صيدا لبحر وطعامه صيد البحر وطعامه ٣ الحمد لله، وصلاة الله وسلامه على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. فضيلة الأستاذ الدكتور/ الشيخ أحمد خالد بابكر الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: ١٤٣٦ ه /١/ فقد تلقيت ببالغ الشكر والتقدير رسالتكم المؤرخة ١٧ ٢٠١٤ م، وقد أبديتم فيها رغبتكم في إجابتي على بعض /١١/ الموافق ١٠ الأسئلة، فهاكم الجواب عليها حسب ترتيبها: ش؟  ا  ن و  ا  ٴ ال الأول: أ  ا الجواب/ الحكم على الشيء فرع تصوره، وهذا يعني ضرورة تحديد ماهية الحيتان وسمك القرش، أما الحيتان فجمع حوت، وقد دل القرآن الكريم أن الحوت جنس من السمك منه ما يكون صغيرا ومنه ما يكون ÍÌË﴿ : ضخما، ففي قصة سفر موسى وصاحبه قال تعالى الكهف: ٦١ ، وهو يعني أن ﴾ÕÔÓÒÑÐÏÎ الحوت كان طعامهما أو إدامهما، وقد أخذاه معهما، فهو بلا ريب كان صيد البحر وطعامه ٤ صغير الحجم بحيث تزوداه في زادهما، وفي قصة يونس عليه السلام قال wv❁tsrqp❁nmlk﴿ : تعالى الصافات: ١٤٢ ١٤٤ ]، وذلك يعني أنه كان من الأسماك ] ﴾{zyx الضخمة وإلا لما هان عليه أن يزدرد إنسانا إلى جوفه كأنما يبتلع حبة من طعام. وقد وقع الخلاف بين أهل اللغة هل الحوت هو السمك مطلقا أو أنه يطلق على السمك الضخم. الحوُت:ُ معروف.ٌ والجمع: الحيِتان وُهو » :(٢٨٢/ ففي العين للخليل ( ٣ فتراه فسره بالسمك وهو يعني أنه يطلق على جميع أنواعه، وفي .«ُ الس مكَ الحوت: السمكة، وفي المحكم: الحوت: » : ٢٦ ) ما نصه / اللسان ( ٢ .« السمك، معروف وقيل: هو ما عظم منه، والجمع أحوات، وحيتان الحوت السمكة والجمع الحيتان، قلت: » :(٦٧/ وقال في المختار ( ١ Ï﴿ : وهكذا قال الأزهري، ويؤيد قوله مطلق السمكة قوله تعالى الكهف: ٦١ ] والمنقول في الحديث الصحيح أنها كانت سمكة في ] ﴾Ð مكتل وما ظنك بزوادة اثنين خصوصا موسى وصاحبه، وأدل من هذا قوله الصافات: ١٤٢ ] فإنه يدل على صحة إطلاق الحوت ] ﴾lk﴿ : تعالى على السمكة الكبيرة لا على حصر مسمى الحوت فيها كما يظنه العامة .« وقال ابن فارس الحوت العظيم من السمك حيوان بحري » : عن الحوت أنه « الموسوعة العربية العالمية » وجاء في ضخم يشُبه السمكة إلى حد كبير. ولكن الحيتان ليست أسماكاً؛ لأنها تنتمي صيد البحر وطعامه ٥ إلى مجموعة الحيوانات التي تعُرف بالثدييات البحرية. والحيتان مثل بقية الثدييات؛ من ذوات الدم الحار، وتتنفس الهواء الجوي برئاتها، وتلد، وترضع صغارها. هذا بالإضافة إلى أنها تمتاز بدماغ يجعلها من أكثر الحيوانات ذكاء.ً ثم قال: أنواع الحيتان عديدة؛ فمنها العنبر الأزرق الذي يعد أضخم حيوان يعيش على ظهر الأرض، حيث يصل طوله أحياناً إلى ٣٠ م ووزنه إلى أكثر من ٢٠٠ طن متري. وهناك أنواع من الحيتان أصغر من ذلك بكثير، مثل الدلفين الأبيض الضخم (البيلوجا) وحوت النرولْ الذي يبلغ طوله ما بين ٣ ٥م. والحيتان تشبه السمك من حيث الشكل العام، ولكنها تختلف عنه في وجوه كثيرة أهمهّا الذيل. فالزعانف الذيلية في السمك رأسية (علوية وسفلية) أما في الحيتان، فالزعانف الذيلية أفقية. والسمك يتنفس عن طريق الخياشيم التي تمتص الأكسجين الذائب في الماء، أما الحيتان فلها رئات، ويجب أن تصعد إلى سطح الماء لتتنفس لفترات طويلة، فأحد أنواع الحيتان ويعرف بحوت العَنْبرَ يمكنه التوقف عن التنفس لمدة تصل إلى ٧٥ دقيقة. والحيتان مثل بقية الثدييات تلد صغاراً تتغذى بالحليب الذي تدره الأم، بينما يبيض معظم السمك ولا يقوم بتغذية الصغار بعد الفقَسْ. والحيتان أيضاً من ذوات الدم الحار؛ أي أنها تحافظ على ثبات درجة حرارة أجسامها مهما تغيرت درجة حرارة البيئة المحيطة. أما السمك كله تقريباً فمن ذوات الدم البارد؛ أي أن درجة حرارة الجسم تتغير بتغيرّ درجة اه .« حرارة الماء الذي يعيش فيه السمك صيد البحر وطعامه ٦ وهذا الوصف إنما ينطبق على مثل الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام، ولكنه لا ينطبق على حوت موسى عليه السلام وصاحبه، بهذا يتبين لنا أن الحوت جنس تندرج تحته أنواع متعددة، وهو مما يؤيد قول من ذهب إلى أن الحوت يصدق على كل نوع من السمك، ومما يعززه السمك » :(٤٤٣/ تفسير السمك بالحوت عند اللغويين، ففي اللسان ( ١٠ § ﴿ : ويعزز ذلك قوله تعالى « الحوت من خلق الماء، واحدته سمكة ﴾³²±°¯®¬«ª©¨ [الأعراف: ١٦٣ ]، ومن المعلوم بداهة أنهم كانوا يعتنون بصيد جميع أنواع الأسماك، ولم يكونوا يقتصرون على تلكم الضخمة التي تعادل الفيلة أو تزيد عليها. من ذكر أوصاف الحوت ومزاياه لا يخرجه « الموسوعة » وما جاء في عن كونه من جنس السمك، فقد جاء أيضا في الموسوعة نفسها أن يزيد أنواعها على عدد جميع أنواع الفقاريات الأخرى التي » : الأسماك تعيش في الماء وعلى اليابسة مجتمعة. وتتفاوت أنواع الأسماك تفاوتاً كبيراً في شكلها ولونها وحجمها. وكذا من العسير الجزم بأنها تنتمي للمجموعة نفسها من الحيوانات. فمثلا تًشبه بعض الأسماك كتلة الصخر، ويشبه بعضها الآخر الديدان الملتوية. وبعضها ذو أجسام مفلطحة مثل الفطائر، وبعض الأسماك الأخرى تنتفخ أجسامها كالبالونات. وللأسماك ألوان قوس قزح جميعها. وللكثير منها ألوان بديعة كألوان الطيور الزاهية. وتشكل ألوانها الحمراء والصفراء والزرقاء والأرجوانية الغنية مئات اه .« الأنماط الجميلة من خطوط وأشرطة مزركشة وبقع ملونة صيد البحر وطعامه ٧ ١٥٧ ) وابن منظور في / وأما القرش فقد ذكر ابن سيده في المحكم ( ٦ .« دابة تكون في البحر الملح » : ٣٣٥ ) أنه / اللسان ( ٦ القرش سمكة لاحمة، » : ما نصه « الموسوعة العربية العالمية » وفي وأكثر حيوانات البحر إرعاباً. وقد صنف العلماء نحو ٣٥٠ نوعاً من هذه الأسماك، تعيش هذه الأسماك في المحيطات في كل مكان بالعالم، لكنها أكثر شيوعا في البحار الدافئة، تختلف أسماك القرش اختلافاً كبيراً في الحجم والعادات. فأسماك القرش الحوتية وهي أضخم أنواع القرش وأضخم الأسماك جميعها قد تنمو لتصل إلى ١٢ م طولا،ً وربما تزن أكثر من ١٤ طناً مترياً أي أكثر من ضعفي وزن الفيل الإفريقي. أما أصغر أسماك القرش فقد يصل طوله إلى ١٣ سم فقط، ووزنه حوالي ٢٨ جم. وتعيش بعض أنواع أسماك القرش في أعماق المحيط، بينما يوجد بعضها الآخر قريباً من السطح. وتعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية، بينما يبقى بعضها الآخر بعيداً في أعماق البحر. ويدخل قليل من الأنواع إلى الأنهار والبحيرات ذات المنافذ إلى البحر. وكل أسماك القرش لاحمة (آكلة للحوم)، ويأكل معظمها الأسماك الحية بما فيها أسماك القرش الأخرى. وحقيقة فإن العدو الطبيعي الشائع للقرش هو قرش أكبر. تأكل معظم أسماك القرش فريستها كاملة أو تقطعها قطعاً كبيرة من اللحم. وتسحق بعض أسماك القرش فريستها، بينما ينتزع بعضها الآخر قطعاً صغيرة من اللحم من الأسماك الكبيرة. كذلك تتغذى اه .« أسماك القرش بالحيوانات الميتة أو المحتضرة صيد البحر وطعامه ٨ وهذه الأوصاف تنطبق على القريش حسب توصيف اللغويين، ففي وقريش: دابة في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها فجميع » :(٣٣٥/٦) « اللسان » .« الدواب تخافها وإذا اتضحت ماهية الحيتان والقرش سهل تحديد حكمها الشرعي، ولنرجع أولا إلى المصدر الأول للتشريع، وهو كتاب الله تعالى، فقد قال ،[ سبحانه: ﴿!"#$%&')﴾ [المائدة: ٩٦ وقد حمل كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم صيد البحر على ما يصاد منه وطعامه على ما يلقيه ميتا من حيواناته، وهو المروي عن أبي بكر وعمر وابنه وأبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله وغيرهم من أصحاب رسول الله ژ ورضي الله عنهم، كما روي عن طائفة من التابعين، هو الطهور ماؤه والحل » : ويعتضد ذلك، بما جاء عنه ژ أنه قال في البحر .(٢)ƒ ١)، وروي موقوفا على أبي بكر )« ميتته والحديث يدل على صحة ذلك التأويل كما يدل على حل ما في البحر، وقد جاء أيضا ما ينص على جواز أكل الحوت، فعن جابر بن بعث رسول الله ژ بعثا قبل الساحل » : عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال ١٨٥ رقم: ١٦١ )، ومن حديث أبي هريرة أخرجه / ١) أخرجه الربيع من حديث ابن عباس ( ١ ) ٢٣٨ ، رقم ٤٩٣ )، والبيهقى فى معرفة / ٤٧٨ )، والحاكم ( ١ / البخارى فى التاريخ الكبير ( ٣ ٣، رقم ٢)، أخرجه ابن أبى شيبة / ٢٢٦ ، رقم ٤٧٥ ). وفى السنن الكبرى ( ١ / السنن ( ١ .( ٣٤ ، رقم ٢٢١٥ / ١٠٨١ ، رقم ٣٢٤٦ ). والديلمى ( ٢ / ١٢٢ ، رقم ١٣٩٢ )، وابن ماجه ( ٢ /١) ٤، رقم / ١٢١ ، رقم ١٣٧٩ )، والبيهقى ( ١ / ٣٥ رقم ٥). وابن أبى شيبة ( ١ / ٢) عند الدارقطنى ( ١ ) .( ٢٤٠ ، رقم ٤١ / ٥)، ومن رواية أخرى أخرجه الدارقطنى فى العلل ( ١ صيد البحر وطعامه ٩ وأمر أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة. قال جابر: وأنا فيهم , فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد , فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع فكان مزودي تمر. قال: فكان يقوتنا كل يوم يعني قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا كل يوم إلا تمرة, فقلت: ما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت, ثم انتهينا إلى البحر فإذا بحوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلة, ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من .(١)« أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت, ثم مرت تحتها ولم يصبها وكفى به حجة على جواز أكل الحيتان سواء صيدت أو وجدت ميتة على سواحل البحار، وليس بعد ذلك مقال لقائل، فإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، فإن هؤلاء كانوا من خيار الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا ثلاثمائة وقد اتفقوا جميعا على الأكل من هذا الحوت، وأقرهم النبي ژ على ذلك، فكان ذلك تشريعا لا تحوم حوله ريبة. ولا يقال بأن هؤلاء كانوا مضطرين لنفاد أزوادهم فلم يبق معهم ما يعتاشون به، ولا يلحق المختار بالمضطر، لأن ذلك مما يبطله ما ثبت من رواية جابر نفسه أنه قال: فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي ژ فقال: فأتاه بعضهم فأكله( ٢)، فلو « كلوا، رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم » ( ١٩١ رقم: ١٤٢٨٦ / ١٠٧ رقم: ١٩٥٣ ) وأحمد ( ٢٢ / ١٥٠ رقم: ٣٧٩ ) ومالك ( ٢ / ١) أخرجه الربيع ( ١ ) ٦٧ رقم: ٥٢٦٢ )، وأبو / ١٦٦ رقم: ٤٣٦٠ ) وابن حبان ( ١٢ / ١٣٧ رقم: ٢٤٨٣ ) و( ٥ / والبخاري ( ٣ .( ٢٣ رقم: ٧٦٢٧ / عوانة ( ٥ ٢٨٩ رقم: ١٥٠٤٧ ) وأبو عوانة في / ١٦٧ رقم: ٤٣٦٢ ) وأحمد ( ٢٣ / ٢) أخرجه البخاري ( ٥ ) .( ٥٠٨ رقم: ٨٦٦٨ / ٢٢ رقم: ٧٦٢٣ )، وعبد الرزاق في مصنفه( ٤ / مستخرجه ( ٥ صيد البحر وطعامه ١٠ كانت هذه رخصة لهم من أجل اضطرارهم لارتفعت الرخصة بانتهاء الضرورة وما كان لهم أن يتزودوا منه فيعودوا بشيء منه إلى دارهم، وما كان لرسول الله ژ أن يستطعمهم منه. وقد تبين من آخر الحديث أن » :(٦١٨/ قال الحافظ ابن حجر (الفتح ٩ جهة كونها حلالا ليست سبب الاضطرار بل كونها من صيد البحر ففي آخره عندهما جميعا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك لرسول الله ژ فقال: فأتاه بعضهم بعضو فأكله « كلوا، رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم » فتبين لهم أنه حلال مطلقا وبالغ في البيان بأكله منها لأنه لم يكن مضطرا فيستفاد منه إباحة ميتة البحر سواء مات بنفسه أو مات بالاصطياد وهو اه .« قول الجمهور وإذا كانت ميتة الحوت حلالا بهذا الدليل وبما دلت عليه آية المائدة في عمومها، فإن ما صيد من الحيتان أحرى بأن لا يتردد في القول بحله. هذا؛ ولا أجد فارقا بين الحوت والقرش لدخول القرش في عموم قوله هو » : تعالى: ﴿!"#$%﴾ [المائدة: ٩٦ ]، وعموم حديث ولحمله على حكم الحوت لما بينهما من ،« الطهور ماؤه والحل ميتته التشابه، على أن توصيف القرش الذي سبق ذكره ناص على أنه من الأسماك، فيبعد القول بحرمته وهو الذي نص عليه البجيرمي في شرحه والسمك هو كل حيوان » : ٢٢٩ ) من الشافعية في قوله / على الخطيب ( ٥ يكون عيشه في البحر عيش مذبوح ولو على صورة الخنزير مثلا وًمنه (٤١١/ والبهوتي من الحنابلة في شرحه على منتهى الإرادات ( ٣ ،« القرش صيد البحر وطعامه ١١ ويؤكل القرش كخنزير الماء وكلبه وإنسانه لعموم الآية » : في قوله وهو الذي يؤخذ من كلام الحافظ ابن حجر (فتح الباري ،« والأخبار وفيه أي الحديث جواز أكل حيوان البحر مطلقا لأنه » : ٦١٩ ) في قوله /٩ غير أنه حكى ،« لم يكن عند الصحابة نص يخص العنبر وقد أكلوا منه بعد ذلك الخلاف في أشياء ومنها القرش كما سيأتي إن شاء الله في جواب آت. وفي هذا ما يكفي حجة للفتيا بجواز أكل الحيتان والقرش. وقد شدد الحنفية في أكل ما في البحر ما عدا الأسماك، قال صاحب واستدل ،«ِ ولا يؤُكْلَ مُن حيَوَاَن اِلمْاَء إِلا السمكَ بُأِنَوْاَعهِ » :« ملتقى الأبحر » YX﴿ : ٥١٤ ) بقوله تعالى /٢) « مجمع الأنهر » له شارحه في وهذا ،« ما سوى السمك خبيث » : الأعراف: ١٥٧ ]، ذاهبا إلى أن ] ﴾Z والعيني في « تحفة الملوك » الذي نصوا عليه كما هو عند الرازي في ،(٣٥٣/٤) « الهداية » ص ٣٨٧ )، والمرغيناني في ) « منحة السلوك » شرحه ٦٠٦ )، وفي / ٥٠٣ )، وكذلك العيني في شرحه ( ١١ / والبابرتي في شرحه ( ٩ ١٩٦ )، والغنيمي /٨) « البحر الرائق » ١٠٧ )، وابن نجيم في / عمدة القاري ( ٢١ ٢٩٦ )، وملا علي / ٢٣١ ) والزيلعي في تبيين الحقائق ( ٥ / في اللباب ( ٣ . ص ٢٨٩ « شرح مسند أبي حنيفة » القارئ في وهو من الغرابة بمكان، لأن التحريم إنما هو موقوف على الدليل الشرعي وإلا فالأصل في المطعومات الحل في غير ما دل الدليل الشرعي ÄÃÂÁÀ¿¾ ﴿ : على حرمته، وذلك لعموم قوله تعالى صيد البحر وطعامه ١٢ rqponmlkji﴿ : البقرة: ٢٩ ]، وقوله ] ﴾Å ے¡ ~}|{zyxwvuts الأنعام: ١٤٥ ]، وقد امتن الله تعالى علينا بأكل لحم ] ﴾¦¥¤£¢ ﴾³²±°¯®¬«﴿ : البحر، بقوله [النحل: ١٤ ]، وقوله: ﴿!"#$%&')( 10 ﴾ [فاطر: ١٢ ]، فدل ذلك على حل ما /.-,+* في البحرين العذب والمالح، ولم يخص هذا بالسمك وحده، والتخصيص بحاجة إلى دليل. X﴿ : وقد أبعدوا النجعة في استدلالهم على الحرمة بقوله تعالى الأعراف: ١٥٧ ]، حاكمين على ما سوى السمك بأنه ] ﴾ZY خبيث، لأن الخباثة إما أن تثبت بدليل شرعي فإن ما حرم الشارع لا شك في خبثه، وكذلك ما نص على نجاسته، وإما أن تثبت بثبوت الضرر، ودون كل من ذلك خرط القتاد؛ إذ لم يأت دليل شرعي بتحريم ما عدا السمك من حيوان البحر، ولم نطلع على بحث طبي يدل على ثبوت الضرر منه. ويقابل هذا التشدد في حيوانات البحر ما عدا الأسماك ترخيص آخرين في أكل كل ما يصاد من البحر ولو كان إنسانا ناطقا، كما ذكره الدميري اختلف العلماء في الحيوان الذي في البحر سوى الحوت، فقال » : في قوله بعضهم: يؤكل جميع ما في البحر سوى الضفدع، ولو كان على صورة إنسان وإلى هذا ذهب أبو علي الطيبي من قدماء أصحابنا، قال في شرح صيد البحر وطعامه ١٣ القنية: قيل له: أرأيت لو كان على صورة بني آدم؟ قال: وإن تكلم بالعربية حياة ) .« وقال: أنا فلان بن فلان، فإنه لا يصدق انتهى. وهذا ضعيف شاذ .(٤٢/ الحيوان الكبرى ٢ وأرى أن هذا تعدى حدود الضعف والشذوذ إلى البطلان، إذ كيف ي سُوغ أحد لنفسه أن يأكل آدميا يخاطبه خطاب البشر معرفا نفسه أنه فلان بن فلان، ويتجاهل ذلك كله مصنفا له من جنس ما يؤكل مما في البحار، مع احتمال أن يقع في البحر بسبب كارثة حلت بركاب سفينة فينجو من الهلكة بسبب إتقانه السباحة ومهارته فيها؟!! أولا يكون من حقه أن ينقذ لا أن يكون حتفه على أيدي بني جنسه مع نجاته من هوام البحر؟!. وليت شعري؛ أي طبع يستسيغ أكله ويستمرئه؟! ولعل منشأ هذا القول أن قائله أراد به المبالغة في تحليل كل ما يمكن أن يصاد من البحر. والله تعالى أعلم. ؟ د ا "  / ا #$ % ٴ ال ا  ا الجواب/ سبق في الجواب الأول ما يدل على أن المراد بميتة البحر ما يلقيه البحر ميتا من أسماكه وحيتانه، وقد تضافرت الأدلة على حل ذلك قولا وعملا، أما الأدلة القولية فمنها الآية الكريمة بناء على تفسير طعام البحر بميتته كما هو رأي كثير من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ويعضد ذلك الحديث الشريف السالف ذكره، وأما العمل فهو أكل أصحاب النبي ژ من الحوت الذي ألقاه البحر وتزودهم منه، وإقرار صيد البحر وطعامه ١٤ النبي ژ لهم على ذلك، ومشاركته لهم في الأكل منه، فإن كل ذلك يعززأحلت لكم » : القول بحل ما يلقيه البحر ميتا، كما يعززه قول النبي ژ ١)، وفي )« ميتتان ودمان فالميتتان الجراد والسمك والدمان الكبد والطحال أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان » : رواية وقال مالك » :(٣١٩/ ٢)، قال القرطبي في تفسيره ( ٦ )« فالكبد والطحال والشافعي وابن أبي ليلى والأوزاعي والثوري في رواية الأشجعي: يؤكل كل ما في البحر من السمك والدواب، وسائر ما في البحر من الحيوان، وسواء اصطيد أو وجد ميتا، واحتج مالك ومن تابعه بقوله عليه الصلاة وأصح ما في هذا الباب .« هو الطهور ماؤه الحل ميتته » : والسلام في البحر وهو من « العنبر »: من جهة الإسناد حديث جابر في الحوت الذي يقال له اه .« أثبت الأحاديث خرجه الصحيحان ولا خلاف بين العلماء في حل » :(٦١٩/ وقال الحافظ ابن حجر ( ٩ السمك على اختلاف أنواعه وإنما اختلف فيما كان على صورة حيوان البر كالآدمي والكلب والخنزير والثعبان فعند الحنفية وهو قول الشافعية يحرم ما عدا السمك واحتجوا عليه بهذا الحديث فإن الحوت المذكور لا يسمى سمكا وفيه نظر فإن الخبر ورد في الحوت نصا وعن الشافعية .( ٢٤٣ رقم ٦١٨ / ١) أخرجه الربيع ( ١ ) ٢٥٤ ، رقم ١١٢٩ )، وقال / ٩٧ ، رقم ٥٧٢٣ )، والبيهقى من طريق الحاكم ( ١ / ٢) أخرجه أحمد ( ٢ ) .( ١١٠٢ ، رقم ٣٣١٤ / البيهقى: وروى موقوفا على ابن عمر وهو الصحيح. وابن ماجه ( ٢ ٤٠١ ، رقم ١٦٢٣ )، وابن أبى حاتم فى / وعبد بن حميد (ص ٢٦٠ ، رقم ٨٢٠ )، والديلمى ( ١ ١٧ ، رقم ١٥٢٤ ) موقوفا. / العلل ( ٢ صيد البحر وطعامه ١٥ الحل مطلقا على الأصح المنصوص وهو مذهب المالكية إلا الخنزير هو » في رواية، وحجتهم قوله تعالى: ﴿!"#$﴾ وحديث أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن « الطهور ماؤه الحل ميتته خزيمة وابن حبان وغيرهم وعن الشافعية ما يؤكل نظيره في البر حلال اه .« ومالا فلا ويعتضد القول بحل كل ما في البحر إن صيد أو ألقاه البحر ميتا tsrqponmlkji﴿ : بعموم قوله تعالى ے¡¢£ ~}|{zyxwvu الأنعام: ١٤٥ ]، فإن هذه الآية وأمثالها أصلت الحل في جميع ] ﴾¦¥¤ المطعومات إلا ما استثنته أو ثبت بدليل شرعي تخصيصه من عموم التحليل الذي دلت عليه، ولم ينص دليل على حرمة شيء من حيوانات البحر، فيبقى الأصل فيها التحليل إلا أن يثبت ضرره، فإن الضار محرم لا يسوغ تناوله وهو مما تستخبثه النفس، وقد دل القرآن على حل الطيبات kjihgfed﴿ : وحرمة الخبائث، فقد قال تعالى ،[ المائدة: ٥ ] ﴾®¬«ª﴿ : المائدة: ٤]، وقال ] ﴾l ومفهومه المخالف يدل على أن الخبائث بعكس ذلك فهي محرمة، وهوWVU﴿ : ما نص عليه قوله تعالى في وصف نبيه ژ .[ الأعراف: ١٥٧ ] ﴾ZYX وأما ما كان مشاركا في اسمه لما هو محرم من حيوان البر كالخنزير فلا يعطى حكمه على الصحيح لأن الاشتراك في الاسم لا يعني الاشتراك صيد البحر وطعامه ١٦ في الحكم، وإطلاق الخنزير مثلا لا يتبادر منه إلا الخنزير البري، فلا ينصرف الذهن إلى غيره، وذلك يقتضي تباينهما في الأحكام، وقد دل قوله تعالى: ﴿!"#$%﴾ [المائدة: ٩٦ ] على عموم حكم الحل في كل ما يصاد من البحر، أو ما يلقيه البحر ميتا، قال العلامة ويكون ورود اسم الخنزير مطلقا إنما » :(٣٢٦/١) « الإيضاح » الشماخي في ،« يقع على الخنزير البري إلا إن وردت معه قرينة تدل على خنزير الماء لا بد للخطاب من ظاهر تسبق النفوس إليه » : وقد أصل لذلك بقوله .« فيحتاج ما دونه إلى قرينة هذا؛ وقد شدد الحنفية في ميتة البحر وعدوها كميتة البر، قال وقال أبو حنيفة: لا يؤكل ما » :(١٦٣/١٠) « عمدة القاري » العيني في مات في البحر كما لا يؤكل ما مات في البر لعموم قوله: ﴿! .«﴾#" أنه حيوان مات بغير » : ٢٤٨ ) ب /١١) « المبسوط » وعلله السرخسي في سبب فلا يؤكل كسائر الحيوانات، بخلاف الجراد فموته لا يكون إلا بسبب على ما بينا أنه بحري الأصل بري المعاش، فإن مات في البحر فقد مات في غير موضع معاشه، وما مات في البر فقد مات في غير موضع أصله، وهذا سبب لهلاكه فوزانه لو مات السمك بسبب. وقد بينا أن الموجب للحرمة من الآثار يترجح على الموجب للحل لقوله عليه الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فدع » : الصلاة والسلام اه .« ما يريبك إلى ما لا يريبك صيد البحر وطعامه ١٧ أما ما احتج به غيرهم من قوله تعالى: ﴿!"#$%﴾ ولا » : ٣٥ ) بقوله /٥) « بدائع الصنائع » [المائدة: ٩٦ ]، فقد تعقبه الكاساني في حجة لهم في الآية؛ لأن المراد من الصيد المذكور هو فعل الصيد وهو الاصطياد؛ لأنه هو الصيد حقيقة لا المصيد؛ لأنه مفعول فعل الصيد، وإطلاق اسم الفعل يكون مجازا ولا يجوز العدول عن حقيقة اللفظ من غير دليل؛ ولأن الصيد اسم لما يتوحش ويمتنع ولا يمكن أخذه إلا بحيلة إما لطيرانه أو لعدوه وهذا إنما يكون حالة الاصطياد لا بعد الأخذ؛ لأنه صار لحما بعده ولم يبق صيدا حقيقة لانعدام معنى الصيد وهو التوحش والامتناع، والدليل عليه أنه عطف عليه قوله عز شأنه ﴿*+, 0﴾ والمراد منه الاصطياد من المحرم لا أكل الصيد؛ لأن /.- ذلك مباح للمحرم إذا لم يصطده بنفسه ولا غيره بأمره فثبت أنه لا دليل اه . « في الآية ولا يخفى أن السنة النبوية هي أقوى ما يفسر به القرآن، بعد تفسير بعضه ببعض، فقد تبين لنا من السنة إباحة ميتة البحر، وأنها لا ينطبق عليها حكم تحريم الميتة، فقد نص الحديث على إباحة ميتتين وهما في قصة الحوت الذي أكل منه ƒ السمك والجراد، وحديث جابر الصحابة ثم أكل منه رسول الله ژ أقوى دليل على حل ميتة البحر، وهو مما يعضد التفسير المأثور بأن المراد بطعامه ميتته. لا يقال بأن هذا حديث آحادي لا يقوى على معارضة آية تحريم الميتة لأننا نقول بأن الآية عامة والحديث خاص، والخصوصمقدم على العموم، صيد البحر وطعامه ١٨ والتخصيص بالروايات الآحادية مشهور عند جمهور الأمة، لأن العام ظني الدلالة وإن كان قطعي المتن( ١)، كما تقدم، وذلك لكثرة ورود المخصصات .« إن دلالة العام قطعية » : على العمومات، وإنما انفرد الحنفية بقولهم وأما حمل الصيد على أنه بمعنى الاصطياد فيمتنع لأجل عطف الطعام عليه، وهو بمعنى المطعوم، فيتعين أن يجعل بمعنى المصيد. هذا؛ وبناء على ما ذهب إليه الحنفية من تحريم ميتة البحر كالبر، قالوا بتحريم أكل السمك الطافي إن مات بغير سبب، قال السمرقندي في ثم عندنا الطافي على وجهين إن مات بسبب » :(٦٣/٣) « تحفة الفقهاء » ثم ذكر الخلاف عندهم فيما ،« حادث يؤكل وإن مات حتف أنفه لا يؤكل مات بالحر أو البرد أو تكدر الماء. ١) شرح المقاصد في علم الكلام، سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني ) ٢٧٩ ، دار المعارف النعمانية باكستان ١٤٠١ ه/ ١٩٨١ م، الطبعة: الأولى، / ت: ٧٩١ ه، ٢ وينظر شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه، سعد الدين مسعود بن ٣٩ ، دار الكتب العلمية بيروت ١٤١٦ ه/ ١٩٩٦ م، / عمر التفتازاني الشافعي ت: ٧٩٢ ه، ٢ تحقيق: زكريا عميرات، رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، تاج الدين أبي النصر ٣٢٣ ، عالم الكتب لبنان، / عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي ت: ٦٤٦ ه، ٣ بيروت ١٩٩٩ م ١٤١٩ ه، الطبعة: الأولى، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله ١٩٩ ، دار الكتب العلمية لبنان، بيروت ١٤٢١ ه/ ٢٠٠٠ م، الطبعة: / الزركشي ت: ٧٩٤ ه، ٢ الأولى، تحقيق: ضبط نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: د. محمد محمد تامر، التقرير ٣١١ ، دار الفكر بيروت، / والتحرير في علم الأصول، ابن أمير الحاج. ت: ٨٧٩ ه، ١ ٢٧٩ ، دار / ١٤١٧ ه/ ١٩٩٦ م، تيسير التحرير، محمد أمين المعروف بأمير بادشاه ت: ١ ،٩٧٢ .٢١٥/ الفكر بيروت، التشريع الجنائي في الإسلام، عبد القادر عودة، ت: ١٣٧٣ ه، ١ صيد البحر وطعامه ١٩ السمك الطافي الذي لا يحل أكله عندنا هو » :(٣٦/ وقال الكاساني ( ٥ الذي يموت في الماء حتف أنفه بغير سبب حادث منه، سواء علا على وجه الماء أو لم يعل بعد أن مات في الماء حتف أنفه من غير سبب حادث، وقال بعض مشايخنا: هو الذي يموت في الماء بسبب حادث ويعلو على وجه الماء فإن لم يعل يحل، والصحيح هو الحد الأول اه .« وتسميته طافيا لعلوه على وجه الماء عادة ومنهم من نص على حل ميتة البحر، ولكنه حمل ذلك على ما لفظه البحر دون ما مات فيه وجعلوا لفظ البحر تذكية له، وهذا الذي ذهب إليه وميتة البحر ما لفظه البحر ليكون » : ٣٥٣ ) حيث قال / صاحب الهداية ( ٤ .« موته مضافا إلى البحر لا ما مات فيه من غير آفة عن ƒ واستدلوا لحرمة السمك الطافي بحديث جابر بن عبد الله كلوا ما حسر عنه البحر، وما ألقاه، وما وجدتموه ميتا أو » : النبي ژ قال .(١)« طافيا فوق الماء فلا تأكلوه وهو لا تنهض به حجة، لأنه ضعيف باتفاق المحدثين، قال الدارقطني تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب وعبد العزيز ضعيف لا » : بعد ذكره هذا خطأ إنما هو موقوف عن جابر فقط » وقال أبو زرعة ،« يحتج به ٤٦ )، وقال / علل الحديث ٢ ) « وعبد العزيز بن عبد الله واهي الحديث قال الشيخ وهذا أيضا يرفعه عبد العزيز بن » :(٢٨٤/٥) « الكامل » الجرجاني في .« عبيدالله عن وهب بن كيسان ونعيم عن جابر ولا يرويه عنه غير ابن عياش .( ٢٧٦ رقم: ٦ / ١) أخرجه الدارقطني ( ٤ ) صيد البحر وطعامه ٢٠ (٦٥/١٥) « الحاوي » وتعقب الاستدلال به على التحريم الماوردي في أحدهما: انقطاع إسناده وضعف حاله، والثاني: حمله على » : من وجهين .« التنزيه إذا أنتن وتغير وعزز ما ذهب إليه من إباحته بما روى عكرمة عن ابن عباس قال: السمكة الطافية على » : أشهد على أبي بكر رضي الله عنهما أنه قال ١)، ولم يظهر له مخالف فٌكان إجماعا،ً وأكل أبو أيوب )«ٌ الماء حلال الأنصاري سمكا طًافيا،ً فإنه كان على عهد رسول الله، فلم يظهر منه إنكار. وتعقب حمل الحنفية ميتة البحر على ميتة البر: بأن كل حيوان استغنى عن الذكاة في إباحته استغنى في موته كالجراد؛ ولأن ما حل أكله قبل الظفر حل أكله بعد الظفر كالمذكى. هذا؛ وقد وجدت جماعة من الحنفية نصوا على كراهة أكل السمك « تحفته » ٨١٠ ) والسمرقندي في /٢) « نتفه » الطافي ومنهم السغدي في ٦٣ )، وهذا يحتمل أن يراد به كراهة التنزيه فيكون ذلك قولا في /٣) المذهب الحنفي أو كراهة التحريم فيكون موافقا لمقتضى المذهب، وقد نص من علمائنا الإمام السالمي على كراهته للتنزيه وقيده بالإنتان كما قال :(٢٢٦/٢) « جوهره » في والسمك الطافي أرى النبيا عن ه نهى فكن له أبيا وهو الذي قد صار فوق البحر ذا نتن والنهي لا لحجر .( ٢٦٩ رقم: ١٤ / ٥٠٣ رقم: ٨٦٥٤ ) والدارقطني ( ٤ / ١) أخرجه عبد الرزاق ( ٤ ) صيد البحر وطعامه ٢١ وهو محمول على أن النهي عنه إنما هو لاتقاء ما عسى أن يكون فيه من ضرر. وقد سبق لي أن أجبت عن حكم السمك الطافي أنه لا يكره إلا إن كان منتنا، فإن كان نتنه قليلا فكراهته للتنزيه لأنه مما يستقذر، وإن كان كثيرا فهو حرام لوجوب اتقاء المضرة، لأن كثرة الإنتان مظنة الضرر، والله أعلم. &  دع وا )* ا % ت ,  ا  أ   :- % ٴ ال ا   ا . 0 د12 ام 45 ا  و6 ا 89 ; و 0< و= لا وا kji﴿ : الجواب/ الأصل في المطعومات الحل لعموم قوله تعالى {zyxwvutsrqponmlالأنعام: ١٤٥ ]، إلا ما ] ﴾¦¥¤£¢¡ |{~ے استثني في هذه الآية الكريمة، أو ثبت تخصيصه بدليل شرعي سواء كان تخصيصه بنص قرآني كالخمر المحرمة بالنص القطعي، وكذلك صيد البر على المحرم، أو كان بسنة ثابتة عن النبي ژ، كالحمر الأهلية وذوات الناب من السباع والمخالب من الطير، أما ما عدا ذلك فيندرج في الإباحة العامة التي دلت عليها الآية المذكورة وأمثالها من الآيات، وما كان من الحيوانات البحرية فإنه تعتضد إباحته بالأدلة الدالة على حل صيد البحر وميتته. وما كان يعيش في البر والبحر فللعلماء فيه كلام، قال الإمام السالمي جعلوا أحكامه إن وجد في البر أحكام الحيوان » :(٣٧٤/٢) « معارجه » في صيد البحر وطعامه ٢٢ البري وإن وجد في البحر فأحكامه أحكام البحري، وربما خصوا كل وقال ،« جنس منها بنوع من الحكم، نظرا إلى ما يختص به من الأحوال :( ٢٢٢ ٢٢٣ / في جوهره ( ٢ والخلف في الغيلم قيل بري وقال بعض من صيود البحر فلا تحل في المقال الأول ميتتها وجائز فيما يلي وأغلب الحالين بعض ذكرا وهو من الحق على متن الذرى لكنني أقول مهما وجدت ميتة في البر حتما ألقيت وإن تكن ميتة في البحر فحكمها كحكم ميت بحري وبالجملة؛ فإن ما ذكي من الحيوانات البرمائية تبيحه التذكية ولو وجد في البر إلا أن يرد فيه دليل خاص ناهيا عن قتله، وقد جاء ذلك في الضفادع، فعن أبي هريرة قال نهى رسول الله ژ عن قتل الصرد والضفدع أن النبي ژ نهى ƒ والنملة والهدهد( ١)،وعن سهل بن سعد الساعدي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع( ٢)، وعن عبد الرحمن بن عثمان قال ذكر طبيب عند رسول الله ژ دواء وذكر الضفدع يجعل فيه فنهى رسول الله ژ عن قتل الضفدع ( ٣)، والأصل في النهي أن يحمل على التحريم إلا إذا صرفته عن ذلك قرينة، ولا توجد قرينة صارفة؛ فتعين حمله على ذلك وإذا امتنع القتل امتنع الأكل، إذ لا يوصل إلى أكل شيء :(٢٢٣/ من ذلك إلا بقتله، قال الإمام السالمي في جوهره ( ٢ ( ١٠٧٤ رقم: ٣٢٢٣ / ١) أخرجه ابن ماجة ( ٢ ) ( ١٢٧ رقم: ٥٧٢٨ / ٢) أخرجه الطبراني في الكبير ( ٦ ) ( ٤٥٣ رقم: ١٥٧٩٥ / ٣) أخرجه أحمد ( ٣ ) صيد البحر وطعامه ٢٣ ونهيه عن قتلهن دلا بأن ذاك لا يحل أكلا إذ لا سبيل أبدا لأكله إلا طريق ذبحه وقتله ولا خلاف عن الشافعي في أنه لا يجوز أكل » :(٣٢٠/ وقال القرطبي ( ٦ .« الضفدع (٢٥٠/١) « المهذب » وهو المنصوص عليه في كتب الشافعية، ففي ولا يحل أكل الضفدع لما روي أن النبي ژ نهى عن قتل الضفدع » : ما نصه ومثله عند الحنفية قال ملا علي القاري في ،« ولو حل أكله لم ينه عن قتله ٣٠ ): قال المنذري: وفيه دليل على تحريم أكل الضفدع /٨) « مرقاة المفاتيح » لأن النبي نهى عن قتله، والنهي عن قتل الحيوان إما لحرمته كالآدمي وإما لتحريم أكله كالصرد والضفدع ليس بمحترم، فكان النهي منصرفا إًلى أكله. ٦٠٦ ) والزيلعي في نصب /١١) « شرح الهداية » وذكره أيضا العيني في وكل صيد » :(٤٢٥/ ٢٠١ )، وكذلك عند الحنابلة، ففي المغني( ٩ / الراية ( ٤ ومعنى ذلك أن قول الجمهور أن الضفادع لا ،« البحر مباح، إلا الضفدع يحل أكلها لاستثنائها بنص الحديث عن النهي عن قتلها، وما سواها مما في البحر فحكمه كما ذكرناه، وقد نصت على ذلك كتب الشافعية قال وغالب مذهب الشافعي إباحة دواب » :(٢٥٠/١١)« شرح السنة » البغوي في البحر كلها إلا الضفدع، لما جاء من النهي عن قتلها، وأخذها ذكاتها لا يحتاج إلى ذبح شيء منها. وكان أبو ثور يقول: جميع ما يأوي إلى الماء حلال،ٌ فما كان منه يذكى، لم يحل إلا بذكاة، وما كان منه لا يذكى مثل اه .« السمك، فميتته حلال صيد البحر وطعامه ٢٤ « المدونة » وذهب الإمام مالك وأصحابه إلى حل أكل الضفدع، ففي وقال القيرواني في ،« وقال مالك: الضفادع من صيد البحر » :(٤٥٢/١) ،« وجائز أكل الضفادع وإن ماتت، لأنها من صيد الماء » :(٢٥/٢)« التهذيب » ١٠٣ )، إلا أن الغرناطي في التاج / وبمثله قال القرافي في الذخيرة ( ٤ ١٢٤ ) نص على أن ميتة الضفادع البرية نجسة، وذكر الحطاب في شرحه /١) ٨٨ ) الخلاف في مذهب مالك في ذلك حيث قال: / على مختصر خليل ( ١ إن الحيوان البحري إذا كان لا يعيش إلا في البحر ولا تطول حياته في » البر فلا إشكال في طهارة ميتته، وإن طالت حياته في البر فالمشهور أن ميتته طاهرة وهو قول مالك وقال ابن نافع وابن دينار ميتته نجسة ونقل ابن عرفة ثالثا بالفرق بين أن يموت في الماء فيكون طاهرا، أو في البر فيكون نجسا وعزاه لعيسى عن ابن القاسم وذلك كالضفدع بفتح أوله وثالثه وكسرهما وضمهما قاله في القاموس وكالسلحفاة بضم السين المهملة وسكون اللام وضم الحاء وحكي في القاموس فتح اللام وسكون الحاء وكالسرطان بفتح السين والراء والطاء المهملات، قيل: وهو ترس .« الماء وقال صاحب الجمع السلحفاة هي ترس الماء تنبيه) قال ابن عرفة بعد أن ذكر الأقوال الثلاثة ما نصه )» : ثم قال عبد الحق ميتة الضفادع البرية نجسة لا تؤكل انتهى. وظاهره أنه لا خلاف اه .« في ذلك، والله أعلم ومهما كان فإن ثبوت ورود السنة ناهية عن قتل الضفدع حجة لتحريم أكله، وتبقى سائر الحيوانات البحرية على حكم الحل ولو كانت تعيش صيد البحر وطعامه ٢٥ في البر، وإنما يتوقف حلها على تذكيتها إن انتقلت إلى البر كما تقدم، ص ٤٠١ ) أن لا يوجد في ) « إيضاح البيان » واشترط الإمام أبو نبهان في جوفه ما يحرم أكله كلحم آدمي أو لحم خنزير أو ميتة محرمة. ولعله لم يسبق إلى هذا الاشتراط وهو شرط وجيه. وإذا ثبت أنها حلال الأكل فإن بيضها يتبعها في حكم الحل وكذلك يجوز الانتفاع بجلودها، وكل ما ينفصل عنها من عظام أو أنياب أو غيرها. هذا ما تبين لي وأسأل الله تعالى أن أكون موفقا فيه للحق الذي يرضي الله سبحانه، وأستغفره وأتوب إليه من كل خطأ أو زلل، سائلا الله تعالى أن يوفقنا جميعا للخير وأن يسدد هذا المجمع ويوفق القائمين عليه وجميع أعضائه وخبرائه في الأقوال والأعمال. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحمد بن حمد الخليليعضو المجمعالمفتي العام لسلطنة عمان