬ ‫باردة يؤخذ جير غير مثقوب أربعة دراهم وسكا وقفاح الأذخررهي اللوبيا)‬ ‫وسنبل وهي قضيمة النجارة من كل واحد وزن درهم يدق ويعجن بماء‬ ‫الآس أو يشرب وينخل فإنه جيد‪.‬‬ ‫الأدوية التى تعالج بها المرأ ة التي لا تحمل ‪:‬‬ ‫وإن كانت المرأة لم تحمل وأرادت أن تحبل فلتأخذ على بركة الله تعالى‬ ‫جاورش وجوز وعاقرقرحا يعمل بالسوية ويدق ناعما وينخل ويخلط‬ ‫بدهن الزنبق ويطلى على الذكر ويجامع المرأة ومن بعد المجامعة بتلاثة‬ ‫أيام أو بسبعة أيام تحبل بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫أيضا إذا كانت المرأة لم تحبل يكون من برودة رحمها خصوصا إذا‬ ‫كانت المرأة كبيرة يؤخذ لها هذه الأدوية وتاكل منها ترجع شابة‪ .‬وإن أكل‬ ‫من هذه الأدوية رجل كبير يرجع شابا في القوة‪.‬‬ ‫‪١ ٢٠‬‬ ‫وهذه صفتها‪ :‬يؤخذ حليب البقر خمسة أرطال ورطل فوم ويطرح‬ ‫الفوم بعد تقشيره في الحليب ويغلى على النار غليا جيدا حتى تدخل‬ ‫خاصية الثوم في الحليب ويتهرى‪ ،‬ثم ينزل ويصفى ثم يؤخذ الحليب‬ ‫المصفى ويطرح في المقدار ويضاف إليه سمن البقر وزن من وعسل‬ ‫النحل وزن من وبذور الفجل والشونيز(الحبة السوداعء) وبذر الكراث وبذر‬ ‫الجزر من كل واحد عشرين درهما تدق جميع الأدوية وتطرح في تلك‬ ‫القدر التي فيها الحليب المصفى ويخلط على النارث ويكون الوقيد قليلا‬ ‫قليلا حتى ينضج ويصير مثل الحلوى‘ وينزل من القدر عن النار ويبرد‬ ‫ويجعل جميع الذدوية في قارورة ويؤكل في الصباح بمقدار الجوزاء وفي‬ ‫المساء كذلك‘ نافع ‪.‬‬ ‫وفي صفة أخرى للتي لا تحمل يؤخذ ورق عنب الخخضر ويعصر‬ ‫ماؤه قدر نصف أوقية‪ .‬ثم يؤخذ سمن بقر خالص قدر أوقية وعسل النحل‬ ‫قدر ثلاث أواق للشابة وللكبيرة أربع أواق©ؤ ثم يغلى حتى يفور ثم يوضع‬ ‫فيه العسل‘ ثم ماء العنب وتشربه المرأة على الريق ‪ 0‬ويمسح لها من‬ ‫تحت السرة ومن فوق السرة ثم تشرب الدواء بعد غسلها من الحيض‬ ‫ثلانة أيام ثم يجامعها زوجها تحمل بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫وفي نزف الدم على الحمل يؤخذ قشور الرمان والحبر والطراثيث‬ ‫من كل واحد جزء يدق ويعجن بماء الآس ويتخذ في صوفة وتحمله المرأة‬ ‫ينفعها ذلك‪.‬‬ ‫الادوية التى يعالج بها لإسقاط الجنين وإدرار الحيض وقطعه ‪:‬‬ ‫وإذا عسر على المرأة الولد وكان ميتا يؤخذ لها روث البقر‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫ويدخن به تحتها‪ ،‬وإذا مات الولد في بطن أمه يؤخذ له بذر جزر الدبسي‬ ‫ويدخن به المرأة فيسقط الولد الميت من بطن أمه بإذن الله تعالى ‪.‬‬ ‫ولتسهيل الولادة يمرخ أسفل البطن والظهر بالحل‘ وإن شربت‬ ‫كيسين سمن وكيس سكر سهل عليها ولادتها‪ ،‬وإن أخذ وزن ثلاتة دراهم‬ ‫خيلة ودرهم ونصف فلفل ويوضع الجميع في ماء حار وتشربه المرأة‪.‬‬ ‫ومن مسهلات الولادة تكتب الفاتحة وإذا السماء انشقت إلى قوله وتخلت‬ ‫ويعلق على فخدها الأيسر ويفك عند الوضع‪.‬‬ ‫الطرفاء‬ ‫وإذا كثر على المرأة دم الحيض تسقى من ماء شجرة‬ ‫أوقيتين وتسقى من ماء ورق العوسج وتمره وهو القصد‪ ،‬فإنه جيد‪ ،‬وإن‬ ‫شربت من ماء النيل قإنه يقطعه‪ .‬وإن أخذت المرأة الآصف والرامك‬ ‫والحبر ومن أطراف الآس الرطب يدق ويعصر ماؤه وتبل فيه صوفة ثم‬ ‫تحملها المرأة تفعل ذلك كل يوم مرتين وعند النوم‪.‬‬ ‫وإذا كانت المرأة لا تحيض يؤخذ لها ماء الخثتف وزن درهمين‬ ‫ودهن اللوز كيس‘ يؤخذ الجميع ويخلط على النار حتى يحمى ويؤكل في‬ ‫كل ساعة‪ ،‬فإن الحيض ينطلق ‪ 8‬فإن لم يكن دهن اللوز بدهن الزيت‪.‬‬ ‫أحكام الحيض وحقوق الزوج ‪:‬‬ ‫وصفة الحيض أن يكون الدم سائلا أو فانضا من الفرج ويكون‬ ‫غليظا أسودا أو أحمرا منتن الرانحة‪ ،‬فإذا خرج من فرج المرأة الدم على‬ ‫هذه الصفة وأقام بها ثلاثة أيام فصاعدا فهو حيض‘ وتمنع زوجها عن‬ ‫جماعها مهما رأته لأن جماع الحانض على العمد حرام‪ ،‬وفي الخطا فلا‬ ‫تحرم؛ ومهما علم أو بان له نزع من ساعته عن جماعها‪.‬‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫وصفة الطهر منه خروج شيء أبيض مثل الماء الغليظ أو انقطع‬ ‫عنها انقطاعا لا يبقى له أثر‪ .‬فإذا طهرت المرأة فتغتسل بالماء والخطمي‬ ‫وتدخل أصبعها في قبلها إلا البكر فقد جاء فيه الاختلاف عند المسلمين‪.‬‬ ‫فإذا اغتسلت وحضرت الصلاة أو كان لزمها الصيام فإنها تصلي وتصوم‪.‬‬ ‫وإن نزل بها الدم في وقت صلاة ولم تصلها هي فتبدلها إذا طهرت‘ وإن‬ ‫طهرت في وقت صلاة وتأنت عن الطهر أو كأنها تغتسل وفات وقتها‬ ‫فتبدلها وكذلك صيامها عليها بدل اليوم الذي بها واليوم الذي طهرت فيها‬ ‫وجائز لزوجها جماعها بعد الطهر إذا لم تكن لها عادة تابتةإ أو كانت‬ ‫صائمة فرض أو بدل فرض أو كفارة لزمتها أو بإذنه صامت نفلا فهذا لا‬ ‫يجوز أن تجبرها إلى الجماع‘ وكذلك النفساء لا يقربها زوجها دون‬ ‫الأربعين مخافة أن يراجعها الدم إلا إذا كانت لها عادة سبقت في طهرها‬ ‫أقل من أربعين يوماً‘ وجامعها في طهرها فلا بأس عليه‪.‬‬ ‫ولو راجعها الدم قبل أن تمضي أربعين يوما فلا تحرم عليه‪ .‬ولكن‬ ‫في القابل لا يجامعها إن راجعها الدم حتى تمضي عليها أربعين يوما‬ ‫والمستحاضة جائز جماعها بعد الاتضاح له وكذلك لا تترك الصلاة ولا‬ ‫الصيام ولا القيام‪.‬‬ ‫ولا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إذا منعها لا لعيادة‬ ‫مريض ولا تعزية أناس في ميت لهم ولا لزيارة أرحام ولا لقدوم مسافر‬ ‫ولا تطعم أحدا من ماله ولا تعصيه في نفسها إلا من عذر تأتيه إليه‪.‬‬ ‫ومن حسن الأخلاق لها أن تتعرض له باللباس والطيب والحلي‬ ‫ولطف الكلام وتبدأه بالمساء والصباح ()‪ .‬وتكف عنه أذاها بلسانها وأن‬ ‫(‪ )١‬اي ‪ :‬تبتدأه بالتحية في المساء والصباح‪. ‎‬‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫لا تكافنه بما فعل فيها إن كان أساء إليها بشيء تصبر على ذلك لتلحق‬ ‫أجر الصابرين عند الله تعالى‪ ،‬وأن تعاشره بالرفق‪ ،‬ولا تكلفه ما لا يقدر‬ ‫عليهؤ وتخدمه إن قدرت على خدمة أبويه ولو لم يجب عليها‪ ،‬وأن تخدم‬ ‫ما كان في البيت من طحن الحب والخبز وسقي الدواب وعمل جميع‬ ‫الاطعمة لها وله ولمن دخل عليهما من صديق أو رحم أو ضيف©“ وكذلك‬ ‫غزل الكسوة له إن جاءها بقطن من عنده‘ وكذلك تقريب الطعام والشراب‬ ‫إليه‪ .‬وحط الفراش عند النومؤ وأن لا تنام إلا في فراشه إلا أن يرضى هو‬ ‫لها وتجعل نفسها له كالطعام المهيء له متى ما أراد أكل منه وإن لم يرد‬ ‫ذلك فلا تكليف عليهؤ وتفضله على نفسها‪ ،‬وتتابع محابه في كل شيء من‬ ‫معاشرتها إذا كان فاضلا إلا ما كان من محابه خارجا من طاعة الله فلا‬ ‫تطعه في ذلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪.‬‬ ‫وفي وصية لبعض الأعراب لابنته عند زفافها إلى زوجها قال‪ :‬يا‬ ‫بنيتي ليكن أكثر طيبك الماء{ يريد كثرة الاغتسال‪ ،‬ولبعض الذجسام رانحة‬ ‫أطيب من الطيب‘ وبعضها لا طيب فيه‘ والتبخر بالعود الرطب يزيد في‬ ‫غلمة الرجال دون سائر الأطياب‘ وفي بعض كتب الطب وتطيب المرأة لا‬ ‫يتطيب الرجل فإن الطيب مقطعة من النكاح‘ وطيب النساء ما ظهر لونه‬ ‫وطيب الرجال ما خفيا إلا إذا كان بان لهم ضرر في أجسامهم فحسن ما‬ ‫طهر لونه‪ .‬والاغتسال بالماء البارد يقوي الجماع ويحبس الشيب والماء‬ ‫الحار يعجله‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫ولا يجوز للرجل أن يجبر المرأة على أن تنتقل معه حيث أراد من‬ ‫البلدان إلا في موضع يلزمها ذلك ولا يلزمها إلا أن يكون عدلا أو يكون‬ ‫البلد فيها فاضل قائم بالعدل مالك لأذمرها فعلى هذا يلزمها‪.‬‬ ‫‪١٢٤‬‬ ‫وقال الوالد لابنته ‪ : :‬وعليك السؤال بما يلزمك في أمر دينك ‪ 0‬وبما‬ ‫لك وبما عليك من اللازم لبعلك ‪ .‬ولا يدخلك الخجل مع [ هل العلم ‏‪٠0‬فكل‬ ‫عبد الله بن غمر بن زياد‬ ‫سانل مجتهد سالم ‪ 0‬واستمعي لقول الشيخ‬ ‫الشنقصي البهلوي الغماني ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫سحا على وجنتيها الدمع منهطل‬ ‫خود أتت منزلي والعين تنهمل‬ ‫أو أنه برد أو لؤلؤ خضل‬ ‫خلال المزن مندرج‬ ‫كأنه من‬ ‫كأن أخمصها بالشوك منتعل‬ ‫عنقاء لفاء مصقول عوارضها‬ ‫يمشينها وعليها الحلي والحلل‬ ‫في نسوة أقبلت مع ذاك تؤنسها‬ ‫وجه كبدر الدجى بالنور مشتعل‬ ‫تميس ميسا على حسن الشباب لها‬ ‫في لحظها فتر في عينها حور‬ ‫لكن أعجزها من خلفها كفل‬ ‫على مهل‬ ‫من غير ما كسل تمشي‬ ‫أعاقها جزع مع ذاك والخجل‬ ‫أقبلت يوما لتسألني‬ ‫حتى دنت‬ ‫ولا وجل‬ ‫عما بداك فلا خوف‬ ‫فقلت يا هذه لا تخجلي وسلي‬ ‫أتيت شاكية يا أيها الرجل‬ ‫قالت هديت كفاك الله كل أذى‬ ‫منال لكن مسه بخل‬ ‫لم‬‫ايء‬‫ش‬ ‫يعدمه‬ ‫عندي بعل عني ليس‬ ‫عن كسوتي ومعاشي فهو منبتل‬ ‫لحز وكز لينم في معاشرتي‬ ‫لكنه مكس قدضاقه فشل‬ ‫عدم فيه كي لأعذره‬ ‫عمدا ولا‬ ‫قل لي كفيت الردى حتى به أصل‬ ‫ما ذاك يلزمه في الحكم يا أملي‬ ‫ولو تقصى به أو مسه خبل‬ ‫لاآخذن منه حقي كله كملا‬ ‫لو كان ذا نخوة أو رأسه جبل‬ ‫فالحكم يردعه عن كل سينة‬ ‫فالحق عضب حسام باتر صقل‬ ‫لا نهد خوفا لأمر الحق متبعا‬ ‫أنواب لا سمل فيها ولا بلل‬ ‫فقلت في كل عام ستة وجبت‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫إزار واثنان جلبابان قد عملوا‬ ‫معه‬ ‫ثم لحاف واسع‬ ‫درعان‬ ‫والصبغ يلزمه فيما به عملوا‬ ‫كتان أو من حرير قال بعضهم‬ ‫قالت الأول‬ ‫من السواد كذا قد‬ ‫من درع ومن إزار مع جلاببها‬ ‫وللفقير فصبغ النيل يا رجل‬ ‫وقيل من بقم إن كان ذا يسر‬ ‫شينا من الصبغ قد قالوا وقد نقلوا‬ ‫عن قول بعض وبعض ليس يلزمه‬ ‫شينا من الصبغ لو كانت له حيل‬ ‫عن ابن محبوب عن موسى فلم يريا‬ ‫والأغنياء إذا ما طولبوا بذلوا‬ ‫أما الحرير مع الكتان للكبرا‬ ‫وأمها وفويق الرأس ينسدل‬ ‫على كسا مثلها أخت وعمتها‬ ‫على التراب فما في قولنا خلل‬ ‫وليس يلزمه في سحب أذيلها‬ ‫من نسوة فقر البيت لها خول‬ ‫بات‬‫سى بم‬ ‫وبعضهم قال هيكأول‬ ‫ليست بذي سفه ما أن لها نتصل‬ ‫يقدرها زانل عن كل عانلة‬ ‫أنثى إذا كان أهلوها بذا امتثلوا‬ ‫وخادم فلها في البيت يخدها‬ ‫كشاري لإمام العدل قد فضل‬ ‫وفي الطعام لها قالوا وقد فرضوا‬ ‫والربع في وقته قد طابه الأكل‬ ‫فربع الصاع لكل يوم من ذرة‬ ‫إن كان أهلوها بذا عملوا‬ ‫وإن يكن أكلها للبر فهو لها‬ ‫فليس عن ذاك قالوا قيل تنتقل‬ ‫أو نفسها قبل زوج كان يأخذها‬ ‫لكل شهر لأدام لها جعلوا‬ ‫ومن تمر وأيضا درهمان لها‬ ‫إن كان ذا يسر أمواله فضل‬ ‫ودرهم زاند قد قال بعضهم‬ ‫طول الليالي والأيام متصل‬ ‫فالدهن قيل كياس يوم جمعتها‬ ‫زيادة عن كياس هكذا نقلوا‬ ‫وإن يكن شعرها جما فقيل لها‬ ‫ابن المفرج ذاك العالم الفضل‬ ‫لكل شهر فثلث المن قال به‬ ‫وابن برك فعبد الله قد نقل‬ ‫وذلك قول ابن مَذاد بأن لها‬ ‫‪١٢٦‬‬ ‫من الطعام وشرب الماء تعتل‬ ‫تعالجه‬ ‫لها وآنية فيما‬ ‫من اللحاف ثخين ما به خول‬ ‫مع الفراش وفي قر الشتاء دثرا‬ ‫إلا بطيبة نفس يحسن العمل‬ ‫وليس تلزمها من خدمة أبدا‬ ‫بلا ضرار يكن في ذاك يحتمل‬ ‫حتى تعاشره مع ذاك في لطف‬ ‫زيارة ثم تسليما إذا وصلوا‬ ‫بلا ضرار يكن في ذاك يحتمل‬ ‫بلاقعود كثير ثم ينتقل‬ ‫في بيتها لم يكن في خلوة لهما‬ ‫فالجار موصى به للاجر يحتمل‬ ‫كذلك الجار لا يمنع دخولهم‬ ‫فإنها من ضعاف الخلق يا رجل‬ ‫وليتق الله فيها طول مدته‬ ‫فبالضعيفين عبد زوجة نقلوا‬ ‫أفصى بذاك رسول الله في خبر‬ ‫أوصى الرسول بما أوصت به الرسل‬ ‫في ذاك عند وفاة المصطفى فلقد‬ ‫في الحر والقر لا خوف ولا وهل‬ ‫ومسكن راقفق قد قيل يلزمه‬ ‫ولو على قتب يسري بها جمل‬ ‫وليس تمنعه من وطنها أبدأ‬ ‫إلى انقضاء طهرها يوما وتغتسل‬ ‫إلا بعذر كحيض أو تكن نفسا‬ ‫إن لم يكن مرض في جسمها تعل‬ ‫فعند ذلك قد حل الحلال له‬ ‫بلا خروج إلى الطرقات ترتحل‬ ‫وواجب في قرار البيت مقعدها‬ ‫الا ليأمرها في ذلك البعل‬ ‫ولا تزور أهاليها ولو مرضوا‬ ‫بأن والدها بالسقم منتثقل‬ ‫قد جاءت امرأة نحو الرسول تقل‬ ‫لا لا تزوريه حتى يأذن الرجل‬ ‫تريد تزواره يوما فقال لها‬ ‫إلا بأمر له في ذلك قد نقلوا‬ ‫جنازته‬ ‫له يوما‬ ‫ولا تشيع‬ ‫لا خلف فيها ولا قول ولا جدل‬ ‫رواية رويت عنه وقد ثبتت‬ ‫مادام عقد نكاح ليس منبتل‬ ‫فطاعة الزوج فرض لازم أبدا‬ ‫محمد المصطفى تمت به الرسل‬ ‫أو لى من الأبوين الكل قال به‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫لوجهها أو لجسم زانه الخضل‬ ‫وليس يلزمه ورس ولا عطر‬ ‫أصحابنا حكموا في ذاك وامتثلوا‬ ‫إلا بطيبة نفس البعل قال به‬ ‫فطعمها واجب أو ينقضي الأجل‬ ‫وإن يطلقها في القول واحدة‬ ‫له تصل‬ ‫منها‬ ‫إلا بفاحشة‬ ‫في البيت ينفقها إذ ليس يخرجها‬ ‫من بيته هكذا قد قيل يا رجل‬ ‫وليس يلزمه يوما إذا خرجت‬ ‫فطعمها واجب أو ينقض الأجل‬ ‫ولا يطلقها في القول واحدة‬ ‫وكان في البطن منها الحمل يرتكل‬ ‫وإن يكن بثلاث كان طلقها‬ ‫ما عاش في بطنها لا يقطع الأكل‬ ‫فعيشها واجب في طول مدتها‬ ‫وقال بعض لها فافعل بما فعلوا‬ ‫ولا أدام لها قد قال بعضهم‬ ‫فليس يلزمه إذ قد مضى الحبل‬ ‫حتى إذا وضعته بعد مدته‬ ‫لشهرها درهمان قالت الفضل‬ ‫لكن لها اجرة يومالترضعه‬ ‫أمواله بسقت تعلو وتنجزل‬ ‫ودرهم زاند إن كان ذا سعة‬ ‫فخذ بما قلته فيما به عملوا‬ ‫في قول أكثر أهل العلم قد ذكروا‬ ‫لا زيغ ولا بدل‬ ‫الفريضة‬ ‫ثلث‬ ‫إلى الفصال رضاع ثم قيل له‬ ‫نصف الفريضة لا عنها بدا حول‬ ‫حتى يصير خماسيا يكون له‬ ‫ثلث وثلث إلى أن يبلغ الرجل‬ ‫حتى يصير سداسيافتم له‬ ‫قوت الرضاع ولكن ياتي البعل‬ ‫وليس يلزمها للولد تربية‬ ‫من النجاسات والذوساخ يغتسل‬ ‫لمن تربيه أو تغسل اظامره‬ ‫شيء ولو عينه بالدمع تنهمل‬ ‫وليس يلزمه بعد البلوغ له‬ ‫وإن يكن مرضا ضاقت به الحيل‬ ‫إن كان ذا صحة ما إن به مرض‬ ‫ما دام حيا إلى أن ينقضي الأجل‬ ‫فواجب قوته من مال والده‬ ‫من كده أو يكن أوصى له رجل‬ ‫وإن كن عنده مال يقوت به‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫كلها فالأمر معتدل‬ ‫أمواله‬ ‫عدمت‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ‫والد‬ ‫فلا على‬ ‫وكسوة لتواريه بذا عملوا‬ ‫له من مال والده‬ ‫فيما وصفنا‬ ‫ولو بلغفن محيضا ليس ينفصل‬ ‫أما الإناث لهن القوت متصل‬ ‫زوجا ويكفلها عنه وتنتقل‬ ‫حتى يزوجها‬ ‫في بيت والدها‬ ‫في الليل كسوتها والطعم والأكل‬ ‫وامة زوجها حر فيلزمه‬ ‫من أول الفجر حتى تنقضي الخصل‬ ‫وفي النهار على المولى لتخدمه‬ ‫لكن يتركها للزوج ترتحل‬ ‫وليس تلزمها في الليل خدمته‬ ‫لأنها في قيود الرق تختبل‬ ‫وليس للزوج بعد الفجر عشرتها‬ ‫بلا قناع وجلباب لها جعلوا‬ ‫وكسوة الزوج درع والإزار معا‬ ‫مفلفل لونه إذ ليس منسدل‬ ‫ا ليس يلزمها للرأس تغطية‬ ‫كيلا تشبه بالحرات تمتثل‬ ‫بدرته‬ ‫أبو حفص‬ ‫وقد علاها‬ ‫شيء عليك ولا وزر ولا وجل‬ ‫يوما فقال لها اكشفي عنك القناع فلا‬ ‫مؤدب ناصح للثقل محتمل‬ ‫ذاك الأمير الذي شاعت فضائله‬ ‫ما سار نجم السما من فوقه زحل‬ ‫وتلبسه‬ ‫الله تفشاه‬ ‫فرحمة‬ ‫قد بت أرقبها والليل مكتهل‬ ‫طالعة‬ ‫فهاكها درة كالشمس‬ ‫حتى أتت كلها ما أن بها خلل‬ ‫غرفتها من بسيط الشعر مبتدنا‬ ‫جاءت على عجل ما أن لها مثل‬ ‫تنبيك عن نفقات كلها كلا‬ ‫واسال ذوي العلم عنها إنهم قبلوا‬ ‫فخذ بما قلته فيها وكن فهما‬ ‫في شهر شعبان كان القول فيه وقد‬ ‫هاجر المصطفى الهادي النبي البطل‬ ‫بعد الثمانين عاما ثم تسعما مذ‬ ‫كريم آخر أول‬ ‫رب رحيم‬ ‫صلى عليه وحياه وكرمه‬ ‫وسمعت الشيخ ناصر بن أبي نبهان { أنه لا يعمل بقول من يقول‬ ‫‪١٢٩‬‬ ‫بتحديد الحلاء والدهن للطعام بالدراهم لأن ذلك يزيد بالغلاء والرخص‬ ‫وعليه لها في ذلك مقدار ما يستعملونه أهلها أو بنفسها قبل التزويج على‬ ‫قياد قولهم في الكسوة والنفقة ‪.‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫الذكر السابع ‪:‬‬ ‫أوله في علم الأبدان في ذكر الاحتقان والاحتصار ‪.‬‬ ‫ودلائل مما يصلح الأجسام ‪ 0‬وفيه من أحاديث‬ ‫الننجعان ‪ 0‬وفي صفة أخلاق الصالحين ‪ 0‬وقصيدة من‬ ‫قول الشيخ عامر بن علي لما يرجوه من الصلاح بذكر‬ ‫فيها ‪ 0‬وأوردت من قول العلماء من الأثر على معاني‬ ‫المذكور فى الشعر ‪ 0‬وفيه صلاة الجمعة‪ .‬والشهداء ‪.‬‬ ‫وناكح الدواب والنساء } ومايدرأ عنه الحد على‬ ‫المكروه ‪ 0‬وذكر فى العقل والجهاد ‪ 0‬وفيه مدح‬ ‫الشيخ محمد بن محبوب (رحمه الله)‬ ‫المسلمين مقنول‬ ‫دواء الاحتقان والاحتصار ‪:‬‬ ‫قال الفقير لله ‪ :‬صحبت أخي ذا الغبراء إلى زيارة العلماء الأبرار‬ ‫الأتقياء الأخيار فوجدنا أحدهما في البندر المجتمع من أهل السفر من البر‬ ‫والبحر ثم أقمنا مع الشيخ العالم ناصر بن أبي نبهان الذي أخذت عنه‬ ‫مذهبي بطول الزمان فسلم عليه رجل وسأله عن احتباس البول والغانط ‪.‬‬ ‫فقال الشيخ ‪:‬أما احتباس الغانط إذا لم يستطع عليه بحيلة إلا‬ ‫بالحقنة يؤخذ له محقنة فيها بلولة بقدر الأصبع إن كانت المحقنة من‬ ‫نحاس أو من خزف هي معمولة لذلك ويدهن البلولة بزبدة ثم يؤخذ‬ ‫الخدف وإن حصل شيع من الحنظل وغير ذلك من أدوية الحقنة‪ ،‬ثم تدق‬ ‫وتطبخ بالماء إلى أن يخرج الخاصية في الماء‪ ،‬ثم يلقى عليه الحل ويطبخ‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫حتى يسخن ويؤخذ المحقنة وتخدل بلولتها في الدبر ويكون الدبر مقابل‬ ‫السماء ورأس الإنسان مع أرجله في الأرض© ويكب الدواء في المحقنة‬ ‫وهو متوسط في الحرارة‪ ،‬فإذا دخل يقف ساعة كذلك ويزال عنه ويقف‬ ‫ساعة حتى يجد بطنه قد انحل فإنه يخرج‪ .‬مجرب وهو أسلم من التحليل‬ ‫عن غيره ‪.‬‬ ‫قال الشيخ عامر بن علي‪ :‬إن لم يجد الحقنة فلياخذ حطبة دقيقة‬ ‫ويجعل عليها قطنا‪ ،‬تم يغمسها في العسل والسمن والملح ويحتقن به مرة‬ ‫بعد مرة فهو صحيح مجرب ‪.‬‬ ‫غيره ‪ :‬في الحقنة يؤخذ ما تقبض عليه اليد من الحرمل ويرض‬ ‫ويغلى بسدسين ماء وملء اليد ملح ثم يغلى حتى يطلق مزجه ثم يصل‬ ‫ويستعمل حقنة ‪.‬‬ ‫أخرى ‪ :‬يؤخذ ماء الحرمل مكوك ومثله مريس التمر الجيد ومثله‬ ‫ماء ورق الملويا يغلى الجميع ويصل ويوضع كياس سليط أربع أكياس‬ ‫ويضرب ضربا جيدا ويستعمل هذا عن الطبيب راشد بن عميرة۔ فإذا برد‬ ‫يحتقن به صاحب العلة ويدلك بطنه دلك جيدا يفعل ذلك ثلاث مرات أو‬ ‫أربع مرات ويهجر في القولنج الإمتلاء ويبادر إلى التنقية وليس بصواب‬ ‫أن يبادر إلى سقي المسهلات من فوق فربما كانت السدة قوية وكانت‬ ‫أخلاط وبنادق كثيرة‪ ،‬فإذا توجه المسهل إليها ولم يجد منفذا أدى التدبير‬ ‫إلى خطر عظيم ‪.‬‬ ‫رجع لقول الشيخ عامر ‪:‬‬ ‫‪١٣٢‬‬ ‫وقال ‪ :‬لحصر البول يؤخذ حل العرش إن وجدا') وإلا فتمرة العرش‬ ‫تؤخذ وترض تم يعصر ماؤه ويؤخذ الماء ويلقى عليه خيار شنبر ثم يجعل‬ ‫على النار حتى يدخل بعضه في بعض ثم يدهن به الإليتين والإحليل وما‬ ‫حولهما إلى السرة{ نافع مجرب ‪.‬‬ ‫قال الشيخ عامر‪ :‬وإن أخذت الشورة والحلبة والهيل ودقهن ناعما‬ ‫ثم يذهنه في العانة والذكر ويشربه ‪.‬‬ ‫وعن ناصر ‪ :‬يؤخذ السكر والشورة ويشربه وبعد ذلك يؤخذ‬ ‫الصرم الذي ناقضة ") بنواة من النخل ويأخذ من طرف الأخير ويكسر‬ ‫منه الحجبة الهشة والباقي من حيث البياض يدهن بزبدة ويدخل في‬ ‫الإحليل فإنه يدر البول ‪.‬‬ ‫وفي معالجة وجع القضيب وحبس البول منه يؤخذ سكر الأقلام‬ ‫ينقع في ماء الجح ويلقى عليه قليل من ماء ورد ويشربه سبعة أيام‪ ،‬وأما‬ ‫الاغتسال فيطبخ الفرفار ومقابلة التيمس والسقسف بماء فإذا ثار ترك‬ ‫حتى يفتر ثم يجلس فيه ‪ ،‬فإنه يدر البول من ساعته ‪ ،‬والله المعافي ‪.‬‬ ‫ومن كتب أهل العلم ‪ :‬وإن كان البول احتباسه من صدمة أو جراح‬ ‫فإنه يسقى وزن ستة دراهم بذر البطيخ المقشر مع كياس سكر بماء حار‬ ‫أو يسقى منقش البطيخ اليابس المدقوق وزن مثقالين بماء حار وسكر‬ ‫ويجلس في ماء حار شديد الحرارة ويسقى من قشر البيض المسحوق‬ ‫مثل الكحل وزن درهم بماء حار وسكر وإن جعل في الدبر شينا من الملح‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬وإن لم يوجد‪. ‎‬‬ ‫)!( ناقصة ‪ :‬اي ‪ :‬نامية‪. ‎‬‬ ‫‪١٣٢٣‬‬ ‫أدر البول ‪.‬‬ ‫وأما سلس البول وتقطيره إن كان من حرارة أو برودة يؤخذ فلفل‬ ‫أربعة دراهم وزرنيخ درهم وكمون درهمين وأفيون ربع درهم وزعفران‬ ‫نصف درهم وسنبل درهم يدق الجميع ويعجن بعسل‘ والشربة منه وزن‬ ‫درهم ونصف بماء حار؛ مجرب ‪.‬‬ ‫ثلاثة دراهم سعد مع مثله قشر‬ ‫ولمن يبول في الفراش يؤخذ وزن‬ ‫رمان مسحوقا في ماء ورد فإنه مجرب { أو يضرب لبان ومقل من كل‬ ‫واحد وزن ثلاثة دراهم مع عسل نافع يفعل ذلك عشرة أيام ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الجسم‬ ‫ما يعين على إصلاح‬ ‫وسأل بعض الملوك الأطباء مما يعين على إصلاح الجسم فاجتمعوا‬ ‫على أن يأكل الإنسان من الطعام بقدر ثلث حاجته والثلث الثاني للماء‬ ‫والثلث الثالث لنفسها ثم قال بعض الشعراء ما أنعم الله على عبده بنعمة‬ ‫أوفى من العافية‪ .‬ثم قالوا الأطباء من عمل بهذه الأبيات وجد العافية ‪:‬‬ ‫كلامي‬ ‫معقود بنص‬ ‫فالطب‬ ‫اسمع بني وصيتي وأعمل بها‬ ‫بزمام‬ ‫نفسك للرد ى‬ ‫قتقود‬ ‫عاجلا‬ ‫على طعام‬ ‫تشربن‬ ‫طعاما قبل هضم طعام‬ ‫واحذر‬ ‫طعامك كل يوم أكلة‬ ‫واجعل‬ ‫‏‪ ١‬لأذسقام‬ ‫من‬ ‫سبب‬ ‫في أكله‬ ‫كل ما‬ ‫واهجر‬ ‫لا تهجره‬ ‫والقيء‬ ‫فنقاء ما في الجسم بالحمام‬ ‫نقت باطنا‬ ‫وإذا الطبيعة منك‬ ‫الأرحام‬ ‫في‬ ‫يراق‬ ‫ماء الحياة‬ ‫واقلل نكاحك ما استطعت فإنه‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫‪١٢٣٤‬‬ ‫على مطعم من قبل هضم الهواضم‬ ‫مطعم‬ ‫إدخال‬ ‫إذا استطعمت‬ ‫توق‬ ‫فلا تقربنه وهو شر المطاعم‬ ‫مضغه‬ ‫السن‬ ‫يعجز‬ ‫وكل طعام‬ ‫فإسرافه للعمر أقوى الجرائم‬ ‫الكواعب مسرفا]‬ ‫ولاتك في وطىء‬ ‫قما هي إلا مثل سم الأراقم‬ ‫وإياك إياك العجوز ووطنها‬ ‫ولو كنت بين المرهفات الصوارم‬ ‫ولاتحبس الفضلات عند نزولها‬ ‫إذا ما أردت النوم الزم لازم‬ ‫المنام فاقضها‬ ‫ولاسيما عند‬ ‫مدى العمر إلا عند إحدى العظائم‬ ‫وشربه‬ ‫للدواء‬ ‫تتعرض‬ ‫ولا‬ ‫أجل الدعانم‬ ‫أبدان‬ ‫بصحة‬ ‫ووفر على الجسم الماء فإنها‬ ‫ففيها أمان من شرور البلاغم‬ ‫وفي كل أسبوع عليك بقينة‬ ‫وحافظ على هذي الخلال وداوم‬ ‫وكن مستحما كل يومين مرة‬ ‫أخو العدل أنوشزوان ملك الأعاجم‬ ‫بنادق‬ ‫بذلك أوصاني الحكيم‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫صدرت‬ ‫ما‬ ‫تهيج إن‬ ‫وخلها‬ ‫حضرت‬ ‫إذا‬ ‫لا تحبس الريح‬ ‫والروح والراحة في إخراجها‬ ‫فإن أدوى الداء في إينلاجها‬ ‫صفات الشجعان والصالحين ‪:‬‬ ‫ثم قال لي ذو الغبراء ‪ :‬أتيت زائرا أم مقيما عند الشيخ ؟ قلت له ‪:‬‬ ‫بل زائرا‪ ،‬فقال‪ :‬أوصيك إذا جاوزت البلدان‪ ،‬وقصدت الفيافي والقفار فألهم‬ ‫نفسك الحزم ‪ 0‬ولا تبعها بالبخس‘ واصبر لمن اعتدى عليك‪ ،‬فكم من فنة‬ ‫قليلة غلبت فئة كثيرة ‪.‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫وحدثني الشيخ عامر بن علي عن ثلاثة رجال مسافرين فظهر‬ ‫لقتالهم ثمانون رجلا فقتلوا من القوم عشرين واستكان الباقون إلى‬ ‫الثلاثة‪ .‬ورجلان مسافران وفي صحبتهما امرأتان فعارضهم للقتال‬ ‫عشرون رجلا فقتلوا منهم خمسة رجال بتفقؤ وسلم الله من شرهم‬ ‫الرجلين والمرأتين؛ ورجلان عليهما السلاح اعترضا لرجل ليس معه‬ ‫أسلحةش فأخذ السلاح على أحدهما وقصد به إلى بلده و بارك الله فيه ظفره‬ ‫على عدوه‘ فقد حاز الشرفت‘ وأدى الفرض كالذين سبقوه من السلف©‘‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫إنما من يتق الله البطل البطل‬ ‫ليس من يقطع طرقا بطلا‬ ‫وأمير معه خادمؤ فأمره أن يصرع رجلا فلم يطق لصرعه‘ فعمد‬ ‫الرجل على الخادم وأدخل أصبعه في نطاق الخادم؛ ورفعه وطاف به في‬ ‫الطرق‪ 0‬وكل عين تنظره‘ ثم رمى به في مجلس الأميرؤ ومن قوة هذا‬ ‫الرجل أتوا إليه بحمارة لم يقدر صاحبها على أدبها وقال صاحبها للرجل‪:‬‬ ‫لعلك تؤدب لي هذه الحمارة‪ ،‬قال‪ :‬أتبرى منها؟ قال له‪ :‬في الحل والبرآن©‬ ‫فركب الرجل على الحمارة{ وأدخل ركبتيه في دففها فخرج ما في بطنها‬ ‫وماتت‪ ،‬ثم تعرضت له ضبع في طريقه ورفع عليها بضربة بعصاه فكسر‬ ‫رأسها‪.‬‬ ‫وفي زماننا رأى رجل في منامه جبرائيل (عليه السلام) في جامع‬ ‫السوق () وفي يده خشبة كأنها دقل المركب ويضرب بها الناس والبيوت‬ ‫ويقول بكلام فيه غضب فلم يمض شهر إلا وجاءهم سيل والتقى وادي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬لعله يقصد جامع نزوى‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫كلبوه ووادي الأبيض في ذات حويسس ودار بالعقرش وقشع (') بروج من‬ ‫جانب سعال ‪ 0‬وهدم حوانر الوادي والسوق كله ‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬رأيت في المنام كأن الإمام الميت سيف بن سلطان‬ ‫جالس على المنبر والناس من حوله يخطب فيهم بالجامع الذي هو في‬ ‫قلب القرى من عمان ‪ .‬ما تفسير ذلك ؟ قلت له ‪ :‬لعل واحد من ذريته‬ ‫يجمع شمل المسلمين‪ .‬وأخبرت بهذه الرؤيا الشيخ عامر فقال‪ :‬هذه الرؤيا‬ ‫تدل على أن الصلاح للمسلمين ‪.‬‬ ‫وهذه من الأخلاق الحسنة في صفة الرجال يكون مثل لون بشرته‬ ‫أبيضا مشربا بالحمرة ‪ .‬والبدن منه ممتلئاء وصوته يكون بين العالي‬ ‫والخفي المنخفقض« ورأسه مناسبة لبدنه‪ ،‬وأم الرأس منه وافرة ناهدة إلى‬ ‫العلو يسيراً‪ ،‬والجبهة علية نقية من نبات الشعر عريضة طويلة باعتدال‪.‬‬ ‫والآذان حسنتي الوضع متوسطتان بين الكبيرة والصغيرة والرقة والغلظ‬ ‫ويكون الحاجب خفيف الشعر‪ ،‬وتكون العين وضعها مناسبة للوجه حسنة‬ ‫المركب سمينة الأجفان إذا انفتحت كان بياضها نقيا‪ .‬وسوادها جوهريا‪.‬‬ ‫والجبين مزهراش والوجنة ظاهرة اللون منه بالحمرة‪ .‬واعتدال اللحم‬ ‫والأنف حسن الوضع والتخطيط لا كبير الأرنبة ولا دقيقها ولا صغيرها ولا‬ ‫واسع المنخرين ولا ضيقها ولا عقدة كالكرسي فيهشؤ والفم حسنا في‬ ‫وضعه متوسطا بين السعة والضيق صبغ الشفتين‪ ،‬ولحم الإنسان صبغا‬ ‫حسن التنضيد‪ .‬واللسان لطيفا صبغاء‘ أسيل الخدين والعنق منه إلى الغلظ‬ ‫والاعتدال والسبوطة والصدر & وما بين الكتفين ‪ 0‬والكفان منه ناعمين‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬هدم‪. ‎‬‬ ‫‪\ ٣٧‬‬ ‫رطبين‪ 0‬مفرجا الأصابع طويلهما‪ ،‬والبطن منه معتدلا‪ .‬السرة مخفقة‪.‬‬ ‫معتدل الإليتين‪ ،‬ممتليء الفخذين والعجزين‪ ،‬سبط الساقين؛ حسن القدمين‬ ‫لطيفهما‪ ،‬أخمص القدم‪ ،‬نقي الأظفار دمي اللون والبشرة‪.‬‬ ‫فوجدته من كانت هذه صورته فهو كامل الذوصاف في خلقه وما‬ ‫أحسنه إذا تكاملت في أخلاقه من العلم والحلم والحكمة والمعرفة والنفع‬ ‫للناس والغنى بالمال والنوال والتصريف من نوعه بالأمر والنهي‪ ،‬فلما‬ ‫عرفت من الكتب هذه الخلق والأخلاق فقلت‪ :‬اللهم إني أسألك لبلادك‬ ‫عمان وغيرها من الأمصار والبلدان أن تظهر فيها دعوة المسلمين وسنة‬ ‫نبيك الأمين‪ ،‬وأقم فيها أحكام العدل‘ وقو فيها أهل الورع والفضل‬ ‫وطهرها من الفساد والجهل‪ ،‬وأعل فيها كلمة أهل الصدق‘ الداعين إلى‬ ‫الحق‪ 0‬واخترلها إماما مرضيا حسن الخلق والأخلاق عدلا صالحا تقيا‬ ‫نزيها عن الطمع وليا يعمل بقول المسلمين ويعادي المردة المجرمين‪.‬‬ ‫فقال الشيخ عامر بن علي ‪ :‬سمعت عن هذه الخصال المحمودة‬ ‫اجتمعت في الإمام ناصر بن مرشد رحمه الله‪.‬‬ ‫وسمعت عن الشيخ أحمد بن سليمان الريامي الفلكي دخل على‬ ‫الإمام ناصر بن مرشد يوما وقال‪ :‬السلام عليك أيتها الرفقة النبوية‪.‬‬ ‫والسيرة المحمدية الذي لا يوجد منها أبدا إلا بعد ثلاثمانة سنة(ا) ‪.‬‬ ‫مم‬ ‫قصيدة تحفة الأصاغر للشيخ عامر بن على العبادى وتعلية‬ ‫وقال الشيخ عامر بن علي ‪ :‬رأيت رؤيا المبشرات بالخير‪ .‬ودلتني‬ ‫فكرتي وقياس عقلي بأن يكون صلاح المسلمين من نسل عشيرة الإمام‬ ‫(‪ )١‬يمكن أن تكون إمامة الإمام سالم بن راشد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫ناصر بن مرشدا ثم قلت هذه القصيدة المسماة (تحفة أصغر الأصاغر‬ ‫للسادة الأكابر الجامعة للنذر والزواجر ومالها من الدلالات اليبواطن‬ ‫والظواهر‪ ،‬والبشارات بدلانل الإشارات التي ظهرت بالنبت المستقيم على‬ ‫حر الجحيم الساعر‪ .‬بحلقة المرجل المغلي فيه عصير المعاصر) عونك يا‬ ‫كريما وعدد أبياتها عشرة أبيات ومائة بيت‪ ،‬فقلت شعرا ‪:‬‬ ‫وحرابها وسهامها المترامية‬ ‫بسيوفها‬ ‫أهلا بحامية الحمى‬ ‫بعهودهم وعقودهم متوالية‬ ‫قوم إذا قاموا استقاموا على بالوفاء‬ ‫بشرا فما طلبوا الإقالة ثانية‬ ‫باعو ا نفوسهم لمن سواهم‬ ‫ما فرقة بعد اجتماع النانية‬ ‫في كل حادثة تسر وإن أست‬ ‫نهضت بدين المصطفى لا الخاطية‬ ‫تحت الكتانب والعلامات التي‬ ‫من سيرة الخلفاء فيها جارية‬ ‫بحياة من قتل الطغاة من الدنا‬ ‫من أهلها غير الغلاة الباغمية‬ ‫نصبت لمن أم الغبيرة بالرضا‬ ‫رقت السموات العلا متعالية‬ ‫وخروجه من منبت أعناقه‬ ‫في عرشه فوق الرؤؤس العاتية‬ ‫دانت بطاعته البرايا واستوى‬ ‫صبر أقاصبروا أصحابيه‬ ‫كحساب‬ ‫من غير سقط في حساب حروقه‬ ‫تحت الخبايا فاختفوا بزمانيه‬ ‫حتى يكون ولازموا لبيوتكم‬ ‫في كل روض من رياض الراضية‬ ‫زمن به يرعى السبيتي آمنا‬ ‫بالعدل ما عن بأسه من ناجية‬ ‫وبكل قصر من قصور أولي القضا‬ ‫ومن السلامة ترتجي والحامية‬ ‫إن قلتم ما الرأي في طلب النجا‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫تمنحكم أهل الصدور الصافية‬ ‫قلنالكمأن كنتم أهلالما‬ ‫فهي الصحائح للنفوس الراجية‬ ‫لا رأى إلا في امتثال نصانحي‬ ‫ترقى إليه الأكرمون الماضية‬ ‫للذي‬ ‫ارتقاء‬ ‫إن رمتم منها‬ ‫عمروا الهدى فسعوا برجل ماشية‬ ‫أهل القوى والقهر عن ميل الهوى‬ ‫بمناكم ومن الدواهي الداهة‬ ‫فعساكم بالصبر أيضا تظفروا‬ ‫فهي الغنيمة عندنا والوافية‬ ‫تجدوا السلامة في بقايا عصركم‬ ‫فيكم لحكم إلهنا في الدانية‬ ‫كمثالهم إذ سلموا بظهورهمم‬ ‫متوجهين لوجهها كالذارية‬ ‫إن كانت الكرماء كروا نحوها‬ ‫أعلام في ظلم الدياجي الداجية‬ ‫فوق الصواهل والنياق كأنهم‬ ‫تسقى الأنوف صروف حتف راوية‬ ‫شم الأنوف وللأنوف مداعس‬ ‫علموا هم هلكى بقطع الصامية‬ ‫لم تنتبه أعداؤهمإلاوقد‬ ‫أو خارجين لهدم دور الباغية‬ ‫في كل سابلة لهم أو مرصد‬ ‫عنهم بإحدى الحسنيين الوافية‬ ‫لم يلبثوا أبدا بدون مرادهم‬ ‫هذا وذلك للنفوس البارية‬ ‫إن قتلوا أو قتلوا فغنيمة‬ ‫كفر النفاق ومن شقاق الهاوية‬ ‫من كل شانبة تشوب قلوبهم‬ ‫عن شربه لهم عقول آبية‬ ‫هذا لهم في هذه رأي فما‬ ‫نحو المدارس والبيوت العالية‬ ‫أو كانت السراء ساقوا عيسهم‬ ‫يأوي إليهم بالعقول الزاكية‬ ‫جمعوا بها الأعلام للفتوى ومن‬ ‫بالراضيات المرضيات الباقية‬ ‫يتقلبون بها على أرض الرضا‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫بالعدل والإنصاف بين العامية‬ ‫مستقبلين بها مقامات القضا‬ ‫لا فرق بينهم لفصل القاضية‬ ‫والمبصرات من الورى أبصارهم‬ ‫حتى العشا ما إن لهم من لاهية‬ ‫هذا لهم دأب إذا ظهر الضيا‬ ‫ظلمات ليل بالسجوف الراخية‬ ‫عسعست‬ ‫وإذا تشابكت النجوم و‬ ‫سرحوا سموا للمراقي السامية‬ ‫وتراخت الغفال فوق أسرة‬ ‫وقلوبهم في العرض حقا راقية‬ ‫أجسامهم بين المحاريب استوت‬ ‫ولها مقامات به متناهية‬ ‫فلها مجال واسع من حوله‬ ‫بوجو ههم جاد الزمان بمالييه‬ ‫فهم الكرام السادة النبل الذي‬ ‫من نوره سبحانه رحمانية‬ ‫وجه لكتمان الذي دخل الحجى‬ ‫وبه النجاة من السعير اللاظية‬ ‫فالصدق أفضل ما يكون من الفتى‬ ‫في مصرهم وبعصرهم في الآتية‬ ‫كمثالهم‬ ‫به‬ ‫أتوا‬ ‫أما الذي‬ ‫ياليت نفسي فيه كانت باقية‬ ‫طابت عمان بهم وطاب زمانهم‬ ‫بيني وبينهم حبال العافية‬ ‫لكن كوني قبلهم قتصرمت‬ ‫وخلا زماني كالقرون الخالية‬ ‫فسترت دونهم بأستار البلا‬ ‫عنه العدول مع الخناس الناسية‬ ‫فأنا هنا الموجود في عصر غدت‬ ‫تبدي معاصي المبتدي هي عادية‬ ‫حتى البداية والنهاية لم تزل‬ ‫قصد السبيل المرتضى بزمانيه‬ ‫لم تبق قانمة يقام به على‬ ‫حيا ونفسي من عماهم عارية‬ ‫حسبي إلهي في مقامي بينهم‬ ‫فكأنهم هم مالكون جوارحي‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫في فسحة الحق المبين الناقية‬ ‫وبهاأنامتقلب متردد‬ ‫بالعروة الوثقى فررت ومابيه‬ ‫والقلب مني بالرواسي شاهق‬ ‫حتى أرى ربي بيوم الفاشية‬ ‫من قربهم غير احتساء تصابري‬ ‫سترته بالملفزات الماضية‬ ‫يكفي الكلام هنا لكشف ستورنا‬ ‫عنه ضياء الحق عشو القاسية‬ ‫من كان ذا عقل صحيح كاشف‬ ‫يأتي عقيبي أو أتى بحياتيه‬ ‫لكنه المعدوم بل قصى عسى‬ ‫تأتي البداية والرزايا الرازية‬ ‫وترى العجانب والغرانب عندما‬ ‫وبه التجارب والدموع الهامية‬ ‫وبما يكون قبيل من فلق الدجى‬ ‫كل امرىء في ذاته والمالية‬ ‫من شدة البأس الذي قد ذاقه‬ ‫يغشى البلاد ببطشه في البادية‬ ‫فلانهم هم يحدثون عقيب من‬ ‫من حوله هم كالوحوش الصادية‬ ‫يقتاداهم بزمان سطوته بهم‬ ‫وسباة ربات الخدور الغانية‬ ‫وبهم خراب العامرات من القرى‬ ‫ببهانها وجمالها متعالية‬ ‫كم بضة دعجاء جاذبة الحجى‬ ‫فتباع جهرا والمدامع جارية‬ ‫قد ساقها للسوق علج مارد‬ ‫من كل صف بالحروب الوارية‬ ‫وسقوط هامات على حر التقى‬ ‫تلقى المراسي ولا محالة خالية‬ ‫والنار تشعل في الجواري وبالشذا‬ ‫لا زال فيه تأملي رجانيه‬ ‫هذا افتتاح الباب للذمر الذي‬ ‫سفلا وعليا والنجوم الجارية‬ ‫فبذا قضت تلك الزواجر عندنا‬ ‫كل امرىء شهبانها متهادية‬ ‫ومن المصابيح التي قد خالها‬ ‫‪\ ٤٢‬‬ ‫سحرا إلى وقت الضحى متلاظية‬ ‫كل الجهات معا وفي كبد السماء‬ ‫القافية‬ ‫هزوا ولا لهواً بحسن‬ ‫أهل النهى لا تأخذوا قولي هنا‬ ‫مني لمن وقرته هيهاتيه‬ ‫كلاولابهوى بدت ميلولة‬ ‫برهانه ذو البينات الهادية‬ ‫لكن بنور واضح قد ساق لي‬ ‫والعين من خوف العواقب باكية‬ ‫أودعته للمبصرين بهذه‬ ‫باق فلم يبق عليه أياسيه‬ ‫والقلب مني بالتطامع والرجا‬ ‫أنوارها مثل اللألي الباهية‬ ‫متاليا قبس البراهين التي‬ ‫لمعت إلي بروقها كالحامية‬ ‫ماوجهةوجهتهاإلاوقتد‬ ‫فالشمس مشرقة الضيا للهادية‬ ‫فالجد كل الجد في طلب الهدى‬ ‫حتى يروا أجرامها متلالية‬ ‫يضطر كل المبصرين شعاعها‬ ‫فاسعوا بها نحو اليمين ويمموا‬ ‫فلعلكم تجنوا ثمارهم التي‬ ‫ودعوا التخاذل صفوتي عن نيلها‬ ‫يوما بها الفساق سيقوا سرعا‬ ‫من ربه الحسنى بدار عالية‬ ‫وبه البشارة بالخلود لمن له‬ ‫زاخرات صافية‬ ‫متلاطمات‬ ‫هاكم بحارا قد طفت أمواجها‬ ‫أهل الدلالة والدراية دالية‬ ‫فالوا دلاءكم اغترافاً في دلا‬ ‫وذروا الغزير من البحار المالية‬ ‫من كل بحر ما تصل أحبالكم‬ ‫غرفت به أصحابه إخوانيه‬ ‫فالكل مغترف ذنوبا غير ما‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫ما فات مجتهد منال الكافية‬ ‫ولكل منتصب حذاها منصب‬ ‫ملأ الكؤوس من الكبار الراوية‬ ‫لو شربة منقوصة عن حق من‬ ‫لا يستطيع الآخرون مثاليه‬ ‫ولكم وكم من فرقة غرقت بما‬ ‫كل الخليقة في الحقيقة لاليه‬ ‫ثم ارجعوا بالعلم في هذا وفي‬ ‫فيما يكون وما مضى في الماضية‬ ‫أبدا ولا غير العليم بعالم‬ ‫فينا وفي كل البرية فارية‬ ‫إن كنتم عقدالكم عقدتم‬ ‫عقدت على وجه المعاني العارية‬ ‫ماحل إلاأن تحل عقاند‬ ‫طول البقا حتى اللقا في الداهية‬ ‫من كل لبس من لباس أولي التقى‬ ‫يرعى الجبال الشاهقات الراسية‬ ‫لو أنه يرعى الأدلة مثل ما‬ ‫حزما كذلك طرحه في الهاوية‬ ‫فالحجر ماض حكمه عن قطعه‬ ‫سيكون أول في القضايا الخافية‬ ‫لبقاء وجهالقول مناأنه‬ ‫مشهودة الأعالى العلا الراقية‬ ‫لكن كما دلت أدلة مامضى‬ ‫حركاتها فيها تطيع السارية‬ ‫درج الدراري في البروج وما جرت‬ ‫ماض بتقدير الفنا للدانية‬ ‫وإذا تبدل حكمها فعسى القضا‬ ‫تمت ولم تبق لها من باقية‬ ‫بالنفخة الأولى لأن شروطها‬ ‫تأتي ولكن في الحقيقة نافية‬ ‫لكنهافي الحق حق أنها‬ ‫ربنا بكتابه كلا هية‬ ‫من‬ ‫عن علمنا بالوقت آيات أتت‬ ‫وإذا أتت تأتي حثيثا ساعية‬ ‫مخفية عنا وجوه ورودها‬ ‫أن لاتكون بكل مرمي رامية‬ ‫فاحقنا في الحق مسك لساننا‬ ‫‪\٤٤‬‬ ‫وترى الرماة من الهوى مترامية‬ ‫فى السلامة ترتمي بوجوهنا‬ ‫قال الفقير لله ‪ :‬سرني نظم الشيخ لما أملاه على وكتبته ثم وادعته‬ ‫ومات بعد النظم بأربعة أشهر‪ .‬وأخبرت ذا الغبراء لما وصلت الوطن قال‬ ‫هذه القصيدة الفصيحة على أناس من الفصحاء‬ ‫ذو الغبراء ‪ :‬عرضت‬ ‫فهل وقفتم على شيء من كتب‬ ‫والعلماء فلم يعجبهم قوله‪ .‬قلت لهم‪:‬‬ ‫العلماء والفصحاء الذين رأوها سالمة من العلل والعيوبث قالوا لم نعلم‬ ‫بكتاب ليس فيه رد‪ ،‬قلت لهم‪ :‬إذا كان علي بن أبي طالب وعبد الله بن‬ ‫عباس أفصح من أبي بكر وعمر وأبو ذر أيترك قول الذي ليس بفصيح أم‬ ‫يؤثر ما قالوه ؟ قالوا ‪ :‬يؤخذ عنهم ويؤثر ؛ قلت لهم ‪ :‬جل من الناس من‬ ‫يكمل العلم معه ‪.‬‬ ‫فقال لي ذو الغبراء ‪ :‬لعلك تؤلف من الكتب مما يناسب كلام الشيخ‬ ‫من النثر‘ ثم كشفت الكتب وقلت لذي الغبراء‪ :‬فإن وفقك الله في زمانك‬ ‫على رجل صالح للإمامة فقل له‪ :‬احذر أن تريد علوا في الأذرض« فالزم‬ ‫الخمول‪ .‬وإن أعلى الله كلمتك فما أعلى إلا الحق© وإن رزقك الرفعة في‬ ‫قلوب الخلق فذلك إليه تعالى‘ والذي جعل عليك التواضع والذلة‬ ‫والإنكسار؛ فإنك إنما أنشأك الله من الأرض فلا تعل عليها‪ ،‬فإنها أمكث‬ ‫ومن تكبر على أمه فقد عقها‪ ،‬وعقوق الوالدين حرام‪.‬‬ ‫وقل له يتفقد إخوانه وأعوانه ونوابه من أهل بيته إلى آخر مملكته‬ ‫من الحكام والولاة والعمال والجباة‪ .‬ويجعل عليهم العيون‘ وعلى العيون‬ ‫عيونا‪ ،‬وليكن ليله ونهاره كراكب البحر الذي هو رنيس السفينة لا يغفل‬ ‫عنها ساعة خوف الغرق عليه وعلى أصحابه ‘ ولا يحسب انه في الحقيقة‬ ‫‪١٤٥‬‬ ‫في نعمة بل هو في محنة\ فإنه لم يزد على الناس إلا بثقل الحمل وحامل‬ ‫النقل أتعب الناس معاشا إن درى وعرف ذلك‘ ولا يقع له إلا بلزوم التقوى‬ ‫ومخالف الهوى ومعاناة ما هو فيه بالجد والاجتهاد إلى أن يصير إلى‬ ‫الثرى ويرحمه الله بدخول جنة المأوى ‪.‬‬ ‫وقل له‪ :‬إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا جاء به أهل‬ ‫القدرة ونفاذ الأمر فيقع نفعه بلا مشقة‪ .‬ويحصل نصر الدين‪ ،‬ودفع ضرر‬ ‫المفسدين‪،‬ؤ ويقطع كيد إبليس اللعين‪ ،‬وقيل أن الإمام والوالي والسلطان‬ ‫كالسوق ما نفق فيه حمل إليه؛ فإن نفق عنده الحق وقبله وعرف به جاءه‬ ‫أهل الحق وحملوه إليه من كل ناحية وجالسه وصاحبه أهل الدين من‬ ‫العلماء والعباد المتقين‪ ،‬وإن نفق عنده الباطل وقبله وعرف به جاءه أهل‬ ‫الباطل وحملوه إليه من كل ناحية‪ .‬وصحبه أهل الباطل الضالون والجهلة‬ ‫الفاسقون‪ ،‬وكان معهم من إخوان الشياطين المتمردين‪.‬‬ ‫وقل له‪ :‬إن الوالي لرعيته كالوالد لولده يجب عليه في الرعاية وحسن‬ ‫النظر والنصيحة والشفقة على الرعية مثل ما يجب على الوالد لولده من‬ ‫حسن التربية وبذل الإرشاد والتعليم لما ينفعهم في دنياهم ودينهم‬ ‫وزجرهم وكفهم عن تعاطي سوء الأدب وملابسة المناهي في القول‬ ‫والفعل لان الإمام به صلاح الدنيا والدين‪.‬‬ ‫وقل له‪ :‬عليك بالرحمة والإتباع‪ ،‬وإياك والابتداع لأن من سن سنة‬ ‫حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‪ .‬ومن سن سنة سينة‬ ‫فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامةؤ فعليك بالقدرة والمتابعة‬ ‫والمصابة عليها‪ ،‬وإياك ثم إياك أن تعمل بحظك وهواك‘ وإياك وقبول‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫النمانم من العامة والقبول من بعضهم على بعض إلا بواضح شهادة‬ ‫الشهود العادلة‪ ،‬واتق الله في نفسك ينصرك بجنوده الغيبية التي لا تراها‪.‬‬ ‫فمن انتصر بكثرته وعبيده وهو عاص لمالكه وسيده أذله وخذله ولم يكن‬ ‫له من دون الله وليا ولا نصيرا‪.‬‬ ‫بعض أحكام صلاة الجمعة والشهداء والجنايات ‪:‬‬ ‫فقال ذو الغبراء لمن حضر مجلسه‪ :‬أيها الناس إن رأيتم في‬ ‫زمانكم رجلا صالحا كما ذكرنا في أخلاقه فأدرجوه في مجالس العلماء‬ ‫الكرام وبايعوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بحدود الله‬ ‫والجهاد لأعداء الله ولإحياء سنة رسول الله ‪ .‬وأقل البيعة له رجلان‬ ‫عالمان بعلم الولاية والبراءة ‪ 0‬قإن بايعاه اثنان فقد بايعوه جميع من أحب‬ ‫ذلك ‘ كان حاضرا أو كان غائبا ‪ ،‬لأنه قيل عن بيعة الرضوان ‪ ،‬وبيعة أبي‬ ‫بكر وعمر وجميع الأئمة المحقين ‏‪ ٠‬فالمبايعون(') لهم الحاضرون‬ ‫واللاحقون(") والمتابعون إلى يوم الدين فهم داخلون في بيعتهم ولهم‬ ‫نياتهم وأجرهمش وعدل يوم تعدل عن عبادة ستين‪ ،‬ثم تلزم الإمام صلاة‬ ‫الجمعة في الأمصار السبعة التي مصرها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‬ ‫رضي الله عنه‘ والسنة فيها ثلاث خصال‪ :‬الغسل ومس الطيب والبكور‬ ‫والإنصات في الخطبة‘ ولا تلزم السفار ولا النساء ولا الصبيان ولا العبيد‪.‬‬ ‫والشهيد إذا أصيب في المعركة لا يغسل ويدفن في كساه وينزع‬ ‫خفه ‪ .‬وأما إذا كان فيه رمق وحمل ومات فإنه يغسل والشهداء كثيرون ‪،‬‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬فالبايعون‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬في الأصل ‪ :‬والاحقون‪. ‎‬‬ ‫‪١٤٧‬‬ ‫تقتله اللصوص في السبيل فهو شهيد ولكن يغسل ويصلى عليه‬ ‫وأما الذي‬ ‫متقطع الأعضاء فيدفن الميت في كل الأوقات والصلاة عليه‬ ‫ولو كان‬ ‫إذا طلع قرن من الشمس أو غرب قرن منها وفي الحر الشديد‬ ‫جائزة إلا‬ ‫إذا كانت الشمس في كبد السماء ‪.‬‬ ‫ومن رأى رجلا يجامع دابة لهؤ ورفع عليه فإنه يقول لحال الحد‬ ‫إن هذا قعل بدابتي فعلا حرمت علي بها فإن أنكر فاليمين عليه أنه ما‬ ‫عليه حق من قبل ما يدعي أنه فعل بدابته فعلا حرمت من أجله عليه‬ ‫ولزمه له بضمانها وثمنها‪ ،‬وإن رد إليه اليمين حلف الطالب لقد فعل هذا‬ ‫بدابتي فعلا حرمها علي بذلك وجب عليه تمنها‪.‬‬ ‫وكذلك إن ادعت امرأة أن رجلا اقتسرها حتى وطاها‪ ،‬فإنها تدعي‬ ‫أن هذا الرجل كابرني وغلبني على نفسي حتى وجب عليه عقري‘ فان‬ ‫أنكر ولم تكن صحة حلف ما عليه لها حق ولا صداق من قبل هذه الدعوى‬ ‫الذي تدعي إليه‪ ،‬قال‪ :‬فإن رد اليمين إليها حلفت لقد غلبها على نفسها‪.‬‬ ‫وكان منه إليها ما وجب عليه صداقها ‪.‬‬ ‫وكل رجل زنى بامرأة كرها وهو صحيح العقل بالغ الحلم فعليه صداقها‬ ‫ولو كانت تطاوعه من قبل هو وغيره فعليه الصداق لها والتعزير‪ ،‬وأما‬ ‫الحدود فتدرأ في الشبهات‪ ،‬وعلى الإمام والحاكم النظر في ذلك‘ وأما أهل‬ ‫التهم والمنكر واللصوص إذا لم تصح شهادة عادلة عليهم فلينظر القائم‬ ‫بأمر المسلمين بأدبهم وبما يردعهم عن فعلهم ‪.‬‬ ‫وأما الذي وطيء أمة قوم طوعا أو كرها فالبكر عليه عشر ثمنهاء‬ ‫والثيب نصف عشر ثمنها ‪.‬‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫وكل من أقر على نفسه بالزنا فعليه الحد إلا إذا كذب نفسه قبل أن‬ ‫الإنسان الستر لنفسه من القاذورات ولا يجوز‬ ‫يقام عليه الحد وعلى‬ ‫الإقرار بالزنا مع الزوجين‪ ،‬فإن أقر أحدهما ولم يكذب نفسه فلا تقيم‬ ‫المرأة معه ولا هو يقيم معها إن أقرت‪.‬‬ ‫وأما التي زنت بأبي زوجها أو جده أو ابنه لا يحل لها المقام مع‬ ‫زوجها ولتهرب وتفتدي بكل شيء تقدر عليهؤ وليس عليها أن تعلن ما‬ ‫ستره الله عليها‪ ،‬وتعلمه فيما بينها وبينه وما وقعت فيه من البلاء فإن لم‬ ‫يقبل فلتهرب منه من حيث لا يراها‪ .‬وهذه المسألة نقلتها من الجزء‬ ‫النامن والأربعين في الباب السابع والثلاثين في المسالة الثالثة والعتسرين‪.‬‬ ‫شرف العقل ومنزلة العقلاء ‪:‬‬ ‫ومن الأثر ‪ :‬ينبغي للسلطان أن يكون عقله مُوازنا لعقل جميع من‬ ‫يشتمله ولايته ‪ 0‬ويدخل في طاعته ؛ فقد روي عن النبي (صلى الله عليه‬ ‫»‪ .‬ود عامة المرء عقله ‪ .‬فبقدر عقله‬ ‫وسلم) ‪ 3‬أنه قال ‪ "" :‬لكل شيء دعامة‬ ‫تكون عبادته لربه " ؛ قال الله (عز وجل) ‪ 0‬حكاية عن الكافرين ‪ « :‬لو‬ ‫كنا نسنضغ أو تعقل ما كُتا في أصحاب السعير » ‏‪. 0١١‬‬ ‫وقال إبراهيم بن حسان شعرا ‪:‬‬ ‫ففيها أمان من شرور البلاغم‬ ‫وفي كل أسبوع عليك بقيئة‬ ‫فليس من الأشياء شيناً يقاربه‬ ‫عقله‬ ‫للمرء‬ ‫الله‬ ‫قسم‬ ‫وأفضل‬ ‫ومآربه‬ ‫نخلاقه‬ ‫كملت‬ ‫فقد‬ ‫عقل‬ ‫للمرء‬ ‫إذا أكمل الرحمن‬ ‫‪. ١٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملك‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 4‬أنه قال ‪ "! :‬أفضل الناس‬ ‫أعقل الناس "" ‪ 0‬وكل شيع إذا كثر رخص إلا العقل فإنه إذا كثر غلا ‪ 0‬وقد‬ ‫روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) { أنه قال ‪ " :‬شر ما أعطي العبد‬ ‫شح هالع ‪ 0‬وجبن خالع " ‏‪ ٠‬فسبحان من دبرنا بلطف حكمته ‪.‬‬ ‫وقال بعض الشعراء في هذا المعنى ‪:‬‬ ‫والحار‬ ‫البارد‬ ‫من‬ ‫دهرا‬ ‫أفنيتةه بالحما‬ ‫قد‬ ‫جسمك‬ ‫النار‬ ‫حذار‬ ‫المعاصي‬ ‫من‬ ‫تحتمي‬ ‫أن‬ ‫بك‬ ‫أولى‬ ‫وكان‬ ‫وينبغي للإمام أن تكون أخلاقه شريفة‪ .‬وهمته بعيدةش وأفعاله‬ ‫حسنة‪.‬ؤ ومذاهبه جميلة‪ .‬وشيمته كريمة‪ .‬متزينا بالديانة والصيانة‪.‬‬ ‫والنسك والتواضع والعبادة‪ ،‬والوقار والحلم والعدل والوفاء بالعهد ورقة‬ ‫القلب‪ 0‬وسعة الصدر والعفو والسماحةا والتغافل عمن أساء‪ .‬وبسط اليد‬ ‫بالنوال والأفضال والجود والإنعام؛ وأن يجعل من أخلاقه التأني والرفق‬ ‫والجلالة واليسر وقلة المحاسبة والمنافسة‪ ،‬والبعد من الحسد‪ ،‬وأن يكون‬ ‫قلبه واسعاؤ ونفسه أبية‪ .‬طويل الفكر فيما يصلح الرعية‪ ،‬كريم الطبع‪،‬‬ ‫حسن السيرة‪ .‬وجيد السريرة‪ ،‬إن قال صدق‘ وإن عاهد وقى‪ ،‬وإن وعد‬ ‫أنجزؤ وأن يكون من أخلاقه النجدة والشجاعة والعلم بتدبير الحروب‘‬ ‫وقوانين السياسة‪ .‬وهو مع ذلك مصرف الهمة إلى تقويم رعيته‪ .‬وصلاح‬ ‫نغفورها‪،‬ؤ وكيد عدوهاؤ وإقامة مواسمهاؤ وأمن سبلها‪ ،‬والقيام بحق الله‬ ‫تعالى فيهاا وتفقد أمور صغيرها وكبيرهاؤ وإلزامها بإقامة فرانض الله‬ ‫عليها‪ ،‬وسنن نبيه (صلى الله عليه وسلم) فيها ‪.‬‬ ‫‪١ ٥٠‬‬ ‫وينبغي للإمام أن تكون له سبعة أشياء‪ :‬وزير يثق به ويقضي إليه‬ ‫بسره‪ ،‬وحصن يلجا إليه عند الحاجة‘ وفرس إذا فزع إليه نجا به‘ وسيف‬ ‫إذا بارز به الأقران لم ينبُ‪ ،‬وذخيرة خفيفة الحمل إذا نابته نانبة وجدها‪.‬‬ ‫وحظية إذا دخل إليها أذهبت همه‘ وطباخ إذا اشتهى الطعام صنع له ما‬ ‫وينبغي للإمام أن يتخلق بسبع قواعد أحدها حفظ الدين من تبديل‬ ‫فيه‪ .‬والحث على العمل به في غير إهمال له‪ ،‬والثاني‪ :‬حراسته الأمة‬ ‫والذب عن الرعية من عدو في دين الله‪ ،‬والثالث‪ :‬عمارة البلدان باعتماد‬ ‫مصالحها وتهذيب سبلها ومسالكها‪ ،‬والرابع‪ :‬تقدير من يتولاه من الأمناء‬ ‫للرعية وحفظ أموالها من غير حيف في أخذها وعطانهاش! والخامس‪:‬‬ ‫معاينة المظالم والأحكام بالتسوية بين أهلها واعتماد الإنصاف في فصلها‪.‬‬ ‫والسادس‪ :‬إقامة الحدود في مستحقها من غير تجاوز فيها ولا تقصير‬ ‫عنها‪ ،‬والسابع‪ :‬اختيار خلفانه في الأمور أن يكونوا من أهل الكفاية فيها‬ ‫والأمانة عليها‪ ،‬فإذا فعل ذلك من أفضى إليه سلطان الذمة كان مؤديا نلحق‬ ‫الله تعالى مستوجبا لطاعة الأمة ومناصحتهم مستوجبة لصدق محبتهم له‬ ‫وإيثار طاعتهشؤ فإن قصر الإمام أو السلطان عن هذه الخلال كان بها‬ ‫مؤاخذا‪ ،‬وعليها معاقبا ‪ .‬وحكي عن الرشيد حبس ابا العتاهية فكتب على‬ ‫حائط الباب شعرا ‪:‬‬ ‫وما زال المسيء هو الظلوم‬ ‫لؤم‬ ‫أما والله إن الظلم‬ ‫الخصوم‬ ‫الله تجتمع‬ ‫وعند‬ ‫نمضي‬ ‫الدين‬ ‫يوم‬ ‫إلى ديان‬ ‫أبا العتاهية فاستحله‬ ‫فأخبر الرشيد فبكى بكاء شديدا وأحضر‬ ‫‪١ ٥ ١‬‬ ‫ووهب له ألف دينار وأطلقه‪.‬‬ ‫اعلم أن العدل ميزان الله الذ ي وضعه للخلق ‏‪ 0٠‬ونصبه للحق ‪ .‬وقال‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬إنما يرحم الله من عباده الرحماء !" ‪.‬‬ ‫وقال (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬إن الله أمرني بمداراة الناس ‪ ،‬كما أمرني‬ ‫باقامة الفرانض " ‪.‬‬ ‫واعلم ‪ 0‬أن خير الإخوان ثلاثة ‪ :‬من يغفر الزلة } ويقيل العثرة ‪8‬‬ ‫ويقبل التوبة ‪.‬‬ ‫وينبغي للعاقل أن يكتسب ببعض ماله الحمد‪ .‬ويصون ببعضه نفسه‬ ‫عن المسألة ‪.‬‬ ‫وينبغي للإمام أن يكون ثابت الجأش شديد الرأي‪ 0‬طويل الفكر‪.‬‬ ‫شديد التحرز؛ حسن النظرؤ صادق الهمة عارفا بطرق الخديعة‪ .‬ناصبا‬ ‫نفسه للحيل‪ ،‬مفكرا ليله نهاره في وضع مناصب الخدع والمكر‪ ،‬فقد قال‬ ‫رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬الحرب خدعة " ‪ 0‬وقال علي بن‬ ‫أبي طالب وقد خوفوه بكثرة من ورد عليهم من أ هل الشام من العدد والعدة‬ ‫فقال‪ :‬أبالموت تخوفوننيك والله ما أبالي أسقطت على الموت أم سقط‬ ‫الموت علي ‪ 0‬ومن أحسن الناس تشبيها في الحرب مسلم بن الوليد‬ ‫الأنصاري في قوله لابن يزيد شعرا‪:‬‬ ‫كالسيل يقذف جلمود بجلمود‬ ‫يلقى المنية في أمثال عدتها‬ ‫والود بالنفس أقصى غاية الجود‬ ‫يجود بالنفس إن ضن الجواد بها‬ ‫وقال السموأل بن عاديا ‪:‬‬ ‫‪١٥ ٢‬‬ ‫حيث مات قتيل‬ ‫ولا ظل منا‬ ‫وما مات منا سيد حتف أنفه‬ ‫وليس على غير السيوف تسيل‬ ‫نفوسنا‬ ‫على حد الضباة‬ ‫تسيل‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫وما بعد جود النفس للنفس من جود‬ ‫نجود بالنفس إن ضن الجواد بها‬ ‫وقيل من حرض رجلا على الجهاد في سبيل الله كان له مثل أجره۔‬ ‫وآتاه الله مثل ثواب من بلغ رسالات ربها فإن الله عز اسمه قد تفضل على‬ ‫ورحمته‘ وأسبغ عليهم نعمه‪ .‬وأجزل‬ ‫عباده برحمته‘ وامتن عليهم بلطفه‬ ‫وغوامض الفطنة‪ ،‬فألقى في قلوبهم‬ ‫لديهم قسمه‘ وخص قوما بالحكمة‘‬ ‫من الناس‘ فأبصروا الحق©‪ 0‬ونطقوا‬ ‫نور الاقتباسؤ وفضلهم على كثير‬ ‫من الحمية والكبر‪ ،‬وبغض إليهم أهل‬ ‫بالصدق فأذهب الله ما في قلوبهم‬ ‫الجاهلية والكفر‪ .‬صنيعا منه إليهم‪ .‬وفضلا تفضل به عليهم‪ ،‬ذلك فضل الله‬ ‫يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم‘ وأقاموا سبيله ودعوته‪.‬‬ ‫وأوضحوا براهينه وأدلته‘ وجاهدوا في سبيل الله؛ ودعوا إلى سنة نبيه‬ ‫وخليله‪ .‬وشدخوا يافوخ الكفر والنفاق‘ وقصموا شوكة أهل الظلم‬ ‫وعيون ساهرة‪ .‬ومهج نانقة‪ ،‬وأنفس شائقة‬ ‫والشقاق‪ ،‬بقلوب صابرة‬ ‫ألا إن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين‬ ‫فاعلى الله كلمتهم‪ .‬وأظهر حجتهم‬ ‫كفروا هي السفلى والله عزيز حكيم ‪.‬‬ ‫ومما ينبغي لمن أراد الفضائل‪ ،‬وطلب الوسائل‪ ،‬ورغب في الفضل‬ ‫والجهاد‪ .،‬وكسر شوكة أهل الظلم والعناد‪ ،‬أن يخلص نفسه ونيته‘ ويصلح‬ ‫سريرته وعلانيته‪ .‬ويجاهد في الله حق جهاده‪ .‬قال الله تعالى ‪ « :‬يا أنْهَا‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫النبي جاهد الكفار وَالمُتافقين واغلظ عليهم وَمَاوَاهُمْ جَهَنَم وبنس‬ ‫المصير ه (" ‪.‬‬ ‫بيت عن الإمام راشد بن سعيد ‪:‬‬ ‫غداء يغذي أو فتاة تقاربه‬ ‫متى يكسب المعروف من كان همه‬ ‫‪.‬‬ ‫فانصروه‬ ‫على نصره‬ ‫‪ 0‬إن رأيتم رجلا وقدرتم‬ ‫أيها الناس‬ ‫« ونينصرن الله من ينصره ‪ « 0 )"( 4‬ولا ثهلوا ولا ئخزثوا وأنئم‬ ‫الأغلون إن كنثم مؤمنين » () ‪ 0‬وقال الله (عز وجل) ‪ «:‬أم حَسيبْئم أن‬ ‫تنخلوا الجنة وَلمًا يَاتِكُم مَثل الذين خلوا من قبلكم مَنَثْهُمُ الباستاء‬ ‫والضراء وزلزلوا حَئى يّفول الرسول والذين آمنوا معه متى تصر النه ألا‬ ‫إن تصر الله قريب ‪ { )( 4‬وقال ‪ « :‬إنما ذلكم الشطان يخوف اوْلِيَاءَه قلا‬ ‫تخاوهُم وخافون إن كنئم مُمنين »(ُ)‪.‬‬ ‫مدح المسلمين في حضرموت للشيخ محمد بن مجبوب ‪:‬‬ ‫ومن كلام الشيخ محمد بن محبوب رحمه الله من أمر سيرته إلى‬ ‫حضرموت‪:‬‬ ‫أعز الله كلمتكم ‪ 0‬وقوى دينكم ‪ 0‬ورد إليكم نعمتكم{ وأفلح حجتكم‬ ‫وأثرى أموالكم ‪ 0‬وكثر على الحق رجالكم؛ وصدق مقالكم؛ وشكر أعمالكم‪.‬‬ ‫ورضي آمالكم‪.‬ؤ ورتق الله بكم الفتوق‪ 0‬وأعطاكم الحقوق‪ ،‬وأحيا بكم سنة‬ ‫‏‪. ٢١٤‬‬ ‫‏) ‪ )٤‬سورة البقرة ‪:‬‬ ‫‏‪١٧٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫آل عمرلن‬ ‫‏) ‪ ( ٥‬سورة‬ ‫‪١ ٥٤‬‬ ‫الصادق المصدوق‘ؤ وأخمد بكم ذوي الفتنة والمروق‪ ،‬كان الله معكم‬ ‫وجعلكم معه؛ وكان لكم وجعلكم له‪ ،‬ودفع الله بكم الأعداء‪ ،‬وداوى بكم‬ ‫الأدواء‪ .‬ووضح بكم سبل الهدى‪ ،‬أدام الله ستركم‪ ،‬وأعز نصركم‪ .‬وقوى‬ ‫قلوبكم‪ .‬وطهر عيوبكم‪ .‬ومكن بكم الإسلام؛ ووصل لكم الأرحام‘ وجلى بكم‬ ‫الظلام؛ شد الله أزركم‪ ،‬ووضع وزركم ‪.‬‬ ‫أنار الله بكم الشرع‪ .‬وأطفا بكم البدع‪ ،‬وسكن الله بكم الروعات‪،‬‬ ‫وأذهب بكم الفزعات‪ ،‬وحقن الله بكم الدماءث وجل بكم العماء‘ ولا أراكم‬ ‫الله سوءا ‪ 0‬ولا شمت بكم عدوا‪ ،‬وحمد الله أمركم؛ ورفع قدركم وقوى‬ ‫صبركم؛ وشكر شكركم‪ ،‬وأعاذكم جوار المسالك‘ ومحل المهالك‪ ،‬وأحلنا‬ ‫وإياكم دار السلام؛ ومع الحور في تلك الخيام‘ مع النبيين والصديقين‬ ‫والشهداء والصالحين وحسن أولنك رفيقا‘‪ .‬في مقعد صدق عند مليك‬ ‫مقتدرؤ ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما‘ وفعل ذلك لنا ولكم وجميع‬ ‫المسلمين أينما كانوا آمين آمين يا رب العالمين‘ ومكر الله باعدانكم‬ ‫وكادهم بكيده المتينش وأتى قواعدهم من حيث لا يشعرون‘ وفعل ذلك‬ ‫باعدائنا وأعدانكم وأعداء المسلمين حيث كانوا إن ربنا سميع قريب‬ ‫مجيب‘ نسأل الله أن يبلغنا وإياكم إلى جزيل الثواب‪ ،‬وحسن المآب‪،‬‬ ‫والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫‪١ ٥٥‬‬ ‫الذكر الثامن ‪:‬‬ ‫في الفرح والحزن والسلوك الحسن ومكائد‬ ‫وشيء من الأدوية لكسر العظام ودواء لوجع‬ ‫النساء‬ ‫الخادع الذي عرق بين الأذن والعين‪ ،‬ودواء لصمم‬ ‫الأذنين‪ ،‬ولدرح الماء في العين‪ ،‬ولحرق النار في‬ ‫الفمؤ ولوجع اللثة‪ ،‬وبخورات الفم‪ ،‬وأدوية لوجع‬ ‫الصوت‪.‬۔‬ ‫وأدوية مما تقوي القلب ولحسن‬ ‫السنان‬ ‫ومما يسمن الإانسان‪ ،‬ونفقة النساء ولشرب الدواء‬ ‫لطرح الحمل وأحكام لذلك وأدوية التي تقوي الباءة‪0‬‬ ‫ولتضييق الرحم‪ ،‬ومما يعين على طرحه‘ مع تمام‬ ‫قصة المرأة التى واقعت بعلها‬ ‫الفرح والحزن والسلوك الحسن ‪:‬‬ ‫قال الفقير لله‪ :‬سألت أخي ذا الغبراء عن الفرح والغم‪ ،‬وما الغالب‬ ‫منهما؟ش فرأيته وقف ساعة يفكر في الجواب مخافة الخطاؤ فقال ذو‬ ‫الغبراء‪ :‬أما الفرح والغم فلهما تفسير كثيرؤ فإذا انتهيا إلى غايتهما قتلا‬ ‫بذلك صاحبهماا مثلا إذا ولد مولود أعمى العيون ثم أراه الله الدنيا في‬ ‫شبابه فإنه مما يخاف عليه أن يموت من الفرح في ساعته‪ ،‬وكذلك الغم إن‬ ‫أخبر عن شيء مما كان يحبه كثيرا أنه ذاهب عليه فإنه يخاف عليه أن‬ ‫يموت من غمه‘ والفرح يحدث عقب الحزن في كل يوم‪ ،‬وفي كل ساعة‬ ‫وفي كل لحظة ما زالت الروح في الجسد لكن منه دقيق خفي‘ ومنه‬ ‫‪١٥٠٦‬‬ ‫ظاهر بهي لا يحتاج إلى شرحه الإنسان لأن كل من فكر في شيء بعقله‬ ‫فإنه ينظره الفرح والحزن مقرونان‪ ،‬وأنا آت لك بقصة أخبرني بها احد‬ ‫الإخوان في الفرح والحزن والسلوك الحسن قال‪ :‬هذا رجل من أعوان‬ ‫السلطان كان يحوط () على الناس في المنازل والبلدان وكان له قدر‬ ‫عظيم يذكروه الناس في مجالسهم بكل لسان ولا شك بان الأمراء يرفعون‬ ‫كل إنسان لمن أراد أن يكون مسموع اللسان‪ ،‬وهنا تكفيك إن نظرت الخلق‬ ‫عن الإشارة والبيان‪ ،‬ثم أقبل هذا الرجل وقعد في حلقة العلماء الأبرار‪ ،‬فلا‬ ‫كلمه أحد من الأتقياء الذخيارش فاستحقر نفسه لما نظر إلى الملوك تأتي‬ ‫وتخضع لتلك البدور المنيرة‪ ،‬والشموس المضينئةؤ وقال في قلبه‪ :‬من‬ ‫مشى على جرف هار قانهار به في نار جهنم‪.‬‬ ‫ثم سمع قراءة العالم من الأثر‪ ،‬وقال الذي يذكرهم‪ :‬أيها الناس إن‬ ‫الفتن على أبواب الجبابرة كمبارك الإبل أو كقطع الليل المظلمؤ فكن‬ ‫مجتهدا مجتنبا بهديك عند مقالك وأفعالك‘ أن تزلق في بعض المهالك التي‬ ‫يهلك بها عند الله وليس لأحد أن يرتكب معصية الله‘ ولا تقوم الساعة‬ ‫حتى يبعث الله أمراء ظلمة‪ .‬ووزراء كذبة‪ .‬وعرفاء فجرة‪ .‬وأمناء خونة‬ ‫وقراء فسقة{‪ .‬يتفقهون ويتهوكون تهوك اليهود الظلمة‘ سيماهم سيما‬ ‫الأحبار‪ .‬وقلوبهم قلوب الذناب الضواري‪.‬‬ ‫وكان جابر يذكر أن النبي (صلى النه عليه وسلم) قال ‪ " :‬يحشر‬ ‫الظلمة وأعوانهم ومن أعانهم ببري القلم أو على ظلمهم بمدة دواة إلى‬ ‫النار " ‪ 0‬وقال الله تعالى في شيء من كتبه ‪ :‬إني أنا الله لا إله إلا أنا أنتقم‬ ‫‪.‬‬ ‫‏) ‪ [ ( ١‬ي ‪ :‬يمشي للنز هة‬ ‫‪١ ٥٧‬‬ ‫من الظالم بالظالم ثم انتقم منهما جميعا بعده ‪.‬‬ ‫مكاند النساء ‪.‬‬ ‫وحكي لنا عن رجل جبره الجبار إلى دلالة قرية فدله بدلالة ممن‬ ‫فيها مما يصنعه بها الرجل فاهلكها الجبار فهذا الدال ضامن لجميع أهل‬ ‫تلك القرية من الأموال والأنفسس ولا تجوز الإعانة للجبابرة‪ ،‬ولا يكثرهم‬ ‫بنفسه‪ ،‬ولا يجوز لأحد أن يركب على الدواب الذي جبروها لركوبهم في‬ ‫سيرتهم ولا يأخذها للخدمة بأمر الجبابرة‪ ،‬ولا يأكل الإنسان من الطعام‬ ‫الذي جعل الظلمة من تحظيرهم على البلدان ليأكلوا أموال الناس وهذا من‬ ‫السحت‪ ،‬والسحت حرام إلا إن تصح معه طيبة نفسهم بذلك‪.‬‬ ‫وأما الذي يأكل من الطعام الذي يخرج من بيوت الجبابرة فجائز‬ ‫على قول بعض المسلمين وتنزه عنه آخرون فلما سمع الرجل هذا الكلام‬ ‫خشع قلبهؤ وسأل أهل المعرفة عن أمر دينه وما كسبه بيده وقوله وفعله‬ ‫لإعانة الجبابرة‪ .‬فأوجبوا عليه اللزوم والإثم والقود‪ ،‬فلام نفسه وازورت‬ ‫عليه الدنيا‪ .‬فاخذ حديدة ليقتل بها نفسه من اللوم‪ ،‬فقبضوه فقيل له‪ :‬إن‬ ‫من قتل نفسه بحديدة أو بسم أو بسبب فمأواه جهنم وبنس المصير‪ .‬ثم‬ ‫قال لهم‪ :‬ما الرأي الذي فيه السلامة لديني ودنياي؟ فقيل له‪ :‬أنت في‬ ‫يسر أم في عسر؟ قال لهم‪ :‬في عسر ‪.‬‬ ‫قيل له‪ :‬فالتوبة إلى الله بجميع شروطها‪ ،‬وأداء ما وجب عليه فيما‬ ‫بينه وبين الله وما بينه وبين العباد وما عجز عن ذلك وكان مما لا يسعه‬ ‫إلا أداءه فيوصي به بالوجه العدل‪ ،‬ودين الله يسر ليس بعسر ‪.‬‬ ‫في‬ ‫الفرح برحمة ربه؛ واجتهد‬ ‫قال ‪ :‬فزال الهم من قلبه ‪ .4‬ودخل‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫السؤال والعبادة ومواصلة الإخوان حتى دخل يوما مع رجل ورآه ألف‬ ‫عن تأليفه امرأة السلطان‬ ‫كتبا في كيد النساء وكيد الرجال‘ فسمعت‬ ‫ودعته إلى مقامها من الحصن& فلما وصل به الداعي أمره بأكل الطعام‬ ‫فمد يده إلى الطعام وأخذ لقمة ورفعها في فمه فصاحت امرأة السلطان‬ ‫عليه وهي عارية من اللباس©ؤ فاقبلوا إليه الخدم والعسكر ليقتلوه فنادتهم‬ ‫من وراء حجاب وقالت لهم‪ :‬مهلا رأيته قد أساغ عظما في حلقه فطبق‬ ‫وخفت عليه من الموت في بيتنا‪ .‬فأمرتهم بالرجوع وقالت له‪ :‬كل من‬ ‫الطعام فلم يطق أن يجرع اللقمة التي في حلقه ولا قدر أن يخرجها من‬ ‫الخوف والفزع‪.‬‬ ‫ثم قالت له‪ :‬هل في كتابك مثل هذه القصة التي شاهدتها؟‪ 0‬قال‪:‬‬ ‫ليس معي ولا سمعت احداً‪ ،‬ثم أمرته بتمزيق كتبه التي ألفها في كيد‬ ‫النساء ومكرهن‪ ،‬وقالت له‪ :‬لو عشت في الدنيا مثل نوح عليه السلام‬ ‫وألفت في كيد النساء لما بلغت شيئا‪ .‬وشاهد بذلك كتاب الله ‪ « :‬إن كَيْةكن‬ ‫") ‪ .‬فلما سمع قولها‬ ‫عَظيمٌ ‪ « . )( 4‬إن كَية الشطان كان ضتعيفا‬ ‫استاذنها بالخروج فرجع إلي مسرعا ورايته مزق الكتب‪ ،‬وسألته عن‬ ‫خبره فقص علي ما جرى عليه‘ فهذا من أمرهن قتلته في لحظة واحيته‬ ‫في لحظة ثانية‪.‬‬ ‫دواء الكسر ‪:‬‬ ‫ثم قال‪ :‬عمدت أن أسافر إلى بعض القرى فصحبت القوافل ونظرت‬ ‫إلى البداة كسبوا امرأة فهموا أن يفجروا بها فنادت بالاستغاثة بالله‬ ‫(‪ )١‬سورة يوسف‪. ٢٨ : ‎‬‬ ‫)!( سورة النساء‪. ٧٦ : ‎‬‬ ‫‪١٥٩‬‬ ‫وبالمسلمين فلزمت نفسي‪ .‬وجذبت سيفي‪ ،‬وقصدت إليهم مسرعا‪ ،‬وكان‬ ‫لي حظ ومعرفة من عندهم بسبب رأوني في مقاربة السلطان فاكرموني‬ ‫بها وخلوا سبيلهاێ‪ .‬فصحبتني المرأة‪ .‬وأقلنا مع الناس في انتصاف النهار‬ ‫تحت ظلال الأشجار‪ .‬فطلعت المرأة تحني من ثمارها لقوتها فطاحت بها‬ ‫علية من الشجرة في بنر مغتزرة‪ ،‬فقلت‪ :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‪.‬‬ ‫فعمدت إلى البنر وقبضت المرأة عن الغرق وناديت أصحاب‬ ‫القافلة فوصلوا عندنا مسرعين ووثبوا علينا بالحبال لإخراجها أجمعين‬ ‫فلما خلصتها من البنر رأيتها منكسرة الأضلاع لا تطيق أن تحمل فوق‬ ‫الركاب‪ ،‬فقلت لها‪ :‬هل لك بعل؟{ قالت‪ :‬ليس معي رجل‘ فقلت لها‪ :‬أنت‬ ‫الساعة في ضرورة ولا يجوز لنا أن يظهر جسمك علينا‘ ولكن لعلك‬ ‫تامري أحد الصحاب ليزوجني بك لحال ضرورتك‪ ،‬وحقك يكون على أقل‬ ‫جواز التزويج لأني لا أطيق أحمل نفسي الدين‪ 0‬وهذا جائز مع المسلمين‬ ‫فسمحت وأمرت لطلب سلامتها في الدين والحاجة داعية‪ ،‬فقعدوا على‬ ‫عقدة النكاح‪ .‬وجمعت أضلاعها بايدي فرددتها على ما كانت‘ وجعلت لها‬ ‫خموداؤ وأخذت الأشنان ودهنت به الأضلاع وما كان من حولهما‪ .‬ثم‬ ‫سقيتها من تراب صيبد وهو يباع مع العطارين وأصله يؤتى به من جبل‬ ‫صيبد من أرض الشام‪.‬‬ ‫وللكسر يؤخذ المومياي ويجعله في سمن ثم يجعله على النار حتى‬ ‫يذوب المومياي في السمن ويشربه بعدما يفتر‪ .‬ومنهم من يستعمل‬ ‫المومياي لأنه لطيف محلل ينفع من الأورام البلغمية والخلع والكسر‬ ‫والسقطة والضربة والفالج واللقوة شربا ومزجاش وينفع من الصداع‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫والشقيقة البار والصرع والدوار‘ ويسعط منه بماء المرزنجوش ويشرب‬ ‫منه قيراطا لثقل اللسان بطبيخ الشعير الفارسيض وينفع نفث الدم من‬ ‫الرنة‪ .‬وينفع من الخناق ووجع الحلق وزن قيراط منه بسكنجين ورب‬ ‫الترت وينفع لطوخ للسعال بماء العناب وماء الشعير‪ ،‬وقيراط منه ينفع‬ ‫من الخفقان بماء الكمون‪ ،‬وحبة منه ينفع من الفواق بطبيخ بزر الكرقس۔‬ ‫وقيراط منه بلبن حليب ينفع من قروح المثانةش ووزن حبتين منه أو قيراط‬ ‫ينفع من لسع العقرب بشراب صرف أو مثلث ويجعل مثله على موضع‬ ‫للسعة بسمن وهو حار يابس في الدرجة الثالثة وهو معدن في قوة‬ ‫الزفت‪.‬‬ ‫دواء لوجع الخادع‪:‬‬ ‫قال الرجل‪ :‬لما نظرت محاسن المرأة ازددت سرورا بذلك فضربت‬ ‫الرمل من قبلها فحكم الخامس عشر بالمكاند العظيمة ثم ولدت من الخذول‬ ‫والسابع شكلا فخرج الشكل ممتزجا ‪ 0‬ثم ولدت منه هو والشكل الخامس‬ ‫عشر شكلا فخرج الشكل سعدا{ فتفاءلت بالخير بعد الشدة بالأفراح‪ ،‬ثم‬ ‫رايت بها نزل ألم في العرق الذي على الخادع() من أعلى الأذن إلى العين‬ ‫فاخذت لها الأفيون والصندلين وماء الورد وماء تمر الصبار صافي‬ ‫مصلول من غير مرس ومرست الفيون ثم عجنت به الصندلين وجعلته‬ ‫على الألم فأبرأها الله من ذلك ‪ ،‬ثم نزل بها صمم بسبب وجع الرأس مع‬ ‫سقوطها في البنر فعملت لها حلوى البيض الكاملة وصفة عملها سهم‬ ‫سكر البلوج وسهم صفرة البيض وسهم سمن المنقص وصفة تنقيصه في‬ ‫) ‪ ١ ( ١‬ي ‪ :‬الخد‪. ‎‬‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫هذا الوصف يؤخذ جرو قرع صغير ويلخ عليه من خارجه عجين طحين‬ ‫الشعير ثم يجعل في التنور بقدر نضوجها ثم يفسخ منه العجين ويعصر‬ ‫ماء الجرو والقرع بأجمعه ويصفى ويصل بثوب‪ ،‬ثم ماء القرع ينقص به‬ ‫السمن فإذا ذهب الماء منه ارم عليه البيض والسكر ونصف سهم من لب‬ ‫اللوز المسحوق الناعم‘ ثم حركه بمحراك على نار خفيفة تم اجعل عليه‬ ‫ماء ورد وهيل واجعله فيه حتى ينضج ومن علامة نضاجه إذا رأيته طلق‬ ‫قليلا من الوعاء احدره وأنزله من ساعته في وعاء لا يشف‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فلما أطعمتها هذه الحلوى رد الله إليها سمعها ولكن كثر أكلها‬ ‫من مرق الدجاج فنزل بعينها درح الماء‪.‬‬ ‫دواء لدرح الماء في العين ‪:‬‬ ‫صفة‪ :‬إن حدث في العين بياضا أو غشاوة أو ماء فيؤخذ تلاتة‬ ‫مثاقيل توتيان ويغلى بماء ليمون سبع مرات كلما يبس أعيد عليه ماء‬ ‫آخر مما يغمره حتى يتفق له سبعة أمواه ثم يضاف إليه مثقال رصاص‬ ‫أسود ومرارة الغراب ومثقال راسخ ومثقال زعفران وثلاثة مثاقيل أهليليج‬ ‫أصفر ومثقال صبر اسقطري ووزن حبتين فلفل أبيض ووزن حبتين ملح‬ ‫عريشي ومثقال مر يدق الجميع بماء المثيبة دقا ناعما ويكتحل منه زمانا‬ ‫فإنه يذهب البياض من العين وينفع الدمعة ويحد البصر ويقوي جوهر‬ ‫العين ويكمه الماء الحادث في العين بإذن الله تعالى ‪.‬‬ ‫وهاك معرفة نزوله‪ :‬فإنها تنحدر من الرأس رطوبة غليظة بين‬ ‫الطبقة العينية وبين الحجاب القرني فيجمد في وجه الحدقة فيتحجر الجليد‬ ‫به وبين الأبصار بالنور الخارج فيمتنع البصر ولا ينبغي علاجه في البداية‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫بالقدح لكن إذا استحكم‪ ،‬وله علامات فمنه ما يعرض لمن أصابه ذلك شبه‬ ‫مثل البق والذباب‪ ،‬ومنه ما يعرض مثل الشعر‬ ‫السحاب ومنه ما يعرض‬ ‫الكواكب إذا انقضت وهو إحدى عشر نوعا فإذا‬ ‫وبعضهم يرى مثل شعاع‬ ‫إلى ستة أشهر قد يكون من يبس لا من درح‬ ‫رأى ذلك ولم تعمى العين‬ ‫العرقان وهما عروق في مقدم الرأس يلتقيان‬ ‫الماء وأبدأ بذلك فاوسم‬ ‫عليهما وهما أعلى الجبهة بقدر ثلاث أصابع فإذا أخذ الإنسان حبلا ولزمه‬ ‫في رقبته ظهرت العروق أعلى الجبهة في كل قرن ومع اجتماعهما‬ ‫يوسمهما في ذلك المكان وسما شافيا حتى ينقطعا؛ ثم للكحل يؤخذ مرارة‬ ‫الغراب وحل الزيت وماء المتثيبة وماء البصل وسكر مصر وصمغ العتم‬ ‫والزعفران ثم تجمع الأدوية ويكتحل منها ويقف بعد الكحل بقدر ثلاث‬ ‫ساعات لأنه يجد لذع وحرقة كثيرة‪.‬‬ ‫قال لنا هذا الرجل ‪ :‬صنعت هذا الدواء للمرأة فرجع بصرها عليها‬ ‫ولكن قال‪ :‬منعتها عن أكل الحموضات والملوحات‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وجدت في عينها عرق الظفرة وأخذت لها مرارة تيس أسود‬ ‫حالك وهي حارة بعد ما ذبح فأملات عينها منها فانقطع لأن هذه المرارة‬ ‫تقطع عرق الضفرة بدون استخدام الحديد وهذا قيل في الكتب أنه مجرب‪.‬‬ ‫أدوية لأمراض الفم واللثة والأسنان‪:‬‬ ‫ثم نزل بفمها حرق النار وهو شبه السلاق فأمرتها أن تغرغر‬ ‫بالخل مرارا ‪.‬‬ ‫عفنة‬ ‫فاسدة‬ ‫ذلك رطوبة‬ ‫منتنة وسبب‬ ‫تم فاح من فمها بخورات‬ ‫‪١٦٢٣‬‬ ‫فأخذت لها التوم والقرنفل وسحقتهما سحقا ناعما وجعلت عليهما عسل‬ ‫النحل وأكلته قبل الطعام ثلاثة أيام‪.‬‬ ‫أشطب‬ ‫ولكن بعد هذ ا عفنت ضروسها ولتتها فأخذت موسا وجعلت‬ ‫به اللثة وعمور الأضراس ظاهرها وباطنها ثم أخذت حلا وملحا وجعلته‬ ‫على النار وحركته قليلا حتى فار وأخذت حطبة وجعلت فيها قطنة‬ ‫وغمستها في الحل وكمدت به اللتة وعاودت إليها الدواء مرة بعد مرة‬ ‫حتى تبيض العمور‪.‬‬ ‫قيل من ابتلى بخروج من عمور فمه دم فيأخذ الخوخ ويتسوك به‬ ‫فإنه يقطع الدم ويقتل الدود من الأضراس‪.‬‬ ‫ولوجع الأضراس يؤكل التبعل مرارأ إلى سبعة أيام فإنه يبرى‪.‬‬ ‫ولوجع الأاضراس الخليلقا إذا مضغت نفعت‘ والجوز واللوز شديد‬ ‫النفعؤ والملح مثله{ والتنكار ينفع من كل الأسنان ويسكن ضربانها‪ ،‬ويقتل‬ ‫الدود الكامن فيها‪ .‬والخردل جيد لوجع الضرس الكانن من البرودة‬ ‫والرطوبة والفلفل مثلهؤ والثوم طبيخه ومشويه مسكن لوجع الأسنان‬ ‫العارضة البرودة والرطوبةش والحبر إذا سحق في الخل ووضع في‬ ‫الموضع المتآكل من الضرس سكن وجعها‪ ،‬والحجامة أعلى الأذنين على‬ ‫الخادع تنفع من وجع الأسنان‪.‬‬ ‫الأدوية التى تقوى القلب وتسمَّن ‪:‬‬ ‫ووجدت أن القرنفل يقوي القلب جدا‪ ،‬والحبة السوداعء(الشونيز)‬ ‫تصفي الصوت وتلينه وتحلل الرياح الباردة في المعدة وتزيل القرقرة‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫العارضة فيها المتولدة من الرطوبة الغليظة والأطعمة العسيرة الانهضام‪.‬‬ ‫قال الرجل‪ :‬رأيت في المرأة هزالاً من كثرة العلل التي عارضتها‬ ‫فأخذت لها أنفحة الأرنب والسمن وسقيتها فأسمنها‪ ،‬فرد الله قوتها فكتبت‬ ‫صداقها وأخذت هي أوراقها وأردت الدخول عليها فأبت وتأنت لما رأت‬ ‫في جسمي علانم الشيب قد ظهرت فجنتها بالملاطفة وإظهار المودة‬ ‫فأظهرت إلي البغض والعداوة فلا خليت لها عذر ‪ 0‬ودخلت عليها قرأتني‬ ‫ضعيف الباءة قريب الإنزال ولا قدرت على المراجعة في الجماع فقالت‪:‬‬ ‫ويلك أشعلت نار رحمي وألهبت شهوتي وعذبت مهجتي واستدررت‬ ‫غلمتي وأنقصت مهري وأبعدتني عن أهلي فقالت شعرا‪:‬‬ ‫وتوقظ مني نانماً وهو نانم‬ ‫تحرك مني ساكنا وهو ساكن‬ ‫ثم قالت‪ :‬ما أقبح صورتك وأضعف نعمتك فقلت‪ :‬الله الله يرحمك‬ ‫الش ولك مني العطاء الجزيل‘ وأظهرت لها بمعاني الكلام كما جاء في‬ ‫الخبر عن عبدالله بن رواحة الختصاري حين اتهمته امرأته بجاريته فأنكر‬ ‫أمرها فقالت له إن لم تكن فعلت ولا جامعت جاريتك فاقرأ القرآن فإن‬ ‫الجنب لا يقرأ فقال شعرا‪:‬‬ ‫وأن النار مثوى الكافرينا‬ ‫شهدت بأن وعداللهحق‬ ‫وفوق العرش رب العالمينا‬ ‫وأن الماء تحت العرش طاف‬ ‫وله غيره‪:‬‬ ‫كما انشق معروق من الصبح ساطع‬ ‫وفينا رسول الله يتلو كتابه‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫إذا استقبلت بالمشركين المضاجع‬ ‫يبيت يجافي جنبه عن فراشه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫في نفقة النساء‬ ‫قال‪ :‬فلما سمعت كلامه قالت‪ :‬آمنت بالله وكذبت بصري‪ ،‬قصدقته‬ ‫امرأتهؤ وأما المرأة التي معي لم تأخذ كلامي صدقا‪ ،‬ولم يدخل في قلبها‬ ‫طمعا{ ثم سارت إلى المعلم وأمرته أن يكتب إلى أهلها تعريفا خفية فجاءوا‬ ‫إليها عندها وأخذوها من بيتي وقصدوا بها إلى دارهم‪ ،‬وشكوا مني عند‬ ‫أمرانهم وحكامهمش فوصل معي تعريف حاكمهم أنك صل إلى أمر الشرع‬ ‫الشريف الذي ساوى بين القوي والضعيف‘ فوصلت معهم وبقلبي رجيف‬ ‫ولهيفؤ فاقبل إلي الحاكم وقال لي‪ :‬لا تخف يا غرير فإن الحق غزير‪.‬‬ ‫فوصلت امرأتك تشكو منك التقصير من قبل صداقها قد قلت لها في سقمها‬ ‫بأنك فقير فسمحت لك لحال الإضرار‪ .‬والآن أولياؤها بمحضرنا ويفصلوا‬ ‫صداقها على صداق عماتها إن قدرت وإلا فخلي سبيلها‪ ،‬ولا يكلف الله‬ ‫نفسا إلا وسعها قال‪ :‬فأخبرته بعذري وفقري‪ ،‬فقال الحاكم‪ :‬أما التزويج‬ ‫فهو ثابت‪ ،‬ولكن لا بد من الصداق النفقة لازمة عليك‘ قال‪ :‬فباع الرجل‬ ‫سيفه وأعطاه الحاكم ثمنه؛ وفرض لها الحاكم فريضة لشهر ‪ .‬وأمرها‬ ‫الحاكم أن ترجع لبلدي وبيتي‪ ،‬فقالت‪ :‬ليس أحد في بلده ينصف بيننا في‬ ‫الشهر المقبل{ قال له الحاكم‪ :‬إن عجزت عن نفقتها في الشهر المقبل فهي‬ ‫طالق من رقبتك‘ قال‪ :‬نعم إن لم ترض هي علي في الشهر المقبل فهي‬ ‫طالق‪ 6‬ثم قصدت المرأة إلى بيت اوليانها‪.‬‬ ‫عقوبة الإجهاض وأدوية لطرح الحمل ‪:‬‬ ‫ثم جاء رجل مع الحاكم وشكى من زوجته بأنها شربت دواء وهي‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫حبلى فطرحت ما في بطنها فلا شيء عليها في ذلك‪ ،‬وإن شربت دواء‬ ‫ليس بمعروف مع الناس فعليها الدية والخطا على عاقلتها‪ .‬وكذلك إن‬ ‫سقت ابنها دواء فعلى هذا أيضا‪ ،‬وإن شربت دواء تريد طرح ولدها فالدية‬ ‫عليها‪ .‬وإذا كان ذلك الدواء مما يعرف أنه للشفاء فهو على العاقلة‪ .‬وإن‬ ‫كان مما لايعرف وأرادت بذلك طرح ولدها فهو عليها في مالها دون‬ ‫العاقلة‪ .‬وإن شربت دواء لا يعرف إلا أنها إنما أرادت الشفاء وهي لا تعلم‬ ‫أنها حامل فألقت فلا شيع عليها‪ ،‬وإن كانت شربت دواء لا يعرف تريد‬ ‫بذلك الشفاء فألقت فهو خطا على عاقلتها إذا كانت قد علمت بحملهاء وإن‬ ‫صحت الدية وكان حيا ثم مات فديته لورتته ولا شيء لها معه‘ وإن خرج‬ ‫ميتا فغفرة عبد أو أمة‪ ،‬وهذا مني فتوى لا حكم؛ لأنه لا صح عندي من‬ ‫معي شهادة صحيحة مما ألقته المرأة‬ ‫الشهود بمعرفة الدواء ولا صحت‬ ‫من الحمل‪.‬‬ ‫قال الرجل‪ :‬لما سمعت هذا الكلام قلت له‪ :‬أيها الحاكم من أين هذه‬ ‫المسائل حفظتها؟‪ 0‬قال‪ :‬من بيان الشرع تجدها فاطلبها‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وما الأدوية التي تلقي به المرأة حملها؟‪ ،‬قال‪ :‬الأدوية‬ ‫كثيرة أولها الريحان إن تحملت به المرأة ورقه مسحوقا قتل الأجنة وأدر‬ ‫الام‪ .‬وكذلك سلخ الحية إن بخر به المرأة مات ولدها وأخرج سريعاش وإن‬ ‫شربت المرأة وزن درهمين زعفران خالصا من الغش ولدت من ساعتها‬ ‫ولكن الزعفران لا يستعمل لها إلا مع الإياس منهاء‪ ،‬والمرأة إذا شربت منه‬ ‫وزن قيراطين قتل الديدان من البطن‪ ،‬ويسقط الجنين‪ ،‬ويلين فم الرحم‬ ‫المندمل ويفتح السدد وإذا احتملته المرأة مع عصارة الشذاب أدر الطمث‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫وأخرج الجنين بسرعة‪.‬‬ ‫وإذا سحق المر وعجن بماء الآس واحتملته المرأة التي يفوح من‬ ‫فرجها رائحة نتنة زال عنهاء وإذا أذيب المر في خل خمر وقطر في الأذن‬ ‫نقاها ونفع من الضربان فيها ونفع من سددها‪ ،‬وإذا عجن المر بزيت‬ ‫قلسطين وطلى به إبهام الرجل اليمنى فإنه يجامع ما شاء مادام ذلك على‬ ‫إبهامه‪.‬‬ ‫وإذا طبخ ماء الجزر مع العسل وأكل منه ثور شهوة عظيمة وزاد‬ ‫في المني وقوى الظهرك والجزر المشوي له منفعة في الباه كثيرة وكذلك‬ ‫إن سحق حب الخردل وديف بالدهن وطلي به الإحليل ونواحيه هيج الباه‪.‬‬ ‫ثم رأيته نهض من مجلس الحاكم فبقيت أنا حيرانا وقلت في نفسي‬ ‫إن هذه البلدة لا تخلو من الأجواد لما سمعت هذا الكلام يفوح من الحاكم‬ ‫فكم من مستمع من قوله ولذيذ خطابه يفرح به كرب الغريب المهموم والله‬ ‫تعالى لا يخيب أعمال العباد في الدنيا ولا في الآخرة وكيف محنتي في هذه‬ ‫المرأة وجعلته لله ولستر الجسم عن العنت‪.‬‬ ‫ثم سمعوا عني سكان البلد بوصولي إلى الحاكم وإحساني إلى‬ ‫المرأة إلا أنهم قصروا في حالي لما رأوني خالية يدي من الأموال‪،‬‬ ‫وجسمي به الضعف والهزال‪ ،‬فقلت لمن حضر‪ :‬أيها الناس ما الرأي في‬ ‫الاشتغال بالقوت الحلال حتى أنفق به على العيال‪ ،‬وأحيي به جسمي عن‬ ‫مسألة الرجال‪ ،‬فلا صح منهم جواب‘ ورأيتهم يتغامزوا بعيونهم وولوا‬ ‫عني بوجوههمؤ وبقيت وحيدا لا يكلمني منهم مكلمؤ ولا أطعموني بطعم‪.‬‬ ‫فذكرت من قول الشاعر هذين البيتين ‪:‬‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫وباد رجاله وبقى الغثاء‬ ‫الاذهب التكرم والوفاء‬ ‫كأمثال الذناب لها عواء‬ ‫وأسلمني الزمان إلى أناس‬ ‫الأدوية التي تقوى الجنس ‪:‬‬ ‫فقمت أكرر اسم الجلال حتى وصل معي إنسان وسلم عليَ‪ ،‬فاجبته‬ ‫برد السلامؤ قلت له‪ :‬كيف اسمك يا غلام؟‪ ،‬قال‪ :‬ربيع وقد دعتك امرأة‬ ‫عفيفة لتصحبني إلى بيتها فكن ربيعا ياغرير لربيع‪ ،‬فقلت له‪ :‬اقصد بنا‬ ‫ياربيع‪ ،‬قد جنت في شهر ربيع‪ ،‬وفي قصل الربيع‪ ،‬فعسى أن يكون الفرج‬ ‫قريبا سريعا‪ .‬من هذا الحمل الفشيع ()‪ .‬ثم نظرت المرأة التي دعتني في‬ ‫أحسن البقيع‪ ،‬وأنزلتني في منزل شريف رفيع‪ ،‬وقالت‪ :‬لا تخف فإنه يصل‬ ‫إليك الشفيع والنفيع‪ ،‬ولكن يحتاج بلوغ المطلوب إلى ثلاثة أسابيع؛ حتى‬ ‫أبرهن لك العاصي والمطيعغ بقدرة العليم السميع‪.‬‬ ‫ثم قال لي‪ :‬هل عندك شيع من الخيل؟‪ ،‬قلت لها‪ :‬لأي شيء أردت؟‬ ‫قالت‪ :‬لسوكه بالماء وأجعل فيه العسل وحب البر يوما وليلة‪ ،‬ثم ألقيه‬ ‫لطير العصافير‘ تم أجعلها على أبواب تحل الزنابير ومن بعد هذا اجعل‬ ‫عليها الأبازير‪ ،‬والهيل والمسامير(")‪.‬‬ ‫قلت لها‪ :‬فما الحيلة في قبضها؟ فقالت‪ :‬مهما أكلته غشي عليها‬ ‫وبأيدي أقبضهاء‪ ،‬ثم أسقيها اللبن والسمن حتى تفيق من غشيتها لأذبجها‪.‬‬ ‫فإن أكلت منها فإنك تجد في نفسك ريحهاء قلت لها‪ :‬هذا معدوم الساعة‬ ‫علي فقالت‪ :‬أنفع من ذلك الزرنيخ الأصفر إذا سحق وطبخ به حب البر‬ ‫(‪ (١‬أي ‪ :‬الثقيل‪. ‎‬‬ ‫)!( هو احد البهارات ‪ 0‬وهو القرنفل‪. ‎‬‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫إلى أن يتفرغ وينضج الحب ثم ابذره للطير فكل طير أكل منه حبة لم يقدر‬ ‫يطير أبدا وتاخذه باليد‪ ،‬وإن أخذ عدسا واطبخه بزرنيخ ونورة فإذا أكله‬ ‫الطير لم يقدر يطير فقال لها لم أجد الزرنيخ في البلد فقالت‪ :‬لا بأس‬ ‫الأدوية أجناس في القياس ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فرأيتها أخذت من دقيق البر وجعلته في خل الخمرة ثم ألقته‬ ‫تحت أشجار السدر فاكلته طيور الغبر‪ ،‬وقت صلاة الظهر لأن المرأة بها‬ ‫حيض عن الطهر وقالت‪ :‬عند ذبحها للطير باسم الله أحمد وأشكر‪ ،‬ثم‬ ‫ألقتها هي والأبازير في القدر لا في أوعية الصفر‪ .‬وجعلت تقليهن بنار‬ ‫خفيفة قليلة اللهب كثيرة الجمر‪ .‬ثم جعلت فيهن حليب البقر والأرز‬ ‫المفلفل‪ ،‬وأتتبالعشاء قبل صلاة العشاء‘ ونهتني عن شرب الماء بعد‬ ‫أكل الدواء ثم أقبلت إلي بالفداء من الأخباز المخمورة من الحنطة‬ ‫المجردة من القش النقية مع حلوى الصسلية وأعطتني عن الماء اللبن‬ ‫الخالص السايغ مع السكر الأبيض المصفى فقلت‪ :‬اللهم صل على محمد‬ ‫النبي المصطفى فهذا الدواء الذي يخصب البدن‪ ،‬وتحبه الأنفس‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬الحمد لله ‪ 0‬إن اليوم أفضل من الأمس ‘ فلما أكلت الطعام‬ ‫سرت قوته إلى الجوارح بالحس ؛فقلت للمرأة ‪ :‬أحب أن تكون زوجتي‬ ‫بقربي للمس ؛ثم قلت ‪:‬بسنمالله الرّخمَنالرجيم « قل اغُوذ برب القلق‬ ‫اا مين شتر ما خلق ["ا وين شنرً غاسيق إذا وَقب ("! ومن شتر التقاثات في‬ ‫الفقد !ا ومين شر حاسيد إذا حسن ‪ ، ( 4‬قالت المرأة ‪ :‬يا غريب ‪ ،‬اقرأ ‪:‬‬ ‫« الم نشرح لك صدرك ‪ ، 4‬إلى آخرها ‪ ،‬لأن الله يقول ‪ « :‬فإن مع السنر‬ ‫ييسنرا !ا إن مع الضنر يُسنرا ‏‪ !٢‬فإذا فرغت فانصّب (" وإلى ربك‬ ‫سورة الفلق ‪ :‬‏‪. ١‬‬ ‫((‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫فازغب ‪. )( 4‬‬ ‫فراغب إلى مولاك بالدعاء والتضرع‘ وقال ربك ‪ « :‬اذغغوني‬ ‫اسننجب لكم »(")‪ 0.‬فقمت أدعو الله تعالى بآياته وأسمانه ثم قصدت صاحبة‬ ‫البيت مع زوجتي بخفية‪ {.‬فلما وصلت معها في بيت أهلها سلمت عليها‬ ‫وقالت لها‪ :‬إن لي بك حاجة خفيفة جانزة شرعية‪ .‬فاعجبها قولها‪.‬‬ ‫وجاءت بها إلى بيتها‪ ،‬فلما رأتني قالت لها‪ :‬هذا بعلك قد أصلح الله حاله‪.‬‬ ‫واستعدي إلى سؤاله ومباشرته في مباله فإن لك الفاندة والفوز لك‬ ‫بالسعادة‪ .‬وقد نجاك من الظلمة في السيوح المقطعة{ ومن كل أذية وبلية‬ ‫والمشيم يعرف صاحبه ومحبه قي السقم والشدة لا في الرخاء والصحة‬ ‫وقولي ‪ :‬أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ‪ 0‬بسنم الله الرخمَن الرجيم « قل‬ ‫اغوذ برب الاس ‏‪ !١١‬ملك التاس ""! إله التاس ""! من شتر الوَسنواس‬ ‫القناس أ! الذي يُوَسنوس في صدور التاس ©! مين الجتة والاس » ("‪:‬‬ ‫ولا تسمعي إلى قول الوشاة ‪ 0‬وخلي عنك الطمع والعز والجاه‪.‬‬ ‫والبسي لباسك‘ واستعدي لبعلك‘ والآن له قوة في جماعكث{ فراغ قلبها‬ ‫ولاصح منها لامتثالها‪ ،‬ولا سمعت الخطاب‪ ،‬ولا ردت عليها بالجواب‪،‬‬ ‫كان في آذانها وقراإ ثم فتحت الباب فقالت صاحبة البيت‪ :‬لا مخرج لك إلا‬ ‫بمعزل الرقاب‪ ،‬وسدلت الحجاب عليهماء‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فأقبلت إلى زوجتي‬ ‫طالبا الأجر والنواب ‪ 0‬ونهضت عليها كقهرة الأسد الوثاب‪ ،‬وقلت لها‪:‬‬ ‫بحق من أنزل الكتاب‪ ،‬وسخر السحاب وذلل الصعاب إن لم تكوني من‬ ‫() سورة الشرح ‪ :‬‏‪. ٨ - ٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٦٠ :‬‬ ‫سمور ة غافر‪‎‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫‪. ٦ . ١ :‬‬ ‫) ‪ ( ٣‬سورة الناس‪‎‬‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫ذوي الألباب وإلا لتجدي أشد العذاب‪.‬‬ ‫ثم قالت له‪ :‬اصنع ما شنت ‘ فاتفق لها مرادها وأصبحت بعد‬ ‫الطهر متعطرة وإلى وجهي بالفرح مستبشرة كالذرض من الغيث أصبحت‬ ‫مخضرةء قال‪ :‬فولتني نفسها ومالها ونكنت على أهلها وأمرتني بالرحيل‬ ‫عن وجوه أوليانها‪ ،‬ورأيتها في كل يوم كأنها بكر في جماعها إلا أني‬ ‫رأيتها تأخذ قطنا وتغمسه في مرارة النور وتحملت به ثم بعدها أخذت‬ ‫مرارة تيس من الظباء وطلت به فرجها فحملت بولد ذكر فقالت‪ :‬هذه‬ ‫المرانر كلها من أخذ منها ودهن بها إحليله وما حوله صلبه وشده وقواه‪.‬‬ ‫قال الرجل‪ :‬فرجعنا إلى دارنا وموطننا مسرورين‪ ،‬وأقمنا في‬ ‫عبادة ربنا آمنين ومؤتلفينؤ وقلنا الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلاة‬ ‫والسلام على سيدنا محمد النبي المصطفى الأمين‘ وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعين‪ ،‬وعلى التابعين وتابع التابعين من أول يوم إلى يوم الدين‪ ،‬آمين‪.‬‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫الذكر التاسع ‪:‬‬ ‫فيه شيع من أخبار الجهلاء‪ ،‬وشيء من أخبار‬ ‫وللضرب‬ ‫لاد وية للجرا ح‬ ‫العقلا ع‪ .‬وشي ء من‬ ‫من أخبار الجهلاء‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬جلست يوما أفكر في أحوال الزمان‘ إذ أقبل‬ ‫عندي رجل كهل من الإخوان‪ ،‬سلم علي باللسان‪ .‬فرأيته مظلم الوجه نحيل‬ ‫الجسمؤ ويكلمني بعبرة‪ .‬وأخبرني بقصة عن أمرانهم وظلمهم لرعيتهم‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬أخبرني عن أغنيانكم يسلمون زكاتهم لفقرانهم أم لا؟‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ما صح معي خبر لأدلك‪ ،‬قلت له‪ :‬وفقراؤكم هل صبروا على‬ ‫فقرهم؟ؤ قال‪ :‬هم تركوا عبادة ربهم؛ قلت له‪ :‬ونساؤكم هل فيهن الحياء؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬يظهر منهن الشقاء والبلاء؛ وسأخبرك بقصة من إحدى خصالهن‬ ‫فيما ظهر إلي من امرأة رجعت نفسها وتابت إلى مولاها وسألت المسلمين‬ ‫عن أمر دينها‪ ،‬وبما وقع عليها في قوة شبابها فذكرت لهم أنها أوطأات‬ ‫نفسها رجلاؤ وقد تزوج بها ابنه ونسلت منه فأمروها المسلمون أن تستر‬ ‫فها عن الخلق وتخبر الرجل بنكاح أبيه إليهاێ وأنها حرام عليه اتحل‬ ‫له‪ .‬وأن تفتدي بحقها منه‪ ،‬وإن لم يقبل وإلا تفتدي بجميع مالها إن قبل‬ ‫منهاؤ وإن لم يقبل وإلا فتمنعه نفسها‪ ،‬وإن لم يمتنع منها وإلا فتهرب عن‬ ‫بيته! ولا يجوز لها قتله لأن السبب منها للفساد‪.‬‬ ‫ثم امتثلت المرأة إلى قول المسلمين‪ ،‬وأخبرت بعلها وسلمت إليه‬ ‫ما ساقه لها‪ .‬وخرجت من بيتهش فسأله والده عن قصتها فاخبره أنه‬ ‫‪١٧٢٣‬‬ ‫صحيح أمرها‪ ،‬تم أخبرت بهذه الأمور كل نسوة رجلها بعلة مما يخرجها‬ ‫عن زوجهاش وقالت النساء‪ :‬لا نعلم بنسوة حلال لزوجها‪ ،‬ولو أخبرت‬ ‫بنفسها وعيوبها! فوصل الخبر مع أميرهم بقول النساء فغضب الأمير‬ ‫على الرجل والمرأة التي خرجت بالحرمة عن زوجها وراجع بينهما على‬ ‫الفساد وأقاما على فسادهما حتى مات أحدهما فورث الحي من الميت‪.‬‬ ‫وأما الرجال فأخبرك بقصة أحدهم الذي هو في ظاهر الأمر من‬ ‫أهل العقل‘ رأى في منامه كأنه جالس في يوم القيامةش وأعطي كتابه‬ ‫بشماله فقرأه؛ فلم يجد فيه حسنة مقبولة‘ فغلغل بالسلاسل وسحبوه‬ ‫الزبانية إلى جهنمش فرموه في قعرها‪ ،‬فنهض من نومه مرعوبا‪ ،‬وتاب إلى‬ ‫الله تعالى‪ ،‬وأقر بأن جميع ما عنده من الأموال هي حرام‪.‬‬ ‫وسبب ذلك رشاه إياه رجل لينكحهش ثم تزوج معه ابنته فنمّى المال‬ ‫والأولادؤ وعمر البيوت والمساجدك وأقام المدارس وأكرم الضيف وابن‬ ‫السبيل‪ ،‬ثم سال العلماء عن أمر دينه‪ ،‬فاوجبوا عليه رد ما أخذه وما نمى‪.‬‬ ‫والمرأة التي هي ابنة المنكوح هي حرام عليه لا تحل له‪ ،‬فقصد التانب إلى‬ ‫المتهم ليعطيه المال‪ ،‬فقال له‪ :‬طب نفسا‪ ،‬وقر عينا‪ ،‬والمال هو حلال لك‪،‬‬ ‫لا تسمع قول البلساء؛ ورؤياك هي أضغاث أحلام{ ولا تخرج زوجتك من‬ ‫بيتك‪ .‬ولا تيتم أولادك‘ ثم ضحك التانب‘ ومد الرجل يده إلى إحليل التانب‬ ‫فتحرك وفعل به كما يفعل به سابقا‪ ،‬وأقام على جهلهؤ وقيامه لضيفه‪.‬‬ ‫وعبادة ربه في مسجده‪.‬‬ ‫ثم أرسل الله إلى تلك البلدة سيلا شديدا فمات من مات‘ وبقي من‬ ‫بقي‪ 6‬وبعد ذلك جاء إلى تلك القرية أمير ظالم غشوم فأخذ الرجل وسجنه‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫وأخذ أمواله ومات في السجن وبكوا أصحابه ورثوه الشعراء بالنظم‪ ،‬فقال‬ ‫رجل‪ :‬أما علمتم بقصة الرجل الذي أخبركم برؤياه وتاب إلى مولاه ثم كفر‬ ‫بعد ذلك بنعمة الله ‪ 0‬أوما سمعتم قول الله تعالى قال ‪ « :‬ستنسنتذرجْهُم ممن‬ ‫حيث لا يغنون ‏("‪ )'٨‬واملي له ن كندي متين » ()‪:‬‬ ‫فقلت له ‪ :‬وبلدكم فيها اختلاف أم أمرهم شورى؟ قال ‪ :‬قيها‬ ‫الاضطلاف‪ ،‬ولا يرجى منهم انتلاف‪ 0‬لأن الكبراء فيها تركوا الصلاة‬ ‫والصيام والأمر والنهي وعملوا بالهوى والخنا والفحشاء والمنكر‬ ‫وصنعوا أصوات المزمار في الأموال والقصور وتركوا عمارة المساجد‬ ‫فانهدمت وبعض منها سكنت وجعل فيها الدروس والأكانيف‪ ،‬وسلط الله‬ ‫أميرا أسودا أفطس الأنف تاركا الفرانض جامعا لنفسه الغلمان قد أخذ‬ ‫نساء الرجال بعمل المسكرات‘ متمسكا بشيء من مذاهب القوم فد حاز‬ ‫جميع أموال الموقوف فخلطها فذهبت صحتها على المسلمين‪.‬‬ ‫وسألت عن هذه المسألة الشيخ عامر بن علي قلت له‪ :‬إن ذهب‬ ‫هذا الظالم وصار الأمر في أيدي المسلمين أيجوز هدم ما زادوه في‬ ‫المساجد؟ قال‪ :‬يهدم وتترك على ما كانت‪ ،‬قلت له‪ :‬وما الرأي في أموالهم‬ ‫إذا اشتركت ولم يقدر أحد على صحتها؟‪ ،‬قال‪ :‬هي مثل الأموال المستهلكة‬ ‫والأمانات التي ذهبت عنها العلائم‪ ،‬والأموال التي لا يعرف لها رب وكذلك‬ ‫كسير البحر إن ذهبت العلانم عن أموالهم وذهب من ذهب من الناس‬ ‫فجميع ما ذكرته قد جرى فيه الاختلاف بين المسلمين والمعمول به عند‬ ‫أصحابنا من أقاويلهم إذا عدم الإمام في دارهم فللمسلمين أن يجعلوها في‬ ‫‪. ١٨٣‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الاعراف‪- ١٨٢ : ‎‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫يد رجل من ثقاتهم تم يفرقه على فقراء المسلمين‘ واللقطة الكثيرة بعد‬ ‫الإياس من معرفة صاحبها مثل ذلك وإن كان رجل من الفقراء في يده‬ ‫شيء مما ذكرناه واحتاج وأخذ منها لنفسه وعياله فلا يضيق عليه وإن‬ ‫أحد دفعها لأحد من المسلمين وأخبره بحاجته ليعطيه فهذا قول حسن إن‬ ‫رده إليه مما استحقه بسبب فقره ‪.‬‬ ‫رجعنا إلى تمام القصة قلت له‪ :‬أليس ترجون من أحد ليصرف‬ ‫عنكم البلاء؟‪ ،‬قال‪ :‬كل من أراد أن يعمل عملا لم يتفق له وذهبت أمواله‬ ‫وخربت مساكنه‪ .‬قلت له‪ :‬لعل أعمالهم كمثل أعمال الرجل الذي يعمل كما‬ ‫يعملوا الناس بلا علم فما تم له عمل من أعماله في طول زمانه لأنه يعمل‬ ‫برأيه وقياسه وقد عمل سفينة في البر بعيدة عن البحر ونشل إليها‬ ‫شراعها فهبت الريح فلم تزعزعها فجبر الناس ليدرجوها إلى مسلك‬ ‫السيل في الوادي ليحملها فأنزل الله القطر وسالت الأودية فحملت السفينة‬ ‫وتكسرت‪ ،‬انظر إلى هذا الرجل ضرته أعماله وذهبت أمواله ولا يقع أحد‬ ‫بعمله من بعده‘ قلت له‪ :‬وهل صاحبت أحد في زمانك من العقلاء؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬رأيت أناسا يذكرون الله تعالى بالليل والنهار ويقومون بالليل‬ ‫فمنهم علماء ومنهم أتقياء ومنهم بدلاء قد تركوا الشهوات واللذات‪،‬‬ ‫يصومون النهار ويقومون بالليل يرجون من ربهم رحمته ويخافون من‬ ‫نقمته‪ .‬يملكون النفس بزمامها بتركهم النعم فعمدوا على العزلة والصوم‪.‬‬ ‫وقد حكي لنا عن رجل معه أموال وأولاد وعيال‪ ،‬فتزينت له الدنيا فأراد أن‬ ‫يفرقها فنهض عليه إخوانه وأعوانه مرادهم الوقوف على حالهش وأن‬ ‫يلتقف عنهم كل نائبة بمالهم وحالهم‪.‬‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫فأجابهم‪ :‬أما قولكم هذا فهو من الصلاح في ظاهر الأمور وفي‬ ‫الباطن له تأثير في الأنفس بالعداوة والبغضاء وفيه مما يدل على هلاك‬ ‫المرء بذهاب دينه ودنياه ولكن اتركوا سبيلي فإن فيه السلامة لي ولكم‪.‬‬ ‫فلا يدخل في قلبكم الجفا فهذه هي الصفاوة بين الأحباء والمجاورة‬ ‫والمداخلة للشيطان فيها مسالك لمن طلب أهوية النفوس وقد هلك كثير‬ ‫من الخلق بسبب المجاورة والمصاحبة‘ وقد وقف هذا الرجل عن الحلال‬ ‫خوف المعاصي والشبهة‪.‬‬ ‫وإن أخذ الإنسان بالمشتبه أخاف عليه أن يقع في المحرمات من‬ ‫الدماء والفروج والأموال‪ ،‬ولا يجوز لأحد أن ياخذ من أموال الناس إلا‬ ‫فيه الإباحة‬ ‫عند الضرورة مع الدينونة لصاحبها وأما بالذي صحت‬ ‫لبعضهم بعضا فجائز لمن دعته الحاجة إلى ذلك‪ ،‬وكذلك في اللقطة الخفيفة‬ ‫مثل الثمرة والأنباة وحبة اللومي والعصي وأشباه ذلك إن رآه الإنسان قي‬ ‫الطريق أو حملته الذودية والأنهار فكل ما ذكرناه للفقير جائز أخذه‪.‬‬ ‫وأما الغني فيجوز له ما صحت الإباحة بينهم وكل ما كان يشري ()‬ ‫في العين فلا يجوز تركه في الطرق ولا قي المساجد ولا في الآبار‬ ‫والأنهار‪ .‬والذي يقع منه الضرر للمسلمين كالدواب والطير والروائح‬ ‫المنتنة فعلى صاحبها حفظها وأن يستر رانحتها‪ ،‬وكل من صنع شينا في‬ ‫ماله أو في بيته أو كان مباحا له وكان جائزا ذلك العمل وعارضه معارض‬ ‫في صنعته فعلى المسلمين واجب أن يردعوا المعارض الصانع وإن لم‬ ‫يقدروا على ردعه وتعرض أحد للصانع الجائر في ماله ولم يرتدع بشئ‬ ‫‏) ‪ ١ ( ١‬ي ‪ :‬يقذ ي ‪.‬‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫وحارب فجانز محاربته إلى أن يرجع إلى الحق أو يموت حارباً‪ ،‬ولا على‬ ‫الفاعل حد‪ .‬ولا قود وإن أعانه أحد على اعتدانه وأصر على معونته فهو‬ ‫من الهالكين‪ ،‬والواجب على الإنسان أن يحاسب نفسه في كل يوم وفي كل‬ ‫ساعة لطلب السلامة في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫من أخبار العقلاء ‪:‬‬ ‫وقد حكي لنا عن رجل عنده امرأة ذات حسن وجمال فخرج الرجل‬ ‫إلى السوق في بيعه وشرانه ثم خنس الرجل إلى بيته فراى خادمه يجامع‬ ‫امرأة مولاه وهو مولاه‪ ،‬فقبض الرجل عبده قبضة شديدة وخوفه القتل إن‬ ‫تكلم مع أحد بفعله للمراة‪ .‬وقال له‪ :‬كن في المال والبيت على ما سبق من‬ ‫الإحسان ولك الإحسان التام‪ ،‬ثم أقبل الرجل إلى المرأة وقال لها‪ :‬قد وقعت‬ ‫الحرمة بالنظر بيني وبينك والسبب أصله منك‪.‬‬ ‫فقالت له‪ :‬طب نفسا وقر عينا فإن جميع مالك الذي سقته إلي فهو‬ ‫مرجوع إليك بحضرة أوليانيؤ فسارا إلى زيارة أهلها فلما وصلا وأقاما‬ ‫حق الزيارة ثلاثة أيام أراد الرجل الرجوع وأبت المرأة عن صحبته‬ ‫وافتدت منه بمحضر وليها‪ .‬فمسالتهم في الإرث لا ميراث بينهماى فرجع‬ ‫الرجل إلى داره واخبر جيرانه بطلاق زوجته وفديتها منه‪ .‬وكان له جار‬ ‫موسر فجعل الجار ينتظر الخلاص المرأة‪ .‬فلما علم بخلاصها قصد وليها‬ ‫فوصل الولي يستشيرها فامرتهم أن يزوجوها به فعقدوا عليه عقدة‬ ‫النكاح‪ ،‬ونقلها من دارها إلى بيته فدخل عليها وأقبلت إليه بالإحسان فقال‬ ‫لها الرجل‪ :‬إن مطلقك فيه غيرة لناێ فقالت له‪ :‬إن أردت نقمة له في‬ ‫الحالين اشتر من عنده الخادم المحسن إلي في السابق فقصد زوجها‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫المطلق وسأله عن بيع الخادم فقال له‪ :‬إن فيه عيوبا كثيرة‪ ،‬قال‪ :‬لا بلس‪.‬‬ ‫ما ثمن الخادم؟‪.‬‬ ‫فأخذه من عنده بالثمن الكثير ونقله إلى بيته ومكث أياما وأراد‬ ‫الزوج أن يسافر فخرج للسفر ثم بدت له حاجة في بيته فرجع فوجد‬ ‫الخادم فوق المرأة متجردين ‪ 0‬ولكنه لما نظر الاهتزار نسف برمحه إليهما‬ ‫فجرح الخادم وقتل المرأة فجاءوا أهل المرأة وشكوا من الزوج مع الأمير‪.‬‬ ‫فالأمير أمر بصلبه وضربه فأخذوه الخدم وصلبوا عليه وجلدوه فعرض‬ ‫في الصلاب‬ ‫فقال الذ ي‬ ‫المرأة أو‪ . 9‬وتبسىم ضاحكا‬ ‫عليه جاره المطلق‬ ‫شعرا‪:‬‬ ‫ويبكي من عواقبها الحليم‬ ‫أمور تضحك السفهاء منها‬ ‫فأجابه على شعره‪:‬‬ ‫نديما‬ ‫صاحبها‬ ‫صار‬ ‫وإلا‬ ‫يدبرهامدبر‬ ‫أمور لم‬ ‫فعمد المطلق عند الملك وقال له‪ :‬خذ منه الحق ولا تزد فوق ذلك‪.‬‬ ‫فامتثل الأمير وأفلته من الصلاب‘ فعمد الرجل المطلق إلى مداواة الجار‬ ‫بحق الجيرة فاخذ موسا وشرط به في جنب المضروب حتى خرج منه الدم‬ ‫لم جعل عليه بنت الذهب المدقوقة فذرها على شطور الموسى وشرى له‬ ‫شيئا من الغنم وذبحها وسلخ جلدها وألبسه إياه رطبا‪ ،‬ولبث في السجن‬ ‫وباع ماله وسلم الدية والصداق ولو أنه نظر إلى الجماع لما ألزموه الدية‬ ‫ولا الصداق‘ؤ فانظر الفرق بين ذلك‪ ،‬ثم رجع المطلق مع الخادم فوجده‬ ‫ذبيحاؤ فسال الطبيب عن الدواء له فأجابه من قول ابن هاشم شعرا ‪:‬‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫بأوراق جوز بعدما كان أغبلا‬ ‫وأما جروح الجسم فاقطع لدمها‬ ‫ومن ثمر الطرفا إذا كان قد سلا‬ ‫فبخص مثله‬ ‫علنس‬‫ل فا‬‫ا تجد‬ ‫و لم‬ ‫فإن‬ ‫وبالنار حذره فإن هو انجلا‬ ‫وبالسسمن كمّده وبالصقل بعده‬ ‫بدسهنليط ثم ضعه إذا علا‬ ‫وإلا فخذ سمنا وشحما تذيبه‬ ‫وسمنا ولحم كبش‪ ,‬إن صار محولا‬ ‫ومن ذرة فأعط له طيرأ مرققا‬ ‫وكل حريقات فجنبه مسحلا‬ ‫وكل غليظات وكل حوامض‬ ‫المطلق الدواء وقصد به مع الخادم فوجده ميتا‪ .‬وهذا‬ ‫فترى‬ ‫الرجل العاقل الذي أحسن التدبير تزوج امرأة أخرى فآذته بلسانها فصبر‬ ‫عليها حتى رفعها الله ثم تزوج الثالثة فرأى من الإحسان منها على ما‬ ‫تهوى النفس© فولدت له ذكورا وعافاهم الله من البلاء‪ .‬فنمت له الأموال‬ ‫وكثر الخير معه بسبب صبره‪.‬‬ ‫والمرأة عورة وعلى الرجل سترها ولا يكشف لها عيوبها قد‬ ‫أخذها بكلمة ويخرجها بكلمة! فكيف يخصم أولياءها بإظهار عيوبها حتى‬ ‫يلبس أولياء ها العار‪.‬‬ ‫العاقل كل من وصل عنده أحد ومراده الصلاح أعطاه‬ ‫ومن خصال‬ ‫مطلوبه{ فولى عنه شاكرا‪.‬‬ ‫ومن سيرة العاقل يعطي الناس ولا يسأل هو الخلق‪ 0‬ويدين‬ ‫المسلمين ولا يعمد هو إلى الدين‪ ،‬أعني في الأموال والدموم هو يعفي من‬ ‫ذلك كما قال ربنا ‪ « :‬قمن عفا واصلح فاجرة على النه ‪ . )'( 4‬ويصلح بين‬ ‫الخصمين ولا يخاصم هو أحدا فكلما بلاه أحد بشئ أعطاه إرادته ويتعلم‬ ‫‪. ٤٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشورى‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫ولا يحب أن يكون مفتيا ويصمت ولا يتكلم مع المتحدثين إلا إذا دعاه أحد‬ ‫أجابه بمهلة لا بعجلة‪ .‬يصرف أمور المخادع من قبل أن يخدعه‪ .‬ينظر‬ ‫بعقله لا بعينه من كثرة قياسه ويشاور في أكثر أموره ومهما رأى‬ ‫الصواب عمل به‪.‬‬ ‫وقد حكي لنا عن أمير قوم ظهرت له عداوة وفتنة من خصمه‬ ‫فأرسل إليهم بالألفة والصلح عن زيادة الفتن فما زادهم قوله إلا نفورا‪،‬‬ ‫فجّش إليهم وسأل المتبصرين بالحساب فاخبروه بسعده ونحوس خصمه‬ ‫فنور على خصمه وخشى (') أموالهم وقتل رجالهم فاستكانوا لهؤ وسلمه‬ ‫الله هو وأصحابه والسلام ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬قطع ؛ وتطلق على النخيل خاصة‪. ‎‬‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫الذكر العاشر ‪:‬‬ ‫فيه ذكر العالم المتعنت الذي أسكره حب الدنيا ‪ .‬وفيه‬ ‫سبع مسائل للنصارى قد سألوا الشسيخ العالم ناصر بن‬ ‫بي نبهان فأجابهم فيها المسألة ا لأولى عن أهل عمان‬ ‫كلهم إباضيون أم لا ؟ والثانية في المولود والثالثة‬ ‫عن القهوة‪ .‬والرابعة الفرق التي تقاربنا‪ ،‬والخامسة‬ ‫في الدين‪ 0‬والسادسة عن هاروت وماروت والسابعة‬ ‫عن الصلاة على ا لنبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬وقي‬ ‫الغانب والمفقود ‪ .‬وفي ‏‪ ١‬لوضو ء وا لتيمم للصلاة ‪.‬‬ ‫وفي طلاق ‏‪ ١‬لصبية ومعرفة بلوغها ‪ .‬وفي ‏‪ ١‬لحكم ‘‬ ‫وفي ذكر طاعن الصحابة والرد عليه { وفيه رسالة‬ ‫الشيخ أبي نبهان { وجوابات من المسلمين‬ ‫العالم المُتعنت الذي أسكره حب الدنيا ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬ابتلاني رجل بالاحتجاج‪ .‬وهو قاعد بين الصفا‬ ‫والمروة لمعارضة الحجاج‪ .‬وجامع الكتب من كل فج كالأمواج‘ حتى‬ ‫يغالب بها من كان في قلبه ارتجاج‪ .‬فقبضني بين العلمين في الهرولة‬ ‫بالليل الداجيؤ مع ضوء السراج فسألني عن اسمي ووطني وعشيرتي‬ ‫ومذهبي‪ .‬قلت له‪ :‬لا جدال ولا رفث للحاج‪ .‬فقال‪ :‬أما تسمع عني باني‬ ‫ملات نحري علما وفهما‘ وخضعت إلي الخلق طوعا وكرها‪ ،‬وساقوا إلي‬ ‫من كنوزهم فصوصا وذهباؤ فقلت له‪ :‬لعل مثلك الذي قال فيه الشاعر‪.‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫قال‪ .‬فما قال؟ قلت له‪ :‬قال‪:‬‬ ‫رفعه‬ ‫وإزار فوق عظم ‏‪ ١‬لساق‬ ‫لا يفرك من المرء قميص رقعه‬ ‫ورعه‬ ‫ينار وانظر فيه‬ ‫والد‬ ‫الدرهم‬ ‫أعطه‬ ‫قلت له‪ :‬دعني عنك‘ قال‪ :‬سمعت عنك أنك ألفت كلاما‪ ،‬وفيه تذكر‬ ‫كواعبا وأترابا‪ ،‬وحدائق وأعناباى وشرعا وشعرا وفلكا وطبا‪ ،‬وحديثا فيه‬ ‫زور وكذب‘ أما خفت أغلالاً ونار جزاء لك حقباێ لكن لو فكر قلبك‪،‬‬ ‫وسألت نفسك عن دينك ممن كان أفقه منك‘ ونظرت إلى كتبهم المصنفة‬ ‫لشهدت على نفسك بالعجز‪ .‬ولا سولت لك نفسك تأليف حرف واحد‪ ،‬فقلت‬ ‫له‪ :‬أنا نسخته لنفسي من قلة حفظي‘ وأخذته عن أنمة مذهبي‪ ،‬وجعلته‬ ‫لحاجتي‪ ،‬لمرضاة ربيغ لا أباهي الناس بعلمي‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬اسمع الكلام‪ ،‬أنا أعلم منك بالحلال والحرام وبعلم الفرانض‬ ‫والمنطق‬ ‫والبديع‬ ‫النحو واللغة والصرف‬ ‫وبعلم‬ ‫والأديان والأحكامؤ‬ ‫والمعاني وأشعار الإسلام‪ ،‬وأنا به أنبيك‘ وخذ من علمي ما يكفيك‪ ،‬قلت‬ ‫له‪ :‬اشتبه علي أمرك‪ ،‬ولا يجوز لي أن أرفع من علمك لأنك دخلت نقسك‬ ‫في طمع الدنيا‪ .‬ولا ذخرت منه للآخرة شينا‪.‬‬ ‫فقال لي‪ :‬أنا حرمي ونسبي قرشي ومذهبي إباضي حقيقي‪ ،‬قلت‬ ‫له‪ :‬لا ينفع المذهب لمن ارتكب الذنب إلا بالإقلاع والرجوع إلى الله سرا‬ ‫وعلانية‪ .‬وكل من تاب إلى الله من جميع الفرق فيرجى له رحمة ربه‪.‬‬ ‫وكل من خالف كتاب الله وسنة رسوله‪ ،‬وأصر على الصغائر وارتكب‬ ‫هم سالمون‪،‬‬ ‫البانر فهو من الهالكينش قال العلماء‪ :‬والموحدون‬ ‫‪١٨٢٣‬‬ ‫والمشركون هم الهالكون‪ ،‬وكل سانل ومجتهد فهو مصيب‪ ،‬قلت له‪ :‬حاشا‬ ‫وكلاا فابلغ منك في العلم والفهمإ ولم ينفعهم علمهم ولا اجتهادهم في‬ ‫السؤال وهم النصارى حتى لم يبق علم من العلوم ولا مذهب من المذاهب‬ ‫إلا وتفننوا فيه‪ .‬ولا أعلم مذهب من مذاهب الإسلام إلا وتطفلوا عليه‪.‬‬ ‫ومن ذلك سؤالهم للشيخ ناصر بن أبي نبهان كما ترى‪:‬‬ ‫المسائل التى سئل عنها الشيخ ناصر بن أبي نبهان ‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬الحمد لله الذي خلق الملانكة لمحض‬ ‫السعادة ‪ 0‬وخلق الجن والإنس والشياطين للابتلاء والعبادة ‪ 0‬وخلق سانر‬ ‫الأشياء للدلالة والشهادة ‪ .‬والصلاة والسلام على من له على جميع‬ ‫الكاننات بفضله مطلق السيادة ‪ .‬وعلى إله وأصحابه السادة القادة { أما‬ ‫بعد ‪:‬‬ ‫فقد وصلني كتابك أيها الولد الكري ‪ 0‬وذكرت فيه أنك تريد جوابا‬ ‫لمسائل يسألونك عنها النصارى‪ ،‬وأرادوا جوابهن من أصحابك‪.‬‬ ‫فالمسألة الأولى ‪ :‬عن أهل غمان كلهم إباضيون أم لا ؟{ وما السبب في‬ ‫وجود غير الإباضيين فيها إن كانوا غير إباضيين كلهم ؟ ‪ 0‬وكم فرقة من‬ ‫المذاهب في عمان؟‪ 0‬وأين وجود المذهب الإباضي من مواضع إقليم‬ ‫الإسلام؟‪ .‬وهل إباضية أهل عمان أو غيرهم هم فرقة واحدة أم لا ؟‪.‬‬ ‫والمسألة الثانية ‪ :‬إذا ولد لنا مولود أو مات منا أحد ما المأمور أن يعمل‬ ‫به أو فيه أو لأجله ؟ ‪.‬‬ ‫والمسألة الثالثة ‪ :‬عن القهوة هي حرام عندنا أم لا؟ ‪.‬‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫والمسألة الرابعة ‪ :‬اي فرقة تقاربنا ؟ ‪.‬‬ ‫والمسألة الخامسة ‪ :‬باي شيء تخالفنا من أمر الدين ؟ ‪.‬‬ ‫والمسألة السادسة ‪ :‬عن هاروت وماروت ؟ ‪.‬‬ ‫والسسألة السابعة ‪ :‬عن معنى الآية في الصلاة على النبي (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ؟ ‪.‬‬ ‫وهاك عني إن شاء الله الجواب والله الموضح للصواب في ألباب‬ ‫أولي الألباب‪ ،‬ولمثلهم يحسن الخطاب©‘ لقوة فهمهم وصحة عقولهم‪.‬‬ ‫ووفاء فكرهم المخترق بخرق العادات كل حجاب‘ فيرون بميزان التمييز‬ ‫الأعدل والأصح من الأقاويل والذرجح والأفضل من غير شك وارتياب۔‬ ‫جوابا يتضح للناظرين نوره‘ ويشرق للمبصرين شموسه وبدوره‪ ،‬وبعد‬ ‫فاقول وأنا عبد الرحمن ناصر بن أبي نبهان‪ ،‬بعد حمد الله الملك المنان‪.‬‬ ‫المسألة الأولى ‪ :‬هل أهل عمان كلهم على مذهب الإباضية؟‬ ‫فصل ‪ :‬وأما المسالة الأولى‪ :‬بأن أهل عمان كلهم على مذهب‬ ‫الإباضية أم لا ؟‬ ‫نعم{ كانوا كذلك في قديم الزمان‪ ،‬إلا البنادر منها التي هي على‬ ‫سواحل البحر ففيها ) الإباضية والسنية والشيعة والمعتزلة وهذه‬ ‫الاربعة وكل منهم على فرق كثيرة‪ .‬و الإباضية في الزمن الأول كذلك على‬ ‫فرق كثيرة‪ .‬وانقرضوا ولم تبق فرقة تسمى الإباضية من فرق الإسلام إلا‬ ‫فرقتنا نحن‪ ،‬وهي فرقة واحدة لا غير في جميع إقليم الإسلام من عُمان‬ ‫وغيرها ولم تسكن عمان فرقة من تلك الفرق في حين وجودها التي‬ ‫(‪ )١‬ليست بالاصل‪. ‎‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫سميت بالإباضية وهم عندنا غير إباضيين بل هم فرق مبطلون ضالون‪ ،‬ثم‬ ‫نزل بعد ذلك بعض من أهل السنة ومن الشيع والمعتزلة في بلدان عمان‪.‬‬ ‫ولم تزل يزيدون بالانتقال إليها ‪ 0‬والتوطن فيها ‪ 0‬وبانقلاب أهل‬ ‫العمى من الإباضية إلى مذهب السنية { أما عالم من علمائنا أو متورع في‬ ‫أصل دينه ويقينه ‪ 0‬فلا نعلم أن أحدا انقلب البتة ‪ 0‬ولما جاء مذهب عبد‬ ‫الوهاب النجدي تابعته كثير من الأعراب أهل الجهل الساكنين القفار دون‬ ‫أهل البلدان من أهل الفضل‘ وحين انقرضت دولة الوهابي من عمان‬ ‫انقلب المتوهب سنيا فكثرت السنية بهذا السبب‪ ،‬ومال إليهم أهل الغرب‬ ‫من ناحية عمان الغربيين من جنابهم‪ ،‬والإباضيون في عمان وفي بلدان‬ ‫من أرض المغرب منها بلد تسمى نفوسة‘ وبلد تسمى جربا بالجيم والراء‬ ‫المهملة والباء الموحدة وآخرها ألف‘‪ 0‬وهما في ولاية سلطان الروم(})‪.‬‬ ‫وأما أحكام البلدين فهي تجري على أحكام الإباضية إلى الآن‪ ،‬وبلد أخرى‬ ‫بعيدة عن سلطان الروم يقال لها جبل مصعب هي في أرض سلطان‬ ‫المغرب ولكن لم يتول بلدهم ولم يستطع عليها بالحيلة ليدخلهم في ولايته‬ ‫لعدم الماء فيما بينه وبينهم من بعد المسافة ولله عاقبة الأمور‪.‬‬ ‫قال صاحب ذو الغبراء ‪ :‬وبعض من الإباضية في السواحل ‪.‬‬ ‫رجع ‪:‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬في أحكام المولود ‪:‬‬ ‫فصل ‪ :‬وأما المسألة الثانية ‪ :‬ما يجب ويستحب أن نعمل إذا ولد لنا ولذ أو‬ ‫مات منا أحد ؟‬ ‫(‪ )١‬لعله يقصد ‪ :‬حينما احتلها الأوربيون من أسبان وغيرهم ‪ .‬وهي‪. ‎‬‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫فأما الواجب فليس شيء غير التختن للعورة في محل وقته{ وأما‬ ‫المستحب فقيل أنه يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم إقامة الصلاة في أذنه‬ ‫اليسرى‘ ويولم بذبيحة لمعارفه ولمن يطلع عليه بذبيحته من جيرانه‪.‬‬ ‫ولكن لم نر الناس استعملوا ذلك وتركوه وترك ذلك جائز معنا‪.‬‬ ‫وإذا مات فلا يجب شيء غير أن يغسل ويصلي عليه أحد من‬ ‫المسلمين أو أكثر قياما صلاة بلا ركوع فيها ولا سجود إلا أن يكون في‬ ‫حكم الظاهر من أهل الولاية لله تعالى فله أن يستغفر الله تعالى له وإن لم‬ ‫يفعل واكتفى بالسؤال لأهل المغفرة مجملاً كان كافيا‪.‬‬ ‫وأما ما يفعله الجهال يسيرون مع قريبا) الميت ويعزونه‬ ‫ويأكلون طعامه بالإسراف فهذا من فعل أهل الجهل لا من صنيع أهل‬ ‫الفضل؛ لأنه بخلاف ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنه إذا‬ ‫مات أحد من أقاربه أمر أهله أن يصنعوا لأصحاب الميت طعاما لما هم فيه‬ ‫من الشغل بالميت‪ ،‬وبالله الهداية والتوفيق ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لقهو ة ‪.‬‬ ‫المسألة الثالثة ‪ :‬حكم شرب‬ ‫فصل ‪ :‬وأما المسالة الثالثة التي عن القهوة هي عندنا حرام أم لا ؟ ‪.‬‬ ‫فالقهوة في أصل اللغة اسم يطلق على الخمر وليس لشربة البن‬ ‫هذه التي تسمى بالقهوة اسم في أصل اللفة لأنها شربة أحدتها العالم‬ ‫الشاذلي زاهد تقي في مذهبه حنفي المذهب أراد أن يكون طول ليله قي‬ ‫الصلاة والدعاء والعبادة لله تعالى فلم يطاوعه النوم وغلب عليه‪.‬‬ ‫واستعمل هذه الشربة‪ .‬وسميت بالقهوة{ وربما سماها أهل الجهل‬ ‫(‪ )١‬ليست بالأصل‪. ‎‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫في الابتداء‪ ،‬واشتهرت بهذا الاسم فكان لها اسما ثابتا اصطلاحيا فليس‬ ‫في كتب علمائنا الأقلين لها ذكر البتة‪ .‬وعسى بعض ضعفاء أهل العلم من‬ ‫أصحابنا المتأخرين لا من أساطين العلماء المتبصرين نظر إلى هذه‬ ‫الشربة ونظر أن القهوة حرام في كتب علمائنا الأقدمين‪ ،‬ومرادهم الخمر‬ ‫فظن أنهم أرادوا هذه فقال هذه القهوة حرام‪.‬‬ ‫واعتقد حرمتها كل من كان في عصره من أهل عمان من العوام‬ ‫ومضت كذلك لهم بعض الأعوام إلى أن جاء والدي العالم وبلغ في العلم‬ ‫مبلغا لم يبلغه أحد من علماء الإباضية فيما تناهى إلينا من العلم فيهم وهو‬ ‫العالم الرباني أبو نبهان جاعد بن خميس الخليلي الخروصي من نسل‬ ‫الإمام العادل الخليل بن شذذان بن الإمام الفاضل الصلت بن مالك‬ ‫الخروصي» والصلت بن مالك هو الذي افترقت فيه أهل عمان بعد موته‬ ‫وموت من كان في عصره وموت من جاء بعدهم وموت من جاء بعد‬ ‫هؤلاء الذين جاءوا بعدهم وذلك في زمن الشيخ العالم مالك البهلوي فأخذ‬ ‫مذهبه الشيخ أبو عبدالله محمد بن بركة البهلوي‪.‬‬ ‫وخالف الشيخ مالك الشيخ محمد بن روح النزوي والشيخ أبو‬ ‫الحسن وأخذ مذهبهما الشيخ الكبير أبو سعيد محمد بن سعيد الكدمي‬ ‫الساكن كدم من بلدان عمان وتبرأ كل منهم من صاحبه وتابعتهما الناس‬ ‫ومال الأكثر إلى مذهب الشيخ أبي سعيد وهو أعلم من جميع علماء‬ ‫الإباضية قديما وحديثا ولكنه في علم الشريعة فقط‪.‬‬ ‫وأما والدي فقد تفنن في كل علم علا مقامه من العلوم الإلهية‪.‬‬ ‫وصنف الشيخ أبو سعيد كتاب الاستقامة في صحة مذهبه عن مذهب أبي‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫عبدالله البهلوي‪ ،‬وصنف كتاب المعتبر لجامع بن جعفر شرح فيه كتاب‬ ‫جامع بن جعفر الإباضي فواققه في أشياء وخالفه في الأكثر وفاقا على كل‬ ‫كتاب صنفه إباضي مطلقا في الشريعة دون فصاحتهما إذ ليس له يد فيها‪.‬‬ ‫وانقرض ذلك الشقاق والخلاف بين إباضية أهل عمان في ذلك وبقي‬ ‫الناس على مذهب أبي سعيد‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬والافتراق بينهم في الإمام الصلت بن مالك وذلك أنه جعل‬ ‫وزيريه راشد بن النظر وليس هو ابن النظر المشهور بالدعانم في‬ ‫الشريعة بل هو غيره‘ وموسى بن الشيخ العالم موسى بن علي ولما بلغ‬ ‫السن حتى صار إذا مشى يتوكأ على كل يد عصا قام بأمر الإمامة وزيراه‬ ‫ودخلوا بيت الإمارة وخرج الإمام منه إلى بيته‪.‬‬ ‫فاختلف الناس فيهم وفي الإمام فقال بعضهم أنهم غصبوا الإمامة‬ ‫عنه ظلما وعقدوا الإمامة لراشد بن النظر وهم مخطئونس والإمام محق‪.‬‬ ‫وبعضهم قال بل هو سلخ نفسه بغير عذر وخان أمانته وأعطاهما‬ ‫إياها باطنا وهي الإمامة وهو مبطلؤ وقال بعضهم بل صار في حد العذر‬ ‫وهو محق‪ 0‬وهؤلاء عقدوها بحق وقال بعضهم بل هم قاموا بأمر الإمامة‬ ‫على الحق وهو على إمامته وهؤلاء المختلفون كلهم يتولون بعضهم‬ ‫بعضاا ومضوا كذلك قرنا ثم قرنا آخر ثم قرنا ثالثا وفي القرن الرابع أو‬ ‫الثالث وقعت الفرقة بالبراءة من بعضهم لبعض‪.‬‬ ‫فقال البهلوي‪ :‬إن الإمام قد قامت الحجة على الناس بعدله فلا‬ ‫تصح تخطنته ولم نزل نتولاه ونبرأ من أولنك الذين نصبوا الإمامة عليه‬ ‫فنحن نبرأ منهم‪ ،‬وقال الكدمي‪ :‬إننا لم نكن في زمانهم حتى تلزمنا ولايته‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫أولا‪ ،‬ثم لا يجوز لنا أن نبرأ منه حتى نعلم منه ما يحكم عليه به بالبراءة‪.‬‬ ‫وإنما كنا في زمان والناس مختلفون فيهش ولا ندري المحق منهم‬ ‫والصادق فيما يقولون© ولا الكاذب منهم فكيف نبرأ من أحد لا ندريه أهو‬ ‫مبطل أم لاؤ أم كيف نتولى أحدا وجدنا الاختلاف فيه في آخر زمانه‪.‬‬ ‫فقال البهلوي‪ :‬هل يجوز الشك في أخبار الصحابة من أحكامهم؟‪.‬‬ ‫قال الكدمي أبو سعيد‪ :‬تلك أحداث وقع الإجماع من الذمة على صحيح‬ ‫وقوعها{ واختلف أهل المذاهب في أحكامهاإ وهذه أحدات اختلف العلماء‬ ‫في وقوعها فبعضهم نفى كونها‪ .‬وبعضهم أثبتها‪ ،‬ولم يختلفوا في أحكامها‬ ‫فبين ذلك بون بعيد‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وقد خرج بنا الاطناب عن المقصود من بيان حكم القهوة‬ ‫معنا فنذرجع إلى بيان ذلك أنه لما نظر إلى ذلك الاتفاق من أهل عمان على‬ ‫تحريمها ولم يجد علة تحرمها ‪ 0‬ولا قياسا على شيء من الأصول الدينية‬ ‫ولم يجد لهم حجة تدل على تحريمها والقول بتحريم المحللات كالقول‬ ‫بتحليل المحرمات فحللها وتابعه الناس لعلمهم بأنه أعلم من القائلين‬ ‫بتحريمها‪ ،‬وأنه أعلم من يعلمونه من علمانهم فهو كالشيخ أبي سعيد في‬ ‫الشريعة‪ ،‬ولما أوضح لهم من الدلائل على إبطال القول بتحريمها ولكنه‬ ‫من غير أن يخطئ من قال بتحريمها إلا إذا دان بحرمتها فقد ضل وهلك‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وذلك في مذهبنا أن الشريعة على قسمين ‪ :‬قسم هو دين‬ ‫ولا يجوز فيه الاختلاف ‪ 0‬وقسم هو رأي يؤول أمره إلى نظر العلماء فيه‬ ‫وهو الذي يجوز فيه اختلاف‘ ولا يجوز أن يخطئ أحد فيه أحدا قال‬ ‫بخلاف قوله ما لم يددن به لأنه لا يجوز أن ندين بالرأي ولا أن يجيز الرأي‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫في موضع الدين ‪.‬‬ ‫والدين هو ما ألزمنا الله تعالى إياه فرضا واجبا بنص الذكر الحكيم‬ ‫ولم يجعل لنا عذر في خلافه وتو عدنا بالعقاب في الآخرة على خلافه من‬ ‫ترك‪ .‬أو فعل أو اعتقاد‪ ،,‬وما ألزمنا إياه كذلك النبي فرضا واجبا ولم يجز‬ ‫لنا فيه خلافه وما قامت على لزومه حجة العقل مثلا إن الله تعالى أمرنا‬ ‫بالإحسان للوالدين‪ 0‬ونهانا عن أذاهما والإساءة إليهما فقال ‪ « :‬فلا تقفل‬ ‫لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا ريما »') ‪ .‬فصح في حرمة ضربهما‬ ‫بالعصا أو عقهما بالحصى أشد حرمة لأنهما أكثر أذى وأشد إساءة وهذه‬ ‫الثلاثة هي أصول الدين الذي لا يجوز فيها الرأي أي القول بالاختلاف ‪،‬‬ ‫والأصل الرابع إجماع العلماء المحقين إذا اجتمعوا على تحليل أو تحريم‬ ‫شيء هو شبيه بأصل من هذه الأصول الثلاثة وألحقوا حكمه بشبهه‪ .‬ولا‬ ‫يجوز لهم أن يجمعوا على تحريم شيء هو أشبه بالاصل حلال من دين ولا‬ ‫على تحليل شيء هو أشبه بأصل محرم من دين فهذه الأربعة هي الدين‬ ‫وهي الاصول‪.‬‬ ‫وكل قضية لم يأت القرآن حكمها ولا النبي‘ وأشبهت أصلين من‬ ‫أصول الدين أحدهما ما يدل على تحليله والآخر ما يدل على تحريمه جاز‬ ‫فيه الاختلاف وكان الحكم فيها من الرأي‪.‬‬ ‫وكل قضية جاء القرآن ذكرها أو في سئنة النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم)‪ ،‬ولكن دلت الأصول في قياس هذه القضية بها على تشابه أصلين‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪0‬‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫فتلف‬ ‫آية‬ ‫‪. ٢٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الإسراء‪‎‬‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫احتملت التأويل على شينين مختلفين من الأحكام ‪ 0‬رجع بهما إلى السنة ‪.‬‬ ‫فإن وجد لكل معنى من التأويل أصل صححه من سنة النبي (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ‪ 0‬جاز الاختلاف في تأويل تلك الآية ‪.‬‬ ‫وكذلك قول النبي إذا وجد له معارض من قوله يشبه أحكامه جاز‬ ‫فيه الاختلاف ما لم يخص وجوبه كما روي أنه (نهى عن أكل كل ذي ناب‬ ‫ثبت هذا النهي (أن أحدا‬ ‫من السباع أو مخلب من الطير)‪ ،‬وروي بعدما‬ ‫بهذا أنه نهي تأدب لأنها‬ ‫صاد ضبعا فحكم عليه بالجزاء بكبش أملح) فدل‬ ‫لا يكون إلا في الصيد ولا‬ ‫تأكل المحرمات وإلا فهي من الصيد؛ لأن الجزاء‬ ‫وقيل بالحرمة على ظاهر‬ ‫يسمى صدا إلا الحلال من الحيوانات الوحشيةش‬ ‫الرواية‪.‬‬ ‫وكل من قال بقول لم يجز له أن يخطئ غيره لأن ذلك هو متله‬ ‫ليس هو بنبي ولا يجوز له أن يحكم على من يقول فيما يراه عقله برأيه‬ ‫فيما جاز له الرأي بخلافه أنه مبطل ولو جاز لهذا جاز لذلك في هذا أيضا‪.‬‬ ‫وعلى هذا في كل أمر أيضا لم يكن له ذكر في الكتاب المنزل ولا‬ ‫في سنة النبي المرسل ولا في إجماع المحققين من أهل الاستقامة في‬ ‫الدين‪ ،‬ولا تقوم به الحجة من العقل جاز لكل عالم أن ينظر القول الأقرب‬ ‫إلى الحق بالقياس على الأصول الدينية أو على رأي صحيح ويكون ذلك‬ ‫قولا‪ .‬ويجوز لغيره إذا نظر خلافه أصح أن يخالف من غير أن يخطنه‬ ‫بدين فيعمل بخلافه‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬ولما كانت هذه القهوة البنية لم يكن لها ذكر في الكتاب‬ ‫المنزل ولا في سنة النبي المرسل‘ ولا في أحكام المسلمين على قياس‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫حكم أصل محرم من دين الله ولا في حجة العقل ما يدل على تحريمها‬ ‫قياسا على محرم فلذجل ذلك جاز النظر فيها والقول بالرأي في أحكامها‬ ‫وأصل المحرمات في الأكل والشرب في التحريم أربعة لا غير‪:‬‬ ‫إما لذاته كالننجاسات والميتة وما أشبه ذلك وليس في المعادن ولا‬ ‫في النبات ما هو محرم لذاته‪.‬‬ ‫وإما أن يكون لفعلها كالسم المهلك أو الخمر المسكر بعدما حرمه‬ ‫الله علينا وما أشبه الخمر من الأشياء في السكر لقول النبي ‪ " :‬كل مُسكر‬ ‫حرام " ‪ 0‬ولا يجوز هنا الاختلاف في مذهبنا في تحريم كل مسكر كما جاز‬ ‫في النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير لأن تحريم‬ ‫هذا بالشسبهؤ فإن ما أشبه الشيء فهو مثله‪ ،‬وذلك لأجل أكل النجاسات‬ ‫غالباى ولو حرم كل آكل للنجاسات لحرم لحم الغنم ولحم الطير من الدجاج‬ ‫والحمام الذهلي‪ .‬فكذلك هو الفرق بين ذلك‪.‬‬ ‫وإما لحال فيها كالنجاسات إذا حلت في الطهارات وغلب حكمها عليها‬ ‫أو شيئا محرما اختلط بالحلال اختلاطا يحرمه‪ .‬ولا يصح تمييزه منه إذ‬ ‫الأمور لا على قانون واحد فيمكن في أشياء تمييز المختلط أو عوضه وما‬ ‫أشبه ذلك‪.‬‬ ‫وإما لمفعول بها كالغصب والسرقة والبيع والشراء على الوجه‬ ‫المحرم وما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫وهذه هي أصول التحريم في الأشياء المأكولة والمشروبة‪ ،‬وأما‬ ‫الأصضلان الآخران اللذان هما بالحلول وبالمفعول به‪ ،‬فالمحلل حلال حتى‬ ‫شيئ دون شيء <‬ ‫يه‬ ‫أحدهما في ذلك الحلال فيحرم ‪ .‬ولا يخص‬ ‫يصح وقوع‬ ‫‪١٩٢٣‬‬ ‫فاجزاء القهوة وغيرها من المحللات في ذلك سواء‘ وأما الأصلان الأولان‬ ‫الذاتي والفعلي لا وجود لهما في أجزاء القهوة مطلقا ولعل بعضهم احتج‬ ‫أنها تصير فحما أو أن الحب أشبه الأشياء بالخشب‪.‬‬ ‫وكل ذلك لا يجوز تحريمها به لأن الفحم لو كان حراما لما جاز أن‬ ‫يكتب بالمداد به من الآيات وتمحى بالماء ويشرب ‪ .‬وكثير من أنواع‬ ‫الخشب يدخل في الأدوية المصلحة للبدن فيصح استعمالها على غير‬ ‫الضرورة‪ ،‬فكان القول بتحليلها معنا هو الاصح في النظر الصحيح بالعلم‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫المسألة الرابعة ‪ :‬المذاهب الأقرب إلى الأباضية ‪:‬‬ ‫فصل ‪ :‬وأما المسألة الرابعة ‪ :‬أنه أي المذاهب أقرب إلينا ؟ ‪ 0‬فكل فرقة‬ ‫تخالفنا في شيع فليس أحد يقاربنا بمذهبه ولا نقارب مذهبنا وكيف نقرب‬ ‫إلى مذهب أو يقاربنا ونحن نبرأ بشيء مما دان به من خلاف دين الله‬ ‫تعالى ونحكم به أنه هالك وأنه عدو لله جزاؤه على ذلك غدا في نار جهنم‬ ‫خالدأ فيها أبدا بلا نهاية في الخلود ونحن من مات منا عاصيا لله تعالى‬ ‫مصرا على ذنبه بعصيانه لله جل وعلا ‪.‬‬ ‫وهم كذلك يبرأون ويحكمون بهلاكنا ولكن هم لا يقولون بالخلود‬ ‫استعظاما لعذاب الله لهم ونظروا إلى حقارة ذنبهم مع ذلك‘ ونحن ننظر‬ ‫إلى عظمة الذنب وأنه لا جزاء له إلا الخلود لأن الله تعالى عظيم ولو‬ ‫صح قولهم لكان ذلك فائدة لنا ولهم‪ ،‬وما أحلاه من قول‪ ،‬وما أسلاه للعقل‬ ‫ولكن هيهات هيهات ‪.‬‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫المسألة الخامسة ‪ :‬المسائل الفكرية التى وقع الخلاف فيها ‪:‬‬ ‫فصل ‪:‬وأما المسألة الخامسة؛ باي شيء خالفناهم وخالفونا فيه ؟ } فاعلم‬ ‫أن الله تعالى قال ‪ « :‬كنئم خير أمة اخرجت ليلاس ‪ { 40‬ثم قال ‪ « :‬ولتئن‬ ‫منكم أمة يذغُون إلى القير وَيَامُرُون بالمغرزوف وينهون عَن المُتقر‬ ‫وأولئك هههم الميخون » (") ‪ 0‬إشارة إلى الافتراق وانه تبقى أمة منكم‪.‬‬ ‫ومن قد تكون للتبعيض‘ ومحلها هنا كذلك‪ ،‬وشاهد ذلك قول النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) ‪ . .‬وعلى صحته أجمعت الذمة وقد صح بعده بالفعل ‪.‬‬ ‫ستتففتتررةق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة ناجية " ‪.‬‬ ‫ولا نعلم أن في مذهب الفرق إنكار هذه الرواية‪ .‬وشاهد العقل يدل‬ ‫على صحتها لأن الأمة قد افترقت كذلك‘ وصارت كل فرقة تعي أنها‬ ‫المحقة‪ .‬وتحتج على تصحيح مذهبها آيات من القرآن وروايات من النبي‬ ‫لإقامة الحجة والدليل والبرهان‘ وما تخالفنا فيه وخالفناهم يستدعي‬ ‫بذكره وشرحه وإيضاحه إلى مجلدات كثيرة‪ ،‬وأنت ذكرت أن أبين لك‬ ‫بعض ما تخالفنا فيه نحن وأهل السنة لا غير من الفرق بإيجاز من القول‬ ‫ولا أورد كثيرا من وجوه المخالفات خوف الإطالة فهاك بعضا من ذلك‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬ومن أعظم ما خالفناهم فيه وبيان ذلك في كتبهم أنهم دانوا‬ ‫في اعتقادهم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى ربه بنظر العين في‬ ‫الدنيا وأن ذلك في يوم أسري به إليه حتى صار قريبا منه قنظره وأن تلك‬ ‫كرامة خص بها في الدنيا‪ .‬وأما في يوم القيامة فكلهم ينظرون ذات الله‬ ‫تعالى‪ .‬وكذلك في الجنة‪ ،‬وأنه ينزل ويتجلى لهم في كل جمعة يدور قي‬ ‫‪. ١١٠‬‬ ‫(‪ )١‬سورة آل عمران‪: ‎‬‬ ‫‪. ١٠٤‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة آل عمران‪: ‎‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫الجنة فيذهب جميع من في الجنة إلى النظر إليه‪ ،‬ولا أدري ‪ '( .....‬أنه‬ ‫في موضع معين منها أو كل يراه وهو في موضعه كالشمس للناس في‬ ‫الأزض وهي في السماء‪ ،‬وليت شعري هل معهم أنهم يرون جمالا وحسنا‬ ‫أحسن من الزوجة التي لهم في الجنة أم ذلك الحسن أحسن؟‘ وهل يبقى‬ ‫المرء مشوقا إلى أن تأتي ‏‪ ٠‬الجمعة الأخرى ؟ أم إذا اشتغل بالنظر إلى‬ ‫زوجته أنسته عن تصور ذلك الحسن في نفسه ؟ أم يبقى تصوره دانما ؟‬ ‫الله أكبر ‪ 0‬وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ‪ 0‬وهذا عندنا من أعظم الكفر‬ ‫بالله الرحمن ‪ 0‬وعلى النبي من أعظم البهتان ‪ 0‬ولو قال بذلك نبي من‬ ‫الأنبياء ‪ .‬لشهدنا أنه قد كفر بالله المنان ‏‪ ٠0‬وصار ملعون من إخوان‬ ‫الشياطين ‪ 0‬ولكن حاشا أنبياء الله أن يضلوا ‪ 0‬وقد قال تعالى ‪ « :‬الله أغلم‬ ‫حَث يجعل رسنالئه » ()‪:‬‬ ‫ونحن نشهد أن الله هو شيء وحقس وأن ذاته لا يرى ولا يراها‬ ‫مخلوق إذ ليس هو شيء يرى‘ ولا يمكن تكوين شيء يرى كما لا يمكن‬ ‫شيء يكون كمثله‪ .‬ولكنه يرى بصفاته وأفعاله في مخلوقاته فقد ضلوا‬ ‫ضلالا بعيدا‪ ،‬وتأولوا في ذلك قوله تعالى ‪ « :‬وجوة يَوْمَنِذ تاضرة » ") ‪.‬‬ ‫بالضاد ‪ « :‬إلى ربها تاظرة ‪ )( 4‬بالظاء ‪ 0‬وقد علموا أن معنى ناضرة‬ ‫مبتهجة فرحة مسرورة لأجل أنها إلى رحمة ربها ناظرة ؛ لقوله ‪ « :‬وَجَاء‬ ‫ربك والملك صفا صنفا »( ‪.‬‬ ‫والله تعالى لا يوصف بالمجيعء ‘ والمعنى ‪ :‬جاء أمر ربك والملانكة‬ ‫(‪ )١‬في الأصل مكتوب فوق السطر كلمة ‪( :‬بياض ) ‪ 0.‬وهو إشارة إلى نقص في الكلام‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة القيامة‪. ٢٢ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الأنعام‪. ١٢٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٥‬سورة الفجر‪. ٢٢ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة القيامة‪. ٢٣ : ‎‬‬ ‫`‬ ‫‪٦‬‬ ‫صفوف حول الإنس والجن والشياطين ‪ ،‬وقال ‪ « :‬ألم تر إلى رَبْكَ كنف‬ ‫مذ الظل ‪ 0 )( 4‬والمعنى ‪ :‬ألم تر إلى تدبير الله تعالى وإلى قدرة ربك كيف‬ ‫مذ الظل ‪.‬‬ ‫واحتجوا بقول موسى‪ « :‬رَب أرني انظر إليك قال لن تراني وتين‬ ‫انظر إلى الجبل فإن اسنئقرً مكانه ستوف تراني فلسًا تجلى رَبْه للجبل جعله‬ ‫ا وخر مُوستى صعقا » ") ‪ .‬فقالوا ‪ :‬أأنتم أعلم من موسى نبي الله وقد‬ ‫سأله‪ .‬ولكن استعجل الرؤية في الدنيا‪ .‬والآية تدل على أنه لا يراه في‬ ‫الدنيا ولا في الآخرة لأنه قال ‪ « :‬قإن اسنتقرً مكانة ستوف تراي »(" ‪.‬‬ ‫وسوف تستعمل للمستقبل‘ والمستقبل ما يكون بعد وقوع الذمر وما‬ ‫يكون في الآخرة ولم يخصص الله تعالى استحالة النظر إليه في الدنيا‬ ‫والآخرة فاي دليل يدل على تخصيصه في الدنيا فإن كان لأجل سؤاله في‬ ‫الدنيا وقع ذلك في الدنيا‪ ،‬قلنا لم يأت ما يدل على وجوده في الآخرة قلم‬ ‫يكن منها دليل لأنه قال‪( :‬رسوف) قول مطلق على مستقبل لا يجد له نهاية‬ ‫فلا يكون نفس السؤال دليلا على وجوده في الآخرة؛ لأن موسى لو كان‬ ‫معه علم أنه في الآخرة ويراه ولم يعلم من نفسه أنه يراه في الدنيا أو لا‬ ‫وسأله لأجل ذلك‪ ،‬كيف يجوز لموسى أن يسأل ربه أن يراه في الدنيا ولا‬ ‫يجوز لقومه حيث قالوا ‪ « :‬أرنا اللة جَهْرَة فاخَذثهْمُ الصاعقة » () ‪ .‬وهو‬ ‫مثلهم لا يعلم أنه له حظ في الدنيا من الرؤية ولا شك أن هذا كفر قد حكم‬ ‫ا له بتكفير من قال ذلك ‪.‬‬ ‫وقولهم ‪ :‬فإن كان مُوسى يسال قبل قومه أو بعدهم ‪ 0‬فحكم الله في‬ ‫(‪ )٢‬سورة الأعراف‪. ١٤٣ : ‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الفرقان‪. ٤٥ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة النساء‪. ١٠٣ : ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة الاعراف‪. ١٤٣ : ‎‬‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫جميع عباده واحد ‪ 8‬فقال الله تعالى ‪ 0‬في نبيه محمد (صلى الله عليه‬ ‫وسلم ) ‪ « :‬ولين اتبعت أهوَاءَهم مين بغد ما جاءك من العلم إتك إذا لمن‬ ‫الظالمين » () ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬والحق معنا أن النبي موسى لم يسأل الله تعالى أن يريه ذاته‬ ‫حاشاه عن ذلك ومن وصفه بذلك فقد وصفه بالكفر وكفر بالله تعالى‬ ‫الواصف له بذلك كفرا عظيما ولعنه الله وأخزاه إلى يوم الدين وإنما سأل‬ ‫ربه أن يريه من قدرته الخارقة للعادة التي لم يؤالفها عقله فقال تعالى إن‬ ‫قدرتي لا نهاية لها وأنك لن تستطيع أن تنظر إلى ذلك إذ لا يحتمل عقلك‬ ‫ولكن أريك قدرتي في بعض الأشياء لتعرف ذلك فلما تجلى ربه أي فلما‬ ‫تجلى تدبير ربه بقدرته للجبل جعله دكا فلو كان مراد موسى من ربه تجلي‬ ‫الذات عليه وجاء الجواب من الله أنه لا يستطيعغ والدليل على ذلك أن‬ ‫يتجلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراه‪ ،‬لوجب أن الله يتجلى بالذات‬ ‫أولا على الجبل حتى يعرف موسى حقيقة العجز ويكون الجبل قد رأى ذات‬ ‫الله فيكون أشرف من موسى (عليه السلام)‪.‬تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬ ‫وإذا قيل أليس في خلق السموات والأرض ما يغني عن التجلي‬ ‫للجبل بصفات القدرة فنقول‪ :‬نعمؤ ولكن هذه كرامة اختص بها وخارق‬ ‫للعادة التي ألقهاشؤ أما ترى إلى النبي إبراهيم عليه السلام قال ‪ « :‬رَبُ‬ ‫ارني نف خيي المَؤتى قال أولم شؤن قال بلى ولين لِيْطمَننَ قلبي » ("" ‪.‬‬ ‫وإن كان معنى هذا غير ذلك‪ ،‬ولكن كذلك لله آيات ينظرها إبراهيم‬ ‫ما يدل على قدرة الله تعالى في إحياء الموتى‪ ،‬وبالجملة فإنهم تأولوا هذه‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ١٤٥ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪. ٢٦٠ : ‎‬‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫الآيات في رؤية ذات الله باعينهم‪ ،‬ونقلوا في ذلك روايات عن النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) حتى رسخ في عقولهم بثبوته ودانوا به‘ ومن كان هذا‬ ‫أمره فهل هو من أهل الأمانة على نقل دين الله عن النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) وعن الصحابة؟‘ وهل يكونون حجة على فرقة من المسلمين ؟‬ ‫وهل يكون قولهم حجة وهم في اشد كفر بهذا وأعظم بهتان على رسول‬ ‫الله أنه قال ‪ :‬رأى ذات ربه بعينه في الدنيا ‪ 0‬وأنه قال ‪ :‬سترون ربكم في‬ ‫الآخرة باعينكم كما ترون القمر ليلة البدر ؟ ‪.‬‬ ‫فلا والله ‪ .‬وإن أكثروا من الدعاء والعبادة والزهد والتضرع‬ ‫والابتهال وكثرة النصب في بذل النفس لله تعالى فليس ذلك بنافع لهم‪ ،‬ولا‬ ‫يكونون بذلك حجة مع كفرهم بالله تعالى بذلك ومع مخالفتهم لشيء من‬ ‫أحكامه التي ألزمهم أداءها فلم يؤدوها بغير عذر أو أدوها على خلافه‬ ‫بغير عذر‪ ،‬مع أن المؤدي خلاف ما عليه ليس بمؤد ما عليه وهكذا جميع‬ ‫الفرق ولو كان المجتهد ينفعه اجتهاده في أمر يظنه أنه هو دين الله تعالى‬ ‫الذي يرضى به إذا عبده به لنفع المجوسي المنقطع بدينه في عبادة الله‬ ‫تعالى ليلا ونهارا وهو يبكي خشية من الله جل وعلا وخوفا من سخطه‬ ‫عليه‪ .‬ولصار الناس أمة واحدة‪ .‬ولصار حكم فرق الإسلام فرقة واحدة‪.‬‬ ‫وما التوفيق إلا بالله تعالى‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬ومنها أن الأعمال توزن في الآخرة‪ .‬وأن أعمال الحسنات كل‬ ‫حسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها لا غيرؤ وتوزن بميزان له كفتان‪ ،‬فإن‬ ‫خفت فله حكم‪ ،‬وإن رجحت فله حكم كما سنبينهؤ وتأولوا في ذلك قوله‬ ‫تعالى ‪ « :‬وتضع الموازين القسنط »ا) ‪ 0‬وقوله تعالى ‪ « :‬فامًا من ثقلت‬ ‫(‪ )١‬سورة الأنبياء‪. ٤٧ : ‎‬‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫موازيله (`) فهو فِي عيننة راضية "ا وامًا من خفت موازية اا فامئه‬ ‫هاوية » () ‪ 0‬وقوله تعالى ‪ « :‬من جاء بالضستنة فله عَثنر أمثالها وَمّن‬ ‫جَاءَ بالسنة فلا يُجزَى إلا مثلها » (") ‪ 0‬ثم نقضوا ما أسسوه من الميزان‬ ‫والوزن ‪ 0‬بتأويل قوله تعالى ‪ « :‬فل يا عبادي الذين أسنرزفوا على أنفسهم‬ ‫لا تقنطوا مين رَخمة الله إن الة يغفر الأثوبَ جَميغًا » (") ‪ ،‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫«( إن الة لا يَغْفِر أن يُثنرك به ويغفر ما ذون ذلك لمن يَشتاءُ » ‏(‪. )٨‬‬ ‫فتعارضت عليهم الاعتقادات بهذه الآيات ‪ 0‬فتارة يقولون ‪ :‬أن الأعمال‬ ‫توزن ويعذب كل مسلم على قدر ذنوبه ‪.‬‬ ‫وتارة يقولون ‪ :‬إن وعد وفى وإن توعد لفى أو عفى ‪ ،‬أي ‪ :‬لا يتم‬ ‫وعيده ‪ 0‬وشبهوا وعيده بالإنسان الكريم إذا وعد وقى وإذا توعد لفى ه‬ ‫ومن يجازي بالسيئنة سيئة مثلها فما لفى في وعيده لأنه جازى عليها ‪.‬‬ ‫وتارة يقولون ‪ :‬بين النار وموقف الحساب جسر أعلاه أدق من الشعر‬ ‫وأحد من السيف يجوزون فيه إلى الجنة ‪ .‬وهو الذي سماه الله بالصراط‬ ‫المستقيم ‪ 0‬وأن كل أحد يسقط في مروره عليه في النار على قدر عمله‬ ‫حتى يصل الجنةؤ وكل هذا معنى وتأويل الضلالؤ وإنما صراط الله تعالى‬ ‫هو طريق العبادة بالحق الذي أنزله الله بيانه لا غير‪.‬‬ ‫وتارة يقولون ‪ :‬من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن‬ ‫ما جاء به من عند الله هو حق من عند الله دخل الجنة ‪ 0‬ولو ترك جميع‬ ‫العبادات التي ألزمه الله تعالى إياها ‪ 0‬وعمل جميع المعاصي ما خلا الشرك‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫‏(‪ (١‬سورة القارعة ‪ :‬‏‪٦‬‬ ‫‪ :‬‏‪. ١٦٠‬‬ ‫‏)‪ (٢‬سورة الأنعام‬ ‫(‪ )٣‬سورة الزمر‪. ٥٣ : ‎‬‬ ‫‪. ١١٦١‬‬ ‫النساء‪: ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة‬ ‫بلله تعالى ‪.‬‬ ‫وتارة يرجعون إلى الوزن فيكون المعنى ‪ :‬ومن صلى لله الفرض‬ ‫الذي تعبده به يومين بعشر صلوات له من الأجر مانة حسنة فإذا ترك بعد‬ ‫ذلك الصلوات الخمس عشرة أيام فهو بخمسين سينة فيبقى لهم في‬ ‫الميزان خمسون حسنة{ وإن شهد الزور في حق لرجل بمائة دينار وحكم‬ ‫له بشهادتهم وكسروا دينارا وأخذ دراهم وفرق كل منهم عشرين درهما‬ ‫فيكون خاصا لكل منهم مانة سيئة ويكون بالتفريق لكل منهم منتا حسنة‬ ‫فالمانة بالمنة ويبقى لكل منهم مانة حسنة مع ما أخذوه من الدنانير‬ ‫وهكذا قالوا وتاولوا قوله تعالى ‪ « :‬إن الخضتنات يذهبن السنيتات » () ‪.‬‬ ‫مع ما أتينا من الآيات‪ ،‬وعلى هذه الصفة هل هم أمناء على نقل الأخبار‬ ‫عن النبي وعن أصحاب ؟‪ .‬وهل هم حجة على أحد من المسلمين؟‪ .‬وهل‬ ‫تصح شهادتهم وتقبل على غيرهم من أهل الحق في درهم واحد ؟ ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬والحق معنا أن الميزان هو ميزان معنوي ‏‪ 0٠‬وتشبيه ومثال‬ ‫وتصوير وذلك أن كل ما ألزمه الله عنده بأدانه من فعل أو ترك أو اعتقاد‬ ‫فرض لازم لم يعذره عن أدانه كأنه كفة وما أداه كأنه كفة‪ .‬فإن تم جميع‬ ‫ما عليه فقد وفئَ الوزن ورجح لأن له فيها أضعافا مضاعفة من الأجر‪،‬‬ ‫وإن نقص فرض لم يؤده وقد تركه بغير عذر فقد نقصت كفة عمله عن‬ ‫كفة ما عليه‘ وليس هنالك ميزان غير هذا‪ ،‬وقوله تعالى ‪ « :‬إن اللة‬ ‫نغ اللوب جميعا ‪ . )"( 4‬بالتوبة الصحيحة‪ .‬ومعنى قوله تعالى ‪ « :‬إن‬ ‫الخضتنات يذهبن السنيتات » (")‪.‬فالحسنات هنا التوبة ‪ 0‬وتصديقها بالأعمال‬ ‫‪. ١١٤‬‬ ‫(‪ )١‬سورة هود‪: ‎‬‬ ‫)!( سورة الزمر‪. ٥٢٣ : ‎‬‬ ‫‪. ١١٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة هود‪‎‬‬ ‫بالأعمال الصالحة ‪ 4‬والإقلاع عانلمعاصي ‪.‬‬ ‫ومعنى قوله تعالى ‪ « :‬إن الة لا يغفر أن يُشنرك به وَيَغْفِر ما ذون ذلك‬ ‫‪ 0‬لا يريد به هنا غفران الذنوب بل المراد أن الله لا يغفر‬ ‫لمن يَشتَاءُ ‪4‬‬ ‫لمشركي العرب برفع السيف عنهمش ويغفر ما دون ذلك لمن يشاءء‬ ‫فاستننى من وجب عليه القتل من المسلمين فإنه لا يغفر له أي لا يحط‬ ‫عنه ذلك الفرض‘ ومعنى هذه الآية هو معنى قول النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) ‪ " :‬بعثت لأدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا‬ ‫رسول الله وأن ما جنت به هو حق من عند الله فإن قالوها فقد حقنوا‬ ‫دماءهم وأموالهم إلا بحقها " ‪ .‬فاستثنى النبي بقوله ‪ " :‬إلا بحقها ""‬ ‫كما استثنى الله تعالى بقوله ‪ « :‬لمن يشاء » ‪ 0‬ولو صح أن كل من قال‬ ‫تكن‬ ‫هذه الكلمات دخل الجنة وإن لم يعمل لله فرضا ولم يترك محرما لم‬ ‫الفرانض فرانضا ولصارت كلها وسانل ‪ 0‬وصارت الأمة كلها أمة واحدة ‪}.‬‬ ‫وصار نزول الأحكام في القرآن عبثا ‪ « :‬مَن يَهد الله فهو المهتد وَمَن‬ ‫ضني فلن تجذ له ويا مُرزشيذا ‪. )(4‬‬ ‫بيان ‪ :‬ومنها أنهم نفوا الخلود في النار‪ ،‬وتارة ينفونه عن أهل‬ ‫الشرك وعن أهل النفاق‪ ،‬وقالوا إن الله تعالى يضع قدمه في جهنم فتقول‬ ‫النار قط قط وتنطفئ النار وينبت فيها شجر الجرجير‪ .‬وتارة يقولون أن‬ ‫المشركين هم فيها خالدون وأن المنافقين يعذبون على قدر ذنوبهم‪.‬‬ ‫وتارة يقولون ‪ :‬أمة محمد على الخصوص كلهم لا يعذبون بل‬ ‫يشفع لهم النبي يوم القيامة وهم في ريبهم يترددون وأن العذاب لا يكون‬ ‫‪٨ :‬‬ ‫النساء‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‪. ١٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الكهف‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة‬ ‫إلا على قدر الاعمال ونحن نقول كذلك ولكن بالتخفيف والتشديد وكلهم‬ ‫فيها خالدون بلا نهاية‪.‬‬ ‫وهم قستموا معصية الله تعالى قسمين كفر وهو الشرك لا غير‪.‬‬ ‫والثاني فسق ونفاق ولا يسمون أهل الفسق والظلم من أهل الإسلام كفارآ۔‪،‬‬ ‫ونحن قسمنا الكفر كفران كذلك ولكن تخالفنا في الخسماء فالمشركون معنا‬ ‫كفار جحود‪ ،‬وأهل النفاق هم أهل الضلال من الإسلام وكفرهم كفر نعمة‬ ‫وكفر نفاق‪.‬‬ ‫ولا يسمى المشرك معنا منافقا لأن اسم المنافق مأخوذ من بيت‬ ‫اليربوع إذا دخل بيته من باب فقد جعل له بابا آخر إذا أراد أحد صيده‬ ‫خرج من الباب الآخر فيقال نافق إذا كان يتخذ بيته في نفق من الأذرض۔‪،‬‬ ‫وكذلك المنافق قد دخل الإسلام من بابه الظاهر ‪ 0‬وخرج من بابه الباطن‬ ‫عند الله ‪.‬‬ ‫ولا يسمى المنافق مشركا واسم الكافر يطلق على الجميع لقوله‬ ‫تعالى ‪ « :‬إتا خلقنا الإنستان مين نطقة أنتناج نبتليه فجعلناة ستميعَا بصيرا‬ ‫اا تا هذيناة السنّبيل إمًا شنايرًا وَإِمًا فورا » (') ‪ ،‬ولم يجعل هنا منزلة‬ ‫الثةؤ وقال في الخلود ‪ « :‬وعد الله المنافقين والمُتافقات والكفار تار‬ ‫جَهَنمْ خالدين فيها » () ‪ .‬فحكم عليهم بحكم واحد في منزلة واحدة وقالوا‬ ‫في نظم لهم ‪:‬‬ ‫ولو قتل النفس الحرام تعمدا‬ ‫وأن لا يبقى في الجحيم موحد‬ ‫(‪ )١‬سورة الإخسان‪. ٣ - ٢ : ‎‬‬ ‫)!( سورة التوبة‪. ٦٨ : ‎‬‬ ‫أي ‪ :‬من شهد بالله وبرسوله وبما جاء به عن الله لا يخلد في النار‬ ‫ولو قتل النفس ظلما متعمدا مجاهرا لله تعالى وقد ورد الحكم في كتابه‬ ‫تصريحا بخلافه لقوله تعالى ‪ « :‬وَمَن يَقئل مُومنا مُتَعَمًّا فجَزَاؤه جهنم‬ ‫خالذا فيهَا »" الآية ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وضللوا من تكلم في صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)‬ ‫بتخطئة المخطئ منهم ورووا ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪8‬‬ ‫واعتقدوا أنهم كلهم محقون أهل ولاية وإن خالفوا الحق فيما أمرهم الله‬ ‫تعالى به وما أمرهم به رسوله لأنهم لم يقصدوا بذلك معصية الله تعالى ‪.‬‬ ‫وإنما كان ذلك منهم عن اجتهاد في نفسه أن ذلك هو الحق عند الله‬ ‫فعملوا على تلك النية وعلى ذلك القصد بالرواية التي رووها عن النبي‬ ‫‪ " :‬لكل مجتهد مصيب "" ‪ .‬وقد اتفقت الذمة على‬ ‫(صلى الله عليه وسلم)‬ ‫صحة ما وقع بينهم من الحرب والقتال‘ وكيف يجوز لهم أن يتقاتلوا‬ ‫ومعهم أن كل فريق هو المحق‘ وأنه يجوز له أن يعمل بما يراه في نفسه‬ ‫حقا فيكون كل منهم يقاتل الآخر على ما هو عليه من فعل الحق© إن هذا‬ ‫لهو الضلال المبين ‪.‬‬ ‫‪ } )"( .......‬والحق فلا بد وأن يكون من الصحابة فريق مبطلون على‬ ‫ذلك القتال مبطلون لأن المحق إذا قاتل محقاً مثله كان مبطلاً ضالا باغياء‬ ‫أم الصحابة لا يعلمون أن كل واحد بما يراه في اجتهاده حقا يجوز أن‬ ‫يعمل به ويكون محقا ويحرم بذلك قتاله‘‪ .‬وعلم هؤلاء السنيّة أنهم كانوا‬ ‫كذلك أحكامهم فيكونوا لا شك أنهم أعلم منهم لأنهم كلهم محقون بالاجتهاد‬ ‫ولكن لم يعلموا بهم يكونون محقين بالاجتهاد فيقاتلوا على الجهل بأحكام‬ ‫‏‪. ٩٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬سور ة النساء‬ ‫‏(‪ )٦٢‬في الأصل كلمة بياض ‪.‬‬ ‫أليس هذا من التناقض في الأحكام الواضح للأافهام حتى في أحكام‬ ‫اهل نحلة الحق من العوام؟‪ 0‬وإذا كان هذا باطلا كان لا يمكن إلا أن يكون‬ ‫إحدى الفريقين مبطلا والآخر محقا‘ وإما أن يكونا مبطلين وهذا هو‬ ‫الصحيح من التقسيم فيهماش وإما أن يكون كلا الفريقين محقين في‬ ‫تخالفهما في قتالهما فهذا باطل لا يمكن صحته في يومإ فلما بطل بقي‬ ‫النظر في الوجهين الآخرين فإن كانا جميعا مبطلين جاز إبطال المبطل‬ ‫وتخطنته وإن كان أحد الفريقين محقا والآخر مبطلا‪.‬‬ ‫وحكم أهل الحق منهم بضلالة الضال وبغي الباغي وأجازوا قتاله‬ ‫ولزمنا اتباع المحق منهم جاز لنا القول بقوله وإبطال المبطل وتضليله‪.‬‬ ‫لأن علينا اتباعه والعمل بما معه من الحق‘ وما منع هؤلاء السنية عن‬ ‫نظر الحق في ذلك إلا اعتقادهم أن الذي كان من المقربين مع النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) لا يجوز أن يحكم عليه بالضلالة ولو أخطا الحق في‬ ‫اجتهاده لطلبه‘ لأن النبي عالم بما سيكون منهم بعد موته‘ ولو كان عنده‬ ‫أنهم مخطنون بذلك لما قربهم في حياته‪ .‬واعتبروا الأفضل بالقرب‬ ‫والقرابة وبكثرة العلم وأنه لا يضل بعد ذلك وقد جرت الفتن من أقرب‬ ‫الناس إليه قربة وقرابة فجرت من عثمان وقاتلوه‪٠‬‏ وجرت من عانشة‬ ‫وقاتلوها وتابت إلى الله تعالى‪ ،‬فإن قال قانل أنك سلمت الأمر أن عائشة قد‬ ‫ضلت بذلك فهات دليلا على صحة التوبة‪ ،‬فأقول أن صحتها بتواتر الخبر‬ ‫أنها فعلت وأنها تابت فإن كان تواتر الخبر أنها تابت ليس بحجة فكذلك‬ ‫تواتر الخبر أنها فعلت ليس بحجةا فإن قال تواتر الخبر أنها فعلت بإجماع‬ ‫الأمة وأما أنها تابت فليس بإجماع الأمة لأن الشيع كلهم منكرون توبتها‪.‬‬ ‫فنقول أن كل فرقة تعي أنها هي على الحق وما سواها باطل‬ ‫فعلى هذا القول من خالفنا ليس بحجة علينا‪ ،‬وإنما أخذنا بالخبر بأنها تابت‬ ‫من أصحابنا ومعنا أنهم على الحق وبتواتر أخبارهم جعلنا ذلك حجة‬ ‫بصحته لا بتواتر أخبار من اعتقدناه مبطلا فتواتر أخبارهم معنا ليس‬ ‫بحجة‪ .‬وتواتر الخبر من أصحابنا أنها تابت كان حجة على صحة‬ ‫الخبرين‪ 0‬ولا يمكن أن تقاتل المسلمون عائشة إلا وقد حكموا بتخطنتها‬ ‫في ذلك وضلالها‪ ،‬ولو قتلت على ذلك من غير توبة لحكمنا عليها بالبراءة‬ ‫بحكم الظاهر وباطن أمرها إلى الله تعالى ‪ 0‬وهكذا جميع أصحاب النبي‬ ‫(صلى الله عليه وسلم) وأقربانه على هذا الحال ‪ 0‬وكيف لا يكون وهذا هو‬ ‫الحق والله يقول في حق نبيه (صلى الله عليه وسلم) ‪ « :‬ولين اتبغت‬ ‫أهوَاعءَهم مين بغد ما جاءك من العلم إتك إذا لمن الظالمين ه () ‪.‬‬ ‫فإن قيل‪ :‬كذلك علي بن أبي طالب مع الشيعة وعلي وعثمان مع‬ ‫أهل السنة والمعتزلة فيما نقل أصحابهم من فضانلهم هو الحجة معهم إذ‬ ‫كانوا عند أنفسهم أنهم هم المحقون وهم الحجة فنقول بين هذا وبين‬ ‫عانشة فرق لأن جميع فرق الإسلام أن عانشة فعلت ما فعلت وأنها تابت‬ ‫ولم تخالف غير الشيعة أنها لم تتب‪ ،‬ومن شهرة التوبة جائز العمل بها‬ ‫وكانت من أهل الحق أو من أهل الفسق لأن من ولي على ما شهر منه‬ ‫من الفضل فهو جانز ولو كانت في الحقيقة غير ذلك‪.‬‬ ‫وأما علي بن أبي طالب فما فعله فهو أيضا قد اتفقت الذمة على‬ ‫‪. ١٤٥‬‬ ‫سورة البقرة‪: ‎‬‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫وقوعه منه ولم يشهر أنه تاب لأن جميع فرق أهل الإسلام اتفقت على ما‬ ‫فعله علي بن أبي طالب أنه كان على الحق فكيف يشهر أنه تاب من فعل‬ ‫فعله على العدل إلا مع الخوارج أنه كان ذلك في حكمهم على الباطل فلو‬ ‫شهر مع الفرق أنه تاب لم تجز البراءة منه مع من شهر معه أنه تاب‬ ‫وهو يتولاه فكذلك لا يجوز للشيعة إظهار البراءة من عائشة مع من‬ ‫يتولاها بشهرة التوبة وإصلاح العمل فصارت بعد ذلك من أهل الولاية في‬ ‫حكم الظاهر؛ لأن الحق معنا أن من برئ من وليك الذي توليته على ما‬ ‫جاز لك أن تتولاه فهو مبطل لأنه قاذف‘ والقاذف بغير الحق عاص لله‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫فإن قيل‪ :‬علي بن أبي طالب كذلك توليته على ما شهر من قضله‬ ‫فنقول كما قلنا أولا أنك توليته على أمر فعله وبرئ منه معه أنه بذلك‬ ‫هذا وإن علي بن أبي طالب‬ ‫مبطل‘ؤ وأنت تعلم بذلك الأمر الذي تبرأ منه‘‪.‬‬ ‫وقع منه ذلك وفي حكمه أن علي بن أبي طالب مبطل بحكم كتاب الله تعالى‬ ‫قوله ‪ « :‬وَمَن يقل مؤمنا مُتَعَدا فجَزَاؤه جَهتَمُ » (‪ ، 0‬فلم يكن هذا‬ ‫المتبرئ مع هذا المتولي هالكا ولا قاذفا لأنه تبرأ منه على فعل كانن منه‬ ‫في ظاهر الحكم محجور عليه فعله كما أنه لو رأى رجلا وليا لرجل يقتل‬ ‫رجلا فتبرأ ذلك الرائي مع وليه بذلك الفعل ووليه كذلك قد شاهد ذلك الفعل‬ ‫لم يكن هالك هذا المتبرئ من ذلك القاتل مع وليه ولو بقي وليه يتولاه‬ ‫لموضع الاحتمال له انه يمكن أن يكون محقا فإن هذا تبرأ منه بحكم‬ ‫الظاهر من فعله فكذلك هو الفرق من شهرة عانشة وشهرة علي بن أبي‬ ‫طالب في الفرق الإسلامية فاعرف ذلك ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة النساء‪. ٩٣ : ‎‬‬ ‫بيان ‪ :‬ومعهم أن اصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كل من صحبه‬ ‫في حياتهإ ونحن كذلك نقولؤ ولكن كذلك في حكم التسمية بحكم الظاهر‬ ‫وإلا ففي الحقيقة معنا كل من خالفه بما لا يسع فيه خلافه ومات مصرا‬ ‫على ذلك فليس هو من أصحابنا به في الباطن الذي هو حكم الحقيقة عند‬ ‫الله تعالى والدليل على ذلك قوله تعالى لنبيه نوح ‪ « :‬إته ليس من اهيك‬ ‫إت عَمَل عير صالح » () ‪ ،‬فإذا كان الابن ليس من أهل أبيه الصالح إذا‬ ‫عمل عملا غير صالح كيف لا يكون من أصحاب النبي ليس من أصحابه‬ ‫ولا من أهله ولا من آله ‪ . )"( ..........‬وآل النبي معنا كل من كان على‬ ‫طاعة الله تعالى من أمة النبي إلى يوم القيامة وكل من رضي له بالبيعة‬ ‫فهو مبايع إذا كان على طاعة الله تعالى إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وزعمت الشيعة ‪ :‬أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬سمى في‬ ‫آية المباهلة أناسا من أقربانه ‪ 0‬فاضافهم إلى نفسه هم آله ‪ .0‬وجعلوا ذلك‬ ‫دليلا على عصمتهم عن وجود الخطا منهم ‪ 0‬والعمل بالضلالة ‪ 0‬بقوله‬ ‫تعالى ‪ « :‬قفل تعالوا نذغ أبتاءتا وَابناءَكُمْ وتستاعتا وَتِسناءَكُمْ وَأنفستنا‬ ‫والفستكم ()‪.‬‬ ‫ونحن نقول ‪ :‬أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أراد بأبناننا أي أولادنا‬ ‫المسلمين‬ ‫وكذلك نساءنا نساء‬ ‫هم معه‪.‬‬ ‫الذين‬ ‫وأولاد جميع المسلمين‬ ‫الذين هم معه{ وكذلك أنفسنا وصحة قولنا واضحة لأن الذين بأهلهم ل‪٦١‬‏‬ ‫يرضون أن يأتوا بجميع أبنائهم وجميع نسائهم وجميع نفوسهم ويكتفون‬ ‫بقربانه دون المسلمين فيبقى الإسلام على حاله يقدمون هؤلاء هيهات‬ ‫‏(‪ )١‬سورة هود ‪ :‬‏‪. ٤٦‬‬ ‫(‪ )٢‬في الاصل كلمة ‪ :‬بياض‪. ‎‬‬ ‫‪. ٦١‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة آل عمران‪: ‎‬‬ ‫ذلك ‪ 0‬وليس في الآية دليل على ما قالوه ‪ 0‬وما التوفيق إلا بالله تعالى ‪.‬‬ ‫وألزموا الناس طاعة أربعة من علمانهم وهم أنمتهم‪ ،‬قإن كان‬ ‫لزوم الطاعة في أصول الدين الذي لا يجوز خلافه فهم وغيرهم من جميع‬ ‫الخلق العلماء منهم والجهال سواء في لزوم الطاعة‪ ،‬لأن المرء إذا أخبر‬ ‫أحدا بما يلزمه من دين الله تعالى مثلا أخبره بفرض صلاة كان غير‬ ‫عارف بها فلا يصح أن لا يلزم إلا من قول عالم فلا يصح تخصيص هولاء‬ ‫الأربعة دون غيرهم‪ ،‬وإن كان ذلك مما قالوه من الفروع التي يجوز فيها‬ ‫الاختلاف فبأي حجة لا يجوز أن ينظر المرء لنفسه ما هو الأقرب إلى‬ ‫الحق من غير هؤلاء الأربعة‪.‬‬ ‫وهل جاء عن هؤلاء الأئمة الأربعة أن الاجتهاد بالنظر إلى الأصح‬ ‫والاعدل من الفروع لا يجوز لغيرهم بعدهم؟ فإن كانوا قالوا ذلك فلا شك‬ ‫أنهم مبطلون لأنهم خصتوا أنفسهم بذلك بغير حجة‪ ،‬وإن كانوا لم يقولوا‬ ‫ذلك وهؤلاء هم اعتقدوا هذا الاعتقاد فيهم فهم في الحقيقة غير تابعين‬ ‫أنمتهم لأنهم على خلافهم في ذلك‘ وكيف من يذهب بمذهب الشافعي وكان‬ ‫إذا نظر في الذصح من الأقاويل ونظر ما قاله الحنفي أصح وأقوى فيترك‬ ‫ما أراه الله أنه الأصح ويعمل بالأبعد من الحق& ثم لم يكفه بذلك حتى خطأ‬ ‫من قال بما رآه هو من الحق وأنه هو الرأي الأصح في عقله ولكن تركه‬ ‫تقليدا للشافعي فيخطئ من عمل بذلك الحق من غير أهل مذهبه أو لا‬ ‫يخطئه إذا وافق أحد الأئمة وإن خالف رأيه الأئمة الأربعة‘ ولو رآه هو‬ ‫ذلك الذي على خلاف مذهبه أنه حق فلا يجوز له معه أن يعمل به بلا حجة‬ ‫معه أن يتركه ويعمل بما قاله أحد أولنك الأنمة‪ ،‬أليس هذا من الضلال‬ ‫البعيد ؟ فإن كان في اعتقادهم أنهم أنمة أعلم منه فقد ثبت معهم أن أنمة‬ ‫الصحابة أربعة وهم ‪ :‬أبو بكر ‪ 0‬وغمر { وغُثمان ‘ وعلي بن أبي طالب ‪8‬‬ ‫واتفقت جميع الأمة حتى من خالفوا عَليَ بن أبي طالب أنه أعلم الأمة كلها‬ ‫إلى يوم القيامة علي بن أبي طالب ‪.‬‬ ‫وكيف خالفوه في الميراث ‪ 0‬فعملوا بفرانض زيد بن ثابت ‘ فإن كان‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ‪ " :‬أفرضكم زيد " ‪ 0‬فكيف جاز لعلي بن‬ ‫أبي طالب خلاف من مدحه النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذلك ؟ وكيف‬ ‫جاز لابن عباس أن يخالفهما جميعا في الميراث ؟ وابن عباس أخذ العلم‬ ‫عن الصحابة ‪ ،‬لأنه مات النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو صغير ‪ .‬ولم‬ ‫يوافق زيدا ولا عليا في الميراث مع قول النبي ‪ "" :‬إن أفرضكم زيد "" ‪.‬‬ ‫ومع العلم بان علي أعلم الأمة ‪ .‬وهل يجوز تخطنة علي وابن عباس في‬ ‫فرانض الميراث ‘ فيما خالفا فيه زيدا ؟ فإذا كان اللازم اتباع إمام أو إمام‬ ‫علم ‪ 0‬فعلي بن أبي طالب إمام قد عقدت له الإمارة ‪ 0‬وإمام علم ‪ 0‬واعلم‬ ‫من هؤلاء الأئمة الأربعة ‪ 0‬الذين خالفوا عليا في الميراث ؛ فالذولى ترك‬ ‫ما قالوه الأئمة الأربعة ‪ 0‬والعمل بما قاله إمام المسلمين ‘ وإمام العلماء‬ ‫العارفين علي بن أبي طالب ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وقالوا كل مجتهد مصيب ورووا ذلك عن النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) ‪ 0‬وتاولوا ذلك أن كل من قاتل على رأيه باجتهاده لإصابة الحق‬ ‫وأخطا فقتل وهو على خلاف رأيه كلاهما مصيبان‘ وجعلوها رواية‬ ‫عمومية بقولهم كل مجتهد مصيب‘ ثم خص بعضهم أن النبي مراده بذلك‬ ‫أصحابه فخص جواز ذلك للصحابة وخصوا بها بعدهم أنمتهم الأربعة بغير‬ ‫حجة كل ذلك تناقض لمذهبهم ‪ 0‬وأخرجوا الخوارج من الصحابة { مع‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫قولهم ‪ :‬كل مجتهد مصيب ‪.‬‬ ‫وجعلوا من قاتل الإمام علي بن أبي طالب محقا‘ ومن قتله الإمام‬ ‫علي من الخوارج مبطلاا ولا شك أن المقاتل للمحق اعظم خطاء من‬ ‫المقتول الذي هو لم يتعرض إلى قتال من قاتله كل ذلك من تناقض الأحكام‬ ‫لأن الخوارج لم يقاتلوا عليا مبتدنين لقتاله وإنما كانوا جميعا يقاتلون‬ ‫معاوية‪ .‬ولا يجوز أن يقاتلوه _ أي ‪ :‬معاوية ۔ إلا وهو باغ وأراد أن‬ ‫يصالحهم الإمام بترك القتال قبل أن يرجع ويفئ إلى حكم الله بالتسليم‬ ‫والرضى بعقد الإمامة لعلي بن أبي طالب فلم ترض الخوارج وقالوا‪ :‬إن‬ ‫الله قد حكم في أهل البغي القتال وحده حتى يفئ إلى أمر الله وها نحن‬ ‫قاتلناه حتى نحن صرنا إلى أمره فلا نرضى بهذا ونقاتل عدونا حتى يفئ‬ ‫إلى أمر الله أو تفنى أرواحنا عملا بحكم الله علينا فيهم ‪ 0‬فلم يرض علي‬ ‫ولم يرضوا هم بفعل علي بن أبي طالب‪.‬‬ ‫ومع الخوارج أن معنى الرواية كل مجتهد في طاعة الله بموافقة‬ ‫الحق غير مهمل ولا مرسل نفسه في الأعمال بغير نظر فيها أنه جائز له‬ ‫ذلك العمل فيعمله{ أو غير جائز فيتركه فهو المصيب© وأما العقول التي‬ ‫تعمل بغير نظر ولا فكر فلا بد وأن يصيب تارة ويخطئ أخرىك فهذا هو‬ ‫التأويل الحق معهم ولذلك لم يعذروا عليا ولا غيره ممن خالف الحق وبالله‬ ‫التوفيق ‪.‬‬ ‫فصل ‪ :‬فى بيان خروج المحكمة عن عَلئَ بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫وذلك أنه لما قتل عثمان بن عفان وذلك أول فتنة وقعت في الإسلام‬ ‫في بعضهم بعضا افترق المسلمون إلى ثلاث فرق؛ منهم من صوب عثمان‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫ابن عفان وخطا قاتليه‘ وفرقة وقفت عن ولاية من تولى عثمان وعن‬ ‫ولاية من رضي بقتله‪ .‬وأصحابنا لم يعذروا الفرقة التي خطأت قاتليه‬ ‫وخطات الراضي بقتله‪ ،‬ولم يعذروا الفرقة الواقفة عن ولاية المحقين‬ ‫منهم لأجل ما فعلوه والحق بعدما لزمتهم ولايتهم‪ ،‬ولو أنهم وقفوا عن‬ ‫الدخول مع إحدى الفرقتين وتولوا المحق منهم لكانوا في السلامة‪ ،‬ولكن‬ ‫وقفوا عن ولايتهمؤ وفرقة قاتلته على حكم منهم فيه ببغيه‘ ومنهم من‬ ‫رضي بقتله ولم يقاتل فهم على ثلاث فرق‪ ،‬وعلي وأصحابنا ممن صوب‬ ‫قاتليهؤ تم قامت عانشة بخديعة من طلحة والزبير أن علي بن أبي طالب‬ ‫قاتل عثمان بن عفان وقتله ظلما واغتصب الإمامة عدواناً۔‪ .‬وكانت قد‬ ‫توبته وسارت إلى الحج ونهضت لقتال علي وأصحابه‪ .‬وأصحابنا صوبوا‬ ‫علي بن أبي طالب في ذلك وظهر لها الحق ورجعت وتابت كذلك مع جميع‬ ‫أهل المذاهب إلا مذاهب الشيع فهي غير تانبة ويحكمون بالبراءة منها‪.‬‬ ‫ونحن نتولاها بصحة توبتها معنا لأن شهرة توبتها كشهرة فعلها لا يجوز‬ ‫أن تكون هذه الشهرة مقبولة والخخرى لا تقبل وكلا الشهرتين واحدة في‬ ‫الحكم‪ ،‬تم عقدوا الإمامة لعلي بن أبي طالب‪.‬‬ ‫عدو‬ ‫عنهم‬ ‫إما إمام دفاع يدفع‬ ‫والإمامة معنا على وجهين؛‬ ‫أحصرهم يعقدون عليه على شرط إلى أن يجدوا من هو أصلح للمسلمين‬ ‫فيخلوه ويقيموا الصلح‘ والإمام الثاني إمام مطلق بغير شرط عليه كذلك‬ ‫فهو إمام شاري بانع نفسه لله تعالى يقاتل حتى يقتل أو يبلغ المقصود‬ ‫ممن لزم قتالهم‪.‬‬ ‫المسلمين‬ ‫يحارب‬ ‫عتمان‬ ‫دم‬ ‫معاوية في طلب‬ ‫قام‬ ‫بويع‬ ‫ولما‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫ويحارب علي بن أبي طالب على إمامته غير راض بها‪،‬ؤ فذهب إليه الإمام‬ ‫علي بن أبي طالب ومن معه من المسلمين ليقاتلوه ويعتزل معاقل‬ ‫المسلمين‪ ،‬ولو لم يكن في حكمهم أنه في قتالهم له باغ عليهم لم يجز لهم‬ ‫حربه وتلزمهم المسالمة إلى ما طلبه منهم من أداء الواجب عليهم من قتل‬ ‫عثمان في حكمه فيهم وقاتلوه فلما غلب الظن على معاوية أنه مغلوب‬ ‫عمل خديعة لعلي بن أبي طالب وقال له‪ :‬أنت اترك القتال والإمامة عن‬ ‫نفسك إلى مدة معلومة جعلوها بينهم واترك القتال ونحن نترك كذلك‪ ،‬فإذا‬ ‫انقضت المدة اجتمعنا نحن وأنت وبعثت أنت حكما منك وبعثنا نحن حكما‬ ‫مناء والذي يحكمان له بالإمامة نكن كلنا راضون بهما وصار عقد‬ ‫المسلمين على هذه الصفة له لا عمل عليه إنما أمر الله وعقد من أجاز الله‬ ‫أن يقاتل إذ كان في حكم الله باغيا هو العقد التام على المسلمين‪.‬‬ ‫فجاء من جاء من المسلمين إلى علي بن أبي طالب وقالوا‪ :‬لا‬ ‫نحكم البغاة على أنفسنا ولا نأمنهم وقد خانوا الله تعالى‪ ،‬ولا يجوز لنا أن‬ ‫نرضى بعقدهم إماما لنا‪ .‬فلما لم يجبهم علي بن أبي طالب إلى ما طلبوه‬ ‫منه أولنك المسلمون خرجوا عنه واعتزلوه وحينئذ سموا باسم الخوارج‪.‬‬ ‫فلما انقضت المدة واجتمع قوم معاوية وقوم علي بن أبي طالب‪ ،‬بعث علي‬ ‫بن أبي طالب موسى الأشعري حكما من قومه وبعث معاوية عمرو بن‬ ‫العاص حكما من قومه وصعدا المنبر وخلعا علي بن أبي طالب ووليا‬ ‫الأمر معاوية فلم يرض علي بن أبي طالب بذلك‪.‬‬ ‫فقالت الخوارج ‪ :‬إن كان عند علي بن أبي طالب من تحكيم‬ ‫الحكمين حق كيف لم يرض به‘ وإن كان باطلا كيف فعله؟‘ وهل بين‬ ‫‪٢٧١٢‬‬ ‫الحق والضلال مرتبة ؟ والله تعالى (عز وجل) يقول ‪ « :‬فماذا بَغْة الق‬ ‫إلا الضلال »(') ‪ .‬فرجع يقاتل معاوية الذي طالبه الخوارج أن يقاتلوه على‬ ‫الفعل الأول منه الذي قاتلوه عليه هو والخوارج‘ والخوارج في حين ترك‬ ‫علي بن أبي طالب إمامته نصبوا لأنفسهم إماما يقيم الحق بهم ويقيمون‬ ‫الحق به فارسل علي بن أبي طالب عمه عبدالله بن العباس يأمرهم‬ ‫بالدخول معه وأنه يرضيهم بما طلبوا منه من قتال عدو الجميع فقالوا‪:‬‬ ‫نقبل ذلك ولكنا أقمنا إماما شاريا في وقت تركه إمامته فيدخل معنا نقيم به‬ ‫الحق فإذا قتل أقمنا علي بن أبي طالب بعده‪ ،‬فقال لهم‪ :‬وما تنكرون عليه‬ ‫حتى جاز لكم أن تقيموا إماما عليه ؟ ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬في احتجاج المحكمة ‪:‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬نناشدك الله يا ابن عباس ألا تشهد أن معاوية كان باغيا‬ ‫على المسلمين في مطالبته بدم عثمان ونقض بيعة الإمامة لعلي بن أبي‬ ‫طالب؟‘ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬ألا تشهد أن قتالنا له على الحق؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ألا تدري في حكم الباغي قول الله تعالى ‪ « :‬فقاتلوا التي ئنغي‬ ‫")؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قالوا ‪ :‬ألا تشهد أن معاوية لم‬ ‫حَئى ئفي إلى أمر الله‬ ‫يعط الانقياد إلى حكم كتاب الله فيه وعليه حتى فاء علي بن أبي طالب إلى‬ ‫ما أراده معاوية من الباطل في تحكيم الحكمين؟ قال لهم‪ :‬أليس الله‬ ‫قال في المتزوج من أهل الكتاب ‪ « :‬وَإن خَقئُم شقاق بينهما فابَْئوا حَكَمًا‬ ‫من اهله وَحَتَما ين اهلها () ؟ ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة يونس ‪ :‬‏‪. ٣٢‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الحجرات‪. ٩ : ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة النساء‪. ٣٥ : ‎‬‬ ‫‪٤‎‬ا‪٢١‬‬ ‫قالوا له ‪ :‬ألا تعلم أن في القرآن الناسخ والمنسوخ‪ ،‬وهذا حكم قبل‬ ‫نزول أحكام الله في الزوجين وبعد أن نزلت الأحكام فيهما فقد نسخ‘ وبيان‬ ‫ذلك إذا تشاقا ونزلا إلى الحكم وأحضر الحكمين على هذا وقد أنزل الله في‬ ‫قضيتهما حكما‪ ،‬اليس الحكم على ما أنزل الله في القرآن بينهما وترك ما‬ ‫سواه؟‪ 0‬قال‪ :‬نعم قد قلتم الحق قالوا له‪ :‬ونناشدك الله أما تعلم أن الله‬ ‫حكم في جزاء الصيد حتى في صيد جرادة وقتلها أن يحكم في الجزاء عليه‬ ‫حكمان عدلان كما قال ‪ « :‬يحكم به ذوا عذل منكم » (') ‪ 0‬فكيف يجوز‬ ‫تحكيم فاسق على جميع أمور المسلمين؟ ونناشدك الله ‪ 0‬أما قال تعالى ‪:‬‬ ‫«( وما كان لمؤمن ونا مُؤمنة إذا قضتى الله وَرَسئولة أما ان يون لهم‬ ‫الخيرة ممن أمرهم »ه") ‪ 0‬وقد تولى الله بإيضاح أحكام الباغي من في قتاله‬ ‫وحده لنا وبين الحة فاين موضع النظر في خلافه ؟‪` .‬‬ ‫فقال ‪ :‬نعم إن الحق كما قلتمش فقالوا‪ :‬ألم نقاتل عانشة نحن وإياه‬ ‫ولم نرجع عن قتالها حتى فاءت إلى أمر الله حكما من الله تعالى علينا قد‬ ‫اجتمعنا نحن وإياه عليه فيها‪ ،‬واجتمعنا وإياه في معاوية حكما من الله‬ ‫تعالى فاين موضع النظر بخلافه؟‪ .‬وهل فوّض الله أمره إلى أحد حتى إلى‬ ‫رسوله (صلى الله عليه وسلم) لم يفوض الأمر إليه فأنكر عليه فعله بالغي‬ ‫والأعمى في عبس وفي غير ذلك؟‪ ،‬فقال‪ :‬نعم فقالوا‪ :‬إن كان علي محقا‬ ‫في حكم الحكمين فلم لم يرض به وقد رضي به من قبل على جهل من‬ ‫الحكمين أنهما يحكمان له بالإمارة أم لغيره‘ وإن كان على علم قهو‬ ‫أعجب وإن كان باطلا كيف رضي اولا به وهو باطل ؟ ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الماتدة‪. ٩٥ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الأحزاب‪. ٣٦ : ‎‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫فلما حجَوه وعرف أن الحق معهم رجع إلى علي بن أبي طالب‬ ‫وقال له‪ :‬إن القوم قد حجَوك‪ ،‬فلم يقبل منه ولا منهم ولم يرض بأن يكون‬ ‫مأمومآ بعد أن كان إماما‪ ،‬فقال له ابن عباس‪ :‬إن لم أكن عليك فلا أكون‬ ‫معك‘ وإن أنكروا كون هذا من ابن عباس فلا بأس‪ ،‬فالحاصل أن هذا هو‬ ‫احتجاج الخوارج على علي بن أبي طالب‘ فعندهم أن علي بن أبي طالب لا‬ ‫مخرج له من حكم الضلالة فيما فعله على كل حالة لأنه لا يخلو معهم ما‬ ‫فعله هو ومعاوية وأصحابهما وأمر التحكيم إما حق وإما باطل‘ وليس‬ ‫هنالك منزلة ثالنة لقوله تعالى ‪ « :‬فماذا بغد الحَقَ إلا الضلال » ‏(‪-)١‬‬ ‫فإن كان ما فعلوه هو الحق فكيف لم يرض بالحق وقاتل من عمل‬ ‫بذلك الحق وهو منهم من جملة العاملين به والفاعلين له‪ ،‬ومن قتل مؤمنا‬ ‫على أمر هو فيه محق فلا شك في ضلاله بنص الذكر الحكيم قوله تعالى ‪:‬‬ ‫« ومن فئ مُمنا مُتعمَدا فجزاه جهنم () ‪ .‬وإما أن يكون فعله هو‬ ‫ومعاوية باطلا فلا شك أن المحق فيه من خالفه؛ لأن المبطل للباطل لا‬ ‫يمكن إلا أن يكون في إبطاله لذلك الباطل محقا بإبطاله له‪ ،‬فكيف من قتل‬ ‫من لم يرض بالباطل وهو المحق& فإن كان لا من غير ذلك فلم يصح من‬ ‫قوله ولا من قول أحد من أصحابه‘ فإن كان لعقدهم الإمامة لغيره فهو إن‬ ‫كان ذلك معه في زمان المدة الموقوتة للتحكيم محق يرضاه بذلك وهو لم‬ ‫يخلع نفسه عن الإمامة على قياد قول من حاج في ذلك بذلك فنعم لا يجوز‬ ‫لهم معه أن لو صح ذلك كيف لم يرض به وهو الحق معه ؟ فمن هنالك قد‬ ‫ضل وجاز لهؤلاء أن يقيموا إماما وقتلهم بعد ما هو قد ضلَؤ وجاز لهم‬ ‫(‪ )١‬سورة يونس‪. ٣٢ : ‎‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة النساء‪. ٩٣ : ‎‬‬ ‫‪٢١١٦‬‬ ‫عقد الإمامة لغيره وإن كان في حين رضاه بالباطل مبطلاً جاز لهؤلاء عقد‬ ‫إمامة لغيره في حين ضلاله معهم وقتلهم بعد ما رجع إلى مذهبهم بقلة‬ ‫رضاه بالحكومة‪.‬‬ ‫وكل هذا القتال لا يذكره أحد من فرق الإسلام‪،‬ؤ وإنما اختلفت المذاهب‬ ‫في أحكامهم لا في كون وقوع هذا من الصحابة؛ فذهبت السنية أن كل‬ ‫مجتهد مصيب‘ ونقضوه بتخطنتهم للخوارج وهم من أصحاب النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) من المجتهدين‘ وكذلك المعتزلةؤ قالوا هم أعلم منا‬ ‫وقلدوهم الأمرؤ وقالوا أن علي بن أبي طالب هو أعلم من الخوارج‬ ‫لمعاوية‬ ‫بولايتهم‬ ‫ونقضوه‬ ‫علما‪.‬‬ ‫الأقل‬ ‫وإنما يضل‬ ‫لا يضل‬ ‫والاعلم‬ ‫وأصحابه وهم أقل علما من علي بن أبي طالب ‪ 0‬وهذه ظنون فاسدة‬ ‫الخوارج‬ ‫بها في‬ ‫بأحكامهم‬ ‫ينقضونها‬ ‫متناقضة‬ ‫وأقاويل واعتقادات‬ ‫ومعاوية؛ ولقد ضل بلعام بن باعوراء في زمن موسى عليه السلام وهو‬ ‫أعلم أهل زمانه ‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬فإن قيل أن علي بن أبي طالب لم يقصد في نفسه بتحكيم‬ ‫الحكمين تاركا إمامته‪ .‬ولا يرضى بغير الحكم الحق من الحكمين؛ والدليل‬ ‫على ذلك أنه لما حكما بغير الحق لم يرض به وإنما كان ذلك منه على‬ ‫معنى الانتصار لأمر معاوية عسى يرجع إلى الحق© ونصب الخوارج إماما‬ ‫فوق إمامته وهو في نفسه أنه هو الإمام لا غيره‪ ،‬لذلك استحقوا معه‬ ‫القتل وقتلهم على ذلك‪.‬‬ ‫فنقول ‪ :‬إن كان في نفسه أنه إن نصب إماما غيره من أهل الحق‬ ‫يرضى به فقد خلع نفسه خلعا أجاز فيه أن ينصب غيره‘ ونصب الخوارج‬ ‫إماما في وقت هو جائز لهمؤ وإن كان في نفسه أنه لا يجوز لمعاوية ولا‬ ‫‪٢٩١٧‬‬ ‫لأحد من المسلمين أن ينصب إماما غيره ولا أن يرضى أحد إمامة إمام‬ ‫عن غيره‪ ،‬وأنه هو الإمام لا غير فكيف يرضى هو بترك إمامته وبخلع‬ ‫نفسه في حكم الظاهر‪ .‬وكان يقاتل من أراد خلعه‘ؤ وأن من أراد خلعه‬ ‫فحكمه باغ جائز قتاله فخلع نفسه؟‘ فإن كان جائز له أن يخلع نفسه في‬ ‫حكم الظاهر مع الناس جاز للناس مثله خلعه كما خلع نفقسه‘ وجاز لهم أن‬ ‫ينصبوا إماما غيره في حين ذلك‘ وإن كان لا يجوز له أن يخلع نفسه فهو‬ ‫مبطل إذا خلع نفسه وهو غير جائز له‪ ،‬وإن قيل أنه لم يخلع نفسه ولا‬ ‫ترك إمامته‘ قيل له فلاي معنى كان الأجل والتراضي والمكاتبات بينهم‬ ‫وأخذ العهود في الرضى في تحكيم الحكمين فيمن يحكمون له بالإمامة إن‬ ‫حكموا له أو لغيره بغير شريطة هنالك بينهما أنه لا يحكمان إلا بإمامة‬ ‫علي بن أبي طالب وإلا ليكون باغيا كما كان باغي من قبل فالرضى بهذا‬ ‫مع ثبوته على إمامته هو أشة بطلانا وأكثر ضلالا‪.‬‬ ‫ووجه آخر ؛ لا يخلو ما فعله علي بن أبي طالب ومعاوية من أمر‬ ‫التحكيم والرضى به بمن يحكمون به الحكمان إماما وترك القيام بلازم‬ ‫الإمامة من قتال أهل البغي إما حق وإما باطل‘ فإن كان حقا فهو الذي‬ ‫طلبه معاوية من علي بن أبي طالب ومن المسلمين أن يتركوا أمر الإمامة‬ ‫عن علي بن أبي طالب وهو الذي قاتلوه عليه وصار بعضهم في حكم‬ ‫الباغي في أول الأمر فلا شك أن علي بن أبي طالب ومن معه من‬ ‫المسلمين مبطلون بقتالهم لمعاوية لأن ما طلبه منهم هو جائز له ولهم‬ ‫ومن طلب الجائز لم يجز قتالهؤ‪ .‬ومن قاتله فهو مبطل بحكم كتاب الله في‬ ‫قتل النفس بغير الحق ‪ 0‬وقتاله لمعاوية بعد تحكيم الحكمين كذلك ضلال‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫وباطل لأنه لم يزل معاوية وعلي يتقاتلان إلى أن مات علي بن أبي طالب‬ ‫ويكون الخوارج كذلك ضالون مبطلون مثله لأنه لا يجوز قتال معاوية‬ ‫على هذا‪.‬‬ ‫وإما أن يكون ما فعله علي ومعاوية من أمر التحكيم والرضى به‬ ‫من علي بن أبي طالب ومطالبة معاوية من علي بن أبي طالب ومن معه‬ ‫من المسلمين باطلا وقتالهم لمعاوية بحق فالباطل باطل ممن جاء به‬ ‫والمحق من لم يرض بالباطل واتبع الحق‪ ،‬فيكون المحقون الخوارج دون‬ ‫علي بن أبي طالب ومعاوية‪ ،‬من أين توجهت لم تجد لعلي بن أبي طالب‬ ‫مخرجا من الباطل؛ لأن ليس هنالك منزلة ثالثة هي لا حق ولا باطلغ‬ ‫ولاهدى ولا ضلال ‪ .‬لقوله تعالى ‪ « :‬قماذا بع الحَقَ إلا الضلال فأتى‬ ‫ثصنرفون ()‪.‬‬ ‫ولم يكف هذا الضلال حتى قتل من الخوارج أربعة آلاف نفر بعدما‬ ‫رجع إلى مذهبهم في قتال معاوية‪.‬‬ ‫أ وإن كانوا مبطلين فهو مبطل مثلهم لأنهم كانوا على طريقة واحدة‬ ‫في قتال عدوهم‪ ،‬وصار آخر أمره يقاتل الذين كاتوا يقاتلونه هو وإياهم‬ ‫جميعا على حالته الأولى ومطلبه الأول لا غير فهو في أول الخمر مبطل‬ ‫وفي آخر أمره مبطل بقتاله معاوية هو وهم جميعا‪.‬‬ ‫وإن كانوا في أول الأمر جميعا محقين علي والخوارج في قتالهم‬ ‫لمعاوية‪ .‬فقد بقي الخوارج على الحق في معاداة عدو الله وعلي مبطل‬ ‫بقتله من هو باق على الحق لا شك في ضلاله وهلاكه إن لم يتب إلى الله‬ ‫(‪ )١‬سورة يونس‪. ٣٢ : ‎‬‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫تعالى ويأتي بشروط التوبة التي لا تصح التوبة في أحكام الله تعالى إلا‬ ‫بها‪ ،‬فالدين بما فعله وهو المستحل تكفيه التوبة بالندم والاستغفار إلى الله‬ ‫تعالى وإصلاح العمل بموافقة الحق والنية أن لا يعود إلى ذلك‘ وليس‬ ‫عليه غرم ما أتلفه؛ وقول إن ما بقي في يده بعينه عليه أن يرده إلى‬ ‫صاحبه إن عرفه‘ وقيل ليس عليه ذلك بعد التوبة ولا قود على نفس قتلها‬ ‫ولا إرش جراح في كل من كان في دينه أن ذلك جائز له وأن ذلك هو دين‬ ‫الله تعالى كما لا يلزم ذلك المشرك إذا أسلم وكان قد فعل ذلك‪.‬‬ ‫وأما إن كان في نفسه أن قتل هؤلاء المسلمين لا يجوز في دينه‬ ‫وارتكب الباطل عارفا أنه باطل في دين الله فلا بد في التوبة من قود‬ ‫النفس إلى من أوجب شرع الله عليه أن يقودها إليهم بحكم شرع الله‬ ‫وغرم ما أتلفه من الأموال بغير الحق مع ما ذكرناها من الشروط‘ وهكذا‬ ‫حكم كل مرتكب لأمر قد حرمه الله عليه وفيه الغرم والقود لا يخلو إما أن‬ ‫يكون المرتكب مشركا وأسلم أو مستحلاً وتاب فليس عليهما في التوبة‬ ‫غير ما ذكرناه‪ ،‬وإما أن يكون منتهكا لما يدين بتحريمه فعليه جميع ما‬ ‫ذكرناه وعلي بن أبي طالب لا يخلو الحال فيه من إحدى وجهين في قتله‬ ‫الخوارج إما مستحلا فيكفيه من التوبة ما ذكرناه‪ ،‬وإما أن يكون محرما‬ ‫لما فعله في دينه فيما بينه وبين الله تعالى فعليه في توبته جميع ما ذكرناه‬ ‫ولكن قد يمكن يتوب المرء وهو في عجز عن أداء جميع ما عليه من قود‬ ‫وإرش وغرم من مرض أو غير ذلك من الموانع له‪ .‬وفي نيته متى قدر‬ ‫ليؤدي جميع ذلك من نفسه في توبته وهو في حد تنفعه هذه النية وهذه‬ ‫التوبة ومات قبل أن يقدر أن يؤدي ما عليه فإن الله يتوب على من صدقت‬ ‫نيته في توبته ‪ 0‬قال تعالى ‪ « :‬يا أيها الذين آمنوا ثوبوا إلى اله توبة‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫نصوحا “() ‪ 0‬فاعرف ذلك ‪.‬‬ ‫بيان‪ :‬فالخوارج لم يقلدوا دينهم علي بن أبي طالب حيث كان معهم‬ ‫أعلم الأمة فلم يعتبروا المحق بكثرة العلم ولا بقرابة النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) ولا بقربته لأحد ‪ 0‬وإنما اعتبروا المحق بموافقته لأحكام السنة‬ ‫والكتاب ‪ 0‬وقد خالف عليا من الصحابة في الميراث زيد بن ثابت وعمر بن‬ ‫الخطاب وعبد الله بن مسعود ولم ينظروا إلى علم علي بن أبي طالب أنه‬ ‫أعلم منهم حتى لا يجوز لهم أن يقولها بخلاف قوله؛ وخالف عليا وزيد‬ ‫وعمرا وعبدالله بن مسعود عبد الله بن العباس أيضا في فرانض الميراث‬ ‫ولم ينظر إلى علي بن أبي طالب أنه أعلم منه حتى لايجوز له أن يقول‬ ‫في ذلك بخلافه‪.‬‬ ‫وعمل السنية بفرانض زيد وهي على خلاف فرانض علي بن أبي‬ ‫طالب وكل ذلك مشهور في الأمة ولكن تخالف هؤلاء فيما لم يأت الله‬ ‫تعالى ولم يأت النبي (صلى الله عليه وسلم) بيانه من الميراث صريحا‪.‬‬ ‫وأما خلاف علي بن أبي طالب للخوارج وخلاف الخوارج له من أمر قد‬ ‫حكم الله فيه وألزم عباده العمل به فعمل علي بن أبي طالب بخلافه من‬ ‫قتال أهل البغي حتى يفينوا إلى أمر الله وتحكيم أهل البغي في أمور دين‬ ‫الله تعالى ‪ 0‬ولم يجز الله لعباده تحكيم غير أهل العدل في كل أمر من‬ ‫أحكامه ولا أن يحكموا إلا بما أنزل الله عليهم من أحكامه ‪ 0‬إن كان في ذلك‬ ‫‪0‬فقال ‪ « :‬ومن لم يحكم يما اثزَل الله قآولێيك هم‬ ‫لهى‬ ‫االل‬ ‫عزله‬ ‫ت أن‬‫حكم‬ ‫الظالمون »(") ‪ .‬فكيف لايجوز لأحد خلافه ممن هو دونه في العلم وقد‬ ‫‪. ٨:‬‬ ‫التحريم‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‪. ٤٥‬‬ ‫(‪ ( ٢‬سورة المائدة‪: ‎‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫خالفه زيد وابن عباس وعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود والسنية‬ ‫جميعا في الميراث فيما لم يأت الله تعالى فيه ولا رسوله بيانا‪ .‬ولا يجوز‬ ‫خلافه فيما أتى الله بيانه صريحا وعمل هو بخلافه مجاهرة صريحا أليس‬ ‫هذا من الضلال المبين مع أهل العقول المنورة بنور العلم ؟ ‪.‬‬ ‫والحق مع الخوارج أنه لو كان للنبي ولد أعلم الأمة جميعا وأروع‬ ‫وأزهد الصحابة كلهم ولم يتبين منه خلاف إلا في حكم واحد ألزمه الله‬ ‫العمل به والحكم به فخالف الله تعالى بغير عذر إلا بكونه أنه هو الحق‬ ‫ودان به أو قاتل عليه وقتل على ذلك المحقين الذين لم يرضوا بذلك الحكم‬ ‫الباطل لحكموا له بالضلالة وأنه إن كان مات على ذلك مصرا غير تانب‬ ‫فهو من أهل النار خالد فيها بلا نهاية فكيف بغيره من الناس لأن أحكام‬ ‫الله في خلقه سواء ما لم ينزل الله تعالى تخصيصا في شيء من الأحكام‬ ‫وبالله التوفيق‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬ولما جيش علي بن أبي طالب جيشا لحرب معاوية ‪ 0‬ومر‬ ‫بالخوارج في مكان يقال له النهروان قاتلهم بجيش عظيم‪ .‬وقتل منهم‬ ‫أربعة آلاف نفر‪ ،‬ومع السنية أن الخوارج في ذلك الوقت اثني عشر ألفا‬ ‫وقتلهم جميعا من غير أن يتعرضوا له بقتال؛ لأنه قتلهم في مكانهم حيث‬ ‫هم قانمون فيه‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬فى نسب المذهب الإباضى إلى عبد الله بن إباض ‪:‬‬ ‫ثم ظهر بعد ذلك رجل من التابعين يسمى عبدالله بن إباض نظر إلى‬ ‫هذه الأحداث التي ذكرناها الواقعة بين الصحابةش وصوب الخوارج وشرح‬ ‫أمور الجميع وبين الفرقة المحقة من فرق فتنة عثمان وفتنة عانشة‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫وفتنة علي ومعاوية والخوارج ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وأهل عمان في ذلك الوقت في معزل عن هذه الفتن يحمدون‬ ‫الله تعالى لما أخذوه من العلم عن النبي في زمانه وعن الصحابة من بعده‬ ‫من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ولا يعرفون الخوارج ولا عبد الله‬ ‫ابن إباض ولا غيرهم ‪ ،‬ولم يأخذوا عن عبد الله بن إباض مسألة واحدة ‪.‬‬ ‫فلما بلغهم علم هذه الأخبار وأخبار عبد الله بن إباض عرضوا أحكام‬ ‫جميع تلك الأحداث الواقعة على ما معهم من العلم السابق لهم فوجدوا‬ ‫الحق الموافق كما معهم من الحق ما قاله عبد الله بن إباض فنسبوا إليه‬ ‫بتصويبهم له لا بأخذ الشريعة عنه‘ وفي مذهبهم أن كل من نطق بالحق‬ ‫لأصول دين الله الذي لا يجوز خلافه فهو الحق وهو الذي لا يجوز خلافه‬ ‫سواء كان قول عبدالله بن إباض أو من غيره من المسلمين من جميع‬ ‫الفرق أو من يهودي أو نصراني أو مجوسي فالحق حق ممن جاء به‪.‬‬ ‫واللازم العمل به وما جاز فيه الاختلاف جاز لكل عارف أن ينظر لنفسه‬ ‫الأصح من العمل ولو كان على خلاف قول عبد الله بن إباض ‘ وجاز أن‬ ‫يعمل به من المسلمين ممن رآه منهم كما رآه الأول ‪ 0‬ولو رآه يهودي أو‬ ‫نصرني أو مجوسي أو مشرك أو مسلم أو إباضي ‘ و هو على خلاف‬ ‫عبد الله بن إباض ؛ لأن دين الله في الخلق سواء وليس عبد الله بن إباض‬ ‫بنبي حتى لا يجوز خلافه فيما يجوز فيه الاختلاف وذلك هو معنا أننا لا‬ ‫نقلد في ديننا أحدا من المسلمين ‪ ،‬فالتقليد معنا في الدين على وجوه‬ ‫ومنها أن يتبع المرء مبتدعا لا يسعه اتباعه فيه أو يدين براي من قول‬ ‫أحد‪ ,‬من المسلمين مما يجوز فيه الرأي ويدين بخلافه فيما يجوز خلافه‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫كما فعله المؤتمون بأنمتهم في الرأي ‪.‬‬ ‫لم ينظروا‬ ‫بيان ‪ :‬وقد قلنا فيما سبق أن أصحابنا وهم الخوارج‬ ‫وسلم) ولا‬ ‫ويعتبروا الحق بكثرة العلم ولا بقربه من النبي (صلى الله عليه‬ ‫وقد خالف‬ ‫بقرابته منه ‪ 0‬ولو كان للنبي (صلى الله عليه وسلم) ولذ بالغ‬ ‫ذلك مصرا‬ ‫الله تعالى على ما لا يجوز له خلافه في شيء واحد ومات على‬ ‫لحكمنا له في الظاهر دون الباطن بحكم الضلالة والبراءة منه‘ وإن كان‬ ‫مات على ذلك في علم الله تعالى غير تانب فهو في النار ولم تنفعه قرابة‬ ‫النبي ‪.‬‬ ‫والحق كذلك معنا وبعد ذلك حكم أنه لما كان العاصي يمكن أنه قد‬ ‫تاب ونحن لم نعلم به لم يحكم له بالحقيقة لأنها من علم الغيب ولا يجوز‬ ‫معنا الحكم بولاية الحقيقة في أحد مخصوص ولا براءة الحقيقة في أحد‬ ‫مخصوص من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) إلا من حكم الله تعالى‬ ‫بكفره في تنزيله‪ .‬وكذلك في ولاية الحقيقة إلا من أنزل الله في كتابه‬ ‫ولايته مخبرا عن أحد مخصوص أنزل معناه صريحا أنه ولي له وأنه من‬ ‫أهل الجنة وإن تأول من تاول بآيات القرآن في أحد فليس ذلك صريح‪.‬‬ ‫ويجوز من قول نبي أن فلانا من أهل الجنة أو أنه من أولياء الله في‬ ‫الحقيقة‪ .‬ولكنه تجوز ولايته بالحقيقة لمن سمعه باذنه من لسانه لا لمن‬ ‫بلغه عن غيره أنه سمع الرسول يشهد له أنه من أهل الجنة أو أنه من‬ ‫أولياء الله في علمه الباطن ‪.‬‬ ‫ولو شهد عليه ألف نفر من أولياء الله تعالى وأنهم سمعوا‬ ‫الرسول يشهد لهذا أنه من أهل الجنة لما جاز معنا لهذا الذي شهدوا معه‬ ‫هؤلاء أن يتولاه بالحقيقة بالدينونة أي يعتقد ولايته دينا فرضا لازما عليه‬ ‫هالكا إن لم يتولاه ولاية الحقيقة{ وإنما يتولاه بشهادتهم لقيام الحجة عليه‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫بهم ولاية حكم الظاهر‪ .‬كما حكم القاضي بإثبات حق وقد شهدا به شاهدا‬ ‫عدل لرجل اةعاه على آخرين هذا الحق عليه لهذا ولا يحكم على المشهود‬ ‫عليه بحكم الحقيقة بصحة ذلك عليه ولا على صحة قول الشاهدين لأنه‬ ‫ممكن كذبهم جميعا في علم الله تعالى‪ ،‬والحكم لا يكون بعلم الباطن الخفي‪.‬‬ ‫عن الخلق وإنما هو حكم الظاهر من أحكام الله تعالى ‪.‬‬ ‫ومعنا أن هذه أصول هي كذلك في دين كل نبي على أمته‘ وهكذا لا‬ ‫فرق بين الولاية والبراءة بالحقيقة أو بحكم الظاهر‪ .‬وقد ظن بعض أن‬ ‫معنى قول ابن النظر (ذاك علي في القرار الذخسفل)‪ ،‬وقال في موضع آخر‬ ‫(والمخ يغلي كغلي المرجل) أن هذه براءة حقيقة منه؛ لأنه حكم أنه في‬ ‫النار بهذا اللفظؤ وليس التفسير الصحيح كذلك ‏‪ ٠‬وإنما مراد ابن النظر‬ ‫(ذاك علي في القرار الذسفل) من أمر الفتنة الواقعة بينه وبين معاوية‬ ‫والخوارج‪ 0‬وأن مخه يغلي بها بتدابيره الصادرة عن فكر حواسه على‬ ‫غير الحكم الإلهي المنزل في كتابه سبحانه وتعالى ولم يرد ذلك ابن النظر‬ ‫أنه في قرار جهنم وأن مخه يغلي بها فيها إلا أن يكون على حكم الظاهر لا‬ ‫أنه من أهل النار على الحقيقة{ لأن هذا من أحكام علم الغيب فإن قيل إن‬ ‫م‬ ‫فوله ‪:‬‬ ‫حر الجحيم المشتعل‬ ‫بقتلهم‬ ‫وصلي‬ ‫الأخيار فيها‬ ‫قد قتل‬ ‫ما يدل على خلاف قولك فنقول أن كل من فعل الفعل الذي يستحق‬ ‫به العقاب حكم بفاعله أنه من أهل النار في حكم الظاهر في الحقيقة إن لم‬ ‫يتب فكذلك‪ ،‬وذلك جائز ولم يأت بذكر الاستثناء إن لم يتب ‪ ،‬كما قال الله‬ ‫ا تعالى ‪ « :‬وَمَن يفثل مؤمنا مُتعَمّا فجزاه جَهَتَمُ خالدا فِيهَا » () ‪ 0‬ولم‬ ‫‪. ٩٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫يستثن سبحانه وتعالى بأنه إذا لم يتب لأن ذلك من المفهوم أن المراد إن‬ ‫لم يتب ولا يشك عالم أن التانب مغفور له‘ وأنه إذا لم يعلم بتوبته ولا يعلم‬ ‫أنه مات تانبا عند الله تعالى أو غير تانب هذا من أحكام علم الغيب الذي لا‬ ‫يعلمه إلا الله تعالى أو بوحي إلهي أو بلسان نبي يسمعه السامع منه باذنه‬ ‫لا غير وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫المسائل الخلافية بين الأباضية والشيعة ‪:‬‬ ‫فصل ‪ :‬في اختلافنا نحن والشيعة فى هذه الأمور ‪:‬‬ ‫فاول ذلك أنهم دانوا بأن الإمام علي بن أبي طالب من أهل الجنة‬ ‫حقيقة ومن لم يدن به أنه ولي حقيقة وأنه من أهل الجنة هو كافر‪ ،‬وكذلك‬ ‫ولداه والأنمة من ولده الحسين‘ وقد قدمنا أن هذا لا يجوز معنا في كل‬ ‫مخلوق لم ينزل فيه تنزيل إلهي من الله تعالى‪ ،‬وأن من قول النبي لا تجوز‬ ‫الدينونة كذلك إلا من سمعه من لسان النبي فقط وهكذا في حكم كل نبي في‬ ‫أمته لان الحقيقة هي من علم الغيب‪.‬‬ ‫والوجه التاني أنهم دانوا بان علي ابن أبي طالب محكوم له‬ ‫بالعصمة بحكم الله تعالى الذي ألزم الله تعالى أمة نبيه أن يدينوا به عن‬ ‫الخطا وعن العمل بالضلالة كالعصمة للنبي‪ ،‬وفي مذهبنا أن الله تعالى لم‬ ‫يخلق أحدا من أمة محمد وحكم علينا أن نلزم أنفسنا اعتقاد عصمة إلا‬ ‫النبي لا غير‪ ،‬ولو أخبر الله في كتابه أن فلانا هو ولي في علم الغيب لم‬ ‫يكن ذلك الحكم يدل على أنه معصوم عن وجود الخطا منه ولا عن العمل‬ ‫بالضلالة وإنما يدل ذلك على ولايته في علم الله تعالى في الحقيقة وأنه إن‬ ‫فعل ضلالة لا يموت منها حتى يتوب منها ويكون في حين عمله بالضلالة‬ ‫`‪٢٢‬‬ ‫ضاللاً بها حتى يخبرنا الله تعالى عنه أنه معصوم عن وجود الخطا منه‬ ‫وعن العمل بالضلالة‪ .‬فأما العصمة عن وجود الخطا في القليل من كمالات‬ ‫الأمور‪ .‬فحتى النبي (صلى الله عليه وسلم) غير معصوم وإن كان‬ ‫معصوما عن العمل بالضلالة كقوله تعالى ‪ « :‬عَبَسَ وتولى «" أن جَاءَه‬ ‫الاغتى )() ‪ 0‬فلو علم الرأي الأكمل هنالك لما عمل بما هو اهزل في‬ ‫معاملته دله تعالى عز‪ .‬وجل ولكن الله لا يدعه كذلك بل يوحي إليه ويخبره‬ ‫بما هو أكمل وأفضل وأما غيره فلا ‪.‬‬ ‫وأيضا أنهم دانوا بأن الله تعالى أنزل على النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) حكما ألزمه الله عباده أن الإمامة في علي بن أبي طالب ومن بعده‬ ‫في ولديه وفي الأنمة من ولده الحسين وانهم كلهم قد حكم الله لهم‬ ‫بالعصمة عن وجود الخطا منهم وعن العمل بالضلالة‪ ،‬وأنهم هم أوصياء‬ ‫النبي بعده والقانمون مقامه‪ ،‬وأن ذلك كان من الله لأجل بقاء معرفة الحق‬ ‫بهم منهم إذا افترقت الأمة ولا تصح إلا كون ذلك وأن كل نبي له أوصياء‬ ‫وهذا مثلهم وهؤلاء أوصياؤه في الدين‪.‬‬ ‫وافترقت الشيعة إلى فرق شتى ونقل عن الأئمة كل منهم ما يوافق‬ ‫مذهبه مما هو مخالف لنقل الآخر منهم عنهمإ كما اختلف نقل أهل الفرق‬ ‫عن النبي وعن الصحابة‘ وكل فرقة كان نقلها ما يوافق مذهبها ويخالف‬ ‫ما نقل غيرهم من الفرق فلا فائدة في عصمة هؤلاء لصحة الفرقةش وهذه‬ ‫دعاوى لا برهان لها وليست هي بحجة على أحد‘ وإن كثرت الروايات‬ ‫معهم في العصمة وفي الإمامة فقد صح أن كل فرقة من المذاهب نقلت من‬ ‫‪. ٢ - ١ :‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة عبس‪‎‬‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫الروايات ما يوافق مذهبها وهو على خلاف ما نقل أهل الفرق الأخرى‬ ‫فكذلك نقل الروايات معهم في صحة ذلك لا تقوم بها الحجة على الناس في‬ ‫لزومها عليهم‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬ومن هنا تبرأت الشيعة من أبي بكر وعمر وعثمان لأنهم أخذوا‬ ‫الإمامة وهي لغيرهم‘ فكان معهم أن ذلك ظلم وتعد ولا ينفع عدلهم في‬ ‫المسلمين ولا في أنفسهم‪ ،‬وتبرأوا من جميع الصحابة من رضي ببيعة‬ ‫يتولوا إلا قليلا من المسلمين ادعوا أنهم لم‬ ‫أبي بكر وعمر وعثمان ولم‬ ‫ولم تقم الحجة بصحة ذلك لأن الأمة مجتمعة‬ ‫يرضوا ببيعة أبي بكر وعمر‬ ‫لها‪ ،‬ولما لم يستطيعوا القول بان عليا أنكر‬ ‫على أن هذه دعوى لا صحة‬ ‫الخطاب‘ ولم يستطيعوا أن يقولوا أن عليا‬ ‫الإمامة لأبي بكر وعمر بن‬ ‫طالب في ذلك‪ ،‬فقالوا‪ :‬أمسك عن ذلك تقية ودانوا بلزوم التقية‪.‬‬ ‫ومعنا أن التقية تجوز في موضع الحق وعلى النفس أو على ضياع‬ ‫الدين ولا تلزم على أية حال لأن من قدر أن يبذل نفسه لله ولو خاف القتل‬ ‫على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جائز‪ ،‬أو من سكت في موضع‬ ‫العجز كان سكوته جانزاً والجائز اللازم بالجانز هو الذي فيه التخيير‬ ‫واللازم هو اللازم ولا تخيير فيه‘ وعلي بن أبي طالب لا يخاف من القتل‬ ‫إن أظهر الحجة للمسلمين وطالب بحقه إن كان له معهم‪ .‬قإن وقوه بحقه‬ ‫وإلا أمسك وكان له العذر‪ ،‬فلما لم يصح هذا من علي بن أبي طالب لم تقم‬ ‫الحجة على الناس ما اعاه الشيعة ولو صح ذلك من الله ومن النبي لعلي‬ ‫ابن أبي طالب لما ترك علي بن أبي طالب المطالبة ولا استكان مع ما‬ ‫أعطاه الله من القوة ‪.‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫وكثرة الجدال منهم في هذا غير مريد لإيضاح حجة بعد اتفاقنا نحن‬ ‫وإياهم وجميع الأمة أن عليا لم تظهر منه المطالبة فيما أوصي له به من‬ ‫الإمامة وما حكم له بها على دعواهم ولا صح من المسلمين بعدما ولي‬ ‫الأمر علي بن أبي طالب بيان في ذلك ولا قول‪ ،‬ولو كان ذلك أمرا كائنا‬ ‫للزم علي بن أبي طالب استتابة كل من تولى أبي بكر وعمر وأظهر الحجة‬ ‫بالذين سمعوا النبي فلما لم يصح هذا فكل حجة يحتجون بها من المعاذير‬ ‫لا بد من أن يأتي بحجج وليست هي في‬ ‫فليس بحجة الأن كل متدين بدين‬ ‫براءتهم من أبي بكر وعمر من كبائر‬ ‫أحكام الله بحجة وصح بذلك أن‬ ‫الأمة على عدلهما وحسن سيرتهما إلا‬ ‫الذنوب والمعاصي ‘ وقد أجمعت‬ ‫الفتن ولم يصح من علي بن أبي طالب‬ ‫الشنيعة ومضى أمرهما قبل وقوع‬ ‫حين ولي الأمر فيهما إنكار عليهما في شيع ولا إنكار أعني من تولاهما‬ ‫وصح بهذا خطا وضلالة جميع الشيعة بهذا البحث عليهم وببراءتهم من‬ ‫عائشة أم المؤمنين إذ قد أجمعت الذمة على توبتها ‪.‬‬ ‫ومن نظر من أحد معصية وتبرأ منه ثم شهد عليه شاهدا عدل أنه‬ ‫قد تاب وصار بعد ذلك وليا لله تعالى لزمه أن لا يبرأ منه فكيف من شهد‬ ‫عليه جميع الأمة بتوبته‪ ،‬فإن كان معهم أن شهادة جميع الفرق لا تقوم‬ ‫بهم الحجة معهم عليهم لأنهم على ضلال فنقول نعم في حكمهم أنهم معهم‬ ‫هم المحقون وغيرهم مبطل وشهادة المبطل لا تقبل ولكن معنا ومع جميع‬ ‫المذاهب أنهم هم المبطلون وقد صح بطلانهم ببراءتهم من أبي بكر وعمر‬ ‫بدعاوى لم يقيموا لها برهانا ولا يجدون من برهان إلى يوم القيامة ومن‬ ‫كان كذلك أمره في دينه فليس هو بحجة في نقل الروايات المخالفة للحق‬ ‫ولا على قيام حجة فيما لم يصح مع الناس وجوبه عليهم فيكون كذلك ما‬ ‫‪٢٢٩‬‬ ‫نقلوه عن عائشة ليس بحجة على أحد من المسلمين وكذلك من دان‬ ‫برؤية الباري وأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رآه في الدنيا بعينه‬ ‫فليس بحجة ما ينقله عن النبي ولا عن الصحابة مما لم يقم عليه صحته‬ ‫بالحجة على غيرهم من الفرق لأن ذلك منهم والمبطل لا يكون حجة على‬ ‫أحد في شيع لم تقم عليه الحجة بصحة ذلك إلا من نقله هو إليه‪ ،‬وإن قلنا‬ ‫نحن وقد أجمعت الأمة فلا يرون ذلك إثبات صحة إلا إذا كان معنا أنه هو‬ ‫الحق وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫المسائل الخلافية بين الأباضية والمعتزلة ‪:‬‬ ‫بيان‪ :‬وأما المعتزلة فهم مثلنا في رؤية الباري أنها لا تجوز وكذلك‬ ‫الشيعة لكنهم كالسئنية فيه تصويب أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)‬ ‫في المحق منهم والمبطل ولا بأس لو لم ينصبوا هذا الاعتقاد دينا وجعلوه‬ ‫من الرأي الذي يجوز فيه الاختلاف لأن الأمة لا تهلك بالرأي‘ ولكن‬ ‫نصبوه دينا وتبرءوا ممن لم يدن بذلك‪ ،‬كذلك مثلهم كما نصبوه السنية‬ ‫دينا ثم لم يصوبوا كذلك الجميع‘ؤ بل خصوا التصويب من الفريقين‬ ‫المتقاتلين دون بعض وحكم الله سوي‪ .‬فإذا جاز أن يكون بعض المسلمين‬ ‫يتقاتلون وكلهم على الحق جاز في غير أولنك أن يكون كمثلهم ولكن‬ ‫هيهات يجوز أن يتقاتلوا وكلهم محقون لأن قتل المحق باطل وقد اعترف‬ ‫الجميع بصحة أخبارهم بقتال بعضهم بعض واعتقدوا تصويبهم جميعا في‬ ‫ذلك القتال فضلوا بالدينونة ضلالاً بعيدا وكانوا على خلاف أحكام القرآن‬ ‫لأن من قتل مؤمنا متعمدا على أمر وذلك المقتول على ذلك الخمر هو محق‬ ‫لا شك في ضلال القاتل بنص القرآن© فإلى أين هم عنه ناكثون منكبون‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫على وجوههم قال ا له تعالى ‪ « :‬ومن فئ مُؤمنا مُتعَمَذا فجََاوؤ جَهَنم‬ ‫خالدا فيها وّغضيب الله عله ولعنة » ‪.‬‬ ‫ولا شك إن حكموا لهم جميعا أنهم في قتال بعضهم بعض في‬ ‫امرهم فيه كلهم محقون فلا شك أنهم قد حكموا بضلالهم جميعا لأن المحق‬ ‫لا يجوز قتله على أمر هو فيه محق كما قلنا في السنية سابقا بنص القرآن‬ ‫العظيم في هذه الآية التي أوردناها وفي غيرها من الآيات‪ ،‬فهذا بما‬ ‫خالفناهم فيه{ وأن جميع أعمال الخلق ليست هي خلق من خلق الله تعالى‬ ‫وإنما هي خلق من العباد ‪ 0‬واحتجوا بقوله تعالى ‪ « :‬وتخلفون إقكا ‏(‪. )٦‬‬ ‫ودانوا بذلك وكقروا من لم يقل ويعتقد مثلهم‘ وأجمعت الأمة أن أعمال‬ ‫العباد من الله خلق ومن العباد فعل؛ فكل شيع لم يخلقه الله في نظير كون‬ ‫وجوده في الوجود قمن يستطيع أن يعلم من خلق الله حتى خلقه بنفسه‬ ‫ولو صح ذلك لصح أن الناس يعلمون الغيب ويقدرون على إيجاد شيع لم‬ ‫يعلمهم الله إياه ومن أين علم صورة ذلك الفعل في الابتداء؟ فإن كان من‬ ‫نظره في غيره قلنا وذلك الغير إلى أن ينتهي في مبتدعه قمن علمه بذلك؟‬ ‫ومن صوره في عقله حتى يعرف بالإلهام من الله تعالى أن ليس في قلبه؟‬ ‫ومن ألهمه الحكم الغريبة والأشياء الدقيقة الصعب علمها وصورها في‬ ‫نفسه أليس ذلك الإلهام وتصوير ذلك في عقله هو شيء قد خلقه الله‬ ‫وصوره في عقله ففعله ؟ ‪.‬‬ ‫هذا ومع المباحثة ينظر أهل العقول أخطاءهم ويقال لهم‪ :‬التخييل‬ ‫هو شيء فلو لم يخلقه الله تعالى هو أيستطيع أحد أن يعمله وقد قال الله‬ ‫(‪ )١‬سورة النساء‪. ٩٣ : ‎‬‬ ‫)!( سورة العنكبوت‪. ١٧ : ‎‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫)‪ 0‬ولكنهم لو قالوا هذا ولم يدينوا‬ ‫تعالى ‪ « :‬والله حَلقَكُمْ وَمَا ئغتلون‬ ‫لله به ولم يخطنوا أهل الحق فيه لكان لهم بذلك عذر لأنهم قالوا بما رأوه‬ ‫في أنفسهم ولم ينصبوه واجبا عليهم من الله تعالى ولا كان وجوبه عن‬ ‫نبيه (صلى الله عليه وسلم) فرضا عليه وجعلوه من الرأي لكانوا في‬ ‫السلامة‪ ،‬ولكن اعتقدوا أن الله هو ألزمهم أن يعتقدوا كذلك ورووا ذلك‬ ‫عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وتبرأوا ممن خالفهم وكان على الحق‬ ‫في ذلك وحكموا عليه بالعقاب في الآخرة فضلوا بذلك ضلالا بعيداى ومن‬ ‫ضل وصار في الحكم مبطلا لم يكن حجة فيما ينقله عن النبي (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫مذهب محمد بن عبد الوهاب النجدى ‪:‬‬ ‫بيان ‪ :‬وأما الو هابي ‪ .4‬فهو مذهب محدث ليس بقديم ‪ 0‬قد اتخذه‬ ‫عبد الوهاب النجدي من بين المذهب الحنبلي والمذهب الأزرقي ‪ 0‬وأجاز‬ ‫قتلهم وسبي ذراريهم ونسائهم وغنيمة أموالهم ‏‪ ٠‬ولا نعلم أن أحدا من‬ ‫الإسلام أةعى في قتال الصحابة لبعضهم بعضا أجاز ذلك في بعضهم‬ ‫بعضا‘ؤ حتى عبد الوهاب ونافع بن الأزرق لم نعلم أنه اةعى أن أحدا من‬ ‫الصحابة سبى ذرية أحد من الصحابة ولا نساء من قاتله ولا غنم أمواله‬ ‫وكذلك لم يجز في مشركي العرب سبي الذراري والنساء‪ ،‬وإنما جازت‬ ‫غنيمة أموالهم وأما المسلمون فلا نعلم أن أحدا اةعى أن المسلمين سبوا‬ ‫أموال بعضهم بعضا{ وأما ما بقي من مذهبه فهو كالحنبلية‪ .‬والحنبلي من‬ ‫السنية فيما لم نذكره فلاجل ذلك لم نفرد لهم فصلا وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬فهذه أصول أسباب افتراق الأمة على ما هم فيه وعليه من‬ ‫(‪ )١‬سورة الصافات‪. ٩٦ : ‎‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫المذاهب في أول ابتداء الافتراق لا جميع ما افترقوا فيه فإن إتيان جميع‬ ‫ذلك يستدعي مجلدات كثيرة‪ ،‬فالشيعة تبرأت من أبي بكر وعمر وعانشة‬ ‫وجميع الصحابة إلا قليلا منهم‪ ،‬والسنُنية والمعتزلة تولت الجميع المحق‬ ‫منهم والمبطل وجعلوا محقين مع معرفتهم الجميع على الحق لأن المحق‬ ‫لا يجوز قتاله كما بناه وكررناهؤ ولا بأس فقد قيل في المثل ‪ :‬أن التكرار‬ ‫يفقه الحمار ‪ .‬واختلفت المعتزلة في تفضيل أبي بكر على علي وتفضيل‬ ‫علي على أبي بكر وليس ذلك بضارهم شيئا في دينهم ما لم يكن على‬ ‫سبيل الدينونة بذلك‪ ،‬ولو لم يكن فيهم غير هذا لكانوا في السلامة‪ ،‬ولكن‬ ‫خالفوا فيما ذكرناه واعتقدوه دينا‪.‬‬ ‫وأما السنية فمنهم من جعل فضل الأنمة الأربعة سواء‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يفضلهم على ترتيبهم فيفضل أبا بكر ومن بعده عمر ومن بعده عثمان‬ ‫ومن بعدهم علي بن أبي طالب وأما نحن الإباضيون فنتولى أبا بكر وعمر‬ ‫من الأئمة الذربعة‪ ،‬ومن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل من‬ ‫صح معنا أنه على طاعة الله تعالى في حكم الظاهر ونبرأ ممن صح معنا‬ ‫أنه مات على خلاف دين الله تعالى بغير عذر له براءة بحكم الظاهر‪.‬‬ ‫وكذلك ولاية أبي بكر وعمر وزوجات النبي بحكم الظاهرؤ ونقف وقوف‬ ‫السلامة عن كل من لم نعرف أحواله وبالله التوفيق‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬ثم لم يزل الخلاف يتكاثر باختلاف نقل الروايات بين‬ ‫المذاهب حتى صار في كل شيع من أمر الدين‪ ،‬والمراد بالخلاف في الدين‬ ‫هو الذي لا يجوز فيه الاختلاف‪ ،‬لأن الخلاف في الفرق من الراي يجوز‬ ‫فيه الاختلاف كما ذكرنا لأن اختلاف المسلمين في الرأي رحمة أي توسع‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫بالأعمال‪ ،‬واختلافهم في الدين نقمة لأن مخالفة الحق في مذهبنا لا يجوز‬ ‫بغير عذر على حالؤ ولعل كل فرقة تناقض نقلها الفرق الأذخرى‘ وكل‬ ‫غيرها من الفرق بما يظن أنه قد غلب بما أورده من‬ ‫فرقة احتجتعلى‬ ‫الجج جمي عع الفرق الإسلامية‪ .‬فإذا نظر ناظر إلى تلك الحجج رأى أنه هو‬ ‫الغالب وهو المحق ولكن لو نظر إلى تلك الحجج المحجوج بها أيضا‬ ‫لاستطاع أن يأتي ما يتصور إلى نفس ذلك النظر إلى حججه أنه هو‬ ‫الغالب‪ ،‬ولا يزال كذلك الأمر بينهما إلى أن يعجز أحدهما فيقر بالعجز ولكن‬ ‫يعتقد أنه لو حاج علماؤه الأولين لأعجزوه أو يجادل مكابرا‪ ،‬ومثلا لذلك‬ ‫أنه إذا نظر أحد من الفرق إلى ما قلته هنا استطاع أن يأتي بحجج في غير‬ ‫حجني‘ ولكن لو نظرت حججه‬ ‫حضرتي ما يتخيل للناظر إليها أنه قد‬ ‫لاستطعت أن أنقض حججه حتى يتخيل للناظر إلى حججي أني قد غلبته‬ ‫ويدور الأمر كذلك بينناى وكل أهل مذهب أتوا بالحجج على إدحاض مذهب‬ ‫وإبطاله فلا يرى تلك الحجج نورا إلا أهل مذهبه‪.‬‬ ‫وأما أهل المذهب الذي هو يحتج عليه فلا يتصور في نفسه ذلك‬ ‫نورا‪ ،‬وإنما يراه إثما وظلمة وظلما‪ ،‬وبكثرة الحجج التي يأتيها حتى يظن‬ ‫أن الصبي ينظر حقها‪ ،‬ونعم فإن من الصبيان من أهل مذهبه قد يتصور‬ ‫نور تلك الحجج‪ ،‬وأما أهل المذهب الذي يحاجه فلا يرى كثرتها إلا ظلمة‬ ‫يتراكم بعضها فوق بعض‪.‬‬ ‫وليس المراد رسم هذه السيرة الاحتجاج على المذاهب فيما‬ ‫يخالفنا فيه كما ذكرنا لإظهار الحق أنه معنا وإبطال ما عندهم من ذلكث‬ ‫ولذلك لم نات بكثرة الحجج في بيان ما اختلفنا فيها‪ ،‬وإنما أوردنا مقدار ما‬ ‫‪٢٢٣٤‬‬ ‫يعرف هؤلاء السانلون الأمور التي اختلفنا فيها واكتفينا ببعض البعض‬ ‫عن الكلؤ وبهذا كفاية وبالله التوفيق‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ :‬مسألة هاروت وماروت‬ ‫المسألة السادسة‬ ‫فصل ‪ :‬وأما المسألة السادسة التي عن هاروت وماروت وما ذكره القوم‬ ‫فيها من الأخبار أنهما كانا من الملائكة وأنزلهما الله ببابل وزنيا بامرأة‬ ‫تسمى الزهرة‪ .‬فلو لم يكن من الخلاف لهم لدين الله إلا هذا الاعتقاد في‬ ‫هؤلاء الذين اعتقدوها أنهما من الملانكة لكان كاف لهم حتى يكونوا في‬ ‫حكم الكفار معنا‪ ،‬لأن الله تعالى حرم رمي المحصنات من المؤمنات‬ ‫والمؤمنين بالزنا حتى يأتوا باربعة شهداء من أهل العدل يشهدون أنهم‬ ‫رأوا العورة تدخل في العورة‪ ،‬وإن لم يأتوا بالشهداء فأولنك هم الفاسقون‬ ‫أي في حكمه كاذبون ولو كانوا في علمه بهم صادقون‘ والمعضى تحريم‬ ‫ذلك عليهم وأنهم إن فعلوا فقد تعدوا حدوده ‪ 0‬ومن يتعد حدود الله بفعل ما‬ ‫حرمه عليه ‘ فاولنك هم الظالمون ‪ 0‬وقال تعالى ‪ « :‬الا لغتة اله على‬ ‫(( ‪.‬‬ ‫الظالمين‬ ‫فكيف يصح هذا في ملائكة الله تعالى إذا كانا من ملانكته تعالى‪.‬‬ ‫وإن إيكونا لا من الملانكة فكيف يجوز هذا من أهل زماننا اليوم بغير دليل‬ ‫من القرآن العظيم ولا صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بل قال الله‬ ‫تعالى ‪ « :‬الله صنطفي من الملانقة رسلا » (" ولم يقل وقد أرسلنا إليكم‬ ‫رسلا من الملائكة‪ .‬وآيات القرآن التي في ذكرهم كلها في ظاهر لفظها‬ ‫تصرح بالمدح لهما والثناء عليهما‪ .‬والصحيح معنا في تأويل الآيات‬ ‫(‪ )١‬سورة هود‪. ١٨ : ‎‬‬ ‫)!( سورة الحح‪. ٧٥ : ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٥‬‬ ‫فيهما أنهما رجلان كانا كبيري بابل وأنزل الله عليهما علم العزائم من‬ ‫سحر محرم ومن مباح جائز‪ .‬وعلم خواص الحروف والأسماء‪ ،‬وأمرهما‬ ‫الله أن يعلموا الناس ذلك ويبينوا لهم المحرم من الحلال لهم من ذلك‪،‬‬ ‫ومن الفعل بذلك ابتلاء من الله تعالى لهم كما ابتلى جميع من تعبده بعبادته‬ ‫من العباد‪ ،‬فقال تعالى ‪ « :‬نبلوهم بما قالوا يَقسْثون »(" ‪.‬‬ ‫وقال حاكيا عنهما ‪ :‬أنهما يامران بالطاعة لله ‪ 0‬وينهيان عن الكفر‬ ‫باله ‪ 4‬ولذلك جازت القراءة بكسر اللام من ملكين ‪ 0‬ليدل على أنهما من‬ ‫الإنس ‪ 0‬وإنما جاءت بالفتح أيضا ‪ 0‬دلالة عن الإخبار عنهما في أفعالهما‬ ‫بذلك العلم ‪ 0‬أفعال الروحانية وخرق العادات ‪ 0‬وإخبار عنهما بصفاء‬ ‫نفوسهما وطهارة قلوبهما ‪ 0‬فاكتفى بالدلالة على ذلك بتسميتهما ملكين‬ ‫باسم الملائكة ‪ .‬ولو كانا في الأصل من الملائكة لم تجز القراءة بكسر‬ ‫اللام ‪ 0‬وقد اتفق العلماء القراء على جواز ذلك ‪ 0‬ولا يصح لهم ذلك إلا أن‬ ‫يكونا معهم أنهما من الإنس ‪ 8‬والدليل الثاني قوله تعالى ‪ « :‬وَمَا أنزل‬ ‫على الملكين » (") فلو كانا من الملائكة لقال وما نزل به الملكان لأنهما‬ ‫هما نزلا بذلك لا أنزل عليهما إنما قال أنزل عليهما دل على أنهما من‬ ‫الإنس وغير هذا غير صحيح وما التوفيق إلا بالله‪.‬‬ ‫المسألة السابعة ‪ :‬معنى الصلاة على الرسول ( ‪: ) 5‬‬ ‫وأما المسألة السابعة ‪ :‬أنه ما معنى قوله تعالى ‪ « :‬إن اللة وَمَلانكَئه‬ ‫يصلون على البي يا أها الذين آمنوا صلوا عليه وَستَلمُوا تىنليمًا (") ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الاعراف ‪ :‬‏‪. ١٦٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١٠٢‬‬ ‫‏) ‪ ( ٢‬سمور ه اليقر ة‪:‬‬ ‫‏‪. ٥٦‬‬ ‫‏) ‪ ( ٣‬سورة الأحزاب ‪:‬‬ ‫`‪٢٢‬‬ ‫والنبي عبد من عباد الله كيف يجوز أن يقال أن الله تعالى يصلي على‬ ‫النبي؟ فالجواب في ذلك أن الصلاة من المسلمين على النبي فهي الدعاء‬ ‫له! ومن الله تعالى أن يصلي عليه وأن يسلم عليه؛ وكذلك صلاة الملانكة‬ ‫بالمغفرة { فقال تعالى ‪:‬‬ ‫نين‬ ‫مون‬‫مماؤيدع‬‫ل‪ ،‬ك‬ ‫للى‬ ‫الله تعا‬ ‫ن‬ ‫مم له‬ ‫دعاء معه‬ ‫«وَتسنتغفرزون لمَن في الارض ‪ 0 )( 4‬من المؤمنين ممن كان على طاعة‬ ‫الله تعالى‪ .‬وأما سلام الله الذي نسأله نحن أن يسلم به على النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) فهي تحيته { كما قال ‪:‬ئ «حيّة مين علد النه ‏‪. 0١‬‬ ‫وتحية الله لأوليانه ورسله وأنبيانه على معان كثيرة يجمع معناها‬ ‫كرامته العظيمة تاتي على معان شتى منها ‪ « :‬سلام عليكم طلْئم قانخلوها‬ ‫م)راد هنا على معنى التهننة بسلامتهم من الله تعالى من‬ ‫انل‪( 4‬‬ ‫ولدي‬ ‫خا‬ ‫كل عيب وسلمهم الله تعالى من كل ضر وكان على صورة التحية ليدخل‬ ‫في الدار إكراما له مقابلا له عند الدخول بالتنعيم؛ ومنها نزول كرامته‬ ‫ورحمته عليهم وهو معنى الصلاة من الله ايضا وهي صلة رحمته إليهم‬ ‫ونزولها عليهمؤ ولم يختص بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) عن غيره‬ ‫من المؤمنين لقوله تعالى ‪ « :‬هو الذي يصلي عليْكُمْ ‪ 0 )( 4‬ومعنا هذا‬ ‫يجوز على هذا المعنى فجميع الأنبياء والأولياء قولنا اللهم صل على‬ ‫سيدنا محمد النبي وعلى آله وصحبه وعلى جمبع أوليانك كما صليت على‬ ‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ‪.‬‬ ‫وإنما سميت الكرامة العظيمة من الله لعبده بالصلاة تعظيما لشأنها‬ ‫‪ :‬‏‪. ٥‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الشورى‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة النور ‪ :‬‏‪. ٦١‬‬ ‫‪. ٧٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الزمر‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة‬ ‫(؛) سورة الأحزاب‪. ٤٣ : ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٧‬‬ ‫وإظهار لعظمتها‘‪ .‬حتى سميت باعظم شيء في الدنيا وهي الصلاة‪.‬‬ ‫وإظهار لعظمة الصلاة حتى أخذ اسمها وهي على الخصوص من غيرها‬ ‫ليسمى بها اعظم كرامة من الله تعالى لعبده ولما كانت كرامة الله لنبيه‬ ‫محمد أعظم‪ .‬كرامة أعطاها الله عباده خصت باسم الصلاة له؛‪ .‬وجعل‬ ‫السلام للأنبياء والرسل والملائكة والأولياء تعريفا لعظمتها وإلا فهو جائز‬ ‫لغيره‪ ،‬وكذلك يجوز السؤال لله تعالى أن يصلي وأن يسلم لغير النبي بل‬ ‫لكل ولي قد عرفه أنه ولي لله تعالى بالحقيقة بوحي إلهي أو سمعه باذنه‬ ‫من لسان نبي‪ ،‬ولكل ولي في حكم الظاهر وأما بالقطع (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) في أحد لم يعرفه بالقطع على الحقيقة أنه ولي في علم الله الخفي‬ ‫فلا يصح أن يقول فيه (صلى النه عليه وسلم) لأنه قد قطع على الحقيقة‬ ‫أنه ولي لله قطعا في علم الغيب‪ ،‬والحكم بالفتوى بالغيب عبث فاعرف‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وفي كلام العرب وغير العرب يجوز أن يسمى الشجاع بالأسد‬ ‫والجواد بالبحر والعالم بالشمس وغير ذلك‘ؤ وكما جاز أن تسمى كرامة‬ ‫الله تعالى لعبده إذا عظمت بالصلاة لعظمتها‪ .‬وقد ظن قوم أن معنى الصلاة‬ ‫لنبيه هي الدعاء له لله تعالى وليس الأمر كذلك لأن الله هو المدعو‬ ‫المسنول فلا يصح هو أن يدعو له ايضا لأنه يحتاج أن يدعو له غيره‬ ‫تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا‪ ،‬فهذا ما أردته أيها الشيخ من البيان أن‬ ‫أرسمه لك فيما سألت عنه والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬لعله ولما قرأت على من رأى نفسه أنه من العلماء أنكر علينا‬ ‫قولنا ما قررناه عن الشيخ العالم الكبير أبي سعيد رحمه الله أنه لولا‬ ‫الإجماع من أهل نحلة الحق على تنجيس البول ‪ -‬بول الأنعام ۔ لمال إلى ما‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫قالوه قومنا من طهارته ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ليس هنا محل الاجماع وإنما اتفاق‪ 0‬ولله العجب من قول‬ ‫هذا القانل‪ ،‬ولم يدر أن المسألة إذا كانت من الرأي ومما يجوز فيها الرأي‬ ‫لو اتفقت على رأي من آرانها جميع أهل السموات والأرض على العمل به‬ ‫ورأى أحد أن غير ذلك أقوى وأقرب إلى الحق بما دلت عليه شيء من‬ ‫أصول الدين أو الرأي الصحيح دون الذي اتفقوا عليه لما جاز له أن يحكم‬ ‫إلا بما أراه الله أنه هو الذقرب إلى الحق ‪.‬‬ ‫وعلى هذا بني أصول كتاب الاستقامة والمعتبر‪ .‬فكيف لا يجوز له‬ ‫إلا ان يقول بقول أصحابه ويمنع نفسه من خلافهم فيما يجوز له خلافهم‬ ‫ويرى الحق في خلافهم‪ ،‬فاين ذهب عقل هذا الناكر علينا في ذلك؟ قلعمري‬ ‫لم يمنعه إلا الإجماع‪ ،‬وقد يكون الإجماع في شيء لم يتكلم فيه أحد‬ ‫أجمع عليه العلماء استحسانا ولم يحرموا‬ ‫بشيء‪ .‬وقد يكون في شيء‬ ‫خلافهؤ‪ .‬وما لم يحرموا خلافه فهو اتفاق‪ 0‬وبالإجماع أن الاتفاق يجوز‬ ‫الاختلاف فيه إلا إذا كان فيما لا يجوز خلافه فيكون إجماعا وإن كان قد‬ ‫قال أبو سعيد لولا الاتفاق فإنه يريد به لولا الإجماع بدليل ما يورده من‬ ‫أحكام الشريعة في ذلك ولكنه لم يحكم قانون أهل الفصاحة والبلاغة فينهج‬ ‫به في كلامه عليهما وإنما يحمل ما يورده من أحكام الشريعة‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬ولعله أنكر علينا قولنا في المعتزلة ؛ قولهم ‪ :‬إن أعمالهم لم‬ ‫يخلقها الله تعالى وإنما خلقوها لو قالوا ذلك ولم يبينوا بذلك لكانوا في‬ ‫السلامة فقال‪ :‬ولو لم يدينوا لكانوا من الهالكين وإن هذا من الخطا في‬ ‫القول الذي لا يجوز إلا خلافه ‪ .‬وهذا في العجب منه كإتكاره في القول‬ ‫‪٢٢٩‬‬ ‫الاول علينا وليس في معنى قولهم ذلك وصف نقض لكمال صفات الله‬ ‫وإنما وصفوا بذلك أنفسهم بضلال من التأويل ولا تبلغ بهم إلى هلاك لو لم‬ ‫يدينوا بذلك ولم يدينوا بتخطنة من قال بخلافهم من القوم والله أعلم‪.‬‬ ‫_ أي ‪ :‬المعتزلة _ ولبيان وجوه‬ ‫وقد أورذنا لبيان معنى قولهم هذا‬ ‫في جواب آخر غير هذا طويل جدا‬ ‫الإجماع ووجوه الاتفاق والفرق بينهما‬ ‫تعالى المصنف لهذا ناصر بن أبي‬ ‫وبالله التوفيق ‪ .‬هذا من الفقير إلى الله‬ ‫نبهان‪.‬‬ ‫الفرق بين الغائب والمفقود ‪:‬‬ ‫بيان ‪ :‬وله أيضا قلت له ما الفرق بين الغانب والمفقود؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فالمفقود؛ مثاله أن ينظره غرق في البحر أو في ماء يقتله أو رآه أحاطوا‬ ‫به الأعداء أو أحاطت به السباع أو في حريق وما أشبه ذلك ولم يراه ميتا‬ ‫بعد ذلك فهذا هو المفقود الذي يؤجل فيه أربع سنين‘ وأن يكون وارثا في‬ ‫هذه المدة من مات ممن يرثه‪ ،‬وزوجته لا تطلق في هذه المدة‪ ،‬وبعد هذه‬ ‫المدة يطلقها القاضي أو جماعة المسلمين‘ وتعتد عدة المتوفى عنها‬ ‫زوجها إلا إذا صح موته قيل ذلك‪.‬‬ ‫وأما الغانب؛ فمثاله أن يشاهد أنه سافر في البحر أو سائر في‬ ‫الدولة للحرب أو أنه سالك في طريق تنتهي إلى السباع؛ لأنه لم يعلم أنه‬ ‫أحاطت به أو لا ولا أنه أحاط به العدو أم لا ولا أنه غرق في البحر أم لا بل‬ ‫إنه جاءت فيه الأخبار أنه أصابه شيء من ذلك أو ما أشبه ذلك ولم تقم به‬ ‫الصحة التي يصح الشرع أن يحكم به أنه كذلك‪.‬‬ ‫والصحة في ذلك شاهدان عدلان أو عدل ومرضيان أو شهرة ممن‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫يطمئن بهم القلب وتسكن بهم النفس ولو لم يكونوا عدولاً وشهرة الموت‬ ‫يكفي فيها اطمننانة النفس القلة والكثرة؛ لأنه قد تطمئن النفس بالخمسة‬ ‫لأمانتهم في صدقهم وقد لا تطمنن إلا بالعشرة وذلك ممن شاهد موته‬ ‫تحقيقا‪ .‬وقد اتضح لهم أيضا إذا استخبر كل واحد منهم على الانفراد في‬ ‫صفة موته فاتفقت صفاتهم فيه فعلى هذه الصفة تسكن النفس ويطمئن‬ ‫القلب إلى تصديقهم وعلى خلاف هذه الصفة فربما يكون التصديق أبعد‬ ‫والنظر هناك عن المخبرين موته وما أشبه ذلك أو أقل أو أكثر كما ذكرنا‬ ‫على سكون النفس واطمننانة القلب وإذا لم تسكن النفس بمن شهر منه‬ ‫وكانت له زوجة وأولاد بالفون أو غير بالغين‪.‬‬ ‫فأما البالفون فلا شيع لهم وأما غير البالغين فلهم النفقة والكسوة‬ ‫ثلث النفقة في بدايتهم فإذا أخذوا حاجتهم في الأكل فلهم ثلثي النفقة فإذا‬ ‫تم أكلهم كغيرهم من البالغين الشبان المراهقين فلهم النفقة تامة إلى أن‬ ‫يبلغوا الحلم فتقطع عنهم إلا الإناث فحتى يتزوجن إلا إذا كان لهن مال‬ ‫فيبدءوا بغلة أموالهن فيفرض عليه فيما قصتر عليهم إلى تمام السنة فكذا‬ ‫في كل سنة تدور وأما الكسوة فكل على مقداره مثل كسوة مثلهم‪ ،‬وأما‬ ‫الزوجة فلها النفقة والكسوة والسكنى‪ ،‬وإن كانت من أهل الخدمة‬ ‫فيستاجر عليها ممن يخدمها‪ ،‬ومادام عنده مال يكفي لذلك لمن لزمه عوله‬ ‫وكسوته فلا يجوز تطليقها منه ما دام في التغييب وما أشبه ذلك نحو إذا‬ ‫سار عنها بلا حجة عدل‪.‬‬ ‫و يجوز للقاضي إذا ذهبت معه تشتكي تريد النفقة والكسوة أو مع‬ ‫جماعة المسلمين أن يكتبوا لها ذلك ويؤرخوه وينفق عليها من غلة ماله‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫وإن لم يكف فيقضى من أصله إن شاء أن تباع وتقضى ذلك منه من الثمن‬ ‫وإن شاءت تصبر وتكف نفسها عن أخذ النفقة بعدما فرضت لها حتى‬ ‫تستغرق ثمن المال كله أو بعضه‘ وتقضي ذلك مالا من أمواله فإذا‬ ‫استفرع جميع المال في قضاء ما عليه لها منالنفقة وما عليه لأولاده ولم‬ ‫يبق له شيء جاز حيننذ إذا اشتكت مع القاضي أو جماعة المسلمين إما‬ ‫الطلاق وإما النفقة أن يوكل القاضي أو جماعة المسلمين وكيلا ينفق‬ ‫عليها من مال زوجها فإذا لم ينفق عليها جاز لها أن تشتكي من الوكيل‬ ‫مع القاضي أو جماعة المسلمين إما الكسوة والإنفاق وإما الطلاق‪ ،‬فإذا‬ ‫اشتكت ألزموا الوكيل إما ينفق عليها من مال زوجها أو يطلقها‪ ،‬فإذا قال‬ ‫لم أجد شينا انفق عليها منه دعي بالشهود على عدمه فإذا شهدوا أنه‬ ‫ليس له شيء مما ينفق عليها منه ألزموه في طلاقها‪ ،‬فإذا طلقها على‬ ‫غيره إلا بهذه‬ ‫هذه الصفة ثبت طلاقها ولا يثبت تطليق أحد زوجة‬ ‫الشروط‪ .‬وإذا قصر شرط لم يثبت الطلاق‪ ،‬الشرط الأول‪ :‬عدمه من المال‪.‬‬ ‫والشرط الثاني‪ :‬شكايتها إما الطلاق وإلا النفقة‪ ،‬والشرط الثالث‪ :‬شهود؛‬ ‫لعدم جواز الطلاق إلا على هذه الشروط وهكذا المجنون والمسافر الذي‬ ‫أطال السفر بغير عذر يصح له وفي الحكم إذا طول المدة لا يعذر حتى‬ ‫يصح له العذر‪.‬‬ ‫ل فطقهيهة فاىرة والصلاة والمساجد ‪:‬‬ ‫مساائل‬ ‫المرء بالوضوء لازم‬ ‫مسألة ‪ :‬وعنه ( أ ي ‪:‬الشيخ ناصر ) ‪:‬ويصلي‬ ‫للفرض ولا يجوز إلا بالوضوء للسنن وأما التنفل فكذلك عند وجود الماء‬ ‫وله أن يتيمم عند وجود الماء‘ ومتى لم يمكنه الوضوء للفرض من عدم‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫أو من مرض وهو قريب من الماء أو يخاف فوت الصلاة ولو كان الماء‬ ‫عنده‪ 6‬فإنه يتيمم ويصلي‪.‬‬ ‫مثاله ؛ أراد الاغتسال من الجنابة فإن اغتسل فاته الوقت‘ فعليه‬ ‫أن يتوضا إذا كان ليدرك الصلاة ويغسل بعض المواضع التي لا يخاف‬ ‫منها فوات الصلاة‪ ،‬وكذلك مثاله؛ ليس للماء ستر إلا مكان واحد وفيه‬ ‫أناس يتطهرون إذا وقف لهم ليتطهر فاته الوقت‘ فله أن يتوضا ويضل‬ ‫المواضع من الجنابة التي لا عورة فيها أو التي هي ليس بعورة ويتيمم‬ ‫لما بقي ويصلي بما أمكنه وكذلك إذا كان ازدحام بين الناس على بئر أو‬ ‫مورد ولا ستر فيه فهو مثل ما مضى وإن لم يقدر على الماء لوضونه‬ ‫ولا لغيره من الناس أو من عدم الآلة فليتيمم‪ ،‬وإن كان عليه حدث من قبل‬ ‫بطن ولا يمكنه أن يصلي قبل أن يسير أن يقضي الحدث‘ وإن سار يقضي‬ ‫الحدث فاته الوقت ولا يمكنه الوضوء لفوات الوقت فإنه يتيمم ويصلي‬ ‫بالإيماء وهو يقضي الحدث كاشف عورته إذا لم يمكنه إلا كذلك فيما أراه‪.‬‬ ‫وقد جاء عن أهل العلم من الترخيص لرجل حرثته الصيد ولا حرثة له إلا‬ ‫هي وقد نصب شبكة في شجرة من تحتها النهر يجري وحضره الطير في‬ ‫وقت قرب فوات الصلاة وهو في الشجرة وقد علم بالوقت وذاكر قلبه‪.‬‬ ‫ولكنه إن نزل يصلي فاته الطير‘ ولا قوت له في ذلك اليوم إلا إذا صاد‬ ‫منهؤ وإن توقف يصيد فاته الوقت فإنه يتيمم ويضرب بيده في الجذع‪،‬‬ ‫وقيل أنه يومئ كأنه يتوضأ بالماء‘‪ .‬هكذا جاء الاختلاف عند عدم الماء‬ ‫والتراب‪.‬‬ ‫ويصلي في الشجرة كما أمكنه هذا إذا خاف الضرر بذهاب الطير‬ ‫‪٢٤٢٣‬‬ ‫على نفسه وعلى من يعولهش وكذلك إذا انطلقت دابة عليه أو هو ماسك لها‬ ‫بالحبل ولكن غلبته وهي تجره ولا يمكنه الوضوء والماء عنده ولا يمكنه‬ ‫التيمم فإنه يومئ إلى التيمم إذا كان التراب تحته موجودأش والصلاة لا‬ ‫تفوت فإنه يصلي بالإيماء حيث كان وجهه إلا إحرامه فإنه يحيله إلى‬ ‫القبلة إن أمكنه وإلا فلا لوم عليه‪.‬‬ ‫وكذلك إذا سقط في بئر أحد وخاف أن يهلك فيها ونزل يطلعه منها‬ ‫ولا يمكنه يتوضا ولا يتيمم ولا يومئ فإنه يومئ للذي يقدر عليهما‬ ‫ويصلي بالإيماء إن قدر يقرأ الصلاة وإلا فليصل بالتكبير إن لم يمكنه إلا‬ ‫كذلك‪ ،‬ويطلع صاحبه هذا إذا خاف فوات الوقت وإن أطلعه بعدما فات‬ ‫الوقت فلا بدل عليه؛ وقس على هذا في الخانف أو تحصل في نخلة‬ ‫وأشباه ذلك‪ ،‬وكذلك صلاة المسايفة في القتال إذا لم يمكن الصلاة إلا‬ ‫بالتكبير صلوا بالتكبيرش وكذلك إذا كان يراغ”') ولم يقدر يحفظ صلاته‬ ‫صلى بالتكبير‪ .‬وبالجملة أنه يصلي الإنسان كما أمكنه على ما ذكرناه‪.‬‬ ‫وإن صلى على غير التمام على ما جاز له وفات الوقت وأمكنه‬ ‫التمام فلا بدل عليهؤ وإن أمكنه التمام والوقت بعده لم يفت فقيل فيه أن‬ ‫عليه أن يبدلها وقيل لا بدل عليه لأنه صلى على ما جاز له‪ ،‬والمرأة إذا‬ ‫كان عندها طفل وعليه ضرر إذا لم تحمله في حين صلاتها جاز لها أن‬ ‫تصلي وهي حاملته‘ وإن بال في قميصها ولا يمكنها أن تتوضا ثانية‬ ‫لفوات الوقت فعليها أن تنقض الصلاة وتتيمم‪ ،‬وإذا كانت إذا نقضت‬ ‫الصلاة واستأنفتها ثانية تفوتها فيصح أن تنقضها مادام الوقت فيه بقية‬ ‫(‪ )١‬اي ‪ :‬يطارده أحد‪. ‎‬‬ ‫‪٢٤٤٤‬‬ ‫وتستأنف التيمم وتصلي ثانية ما أدركت من الوقت فإن فات الوقت ولم تتم‬ ‫الصلاة أتمتها ولو فات الوقت‪ ،‬إلا في وقت لا يجوز فيه صلاة قتمسك حتى‬ ‫يأتي وقت يجوز تمامها فيه فتتمها فيه‪.‬‬ ‫مسألة ‪ :‬وعنه ؛ في ماء الندى إذا اجتمع هل يجوز الوضوء منه للصلاة‬ ‫مع وجود الماء المطلق؟‬ ‫قال ‪ :‬أما عند أهل الشيعة فلا يجوز لأنه لا يجتزى به وذلك أنه‬ ‫مفارق عن صحة الماء المطلق بصفة أختصها دونه‪ ،‬وهو أنه إذا جعل في‬ ‫قشرة بيضة سالمة من الكسر فارغة من ماء بياضها وصورتها وختم‬ ‫ثقبها مما يحكم سده بنحو القار واللك وما أشبه ذلك وجعلت في شمس‬ ‫الحر القوي الحرارة فمتى حرت يصع بها الندى في الهواء عاليا حتى‬ ‫يذهب ما فيها من الندى‪ ،‬وأما مع السنية وهو الحق فيما معي أنه يجوز‬ ‫لأن أصله من الماء ولم تدخل عليه علة مانعة تفسده عن الوضوء به وأما‬ ‫ما احتج به الشيعة ليس فيما أراه والله أعلم‪.‬‬ ‫وفي المصلي برداء على جنبه إذا لم يجعل على إبطيه من الثوب‬ ‫هل تفسد صلاته؟ قال‪ :‬تفسد صلاته‘ قلت له‪ :‬وإن جعل على أحد إبطيه‬ ‫ولم يجعل على إبطه الآخر أيكفيه؟ قال‪ :‬لا يكفيه ذلك‪ ،‬وإن صلى قصلاته‬ ‫فاسدة إذا كان يجد ثوبا وهو متعمد لذلك‪ ،‬قلت له‪ :‬وإن بان كتفه في‬ ‫الصلاة أله أن يرجع ثوبه على كتفه؟ قال‪ :‬له أن يرجع ثوبه في حال‬ ‫صلاته‪ .‬وسألته فيمن صلى في بساط أو سمة وفيها نجاسة أتفسد صلاة‬ ‫المصلي أم لا؟‪ 0‬قال‪ :‬سؤالك هذا يحتاج إلى تصريح فإن صلى المصلي‬ ‫ولحقته النجاسة من أي كانت فالصلاة فاسدة‪ ،‬وإن كانت النجاسة بين‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫المصلي وسجوده فكذلك تفسد الصلاة‪ ،‬وإن كان المصلي يصلي في‬ ‫البساط أو السمة والخيوط والحبال ممتدة من المشرق إلى المغرب‬ ‫والمصلي في حد من حدود البساط أو كان في جهة من البساط فعلى هذا‬ ‫تفسد الصلاة إذا كانت النجاسة قبلة المصلي أو وراءه أو في البساط على‬ ‫جهة اليمين أو الشمال إذا تصلبت الحبال أو النسل خوص السفة فالصلاة‬ ‫تنتقض‪ ،‬وأما إذا كانت النجاسة في جنب آخر من حدود النسل الذي لا‬ ‫تلحق المصلي ولو امتدت البسط في الطول من المشرق إلى المغرب فلا‬ ‫تفسد الصلاة‪ ،‬وكذلك إذا كانت البسط مفروشة من أعلى القبلة إلى أسفلها‬ ‫وصلى المصلي في حدود البساط الذي لم تكن فيه النجاسة فعلى هذا لا‬ ‫تفسد الصلاة‪ ،‬وأما إذا لحق جنبه أو ثيابه في الحد الذي فيه النجاسة‬ ‫فتفسد الصلاة بذلك ولو كان بعيدا عن يمينه أو كان في شماله‘ قلت له‪:‬‬ ‫بين لنا الفرق في مثل هذا؟‪ ،‬قال لي‪ :‬إن النسل له حدود في البساط وهو‬ ‫منقطع بعضه عن بعض والخيوط معقودة بعضها في بعض وفي هذا فرق‬ ‫بين البسط وباقي الفرش وغيرها متداخلة فإن صلى المصلي في الفرش‬ ‫المتداخلة بالخيوط والحبال كانت الصلاة فاسدة‘ حيث كانت النجاسة عن‬ ‫يمينه أو في شماله أوفي قبلته أو في مؤخره سواء كانت النجاسة قريبة‬ ‫أو كانت بعيدة وهي في الفراشس وأما إذا كانت النجاسة في الأرض لا في‬ ‫الفرش ولم تكن النجاسة بين المصلي وسجوده فلا تفسد الصلاة بذلك‬ ‫فافهم الفرق بين ما ذكرنا لك‪.‬‬ ‫وسألته عن مسجد فيه شرب ماء للمسلمين وخاف الضرر على‬ ‫المسجد من أذى الشاربين‪ ،‬ألهم أن ينقلوه في غير المسجد؟‪ ،‬قال‪ :‬لهم‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫رفع الضرر عن المسجد ولهم أن ينقلوا الشرب حيث شاءوا‪ ،‬ويجوز أن‬ ‫يشربوا الناس من حيث نقلوه هذا في رأيناێ وأما في رأي الذي قبلنا من‬ ‫العلماء فلا يجوز نقل الماء عن مكانه ولا تحويل الفطرة عن المسجد‪.‬‬ ‫في أحكام الصبية ‪:‬‬ ‫مسألة ‪ :‬ومن جواب الشيخ عامر بن علي للسيد محمد بن سليمان وعلي‬ ‫ابن ناصر في عدة الصبية المراهقة التي ظهرت بها علامات البلوغ‬ ‫بشواهد الإنبات والإنهاد‪ ،‬وما قاله كل عالم من المسلمين على ما يراه إلى‬ ‫الحق أقرب ومما يشبه الاتفاق من أصحابنا رحمهم الله على القول في مثل‬ ‫الذي ذكرتها لكما من الصفة أن عدتها من الطلاق ستة أشهر لريبة الحمل‬ ‫وثلاثة أشهر للعدة ولا أعلم من قولهم في مثل هذه اختلافا‪.‬‬ ‫قال أبو عبد الرحمن ناصر بن أبي نبهان‪ :‬إذا كانت الصبية لم يبدو‬ ‫فيها علامات البلوغ أو صارت المرأة في حد المونسات من الكبر فعدتها‬ ‫ثلاثة أشهر وأما إذا كانت من ذوات الحيض او التي فيها علامات الصوم‬ ‫فعدتها مع بعض العلماء كما ذكره هذا الشيخ ومع بعض العلماء أن عدتها‬ ‫وإن قال لا يعلم في ذلك اختلافا فالاختلاف في ذلك موجود ولا‬ ‫عيب عليه في قوله ( ولا أعلم في ذلك اختلافا ) ولو كان فيه اختلاف إذا‬ ‫لم يعلمه هو‪ .‬لما رأوه من الرأي والنظر تحرزا منهم واحتياطا في الفروج‬ ‫وحرمتها‪ ،‬ولا يعجبني الميل عن قولهم في ذلك‘ وإذا كان القول منهم ومنا‬ ‫في هذا هكذا‪ ،‬فإذا حاضت هذه الصبية المطلقة قبل انقضاء السنة بيوم أو‬ ‫ما دونه من الساعات فقد رجعت عدتها بالحيض وانقضائها بعدما تحيض‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫متوالية متساوية غير مختلفة اختلافا متفاوتا عن أحكام‬ ‫ثلاث حيض‬ ‫الحيض إلى ما دونه مما قد قيل فيه إنه ليس بحيض ما دون ثلاثة الأيام‬ ‫فإذا صح التفاوت عليها أو أنها منذ ابتدانها لم تحض إلا ما دون الثلاثة‬ ‫يام فيعجبني أن تعتد ثلاثة أشهر بعد ما أتاها ذلك الدم‪ ،‬ولو انقضت فلا‬ ‫تتزوج قبل انقضاء ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر على ما وصفته لكما من‬ ‫نقصان الأيام مما قال به عامة أهل العلم من أهل العدل ويوجد في ذلك من‬ ‫الاختلاف‪.‬‬ ‫وما لا يخفى عليكما وفي نفسي معنى يدل على بيان وجوه تتوجه‬ ‫لي من آرانهم الدالة على جواز القول بها لقربها من الحق‪ ،‬ولكني أولى‬ ‫بي وبمن استنصحني في ذات مولاه أن يأخذ برأي أهل العلم من أهل العدل‬ ‫ويذر ما يراه وإظهاره مع أهل الجهل والغشمؤ وقد قيل أن مطلقها لا‬ ‫يدركه ردها إذا انقضت ثلاثة أشهر منذ طلقهاێ وعلى رأي من يرى ذلك‬ ‫لأن هذا هو الأصل من كتاب الله } لقوله تعالى ‪ « :‬إن ارثنثم فعدَثهْنً ثلاثة‬ ‫أشهر اا‪ .‬وتلك الزيادة احتياط من المسلمين فقد اتفقوا عليه الذين‬ ‫قالوا بانقضاء عدة المطلقة الصبية قبل بلوغها وبعض لا يرى انقضاء ها‬ ‫ولا جواز تزويجها قبل بلوغها وانقضاء عدتها بالمحيض إن بلغت به أو‬ ‫بثلاثة اشهر إن لم ياتها قط حتى تجاوزت محل الذي قالوا به‪ .‬فعلى راي‬ ‫أربع عشرة سنة وذلك إذا استكملت علاماتها للبلوغ‘ وعلى رأي آخر‬ ‫خمس عشرة سنة‘ وقيل ست عشرة سنة‘ؤ وقيل سبع عشرة سنة‪ ،‬وعلى‬ ‫رأي آخر ثماني عشرة سنة‪ .‬وقد عمل صغيركما الخادم بهذا الرأي في‬ ‫الحكم لغير الصبية وهو أوسط الآراء حتى أنه قال بعض اهل العدل إلى‬ ‫(‪ )١‬سورة الطلاق‪٤ : ‎‬‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫خمس وعشرين سنة وهذا أكثر ما قيل في تمديدها حتى الذكور من‬ ‫الصبيان لا بد وأن يلحقهم مثل ما لحقها من الاختلاف‪.‬‬ ‫ولكن هذا القول الآخير يعجبنا العمل عليه في الحدود مع وجوبها‬ ‫وجواز إقامتها من الإمام العدل أو من يقوم مقامه وأين هو عنا في زماننا‬ ‫المدلهم فإنا لله وإنا إليه راجعون‘ وأما ما وصفتماه فإذا تزوجت الصبية‬ ‫قبل انقضاء السنة وكانت ممن بدا فيها هذا الدليل المدل على كونها في‬ ‫البوالغ فإذا لم يدخل بها فيعجبني توقيفه حتى تنقضي السنة أو تنقضي‬ ‫عدتها بالحيض إن أتاها قبل انقضاء السنة‪ ،‬ومهما انقضت إحدى المدتين‬ ‫فيعجبني تجديد النكاح ثانية والأخذ في مثل هذا بالحزم والاحتياط أولى‬ ‫وأخف‘ وإذا وقع منه الدخول بها على الجهل منه ووليها برأي المسلمين‬ ‫فيها فلا أقول أنه واقع في محجور ولا مرتكب لحرام ولا أروم النهوض‬ ‫بالقول بالفراق بينهما ما لم يصح بها حمل؛ لأنه في الأصل هذا جار من‬ ‫المسلمين على وجه الاحتياط فأحببت التوقف عنها ما لم يدخل بها موافقا‬ ‫لاتفاقهم على القول منهم بذلك إلا من شاء الله منهم‪ ،‬وفي المعنى الآخر‬ ‫بالحكم لانقضاء الأمر منه بالدخول بها على وجه يصح القول به في بعض‬ ‫عدله ويرفض بما صح هو له ويبطله‪.‬‬ ‫وأنا أستغفر الله وتائنب إليه من جميع ما خالفت فيه وغيره الحق‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫والصواب‘ والحمد لله حق حمده وصلى الله على رسوله وآله وصحبه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫ومن جواب آخر من الشيخ عامر لهم في الصبية‪ :‬أما ما ذكرتماه‬ ‫لصغيركما هنا من قبل صفة العلامات التي ذكرتها سابقا في الصبية من‬ ‫‪٢٤٩‬‬ ‫الإنبات والإنهادؤ وما أردتماه من الزيادة في إيضاحها بالتحديد واستباق‬ ‫بعضهما قبل صاحبه والاحتراز بظهور أحدهما قبل الآخر علما أني لم‬ ‫أحفظ في ذلك أثرا منصوصا فاقصه لكما خبرا مقصوصا بعينه ولكن فعلى‬ ‫ما يتجه لي مما يدل عليه بالمعنى؛ أن هذا شيء غير خاف على من كان‬ ‫له قلب ثاقب من أن هذا شيء ظاهر مع من كان من أولنك‪ ،‬وفيما يعجبني‬ ‫خفاء الإنبات على الناظر فيها ممن يجوز له النظر لها من النساء فيما‬ ‫دون موضع الإنبات؛ وذلك كونه مما يلي الفرج فرأينا المنع عنه من‬ ‫الرجال والنساء إلا الزوج أو للنساء حال الضرورة إلى ذلك وهذا الموضع‬ ‫ليس من الضرورات المبيحة إبداء الفروج بها‪.‬‬ ‫فلما أن صح معنا في رأينا الذي رأيناه المنع عن ذلك راينا‬ ‫الاكتفاء بالمعنى الثاني إذ هو من أعظم القواعد والمباني مع من اعتبره‬ ‫بثاقب جنانه وهو الإنهاد وكفى به دليلا على ظهور إمارات البلوغ‬ ‫ومقدماته‪ ،‬وإذا كان الأمر فيه كذلك فمتى ما بدا ارتفاعه ولو كبعرة البعير‬ ‫أو ما دونها من المطلقة أعجبني التربص في العدة عن التعرض لها‬ ‫بالتنزويج قبل انقضاء السنة لعزمي على الأخذ بالوثيقة والحزم في أمر‬ ‫الفروج‪.‬‬ ‫فإن قال قائل‪ :‬لا يحكم بعدتها سنة حتى يصح استكمالها بها‬ ‫واستيفاء الإنهاد منها حدوده فلا روم بي على الإخراج من الرأي وجوازه‬ ‫بصحته في معنى الأحكام لأنها على ما هي عليه من حكم الصبا حتى يصج‬ ‫البلوغؤ أو تاتي عليها حالة مما لا يشك فيها أنها من الحالات المدلات‬ ‫على البلوغ من العلامات الكاملات التي لا تكون إلا في البوالغ من النساء‪،‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫أو أنها قد صح من عامة أترابها أنهن بوالغ فهذا الوجه فيما معي هو‬ ‫أقربهاێ‪ .‬والمدة له إذا بلغت أربعة عشر سنة فيعجبني في معنى المدة‬ ‫التنزه عنها وعن التعرض لتزويجها قبل انقضاء المدة الممددة المحددة‬ ‫وهي السنة الكاملة فهذا ما يعجبني وأراه‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا هكذا في معنى الجواب فلا فاندة في إظهار المعنى‬ ‫الذي بينتماه لي من كون قولها مخبرة عما بان لها من العلامات الخافية‬ ‫المحجورة عن الكشف لها مع من سواها وهو الإنبات لأن خفاه ونباته مع‬ ‫ظهور تؤمته سواء‘‪ ،‬ومع من أجاز إبداء الفروج من النساء لمثلها عند‬ ‫الحكم عليها بالبلوغ بالمحيض أن حصتها معي يمتحن بها الحاكم من عبر‬ ‫أو غيره فعسى من قال أن يامر الحاكم امرأة مأمونة أن تنظر إليها حال‬ ‫خروج الدم منها أن تجري حكمه عليها وفيها وبها في هذا في رايه‬ ‫فقولها ليس معه بحجة في هذا ولا في دعواها البلوغ حال غيرها من‬ ‫رجل‘ؤ ومن حق أتاه أو بيع أو شراء أو قسم أو قياض أو ما أشبه ذلك إلا‬ ‫بالصحة أو قول المرأة المؤتمنة أو الاثنتين وفي هذا الموضوع هما حجة‬ ‫إذا كانتا عدلتين؛ لأنه موضع حجر على الرجال وعن الشهادة به‪ ،‬فافهما‬ ‫رحمكما الله ما بينته لكما وخذا منه الحق وارفضا الباطل لأني قليل العلم‬ ‫ركيك الفهمؤ وأنا استغفر الله من جميع ما خالفت فيه وغيره الحق‬ ‫والصواب‘ والحمد لله حق حمده وصلى الله على رسوله وآله وسلم ولا‬ ‫حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ ،‬والله أعلم والسلام من العبد الفقير إلى‬ ‫الله تعالى عامر بن علي ‪.‬‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫رسالة الشيخ جاعد فى أشد الفرق على المسلمين ‪:‬‬ ‫قلت لذي الغبراء ‪ :‬سمعت أن أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)‬ ‫افترقت على ثلاث وسبعين فرقة ‪ 0‬فأي الفرق أشد على المسلمين بالعداوة‬ ‫والظلم ؟ قال ‪ :‬ستجد ذلك البيان في رسالة الشيخ الثقة العالم الفقيه خليفة‬ ‫الخروصي العلياني‬ ‫الأنبياء والمرسلين أبي نبهان جاعد بن خميس‬ ‫العماني ‪.‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬وبه نستعين ‘‪ 0‬هذه رسالة من أبي‬ ‫نبهان (رحمه الله) ‪:‬‬ ‫يا من وصلني كتابه‘ فلم أدر من هو جزاه الله خيرا‪ ،‬هذا جوابه‪:‬‬ ‫إن أهل عمان لا يخفى على من بها ما قد ظهر على الغالب من أهلها‪.‬‬ ‫فشهر من الفساد والطغيان‪ ،‬وهذه نازلة أخرى زيادة على ما هم به من‬ ‫البغي والعدوان‪ ،‬وكأنها من أختها أكبر وأقبح وأضر لأنها داعية في دين‬ ‫الله إلى إطفاء نوره وإخمادهؤ وإظهار ما لا شك في فساده‘ لعدم صوابه‬ ‫بدليل ما قد أنزله الله على رسوله في كتابهش‪ .‬وخوفي أن تعم البلدان‪،‬‬ ‫فتمحي خير الأديان‘ أو يبقى في كتمان ‪.‬‬ ‫ألا فاتقوا الله بأداء ما أمر‪ .‬والانتهاء عما عنه زجر ولا تركنوا‬ ‫إلى من دعاكم إلى متالف الردى‘ تاركين لما كان عليه أئمة الهدى‪ ،‬فإنهم‬ ‫أقرأ منكم للتنزيل وأعلم بالتأويل‪ ،‬وأدل بالطريقة المثلى إلى منازل العلى‬ ‫وقد ضربوا في منارها الصوى‘ فتبصروا من العمى وأمروا بالتقوى‪.‬‬ ‫ونهوا عن متابعة الهوى‪ ،‬وأوضحوا لكم في دين الله ما لا مزيد عليه من‬ ‫ودلوكم على المحجة البيضاء‪ ،‬التي كان عليها سيد الأنبياء‪.‬‬ ‫الهدى‪0‬‬ ‫فعرفوكم ما تأتونه فرضا ونفلاؤ وما تذرونه نية وقول وفعلا وبينوا لكم‬ ‫‪٢0٢‬‬ ‫ضلالة من زاغ عنها من أهل الجهالة ‪ 0‬فجادلوا أهل الزيغ بالتي هي‬ ‫أحسن ‘ لما بها من دلالة على صحة ما هم به وعليه ‪ 0‬وفساد ما عداه‬ ‫حتى ظهر الحق فبطل ما خالفه من دعوى الغماة ‪.‬‬ ‫فانى والشك فيما هم به فدعوا إليه ‪ 0‬وقد زال الالتباس ‘ فلا عذر‬ ‫لمن خالف إلى غيره من الناس‘ « وأولئك هم أولوا الألباب » ‪ 0‬الذين‬ ‫هداهم الله لدينه الذي ارتضاه لعباده من فضله ‘ فلم يغيّروه عن أصله ‪3‬‬ ‫بل اتبعوا فيه أثر النبي (صلى الله عليه وسلم)‪ ،‬ومن بعده أبي بكر وعمر‪.‬‬ ‫وغيرهما من الصحابة والتابعين صفوة الأنام ‪ 0‬فجاهدوا عن أمر الله من‬ ‫كان من المشركين حتى يسلم أو يقتل على إصراره‪٬‬‏ أو يعطي الجزية عن‬ ‫يد لصغاره‪ ،‬إلا من لا يقبل منه إلا الدخول في الإسلام أو القتل على حال‪،‬‬ ‫وقاتلوا من بقي من المنافقين في إقراره‪ ،‬حتى يفئ إلى أمر الله أو تفنى‬ ‫روحه في أوزاره‪ ،‬فبذلوا الأموال في جهادهم‪ ،‬وجادوا بالأرواح لإزالة‬ ‫فسادهمش فلم يستحلوا في هؤلاء البغاة في قتالهمش سبي ذرية ولا غنيمة‬ ‫مال لحرامهما في أهل القبلة شرعا‪ ،‬وهذا ما لا يجوز أن يختلف في المنع‬ ‫من جوازه قطعا‪ ،‬وإنما أجازهما نافع بن الأزرق خلافا في الدين لمن قبلك‪.‬‬ ‫جزاه الله شراء على ما ابتدعه ما أضله‘ حتى انتحل الهجرة وشرك أهل‬ ‫القبلة‪ .‬واستعرض الناس بالسيف على غير دعوة‪ ،‬فاستحل السبي‬ ‫والغنيمة في أهل الإقرار بالجملة‪ ،‬وأزل من اتبعه فصار مثله ‪.‬‬ ‫فاحذروا من البدع‘ ولا تسمعوا لمن دعاكم إليها‪٫‬‏ وحثكم عليها‪.‬‬ ‫فلس عليكم خطاه‪،‬ؤ وزين لكم أمره من ذوي الخدع‪ ،‬تمسكوا لله في دينه‬ ‫بالذي شرعغ فانتموا بالقرآن‪ ،‬واقتدوا بالسنة والاجماع‪ ،‬واعملوا على ما‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫لزم أو جاز من الراي في موضع جواز النزاع وما لم تبصروه فاسألوا‬ ‫عنه أهل الذكر‪.‬‬ ‫وإياكم أن تأخذوا فيه بقول أحد من المبطلين إلا ما لا يسع ر ده‬ ‫وإلا فلا تغتروا بتلبيس المضلين‘ ولا بتأويل المحرفين‘ بل كونوا بالسلف‬ ‫الصالح مقتدين‪ ،‬وبأنوارهم مهتدين‪ ،‬فإنهم الجماعة لبقانهم على الطاعة‪.‬‬ ‫فتمسكوا بحبالهمشؤ وتعلقوا باذيالهمش فقوموا لله في الصلاة قانتينث‬ ‫وأرسلوا فيها أيديكم خاشعين‘ ولا ترفعوها إلى آذانكم‪ ،‬ولا تضموها إلى‬ ‫صدوركم عابثين‪ 0‬فإنهما لا من عمل الأولين‪ ،‬والرأي في فساد الصلاة‬ ‫بهما أو بكل واحد منهما مختلف بين المسلمين‪ .‬فدعوا ما ليس له أصل‬ ‫في آية‪ .‬ولا صحيح رواية‪ ،‬كلا ولا مجاز له في عدل النظرؤ عند أولي‬ ‫العلم والبصر ولا تقولوا فيها آمين‪ ،‬فإنها لا تصح معها لأنها من كلام‬ ‫الادميين‪ ،‬ليس لها موضع في الكتاب المبين‪ ،‬ولا تكونوا في الركوع بعد‬ ‫صلاة الفجر ناصبين‘ وإن روي في الحديث عن النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) أنه قد فعله في بدء أمره قبل تحريمه‘ ففي الخبر عنه أنه من بعد‬ ‫أن نزل عليه من ربه آية الخشوع تركه فاهمله{ ولم يعد إليه ‪.‬‬ ‫ألا فاتركوا المنسوخ غير مكذبين‘ وكونوا بالناسخ عاملين وهو‬ ‫القول على هذه الثلاثة في مذهب من يأتيها في صلاته أنها لا من فرانضها‬ ‫التي لا تصح إلا بها وإنما هي من السنن لمن شاء ها‪ ،‬في زعمه لفضلهاء‬ ‫وفي قول الشيخ أبي سعيد رحمه النه وغيره من الفقهاء ما دل على ما لها‬ ‫من حكم فلا تقتفوا ما ليس لكم به علمؤ فإنه من المسالك المودية باهلهما‬ ‫إلى المهالك ‪.‬‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫وبلغني في هذا الزمان عمن ترك دينه فتوهب من أكابر أهل عمان‬ ‫أنهم يامرون الناس أن يأتوا في صلاتهم بهذه الأعمال فيكرهون من قدروا‬ ‫عليه من النساء والرجال‪ ،‬وليس في مذهب من مالوا إليه فاختاروا مذهبه‬ ‫دينا‪ .‬إكراه على شيع منها فكأنهم زادوا عليه زادهم الله شينا‪ ،‬ألا وإن‬ ‫الوهابية كأنها تزعم في مذهبها حنبلية وليس كذلك لأن لهم في تشريك‬ ‫أهل القبلة واستحلال قتالهم وسبي ذراريهم وغنيمة مالهم شوبا من‬ ‫الأزرقية‪ .‬وفي هذا ما دل على أنهم لا من الحنابلة ولا الأذزارقة بالكلية‪.‬‬ ‫فإن كان خلطوه من هذا وذلك فاتخذوه من بينهما مذهبا فعسى أن يكون‬ ‫كذلك‪.‬‬ ‫وأنا من نصحي لمن طلب السلامة أن يقتصر في الإقامة على ما‬ ‫دان به أهل الاستقامة‪ .‬في هذا وغيره فإنه الدين القيم حقا‪ ،‬فلا تبغوا به‬ ‫بدلا‪ ،‬ولا عنه حولا فقد بان سبيله الذي لا عوج له فاتبعوه ولا ما سواه‬ ‫فإنه الباطل صدقاشؤ ودليله في قول ربكم‪ ،‬وسنة نبيكم‪ ،‬وكفى بهما هاديا‪.‬‬ ‫لمن اتبعهما في سلوكه إلى ربه بعد المعرفة منه بتأويلهما‪ ،‬فلا تغتروا‬ ‫برأي من على غير مالهما من وجه يتأولهما‪ ،‬فإنهما مزلة أقدام من قد‬ ‫فعلهؤ بادي الرأي من فرق هذه الأمة أو قبله في دينونة منه به‪.‬‬ ‫ألا وإن هذه الفتنة في إثارتها ممن قد انتحلوا مذهبه على ما هي‬ ‫عليه من خلافها لما في الكتاب والسنة وإجماع أهل الحق وغيرهم كأنها‬ ‫في أوصافها من نحو هذا في أصلها{ لأني وجدته يحتج في دعواه لعدلها‪.‬‬ ‫بما أورده الذين من قبله من آي الفرقان‘ وليس هي في شيء من‬ ‫البرهان‪ ،‬لما اةعاه من تشريك أهل الإقرار كلا إن لها معنى غير ما رامه‬ ‫‪٢٥٥‬‬ ‫بها‪ .‬فحاد عنه حتى وضعها جهلا في غير موضعها‪ .‬وأعانه على ما‬ ‫أظهره من قبلها منه فدعا إليها في القرى والأمصار وأكره عليها فاجابه‬ ‫عمي الأبصار فهاهي في البوادي والبلدان‪ ،‬تسري ظاهرة للعيان‪ 0‬فيا‬ ‫بنسها من بلية قادحة ما أفضعها‪ ،‬ومن رزية فادحة ما أفجعهاء ألا إنها في‬ ‫الآخرة على من أبدعها أو عمل بها فاتبعها‪ ،‬أو تولى أو رضي بها عنها‪.‬‬ ‫ويالها من نعمة لمن غيرهاؤ وامتنع منها فأنكرها‪ ،‬إن هي إلا فتنة ابن‬ ‫الأزرق في الأولين‪ 0‬أحياها محمد بن عبدالوهاب في الآخرين‪ ،‬فآزره على‬ ‫بثها من قد أظهرهاؤ فدعا إليها وقاتل عليها‪ ،‬فهاهي ما أكبرها من غير ما‬ ‫شك عند من أبصرها ‘ طوبى لمن اعترض عنها فاعتزلها ‪ 0‬والويح لمن‬ ‫دخلها أو رضي عمن فعلها‪ ،‬أو قدر أن يمحو أثرها فتركها وضررهاء إلا‬ ‫لما به يعذر لأنها من أنواع جنس الباطل في الإجماع لا جواز لها في دين‪.‬‬ ‫ولا رأي لأحد المسلمين‪ ،‬أولا تسمع بالذي بين الصحابة قد جرى يوم الدار‬ ‫ويوم الجمل ويوم صفين وما بعدها من الوقائع حتى في التابعين‪ ،‬فإن‬ ‫فيه دليلا لمن يرى على أنهم لا يشركون أهل قبلتهم‪ ،‬لأنهم لم يجاوزوا في‬ ‫قتالهم؛ لمن بغى في دينونة أو انتهاك لما دان بتحريمه ما قد أحل الله‬ ‫منهم إلى ما زاد عليه في المشركين من سبي ذرية‪ ،‬ولا غنيمة مال‪ ،‬ولإ‬ ‫ولا إباحة ذات بعل‘ كلا‬ ‫قطع موارثة‪ ،.‬ولا منع مناكحة‘ ولا تحريم ذبيحة‘‬ ‫بل اقتصروا على ما أذن لهم فيه مولاهم عزوجل فأمرهم به حتى يفينوا‬ ‫إلى أمره تعالى لا غيره في موضع فرض ولا نفل‘ لبقاء مالهم من حكم‬ ‫الإقرار المقتضي في كونه لوجود بعدهم من الإنكار‪ .‬الداعي إلى شرك‬ ‫الجحود‪ .‬أو ما به يكون الشرك من أنواع الكنود‪ ،‬لولا هذا لما استجازوا‬ ‫منهم ما لا يجوز له من المشركين حال المحاربة في ما بينهم أو قبلها أو‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫بعدها ولا جاز لهم أن يبطلوا ما لغيرهم في الغنيمة من حق فيضيعود۔ ألا‬ ‫وإن من حقهم أن يتحاشوا هذا كله لعدم عدله‪.‬‬ ‫ومن العجب في هؤلاء المتوهبين أنهم من جهلهم يشركون الناس‬ ‫قبل المعرفة بالذي هم عليه‘ وإذا جاز هذا لهم فاي مانع من جوازه‬ ‫لغيرهمؤ فهم قبل أن يصح معهم إسلامهم‪ ،‬فإن أبوه فهي المكابرة تحكما‬ ‫لعدم الفرق‪ ،‬أن لو جاز له ولكنه لا يجوز في الحق لأن من حكم في مثل‬ ‫هذا على الغيب في شيء قلا مخرج له من العيب على حال‪ ،‬في نفس ولا‬ ‫مالؤ أو ليس قد كان على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) أناس من أهل‬ ‫المعاصي في نفاق أخبره الله بهم فلم يخرجهم له في شيء عن حكم‬ ‫المقرينؤ وإن لم تكن لهم ولاية في الجملة ولا عند من ظهر له‘ فصح‬ ‫معه ما هم به بلي إلا ما خص به فيهم من النهي له أن يصلي على من‬ ‫مات منهم أو أن يقوم على قبره دون غيره من المسلمين‘ لأن لهم في‬ ‫الحقوق والحدود مثلهم؛ من غير ما فرق بينهم‪ ،‬ولو أنه بلغ بهم‪ ،‬إلى‬ ‫الشرك لأفردهم بما لأهله على الخصوص من حكم دين الإسلام‘ ولمنعهم‬ ‫النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد عام تسعة من الهجرة‪ .‬وعلى قول آخر‬ ‫سنة حجة الوداع من أن يقرب المسجد الحرام وكل هذا لم يكن على‬ ‫عهدهؤ فأنى يجوز أن يصح جوازه من بعده‪ ،‬وإن كانوا في محل البراءة‬ ‫نازلينؤ أم جاز ونحن لا نعلمه أنه يأمره الله به فعلا فتركه‪ ،‬أو أن يظهر‬ ‫قولا فكتمه‪ .‬قل هاتوا برهانكم معشر الوهابيين إن كنتم على ما تةعونه‬ ‫من هذا صادقين ‪.‬‬ ‫ألا وإن من عجائبكم يا هؤلاء أنكم على الخوارج تنكرون‪ ،‬وأنتم‬ ‫بدين المارقة منهم في هذا داننون‪ ،‬وعلى الله في تحليله تفترون‪ ،‬إنهم‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫على مروقهم لإخوانكم في الدين فلم لهم تكقرون‪ 0‬وما لكم كيف تحكمون‪.‬‬ ‫لو شئنا أن نورد على ما به من قول الله تعالى تحتجون‪ ،‬لأتينا فيه بما يدل‬ ‫على أنكم في تأويله عن طريق الرشد ناكبون‪ ،‬إني لأراكم عن بصيرة قوما‬ ‫تجهلونؤ بدليل ما بأقوالكم من بعد عن الصواب ‘ في عين من له أدنى‬ ‫بصر نافذ أفلا تعقلون‪.‬‬ ‫فاتقوا الله أن تقولوا ما لا تعلمون ‘ من ذا الذي أجاز هذا قبلكم‬ ‫فاستدل على تجويزه خطا بمثل ما به استدللتم غير ابن الأزرق قلم يوافقه‬ ‫على ما أحدثه في أيامه أحد من الفرق لأنه في باطله أظهر من أن يخفى‬ ‫على من له قلب يبصر الحمد لله على ما هدى‘ وله الحمد على كل حال‬ ‫في الآخرة والأولىؤ هذا وإني من ورانه لأقول‪ ،‬فاسمعوا بآذان واعية لمن‬ ‫يناديكمؤ وعوا ما يقوله جهرآ في ناديكم‪ ،‬بقلوب غير لاهية‪ ،‬يا قومنا مالي‬ ‫أراكم قد أظهرتم اللجاج‪ ،‬في دعاء الناس إلى هذا المنهاج‪ ،‬فاكثرتم من‬ ‫التلبيس على الضعفاء لما به من الحجاج‘ أفترونه صراطا مستقيما ونحن‬ ‫نراه ظاهر الاعوجاج إذ قد شركتم من كان على غير ما به أنتم متأولين‬ ‫من قول رب العالمين ما لم تحيطوا به علماًؤ فسفكتم دماءهم عدوانا‬ ‫وظلما{ؤ وأكلتم بالباطل أموالهم غنماؤ واستحللتم سبي ذراريهم فاتخذتم‬ ‫عظيما‪.‬‬ ‫فأتيتم منهم‬ ‫سفاحا‘ؤ‬ ‫نسانهم‬ ‫فروج‬ ‫ووطنتم‬ ‫عبيدا‘‬ ‫ولدانهم‬ ‫وزعمتم أن الحق في أيديكم فأطلقتم محظورا وحجرتم مباحا‪.‬‬ ‫أما آن لكم أن ترجعوا إلى سماع من ينهاكم عن هذا الفساد‪ ،‬يريد‬ ‫بكم النجاة فيهديكم سبيل الرشاد‪ .‬ويحثكم على الرجوع إلى ربكم خوفا من‬ ‫عذابه الأليم في الجحيم‪ ،‬وطمعا فيما عنده من النعيم المقيم‪ ،‬أو تظنون‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫أنكم على شيء في هذا الجهادؤ وما أنتم فيه من التعب في الاجتهاد‪.‬‬ ‫ولستم على شيء حتى تكونوا على الصواب في جميع الخمور‪ ،‬وإلا‬ ‫فالهلاك لمن خالف دينه حرفا واحداش فكيف بمن زاد عليه من أنواع‬ ‫الفجور إلا من رجع فتاب إلى ربه‘‪ ،‬وتطهر من ذنبه‘ فبادروا إلى الأوبة‬ ‫مسرعين ‏‪ .٠‬وعجلوا التوبة في الحين ‪ 0‬قبل أن يحال بينكم وبين ما‬ ‫تشتهون ‪ 0‬ولا يصدنكم عنها تعاظم خطاياكم فإنه لا يهلك إلا المصرون هذا‬ ‫ما لا يجوز خلافه فاعتبروا يا أولي الذبصار‪.‬‬ ‫وإياكم والإياس من روح الله والأمن من مكره فتموتوا على‬ ‫الإصرار‪ ،‬وأن تنظروا إلى من أعطي سعة المال والحول‪ ،‬أو الغلبة فالأيام‬ ‫بين الناس دول‘ كم كانت للمجرمين الكفرة‪ .‬من غلبة على المؤمنين‬ ‫البررة‪ ،‬وكم تقي في عسرة‪ .‬وشقي في يسرةة‪ .‬فلا تغتروا بكثرة المال‪ ،‬ولا‬ ‫بالسواد الأعظم من الرجال‪ ،‬فالدين لا يعتبر بهما على حالؤ ولكن‬ ‫بالموافقة للحق في القول والعمل المقتضي في الظاهر لمعرفة المحق من‬ ‫المبطل‘ ولا غيره قل أو كثر فزاد الأتباع‪ ،‬لأن الناس أكثرهم همج رعاع‬ ‫يميلون مع كل ريح لا سيما على التحقيق من المال‪ ،‬رأوا الدنيا في إقبالها‬ ‫عليهؤ ولا يلجأون إلى ركن وثيقغ وأنتم على الله بما تقدمونه من صالح‬ ‫الأقوال والنيات والأفعال أو فاسدها‪ ،‬والجزاء من جنس العمل‪.‬‬ ‫ومن المحال أن تصلوا إليه من طريق الضلال‪ ،‬أم ترجون أن‬ ‫تفوزوا بما أعده من الكرامة لأوليانه عن طريق أعدانه هيهات في هذا أن‬ ‫يكون في يوم لأن من سلكها خطا أو عمدا لا يزال يزداد في كل طرقه من‬ ‫ربه بعدا إلا أن يرجع القهقرى قبل موته مسرعا للوراء‪ ،‬وإلا فلا أو ليس‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫هذه الأمة باب‬ ‫كذلك بلاء‪ ،‬وإن ظنه من قد فتح للعاصي من موحدي‬ ‫الخروج من النار فسهّل المعاصي لمن شاءها من الفجار حين نفى عنهم‬ ‫الخلود والأمر فيه بالعكس‘ لعدم ما به من اللبس وإنما ذلك من دعوى‬ ‫اليهود فلا تقبلوها‪ ،‬فإن الله قد أنكرها‪ .‬على من قالها فأظهرها‪.‬‬ ‫ما هذا الذي تسول لكم به أنفسكم قترجونه من الوصول إلى ما‬ ‫تؤملونه‪ ،‬وقاندكم أعمى‪ ،‬وسانقكم إلى هوة الردى حادي الهوى‘ بدليل ما‬ ‫أقامه من الأدلة‪ .‬في كشف شبهاته على طريقته المضلة‪ .‬لأن له تأويلا‬ ‫غير ما رامه بها ما أجهله بالفرق بين كفر المنعم وكفر النعمةؤ فسبحان‬ ‫من أعمى قلبه عن رؤية الحق حتى جعل الكفر في أنواعه‘ كلها شرك في‬ ‫نزاعه‪ .‬فاضل جميع أتباعه‪ ،‬إذ لا يجوز فيهما إلا أن يوضع كل منهما في‬ ‫موضعها الذي لهؤ ما أوضح خطاه الذي فضح به نفسها فاعرفه يا هذا‬ ‫مجملاش فإنا لو زدنا في بيانه مع الرد عليه لاتسع الخطاب بذكره مفصلا‪.‬‬ ‫ولكنا أعرضنا لأنه في هذا الموضع ليس من غرضنا‪ ،‬فإن ترد الزيادة‬ ‫فارجع فيه إلى ما قد أودع الأثر مصرحا به لمعنى الإفادة‪ .‬وعرفه من‬ ‫تقدر عليه من الوهابية فقل لهم لقد أضلكم هذا الرجل فألقاكم بقيعة‬ ‫جهلا‪ .‬وأراكم سرابا يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا‬ ‫فضلا أن يكون الزلال شرابا‪ ،‬فإن كان لكم إرادة صادقة في دار السعادة‬ ‫فبادروا بالخلاص‘ من هذه الورطة قبل أن لات حين مناص فإنكم على‬ ‫شفا حفرة من النار فإن ترجعوا عنها وإلا فلا بد لكم منها‪.‬‬ ‫ويا من صبا من العمانية إليها‪ ،‬ليت شعري ما الذي حملكم عليها‪.‬‬ ‫أهو لشدة رهبة من أهليها‪ ،‬فيعذر من اتقى إن أظهر ما جاز له في‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫الإعلان‪،‬ؤ فأسر في قلبه ما قد أضمره من الإيمان‪ ،‬ولم يأت ما ليس له أن‬ ‫يفعله من الأركان‪ 0‬ويحوز الفضل من امتنع منها ظاهرا فابدى الله نكيرهاء‬ ‫ولم يرض بها قليلها وكثيرها‪ ،‬أو كان هذا لرغبة منكم عن جهل بأوامهاء‬ ‫أو علم بحرامهاء أفلا تسألوا أهل الذكر عنها قبل مرامها‪ ،‬فإنهم القادة‪.‬‬ ‫لمن ألقى إليهم قياده‪ ،‬فلا تقبلوا من غيرهم قولا ولا عملا في عموم ولا‬ ‫خصوص إلا ما عرفتموه عدلاؤ فجاز لكم أو لزمكم أن تقولوه أو تعملوا به‬ ‫حينا! وإلا فلا يجوز لهم أن يتأسى بهم فيما يفعلونه‪ ،‬ولا أن يقبل ما‬ ‫يقولونه رأيا ولا دينا‪ ،‬لأن قبول غير الحق لا يجوز في توحيد ولا صلاة‬ ‫ولا زكاة ولا صوم ولا حج ولا جهاد ولا في شيء من الأشياء في موضع‬ ‫رأي ولا دينؤ وليس فيهم على ما يكون من نحو هذا بأمين‪ ،‬ونزل‬ ‫بساحتكم من هذه الفتنة العمياء والداهية الدهياء ما قد بان ضرره‘ فيمن‬ ‫دنا منه فأضاء به شررها فلم أسرعتم الوثبة إليهء وهذا في الذي كنتم‬ ‫عليه‪ .‬وبه النجاة ولا شك لأنه العروة الوثقى والحبل المتين من ربكم‪.‬‬ ‫فإن تكونوا في ريبة من إفك من القول على الله كذبا‪ ،‬فدان في أهل‬ ‫الإقرار بالشرك‪ ،‬فاقرأوا رسالة المهنا بن جيفر مع ما دونه خلف بن زياد‬ ‫في سيرته‘ وانظروا إلى ما أرسل به محبوب بن الرحيل إلى عمان في أمر‬ ‫هارون بن اليمان‪ ،‬حين زل وأبى أن يرجع فضل وما لغيرهم من السير‬ ‫مثل أبي الحواري وأبي قحطان وأبي المؤثر‪ ،‬لعسى أن تجدوا ما قد ثبتوه‬ ‫في ثروة عن الأولين هداية لمن في زمانهم‪ ،‬ولمن يأتي من في الآخرين‪.‬‬ ‫فتعرفوا ما كان عليه من عاصر النبي (صلى الله عليه وسلم) من‬ ‫أخذوه‬ ‫أصحابه‪ .‬من منافقي أهل زمانه أو من المشركين من شيء‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫مشاهدة من أفعاله‪ ،‬أو بالسماع مشافهة من لسانه‘ فحملوه علما{ وعملوا‬ ‫به فيمن صح عليه حكما‪ ،‬فتكونوا لهم تابعين‪ .‬وعن قول أهل الغباوة‬ ‫معرضين‘ؤ وبصالح سلفهم متمسكين وإلا فلكم البشرى بالعذاب المهين‪،‬‬ ‫إن أقمتم على ما أنتم به حتى متم ‪ 0‬والعياذ بالله من شر العمى ‪ 0‬ومتابعة‬ ‫الهوى ‪ 0‬ومن الضلالة بعد الهدى ‪.‬‬ ‫وبلغني عن الواصلين إليكم أنهم يجبرون الناس بالعصي على‬ ‫الصلاة في الجماعة‪ .‬ولا يعذرون من تفوته وإن أمكن في حقه أن يكون‬ ‫لعذر فينكلونه كمن عصي وربما يقوم إليها من جاء من الخلا‪ ،‬فيدخل‬ ‫فيها لا على طهارة خوفا من الأذىؤ وليس هذا من فعال الصالحين في‬ ‫شيع‘ وأنتم ربما ألزمتموه على فواته غرما‪،‬ؤ وأئمتهم الأربعة مختلفة‬ ‫الرأي في أنها فرض عين أو على الكفاية‪ .‬فهما وجهان لنا ولهم أيضا‬ ‫معنا وليس في أحدهما ما يدل على خروجه من الصواب جزما‪ ،‬ورأيهم‬ ‫في الجمعة متفق على لزومها في الأمصار‘ وفي القرى الخارجة عنها‬ ‫مفترق‪ ،‬وأنتم تجبرونهم على إتيانها قهرا فيما حولنا من الديار‪.‬‬ ‫من هذا الذي أجازه لكم من الأحبار‪ .‬أم هو إلا رأي منكم رأيتموه‬ ‫وأنتم لا من ذوي الأبصار بل لو كان في موضع يجوز أن يختلف في‬ ‫وجوبها فيه أو في جوازها أليس على كل منهم أن يعمل على ما رآه‬ ‫فيكون عليه ما لكم ولهذا تركتم ما دان به من قد بقي على دين الإسلام‪.‬‬ ‫بالقطع إلى ما ليس له في الشرع أصل ولا فرع‪ .‬أفاكفاكم ما أنتم به من‬ ‫الإحنؤ وما قد بليتم به من المحن‘ وزلازل الفتن؛ حتى وقعتم لليدين‬ ‫والفمؤ في هذه الموبقة لمن نزلها يوم الدين ‪.‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫ألم تعلموا أن الله ما سلط عليكم أشراركمإ إلا من بعد أن أقبلتم‬ ‫على الدنيا فنسيتم الآخرة‪ .‬ونبذتم خياركم وراء ظهوركم‪ ،‬وملتم إلى من‬ ‫رأيتم الدنيا مقبلة عليه؛ طمعا في الذي بين يديه‘ وضيعتم الأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكرؤ ولم تبالوا بترك اللوازم؛ ولا بانتهاك‬ ‫المحارم! وسودتم من الأمانة له ولا خير فيه‪.‬‬ ‫فعندها ظهر الجور فكثر العناد‪ .‬وخفي العدل فعظم الفسادێ حتى‬ ‫فشا في البلاد‪ .‬فالطرق تقطع والرجال تضرب فتقتل‪ 0‬والأموال تنهب‬ ‫فتؤكل‪،‬؛ عقوبة من الله عاجلةش ومن ورائها أخرى آجلةش هي أشد منها‬ ‫أو ليس هذا بالحق أم هي إلا دعوى كاذبة‪ .‬لعدم مطابقتها‬ ‫وأبقى‪.‬‬ ‫للصدقؤ وقراؤكم كفرة وأمراؤكم جورة‪ .‬وعوامكم أكثرهم فجرة‪ ،‬فأين‬ ‫أهل التقى ما لي لا أراهم فيكم إلا أن يكونوا في قلةش على ما هم به وعليه‬ ‫من ذلةشؤ لعدم أنصارهم‪ ،‬وتباعد ما بين ديارهم‪ ،‬أو لغيره من أعذارهم‪ ،‬إن‬ ‫أحق ما بكم أن يقال فيكم ما قد قيل‪:‬‬ ‫تنادي‬ ‫لمن‬ ‫حياة‬ ‫لا‬ ‫ولكن‬ ‫حيا‬ ‫ناديت‬ ‫لو‬ ‫لقد أسمعت‬ ‫وكيف لا كذلك وآذانكم لا تصغي لنصيحة كأنها لا تسمع‪ .‬وأعينكم‬ ‫لشدة ما بكم من قسوة لا تدمع‘ وقلوبكم لما بها من ظلمة أقسى من الحجر‬ ‫الأصم فلا تخشع وأفندتكم هواء فالموعظة فيها لا تنجعؤ تبا لكم ما أقبح‬ ‫رضيتم‬ ‫أعمالكم‪ .‬وأسوأ أحوالكم‪ .‬ولا عهد ولا ورع‪ .‬فلا أمانة ولا وعد‬ ‫من الله بالأدنى‘ فاعرضتم عما يقربكم إلى الله زلفى‪ ،‬ونأيتم عما دعاكم له‬ ‫من التقى وقد أخبركم أن الآخرة خير وأبقى‪ .‬كم قد أمركم بالذي يرضاه‬ ‫لكما فيقربكم منه فلم تأتمرواش ونهاكم عما يكرهه إليكم ويبعدكم عنه فلم‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫تنزجروا ‪ 0‬فتارة يحذركم من نفسه ‪ 0‬ويتو عدكم بعقابه إن عصيتموه فلم‬ ‫تحذروا ‪ 0‬وتارة يعدكم توابه إن أطعتموه فلم تشكروا ‪ .‬وهو الذي خلقكم‬ ‫وصوركم ‪ 0‬فأحسن من فضله صوركم ‪ 0‬وجعل لكم السمع والبصر والأقندة‬ ‫عليكم نعمه الظاهرة والباطنة ‏‪ 0٠‬فلم تتذكروا ‪.‬‬ ‫‏‪ 0٠‬وأسبغ‬ ‫فلم تتفكروا‬ ‫وناداكم ‪ :‬أن هلموا إلي لما لكم به من فاندة لحظ وافر فأبيتم إلا أن تنفروا‪.‬‬ ‫وهداكم النجدين فلم تبصروا ‘‪ 0‬وعجل لكم من نقمه ما به يعظكم فلم‬ ‫تعتبروا ‪ 0‬إن أولى ما بكم أن يصلي عليكم من قد عرفكم من صالحي‬ ‫زمانكم أربع تكبيرات ‪ .‬صلاة الموتى ‪ 0‬فيقول في دعانه ‪ « :‬وقيل بُغذا‬ ‫للقوم الظالمين »() فإنهم قد أصروا فلا يتوبون من ذنوبهم ولا هم‬ ‫يذكرون‪ 0‬صم بكم عمي فهم لا يبصرونس وأن يقبل عليه بعد الفراغ فيعزيه‬ ‫من قد حضره أو يعزي نفسه من ناصري دين الله فإنهم قد صاروا في‬ ‫بطن الثرى‪ ،‬وبقي من لا دين له فالناس كما ترى‪ ،‬ليس فيهم إلا من تخلى‬ ‫من الورع‪ ،‬فتحلى بدل الطمع وتلبس بالمكر والخدع‪ .‬فلا يفرق بين‬ ‫الحلال والحرام‪ ،‬ولا يبالي بمعونة أهل الجور على ما هم به من الضلال‪،‬‬ ‫يميل إلى اهوانهم؛ إن دعوه فأجابهم في الحال‪ ،‬فأطاعهم فيما يأمرونهم‬ ‫به من الظلم؛ غير ناظر لما فيه من الإثمش قد أسكره حب الدنيا أن أطمعوه‬ ‫بشيء من المال‪ ،‬نسي ما له من عاقبته في المآل ‪.‬‬ ‫ما أجرأه على الله قد فتح فاه ‪ 0‬واتبع هواه فأهمل أخراه ‪ .‬فلا‬ ‫باليسير يقنع وإن كفاه‘ ولا بالكثير يشبع من دنياه يصبح ويمسي في‬ ‫عماها إلا قليلا منهم في أهل مواضع متفرقة‪ .‬لا يقدرون على إقامة حق‬ ‫في الورىؤ ولا دفع باطل جرى من هؤلاء الأمراء‪ ،‬أو من يكون من‬ ‫(‪ )١‬سورة هود‪. ٤٤ : ‎‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫أعوانهم‪ ،‬أو كان على مثالهم من أهل زمانهمإ الذين قد أظهروا كفر النعم‬ ‫نفاقا‪ .‬ولم يزالوا في محاربة المنعم شقاقا‪ ،‬وكل أعلم بقدرته وعجزه‪ 6‬فإن‬ ‫تقدر على إزالة شيء قد ظهر من مناكرهم على ما جاز من أفاعلك‘ وإلا‬ ‫فانه منك لهم عنه بلسان مقالك‪ ،‬وإن تعجز فلا بد أن تنكره ببالك‪ ،‬وكفى‬ ‫به عما زاد عليه في حالك‘ فارجع إلى نفسك فإنها أحد أعدانك‪ ،‬فاحذرها‬ ‫ولا تتبع في كل يوم أمرهاؤ وعالج ما تجده به من داء بما له من دوا‪.‬‬ ‫حتى تصلح لأن تقوم بأمر ربها‪ ،‬وإياك أن تدعها مرسلة‪ ،‬أو أن ترضى‬ ‫عنها فتتركها مهملة‪ ،‬فإنها أمارة بالسوء ميالة إليهؤ تفر عن الخير إلا أن‬ ‫تكرهها عليه أولأ‪ ،‬فعسى أن تحبه آخرا فتكره ما سواه‪ ،‬لما به لها من‬ ‫الضررك فالحذر كل الحذر أن تكون غافل عنها فيما تأتي أو تذر‘ وبعدها‬ ‫فالامر والنهي لغيرها على قدر‪ .‬فإن اتبع وإلا فلا ضرر إلا على من أبى‬ ‫فاستكبر‪ .‬وأمره إلى الله فيما قل أو كثر‪ ،‬وما ربك بغافل عما يعملون‪ ،‬تم‬ ‫الجواب‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وقال أبو نبهان في موضع آخر‪ :‬وصلني كتابك أيها الشيخ‬ ‫محمد بن مقرن النجدي سلمك الله تعالى وعافاك‘ وما أحسن ما ذكرته من‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن من حبي لكم ألا تكلف الناس‬ ‫فعل ما وسعهم تركه‪ .‬ولا ترك ما جاز لهم فعله في صلاة ولا زكاة ولا‬ ‫صوم ولا حج ولا جهاد ولا غيرها فإن ذلك مما لا وسع فيه لعدم ما به من‬ ‫سداد‪ ،‬وبلغني عن أناس أشرار من أهل عمان أنهم يجبرون على الجمعة‬ ‫في غير الأمصار وقد اختلف الأئمة الأربعة فيمن يكون بالقرى الخارجة‬ ‫عنها هل تلزمه أم لا‘ وما جاز عليها الرأي فلا يجوز أن يؤخذوا به في‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫غير موضع الأحكام قهرا‪ ،‬لأن على كل منهم أن يكون على ما رآه أقوم‬ ‫قيلا‪ ،‬وأهدى سبيلا وما خرج على وجه الفضيلة فهو لمن اختارهؤ وفي‬ ‫والقنوت في الصلاة‬ ‫قول من نعلمه من هؤلاء في الكفت ورفع اليدين‬ ‫تصح إلا بها‘ وبلغني‬ ‫وقول آمين ما دل على أنها لا من وظائفها التي لا‬ ‫الخصال أنه يأمر أن‬ ‫عن الأمير سعود بن عبد العزيز في شيء من هذه‬ ‫غيره من أجله‘ ومن‬ ‫يكون كل في قوله وفعله على ما في مذهبه لا على‬ ‫الواجب على أميركم هذا فيما يرد إليه من الذخبار على ألسنة الفسقة من‬ ‫أهل عمان أو غيرهم أن لا يبادر إلى قبوله قبل التبيان عملا بما جاء عن‬ ‫الله في القرآن‪ ،‬وأنتم الواصلون وليس الخبر كالمعاينة إلا بما صح‬ ‫بالشهرة‪ .‬فعسى أن يكون أصح من الخبرة‪ ،‬وكفى بما ظهر عما بطن‪.‬‬ ‫فلا تتبعوا ما استتر‪ .‬ونحن ما عندنا من الاستغاثة باهل القبور‪،‬‬ ‫ولا الذبح لغير الله شيع اللهم إلا أن يكون من جهة الرياء أو ما أريد به‬ ‫لمجرد عرض من الدنيا لا لوجهه الكريم عز وجل وعلا‪ ،‬فربما‪ ،‬وكل في‬ ‫هذه الأمور أدرى بما أكنه في نفسه فأضمره‪ .‬إلا أنه وإن كان فعسى أن لا‬ ‫يبلغ بالذبيحة إلى تحريمها على من فعله ولا على من أخبره أو صح معه‬ ‫بغيره من هذا ما قد أظهره‪ ،‬والغيب لمن له الأمر في الخلق لا لغيره في‬ ‫شيء والناس لهم في الظاهر حكم السلامة من نحو هذا في الحق ما لم‬ ‫يصح على أحد منهم ما به يخرج منها إلى ما قد نزل إليه فيجوز أن‬ ‫يقضي به عليه‪ .‬وإلا فلا جواز له‪.‬‬ ‫ألا وإنه قد يكون في كثرة لحياء مفرط أو تقية على دين او نفس‬ ‫أو عرض أو مال‪ ،‬ولا بأس على من فعله دفعا لما قد نزل به من هذا‬ ‫`‪٢٦ `٦‬‬ ‫الحال؛ وكأنها والعلم عند الله لا أثر لهما في المنع من حلها إلا على من‬ ‫أدخلهما عليه شينا منهما فاورثه الضرر لكنه من العرض الممكن فيه‬ ‫بالقطع كون زواله مهما ارتفع موجبه مسارعة في حالهش والله أعلم‪.‬‬ ‫فينظر في ذلك‘ والسلام‪.‬‬ ‫من العبد الفقير إلى الله جاعد بن خميس الخروصي‪.‬‬ ‫رسائل من الغلماء إلى المؤلف وغيره من المشائخ ‪:‬‬ ‫بيان ‪ :‬وعنه أيضا ‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‘ إلى الشيخ المحب الصفي الولد الثقة الحفي‬ ‫‏‪ ٠‬بلغني أنكم دخلتم بلد‬ ‫‏‪ ١‬لله تعالى “‪ .‬ويعد‬ ‫‪ .‬سلمه‬ ‫‏‪ ١‬لعبر ي‬ ‫سالم بن مسعود‬ ‫بهلا‪ .‬والحمد لله لكن اجتهد في ردع القوم عن الفساد في البلاد والعباد‬ ‫غاية الاجتهادؤ واجعل ذلك لله لا لغيره‘ وإن كان القوم أخذوا شينا فاجتهد‬ ‫في رده ولا تتركهم على سولهم والحق أولي ما اتبع‘ ومن المحال أن‬ ‫يقوم الحق بالباطل‪ ،‬قاجتهد فإن الدنيا دار زوال‪ ،‬وإن كان الشيخ المحب‬ ‫الولد محسن بن الشيخ علي بن ناصر التنوفي عندكم فاقرنه مني السلام۔‬ ‫بلغ اليك شيء‬ ‫وإذا‬ ‫وقل له بمثل ما به عرّفتك‘ وهذ ه مني لكما نصيحة‬ ‫من الأخبار عن الأخ سعيد بن هلال الرمحي فلا تلتفت إليه فليس كل خبر‬ ‫بصحيح‪ .‬وعرفنا ما أنتم عليه من الأحوال كما أمكن بلا مشقة وأنا الآن‬ ‫في بلد العوابي‪ ،‬وإنما وقفت فيها لأجل تسديدهم وتقوية عزمهم لأخذ‬ ‫نفسه إمام‬ ‫يسمي‬ ‫سعيد الذ ي‬ ‫على‬ ‫حزمهم ‘ وأ عرّقك أن سمائل أخذت‬ ‫المسلمين لتعلم ذلك والسلام ‪.‬‬ ‫من المحب الفقير إلى الله جاعد بن خميس الخروصي ‪.‬‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫غيره ‪ :‬وهذا خط الشيخ ناصر بن أبي نبهان ‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬إلى الشيخ الأجل الأكمل الأعز الأشرف‬ ‫الأخ التقي النقي الصفي الوفي الكامل الفاضل الورع خميس بن راشد‬ ‫العبري السميدع أعزه الله ونصره وحماه ووفقه لما فيه رضاه‪ ،‬وبعد لم‬ ‫تزل القلوب مشوقة إلى لقانك كل يوم على زيادة ويا أخي ذكرت لك في‬ ‫مسكد أني رأيت في المنام رؤيا حسنة ببلوغ المطلوب من جماعتك‬ ‫العبريين ومن الشيخ محسن‘ وذكرت لك لعلك تدخل بينهم بصلح يصلح‬ ‫الجميع‪ .‬والمبالغة في الجفا مخوفة معقوبة بالدوانر؛ ولكن أرى الصلح إن‬ ‫كان محسن مطلوبا بعده كان لا بأس أن اصنع صلحا يكون أهله وأولاده‬ ‫الذين يأمنون منهم أن يسامحوا بالطلوع والهبوط في أموالهم وحصادها‬ ‫والنظر إليها والذي لا يؤمنوه صحيحا لا أننا لأنا منه لعدواة وبغض يكون‬ ‫في معزل‪.‬‬ ‫وفي نفسي وما أراه في الرؤيا في المنام أنهم الآن ما قصدهم‬ ‫الشر ولا الضر ولو لم أصنع لهم أمرا يقوم مقام الحساب لما عرفتك‪.‬‬ ‫وبنفسي عرفتك بما لا ضرر عليهم لا على هؤلاء ولا على هؤلاء‪ .‬ويترك‬ ‫المطالبة والدغانل في ما بينهم فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ‪" :‬‬ ‫من صبر على أذى جاره ملكه الله ولاية داره " ‪ 0‬ومن صبر ملك والدنيا‬ ‫دول والله الله في الصلح في حالهم على ما عرفتك إن قبل منك ابذل‬ ‫مجهودك‘ وإن عجزت فلك العذر ‪ 0‬والآن أراه لك عذرا ولكن قربة وكرامة‬ ‫إن تقبلت{ ولو شقوا القلوب العبريون منا لما وجدوا فيها ساكنا وقاطنا إلا‬ ‫العبري‪ ،‬ويضيرنا أدنى ما يفرح به أعداؤهم لأننا صرنا حالنا واحد من‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫دهر الشيخ راشد بن مالك بعهود ومواثيق ‪.‬‬ ‫فالآن هم أحب الناس إلينا وأقربهم معناێ إن وجدونا كذلك في‬ ‫نفوسهم وإلا فهم في أنفسنا كذلك على كل حال‘ من محبكم وصغيركم‬ ‫ناصر بن جاعد‪ .‬عورّقني بما يكون بعد بذل الجهد عورفتك لا بعلم من هذا‬ ‫ولا من هذا الغريق إلا همة نفسي وذكر قلبي لم يزل فيكم ويذكركم‬ ‫ومتحير في إصلاح شانكم والسلام ‪.‬‬ ‫بيان ‪ :‬وعن غيره ‪:‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‪ 0‬إلى الشيخ الأجل الصفي الوفي الأخ‬ ‫العزيز خميس بن راشد بن سعيد العبري الكدمي سلمه الله وعافاه مما‬ ‫ابتلى به كثير من خلقه‘ أحباؤك وإخوانك بخير وعافية جعلك الله في خير‬ ‫إن شاء اللهؤ وبعد كتابك الشريف إلينا وصل بعد برهة من الزمان حتى‬ ‫ظننا أن حبل الاتصال مسه انبتار وانفصال‘ والحمد لله على كل حال‪ ،‬وقد‬ ‫فهم صغيراك وإخوانك من كتابك ما قدر الله لهم فهمه من فحواه‘ على‬ ‫قصور بصانرهم عن الإحاطة بجميع ما احتواه‪ ،‬مما أوردت لهم فيه شرحا‬ ‫ورمزا وإطالة ووجزا‪ ،.‬من معنى الفتنة الواقعة بإزانكم فذلك بقضاء الله‬ ‫وقدره الجاري على حكم مشينئته السابقة في عالم غيبه لا راد لقضانه ولا‬ ‫معقب لحكمه‘ يفعل بنا ما يشاء ويحكم فينا ما يريد‪ ،‬لا قدرة لأحدنا بنقص‬ ‫ولا مزيدؤ عما هو قد شاءه‘ فعله من الجاري على خلقه؛ ومن خلقه وقي‬ ‫خلقه{ كلا ولا محيدؤ بل على المؤمن إذا نزلت بقربه الفتن ملازمة سربه‬ ‫وقهر نفسه بزمام قلبه‪ .‬وتجانب التعاطي في مراعيه والتمطي في‬ ‫مساعيه‘ ويتقي الله بملازمة طاعته ‪.‬‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫فمن كانت منه هذه الخمس خصال وأخلص فيها لله فقد نجا‬ ‫ومهما عارضه المعترض عليه في أي مكان وفي أي وقت كان حيث كان‬ ‫في المكان المباح له القيام به والسعي فيه فعليه جهاده ما أمكنه وإلا‬ ‫فالمتاقاة له والمدافعة عن نفسه وماله بماله أو ما قدر عليه من احتياله‬ ‫الواسع له في دين خالقه بالدين‪ 0‬أو على رأي من آراء أهل الحق‪ 0‬وفيما‬ ‫ذكرته من الخطاب بمعنى المذاكرة والسؤال فنحن لم يحضرنا في وقتك‬ ‫هذا معنى يمكننا أن نقوله نظرآ ولا بقي بالقلوب حفظا عن أحد قد وجدناه‬ ‫أثرآ‪ ،‬لأن الأعراض التي تألبت علينا قد أثرت بالقلوب الخمراض© وذلك‬ ‫مما نرجوه أنه غير مخفي عليك كونه حتى نفسره لك وبالتلويح في هذا‬ ‫وغيره كفاية لمن من الله عليه بالهداية عن التصريح‪.‬‬ ‫عافياًا صافحاً عن‬ ‫عاذراًا مسامحا‬ ‫وكن شيخنا وأخانا ومحبنا‬ ‫صغيريك وإخوانك ولا تأمل ذلك من ترك الجواب الجفا بل هو من بلادة‬ ‫أثرت زهادة عن التخبط فيما لا علم لهم به وهو من محض الصفا لمن‬ ‫طلب الاصطفا؛ وعليك منا جزيل السلامش والتحية والإكرام‪ ،‬من الفقراء‬ ‫إلى الله تعالى إخوانك بشير بن محمد وعلي بن سليمان وخلفان بن محمد‬ ‫وناصر بن محمد وكافة الجماعة مع كاتب الذحرف عن الجميع الفقير‬ ‫الحقير الصغير عامر بن علي بن مسعود العبادي ‪.‬‬ ‫للشيخ علي بن ناصر ‪:‬‬ ‫وأوطاري‬ ‫وتكريمي‬ ‫بها عناني‬ ‫در القلاند من منظوم أشعار‬ ‫بفرد أمري وأطفي جذوة النار‬ ‫وكم أسة بها أزري وأشركها‬ ‫تهمي يداه قتذري سيب أمطار‬ ‫وكم خربت بحسناهاأخاكرم‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫يختاره فتراه خير مختار‬ ‫والعلم أفضل ما يعطى الفتى ومتى‬ ‫لو كان ينقد فيه ألف قنطار‬ ‫الواحد الباري‬ ‫به ينال رضاء‬ ‫ماذا يعادل في الدنيا فضيلة من‬ ‫وقد يجرك من ذل وإقتار‬ ‫وفي الدنا سلم في نيل كل منى‬ ‫ليلا بصبح وآصالا بأسحار‬ ‫فبادروا واطلبوا التعليم ثم صلوا‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫الذكر الحادي عشر ‪:‬‬ ‫أوله ذكر منازل القمر السعيدة للسفر وفيه دواء‬ ‫وفيه ما بجوز أخذه من ماء الآبار والأنهار‪.‬‬ ‫للحفظ‬ ‫وفي التيمم والصلاة مع الشدة‪ .‬وفيه في الدماء‬ ‫والفروج‪ .‬وفيه ذكر العثين و ضعيف الباه وسبب‬ ‫عللهم ودواؤهم‪ .‬وفيه علة الجذام ودواؤزها ووسمها‬ ‫أجارنا الله منها‬ ‫منازل القمر السعيدة للسفر ‪,‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬قصدت يوما إلى السفر‘ وشاورت الأهل ومن‬ ‫حضرا فقال لي صاحبي‪ :‬انظر إلى منازل القمر التي هي سعيدة لسفر البر‬ ‫والبحرش فاولها الشرطان والهقعة والنثرة العوا والنعايم وسعد السعود‬ ‫وبطن الحوت والفرع المؤخر فلما سمعت كلامه عمدت إلى () أخذ الزاد‬ ‫وقلت أين الدليل والصاحب الذي هو من أهل الرشاد؟‪ ،‬قال رجل‪ :‬أنا‬ ‫صاحبك إن كان سفرك لزيارة العباد والزهاد‪ .‬ثأمقام إخواننا في تشييعنا‬ ‫ومن حضر في البلاد حتى خرجنا إلى الصحراء فوادعنا أصحابنا ؛ وقلنا ‪:‬‬ ‫اللهم أنت الصاحب في السفر ‪ 0‬والخليفة في الأهل والمال والولد ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وصفة دواء للحفظ‬ ‫قلت لذ ي الغبراء في طريقنا ‪ :‬إني بليت بالنسيان فهل معك شيء‬ ‫هندي وفلفل أبيض ولبان‬ ‫من الدواء للحفظ ؟ فقال‪ :‬خذ مرمكي وسعد‬ ‫(‪ )١‬في الاصل ‪ :‬على‪. ‎‬‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫وزعفران أجزاء بالسوية ثم يخلط بعسل النحل ويضرب على النار‪ ،‬ويؤكل‬ ‫منه كل يوم بقدر مثقال من قبل أن يأكل شينا ولا ياكل شينا بعده حتى‬ ‫تمضي عليه في معدته ساعة‪.‬‬ ‫ما يجوز أخذه من مياه الآبار والأنهار‪:‬‬ ‫فقلت له ‪:‬بين لنا يا ذا الغبراء مما يجوز لنا أخذه من الموارد‬ ‫والآبار والأنهار؟‪ .‬فقال ‪:‬أما الموارد المعروفة بالطرق فلا تسأل عن‬ ‫طهارتها ولا عن نجاستها وخذ منها ما أردت لحاجتك للطهارة والوضوء‬ ‫ولعمل الطعام‪ ،‬وكذلك الأنهار استق منها إلا إذا كانت مغتصبة وأما الآبار‬ ‫فاستق منها بدلوك لما تريد وأما بدلاء أرباب البير أو مما طلعوه بالزجر‬ ‫فلا يجوز إلا برأيهم أو بإذن الزاجر‪ ،‬وأما إذا كانت مغتصبة فلا تستقي‬ ‫منها‪ ،‬والتيمم أولى عن مائها إذا لم تجد غيرهاێ وكذلك إن وجدت ماء‬ ‫نجسا أو كان منتنا ولو كان غزيرا أو كان الماء جاريا ولم تطقه الكبد حتى‬ ‫لو كان ماء البحر ولم تقبله النفس ولم يستطع على الوضوء منه فالصعيد‬ ‫جائز للتيمم مع وجود ذلك‪.‬‬ ‫بعض أحكام التيمم والصلاة وآداب الألفة ‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬فإن أدركنا العدو وحضرت الصلاة ولم نقدر على الوضوء‬ ‫ولا على التيمم بالتراب كيف الرأي؟‪ 0‬قال‪ :‬إن قدرت أن تومئ بكفك في‬ ‫الهواء وتنوي التيمم فذلك حسن وإن لم تقدر فاقرأ () التيمم بقلبك‬ ‫وأحرم وأنت مقبل بوجهك إلى القبلة‪ .‬واقرأ الصلاة إن قدرت وإلا فكبر‬ ‫خمس تكبيرات لحضور كل صلاة ولصلاة عشاء الآخرة والوتر عشر‬ ‫(‪ )١‬المقصود بالقراءة هنا النية ‪ .‬أي ‪ ( :‬فاتو‪. ) ‎‬‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫تكبيرات على القول المعمول به أكثر‪ ،‬لا فرق بين هذا والمريض‪ 6‬ولا عذر‬ ‫لك عن ذلك إن خفت يذهب عليك وقت الصلاة‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وما الرأي إذا أراد الإنسان ألفة رجل وامتنع عن قربه ؟‪٠‬‏‬ ‫قال‪ :‬يقدم له العطية من الدراهم والأمتعة والكسوة له ولمن يعوله مرة بعد‬ ‫مرة قبل أن يسأل عن إرادته فإنه يلين له بعد اللقمةؤ أما ترى الطير‬ ‫والسباع والدواب تألفك باللقمة حتى تحل بها النقمة‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬كيف أرى الناس مختلفة ألوانهم وألسنتهم بالنطق‘ وما‬ ‫السبب لذلك؟‪ 0‬قال‪ :‬شرح هذا يطول من الكتاب وأما في بعض الصفات‬ ‫التي تكون في عامة أهل البلد فقد يكون في بعضها من إنتلافهم على‬ ‫الصفات من ذلك قد يكون بتغيير الهوية‬ ‫الشيء كالنطق في بعض‬ ‫والذروض بالطبانع الأربعة فانظر في هذا لعقلك وتفسير ذلك لا يستقصى‪.‬‬ ‫مسائل فايلدماء والديات والفروج‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬هل حفظت شينا من المسائل في الدماء والفروج حاوية‬ ‫من الأخبار جامعة من الأحكام لتحدثنا بها في طريقنا؟‪ ،‬قال ذو الغبراء‪:‬‬ ‫أخبرني بمثل هذا أحد الأخوان عن رجل سافر هو وزوجته إلى بلد‬ ‫السلطان فلما وصل دار الملك أمر له ببيت في البلد ليسكنا فيه فأقاما فيها‪.‬‬ ‫ثم أقبلت قوم وهجمت على البلد ظما وصح بين الفريقين القتل والجراح‪.‬‬ ‫وخرج الرجل الغريب جاذب سيفه ليقاتل مع أهل البلد المعتدين‬ ‫عليه فوجد رجلا وحسبه من المعتدين فكر عليه بسيفه فلما رآه الرجل‬ ‫مقبلا عليه نادى يا آل فلان اجنبوني لهذا الرجل المعتدي على فقتله حين‬ ‫استغاث بعشيرته ثم صح أنه من أهل البلد لا من المعتدين وكان الرجل‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫الذي قتل معه ابن فرفع سيفه على قاتل أبيه فقطع حاجبيهش فصاح من‬ ‫حضر معهم‪ :‬ضيف الأمير ضرب‪.‬‬ ‫فجاء الأمير وخدمه مسرعين فرأى ضيفه يسيل دمه على جنبه‬ ‫وحملوه وقبض ابن المقتولؤ وكان المقتول معه ابنة فسمعت بقتل أبيها‬ ‫فنسرعت إلى زوجة الغريب فقطعت تديها اليمين وقطعت حلمة ثديها‬ ‫اليسار وبركت في بطنها حتى طاح جنينها يصيح ومات الجنين في يومه‪.‬‬ ‫فسمع السلطان بما جرى على زوجة الغريب فحضر الناس‬ ‫وسألهم‪ ،‬فقالوا يحضر الحاكم والخصمين ويحكم بينهم فحضرهم السلطان‬ ‫في مجلسه وسال الحاكم أولاد المقتول وسأل الحاضرون فشهدوا بما‬ ‫عندهم صدقا لا زورا‪.‬‬ ‫فقال الحاكم‪ :‬اسمع أيها الأمير إن المقتول دمه هدر لأن النداء يا‬ ‫آل فلان في الاستعانة عند الثانرة لا يجوز ويهدر دم من قتل على ذلك‪،‬‬ ‫هكذا وجدناه في الأثر عن أهل العلم والبصر وأما الغريب فله دية تامة‬ ‫بذهاب حاجبيه وأحكم بالدية تامة على ابنة المقتول للجنين الميت بعد‬ ‫الحياة وأحكم عليها بنصف دية امرأة لثدي المرأة وهي ربع دية الرجل‪،‬‬ ‫وأحكم بذهاب حلمة تديها الثاني بعشر دية الرجل‘ ولو كانت ذاهبة حلمة‬ ‫عشر الدية له خلافا في هذه المسألة‘ ديات‬ ‫ندي الرجل لكان بنصف‬ ‫النساء أكتر عن دية الرجل‪ ،‬انظر في هذه القصة قد ذهب مالهما وأبوهما‬ ‫في حكم واحد‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء لصاحبه ‪ :‬لعلك تبين لنا صفة الديات والطرح من‬ ‫النطفة إلى تمام الولد ؟ ‪.‬‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫فقال‪ :‬اسمع يا ذا الغبراء إن الديات كثيرة فأنبنك أولا عن شعر‬ ‫الرأس إذا نتف أو حلق ولم ينبت فله دية كاملة‪ .‬وكذلك الحاجبان إن ذهبا‬ ‫بلحمهما فلهما دية كاملة ومثلهما العينان دية‪ .‬وذهاب الأذنين ديةإ وفي‬ ‫الشفتين دية‪ ،‬وفي اللسان دية‪ .‬وفي ذهاب الكلام ديةش وفي الأنف دية‬ ‫إذا نتفت أو‬ ‫ذهاب الضروس كلها دية‪ ،‬وكذلك ذهاب شعر اللحية دية‬ ‫وفي‬ ‫وفي اليدين‬ ‫ولم تنبت إلى سنةؤ وفي ذهاب الأصابع العشرين ديةش‬ ‫قلعت‬ ‫الجماع فله‬ ‫وإن كسر الصلب وجبر منحنيا فله دية‪ .‬وإن ذهب منه‬ ‫دية‪،‬‬ ‫من المرأة‪.‬‬ ‫وفي تديين المرأة إن ذهب اللبن دية‪ .‬وإن امتنع الحمل‬ ‫دية‪،‬‬ ‫أن لو صح أنه من فعل فاعل بصحة يقوم فيها الحجة بشرع الله ولكني‬ ‫أرى صحة ذلك شبيهة بالمتعذر وجودها لأن ذلك من علم الغيب‪ ،‬وإن‬ ‫ذهب العقل فدية‪ ،‬وفي الجنين دية‪ .‬وفي قطع الذكر دية‪ .‬وفي قطع الحشفة‬ ‫دية‪ .‬وفي البيضتين دية‪ ،‬وفي اختلاط القبل والدبر دية‪ .‬وفي الرجلين دية‪.‬‬ ‫وإذا لم يملك بوله دية‪ ،‬وذلك إذا لم يقدر على الغائط دية‪.‬‬ ‫ومن وطئ زوجته وهي صبية فماتت فلها دية إذا كانت ممن لا‬ ‫تطيق الوطئ وكانت بحال ممن يقتلها الوطئ‪ ،‬وأما إن كانت بالغا كانت‬ ‫ثيبا أو بكرا فعلى قول لا شيء لهاا هذا المذكور في جامع ابن جعفر‬ ‫منقول‪.‬‬ ‫وإن استرشده أحد في الطريق فلم يرشده أو استسقاه فلم يسقه أو‬ ‫أراد منه الإطعام فلم يطعمه وهو قادر ومات فعليه دية‪ ،‬أو كان سمع صبيا‬ ‫يصيح فوق شجرة أو هجم عليه شيء من الدواب وهو قادر على إعانته‬ ‫ولم ينقذه فعليه دية‪.‬‬ ‫`‪٢٧‬‬ ‫ومن وجد رجلا يطا زوجته فله قتلهما جميعا في كل مكان إذا رأى‬ ‫الجماعؤ وأما إذا رأى الرجل لازقا في بطن زوجته ولم ينظر جماعا فله‬ ‫قتل الرجل وأما المرأة فلا يجوز قتلها حتى يرى الجماع‪ ،‬والناكح للرجال‬ ‫والدواب يقتل‪ 0‬والمنكوح من الرجال يقتل أو يهدف من جبل‪.‬‬ ‫والمرأة إن أوطت نفسها الدواب إن كانت محصنة رجمت وإن‬ ‫كانت بكرا جلدت‘ ومن فزع صبيا فخرج منه البول فله عشرة دراهم من‬ ‫فزعته منه إذا تبين أنه من قبل ذلك‘ وإن خرج منه الغانط فله عشرون‬ ‫درهماێ‪ .‬ومن ضرب امراة أو أفزعها فألقت جنينها حيا ثم مات فعليه دية‬ ‫وإن خرج ميتا ففيه غرة‪ ،‬فإن كان ذكرا فستمانة درهم‪ ،‬وإن كانت أنتى‬ ‫فتلاثمانة درهم‪ .‬فإن طرحت مضغة فتسعون درهما‪ ،‬وإن طرحت علقة‬ ‫فمانة وثمانون درهما‪ ،‬وإذا كان تام الخلقة ولم يستبن أنه ذكر أو أنثى‬ ‫فذلك أربعمانة وخمسون درهماء فإذا استبان خلقه فللذكر ستمانة درهم‬ ‫وللأنثى ثلاثمانة درهم وإن خرج حيا ثم مات فدية كاملة‪.‬‬ ‫وأما اللطمة إذا أثرت فلها بعير‪ ،‬وإن لم تؤثر فلها نصف بعير‪.‬‬ ‫والفقدة والكسعة للمؤثر عشرة دراهم‪ ،‬والوجية مثل ذلك‪ ،‬والوجه في هذا‬ ‫عن سانر البدن‪ ،‬وأول الجروح الدامية والباضعة واللاحمة‬ ‫مضاعف‬ ‫والسمحاق والموضحة والهاشمة والمأمومة‪ ،‬فللدامية بعيرؤ وللباضعة‬ ‫بعيرين‪ ،‬وللاحمة ثلاثة أبعرة‘ وللهاشمة عشر من الإبل وللمأمومة تلاتة‬ ‫وثلاثون بعير وثلث بعير وهو تلث الدية‪ ،‬وإن أردت توضيحه فاطلبه من‬ ‫الأثر‪.‬‬ ‫وفصول الدية من الإبل مائة ومن البقر مانتان ومن الجعد ألفان‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫ومن الدراهم اثني عشر ألف درهم‪ ،‬والمقتول دون ماله ولو على نعله‬ ‫فهو شهيد ‪ 0‬والخطأ أن يريد الرجل الشيء فيصيب غيره ‪ 0‬فهي دية على‬ ‫العشيرة ‪.‬‬ ‫وأما القسامة فقد عملت بها أنمة العدل‪ ،‬ومن ذلك أن يوجد الرجل‬ ‫قتيلا بين القريتين وبين الحيين أو في القرية ولا يدرى من قتله‪ ،‬وأما‬ ‫القريتان والحيان فإنه يلزم ديته أقرب القريتين والحيين إليه‪ ،‬وينظر من‬ ‫أهل الصلاح منهم خمسون رجلا فيحلفون بالله ما قتلنا ولا علمنا له قاتلا‬ ‫فإذا حلفوا قسمت الدية على أهل القرية من حلف ومن لم يحلف كمن نكل‬ ‫عن اليمين أدى الدية كاملة‪ ،‬وليس لعبد قتل في قرية لا يدرى من قتله دية‬ ‫إلا أن يعرف من قتله فيؤخذ به‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫وذكرت لي تريد قصة في حكم الفروج؛ فقد حكي لي أن امرأة‬ ‫تزوجت صبيا فدخل عليها وبعد دخوله بتسعة أشهر ولدت المرأة‪ ،‬ثم‬ ‫مكثت سنتين وجاءت بولد آخر‪ .‬تم مات زوجها الصبي من قبل أن يبلغ‬ ‫الحلم‘ فتربصت المرأة أربعة أشهر وعشرا‪ ،‬فحازت المال جميعه لها‬ ‫ولأولادها‪ ،‬وأرادت أن تتزوج‪ ،‬وجاءت إلى الحاكم ليقسم المال بينها وبين‬ ‫أولادها وأرادت صداقها‪.‬‬ ‫فقال الحاكم‪ :‬هل عندك أوراقا؟إ فقالت‪ :‬حقي ألف درهم ولم يكن‬ ‫لي أوراقا لأن زوجي صبيا‪ ،‬ولم يكتب عليه أحد من الكتاب فقال لها‪:‬‬ ‫ومن أقرب عليه زوجك؟‪ ،‬فقالت‪ :‬ليس له عصبات ولا أرحام ولا من ذوي‬ ‫السهام إلا أنا وأولادي‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬مال الهالك لبيت المال‪ ،‬وما أكلتيه فارجعيه إلى إمام‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫المسلمين‘ وليس أرى للصبي أولاد لأن الأولاد من الماء الداقق والصبي‬ ‫ليس يخرج منه ماء‪ 0،‬وأولادك ليس من الصبي‘ ويلزمك التعزير قد صنعت‬ ‫شينا فيه ريبةش‪ .‬فهذه القصة فرق بينها وبين القصة المرأة التي معها‬ ‫زوج‪ ،‬واغتصبها رجل على زوجها وأتت منه أولادا‪ ،‬قيل ليس هم بأولاده‪.‬‬ ‫ولا على المرأة جزاء‪ ،‬ولا يرثوهؤ وقيل لأن الولد للفراش وللعاهر الحجر‪.‬‬ ‫وكل من أقر بولد من امرأة ولها زوج حتى لو كان الزوج صبيا فلا‬ ‫يصح إقرار الزاني بالأولاد في هذا الموضعك وأما إذا لم يكن للمرأة زوج‬ ‫وأقر به إنسان أنه ولده من زنا‪ ،‬ففيه قولان أنه ولده ويرثه وقول لا‪ ،‬والله‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫على‬ ‫وأما الرجل المقطوع ذكره والذي لا يقدر على الجماع ودخل‬ ‫المرأة وسافر ‪ .)( .......‬وأتين بأولاد ‪ 0‬فأولادهن لأزواجهن المذكورين ه‬ ‫وإن مات الزوج فلها الميراث والصداق وعليهن العدة‪ .‬وكذلك الذي طلق‬ ‫زوجته وأتت بولد بعد الطلاق إلى سنتين فالولد ولده‘ وأما الرتقاء فإن‬ ‫مات زوجها فلها منه الميراث وليس لها الصداق‘ وإن أراد أن يطلقها فلا‬ ‫لها صداق ولو نظر ولمس ‪.‬‬ ‫وأما الرتقاء إن تزوجت ولم يعلم بها الزوج فإنها تؤجل سنة‬ ‫لتصلح نفسها فإن لم تصلح فيطلقها زوجها ولا عليه صداق لها؛ لأن‬ ‫الأمر في الاعتضال منها‪ .‬ومن كشفت عورتها لطبيب لينظر أمرها فجائز‬ ‫لها ذلك وهذه ضرورة‘ قإن كانت السدة من الالتصاق فيشق ذلك الالتصاق‬ ‫شقا بالطول بالآلة التي يقطع بها البواسير والنواصير بموضع عريض‬ ‫في الاصل ‪.‬‬ ‫‏) ‪ )١‬هنا نقص‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫فإن كانت عن لحم نابت فينبغي أن يعلق ذلك اللحم بصنارة في الوسط‘‬ ‫وكذلك إن كان صفاقا فتقرب فيه الصنارة وتمد وتقطع بالمبضعك ثم يلقى‬ ‫على الجرح الأدوية القاطعة للدم والأدوية المخففة من غير لذع‪ ،‬ثم‬ ‫بالمراهم التي تلنم اللحم مثل الشحم والسمن والحل من كل واحد جزء ثم‬ ‫يذاب على النار فإنه مرهم جيدؤ وأما الذي يقطع الدم كورق الجوز‬ ‫المدقوق يذر على الجرح ومثل الشب والعفص وثمرة الطرفا مجموعة أو‬ ‫فرادى‪.‬‬ ‫وأما العنين إذا أقر أنه لم ينكح امرأته وأنكرت هي فلا يصدق‬ ‫قوله‪ .‬وإن أقرت هي أنه لم ينكحها وأنكر هو فلا تصدق عليه‘ وإن‬ ‫اشتكت مع الحاكم فيعطيه الحاكم أجل سنة فان صلح نفسه وإلا أجبره على‬ ‫الطلاق وتسليم الصداق العاجل والآجلؤ فقد وجب عليه بالنظر والمس‬ ‫وجاء الأمر منه‪ ،‬وأما إن كانت مطلقة ثلاثا وفارقها العنين أو المجبوب أو‬ ‫ماتا وورثتهما فلا تحل لمطلقها بذلك‘ وأما إذا أتت بأولاد منهما فإنها تحل‬ ‫له في حكم الظاهر‘ وفيما بينهما وبين الله فلا تحل له؛ حتى قيل أنها إذا‬ ‫تزوجت وتعاهدا هي والرجل على أن يطلقها حتى تحل لزوجها فإنها إ‬ ‫تحل للذي طلقها ولا للرجل الذي معها‪ .‬وكذلك الذي أوعد امرأة ليأخذها‬ ‫وهي في رقبة رجل أو كانت في عدة من رجل وتعاهدا على العمد فإنها لإ‬ ‫تحل للذي عاهدها إلى يوم القيامة هكذا وجدتها في آثار المسلمين وكذلك‬ ‫الذي خرجت منه بحرمة أو بسفاح فإنها لا تحل له أبدا‪.‬‬ ‫وقد حكي لنا عن رجل من العباد تزوج امرأة وولدت له أولادا‬ ‫فكشف ا‬ ‫لعابد كتابا وقرأ فيه أنه يحرم من الرضاع كما يحرم من النسب‪.‬‬ ‫‪٢٨٠‬‬ ‫فلما سمعت امرأته بهذه المسألة قالت له‪ :‬ما تقول أنا عندي أم من‬ ‫الرضاعة وأسمها فلانة بنت فلان ولي إخوة وأخوات‘ ففكر الرجل في‬ ‫نفسه حتى تذكر في قلبه أته فجر في صباه بالمرأة التي أرضعت زوجته‪،‬‬ ‫نم قال لها‪ :‬فهل عندك صحة؟‪ ،‬فقالت‪ :‬نعم فحضرت له الشهادة المقبولة‬ ‫في الشرع فحرمت عليه امرأته سرا‪ .‬وهذا لا يجوز أن يظهره للناس‪.‬‬ ‫فأخبر بقصته امرأته سرا ثم أحضر شهودا فأاصدقها عاجلها‬ ‫وآجلها إلا درهما واحدا افتدت به‪ ،‬وطلقها ثلاثا والناس قد ظنوا في المرأة‬ ‫ظنا ضعيفاً‘ فلما اعتدت من ثلاث حيض وحلت للأزواج‪ .‬قال المطلق‬ ‫لصديق‪ :‬اخطب هذه المرأة وأنه لا عيب فيها وأخصك بها‪ ،‬فأخذها صديقه‬ ‫وسألها عن سبب طلاقها فأخبرته‘ وقال الزوج للمطلق‪ :‬سألت زوجتي‬ ‫عن كذا وكذا أهو صحيح أم لا؟‪ .‬قال‪ :‬لعله يكون صحيح بالتلويح لا‬ ‫بالتصريح‪.‬‬ ‫العنين وضعيف الباه وسبب عللهم ودواؤ هم ‪:‬‬ ‫وهاك قصة في تفسير العنين وذهاب الجماع وضعفه؛ مما حكى لي‬ ‫عن بعض الاطباء قد سأله رجل عن الإلجاج في الباه قال‪ :‬هو من الحرارة‬ ‫الغريزية وبطبعها الاعتدال الطبيعية وخاصة الأبدان النحيفة والأمزاج‬ ‫اليابسة الذين عروقهم ضيقة ودماؤهم نزرة قليلة‪ ،‬وأما الذين عروقهم مع‬ ‫قلة اللحم واسعة ودماؤهم غزيرة كانت المضرة لهم أقل‪.‬‬ ‫وأما الأبدان الباردة اليابسة فلحومهم مائلة إلى البياض والخضرة‬ ‫وجلودهم لينة‪ .‬وعروقهم ضيقة‘ ودماؤهم قليلة غليظةؤ ومنيهم قليل‬ ‫رقيق‪ ،‬ومطلبهم للجماع قليل‪ ،‬ودواؤهم خبز السميد وهو ما يتخذ من لباب‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫الحنطة المنقى المغسولة ولحم الحملان والزلابية والعسل والسكر الفانيد‪.‬‬ ‫وأما الأبدان الحارة اليابسة فألوانهم إلى السمرة والحمرة الواسعة‬ ‫والأذناب الكثيرة‬ ‫الغليظة والأعصاب‬ ‫العروق كثيرة الدم‘ والمفاصل‬ ‫الشعور‪ .‬وشهوتهم للجماع كثيرة‪ ،‬ومنيهم قليل غليظ فدواؤهم بالأغذية‬ ‫الرطبة والبقول والفواكه والبطيخ والسمك الطري واللبن الحليب والبيض‬ ‫وبأكل الرضعان والسكر الطبرزد والطعام المتخذ من اللبن والسكر والتمر‬ ‫المنقوع في الحليب‪.‬‬ ‫وأما الأبدان الباردة الرطبة فأبدانهم سمينة شحيمة‘؛ وجلودهم‬ ‫ولحومهم لينة‪ .‬ومفاصلهم خفية‘ وعروقهم قليلة الدم وألوانهم بيض‬ ‫عاجية أو جصية ومنيهم كثير ورقيق وشهوتهم للجماع قليلة‪ .‬فياكل‬ ‫المربيات المسخنة مثل الزنجبيل والفلفل والسكر والمقويات لهذا العمل‬ ‫موجودة في الكتب‪.‬‬ ‫وأما الأبدان الحارة الرطبة فألوانهم بيض مشوبة بحمرة خصيبة‬ ‫باللحم واسعة العروق كثيرة الدم ومنيهم غزير معتدل في الرقة والغلظ‬ ‫وأقواهم للجماع من كان في أساقل بدنه شعر كثير مما يلي العانة‬ ‫والفخذين فهذا ما أقل يضرهم الجماع ودواؤهم مما يقوي القلب والكبد‬ ‫من المعجونات مثل المفرح والإطريفل الكبير والدزاء المعمول بلسان‬ ‫النور والكزبرة اليابسة والمصطكي ‪.‬‬ ‫وأما من برد بدنه بعد الجماع فليستحم في الماء الحار‪ .‬ومن‬ ‫سخن والتهب ففي الماء الباردى ومن كان يابس المزاج فليتخذ الجماع في‬ ‫الزمان الحار‘ وصاحب المزاج الحار فليتخذ في الزمان البارد وليقلل‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫الجماع في الصيف والخريف وفي أيام الوباء وفساد الهواء وفي‬ ‫الأمراض الباردة وجميع العلل التي تحل بالبدن إن لم يقلل من الجماع وإلا‬ ‫فزادت العلة ولا يشرب بعد الجماع ماء باردا‪.‬‬ ‫وأما العجز عن الجماع إما لضعف الانتشار وإما لقلة المني وإما‬ ‫لبرودة وجمودة وإما لوهم ورأي نفس‘ وأما ضعف الانتشار فظاهر بيين‪.‬‬ ‫وأما قلة المني فالانتشار يكون قويا والنطفة قليلة إذا خرجت‘ وإما برود‬ ‫المني وجموده فإن شهوة الجماع معها تبطل ويكون المني مع قلته غليظا‬ ‫عسر الخروج‪ ،‬فإن كان مع قلته سهل الخروج فإنه يكون لشدة الحرارة‬ ‫فان كان القضيب مسترخيا عن الانتشار وذهب حسه وحركته مهزول فإن‬ ‫فيه علة من نوع الفالج‪ ،‬قإن كان ذلك مولودا أو مزمنا جدا ودق القضيب‬ ‫وبهل فلا علاج له‪ .‬وكثير من هؤلاء من يمني ولا ينعظ وهو الذي تسميه‬ ‫الناس العنين‪ ،‬فأما ضعف الانتشار ولم يكن باطلا ساقطا ولكنه ينتشر في‬ ‫حالؤ فاعلم أن النفخ البخارية التي يكون انتشار القضيب قد قلت وقل‬ ‫المني‪.‬‬ ‫ومما يصلح للمحرورين الترنجيبن الحلال الأبيض ويطبخ بالحليب‬ ‫حتى يصير مثل العسل ويأكل منه كل يوم بقدر كياس على الريق‪ 0‬ومما‬ ‫ينفع الأمزاج الباردة فمعجون الليمون وصفته لوز وبدنق ونارجيل ولب‬ ‫الصنوبر وفستق وحب الفلفل وحب الزلم والحبة الخضراء بالسوية‬ ‫وزنجيبيل ودار فلفل ونار مشك من كل واحد ثلث جزء فانيد شجري مقدار‬ ‫ما يعجن به والشربة منه مثل البيضة غدوة ومتله عشية ‪.‬‬ ‫ولقوة الباه شرب لبن الضأن مع سكر البلوج ومرق الفراريج‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫والدجاج مع الأبازير الحارة وأكل الكزبرة والعسل عجيب وشم الأراييح‬ ‫الطيبة نحو العنبر والعود وماء الورد العجمي وحل الصندل والزباد كله‬ ‫هذا مما يحرك الشهوة للجماع‪.‬‬ ‫داء الجذام وسببه ودواؤه ‪:‬‬ ‫وسألتني عن الجذام وماسببه ؟ فأقول على ما وجدته أن الجذام‬ ‫على أربعة وجوه ضبعي وكوفي وحزازي وجذام‪.‬‬ ‫فعلامة الضبعي يابس الحلق والعين‪ ،‬أبح الكلام؛ يابس الفرج‪.‬‬ ‫ثقيل الكلام والسمع‪ .‬علاجه يحجم على أم رأسه سبع محاجم كلما قلعت‬ ‫محجمة طرحت أخرى حتى تستكمل السبعة‪ .‬ويحجم العذارين محجمين‬ ‫والونثيين محجمين ودبل الساقين محجمين وباطن الفخذين محجمين‪.‬‬ ‫وبعد ذلك يأخذ تلاثة أرغفة شعير وادهنهن بدهن الخروع واطلهن بعسل‬ ‫النحل وألقهن في الأرض حتى تقنص الذباب تلك الذرغفة وبعد فاهمرسهن‬ ‫في بعضهن البعض وأطعمهن الوجيع وهو لا يدري ثلاثة أيام على الريق‬ ‫ولا يأكل طعاما غيره‪ ،‬إلا أن يكون الحليب الطري ويبرد كل يوم في ماء‬ ‫جار مخشوف فيه ورق المركبة وورق الختف‪.‬‬ ‫اللحم بين الأصابع‬ ‫الأطراف ويسلب‬ ‫وأما الكوفي فهو يكف‬ ‫ويضعف الشعر في الحال ويصفر اللون غير اللون ويضعف عن كل‬ ‫ماؤها‬ ‫ويشرب‬ ‫أكل كل غداة أربعين لوماة صفراء‬ ‫علاجه؛‬ ‫شيء‪.‬‬ ‫وأربعين جزرة ويعرك بها جسده أربعين صباحا ويجتنب كل حلاوة‪.‬‬ ‫ويشرب عند النوم بول ناقة صفراء لم تلد‪ .‬وبعد ذلك يحتجم‪ ،‬ويشرب ما‬ ‫يسهل وينقي فإنه يبرأ بإذن الله تعالى‘ ومع أصحابنا لا يجوز شرب البول‪.‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫وأما الحزازي فإنه يغير البشرة‘ ويظهر الحزاز والوكح‘‪ ،‬ولا‬ ‫ينقص من حاله شيء في العاجل‪ ،‬وأصله المعدة اليابسة‪ ،‬علاجه؛ يشرب‬ ‫السليط المغلي فيه الصبر العراقي وأما سمن البقر والثوم ويغلى بالنار‬ ‫حتى يتهتك التوم ويشرب منه القليل ويعرك بالباقي في جسده سبعة أيام‪.‬‬ ‫ولا يمتنع عن طعام إلا طعام على طعام‪ ،‬ويمتنع من لحم البقر‪ ،‬وأما إذا‬ ‫كان قليلا في الجسد من الحزاز يحك جميعه بقطعة ملح حتى يرمي بالدم‬ ‫نم يطلى برماد بعر الغنم المعجون بقطران‘ ويستعمل شرب الحليب‬ ‫والعسل والسمن المنقص ويجتنب ما عدا ذلك‪.‬‬ ‫وأما الجذام فهي حمرة في الوجه‪ .‬واتساع في العين‘ وبياض‬ ‫وكمودة وبحوحة في الحلق مع الغنفة‘ وتآكل أطراف الأنذف‪ ،‬ونحول لحم‬ ‫الأصابع‘ وظهور الحزاز‘ وانتفاخ في الوجه‘ؤ ونتن الرانحة‪ .‬وحمرة‬ ‫الأطراف ووجهه يكون منتفخاً شبه الزق المنفوخ‘ ورقة شعر الحاجبين‪.‬‬ ‫وحكة في الجسد وانتشار السواد فيه‪ ،‬ولا يجاوز منه إلى ستة أشهر ثم‬ ‫يصعب© فينبغي أن يستفرغ الخلط السوداوي وقصد الودجين والأكحل۔‬ ‫ويفصد بين العينين وطرف الأنف وباطن العضدين‘ وبعد ذلك يحفر له‬ ‫حفيرة في الأرض ويوقد فيها نارا ويطرح فيها قضبان العشرق بورقه‬ ‫ويفرش عليه ثوب من ثوب وينام عليه صاحب العلة يعمل هذا ثلاتة أيام‪.‬‬ ‫ئم تأخذ السليط وربع ثوم بالعطار ويغلى فيه السليط ويشرب منه ما‬ ‫يستطيع والباقي يعرك به جسده ثلاثة اياما وجنبه الحلاوات‪ ،‬واسعطه‬ ‫مرارة الضبع واسقه بعدما يسهل وينقى وأطعمه العيش ا) الحار ثلاثة‬ ‫أيام‪ .‬وياكل اللحم ما سوى لحم البقر ‪.‬‬ ‫(‪ (١‬أ ي ‪ :‬الأرز‪. ‎‬‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫أو بفصد ويؤخذ له عسل النحل منزوع الرغوة وسمن البقر‬ ‫المنقص وتوم مقشر وصبر أخضر طري يسحق الثوم والصبر بعد وزنهما‬ ‫سواء سحقا ناعما ثم تعجنهما بالسمن والعسل ويطلع الجميع على النار‬ ‫حتى يسخن وتنزله وتعجنه عجنا ناعما وتستعمل أكله على الريق وعند‬ ‫النوم ما استطاع منه‘ والغداء لباب خمير الحنطة يعني النشاء ومرق‬ ‫الفراريج ولحمها والسمن والأرز المطبوخ بلحم الفراريج واللبن والسمن‬ ‫والعسل ويجتنب ما عدا ذلك فإنه يبرأ إن شاء الله تعالى‪ ،‬ويعاود المسهل‬ ‫كل أسبوع أو في الشهر مرتين أو مرة على قدر قوة الخص وضعفه‪.‬‬ ‫وقيل إذا أخذ السمن المنقص وعسل منزوع الرغوة أجزاء سواء واطلعا‬ ‫على النار‪ ،‬ثم حلب عليهما حليب البقر وشرب من تحت الضرع ويجتنب‬ ‫كل شيء سواه فهذا يقطع كل علة سوداويةؤ وأما الجذام من الصفراء‬ ‫والدم المحترق؛ يؤخذ مصطكى أربعة دراهم وشحم الحنظل أربعة دراهم‬ ‫وصبر مقدار الحمصةا ثم يجفف في الظل والشربة منه وزن أربعة دراهم‬ ‫ولا يمضغ مضغا بل يبلعه بلعً‪ ،‬فإن ذلك ينفعه‪.‬‬ ‫والذي يصلح له من المأكولات المخالفة للطبيعة كالأرز المطبوخ‬ ‫بسمن البقر‘ وقيل من أخذ سنامكي مع عروقه وأغصانه وورقه ويدق‬ ‫جيدآ ثم يؤخذ ماؤه مقدار الشربة ويطرح فيه وزن عشرة دراهم سكر‪.‬‬ ‫ويسقى منه سبعة أيام متواترة وبعد ذلك يأخذ عرق سنامكي وتدقه‬ ‫وتعجنه مع الخمر ويطلى به العليل‪.‬‬ ‫فاما من استحكمت فيه هذه العلة فليعالج بلحوم الأفاعي وصفته؛‬ ‫أن يؤخذ أفعى جبلية مائلة إلى البياض من مكان لا يكون فيه سبخة‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫ويكون بعيدا عن الماء‪ ،‬فإنها إن كاتت قي السبخة كان لحمها مالحا‬ ‫وأورث عطشا لا يروي منه الإنسان حتى يموت‘ؤ وإن أخذتها فاقطع‬ ‫رأسها وذنبها ويطرح كل ما في جوفها‪ ،‬فإن لم يخرج منها عند الذبح دم‬ ‫ولم تضطرب فارم بها فلا خير فيها! فإن خرج فاسلخها وتغسلها بالماء‬ ‫والملح وتطرحها في قدر وتطرح معه ملح وشب وقليل خولنجان وتصب‬ ‫فيه ماء وزيت قليل وحمص فإن طرح معها قدح كان أخفى لطعمها ويطبخ‬ ‫حتى تتهرى‘ ويغرف على خبز سميدي‘ ويؤمر ليحتسي بذلك المرق‬ ‫ويأكل من ذلك اللحم‪ ،‬فإن سدر وسقط فقد كفي‪ ،‬وإلا أعيد عليه ذلك إلى أن‬ ‫يسقط ويسدر وينتفخش وقد كفي حيننذ‪ ،‬ثم يتقشىر بدنه كله عن لحم رخض‬ ‫وينسلخ من جلده كما تنسلخ الحية‘ فإن من شأن لحوم الأفاعي أن تخرج‬ ‫فضلات البدن في الجلد والمسام‪ ،‬ولذلك تولد القمل الكثير في الأبدان التي‬ ‫فيها كيموس رديع‘ وكذلك لا ينبغي أن يأكل منها المجذوم إلا بعد التنقية‬ ‫النقاء التام بالفصد والإسهال‪.‬‬ ‫صفة البزرجلي النانب عن لحوم الأفاعي‪ ،‬أهليليج أسود وشيطرح‬ ‫من كل واحد عشرة دراهم ودار فلفل خمسة دراهم وبليش أبيض درهمين‬ ‫ونصف يدق ويلث بسمن البقر ويعجن بعسل والشربة مثقال إلى درهمين‬ ‫بعد تنقية البدن وينبغي أن يدهن الأنف والشفاه تم تشد جميعا شدا جيدا‬ ‫عند دق هذا الدواء لئلا يدخل من بخار البليش شيع فيها‪ ،‬قال جالينيوس‪:‬‬ ‫كل علة يحتاج فيها إلى قطع أو بط أو شرط أو كي أو غير ذلك مما يشبهه‬ ‫فيجب أن ينقى البدن من ذلك الخلط غاية التنقية ثم يستعمل ذلك‪.‬‬ ‫وذكر جالينيوس أن أفعى كانت ماتت في خمر وتهرأت فيه فشرب‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫منه مجذوم من غير ما يعرفه فتورم جسده وسقطت جلدته الظاهرة وبرأ‪.‬‬ ‫فمن هنالك عرف هذا العلاج‪ ،‬قال أهرن‪ :‬ينبغي أن ينقل المجذوم من البلد‬ ‫الذي هو به إلى بلد أسخن منه هواء من الجذام إنما يحدث في البلدان‬ ‫الباردة الفاسدة الهواء‪ 0‬وقال‪ :‬إن كل شيء يفسد المجذوم حتى النطفة لأن‬ ‫ولد المجذوم لا يسلم من الجذام‪ ،‬وينقل المجذوم إلى هواء حار رطب كثير‬ ‫المياه والمنابع والآجام وينبغي أن يصبر على العلاج فإنه ربما ليس له‬ ‫نفع ثم يظهر دقعه نفع عظيم‪.‬‬ ‫وأما القوباء في البدن؛ وهي خشونة مائلة إلى السواد وهي تجيء‬ ‫كالدرهم أو أصغر منه أو أكبر ومنه نوع فيه إلى الحمرة ومنه نوع فيه‬ ‫غيره مع بياض قليل وهو كالوكح وسبب ذلك سوداء أو بلغم مالح يغلب‬ ‫على الدم ودواؤه يأخذ مثقالين عرق الرشا اليابس بعد دقه ناعما وينخل‬ ‫بثوب رفيع وخذ مثقال ملح مدقوق يخلط الجميع ويشرب في ماء بارد‬ ‫فإنه يحل البلغم والسوداء وإذا حل مرتين أو ثلاث مرات فيشرب عليه‬ ‫سخين البر المطبوخ فيه لحم الدجاج وبعد هذه الشربة يأخذ تلاتة مثاقيل‬ ‫إهليليج اسود بعد دقه ناعما ويلقى في ماء الجبن عند عمله ويشرب‬ ‫الجميع يفعل ذلك سبعة أيام ويطلى بدنه بكبريت أصفر وزعفران بعد‬ ‫دقهما ناعما وعجنهما بخل حاذق وقليل ماء ورد ويفعل ذلك مقدار أربعين‬ ‫يوما ويكون طعامه عسل النحل منزوع الرغوة مع سمن البقر المنقص‬ ‫المحلوب عليه محض البقر بعد أن يسخنا على النار ويحلب عليه المحض‬ ‫ويشرب الجميع من بحر الضرع ويبقي منه قليلا يجعل فيه خبز البر‬ ‫المخمور ولا يأكل غير ذلك من الأطعمة ويجتنب الجماع يدمن على ذلك‬ ‫مقدار أربعين يوما يبرأ إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫وبعض من القوباء يكفي أن تحك حتى تدمي وتطلى بعصارة‬ ‫الخليلقا فإن لم يكف طلي بصمغ الطلح نقع بخل فإن لم يكف طلي بالسنا‬ ‫وإن لم يكف طلي بالثوم فإن لم يكف طلي بدهن الحنطة فإن لم يكف ببذر‬ ‫الفجل مع الخل‪ ،‬نافع إن شاء الله تعالى‪.‬‬ ‫قال محمد بن زكريا ‪ :‬إذا بدت الأعضاء لتسقط فلييأاس من برنئك‬ ‫قال‪ :‬وقد جربت الكي في الجذام فوجدته نافعا يبرؤه‪ ،‬وذلك أن يكشط جلد‬ ‫رأسه كشطة صلبية حتى ينتهي إلى العظم ثم يضع عليه مكاوي دقاقا غير‬ ‫بليغة الحما على العظم نفسه ثلاث كيات بعضها على بعض تم ضع عليه‬ ‫سمنا ولا تدعه يلتحم حتى يتقشر العظم عشر مرات قشرة بعد قشرة فإنه‬ ‫يبرأ‪ ،‬ولحم القنفذ نافع للجذام لأنه مقشر وإن شرب كل يوم من الإهليلج‬ ‫الأسود أربعة دراهم مع ماء الجبن في الخسبوع ثلاث مرات ويطلى بدنه‬ ‫بماء القرع مع الخل‪ ،‬فإنه نافع‪.‬‬ ‫ولكي الجذام يكوى المروري الذي لم يتقرح ولا انكسر أنفه من‬ ‫الجذام كية على أذنيه من كلا الحاجبين فوق الأذنين حيث لا ينبت الشعر‬ ‫ويكوى على عظم الوجنتين من كلا الشقين مما يلي العينين ويكوى على‬ ‫أطراف الأنف ويكوى على ظهر كل أصبع من اليدين والقدمين كية ويكوى‬ ‫فوق الحاجبين بإزانهما من الطرف إلى الطرف بمكوى رقيق الرأس يكون‬ ‫بين الكي والكي قدر أصبع وتتوقى إحراق العصب ويكوى على المرفقين‬ ‫والمنكبين وتحت الكعبين وعلى رأس المفاصل كلها وكلما أكثر لصاحب‬ ‫على‬ ‫هذا الداء الكي كان أنفع له ولا تحد الكي فإنه يضره‘؛ ويكوى‬ ‫النقرتين تحت يمين الرقبين وكيتين في كل رجل وكذلك من فوق الركبتين‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫وكيتين فوق التديين وفي البطن وكية في العنق عددها اثنان وأربعون كية‬ ‫بالقيراط خاصة صورته متربع ويداه على صدره وصورة الحديدة هكذا‪.‬‬ ‫قال الفقير لله ‪ :‬لما سمعت هذه القصص قصرت علينا الطريق‬ ‫ووصلنا البلد التي قصدناها‪ ،‬فينبغي للصاحب أن يكون كمتل هذا الذي‬ ‫استفدنا منه لإصلاح ديننا ودنياناى والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد‬ ‫الأنبياء وعلى آله وأصحابه الأصفياء ‪.‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫الذكر الثاني عشر ‪:‬‬ ‫أوله توبيخ والثاني في ذكر الحلال والحرام‪ ،‬وفيما‬ ‫ينقض الصيام وتر غيب القيام" وفيه مما يعين من‬ ‫الطيب على صلاح الأجسام وكفاف شهوة النفس عن‬ ‫الحرام‪ ،‬وفيه دلائل من الفلك لمن طلب النكاح‪ ،‬وفي‬ ‫ليلة القدر وفيه دلائل لبلوغ المراد‪ ،‬وآخره بذكر‬ ‫الجنة وما فيها والحور العين‬ ‫توبيخ النفس ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬خرجت يوما من العمران‪ ،‬أنظر هلال شهر رمضان‬ ‫ونظرت في شماريخ الجبل رجلا متزي بزي الرهبان قد فرضوا له درهما‬ ‫أهل الأوطان ‪ ،‬لينظر لهم هلال سيد الشهور والأزمان‘ فلما رآني اتحداني‬ ‫فقال‪ :‬ادن عني‘ ولست أنت من أصحابي ‘ لأن من أصر على الصغائر‬ ‫ارتكب الكبائر‪ .‬ومن ظلم الفتيل حمل نقسه الكثير ومن عصى الرحمن‬ ‫فقد أطاع الشيطان ‪ 0‬ومن زاغ عن الإيمان فمثله كمن يعبد الذوثان‪ ،‬ومن‬ ‫تجبر على الأهل والأولاد والإخوان‪ ،‬فوزره كمن تجبر على أهل الأرض‬ ‫من جميع البلدان ‪.‬‬ ‫ومن أعان معتديا على ظلمه بكلمة أو بمدة فهو شريك له في‬ ‫الضمان‪ ،‬ومن أحب قوما على ظلمهم فعليه الوزر كمثلهم‪ ،‬ولا يعرف من‬ ‫الناس الأمين إلا أن يكون للمسلمين عوين‘ فقلت له‪ :‬مهلا مهلا أنا أخوك‬ ‫وأسر حالك وأطلب الصديق والشفيق‪ ،‬والرفيق في الطريق‘ والهادي إلى‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫الرشد والتحقيق فقال‪ :‬الحمد لله الذي هدانا وجمع شملنا وجعلنا شهداء‬ ‫للناس لعيد فطرنا والأجرة لنظر الهلال المقيد بيننا حتى تتم بذلك شهادتناء‬ ‫إن علمتني في الحلال والحرام؛ وفي ما ينقض الصيام؛ والفرض والقيام‪.‬‬ ‫ومما يعين على صلاح الأجسام؛ وعن كفاف شهوة النفس من الحرام‪.‬‬ ‫فهذا أريد إن تفضلت به علي‪ ،‬فأصاحبك في اليقظة والمنام ‪.‬‬ ‫تم نظر الهلال وقال لي‪ :‬اتل اسم ربك ذي الجلال والإكرام‪ ،‬وقل‪:‬‬ ‫الله أكبر الله أكبر الله أكبر‪ ،‬ربي وربك الله‘ لا إله إلا هو خالق النور ومالك‬ ‫الأمورؤ فسبحان من فضتلك على الشهور وأجرى عليك الدهور وجعلك‬ ‫آية للأنام؛ ومصباحا للظلام‪ ،‬اللهم كما رزقتنا رؤيته فارزقنا بركته‪ .‬وكما‬ ‫بلغتنا غرة هذا الشهر الجديد فبلغنا النعماء والمزيد‪ .‬اللهم لقنا في مفتتحه‬ ‫سعدا‪ ،‬ولقنا في آخره خيراً‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين والصلاة والسلام‬ ‫على سيدنا محمد المصطفى الأمين ‪.‬‬ ‫أحكام الصيام ‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬وإن لم ينظر الهلال أهل البلدان‪ .‬ومن قبل غيم في‬ ‫السماء أو كان صحوا ما الأحسن لهم؟‪ 0‬قال‪ :‬كل بلد وهلالها وقال بعض‬ ‫المسلمين في يوم الشك أن ينتظروا المسلمين إلى ضحوة النهار فإن لم‬ ‫تصل إليهم أخبار برؤية الهلال فالاأحسن أن يأكلوا ذلك اليومى ومتى صح‬ ‫لهم الخبر بالرؤية من قول الثقة أو من قول امرأتين عدلتين فالمامور به‬ ‫أن يمسكوا عن الأكل‪ ،‬وكذلك المسافر إن رجع إلى وطنه في يومه فليمسك‬ ‫في بقية يومه‘ وكذلك إن طهرت الحانض والنفساء والتانب من الشرك‬ ‫والبالغ في اليوم والسقيم إن أفاق فعليهم ان يمسكوا ولا يعتدوا بذلك اليوم‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫من أيام شهر رمضان بل عليهم بدلها‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬ومن () الذي يجوز لهم الإفطار نهارا في رمضان؟چ قال‪:‬‬ ‫يجوز للمرأة إذا حاضت أو ولدت وللسقيم والذي تنزل به علة العاسوف‬ ‫والحامل والمرضعة في الحر الشديد إن خافت أن تطرح ولدها أو كانت‬ ‫مرضعة وخافت عن ولدها يهلك والذي يصيبه العطش وخاف على النفس‬ ‫فله أن يشرب بقدر ما يحيي به جسمه عن الهلاك ثم يمسك‘ ويجوز‬ ‫الإفطار في يوم الثلاثين من رمضان إذا صح الخبر بقول العدول أن أهل‬ ‫الأمصار الذين يتقون بهم أنهم معتدون‪ ،‬فلا يجوز الصيام في تلك اليوم إذا‬ ‫قامت عليهم الحجة‪ .‬وكل بلد وهلالها إذا تكاثر النظر بالرؤية له وأما في‬ ‫يوم الثلاثين إذا جاء الخبر من قول العامة فلا يفطر الناس من قولهم إلا‬ ‫أن يأتوا الخبر العدول‪ ،‬ومن لم يقتف بسيرة المسلمين فقد ضل عن طريق‬ ‫المرسلين‪.‬‬ ‫ومن شرانع الإسلام وما فرض الله من الصيام وهو شهر رمضان‬ ‫الذي أنزل فيه القرآن وأكرم الله به أهل الإيمان‘ وجعله سببا للغفران‬ ‫والرضوان‘ فاجزل فيه القسمؤ وفضل به أمة محمد (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) على جميع الامم فليله نور‪ ،‬ونهاره طهور وصائمه مأجور وله‬ ‫رحمة الله عند السحور وقد رضي الله عند الفطور وفيه تفتح الأبواب‪،‬‬ ‫ويضاعف التواب‘ والدعاء فيه مجاب‘ قطوبى لمن كان له متأملا‪ ،‬وإلى‬ ‫إيمانه مستعجلا‪ ،‬وفيه إلى الله راغب متوسلا‪ ،‬فأول ليلة منه تفتح أبواب‬ ‫الجنان‪ ،‬وتغلق أبواب النيران وتغل مردة الشياطين‪ ،‬وقيل للصانم فرحتان‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬ما‪. ‎‬‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫فرحة عند إفطاره وفرحة يوم يلقى ربه ‪.‬‬ ‫دلائل من الفلك لمن طلب الزواج‪:‬‬ ‫ثم قال‪ :‬وسألتني عن كفاف شهوتك عن الحرام فإنه يكفيك إن‬ ‫داومت الصيام فإطالته يكسر النفس وينحل الأجسام وإن كنت تريد من‬ ‫النساء الحلال وكان في يدك شيء من الأموال فالتمس مع الناس المرأة‬ ‫البالغة الحلم الموافقة لك بالحساب والنجوم‪.‬‬ ‫اعلم إن أردت تسير للخطبة فاجعل رب الطالع والقمر ينظران إلى‬ ‫الزهرة في يوم سعيدة فإن وفق الله لك ورضيت بك هي وأولياؤها فقل‬ ‫لوليها يأمر أحد أن يزوجك بها يكون بصيرا عالما فقيها فصيحا فإذا أمر‬ ‫الولي أحد فأنصت إلى قول الخطيب واتل ما يتلوه عليك بلسانك وسلم لها‬ ‫عاجلها بحضور أوليانها‪ ،‬ولكن الاختيار أن يكون في تلك الساعة الطالع‬ ‫النور والقمر مسعود بالزهرة ورب الساعة الزهرة والساعة واليوم‬ ‫مسعودان لا فيهما مدخل من نحوس الشهر والاحتراق والهبوط والوبال‬ ‫والأوتاد قوية مسعودة ورب الطالع ورب السابع والزهرة ينظران إلى‬ ‫الطالع والقمر حل في هذه المنازل كالهقعة والهنعة والعوا والغفر والقلب‬ ‫والنعانم وسعد السعود وبطن الحوت‪.‬‬ ‫فإذا حل القمر في هذه المنازل ولم يكن فيها نحس ولا اتصل‬ ‫بنحس ونظرت إليه السعود من مكان جيد من الفلك فإن حواله السلامة‬ ‫والراحة فيما بينه وبين زوجته لأن التزويج له ستة أوجه المتصل‬ ‫بصاحبه هو الراغب© وأما القوي منهما الذي دليله في وتد والثاني‬ ‫الكوكب الذي يصل تور أحدهما بالآخر فهذا تمامه على أيدي الرسل‪.‬‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫والثالث إذا اتصل القمر برب الطالع في وتد‘ وأما االانتقاض قلة موافقة‬ ‫الأرباب وقلة النظر وأن لا يصل بينهما كوكب ولا بينهما قبول والقمر‬ ‫يتصل بكوكب ساقطا أو منحوساء وأما انتقاضه بعد تسيبه أن يكون‬ ‫الكوكب نحساآ ومتصلا بنحس فالناحس إذا كان في الثاني أو في الثامن‬ ‫فمن قبل المهر وفي السادس والثاني عشر قمن ضعف أصله وفي الرابع‬ ‫من قبل الآباء وفي الخامس من أولادهما وإن كان رب السادس ففيها‬ ‫مرض أو عيب وإذا كان الناحس موافقا لأربابهما فإنه يتم التزويج بعد‬ ‫الانتنقاض وكذلك الناحس إذا كان رب الثاني أو رب الثامن من أو باقي‬ ‫البيوت فعلى ما ذكرناه‪.‬‬ ‫وإذا أراد الانسان الدخول على زوجته فليكتب لها آجلها ويرسله‬ ‫إليها أو إلى أوليانها ثم يجعل وليمة لمن حضر من الناس عنده ثم يقرأ‬ ‫أحدهم ‪ 0‬أي ‪ :‬الحاضرون ‪ 0‬صفح النور ‪ « :‬وقل للمُوؤمتات يَغخضضن من‬ ‫ابصنارهن ‪ 40‬إلى آخره ‪ 0‬وهذا يكون في ليلة سعيدة من الأيام والشهر‬ ‫والقمر قد حل في إحدى هذه المنازل كالثريا والهنعة والذراع والزبرة‬ ‫‪ .‬والعواء والغفر والقلب والنعانم وسعد السعود وفرع المقدم وبطن الحوت‬ ‫فإن رأيته في إحدى هذه المنازل ولم يكن معه نحس ولا متصل بنحس‬ ‫وتنظر إليه السعود أو متصلا بها فليدخل الرجل على زوجته وليحمد الله‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫كيفية معالجة بعض الأورام والأمراض ‪:‬‬ ‫وذكرت تريد صفة لشفاء الأجسام من الآلام والأذسقام وفي العلل‬ ‫‪. ٣١‬‬ ‫)‪ (١‬سورة النور‪: ‎‬‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫المشنطوبة بالمحاجم وبالخوسام اعلم أن هذا يحتاج علمه إلى () الطبيب‬ ‫الماهر الحاذق‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬أخبرني عن علة بعض العلل التي شفيت بدواء قد صح‬ ‫معك؟‪ ،‬قال‪ :‬فمن ذلك علة ابتلوا بها الناس في زماننا وهي الورمة التي‬ ‫تظهر في الجسد فإذا رأيت الورمة تسير وتجيء تحت الجلد فهي من‬ ‫أنواع السلوع فتعالج بعلاج السلوع‪ ،‬وإن كانت دانرة متفرطجة في الغمز‬ ‫لينة جنوبها ورأسها معتزل عن الجسد فإنها من أنواع الخنازير فلا يكون‬ ‫علاجها إلا بعد النضج الكامل وإن أريد علاجها بالحديد فتبظ ويشرح‬ ‫وإن كاتت دانرة منسطحة وجنوبها خشنة وتبكط طولا مررها مع‬ ‫فأقبل‬ ‫التي تسميههاا الناس طالعة الركاب‬ ‫جنوبها فعسى أن تكون‬ ‫صلابة‬ ‫عليها بالتليين والتنضيج بالمنضجات والمرخيات حتى يصير في وسطها‬ ‫فتبط أو تشفى بالنار بعد النضح وتعالج بعلاج القروح كنبت‬ ‫خضخضة‬ ‫الذهب والخل واشباه ذلك‪.‬‬ ‫وإن كانت صلبة كمدة اللون وفي جنوبها عروق خضر إما أن‬ ‫تهرب عنها أو تلين فإن لانت فإنها تقبل العلاج وإن لم تكن فإنها لا تقبل‬ ‫العلاج وأما تليينها بكل حار رطب©‪ ،‬وأما المسماة طالعة الركاب تعظم حتى‬ ‫تصير مثل البطيخة تزيد أو تنقص وهي تكون من أربعة أخلاط أصله من‬ ‫تحدث بألم ولهيب كالنار وتهيج بحمى‬ ‫دم فإن خالطته الصفراء فهي التي‬ ‫وحرارة الملمس‘ وأما الدموية فحجمها أكبر وأكثر حمرة وتمدداً وأكثر‬ ‫(‪ )١‬في الاصل ‪ ( :‬مع‪. ) ‎‬‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫ضربانا من الصفراء‘ وأما البلغمية فهي تكون بلا ألم ولا ضربان ويكون‬ ‫لونها في أول الأمر لون البدن بلا ألم وتكون رهلة الغمز‪ ،‬وأما السوداوية‬ ‫فلونها كمدة وهي صلبة جدا وإن غمزتها بالأصبع مثل العظم فالعلاج‬ ‫بالأدوية على قدر الخلط‘ وأما الكي للصفراوية والدموية فإنه علاج‬ ‫شافيؤ وأما البلغمية فمنهم من ينتفع بالكي ومنهم من لا ينتفع به وأما‬ ‫السوداوية أفضل بالأدوية التي تحلل الصلابة مثل طحين الحلبة وطحين‬ ‫الحنطة‪ ،‬وإن أخذ لبن السوقم ودهنها به كل يوم مرتين أو ثلاث مرات‬ ‫ينفعها مجرب‪ ،‬وقيل يؤخذ ورق الحنظل يدق ويلخ عليها عند ابتدانها فإنه‬ ‫ومن كتاب الأزرق للأورام ولأورام الدموية مثل الكافور والحنطة‬ ‫والصندل الأحمر والفوفل وماء الرجلة والأورام الصفراوية مثل الزعفران‬ ‫إذا خل في خل وطلي به على الحمرة في ابتدانها حللها والصبر إذا خل في‬ ‫خل وطلى به الورم الصفراوي نفعهؤ ولاذورام السوداوية مثل الحلبة‬ ‫ومثل المر والشونيز هذه تحلل الأورام لطوخا‪ ،‬وللأذورام البلغمية خمير‬ ‫الحنطة نافع ودم التيس ودم الثور ودم الكبش إذا وضع حارا على الخورام‬ ‫وكذلك حبة‬ ‫أنضجها ومثل المر والشبت إذا خلط بها ينفع الأورامء‬ ‫السوداء والصابون ومرارة الدجاج تحلل الأورام‪ .‬ومن أخذ مقيبلة‬ ‫النمس ودقها بورقها وعيدانها وجعل معها حل السمسم تم إلى الجميع‬ ‫على النار ويلخه على الورمة في أي كانت من الجسد نفعها‪.‬‬ ‫صفة للذورام التي تطلع في الجسد والبطن؛‪ :‬يؤخذ عروق اللصافا‬ ‫وعروق القصد وعروق الشرنجبان وورق العرش وورق الرمان تدق‬ ‫‪٢٩٧‬‬ ‫العروق بين حصاتين ويرض أيضا الورق ويغلى الجميع في ماء إلى أن‬ ‫يطلق مزجه ثم يصل الماء ويغلى جيدا إلى أن يصير مثل العسل ويضمد‬ ‫به الأورام فاترا والله الشافي‪ ،‬ولأورام البطن ولوجع القولنجان يؤخذ بزر‬ ‫الكرفس ويغلى على النار ويسقى ماءه ينزل عنه الورم بإذن الله تعالى‪.‬‬ ‫وأما المسمى بالشيصة فإنها تجيء تحت الأضلاع فإن جاءت في‬ ‫الجانب اليمين فهي أسلم إذا عالجها بالأدوية‪ .‬وأما التي تجيء في الجانب‬ ‫اليسار فينفعها الكي فإن لم تعالج فهي من العلل المهلكة‪ .‬وعلى دائرة‬ ‫السرار يكوى وإن توانى عن كيها قتلت الإنسان‪.‬‬ ‫وأما ذات الجنب والشوصة سببه ورم يحدث في الحجاب والغشاء‬ ‫الذي على الأضلاع من داخل ويضيق النفس ويحس العليل بثقل الصدر‬ ‫وتكون النفس حارا جدا وكذلك ذات الجنب لا يقدر ان ينام على ظهره‬ ‫وتكون الحمى هادئة‪.‬‬ ‫اعلم أن النفث الأبيض جيد وغيره من الألوان رديء العلاج في‬ ‫أول الأمر فصل الباسليق بعد النظر في السن والوقت والقوة في كلاهما‬ ‫فن كان الطبع يابسا فأسهله بشيء خفيف نحو شراب البنفسج والخيار‬ ‫شنبر أو بالبنفسج المزنا ثم يجعل الغداء حساء الشعير قد طبخ فيه‬ ‫سبسنان وأصل السوس وبنفسج ودهن اللوز وإن كان العطش شديدا‬ ‫والسعال فيسقى ماء البطيخ الخصفر مع سكر أبيض وماء الخيار فان‬ ‫تعسر النفس جرع الماء الفاتر مع دهن اللوز ويطلى بالصندل والماء‬ ‫المعتصر من القرع أو الرجلة أيضا لذات الجنب الثوم والملح الذكر‬ ‫والشونيز وحل الزيت واللبان المطيب ومر مكي وجوز بوا وجاوشيز‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫ومما جربه المؤلف في كي الشوصة وهو الكي المذكور وليس‬ ‫ينبغي أن يكون بالحديد كما فعل قوم ولا يستعمل معه البط فإن ذلك مما لا‬ ‫يتخلص صاحبه من الموت قإن تخلص من الموت فإنه يؤول فيه الأمر إلى‬ ‫ناصور لا برء له لكن ينبغي أن يكوى بأصل الزراوند الطويل وذلك أنك‬ ‫تغمس الزراوند في الزيت وتحميه حميا شديدا تم تكوى به كية واحدة فيما‬ ‫بين اتصال عظم الترقوة بعد أن تمد الجلد ويكوى أيضا كيتين صغيرتين‬ ‫دون الأوداج مائلا قليلا إلى ناحية اللحى ثم يكوى كيتين عظيمتين من‬ ‫فوق الثديين فيما بين الظلع الخامس والسداس مائلة إلى خلف قليلا وكية‬ ‫في وسط الصدر وأخرى فوق المعدة وثلاث كيات من خلف واحدة بين‬ ‫الكتفين واثنتين من جانبي الصلب أسفل مما بين الكتفين وليس ينبغي أن‬ ‫تكون ظاهرة بل ينبغي بعد فراغك من العمل تستعمل في مواضع الكي‬ ‫الأدوية التي تنفع الكي الأدوية التي ينقع من ذلك بمنزلة مرهم الاسفيذاج‬ ‫ومرهم النورة وما شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫وأما ورم الخصى وريح الفتق فليدهن بدهن زئبق ويمسح صاعدا‬ ‫ويحط العليل رجليه مقلولتين في الجدار ويشرب السكر الأبيض مع‬ ‫الصمغ والسكر النبات وهو عشرة مثاقيل‘ وأما لوجع الصدر فيشرب له‬ ‫وذكرت في القصد‬ ‫عشرة مثاقيل سكر مع مثله صمغ والله الشافي‘‬ ‫والحجامة فالكي أسرع برءأ ‪.‬‬ ‫وأما ريح الشوكة فعلتها في الورك والثنة وسببها من برودة فإن‬ ‫تمادى بها افلتت الورك ‪.‬‬ ‫وأما عرق النسا فيشطب من الورك إلى القدم في الجانب الوحشي‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫النحل‬ ‫من الرجل اليسرى وأصله من برودة فهؤلاء دواءها مثل عسل‬ ‫والسمن المنقص والحنطة ولية الكبش والحلوى وأشباه ذلك ‪ 0‬ويمتنع عن‬ ‫الحموضات والملوحات والبرودات والوسم للعرق مع قطعه ثم يجعل دهن‬ ‫له السمن فانه شفاء لذلك ‪.‬‬ ‫على‬ ‫أن يحجم‬ ‫في الركبتين فالخحسن‬ ‫وجعه‬ ‫الذي‬ ‫الملخ‬ ‫عرق‬ ‫وأما‬ ‫الخسبوع ويأكل الحار اليابس المنشف وكذلك داء الفيل الذي يرم منه‬ ‫الصيم والساق ينتفخ فيكرر عليه المحاجم ويأكل الحار اليابس‪.‬‬ ‫وأما الشكك في الجسد فيأخذ لها المقرقاع وبذره وطحين الشعير‬ ‫وطحين الحلبة من كل واحد جزء ويعجن الكل بماء المجاج ويلخ على‬ ‫الزوايد والشكك في كل يوم بقدر سبعة أيام والله الشافي فهذا ما نقلته ولا‬ ‫يتعرض الإنسان لشيء لا يعرفه فيقتل صاحبه‪.‬‬ ‫وقال راشد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن هاشم القري‪:‬‬ ‫وذو الطب إن أخطا فللاذلرش حملا‬ ‫فذو الحكم إن أخطا فاللمال ضامن‬ ‫وأما الذي يكون قليل الحفظ ركيك الفهم أخاف عليه من الخطأ في‬ ‫الفتوى‪ 0‬وقال أبو نبهان ‪ :‬من أفتى بغير علم ووافق الحق ففي بعض قول‬ ‫المسلمين أنه في أسفل سافلين وما أسفل سافلين إلا النار ‪ 0‬أعوذ بالله من‬ ‫النار ‪.‬‬ ‫وكان أبو نبهان في زمانه وعرفته مع قوة علمه وفهمه إذا سئل لا‬ ‫يفتي إلا بقدر ثلاث مسانل مع حضور قلبه‘ ولا يبالي بالسادة‪ .‬ولا أراد‬ ‫علمه للجاه والمباهاة‪ .‬لا كمثل من أراد اللقم بحلول النقم تمدح بالعلم‬ ‫فاحرق به الجسم‪ ،‬فما أعظمها من مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫ليلة القدر وعلاماتها ‪:‬‬ ‫قال وسألته عن ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فقال‪ :‬هي‬ ‫في شهر رمضان وخفيت في أي يوم منه إلا على رسول الله (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) إلا أنه كان يزيد في العبادة في العشر الأواخر منه وقيل أنه‬ ‫قال‪ :‬التمسوها من العشر الأواخر ()‪ ،‬ومراده زيادة العبادة ‪ )( .........‬في‬ ‫ليالي هذه الأيام وللمسلمين فيها أقاويل كثيرة ‪.‬‬ ‫البيض ئ فقيل‬ ‫كأوسط أيام‬ ‫عدده‬ ‫رجل تلا اسما الذ ي‬ ‫وحكي لنا عن‬ ‫له بين اليقظة والنوم إن ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر ثم قيل‬ ‫له في نومة أخرى إنها في الثلاث الأواخر‪ ،‬ثم قيل له في نومة أخرى إن‬ ‫ليلة القدر الذولى من الثلاث الذواخر‪.‬‬ ‫وفي ليلة القدر ينزل علم في السماء جميع ما يكون في الأرض في‬ ‫السنة المقبلة إلى يومها من سنة أخرى‪ ،‬أو تعرفه الملائكة بما يكون في‬ ‫الأرض من علم الله في خلقه{ وعلى الإنسان أن يجتهد في قيام هذا الشهر‬ ‫من اوله إلى آخره طاعة لربه لا يراني الناس بعمله راجيا غفران ذنبه‪.‬‬ ‫غيرها بأنوار ونجوم أم لا؟‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬وليلة القدر ألها علامة عن‬ ‫قال‪ :‬ليس لها علامة ولو كان فيها علامة لعرفها الناس أن هذه الليلة بتلك‬ ‫العلامات في كل سنة من قلة نومهم باشتغالهم في الأسفار وسقي الأمواه‬ ‫والحراس والمرضى والقانمون بهم والنساء لأولادها والعباد أهل الجهاد‬ ‫(‪ )١‬البخاري‪ ٢ / ١٩١٧ : ‎‬؛ ومسلم‪ ٢ / ١١٦٥ : ‎‬؛ والترمذي { وغيرهم‪. ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬كلمة غير واضحة‪‎‬‬ ‫كل هؤلاء في يقظة لا في نوم ولا في سكرةش وفضلت العبادة فيها‪.‬‬ ‫والإجابة من الله فيها‪.‬‬ ‫دلائل لبلوغ المراد ‪:‬‬ ‫قلت له‪ :‬أخبرني بقصة؛ قال‪ :‬حكي لي عن رجل رأى في نومه‬ ‫أقبلت عليه نساء ولم ينظر إلى وجوههن ولا عرف أسماؤهن فدخلن عليه‬ ‫في بيته وصافحنه حتى أقبلت إليه لتصافحه إحداهن وهي أوسطهن كأنها‬ ‫سيدتهن وعليها الحلي والحلل والروائح ثم أقبلت عنده للمصافحة‬ ‫والملاطفة بالرجل‘ فقال لها‪ :‬بم استحققت هذا‪ .‬فجرت من قمه كالمسواك‬ ‫وقالت له بهذا‪ ،‬قال فنهض الرجل من نومه ولم يزل حبها في بقلبه ولم‬ ‫يجد لها خبر ولا حسيساء‪ ،‬وجعل يقول هذا البيت‪:‬‬ ‫وما أضيق الدنيا علي وانكدا‬ ‫فما أوحش الدنيا إذا لم أراكم‬ ‫ثم قص رؤياه على أحد من إخوانه‘ فقال له‪ :‬عسى ربك يبلغك‬ ‫امرأة طيبة سالمة من الدنس والعيوب‪ ،‬فقال الرائي‪ :‬أنا رجل فقير مسكين‬ ‫لا قوة عندي للمهور ولا يقنعوا بي أولياء النساء في الأمور‪.‬‬ ‫قال المفسر‪ :‬اجتهد في الطلب فكم من معسر إلى يسر انقلب فإن‬ ‫الأمر على الله هين اقصد إلى السؤال حتى لو كان مطلوبك في دار حلب‬ ‫أما تنظر إلى البحر قاطع البرين فجعل فيه المراكب وكذلك الماء في‬ ‫الأرض ينابيع فوزنوه وأخرجوه وأحيوا به أروضا أخرى‪ ،‬وكذلك الإنسان‬ ‫إذا اجتهد في طلب العلم صار فقيهاێ وكذلك آخرون اجتهدوا في طلب‬ ‫التجارة والمواشي والأموال فصاروا أغنياء‪ .‬وآخرون طلبوا الأمر والنهي‬ ‫فقال الرجل الراني للمفسر‪ :‬أما بالذي ذكرته لا استقام إلا بالأموال‬ ‫الجزيلة متل المراكب وحفر الأفلاج وإعلاء الحصون وإحداث البلدان‬ ‫والمساجد‪ ،‬أما تنظر إلى بنيان بيت المقدس وعمل بساط النبي سليمان بن‬ ‫داود قيل إنه من خشب فيه ألف ركن في كل ركن ألف بيت يحمل فيه الجن‬ ‫والإنس تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون المركب فإذا رفعوه أتت ريح‬ ‫الرخاء فسارت بهم غدوها شهر ورواحها شهر وأما الكرم فلا يحصل إلا‬ ‫بقوة المال والملك بقوة الرجال‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬اعلم أن الحيل من الشيم انظر إلى صيد البحر يحصل بالقليل‬ ‫في عطانه والطير في جو السماء يحصل بحبة واحدة‪ .‬والسبع تجلبه‬ ‫الرانحة إلى اللقمة‪ ،‬والجن لا ينظرون ويجلبون بالبخورات حتى تملك‬ ‫بذلك نفوسهم والإنس ألفتهم بالمداد يكتب به الأوفاق‪ 0‬ولكن أوصيك عن‬ ‫كثير من الأعمال وإن قلت أن فيها الأجر والثواب فإن للشيطان معه‬ ‫مفاتيح يفتح بها غلق الأبواب‪.‬‬ ‫أنظر إلى برصيص هلكته معرفته{ وبلعام ودعاؤه لموسى عليه‬ ‫السلامؤ والعابد الذي سالته المرأة منقاشا ليخرج لها الشوك من أرجلها‬ ‫في السيوح الخالية فأهلكته‪ .‬والطبيب الذي طبب المرأة فساقت إليه‬ ‫الهدايا حتى فعل بها‪ ،‬وقارئ القرآن أعطاه الله نغمة فعشقته النساء فلم‬ ‫يملك نفسه‘ والشاعر يحسن صوته حتى أهلكته النساء‪ ،‬والعالم تصل‬ ‫عنده النساء تسأله حتى اهلكنه؛ وصاحب النظر جعلوا له فريضة لرؤية‬ ‫الهلال ولقراءة الخطوط والدفاتر بالليل فوصلن عنده النساء للكتابة فغره‬ ‫الشيطان بسبب قوة نظره وكذلك صاحب الشجاعة جعلوا له أهل الأمر‬ ‫فريضة معلومة لقيامه وقيام من يعوله فحضر معهم فايلقتال على غير‬ ‫الجواز فقتل وقتل بسبب شجاعته وفريضته‘ وكذلك من كانت له جانزة مع‬ ‫الملوك فاعطوه كثيرا مما أراد فغروه في واحدة وساعدهم بها فهلك‪ ،‬ولو‬ ‫أن هؤلاء المذكورين توقفوا عن هذه الدقانق والحيل التي اعتبرها بها لما‬ ‫وجدوا منهم سبيلا وما من نفس إلا مرادها هلاك صاحبها‪ ،‬وإذا رأى‬ ‫الإنسان العسر في أمر يطلبه فهو خير له ولم يدر بالباطن فليفوض أمره‬ ‫إلى الله تعالى ‪ 0‬ولكن الواجب على المرء أن ينوي في الصلاح جميعه أن‬ ‫يفعله بيده إن قدر‪ ،‬وإن لم يقدر قبلسانه وإن لم يقدر فبقلبه‪ ،‬وإن توى‬ ‫الشر ولم يعمله ومنعه مانع عنه ثم تاب فلا عليه فيه عقاب‪.‬‬ ‫رجعنا في القصة إلى الراني فلم يزل يتلو الإسم المتقدم ذكره‪.‬‬ ‫فرأى ملكا ميتا ومعه قرطاسا وفيه ثلاث خطب تم رأى في نومة أخرى‬ ‫كأنه في غرفة الملك الميت جالسا ورأى فيها نساء ثم رأى في نومه‬ ‫أخرى في الطريق الجائز امرأة وأحاطت بها نساء وعليهن جلبابا ولم‬ ‫ينظر من حسنها شينا حتى قيل له اتل الاسم فتلا الاسم فرأى منها ما يراه‬ ‫أحد ثم رآها في نومة أخرى دخلت هذه المرأة الى ببيته ودخلت في غرفته‬ ‫فضجت منها الأنوارش قيل له‪ :‬اتل الاسم فتلاه فنظر إلى فمها وأنفها‬ ‫ووجنتيها وقبلها من غير شهوة‪ .‬ثم قيل له اتل الاسم فتلاه فرأى في‬ ‫غرفة أخرى فسأل عنها قيل له إن هناك ملائكة الله الكرام فتنفس الرجل‬ ‫تنفس الصعداء‘ فقالوا له‪ :‬بلوغك بالمرأة في هذه السنة‪،‬ؤ ثم رأى في‬ ‫نومة أخرى قصرا عالي البنيان ‪.‬‬ ‫فقيل له‪ :‬اتل الاسم فتلاه ففتح له الباب ودخل فأقبلت إليه المرأة‬ ‫الذي يراها وعليها الحجب© فقيل له‪ :‬اتل الاسم فتلاه فرأى شعر المرأة قد‬ ‫كساها من أعلاها إلى أسفلها ورأى وجهها كأنه نور يتلالاى فقال لهم‪:‬‬ ‫كيف اسمها؟‘ قالوا له‪ :‬كما ذكرتها وهي الطاهرة المطهرة‪ ،‬فدخل في‬ ‫غرفة أكبر من الأولى‪ ،‬فقيل له‪ :‬اتل الاسم فتلاه فأمروه أن يقبض المرأة‬ ‫من يدها ويجعلها في حجره‘ قال‪ :‬فقبضها وتنفس من غير شهوة‪ .‬وفي‬ ‫نومة أخرى رأى كأنه قد دخل القصر الذي رآه أولا فرأى فيه الخضرة‬ ‫والأشجار وسأل عن المرأة‪ ،‬فقيل له‪ :‬اتل الاسم فتلاه فأقبلت إليه المرأة‬ ‫وعليها جلباب فصافحته من قدمه إلى خده ورأى شعرها قد كساها ورأى‬ ‫جبهتها وحاجبيها عوينيها ما لم يكن أحد يشبهها‪ .‬وقالت له‪ :‬أنا الطاهرة‪.‬‬ ‫وفي نومة أخرى رآها في بيته ومعها النساء تم دخلت معه في‬ ‫مقامه إلى الغرفة وجلست في حجره‘ وفي نومة أخرى لم ينظرها فقيل‬ ‫له‪ :‬اجلبها بالاسم الذي تتلوه فتلاه فأقبلت إليه مسرعة هي ومن معها من‬ ‫النساء فصافحته فسألها من قبل تأخيرها‪ ،‬فقالت‪ :‬جلست ألبس هذه الحلي‬ ‫الذي على جسمي والتاج الذي على رأسي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأخذها من يدها ودخل بها إلى قصره‪ ،‬وفي نومة أخرى‬ ‫جلبها بالاسم فجاءت إليه وأخبرته بتانيها تلبس البرقع التي على وجهها‬ ‫والعجب من حسن ذلك البرقع ثم أخبرته بأعدانه‘ وقالت له‪ :‬لا تخف إن‬ ‫الامر كله مع الله هين يسير قال‪ :‬ثم رأيت في نومة أخرى غولا في‬ ‫الأزض وأردت قتله مرارا فانقلب في يدي طيرة‪ ،‬وقال لي‪ :‬إن المرأة التي‬ ‫طلبتها قد زوجناك بها واحسن إلى أهلك ودم سالما‘ فسرني قوله وقلت‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬تم زوجوه أولياء المرأة من نساء أعقل أهل‬ ‫زمانه‪.‬‬ ‫وصف الجنة وما قيها من الحور ‪:‬‬ ‫رجعنا إلى الكلام السابق قلت له‪ :‬هل سمعت باحد من المسلمين‬ ‫رأى الجنة وما فيها والحور العين ؟‬ ‫قال ‪ :‬أخبرني بذلك الراني بنفسه أنه رأى الجنة وما فيها والحور‬ ‫العينؤ ثم نزلت به العلل وحل به السقم ومكث تلاتة أشهر لا يقدر على‬ ‫الانقلاب من كترة الطوالع التي نزلت به في جسمه حتى تهضهض ما‬ ‫فيهن ومات‪.‬‬ ‫اعلم أن الجنات حفت بالمكاره ولا يدخلها داخل إلا هو صانع‬ ‫لمهرها‪ ،‬قال أبو نبهان رحمه الله‪ :‬وقيل في الأطفال وما يصيبهم من‬ ‫التعب مع سكرات الموت قال بسبب ذلك التعب يدخلون الجنة‪.‬‬ ‫رجع‪ :‬قال‪ :‬ولا تدخل الجنة بمنى بل بالاجتهاد في الأعمال وبذل‬ ‫النفوس تحت ظلال السيوف‪.‬‬ ‫أولياء الله والحور‬ ‫لي الجنة وما فيها!‪ .‬وصفة‬ ‫قلت له‪ :‬صف‬ ‫العين‪ ،‬قال‪ :‬اصف لك على ما وجدته مؤثرا في الكتب وذكر درجة من‬ ‫جنات عدن يقال لها روضة الرضوان فيها قصور من ياقوت أحمر‪ .‬وجنة‬ ‫عدن كلها من الياقوت الأحمر‘ وجنة الفردوس من اللؤلؤ‪ ،‬ودار الجلال‬ ‫من الزمرد الاخضر وجنة المأوى من الذهب الذحمر‪،‬ؤ وجنة النعيم من‬ ‫الفضة البيضاء‘ ودار السلام فضة من زمردة بيضاء‪ ،‬ولا قواعد من تحته‬ ‫له سبعون مقصورة ‘ أما جنة الفردوس في وسط عدن كالتاج على رأس‬ ‫الملك وكالكرسي على السرير فيها درجة الوسيلة وهي أعلى الدرجات‬ ‫وهي لمحمد (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬وأما جنة عدن ففي وسط الجنان‬ ‫والنبيون‬ ‫الشهداء‬ ‫يسكنها‬ ‫الله تعالى حتى‬ ‫وهي معلقة منذ جعلها‬ ‫والصالحون ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ 0‬أنه سئل عن قول الله‬ ‫تعالى ‪ :‬وَصَنايِن طيّبَة في جنات عَذن » () ؛ فقال ‪ :‬قصر في الجنة في‬ ‫ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من‬ ‫زمرد أخضر في كل بيت سبعون وصيفة وفي كل بيت سبعون مائدة ‏(‪. )٢‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن أدنى أهل الجنة ينظر إلى ملكه مسير ألف عام ينظر إلى أقصاه‬ ‫كما ينظر إلى أدناه ويقوم على رأسه تمانون ألف غلام لو اطلع أحدهم‬ ‫على الشمس والقمر لانكسفا من حسن وجوههم وهي صفة اللؤلؤ‬ ‫المكنونؤ وقيل يا رسول الله‪ :‬هذا الخادم فكيف المخدوم؟‘ قال‪ :‬كما بين‬ ‫القمر والكواكب ليلة البدر ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‘ أنه قال ‪ :‬أهل الجنة جرد‬ ‫مرد مكحولون(") محبرون مسورون منعمون يعطى كل واحد منهم قوة‬ ‫مائة رجل في الطعام والشراب والشهوة ويجد لذة شهوته بعد فراغه من‬ ‫انعامه لشهوته مقدار اربعين عاما قد ألبس الله وجوههم النور وأجسادهم‬ ‫الحرير بيض الألوان صفر الحلي خضر الحلل في يد كل واحد عشرة‬ ‫خواتم من ذهب في كل اصبع خاتم مزوجون بالحور العين متوجون‬ ‫بتيجان الذهب والجوهر على كل واحد منهم تاج من الجوهر { ذلك التاج‬ ‫‏(‪ )١‬سورة التوبة ‪ :‬‏‪ ٧٢‬؛ سورة الصف ‪ :‬‏‪. ١٢١‬‬ ‫‏‪ ٩/٣٥٦٢‬؛ والمُعجم الكبير‬ ‫(؟) ورد في مُجمع الزواند ‪ :‬ج ‏‪ . ١٠‬‏‪٠٢٤‬ص ؛ ومسند البزار ‪:‬‬ ‫والذوسط ‪.‬‬ ‫‪ ٢/٢٥٨٩‬؛ وغيرهم‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤/٢٥٣٩‬؛ والدارمي‪: ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬الحديث إلى هنا رواه الترمذي‪: ‎‬‬ ‫أخف من الريش له سبعون ذؤابة يساوي مال المشرق والمغرب ‪8‬‬ ‫وجبهته تطفئ نور الشمس فذلك قوله تعالى ‪ « :‬تغرف في وجوههم‬ ‫نضرة التعيم » ('ا‪ ،‬وفي يد كل واحد منهم ثلاثة أسورة سوار من ذهب‬ ‫وسوار من لؤلؤ إما أصفر بين أبيضين وإما أبيض بين أصفرين‘ وفي‬ ‫صدره وشاحان وطوق ؤ وفي رجليه خلخالان يعرف الرجل بالتيجان‬ ‫والنساء بالخمرش وعلى ولي الله سبعون طاقا من سندس واستبرق‬ ‫مختلفة الألوان والخدم قيام على رأسه والملانكة قيام بين يديه إكراما له‬ ‫وهو متكىء على سريره من تحته فراش من سندس وإستبرق وحشوه‬ ‫من رحمة الله مترفف على نضاند من نور حشوها من رضوان الله عز‬ ‫وجل وعلى باب قصره ألف أمرد في طاعته ‪.‬‬ ‫وأما الحور قد وصفها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال‪ :‬خلقت‬ ‫من الزعفران وعجنت بماء الحياة وألبست اللؤلؤ والمرجان شعرها‬ ‫مرصع باللؤلؤ وهي في بياض الدر وصفاء المرجان مطهرة من الطرق‬ ‫والأذى يرى مخ ساقيها من وراء ثيابها مهفهفة مرهفة متوجة مرودة‬ ‫عجة غنجة سلكة مكحلة مطيبة بهية شهبة لاعبة مخدرة منعمة راضية‬ ‫مرضية ضاحكة مضحكة خود خدلجة‪ ،‬إذا خطرت من دحداح قصرها مالت‬ ‫الأشجار إليها قال لها خالقها كوني فكانت وهي تنادي نحن الخالدات فلا‬ ‫نموت أبدا ‏‪ ٠0‬ونحن الضاحكات فلا نحزن أبداء ونحن الناعمات فلا نيأس‬ ‫أبداء طوبى لمن كنا له وكان لنا‪ ،‬يا ابن آدم حور العين لبسها الأرجوان‪،‬‬ ‫وقيابها المرجان ‪ 0‬وخدامها الولدان ‪ 0‬ومقامها الجنان في الأمان ‪8‬‬ ‫وأمشاطها الذهب‘ ومجامرها الدرؤ ومداهنهن اللؤلؤ ومواندهن الياقوت‪.‬‬ ‫‪ .‬أنه قال ‪:‬إذا تحلت‬ ‫عن النبي (صلى ا لله عليه وسلم)‬ ‫ويروى‬ ‫ب‪ :‬‏‪٤‬‬ ‫المطففين‬ ‫‏(‪ ()٢‬سورة‬ ‫الحور العين كأن الشمس والقمر يخرجان من جبينها وكأن حاجبيها‬ ‫الأهلة‪ .‬وكأن اشفار حواجبها أجنحة النسور ولها اثنا عشر ألف ذؤابة‬ ‫مرصع شعرها من أوله إلى آخره من الدر والجوهر تمشي في الجنة باثني‬ ‫ألف وصيفة بأيديهن ضفاير‬ ‫على عينها اثنا عشر‬ ‫عشر ألف مشية‬ ‫ألف وصيفة‬ ‫اثنا عشر‬ ‫شمائلها‬ ‫الريحان والمسك والزعفران ‪ .‬وعن‬ ‫بايديهن الحلي والحلل كلما مشت تبدل لها حليها وحللها۔‘ فبينما جبرانيل‬ ‫عليه السلام ينظر إليها إذ تبسمت في وجهه فأضاءت جنة الفردوس من‬ ‫ثناياها‪ .‬فخر جبرانيل ساجدا لله (عز وجل) وهو يقول ‪ :‬سبحانك اللهم لا‬ ‫إله إلا أنت ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ‪ :‬إن في الجنة قصرا‬ ‫ليس له علاقة تمسكه ولا دعامة تدعمه وفي ذلك القصر قبة من النور‬ ‫الاستبرق وعلى السرير‬ ‫عليه فرش من‬ ‫تحت القبة سرير من الكافور‬ ‫أن تمشي في الجنة تأتي‬ ‫عيناء إذا اشتهت‬ ‫زوجة من الحور العين يقال لها‬ ‫فيقمن عن يمينها وعن‬ ‫من الحور العين‬ ‫سبعون ألف حوراء من الجنة‬ ‫في مشيها فترفع إذيالها‬ ‫في الجنة تتبختر‬ ‫شمالها يحملن ذوانبها قتمشي‬ ‫إلى عينيها‪ ،‬فيقول لها الحور العين‪ :‬يا عيناء لو رآك ولي الله كيف كان‬ ‫يعمل في الدنيا؟‪ .‬قالت‪ :‬كان يقتل نفسه في الدنيا‪ ،‬تم تقول‪ :‬أنا للصائمين‬ ‫عن المنكر أنا‬ ‫أنا للراكعين أنا للساجدين‪ ،‬أنا للآمرين بالمعروف ‪7‬‬ ‫لمن أطعم الطعام أنا لمن أفشى السلام أنا لمن صلى وصام والناس نيام‪.‬‬ ‫ويروى أن في الجنة حوراء يقال لها لعبة‪ .‬خلقت من أربعة أشياء من‬ ‫الزعفران الرطب ومن المسك الأذفر والعنبر الأشهب والكافور الذبيض۔‬ ‫الجنة لها عشاق من حسنها وجمالها وظرفها وكمالها‬ ‫وإن جميع أهل‬ ‫مكتوب على نحرها من أراد أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربيێ‬ ‫وحولها سبعون ألف وصيفة {‪ 0‬تقول ‪ :‬يا ويح المشتاقين ‪ 0‬إننا لو عاينونا‬ ‫لصبروا في الدنيا ولو نشروا بالمناشير وقرظوا بالمقاريظ حتى يصيروا‬ ‫إلينا ونصير إليهم ‪.‬‬ ‫ويروى أن لولي الله في جنة الفردوس قصر من درة بيضاء في جوف‬ ‫ذلك القصر سبعة بيوت طول كل بيت ألف ذراع وعرضه مثل ذلك‘ البيت‬ ‫الذول من الفضة والثاني من الذهب والثالث من اللؤلؤ والرابع من الزمرد‬ ‫والخامس من الزبرجد والسادس من الدر والسابع من النور يتلألأء‬ ‫وأبواب البيوت من العنبر وعلى كل باب ألف سرير من الزعفران في كل‬ ‫بيت سرير من الكافور الأبيض فوق كل سرير ألف فراش فوق كل فراش‬ ‫حورية خلقها الله من الطيب من لدن أصابع رجليها إلى ركبتيها من‬ ‫الزعفران الرطب© ومن لدن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر؛ ومن‬ ‫لدن ثديها إلى عنقها من العنبر الأشهب‘ ومن لدن عنقها إلى مفرق‬ ‫رأسها من الكافور الأبيض‘ وعلى كل واحدة منهن قرطان من الذهب‬ ‫وشنفان من الياقوت الأحمر إذا أقبلت إلى زوجها ترى الياقوتتين يضينان‬ ‫من ورانهما كأنهما الشمس والقمر بهجة للناظرين ولكل واحد منهن‬ ‫ثلاثون ألف ذؤابة من المسك الأذفر تسحبه في تراب الجنة في وسط مسك‬ ‫وزعفران تحمل كل ذؤابة تسعون ألف وصيفة مكتوب على جباههن هذا‬ ‫ثواب النه لأوليانه جزاء بما كانوا يعملون ‪.‬‬ ‫وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬من طريق غمر بن‬ ‫الخطاب (رضي الله عنه) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬القرآن ألف ألف حرف وسبعة‬ ‫وعشرون ألف حرف ‪ .‬فمن قراه صابر مُحتسبا ‪ 0‬كان له بكل حرف‬ ‫زوجة من الحور العين "" ؛ ويروى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قرأ ‪:‬‬ ‫‪٣١٠‬‬ ‫« إن اصنحتاب الجنة اليوم في شغل قاكِهُون » () ‪ 0‬قال لاصحابه ‪ :‬أتدرون‬ ‫‪ :‬افتضاض‬ ‫أ علم ؛ قال‬ ‫‪ :‬الله ورسوله‬ ‫الجنة ؟ قالوا‬ ‫ما شغل أصحاب‬ ‫( عشر ة آلاف‬ ‫و منهم من يبفقتتص‬ ‫( ثمانية آلاف بكر‪.‬‬ ‫منهم من ؤبفتص‬ ‫العذارى‪،‬‬ ‫بكر على قدر اعمالهم في الدنيا ‪.‬‬ ‫وقال الشاعر يصف لعبة ‪:‬‬ ‫دوني‬ ‫بمن‬ ‫لماتشاغلت‬ ‫يا طالبي إن كنت لي طالبا‬ ‫كنت في الأحياء تجفوني‬ ‫ما‬ ‫يا عاشقي لو كنت لي عاشقا‬ ‫وجل من قال لهاكوني‬ ‫سبحان من صورها لعبة‬ ‫غيره ‪ 0‬خلف بن سليمان بن محمد ‪ ،‬من قصيدة له ‪:‬‬ ‫محفوفة بالروح والريحان‬ ‫وتزينت دار السلام لأهلها‬ ‫جاؤا لخازن بابها رضوان‬ ‫يافوز أصحاب الجنان إذا هم‬ ‫مسروجة ملجومة بعنان‬ ‫وأتتهم عند الدخول نجانب‬ ‫دخلوا بها واستبشروا بأمان‬ ‫حتى إذا فتحت لهم أبوابها‬ ‫من كل فاكهة لهم زوجان‬ ‫يستبشرون بنعمة موقورة‬ ‫لله من حسن ومن إحسان‬ ‫خلقهم‬ ‫أنشساهم ربي وأحسن‬ ‫دار الإقامة مالهامن فان‬ ‫وأحلهم رب العباد بلاده‬ ‫فيها لغوب يا أبا غسان‬ ‫ولا‬ ‫ولا نصب‬ ‫أبدا ولا هرم‬ ‫ببقاء ربهم على الإمكان‬ ‫يبقى السرور بها ويبقى أهلها‬ ‫تفنى لياليها بطول زمان‬ ‫لا تنقضي أيامها أبدا ولا‬ ‫(‪ )١‬سورة يس‪. ٥٥ : ‎‬‬ ‫‪٣١١‬‬ ‫لإنانهم أيضا وللذكران‬ ‫فحليهم ذهب وخز لبسهم‬ ‫وأسرة موضونة الأركان‬ ‫من سندس خضر ومن إستبرق‬ ‫فيه النفوس وتنظر العينان‬ ‫طوبى لساكنها له ما تشتهي‬ ‫مشوية يا نعمه لحمان‬ ‫فيها لحوم الطير تأتيهم بها‬ ‫منه العظام فسرن في طيران‬ ‫أكلوا من اللحم اللذيذ وخلفوا‬ ‫من لحمها أكلوا بلا أنمان‬ ‫وتفاخرت أطيارهم في أكلهم‬ ‫نضد وفي ظل وفي إمكان‬ ‫والسدر في خضد وفيها الطلح في‬ ‫طلع نضيد يانع للجان‬ ‫والنخل فيها باسقات طلعها‬ ‫بالتين والزيتون والرمان‬ ‫الجنتين دان‬ ‫فيها جناء‬ ‫أعنابها مغروسة مع غيرها‬ ‫وبعسجد وبفضة وجهان‬ ‫وبلؤلؤ مبنية وبجوهر‬ ‫فأين الطالب لهذا والراغب فيه وله عاةشق وبه مستهام بدخول جنة‬ ‫الخلد خالدا فيها أبدا مسرورا بين حور وقصور وأنهار وخيام بنعيم مقيم‬ ‫ودخول الملائكة الكرام عليه بالتحية والسلام ‪ .‬لقوله تعالى ‪ « :‬سلام‬ ‫عَلنكُمْ طبْئُمْ فاذخلوها خالدين (""ا وقالوا الحمد له الذي صدقنا وَغَه‬ ‫أورثنا الأزض نتبَوًا مين الجتة حَيْث تشاء فنعم أجر العاملين » (" ‪.‬‬ ‫أيها الناس ‪:‬اذكروا الجنة والحور في الخطبة يوم الزينة والعيد‪.‬‬ ‫يوم اجتماع القريب والبعيد‪ .‬يوم الندم والاستغفار‪ .‬يوم التوبة والاعتذار‬ ‫يوم رجاء العفو والغفران واستجابة الدرجات والرضوان ‪ ،‬يوم ختم الله به‬ ‫شهر رمضان سيد الشهور والأزمان ‪ ،‬يوم يقول الله فيه لملانكته ‪ :‬أشهدكم‬ ‫‪. ٧٤‬‬ ‫‪- ٧٢٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الزمر‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫أني جعلت حظهم من الصيام والقيام رضضاازني عننههمم فىفي االلججنناانن ‪ 00‬و وما ا جزاء جزا‬ ‫السان إلآ الإحسان ‘ « تبارك اسم ربك ذي الجلال وا لامم والصلا‬ ‫و عليهم‬ ‫يه‬ ‫‪.‬‬ ‫الكرا م‬ ‫[ؤ{© و على آله وصحبه‬ ‫على سي‪-‬دنا محمد‬ ‫وااللنسسلرام‬ ‫افضل الصلاة والسلام ‪.‬‬ ‫‪٣١٢‬‬ ‫الذكر الثالث عشر ‪:‬‬ ‫في الفزع الأصغر والحذر عن العجلة ‪ .‬وفي‬ ‫الوعظ والزجر والفزع الاكبر } وفيه ذكر الموت‬ ‫والنار وما فيها (أعاذنا الله منها)‬ ‫الفزع الأصغر والحذر من العجلة فى الأمور ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬بدت لي حاجة في شيء من الأموال وقصدت بين‬ ‫المغرب والعتمة فسمعت في الطريق هزهزة فرجف منها قلبي رجفة‬ ‫والشعر والجنب مقشعر فأخذت الحذر فإذا هو قد ظهر لي أحد من البشر‬ ‫فسكن قلبي مما كان فيه من الوجل والذعر‪ .‬فأخبرت بهذا أهل البصر‪.‬‬ ‫فاجابني أحدهم على ما سمع من الخبر‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني أحد عن‬ ‫رجل يمشي في بلده بالنهار مارا على النخيل والأشجار وعلى وجهه‬ ‫الزروع والأنهار فلاح في قلبه ذكر ملك الموت ثم رأى رجلا مقبلا إليه‬ ‫وقد الصق في لحيته صوفا فقال هذا ملك الموت فخر مغشيا عليه فلما رآه‬ ‫الرجل قد طاح كلمه فلم يجبه فقال‪ :‬هذا إنس أم جني أم شيطان‪ ،‬فنزل‬ ‫بجنبيه الفزع وولى إلى بيته فنزلت الحمى النافضة بجنبه وأما ما كان من‬ ‫خبر الأول الذي أفاق من غشيته رجع إلى بيته واخبر إخوته وأهله ومكث‬ ‫ثلاثة ايام لا ياكل ولا يشرب من الرعب الذي نزل عليه وهذان الرجلان كل‬ ‫واحد منهما ابن عم صاحبه‪.‬‬ ‫وأخرى ‪ :‬رجل مات بالليل وحملوه اصحابه ‪ .‬فنزل القطر من‬ ‫السماء ‪ 0‬فأدخلوه في مسجد ‪ 0‬وساروا إلى بيوتهم ‪ 0‬وأقبل رجل غريب‬ ‫‪٣١٤‬‬ ‫ودخل في المسجد الذي فيه الميت ولم يعلم هو به‪ ،‬فرجم الأبواب من قوة‬ ‫الريح والسيل ولاحت له رانحة طيبة فرقد‪ ،‬وهدن المطرؤ فسمع أصواتا‬ ‫في الصرح تجتمع‪ ،‬فقال من قال‪ :‬ادخلوا الحملةش وقال من قال‪ :‬حتى‬ ‫نجتمع ثم ندخل‘ فلما اجتمعوا قالوا‪ :‬ادخلوا وشلوه‪ ،‬فإذا هم بالأبواب‬ ‫مقفلة وقالوا‪ :‬هذه قصة نسمع نسخه (') يطلع ويهبط! ولكنكم ادخلوا‬ ‫عليه‪ .‬والرجل مرتاع‘ فجذب سيفه وفتح الباب وصاح عليهم صيحة‬ ‫الغضب©‘ فولوا عنه مدبرين مرعوبين وفي ظنهم ميتهم الذي صاح‬ ‫عليهم؛ فجاءوا لينظروه وقت الصباح فرأوا ميتهم على حالهش وتكلم‬ ‫الرجل الذي صاح عليهم وحمل بسيفه عليهم ففاقت قلوبهم من الفزع‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬أخبرني رجل أنه كان نانما في حصن بهلا ورأى‬ ‫في نومه جنية بقربه وفزع في سكرته‘ فاستيقظ في ليله وقت سحره‬ ‫فنظر بقربه امرأة جالسة شعر رأسها منتشلا على جسدهاش فخاف منها‬ ‫وقرأ آية الكرسي ويتفل بالبصاق في وجهها مرة بعد مرة حتى ابتلت‬ ‫ثيابهاێ فأخبرته حيننذ أن زوجها ضربها وجاءت تلتجئ بمولاها فسكن‬ ‫قلبه من الخوف والفزع تلك الساعة‪.‬‬ ‫وآخرى‪ :‬قصة أحد من شجعان البداة جاء إلى حصن بهلا بالليل‪.‬‬ ‫فقرب إليه الماء والطعام فأكل ما طاب وأمره الوالي بالمبيت في غرفة إلى‬ ‫الصباح‘ فلما وصل واراد النوم رأى رجلا نانما وهو أكرف‘‪ ،‬فاستيقظ‬ ‫الأكرف وهو يمشي على سراكيع يديه ورجليه وخرج من الغرفة للبول ثم‬ ‫رجع إلى الغرفةؤ والبادي ينظر إليه فقال البادي ۔ في قلبه۔‪ :‬ما هذا إلا‬ ‫)‪ (١‬أ ي ‪ :‬تنفسه‪. ‎‬‬ ‫‪٣٧١ ٥‬‬ ‫ساحر وقد جاء ليدل السحرة علي‪ ،‬فخرج البادي من الغرفة هابطا إلى‬ ‫الصباح فقال الذكرف هذا الرجل من اللصوص وقد جاء ليسرقني فهبط‬ ‫في طلبه‘ فلما رأى البادي لاذ عنه وطلع إلى الغرفة مرة أخرى‪ ،‬فطلع‬ ‫الأكرف ودخل عليه في الغرفة‪ .‬فصاح البادي بأعلى صوته الساحر‬ ‫الساحر ليأكلني‘‪ .‬فجاءت العساكر والخدم والسيوف مسلولة بأيديهم‪.‬‬ ‫فقالوا‪ :‬ما عندكم قال البادي‪ :‬السحرة في الغرفة‪ ،‬فقال الأكرف‪ :‬الزموا‬ ‫اللص بين أيديكم قد جاء ليأخذني في الليل المدلهم‪ ،‬فتبين أمرهم للناس‬ ‫وقالوا لهما‪ :‬أنتما خطار الملك فأفاقا‪.‬‬ ‫وأخرى‪ :‬رجل يسقي بمانه في نخيله بالليل المظلم فاقبلت إليه‬ ‫رائحة النساء فاقشعر جنبه وقربت منه المرأة فكلمها فلم تجبه‪ ،‬وأخذ‬ ‫عصا وضربها وهي امرأة عجما وغتما‪.‬‬ ‫وقصة أخرى‪ :‬رجل هبط إلى المال(') في الليل والناس الذين‬ ‫يخرجون إلى المال تصيح عليهم امرأة تةعي من أبناء الشياطين‪ ،‬فمنهم‬ ‫من يموت‘ ومنهم من يطيح في السقم‪ ،‬وهذا الرجل لما رأته جاءته‬ ‫وصاحت عليه وعفدت(") على ظهرهؤ فقبضها بأنامله وحك بظهرها‬ ‫ورأسها جذع نخلته والدم يسيل من جسدها على أرجله‪ .‬وهي تصيح‬ ‫وتستجير به وتنادي بأعلى صوتها وتتسمى بإسمها وتنتمي إلى‬ ‫عشيرتها‪ ،‬فأقبلوا الناس إليهم مسرعين‪ ،‬وأخبرهم رجل أن هذه المرأة‬ ‫تصل عنده للفاحشة الكبرى‘ ومسكنها في بلدة أخرى‪ ،‬فهذا أمرها ردت‬ ‫الوزر وفارقت الدنيا إلى الأخرى ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬المزارع‪‎‬‬ ‫أي‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬قفزت‪‎‬‬ ‫اي‬ ‫(‪()٢‬‬ ‫‪٣١٦‬‬ ‫وفي قصة على شبهها تتعرض للرجال إلا أن الذي قبضها‬ ‫وصاحت عليه فجر بها‪ ،‬وأخبر الناس بأمرها فقتلوها‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬امرأة لها زوج مسافر وهي محتصنة في بيتها‬ ‫وجعلت على أبوابه أقفالا خوفا من اللصوص‘ فجاء رجل شجاع وأخذ‬ ‫سلما وقرب من المرأة فأخبرها بأنه أمير الجن ففزعت منه‘ؤ وفجر بها‬ ‫ومكث في بيتها سبعة أيام بلياليها‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬في غلام اعتل جسمه وهو ينحب كثيرا ولا يفهم‬ ‫لكلامهؤ‪ .‬فشرى الغلام من السوق لحما واأرزا وأخذ له قدرا ونزل في‬ ‫المقبرة يطبخه‪ .‬فاقبل إليه رجل ينظره وسلم عليه‘ فنهض الغلام بالحديث‬ ‫والرجل لم يفهم لكلامه‘ وقال في نفسه هذا الغلام من أولاد الجن فولى‬ ‫مدبرا عنه‘ؤ ولم يقدر على المشي من الخوف والرعب وطاح مغشيا‪.‬‬ ‫فحملوه الناس على أعناقهم‪ ،‬وأخبروه الناس أن هذا الغلام من الإنس‬ ‫وهو عليلؤ فلم ينفعه قولهم‪ .‬ومكث الرجل أربعة أشهر لا يخرج من بيته‬ ‫ولا يقدر على القيام ولا القعود‪ .‬ولعل هذا الرجل صح عليه خاطف من أهل‬ ‫الهواء مع فزعته والله أعلم بغيبه‪.‬‬ ‫مسافران قد ناما في المسجد بالليل‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬رجلان‬ ‫المسجد وبيدها عصا تضرب به الجدار‬ ‫فاقبلت امرأة صماء وفتحت باب‬ ‫فأجابها ولم تسمع كلامه‪ ،‬فخافا منها‬ ‫والأرض‘ وتقول‪ :‬أين القاضي‘‬ ‫بكلام موحش فأجابته بلسانها فعرفها‬ ‫خوفا شديدا حتى كلمها القاضي‬ ‫وسكنت قلوبهما‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬الحذر الحذر في الأمور عن العجلة؛ لأنه قيل لي‬ ‫‪٣١٧‬‬ ‫عن رجل به قوة وهو خانف فمشى بالليل مستطرقاً لقتل أعدانه فوجد‬ ‫فصح أنه والده‪.‬‬ ‫رجلا قي ‏‪ ١‬لطريق ولم يسأله فقتله‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬أمير مر على رجل نائم وهو يقول الشعر وزوجة‬ ‫الأمير تستمع صوت الشاعر‪ .‬فجذب الأمير سيفه وقتل به الشاعر الزاهد‪.‬‬ ‫على بواب الدار وخرج‬ ‫وكذلك الرجل البادي حمل سيفه على ناقته وخطف‬ ‫من عمران البلد فلم يجد سيفه على ناقته‪ ،‬فشكى البواب مع الأمير قلم يقر‬ ‫البواب بالسيف‘ؤ فغضب الأمير وقتل البواب‘ ثم ظهر السيف في الماء‬ ‫الخارج من البلد قد طاح من ناقته ولم يعلم به البادي‪،‬‬ ‫الجاري بالوادي‬ ‫فذهب البواب‪.‬‬ ‫أصحابه لقتل أ عدانه فقتل فيهم ‪ .‬ووقف راصدأ‬ ‫وكرجل صاحبوه‬ ‫لأعدانك فجاء ابن عمه فقتله ثم مشى قاصدا إلى داره‪١٥‬‏ فرأى قوما فرمى‬ ‫أصحابه فعرفهم فصح الضرب‬ ‫أمير هم ‪ .‬وصاحوا‬ ‫عليهم بالحصى قضرب‬ ‫في أصحابه‪.‬‬ ‫وكالرجل الذي جاء إلى بيته فرأى رجلا في بيته فقتله‪ .‬فصح أنه‬ ‫ابن عمه وهو مجنون‪.‬‬ ‫لقتلها فضربوه‬ ‫أصحابه‬ ‫ونادى‬ ‫فقبضهااؤ‬ ‫هوته ضبع‬ ‫وكرجل‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬رجال يضربون رجلا فمد منهم رجل يده لياخذ‬ ‫بها دراهم من جسد المضروب فجزفت عليه يده‪.‬‬ ‫وكرجلان سارا ليسقيا بالماء‪ ،‬أحد هما قصد بالماء والثاني يوثق‬ ‫‪٣١٨‬‬ ‫الأجلة‪ .‬فجاء رجل بينهما يضرب ضبعا بسيفه والضبع له رعيع‪ ،‬قفزع‬ ‫الرجل‪٬‬‏ وصاح في أصحابه فأخبرهم أن صاحبه مقتول فوجدوا القتيل‬ ‫وعظ وزجر من الفزع الاكبر ‪:‬‬ ‫أيها الناس‪ :‬اتركوا الطمع ولا تخاقوا من الهلع والفزع‪ ،‬فإن للموت‬ ‫سكرات وأسقام في العروقؤ في كل عرق ما فيه من الألم أشد من ألف‬ ‫ضربة بالسيف‘ وليوم القيامة أهوال كل هول أشد من الموت بألف‬ ‫ضعف‘ وعذاب النار أعظم من الأهوال بألف ألف ضعفی© ألا فازجروا‬ ‫نفوسكم ‪ 0‬وخافوا موعد ربكم‪ ،‬واستمعوا لقول الشاعر ‪:‬‬ ‫قصير وإن عشتم مدى ما عاشت الشعرا‬ ‫فإن زمانكم‬ ‫بني آدم مهلا‬ ‫ضعيف وإن ملكتم البطش والقهرا‬ ‫بني آدم مهلا فإن احتيالكم‬ ‫ذخرا‬ ‫كسبت‬ ‫وإن‬ ‫الدنيا‬ ‫من‬ ‫بني آدم مهلا فإن أكفكم خوال‬ ‫على الله أقوى حجة فاعرف الحذرا‬ ‫فإن اتكالكم‬ ‫بني آدم مهلا‬ ‫بأنفسكم إن أنتم تبتغوا السترا‬ ‫ورحمة‬ ‫بني آدم مهلا ورفقا‬ ‫بأكثركم ام لا علمتم لها خبرا‬ ‫بني آدم فوق المطايا تحملت‬ ‫غرا‬ ‫وإن كنتم عن أمرها غفل‬ ‫بني آدم إن المنايا تزوركم‬ ‫قخذوا حذرا‬ ‫قان توجلوا من حرها‬ ‫تسعرت‬ ‫إن الجحيم‬ ‫بني آدم‬ ‫لها مهرا‬ ‫عدن فاستعدوا‬ ‫بجنة‬ ‫تزينت‬ ‫إن الحسان‬ ‫آدم‬ ‫بني‬ ‫الخجرا‬ ‫يبلغ‬ ‫بصحة إخلاص عسى‬ ‫يبادر بتوبة‬ ‫عقل‬ ‫فمن كان ذا‬ ‫أيها الناس ‪ :‬إن التشمير بالإدراك ضمين ة كما أن التقصير بالهلاك‬ ‫‪٣٧١٩‬‬ ‫قمين ‪ .‬فبادروا عباد الله للعمل الصالح قبل جمود الجوارح‪ ،‬وأدلجوا‬ ‫بالسير في أنفس المسالك قبل وورود المهالك‪ ،‬وطهروا السرائر من دنس‬ ‫التبعات‪ ،‬واعمروا الضمائر بذكر يوم الحسرات‘ واغسلوا درن الذنوب‬ ‫بفيض العبرات فيا معشر من الموت سبيله{ والقبر كفيله‪ .‬وإلى الله‬ ‫تحويله وإلى النار إن حرم الجنة مقيله{ فما الانتظار يكون بعد الغفلة عما‬ ‫أنتم إليه ترجعون وما الاعتذار إن وقع التعزير بما أنتم له مقترفون‪ ،‬كلا‬ ‫لتعضن على التقصير أسفاؤ ولتنهضن عما لاتجدون عنه منصرفا يوم‬ ‫عطش الأكباد وذبول الشفاه يوم نطق الجوارح وختم الأفواه يوم يعرف‬ ‫المجرمون بوسم الجباهؤ يوم لا تملك نفس لنفس شىينا والأمر يومنذ لله‬ ‫جعلنا الله وإياكم ممن استمع الوعظ فوعاه‪ ،‬وقام بحقوق ربه في جميغ ما‬ ‫استرعاه‘ وعمنا وإياكم ببركة دعاء من دعاه ‪.‬‬ ‫عباد الله ‪ :‬أحذركم الدنيا فإنها سخارة مكارة‪ .‬ظاهرها سرور‬ ‫وباطنها غرور واعملوا فإن العمل ينفع والاعتذار يسمع‪ .‬فإنكم أموات‬ ‫أين أصحاب الخيول والعساكر أين القضاة والحكام‪ .‬أين العلماء والفقهاء‬ ‫المذكورون في البلدان‪ ،‬أين الآباء والأجداد أين النساء والأولاد أين‬ ‫أين الأحبة والاخوان قد أرملوا النسوان وأيتموا‬ ‫القرابة والجيران‪0‬‬ ‫الولدان وأدرجوا في لفانف الأكفان؛ وأزعجوا إلى مراكب العيدان إلى‬ ‫بيوت الوحدة عن الأاحباب‪ ،‬فهم فيها إلى النفخ في الصور وإلى البعث‬ ‫والنشور‘ فهنالك يجد المشركون رانحة النار من مسيرة خمسمائة عام‬ ‫وهي سوداء منتنة مظلمة مدلهمة ولها تغيظ ولهيب وصفير كأنها جمالات‬ ‫صفر تزفر على الخلق خمس زفرات فيفتح مالك أبوابها وإن جهنم لها‬ ‫سبعة أبواب ما بين البابين مسير سبعمائة عام‪ ،‬في كل باب من أبوأبها‬ ‫‪٢٣٢٠‬‬ ‫من الذار© في‬ ‫في كل جبل سبعون ألف وادي‬ ‫سبعون الف جبل من النار‪،‬‬ ‫كل وادي سبسعبوعنون ألف قصر من النار؛ قي كل قصر سبعون ألف بيت من‬ ‫النار؛ في كل بيت سبعون ألف لون من عذاب النار والقيود والأنكال‬ ‫وأدنى‬ ‫الأفاعي والحيات‬ ‫والسلاسل والأغلال والشدائد والأهوال ولدغ‬ ‫عذاب اهل النار مخه يغلي كغلي المرجل‪.‬‬ ‫قال بعض الشعراء في المعنى ‪:‬‬ ‫الحرارة‬ ‫يسير‬ ‫على‬ ‫ولا‬ ‫والحجارة‬ ‫الناس‬ ‫وقودها‬ ‫ومقال أهل البغي في بطلان‬ ‫ويساق أهل النار نحو جهنم‬ ‫بسلاسل الأغلال والأريسان‬ ‫وعلى وجوههم هنالك سحبوا‬ ‫غليا وهي أشد في الغليان‬ ‫دماغهم يغذي كغلي مراجل‬ ‫أكبادهم وسعى إلى الأبدان‬ ‫أسعاؤهم وتمزقت‬ ‫وتقطعت‬ ‫أتيابهم والبطن في صهران‬ ‫فإذا هم شربوا الحميم تساقطت‬ ‫يسقون فيها من حميم آن‬ ‫فطعامهم فيها الضريع وشربهم‬ ‫نضجت جلود جاء جلد ثاني‬ ‫فيبدل الله الجلود وكلما‬ ‫كالنجم منخر على شيطان‬ ‫يرديهم خزانهابمقامع‬ ‫نفسي من التفريط والخسران‬ ‫ويصيح واويلاه مما قدمت‬ ‫من سوء أغلال وسوء مكان‬ ‫ويل لأهل النار بل ويل لهم‬ ‫لمخلدون خلود غير أوان‬ ‫يهوي بهم في قعرها وهمو بها‬ ‫‪٢٣٢١‬‬ ‫فهذا هو الفزع الأكبر عند دخولهم سقر ‪ .‬وما أدراك ما سقر { التي‬ ‫هي لواحة للبشر ‪ 0‬قمن دخلها فما عنها من مفر ‪ .‬والصلاة والسلام على‬ ‫سيدنا محمد شفيع البشر ‪.‬‬ ‫‪٣٢٢‬‬ ‫الذكر الرابع عشر‬ ‫ذكر الأدب في الأكل والشرب ۔ وفيه تفسير آيه‬ ‫مماثلة بين الإنس وبين من لا يعقل من ذوات‬ ‫وسبع ‪.‬حكايات في الخدعهة والسرقة‬ ‫‏‪ ١‬لذروا ح‪.‬‬ ‫_‬ ‫__‬ ‫_‬ ‫__‬ ‫=۔=__۔۔۔‬ ‫آداب الأكل والشرب وتفسير آية ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬فقدت شيئا من آلة السراجغ ولم أدر إليها المحتاج‪.‬‬ ‫فجلست متحيراً في المسجد بالليل الداج وأنا في الدعاء بالإلحاح لجاج‪.‬‬ ‫حتى سمعت قعقعة بالباب‪ ،‬فرأيت رجلا مسلما في حسن الشباب وسمعته‬ ‫مع دخوله قال بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى‬ ‫أولياء الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم اغفر لي ذنوبي‬ ‫وافتح لي أبواب رحمتك وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وسخر‬ ‫لي أحدا من خلقك ليطعمني حتى تقوى أعضاني لتأدية الفرض بشيء من‬ ‫تمر الفرض& ثم نظر يمينا وشمالا حتى رآني في أقصى المسجد فجاء‬ ‫معي وصافحني وسألني عن حالي‪ ،‬قاخبرته بسرقتي وواقف منتظر إلى‬ ‫عودة اللص ‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬فإن كان لك حيلة في ما ذكرته فأنت مأجور فقال‪ :‬لكل‬ ‫شيء سبب ولكن في هذه الساعة لم يحضرني علم من كثرة الجوع‪ ،‬فقلت‬ ‫له‪ :‬أنا من ذوي الغبراء‪ ،‬قال‪ :‬إن القرين مناسب لقرينهشؤ قلت له‪ :‬هذا‬ ‫الماء والتمر جعل وقفا مؤبدا للمسجد ليأكلوه وليشربوه لمن شاء من‬ ‫الناس إلى يوم القيامة ‪ 0‬فقال ‪ :‬بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في‬ ‫‪1‬‬ ‫الذأرض ولا في السماء وهو السميع العليم‪ .‬اللهم إني أسألك من هذه الأكلة‬ ‫نفعها وتدفع عني ضرها وتقوي بها ما ضعف من جسمي من العروق‬ ‫والعصب والعظم وتحيي بها ما فسد من جسدي من الجلد واللحم والدم إنك‬ ‫على كل شيء قدير‪ .‬فأكل ما طاب له وحمد الله وأثنى عليه وصلى على‬ ‫النبي واستغفر لذنبه تم قرب مع الماء‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم نيتي أشرب من هذا‬ ‫الماء النسم الذول مرضاة للرب‘ والنسم التاني لهضم الطعام‪ ،‬والنسم‬ ‫النالك مسخطة للشيطان وفي كل نسم حمد الله ومص الماء مصا ‪.‬‬ ‫ثم قام قياما يمشي في المسجد يريد الخروج‪ .‬قلت له‪ :‬قف قليلا‬ ‫معي سؤال وأريد منك جوابا وقد ابتليت في هذا الوطن باللصوص وفي‬ ‫سبيل الله بقطعه الطريق قال‪ :‬هاك الجواب سهلا فالبس في طريقك تيابا‬ ‫ملبدة‪ .‬وخذ لتتكئ به عصا فلا يطمع فيك لص أبدا‪ ،‬وأما اللصوص فلا‬ ‫أصحاب الأموال والرفاهية وكذلك‬ ‫تعارضهم في مطلبهم فقد خصموا‬ ‫المريض لا تعارض فيه البصراء فتسلم من الجن والشياطين والسحرة‪.‬‬ ‫والسلامة أسلم في الجواب بقلة المعرفة وهاك البيان من كلام الله تعالى ‪:‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫« وما مين دابة في الأرض ولا طائر يطير بجتاحيه إلا أمَم أمثالكم‬ ‫قال الشيخ ناصر ‪ :‬أمثالكم خلقا ‪ 0‬فأنبت الله تعالى المماثلة بيننا وبين‬ ‫سانر البهانم ‪ 0‬ومعلوم أنهم لايماثلوننا في خلقنا وأشكالنا ولا في عقولنا‬ ‫وسائر ما تدركه العين منهم ومنا فتبقى المماثلة في الذخلاق فلا مختلفة ‪.‬‬ ‫فإذا رأيت من الإنسان خلقا خارجا عن الاعتدال فأبصر ما يماثل‬ ‫ذلك الخلق من خلق سائر الحيوانات فألحقه وعامله كما كنت تعامله‬ ‫(‪ )١‬سورة الأنعام‪. ٣٨ : ‎‬‬ ‫‪٣٢٤‬‬ ‫فحيننذ تستريح من منازعتهم ويستريحون منك وتدوم الصحبة ‪.‬‬ ‫فإذا رأيت الرجل الجاهل في خلائقه الغليظ في طباعه القوي قي‬ ‫بدنه الذي لا يؤمن من طغيانه وإفراطه فاألحقه بعالم النمر والعرب تقول‬ ‫أجهل من نمر وأنت إذا رأيت النمر بعدت عنه ولم تخاصمه ولا تسابه‬ ‫فاسلك بالرجل كذلك ‪.‬‬ ‫وإذا رأيت الرجل الغالب عليه السرقة خفية والنقب ليلا على وجه‬ ‫الاستسرار ؛ قلنا ‪ :‬هذا يماثل عالم الجراد فسد رحلك تم أخبار حلك بما‬ ‫يصلح له‪.‬‬ ‫وإذا رأيت رجلا هجاما على أعراض الناس وثلبهم فقد ماثل عالم‬ ‫الكلاب فإن دأب الكلب أن يجفو من لا يجفوه ويبتدئ بالأذية من لا يؤذيه‬ ‫فعامله بما كنت تعامل به الكلب إذا نبحك ألست تذهب في شأنك ولا‬ ‫تخاصمه ولا تسبه فافعل بمن يهضم عرضك متل ذلك‪.‬‬ ‫وإذا رأيت إنسانا قد جبل على الخلاف إن قلت لا قال نعم أو قلت‬ ‫نعم قال لا فالحقه بعالم الحمير فإن دأب الحمير إن أدنيته بعد وإن بعدته‬ ‫قرب وأنت تسمع بالحمار ولا تسننه ولا تفارقه‪.‬‬ ‫وإذا رايت رجلا يطلب عثرات الناس واستعطانهم فمثله قي‬ ‫الآدميين كمثل الذباب قي عالم الطير فإن الذباب يقع على الجسد فيتحامى‬ ‫‪ .‬صحيحه ويطلب المواضع المعلة منه وذوات المادة والدم والنجاسة‪.‬‬ ‫وإذا بليت بسلطان يهجم على الأموال والأرواح فألحقه بعالم‬ ‫الأسود وخذ حذرك منه كما تأخذ حذرك من الأسد وليس إلا الهرب منهء‬ ‫‪٣٢٥‬‬ ‫كما قال النابغة ‪ :‬ولا فرار على زاره من الأسد ‪.‬‬ ‫وإذا بليت بإنسان كثير الروغات والمفاخرة فألحقه بعالم الثعلب‪.‬‬ ‫وإذا بليت بمن يمشي بالنمانم ويفرق بين الأحبة فالحقه بعالم‬ ‫الظربان وهي دويبة لا يطاق فسوها‪ ،‬تقول العرب عند تفرق الجماعة فسا‬ ‫جماعة‬ ‫بين‬ ‫إذا حصلت‬ ‫الدويبة‬ ‫هذه‬ ‫وخاصة‬ ‫قتفرقوا‪.‬‬ ‫بينهم الظربان‬ ‫يتفرقواش كما أن الجماعة إذا أقبلت نحوهم هذه الدابة طردوها ومنعوها‬ ‫الدخول بينهم‪ .‬كذلك ينبغي إخراج النمام من بين الجماعة فإن لم يفعلوا‬ ‫يوشك أن يفرق في ما بينهم ويفسد قلوب بعضهم على بعض‪.‬‬ ‫وإذا رأيت إنسانا لا يستمع العلم والحكمة وينفر من مجالس‬ ‫العلماء فألحقه بعالم الخنافس فإنه يعجبه أكل العذرات‪ ،‬ويألف روائح‬ ‫النجاسات‘ ولا تراه إلا ملابسا للأاخلية والرحاضات وينفر من روائح‬ ‫المسك والورد‪ ،‬وإذا طرح عليه المسك والورد مات‪.‬‬ ‫وإذا رأيت إنسانا إنما دأبه حفظ الدنيا لا يستحي في الوتوب عليها‬ ‫فألحقه بعالم السباع الأجدر به بأن تكف رحلك عنه ‪.‬‬ ‫وإذا ابتليت بالرجل عليه الديانة والسكينة في ظاهر أمره دون‬ ‫باطنها وقد نصب أشراكه لاقتناص الدنيا وأكل أموال الودانع والأمانات‬ ‫والأرامل واليتامى فالحقه بعالم الذئاب وهو كما قال القانل شعرا ‪:‬‬ ‫ركع‬ ‫به‬ ‫مررت‬ ‫فقفاذ ا‬ ‫مصليا‬ ‫تراه‬ ‫ذنب‬ ‫تقع‬ ‫لا‬ ‫للفرا سة‬ ‫ما‬ ‫دعانه‬ ‫وجل‬ ‫يدعو‬ ‫انصدع‬ ‫قد‬ ‫الفؤاد‬ ‫إن‬ ‫العلى‬ ‫ذا‬ ‫يا‬ ‫بها‬ ‫عجل‬ ‫`‪٢٢‬‬ ‫واحترز عنه كما تحترز عن الذنب‪ ،‬فإذا بليت بصحبة إنسان كذاب‬ ‫فاعلم أن الإنسان الكذاب كالميت في الحكم لأنه لا يقبل له خبر كما لا خبر‬ ‫للميت وكما لاتصحب الميت لا تصحب الكذاب‘ وكما قيل في المثل ‪ :‬كل‬ ‫شيء وصحبة الكذاب لا شيء‪ ،‬ويجوز أن يلحق بعالم النعام فإنه يدفن‬ ‫جميع بيضه تحت الرمل ويترك واحدة على وجه الرمل وأخرى تحت طاقة‬ ‫من الرمل وسائر بيضه في قعر الحفرة‪ ،‬فإذا أراد الغر يأخذ تلك البيضة‬ ‫وينصرف أو يكشف عن وجه الرمل فيجد الأخرى فيظن انه ليس شيء‬ ‫آخر‪ .‬والخبير إذا رأى البيضة لا يزال يحفر حتى يصل إلى حاجته ولا يغتر‬ ‫بتلك البيضة{ كذلك الكذاب إذا سمعت منه خبر لا تصدقه حتى تبلغ الغاية‬ ‫في الكشف عنه ‪.‬‬ ‫وإذا رأيت إنسانا يصنع نفسه كما تصنع العروس لبعلها ينفض‬ ‫ثيابه ويعدل عمامته ويتقي أن يمسه شيء غيره وينظر في عطفيه‬ ‫ويطرح القذا عن ثوبيه وليس له همة عند الجلساء إلا نظره إلى نفسه‬ ‫وإصلاح ما اكتسى من ثيابه فألحقه بعالم الطواويس الذي هذه صفته؛‬ ‫فإنه يتبختر في مشيه وينظر إلى نفسه ويفرش ارديته فيتخذ مع الملوك‬ ‫استحسانا له‪.‬‬ ‫وإذا بليت بإنسان حقود لا ينسى الهفوات ويجازي بعد المدة على‬ ‫السقطات فألحقه بعالم الجمال‪ ،‬والعرب تقول‪ :‬أحقد من جمل‪ ،‬وتجنب قرب‬ ‫الجمل الحقود‪.‬‬ ‫وإذا بليت بإنسان منافق ينطق خلاف ما يظهر فالحقه بعالم‬ ‫اليربوع؛ وهو فأر يكون في البرية يتخذ جحراً تحت الأرض يقال لها‬ ‫‪٣٢٧‬‬ ‫النافقاء وله فوهتان يدخل من إحداهما ويخرج من الأخرى ومنه اشتق‬ ‫من الباب الآخر فيحفر‬ ‫فإذا هم أخذه دخل جحره وخرج‬ ‫اسم المنافق‬ ‫منه شيء‪.‬‬ ‫الصياد خلفه فلا يظفر بشيء ‪ .4‬كذلك حال المنافق ولا يصح‬ ‫وعلى هذا النمط كن في صحبة الناس تستريح وتريحهم منك‪.‬‬ ‫نفسي‬ ‫وسكنت‬ ‫الناس‬ ‫لي صحبة‬ ‫الله ما استقامت‬ ‫ولعمر‬ ‫واستراحت من مكايدة الخمر حيث سرت معهم إلا بهذه السيرة‪.‬‬ ‫وقال الرباحي‪ :‬يا بني رباح؛ لا تحقروا صغيرا تأخذون عنه فإني‬ ‫ومن‬ ‫السنور صرعه‬ ‫القرد مكايده‘ ومن‬ ‫أخذت من التعلب روغاته ‪ 4‬ومن‬ ‫الكلب نصرته‘ ومن ابن آوى حذره‘ ومن الغراب بكوره‪ ،‬ومن النمر‬ ‫الظهور الحين‬ ‫الشمس‬ ‫شدته؛ؤ وقد تعلمت من القمر المشي بالليل ومن‬ ‫بعد الحين‘ وقال بعض الشعراء‪:‬‬ ‫ما قرب النائي أيد الخيل والإبل‬ ‫وفي الفؤاد أمور لا أبوح بها‬ ‫وإن عمرت فلم أصغ إلى العذل‬ ‫وإن أمت لقد أعذرت في طلب‬ ‫حكايات هادفة ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء لصاحبه ‪ :‬لعلك تقعد في المجلس ونستفيد من‬ ‫عندك في هذه الليلة ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬اعلم يا أخي أن معي عيلة ولزمتني فروضا والمراد أن‬ ‫أسعى لرزقهم إلى تلك القرى النازحة قلت له‪ :‬لعل الله يرزقك من هذه‬ ‫البلدة وإن لي أرحام ينفعوني فعسى أن يمنوا علينا قال‪ :‬أخاف إن كنإ}‬ ‫اثنين يضيق عليهم ذلك ‪.‬‬ ‫‪٣٢٨‬‬ ‫قلت له ‪ :‬ما تظن في الناس إلا الخير‪ .‬قال‪ :‬لعلك أنت غرير بالناس‬ ‫وإن سوء الظن في الناس من حسن الخلق© أما ترى الناس قد ضاعت‬ ‫اموالهم وأعمالهم بحسن ظنهم في أصحابهم وأهلهم{ كما حكي لي عن‬ ‫رجل تزوج امرأة ولم يقدر على افتضاضها‘ فجاء مع الطبيب وأخبره‬ ‫بقصته‘ فقال له الطبيب‪ :‬إذا أردت الدواء على عهد يكون منك بأن‬ ‫تزوجني أمك‘‪ ،‬فأحضر أمه عندهما ورضيت بذلك‪ ،‬فعاهده بها وأخذ له‬ ‫الشونيز المقلاي المدقوق وجعله في عسل النحل وأطعمه فروخ الدجاج‬ ‫بالحنطة النقية أربعين يوما‪ ،‬وأعطاه لشربه الماء الذي أطفئ فيه الحديد‪.‬‬ ‫فلما بلغ مراده وجامع أهله في نهاره وليله جاء إلى الطبيب‪ ،‬وقال‬ ‫له‪ :‬لا وجدت نفعا من دوانك‘ فأخذ الطبيب مسكا وكافورا‪ ،‬وقال للرجل‪:‬‬ ‫هذا الدهن فيه قوة للجماع وادهن به إحليلك‘ فعمد الرجل وجامع أهله‪.‬‬ ‫ونكث الرجل عهده‪ ،‬فأرادت أمه أن توفي بعهده فضربها ولدها ضربا‬ ‫مؤثراً‪ ،‬ثم قال الطبيب لأرحام الرجل وجيرانه انصحوا صاحبكم حتى يتم‬ ‫عهده فأخذوه بالنصيحة فلم يقبل منهم‪ ،‬فقال الطبيب لأم الرجل إن أراد‬ ‫ولدك شربة ماء فاجعلي في الماء السكر الأبيض وماء الورد والكافور‬ ‫الأبيض‘ قال‪ :‬فامتثنت فسقته ولدها على ما قال لها فعطل ولدها عن‬ ‫الجماع البتة‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬خرج الطبيب إلى الصحراء يأخذ بعضا من‬ ‫الاشجار فعرضت عليه امرأة حاملة ابنها قد ذهب لبنها من عوقا) نزل‬ ‫فقال لها الطبيب‪ :‬أنا أصنع لك دواء ثمنه مائة‬ ‫بها‪ .‬وتريد له مرضعة‬ ‫محمدية{ فعاهدته بالمائة إن رجع لبنها مما يقيت ولدها‪ ،‬فاخذ صاعا من‬ ‫ه‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬مرض‪. ‎‬‬ ‫‪٣٢٩‬‬ ‫الحلبة وطبخه بسبعة أمواه كلما تثار بماء أهرقه وجعل عليه ماء آخر ثم‬ ‫جعلها في الشمس& وأخذ صاعين من الحنطة النقية فخشفها وأزال قشرها‬ ‫ثم أخذ حليب‬ ‫وجعلها في الشمسس ثم أخذ الحنطة والحلبة فجعلهما دقيقا‪،‬‬ ‫نار خفيفة‪.‬‬ ‫البقر نصف صاع وجعل عليه السكر الأبيض وجعله على‬ ‫فأسقاها إياه‬ ‫وجعل فيه قبضة من الدقيق تم ساقاه بالسمن حتى نضج‘‬ ‫فهذه الصفة‬ ‫صباحا ومساء‪ .‬فرد الله عليها حليبها‪ .،‬وانتشى ولدها‪.‬‬ ‫المذكورة في الكتب نفعها لإدرار اللبن‪ ،‬ولداء السعال اليابس‪ 0‬ولحصر‬ ‫البول‪ ،‬ولوجع البطن إذا كان فيه زحير نافع لذلك وأما من خبر المرأة‬ ‫فنكنت عهدها على الطبيب فقال لها‪ :‬لا بنس‪ ،‬فأعطاها من دقيق العدس‬ ‫وعجنه بالماء‪ .‬وأمرها أن تدهن به ثدييها لتنشيف ماء اللبن‪ ،‬فصنعت‬ ‫وذهب اللبن كله‪.‬‬ ‫وأما القصة الثالثة‪ :‬جاءت مع الطبيب امرأة‪ .‬وقالت له‪ :‬هل عندك‬ ‫بصر في بقرة عصور تخفي لبنها مع حلابتها وأنا أعطيك نصف سمنها‬ ‫في هذه الثمرة فأعجبه الطبيب قولها لعازته(') للدهن في شتانهش فقصد‬ ‫إلى الصحراء وأخذ طيخا من الوادي من حيث لا يطؤه قدم وقرأ عليه‬ ‫سورة الفاتحةؤ ونفخ به في مناخر البقرة‪ .‬وأعطاها لطعامها من حشو‬ ‫الجزر‘ فدرت باللبن‪ ،‬ونكتت المرأة على الطبيب‪.‬‬ ‫وأما القصة الرابعة‪ :‬رجل له زوجة نافرة عن بيته وقربه لم يزل‪.‬‬ ‫فقصد مع الطبيب وشكا له وعاهده بمانتي محمدية‪ .‬فاخذ له زيتا وقليل‬ ‫زرنيخا وأعطاه المرأة في شيء من العيش‘ فبعد ما أكلته عشقت زوجها‬ ‫كثيراء ومن دهن إحليله بهذا الدواء فإنه يجامع امرأته متى شاء وأراد‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬لحاجته‪. ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٠‬‬ ‫فنكث هذا الرجل على الطبيب فقال له‪ :‬لا بأاس‘ فقرب له البقلة الحمقاء‬ ‫والخل والجلجلان قفاكلا منه وشربا من الخل هو والطبيب ‘ وقرأ الطبيب‬ ‫على الخل سورة القارعةش وقال‪ :‬اللهم فرق شمل الناكث عهده علي‪.‬‬ ‫فامره ان يهعطيه أهل بيته ليأكلوه؛ فحمله وأعطاه أهل بيته ففرحوا به‬ ‫وأكلوه‪ ،‬ففرق الله شمله‪.‬‬ ‫مظلومين‬ ‫رجل‬ ‫عند‬ ‫جماعة‬ ‫وصلوا‬ ‫الخامسة‪:‬‬ ‫القصة‬ ‫وأما‬ ‫ومقتولين وأرادوا منه النصرة لعدوهم‪ ،‬فمنوه بالأماني الكثيرة وبالمرأة‬ ‫الصالحة‪ .‬فاعطاهم الطعام ودعا لهم بالنصر والاكرام فنصرهم الله على‬ ‫عوهم{ وطغوا من بعد في بلدهم ونكثوا على صاحبهم‪ ،‬فلما صح بينهم‬ ‫العتاب هموا إلى قتله‪ ،‬فسأل مولاه أن يفرق جمعهم ويشتت شملهم‪.‬‬ ‫وأما القصة السادسة‪ :‬رجل عشق امرأة وأرادها للنكاح فلم ترده‪،‬‬ ‫وتزوجت رجلا غيره‘ ومات زوجها وحملت منه واعتدت أربعة أشهر‬ ‫وعشرا‪ ،‬فغسلت وأصابها ثور بقرونه فشق بطنها شقا عظيما بقرب‬ ‫السرة فخرجت جميع الأمعاء والثرب‘ حتى أنها كانت مستلقية على‬ ‫ظهرها وكانت الأمعاء والثرب منحدرة على الذرض« وكان بها حمل ثقيل‪.‬‬ ‫فارسلت إلى الرجل الذي عشقها بالوصول‪ ،‬فلما وصل معها قالت له النفع‬ ‫اليوم الذي لا ينسى وانظر في حالي قال العاشق للمرأة‪:‬أخذت لها دهن‬ ‫ورد وأضيفت إليه مومياي مدقوق فسحقتهما على النار وكمدت به جميع‬ ‫ما خرج‪ .‬وأمرت رجلا أن يرفعها برجليها منكسة لينحدر الرأس‪ ،‬ثم‬ ‫ألخظت ما خرج قليلا قليلا وخطته؛ وذررت عليه مرداسيج وصبر‬ ‫مسحوقينؤ تم تركتها مستلقية على ظهرها‪ ،‬فلما أتى عليها سبعة أيام‬ ‫‪٣٣١‬‬ ‫خرج حملها ميتا وبرنت‪ ،‬فقصدت مع وليها للخطبةؤ فرأيت به قولنج‬ ‫عظيم فاحتبس به البول والغانط فلم يخرج من مخرجهما شيع أبدا‪ ،‬وكان‬ ‫إذا أكل وشرب أدخل شينا في حلقه وقاءه‘ وله سنتان على تلك الحالة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فحقنته بماء الحرمل والملح المغلي على النار المصلولء‬ ‫فخرج منه يابس لو دق بحجر لم يجبه‘ تم حقنته في اليوم الثاني فبرئ‬ ‫وكان ذاهب القوة واللحم‘ فأردت منه أن يزوجني المرأة‪ ،‬قال‪ :‬النظر‬ ‫إليها‪ .‬فوصلنا عندها فنفتنا ولا وجدنا منها سبيلاؤ انظر في إحسان هذا‬ ‫الرجل لها ولوليها قد طلعهما من الموت ولا تذكرا الإحسان‘ ولكن قال الله‬ ‫تعالى ‪ « :‬ولو ردوا لغاذوا لما هوا عنه وَإتَهُم لقازبُون »(" ‪.‬‬ ‫عليها سرقة ثياب‘‪ 0‬وقالت‬ ‫وأما القصة السابعة ‪ :‬امرأة صحت‬ ‫لرجل‪ :‬أريد بيان السرقة ولك العطاء الجزيل‪ ،‬فعمد الرجل بالدعاء على‬ ‫سارق المرأة وظهرت عليه وفي بيته كثير من متاع الناس الذي سرقه‪.‬‬ ‫فصلب عليه ومات‘ وذهبت أمواله لحقوق الناس والذي تسبب بالدعاء‬ ‫على السارق لم يعط مثقال ذرة‪ ،‬وبقي في الحاجة‪.‬‬ ‫الله الله أيها الواقف على كتابنا احذر نفسك ولسانك ما قدرت‪.‬‬ ‫أنظر يا ذا الغبراء فيما حدثناك به فلا تطمع بالأماني درهم في‬ ‫يدك خير من ألف درهم في يد غيرك‪ ،‬ومن(" تمر في يدك لسفرك خير من‬ ‫ألف ألف جراب في بيتك‪ ،‬وشربة ماء في سعتك(") مع مشيك خير من ألف‬ ‫الف خادم في غيبتك ‘‬ ‫نهر في أوطانك ‪ .‬وصحبة رجل في حضرتك خير من‬ ‫‪.‬‬ ‫الأنعام ب‪:‬‬ ‫سورة‬ ‫((‬ ‫(‪ )٢‬المن ‪ :‬من المكاييل ‪ 0‬ويساوي أربعة كيلوجرام‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٣‬السعن ‪ :‬القربة التي يحمل فيها الماء‪. ‎‬‬ ‫‪٢٢٣٢‬‬ ‫فكيف إذا كان الأمر في يد غيرك ويمنيك به فلا تطمع به ‪ .‬فقد نكث معاوية‬ ‫على سيده وولد نبيه الحسن بن علي بن أبي طالب { فكيف تطمع من‬ ‫الاس ‪ 0‬وعليك بالإياس عما في أيدي الناس ‪ .‬وطب نفسا وقر عينا ‪.‬‬ ‫واترك الجدال واسمح لي بطول البال ولا تطل علي في السؤال والمقال ‏‪٠‬‬ ‫وعليك بالمداراة والاحتمال فيما ذهب عليك من القماش والأموال ‪ 0‬لذن‬ ‫الدنيا دار زوال ‪.‬‬ ‫‪٣٢٢٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الذكر الخامس عشر‬ ‫أوله في الحث على طلب الحج وفي من لزمه ومن لا‬ ‫يلزمه } وفيه توبيخ لذي الغبراء فاجاب لمن وبخه في‬ ‫ذلك ‪ 0‬وفيه قصة حاوية من مسائل الشرع والطب ه‬ ‫وفيه قصة حسن سيرة بعض من الملوك للمتقرب‬ ‫معهم ‪ 4‬وفيه فضائل الحج وما جعل للحاج من الثواب‬ ‫وفيه دعاء وتضرع ‪ ،‬وفيه قصة الرجل والمرأة‬ ‫وابنتهما الصالحين ‪ 0‬وما لها من الأمثال في طلب‬ ‫الحلال لسلامة الحال والمال‬ ‫الحث على الحج وبعض أحكامه ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬نزلت رحمة الله لعباده‘ وأخذت ورقة من الطلح‬ ‫فجعلتها على رأسي اتقاء; عن قطر السماء في جسمي وثيابي ‘ ثم قصدت‬ ‫إلى الصلاة في المسجد الجامع وسمعت أخي يقرأ هذه الأبيات التي عن‬ ‫الشيخ محمد بن جعفر شعرا ‪:‬‬ ‫يقر بفحش من عظيم المآثم‬ ‫وفي عرفات يرحم الله تائبا‬ ‫فعج بإلحاح على ذي المكارم‬ ‫فإن كنت في الأحياء عند غروبها‬ ‫وبالذبح تبدأ قبل حلق اللمانم‬ ‫ولا حلق حتى يبلغ الهدي حله‬ ‫بواحدة ترمي على قول عالم‬ ‫وذلك من بعد الجمار ورميها‬ ‫وعد راجعا في كرة غير نانم‬ ‫ومن بعد هذا زر لذي العرش بيته‬ ‫إلى النفر من يوم الوفا والتمانم‬ ‫وكن بمنى وارم الجمار لوقتها‬ ‫‪٣٢٣٤‬‬ ‫وعد بالجزا من عنده والغنانم‬ ‫وودع لبيت الله إن كنت راجعا‬ ‫ثم قال ذو الغبراء ‪ :‬أيها النااس عليكم بطاعة الله والمحافظة على‬ ‫الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان واداء الزكاة وحج بيت الله الحرام‬ ‫لمن استطاع إليه سبيلاؤ والاستطاعة هو الزاد والراحلة وأمان الطريق‬ ‫والرفيق وصحة البدن‪ ،‬فإذا اتفق ما ذكرناه فقد لزمه الحج‪ ،‬وعليه أن‬ ‫يترك من ماله لمن يعوله مما يكفيهم لمؤنتهم وكسوتهم‪ ،‬ومن ترك الحج‬ ‫ولم يوص به وكان قادرا مات هالكا من النساء والرجال ألا فاجتهدوا في‬ ‫تأدية فريضة الحج وقد أمر الله بذلك فاقتفوا بالأنبياء والرسل والذين‬ ‫سبقوكم بالإيمان فقد حجوا واعتمروا وزاروا‪ ،‬وقيل أوعد الحج بمانة ألف‬ ‫حاج في كل سنة فإن قصروا الإنس نزل من السماء ملانكة الله لتمام ذلك‪.‬‬ ‫بسبعمانة‬ ‫والخطوة‬ ‫درهم‘‬ ‫الدرهم بسبعمانة‬ ‫الحج‬ ‫والنفقة في‬ ‫حسنة‪ .‬والصلاة في مسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة‘ والصلاة في‬ ‫مسجد رسول الله عن ألف صلاة{ وقيل من مات في الحرم مات شهيدا‪.‬‬ ‫ألا فشوقوا قلوبكم إلى نظر تلك البقاع والمساجد والمواقيت وما‬ ‫فيها‪ ،‬والنظر في اجتماع الخلق في الموقف يأتون من كل فج عميق‪ .‬ولو‬ ‫لم يكن لازما عليكم فرض الوصول لعشقتم ما يذكره لكم الواصلون‬ ‫الناظرون لأنه لا يصح البلوغ إلا بشق الأنفس©‘ فإن قيل عن العلماء‬ ‫وأصحاب السحر والرياضات يحجون في كل عام في يوم عرفة ويرجعون‬ ‫في يومهم إلى بيوتهم فلا أقول شينا في الوصول ولكن أقول لا يتم الحج‬ ‫إلا بالإحرام من المواقيت والوقوف بعرفة والمبيت بالمشعر الحرام ورمي‬ ‫الجمرة يوم النحر والذبح والحلق وزيارة البيت والسعي بين الصفا‬ ‫‪٣٣٥‬‬ ‫والمروة والرجوع إلى منى والوقوف بها لرمي الجمار في الأيام التي‬ ‫ذكرها الله تعالى قال ‪ « :‬فمن ئعجَل في يَوْسَيْن فلا إثم عله وَمَن تاخر فلا‬ ‫إثم عله »'ؤ ‪ 0‬وقال ‪ « :‬ليس عَلنكُم جناح ان تنتغوا فضلا من ربكم‬ ‫الآية ‪ 0‬إلى قوله تعالى ‪ « :‬أو أشنَذ ذكرا » (")‪ .‬ولا يتم الحج إلا بهذه‬ ‫الشروط إن كان الحج فرضا أو نفلا ‪.‬‬ ‫والمحرم لا يقتل الصيد ولا يأكل لحمه ولا يقلع الشجر لأن فيه‬ ‫الجزاء ويحكم به ذو عدل منكمؤ وفي حكمه أكثره بدنة وأقله إطعام‬ ‫مسكين هذا في الصيد والشجر ولا يحكم الإنسان على نفسه بشيء وإن‬ ‫عرفه‪ ،‬وإن ليمجد من أهل العلم ليحكما عليه وكان هو عالما به فإنه يخبر‬ ‫بذلك رجلين ثقتين فإن حكما عليه جاز حكمهما وإن لم يجد أحدا فعليه دين‬ ‫متى وجد سبيلا لذلك‪ ،‬وأما الدموم فكثير مما تجب منها على المحرم إذا‬ ‫اعتمد على ارتكاب ما نهي عنه فيجب عليه دم والواجب على المرء أن‬ ‫يتعلم لجميع ما يعنيه‪.‬‬ ‫فقال الرجل الذي يقرأ الأبيات في المسجد ‪ :‬أيها الناس احذروا‬ ‫الأمور كالذي قصد فيها ذو الغبراء لما وجب عليه الحج تمادى في زمانه‬ ‫عن تاديته فقل ما في يده فسأل شيخه فقال له ‪ :‬لازم عليك أن توصي به‬ ‫وتشهد في وصيتك شاهدين ‪ 0‬ثم وجد الشيخ السبيل إلى الحج في صحبة‬ ‫سلطانه وأن يحمله من أول مسيره إلى رجوعه هو ومن أراده فأخذ‬ ‫الشيخ ذا الغبراء في صحبته لتأدية ما لزمه فاكل ذو الغبرا من جائزة‬ ‫السلطان وخالف شيخه مع الإحرام ولم يقتد به وجادله في طريقه وخالف‬ ‫‪. ٢٠٢‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪: ‎‬‬ ‫‪. ٢٠٠‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫‪٢٣٦‬‬ ‫قول ربه أنه لا جدال في الحج فرجع ذو الغبراء إلى داره وقصر في نفقة‬ ‫زوجته فازداد جهلا‪.‬‬ ‫ومن علامة الحج المبرور يزداد في دينه كل يوم لان من حج‬ ‫انحطت عنه الذنوب وبقي لا عليه ذنب كمثل من ولدته أمه‪ ،‬فإن رجع إلى‬ ‫داره وعصى ربه أعيدت له ذنوبه‪ ،‬وهذا ما وردت الأخبار عن أخيكم ذي‬ ‫الغبراء فانظروا يا أولي الأبصار‪.‬‬ ‫فقال ذو الغبراء‪ :‬إنا لله وإنا إليه راجعون مالك أيها الرفيق لا تذكر‬ ‫قول الله تعالى ‪ « :‬يا ايها الذين آمنوا إن جَاعَكُم قاسيق بتبا قثبَيْنوا ان‬ ‫َاالة فثصنبحوا على ما فغلثم نايميينن () ؛ فقال الرفيق‪:‬‬ ‫َ قهومً‬ ‫ييبجُوا‬ ‫ئص‬ ‫يا ذا الغبراء رفع لنا عنك ممن نثق به ولكن بيّن لنا الحجة حتى يتضح لنا‬ ‫الحق والبرهان ونأخذه منك شفاها باللسان‪ 0‬فقلت له‪ :‬أما الحج فقد‬ ‫لزمني؛ حدث علي مال من إرث وبعته فدخلت علي أشهر الحج ولم أجد‬ ‫المعبر ولا مأمن في الطريق وذهبت الدراهم ثم وجدت المعبر بصحبة إمام‬ ‫المذهب(" مع السلطان فصحبتهم لانحطاط الفرض اللازم‪ ،‬فزرنا قبر نبينا‬ ‫قبل أشهر الحج فأحرم الشيخ من الميقات المسمى أبيار علي وسلطانه لم‬ ‫يحرم مراده القيام بجدة‪ .‬وأنا علمت بأن مكة فيها أذية الجدري‪ ،‬ققلت إن‬ ‫البلا لا يعنا له والحج بعده شهرين‘ والشيخ ومن معه مجدورين‘ وخوفي‬ ‫مما سمعت ورأيت إن بليت بعلة الجدري لا يصح لي قانم‪ ،‬والسلطان مالك‬ ‫امره لا ينظر إلى من دونه‪.‬‬ ‫وقد حكي لي أن جدي قصد الحج فنزلت به هذه العلة فاغتلق عليه‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الحجرات ‪ :‬‏‪٦‬‬ ‫)!( لعله يقصد الشيخ ناصر بن أبي نبهان ‪.‬‬ ‫‪٣٢٣٧‬‬ ‫الموسم والناس رجعوا من حجهم بسرعة في ستة أشهرؤ وجدي مكث‬ ‫ستة أشهر وسنة فذهب ما في يده وقل ما عنده وبقي كلا على الناس‬ ‫وعليه الديون‪ 0‬وكذلك أبي لزمه فرض الحج فلما وصل البقعة المباركة‬ ‫نزل به الجدري فتركوه أصحابه وقصدوا إلى عرفة‘ ومات أبي يوم الحج‬ ‫في مكة فذهب جميع ما كان في يده من الأموال ولا حضر أحد من أصحابه‬ ‫ليوصيه بحجة ولكن لعله سالم عند الله‪ ،‬لأني وجدت في الأثر من لزمه‬ ‫الحج وقصد لتأديته ومات في طريقه قبل أن يؤدي فريضة الحج فقيل إنه‬ ‫ينحط عنه الفرض على نيته وقصدهذ ثم رأيت رجالا بلاهم الله بهذه العلة‬ ‫ولم يجدوا قانما من أصحابهم وماتوا قبل الحج فلم يحج أحد عنهم‪.‬‬ ‫وأنا أخبرك قد أحرمنا من أحد المواقيت الذربعة وقصدنا مكة‬ ‫للعمرة} وأما ذكرك في الجدال بين منى ومكة فهذا بعد الحج والإحلال من‬ ‫الإحرام وتأدي اللوازم‪ ،‬والجمال له أصحاب متأخرون وأراد مني توقيف‬ ‫الشيخ ومن معه يروض') أصحابه لصحبة الطريق فأخبرت أصحابي‬ ‫بعذر الجمال فلم يقبلوا مني كلاما فهذا ما صح من الجدال‪.‬‬ ‫ومن قبل رجوعي إلى الوطن وتقصيري النفقة للزوجة اعلم أني‬ ‫خيرت المرأة من قلة ما في يدي أن أعطيها الصداق وأنطق لها بالطلاق‬ ‫وبين العذر من النفقة فاختارت أن تعذر ولكن قيل في الفقراء عيوبهم‬ ‫ظاهرة وأعمالهم قبيحة‪ .‬وأنت أيها الرفيق فالواجب منك أن تنطق لنا مما‬ ‫يسلي القلب حتى تكون لك قربة عند الرب فانظر إلى أمرنا وضعفنا مع‬ ‫الأغنياء ‪ 4‬ولا سخت نفوسهم لنا بشيء مما أغناهم الله من فضله وخصهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬ينظر‬ ‫‏) ‪ ( ١‬أ ي‬ ‫‪٣٢٢٣٨‬‬ ‫به دون خلقه{ فبقينا حيارى في عيدنا من قلة ما في أيدينا ولكن رضينا‬ ‫بما جعله الله بالتدريج لخلقه لا كما ذكرت دفعة واحدة‪.‬‬ ‫فقال الرفيق‪ :‬أما الرزق جعله بسبب وحركة من مزروع وملبوس‬ ‫وتجارة في سفر البر والبحر والمواشي شيء يتبعه شيء‘ والفسل له‬ ‫الطير والدواب‬ ‫وكذلك‬ ‫الأولاد دقعة واحدة‪.‬‬ ‫ولد يتبعه ولد‪ ،‬لايخرجون‬ ‫والوحوش& لو أراد الله خلقهم في ساعة واحدة لأخرجهم في أمة واحدة‪.‬‬ ‫وكذلك الزرع والنخيل والأشجار لها أوقات معلومات في إدراك ثمارها‪.‬‬ ‫وكذلك بيعه منه يباع بالرخص ومنه بالغلاء فاعتبر في قصة الرجل‬ ‫والمرأة الصالحين لما دخل في قلبهما الغبن من فقرهما في محضر الناس‬ ‫يوم الزينة والعيد الذي افتتح به شهور حج بيته الحرام وأحل فيه الطعام‬ ‫وحرم فيه الصيامش فقد أوصى أحد من المسلمين بدراهم تفرق في تلك‬ ‫اليوم فاعطي الرجل والمرأة ستة دراهم فقالا الحمد لله الذي أنعم علينا‬ ‫اللهم بارك لنا في هذه الدراهم‪ ،‬فأخذ منها ثلاثة دراهم لعيدهما وتركا‬ ‫الباقي ليدبرا فيها أمرا فأخذ الرجل الدراهم وقصد إلى سوق المسلمين في‬ ‫غير بلده فأقبل عليه الليل فدخل المسجد وسمع الجماعة يذكرون رجلا‬ ‫سقيما من أشرافهم فسألهم عن بلائه فأخبروه بعلتهش فقال لهم‪ :‬أحب إلى‬ ‫نظر السقيم؛ فقصدوا به إلى البيت ودخلوا عليه فرآه منكبا على بطنه‬ ‫ومنكف على ظهره وعصبه‪ .‬فقال السقيم‪ :‬هذه ساعة النفع إن كان لك‬ ‫حيلة يا غريب فإني أعوضك بكثير مانلأموال وقد نذرت لله إن شفاني أن‬ ‫اسير الحج أنا وزوجتي حجة الإسلام ونزور قبر نبينا محمد عليه السلام‬ ‫الذي بالمدينة وفيها النسمة الطيبة والغرة المباركة والطلعة الميمونة‬ ‫والنفس النفيسة والروح المقدسة والقبر والمنبر وأبو بكر وعمر وناهيك‬ ‫‪٢٢٩٨٩‬‬ ‫بهذا شرفا وفضلا ونيل فكل عمل يعمل فيها فهو بألف جزاؤه ‪ 0‬قال النبي‬ ‫(صلى الله عليه وسلم)‪":‬ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"‪.‬‬ ‫فتعجب الغريب من كلام السقيم فقال له زد نذرا إن ابراك الله أن‬ ‫تعطيني كما تقيم به حجك أنت وزوجتك‪ ،‬فقال ا لسقيم ‪ :‬نذرت لله أن أعطيك‬ ‫أيها الغريب وأنت فقير ومن أبناء السبيل مثل ما نرزاه(') في حجنا ونفقة‬ ‫من أعوله من أهلنا فقال الغريب‪ :‬عندي زوجة وأنا آتي بها إليك لتعمل‬ ‫الدواء‪ ،‬فقال له‪ :‬انتنا بها وعلينا كسوتكما ونفقتكما فوادعهما فأخذ من‬ ‫شجر الحنظل التي تثمر من اثنتين فصاعدا فأخذ أصفره ثم كشفه وأخذ‬ ‫منه بذره وجعله في كيس‪ ،‬ثم جعله في الماء الجاري عشرة أيام حتى‬ ‫يكون لا مرارة فيه وشرى بدرهم حنطة نقية وأخرج قشرها واخذ من‬ ‫دقيقا ‪ .‬ثم‬ ‫اصنعي هذا‬ ‫الحنظل سهما ‪ .‬وقال لزوجته‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫الحنطة سهمين‬ ‫به سمن‬ ‫النحل المصفى وأخذ درهما وشرى‬ ‫به عسل‬ ‫أخذ درهما وشرى‬ ‫هو وزوجته وعملا له الدواء صباحا‬ ‫إلى الرجل‬ ‫البقر ونقصه وقصد‬ ‫ومساء فأبرأه الله من علته{ وقيل إنه عمل له شراب الجزر لأنه ينفع من‬ ‫عمله؛ يؤخذ الجزر ويقطعه‬ ‫وجع الظهر والكليتين ويزيد في الباه وصفة‬ ‫مثل الدراهم ويجعله في قدر ويصب على كل كيلة من الجزر ثلاث كيلات‬ ‫من الماء فإذا نضج أنزله وصفاه ثم عاده إلى القدر وتطرح علي الكيلتين‬ ‫من ماء الجزر كيلة من العسل‘ ويوقد تحته نار حتى يصير له قوة‪ .‬ثم‬ ‫يجعل فيه شيء من البسباس وجوز بوة وتتركه في الصيف سبعة أيام‬ ‫عليه‬ ‫أنه إذ ا داوم‬ ‫الأطباء‬ ‫بعض‬ ‫يوما وزعم‬ ‫عشر‬ ‫أربعة‬ ‫وفي الشتاء‬ ‫الإنسان فلا يحتاج عنده إلى دواء ‪.‬‬ ‫‪ ١‬ي ‪ :‬تحتاجه‪. ‎‬‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‪٣٤٠‬‬ ‫فقال الغريب ‪ :‬صنعت لك دواء لبرؤك وفيه قوة لنكاحك فوجد منه‬ ‫الأمر كما قال له‪ .‬فأراد القريب المسير فكساهما هو وزوجته من أحسن‬ ‫لباس الناس وأعطاهما لزادهما من أطيب المعاش فشيعاهما‪.‬‬ ‫وأقبل إليهما العيد الأكبر والنور الذزهر الذي جعله الله خاتم الأيام‬ ‫المعلومات من العشر فاتخذوا أهل) الاسلام هذه اليوم عيدا لهم في جميع‬ ‫الأمصار والبلدان‪ 0‬وأنها ايام زهوة وزينة وأكل وشرب وبعال قخرجا مع‬ ‫الناس إلى الجبان ودخل في قلبهما الفرح وأزال الله عنهما الحزن‪.‬‬ ‫رجعنا إلى قصة السقيم الذي أبرأه الله من علته؛ فعمد إلى السفر‬ ‫هو وزوجته ولم يصبر عن جماعها فلما وصلا أحد المواقيت الأربعة‬ ‫اغتسلا وتوضنا وأحرما وصليا ولبيا وامتنع عن وطنها وعن الرفث‘‪ ،‬ثم‬ ‫وقفا مع الناس بعرفة وباتا بالمشعر الحرام وأخذ كل واحد منهما سبعين‬ ‫حصاة واصطحبا بمنى ورميا جمرة العقبة كل واحد منهم بسبع حصيات‬ ‫المسماة الجمار من مسيل الوادي ولا يجوز رميها من أعلاها‪ ،‬ثم حلقا‬ ‫وذبحا وأحلا من إحرامهما وصليا بمسجد الخليل صلاة العيد فنكح الرجل‬ ‫زوجته‪ ،‬ثم قصد الرجل إلى زيارة البيت وهي زيارة الفريضة فلما زارا‬ ‫وسعيا بين الصفا والمروة سبعة أشواط رجعا إلى مبيت منى فباتا‬ ‫واصطحبا ورميا الجمار الثلاث أول رميهما بعد زوال الشمس الجمرة‬ ‫الشرقية بسبع حصيات ثم الجمرة الغربية بسبع حصيات ثم جمرة العقبة‬ ‫بسبع حصيات‪ ،‬وفي اليوم التاني واليوم الثالث عملا في الرمي كالذولى۔‬ ‫وسمعا أن من نكح قبل أن يزور فسد حجه‘ فسأالا عن ذلك فأوجب عليهما‬ ‫إعادة الحج‘ واستحسنوا لهما أن لا يقاربها في الحج مقاربة يؤدي إلى‬ ‫۔\۔‬ ‫(‪ )١‬ليست في الأصل‪. ‎‬‬ ‫‪٣٤٢١‬‬ ‫نقض حجهماؤ فاقاما حتى يحجا في العام المقبل جزاء وعقوبة لهما على‬ ‫أكثر قول المسلمين في هذه المسألة‪.‬‬ ‫تم وقفا مجاورين البيت حتى حال عليهما الحول وأحرما بالحج‬ ‫وعملا في حجهما بما قالوا لهم به المسلمون في جميع الأمور ثم رجعا‬ ‫إلى وطنهما وحسبا جميع ما غرما على أنفسهما وعلى من يعوله في‬ ‫هاتين السنتين فاجتمع الحساب اربعة آلاف درهم‪ ،‬وأوفى بعهده إلى‬ ‫صاحبه الذي صنع له الدواء فأعطاه أربعة آلاف درهم فأخذها من عنده‪.‬‬ ‫وأنزله الله في منازل الأغنياء‪ ،‬واتجر بها حتى نمت أضعاف مضاعفة‪.‬‬ ‫حسن السيرة مع الملوك والأمراء ‪:‬‬ ‫وأما كثرة العطاء من الأمراء والأغنياء ليس مبروكا ولا يبقى مع‬ ‫صاحبه‘ ولكن المنزلة الحسنة من نظرت إليه الملوك وقبلوا قوله كما‬ ‫حكي لنا عن رجل نظر إليه الملك مع جلسانه ولم ينفعه بشيء من المال‬ ‫ثم نظرت إليه الناس‘ فكلما غضب الملك على أحد من الناس جاعوا أهله‬ ‫بهدية للمنظور إليه‘ وسعى له مع الملك في عفوه فعفى عنه‘ فاستقبلته‬ ‫الناس وكرموه وعظموه وأنزلوه في منزلة الأغنياء والوزراء‪ .‬ولم يكن‬ ‫هو من أبناء الدنيا فعاش في زمانه في عزة ونعمة ولم يساعد بظلم ولم‬ ‫يجبر أحدا لحكم فطوبى لمن وفقه الله إلى حسن المنازلؤ وإلى عورات‬ ‫المسلمين ساتر‘ ولعثراتهم قانل ‪ 0‬ولا يسمع قول القائل ‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء لصاحبه‪ :‬أخبرنا عن فضائل الحج فقال لي‪ :‬يروى‬ ‫عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ‪ " :‬أيما رجل خرج من بيته‬ ‫حاجا معتمرا فكلما رفع قدما ووضع قدما تناثرت الذنوب من بدنه كما‬ ‫‪٣٤٢‬‬ ‫يتناثر ورق الشجر وإذا ورد المدينة وصافحني بالسلام صافحته الملانكة‬ ‫بالسسلامش وإذا ورد ذا الحليفة واغتسل طهره الله من الذنوب‪ ،‬وإذا لبس‬ ‫ثوبين جديدين جدد الله له الحسنات‘ وإذا قال لبيك اللهم لبيك أجابه الرب‬ ‫لبيك وسعديك اسمع كلامك وانظر إليك‘ وإذا دخل مكة وطاف وسعى بين‬ ‫الصفا والمروة واصل الله له الخيرات‘ وإذا أتى عرفات وصاخت الخصوات‬ ‫يقول يا ملانكتي وسكان‬ ‫بالحاجات باهى الله بهم ملانكة سبع سموات‬ ‫سماواتي أما ترون عبادي أتوني من كل فج عميق وواد سحيق شعثا‬ ‫غبرا قد أنفقوا الأموال وأتعبوا الأبدان فوعزتي وجلالي وكرمي لأهبن‬ ‫مسياهم لمحسنهم ولأخرجنهم من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم‪ ،‬فإذا رموا‬ ‫الجمار وحلقوا الرؤؤس ورأوا البيت نادى مناد‪ ,‬من تحت العرش ارجعوا‬ ‫مغفور لكم واستأنفوا العمل " ‪ 0‬وقال (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬من‬ ‫خرج من بيته حاجا أو معتمرا أو مات أجرى له أجر الحاج والمعتمر إلى‬ ‫يوم القيامة‪ .‬ومن مات في أحد الحرمين لم يعرض ولم يحاسب وقيل له‬ ‫ادخل الجنة وحجة مبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة " ‪.‬‬ ‫وقال (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬الحجة المبرورة خير من الدنيا وما‬ ‫فيها " ؛ وقال (صلى الله عليه وسلم) ‪ " :‬الحجاج والعمار وفد الله عز‬ ‫وجل وزواره ‪ 0‬إن سالوه أعطاهم ‪ 0‬وإن استغفروه غفر لهم ‪ 0‬وإن دعوه‬ ‫استجاب لهم ‪ .‬وإن شفعوا شفعوا "" ؛ وقال (صلى الله عليه وسلم) ‪:‬‬ ‫" اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج " ‪` .‬‬ ‫ومن الأثر ‪ :‬ويحترز المسلم من الأعضاء الثمانية لكي ينجوا من‬ ‫الهاويةش‪ .‬ويفوز بالجنة العالية‪ .‬وهي القلب واللسان واليدان والرجلان‬ ‫والبطن والفرج والعينان والأذنان‪ 0‬أما اللسان فهو العضو الذي يهلك‬ ‫‪٢٤٢٢‬‬ ‫الإنسان ويكب صاحبه على المنخر في النيران ويلقيه في التهالك‬ ‫والخسران ويبعده من الجنان والحور الحسان‪ ،‬وقد حذر منه نبي الهدى‬ ‫وأخبر انه سيف الردى ولم يخلق له الشفتين والأسنان سدى فمن هذه‬ ‫حالته فآفاته كثيرة وأهواله جليلة فيجب عليه أن يستعمله في ذكر الله‬ ‫تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشكر النعمة وتلاوة القرآن‬ ‫فإن العمر يقصر عن القيام بهما والإتيان بعشر معشارهما ويحفظه عن‬ ‫الكذب والغيبة والنميمة وجميع الصفات المذمومة‪ ،‬وهذه الثلاثة هي أصل‬ ‫المهلكات‘‪ 0‬وأمهات الكبائر الموبقات وكان الفقهاء الفارضون والورعون‬ ‫المتحاضون يحفظون ألسنتهم عن هذه الخصال المذمومة ويستعملونها‬ ‫في الخلال المحمودة فهذه علامتهم وسيماهم لكن قليل ما هم واتل إن‬ ‫شنت ‪ « :‬لا خير في كثير مين تجوَاهم » () ‪.‬‬ ‫وأما القلب هو العضو الذي إذا صلح صلح الجسم كله وهو ملك‬ ‫الأعضاء وقهرمانها وحاكمها وزمامها فمهما مال مالت وإذا استقام‬ ‫استقامت وهو مع تسلطه على الأذعضاء سريع التقلب كثير الشك والريب‬ ‫فمن هذه حالته ومنزلته فدواؤه عضال وجرحه ليس له اندمال لكن يجب‬ ‫على العاقل أن يستعمله في التفكر في المخلوقات ويجول به في ملكوت‬ ‫الأرض والسموات وينوي به فعل جميع العبادات ويخلص به سائر‬ ‫الطاعات ويستخدمه في الأعمال الصالحات ويخرج منه الرياء والشك‬ ‫والحسد والغش والخيانة والمكر والخديعة والكبر وجميع الصفات‬ ‫المذمومة ‪.‬‬ ‫وأما اليدان فيجب عليه أن يستعملها في طاعة الله وطلب مرضاته‬ ‫‪. ١١٤‬‬ ‫(‪ )١‬سورة النساء‪: ‎‬‬ ‫‪٣٤٤‬‬ ‫ولا يقتل بهما أحدا ولا يسرق ولا يستعين بهما على سانر المعاصي إذ ما‬ ‫معصية إلا ولها فيها سبب ‪ ،‬إما جلي وإما خفي ‘ وناهيك بقول صاحب‬ ‫القرآن ‪ ( :‬اليدان تزنيان ) ‪.‬‬ ‫وأما الرجلان فيجب عليه أن يستعملهما في طاعة الله وعبادته‬ ‫والمشي إلى المساجد وزيارة القربات والعلماء والمشاهد‪ .‬وإن كان جهادا‬ ‫فلا يفر بهما من الزحف ولا يمشي بهما في ضرر أحد ولا معصية ولا‬ ‫يضرب الأرض بهما تبخترا‪.‬‬ ‫وأما البطن فهو العضو الذي أهلك الأوائل وأردى الأفاضل وأخرج‬ ‫آدم أبا البشر من المكان الفاضل فمن جهته يؤتى العاقل ‪ .‬وبه يهلك‬ ‫الجاهل فيجب عليه إلا يدخل فيه الحرام ولا الشبهات ويعوده الجوع وقلة‬ ‫الاكل لكي ينتقل عن عالم البهائم ويرتقي درج المكارمإ إذ بطيبة المطعم‬ ‫يستجاب الدعاء وتدرك الدرجة العليا! أمالك في حديث القبقب ما ينبيك أن‬ ‫البطن سبب العطب‪.‬‬ ‫وأما الفرج قال إن جاء الحق وزهق الباطل فهو العضو المردي‬ ‫لأكثر الأنام والملحق الأفاضل الكرام بالرعاع والطغام فيجب عليه أن‬ ‫يحفظه إلا من زوجته وأمته ومن ابتغى وراء ذلك فاولنك هم العادون‬ ‫الذين هم من الله مبعدون وليحفظه عن أعين الناس ما استطاع كما جاء‬ ‫في التنزيل لأنه بحفظه يحصل شطر الدين ويعد المرء من المسلمين‪.‬‬ ‫وأما العينان فلا ينظر بهما إلى ما لايحل له ولا يشغلهما فيما لا‬ ‫يجمل ويستعملهما في قراءة كتاب الله وسنة رسوله وما يجب عليه من‬ ‫فروضه ‪.‬‬ ‫‪٣٤٥‬‬ ‫وأما الأذنان فلا يسمع بهما إلى اللغو واللهو والكذب وغير ذلك من‬ ‫جميع الصفات المذمومات وليستعملهما في الإصغاء إلى الذكر وقراءة‬ ‫القرآن واستماع أصوات المخلوقات إذ ما من شيع إلا يسبح بحمده ولكن‬ ‫لا تفقهون تسبيحهم‪.‬‬ ‫فإذا حصلت للحاج وغيره هذه الثمانية بعد أداء فرانضه فليكن بعد‬ ‫ذلك اعتماده على رحمة الله لا على عمله وليعلم أنه لا ينجو أحد بعمله‬ ‫كما أخبر النبي عليه السلام به فإذا تهيأت له هذه الخصال فهو ممن قبل‬ ‫حجه ونجح سعيه وغفر ذنبه فإن رجع من حجه وأقبل على الدنيا بوجهه‬ ‫واستعمل الأعضاء الثمانية في غير ما أمرناه به فهو من الخاسرين‬ ‫المبعدين المطرودين الذين حظهم من سفرهم التعب والشقاء والعناء نعوذ‬ ‫بالله من الخذلان‪ ،‬لكن يجب عليه بعد هذا كله أن يستعمل ما أمرناه به أن‬ ‫لا يينس من رحمة الله التي وسعت كل شيء\ قال الله العظيم ‪ « :‬قل يَا‬ ‫) الآية‪ .‬وقال أيضا ‪ « :‬إن اللة لا‬ ‫عبادي الذين اسنرفوا على اليهم‬ ‫تغفر ان يُثنرك به ويغفر ما ئون ذيك لمن يَشتاءُ » (")‪ 6‬ربنا اغفر لنا‬ ‫ولإخواننا‪)"(...‬‬ ‫مراده أن ينظر نهودها مخافة منها عليه كما وقع على ابنة الملك‬ ‫لما رأت علامة لنهودها كشوب"') النبق تذكر قلبها باللمس إليهما‬ ‫والملاعبة والضم لجسمها فحزنت حزنا شديدا ولا قدرت أن تبوح بالذي‬ ‫في قلبها على آبانها فدخل الهم والحزن على والديها ثم دخلت عليها‬ ‫‪. ٥٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الزمر‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‪. ٤٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪ (٣‬نقص صفحة من المخطوط الموجود‪‎‬‬ ‫(‪ )٤‬الشوب ‪ :‬هي الثمرة‪. ‎‬‬ ‫‪٢٤٢٦‬‬ ‫عمتها وأخذتها بالتدريج في كلامها لتكشف سرها فلا قدرت عليها ثم‬ ‫رفعت لها قميصها إلى رأسها فرأت علامة في نهودها فعرفت أمرها‬ ‫وكشفت لها سرها ثم أخبرت بذلك أخاها فزوجها والدها ابن عمها في‬ ‫ساعة فدخل عليها فاقبل إليها الفرح والبشاشة وزال ما بقلبها من‬ ‫الفنساشةؤ وهذا الرجل الصالح حين رأى ابنته علامة نهديها أخذ فقيرا لها‬ ‫وأحضر شهود وزوجه بها في ساعة سعدها مخافة عن قصة الرجل الذي‬ ‫جاءه الرجل الثقة يسأله عن خلوص ابنته فسأل الوالد زوجته عن خلوص‬ ‫ابنته فأخبرته أنها بلغت مبلغ النساء وخلصت من ساعتها‪ .‬فزوجها الثقة‬ ‫برجل من أهل بلده فعلمت الابنة بتنزويجها وقالت لأبيها لم يراجعها الدم‬ ‫بعد البلوغ فعزموا الأولياء والمتنزوجون والعاقدون على تمام التزويج‬ ‫وأفتوهم أهل الراي أنها لا تحل له‪.‬‬ ‫فأصروا وخالفوا الحق ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه فبطل‬ ‫التزويج بالسفاح لأنه لا يحل لها التزويج إلا أن تحيض ثلاث حيض‬ ‫بالبلوغ وهذا الرجل الصالح قال لزوج ابنته امنع زوجتك عن الخروج من‬ ‫بيتيؤ وكن أنت قرير العين في منزليؤ خوفا عليها كالمرأة التي أقبلن‬ ‫إليها النساء مع أبيها ليحملنها إلى بيت زوجها فخرجن بها في الطريق ثم‬ ‫عمل رجل من الفسقة حيلة لأذخذها فأرسل في صحبة النساء امرأتين‬ ‫أحداهن متزينة بالحلي والحلل مثل العروس والأخرى لتتعرض للمرأة‬ ‫نفسها قدام المراة المزفوفة‬ ‫المزفوفة فالتي تشبهت بالعروس درجت‬ ‫بيدها وجعلت تقودها فخرجت‬ ‫والأخرى تجر المرأة المزفوفة عن النساء‬ ‫في بيته والسرج لاظية وقالت‬ ‫بها عن النساء بقرب بيت الفاسق وأدخلتها‬ ‫في بيته ودخل عليها بليلته‬ ‫لها هذا زوجك ليس مراده كثرة النساء‬ ‫‪٢٤٧٧‬‬ ‫فأصبحت في بيت الفاسق والنساء لم يشعرن بها لأن عندهن المرأة‬ ‫المتزينة يحملنها إلى بيت المعرس فدخلن النساء البيت ودخل الرجل‬ ‫عليها فلما اصبح الصباح ذهبت المرأة عن بيته لئلا يعرفها‪ .‬فرجع‬ ‫المعرس إلى بيته من المسجد فلم يجد المرأة فسأل عنها جيرانها فأخبروه‬ ‫أن زوجتك في بيت فلان الفاسق فقال في قلبه لعلها ذهلت البيت لأنها‬ ‫غريبة في الدار فقصد إلى بيت الفاسق وسأله عن المرأة فقال الفاسق‪:‬‬ ‫رأيتها في البيت و لا أعرف قصتها فأقبل إليها زوجها وسلم عليها فردت‬ ‫عليه السلام من وراء حجاب‪.‬‬ ‫فقال لها‪ :‬انهضي إلى بيتنا‪ .‬فقالت له‪ :‬لا حاجة لي معك وإني‬ ‫امرأة غريبة لا أعرف الرجال‪ ،‬فقال لها‪ :‬أنا بعلك‪ ،‬فقالت له‪ :‬استغفر‬ ‫مولاك إن كنت صحيح العقل‘ فقال‪ :‬كيف استغفر من غير معصية ولا‬ ‫يحتاج إلى وقوف في بيت الرجال ‪ .‬فقالت له‪ :‬مثلك لا يتكلم على نساء‬ ‫الرجال بهذا المقال ‪.‬‬ ‫فقال لها ‪ :‬أنا زوجك وأخذتك من عند وليك ونكحتك الليلةإ فقالت‬ ‫له‪ :‬تبا وسحقا لك لا تكن من المفترين الكذابين‪ 6‬فقال له الفاسق‪ :‬اصحبي‬ ‫رجلك إلى بيته وما أنا إلا رجل محتال لذوق المنال‘ فخرجت من بيته‬ ‫وقصدت إلى دار وليها وأخبرته بما وقع عليها‪.‬‬ ‫فمن قبل هذه القصة احترز هذا الرجل الصالح على ابنته وجعل‬ ‫لها زوجا فقيرا مطيعا فأمره أن يدخل عليها في بيتهؤ وقال لابنته‪ :‬هذا‬ ‫زوجك فكوني معه كالميت يقلبه الغفاسل ولا له حركة‘ وما خلقت النساء‬ ‫إلا للنكاح وللنسل ولأعمال الأطعمة والكسوة وأخاف عليك من قلة‬ ‫‪٢٣٤٨‬‬ ‫المطاوعة مع الافتضاض من ضرر الموت لأن كثيرآ من النساء مات مع‬ ‫الدخول بها وعرق نهر البدن في ذلك القرار المكين ‪.‬‬ ‫فهذا الصالح احترازه عن قصة الرجل الذي زوج ابنته رجلا بالغا‬ ‫فدخل عليها وماتت من افتضاضه بها فجاء الناس يخلفون إلى أبيها‪.‬‬ ‫فشكى والد الابنة الرجل‪ ،‬فقال الرجل ابنتك ثيب‪ ،‬وقال الوالد‪ :‬ابنتي بكر‪،‬‬ ‫فقال الحاكم لأبي الابنة‪ :‬هل زوجتها رجلا قبل هذا ؟‪ 0‬فقال‪ :‬زوجتها صبيا‬ ‫ولم يدخل عليها‪ ،‬فدعى الحاكم بالصبي‘ وقال الصبي‪ :‬دخلت عليها فرجع‬ ‫والد الابنة ليس له شيع إلا نصف الصداق ‪.‬‬ ‫ثم قال الرجل الصالح لزوج ابنته لا تجعل صديقا يدخل علينا قي‬ ‫بيتنا مخافة كمثل الرجل الذي زوج عالم الأمة ابنته فأخذها العالم إلى بيته‬ ‫وسافر عنها وكان له خادم حارز لبيته فحملت المرأة من الخادم وولدت له‬ ‫ابنة زنجية ‪.‬‬ ‫وفي قصة أخرى‪ :‬رجل عنده ابنة فجاء عندهم رجل ثقة شجاع‬ ‫أمير في عشيرته يريدها لابنه‪ ،‬فزوجوا ابنه فرحين مستبشرين مسرورين‬ ‫بقربته ولم يعلموا بابنه أنه تهيم يدخل عليه من أراد بالنهار والليل فعلمت‬ ‫المرأة بتهمته ورأت رجالا يدخلون عليه‘ؤ فمالت نفسها إليهم وتحلت‬ ‫بالزينة والحلي وخرجت إلى الزهوة‪ ،‬واستعطفت قلوب المتمردة‪ .‬فإن‬ ‫كشفت للناس عيوبها طمعوا بها وظهر لهم قبحها ‪.‬‬ ‫ثم قال الرجل الصالح ‪ :‬لا تأخذ ابنتي إلا في صحبتك إلى زيارة‬ ‫أهلك وحذره عليها من المكري أن يفجر بها في الطريق©‪ ،‬كالرجل الذي‬ ‫كارى حمار على زوجته حين أرادت زيارة والدها فقصد بها في الفيافي‬ ‫والقفار ففعل بها ‪.‬‬ ‫‪٢٤٢٩‬‬ ‫ثم قال له‪ :‬أحذرك عن قرب الخدم في البيت خوفا أن يقع منه‬ ‫كالأمير الذي شرى خادما آبقا وقربه في بيته عن خدمه قفعل الخادم‬ ‫بامرأة من أرحام الذمير وأتت ولدا شبيها بالخادم‪ ،‬وأمير آخر وجد خادمه‬ ‫يجامع سرية الأمير فقتله! وأمير آخر وجد خادمه فوق أم الخمير فقتله‪.‬‬ ‫وأمير آخر وجد خادمه يفجر بابنهؤ وأمير آخر أخذ خادمه رشوة على‬ ‫حصن مولاه فدخلوا على مولاه فقتلوه‘ وعالم تزوج امرأة وعرف نفسه‬ ‫أنه لم يدخل عليها فولدت له غلاما‘ وعالم آخر شرى جارية ولم يدخل‬ ‫عليها فجاءت بولد شبيه بها‪ ،‬وإن قلت إن الشراء جائز للخدم فاقول‬ ‫السلامة أولى من شرائهم وقربهم ‪.‬‬ ‫ثم حذره عن كلمة الطلاق والرد؛ لأنه يحتاج إلى علمؤ كما أن‬ ‫رجلا طلق زوجته طلاقا رجعيا ثم ردها بحضرتها وحضرة وليها ودخل‬ ‫عليها فحرمت عليه ووجب لها الصداق كاملا لآنه لم يحضر لها شاهدين‬ ‫عدلين ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فسكنت ابنة الصالح مع زوجها واستقرت وولدت له ولدا‪.‬‬ ‫قترعرع الولد وعلمه جده الآداب والأديان خانف منه عن قصة الرجل‬ ‫الذي زوج ابنته رجلا فاسقا لصا منافق كذابا فنسلت له زوجته أولادا‬ ‫وأقبلوا إلى زيارة جدهم فسرقوه وشتموه بالكلام الضعيف‘ؤ فعاش في‬ ‫زمانه من النادمين‘ والحمد لله رب العالمين‘ والصلاة والسلام على سيدنا‬ ‫محمد المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬ ‫‪٣٥٠‬‬ ‫عشر ‪:‬‬ ‫الذكر السادس‬ ‫فيه ذكر الرجل الذي طلب الملك قبغى وغير‬ ‫ونزعه الله عنه ‪ .‬وفيه قصة لتدبير أمر الملوك‬ ‫والتحكيم بين الخصمين ‪ .‬وفيه قصة لخدانع الأمراء‬ ‫واعتبار دخول الوزراء الأمناء والخونة () ‪.‬‬ ‫وفيه قصة الذي تكلم في الأمر قبل وقوعه ‪.‬‬ ‫وفيه من تفاسير الرؤيا‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬أخبرني صاحبي عن رجل طلب شينا من الملك في‬ ‫زمانه من ضعف أهل الملك والرأي في عصره‘ قصلح نفسه وعشىيرته‬ ‫وجاره وخصمه فقدموه على أنفسهم طوعا لا كرها‪ ،‬ثم خدم أفلاجاً وأحيا‬ ‫بها أروضا قد أماتها الله سابقا‪ .‬فخوله الله من تلك النعم وأطعم منها‬ ‫الضيف وأصحاب العدم‪ .‬فعظمه الله في عيون خلقه ووفق له مطلوبه على‬ ‫اعدانه فاعجب بنفسه ودخل فيه الرياء والإعجاب لما ملك الرقاب‬ ‫وخضعت له الرؤوس والأصحاب وخالف الكتاب ونفى أولي الألباب وظلم‬ ‫العباد وقرب أهل الفساد وقوى الظالم على المظلوم‪ ،‬وكان في زمانه رجل‬ ‫من الزهاد يعلم الصبيان وأهل الرشاد فعمد الأمير عليه بالشتم بمحضر‬ ‫العباد وغرمه بسبب امرأة متمردة محبتها الظلم والفساد والعناد‪ ،‬قتضرع‬ ‫الزاهد إلى الله تعالى بالدعاء وسمع هاتفا بين اليقظة والمنام يقول الدعاء‬ ‫استجابه الله للمظلوم ولكن له وقت معلوم‘ ويدعون به الناس كلهم على‬ ‫هذا الملك الغشوم ثم نزل به البلاء والهموم في كل العموم‪ .‬فبعد هذا رأى‬ ‫(‪ ()١‬في الأصل ‪ :‬الخوناء‪. ‎‬‬ ‫‪٢٣٥١‬‬ ‫العابد في منامه جبلا عظيما انهد في دار الأمير كلها وكأنها لم تكن دارا‬ ‫خاوية من البيوت والأموال‪ 6‬فسأل العابد عن رؤياه ‪.‬‬ ‫فقيل له إن الملك وداره سينزل غضب الله عليهم فظهر في قوم‬ ‫الملك الاختلاف وأرادوا من الملك أن يكون منصفا بينهم‪ ،‬فمال قلبه عند‬ ‫الفسقة فتاهوا وتمردوا وطغوا وأعانهم الملك على فسادهم وظلمهم‪ ،‬فعزم‬ ‫الملك لظلم المحقين فهدم بيوتهم ومساجدهم ودك افلاجهم وآبارهم وغير‬ ‫أرضهم ونخيلهم ونفاهم من البلاد‪ ،‬فاستعانوا عليه بقوم أولي بأس شديد‬ ‫فجاءوا بجيش عظيم فقتلوا أصحابه‘ ثم ولوا عن القتال مدبرين فظهر‬ ‫أمرهم بالضعف في أمصار السلاطين‪ ،‬ثم وصل رجل مع الملك المعظم‬ ‫فارسل إليه الملك رجلا يدعوه إليه‘ فقال الرجل‪ :‬لدخولي على الملك‬ ‫شروط أولها‪ :‬أن يكون لي مفتحة الأبواب ولا يكون بيني وبينه حجاب‬ ‫وعند نطقي للخطاب لا ينظرإلى أحد من الأصحاب‘ فرجع الرسول بالكلام‬ ‫وأخبر بذلك الملك فرجع إلى الرجل بالجواب فدخل على الملك‘ فقام الملك‬ ‫ومشى إلى مصافحة الرجل وسأله عن الأخبار ‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬ارقع عن مجلسنا الأشرار إن كان مرادك الأسرار فهذه‬ ‫قصة تنبيك عن أحد من الأجناد قد دخل على مالك الأمصار من جميع‬ ‫الأقطار‪ .‬فقال له ‪ :‬اعلم أيها الملك‪ ،‬أنت خلق من خلق الله تأكل كما ياكلون‬ ‫وتشرب مثل ما يشربون وتنام كما ينامون وعن قريب فتموت كما‬ ‫يموتون‪ ،‬مالي أراك لا تحكم بين الفريقين والمختصمين‘ أما تسمع لقول‬ ‫الله ‪ « :‬وإن طائقئان من المؤمنين اقتتلوا قاصلخوا بينهما قإن بغت‬ ‫إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى ثفيع إلى أمر اله () ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الحجرات‪٩١ : ‎‬‬ ‫‪٢٣٥ ٢‬‬ ‫فقال الملك‪ :‬هذا يحتاج إلى أموال جزيلة وقوم كثيرة فما الفاندة في‬ ‫الدار التي لا نفع فيهاش فقال الأخباري للملك‪ :‬أراك تنفق أموالا في غير‬ ‫محلها وهذه الدعوة التي جنت بها أفتح لك أقفالها حتى تدخل من أبوابها‬ ‫ويتضح لك برهانها ويظهر لك نفعها برفعك لضرها‪ ،‬فاكتب أولا صكا‬ ‫للذين وليتهم في المدائن والقرى أن يندبوا إليك جميع أمراء القبانل وكل‬ ‫إليه‬ ‫إلى ولاته وجاء‬ ‫الملك‬ ‫لا ثالث لهما فكتب‬ ‫أمير معه صاحب‬ ‫المذكورون مسرعين فاجتمع عددهم ألف أمير ومعهم ألف صاحبثڵ ثم دبر‬ ‫الملك أصحاب الأمراء إلى الملك الظالم العاصي ليأتوا به إلى الحكم‬ ‫والشرع الشريف هو ومن أعانه على ظلمه وإن عصى عليهم ليخصموه‬ ‫أو ينفوه هو وأصحابه من أمصار الملك‘ ثم قال لهم مع تشييعه إليهم‪:‬‬ ‫فان جبنتم عن أمري قتلت أمراءكم‪.‬‬ ‫فقالوا له ‪ :‬السمع والطاعة‪ .‬وقصدوا في سيرهم عند إمام الظلمة‬ ‫حتى وصلوا داره فلم يأكلوا شين من طعامه ولا شربوا ماء من أفلاجهم‬ ‫فأخبروه بقول الملك أنه أراده هو وأصحابه ليصلوا معه ولنأخذ خصماءكم‬ ‫في صحبتنا إن أطعتم أمرنا وإلا عزمنا على قتالكم؛ لأن الملك إن رجعنا‬ ‫عنكم بغير حجة يقتل أمراعنا‪ ،‬قال‪ :‬فلما سمعوا الظلمة الكلام جبنوا عن‬ ‫الملك‬ ‫مع‬ ‫وحضروا‬ ‫الملك قصاحبوه‬ ‫طاعة‬ ‫رأيهم على‬ ‫القتال فاجتمع‬ ‫فأرسل إلى العلماء والحكام والعصساكر والخدام في جامعة الأيام من شهر‬ ‫الحرام فقال لهم الملك‪ :‬أحضرتكم لتشهدوا وأنت أيها القاضي أمرتك أن‬ ‫تحكم بين هؤلاء الفريقين الخصمين فاحكم بينهم بما يسعك مع اللهؤ فقال‬ ‫الحاكم‪ :‬سأحكم بما أنزل الله في كتابه على لسان نبيه فاقبل بنظره إلى‬ ‫الخصمين‘ وقال لهم‪ :‬من كان له حق يظهر لنا دعوته ويأتي لنا شهادته‪.‬‬ ‫‪٣٥٢‬‬ ‫فتكلم أحد من المظلومين وقال‪ :‬اسمع أيها القاضي أشكو إليك من الأمير‬ ‫فلان بن فلان لما رأى بيننا تشاجر واختلاف وصح بيننا الصلح والانتلاف‬ ‫فهجم علينا في بيوتنا في غفلة الناس بالنوم فهدم بيوتنا ومساجدنا‬ ‫وخرب أموالنا وافلاجنا وآبارنا ونخيلنا وأروضنا تم طردنا من دارنا‪.‬‬ ‫فقصدنا نريد العصبة من المسلمين فشايعونا من إحدى فرقهم وقصدنا إلى‬ ‫دارنا وكتبنا إليه كتابا لا مرادنا شيئا إلا الوصول إلى دارنا ونقيم بهاء فلما‬ ‫وصل إليه الكتاب عض على أنامله وأقبل إلينا بجيشه ورمى إلينا بسهمه‬ ‫فعمدنا إلى القتال وصح بيننا وبينه الازدحام ثم ولوا مدبرين‘ وعلى‬ ‫بطونهم مكبوبين‪ ،‬والشهود عندنا بما تريدهم من الاتنين إلى المانتين إلى‬ ‫عن يمينك وشمالك‘ فأقبل القاضي إلى الشهود‬ ‫الألف وهم حاضرون‬ ‫وسألهم فشهدوا ‪.‬‬ ‫فقال القاضي لأمير الظلمة ‪ :‬كيف هذه الجرأة منك على الله وعلى‬ ‫خلقه؛ فقال مجيبا له ‪ :‬هؤلاء قد ابتدأوا بالظلم والقتال وما أخذتهم إلا‬ ‫بسبب جرأتهم على الرجال والأموال‪ ،‬فقال له القاضي‪ :‬وإن ابتدأوا أولا‬ ‫وصح بينكم الصلح ونكثت في ذلك عهودا كما قال ربك ‪ « :‬فاصلخوا‬ ‫بينهما فإن بغت إحداهما على الآخرى فقاتلوا التي تبغي حئى تفي إلى‬ ‫تابعك ومن ساعدك بغرم جميع ما‬ ‫أمر اله ()‪ .‬وقد حكمت عليك ومن‬ ‫أمير الظلمة‪ :‬ما تقول في دمومنا‬ ‫أذهبته عليهم من دقيق وجليل فقال‬ ‫لا لكم فيها سبيل وهي هدر وأنتم‬ ‫ورجالنا الذي ذهبت ؟‪ 0‬فقال القاضي‪:‬‬ ‫القاضي رجلين ثقتين أن يقوما بما‬ ‫المبتدأون المعتدون الظالمون‘ ثم أمر‬ ‫مانتي ألف وعشرين ألفا ‪.‬‬ ‫ذهب على المظلومين فبلغ في حسابهم‬ ‫(‪ )١‬سورة الحجرات‪. ٩ : ‎‬‬ ‫‪٣٥٤٤‬‬ ‫فقال القاضي لأمير الظلمة‪ :‬أعطوا خصماعءكم حقوقهم فعجزوا عن‬ ‫الدراهم وبذلوا أموالهم وبيوتهم وسلاحهم وقماشهم فقوماه الثقتان‬ ‫بمانتي ألف وبقي عليهم عشرون ألفا فكتب عليهم الملك والعلماء؛ وسجل‬ ‫القاضي فأمر بحوزها وأمر الظلمة أن ينزلوا من البيوت ويجعلوا بيوتا‬ ‫من خيام؛ وحكم عليهم بالعشرين الألف ليخدموا كل يوم في نهارهم‬ ‫لطلابهم ولكن جعل لهم نفقة وكسوة بقدر ما يتقووا به على الخدمة ومن‬ ‫الكسوة ما يكسون به عوراتهم ونسانهم فمكثوا يخدمون الأفلاج والبلاد‬ ‫حتى استقامت كما كانت‪ ،‬فاحيى الله قوما وأمات قوما قال فنظر الملك إلى‬ ‫المخبر فكرمه وعظمه‪.‬‬ ‫قلت لذي الغبراء ‪ :‬كيف حكم عليهم بعد الإفلاس بالخدمة ‪ .‬والله‬ ‫(سبحانه وتعالى) يقول ‪ « :‬وإن كان ذو عسنْرَم فنظرة إلى مَيْستَرَة وان‬ ‫نصَفوا خير لكم () ؟ قال ‪ :‬هؤلاء ظلمة أصروا على الصغائر‪ ،‬وارتكبوا‬ ‫الكبائنر‪ ،‬ولم يقبلوا الحق إلا بالقوة والقهر وهذا فرق بينهم وبين المديون‬ ‫أو الذي أحاطت به المصائب بذهاب الأموال في السفر أو في الحضر من‬ ‫غير تعمد منه لذهاب حقوق الناس والصدقات ‘ وقد أمر الحاكم مناديا‬ ‫ينادي بإفلاسه فهذا بعد الافلاس لا يكلف على التسليم ما دام عاجزا‬ ‫ولما‬ ‫والكسوة‬ ‫أحوالهم بالنفقة‬ ‫الذولى أمرناهم أن ينظروا‬ ‫والمسألة‬ ‫يحتاجون إليه أن يقيموهم وأخذناهم بالخدمة لهم حتى يستقيم أمر‬ ‫المظلومين وتعلو كلمتهم على الظالمين ‪.‬‬ ‫قال رجع إلى قصة الخبر ‪ :‬فقال الرجل للملك ‪ :‬فاقتف أيها الملك‬ ‫بالملوكش وإن أردت القوة والعز فاجتهد واعمل بكتاب الله وسنة نبيه‬ ‫_‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ٢٨٠ : ‎‬‬ ‫‪٢٣٥٥‬‬ ‫وعليك أن تراعي أصحابك وتنفعهم بمالك حتى يكونوا لك أعوانا فامتثل‬ ‫الملك الكلام وأعطاه من الهدايا والإطعام والكساء للاجسام فقال الرجل‬ ‫للملك أتحب أن أخبرك بقصة ؟{‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬اعلم أن أميرا خصمه‬ ‫أمير فلم يقدر عليه بحيلة عن عداوته ثم أقبلت نكبات الأمير فخاف من‬ ‫الأمير الذي أثر فيه العداوة أن يساعد عليه فأرسل إليه أناسا للصلح‬ ‫ومناه بالأماني‪ ،‬فلان قلبه وسار شفه) كشقه ‪.‬‬ ‫ثم أقبلت الجيوش إلى هلاك الأمير فأراد هذا ردعها واجتهد في‬ ‫أمرها فلا قدر عليها فدخل في قلبه الغيظ فأصاب الأمير وأصحابه الإنكسار‬ ‫فحزن هذا الأمير عليه‘ؤ انظر في تقليب القلوب في طول زمانه يريد‬ ‫هلاكهؤ فلما حق عليه القول من رب السماء وسلط الله عليه جنودا غيره‬ ‫هاله الأمر ثم كشف له الغطاء ورد على أصحاب الأمير فدل على مواشيهم‬ ‫وأخذ أموالهم فأصحاب هذا الأمير دخل في قلوبهم الغيظ وقصدوا بجيشهم‬ ‫إلى طلب عدوهم فسلطهم الله عليهم وهدموا دارهم وأعانوهم الهاجمون‬ ‫على الأميرالظالم سابقا وأراد هذا الأمير يؤلف الظالم‪ ،‬فأقبل الظالم بأناس‬ ‫للصلح فجعلوا بينهم أياما معدودة‪ .‬فدبر أصحاب الأمير الظالم إلى أخذ‬ ‫حصن بيت المال ليغيظ به الناس فأقبلوا إليه بجيوشهم فنصرهم النه عليه‬ ‫وأخرجوه من القصر ومشوا إلى دياره‘ وقضى الله ما قضاه من خثني‬ ‫الأموال ودك الأفلاج وقتل للرجال وأحاطوا به القوم‪.‬‬ ‫وهاك في قصة الاعتبار‪ :‬رجل قربه السلطان وأراد أن يوليه على‬ ‫الناس‬ ‫لا تتعجل‘‬ ‫فقال الوزير للسلطان‪:‬‬ ‫وفخزاننه‘‬ ‫حصونه‬ ‫بعض‬ ‫بالتجارب‘ فاعتبر هذا الرجل قبل أن تدخله في شيء من الأمور فأخذ‬ ‫‪.‬‬ ‫عادة على العصبية لقوم أو لشخص‬ ‫{ وتطلق‬ ‫‪ :‬الميل إلى إنسان ومحبته‬ ‫ى أي‬ ‫‏) ‪ ( ١‬الشف‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫الأمير شينا من الحروف‘ وقال للرجل‪ :‬اصرف لنا هذه الحروف >)‬ ‫فأخذها الرجل وخفى لنفسه عشرين حرفا فصرفها وجاء بالدراهم إلى‬ ‫الملك‪ ،‬فقبضه أياها‪ ،‬فدبر الملك للصراف وقال له‪ :‬كم صرف معك الرجل‬ ‫من الحروف©‘ فقال له‪ :‬كذا وكذا إلا عشرين حرقا‪ ،‬فسأل الملك الرجل عن‬ ‫العتسرين حرفا فأخفا ها وقال‪ :‬ما أدر ي ولعلها ذ هبت من يدي فبانت خيانته‬ ‫بالتجربة ‪.‬‬ ‫وهاك قصة لمن طلب شين وجعل مطلوبه في يده فاحال بينهما‬ ‫الأمر‪ :‬فهذا رجل عمل الرياضة فحضروا الجن بين يديه وأراد منهم العهد‬ ‫فوقفوا بين يديه ليعاهدوه‪ ،‬ثم تشبه أحدهم بولده فأقبل عنده وقال له‪ :‬أريد‬ ‫أن أدخل معك في إحاطتك خوفي من الجن يا أبتي لسلامتي‘ ففتح له الباب‬ ‫فذهب صاحب الرياضة من ساعته ‪.‬‬ ‫ورجل سافر إلى بلد حتى وصل بقربها قال له قلبه هذه دار السحرة‬ ‫فرجع إلى داره فذهبت ايامه لا فائدة فيها ‪ .‬وكالذي بنى بيتا ليحتمي فيه‬ ‫هذا البنيان للاحتصان وليس‬ ‫عن عدوه فلما تم بنيانه قيل له لا ينفعك‬ ‫يظهر فيه ماء فهدمه ورحل عنه فذهبت أمواله ‪.‬‬ ‫تم سمع الملك الأذان وخرج إلى الصلاة ‪.‬‬ ‫ومن طريق الرؤيا سمعت رجلا يقول إنه مر عليه الماء في الوادي‬ ‫وخطفل") ببلد الظالم وما فيها‪ .‬وآخر رأى جبلها طاح فيها‪.‬‬ ‫اعلم أنها لاتحل فتنة بقوم إلا وتأتيهم من الملك العلام أعلامها‬ ‫‏(‪ )١‬الحرف ‪ :‬هو العملة المسكوكة بالذهب عادة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬مر‬ ‫اي‬ ‫‏(‪(٢‬‬ ‫‪٣٥٧‬‬ ‫بالرؤيا في المنام أو بنصيحة من الأتقياء الكرام والرؤيا الصحيحة مع‬ ‫الجهلاء والعقلاء‪ ،‬ورأينا أناسا لا يعرفون شينا ويفسرون رؤياهم قبل‬ ‫وقوع الأمر فتفسر ولا يختلف عليهم وأما حملة القرآن فرؤياهم منه‬ ‫كمثل رجل رأى ‪ « :‬رجا مين السنّمَاء بما كانوا يَقسنْفون () { ثم رأى في‬ ‫رؤيا أخرى ‪ « :‬إتا مُنزلون على أهل هذه القرية رجا مين السماء بما‬ ‫كانوا نقسُفون » <") ‪ 0‬فذهبت القرية وما فيها‪ .‬وشيء من الرؤيا بالفال‬ ‫كرجل رأى في منامه أقبل عليهم رجل يسمى خائفا فأقبل على بلده الخوف‬ ‫حتى رأى رجل في منامه أقبل على بلدهم رجلا يسمى سالما فرفع الله‬ ‫عنهم الفتنة‪ .‬وكرجل رأى في منامه تكلمه امرأة تسمى خائفة فوقع في‬ ‫تلك البلد الاختلاف والتنازع وليس القتال للنساء وعلى أيديهن المكاند‪.‬‬ ‫وكرجل رأى في منامه مقبلة عنده أغنام فأقبل عليه الخير‪ .‬ومثله الذي‬ ‫والطهارة والدعاء‬ ‫يرى في الصلاة أو في العبادة أو في الوضوء‬ ‫والتسبيح والصعود في القصور والجبال فيدل على صلاح الأمر الذي‬ ‫يطلبه‪ .‬وأما الذي رأى انتقضت صلاته أو وضوعءه أو هبط من الدابة أو‬ ‫الجبل فإنه لا يتم الأمر الذي يزاولهؤ وإن رأى أناسا يصلون ويؤمهم رجل‬ ‫في حلقة مستديرة فإن كان الراني معهم فمستقيم أمره كمثلهم لأن الصلاة‬ ‫عليها العمل وإن لم يكن في صفهم فقد ضل رأيه عن رأيهم‪.‬‬ ‫وإذا صلى الرجل على غير القبلة في رؤياه فالأمر الذي يطلبه لا‬ ‫يتم وإن كان مقبل بوجهه إلى القبلة فيتم أمره؛ لأن الاستقبال على أثر‬ ‫السنة والإدبار بخلاف عن الحقيقة إلا أن فيها جوازا للسقيم وللخانف‬ ‫‪. ٥٠٩‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة‬ ‫(‪ )٢‬سورة العنبكوت‪. ٣٤ : ‎‬‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫ولراكب البحر إذا دارت به السفينة بعد تكبيرة الاحرام‪ ،‬ورجل رأى كأن‬ ‫انسانا بنى بيتا فانهدم عماره( وجدره الدواخل سوى المحيط بالبيت فهذا‬ ‫الباني البيت يدبر أمرا فحين تم تدبيره انهدم عليه لكن بقي مستتر لسبب‬ ‫الحانط ليس متضعضعا{ وكرجل رأى انقطع الماء الذي يجري في بالوادي‬ ‫في بلد غير بلده وبقي صيده ميتا فهذا يدل على موت عالم البلد وبقي أهل‬ ‫البلد أموات بعد وفاته ‪.‬‬ ‫وكرجل رأى أحدا من الأموات يأكل شينا من الأطعمة فإنه يغلا‬ ‫(يرتفع ثمنه) الذي أكل منه الميت في تلك السنة‪ ،‬وكذلك إن رأى الميت‬ ‫يتلوه أحد من الأحياء فإنه يموت الذي قافي الميت وإن غضب الميت على‬ ‫أحد فالمغفضوب عليه يبتلى ببلية فإن صافحك الميت أو ناطقك أو علمك‬ ‫او أعطاك عطية أو رأيته في الصلاة والقراءة أو في تدبير الملك فذلك مما‬ ‫يدل على الصلاح‪ .‬وإذا رايت إنسانا مستقيما في أمره ولباسه وجسمه‬ ‫على حاله فإنه يدل على رفعته وزيادة في حظه وإن رأيت رؤيا مما يدل‬ ‫على ضعف جسمه ولباسه فإنها تحل به نكبة‪ ،‬وإن رأيت رؤيا مثل ماع‬ ‫يسقى به أرضا فيدل على صلاح تلك الذرض بالقطر من السماء‘ والرؤيا‬ ‫تختلف في الناس فمنهم من يرى رؤيا ولا يعرف تفسيرها ومنهم من‬ ‫يراها فتفسر كما يراها‪ ،‬والله أعلمؤ والصلاة والسلام على خير خلق الله‬ ‫محمد (صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫‪٢27‬‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫الذكر السابع عشر ‪:‬‬ ‫أوله في الطب عموماً‪ ،‬وفيه بيان العلل وفي طبانع‬ ‫وفيه قطع الحديد وقلع‬ ‫الأدوية المشهورة والمستورة‪.‬‬ ‫الطبوعات من الثياب‪ ،‬ومما يهرب منه الفار والنمل‬ ‫والزنابير‪ ،‬وفيه ذكر عمل المداد وفيه مسائل من‬ ‫الشرع في التزويج والدخول والطلاق والرد وفي حكم‬ ‫الطريق الجائز الجادة وغير الجادة وفى الوصية إذا‬ ‫كان الورثة أيتاماً أو أ غياباً ‘ ومسألة قي الصلاة‬ ‫_‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬رأيت صاحبي فريدا في مجلسه‘ وهو واقف على‬ ‫باب مسجده فأخبرني عن مسائل مجموعة في الطب والشرع‘ قال‪:‬‬ ‫الكافور ينفع شمه خصوصا إذا وضع على الرأس والجبهة معجونا بماء‬ ‫الورد‪ ،‬قال‪ :‬ولا يزال رأسك مغطى وفي رجليك خفيك وادهن إن استطعت‬ ‫أخمص قدميك في كل ليلة وإن اشتد بك وجع الضروس أو الأذنين فادهن‬ ‫خصيتك ومذاكيرك ودبرك واجلس على تنور ساكنة ناره ساعة تجد من‬ ‫ذلك راحة لأن عروق الأسنان والأذنين ما بينهن مع عروق المذاكير أما‬ ‫تنظر إلى المذاكير إذا خصيت أو جبت لم تنبت اللحية ويسنحت الجلد‪ ،‬ولا‬ ‫تأكل مع من تستقذره () وأكثر من شم الطيب فإنه يزيد في الحفظ‘ ولا‬ ‫تجلس في موضع يتاذى منه نتن فإنه يمرض المخ ويهيج منه المرض‬ ‫وإن وأخذت فلفل وضربته بالعسل ومسحت به الذكر فإنه يعظمه كثيرا‪.‬‬ ‫في الخصل ‪ :‬تقذر ه ‪.‬‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪٣٦٠‬‬ ‫وإن أخذت من ماء البصل ومثله عسل النحل وجعلته على النار حتى‬ ‫يذهب الماء وحدرته وأكلت منه كل يوم بقدر مثقال تجد فيه قوة للباه‪.‬‬ ‫وإن أخذت من المسك قليلا وخلطته مع دهن حبر وطليت به رأس الاحليل‬ ‫أعان على كثرة الجماع وسرعة الإنزال‪ ،‬وإن أردت ضعفه فاسحق نصف‬ ‫مثقال كافور واجعله في ماء ثم اشربه وإن رش على رأس الذكر ماء ورد‬ ‫وكافور وشرب جرعة أضعفه‘ ومن أخذ من فور الحناء وهي الفاغية‬ ‫ويجعله في الماء حتى يطلق منه ثم تشربه فإنه يضعف الباه ‪.‬‬ ‫ومن داوم على ترياق الحلبة المطبوخة المهروسة بالسكر لا غير‬ ‫ذلك ذهب جميع الذورام من البطن ‪.‬‬ ‫وإذا كان الوجع في الجوف ظهر في الوجه‘ وإذا كان في الكبد‬ ‫ظهر في اليدين والرجلين وورم ووجع الكبد البارد يظهر بياض الشفتين‬ ‫واللسانؤ وإذا كان في القلب ظهر في اللسان‪ ،‬وإذا كان في الرنة ظهر في‬ ‫الأنفؤ وإذا كان كان في الطحال ظهر في الشفتين‪ ،‬وإذا كان في الكليتين‬ ‫ظهر في الأذنين‪ 0‬وإذا كان في المرارة ظهر في الحاجبين© وإذا كان في‬ ‫الاريتين ظهر في القيقعة والشوران وما كان في الذكر ظهر في الحنك‬ ‫والعارضين وما كان في الانثيين ظهر في الذقن والحنجرة ‪.‬‬ ‫صفة دواء للطحال‪ :‬يشرب الماء الذي يطفئ فيه الحديد نافع‬ ‫لذلك‘ وإن أخذ التين اليابس والختف ويغلى بخل الخمر فإن غلى يطلع‬ ‫التين والختف ويلخ على الطحال نافع إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫أسماء بعض العلل ودواؤها ‪:‬‬ ‫وهاك بعض أسماء العلل‪ :‬الشوكة حمرة تعلو الوجه والشوصة‬ ‫وجع الصلب والعلوصة وجع البطن واللوصة وجع الخاصرة ‪.‬‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫ولرياح الجوف وغيرها الكمون والفلفل يستف منه‘ والسعتر يحلل‬ ‫النفخ ويطرد الرياح ويدر البول وينزل الحيض وإن قطر ماؤه في الأذن‬ ‫مع لبن المرأة يسكن وجعها ‪ 0‬والحرمل إذا دهن به الرأس والبدن قتل‬ ‫القمل ‪.‬‬ ‫اعلم أن الحنطة والسمن المنقص ثقيلان حاران رطبان‘ؤ وأما‬ ‫الحارة الرطبة الملينة الخفيفة الدنجو واللوز ولبن البقر من تحت الضرع‬ ‫ولبن الضأن ولحمها والزبد ولحم الدجاج والرطب والموز في الصيف‬ ‫والرمان الحلو والعسل منزوع الرغوة والشونيز وأما الصبر معتدل ‪.‬‬ ‫وأما الحار اليابس المعتدل الخفيف ماء اللوبيا والأرز والعسل‬ ‫والسمسم ولبن الإبل والسمن وقيل سمك المالح والثوم والتمر والعسل‬ ‫النخل برغوته وقول الشونيز والحبة الحمراء والفلفل والزنجبيل والسليط‬ ‫والكندر والقرنفل‪ ،‬والقابضان المصطكي وعجم الزبيب والبارد اليابس‬ ‫النقيل كالشعير والدخن والعدس واللوبيا والباقل والجبن ولحم البقر‬ ‫والإبل ‪.‬‬ ‫وأما البارد اليابس الخفيف لبن الإبل الحامض ولبن الرقيق‬ ‫والرمان الحامض والسفرجل و ‪'(.........‬ا والخل وملح الطعام وهليلج‬ ‫الأصفر والكابلي والأسود والعشسرق ‪.‬‬ ‫وأما البارد الرطب الخفيف لبن الماعز ولحمها والسمك الطري‬ ‫والقثاء والبطيخ وبذر قطنة‪ ،‬والبارد الرطب الثقيل لبن البقر الممخوض‬ ‫إذا برد والروب وزلال البيض والفجل والموز في الشتاء ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬كلمة غير واضحة في الأصل‪. ‎‬‬ ‫‪٣٦٢‬‬ ‫وأما الأطعمة التي تطلق الطبيعة مثل خبز الخشكنان مطلق ملين‬ ‫والبطيخ والتين الرطب واليابس والعنب والحلو والخبز العتيق إذا أكل‬ ‫بالعسل سهل الحرارة والعسل إذا أكل منه من غير أن تنزع رغوته لين‬ ‫الطبيعة والشراب الحلو يعين على تليين الطبيعة والسكنجبين أيضا محرك‬ ‫للطبيعة ‪.‬‬ ‫ومما يحبس الطبيعة العنب والرمان والتفاح إذا كانت قابضة‬ ‫وأكلت قبل الطعام حبست الطبيعة وكذلك البيض المسلوق والمشوي ولحم‬ ‫الأرانب إذا شوي ويشرب بالعفص‘ والمسخنة للطبيعة الحنطة وخبزها‬ ‫والحلبة والتمر والتفاح والزيت ومن البقول الجرجير والفجل والسلجم‬ ‫والخردل والجزر والبصل والكراث والثوم والخبز والعتيق ‪.‬‬ ‫والأطعمة المضرة لصاحب الطحال يجتنب ‪ .‬الأطعمة الغليظة مثل‬ ‫الهريسة والعصيدة والجبن واللاقط وأكل اللبنيات سوى السمن والزبدة‬ ‫ومن الشوى والكبابة والتمر والرطب والدبس والبصل الني والثوم‬ ‫والبقول الحريفة والحلوى والعنب الحلو الحار والأطعمة الحلوة ولحم‬ ‫البقر ولبن الغليظ وكثرة شرب الماء‘ وما يولد دما غليظا كالزبيب والبوت‬ ‫وما كان بطيء الهضم ويجتنب مباشرة النساء ‪.‬‬ ‫وأما السفوف التي تقطع البلغم وتقوي المعدة وتقطع الرطوبات‬ ‫الفاسدة ويطرد الريح المتعقدة ويطيب النكهة ويحسن الصوت ويزيد في‬ ‫الحفظ ويذهب النسيان ويحرك الباه يؤخذ فلفل وزنجبيل أجزاء سواء يدق‬ ‫ناعما ويضاف إليهما مثلهما سكر الأبلوج ويخلط الجميع بالسحق الناعم‬ ‫ويؤكل منه مع النوم مثقالين وقبل الغداء مثقالين ‪.‬‬ ‫‪٣٦٢‬‬ ‫قال ‪ :‬وعليك بالدسم والحلوى والحمام والطيب واجتنب الغبار‬ ‫والدخان والنتن وكان يقال راحة الجسم في قلة الطعام وراحة القلب في‬ ‫قلة الاهتمام وراحة اللسان في قلة الكلام وراحة الروح في قلة المنام‪.‬‬ ‫وكان يقال من السموم كل شيء مغموم وكل لبن فاسد وكل سمك‬ ‫منتن وشرب الماء في ثلاثة مواطن مخوف وربما قتل فجاة شرب الماء‬ ‫في الحمام وشرب الماء بعد الجماع قبل أن يسكن الروع وشرب الماء عند‬ ‫اليقظة من النوم وإدمان شرب الماء في أوان الزجاج يورث الدق وطول‬ ‫المكث في الخلاء يورث البواسير وأكل البطيخ على الريق يورث أمراضا‬ ‫صعبة وربما يورث موت الفجأة ومن أكل البصل وشرب الخمر فهو سم‬ ‫قاتل كثرة الجلوس وقلة الحركة يورث النقرس أكل السمك والبيض في‬ ‫يوم واحد يورث القولنج شرب الماء على البطيخ يورث البرص ومن‬ ‫أدذهن سرته لم يخف‘ ومن أدهن أسافل رجليه احتد بصره وعوفي من‬ ‫ضعف بصره‪.‬‬ ‫ولحسن الصوت يؤخذ من العلك أوقية ومن العسل أوقية ومن‬ ‫الصمغ أوقيتين يطبخ العلك والعسل ويدق الصمغ ويخلط الجميع ويلعق‬ ‫منه بكرة وعند النوم وأما الذي يمشي فراسخاً ويحصل عليه من ذلك‬ ‫تعب شديد وخمود في المفاصل فيؤمر أن يبل أظفاره بدهن فإنه يسكن‬ ‫وينفع أن يقوم الإنسان تاعب من المشي في الماء البارد إن كان صيفا‬ ‫وفي الماء الحار إن كان شتاء وليكن ذلك إلى ركبتيه ولا يصب منه على‬ ‫بدنه شينا‪.‬‬ ‫ومما يضعف النظر أكل الملح المالح‪ 0‬وإدمان النظر إلى البغيض‘‬ ‫‪٣٦٤‬‬ ‫البرق والنور‬ ‫والنظر إلى الجيف©ؤ والنظر إلى عين الشمس©‘ؤ وضوء‬ ‫والنار‪.‬‬ ‫وإن أردت أن لا يصيبك ماء في عينك فأكثر من شم السفسف‬ ‫وادهن بدهن تسلم‪ ،‬ولا تأكل من السمين في فصل الربيع والصيف فإنه‬ ‫يهيج المر والدم وتأكل شينا تقذره النفس فإنه داء لا دواء له مثل الجذام‬ ‫وأشد منه‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن لا تثور بك مرة ويزيد عقلك فلا تخرج حتى تأكل‬ ‫على الريق اهليلجة سوداء كابلية مع شيء من سكر الطبرزد‪.‬‬ ‫وإن أردت أن تسلم من السعال والسل فاحسو كل ليلة سبع‬ ‫حسوات ماء ساخنا عند النوم ولا تأكل السمن والعسل بالسوية حتى يزيد‬ ‫أحدهما على الآخر‪ .‬وكذلك العسل والماء الممزوج به ولا تأكل السمن من‬ ‫وعاء الصفر قد لبث فيه عشرة أيام فإنه سم قاتل واللحم إذا أتى عليه مدة‬ ‫ثلانة أيام وهو نيع فإنه يضر ولا ينفع والعنب ما وجدته حديثا فاكثر منه‬ ‫فإنه سيد الفاكهة وإذا عتق فلا خير فيه۔ وإذا أكلت الفجل فلا تأكل بعده‬ ‫العسل فإنه داء خبيث وإذا أكلت السمك أو طير الماء أو طير البحر قلا‬ ‫تاكل بعده اللبن الرانب فإنه خبيث‪ ،‬وأكثر من الاغتسال في أيام الربيع إن‬ ‫استطعت وشرب الماء فإنها أيام شيطان(') الدم ولا تطل الجلوس في‬ ‫النميس© وإن أخذ الإنسان من كبود الغزلان وهي أولاد الظباء الصغار ثم‬ ‫تشرح وتجفف في الظل ويؤخذ كوزنها من اللوز المقشر ويسحقهما ناعما‬ ‫ويضيف إليه من ورق البنفسج ويسحقه بدهن اللوز حتى لا يعود يشرب‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬فوران‪. ‎‬‬ ‫‪٣٦٥‬‬ ‫ثم جففه وارفعه لوقت الحاجة فمثقال منه يقيم عليه الإنسان ثلاثة أسابيع‬ ‫لا يشتهي الطعام‪.‬‬ ‫ومما يغني عن شرب الماء شهرا يؤخذ كمون المكرماني ودقه‬ ‫واعجنه بعسل منزوع الرغوة ويأكل منه بقدر الجوزة فإنه يغينك عن‬ ‫الماء شهرا فاكتمه عن السفهاء فإنه سر عظيم‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن لا تشرب الماء شهرا فخذ قلب غراب يجفف ويدق‬ ‫وينخل ويشربه الإنسان فإنه لا يشرب الماء شهرا لأن الغراب لا يشرب‬ ‫الماء شهر تموز وتموز بدرجة الأسد تنزل الشمس فيه وهو إحدى‬ ‫وثلاثون يوما‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن تقطع الحديد بالسكين وهو أن ينقع أي يخله بالماء‬ ‫يوما قليل نوشاذر واغمس فيه السكين حامية وتسقى سياتي في سقي‬ ‫السيوف كما ترى‘ قال بعض الحكماء ولسقي السيوف واستخراج فريدها‬ ‫وجوهرها يؤخذ كبريت أصفر رطلاً مسحوقا ناعما ويدعه ثم يصب عليه‬ ‫ثلاثة أرطال خل خمر وتجعله في الشمس سبعة أيام ثم يصفى الخل وتجعل‬ ‫أيضا عليه رطل كبريت آخر مسحوق ناعما وتدعه سبعة أيام أخر ثم‬ ‫يصفى ويجعل في إناء فإذا أردت تسقي السيوف وظهور فريدها وجوهرها‬ ‫فخذ من الاهليلج شينا جيدا فتدقه جيدآ ناعما وتدلك به السيف بقطعة جلد‬ ‫فإنه يخرج له جوهرأ حسنا‪.‬‬ ‫وإذا أردت قلع الصبوغات والآثار من الثياب يؤخذ حلتيت وخل‬ ‫وأشنان مصري وملح من كل واحد جزءا يخلط الجميع ويغسل به موضع‬ ‫الطبوع مرارا فإنه يقلعه{ وإن أردت دلك بالحامض والأترج أي طبع كان‬ ‫‪٢٦٦‬‬ ‫قلعه‪.‬‬ ‫ولقلع الجير حماض الأترج يغسل وبعد ذلك بالأشنان والخل‪ ،‬ولقلع‬ ‫الجير يغسل بالتمر المحبرط ثم بالصابون‪ ،‬ولقلع المداد يغسل بالملح‬ ‫والحليب ثم بالصابون‪ ،‬ولقلع كل شيء يؤخذ خرا الحمار يفرك في داخل‬ ‫الماء ويغسل به الثوب ينقى ‪.‬‬ ‫ولقلع الاصباغ يدخن بالكبريت والثوب رطب ثم يغسل بالصابون‬ ‫فإنه أجود ما يكون وأي الأصباغ كانت في الثوب فإنها تذهب بالمرارة‬ ‫وبول الإنسان ويغسل بالصابون ‪.‬‬ ‫ولقلع السمن والودك وغيرها يؤخذ لبنا حامضا ودقيق شعير‬ ‫وطين أحمر فاغسله بماء فإنه يذهب ‪.‬‬ ‫ولقلع جميع الفواكه والرياحين وقشر الرمان فخذ حرض وبورق‬ ‫وصمغ الطلح أو السلم فاغسله ثم بالصابون فإنه يذهب‪.‬‬ ‫ولقلع الرمان الأحمر من الثوب يغسل بحب الرمان الأبيض‬ ‫والأبيض يغسل بالأحمر‪ .‬وكذلك العنب الأسود ويغسل بالأبيض والأبيض‬ ‫يغسل بالأسود ويدخن بالكبريت‪ ،‬وكذلك الدم إذا إذا أصاب الثوب يغسل بدم‬ ‫فرخ يذبح عليه ويدلك به ساعة ثم يدلك بطحين وماء حار فإنه يذهب من‬ ‫ساعته‪.‬‬ ‫ولقلع النطفة يطلى بالسكر الأبيض على المني ويجرى عليه الماء‬ ‫ويحكه به فإنه يقلعه ويقلع أيضا بماء الباقلاء والصابون‘ وقلع النطفة‬ ‫يطلي فوق النطفة بسمن بقر ثم يغسل بالصابون فإنه ينقى ‪ 0‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫‪٣٦٧‬‬ ‫وإن أخذت الجلد ورطبته بالماء وبخرته بالكبريت الاصفر يجيء‬ ‫لونه لون الذهب ‪.‬‬ ‫صفة صبغ الخوص اليابس‪ :‬القلب الأبيض يجعل فيه خثاء البقر‬ ‫الرطب سبعة أيام أو أكثر ثم يخرج ويغسل ويجفف في الشمس ويؤخذ‬ ‫الفوة مدقوقة ناعمة وتطبخ بالماء حتى يخرج منها فيه الصبغ ويلقى‬ ‫عليه شب وكاييا ويلقى فيه الخوص ويطبخ حتى يحمر ‪.‬‬ ‫وأما صبغه أسود‪ :‬يؤخذ له سح فرض ويمرس بماء فيكون مثل‬ ‫الشيء المربرب ويجعل في جحلة هو والخوص ويذر عليه فوقه خردة‬ ‫الحديد المسحوق واتركه عشرة أيام ويخرج ويغسل ويجفف في الشمس‬ ‫ويؤخذ حب الرمان ويدق ويطبخ حتى يخرج صبغه ويطبخ فيه الخوص‬ ‫حتى يسود ‪.‬‬ ‫وصبغه أصفر‪ :‬فهو بالجزع كما ذكرناه في الفوة‪ ،‬والشيعة‬ ‫يصبغون شعر لحاهم يأخذون الوسمة وهي ورق شجرة النيل يدقونه دقا‬ ‫ناعما ويجعلون عليه حماض اللومي القديم ويعجن بالماء ويحمر به كما‬ ‫يصنع بالحناء في الصبغ ويضمخ شعر اللحية به ويكون مستلقيا على‬ ‫قفاه بمقدار ساعتين ويغسله ويجففه ثم يلطخه كذلك بالحنا ساعتين‬ ‫ويغسله فإنه يسود سوادا لا يزول أبدا ولكن بعد شهر يظهر قليلا عند‬ ‫منبته بالبياض فيعاودونه في كل شهر لأجل ذلك‪.‬‬ ‫وإن سحق الشب بالخل وطلى به الأبطان أذهب نتن الصنان‪.‬‬ ‫وشجرة الحرص وشجرة المطاوعة وهي شجرة لزجة تنقيان الوسخ من‬ ‫الثوب والبدن‪ ،‬وتراب الذرز والطحين إن دلك به اليدين إذهب الدهن‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫منهما وإذا أخذ ورق الحنظل وسحقه ونثره في جحر الفار قتله أيضا وكل‬ ‫حيوان تركه في جحره قتله وطرده‪.‬‬ ‫ومن أخذ حنظلة ونثرها في بيته أمن من لدغ كل دابة مؤذية في‬ ‫بيته‪ .‬وأما النمل تهرب من رانحة الكبريت والحليت والقطران ومرارة‬ ‫الثورؤ والزنابير تهرب من بخار الكبريت والتومش والرمة تهرب من دخان‬ ‫وريش الهدهد وريش الكركي والكزبرة وتهرب من الحبن واللثب إذا‬ ‫وضع في جحرها أعني الرمّة‪ ،‬والريحان إذا بخر به البيت أو اقترشه طرد‬ ‫الهوام وشرب مائه ينفع من نهش الهوام‪ ،‬وإن شربه قبل اللسع لم تفعل‬ ‫فيه الدواب المسمومة شينا ولا يضره لدغها وإن ضمد به موضع اللسعة‬ ‫نفع ‪ 0‬وإن شرب ادر لدم الحيض وإذا قطر ماؤه في الأذن سكن وجعها‬ ‫وبدله الصمغ العربي‪.‬‬ ‫عنب التعلب إذا أكل ورقه نافعا للذورام الباطنة وإذا ضمد به‬ ‫الأورام الظاهرة نفعها وهو قاطع لكثرة دم الحيض إن شرب أو احتمل‪،‬‬ ‫والقسط إذا تدخنت به المرأة نزل دم الحيض وإذا شرب منه نفع من لدغ‬ ‫الافاعي ‪ 0‬وإذا سحق ورق العصفر (الشوران) وشرب نفع من لسع‬ ‫العقارب وعرق السعد مثله‪.‬‬ ‫وهاك صفات في عمل المداد يؤخذ عفص وقشر الرمان بالسوية‬ ‫يدق وينخل ويجعل عليه خل حامض ويعصر بخرقة‪ ،‬أو يؤخذ مثقال دخان‬ ‫وربع مثقال صمغ يدق ناعما ويجعل عليه ماء ويكتب به‘ أو يؤخذ أربعة‬ ‫أسهم حبر وسهم سمد ويدق ناعما ويجعل في فنجان واسكب عليه الماء‬ ‫حتى يعلوا فوقه بقدر راحة الصبع ثم اتركه ليلة وفي النهار خذ خرقة‬ ‫‪٣٦٩‬‬ ‫جيدة وصله بها واتركه في الدواة تم اكتب به{ أو خذ من الحبر أربعة‬ ‫عشرمتقالاً ومن السمد خمسة متاقيل ومن الماء اثني عشر مثقالا يخلط‬ ‫الجميع من ساعته ويكون مسحوقاً ناعما واكتب به‪ ،‬لكن سمعت الشيخ‬ ‫ناصر بن أبي نبهان يقول إن السمد ياكل القرطاس‘ ومداد ينوب عن‬ ‫الذهب زرنيخ أصفر وقليل زعفران فيسحقهما سحقا ناعما ويضاف إليه‬ ‫مثل الزرنيخ من الصمغ العربي ويخلط عليه قدر الكفاية من الماء ويكتب‬ ‫به!‪ .‬وإن سحق الزرنيخ الأحمر مع مثله من الصمغ وكتب به خرج في‬ ‫غاية الحسن‘ وإن سحق الجزع وألقي عليه من ماء القلي أتى في غاية‬ ‫الحمرة‪.‬‬ ‫في عمل المداد هو أن تأخذ خلطا ثم تسحقه فتنخله ثم تأخذ صمغا‬ ‫كان طلحا أو قرطا فتنقعه بالماء إلى أن يصير كالعسل تم تخلطهما جميعا‬ ‫تخليطا كليا ولا تزال ساعة تفركه بيدك حتى يختلط كما ينبغي فإذا عرفت‬ ‫اختلاطه خذ ماء الجير المنقع أو ماء الحناء فاصببه عليه قدر ما هو‬ ‫يكون ليكون مناسبا في الكتابة ويخلطه به ثم يصله بخرقة نظيفة ويجعله‬ ‫على النار حتى يفور وتم ذلك‘ والصمغ لا قياس له على قدر كثرة الخلط‬ ‫وقلتهؤ‪ .‬هذا كتبه الشيخ للناسخ عبدالله النخلي في بندر مسكد بمحضر‬ ‫سيدنا العالم ناصر بن أبي نبهان بمسجد الخور‪.‬‬ ‫خضرة تنوب زرنيخ أصفر جيد يسحق ناعما ويضاف إليه مثل عشره‬ ‫من النيل الهندي يطعم به في السحق شينا فثشينا حتى ترضيك خضرته ثم‬ ‫تضيف إليه مثل الجميع من الصمغ مسحوقا منخولاً ويترك عليه قدر‬ ‫الكفاية من الماء العذب فإنه يأتي في غاية الحسن والخضرة مداد ينوب‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫عن الزنجفر يؤخذ من اللك الطيب ويسحق ناعما ثم يقطر عليه في‬ ‫السحق ماء الأشنان إلى أن يغمره ثم تضعه على نار لينة وتحركه بملعقة‬ ‫إلى أن تنمي حميم في ذلك الماء فإنه يأتي في غاية الحمرة‪.‬‬ ‫الزواج والطلاق والوصية ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬سألني بعض الأخوان عن بعض من مسائل الأحكام‬ ‫في حكم الزوجين‪ ،‬فقلت له‪ :‬لا علم معي في الدماء والفروج وهذا سؤالك‬ ‫أقصد به مع العلماء خليفة الأنبياء‪ ،‬قال‪ :‬اكتب لهما سؤالا فكتبت‪ :‬ما تقول‬ ‫ايها الشيخ عامر بن علي في رجل قال لزوجته إن نلت هذه السكين أو‬ ‫أخذت هذه السكين صاش مفارقة أتطلق زوجته إن لم تأخذ السكين وهل‬ ‫تدخل عليه حروف الإيلاء أم لا ؟‪.‬‬ ‫الجواب وبالله التوفيق ‪ :‬أما على فعلها هي فلا يدخل عليه الإيلاء ولا‬ ‫تطلق زوجته ما لم يقع منها ما حلف عليه ‪ 0‬وإن وقع منها فعلى لفظه هذا‬ ‫لها يجري الاختلاف ‪ 0‬قول ‪ :‬تطلق بهذا اللفظ لأن الفراق اسم من أسماء‬ ‫الطلاق ؛ وقول ‪ :‬على نيته ثقة كان أو غير تقة ؛ وقول ‪ :‬إن صدقته وقال‬ ‫لم ينو بطلاقها بها جاز لها المقام معه ثقة كان أو غير ثقة ؛ وقول ‪:‬‬ ‫يسعها التصديق له إن لم ينو به الطلاق إن كان ثقة وإن لم يكن ثقة لم‬ ‫يجز لها تصديقه وأرجو أن لها استحلافه فإذا حلف جاز لها وإن نكل لم‬ ‫يجز لها المقام معه والله أعلم ؛ والسلام عليكم شيخنا وذخرنا وأخانا الثقة‬ ‫خميس بن راشد العبري ورحمة الله وبركاته لا عدمناك ذخرا لنا مدة‬ ‫الحياة إن شاع الله ‪ 0‬نسأل الله أن يمتعنا ببقانك سالما غانما مسرورا ‪ 0‬من‬ ‫العبد الفقير إلى الله عامر بن علي ‪ 0‬سلم لنا على كافة المشائخ والذخوة‬ ‫‪٢٣٧١‬‬ ‫ذكرت وم ومنن ييرردد حا حاجهجة تقضرى‪! ,‬إن شاء الله ‪.‬‬ ‫ومنن لنا كافة ما‬ ‫‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‏‪ .٠‬إلى الشيخ المحب الثقة‬ ‫مسألة أخرى‬ ‫عامر بن علي ‪:‬‬ ‫ما تقول في رجل تزوج المرأة ونقلها إلى بيته ولم يدخل عليها ثم‬ ‫طلقها بلسانه سرا ولم يخبرها تم قصد مع وليها فزوجه بها تزويجا جديدا‬ ‫فجاء الرجل بالليل ودخل على المرأة وجامعها والمرأة لا علم عندها‬ ‫بالطلاق ولا بالتزويج الثاني أتحل له على هذه الصفة أم هي حرام؟‪ 0‬وإن‬ ‫كان فيه اختلاف عرفنا بالرأي الذي يعجبك من قول المسلمين ومن لزوم‬ ‫الصداق؟‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬وبالله التوفيق فعلى صفتك هذه إن طلاقه لها واقع بها‬ ‫وقد خرجت عنه ولا عدة عليها وعليه هو نصف ما فرض لها من عاجل‬ ‫صداقها وآجله وقد حلت للأزواج لأنها من حين ما جرى عليها طلاقه‬ ‫صارت أملك بنفسها أن لو علمت بطلاقه لها وبينونتها منه وتزويجه‬ ‫الثاني بها سرا بغير علم منها به ولا بخروجها منه بالطلاق وهي حرة‬ ‫بالغة الحلم فقد جاء عن أهل العلم ما يدل على منعه إلا إذا علمت بالخروج‬ ‫منه وبالتزويج بها ثانية على هذا فتنزويجه بها باطل لا يجوز الدخول بها‬ ‫على ما هي عليه من جهلها بالجاري منه وعلى أن معها دخوله بها على‬ ‫التزويج الأول فاشبه به معنى ما يدل على القول بفسادها عليه من غير‬ ‫قطع مني بذلك؛ لأنه عسى به شيء من الاختلاف بالرأي وأنا لم يحضرني‬ ‫لكنه في النفس ما يدل عليه فانظر فيه وعساك تعرف الشيخ سيدنا الفقيه‬ ‫ناصر بن أبي نبهان عسى يرى فيذلك رأيه أو يحفظ فيه شينا ‪.‬‬ ‫‪٣٧٢‬‬ ‫وهاك مسألة من جواب الشيخ سعيد بن بشير الصبحي رحمه الله‪:‬‬ ‫ومن تزوج امرأة ورضيت به وطلقها بلا علمها قبل دخوله بها وتزوجها‬ ‫ثانية ولم يعلمها بالطلاق والتزويج الثاني وهي تظن أنه دخل بها‬ ‫بالتنزويج الأول ومضى على ذلك قليلا أو كتيرا وهو يظن أن ذلك جائز‬ ‫أتحل له على هذه الصفة أم لا ؟‪ 0‬الجواب‪ :‬إن هذا الرجل إذا طلقها ولو لم‬ ‫تعلم به وهو لم يدخل بها فقد انفسخت منه لأنه لا عدة عليها منه وحلت‬ ‫للأزواج وصار هو وغيره فيها سواء فإذا تزوجها ثانية بولي وشاهدين‬ ‫فلا يجوز تزويجها ولا تثبت عليها زوجته إلا برضاها بعد إخبارها ولا‬ ‫تكون له زوجة على هذه الصفة لأن شرط الرضى قد اختل هنا ولا يصح‬ ‫تزويج إلا برضى المرأة وهذه بعدة طلاقه لم يصح له سبب فيها إذا‬ ‫خرجت منه وبانت ليس هذه كالمطلقة إذا لم يخبرها بالطلاق تجوز له أن‬ ‫يردها بلا علمها ولا إخبارها لأن هناك أسبابا زوجية ثانية وهي وارثة‬ ‫كالزوجة وحكمها حكم الزوجة ألا ترى إلى قول أهل العلم في المختلعة‬ ‫والمبارءة لا يجوز ردها إلا برضاها وهي سبب العدة منه لأنها باننة‬ ‫فكيف بهذه إذا لم يبق ثم سبب فهذا حرام حرام وهو تزويج مفرق بينهما‬ ‫ولا تحل له والله أعلم‪.‬‬ ‫قال العبد الفقير الى الله عامر ين علي ‪:‬‬ ‫صحيح هذا الجواب الذي أجاب به الشيخ سعيد بن بشير وهو‬ ‫رأينا وعليه معتمدنا وإن قال قائل بخلاف ذلك واحتج هنالك بتزويج‬ ‫الصبيان لبعضهما بعض وبالإجازة من عامة من أهل العلم الدخول بينهما‬ ‫وتمكين البالغ لجماعه الصبية المزوج مع مراعاة شرط رضاها بعد‬ ‫‪٣٢٧٢‬‬ ‫بلوغها إلى غير ذلك من الحجج فلا نقول أنه أخطأ في الرأي وإن كنا لا‬ ‫نقول به ولا نعمل عليه حال حصول إقرار الزوج أنه لم يدخل دخولا‬ ‫يوجب عليه حكم الداخل بزوجته في جميع أحكامه لعلل يراها داخلة على‬ ‫من قاسه بتزويج الصبية ومعاني يدل على افتراقهما والله أعلم اختصرت‬ ‫القول عن بسط العلل لضيق القرطاسة‪.‬‬ ‫قال غيره‪ :‬إذا لم ير العالم صحة رأي ورأى الخصح غيره فلا لوم‬ ‫عليه إذا لم يقل به بل عليه أن يقول ويعمل ويفتي بما رآه أنه هو الأقرب‬ ‫إلى الحق كما اعتمده هذا الشيخ‪ ،‬ولكن لا تدل عدم رؤية صحته هو على‬ ‫أن ذلك ليس براي صحيح عند من رأى صحته ورأى ما احتج به أنها‬ ‫حجج تدل على صحته كما رأيناه نحن فقلنا ولا يكون قول عالم بصحة‬ ‫رأي دون غيره حجة على غيره ممن رأى الأصح ذلك الغير والعالم ينظر‬ ‫الأعدل والآراء كما ذكرناه ويعمل بذلك الأعدل ولا يبطل رأي غيره والله‬ ‫اعلم‪.‬‬ ‫ثم عرفنا الشيخ العالم ناصر بن أبي نبهان ما تقول في رجل تزوج‬ ‫امرأة وأنقلها إلى بيته تدخل وتخرج وتأكل وتشرب من عند زوجها وتنام‬ ‫مع أمه وأولاده ثم طلق المرأة سرا في نفسه بلسانه ومكث بقدر شهري‬ ‫زمان تم بدا له أن يتزوجها ثانية قحضر الولي والشهود وتزوج بها‬ ‫بمحضرهم وقصد إلى بيته وجامع المرأة ولم يعلمها أحد بما صنع الرجل‬ ‫من الطلاق والنكاح الثاني وهذا التزويج الثاني على أصله ؟‪ ،‬أم هو كالرد‬ ‫بين لنا ذلك هي حلال أم عليه حرام أم فيه شبهة لأنها في بيته قإن كان‬ ‫عليه حرام فما يجب عليه من الصداق ؟ ‪.‬‬ ‫‪٣٧٤‬‬ ‫الجواب‪ :‬إن كان قد دخل بها كما ذكرت أنهما في بيت واحد مع أهل‬ ‫بيته وإن كان قد سترهما موضع من البيت عن أهل البيت واتفقا أن كانا‬ ‫هي وإياه في البيت وليس فيه أحد من أهل البيت معهما أو كانا في موضع‬ ‫ستر البيت أو غيره فهو في الحكم داخل بها وتلزمه أحكام الداخل بها وإن‬ ‫كان لم تمض عليهما وقفة في ستر هو وإياها لا غير ولو كانت في بيته‬ ‫مع أهل البيت فحكمه غير داخل بها وإن ادعت أنه دخل بها فلها الحجة‬ ‫عليه لأنها في بيته فالقول قولها مع يمينها إن طلب منها اليمين‪ ،‬وكذلك‬ ‫لو ادعى هو أنه داخل عليها وأنكرت هي فالقول قوله لأنها في بيته‬ ‫بخلاف أن لو كانت في معزل عنه فالمدعي بالدخول منهما على صاحبه‬ ‫هو المدعي إلا بالصحة العادلة فافهم‪ ،‬وإذا تقرر أحد هذين الحكمين فيهما‬ ‫فطلاقه لها في موضع يكون حكمه داخلا عليها بطلاق يملك فيه ردها‬ ‫يجوز له أن يردها بشهود ممن يجوز لهم الرد رضيت بذلك أو كرهت في‬ ‫موضع ما يجوز له بغير رضاها ولا يجوز له إلا بشهود ولا يجوز إلا بمن‬ ‫يجوز له الرد بهم ولكن لا يجوز له نكاحها إلا أن يعلماها الشاهدان بالرد‬ ‫ولا اختلاف في هذا ولو كان قد وقع الطلاق بغير علمها وقد قيل غير هذا‬ ‫إذا كان بغير علمها إذا كان قد نطقت به لسانه وإن كان طلقها وهو في‬ ‫الحكم لم يدخل بها فقد بانت منه وليس له مراجعته لها بالرد وإنما له أن‬ ‫يراجعها بتزويج تاني وفي الأثر أن يكون برضاها وولي وشهود وعقد‬ ‫وإن اختل ركن لم يجز التزويج وهذا هو الحق ولكن ليس فيه دليل ما‬ ‫يمنع من جوازه إن لم يصح منها رضى ولا كراهية إذا علمت التزويج ولم‬ ‫تغيره وطاوعت في الدخول إليها من الزوج‪.‬‬ ‫وقد جاء في الأثر‪ :‬أن سكوت البكر رضاها ولو سكتت الثيب‬ ‫‪٣٧٥‬‬ ‫وعلمت بالتزويج ولم تغيره وطاوعته في الدخول لجازت له وجاز لها‬ ‫وكفى بإجازة دخول الزوج على الصبية المزوجة ونكاحه لها على قول من‬ ‫أجازه له منها وأنه لهو الأشهر والقول به وعلمها بالتنزويج قبل الدخول‬ ‫وحين الدخول بها سواء ورضاها به وغير رضاها به سواء فصح أن‬ ‫ركني الرضى أريد به أنه لا يجوز على كراهيتها وقله رضاها إن ظهر‬ ‫منها غير الرضى لا غير أو لو زوجت بغير علمها وأخبرت ولم تنكر ولم‬ ‫يصح منها رضى ولا كراهية ودخل عليها الزوج وجامعها لم تقل أنه‬ ‫تزويج فاسد إذا لم يصح رضاها فإن قلت إن مسالمتها ومطاوعتها هو‬ ‫رضاها قلنا إن كانت بالغة الحلم لم يصح رضاها عند العقد وإنما صح عند‬ ‫نكاحها وإن كانت صبية على قول من أجاز نكاحها فرضاها وقلة رضاها‬ ‫سواء لأنها غير مالكة أمرها فلما جاز هذا كله في الصبية وما ذكرناه في‬ ‫غير الصبية من البكر والثيب لم يبعد من إجازة هذا التزويج الثاني إذ قد‬ ‫صار بولي وشهود و عقد ولو ظنت أنه الأول ولم تعلم بالثاني ولكن الثاني‬ ‫قد صح بالعقد والشهود وصح أنه لم يدخل إليها إلا بتزويج وهي تعلم‬ ‫بالطلاق الأول فهو لها حلال إذ لم تقم الحجة عليها بما يحرمه عليها وهو‬ ‫له حلال لأنه أخذها بالتزويج ومتى علمت أنه طلقها وجدد التزويج وأتمته‬ ‫وإن نقضته فلها النقض إذا صح أنها لم تعلم به‪.‬‬ ‫فإن قيل‪ :‬إن هذا نقض لما أصلته فنقول ليس الذمر كما ظننت لأن‬ ‫الصبية وإن دخل عليها المتزوج بها وجامعها فمتى بلغت فلها أن تتمه‬ ‫فإن أتمته تم وإن نقضته انتقض وإن سكنت من غير نقض ولا تتميم لم‬ ‫يلزمها أن تلفظ بإتمامه بل يكونا على ما كانا عليه من الزوجية وإن كان‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫بين الصبية والبالغ فرق في الرضى في ظاهر الحكم ففي الباطن لا فرق‬ ‫لأن الصبية جائز تزويجها ونكاحها وعلمها قبل الدخول بها وعند الدخول‬ ‫بها سواء ولها الخيار متى بلغت الحلم والبالغ يجوز تزويجها بغير علمها‬ ‫ولا تعلم إلا عند الدخول بها ولها الخيار إن شاءت أتمته وإن شاءت‬ ‫نقضته وإن شاءت سكنت وسالمت للدخول بها وهذه علمت بالتزويج ولم‬ ‫تعلم بالطلاق وزوجت ثانية والتزويج صحيح فلم تعاشره وهي على أنها‬ ‫غير زوجة له بل عاشرته على حكم الزوجية التي صحت معها قباي وجه‬ ‫يحرم عليها وهي متممة لذلك فهي كالصبية في القياس على هذه الصفة‬ ‫فإن قلت إن الصبية علمت بالتزويج وهذه لم تعلم قلنا هذه علمت بالتزويج‬ ‫ولم تعلم بالطلاق فهي زوجته ومتى صح معها التزويج التاني وأتمته تم‬ ‫لأنه تزويج صحيح وهي تدري أنه لم يتعرض إليها في يوم مشهود في‬ ‫العرس إلا بعقد تزويج بها منه ولو زوجت امرأة بغير علمها وسمعت من‬ ‫أهل بلدها أنها زوجت برجل ولم تدر بالتزويج إلا حين نقلها من بيت أهلها‬ ‫إلى بيت الزوج وهي لاتعرفه ونقلها أناس كثيرون من أهل البلد ولم يصح‬ ‫رضاها ولا سخطها ولم تعلم هي بالذي زوجت به وادخلوها بيت الزوج‬ ‫وأدخلوه هو معها على شهرة التزويج لبعضهما بعض وفي نفسها غير‬ ‫كارهة لذلك ولا تعرف الزوج من هو وجامعها على شهرة التزويج‬ ‫لبعضهما بعض جاز ذلك ولو لم يجز ذلك لم يجز لزوج أن يجامع امرأة‬ ‫كذلك أمرها حتى يصح معه بالصحة الشرعية ولا يجوز لها هي أن تمكنه‬ ‫من نفسها حتى يصح معها أنه هو الزوج الذي تزوجها بالصحة الشرعية‪.‬‬ ‫ولعسر الأمر في هذا فاعرف ذلك ولها أن تتمه كما أنها لو زوجت‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫بغير علمها ولم ترض به أولا ثم رضيت به لم يلزم تجديد التزويج في‬ ‫أكثر قول المسلمين وليس على الصبية أن تتمه باللفظ وإن غيرت‬ ‫التزويج من زوجها في حين بلوغها ثم أتمته بعد ذلك لم يلزم تجديد النكاح‬ ‫لنقضها هي أولا على هذه الحالة فهذا ما أراهؤ وإن قال أحد بخلاف قولي‬ ‫لم أخطنه وعسى أن يأتي بحجة يصحح قوله قيكون في النظر هو الأقرب‬ ‫إلى الحق فاعرضوها على أهل العلم من المسلمين عسى يحدث الله رأيا‬ ‫لعباده أحسن مما فتحه لي فيكون العمل بالأفضل أولى فليس المراد منا إلإ‬ ‫وضوح الرأي الأفضل للمسلمين وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬زد بيانا في صفة الدخول على بعضهما بعض الذي يكون‬ ‫في الحكم داخلا به عليها إذا كانت هي في بيته من بعد ما تزوجها ولكنه‬ ‫لم يدخل بها في التسمية مع العامة لأن مع العامة لا يسمون داخلا بها إلا‬ ‫أن يدخل عليها ليلة العرس التي تشتهر أنه قد دخل عليها قيها لا غير ذلك‬ ‫وأنت أشرت في جوابك أنهما إذا سترهما حجاب يكون في الحكم داخلا‬ ‫عليها دون تلك الليلة المشهورة إذا كان هذا قد قبلها وبين لنا إن كانت‬ ‫هي في بيته مع أهله وفيه صغار غير بالغين وكبار بلغ مجتمعون فيه‬ ‫وهي معهم والزوج معهم في الليل والنهار وتارة البالغون يخرجون ويبقى‬ ‫الصبيان هل فرق في ذلك في الليل والنهار وفي اليقظة والنوم إذا غلق‬ ‫باب الحائط وأبواب الغرف مثله أم فرق بين الأبواب وإذا صح الدخول‬ ‫ووقع الطلاق منه لها ذلك ثم تزوجها ولم يخبرها الشاهدان ودخل عليها‬ ‫أتحرم عليه وإن حرمت فما الذي يجب لها من الصداق وفي أي وقت‬ ‫تلزمها العدة مع إعلامها بالحرمة أم قبل ذلك أو أحسن أن يلفظ بالطلاق‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫لها عن الشبهة وإن مات أحدهما وهي في العدة هل بينهما ميراث أم لا ؟‬ ‫فاشرح لنا الجواب وأنت مأجور إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬الذي ظنته العوام الدخول ليلة العرس بها وهي الليلة‬ ‫المشهودة المعروفة بينهما هو دخول ومن وجوهه وما ظنوه كذلك فهو‬ ‫حق ولكن الخطأ من العوام أنهم لا يجعلون دخولا عليها منه بغير هذه‬ ‫الليلة وبغير هذه الحالة مما هو ذلك والحق مع العلماء أنهما إذا سترهما‬ ‫حجاب فهو في الحكم داخل بها وإذا كانت هذه الابنة في بيت هذا الزوج قد‬ ‫نقلها إلى بيته وسكنت فيه هي وهو مع أهل البيت فإن كانت الابنة لم تات‬ ‫عليها معه حالة يسترهما في البيت عن أهله البتة فهي بعد كأنها لم يدخل‬ ‫بها وأما قولك إن كان في البيت الصبي والبالغ فالصبي لا عمل عليه‬ ‫ومتى ضمهما البيت ولو كان فيه صبيان فحكمه داخل بها وكذلك الليل إن‬ ‫كان هو وهي في موضع يمكنه أن يواصلها وأهل البيت نانمون فحكمه‬ ‫داخل بها والليل بنفسه ستر فإذا نام الأهل وهي معهم في موضع غير‬ ‫مغلق باب عليهم عنه أو كلهم في قنت أو كلهم في دهليز وبالجملة فإذا‬ ‫كان الزوج في موضع والابنة في موضع يقدر أن يصل إليها فيه منه‬ ‫فالحكم في ذلك على هذا ولو لم يخرجوا منه وهي معهم لأنه يمكنه بعد‬ ‫نومهم اتصاله بها وأما فيما بينهما وبين الله تعالى فإذا كانا مع أنفسهما‬ ‫لم يدخلا على بعضهما بعض فهو غير داخل وفي الموضع الذي تحرم‬ ‫عليه فيه مما ذكرناه على رأي من رأى الحرمة في ذلك وحكم بتفريقهما‬ ‫بذلك أو رأيا بأنفسهما صحة هذا الرأي المفرق بينهما في الحق فتعتد من‬ ‫حين تعلم بحرمتهما على بعضهما بعض ولا يتوارثان في العدة لأنها‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫خرجت منه بالتحريم بفساد النكاح فكيف ترثه في موضع يكون نكاحهما‬ ‫فاسدا فهي كأنها ليست بزوجته فلا يكون مثل هذا الطلاق والله أعلم ‪ .‬كتبه‬ ‫ناصر بن جاعد بيده ‪ .‬نقلته من خط يده‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬من تزوج امرأة ونوى الطلاق إليها بقلبه ولم يلفظ‬ ‫فيه بلسانه فلا يحسب هذا من الطلاق إن كان دخل بالمرأة أو لم يدخل بها‪.‬‬ ‫وأما إن لفظ بلسانه ولم يسمع به أحد فذلك طلاق وإن كان لم يدخل‬ ‫بالمرأة فقد بانت منه متى أعلمها وحلت للأزواج ولا يجوز له ردها إلا‬ ‫بتزويج صحيح وإن تزوجها وهي لم تعلم بالتنزويج ولا بالطلاق ودخل‬ ‫عليها فقد تقدم فيها القول عن الأشياخ‪ ،‬وأما الذي طلق امرأته بغير‬ ‫علمها وردها بغير علمها بحضرة الشاهدين والشاهدين لا أعلماها لأنه‬ ‫ليس بلازم عليهما اعلامها ثم دخل عليها زوجها فهي حلال له إذا كان قبل‬ ‫الطلاق داخل عليها إو بإغلاق باب او إرخاء حجاب أو ستر أو صحت‬ ‫خلوة بينهما أو كان يدخل عليها سرا أو علانية وتقاررا بذلك فهذا دخول‬ ‫كله يحسب وليس كل الدخول بالجماع فالحانض لا يجوز جماعها وإن‬ ‫دخل عليها فهو دخول وكذلك التي خلصت من مطلقها بخروج ولدها فقد‬ ‫حلت للازواج وجاز الدخول بها ولا يجوز جماعها في نفاسها وكذلك الذي‬ ‫اختلط قبلها ودبرها فجانز تزويجها ولا يجوز جماعها على قولك والرتقاء‬ ‫جائز الدخول عليها والرجل لا يقدر على جماعها ومثل هذا كثير‪.‬‬ ‫وأما الذي طلقها بعلمها فلا يجوز ردها إلا بعلمها أو بمحضرها‬ ‫شاهد‬ ‫أو بمحضر‬ ‫عدلين‬ ‫شاهدين‬ ‫أو بمحضر‬ ‫شهرة‬ ‫شهود‬ ‫ومحضر‬ ‫وامرأتين ويعلمها بالرد قبل انقضاء عدتها وإن لم تعلم وخلصت فقد حلت‬ ‫‪٢٣٨٠0‬‬ ‫للذزواج‪ ،‬وقول إن أرَخا الرد ولم تتزوج فإنه يدركها وأما الذي طلق‬ ‫زوجته بخلع وبرآن وافتدت منه بدرهم فلا يجوز ردها إلا برضاها‬ ‫وبمحضر الشاهدين العدلين‪ 0‬وأما الذي طلقها ثلاثا فلا يجوز ردها أبدا إلا‬ ‫أن تتزوج برجل ويدخل عليها وتذوق عسيلته فمات الزوج أو طلقها أو‬ ‫خرجت عنه بشيء من وجوه الطلاق فجانز لمطلقها الذول أن يتزوجها‬ ‫بعد خلوصها‪.‬‬ ‫وأما الذي تزوجها عنين أو خصي أو مجبوب أو كان على شرط‬ ‫تحلة للمطلق فلا يجوز له على هذه الصفة إلا أن تتزوج برجل آخر‬ ‫وتذوق عسيلته فمات او طلقها فجانز لمطلقها الأول أن يتزوجها وأما‬ ‫الذي طلقها بسبب حكم من فقر أو علة أو مات أحدهما وهي في العدة فلا‬ ‫يتوارثان وإن أيسر الرجل او صح من علته وكان باقي! شيء من الطلاق‬ ‫بينهما وتراضيا فله أن يتزوجها‪ ،‬وأما الذي حكم بطلاقها من سبب فقد أو‬ ‫غيبة ثم رجع زوجها فهي زوجته إذا لم تتزوج وإن تزوجت فزوجها الأول‬ ‫لكن عليها الاستبراء بثلاث حيض وكذلك المغصوبة للجماع فعليها‬ ‫الاستبراء على قول وإن كانت حاملا فحتى تضع حملها والزانية مثلها‬ ‫فيها الاختلاف في الاستبراء‪.‬‬ ‫وأما العدة للمطلقة إن كان بها حمل فمتى وضعت انقضت عدتهاء‬ ‫وأما المطلقة الصبية والمؤيسة فلا فعدتهن ثلاتة أشهر وأما المراهقة قول‬ ‫حتى تبلغ وقول تلاتة أشهر وتسعة أشهر لريبة الحمل وقول سنتان وثلاثة‬ ‫أشهر وإن بلغت قبل أن تنقضي عدتها فتعتد ثلاث حيض متتابعة{ وأقل ما‬ ‫يوما وأكثره في‬ ‫عدتها تسعة وعشرون‬ ‫المرأة في انقضاء‬ ‫تصدق‬ ‫تصديقها إذا بلغ سنها ستين سنة والمطلقة إذا تثبت الدم بها ثلاثة اشهر‬ ‫‪٢٣٨١‬‬ ‫فقد انقضت عدتها على قول بعض المسلمين‪ ،‬وأما الإيلاء والظهار فتعتد‬ ‫بعدما تمضي أربعة أشهر إذا لم يكفر وكذلك امرأة المفقود والمفلس وذي‬ ‫العلل فأول عدتها مهما بلغها الخبر عن المسافر أو المجاهد أو صح حكم‬ ‫بالتفريق فعدتها متى صح في تلك الساعة وأما المميتة فحيث رأت‬ ‫زوجها مات و علمت به فتعتد أربعة أشهر و عشرة أيام فإذا اغتسلت وكان‬ ‫بها حمل فحتى تضع حملها كالمطلقة‪ .‬والرجل تلزمه الوقوف حتى تنقضي‬ ‫عدة المطلقة إذا طلق الرابعة من زوجاته فلا يتزوج حتى تنقضي عدتها‬ ‫أو تموت بنفسها أو أحد من زوجاته الثلاث تموت فله أن يتزوج حتى لو‬ ‫أراد أخت المميتة فله أن يأخذها من ساعته‪ .‬قال أبو سعيد رحمه الله‪ :‬لإ‬ ‫يغسل المميتة إذا تزوج أختها‪.‬‬ ‫رجع‪ :‬والذي أخطا في الجماع في أخت امرأته فلا يجامع امرأته‬ ‫حتى تحيض أختها ثلاث حيض وإن كان بها حمل فحتى تضع حملها‪ ،‬ومن‬ ‫بيان الشرع‪ :‬وقد جاء في الأثر الذي لا نعلم فيه اختلافا بين أحد من فقهاء‬ ‫المسلمين أنه إذا طلق الرجل زوجته بغير علمها أجزاه لها الرد بغير‬ ‫علمها ولم يكن عليه أن يعلمها‪.‬‬ ‫وإن طلقها بعلمها كان الرد بعلمها فإن طلقها بغير علمها وردها‬ ‫بغير علمها ثم أعلمها بذلك فقد عرفنا اختلاف من قول أهل النظر فقال‬ ‫من قال إن القول قوله في الطلاق والرد إذا لم يكن الطلاق بعلمها ولا الرد‬ ‫وأعلمها الزوج أنه طلقها وردها فالقول قوله في ذلك أنها لم تعرف ذلك‬ ‫إلا من تغييره ولم يكن عليه في الأصل أن يعلمها بالردؤ كما أنه قد جاء‬ ‫الأثر‪ :‬أنه إذا طلقها بغير علمها ثم ردها بغير علمها ثم لم يعلمها هو ولا‬ ‫الشاهدان حتى انقضت عدتها ولم يطاها في ذلك تم صح معها الطلاق‬ ‫‪٣٨٢‬‬ ‫والرد بشاهدين فقالوا إذا جاء شاهد الرد وشاهد الطلاق معا ولو كانت قد‬ ‫انقضت عدتها فإنه يدركها وقال من قال ولو أعلمها شاهد الرد بعد‬ ‫شاهدي الطلاق إلا أنه في مجلس واحد انه يدركها ولو كان الطلاق بعلمها‬ ‫ثم لم يطاها ولم يعلمها هو ولا أحد الشاهدين حتى انقضت عدتها ثم‬ ‫أعلمها بعد ذلك كانت في الإجماع فيما علمنا قد بانت منه ولا يدركها‬ ‫فافهم هذا الفصل فإن له في الحق أصلا وعرفنا هذا من قول أبي الحواري‬ ‫فيما يوجد عنه‘ وقال من قال أنه إذا صدقته زوجته وسعها المقام معه‬ ‫وإن حاكمته كان عليه أن يحضر شاهدين بالرد كما قد أقر أنه طلقها لأنه‬ ‫مقر بالطلاق ومدع للرد فعليه في ذلك البينة فإن أحضر لها شاهدين بالرد‬ ‫وإلا حكم عليه بإقراره بالطلاق وعرفنا هذا من قول الشيخ أبي الحسن‬ ‫رحمه النه ‪ .‬وقال من قال أنه إذا أقر بالطلاق فقد وجب عليه أن يصح الرد‬ ‫ولا يجوز لها أن تقربه من نفسها ولا يسعها‪)(.....‬‬ ‫‪ ....‬بعدالة الشهود ومتى تقوم الحجة عليهم بعد التهم وهم أيتام حتى‬ ‫يبلغوا أو هم غياب حتى يحضروا وإنما يمكن أن تقوم الحجة بهم على‬ ‫البالغين الحاضرين وأما بحكم من الحاكم العدل بثبوتها أو لسفر العلماء‬ ‫مع عدم الحاكم العدل فيعمل الوصي بما يأمره العالم الفاضل ولا يأمر‬ ‫العالم الفاضل العارف الوصي بإنفاذها وهم أيتام أو غياب وإنما يأمر قيها‬ ‫بما يراه مخرجا له من الحق لأن العالم لو عرف صحتها حروفا وألفاظا‬ ‫وشهود ولم يحكم فيها حاكم عدل يثبت حكمه في الأيتام والأغياب فلا‬ ‫تقوم الحجة عليهم بمعرفته هو وليس هو من الحكام وإنما يدل على‬ ‫طريق السلامة إلى أن يبلغ الأيتام ويحضروا الأغياب ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫<ح۔_۔ہة‬ ‫(‪ )١‬الكلام غير تام ‪ .‬يبدو أنه يوجد نقص في المخطوط بمقدار صفحة‪. ‎‬‬ ‫‪٣٢٨٢‬‬ ‫بعض أحكام الصلاة ‪:‬‬ ‫مسألة لناصر بن أبي نبهان‪ :‬وجاء في الأثر أن الصلاة لا تجوز في‬ ‫التوب الذي يصف والذي يشفي أما الذي يصف مثاله التوب اللطيف إذا‬ ‫كان رطبا بالماء قيلتصق بالجسد ويتصور الجسد منه فإذا كان يابسا‬ ‫ويتصور العورة فيه كذلك فلا تصح به الصلاة‪ ،‬وأما وصفه لبقية الجسد‬ ‫دون العورة من السرة إلى الركبة فمعي أنه لايمتنع من جواز الصلاة به‪.‬‬ ‫وأما الذي يشف هو الذي ينظر جسد لابسه من وراء الثوب فهذا‬ ‫لا تجوز به الصلاة أصلا وهو أشد من الذي يصف لأنه لو جعل للعورة‬ ‫ثوبا آخر تحته أو فوقه وبقي يشف بقية جسده فلا تجوز به الصلاة لأن‬ ‫عليه ستر جسده للصلاة بالثياب لقوله تعالى ‪ « :‬خثوا زينتكم عثة كُل‬ ‫منجد ا ‪ 0‬والزينة ‪ :‬هو اللباس الحسن الساتر ‪ .‬لقوله تعالى ‪ « :‬يَوْم‬ ‫الزينة وان يختر الاس ضحى ") ‪ 0‬يعني ‪ :‬يوم العيد ‪ 0‬وإن لم يكن بينه‬ ‫وبين العورة ثوب آخر ساتر للعورة فلا يجوز لبسه بين الناس حيث‬ ‫ينظرون جسد عورته من وراء الثوب كان في صلاته أو في غير صلاة‬ ‫والله أعلمؤ كتبه ناصر بن جاعد‪ ،‬وأنا كتبته من خط يده‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سمعت الشيخ ناصر يقول إذا صلى المصلي وفي‬ ‫ثيابه رقعة فيها نجاسة وقد لف عليها رقعة أو رقعتان طاهرتان ولفهما‬ ‫جميعا وصلى بهن قال‪ :‬لا تنتقض صلاته قياسا كالسكين الذي فيها‬ ‫نجاسة وأدخلها في غمدها فلا تفسد من صلى بالسكين ‪ ،‬قال الشيخ عامر‬ ‫ابن علي ‪ :‬وفي نفسي إعادة الصلاة من صلى بتلك الرقع المذكورة ‪.‬‬ ‫(‪ (١‬سورة الاعراف‪. ٣١ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة طه‪. ٥٠٩ : ‎‬‬ ‫‪٣٨٤‬‬ ‫وصلى بنا الشيخ ناصر جماعة في خسوف القمر وأطال القراءة‬ ‫في السور فلما سلم قرأ الدعاء جهرا‪ ،‬قلت له‪ :‬وما سبب خسوف القمر؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬إن الشمس تغاورت على الأرض فانطمس نور القمر فإذا ظهرت‬ ‫اقتبس منها نورا‪ ،‬قال‪ :‬وأما الشمس لا زالت تطلع على قوم وتغرب عن‬ ‫قومش والخسوف والكسوف ينظرونه قوم دون قوم‪.‬‬ ‫قال في من شرى مشرقية واستبرأها ‪ 0‬قال ‪ :‬لا يجوز بيعها لأنها‬ ‫من العرب وسمع ذلك من أبيه جاعد ‘‪ 0‬وأما الحبشة والنوبة ومن كان‬ ‫مثلهم يجوز بيعهن ‪ 0‬والاستبراء تعبد من الله تعالى ‪ 0‬ويقول فيه اختلاف‪.‬‬ ‫‪٣٨٥‬‬ ‫الذكر الثامن عشر ‪:‬‬ ‫فيه سؤالات حشوها أخبار ومسائل في الطب ولإخراج‬ ‫الشوك‪ ،‬وفي والأديان والأحكام فيما جرى في الزمان‬ ‫من فتن وأمان في السيوح والبلدان‘ وذلك في عصر‬ ‫النسيخ محسن بن زهران ‪ 0‬وفي ذكره بالنثر والنظم‬ ‫من فقصحاء عمان‬ ‫مسائل فى الطب والفقه ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سرت إلى الخلا ‪ 0‬واستقبلت الجهة السفلى ‏‪٥‬‬ ‫خوفي من احتقان الغانط والبول ‪ .‬فقلت ‪ :‬أعوذ بالله من البلاء ‪ 0‬فلما نزل‬ ‫الأذى تطهرت بالماء وقصدت طالعا الجبلا ‪ .‬في مجمع الناس يوم العيد‬ ‫في المصلى ‘ فنظرت أخي مقبلا ‪ 0‬فسلم وعلى محمد صلى ‪.‬‬ ‫فأجبته بالرد لازما لا نفلا ‪ 0‬وقلت ‪ :‬مرحبا بقدومك وأهلا ‪ 0‬وأراك‬ ‫راكبا جملا أقزلا ‪ 0‬ومن أين اقبلت ؟ قال ‪ :‬من بلد بُهلا ‪ 0‬التي يحدث بها‬ ‫البلا‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬اجلس عندي متمهلاؤ‪ .‬وقد حضرت بيني وبينك المسئلا‬ ‫ومضت عنا ساعة زحل فما خبرك عن الوالي والقاضي الذي في حكمه‬ ‫تولى؟ وكيف قصة الرجل المستشير في أولاده العقلا؟ وما قصة الرجل‬ ‫الذي أراد مطلقته له أن تحلا؟ والعبد الذي على مواليه تعلى؟ وما أخبار‬ ‫السسيوح والسبل؟ وكيف مراتب أهل العسر واليسر وأبناء السبلا؟ وكيف‬ ‫صفة النصر بالسيف أم بالنبل؟ وفسره لنا مفصلاؤ حتى أجمعه في‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫القرطاس مجملاك فقال‪ :‬اعلم أن الأمير نادى مناديه في الملا‪ ،‬قال أيها‬ ‫الناس أطيعوا ربكم الأعلىؤ واقتدوا بالأنبياء والرسل‘ؤ ولا تعملوا‬ ‫للمسلمين غشا في الميزان والكيل‪ ،‬ولا تبيعوا المحرم كالتتن والخمر‬ ‫المعمول‪.‬‬ ‫وسمعت بأن نورا يضيء للناس في السهل والجبل‘‪ .‬ويصلح‬ ‫اليتامى والرمل‪ .‬وأرفعه لك عن العلماء وأهل الرمل‪ ،‬وعسى أن يكون‬ ‫عربيا ويعربيا مقتديا بالخلفاء والكتاب المنزل('ا‪ ،‬وقد جنتك لأخبرك في‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬وقيل أنها عيد لهذه الأمة‪ ،‬والغسل فيها لإحياء السنة{ وفيها‬ ‫الساعة الطيبةؤ والدعاء والخطبة قإذا استقبل الناس القبلة‪ ،‬وأذن أحدهم‬ ‫فمنهي عن الكلام والمامور به الاستماع لقول الخطيب بالذكر والقيامة‬ ‫والنار والجنة والمأمور أن يؤمهم أعلمهم وأفضلهم لأن النظر إلى وجه‬ ‫العالم عبادة والجلوس معه ساعة أفضل من عبادة سبعين سنة من النوافل‬ ‫ومداد العلماء يوزن بدم‬ ‫لأن الأمر والنهي والجهاد لا يقوم إلا به‪.‬‬ ‫الشهداء‪.‬‬ ‫وأما القاضي فرأيته يأمر الناس بالهدى فحكمه بالحق لا يالرشاء‪.‬‬ ‫خانف ربه الذعلىؤ حكمه واحد للفقير وأهل الغنى‘ ونظرته في رجل‬ ‫موسر طلق زوجته بثلاث تطليقات وسأله‘ قال له القاضي‪ :‬لا تحل لك‬ ‫حتى تنكح زوجا غيرك‘ فقال الرجل المطلق للمرأة‪ :‬تزوجي بأجيري حتى‬ ‫تحلي لي‪ .‬فلم تجبه فتزوج بها الأجير وجامعها فاعجبها ودخل الحب إليه‬ ‫في قلبها ولم يجد المطلق سبيلا إليها‪ .‬فقصد الرجل المطلق القاضي‬ ‫‏(‪ )١‬تكلف المُؤآتف في السجع \ مما أدى به إلى اللحن ركاكة الألفلظ ‪ .‬وأبقيته كما هو بلا‬ ‫‪٣٨٧‬‬ ‫وأعطاه سبعين درهما فأخبره عن المرأة التي طلقها أنه صح وعد له منها‬ ‫لتزويجها الأجير حتى أتزوجها وتحل لي عندك تزويجها‪ ،‬فقال القاضي‪:‬‬ ‫الحكم يكون بمحضر الجميع { فأعطاه بروة بوصولهماء فأقبلوا إليه كلهم‪.‬‬ ‫وقال لهما‪ :‬إن هذا الرجل يدعي عليكما وقد صح وعد في زواجكما هل هذا‬ ‫كان منكما؟ فقال الزوج‪ :‬لا سمعت ولا علمت بهذا‪ ،‬فقالت المرأة‪ :‬أيها‬ ‫القاضي استقبلت إلي السعود‘ؤ وانطمست عني النحوس فبنس بالذي‬ ‫يدعي القبح والحق كفجر الصبح فأمر القاضي بحبسه‪ .‬وأعطاه دراهمه‬ ‫من خوف ربه‪.‬‬ ‫وأما قصة الرجل المستشير فكلما أراد أمرا وشاور فيه وفقه الله‬ ‫عليهش ولم يدبر أمرا إلا بمشورة من أهل المعرفة ففاق أهل مصره راحة‬ ‫بذلك واتسع رزقه وأنفذ زكاته‪.‬‬ ‫وأما قصة العبد الذي تولى على مواليه فطغى أهل زمانه فسلطه‬ ‫الله عليهم فسامهم سوء العذاب فاستغاتوا به للتخفيف فدخل في قلبه‬ ‫الرحم إليهم فسمع هاتفا في المنام لا ترحم قومك‪ ،‬فجاءهم إن رجعتم إلى‬ ‫مولاكم فالله يخفف عنكم فلما سمعوا كلامه تناظروا لإصلاح نفوسهم‬ ‫وأموالهم وأهليهم وإصلاح وقوفاتهم فاجتمع رأيهم وعملوا بالأثر فخرج‬ ‫الخادم من الحصن& وقال لهم‪ :‬الخادم لا يكون واليا لمواليه‘ وهذه القصة‬ ‫سمعت عن الشيخ جاعد بن خميس يقول إنها واقعة ببلد بهلا‪.‬‬ ‫وأما ذكرك في السيوح والسبل فمن قبل الناس فيها الأمان ولكن‬ ‫حدث فيها كلب الأكلب والغيلان فأكل في الهوشا) والبشر وماتوا الأكثر‬ ‫ومنهم من لغث وعض من كثرة الضرر فالتمسنا الدواء للمبتلى فوجدنا‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬الأغنام‪. ‎‬‬ ‫‪٢٣٨٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫في قصيد ة ابن هاشم هذا كما ترى‬ ‫جرح قبل أن يتفحلا‬ ‫حوالي‬ ‫وإن كان كلب قد تكلب فاكو ما‬ ‫وعدلا‬ ‫وأبدل مكان الملح سمن‬ ‫ثم توما وملحة‬ ‫شهدا‬ ‫وضمده‬ ‫وخذ حنطة والسمن والشهد مجملا‬ ‫إذا ما غدا في النار واسقه فاترا‬ ‫وإن كان جسم المرء بالسم بسلا‬ ‫وتغلى بمحض البقر واسق حساءه‬ ‫وتمر وصبار وللبطن بللا‬ ‫وإن كان ذا جر فبالليم داوه‬ ‫يداوي كمكلوب فعد وتاملا‬ ‫بخرقة كتان وإن كان باردا‬ ‫يدفأ بماء تم يشرب للبلا‬ ‫وفي صفة من خرق ديك وشاذر‬ ‫وأوراق تين خذه وزنا معدلا‬ ‫ولاغية أيضا وثوم مقشر‬ ‫ووسم وكن للوسم في الشق مدخلا‬ ‫وإن كان من لدغ الأفاعي قمحجم‬ ‫بخل وليم ثم إن عقربا فلا‬ ‫لحه‬ ‫سم مل‬ ‫غم ث‬‫و بثو‬ ‫وضمد‬ ‫تنثلا‬ ‫قطونا من رأيت‬ ‫وبزر‬ ‫تداوى بغير الخل والسدر أخضرا‬ ‫وأسرعه لخلاصه الربط والشريط والمص ويخرج منه الدم الكثير‬ ‫بالمحاجم من المواضع المعضوضة وإن مصه من غير المحاجم فليجعل‬ ‫في فمه زيتا ويبصق بالسم ‪.‬‬ ‫والبصاق دواء للسمومات والحزاز وقت الصباح قبل أن يدخل في‬ ‫فمه شينا ويزيد في الألف من جعله في مأكول أو مشروب من غير علمه‬ ‫ويقتل الحية إن جعل في فمها وكذلك إن جعل في ظهر العقرب فإنه يقتلها‬ ‫وهو سم لها وبصاق الصائم والذي به جوع أبلغ فإنه سم قاتل لهما‪ .‬وإن‬ ‫أخذ الغول ورضه وجعل في اللدغة فإنه دواء له‪ .‬وكذلك إن ذبح دجاجة‬ ‫وجعلت على اللدغة ثم تذبح أخرى وتجعل مثلها فيعاد التكرار مرارا ‪.‬‬ ‫‪٣٨٨٩‬‬ ‫وكذلك الجلد والفرث من الأغنام نافع‪ ،‬وقيل شعر الإنسان إذا بل‬ ‫بخل وجعل على اللدغة أبرأه‪ ،‬والذكر من الغيلان أشد من الأنثى وله نابان‬ ‫والآنتنى لها أربعة أنياب‪ ،‬وعرق النارنج (الأترج) ينفع عن الأورام من‬ ‫عضة السموم‪ ،‬وعرق ذكر الفشاع وهي الشجرة التي تلتوي على الغاف‬ ‫والسمر يطعم منها الملدوغ من الحيات والأفاعي وزن درهم وللديغ‬ ‫العقرب وزن دانق وإن أكل منها الانسان وزن درهم لم تضره الحية ولا‬ ‫العقرب‪.‬‬ ‫وهذه الصفة تدفع ضر سم الأفاعي والغيلان والحيات وإن تداوى‬ ‫بها بعد اللدغ نفعه وحيا أي في سرعة وهو أن يؤخذ من شجرة المخيسا‬ ‫ورقا وعيدانا وهي الشجرة التي تحشي() في الأموال وورقها وصورتها‬ ‫وعودها مثل الجزر وهي عريضة الورق مثله لا فرق بينهما إلا أنها أغبر‬ ‫من ورق الجزر ويؤخذ الحنضل ورقا وعيدانا من التي تثمر أكتر من‬ ‫واحدة وهي الأنثى وأما التي تثمر واحدة فهي سم قاتلة فاحذرها ويجفف‬ ‫في الشمس ويؤخذ من شجرة خايسة ويسمونها خرخاش العبيد تثمر‬ ‫قرونا طوالا لها ورق كثير وكل ورقة تنقسم أوراقا كثيرة وترتفع عن‬ ‫الذرض دون القامة ويجفف منها ورق وعيدان في الشمس يدق كل شجرة‬ ‫من هذه الننجرات على حدة ويجمع الجميع بعد الدق بالميزان جزء من‬ ‫الحنظل وجزء من المخيسة وجزء من الخشخاش ويدق الجميع حتى‬ ‫يختلط فإذا أصطاب الانسان يفصد بين الأصبع الأبهيم والشاهد("ا من‬ ‫جانب العرش© بقدر ما يدمي من رجليه ويديه ‪ .‬ووضع فيه منه قليلا قليلا‬ ‫(‪ )١‬تحشي ‪ 8‬أي ‪ :‬تنمو على وجه الارض كشجرة البطيخ‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬اي ‪ :‬الإبهام والسبابه‪. ‎‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫ويشرب منه مثقال فيه ماء ويشربه ينفعه سنين لم يضره نهشهن‘ وإن‬ ‫شرب منه بعد اللدغ ووضع قليلا منه في اللدغة برئ في الحال أخبرني‬ ‫بهذا الشيخ ناصر وكتبته عنه‪.‬‬ ‫وأما لدغة العقرب فعرق اللومي يساك منه نافع والملح إذا دق‬ ‫وجعل فيه ماء قليلا وجعل على لدغة العقرب نفعها‪ ،‬وكذلك الخل الساخن‬ ‫إذا جعل عليه ورق السدر المدقوق نافع‪.‬‬ ‫وأما الزنبور فيدلك على اللدغة الذباب فإنه يبرئ وإن جعل على‬ ‫اللدغة خل وملح نفعه‪.‬‬ ‫وأما أخبار السيول التي أذهبت الأموال والبيوت فقد حملت على‬ ‫البيوت والأموال من وادي بني غافر ووادي بني هني والحوقين وجانب‬ ‫الرستاق وجمة وبلد الأبيض وفلج بني خزير وغير ذلك من البلدان قد حل‬ ‫بها غضب وكثير بما وقع في عمان من التدمير والضرب والبلاء‬ ‫والطاعون مرارآ إليها فذهبت الناس إلا قليل منهم من بقى ولا عليها بقاء‪.‬‬ ‫وأما معرفة منازل الأغنياء والفقراء فالفرق بينهم كمثل الجنة‬ ‫والنار وفي الدنيا جميع الأعمال لا تصح إلا بالمال وكل الفقراء محتاجون‬ ‫يتكففون على أصحاب الأموال وهذا لا يحصيه الكتاب‪.‬‬ ‫وصفة ابناء السبيل فكل من خرج من بيته إلى السفر فهو من أبناء‬ ‫السبيل‪.‬‬ ‫وأما ما ذكرت عن السيوف القاطعة في القلوب الحاضرة فمثل‬ ‫المحذور قاطع الأسد نصفين بسيفه‘ وسالم بن مسعود ضرب رجلا بسيفه‬ ‫فالتنقاها بتفقه فقطع خشبته وحديدته‪ ،‬وراشد بن مالك ضرب بسيفه حمار‬ ‫‪٣٩١‬‬ ‫فجزفه نصفين‘ ورجل من الدروع قطع بسيفه رأس الحصان‘ والحجري‬ ‫الذي شهدت له الفرسان فصول(') وقتل الراكب في الحصان‘ والخادم‬ ‫ظفير أقبلت إليه ضبعا لتأكله فضربها بسيفه‘ وابن مطر الدرعي أعطى‬ ‫يده فم الضبع وقتلها بيده الأخرى بخنجر له‪.‬‬ ‫والذين انتصروا بغير سلاح فعشرة رجال من الشجعان أخذوهم‬ ‫سبعين رجلا فستة رجعوا إلى دارهم وأخبروا بما وقع عليهم وأربعة منهم‬ ‫جاءوا إلى شيء من البلدان في الليل وهم عراة فأكلوا رطبا من نخيلها‬ ‫واستدانوا لأهلها وشربوا من مانها وتطهروا وتوضنوا وصلوا جماعة‬ ‫جلوسا والذي أمهم في أوساطهم لا متقدم عليهم ثم أخذوا من كربها‬ ‫وفتلوا حبالا من عسقه(") فعقد كل واحد منهم حزمة من الكرب وحملوها‬ ‫للحرب فمشوا إلى أعدانهم بالليل المظلم فسحبوها بقعقعة في حوال القوم‬ ‫وحملوا عليهم بالطعن والضرب وضربهم للقوم بالأسلحة التي معهم فصح‬ ‫فيهم القتل وأخذوا ما عندهم ورجعوا إلى دارهم مسرورين ورجعوا إلى‬ ‫أصحابهم الستة ما أخذ عليهم وما أصابهم شيع إلا الشوك في أرجلهم فلم‬ ‫يقدروا عليها بالملاقيط("ؤ وصنعوا البصل المغلي بالسليط في ارجلهم‬ ‫الحنضل وأحرقه‬ ‫فأخرج السلاء وبرءوا من ذلك وبعض منهم أخذ حب‬ ‫وسحقه بخل وطلى بها الشوكة فأخرجها وبعض منهم أخذ ضفدعا‬ ‫وسلخها ورمى برأسها ويديها ثم جعلها على الشوكة فنفعه والله الشافي ‪.‬‬ ‫وأما البداة فقدوا من أصحابهم أربعين رجلا وعشرين رجلا‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬صال‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النخل‪‎‬‬ ‫‪ :‬عراجين‬ ‫(‪ ()٢‬اي‬ ‫(‪ )٢‬في الاصل ‪ :‬المراقيط‪. ‎‬‬ ‫‪٢٣٩٢‬‬ ‫جرحى وعزموا الباقون ليقودوا نفوسهم إلى القبيلة الهاجمة عليهم‬ ‫فجاءوا معهم ودخلوا بأمان ولكنهم أخذوا منهم عهدا وشروطا لا يسلكون‬ ‫إلى طرقهم إلا بمشورة منهم‪.‬‬ ‫وحكي عن سعيد بن حميد الهطالي طالعوه البداة في طريق بهلا‬ ‫وقد جعل سيحة') في رقبته فيها مما شراه من السوق ولا عليه سلاح‬ ‫فارادوا نهبه فعفر وجوههم وجمالهم بالحصى فولوا عنه مدبرين‬ ‫مخذولين‪.‬‬ ‫وهذا إشكال الرجل المشهور مع أصحابه فكلما بدت لأصحابه‬ ‫حاجة من بلد دبروه ليأتيها فإذا طالعه أحد لم يقدر عليه‘ وعلموا أصحابه‬ ‫بقوم نزلوا على الطريق الجائز في السبيل وفي أيديهم الخيل والجمال‬ ‫فقالوا لصاحبهم ليأتي لهم شيئا فعلم أنها مكيدة له وأنه لايطيق القتال ولا‬ ‫الفرار فأخذ سما وجعل فيه سمنا وتمر وعصد بعضه بعضا تم صنعه‬ ‫بنادق وجعله تغاليفا خفافا فمشى قاصدا الدار فطالعوه البداة وأخذوه‬ ‫أسيرا وما عنده أكلوه فولى عنهم إلى داره وعلموا أصحابه بما وقع عليه‬ ‫فاستهزؤا به فصبر حتى وصلتهم الأعلام عن البداة بما وقع عليهم من‬ ‫الموت سبعين رجلا فعرفوا أن هذه حيلة صنعها صاحبهم‪.‬‬ ‫فقلت له‪ :‬قد طال الوقوف وكثر الكلام‪ ،‬أصحبني إلى المقام حتى‬ ‫تأكل الطعامؤ لتقوى أجسمامنا على الفرض والركوع والسجود والقيام‪.‬‬ ‫وفي هذه الأيام ليس معي أدام؛ ولكني لا أعاني من الإعدام‪ ،‬فعندي لك‬ ‫التمر والجزر المتبر من مال الأرحام؛ لا من مال النساء والأيتامش ولا‬ ‫حص___‬ ‫(‪ )١‬فراش يصنع من شعر الغنم‪. ‎‬‬ ‫تآ‪5‬‬ ‫عملوه بالتسخير الخدام ‪.‬‬ ‫ذكر سيرة الشيخ محسن فى شق ساقية الرس( الخصب)‬ ‫ودفاعه عنه ‪.‬‬ ‫فأجابني وقال‪ :‬يا ذا الغبراء بلدك فيها الظلمة واللنامش والغالب فيها‬ ‫الحرام‪ .‬وسكانها يؤذون الغريب بما لا يرام من النبز والإلماز ‪ 0‬فكيف‬ ‫أدخل بلدا بها الفراعنة والأسقام؛ وسرت عنها الأخبار والأعلام‪ 6‬وتبدلت‬ ‫عنها سيرة الإسلام وقد كانوا أمراؤها كراما‪ .‬وفقهاؤها أحلاماؤ ونساؤها‬ ‫مسترات باقيات في الخياما والساحة اقترشوها بنو ساسان والخدام؛‬ ‫وصاح بهذا المنادي في الليالي والأيام؛ وسمعت شين من الكلام؛ بمقامات‬ ‫الاكابر يعمل فيها الفحشاء واللهو والتتن والخمر شربوه النساء والرجال‬ ‫بالازدحام؛ ومما قلته لك لا فيه زور ومشت به الركبان في دار الكفار‬ ‫والإسلام‪.‬‬ ‫ومن نصحي إليك يا ذا الغبراء إن كنت من الأخوان المستعان بهم‬ ‫لحوادث الزمان فارحل من دارك إلى دار ترى بها الخمن والخمان‪ 6‬فتلقى‬ ‫من ساكنيها الإحسان‘ؤ وقد سمعت أن أهل بلدك يفيحون لك بالجنان‬ ‫ويدعون بالموت عليك طول الزمان‪ ،‬وفيما مضى سلمت منهم ومن كيد كل‬ ‫فتانؤ وأسأل الله السلامة لي ولك ولكافة الأعوان وبعد هذا أعظم مما‬ ‫ارتكبوه أمراء عمان وخاصة الشيخ محسن بن زهران قد وصلت الأخبار‬ ‫في الأوطان‘ بإطالة يده على أصحابه كالسلطان‪ 0‬واستخلف بسيرة بني‬ ‫النبهان‪ ،‬من الجبر والظلم والطغيان‪ ،‬ونادى مناديه لكل إنسان‪ ،‬أن يشق‬ ‫الأرض بكل بستان‪ 0‬وأمرهم بقطع عروق النخيل وأشجار الرمان‪ .‬ومنع‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫الفقراء الخدمة والسعي في الرزق للولدان‪ ،‬ولا قدروا على مشافهته‬ ‫باللسدان‪ ،‬وأهل الأموال كنوا في قلوبهم عداوة له عن الامتحان© وبالله‬ ‫المستعان‪ 0‬ونسأله المغفرة والرضوان‪.‬‬ ‫علي الدنيا من هذه الأخبار‪ .‬وسالت‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬اسوتت‬ ‫دموعي بالنهار كبكائني بالأسحار؛ وسميت نفسي بالفقر حتى تركت‬ ‫الافتخارش وقلت أعوذ بالله من الساعي بخبر الأشرار‪ ،‬ومن قول الفسقة‬ ‫الفجارؤ فأين الذين يسبحون بالليل والنهارش أما سمعت عن إمام الأبرار‬ ‫وشفيع الذمة مع الجبار‪ .‬قد أنشاه الله مع عبادة الأصنام والكفار‪ ،‬وكذلك‬ ‫أصحابه المهاجرون والأتصار‘ في أمصارهم منافقون والمؤلفة قلوبهم‬ ‫بالدرهم والدينار‪ .‬وما عاينت العلماء والعباد والأبرار؛ مساكنهم في‬ ‫الصحاري أم في الديار التي أقام بها الجبارش وآزره الأشرار الذين لا‬ ‫يتقون النار والعار وما سمعت في حق الجار فقال جاور الجار بالحسنى‬ ‫ولو جار‪ .‬وأما الأرض فحكمها طاهر إلا إذا عارضتها النجاسة والأقذار‪.‬‬ ‫وجميع ما في أيدي الناس حلال إلا ما شهد به العدول الأخيار‪ .‬والحكم في‬ ‫الإرث والماء والبيع والشراء واحد للابرار والأذشرار لا يؤخذون على‬ ‫الاثم والذوزار ‪.‬‬ ‫والواجب على الانسان أن يتخلق بالأخلاق الحسنة للحاضر‬ ‫والبادي لا يخص به أهل الديار عن أهل الفيافي والقفارش وأما العالصون‬ ‫لله فأمرهم للواحد القهار‪ .‬وهم أنمة أهل الضلال لا أهل الأبصار وأعد الله‬ ‫لهم النار فبنس الدار وبنس المتوى وبنس القرار‪ ،‬وأما إقامة الحدود‬ ‫عليهم فمع وجود الأئمة المالكين للأمصار إن كاتوا من اليمن اتتموا أو‬ ‫‪٣٩٥‬‬ ‫من النزارؤ وأما نحن في زماننا لا نقدر على إنكار المنكر إلا بالسر لا‬ ‫بالإجهار‪ .‬وهذا من أقل الانكارش وأما الظلمة والأشرار فهم ذخر لنا‬ ‫لمصادمة الأعداء الذين ارادوا إهلاك النفوس وتخريب الأموال والعمار ‪.‬‬ ‫وأما ما ذكرت من العلل فقد عم في الآفاق من البر والبحار‪ .‬وقد‬ ‫أنزلها رحمة ونقمة ربنا الغفار‪ ،‬وقد سبق على الأمم التي خلت قبلنا في‬ ‫الأمصار‪ .‬وأما ذهاب الأمراء وملكهم فكل له حد في الانتصار فهل رأيت‬ ‫شينا ثابتا باستقرار‪ .‬فانظر إلى الفلك الدوار‪ ،‬إن كان لك عبرة وفكرة كاهل‬ ‫الأبصار‪ .‬وذكرت الخمر والتتن والمزمار‪ .‬فنحن أنكرناه ولا تحمل علينا‬ ‫تلك الاوزار‪ ،‬وأشرت إلي للانتقال من هذه الدار فداري عزيزة عن كل‬ ‫الديار‪.‬‬ ‫وأما دعوة الناس علي بالموت ففي قلوبهم غير ما فاهوا به من‬ ‫الاظهار‪ .‬فانظر إلى الوالدة تدعو على ولدها بالعلة والموت والافتقار‪.‬‬ ‫وإن سمت وطاب تمنت له ما في الأرض من الملك والأشعار وجميع ما‬ ‫كان من أعمال الأحجار والأذشجارؤ وهؤلاء مرادهم وقوفي عن المسالك‬ ‫والاختبارؤ ولا في قلوبهم عدواة ثابتة التي لا يرجى لها إزالة ولا انحدار‬ ‫وصفة العداوة الثابتة لا تنجلي من صاحبها إلا بذهاب الأعمار { وما لها‬ ‫حد إلا أن يقول ربنا (سبحانه وتعالى) ‪ « :‬لمن الملك اليوم لله الواحد‬ ‫القهار () ‪.‬‬ ‫وذكرت لي في الأمراء وخاصة الشيخ محسن بن زهران‪،‬‬ ‫فالأحسن وصولك عنده حتى يبين لك البيان وينكثيف لك البرهان وتشهد‬ ‫بالإحسان‘ لك ولكل إنسان‪ 0‬وتعرف أمره ونهيه وإكرام ضيفه بالمشاهدة‬ ‫‪٦:‬‬ ‫غافر‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‪٣٨٩٦‬‬ ‫والعيان‘ وذمك له مدح بذكر السادة بني نبهان© فلا زال ملكهم دانمآ إلا‬ ‫من طلب النساء الحسان للزناء فهذا من الفسق والبهتان ثم اقتفى بهم‬ ‫صاحب البرق سيف بن سلطان‘ ومن كان معه من الأعوان‪ ،‬أعجبتهم‬ ‫متابعة الشسيطان‘ وأنا لا أرى في الأمراء متله أحدا في هذا الزمان‘ ولكن‬ ‫في عصره وايامه البلاء والامتحان‪ ،‬فاطال الله يداه‘ وعلمه بهداه‘ من‬ ‫مطالعته وحفظه للآثار؛ وسأخبرك بفعله وإحسانه مما صنعه من الصلاح‬ ‫في بلده لاصحابه لما رأى الضرر على الأموال والسبل وذهبت عليهم‬ ‫المنافع والغلل من كثرة الماء الجاري الذي نزل فأذهب تمرها واشجارها‬ ‫وأبها فلا قدر عليه بحيلة إلا أن يجبر سكان البلد لخدمته في أموال الناس‬ ‫فمنهم راض ومنهم كاره‘ فنظرنا رأيه للحق موافقا لأنه يجوز جبر الناس‬ ‫على الحريق والغريق وعلى الذين يقتلون الناس من أهل دارهم في‬ ‫الطريق‘ وكل ما كان من ذهاب الأموال والأنفس ولا يقدرون عليه إلا‬ ‫بإجماع الجميع فجائز جبرهم لسلامة المسلمين وقال رسول الله (صلى الله‬ ‫عليه وسلم) ‪ " :‬لا ضرر ولا ضرار في الاسلام "" ‏‪ .٠‬انظر إلى رأي‬ ‫المسلمين رفضوا المباح لأجل الصلاح عن قطع الاشجار ورعي الاغنام‬ ‫والجمال والحمير والذي صنعه الشيخ من نظر الصلاح لأهل البلد لما‬ ‫ينتفعون به من غللهم وطعامهم لدوابهم فقيرهم وغنيهم جعلوه مباح لهم‪.‬‬ ‫وإن قال قائل ‪ :‬ليس هذا سالف علينا ؛ قلنا له ‪ :‬فالواجب على كل‬ ‫مسلم أن يجتهد في زمانه لصلاح أصحابه فيما يقدر عليه وكثر من الناس‬ ‫من يحيي ماله بماله كان في البر أو في البحرش وكل من نزلت به المصانب‬ ‫وأحاطت به النوانب فلا يد له من الخلاص انظر إلى الانسان يأمر حجاما‬ ‫يخرج دمه ويأمر وساما يشوي له جنبه تم يعطيه أجرة لطلبه الشفاءء‬ ‫‪٣٩٧‬‬ ‫ويجوز الجبر لتطليع الفلج المدكوم وحفر الخنادق للبلد وقطع الطريق عن‬ ‫مسالك الخصيم{ وكل من استغاث بالمسلمين في ليل أو نهار في بيوت أو‬ ‫سيوح فلا عذر للقادر حتى يجتهد إلى تفليته فإن كان المستغيث في بيت‬ ‫وفيه أقفال على الأبواب المركبة فيجوز كسرها وحرقها وكذلك إن دخل‬ ‫بيوت الناس الظلمة فيدخل عليهم إن لم يقدر عليهم إذا جاءوا فليجتهد‬ ‫والمسلمون بما قدروا عليه من التدمير في البيوت‪ ،‬وكذلك يجوز أن تسد‬ ‫الذودية عن ذهاب الحلة إذا لم يكن على أحد من المسلمين ضرر في ذلك‬ ‫وكذلك جائز الجبر لدفن الأموات لأنهم عورة للأحياء في الحياة والممات‬ ‫إن لم تكن بهم علل مؤذيةؤ وكذلك جائز جبرهم لقتل الدواب المؤذية‬ ‫للخلق إن هجمت على مساكنهم وبلدانهم لأن المسلم لازم عليه أن يعين‬ ‫أخيه المسلم وجاء في التقية أن يجبر الناس على التسليم إذا نزل بها‬ ‫العدو ورأوا الهلاك منه وكذلك إن ركبوا الناس في السفينة وضاء') منها‬ ‫شينا جاز أن يجبر صاحبها على إصلاحها وكذلك البيت المشترك يجبرون‬ ‫على صلاحه أو بيعه وكذلك البيوت إذا تهدمت فوق الناس فلا بد من‬ ‫طلوعهم عسى أن يكون لأحدهم حياة وكل ما شاكل هذه الأمور فلا يتركها‬ ‫تارك والواجب على الغني يوسع على الفقير إن كان عليه حق من الزكاة‬ ‫أو الكفارات وإلا فمن الصدقات لأنه لازم عليهم إطعام الجانع والكسوة‬ ‫للعراة فتدبر بما أخبرتك به وقس بعقلك وخذ بما يوافق الحق وأعرض‬ ‫عن الباطل ‪.‬‬ ‫فانظر في هذا الأمر ومعي لك شهادات مما قلته فهاك البيان فالأول‬ ‫من قول الشيخ ناصر بن أبي نبهان ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬ضاع هنا ‪ 0‬بمعضى ‪ :‬فسد وأصابه العطب‪. ‎‬‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ‘{ إلى المشايخ المحبين الكرام أهل النجدة‬ ‫والحمية والكرة القسورية الشيخ محسن بن زهران والمشايخ رجال‬ ‫الميايحة وبني غافر السلام عليكم ورحمة النه وبركاته وبعد بلغني أنكم‬ ‫كنتم في بلد صنما في ليلة أنا بت في المشايق قاصد أصلح بينهم ونسير‬ ‫إلى صنما ولما وصلوا معي مشايخ أهل صنما أخبروني بكم ولمتهم كثيرا‬ ‫حيث لم يصلوا إلي لأوصل معكم في الليل وتحسرنا كثيرا‪ ،‬وعرفتكم بخط‬ ‫أني واقف أحرصكه«') في بلد السويق أعرف بما معكم أما موتوا غما وذما‬ ‫ولما شمروا عن ساق وأحيوا حياة ذكرها الله ملك الخلاق في كتابه العزيز‬ ‫") ‪ 0‬دل على أن من تقاعد‬ ‫فقال عز من قائل ‪ « :‬وَلكُمْ في القصاص حياة‬ ‫على القصاص في ماله أنه من الأموات فإن وجدتم من السيد ما تريدون‬ ‫فهو المطلوب وأخاف أن يكون كالذي يتخطف الكيس قغمض عينه عنه‪.‬‬ ‫فالدنيا دعته إليها ليقيم بها عدل الله فرمحها برجله وولى بوجهه عنها و‬ ‫فوت نعمة آتاها إليه مولاه الذي خلقه فسواه إذا تقاعد عنها لأن كل أناس‬ ‫يدعونه إليهم بالنصرة‪ ،‬حتى أن أهل الرستاق وجدناهم قد دبروا أناسا أنه‬ ‫يصل معنا ونعطيه عهد الله أنا نقبضه السيد طالب قبض اليدين وقالوا لا‬ ‫نسير مع السيد حمود بقول له بهذا لأننا ما عرفنا قوة الهمة ولعمري إن‬ ‫العلماء شرطوا أن يكون الإمام أكثر الناس همة ومن لم يجدوه صاحب‬ ‫همة ولو عدلاً ليعزلوه كما عقدوا الإمامة للحكم بن المعلا وهو بحري وما‬ ‫أنكروا عليه إلا قلة همته فعزلوه وأي خير في صفات يستحق بها الإمام‬ ‫العزل في حكم الله وحكم رسوله وحكم المسلمين ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬اي ‪ :‬انتظركم ‪.‬‬ ‫(؟) سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ١٧٩‬‬ ‫‪٣٩٩‬‬ ‫ولعمري ليس الزهد والورع ترك سفك دماء أهل البغي والظلم إذا‬ ‫استحقوا ذلك ما ينصب المسلمون إلا لإقامة العدل ونفي الباطل بالسيف‬ ‫وسفك الدماء بالاستحقاق وسفك قطرة من دم باغ ظالم مستحق خير من‬ ‫عبادة سبعين سنة بالنوافل لأن الجنة تحت ظلال السيوف وأسنة القنا‬ ‫وكفى بأهل النخيلة والمرداس بن حدير خرجوا يقاتلون المشركين أم أهل‬ ‫البغي من المسلمين ‪ .‬وكذلك عمار بن ياسر (رضي الله عنه) ‪ 0‬كذلك‬ ‫خروج المسلمين لقتال عانشة حين خرجت عليهم على غير الحق ثم‬ ‫تابت‪ ،‬وكذلك الحضرمي قبل أن يتشمر كانوا أناسا يتسمون بالزهد‬ ‫والورع من أهل حضرموت ويريد أن يقوم بالامر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر ويوقفوه ويقولون له ليقع بينكم قتال وسفك دماء ولا أعظم من‬ ‫مناكرهم فبلغ محمد بن محبوب أمرهم فعرفه أنك قم بما أردته ودع عنك‬ ‫من يوهيك فاولنك هم المنافقون الكاذبون المخادعون لله أهل النفاق‬ ‫والطمع واعزلهم عن نفسك‘ فما هم أهل الدين والورع ‪.‬‬ ‫ومن ناصبك بالحرب عند أمرك له ونهيك له عن ظلمه وبغيه‬ ‫ناصبه بالحرب وسيرته موجودة في الكتب‪ ،‬ويوم الوالد دخل العقر قاصدا‬ ‫ليقاتل من يستحق القتل حتى يقتل أو يظفر بالمطلوب وما عرفنا هذه‬ ‫الوهانة من السيد وأهل التقاعد لعله كفاه عن مولاه ما بلغهم إياه بمشتغل‬ ‫به ولا له حاجة فيما سواه فإن بلغتم منه ما ترجونه ويرجوه منه‬ ‫المسلمون فنريد الجواب والذي تمهل لأجله أن يصل من سفره أم لا حتى‬ ‫به يقطع الذين يرجونه قد انكشف أمره لأن اهل السفر من تلك المواضع‬ ‫كلهم وصلوا وبه ينكشف أمر السيد حمود أنه على أي وجه لين العذر قد‬ ‫انقطع الذي يعتذر به فلا نبقي له حالا ولا وجها ‪ 0‬إما التنشمير لله تعالى‬ ‫وإما أنه كفاه ما تمنى ‪ 0‬وليس له لله بعد ذلك إرادة ‪ 0‬وينظر ما يبتلى به‬ ‫إذا لم يقم به لربه وعلامة ما كان لله أن لا يتقاعد ولا يستمع قول أهل‬ ‫التقاعد أولنك سماهم الله بأنهم ‪ « :‬رضوا بان يكونوا مع الوالف وطبع‬ ‫على قلوبهم » () ‪.‬‬ ‫وإن لم تجدوا منه المطلوب ‪ ،‬هلموا إلينا أنتم ما تواعدنا به ‪ .‬إذا‬ ‫كان السيد ليس معنا فمن وادينا أقوى لنا ولكم إذ ليس بيننا وإياهم بلدان‬ ‫نجاوزها ونتركها خلفنا أعداء ‏‪ ٠‬ولا يقدر عليكم فيه سلطان ولا شيطان‬ ‫واتركوا الذي لا يمكن تقويمه ‪ ،‬فإذا لم يكن للمرء من نفسه همة ‪ .‬لا‬ ‫ينفعه تقويم غيره ‪ 0‬من لم يتبع إلآ رأيه وما يصور له عقله ‘ فلا تمكن‬ ‫إصابته في كل شيع ‪ 3‬قال الله تعالى في أعظم الناس عقلا ‪ « :‬وَشتاورهم‬ ‫في الأمر » ‏‪ . 0"١‬وقال في وصف امرأة ‪ « :‬ما كلت قاطعة أما حتى‬ ‫تننهذون » ‘{"‪ 0 0‬وقال في رجل ظالم عنيد فرعون لعنه الله ‪ « :‬قمَاذا‬ ‫ئامُرون » ‪.0‬‬ ‫فلا نعلم أحدا من الملوك لا يناظر ولا يعمل إلا برأيه وما تصور له‬ ‫نفسه وقال لقمان ومن لم يشاور ندم ومن لم يجرب الأمور خدع وإذا‬ ‫شنتم تعرضوا هذا الخط للسيد حمود فالنفس طيبة وإن أحب اتباع من‬ ‫يشور عليه بالوهانة كالذي قربه قربه كثيرا فهو اسهل لنا نحن‪ ،‬قد بلغتنا‬ ‫أمور الذي قربه وما عاهد به أنه ما دمت أنا معه لا يريد عليكم حربا‬ ‫شينا‪ ،‬ونريد الجواب بما معكم أنفسكم وواقف أحرصكم ومخجل كثيرا‬ ‫سورة التوبة ‪ :‬‏‪. ٨٧‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة آل عمران ‪ :‬‏‪. ١٥٩‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة النمل‪. ٣٢ : ‎‬‬ ‫‪. ٣٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشعراء‪‎‬‬ ‫‪ ١١٠‬؛ سورة‬ ‫‪:‬‬ ‫الأعراف‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫(؛(‬ ‫بالوقوف‪ ،‬الله الله بالجواب وسرعته ‪.‬‬ ‫من محبكم ناصر بن جاعد بيده‪6‬ؤ ونقلته من خط يده‪.‬‬ ‫وهذا مما قاله الشيخ علي بن ناصر بن محمد التنوفي في تمام‬ ‫الشهادة لكلامنا شعرا ‪:‬‬ ‫يفوق نظام الدر منظومه الذسنى‬ ‫كتابك وافى محسن الفضل والحسنا‬ ‫بأقصى بلاد جاعنا فيه والأدنى‬ ‫وطاب أريجا فاق مسكا وعنبرا‬ ‫زمان ولولا أنت كان هو الأشنى‬ ‫وذلك أدنى ما نرجيه منك في‬ ‫رضاك وحسبي رايك الصالح الأغنى‬ ‫وكان رضائي في الذي أنت ذاكر‬ ‫معوذة من صولة الزمن الذخنى‬ ‫قدم شيخنا في دولة مستقيمة‬ ‫خليفتنا عن سالف الدهر للأاحنى‬ ‫ولا زلت للعهد القديم مجددا‬ ‫وله أيضا ۔ يمدحه من بحر الوافر ‪:‬‬ ‫وإن أظما فواد ي بالسلامي‬ ‫على طلل عفى أسنى السلام‬ ‫بحبي والنوى شر السقام‬ ‫بلاني‬ ‫الأنوا‬ ‫واكف‬ ‫بلاه‬ ‫بلاه الدهر عاما بعد عام‬ ‫وصرنا شبه طرس رقم عاد‬ ‫الدوام‬ ‫تذكر ي طول‬ ‫نسيم‬ ‫بما نيران وجدي أضرمتها‬ ‫أجفاني الدوام‬ ‫وسح سحاب‬ ‫علا بصوت‬ ‫الأنين‬ ‫وما رعد‬ ‫جديد في أصيحاب ق_دام‬ ‫بمالي فيك من عهد وود‬ ‫الظلم‬ ‫يفرق نورها شمل‬ ‫بدروهم تقاربها شموس‬ ‫النخام‬ ‫آساد‬ ‫على غابات‬ ‫وغزلان تغازلها ليوث‬ ‫وأعين عينهم أضحت تباري‬ ‫قتيل بالحسمم وبالخذام‬ ‫بضة ضيانهم أردى السهام‬ ‫يذوقوا بينهم جرع الحمام‬ ‫محبهم وخصمهم كلاهم‬ ‫منابة محسن سلف الكدام‬ ‫لهم نوب تنوب عن الليالي‬ ‫وعشنا في قصور عن مرام‬ ‫ولولاك الخليقة ما سعدنا‬ ‫يفرق شملهم بعد التنام‬ ‫وحل بقومك البلوى وحال‬ ‫وحامله وواسطة النظام‬ ‫فكنت نظام شملهم جميعا‬ ‫وأنت خليفة الشم العظام‬ ‫وما سلف بنا أسف عليه‬ ‫يقوم به اعجز بالقيام‬ ‫لك الحلم الذي لو رام رضوى‬ ‫بطلعتك الشريفة في الأنام‬ ‫لنا ولقومك البشرى بسعد‬ ‫ونهي قاهر عال وسام‬ ‫ودم في طاعة المولى بأمر‬ ‫وعز لايؤول إلى انصرام‬ ‫فعش في نعمة وصفاء عيش‬ ‫أغوص لدره والبحر طظام‬ ‫الشعر وافر ه ببحر‬ ‫وهاك‬ ‫ورافده من طريف وتالده‬ ‫يا محسن الفعل في نفسي كوالده‬ ‫الاغراض من صائغ أغلى قلانده‬ ‫فهاك درية الألفاظ طاهرة‬ ‫زفت لغيرك حسنا مع خرانده‬ ‫فاقبل إليها وقبلها فقبلك ما‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫صليت بها حستادنا وعداته‬ ‫يا محسن الحسنى ومن حسناته‬ ‫وينال فيه هباته وعداته‬ ‫وهو العفو إذا توعد من عدا‬ ‫يا من لغايات الثنا طلباته‬ ‫أمت إليك ركانبي بمطالبي‬ ‫ينجاب من حطت بها ظلماته‬ ‫وانظر إليها نظرة حانية‬ ‫نفحاته تأتي بهالمحاته‬ ‫وعليك ما عشت السلام مجددا‬ ‫وله أيضا يمدح أخيه محمد بن زهران من بحر الخفيف شعرا ‪:‬‬ ‫ورمى قوسه بنبل الجفون‬ ‫سل بالسلم سيوف العيون‬ ‫فأنا كالسقيم والمجنون‬ ‫فبرى مهجتي وأدمى فؤادي‬ ‫اللحظ والجيد بالوصال الثمين‬ ‫كل يوم أدعو فكاكا غمزالا‬ ‫الشعر صعد أقد بلين الغصون‬ ‫وأنادي شمسية الوجه ليلا‬ ‫خير خل من العذاب المهين‬ ‫هل لكم رحمة بهاتتلافوا‬ ‫حي يرجو الوصال من بعد بين‬ ‫فهو ما بالإياس ميت ولا‬ ‫ما حيا للنوال بدر الجبين‬ ‫فاحيت والإياس أحيوا رجاه‬ ‫المجد والجود سلوة المحزون‬ ‫معدن الفضل والفضانل بيت‬ ‫خيرتي ذخري مَعيني مُعيني‬ ‫صفوتي في الورى محمد خير‬ ‫حسان والجود كل ميت دفين‬ ‫باعث من مكارم الخلق واإ‬ ‫الكتب حقا لمدحه تضمين‬ ‫فاق خلقا وراق خلقا وضاقت‬ ‫المحسن الخذحسن الكفيل الضمين‬ ‫فابق في مفخر علا بوجود‬ ‫ونجوم على سماء هتون‬ ‫هو شمس لكم وأنتم بدور‬ ‫فهو يرمي حسادنا كل حين‬ ‫ولنا من سعودكم برج سعد‬ ‫بت بنا نانبات دهر خؤون‬ ‫وجناب يفل بالناب إن نا‬ ‫ذروات الإحسان والتمكين‬ ‫لاعدمناكم ولا عدمتكم‬ ‫فكرة الود من محب أمين‬ ‫هذه غادة لكم فطرتها‬ ‫ولباسا وخير طبع ودين‬ ‫فاقت الغانيات حسنا وطيبآا‬ ‫نناكم وكل عقد تنمين‬ ‫زينتها قريحة بخلاخيل‬ ‫وبكم لا يضيع دهري ظنون‬ ‫حملتها نوق الرجاء إليكم‬ ‫وله أيضا ۔ يمدح خاله الشيخ سيف بن حمد ‪:‬‬ ‫البر الصفي الممجد‬ ‫قتى حمد‬ ‫المهند‬ ‫عليك سلامي يا سمي‬ ‫وأضواؤه تعلو ضيا كل فرقد‬ ‫نشر عبيره‬ ‫المسك‬ ‫يفوق شذاء‬ ‫قلاند در من لجين وعسجد‬ ‫وأسماطه تزري نظام حروفها‬ ‫بمزن سحاب هامل القطب مرعد‬ ‫الأيام ما لاح بارق‬ ‫يدوم مدى‬ ‫لكم من شراب الود عذب مورد‬ ‫من الصادق البر الصديق ومن به‬ ‫وأبعده الجد المعيث بسودد‬ ‫لقاك حماكم‬ ‫ومن كم أتى يهوى‬ ‫ركبابك حتى صرت في قلب موجد‬ ‫إذا زرت أرضا قيل عنها ترحلت‬ ‫فيشفى عليل من لظى قلب مكمد‬ ‫أي يوم به اللقا‬ ‫فياليت شعري‬ ‫ويسعد منحوس بطالع مسعد‬ ‫فيفرح مشتاق ويأنس موحش‬ ‫بذروة مجد في علاء ممجد‬ ‫وها أنا بالحمراء صرت منجما‬ ‫المحسن الباسط اليد‬ ‫الكريم‬ ‫بكف‬ ‫ففي كل يوم توب فخر مطرز‬ ‫إليه وشكرا بعد شكر مخلد‬ ‫فحمداً لمن أ على ذراه وساقني‬ ‫على المصطفى يقفو على إثر جلعد‬ ‫وصلى إله العرش ما سار جلعد‬ ‫وله ۔ أيضا ۔ مرقومات بالخط ‪:‬‬ ‫ويا خير خل للأماجد أفخر‬ ‫فتى حمد يا ذا الوفاء المطهر‬ ‫وجوهر‬ ‫در‬ ‫منظمة من خر‬ ‫فهاك من البحر الطويل قلاند‬ ‫الدراري بالسماء المنور‬ ‫ضياء‬ ‫بأفق سمانه‬ ‫تضئ دراريا‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫فشنموس شخصك آذنت بزوال‬ ‫حمد ابن صالح صالح الذحوال‬ ‫يفنى فذلك من أشد محال‬ ‫أما زوال الشكر بالذكر الذي‬ ‫من راحتيك بجنة لنوال‬ ‫كم مزنة هطلت بمنة جنة‬ ‫لاحت وأرباب السرى بليال‬ ‫ولكم لأرباب القرى نار القرى‬ ‫من بعد أنستها جميل الخال‬ ‫يا وحشة البلد التي فارقتها‬ ‫وشهاب رجم وهو شمس حلال‬ ‫لو لم ير خلفاك نجما ثتاقبا‬ ‫حسنت لديه مراتب الأفضال‬ ‫سيف الجواد ومحسن الحسنى ومن‬ ‫راجيه واستغنى عن الأموال‬ ‫ومن الذي بنواله نال الثرا‬ ‫شرفا لأهل العلم والذعمال‬ ‫وبنى بكف علانه بيتا سما‬ ‫بين الأنام هو الشريف العالي‬ ‫هذا هو الشرف الذي يدعى به‬ ‫وهذا مما قاله الناظم حميد بن محمد بن رزيق ‪:‬‬ ‫ومدحك من تفخيمه المدح أحسن‬ ‫أيا محسن كالاسم إنك محسن‬ ‫به وهو باه باهر النور أعين‬ ‫لك الشرف المحض الذي قد ترى الدجى‬ ‫مديحك تتلوه مع الشكر ألسن‬ ‫وفي كل ثفر مجملا ومفصلا‬ ‫ثمينا تراه والذي منه أنمن‬ ‫وما قدر التبر الذي حل قدره‬ ‫تجود عليه وهو بالشكر معلن‬ ‫تجود ولا تنفك تثني على الذي‬ ‫به الليث في الجبان لا الغاب تسكن‬ ‫أيا أسد لم يفر إلا بصارم‬ ‫بملحمة آسادهاتتلون‬ ‫العدا يتهلل‬ ‫لقد طال ما تاج‬ ‫وشخصك آلاف لهم يتكون‬ ‫تكر بلا تان على الألف في الوغى‬ ‫بخطب يحيل الصبح كالجنح هين‬ ‫وفي عينك الصعب الذي يفجع الورى‬ ‫له في مانات الكواكب موطن‬ ‫سلالة زهران علوت بمحتد‬ ‫إذا ما به في كفة العقل يوزن‬ ‫رسيت بحلم دونه كل شاهق‬ ‫وفي كل قلب كونه متمكن‬ ‫سرى في بلاد الله صيتك بالسنا‬ ‫يشف بإفرند وكفك معدن‬ ‫فلا غرو أن يهدى لك المدح يومنا‬ ‫سوى لمديح درة الحو تحزن‬ ‫عنك زيارتي‬ ‫وما انا إذ أخرت‬ ‫يسرك إيضاحا وللخصم يحزن‬ ‫فجاء بحمد الله وهو كما ترى‬ ‫لألقى الرضا عن طاعتي وهو محزن‬ ‫وأحسب لو أني لغيرك رضته‬ ‫ولكنني خل بودك مذعن‬ ‫بمنافق‬ ‫ألا أنني لست امرىء‬ ‫به ظلت في أثمانه أتفنن‬ ‫ومدحك في تغري يشف بجوهر‬ ‫وإنك أنت المشتري إذ يراهن‬ ‫الدري لا شك دره‬ ‫أنا الشاعر‬ ‫كريم إذا أهدى تميناينمن‬ ‫فخذ مدحتي فالحر ليس على مرا‬ ‫القعدة سنه‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫وتاريخ نظمها يوم‬ ‫‏{‪ ٠‬ونسختها من خطه‪.‬‬ ‫تمت‬ ‫‪ ١٢٥٢‬من الهجرة‪. ‎‬‬ ‫الذكر التاسع عشر ‪:‬‬ ‫على صاحب ذ ي القبراء في زمانه‬ ‫فيه ذكر ما جرى‬ ‫وما نزل به من الحزن من مصيبات أولاده‪ ،‬وقد‬ ‫ذكروها الأشياخ بالنظم‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سألت أحد من الإخوان لأستعين به في حوادث‬ ‫الزمان قلت له فهل وجدت لي أحدا في البلدان؟‪ ،‬قال‪ :‬رأيت لك أخا مما‬ ‫يسر القلب لكنه فض غليظ القلب وفي نفسي بما فيه من القساوة من كثرة‬ ‫جلوسه في الحجارة وفي الظلال الباردة من الجبال المرتفعة وتحت‬ ‫الأشجار المقفرة وشربه من المياه الراكدة ومأكله من الأطعمة المحرقة‬ ‫التي بخوراتها في الرأس صاعدة ولكنه رأيته في دينه محترم وعن أهل‬ ‫زمانه ملتزمؤ وإن سالته عن شيع من الأسباب فياتيك بقصة مما توافق‬ ‫والكتاب‪ 0‬وبالشهادة من لها من أولي الألباب‪ ،‬وهي تراها موافقة‬ ‫السنة‬ ‫والصواب‘ لا شك فيها للمرتاب‘ وإني شاهدته في حزنه على‬ ‫للحق‬ ‫الذين لا عليهم حساب ولا عقاب ويقفون إبراهيم ابن الرسول في‬ ‫الأولاد‬ ‫الجنة من الأبواب‘‪ ،‬ويتنعمون من اللذات والشراب‪ ،‬وينكحون‬ ‫دخوله‬ ‫القاصرات الطرف الأتراب‘ فاستحقوها من سكرة الموت وشدة الألم‬ ‫والعذاب‪ ،‬لا بتوحيد رب الأرباب وإنما ثبت لهم الإيمان من آبائهم أو من‬ ‫آدم عليه السلام لأنهم لا ينطقون إلا بالأنين وذكرهم الأم والأب‪ ،‬وإن‬ ‫أردت الوصول معه فسأله عن العلة والأسباب‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬قصدت إليه وسلمت عليه ونظرت كتابه بين يديه‬ ‫وهو قاعد في الكهوف والأحجار بقرب الماء الجاري والأشجار‪ ،‬فحين‬ ‫سمع الكلام نهض إلى القيام؛ ورد الجواب بالتحية والإكرام‪ ،‬وقال مرحبا‬ ‫بالقرين في الإسلام والخل في الأحلام وقال كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫وقال يعرف الذخ في الشدائد كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫وإن أساء فهو عليك حزين‬ ‫أخوك الذي إن سرك الدهر سره‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫نعم الزمان ونعم ذاك الواحد‬ ‫وإذا صفا لك من زمانك واحد‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫ولكنهم في النانبات قليل‬ ‫وما أكثر الأخوان حين تعدهم‬ ‫ثم قلت له ‪ .‬مالي أراك حزينا كنيباً كأنك آيس من رحمة الله ؟ قال ‪:‬‬ ‫فهل يينس من رحمة الله إلا القوم الكافرون ؛ ثم أجابني فقال ‪ :‬كيف أراك‬ ‫مستبشراً كأنك آمن من عذاب الله ؟ قلت له ‪ :‬لا يأمن من عذاب الله إلا‬ ‫في‬ ‫‏‪ ٠‬ولم نزل‬ ‫الغبراع‬ ‫ذ ي‬ ‫أنا من أصحاب‬ ‫أخبرك‬ ‫‪ .4‬ولكن‬ ‫القوم الخاسرون‬ ‫الجوع والعرا ‪ .‬وترجي قلوبنا الغنا ‪ 0‬وفي الاخرة رحمة ربنا ؛ فرأيته‬ ‫و عيشه وقال شعرا ‪:‬‬ ‫دمعت عينيه وسالت على خديه وأ عطاني من كسوته‬ ‫زين الثياب بها تعز وتكرم‬ ‫جدد ثيابك ما استطعت فإنها‬ ‫مجرم‬ ‫عندا إله وأنت عبد‬ ‫قربة‬ ‫ويك لا يزيدك‬ ‫ورثات‬ ‫تخشى ‏‪ ١‬لإله وتتقي ما يحرم‬ ‫بعدما‬ ‫وبها ء توبك لا يضرك‬ ‫بيان حالته الاجتماعية ‪:‬‬ ‫ثم قال ‪ :‬وما هذا المعلاق الذي حملته على ظهرك ؟‘ قلت له ‪ :‬هذا‬ ‫معمول من اللبن جعلوه أهل الرفاهية لشواء اللحم في ليالي العيد فلما‬ ‫أخذوا منه اللحم أفلتوه في الخرابات‪ ،‬فقلت هذا مثل اللقطة التي لا يرجع‬ ‫إليها صاحبها فأخذته وجعلت فيه هذه القراطيس التي فيها تسلية القلب‬ ‫وأكلم بها العرب على قدر لغتهم في زمانهم لا على فصاحة السابقين من‬ ‫أسلافهمش قال‪ :‬كيف اخترت لنفسك الوحدة وخرجت عن جماعتك في‬ ‫العزلة؟‪ ،‬فقلت له‪ :‬أسلي نفسي وأجلو همي وكربتي في خلوتي وقد فقدت‬ ‫أحباني وآباني وأجدادي وإخوتي وأولادي‪ ،‬فقال‪ :‬اكشف لنا سرك فاكون‬ ‫معينا لك في زمانك ونجعلها قصة في كتابك فأعطينا دليلا وإن لك في‬ ‫النهار سبحا طويلاؤ قلت‪ :‬سل ما شنت‘ؤ قال‪ :‬هل أصابك ما أصاب‬ ‫المسلمين من أهل زمانك من الغرق والحرق وتنكيل الضرب والكسب‬ ‫العلل‬ ‫ومن‬ ‫الدم‬ ‫وسفك‬ ‫الذراري‬ ‫وسبي‬ ‫الأموال‬ ‫واستحلال‬ ‫والظلم‬ ‫والأمراض والجذام والغل والقيد والنكال والسرقة عوداوة الجار والأرحام‬ ‫وتسخير الأمراء ؟‪.‬‬ ‫والكفارات‬ ‫والزكوات‬ ‫الصلوات‬ ‫في‬ ‫معارض‬ ‫عارضك‬ ‫وهل‬ ‫قلت له‪ :‬لا‬ ‫الشفيع؟‪.‬‬ ‫وفي الحج والعمرة وزيارة‬ ‫والتبعات‬ ‫والصدقات‬ ‫عارضني معارض فيما ذكرته لي بل إني وجدت اللطف والإحسان وأخبرك‬ ‫بما رأيته في الزمان نظرت أبي وجدي وعم أبي وعماته وخالاته وأخواله‬ ‫‪٤١٠‬‬ ‫وكلهم في يسر ومدوا إلي بالكسوة والنعم ودارهم لا عوج فيها ولا أمتا‪.‬‬ ‫ما قيل شعرا في وصف بلد الحمراء ‪:‬‬ ‫وأنا من بلد الحمراء التي قال في ذكرها الشيخ عامر بن سليمان‬ ‫الريامي المصعبي الإزكوي شعرا‪:‬‬ ‫وبها كنز الغنى بعد العدم‬ ‫حبذا الحمراء من أرض كدم‬ ‫يسح بالخدين وجدا دمع دم‬ ‫يا ليتني قبل خروجي في الردم‬ ‫يقول في بكانه بل القدم‬ ‫لو قيل عنها هاك نزوى وأدم‬ ‫يا حسرة القلب ووجدان الندم‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫والله لا أرضى أميرآ بالخدم‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫في عزة يدرج الأوقات إدراجا‬ ‫طوبى لمن سكن الحمرا و قام بها‬ ‫حافاتها شيدوا للمجد أبراجا‬ ‫فالله سورها بالراسيات وفي‬ ‫استبهجت بالنخل ابهاجا‬ ‫وروضها‬ ‫فيها قصور بها الأنهار جارية‬ ‫وذاك للرفد أفرادا وأزواجا‬ ‫تهوي إليهم وفود ذاك ملتجا‬ ‫عم السماوات هطالاً ونجاجا‬ ‫يارب فاسبل عليها الغيث منسجما‬ ‫اله يهديهم للحق منهاجا‬ ‫بها المصاليت من عبرا بنو حكم‬ ‫كم أسرفوا في العطا من جاء محتاجا‬ ‫فهم غيوث لضيف حل ساحتهم‬ ‫أسيافهم سفحت صدرا وأوداجا‬ ‫وهم ليوث إذا ما الروع حل بهم‬ ‫حتى غدوا قبسا للناس وهاجا‬ ‫وفيهم العلم والمعروف حليتهم‬ ‫(‪ )١‬يبدو أن شطر هذا البيت قد سقط‪. ‎‬‬ ‫‪٤١١‬‬ ‫وقال الشيخ علي بن ناصر يمدح فيها مقاما ‪:‬‬ ‫ليس يحذوه في البلاد مقام‬ ‫الحديث مقام‬ ‫إنما مسجد‬ ‫وجلال شهدت به الأحلام‬ ‫فاحتوته الحمرا وزادت جمالا‬ ‫وبناه الفضنفر الضرغام‬ ‫هو بيت لله أعلى علاه‬ ‫اللمستليذين والسطا والحسام‬ ‫سام السؤدد المسود سعد‬ ‫المرام‬ ‫فيه‬ ‫بل زاد‬ ‫لاف‬ ‫واقتفى في بنيانه صالح الأس‬ ‫فيه يؤذي ورسموم تشام‬ ‫ارفق الدار مر فقال شتاء‬ ‫عن يمين مما استهل الغمام‬ ‫طوقته يمين بانيهنهرا‬ ‫عن شمال تحفه لا تذام‬ ‫وحباه حديقة ذات نخل‬ ‫الأزهار والذكمام‬ ‫طيبتةه‬ ‫وكسته من سندس الروض بردأ‬ ‫واذكروا الله فهو نعم القيام‬ ‫سارعوا فيه إخوتي وأقيموا‬ ‫بنعيم الذخرى وفيه الدوام‬ ‫بايعوا الله وافنوا العمر فيه‬ ‫قلال يغتالهن انصرام‬ ‫واصبروا ثم صابروا فهي أيام‬ ‫حيث من شر به يزول السقام‬ ‫إن مر الصبر على الأمر فحلو‬ ‫ميزات بلدة المسفاة ‪ 0‬وما قيل فيها شعرا ‪:‬‬ ‫قال‪ :‬ثم رآني تغير لوني وحالي‪ ،‬وقال‪ :‬مالي أراك تزعم أنك من بلاد‬ ‫ساكنيها‬ ‫ولحم‬ ‫محترق‬ ‫اليبس وهواؤها‬ ‫البلاد طبعها‬ ‫وهذه‬ ‫الحمراء‬ ‫ونطقهم لا بهم فتازة في أجسامهم لا بها رخاوة وليس في هذا مجتمع في‬ ‫جسمك ونطقك ولا تخفي علي أمرك وإني أرى بجسمك رهلة ونطقك فيه‬ ‫نقلة ومشيك بالجفوة كأنك تنقلها في الصخر والجبال المرتفعة وعسى أن‬ ‫يكون لك خولة في بلد جوة‪ ،‬فأجبته على كلامه وسمعته فارسا في نطقه ‪.‬‬ ‫‪٤ ١ ٢‬‬ ‫قلت له ‪ :‬صحيح ما قلته وشاهدت في تلك البلد أمي وأبيها وجدها‬ ‫ونسله سلم الله ساكنيها من عمي العيون والجنون خصوصا دون غيرها‬ ‫وهواؤها طيب وطبعها معتدل وقد دخل فيها رجل ذاهب بصره من الجدري‬ ‫وسكن فيها فارتد بصره مما يعرف الشمس والقمر والنجوم والدواب‬ ‫والشجر وخط بالقلم ببركة البلد ‪.‬‬ ‫وهي في جبل رضوى من البلدان المنيعة الرفيعة التي لم تصل‬ ‫إليها الفرقة المارقة ‪ .‬ولا أهل الأمر والعداوة ‪ 0‬وقال فيها الشيخ العالم‬ ‫ناصر بن جاعد بن خميس الخروصي شعرا ‪:‬‬ ‫بربع برضوى للنواظر مرتع‬ ‫أحلى مقاما للإقامة موضع‬ ‫ع‬ ‫ضنوب‬ ‫ودم ج‬‫أتها ك‬ ‫من تح‬ ‫في عقبة المسفاة أحلى بلدة‬ ‫أحلى مقام فيه نفس ترتع‬ ‫صرح لمسجد عند نهر عنده‬ ‫طرا جميع الذرض إذ هو أرفع‬ ‫من كان فيه قاعدا تزوي لنا‬ ‫في الصرح لله بقلب يخشع‬ ‫قمن فهيارك في المقام وفي الدجى‬ ‫لنبي معجزة هنالك موضع‬ ‫فكأنه من جنة الخلد أتى‬ ‫روم السلوك إلى الإله وتسرع‬ ‫ونعيمه يدعو الفتى تذكاره‬ ‫المولى ليسلكها بنور أسطع‬ ‫ونسيمه يدعو إلى حضراته‬ ‫مصع‬ ‫طيه‬‫تت ف‬ ‫فآيا‬ ‫صر قم ترى ال‬ ‫وتقول نفسي ابن أبي نبهان نا‬ ‫سهي على النبي والذي يتتبع‬ ‫إيل‬ ‫امد صل‬ ‫يل الح‬ ‫لله ك‬ ‫وهذا مما قاله الشاهد الثاني علي بن ناصر بن محمد شعرا ‪:‬‬ ‫وثمر رباها لم يزل فيها يحل‬ ‫سقى الله دارا لا يغيرها المحل‬ ‫‪٤١٢٣‬‬ ‫هون في بقاع العلا نقل‬ ‫وعن كل‬ ‫تمتع بالطود الأم قرارها‬ ‫والرمان في حبة النخل‬ ‫مع الكرم‬ ‫فروضاتها طلح النضيد يزينها‬ ‫والوقت معتدل كمل‬ ‫وأبياتها‬ ‫وأنهارها تجري خلال رياضها‬ ‫ولا حر منه يسخن الماء والظل‬ ‫بفصل الشتا لا كان تلجا بأرضها‬ ‫بأعلى ذراها لا يقاس له منل‬ ‫وأكرم بها لله بيتا مشيدا‬ ‫على روضة يدني نعانمها البذل‬ ‫إذا كنت فيه خلت فوق سحابة‬ ‫بنته يد خير البنا ثم عوضت‬ ‫ما قاله الشعراء رثاء لأولاده ‪:‬‬ ‫وقال عامر بن سليمان ‪:‬‬ ‫هتونا ليس يعقبه انقطاع‬ ‫سقى الله النسريجة كل يوم‬ ‫فلا ترجى لغيبته ارتجاع‬ ‫لقد ضمنتهاأفلاذ كبدي‬ ‫بجنات لنافيهااجتماع‬ ‫سألت الله في الذخخرى لقاه‬ ‫حملت أسئ ومالايستطاع‬ ‫فيا أسفى على ولدي سعيد‬ ‫الشيخ عامر بن علي ‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫تكون لي المخدوم في دارك العلا‬ ‫علوت عليا بالعلا ليت أنني‬ ‫وفوز بجنات النعيم ومنزلا‬ ‫يا لها من سعادة‬ ‫سعيدا‬ ‫سعدت‬ ‫وصرت رقيبا للممات مؤملا‬ ‫تحملت أوزاراً فلا زلت مثقلا‬ ‫وخفت فراقي عنهما حيث أنني‬ ‫بدار بها ألقى النبي المفضلا‬ ‫ولكن رجاني من إلهي لقاكما‬ ‫وسبح طير بالفصون وهللا‬ ‫عليه سلام الله ما فاه ناطق‬ ‫‪٤١٤‬‬ ‫وقال زاهر بن مسعود العوفي ‪:‬‬ ‫بدنيا وأخرى في سعود ممجد‬ ‫سعيد لقد أسعدت كل سعادة‬ ‫ليسكنك الجنات أفضل مقعد‬ ‫قد اشتاقك المولى لتقدم عنده‬ ‫بجنة عدن في جوار محمد‬ ‫تكون جوار المصطفى سيد الورى‬ ‫مخلد‬ ‫( في ‏‪ ١‬لجنان‬ ‫لشخص‬‫فطوبى ‪/‬‬ ‫وذلك دار ليس يفنى نعيمها‬ ‫وقال السيخ علي بن ناصر بن محمد ‪:‬‬ ‫إن لاح برق بالششريجة دمع‬ ‫أجفان عيني بالدموع هوامع‬ ‫يعلو بأحشاني لهيب ساطع‬ ‫وإذا أضاء على العيون وميضه‬ ‫الضرام مدامع‬ ‫كلا ولا تطفي‬ ‫لا مدمعي يرقى بمضطرم الحشا‬ ‫بمواطر من رحمة تتابع‬ ‫سقيا لربع ممرع من روضها‬ ‫قبرا به أفلاذ كبدي واقع‬ ‫وسقى الحيا ماء الحياة بأرزضها‬ ‫والغاديات ومالذلك مانع‬ ‫حتى يمج تراه سيل مدامعي‬ ‫خلقا وأخلاق وربي صانع‬ ‫أكرم به قبرا تضمن لحده‬ ‫وأبرهم وهو العصي الطانع‬ ‫فيه سعيد الخير أسعد صبيتي‬ ‫طفلا وكان هو المضر النافع‬ ‫ألف المكارم والمحامد كلها‬ ‫طرفي وكان هو الذليل الضالع‬ ‫ما رمت إدراك الثنا إلا انثتنى‬ ‫إلا وكان هو الجلي الشافع‬ ‫ما خفت شر ملمة وشديدة‬ ‫هو سلوتي ممابه أنا جارع‬ ‫هو صفوتي لا صفو عيش بعده‬ ‫وجه البلاد مشارق ومطالع‬ ‫كنا كمثل الفرقدين لنا على‬ ‫للموت ريح عاصف وزعازع‬ ‫أو مثل غصني بانة فاجتثها‬ ‫‪٤١٥‬‬ ‫وبما احتوته راحة وأصابع‬ ‫تفديه لو يغني الفداء نفوسنا‬ ‫عن مقلتي واستخطفتك بلاقتع‬ ‫لهفي عليك سعيد غيبك الرى‬ ‫لا راجع منهاإليهاناجع‬ ‫ساقرت من دار البلا دار البقا‬ ‫ما نابك الخطر العظيم الشانع‬ ‫وخرجت من شرك المهالك والشقى‬ ‫خوفا عليك ولا يروعك رائع‬ ‫ويهون في قلبي مصابك حيث لا‬ ‫نفس ولذة أعين ومسامع‬ ‫بشراك فزت بجنة وبما اشتهت‬ ‫في يوم ربك للخلانق جامع‬ ‫يا ليت شعري في لقانك هل يكن‬ ‫أهل الإجابة وهو معط مانع‬ ‫واللهأسألهلقك لنه‬ ‫شرعت به للعالمين شرانع‬ ‫وصلاة ربي والسلام على الذي‬ ‫والزهد لا تحصى ثناه بدانع‬ ‫أهل الرسالة والنبوة والتقى‬ ‫بكتابه وله المديح الشانع‬ ‫وكفاه مدحا ما أتى من ربه‬ ‫شمس الضحى لو لم يذعها ذانع‬ ‫وصفاته الحسنى يفوق ضياؤها‬ ‫كحلت وفي قلبي لذاك مطامع‬ ‫طوبى لعين من ضياء جبينه‬ ‫من وجهه فلك العطاء الواسع‬ ‫يا رب لا تحرم عيوني نظرة‬ ‫وبه الشفاعة إن تعذر شافع‬ ‫وارزقني الدارين وجه جماله‬ ‫ولهم إلى يوم القيامة تابع‬ ‫وعلى صحابته الصلاة ومن له‬ ‫ورأيت رؤيا ‪ :‬كأن معي في حجري ولد مغبر رأسه في فخذي‬ ‫اليمينؤ و يقول لي‪ :‬لك السرور من قبلي هذه الرؤيا ليلة تاسع من شهر‬ ‫صفر وفي ليلة تانية رأيته كأنه على طريق الربع(') مع رجل يسمى‬ ‫سليمان بن ناصر وجاء عندي وأعطيته من شخاخيل الأنبا(" وقال لي‬ ‫‪.٠‬‬ ‫اسم مكان بيلد الحمراء‪‎‬‬ ‫(‪()١‬‬ ‫(‪ )٢‬شجرة المانجو‪. ‎‬‬ ‫‪٤١٦‬‬ ‫سليمان بن ناصر‪ :‬ولدك أكل من عندنا أنبا فتفسير هذه الرؤيا تزوجت‬ ‫ابنة سليمان وأتت لي بولد ذكر وسميته إبراهيم ولعل فخذ اليمين للعمومة‬ ‫والفخذ اليسار للخؤولة‪.‬‬ ‫وهذا ما قال فيه الشيخ ناصر من النثر بذلك ناظم القصيدة ‪:‬‬ ‫قال الشيخ الفصيح معجز البلغاء ومبهر الفصحاء الجهبذة المنطق‬ ‫المنطيق حميد ابن محمد بن رزيق في الأخ خميس بن راشد العبري حين‬ ‫الله له ولدا بعده سماه سالما وقد رأى‬ ‫سعيد فأحدث‬ ‫مات له ولد ويسمى‬ ‫فيه وكان نائما رؤيا أنه ليكون سعيدا غانم وذلك قبل حدوته له وإنما تدل‬ ‫على أنه ليكون عاملا بنور الله تعالى وهاديا حكيما عالما وفي صيغة‬ ‫المقال كأنه من أبيه بلسان الحال فقال شعرا ‪:‬‬ ‫لك الشكر إذ جذيت لي سبب الوجد‬ ‫أيا سالب الأحزان يا واجب الحمد‬ ‫الجم فوه فم العبد‬ ‫الثناء‬ ‫ببحر‬ ‫فإنك مولى لا يحصر فضله‬ ‫وأدملت وجدا غايل الوجي بالوجد‬ ‫فكم ترحة مزقت عني بفرحة‬ ‫نباهة تنهاه عن سورة الفقد‬ ‫واني امرؤ من صورة البشر لي نهى‬ ‫بنحس ولي طرف يرى كوكب السعد‬ ‫وكيف أدير الفكر في قلك جرى‬ ‫تذكر نجم آفل في ثرى المجد‬ ‫فلله نجم لم يذر لي بزوغه‬ ‫لبست الهنا إذ كان كالوشي والبرد‬ ‫ولما أراني الله صورة وجهه‬ ‫ودادك في الاحشاء عن سانر الولد‬ ‫وقلت له أبها سليلي لقد نما‬ ‫لفعل ترى صلحه أعين الرشد‬ ‫ومن اسمه الرضوان سميت سالما‬ ‫لا الغمد للجند‬ ‫إذ كالسيف‬ ‫جنانك‬ ‫وأي هجان لا ترى فيه جنة‬ ‫وجودك يا مجدي ركاب الهنا مجد‬ ‫فحمد لمولى قد أراني بوحيه‬ ‫‪٤١٧‬‬ ‫أراني خيالي بهجة نهجها قصدي‬ ‫ومن قبل أن أحضى بوجهك رؤية‬ ‫تقر به عيني وينمو به ودي‬ ‫انك الذي‬ ‫على‬ ‫رشدي‬ ‫وفسرها‬ ‫لانسان عيني منك صادقة الوجد‬ ‫ولا غرو أن ألقى خيالي مخايلا‬ ‫إلى طرق الإرشاد أنواه تهدي‬ ‫ولي محض ومض من محياك مشرق‬ ‫إذا لحت في الولدان في جنة الخلد‬ ‫وما لي لا أفتر بشرا وقد أرى‬ ‫بجوهرها الزاكي على لؤلؤ العقد‬ ‫ولدي في نعمة مستشفة‬ ‫قعش‬ ‫قال ابن رزيق ‪ :‬فلما بلغت الأبيات خميس بن راشد انسجمت سحب‬ ‫أيادي يديه بالنوال وربحته سجسج التثناء‪ ،‬فتمايل طربا بعذب زهور زهرة‬ ‫المقال‪ ،‬ثم فاتحه ابن رزيق بسورة التفخيم والتعظيم لما كانت ذلك بذلك‬ ‫امراء ولا غرو أن قال في حقه الواجب الذي لا ينل إلى السالب شعراء‬ ‫وعدد هذا المقطوع الثاني ستة عشر بيتا من بحر الطويل فقال ‪:‬‬ ‫وودك للأحباب معذوذب الورد‬ ‫مؤتلف الرشد‬ ‫فتى راشد لازلت‬ ‫بوارع آيات بفاتحة الحمد‬ ‫وما برحت تتلى عليك من الثنا‬ ‫ومن السنة الشهباء سالبة الوجد‬ ‫ومن يدك البيضاء لم عش مترب‬ ‫وما ترك الوراد كالأسد الود‬ ‫وأي كفاح لايرى منه مصدر‬ ‫عليك لبيض الهند والصد عن هند‬ ‫وإنك قرم قد ترى الحب واجبا‬ ‫وصوتك والصمصام كالبرق والرعد‬ ‫وما ارتاب غيم النقع تسجامك الجلي‬ ‫على فنة الأعداء كالحجر الصلد‬ ‫وقلبك للتقوى يلين وفي الوغى‬ ‫صفي وفي صادق القول والوعد‬ ‫ولم تجهل الأحبار أنك عالم‬ ‫لأعين فهر الشم والسادة الأزد‬ ‫ومجدك لا ينفك يزداد بهجة‬ ‫لأن فنا ناديك ينصعع كالند‬ ‫ولا غرو أن أثني عليك وبالندى‬ ‫‪٤١٨‬‬ ‫ومن وبلك المعروف عرف الثنا تهد‬ ‫ولي روضة تزهو بزهر قريضها‬ ‫بنو حكم بالبأس منه وبالزهد‬ ‫أيا غيث يا ليث زهت وتناصلت‬ ‫خميسا وقد تعزى خميس إلى الجند‬ ‫وإن الذي سماك منهم لمنصف‬ ‫تخال هي الأقمار في فلك السعد‬ ‫وحسبك أحساب تضيء بانجم‬ ‫مبرهنة بالجد والجد والمجد‬ ‫وإني لذو علم بأنك آية‬ ‫على رغم أنف الآنفين عن الود‬ ‫فعش يا سليل الشم في فسحة العلا‬ ‫قال الشيخ علي بن ناصر أيضا تهنئة وثناء ودعاء صالحا للولد‬ ‫‪:‬‬ ‫بن راشد شعرا‬ ‫أبيه خميس‬ ‫سالم على لسان‬ ‫خاطر ي ومسالم‬ ‫مما يكدر‬ ‫سميت سالم حيث أنك سالم‬ ‫ومغانم‬ ‫منن ‏‪ ١‬لإله كثيرة‬ ‫وافيتنا فأتت أمامك نحونا‬ ‫يلقى ضياها جاهل والعالم‬ ‫وبشائر عنها سعود أفصحت‬ ‫ومباسم‬ ‫كلي تغور ابسمت‬ ‫وقتلت أتراحي بأفراح بها‬ ‫لهن مكارم‬ ‫يا سلوتي دانت‬ ‫أخليفتي عن سالفي بمكارم‬ ‫من روض وجهك وهو روض باسم‬ ‫روضت عيني في أريض زاهر‬ ‫نلت المنى ولنا النعيم الدانم‬ ‫وحللت منك تحية فلي الهنا‬ ‫بالشكر معطيه فليس يقاوم‬ ‫هذا هو الفضل العظيم ومن أرى‬ ‫وأنا الفريق بفضله والعانم‬ ‫شكرآ له ربي بإدراك المنى‬ ‫بالدوام منادم‬ ‫عيش‬ ‫في رغد‬ ‫والله يبقيه ويبقينا له‬ ‫الاخلاص وهو الراحم‬ ‫بخلاصة‬ ‫ويقيمنا دار استقامة ديننا‬ ‫تغشاك ما جادت ثراك غمانم‬ ‫وصلاة ربي والسلام نبينا‬ ‫فضل على كل الورى وتعاظم‬ ‫وعلى صحابتك الكرام ومن لهم‬ ‫‪٤١٩‬‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫وما ضمن الالهام فكرتي الشنعرا‬ ‫خميس لك الخيرات هنيت بالبشرى‬ ‫وكنت بذا أولى وأنتم به أحرى‬ ‫تفاءلت بالخير الذي قارن الدعا‬ ‫وأرثيت منكم راحلاً سكن القبرا‬ ‫وقرضت في أحياكم الشعر مادحا‬ ‫ولامنة يوما عليكم ولافخرا‬ ‫وكان على جيدي لكم طوق منة‬ ‫ورشا وتوفيق يوصلنا الأجرا‬ ‫ولي ولكم أدعو الإله إعانة‬ ‫على المصطفى ما دام قرآنه يقرا‬ ‫وصل إله العرش في كل لحظة‬ ‫أنرى‬ ‫بما مقتر من كثر دعوته‬ ‫وأصحابه والتابعين سبيلهم‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫بن راشد‬ ‫اقصد خميس‬ ‫ياابن الكرام الأماجد‬ ‫‏‪ ٤‬هم‬ ‫المحامد‬ ‫كل‬ ‫إذ حاز‬ ‫خلقا‬ ‫ذاك الذ ي قد فاق‬ ‫لا تباعد‬ ‫وقل له‬ ‫مني سلاما‬ ‫وأقريه‬ ‫شاهد‬ ‫أعدل‬ ‫لديه‬ ‫زورة لمشضوق‬ ‫في‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫خميس الذي يسمو لإحسانه الشكر‬ ‫كتابك وافى أيها الخالص البر‬ ‫يكاد بان يبيض من ثوره السطر‬ ‫تلالأإشراقاآ ودادا وحكمة‬ ‫على الروح والريحان يا حبذا البشر‬ ‫حبك نعتلى‬ ‫وفاح لنا ريحان‬ ‫ولا فارقت عيني خلانقك الزهر‬ ‫فلا حرمت عيني محياك ساعة‬ ‫وكهفاآ إذا ما نابهم أبدآ دهر‬ ‫ولا عدمتك المسلمون أخا هدى‬ ‫‪٤٢٠‬‬ ‫فمنك اوافي لا بمن لك اخجر‬ ‫وبعد خطابي والدعاء مع الثنا‬ ‫ولا حل ربعاآ أنت ساكنه الفقر‬ ‫سألت لك المولى جزاء ورحمة‬ ‫بما طال في طول الزمان لك العمر‬ ‫ومني اقتني أسنى السلام مجددا‬ ‫وله أيضا ‪:‬‬ ‫بالمؤمنين ومنة تتعاظم‬ ‫ورحمة‬ ‫لله فضل باإنام‬ ‫من كل مهلكة وأنت الغانم‬ ‫سميت سالم حيث إنك سالم‬ ‫نلت الغنى بالفقر ليس يزاحم‬ ‫أضحت منيتك المنى فلك الهنا‬ ‫من جود مالكها بما هو عالم‬ ‫نلت السعادة قبل نهج طريقها‬ ‫ولم يسعدني الجد فصساك أنت أقرب إلى مساعدة الجد بالوصول‬ ‫وهو المرجو والله ولي التوفيق‘‪ .‬وعليك وكافة المشايخ والأخوة‬ ‫والجماعة من جزيل السلام تحية أخيك ومحبك الذاكر فضلك وإحسانك‬ ‫الفقير إلى الله عامر بن علي بن مسعود العبادي وإن بدت حاجة تقضى إن‬ ‫‏‪.١٢٥١‬‬ ‫شاء الله ‏‪ ٤‬شعبان‬ ‫‏‪.١٢٥٣‬‬ ‫ومات الشيخ عامر في ‏‪ ١٥‬شعبان سنة‬ ‫تضرع إلى الته ووعظ وتدكير ‪:‬‬ ‫تم قلت له‪ :‬اعلم يا أخي لا بد للإنسان في هذه الدنيا من نزول‬ ‫الأمراض والمصائب وجميع ما في يدك من أولاد وأموال أمانة ولها‬ ‫مطالب ولعل المصيبة لذنب قد سبق قال ربك ‪ « :‬وما أصَابكم ممن مصيبة‬ ‫‏) ‪ ( ١‬يوجد نقص صفحة كاملة ‪.‬‬ ‫‪٤٢١‬‬ ‫فبما تَسنببت أيديكم » © ‪ 0‬وكلنا تضرع إلى الله بالدعاء وتوسل إليه‬ ‫بالنحيب والبكاءش‪ .‬وقل يا رب يا مولاي أنت الغني الكريمش وأنا الفقير‬ ‫المحتاج‪ 0‬وأنت الغفور الرحيم‪ ،‬وأنا العاصي المذنب المرتكب الاعوجاج‪.‬‬ ‫وأنت السميع العليم‪ ،‬وأنا المسيء الذميم‪ ،‬وأنت الملك القادر وأنا العاجز‬ ‫القاصر وأنت الرب العلي‪ ،‬وأنا العبد الدني‪ ،‬وأنت القوي وأنا الضعيف‪.‬‬ ‫قد اعترفت بذنبي وأنت ربي وشهدت على نفسي بالعصيان‘ ولإ‬ ‫أحد لي ملجأ ولا منجا منك ولا مفر عنك يا رحمن‘ فأدعوك يا مولاي يا‬ ‫منان بأن تغفر لي ذنوبي وتعفو عني جميع ما كان ولا تؤاخذني ما‬ ‫عصيتك به طول الزمان‪ ،‬فإنه لا قدرة لي على عذابك ولا طاقة لي بعقابكث‬ ‫فلا تردني خائبا وإني أدعوك من فضلك لا باستحقاقي فعفوك عني لا‬ ‫ينقص فضلك‘ وأنا لا أجد لحاجتي أحدآ غيرك‘ قإن رددتني فإلى من‬ ‫التجي وبمن أتوسل وأين أذهب وأين المفر فيا مولاي يا أرحم الراحمين‬ ‫إلهي وسيدي إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي‬ ‫فأعطني سؤالي وتعلم ما في نفسي وقد التجأ بي أولادي فما جوابي‬ ‫وحيلتي إلا دعاني ربي وشاهد على نفسي بموتي ولحوق أحبتي وأولادي‬ ‫وما قولي في حياتي إلا كمثل الذي قال من قبلي شعرا‪:‬‬ ‫فعما قليل لا نروح ولاتغدو‬ ‫نروح ونغدو في الحياة كما غدوا‬ ‫وتقدموا‬ ‫أقمنا قليلا بعدهم‬ ‫منلهم غير أننا‬ ‫إلا‬ ‫وما نحن‬ ‫فأجابني صاحبي بهذين البيتين قال ‪:‬‬ ‫أبدا وما هو كانن سيكون‬ ‫ما لايكون فلايكون بحيلة‬ ‫‪. ٣٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشورى‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‪٤٢٢‬‬ ‫وأخو الجهالة متعب محزون‬ ‫سيكون ما هو كانن في وقته‬ ‫قال غيره‪:‬‬ ‫إلا التي كان قبل الموت يبنيها‬ ‫لا دار للمرء بعد الموت يعمرها‬ ‫وإن بناها بشر خاب بانيها‬ ‫فإن بناها بخير طاب مسكنه‬ ‫اعلموا أيها الناس ‪ .‬أن الدنيا دار غرور ومكر وفجور ‪ ،‬دار‬ ‫الفجائع والألم‪ .‬دار المصانب والسقم‪ .‬دار تقلب وأهوال©‪ ،‬وأدوار وأحوال‪،‬‬ ‫دار أضغاث أحلام في طيب المنام‪ ،‬فإلى كم هذا الأمل الذي لا انتهاء لك‪.‬‬ ‫والألم الذي لا شفاء له‪ .‬والعمل الذي لا إخلاص فيه‘ والعلم الذي لا منفعة‬ ‫تليهؤ أإله غير العزيز الأكبر أو دين غير دين النبي المطهر أم جراءة‬ ‫على الحي القيوم‪ ،‬أم أمن من العذاب السموم‪ ،‬أم تحسبون أن الدنيا لكم‬ ‫تدومإ ألا أخبركم عن أمر تعاينوه‘ لا عن شيء تخبروا به وتسمعوه‪.‬‬ ‫شيب وهرم‘ وصحة وسقم‪.‬ؤ ووجود وعدمإؤ وعافية وألمؤ ونور وظلم‬ ‫وحسرة وندم؛ حال المنون وأصله‘ وليس لها صارمإ ويده حاسمة وليس‬ ‫لها حاسم‪ ،‬كم قطعت قبلكم من أمم‪ ،‬وأفرست بغصصها من ملك مكرم‪.‬‬ ‫أين ذو البؤس والنعم‘ وعاد وإرم‪ ،‬أين الملوك‪ ،‬أين أبناء الملوك‬ ‫والأقاصرةة{ والأكاسرة والجبابرة‪ ،‬أين أهل الوفاء والسداد‪ ،‬والذين لم‬ ‫يخلفوا الميعادؤ أين الذين سولت لهم نفوسهم وأضلتهم عن طريق‬ ‫الرشاد‪ .‬ولم يتخذوا من دنياكم هذه زاد‪ ،‬أين ثمود وعاد ونمرود معدن‬ ‫الفساد‪ ،‬أين فرعون ذو الذوتاد‪ ،‬وبنو نبهان الذين استكبروا في البلاد‪ ،‬أين‬ ‫الذين عمروا جناتهم‪ ‘،‬وشيدوا بنيانهم‪ ،‬أين الذين حوزوا ذخانرهم{ وملكوا‬ ‫‪٤٢٢‬‬ ‫عبيدهم وحرانرهم‪ ،‬أين الآباء والأجداد‪ ،‬أين النساء والأولاد‪ .‬أين الأحبة‬ ‫أين الذين ركبوا الجياد ةقبضتهم المنون‬ ‫والعباد‪ ،‬أين العلماء والزهاد‪،‬‬ ‫وفقدتهم العيون ؛ كأنهم ما كانوا أهل عز ورفعة‪ ،‬ولا أهل مملكة ومنعة‪.‬‬ ‫وصاروا‬ ‫الجلود‬ ‫منهم‬ ‫تمزقت‬ ‫حتى‬ ‫اللحود؛‬ ‫تححتت أطباق‬ ‫أمسوا‬ ‫منازلهم تسقي عليهم‬ ‫وأمست‬ ‫أجداتاً دارسات‘‬ ‫معاشا للدود ‘ حتى أصبحوا‬ ‫أطباق‬ ‫الرياح الذاريات‪ ،‬قد فارقوا الأخوان والأخصحاب‘ وثووا تحت‬ ‫لذولي الألباب‪ 0‬ومواعظا‬ ‫التراب‪ ،‬قد صار ذكرهم مؤثر في الكتاب‘ وعبرا‬ ‫ولإ‬ ‫والبكاء‬ ‫الندامة‬ ‫تنفع‬ ‫ل‬ ‫حيث‬ ‫هنالك من‬ ‫فندموا‬ ‫والخطاب‪.‬‬ ‫للعلماء‬ ‫تغفر الزلل والخطاء‪ ،‬فإما فانز بنعيم مقيمؤ وإما رهين في عذاب أليم‪ ،‬ذلك‬ ‫‏(“"‪ !٨‬إلا‬ ‫يوم يشيب فيه الطفل والوليد‪ ،‬ذلك ‪ « :‬يوم لا ينقع مال ولا بنون‬ ‫مَن أتى اللة بقلب ستليم » () ‪ 0‬ذلك يوم القيامة‪ ،‬والعرق إلى الهامة‘ يوم‬ ‫الصاخةا يوم القارعة‪ ،‬يوم الطامة الكبرى ‪ «:‬يوميَتَذكر الإنسان مَا سقى‬ ‫‏(‪ {٣٧‬وَآثرَ الحياة الأثيا‬ ‫فأما مَن ) طغى‬ ‫‪8‬‬ ‫‏(‪ {٣٥‬وبرزت الجَحيم لمن ى‬ ‫([""ا وَأمًا من خاف مقام ربه وَتهَى القس‬ ‫("! فإن الجحيم ‏ه‪٨‬ئ الماوّى‬ ‫‪ . 6‬جعلنا الله وإياكم ممن‬ ‫غن الهوى ‏(‪ !٠‬فإن الجة هئ الماوّى‬ ‫ارتضى من صفوته‘ ومن الراجين جزيل التواب من رحمته‘ إنه هو أرحم‬ ‫الراحمين‘ والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى الذمين‪ ،‬وعلى‬ ‫آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬ ‫‪. ٨٩ - ٨٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الشعراء‪‎‬‬ ‫‪. ٤١‬‬ ‫‪- ٣٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النازعات‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة‬ ‫‪٤٢٤‬‬ ‫الذكر العشرون ‪:‬‬ ‫في ضعف تدبير أهل الأمر‪ 0‬وانحطاط منازلهم العليا‬ ‫إلى الدرجة السفلى بنزول البلاء عليهم ‏‪6١‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬وجدت في الأثر عن الحسن البصري مر عليه‬ ‫أمير البصرة وهو يمشي مشية الخيلاء والكبر في قلبه أعلى وأملى ‪.‬‬ ‫فقال له الحسن ‪ :‬إن الله لا يرضى بمثل هذه المشية فقال الملك‪ :‬أما‬ ‫تعرفني يا حسن؟!{ قال له الحسن‪ :‬أعرفك حق المعرفة أولك من نطفة‬ ‫مذرة‪ ،‬وآخرك جيفة قذرة‪ .‬وبين ذلك حامل العذرة{ فلما سمع الملك الكلام‬ ‫مشى عنه يرفل كابن آوى‪.‬‬ ‫فقال الحسن ‪ :‬مسكين ابن آدم ‘ يتكلم بلحم وينظر بشحم ويسمع‬ ‫بعظم‪ ،‬أسير جوعه ‪ 0‬وصريع شبعه ‪ 0‬تؤذيه البقة وتنتنه العرقة ‪ .‬وتقتله‬ ‫الشىرزقة ‪ .‬فلا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ‪ 0‬ولا يملكون موتا ولا حياة‬ ‫ولا نشورا ‪.‬‬ ‫وفي حديث آخر ‪ :‬سمعت عن رجل نصبوه الناس إماما لهم‬ ‫فأعجبته نفسه وطغى وتجبر وعمد إلى الهوى والزنا وشرب الخمور‬ ‫وضرب الزمور فوازروه كثير من الناس فسلط الله عليه رجلا من‬ ‫خصمائه من أفقر أهل زمانه فاخذ عليه الملك وما خول من الأموال هو‬ ‫المسلمين على نصبه فلانت‬ ‫وعشيرته وهذا الرجل طلب الإمامة وغصب‬ ‫الرعية لطاعته فنظر نفسه لا تاني عليه فقتل الأكابر وسجن أمراء‬ ‫_‬ ‫(‪ )١‬في الاصل ‪ :‬بنزول عليهم البلاء‪. ‎‬‬ ‫‪٢٥‎‬ع‬ ‫العشسانر فخذله () الله وسلط عليه البلاء ومن لا يرحمه ‪.‬‬ ‫وآخر صنع كصنعته في فئة قليلة فأعزهم الله وقتلوه ‪.‬‬ ‫وآخر قتل ناسا من رعاياه على مطلب هواه فأضعفه مولاه ولم يجد‬ ‫مأواه فحازوا عليه الأموال والمياه ‪,‬‬ ‫وآخر من الولاة أرسل عسكره إلى قتل رجل من المسلمين فلما قتل‬ ‫الرجل عزل الوالي عن ولايته ‪.‬‬ ‫وآخر أخذ حارة على جاره فذهبت قوته ونصرته ‪.‬‬ ‫وآخر عشق امرأة فأخرجها عن بعلها ومات قبل أن يأخذها ‪.‬‬ ‫وآخر خلف له والده ملكا فضاقت عليه الخمور في أول شبابه‬ ‫فقواه الله في اكتهاله وبلغ مراده فأمر أحد من وزرانه يقتل رجلا من‬ ‫قضاته وحوز أمواله فحين قتل الرجل القاضي نزلت بالملك النكبات وظهر‬ ‫على ملكه رجل من أصحابه وأخذ عليه كثيرا من حصونه من غير قتال‬ ‫لأصحابه ثم جاء الملك بجيشه فولى خائبا عن ابن عمه ولا زال متحيرا‬ ‫يبذل أمواله في طول زمانه ‪.‬‬ ‫وما أحسن للوزير أن يكون صاحب قريحة تاقبة وأن يكون مميزا‬ ‫فيخفف غضبه على‬ ‫في عقله مما يسر الملك أن يسلي به‪ .‬إذا غضب‬ ‫رعيته‪ .‬وكذلك الملك أحسن له أن يعتبر الناس لأن أكثر الناس يفيحون‬ ‫للملك بالكذب مما يسره في ساعته وبعض منهم إذا سألهم الملك عن مانة‬ ‫فا عجبه منهم ‘ ورآ ها أنبت من كلام‬ ‫كلمة ‪ .‬أ عطوه واحدة مما تسره‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬أخذله‪. ‎‬‬ ‫‪٤٢٦‬‬ ‫الكذابين () ‪.‬‬ ‫رجع لإكمال الأول ‪:‬‬ ‫وهذا الرجل الذي طلع أمره على الملك أخذ أسارى فرأى فيهم‬ ‫رجلا من غير عشيرته فقتله بنفسه في حصنه وقوة أصحابه وعفى عن‬ ‫أقاربه والذين ينتمون من صفها فبعد هذا الأمر لم يجد الظفر فقد أصاب‬ ‫رعيته السبي والقتل والاستحلال تم كتب للمسلمين الذين هم على الحق‬ ‫مستقيمين يريد منهم النصرة‪.‬‬ ‫فهذا جواب أحدهم له‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله الذي‬ ‫جعل التمسك بالحق من أكبر نصرة المؤمنين‘ وقوى بالتوكل عليه وحسن‬ ‫الظن فيه قلوب المجاهدين‪ ،‬وابتلى أنبياءه وأولياءه ابتلاء حسنا بأنواع‬ ‫الشداندؤ وأعانهم على الصبر بعد تسليم أنفسهم في المجاهدة له بالنصر‬ ‫على فاسد عواند‪ ،‬وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له‪ ،‬شهادة القائم‬ ‫له بحقها‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) شهادة‬ ‫من علم بصدقها ‪ .‬وعلى آله وصحبه البررة الكرام‪ ،‬الذين شيدوا أعلام‬ ‫الإسلام‪ ،‬وبذلوا أنفسهم وأموالهم في حق الملك العلام‪ ،‬ثم إني أخص‬ ‫بجزيل السلام وأسنى التحية والإكرام السيد المحب الأكرم فلان بن فلان‬ ‫الفلاني سلمه الله من فوادح الليالي والأيام‘ وهداه إلى سلك طريق أولي‬ ‫التحقيق الآمنين من جزع يوم القيام‘ وبعد فقد وصل إلي شريف كتابك‬ ‫وفهم العبد الفقير إلى ربه لذيذ خطابك‘ وبنفسي حرج من رد جوابك‪ ،‬على‬ ‫ما نفسي من النصح الذي ترجى به المنفعة والسلامة الأبدية وسلوك‬ ‫(‪ )١‬في الأصل ‪ :‬الكذاذيب‪. ‎‬‬ ‫‪٤٢٧‬‬ ‫سبيل المؤمنين المعروفة بالمحمدية‪ ‘.‬وخوفي أن يختلس الشيطان عقلك‪.‬‬ ‫فيريك غير ما أنا عنيت‘ ولك بذلك ابتغيت‪ ،‬لأن أكتر أهل زماننا‬ ‫المتورعين من العلماء والضعفاء المستضعفين‘ كأنهم يلجؤون إلى‬ ‫رخصة التقية؛ ويتكلمون فيما يمتحنون بكلام مجمل يحتاج إلى تأويل ذي‬ ‫فطنة نقية لما يرجون من قلة أتباعهم؛ وضعف نصرتهم على الحق‬ ‫وأتباعهم وكان ذلك هو الأحسن والأسلم‪ ،‬عاقبة لهم من مضرة الدين‬ ‫والدنيا‪.‬‬ ‫وأما في حقك معي ومنزلتك العلية فما أقول ممن يكره الحق فيتقى‪.‬‬ ‫لما كنت أعهد فيك من النقا والاتقاى وقولي لك هنا وغير هنا بحسن ظني‬ ‫فيك بقبول الحق& وتصديق الصدق& لا حقارة لقدرتك‪ ،‬ولا استخفافا‬ ‫بسلطانك وأمرك‘ وعلى ذلك أقول‪ ،‬مما خطر من المنقول والمعقول ‪.‬‬ ‫فاعلم أنك ممن أطال الله يديه‘ وأرغم له أعداءه‪ ،‬ونقله من رتبة‬ ‫المساكين الضعفاء‪ .‬إلى منزلة السلاطين الشرفاء‪ 0‬وإن كان مقامك في‬ ‫ذلك مقام ابتلاء ولو كان في ظاهر الأمر مجدا وعلا{ ومثله كالمختبر‬ ‫الدينا في النار‪ ،‬ليظهر سره الذي علمه فيك‘ حتى يكون لك حجة معه أو‬ ‫عليك ومع قلة معرفتك بالملك وعمد ابتلانك به سابقا‪ ،‬تساهلت به أولا‬ ‫ولاحقا‪ ،‬فظهر لك معه ما لا تظنه ولا يخطر بجنانك‘ ولا سيما من أهل‬ ‫زمانك‘ وانبعثنت عليك بواعث الامتحان‘ بعد السلامة من جميع ذلك فيما‬ ‫مضى من سابق زمان‪ ،‬ودخلت في مداخل كنت تكرهها في غيرك وسواك‪،‬‬ ‫ولا تقل أنك ممن يرد خلاف الحق بهواك‘ بل العذر في خلاف الحق يغوى‬ ‫ويعمى‪ ،‬وابتلاك بالملك أهون ابتلاء‘ مما به غيرك ابتلى؛ خصوصا في‬ ‫أول دخولك في هذا الأمر وحلولك‪ ،‬إذ تهيأ لك أقصى مرادك بأدنى‬ ‫‪٤٢٨‬‬ ‫اجتهادك‪ ،‬ولعلك كنت أشرف رتبة مع الله ولنا في ذلك ظاهر دليل‬ ‫وأوضح سبيلك إنك كنت مسكينا من أهل المساكين وبتلك الحالة أقدرك‬ ‫الله حتى نازعت في ملكه أكبر السلاطين ‪ 0‬ونزعت ما نويت من ملكه وهو‬ ‫على اقتداره ‪ 0‬وقوته وآله وماله وأنصاره ‪ 0‬وكان الذي تريد لا الذي يريد‪.‬‬ ‫وما كان ذلك ملكا ‘ إل كما قال الله ‪ « :‬وما رميت إذ رميت ولكن اللة‬ ‫رمى () وظاهرتك أعداؤك على هذا الخمر مظاهرة أوداك‪ ،‬وفي بداية‬ ‫الأمر كل مسرور بذلك ويدعو لك بالنصر من كافة أهل العصر ‪.‬‬ ‫والآن لم أعلم من أكثر أهل الزمان‘ من يشكرك إلا قليلا بجنان ولا‬ ‫لسان‪ 0‬وقد بينت لك هذا عساك تنتبه‪ ،‬إلى شيء من حكمة الله فيك أو‬ ‫تعرف ما أنت جاهله مما أمامك أو وراءك‘ لتتدبر أمرك‘ وتبادر بالرأي‬ ‫الرشيدؤ مجاهدة في هذا الأمر من دهاك‘ لأن المؤمن مرآة أخيه المؤمن‪،‬‬ ‫والتذكرة في حق الأخوة نصرة‘ والمراد أن تفكر في علانيتك وسرك‘‬ ‫فعسى ينصرك الله بنفعك وضرك‘ وتولي صالحي المسلمين جميع نهيك‬ ‫وأمرك‪ ،‬لأن هذا أمر عظيم والخطر فيه جسيم‪ ،‬ويحتاج إلى معين ومشير‬ ‫وعشير يقدم الجميع حكم كتاب الله وسنة رسوله‘{ وإجماع أهل صواب۔‬ ‫مع حسن سياسة وتدبير‪ .‬ومالم يوطد الأمر والنهي بجماعة المسلمين‬ ‫الذين تقوم بهم الحجة في الدين‪ ،‬وإلا قأتت في فتنة مبصورة عمياء‪.‬‬ ‫وداهية دهياء‪ .‬لا يرجى بها صلاح الدين ولا سلامة الدنيا لأن أكثر أهل‬ ‫هذا الزمان أرادوا الدنيا بدلا عن الآخرة‪ ،‬وأرادوا بها مكابرة الحق‬ ‫والمباهاة والمفاخرة‪ .‬قبض الله عنهم دنياهم ولم يمتعهم فيها بهواهم‪.‬‬ ‫جزاء لهم بترك العصمة الوثقى من عروة العدل والتقى‪ ،‬فيجعل الله ذلك‬ ‫حسرة في قلوبهم‪ ،‬بتفويت العاجلة‘ ومن ورائها خسران الآجلة ‪ 0‬وذلك‬ ‫(‪ )١‬سورة الأنفال‪. ١٧ : ‎‬‬ ‫‪٤٢٩‬‬ ‫جزاء من عصى النه بعلم وهو العذاب المهين‪ ،‬والخسران المبين والعاقل‬ ‫يكفيه ما يرى‪ ،‬من تغيير المعتاد من أهل عمان‪ ،‬من البلاء والحرمان‪.‬‬ ‫وأنت إن أردت السلامة فعليك بالإقامة‪ .‬والاتباع فيما آنروه أهل‬ ‫الاستقامة‪ .‬ومتى رضيت بكتاب الله حكما{ وبأهل العدل حكما‪ .‬وسلمت‬ ‫الأمور كلها طربا ورغبا‪ ،‬فأنا ومن معي ننصر كلمة الإسلام؛ ونجيب‬ ‫دعوتهم وننصر كلمتهمإ والله الموفق‪ ،‬وهو على كل شيء قدير وإليه‬ ‫المصير‪ .‬ووصولي ووصول غيري على غير ترتيب يشد الأزر ويحط‬ ‫الوزر ‪ 0‬فلا فاندة فيه إلا التعب والعناء ‪ .‬الذي لا يدرك به منى ولا غاية‬ ‫غنى { واعلم أنك مادمت على هذه الحالة ‪ 0‬فأهل الدنيا لا يطمعون في‬ ‫دنياك ‪ 0‬ومن ذلك تجافيهم عنك ‪ .‬وتبعدهم منك ‘ وأهل الزهد والفقه‬ ‫يتباعدون عنك خوف الفتنة ‪ 0‬بدخول الفتنة ‪ 0‬وأنت مع ذلك محتاج إلى‬ ‫عصائب بالمال والرجال لحدوث النوانب ‘ ولا تقيم الحجة إلآ من حجة ‪.‬‬ ‫وفي النفس تكميل التصريح لهذا التلويح ‪ 0‬بل تركناه اختصارا من أحوال‬ ‫ما آثروه ساداتنا وفقهاؤنا في صالح النيات ‪ 0‬وأفوض أمري إلى الله ‪ 0‬ولا‬ ‫حول ولا قوة إلا بالله ‪ 3‬والله سبحانه يقول ‪ « :‬وكر فإن الذكرى تنقع‬ ‫الفومنين »( ‪ « 0‬وَمَا يَذكَر إل الوا الألباب »”"ا‪ 0‬واستغفر الله من‬ ‫جميع ما خالفت فيه الحق والصواب والسلام‪ .‬من المحب الفقير لله علي بن‬ ‫‏‪ ١٢٥٣‬ه ‪.‬‬ ‫ناصر { وتاريخ النقل من لسانه نهار ‏‪ ٢٣‬صفر من سنة‬ ‫(‪ )١‬سورة الذاريات‪. ٥٥ : ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٧ :‬‬ ‫عمران‪‎‬‬ ‫آل‬ ‫سورة‬ ‫؛‬ ‫‪٢٦٩ :‬‬ ‫البقر ة‪‎‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة‬ ‫‪٤٢٣٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الذكر الحادي والعشرون‬ ‫فيه دليل من الفلك لحفر الآبار والأنهار‪ ،‬ولابتداء‬ ‫عمل البنيان‪ ،‬وفيه يماثله من الأخبار والمسائل في‬ ‫الحضر والسفر في البر والبحر وفيه أخبار عن‬ ‫المبتلى بالنساء والأمراء والأموال‪ ،‬وآخره في الو عظ‬ ‫والزجر ‪ 0‬وما جاء في ذلك عن الأوائل‬ ‫الاستدلال بعلم الفلك عند حفر الآبار والأنهار ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬سألت صاحبي عن حفر الآبار والأنهار والبنيان‬ ‫والعمارات الذي نراها لا يتم عملها وإن تم عملها خربت بالحال‘ ما صفة‬ ‫الذي تم وأقام فيها الطائع والعاصي لله ولرسوله ما الفرق بينهما؟‪.‬‬ ‫قال‪ :‬الفرق كثير وبين‪ ،‬فإن فكرت في كل شيع له أدلة‪ ،‬انظر إلى‬ ‫بني آدم منهم من خرج سقطا من بطن أمه وقليل منهم يصل إلى منتهى‬ ‫حده‘ وكذلك الدواب والزروع والأشجار والثمار وما خلق الله من‬ ‫الحيوانات التي في البر والبحر فلا يخفى عليك‘ وذكرت تريد بيان معرفة‬ ‫الفرق بين الاستقامة والهدامة فهاك بعض مننها ولا تمكن الإطالة في‬ ‫الكتاب فكل عمل يعمله الإنسان ينظر إلى السعود والنحوس فالأول يصلح‬ ‫الطالع والقمر ورب البرج الذي فيه القمز ورب بيت الحاجة ورب الطالعء‬ ‫فإن نظرت هذه الأرباب إلى الطالع كان الخمر سهلا منجحا على أفضل ما‬ ‫تحبه النفس ويرضاه العقل ثم اجعل في ابتداء الأعمال القمر ورب البرج‬ ‫الذي فيه القمر يكونان في الأوتاد الأربعة فإن ذلك العمل يكون في أوله‬ ‫‪٤٢٣١‬‬ ‫وآخره صالحا مثبتا! وأما إذا لم يكونا في الأوتاد فلا يتبت العمل وإن كان‬ ‫القمر في الأوتاد و ‪ )( ......‬رب بيته في السواقط فإن العمل يكون في‬ ‫أوله مرتفعا ثابتا واضحا وفي آخره يدل على الفساد والضعف لأن أول‬ ‫العمل يؤخذ من القمر وآخره من رب بيته‪ ،‬وأما إن كان رب بيت القمر في‬ ‫الذوتاد والقمر ساقطا فإن أول العمل فيه مشقة وآخره فيه سهوله ومنفعة‪.‬‬ ‫ومن كتاب آخر‪ :‬إذا أردت أن تبتدئ بعمل وكان ذلك نهارا فليكن‬ ‫الطالع من البروج الأننى والقمر في برج ذكر‘ وإن كان ذلك ليلا فليكن‬ ‫الطالع برجا ذكرا والقمر في برج أنتى‪ 0‬وخير الطالع بالليل والنهار‬ ‫البروج المستقيمة الطلوع إذا كانت سليمة من مجامعة النحوس ولم ينظر‬ ‫إليهما من التربيع والمقابلة‘ فإن لم تقدر على ذلك فليكن الطالع من‬ ‫البروج المعوجة والسعود مجامعة له أو ناظرة إليه من تسديس أو من‬ ‫تثليث‘ والبروج المعوجة الحوت والجدي والدلو والحمل والثور‬ ‫والجوزاء‪ .‬والمستقيمة السرطان والأسد والقضيمة والميزان والعقرب‬ ‫والقوسس والبروج المتقلبة المسرعة والمجسدة لتوسط الأمر والثابتة‬ ‫لنبات الأمور‪ ،‬فانظر في أمرك وقس بعقلك ‪.‬‬ ‫ولايمكن الدخول في الاعمال إلا بدليل من العالم بذلك العلم‬ ‫وفنونه ودقانقهش وإن دخل فيها بغير علم فقد ذهبت أمواله وأموال الناس‬ ‫يديه ‪.‬‬ ‫كما حكي لنا عن أهل قرية أرادوا يحفرون فلج فاجتمعوا أهل‬ ‫البلد على خدمته ‪.‬‬ ‫واضحة‪. ‎‬‬ ‫متقطعة غير‬ ‫)‪ (١‬كلمات‬ ‫‪٤٣٢‬‬ ‫فقال أحدهم‪ :‬لا تدخلوا في المغرم الأيتام والوقف والأغياب خوفا‬ ‫أن لا يتم عملكم وتذهب أموالهم ويلزمكم ضمانها‪ ،‬فأجابه أحد من أبناء‬ ‫الدنيا العامرين فيها‪.‬‬ ‫فقال لهم‪ :‬أنا الضامن للأيتام والوقوفات والاغياب ولكنكم‬ ‫أحضروا صاحب الفلك وارضوه‘ قال‪ :‬فحضروه وسألوه‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬أريد منكم كل يوم مانة محمدية ما أقامت أجراؤكم في‬ ‫الخدمة‪.‬‬ ‫فقال لهم صاحبهم‪ :‬أعطوه ما أراد الفلكي وهو الدليل وينظر‬ ‫مسلك الماء كما أنتم تنظرون الطريقك فقالوا أهل العلم بالشريعة‪ :‬هذا من‬ ‫التبذير في العطاء الكثير وكل له قدر في العناية فجبنوا عن عطانه وهموا‬ ‫بأنفسهم في خدمته فخدموا وكلوا وملوا وغرموا أربعة آلاف محمدية ولا‬ ‫بان لهم تسهيلا فرجعوا عن خدمته‪.‬‬ ‫فقال لهم الفلكي‪ :‬أنا أخدم لكم نهرا يظهر لكم غيزين مسحاة ثابتا‬ ‫في شدة المحل وأريد منكم بالمقاطعة عليه أربعة آلاف محمديةا وإن لم‬ ‫يصح قولي فارجع لكم دراهمكم ولكم الخلاص حتى يطلع إلى أروضكم‪.‬‬ ‫فسرهم قوله وقاطعوه فعمد في خدمته في ساعة القمر والطالع برج‬ ‫العقرب والشمس في وتد السماء والقمر في برج الدلو وهو وتد الأرض‬ ‫مراده إثبات الفلج لأن البروج الثوابت لإثبات جميع الأعمال تم جعل‬ ‫الزهرة في برج الحوت ماني وهي تنظر إلى الطالع من تثليث ورب الطالع‬ ‫في الاوتاد ثم ذرع الذرض وجعل علائم للفرض ووقف لكل علامة أناسا ثم‬ ‫أمرهم بالخدمة جميعهم في تلك الساعة التي وقفها وكان الماء قريبا جدا‬ ‫‪1‬‬ ‫لأن المشتري في الطالع ورب الطالع ينظر إلى الطالع فسهل الله خدمته‬ ‫وجرى الماء في بطنه ولا احتاج إلى حصى للظفر وسم فرضه عن الأودية‬ ‫وصح له من الغرم ألفين محمدية وأخذ الفائدة له ألفين‪.‬‬ ‫فتدبر يا أخي القياس خوف الالتباس؛ وانظر في قصة الأمير الذي‬ ‫دبر واليا لبعض القرى فأقام الوالي في تلك القرية مدة من السنين تم‬ ‫سعت الوشاة عليه مع الأمير بقلة فعله في الأمر والنهي والظلم فدخل في‬ ‫قلب الأمير الغضب وأرسل إليه قاضيه الاكبر لينظر أفعال واليه فشنحن له‬ ‫مركبا وأمره ليتحصل في المركب‪.‬‬ ‫فقال القاضي لأميره‪ :‬أريد في صحبتي معلما فأخذ في المركب من‬ ‫أعلام أهل البحر وجعل له فريضة معلومة فقال عالم البحر‪ :‬أريد ربانا‬ ‫لهذا البحر وبه جبال خفية‪ .‬فقال الربان‪ :‬أريد فريضة في كل يوم مانة‬ ‫محمدية لقيام البحر فاستكثر الأمير فقال معلم البحر للأمير‪ :‬اعط الربان ما‬ ‫قال‘ وكل أخبر بعلمه وطرقه ‪.‬‬ ‫وقد حكي لنا عن النصارى خطفوه«(') على هذا البحر وأخبروا‬ ‫بالبحر وأنه لا يسلم أحد في سلوكه إلا بربان فطلبوا الربان وأراد الفريضة‬ ‫فجبنوا وخطفوا بأنفسهم فتكسرت مراكبهم في البحر وذهبت أموالهم‬ ‫ونفوسهم فلما سمع الأمير قصة النصارى بذل للربان ما أراد لأنه دليل في‬ ‫سلامة الخشب"' ‪.‬‬ ‫وقال المعلم ‪ :‬تأتي لنا الخشب الذي تريد السفر ‪ .‬وتقطرها في‬ ‫‏(‪ )١‬أي ‪ :‬مروا‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬أي ‪ :‬السفن ‪.‬‬ ‫‪٤٢٣٤٤‬‬ ‫مركبنا وربان واحد كافل لنجعل على كل خشبة ما ينوبها فاجتمعوا كلهم‬ ‫وقطروا السفن في المركب عشرين خشبةة فناب لكل واحدة في كل يوم‬ ‫خمس محمديات وفي السابق لكل خشبة ربان‪ ،‬فقال الربان للمعلم‪ :‬إن‬ ‫بقربكم جبل المغناطيس الذي يجذب الحديد من الخشب‪ ،‬فأمر المعلم‬ ‫صاحب السكان(')م يحول مركبه فجاوز بهم عن ذلك الجبل حتى وصلوا إلى‬ ‫البندر المراد‪ ،‬فنزلوا من الخشب إلى الدار فحضر القاضي الوالي وأهل‬ ‫البلد‪.‬‬ ‫فقال لهم القاضي ‪ :‬قد وصلت أعلامكم إلى الأمير أنكم تركتم الخمر‬ ‫والنهي وأخذتم أموال الناس ظلما من كسيرة البحر ما لكم ما امتثلتم إلى‬ ‫كتاب الله وسنة رسوله وآثار المسلمين؟‪ ،‬فقالوا‪ :‬اسمع أيها القاضي لا‬ ‫خالفنا مما ذكرته لنا حرفا واحدا ولا أمرنا الأمير بإقامة الحدود ولا بتغرير‬ ‫العاصي بالقيود ولا أتى إلينا قاضيا ليحكم على المسلمين في دمانهم‬ ‫وأموالهم وفروجهم‪ ،‬فاجتمع رأينا على أن يكون كل أولى بما في يده مما‬ ‫يكون متمسكا برأي من أقاويل المسلمين وزجرنا للذي يتعرض عليه‬ ‫برأي من أقاويل المسلمين خوف التنازع والخصام من عدم الأحكام‬ ‫والعلماء‪ ،‬ققال القاضي‪ :‬هذا هو الحق المبين والصراط المستقيم فجلس‬ ‫القاضي يحكم بين الناس والرأبّان قصد يوما في سكك المدينة يريد أن‬ ‫يشتري أثمدا لعينيه عند امرأة فشرى الذئمد وأراد الرجوع إلى مقامه‬ ‫فنادته المرأة مهلا يا ربان أسألك في الطب مسالة لإدرار الحيض‪.‬‬ ‫فقال لها شرب اللبن يدر الحيض ومتله الزعفران شربه بالماء‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬مقود السفينة‪. ‎‬‬ ‫‪٤٣٥‬‬ ‫يدر الحيض ولكن ينبغي إلى المبتلى ليعرف قطعة ويقطعه الزنجبيل‬ ‫اليابس ودم الأخوين وزبد البحر وقشر بيض النعام تدق الأدوية دق ناعما‬ ‫نم يأخذ قطعة ويغمسها في الماء ثم في الدواء وتتحمل بها المرأة فإنه‬ ‫ينقطع الدم وهذا لكل دم سانل يقطعه‪.‬‬ ‫فقالت له ‪ :‬أعطيك دراهم واشر لي هذا الدواء‪ ،‬فقال لها‪ :‬أنا رجل‬ ‫غريب لا أقارب النساء ولكن أحد من أقربانك أعطيه الدراهم ليشتري لك‬ ‫ويدخل عليك‘ فقالت له‪ :‬أنا امرأة فقيرة وقطيعة لا معي أحد فيها من‬ ‫العصبات ولا من ذوي الأرحام إلا عمة أمي ومعها زوج وهو الذي طلقني‬ ‫طلاقا رجعيا بالسنة وأخرجني من بيته وهو في شدة المرض ولا سبيل‬ ‫إلى الوصول إليهما وأنا في عدة منه مذ سبع سنين‪ ،‬وما اتفقت أقراني‬ ‫لانا ولا راجعني إلا مرة واحدة وبعدما طلقني أعطاني صداقي العاجل‬ ‫والآجل عشرين محمدية فتمتعت بها ستة أشهر‪ .‬وكانت معي خالة موسرة‬ ‫تنفعني من زكاة مالها فاحال الله بيني وبينها وقضت نحبها وأخذت مالها‬ ‫عمتها التي هي عمة أمي والآن هي التي في رقبة مطلقي والرباني له‬ ‫دلالة تعلم الفرانض« فقال لها‪ :‬يا أيتها المرأة أقبلت سعودك وانطمس‬ ‫عدوك فإن الله ينقذك من الشدة والبلاء ويغنيك بالأموال مع المرأة‬ ‫والرجلين وأنا الذي أخبرك من أبناء السبيل‪ ،‬وكم تسلمي إن فتحت لك‬ ‫طريقا مسهلا؟‪ 0‬فقالت له‪ :‬معي لك ألف درهم مجمل إن كان قولك من‬ ‫كتاب الله المنزل‪.‬‬ ‫فقال لها ‪ :‬هذا أمرك مع الحاكم الذي في البلد قائم‘ وإنه لا يخاف‬ ‫في الله لومة لانم‪ ،‬وقالت له ‪ :‬كيف الدليل بعدالته؟‪ .‬فقال لها ‪ :‬إن هذا‬ ‫‪٤٣٦‬‬ ‫الحاكم جعل له الأمير كل يوم مانة محمدية فريضة‘ وأناس جاعءو إلى‬ ‫الأمير من أعوانه في زمانه فسألوه عن كثرة عطانه لقاضيه فصنع الخمير‬ ‫رأيا ونقل عن ماله طريقا جانزأ فعارضه الحاكم ولم يرجع الأمير فمنع‬ ‫القاضي الناس عن الصلاة خلف الأمير في صلاة الجمعة ودعا بالحاكم إلى‬ ‫مجلسها ثم قال له‪ :‬أنا الذي جعلتك قاضيا على المسلمين وقد فصلتك عن‬ ‫الحكم وأنصب للناس أحدا من المتعلمين فما جزاؤك علي‪ .‬كسرتني‬ ‫بمحضر الناس أجمعين‪.‬‬ ‫فقال القاضي ‪ :‬لأنك خالفت قول رب العالمين بتحويلك طريق‬ ‫المسلمين ونفسك أنزلتها في منازل فرعون اللعين‘ فأنت معه من‬ ‫اللاحقين في حكم مالك يوم الدين فرجع الأمير مع المسلمين وقال الحق‬ ‫فقال لهم فحقيق بالعطاء ولو أراد جميع المدخول وهو أولى به عن‬ ‫الجميع‪ .‬وكن أيها القاضي في حكمك وأنا مما صنعته في الطريق جعلته‬ ‫لاختبارك حتى يظهر للناس جوهرك‘ وقوة رأيك وغرمك فهذه من إحدى‬ ‫الخصال‘ وكم وكم ما فاح منه لإصلاح النساء والرجال‪ ،‬وقومي في‬ ‫صحبتي معه للسؤال فإن الله يكشف الحق على يديه والغنى والفقر قد‬ ‫جعله الله على لسانه وأخبريه بالقصة والطلاق والخالة وعمة أمك‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فعمدت إلى المسير في صحبته وسألت الحاكم عن علتها عودتها وكيف‬ ‫المدة في خلوصها من مطلقها؟‪ .‬فقال لها الحاكم‪ :‬وأين الرجل الذي طلقك‬ ‫فأخبرته بمرضه وأنه لا يخرج من بيته‪ .‬فقال لها‪ :‬الحكم لا يصح إلا‬ ‫بحضرة الخصمين ولكن على قولك هذا له عذر عن الوصول وأنا لأصحبك‬ ‫معه للحكم في بيته ولحق زيارة المريض© فقصد القاضي وأصحابه الوالي‬ ‫والرباني والمرأة ومن حضر في مجلسه فلما وصلوا بيته استاأذنوه‬ ‫‪٤٣٧‬‬ ‫بالدخول فأذن لهم فنظروه مريضا ‪.‬‬ ‫فقال القاضي للمريض ‪ :‬أنت الذي طلقت هذه المرأة طلاق السنة‬ ‫الرجعي؟ قال‪ :‬نعم أنا الذي طلقتها وكيف إرادتها؟‪ ،‬قال القاضي‪ :‬تدعي‬ ‫أنها لم تنقضي عدتها وهي مصدقة في قولها وهي ترثك وعليك النفقة‬ ‫والكسوة حتى تنقضي عدتها لأنك أخرجتها من بيتك وهي كارهة للخروج‬ ‫وليس هذه كالتي خرجت بحرمة أو بثلاث تطليقات أو مختلعة بدرهم أو‬ ‫خرجت بلعان أو اختارت نفسها بامة تزوجت فوقها أو كانت هي أمة‬ ‫فعتقت واختارت نفسها فهؤلاء لا ميراث لهن من المطلق ولا نفقة عليهن‬ ‫وإن كن في العدة وأما التي طلقها ضرارا في مرضه ومات فإنها ترثه إن‬ ‫كانت في العدة وتذكر هذه المرأة التي طلقتها أن المرأة التي معك هي‬ ‫تكون لها عمة أمها صحيح قولها هذا ؟‪.‬‬ ‫قال المريض ‪ :‬نعم صحيح وما الحجة فيها؟‪ .‬قال له القاضي‪ :‬هي‬ ‫حرام عليك ولها الصداق كاملا بالدخول وقد جاء الأنر عن أبي سعيد‬ ‫رحمه الله حرام على الرجل عماته وخالاته وعمات أبيه وخالات أبيه‬ ‫وعمات جده وخالات جده وعمات أمه وخالات أمه وعمات وخالات أبيها‬ ‫وأمها وجدها ولا عمات وخالات أمها وأبيها وجدها وهذه المرأة التي‬ ‫تزوجت بها والمرأة التي هي طلقتها هي في عدتها فهذا تزويج فاسد‬ ‫مفرق بينكما كرها‪ ،‬فقال المريض‪ :‬إن لي أولادأ منها ‪.‬‬ ‫فقال القاضي ‪ :‬هم أولادك ويرتونك‪ ،‬فقال‪ :‬أريد أن أوصي إليهم‬ ‫لاجل حقارتهم وصغرهم‪ .‬فقال له‪ :‬لا وصية لوارث إلا إذا كانت من ضمان‬ ‫مبين للوارثين‪ 0‬فقال المريض‪ :‬بها حمل مني فقال القاضي‪ :‬لها النفقة‬ ‫‪٤٢٨‬‬ ‫من مالك حتى تضع حملها فإن وضعت حملها حيا فلها الربوة سنتان وبما‬ ‫يحتاج من الكسوة والحل والدهن والقوت ومن بعد الفطام يفرض له ثلث‬ ‫النفقة حتى يكون خماسيا ثم نصف النفقة حتى يكون سداسيا ثم ثلني‬ ‫النفقة إلى بلوغه تم النفقة التامة إن كان الولد مريضا أو به شيء مما لا‬ ‫يقدر على المؤونة لنفسها وأما الأنثى فلها النفقة الكبرى حتى تتزوج وإن‬ ‫هلك الوالد وكان الرضيع له مال فينفق من ماله وإن لم يكن له مال‬ ‫فالنفقة تجري على ورثائه‪ ،‬فقال الرباني للقاضي‪ :‬أيصح قوله أن بالمرأة‬ ‫حمل منه؟{ قال‪ :‬نعم إذا ظهر وصح كما قال لأن النكاح الفاسد فرق بينه‬ ‫وبين ولد الزنا إن أقر به أنه ابنه من زنا فلا يصدق ولا يرث ولد الزنا‬ ‫فانظر في ذلك‘ ثم أقبل الحاكم إلى المرأة‘ وقال لها‪ :‬قلت أنك ابنة أخت‬ ‫الهالكة التي خلفت الأموال والأخرى هي عمة الهالكة كذا‪ ،‬قالت له هكذا‪.‬‬ ‫قال لأهل البلد‪ :‬أتشهدون أنتم بما قالت النساء؟ قالوا‪ :‬نعم نشهد‬ ‫بذلك‪ ،‬قال لهم‪ :‬اعلموا أن الجماعة أو الوالي أو العالم فلهم أن يأمروا في‬ ‫المختلف فيه بالرأي من أقوال المسلمين إن يكن المال في يد من كان في‬ ‫يده ولو رأوا الحق والاصوب في قول آخرا وأما الحاكم فله أن يعدل‬ ‫بالاعدل بين الخصمين ولا ينتقل عن ذلك الرأي حتى يرى في نفسه قولا‬ ‫غيره أقرب إلى الحق فينتقل ولا يعود إلى الرأي الأول وهذا المال فيه قول‬ ‫أن المال كله للعمة وقول أن لها التلثان وقول لها النصف وقول ليس لنها‬ ‫شيء والمال كله لابنة الذخت‘ وهذا القول الأخير أقرب إلى الحق وأنا‬ ‫أحكم بأن المال كله لابنة الخخت وهي أقرب بدرجة في ميراث الأرحامإ ولا‬ ‫يجوز خلاف الحكم رأيا يدخل عليه ومن خالف فقد ضل عن السبيل‪ ،‬تم‬ ‫هلك الزوج وعقدوا على المرأة عدة المتوفى عنها زوجها أربعة اشهر‬ ‫‪٤٢٨٩‬‬ ‫وعشرة أيام‪ .‬وأخذت تمن ماله فنزلت في منازل أهل الغنى وأعطت‬ ‫الرباني الألف الذي وعدته لإياه‪ .‬فلما انقضت عدتها تزوجها الرباني‬ ‫ودخل عليها فحملت وجاءت بولد ذكرا‪ ،‬وقطع أسراره وضمه لسر فيه‬ ‫للادوية‪ .‬وربت الأم ولدها فنزلت بجسمه الحمى فصرعته ميتا فأخذ‬ ‫الرباني وطعنه بالإبرة تحت أظفاره فردت إليه روحه‪ .‬فأتى إليه بدهن‬ ‫الورد اليريهوا ودهنه به من بعد التبريد بالهواء فأبرأه الله وهذا العمل‬ ‫الذي يصنع به لموت السكتة كما كتبناه ‪.‬‬ ‫رجع إلى القصة ‪ :‬فدار الموسم وحمل الرباني امرأته في صحبته‬ ‫فركبوا في الفلك وسارت بهم تجري في موج كالجبال فأمرهم القاضي‬ ‫بقذف ما في المركب لسلامة الأموال والأنفس فرموا بالنقيل من الأمتعة‬ ‫وسلمهم الله من الغرق‪ 0‬وثمن المركب وما بقى فيه وعلى الأنفس فجعل‬ ‫عليهم كل بقدره فنزلوا من المركب فقصد القاضي مع الأمير فسلم عليه‬ ‫وحياه بالتحية والإكرام فأخبره بأمر الوالي وأهل القرية أنهم على طريق‬ ‫الحق والعدل ولكنك اندب إليهم حاكما واكتب لواليك كتابا بالإقامة الحدود‬ ‫واللوازم والقبض والبسط وإنفاذ الأمر في محله فامتثل الأمير ودبر إليهم‬ ‫حاكما وخطا لواليه فحين وصل إليهم الحاكم والخط استطاعوا له فتدبر ما‬ ‫كتباه‪.‬‬ ‫قلت له ‪ :‬وما سبب ابتلاء الناس بالنساء وبالأموال وأهل الظلم؟ قال‬ ‫ذو الغبراء ‪ :‬سببه بالمقاربة والمجاورة والمداخلة فإن كف الإنسان نفسه‬ ‫عن ذلك سلم في دنياه وإن فتح لنفسه بابا فتح الشيطان له سبعين بابا ‪.‬‬ ‫انظر في قصة الرجل الذ ي استكفى من المعيشة بالقليل ولا‬ ‫‪٤٤ ٠‬‬ ‫استضاف الناس في سفره بتجارته فقد ملك نفسه الجموح باللذات‬ ‫والمحارم ولكن بلاه الله بالسقم فوصل مع الطبيب ودله بأكل حلوى البيض‬ ‫ولحم الكبش الحولي الخصي المغلي(') على النار بالابازير مع خبز‬ ‫الجواري فعمله الرجل قبرئ جسمه وأشار عليه أهل الرفاهية فدخل على‬ ‫بيوتهم وأكل ما طاب له فعمد إلى مداخلة الجار والأرحام والخمراء الكرام‬ ‫فحملوه الهدايا والعطايا فاعتادت نفسه على ذلك وأعجبته مجالسة النساء‬ ‫من أرحامه فعشقته ابنة أخته فجعلت تكرمه وتبخره وتغسل له ثيابه وهو‬ ‫ينظر إليها بالمودة وكل منهما أكن في قلبه مطلوب صاحبه ولا اتفقت لهم‬ ‫خلوة في البيوت‪ ،‬فاقبل عليهم عيد الأضحى وسار الرجل يسقي بمانه في‬ ‫ماله فتزينت ابنة أخته وحملت له طعاما فأكل ما طاب له من العيش وفرحا‬ ‫بالخلوة فهم بها وجامعها‘ وترك الماء والناس ينظرون من أعلاهم مع‬ ‫صلاة العيد فاسرعوا في قربهما وأخذوه من جسمها وجعلوا لجسمه نيلا‬ ‫ونورة وأتوا به(") إلى القاضي وسألوه عن جوابه‪.‬‬ ‫فقال القاضي‪ :‬الفاعل بمحارمه يهدف من أعلى الجبل وكذلك ناكح‬ ‫الدواب والرجال‪ ،‬وأما الذي زنا بغير محارمه وكان محصنا فإنه يرجم وإن‬ ‫كان غير محصن فإنه يجلد مانة جلدة‪ .‬والعبد المملوك فعليه نصف الحد‬ ‫وأما الذي يلزم الضمان ففي رقبته وأما الصبي فلا عليه حد وبعض‬ ‫جنايته على قول في ماله وفي ما لا اختلاف في لزومه في ماله فبعضهما‬ ‫يكون على عاقلته والإمام يقيم الحد فإن عدم فالحاكم والجماعة منتظرون‪،‬‬ ‫ولا يجوز لأحد أن ينافس في إخراجه من حبسه قبل أداء الواجب عليه‬ ‫(‪ ()١‬في الخصل ‪ :‬المغلاي‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬في الأصل ‪ :‬وأتوه‪. ‎‬‬ ‫‪٤٤١‬‬ ‫والإنسان مخير في العفو عنه أوأخذ حقه‪.‬‬ ‫وكل من أقر بما يجب عليه الحد ثم أكذب نفسه فلا يقام عليه حد‬ ‫ولا يؤخذ بإقراره في القيود‪ ،‬وكذلك الشهود إن رجعوا قبل أن يحد فلا‬ ‫عليهم حد وأما إن رجعوا بعد إقامة الحد فعليهم الحد ولا يبين لي في هذا‬ ‫الزمان يصح شهادة الزنا على أحد لأنه لا يجوز النظر لعورات المسلمين‬ ‫وإن نظر أحد على غير اختيار فلا يجوز له أن يخبر المسلمين لينظروا‬ ‫وإن أخبرهم فلا يجوز لهم النظر ولا التجسس لعورات المسلمين وخاصة‬ ‫بالليل فلا تصح شهادة فيه إلا بحضور النار‪ ،‬ولا يجوز لأحد أن ينظر إلى‬ ‫الزاني متعمدا‪.‬‬ ‫ولا يجوز للمسلم أن يخوض مع الخانضين ولا يتجسس على‬ ‫عورات الناس‘ وأما إن قال على سبيل التحذير للمسلمين أن فلانا متهما‬ ‫بكذا وكذا من الخنا والزنا والسرقة واحذروا من قربه وخدانعه فهذا لا‬ ‫بأس أن يذكر بما فيه من غير تصريح ‪ .‬قال ‪ :‬وأحاطوا بالرجل الزاني في‬ ‫سكك المدينة وسحبوه بحبل قد عقد في رجليه فمات بالخاتمة الخبيثة‪.‬‬ ‫وقد كان مجتهد في عبادة ربه فهذا أمر من تابع النفس في شهواتها فلا‬ ‫بد من البلاء وإن سلم في الأولى والتانية والتالتة والرابعة وفي المانة‬ ‫والألف فإن تكاثرت عليه الخطايا والزلل فإنه ينهمك في الفواحش‬ ‫والكبائر‪ ،‬وإن ظهرت لك من أخيك سيئة في دينه فاعلم أن لها أخوات‬ ‫كثيرة باطنة وعلى الإنسان أن يراقب نفسه في كل ساعة فالماضية قد‬ ‫فاتته والمقبلة عليه لا يعلم أنه يدركها أم يتقاصر عنها فكثير مات بغرق‬ ‫أو حرق أو طاح من نخلة أو بيت أو انهدم عليه عمار أو فلج أو قتل في‬ ‫‪٤٤ ٢‬‬ ‫نومه أو كان يأكل طعاما فيه سم أو كان عظما أوشرب ماء فشضشسرق ومات‬ ‫من جرعته أو ركب حصانا أو دابة فطاح فمات بساعته‘ وعلى هذا‬ ‫المفاجأة‪.‬‬ ‫كتير في موت‬ ‫القياس‬ ‫وحكي لي عن ملك جيش جيشا عظيما وسرى به فلاقاه رجل‬ ‫وعليه ثياب رثاث وقهر(ا) عليه لجام الفرس‪.‬‬ ‫فقال الملك‪ :‬ما مثلك من يقهر لجام الملوك‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إن لي‬ ‫جاحة وأردت أن أسرك بها‪ ،‬فحنى الملك رأسه قليلا‪.‬‬ ‫فقال له‪ :‬أنا ملك الموت أمرني ربك بقبض روحك ققال الملك‪:‬‬ ‫أمهلني قليلا حتى أفرق هذه الأموال والخزانن‪ ،‬فقال‪ :‬لا لك إلا ما قدمت‬ ‫ولا أنا مؤخر عنك لمحة فقبض روحه‘ فسقط من حصانه ميتا فصار من‬ ‫أهل النار وتشتت الجيش ثم قصد ملك الموت إلى رجل من العباد فسلم‬ ‫عليه ورد العابد الجواب‪.‬‬ ‫وقال له ‪ :‬ما حاجتك أيها الرجل ؟ فقال ‪ :‬انا ملك الموت وأمرني‬ ‫ربك بقبض روحك على أي حالى أردت فأجابه في سجودي لله هذا فقبض‬ ‫روحه وصار من أهل الجنة‪ .‬والموت مقبل على كل أحد من الإنس والجن‪،‬‬ ‫وعلى العاقل أن يتأهب كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ان اللبيب بذكر الموت مشغول‬ ‫الموت لاشك آت فاستعد له‬ ‫من التراب على عينيه مجعول‬ ‫فكيف يلهو بعيش يستلذ به‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬أمسك‬ ‫قهر ‪ .‬أ ي‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪٤٤٢٣‬‬ ‫ومن كتبت عليه خطئ مشاها‬ ‫مشيناها خطئ كتبت علينا‬ ‫فليس يموت في أرض سواها‬ ‫ومن كتبت منيته بارض‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫إلا التي كان قبل الموت يبنيها‬ ‫لا دار للمرء بعد الموت يعمرها‬ ‫وإن بناها بشر خاب بانيها‬ ‫فإن بناها بخير طاب مسكنه‬ ‫اعلموا أيها الناس ‘ أن الدنيا دار غرور ومكر وفجور؛ دار‬ ‫الفجائع والألم‪ ،‬دار المصائب والسقم‘ دار تقلب وأهوال‘ وأدوار وأحوال‪،‬‬ ‫دار أضغاث أحلام في طيب المنام فإلى كم هذا الأمل الذي لا انتهاء له‪.‬‬ ‫والألم الذي لا شفاء له‪ ،‬والعمل الذي لا إخلاص فيه‪ .‬والعلم الذي لا منفعة‬ ‫تليه‪ .‬أإله غير العزيز الأكبر‪ .‬أو دين غير دين النبي المطهر أم جراءة‬ ‫على الحي القيوم‪ .‬أم أمن من العذاب السموم‪ .‬أم تحسبون أن الدنيا لكم‬ ‫تدومإ ألا أخبركم عن أمر تعاينوه‪ ،‬لا عن شيء تخبروا به وتسمعوه‪.‬‬ ‫شيب وهرم؛ وصحة وسقم؛ ووجود وعدم وعافية وألم‪ ،‬ونور وظلم‪.‬‬ ‫وحسرة وندم‪ ،‬حال المنون واصلة وليس لها صارمإ ويده حاسمة وليس‬ ‫لها حاسمإ كم قطعت قبلكم من أمم‪ ،‬وأفرست بغصصها من ملك مكرم‪.‬‬ ‫أين ذو البؤس والنعم؛ وعاد وإرم‪ ،‬أين الملوك‘ أين أبناء الملوك‬ ‫والأقاصرة‪ ،‬والأكاسرة والجبابرة‪ ،‬أين أهل الوفاء والسداد والذين لم‬ ‫يخلفوا الميعاد‪ ،‬أين الذين سولت لهم نفوسهم وأضلتهم عن طريق‬ ‫الرشاد‪ ،‬ولم يتخذوا من دنياكم هذه زاد‪ ،‬أين تمود وعاد ونمرود معدن‬ ‫الفساد‪ ،‬أين فرعون ذو الأوتاد‪ ،‬وبنو نبهان الذين استكبروا في البلاد‪ ،‬أين‬ ‫الذين عمروا جناتهم‪ ،‬وشيدوا بنيانهم‪ ،‬أين الذين حوزوا ذخائنرهم{ وملكوا‬ ‫‪٤٤٤‬‬ ‫عبيدهم وحرانرهم‪ ،‬أين الآباء والأجداد‪ ،‬أين النساء والأولاد‪ ،‬أين الذحبة‬ ‫والعباد‪ ،‬أين العلماء والزهاد‪ ،‬أين الذين ركبوا الجياد‪ .‬قبضتهم المنون‪،‬‬ ‫وفقدتهم العيون‪ ،‬كأنهم ما كانوا أهمل عز ورفعة ولا أهل مملكة ومنعة‬ ‫معاشا‬ ‫منهم ‏‪ ١‬لجلود < وصاروا‬ ‫‏‪ ١‬للحود ‘ حتى تمزقت‬ ‫أطباق‬ ‫تتحت‬ ‫أمسوا‬ ‫للدود؛ حتى أصبحوا أجداثاً دارسات‘ وأمست منازلهم تسفي عليهم الرياح‬ ‫قد‬‫ف‬ ‫حتت أطباق التراب‪،‬‬ ‫تح‬ ‫وتووا‬ ‫والأصحاب‪.‬‬ ‫الخخوان‬ ‫قد فارقوا‬ ‫الذاريات‬ ‫صار ذكرهم مؤثر في الكتاب ‘ و عبرا لذولي الألباب‪ ،‬ومواعظا للعلماء‬ ‫والخطاب فندموا هنالك من حيث لا تنفع الندامة والبكاء‘ ولا تغفر الزلل‬ ‫والأخطاء\ فإما فانز بنعيم مقيم‪ ،‬وإما رهين في عذاب أليم‪ ،‬ذلك يوم يشيب‬ ‫فيه الطفل والوليد‪ ،‬ذلك ‪ « :‬يوم لا تنقع مان ولا بنون ‏(“‪ !٨‬إنا مَن أئى الة‬ ‫يوم‬ ‫والعرق الى الهامة‪ .‬يوم الصاخة‬ ‫ستليم ‏‪ ٩‬‏ؤم‪ , ١‬ذلك يوم القيامة‪.‬‬ ‫بقلب‬ ‫القارعة‪ ،‬يوم الطامة الكبرى ‪ «:‬يوميتذكر الإنستان ما ستغى ("! وبرزت‬ ‫الجحيم لمن يَرَى ‏‪ !"٠‬قامًا من طغى «"! وأثر الحياة الدنيا ("! فإن‬ ‫الجيم هئ الماوئ ‏‪ "٢١‬وَأمًا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى‬ ‫اا فإن الجتقة هي المأوى »(" ‪ 0‬جعلنا الله وإياكم ممن ارتضى من‬ ‫صفوته‘ ومن الراجين جزيل التواب من رحمته ‘ إنه هو أرحم الراحمين ‪.‬‬ ‫والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى الأمين ‪ 0‬و على آله وصحبه‬ ‫أجمعين ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الشعراء‪. ٨٩ - ٨٨ : ‎‬‬ ‫‪. ٤١‬‬ ‫‪- ٣٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النازعات‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة‬ ‫‪٤٤ ٥‬‬ ‫الذكر الثاني والعشرون ‪:‬‬ ‫في المواعظ والزجر والتوبيخ‘ وصفة ابتداء الزهد‬ ‫قال صاحب ذي الغبراء ‪ :‬كان لي أخ فسرت إلى زيارته فلما رآني‬ ‫نهض مسرعا وبالطعام مكرما‪ ،‬فقال لي‪ :‬لعلنا نسير مع أخينا الذي هو‬ ‫أكبر سنا وعقلا وأفصح لساناًا والساعة في مجلسه قانما يذكر الناس‬ ‫وعظا وأديانا وزهداً‪ ،‬قلت له‪ :‬نخاف إن سألناه يردنا ويفضحنا{ أو يقول‬ ‫لنا تلويحا كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫والحبل في الحجر القاسي له أثر‬ ‫لا ينفع الوعظ قلبا قاسيا أبدا‬ ‫كالذرض إن سبخت لم يحيها المطر‬ ‫إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة‬ ‫فقال ذو الغبراء ‪ :‬زيارة الأخوان إذا وجد الإنسان الإمكان فيها‬ ‫إعانة لأداء الفرانض في أوقات الزمان‘ وصلاح النفوس والأبدانض‬ ‫وحاشاهم عن أقوال الزور والبهتان ‘ ولهم مخافة من ربهم المنان ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقصدنا إليه ورأيناه جالسا والناس من حواليه‘ؤ فسلمنا‬ ‫عليهؤ فرد جوابنا وهو قاعد على ركبتيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬لا يدخل قلبكما جفاء‬ ‫فإنا لا نقوم من مجلسنا إلا لعلمائنا ووالدينا‪ .‬وكيف الحاجة التي دعتكما‬ ‫إلى وصولكم إلينا ؟‪.‬‬ ‫قلنا له ‪ :‬إرادتنا أن نشفي أجسامنا بحلاوة) الذكر ‪ .‬قال ‪ :‬سمعت‬ ‫بان ملكا ينادي كل يوم بالمشرق ليت الخلق لم يخلقوا‪ ،‬فيجيبه ملك‬ ‫(‪ )١‬في الاصل ‪ :‬من حلاوة‪. ‎‬‬ ‫‪٤٤٦‬‬ ‫بالمغرب ليتهم إذا خلقوا تفكروا وعقلوا‪ ،‬قال‪ :‬ووجدت في الكتب أن لله‬ ‫ملك يقول يا أهل الدنيا مهلا من الدنيا مهلا فإن لله سطوات ونقمات‪ ،‬فلولا‬ ‫رجال خشع وأطفال رضع وبهائم رتع لصببنا عليكم العذاب صبا صبا‪.‬‬ ‫ولرضضناكم في العذاب رضا رضاء وقيل لبعض الرهبان لاي شيء قست‬ ‫قلوبنا وكثرت ذنوبنا ولا نتقرب إلى ربنا؟إ فقال‪ :‬لأنكم تركتم الآخرة‪.‬‬ ‫وعملتم أعمالا خاسرة‪ .‬وتركتم العلم‪ .‬وظهر منكم الجهل والظلم‘ وضيعتم‬ ‫الأمانة‪ .‬وأظهرتم الخيانة‪ .‬ودخلكم الكبر والعجب‘‪ ،‬وضيعتم الصلوات‬ ‫ومنعتم الزكوات‪ ،‬وقطعتم الصدقات‘ ومشيتم بالنميمات‪ ،‬وظلمتم الأيتام‪.‬‬ ‫وجرتم في الأحكام؛ وعصيتم الرحمن‘ وأطعتم الشيطان وسايرتم النساء‪.‬‬ ‫وتعاملتم بالفجورش وشهدتم بالزورش وتواضعتم للاغنياءش وتكبرتم على‬ ‫الفقراء‪ .‬وقست قلوبكم‪ ،‬وكثرت ذنوبكم‪ 6‬فلا واعظ زاجر‪ ،‬ولا خانف حاذر‪.‬‬ ‫كلامكم حلو‪ .‬وفعلكم مر وألسنتكم باشة‪ ،‬وقلوبكم غاشة‪ ،‬فلا من الله‬ ‫تستحون‪ ،‬ولا إليه تتوبون‪ ،‬فعن قريب تموتون‘ تم تبعثون قتسألون عما‬ ‫فأين القرون الماضيةا والأمم السالفة‪ .‬ألم يخرجوا من القصور‪.‬‬ ‫وصاروا إلى القبور‘ فتغيرت وجوههم الحسان‘ؤ وسالت أعينهم في‬ ‫الاكفان‘ وأكلت لحومهم الديدان‘ وصارت عظامهم رفاتا‘ ومنازلهم خرابا‪.‬‬ ‫أبدانهم قد بليت‪،‬‬ ‫من دعاهم‬ ‫فلا يسمعون من ناداهم‘ ولا يحسون‬ ‫وأخبارهم قد نسيت‘ وآثارهم قد فنيت‪ ،‬فالله الله عباد الله في أنفسكم‪.‬‬ ‫فكأنما قد نزل بنا وبكم والسلام‪ ،‬واستمع لقول الشاعر ‪:‬‬ ‫أفق ويك إن الموت يجري على الأثر‬ ‫يا أيها المغرور في سكرة الصبا‬ ‫‪٤٤٧‬‬ ‫تجرعه سما عندما حل في الصدر‬ ‫مذاقه‬ ‫فلا تغترر فالموت مر‬ ‫ومن التوبيخ ‪ :‬يا سفيه الرأي ‪ 0‬أما تستحي من قلة الحياء‘ وطول‬ ‫الجفاء‪ .‬بمن أجزل العطاء‪ ،‬وأحسن البلاء‘ وسنل اليسير فأعطى الكثير‪.‬‬ ‫ووعد الجزيل على العمل القليل؛ وستر العيوب‘ؤ وغفر الذنوب‪ ،‬وصفح‬ ‫بحلمه‘ وجاد بكرمه‪.‬‬ ‫أما يراقب من لا يغيب عنه إذا استترت‘ ولا يخفى عليه ما عملت‪.‬‬ ‫وأحصى عليك ما قدمت وأخرت‘ وأسررت وأعلنت‘ واطلع على ما هممت‬ ‫ونويت‪ ،‬أما آن لك أن تتوب‪ ،‬أما آن لك أن تراجع وتنوبس أما آن لك أن‬ ‫تستحي وتنتهيؤ وتفقطم نفسك عما تشتهيؤ وتقصر عن مساويك‬ ‫وترعوي‪ ،‬أما سنمت من الخطايا‘ وأنت معرض للمناياء صرت في الدنيا‬ ‫وجيها حتى شغلت قلبك بذكرها‪ ،‬وركنت إليها كأنك مخلد فيهاێ فعظمت في‬ ‫صدرك‘ وأسرعت الإجابة إذا دعتك دواعيها‪ ،‬فلا تجد في الآخرة في قلبك‬ ‫مكانا‘ ولا لذكرها في صدرك قرارا‪.‬‬ ‫مالك يا مفتون بالدنيا التي ليست لك بدار‘ ولا لك فيها قرار‪ .‬ما‬ ‫الدنيا إلا فيء زائل‪ ،‬أو حلم باطل‘ أو سراب لامعؤ أو برق ساطع أليست‬ ‫كانت صاحبة أخيك وأبيك وأعمامك وذويك‘ هلا اعتبرت بما صنعت بهم‬ ‫فأبغضتها من أجلهم ما أقل عبرك‘ؤ وأعجز حفيظتكؤ وأسوأ نظرك‬ ‫لنفسك‪ ،‬يا عزيز التمن لا تبع نفسك بالثمن الخسيس&‪ %‬وأعطيت فيها الثمن‬ ‫الربيج‪ 0‬أترضى بالنار عوضا عن الجنة‪ ،‬ولا بالدنيا عوضا من الآخرة‪.‬‬ ‫ولا بالخبيثف عوضا من الطيب© ولا بالزانل الفاني عوضا من الدائم الباقي‪.‬‬ ‫ولا باليسير الحقير عوضا من النعيم الكثير ضيعت أكتر عمرك‘ وقد طال‬ ‫‪٤٤٨‬‬ ‫ما أوقرت على ظهرك‪ ،‬فانتبه من رقدتك‪ ،‬واستيقظ من وسنتك‘ وافزع إلى‬ ‫التوبة قبل أن تؤخذ على الغرة‪ ،‬يا رهين الخطيئة‪ ،‬وأسير الهوى‘‪ 0‬وعرض‬ ‫الردى‘ وضجيع الأماني‪ ،‬مالك ا لن تذكر الموت قتفزع‪ ،‬وتذكر الحساب‬ ‫فتخشع‪ ،‬وتذكر النار فتصدع‘ حتى أنت في مؤنة الدنيا وعمارتها وابتذال‬ ‫نفسك في صبابتها‪ ،‬لا بد لك من مال مجموع‘ وبناء مرفوع‪ ،‬وسرير‬ ‫موضوعغؤ وملبس ستني‪ ،‬ومركب وطي ومطعم شهي‘ ومنظر بهي‘ وفناء‬ ‫مشهور موفور‘ وشراب مرموق‘ؤ فتصدق مقالتها‪ .‬وتزكي شهادتها‪.‬‬ ‫وتفضح مبانيها‘ وتسر أجانيها‪ ،‬ألا وعظتها‪ ،‬ألا رحمتها‪ ،‬ألا زجرتها‪ ،‬ألا‬ ‫ذكرتها الموت‪ ،‬ألا خوفتها الفوت‘ ألا عرضتها على القرآن‪ ،‬وكامعتها إلى‬ ‫الإيمان‪ ،‬ألا حذرتها شفير القبرؤ وأريتها ما قدر لها من الذعر وما عملت‬ ‫لها فيما مضى من العمر‪ .‬ثم نظرت إلى جهازك الذي عملت به‘ وعملك‬ ‫الذي تقدم عليهؤ وإلى ما غرست فيه الضريع والزقوم‪ ،‬وأجريت فيه أنهار‬ ‫فيه الحسرة والندامةش والخيبة والكآبة‬ ‫الصديد واليحمومش وأزرعت‬ ‫أترضى من دارك المعارة المرتجعة عن قريب وقال شعرا ‪:‬‬ ‫كأني على النار جلد جليد‬ ‫تلين الجبال وقلبي حديد‬ ‫إذا قالت التار هل من مزيد‬ ‫فيا حسرتا عند وقت الحساب‬ ‫فقلنا له ‪ :‬بأي معرفة بلغك الله هذه الدرجة ؟ فقال‪ :‬بمجاهدة النفس‬ ‫والجوع والعطش وذكر الموت والحساب والعقاب والنار وما فيها من‬ ‫العذاب والأغلال والنكال‪ ،‬ثم ألهمت نفسي ذكر الجنة وما فيها من النعيم‬ ‫والحور العين فاجتهدت في الصيام بالنهار والقيام بالليل وأخذت العزلة‬ ‫وواليت أولياء الله ورسوله وعاديت أعداء الله ورسوله‪ ،‬ثم روضت نفسي‬ ‫‪٤٤٩‬‬ ‫ستة أشهر فلما تمت رياضتي أملكت نفسي بحول الله وقوته وهذا لكما‬ ‫‪7‬‬ ‫بيانا إن أردتما الدخول في الزهد فروضوا قلوبكما فيه أربعين يوما ثم‬ ‫انقلاه إلى الخوف أربعين يوما ثم شوقا نفوسكما إلى الجنة أربعين يوما ثم‬ ‫الحب في الله أربعين يوما فإن خلصت النية لله أخضع الله له الملانكة‬ ‫والإنس والجن أجمعين لأن الزهد والخوف كالكوكب المضيء على النجوم‬ ‫والشوق إلى الجنة كالبدر الطالع على النجوم والمحبة في الله كالشمس‬ ‫المضينة ولا يكون الإنسان زاهد حتى يكون عابد ولا يكون عابدا حتى‬ ‫يكون ورعا ولا يكون ورعا حتى يكون عالما ‪ .0‬عوليكما في الاجتهاد‬ ‫والانتباه كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ألا فانتبه يا ساهيآ وتذكرا‬ ‫ألا فانتبه يا نانما واهجر الكرى‬ ‫فهل ترى حيا في الزمان معمرا‬ ‫ألا فانتبه يا غمافلا وتفكرا‬ ‫وحتى متى في خمرة اللهو جارع‬ ‫فحتى متى في روضة السهو راتع‬ ‫وتطلب يا ذا بالبواكر والسرى‬ ‫وحتى متى للجهل خود مضاجع‬ ‫وخذ أهبة تشفيك من كل كربة‬ ‫فخذ بلغة تغنيك في كل غربة‬ ‫لرحلتك القصوى إلى مشعر الثرى‬ ‫وخذ صاحبا منه ترى خير صحبة‬ ‫لمن يصطفيه فهو خل موافق‬ ‫وذلك تقوى الله خدن موافق‬ ‫فلا السوء والمكروه صاحبه يرى‬ ‫أيا نعمة ذاك الصفي المشافق‬ ‫ومسلكه لا شك خير المسالك‬ ‫وأوصيك يا نفسي بتقوى إلهك‬ ‫ويهلك من فيها عصى وتكبرا‬ ‫قان أخا التقوى غدا غير هالك‬ ‫لتأتي غد منه الحوانج تنجح‬ ‫فكم قانل في الليل وهو مصبح‬ ‫وقبل انفجار الفجر في الترب صيرا‬ ‫وترجو رجاء ربما ليس يصبح‬ ‫‪٤٥٠‬‬ ‫وقال أمير المؤمنين غُمر بن الخطاب (رحمه ا لله) ‪ .‬شعرا ‪:‬‬ ‫يبقى الإله ويثوي المال والولد‬ ‫الا ترى كل شيع تفنى بشاشته‬ ‫والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا‬ ‫هرمز يوما خزاننه‬ ‫عن‬ ‫لم تفن‬ ‫والجن والإنس فيما بينها ترد‬ ‫ولا سليمان إذ تجري الرياح له‬ ‫يوما كما وردوا‬ ‫ورده‬ ‫لا بد من‬ ‫لا كدر‬ ‫مورود‬ ‫هنالك‬ ‫وخص‬ ‫ثم قال لهما ‪ :‬أين الذولياء والصالحون والنساء والبنون ‪ 0‬أين‬ ‫الأنبيا ء والمرسلون ‘ صلى الله عليهم أجمعين ‪ ،‬آمين ‪.‬‬ ‫‪٤٥١‬‬ ‫الذكر الثالث والعشرون ‪:‬‬ ‫فيه ذكر إقامة شهادة النسب‪ ،‬ومنزلة الفقير وما لزمه‬ ‫وأصابه في زمانه وما جرى عليه من المسائل أكثرها‬ ‫ما يلزم فاعله بالخطا‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سمعت عن أحد من الفقراء يسمى زيد جاء إلى‬ ‫حلقة الذكر يسأل عن أمر دينه‪ ،‬تم وصلوا رجال من بلد أخرى وسألوا عن‬ ‫رجل قتل ابنة عمه هل يرٹها؟‪ ،‬قالوا‪ :‬لا يرثها إن كان أحد لها من‬ ‫العصبات وإلا فرجوع المال كله لذوي السهام وإن أعدموا ذوي السهام‬ ‫والعصبات فعلى أكثر القول للذرحام وميراث الأرحام فيه اختلاف بين‬ ‫المسلمين بالرأي فمنهم من يعمل بالتنزيل ومنهم من يعمل للاقرب‘ ومنهم‬ ‫في مسائل بالتنزيل وشيء منها بالقرابة وعلى هذا الرأي العمل في‬ ‫زماننا‪.‬‬ ‫قلت له ‪ :‬وإن مات ولم يصح له وارث بالنسب ولا بنكاح واةعى‬ ‫رجل أنه هو يرثه ولم يات صحة في نسبه مما يثبت له به الإرث وقد ترك‬ ‫هذا الميت مالا لا ماء له يسقى به وقماشا‪ ،‬والرجل المدعي مسكنه بعيد‬ ‫عن البلد متى حاز هذا المال أن يبيعه فمن أولى بهذا المال ؟‪ 0‬قال الشيخ‬ ‫ناصر بن أبي نبهان‪ :‬عسى النه يحدث بعد ذلك أمرا ويصح لمال هذا الميت‬ ‫وارث\‪ ،‬فإذا كان هذا لا بد أن يبيعه فالاأحسن أن يولى فقيرا‪ ،‬وإن وجد من‬ ‫عشيرة الهالك فأحسن أن يكون هو المتولي لذلك لأنه أقطع لطمع غيره‬ ‫عن التعرض للمال تعرضا يأتي عليه تلافه‘‪ .‬ويكتب ورقة ويشهد فيها‬ ‫على نفسه أن هذا المال خلفه فلان بن فلان متى صح له وارث يعطى إياه‪.‬‬ ‫‪ ٢‬ع‪‎٥‬‬ ‫وذلك على نظر الصلاح ليسقي ما فيه من نخيل وأشجار وأما إن كاتنت‬ ‫اروضا خالية فالأولى تركها حتى يقع الإياس فيصح أن يستنفع بزرعها‬ ‫الفقراء على بعض قول المسلمين دون بيعها‪ ،‬والقماش يترك حتى يقع‬ ‫الإياس فيجوز بعد ذلك أن يعطى فقيرا في قول بعض المسلمين‘ وفي قول‬ ‫بعض المسلمين أن المعطي بكسر الطاء يوصي إن صح له رب يخير بين‬ ‫الأجر والغرم من مال هذا المعطي & والله أعلم ‪.‬‬ ‫رجعنا إلى القصة‪ :‬وشرحه فيه يطول الكتاب فقالوا أصحاب القاتل‬ ‫في صحبتنا رجل أعمى أكبر منا سنا وأوثق عقلا فجاءوا به وسألوه اهل‬ ‫الحلقة عن شهادته للنسب لأنها تجوز شهادة الاعمى في النسب خاصة‬ ‫دون تالي الشهادات فشهد بمحضرهم بأحد من العصبات ولا صحت في‬ ‫الحكم لأنه مما ينبغي يقول الشاهد هذا محمد بن سعيد بن علي والهالك‬ ‫راشد بن ناصر بن علي وأن عليا الذي ذكرته أشهد به أنه أب ناصر و‬ ‫سعيد لا يدخل في قلبي شك ولا ريب فإن صحت شهادة النسب شاهدين‬ ‫عدلين بمرتضى ومرتضيتين لأحد فالمال له والشهرة‪ ,‬صحيحة تجوز‪.‬‬ ‫فقالوا السانلون ‪ :‬لا نعلم للهالك عصبات ولا أحد من ذوي السهام‬ ‫لا زيد بن عميرة بنت عبدالله والهالكة موزة بنت عبدالله وعبدالله‬ ‫المذكور هو أب عميرة وموزة تكون لزيد خالته والذين شهدوا هم ثقات‬ ‫وسئلوا قبل أن يشهدوا فعلى هذه الشهادة قالوا أهل الذكر تابتة والمال‬ ‫الوصية‬ ‫أخواله وحاز المال كله وأعطوه‬ ‫زيد في صحبة‬ ‫لزيد‪ .‬فنهض‬ ‫فقرأها ورضي بها فنفذت الوصايا والضمانات وما بقي له مائة ألف درهم‬ ‫أو أزيد فشغلته الخموال عن التعليم والسؤال فاقبل عامل السلطان الجانر‬ ‫يريد الزكاة من الثمرات والمواشي والنقود فقبض من زيد من زكاة‬ ‫‪٤٥٢‬‬ ‫النخيل ألف جراب ومن الحبوب ألف جراب ومن المواشي ثلاثون رأسا‬ ‫غنما ومن النقود أربعمائة درهم فجاء إليه في كل حول وفي ظنه مؤدي‬ ‫زكاته ومكث زمانا لا يشتري من غلل ماله شينا ولا يطعم ضيفا وعلى ما‬ ‫في يده حريصا فلاح في قلبه أن يقصد إلى الحج بحجة خالته وأن يقيم في‬ ‫على‬ ‫عن نفسه فجهز زاده ووادع أهله وركب‬ ‫مكة إلى قابل حتى يحج‬ ‫حماره ولا صلى ركعتين في بيته ولا عقد نية في حجة خالته‪ .‬فجد في‬ ‫السير بالنهار في الفياقي والقفار فلاقى رجلا في البرية قد أصابه جوعا‬ ‫فخاف على نفسه من الموت وسأل زيدا طعاما فلا سمحت نفس زيد فمات‬ ‫السائل في الطريق ‪.‬‬ ‫ثم في اليوم الثاني زيد نظر رجلا نائما في الطريق‪ ،‬فقال النائم‬ ‫لزيد‪ :‬قد أجهدني العطش فلعلك تتصدق علي بشيء من الماء ولك الذجر‪،‬‬ ‫فقال زيد‪ :‬مائي قليل‪ ،‬فقال الجهيد‪ :‬احملني يا زيد على الحمار والماء‬ ‫قريب جدا‪،‬ؤ قال زيد‪ :‬لا أقبل قولك وساق حماره وضوىا') مع الماء‬ ‫فانحدر عن حماره وسار يأتي حطبا وجلس للبول والغانط مستقبل بوجهه‬ ‫القبلة والريح فرشه البول في ثيابهش وجاء إلى التطهر من الماء الراكد‬ ‫القليل فتطهر منه وغسل ثيابه وتوضا منه غير ساتر لعورته‪ ،‬ثم نهض‬ ‫ولبس ثيابه فجلس منتظرا إلى حضور الصلاة متكنا بيده فغط وقام للصلاة‬ ‫فصلى ثم قام يصلي نافلة فأحرم وتلا في قراءة الحمد فسمع صبيا يستغيث‬ ‫به وبالمسلمين هاجم عليه جمل فقتله فلما تم زيد من صلاته قصد إلى‬ ‫الصبي فوجده ميتا والبعير عنه قانما ‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثالث زيد رأى الظلمة وفي ايديهم أسير فالتجأ الأسير‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬وصل‬ ‫‏) ‪ ( ١‬أ ي‬ ‫‪٤٥٤‬‬ ‫بزيد فسألهم زيد بتفليت الأسير فقالوا لزيد أنت رجل يدك طائلة معنا ولكن‬ ‫نريد من عندك مائة درهم لتفليت الأسير قابى زيد عن الفداء ورحل زيد‬ ‫عنهم فقتلوه الاسير‪.‬‬ ‫وفي اليوم الرابع لاقى قوما من جنود الظلمة فسألوه عن الماء‬ ‫فأخبرهم به فوجد في صحبتهم عبدا مملوكا وبادله بحماره جملا وزاده‬ ‫سبعين درهما فركب زيد على جمله ودخل به البلد فحمل الجمل من مقدمه‬ ‫على أهل البلد فهلكوا الصبيان ثم خرج به من البلد وأناخه تحت أشجار‬ ‫مثمرة ثم نظر صبيا ومعه عبد مملوكا فقال لهما‪ :‬اوصلا عندي‘ وقال‬ ‫للعبد‪ :‬اطلع الشجرة وهزها لنجني من ثمرتها فطلع العبد وطاح فوق‬ ‫الصبي فمات الصبي‘ والعبد تكسرت أضلاعه‘ ثم ركب جمله ومشى به‬ ‫على السيوح المقطعة والطريق المخوفةش فطالعوه عشرين رجلا فارتفع‬ ‫عنهم بشاهق الجبل ومعه تفق فضربهم به وأثر فيهم القتل والجراحض‬ ‫فولوا عنه مدبرين وبرحوا رجلين مقتولين ومعهما رجل أسير أصابته‬ ‫ضربة رصاصة في صدره ومنها يخرج الدم‪ ،‬فاستجار الذسير بزيد ففلته‬ ‫من كفاته‪ .‬وأخبره بقصته وجراحه ومات من ساعته‘{ قنوى إليه لتفسيله‬ ‫بالتيمم وصلى عليه ودفنه في مكانهش ثم قصد في طريقه فوجد جراب تمر‬ ‫فأخذه وأكل‪ .‬وجاء صاحب الجراب وعنده شاهدين أن الجراب تركه في‬ ‫الطريق قد كلت عن حمله حمارته‘ ومراده ليرجع إليه ليحمله على حمارة‬ ‫أخرى فألزم زيد فيهؤ وقال في جوابه إني ظننت أنه من اللقطة التي لم‬ ‫يرجع إليها صاحبهاش ثم قصد الطريق حتى وصل البندر‪ .‬فاستقعد') بيتا‬ ‫فقصد للصلاة إلى المسجد فوجد رجلين مختصمين يدعي أحدهما دراهم‬ ‫‪ :‬استاجر ‪.‬‬ ‫أي‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪٤٥٥‬‬ ‫على صاحبه قد وجبت عليه فاجَل بينهما زيد شهرا‪ ،‬فدخل في قلبه الخجل‬ ‫الذي له الحق من زيد وفي تلك الساعة قادر على أخذ حقه من صاحبه‪.‬‬ ‫فبعد أيام أفلس الذي عليه الحق وشكا من صاحبه فجاء صاحبه‬ ‫بزيد شاهدا ومؤجلاً بينهما‪ ،‬فقال الحاكم الدراهم لازمة على زيد فألزمه‬ ‫في شهر رمضانك هجم العدو بالنهار في رمضان‬ ‫فيها وسلمها زيد‬ ‫للعدو وزيد في صحبتهم راكب جمله حامل عليه زاده‬ ‫فخرجوا أهل البلد‬ ‫أهل البلد والعدو فأقبل العدو عليهم وصح بينهم القتال‬ ‫وماءهؤ وتناظروا‬ ‫أصحاب البلد فسألوا زيدا عن الماء الذي على جمله‪.‬‬ ‫وأجهدهم العطش‬ ‫فقال‪ :‬لا يجوز شرب الماء نهارا في رمضان فمنعهم عنه ومات من مات‘‬ ‫ورجع زيد والباقون إلى البلد‪ .‬ثم ركب زيد في السفينة وأصابتهم دوقة‬ ‫فحضرت الصلاة وقام يصلي زيد بلا وضوء ولا تيمم ولا إيماء به‪.‬‬ ‫وأدبرت السفينة بالقبلة قبل أن يحرم فأحرم على غير القبلةؤ ثم دارت‬ ‫السفينة إلى القبلة لتمام صلاته فبدا له أن يسير إلى برج السفينة للبول‬ ‫فنكش(') رجلا في مشيه وطاح في البحر ومات‘ فرجعت السفينة إلى‬ ‫البندر ونزلوا إلى البر فاشتبه عليهم هلال شهر الحج فوقف زيد بعرفة‬ ‫مع الناس ومشى من عرفة قبل مغرب الشمس‘ وجاوز وادي محسر‬ ‫بعدما طلعت الشمس©‘ ورمى جمرة العقبة من أعلاها وقصر قبل الذبح‪.‬‬ ‫وطاف بالبيت للزيارة ولم يحفظ ما طاف من الذشواط‘ ورقد في مكة في‬ ‫أول الليل‪ ،‬وفي آخره رجع إلى منى وذبح وطعنها طعنة بأطراف السكين‪.‬‬ ‫ثم أخذ حطبا وقلع شجرة صغيرة مخضرة وضرب الصيد في الحرم فأكله‪.‬‬ ‫وقصد إلى الطانف ونزل في شيع من بلدانه واستقعد بيتا لأيتام ونظر في‬ ‫(‪ )١‬أي ‪ :‬ضرب برجله‪. ‎‬‬ ‫‪٤٥٦‬‬ ‫البيت امرأة مراهقة تتطهر من البول فرأى قبلها ودبرها ومحاسنها‬ ‫فخطبها وتزوجها‪ ،‬ثم سمع امرأة تشتكي من بعلها فاعطاها دراهم لتفتدي‬ ‫من زوجها وعاهدها ليأخذها فافتدت من زوجها ورجعت معه فأاخذها‪ ،‬ثم‬ ‫هلكت بسبب دخوله إليها أخلط قبلها بدبرها‪ ،‬ثم تزوج يتيمة ودخل عليها‬ ‫فلما بلفت غيرت منه وجامع امرأته الأولى في الطهر في أيام حيضها‬ ‫وراجعها بعد ذلك فسأل أهل المعرفة عن نسائه بما جرى عليه فأفتوه‬ ‫بالتحريم‪.‬‬ ‫فقال له أحدهم ‪ :‬أما سمعت يا زيد عن المرأة التي عرضت على‬ ‫الزاهد ودخل في قلبه حبهاش وقال لها‪ :‬إني أودك ولولا عندك زوج وإلا‬ ‫أخذتك فعرضت في طريقها على رجل آخر من الشبان الذي اعجبته نفسه‬ ‫فعمد إلى ارتكاب المحارم‪ ،‬فلما رآها الفاسق عشقها وبيده قهرها ليفجر‬ ‫بها فلم يقدر بحيلة عليها‪ ،‬ثم هلك زوجها واعتةتت منه وهؤلاء الرجلان‬ ‫قصدا معها إلى الخطبة مع أوليانها‪ ،‬فقالت لأوليانها أنا أريد الزاهد لأنه‬ ‫ذكر لي ودي وأنا مع زوجي وقال لولا عندك زوج وإلا أخذتك‘ والساعة‬ ‫ليس لي زوج وأنا أريده‪ 0‬والثاني الفاجر أراد بذل ماله ليفجر بي بالحرام‬ ‫فبغضته من معصيته الله ورسولهش والزاهد أراد بي لإحياء السنة‪ .‬فقال‬ ‫لها القاضي‪ :‬لا يحل لك الزاهد وهذه المسألة موجودة في الكتب كصراط‬ ‫الهداية والتبيان وبيان الشرع‪ ،‬والرجل الذي أرداك بالحرام فأنت له حلال‬ ‫فزوجه بها برضاها ورضاء وليهاشؤ فقال الزاهد للقاضي‪ :‬لعله رشاك‬ ‫الفاجر وسايرته على الحرام ‪.‬‬ ‫فقال القاضي ‪ :‬ما حكمت إلا بالحق وإنك تجد هذه المسألة في‬ ‫الأثر‪ .‬ومن نصحي لك لا تطعن في أهل المعرفة؛ انظر إلى قصة الرجل‬ ‫‪٤٥٧‬‬ ‫الذي وجد زوجته في حجر رجل متجردين فرجع عنهما{ فقال له قائل‪:‬‬ ‫إنها حرام عليك وخرجت عنه وتزوجت برجل ووكلت الثاني ليخاصم لها‬ ‫بما في أوراقها من صداقها! فشكاه مع حاكم البلد ولزمه في العاجل‬ ‫فقال الشيخ‬ ‫والآجل فأخذ مهلا ثلاثة أيام فاخبر الرجل الشيخ ناصر‬ ‫للرجل‪ :‬وأنت نظرت الذكر في قبل المرأة ومع ذلك اهتزاز ورهز‪ ،‬قال‬ ‫الرجل‪ :‬ما رأيت هذا‪ ،‬فارسل الشيخ إلى المرأة فوصلت معه فقال الشيخ‬ ‫لفظ عليك هذا الرجل بالطلاق ؟‬ ‫قالت‪ :‬لم يطلق بلسانه ولكني خرجت عنه بحرمة وهو أقفر() بها‪.‬‬ ‫فقال الشيخ لها‪ :‬أنت زوجة الأول لا زوجة الثاني فارجعي إلى بيته وإما‬ ‫أنك سلمي له الأوراق التي فيها الصداق وما سلمه لك من شرط الاتفاق‪.‬‬ ‫فعزمت المرأة للافتداء وأعطته ما قال لها الشيخ فطلقها فانظر على منافع‬ ‫العلماء‪.‬‬ ‫رجعنا إلى القصة‪ :‬فمشى زيد إلى السوق وشرى خادما بثلاثين‬ ‫الدلال يريد ثمن الخادم بين‬ ‫الخادم إلى بيته وجاء‬ ‫درهما‪ .‬وصاحبه‬ ‫المغرب والعشاء الآخر فأذن له زيد بالدخول فدخل الدلال البيت وطاح في‬ ‫الطوي وتكسر ولم يخبره زيد بالبنر‪ ،‬ثم ظهرت بالخادم علة في محارمه‬ ‫فوسمه(") زيد بيده فبرئ ولكنه عطل الخادم عن الجماع فعتق بوسمه‬ ‫وخرج عنه ثم زيد أخذ نارا ووقف في الطريق يكلم رجلا فهبت الريح‬ ‫وحملت بالنار فأحرقت الخيام والأموال والأنفس‪.‬‬ ‫ثم قصد زيد على المسجد فرآى رجلا أعمى ذاهبا عن الطريق‬ ‫‪ | :‬علم ‪.‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬أ ي‬ ‫‏(‪ )٢‬الوسم ‪ :‬الكي ‪.‬‬ ‫‪٤٥٨‬‬ ‫وقاده إلى المسجد وتكفر() الاعمى بدابة في الطريق فطاح وتكسر ولم‬ ‫يخبره زيد بها ‪ 0‬ثم قصد زيد حج بيت الله الحرام‪ ،‬وزيارة قبر النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) ‘ فحج وزار وسعى ‪ 8‬ثم قصد مع البداة وشرى خادما من‬ ‫عندهم وأخذ الخادم إلى بيته‪ .‬فقال الخادم لزيد‪ :‬أنا عبد مملوك لفلان ابن‬ ‫فلان الفلاني وهؤلاء البدو كسبوني وخفت على نفسي القتل لذخبرك بهذا‪،‬‬ ‫فبعد ساعة جاء مولاه وحضر شهود له بأن الخادم خادمه فأخذه مولاه‪.‬‬ ‫ورجع زيد عند البداة فلم يجد لهم سبيل فالتبست عليه الدنيا ودخلت عليه‬ ‫السوداء‪ ،‬فمزق ثيابه حتى بدت عورته على المسلمين فالزم التوبة‬ ‫والاستغفار‪ ،‬والناظر والمنظور مصيرهما على النار إذا كانا بالغين وفي‬ ‫العقل ثابتين‪ 0‬ثم قصد زيد إلى الفلاة يطنف ") جمله فرأى أحدا من البداة‬ ‫وبادلهم بجمله ناقة فصحت عليه بالشهادة أنها مكسوبة فأخذها صاحبها‬ ‫من عندهؤ ورجع زيد يريد البعير من عند صاحبه فلم يجد لهم خبرا ولا‬ ‫أثرا‪ .‬ثم شرى جملا وسرقوه عليه اللصوص فمشى زيد في طلبه فوجده‬ ‫مذبوحا وهربوا اللصوص فأخذ زيد لحم البعير وأكله وحمل منه إلى‬ ‫جارهؤ فلقي رجلا لصا في بيت جاره فأخبر به جاره فألزم اللص ولم يقر‬ ‫بالسرقة فجلد حتى مات‘ فدخل زيد على رجل من الأغنياء يعوده في‬ ‫مرضه فحين دخل عليه جعله وصيه ورضي به على نفسه فهلك الغني‬ ‫وخلف ايتاما ونفذ زيد وصيته بغير مشورة من أهل العلم والحكم ثم جاء‬ ‫حاكم لتلك البلد وأراه زيد الوصية ‪.‬‬ ‫فقال الحاكم ‪ :‬هذه الوصية سقيمة الألفاظ معدومة من الأشهاد ‪.‬‬ ‫‪٤‬ع‪‎٩٥‬‬ ‫والورثة أيتام ارجع لهم ما أذهبت من أموالهم يا زيدؤ فرجع لهم بقدر‬ ‫سبعين تومانا فعلم سلطان البلد بحسن سيرة زيد فقربه واعجبه زيد‬ ‫وصحب سلطانه إلى هلاك قوم أحسن سيرتهم من سيرة السلطان وأقل‬ ‫ظلما فحرب السلطان بيوتهم وأموالهم وقتل رجالهم فرجع السلطان إلى‬ ‫حصنه وزيد في صحبته‪ .‬فقرب السلطان طعاما لزيد وأمره بالجلوس في‬ ‫مجلسه وخرج عنه السلطان وأمره بالأكل‪ ،‬فخجل أن يجلس في مجلس‬ ‫السلطان وخالفه وجلس في مكان آخر فوطئ ابن للسلطان نائم وهو طفل‬ ‫فقتله برجلهؤ فخرج زيد من الحصن قاصدا إلى المسجد لصلاة النافلة‬ ‫فحين رقد وجاء إلى المسجد رجل أعمى يريد أن يصلي الفرض فتكفر‬ ‫بزيد وتكسر الأعمى‪ 6‬فخرج زيد لإراقة البول فسمع صبيا يصيح ويستغيث‬ ‫في شيء من الخرابات الموحشات‪ ،‬فوثب زيد إلى إعانة الصبي فراى‬ ‫رجلا يعتدي عليه فقبضه من يده فحمله إلى بيت أبيه فأخبر والده بفعل‬ ‫المعتدي على ولدهؤ فغضب والد الصبي وتقلد سيفه وقتل به المعتدي‪.‬‬ ‫فعلم السلطان بالمقتول ودعا بالقاتل فوصل بين يديه وسأله عن جراعته‬ ‫لقتل الرجل فاخبره بفعله لولده وجر شاهدا زيدا فشهد زيد بما رأى‪.‬‬ ‫فقال السلطان للحاكم ‪ :‬احكم بما أراك الله‪ ،‬قال‪ :‬يلزم أن يقاد القاتل‬ ‫إلى أولياء المقتول وزيد يجلد ثمانين جلدة‪ .‬لأنك أنت ملكت مصرا من‬ ‫الأمصار وجعلت فيها العلماء والحكام والمعدلين فيقيم العلماء أحدآ يقيم‬ ‫الحدود‪ ،‬قال زيد‪ :‬أريد أن أسأل أهل المعرفة وأوصي بما يجب علي قبل‬ ‫إقامة الحد فسأل عما وقع عليه في زمانه ومهما حضر في قلبه فألزموه‬ ‫التوبة والاستغفار ‪ 0‬وتسليم الديات التي وجبت عليه وشيء منها على‬ ‫‪٤٦٠‬‬ ‫عاقلته فدبر على عاقلته فأخبرهم بما وجبت عليه وعليهم من لزوم‬ ‫العاقلة‘ فرموه أهله بالعداوة والبغضاء وقالوا لا نسلم حتى يحكم علينا‬ ‫حاكم عدل وهذا قول العلماء فتوى والعاقلة يلزمها في فعل الخطا إذا بلغ‬ ‫نصف عشر الدية وتلزم العصبات أولهم من كان أقرب إلى الملزم فيسلم‬ ‫أربعة دراهم والذي يليه كذلك حتى تكمل الدية وإن لم تكف ولم يصح‬ ‫النسب فلا تعقل العاقلة أكثر من أربعة دراهم والباقي على الفاعل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فجلدوا زيدا ثمانين جلدة وسلمه الله من الموت فباع جميع ما كان في يده‬ ‫ومكث سبع سنين مجتهدا في خلاص نفسه وبقي عليه كثير من حقوق‬ ‫العباا وحضر في مجلس أهل الذكرؤ وقال لهم‪ :‬اشهدوا علي أني برأت‬ ‫نفسي مما لزمني من حق العباد وليس في يدي شيء فشهدوا عليه ‪.‬‬ ‫فقال له أحدهم ‪ :‬ذهب مالك يا زيد وأحذرك عن مسائل ؛ فالمسألة‬ ‫الاولى ‪ :‬عن الأمانة ‪ 0‬إن لم تجتهد في حفظها فإن أصابها الذهاب فأنت‬ ‫ضامن لصاحب الأمانة ‪.‬‬ ‫والمسألة الثانية ‪ :‬أحذرك أن تتزوج المرأة من نسل امرأة التي‬ ‫دخلت عليها بالفاحشة وكذلك أمها لا تجوز لك ولا جداتها‪ ،‬وكذلك إن نكح‬ ‫رجل تهيما فلا يجوز للناكح أن يتزوج من نسل المنكوح وأما المنكوح‬ ‫فجائز له أن يتزوج من نسل الناكح ‪.‬‬ ‫والمسألة الثالثة ‪ :‬رجلان تصاحبا فنزلا في قرية فخطب أحدهما‬ ‫امرأة قتنزوج بها‪ .‬ومذ طلقها زوجها الذي دخل بها الأول لها سبعة أيام قد‬ ‫شهدوا أناس بذلك فلم يرض المتزوج وأراد أن يحولها فردعه عنها‬ ‫الحاكم حتى انقضت عدتها فتزوجها صاحب زوجها وحرمت على الأول‬ ‫‪٤٦١‬‬ ‫المرأة بإصراره‪ ،‬ثم قصدا إلى السفر ودخلا قرية فيها من أهل الكتاب وهم‬ ‫حرب على المسلمين فتزوج الرجل من نساء أهل الكتاب‪ ،‬فقال له صاحبه‪:‬‬ ‫لا يحل لك‘ ثم سالموا أهل الكتاب فأخذ المرأة الرجل الثاني‪ ،‬فقال له‬ ‫صاحبه‪ :‬كيف قلت لي أنها حرام علي وأنت لك حلال الساعة؟{‪ ،‬قال له‪:‬‬ ‫هكذا نطق الكتاب‪ .‬ققال زيد‪ :‬أحسنت أحسنت‘ وبقي زيد مفلسا يخدم على‬ ‫نفسه كما سبق في شبابه‪.‬‬ ‫ثم جاء معه رجل وقاطعه بأجرة على أن يسقي بالماء في الليل‬ ‫وقال له‪ :‬أتعرف الفرغ؟{ قال‪ :‬أعرفه‪ ،‬فقال له‪ :‬رد الماء إذا طلع فلما طلع‬ ‫الفرغ المقدم قال زيد لعله فرغ المؤخر ورد الماء بطلوع فرغ المؤخر‬ ‫والماء معهم معدوم وقعده غالي كثير‪ ،‬فجاء ينظر المال صاحبه فرآه‬ ‫ناقصا عن شربه السابق‪ ،‬فسأل زيد عن رده للماء فاخبره بالفرغ المؤخر‬ ‫رد الماء فغضب عليه صاحب الماء وشكاه فلزمه الحاكم غرم الماء الذي‬ ‫خالف في رده فثبت يخدم أياما ويعطيه نصف أجرته لقوته‪ .‬ثم مشى زيد‬ ‫على ساقية الفلج في الطريق ونظر إلى الماء يفيض غائبا فلم يسده‬ ‫فالزمه الحاكم حين شكاه صاحب الماء فخدم له يومين وأخذ نصف الأجرة‬ ‫لقوته‪ ،‬ثم جلس زيد مع أحد إخوانه وأخبره بقصته‘ فقال له‪ :‬مثلك كثير يا‬ ‫زيد قد غلبهم في الطبع البلغم فلا تحضر قلوبهم{ وقد حكي عن رجل أمر‬ ‫رجلا ليقعد له أموالا وقال له‪ :‬استقعد لي منها ثلاث قطع‘ فصح بين‬ ‫الناس الزبون على يد الدلال فدخل في قلبه على القعد صاحب الأموال‪.‬‬ ‫فلام الدلال بقلة الحشمة من أناس في الذي أرادهن انظر إلى قلة عقله في‬ ‫تصريف ماله ‪ 0‬وقد حكي لي عن رجل جعل صارا؛اا ليشوي فيه لحما متى‬ ‫(‪ )١‬مكان الشواء للحم القديد‪. ‎‬‬ ‫‪٤٦٢‬‬ ‫أراد فجاء العيد ؛ وقيل له ‪ :‬لنصنع بهذا اللحم مشاكيكاها©‪ .‬قال الرجل‪ :‬ما‬ ‫عندي مكان ولا أحيدا"م مكان إلا يحفرون أن الناس يحفرون صار في‬ ‫الطريق ؛ وقيل لي ‪ :‬أنه لا يجوز ؛ قلت له ‪ :‬وإن لم أحفر ولم أشعل فيه‬ ‫بالحطب ورايت الناس يشوون يجوز لي أن أشوي معهم ؟ ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬لا يجوز لك هذا قول الشيخ ناصر وهذا الرجل لم يذكر‬ ‫الصار الذي حفره سابقا فرأى الناس يعملون فيه المشاكيك وكان يستمع‬ ‫لرجل في القراءة فرد على القارئ فسأل القارئ الراد كيف قلت لي؟‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫لا أحفظه بالذي قلته فالقارئ تذكر وصلح قراءته‪ .‬ورجل آخر متحزق‬ ‫بكيس فيه قرش فجاء رجل وأخذ القرش من حزاقه مازحا وهو ينظر إليه‪.‬‬ ‫فخرج صاحب القرش والذي أخذه من الدكان‪.‬‬ ‫فقال الذي له القرش للجماعة‪ :‬من منكم أخذ القرش من الكيس؟‪.‬‬ ‫فتبسموا مازحين ولم يعرف الذي أخذه من حزاقه نهارا ينظره وهو‬ ‫صحيح العقل‪ .‬فرجع زيد إلى وطنه وأخبر أخاه بقصته وبذهاب أمواله‬ ‫كلها التي ورثها من خالته‪.‬‬ ‫وقال في هذا المعنى الشيخ علي بن ناصر شعرا‪:‬‬ ‫البكاء‬ ‫هذا‬ ‫وانطظفى‬ ‫العزاء‬ ‫الله‬ ‫أحسن‬ ‫رداء‬ ‫تيھها_‬ ‫ساحبآا‬ ‫فيه‬ ‫كنت‬ ‫زمان‬ ‫من‬ ‫العظماء‬ ‫وتفوق‬ ‫عظيما‬ ‫فيه‬ ‫تزل‬ ‫لم‬ ‫الصفاء‬ ‫تلتذ‬ ‫فيه‬ ‫وحبور‬ ‫سرور‬ ‫دا‬ ‫(‪ ()١‬جمع مشكاك ‪ :‬وهي اللحم ‪ .‬يوضع في عمود رفيع من الخشب أو الحديد ‪ .‬ليشوى عليه‪. ‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ ٦٧ :‬أ عرف‪‎‬‬ ‫أ ي‪‎‬‬ ‫) ‪(٢‬‬ ‫‪٤٦٢‬‬ ‫غناهافقراء‬ ‫في‬ ‫وإليك الناس أضحت‬ ‫الغناء‬ ‫بعدمانذقت‬ ‫لبد!‬ ‫لاترى فيهالوفاء‬ ‫ترتجي فيه البقاء‬ ‫ء‬ ‫لاني‬ ‫قرب‬ ‫بعد‬ ‫الجفاء‬ ‫ذاك‬ ‫على‬ ‫سدت‬ ‫را ء‬ ‫كد‪١‬‏‬ ‫ات‬ ‫‪:7‬‬ ‫غا‪:‬‬ ‫السماء‬ ‫سحب‬ ‫فرقت‬ ‫ا‬‫‪2‬‬ ‫يسم‬ ‫موس‬ ‫كش‬ ‫القلاء‬ ‫يقليلن‬ ‫كن‬ ‫اءت بقلاء‬ ‫فتن‬ ‫الفقراء‬ ‫يحب‬ ‫لا‬ ‫طرا‬ ‫وجميع الناس‬ ‫دواء‬ ‫يلقى‬ ‫له‬ ‫ما‬ ‫الثناء‬ ‫حاز‬ ‫عالما‬ ‫إن يكن ذو الفقر حبرا‬ ‫ء‬ ‫وسخ‬ ‫تلا‬ ‫ثم‬ ‫وكماا‬ ‫وجمالا‬ ‫أضاء‬ ‫قبح ما‬ ‫فهو‬ ‫فيه‬ ‫فجميع الحسن‬ ‫واعتبر واكثر دعاء‬ ‫فاسمع‬ ‫أيهاالجاهل‬ ‫اء‬ ‫احتب‬ ‫منك‬ ‫ولنا‬ ‫الهي‬ ‫قر‬ ‫كدعاء‬ ‫البلاء‬ ‫عني‬ ‫وأمط‬ ‫أموري‬ ‫وأعني في‬ ‫ابتلاء‬ ‫لا‬ ‫غناء‬ ‫واغنني عن كل مخلوق‬ ‫عناء‬ ‫محصول‬ ‫دون‬ ‫عمري‬ ‫طول‬ ‫واكفني في‬ ‫يمدح حمد بن عمير ‪:‬‬ ‫أيضا‬ ‫وله‬ ‫بخير وإحسان وأنسة فاضل‬ ‫سليل عمير أنت عامر دارنا‬ ‫بجاهل‬ ‫كريم حليم ماتراه‬ ‫لطيف عفيف صالح متورع‬ ‫‪٤٦٤‬‬ ‫بما معه للمعتفي والأرامل‬ ‫‪4‬‬ ‫كر‬ ‫ون‬ ‫زاك‬ ‫‪-‬‬ ‫خا‬ ‫له‬ ‫شكور إذا جاءته سحب الأنامل‬ ‫صبور على خطب الزمان وبؤسه‬ ‫مع الناس إلا مع كرام قلانل‬ ‫فما فيه غير الفقر عيب وحسنه‬ ‫وإياي غيث المخصبات الهواطضل‬ ‫واسال ربي أن يغيث ربوعه‬ ‫ولا خاب داعيه إلى نيل نانل‬ ‫فاعل مايشابنا‬ ‫فإن إلهي‬ ‫أربع كلمات ؛ ‏‪ ١‬لذولى ‪ :‬لا تثق بالنساء ؛‬ ‫وقال ‪:‬الغلماء اختارت‬ ‫والثانية ‪ :‬لا تحمل معدتك ما لا تطيق ؛ والثالثة ‪ :‬لا يغرك المال وإن كثر ؛‬ ‫والرابعة ‪ :‬يكفيك من العلم ما تنتفع به } وعليك السلام ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪٤٦٥‬‬ ‫الذكر الرابع والعشرون ‪:‬‬ ‫فيه ذكر العالم والمتعلم ‪ .‬والمتزوج والذ ي ليس‬ ‫متزوج ‪ 0‬وقصص من المسائل الشرعيه في الاديان‬ ‫وا لاحكام ‘ وا لاكثر منها بالك ي لا يلزم ش علها بالعمد‬ ‫خلافا الذي ‪ ... .....‬‏‪ (١‬لزيد ‪ 0‬وهذا حططنا الاسم فيه‬ ‫أحمد احسن للقارئ والمستمع‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سألت صاحبي عن من مشى في شبابه بعلم{ قال‪:‬‬ ‫نظرت رجلا يسمى أحمد قد سافر عن وطنه لزيارة علمانه ويتلو اسم الله‬ ‫العليم حتى رأى العلماء فسلم عليهم وصافحهم بالتحية والإكرام والإجلال‬ ‫للاعلامؤ وسألهم عن الفقير إذا طلب العلم ما أولى له من الغلم؟‪.‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬وأنت طالب العلم؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم{ فقالوا له‪ :‬فإنا نعلمك كل يوم‬ ‫مسألة في أصول الدين فأخبروه بالمسألة وأمروه بالمسير عن الحلقة‬ ‫لطلب المعيشة والكسوة‪ ،‬ومرادهم له لا يكون كلا على الناس لأن المتعلم‬ ‫يلزم الأدب والأخلاق الحسنة{ قال‪ :‬فمشى عنهم وراجعهم قي اليوم الثاني‬ ‫وسالوه عن المسالة فاخبرهم باصلها وفروعها فعرفوه أنه أهل للعلم‪.‬‬ ‫فاخبروه بمسألة أخرى فعلى هذا كل يوم حتى حفظ بقدر حاجته لإعانة‬ ‫زمانه ولاح في قلبه ذكر النساء لما رأى مسائلهن في الأثر وتحركت‬ ‫شهوته بالودي والمذي والمني ولم يزل يطهر ثيابه وجسمه‘ فسأل‬ ‫العلماء عن العزوبية أو يحمل نفسه الدين ويتزوج فقيل له من خاف‬ ‫العنت فليتزوج اقتداء بالأنبياء والمرسلين‪ ،‬فعزم على نية التزويج وتلا‬ ‫(‪ )١‬الكلمة غير واضحة في الأصل‪. ‎‬‬ ‫‪٤٦٦‬‬ ‫اسم الله الوهاب‪ ،‬فقال يا وهاب هب لي امرأة صالحة لأحصن بها نفسي‬ ‫عن شهوة الحرام‪ ،‬فاستجاب الله دعاءه وقصد عند امرأة أمينة لتلتمس له‬ ‫امرأة صالحة قانعة!‪ .‬فسارت المرأة مع أختها وأخبرتها بالرجل وإرادته‬ ‫النكاح‪ ،‬قالت لها‪ :‬فإن كان لك رغبة في التزويج والاحتمال فإنه يحب من‬ ‫مثلك فأجابتها بالإرادة فرجعت مع احمد وأخبرته بالمرأة وأوليانها فقصد‬ ‫معهم وسألهم يريد منهم التزويج‪ ،‬فاجتمع رايهم ليصلوا هم وإياه معها‬ ‫بالرجل وفقره وغربتهش فرغبت فيه‬ ‫في بيتها ليسمع كلامها فاخبروها‬ ‫لها صداقها وأعطاها أوراقها فدخل‬ ‫المرأة وزوجوه برضاهاش وكتب‬ ‫أهلها اتباع لقول الله تعالى ‪ « :‬فإن‬ ‫عليها‪ ،‬تم وهبته صداقها بمحضر‬ ‫طلبن لكم عن شنيع مله نسا فكلو هنيئا مرينا ‪.4‬‬ ‫فسأل أحمد زوجته عن السعي في طلب الرزق ما الأحسن في ذلك‬ ‫لخفة أجسامنا وراحة قلوبنا لنبيت كل ليلة في بيوتنا؟‪ ،‬قالت له‪ :‬السعي‬ ‫في التجارة أرفق لك ولجسمكك‪ ،‬فقال‪ :‬يا كافي يا غني يا فتاح يا رزاق‬ ‫اجلب ووسع علي الرزق من حيث كان ثم قصد إلى رجل من الأغنياء‬ ‫لطيف رحيم للفقراء فلما رآه سلم عليه فرد جوابه فقال له‪ :‬ماذا تريد من‬ ‫عندي يا أحمد ؟ ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أريد منك أن تسلفني ثلاتين محمدية بستين منا قطنا على‬ ‫مدة انقضاء ستة أشهر زمانا‪ ،‬فقال الغني‪ :‬وهذه الثلاثون التي أردتها‬ ‫وهي من زكاة لزمتني فكن متقبلاا"ؤ مني ؛ فقال احمد ‪ :‬قبلتها وجزاك الله‬ ‫جزاء المحسنين والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬ ‫‏‪. ٤‬‬ ‫النساء ‪:‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‏(‪ )٢‬في الأصل ‪ :‬مقبلا ‪.‬‬ ‫‪٤٦٧‬‬ ‫فمد إلى للتجارة وبارك الله له فيها فثبت في تعليمه وقيام فرضه‬ ‫ومشى هو وعياله إلى الفلاة فرأى ماء قليلا في حفيرة إلا أنها تجري في‬ ‫باطن الأرض فابتدأ أولا بالمسير إلى البول والغانط في مكان نازل‬ ‫مستدبرا(') القبلة والريح‪ ،‬وقال أعوذ بالله السميع العليم من الخبيث‬ ‫المخبث الشيطان الرجيم فلما قضى حاجته قام وقال الحمد لله الذي‬ ‫أطعمني طعاما أذاقني حلاوته وسقاني شرابا أذاقني لذته وأبقى في جسمي‬ ‫عني أذاهؤ ثم وصل مع الماء وقال بسم الله الرحيم اللهم‬ ‫قوته وصرف‬ ‫نيتي واعتقادي أتطهر من البول والغانط ومن كل نجاسة أداء للفرض‬ ‫طاعة لله ‪ 0‬ولرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) ‪ .‬فتطهر وتوضا‬ ‫للصلاة هو وزوجته ‪ 0‬وجلس منتظرا قليلا إلى وجوب الصلاة ‪ 0‬فسهى‬ ‫بذلك‬ ‫الصلاة‬ ‫إلى‬ ‫وقام‬ ‫ولا اتكاء‬ ‫ولا ادكاء‬ ‫انضجاع‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫وغط‬ ‫الوضوء‘ ثم جامع أهله في الليل وأراق البول وقصد إلى الماء متجردا لا‬ ‫فيه ثوب‪ ،‬فسألته زوجته عن التجرد فقال الجواب من كتاب الله بعد الفسل‬ ‫من الجنابة فجاء إلى الماء وغسل يديه وتوضا كوضوء الصلاة ثم عم‬ ‫بالماء على جسده وعرك بيديه كله ثلاث عركات وقال بسمك اللهم نيتي‬ ‫واعتقادي أن أتطهر للجنابة والبول والغانط ومن كل نجاسة أداء للفرض‬ ‫طاعة لله ولرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) ‘ ثم أجابها بعد الطهر‬ ‫قال الله تعالى ‪ « :‬وَجَغلتا الليل لباسا ") ؛ وقال ‪ :‬وحدود الليل في‬ ‫الأحكام من مغيب الشفق الأبيض إلى انشقاق الفجر المعترض بالمشرق ‪.‬‬ ‫قالت له ‪ :‬وعند مغيب الشفق من الليل ‪ ،‬إذا لم يستر عورته { فهل‬ ‫يكون عاصيا لله ؟ قال ‪ :‬لا ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬في الاصل ‪ :‬مدبر ‪.‬‬ ‫‪. ١٠‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة النبا‪: ‎‬‬ ‫‪٤٦٨‬‬ ‫ثم رجعا إلى البلد وصلى بالناس صلاة الصبح فسمع صانحا فقطع‬ ‫الصلاة ووثب مع الناس فوجد بينهم تشاجر وخصام في مرادةها_© الماء‬ ‫فاصلح الله حالهم على يديه{ قيل له‪ :‬كيف يجوز قطع الصلاة المفروضة‬ ‫لطلب النافلة؟‪ ،‬قال‪ :‬قطع الصلاة موسى بن علي لصائنح صاح‪ :‬صبي طاح‬ ‫في الطوي‪ ،‬فوثبوا عليه حيا فاحيوا نفساؤ وأبو نبهان قطع صلاته سمع‬ ‫ه‬ ‫‪,‬م‬ ‫هه‬ ‫فعقعه بالباب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فرجع أحمد هو وأصحابه وصلى بالناس جماعة في المسجد‪.‬‬ ‫وفي ذلك اليوم من شهر رمضان في أوقات شدة الحر صاح صانح في‬ ‫النهار فرأوا قوما غارت على البلاد فقتلت العباد ونهبت الأموال فجدوا‬ ‫عليهم في الطلب"" وأجهدهم الجوع والعطش فامرهم أحمد بالأكل‬ ‫والشرب لتقوى أجسامهم للقتال في النهار قسلطهم الله على عدوهم لما‬ ‫اصطلحت أجسامهم فرجعوا في الطريق وأمرهم بالإمساك في بقية يومهم‬ ‫وان يبدلوها‪.‬‬ ‫ثم أقبل عليهم الليل وليس معهم قوت إلا بالذي ردوه من أيدي‬ ‫الظلمة لذأصحابهم فاجاز لهم أحمد الأكل من مال الناس وأمرهم أن‬ ‫يستدينوا برجوع ثمنه إلى أصحابه فاكلوا من التمر وذبحوا من الغنم‪.‬‬ ‫وسالت الشيخ ناصر بن أبي نبهان هل من رخصة لأمير البلد إذا‬ ‫احتاج على الزكاة أن يأخذها من أهل بلده أو غيرها من البلدان التي في‬ ‫ولايته؟ قال‪ :‬إن الزكاة إنما هي للإمام العدل إذا حمى البلد عن مضار‬ ‫بعضها بعض أو من أن يضرهم غيرهم وأقام فيها العدل لينفقها في محلها‬ ‫بالعدل أو لذي العدل من غير أن يكون إماما من أهل الأمانة والتقوى في‬ ‫(‪ ()١‬السقي بماء الفلج ‪ 4‬كل على حسب حصته ودوره‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬أي ‪ :‬المتابعة والمطاردة‪. ‎‬‬ ‫‪٤٦٩‬‬ ‫دينه إذا أقام بالعدل في بلد وحماها كما ذكرنا جازت له ليضعها في محلها‬ ‫بالعدل أو للعلماء أهل العدل أو للمسلمين أهل الفضل على هذه الصفة لا‬ ‫غير لأن الزكاة قد جاء التشديد أكثر من غيرها مما هو ماله للفقراء الذين‬ ‫لا يسألون الناس إلحافا يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف‪.‬‬ ‫رجع ‪ 0‬قال ‪ :‬ورجعوا في اليوم الثاني إلى دارهم فجاءه عامل‬ ‫السلطان يريد من عنده زكاة التجارة فسلم أحمد زكاته لرجل أمين وفقير‬ ‫يستحقها والأمين كافأ بها عامل السلطان عن أحمد فبرئ أحمد منها ثم‬ ‫باع سلعة بالنسيئة على رجل فتفلس المشتري قدفع أحمد زكاته إلى‬ ‫المفلس وقبلها ورجع منها لأحمد بما عليه من الحق فأخذ حقه وطلع ماله‬ ‫بزكاته فسمع السلطان عن أحمد أن عنده دراهم فوصل السلطان معه‬ ‫مكاناته‬ ‫وأخذ الدراهم ظلما فعمد أحمد إلى مداخلة السلطان وعرف‬ ‫وخزائنه فاخذ أحمد على السلطان بقدر ما ظلمه وأشهد في القصاص‬ ‫شاهدين عدلين ‪.‬‬ ‫وهدم أحمد بيت لليتامى والمساكين الذي ينزل فيه السلطان الظالم‬ ‫ويعتدي على الخلق وليس له قوة على ظلمهم إلا بذلك البناء ومن هكذا‬ ‫أجازه أحمد ثم أمرهم بقطع الطريق الجائز بالجدر والحضار عن مسلك‬ ‫السلطان في حربهم‪ ،‬وأحمد أعانهم على حربه بالمال والحال لأنهم أهل‬ ‫البلد أقل ظلما من السلطان ‪.‬‬ ‫ثم نظر أحمد مع أمير البلد رجلا أسيراًش والأمير مراده قتله لأنه‬ ‫من بلد السلطان الظالم وذلك الرجل أمين تقي فحلف أحمد للأمير أن هذا‬ ‫الرجل ليس من تلك البلد فعفا الأمير عنه وإرادة أحمد سلامة الرجل لأن‬ ‫كل حلف على خير أو سلامة نفس أو مال فلا يحنث الحالف إذا لم يحضره‬ ‫‪٤٧٠‬‬ ‫ولم تمكنه الحالة أن يفكر في مندوحة قال عليه ولو كان في الأصل كاذبا‪.‬‬ ‫ثم مشى أحمد في الطريق فوجد شينا من ثمرة النخيل والأشجار‬ ‫الثقات أن هذا من مال الناس فبهذه الشهادة أخذه‬ ‫في الطريق وشهدوا‬ ‫أحمد وأكله وقال‪ :‬هذا حلال وقد طاح على الطريق ‪.‬‬ ‫ودخل أحمد في بيته بالليل ‪ 0‬فرأى رجلا وعليه السلاح ‪ 0‬وهو في‬ ‫ثم خرج من البيت قاصدا إلى المسجد وتكفر أحمد برجل نانم في طريق‬ ‫الجانز فقلع عليه عينه بظفر الإبهام من الرجلؤ ودخل في المسجد وقام‬ ‫إلى الصلاة فجاء رجل يسرق من المسجد فتكفر بأحمد وطاح اللص‬ ‫وتكسر‪.‬‬ ‫أن‬ ‫أصحابها‬ ‫على‬ ‫ثم أقبلت إلى أمواله المواشي وأقام الحجة‬ ‫عن الضر مرارا فلم ينفعهم قوله فاخذ سما وجعله في التمر‬ ‫يحصدوها‬ ‫ونثره في ماله فاقبلت المواشي وأكلت التمر فماتت‪.‬‬ ‫ثم عزم أحمد على السفر فاشترى جملا من سوق المسلمين وسلم‬ ‫ثمنه للدلال فقيل لأحمد إن الجمل مكسوب‪ ،‬قال أحمد‪ :‬وأين الشاهدين‬ ‫العدلين وأنا لا أسمع الأقوال من الذين مرادهم تحريم الحلال ‪.‬‬ ‫فركب أحمد على جمله ومشى به فنظر قوما ياكلون لحما مشويا‬ ‫قال أحمد ‪:‬‬ ‫اللحم الذي أكلته مسروق‪.‬‬ ‫فقيل له‪ .‬ان‬ ‫اللحم وأكلك‪.‬‬ ‫فاعطوه‬ ‫الذنب والضمان على من فعل لا على من أكل‘ فساق جمله ومشى به في‬ ‫‏‪ ٠‬ولم يعتمد أحمد على‬ ‫مؤخره‬ ‫فكفخ الجمل رجلا من‬ ‫الطريق مسر ع‬ ‫الجمل بشيء ‪.‬‬ ‫‪٤٧١‬‬ ‫فوصل الساحل واستقعد بيتا وجعل فيه نارا لطعامه فهبت الريح‬ ‫وحملت على النار فاحرقت في البلد فرد بالماء أحمد لإطفاء النار واستدان‬ ‫بالحق لأصحاب الماء‪.‬‬ ‫ثم وجد رجلين يتضازبان في الطريق ففالتهما فشكى الذي فيه‬ ‫الجراح من الجارح مع الحاكم فاحضر الحاكم الخصمين والشاهد أحمد‬ ‫فقال الحاكم للمجروح‪ :‬هذا صاحبك الذي تعي أنه جرحك؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم{ قال‬ ‫للجارح‪ :‬أنت الذي جرحته؟ قال‪ :‬لا جرحت ولا علمت على ساعتي هذه‪.‬‬ ‫تم قال لأحمد‪ :‬هل عندك شهادة تثبت في الحق بين هؤلاء الرجلين؟ قال‬ ‫أحمد‪ :‬أما إثبات الحكم فلا وأما رايتهما وفالت بينهما في تلك الساعة‪.‬‬ ‫فقال الحاكم للمجروح‪ :‬هل عندك شاهد ثاني؟ قال ‪ :‬لا ؛ فقال القاضي ‪ :‬لا‬ ‫أرى لك حجة في الشرع فدمعت عينا المجروح ‪.‬‬ ‫فركب أحمد في السفينة وجرت السفن في البحر وسارت بهم‬ ‫قتراكم السحاب وأندى بالمطر فاضطربت الأمواج وهبت الرياح فحضرت‬ ‫الصلاة فلم يقدر على الوضوء ولم يجد ترابا ولا غبار فتيمم وضرب بكفه‬ ‫الهواء ومسح بها وجهه ثم أوما بها ثانية فمسح بها يديه ولم يكلم أحدا‬ ‫وقام إلى الصلاة وكبر تكبيرة الإحرام مستقبلا القبلة ثم دارت السفينة عن‬ ‫القبلة وتم صلاته قرأى السفن تكسرت وأقبلوا الناس يسبحون في البحر‬ ‫ويستغيثون بهم ليطلعوا في سفينة أحمد فخاف أحمد من أن تغرق السفينة‬ ‫فامر أحمد أن يجروا سيوفهم ويضربون بها الذي يقبض بروج السفينة‬ ‫فقصت أيادي وغرقوا في البحر قوم كثيرة‪ ،‬فسكن البحر وفرج الله عنهم‪.‬‬ ‫فنزل أحمد من السفينة واستقعد بيتا من البلد وخاف على نفسه‬ ‫‪٤٧٢‬‬ ‫العنت فتزوج امرأة بأقل صداق على شرط بينهما أن لا تسافر معه إلى بلد‬ ‫معلومة وإن أراد المسير وامتنعت عن المسير أعطاها صداقها وإن هي لم‬ ‫تطاوعه إلى البلد الذي حدده بالأسفار معه أعطته ما سلم وطلقها فاتفقا‬ ‫على هذا الشرط ودخل عليها ثم نسلت له ولدا ذكرا ورضعته سنتين قبعد‬ ‫ذلك نظر أحمد مع زوجته رجلا يجامعها فحرمت عليه وأعطته ولده وما‬ ‫سلم إليها فهربت عن البلد وتابت إلى الله تعالى‘ وبعدت مسير ثلاثة أشهر‬ ‫ونأتي بقصتها في غير هذا الموضع ثم قام أحمد في البلد والناس تسأله‬ ‫في كل يوم‪.‬‬ ‫فوصلت إلى مجلسه امرأة لتسأله عن مسائل في الحيض© فقالت‪ :‬أنا‬ ‫جنت لأسألك مسائل في الحيض ‪ ......‬؛ فقال لها‪ :‬لا باس‪ ،‬هل لك بعل؟‬ ‫فقالت‪ :‬ليس عندي رجلا فسألها عن وليها فخطبها عنده فزوجه بها ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فدخل عليها فوجدها بكرا واستلذ جماعها مما وجد فيه من‬ ‫الحرارة فلما أمنى وانحدر أقسمت عليه بالله تعالى أن لا يمس نجاسة‪.‬‬ ‫فاخذت خرقة لطيفة ومسحت عنه أذى النجاسة والرطوبة‪ ،‬وأتت إليه‬ ‫الماء وتوضا وتطهر فهذه دلالة من حسن أخلاقها وطباعها‪ ،‬فحملت من‬ ‫ساعتها ولكنه خرج سقطا فامتنع عن جماعها أربعين يوما‪ ،‬وسالته عن‬ ‫اللبن الذي في نهودها قد بان لها منه الضرر قمصه أحمد‪.‬‬ ‫ثم بعد سنة زمان حدثت بأحمد آلام وأسقام وامتنع عن جماعهاء‬ ‫وسالته عما يجوز لها لتسكن شهوتها فأمرها أن تحط بفرجها في بدنه‬ ‫فعملت ما أمرها حتى برئ أحمد من علته وسكن هو وزوجته في أطيب‬ ‫نعمة وحسن ملاطفة ‪.‬‬ ‫‪٤٧٢٣‬‬ ‫وفي بعض الليالي جاء إلى البيت بعدما صلى العتمة وقصد على‬ ‫فراش زوجته‘ ونكح أخت امرأته وهي نانمة وهو سريع الإنزال فحيث‬ ‫أحست بقوة الذكر مع خروج النطفة في قرارها المكين أحست كأنها شعلة‬ ‫نار في رحمها فانتبهت خجلة وأقبلت أختها إلى الفراش‪.‬‬ ‫فقال أحمد‪ :‬من هذه المرأة التي أقبلت؟‪ 0‬فقالت له‪ :‬أنا زوجتكث‬ ‫فقال لها‪ :‬ومن المرأة التي في فراشك؟‪ ،‬فقالت‪ :‬أختي جاءت تزورني‬ ‫فوصلت تعبة فنامت في فراشي‪ ،‬وأنا سرت إلى الصلاة‪.‬‬ ‫فقال أحمد‪ :‬ألها زوج؟ قالت‪ :‬لاؤ فقال‪ :‬لا تتزوج حتى تعرف ما‬ ‫لها وما عليها! فاعطاها صداقها وتبين بها حمل فأعطاها النفقة فجاءت‬ ‫بولد ذكر فربته أحسن التربيةش وامتنع عن جماع زوجته حتى وضعت‬ ‫أختها بالولد‪ .‬لأنه يجب عليه أولا أن تحيض أختها ثلاث حيض&© فبعدما‬ ‫تستبرئ جاز له جماع زوجته‪.‬‬ ‫فمكث سنينا هو وزوجته ثم تزوجت أخت المرأة برجل موسر‬ ‫وأتت له ولدا ذكرا فقتل زوجها الغني وسلمت للولد الدية‪ .‬ومات ولد‬ ‫الموسر فأخذت أمه الثلث ومن أبيه الثمن وأخذ أخ الأم السدس الذي هو‬ ‫ابن أحمد‪.‬‬ ‫ثم ماتت زوجة أحمد وسمع عن أختها قد انقضت عدتها من‬ ‫زوجها المقتول فخطبها من ابنها الذي حدث بالخطا وزوجه بها ودخل‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫فقيل لاحمد‪ :‬أنت أخذت هذه المرأة بجهل أم بعلم؟‪ 0‬فقال‪ :‬أخذتها‬ ‫بعلم من الأثر من بيان الشرع في الجزء السابع والأربعين في الباب‬ ‫‪٤٧٤‬‬ ‫الرابع عشر والمسألة في الخامس عشر من المسائل التي تقفيها'‪ . 0‬ومن‬ ‫كتاب الله ‪ « :‬وليس عَليْكُمْ جناح فيما أخطائم به ولكن ما ئعمّّت قلوبكم‬ ‫وكان اله غفورا رحيما » ‏‪ 0©"<١‬وأما الولد افتخر لما تزوج والده بأمه لأنه‬ ‫مولود بالخطا وعادت أمه مع أبيه‪ ،‬ثم هلكت المرأة وأخذ أحمد الربع‬ ‫والباقي لولدها فانتشا ولد أحمد في الدنيا مسرورا موسرا ‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فبينما نتذاكر في هذه القصة فأقبل إلينا ولد أحمد الموسر‬ ‫الذي هو بالخطا وقال‪ :‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪.‬‬ ‫فقلنا ‪ :‬وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأزكى تحياته‪ .‬فهذه‬ ‫المسائل التي أكثر فاعلها بالعمد معذور ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وما المسائل الذي فاعلها بالعمد غير معذور؟‪ ،‬قلت له‪:‬‬ ‫سأخبرك في البيت بعدما ناكل الطعام فإنك تحفظها مع راحة الجسم وإحياء‬ ‫العروق بالأكل والشرب©‪ ،‬قال ‪ :‬فاكلوا ما طاب لهم من الطعام ‪.‬‬ ‫فقال ذو الغبراء‪ :‬الفاعل بالعمد من تعمد على سفك الدماء ونهب‬ ‫أموال الناس والزنا إن كان في الثيب بالإكراه والبكر يلزمه على ما يقول‬ ‫فيه العالم الفقيه الورع الذي يقتدي به ‘ والحمد لله حق حمده ‪ 0‬والصلاة‬ ‫والسلام على نبيه ورسوله ‪ .‬وآله وصحبه ‘‪ .‬ولا حول ولا قوة إلا بالله‬ ‫العلي العظيم ‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪ :‬تليها ‪.‬‬ ‫اي‬ ‫()(‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة الأحزاب ‪ :‬‏‪. ٥‬‬ ‫‪٤٧٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الذكر الخامس والعشرون‬ ‫فيه نصيحة الإخوان والتدريج للمقاربة‪.‬‬ ‫وترخيص فرق أهل القبلة‪ .‬وضعف العلماء{ و دلائل‬ ‫لحسن التدبير في الحضر والسفر‪ ،‬وفيه من إحسان‬ ‫من المسائل في النساع۔‬ ‫سيرة الملوك‘ و شيء‬ ‫ومسألتان في الميراث ‪ ،‬وفي المفقود والغائب ‪.‬‬ ‫والحكم في مالهم والزوجات‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سمعت أحمد يذكر عتابا على زيد‪ .‬فقلت لزيد‪:‬‬ ‫لعلنا نصل عند أحمد في صحبة ولده لزيارته ؛ قال ‪ :‬أحب ذلك ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فقصدنا في المسير وقلنا يا حفيظ يا حفيظ مائة وتسعة‬ ‫عشرة مرة تكرارا فحفظنا مولانا في طريقنا عن خصمنا حتى وصلنا مقام‬ ‫أحمد وقلنا لولده‪ :‬ادخل مع أبيك وأخبره عنا‪ ،‬فدخل الولد وأخبره فجاء‬ ‫عندنا أحمد مستبشرا بالفرح والسرور وصافحنا وأطعمنا ما حضر من‬ ‫العيش في الحال‪ ،‬ثم جلس في حلقته ‪.‬‬ ‫فقلت له ‪ :‬يا أحمد هذا أخونا زيد وقع عليه في زمانه كذا وكذا‬ ‫وأحمد تجري دموع عينيه رحمة منه لزيد‪ ،‬قلت له‪ :‬فالساعة نحن ضيفك‬ ‫ونريد منك ما يجب عليك من حق الإخوان والأعوان والآن زيد جاء عندك‬ ‫بالتوبة والاستغفار والندم والاعتذار فاقبل منه لأنا نتوسل بك والمرجو‬ ‫منك مسرة القلوب‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬الحمد لله يا ذا الغبراء ‪ 0‬المرء هو من يحب لأخيه ما يحب‬ ‫‪٤٧٦‬‬ ‫لنفسه وعندنا المستشير كالمستجير‪ .‬فقرب زيد بين يدي أحمد وقال‪:‬‬ ‫مضى شبابي في حيرتي والآن أنظر إلى أمري في بقية عمري مما نراه‬ ‫أصلح لي أخبراني‪.‬‬ ‫فقال أحمد‪ :‬فعليك يا زيد بمجالسة الأخيار وتجنب قربة الأشرار‬ ‫وحاسب نفسك في العزلة وإياك ثم إياك أن تمشي بقدميك إلى من هو‬ ‫أعلى منك منزلة لأنه يرميك بعين الحقارة كالحنظل كلما زدته سقيا ازداد‬ ‫مرارة‪ .‬واعلم أن المؤمن وقاف والمنافق وتاب‘ وعليك بالإياس عما في‬ ‫أيدي الناس وإياك والظلمة عن الإعانة إليهم‪ ،‬والحذر الحذر عن الوكلاء‬ ‫الذين هم غير مأمونين لا تقبض من عندهم ولا تقبضهم شينا مما وكلوه‪.‬‬ ‫واغضض طرفك عن العورات‘ؤ ويدك عن الحرام‪ ،‬واحذر اللسان قإن‬ ‫الإنسان ماخوذ على لسانه‪.‬‬ ‫ولا تأخذ العلم إلا من أهله لأن كثيرا من العلماء في الأرض قد‬ ‫ضلوا وأضلوا كثيرا من خلق اللهؤ ولا معرفة لهذا إلا لأهل العلم من أهل‬ ‫الاستقامة‪ .‬وكثير من علماء القوم رفعت وأثرت عنهم مسائل مما ينكرها‬ ‫العقل كمثل الذي حلال لحمه قالوا بطهارة بوله‪ ،‬ومع الإمام طاعة لازمة‬ ‫ولو كان ظالماًؤ والقمل بطهارة ذرقهش والجنابة بطهارتها كالبصاق‪.‬‬ ‫والزاني إن أراد أن يتزوج بالزاني بها فهي حلال له‪ .‬ومن وطئ في‬ ‫الحيض عمدا فلا تحرم عليها والرد للمطلقة بالقلب كاف عن الشاهدين‪.‬‬ ‫والروافض قالوا لا تطلق الزوجة من زوجها ولو طلقها ألف مرة إلا إن‬ ‫يلفظ عليه عالمهمش وكذلك تزويجهم لا يثبت إلا أن يقبله له عالمهم ويكلمه‬ ‫به‪ .‬وفي قولهم في سفرهم إذا اضطر وأخذ ثوبا ولف به ذكره وجامع به‬ ‫‪٤٧٧‬‬ ‫أمه أو ابنته أو أخته أو من حضر من النساء عنده أو طاف عليهن فليس‬ ‫هو زان لأنه من وراء الثوب‘ وله أن يتزوج بمن أراد من النساء التي له‬ ‫حلال ولا تحرم عليه بالجماع من وراء الثوب‘ وجماع الرجال ليس‬ ‫مكروها في كتبهم‪.‬‬ ‫ثم احذر كل الحذر من يعي العلم من الإباضية وليس هم من أهل‬ ‫العلم إذا كان قليل العلم ركيك الفهم يتخبط فيه ولا يرضى على نفسه إلا‬ ‫بالجواب للسانل محترزا عن قول الناس أنه لا يعرف فلان فإن وافق الحق‬ ‫في قياسه بعلمه فهو في أسفل سافلين‪ ،‬وأدلك في زمانك أن تؤاخي أخا‬ ‫مخلصا برا تقيا‪ .‬واجعل لكسر شهوتك زوجة صالحة معينة لإصلاح دينك‬ ‫ودنياك‪ ،‬فقال زيد‪ :‬أنت محبي وطبيبي اشفني من البلاء بالدواء فجلس‬ ‫أحمد يفكر ساعة يقيس في عقله الجواب‪ ،‬فقال يا زيد لا أرى دواء إلا أن‬ ‫يخضع الله قلوب أولادي لك‘ ثم قبضه من يده وتصاحبا إلى بيته فقال‬ ‫أحمد لابنه وابنته‪ :‬هلموا إلينا فاقبلا إليهما مسرعين‪.‬‬ ‫فقال لهما والدهما‪ :‬هذا زيد أقبل إلينا واستشارنا بالدواء إصلاح‬ ‫جسمه وعواقب أمره فهل عندكما دواء له؟‪ .‬فقال الولد الذكر لأبيه‪ :‬ليس‬ ‫معي لباس أسد به عورتي فإن كان زيد معه ذلك فأنا طبيبه بالنهار‪ ،‬فقال‬ ‫زيد‪ :‬عندي وأملك يا أحمد ابنك بابنتي‪ .‬فخضروا الشهود وزوج ابنه‬ ‫بابنته زيدا۔ ثم قال أحمد لابنته‪ :‬ما تقولي لأنك أولى بنفسك وأنا من ثانيك‬ ‫الملتجي المستجير‪.‬‬ ‫زيد الضرير‬ ‫يسمع‬ ‫لنا ما في قلبك حتى‬ ‫فاكشفي‬ ‫أمواله بالتبذير‬ ‫التدبير وذهبت‬ ‫عن زيد أنه لا يحسن‬ ‫سمعت‬ ‫فقالت‪:‬‬ ‫وخوفي منه أن لا يحتمي على الدواء وعملي يذهب ذهابا لا يصح له نفعا‬ ‫فقال لها والدها ‪ :‬إن ضعف تدبير المتقين خير من تدبير الصفاء‬ ‫‪٤٧٨‬‬ ‫المتفشسمين ؛ فقالت له ‪ :‬فوضت أمري إلى الله وثم إليك فاكرم ضيفك‬ ‫بدوانك ؛ فقال أحمد ‪ :‬الحمد له إلى تمامها وصلى الله على النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) وأشهد الحاضرين لعقدة النكاح بابنته لزيد وأمرهما‬ ‫بالدخول على زوجاتهما في ليلة مباركة سالمة من النحوس متصل بدرها‬ ‫بالسعود ثم جعل وليمته لأهل البلد فلما أصبح الصباح رد عليهم بالصباح‬ ‫وسأل مولاه لهم الصلاح وتبخروا بالرياح وأوصى النساء بالاحتمال‪.‬‬ ‫والنفقة ‪.‬‬ ‫قال أحمد‪ :‬اعلموا بأني اجتهدت في طبكم والشيطان لا له مدخل‬ ‫في بيوتكم وزوجاتكم لأنهما لا عورة لأحد منكما‪ ،‬وأحذركما عن التقصير‬ ‫في النفقات للزوجات لأن الحاكم له أن يجبر على الطلاق إن عجز الزوج‬ ‫عن النفقة والكسوة وقامت عليه الحجة فقد وكل الحاكم أحدا ليطلق مثل‬ ‫زوجة المفقود والمسافر والمجنون والغانب‪ 0‬وأما المفلس والمبتلى بالعلل‬ ‫فيجبره الحاكم بنفسه على الطلاق إن عجز عن النفقة وكذلك العنين بعد‬ ‫التأجيل والذي عجز عن تسليم الصداق قبل الدخول فبعد حلول الأجل‬ ‫يجبره على الطلاق ‪.‬‬ ‫قلت لأحمد‪ :‬أعطني بيانا في حسن التدبير لخذتي رأيت رؤيا في‬ ‫منامي بالليل كأن الوادي دخل ماؤه في البلد وهدم بيوتها ونخيلها‘ فقال‬ ‫لي أحمد‪ :‬اكتم رؤياك فإنها تدل على ذهاب البلد وما فيها‪ ،‬قال‪ :‬فاول من‬ ‫غير وبدل أميرها وتابعوه سكانها فلم يجعلوا الزكاة لأهلها ولم يقيموا‬ ‫الصلاة في محلها فاعجبتهم نفوسهم وخاتوا عهودهم وأحيوا سيرة أهل‬ ‫الناس‬ ‫أياديهم في أموال‬ ‫وفقراؤهم امتدت‬ ‫والطغيان‬ ‫والظلم‬ ‫الجور‬ ‫وألسنتهم بالهوى وصبيانهم كثرت فيهم علة الأنبة ونساؤهم عمدت إلى‬ ‫السحاق والزنا ‪ 0‬وأحمد يفكر في نفسه وفيما يحل ببلده بين الوقوف‬ ‫‪٤٧٩‬‬ ‫والانتقال فمال قلبه إلى الرحيل لسلامة نفسه وأهله وماله‪.‬‬ ‫فقالوا له‪ :‬خذ من الدراهم ما شنت ومن الزاد ما أردت واقصد‬ ‫ننظر إصلاح البلدان فإن رأيت في أحدهن اجتمعن فيها خمس‪ .‬خصال‬ ‫فالأول السلطان العادل والثاني العالم العامل‪ ،‬والثالث الطبيب الحاذق‬ ‫والرابع الاجتماع في المساجد والخامس السوق لحاجة الأجسام‪.‬‬ ‫فامتثل الولد إلى قول أبيه ومشى ينظر حتى وفقه الله على بلد كما‬ ‫قيل له‪ .‬فرجع وأخبر والده بها وهي في أرض كذا وكذا فباع ماله بالثمن‬ ‫الكثير‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬إذا رايت الظلم في البلد يزداد فإنه يدل على ذهاب البلاد‬ ‫والعباد‪ ،‬وإن قيل إن التقية جنة المؤمن‘ قلنا له‪ :‬صحيح ولكن لا يزال‬ ‫الإنسان في البلايا‪ .‬وغضب المولى يعم كما أن رحمته تعم على الطانع‬ ‫والعاصي‪.‬‬ ‫ثم قال لولده‪ :‬خذ هذه الدراهم واشتري لنا من البلد بيتا وأموالإا‬ ‫واستأذن سلطانها‪ ،‬فقصد ولده إلى البلد واستأذن سلطانها واشترى منها‬ ‫ما أرادؤ ورجع إلى السلطان‘ فقال له‪ :‬إن معي والد وله عيلة وأريد من‬ ‫عندك له مكتوبا بخط يدك بالحشمة والأمان فكتب له وأمر عسكره أن‬ ‫يكونوا في صحبته وأهل الإبل ليحملوا لهم متاعهم فامتثلوا الخمر وقصدوا‬ ‫ووصلوا إلى دار أحمد ‪ .‬وأعطاه ولده ‪ :7‬من السلطان ‪ .‬فتباشر‬ ‫‪:‬انظر اتفاق السعود‬ ‫بالخير ‏‪ 0٠‬وأقاموا فيها أياما ‪ .‬وسألوه المثار ؛‬ ‫أهل العلم ‪ 0‬قيل عن‬ ‫من الأيام والشهر والمنازل ‪ 0‬وهذه دلالة لك من ر‬ ‫عبد الله بن العباس ‪ 0‬معنى هذه الأبيات شعرا ‪:‬‬ ‫‪٤٨٠‬‬ ‫فلا تتخذ فيهن بيعا ولاسفر‬ ‫توق من الأيام سبعا كواملا‬ ‫ونوحك للنسوان والغرس للشجر‬ ‫فخله‬ ‫الجديد‬ ‫للثوب‬ ‫ولبسك‬ ‫وقربك للسكان فالحذر الحذر‬ ‫وإحفار بنر أو شرى الدار يا فتى‬ ‫حوى العلم والآداب والدين والسور‬ ‫توقاهم يا صاح والسادس العشر‬ ‫ورابع والعشرون والخمس في الأثر‬ ‫وواحد والعشرون فهي مشومة‬ ‫مدى الدهر والأيام نحس قد استمر‬ ‫وكل ربوع لا تدور فإنها‬ ‫كأيام عاد ليس تبقي ولاتذر‬ ‫فإنها‬ ‫حتما‬ ‫توقاهم ما استطعت‬ ‫وهذا عن الحسن البصري في الأيام شعرا ‪:‬‬ ‫حديثا صحيحا صادق القول والفعل‬ ‫روى الحسن البصري عن خاتم الرسل‬ ‫جهات وأياما مبينة الشكل‬ ‫إذا شنت نجحا في أمورك فاجتنب‬ ‫سلوكك حينا يا أخا اللب والعقل‬ ‫فبالىسبت والأثنين شرقا محاذرا‬ ‫خميسك يا ذا الب والراي والعقل‬ ‫وإياك إسلاك الجنوب إذا أتت‬ ‫تجاوز شمالا هكذا جاء في النقل‬ ‫ويوم الثلاثا بعدها الأربعافلا‬ ‫من الغرب تظفر بالسلامة في السبل‬ ‫وبالجمعة الزهراء والأحد اجتنب‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬فعمد أحمد إلى السفر في ساعة البدر ‪ 0‬وفي‬ ‫منزلة الثريا ‏‪ ٠0‬حال القمر في شرفه ‪ .‬ومُتصل بالشمس من تثليث ۔‬ ‫وصاحب الرابع سعد ‪ 0‬ويتصل بسعد ‪ .‬وينظر إلى رب الطالع من تسديس۔‬ ‫وصاحب بيته في الأوتاد ‪ 0‬تنظر إليه السعود من مكان جيد ‪ 0‬وصاحب بيت‬ ‫السفر مسعود ‪ .‬فوفق الله له سفره ‪ 0‬ودخل دار السلطان ‪ 9‬وقال مع‬ ‫دخوله ‪ « :‬رب أاذخلني مُذخلَ صبذق واخرجني مُخرَج صبذق وَاجعل لي مين‬ ‫لَذنكة سلطانا تصيرا () ‪ 0‬وقال شعرا ‪:‬‬ ‫ألا فانزلن فيها أخا العقل واللب‬ ‫إذا اجتمع الصادات يوما ببلدة‬ ‫وصدق حديث مع الصفاوة في الحب‬ ‫صلاة وصوم واصطلاح وصونة‬ ‫ثم قصدوا مع السلطان فاستأذنوه الدخول‪ ،‬فأذن لهم ودخلوا معه‬ ‫وصافحوه بتحية الملوك والخضوع‘ فجلس أحمد بقربه وقال‪ :‬أيها السيد‬ ‫المعظم جننا معك راغبين ونزلنا في بلدك بإذنك آمنين‪ ،‬واريد بفضل منك‬ ‫أن تعفو وتصفح عن زكاتي لأنفع بها أولادي البالغين هم وقرابتي‪ ،‬فقال‬ ‫الملك‪ :‬هذا المكتوب وقد سمحت لك بزكاتك وجعلت قريضة لأولادكث‪ ،‬فقال‬ ‫أحمد‪ :‬قبلت منك‘ وهذا من فضلك وإحسانك حملت حالنا وجزاك الله جزاء‬ ‫المحسنين فولوا عن برزته إلى منزلهم واستقروا في البلدى وحسب أحمد‬ ‫زكاته من النقد والصيغة وجميع ما كان عنده من الفضة فأخرج الزكاة‬ ‫منها ربع العشر فأعطاها زيدا وولده‘ وأمرهما أن تكون حرفتهما في‬ ‫التجارة وهي مباركة ولأجسامهم مريحةؤ فقال لهما‪ :‬فلا تغفلا عن‬ ‫تجارتكما فاحسبا في كل حول فإذا بلغت مانتي درهم ففيها ربع العشر‬ ‫وكل واحد ما يجب عليه الزكاة يعطيها صاحبه لأنها تجب لكما وتوجب‬ ‫عليكما ومنزلتكما من الفقراء‪ 0‬وأنا زكاتي لكما في كل حول فخذوا العثىر‬ ‫من النخيل والزروع التي تشرب بالقطر والأنهار أو كانت مغتنية قريبة‬ ‫عروقها على الماء‪ ،‬والذي يسقى بالزجر فنصف العشر‘ وكل مال يطنى‬ ‫من أموالي ويخرفها رطبا المستطني لا زكاة فيها على أكثر القول ‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬وهذا ما جرى من الكلام من التدبير الحسن ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الإسراء‪‎‬‬ ‫سورة‬ ‫(‪)١‬‬ ‫‪٤٨٢‬‬ ‫وهذه قصة أخرى في حسن التدبير ‪ :‬حكي لنا أن رجلا معه أموال‬ ‫جزيلة ولزمه الحج وأراد المسير لتأدية الفرض قشاور أحد من أصحابه‬ ‫مراده أن ياخذ رجالا ليكونوا له اعوانا في الطريق حتى تهابه الرجال‬ ‫والفرسان‪ ،‬فنهاه صاحبه عن ذلك وقال له‪ :‬خذ الدليل البصير واترك‬ ‫الخلق الكثير‪ .‬فاخذ دليلا وصاحبوه للحج أناس منهم مستأجر ومنهم لازم‬ ‫عليه فقطعوا ديارا وقيلوا نهارا فأرادوا الرواح فمنعهم الدليل لأن طريقهم‬ ‫في وادي وقطعه يحتاج إلى يوم وفي ذلك الوقت حر وسحاب فنهم الرعد‬ ‫ونزل القطر وجرى الوادي فانقطع بالمغرب فأمرهم بالرحيل فقطعوه قي‬ ‫الليل وقالوا في النهار وكذلك في اليوم الثاني نزل عليهم القطر ولكنه لما‬ ‫ارتفع أمرهم بالرحيل وفي طريقهم مقبل عليهم وادي إلا أنهم عبروها وما‬ ‫خافوا منهاش ثم وجدوا قوما مقتولين في الطريق فلزمهم أن يواروهم‬ ‫م\ (‬ ‫أيام حتى عرض عليهم رجل فسألوه عن الخبر فقال‪ :‬جعل السلطان بين‬ ‫الفريقين قبل شهرين فأمرهم الدليل بالارتفاع فطاح رجل من الجمل‬ ‫وانكسرت رجله اليمنى فأشار من أشار أن يتركوه في شيع من البلدان‬ ‫ويدركوا به أحدا فقال الدليل ‪ :‬لنصنع له شبرية(ا) ونحمله فيها فان مات‬ ‫حكمنا بموته وأخبرنا بذاك أصحابه وإن صح فذاك المرتجى وإن تركناه‬ ‫وصح فما حيلته بالرجوع وإن مات فلا تجد الخبر الصحيح الذي يترك به‬ ‫النساء ويقسم به الأموال فيصير حكمه من المفقودين المغيبين فصنعوا له‬ ‫وحملوه وحج معهم وصح ثم عقبتهم في البر فتن وخوف فأمرهم الدليل‬ ‫ببيع الجمال فباعوها وتحصلوا في البحر وسلمهم انله من الشر وطلعهم‬ ‫الدليل من أمور كثيرة حتى رجعوا إلى دراهم سالمين آمنين ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬سرير‬ ‫أي‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪٤٨٢‬‬ ‫وهاك قصة المرأة التي ذكرناها في الذكر السابق الذي حرمت على‬ ‫أحمد قال‪ :‬فهربت من دارها وتابت إلى ربها وبكت ذنوبها وقطعت الفيافي‬ ‫والقفار مخافة من الكلام والعار حتى جاءت إلى بلد السلطان العادل‬ ‫وأقامت فيها واستقرت وبالناس تعرفت وشاع خبرها في البلاد حتى سمع‬ ‫بها السلطان من حسن أخلاقها فطلبها السلطان لينكحها وإرادته فملك‬ ‫الحاكم بها ودخل عليها واحبها كثيرآ حتى قيل كل من غضب عليه‬ ‫السلطان وخاف منه على نفسه تشفع بها عنده فوجد العفو‪ ،‬ثم ولدت‬ ‫للسلطان ولدا ذكرا وليس معه ولد من قبله فزاد حب السلطان لها وأقامت‬ ‫معه حتى سمعت بخبر أحمد وولده ودخلوا البلد فاستأذنت السلطان بدخول‬ ‫ولد أحمد معها قأذن لها ودخل وتعارفا قأخبرت السلطان بولدها فقربه‬ ‫السلطان كمثل ولده‪ ،‬ثم مات السلطان وورث الملك ولده فوازره أخوه من‬ ‫أمهؤ ثم مات ولد السلطان فحضرت أم الولد سكان البلد وأشارت إليهم‬ ‫بالملك أن يكون لولدها الذي من احمد فاعجبهم أهل البلد رأيها عوقدوا له‬ ‫الإمارة فتابعوه وحسن فيهم السيرة ‪.‬‬ ‫وساخبرك من إحدى خصاله المحمودة قد ذخر الملك في خزائنه‬ ‫ثلاتمانة تومان فعاتبوه إخوانه بتركه الدراهم فقال الملك‪ :‬ما جعلته إلا‬ ‫ذخرا لحاجتكم وإصلاح المسلمين لحوائج الزمان‪ ،‬ثم أقبل مع الملك رجل‬ ‫عظيم مع قومه فأخبر الملك أن قومه أصابهم القحط والجوع والعري‬ ‫فاعطاه الملك مائة تومان ؛ فقال له ‪ :‬أحسنت وأجملت الحال فينا وأسأل‬ ‫الله أن يجعل من نسلك مثلك في الكرم فاعجبه كلامه وأعطاه ثانية مانة‬ ‫تومان فوادع الرجل الملك وقال مع وداعه اللهم إني أدعوك أن ترفضي‬ ‫من الدنيا قبل الملك بساعة‪ .‬فالحقه في طريقه مانة تومان فاجتمع ما كان‬ ‫‪٤٨٤‬‬ ‫في الخزانة مع الرجل وأخذ لقومه العيش والكسوة وفرقها إليهم فاحيوا‬ ‫من ذلك نفوسهم وستروا عوراتهم ودعوا ربهم بالرحمة لمواطنهم‬ ‫فرحمهم الله بالغيث وكثرت معه البركات من المواشي والزراعات‪،‬‬ ‫وأرسلوا إلى الملك الذي أهدى إليهم من زكاتهم في كل حول ثلاثمانة‬ ‫تومان قد سنوه على نفوسهم وأوصوا به على أولادهم ثم كتبوا للملك‪:‬‬ ‫هذا ما أرسلنا إليك من حق الله فاقبله ولك في كل سنة مثله ومهما بدت‬ ‫حاجة في الأموال والرجال فالمراد البيان وعليك السلام ‪.‬‬ ‫ثم قال أحمد لولده ‪ :‬يجوز لك أن تخادع الظلمة على الحصون‬ ‫التي قبضوها في أيديهم وإن امتنعوا فجائز تهدم بيوتهم وتخشي نخيلهم‬ ‫وتدكم أفلاجهم بعد قيام الحجة عليهم وإن عاهدوك وعاهدتهم على أن‬ ‫تقف عنهم وأنت قادر عليهم فأخاف عليك الإثم‪ ،‬وجائز لك أن تحربهم ‪.‬‬ ‫ثم أقبلا إلى الملك رجلان أحدهما يشكو من صاحبه أن له دراهم‬ ‫فنكر خصمه فتوهم الذي له الحق ساعة ثم قال لخصمه‪ :‬أنا أصبر عليك‬ ‫ثلاث سنين وأسايرك فيها من بعد فاكتب لي حقي في ورقة ولا تكن مصرا‬ ‫عليها وإن عجزت عن التسليم فأنت في الحل منها فكتب له حقه وقبض‬ ‫الورقة ثم شكاه فيها من ساعته فألزمه أحمد لأنها حالة عليه والكلام هو‬ ‫حيلة منه لأخذ حقه ولا بد من تسليم ماله فسلمها بالحال‪ ،‬ثم وصلت عند‬ ‫الملك امرأة‪ ،‬وهي ابنة الشاة أمير العجم ومعها ملك وأموال ولها زوج‬ ‫وصح منه التقصير إليها ‪ .‬فقالت للملك ‪ :‬جنت عندك أريد أموالا جزيلة‬ ‫لأفتدي بها من زوجي وإني أعاهدك بنفسي أن لا يتنزوجني رجل غيرك‪،‬‬ ‫فسكت عنها الملك وأعطاها من الأموال إرادتها ومشت إلى زوجها فافتدت‬ ‫‪٤٨٥‬‬ ‫منه‘ؤ ثم رجعت إلى الملك ليأخذها فسأل والده فقال تجوز لك هذه المرأة‬ ‫لأن النظر واللمس والعهد لا يضر على قول لأن الأمر ليس بيدها‪.‬‬ ‫فتزوجها الملك وزاد ملكه أضعافا مضاعفة ثم رجعت إليه الأموال التي‬ ‫سلمها للفداء‘ وبقت معه المرأة حتى توفاها الله وورث مالها وملكها كله‬ ‫لأنه لم يكن لها وارث أحد غيره ولا صح بالشهادة الصحيحة في النسب‬ ‫والزوج والزوجة أحق بالميراث من بيت المال والفقراء فافهم ذلك وخذ‬ ‫منه ما يوافق الحق والصواب وأعرض عن الباطل والسلام ختام ‪.‬‬ ‫قال ذو الغبراء‪ :‬سألت أحمد كيف يوقف المال عن القسمة؟ قال ‪:‬‬ ‫مثل إذا مات الرجل وترك زوجة وفي بطنها حمل والمسألة الثانية أم‬ ‫الهالك إذا كان في بطنها حمل ولم يكن للهالك أب ولا جد ولا ولد ولا ولد‬ ‫ولد فإن الحمل الذي في بطن أمه يكون أخيه من الأم ‪.‬‬ ‫وسألته عن المفقود والغانب كيف الرأي في زوجاتهم؟‪ ،‬قال‪ :‬أما‬ ‫المفقود فموقوف ماله بعدما يؤرخ الحاكم إلى أربع سنين ويجري من ماله‬ ‫النفقة لزوجاته ولأولاده الذين لم يبلغوا الحلم حتى تمضي أربع سنين ثم‬ ‫يجعل الحاكم وكيلا من أقرباء المفقود حتى يطلق زوجات المفقود ثم‬ ‫يعطيهن صداقهن وميراثهن وإن تزوجن ورجع المفقود إلى وطنه فماله‬ ‫مرجوع إليه وهو مخير في الزوجات إن أرادهن فهن زوجاته وإن أراد‬ ‫الصداق أخذه من عندهن ويطلقهن ويعتدن ثلاث حيض او بالاشهر مثل‬ ‫الصبية واليانسة والتي لا تحيض ابدا‪ ،‬فإن أرادوهن أزواجهن الآخرون‬ ‫فجانز لهم ‪.‬‬ ‫وأما الغانب فا عظم من المفقود وفيه أقاويل كثيرة قول أنه يؤجل‬ ‫‪٤٨٦‬‬ ‫الحاكم في ماله مائة سنة ويجري في ماله النفقة للزوجات واولاده‬ ‫الصغار فإن ذهب المال كله فيجعل الحاكم وكيلا يطلق الزوجات فإذا‬ ‫المال كثيرا وقسموه‬ ‫طلقهن وانقضت عدتهن جاز تزويجهن وإن بقي‬ ‫بالكتاب والسنة فعلى‬ ‫الورثة بجهل واعتدن النساء بغير نظر من أهل العلم‬ ‫وإن تعرض احد فهو‬ ‫هذا لا يجوز في تلك الأموال بيع ولا شراء ولا هبة‬ ‫خالف مخالف فالحق‬ ‫ضامن لما قبضه بيده ولا يجوز تزويج الزوجات وإن‬ ‫ونسلت اولادا ومات‬ ‫يعلو وليس يعلى عليه‪ ،‬ولو تزوجت امرأة الغانب‬ ‫فإنهم يرثوه بالنكاح‬ ‫الزوج فليس لها صداق ولا ميراث وأما الأولاد‬ ‫الفاسد‪ .‬وإن مات أحد من الأولاد فالأم ترته وكذلك هو يرثها ويرثها‬ ‫الغائنب‪ ،‬وكل من مات ممن يرثه الغانب فهو وارثه‘ ومن خالف أهل العلم‬ ‫فقد ضل عن الحق وأضل ممن تابعه فاعوذ بالله من متابعة الهوى‘ ومن‬ ‫الحمية التي هلكت بسببها الذمة ‪.‬‬ ‫قلت له ‪ :‬وما السبب في هذه القصة ابتدأ بذكر الرجلين الفقيرين ؛‬ ‫قال ‪ :‬كل شيع ابتداؤه حقير ‪ .‬لا له قوة ولا حركة ولا أموال ولا علم ‪.‬‬ ‫وينشأ عما ولد في تلك الساعة ‪ 0‬وعلى الطالع من البروج ‪ 0‬وما فيها من‬ ‫السعود والنحوس ‘ فانظر في قصة زيد وما وقع عليه ‪ }.‬قذهبت الأموال‬ ‫ماله‬ ‫بيت ماله ‪ .‬ورأس‬ ‫عند مولده من ضعف‬ ‫على يديه ‪ .0‬وسببه‬ ‫منحوس ‘ وأما قصة أحمد مع مولده مسعود بيت ماله ‪ .‬وربه متصل‬ ‫بالسعود } وكذلك بيت العلم والعز مسعودين ‪ 0‬وإن أردت تغوص في هذا‬ ‫العلم ‪ 0‬فاطلبه من الكتب المؤثرة ‪ 0‬وباحث في السؤال أهل المعرفة } ثم‬ ‫قس بعقلك لتجد مطلوبك ‪ 0‬وأحمد معبودك ‘ وصل على رسولك ‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪٤٨٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الذكر السادس والعشرون‬ ‫فيه ذكر الكرم وعمل الأطعمة والإشارات‬ ‫صفة البخيل ‪:‬‬ ‫قال ذو الغبراء ‪ :‬سمعت قوما يتذاكرون الكرم ويتفاخرون به‪.‬‬ ‫ويفيحون بالذم للذي لا يطعم الأكابر والفقراء والمساكين‪ ،‬فسمعت مناديا‬ ‫يناديهم‪ :‬إن البخيل الذي يبخل بحق الله من ماله ولو ملك الأرض‬ ‫باقطارها‪ ،‬وأطعم اهلها وسكانها من جميع الحيوانات‘ ما سمي هذا باسم‬ ‫ما فعله بالكرامة‪ ،‬ولا نفعه عند ربه ولو افتدى بملء الأرض من ذهب ما‬ ‫قبل منه مثقال ذرة‪ ،‬وإن أعطى الله عبدا ملء الأرض وما فيها ولم يطعم‬ ‫ونقذ زكاته في محلها فقد نجا‪.‬‬ ‫فقيرا ولا مسكينا ولا يتيما ولا اسيرا‬ ‫وليس عليه سؤال ولا عقاب في مال خوله الله من النعم‪ ،‬ولا يجوز أن‬ ‫يسسًى بخيلاؤ وإن طعن فيه طاعن ولم يشب إلى الله تعالى‪ ،‬فلا شك أنه من‬ ‫الهالكين‪.‬‬ ‫وينبغي للإنسان في هذه الدنيا أن يكتسي مما يسد عورته‬ ‫وجسمه‪ .‬وياكل من الطعام ما يقوي أعضاءه‘ وياكل بشهوة أهله إلا أن‬ ‫يكون عنده ضيف أو عبدؤ فليعمل من أحسن الأطعمة‪.‬‬ ‫كيفيية تبريد الماء ‪:‬‬ ‫وهاك في الماء صفة تبريده‪ ،‬إذا أردت أن تصير الماء باردا شديدا‬ ‫عند الحر‪ .‬تأخذ جحلة أو جدوية جديدة مستعملة أو غير مستعملة‪.‬‬ ‫وتجعلها في الشمسآ إما قانمة وإما مديرة بالشمسس فإذا قويت حرارة‬ ‫‪٤٨٨‬‬ ‫الإناء من الشمس يجعل فيها الماء‪ .‬ثم يجعلها في الشمس قائمة أومانلة‬ ‫حتى يسخن الماء ثم توضع في الظل فإنه يبرد بردا‬ ‫مديرة بالشمس‘‬ ‫شديدا عجبا يعجب منه الذي لم يعلم بصناعته في ذلك الوقت ويظل باردا‬ ‫بقدر ثلاث ساعات‪.‬‬ ‫كيفية طبخ الأرز مع اللحم بالحطب ‪:‬‬ ‫وأما عمله الطعام فله أياد‪ .‬ويحتاج إلى تعليم ومعلم حتى يحسن‬ ‫التدبير في خدمة العيش والذي أحسن لعمل الرجال الأرز واللحم إن قدروا‬ ‫عليه في بلدانهم؛ وطريقة عمله أن يأخذ اللحم ويضعه في إناء ويضع‬ ‫عليه ماء وملحا وجزعا قليلا ليذهب صلوحة اللحم ثم يجعله على النار‬ ‫حتى يكون في أول نضجه ثم يجعل عليه الأبازير والسمن‘ ويحركه بآلة‬ ‫حتى تدخل الأبازير والسمن في اللحم فإذا رأيته داخله إحدره؛‘ ثم أضف‬ ‫ماء للأرز فاغسله به مرة بعد مرة وأهرق الماء ثم ضع الذرز والماء في‬ ‫الوعاء الذي يطبخه‘ فإذا ثار ارم فيه اللحم والسمن فخفف عنه النار‬ ‫عند أول نضجه‪ .‬ثم احذر الحطب أن يمس الإناء عند الطبخ؛ لأنه إن لحقه‬ ‫فربما يلحقه احتراق من قعر الاناء‪ .‬ثم ضع عليه غطاء ليرد عليه بخاره‪.‬‬ ‫وبهذا يكون النضج الأعلى كالأسفل‪ .‬فإذا يبس ماؤه احدره وأضف إليه‬ ‫السمن المقشد بالأبازير والبصل‘ وفي كرامة السمن‪ :‬صاع الأرز له من‬ ‫سمن ثم أكرم به ضيفك‪.‬‬ ‫كيفية عمل طعام لقوة الجسد من التمر ‪:‬‬ ‫وأما التمر‪ .‬فاجتهد في تصنيعه مع حصاده وكنازه‪ ،‬وإن أردت‬ ‫تعصده بالسمن للقوة في الجسدا فأخرج منه النوى والقشر إن قدرت‪،‬‬ ‫‪٤٨٩‬‬ ‫وادلكه بعضه في بعض بقدر نصف ساعة‪ .‬ثم ضعه على النار في أوعية‬ ‫الصقر واسقه بالماء وكلما جف وشرب الماء أكثر‪ .‬كان أحسن؛ لخته‬ ‫يشرب السمن أكثرؤ حتى يصير قريبا من العصيدة{ واجعل تحته نارا‬ ‫خفيفة اللهب‘ واجعل لكل من تمر رع من سمن أو ثلث من بقدر ما‬ ‫يحتاج‪ .‬ثم حركه بمحراك حتى يرشف سمنه فزده سمنا‘ ومتى لم يدخل‬ ‫فيه السمن رثنه بالماءش‪ .‬فإنه يدخل فيه‘ؤ و لا تزال كذلك حتى لا يرشف‬ ‫السمن الذي يسقى إياه ولو رش بالماء‪ .‬فهو علامة نضجه وتمامه۔ فإذا‬ ‫بلغ كذلك ففيه قوة عظيمة للجسد۔ حتى يذوب السمن فإذا نظرت السمن‬ ‫يتجارى من التمر‪ .‬فانزله عن النار وضعه في وعاء آخر‪ .‬حتى يبرد قليلا‬ ‫وياكله الإنسان‪.‬‬ ‫عمل خبز الحنطة ‪:‬‬ ‫يؤخذ قليل من لبن حامضک‪ %‬أو خل وقليل من طحين ويعجن بعضه‬ ‫ببعض‘ؤ ثم يعجن به الطحين ويترك ساعة ويخبز‪ .‬ويعزل منه قدر‬ ‫كياسين‪ ،‬فإذا أردت خبرا ثانيا فيعجن طحين الحنطة بالماء بعضه ببعضه‬ ‫فإذا أردت أن تخبز فاترك منه‬ ‫ويلقى فيه الخميرة المعزولة ويترك ساعة‬ ‫بقدر كياسين للخبز التاني والثالث والرابع والخامس ولو إلى شهر أو‬ ‫أكثر‪ ،‬وكذلك خبز خميرة الذرة بماء حار؛ ويسار بها السيرة المتقدمة‪.‬‬ ‫طريقة عمل حلوى الرطب ‪:‬‬ ‫تأخذ الناعم من الرطب مثل الخلاص وقش الزبد وما أشبههماء‬ ‫ويخرج منه القشر والنوى‪ ،‬ويوضع عليه قليل طحين ويدلك بالماء قليلا‬ ‫ويطبخ بالسمن ومتى لم يقبل السمن يرش بالماء حتى لا يقبل السمن‬ ‫‪٤٩٠‬‬ ‫ولو رشه بالماء‪ ،‬فقد تم‪.‬‬ ‫طريقة عمل حلوى الجزر«ا) الذى يحشى عوده على وجه‬ ‫الأرض‪:‬‬ ‫يطبخ بسكر حتى ينضج‪ ،‬وبحيث يكون إخراج قشره بسرعة‬ ‫فيخرج منه القشر‪ .‬ويمرس باليد ويوضع عليه طحين معجون بالماء‬ ‫ويدلك بهؤ ويوضع على النار ويطبخ بالسمن‘ ومتى لم يقبل السمن يرش‬ ‫بالماء حتى لا يقبل السمن ولو رش بالماء‪ ،‬فقد تم عمله‪.‬‬ ‫وصفات لعمل أطباق أخرى من المأكولات‪:‬‬ ‫وأما إذا كان الدقيق موجودا قي البلد فله صفات كثيرة في عمله‘‬ ‫ولكن أولى العمل للرجال أن يخمّر من الدقيق بقدر عشرة من أول الليل‬ ‫ويوضع عليه شيء من الحازر (")في أول عمله الخميرة ثم يجمع‬ ‫الخميرة والدقيق ويعجنه ويخبزه‪ ،‬وأما بعد الابتداء ففي كل يوم ياخذ من‬ ‫الدقيق المخمور قليلا‪ .‬ويجعله في الدقيق إذا أراد الخبز ويجعل في‬ ‫القيق ملحا لأن أكثر الأطعمة لا تستغني عن الملح‪ ،‬والأحسن أن يخبزه‬ ‫في الحواري وهو الصفح الذي يصنع من الطين وأحرقه بالنار‪ ،‬ثم ياكله‬ ‫بما شاء من الأحلية‪ ،‬وإن أراد أن يحلي به اللحم‪ .‬فليجتهد في تقطيع‬ ‫اللحم قطعا صغار كالدرهم أو اصغر ثم يطبخ اللحم بالماء والملح والجزع‬ ‫إلى أول نضجه ‘ هذا إذا كان من الغنم والطير ‪ 0‬وأما لحم الإبل والبقر ‪.‬‬ ‫فلايحتاج إلى ماء في أوله ‪ .‬ويخرج منه ماء يكفيه ‪ 0‬حتى يصير إلى أول‬ ‫(‪ )١‬يقصد بالجزر هنا ‪ 0‬ما يسميه العمانيون ‪ :‬الفندال ‪ 0‬وهو البطاطا الحلوة‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬اللبن‪. ‎‬‬ ‫‪٤٩١‬‬ ‫نضجها ثم يوضع عليه البصل والأبازير والسمن حتى يداخل اللحم؛ ثم‬ ‫يسكب عليه ماءآ قليلا حتى ينضجغ ثم يأكله بالاخباز‪.‬‬ ‫وفي وصفة أخرى ‪ :‬خذ اللحم وقطعه ‪ .‬وضع عليه الأبازير والملح ‪.‬‬ ‫وضعه في برمة أو صفرية ‪ .‬ثم ضع عليه غطاء وشمعه بالدقيق خوف‬ ‫أن يطلع البخار { ثم أوقد نارا في التنور } فإذا حمي اجعل البرمة داخل‬ ‫التنور ‪ 0‬وشمع التنور لئلا يطلع البخار } كعملية الشواء بقدر ثلاث‬ ‫ساعات اتركها ‪ .‬ثم اطلع البرمة فتجد فيها مرقا ولحما طيبا دون الماء ‪.‬‬ ‫وهذا من البخورات أصله ‘ ولا تجعل في البرمة ماء ‪ 0‬وإن جعلت فيها‬ ‫ماء فحسن ‘ وإن جعلت داخلها أرزا وماء ولحما ‪ 0‬وشمعتها على ما‬ ‫ذكرناه فحسن ‘ وإن طبخت اللحم في إناء حتى ينضج نضجا جيدا ‪.‬‬ ‫وجعلت تذر عليه الدقيق وتحركه بمحراك تدويرآ ‪ 0‬يدخل بعضه في بعض‬ ‫حتى ينضج الدقيق ‪ 0‬فانزله من النار وضعه في إناء آخر ‘ ثم ضع عليه‬ ‫سمنا لتحلي به } فهذا حسن ‪.‬‬ ‫وإن أخذت الدقيق ‪ 0‬ومرست التمر وصفيته من القشر والنوى ‪،‬‬ ‫وجعلته على النار في إناء‪ ،‬وذررت الدقيق عليه وعصدته بمحراك حتى‬ ‫وإن أخذت الدقيق وسكبت عليه ماء وحركته بيدك‘ ثم أخذت من‬ ‫البيض وجعلت لسدس الصاع بيضتين وحركت البيض في ماء الطحين‬ ‫حتى يصير كمثله؛ ثم جعلت منه على طوبج الحديد قليلا فإذا نضج‬ ‫اقلعتهؤ وجعلته في إناء‪ ،‬ثم أعدت العمل حتى يكمل الدقيق‪ .‬وضعت عليه‬ ‫السمن والصعسل‘ وحركته بمحراك قليلا } فذلك حسن ‪.‬‬ ‫‪٤٩٢‬‬ ‫صفة عمل مقير السمك ‪:‬‬ ‫يؤخذ مزبد التمر المغلي على النار‘ وهو أحسن من مديد الخل‪،‬‬ ‫ثم يصفى ويبرد ويلقى في جرة صيني ثم يؤخذ السمك ويضل بالماء إن‬ ‫كان جديدا‪ ،‬أو إن كان قديما يقطع قطعا كل قطعة مقدار ربع المن أو‬ ‫سدس المن‪ ،‬ويظل في الماء مقدار أثري نهار ثم يغسل ثلاث مرات إذا لم‬ ‫يكن نهر‪ ،‬ثم يرص الجلجلان والصعتر وورق الليمون غير مدقوق ويلقى‬ ‫في ذلك المديد الذي جعلته في الجرة‘ ويلقى عليه قطع السمك مصفوفة‬ ‫بمقدار ما يطلع على المديد الذي في الجرة‪ .‬ثم يلقى عليه الجلجلان‬ ‫والصعتر وورق الليمون بمقدار ما يبلغ ثلاثة أرباع الجرة‪ ،‬وكلما صفيت‬ ‫السمك في الجرة ألقي الجلجلان والصعتر وورق الليمون ثم يوضع المديد‬ ‫بقدر ما يغمر صفة السمك‪ ،‬واحذر أن تناله بيدك عند أخذك منه للاكل بل‬ ‫يؤخذ بالمغراف‪.‬‬ ‫صفة مقير الكسيف اليابس ‪:‬‬ ‫يقطع قطعا وينزع منه الجلد‪ ،‬ثم يؤخذ له خلا حامضا ويلقى في‬ ‫الجرة التي يوضع فيها‪ ،‬ويلقى عليه الفلفل والقزح والقرفة والجلجلان بعد‬ ‫سحقها‪ ،‬ثم يلقى في الكسيف المقطع‪ ،‬ويحذر عليه الأخذ باليد‪ ،‬ويؤخذ‬ ‫بالمغرفة‪ .‬هكذا كلها الإشارات والخلول تؤخذ بالمغرفة‪.‬‬ ‫صفة عمل أشار الأنبا ‪:‬‬ ‫يفلق أربع فلق لا مفلت عن بعضها ويكون متصلا ليس عاقدا‪ ،‬ثم‬ ‫يدلك بملح وجزعغ ثم يبجل ويخلط في بعضها ويجعل في بطن الأنباء‬ ‫‪٤٩٢‬‬ ‫ويوضع في قفير بعضه فوق بعض ويغطى بخصف©‘ ويجعل فوقه حصاة‬ ‫ثقيلة‪ .‬ثم يترك يوما وليلة‪ .‬ثم يخرج ويغسل بالماء الجاري بقفيره‪ 6‬ثم‬ ‫يروح في الشمس حتى تيبسه الشمس« ومن بعد ذلك يحشى بالبازير فلفل‬ ‫أحمر وجلجلان وخردل وشونيز وثوم‪ ،‬يدق جميعا سوى الشونيز والثوم‪.‬‬ ‫ثم يعجن بالخل ويحشى في بطن الأنبا‪ ،‬ثم تؤخذ لكل أنباة حبة فلفل أحمر‬ ‫وفص ثومإ فيوضع في وعاء ليس في داخله سمن ولا حديد ويشمّع عن‬ ‫الهواء والغبار بقدر نصف شهر ثم يجعل عليه الخل يكن أعلاه الخل‬ ‫مرتفعا‪ ،‬وإن شمر به فيزيده خلا ثم يشمعه بقدر شهر زمان‪ ،‬ثم يحلي به‬ ‫في العيشؤ فهذا يقيم سنين إذا لم يرشفه الهواء‪.‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫خذ جزر القعوة النضيج في الأرض وطهره بالماء‘ وقطعه كالدرهم‬ ‫واجعله في قفير ثم اجعل عليه ملحا‪ .‬وارضج عليه بالحصا يومينس ثم‬ ‫اغسله بالماء واجعله في الشمسک‪ %‬فإذا يبس اجعله في الإناء ثم ضع عليه‬ ‫الخل الحاذق مع الأبازير كالفلفل والقرفة والهيل والقرنفل والقزح‪ ،‬وإن‬ ‫جعلت فيه الزبيب فحسن& وأسكنه وشمعه لئلا يرشفه الهواء‪ .‬ويحتاج‬ ‫نضجه إلى شهر زمان‪ ،‬وإن يبس الخل‘ زذه من الخل حتى تراه أعلا الخل‬ ‫من الأذشار؛ وحلي به في العيش‘ فهذا لهضم الطعام واحذر أن يرشفه‬ ‫الهواء‪ ،‬فإنه يعيش أشهر وسنين وكذلك إن طبخ اللحم والملح والثوم‬ ‫والقزح۔ فاذا اسكنته في الإناء‪ .‬ولم يرشفه الهواء والغبار‪ .‬فإنه يعيش‬ ‫مدة‪.‬‬ ‫وأما البصل‪ :‬فيزال قشره اليابس وعروقه‘ ويسكن في الوعاء‪.‬‬ ‫‪٤٩٤‬‬ ‫ثم يسكب عليه ماء اللومي مصلولا بخرقة عن البذر بقدر ما يعلوه‪ ،‬ثم‬ ‫يشمع عن الهواء‪ ،‬وهذا يعيش سنة أو أزيد‪ ،‬وهذه الإشارات حلاء للطعام‪.‬‬ ‫ومما قال خميس البهلاني البيت الأول ؛ والبيت الثاني لمحمد‬ ‫العيسائي ‪ 0‬في مدح الأطعمة ‪:‬‬ ‫ستمْن يُدنى كل ذاك ليا‬ ‫ومن‬ ‫من لي بارز ومتي نعد‪ ,‬قليا‬ ‫آمنا مين كل ما خشيا‬ ‫يعيش‬ ‫أدعو له بالرضى من ذي الجلال وأن‬ ‫ولحم دجاج صاح قد عليا‬ ‫كاف‬ ‫وإن تصر هذا فالخبيزلنا‬ ‫ذا سخينا طيبا هنيا‬ ‫يكون‬ ‫أو صحن دلوك فدهي وأرغفة‬ ‫ولم يكن ذاك بالدينار قد شريا‬ ‫من البلوج ومن نزوى صنيعه‬ ‫لمن بثوب الطوى قد ظل مكتسيا‬ ‫فإن في ذلكم سدا ومقتنعا‬ ‫ومنه ما من من معروفه رضيا‬ ‫ولاجناح عليه بعذ جهدته‬ ‫يوما أبو عمره إن جاء معتديا‬ ‫فليس يوهيك إن القمته أكلا‬ ‫جاء مصطبحا أو جاء ممتسيا‬ ‫نعم وليس لموسى عنده إن‬ ‫لو ظل يدأبً بالقصرين لم ينيا‬ ‫كلا ولا أبدا تخشى بوادره‬ ‫وقال الشيخ ناصر بن جاعد ‪:‬‬ ‫وماء وليمون وملح وقاشع‬ ‫معيشتنا خبز لغالب وقتنا‬ ‫قانع ‏(‪(١‬‬ ‫هو‬ ‫للذي‬ ‫فيا حبذا‬ ‫فان حصلت مع صحة الجسم والتقى‬ ‫‏‪ ١‬لذعيان بلختلاف يسير ‪:‬‬ ‫هذين البيتين في ‪:‬تحفة‬ ‫الإمام السالمي‬ ‫‏) ‪ (١‬روى‬ ‫وماء وليمون وملح وقاشع‬ ‫حبذا هذا لمن هو ققع‬ ‫فيا‬ ‫فان حصلت مع صحة النفس والتقى‬ ‫قصة الملك مع الغريب ‪:‬‬ ‫والنية لكرامة الضيف يجعلها لله لا للجاه ‪ .‬وحدثني رجل عن ملك‬ ‫تخلق بأخلاق أصحاب الكرم ‪ 0‬والفقراء لا يستطيعون على الدخول إلى‬ ‫حصنه ؛ لأن الأبواب عليها أقفال وخراس ‘ فلا يدخل أحد إلا بإذن من‬ ‫الملك‪ ،‬وخصوا بهذا الدخول أهل الأمر‪ .‬وأما الفقراء ففي الجوع والعراء‪،‬‬ ‫فجاء رجل غريب وسأل عن الملك فلم يبلغ الملك عن الغريب‪ ،‬ثم نزلت‬ ‫على الملك مصيبة باهلهش فخرج إلى المقبرة فجاء عنده الغريب وصافحه‬ ‫وعزاه‘ وقبض يد الملك وقال‪ :‬الكريم يعطي الناس دون سؤال‪ ،‬وإن‬ ‫سألوه فلا يؤخر بعد المطالبة‪ .‬فخلع عليه الملك من ساعته كسوته‬ ‫وسلاحه ودبر الملك كسوة وسلاحا له‪ ،‬ثم سأله عن داره وعن أي منزل‬ ‫نازل في البلد فأخبره بذلك‘ ثم ندب إليه الملك في اليوم الثاني بمانة‬ ‫حرف© وفي اليوم الثالث كذلك‘ فقال الغريب للرجل الذي يأتي له‬ ‫بالحروف‪ :‬قل للملك‪ :‬إن الغريب سافر وأما الفقراء فلا قدرة لهم على‬ ‫الوصول إليك‪ ،‬فاخبر الرجل الملك بقول الغريب‘ فنصب الملك مقاما في‬ ‫البرية للفقراء وجعل لنفسه عادة كل يوم ينزل في المقام لحاجة الفقراء }‬ ‫وزيه كزي الفقراء ويبتدنهم بالصباح ‪ 0‬ويقضي حوانجهم ‪ 0‬ويسأل مولاه‬ ‫القبول ‪ 0‬فهذا طبع أهل المكارم لا كأهل المظالم ‪ 0‬ولكن يجب على العامي‬ ‫أن يسال العالم ‪ 0‬حتى يكون في زمانه هو الكريم السالم } وبالأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر قائم ‪.‬‬ ‫‪٤٩٦‬‬ ‫‪:‬جل‪:‬إلا‪.‬‬ ‫الجزء الأول من كتاب ‪:‬‬ ‫" شفاء القلوب من داء الكروب ""‬ ‫ويلية ‪ -‬إن شاء الله تعالى ‪ -‬الجزء الثاني‪.‬‬ ‫ويبدأ بالذكر السابع والعشرون ‪:‬‬ ‫في ابتداء خلق الإنسان ‪ 0‬وما له من‬ ‫الأحكام والميراث ‪ 0‬وفيه ذكر الذرزاق‬ ‫والبركات قي الحيوانات والجمادات‬ ‫‪٤٩٧‬‬ ‫الفهرس‬ ‫م‬ ‫الموضوع‬ ‫نبذة تعريفية عن المؤلف والكتاب للدكتور سعيد بن عبد الله العبري‬ ‫> | > | > | > | < | < | ھ | ھ‬ ‫ه اولا ‪ :‬ترجمة الشيخ خميس بن راشد العبري‬ ‫‪ -‬نسبه ولقبه‬ ‫۔ مولده‬ ‫نشأته‬ ‫۔‬ ‫‪ -‬حياته الإجتماعية‬ ‫_ رحلاته وشيوخه‬ ‫‪ -‬صلته بالشيخ ناصر بن جاعد الخروصي‬ ‫حے‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫_ عبادته‬ ‫هے‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ _-‬وفاته‬ ‫هے‬ ‫‪٠‬‬ ‫ثناء اللماء عليه‬ ‫_‬ ‫ثانيا ‪ :‬التعريف بالكتاب ‪ :‬ا" شفاء القلوب من داء الكروب ''‬ ‫ه‬ ‫حے‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫ص‬ ‫۔ قضايا الكتاب‬ ‫حص | ح‬ ‫م‬ ‫۔ الهدف من تأليف الكتاب‬ ‫| ح | ح‬ ‫| » | »‬ ‫‪ -‬طريقته في التأليف‬ ‫‪ -‬أسلوبه في التأليف‬ ‫| ح |‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪ -‬فهرس الموضوعات‬ ‫الذكر الأول ‪ :‬في مبتدا الكتاب ‪ 0‬وفيه مسائل من الشرع ثم يقفوها‬ ‫ه‬ ‫»٭‪+‬‬ ‫»«‬ ‫كلام مما يسلي القلوب ‪ 0‬ومن بعده مسالة في الفلك ‪ 0‬وفيه من‬ ‫الطب لاشتقاق الرجلين ‪ 0‬ودواء للبواسير وللقروح وللجروح ‏‪٥‬‬ ‫ولخروج المقعدة وللحكة والجرب والسلاق ولقتل الدود ولعلة‬ ‫الصدر ‪ 0‬وفيه ثلاث مسائل لرؤيا المنام ‪.‬‬ ‫‪٤٩٨‬‬ ‫الموضوع‬ ‫‪ -‬سبب تأليف الكتاب‬ ‫‪ -‬في الطب دواء تشقق اليدين والرجلين وغيره‬ ‫‪ -‬مسانل في الفقه‬ ‫‪ -‬مسألة شرعية ‪ :‬هل يجوز الزواج بالتي زنا بها وهو صبي أو‬ ‫مشرك ؟‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫‪ -‬في الرؤيا‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫ه الذكر الثاني ‪ :‬في العلم ‪ 0‬وفضائل العلماء والمتعلمين ‪ .‬وفي الحث‬ ‫على طلبه ‪ 0‬وفيه مسانل من الطب للحفظ ‪ 0‬وبما يحتاجه للقراءة‬ ‫والكتابة ‪ .‬ومسألة لاختيار التعليم من الفلك ‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪ -‬فضل العلم والعلماء وآداب المتعلم ‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪ -‬ما يعين على الحفظ‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫الذكر الثالث ‪ :‬في العقل ولخدمة السمع والبصر والشم والذوق‬ ‫واللمس ‘ وذكر الأعداء إبليس والدنيا والهوى ودفعهم بضدهم‬ ‫بالعقل والزهد والتقوى‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫في العقل وأهميته للجسم والروح‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫يه الذكر الرابع ‪ :‬جواب الشيخ ناصر في الرد لمن يدعي نزول الوحي‬ ‫عليه ويأتي إليه بقرآن من العلي الأعلى‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫الذكر الخامس ‪ :‬في ابتداء خلق الإنسان ‪ 0‬وفيه حق الوالدين ‏‪٥‬‬ ‫&‬ ‫وفيه في الحث لطلب التزويج ‪ 0‬وما يستحب من ذلك { وفي آداب‬ ‫المجامع ‪ .‬وفيه من الأدهان والأكل للمقويات ‪ 0‬وفي الكتابة‬ ‫للمحبة ‪ ،‬وفيما يجوز العمل للرجال والنساء عن العنت ‪ ،‬وآداب‬ ‫الزوجين والصبر‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫۔ في ابتداء خلق الإنسان‬ ‫‪٤٩٩‬‬ ‫الموضوع‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫۔ حق الوالدين‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫‪ -‬الحث على الزواج‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫‪ -‬معايير اختيار الزوجة‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫آداب الجماع‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫۔ اتخاذ الأسباب التي تعين على المحبة‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫آداب الزوجين‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫ه الذكر السادس ‪ :‬ذكر ما يدخل على القلب من البغض والكره ‪.‬‬ ‫وفيه تفضيل الأنثى ‪ 0‬وتكوين الجنين في بطن أمه ‪ 0‬وفيه ما يلزم‬ ‫المرأة من الاعتقاد ‪ .‬وفيه ذكر ما يسقط عنها من الفروض ‪،‬‬ ‫وفيه ذكر شهواتهن والصبية التي تطيق الجماع ‪ 0‬وفي ثبوت‬ ‫غيرها وما يجب لها وعليها‪ .‬وفيه ذكر الأدوية لتحريك‬ ‫شهواتهن { وذكر السحاقة والسحق ‘ وفيه دلانل المرأة الصالحة‬ ‫وما يعمله عند الجماع ‪ 0‬وبما يجب على المرأة من قول الرسول‬ ‫() والصحابة ‪ .‬وفيه ذكر أقذارهن ودانهن ودوانهن ‪ 0‬وفيه‬ ‫ذكر الحمل ‘ والتي لا تحمل ‘ ودواء ذلك ‘ وفيه ذكر إدرار‬ ‫الحيض وقطعه ‪ .‬وفيه لسقط الجنين وإثباته ‪ .‬وآخره ما يستحب‬ ‫لها من الأداب في حق الزوج‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫‪ -‬ما يدخل على القلب من البغض والكره‬ ‫‪١ ٠ ٠‬‬ ‫ابتداء خلق الجنين في بطن أمه‬ ‫‪١ . ٢‬‬ ‫‪ -‬ما يلزم المرأة من الاعتقاد‬ ‫‪١ ٠ ٣‬‬ ‫‪ -‬ما قيل في شهوات النساء‬ ‫‪١ ٠٦‬‬ ‫۔ ما يحرك الشهوات‬ ‫‪١ ٠٨‬‬ ‫۔ صفات المرأة الصالحة‬ ‫‪١ .٩‬‬ ‫آداب معاشرة الزوج‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫‪ -‬ما يكره من المرأة ودواء ذلك‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‏‪١٢٠‬‬ ‫‪ -‬الأدوية التي تعالج بها المراة التي لا تحمل‬ ‫‏‪١٢١‬‬ ‫‪ -‬الأدوية التي يعالج بها لإسقاط الجنين وإدرار الحيض وقطعه‬ ‫‏‪١ ٢٢‬‬ ‫۔ أحكام الحيض وحقوق الزوج‬ ‫الذكر السابع ‪ :‬اوله في علم الأبدان في ذكر الاحتقان والاحتصار ‪ [ 0‬‏‪١٣١‬‬ ‫ودلائل مما يصلح الأجسام ‪ 0‬وفيه من أحاديث الشجعان ‪ 0‬وفي‬ ‫صفة اخلاق الصالحين ‪ .‬وقصيدة من قول الشيخ عامر بن علي‬ ‫لما يرجوه من الصلاح بذكر فيها ‪ .‬وأوردت من قول العلماء من‬ ‫الاثر على معاني المذكور في الشعر وفيه صلاة الجمعة‬ ‫والشهداء وناكح الدواب والنساء ‪ .‬وما يدرا عنه الحد على‬ ‫المكروه ‪ .‬وذكر في العقل والجهاد ‪ 0‬وفيه مدح المسلمين من‬ ‫قول الشيخ محمد بن محبوب (رحمه الله)‬ ‫‏‪١٣١‬‬ ‫۔ دواء الاحتقان والاحتصار‬ ‫‏‪١٣٤‬‬ ‫‪ -‬ما يعين على إصلاح الجسم‬ ‫‏‪١ ٣٥‬‬ ‫‪ -‬صفات الشجعان والصالحين‬ ‫‏‪١٣٨١‬‬ ‫‪ -‬قصيدة تحفة الأصاغر للشيخ عامر بن علي العبادي وتعليق عليها |‬ ‫‏‪١ ٤٧‬‬ ‫‪ -‬بعض الأحكام في صلاة الجمعة والشهداء والجنايات‬ ‫‏‪١٤٩‬‬ ‫۔ شرف العقل ومنزلة العقلاء‬ ‫‏‪١ ٤‬‬ ‫‪ -‬مدح المسلمين في حضرموت للشيخ محمد بن محبوب‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫الذكر الثامن ‪ :‬في الفرح والحزن ‪ 0‬والسلوك الحسن ‪ ،‬ومكائد‬ ‫النساء ‪ 0‬وشيء من الأدوية لكسر العظام ودواء لوجع الخادع‬ ‫الذي عرق بين الأذن والعين ‪ 0‬ودواء لصمم الأذنين ت ولدرح‬ ‫الماء في العين ‪ 0‬ولحرق النار في الفم ‪ 0‬ولوجع اللثة ء‬ ‫وبخورات الفم ‪ .‬وأدوية لوجع السنان ‪ 0‬وأدوية مما تقوي‬ ‫القلب‘ ولحسن الصوت ‘ ومما يسمن الإنسان ‘ ونفقة النساء ‏‪٠‬‬ ‫ولشرب الدواء لطرح الحمل ‏‪ ٥‬وأحكام لذلك ‪ 0‬وأدوية التي تقوي‬ ‫الباءة ‪ .‬ولتضييق الرحم ‪ .‬ومما يعين على طرحه ‪ .‬مع تمام‬ ‫قصة المرأة التي واقعت بعلها‬ ‫الموضوع‬ ‫‪١٥٦‬‬ ‫‪ -‬الفرح والحزن والسلوك الحسن‬ ‫‪١ ٥٨‬‬ ‫مكائد النساء‬ ‫‪١٩‬‬ ‫۔ دواء الكسر‬ ‫‪١ ٦١‬‬ ‫۔ دواء لوجع الخادع‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫‪ -‬دواء لدرح الماء في العين‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫۔ أدوية لأمراض الفم واللثة والأسنان‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫‪ -‬الأدوية التي تقوي القلب وتسمن‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫۔ في نفقة النساء‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫‪ _-‬عقوبة الإجهاض وأدوية لطرح الحمل‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫‪ -‬الأدوية التي تقوي الجنس‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫ه الذكر التاسع ‪ :‬فيه شيء من أخبار الجهلاء وشيء من أخبار‬ ‫العقلاء وشيء من الأدوية للجراح وللضرب‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫‪-‬۔ من أخبار الجهلاء‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫۔ من أخبار العقلاء‬ ‫‪١ ٨٢‬‬ ‫الذكر العاشر ‪ :‬فيه ذكر العالم المتعنت الذي أسكره حب الدنيا ‪.‬‬ ‫ة‬ ‫وفيه سبع مسائل للنصارى قد سألوا الشيخ العالم ناصر بن ابي‬ ‫نبهان فاجابهم فيها ‪ .‬المسالة الأولى ‪ :‬عن اهل عمان كلهم‬ ‫اباضيون أم لا ؟ ‪ .‬والثانية في المولود ‪ .‬والثالثة عن القهوة ‪.‬‬ ‫والرابعة الفرق التي تقاربنا ‪ 0‬والخامسة في الدين ‪ 0‬والسادسة‬ ‫عن هاروت وماروت ‘ والسابعة عن الصلاة على النبي () ‏‪٨‬‬ ‫وفي الغانب والمفقود ‪ 3‬وفي الوضوء والتيمم للصلاة ‪ .‬وفي‬ ‫طلاق الصبية ومعرفة بلوغها ‘ وفي الحكم ‪ .‬وفي ذكر طاعن‬ ‫الصحابة والرد عليه } وفيه رسالة الشيخ أبي نبهان ‪ 0‬وجوابات‬ ‫من المسلمين‬ ‫الموضوع‬ ‫‪ -‬العالم المتعنت الذي أسكره حب الدنيا‬ ‫۔ المسائل التي سنل عنها الشيخ ناصر بن أبي نبهان‬ ‫۔ المسالة الأولى ‪ :‬هل أهل عمان كلهم على مذهب الاباضية ؟‬ ‫‪ -‬المسالة الثانية ‪ :‬في أحكام المولود‬ ‫‪ -‬المسألة الثالثة ‪ :‬حكم شرب القهوة‬ ‫‪ -‬المسألة الرابعة ‪ :‬المذاهب الأقرب إلى الاباضية‬ ‫‪ -‬المسألة الخامسة ‪ :‬المسانل الفكرية التي وقع الخلاف فيها‬ ‫_ فصل في بيان خروج المحكمة عن علي بن أبي طالب‬ ‫‪ -‬بيان في احتجاج المحكمة‬ ‫‪ -‬بيان في نسب المذهب الأباضي إلى عبد الله بن أباض‬ ‫‪ -‬المسائل الخلافية بين الأباضية والشيعة‬ ‫‪ -‬بيان في اختلافنا نحن والشيعة في هذه الأمور‬ ‫‪ -‬المسائل الخلافية بين الذباضية والمعتزلة‬ ‫‪ -‬مذهب محمد بن عبد الوهاب النجدي‬ ‫‪ -‬المسالة السادسة ‪ :‬مسألة هاروت وماروت‬ ‫۔ المسألة السابعة ‪ :‬معنى الصلاة على الرسول (ة;خ)‬ ‫۔ الفرق بين الغانب والمفقود‬ ‫‪ -‬مسانل فقهية في الطهارة والصلاة والمساجد‬ ‫‪ -‬في أحكام الصبية‬ ‫‪ -‬رسالة الشيخ جاعد في أشد الفرق على المسلمين‬ ‫‪ -‬رسائل من العلماء إلى المؤلف وغيره من المشانخ‬ ‫ه الذكر الحادي عشر ‪ :‬أوله ذكر منازل القمر السعيدة للسفر ‪ .‬وفيه‬ ‫دواء للحفظ ‪ .‬وفيه ما يجوز أخذه من ماء الآبار والأنهار ‪ .‬وفي‬ ‫التيمم والصلاة مع الشدة ‪ 0‬وفيه في الدماء والفروج ‪ 0‬وفيه ذكر‬ ‫العنين وضعيف الباه وسبب عللهم ودواؤهم ‪ .‬وفيه علة الجذام‬ ‫ودواؤها ووسمها أجارنا الله منها‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫۔ منازل القمر السعيدة للسفر‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫وصفة دواء للحفظ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢٧٣‬‬ ‫‪ -‬ما يجوز أخذه من مياه الآبار والأنهار‬ ‫‪٢٧٣‬‬ ‫۔ بعض احكام التيمم والصلاة وآداب الألفة‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫‪ -‬مسانل في الدماء والديات والفروج‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫‪ -‬العنين وضعيف الباه وسبب عللهم ودواؤ هم‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫‪ -‬داء الجذام وسببه ودواؤه‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫ه الذكر الثاني عشر ‪ :‬أوله توبيخ والثاني في ذكر الحلال والحرام ‏‪٥‬‬ ‫وفيما ينقض الصيام وتر غيب القيام ‪ 0‬وفيه مما يعين من الطيب‬ ‫على صلا الأجسام وكفاف شهوة النفس عن الحرام ‪ 0‬وفيه دلائل‬ ‫من الفلك لمن طلب النكاح ‪ 0‬وفي ليلة القدر ‘ وفيه دلانل لبلوغ‬ ‫المراد ‪ .‬وآخره بذكر الجنة وما فيها والحور العين‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫‪ -‬توبيخ النفس‬ ‫‪٢٩٢‬‬ ‫۔ أحكام الصيام‬ ‫‪٢٩٤‬‬ ‫‪ -‬دلائل من الفلك لمن طلب الزواج‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫۔ كيفية معالجة بعض الأورام والأمراض‬ ‫‪٣٠١‬‬ ‫‪ -‬ليلة القدر وعلاماتها‬ ‫‪٣٠ ٢‬‬ ‫دلانل لبلوغ المراد‬ ‫‪٣٠٦‬‬ ‫‪ -‬وصف الجنة وما فيها من الحور‬ ‫‪٣١٤‬‬ ‫ه الذكر الثالث عشر ‪ :‬في الفزع الأصغر والحذر عن العجلة وفي‬ ‫الوعظ والزجر والفزع الأكبر } وفيه ذكر الموت والنار وما فيها‬ ‫أعاذنا الله منها‬ ‫‪٣١٤‬‬ ‫‪ -‬الفزع الأصغر والحذر من العجلة في الأمور‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‏‪٣١٩‬‬ ‫‪ -‬وعظ وزجر من الفزع الأكبر‬ ‫‏‪٣٢٣‬‬ ‫ه الذكر الرابع عشر ‪ :‬ذكر الأدب في الأكل والشرب & وفيه تفسير‬ ‫آية مماثلة بين الإنس وبين من لا يعقل من ذوات الأرواح ‏‪٥‬‬ ‫وسبع حكايات في الخدعة والسرقة‬ ‫‪٣٢٣‬‬ ‫‪ -‬آداب الأكل والشرب وتفسير آية‬ ‫‪٣٢٨‬‬ ‫۔ حكايات هادفة‬ ‫‪٣٣٤‬‬ ‫الذكر الخامس عشر ‪ :‬أوله في الحث على طلب الحج وفي من‬ ‫لزمه ومن لا يلزمه ‪ ،‬وفيه توبيخ لذي الغبراء فاجاب لمن وبخه‬ ‫في ذلك ‪ 0‬وفيه قصة حاوية من مسائل الشرع والطب ‪ .‬وفيه‬ ‫قصة حسن سيرة بعض من الملوك للمتقرب معهم ‪ .‬وفيه فضائل‬ ‫الحج وما جعل للحاج من الثواب ‪ 0‬وفيه دعاء وتضرع ‪ .‬وفيه‬ ‫قصة الرجل والمرأة وابنتهما الصالحين وما لها من الأمثال في‬ ‫طلب الحلال لسلامة الحال والمال‬ ‫‪٣٣٤‬‬ ‫‪ -‬الحث على الحج وبعض احكامه‬ ‫‪٣٤٢‬‬ ‫‪ -‬حسن السيرة مع الملوك والأمراء‬ ‫‪٣٥١‬‬ ‫ه الذكر السادس عشر ‪ :‬فيه ذكر الرجل الذي طلب الملك فبغفى وغير‬ ‫ونزعه الله عنه ‘ وفيه قصة لتدبير أمر الملوك والتحكيم بين‬ ‫الخصمين ‪ .‬وفيه قصة لخدانع الأمراء واعتبار دخول الوزراء‬ ‫الأمناء والخونة ‪ .‬وفيه قصة الذي تكلم في الذمر قبل وقوعه ‪.‬‬ ‫وفيه من تفاسير الرؤيا‬ ‫‪٣٦٠‬‬ ‫ه الذكر السابع عشر ‪ :‬أوله في الطب عموما ‘ وفيه بيان الطل وفي‬ ‫طبانع الأدوية المشهورة والمستورة ‪ .‬وفيه قطع الحديد وقلع‬ ‫الطبوعات من الثياب ‪ 0‬ومما يهرب منه الفار والنمل والزنابير ‪.‬‬ ‫وفيه ذكر عمل المداد ‪ 0‬وفيه مسائل من الشرع في التزويج‬ ‫والدخول والطلاق والرد وفي حكم الطريق الجائز الجادة وغير‬ ‫الجادة وفي الوصية إذا كان الورثة أيتاما أو أغيابا ومسألة في‬ ‫الصلاة‬ ‫الموضوع‬ ‫_ في الطب‬ ‫‪ -‬أسماء بعض العلل ودواؤها‬ ‫_ مسائل في الزواج والطلاق والوصية‬ ‫‪ -‬بعض أحكام الصلاة‬ ‫ه الذكر الثامن عشر ‪ :‬فيه سؤالات حشوها أخبار ومسائل في الطب‬ ‫ولإخراج الشوك ‪ ،‬وفي الأديان والأحكام فيما جرى في الزمان‬ ‫من قتن وأمان في السيوح والبلدان ‪ 0‬وذلك في عصر الشيخ‬ ‫محسن بن زهران ‪ .‬وفي ذكره بالنثر والنظم من فصحاء عمان‬ ‫‪٣٨٦‬‬ ‫‪ -‬مسانل في الطب والفقه‬ ‫‪٣٩٤ .‬‬ ‫ذكر سيرة الشيخ محسن في شق ساقية الرس (الخصب)‬ ‫ودفاعه عنه‬ ‫يه الذكر التاسع عشر ‪ :‬فيه ذكر ما جرى على صاحب ذي الغبراء في‬ ‫زمانه ‪ 0‬وما نزل به من الحزن من مصيبات اولاده ‪ 0‬وقد ذكروها‬ ‫الاشياخ بالنظم‬ ‫‪٤ ١ ٠.‬‬ ‫‪ -‬بيان حالته الإجتماعية‬ ‫‪٤١١‬‬ ‫‪ -‬ما قيل شعرا في وصف بلد الحمراء‬ ‫‪٤ ١ ٢‬‬ ‫۔ ميزات بلدة المسفاة وما قيل فيها شعرا‬ ‫‪٤١٤‬‬ ‫‪ -‬ما قاله الشعراء رثاء لأولاده‬ ‫‪٤٢١‬‬ ‫‪ -‬تضرع إلى الله ووعظ وتذكير‬ ‫‪٤ ٢ ٥‬‬ ‫ه الذكر العشرون ‪ :‬في ضعف تدبير أهل الأمر ‪ .‬وانحطاط منازلهم‬ ‫العليا إلى الدرجة السفلى بنزول البلاء عليهم‬ ‫‪٤٣١‬‬ ‫الذكر الحادي والعشرون ‪ :‬فيه دليل من الفلك لحفر الآبار‬ ‫والأنهار‪ .‬ولابتداء عمل البنيان ‪ 0‬وفيه يماثله من الأخبار‬ ‫والمسائل في الحضر والسفر في البر والبحر ‪ .‬وفيه اخبار عن‬ ‫المبتلى بالنساء والأمراء والأموال ‪ 0‬وآخره في الوعظ والزجر ‪8‬‬ ‫|‬ ‫وما جاء في ذلك عن الأوائل‬ ‫‪٤٣١‬‬ ‫‪ -‬الاستدلال بعلم الفلك عند حفر الآبار والأنهار‬ ‫‏‪ ١‬لموضوع‬ ‫ه الذكر الثاني والعشرون ‪ :‬في المواعظ والزجر والتوبيخ وصفة‬ ‫ابتداء الزهد‬ ‫ه الذكر الثالث والعشرون ‪ :‬فيه ذكر إقامة شهادة النسب ‪ .‬ومنزلة‬ ‫الفقير وما لزمه وأصابه في زمانه وما جرى عليه من المسائل‬ ‫أكثرها ما يلزم فاعله بالخطا‬ ‫‪٤٦٦‬‬ ‫ه الذكر الرابع والعشرون ‪ :‬فيه ذكر العالم والمتعلم ‪ 0‬والمتزوج‬ ‫والذي ليس متزوج ‘ وقصص من المسائل الشرعية في الأديان‬ ‫‪٤٧١٦‬‬ ‫الذكر الخامس والعشرون ‪ :‬فيه نصيحة الإخوان والتدريج‬ ‫للمقاربة‪ .‬وترخيص فرق أهل القبلة ‪ 4‬وضعف العلماء {‪ 0‬ودلائل‬ ‫لحسن التدبير في الحضر والسفر ‘ وفيه من إحسان سيرة‬ ‫الملوك‪ .‬وشيء من المسائل في النساء‪ ،‬ومسألتان في الميراث‬ ‫وفي المفقود والغانب والحكم في مالهم والزوجات‬ ‫‪٤٨٨‬‬ ‫الذكر السادس والعشرون ‪ :‬فيه ذكر الكرم وعمل الأطعمة‬ ‫والإشارات‬ ‫‪٤٨٨‬‬ ‫۔ صفة البخيل‬ ‫‪٤٨٨‬‬ ‫‪ -‬كيفية تبريد الماء‬ ‫‪٤٨٩‬‬ ‫۔ كيفية طبخ الأرز مع اللحم بالحطب‬ ‫‪٤٨٩‬‬ ‫‪ -‬كيفية عمل طعام لقوة الجسد من التمر‬ ‫‪٤ ٩.‬‬ ‫۔ عمل خبز الحنطة‬ ‫‪٤ ٩.‬‬ ‫‪ -‬صفة عمل حلوى الرطب‬ ‫‪٤٩١‬‬ ‫‪ -‬طريقة عمل حلوى الجزر الذي يحشي عوده على وجه الأرض‬ ‫‪٤٩١‬‬ ‫۔ وصفات لعمل أطباق أخرى من الماكولات‬ ‫‪٤ ٩٢‬‬ ‫‪ -‬وفي وصفة أخرى‬ ‫‪٤٩٣‬‬ ‫۔ صفة عمل مقير السمك‬ ‫‪٤٩٢‬‬ ‫‪-‬۔ صفة مقير الكسيف اليابس‬ ‫الصفحه‬ ‫‪7‬‬ ‫الموضوع‬ ‫‏‪٤٩٣‬‬ ‫۔ صفة عمل أشار الأنبا‬ ‫‏‪٤٩٤‬‬ ‫۔ طريقة أشار الجزر‬ ‫‪٤٩٩٦‬‬ ‫‪ -‬قصة الملك مع الغريب‬ ‫‪٤٩٨‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫& الفهرس‬