‫‪7‬‬ ‫اد اتصت‬ ‫موووت اتصحوتعح‬ ‫تاتف تتف‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬لت‬ ‫‪38‬‬ ‫ر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪<9‬ومك‬ ‫ك‬ ‫‪52‬‬ ‫ب‪5 -‬‬ ‫\‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫`‬ ‫‪3‬‬ ‫و‪3‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ر‬ ‫‪.‬كح‬ ‫ِ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ح‬ ‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪"١٩١‬‬ ‫‪٦2‬‬ ‫‏‪23‬‬ ‫‪:‬‬ ‫( ‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ج‪.‬‬ ‫‪ .‬صيد‬ ‫‪ 3‬ا‬ ‫‪08‬‬ ‫__‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫\‬ ‫`م‬ ‫‪2‬‬ ‫كروك‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫۔ لم ‏‪١‬‬ ‫‪13‬‬ ‫خ‬ ‫‏‪4‬‬ ‫ل‬ ‫‏‪ ٦5‬ال ‏‪٢٠‬‬ ‫`‬ ‫ك ےس ‪.‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪ (4 -‬ه‬ ‫<‬ ‫‪.١‬‬ ‫‪5‬‏‪5‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪٢2‬‬ ‫` ‪,‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫\‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‪.‬‬ ‫`‬ ‫‏‪.٢‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫ك‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫\‬ ‫=(‬ ‫‪ 3‬س‬ ‫‪3‬ةلت‬ ‫‪35‬‬ ‫‪26‬‬ ‫|‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‏‪15‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‏‪8‬‬ ‫ا‬ ‫‪6١‬‬ ‫م‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪35‬ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪55‬‬ ‫_‬ ‫ذ)‬ ‫‪27‬‬ ‫‪52‬‏‪1‬‬ ‫<`‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪...١‬‬ ‫`‬ ‫‪8‬‬ ‫ا‬ ‫‪53‬‬ ‫‪78‬‬‫‪>-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫كااكل ل‬ ‫كركراك‬ ‫كالا‬ ‫حروككرككتكت‬ ‫كرك كركر كرك كراكرك‬ ‫كرك كرك كرك كر كر‬ ‫الكااك‬ ‫ك كركركركركاكركركاكاكراكاكالكلكركاكاك‬ ‫‪442‬‬ ‫لاك ا‬ ‫ص‬ ‫لتك‬ ‫تلا اك ككركلحلاكلك‬ ‫تآليت الشيخ الفتيها ‪..‬‬ ‫سم نمسا الوتين‬ ‫) رتحمةاٹهتمتاك ت‬ ‫الطية الولى‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ١٤٤‬ھر‪[ /‬‬ ‫اضن‪/‬‬ ‫حكت المنار (قاصن جزل ‪7‬‬ ‫الغورى للرن ‪:‬‬ ‫۔‪. ٢ ‎‬‬ ‫لنانهحاعنهلوااكنغنماحاةه وللافلامرت زه الباز الب لامالووطالك ‪,‬‬ ‫‪ 41‬ر‬ ‫وا نوال م ال‬ ‫جمانه اللا رااموزواداب و ود‬ ‫ا‬ ‫ر ننا ‏‪ ١‬لولوملز‬ ‫ريبه ‪ 9‬ومنلتا‪ :‬برووسن نار ر وتيرواذ! رومواعطوانهار‬ ‫لا ئان زناة ال حرملة ‪0‬‬ ‫رتمهرومرنا‬ ‫نالت ذاعتروذافرولماعنهبامرل لعايوالخاركريالونازلادهانالتيوالنضرو ‪:‬‬ ‫با داء العلهلا ‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ادهوسند اللدن ومرامعلرعصااهلا ‪ .‬ر‬ ‫ار‬ ‫جت‪:‬‬ ‫شعرها شنتوعن‬ ‫رماناحرنه و ‏‪٧‬فللسلراعب لنه تماعبسممزر وه‬ ‫المزسد‬ ‫تفطصرو‪:‬‬ ‫وعورنه اىشوبمزارتاخادن وكالوازن وهذا ‪:7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تزرالإمارث المه‪.‬اره وثبللاياش ناويه داللرتنوعون نقالئرنر‬ ‫‪3‬‬ ‫الر‬ ‫فال‬ ‫ازلروغةحارمرد‪9‬‬ ‫‏‪ ٥‬ه‬ ‫‌‬ ‫اناسنعا را‪ :‬تنوره‬ ‫ولاناسن المور‬ ‫ضب رادهوما زلل ولمحرث لنر ملاعروان الا‬ ‫عرسا‬ ‫طليانلللنازر طالخعوحبان لنز واطلا ‪ :‬ل‪:‬‬ ‫مييااهر تارلهلامررالخلاهل‬ ‫واننالعز ط‬ ‫دلإفال لجر‬ ‫ريالات م‬ ‫الذ هذالرابمرانطقمى ومودربه ل ستغىاسهسرمزا و‬ ‫ان‬ ‫د غاره هانا الوزن‪ ,‬والت!‬ ‫زاره الفاره علالغان الر هواصللعلو ما لاابلان‬ ‫ندل‬ ‫وإمامنأه واتملهاه ومندتنيوا كفللم‬ ‫مازپطبيوسلمواودااداالننتطمر!بإمورل‬ ‫‪.7 7‬‬ ‫ا‪ .‬ل_خرتامهتفير ب‬ ‫‪. 1‬ووا‪٠‬‏‬ ‫اخنننا جبيل‬ ‫صورة الصفحة ا لذولى من المخطوط‬ ‫_ ‪_ ٥‬‬ ‫از _ الجالنبلل آ الور لرتازشيشل ‪ 7‬النمري‪:‬‬ ‫عاهة‪! :‬‬ ‫سنا تكللت علابله لخزهد نان ومرهوابله لرطالنللإا‬ ‫‪ ,7‬التإفشجنله والنزل ناقزلجليهريتاررها ا‪ 7 :‬ا‬ ‫فنانه وللناب ن‬ ‫دلال‪ :‬رحل فاناا ا‬ ‫رنا والمال نزتاباه وو الالهه‬ ‫فاانلماز ف الؤانضمنةه‬ ‫بريلإخارسو بن ومرغزجوكواإلاري وشارو شكراا نايا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫شابه‬ ‫تنال حادا‬ ‫لا‪ :‬سلم‪:‬‬ ‫لف والون زائزن‪ 9‬رام‪72‬‬ ‫اف ؤرابوزكنهذوودا‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫إللى رمل يز‬ ‫‪,3‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‬ ‫شاة‪7‬‬ ‫حرتيرالزبالانتيالحترالنغره ل‬ ‫ترشلا ه‬ ‫‪-‬‬ ‫اللنار_ ‏‪:٠‬‬ ‫زفال_المبالنتلالنرع ع‬ ‫مىاله ج ا‪. .‬ا‪.‬‬ ‫ولكمان‬ ‫خل املتموفزكاعتتر‬ ‫‪. :.‬‬ ‫تام قالة د مواز ذ وانما أرهطه‬ ‫‪. 5 :1‬‬ ‫منو وفايزززوانلانده‪.‬‬ ‫تنورة‬ ‫ران ‏‪5 : ٥‬‬ ‫`‬ ‫ازك مناد‪7‬‬ ‫هم‬ ‫سنت ولائرامتده‬ ‫تر‪ .‬نمابالعنى نامه ‪.‬‬ ‫كتاب ‪ "" :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬قال ناسخه ‪ :‬أن مُؤتفة ‪ ,/‬سلمه‬ ‫‪ .‬قوله ‪:‬‬ ‫في آخر الكتاب‬ ‫القنمي ‪ 0‬كما جاء‬ ‫وهو الضياء من الضياء لقلب كل مهذب‬ ‫طب ربيط لا تطيش لذي الحلوم سهامه‬ ‫تأليف قدوتنا الفتى القثنمي سلمه ذي الندى‬ ‫فاق الورى أصلا وفرعاً نثره ونظامه‬ ‫فبحتنا بحت ۔ حسب الطاقة والإمكان ۔ عن فتى إسمه ‪ /‬سلمه‬ ‫القنمي ‘ فلم نجد غير سلمه الغوتبي ‘ مُؤتف كتاب ‪:‬‬ ‫" الضياء "" ‪.‬‬ ‫وتبين لنا ‪ 0‬بيان لا شك فيه ‪ ،‬أن كتاب ‪ " :‬ضياء الضياء ا ‪.‬‬ ‫إختصار ‘ إختصره مُؤتف كتاب ‪ "" :‬الضياء "" ‪ 0‬من الجزع الأول‬ ‫!" ‪ 0‬كما دلت عليه الدلالات الصريحة ‪.‬‬ ‫‪ " :‬الضياء‬ ‫من‬ ‫لكن وقعنا في مشكلة الإستشهاد بشعر محمد بن مداد بن‬ ‫محمد بن مداد ؛ مع أن سلمه الغوتبي من غلماء القرن الخامس‬ ‫‪- ٩١‬‬ ‫الهجري ؛ أما الشيخ محمد بن مداد بن محمد بن مداد ث من علماء‬ ‫‪:‬‬ ‫أن كتاب‬ ‫التاسع الهجر ي ؛ مع‬ ‫القرن‬ ‫الناني من‬ ‫النصف‬ ‫" الضياء " نفسه ‪ 0‬وهو أربعة وعشرون جزءا ‪ 0‬لا يوجد فيه‬ ‫بيت واحد من شعر محمد بن مداد ‪.‬‬ ‫ومن البديهي ‪ 4‬أن الإستشهاد بشيعر محمد بن مداد ‪ ،‬وأضع‬ ‫أخيرا ‪ 0‬ولكنا لم نستطع معرفة من هو الواضع ‪.‬‬ ‫ويتبين أن العلمة سلمه الغوتبي ‪ 0‬كان ينوي إختصار كتابه ‪:‬‬ ‫" الضياء " كله ‪ ،‬فبدأ بالجزء الأول ‪ ،‬فتوقف لسبب من الأسباب ‪،‬‬ ‫ولعله توفي (رحمه الله) ‪.‬‬ ‫ووجدنا كتاب ‪ " :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬ثمانية عشر بابا ‪ ،‬ولم‬ ‫يكمل ؛ هذا المخطوط الذي عندنا ‪ 0‬ولم نتمكن من العثور على‬ ‫نسخة أخرى ؛ أما الجزء الأول من ‪ "" :‬الضياء "" ‪ 0‬فهو عشرون‬ ‫بابا ‪.‬‬ ‫وقد جاء في كتاب ‪ " :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬الدليل الواضح بأن‬ ‫العلمة سلمه الغوتبي ‪ 0‬هو الذي إختصر كتابه ‪ " :‬الضياء " ‪.‬‬ ‫وقد جاء كثيرا ‪ 0‬كقوله ‪ [ :‬وقد ذكرت هذا في كتاب ‪:‬‬ ‫" الإبانة " ] ؛ كذلك قوله ‪ [ :‬والبلية قد ذكرتها في كتاب ‪:‬‬ ‫‪_ ١٠‬‬ ‫م ‏''‪ ١‬لإبانة " ] ؛‬ ‫] وقد ذكرته بتفسيره في كتاب‬ ‫‏‪ ٠‬الإبانة "[‘‬ ‫[ في الإعراب ‪ ،‬قد ذكرته في باب التوحيد ] ؛ [ وقد ذكرته في‬ ‫باب المواريث ] ؛ [ وقد ذكرت منه صدرا في باب الأدب ‪.‬‬ ‫واختصرته هنا ] ؛ [ وقد ذكرت علل (هل) في كتاب ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫" الإبانة "" ] ؛ [ وقد ذكرت علل (ركيف) في كتاب‬ ‫" الإبانة " ] ؛ [ وقد ذكرت هذا الخبر بجملته في كتاب ‪:‬‬ ‫“‪ .‬ولها‬ ‫‪ :‬الدم‬ ‫ها هنا [ ؛ ] والتامور‬ ‫لإابانة "" ‘ واختصرته‬ ‫!!‬ ‫" ] ‘ ] وقد مَرً‬ ‫تفسير آخر ‪ .‬وقد ذكرته في كتاب ‪ " :‬الإبانة‬ ‫تفسيره في كتاب ‪ " :‬الإبانة " ] ‪.‬‬ ‫أما قول الناسخ ‪ } :‬تأليف قدوتنا الفتى القنمي سلمه ذي‬ ‫الندى { ؛ فكلمة ‪ :‬القنمي ‪ 0‬مدح لسلمه ؛ قال محمد بن مداد ‪ 0‬في‬ ‫‪:‬‬ ‫السؤال‬ ‫عكس‬ ‫ربيا‬ ‫غير من كان عالما‬ ‫إن عكس السؤال لم يستطعه‬ ‫ماهرا قثنميا‬ ‫لذخراه‬ ‫يحسن الرد ثم يعكس أولاه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬القنمي ‪ :‬الجامع للأمور‬ ‫وفسر ‏‪ ٥‬في نفيس المخطوط‬ ‫وبعد أن راجعنا المراجع اللغوية ‪ 0‬تبين أن كلمة ‪ :‬القنمي‬ ‫وتصريفها ‪ 0‬تأت إلى معان عديدة ؛ جاء منها في ‪ "" :‬معجم‬ ‫‪- ١١‬‬ ‫أسماء العرب "" & القنمي ‪ :‬نسبة إلى القنم ‪ 0‬وهو المعطاء ‪8‬‬ ‫والمجتمع الخلق ‪ 0‬والجمُوع للخير ‪ .‬والذكر من الضباع ‪.‬‬ ‫‪ :‬معطاء‬ ‫!! ‪ .‬القنم ‪ :‬رجل قنم ئ أ ي‬ ‫القوم‬ ‫وقي ‪!! :‬شنمس‬ ‫كثير العطا ؛ وقثم من أسماء الرجال ‪ ،‬قثم يقال له ‪ :‬قنمآ ‪ 0‬أي ‪:‬‬ ‫‘ ومنه اشتق ‪ :‬قنم ؟ و القنم ‪ :‬الجمع ؛‬ ‫كثيرآ‬ ‫أ عطى عطاء‬ ‫والقنوم ‪ :‬الرجل الجموع للخير ‪.‬‬ ‫‪ :‬فخذ من‬ ‫"" ‪ .‬القنمة‬ ‫وجاء في موسنٌو عة ‪ ":‬قبائل العرب‬ ‫عيال منصور بن برقا ‪ 0‬من قبيلة عتيبه الحجازية ‪ 0‬من العرب‬ ‫العدنانية ‪.‬‬ ‫منها الشني ء الكثير ‘‬ ‫وقد جاء في مادة ‪ ) :‬قنم ( ‪ 0‬وما تصرف‬ ‫ومن أراد الإستقصاء ‪ 0‬فليرجع إلى كتب اللغة ‪.‬‬ ‫ايضاح ‪:‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫إن اللسخة من كتاب ‪ "" :‬ضياء الضياء " ‪ .‬الموجودة‬ ‫‏‪ ٩٧٦‬ه ‘ وقد ذهب شيع من أولها ‪.‬‬ ‫بمكتبتنا ‪ 0‬نسخت في عام‬ ‫وشيء من آخرها ‪.‬‬ ‫وبعد البحث مدة طويلة ‪ 0‬لم ثنوفق على نسخة غيرها ؛ ولما‬ ‫‪- ١٢‬‬ ‫طالت مدة البحث ‪ .‬رأينا نشرها ‪ 0‬لكونها تحتوي على كثير من‬ ‫شيعر الشيخ العائمة محمد بن مداد بن محمد بن مداد ؛ ونحن‬ ‫نجمع أشعاره ‪ 0‬ونسال الله التوفيق ‪.‬‬ ‫ولكون خطبة كتاب ‪ " :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬ذاهبة من أوله ه‬ ‫أخذناها من الجزء الأول من كتاب ‪ " :‬الضياء "" ؛ أمََا ما ذهب‬ ‫من آخر كتاب ‪ "" :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬لم نستطع أن نأخذه من‬ ‫كتاب ‪ "" :‬الضياء "" ‪.‬‬ ‫‪'':‬ا ضياء‬ ‫قال الناسخ ‪ .0‬سعيد بن غمر ‘ في أبياته آخر كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫‏'"‪١‬‬ ‫الضياء‬ ‫مداد قد جمع الغريب من اللغات نظامه‬ ‫ويليه ديوان الهمام محمد نجل الندى‬ ‫الشيخ‬ ‫من شعر‬ ‫‪ 0‬ما هو إل بضع قصائد‬ ‫والذ ي سماه ديوان‬ ‫الآن‬ ‫محمد بن مداد ‪ .‬وقد أكلت الرمة الكثير من قرطاسه ‪ 0،‬ونحن‬ ‫نعالجه ‪ .‬فعسى أن يوفقنا الله لاإيبرازه ديو ان متكاملا ‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق ‏{©©‪٥‬‬ ‫محمد بن أحمد بن سعود آلبوسعيدي‬ ‫حرر في ‪/! :‬رمضان‪١٤٢٤/‬ه‏ ‪.‬‬ ‫‪2:+2‬‬ ‫‪- ١٣‬‬ _ ١٥ ‎‫۔‬ ‫الحمد لله الذي لا تدركه الأعين موجودا ‪ 0‬ولا تصفه الألسن‬ ‫محدودا ‪ 0‬ولا يكفيه الفكر معدود ‪ 0‬ولا تعرفه الخليقة والدا ولا‬ ‫مولودا ‪ 0‬أحمده على نعمه وآلجخه ‪ ،‬وأشكره على حسن قسمه‬ ‫وبلائه } وأعوذ به من نقمه وابتلانه ‪ 0‬حمد إثر حمد ‪ 0‬وعودا بعد‬ ‫بدأ ‪ 0‬وأوحده خالقآ ‪ 0‬وأمجده صادقا { وأعبده رازقاآ ‪ 0‬وأتوكل‬ ‫عليه واتق ‪ 0‬أوستعين به مْحقاً ‪.‬‬ ‫وأشهد أن لا إله إلا هو الله ‪ 0‬الأول بلا غاية ‪ .‬والآخر بلا‬ ‫نهاية ‪ 0‬الذي قدر فأحسن التقدير ‪ 0‬ودبر فأحكم التدبير ‪ 0‬وملك‬ ‫الأشياء فهو عليها قدير } وعلمها جملة فهو بها خبير ‪ ،‬الذي ‪:‬‬ ‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ه ‏‪. 0١‬‬ ‫وأشهد أن محمدآ عبده النبي ‪ 0‬ورسوله الذمي ‪ .‬وحبيبه‬ ‫الصفي ‪ ،‬أرسله بالقرآن العربي ‪ 0‬والبيان الجلي ‪ 8‬والبرهان‬ ‫النبوي ‪ 0‬فأوضح به المحجة ‪ ،‬وأقام به الحجة على من بلغته‬ ‫دعوته ‘ أو وصلته رسالته ‪ 0‬وهدى به من الضلالة ‪ 0‬وبصر به‬ ‫(‪ )١‬سورة الشورى‪. ١١ : ‎‬‬ ‫‪- ١٧‬‬ ‫من الجهالة ‪ ،‬فلم يزل لله طانعاً ‪ 0‬ولأمره صادعا ‪ ،‬وإليه داعيا ‪0‬‬ ‫ولأمته هاديا ‪ 0‬وعن المعاصي ناهيا ‪ 0‬وبما أمر به مبصرا ‪.‬‬ ‫وبالجنة مُبشرا ‪ ،‬ومن النار مُحذراً ث حتى قبضه الله إليه () ‏‪٠‬‬ ‫وأمره قد ظهر ‪ 0‬ونور الدين قد بهر ‪ 0‬وعز الإسلام قد قهر ‪.‬‬ ‫والشرك مُنقمع { والشك مُنقذع ‪ 0‬والحق متبع ‪ 0‬والقول مستمع ‪.‬‬ ‫() وعلى آله الأتقياء ‪ 0‬وسلم تسليما ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أما بعد‬ ‫فهذا متاب ‪ 0‬دعاني إلى تأليفه ‪ 0‬وحداني إلى تصنيفه ‪ ،‬ما‬ ‫وجدت من دروس تتار المسلمين ‪ 0‬وطموس آثار الدين ‪ 0‬وذهاب‬ ‫العلم ومتحمليه ‪ 0‬وقلة طالبيه ومنتحليه ‪ 0‬فرأيت الإمساك عن‬ ‫إحيانه ‪ 0‬مع القدرة عليه ‪ 0‬ووجود السبيل إليه ‪ 0‬ذنبا وشؤما وذما‬ ‫ولؤما ‪ 0‬فالفقه على ضعف معرفتي ‪ 0‬ونقص بصيرتي ‪ .‬وكلة‬ ‫لساني ‪ 0‬وقلة بياني ‪ 0‬طالبا للأجر لا للفخر ‪ 0‬وللتعليم لا للتقدم ة‬ ‫وللدراسة لا للرئاسة ‘ غير مُدع للغلوم تصنيفا ‪ ،‬ولامُبتدع‬ ‫للفنون تأليف ‪ 0‬لكن لأحي به نفسا ‪ 0‬وأفزع إليه أنسا ‪ 0‬وأرجع إليه‬ ‫فيما أنسى ‪ 0‬ولأستصبح بضيائه مُهتديا ‪ 0‬وأصبح بما فيه مُقتديا ‪.‬‬ ‫إذا لتشنكك معترض ‪ ،‬والنسيان ذو عفون ‪ 0‬والحفظ خؤون ‘ ولكل‬ ‫شيع آفة ‪ 0‬وآفة الحفظ النسيان ‪.‬‬ ‫_ ‪- ١٨‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬إنما سمي الإنسان إنسانا لأنه ينسى ؛ وقال ‪:‬‬ ‫وسئمئً آدم إنسانا } لأنه عهد إليه فنسى ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫ولا القلب إلا أنه يتقلب‬ ‫وما سمي الإنسان إلا لنسيه‬ ‫وقال الطاني ‪:‬‬ ‫إنسانا لأنك ناسي‬ ‫سميت‬ ‫ولا تنسين تلك العهود فإنما‬ ‫وقال اللغويون ‪:‬إنما سمي القلب قلبا ‪:‬لتقلبه وكثرة تغيره ه‬ ‫‪:‬‬ ‫في كتاب‬ ‫هذا‬ ‫و أصله من قلبت الني ء أقلبه ؛ وقد ذكرت‬ ‫‏‪ ١١‬الإبانة !" ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي () ث من طريق أنس بن مالك (ظليه) ه‬ ‫أنه قال ‪ "" :‬قيدو العلم بالكتاب "" ‪.‬‬ ‫وروي أن رجلا شكا إلى النبي () النسيان ‪ .‬فقانز () ‪:‬‬ ‫إلى ما‬ ‫"" إستعمل يدك " ‪ 0‬يعني ‪ :‬أكتب حتى ترجع إذا نسيت‬ ‫كتبت ‪.‬‬ ‫وقال بعض ‪ :‬ما كتب قر ‪ 3‬وما حفظ فر ‪.‬‬ ‫وقال مالك بن شيبان ‪ :‬من شأن ابن آدم أن لا يعلم كل شيع ‪.‬‬ ‫ومن شأنه أن يعلم كل شيع ثم ينسى ؛ اللهم إني أشكر إليه ما‬ ‫‏‪- ١٩١‬۔‬ ‫فقدت من عقلي ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬القلب نور ‪ ،‬والغم ظلمة ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس (رضي الله عنهما) ‪ :‬ما إجتمع علم وشغل في‬ ‫قلب قط ‪.‬‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬إن هذه الأذهان والآداب نوافر ‪ 0‬تند عن‬ ‫عقل الخذهان ‪ 0‬فاجعلوا الئتب عنها حماة ‪ 0‬والأقلام عنها رعاة ‪.‬‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬اجعل ما في الكتب رأس المال ‪ 0‬وما في قلبك‬ ‫للنفقة ؛ وقال الشيخ محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫نفقة‬ ‫حفظته‬ ‫قد‬ ‫وما‬ ‫اجعل الكتب رأس مالك يا هذا‬ ‫صدقة‬ ‫علمه‬ ‫في فضل‬ ‫وتصدق به فإن على العالم‬ ‫تقة‬ ‫غير‬ ‫العلم لا تودعنه‬ ‫فاحفظ العلم واحتفظ بأداء‬ ‫وقد جعلت هذا الكتاب ذا أصول وآداب ‪ 0‬وفصول وأبواب ‏‪٥‬‬ ‫ولم أخله من حكمة عجيبة ‪ 0‬وكلمة غريبة ‪ 0‬ومتل سائر ‪ 0‬وبيت‬ ‫نادر ‪ 0‬وسنن وأخبار ‪ ،‬ومواعظ وأشعار { إذ كانت الغلوم تتشابك‬ ‫إتباع ‪ 0‬والمعاني تتشارك إتساعا ‪ 0‬والفنون تستدعي الفنون ©‬ ‫والحديث ذو شجون ‪.‬‬ ‫وقال بزرجمهر ‪ :‬من العلم أن لا تحقر شين من العلم ؛ وقال‬ ‫الشنيخ محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫العلم‬ ‫لا تحتقر شينا من‬ ‫إذا كنت ذا عقل وذا فهم‬ ‫لا ينتها بالخضم والقضم‬ ‫العلم بحر ما له ساحل‬ ‫للعلم‬ ‫العالم‬ ‫توقر‬ ‫وأن من إجلالك العلم أن‬ ‫أهل العلم ‪ 0‬على أن العلم يقتضي ما يقتضي‬ ‫ضميل‬ ‫فلعل‬ ‫تن ا‬ ‫وم‬ ‫عنه ‪ 0‬وليس للراغب فيه قناعة ببعضه‬ ‫أعيخمار‬‫تستد‬‫منه ‪ 0‬وي‬ ‫‪ ،‬أي ‪ :‬يتنشعب من الحديث أحاديث ‪.‬‬ ‫وون‬ ‫جث ذ‬ ‫شحدي‬ ‫ومعنى ‪ :‬ال‬ ‫كالوادي يتشعب منه المجاري ‪ ،‬ويتفرق منه الأنهار فايلجهات ‪.‬‬ ‫وقيل لإياس بن معاوية ‪ :‬الحديث ذو شجون ‪ ،‬فقال ‪ :‬شجونه‬ ‫خير ‪ 0‬أي ‪ :‬فروعه خير منه ؛ وقال الفرزدق ‪:‬‬ ‫كضبة إذ قال الحديثف شجون‬ ‫فلا تأمنن الحرب إن إستعارها‬ ‫وضبة بن أدهر ‪ :‬هو قائل ذلك ‪ 0‬وله حديث تركته ‪ 0‬فلا غرو‬ ‫إن كبر اليتاب ‪ 0،‬وكثرت فيه الأبواب ؛ ولعمري إن الإكثار‬ ‫والإطالة موجبان للترك والملالة ‪ 0‬لكن لا في كل مكان يحسن‬ ‫الإختصار { كما لا في كل مكان يحسن اجكثار ‪.‬‬ ‫وقيل لأبي عمرو بن العلاء ‪ :‬هل كانت العرب تطيل ؟ قال ‪:‬‬ ‫‪- ٢١‬‬ ‫‪ :‬نعم ‪8‬‬ ‫؟ قال‬ ‫العرب توجز‬ ‫نعم ‪ .‬ليسمع منها ؛ قيل ‪ :‬فهل كانت‬ ‫وقد فسرت جميع ما ذكرت في هذا الكتاب ‪ 0‬من لفظ غريب ‪8‬‬ ‫ومعنى عجيب ‪ ،‬ليكون مُستغنيا بتفسيره عن الرجوع فيه إلى‬ ‫غيره ‪ 0‬على أن الغرض المقصود به ‪ 0‬والفرض الموضوع له ‪.‬‬ ‫هو هذا الفقه ‪ 0‬الذي هو العلم الأعم ‪ 0‬والفن الأتم ‪ 0‬بعد القرآن ‪8‬‬ ‫الذي هو أصل الغلوم ‪ 0‬وأولها ‪ 0‬وأفضلها ‪ 0‬وأجلها ‪ 0‬وإمامها ‪.‬‬ ‫وأكملها ‪ 0‬ومنه تستنبط كل معرفة ‪ ،‬وعنه تضبط كل صفة ‪.‬‬ ‫قال () ‪ " :‬إذا إلتبست عليكم الامور كقطع الليل المظلم‬ ‫فعليكم بالقرآن "" ‪ 0‬في خبر فيه طول ‘ تجد تمامه بتفسيره في‬ ‫باب القرآن من هذا الكتاب ۔ إن شاء الله ۔ ‪.‬‬ ‫وما أردت بتأليفه إعتسافاً في الين ‪ 0‬ولا قصدت فيه خلافا‬ ‫للسْسلمين ‪ 0‬ولا بدلت مقالاتهم ماننا ‪ 0‬ولا عدلت عن تأويلاتهم‬ ‫مباينا } بل قفوت آثارهم واطناً ‪ 0‬ونحوت أخبارهم مواظبا ‪ 0‬وقلت‬ ‫ما ذكروه إخبارآ ‪ 0‬ونقلت ما سطروه إختصارآ ‪ 0‬وقبلت ما أثروه‬ ‫إختيارآ ‪ 0‬فإنا وإن إختلف مني الكلام لهم ولأقاويلهم على الوئام }‬ ‫وبالله أعوذ عن مفارقة مذاهبهم ‘ ومُجانبة الإقتداء بهم ‪ 0‬فهم‬ ‫الغلماء المؤمنون ‪ ،‬والفقهاء المُؤتمنون ‪ .‬والذوائل المتقدمون ‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫۔_‪٢٢ ‎‬‬ ‫والذفاضل المُقدمون ‪ ،‬والأخيار المْتبعون ‪ .‬والأبرار الورعغون }‬ ‫والأتقياء الصادقون ‪ ،‬والأولياء المُوافقون ‪ 0‬والأجلاء ديانة ‪.‬‬ ‫والأخلاء أمانة ‪ 0‬لم يركنوا إلى الذأنيا طلبا ‪ 0‬ولم يغفلوا عن الآخرة‬ ‫لعبا ‪ 0‬ولم يعرفوا بجهل مضل ‘ ولم يفرقوا بعقل مزل ‘ ولا‬ ‫تورطوا إلى الأهواء هالكين ‪ 0‬ولا تخبطوا العشواء سالكين ‪.‬‬ ‫هيهات هيهات ‪ .‬بل جدوا للآخرة مُشمرين {‪ 0‬واجتهدوا عليها غير‬ ‫مقصرين ‪ ،‬ودعوا إلى الحق مُبصرين ‪ 8‬وقاتلوا في سبيل الله‬ ‫صابرين ‪ 0‬فنحن بهم مُهتدون ‪ 0‬وبهداهم مُقتدون ‪ 0‬ولأمرهم‬ ‫طانعون ‪ 0‬ولقولهم مُستمعون ‪ ،‬ولفعلهم تابعون ‪ 0‬جزاهم الله بما‬ ‫علمونا جنة وسلاما ‪ 0‬وبما حملونا رحمة وإكراما ‪ 0‬وإياه تعالى‬ ‫أستغفر من الجهل عاملا } ومن الإفك قائلا ‪ 0‬وما التوفيق إلا من‬ ‫عند الله ‪ 0‬به وعليه توكلت ‪ ،‬وإليه أنيب ‪.‬‬ ‫وقد ذكرت شيئا مما قاله غيرنا من فرق المسلمين وغيرهم ‪.‬‬ ‫إذ العلم بذلك خير من الجهل به ‪ 3‬فإن المتاب كلما كبر حجمه ‪.‬‬ ‫كثرت فوانده وعلمه ‪.‬‬ ‫حكى الجاحظ ‪ :‬أن القتبي ذكر يوما كتابا لأحد القدماء ‪ 0‬فقال ‪:‬‬ ‫لولا طوله وكثرة ورقه لنسخته ؛ فقال ابن الجهم ‪ :‬ولكنني ما‬ ‫رغبني فيه إلا الذي زهدك فيه ‪ ،‬وما قرأت كتابا قط كبيرا ‪.‬‬ ‫فأخلاني من فائدة ‪ 0‬وما أحصي كم قرأت من صغار التب ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٢٣‬‬ ‫فخرجت منها كما دخلت ‪.‬‬ ‫وحكي عن بعض أهل العلم ‪ :‬أنه كان يعظم الكتاب لكبره ‪.‬‬ ‫ويزري عليه لصغره ‪ 0‬في حال نظره إليه } قبل وقوفه عليه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن كتاب المجوس الذي ألفوه مُستعجماً ‪ 0‬لما فسروه‬ ‫بالعربية } كان قرابة إنني عشر جملا ‘ من كبره وكثرته ‘ وكله‬ ‫باطل مضيوع ‪ 0‬وضلال غير مسموع ؛ وقيل ‪ :‬إن إسمه ‪:‬‬ ‫" ‪.‬‬ ‫!" ستا‬ ‫وقيل ‪ :‬أنه كتب في عشرين ألف جلد من جلود الإبل ‪ 0‬نقلا‬ ‫بالحديد لا بالمداد } والله أعلم ‪.‬‬ ‫<‬ ‫!"‬ ‫أفورسمو‬ ‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫< سمي‬ ‫ألفه أقر اط‬ ‫الكتاب الذ ي‬ ‫وقيل ‪ :‬أن‬ ‫أي ‪ :‬تاب " الفصول "" ‪.‬‬ ‫وحكي عن بعضهم ‪ :‬أنه ألف في التوحيد فقط كتابا ‪ 0‬كان عدد‬ ‫أجزانه مانة وأربعين جزعءأ ‪.‬‬ ‫وذكر محمد بن إسحاق ‪ :‬أنه ألف كتابا في الشروط ‪ ،‬يزيد‬ ‫‏‪ ٠‬وكم مثل هذا ‪ .‬أو أكثر ‪.‬‬ ‫على أربعة آلاف ورقة ‪ 0‬وهو فن واحد‬ ‫أو أقل ‪ 0‬وأكثر من الغلوم المصنفة ‪ ،‬والكتب المؤلفة ‪.‬‬ ‫‪- ٢٤‬‬ ‫فلو إستطعت أن أجمع كل الغلوم في هذا الكتاب لفعلت ‪ 0‬لكن‬ ‫ذلك ما لم يكن لتقدم ‪ 0‬ولا يكون لمْتأخر ‪ }.‬فهو وإن كان كبيرا‬ ‫فبالقياس لغيره يكون صغيرا ‪ 0‬وقد جمع ما تفرق في سواه ‪ 0‬وهو‬ ‫الله ۔ مُهذب التصنيف ‪ ،‬مُصوب التأليف ‪ ،‬إلا أن‬ ‫مد‬ ‫حك ۔‬ ‫ب ذل‬ ‫مع‬ ‫يعترضه طعن حاسد ‪ 0‬أو تمرضه عين معاند ‪ 0‬وما الباطل بمقبول‬ ‫من أهله ‪ 0‬ولا الحق بمنقول عن أصله ‘ والسكوت خير من‬ ‫الخلاف العار ي من البرهان ‪ 0‬والخرس أفضل من قول بغير بيان ‪.‬‬ ‫ويجب لمن رام لغيره المعارضة & ولأقاويله المْناقضة ۔ ألا‬ ‫ينطق إلا بالبراهين ‪ 0‬لا سيما فيما يتعلق بالين ‪ 0‬وللناس مذاهب‬ ‫فيما يألفونه ‪ 0‬ومطالب فيما يصنفونه ‪ ،‬فمنهم من يريد بذلك‬ ‫تدليس ‪ 0‬ويقصد فيه تلبيساً ؛ ومنهم من يعتمد للمْناقتضات ‪.‬‬ ‫ويجتهد للسُعارضات ؛ ومنهم من يطلب بذلك الدنيا والمْفاخرة { لا‬ ‫للذين يريد ولا للآخرة ؛ ومنهم من يعتمد به التقوية للمسلمين ‪.‬‬ ‫ويعقد فيه النية لرب العالمين ‪.‬‬ ‫فيجب لمن ألف كتابا ‪ 0‬أن يقصد به تأييدا للأين ‪ 0‬وإرشاد‬ ‫للمسلمين ‪ 0‬وأن يصح كلامه ‪ 0‬ويوضح نظامه ‪ 0‬ويحذر غلطات‬ ‫الكلم ‪ 0‬وسقطات القلم ‪ 0‬فإنه يعرض علمه ‪ ،‬وعمله ‪ .‬وعقله ‪.‬‬ ‫وحقه } وجهله ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٥‬‬ ‫أنه قال ‪ :‬من ألف كتابا فقد‬ ‫وروي عن إياس بن معاوية ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وإن أساء فقد إستقذف ‪ 8‬ثم‬ ‫إستهدف ‪ ،‬فإن أحسن فقد إستشرف‬ ‫يقرأه ويصححه ‪ 0‬ويحرره‬ ‫لايخرج كتابه من يده ‪ 6‬حتى‬ ‫واضحا فصيحا ‪.‬‬ ‫ويوضحه ‪ ،‬ليخرج سالمً صحيحا ‘‬ ‫قال هشام بن عروة ‪ :‬قال لي أبي ‪ :‬كتبت ؟ قلت ‪ :‬نعم ؛ قال ‪:‬‬ ‫عرضت ؟ قلت ‪ :‬لا ؛ قال ‪ :‬فلم تكتب } وليحسن الإختبار ‪ 0‬ويقصد‬ ‫اختصار ‪.‬‬ ‫لي‬ ‫الكلم !! ‪ 0‬واختصر‬ ‫‪ '' 2‬بُعثنت بجوامع‬ ‫وقال النبي ()‬ ‫الحديث ‪.‬‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬يختصر الكتاب ليحفظ ‪ ،‬ويبسط ليفهم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إختيار العلم أشد من جمعه ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬مُجتني كنوز العلم في إختياره ‪ 0‬وحسن إختصاره ‪.‬‬ ‫الاختصار صناعة‬ ‫“ وحسن‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬لكل شي ء صناعة‬ ‫العقل ‪.‬‬ ‫ه تفسير ما في الخطبة من‬ ‫وقيل ‪ :‬دل على عقل إختياره‬ ‫الغريب ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬عود بعد بدء ‪ 0‬العود ‪ :‬تثنية الأمر بدأ ثم عودا ؛‬ ‫‪- ٢٦‬‬ ‫والعودة ‪ :‬عودة مرة واحدة ‪ 0‬كما يقول ملك الموت لأهل البيت إذ‪,‬‬ ‫‏‪ ٠0‬حتى لا يبقى منكم‬ ‫قبض أحد هم ‪ :‬إن لي فيكم لعودة ‪ 0‬ثم عودة‬ ‫‪ .‬نم زاد ؛ قال‬ ‫أحد ؛ و عاد علينا فلان بمعروفه ۔ أ ي ‪ :‬أحسن‬ ‫شعرآ ‪:‬‬ ‫فإن عاد بالمعروف فالعود أحمد‬ ‫قد أحسن سعد في الذي كان بيننا‬ ‫والبدء ‪ :‬مصدر بدأ يبدو ‪ 0‬وهو أن تفعل شينا قبل غيره ؛‬ ‫والله بدأ الخلق ‪ 0‬وأبدأ الخلق ‪ 0‬والمعنى واحد ؛ والآلاء ‪ :‬النعم ‪3‬‬ ‫وإحدها ‪ :‬آلاء ؛ والبلاء يكون في الخير والشر ‪ ،‬والله يبتلي العباد‬ ‫بلاء حسنا } وبلاء سيئا ؛ والنقم ‪ :‬جمع نقمة ‪ :‬وهي العقوبة ‪.‬‬ ‫كقوله () ‪ :‬ل( ومن عاد فينتقم الله منه ه ‪ 6‬؛ ونقول ‪ :‬نقمت‬ ‫عليه ما صنع نقم ‪ 0‬ونقمته ‪ .‬أي ‪ :‬أنكرت عليه ؛ وتقول ‪ :‬نقم‬ ‫ينقم لغتان ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫أنهم يحلمون إذا غضبوا‬ ‫ما نقموا من بني أمية إلآ‬ ‫والبلاء ‪ :‬الإمتحان ؛ يقال ‪ :‬بلى الإنسان وابتلي ؛ قال الله‬ ‫(ينك) ‪ :‬ل وأما إذا ما ابتلاهفقدر عليهرزقه“‪١‬ا؛قال‏‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫‪. ٩٥ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الماندة‪‎‬‬ ‫‪. ١٦١ :‬‬ ‫الفجر‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫وكم من كريم يبتلي تم يصبر‬ ‫بليت وفقدان الخليل بلية‬ ‫م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والبلوى ‪ :‬هي البلية ؛ والبلوى ‪ :‬التجربة ‪ 0‬بلوته بلوى ؛‬ ‫والقنمي ‪ :‬الجامع الكامل ؛ بهر النيء ‪ :‬اذا غلب ضوعءه ضوء‬ ‫غيره ؛ قال ‪:‬‬ ‫السواريا‬ ‫النجوم‬ ‫البدر‬ ‫يبهر‬ ‫كما‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫إلا على أحد لا يعرف القمرا‬ ‫وقد بهرت فما تخفى على أحد‬ ‫مُنقمع ‪ ،‬أي ‪ :‬ذليل ؛ وقمعت فلانا فانقمع { أي ‪ :‬ذللته فذل ؛‬ ‫وكان قمعة بن إلياس بن مضر ‪ 8‬إسمه ‪ :‬غمير ‘ فأغير على غنم‬ ‫؛ مْنقد ع ‪:‬‬ ‫لعمة أبيه ‘ فانقمع في البيت فرقا ‪ .4‬فسماه أبو ‏‪ : ٥‬قمعة‬ ‫كاف ؛ قدعته عن هذا الأمر فانقدع ؛ ذو عنون ‪ ،‬العنون ‪ :‬مصدر ؛‬ ‫عَن لنا كذا } أي ‪ :‬إعترض ؛ يعن عنونا ؛ قال إمرؤ القيس ‪:‬‬ ‫مذيل‬ ‫في ملا‬ ‫دوار‬ ‫عذارى‬ ‫نعاجه‬ ‫كأن‬ ‫سرب‬ ‫فعن لنا‬ ‫ودوار ‪ :‬صنم كانوا يطوفون به في الجاهلية ؛ ويقال ‪ :‬هو‬ ‫حجر وحجارة ‘ كانوا يطوفون بها ؛ ودوار (بالفتح والتشديد) ‪:‬‬ ‫موضع بالرمل ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫_‪- ٢٨‬‬ ‫بيننا دوار‬ ‫شتى فألف‬ ‫كانت منازلنا التي كا بها‬ ‫يند ‪ 0‬أي ‪ :‬ينفر ؛ يقال ‪ :‬أنددت البعير فند ‪ 3‬أي ‪ :‬نفرته قنفر ؛‬ ‫والحديث ذو شجون ‪ :‬وقد فسرته في موضعه ؛ ولا غرو ‪ 8‬أي ‪:‬‬ ‫فلا عجب ؛ الوئام ويقال ‪ :‬الموام أيضا ۔ ‪ :‬الموافقة ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫المُباهاة في الأشياء ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬يقال ‪ :‬لولا الونام هلك الأنام ؛ وقيل ‪ :‬هلك اللئام ؛‬ ‫يقول ‪ :‬إن اللئام إنما يفعلون الجميل مُباهاة ‘ وتشبيها بأهل الكرم ‪.‬‬ ‫ولولا ذلك هلكوا ؛ ومُجانبة الإقتداء ‪ :‬ترك الإتباع وقطعه ‪ .‬تقول ‪:‬‬ ‫جانبت فلان ‪ 0‬قاطعته وقطعته واجتنبت قربه ؛ تورطوا ‪ :‬وقعوا‬ ‫في بلية ؛ تخبطوا ‪ 0‬أي ‪ :‬سلكوا غير قصد ؛ والعشواء ‪ :‬بمنزلة‬ ‫الظلماء ؛ وعشواء الليل ‪ :‬ظلمته ؛ والغقشوة ‪ .‬والعثننوة ‪.‬‬ ‫والقثوة ‪ :‬لغات كلها في معنى أن تركب أمرا على غير هداية‬ ‫وبيان ؛ وناقة عشواء ‪ :‬لا تبصر ؛ وقال زهير ‪:‬‬ ‫تمته ومن تخطأ يعمر فيهرم‬ ‫رأيت المنايا خبط عشواء من ثصيب‬ ‫وهذا مثل معناه ‪ :‬أن المنايا تأتي بما لا يعرفه ‏‪ ٠0‬فمن أصابته‬ ‫أماتته } فكأنها ناقة عشواء لا تبصر ‪ ،‬وقد ندت ‏‪ ٠0‬فهي تقتل من‬ ‫؛ هجر المقالة ‪ .‬قبيح المقالة ؛‬ ‫و المعنى ‪ :‬كخبط عشواء‬ ‫أصابته‬ ‫‏‪- ٢٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫الثدي‬ ‫حجم الشيء نتوه ‪ :‬مثل حجم الصبي في بطن أمه ‪ 0‬وحجم‬ ‫في الصدر ؛ وقال قيس ‪:‬‬ ‫ولم يبد للأتراب من ثديها حجم‬ ‫ليلى وهي ذات موصد‬ ‫تعلقت‬ ‫الموصد ‪ :‬لبسة الأعراب بمنزلة الإزار ؛ وغيرهم يسميها ‪:‬‬ ‫النقبة ‪.‬‬ ‫الفرق بين [ إن ] ‪ [ 0‬وأن ] ؛ فإن ‪ :‬لما يأتي ؛ وأن ‪ :‬لما‬ ‫؛‬ ‫؛ وكذلك ] إذ ] ث ] واذ ا ] ؛ فاذا ‪ :‬لما يأتي ‪ 4‬وهو ظرف‬ ‫يمضي‬ ‫[ وإذ ] ‪ :‬ظرف لما يمضي ‘ والدليل على ذلك ‪ ،‬قوله (يێنك) ‪:‬‬ ‫إذا جاء نصر الله والفتح إ ‪. 6‬‬ ‫‪. ١ :‬‬ ‫(‪ (١‬سورة النصر‪‎‬‬ ‫‪- ٣٠‬‬ ‫الباب الأول في ‪ « :‬بسم الله الرحمن الرحيم » ‏‪6١‬‬ ‫أول ما يفتتح به اليتاب ‪ :‬لأ بسم الله الرحمن الرحيم & "©‪.‬‬ ‫وهي آية من القرآن ‪ ،‬بإجماعهم ‪ 0‬أنزلها الله () ‪ ،‬مُبتدنا‬ ‫الكلام في كلامه ‪ 0‬وفصلا بين سوره ‪ ،‬وأثبتتها الصحابة في‬ ‫المصحف ‪.‬‬ ‫ويروى أن النبي (غمة) ‪ 0‬أنه عدها من أم المتاب ‪ 0‬وقال ‪:‬‬ ‫" إنها من السبع المثاني "" ‪ 0‬وثحب إفتتاح كل عمل وقول بها ‪.‬‬ ‫وقد كره‬ ‫والإقتداء في ذلك بالله (غللاذ) ‪ 0‬نم برسوله (غتتا)‬ ‫شينا غيرها ‪ ،‬أو يبتديء بها‬ ‫ها‬ ‫را في‬ ‫طمعه‬ ‫سكتب‬ ‫بعض أن ي‬ ‫الشعراء ‪ 0‬ويدغم منها صورة الباء والسين ‘ على ما يفعله بعض‬ ‫التاب ؛ وكره بعض تصغير خط ‪ :‬أ بسم الله الرحمن‬ ‫ؤ (تنك) ‪ ،‬تعظيما لإسمه وكلامه ‪ ،‬ويكره تغوير الهاء‬ ‫الرحيم‬ ‫من إسم الله جل ثناؤه ويستحب تبين هذه الآية ‪ .‬وتفسيح‬ ‫حروفها ‪ 0‬وتتميم ألفاتها } وتقويم لاماتها ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة النمل ‪ :‬‏‪. ٢٠‬‬ ‫‏‪ ٣١‬۔‬ ‫وروي أن عاملا لغمر بن عبد العزيز كتب ‪ :‬لأ بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم ‪ . 4‬فذحذف السين بين الباء و الميم ‘ فعزله‬ ‫لذلك ى والله أعلم ‪.‬‬ ‫وكره جماعة من الصحابة والتابعين ۔ فيما وجدت ‪ -‬أن يمد‬ ‫الباء إلى الميم حتى يكتب السين ؛ وكره مجاهد والشعبي‬ ‫وغيرهما أن يكتب الجنب ‪ :‬لأ بسم الله الرحمن الرحيم إ ى وكره‬ ‫أن يكتب على الارض ‪.‬‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله (مه) ‪ " :‬من‬ ‫كتب ‪ :‬ل( بسم الله الرحمن الرحيم ه ‪ .‬فجودها تعظيما لله () ‪.‬‬ ‫وجلت عظمته ‪ ،‬غفر الله له ؛ ومن رفع قرطاسا فيه ‪ :‬لا( بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم & ‪ ،‬إجلالا لله (تملك) أن يُداس ‪ ،‬كتب عند الله من‬ ‫الصديقين ‘ ويخفف عن والديه ‪ 0‬وإن كانا مُشضركين ۔ أعني من‬ ‫العذاب ۔ "" ‪.‬‬ ‫‪ " :‬ما من كتاب فيه‬ ‫وعنه ‪ ،‬من طريق علي ‪ ،‬أنه قال رن)‬ ‫‘ ملقى بقعة‬ ‫إسم الله © نسخ فيه ‪ :‬ز بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫‘ اك بعث الله إليه من يرفعه ‘ واذ ‏‪ ١‬رفعه ‪ .‬أدخله الله‬ ‫من الأزض‬ ‫الجنة ‪ 0‬وخفف عن والديه العذاب & وإن كانا مُشركين "" ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٣٢‬‬ ‫( ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬من يتوق ‪ :‬لأ بسم الله الرحمن‬ ‫وعنه ظ‬ ‫الرحيم ه ‪ 0‬رزقه الله ولدا بلا عيب " ‪.‬‬ ‫‪ :‬مُفتا ح كل كتاب‬ ‫علي ‪ .‬أنه قال‬ ‫بن‬ ‫أبو جعفر محمد‬ ‫وعن‬ ‫أنزل من السماء ‪ :‬ا بسم الله الرحمن الرحيم ه ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬لأ بسم الله الرحمن الرحيم & ه‬ ‫تيجان الكتب "" ؛ وأنشد ‪:‬‬ ‫السقام‬ ‫الله شافية‬ ‫وبسم‬ ‫الكلام‬ ‫الله يفتتح‬ ‫بإسم‬ ‫قال علي ‪ :‬لما أنزلت ‪ :‬لبسم الله الرحمن الرحيم » ‪ 0‬قال‬ ‫(مه) ‪ " :‬أول ما أنزلت هذه الآية ‪،‬على آدم (التلتلة) ‪ 0‬قال ‪:‬‬ ‫أمن ذريتي العذاب ما داموا على قرانتها ‪ 0‬تم رفعت ‪ ،‬فأنزلت على‬ ‫ابراهيم (العَلثم) ‪ ،‬فتلاها وقرأها وهو في كفة المنجنيق ‘ فجعل‬ ‫الله تعالى عليه النار برد وسلام ‪ 0‬ثم رفعت بعده ‪ 0‬فما نزلت إلا‬ ‫على سنليمان (الَتثلم) ‪ 0‬وعندها قالت الملانكة ‪:‬الآن تم والله‬ ‫ملكك ‪ ،‬تم رفعت ‪ 0‬فأنزلها الله تعالى علئ ‪3.‬نم تأتي أمتي يوم‬ ‫القيامة وهم يقولون ‪ :‬لابسم الله الرحمن الرحيم )‪ ، 4‬فإذا وأضعت‬ ‫في ميزان أعمالهم ‪ 0‬رجحت حسناتهم "" ؛ وقال رسول الله‬ ‫() ‪ " :‬اكتبوها في كتبكم فإذا كتبتموها فتكلموا بها " ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٣٣‬‬ ‫وعن عائشة {‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬لما نزلت ‪ :‬لأ بسم الله الرحمن‬ ‫الرحيم ‏‪٤‬ى ضجت الجبال ‘ حتى سمع أهل مكة دويها ‪ .‬فقالوا ‪:‬‬ ‫سحر محمد الجبال { فبعث الله عليهم ذخانً ‪ .‬حتى ظلل مكة ‪.‬‬ ‫‪ :‬لا بسم الله الرحمن‬ ‫‪ " :‬من قال‬ ‫وقال النبي (غة! )‬ ‫الرحيم م ‪ 0‬مؤمنا موقنا ‪ 0‬سبحت معه الملائكة والجبال ‪ .‬إلا أنه لا‬ ‫!"'‬ ‫يسمع ذلك‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬لما نزلت ‪ :‬ل( بسم الله الرحمن الرحيم {ه ‪.‬‬ ‫في سورة النمل ‪ ،‬مرت الغيم إلى المشرق ‪ 0‬وسكنت الرياح ‪.‬‬ ‫وصاحت النجوم ‪ 0‬وأصغت البهائم بآذانها وأقبلت ‪ 0‬ومنعت‬ ‫الشياطين من السماء ‪ 0‬وحلف رب العرش لا يُسمئ إسمه على‬ ‫شيع إلآ شفاه ‪ 0‬ولا على شيع إلا بارك فيه ‪ ،‬ولم يرن إبليس‬ ‫لعنه الله ۔ مثل ثلاث رنات قط ‪ 0‬رنة حين لعن وأخر ج من ملكوت‬ ‫السماوات ‪ 0‬ورنة حين ولد النبي (غت) ‪ 4‬ورنة حين نزلت ‪:‬‬ ‫ل بسم الله الرحمن الرحيم إ ‪ ،‬فاتحة الكتاب ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬أول ما أنزل الله تعالى ‪ :‬لل بسم‬ ‫الله الرحمن الرحيم )» ‪ 0‬على سليمان (التكلم) ‪ 0‬ليفتتح بها‬ ‫الذنيا ‪ 0‬ويذل بها الملوك ‪ 0‬وهي قراءة أهل السماوات ‪ ،‬ثم رفعت ء‬ ‫_ ‪- ٣٤‬‬ ‫النمل ‪ 0‬وكانت فتحا‬ ‫فأنزلت على محمد ( ت ) ‪ .‬في سورة‬ ‫عظيما { فاذا قرأتموها فمدوها ‪ 0‬فإنها هي العزيزة } فاذا‬ ‫كتبتموها فاقرؤها ‪ 0،‬فإنها هي الشافية من كل داء ‪ 0‬وما تقدمها‬ ‫سقيم ‪.‬‬ ‫لكل مُهم ‪ 0‬ودو اء لكل‬ ‫الكلام ‪ .‬فجعلت افتتاح‬ ‫شي ء من‬ ‫ولم يرد ذعاء أوله ‪ :‬ا( بسم الله الرحمن الرحيم » ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال علي بن أبي طالب‬ ‫محمد‬ ‫؛ وقال‬ ‫على كل دوا ء‬ ‫‪ .‬وعون‬ ‫من كل دا ء‬ ‫شفاء‬ ‫‪:‬‬ ‫بن مداد‬ ‫وبسم الله عون في الدواء‬ ‫بسم الله تشفي كل داء‬ ‫وبسم الله تاج الأنبياء‬ ‫وبسم الله مفتاح المتاني‬ ‫عشر في العداد لكل راء‬ ‫وبسم الله تسعة أحرف بعد‬ ‫الجزاء‬ ‫فأكثر في مضاعفة‬ ‫وفي الحسنات حرف منه عشر‬ ‫وروى الشعبي ‪ :‬أن العرب كانت تكتب في أوانل كتبها ۔ قبل‬ ‫الإسلام بسمك اللهم ‪ 0‬وكان النبي (مه) يكتبها كذلك صدرا ‪.‬‬ ‫فلما أنزلت عليه ‪ :‬ا بسم الله مجريها ومرساها » () ‪ ،‬كتب ‪ :‬بسم‬ ‫الله ‪ 0‬ثم نزلت عليه ‪ ( :‬قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن » ‏‪. ){١‬‬ ‫فكتب ‪ :‬بسم الله الرحمن ‪ ،‬تم نزلت عليه ‪ :‬ز إنه من سليمان وإنه‬ ‫‪. ٤١:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة هود‪‎‬‬ ‫‪. ١١٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الامراء‪‎‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة‬ ‫_‬ ‫‪٣٥ .‬‬ ‫‏‪ ١‬لأمر ‘‬ ‫‏‪ ٠‬فاستقام‬ ‫‏(‪ } )١‬فكتبها كذلك‬ ‫الله الرزلحمن الرحيم‬ ‫يسم‬ ‫واستمر على إفتتاح الئتب بها إلى اليوم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إن أول من كتبها سليمان (الَثم) ‪ 0‬و للأ بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم )‪ 0 4‬تسعة عشر حرفا ‪ 0‬لقارنها بكل حرف عشر‬ ‫حسنات ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬قد أكثر من البسملة ‪ 0‬إذا أكثر من قول ‪ :‬لا بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم )‪ 4‬؛ قال غمر بن أبي ربيعة المخزومي ‪:‬‬ ‫للا حبذا ذاك الحديث المْبسمل‬ ‫ألا بسملت ليلى غداة لقيتها‬ ‫قال عمرو بن شرحبيل ‪:‬أول ما جاء به جبريل (المتثل) إلى‬ ‫النبي (غَمه) ‪ ،‬قال له ‪ :‬قل ل( بسم الله الرحمن الرحيم )ه ‪ 9‬فاعادها‬ ‫عليه ثلاثا ؛ ثم قال له ‪ :‬قل أ الحمد لله رب العالمين ه () ©‬ ‫فأعادها عليه ثلاثا ‪.‬‬ ‫وعن الزهري ‪ 0‬في قول الله رتمك) ‪ :‬ل وألزمهم كلمة‬ ‫‏(‪ )١‬سورة النمل ‪ :‬‏‪. ٢٠‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة الفاتحة‪. ٢ : ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٦‬۔‬ ‫التقوى م «©‪ 0 0‬قال ‪ » :‬بسم الله الرحمن الرحيم ‪. 4‬‬ ‫قال عبد الله بن الحسن ‪ ،‬في قوله () ‪ :‬للأ وإذا ذكرت ربك‬ ‫في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا )‪ 0 0 4‬يقول ‪ :‬ل( بسم‬ ‫الله الرحمن الرحيم ‏‪. ٤‬‬ ‫‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬ستر ما بين الجن وعورات‬ ‫وعن النبي ()‬ ‫بني آدم ‪ ،‬إذا دخل أحدهم المستحم أن يقول ‪ :‬ل بسم الله الرحمن‬ ‫الرحيم ه " ؛ قال رجل ‪ :‬تعس الشيطان ؛ فقال النبي (ثه) ‪:‬‬ ‫" لاتقل ‪ :‬تعس الشيطان ‘ فإنه يتعاظم ‪ 0‬ويقول ‪ :‬بعزتي‬ ‫صرعتك ‪ 8‬فإذا قلت ‪ :‬لأ بسم الله الرحمن الرحيم إ ‏‪ ٧‬يتصاغر‬ ‫الشنيطان حتى يصير مثل الذباب " ‪.‬‬ ‫وقال أبو جعفر محمد بن علي ‪ :‬إذا قرا الرجل ‪ :‬لأ بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم ) ‪ 0‬ستر ما بين يديه من السماء إلى الأرض ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أمرت عانشة خادما لها ‪ 0‬أن يخيط لها خرقا في‬ ‫فراشها ‪ ،‬فلما خاطه قالت له ‪ :‬أذكرت إسم الله عليه حين بدأت‬ ‫به ؟ قال ‪ :‬لا ؛ قالت ‪ :‬فانقضه ‪ ،‬ثم اذكر إسم الله عليه ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الفتح ‪ :‬‏‪. ٢٦‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الإسراء‪. ٤٦ : ‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫ضربت‬ ‫حين‬ ‫عانشة خياطاً ‪ .‬فقالت له ‪ :‬سميت‬ ‫وقيل ‪ :‬دعت‬ ‫بابرتك ؟ قال ‪ :‬لا ؛ قالت ‪ :‬ما يبقى فافتق ما خطت ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫قال كعب الأحبار ‪ :‬إن أول ما خلق الله () من الحروف ‪:‬‬ ‫الباء ‪ 0‬ويقال ‪ :‬كانت الألف والسين والخلف حرفين كاملين ‪.‬‬ ‫فترافعت السين ‪ 0‬فرفع الله عليها الألف ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي (تمه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إن أول ما كتب الله‬ ‫تعالى في اللوح المحفوظ (نقطة) ‪ 0‬فنظرت إلى نفسها‪.‬‬ ‫فتصاغرت وتواضعت لله (تَلك) ‪ 0‬فصارت (همزة) { فلما رأى‬ ‫تواضعها ‪ 0‬طولها وجعلها (ألفا) © ثم تلفظ بها ‪ 0‬فقال ‪( :‬ألف) ‪.‬‬ ‫فصارت ثلاتة أحرف ‪( :‬ألف ‪ 0‬ولام ‪ 0‬وفاء) ‪ ،‬ثم جعل يلفظ حرفا‬ ‫بعد حرف على تسعة وعشرين حرفا ‪ 0‬حتى تثبت الألسن كلها‬ ‫على ذلك ‪ 0‬فجعل (الألف) من أول أسماء الله (تنك) ؛ الرحمن‬ ‫الرحيم ‪ 0‬ألا ترى أنه تدور عليه أسماؤه كلها ‪ 0‬وجعل (اللام) في‬ ‫آخر أسمانه لجبريل وميكائيل ‪ 0‬وجعل (الميم) في أول إسم محمد‬ ‫(ظتتا) ومن أوسطه {‪ ،‬ثم أقسم بنفسه وبملانكته وبمحمد (ظتلة!) ‪:‬‬ ‫أن هذا التاب " ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٣٨‬‬ ‫وبلغنا ‪ :‬أن إسم الله الأعظم هو الله لا إله إلا هو وحده لا‬ ‫شريك له ‪ ،‬وإسم الله () قدم على الرحمن الرحيم ‪ ،‬لأنه إسم‬ ‫لا ينبغي إلا لله تعالى ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬في قوله (ت) ‪ :‬الأ هل تعلم له سميا & () ‪ ،‬أي ‪ :‬هل‬ ‫تعلم له في السهل والجبل ‪ ،‬والبر والبحر ‪ 0‬والمشرق والمغرب ‪،‬‬ ‫أحدآ إسمه ‪ :‬الله ‪ 0‬غير الله لا إله إل هو ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إسم الله الأعظم ‪ :‬يا ذا الجلال والإكرام ؛ وقيل ‪ :‬يا حي‬ ‫يا قيوم ‪.‬‬ ‫وقال أبي بن كعب ‪ :‬جميع الأسماء بمعنى ربوبية الرب‬ ‫الذ ي هو إسمه الله ‪.‬‬ ‫؛ قال ‪ :‬واسمه‬ ‫()‬ ‫وقال جابر بن زيد ‪ :‬إسم الله الأعظم هو الله ‪ 0‬الا ترى أنه‬ ‫[ في‬ ‫بسم ‏‪ ١‬لله الرحمن الرحيم‬ ‫؛ وتفسير ‪:‬‬ ‫به‬ ‫ببتدئ‬ ‫الإعراب ‪ 8‬قد ذكرته في باب ‪ :‬التوحيد إن شاء الله ‪.‬‬ ‫روية‬ ‫‏(‪ )١‬سورة مريم ‪ :‬‏‪. ٦٥‬‬ ‫‪-‬‬ ‫_ ‪٣٩‬‬ ‫الباب الثاني ‪:‬‬ ‫العلم على وجوه ‪ ،‬فالأول ‪ :‬هو القرآن ‏‪ ٠‬وهو قوله (تنك) ‪:‬‬ ‫فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إ «‪ 0‬؛ والعلم‬ ‫العجز ‪ :‬هو القرآن ‪ 0‬ولا يسمى بهذا الإسم غيره ؛ والثاني ‪ :‬هو‬ ‫محمد () ‪ ،‬وهو قوله تعالى ‪ :‬ل( فما اختلفوا إلامن بعد ما‬ ‫جاءهم العلم & () ‪ ،‬يقول ‪ :‬لم يختلف اهل الكتاب فيه رقمه) أنه‬ ‫نبي مبعوث حتى جاءهم رسول الله () ؛ والنالث ‪ :‬وهو‬ ‫الكيمياء ‪ 0‬وهو قوله تعالى في قصة قارون ‪ :‬ل( قال إنما أوتيته‬ ‫على علم عندي غ () ‪ 0‬أي ‪ :‬علم الكيمياء ؛ والرابع ‪ :‬هو الشرك‬ ‫والكفر ‪ 0‬وهو قوله () ‪ :‬لأ فرحوا بما عندهم من العلم إ ث ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬من الشرك والكفر ‪ ،‬والله أعلم ؛ والخامس ‪ :‬العلم المعروف‬ ‫وهو ضد الجهل ‪.‬‬ ‫وعن النبي (غة! ) ‪ 3‬أنه قال ‪ "! :‬العلم علمان ‪ :‬علم الأديان ‪.‬‬ ‫وعلم الأبدان "" ؛ وفي خبر آخر ‪ .‬أنه (غتتا) ‪ 0‬قدم علم الأبدان‬ ‫على علم الأديان ‪ 0‬وليس في تقديمه (غتة) علم الأبدان دلالة على‬ ‫‏(‪ )١‬سورة آل عمران ‪ :‬‏‪. ٦١‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الجاثية‪. ١٧ : ‎‬‬ ‫‪. ٧٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة القصص‪‎‬‬ ‫‪.٨٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (٤‬سورة غافر‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬ ‫تفضيله إياه على علم الأديان ‪ ،‬إذ قد جاء في القرآن الكريم تقديم‬ ‫الأنقص على الأفضل في غير موضع ‘ فمنه تقديم الجن على‬ ‫الإنس ‘ والإنس أفضل ‪ 8‬وتقديم الليل على النهار ‪ 0‬والنهار‬ ‫أفضل { وغير هذا كثير ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬الغلوم أربعة ‪ :‬علم الأديان ‪ 0‬وعلم الأبدان ‪ 0‬وعلم‬ ‫اللسان } وعلم الإنسان ؛ فعلم الأديان ‪ :‬علم الحلال والحرام ؛‬ ‫وعلم الأبدان ‪ :‬علم الطب ؛ وعلم اللسان ‪ :‬الفصاحة ؛ وعلم‬ ‫الإنسان ‪ :‬علم الأنساب ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬العلم علمان ‪ :‬فعلم باللسان ‪ 0‬ليس له تحقيق بالفعال ‪.‬‬ ‫؛ و علم باللسان تحققه الفعال ۔‪ 0‬فذلك العلم‬ ‫فذلك العلم الضار‬ ‫النافع ‪.‬‬ ‫وعن جابر بن زيد ؤ أن النبي () قال ‪ " :‬العلم علمان ‪:‬‬ ‫علم في القلب ‪ ،‬فذلك العلم النافع ؛ وعلم في اللسان ‪ 0‬فذلك حجة‬ ‫!" ‪.‬‬ ‫الله على ابن آدم‬ ‫؛ فالعقلي ‪:‬‬ ‫والعلم ۔ أيضا ۔ علمان ‪ :‬علم عقلي ‘ و علم سمعي‬ ‫ما خطر بالقلب من التوحيد وغيره ‪ 0‬ومعرفة الوعد والوعيد ه‬ ‫وكذلك ما حسن في عقله ‪ .‬وقبح ممالم يأته خبره ‪ 0‬ولم يسمع‬ ‫۔_‪- ٤٢ ‎‬‬ ‫بذكره ؛ والعلم السمعي ‪ :‬هو ما جاء به محمد (تممه) ث من‬ ‫الشريعة والسنة ‪ 0‬وبينه من أحكام القرآن ‪ 0‬مما طرق سمعه ‪.‬‬ ‫وجاءته صحته ‪ 0‬وقامت حجته بظواهر دلالاته ‪ 0‬لأن القرآن مُعجز‬ ‫في نظمه ومعانيه ‪ 0‬باين من كلام البشر ‪ ،‬فذلك يلزم من المْتعبد‬ ‫التصديق به ‪.‬‬ ‫ويقال ۔ أيضا ۔ ‪ :‬العلم علمان ‪ :‬علم إعتبار ‪ 0‬وعلم إضطرار ‪.‬‬ ‫وكلاهما عرض ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬العلوم ثلاثة ‪ 0‬وما سواهن‬ ‫فضل ‪ :‬آية مُحكمة ‪ ،‬أو فريضة عادلة ‪ ،‬أو سئنة ثابتة " ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬العلم علمان ‪ :‬القرآن ‪ 0‬والفقه ‪ 0‬والباقي تلهي ‪.‬‬ ‫وقال محمد بن إسحاق ‪ :‬العلم إسم أصلي ‪ ،‬يجمع فروعا‬ ‫كثيرة ‪ 0‬وكل فرع من فروعه علم برأسه ‪ 0‬قمن ذلك ‪ :‬علوم‬ ‫أخروية } وغلوم ذأنياوية ‪ 0‬فمن الغلوم الأخروية ‪ :‬الفقه } وهو‬ ‫الشرف الباذخ الذي من علمه وعمل به ‪ 0‬ساد في النيا والآخرة ‪.‬‬ ‫وسبيل من أراد الفقه ‪ 0‬أن يبدأ بالقرآن ‪ 0‬واستنباط علمه ‪.‬‬ ‫ومعرفة خاصه {‪ ،‬و عامه ‪ 0‬وندبه ‪ 0‬وحضره ‪ ،‬وإباحته ‪ 0‬وناسخه ‪.‬‬ ‫ومنسوخه { ومُحكمه ‪ ،‬ومْتشابهه ‪ 0‬وأحكامه ‪ .‬وتفسيره ‪.‬‬ ‫۔‪. ٤٣ ‎‬‬ ‫وإعرابه ‪ ،‬فإن القرآن هو الأصل ‪ ،‬الذي من رزق علمه شرف ‪.‬‬ ‫وعلت حاله ‪ 0‬ورأس في الناس وساد به ؛ ومن فروع العلم بعد‬ ‫طلب الآثار والفقه ‪ :‬علم الفرانض ‪ ،‬وعلم الشروط ؛ وأما العلوم‬ ‫اللَنياوية ‪ :‬فعلم اللغة ‪ ،‬والنحو ‪ 0‬ورواية الشعر } وحفظ الأخبار ‪.‬‬ ‫والسير ‪ ،‬والمفازي ‪ 0‬وأيام الناس ‘ والطب ‘ والنجوم ‪.‬‬ ‫والحساب ‪ 0‬وعلم الهيئة ‪ 0‬وأشباه ذلك ‪ 0‬وقد عدها الناس في‬ ‫جملة العلم (© ‪ ،‬وعلم الشروط علم جليل ‪ 0‬وبالناس إليه الحاجة‬ ‫الماسة ‪ 0‬ولا غنية لهم عنه { وهو من غلوم الدنيا والآخرة { لأنه‬ ‫به لحفظ الأمانات والأموال ‪ 0‬وما يعلمه أحد إلا إحتاج الناس‬ ‫إليه ‪,‬‬ ‫وعن أبي حنيفة ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬تعلموا الوثائق واكتبوها بين‬ ‫الناس ‪ ،‬فإن أردتم ذنيا وجدتموها ‪ 0‬وإن أردتم آخرة وجدتموها ‪.‬‬ ‫وعن خالد بن يوسف ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬تعلمت الفقه فما قامت‬ ‫سوقي ‪ 4‬فتعلمت الشروط فكانت سبب رناستي ‪.‬‬ ‫وقال إبراهيم ‪ :‬العلوم ثلاثة ‪ :‬علم أنياوي ‪ 0‬وعلم يناوي‬ ‫وأخروي ‪ 0‬وعلم لا ذنيا ولا آخرة ؛ فأما العلم الأنياوي ‪ :‬فالطب ه‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬جملة الغلوم‪. ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪_‎‬ا‪٤٤‬‬ ‫والنجوم ‪ 0‬وما أشبه ذلك ؛ وأما العلم اليناوي والأخروي ‪ :‬فهو‬ ‫القرآن ‪ 0‬والفقه ؛ وأما العلم الذي لا للذنيا ولاللآخرة ‪ :‬فهو‬ ‫الثيعر ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬الفقه علم جليل ‪ 9‬قل ما سلم صاحبه همن‬ ‫العجب والرياء ؛ وعلم الحساب علم تيقن ‪ 0‬وليس من علم الين ؛‬ ‫وعلم الإعراب لا يستغنى عن قليله ‪ 0‬ولايحتاج إلى كتيره ‪.‬‬ ‫والشعر نعم العون على الدنيا © وأجل الغلوم معرفة الله (تنك) ‪.‬‬ ‫وكل فن من الغلوم فهو علم بنفسه ‪ 0‬وكل نوع من الغلوم ‪ 0‬يقال‬ ‫له ‪ :‬نمط ‪ 0‬والعلم ما أصلح الإنسان ‪ 0‬وصحح اللسان ‪ 0‬وأفصح‬ ‫البيان ‪ 0‬ورفع أهله في الملأ ‪ 0‬ونقعهم في الخلا ‪ 0‬وطلب مفقودآ ‪.‬‬ ‫ورغب فيه موجودا ‪ 0‬وجاء عن المسلمين ‪ 0‬ونفع في الذنيا‬ ‫والين ‪ 0‬وكان صفوا من الكدر ‪ 0‬ونفعا بلا ضرر ‘ لاما كان‬ ‫حظلا ‘ ولغوآ ‪ 0‬ولعب ‪ 0‬ولهوآ ‪ 0‬وسفها ‪ 0‬وسهوآ ة‪ .‬ذلك حظ‬ ‫الجهال ‪ .‬وبضاعة أهل الضلال ‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء ‪ :‬العلم علمان ‪ :‬علم يني ‪ 0‬وعلم دنياوي ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬سلم حامله ‪.‬‬ ‫‪_ ٤٥‬‬ ‫فالعلم الديني ‪ :‬الذي هو قسط الغلماء والحكماء ‪ .‬الذين أرادوا به‬ ‫الآخرة والنجاة ؛ والعلم الذنياوي ‪ :‬هو قسط من أراد إكتساب‬ ‫الأموال والمراتب في الذنيا ؛ والعلم الأيني ينقسم على قسمين ‪:‬‬ ‫علم عام ظاهر ‪ 0‬وعلم خاص باطن خفي ؛ فالعلم العام الظاهر‬ ‫الجليل ‪ 0‬كالعلم في الحلال والحرام ‪ 0‬والفرانض والسنن والأحكام ‪.‬‬ ‫وحفظ الكتب والأخبار والحديث ‪ 0‬وغير ذلك ‪ ،‬قد إشترك فيه‬ ‫الخاص والعام ؛ والعلم الخاص الباطن الخفي ‪ :‬فهو علم الأنبياء ‪.‬‬ ‫والصديقين ‪ 0‬والأولياء المخصوصين ‘ قد خص به قوم دون قوم ‪.‬‬ ‫فهو في كل أمة ‪ 0‬مثل ‪ :‬تأويل القتب ‪ 0‬وأسرار الأنبياء والرسل ‪.‬‬ ‫وما كان بينهم وبين أوليانهم ‪ 0‬فهذا هو العلم الخاص ‘ الذي كان‬ ‫من الأنبياء وأوليانهم المخصوصين دون عوام الناس ؛ ثم ينقسم‬ ‫العلم الخاص قسمين ‪ :‬فقسم بين الأنبياء وخواصهم ‪ 0‬وقسم‬ ‫خص الله تعالى به الأنبياء ‪ 0‬وهو بينهم وبين الله () ‪ ،‬أطظعهم‬ ‫عليه دون سائر الناس ‪ 0‬من علم الغيب ‪ 8‬قال الله () ‪:‬‬ ‫«( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ٭ إل من ارتضى من‬ ‫رسول & ‏‪ .0١‬فاعلمنا () ‪ :‬أنه إذا ارتضى رسولا من خلقه ‪.‬‬ ‫أطلعه على ما شاء ؛ ثم ينقسم ۔ أيضا ۔ ذلك العلم قسمين ‪ :‬علم‬ ‫بين الله تعالى وبين أنبيائه ورسله ‪ ،‬وعلم تفرد به () { فلم‬ ‫‪٧٢ ٢٦ :‬۔‪. ‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الجن‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫يطلع عليه أحدا من خلقه ‪ .‬فقال () ‪ :‬للأ يسألونك عن الساعة‬ ‫يان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا‬ ‫هو & (‪ 0‬؛ ومثله ‪ :‬قوله (جَللية) ‪ :‬لأ الله يعلم ما تحمل كل أننى‬ ‫عنده بمقدار م () ؛‬ ‫وما تغييض ‏‪ ١‬لأرحام وما تزداد وكل شيء‬ ‫ومثله ‪ :‬قوله (بييلة) ‪ :‬ال( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث‬ ‫ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري‬ ‫نفس باي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ‘‪ 0‬؛ ومثله كثير في‬ ‫القرآن ‪ 0‬مما تفرد به هو (خَلللة) يعلمه دون كل أحد من خلقه ‪.‬‬ ‫وقسم العلم أقسام ‪ 0‬ورتب العلماء فيه مراتب ودرجات ‪ 0‬قال‬ ‫الله (يتثالة) ‪ :‬لل( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم‬ ‫‪ :‬ل( وفوق كل ذي علم عليم ه {‪ 6‬؛‬ ‫درجات » ‏‪ 6١‬؛ وقال ()‬ ‫والعلم الذنياوي ينقسم إلى قسمين ‪ :‬علم روحاني ‪ 0‬وعلم‬ ‫جسداني ؛ فالعلم الروحاني ‪ :‬هو علم لطيف ‘ مثل ‪ :‬علم النجوم ‪3‬‬ ‫والحساب ‪ 8‬والطب ‪ ،‬والهندسة ‪ .‬وما أشبه ذلك ؛ والعلم‬ ‫الجسداني ‪ :‬هو علم الصناعات ‪ 0‬مثل ‪ :‬البنيان ‪ 0‬والدوالي ‪.‬‬ ‫والأرحا ‪ 0‬وعمل البحر ‪ .‬والحديد ‪ 0‬وغير ذلك من الصناعات ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الاعراف‪. ١٨٧ : ‎‬‬ ‫‪. ٨ :‬‬ ‫الرعد‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة‬ ‫(‪ )٣‬سورة لقمان‪. ٣٤ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة المجادلة‪. ١١ : ‎‬‬ ‫‪. ٧٦١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٥‬سورة يوسف‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔_‪٤٧ ‎‬‬ ‫روي عن النبي () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬أنا مدينة العلم { وعلي‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١٦‬‬ ‫بابها‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬باض العلم بمكة ‪ .‬وفر خ بالمدينة‪.‬‬ ‫ونهض إلى عمان " ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وعن أبو مُوستى الذمشعري { قال ‪ :‬قال رسول الله ()‬ ‫" يخرج الناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ‪ 0‬فلا يجدون‬ ‫عالما أعلم من عالم المدينة ‪ ،‬أو عالم أهل المدينة " ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ 0‬قال ‪ :‬قال (‪٤‬ممه)‏ ‪ " :‬يأتي على الناس‬ ‫زمان لا يجدون عالم أعلم من عالم المدينة "" ‪.‬‬ ‫ونقلة العلم من البصرة إلى عمان أربعة ‪ 0‬وهم ‪ :‬موسى بن‬ ‫أبي جابر ۔ وهو رجل من بني ضبة ؛ وبشير بن المنذر ۔ وهو‬ ‫رجل من بني سامة بن لؤي ؛ ومحمد بن المعلا ۔ وهو رجل من‬ ‫بني كنده ؛ ومنير بن النير ۔ وهو رجل من بني ريام ؛ وكلهم في‬ ‫‏‪ ٠‬و الله‬ ‫عنه‬ ‫المعلا ‪ .‬فانه قد وقف بعض‬ ‫الو لاية ئ | ل محمد بن‬ ‫أعلم بأمره ‪.‬‬ ‫‪- ٤٨‬‬ ‫وقال أبو إبراهيم ‪ :‬إنه أول من قام بالتحكيم ‪ 0‬ودعا إلى القيام‬ ‫بدولة المسلمين ‪.‬‬ ‫وعن النبي (تَةها) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬نعم وزير الإيمان العلم ‪.‬‬ ‫ونعم وزير العلم الحلم ‪ 0‬ونعم وزير الحلم الين ‪ 0‬ونعم وزير‬ ‫الذين البر "" ‪.‬‬ ‫وقال بعض الخكما ء ‪ :‬العلم داعية الحلم ؛ ويقال ‪ :‬علمك من‬ ‫روحك ‪ 0‬ومالك من بدنك ‪.‬‬ ‫العلم ‘ أحاطت به فضائله ؛‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬من أحب‬ ‫بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وقال محمد‬ ‫وحاطت به في العالمين قفضانله‬ ‫ألامن أحب العلم خبب في الورى‬ ‫ولم يختلجه أمر زهو وباطله‬ ‫إذا كان ذاك الحب لله خالصا‬ ‫سيظهر في الأخرى عليه غلائله‬ ‫وكل لباس يلبس المرء في الدنا‬ ‫قال الزهري ‪ :‬العلم ذكر ولا يحبه إلا الذكور من بني آدم ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله بن الزبير ‪ :‬العلم ذكر يحبه ذكور الرجال ‪.‬‬ ‫ويبغضه إنانهم ؛ وكان في مجلسه رجل من أهل الكتاب ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫أصلحك الله ‪ 0‬عندي أكثر من هذا زيادة أفأقولها ؟ قال ‪ :‬قل ؛ قال ‪:‬‬ ‫_ ‪- ٤٩‬‬ ‫قرأت في الكتاب الأول ‪ :‬لا يحب العلم إلا من أحبه الله ‪ 0‬ولا‬ ‫يبغضه إلا من أبغضه الله ؛ فقال عبد الله بن الزبير ‪ :‬هذا أكثر مما‬ ‫سمعنا وأحسن ‪.‬‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬من تفرد بالعلم لم توحشه خلوة ‪ 0‬ومن‬ ‫تسلى بالتب لم تفته سلوة ‪ 0‬ومن أنسه قراءة القرآن لم توحشه‬ ‫مفارقة الإخوان ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫من حديث وحكمة وبيان‬ ‫من تحلى بالعلم لم يمس خلوا‬ ‫الفتيان‬ ‫مجمع‬ ‫مثله عند‬ ‫أو تسلى بالكتب لم يتسلى‬ ‫للمرجي تلاوة القرآن‬ ‫ولخير من كل شيء عليها‬ ‫وقال بعض الحكما ء ‪ :‬لا سمير كالعلم ‪ 4‬ولا ظهير كالحلم ‪.‬‬ ‫وقال سفيان ‪ :‬أحو ح النااس إلى العلم الغلماء ‪ .‬لأن الجهل بهم‬ ‫أقبح ‪ .‬وهم أعلام ومنار يقتدى بهم ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫___‬ ‫وقال بعض الغلماء ‪ :‬إذا أراد الله (تلك) بالناس خيرا ‪ 0‬جعل‬ ‫العلم في ملوكهم } والملك في عغلمانهم ‪.‬‬ ‫البْلغا ء ‪ :‬العلم عصمة الملوك ‪ .‬لأنه يمنعهم من‬ ‫وقال بعض‬ ‫‏‪ ١‬لأذية ‪ .‬ويعطفهم على‬ ‫إلى الحلم ‪ 0‬ويصد هم عن‬ ‫الظلم ‪ 0‬ويردهم‬ ‫الرعية ‪.‬‬ ‫مے‬ ‫وقال بعض الأدباء ‪ :‬كل عز لم يوطده علم مذلة ‪ 0‬وكل علم لا‬ ‫يؤيده عقل مضلة ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وشنار وذل‬ ‫فهو خزي‬ ‫كل عز لم يشايعه علم‬ ‫فهو في الغقبى ضلال مُضل‬ ‫وكذا العلم إذا لم يؤيد بتقوى‬ ‫ويقال ‪ :‬العلم قاند ‪ 0‬والعقل سائق ‪ 0‬والنفس حرون ‪ 8‬فإذا كان‬ ‫قائد بلا سائق تلكأت ‪ ،‬وإذا كان سائق بلا قاند عدلت يمينا‬ ‫وشمالا ‪ 0‬وإذا كان قاند وسانق مرت واستوت ؛ وقال محمد بن‬ ‫‪٠‬‬ ‫مداد‪‎‬‬ ‫سائق‬ ‫العقل‬ ‫وعليها‬ ‫‪ .‬حرون‬ ‫النفس‬ ‫انما‬ ‫المضائق‬ ‫إدلال‬ ‫عند‬ ‫دليل‬ ‫العلم‬ ‫ولها‬ ‫الطرانق‬ ‫حسن‬ ‫سلكت‬ ‫عليها‬ ‫قام‬ ‫فإذا‬ ‫وفي قول آخر ‪ :‬إذا إجتمعت أتت طوعا أو كرها ولولا العلم‬ ‫لكان الناس كالبهانم ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫‪-_ ٥١‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وبهام‬ ‫ووحوش‬ ‫نذناب‬ ‫الناس‬ ‫إنما‬ ‫عاليم‬ ‫بالله‬ ‫عارف‬ ‫إليهم‬ ‫الناس‬ ‫أبغض‬ ‫۔ حتى يصير‬ ‫النبي (غتةا) } أنه قال ‪ .‬ا! لا تقوم الساعة‬ ‫وعن‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫العلم جهلا‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ 0‬قال ‪ :‬قال رسول الله (ثةه) ‪ " :‬من‬ ‫أشراط الساعة ‪ :‬أن يرفع العلم ‪ 0‬وينبت الجهل ‪ 0‬وتشرب الخمور ‪.‬‬ ‫ويظهر الزنا "" ‪.‬‬ ‫في أوعية سو ء اا) ‪.‬‬ ‫غبرا‬ ‫العلم ‘ ‪1‬‬ ‫التننعبي ‪ :‬‏‪ ٢‬هب‬ ‫وقال‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫ولم يبق إلآ غبر في الغوابر‬ ‫أرى العلم قد ولى وقد مات أهله‬ ‫عشية أمسوا كلهم في المقابر‬ ‫وما فقده إلا لفقدان أهله‬ ‫ويقال ‪ :‬لم يبق من الشيء إلا غبر ‪ 0‬أي ‪ :‬بقايا يسيرة ‪.‬‬ ‫فالفبر ‪ :‬جمع غابر ؛ والغابر ‪ :‬الباقي © وهو قول الله () ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬إلا بقايا يسيرة‪. ‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔‪٥٢ ‎‬‬ ‫إلا عجوزا في الغابرين ) «‪ 0‬؛ وقال حميد بن ثور ‪:‬‬ ‫والعلم أصناف كثيرة ‪ 0‬وضروب مختلفة ‪ 0‬وكلها شريفة ‪.‬‬ ‫ولكل علم منها فضيله { والإحاطة بجميعها محال ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫لف‬ ‫كله‬ ‫لع ك‬ ‫ا جم‬ ‫عن‬ ‫يعجز‬ ‫العلم شتى الضروب مختلف‬ ‫وطب وعلم النجوم يا خلف‬ ‫الفقه والنحو واللغات وأنساب‬ ‫شرف‬ ‫وكله‬ ‫علم‬ ‫وفي الأحاديث والرواية والأشعار‬ ‫فالعلم بحر بالموج يصطدف‬ ‫فخذ من اليلم ويك أحسنه‬ ‫ولا ينتهيه متتقف‬ ‫كل‬ ‫العلم كله أحد‬ ‫ما جمع‬ ‫على ضعف عقله الوكف‬ ‫من ظن للعلم غاية فقد إستولى‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬العلم أكبر من أن يدرك ‪.‬‬ ‫فخذوا من كل شيء أحسنه " ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الشعراء‪. ١٧١ : ‎‬‬ ‫‏‪ ٥٣‬۔‬ ‫سنة‬ ‫ألف‬ ‫مارسه‬ ‫لا ولو‬ ‫أحد‬ ‫العلم جميعا‬ ‫حوى‬ ‫ما‬ ‫أحسنه‬ ‫فخذوا من كل شيء‬ ‫قعره‬ ‫إنما العلم غزير‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪ 0‬في مثله ‪:‬‬ ‫سنة‬ ‫ألف‬ ‫له‬ ‫مد‬ ‫لا ولو‬ ‫أحد‬ ‫العلم لعمري‬ ‫ما حوى‬ ‫حظه إن لم يدعه ديدنه‬ ‫يا أخي ما خاب إلا مُهمل‬ ‫حسنه‬ ‫في طلاب‬ ‫كل حين‬ ‫به‬ ‫العلم لتزداد‬ ‫فخذ‬ ‫أحسنه‬ ‫فانتخب من كل شيء‬ ‫إنما العلم كبحر سائل‬ ‫وعنه (َمه) ‪ ،‬انه قال ‪ " :‬من ظن أن للعلم غاية ‪ ،‬فقد بخسه‬ ‫حقه ‪ 0‬ووضعه في غير منزلته التي وضعه الله فيها ‪ .‬حيث يقول‬ ‫الله (تّك) ‪ (« :‬وما أوتيتم من العلم إلاقليلا » «© " ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وأصدق قولا قاله خاتم الرسل‬ ‫قال رسول الله ذو النور والهدى‬ ‫فقد نقص العلم الشريف عن الفضل‬ ‫فمن ظن يوما أن للعلم غاية‬ ‫ولكن لننفي ما إستطعنا من الجهل‬ ‫وما إن طلبناه لندرك غاية‬ ‫وقال بعض الفقهاء ‪ :‬لو كنا نطلب العلم لنبلغ غايته ‪ 0‬كنا قد‬ ‫(‪ )١‬سورة الإمىراء‪. ٨٥ : ‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٥٤ .‬‬ ‫بد أنا العلم بالنقيصة ‘ ولكن نطلب لننتقخص كل يوم من الجهل ‪.‬‬ ‫ونزداد كل يوم من العلم ‪.‬‬ ‫طلبي للعلم طمعا‬ ‫أرسطاطاليس } أنه قال ‪ :‬ليس‬ ‫عن‬ ‫وحكى‬ ‫في بلوغ قاصيته ‪ 0‬ولا الإستيلاء على غايته ‪ 0‬ولكن لما لا يسع‬ ‫جهله ‪ 0‬ولا يحسن بالعاقل خلافه ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬ما معي من العلم شيع ‪ .‬إلا أني ما‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫شنا‬ ‫م‬ ‫علمت‬ ‫‪-‬‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬التعمق في العلم ‪ 0‬كالسابح في البحر ‪.‬‬ ‫ليس يرى أرضا ‪ ،‬ولايعرف طولا ‪ 0‬ولا عرضا ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪:‬‬ ‫الساحل‬ ‫يرتع به البحر في‬ ‫ومن يتعمق في البحر لا‬ ‫كما بين مصر إلى بابل‬ ‫وبين البلوغ لقصوى العلوم‬ ‫وأنشد الرشيد للمهدي ‪:‬‬ ‫فالناس ما بين معموم ومخصوص‬ ‫يا نفس خوضي بحار العلم أو غوصي‬ ‫بمنقوص‬ ‫منقوص‬ ‫إل إحاطة‬ ‫لا شيء في هذه الدنيا يحاط به‬ ‫وقال بعض العلماء ‪ :‬إنا لا نطلب العلم لنحيط به كله ‪ .‬ولكن‬ ‫_‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫من الصواب ونستقل من الخطأ ‪.‬‬ ‫لنستكتر‬ ‫وقال إياس بن معاوية ‪ :‬من تعلم طرفا من العلم } لم يعرف به‬ ‫غور العلم ‪ 0‬دعاه الجهل إلى أن يرى أنه قد علم العلم ؛ ومن تعلم‬ ‫طرفا من العلم ‏‪ ٧‬فعرف به غور العلم ‪ ،‬لم يزل مُتعلما إلى أن‬ ‫يموت ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫بادعاء‬ ‫العلم‬ ‫جوى‬ ‫من‬ ‫"‬ ‫الناس‬ ‫أجهل‬ ‫السقاء‬ ‫من‬ ‫شرب‬ ‫مثل‬ ‫ا‬ ‫العلم‬ ‫رأ ى‬ ‫قد‬ ‫الرعاء‬ ‫أجهل‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫بزته‬ ‫أنت‬ ‫فاذا‬ ‫وغور العلم ‪ :‬غايته ‪ .‬وغور كل شيع ‪ :‬قعره ‪.‬‬ ‫وقيل لبعض الحكماء ‪ :‬من يعرف كل العلم؟ فقال ‪ :‬كل الناس ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫ونحن من العلم الشريف على نظر‬ ‫يقولون جالسنا ذو العلم برهة‬ ‫وكانوا كأصناف الحمير أو البقر‬ ‫فإن ترهم في العلم لووا رؤوسهم‬ ‫فما هم على الأنيا وما هم من البشر‬ ‫أو لاك نعاج العلم لا تغترر بهم‬ ‫وقال ‪ :‬العلم ثلاثة أشبار { فمن نال منه شبرا ‪ 0‬شمخ بأنفه‬ ‫وظن أنة أنة ‪ ،‬ومن نال الشبر الباقي ؛ صغرت عليه نفسه و علم‬ ‫_ ‪_ ٥٦‬‬ ‫أنك أن ‪ 0‬وأما الشبر التالث ‪ 0‬فهيهات لا يناله أحد أبدا ؛ وقال‬ ‫‪:‬‬ ‫في ذلك‬ ‫بن مداد‬ ‫محمد‬ ‫من نال في العلم شبرا‬ ‫إيها‬ ‫للناس‬ ‫وقال‬ ‫باعا‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫ومد‬ ‫شبرا‬ ‫منه‬ ‫ينل‬ ‫ومن‬ ‫وجيها‬ ‫وصار‬ ‫وقل في نفسه ما حوى‬ ‫سفيها‬ ‫يمار‬ ‫ولم‬ ‫ولم يعال عليما‬ ‫ينتهيها‬ ‫أن‬ ‫هيهات‬ ‫علم‬ ‫غاية‬ ‫ويعد‬ ‫وقيل ‪ :‬العلم على ثلاثة منازل ‪ :‬فمن بلغ المنزلة الخولى ‪،‬‬ ‫إستكثر ما علمة ؛ وإن بلغ المنزلة الثانية ‪ 0‬إستقل ما علمة ‪.‬‬ ‫وعلم أن ما علمه قليل من كثير ‪ ،‬والمنزلة الثالثة لن يبلغها أحد ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك‬ ‫منازل‬ ‫ثلاث‬ ‫على‬ ‫الحكيم‬ ‫رتبه‬ ‫العلم‬ ‫الساحل‬ ‫طريق‬ ‫على‬ ‫الخذولى يكون‬ ‫فالرتبة‬ ‫بطانل‬ ‫يروم‬ ‫فلا‬ ‫يغوم‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫يعني‬ ‫المْتثناقل‬ ‫كوطظأة‬ ‫أشد‬ ‫الأخرى‬ ‫والرتبة‬ ‫الجاهل‬ ‫العميً‬ ‫على‬ ‫الغليا تهون‬ ‫والرتبة‬ ‫_ ‪٥٧‬‬ ‫وسئنل منقريطيس [الفيلسوف] ‪ :‬ما فضل علمك على غيرك ؟‬ ‫قال ‪ :‬معرفتي أن علمي قليل ؛ وفي الحكمة ‪ :‬من لطيف علمك ؤ‬ ‫أن تعلم أنك لا تعلم ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬علمنا أشياء ‪ 0‬وجهلنا أشياء ‪ 0‬فلا يبطل‬ ‫ما علمنا بما جهلنا ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬من فضل علمك إستقلالك لعلمك ‪ 0‬ومن‬ ‫كمال عقلك إستظهارك على عقلك ‘ ولا ينبغي أن تجهل من نقسك‬ ‫علمها ‪ 0‬ولا تجاوز بها قدر حقها ‪ 0‬ولا يجهل أحوالك ‪ 0‬فإن من‬ ‫جهل نفسه ‪ 0‬كان لغيرها أجهل ‪.‬‬ ‫وقالت عائشة لرسول الله (عمةه) ‪ :‬يا رسول الله ‪ .‬متى يعرف‬ ‫الإنسان ربه ؟ قال (قجَم) ‪ " :‬إذا عرف نفسه " ‪.‬‬ ‫وقال قس بن ساعدة ‪ :‬أفضل العلم ‪ 4‬وقوف المرء عند علمه ؛‬ ‫وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫ليس لها في الناس كنه‬ ‫ومن البلوى التي‬ ‫منه‬ ‫اكبر‬ ‫يدعي‬ ‫إن من يحسن شينا‬ ‫والبلوى ‪ :‬هي البلية ‪ 0‬وهي مقصورة ( تكتب بالياء ) ؛‬ ‫_ ‪_ ٥٨‬‬ ‫والبلوى ۔ أيضا ۔ ‪ :‬التجربة ‪ 0‬بلوته بلوى ؛ والبلية قد ذكرتها في‬ ‫تاب ‪ " :‬الإبانة " ؛ وكنه كل شيع ‪ :‬غايته ؛ وفي بعض‬ ‫المعاني ‪ :‬بلغت كنه هذا الأمر ‪ ،‬أي ‪ :‬غايته ؛ وفعلت هذا في غير‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ قال الشاعر‬ ‫كنهه‬ ‫لكالنبل يهوي ليس فيها نصالها‬ ‫وإن كلام المرء في غير كنهه‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫شينا‬ ‫لا يحسن‬ ‫وهو‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫يتعاطى‬ ‫غيا‬ ‫يزداد‬ ‫إنما‬ ‫رشد‬ ‫يزداد‬ ‫لا‬ ‫فهو‬ ‫والغي ‪ :‬مصدر غوي ‘ والرجل يغوي غياآ ‪ :‬إذا ضل ؛ قال‬ ‫‪:‬‬ ‫الشاعر‬ ‫ومن يغو لا يعدم على الغي لانما‬ ‫من يلق خيرا يحمد الناس أمره‬ ‫‪:‬‬ ‫الفصيل‬ ‫والغقوى ‪ :‬الفساد ؛ غوى الرجل ‪ :‬إذا فسد ؛ وغوى‬ ‫إذا بشم يغوي ‪ 0‬فهو غو ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬أن مُوستى (التتلم) ‪ ،‬أعجبه علمه ‪ ،‬فقال في نفسه ‪:‬‬ ‫‪- ٥٩‬‬ ‫ما أحد في زماني أعلم مني ؟! فرفع عصفور في منقاره نقطة من‬ ‫ماء البحر ‪ ،‬فأوحى الله تعالى إليه ‪ :‬ما علمك عند علم غيرك من‬ ‫عبيدي ‪ ،‬إلا كما حمل هذا العصفور من البحر بمنقاره ؛ قال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫فلا تكن معجبا ولا كسلا‬ ‫العجب بالعلم يفسد العملا‬ ‫فما عليهن في اللباس حلا‬ ‫واسترزق الله حكمة وتقى‬ ‫وعن أبي بن كعب ‪ 0‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪ " :‬إن‬ ‫الخضر ومُوستى ۔ صاحب بني إسرائيل ۔ ركبا في السفينة ‏‪ ٠‬فجاء‬ ‫عصفور فوقع على حرف السفينة ‪ 0‬فنقر في البحر بمنقاره ‪ ،‬فقال‬ ‫له الخضر ‪ :‬ما نقص من علمي ‪ 6‬وعلمك ‪ ،‬وعلم جميع‬ ‫المخلوقين ‪ 0‬من علم الله () ‪ 0‬إلا كما نقص هذا العصفور من‬ ‫هذا البحر " ‪.‬‬ ‫‪ .‬أنه ليس‬ ‫‪ .‬حدث نفسه‬ ‫قال النقاش ‪ :‬كان موسى ) ال)‬ ‫وقع على حرف السفينة { ثم نقر من البحر ‪ 0‬فقال الخضر ‪ :‬ما‬ ‫هذا‬ ‫علمك و علمي ‪ 0‬من علم الله (تَبنك) ظ ل مثل ما نقص‬ ‫نقص‬ ‫العصور من ماء البحر ؛ فلما حان للخضر وموستى (التتثلخم) أن‬ ‫‪- ٦٠‬‬ ‫_‬ ‫يفترقا ‪ 0‬قال له الخضر ‪ :‬لو صبرت لخأتيت ألف عجيبة ‪ 0‬كل عجيبة‬ ‫أعجب مما رأيت ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فبكى مُوستى (التَتثلم) على فراقه ‪ 0‬وقال له ‪ :‬أوصني يا‬ ‫نبي الله ؟ فقال له الخضر ۔ فيما يقال ۔ ‪ :‬إياك والإعجاب بنفسك ‪.‬‬ ‫والتفريط فيما بقي من غمرك ‪.‬‬ ‫‪ "! :‬يرحم الله موسى ‪ 0‬وددنا أنه كان صبر ‪.‬‬ ‫قال النبي (ظتتا)‬ ‫‪ .:‬ا"ا كانت‬ ‫(غتة)‬ ‫!" ؛ وقال‬ ‫أخبارهما‬ ‫ا لله علينا من‬ ‫حتى يقص‬ ‫الثولى من مُوستى نسيانا "' ‪.‬‬ ‫وقال وهب ‪ :‬كثير من أهل العلم يقولون ‪ :‬هو مُوستى بن‬ ‫مينيا ‪ 0‬نبي كان من بعد مُوستى بن عمران بدهر ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وفي خبر ‪ :‬أن الخضر قال لمُوستى ‪ :‬يا مُوستى { إنك على علم‬ ‫من علم الله ‪ .‬علمك لا أعلمه ‪ 0‬وإني على علم من علم الله ه‬ ‫علمته ولا تعلمه ؛ تعالى الله (تنك) علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫فصل في ) لمعرفة‬ ‫‪ :‬عرف‬ ‫الإنكار { كما أن العلم صد الجهل ؛ يقال‬ ‫المعرفة صد‬ ‫الشيء وأنكره ؛ وقال الكميت ‪:‬‬ ‫‪- ٦١‬‬ ‫بعيون هوامل التسجام‬ ‫منكرات بأنفس عارفات‬ ‫فجعل المعرفة ضد الإنكار ؛ قال جرير ‪:‬‬ ‫أخرينا‬ ‫زعانف‬ ‫وأنكرنا‬ ‫عرفنا جعفر وبني كلاب ‏‪6١‬‬ ‫فجعل المعرفة ضد الإنكار ؛ والمعرفة والعلم شكلان ؛ ومن‬ ‫الناس من يجعل الإنكار ضد الإقرار ‪ 0‬وهو خطا { لأن الإقرار ضد‬ ‫الجحد ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬أقر فلان بحقي ‪ 0‬وجحدني حقي ؛ كما يقال ‪ :‬إعترف‬ ‫به وأنكره ؛ والفرق بين الإنكار والجحد ‘ أن الإنكار يكون‬ ‫بالشيء الذي يشتبه عليه ‪ 0‬فلايعرف حقه من باطله ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫أنكره إذا جحده ‪ 0‬لإشباهه وقلة توجهه إليه ‪ 0‬ومعرفته به ؛‬ ‫والجحود يكون دفع الشيء على بصيرة ‪ ،‬وعلم عيانا ؛ قال الله‬ ‫رن) ‪ ( :‬وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا إ ‏‪.0١‬‬ ‫فجعل الجاحد على معرفة ويقين ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بصيره‬ ‫على‬ ‫أنت منه‬ ‫عم حق‬ ‫دفا‬ ‫الجحود‬ ‫إن‬ ‫السريره‬ ‫اليهود خلا‬ ‫من‬ ‫النبي‬ ‫معرفة‬ ‫كجحود‬ ‫(‪ )١‬في لسخة أخرى ‪ :‬وبني عبيد‪. ‎‬‬ ‫‪. ١٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ ( ٢‬سورة النمل‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫ويقال ‪ :‬رجل عارف بالشي ‘ وله معرفة بالأمر ‪ ،‬إذا كان يميز‬ ‫من ضده وخلافه ‪ 0‬بالمشاهدة والمُعاينة ‪.‬‬ ‫ويقال ‪:‬المعرفة جبلة من الخلق ‪ 0‬والعلم بالإكتساب والتعليم ‪}.‬‬ ‫ومن أجل ذلك إشتركت البهائم وسائر الحيوان مع الناس في‬ ‫المعرفة ‪ 0‬وخص الناس بالعلم من دون البهانم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪:‬أن البهائم سميت بهائم ‪ 0‬لأنها أبهيمت عن كل شيع ‪.‬‬ ‫إلآ عن معرفة الله(ت) ‪ 0‬فالإنسان يعرف ويعلم ‪ ،‬والبهيمة‬ ‫تعرف ولا تعلم ‪ 0‬لأن الإنسان يكتسب العلم ‪ 0‬والبهائم لا إكتساب‬ ‫لها ‪ 0‬وإنما صار الإنسان إنسانا ‪ 0‬مْثابا مُعاقبا إكتسابه وإختياره‬ ‫الخير والشر ‪ 0‬وعلمه بذلك ؛ والبهيمة لا ثواب لها ‪ 0‬ولا عقاب‬ ‫عليها ‪ 0‬لأن المعرفة جبلة فيها وليست باكتساب ‪.‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫قال ‪:‬وسأل العالم رجلا ‪.‬فقال ‪:‬أتعرف أم تعلم ؟ قال ‪:‬بل‬ ‫أعرف ؛فقال ‪:‬إن البهيمة لتعرف ‪ ،‬ولو علمت ما كانت بهيمة ‪.‬‬ ‫والبهيمة بمعرفتها تميز بين الضار والنافع لها في أمر معاشها ‪.‬‬ ‫وتتقي المهالك ‪ 0‬وتألف من ينفعها ‪ 0‬وتفر ممن يؤذيها ويضرها ‪.‬‬ ‫كالشاة تألف الكلب ‪ 0‬وتفر من الذنب ‪ ،‬وتميز بينهما ؛وكالطير‬ ‫يألف اللواقط والبغاث ‪ 0‬ويفر من الجوارح ‪ 0‬وهذا من جهة‬ ‫المعرفة ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٦١٣‬‬ ‫قال ‪ :‬وإنما صار الإنسان يعرف ويعلم ‪ 0‬الإجتماع النفس‬ ‫المنطقية والبهيمية فيه ‪ 0‬وهما جوهران قابلان للعلم والمعرفة ‪.‬‬ ‫والنفس البهيمية تقبل المعرفة وتأبي العلم ‪ 0‬والبهيمة تعرف‬ ‫الشاهد ؛ وتعجز عن الغائب ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الخأذهان‬ ‫وذاك منه لصفا‬ ‫وما يعهد الأشياء إلآ الإنسان‬ ‫ليس لها عهد بماضي الأزمان‬ ‫وفي البهيمات حظور العرفان‬ ‫بن‬ ‫‪ :‬عرفت الني ء معرفة ‘ عرفانا ؛ قال عمران‬ ‫ويقال‬ ‫‪:‬‬ ‫حطان‬ ‫حتى عرفت لدين الله عرفانا‬ ‫الحمد لله إذ لم يأتني أجلي‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫ويرحم الله عمران بن حطانا‬ ‫والحمد لله هادينا لملته‬ ‫والعارف ‪ :‬الصابر ؛ ورجل عروف ‪ :‬صبور ؛ وفي المثل ‪:‬‬ ‫النفس عروف ما حملتها إحتملت ؛ قال النابغة ‪:‬‬ ‫بهن كلوم بين دام وخالب‬ ‫على عارفات للطعان عوابس‬ ‫والغرف ‪ :‬الريح الطيبة ؛ قال الله رينك) ‪ ( :‬ويدخلهم الجنة‬ ‫‏‪ ٦٤‬۔‬ ‫عرفها لهم ‪ 0‬؛ قال غدي بن زيد ‪:‬‬ ‫هند ي و غار‬ ‫عرف‬ ‫سناها‬ ‫من‬ ‫نار‬ ‫عيني عشاء ضوء‬ ‫أبصرت‬ ‫وكأن المعرفة أخذت من الطيب والصبر ‘ لأن الذي يميز‬ ‫النيء ويعرفه ‪ 0،‬يطيب له التميز ‪ 0‬فيختار الخير ‪ 0‬ويستطيبه ‪.‬‬ ‫ويقبله ‪ 3‬ويصبر عليه ؛ والمعرفة بالشيء ‪ :‬هي المشاهدة التي‬ ‫تزيل الشك والمرية ‪ }.‬وهي التميز بين الشينين ‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك ‪ ،‬قال أهل العربية ‪ :‬المعرفة إسم ‪ ،‬إذا كان‬ ‫مخلصا لا يحتاج إلى علامة تفرق بينه وبين نظيره ‪ 0‬كقولك ‪ :‬زيد‬ ‫وعمرو ؛ والنكرة التي تحتاج إلى معرفة } والعلامة تعرف بها ‪.‬‬ ‫حتى تصير معرفة ‘ كقولك ‪ :‬رجل ‪ ،‬ولاتدري أي الرجال هو ‪.‬‬ ‫وقولك ‪ :‬غلام ‪ 0‬ولاتدري أي الغلمان هو ‪ 0‬حتى تعرفه بالألف‬ ‫واللام ‪ ،‬فإذا قلت ‪ :‬الرجل ‪ ،‬فقد دللت على رجل بعينه ‪ ،‬فإذا قلت ‪:‬‬ ‫غلام زيد ‪ 0‬فقد عرفته بالإضافة ولخصته ‪.‬‬ ‫ثم إشتقوا من المعرفة ‪ :‬المعروف ؛ ومن النكرة ‪ :‬المنكر ؛‬ ‫و النهمي عن المنكر ‪ .‬هو الأخذ بالأمر فيه ‪ 0‬ولا‬ ‫فالأمر بالمعروف‬ ‫شك فيه من أمر الذين ‪ 0‬فهو المعرفة ‪ 0‬لا يحتاج إلى علامة يعرف‬ ‫‪. ٦:‬‬ ‫محمد‪‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة‬ ‫_ ‪_ ٦٥‬‬ ‫التقحم في المجهولاته‬ ‫بها ؛ والنهي عن المنكر ‪ :‬هو النهي عن‬ ‫والشبهات ‪ ،‬التي لا تعرف حقها من باطلها ؛ والمعروف والعرفك‬ ‫لغتان ؛ قال النابغة ‪:‬‬ ‫فلا النكر معروف ولا العرف ضائع‪,‬‬ ‫ووفاءه‬ ‫أبى الله إل عدله‬ ‫يقال ‪ :‬هكر" ‪ 3 2‬وثر ؛ قال (تَمنك) ‪ ( :‬يوم يّدغ الداع إلى شيء‬ ‫ثٹر «‪ . 0‬ومعناه ‪ :‬مُتكر ؛ ويقال ‪ :‬أنكرت الشيء ونكرته ؛ قال‬ ‫رن) ‪ ( :‬فلما رأى أيديهم لاتصل إليه نكرهم } ‪ 0‬؛ وقال‬ ‫الأعشي وأتى باللغتين جميعا ۔ ‪:‬‬ ‫من الحوادث إلا الشيب والصلعا‬ ‫وأنكرتني وما كان الذي نكرت‬ ‫ويقال ‪ :‬أنكرت الشيء ‪ .‬فهو ‪ :‬منكر } ونكير ‪ 0‬ومنه الملكان ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬حد العلم درك المعلوم ما هو به ؛ وقيل ‪ :‬إعتقاد الشيء‬ ‫على ما هو به من ثقة ؛ وقيل ‪ :‬العلم إدراك الحق ‪.‬‬ ‫‪ :‬ضروري وحده ما لا سلطان للشك فيه ‪.‬‬ ‫و العلم ضربان‬ ‫‪. ٦١ :‬‬ ‫القمر‪‎‬‬ ‫(‪ ()١‬سورة‬ ‫‪.٧٠‬‬ ‫هود‪‎:‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة‬ ‫‏_ ‪- ٦٦‬۔‬ ‫{ غير‬ ‫ومُجتلب وحده ما يجوز أن يخامر المعتقد في إعتقاده شك‬ ‫أنه تزيله البراهين الباصرة ‪ .‬والأدلة القاهرة ‪.‬‬ ‫وسنُمئ العلم علما ‪ :‬لأنه علامة يهتدي بها العالم إلى ماقد‬ ‫جهله النااس ‪ 0‬وهو بمنزلة العلم المنصوب على الطريق ‪ ،‬والمنار‬ ‫المنصوب على الحدود ‪.‬‬ ‫فالعلم ‪ 0‬والعلم ‪ 0‬والعلممة ‪ :‬إشتقاقه من لفظ واحد ‪ 6‬فصار‬ ‫العلم للإنسان بمنزلة العلامة ‪ 0‬يفرق بينه وبين الجاهل ؛‬ ‫والعلامة ‪ 0‬والعلم ‪ 0‬والمعلم ‪ 0‬الذي ما جعلته علمآ للشيء ‪.‬‬ ‫‏‪. 0١‬‬ ‫والمعلم ‪ :‬موضع العلامة ‪ }.‬ويقرئ ‪ :‬از وإنه لعلم للساعة‬ ‫تعلم به الساعة ؛ والعلم ‪ :‬الراية التي إليها مجتمع الناس والجبل ؛‬ ‫والعلم ‪ :‬الجبل الطويل ‪ 0‬وهي الأعلام ؛ قال الله تعالى ‪ :‬ا( وله‬ ‫الجوار المنشننات في البحر كالأعلام إ ‪ 0‬؛ قال ‪ :‬الجواري ‪:‬‬ ‫السفن ؛ والمنشئات ‪ :‬شراعها ؛ والأذعلام ‪ :‬الجبال ؛ قال‬ ‫الفرزدق ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لأعلام‬ ‫لا أستطيع رواسي‬ ‫قال ابن صانعة الزروب لقومه‬ ‫وواحد الأعلام من الجبال ‪ :‬علم ؛ قالت الخنساء ‪:‬‬ ‫‪. ٦١١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة الزخرف‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤ :‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الرحمن‪‎‬‬ ‫_ ‪- ٦٧‬‬ ‫كأنه علم في رأسه نار‬ ‫وإن صخرا لتأتم الهداة به‬ ‫ويقال ‪ :‬علم الرجل ‪ 0‬يعلم علما ؛ ورجل عليم وعالم ؛ قال الله‬ ‫() ‪ :‬ل( إني حفيظ عليم إ؛ ( ‪.‬‬ ‫وعن قسامة بن زهير ‪ 0‬قال ‪ :‬أوحى الله إلى إبراهيم (العَث) ‪:‬‬ ‫إني عليم أحب كل عليم ؤ وا لله العليم ‪ 6‬و العالم ‪ 6‬و العلام ؛ ورجل‬ ‫علامة (أدخلوا الهاء للتأكيد) ‪.‬‬ ‫وقولهم ‪ :‬أنا قتلته علما ‪ ،‬يريد بذلك المبالغة ؛ ومنه قولهم ‪:‬‬ ‫قتل أرضا عالمها ؛ وقتلت أرض جاهلها ‪ 0‬أي ‪ :‬بالغ في علمها ‪.‬‬ ‫‪ :‬المختبر‬ ‫‪ :‬قتل أرضا عالمها وخابرها ؛ والخابر‬ ‫ويقال‬ ‫المجرب ؛ والخبير ‪ :‬العالم بالأمر ‪ ،‬والخبرة ‪ :‬الإختبار ؛ قال الله‬ ‫(تبنن) ‪ :‬لأ( فسأل به خبيرا )؛ « ؛ وقال مُوستى بن ربعي الأسدي ‪:‬‬ ‫كفى قوما بصاحبهم خبيرا‬ ‫وقومي إن لقيت فسانليهم‬ ‫نصب [ قوما ] بوقوع الفعل عليهم ؛ ونصب [ خبيرا ]‬ ‫بالتفسير ‪ 0‬معناه ‪ :‬كفى قوما صاحبهم ‪.‬‬ ‫‪.٥٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة يوسف‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الفرقان‪. ٥٠٩ : ‎‬‬ ‫‪- ٦٨‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقيل في قول الله () ‪ « :‬وما قتلوه يقينا م «‪ 0‬؛ يقول ‪:‬‬ ‫ما قتلوا ظنهم يقينا ؛ ويقول ‪ :‬أعلمته إعلامآ ‪ 0‬إذا أشعرته شينا‬ ‫‪ :‬ليت‬ ‫قولهم‬ ‫۔ أ ي ‪ :‬عقلته ؛ ومنه‬ ‫‪ :‬شعرته‬ ‫ومنهم من يقول‬ ‫شاعرآ ‪ :‬لفطنته من‬ ‫ك أ ي ‪ :‬ليت علمي ؛ والشاعر سمي‬ ‫شعري‬ ‫قولهم ‪ :‬ما شعرت بهذا ‪ 0‬أي ‪ :‬ما فطنت ؛ وما يشعرك ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫ما يدريك ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬ل( وما يشعركم أنها إذا جاءت لا‬ ‫يؤمنون & ‏‪ 0١‬؛ قال أبو طالب ‪:‬‬ ‫وليت شعري يقولها المحزون‬ ‫ليت شعري مسافرين أبي عمرو‬ ‫نصب [ مسافرين ] ‪ 0‬ب [ شعري ] ‪ 0‬أي ‪ :‬ليتني علمت‬ ‫مسافرين عمرو وأين ذهب ‪.‬‬ ‫وجمع شاعر ‪ :‬شعراء ؛ قال عنترة ‪:‬‬ ‫أم هل عرفت الدار بعد توهم‬ ‫هل غادر الشعراء من متردم‬ ‫‪ :‬شينا إي وقد قالوا‬ ‫ئ أي‬ ‫متردم‬ ‫الشعرا ء من‬ ‫‪ :‬هل ترك‬ ‫معناه‬ ‫فيه ‪ ،‬فكفوك المؤونه ؛ وقال آخر ‪:‬‬ ‫‪. ١٥٠١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة النساء‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الانعام‪. ١٠٩١ : ‎‬‬ ‫وذعي للحساب أين المصيرا‬ ‫ليت شعري إذا القيامة قامت‬ ‫أين‬ ‫المصير‬ ‫أر اد ‪ :‬ليت شعر ي المصير ‏‪ ١‬أ أ ي ‪ :‬ليتني علمت‬ ‫هو ؟‬ ‫ويقال ‪ :‬فقه الرجل » تفقه فقها ‘ فهو ‪ :‬فقيه ؛ وقد فقه تفقه‬ ‫فقها ‪ :‬اذا فهم ؟ و أفقهت له ى أ ي ‪ :‬بينت له ؛ والتفقه ‪ :‬تعلم الفقه ؛‬ ‫والفقه ‪ :‬العلم في الدين ؛ والفقه في كلام العرب ‪ :‬الفطنة‬ ‫‪.‬‬ ‫مسألة‬ ‫النحو ي } عن‬ ‫عرابي قح ‘ يونس بن حبيب‬ ‫سأل‬ ‫فأجابه بجواب ‪ 6‬أ عجب به الأعرابي ‪ 4‬فقال ‪ :‬شهدت لك بالفقه ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬بالفطنة ؛ وسمي الفقيه فقيها ‪ :‬لإحاطة فطنته بأسباب‬ ‫الحلال والحرام ‪.‬‬ ‫ويقال ‪:‬فقهت الشيء ‪:‬إذا علمته ؛وفقهت ‪:‬إذا صرت فقيها ؛‬ ‫ولا يقال ‪ :‬فقهت الشيء { لأنه فعل لا يتعدى ‪ 0‬ومثله ‪ :‬قريب منك‬ ‫وقريبك ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫والفقه إسم مدح ‪ 0‬ولايستحقه من م يكن فقيها ‪ 4‬ويجوز‬ ‫علم شين‬ ‫الفقه فقيها ‪ 0‬بمعنى ‪ :‬أن كل من‬ ‫علم شيناً من‬ ‫يسمى من‬ ‫فقد فقه ‪ 0‬وهو فقيه به ‪ .‬أي ‪ :‬قد علمه ‪ .‬فهو عليم به ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٧٠‬‬ ‫وعن ليث بن مجاهد ‪ 0‬قال ‪ :‬الفقيه من يخاف الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪ ( :‬إن براهم لأواه‬ ‫وعن مجاهد ‪ 0‬في قول الله (تنك)‬ ‫‏‪ 0 0١‬قال ‪ :‬الخواه ‪ :‬الفقيه ‪.‬‬ ‫حليم‬ ‫فصل‬ ‫ح‬ ‫وعن أبي هريرة { عن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬العلم خليل‬ ‫‪ .‬والرفق‬ ‫‪ .4‬والعقل دليله ‪ .‬والين أخوه‬ ‫المؤمن ‪ .‬والحلم وزيره‬ ‫والده ‪ 0‬والعمل قيمه ‪ 0‬والصبر أمير جنوده !! ‪.‬‬ ‫وعن بعض الغلماء ‪ .‬أنه قال ‪ :‬العلم ذو مفاصل كثيره ‪:‬‬ ‫فرأسه ‪ :‬التواضع ؛ وعينه ‪ :‬البراءة من الحسد ؛ وأذنه ‪ :‬الفهم ؛‬ ‫ولسانه ‪ :‬الصدق ؛ وفهمه ‪ :‬الفحص ؛ وقلبه ‪ :‬حسن النية ؛‬ ‫وعقله ‪ :‬سعة المعرفة ؛ ويده ‪ :‬الرحمة ؛ ورجله ‪ :‬زيارة الغلماء ؛‬ ‫وهمته ‪ :‬السلامة ؛ وحكمته ‪ :‬الورع ؛ ومستقره ‪ :‬سعة الرأي ؛‬ ‫ومحله ‪ :‬الإناءة؛ وسلطانه ‪ :‬العدل ؛ ومملكته ‪ :‬القناعة ؛ وريشه ‪:‬‬ ‫النجاة ؛ وقائده ‪ :‬العافية ؛ ومركبه ‪ :‬الوفاء ؛ وسلاحه ‪ :‬لين‬ ‫الكلام ؛ وسيفه ‪ :‬الرجاء ؛ وقوسه ‪ :‬القناعة ؛ وسهمه ‪ :‬المحبة ؛‬ ‫ورمحه ‪ :‬التقوى ؛ وفرسه ‪ :‬المداراة ؛ وجيشه ‪ :‬المشورة ؛‬ ‫‪. ١١٤:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة التوبة‪‎‬‬ ‫‪- ٧١١‬‬ ‫وماله ‪ :‬الأدب ؛ وحربه ‪ :‬المكايدة ؛ وذخيرته ‪ :‬التوبة ؛ وزاده ‪:‬‬ ‫المعروف ؛ ومأواه ‪ :‬المُوادعه ؛ ودليله ‪ :‬الهندى ؛ ورفيقه ‪ :‬مودة‬ ‫الأخيار ‪.‬‬ ‫وقال غيره ‪ :‬العلم أننى ‪ .‬وما يستفاد من العلم ذكر ‪ .‬وفي‬ ‫لقاحهما المعرفة ‪ 0‬وأببوهما المدارسة ‪ 0‬وأمهما التواضع ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫واسمع أخي و افهم مقالي واعتبر‬ ‫إعلم أخي ان كنت من أهل النظر‬ ‫الفكر‬ ‫أب ولقاحه‬ ‫والدرس‬ ‫ذكر‬ ‫نلت‬ ‫العلم أنثى والذي‬ ‫من كان لم يتقي فعلمه هدر‬ ‫والعلم يؤتى بالتقى لا بالسجر‬ ‫قد قال هذا قانل فيما غبر‬ ‫_ ‪- ٧٢‬‬ ‫الباب الثالث ‪:‬‬ ‫في الحكمة‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫قال الله (تبنك) ‪ :‬ل( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة‬ ‫فقد أوتي خيرا كثيرا إ " ‪.‬‬ ‫الأنبار ي ‪ :‬الحكمة إسم العقل ؛ وجمعها ‪ :‬حكم ؛‬ ‫وقال ابن‬ ‫‪.‬‬ ‫ها‬ ‫م ‏‪٠‬‬ ‫في‬ ‫!‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وا‬ ‫فقال ابن عباس ‪ :‬الحكمة ‪ :‬القرآن ‪ 0‬والفقه ‪ .‬والعلم ؛ وقال‬ ‫أيضا ۔ ‪ :‬المعرفة بالقرآن ‪ 0‬ناسخه ‘ ومنسوخه ‪ ،‬ومُتشابهه ‪.‬‬ ‫{ و أمثاله ؛‬ ‫‪ 0‬وحرامه‬ ‫ومحكمه ‘ ومْقدمه ‘ ومؤخر ه ‪ 0‬وحلاله‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫العلم‬ ‫مع‬ ‫والفقه‬ ‫القرآن‬ ‫الحكمة‬ ‫جماع‬ ‫وجودة الفهم‬ ‫ومعرفة الحلال من الحرام‬ ‫ومْجانبة الزيغ والإثم‬ ‫وإتييان التقى‬ ‫الحكم‬ ‫أولوا‬ ‫يؤتاها‬ ‫الغراء‬ ‫الحكمة‬ ‫فتلك‬ ‫وعنه ‪ :‬في قصة داود (التثلة‪ : ):‬ل( وأتيناه الحكمة وفصل‬ ‫الخطاب غ «") ‪ 0‬قال ‪ :‬النبوة؛ لا وفصل الخطاب ث ‪ 0‬يقول ‪ :‬القضاء‬ ‫‏‪. ٢٦٩‬‬ ‫‏(‪ ()١‬سورة البقرة ‪:‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة ص‪. ٢٠ : ‎‬‬ ‫‪- ٧٣‬‬ ‫بين الناس ‘ لا يتلبث في قضانه ‪ ،‬ولايتتعتع ‪.‬‬ ‫‪ » : ) .:‬ويعلمهم الكتاب‬ ‫النبي‬ ‫وعنه‪:‬في قصة‬ ‫() ؛ قال ‪ :‬لأ الكتاب إ ‪ :‬القرآن ؛ ( والحكمة )» ‪ :‬العلم‬ ‫والحكمة‬ ‫والسنن ‪.‬‬ ‫ولما جاء عيسى بالبينات & "{) ؛‬ ‫وفي قصة عيسى (التَنل) ‪:‬‬ ‫يقول ‪ :‬بالآيات ‪ » :‬قال قد جنتكم بالحكمة ‪ 0 )" 4‬يقول ‪ :‬بالنبوة ؛‬ ‫ويقال ‪ :‬الحكمة ‪ :‬النبوة ؛ وقيل ‪ :‬السنة ؛ وقيل ‪ :‬الحكمة ‪:‬‬ ‫الصواب ؛ والكتاب ‪ :‬يؤتي إصابته من يشاء ‪.‬‬ ‫وقال النقاش ‪ :‬يقال ‪ :‬أنها حفظ القرآن ومعانيه ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫الفقه ومعرفة الأمور التي أمر الله (تنك) بها ‪ 0‬ونهى عنها ؛‬ ‫وجماع [الحكمة] ‪ :‬الرد إلى الصواب ؛ وحكمة الدابة ۔ من ذلك ‪: -‬‬ ‫لأنها ترد الدابة إلى القصد ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ما أنفق مُنفق ‪ 0‬ولاتصدق‬ ‫مْتصدق ‪ ،‬بأفضل من كلام الحكمة ‪ 0‬إذا تكلم به الحكيم والعالم ‪.‬‬ ‫فنال كل مستمع منه منفعة " ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪ ١٠١ 0 ١٢٩ : ‎‬؛ سورة آل عمران‪ ١٦٤ : ‎‬؛ سورة الجمعة‪. ٢ : ‎‬‬ ‫(‪ )٦٢‬سورة الزخرف‪. ٦١٣ : ‎‬‬ ‫_ ‪‎‬ا‪- ٧٤‬‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ 4‬قال ‪ :‬قال رسول الله (غتن) ‪:‬االاحسد‬ ‫إلأ في إثنتين ‪ :‬رجل آتاه الله مالا ‪ 0‬فسلطه على هلكته في الحق ؛‬ ‫ورجل آتاه الله الحكمة ‪ 0‬فهو يقضي بها ويعلمها "" ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫وبيان‬ ‫بحكمة‬ ‫‏‪ ١‬لخنام‬ ‫فاق‬ ‫عالم‬ ‫تقي‬ ‫لا تغبطن سوى‬ ‫في الميزان‬ ‫غناه‬ ‫جل‬ ‫ليكون‬ ‫أو ذا غنى واسى الفقير بماله‬ ‫وفي خبر آخر ‪ "" :‬آتاه الله علمآ ‪ 0‬فهو يقضي به ويْعلمه ا ؛‬ ‫وقيل ‪ :‬معنى ذلك ‪ :‬الحسد لا يجب أن يكون في شي ء من الخمشياء ‪.‬‬ ‫ولو كان واجبا } لكان في هذين ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وظاهر الخبر يقتضي غير هذا التفسير ۔ وا‪١‬‏ لله أعلم ‪.‬‬ ‫في‬ ‫‪ :‬ث ولايجدون‬ ‫الله (تنك)‬ ‫‪ :‬في قول‬ ‫الحسن‬ ‫وعن‬ ‫صدورهم حاجة مما أوتوا » () ؛ قال ‪ :‬الحسد ‪.‬‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي () ‪ " :‬الحكمة تزيد‬ ‫‪ .4‬حتى تجلسه مجالس‬ ‫‪ .‬وترقع العبد المملوك‬ ‫التشريف شرفا‬ ‫الملوك "" ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬‏‪. ٩‬‬ ‫الحشر‬ ‫‏) ‪ ( ١‬سورة‬ ‫‪_ ٧٥‬‬ ‫_‬ ‫وقيل ‪ :‬في قول ا له () ‪ :‬ا( ولقد أتينا لقمان الحكمة & «‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬الفقه ‪ 0‬والعلم ‪ 0‬والإصابة ‪ 0‬وذلك في غير نبوة ‪.‬‬ ‫وعن عيسى (التلثلم) ‪ 6‬قال ‪ :‬لا تؤتوا الحكمة غير أهلها‬ ‫فتظلموها ‪ 0‬ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬من أعطى الحكمة غير أهلها ‪ .‬خاصمته الحكمة إلى‬ ‫ربها ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬لا تحدث بالحكمة السفهاء فيكذبوك ‏‪٥‬‬ ‫ولا تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫الغلصاء‬ ‫ولا تمنعها‬ ‫لا تحدث بالحكمة سفهاء‬ ‫العليم فيك جفاء‬ ‫ويظن‬ ‫فيظن الجهول قولك كذبا‬ ‫‪ 0‬أنه قال ‪ "" :‬الكلمة من الحكمة ‪ .‬يسمعها‬ ‫النبي ()‬ ‫وعن‬ ‫الرجل فيعمل بها ‪ 0‬أو يعلمها ‪ .‬خير له من عبادة ألف سنة "" ‪,‬‬ ‫يجدني‬ ‫أبو هرير ة ‪ .‬قال ‪ :‬قالت الحكمة ‪ :‬من طلبني فلم‬ ‫وعن‬ ‫فليعمل بأحسن ما يعلم ‪ 0‬ويدع عنه أقبح ما يعلم ‪ 0‬فاذا كان كذلك ‪.‬‬ ‫أتيته وإن لم يعرفني ب وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫‪. ١٦ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة لقمان‪‎‬‬ ‫‪- ٧٦‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫بي‬ ‫يعمل‬ ‫من‬ ‫عند‬ ‫إني‬ ‫الحكمة‬ ‫قالت‬ ‫بي‬ ‫ضاحكا يلعب‬ ‫أوتى ذا شفاء‬ ‫لست‬ ‫التعصب‬ ‫و عظم‬ ‫المقت‬ ‫سوى‬ ‫نال‬ ‫ما‬ ‫ذ اك‬ ‫{‪ 0‬فان‬ ‫المؤمن ‪ 0‬يأخذها حيث وجدها‬ ‫وقيل ‪ :‬الحكمة ضالت‬ ‫الضالة لا تترك واجدها ‪ 0‬كالدرة لا يضعها بعض مخرجها ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ 0‬والحياء يمنع الرزق‬ ‫وقال معاوية ‪ :‬الفرصة خلسة‬ ‫والهيبة خيبة ‪ 0‬والحكمة ضالة المؤمن ‘ فليطلبها ولو من عند‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مشرك‬ ‫وكان أنوشروان يقول ‪ :‬القلوب تحتاج إلى أقواتها من‬ ‫الحكمة ‪ 0‬كما تحتاج الأبدان إلى أقواتها من الغذاء ؛ وقال‬ ‫لأصحابه ‪ :‬إجمعوا إلي العلم ‪ 0‬فجمعوه في أربعة أوقار ‪ .‬فقال ‪:‬‬ ‫هذا كبير ‪ 0‬فاختصروه في أربعة تب ‪ 0‬فقال ‪ :‬إختصروه ‪.‬‬ ‫فاختصروه في خمس كلمات ؛ والكلمات هي ‪ :‬الملك ‪ :‬لا يصلحه‬ ‫إلا الطاعة ؛ والرعية ‪ :‬لا يصلحها إلا العدل فيها ؛ والمال ‪ :‬لا‬ ‫يصلحه إلا حسن التدبير ؛ والطعام ‪ :‬لا يؤكل إل على الشهوة ؛‬ ‫والمرأة ‪ :‬لا يصلحها أن تنظر إلى غير زوجها ‪.‬‬ ‫} أنه قال ‪ "" :‬اعلموا أن كلمة الحكمة‬ ‫النبي ()‬ ‫وعن‬ ‫_ ‪- ٧٧‬‬ ‫ضالة المؤمن ‪ ،‬فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ‪ 0‬ورفعه أن يذهب‬ ‫رواته " ؛ وعنه (مه) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إذا رأيت قلبك ينكر شينا ‪.‬‬ ‫فاعلم أن الحكمة فيه " ‪.‬‬ ‫وعن علي ‪ 4‬أنه قال ‪ :‬خذ الحكمة أين أتتك ۔ أ ي ‪ :‬كيف أتتك ۔‬ ‫المنافق ‘ فتلجلج حتى‬ ‫فان الكلمة من الحكمة ‪ 0‬تكون في صدر‬ ‫تسكن إلى صاحبها ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬أن الحكمة قد يعلمها المتافق ‪ 0‬فلا تزال تتحرك في‬ ‫صدره ه فلا تسكن حتى يسمعها المؤمن ‪ ،‬أو القالم ‪ 4‬فتنسكن في‬ ‫صدره إلى إخواتها من كلام الحكمة ؛ قال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫محبوسة في صدر [ هل النفاق‬ ‫وحشية‬ ‫الحكمة‬ ‫و هذه‬ ‫الوفاق‬ ‫وما أقطرت لطيب‬ ‫حتى إذا صارت إلى مؤمن قرت‬ ‫يقال ‪ :‬أقطرت الناقة إقطرارا { إذا ضربت بذنبها على رحمها ‪.‬‬ ‫أقمطرت إقمطرارأ ‪.‬‬ ‫قال غيره ‪ :‬نور الحكمة يتوقد في قلوب الخكماء ‪ .‬فهم‬ ‫الناس في ذجا الليل‬ ‫يستضيئون به في أعمالهم ‪ 0‬كما يستضيعء‬ ‫بنور المصابيح ؛ قال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫‪- ٧٨‬‬ ‫الخكماء‬ ‫قلوب‬ ‫في‬ ‫نور‬ ‫الحكمة‬ ‫إنبا‬ ‫سراجا للضياء‬ ‫مثل ما يجعل في البيت‬ ‫على مر القضاء‬ ‫وإذا شايعها الصبر‬ ‫ذكاء‬ ‫من‬ ‫ضياء‬ ‫لاح‬ ‫كما‬ ‫لاحت‬ ‫والتقى‬ ‫وعاء‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫الحكمة في قلبك‬ ‫فاقتن‬ ‫بلاء‬ ‫تنج من كل‬ ‫واجعل الصبر دليلا‬ ‫من صدور الغلماء‬ ‫إنبنا الحكمة تؤتى‬ ‫بالدواء‬ ‫فعجبل‬ ‫الداء أعياك‬ ‫وإذا ما‬ ‫داء‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫للفتى‬ ‫شفاء‬ ‫العلم‬ ‫وأرى‬ ‫العياء‬ ‫كالداء‬ ‫وأرى الجهل على ذي الشيب‬ ‫قال الخليل ‪ :‬الحكمة مرجعها إلى العقل ‪ 0‬والعلم ‪ 0‬والحلم ؛‬ ‫ويقال للرجل ‪ 0‬إذا كان حكيما حليما ‪ :‬قد أحكمته التجارب ‪.‬‬ ‫قال أفلاطون ‪ :‬قوة العقل الحكمة ‪ 0‬كما أن قوة الجسد الطعام ‪،‬‬ ‫فتسوت الحكمة بموت العقل ‏‪ ٠0‬كما يموت الطعام بموت الجسد ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وتقى زانن دعيت حكيما‬ ‫أنت إن كنت ذا بيان وعقل‬ ‫مثل ذ ي علة يداوي سقيما‬ ‫وأرى عالما يروم المعاصي‬ ‫‪_ ٧٩‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫‪ 0‬وفضل‬ ‫وسمي الحكيم حكيما ‪ .‬لأن علمه ‪ 0‬وسداد رأيه‬ ‫صوابه ‪ 0‬يمنعه من الخطا ؛ ويقال ‪ :‬أحكمت الشي ع ‪ .‬إذا منعته‬ ‫ورددته ؛ قال جرير ‪:‬‬ ‫إني أخاف عليكم أن أغضبا‬ ‫أبني حنيفة أحكموا سنُفهانكم‬ ‫وقال الحكيم ‪ :‬كان يقال ‪ :‬الناس في الحكمة أربعة ‪ :‬فسامع‬ ‫غير واع ‪ 0‬فذلك كالرأس الحليق والماء ؛ قال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫يع ما قلنا له غير خليق‬ ‫منا ثم لم‬ ‫سنمع‬ ‫يم‬‫إن‬ ‫كاندراج الماء في الرأس الحليق‬ ‫يدرج العلم على ذي قلب‬ ‫والكرسف ‪ .‬أدخلتها‬ ‫} فذلك كالقارور ة‬ ‫وسامع و ) ع غير مد‬ ‫فيها فقبلته ‪ 0‬وكبيتها فلم تخرج ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫فلم يؤت فضل العلم من هو مانع‬ ‫فلا تك كالقارور يمنع فضله‬ ‫وسامع واع مضيع ‘ فذلك كالقابض على الماء ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫رويدك فاعلم إن علمك ضايع‬ ‫فذا سامع للعلم راح مُضيعاً‬ ‫على الماء لم تجمع عليه الأصابع‬ ‫فانك والعلم الملضاع كقابض‬ ‫‪- ٨٠‬‬ ‫إكتست النور وأضاعءت‬ ‫وسامع واع مُؤد ‪ 0‬فذلك كالشمس‬ ‫للعباد ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫على كل آقاق البسيطة ساطع‬ ‫وكن عالما كالشمس أضحت ونورها‬ ‫ويقال ‪ :‬من غرف بالحكمة ‪ 0‬لحظته العيون بالوقار ؛ وسمى‬ ‫‏‪ ١‬أعشى ‪:‬‬ ‫‪ :‬حكيمة ؟ وقال‬ ‫‏‪ ١‬لأعشسى القصيد ة المحكمة‬ ‫قد قلتها ليْقال من ذا قالها‬ ‫وحكيمة تأتي الملوك غريبة‬ ‫‪- ٨١‬‬ ‫_‬ ‫الباب الرابع ‪:‬‬ ‫في مدح العلم وتفقضيله‬ ‫الدليل على فضيلة العلم ‪ :‬قول الله (تنك) ‪ :‬ا يا أدم أنبنهم‬ ‫بأسمائهم )» ‏‪ } 0١‬فأظهر فضله بعلمه بالخشياء ؛ وقوله (تتالة) ‪:‬‬ ‫ا( إن الله إصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم إ () ‪.‬‬ ‫والبسطة ‪ :‬الفضيلة من الرجل على غيره ‪ « 0‬في العلم‬ ‫والجسم إ» ؛ وقرئ ‪ :‬ل( بصطة إ» ( بالصاد ) ‪.‬‬ ‫في ‏‪ ١‬لخميين رسو لا منهم‬ ‫الذ ي بعث‬ ‫هو‬ ‫‪ :‬ت‬ ‫رغلللذ)‬ ‫وقال‬ ‫يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا‬ ‫من قبل لفي ضلال مبين × و أخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو‬ ‫العزيز الحكيم ٭ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل‬ ‫العظيم ‏)‪ ”0 ٤‬؛ وقوله (ت) ‪ :‬ل وعلمك ما لم تكن تعلم وكان‬ ‫‪ :‬ل ولقد أتينا داود‬ ‫فضل الله عليك عظيما م ‪ 0‬؛ وقوله ‪5‬‬ ‫وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده‬ ‫‪ 6 4‬؛ وقوله () ‪ ( :‬ولقد أتينا لقمان الحكمة أن‬ ‫المؤمنين‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ٣٣‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ٢٤٧‬‬ ‫‏)‪ (٣‬سورة الجمعة ‪ :‬‏‪. ٤ - ٢‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة النساء‪. ١١٣ : ‎‬‬ ‫‪. ١١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النمل‪‎‬‬ ‫) ‪ ( ٥‬سورة‬ ‫_ ‪- ٨٣‬‬ ‫اشكر لله ه ‪ 6‬؛ وقوله () في قصة عيسى (التلتتثلا‪ : ):‬لأ اذكر‬ ‫نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في‬ ‫المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ه ‏‪. "١‬‬ ‫فهذه الآيات و غيرها ‪ 0‬في مواضع كثيرة ‘ دلالة على فضيلة‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫قال عبد الله بن المبارك ‪ :‬خير سليمان (المَتثل) بين العلم‬ ‫‪ 9‬والعلم ‪.‬‬ ‫‪ :‬الملك‬ ‫(‬ ‫‏‪ "١‬الله (‬ ‫والمال ‪ .‬فاختار العلم » فأعطاه‬ ‫والمال ‪ ،‬باختياره (التَكلا‪ ):‬العلم ‪.‬‬ ‫وعن النبي (‪٤‬م)‏ ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬كنوز العلم تبقى ‪ 0‬وكنوز‬ ‫المال تفنى "" } فأخذه الشاعر } فقال ‪:‬‬ ‫والعلم يبقى يباقيات الأعصر‬ ‫تفنى الكنوز على الزمان وصرفه‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‏‪٠‬‬ ‫والعلم أنفع من كنوز الجوهر‬ ‫العلم نعم ذخيرة المُستذخر‬ ‫والعلم يمكث باقيات الأدهر‬ ‫تفنى الكنوز على السنين ببذلها‬ ‫‪. ١٦ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة لقمان‪‎‬‬ ‫‪. ١١٠١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ ()٢‬سورة الماندة‪‎‬‬ ‫‪:‬فآتاه‪. ‎‬‬ ‫)‪ (٣‬في لسخة أخرى‬ ‫‪- ٨٤‬‬ ‫وتضمه في القلب بعد الدفتر‬ ‫والعلم لا تخشى عليه سارقا‬ ‫وعليه جل حسابه في المحشر‬ ‫والكنز تغزوه الحوانج كلها‬ ‫وأمانة ورزانة في المحضر‬ ‫والعلم فيه صيانة وديانة‬ ‫والعلم يعلوا فوق كل مُؤمر‬ ‫دانما‬ ‫والعلم تبذله ويعفوا‬ ‫من علمه لا من كنوز الأنضر‬ ‫يكسي العليم مهابة وجلالة‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إذا إسترذل الله عبدا ‪ 0‬حظر‬ ‫عليه العلم "" ؛ وقال ‪ " :‬من حجب الله عليه العلم ‪ .‬عذبه على‬ ‫الجهل ‪ 0‬وأشد منه عذابا ‪ 0‬من أقبل عليه العلم ‪ 0‬فأدبر عنه ا" ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫عذبه بالجهل في جهنما‬ ‫من حجب الله عليه علمه‬ ‫فاستقدما‬ ‫بالعلم‬ ‫قدمه‬ ‫ومن أراد أن يبجحه حمى جنته‬ ‫والجهل يكسوا الجاهلين حمما‬ ‫بالعلمه صار الغلماء أنجما‬ ‫والعلم يؤتي أهله تفهما‬ ‫الجهل يؤتي أهله تندما‬ ‫ومن أهدى الله إليه علما ‪ 0‬فلم يعمل به ‪ }.‬فقد إستخف بهدية‬ ‫الله تعالى ‪.‬‬ ‫وعنه ن ( ‪ 4‬أنه قال ‪ :‬من آتاه الله علمآ فلا يحقرنه ‪ 0‬فإن‬ ‫الله لم يحقره حين علمه "" ‪.‬‬ ‫‪_ ٨٥‬‬ ‫_‬ ‫تخشى ‏‪ ١‬لله ‘ وحسبك من‬ ‫الحسن ‪ :‬حسبك من العلم أن‬ ‫وعن‬ ‫الجهل أن تعجب بعقلك ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫العليما‬ ‫خشي‬ ‫إذا‬ ‫علما‬ ‫بالفتى‬ ‫حسبك‬ ‫ولؤما‬ ‫ومنقصة‬ ‫بالفتى جهلا‬ ‫وحسبك‬ ‫أمسى عظيما‬ ‫وان‬ ‫ذل‬ ‫بعلمه‬ ‫وزاد‬ ‫زعيما‬ ‫نعمته‬ ‫وإن أمسى على أعداء‬ ‫أيما‬ ‫جبارا‬ ‫إذا ما كان بعد العلم‬ ‫شيطانا رجيما‬ ‫فبالكبر إنتهى إبليس‬ ‫ذليل لا نذميما‬ ‫فعش في عزة العلم‬ ‫النجوما‬ ‫تبلفك‬ ‫منزلة‬ ‫الله‬ ‫ينلك‬ ‫والعلم يعلوا ذروة المنازل‬ ‫الجهل مشتق من المجاهل‬ ‫قال أبو عبد الله (رحمه الله) ‪ :‬لم يؤت الله العباد مثل العلم بعد‬ ‫النبوة ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‘ أنه قال ‪ " :‬ما غب الله بشيء أفضل من‬ ‫العلم والفقه " ؛ وفي خبر ‪ " :‬أفضل من الفقه "" ؛ وفي خبر‬ ‫آخر ‪ " :‬أفضل من الفقه والعلم في الين " ؛ وقال محمد بن مداد‬ ‫‏‪- ٨٦‬۔‬ ‫في ذلك ه‬ ‫والنور والحكمة في العلم‬ ‫تعظم العلم فبإن الهدى‬ ‫الجهل ويحميك من الظلم‬ ‫سورة‬ ‫فإنه يُنجيك من‬ ‫حيران بين الجهل والإثم‬ ‫كم جاهل صيره جهله‬ ‫كانت كضراء من الغقم‬ ‫أنها‬ ‫أمه‬ ‫تمنى‬ ‫حتى‬ ‫يهدي إلى الخيرات كالنجم‬ ‫أما ترى العالم في علمه‬ ‫دثراآ من الموال كالدهم‬ ‫وما ذوو الجهل ولو خولوا‬ ‫والغقم‬ ‫والخبشنان‬ ‫والغلف‬ ‫إلآ كمثل الزط في كسبهم‬ ‫ووجدهم في الناس كالعدم‬ ‫إحضارهم أشباه غيابهم‬ ‫كالسسرو أو كالأثاب العيسم‬ ‫وإنما هم شجر نابت‬ ‫عم‬ ‫من‬ ‫يا عم لا قدست‬ ‫يقول من رام بهم نجدة‬ ‫فيما خلا والخضم القضم‬ ‫فاكرتهم‬ ‫إذا أنت‬ ‫أما‬ ‫كالسيل ذي الطم وذي الرم‬ ‫بهم‬ ‫جاؤك أهتارآً يدهدا‬ ‫الغقبان والعصم‬ ‫مع‬ ‫وطر‬ ‫عنهم‬ ‫فعش فريدا واحدا‬ ‫علم‬ ‫وسيلة أقرب من‬ ‫ربهم‬ ‫ما وجد الناس إلى‬ ‫حقا وينهاهم عن الظلم‬ ‫الهدى‬ ‫يهديهم سنبل طريق‬ ‫" ولفقيه واحد ‪ 0‬أشد على الشيطان من ألف عابد "" ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫‪- ٨٧‬‬ ‫إتكى على كل مارد‬ ‫وان أصبحوا‬ ‫أر ى فقها ء العصر نور المساجد‬ ‫أشد على الشيطان من ألف عابد‬ ‫وإن فقيها واحدا من قضاتنا‬ ‫" ولكل شيع دعامة ‪ 0‬ودعامة هذا الذين الفقه "" ؛‬ ‫‪ :‬الذ ي يميل‬ ‫؛ والمدغوم‬ ‫به‬ ‫الذ ي يدعم‬ ‫والدعامة ‪ :‬إسم للشيء‬ ‫‪.‬‬ ‫فريد أن يقع ‘ فيد عمه ليستقيم ‘ أو يستمسك‬ ‫ويقال ‪ :‬إرض بالقليل من الدنيا ‪ 0‬مع الكثير من العلم ‘ ولا‬ ‫ترض بالكثير من الذنيا © مع القليل من العلم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬قد جاء أن الله () يعطي الدنيا من يحب ‪ 8‬ومن لا‬ ‫يحب ‪ 0‬ولا يعطي الآخرة ‏‪ 0١‬إلآ من يحب ‪.‬‬ ‫وسال رجل النبي (ق‪٤‬ن)‏ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬أي الأعمال‬ ‫أفضل؟ قال () ‪ " :‬العلم " ‪ 0‬فقال الرجل ‪ :‬يا رسول الله ‪.‬‬ ‫أسألك عن العمل ‪ ،‬وتقول الدم ؟ فقال رسول الله (غةه) ‪ " :‬إن‬ ‫قليل العمل عند العلم } خير ن كثير العمل بلا علم " ‪.‬‬ ‫النبي (غتة!) ‪ 3‬أنه قال ‪ "! :‬المْتعبد‬ ‫وعن أنله بن الأسفع ‪ 4‬عن‬ ‫بلا علم ‘ كالحمار في الطاحونة !" ‪.‬‬ ‫ابن عنبسه ‪ .‬عن النبي (غتن!) ز أنه قال ‪ "! :‬ما وصلت‬ ‫وعن‬ ‫‏(‪ )١‬فليسخة أخرى ‪ :‬العلم ‪.‬‬ ‫‪- ٨٨‬‬ ‫إلى العباد نعمه أعظم من العلم بالله ‪ 0‬والعمل بأمر الله "" ‪.‬‬ ‫شي ء أ عز من العلم ‪ .‬الملوك‬ ‫وقال أبو السود الدؤلي ‪ :‬ليس‬ ‫حكام على النااس & و العلم حاكم على الملوك ‪.‬‬ ‫وقال الزهري ‪ :‬كل رناسة تكون بمعنى من المعاني ‪ 0‬تزول‬ ‫بزوال ذلك المعنى ‪ ،‬وإذا كانت بالعلم ‪ 0‬لم تزول إلا بزوال‬ ‫صاحبها ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫؛ وقال محمد‬ ‫‏‪ ١‬لخحساب‬ ‫‪ :‬العلم أشرف‬ ‫وقال عمرو بن دينار‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫عن رواة الحديث والأصحاب‬ ‫قد رأينا في بطن كل تاب‬ ‫أرفع الحساب‬ ‫العلم‬ ‫حسب‬ ‫وقالوا‬ ‫جميعا‬ ‫أنهم أجمعوا‬ ‫قال علي بن أبي طالب ‪ :‬قيمة كل إنسان ما يحسن ؛ وقال‬ ‫الخليل ‪:‬‬ ‫المتقن‬ ‫الفطن‬ ‫اللبيب‬ ‫وهو‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫قال علي بن‬ ‫العلم ما يحسن‬ ‫أهل‬ ‫وعند‬ ‫عندنا‬ ‫كل إمرئ¡ قيمته‬ ‫لأم ولخب‬ ‫الناس‬ ‫بنما‬ ‫أيها الفاخر جهلا بالنسب‬ ‫_ ‪- ٨٩‬‬ ‫أم ذ هب‬ ‫أم نحاس أم رصاص‬ ‫أتراهم خلقوا من فضة‬ ‫ذلة‬ ‫في‬ ‫‪ :‬نا‬ ‫فترى‬ ‫هل سوى مخ وعظم وعصب‬ ‫وبعلم وبين وأدب‬ ‫إنما الفخر بعقل راجح‬ ‫فاز من فاخر منهم وغلب‬ ‫قل لمن فاخر في الناس به‬ ‫وقيل ‪ :‬قيمة كل إمرئ ‪ ،‬ما يبديه من العلوم ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫من صنيع فاكتسب حسن الصنيع‬ ‫قيمة الانسان ما يُحسنه‬ ‫ليس قولي لك هذا بالبديع‬ ‫في الملا‬ ‫العلم زينا‬ ‫وكفاك‬ ‫وهو يعلي نسبا كل وضيع‬ ‫فهو ممدوخ على كل لسان‬ ‫وهو للغاني كتاج برصيع‬ ‫غنى‬ ‫للفقر‬ ‫وهو‬ ‫نور‬ ‫وهو‬ ‫وقيل ‪ :‬الناس أعداء لما جهلوا ‪ 0‬وأبناء لما علموا ؛ ولإبن‬ ‫طباطبا العلوي ‪:‬‬ ‫ويضحى كنيب البال عندي حزينه‬ ‫حسود مريض القلب يخفي أنينه‬ ‫أجمع من عند الرواة فنونه‬ ‫يلوم على أن رحت في العلم راغبا‬ ‫عيونه‬ ‫وأحفظ مما أستفيد‬ ‫وأعرف أبكار الكلام وعونه‬ ‫وحسن بالجهل الذميم ظنونه‬ ‫ويزعم أن العلم لا يجلب الغنى‬ ‫فقيمة كل الناس ما يحسنونه‬ ‫فيا لانمي دعني أغالي بقيمتي‬ ‫‪- ٩٠‬‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬كفى بالعلم شرفا ‪ 0‬أن كل أحد‬ ‫يدعيه ‪ 0‬وإن لم يكن من أهله ‪ 0‬وكفى بالجهل خزيا ‪ 0‬أن كل أحد‬ ‫يتبرأ منه ‪ 0‬وإن كان به موسُوما ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫وكفى بالجهل شؤما أن كلا ينتفيه‬ ‫وكفى بالعلم عجزا أن كلاً يدعيه‬ ‫العلم ‪ 3‬أنه ممدوح‬ ‫وقال أزدشير ‪ :‬حسبكم دلحلة على فضيلة‬ ‫بكل لسان ‪ 0‬يتزين به غير أهله ‪ 0‬ويدعونه ما خفي لهم إدعاؤه ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬ويغضب‬ ‫وحسبكم دلالة على الجهل ‪ 0‬أن كلا ينتفقفي منه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫به‬ ‫سمى‬ ‫وقال أبو المؤثر ‪ :‬بالعلم طاع الله ‪ 0‬وبالجهل يعصى الله ‪.‬‬ ‫ومن فضل العلم على كل من أراده العباد ‪ ،‬أن الله (تنك) ‪ 0‬إنما‬ ‫خلق الخلانق بعلمه {‪ 0‬ودبر الخمشياء بحكمه ‪ .‬وأنه إبتدأ الخشياء ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؛«‬ ‫ومصيرها إلى حكمه ‪ ،‬لأ فتبارك الله أحسن الخالقين‬ ‫قيل لبعض الحكماء ‪ :‬ليم لايجتمع المال والعلم ؟ قال ‪ :‬لعز‬ ‫الكمال ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة المُؤملون‪. ١٤ : ‎‬‬ ‫‪._ ٩١‬‬ ‫وسُنل بعض الحكماء ‪ :‬أيما أفضل ‪ ،‬المال أو العلم ؟ فقال ‪:‬‬ ‫الجواب عن هذا ‪ ،‬أيما أفضل ‪ 8‬المال أو العقل ؟ وقال صالح بن‬ ‫عبد القدوس ‪:‬‬ ‫في الناس قولهم غني واجد‬ ‫لا خير فيمن كان خير ثنانه‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬العلم خير من المال ‪ 0‬العلم يحرسك ‪8‬‬ ‫وأنت تحرس المال ؛ والعلم حاكم ‪ 0‬والمال محكوم عليه ‪ ،‬العلم‬ ‫يزكيه العمل ‪ 0‬والمال تنقصه النفقة ‪ 0‬وصنيع المال يزول بزواله ‏‪٠‬‬ ‫وصحبة العلم أين يدان به ‪ 0‬والعلم يكسبك الطاعة في حياتك ‪.‬‬ ‫وحسن الأحدوثه بعد وفاتك ‪ 0‬مات خزان الأموال وهم أحياء ‪.‬‬ ‫والغلماء باقون ما بقي الدهر { أعيانهم مفقودة ‪ 0‬وآنارهم في‬ ‫النااس موجودة ها أن ‘ ها هنا علما جما ۔ وأشار بيده إلى صدره ۔‬ ‫لو أصبت له حملة ‪ .‬بل أصبت فتى غير مأمون ‪ 0‬يستعمل آلة‬ ‫الذين للذنيا ‪ 0‬ويستظهر بحجج الله على كتابه ‪ 0‬وبنعمة الله على‬ ‫عباده ‪ 0‬أو منقاد لأهل الحق ‘ لا بصيرة له ‪ 0‬عما قليل ينقدح‬ ‫النسك في قلبه ‪ ،‬لأول عارض من شبهة ‪ ،‬لا ذا ولا ذاك ‪ ،‬أو‬ ‫متهوم باللذات ‪ 0‬سلس القياد للشنهوات { أو مغرور بجمع المال‬ ‫والادخار ‪ 0‬ليس من خماة الين ‪ 0‬أقرب شبههما الأنعام السائمة ‪.‬‬ ‫كذلك يموت العلم بموت حامله ‪ 0‬اللهم لا تخلوا الأرض من حجة ‪.‬‬ ‫_‪- ٩٢‬‬ ‫إما ظاهرة بحق ‪ ،‬وإما خانف مقهور ‪ 0‬لكي لا تبطل حجج الله ‪.‬‬ ‫وبيناته على خلقه ‪ ،‬أولئك الخقلون عددا ‪ 0‬الأعظمون عند الله‬ ‫خطرا ‪ 0‬بهم يظهر الله رهانه ‪ 0‬حتى يردوه إلى نظرانهم ‪ ،‬أو‬ ‫يزرعونه في قلوب أشباههم ‪ 0‬هجم العلم بهم على حقيقة الأمر ‪.‬‬ ‫فاستلانوا بما إستوعر فيه المْترفون ‪ 0‬وأنسوا مما إستوحش منه‬ ‫الجاهلون ‪ .‬صحبوا الدنيا بأبدان ‪ 0‬أرواحها معلقة بالمحل الأعلى ‪.‬‬ ‫حتى باشروا رأو ح اليقين ‪ 0‬أولنك خلفاء الله في بلاده ‪ 0‬والذعاة‬ ‫إلى دينه ‪ 0‬آه آ‪٥‬‏ ‪ 0‬شوقا إلى رؤيتهم ‪ 0‬وأستغفر الله لي ولك ‪ ،‬إذا‬ ‫وروى معاذ بن رفاعة بن جبل ‪ 0‬عن إبراهيم بن عبد الرحمن‬ ‫العدوي ‪ 0‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪ " :‬يحمل هذا العلم ‪ .‬من‬ ‫كل خلف عدو له ‪ 0‬ينفون عنه تحريف الغالين ‪ 0‬وانتحال‬ ‫البطلين ‪ 0‬وتأويل الجاهلين ‪ 0‬فحملة العلم يحملونه قدوة عن‬ ‫قدوة ‪ 0‬في طبق من الأمة بعد طبق "' ؛ وقال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫الختذال‬ ‫إلى‬ ‫والمال ميلته‬ ‫المال‬ ‫العلم أفضل من كنوز‬ ‫أحوال‬ ‫على‬ ‫تتلفه‬ ‫والمال‬ ‫عليه سارق‬ ‫والعلم لا تخشى‬ ‫وإذا يبيت يبت على أوجال‬ ‫لازال صاحبه عليه مشفقً‬ ‫‏‪ ٩٣‬۔‬ ‫العالي‬ ‫لازال يربأ بالمكان‬ ‫إنفاقه بركاته‬ ‫والعلم في‬ ‫لي‬ ‫وذا‬ ‫يربوا بحسبة ذا إليك‬ ‫إنما‬ ‫أكثره حساب‬ ‫والمال‬ ‫۔‬ ‫‪ :‬عن العلم أفضل أم المال ؟ فقال ‪ :‬العلم أفضل‬ ‫وسُنل علي‬ ‫قيل ‪ :‬فما بالنا نرى الغلماء على أبواب الأغنياء ‪ 0‬ولانرى‬ ‫الأغنياء على أبواب الغلماء ؟ قال ‪ :‬ذلك لعلم الغلماء بفضل المال ©‬ ‫وجهل الأغنياء بفضل العلم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬سُنل بزرجمهر عن هذا ؟ فقال ‪ :‬لعلم الغلماء بالحاجة‬ ‫إلى المال © وجهل أصحاب الأموال بفضيلة العلم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬ما مات من أحيا علما ‪.‬‬ ‫وقال في منتور الحكم ‪ :‬كم من ذليل أعزه علمه ‪ 0‬وكم من‬ ‫عزيز أذله جهله ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكما ء ‪ :‬العلم شرف لا قديم له { والأدب مال لا‬ ‫عليه ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫خوف‬ ‫السرق‬ ‫آفات‬ ‫عليه‬ ‫لا تخاف‬ ‫كنز‬ ‫العلم‬ ‫وينتفق‬ ‫يباح‬ ‫أن‬ ‫فأكثر‬ ‫تنفقه‬ ‫والعلم‬ ‫غرق‬ ‫أو‬ ‫آخذ‬ ‫عليه‬ ‫ينوب‬ ‫أن‬ ‫يخشى‬ ‫والمال‬ ‫_ ‪- ٩٤‬‬ ‫قل إجتماعا وامتحق‬ ‫إن بذرته‬ ‫والمال‬ ‫وله ۔ أيضآ ۔ ‪:‬‬ ‫نظما‬ ‫مني‬ ‫أفدك‬ ‫أخي‬ ‫إسمع‬ ‫علما‬ ‫أخاه‬ ‫إذا‬ ‫من‬ ‫مات‬ ‫ما‬ ‫ظلما‬ ‫أخكك‬ ‫العلم‬ ‫لا تمنع‬ ‫القدم ا‬ ‫السفيه‬ ‫م‬ ‫تعال‬ ‫ولا‬ ‫الغما‬ ‫يعاني‬ ‫الجهل‬ ‫في‬ ‫ودعه‬ ‫‪.‬‬ ‫وله ۔ أيضا‬ ‫ومن يعادي الغلماء يحرم‬ ‫من لم يعاني العلم لم يعلم‬ ‫وقال بعض الأدباء ‪ :‬العلم أفضل خلف ‘ والعمل به أكمل‬ ‫شرف ‘‪ 0‬وليس يجهل فضل العلم ‪ ،‬إلا أهل الجهل ‪ ،‬لأن فضل العلم‬ ‫يُعرف بالعلم ‘ وهذا أبلغ في فضله ‪ ،‬لأن فضله لا يعلم إلا به ‪.‬‬ ‫فلما عدم الجهال العلم ‪ 0‬الذي به يتوصلون إلى فضل العلم ‪.‬‬ ‫جهلوا فضله ‪ .‬واسترذلوا أهله ‪.‬‬ ‫وقال ابن المعتز ‪ :‬القالم يعرف الجاهل ‪ .‬لأنه كان جاهلا ‪.‬‬ ‫والجاهل لا يعرف العالم } لأنه لم يكن عالما ‪ 0‬وكذلك انصرفوا عن‬ ‫‪_ ٩٥‬‬ ‫العلم وأهله ‪ 0‬إنصراف الزاهدين ‪ 0‬وانحرفوا عنه إنحراف‬ ‫المُعاندين ‪ .‬لأن من جهل شين عاداه ؛ وقال ابن دريد ‪:‬‬ ‫كذاك يُعادي العلم من هو جاهله‬ ‫جهلت فعاديت الغلوم وأهلها‬ ‫المال ظل زائل وعارية مُسترجعة ؛ وقيل ‪ :‬سنُمئ المال مالا ‪3‬‬ ‫لأنه ميال ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وبذاك سئميئ المال مالا‬ ‫البال ظل زانل‬ ‫حلالا‬ ‫مؤنته‬ ‫أو عند‬ ‫فضيلة‬ ‫أن فيه‬ ‫لو‬ ‫ومالا‬ ‫أجلهم ذهبآ‬ ‫الأنبياء‬ ‫خير‬ ‫لوجدت‬ ‫خلال‬ ‫منها‬ ‫تمولوا‬ ‫الكافرين‬ ‫وجدت‬ ‫ولما‬ ‫ويقال ‪ :‬رجل مائل ‪ :‬إذا كان ذا مال ؛ وليس في كثرة المال‬ ‫فضيلة { ولو كانت فضيلة ‘ لخص الله به من إصطفاه لرسالته ‪.‬‬ ‫واجتباه لنبوته ؛ وقد كان أكثر أنبياء الله تعالى (عليهم السلام)‬ ‫أووليانه ‪ ،‬فقراء لا يجدون بلغة ‪ 0‬حتى صاروا مثلا في الفقر ؛‬ ‫وقال البحتري ‪:‬‬ ‫وصببابة ليس البلاء بواحد‬ ‫فقر كفقر الأنبياء وغربة‬ ‫_ ‪- ٩٦‬‬ ‫ولعدم الفضيلة في المال ‪ ،‬ما منحه الله تعالى الكافرين ‪.‬‬ ‫وحرمه المؤمنين ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫على كفره‬ ‫تزداد أضعافا‬ ‫كم كافر بالله أمواله‬ ‫يزداد إيمانا على فقره‬ ‫ومؤمن ليس له درهم‬ ‫على دهره‬ ‫مشتغل يزري‬ ‫يا لانم الدهر وأفعاله‬ ‫إلى أمره‬ ‫الدهر‬ ‫يصرف‬ ‫الدهر مأمور له آمر‬ ‫والمال لا يفرح به عاقل ‪ ،‬ولا ينتفع به جاهل ‪ ،‬لأنه ينبذه فيما‬ ‫ينبذه ‪ 0‬ولا يفيده ۔ أيضا ۔ حمدا عاجلا ‪ 0‬ولا ذخرا أجلا ؛ وقال‬ ‫بعضهم ‪:‬‬ ‫لكان أفرح خلق الله قارون‬ ‫لو كان يفرح بالأموال جامعها‬ ‫وقيل لبرزجمهر ‪ :‬ما أعجب الأشياء ؟ قال ‪ :‬نجح الجاهل ‪.‬‬ ‫‪ .‬حكمة‬ ‫واكد اء العاقل ‪ .‬لكن الرزق بالجد والحظ & لا بالعلم والعقل‬ ‫منه تدل بها على قدرته ‪ ،‬وإجراء الأمور على مشينته ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫أخي حمق عي وإكداءُ عاقل‬ ‫ومن عجب الأشياء إنجاح جاهل‬ ‫على قدر من عالم غير غافل‬ ‫ولكنها الأشياء تجري بحكمة‬ ‫_ ‪- ٩٧١‬‬ ‫والإكداء ‪ :‬منع الإنسان ورده دون مطلبه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن مُوستى (الَة) ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رب لم رزقت الخحمق ؟‬ ‫قال ‪ :‬ليعتبر العاقل أن الرزق ليس بالإحتيال ‪.‬‬ ‫وقد قالت الحكماء ‪ :‬لو جرت الأقسام على قدر العقول ‪ 0‬لم‬ ‫تعش البهائم ؛ فنظمه أبو تمام { فقال ‪:‬‬ ‫ويكدى الفتى من دهره وهو عالم‬ ‫ينال الفتى من عيشه وهو جاهل‬ ‫هلكن إذا من جهلهن البهانم‬ ‫ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫حاكم‬ ‫بقدرة‬ ‫ولكنهم نالوا‬ ‫أرى الناس ما نالوا معاشا بجهدهم‬ ‫لقد هلكن من التدبير كل البهانم‬ ‫ولو أنهم نالوا بتدبيرهم‬ ‫حاكم‬ ‫وحكمة‬ ‫جبار‬ ‫بقدرة‬ ‫ولكنها الأرزاق تأتي على الورى‬ ‫ولغيره ‪:‬‬ ‫هو الذي يسوق رزق الجاهل‬ ‫العاقل‬ ‫المانع حظ‬ ‫والسبب‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫وعاجز نال دنياه بتقصير‬ ‫كم من حريص عليها لا تساعده‬ ‫‏‪- ٩٨‬۔‬ ‫لكنهم رزقوها بالمقادير‬ ‫لم يرزقوها بعقل عندما قسمت‬ ‫طار البزاة بأرزاق العصافير‬ ‫لو كان عن حيلة أو عن مغالبة‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخبار ‪ 4‬ما لا يحصى‬ ‫وفي هذا من الشعار ‪ 4‬وصحيح‬ ‫وليس للإكثار منه ها هنا وجه ‪ 0‬فتركته ‪.‬‬ ‫والعلم والعقل سعادة وإقبال ‪ 0‬وإن قل معهما المال ؛ والجهل‬ ‫والمق إدبار وحرمان ‪ 0‬وإن كثر معهما المال ‪ 0‬فكيف يسعد‬ ‫الجاهل والجهل يضعه ؟ أم كيف يشقى العالم والعلم يرفعه ؟ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وإن يقل عليه الجاه والمال‬ ‫العلم والعقل للإنسان إقبال‬ ‫وفيه منغصة حقا وإذلال‬ ‫والجهل والخمق حرمان لصاحبه‬ ‫من أشقى الإلمه‬ ‫يسعد‬ ‫وكيف‬ ‫وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫رفعك‬ ‫أو جاهلا‬ ‫علوا‬ ‫أنت () إن كنت عالما زادك العلم‬ ‫فإن كنت عالما نفقفعفك‬ ‫إنما تفضل البهائم بالعلم‬ ‫الجهل إن كنت جاهلا وضعك‬ ‫إستطعت فإن‬ ‫تنقب الجهل ما‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬أخي‪. ‎‬‬ ‫_ ‪- ٩٩‬‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪ .‬في مثله ‪:‬‬ ‫ودعك‬ ‫ودعته‬ ‫فإما‬ ‫يا أخي حاول الغنوم ما استطعت‬ ‫العلوم معك‬ ‫من جملة‬ ‫اتلعنودرى جليل بما حزت‬ ‫أن‬ ‫بغير إحتمال عنها ما وسعك‬ ‫وبما تفضل البهائم والوحش‬ ‫ما كنت عاملا نفقفعفك‬ ‫كانلمععلم عاملا فإذا‬ ‫الجهل ساذدراً صرعك‬ ‫وذر الجهل والسفاه فإن تصحب‬ ‫وعلى العلم فاعتمد طمعك‬ ‫لاتن طامعا إلى أحد‬ ‫يع ما منعك‬ ‫م من‬‫جتنع‬‫وام‬ ‫إن في حفظه بلوغ منى‬ ‫فاذا ما أطظعتةه رفعحك‬ ‫مشاورة‬ ‫أخا‬ ‫واتخذه‬ ‫وقال اخر ‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫والعلم أنفع من كنوز الجوهر‬ ‫العلم فيه مهابة وجلالة‬ ‫يكرم ويعظم قدره ويوقر‬ ‫والعلم من يعرف به في مجلس‬ ‫ويقال ‪ :‬العلم أشرف الحساب ‪ ،‬والمودة أشبك الأنساب ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الأنساب‬ ‫والمودات أشبك‬ ‫الأحساب‬ ‫أشرف‬ ‫إنما العلم‬ ‫صغيرا من قبل ريع الشباب‬ ‫وبلوغ المنا طلابك للعلم‬ ‫له نهرة كمر السحاب‬ ‫والفراغ الذي يراع به العلم‬ ‫‪. ١٠٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫للمرء زين إذا هما إجتمعا‬ ‫و‬ ‫الثلم والحلم حلتا كرم‬ ‫إلآ بجمع لذا وذاك معا‬ ‫لا يستتم حُسنهما‬ ‫صنوان‬ ‫العلاء وارتفعا‬ ‫والحلم فنال‬ ‫كم من وضيع سما به العلم‬ ‫أحمله ما أضاع فاتضعا‬ ‫ومن رفيع البنا أضاعهما‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫والورعا‬ ‫والصالحات‬ ‫والزهد‬ ‫العلم والحلم والتقى جمعا‬ ‫نفعا‬ ‫و عيشة‬ ‫سمت‬ ‫وحسن‬ ‫إلى جميل الخلال مع كرم‬ ‫يليق بالجاهلين أن يسعا‬ ‫زين على طالب الغلوم ولا‬ ‫ولصالح بن عبد القدوس ‪:‬‬ ‫فاطلب هديت فنون العلم والأدبا‬ ‫العلم زين وتشريف لصاحبه‬ ‫حتى يكون على ما زانه حدبا‬ ‫لاخير فيمن له أصل بلا أدب‬ ‫فم لدى القوم معروف إذا نسبا‬ ‫وطمطمه‬ ‫أخي عي‬ ‫كم حسيب‬ ‫كانوا الرؤوس فأضحى بعدهم ذنبا‬ ‫في بيت مكرمة أباؤد نجب‬ ‫نال المعالي والأموال والنسبا‬ ‫وحامل مقرف الأباء ذي أدب‬ ‫الحدب على الشنيع ‪ :‬النيء العاطف عليه ؛ والطمطمه‬ ‫‏‪- ١٠١‬۔‬ ‫‪:‬‬ ‫و الطظمطمانية ‪ :‬العجمة ‪ .‬وهي تكون فيمن لا يفصح ‪ 0‬و القدم‬ ‫العي عن الحجة في الكلام ؛ والقرفة ‪ :‬الهجنة في الخصل ؛‬ ‫ويقول ‪ :‬هي كريمة الأصل ‘ لم يخالطها شيء من الهجنة ؛ وقال‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫كفدم عبام سيل شين فحمحما‬ ‫وأنكرت إنكار الكريم ولم أكن‬ ‫العبام ‪ :‬الرجل الغليظ الخلقة ؛ يقول ‪ :‬عبم ‪ 0‬يعبم ‘} عبامة ؛‬ ‫وقال ذو الرمة ‪:‬‬ ‫تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس لها حال ولا ندب‬ ‫وقال صالح بن عبد القدوس ‪:‬‬ ‫نعم القرين إذا ما عاقلاً صحبا‬ ‫العلم كنز وذخر لا نفاذ له‬ ‫لا تعدلن به درا ولا ذهبا‬ ‫يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫العلم نور به تحيا القوب كما تحيا البلاد إذجاامادها المطر‬ ‫كما تجلى سو اد الظلمة القمر‬ ‫والعلم يجلوا العما عن وجه صاحبه‬ ‫ولا البصير كأعمى ما له بصر‬ ‫وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها‬ ‫‪- ١٠١‬‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫الدجا القمر‬ ‫لماي‬‫جء ك‬ ‫لهيضيا‬ ‫القلب مزدهر‬ ‫بات‬ ‫جلمن في‬ ‫الع‬ ‫والجهل سيرة أعمى ما له بصر‬ ‫والعلم يهدي إلى الجنات صاحبه‬ ‫وهل يعد إذا ما أسهل المطر‬ ‫والعلم أكثر أن تحصى فضائله‬ ‫ق منايه مدخر‬ ‫يسن‬ ‫فقد جمعت أح‬ ‫يجاامع العلم والتقوى هشنيت‬ ‫وفضيلة العلم ‪ 0‬أكثر من أن يُحصيها باب ‪ .‬أو يأتي عليها‬ ‫كتاب ‪.‬‬ ‫الباب الخامس‬ ‫في ذ م الجهل وتضليله وكثر ة أاهل جيله‬ ‫الجهل نقيض العلم ؤ إذا كان مُطلقا ‪ ،‬لم نقل فيه ‪ :‬جاهل بكذا ؛‬ ‫بل نقول ‪ :‬جهل فلان حق فلان ؛ وجهل فلان على فلان ؛ وجهلت‬ ‫هذا الأمر ‪.‬‬ ‫‪ :‬أن تفعل فعلاً بغير علم ؛ والتجاهل ‪ :‬أن تفعل فعلا‬ ‫والجهالة‬ ‫وقيل ‪:‬الجاهل يتعلم ؛ والمتجاهل لا يريد أن يفهم ؛ والجاهل ‪:‬‬ ‫هو الذي عليه الجهل غالب ؛ والمْتجاهل ‪:‬المتعمد للجهل ‪.‬‬ ‫القاصد له بالفعل ‪ 0‬وبيهما فرق ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫لعمر أبيك أم مُتجاهلينا‬ ‫أجهالاً تقول بني لؤي‬ ‫ويروى ‪ :‬قعيد أبيك ‪ 0‬أي ‪ :‬ناشدتك بأبيك ؛ وقال الفرزدق ‪:‬‬ ‫المُناديا‬ ‫للم تسمعا بالبيضتين‬ ‫قعيدكمما الله الذي أنتما له‬ ‫أي ‪ :‬نشدتكما الله ؛ وقال متمم بن نويره اليربوعي ‪:‬‬ ‫ولا تنكأي قرح الفؤاد فينجعا‬ ‫ملامة‬ ‫ألا تسمعيني‬ ‫قعيدك‬ ‫‪- ١.٥‬‬ ‫أي ‪ :‬ناشدتك الله ؛ والجهل مأخوذ من الأرضين المجاهل ‪.‬‬ ‫التي لا أعلام لها ‪ 0‬ولا يهتدي لطريقها ؛ والواحدة ‪ :‬مجهله ؛‬ ‫والجهل مُستقبح بإجماع ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بتقدير‬ ‫جهله‬ ‫مُستحسناً‬ ‫في جهالته‬ ‫راح‬ ‫يا جاهلا‬ ‫الخنازير‬ ‫لكان في جملة‬ ‫الجهل والتصاوير‬ ‫لو جمع‬ ‫؛ والجهل عورة تستر ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬الجهل داغ ‪ 0‬والعلم دوا‬ ‫والعلم زينة تظهر ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫حسنا وعورة ذي عوار تستر‬ ‫كم بين زينة ذي لباس تظهر‬ ‫والجهل نقيصة يُستعاذ منها ؛ وفسر الجهل في قول موسى‬ ‫(التلنلة) ‪ ( :‬أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) «‪ 0 0‬يعني ‪:‬‬ ‫السفهاء الذي يسخرون ويهزؤون ؛ والعلم فضيلة ‪ 0‬يرغب إلى‬ ‫الله تعالى فيها ؛ والجهل أقبح ما في الإنسان ؛ والعقل أملح ما في‬ ‫الإنسان ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬كان غمر (ظللاك) ‪ ،‬إذا قرأ قول الله (تێك) ‪ :‬ل يا أيها‬ ‫الإنسان ما غرك بربك الكريم ) ‏‪ 0 0١‬قال ‪ :‬الجهل يا رب ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‏‪.٦١٧:‬‬ ‫‪. ٦:‬‬ ‫الإنفطار‪‎‬‬ ‫(‪ (٦‬سورة‬ ‫‏‪ ١٠٦‬۔‬ ‫ويقال ‪ :‬نزلت هذه الآية في أبي السد بن أسد بن كلده ‪ 0‬وكان‬ ‫الجنة‬ ‫باب‬ ‫أأخذت بحلقة من‬ ‫‪ :‬لنن‬ ‫البطش ‪ .‬فقال‬ ‫} شديد‬ ‫أ عور‬ ‫ليدخلنها مُشركين ‪ 0‬ثم قتل يوم فتح مكة ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي ‪ ،‬وفيه نزلت ‪:‬‬ ‫ل ذرني ومن خلقت وحيدا ٭ وجعلت له مالا ممدودا خ (‪ 0‬ت وكان‬ ‫يسمى ‪ :‬الوحيد في قومه ؛ ويقال ‪ :‬وحيدا ‪ 0‬يعني ‪ :‬دعيا ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫»‬ ‫لا مال له ولا ولد ‪.‬‬ ‫وقال الكلبي } في الآية ا لذولى ‪ :‬نزلت في أبي بن خلف ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬من جهل شينا عاداه ؛ وكذلك قوم نوح لما جهلوه‬ ‫وفضله ‪ .‬عادوه وكذبوه ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬المرء عدو لما جهل ؛ ولهذا قال يحيى بن خالد لإبنه ‪:‬‬ ‫‪ .‬فان المر ء عدو ما جهل ‪ 6‬و أنا‬ ‫عليك بكل نوع من العلم فخذ منه‬ ‫أكره أن تكون عدو شيع من العلم } وأنشد ‪:‬‬ ‫يفوق إمرء في كل فن له علم‬ ‫تفنن وخذ من كل علم فإنما‬ ‫ومن علامة الجاهل ‪ :‬أنك تجده للعالم معاديا ‪ 0‬وعليه رازيا ‪.‬‬ ‫‪. ١٢‬‬ ‫‪- ١١:‬۔‪‎‬‬ ‫(‪ ( ١‬سورة المدثر‪‎‬‬ ‫‪. ١٠٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‘ فهو كما قال الشا عر‬ ‫قوله متصرفا‬ ‫‏‪ ٠‬وعن‬ ‫وعنه منحرف‬ ‫الفقيه‬ ‫كمنزلة السفيه من‬ ‫السفيه‬ ‫من‬ ‫الفقيه‬ ‫ومنزلة‬ ‫وهذا منه أزهد منه فيه‬ ‫هذا‬ ‫في وصل‬ ‫فهذا زاهد‬ ‫تنطع في مخالفة ‏‪ 0١‬الفقيه‬ ‫على سفيه‬ ‫الشقاء‬ ‫غلب‬ ‫إذا‬ ‫التنطظع ‪ :‬التعمق في الكلام ؛ وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫وأفظع من مجالسة الفقيه‬ ‫وما شيء أشد على السفيه‬ ‫وهذا أزهد الثقلين فيه‬ ‫هذا‬ ‫في علم‬ ‫راغب‬ ‫فهذا‬ ‫وهذا بالجهالة يدعيه‬ ‫للعلم واع‬ ‫سامع‬ ‫وهذا‬ ‫لأرباب النهى فاها لفيه‬ ‫وما للجاهل الحمق المناوي‬ ‫أما يكفيه كون الجهل فيه‬ ‫فتبا للجهول بغم وخزياآ‬ ‫وما أعداه للعلم النزيه‬ ‫فما أغراه بالورع النبيه‬ ‫وقال صالح بن عبد القدوس ‪:‬‬ ‫قرن الضلال بكل من يتعمق‬ ‫الكلام فانما‬ ‫ودع التعمق في‬ ‫وقال ابن دريد ‪:‬‬ ‫هو جاهله‬ ‫عادي العلم من‬ ‫كذاك‬ ‫جهلت فعاديت الغلوم وأهلها‬ ‫(‪ )١‬في لسخة أخرى ‪ :‬مجالسة‪. ‎‬‬ ‫‏‪- ١٠٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫يلوح عليه حسنه ومخايله‬ ‫وذو العلم معني بما هو أهله‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال محمد بن مداد فميثله‬ ‫وشتان راعي حق علم وجاهله‬ ‫جهلت بفضل العلم حتى شننته‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫قد إحتوشته جن أرض وجابله‬ ‫فذو الجهل في فرط الجهالة هالك‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫والجاهلون لأهل العلم أعداء‬ ‫وضد كل إمرع ما كان يجهله‬ ‫والجاهلون بلا شك هم الداء‬ ‫القالمون لأهل العلم أدوا‬ ‫إلى منار الهندى والجهل عمياء‬ ‫القالمون نجوم يهتدى بهم‬ ‫في القصد أعداء‬ ‫بينهم‬ ‫لفرط‬ ‫مشاناة‬ ‫و هم لبعضهم بعضاً‬ ‫وقل ما تكون محنة فاضل إلا من ناقص ‪ ،‬وبلوى عالم إلآ من‬ ‫جاهل ‘ للعداوة بينهما ‪ 0‬ولفرط تباينهّمَا ؛ وقد قال بعضهم ‪:‬‬ ‫شقياً بهم إلا كريم الشمائل‬ ‫وإني شقي باللئام ولا أرى‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫فمن ذنب التنين تنكسف الشمس‬ ‫فلا غرو أن يُمنى أديب بجاهل‬ ‫_ ‪_ ١٠٩‬‬ ‫التنين ‪ :‬نجم من نجوم الحساب ‘ وليس بكوكب ‘ ولكنه‬ ‫بياض خفي ‘ يكون جسده في ستة بروج من السماء ‪ 0‬وذنبه‬ ‫دقيق أسود فيه إلتواء } يكون في البرج السابع من رأسه {‪ ،‬وهو‬ ‫يتنقل كتنقل الكواكب الجواري ‪ ،‬وإسمه بالفارسية في حساب‬ ‫النجوم ‪ ( :‬الجوزهر ) ؛ وفي نسخة ‪ ( :‬هشت أنتر ) ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫( أردهاماها ) ‪ ،‬وهو من النحوس ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬علامة الجاهل ثلاث ‪ :‬العجب ‪ 0‬وكثرة‬ ‫المنطق فيما لايعنيه ‪ 0‬وأن ينهي عن شيع ويأتيه ؛ وقال‬ ‫المتوكل الكناني ‪ ،‬تم الليثي ‪:‬‬ ‫عظيم‬ ‫عار عليك إذا فعلت‬ ‫لا تنه عن خلق وتأتي مثله‬ ‫فإذا إنتهت عنه فأنت حليم‬ ‫فابدأ بنفسك فانهها عن غيها‬ ‫ونصب (الياء) من ‪ [ :‬تأتي ] ‪ ،‬لأنه نهي ؛ والواو إذا كانت‬ ‫لنهي ‪ ،‬فهي نصب ‘ وكذلك (الفاء) ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬لأ فلا تهنوا‬ ‫وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون » ‪ 0‬؛ وقال (ثتلل‪:‬‬ ‫على الله كذبا فيسحتكم بعذاب }؛ (_" ‪.‬‬ ‫وله زيادة شرح ‪ ،‬هو من الباب ‪ 0‬تركته ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة محمد‪. ٣٥٠ : ‎‬‬ ‫‪.٦١١‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة طه‪‎:‬‬ ‫‪- ١١٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال غمر بن عبد العزيز ‪ :‬لا يعدمنك من الجاهل ‪ 0‬كثرة‬ ‫الالتفات ‪ 0‬وسرعة الجواب ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫وما غمر عندنا ذا إرتياب‬ ‫وقال الحكيم ابن عبد العزيز‬ ‫كتير الخطا قليل الصواب‬ ‫لا يعدمنك من جاهل‬ ‫الجواب‬ ‫رد‬ ‫عند‬ ‫وسرعته‬ ‫الإلتفات‬ ‫كثرة‬ ‫في‬ ‫مخايل‬ ‫في العلم والكلم المُستطاب‬ ‫وفي الجهل موت ونفس الحياة‬ ‫وليس حالة أوضع للإنسان ‪ 0‬ولا أضر عليه { ولا أجلب للشر‬ ‫إليه ‪ 0‬ولا أقبح لذكره ‪ 0‬ولا أحط لقدره ‪ 0‬ولا أذم لأمره ‏‪ 0 0©«١‬من‬ ‫الجهل ‪ 0‬وهو الداعي للعار ‪ ،‬والهادي إلى النار ‪ ،‬والمْبعد عن‬ ‫السلامة } والمدني من الندامة ؛ والجهل سبب كل معرة ‪ .‬وجالب‬ ‫كل مضرة ‪ 0‬وهو المذهب بخير الذنيا والآخرة ؛ وقد شبه الجاهل‬ ‫بالاموات وبالدواب ‪ ،‬لأن الجاهل ميت وإن كان حيا ‪ 0‬ومعدوم وإن‬ ‫كان شيئا ‪ 0‬وفقير وإن كان غنيا ؛ وقال ‪:‬‬ ‫فاجسامهم قبل القبور قبور‬ ‫وفي الجهل قبل الموت موت لأهله‬ ‫فليس له حتى النشور نشور‬ ‫وإن إمرء لم يحيى بالعلم ميت‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬فنيسخة اخرى ‪ :‬لأهله‪. ‎‬‬ ‫‪- ١١١‬‬ ‫بمودعها إلا كعلم الأباعر‬ ‫رواحل للأسفار لا علم عندهم‬ ‫بأوساقه أو راح ما في الغرائر‬ ‫لعمرك ما تدري البعير إذا غدا‬ ‫وقال محمد بن مداد في شكله ‪:‬‬ ‫من العلم في مستودعات الدفاتر‬ ‫أرى معشر الجهال لا علم عندهم‬ ‫محملة لم تدر ما في الغرانر‬ ‫فهم كالجمال الرانحات عشية‬ ‫خلا أنهم لم يدفنوا في المقابر‬ ‫وهم معشر الموتى عليهم ثيابهم‬ ‫والموت أستر لمن لا أدب له { ولا علم عنده ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫المقامة‬ ‫في‬ ‫التشدقن‬ ‫من‬ ‫للجهول‬ ‫أستر‬ ‫الموت‬ ‫ملامة‬ ‫فلا‬ ‫الشناة‬ ‫على‬ ‫الحليم‬ ‫وإذا الجهول رأى‬ ‫القيامة‬ ‫حتى‬ ‫جهله‬ ‫ذو الجهل مُستغن بكثرة‬ ‫علامة‬ ‫جهل‬ ‫ذي‬ ‫ولكل‬ ‫التعلم آفة‬ ‫ويرى‬ ‫الإسستقامة‬ ‫لأهل‬ ‫وعلامة الجهال بُغخضهم‬ ‫يهوى السيادة والزعامة‬ ‫وترى الجهول بجهله‬ ‫فلا جناب ولا كرامة‬ ‫قبحاً وترحا للجهول‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬الجاهل ولو إنقطع فإلى التجهيل يفزع ه‬ ‫والجاهل يرى العلم تكلفا ولؤما ‪ 0‬كما أن العالم يرى الجهل تخلفا‬ ‫‪- ١١١‬‬ ‫ولؤما ‪.‬‬ ‫وقيل لبزرجمهر ‪ :‬ما لكم لا تعاتبون الجاهل ؟ فقال ‪ :‬إنا لا‬ ‫الغخمي أن يبصروا ى و لا الصم أن يسمعوا ؛ وقال الخليل بن‬ ‫‪+‬‬ ‫أحمد ‪:‬‬ ‫لو كنت أجهل ما تقول عذلتكا‬ ‫لو كنت تعلم ما أقول عذرتني‬ ‫فعلمت أنك جاهل فعذرتكا‬ ‫لكن جهلت مقالتي فعذلتني‬ ‫ولداود ا لاصفهاني ‪:‬‬ ‫محطوط‬ ‫متلك‬ ‫عن‬ ‫والذنب‬ ‫مبسوط‬ ‫لك‬ ‫عندي‬ ‫عذرك‬ ‫كل الذي يفعل مسخوط‬ ‫ليس بمسخوط فعال إمر ئ‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫محطوط‬ ‫الجهل‬ ‫عذر‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫محطوط‬ ‫مسكين‬ ‫يا‬ ‫عذرك‬ ‫ومسخوط‬ ‫مذ موم‬ ‫عشت‬ ‫ما‬ ‫واحد‬ ‫تفعله‬ ‫الذ ي‬ ‫كل‬ ‫في الرأي إذ تبدو المشاريط‬ ‫وإنما بالعلم يدعى الفتى‬ ‫الجهل في الإبتداء من فاعله ‪ .‬جهل على الحقيقة ؛ والجهل‬ ‫‪- ١١٣‬‬ ‫على الجزاء به ‪ 0‬ليس بجهل على الحقيقة } وإنما هو مجاز ؛ وقد‬ ‫قيل في قول عمرو بن كلثوم ‪:‬‬ ‫فنجهل فوق جهل الجاهلينا‬ ‫ألا لا يجهلن أحد علينا‬ ‫إنه ما أراد الجهل المُستقبح ‪ 0‬وإنما سمي الجزاء على الجهل‬ ‫جهلا ‪ 0‬لأن ذلك من كلام العرب ‪.‬‬ ‫قال الله (تن) ‪ « :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها ‪ 4‬‏‪ ، 0١‬الأولى ‪:‬‬ ‫سيئة } والأخرى ‪ :‬الجزاء عليها ‪ 0‬ليست بسيئة ‪ 3‬ولكنهم يسمون‬ ‫‪.‬‬ ‫باسم الني‬ ‫الني‬ ‫على‬ ‫الجزاء‬ ‫وبهذا فسر قول عمرو بن كلثوم ‪ 0‬لأنه لو أراد الجهل بعينه ‪8‬‬ ‫لكان ذما لا مدحا ‪ ،‬لأن الجهل لا يمتدح به عاقل ‪ {.‬ولا يستحسنه‬ ‫أحد ‪ 0‬وإنما معناه ‪ :‬فيهلكه ويعاقبه بما هو أعظم من جهله ‪.‬‬ ‫فنسب الجهل إلى نفسه ‪ 0‬لتزدوج اللفظتان ‪ 0‬فتكون الثانية مثل‬ ‫لفظ الأولى ‪ 0‬وهي تخالفها في المعنى ‪.‬‬ ‫قال الله (تْك) ‪ :‬لأ فمن إعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما‬ ‫إعتدى عليكم }» اا ؛ قال المفسرون ‪ :‬معناه ‪ :‬فعاقبوه على‬ ‫(‪ )١‬سورة الشورى‪. ٤٠١ : ‎‬‬ ‫‪. ١٩٤‬‬ ‫(‪ (٦‬سورة البقرة‪‎:‬‬ ‫‪- ١١٤‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عدل‬ ‫باعتداء في الحقيقة ‪ .‬بل هو‬ ‫اعتدانه } والثاني ليس‬ ‫فسمي ‪ :‬إعتداء ‪ 0‬للإزدواج والتوفيق بين اللفظتين ‪.‬‬ ‫وجاء في الحديث ‪ :‬أن الله () لا يمل حتى تملوا ‪ 0‬معناه ‪:‬‬ ‫أن الله (بيلة) لا يقطع عنكم فضله ‪ ،‬حتى تملوا مساألته وتزهدوا‬ ‫فيها ‪ .‬والله (ت) لا يمل في الحقيقة ‪ 0‬وإنما نسب الملل إليه ة‬ ‫لإزدواج اللفظتين ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬فنجهل فنجازيه ‘ فسمي المُجازاة على الجهل‬ ‫جهلا ؛ كما قال الله (تلك) ‪ :‬ل( يخادعون الله وهو خادعهم إ (‪. 0‬‬ ‫مُجازتهم على مُخادعتهم ‪.‬‬ ‫يريد ‪ -‬والله أعلم‬ ‫‪ :‬ث بل عجبت ويسخرون & ")‪.‬‬ ‫وقرأ إبن مسعود ‘ قوله ()‬ ‫معناه ‪ :‬بل جازيتهم على عجبهم ‪ .‬لأنه من) أخبر عنهم في‬ ‫مواضع من القرآن إنهم عجبوا ‪ ،‬فقال (تيلة) ‪ :‬ا( بل عجبت‬ ‫ويسخرون } () ‪ 0‬يريد ‪ :‬بل جازيتهم على عجبهم ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫فإن العقل حرمان وشؤم‬ ‫إذا كان الزمان زمان حمق‬ ‫‏‪. ١٤٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سورة النساء‬ ‫((‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة الصافات ‪ :‬‏‪. ١٢‬‬ ‫‪- ١١٥‬‬ ‫_‬ ‫أرى الدنيا بدولتهم تدوم‬ ‫حمقاً مع الحمقى فإني‬ ‫فكن‬ ‫ولمحمود الوراق ‪:‬‬ ‫يزينه‬ ‫إلآ وفيه شيع‬ ‫ليس شيء مما يُدبره العاقل‬ ‫ويخاف الدخول فيما يعيبه‬ ‫وأخو العقل ممسك بالتوقي‬ ‫أننكلت عليه ضروبه‬ ‫وأخو الجهل لا يفكر وإن‬ ‫يخطيء الأمر مرة ويصيبه‬ ‫راكب ردعه كخابط ليل‬ ‫وتجيبه‬ ‫أرادها‬ ‫إذا ما‬ ‫تتأتى له الأمور على الجهل‬ ‫ومن كتاب ‪ " :‬نزهة الأنيس وفرحة الجليس " ‪ 0‬لإبن الأثير ؛‬ ‫رأيت على ظهر الكتاب ‪ .‬بخط أبي نصر المبارك بن محمد ى قال ‪:‬‬ ‫أركانها شعر ا ‪:‬‬ ‫في ركن من‬ ‫‘ أصيب‬ ‫مأرب سبأ‬ ‫لما هدمت‬ ‫تراجع سُذ هجع الذجدل‬ ‫هي المعضلات‬ ‫سيأتي سنون‬ ‫وذو الحلم يسكته الخذجهل‬ ‫الكبير‬ ‫الصفير‬ ‫وفيها يهين‬ ‫ويمشي عليه الفتى الأرجل‬ ‫ترى الشيخ يطغى العصى دانماً‬ ‫وفي الركن الثاني ‪:‬‬ ‫دهرا تحول رأسه ذنبه‬ ‫أف لدهر قد حلا عجبه‬ ‫منه لوقع بلانه غربه‬ ‫دهرا تداوله الإاماء فقد حلا‬ ‫‏‪ ١١٦ -‬۔‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ص‬ ‫النااس في أخلاقهم ‪.‬‬ ‫‏‪ !' ٠‬خالطوا‬ ‫} أنه قال‬ ‫وعن النبي ()‬ ‫وخالفوهم في أفعالهم "" ؛ وكذلك قال بعض البلغاء ‪ :‬رب جهل‬ ‫وقيت به علما ‪ 0‬وسفه حميت به حلما ؛ ولهذا قيل ‪ :‬أن الجهل‬ ‫يدفع بالجهل ‪ 0‬والشر يمنع بالشر ‪ 0‬والحديد يفلج بالحديد ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أ ي ‪ :‬يفرج ۔ وفي نسخة‬ ‫قال ‪ :‬إن الحديد بالحديد يفلج‬ ‫موضعه‬ ‫مضيق‬ ‫‏‪ ١‬لاخر ‘ حتى يخر ج من‬ ‫يصلح ۔ أحد هما من‬ ‫ويقطع به ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الحلماء‬ ‫عن‬ ‫أغنى‬ ‫وسفاه‬ ‫رب جهل وقى به المرء حلما‬ ‫وقال كعب بن سعد الغنوي ‪:‬‬ ‫لخا العلم ما لم يستعن بجهول‬ ‫ولن يلبث الجهال أن يتهضموا‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ ،‬ويروى للمهدي ‪:‬‬ ‫إلى الجهل في بعض الأحايين أحو ج‬ ‫لنن كنت محتاجا إلى الحلم إنني‬ ‫ولي فرس للجهل بالجهل مر ج‬ ‫ولي فرس للحلم بالحلم ملجم‬ ‫ومن شاء تعويجي فإني أعوج‬ ‫فمن شاء تقويمي فإني مقوم‬ ‫ولكنني أرضى به حين أحو ج‬ ‫وما كنت أرض الجهل خدنا وصاحبا‬ ‫‪- ١١٧‬‬ ‫فقد صدقوا والذل بالحر أسمج‬ ‫فإن قال بعض الناس فيه سماجة‬ ‫وقال سقراط ‪ :‬ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مُخاطبة‬ ‫المُتطبب للمريض ؛ وقيل ‪ :‬لا يعرف الجهل إلا عالم ‪ 0‬ولا يعرف‬ ‫المعصية إلا مُطيع ؛ وقيل ‪ :‬طبع الإنسان الجهل ‪ 0‬وطبع الجهل‬ ‫اللسان ‪ 0‬وطبع اللسان المعصية ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وأصل بني آدم الجهل ‪ ،‬والعلم لهم حادث فيهم ب؛ وكذلك أصلهم‬ ‫الفقر } والغنى لهم حادث فيهم ؛ وكذلك أصلهم الحرية ‪ 0‬والرق‬ ‫حادث عليهم ‪.‬‬ ‫ومن ذلك ‪ 0‬قول علي بن أبي طالب ‪ 0‬لولده الخسين ‪ 0‬في‬ ‫رسالته إليه ‪ :‬فإن أشكل عليك ‘ فاحمله على جهالتك ‪ 0‬فإنك أول‬ ‫ما خلقت جاهلا ‪ 0‬نم علمت ‪ 0‬وما أكثر ما تجهل من الأمر ‪.‬‬ ‫وتتحير فيه رأيك ‪ 0‬ويصل فيه بصرك ‪ ،‬فإن العالم من عرف أن ما‬ ‫يعلم فيما لا يعلم قليل ‪ ،‬فعد نفسك لذلك جاهلا ‪ .‬والجاهل من عد‬ ‫نفسه بما يجهل من معرفة العلم عالما ‪ .‬وبرأيه مكتفيا ‏‪ ٠‬فلم يزل‬ ‫للعلماء منابرا ‪ 0‬وعليهم زاريا ‪ 0‬ولمن خالفه مُخطنا ؛ ومن جهلك‬ ‫أن تعد نفسك أنك عاقلاً فاضلا ؛ ومن عقلك أن تعد نفسك جاهلا ‪.‬‬ ‫_ ‪- ١١٨‬‬ ‫والجهل أقوى الحالين على الإنسان ‪ ،‬لأنه أصله الذي خلق عليه ‪.‬‬ ‫مع‬ ‫شينا‬ ‫يأخذ منه‬ ‫أنه مُفتقر إلى تعليم العلم < ثم ربما لم‬ ‫‪ 1‬تر ى‬ ‫الجد فيه ‪ .‬والحرص عليه ‪ 0‬وليس يحتاج إلى تعليم الجهل ‪ ،‬لأنه‬ ‫فيه موجود ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬ال( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم‬ ‫لاتعلمون شيئا ه (‪. 0‬‬ ‫وقال لمن لا يحسن العلم ‪ :‬هو لا داصه ‪ ،‬وكذلك هم الذين لا‬ ‫يحسنون ركوب الخيل ‪.‬‬ ‫سأل شاب جاهل أفلاطون ‪ :‬كيف قدرت على كثرة ما تعلمت ؟‬ ‫قال ‪ :‬لأني أفنيت من الزيت أكثر مما شربت أنت من الشراب ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬فلان صفر من العلم ‘ إذا كان خاليا منه ‪.‬‬ ‫"" ؛‬ ‫ومنه الحديث ‪ "" :‬البيت الذ ي لا يقرأ فيه القرآن صفر‬ ‫وفي كلام لشيخنا أبي محمد (رحمه الله) ‪ :‬الجهل يُداوى بالتعليم ‪.‬‬ ‫والخمق مركب في الطباع ‪ 0‬لا يزول إلآ بزوال صاحبه ‪ .‬قد يكون‬ ‫الناس جُهالاً فيتعلمون ‪ 0‬فلا يُعابون ‘ إذا لم يتعرضوا إلى ما لا‬ ‫يعلمون ‪.‬‬ ‫‏‪. ٧٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سورة النحل‬ ‫((‬ ‫‪- ١١٩١‬‬ ‫وكان الحسن ۔ إذا إستجهل أحدآ ‪ 0‬يقول له ‪ :‬يا لكع ‪ 0‬أي ‪ :‬يا‬ ‫صغيرا في العلم } جاهلا به ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬لولا جهل الجاهل ‪ 0‬ما عرف عقل العاقل ؛ قال ‪:‬‬ ‫العالم بالجاهل‬ ‫ويعرف‬ ‫قد تعرف الأشياء من ضدها‬ ‫مسئله ‪ :‬والجهل جهلان ‪ :‬جهل بوجوب النفس ومعرفته ‪.‬‬ ‫وصاحبه معذور فيه ‘ لعدم الدليل عليه ؛ وجهل بمعرفة حكمه ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫إليه‬ ‫مع العلم به ‪ 6‬و هذا لا عذر لصاحبه بفعله ‪ 4‬لاه قاصد‬ ‫‪.‬‬ ‫متعمد لفعله ‪ 0‬جاهل بخكمه ] وكان جانزأ أن يتحذر من فعله‬ ‫ممن يعلمه ‏‪ ٠‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫بالسؤال عنه ‘‪ 0‬وعن حكمه‬ ‫هكذا وجدت عن أبي إبراهيم الأزكاني ‪.‬‬ ‫‪ :‬حمق فلان ‪ 0‬يحمق ‪ 4‬حماقة ‪ .‬وحمقاً ؛‬ ‫؛ يقال‬ ‫الخمق معروف‬ ‫والخمق ‪ 0‬واستحمق ‪ :‬إذا فعل فعل الحمقى ؛ فإذا صار أحمق ‪.‬‬ ‫أحمق ‪ 0‬وحَمق ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫قلت ‪ :‬حمق ‪ 0‬ورجل‬ ‫الخثيم‬ ‫وقد يكثر الحمق‬ ‫الحول التقي‬ ‫قد يفتر‬ ‫‪-_-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫_‬ ‫وقال ‪ :‬رجل خول قب ‪ ،‬وهو ‪ :‬الذي يقلب الخمور ‪ 0‬ويحول‬ ‫الحيل فيها ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫سبه وهو فيه قلب الرأي حول‬ ‫وما غرهم لا بارك الله فيهم‬ ‫الحمق ؛‬ ‫وقولهم ‪ :‬فلان أحمق ‪ 0‬معناه ‪ :‬متغير العقل أخذ من‬ ‫والخمق عند العرب ‪ :‬الخمر ؛ ويقال ‪ :‬قد حمق الرجل ‪ ،‬إذا شرب‬ ‫الخمر ‪.‬‬ ‫قال أكتم بن صيفي { قي وصيته لأولاده ‪ :‬لا تجالسوا السفهاء‬ ‫على الحمق ‪ -‬يريد ‪ :‬على الخمر ‪. -‬‬ ‫أن‬ ‫؛ وفي المثل ‪ :‬وجد‬ ‫والأافن ‪ :‬الحمق ؛ والأفين ‪ :‬الأحمق‬ ‫الافين يعفي على أفن الأفين ى أ ي ‪ :‬وجد أن المال يُقطظي على‬ ‫التي تلد‬ ‫حمق الأحمق ؛ ويقال ‪ :‬إمرأة محمقة ‪ 4‬ومحمق ‪ .‬وهي‬ ‫الحمقى ؛ويقال ‪ :‬حمقت المرأة ؛ قال ‪:‬‬ ‫في البنينا‬ ‫وكيس الأم يعرف‬ ‫لكستم‬ ‫ولو كنتم لكيسة‬ ‫لأحمقينا‬ ‫أجمعين‬ ‫فجنتم‬ ‫وماقت‬ ‫أمكم حمقت‬ ‫ولكن‬ ‫ويروى ‪ :‬أحمقينا مُورهينا غثاث ما يرى فيكم سمينا ‪ 0‬وقد‬ ‫‪- ١٢١‬‬ ‫كاس الرجل يكيس كيسا ‪.‬‬ ‫قال جعفر بن محمد ‪ :‬الأدب عند الخحمق ‪ ،‬كالماء العذب في‬ ‫أصول الحنضل & كل ما إزداد ريا ‪ 0‬إزداد مرارة ‪.‬‬ ‫وقال جالينوس للمأمون ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ 0‬إياك ومُجالسة‬ ‫النوكي } فانا نجد في كتب الطب ى أن مجالستهم حمى الروح ‪.‬‬ ‫والنوكي ‪ :‬الحمقى ؛ وأحدهم ‪ :‬أنوك ؛ والنوك ‪ :‬الحمق ؛‬ ‫والمستنوك ‪ :‬المستحمق ؛ وقوم نوك ‪ .‬ونوكي ؛ والنواكة ‪:‬‬ ‫الحماقة ! قال الشاعر ‪:‬‬ ‫وأي عباد الله أنوك من عجل‬ ‫رمتني بنو عجل بداء أبيهم‬ ‫فاضحت به الأمثال تضرب في الجهل‬ ‫أليس أبو هم غار عين جواده‬ ‫وذلك أن إبنا لعجل بن لجيم ارسل فرسا له في حلبة ‪ 7‬فجاء‬ ‫سابقا ‪ 3‬فقال لأبيه ‪ :‬يا أبتي ‪ 0‬باي إسم أسميه ؟ فقال له ‪ :‬إفقا‬ ‫إحدى عينيه ‪ 0‬وسمه ‪ :‬الأعور ‪.‬‬ ‫نظر ثور إلى أحمق جالس على حجر ‪ 8‬فقال ‪ :‬هذا حجر جالس‬ ‫على حجر ‪.‬‬ ‫‪- ١٢٢‬‬ ‫ويقال ‪ :‬في وجه فلان رواء الحمق ‘ إذا عرفت الحمق فيه ‪.‬‬ ‫قبل أن تنظره ‪ ،‬وتخبره ‪.‬‬ ‫وسمع الأحنف بن قيس رجلا يقول ‪ :‬ما أبالي أمدحت أم‬ ‫هجيت ؟ فقال الأحنف ‪ :‬إسترحت إذا من حيث تعب الكرام ؛ ومن‬ ‫أمنالهم ‪ :‬إستراح من لا عقل له ؛ وقد ذكرته بتفسيره في كتاب ‪:‬‬ ‫" الإبانة " ‪.‬‬ ‫ومن غير الكتاب ‪ :‬قال أبو تمام الطاني ‪ :‬قلت لاعرابي ‪ :‬يسرك‬ ‫أنك جاهل ولك مائة ألف درهم ؟ قال ‪ :‬لا ؛ قلت ‪ :‬ولم ؟ قال ‪ :‬لأن‬ ‫يسر الجاهل شين ‘ وغُسر العاقل زين ‪ 0‬وما افتقر رجل صح‬ ‫عقله ‪.‬‬ ‫وقال وهب بن منبه ‪ :‬يقال ‪ :‬الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه ‪.‬‬ ‫وإذا سكت فضحه عيه ‘ وإذا عمل أفسد ‪ ،‬وإذا ترك أضاع ‪ ،‬لا‬ ‫علمه يغنيه } ولا علم غيره ينفعه ‪ ،‬تود أمه أنها تكلته } وتتمنى‬ ‫إمرأته أنها عدمته ‪ 0‬ويتمنى جاره منه الوحدة ‪ .‬ويأخذ جليسه‬ ‫منه الوحشة ‪,‬‬ ‫‪ 0‬كان‬ ‫أو لاد العرب‬ ‫‪ .‬من‬ ‫السن‬ ‫قال ا لأضمعي ‪ :‬قلت لغلام حدث‬ ‫_‪- ١٢ ٣‬‬ ‫حادثني ‪ 0‬فأمتعني بفصاحته وملاحته ‪ :‬أيسرك أن تكون لك ألف‬ ‫أن‬ ‫؟ قال ‪ :‬أخاف‬ ‫درهم وتكون أحمق ؟ قال ‪ :‬لاوا لله ؛ قلت ‪ :‬لم‬ ‫يجني علي حمقي جناية ‪ .‬فيذهب بمالي ‪ 0‬ويبقى حمقي ‪.‬‬ ‫‪- ١٢٤‬‬ ‫الباب السادس ‪:‬‬ ‫العقل ‪ :‬أفضل ما أنعم الله (بَلة) به على عباده ‪ .‬لذن به‬ ‫يعرف الحسن من القبيح ‪ 0‬وبه وجب الحمد والذم ‪ 0‬وبه يلزم‬ ‫التكليف ‪ ،‬لأن الله (ََلللة) إنما خاطب الغقلاء بما يعقلون ‪ ،‬ومن لم‬ ‫يكن له عقل ‪ .‬سقط عنه التكليف بإجماع ‪.‬‬ ‫قال الله (تك) ‪ : :‬فاعتبروا يا أولي الأبصار » ”‪ 0‬؛ وقال‬ ‫ل) ‪ ( :‬إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب )& ‘‪ ، 0‬يعني ‪ :‬لمن‬ ‫كان له عقل ‪.‬‬ ‫والعقل ‪ :‬أفضل نعم الله ‪ 0‬ومن خرم العقل فقد حرم ؛ والعقل‬ ‫هو العلم ‪ ،‬والعلم هو العقل ‪ ،‬لأن من عقل علم ‘ ومن علم عقل ‪3‬‬ ‫ولايكون العاقل عاقلا { إلا بعلم مع عقله ‪.‬‬ ‫والدليل على عقل العاقل ‪ :‬أنه إذا علم ما له مما عليه ‘ صح‬ ‫أنه قد عقل ‪ 0‬مع صحة التمييز بين الحسن والقبيح ؛ والدليل على‬ ‫ذهاب عقل العاقل ‪ :‬هو أخذ ما عليه ‪ ،‬وترك ما له ‪ .‬مع فساد‬ ‫التمييز ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الحشر ‪ :‬‏‪. ٢‬‬ ‫)!( سورة ق ‪ :‬‏‪. ٣٧‬‬ ‫‪_ ١٢٥‬‬ ‫‪ :‬فعقل اضطر ار ‪ 0‬و عقل‬ ‫والعقل عقلان ‪ 0‬وكلاهما عرض‬ ‫إكتساب ؛ فأما عقل الإضطرار ‪ :‬فالمُركب فيه ؛ وأما عقل‬ ‫الإكتساب ‪ :‬فما إكتسبه من عقله ‪.‬‬ ‫وعن النبي (ظتة!) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬لكل شيء آلة وعدة ‪ 0‬وإن‬ ‫آلة المؤمن وعدته العقل "" ‪,‬‬ ‫والعقل ‪ :‬مأخوذ إسمه من العقال (عقال البعير) ؛ يقال ‪ :‬عقلت‬ ‫النيء { إذا شددته وضبطته ‪ 0‬فسمي بذلك تشبيها بعقل الناقة ‪.‬‬ ‫لأن العقل يمنع الإنسان من الإقدام على شهواته إذا قبحت ‪ 0‬كما‬ ‫يمنع العقال الناقة من الشرود ‪.‬‬ ‫ولذلك ‪ 0‬قال عامر بن عبد قيس ‪ :‬إذا عقلك عقلك عما لا‬ ‫ينبغي ‪ 0‬فأنت عاقل ؛ ويؤيد ذلك ما جاءت به السنة ى عن النبي‬ ‫(غَا) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬العقل نور في القلب ‪ ،‬يميز به الحق‬ ‫والباطل " ؛ وعنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬ما اكتسب الإنسان مثل‬ ‫مثل عقل { يهديه إلى هدى ‪ 8‬أو يرده عن ردى " ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪.‬‬ ‫العقل‬ ‫أفضل من مكتسب‬ ‫ما اكتسب الإنسان في دهره‬ ‫حقا ويحويه عن الجهل‬ ‫لأنه يهديه سنبل الهدى‬ ‫‏_ ‪ ١٢١٦١‬۔‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬لكل شيء دعامة ‪ 0‬ودعامة عمل‬ ‫المؤمن عقله ‪ ،‬فبقدر عقله ‪ 0‬تكون عبادته لربه ‪ 0‬أما سمعتم قول‬ ‫الله (تّك) ‪ 0‬حكاية عن الفاجر ‪ 0‬حيث يقول يوم القيامة ‪ :‬ل لو‬ ‫كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير إ © " ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪:‬العقل أفضل مرجو ‪.‬والجهل أنكأ عدو ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫مرجو‬ ‫أفضل‬ ‫من‬ ‫والعقل‬ ‫كله‬ ‫الفتى‬ ‫بالعقل تدبير‬ ‫مدعو‬ ‫أقبح‬ ‫تارا ومن‬ ‫والجهل أعدا كل من طالب‬ ‫‪ .‬فمن علا على‬ ‫وقيل ‪ :‬لكل شي ء آفة } و آفة العقل اللهو ى‬ ‫؛ وقال‬ ‫هواه عقله فقد نجى ‪ 0‬ومن علا هواه فوق عقله فقد توى‬ ‫ابن دريد ‪:‬‬ ‫عقله قفقد نجا‬ ‫هواه‬ ‫على‬ ‫علا‬ ‫وآفة العقل الهوى فمن‬ ‫وقال الشعبي ‪:‬إنما سمي ]الهوى هو ئ ‪:‬لأنه يهوى بصاحبه ؛‬ ‫وقال عبد الملك بن مروان ‪:‬‬ ‫ما فيه عليك مقال‬ ‫إلى بعض‬ ‫إزا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى‬ ‫‏‪١٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(( سورة الملك‬ ‫‪- ١٢٧‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫إلى هوة تهوي إلى غير ناظر‬ ‫إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى‬ ‫وقيل لبعض الحكماء ‪ :‬من أشجع الناس وأجرأهم بالنظر في‬ ‫مُجادلته ؟ قال من جاهد الهوى طاعة لربه ‪ 0‬واحترس من ورود‬ ‫خواطر الهوى على قلبه ؛ وقال بعض الحكماء ‪ :‬من أمات‬ ‫شهوته ‪ ،‬أحيا مروته ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫مروته‬ ‫أحيا‬ ‫فلقد‬ ‫شهوته‬ ‫المرء‬ ‫إذا أمات‬ ‫حسرته‬ ‫الموت‬ ‫رأى دون‬ ‫لشهوته‬ ‫أحيا‬ ‫وإذا‬ ‫وقال بعض العلماء ‪ :‬ركب الله الملاتكة من عقل بلا شهوة ‪.‬‬ ‫وركب البهائم من شهوة بلا عقل ‪ ،‬ورب ابن آدم من كليهما ‪.‬‬ ‫فمن غلب عقله شهوته ‘ فهو خير من الملانكة ‪ 0‬ومن غلب‬ ‫شهوته عقله © فهو شر من البهائم ‪.‬‬ ‫وعن النبي (ظتن!) ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬الشديد من غلب نفسه " ‪,‬‬ ‫وقال وهب ‪ :‬الهوى والعقل يصطرعان في القلب ‪ 0‬فأيهما‬ ‫غلب ‪ 0‬مال بصاحبه ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫يصطر عان‬ ‫‏‪ ١‬لأيام‬ ‫غابر‬ ‫على‬ ‫رأيت الهوى والعقل في القلب دانما‬ ‫وليس هما في الوزن يستويان‬ ‫فأيهما غشا على القلب ماله‬ ‫الفتيان‬ ‫يعقب‬ ‫التفكر فيما‬ ‫زرع التلهمي وذ | له‬ ‫فهذ ا له‬ ‫الفتيان ‪ :‬الليل والنهار ‪ 0‬وَهمَا ‪ :‬الجديدان والأجدان ؛ والتفكر‬ ‫الننهو ة عرض‬ ‫‪ .‬وإنما‬ ‫الحسرة‬ ‫للعقل ‪ ،‬فيما يعقب الننهو ة من‬ ‫ساعة ‪ .‬والتبعات ما فيه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وعن الضحاك ‪ 0‬في قول الله () ‪ :‬ل لينذر من كان‬ ‫حيا إ () ‪ 0‬أي ‪ :‬من كان عاقلا ؛ والعقل ‪ :‬أول حجة الله تعالى‬ ‫على العبد ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬رأس العقل بعد الإيمان بالله‬ ‫تعالى ‪ ،‬التودد إلى الناس "" ؛ وقال (ظتتا) ‪ " :‬التودد إلى الناس‬ ‫نصف العقل " ؛ وقال () ‪ " :‬أمرني ربي بمُداراة الناس ‪ ،‬كما‬ ‫أمرني بأداء الفرانض "" ؛ وعنه (ظتتا) ‪ " :‬أمرت أن أكلم الناس‬ ‫على فد ر عقولهم !" ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أتى جبريل آدم (عليهما السلام) ‪ 0‬فقال ‪ :‬قد أتيتك‬ ‫بثلاث خصال ‪ 0‬فاختر منهن واحدة ؛ فقال آدم (التثلة) ‪ :‬وما هن ؟‬ ‫‪. ٧٠ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة يس‪‎‬‬ ‫‪- ١٢١٩‬‬ ‫فقال جبريل (التتنلا‪ : ):‬العقل ‪ 0‬والحلم ‪ 4‬والإيمان ؛ فقال آدم‬ ‫(التَلة) ‪ :‬فقد إخترت العقل ؛ فقال جبريل (الكتلة‪ ):‬للحلم‬ ‫والإيمان ‪ :‬إنصرفا ‪ 0‬فقد إختار عليكما العقل ؛ فقالا ‪ :‬أمرنا أن‬ ‫نكون مع العقل حيت كان ‪.‬‬ ‫قال و هب ‪ :‬قرأت في أحد وسبعين كتابا ‪ 7‬فوجدت في جميعها ‪.‬‬ ‫أن الله تعالى لم يعط جميع الناس ‘‪ 0‬من بدؤ الأنيا إلى إنقضانها‬ ‫من العقل { في جنب عقل محمد () ‪ ،‬إلا كحبة رمل بين رمال‬ ‫!) ‘ أرجح النااس عقلا ‪ .‬وأفضلهم ر أيا ‪.‬‬ ‫الأنيا ‘ وأن محمدأ‬ ‫وقال ‪ :‬لإزالت الجبال ‪ 0‬صخرة صخرة ‪ 0‬وحجرا حجرا ‪ 0‬أيسر‬ ‫على الشيطان من مكايدة العاقل ‪.‬‬ ‫يتفكر في‬ ‫م "" العاقل هو المسلم ‘ الذ ي‬ ‫النبي ()‬ ‫وقال‬ ‫خلق السماوات والأرض ‪ ،‬فيعمل بطاعة الله ‪ 4‬ويجتنب معاصي‬ ‫‪ ١‬لله‪1 ‎‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن رجلا قال على نصراني ‪ :‬ما أعقل هذا الرجل‬ ‫النصراني ‪ 0‬فزجره النبي () ‪ 0‬وقال له ‪ " :‬مه ‪ ،‬إنما العاقل‬ ‫‪ 0‬بمعنى ‪:‬‬ ‫من أمر بطاعة الله تعالى "" ؛ وقوله (ظتت!) ‪ :‬ا! مه!‬ ‫‪.‬‬ ‫؛ بمنزلة ‪ :‬صه‬ ‫كف‬ ‫‪- ١٣٠‬‬ ‫قال ابن مسعود ‪ :‬ينهى أن يسمى الكافر عاقلا ؛ ويقال ‪ :‬العقل‬ ‫دون الفهم ‪ 0‬وهما يتداخلان ‪.‬‬ ‫وقيل لبعض العجم ‪ :‬ما أفضل ما يؤتى به الرجل ؟ قال ‪ :‬عقل‬ ‫يولد معه ؛ فقال ‪ :‬فإن عدم العقل ؟ قال ‪ :‬فأدب يعيش به ؛ فقال ‪:‬‬ ‫فإن حرم الأدب ؟ قال ‪ :‬فمال يستر عورته ؛ فقال ‪ :‬قإن حرم العقل‬ ‫والادب والمال ؟ قال ‪ :‬فجانحة لا تبقى له نسلا ‪.‬‬ ‫وقال أنوشروان لبزرجمهر ‪ :‬أي الأشياء خير للمرء ؟ قال ‪:‬‬ ‫عقل يعيش به ؛ قال ‪ :‬فإن لم يكن ؟ قال ‪ :‬قإخوان يسترون‬ ‫عورته ؛ قال ‪ :‬فإن لم يكن ؟ قال ‪ :‬فمال يتحبب به إلى الناس ؛‬ ‫قال ‪ :‬فإن لم يكن ؟ قال ‪ :‬فعي صامت ؛ قال ‪ :‬فإن لم يكن ؟ قال ‪:‬‬ ‫فموت جارف ‪.‬‬ ‫الجارف ‪ :‬الذي يبيد ويذهب ؛ والطظاعون الجارف الذي نزل‬ ‫الفاني‬ ‫جارفا ؛ والذريع ‪ :‬الموت‬ ‫بأهل العراق ذربعاً ‘ فىنمي ‪:‬‬ ‫الذي لا يتدافنون معه ‪.‬‬ ‫ومن غير الكتاب ؛ وقيل ‪ :‬وقع الطاعون في سنة تسع وستين‬ ‫ألفا ‪.‬‬ ‫في ثلانة أيام سبعون‬ ‫‪ .‬فمات يومنذ‬ ‫بالبصرة ‏‪ ٥‬في شوال‬ ‫& و هذا‬ ‫أربع وسبعين‬ ‫‪ .0‬سنة‬ ‫آخر‬ ‫_ طا عون‬ ‫ووقع بها ‪ -‬أيضا‬ ‫‪- ١٣١‬‬ ‫الطاعون الأخير ‘ هو الذي يذكره أبو سفيان محبوب بن الرحيل‬ ‫‪ 0‬في كتابه } ويسميه ‪ :‬الطاعون الجارف ‪.‬‬ ‫()‬ ‫قال في كتابه ‪ :‬رأى رجل في منامه ۔ في أيام الطاعون ۔ أنه‬ ‫يخرج من داره إثني عشر ميتا ‪ 0‬وهو وعياله إثني عشر ‪ 0‬قمات‬ ‫من عياله أحد عشر { وبقي وحده ‪ 0‬فخرج وقال في نفسه ‪ :‬هو‬ ‫تاني عشر ‪ 0‬فلما كان من الغد ‪ 0‬دخل داره ‪ 0‬فإذا بلص قد دخل‬ ‫ليسرق ‘ فأصابه الطاعون فمات ‪ 0‬وكان هو ثاني عشر ‪ ،‬وبقي‬ ‫هو ‪.‬‬ ‫رجع إلى الكتاب ؛ وقال () ‪ " :‬أفضل الناس أعقل‬ ‫‪. "١‬‬ ‫‪ ١‬لناس‪‎‬‬ ‫وعنه (غجَمها) ‪ " :‬سيد الناس أعقلهم‪. " ‎‬‬ ‫‪ 0‬ومعادن التقوى قلوب‬ ‫‪" :‬الكل شيء معدن‬ ‫وعنه ()‬ ‫العاقلين "" ‪.,‬‬ ‫وعن ابن غمر ‪ ،‬أن النبي () ‪ 6‬قال ‪ " :‬أن الرجل ليكون‬ ‫حاجا ‪ ،‬أو مجاهدا ‪ 0‬حتى يذكر أنواع البر ‪ 0‬وما يعطى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫إن على قدر عقله ا" ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬العقل حيث كان ألوف مألوف " ‪.‬‬ ‫‪_ ١٣٢‬‬ ‫وقال () ‪ " :‬العقل عقلان ‪ :‬فاما عقل صاحب الأنيا‬ ‫فعقيم { أي ‪ :‬ليانتفع به ؛ وأما عقل صاحب الآخرة فمْتمر ا" ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫مُستشار في مُشاورته‬ ‫رب ذي عقل له أدب‬ ‫آخرته‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫جاهل‬ ‫أمر عاقلته ‏‪6١‬‬ ‫عاقل في‬ ‫من نفع حاضرته‬ ‫فهو كالمصباح يحرق نفسه‬ ‫وله ۔ أيضا ۔ ‪:‬‬ ‫فلعقل المتقي غير عقيم‬ ‫اينكن عقل أخ الأنيا عقيم‬ ‫نافع الغقبى إلى عقل ذميم‬ ‫إن شتى بين عقل مثمر‬ ‫وأخ الغقبى إلى ملك عظيم‬ ‫ما لذي الدنيا سوى بلغته‬ ‫‪ ،‬لأن الإبن يقتل‬ ‫بب‬ ‫سع به‬ ‫بنتف‬ ‫ويقال ‪ :‬الملك عقيم ‪ ،‬أي ‪ :‬لا ي‬ ‫أباه ‪ 0‬والأخ يقتل أخاه على الملك ؛ والدنيا عقيم ‪ .‬لا ترد على‬ ‫صاحبها خيرآ ؛ والإعتقام في الحفر ‪ :‬المضي سفلا ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬من ضعف عقله ‪ 0‬تلفت نفسه ؛ وقال محمد بن مداد‬ ‫على الأنيا واكتسب العقلا‬ ‫واحرص‬ ‫النيا وجانب الجهلا‬ ‫إله عن‬ ‫(‪ )١‬فنيسخة أخرى ‪ :‬عافيته‪. ‎‬‬ ‫_ ‪- ١٣٣‬‬ ‫والجهل والظلم تهوي به سفلا‬ ‫فالعقل والعلم تحوي به فضلا‬ ‫وعن النبي () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬من أعطي ثلاث خصال ‪ ،‬فقد‬ ‫كمل عقله ‪ :‬حسن المعرفة بالله ؛ وحسن الطاعة لله ؛ وحسن‬ ‫الصبر على بلاء الله "" ‪.‬‬ ‫وعنه (جما) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن لله خواصا في الجنة " سكنهم‬ ‫رفيع الجنان ‪ ،‬لأنهم كانوا في الدنيا أعقل الناس ‪ ،‬كانت همتهم‬ ‫المسابقة والمسارعة ‪ .‬وهانت عليهم فضول الدنيا وزينتها !" ‪.‬‬ ‫وعن علي بن أبي طالب ‪ 0‬عن النبي (يمه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬لا‬ ‫العقل ‪ 0‬و لا عباد ة‬ ‫من‬ ‫عوذ‬ ‫الجهل ‪ 0‬ولا مال‬ ‫فقر أشد من‬ ‫كالتفكر " ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الرسل‬ ‫ختم‬ ‫نبيك‬ ‫علي عن‬ ‫روينا عن‬ ‫الوبل‬ ‫إبستهلت ديم‬ ‫عليه الله صلى ما‬ ‫العقل‬ ‫راسخ‬ ‫من‬ ‫بأن لا مال أعوذ للفتى‬ ‫الجهل‬ ‫شدة‬ ‫من‬ ‫وأن لا فقر أقبح بالفتى‬ ‫عجل‬ ‫أخا‬ ‫يا‬ ‫كالتفكر‬ ‫أحسن‬ ‫لا شيء‬ ‫وأن‬ ‫للهّدى كالفرض والنفل‬ ‫أدنى‬ ‫وأن لا شيء‬ ‫‪- ١٣٤‬‬ ‫وعن أبو الدرداء ‪ 0‬عن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬يا غويمر ‪.‬‬ ‫إزدد عقلا ‪ 0‬تزدد من ربك قربا ‪ 0‬وعليه عزا "" ؛ قلت ‪ :‬بأبي‬ ‫وأمي أنت يا رسول الله ‪ 7‬ومن لي بالعقل ؟ قال (م) ‪ " :‬أجتنب‬ ‫محارم الله ‪ 0‬وأد فرانض الله ‪ 0‬تكن عاقلا ‪ 0‬ثم تتقبل صالحات‬ ‫الأعمال ‪ 0‬تزدد في الذنيا عقلا ‪ .‬وتزدد من ربك قربا ‪ ،‬وعليه‬ ‫عزا"‪...‬‬ ‫ويقال ‪ :‬لو صور العقل ‪ 0‬لاظلمت معه الشمس ‪ .‬ولو صور‬ ‫الجهل ‪ 0‬لأضاء معه الليل ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫الشمس‬ ‫نوره‬ ‫لأظلمت من‬ ‫على صورة‬ ‫العقل‬ ‫لو صور‬ ‫لضاء من صورته الدمس‬ ‫أو صور الجهل على هيئة‬ ‫اللمس ‪ :‬تراكم الظلمة ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إذا تم العقل نقص الكلام ؛ وفي الحكمة ‪ :‬كل شيء‬ ‫كثر رخيص ‪ .‬إلا العقل فإنه إذا كثر غلا ؛ وقيل ‪ :‬أعقل الناس‬ ‫اعذرهم للناس ؛ وقيل ‪ :‬عقول كل قوم على قدر زمانهم ‪.‬‬ ‫وعن النبي (تمه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬ما إنتقصت جارحة من‬ ‫الإنسان ‘ إلآ كانت ذكاء في عقله " ؛ وقال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ؛‬ ‫‪_ ١٣٥‬‬ ‫إلا وكان الريم في عقله‬ ‫ما نقصت جارحة من فتى‬ ‫الريّم ‪ :‬الزيادة ؛ قال أبو العتاهية ‪:‬‬ ‫إلا تخونه النقصان من طرقه‬ ‫ما ينقص المر من أطرافه طرفا‬ ‫وقيل ‪ :‬من زيد عقله ‪ 0‬نقص من رزقه ؛ ولإبراهيم بن‬ ‫هليل ‪:‬‬ ‫فاحببت أن تدري الذي هو أخرق‬ ‫إذا جمعت بين إمرأين صناعة‬ ‫به لهما الأرزاق حين يفرق‬ ‫فلاتتفقد منهما غير ما جرت‬ ‫وحيث يكون الفضل فالرزق ضيق‬ ‫فحيث يكون النقص فالرزق واسع‬ ‫فصل‬ ‫والعقل أبين الفضائل ‪ 0‬وينبوع الأدب ‪ 0‬والعقل لا يكون عنده‬ ‫كثير نفع ‪ ،‬بغير علم وأدب ‪ ،‬وإنما ينتفع به ويتمر بالعلم والأدب ه‬ ‫اللذين يلقحانه ‪.‬‬ ‫في الصمت ب؛ وواحد‬ ‫أجزا ء]‪.‬منها‪:‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العقل عشرة‬ ‫منها ‪ :‬في الهرب عن الناس ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن عابدا كان في صومعة { قد إنقطع عن الناس ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫فقيل له ‪ :‬لم فعلت هذا ؟ قال ‪ :‬هربت عن اللصوص سنراق العقول ‪.‬‬ ‫لكي لا يسرقون عقلي ؛ وعدو المرء نفسه ‪ 0‬وصديقه عقله ‪.‬‬ ‫قال المعتصم ‪ :‬إذا قيل للرجل ‪ :‬عاقل عاقل (مرتين) ‪ 0‬فهو‬ ‫جاهل ‪.‬‬ ‫وقال محمد بن سعيد ‪ :‬قال لي أستاذي ‪ :‬أنت عاقل عاقل ‪.‬‬ ‫وعاقل (مرتين) جاهل ‪.‬‬ ‫والنهية ‪ :‬اللب والعقل ؛ يقول ‪ :‬أنه لذو نهية ؛ وإنهم لذو‬ ‫‪ :‬العقل ؛ وكذلك الحجر ‪.‬‬ ‫نهى ؛ وذو منهاة ؛ والنهي‬ ‫ويقال ‪ :‬رجل ذو مرة ‪ ،‬أي ‪ :‬ذو شدة وعقل ؛ قال الله () ‪:‬‬ ‫‪ ,‬ذو مرة فاستوى ) () ‪ 0‬معناه ‪ :‬ذو عقل وشدة ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫عندي لكل مُخاصم ميزانه‬ ‫قد كنت قبل لقانكم ذا مرة‬ ‫ويقال ‪ :‬عقل المرأة في جمالها } وجمال الرجل في عقله ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫والبكر يرجى عقلها في الجمال‬ ‫ان جمال المرء في عقله‬ ‫‏(‪ )١‬سورة النجم ‪ :‬‏‪. ٦١‬‬ ‫‪- ١٣٧‬‬ ‫فصل‬ ‫إختلف الناس في العقل وصفاته ‏‪ ٠‬على مذاهب شتى ؛ فقال‬ ‫قوم ‪ :‬هو جوهر لطيف يفصل به بين حقائق المعلومات ؛‬ ‫واختلف من قال بهذا القول في محله ‪.‬‬ ‫فقال بعض ‪ :‬محله الدماغ ‪ ،‬لأن الدماغ محل الحسن ‪.‬‬ ‫وقال آخرون ‪ :‬العقل هو مدرك الأشياء على ما همي عليه في‬ ‫حقائق المعنى ‪.‬‬ ‫وقال بعض المتكلمين ‪ :‬العقل هو جملة غلوم ضرورية ‪.‬‬ ‫‪ :‬العقل هو العلم بالممدذركات الضرورية ‪ .‬وذلك‬ ‫وقال أخرون‬ ‫‪ :.:‬ماكان‬ ‫؛ والثاني‬ ‫‪ 0‬أحد هما ‪ :‬ما وقع على درك الحواس‬ ‫نوعان‬ ‫مبتدأ في النفوس ‪.‬‬ ‫وقال قوم ‪ :‬العقل نور يصيرة الله في القلب ‪ 0‬يفرق به العبد‬ ‫بين الحق والباطل ‘ ويميز به ما يلج به على قلبه ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي رن) ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬العقل نور في القلب‬ ‫يفرق به بين الحق والباطل "" ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ١٣٨‬۔‬ ‫وقال آخرون ‪ :‬العقل خلق خلقه الله تعالى ‪ 0‬وأسكنه قلب ابن‬ ‫آدم ليدعوه إلى الحق ‪ 0‬وينهاه عن الشر ‪ .‬ويميز بدعواه ما لله‬ ‫تعالى فيه رضى ‪ ،‬فيبعث العبد على إستعماله ‪ .‬وينهاه عن الشر ‪.‬‬ ‫إستعماله ؛ وأن الله تعالى‬ ‫وعن معاصي الله (تنك) »‪ .‬فينهاه عن‬ ‫لما خلق العقل ‪ 0‬قال له ‪ :‬أقبل } فأقبل ؛ ثم قال له ‪ :‬أدبر ‪ 0‬فأدبر ؛‬ ‫فقال () ‪ :‬ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ‪ ،‬بك آخذ ‪ 0‬وبك‬ ‫أعطي ‪ ،‬ولك الثواب ‪ ،‬وعليك العقاب ‪ 0‬يعني ‪ :‬أني أثيب من قبل‬ ‫منك { وإني أعاقب من يخالفك ولا يقبل منك ‪.‬‬ ‫وقال آخرون ‪ :‬العقل مواهب الله (تَنك) ‪ 4‬يعطي كل عبد من‬ ‫عبيده منها ‪ 0‬ما إذا إستعمله نجا ‪ 0‬ووصل به إلى معرقته‬ ‫ورضوانه ‪ 0‬وأن العبد إذا أراد إستعماله } أن يقف على قلبه عند‬ ‫همه ‪ 0‬ليعرف به الحق من الباطل ‪ 0‬فيستحق العبد إسم العاقل }‬ ‫إذا قبل من عقله ‪ 0‬ولم يخالفه فما يدعوه إليه ‪ 0‬فإذا عمل العبد ما‬ ‫دعاه إليه عقله ‪ ،‬سئمئ ‪ :‬عاقلا ؛‪ .‬وإذا عدل عن القبول منه ‪.‬‬ ‫سمي ‪ :‬جاهلا ‪ 3‬وإن كان في قلبه العقل ‪.‬‬ ‫والعقل الْكتسسب ‪ 0‬هو شيع نتيجة العقل الغريزي ‪ 0‬وهو‬ ‫نفاية المعرفة ‪ 0‬وصحة السياسة ‪ .‬وإصابة الفكر ‪ .‬وليس لهذا‬ ‫حد ‪ 0‬لأنه ينمى إذا إستعمل ‪ 0‬وينقص إذا أهمل ‪.‬‬ ‫‪- ١٣٩‬‬ ‫_‬ ‫مسئلة ‪ :‬قال الشيخ أبو محمد (رحمه الله) ‪ :‬إختلف الفقهاء في‬ ‫العقل ‪ 0‬فقال بعضهم ‪ :‬الحساب على كل مكلف عاقل ‪ .‬لأن القلم‬ ‫رفع عن الصبي والمجنون ‪ 0‬ووقع التكليف على الغققلاء ‪.‬‬ ‫وقال بعض ‪ :‬العاقل هو المطيع لله (تَك) ‪ 0‬واحتجوا بقوله‬ ‫(يلة) ‪ :‬ل( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب‬ ‫السعير ٭ فاعترفوا بذنبهم ه ام ؛ وقوله رن) ‪ ( :‬لهم قلوب لا‬ ‫يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون‬ ‫‏‪.0١‬‬ ‫بها‬ ‫وقال بعض ‪ :‬العقل هو العلم ‪ .‬واحتج بقوله (غَلللة) ‪ :‬لأ وما‬ ‫يعقلها إلا العالمون إ& ‏‪. "١‬‬ ‫فصل‬ ‫___‬ ‫إختلف في محل العقل ؛ فقال قوم ‪ :‬الدماغ ؛ وقال ثعلب ‪:‬‬ ‫العقل في الرأس عندهم ؛ والعرب تقول ‪ :‬ما له عقل ولا قلب‬ ‫بمعنى واحد ‪.‬‬ ‫‪١١. :‬۔‪‎١٠١-‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الذنلك‪‎‬‬ ‫‪. ١٧٩١ :‬‬ ‫(‪ (٢‬سورة الاعراف‪‎‬‬ ‫‪. ٤٣ :‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة العنكبوت‪‎‬‬ ‫‪- ١٤٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫ومن الناس من يذهب إلى أن العقل في القلب ‪ 0‬وأن القلب في‬ ‫الصدر في الجانب الأيسر ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي (تما) ‪ -‬فيه روايتان ۔ أحدهما ‪ " :‬أنه في‬ ‫القلب "" ؛ والذخرى ‪ "" :‬أنه في الصدر ""'‬ ‫(رحمه ‏‪ ١‬لله) ‪.‬‬ ‫محبوب‬ ‫بن‬ ‫عبد الله بن محمد‬ ‫أبي محمد‬ ‫وعن‬ ‫قال ‪ :‬أن العقل في الرأس ‪ ،‬وكل من نفي أن يكون العقل جوهرآ }‬ ‫أنبت محله في القلب ‪ ،‬لأن القلب محل الغلوم كلها ‪.‬‬ ‫‪ .0‬وتدبيره في‬ ‫محل العقل الدماغ‬ ‫وعن أبي علي ‪4‬قال ‪:‬أن‬ ‫القلب ‪,‬‬ ‫أعلا‬ ‫وقال بعض ‪:‬وعلى هذا دلت اللغة ‪ 0‬لأن الدماغ في‬ ‫وللحصون‬ ‫الجسد ‪ 0‬وفايلرأس ؛ويقال ‪:‬لرؤوس الجبال معاقل‬ ‫معاقل ؛ قال أبو ذؤيب الهذلي ‪:‬‬ ‫عاقل‬ ‫لمفي‬‫افت‬ ‫وأقطاع طغي قد ع‬ ‫ما أتنبينه‬ ‫ار‬ ‫ليردربع‬‫اغ‬‫عفا‬ ‫وكل موضع عزيز ‪ ،‬يقال له ‪ :‬معقل ‪.‬‬ ‫فصل في القلب‬ ‫الفؤاد ‪4:‬معلقة بالنياط ؛ قال‬ ‫قال الخليل ؛‪ :‬القلب مضغة م‬ ‫‪- ١٤١‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫والرأي يصرف والإنسان أطوارا‬ ‫ما سمي القلب إلا من تقلبه‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫تقلبا فهو في الأسباب ينقلب‬ ‫ما سمي القلب قلبا غير أن له‬ ‫والجميع ‪ :‬قلوب ؛ قال عبيد بن الأبرص ‪ 0‬في صفة عقاب ‪:‬‬ ‫تخر في وكرها القلوب ‪ ،‬يعني ‪ :‬قلوب الطير ‪.‬‬ ‫وفي الحديث ‪ ،‬عن النبي (‪٤‬مه)‏ ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬أن لكل شيء‬ ‫قلبا ‪ 0‬وقلب القرآن يس " ؛ والقلب والفؤاد ‪ :‬سمان لمعنى واحد ه‬ ‫وهو مضغة من الإنسان ‪ ،‬والفؤاد ظاهرها ‪ ،‬والقلب باطنها ء ألا‬ ‫ترى أنه شسب إلى الفؤاد ؛ فقال الله () ‪ ( :‬فإنها لا تعمى‬ ‫الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) «‪ 0‬؛ وسئمئ‬ ‫الفؤاد ‪ :‬لتفاوده ؛ والتفاود ‪ :‬التوقد ؛ وفؤد الرجل فهو مفود ى إذا‬ ‫أصابه داء في فؤاد ه ؛ رجع إلى ذكر العقل ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫ح‬ ‫قال بعض الحكماء ‪ :‬العقل للقلب بمنزلة الروح في الجسد ‪9‬‬ ‫الحج ‪ :‬‏‪. ٤٦‬‬ ‫‏(‪ (١‬سورة‬ ‫‏‪ ١٤٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫وكل قلب لا عقل له ‪ 0‬فهو ساقط ميت ‘ بمنزلة قلب البهائم ؛‬ ‫القلب قلبا ‪ :‬لأنه أفضل الأعضاء في الجسد ؛ والقلب‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ .‬والعقل يدقفع التدبير إلى القلب <‬ ‫أفضله‬ ‫الخالص في كل شيء‬ ‫لأنه أفضل الأعضاء وأشرفها ‪.‬‬ ‫قال الفرا ‪ :‬المعقول هو العقل ؛ وقال الراعي ‪:‬‬ ‫معقولا‬ ‫ولا لفؤاده‬ ‫لحما‬ ‫لعظامه‬ ‫حتى إذ ا لم يتركوا‬ ‫أي ‪ :‬عقلا ؛ والفؤاد ‪ :‬القلب ‪.‬‬ ‫‪ ،‬و العلم‬ ‫الإخسان‬ ‫الخذكما ء ‪ :‬العقل غريزة في‬ ‫وقال بعض‬ ‫‪ .‬قالو أ ‪ :‬عالم ‘ ومُتعلم ‪ .‬ومعلم ؛ ولم‬ ‫أجل ذلك‬ ‫بالتعليم ؛ ومن‬ ‫يقولوا ‪ :‬مُتعقل ‪ 0‬ومعقول ‪ ،‬لأن العقل هبة من الله تعالى ‪ 0‬والعلم‬ ‫باكتساب ‪.‬‬ ‫ويقال للعقل ‪ :‬حجر ؛ قال الله (ينك) ‪ :‬ل( هل في ذلك قسم‬ ‫لذي حجر » ( ؛ وأنشد الأصمعي ‪:‬‬ ‫لذو نسب دان‪ ,‬إلي وذوا حجر‬ ‫فأخفيت ما بي من صديقي وإنه‬ ‫وكذلك الحرام ‪ :‬حجر ؛ من قول الله (تك) ‪ « :‬ويقولون‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الفجر ‪ :‬‏‪. ٥‬‬ ‫‪- ١٤٣‬‬ ‫حجرا محجورا & ‏‪ 0 0١‬أي ‪ :‬حراما مُحرما ؛ وأنشد لأبي طالب ‪:‬‬ ‫وأصبحت من أدنى حموتها حما‬ ‫ألا أصبحت إسما حجرا محرما‬ ‫وقال المُتلمس ‪:‬‬ ‫حجر حرام ألا تلك الدهاريس‬ ‫حنت إلي النخلة القصوى فقلت لها‬ ‫والدهاريس ‪ :‬الدواهي ‪.‬‬ ‫قال كلنوم بن غمر العتابي ‪ 0‬في كتابه المترجم بكتاب ‪:‬‬ ‫" شجرة العقل " } بعد خطبته ‪ ،‬وكلام تقدم ‪ ( :‬هذا كثير ‪ 0‬وقد‬ ‫يجب على ذي الوصف ‪ ،‬في حسن التميز ‪ 0‬تسهيل القول بما‬ ‫يقرب من فهم العامة ‪ 0‬الذين ليس لهم من فضل الإستغناء عن‬ ‫ذلك ‪ 0‬ما للخاصة وكمالهم في الفهم ‪ 0‬وذلك بعثني على أن مثلت‬ ‫العقل والأخلاق الجميلة ‘ التي هي للعقل ‘ رعية مدبرة ؛ العقل‬ ‫راع مدبر ‪ 0‬ومحل كل خلق منه في قربة وبعده ‘ على المراتب‬ ‫التي تحيلهم في صورة شجرة ‪ 0‬زيادة في الشرح ‪ 0‬وتسهيل‬ ‫المعرفة ‪ 0‬وتبيان لما قصدنا إليه ‪ .‬واستدعاء لمعرفة العامة ‏‪٠‬‬ ‫وحثا لهم على معرفته ‘ برسم الصورة ‪ 0‬وحلاوة منظرها ‪ ،‬تم‬ ‫تكلمنا بعد صفة ذلك ى بابا بابا ‪ 0‬واحدا واحدا ‪ 0‬بما وسعته الطاقة ه‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة الفرقان‪‎‬‬ ‫۔‪.- ١٤٤ ‎‬‬ ‫وبلغته المعرفة ‪ 0‬وسلس فيه القول ‘ تنبيها على خط الرشد ‪.‬‬ ‫ودعاه إلى إستكمال فضل ‪ ،‬وإرشاد إلى معالم الهدى ‪ ،‬والله تعالى‬ ‫أسأل ‪ :‬المعونة على ذلك ‪ ،‬والتأييد فيه ‪ 0‬بالتوفيق لما يرضى ‪.‬‬ ‫والعصمة مما يكره ‪ .‬ولا حول ولا قوة إلا بالله القلي العظيم ‪.‬‬ ‫وصلى الله على رسوله ونبيه ‪ 0‬وعلى آله سرح الهدى ‪.‬‬ ‫وهذه صورة العقل ‪ 0‬وجميع أعوانه ‪ 0‬والأخلاق الجميلة ‪.‬‬ ‫على مثال شجرة ‪ 0‬لها غُقدتان ‪ 0‬تتفرع ثمانية أغصان ‪ .‬وأحد‬ ‫وثلاثين شعبة ‪ 0‬وهي شجرة متفرعة شعبها ‪ 0‬بأنواع الخير ‪.‬‬ ‫متدلية أغصانها بفنون العقل ‪ 0‬فجناؤها ثمار الفائدة ى من كريم‬ ‫العاندة ‪ 0‬يقتبس منها ضياء الحكمة ‪ ،‬ويُستضاء بها إلى معالم‬ ‫الهداية ‪ 0‬فلحقها الإستماع ‪ 0‬والتفهم ‪ }.‬والرغبة ‪ 0‬ترتع في ظلها ‪.‬‬ ‫وأنيق زهرتها ‪.‬‬ ‫واعلم أن حسن الذهن ينميها ويزكيها ‪ 0‬وأن كمال ذلك كله ‪.‬‬ ‫بتوفيق الله (تلك) ‪ 0‬وعونه ‪ ،‬وإرشاده ‪ ،‬وإلى الله تعالى ‪ 0‬نر غب‬ ‫لم يتم كلامه ‘ لأنه طويل ‪ .‬فتركته ‪ .‬وقد حصلت مسنلة‬ ‫العقل ‪ 0‬في باب ‪ :‬ما لا يجوز من الصفات ‪ ،‬يأتي بعدها ‪ 0‬إن شاء‬ ‫ا له تعالى ‪.‬‬ ‫_ ‪_ ١٤٥‬‬ ‫‪7‬م ار‬ ‫جره ص إكيے‬ ‫پ_۔ ووو صسوسهسنے‬ ‫ح‬ ‫‪٢‬‬ ‫غ‬ ‫‪94‬‬ ‫ان ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫انتقة‬ ‫كمل العقل بجميع صفاته وخصاله ‪ ،‬والحمذ لله رب العالمين ‪ 0‬ولا‬ ‫حول ولا قوة إلا بالله العبي القظيم ؛ [ صورة من المخطوط ]‬ ‫‪- ١٤٦‬‬ ‫الباب السابع ‪:‬‬ ‫وإكرامهم‬ ‫في تفضيل العلماء وتعظيمهم وتجليلهم‬ ‫قال الله (تقدست أسماؤد) ‪ :‬للأ إنما يخشى الله من عباده‬ ‫الماء » (‪ 0‬؛ وقال (بَلة) ‪ ( :‬وما يعقلها إلا العالمون » {») ؛‬ ‫وقال () ‪ :‬ل( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون »”{'؛‬ ‫وقال (خَللة) ‪ :‬ل( وما يستوي الأحياء ولا الخموات » {" ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الأحياء ‪ :‬الغلماء ؛ والأموات ‪ :‬الجهال ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫الأحياء ‪ :‬المؤمنون ؛ والأموات ‪ :‬الكفار ؛ فمنع الله (تبارك‬ ‫وتعالى إسمه) } من المساواة بين العالم والجاهل ‪ 0‬ونفي أن يكون‬ ‫غير الالم يعقل عنه أمرا ‪ }.‬أو يفهم عنه زجرا ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ .‬أنه قال ‪ " :‬الناس موتى إلا المَالسُون ‪3‬‬ ‫والقالمُون سنكرى إلا الغقاملون ‪ 0‬والعاملون هلكى إلا المخلصون ‪.‬‬ ‫المخلصون على خطر عظيم "" ‪.‬‬ ‫وعن سويد بن غقبة ‪ 0‬عن ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي رسول‬ ‫‏(‪ )١‬سورة فاطر ‪ :‬‏‪. ٢٨‬‬ ‫)'( سورة العنكبوت ‪ :‬‏‪. ٤٣‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الزمر‪. ٩١ : ‎‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة فاطر‪. ٢٢ : ‎‬‬ ‫‪- ١٤٧‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫الله () ‪ :‬يا عبد الله بن مسعود ؛ قلت ‪ :‬لبيك يا رسول الله ؛‬ ‫قال ‪ :‬أتدري أي الناس أفضل ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬الله ورسوله أعلم ؛‬ ‫قال ‪ :‬فإن أفضل الناس ‘‪ ،‬أفضلهم عملا ‪ 0‬إذا فهموا في دينهم ؛ ثم‬ ‫قال ‪ :‬يا عبد الله بن مسعود ؛ قلت ‪ :‬لبيك يا رسول الله ؛ قال ‪:‬‬ ‫أتدري أي الناس أعلم ؟ قلت ‪ :‬الله ورسوله أعلم ؛ قال ‪ :‬أعلم‬ ‫الناس أبصرهم بالحق ‘ إذا إختلف الناس ‪ ،‬وإن كان مُقصرآ في‬ ‫العمل ‪ 0‬وإن كان يزحف على إسته ‪.‬‬ ‫وعن أبو مُوستى الأشعري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪:‬‬ ‫" يبعث الله تعالى العباد يوم القيامة ‪ 0‬فميز الغلماء } فيقول ‪ :‬يا‬ ‫معاشر الغلماء ‪ 0‬إني لم أضع فيكم علمي إلا لعلمي بكم ‪ 0‬ولم أضع‬ ‫فيكم علمي لأعذبكم ‪ 0‬إنطلقوا فقد غفرت لكم " ‪.‬‬ ‫وعن كتير بن قيس ‘ قال ‪ :‬كنت جالسا مع أبي الدرداء ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬سمعت رسول الله (‪٤‬جمه)‏ ‪ ،‬يقول ‪ " :‬أن العالم ليستغفر له‬ ‫من في السماوات ‪ 0‬ومن في الأرض ‘ والحيتان في جوف الماء ‪8‬‬ ‫وإن فضل العالم على العابد ‪ 0‬كفضل القمر ليلة البدر على سانر‬ ‫الكواكب ‪ ،‬وأن الغلماء ورثة الأنبياء ‪ 0‬وأن الأنبياء لم يورثوا‬ ‫درهما ولا دينارا ‪ 4‬ورثوا العلم } فمن أخذه ‪ 0‬أخذه بحظ وافر "" ‪.‬‬ ‫وقال () ‪ " :‬فضل القالم على العابد ‪ 0‬كفضل القمر ليلة‬ ‫_ ‪- ١٤٨‬‬ ‫البدر على الكواكب " ‪.‬‬ ‫وعنه (مه) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬فضل العالم على العابد ‪ 0‬كفضلي‬ ‫على أدناكم رجلا " ‪.‬‬ ‫وعنه (غلما) { أنه قال ‪ " :‬فضل العالم على العابد ‪ 0‬كفضل‬ ‫سبعين )درجة ‪ 0‬بين كل درجتين } خطوة فرس سبعين عاما " ‪.‬‬ ‫‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬حملة العلم هم ورثة ‏‪ ١‬لذنبيا ع ‪.‬‬ ‫وعنه ()‬ ‫ومصابيح الهندى ‪ 0‬وأمناء الله عنى وحيه ‪ 0‬ما لم يركنوا إلى‬ ‫الذنيا ‪ 0‬فإذا فعلوا ذلك ‪ 0‬فاتهموهم على دينكم "" ‪.‬‬ ‫‪ :‬ا" من‬ ‫‪ 6‬أنه قال‬ ‫()‬ ‫وعن عانشنة (رحمها ‏‪ ١‬لله) ‪ .‬عنه‬ ‫وقر عالما ‪ 0‬فقد وقر ربه () ‪ 0‬ومن فعل ‪ ،‬فقد إستوجب المآب‬ ‫على الله () " ‪.‬‬ ‫!) ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬من أعظام إجلال الله إكرام ثلاثة ‪:‬‬ ‫وعنه‬ ‫؛ والعالم ؛ وذ ي‬ ‫قار ئ القرأن غير الغالي فيه ‪ 0‬ولا الجافي عنه‬ ‫الشيبة المسلم "" ‪.‬‬ ‫وعنه (مما) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ليس منا من لم يرحم صغيرنا ‪.‬‬ ‫ولم وقر كبيرنا ‪ 0‬ويعرف الفضل لعالمنا «» !" ؛ ؤفي خبر ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬في لسخة أخرى ‪ :‬كفضل تسعين درجة‪. ‎‬‬ ‫)!( في نسخة أخرى ‪ :‬ويعرف الفضل لغُلمائنا‪. ‎‬‬ ‫‪- ١٤٩‬‬ ‫_‬ ‫!" ‪.‬‬ ‫‪ ٠١‬ويجل كبيرنا‪‎‬‬ ‫ويقال ‪ :‬أن إجلال العالم © من إجلال الله تعالى (حَلللة)‪. ‎‬‬ ‫ويروى عن ابن عباس ‪ :‬أنه أخذ بركاب زيد بن ثابت ‪ 0‬وقال ‪:‬‬ ‫هكذا أمرنا أن نفعل بغلماننا ؛ وقيل ‪ :‬أراد زيد بن ثابت الركوب ‏‪٨‬‬ ‫فأخذ ابن عباس بركابه ‪ 0‬وقال ‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ؛‬ ‫فأخذ زيد بن ثابت ‪ ،‬بيد ابن عباس فقبلها } وقال ‪ :‬هكذا أمرنا أن‬ ‫نفعل بأهل بيت نبينا () ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ :‬أنه كان يحضر مجلسه حبشي أسود ى أو‬ ‫نوبي ‪ 0‬وكان يرفعه على القوم ‪ 0‬ويصدره في المجلس ‪ 0‬فقيل له‬ ‫في ذلك ‪ 0‬فقال ‪ :‬هذا رجل أكرمه الله بالعلم ؛ وقيل ‪ :‬لا يزال الناس‬ ‫بخير ‪ 0‬ما عظموا الأشراف ‪ ،‬وفضلوا الغلماء ‪ .‬وأجلوا المشايخ ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‘ عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬أقرب‬ ‫الناس درجة من درجة الأنبياء ‪ :‬أهل العلم ‪ 0‬وأهل الجهاد ؛ وأما‬ ‫أهل العلم ‪ :‬فقالوا بما جاءت به الأنبياء ؛ وأما أهل الجهاد ‪.‬‬ ‫فجاهدوا في سبيل الله ‪ 4‬على ما جاءت عليه الأنبياء (صلى الله‬ ‫عليهم أجمعين) بعلمهم " ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬عن النبي (ثما) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬فقيه واحد ‪.‬‬ ‫‪_ ١٥٠‬‬ ‫لشد على إبليس من ألف عابد " ؛ وقال عبد الله بن غمر بن زياد‬ ‫في ذلك ‪:‬‬ ‫فقيه واحد لا شك فيه‬ ‫عليه‬ ‫لقد قال النبي صلوا‬ ‫على إبليس أن يدلي إليه‬ ‫أند مراسة وأشد نيلاً‬ ‫إذا ما رامه أن يحتويه‬ ‫بوسواس لأعمال خساس‬ ‫فىيه‬ ‫ط حت‬‫صباد‬‫منيالع‬ ‫اشد عليه من ألف مطيع‬ ‫‏‪ ٠!! ٠‬القالم‬ ‫‪ 0‬أنه قال‬ ‫النبي (غتن)‬ ‫{ عن‬ ‫وعن أنس بن مالك‬ ‫للعامة ‪ 0‬والعابد للرجل وحده " ‪.‬‬ ‫‪ :‬ز إنا جعلنا ما على‬ ‫وعن الحسن ‪ .‬في قول الله ب)‬ ‫الأزض زينة لها ‪ 0 « 4‬قال ‪ :‬الغلماء زينة الأزض ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‘ وطلحة ‪ ،‬وعطاء ‪ 0‬في قول الله (َيك) ‪:‬‬ ‫ل أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) {‪ ، 0‬قال ‪:‬‬ ‫نقصان الخذرض بموت الغلماء { وذ هاف فقهانها ؛ وقوله )‪: ( :: :‬‬ ‫قد علمنا ما تنقص الأرض منهم ) {‪ ، 0‬قال مجاهد ‪ :‬من‬ ‫غلمانهم ‪ .‬وقيل ‪ :‬غير ذلك ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الكهف ‪ :‬‏‪. ٧‬‬ ‫(؟) سورة الرعد ‪ :‬‏‪. ٤١‬‬ ‫)( سورة ق ‪ :‬‏‪. ٤‬‬ ‫‪- ١٥١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ 0‬عن النبي () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬مثل‬ ‫الغلماء في الذرض ‘ كمثل النجوم في السماء ‪ 0‬يهتدى بها في‬ ‫ظلمات البر والبحر ‪ ،‬فإذا إنطمست النجوم ‪ .‬أوشك أن تضل‬ ‫الهداة "" ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬موت العلماء ثلمة لا تجبر ‪ ،‬ما‬ ‫إختلف الجديدان ‪ 0‬وهم نجوم قد طمست ‪ ،‬وموت قبيلة أيسر من‬ ‫موت عالم "" ‪.‬‬ ‫وفي خبر ‪ :‬موت العالم ثلمة في الإسلام ؛ ويقال ‪ :‬خير من‬ ‫اليلم حامله ‪ .‬وخير من الذهب باذله ؛ وقال إبراهيم ‪ :‬الفقهاء‬ ‫والغلماء ‪ .‬أوصياء الأنبياء ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬النماء مفاتيح الجنة‪.‬‬ ‫وخلفاء الأنبياء "" ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الغلماء‬ ‫كمثل‬ ‫الناس‬ ‫أر في‬ ‫لم‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫الأنبياء‬ ‫وصاة‬ ‫هم‬ ‫السماء‬ ‫مصابيح‬ ‫هم‬ ‫الشهداء‬ ‫كأجر‬ ‫والأجر‬ ‫الأرض‬ ‫نجوم‬ ‫هم‬ ‫القضاء‬ ‫الأزض على فصل‬ ‫الله في‬ ‫ولاة‬ ‫خم‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬يشفع يوم القيامة ثلاثة ‪ :‬الأنبياء ‪.‬‬ ‫‪- ١٥١٢‬‬ ‫والغلماء } والشهداء "" ‪.‬‬ ‫وفي الحديث ‪ :‬أن الله تبارك وتعالى ‪ ،‬يقول يوم تقوم القيامة‬ ‫للعابد ‪ :‬أدخل الجنة ؛ وللعالم ‪ :‬أشفع للناس ؛ وفي خبر ‪ :‬يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫للعالم ‪ :‬إتند ‪ .‬حتى تشفع للناس‬ ‫وعن ابن عباس ‪ :‬أن الله تبارك وتعالى ‪ ،‬يباهي ملانكته ‪.‬‬ ‫برفع أعلام أهل العلم ‪.‬‬ ‫وعن مالك بن أنس ‘ عن الزهري ‘ عن ابن عباس ‪ 0‬عن ابن‬ ‫السيب ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ :‬أن النبي (ظتة) ‪ 4‬قال ‪ "" :‬إن الله‬ ‫حبس على العلماء عقولهم وأفهامهم ‪ 0‬فلا يسلبونها إلى الممات ‪.‬‬ ‫والغلماء ورثة الأنبيا ء س‪ .‬وملح الذزذض ‪ 0‬ومصابيح الذنيا "" ‪.‬‬ ‫وقال عوانة ‪ :‬تشاجر قوم في مسجد البصر ‘ والمسجد‬ ‫مشحون برجالات العرب ‪ ،‬فتراضوا بالحسن البصري ‘‪ 0‬وتحاكموا‬ ‫إليه ‪ 3‬فقال الأحنف ‪ :‬كاد الغلماء يكونون أربابا ‪ 0‬وكل عز لم يوطد‬ ‫بعلم ‪ 0‬فإلى ذل يصير ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫فإلى ذل وقل يصير‬ ‫كل عز لم يوطد بعلم‬ ‫فهو والرحمن ملك كبير‬ ‫وإذا العز إستقل بعلم‬ ‫وقال في الأول ‪:‬‬ ‫‏‪_ ١٥٣‬۔‬ ‫كادوا يكونون فوق الناس أربابا‬ ‫الغلماء ولاة الأنبياء فقد‬ ‫وهذبوا فغدوا في العلم صبابا‬ ‫حبب إليهم لفضل العلم أفندة‬ ‫الصباب ‪ :‬خيار الناس ؛ وقال غمر بن الخطاب (ظفيئه) ث وذكر‬ ‫الغلماء ‪ }.‬فقال ‪ :‬ينعطف عليهم بالعلم قلوب ‪ 0‬لا تصورها الأرحام‬ ‫تصور ى أي ‪ :‬بمثل ‪.‬‬ ‫اخر منه‬ ‫فصل‬ ‫!) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬جالسوا الغلماعء ‪ .‬واسألوا‬ ‫وعن النبي‬ ‫البراء ‪ 0‬وخالطوا الحكماء "" ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬من صاحب الغلماء وقر ‪ 0‬ومن صاحب‬ ‫السفهاء حقر ؛ وإتباع الغلماء واجب ‪.‬‬ ‫قال الله () & حكاية عن إبراهيم (التَثلم) ‪ :‬لأ يا أبت إني‬ ‫قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا & ‏(‪ }١‬؛‬ ‫والغلماء ودائع المسلمين ‘ وعندهم ميراث النبيين ‪ 0‬وحكمة الله‬ ‫التي يستدل بها عليه ‪ .‬والغلماء جعلهم الله حجة بينه وبين عباده‪.‬‬ ‫وأمرهم أن يقبلوا قولهم ‘ ويهتدوا بهداهم ‪ 0‬فقال (تَثك) ‪:‬‬ ‫‪.٤٣‬‬ ‫(‪ )١‬سورة مريم‪‎:‬‬ ‫_ ‪_ ١٥٤‬‬ ‫فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ‪. 0‬‬ ‫ء ‪ .‬بروح الله‬ ‫‪ .‬يقول ‪ :‬بأبي و أمي الغخلما‬ ‫وكان ابن مسعود‬ ‫‪ .‬ورحمة الله‬ ‫الله عمرتم‬ ‫إنقلبتم ‪ 0‬وكتاب الله تلوتم ‪ 4‬ومساجد‬ ‫إنتظرتم ؛ وقيل ‪ :‬الغلماء منار البلاد ‪ 0‬منهم يُقنبس النور ‪ .‬الذي‬ ‫يهتدون به ‪.‬‬ ‫وعن بكر بن عبد الله ‪ 0‬قال ‪ :‬قال النبي () لأصحابه ‪:‬‬ ‫" إن من العلم ما يكون كهيئة الشيء المدفون ‘ لا يعلمه إلا‬ ‫الغلماء بالله ‪ 0‬فإذا نطقوا به ‪ 0‬لم يجهله إلا أهل الغرة بالله }‬ ‫أتدرون ما قال لي جبريل (التَثلم) ‪ 0‬قال ‪ :‬يا محمد ‪ .‬لا تحقرن‬ ‫عبدا أتاه الله علما ‪ ،‬فإن الله لم يُحقره حين علمه ‪ ،‬إن الله جامع‬ ‫الغلماء في بقيع واحد ‪ -‬أو قال ‪ :‬في صعيد ‪ -‬فيقول لهم ‪ :‬إني ما‬ ‫إستودعتكم علمي إلا لخير أردته بكم ‪ 0‬فقد غفرت لكم على ما كان‬ ‫منكم " ‪.‬‬ ‫وعن الحسن ‘ قال ‪ :‬مداد الغلماء يوزن بدم الشهداء يوم‬ ‫القيامة ‪.‬‬ ‫وعن سعيد بن جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا كان يوم القيامة ‪ 0‬يوزن جبر‬ ‫‪. ٤٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ ( ١‬سورة النحل‪‎‬‬ ‫_ ‪_ ١٥٥‬‬ ‫الغلماء ودم الشهداء ‪ 0‬فيرجح حبر الغلماء على دم الشهداء ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الغلماء غرباء لكثرة الجهال ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬كلمت النبي (ظتت!) ‪ 4‬جارية من السبي ‪ ،.‬فقال لها ‪ :‬من‬ ‫أنت ؟ فقالت ‪ :‬بنت الرجل الجواد حاتم الطائي ‪ 0‬فقال ‪ "' :‬إرحموا‬ ‫عزيز قوم ذل ‪ 0‬وارحموا غنيا إفتقر ‪ 0‬وارحموا عالما ضاع علمه‬ ‫بين جهال "" ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫مثر أقل وعالم يستجهل‬ ‫رحم النبي عليه صلى ربنا‬ ‫أخنى عليه دهره المُسترحل‬ ‫وعزيز قوم كان صاحب ثروة‬ ‫وعنه رغتت!) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬رحمت عزيز قوم ذل } وغنيا‬ ‫إفتقر ‪ 0‬وعالم تلاعب بعلمه الجهال " ؛ وقال منصور بن‬ ‫إسماعيل ‪:‬‬ ‫الأزمان‬ ‫لحوادث‬ ‫أن يرحموا‬ ‫الثلاثة حقهم‬ ‫النفر‬ ‫أني من‬ ‫وعزيز قوم ذل للحدثان‬ ‫مثر أقل وعالم مُستجهلر‬ ‫ويقال ‪ :‬الغرباء في الأرض أربعة ‪ :‬مُصحف معلق لا يقرأ‬ ‫فيه ؛ وقرآن في قلب فاسق لا يعمل به ؛ ومسجد بين ظهراني قوم‬ ‫لا يصلون فيه ؛ وعالم بين جهال لا يسألونه يتلاعبون به ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ١٥٦‬۔‬ ‫وفي الحديث ‪ :‬مثل العالم كالجمة ‪ 8‬يأتيها البعداء } ويزهد‬ ‫فيها القرباء } فبينما هم كذلك ‪ ،‬إذ غار ماؤها ‘ فانتفع بها قوم ‪.‬‬ ‫وبقي قوم يتفكنون ‪ 0‬يعني ‪ :‬يتندمُون ؛ والتفكن ‪ :‬التندم ‪.‬‬ ‫والتلهف على شيع ‪ ،‬يظن أنه يظفر به فيفوته ؛ والمُتفكن ‪:‬‬ ‫الممتندم ؛ قال روبه ‪:‬‬ ‫عندك إلا حاجة التفكن‬ ‫أما جزاء العارف المتيقن‬ ‫والجمة ‪ :‬عين فيها ماع جار ‘ ييستقى منه ؛ وقيل ‪ :‬هذا مثل‬ ‫للعرب ؛ وللمستيح بن حاتم ‪:‬‬ ‫فيحلوه غير دار الهوان‬ ‫لا نرى عالما يحل بقوم‬ ‫إنسان‬ ‫في‬ ‫مجموعتان‬ ‫قل ما توجد السلامة والصحة‬ ‫فهما في النفوس معشوقتان‬ ‫فاذا حلتا مكانا سحيقا‬ ‫الثقلان‬ ‫لحجها‬ ‫يسعى‬ ‫هذه مكة الشريفة بيت الله‬ ‫المكان‬ ‫لقرب‬ ‫لها أهلها‬ ‫وترى أزهد البرية في الحج‬ ‫ويقال ‪ :‬أزهد الناس في عالم جيرانه ؛ ويقال ‪ :‬أهله ‪.‬‬ ‫وقال البلغاء ‪ :‬إن من الشريعة ‪ ،‬أن تجل أهل الشريعة ؛ ومن‬ ‫الصنيعة ‪ 0‬أن ترب أهل الصنيعة ؛ ومعنى ‪ :‬ترب ‪ ،‬أي ‪ :‬تراد لنلا‬ ‫‪- ١٥١٧‬‬ ‫_‬ ‫تعفوا أثرها ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫إذا سننل المعروف زاد وتمما‬ ‫ترب الذي يأتي من الغرف أنه‬ ‫‏‪ ١٥٨‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب الثامن ‪:‬‬ ‫في مراتب العلما ء وأحوالهم وما جاء في أقاويلهم و أفعالهم‬ ‫_‬ ‫__‬ ‫_‬ ‫الغلماء على رتب ‘ وطبقات ‘اومنازل ‪ 0‬ودرجات ‪ 0‬بعضها‬ ‫أرفع من بعض ‪ ،‬كإرتفاع السماء على الأرض ؛ فالعالم حقا ‪ 0‬من‬ ‫أطاع الله في عمله ‪ .‬وأخلص علمه ‪ ،‬فانتفع به متعلما ‪ .‬ونفع‬ ‫غيره معلما ‪.‬‬ ‫قال النبي () ‪ " :‬الغلماء ثلاثة ‪ :‬عالم عاش بعلمه ‪.‬‬ ‫وعاش الناس به ‪ 0‬فهذا الرفيع في الدرجات & السابق بالخيرات ؛‬ ‫وعالم عاش بعلمه ‪ 0‬ولم يعش الناس به ‪ 0‬فهذا رجل نفسه ويومه‬ ‫كأمسه ‪ ،‬الذي لا ينفعه شيء من بعده ‪ ،‬سنة حسنة سنها { ولا‬ ‫يجري له أجرها ؛ وعالم عاش الناس بعلمه ‪ ،‬ولم يعش هو به ة‬ ‫فهذا هو الخاسر النادم ‪ 0‬والشقي المتبور ‪ 0‬المحروم عن كل ما‬ ‫أمل من السرور ‪ ،‬الواقع في كل ما كره من المحذور "" ‪.‬‬ ‫وقال أبو المؤثر (رحمه الله) ‪ :‬روي عن النبي (ه) " أنه‬ ‫قال ‪ " :‬ويل للجاهل مرة ‪ 0‬وويل للعالم سبع مرات ؛ الجاهل ‪ :‬لا‬ ‫يعذر بجهله ؛ والعالم ‪ :‬ملعون ‘ إذا عيم وترك علمه ؛ والعالم‬ ‫‏‪ ١٥٩‬۔‬ ‫النقيب ‏‪ "" 6١‬؛ وقال‬ ‫غير العامل ‪ 0‬مدحوض الحجة ‪ 0‬مخسوس‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫فهو الجاهل السُستجهل‬ ‫كل من لم ينهه العلم عن الجهل‬ ‫وعن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪ " :‬إني لا أخاف‬ ‫على أمتي مؤمنا ولامُشركا ‪ 0‬إن كان مُؤمنا منعه إيمانه ‪ 0‬وإن‬ ‫كان مُشركا قمعه شركه ‪ ،‬ولكن أخاف عليها مُنافقا ‪ ،‬عالم اللسان ‪.‬‬ ‫يقول ما يعرفون ‪ 0‬ويعمل ما ينكرون " ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬إني أخوف ما أخاف ‪ 8‬أن يقال لي ‪ :‬علمت‬ ‫فما عملت فيما علمت ؛ وقال محمد بن صالح ‪:‬‬ ‫وسُنلت عما قد عملت سؤالا‬ ‫وكأنني بك قد وقفت مُحاسبا‬ ‫يوما تكون على القصاة طوالا‬ ‫في زمرة الفقهاء يوم تغابن‬ ‫من خمسون وافية كملن كمالا‬ ‫قدمت‬ ‫علمت فما الذي‬ ‫عبدي‬ ‫وجعلته لك في الأمور مثالا‬ ‫أأطظعت علمك إذ نهاك عن الهوى‬ ‫المستعتبين مطالا‬ ‫فتماطل‬ ‫أم كيف تتبع الهوى وتطيعه‬ ‫قبل السؤال وجانب الإغفالا‬ ‫فاعد ويحك للسؤال إجابة‬ ‫ولقد يزيد ذوي الضلال ضلالا‬ ‫العلم يهدي من أراد به الهدى‬ ‫(‪ )١‬في لسخة اخرى ‪ :‬منحوس النصيب‪. ‎‬‬ ‫‪- ١٦٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫ووبالا‬ ‫القيامة حسرة‬ ‫يوم‬ ‫علومه‬ ‫عليه‬ ‫كم عالم كانت‬ ‫وعن عيسى (التَلثل) ‪ :‬يا صاحب العلم ‪ 0‬إنه لا يجتمع الماء‬ ‫والنار في إنا واحد ‪ 0‬كذلك لا يجتمع الفقه والغنى في قلب واحد‬ ‫بحق ‪ 0‬أقول لكم ‪ :‬ما تريدون ‪ ،‬الذأنيا ‪ ،‬أو الآخرة ‪ ،‬لو كنتم‬ ‫تريدون الآخرة ‪ ،‬لأكرمتم العلم ‪ 0‬الذي لا تدرك الآخرة إلا به ‪ 0‬ولو‬ ‫كنتم تريدون النيا } لأكرمتم العلم الذي به تدرك الأنيا ‪ 0‬فلا عبيد‬ ‫أتقياء ‪ 0‬ولا أحرار كرام ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫للتعلم‬ ‫بغير‬ ‫الغلوم‬ ‫لا تدرك‬ ‫أنت‬ ‫والدرهم‬ ‫الفلس‬ ‫عبد‬ ‫حييت‬ ‫ما‬ ‫لا تكن‬ ‫تندم‬ ‫عنه‬ ‫تزغ‬ ‫لن‬ ‫العلم عاملا‬ ‫كن مع‬ ‫مثم‬ ‫كل‬ ‫تتقي‬ ‫أن‬ ‫كراماته‬ ‫من‬ ‫بالدم‬ ‫الصبي‬ ‫لعب‬ ‫لاعبا‬ ‫فيه‬ ‫تئن‬ ‫فلا‬ ‫المهتم‬ ‫طلاب‬ ‫الله بالغلوم‬ ‫واطلب‬ ‫مرزم‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫باقتباسك‬ ‫تنل العلم‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬الناس ثلاثة ‪ :‬عالم رباني ؛ ومُتعلم‬ ‫همج رعاع أتباع كل ناعق ؛ والرباني ‪ :‬العالي‬ ‫على سبيل نجاه ؛ و‬ ‫‏‪- ١٦١١‬۔‬ ‫الدرجة في العلم ؛ قال الله رن) ‪ :‬لأ ولكن كونوا ربانيين ‪.6‬‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬من مات عالما ‘ مات‬ ‫مباركا " ‪.‬‬ ‫ولما مات ابن عباس ‪ ،‬قال محمد بن الحنفية ‪ :‬اليوم مات‬ ‫رباني هذه الأمة ؛ وقيل ‪ :‬أن جابر بن زيد ‏‪ ٠‬وقف على قبر ابن‬ ‫عباس ‪ ،‬في اليوم الذي مات فيه ‪ 0‬فقال ‪ :‬اليوم مات رباني هذه‬ ‫الأمة ‪ 3‬أي ‪ :‬عالمهم ؛ ولما ذفن جابر بن زيد ‪ 0‬وقف الحسن‬ ‫‪ :‬اليوم ذفن رباني هذ ‏‪ ٥‬الذمة ‏‪٠‬‬ ‫‘ وقال‬ ‫على قبره‬ ‫البصر ي‬ ‫قال النحويون ‪ :‬الربانيون ‪ :‬منسوبون إلى الرب (تبارك‬ ‫وتعالى علوا كبيرآ) ؛ وقالوا ‪ :‬زيدت (الألف والنون) للمبالغة في‬ ‫النسب ‪ 8‬كما تقول ‪ :‬لحياني ‪ 0‬وجماني ‪ 0‬فتصفه ‪ :‬بعظم اللحية‬ ‫والجمة ؛ والربيون ‪ :‬الألوف ؛ قال ابن عباس ‪ :‬هم الجموع‬ ‫الكبيرة ؛ وأنشد ‪:‬‬ ‫ربينا‬ ‫عليهم‬ ‫حملنا‬ ‫وإذ ا معشر تجافوا عن الحق‬ ‫وقال الحسن ‪ :‬البيون (بضم الراء) ‪ 9‬وقرأ بها غيره ؛ وقال‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة آل عمران‪. ٧٩ : ‎‬‬ ‫‏‪- ١٦١٢‬۔‬ ‫البيون نسبوا إلى الربة ‪ 0‬والربة ‪ :‬عشرة آلاف ؛ وقرأ ابن‬ ‫‪ :‬أصله في كلامهم‬ ‫عباس ‪ :‬رَبيون (بفتح الراع) ؛ والهمج‬ ‫البعوض ؛ ثم قيل للرذال من الناس ‪ :‬همج ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫يعيث فيه همج الهامج‬ ‫يترك ما رمج من عيشه‬ ‫رمج ‪ :‬أصلح ؛ والمرمج ‪ :‬المصلح ؛ والعيث ‪ :‬الفساد ؛‬ ‫والناعق ‪ :‬الصائح في الحرب ؛ يقال ‪ :‬قد نعق الراعي بالغنم ©‬ ‫ينعق بها إذا صاح ؛ قال الله رتلك) ‪ ( :‬ومثل الذين كفروا كمثل‬ ‫الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء & «‪ 0‬؛ قال الأخطل ‪:‬‬ ‫متتك نفسك في الخلاء ضلالا‬ ‫فانعق بضأنك يا جرير فإنما‬ ‫والغلماء شهود الله في الأرض ‪ 0‬لهم أعلام في السماء ‪.‬‬ ‫كأعلام السماء في الذرض ‪ 8‬يعني ‪ :‬النجوم يعلو بعضها بعضا في‬ ‫اللرجات ‪ ،‬أبعد ما بين السماء إلى الأرض ‘ إلا أن العالم من يعمل‬ ‫بعلمه ‪ 0‬وليس العالم من يعلم الجاهل ‪ 0‬ويجهل علم نفسه ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫‪. ١٧١‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪: ‎‬‬ ‫‏‪ ١٦١٣‬۔‬ ‫علما ويجهل علم ذاك لنفسه‬ ‫ليس العليم بمن يعلم غيره‬ ‫عن علمه إيداعه في رمسه‬ ‫أولى بذي علم غدا مُتعاشيا‬ ‫وبين أمسى يتيه على الملا من جنسيه‬ ‫فالكلب أعلا منه منزلة‬ ‫‪ 3‬أنه قال ‪ :‬ا" خيار أمتي غلماؤها ‪ 0‬وخيار‬ ‫وعن النبي ()‬ ‫غلماؤها فقهاؤها "" ‪.‬‬ ‫وعن أبو هريرة } عن النبي رغت!) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬للأنبياء‬ ‫‪ ،‬وللغلما ء على الشهداء فضل‬ ‫على الخلماء فضل درجتين‬ ‫‪ ٢‬رجة‪. !" ‎‬‬ ‫وعن واثلة بن الأسقع ‪ 0‬قال ‪ :‬قال رسول الله (©ه) ‪ " :‬إذا‬ ‫كان يوم القيامة ‪ 0‬جمع الله تعالى الغلماء ‪ 0‬فقال لهم ‪ :‬إني لم‬ ‫أستودعكم علمي لأعذبكم ‪ 0‬أدخلوا الجنة برحمتي " ‪.‬‬ ‫والغلماء ثلاتة ‪ :‬عالم بالله ‪ 0‬وليس عالم بأمر الله ؛ وعالم‬ ‫بامر الله ‪ 0‬وليس عالم بالله ؛ فإذا كان عاما بالله ‪ 9‬وعالما بأمر‬ ‫الله ‪ 0‬فقد تم أمره ؛ وقيل ‪ :‬حملة العلم ثلاثة ‪ :‬عالم ‘ وجاهل ‪.‬‬ ‫وغويلم ؛ فالعالم ‪ :‬الذي يصيب كثيرآ ‪ 0‬وخطي ع قليلا ؛ والجاهل ‪:‬‬ ‫الذي يصيب قليلا ‪ 0‬وخطي ع كثيرآ ؛ والغويلم ‪ :‬الذي يقوم خطاه‬ ‫بصوابه ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫‪- ١٦٤‬‬ ‫وعويلم من بينهم يتردد‬ ‫ما الناس إلا جاهل أو عالم‬ ‫ويصلح تارة مُتفقهاً أو يفسد‬ ‫مرا يصيب ومرة يخطيء‬ ‫والمؤمن العالم ‪ 0‬أفضل من المؤمن الذي ليس بغالم ؛ وقال‬ ‫الأعمش ‪ :‬إذا رأيت الفقيه يأتي باب السلطان ‪ 0‬فاعلم أنه لص ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬من لم يزدد علما ‪ 0‬يزدد جهلا ‪.‬‬ ‫وعن النبي (تةه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬أهلك أمتي رجلان ‪ :‬عالم‬ ‫فاجر ‪ 0‬وجاهل متعبد " ؛ وقيل ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أي الناس أشر ؟‬ ‫فقال (مم) ‪ " :‬الغلماء إذا أفسدوا " ؛ وقال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫مفسد‬ ‫عالم‬ ‫قوم‬ ‫شر‬ ‫سألت أي الناس شر فقالوا‬ ‫الرخا يعبذ‬ ‫جهول في‬ ‫فقلت يا قوم فمن مثله قالوا‬ ‫وقيل لعيسى (العَلنلم) ‪ :‬من أشد الناس فتنة ؟ فقال (الَلتت) ‪:‬‬ ‫زلة العالم إذا زل ‪ 0‬أزل بزلته عالم كثير ؛ وقال مالك بن دينار ‪:‬‬ ‫من لم يؤت من العلم ما يقمعه ‏‪ ٠0‬فما أوتي من العلم ما ينفعه ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫يكسبه التقوى ولا يردعه‬ ‫لا خير فيمن لم يكن علمه‬ ‫_ ‪- ١٦٥‬‬ ‫ويقال ‪ :‬أن زلة العالم لا تستقال ‪ ،‬فإن العالم يزل ‪ 0‬فيزل بزلته‬ ‫عالم كثير } إتباعاً له وتقليد ؛ وقيل ‪ :‬إنما صار خطا العالم وزلته‬ ‫أعظم ‪ 0‬لأنه يخطيء من إتبعه ؛ وقيل في الحكمة ‪ :‬زلة العالم‬ ‫كالسفينة تغرق ‪ 0‬ويغرق فيها خلق كثير ‪.‬‬ ‫وعن النبي (‪٤‬ةه)‏ ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬من إزداد علما ‪ ،‬فلم يزدد‬ ‫هدئ ‪ ،‬لم يزدد من الله إل بعدا " ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله بن غمر ‪ :‬من إزداد علما ‪ 0‬ولم يزدد هشدئ ه‬ ‫زاده الله في ذاك بُعدآً ‪ 0‬ولم ينتفع بالذي إزداده من الله { إل ضلالا‬ ‫وصدآ ‪.‬‬ ‫وعن رسول الله () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬أشد الناس عذابا يوم‬ ‫القيامة ‘ عالم لم ينفعه الله بعلمه "" ‪,‬‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬حق على الله © لمن عمل بما يعلم ‪.‬‬ ‫علم ما لم يعلم " ‪.‬‬ ‫وعنه (مه) ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬من عمل بما يعلم ‪ 0‬كان حقا على‬ ‫"" ‪.‬‬ ‫الله © أن يُعلمه ما جهل‬ ‫وعن الهمداني ‘ في قول الله (تلة) ‪ :‬لأ والذين جاهدوا فينا‬ ‫_‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‏‪- ١٦٦‬۔‬ ‫لنهدينهم سبلنا م `‪ 0 0‬قال ‪ :‬الذين يعملون بما يعلمون ل لنهدينهم‬ ‫سبلنا إ ‪ 0‬إلى ما لا يعلمون ‪.‬‬ ‫وعن قتادة ‪ .‬في قول الله () ‪ :‬لوإنهلذو علم لما‬ ‫علمناه مه ‏‪ 0 )"١‬يعني ‪ :‬أنه لعامل بما علم ‪.‬‬ ‫‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬ويل لأقماع القول ‪ 0‬ويل‬ ‫وعن النبي ()‬ ‫للئصرين ‪ 8‬الذين يستمعون القول ‘ ولا يعملون به " ؛ وقال‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫عليك ولم تعذر بما أنت جاهله‬ ‫إذا العلم لم تعمل به كان حجة‬ ‫وعن غمر ‪ 0‬قال ‪ :‬خير العلم ما دخل معك قبرك ‪ .‬وشر العلم‬ ‫ما خلفته ميراثا ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫إرثا‬ ‫الغلوم ما كان‬ ‫وشر‬ ‫خير علم ما كان عندك في القبر‬ ‫بأنه كان غثا‬ ‫فاعلم‬ ‫وإذا العلم لم يُلازمك في المضجع‬ ‫رجع ‪ ،‬قيل له ‪ :‬وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬ما عملت‬ ‫{‘ وما لم تعمل به ‪ .‬خلفته في‬ ‫به ‪ 0‬وجعل معك في قبرك ثوابه‬ ‫البيت ميراثا ‪ 0‬عليك لا لك ‪.‬‬ ‫‏‪. ٦٩‬‬ ‫‏)‪ (١‬سورة العنكبوت ‪:‬‬ ‫‪ :‬‏‪. ٦١٨‬‬ ‫)!( سورة يوسف‬ ‫_ ‪- ١٦١٧١‬‬ ‫فصل‬ ‫قال الله (تَك) ‪ :‬لأ نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم‬ ‫عليم م ‪ 0‬؛ قال النقاش ‪ :‬يقول الله تعالى ‪ :‬فوق علم كل غالم ؛‬ ‫وقال غيره ‪ :‬يريد علم يعقوب وولده ‪ 0‬فوق علم الغلماء ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫ل( وفوق كل ذي علم عليم ‪ 0 4‬هو ‪ :‬فوق كل عالم من هو اعلم‬ ‫منه ‪ 0‬حتى ينتهي ذلك إلى علم الله رجَللية) ؛ والغلماء مُختلفون‬ ‫في الدرجات ؤ والعلم ‪ 0‬والتفاضل ؛ فمنهم ‪ :‬البصير ‪ 0‬والمُبصر ؛‬ ‫ومنهم دون ذلك ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬أعلمكم بالحلال‬ ‫والحرام ‪ ،‬مُعاذ بن جبل " ؛ فنسبه إلى ذلك ‪ ،‬ولم ينسبه إلى جميع‬ ‫الغلوم ‪.‬‬ ‫وقال () ‪ " :‬أفرضكم زيد بن ثابت " ‪ 0‬ولم ينسبه إلى‬ ‫غير ذلك ‪.‬‬ ‫وعن غمر بن الخطاب (فيلك) ‪ 0‬أنه قال ‪ :‬من أراد أن يسال‬ ‫عن الحلال والحرام ‪ 0‬فليسأل مُعاذاً ؛ ومن أراد أن يسأل عن‬ ‫الفرانض ں فليسال زيدا ؛ ومن اراد أن يسال عن الأموال ‪.‬‬ ‫‪. ٧٦١ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة يوسف‪‎‬‬ ‫‪- ١٦٨١‬‬ ‫فليسألني { فإن الله قد جعلني لها خازنا وإماما ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬العلماء قد جعلوا أمناء الله‬ ‫على عباده ‪ 0‬وعلى دينه ‪ 0‬ما لم يدخلوا في الذأنيا ‪ 0‬ويخالطوا‬ ‫السلطان ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك ‪ ،‬فقد خانوا الله ورسوله ‪ 0‬فاحذروهم‬ ‫واتهموهم على دينكم ‪ 3‬فليحذر الغام مُجانبة الدين ‪ ،‬لرغبة أو‬ ‫لرهبة ‪ 0‬فربما زلت أقدام الغلماء في ذلك ‪ 0‬فضلوا وأضلوا "" ‪.‬‬ ‫وروي عن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬لا تزال أمتي ‏‪ 0١‬تحت‬ ‫يدي الله ‪ 0‬وفي كنفه ‪ 0‬ما لم يمتال قراؤها أمراؤها ‪ 0‬ولم يذل‬ ‫صلحاؤها لفجارها ‪ 0‬وما لم يُمار أخيارها أشرارها ‪ 0‬فإذا فعلوا‬ ‫ذلك ‪ 0‬رفع الله يده عنهم ‪ 0‬تم سلط عليهم جبابرتهم ‪ 0‬فساموهم‬ ‫سنوء العذاب ‪ 0‬وضربهم بالفاقة والفقر ‪ 0‬وملأ قلوبهم رعبا "" ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إذا ترك العالم العلم ‪ 0‬نودي ‪ :‬يا هذا تركت الطريق ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الطريق‬ ‫نودي يا هذا تركت‬ ‫علمه‬ ‫إذا إنتحى العالم عن‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬خير الغلماء من لا يقل ولا يمل ‪ 0‬ويجب‬ ‫للغالم أن ينظر إلى من هو فوقه في العلم ‪ 0‬ولا ينظر إلى من هو‬ ‫في نسخة أخرى ‪ :‬هذه الخمة ‪.‬‬ ‫((‬ ‫‪-_ ١٦٩‬‬ ‫دونه في الجهل ‪ 0‬فإن ذلك مما ينفي عنه العجب والإستكبار ‪.‬‬ ‫ويقلل عنده ما يحب فيه من الإستكتار ‪ 0‬إذ ليس منتهاه في العلم ‏‪٨‬‬ ‫إلآ وسيجد من هو أعلم منه بشيع ‪ ،‬إذ العلم أكثر من أن يُحيط به‬ ‫بشر ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬ا نرفع درجات من نشاء م © ‘ يعني ‪:‬‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫وقال بعض السلف ‪ :‬من تكبر بعلمه وترفع ‪ 4‬وضعه الله‬ ‫ال) ؛ ومن تواضع بعلمه رفعه الله () ‪.‬‬ ‫وفني منثور الحكم ‪ :‬إذا علمت فلا تفكر في كثرة من هو دونك‬ ‫من الجهال ‪ 0‬ولكن انظر إلى من هو فوقك من العلماء ؛ ولإبن‬ ‫العمبد ‪:‬‬ ‫فواضل العيش إدبارآ وإقبالاإ‬ ‫من شاء عيشا هنين يستلذ به‬ ‫ولينظرن إلى من دونه مالا‬ ‫فلينظرن إلى من فوقه أدبا‬ ‫وقال ‪ :‬من تعجب بالعلم ‪ 0‬إلكآان فيه مُقصرا ومُقللاً { لأنه‬ ‫يجهل قدره ‪ 0‬ويحسب أنه قد نال بدخوله فيه أكثره ؛ وأما من كان‬ ‫فيه مُستكثراً ‪ 0‬وهو يعلم من بعد غايته ‪ .‬والعجز عن إدراك‬ ‫نهايته ‪ 0‬ما يصده عن العجب به ‪ .‬ويحطه على الجهل في طلبه ؛‬ ‫‪. ٧٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ ()١‬سورة يوسف‪‎‬‬ ‫‪- ١٧٠‬‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫ويظن أن قد نال منه كثيرا‬ ‫من كان يعجبه غزارة علمه‬ ‫لو عاش ألفا كان فيه يسيرا‬ ‫فهو الجهول بغاية العلم الذي‬ ‫وعن جابر بن زيد } في قول الله (تيّك) ‪ :‬ل( تم لننزعن من‬ ‫كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا م؛ () ‪ 0‬قال ‪ :‬هم غلماء‬ ‫السوء ؛ وفسر قوله تعالى ‪ :‬ل( عتيا م ‪ ،‬قال ‪ :‬المبالغة في المفر‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ .‬عسوا‬ ‫‏‪ ٠‬عتوأ ‘ وعتياً ؛ ويعسوا‬ ‫؛ ويقال ‪ :‬عتا ‪ 0‬يعتو‬ ‫والفساد‬ ‫وهو ‪ :‬العتو ‪ ،‬أو العتي ‪ :‬لغتان ؛ وهي مُجاوزة الحد ى إذ استكثر‬ ‫فقد عتا عتواً ؛ وقال الراجز ‪ :‬والناس يعتوا على التسليط ؛‬ ‫ويقال ‪ :‬تعتى فلان تعتيً ‪ 0‬وهو ‪ :‬التعتي ؛ قال روبه ‪:‬‬ ‫اللدتعتي‬ ‫نةشيطا نه‬ ‫من‬ ‫طأطا‬ ‫اللذنخو ة مستكت‬ ‫وطامح‬ ‫صكى عرانين العدا وصتي‬ ‫وتعتت فلانه ‪ :‬إذا لم تطع ؛ قال العجاج ‪:‬‬ ‫بأمره السماء واطمأنت‬ ‫الحمد لله الذي إستقلت‬ ‫(‪ )١‬سورة مريم‪. ٦٩١ : ‎‬‬ ‫‪- ١٧١‬‬ ‫وحي لها القرار فاستقرت‬ ‫بأمره الأرض فما تعتت‬ ‫؛ و العاتي ‪ :‬الجبار ؛‬ ‫عصت‬ ‫قوله ‪ ] :‬فما تعتت ] ك أ ي ‪ :‬فما‬ ‫وجبابرة ‪ :‬غتاة ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬سمعت الفضل يقول ‪ :‬أوحى الله إلى داود (التَْثلم) ‪ :‬لا‬ ‫تجعل بيني وبينك عالما مفتونآ بالذنيا ‪ 0‬فيصدك عن طريق‬ ‫محبتي ‘ أولنك قطاع الطريق على عبادي ‪ ،‬أدني ما أنا صانع‬ ‫بهم ‪ 0‬أن أنزع مُناجاتي من قلوبهم ‪.‬‬ ‫قال غمر بن محمد ‪ :‬العالم يدخل بين الله وبين خلقه ‪.‬‬ ‫وعن معاذ بن جبل ‪ 0‬قال ‪ :‬كنت أطوف مع النبي () بالبيت ‪6‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬من أشد الناس عذابا ؟ فاعرض عني ‪ ،‬ثم‬ ‫سألته ‘ فاعرض عني ‘ ثم سألته ‪ ،‬فقال (ثمه) ‪ " :‬من يرى‬ ‫الناس أن فيه خيرا ولا خير فيه " ؛ وفي خبر آخر عنه () ‪.‬‬ ‫!" ‪.‬‬ ‫الغلماء‬ ‫أنه قال ‪ !! .‬شرار‬ ‫وعن النبي (‪٤‬مه)‏ ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬لا يفقه الإنسان كل التفقه‬ ‫حتى يرى للقرآن وجوها " ‪.‬‬ ‫وقال كعب ‪ :‬أرباب العلم الذين يعملون به ؛ وقال ‪ :‬ويذهب‬ ‫_‪- ١٧٢‬‬ ‫العلم من قلوب الغلماء بعد إذ وعوه ‘ الطمع ‪ 0‬وشرة النفس ‪.‬‬ ‫وطلب الحوائج إلى الناس ‪.‬‬ ‫وعن ابن منبه ‪ ،‬قال ‪ :‬كان أهل العلم ۔ فيما مضى ۔ يضنون‬ ‫على أهل الدنيا بعلمهم ‪ 0‬فيبذل أهل الدنيا أنياهم ‪ 0‬وأن أهل العلم‬ ‫قد بذلوا علمهم لأهل الدينا ‪ 0‬فضن عليهم أهل الدنيا بأيناهم ‪.‬‬ ‫قال بعض الحكماء ‪ :‬ثمرة العلم العمل به ‪ 0‬وثمرة العمل به أن‬ ‫يؤجر عليه ؛ وفي الحكمة ‪ :‬لم ينتفع بعمله ‪ 0‬من ترك العمل به ‪.‬‬ ‫وعن ابي سئفيان ‪ 0‬قال ‪ :‬أن الخضر (التخلة‪ ):‬قال لمُؤوستى‬ ‫(الثل) ‪ :‬يا ابن عمران ‪ 0‬تعلم العلم لتعمل به ‪ ،‬ولا تتعلمه‬ ‫لتحدث به ‪ 0‬فيكون عليك حسرته ‪ 0‬ولغيرك نوره ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪:‬العلم يهتف بالعمل ‪ 0‬فإن أجابه وإلا‬ ‫إرتحل ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ما رد ع‬ ‫القول‬ ‫‪ :‬خير العلم ما نفع < وخير‬ ‫بعض الغلما ح‬ ‫وقال‬ ‫وقال بعض العلماء ‪ :‬تمرة العلم العمل به ؛ وقال الخليل ‪:‬‬ ‫فإن لم ئجبه بالتقى سار وارتحل‬ ‫خليلي إن العلم يهتف بالعمل‬ ‫وقال محمد بن مداد‬ ‫‪- ١٧٣‬‬ ‫لا ينفع العلم حتى ينفع الع‬ ‫إني أقول وخير القول اصدقه‬ ‫فذاك ثور على المسناة أو جمل‬ ‫من لم يصنه طلاب العلم عن سفه‬ ‫نجم يضي ء بنور العلم مشتعل‪,‬‬ ‫والعالم العامل المرضي سيرته‬ ‫وصفاتهم‬ ‫فصل في تسمية الغلماء‬ ‫الغلما ء ‪ :‬جمع عليم ؛ وقيل ‪ :‬جمع عالم ؛ ونظيره ‪ :‬شاعر ‪.‬‬ ‫وشعراء ؛ والإختيار الأول ؛ ويقال ‪ :‬علم الرجل الشي ع ‪ :‬إذا‬ ‫فهمه وعلم ‪ :‬إذا ساد أهل زمانه ‪ 0‬أي ‪ :‬يتقدمهم في العلم وصحة‬ ‫المعرفة ؛ وهذا قول يدل على أن العلم مأخوذ من علم ؛ وإنما‬ ‫سمي عالما للإتنتهار والوضوح ؛ ومنه ‪ :‬المتعلم ‪ :‬وهو الذي‬ ‫تعلم منه مضان الشيعء ‪ ،‬وإليه يرجع العلامة ؛ ولذلك سمي الجبل‬ ‫علما ؛ وقالت الخنساء ‪:‬‬ ‫كأنه علم في رأسه نار‬ ‫وإن صخرآ لتأتم الهد‪:‬ة به‬ ‫‪ 0‬وإنما هو لمعنى‬ ‫و العالم يسمى عالما ‪ 4‬لامن جهة ‏‪ ١‬لإشتقاق‬ ‫آخر يدل عليه ‪ 0‬وهو أنه توجد فيه الأفعال المحكمة ‪.‬‬ ‫‪ :‬رجل عالم ‪ .‬وليس العلم في كله ‪ .‬وإنما هو في‬ ‫ويقال‬ ‫على وجوه في‬ ‫أمة ؛ والأمة تنصرف‬ ‫بعضه ؛ و عالم كل زمان‬ ‫‪٤٧١‬ا‪- ‎‬‬ ‫_‬ ‫اللغة ؛ والأمة ‪ :‬إتباع كل شيع ؛ والأمة ‪ :‬الحين ‪ 0‬ومنه قول الله‬ ‫(لة) ‪ (« :‬وادكر بعد امة & ‘‪0‬؛ والأمة ‪ :‬الإمام ‪ .‬قال الله رتێك) ‪:‬‬ ‫» إن إبراهيم كان أمة م «) ؛ والأمة ‪ :‬المطيع ؛ قال النابغة ‪:‬‬ ‫وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع‬ ‫ريبة‬ ‫حلفت فلم أترك لنفسك‬ ‫وقيل ‪ :‬الذمة ۔ ها هنا ۔ ‪ :‬الذين ؛ والربانيون ‪ 0‬هم ‪ :‬الغلماء ‪9‬‬ ‫والفقهاء ؛ والأحبار ‪ :‬علماء دون الأنبياء في العلم ؛ وكل رباني‬ ‫حبر ‪ 0‬وليس كل حبر رباني ؛ والأحبار ۔ أيضا ۔ ‪ :‬كتبة العلم ؛‬ ‫وأحدهم ‪ :‬حبر ‪ 0‬وحبر ؛ والحبر ‪ :‬الهيبة والخسن ؛ ومنه‬ ‫الحديث ‪ :‬ا" غيرت النار حبره وستره "" ‪ 0‬أي ‪ :‬حسنه وأثره ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬ما أحسن حبار بلدكم ؛ وكان العالم يسمى ‪ :‬حبرآ ۔ إذا‬ ‫تناهى في العلم ‪ 0‬فأورد على المتعلم أحسن الغلوم ‪ 0‬أو يحسن‬ ‫اليلم في غير المتعلم ‪ 0‬حتى يفرح المتعلم حسن ثيابه ‪ .‬حتى‬ ‫يفرح به قلبه ‪ 0‬فيكون محبورا به مسرورا ‘ فسمي بذلك ‪ :‬حبرا ‪.‬‬ ‫وقال تعلب ‪ :‬حبر بالشيء حبرا ‪ ،‬إذا شربه ؛ ومنه قول الله‬ ‫(تنك) ‪ :‬لأ فهم في روضة يُحبَرُون & {" ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة يوسف ‪ :‬‏‪. ٤٥‬‬ ‫‪. ١٢٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة النحل‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة الروم‪. ١٥ : ‎‬‬ ‫وقال أبو عمرو ‪ :‬يقال ‪ :‬رجل عليه حبر الشباب ى أي ‪:‬‬ ‫حسنه ؛ والحبر الذي يكتب به سمي بذلك ‪ 0‬لأنه أخذ من الخسن ؛‬ ‫وقيل ‪ :‬لثياب اليمن ‪ :‬حبر ؛ وإحدها ‪ :‬حبرة ‪ ،‬سميت بذلك‬ ‫لسنها ؛ وليست الحبرة موضعا أو شينا معلوما ‪ 0‬إنما هو وشي‪.‬‬ ‫كقولك ‪ :‬قرمن ؛ والقرمن ‪ :‬صبغ ‪.‬‬ ‫قال أبو مُوستى الخشعري ‪ 0‬وسلمان الفارسي ‪ .‬لرجل ‪ :‬لا‬ ‫تسألونا وهذا الحبر بين أظهركم ‪ 0‬يريد بذلك ‪ :‬ابن مسعود ؛‬ ‫والحبر ‪ 0‬والحبر ‪ :‬القالم من غلماء الذين ؛ والجميع ‪ :‬الأحبار ‪.‬‬ ‫مسلما كان أو ذميا } بعد أن يكون من أهل الكتاب ؛ قال روبه ‪:‬‬ ‫سطرا‬ ‫الأحبار خطت‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫والحبر الذ ي يكتب به سمي حبرا ‪ .‬لأنه يؤثر ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫بجسمي حبرا نبت مضان باديا‬ ‫لقد أشمتت بي أهل فند وغادرت‬ ‫ويقال للإتار ‪ :‬حبر ‪ 0‬وحبار ‪ 0‬وعلوب ‪ ،‬وإحدها ‪ :‬علب ؛‬ ‫وبلد ‪ :‬والجميع أبلاد ؛ قال طرفة ‪:‬‬ ‫موارد من خلقاء في ظهر قردد‬ ‫النسع في داياتها‬ ‫كان علوب‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ :‬نسعة‬ ‫قال‬ ‫مُضقر ه ؛‬ ‫‪ :‬سيور‬ ‫ا لإخار ى و اللع‬ ‫العلوب‬ ‫‏‪ ١٧٦‬۔‬ ‫۔‬ ‫ونسع ‘ وإنساع ‪ 0‬ونسوع ؛ والدايات ‪ :‬ملتقى الأضلاع ؛‬ ‫والموارد ‪ :‬السيول ‪ 0‬وهي طرق الوارد ؛ والخلقاء ‪ :‬الملساء ‪.‬‬ ‫يعني ‪ :‬الصخرة ‪ 0‬وكل ما يملس فقد أخلق ؛ وقردد ‪ :‬مستوية ؛‬ ‫وظهر القردد ‪ :‬أعلاه ؛ قال ابن الرقاع } في الأبلاد ‪:‬‬ ‫من بعد ما شمل البلى أبلادها‬ ‫ذكروا الديار توهماً فاعتادها‬ ‫والحبر ‪ :‬عطر الأحبار ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫من حكمة أودعتها في الطومار‬ ‫إسمع أنبيك ببعض الأخبار‬ ‫والحبر في الآثار عطر الأحبار‬ ‫العطار‬ ‫المسك والعنبر عطر‬ ‫تأكل من ثمارها ما تختار‬ ‫والمتب كالْستان وسط الدار‬ ‫الفل والجل وجلنار‬ ‫الأزهار‬ ‫من الثمار وصنوف‬ ‫يا صاح لا يلهيك كسب الدينار‬ ‫الأفكار‬ ‫يا نزهة الرأي وروض‬ ‫ولا حساب بدر ولا قنطار‬ ‫البذار‬ ‫وجمع حبات حواها‬ ‫كتب يقرأوها في أضبار‬ ‫عن‬ ‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬العرب لا تعرف الرباني ؛ ويقال ‪ :‬همي‬ ‫عبرانية أو سريانية ‪ .‬والرباني لا يسمى به إلا من كان عالما‬ ‫عاملا او معلما ؛ قال الله () ‪ ( :‬والراسخون في العلم ؛ ( ؛‬ ‫(‪ )١‬سورة آل عمران‪. ٧ : ‎‬‬ ‫‪- ١٧٧١٧‬‬ ‫قيل ‪ :‬هم الذين رسخ علمهم وإيمانهم ‪ 0‬كما رسخ الحبل في مكانه ؛‬ ‫‘ إذ ‏‪ ١‬أنبت‬ ‫‪ :‬رسخ الني ء رسوخا‬ ‫‪ .‬بقول‬ ‫‪ :‬هم المدرسون‬ ‫ويقال‬ ‫في موضعه ‪ ،‬وأرسخته إرساخا ‪ 0‬كالحبر يرسخ في الصحيفة ؛‬ ‫وكالعلم يرسخ في قلب الإنسان ؛ ويقال ‪ :‬رجل راسخ في العلم ‪.‬‬ ‫قد دخل فيه قلبه مدخلا ثابتا ‪.‬‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬ل( والراسخون }» { في كتاب الله () ‪ 0‬هم ‪:‬‬ ‫المدرسون ؛ وقال غيره ‪ :‬الراسخون { هم ‪ :‬غلماء الغلماء ‪8‬‬ ‫وليس هم المدرسون ؛ والنقاب ‪ :‬الغقالم من الرجال ؛ يقول ‪:‬‬ ‫نقاب ‪ ،‬أي ‪ :‬عالم ينقب عن الأشياء ‪.‬‬ ‫ويروى عن الشعبي ‪ :‬أنه دخل على الحجاج ‪ .‬فسأله عن‬ ‫فريضة من الحد ؛ فقال بإختلاف الصحابة فيها ‪ 0‬حتى ذكر ابن‬ ‫عباس ‪ ،‬فقال الحجاج ‪ :‬إن كان ابن عباس لنقابا } فما قال فيها‬ ‫النقاب ؟ فأخبره بقوله ؛ والمسألة قد ذكرتها في باب المواريث ۔‬ ‫إن شاء الله ؛ وقال أوس بن حجر ‪:‬‬ ‫وقال أبو العباس ‪ ،‬في معنى قوله ‪ ] :‬مليح ا { أ ي ‪ :‬مملح ‪.‬‬ ‫وهو الذي يفحم خصمه ‪ .‬مأخوذ من الملاح ‪ 0‬وهو عود يوضع‬ ‫_ ‪- ١٧٨‬‬ ‫الشبع ؛‬ ‫‏‪ ٠‬لكي لا يرضع فيسنق ‪ 0‬و السنق إسم ‪ :‬سو‬ ‫في فم الجد ي‬ ‫مملح بملاح ‪ 4‬ولكن ا لأول أقام فعيلا مكان‬ ‫قال ‪ :‬فكأنه لما نطقت‬ ‫مفعل ؛ كما قال عمرو بن معد كرب ‪:‬‬ ‫يؤرقني و أصحابي هجوع‬ ‫السميع‬ ‫الداعي‬ ‫أمن ريحانة‬ ‫يريد ‪ :‬المسمع ؛ ويقال في نحو منه ‪ :‬أنه لعض ؛ والعض ‪:‬‬ ‫هو المنكر الداهية ؛ قال القطامي ‪:‬‬ ‫يثورها العضان زي ودغفل‬ ‫أحاديث من عاد وجرهم ضلة‬ ‫قوله ‪ [ :‬زيذ ودغفل ] ؛ يريد ‪ :‬زيد بن الكيس النمري ‪.‬‬ ‫ودغفل الباهلي ‪ 0‬وكانا عالمي العرب بالأنساب الغامضة ‪.‬‬ ‫والأنباء الخفية ؛ والعض ۔ أيضآ ۔ ‪ :‬الرجل السيء الخلق ؛ قال ‪:‬‬ ‫العالم الفطن‬ ‫والسر سور‬ ‫ولم أك عضاآ في النداما ملومً‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ] :‬العالم الفطن [ ؤ أ ي ‪ :‬الادخال في الخمور ؛ والطب‬ ‫قوله‬ ‫العالم بالأمور ؛ قال عنترة ‪:‬‬ ‫طب بأخذ الفارس المُستنلم‬ ‫إن تعد في عني القناع فإنني‬ ‫المْستئلم ‪ :‬اللابس اللامة ؛ واللامة ‪ :‬الدرع ‪.‬‬ ‫_‪- ١٧٩‬‬ ‫فصل منه‬ ‫يُقال ‪ :‬فلان قدوة ‪ 0‬وقدوة ‪ 0‬وقدوة ‪ 0‬وجمع القدوة ‪ :‬قدى‬ ‫(مقصور بالياع) ؛ والقدو ‪ :‬الأصل الذي يتشعب منه تصريف‬ ‫الإقتداء ؛ قال ‪:‬‬ ‫وكان قدوآ في الشعر والخطب‬ ‫قدوته‬ ‫في راحتيك‬ ‫والجود‬ ‫وبعضهم يكسر { فيقول ‪ :‬قدوته ‪ 0‬أي ‪ :‬بك نقتدي ؛ يقال ‪:‬‬ ‫الكريم ‘ قوله‬ ‫؛ وفي القر آن‬ ‫اقتد ى فلان بفلان ‘ إذ ‏‪ ١‬فعل مثل فعله‬ ‫() ‪ :‬أ فبهداهم اقتده ) (" ‪.‬‬ ‫؛‬ ‫‪ 6‬وندوس‬ ‫با لذخبار‬ ‫عالما‬ ‫إذ ‏‪ ١‬كان‬ ‫‘‬ ‫ندس‬ ‫‪ :‬رجل‬ ‫ويقال‬ ‫ورجل نطس ؛ ونطس ‪ :‬المبالغ في الشيء ‪,‬‬ ‫‪ .‬إذ ‏‪ ١‬برع فيه ؛ ورجل‬ ‫ويقال ‪ :‬أفلق فلان في العلم وغيره‬ ‫مفلق ؛ وأمر مفلق ‪ 0‬أي ‪ :‬عجب ‪.‬‬ ‫‪ :‬علم وشعر ؛‬ ‫‪ 6‬أي‬ ‫فهمه ؟ وبصر ها (بضم الصاد ( بالقلب‬ ‫‪ :‬نظر بعينه ه اذ ‏‪ ١‬وقع بصر ه على شي ء فأتقنه ؛ وقد‬ ‫و أبصر ك أ ي‬ ‫‪. ٩‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫تنعام‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫سمور ة‪‎‬‬ ‫) ‪(١‬‬ ‫‏‪ ١٨٠‬۔‬ ‫() ؛‬ ‫قريء قول الله (تك) ‪ :‬ل بصرت بما لم يبصروا به‬ ‫وبصرت (بكسر الصاد) ‪.‬‬ ‫ويقول ‪ :‬درى ‪ 0‬يدري ‪ ،‬درية ‪ 0‬ودريا ‘ أي ‪ :‬علم علما ؛‬ ‫‪ .‬‏‪ ٧‬أدر ‘ في معنى ‪ .‬ا‬ ‫والعرب ربما حذفت (اليا ء) ‪ .‬فتقول‬ ‫أدري ؛ ويقال ‪ :‬شرب فلان من العلم فانتقع ‪ ،‬أي ‪ :‬أكثر منه ‪.‬‬ ‫وقال ابن جريح ‪ :‬أن مُعمرآ قال ‪ :‬شرب فلان من العلم فانتقع ؛‬ ‫ومن أمثالهم ‪ :‬قد بلغ فلان في العلم أطورته ‪ ،‬أي ‪ :‬بلغ أقصاه ؛‬ ‫قاله أبو زيد ‪( :‬بكسر الراعء) ؛ وقال غيره من العلماء ‪( :‬يفتح‬ ‫الراء) ؛ ويقال ‪ :‬إنه لشراب ناقع ؛ قال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫للا در شراب الغلوم فأنقعا‬ ‫أفي العلم تستحي فتشرب نغبة‬ ‫ينال المنى من كان في العلم مشجعا‬ ‫ودع عنك جلباب الحياء فإنما‬ ‫وأكدى إمرؤ لم يحو للعلم مُودعا‬ ‫سعى سعيه من كان في العلم ساعيا‬ ‫فسل عن ذا وذا كل أروعا‬ ‫يقول متى هذا وأنى لنا بذا دراك‬ ‫ويقال ‪ :‬إنك لعالم ولا تباغ ؛ وتباغ ‪( :‬رفع ونصب) ؛ ولا‬ ‫تباغا ؛ ولا تباغوا ‪ 0‬وفي الإثنين ‪ :‬لا تباغيا ؛ وقال بعضهم ‪:‬‬ ‫معناه ‪ :‬لتاباغيك أحد ؛ وقال آخر ‪ :‬لايصبك عين على الدعاء له‬ ‫‪. ٩٦`٦:‬‬ ‫طصهذه‪‎‬‬ ‫)‪ (١‬سورة‬ ‫‪- ١٨١‬‬ ‫_‬ ‫فحرم ؛ يقول ‪ :‬لا تبغ ‪ 0‬وتفسيره ‪ :‬من التبغ ؛ يقول ‪ :‬لا تبيغت‬ ‫بك العيون ؛ ويقال ‪ :‬تبيغ بك الدم ‪ 0‬إذا ثار وظهر في العروق ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬لفلان على غيره بسطة ‪ 0‬وهي ‪ :‬الفضيلة في العلم ؛‬ ‫والجسم ‪ .‬والمال ؛ قال الله (بالة) ‪ :‬ل( وزاده بسطة في العلم‬ ‫والجسم )» ‏‪ 0١‬؛ وقريء ‪ ( :‬بصطة & (بالصاد) ؛ وبعض العرب‬ ‫يحولون (السين) التي تجيء قبل (الطاء) موصولة ‪ ،‬أو مصورة‬ ‫إلى (الصاد) ؛ وبعض ذلك أحسن ؛ وبهذه اللغة قرأ القراء } قوله‬ ‫‪ ( :‬وزاده‬ ‫‪ :‬ل والله يقبض ويبصط )» ‪ 0‬؛ وقوله ركلل‪):‬‬ ‫()‬ ‫تنثالة) ‪ :‬ا( لست عليهم بمصيطر }» ‏‪. '{١‬‬ ‫فصل منه‬ ‫سئل النبي (غتلتا) عن ‪ :‬الراسخين في العلم ؟ فقال (ظتة) ‪:‬‬ ‫لسانه ‪ 6‬و استقامت نيته ‪ 0‬و عف بطنه‬ ‫! من برت يمينه ‪ 4‬وصدق‬ ‫وفرجه } فذلك الراسخ غى العلم !" ‪.‬‬ ‫وعنه (‪٤‬مه)‏ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬من فقه الرجل ‪ .‬قلة كلامه فيما‬ ‫لايعنيه "" ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ٢٤٧‬‬ ‫‪. ٢٤٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة البقرة‪‎‬‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫الفاشية‪‎‬‬ ‫)‪ (٣‬سورة‬ ‫‏_ ‪- ١٨٢‬۔‬ ‫وعنه (غمها) أنه قال ‪ " :‬ألا أنبنكم بالفقيه ‪ 0‬كل الفقيه " ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ ،‬قال () ‪ " :‬من لم يقنط الناس من‬ ‫رحمة الله ‪ 0‬ولم يؤيسهم من روح الله ‪ 0‬ولا يدع القرآن رغبة إلى‬ ‫ما سواه ‪ 0‬ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه { ولا علم ليس فيه‬ ‫تفهم ‪ 0‬ولا قراءه ليس فيها تدبر "" ‪.‬‬ ‫وقال علئ ‪ :‬ألا أخبركم عن الفقيه } فإنه هو الذي لا يقنط ‪3‬‬ ‫إذا أقنط الناس من رحمة الله ‪ 0‬ولا يبخل بعلم يكون عنده ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬الفقيه كل الفقيه ‪ 0‬من لم يؤيس الناس من رحمة‬ ‫الله © ولم يرخص لهم في معاصي الله ‪.‬‬ ‫هشام بن‬ ‫ب‪ :‬سمعت‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫الزبير ي‬ ‫عيسى‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫وعن‬ ‫عبدالله يقول ‪ :‬من لم يعرف إختلاف القراءات فليس بقار ‪ 0‬ومن‬ ‫لم يعرف إختلاف الفقهاء فليس بفقيه ‪.‬‬ ‫وقال بعض الفقهاء ‪ :‬الفقيه بلا ورع ‪ 0‬كالسراج في البيت ه‬ ‫يضيء ويحرق نفسه ؛ وقال عباس في هذا المعنى ‪:‬‬ ‫للناس وهي تحترق‬ ‫تضيء‬ ‫كأني ذبالة نصبت‬ ‫صرت‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬الرجال أربعة ‪ :‬فرجل يعلم ‪ 0‬ويعلم أنه يعلم ‪.‬‬ ‫_ ‪- ١٨٣‬‬ ‫؟ ورجل يعلم ‘ ولا يعلم أنه يعلم < فذلك‬ ‫قذلك عالم فاسألوه‬ ‫نانم غافل فنبهوه ؛ ورجل لا يعلم ‪ 4‬ويعلم أنه يعلم ‪ 0‬فذلك جاهل‬ ‫فعلموه (‪ 0‬؛ ورجل لا يعلم ‪ 0‬ولايعلم أنه لا يعلم ‪ .‬فذلك أحمق‬ ‫فاجتنبوه ‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫وعنه في موضع آخر ‪ :‬أن الرجال أربعة ‪ :‬عالم فتعلم منه ؛‬ ‫وجاهل فعلمه تؤجر فيه ؛ ورجل يريك أنه يعلم } وهو لا يعلم ‪ 0‬فلا‬ ‫تناظره ؛ ورجل كان عالما ‘ فنقلت منه علمه ‪ .‬فذاكره تنفعه‬ ‫وتنتفع به ‪.‬‬ ‫وقال الفضل بن عياض ‪ :‬من فقه الرجل ‪ ،‬أن يكون الكلام‬ ‫أحب إليه من الصمت ‪.‬‬ ‫وقال بزرجمهر ‪ :‬مثل الالم مثل الريحانة ‪ 0‬الحسن منظرها ‪.‬‬ ‫الطيبة رائحتها ‪ 0‬المزدادة طيبا بتقليبك لها ؛ وكذلك العالم ‪ ،‬إن‬ ‫قاربته زانك ‪ 0‬وإن سالته أقبسك علما ؛ وقال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫يد‬ ‫فاد ي‬ ‫أتا هد عاديا‬ ‫من‬ ‫ريحه‬ ‫يؤتي‬ ‫كالعطار‬ ‫وهو‬ ‫‏(‪ (١‬وفي نسخة اخرى ‪ :‬فذلك ناس فذكروه‪.‬‬ ‫_ ‪- ١٨٤‬‬ ‫كان فيه رشدة المسترشد‬ ‫إن سانلته‬ ‫وكذ ا العالم‬ ‫وقال عبد الله بن غمر بن زياد ‪ ،‬زيادة بيتين ‪:‬‬ ‫أقتبس السائل علما يهتدي‬ ‫مسئلة‬ ‫عن‬ ‫سئل‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬ ‫لا يبخسه‬ ‫الحق‬ ‫لسبيل‬ ‫والعالم أكبر من الفقيه ؛ والفقيه ‪ :‬إسم مدح ‪ ،‬ولا يستحقه إلأ‬ ‫من كان به عالما عَاملاً ؛ وقد تقدم شيء من هذا في باب العلم ‪.‬‬ ‫وعن ليث ‪ 0‬عن مجاهد ‪ 0‬قال ‪ :‬الفقيه من يخاف الله () ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك‬ ‫اجل‬ ‫قال‬ ‫شاورته‬ ‫اذ ‏‪١‬‬ ‫من‬ ‫الفقيه‬ ‫ليس‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫ربه‬ ‫يخاف‬ ‫من‬ ‫الفقيه‬ ‫ان‬ ‫وجل‬ ‫على‬ ‫ذنبه‬ ‫من‬ ‫ليله‬ ‫يبيت‬ ‫ومن‬ ‫وقال عبد الله بن غمر ‪:‬‬ ‫النصح‬ ‫يبذل‬ ‫بل‬ ‫الباب التاسع ‪:‬‬ ‫في الحث على طلب العلم وتعليمه‬ ‫__‬ ‫‪»-‬‬ ‫} على التعليم ‪.‬‬ ‫ذو ي العلم بعده‬ ‫الله ) )‬ ‫حث رسول‬ ‫‪:‬ا"ارحم الله‬ ‫العبادة ؛ وقال (غ)‬ ‫وإصلاح الألسن ‪ 0‬وسن‬ ‫إمرئ أصلح من لسانه "" ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أوحى الله (تبك) إلى مُوستى (التتثلم) ‪ :‬يا مُوستى بن‬ ‫‪ .‬وإن معلم الخير ومُتعلمه ‪ 0‬لا‬ ‫‏‪ ٠‬تعلم الخير و علمه‬ ‫عمران‬ ‫يستوحشون في قبورهم ‪.‬‬ ‫‪ " :‬إطلبوا العلم‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ 0‬قال ‪ :‬قال النبي (غتة!)‬ ‫ولو بالصين " ؛ وفي خبر آخر ‪ " :‬تعلموا العلم ولو من الصين‬ ‫أو فلسطين "" ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪ " :‬تعلموا العلم‬ ‫قبل أن يرفع ؤ ورفعه ذهاب أهله " ‪.‬‬ ‫وقال زياد بن لبيد ‪ :‬ذكر النبي () ‪ ،‬حديثا ‪ 3‬فقال ‪ " :‬ذلك‬ ‫الله ‪ 0‬وكيف يذهب‬ ‫عند ذهاب العلم "" ؛ قال ‪ :‬فقلنا ‪ :‬يا رسول‬ ‫العلم ‪ 0‬ونحن نقرأ القرآن ‪ 0‬وثقريه أبناءنا ‪ ،‬ويقريه أبناؤنا‬ ‫‪- ١٨١٧‬‬ ‫أبناءهم ‪ 0‬إلى يوم القيامة ؟ فقال (غت) ‪ "" .‬ثكلتك أمك يا ابن أم‬ ‫لبيد ‪ 0‬إن كنت لأراك أفقه أهل المدينة ‪ 0‬أوليس هؤلاء اليهود‬ ‫والنصارى ‘ يقرؤون التوراة والإنجيل ‪ 0‬لا ينتفعون مما فيهما‬ ‫بشي ء " ‪.‬‬ ‫وعن أبو أمامة الباهلي ‪ ،‬بإسناد ‪ ،‬أن النبي () ‪ 0‬قال ‪:‬‬ ‫"" خذوا العلم قبل أن ينفد (قالها ثلاث مرات) ا" ؛ قالوا ‪ :‬يا رسول‬ ‫الله ‪ 6‬كيف ينفد وفينا كتاب الله ؟ فغضب (ثة) ‪ 0‬ثم قال‪:‬‬ ‫" تكلتكم أمهاتكم ‪ .‬أو لم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل ‏‪٨‬‬ ‫ثم لم غن عنهم شينا ‪ 0‬ذهاب العلم ذهاب حملته (قالها ثلاث‬ ‫مرات) " ‪.‬‬ ‫وعن معاذ بن جبل ‪ 0‬قال ‪ :‬سمعت من رسول الله () ‏‪٠‬‬ ‫حديثا ‪ 0‬هو عندي مخزون ‪ ،‬ثم بكى ‪ 0‬فقلنا ‪ :‬ما يبكيك ؟ حدثنا به‬ ‫يرحمك الله ‪ 0‬فجثا على ركبتيه ‪ 0‬فقال ‪ :‬أوصاني حبيبي ‪ 8‬وقرة‬ ‫عيني ‪ 0‬رسول الله () ‪ 0‬بطلب العلم وتعليمه ‪ .‬وقال (مَةه) ‪ :‬يا‬ ‫معاذ ‪ 0‬طلب العلم عبادة ‪ 0‬والتفهم فيه خشية ‪ 0‬وذكره تسبيح ‪.‬‬ ‫وتعليمك العلم لمن لا يعلمه صدقة ‪ ،‬وبذلك العلم لمن يعمل به‬ ‫قربة إلى الله ؛ يا مُعاذ } عليك بالعلم ‪ ،‬فإنه الأنيس في الوحشة ‪8‬‬ ‫والصاحب في الغربة ‪ 0‬والمُحدث في الخلوة ؛ يا معاذ ‪ 0،‬تزين‬ ‫_ ‪- ١٨٨‬‬ ‫بالعلم عند الأخلاء ‪ 0‬وتسلح بالعلم عند الأعداء ؛ يا معاذ ‘ رفع‬ ‫الله بالعلم أقواما ‪ 3‬فجعلهم للخير قادة وأنمة ‪ ،‬يقتبس من نورهم ‪3‬‬ ‫ونتبع آنارهم ‪ 0‬ويُقتدى بأفعالهم ‪ 0‬وينتهى إلى آرانهم ‪ 0‬والملانكة‬ ‫لهم أخلاء ‪ 0‬وبأجنحتها تمس حهم ‪ .‬وتستغفر لهم الملانكة ‪.‬‬ ‫وحيتان البحر وهوامه ‪ 0‬وسباع البر وأنعامه ‪ 0‬وكل رطب ويابس ‪3‬‬ ‫من خلق رب العالمين ؛ يا معاذ ‪ 0‬عليك بالعلم ‪ ،‬فإنه حياة القلب‬ ‫من الجهل ‪ 0‬ونور البصر من الظلمة ‘ وقوة البدن من الضعف ؛‬ ‫يا معاذ ‪ 0‬العلم يبلغ بالعباد منازل الأخيار } والدرجات الغلا ‪ 89‬في‬ ‫الذنيا والآخرة ؛ يا مُعاذ ‪ ،‬تفكر في العلم ‪ 0‬فإن الفكر فيه يعدل قيام‬ ‫الليل ‪ 0‬وصيام النهار ‪ 0‬وأكثر مدارسة العلم ‪ 0‬فبه توصل الخذرحام ‪.‬‬ ‫وعرف الحلال والحرام ‪ 0‬وهو إمام الخلق وقاندهم ‪ 0‬وهو إمام‬ ‫العمل ‪ 0‬والعمل تابعة ‪ 0‬ويلهمه الله عباده السعداء ‪ 0‬ويحرمه‬ ‫عباده الأشقياء "" ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب‬ ‫"" ‪.‬‬ ‫العلم ‘ رضا لما يطلب‬ ‫وعن علي ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله (ممه) ‪ " :‬ما انتعل عبد ‪.‬‬ ‫ولاتخفف ‪ ،‬ولا لبس ثوبا } ليغدوا في طلب العلم ‪ ،‬إلا غفر الله له‬ ‫حيث يخطو عتبة باب بيته " ‪.‬‬ ‫‪- ١٨٩‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬في قول الله () ‪ ( :‬يا أية الساحر ادع‬ ‫لنا ربك & ‪ 0‬ؤ قال ‪ :‬أرادوا بذلك ‪ :‬يا أيها العالم © يعظمُونه بذلك ‪.‬‬ ‫وقال غيره ‪ :‬كان السحرة عندهم علماء يعظمونهم ؛ والكاهن‬ ‫بالعبرانية ‪ :‬العالم ؛ واليهود تسمي العالم ‪ :‬كاهنا ؛ وكانو يسمون‬ ‫هارون بن عمران ‪ :‬كاهنا ربا ‪ 0‬معناه ‪ :‬عالم الرب ؛ والسقف‬ ‫عالم النصارى ؛ والمجوس يسمون الغالم ‪ :‬هرندا } وهو معرب ‏‪٠‬‬ ‫وهو بالفارسية ‪ :‬هارون ‪.‬‬ ‫‪ :‬طلب العلم فريضة ‘ على كل خر‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫الضحكاك‬ ‫وعن‬ ‫وعبد ‪ ،‬لأن الله (تنك) ‪ 4‬قال ‪ :‬أ كونوا ربانيين & «"‪ 0 0‬أي ‪:‬‬ ‫علماء فقهاء ‪.‬‬ ‫وجاء في الآثار ‪ :‬أن طلب العلم فريضة على كل مُسلم ه‬ ‫وعمل قليل في علم ‘ خير من عمل كثير في جهل ‪.‬‬ ‫وعن عكرمة ‪ ،‬قال ‪ :‬السانحون في طلب العلم ‪.‬‬ ‫وعن أبو هارون العبدي ‪ 0‬قال ‪ :‬كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري ‏‪١‬‬ ‫يقول ‪ :‬مرحبآ بوصية ها رسول الله () ‪ 6‬إن الناس لكم تبع ‏‪٠‬‬ ‫وسيأتيكم قوم يتفقهون ‪ 0‬فاستوصوا بهم خيرا ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الزخرف‪. ٤٩ : ‎‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ (٢‬سورة آل عمران ب‪٠ ٧٩ ‎.:‬‬ ‫(‪ )٣‬في نسخة أخرى ‪ :‬بخصبة‪. ‎‬‬ ‫‪- ١٩٠‬‬ ‫_‬ ‫ومن كتاب آخر ‪ :‬وعنه ۔ أيضا ۔ ‪ :‬قال ‪ :‬كنا إذا أتينا أبا سعيد‬ ‫‪ 0‬وسمعته منه‬ ‫الخدري ‪ 0‬قال ‪ :‬مرحبا بوصية رسول الله )‬ ‫يقوله ميرارا ‪ ،‬فسألته عن ما أوصى ؟ فقال ‪ :‬قال رمسول الله‬ ‫() ‪ " :‬سيأتي من أقطار الذرض أناس ‪ 0‬يلتمسون العلم ‪.‬‬ ‫فاستوصوا بهم خيرآ "" ‪.‬‬ ‫وعن أبو مُوستى ‪ 0‬قال ‪ :‬قال رسول الله (©مةه) ‪ " :‬سياتيكم‬ ‫قوم من بعدي ‪ 0‬يسأالونكم عن حديثي ‪ ،‬فلا تحدثونهم إلا بما‬ ‫تحفظون ‪ 0‬من كذب علئ متعمدا فليتبا مقعده من النار "" ‪.‬‬ ‫وعن ابن جريح ‪ ،‬قال ‪ :‬إن أحب العباد إلى الله تعالى } الغرباء‬ ‫في طلب العلم ‪.‬‬ ‫وكان ابن مسعود ‪ ،‬إذا رأى الشباب يطلبون العلم ‪ 0‬قال ‪:‬‬ ‫الثياب ‪ .0‬جدد‬ ‫‪ .‬ومصابيح الظلم ‪ 4‬خلقان‬ ‫مرحبا بكم ينابيع الحكمة‬ ‫القلوب ‪ 0‬حرس البيوت ‪ 0‬ريحان كل قبيلة ‪.‬‬ ‫وعن النبي ( ؛ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬عليكم باليلم ى فإن أحدكم لا‬ ‫يدري متى يختل إليه ‪ ،‬وعليكم بالعلم ‪ ،‬وإياكم والتنطع ‪ ،‬والتبدع ه‬ ‫‪.‬‬ ‫والتعمق ‪1‬‬ ‫قال ا لخصضمعي ‪ :‬يقول ‪ :‬متى يحتاج إليه ؛ والخلة ‪ :‬الحاجة ؛‬ ‫‪- ١٩١‬‬ ‫قال كثير ‪:‬‬ ‫ولا الأرض لا تشكوا إليك إختلالها‬ ‫فما أصبحت نفسي تنبيك ما بها‬ ‫يعني ‪ :‬حاجتها ‪.‬‬ ‫وعن غمر ‪ .‬قال ‪ :‬تفقهوا قبل أن تسودوا ؛ يقول ‪ :‬تعلموا‬ ‫العلم ما ذمتم صغارا ‪ .‬قبل أن تصيروا سادة رؤسا ء ‪ .‬منظورا‬ ‫إليكم ‪ 0‬فإن لم تتعلموا قبل ذلك ‪ ،‬إستحييتم أن تتعلموه بالكبر ‪.‬‬ ‫وبقيتم جها لا ‪ ،‬لا تأخذونه من ا لصغار ‪ 0‬فيزر ي ذلك بكم ؤ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الحجر‬ ‫وسط‬ ‫فإنه كالوحي‬ ‫الصفر‬ ‫العلم أوان‬ ‫تعلموا‬ ‫فتستحوا أن تعلموا في الكبر‬ ‫لا تطلبوا العلم إذا شيبتم‬ ‫أحسن من جهل قبيح مضر‬ ‫والعلم في الشيب على حالة‬ ‫كمن حوى جهلا كثور البقر‬ ‫ما من غداالفيعلم ذا مطلب‬ ‫والكة في تعليمه والنظر‬ ‫فإنما العلم بتطلابه‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬من ضم علمه إلى علم غيره ‪ ،‬كان من‬ ‫الموصوفين بنعت ‪ :‬الربانيين ؛ وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫بربانه‬ ‫موصوفا‬ ‫يكون‬ ‫من ضم علم الناس مع علمه‬ ‫_‪- ١٩٢١‬‬ ‫ما قد حوى علما بتبيانه‬ ‫وحافظا في علمه جامعا‬ ‫؛ ولابن‬ ‫‪ 0‬وتقلل منه لتحفظ‬ ‫العلم لتعرف‬ ‫وقال ‪ :‬تكثر من‬ ‫وأحفظ من ذلك ما أجمع‬ ‫لقيل هو العالم المُصقع‬ ‫تترع‬ ‫العلم تسمعه‬ ‫من‬ ‫يكن دهره القهقري يرجع‬ ‫وتبي في البيت تستودع‬ ‫أشبع‬ ‫أنا من جمعه‬ ‫ولا‬ ‫جمعت‬ ‫ما قد‬ ‫فلا أنا أحفظ‬ ‫فجمعك للكتب لا ينفع‬ ‫إذا لم تكن حافظا واعيا‬ ‫ولمحمد بن مداد ‏‪ ٠‬في مثله ‪ 0‬وعلى وزنه ‪:‬‬ ‫أجمع‬ ‫لما‬ ‫كتاباً حفظت‬ ‫جمعت‬ ‫بأني إذا ما‬ ‫وددت‬ ‫نسمع‬ ‫الذ ي‬ ‫بعلم وعيت‬ ‫وإن خصني مسلم عالم‬ ‫أو أن الذي كان في جدتي‬ ‫أنفع‬ ‫أنتهي وبه‬ ‫له‬ ‫إذآ لإغتديست به عالما‬ ‫لقيا ه لا يرجع‬ ‫إذا شنت‬ ‫ولكن ما غاب عن خاطري‬ ‫مودع‬ ‫علمه‬ ‫إلى قلبه‬ ‫وما يجمع العلم إلا إمرؤ‬ ‫‏‪ ١٩٣‬۔‬ ‫۔‬ ‫إذ يصدع‬ ‫الحق‬ ‫بفاضلة‬ ‫المع‬ ‫ثابت‬ ‫ويحضره‬ ‫يرجع‬ ‫عاوده‬ ‫إذ‬ ‫عسى‬ ‫به مُصقع‬ ‫نبية يفيد‬ ‫وقال غيره‬ ‫العلم القراطيس‬ ‫فبنس مستودع‬ ‫إستودع العلم قرطاساآ فضيعه‬ ‫ولمحمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫للعلم في القلب أعيته المقاييس‬ ‫وذو القياس إذا لم يحو مآثره‬ ‫من القياس عدو الله إبليس‬ ‫قد قاس قبلي فلم تنفعه عدته‬ ‫رجع إلى الكتاب ؛ يسميه ‪ :‬أبو حنيفة ؛ والملعون ‪ :‬إبليس ‪.‬‬ ‫وعن قيس بن كثير ‪ ،‬قال ‪ :‬قدم رجل إلى أبي الدرداء } وهو‬ ‫بدمشق ‘ فقال ‪ :‬ما أقدمك يا أخي ؟ قال ‪ :‬حديث بلغني أنك تحدثت‬ ‫به عن النبي () ‪ 0‬قال ‪ :‬أما لحاجة قدمت إلا في طلب هذا‬ ‫الحديث ؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬فإني سمعت رسول الله () يقول‪:‬‬ ‫" من سلك طريقا ‘ وطلب فيه علما ‘ سلك الله به طريقا إلى‬ ‫الجنة ‪ 0‬وأن الملائكة لتضع أجنحتها ‪ 0‬رضي لطالب العلم ‪ 0‬وأنه‬ ‫‪- ١٩٤4٤‬‬ ‫_‬ ‫ليستغفر للغلماء من في السموات ومن في الأرض ‪ ،‬حتى الحيتان‬ ‫في الماء ‪ 0‬وفضل العالم على العابد ‪ 0‬كفضل القمر ليلة البدر ‪9‬‬ ‫على سانر الكواكب ‘ إن الغلماء هم ورثة الأنبياء ‪ 0‬لم يورثوا‬ ‫دينارا ولا درهما ‪ 0‬إنما ورثوا العلم ‪ 0‬ومن أخذ به ‪ 0‬أخذ بحظ‬ ‫وافر "" ‪.‬‬ ‫وقال بعض الغلماء ‪ :‬من رق وجهه عن طلب العلم ‪ 0‬رق‬ ‫علمه ؛ وقال عبد الله بن غمر بن زياد ‪:‬‬ ‫يرق به العلم الذي هو طالبه‬ ‫ومن في طلاب العلم قد رق وجهه‬ ‫ليدرك ما قد شاءه ويغالبه‬ ‫ولايسأمن عند السؤال لنيله‬ ‫قال روبة بن العجاج ‪ :‬أتيت النسابة البكري ‪ 0‬فقال لي ‪ :‬من‬ ‫أنت ؟ فقلت ‪ :‬أنا ابن العجاج ؛ قال ‪ :‬ما أتى بك إلينا ؟ قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬ ‫العلم ؛ قال ‪ :‬لعلك من قوم يأتوننا ‪ 0‬إن سكتنا لم يسالونا } وإن‬ ‫حدثنا ‪ 0‬لم يعوا عنا ؟ قلت ‪ :‬أرجوا أن لا أكون منهم ؛ قال ‪ :‬فما‬ ‫أعداء المروءة ؟ قلت ‪ :‬للعلم أتيت ؛ قال ‪ :‬بنو عم الس ‪ ،‬إن رأوا‬ ‫حسنة دفنوها ‪ 0‬وإن رأوا سيئة أذاعوها ؛ تم قال ‪ :‬يا روبة ‪ .‬إن‬ ‫للعلم آفة ‪ 0‬وهجنة ‪ ،‬ونكدآ ؛ فأما الآفة ‪ :‬فنسيانه ؛ وأما الهجنة ‪:‬‬ ‫ننشره في غير أهله ؛ وأما نكده ‪ :‬فالكذب فيه ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ١٩٥‬۔‬ ‫المرء مُتعلما } ما دام‬ ‫وعن أرطأه بن المنذر ‪ 4‬قال ‪ :‬لايزال‬ ‫في الدنيا ‪ ،‬فإذا قال ‪ :‬قد إكتفيت ‪ 0‬فهو أجهل ما يكون بامر الله‬ ‫تعالى ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بأن يكون لفضل العلم طلابا‬ ‫ما أجمل المرء ما دام الحياة به‬ ‫فاعلم بأن إليه الجهل قد ثابا‬ ‫فإن رأيت الفتى إستغنى بحكمته‬ ‫ما ذمت حيا ولو قطعت أرابا‬ ‫لا تترك العلم إهمالاً بحفظكه‬ ‫ا مباا‬ ‫ماخاب حامل نور ال‬ ‫خعلم‬ ‫إن المكارم كلا في الطلاب له‬ ‫قال إسماعيل ‪ :‬العجب كل العجب ‪ ،‬لمن لا يطلب العلم ‪ 0‬كيف‬ ‫تدعوه نفسه إلى مكرمه ‪.‬‬ ‫‪ .‬فواجب‬ ‫‪ :‬العلم أوسع من الغمر ‘ فمهما عمر المر‬ ‫ويقال‬ ‫عليه طلب العلم ‪.‬‬ ‫وعن عون بن عبد الله ‪ 0‬قال ‪ :‬أن رجلا أتى أبا ذر الغفاري ه‬ ‫فقال ‪ :‬يا أبا ذر ‪ 0‬إني أريد أن أتعلم العلم ‪ 0‬وأخاف أن أضيعه ه‬ ‫فقال له ‪ :‬تعلم العلم ‪ ،‬فإنك أن توسد العلم ‪ 0‬خير لك من أن توسد‬ ‫الجهل ؛ ثم جاء إلى أبي الدرداء ‪ 0‬فقال له مثل ذلك ‪ 0‬فقال له أبو‬ ‫الدرداء ‪ :‬تعلم العلم ‪ 0‬فإنك إن تمت عالما ‪ .‬خير لك من أن تموت‬ ‫جاهلا ‪.‬‬ ‫‏‪- ١٩٦‬۔‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ 0‬قال ‪ :‬منهومان لا يشبعان ‪ :‬طالب علم ‪،‬‬ ‫وطالب نيا ؛ أما طالب العلم ‪ :‬فإنه يزداد للرحمن رضئ ‪ ،‬ثم قرا‬ ‫قوله () ‪ :‬لل( إنما يخشى الله من عباده العلماء )ه ‪ 0‬؛ وأما‬ ‫طالب الذنيا ‪ :‬فيزداد طغيانا ‪ ،‬ثم قرا قوله () ‪ :‬ث كلا إن‬ ‫الإنسان ليطغى ٭ أن رأه استغنى } ‘‪ 0‬؛ وخير أيام المرء ‪ ،‬أيام‬ ‫أفناها في طلب العلم ودرسه ؛ وقال عبد الله بن غمر بن زياد ‪:‬‬ ‫في طلاب لغلوم قد وعاها‬ ‫خير أيام إمرء فيما فناها‬ ‫هواها‬ ‫النفس لمطلوب‬ ‫وعصى‬ ‫فيها جهده‬ ‫المأمول‬ ‫درك‬ ‫رجع ؛ قال عبد الله ۔ لعله ‪ :‬إبن عباس ۔ ‪ :‬والذي لا إله غيره ه‬ ‫لو أعلم أحدا ‪ 0‬أعلم بكتاب الله (يْك) ‪ 0‬متى تبلغنه الإبل لرحلت‬ ‫إليه ؛ وفي خبر ‪ :‬لأتيته ‪.‬‬ ‫‪ :‬هو الذ ي يتعب نفسه بالنظر في‬ ‫الشرف‬ ‫قال أفلاطون ‪ :‬محب‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬عليك بالعلم والإكثار منه ‪ 0‬فإن قليله‬ ‫أشبه شيع بقليل الخير ‪ 0‬وكثيره أشبه شيء بكثير الخير ‪ 0‬ولن‬ ‫يغيب انخير إلا القلة } فأما كثرته فانها الأمنية ‪.‬‬‫‏‪٠‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪. ٢٨ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة فاطر‪‎‬‬ ‫‪. ٧ - ٦ :‬‬ ‫)!( سورة العلق‪‎‬‬ ‫‪- ١٩٧١‬‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬إنما زهد النااس في طلب العلم { لما‬ ‫يرون من قلة إنتفاع من عمل بما علم ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬لا تتعلموا العلم لثلاث ‪ 0‬ولا تتركوه‬ ‫لنلاث ؛ لا تتعلموه للتداري ‪ ،‬ولا للتماري ‪ 0‬ولا للتباهي ‘ ولا‬ ‫تدعوه رغبة عنه ‘ ولارضئ بالجهل منه { ولا إستحياء من‬ ‫التعلم ؛ فالتداري ‪ :‬هو التنازع والتدافع ‪ 0‬والأصل فيه ‪ :‬التدارا ‏‪٠‬‬ ‫فترك (الهمزة) ‪ 0‬ونقل الحرف إلى التشبيه بالتنقاضي والتداعي ‏‪١‬‬ ‫تدارأ القوم تدارأوا ؛ وادارؤوا ‪ :‬اذا إختلفوا وتنازعوا ‪ 0‬قال الله‬ ‫تللة) ‪ :‬ل( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ؛ ‏‪. 6١‬‬ ‫وقال أبو عبد الله (رحمه الله) ‪ :‬من تعلم العلم ليباهي الغلماء ؛‬ ‫ويُماري به السفهاء ‪ 0‬فهو في النار ؛ وفي خبر ‪ :‬من طلب العلم‬ ‫لغير الله ‪ 0‬وأراد به غير الله ‪ 0‬فليتبوأ مقعده من النار ؛ وفي خبر ‪:‬‬ ‫من طلب العلم ليصيب به عرضا من الذنيا ‪ 0‬لم يجد غرف الجنة‬ ‫يوم القيامة ؛ وفي خبر ‪ :‬لا تتعلموا العلم لتباهوا به الغلماء ‪ ،‬ولا‬ ‫تماروا به السئفهاء ‪ 0‬ولاتخيروا به المجالس ‪ 0‬فمن فعل ذلك‬ ‫فالنار النار ‪.‬‬ ‫وعن أم سلمة ‪ ،‬قالت ‪ :‬ال رسول الله () ‪ " :‬من تعلم‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪.٧٢‬‬ ‫_ ‪- ١٩٨‬‬ ‫علما ليرائي به الناس ‪ ،‬فهو في النار "" ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إن الرجل ليطلب العلم لغير الله ‪ 9‬فيابى أن يكون إلا لله‬ ‫() ‪.‬‬ ‫وعن شقيق & أنه قال ‪ :‬تعلمنا العلم لغير الله ‪ 0‬فأبى أن يكون‬ ‫ا لله رتنك) ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله بن المبارك ‪ :‬طلبنا العلم للأنيا ‪ 0‬فدلنا على ترك‬ ‫الذنيا ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وعن جابر بن زيد ‪ ،‬قال ‪ :‬أن النبي () © قال ‪ " :‬من تعلم‬ ‫به‬ ‫‪ .‬أو يصرف‬ ‫مار ي به الىسنفها‬ ‫‪ .‬أو‬ ‫العلم لێباهي به الغلما‬ ‫وجوه الناس إليه ‪ 0‬فهو في جهنم "" ‪.‬‬ ‫وكان عبد السلام بن ربيع ‪ 0‬يقول ‪ :‬لا تطلب العلم رياء ‪ 0‬ولا‬ ‫تتركه حياء ‪.‬‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬يرتع الجهل بين الحياء والكبر في العلم ‪.‬‬ ‫والعلم بالتعليم ‪ 0‬بدليل قول الله (بتلة) ‪ ( :‬قالوا سبحانك لا علم‬ ‫لنا إلاما علمتنا إم «‪0‬؛ ألاترى الملانكة ‪ .‬على قربهم من الله‬ ‫تعالى ‪ 0‬ومنازلهم منه رتنك) ‪ 4‬قالوا ذلك ؛ وقوله (غلللذ) لنبيه ‪:‬‬ ‫‪. ٣٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (١‬سورة البقرة‪‎‬‬ ‫‏‪ ١٩٩‬۔‬ ‫( و علمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما إ؛ ‏‪. (١‬‬ ‫فصل منه‬ ‫فهل من‬ ‫‪:‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬في قول الله ()‬ ‫‏‪ 00١‬قال ‪ :‬فهل من طالب علم فيعان عليه ؛ وقيل ‪ :‬هل من‬ ‫مدكر‬ ‫مُزدجر عن معاصي الله ‪.‬‬ ‫وعن مكحول ‪ ،‬في قول الله (ينك) ‪ :‬ل( فإذا قضيت الصلاة‬ ‫فانتننسروا في الأرض وابتغوا من فضل الله م <) ‪ 0‬يعني به ‪ :‬طلب‬ ‫العلم ‪.‬‬ ‫‪ .‬عطش في بعص أسفار ‏‪ . ٥‬في‬ ‫ويقال ‪ :‬أن الحسن بن إدريس‬ ‫العلم ‪ .‬فاستسقى ‘ فأتى بكوز فيه ضفد ع فاكله ‪ 0‬فأخذه‬ ‫طلب‬ ‫وشربه ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫وتودع‬ ‫براحة نفس قد تصان‬ ‫ألا إن هذا العلم ليس بمدرك‬ ‫ويشرب بالكوز الذي فيه ضفدع‬ ‫وطالب هذا العلم يستحمل الأذى‬ ‫وعن ابن عباس ‘ قال ‪ :‬سمعت النبي (غتتا) يقول ‪ :‬ا" اللهم‬ ‫‏(‪ )١‬سورة النساء ‪ :‬‏‪. ١١٣‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٥٩١ { ٤٠‬‬ ‫‪.٣٢‬‬ ‫‪.٢٢‬‬ ‫‪{ ١٧ . ١٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ ( ٢‬سورة القمر‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠:‬‬ ‫) ‪ ( ٣‬سورة الجمعة‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠١‬‬ ‫إرحم خلفاعنا " ؛ قلنا ‪ :‬يا رسول الله © من خلفاؤكم ؟ قال () ‪:‬‬ ‫" الذين يأتون بعدي ‪ 0‬يروون أحاديثي وسُنتي ‪ ،‬ويعلمونها‬ ‫الناس "" ؛ وفي خبر آخر ‪ "" :‬الذين يحبون سنتي ‪ 4‬ويُعلموها‬ ‫عباد الله " ‪.‬‬ ‫وفي الحديث ‪ "" :‬ما من عاشية أدوم وأنقى ولا أبعد ‪ 0‬إلآ من‬ ‫عاشية علم " ؛ والعشو ‪ :‬إتيانك النار ترجوا عندها خيرا وهدى ؛‬ ‫وقال الخطيئة ‪:‬‬ ‫تجد خير نار عندها خير موقد‬ ‫متى تأته تعشو إلى ضوء ناره‬ ‫‏"‪ ٨‬؛‬ ‫وفي الحديث ‪ "" :‬أغد عالما أو مْتعلما ‪ 0‬ولاتكن إمعة‬ ‫والإمعة ‪ :‬الذي يقول لكل أحد ‪ :‬أنا معك ؛ ويقال ‪ :‬هو الأحمق ؛‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫أسانل ماذا وذا في الخبر‬ ‫ولست بإمعة في الرجال‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬العلم أكثر من أن يؤتى على آخره ه‬ ‫فخدوا من كل شيء أحسنه ‪.‬‬ ‫<‬ ‫‪ :‬أنه قال ‪ "" 2‬العلم أكثر من أن يدرك‬ ‫النبي ()‬ ‫وعن‬ ‫فخذوا من كل شيء أحسنه "" ؛ وقال عبد الله بن غمر بن زياد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫لكن خذوا من كل شيع أحسنه‬ ‫العلم بحر ليس يؤتى جملة‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪ " :‬الفقه‬ ‫في الين حق على كل مسلم { ألا فتعلصُوا ‪ 0‬و علموا ‪ 0‬وتفقهوا ‪.‬‬ ‫ولاتموتوا جُهالاً " ‪.‬‬ ‫وعن أنس ‪ ،‬أنه سمع رسول الله () ‪ ،‬يقول ‪ " :‬الاأن‬ ‫طلب العلم فريضة ا" ‪.‬‬ ‫قيل لأنوشروان ‪ :‬ما بالكم لا تستفيدون من العلم ‪ ،‬إلا زادكم‬ ‫ذلك عليه حرصا ؟ قال ‪ :‬لأنا لا نستفيد منه شين { إل إزددنا بعظم‬ ‫معرفته علما ؛ قيل ‪ :‬فما بالكم لا تأنفون من التعليم من كل أحد ؟‬ ‫قال ‪ :‬لعلمنا بأن العلم ينفع من حيث أخذ ‪.‬‬ ‫وقيل لبزرجمهر ‪ :‬بم أدركت ما أدركت من العلم ؟ قال ‪ :‬بتبكير‬ ‫كتبكير الغراب ‪ 0‬وصبر كصبر الجمار ‪ 0‬وحرص كحرص الخنزير ‪.‬‬ ‫وقيل لآخر ‪ :‬بم أدركت ما أدركت من العلم ؟ قال ‪ :‬بقلب ذكي ‪.‬‬ ‫غني ‪.‬‬ ‫ولب‬ ‫وقيل لابن الكلبي ‪ :‬بم بلغت ما بلغت ؟ قال ‪ :‬بلسان سؤول ‪9‬‬ ‫وقلب عقول ‪.‬‬ ‫وروي ذلك ۔ أيضا ۔ عن ابن عباس ‘ وكان يقال ‪ :‬ما إزداد‬ ‫أحد علما إلا إزداد عليه حرصا ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫إلآ وزاد بذاك حرصا‬ ‫ما إزداد علما عالم‬ ‫إذا تقصا‬ ‫على الطبيب‬ ‫المريض‬ ‫وكذاك يستشفى‬ ‫للحفظ عنه قال حرصا‬ ‫وأخو الجهالة إن أعب‬ ‫وقف بعض المتعلمين بباب عالم ‪ .‬ثم نادى ‪ :‬تصدقوا علينا‬ ‫بما لايتعب ضرساآ { ولا يسقم نفسا ‪ 0‬فأخرج له طعام ؛ قال ‪:‬‬ ‫حاجتي إلى كلامكم ‪ 0‬أحو ج من حاجتي إلى طعامكم ‪ 0‬إني طالب‬ ‫هدى ‘ لا طالب ندى ‪ ،‬فأذن له العالم ‪ 0‬أوفاده عن كل ما سأل عنه ه‬ ‫فخرج جذلان فرحا ‪ 0‬وهو يقول ‪ :‬علم أوضح لبسا ‪ 0‬خير من مال‬ ‫أغنى نفسا ‪ 0‬والأكبر أولى بالتعليم من الأصفر ‪ ،‬لأن الذوؤلى‬ ‫بالكبير أن يكون شيخا مُتعلما ‪ 0‬ولا يكون شيخا جاهلا ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن بعض الحكماء ‪ 0‬رأى شيخا يحب النظر في العلم ‪3‬‬ ‫‪ :‬يا هذا أتسستحي أن تكون في آخر غُمرك ‘ أفضل مما كنت‬ ‫فقال‬ ‫في أوله ‪ ،‬لأن الصغير أعذر ‪ 0‬وإن لم يكن في الجهل عذر ‪.‬‬ ‫وقيل في الحكمة ‪ :‬جهل الشباب معذور عليه محقور ‪ .‬فأما‬ ‫الكبير فالجهل به أقبح ‪ 0‬ونقصه عليه أفضح ‪ ،‬وليكن طالب العلم‬ ‫‪- ٢٠٣‬‬ ‫راغبا راهبا ؛ أما الرغبة ‪ :‬ففي ثواب الله ؛ وأما الرهبة ‪ :‬فمن‬ ‫عقاب الله ‪.‬‬ ‫وقالت الحكماء ‪ :‬أصل العلم الرغبة ‪ 0‬وثمرته السعادة ‪.‬‬ ‫ثلاثة أوجه ‪ :‬قلب‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬الغلوم مطالعها من‬ ‫مفكر ‪ 0‬ولسان معبر } وبيان مُصور ‪.‬‬ ‫وقال الإسكندر ‪ :‬يحتاج طالب العلم إلى أربع ‪ :‬مدة ‪ 0‬وحدة‪.‬‬ ‫وقريحة ‪ 0‬وشهو ؛ وتمامها في الخامسة ‪ :‬مُعلم ناصح ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫المدة‬ ‫معلومة أولها‬ ‫أربع‬ ‫العلم في‬ ‫احتياج‬ ‫الن‬ ‫الرشدة‬ ‫في طلب‬ ‫وشهوة‬ ‫في العلم مبسوطة‬ ‫وجدة‬ ‫عدة‬ ‫تبرأها‬ ‫قريحة‬ ‫ورابع الخشياء أن تحتوي‬ ‫اللين والشدة‬ ‫موافق في‬ ‫ناصح‬ ‫مقة‬ ‫ذا‬ ‫وعالم‬ ‫قال ‪ :‬وعن النبي () ‪ .‬أنه قال ‪ " :‬منهومان لا يشبعن ‪:‬‬ ‫طالب علم ‪ 0‬وطالب المال "" ‪.‬‬ ‫وعن أنس ى قال ‪ :‬بلغفي أن النبي () ‪ 0‬قال ‪ " :‬أيها‬ ‫‘ فمنهوم في المال لا يشبع ؛ ومنهوم‬ ‫} إنما هو منهومان‬ ‫الناس‬ ‫۔_‪- ٢٠٤ ‎‬‬ ‫في العلم لا يشبع " ؛ المنهوم ‪ :‬المولع بالشيء لا يشبع منه ‪.‬‬ ‫روي هشام ‪ :‬أن مُعاذ بن جبل ‪ ،‬قام خطيبا ‪ 0‬فقال ‪ :‬يا أيها‬ ‫الناس ‪ ،‬تعلموا العلم قبل أن يرفع ‪ 0‬ألا وأن رفعه ذهاب أهله ‪ .‬ألا‬ ‫وإياكم والبدع ‪ ،‬وعليكم بأمركم العتيق ‪ 0‬والبدعة بدعتان ‪ :‬بدعة‬ ‫حسنة ‪ ،‬وبدعة لا تجوز ؛ ومعنى البدعة ‪ :‬أنه يفعل شين ما لم‬ ‫يكن قبل ؛ والله تعالى بديع السماوات والأرض ‘‪ 8‬إبتدعهما وما‬ ‫بينهما } ولم يكونا شينا ؛ والبدع ‪ :‬الشيء يكون أولا في كل أمر ‪.‬‬ ‫كما أنزل في هذه الآية ‪ :‬لأ قل ما كنت بدعا من الرسل » ‏‪. 0‘{١‬‬ ‫أي ‪ :‬لست بأول مرسل ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫الخمور وإبرامها‬ ‫ونقض‬ ‫النانبات‬ ‫فلست ببدع من‬ ‫ويقال ‪ :‬الخمر الغول الذي لا يتقدمه مثله ‪ :‬بدع ‪ 4‬وبديع ؛ قال‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫الهوى من الناس وحدي‬ ‫لم ‪1‬‬ ‫لا تلوموا فلست في الحب بدعاً‬ ‫وقال الخحوص ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الأحقاف‪. ١ : ‎‬‬ ‫_ ‪- ٢.٥‬‬ ‫جهلا أتيته ببديعي‬ ‫ليس‬ ‫فخرت وانتمت فقلت انظريني‬ ‫وأصل البدع ‪ :‬ما قد ذكرته ‪ ،‬ثم كثر في كلامهم ‪ 0‬حتى قالوا‬ ‫للجديد ‪ :‬بديع ؛ والبدعة ‪ :‬إسم ما قل إبتدع من الدين ‪ 0‬وغيره ؛‬ ‫تقول ‪ :‬جنت بأمر بديع عجيب ؛ والتنطع ‪ :‬التعمق في الكلام ؛‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫تنطع في مخالفة الفقيه‬ ‫إذا غلب الشقاء على سفيه‬ ‫وجمع البدعة ‪ :‬بدع ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إذا ظهرت البدع ‪.‬‬ ‫فلظهر الغقالم علمه ‪ 0‬فإن لم يفعل ‪ 0‬فعليه لعنة الله } ولعنة‬ ‫ا" ؛‬ ‫ولا عدل‬ ‫اللاعنين ‏‪ ٠‬اك أن يكون له عذر { لا يقبل منه صرف‬ ‫‪ :‬الفريضة ؛ والعدل ‪ :‬النافلة ‪.‬‬ ‫الصرف‬ ‫ه وذلك في‬ ‫‪ .‬خير من عباد ة ستين سنة‬ ‫وقيل ‪ :‬حفظ مسألة‬ ‫الأصول ؛ وأقل ما قيل ‪ :‬حفظ مسألة من سائر الغلوم ‪ 0‬خير من‬ ‫عبادة سنة ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬من لم يتعلم لم يتق ‪ 0‬ومن لم يتق هلك ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله ‪ :‬تعلموا ‪ 0‬فإذا تعلمتم ‪ 0‬فعلموا واعلموا ؛ وقال ‪:‬‬ ‫‪- ٢٠٦‬‬ ‫إذا تعلمتم علما فاكضموا عليه ‪ .‬لا تخلطوه بضحك ولا بباطل ‪.‬‬ ‫فتمحقه ‪ 0‬القلوب ؛ وقال ‪ :‬سيجيعء قوم يشربون العلم شربا { لا‬ ‫يجاوز حناجرهم ‪.‬‬ ‫وتعليم العلم فريضة في كتاب الله () ‪ ،‬قوله تعالى ‪ :‬لأ وما‬ ‫كان المؤمنون لينفروا كافة فلولانفر من كل فرقة منهم طانفة‬ ‫ليتفقهوا في الدين مه () ؛ وذلك أنه كان الناس في عهد رسول الله‬ ‫() (ى)يخرجلوهمن ذجميعا في الجهاد ‪ 0‬فنزلت هذه الآية ‪ ،‬ترغيبا‬ ‫منه‬ ‫فيقدم الغازون ‪ 0‬فيخبرهم القاعدون بما أحدث الله (تلك) إلى نبيه‬ ‫() ‪ 0‬وهو قوله تعالى ‪ ( :‬ليتفقهوا في الدين ه "ؤ ‪.‬‬ ‫وبلغنا ‪ :‬أن أعمال البر كلها ‪ 0‬عند الجهاد في سبيل الله ‪.‬‬ ‫كتفلة في بحر ؛ وأعمال البر كلها } والجهاد في سبيل الله ‪ 0‬عند‬ ‫الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ 0‬كتفلة في بحر ؛ وكل ذلك‬ ‫عند طلب العلم ‪ 0‬كتفلة في بحر ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬في لسخة اخرى ‪ :‬فتمجه‪. ‎‬‬ ‫‪:‬؟‪. ١٢ ٢‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة التوبة‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة التوبة‪. ١٢٢ : ‎‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬وعلم الناس بفرض تعلم العلم هو وقت له ‪ 0‬وتعليم باب‬ ‫من العلم } أفضل من مائة ‏‪ 6١‬ركعة ؛ وتعليم الرجل الرجل بابا من‬ ‫العلم ‘ أفضل من ألف ركعة ؛ وحفظ مسألة ‪ 4‬خير من عبادة ستين‬ ‫سنة ؛ وقيل ‪ :‬أكثر من ذلك ‪.‬‬ ‫م‬ ‫قال أبو محمد (رحمه الله) ‪ :‬هي المسألة التي على الإنسان‬ ‫لا يعذر ه ا لله ‘‬ ‫‪ .‬مما‬ ‫‪ .‬مثل ‪ :‬التوحيد ‪ .‬وما لا يسعه جهله‬ ‫فرض‬ ‫يكون به خلاصه من النار ‪.‬‬ ‫مما‬ ‫عباد ة مانة سنة ‪.‬‬ ‫“ خير من‬ ‫الوضا ح‪ .‬قال ‪ :‬حفظ مسألة‬ ‫وعن‬ ‫وعن أبو أيوب الأنصاري ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول الله () ‪:‬‬ ‫"" مسألة واحدة يتعلمها المؤمن ‪ 0‬خير له من عبادة سنة ‏‪ ٠0‬وخير‬ ‫له من عتق رقبة من ولد إسماعيل ‪ ،‬وأن طالب العلم ‪ 0‬والمرأة‬ ‫المطيعة لزوجها ‪ 0‬والولد البار لوالديه ‪ 0‬يدخلون الجنة مع‬ ‫الأنبياء بغير حساب " ‪.‬‬ ‫وأفضل الأشياء بعد الفرانض ‪ :‬طلب العلم ‪ ،‬وهو ۔ أيضا ۔ من‬ ‫الفرانض ‪ 8‬إذا لم يطلبه طالبه لمْباهاة } ولا لمُماراة } ولا لذكر في‬ ‫النااس ‘ و لا لعظم قدر وجاه ‪ .‬فمن طلبه لذلك ۔ فهو خاسر و هالك ؛‬ ‫العلم للعلم‬ ‫لا يطلبون‬ ‫إني رأيت الناس في دهرنا‬ ‫والظلم‬ ‫للخصم‬ ‫وحجة‬ ‫لإخوانهم‬ ‫إل مبا هاة‬ ‫وكان بعض الغلماء ‪ 0‬يقول ‪ :‬تعلموا العلم ‪ ،‬فإن كنتم ملوكا‬ ‫مي مي‬ ‫ور‬ ‫فقنم © وإن كنتم وسطا سدتم ‪ 0‬وإن كنتم سنوقة عمشتم ‪.‬‬ ‫وقال هارون بن المأمون لأبيه ‪ :‬ما حد التعليم ؟ قال ‪ :‬الحياة ؛‬ ‫وقال بعض الحكماء لبنيه ‪ :‬يا بني ‪ 0‬تعلموا العلم ‪ 0‬فإن لم تنالوا‬ ‫به من الذنيا حظا ‪ 0‬فلأن يذم الزمان لكم ‪ 0‬أحب إلي من أن يذم‬ ‫الزمان بكم ‪ 0‬وخير التعليم ما كان في الصغر ‪.‬‬ ‫وسمع الأحنف بن قيس رجلا يقول ‪ :‬التعليم في الصغر‬ ‫كالنقش على الحجر ‪ 0‬فقال الأحنف ‪ :‬الكبير أكبر عقلا { ولكنه‬ ‫اشغل قلبا ‪.‬‬ ‫النبي (غتنا) ‪ 4‬أنه قال ‪ '' :‬مثل‬ ‫وروي عن ابي الدرداء ‪ 0‬عن‬ ‫الذ ي يتعلم في صغره ‘ كالوشي على الحجر ‪ .‬والذي يتعلم في‬ ‫الكبر ‪ }.‬كالذي يكتب على الماء "" ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬قلب الحدث كالأراضي الخالية ‪ 0‬ما ألقى من‬ ‫الشيء فيها قبلته ‪.‬‬ ‫وقال يحيى ‪ :‬الناس يكتبون أحسن ما يسمعون ‪ 0‬ويحدثون‬ ‫‪- ٢٠٩‬‬ ‫بأحسن ما يحفظون ‪ .‬ويحفظون أحسن ما يكتبون ‪.‬‬ ‫قال الأصمعي ‪ :‬رأني أعرابي وأنا أطلب العلم ‪ 0‬فقال لي ‪ :‬يا‬ ‫أخا الحضر ‪ .‬عليك بلزوم ما أنت فيه ‘ فان العلم زين للمجلس ‘‬ ‫وصلة للإخوان ‪ 0‬وصاحب في الغربة ‪ 0‬ودليل على المروعة ‪ ،‬ثم‬ ‫أنشأ يقول ‪:‬‬ ‫وليس أخو علم كمن هو جاهل‬ ‫تعلم فليس المرء يُولذ عالما‬ ‫صغير إذا إلتفت عليه المحافل‬ ‫وإن كبير القوم لا علم عنده‬ ‫وقال ۔ أيضا ۔ رأني عرابي وأنا أكتب كل ما أسمع } فقال ‪:‬‬ ‫اللفظة‬ ‫لفظ‬ ‫تكتب‬ ‫إلا الحفظة‬ ‫ما أنت‬ ‫وقال أيضا ۔ رأني أعرابي وأنا أكتب كل ما أسمع & فقال لي ‪:‬‬ ‫أنت حتف الكلمة الشاذة ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬كنت عند بعض الغلماء ‪ 0‬فكنت أكتب بعضا‬ ‫‪ .‬فان أحسن ما تسمع »‪ .‬خير‬ ‫{ فقال ‪ :‬أكتب ما تسمع‬ ‫و أد ع بعضا‬ ‫من مكانه أبيض ‪.‬‬ ‫وقال عمر (رحمه الله) ‪ :‬تعلموا العلم ث وتعلموا للعلم السكينة‬ ‫والحلم ‪ 0‬ولا تكونوا من جبابرة الغلماء } فلا يقوم علمكم بجهلكم ‪.‬‬ ‫‪- ٢١٠‬‬ ‫‪ .‬ولا تكن‬ ‫‪ :‬أغذ عالما أو مُتعلما‬ ‫وعن أبي الدرد اء } أنه قال‬ ‫الثالث فتهلك ‪.‬‬ ‫وعن الحسن ‪ 8‬قال ‪ :‬يا ابن آدم ‘ لا عالم ولا متعلم ‪ 0‬طغيت‬ ‫والله ‪.‬‬ ‫وقال سفيان ‪ :‬أول العلم الإنصات ‪ 8‬ثم الإستماع ‘ ثم الحفظ ء‬ ‫نم العمل ‪ ،‬ثم النشر ‪.‬‬ ‫وقال قتادة ‪ :‬لو إكتفى أحد من العلم ‪ 0‬إكتفى نبي الله موسى‬ ‫(التنة) ‪ 0‬حيث قال ‪ :‬ا( هل أتبعك على أن تعلمن مما غلمت‬ ‫رشدا ) (_ ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬لما خرج مُوستى (التلتثل) إلى الخضر ‪ ،‬إنتهى إلى‬ ‫البحر ‪ 0‬فإذا هو به قائم فوق الماء ‪ 0‬فلما رأى مُوستى ‪ 0‬قال ‪:‬‬ ‫مُوستى نبي بني إسرانيل ؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬لقد كان لك في‬ ‫التوراة علم ‪ 0‬وفي بني إسرائيل شغل ؛ وقيل ‪ :‬وجده قائما صلي‬ ‫وعليه جبة من صوف ؛ وزعم مقاتل ‪ :‬أن إسمه ‪ :‬اليسع ‪ ،‬وسئمئَ‬ ‫اليسع ‪ :‬لأن علمه وسع سبع سماوات وسبع أراضين ؛ قال له‬ ‫مُوسنى ‪ :‬ل( هل أتبعك على أن تعلمن مما غلمت رشدا » ‏‪. (١‬‬ ‫‪. ٦٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الكهف‪‎‬‬ ‫_ ‪- ٢١١‬‬ ‫يعني ‪ :‬علما ؛ قال مقاتل ‪:‬قال الخضر ‪:‬كفى بالتوراة علما ‪.‬‬ ‫مُوستى ) التلة‪ ) :‬الكلام ؛فقال‬ ‫وببني إسرانيل شغلاً } فأعاد عليه‬ ‫)؛(' ‪.‬‬ ‫ريا‬ ‫ب مع‬ ‫صطيع‬‫الخضر ‪ :‬لأإنك لن تست‬ ‫فصل منه‬ ‫إختلف الناس في تعليم القرآن والعلم ‪ 0‬أيهما أفضل ؛ فقال‬ ‫‪ :‬تعليم القر آن أولى ‪ 4‬لذه الخصل ‪ 0‬ومنهم أبو معاوية ‪.‬‬ ‫بعصهم‬ ‫وقال مُوستى ‪ :‬تعليم العلم أولى ‪ 0‬لأن القرآن يوجد من الثقات‬ ‫وغير الثقات ‪ 0‬والعلم لا يوجد إلا من الثقات ‪ 0‬ومنهم سليمان بن‬ ‫ز‬ ‫عتمان ‪.‬‬ ‫وقد روي ‪ :‬أن رجلا جاء إلى النبي () © فقال ‪ :‬يا رسول‬ ‫الله ‪ 0‬علمني العلم ‪ ،‬فقال (غم) ‪ " :‬إذهب فتعلم القرآن " ؛ثم‬ ‫عاد فقال له في الثانية مثل ذلك ‪ ،‬فقال له النبي (غته) مثل ذلك ‪.‬‬ ‫ثم عاد فقال له في الثالثة مثل ذلك ‪ ،‬ثم عاد فقال له في الرابعة‬ ‫مثل ذلك ؛ فقال له النبي () ‪ " :‬إقبل الحق ممن جاعك به‪.‬‬ ‫أجنبيا كان أو قريبا ‪ 0‬واردد الباطل على من جاءك به ‪ .‬حبيبا كان‬ ‫أو بغيضا ؤ وتعلم القرآن ‪ 0‬ومل معه حيث ما مال "" ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الكهف ‪ :‬‏‪٦٧‬‬ ‫_ ‪- ٢١٢‬‬ ‫وتعليم القرآن فرض على الكفاية ‘ إذا قام به البعض سقط‬ ‫عن الباقين الفرض ‪ 8‬إل ما ثقام به الصلاة ‪.‬‬ ‫‪ " :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه ‪ 0‬وتعليم‬ ‫وقال النبي ()‬ ‫على كل ذ ي حلم !" ‪.‬‬ ‫القر آن فرض‬ ‫وقال سنفيان بن غيينه ‪ :‬أحوج الناس إلى العلم وطلبه‬ ‫الغلماء } لأنهم أعلام يقتدى بهم ‪.‬‬ ‫قيل ‪ :‬أوحى الله إلى داود (التتلم) ‪ :‬إتخذ نعلين من حديد ه‬ ‫{ و اطلب العلم حتى تنكسر العصى ‪ .‬وينخرق‬ ‫وعصى من حديد‬ ‫النعل ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫المجيد‬ ‫عليه صلاة خالقه‬ ‫لقد أوحى الإله إلى ابن إيشا‬ ‫وجد وخذ عصي لك من حديد‬ ‫نعلي حديد‬ ‫أيا داود خذ‬ ‫الأبيسد‬ ‫الخبد‬ ‫على‬ ‫تبيدهما‬ ‫بجهدك في طلاب العلم حتى‬ ‫الهنود‬ ‫أو اللسدين أو هند‬ ‫نوس‬ ‫بصين الصين أو بجبال‬ ‫وفي مناجاة مُوستى (الثلةم) ‪ 6‬أنه قال ‪ :‬يا رب ‪ .‬أي من‬ ‫عبادك أعلم ؟ قال ‪ :‬من يزداد علم الناس إلى علم نفسه ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫لايكون عالما حتى يكون مُتعلما ‪.‬‬ ‫‪- ٢١٣‬‬ ‫وقال ابن محبوب ‪ :‬لايزال العالم عالما ما دام يتعلم ‪ ،‬فإذا رأى‬ ‫أنه قد إستغنى ‪ 4‬فهو جاهل ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫وكيف ينال العلم إن لم تعلم‬ ‫يقول ابن محبوب تعلم ولاتدع‬ ‫غبي ونيل العلم بعد التفهم‬ ‫وكل من إستغنى عن العلم جاهل‬ ‫وعن سفيان بن المسيب ‘ قال ‪ :‬كنت أسير الخيام والليالي ‘‬ ‫في طلب العلم والحديث الواحد ‪ 0‬حتى أسمعه ‪.‬‬ ‫وعن عكرمة ‪ ،‬في قول الله (تينك) ‪ ( :‬ومن يخرج من بيته‬ ‫‪ :‬ضمرة بن‬ ‫إلى الله ورسوله ث () ‪ ،‬قال ‪ :‬إن إسمه‬ ‫مهاجرا‬ ‫وقفت عليه ‪.‬‬ ‫‪ 0‬حتى‬ ‫‪ :‬طلبت اسمه أربع عشر ة سنة‬ ‫؛ قال‬ ‫العيص‬ ‫ويقال ‪ :‬اطلب العلم من مضانها إلى مواضعها ‪ ،‬التي تظن‬ ‫‪ :‬موضع كذاوكذ ا ‪ .‬مظنة من‬ ‫؛ ويقال‬ ‫بها ‪ .‬وتعرف وتطلب‬ ‫‪ :‬معلم ومعدن ؛ وقال النابغة ‪:‬‬ ‫فلان ‪ .‬أي‬ ‫وإن مظنة الجهل الشباب‬ ‫والمظنة ‪ :‬المنزل ؛ وقال آخر ‪:‬‬ ‫للحسد‬ ‫إن الحسان مظنة‬ ‫موسئومة بالحسن ذات حواسد‬ ‫‪. ١٠٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة النساء‪‎‬‬ ‫_ ‪- ٢١٤‬‬ ‫وعن النبي (غم) ‪ 0‬أنه جاءه رجل من سُراد ‪ ،‬يقال له ‪:‬‬ ‫صفوان بن غسان المرادي ‪ 0‬وهو مُتكيء على برد له أحمر في‬ ‫المسجد ؛ فقال ‪ :‬يا رسول الله (صلى الله عليك) ‪ 0‬إني جنت أطلب‬ ‫العلم © فقال () ‪ " :‬مرحبآ بطالب العلم ‪ 0‬إن طالب العلم ‪.‬‬ ‫لتحف به الملانكة (صلوات الله عليهم) ‪ 0‬وتكنه بأجنحتها } فيركب‬ ‫بعضها على بعض & حتى تبلغ إلى قوانم العرش ‪ 0،‬ويستغفرون‬ ‫له ‪ .‬ويصلون عليه ‪ 0‬ويترحمون عليه ‪ 0‬لفرحهم بما يطلب " ‪.‬‬ ‫وعن أبو أمامة الباهلي ‪ .‬عن رسول الله (‪٤‬ممم)‏ ‪ 6‬أنه قال ‪:‬‬ ‫" يا أيها الناس تعلموا ‪ ،‬يا أيها الناس تعلموا ‪ 0‬يا أيها الناس ة‬ ‫عليكم بالعلم قبل أن يرفع ‪ 0‬وقبل أن يقبض ى والعالم والمتعلم‬ ‫كهذه من هذه ۔ وجمع بين أصبعيه ‪ :‬الوسطى والتي تليها ۔‬ ‫شريكان في الخير { ولا خير في سائر الناس " ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬الناس ثلاثة ‪ :‬قدوة ‪ .0‬ومّقتد ‪ 0‬والثالث‬ ‫لا أفلح ؛ وقال آخر ‪ :‬العقالم من ذهب ‪ 8‬والمتعلم من فضه ‪.‬‬ ‫`‬ ‫‪ 8‬لاخير فيه ‪.‬‬ ‫اس‬ ‫ح من‬‫نالث‬ ‫والث‬ ‫وقال الزد ي ‪ :‬النااس ثلاثة ‪ :‬عالم مرتفع ‘ ومُتعلم متبع ‪ 0‬وما‬ ‫خلاهما مُتنفع ‪ 4‬فقده أحسن به وبأهله من وجدانه ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫‏_ ‪- ٢١٥‬۔‬ ‫مرتفع‬ ‫بالعلوم‬ ‫عل مة‬ ‫رجل‬ ‫نلانة‬ ‫عند ي‬ ‫الناس‬ ‫مُنتفع‬ ‫فذاك‬ ‫يعيه‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫عن‬ ‫عالم بسائل‬ ‫ودونه‬ ‫الحمار متتقع‬ ‫فذاك مثل‬ ‫بطالته‬ ‫غرة‬ ‫وثالث‬ ‫صرع‬ ‫خده‬ ‫الجهل‬ ‫عماية‬ ‫من‬ ‫مثل فقده وهو‬ ‫وجدانه‬ ‫وعن علي ‘ عن النبي (ظتتا) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬ما إنتعل عبد قط ‪،‬‬ ‫ولا تخفف ‘ ولا لبس ثوبا ‪ 0‬ليفدوا في طلب العلم ‪ ،‬إلا غفر له‬ ‫حيث يخطوا عتبة باب بيته " ‪.‬‬ ‫وقال () ‪ " :‬من خرج من باب بيته ‪ 0‬يريد مسجدي ‘ لا‬ ‫يريد إلا لتعليم خبر ‪ 0‬أو يعلمه ‪ 0‬كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله‬ ‫!" ‪.‬‬ ‫(تنك)‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ 0‬وأبو ذر ‪ ،‬وأبو هريرة ‪ :‬باب من العلم‬ ‫نتعلمه ‪ 5‬أحب إلينا من مانة ركعة تطوعا ؛ وسمعنا رسول الله‬ ‫(ةه) ‪ 6‬يقول ‪ " :‬إن الموت إذا جاء طالب العلم ث وهو على هذه‬ ‫الحال ‪ 0‬مات شهيدا ! ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .‬يقول‬ ‫الله ()‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬سمعت‬ ‫‏‪ ٥‬قال‬ ‫ابن عباس‬ ‫وعن‬ ‫"" من تعلم علما ليعمل به ‘ أو يعلمه غيره ‪ 0‬كان له أجر سبعين‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لق‬ ‫هيد‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪- ٢١٦‬۔‬ ‫وقال () ‪ " :‬إذا جلس العالم على فراشه ‪ 0‬فنظر في علمه‬ ‫ساعة ‪ ،‬كان أفضل من عبادة المؤمن عاما واحدأ "" ‪.‬‬ ‫!) ‪ 4‬فقال ‪ :‬يا رسول الله‬ ‫وبلغنا ‪ :‬أن رجلا جاء إلى النبي‬ ‫(صلى الله عليك) ‪ ،‬علمني من غرائب العلم ؛ قال () ‪ " :‬فما‬ ‫صنعت في رأس العلم ؟ "" ؛ قال ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬وما رأس العلم ؟‬ ‫قال ‪ :‬عرفت الله ؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬فما صنعت في حقه ؟ قال ‪ :‬ما‬ ‫شاء الله ؛ قال ‪ :‬هل عرفت الموت ؟ قال ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬فما أعددت‬ ‫له؟ قال ‪ :‬ما شاء الله ؛ قال ‪ " :‬فانطلق فتعلم رأس العلم ‪ ،‬ثم‬ ‫تعال فتعلم غرانبه " ‪.‬‬ ‫الذ ي أحسن كل شيء‬ ‫وعن قتادة ‪ .‬في قول ا لله (ينك) ‪» :‬‬ ‫خلقه ) «‪ 0 0‬قال ‪ :‬خلق السماوات فزينها بالكواكب ‪ 0‬وخلق‬ ‫الازض فزينها بالنبات ‪ 0‬وخلق ابن آدم فزينه بالأدب ‪.‬‬ ‫قال رسول الله (مه) ‪ " :‬ما نحل والد ولدا نحلاً ‪ .‬خير من‬ ‫‏‪. ١١‬‬ ‫الأدب‬ ‫(‪ )١‬سورة السجدة‪. ٧ : ‎‬‬ ‫‏_ ‪- ٢١٧‬۔‬ ‫قال عبد الله بن الزبير ‪ :‬تعلموا الأدب ‪ 0‬فإن كنتم أغنياء ‪ 0‬كان‬ ‫لكم جمالا ‪ 3‬وإن كنتم فقراء ‪ 0‬كان لكم مالا ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫عائلا‬ ‫لمن أمسى فقيرا‬ ‫وتعلم الذدب الشريف فانه مال‬ ‫يعلم سائلا‬ ‫وهو الجمال لمن‬ ‫زانه‬ ‫الفني به تحلا‬ ‫وإذا‬ ‫ونظر صالح بن علي العباسي ببغداد ‪ 0‬إلى العباسيين وما‬ ‫أنفسهم ‘ قال ‪:‬‬ ‫صنعوا من‬ ‫وقد يشين صحيح المنصب الأدب‬ ‫سوء التأدب أرداهم وأنزلهم‬ ‫قيل لبعض الأدباء ‪ :‬متى يكون الأدب أضر ؟ قال ‪ :‬إذا كان‬ ‫العقل أنقص ‪.‬‬ ‫وقال ابن المبارك ‪ :‬أربعة يسود بهن المرع ‪ :‬العلم ‪ ،‬والأدب ‪.‬‬ ‫والفقه { والأمانه ‪.‬‬ ‫وقال رجل لبعض الأنبياء ‪ :‬من أدبك ؟ فقال ‪ :‬أدبني رب هذه‬ ‫وهذه ۔وأومئ بيده إلى السماء والأرض ۔ فقال الرجل ‪ :‬أمنت‬ ‫ورأى أعرابي رجلا من قريش يطلب الأدب ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا أخا‬ ‫قريش ؤ أطلب الأدب ‪ ،‬فإنه دليل على المروة ‪ 0‬وزيادة في العقل ‪.‬‬ ‫‏‪- ٢١٨‬۔‬ ‫وصلة في المجلس ‪ .‬وأنشد ‪:‬‬ ‫أهدت له صفوة الأيام تجريبا‬ ‫من كان للدهر حدثا في تصرفه‬ ‫كر الليالي والأيام تأديبا‬ ‫من كان خلوا من الأداب سربله‬ ‫ومثله قول آخر ‪:‬‬ ‫والنهار‬ ‫الليل‬ ‫أدبه‬ ‫من لم يُؤدبه والداه‬ ‫‪ :‬وهو محتا ج إلى‬ ‫الحسب‬ ‫‪ :‬شرف‬ ‫وقيل ‪ :‬النشسرف شرفان‬ ‫‪.‬‬ ‫الحسب‬ ‫عن شرف‬ ‫‪ :‬و هو مستغن‬ ‫‏‪ ١‬لذدذب‬ ‫؛ وشرف‬ ‫‏‪ ١‬لأدب‬ ‫شرف‬ ‫ومصدقه قول الشاعر ‪:‬‬ ‫يغنيك محموده عن سائر النسب‬ ‫كن ابن من شنت واصطنع أدبا‬ ‫أفضل‬ ‫النفس‬ ‫‏‪ ٠5‬وأدب نفس ؛ فأدب‬ ‫‪ :‬أدب درس‬ ‫أدبان‬ ‫والأدب‬ ‫من أدب الدرس ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫صلح‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫جسد‬ ‫‏‪ ١‬ه‬ ‫حو‬ ‫ما‬ ‫ودم‬ ‫كلحسم‬ ‫المر ء‬ ‫أدب‬ ‫للف ألف من ذوي الجهل رجح‬ ‫لو وزنتم بأديب واحد‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الحسب‬ ‫فإليهم منتهى كل‬ ‫الأدب‬ ‫أهل‬ ‫لا أقل الله من‬ ‫‏‪ ٢١٩‬۔‬ ‫من رعاع لغلب‬ ‫ألف ألف‬ ‫وزنا بأديب واحد‬ ‫لو‬ ‫والذهب‬ ‫حسنا‬ ‫وهم كالدر‬ ‫وحصى‬ ‫تراب‬ ‫الناس‬ ‫إنما‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫الأدب‬ ‫سنوء‬ ‫كتاب‬ ‫علم ‏(‪ (١‬في‬ ‫تأديبه‬ ‫سوء‬ ‫من‬ ‫كأنه‬ ‫‪ .،‬عند ابن‬ ‫الناس‬ ‫حكي ‪ :‬أن فتئ من بني هاشم ‘ تخطى رقاب‬ ‫أبي داود } فقال له ‪ :‬يا بني ‪ 3‬إن الأدب ميراث الأشراف ۔ ولست‬ ‫أر ى عندك من سلفك إرثا ؛ وقال أبو الفتح البستي ‪:‬‬ ‫لتطلب الربح مما فيه خسران‬ ‫يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته‬ ‫لا بالجسم إنسان‬ ‫فأنت بالنفس‬ ‫أقبل على النفس واستكمل فضائلها‬ ‫ى والأدب ‪:‬‬ ‫والأدب هو رياضة النفس على طاعة الله ()‬ ‫هو حلا اللسان ‪ 0‬وجلالة الإنسان ‪ 0‬وبه يصح البيان ‪ ،‬وإتضح‬ ‫الرهان ‪ 0‬وهو مادة العقل ‪ 0‬وكمال الفضل ‘ وفيه قوة العلم { وبه‬ ‫يقرب الفهم ‪ 0‬ويجب أن يبتديء به الإنسان ‪ 8‬ليقيم به اللسان ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي (ته) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬من تعلم العلم قبل‬ ‫في لنسخة أخرى ‪ :‬اب ‪.‬‬ ‫((‬ ‫‪- ٢٢٠‬‬ ‫الدب ‪ ،‬فقد إستعد أن يكذب على الله (تيّك) ‪ 0‬وعلى رسوله‬ ‫() " ؛ وذلك أن من لم يكن للأدب عارفا ‪ 0‬كان للغثلوم‬ ‫مصحفا ‪ 0‬وللكلام مُحرفا ‪ 0‬فلا يخلوا من تحريم حلال ‪ 0‬وتحليل‬ ‫حرام ‘ إذ الصواب مضبوط بحركات الإعراب ‪ 0‬وباللحن ‪.‬‬ ‫والتصحيف ‪ .‬والتبديل ‪ 0‬والتحريف ‪ ،‬تكون الضيعة والكفر معا ‪.‬‬ ‫وقال زهير لرجل ‪ :‬تعلم النحو ؛ قال ‪ :‬وأي شيء أصنع‬ ‫بالنحو ؟ قال ‪ :‬إن بني إسرائيل كفرت في كلمة ‪ ،‬أنزلها الله تعالى‬ ‫في الإنجيل ‪ 0‬وهي قوله ‪ :‬أنا ولت عيستى ‪ 0‬فقرؤها مخففة ‪ :‬أنا‬ ‫ولات عيستى ‪ 0‬فكفروا ؛ وقال الله تعالى لعيستى (اللةم) ‪ :‬أنت‬ ‫نبي وأنا ولاشك ‪ .‬فحرفته النصارى ‪ ،‬فقرأوا ‪ :‬أنت بني وأنا‬ ‫ولانك ‪.‬‬ ‫وكذلك ما روي عن ابن عباس ‘‪ 0‬حين بلغه أن معاوية أوتر‬ ‫بركعة ‪ 3‬فقال ‪ :‬ويحه من أين له هذا الجماز ‘ أي ‪ :‬هذا الثقصان ‪.‬‬ ‫فقرأه بعض المتعلمين ‪ :‬هذا الحمار ؛ فصُحف أقبح تصحيف ‪.‬‬ ‫فأنار بذلك فتنة عظيمة ‪.‬‬ ‫وعن أبو عمرو الشيباني ‘ عن أبيه ‪ 0‬عن جده ‪ 0‬قال ‪ :‬أن‬ ‫‪ :‬أصلح‬ ‫أمه ‪ .‬فقال‬ ‫غلاما وقف بين يدي الحجا ج ‪ 4‬وعليه خمار‬ ‫_ ‪- ٢٢١‬‬ ‫الله الأمير ‪ 0‬مات أبي ‪ 0‬وأنا أحمل ‪ 0‬وماتت أمي وأنا في نفاسها ‪.‬‬ ‫فنحن على المُسلمين إلى أن قمت مقامي هذا ‪ 0‬وكانت لي ضيعة ‪.‬‬ ‫فغلبنا عليها ناس ‪ ،‬وفي الأمير ما أخذ المظلوم من المظالم ‪.‬‬ ‫وليس على حق أمرعء تواء وإن نأى ؛ فقال الحجاج ‪ :‬يا غلاما‬ ‫أصرف المؤدبين عن محمد بن الحجاج ‪ 0‬فإن الأدب أدب الله‬ ‫() ‪ 0‬إلتواء ممدود ذهاب مال لا يرجى ‪ 8‬والفعل ‪ :‬توى ‏‪٠‬‬ ‫يتوي ‪ :‬إذا ذهب ماله ؛ ويقول ‪ :‬توى الرجل ‪ ،‬أي ‪ :‬ذهب ماله ؛‬ ‫ويقول ‪ :‬أتوى الرجل ‘ هذا عن الخليل ؛ قال أبو العباس أحمد بن‬ ‫محمد بن الوليد ‪ :‬إلتوي (مقصور يكتب بالياء) ؛ وكذا وجدت‬ ‫۔ أيضا ۔ عن غيره ‪ :‬أنه مقصور ؛ قال ابن دريد ‪:‬‬ ‫وتوى‬ ‫نفاذ‬ ‫قصار ه‬ ‫أن‬ ‫فاعلمن‬ ‫إذا ذو ي الفصن الرطيب‬ ‫فصل منه‬ ‫روى أبو عبيدة ‪ 0‬بإسناد له ‪ 4‬عن عبد الله ‪ 0‬قال ‪ :‬أن كل‬ ‫مؤدب يجب أن يؤتى أدبه ‪ 0‬وأن أدب الله القرآن ؛ والأدب مأخوذ‬ ‫من المأدبة ‘ والمأدبة ‪ :‬الطعام ‪ .‬يتخذ فيد عى النااس إليه ؛ وكأن‬ ‫الله () ‪ 0‬جعل القرآن أدبا للناس يتادبُون به ؛ ويقال ‪ :‬أدب‬ ‫فلان القوم بأدبهم ‪ 0‬إذا دعاهم إلى طعامه وجعلهم عليه ‪ .‬والداعي‬ ‫‏‪ ٢٢٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫إليه أدب ؛ قال طرفة ‪:‬‬ ‫الأدب فينا ينتقر‬ ‫لا ترى‬ ‫نحن في المشتاة ندغوا الجفلى‬ ‫النقرى ‪ :‬دعوة الخاصة ؛ والجفلى ‪ :‬دعوة العامة ‪.‬‬ ‫وفي حديث لكعب ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬إن لله مأدبة من لحوم الروم‬ ‫بمروج عك ؛ يقول ‪ :‬إن الله تعالى جده ‪ ،‬يقتل الروم ‪ 0‬فتنتاب‬ ‫الطير والسباع لحومهم ‪ .‬فكأنها مادبة الله ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬يجلب‬ ‫‪ :‬جلب‬ ‫وا لأدب ‪ :‬إسم من تأدب أدب] ‪ 4‬كما تقول‬ ‫وتقول ‪:‬أدب الرجل فلان أدبه ؛وأدبه‬ ‫جلبا } والإسم ‪::‬الجلب ؛‬ ‫القول بالذ عاء إلى الرياضة ‪.‬‬ ‫المؤدب ‪ 0‬معناه ‪ :‬أعاد "‬ ‫والتعليم ‪ 0‬والتنشسريف ‪ 0‬ووقع فيه للتكرير ؛ والولد مؤدب ‪ 0‬أي ‪:‬‬ ‫مدغو للرياضة مرة بعد مرة ‪.‬‬ ‫قال رجل لعيستى (الملتتلم) ‪ :‬يا روح الله ‪ 0‬أحسن بالشيخ‬ ‫الكبير أن يطلب الأدب ؟فقال عيسى ( لتشاخ‪ : 7‬ما حسنت الحياة‬ ‫فالادب يحسن ‪.‬‬ ‫‪::‬ما أحسن الحيوان ؟ قال ‪:‬الإنسان‬ ‫وقيل لأرسطاطاليس‬ ‫‏‪- ٢٢٣‬۔‬ ‫ء و النبالة ‪ 0‬و المهابة ‘‬ ‫‘ ففى ‏‪ ١‬لأدب الجمال‬ ‫المزين بالأدب‬ ‫والجلالة ‪ 0‬وبه يسموا الرجل أعلى الرتب ‪ 0‬وربما سلم به من‬ ‫العطب ‪.‬‬ ‫كما روي ‪ :‬أن عبد الملك بن مروان ‪ 0‬جلس ذات يوم للناس ه‬ ‫فقام إليه رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ 0‬إني تزوجت إمرأة ‏‪٨‬‬ ‫وزوجت إبني أمها ‪ 0‬فإن رأيت أن تأمر لنا بعطائنا ث حتى نرم‬ ‫شأننا ‪ 0‬ونضم أهلينا ؛ فأطرق عبد الملك ساعة ثم رفع رأسه ه‬ ‫فقال له ‪ :‬إن ولد لكما غلامان ‪ 0‬ما القرابة بينهما ؟ إن قلته ‪.‬‬ ‫أمرت لك بعطائك ‪ 0‬وأضعفتهما لك ؛ ففكر ساعة ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا أمير‬ ‫المؤمنين ‪ :‬هذا صاحب شرطك ‘ وليته سيفك ‘ وما وراء ذلك ‏‪١‬‬ ‫فسأله عنها ‪ 0‬فإن أصابها فعطائي له ‪ 0‬وإن لم يصبها فأنا أعذر ؛‬ ‫قال ‪ :‬صدقت ‏‪ 0٠‬وسأل صاحب الشرطة عن المسألة ‪ 0‬فأخطا ؛‬ ‫وسال جميع من حضره ‪ 0‬فلم يصب أحد منهم ‪ 0‬فقام رجل من‬ ‫أخريات الناس ‘ من أهل العراق ‪ 0‬يتظلم من عامل له ‪ 0‬فقال ‪ :‬يا‬ ‫أمير المؤمنين ‪ 0‬إن أنا أخبرتك بذلك ‪ .‬تأمر بقضاء حاجتي ؟ قال ‪:‬‬ ‫نعم ؛ قال ‪ :‬إبن الأب عم إبن الإبن ‪ 0‬وإبن الإبن خال إيين الأب ‏‪٠‬‬ ‫فقال عبد الملك ‪ :‬لله أبوك ‪ ،‬ثم أمر له بعشرة آلاف درهم ‪.‬‬ ‫وكسوة ‪ 0‬وكتب له بعزل العامل ‪ ،‬ثم إلتفت إلى جلسائه ‏‪ ، 0١‬فقال ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ :‬اصحابه‪. ‎‬‬ ‫۔_‪- ٢٢٤ ‎‬‬ ‫لله در الخدب ‪ 0‬أي ميراث ‪.‬‬ ‫ومثله ‪ :‬ما روي العريان ‪ :‬أنه أتى برجل سكران ‪ 0‬فقال له ‪:‬‬ ‫من أنت ؟ فقال ‪:‬‬ ‫وإن نزلت يوما فسوف تعود‬ ‫أنا ابن الذي لاينزل الدهر قدره‬ ‫فمنهم قيام حولها وقعود‬ ‫ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره‬ ‫فامر بتخلية سبيله ‪ ،‬ثم قال لبعض الشرط ‪ :‬سل عن هذا ‪ 0‬ابن‬ ‫العريان ‪ .‬ثم‬ ‫من هو ؟ فسأل عنه ‪ .‬فقال ‪ :‬هو ابن باقلاء } فضحك‬ ‫قال ‪ :‬لله در الأدب ‪.‬‬ ‫ومثله ‪ :‬ما روي عن رجل ‪ 0،‬وجده صاحب العسس ۔ وهو‬ ‫الذي يطوف للسئلطان بالليل فأخذه لعاقبه ‪ 9‬ثم سأله ‪ :‬من أنت ؟‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫الله أيما رجل‬ ‫برحمة‬ ‫أنا ابن من تخضع الرقاب له‬ ‫وليس من تارهم على وجل‬ ‫ياخذ من مالهم ومن دمهم‬ ‫‘ فاستحسن ما‬ ‫فخلى سبيله ه ثم سأل عنه‪ .‬فاذ ا هو ابن حجام‬ ‫نفسه به ‪.‬‬ ‫سمع من أدبه ‪ .‬ولطف ما خلص‬ ‫والأدب أفضل حلية يتحلاها الرجل ؛ ومن لا أدب له ‪ ،‬فخرسه‬ ‫_ ‪- ٢٢٥‬‬ ‫أجمل به من نطقه ‪ .‬وموته أستر له من حياته ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪:‬‬ ‫وأدبه‬ ‫بماله‬ ‫صعدا‬ ‫يعلوا‬ ‫المرء‬ ‫ونسبه‬ ‫وماله‬ ‫أدبه‬ ‫من‬ ‫خلا‬ ‫فان‬ ‫به‪4‬‬ ‫أجمل‬ ‫وموته‬ ‫له‬ ‫أ غنى‬ ‫ففقده‬ ‫وقال عبد الله بن عمر بن زياد ‪:‬‬ ‫وأدب قد زاد في جماله‬ ‫يحظى إمرء عند الورى بماله‬ ‫في خلاله‬ ‫صار‬ ‫قد‬ ‫وأدب‬ ‫ماله مغترباآ ‏‪0١‬‬ ‫فان خلا من‬ ‫من أن يعيش الذل في سرباله‬ ‫فعدمه وموته أولى به‬ ‫وجدت هذا الفصل مما يُشاكل ما نحن فيه ‪ 0‬في هذا الموضع ‪0‬‬ ‫وهو من غير الكتاب ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬قدم عبد الملك بن مروان الكوفة ‪ 0‬بعد مقتل مصعب ‪.‬‬ ‫للبيعة ‪ .‬فقام اليه معبد بن خالد‬ ‫أحيا ء العرب‬ ‫فجلس يعرض‬ ‫البجلي ‪ 0‬وكان قصير آ ذميما ‪ .‬وتقد م إليه رجل حسىن الهينة ‘ فقال‬ ‫معبد ‪ :‬وكان الرجل أمامي ‪ .‬فنظر عبد الملك إلى الرجل "‪ 8‬فقال ‪:‬‬ ‫ممن أنت ؟ فسكت الرجل ‪ ،‬فقلت أنا من خلفه ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‏‪٨‬‬ ‫(‪ )١‬في لسخه اخرى ‪ :‬مُتعربا‪. ‎‬‬ ‫‪- ٢٢٦‬‬ ‫_‬ ‫نحن من جديلة } فأقبل عليه وتركني ؛ فقال ‪ :‬من أيكم كان ذو‬ ‫الأصبع ؟ فقال الرجل ‪ :‬لا أدري ‪ 0‬فقلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ :‬كان‬ ‫من عدوان ؛ فأقبل على الرجل وتركني ‪ 0‬فقال ‪ :‬ولم سمي ذا‬ ‫الأصبع ؟ فقال الرجل ‪:‬لا أدري ؛ فقلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪.‬‬ ‫ذا الأصبع ؛فأقبل على‬ ‫ممي‬ ‫سن ث‬ ‫نهشته حية في أصبعه { فم‬ ‫الرجل وتركني ‪ 0‬وقال ‪ :‬ما كان يسمى قبل ذلك ؟ فقال الرجل ‪ :‬لا‬ ‫أدري ‪ 0‬فقلت أنا ‪:‬كان يسمى ‪ :‬حرثان ؛ فأقبل على الرجل‬ ‫وتركني ‪ ،‬وقال ‪:‬أنشدني له ‪:‬‬ ‫م‬ ‫‏‪ ١‬لمرض‬ ‫حيه‬ ‫كانوا‬ ‫عدوان‬ ‫الحي من‬ ‫عذير ي‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ قال‬ ‫أنشدتك‬ ‫‪ :‬إن شنت‬ ‫أرويه ‘ فقلت‬ ‫‪ :‬لست‬ ‫فقال الرجل‬ ‫أدن مني ‪ 0‬وإني أراك بقومك عالما ‪ ،‬وأراك أديبا لسيتا ؛ فدنوت‬ ‫منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنشدني ؛ فأنشدته قول ذ ي ا لخصبع ‪:‬‬ ‫الأرض‬ ‫كانوا حية‬ ‫عذيري الحي من عدوان‬ ‫فلم يرعوا على بعض‬ ‫بنا بعضهم بعضا‬ ‫والمؤفون بالفرض‬ ‫ومنهم كانت السادات‬ ‫فلا ينقض ما يقضي‬ ‫وينهم حكم عدل‬ ‫الإبرام والنقض‬ ‫من‬ ‫وما للمرء من شيء‬ ‫‪- ٢٢٧‬‬ ‫يمض‬ ‫ما‬ ‫ولا يملك‬ ‫أمضيه‬ ‫اليوم‬ ‫يقول‬ ‫فقال عبد الملك لصاحبي ‪ :‬كم عطاؤك ؟ قال ‪ :‬سبعمانة ؛ ثم‬ ‫قال لي ‪ :‬كم عطاؤك ؟ قلت ‪ :‬أربعمائة ؛ قال ‪ :‬أنت أحق بسبعمانة ؛‬ ‫وقال ‪ :‬خذوا من عطاء هذا ثلاثمانة ‪ 0‬فزيدوها في عطاء هذا ‪6‬‬ ‫وانصرفت وعطاني سبعمائة ‪ .‬وعطاء صاحبي أربعمائة ؛ قال ‪:‬‬ ‫فرغب الناس يومنذ في الأدب ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫أفضل من عقله ومن أدبه‬ ‫ما وهب الله لمرء هبة‬ ‫ففقده للحياة أجمل به‬ ‫هما جمال الفتى فإن فقدا‬ ‫وهو أكثر من أن يأتي عليه باب ‪ 0‬وقد ذكرت منه صدرا في‬ ‫باب الأدب ‪ 0‬فاختصرته ها هنا ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ٢٢٨‬۔‬ ‫الباب العاشر ‪:‬‬ ‫في أداب العلماء‬ ‫ومن أدب العلماء ‪ :‬أن يُؤدبْوا أقوالهم ‪ 0‬ويهذبْوا أفعالهم ‪.‬‬ ‫وأن يأتوا في كل مقام بمقالة ‪ 0‬وفي كل أوان بمقتضى حاله ‪.‬‬ ‫لأنهم الضياء من الغمة ‪ 0‬والمصباح في الظلمة ‪ 0‬والصلاح للأمة ة‬ ‫بأقوالهم يهتدي ‪ 0‬وبأفعالهم يقتدى ‪ 0‬وهم ورثة الأنبياء ‪ 0‬وملح‬ ‫الأزذض ‪ 0‬ومصابيح النيا ‪ 0‬وقادة الأتقياء ‪ }.‬والأدلاء عند العمى ‪.‬‬ ‫والمشهورون في الذرض والسماء ‪ 8‬والأئمة الأخيار ‪ .‬والربانيون‬ ‫والأحبار ‪ 0‬والغلماء بالله والسئنة ‪ ،‬وذعاة الناس إلى الجنة ‪8‬‬ ‫فعليهم أن يتأدبوا قبل أن أدوا ‪ 0‬ويتهذبوا قبل أن يُهذبُوا ‪ 0‬وإلا‬ ‫فما فضيلة الغلماء إن لم يكونوا كذلك ‪.‬‬ ‫وقد حكي ‪ :‬أن عبد المملكر بونان ‪ 0‬أنه قال للثسعبي ‪ :‬كم‬ ‫‪ :‬لما ترك أمير‬ ‫ا؟ل‬ ‫قنت‬ ‫عطاءك ؟فقال ‪:‬ألفين ؛قال ‪ :‬لح‬ ‫المؤمنين الإعراب ‪ 0‬كرهت أن أعرب كلامي عليه ؛ فانظر إلى‬ ‫لطيف جوابه ‪ 0‬وطريف ما أتي به ‪.‬‬ ‫ومن غير هذا الكتاب ‪ :‬دخل الشعبي على الحجاج ‪ ،‬فقال ‪ :‬كم‬ ‫عطاك ؟ قال ‪ :‬ألفين ؛ فقال ‪ :‬ويحك ‪ 0‬كم عطاؤك ؟ قال ‪ :‬ألفان ؛‬ ‫‏‪ ٢٢٩‬۔‬ ‫۔‬ ‫قال ‪ :‬فلم لحنت فيما لا يلحن فيه مثلك ؟ فقال ‪ :‬لحن الأمير فلحنت ؛‬ ‫وأعرب الأمير فأعربت ‪ 0‬ولم يكن ليُلحن الأمير فاعرب عليه ‏‪٠‬‬ ‫فأكون كالمفرع له بلحنه ‪ 0‬والمستطيل عليه بفضل القول قبله ‏‪٠‬‬ ‫فأعجبه ذلك ‪ 0‬ووهب له مالاً ‪.‬‬ ‫رجع إلى الكتاب ؛ حكي عن الذصمعي ‪ ،‬أنه دخل على الرشيد ‪.‬‬ ‫بعد غيبة كانت منه ‘ فقال ‪ :‬يا أصمعي ‘ كيف كنت بعدي ؟ قال ‪:‬‬ ‫ما لاقتني بعدك الأرض ۔ فتبسم الرشيد ؛ فلما خرج الناس ى قال‬ ‫له ‪ :‬ما لاقتنني الأرض بعدك ؟ قال ‪ :‬ما إستقرت بي الأرض ‘ كما‬ ‫يقال ‪ :‬فلان لا يليق شيئا ‪ ،‬أي ‪ :‬ما يستقر معه شيع ؛ فقال ‪ :‬هذا‬ ‫حسن ‪ ،‬ولكن ما ينبغي أن تكلمنا بين أيدي الناس بما لا أفهمه ه‬ ‫فإذا خلوت بك فعلمني ‪ ،‬فإنه يقبح بالنلطان أن لا يكون عالما ‪.‬‬ ‫إما أن أسكت ‪ ،‬فيعلم الناس أني لا أفهم إذا لم أجب ى وأما إن‬ ‫أجبت بغير الجواب ‪ ،‬فيعلم من جوابي أني لا أفهم ما قلت ؛ قال‬ ‫الأصمعي ‪ :‬غعلمني أكثر مما علمته ‪.‬‬ ‫وحكي عنه ۔ أيضا ۔ قال ‪ :‬قال لي الرشيد ‪ :‬يا عبد الملك ‪ ،‬أنت‬ ‫أعلم منا ‪ 0‬ونحن أعقل منك ‘ لا تعلمنا في ملا ‪ .‬ولا تسرع إلى‬ ‫تذكيرنا قي خلاء ‪ ،‬فاذكرنا حتى نبتديك بالسؤال ‪ ،‬فإذا بلغت من‬ ‫السؤال حسب الإستحقاق & فلا ترد إلى أن نستدعى ذلك منك ‪.‬‬ ‫‪- ٢٣٠‬‬ ‫ومن أداب العلماء ‪ :‬نزاهة النفس ‪ ،‬والقناعة ‪ 0‬وصون النفس‬ ‫عن الطمع والشناعة ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫العلم بالطمع‬ ‫قرن‬ ‫عغاللم‬ ‫لا يسودن‬ ‫والورع‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫باإايياس‬ ‫العلم‬ ‫قارن‬ ‫فاتضع‬ ‫الحرص‬ ‫قاده‬ ‫كذا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫لن من‬ ‫وقال علي بن عبد العزيز ‪:‬‬ ‫راوا رجلا عن موقف الذل أحجما‬ ‫يقولن لي فيك إنقباض وإنما‬ ‫ومن أكرمته عزة النفس أكرما‬ ‫أرى الناس من داناهم هان عندهم‬ ‫بدا طمغ صيرته لي سلما‬ ‫ولم أقض حق العلم إن كنت كلما‬ ‫ولاكل من في الأرض أرضاه مُنعما‬ ‫وما كل برق لاح لي يستفزني‬ ‫ولكن نفس الحر تحتمل الظما‬ ‫إذا قيل همذانهل قلت قد أرى‬ ‫إذا قلت قد أسدى إلي وأنعما‬ ‫إلى أن أرى من لا يغص بذكرة‬ ‫الأخدم من لاقيت لكن لأخدما‬ ‫ولم أبتذل في خدمة العلم مُهجتي‬ ‫إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما‬ ‫النقى به غرساآ وأجنيه ذلة‬ ‫ولو عظموه في النفوس لعظما‬ ‫ولو أن أهل العلم صانود صانهم‬ ‫تجهما‬ ‫بالأاطماع حتى‬ ‫ولكن أذلوه فهان ودنسوا محياهد‬ ‫والهدية للغلما ء جانزة ‪ .‬على وجه الإكرام لهم ‪ 0‬لا على وجه‬ ‫‪_ ٢٣١‬‬ ‫التقية منهم ‪ 0‬ولا لعوض العلم الذي يعلمونه } فإن هذا على هذه‬ ‫الجهة لا يحل لهم ‪ 0‬وقد كان الغلماء تأتيهم الهدايا والصلات ‪ ،‬من‬ ‫إخوانهم من الأفاق إلى مكة ‪ 0‬فيقبلونها ‪ 0‬فإذا كان ذلك من وجه‬ ‫الكرامة لهم ‪ ،‬أو الصدقة عليهم ‪ 0‬فلا بأس ؛ غير أن الغلماء لهم‬ ‫تنزه عن هذا ‪ 0‬إجلالاً للعلم ‪ 0‬وإن كان حلالا ‪.‬‬ ‫ومن أدب العالم ‪ :‬التواضع ‪ ،‬فإنه سيما الغلماء } وسمة‬ ‫الحكماء ؛ ويجب للعالم أن يتأدب بآداب الله ‪ 0‬قولا وفعلا ‪ ،‬وأن‬ ‫تكون أقواله مُضاهية أفعاله ‪.‬‬ ‫العالم اذ الم يعمل بعلمه { زلت‬ ‫فقد قال مالك بن دينار ‪ :‬إن‬ ‫موعظته عن القلوب ‪ ،‬كما يزل القطر عن الصفا ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪.‬‬ ‫تبدى عليه الجهل وانتزع العلم‬ ‫إذا المرء لم يعمل بموجب علمه‬ ‫لبنس الخليلان الخيانة والإثم‬ ‫وكيف يداوي الناس من خان نفسه‬ ‫ونحوه ‪ 0‬قال زياد ‪ :‬إذا خرج الكلام من القلب وقع في القلب ‘‬ ‫وإذا خرج من اللسان لم يجاوز الأذان ‪.‬‬ ‫بتعليمهم وجه الله تنك ) ‘‬ ‫يقصدوا‬ ‫ومن أداب الغلما ء ‪ :‬أن‬ ‫من غير عوض ؛ قال الله (ييلة) ‪ :‬لأ ولا تشتروا بآياتي نمنا‬ ‫‏‪- ٢٣٢‬۔‬ ‫قليلا ‪ )( 4‬؛ قال أبو العالية ‪ :‬لا تأخذوا عليه أجرا ‏‪ ٠‬وهو مكتوب‬ ‫عندهم في الكتاب الأول ‪ :‬يا ابن آدم ‪ 0‬علم مجانا كما علمت مجانا ‪.‬‬ ‫وعن الربيع بن أنس ‪ 8‬قال ‪ :‬مكتوب في التوراة ‪ :‬يا ابن آدم ©‬ ‫علم مجانا كما علمت مجانا ؛ والمجان ‪ :‬عطية شيء بلا منة ولا‬ ‫ثمن ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫الإنسان‬ ‫يحبه‬ ‫مما‬ ‫وهي‬ ‫مكان‬ ‫القلوب‬ ‫للهدايا من‬ ‫أنها مجان‬ ‫وأيقنت‬ ‫سيما إن أمنت منها المكافأة‬ ‫ومن أد ابهم ‪ :‬النصح لمن علموا ‪ 0‬والرفق بهم ‪ 0‬وأن لا‬ ‫يعنفوا مْتعلما ‪ 0‬ولا يحقروا ناسيا ‪ 0‬ولايستصغروا مُبتدنا ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي غنا ) }‪ .‬أنه قال ‪ !"" :‬علموا ولاتعنفوا‬ ‫فإن المعلم خير من المُعنف "" ‪.‬‬ ‫ومن أد ابهم ‪ :‬أن لا يمنعوا طالبا ‪ 0‬ولا ينفروا راغبا { ولا‬ ‫يؤيسوا متعلم ‪ 0‬ولا يلبسوا مُتفهما ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي () © أنه قال ‪ " :‬الا أنبنكم بالفقيه ‪.‬‬ ‫كل الفقيه ؟ " ؛ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ 0‬قال ‪ " :‬من لم يُقنط‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ٤١ : ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٣٣‬۔‬ ‫الناس من رحمة الله ‪ 0‬ولم يؤيسهم من روح الله ‪ ،‬ولا يدع القران‬ ‫رغبة إلى ما سواه ‪ ،‬الا لاخير في عبادة ليس فيها تفقه ‪ ،‬ولا‬ ‫لعلم ليس فيه تفهم ‪ 0‬ولا قراءة ليس فيها تدبر " ‪.‬‬ ‫عن الأخطل بن المغيرة ‪ 0‬قال ‪ :‬إن الغلماء يستودعوا الغلماء‬ ‫حلال الدنيا وحرامها ‪ 0‬وليس كل يؤتمن على ذلك {‪ ،‬وقد تكلمت‬ ‫الغلماء بإتفاق ‪ 0‬وإختلاف ‪ 0‬وإفتراق ؛ فما جاء عنهم بإتفاق ‪.‬‬ ‫فهو الحق لا ريب فيه ؛ وما جاء عنهم بإفتراق ‪ 0‬فإن بيان الحق‬ ‫من الباطل في ذلك ‪ ،‬بمُقابلته وعرضه على حكم القرآن والسنة‬ ‫وآثار أنمة الهندى ؛ وما جاء عنهم بإختلاف ‪ 0‬فمن عرف الحق‬ ‫من إختلافهم أخذ به ‪ ،‬وإلا أخذ لنفسه بالوثيقة في إختلافهم ‪.‬‬ ‫فوقف على ما تبين منه للحق وسؤال منه ‪ 0‬ويلقى الله تعالى على‬ ‫ذلك ‪ 0‬ما لم يضيع في إختلافهم فريضة ں أو ينتهك مُحرما ‪.‬‬ ‫وينبغي للغلماء أن يحقوا أديانهم ‪ 0‬إما صيانة لها ‪ .‬أو تقية فيها ‪.‬‬ ‫فهو أعظم لقدرهم ‪ 0‬وأسلم لأمرهم ‪.‬‬ ‫أدركته‬ ‫‪ 0‬وكان من خيار من‬ ‫المعتمر بن عمارة‬ ‫عن‬ ‫وقد روي‬ ‫من المسلمين ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬حق على كل ذي دين & أن يدين لله تعالى‬ ‫‪- ٢٣٤‬‬ ‫_‬ ‫بكتمانه ‪ 0‬ما لم يحتج إليه } وينبغي لهم أن لا يعطوا العلم من لا‬ ‫يتولونه ‪ 3‬ولايمنعوه من يتولونه ‪ ،‬فكذلك ينبغي أن لا يعطوا‬ ‫حياء ‪ 0‬وذلك أن يكون الرجل لا يتولى ‪ .‬فيستحي منه فێنعطظى‬ ‫العلم ‪ 0‬ويبتغي لهم أن يعظوا أنفسهم قبل أن يعظوا سواهم ‪ .‬ولا‬ ‫يكونوا ممن يعظ غيره ‪ 0‬ويدع نفسه ‪ ،‬فيكونوا كما قال الشاعر ‪:‬‬ ‫عار"ر عل عليبكك إاذا فعلت ع عذظيم‬ ‫وتأتي مثله‬ ‫خلق‬ ‫لا تنه عن‬ ‫فإذا إنتهت عنه فأنت حليم‬ ‫فابدأ بنفسك فانهها عن غيها‬ ‫‪:‬‬ ‫وكما قال أحمد بن يوسف‬ ‫الظلم‬ ‫في‬ ‫يخوص‬ ‫كهاد‬ ‫وعامل بالفجور يأمر الناس بالبر‬ ‫السقم‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يداوي‬ ‫وهو‬ ‫سقم‬ ‫شفه‬ ‫قد‬ ‫كطبيب‬ ‫أو‬ ‫توبك طهر أو لا فلا تلم‬ ‫غير مُتعظ‬ ‫يا واعظ الناس‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫حفظ‬ ‫أيما‬ ‫لسانك‬ ‫واحفظ‬ ‫اللفظ‬ ‫قلة‬ ‫عود لسانك‬ ‫إلى الوعظ‬ ‫محتاجا‬ ‫أصبحت‬ ‫إياك أن تعظ الرجال وقد‬ ‫مم‬ ‫مسئله ‪ :‬وجائز للعالم أن يقول للجاهل ‪ :‬إعلم مثل علمي ‪ 0‬مما‬ ‫ء‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫___‬ ‫تعبدك الله به ‪ 0‬فيما لا يسعك جهله ‪ ،‬ولا ينقطع عذر العالم بذلك ؛‬ ‫_ ‪- ٢٣٥‬‬ ‫فإن قال ‪ :‬إعلم ما يسعك جهله ‪ .‬على وجه الندب فجائز أيضا ؛‬ ‫وقد رعت المسلمون في تعليم ما يسع جهله ؛ وقول من قال ‪ :‬أن‬ ‫عذر العالم ينقطع بقوله هذا للجاهل خطأ من قائله ؛ وأما الجاهل‬ ‫فلا يجوز له أن يقول للقالم ‪ :‬إرجع إلى جهلي ؛ قال محمد بن‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫لجاهل إرجع إلى العدل‬ ‫قد وسع العالم في قوله‬ ‫لغالم أرجع إلى الجهل‬ ‫لا وسع للجاهل في قوله‬ ‫الجهل بتدبير ذوي العقل‬ ‫وذا لأن العلم يقضي على‬ ‫م‬ ‫(‬ ‫ر‬ ‫" ‪+‬‬ ‫" ‪2‬‬ ‫‪9,‬‬ ‫«‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪+‬‬ ‫‏‪ ٢٣٦‬۔‬ ‫‪:‬‬ ‫الباب الحاد ي عشر‬ ‫على العلماء في التعليم‬ ‫ما يجب‬ ‫قال الحكيم بن عيينه ؤ في قول الله (تنك) ‪ :‬لأ وإذ أخذ الله‬ ‫ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه » () ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ما آتى الله تعالى علما عالما ‪ ،‬إلا أخذ عليه ميثاقا ألا يكتمه ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬ما أخذ الله تعالى ميثاق من أهل الجهل بطلب‬ ‫العلم ‪ .‬حتى أخذ ميثاقا من أهل العلم ببيان العلم ‪ 0‬لأن الجهل كان‬ ‫قبل العلم ‪.‬‬ ‫وعن عكرمة ‪ .‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي (ظت) ‪:‬‬ ‫" تناصحوا في العلم ‪ 0‬ولا يكتم بعضكم بعضا ‪ 0‬فإن خيانة الرجل‬ ‫في علمه ‪ 0‬أشد من خيانته في ماله ‪ ،‬والله تعالى يسأله عنه "" ‪.‬‬ ‫وقال الله () ‪ :‬ل إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات‬ ‫والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولنك يلعنهم الله‬ ‫ويلعنهم اللاعنون & (_" ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬لا تمنعوا العلم أهله ‪ ،‬فإن في‬ ‫‏(‪ )١‬سورة آل عمران ‪ :‬‏‪. ١٨٧‬‬ ‫‪ :‬‏‪. ١٠٩١‬‬ ‫(آ) سورة البقرة‬ ‫‏‪_٧٣٢‬۔ ۔‬ ‫ذلك قساد دينكم ‪ 0‬وفساد بصائركم "" ؛ ثم قر أ هذه الآية ‪ :‬ل إن‬ ‫الذين يكتمون ما أنزلنا » ‪ 0‬؛ وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫كتوم العلم من بعد السؤال‬ ‫لقد لعن المُهيمن ذو الجلال‬ ‫ليسبانليه بكل حال‬ ‫يج‬ ‫إذا ما سننل عنه عليه فرض‬ ‫لتبين الحرام من الحلال‬ ‫لأن الله قد أتاه علما‬ ‫وميتاقاً ليأذن بالمقال‬ ‫وقد أخذ الجمله عليه عهدا‬ ‫وعنه () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬من كتم علما يحسنه & ألجمه الله‬ ‫بلجام من نار " ‪.‬‬ ‫وعنه (ته) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬أن الله يسأل عبده يوم القيامة عن‬ ‫"" ‪.‬‬ ‫‪ .‬كما يسأله عن فضل ماله‬ ‫فضل علمه‬ ‫وعنه (‪٤‬ممها)‏ ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬من كان له علم ‪ 0‬فليتصدق من‬ ‫علمه ؛ ومن كان له مال ‪ ،‬فليتصدق من ماله ؛ ومن كان له قوة ‪.‬‬ ‫فليتصدق من قوته ؛ ومتل عالم لا يتكلم ‪ 0‬كمثل صنم قائم ‪ ،‬أو كنز‬ ‫لا يؤدي زكاته " ‪.‬‬ ‫وقال ابن الأزرق ‘ لإبن عباس ‪ ،‬وقد جلس بفناء الكعبة } وقد‬ ‫أسدل رجليه في حوض زمزم ‘ والناس قد إكتنفوه من كل ناحية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪.١٥٠٩١‬‬ ‫‪- ٢٣٨‬‬ ‫يسألونه عن تفسير القرآن ‪ 0‬وعن الحلال والحرام ‪ 0‬وهو لا يتعايا‬ ‫بشيء يسألونه عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬يا ابن عباس ‪ ،‬ما دلك على تفسير‬ ‫القرآن والفتيا ث هذه والله الجرأة على الله ؟ فقال ابن عباس مُجيباً‬ ‫لنافع بن الأزرق ‪ :‬يا ابن أم الأزرق ‪ 0‬تكلتك أمك ‪ ،‬أولا أدلك على‬ ‫من هو أجرأ مني ؟ فقال ‪ :‬دلني ؛ قال ‪ :‬رجل تكلم بما لا علم له‬ ‫به ‪ 3‬أو رجل كتم الناس علما علمه الله } فذلك أجرأ مني يا ابن أم‬ ‫الأزرق ‪.‬‬ ‫) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬من سئل عن علم فكتمه ‪.‬‬ ‫وعن النبي‬ ‫جاء يوم القيامة مغلولا ‘ مُلجما بلجام من نار "" ‪.‬‬ ‫ومن طريق أنس ‘ عن النبي () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬من كتم‬ ‫علما عنده ‪ 0‬أو أخذ عليه أجرا ‪ 0‬لقي الله يوم القيامة مُلجما بلجام‬ ‫من نار "" ‪.‬‬ ‫ونهى النبي () عن كتمان العلم ‪ 3‬إذا طلب ى وأن يعلم‬ ‫البلم غير أهله ‪ 0‬مان لا يعمل به ؛ وقال () ‪ " :‬من تعلم‬ ‫علما ‪ 0‬فليعلم الناس ‪ ،‬ولا يقول ما لا يعلم ‘ ولا علم له به "" ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬من باع العلم ‪ 0‬وأخذ عليه ثمنا ‪.‬‬ ‫أو كتمه أهله ‪ ،‬أو أعطاه غير أهله ‪ 0‬أو منعه أهله ‘ لايزال في‬ ‫‏_ ‪- ٢٣٩‬۔‬ ‫سخط الله ‪ 4‬حتى يتوب من ذلك ‪ 0‬وحاجة العلم يوم القيامة‬ ‫مخصوما ‪ ،‬ألا وأن متعلم الخير ومُعلمه ‪ .‬يصلي عليهم الله‬ ‫وملائكته ‘ ورسله ‪ ،‬وطير السماء ‪ 0‬ودواب الأرض ‪ 0‬وحيتان‬ ‫البحر ‪ 0‬وصالح عباد الله ‪ 0‬في السماوات والخرض " ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 0 :‬أنه قال ‪ " :‬ويل للعالم من الجاهل ‪ .‬حيث لا‬ ‫يعلمه ‪ ،‬فلولا أن تعليم الجاهل واجب على العالم لازم له ‪ 0‬ما كان‬ ‫له الويل في السكوت ‪ .‬فتعليم الجاهل وأجب على العالم لازم له‬ ‫فريضة ‪ ،‬وليس بتطوع "" ‪.‬‬ ‫وعنه (‪٤‬ممه)‏ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬تعلموا العلم ث وعلموا من لا يعلم ‪.‬‬ ‫فإن من علم مُسلما شينا من أمر دينه ‪ ،‬قلد يوم القيامة قلادة من‬ ‫نور ‪ 0‬يتعجب منه الأولون والآخرون " ‪.‬‬ ‫وقيل في الحكمة ‪ :‬من كتم علما ‪ 0‬فكأنما هو جاهل ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫جاء القيامة في طوق من النور‬ ‫من علم الناس علما كان يعلمه‬ ‫يزهى بوجه كمثل البدر منضور‬ ‫يضيع للناس من بعد ويرشدهم‬ ‫كالعميان يمشون حبوا في سمادير ()‬ ‫في القيامة‬ ‫والجاهلون تراهم‬ ‫(‪ )١‬السمادير ‪ :‬الظلمة‪. ‎‬‬ ‫‪- ٢٤٠.‬‬ ‫وقال أبو مُوستى ‪ :‬من علمه الله علما ‪ 0‬فليعلمه الناس ‪ ،‬ولا‬ ‫يقولن لا أعلم ‪ 0‬فيمرق من الدين ‪.‬‬ ‫وقال خالد بن صفوان ‪ :‬إني لأفرح بإفادتي للتعليم } أكثر مما‬ ‫افرح بإستفادتي من العلم ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫في مكان هو اهله‬ ‫إن صون العلم بذله‬ ‫كله‬ ‫العالم‬ ‫فهو‬ ‫علما‬ ‫من أفاد الناس‬ ‫وقال النبي () ‪ " 0‬تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ‪.‬‬ ‫وراي يسدده "" ‪.‬‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬تعلموا وعلموا ‪ ،‬فان أجر المتعلم و المعلم‬ ‫سواء ؛ وقيل ‪ :‬وما أجرهما ؛ قال ‪ :‬مانة مغفرة ومانة درجة في‬ ‫الجنة ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬علم علمك ‪ ،‬وتعلم علم غيرك ‪ 0‬فإذا أنت‬ ‫قد علمت ما جهلت ‪ 0‬وحفظت ما علمت ‪ 0‬ولن صان العلم بمثل‬ ‫بذله ‪ 0‬ولن يستبقى النعمة فيه بمثل نشره ‪.‬‬ ‫وعن عطاء الخراساني ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬أوثق علمي في نفسي ‪.‬‬ ‫نشر العلم ‪.‬‬ ‫‏‪- ٢٤١‬۔‬ ‫وعن ابن عباس ؤ في قول الله (تبّك) ‪ ( :‬وجعلني مباركا أين‬ ‫ما كنت & (‪ ، 6‬قال ‪ :‬إنه سأل ربه أن يجعله معلما مؤدبا ‪ 0‬حيث ما‬ ‫توجه ‪.‬‬ ‫وعن النبي (غمه) ‪ 3‬أنه قال ‪ "" :‬يا أبا هريرة ‪ 0‬علم الناس ما‬ ‫ينفعهم من أمر دينهم ‪ 0‬يكن فضلك عليهم ‪ 0‬كفضل الأصبع‬ ‫الوسطى على سائر الأصابع "" ‪.‬‬ ‫وكان أبو الدرداء ‪ 0‬لا صبح يوما بدمشق ‪ ،‬إلآ قال ‪ :‬يا أهل‬ ‫دمشق ‘ لقد أصبحتم شيباعاً من الطعام ‪ 0‬جياعا من العلم ‪ 0‬ما لي‬ ‫أراكم تطلبوا ما قد تكفل لكم به ‪ 0‬وتذرون ما خلقتم له ۔ ألا‬ ‫فاعلموا وتعلموا ‪ 0‬وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء ‪ .‬ولا خير‬ ‫في الناس بعدهما ‪ 0‬إقتصاد في السنة ‪ 0‬خير من إجتهاد في‬ ‫البدعة ‪ 0‬وترك الخطيئة ‪ 0‬خير من طلب التوبة ‪ 0‬والصمت عن‬ ‫الباطل ‪ 0‬خير من تكلم فيه ‪ 0‬وتكلم في الحق ‪ 0‬خير من الصمت‬ ‫عنه ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫على البدعة‬ ‫المكث‬ ‫خير من‬ ‫المرء في سنته‬ ‫إن إقتصاد‬ ‫الرجعة‬ ‫طلب‬ ‫له من‬ ‫خير‬ ‫له‬ ‫الخطايا‬ ‫أسباب‬ ‫وترك‬ ‫‪. ٣١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‪ ( ١‬سورة مريم‪‎‬‬ ‫‪- ٢٤٢‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫خير من الجريان والوقعة‬ ‫والصمت للإنسان عن باطل‬ ‫خير من الصمت بلا شرعة‬ ‫والنشر للحق وإيذاعه‬ ‫لذي علم من الضحكة والسمعة‬ ‫والصمت في الجهال خير‬ ‫قلعة‬ ‫فحفاحة هيابة‬ ‫لا تودعن العلم هلباجة‬ ‫فيما يرجى عالما نفعه‬ ‫ضاحك‬ ‫خر‬‫اا من‬ ‫سعجب‬ ‫يا‬ ‫وقال أكثم بن صيفي ‪ :‬شكر العالم على علمه ‪ ،‬أن يبذله لمن‬ ‫‪1‬‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫فيجب على العالم مجانبة العجب ‪ ،‬فإنه بكل قبيح ‪ 0‬وبالغلماء‬ ‫للفضا ) ‪.‬‬ ‫مناف‬ ‫أقبح ‪ 0‬وهو‬ ‫وعن النبي () ؤ أنه قال ‪ " :‬إن العجب يأكل الحسنات ‪.‬‬ ‫كما تأكل النار الحطب "" ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫ولكن بثقات العلماء أقبح‬ ‫العجب في الناس قبيح‬ ‫فظل في إعجابه يجمح‬ ‫كم عالم أعجبه علمة‬ ‫شنعاء في ظلمتها يطرح‬ ‫زل به العلم إلى هوة‬ ‫ة رفيقا بالمْتعلمين ‘‬ ‫أن يكون حسن الخلق ‘ متو اضعا‬ ‫ويجب‬ ‫‏_ ‪ ٢٤٣‬۔‬ ‫محتملا لتكرار المُتفقهين ‪ 0‬واسع الصدر ‏‪ 0٠‬وكثير الصبر ‘ عديم‬ ‫الضجر ‘ حليما ‪ 0‬رفيقا ‪ 0‬كريما ‪ 0‬شفيق ‪ 0‬رحيما ‪ ،‬لطيفا { حبيبا‬ ‫عفيف ‪ 0‬لأنه بمنزلة المُتطبب الذي يعالج الأمراض ‪ 8‬فينبغي أن‬ ‫يرفق في مُعالجته ‪ 0‬ويعطف بحلمه ‪ 0‬ليحيى بمعرفته ‪ 0‬ويجب أن‬ ‫يكون كثير الصمت ‪ ،‬والوقار ‪ ،‬والسكينة ‪.‬‬ ‫فقد قيل عن ملك الروم ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬أفضل العلم الصمت ‪.‬‬ ‫؛ وقال‬ ‫وقيل ‪ :‬العلم عشرة أجزاء ‏‪ ٠4‬تسعة منها في الصمت‬ ‫عبد الله بن عمر بن زياد ‪:‬‬ ‫فتسعة في الصمت غير منكر ة‬ ‫أجزاء علم الفقه قيل عشرة‬ ‫مفسرة‬ ‫كتب‬ ‫في‬ ‫لعبرة‬ ‫في ضمنه‬ ‫يحوي غلوماً جمة‬ ‫وقال عبد الله ‪ :‬إذا تعلمتم علما ‪ 0‬فاكضموا عليه ‪ 0‬ولا تخلطوه‬ ‫بضحك ‪ ،‬ولا بباطل ‪ ،‬فتمجه القلوب ‪.‬‬ ‫العلم مجة ؤ و المج ‪:‬‬ ‫من‬ ‫ضحكة فقد مج‬ ‫ويقال ‪ :‬من ضحك‬ ‫تحرك وإضطراب ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بازم‬ ‫عليه‬ ‫فاعضض‬ ‫علما‬ ‫تعلمت‬ ‫إذا‬ ‫بعلم‬ ‫ضحك‬ ‫تخليط‬ ‫الخطايا‬ ‫رأس‬ ‫فإن‬ ‫_ ‪- ٢٤٤‬‬ ‫وقال كسرى ‪ :‬إمتحنوا الإنسان بعد أن تمج من عقله مجتين‬ ‫أو ثلاثا ‪ 0‬يعني ‪ :‬بعد أن يشرب رطلين او ثلاتة من الشراب ؛‬ ‫والمجمجة ‪ :‬تخليط الكتب وإفسادها بالقلم والضرب عليه ؛ ومج‬ ‫الرجل الشراب من فيه ‪ :‬رمى به ؛ والأذن تمج الكلام ‪ :‬لا تقبله ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫الأذان‬ ‫فتمله‬ ‫مترجعا‬ ‫لا ترجعن إلى كلام قلته‬ ‫الإنسان‬ ‫مله‬ ‫تواتر‬ ‫وإذا‬ ‫فالقطر يسال بالذأكف إذا أتى‬ ‫ويقال ‪ :‬مُتمجمج ‪ 4‬ومترجر ج ‪ ،‬سواء ؛ والماج ‪ :‬احمق‬ ‫الكثير ماء القلب ؛ وقيل ‪ :‬سمى ماجا ‪ :‬لأنه مج في عقله ‪.‬‬ ‫} ليعلم بها‬ ‫ويجب على القالم أن يتوسم المتعلم بفر استه‬ ‫إستحقاق حالته ‪ 0‬ومبلغ طاقته ‪ 0‬فيعطيه ما يحتمله ‪ 0‬ولا يزيده‬ ‫فيذهله ث وفي ذلك راحة للعالم ‪ 0‬واستراحة للمتعلم ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إن لله عبادا يعرفون‬ ‫الناس بالتوسم "" ؛ والتوسم ‪ :‬النظر ؛ والمُتوسم ‪ :‬الناظر‬ ‫المتنبت ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬ل( إن في ذلك لآيات للمتوسمين » (} ‪.‬‬ ‫‏‪. ٧٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏)‪ (١‬سورة الحجر‬ ‫‏‪ ٢٤٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫أي ‪ :‬الناظرين المُبصرين ؛ وتقول ‪ :‬توسمت في فلان الخير ‪ :‬إذا‬ ‫رأيت عليه أثرآ من الخير ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫هاشم‬ ‫آل‬ ‫المر ء من‬ ‫وقلت‬ ‫لما رأيت مهابة عليه‬ ‫توسمته‬ ‫وقال زهير ‪:‬‬ ‫أنيق لعين الناظر المتوسم‬ ‫وفيهن ملهى للحديث ومنظر‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إتقوا فراسة المؤمن ‪ ،‬فإنه‬ ‫ينظر بنور الله "" ‪.‬‬ ‫وقال غمر بن الخطاب (ظلئه) ‪ :‬إذا أنا لم أعلم ما لم أرى ‪ 0‬فلا‬ ‫علمت ما رأيت ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله بن الزبير ‪ :‬لا عاش بخير ‪ ،‬من لم ير برأيه ‪ ،‬ما‬ ‫لم ير بعينه ‪.‬‬ ‫وقال أبو عمرو بن العلاء ‪ :‬كان ابن عباس ألمعياً ‪.‬‬ ‫وقال أبو غبيدة ‪ :‬الألمعي ‪ :‬الذي يهجم بظنه على اليقين ؛‬ ‫وقال أوس بن حجر شيعرآ ‪:‬‬ ‫سمعا‬ ‫وقد‬ ‫ر [ى‬ ‫قد‬ ‫كأن‬ ‫الظن‬ ‫بك‬ ‫يظن‬ ‫الذ ي‬ ‫‏‪ ١‬لالمعي‬ ‫_ ‪- ٢٤٦‬‬ ‫ا لأخصمعي عن ا لأالمعي ‪ ،‬قال ‪ :‬الذي‬ ‫قال أبو العينا ‪ :‬فسألت‬ ‫يلمع له الحق في ظنه ‪ .‬فهجم عليه ؛ قال ‪ :‬وسألت أبا زيد عن‬ ‫‏‪ ١‬لالمعي » فقال ‪ :‬الذكي المنتوقد ‪ 0‬الذ ي يكون بظنه ‪ .‬أوثق من‬ ‫يقين غيرة ؛ وأنشد الخضمعي ‪:‬‬ ‫به شيب وما فقد الشبابا‬ ‫رأيت أبا الوليد غداة جمع‬ ‫إذا ما ظن أمرض أو أصابا‬ ‫ولكن تحت ذاك الشيب حزم‬ ‫فأنشدتهما أبا عبيدة } فقال ‪ :‬أعرض أو أصابا ؛ وقال خلف‬ ‫الأحمر لكيسان ‪ :‬ويلك ‪ 0‬إلزم الأصمعي ‪ ،‬ودع أبا عبيدة ‪ 0‬فإنه‬ ‫أفرس الرجلين بالشعر ؛ وقال ابن الرومي ‪:‬‬ ‫آخر الأمر من وراء المغيب‬ ‫المعي يرى باول رأي‬ ‫ضريب‬ ‫ماله في ذكانه من‬ ‫ذكي‬ ‫فواد‬ ‫لوذعيئ له‬ ‫وأكف الرجال في تقليب‬ ‫لا يروي ولا يقلب طرفا‬ ‫ويجب على العالم أن لا يبخس الذكي ‪ ،‬ولا يزيد البليد ‪ 7‬فيحرم‬ ‫من يستحق الزيادة منهم ‪ 0‬على ذي البلادة ؛ ويجب على العالم أن‬ ‫يصون العلم ‪ 0‬بوضعه في أهله ‪ 0‬ومنعه غير أهله ‪.‬‬ ‫فقد روي عن أنس بن مالك ى أن النبي () ‪ 6‬قال ‪:‬‬ ‫‪- ٢٤٧‬‬ ‫" واضع العلم في غير أهله ‪ 0‬كمقلد الخنازير اللؤلؤ ‪ 0‬والجوهر ‪.‬‬ ‫والذهب "" ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫كمن قلد الخنزير شذراً وجوهرا‬ ‫واضع هذا العلم في غير أهله‬ ‫زكاة وكان ذا عيالين أغبرا‬ ‫ومانعه عن أهله مثل مانع‬ ‫وعن أنس بن مالك ‪ 0‬عن النبي (ظتتا) ‪ .‬أنه قال ‪ ":‬لا‬ ‫تطرحوا الدر في أفواه الكلاب "" ‪.‬‬ ‫وعن عيسى بن مريم (المَثلم) ‪ 0‬أنه قال ‪ :‬لا تلقوا اللؤلؤ‬ ‫للخنزير } والعلم أفضل من اللؤلؤ ‪ 0‬ومن لا يستحقه أشر من‬ ‫الخنزير ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫خنزير‬ ‫على‬ ‫درآ‬ ‫كمُعلق‬ ‫معشرآ‬ ‫بمدحي‬ ‫إني وتزيني‬ ‫حكي أن تلميذا سأل عالما عن بعض الغلوم ‪ 0‬فلم يفده ‪ .‬فقيل‬ ‫له ‪ :‬منعته ؛ فقال ‪ :‬لكل تربة غرس ‪ ،‬ولكل بناء أس ‪.‬‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬لكل تنوب لابس ‪ ،‬ولكل علم قابس ؛‬ ‫ويقال ‪ :‬ولكل فرح لامس ‪.‬‬ ‫وقال بعض أهل الأدب ‪ :‬إيك لروضة توسطها خنزير ‪ ،‬وإبك‬ ‫لعلم حواه شرير ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫_ ‪- ٢٤٨‬‬ ‫الدقارير‬ ‫عصرنا‬ ‫وخلفت‬ ‫مات أولوا الحكمة النحارير‬ ‫ولا لهم في العلوم تدبير‬ ‫لا حلم في مجلس يؤيدهم‬ ‫وابك لعلم حواه شرير‬ ‫فابك لروض رعاه خنزير‬ ‫ولعبت فوقه الأعاصير‬ ‫وابك لعود من العلوم ذوي‬ ‫بانوا فكل في الأرض مقبور‬ ‫وابك أناسا مضوا لنا سلفا‬ ‫وعن عيسى (التثلم) ‪ 0‬قال ‪ :‬لا تؤتوا الحكمة غير أهلها‬ ‫فتظلموها ‪ 0‬ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬من أعطى الحكمة غير أهلها ‪ .‬خاصمته الحكمة إلى‬ ‫ربها ؛ ولبعض الحكماء فيما وجدت ‘ ويقال ‪ :‬أنها للشافعي ‪:‬‬ ‫الغنم‬ ‫للنظم منثورا لراعية‬ ‫أأنثر درأ وسط سارحة النعم‬ ‫لعمري لنن ضيعت في شر بلدة‬ ‫فإن فرج الله اللطيف بفضله‬ ‫فمخزون لدي ومكتتم‬ ‫وإل‬ ‫صبرت مفيد واستفدت ودادهم‬ ‫ومن منع السُستوجبين فقد ظلم‬ ‫فمن منح الجهال علما أضاعه‬ ‫يبوء بأوزار وإتم إذا حرم‬ ‫ومانع علم الدين ممن يريده‬ ‫وقال المتنبي ‪:‬‬ ‫ما طول صمتي من عي ولا خرس‬ ‫قالوا نراك تطيل الصمت قلت لهم‬ ‫‏_ ‪- ٢٤٩‬۔‬ ‫وأجمله ‏(‪ (١‬في منطق شكس‬ ‫عندي‬ ‫لكنه أفضل الأمرين عاقبة‬ ‫أم أنثر الدر بين العمي في الفلس‬ ‫أأنشر التبر فيمن ليس يعرفه‬ ‫ويقال ‪ :‬كتب الشافعي إلى محمد بن الحسن ‪ ،‬يلتمس منه شينا‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬فكتب إليه بأبيات ‪ 0‬وهي‬ ‫‏‪ ٠‬فأخر عنه ما يلتمس‬ ‫الفقه‬ ‫من‬ ‫‪ ١‬لأذبيات‪: ‎‬‬ ‫ومن رآه وجهه فقد رآه قبله‬ ‫قل لمن لم تر عين من رآه متله‬ ‫لعله يبذله لأهله لعله‬ ‫العلم ينهي أهله أن يمنعوه أهله‬ ‫وحكي أن هذه الأبيات ‪ 0‬آخر ما قال من الشعر ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫لن تنال العلم إلا أن تحرى فضله‬ ‫قل لغاد يدعي العلم وينسى جهله‬ ‫فاذا أخلصت هذا فتناول أصله‬ ‫بإاجتهاد وبتقوى يتعاطى قبله‬ ‫إن يكن من أهله فهو راع أهله‬ ‫عدله‬ ‫شكله وتأمل‬ ‫وتبين‬ ‫قابل العلم يقابلك صلاحا مثله‬ ‫لا تكن حامل سكين لباغي قتله‬ ‫فتجمل هديه وتبين فضله‬ ‫وينبغي للعالم أن لا عجل ببذل العلم لطالبه في أول مرة ‪ ،‬بل‬ ‫يردده ثلاث مرات ‪ 0‬وبعده فلا يؤيسه منه ولا يبعده ‪ 0‬فإن وجده‬ ‫(‪ )١‬فنيسخة أخرى ‪ :‬ولكنه‪. ‎‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫_‬ ‫عاود ‪ 0‬طالبا ‪ 0‬مُتوددآً ‪ 0‬راغبا ‪ 0‬أجاب مسألته ‪ }.‬وأعطاه بُغيته ‪.‬‬ ‫وإن وجده تاركا للمُعاودة } فليس هو من أهل الفائدة } لأن الطالب‬ ‫عن رغبة صحيحة ‪ 0‬ومحبة صريحة ‘ يحتمل الأذى ‪ 0‬ويستقل‬ ‫الجفى ‪ 0‬ويزداد على الطلب حرصا { ولا يرى ذلك عليه نقصا ‪.‬‬ ‫ولايستنكف من المْعاودة ‪ .‬ولا ينصرف عن طلب الفائدة ‪.‬‬ ‫وقد رفع عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة (رحمه‬ ‫الله) ‪ :‬أنه كان يتردد إلى أبي مالك (رحمه الله) ‪ 0‬طلبا للتعليم ة‬ ‫وهو يدافعه دفعات ‪ 0‬فلما تصور رغبته ‪ 0‬وتحقق إرادته ‪ .‬أقبل‬ ‫عليه وعلمه ‪ 0‬وقربه وأكرمه ‪ ،‬فينبغي للعالم إذا رضي من جاءه‬ ‫للتعليم ‪ 0‬أن يُعلمه ولا يحرمه ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي ي (تت(ت)تقد) ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬إستودعوا اله‬ ‫الأحداث ‪ 0‬إذا رضيتموهم " ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫الشببابا‬ ‫أطلب العلم ما منحت‬ ‫إسمع النصح واعيا لا كذاب‬ ‫لا تفيد صوابا‬ ‫والتكاليف‬ ‫طلب الشيخ للغلوم إعتساف‬ ‫صاق الروع متقنا ما أصابا‬ ‫وأرى كل ذي فؤاد ذكي‬ ‫وله ۔ أيضا ۔ ‪:‬‬ ‫وهو في السيخ كماء في صباب‬ ‫خضل‬ ‫فهو في الأحداث روض‬ ‫‪- ٢٥١‬‬ ‫غير التجاريب أحابي‬ ‫وعلى‬ ‫لا أحابي في الذي جربته‬ ‫وإن رآه للجهل راكبا ‪ .‬وعن التعليم ناكبا ‪ ،‬أعرض عنه‬ ‫أهمالاً ‪ 0‬ولم يحفل به بالا ‪ 0‬ولم يفده حرفا ‪ ،‬بل يبعده عنه ‘ ولا‬ ‫يُؤيسه منه ؛ وقال الشاعر ‏‪: 6١‬‬ ‫لايحملون قلال الحبر والورقا‬ ‫إذا رأيت شباب الحي قد نشأوا‬ ‫يعون من صالح الآداب ما إتسقا‬ ‫ولا تراهم لدى الخشياخ في حلق‬ ‫قد بدلوا يغلو‪ .‬الهمة الحمقا‬ ‫فعدهم عنك واعلم إنهم همج‬ ‫الناكب ‪ :‬العادل عن الشي ع ‪ ،‬المايل عنه ؛ وقال سعيد بن‬ ‫ثابت ‪:‬‬ ‫ونكب عن ذكر العواقب جانبا‬ ‫إذا هم ألقى بين عينيه عزمه‬ ‫وقلال الحبر ‪ 0‬يعني ‪ :‬المحابر ؛ وقله ‪ :‬كل شيع رأسه ؛‬ ‫والورق (بفتح الراعء) ‪ :‬أدم رقاق ‪ 0‬ومنها ‪ :‬ورق المصحف ؛‬ ‫والواحدة ‪ :‬ورقة ‪ 0‬من كل هذا ؛ والورَاق ‪ :‬صنعة الورق ؛‬ ‫والورق للشجرة الواحدة ‪ :‬ورقة ؛ والورق ۔ أيضا ۔ ‪ :‬الدم الذي‬ ‫يسقط من الجراحة علق ‪ :‬قطعا قطعا ؛ والورق (بكسر الراعء) ‪:‬‬ ‫إسم الدراهم ؛ والورق (بفتح الراء) ‪ :‬من الإبل والغنم ؛ قال‬ ‫(‪ )١‬في لسخة أخرى ‪ :‬الشافعي‪: ‎‬‬ ‫‪_ ٢٥٢‬‬ ‫_‬ ‫العجاج ‪:‬‬ ‫والراقصات كل سهب‪ ,‬سملق‬ ‫البيت والمشرق‬ ‫يا رب رب‬ ‫ورقي‬ ‫وثمر‬ ‫إغفر خطاياي‬ ‫ملقي‬ ‫فتقبل‬ ‫إياك أدعوا‬ ‫شينا ولامُستاخراً لم يلحق‬ ‫لأنتقي‬ ‫عدت‬ ‫إنا إذا حرب‬ ‫في كل عام كاللياح الأبلق‬ ‫ترد حد الناس عنها الأثورقن‬ ‫النهب ‪ :‬ناحية الفلاة ؛ والجمع ‪ :‬سهوب ؛ والسملق ‪ :‬القاع‬ ‫الأملس ؛ قال سابق البربري ‪:‬‬ ‫وتصبح منهم وهي صحراء سملق‬ ‫يهلك أ هلها‬ ‫كما كل دار سوف‬ ‫الشننافعي ‪ ] :‬في‬ ‫و المتسرق ‪ :‬موضع التنتسريق بمنى ؛ وقول‬ ‫حلق ] ‪ :‬يريد في جماعة من الناس ؛ والواحدة ‪ :‬حلقة (مُخففة) ؛‬ ‫ومنهم ‪ :‬من يخفف ويثقل ؛ وقال بعض ‪ :‬الحلقة مخففة من القوم ‪3‬‬ ‫منقلة من الحديد ؛ قال ‪ :‬نحمي حمانا ونحمل الحلقة ‪.‬‬ ‫‪ }.‬كما‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬للإنضمام والإستواء‬ ‫وقوله ‪ ] :‬ما إتسق [ ‪ 0‬اإتساق‬ ‫ينسق القمر ؛ قال الله (تلك) ‪ :‬ل( والقمر إذا اتسق ؛ ‏‪. 0١‬‬ ‫قال الفراء ‪ :‬إتساقه ‪ :‬إمتلاؤه لثلاث عشرة إلى خمس عشرة ؛‬ ‫‪. ١٨ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الإنشقاق‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٥٣‬۔‬ ‫وقال الكلبي ‪ :‬اذ ا إجتمع وتكامل ؛ وقوله ‪ ] :‬فعد هم ] ك أ ي ‪:‬‬ ‫النابغة ‪:‬‬ ‫‪ :‬إصرفه ؛ وقال‬ ‫‪ ،‬أي‬ ‫هذا‬ ‫عتك‬ ‫‪ :‬ع‬ ‫إصرفهم ؛ يقال‬ ‫على عيرانة أحد‬ ‫القتود‬ ‫وأنم‬ ‫له‬ ‫اذ لا إرتجاع‬ ‫فعد عما ترى‬ ‫عما ترى من تغيير‬ ‫قال ا لأصمعي ‪ ] :‬فعد [ ‪ 6‬أ ي ‪ :‬انصرف‬ ‫الدار ‪ 0‬وما أنت فيه ‪ 8‬إذ أيقنت أن لا رجعة ؛ ومنه يقال ‪:‬ما‬ ‫عدوت أن أقبل ذاك ‪ ،‬أي ‪ :‬ما جاوزت ؛ قال الخضمعي ‪:‬‬ ‫بالمداد‬ ‫دواوين ) تشقق‬ ‫عداني أن أزورك أم عمرو‪,‬‬ ‫عداني ‪ 0‬أي ‪ :‬خوفني ؛ ودواوين ‏‪ : 0١‬جمع ديوان ؛ ويقال ‪:‬‬ ‫دواوين ۔ أيضا ۔ ؛ [ وأنم ] ‪ :‬إرفع ؛ ونميت الحديث ‪ :‬رفعته عن‬ ‫قانله ؛ والقتود ‪ :‬عيدان الرحل ؛ وإحدها ‪ :‬قتد ؛ والعيرانة ‪ :‬ناقة‬ ‫شبهها بالعير ‪ 0‬في مضيها وسرعتها ؛ والعير ‪ :‬حمار الوحش ‪.‬‬ ‫وهي الناقة الجدعة الشديدة ؛ والأحد ‪ :‬الموتقة الحلق الشديدة ؛‬ ‫والموحد من كل شيع ‪ :‬الموثق ؛ وقال أبو عمرو ‪ :‬وهي التي‬ ‫تلاحم عظم فقارها ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ [ :‬همج ] ؛ والهمج ‪ :‬كل دود يتفق عن ذباب ‪ ،‬أو‬ ‫بعوض ؤ أو أشباه ذلك ‪ 0‬وبهم يشبه رذال الناس ؛ قال محمد بن‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬دياوين‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢٥٤‬۔‬ ‫مداد في ذلك ‏‪٠‬‬ ‫من بعد ما جاوز العشرين مُعتلما‬ ‫إذا رأيت الفتى لم يكتسب أدبا‬ ‫جرا ولم يعمل القرطاس والقلما‬ ‫ولم يرح إكتساب العلم مُبتديا‬ ‫مستعمل أو كراع يرتعي البشما‬ ‫فقل حمار إعتمال عبد مقترة‬ ‫وينبغي للعالم أن يكون أوسع الناس صدرا ‪ 0‬وأكثرهم صبرا ‪.‬‬ ‫وأجملهم لقاء ‪ .‬وأحسنهم أخلاقا ‪ ،‬لأن المتعلمين منه‪.‬‬ ‫والمنتحملين عنه ‪ 0‬يأخذون خلائقه ‪ 0‬ويحتذون طرائقة ‪ 9‬فيجب أن‬ ‫يكون لهم إلى أسنى الأفعال منهاجا ‪ 0‬ومن غي الضلال سراجا ؛‬ ‫ويجب على العالم أن يوقر المتعلم ‪ 0‬كما يجب على المتعلم ذلك‬ ‫إيضا له ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي () ‪ 0‬مطنريق إين غمر ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬ ‫" وقروا من تتعلمون منه ‪ 0‬ووقروا من تعلمونه العلم ‏"‪ ٠‬؛‬ ‫وينبغي للعالم أن يختبر المتعلم ‪ 0‬ليعرف موضعه من المعرفة ‪.‬‬ ‫وقال أبو العينا محمد بن القاسم ‪ :‬أتيت عبد الله بن داود‬ ‫الجرني لأسمع منه ‪ .‬فخرج إلي { فقلت له ‪ :‬إن رأيت أن تحدثني ؛‬ ‫ؤ؛ قال ‪ :‬إقرأ علئ ‪ » :‬واتل‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫قال لي ‪ :‬أقرأت القرآن ؟ قلت‬ ‫‏_ ‪ ٢٥٥‬۔‬ ‫عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه إ ‏‪ 0١‬؛ فقرأته ؛ فقال ‪ :‬أصبت ؛ ثم‬ ‫قال ‪ :‬أنظرت في الفرانض ؟ فقلت ‪ :‬قد نظرت في شيع من الكبر‬ ‫وبعض الصلب ؛ قال ‪ :‬أيما أقرب إليك ‪ :‬إبن أخيك ‪ ،‬أم إبن عمك ؟‬ ‫فقلت ‪ :‬إبن أخي ؛ فقال ‪ :‬ولم ؟ قلت ‪ :‬لأن ذلك من ولد جدي ‪ ،‬وذا‬ ‫من ولد أبي ؛ فقال ‪ :‬أصبت ؛ ثم قال لي ‪ :‬أنظرت في شيء من‬ ‫العربية ؟ قلت ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬ما معنى قول غمر ‪ .‬حين طعنه أبو‬ ‫لؤلؤة ‪ :‬يا لعباد الله ويا للمسلمين ‪ 0‬ولم يقل ‪ :‬يا لعباد الله ويا‬ ‫للسُسلمين ؟ قلت ‪ :‬إستغات مما نزل به ؛ قال ‪ :‬أصبت ؛ قال ‪ :‬لو‬ ‫كنت اليوم محدثا لحدثتك ‪ 0‬فقد إختبره ليعرف موضعه ‪ .‬ويقف‬ ‫على ما معه ‪ 0‬فيعطيه من التعلم والتعليم حقه ‪ .‬ولا يبخسه منه‬ ‫حظه ؛ ولام الإستعانة (مفتوحة) ؛ قال ‪:‬‬ ‫أم هل على العيش بعد الشيب من ندم‬ ‫يا لقومي هل منجئ من الهرم‬ ‫ولام التعجب (مكسورة) ‘ لقولك ‪ :‬يا لزيد ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة ونس‪.٧١ : ‎‬‬ ‫‪_ ٢٥٦‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الباب الثاني عشر ‪:‬‬ ‫ما يجب على المتعلم لمعلمه‬ ‫وما يؤمر به من الأدب في تعليمه‬ ‫إعلم أن الذي يجب على المتعلم لمعلمه } أشياء كثيرة يطول‬ ‫بها الكتاب ‪ 0‬ولا يستوعبها باب ؛ فأاولها ‪ :‬إذا أتى مجلسه ى أن‬ ‫يسلم على أهل المجلس عامة ‪ .‬ثم ليفرده بالسلام خاصة { ثم‬ ‫ليجلس بين يديه مُتذللا ‪ 0‬وبوجهه عليه مقبلا } وليقل النظر إليه ‪.‬‬ ‫وليتواضع له ‪ 0‬ويعظمه ويجله ‘ ولا يساله في أول القية ‪ .‬بل‬ ‫يعاوده مرة بعد مرة ‪ ،‬ثم يسأله التعليم ‪ 0‬فإن أجابه ‘ شكر له ‪.‬‬ ‫ودعا له ‪ 0‬وإن منعه ‪ .‬عذره وانصرف عنه ‪ 0‬فربما كان ذلك من‬ ‫الالم نظرا في أمره ‪ 0‬واستبراء لرغبته ‪ .‬ثم ليعاوده صابر على‬ ‫ترداده ‪ 0‬ولايضجر ليظفر بمُراده ‪ 4‬وليرفق له في أقواله ‪،‬‬ ‫ويتملق إليه في أفعاله ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ليس الملق من‬ ‫أخلاق المؤمن ‪ ،‬إلا في طلب العلم " ؛ والملق ‪ :‬هو التودد‬ ‫واللطف الشديد ‪.‬‬ ‫‪-_ ٢٥٦٧‬‬ ‫_‬ ‫يقول ‪ :‬إنه لملاق ‘ مُتملق { ذو ملق ؛ ولا يقال ‪ :‬منه ملق ‏‪٠‬‬ ‫يملق ‪ ،‬تملقاً ؛ والفعل منه ‪ :‬تملق ‪ .‬يتملق ‘ تملقا ؛ والإملاق ‪:‬‬ ‫كثرة إنفاق المال والتبذير حتى يورث الحاجة ؛ وفي القرآن ‪ «:‬ولا‬ ‫تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) () ‪ 0‬أي ‪ :‬خشية الفقر والحاجة ‪.‬‬ ‫يقال ‪ :‬أخفق ‪ ،‬وأملق ‪ .‬وأورق ؛ وفي الحديث ‪ :‬أن إمرأة‬ ‫سألت ابن عباس ‪ :‬أنفق من مالي ما شنت ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ 0‬أملقي‬ ‫من مالك ما شنت ؛ فيجب للمتعلم أن يتملق في طلب العلم ‪ 0‬كما‬ ‫!) ب وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫جاء عن النبي‬ ‫تخلق‬ ‫تأدية وحين‬ ‫في حين‬ ‫المْتملق‬ ‫النبي مقالة‬ ‫كره‬ ‫جمال المتقي‬ ‫لينال ما فيه‬ ‫عالم يختصه‬ ‫إل بحضرة‬ ‫وألن له في القول عمدا وارفق‬ ‫فأخصصه بالتسليم بعد جما عة‬ ‫وقد قال بعض الحكماء ‪:‬من لم يحتمل ذل التعليم ساعة ‪0‬بقي‬ ‫في ذل الجهل أبدا ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫تصييك في التعليم شبت على الجهل‬ ‫بُني إذا لم تحتمل ذل ساعة‬ ‫بقيت عزيز النفس عن دنس الذل‬ ‫إذا أنت لم تحمل على العلم عزة‬ ‫بقيت قليل الخير والين والعقل‬ ‫المعلم غرة‬ ‫وإن أنت باطشت‬ ‫‏‪. ٣١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الإسراء‬ ‫‏(‪ (١‬سورة‬ ‫‪_- ٢٥٨‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫عزيز فإن الذل للعز أحرز‬ ‫الذل قاهر‬ ‫ني إذا ما سامك‬ ‫فقد يورث الذل الطويل التعزز‬ ‫فلا تحملن يوما عليه تعزز‬ ‫‪ :‬ذللت طالبا ‘ فعززت مطلوبا ؛‬ ‫‪ 4‬أنه قال‬ ‫وعن ابن عباس‬ ‫وروي ‪ :‬أنه كان ينام على أبواب الصحابة في الهواجر ‪ 0‬حتى‬ ‫تلفح وجهه النمس ‘ للتعليم منهم ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬ليس من أخلاق المؤمن‬ ‫المكر والخديعة ‪ .‬إل في العلم "" ‪.‬‬ ‫وقال بعض حكماء الفرس ‪ :‬إذا قعدت وأنت صغير حيث لا‬ ‫تحب { قعدت وأنت كبير حيث تحب ‪.‬‬ ‫وقال الخليل ‪ :‬كنت إذ ا لقيت عالما ‪ 0‬تذللت له لطلب ما عنده ء‬ ‫؛‬ ‫فاذ ا رام ذلك مني ‪ .‬تذلل لطلب ما عندي ‪ 4‬فأخذت منه وأ عطيته‬ ‫وقيل له ‪ :‬بم أدركت هذا العلم ؟ قال ‪ :‬كنت إذا لقيت عالما أخذت‬ ‫منه وأعطيته ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫بعلمك مغبوطاً به مُتحرزا‬ ‫تذلل لمن تعي تعش مُتعززاً‬ ‫لدى عالم يُؤتيك علما مبرزا‬ ‫فإني رأيت العز في ذل ساعة‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫_‬ ‫إلى الذل ما صاروا إذا جاهل نزا‬ ‫فإني رأيت الجاهلين وعزهم‬ ‫ويجب على المتعلم لمعلمه ‘ أن يبجله في ‏‪ ١‬لقو ال ه ويجله في‬ ‫كل الأحوال ‪ 0‬ولا يخاطبه مخاطبة العوام ‪ 0‬ويكرمه كل الإكرام ؛‬ ‫وقال عبد الله بن غمر ‪:‬‬ ‫يرتضا‬ ‫وأجله في كل شيع‬ ‫أبجل مُعلمك المقال المرتضى‬ ‫لا كالعوام تكن له مُتكضضا‬ ‫واخفض جناحك في خطاب نحوه‬ ‫مُتعوضا‬ ‫المعلم علمه‬ ‫ومن‬ ‫أجرا وافيا‬ ‫الرحمن‬ ‫تلقى من‬ ‫قال النبي () ‪ " :‬من أكرم عالما ‪ ،‬فقد أكرم سبعين نبيا ؛‬ ‫ومن أكرم مُتعلما ‪ .‬فقد أكرم سبعين شهيدا ؛ ومن أحب العلم‬ ‫والعلماء ‪ 0‬لا تكتب عليه خطينة أيام حياته " ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫فلقد أكرم سبعين شهيدا‬ ‫أن من أكرم يوما عالما‬ ‫وقال عبد الله بن غمر بن زياد ‪ 0‬زيادة على قول الشيخ ‪:‬‬ ‫مستفيدا‬ ‫به‬ ‫بالخجر‬ ‫صار‬ ‫علمه‬ ‫من‬ ‫أكرم‬ ‫وإذا‬ ‫وعن عائشة ‪ ،‬عن رسول الله (‪٤‬مما)‏ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬من وقر‬ ‫عالما ‪ 3‬فقد وقر ربه () " ‪.‬‬ ‫‏‪- ٢٦٠‬۔‬ ‫وعنه (غة) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬ما أكرم شاب شيخا لكبر سينه { إلا‬ ‫قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه "" ؛ شعرا ‪:‬‬ ‫قيض الله له من يكرمه‬ ‫إن من أكرم شيخا صالحا‬ ‫ويجب أن يعرف له فضله ‪ .،‬ويشكر له فعله ‪.‬‬ ‫فقد قال علي بن أبي طالب ‪ :‬لا يعرف فضل أهل الفضل ۔ إلا‬ ‫ذوو الفضل ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫تعرف الفضل لأهل الفضل‬ ‫العقل أن‬ ‫قال علئ إن نصف‬ ‫الحق لأهل الفضل‬ ‫أن تعرف‬ ‫وليس كالفضل بأهل الفضل‬ ‫ومن أكرم معلمه ‪ 0‬كان مُعترفا بفضله ‪ ،‬ومُنصفا له في فعاله ؛‬ ‫ومن لم وفه حقه في الإنصاف & فقد كفره واجب الإعتراف ‪.‬‬ ‫ومنع نفسه حظا جزيلا ‪ 0‬وحرمها شيئا جميلا ؛ وقال بعض‬ ‫الشعراء ‪:‬‬ ‫لا ينصحان إذا هما لم يُكرما‬ ‫إن المعلم والطبيب كلاهما‬ ‫واصبر لجهلك إن جفوت مُعلما‬ ‫فاصبر لدانك إن جفوت طبيبه‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫‏‪- ٢٦١‬۔‬ ‫واصبر لجهلك إن جفوت معلما‬ ‫إصبر لدانك إن كتمت طبيبه‬ ‫ومهابة وجلالة أن تكرما‬ ‫ولا تعتونه كرامة وصيانة‬ ‫فاجعل لكل طريق علم سلما‬ ‫فإذا حَرَمْت حرمت غامض علمه‬ ‫ولايمنع المتعلم من ذلك ‪ ،‬علو منزلة ث وخمول منزلة معلمه‪.‬‬ ‫فإن العالم إنما يستحق التعظيم بالعلم الجليل ‪ ،‬لا بالمال الجزيل ؛‬ ‫وقال ابن دريد ‪:‬‬ ‫اللحاظه في عون رامقه‬ ‫لا تحقرن عالما وإن قصرت‬ ‫مهذب الرأي في طرائقه‬ ‫وانظر إليه بعين ذي أدب‬ ‫وساحقه‬ ‫عطظاره‬ ‫بفهر‬ ‫بينا تراه ممتهنً‬ ‫فالسسك‬ ‫مفارقه‬ ‫التاج من‬ ‫أو موضع‬ ‫ملك‬ ‫عارضي‬ ‫حتى تراه في‬ ‫وقال محمد بن مداد { فيما يقرب منه ‪:‬‬ ‫واجهته في جمال رونقه‬ ‫لا ئعظمن جاهلا يروقك إن‬ ‫فإنما ذاك من تحذلقه‬ ‫وانظر إليه بعين مطرح‬ ‫عمدا فقبل بياض مفرقه‬ ‫واسم إلى عالم أخي أدب‬ ‫ليقه‬ ‫فإنما ال‬ ‫تعزع ف‬ ‫ولو بدا في ثياب مهنته‬ ‫كالبحر يسموا على تدفقه‬ ‫العلم نور في قلب حامله‬ ‫وقيل ‪ :‬حمل العلم على ثلاث خصال ‪ :‬خصلة الأخذ عن أهله ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٦٢‬۔‬ ‫والصدق في نقله ‪ 0‬والإقرار للمتعلم منه بفضله ؛ وتأدية العلم‬ ‫على خصلتين ‪ :‬تأديته إلى من يستاهل أن يؤدى إليه } وصيانته‬ ‫عن من لا يؤمن عليه ؛ فليحذر المتعلم الإدلال على من يعلمه ‪.‬‬ ‫وإن حسنت عنده حالته ‪ 0‬وارتفعت لديه منزلته ‪ 0‬وطالت له‬ ‫صحبته ‪ 0‬فإن الإدلال على الغلماء من فعل الجهال ‪ ،‬وفيه فساد‬ ‫الأحوال ‪.‬‬ ‫‪ :‬من أذل النااس ؟ فقال ‪ :‬عالم يجر ي‬ ‫وقد قيل لبعض الحكماء‬ ‫عليه حكم جاهل ؛ وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫جاهل‬ ‫الخكم من‬ ‫عليه‬ ‫أذل الناس من يجري‬ ‫عامل‬ ‫أحواله‬ ‫وفي‬ ‫ذا علم‬ ‫إذا ما كان‬ ‫الفضائل‬ ‫واسعة‬ ‫الله‬ ‫أرض‬ ‫فيرحل عنه‬ ‫خامل‬ ‫الناس‬ ‫في‬ ‫يكن‬ ‫ذل‬ ‫على‬ ‫ولا يقعد‬ ‫ويجب أن لا يظهر له الإستكفاء منه ‪ 0‬ولا الإستغناء عنه ‪.‬‬ ‫فإن في ذلك كفوا لما أولاه ‪ 0‬وإستخفافا بحقه { ولا يقصده بتعنت‬ ‫في سؤال ‪ 0‬ولا يتعمده بتنكيد له بحال ‪ 0‬وإن أخذ من العلم حظا ‪.‬‬ ‫وحوى منه صدرآ وحفظا ‪ 0‬فيكون كمن تقدم فيه المثل السائر‬ ‫لإبن البطحا ‪ ،‬قوله ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٦٣‬۔‬ ‫فلما إشتد ساعده رماني‬ ‫أعلمه الرماية في صباه‬ ‫ويروى لغيره ‪:‬‬ ‫فلما إشتد ساعده رماني‬ ‫أعلمه الرماية كل يوم‬ ‫قمن رواه ‪ [ :‬إشتد ] (بالششين) ‪ 0‬فمعناه ‪ :‬إشتد وقوي ؛ ومن‬ ‫الرمي ؛‬ ‫لقصد‬ ‫روا‪٥‬‏ ‪ ] :‬إاستد [ (بالسسين ( ‪ .‬فقفمعنا ه ‪ :‬لما تسدد‬ ‫والسداد القصد ‘ ومنه ‪ :‬التسديد ؛ وهذه الحالة من مصائب‬ ‫القلماء ‪ 0‬أن يستجهلهم من علموه ‪ .‬ويسترذلهم من خرجوه‬ ‫وفهموه ؛ وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫الغلوم‬ ‫طلب‬ ‫في‬ ‫لا تظهر إستكفاء ولا إستغناء‬ ‫علما للإخادة مستقيم‬ ‫السليم‬ ‫الحسن‬ ‫وبفضله‬ ‫بحة‬ ‫تخف‬ ‫أ د‬ ‫فرا بعد إحسان عظيم‬ ‫لا تسألنه تعنتآ توليه‬ ‫القتالم البر الحليم‬ ‫واخفض جناحك للفقيه‬ ‫فيما شنت من قلب رحيم‬ ‫تجني ثمار العلم‬ ‫الجسيم‬ ‫وتفوز بالشرف‬ ‫به‬ ‫مغبْوطا‬ ‫وتعيش‬ ‫»‪ .‬عندما كلمته ابنة حاتم الطظاني ‪ 0‬فقال‬ ‫وقد قال النبي ()‬ ‫لها ‪ :‬من أنت ؟ فقالت ‪ :‬إبنة الرجل الجواد حاتم ‪ .‬فقال (يمَة!) ‪:‬‬ ‫‏‪ ٢٦٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫" إرحموا عزيز قوم ذل ‪ 0‬إرحموا غنيا إفتقر ‪ 0‬إرحموا عالما‬ ‫ضاع علمه بين جهال "" ؛ وقد قال صالح بن عبد القدوس ‪:‬‬ ‫أنه منك أ علم‬ ‫جهلا‬ ‫ويحسب‬ ‫أن نعلم جاهلا‬ ‫وإن عناء‬ ‫إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم‬ ‫متى يبلغ البنيان يوما تمامة‬ ‫إذا لم يكن منه عليه تندم‬ ‫متى ينتهي عن سيء من اتى به‬ ‫ويجب أن يمثل له قانما ‪ .‬ويكون له طانعا خادما ‪ ،‬فإن في‬ ‫ذلك له المنفعة ‪ 0‬وهو ثواب وشرف لا منعة ‪ ،‬وأن يلبيه إذا دعاه ‪،‬‬ ‫ويحفظ حقه ويرعاه ‪ 0‬ويصبر على لانمته ‪ 0‬ويشكر لفاندته ‪.‬‬ ‫ويكون له ذليلا خاضعا ‪ ،‬ولأمره سامعاً طانعا ‪ 0‬ولإرادته مُسارعا ‪.‬‬ ‫وأن يترحم عليه حيا وميتا ‪ 0‬ويذكره بالجميل حاضرا وغانبا ‪.‬‬ ‫ويرفع إليه ما سمع منه ‪ 0‬ويسند إليه ما حفظ عنه ‪ 0‬فإن ذلك من‬ ‫أدب العقل ‪ 0‬وصدق النقل ‪ 0‬وحق العلم ‪ 0‬وليصبر في التعليم على‬ ‫الغدو والرواح ‪ 0‬وتعب المساء والصباح ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي () ‪ 6‬أنه قال ‪ " :‬إنكم لن تنالوا ما‬ ‫تحبون ‘ إلآ بالصبر على ما تكرهون ‘ ولا تبلغون ما تهوون ‪ ،‬إلا‬ ‫‏‪. ٠١‬‬ ‫بترك ما تشا ‪ :‬و ر‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬قدم لحاجتك بعض لجاجتك ‪.‬‬ ‫‪- ٢٦٥‬‬ ‫؛ وقال‬ ‫الحكم ‪ :‬أتعب قدمك فكم تعب قدمك‬ ‫وفي ‪7‬‬ ‫محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫ندمك‬ ‫ترد‬ ‫فلا‬ ‫س__ د ى‬ ‫تروحن‬ ‫ولا‬ ‫وقال بعض البلغاء ‪ :‬إذا إشتد التلف ‪ .‬هانت الكلف ؛ وقال‬ ‫علي بن أبي طالب ‪:‬‬ ‫فالنجح يهلك بين العجز والضجر‬ ‫لا تعجزن ولاتدخلك مضجرة‬ ‫ويجب أن يميل إلى الغلوم ‪ 0‬إلى ما تميل إليه نفسه ‪ 0‬ولا‬ ‫يكرهها على ما لا تميل إليه ‪ }.‬ولايتكلف الحرص عليه ‘ فإن‬ ‫النفس غير آخذة ما لا تهواه ‪.‬‬ ‫وقد قال علي بن أبي طالب ‪ :‬إن القلب إذا أكره عمي ؛ وقال‬ ‫بعضهم ‪:‬‬ ‫فربما فاتك المران ثم معا‬ ‫لا تطلبن سوى ما النفس طالبة‬ ‫ويجب أن لا يكون مأخذه هذا الفن تاركا لما سواه من لفنون ‏‪٥‬‬ ‫بل يرغب نفسه في غيره ‪ ،‬ويُشهيها { ويحببه إليها ‪ ،‬وێمنيها ‪.‬‬ ‫ولايكون عن غير ما رغب فيه من الفنون راغبا ‘ ولمْتحمله‬ ‫‪- ٢٦٦‬‬ ‫عانبا ‪ 0‬بل يكون فيه راغبا ‪ ،‬وله مُعظمآ طالبا ‪ 0‬فإن قليل العلم‬ ‫كثير ‪ 0‬وصغيره كبير ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫يرقيك الصغير إلى الكبير‬ ‫ترق إلى صغير الأمر حتى‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫العلم الكثير‬ ‫ن‬‫م به‬‫تنال‬ ‫يل العلم حتى‬ ‫لمن‬‫قول‬ ‫تنا‬ ‫غدا لم يحو‪ .‬من فن كبير‬ ‫ينحلمو‪ .‬من فن يسير‬ ‫فم‬ ‫الدهور‬ ‫يرقاها على مر‬ ‫وما ذا العلم إلا كالمراقي‬ ‫ومن وزرا إلى الملك الخطير‬ ‫وزير‬ ‫كما يرق الأمير إلى‬ ‫بما دعى إليه من الأمور‬ ‫كذاك النفس حليتها التجلي‬ ‫كطوع الإبن للأب الأمير‬ ‫فإن ذعيت إلى رشد أطاعت‬ ‫تداعت كالبناء على شفير‬ ‫وإن ذعيت إلى جهل ضرير‬ ‫عذيرك ما تركت بلا عذير‬ ‫فأنت تطب نفسك كالسفير‬ ‫عذيرك ‪ :‬من يعذرك ؛ والعذير ‪ :‬الحال التي أنت عليها ‪.‬‬ ‫وقد قال بعض الحكماء ‪ :‬عليك بالعلم والإكثار منه ‪ ،‬فإن قليله‬ ‫أشبه بقليل الخير ‪ 0‬وكثيره أشبه بكثير الخير ‪ 0‬ولن يعيب الخير إلا‬ ‫إذ ‏‪ ١‬ظفر بمعلم أن يلزمه ئ‬ ‫القلة ‪ 0‬فأما كثرته فانها أمنية ‪ 0‬ويجب‬ ‫‏‪- ٢٦٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫فربما عظم أسفه إن عدمه ‪ ،‬ولينتهز فرصته بأخذه عنهؤ‬ ‫وليستفد غنيمته منه ‪ ،‬فليس في كل أوان للبُغية إمكان ‪ 0‬وربما‬ ‫شح الزمان بما سمح ‪ 0‬وضن بما منح ‪ ،‬والإشتغال صادة ‪.‬‬ ‫والأحوال رادة ‪ 0‬ويجب أن لا يفرغ جهده في التعليم } فيقضي به‬ ‫ذلك إلى الملال ‪ 0‬والترك ‪ ،‬والإهمال ‪.‬‬ ‫وقد قالت الحكماء ‪ :‬طالب العلم ‪ 0‬وعامل البر ‪ 0‬كآكل الطعام ‪.‬‬ ‫إن أخذ منه قوتا عصمه ‪ ،‬وإن أسرف فيه بشمه ‪ 0‬وربما كان فيه‬ ‫منيته وينبغي أن يريح قلبه في الأوقات ‪ 0‬ويخفف عنه في‬ ‫الساعات ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إن القلوب تموت‬ ‫وتحيا ولو بعد حين " ‪.‬‬ ‫وقال ابن مسعود ‪ :‬للقلوب شهوة ‪ 0‬وإقبال ‪ ،‬وفترة ‪ ،‬وإدبار ه‬ ‫فأتوها من قبل شهوتها ‘ ولا تأتوها من قبل فترتها ‪.‬‬ ‫وقال علي بن أبي طالب ‪ :‬إن هذه القلوب تمل ‪ 0،‬كما تمل‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لأبد ان ء فأريحوها ؛ وقال‬ ‫إلا أنه يتقلب‬ ‫القلب‬ ‫ولا‬ ‫الإنسان إلا لنسيه‬ ‫سمي‬ ‫وما‬ ‫‏‪ ٢٦٨‬۔‬ ‫وينبغي أن لا يتعمد بحفظه فيغفل تقييد الغلوم ‪ 0‬فإن النسيان‬ ‫آفة الحفظ ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي () ‪ 0‬عن طريق أنس ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬ ‫" قيدوا الغلوم بالكتاب "" ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫قد رأيت القلوب حينا تموت‬ ‫قيدوا العلم بالكتاب فإني‬ ‫فاته من غلومه الماموت ‪١‬ا©‏‬ ‫أهمل الكتابة إلا‬ ‫قل من‬ ‫إنما العلم في الدفاتر قوت‬ ‫فاجعل العلم في الدفاتر قوت‬ ‫إن أريحت وعز من لايموت‬ ‫قد تموت القلوب حينا وتحيا‬ ‫المبتوت‬ ‫فألهاه رأيه‬ ‫رب ذي حكمة وعاها فألقاها‬ ‫لايعيها العصرين قلب شيت‬ ‫فغدت من يديه مثل ضمار‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ 0‬قال ‪ :‬كان رجل يشهد معنا حديث النبي‬ ‫‏() ‪ ٧‬فلا يحفظ ‪ ،‬فإذا خرجنا سألني { فأفهمته } فشكى ذلك إلى‬ ‫وكيع ‘ يعني ‪:‬‬ ‫‏"‪ ٠‬؛ قال‬ ‫‪ " :‬استعن بيمينك‬ ‫تن ( ت فقال‬ ‫النبي‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫؛ وقال‬ ‫أكتب‬ ‫الكتب‬ ‫في‬ ‫لم تقيد‬ ‫إذا‬ ‫تنساه‬ ‫والعلم‬ ‫ويجب أن يترك العجب جانبا ‪ 0‬ولا يرضاه صاحبا ‪ ،‬فإنه يقبح‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )١‬الماموت ‪ :‬المقصود‪‎‬‬ ‫‪- ٢٦٩‬‬ ‫بالألبا ء ‘ ويزري بالأدباء ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بالأدب‬ ‫أقبح‬ ‫للعجب‬ ‫إن‬ ‫ب‬ ‫العج‬ ‫دع‬ ‫الحرب‬ ‫من‬ ‫وأعدى‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫الحمق‬ ‫من‬ ‫يجمل أن يختال هذا من العجب‬ ‫وكيف إختيال من يطوف بعذرة‬ ‫‪ ،‬أن العلم يمنع من العجب ى وأن يعلم إنما‬ ‫لنم‬ ‫عي أ‬‫ينبغ‬‫وي‬ ‫علمه قليل يزر فيما لم يعلمه ‪ 0‬فإنه حتى يموت مُتعلما مُحتاجا ‪.‬‬ ‫فما وجه العجب ؛ويجب أن لايدع التعليم لكبر سنه ‪ 0‬فلأن يكون‬ ‫شيخا مْتعلما ‪ 0‬أولى من أن يكون شيخا جاهلا ‪.‬‬ ‫وقال المأمون ‪ 0‬لعمه إبراهيم بن المهدي ‪ :‬والله لأن تسشوت‬ ‫جعهل ؛قال ‪ :‬وإلى متى‬ ‫اشلقان‬ ‫طالبا للعلم ‪ 0‬خير من أنبتعي‬ ‫يحسن بي طلب العلم ؟قال ‪ :‬ما حسنت بك الحياة ‪ .‬والجهل لك‬ ‫قبيح ‪ ،‬وبالكبير أقبح ‪ .‬وهو له أشين وأسمج ‪ ،‬وإلى التعليم أفقر‬ ‫وأحوج ‪.‬‬ ‫ومن غير الكتاب ‪ :‬وقال الشيخ للمامُون ‪ :‬أقبح لي أن‬ ‫أستفهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬بل قبيح بك أن تستبهم ؛ رجع ‪.‬‬ ‫وقال بعض الأدباء ‪:‬‬ ‫‪- ٢٧٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫عن الفضل في الإنسان سميته طفلا‬ ‫إذا لم يكن مر السنين مترجما‬ ‫ولم تستفد فيهن علما ولافضلا‬ ‫وما تنفع الأعوام حين تعدها‬ ‫إلى كل ذ ي جهل كأن به جهلا‬ ‫أرى الدهر من سوء التصرف مائلا‬ ‫وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫ولم يحو علما نبيلا وفضلا‬ ‫إذا المرء نيف للأربعين‬ ‫جهلا‬ ‫إذا كان يزداد فيهن‬ ‫السنين‬ ‫عد‬ ‫فدعه فما نفع‬ ‫شيخا ويوصف بالحلم حجسلا‬ ‫فذلك كالضب يدعى الجهول‬ ‫ويجب أن لا يستضعف التعليم } ولا يستضعف نفسه ۔‪٠‬‏ فان‬ ‫لهيبة تورث الخيبة ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫فإلى خيبة يصير الهيوب‬ ‫لا تكون للامور هيوبا‬ ‫ولمحمد بن مداد ‪ 0‬فيما يقرب منه ‪:‬‬ ‫أن ينال المنى به لا يخيب‬ ‫إن من هاب خاب والمترجي‬ ‫وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫توقيه‬ ‫هيبته‬ ‫فإنما‬ ‫إذا أردت مركبا فقع فيه‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧١‬۔‬ ‫فاجهد بجهدك في التعليم والطلب‬ ‫إذا طلبت فنون العلم والأدب‬ ‫حتى ترقى إليه غير مُتيب ا‬ ‫مُدركه‬ ‫أنت‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫فليس‬ ‫الإتياب ‪ :‬الإستحياء ؛ والمتيب ‪ :‬المُستحي ‪.‬‬ ‫فيه أدابه ‪ 0‬ولا‬ ‫ويجب إذا حضر مجلس معلمه ‪ 0‬أن لا يسيء‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الحسن‬ ‫‪ .‬كما فعل الفرزدق في مجلس‬ ‫عليه جوابه‬ ‫يعترض‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ل‬ ‫تخرة‬‫ةفيس َ‬ ‫حدث أبو بكر الهذلي ‪ 0‬قال ‪ :‬جاء الفرزدق إلى مجلس‬ ‫الحسن ‘ وقد شد ‪ 0‬فتخطى القوم ‪ .‬حتى جلس إلى جنبه ‪ 7‬فجعل‬ ‫لايسأل الحسن عن شيع ‘ إلا بادره بالجواب ؛ فقال ‪ :‬ألم تسمع‬ ‫ما قلت في هذا ؟ وسأله رجل حلف ‪ ،‬وقال ‪ :‬لا والله ‪ 0‬وبلى والله ه‬ ‫ولم يرد عقد يمين ‘ فبادره بالجواب ‪ 0‬وقال ‪ :‬ألم تسمع ما قلت‬ ‫في هذا ؟ فقال ‪ :‬وما قلت ؛ فقال ‪:‬‬ ‫العزائم‬ ‫عاقدات‬ ‫إذا لم تعمد‬ ‫بماأخوذ بلفو‪ ,‬تقوله‬ ‫ولست‬ ‫وجاءه رجل ‘ فقال ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ 0‬إنا نكون في المغازي ‏‪١‬‬ ‫وإن أحدنا يصيب المرأة ‪ 0‬أيحل له غشيانها ؟ فقال الفرزدق ‪ :‬أما‬ ‫‪ :‬ليس كل ما قلت قد سمع‬ ‫سمعت ما قلت في هذا ؟ فقال الحسن‬ ‫‏) ‪ ( ١‬مُتيب ‪ :‬مستحي ‪.‬‬ ‫‪. ٢٧٢‬‬ ‫النااس ‪ 0‬فما قلت ؟ فقال ‪:‬‬ ‫جهارآ لمن يبني بها لم يطلق‬ ‫رماحنا‬ ‫أنكحته‬ ‫وذات حليل‬ ‫وكان لا يسأل الحسن عن شي ع ۔ إلآ بادره الفرزدق بالجواب ۔‬ ‫فاجابه فيه بشعره ؛ وهذا هو الجهل ‪ 0‬والخمق ‪ 0‬وسوء الأدب ۔‬ ‫والخرق ؛ يقول ‪ :‬خرق الرجل يخرق ‪ 0‬من الخمق فهو أحمق ؛‬ ‫وخرق بالشيء يخرق ‪ 0‬فهو أخرق ‘ أي ‪ :‬فلا يحسن العمل بيده ؛‬ ‫والخرق نقيض الرفق ‪ 0‬وصاحبه أخرق ؛ والخرق من الفتيان‬ ‫الظريف في سماحة ونجده ؛ وقال ‪:‬‬ ‫يهين اللجين لها والنظارا‬ ‫وخرق ترى الكأس أكرومة‬ ‫والنظار ‪ :‬الذهب ؛ واللجين ‪ :‬الفضة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٧٣‬۔‬ ‫الباب الثالث عشر ‪:‬‬ ‫في أدب المسؤول والسائل‬ ‫والقتيا والجواب عن المسائل‬ ‫السؤال ‪ :‬يهمز ولا يُهمز ( لغتان ) ؛ تقول ‪ :‬سأله ‪ 0‬وساله ‪.‬‬ ‫وسألته ‪ 0‬وسنل ‪ 0‬وسيل ‪ ،‬ويُسئل ‪ 0‬ويسل ؛ وقرئ ‪ :‬أ كما سئنل‬ ‫مُوستى من قبل ‏)‪ ‘ «0 ٤‬وهي لغة من لايرى الهمز ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ضلت هذيل بما سالت ولم تصب‬ ‫سالت هذيل رسول الله فاحشة‬ ‫وهو من السؤال ‘ إلآ أنها لغة من لا يهمز ؛ وقال آخر ‪:‬‬ ‫قل مالي قد جيتماني بنكر‬ ‫سالتني الطلاق إن رأتاني‬ ‫فلم يهمز ؛ وأنشد الفرا ‪:‬‬ ‫إلى الطلاق‬ ‫إلام تسارعين‬ ‫أقول لها إذا سالت طلاقا‬ ‫اهبطوا مصرا فإن لكم‬ ‫ويروى ‪ [ :‬قرأ ] في همز ؛ وقرأ ‪:‬‬ ‫ما سألتم ‏)‪ 0 0 ٤‬وبعضهم ‪ ( :‬ساءلتم ) ‪ 0‬فجمع بين ساكين ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٧٥ .‬‬ ‫‪ :‬سلتم (بكسر السين ) ‘‬ ‫وبعصهم يجعله من أو لاد الثلاثة ‪ 0‬فيقول‬ ‫؛ وقال الفرزدق ‪:‬‬ ‫& مثل ‪ :‬خفتم ‪ 0‬وتخافون‬ ‫وأنت تسالون‬ ‫لصاحبه في أول الدهر تابع‬ ‫تعالوا فسالوا يعلم الناس أينا‬ ‫وعن ابن عباس ‪ ،‬أنه قرأ ‪ :‬لأ ولاتسنل عن أصحاب‬ ‫الجحيم ‏)‪( 0 «0 ٤‬بفتح التاء ‪ 0‬وجزم اللام) ؛ ويقول ‪ :‬سألت فلانا‬ ‫مسألة (بالهمز) ؛ وسلته سوالا (بلا همز) وساله ۔ أيضا ۔ مسالة ؛‬ ‫وقال المجنون ‪:‬‬ ‫لنفسي ليلى تم أنت حسيبها‬ ‫وناديت يا ذا العرش أول سالتي‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫فما الناس إلا عالم وجهول‬ ‫سلي إن جهلت الناس عنا وعنهُْمم‬ ‫علي بن أبي طالب ‪ .‬أنه قال ‪ :‬سلوني قبل أن تفقدوني ؟‬ ‫وعن‬ ‫وقال حميد بن ثور ‪:‬‬ ‫وهل عادة للربع أن يتكلما‬ ‫سل الربع أني يممت أم طارق‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫‪. ١١٩١ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪‎‬‬ ‫‪- ٢٧٦‬‬ ‫وفضل أرانه إن سال ‪ 0‬أو سيلا‬ ‫وجامع العلم مغبوطا بزهرته‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫من يسع في علم بفقا؛ يمهر‬ ‫فسل الفقيه تكن فقيها مثله‬ ‫والعرب قاطبة تحذف همزة سال ‪ 0‬فإذا وصلت بالواو & أو ألفا‬ ‫؛‬ ‫‪ :‬مسانل‬ ‫المسئلة‬ ‫؛ وجمع‬ ‫‘ وسأل‬ ‫‪ :‬فاسأل‬ ‫(همزت ( } كقولك‬ ‫وتقول ‪ :‬ساولته ‪ 0‬مساولة ‪ 0‬في لغة هذيل ؛ ومن قال ‪ :‬سايلته ‪.‬‬ ‫فقد أخطأ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ ومنه‬ ‫‪ :‬سؤال الإنسان شين‬ ‫‪ ،‬فمنه‬ ‫والسؤال على وجوه‬ ‫‪ :‬سألت فلانا ما لي عليه ‪ 0‬أ ي ‪:‬‬ ‫‪ .‬وهو كقولك‬ ‫سؤال مطالبة بحق‬ ‫‪.‬‬ ‫طالبته ‪ 4‬فلا يحتاج في هذا إلى عن‬ ‫قال الله تعالى ‪ :‬ل وكان عهد الله مسئولا & ‏‪ 0 0١‬أي ‪:‬‬ ‫مطالبا به ؛ وكذلك ‪ :‬لأ وإذا الموؤدة سئلت × باي ذنب قتلت & {) ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬طولب بها واندها ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫(‪ )١‬في لسخة أخرى ‪ :‬قيل‪. ‎‬‬ ‫‪. ١٥١ :‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة الذحزاب‪‎‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة التكوير‪. ٩ - ٨ : ‎‬‬ ‫‪- ٢٧٧‬‬ ‫فلما أبيتم كان حاكمنا السمر‬ ‫وسألناكم قبل الرماح حقوقنا‬ ‫سؤال إستخبار عن الشيء ؛ ومنه ‪ :‬سؤال تعليم ؛‬ ‫ومنه ‪:‬‬ ‫ومنه ‪ :‬سؤال تفهم ؛ ومنه ‪ :‬سؤال تعنت ؛ وليس كثرة السؤال‬ ‫فيما إلتبس أعناتا ‪ 0‬ولا قبول ما صح في النفس تقليدا ‪.‬‬ ‫فقد روي عن رسول الله () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬العلم خزائن ؛‬ ‫ومفاتيحه المسألة ‪ .‬فسألو ‏‪ ١‬رحمكم الله © فانما يؤجر في العلم‬ ‫ثلاثة ‪ :‬القائل } والمُستمع ‘ والأفد !" ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬سل سؤال الحمقا ‪ 0‬واحفظ حفظ الكيسا ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫إسمعه ) ؛ واسأله ‪ :‬إذا طلبت منه شينا ؛ وسأل القوم عن كذا ‏‪٨6‬‬ ‫أي ‪ :‬سألوا عنه غيرهم ؛ ويسأل القوم بعضهم بعضا عنه ؛‬ ‫وتقول ‪ :‬سألت عبد الله عالما ‪ ،‬يريد ‪ :‬سألت عبد الله فوجته‬ ‫عالما ‪.‬‬ ‫‪ [ :‬هل ‪ 0‬و الألف ‪9‬‬ ‫‏‪ ١‬لإستفهام تسعة عشر حرفا ‪ 0‬وهي‬ ‫وحروف‬ ‫ى وأ ي ‪ .‬وأيان ‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫‪ 4‬ومتى ‪ 6‬و أنى ‪ 4‬وما‬ ‫‪ .‬وكيف‬ ‫وأين‬ ‫في ثسخة أخرى ‪ :‬أفهمه ‪.‬‬ ‫((‬ ‫‏‪ ٢٧٨‬۔‬ ‫وما بالك ‪ 0‬وما شأنك ‘ وما لك ‪ 0‬ولعل } ولولا ‪ 0‬ولو ما ‘ وهل لا‪.‬‬ ‫وكم ‪0‬وماذا ] ؛ فأما [ هل ] ‪ :‬فإنها تقع على كل خبر ‪ .‬فيقع‬ ‫عام ‪ 0‬كقولك ‪ :‬هل قام زيد ؟فيقول ‪ :‬نعم ‪ ،‬أو لا ؛‬ ‫جووابهنا بل‬ ‫وأما [ الألف ] ‪ :‬فأنها تنجم عن [ أي ] ‪ 0‬وتكون [ أم ] ‪ 0‬مردودة‬ ‫عليها ‪ 0‬كقولك ‪ :‬أيهما ضربت ‪ ،‬زيدا أم عمروآ ؟فيقع الجواب‬ ‫بأحد الإسمين ‪ ،‬فإذا إبتدأت بها ‪ 0‬ولم ترد عليها [ أم ] ‪ 0‬وقع‬ ‫الجواب فيها بلا أو نعم ‪ 0‬كقولك ‪ :‬أقام زيد ؟فيقول لك ‪ :‬لا أو‬ ‫نعم ؛وقد يدخل على [ الألف ] ‪ [ :‬هل ] في الإستفهام ؛ قال‬ ‫الأعشى ‪:‬‬ ‫وهل يكذب أمثالي إذا نطقوا‬ ‫أهل يكذب من أدلى بحجته‬ ‫فجاء بالجميع في البيت ‪ 0‬وقد ذكرت علل [ هل ] في كتاب ‪:‬‬ ‫" الإبانة " ؛ فأما [ أين ] ‪ :‬فإنها إستفهام عن المواضع‬ ‫والأمكنة ؛ وأما [كيف ] ‪ :‬فإنها إستفهام عن الإسم ‪ ،‬إذا قيل ‏‪: 6١‬‬ ‫كيف أنت ؟ قال صالح ‪ :‬بخير في عافية ‪.‬‬ ‫ويقال ‪[ :‬كيف] كانت في الأصل [ كيفه ] ‪ 0‬ثم حذفت [الهاع] ‪.‬‬ ‫فبقيت [الفاء]] على فتحتها ‪ 0‬والعرب تحذف خبر [كيف] بمعرفتهم‬ ‫‪ :‬قلت‪. ‎‬‬ ‫(‪ ( ١‬في نسخة أخر ى‬ ‫‪. ٢٧٠٩‬‬ ‫بذلك ؛ قال الله (تلك) ‪ :‬لأ فكيف إذا توفتهم الملائكة ) ‪ 6‬؛ وهو‬ ‫كثير في القرآن ؛ قال جميل بن معمر ‪:‬‬ ‫ولا مالهم ذو بدهة فيدوني‬ ‫فكيف ولا توفي دماؤهم دمي‬ ‫أي ‪ :‬كيف يقتلونني ؟ فحذف خبره ؛ وقوله ‪ [ :‬ذو بدهة ] ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬ذو سعة وكترة ؛ ويدوني من الدية ؛ وقد ذكرت علل [كيف]‬ ‫في كتاب ‪ " :‬الإبانة " ؛ [ ومتى ] ‪ :‬فإنها إستفهام عن المواقيت ‪6‬‬ ‫إذا قلت ‪ :‬متى يخرج ؟ قال ‪ :‬يوم الخميس ‪ ،‬أو يوم الجمعة ؛ فأما‬ ‫[ أي ] ‪ :‬فإنها مشاكلة [ لأين ] ؛ وأما [ ما ] ‪ :‬بمعنى [ أي ] ‪:‬‬ ‫‪ :‬أ ادع لنا ربك‬ ‫وهو إستفهام عن جنس الشيء ؛ قال الله ()‬ ‫يبين لنا ما هي } ‏‪ 0١‬؛ إذا قلت ‪ :‬ما أكلت ؟ قال ‪ :‬خبزا { لحما‪.‬‬ ‫تمرآ ؛ [ومن] ‪ :‬لا تكون إلا إستفهاما من غير الأناسي ؛ [وأي] ‪:‬‬ ‫إذا أضفتها إلى معرفة ‪ 0‬وقع الجواب بأحد الإسمين ى كقولك ‪ :‬أي‬ ‫الرجلين قام ؟ فيقول زيد ‪ :‬عمرو ؛ فإذا أضفتها إلى نكرة ‪ 0‬وقع‬ ‫الجواب بصفة الإسم ‪ 0‬كقولك ‪ :‬أي رجل قام ؟ فيقول ‪ :‬حسن ‪.‬‬ ‫قبيح ‪ 0‬طويل ‪ 0‬قصير ؛ [ولأي] ‪ 0‬أربعة مواضع ‪ :‬معنى‬ ‫الإستفهام ‪ 0‬ومعنى الجزاء ‪ 0‬ومعنى الخبر ‪ 0‬ومعنى التعجب ‪.‬‬ ‫‪. ٢٧ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة محمد‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪. ٦١٨ : ‎‬‬ ‫‪- ٢٨٠‬‬ ‫_‬ ‫وليس القصد بالكتاب ‪ ،‬إلا هذا الباب ‪ 0‬فأذكره } ولذلك تركت‬ ‫شرحه ؛ [ وأيان] ‪ :‬مشاكله [ لمتى ] ‘ إلآ أنها كناية عن الحين ‪8‬‬ ‫كقولك ‪ ،‬أيان يخرج ‘ معناه ‪ :‬أي حين يخرج ؛ وفي القرآن ‪:‬‬ ‫« ايان مرساها & `‪ 0‬؛ وأما [ ما بالك ‪ 0‬وما شأنك ‘ وما لك ] ‪:‬‬ ‫فكله إستفهام عن الحال متشابه ؛ [ ولعل ] ‪ :‬إذا إستفهمت بها ‪.‬‬ ‫وقع الجواب منها بنعم ولا ‪ ،‬كقولك ‪ :‬لعلك تقوم ؟ لعلك تقعد ؟‬ ‫فيقول ‪ :‬لا أو نعم ؛ [ ولولا ‪ 0‬ولو ما] ‪ :‬بمنزلة [ هلا ] ‪ .‬إذا‬ ‫جينت معهما بالماضي ‘ لم يحتاجا إلى جواب ‪ 0‬وإذا جينت معهما‬ ‫بمستقبل ‪ 0‬وقع معهما الجواب بلا وبلى ؛ [ وكم ] ‪ :‬إستفهام عن‬ ‫العدد ‪ 0‬إذا قلت ‪ :‬كم عندك من دراهم ؟ فيقول ‪ :‬عشرة ‪.‬‬ ‫وعشرون ؛ [ وماذا ] ‪ :‬إستفهام بمنزلة [ ما ] } وفيه إختلاف ة‬ ‫قال قوم ‪ :‬هما حرف واحد ‪ 0‬وقال ابن الأنباري ‪ [ :‬ما ] صلة ‪.‬‬ ‫[ وذا ] ‪ :‬لمعنى الذي ؛ وفي القرآن ‪ :‬ل ماذا أراد الله بهذا‬ ‫مثلا )م ‘‪0‬؛ وقال الزجاج ‪ :‬ما أراد بالذباب والعنكبوت مثلا ؛‬ ‫[ ولم ] ‪ :‬استفهام عن علة الشيع { وتكون بغير [ الألف ] ؛‬ ‫»(‪0‬؛‬ ‫وكذلك [ بم ‪ ،‬وفيم ‪ ،‬وعم ] ؛ قال الله () ‪ :‬أ لم تؤذونني‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الاعراف ‪ :‬‏‪. ١٨٧‬‬ ‫)!( سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ٢٦‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة الصف ‪ :‬‏‪. ٥‬‬ ‫‪- ٢٨١‬‬ ‫وقوله (تالة) ‪ (« :‬فيم أنت من ذكراها » ‏‪ . 0١‬وقوله (جَللة) ‪:‬‬ ‫_‬ ‫‪+.‬‬ ‫ا( عم يتساءلون & ‏‪ 0١‬؛ ويقول ‪ :‬عم تسال ‪ 0‬وفيم تقوم ‪ 0‬ولم‬ ‫تقعد } وتقول في الأخبار ‪ :‬سل عما بدا لك ‪ 0‬وجد فيما شنت ؛‬ ‫وامض لما أمرت ‪ ،‬فهذا الفرق بين الإستفهام والإخبار ‪.‬‬ ‫فصل منه‬ ‫وينبغي للعالم ‪ 0‬إذا سأله السائل مُتعلما ‪ 0‬أن يجيبه ‪ 0‬فإن‬ ‫عاوده مُتفهما ‪ ،‬أن يفيده ويبينه ولا يضجر ‪ ،‬فربما لم يفهم عنه‬ ‫الجواب في أول إجابته ‪ 0‬فإن بان له أنه يساله مُتعنتا ‪ 0‬أو عابثا‬ ‫أو طالب رخصة ۔ أو مُتأولا ‪ 4‬صمت عنه ولم يجبه ‪ ،‬لأن المتعنت‬ ‫يريد الأذى ‪ 0‬ويقصد الإمتحان ‪ .‬فجدير أن يقف المسؤول عن‬ ‫جوابه ‪.‬‬ ‫وهذا ابن عباس ‪ ،‬العالم الحبر ‪ 0‬والبحر ‪ .‬والقدوة } والقائل ‪:‬‬ ‫من يسألني عما دون العرش ‪ ،‬أخبره به ؟ قد أمسك عن إجابة‬ ‫المُتعنت له ‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ 0‬وهو‬ ‫ابن الكوا‬ ‫وهذ ‏‪ ١‬علي بن أبي طالب ‪ .‬قد سأله‬ ‫‏‪ ٠‬انك مُتعنت ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬اجلس يا ابن الكوا‬ ‫المنبر ‪ .‬فقال له ‪ :‬ويلك‬ ‫(‪ )١‬سورة النازعات‪. ٤٣ : ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏) ‪ ( ٢‬سورة النبا ‪:‬‬ ‫۔_‪- ٢٨٢ ‎‬‬ ‫ولست بمُتفقه ؛ فقال ‪ :‬والله ما أنا بمُتعنت ‪ 0‬وإني لمْتفقه ‪ 0‬وإنك‬ ‫لإمام ‪ 0‬وإنا لرعية ‪ 0‬وإن لله عليك الحجة ؛ فقال ‪ :‬ويلك يا ابن‬ ‫الكوا ‪ 0‬سل تفقه ‪ 0‬فإن بين أضلاعي علم جم ؛ فقد توقف عن‬ ‫إجابته ‪ 0‬إذ ظن أنه له مُتنعنت ‪ 9‬ثم أجابه إذ أقسم له أنه متعلم ؛‬ ‫والتعنت ‪ :‬التفعل ‪ :‬من العنت ‪ 0‬وهو إدخال المشقة على الإنسان ؛‬ ‫تقول ‪ :‬قد عنت فلان ‪ 0‬أي ‪ :‬لقي عنتا ‪ 0‬يعني ‪ :‬مشقة في أمر‬ ‫يكون ؛ وأعنته فلان إعناتا ‪ :‬إذا أدخل عليه عنت ؛ وتعنته تعنتاً ‪:‬‬ ‫إذا سأله عن شيع ‪ ،‬أراد به اللبس عليه والمشقة ؛ وفي القرآن ‪:‬‬ ‫ل ولو شاء الله لأعنتكم ) _) ‪ ،‬أي ‪ :‬لأهلككم ‪ 0‬بالتشديد عليكم في‬ ‫مُخالطتكم ؛ والعنت ‪ :‬الهلاك ؛ قال القطامي ‪:‬‬ ‫ولا هم كدروا الخير الذي فعلوا‬ ‫فلا هم صالحوا من يبتغي عنتي‬ ‫وأنشد الفرا ‪:‬‬ ‫ليضحك مني أو ليضحك صاحبه‬ ‫يحاول إعناتي بما قال أو رجا‬ ‫وفي القرآن ۔ أيضا قوله () ‪ :‬لأ ذلك لمن خشي العنت‬ ‫منكم ‪ 4‬اا ؛ وأصل العنت ‪ :‬الهلاك ‪ 0‬ثم جعل كل ما يضر بالإنسان‬ ‫ويشق عليه ‪ :‬عنت ؛ ومن سأل عانت } أو لعبا ‪ 0 0‬أو للر خص‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ٢٢٠ : ‎‬‬ ‫(؟) سورة النساء‪. ٢٥ : ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬فنيسخة أخرى ‪ :‬عبثا‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪- ٢٨٣‬۔‬ ‫‪ .‬وهو له جواب } لأنه‬ ‫فى الذين طالبا ‪ 0‬فالسكوت عنه صواب‬ ‫يكون سؤاله ذلك تسفيها ‪ 0‬ولا جواب أقطع للسفيه من الصمت ؛‬ ‫وقد قالت الحكماء في ذلك ‪ ،‬والشعراء ‪ :‬شيعرآ ‪ ،‬فاكثذرت ؛ قال ‪:‬‬ ‫إجابته السكوت‬ ‫فخير من‬ ‫إذا نطق السفيه فلا تجبه‬ ‫وقال آخر‬ ‫في فيه‬ ‫قوله‬ ‫يرد‬ ‫سكت‬ ‫السفيه‬ ‫على‬ ‫مردود‬ ‫أشد‬ ‫وقالت الحكما ء ‪ :‬الصمت حكم ‪ .‬وقليل فاعله ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪:‬‬ ‫عامله‬ ‫أن لو كان جذ‬ ‫وود‬ ‫آلام قانله‬ ‫قد‬ ‫قول‬ ‫يا رب‬ ‫ما لامه في الصمت يوما عاذله‬ ‫الصمت حكم وقليل فاعله‬ ‫عقل الفتى في صمته مقانله‬ ‫وكان بعض الحكماء ‪ .‬إذا سننل عن أمر ‪ 0‬يكره فيه الجواب ‪8‬‬ ‫تمثل بهذا البيت ‪:‬‬ ‫للناطقين كلام‬ ‫اذ ‏‪ ١‬لم يكن‬ ‫أر ى الصمت خيرا من أمور كثيرة‬ ‫‏‪ ١‬لله) ‪ .‬عن غير مذهبه ‪ 4‬فتمثل‬ ‫(رحمه‬ ‫وقد سننل أبو محمد‬ ‫على السانل بهذا البيت ‪:‬‬ ‫‪٤٨٢‬ا‪- ‎‬‬ ‫ويطلب مني مذهبا غير مذهبي‬ ‫يحاول مني شيمة غير شيمتي‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫مخالط حمق في طماعة أشعب‬ ‫وفي الناس من تلقاه في العلم سائلا‬ ‫ويطلب مني عابتا غير مذ هبي‬ ‫يحاول مني شيمة غير شيمتي‬ ‫وقطع سفاه المرء من غير مأرب‬ ‫صمت ولم أعبأ له عن جوابه‬ ‫وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫ليردعني عن مذ هبي عند مطلبي‬ ‫أر ى كل ذي حمق يغرزض سانلا‬ ‫إل أن أردى الفعل أفعال أشعب‬ ‫شعب‬ ‫أفعال‬ ‫ريد فعالا مثل‬ ‫‪ .‬وأيتن ‘ وأشكل ‘‬ ‫‪ :‬قد ليس‬ ‫ويقال للسائل إذ ا خلط في سؤاله‬ ‫وموه ‪ 0‬وورى ‪ 0‬وعسر ‪ ،‬ولبك ‪.‬‬ ‫علئ ‪.‬‬ ‫ء ‪ :‬لبكت‬ ‫البصر ي ‪ 0‬لرجل سأله عن شي‬ ‫قال الحسن‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ ويقال ‪ :‬أمر لبيك ‪ ،‬أ ي ‪ :‬مختلط ؛ وقال زهير‬ ‫علي‬ ‫‪ :‬خلطت‬ ‫أي‬ ‫إلى الظهيرة أمر بينهم لبك‬ ‫رد القيان جمال الحي فاحتملوا‬ ‫المقلوب ؛ قال‬ ‫ويقال ‪ :‬بلكت ۔ أيضا ۔ ‪ :‬إذا خلطت ‘ وهو من‬ ‫المرار ‪:‬‬ ‫_ ‪_ ٢٨٥‬‬ ‫يبكله بالعنبر الورد مقطب‬ ‫أناة كان المسك دون شعاعها‬ ‫يبكله ‪ 0‬أي ‪ :‬يخلطه ؛ والمقطب ‪ :‬الماز ج ؛ يقال ‪ :‬قطبت‬ ‫‪ .‬وأقطبته ‪.‬‬ ‫السراب‬ ‫قال عيسى بن عمر ‪ :‬سألت ذا الرمة ‏‪ ٠‬عن شيعء ليس على‬ ‫جهته ؛ فقال ‪ :‬أتعرف اليتن ؟ فقلت ‪ :‬نعم ؛ فقال ‪ :‬كلامك هذا‬ ‫يتن ‪ 0‬كله مقلوب ؛ واليتن ‪ :‬أن يخرج رجلا المولود قبل رأسه ؛‬ ‫يُقال ‪ :‬أيتنت المرأة ويتنت ‪ ،‬إذ أنالها هذا ‪.‬‬ ‫وقد روي عن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬هلا سألتموه { إذا لم‬ ‫تعلموا ‪ .‬وإنما شفاء العمى السؤال " ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫إن السؤال للعمى شفاء‬ ‫الحياء‬ ‫فاسأل ولا يصدك‬ ‫وروي عنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إياكم وكثرة السؤال ‪ ،‬فإنما‬ ‫هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال "" ؛ وليس هذا مخالفا للأول ‪.‬‬ ‫وإنما أمر بالسؤال ‪ 0‬من قصد به علم ما جهل ‪ .‬ونهى عنه من‬ ‫قصد به إعنات ما سأل ‪.,‬‬ ‫وينبغي للعالم إذا سنُنل ‪ 0‬أن لا يعجل بالجواب ‘ وإن كان له‬ ‫‘ فيجيب بعلم ويقين ‪ ،‬فانه‬ ‫حتى يعرفه معرفة صحيحة‬ ‫حافظا‬ ‫من أداب الغلماء وصفاتهم ‪.‬‬ ‫‪- ٢٨٦‬‬ ‫وقد يروى في الحديث ‪ :‬المؤمن وقاف ‪ ،‬والمتافق وثاب ؛‬ ‫وينبغي إذا سننل عما يعلم أن يجيب ‪ ،‬ولا يقول ‪ :‬لا أدري ‪ ،‬فإنه‬ ‫مكروه كذب ؛ وقد قيل ‪ :‬أن الرياء سبعة وسبعين بابا ‪ 0‬أدناه حين‬ ‫يقول فيما يدري ‪ :‬لا أدري ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‪ :‬أن غمر سأل أصحابه يوما ‪ 0‬عن قول الله‬ ‫() ‪ :‬ل( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب & ‏‪. 0١‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬الله أ علم ‪ 0‬فغضب ‪ ،‬وقال ‪ :‬قولوا ‪ :‬نعلم ‪ 4‬أو لا نعلم ‪.‬‬ ‫وعن غمر ‪ ،‬أنه سأل رجلا عن شيع ‪ ،‬فقال ‪ :‬الله أعلم ؛ فقال‬ ‫عمر ‪ :‬قد خزينا إن كنا لا نعلم ‪ ،‬إن الله يعلم ‪ 0‬إذا سئنل أحدكم عن‬ ‫‪ :‬ا أدر ي‬ ‫شي ء ‪ 0‬إن كان يعلمه قاله ‪ 0‬وإن كان لا يعلمه قال‬ ‫بذلك ؛ وينبغي إذا سنْنل عن ما لا يعلم ‪ 0‬أن يقول ‪ :‬لا أدري ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس ‪ :‬إذا ترك القالم قول ‪ :‬لا أدري ‪ 0‬أصيبت‬ ‫مقاتله ‪.‬‬ ‫الخكما ء ‪ :‬من قال ‪ :‬لا أدر ي علم ‪ 0‬فدر ي ؛ ومن‬ ‫وقال بعض‬ ‫إنتحل ما لا يدري ‪ 0‬أهمل فهوى ‪.‬‬ ‫ويروى عن النبي () ‪ ،‬إنه قال ‪ " :‬لا أدري نصف العلم "‪.‬‬ ‫‪. ٢٦٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪‎‬‬ ‫‪- ٢٨٧‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬هلك من ترك لا أدري ‪.‬‬ ‫وكان ابن عباس ‘ وهو ترجمان القرآن ‪ 0‬وخير هذه الأمة ‪6‬‬ ‫وعالمها } وربانيها ‪ 0‬يقول ‪ :‬ما () أدري ما الغسلين ‪.‬‬ ‫وروي أن رجلا سال النبي (ظتة) ‪ :‬أي البقاع خير ؟ وأي‬ ‫البقاع شر ؟ فقال (‪٤‬جةه)‏ ‪ :‬لا أدري ‪ 0‬حتى أسأل جبريل (الَكلا‪. ):‬‬ ‫فنزل جبريل (المَلتلة) بعد تلاث (صلى الله عليهما) ؛ وقال ابن‬ ‫دريد ‪:‬‬ ‫ويكره لا أدر ي أصيبت مقاتله‬ ‫من كان يهو ى أن يرى متصدرا‬ ‫وقبيح بالرجل أن يتكلم بما لا يعلمه ‪ .‬ومُحرم عليه ذلك ‏‪١‬‬ ‫سيما في الين { فإنه لا يخلوا أن يحل حراما ‪ 0‬أو يحرم حلالا ؛‬ ‫وقد قالت الغلما ء ‪ :‬تحريم الحلال ‪ 0‬كتحليل الحرام ؛ وقد أحسن‬ ‫عبد الله بن مصعب إذ يقول ‪:‬‬ ‫وأسلم للمرء أن لا يقولا‬ ‫ترى المرء يعجبه أن يقول‬ ‫فإن لكل كلام فضولا‬ ‫فامسسك عليك فضول الكلام‬ ‫الدهر قيلا‬ ‫له‬ ‫ولا تسمعن‬ ‫بدعة‬ ‫أخا‬ ‫ولا تصحبن‬ ‫توشك أفياؤها أن تزولا‬ ‫كالظلال‬ ‫مقالتهم‬ ‫فإن‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬لا أدري‪. ‎‬‬ ‫‪- ٢٨٨‬‬ ‫‪.‬۔‪‎‬‬ ‫دليلا‬ ‫عليها‬ ‫الرسول‬ ‫وكان‬ ‫الله آياته‬ ‫أحكم‬ ‫وقد‬ ‫فلا تتبعن سواها سبيلا‬ ‫فاضح للمُؤمنين السبيل‬ ‫فلايجوز للمسؤول أن يجيب إلا بما يعلم صحته ‪ 0‬إما حفظا أو‬ ‫رأيا ‪ 0‬إن كان من أهل الرأي ‪.‬‬ ‫لما روي عن النبي () ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬لا يستحي منكم من لا‬ ‫يعلم أن يتعلم ‪ 0‬ولا يستحي عالم أن يسأل عما لا يعلم ‪ 0‬أن يقول ‪:‬‬ ‫الله أعلم " ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫فيجهل أن يقول الله أعلم‬ ‫ألا لا يستحي من سأل علما‬ ‫ولا تدري إذا ما لم تعلم‬ ‫تعلم يا أخي فالعلم زين‬ ‫وقال عبد الله بن غمر بن زياد في ذلك ‪:‬‬ ‫علمتا‬ ‫السائلين بما‬ ‫فأفت‬ ‫إذا سُنئلتا‬ ‫ألا لا تسأمن‬ ‫فقل الله أعلم إن أردتا‬ ‫وفيما لم تعيه بقلب واع‬ ‫ولا تنطق بشيء ما حفظتا‬ ‫ورد العلم للباري تعالى‬ ‫وعن غرة التميمي } قال ‪ :‬قال علي بن أبي طالب ‪ :‬ما أبردها‬ ‫على الكبد (ثلاث مرات) ؛ قالوا ‪ :‬وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟‬ ‫قال ‪ :‬أن يسأل الرجل عما لا يدري ‪ ،‬فيقول ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬أي أرض‬ ‫_ ‪- ٢٨٩‬‬ ‫تظلني ‘ إذ ا قلت على الله ورسوله مالا‬ ‫تسعني ‪ 0‬و ي سماء‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫ويروى عن ابن عباس ۔ أيضا ۔ أنه قال ‪ :‬ما أبردها على‬ ‫الكبد ‪ 0‬إذا سُنل أحدكم عما لا يعلم ‪ 0‬أن يقول ‪ :‬الله أعلم ‪.‬‬ ‫وعن علي ۔ أيضا ۔ أنه قال ‪ :‬ما أبردها على الكبد ‪ 0‬إذا سُنل‬ ‫أحدكم عما لا يعلم ‪ ،‬أن يقول ‪ :‬الله أعلم ‪ ،‬فإن العالم من عرف أن‬ ‫‪ .‬ما يعلم فيما لا يعلم قليل ‪.‬‬ ‫وفي رسالته إلى ولده الحسين ‪ ،‬جاء فيها ‪ :‬فإن شكل عليك‬ ‫أمر ‪ 0‬فاحمله على جهلك ؛ وقد مر هذا في باب الجهل ‪.‬‬ ‫‪ 0‬وهو على منبر سول الله‬ ‫وقال أبو بكر الصديق ()‬ ‫رنه ) ‪ :‬ايانف أحدكم إذا سُنل عن ما لا يعلم أن يقول ‪ :‬الله أعلم ؛‬ ‫فلا ينبغي للعالم أن يأنف من ذلك ‪ ،‬فإنه نصف العلم ‪.‬‬ ‫وقد روي عن بعض الفرضيين ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬قد حويت العلم كله ‪.‬‬ ‫فقيل له ‪ :‬من أين قلت ذلك ؟ فقال ‪ :‬لعلمي بالفرانض ‪.‬‬ ‫وقد قال النبي (قَمَةا) ‪ " :‬الفرانض نصف العلم ‪ ،‬ولأن أقول‬ ‫فيما لا أعلم ‪ :‬الله أعلم " ‪.‬‬ ‫‪- ٢٩٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد قال النبي (‪٤‬مم)‏ ‪ " :‬قول ‪ :‬الله أعلم نصف العلم ‪ ،‬فقد‬ ‫كمل العلم " ؛ وقال عبد الله بن غمر ‪:‬‬ ‫قد قال ذاك رسول الله حين تلا‬ ‫إن الفرانض نصف العلم إن سئنلا‬ ‫علما جليلا كله كملا‬ ‫حويت‬ ‫والله أعلم أيضا نصفه فلقد‬ ‫وكيف يأنف مما ثبت في الأخبار ‪ 0‬وفعلته الأخيار ‪ 0‬وجاءت‬ ‫به الآثار ‪.‬‬ ‫وقال ابن عيينه ‪ :‬يستحب للعالم إذا علم لا تعف ‪ ،‬وإذا علم لا‬ ‫يأنف ‪,‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬من العلم أن لا يتكلم فيما لا يعلم ‪ 0‬بكلام‬ ‫من يعلم ‪ 0‬فحسبك خجلا من عقلك ‪ 0‬أن تنطق بما لا تفهم ‪.‬‬ ‫ويجب على من سئل عما لا يعلم ‪ 0‬أن يجيب بما أجاب به‬ ‫ملائكة الله () ‪ 0‬لما قان (بيلة) ‪ :‬الأ أنبنوني باسماء هؤلاء إن‬ ‫كنتم صادقين ٭ قالوا سبحانك لا علم لنا إلاما علمتنا & ‪. 6‬‬ ‫وسئئل النبي () ‪ 0‬عن خير البقاع ‪ ،‬وشر البقاع ‪ ،‬فقال ‪ :‬لا‬ ‫أدر ي ‪.‬‬ ‫العلم ‘ اذ ‏‪ ١‬سئل أحدا عما لا‬ ‫‪ :‬إن من‬ ‫۔ قال‬ ‫ابن مسعود‬ ‫وعن‬ ‫‪. ٣٢ - ٣١‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪: ‎‬‬ ‫‏_ ‪- ٢٩١‬۔‬ ‫‪ :‬أن الذ ي يفتي الناس في كل‬ ‫‪ :‬الله أعلم ؛ وعنه‬ ‫يعلم ‪ .‬أن يقول‬ ‫ما يستفتونه به ‪ 0‬إنه لمجنون ‪.‬‬ ‫وقد قال الحسن ‪ :‬إن ابن آدم } لو أصاب في كل شي ء جن ز‬ ‫يريد به ‪ :‬أنه يعجب بنفسه ‪ 0‬حتى يكون كالمجنون ‪ 0‬من شدة‬ ‫اعجابه بنقسه ؛ ولعل قول الشسنفر ي ‏‪ ١‬لأزد ي ‪ .‬في المرأ ة من هذا ‪.‬‬ ‫حيث يقول ‪:‬‬ ‫فلو جرم إنسان من الحسن جنت‬ ‫فأنت وطالت واسبكرت وأكملت‬ ‫يريد ‪ :‬لو أعجب إنسان بسنه ‪ 0‬حتى يكون كالمجنون ‪ ،‬لكانت‬ ‫هذه المرأة ؛ وآنت ‪ :‬إشتد إلتفاف شعرها ؛ وكأن الشعبي يقول ‪:‬‬ ‫هذا البيت أغزل بيت قالته العرب ‪.‬‬ ‫فصل منه‬ ‫وينبغي للمسؤول أن يلين للسائل جانبه ‪ 0‬ويبين له جوابه ه‬ ‫ولايمنعه الفاندة راغبا ‪.‬‬ ‫‪ :‬ل وأما‬ ‫فقد روى الحس البصري ‪ 0‬في قول الله ()‬ ‫السائل فلا تنهر غ () ‪ 0‬يقول ‪ :‬لا تزجره ‪ 0‬ولا تنهره ؛ قال ‪ :‬ليس‬ ‫‏‪. ١٠٠‬‬ ‫الضحى‬ ‫سورة‬ ‫((‬ ‫‪- ٢٩٢‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫سائل الطعام و الشراب ‪ ،‬ولكنه سائل العلم ‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬السائل الذي سال ماله ‪ ،‬والله أعلم ؛‬ ‫ويقوي هذا التأويل ‪ ،‬مُعاتبة الله رينك) ‪ 0‬نبيه رغةه) ‪ 6‬بقوله‬ ‫ل) ‪ :‬ا( عبس وتولى ‪ +‬أن جاءه الاعمى ‏‪ "١4‬؛ قال الضبي ‪:‬‬ ‫هو ابن أم مكتوم ‪ 0‬وإسمه ‪ :‬عبد الله بن شريح ‘‪ ،‬من بني عامر بن‬ ‫لؤي ؛ وأم مكتوم أمه ‪ ،‬غلبت عليه ‪ 8‬لأنها كانت شريفة ‪.‬‬ ‫وإسمها ‪ :‬عاتكة بنت عبد الله ‪.‬‬ ‫قال الكلبي ‪ :‬وكان ابن أم مكتوم ‪ ،‬جاء إلى النبي () ©‬ ‫وعنده ‪ :‬العباس بن عبد المطلب ‪ 0‬وأمية بن خلف ‪ 0‬وصفوان بن‬ ‫أمية ‪ .‬وهو مقبل عليهم ‪ 0‬يعظهم ويدعوهم إلى الإسلام ؛ فقال ‪:‬‬ ‫أقرنني يا رسول الله ‪ 0‬وعلمني مما علمك الله ‪ 0‬وليس يرى من‬ ‫عنده ‪ 0‬فعبس في وجهه { وأعرض عنه لشغله بهم ‪ 0‬فأنزل الله‬ ‫(تَمك) ‪ ( :‬عبس وتولى × أن جاءه الأعمى } `‪ 0 0‬وقرئ ‪ « :‬أن‬ ‫جاءه الأعمى )ه } مثل ‪ :‬ل أن كان ذا مال وبنين } "‪ 00‬فأكرمه‬ ‫رسول الله بعد ذلك ‘ وكان يقول إذا جاءه ‪ :‬مرحبا بمن غُوتبت من‬ ‫أجله ؛ وروي ‪ :‬بمن عاتبني فيه ربي ؛ واستخلفه على المدينة ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة عبس ‪١ :‬۔‪٢‬‏ ‪.‬‬ ‫(') سورة القلم ‪ :‬‏‪. ١٤‬‬ ‫‏_‪- ٢٩٢٣‬۔‬ ‫وعبس ‪ :‬كلح ‪ 0‬وقطب وجهه من الكراهية ؛ ويقال ‪ :‬عبس‬ ‫؛ فاذ ا كان ذلك من عادته‪.‬‬ ‫‪ .‬يعبيس ‪ .‬عبوساً ‪ .‬فهو ‪ :‬عابس‬ ‫وجهه‬ ‫فهو ‪ :‬عبوس ؛ وقال أبو زيد ‪ 0‬يذكر الأسد ‪:‬‬ ‫فراح وفي تشتمه عبوس‬ ‫فينا ذاك أرمل ذات يوم‬ ‫أرمل ‪ :‬فني زاده ؛ والتشتم والعبوس ‪ :‬بمعنى واحد ؛ فإن‬ ‫أبدى الإنسان عن أسنانه في عبوسه ‪ ،‬قلت ‪ :‬كلح ؛ وإن إهتم‬ ‫بذلك وفكر فيه ‪ ،‬قلت ‪ :‬بسر ؛ وهكذا تفسير قول الله (يبك) ‪:‬‬ ‫ثم عبس وبسر } () ؛ فإن غضب مع ذلك ‪ .‬قيل ‪ :‬بسر ؛ فإن‬ ‫زوى بين عينيه ‪ 0‬قلت ‪ :‬قطب ‘‪ 8‬فهو ‪ :‬قاطب عابس ‪.‬‬ ‫وإذا كان السائل ‪ 0‬إنما يسأل عما إفترض الله عليه ‪ 0‬ولزمه‬ ‫العمل به ‪ 0‬لا مُتعنتا ‪ 0‬ولا طالب حجة على المسلمين ‪ 0‬وجب عنى‬ ‫المسؤول إجابته ‪ 0‬ولم يجز له أن يكتمه ؛ ومن سأل عن مسئلة‬ ‫واقعة ‪ 0‬والسائل محتاج إلى جوابها ‪ 0‬والمسؤول عنها حافظ لها ‪.‬‬ ‫فعليه أن يجيبه ولا يكتمه ؛ وإن كانت غير واقعة ‪ 0‬والسانل عنها‬ ‫مستحق لتعليمها ‪ 0‬فعليه ۔ أيضآ ۔ أن يخبره ولا يكتمه ؛ وإن كان‬ ‫السانل عنها غير أهل للحكمة ‪ 0‬فليس عليه أن يخبره ؛ ومن سأل‬ ‫عما لا يهتدي له بدلالة ‪ 3‬فيجب له أن يقف عنه ‪ 0‬ويرجيه إلى الله‬ ‫‪. ٢٢ :‬‬ ‫(‪ (١‬سورة المدثر‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٩٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫تعالى ‪ .‬حتى يصح له سبيله من طريق الخير ‪0‬لأن الخكم في‬ ‫على اللهله رن)‬ ‫الحادث ‪ 0‬بغير دلالة من خخيرر أو عقل ‪ 0‬دعوى‬ ‫ز ( بغير علم ‪ ،‬فقد حاد عن الصواب ۔‬ ‫لأنه يدعي على الله تعالى ‪ 0‬أنه أحله وحرمه ‪ ،‬فقد إفترى على الله‬ ‫الكذب ‪ 0‬وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫بكل إثم‬ ‫وء‬ ‫بأو‬ ‫تخسر‬‫فت‬ ‫الا لا تفتين بغير علم‬ ‫عنه فهمي‬ ‫وقل هذا يغيب‬ ‫شيناً فدعه‬ ‫إا ما لم تجد‬ ‫وعيب أن تقول لقومه بوهم‬ ‫فليس عليك حين وقفت عيب‬ ‫فتخطي ع للإصابة حين ترمي‬ ‫فترمي فيه بالتخمين ظنا‬ ‫وليس وقوف الغلماء عما يسألونه بعيب ى إذا لم يعلموه ‪ ،‬فقد‬ ‫وقفت ملائكة الله الكرام ‪ ،‬ووقف نبيه (‪٤‬م&)‏ ‪ 0‬وفعل ذلك أبو بكر‬ ‫الصديق ‪ 0‬والفاروق غمر (رحمهم الله تعالى) والغلماء ‪.‬‬ ‫وهذا ابن عباس ‪ ،‬قد سئُنل عن مسئلة ‪ ،‬فقال ‪ :‬الله أعلم ؛ فقيل‬ ‫لابيه ‪ :‬إن عبد الله سُنل عن مسئلة ‪ 0‬فقال ‪ :‬الله أعلم ؛ قال ‪ :‬بخ‬ ‫بخ ‪ ،‬رد العلم إلى الغالم ؛ تم سنُنل عن مسئلة أخرى & فقال ‪ :‬لا‬ ‫أدري ؛ فقيل لأبيه ذلك ‪ 0‬فقال ‪ :‬بخ بخ ‪ 0‬فرق بين ما يدري وما لا‬ ‫_ ‪- ٢٩٥‬‬ ‫يدري ‪.‬‬ ‫‪ :‬الله أ علم ؛ نم قال‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫وسُنل ابن غمر عن مسنلة‬ ‫‪ :‬الله أ علم ‘‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫خاطب نفسه ۔ ‪ :‬سُنل ابن عمر عن مسئلة‬ ‫‪-‬‬ ‫أحسن ابن غمر‪.‬‬ ‫وعن مجا هد ‪ ،‬قال ‪ :‬سئل ابن غمر عن مسئلة هينة ‪ 4‬فقال ‪:‬‬ ‫لا أدري ؛ فلما ذهب الرجل ‪ ،‬قال ابن غمر ‪ :‬ما أحسن ما قال ابن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬لا أدر ي‬ ‫غمر ‘ سُنل عما لا يعلم ‘ فقال‬ ‫وفي رواية ‪ :‬أنه سننل عن فريضة ‪ ،‬فلم يحسنها ‘ فقال ‪ :‬لا‬ ‫بأس ‘ سئل ابن غمر عن فريضة ‪ ،‬فلم يحسنها ؛ وهو أحد‬ ‫العبادلة ‪ ،‬وهم ‪ :‬عبد الله بن العباس ‪ ،‬وعبد الله بن عمر ‪.‬‬ ‫وعبد الله بن مسعود ‘ وعبد الله بن جعفر ‪ .‬وعبد الله بن‬ ‫عمرو بن العاص ‪.‬‬ ‫ومن سنْنل عما سمعه ) من المسلمين { أو حفظه من آثارهم‬ ‫الصحيحة ‪ .‬وغرف عدله ‪ 0‬جاز له أن يفتي به من سأله ؛ وأما‬ ‫من يفتي من نفسه ‪ 0‬فحتى يكون من أهل الثتيا في ذلك ؛ وما لم‬ ‫يعرف عدله { ولا أنه من المسلمين ‪ ،‬فلا يجيب فيه ‪ .‬فإن قال ‪:‬‬ ‫وجدت في الآثر كذا وكذا ‪ 0‬فقد قيل ‪ :‬ليس لهم الأخذ بذلك ‪ ،‬إلا أن‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬يعرفه‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪- ٢٩٦‬۔‬ ‫يقول ‪ :‬وجدت في آثار المُسلمين فجائز ؛ ومن كان من أهل العلم ه‬ ‫النااس إليه ‪ .‬فسألو ه عما هو به عالم ‘ فعليه أن يعرفهم ‪.‬‬ ‫واحتاج‬ ‫ويدع عنه الشك ‪ 0‬فإنه من الشيطان ‪ 0‬وهو مذموم ؛ والشك لا‬ ‫يدفع اليقين ‪ 0‬فليتركه وليقل بما علمه الله ‪ 0‬وليعمل بما أمره الله‬ ‫() ‪.‬‬ ‫وروى ابن غمر ‪ :‬أن رسول الله (ظتتا) ‪ 4‬قال ‪ :‬ا" من قال‬ ‫علي ما لم أقله ‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار " ؛ والمشهور من قوله‬ ‫(غما) ‪ " :‬من كذب علي متعمدا " ‪.‬‬ ‫وقال (‪٤‬مم)‏ ‪ " :‬مازال أمر بني إسرائيل صالحا ‪ .‬حتى كثر‬ ‫‪ :‬حدث فيهم ‪ -‬أبنا ء السبايا ‪ .‬فسألو ا ‪ .‬فأفتو ا بغير‬ ‫فيهم ‪ -‬أو قال‬ ‫!" ‪.‬‬ ‫علم ‘ فضلوا وأضلوا‬ ‫وقال (مه) ‪ " :‬من سئل ‪ 6‬فأفتى بغير علم ‪ 0‬فقد ضل‬ ‫وأضل "" ‪.‬‬ ‫وعنه (‪٤‬مه)‏ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬إن الله لا ينزع هذا العلم إنتزاعا ‪.‬‬ ‫الغلماء ‪ .‬قاذ ‏‪ ١‬لم‬ ‫& بعد أن علمُوه ‪ 0‬ولكن يموت‬ ‫الناس‬ ‫من صدور‬ ‫يبق عَالم ‪ 0‬أحدث الناس رؤساء جهالا ‪ ،‬فسننلوا ‪ 0‬فأفتوا بغير‬ ‫_ ‪- ٢٩٧‬‬ ‫علم ‪ 0‬فضلوا وأضلوا "" ‪.‬‬ ‫وعن عائشة ‪ .‬عن النبي (يَةه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إن الله تبارك‬ ‫وتعالى { لا يقبض العلم إنتزاع ‪ 0‬بنزعه من الناس بعد أن أتاه ‪6‬‬ ‫ولكن يقبضه بموت الغلماء ‪ .‬لأنه كلما مات عالم ‏‪ ٠‬ذهب ما معه‬ ‫من العلم ‪ ،‬فإذا لم يبق عَالمٌ } إتخذ الناس رؤساء جهالا ‪ ،‬فسُنلوا ‪.‬‬ ‫فأفتوا بغير علم ‪ 0‬فضلوا وأضلوا "" ؛ وقال محمد بن مداد في‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫يقبض ربي العلماء‬ ‫إن قبض العلم أن‬ ‫رؤساء جُهلاء‬ ‫فإذا ماتوا تنحى الناس‬ ‫داء‬ ‫الناس‬ ‫في‬ ‫وبقوا‬ ‫ضلوا‬ ‫ثم‬ ‫فأضلو ا‬ ‫وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫بل بموت الصالحون الغلماء‬ ‫ليس ربي يقبض العلم إنتزاع!‬ ‫رجع الناس إلى ذي الجهلاء‬ ‫فإذا ماتوا جميعا عن صعيد‬ ‫علم إلى غير الهداء‬ ‫من رؤساء الناس يفتون بلا‬ ‫عن سبيل الغقلاء‬ ‫ثم ضلوا‬ ‫أناسا‬ ‫فأضلوا بفتاويهم‬ ‫(س)ن ‪0‬بيعة الخسلمية ‪.‬عندما أفتاها أبو السبايل بن‬ ‫وقال ل‬ ‫يعكل ‪ "" :‬كذب أبو السبايل ‪ 4‬قد حللت ‪ 0‬فانكحي ما شنت " ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تت ) ‪ 4‬أنه قال م !" أجرأكم على جراثيم جهنم‬ ‫وعنه‬ ‫أجرأكم على الفتيا علي في الجد " ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وينبغي لمن سننل في طريق ‪ 0‬عن مسئلة ‪ 0‬أن يجلس ويجيب ۔‬ ‫فإنه من الأدب ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬سننل ابن عون ‪ 0‬عن مسئلة وهو قائم } أو خارج من‬ ‫ى ثم أفتى ؛ ولقي بعض الفقهاء متوجها‬ ‫المسجد { فعاد وجلس‬ ‫‏‪ ٠‬فقال ‪ :‬المسجد‬ ‫‏‪ ٠‬فسننل عن مسئلة‬ ‫إلى المسجد الجامع بالبصرة‬ ‫عافاك الله ؛ وقد روى ‪ :‬أن ابن عباس ‪ ،‬كان يفتي في طوافه ‪.‬‬ ‫وينبغي للمفتي أن يتأمل المسئلة ‪ .‬تأملاً شافيا ‪ ،‬كلمة بعد‬ ‫كلمة ‪ 0‬ويكون عنايته بآخرها أتم من أولها ‪ 0‬فإن السؤال يتقيد‬ ‫باخر الكلام ‪ 0‬فإن مرت به كلمة غريبة ‪ ،‬سأل عنها ‪ 0‬ونقط‬ ‫وشكل ‪ ،‬وكذلك إن رأى لحنا فاحشا ‪ .‬أو خطا يحيل معناه غير ذلك‬ ‫أصلحه ؛ وإن رأى سطرا ناقصا ‪ 0‬خط على ذلك ‪ .‬وأصلحه‬ ‫وتممه ‪ 0‬فربما قصد ذلك تغليط المفتي ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن القاضي أبا حامد ‪ 0‬بلي بمثل ذلك عن قصد لبعض‬ ‫الناس { فكتب ‪ :‬ما تقول في رجل مات ‪ 0‬وخلف إبنة ‪ ،‬وأختا لأم ‪3‬‬ ‫‏‪- ٢٩٩‬۔‬ ‫وترك بعد هذا في آخر الحاشية موضع كلمة ‪ ،‬ثم قال في أول‬ ‫السطر الثاني ‪ :‬وترك ابن عم ؛ فأفتى للإبنة النصف ‪ 8‬والباقي‬ ‫لإبن العم ‪ 0‬وهو جواب صحيح ‪ 0‬فلما حصل خطه بذلك ‪ 0‬ألحق في‬ ‫موضع البياض ‪ :‬وأب ‪ ،‬فشنع عليه بذلك ؛ ومتى ما كان السائل‬ ‫قد أغفل الصلاة على النبي (أةةمه) ‪ 0‬ألحق ذلك ‪.‬‬ ‫وينبغي للمُجيب أن يأخذ نفسه ببيان خطه ‪ ،‬وتقويم حروفه ؛‬ ‫حتى يقرأ ذلك كل أحد ‪ 0‬ويكون قلمه بين القلمين ‘ لا يضيق‬ ‫سطوره ‘ ولا وسعها ‪ 0‬ويختار من الكلام أصضحه ‘ ومن المعنى‬ ‫أوضحه {‪ ،‬لتفهمه العامة ‪ 0‬وترضاه الخاصة ‪ 0‬ويكتب الجواب في‬ ‫الرقعة ‪ 0‬مما يلي يساره ‪ 0‬للعادة الجارية بذلك من المفتين ‪ 0‬وإن‬ ‫كتب من الرقعة ‪ 0‬فلا عيب ‪ ،‬وإحدى الحاشيتين أولى من الوسط ؛‬ ‫وأكثر الفقهاء يبدأون في فتواهم ‪ 0‬بأن يقولوا ‪ :‬الجواب ‪ ،‬وبالله‬ ‫التوفيق ‪ 0‬وحذف ذلك آخرون ‘ وكله جائز ‪ .‬ولكن ينبغي أن لا‬ ‫يختم جوابه إلا بقوله ‪ :‬وبالله التوفيق ‪ ،‬والله الموفق س والله‬ ‫أعلم ؛ وكان بعض يقول ‪ ،‬إذا أفتى ‪ :‬إن كان صوابا فمن الله ه‬ ‫وإن كان خطا فمني ‪ 0‬وهذا لا معنى له ‪ 0‬لأن فيه إضعاف النفس ه‬ ‫وإدخال اللبس ‪.‬‬ ‫عمر بن الخطاب (ظللنه) ‪ .‬أنه أملا على كاتب له نحو‬ ‫وعن‬ ‫ذلك ‪ 0‬فكتب الكاتب ‪ :‬إن كان صوابا فمن الله ‪ 0‬وإن كان خطأ فمن‬ ‫‪ ٣٠٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الشيطان ؛ فقال له غمر ‪ :‬أكتب ‪ :‬وإن كان خطا فمن عمر ؛ وليس‬ ‫يقبح أن يقول المفتي ‪ :‬الجواب عندنا ‪ 0‬والذي نذهب إليه } والذي‬ ‫نراه كذا ‪ 0‬لأنه واحد من جملة أصحابه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وينبغي للمُفتي ‪ ،‬إذا قرأ الرقعة ‪ 0‬أن يشاور في الجواب ‪3‬‬ ‫من بحضرته ‪ 0‬ممن يصلح لذلك ‪ ،‬أو يقرأ ما فيها عليهم ‪.‬‬ ‫فإن ذلك إقتداء بالسسلف ‪ ،‬وقد قال الله (بيثالة) ‪ :‬وشاورهم في‬ ‫الأمر إ () ؛ قال الحسن ‪ :‬فإن كان عن مشورتهم لغنيا ‪ 0‬لكن أراد‬ ‫أن يسير به الحكام في الأمر ‪.‬‬ ‫بذ ي الر [ ي ‪ .‬أن يشاور من‬ ‫‪ :‬لا بأس‬ ‫الحكماء‬ ‫وقال بعض‬ ‫دونه ‪ 0‬كالنار التي تزيد ضوءها بوسخ الحديد ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬كان الشافعي ‪ 0‬اذا جاءته الفتوى كالعادة ‪ .‬عرضها‬ ‫على أصحابه ‪ 0‬وسأل كل واحد منهم عما عنده ؛ قال الربيع ‪:‬‬ ‫فجاءته رقعة في بعض الأيام ‪ 0‬فقرأها وتبسم ‪ 0‬وكتب الجواب من‬ ‫غير إعلامنا بذلك كالعادة ‪ 0‬وكان فيها ‪:‬‬ ‫الفؤاد جناح‬ ‫وضمه مشتاق‬ ‫سل المفتي المكي هل في تزاور‬ ‫(‪ )١‬سورة آل عمران‪. ١٥٩ : ‎‬‬ ‫‪- ٣٠١‬‬ ‫_‬ ‫الشافعي عن ذلك ‪:‬‬ ‫فأجاب‬ ‫تلاصق أكباد بهن جراح‬ ‫أقول معاذ الله أن يذهب التقى‬ ‫فإن كان في الرقعة ما لا يحسن إبداؤه ‪ 0‬أو ما لعل السائل‬ ‫يؤثر ستره ‘ أو ما في إشاعته مفسدة لبعض الناس ‘ إنفرد‬ ‫المفتي بقراءتها ‪ 0‬والجواب عنها ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن إمرأة جاءت إلى الحسن البصري ‪ 8‬فقالت ‪:‬‬ ‫مشتاق‬ ‫إللى وجهك‬ ‫إني‬ ‫يا حسن البصرة يا ذا اللهى‬ ‫في كل ما تحكيه صداق‬ ‫وأنت المرء ذو حكمة‬ ‫قل لي‬ ‫براق‬ ‫الخدين‬ ‫وردية‬ ‫هل جانز تقبيل رعبوبة‬ ‫فأجابها الحسن ‪:‬‬ ‫ما أنا بالفحشاء نطاق‬ ‫لي شاهذ‬ ‫والرحمن‬ ‫أقول‬ ‫توق‬ ‫مشنتهياً للهو‬ ‫إن كنت للتقبيل ذا إربة‬ ‫وردية الخدين رقراق‬ ‫الله ترياق‬ ‫فإن تقوى‬ ‫وسألته إمرأة ‪ 0‬فقالت ‪ :‬يا أبا سعيد ‪ 0‬أيحل للرجل أن يتزوج‬ ‫‪ :‬بعيشك‬ ‫و هي حسناء‪ :‬جميلة ؟ فقال ‪ :‬نعم ؛ فقالت‬ ‫على إامر أته ‪0‬‬ ‫‏‪ ٣٠٢‬۔‬ ‫يا أبا سعيد ‪ 0‬لا تفت الرجال بهذا ؛ وسُنل ‪ :‬أايجوز للرجل أن يدالك‬ ‫إمرأته ‪ .‬أي ‪ :‬يُدافعها مهرها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إذا كان مُفلجا ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫مُعسر‬ ‫فلما رأني مُفلجا مات مرحب‬ ‫إذا ما رأني مُوسرآ قال مرحبا‬ ‫(بالغفا ء والجيم) ؛ والمّدالكة ‪:‬‬ ‫‪ .‬وهو‬ ‫والمْفلج ‪ :‬العسر‬ ‫المدافعة ‪.‬‬ ‫آ‬ ‫قيل ‪ :‬سننل علي بن أبي طالب عن مسئلة ‪ ،.‬فدخل ثم خرج‬ ‫فاجاب { فقال له رجل ‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ 0‬عهدي بك إذا سُنلت‬ ‫عن مسئلة ‪ 0‬كالسكة المُحماة ‪ 0‬فما بال هذه المسئلة ‪ ،‬تأخرت عن‬ ‫جوابها ؛ قال ‪ :‬كنت حاقناً } ولا رأي لحاقن ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫بالنظر‬ ‫حقانقها‬ ‫كشفت‬ ‫لي‬ ‫إذا المشكلات تصوبن‬ ‫عمياء لا يجتليها البصر‬ ‫وإن برقت في محل الصواب‬ ‫وضعت عليها صحيح الفكر‬ ‫الأمور‬ ‫مقتنعة بغيوب‬ ‫اليماني الذكر‬ ‫لو كالحسام‬ ‫الأرحبي‬ ‫لسان كشقشقة‬ ‫تآثر فيها برأي‪ ,‬درر‬ ‫وقلت إذا إستنطقته الفنون‬ ‫‏_ ‪ ٣٠٣‬۔‬ ‫أسانل ماذا وذا في الخبر‬ ‫ولست بإمعة في الرجال‬ ‫أو غبر‬ ‫ما مضى‬ ‫عن‬ ‫أبين‬ ‫الخصغرين‬ ‫ولكنني مذرب‬ ‫الشقشسقة ‪ :‬لهاة البعير العربي ‪ 0‬ولا تكون إلا للعربي من‬ ‫الإبل ‪ 0‬والجميع ‪ :‬الشقاشق ؛ والأرحبي ‪ :‬جمل منسوب إلى‬ ‫أرحب ‪ 0‬وهو موضع أرحبي ‪ ،‬تنسب إليه النجانب الأرحبية ؛‬ ‫ويقال ‪ :‬أرحب حي من همدان ؛ والإمعة ‪ :‬الذي يقول لكل ‪ :‬أنا‬ ‫معك ‪ 0‬والفعل من هذا ‪ :‬نامع الرجل ‪ 0‬واستأمع ؛ ويقال للذي‬ ‫يتردد في عين ضيعة ‪ :‬أمعة ؛ وفي الحديث ‪ :‬أغد عالما أو‬ ‫متعلم ‪ 0‬ولاتغفد أمعة ؛ ورجلان إمعتان ‪ .‬ورجال أمعات ؛‬ ‫والمذرب ‪ :‬الحاد من كل شيع ؛ والخصغران ‪ :‬اللسان والقلب ‪.‬‬ ‫‪ :‬المرء‬ ‫لللعمان بن المنذر‬ ‫بن ضمرة‪.‬‬ ‫وقال ضمرة‬ ‫بأصغريه ‪ :‬لسانه وقلبه ‪ 0‬إن نطق نطق ببيان ‪ 0‬وإن قاتل قاتل‬ ‫بجنان ؛ فقال له ‪ :‬لله درك ؛ والجنان ‪ :‬القلب ؛ وقال الشاعر ‪:‬‬ ‫ومعقولة والجسم خلق مصور‬ ‫وما المرء إلآ الخصغران لسانه‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫إل بأصغريه‬ ‫المرء‬ ‫ما‬ ‫إذ كثروا فقالوا‬ ‫قد قلت‬ ‫بدرهميه‪4‬‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫المرء‬ ‫ما‬ ‫حكيم‬ ‫إمرع‬ ‫قول‬ ‫فقلت‬ ‫‪-. ٣٠٤‬‬ ‫إليه‬ ‫عرسه‬ ‫تتلفت‬ ‫لم‬ ‫درهماه‬ ‫من قل في الناس‬ ‫عليه‬ ‫سنوره‬ ‫وبال‬ ‫مُستهانا‬ ‫في النااس‬ ‫وعاش‬ ‫‪ .‬وهو من الأضداد ‪.‬‬ ‫وغبر ‪ :‬بقي ؛ وغبر ‪ :‬مضى‬ ‫وسننل الشعبي عن الذباب ؟ فقال ‪ :‬إن إشتهيته فكله ‪.‬‬ ‫‪ :‬نعم‬ ‫وسُنل داود عن المخاط والبزاق »‪ .‬أطظاهر أم لا؟ فقال‬ ‫طاهر ؛فقال السائل له ‪:‬فيؤكل ؛قال ‪:‬إن إشتهيته فكله ‪.‬‬ ‫وسئنل الشعبي عن لحم الشيطان ؟ فقال ‪ :‬نحن نرضى منه‬ ‫بالكفاف ‪.‬‬ ‫وسُنل ‪ :‬ما كان إسم إمرأة إبليس ؟ فقال ‪ :‬ذلك نكاح ما‬ ‫شهدته ؛ وروى هذا عن أبي غبيدة ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى بعض الفقهاء ‪ 0‬فقال له ‪ :‬أخبرني عن النبيذ ة‬ ‫حلال هو أم حرام ؟ فقال ‪ :‬حرام ‪ 0‬عافاك الله ؛ فقال الرجل ‪ :‬فإن‬ ‫كان صاحبه قد أكل سمكا ؟ فقال الفقيه ‪ :‬أحدكم يجيء يسنل عن‬ ‫المسئلة ‪ 0‬ينسى بعضها ‪ .‬حلال ۔ عافاك الله ۔ ‪.‬‬ ‫وقال رجل ‘ لعبد الله بن الحسن ‪ :‬إن أبي أوصى بثلث ماله‬ ‫فايلحصون ‪ ،‬فقال ‪:‬إذهب فاشتر بها خيلا ؛قال الرجل ‪:‬إنه إنما‬ ‫‪-_ ٣.٥‬‬ ‫_‬ ‫‪ 0‬قال ‪ :‬أما سمعت قول الشاعر ‪:‬‬ ‫ذكر الحصون‬ ‫بن الحصون الخيل لا مدر القرى‬ ‫ولقد علمت على تجنبي الردى‬ ‫وعن النوشرواني ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت للحسين القاضي ‪ :‬أوصى جدي‬ ‫بثلث ماله لأولاده ‪ 0‬وأنا من أولاده ؛ فقال ‪ :‬أنت من أولاد البنات ؟‬ ‫قلت ‪ :‬فان كنت من أولاد البنات ‪ 0‬فأنا من أولاده ؛ قال ‪ :‬ليس لكم‬ ‫شيع ؛ قلت ‪ :‬ولم ؟ قال ‪ :‬أما سمعت قول الشاعر ‪:‬‬ ‫بثوهن أبناء الرجال الأباعد‬ ‫بنونا بنو أبنائنا وبناتنا‬ ‫قال ‪ :‬فشكوت ذلك إلى فلان ‪ 0‬فزادني شرا ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن إمرأة سألت رجلا محدثا عن دجاجة وقعت في‬ ‫من أن يقع‬ ‫بنر ؟ فدهش في الجواب ‪ .‬فقال ‪ :‬ولم لا تغطون أباركم‬ ‫دجاجكم فيها ؟ ولم يزد على هذا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن السبب في تفقه أبي حنيفة ‪ :‬أن إمرأة سألته عن‬ ‫مسئلة في الحيض ‘‪ 8‬فدلها على حماد ؛ فقالت له ‪ :‬أما تأنف من‬ ‫مثل هذا ؟ فأنف من ذلك فتفقه ؛ وقيل ‪ :‬أن ذلك كان بعد أربعين‬ ‫سنة ‪.‬‬ ‫م‬ ‫وسُنل جعفر بن عتاب ‪ :‬عن فقه أبي حنيفة ؟ فقال ‪ :‬كان أعلم‬ ‫‪- ٣٠٦‬‬ ‫الناس بما لم يكن ‪ 0‬وأجهلهم بما كان ‪.‬‬ ‫فصل فى الفتيا‬ ‫وينبغي للمُفقتي أن يكون قلمه واحدا ‪ 0‬لا تتباين أقلامه ‪ .‬ولا‬ ‫يختلط خطه حرفا حرفا ‘ خوفا من التزوير عليه ‪.‬‬ ‫‪ ،‬و القلم المعروف‬ ‫وقيل ‪ :‬بل التزوير في الخط المألوف‬ ‫أسرع ‪ ،‬فيما إختلف وتباين ‪.‬‬ ‫وإختار بعضهم أن يفتي بالمداد دون الحبر ‪ 0‬خوفا من الحك ؛‬ ‫وينبغي أن يكون توقفه في المسئلة السهلة } كتوقفه في الصعبة }‬ ‫ليكون ذلك عادة له ‪.‬‬ ‫وقد حكي عن محمد بن الحسن ‪:‬أنه كان يصنع ذلك ‘ ويقول ‪:‬‬ ‫انما أفعل هذا لئلا يقع الفرق للسانل لي ‪0‬بين ما يصعب علئ ‪.‬‬ ‫وما يسهل ‪.‬‬ ‫؛ والتمعر ‪:‬‬ ‫وكان الكساني إذا سْنل عن مسنلة ‪ 0‬تمعر وجهه‬ ‫أن يتغير وتعلوه صفرة ؛ وحكي مثل هذا عن ابن سيرين ‪.‬‬ ‫وعن الشافعي ‪ .3‬أنه قال ‪ :‬كان محمد إذا سننل عن مسئلة تهلل‬ ‫وجهه ‪.‬‬ ‫وينبغي للمْفتي أن يختصر ولا يطيل ‪ ،‬إذا أتى على الغرض ‪.‬‬ ‫الحسن ومحمد بن‬ ‫أمر اع البصر ة ‪ .‬سأل‬ ‫فقد حكي ‪ :‬أن بعص‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫ء و أطال ابن سيرين‬ ‫} عن مسنلة ‪ .‬فاختصر الحسن‬ ‫سيرين‬ ‫خرجا ‪ 0‬قال الأمير ‪ :‬أما الحسن ففقيه ‪ .‬وأما ابن سيرين فقاص ‪.‬‬ ‫وقال الشعبي ‪ :‬أنفذ إلى الحجاج ذات ليلة ‪ ،‬يسألني عن مسنلة‬ ‫الخمسة ‪ 0‬يعني ‪ :‬الحرقاء ؛ وقال له الحجاج ‪ :‬ما قال فيها‬ ‫الصديق ؟ فأجابه ولم يزده على ذلك ؛ حتى كان الحجاج هو الذي‬ ‫يسأله عن واحد واحد ‪.‬‬ ‫فينبغي للمُفتي أن لا يزيد على جواب ما سننل عنه شينا } فإن‬ ‫كان حينئذ يكون زيادة جواب ‪ ،‬لم يستدعه السؤال ‪.‬‬ ‫ومن أدب المفتي ‪ :‬أن لايكون السؤال بخطه ‪ ،‬وأما إملاؤة‬ ‫وتهذيبه فواسع ‪.‬‬ ‫وإن سننل عن مسنلة ‪ .‬على وصف يعلم أن الصورة خلافه ‪.‬‬ ‫أفتى على ما وجد في الرقعة ‪ 0‬ولم يعمل ما عنده ‪ 0‬وإن قال في‬ ‫ذلك ‪ 0‬إن كان الأمر كذلك ‪ 8‬أو إن كان الأمر هكذا ‪ ،‬أو إن صح‬ ‫هذا ‪ ،‬أو تبت ‪ 0‬فالجواب كذا ؛ فهذا هو الإحتياط له ؛ وللمْستفتي‬ ‫منه ‪.‬‬ ‫ولاينبغي إذا ضاق موضع الفتوى ‪ ،‬أن يثبت جوابه في رقعه‬ ‫أخرى ‪ ،‬لأنه لا يأمن الحيلة فيه ‪.‬‬ ‫وينبغي أن يكون جوابه موصولا باخر سطر في رقعة‬ ‫السؤال ‪ 0‬ولايدع هناك فرجة ‪ ،‬فإن أجاب على ظهر الرقعة ه‬ ‫فينبغي أن يكون جوابه في أعلاها ‪ 0‬من ظهرها لا في أسفلها { إلا‬ ‫أن يبدئ بالجواب في أسفل الرقعة متصلا بالفتوى ‪ 0‬فيضيق عليه‬ ‫الموضع ‘‪ ،‬فيتمه وراءها ‪ 0‬مما يلي أسفلها } فيتصل ذلك بجوابه ه‬ ‫والجواب على ظهرها أولى منه في أعلاها ‘{ عند ‪ :‬لا بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم ‏)‪. "١ ٤‬‬ ‫وإن كانت رقعة السؤال ‪ 0‬لا موضع فيها للجواب ‪ .‬قينبغي‬ ‫للمفتي أن يجيب شفاها ‪.‬‬ ‫فقد حكي ‪ :‬أن انسانا رقع رقعة إلى أحمد بن عمرو ۔ القاضي‬ ‫‪ :‬على‬ ‫العراقي ۔ فقال له ‪ ،‬بعد تأملها ‪ :‬فأين أكتب الجواب ؟ فقال‬ ‫ظهرها ؛ فقال ‪ :‬وما هذه المضايقة ‪ 0‬ولكن خذ الجواب شفاها ‪.‬‬ ‫وإذا قرأ المفتي رقعة الإستفتاء } فرأى فيها جؤاب من لا‬ ‫يستحق أن يفتي ‘ لم يفت معه ©‪ .‬لأن في ذلك رضى به } لو أفتى‬ ‫‏‪. ٣٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة النمل‬ ‫به ‪ 0‬بل يضرب على ذلك ويخط عليه ‪ 0‬بأمر صاحب الرقعة ‪ 0‬فإن‬ ‫لم يستأذنه في هذا القدر لجاز ‪ ،‬وليس له إحتباس الرقعة ‪ ،‬إلآ‬ ‫باذن مالكها ‪ 3‬ويعلمه إنه قد كان واجبا عليه البحث عن أهل هذه‬ ‫الفتوى وسؤالهم ‪.‬‬ ‫ويقبح عليه ما فعله من سؤاله سواهم ‪ ،‬فإن رأى فيها إسم‬ ‫من لا يعرفه ‪ 0‬سأل عنه ‪ 0‬فإن كان مرضيا { أجاب معه ‪ ،‬وإن لم‬ ‫يعرفه أصلا ‪ ،‬فواسع له أن يمتنع من الفتوى معه ‪ ،‬والأولى أن‬ ‫يُشاور على صاحبها بإبدالها ‪ 0‬وأخذ خطوط من تقوم الحجة به ‏‪٥‬‬ ‫‪ .‬ولم يرده‬ ‫‏‪ ٠‬أجابه شفاها‬ ‫فان أبى ذلك ‪ .‬وألح عليه في الجواب‬ ‫خاليا ‪.‬‬ ‫وإن لم يفهم المفتي السؤال أصلا ‪ 0‬فواسع أن يكتب يزاد في‬ ‫الشير ح ليبحت عنه ه‪ .‬أو لم يفهم ما فيها ‪ 0‬فأجيب عنه ‪.‬‬ ‫وقال بعض ‪ :‬إذا لم يفهم السؤال ‪ ،‬لم يكتب شينا أصلا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن بعضهم كتب في مثل هذا بحضرة السائل ‪ 0‬لێخاطبه‬ ‫شفاها ‪.‬‬ ‫‪ .‬أن يقدم ) المسبق‬ ‫وينبغي للمفتي اذ ا كترت الرقا ع بحصرته‬ ‫فاللسبق ‪ 0‬على ما يقدمه القاضي في الخصوم ‪.‬‬ ‫‪- ٣‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠١‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫وينبغي للمُفتي أن يوجز في جوابه ‪ ،‬فإن الإيجاز في الجواب‬ ‫حسن ‪.‬‬ ‫كما سئنل علئ بن أبي طالب ‪ :‬كيف يحاسب الله (ت) العباد‬ ‫على كثرة عددهم ؟ فقال ‪ :‬كما يرزقهم الله على كثرة عددهم ‪.‬‬ ‫وقيل له ‪ :‬كم بين السماوات والأرض ؟ فقال ‪ :‬دعوة‬ ‫مستجابه ‪.‬‬ ‫وقيل لإبن عباس ‪ :‬إلى أين تذهب الأرواح إذا فارقت الاجساد ؟‬ ‫فقال ‪ :‬أين يذهب نور المصباح ؟ قال ‪ :‬عند فناء الأذهان ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫ومن سأل عن مسئلة ‪ 0‬فأخطأ طريق الصواب فيها ‪ 0‬فلا بأس‬ ‫أن يجيب المسؤول عنها بوجه الصواب ‪.‬‬ ‫فقد روي ‪ :‬أن رجلا سأل النبي رن) ‪ :‬عما يلبس المحرم ؟‬ ‫فقال (‪٤‬م)‏ ‪ " :‬لا يلبس قميصا " ۔ الحديث فيجوز أنه () ه‬ ‫أراد أن ينبه السائل عن غلط في المسئلة ‪ 0‬وكان وجه السؤال أن‬ ‫يقول ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬ما الذي يلبسه المحرم ؟ لأن الأصل إباحة‬ ‫‪ 4‬أجاب ما يليق‬ ‫اللباس ‪ ،‬والإجرام مانع ‘ أو يكون ()‬ ‫‏‪- ٣١١‬۔‬ ‫بالمذكور به ‏‪ ٠‬في كتاب الله () ‪ 0‬من قوله ريلة) ‪ :‬ل( فمن‬ ‫‏‪٠١‬‬ ‫فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج‬ ‫فعطف عليه ‪ .‬ولا يلبس كذا ولا كذا ‪.‬‬ ‫۔ و أيضآ ۔ فإن ما يلبسه المحرم كثير } وما لا يلبسه محظور ه‬ ‫فهذا ما نص عليه الإسلام ‪.‬‬ ‫وينبغي للمُفتي إذا وجد للسانل مخرجا من مسئلته ‪ 0‬أرشده‬ ‫إليه ‪ 0‬كرجل حلف أن لا ينفق على زوجته ‪ 0‬ولا يُطعمها شهرا ‪.‬‬ ‫أو سنة ‪ ،‬فإنه يفتيه بإعطانها من صداقها ‘ أو ين لها عليه ‪ ،‬أو‬ ‫يقرضها ويقر لها ‘ أو يبيعها سلعة ‪ ،‬أو عرضا ‘ ثم يبرنها من‬ ‫النمن ؛ وكرجل حلف على إمرأته ‪ 0‬أن تصدقيني في كذا ‪ 0‬والوجه‬ ‫في حقيقة الخمر ‪ 0‬أن يخبره بجميع إقسام الحال في ذلك ‘ ليكون‬ ‫على ثقة من أنها قد صدقته ‪.‬‬ ‫كما حكي المنصور ‪ :‬أنه لما حلف على خادمه ‘ ليصدقه في‬ ‫أبي‬ ‫حديث الدرة التي فقدها ‪ .‬وإلا ضرب عنقه ‪ 0‬وكان من جواب‬ ‫حنيفة ‪ :‬ليخبر ه الخادم أنه أخذها ‪ 0‬ويخبره أنه لم يأخذها { فيكون‬ ‫قد صدقه لا محالة ‪ 0‬وهذا يصح إذا كان الحالف لم يرد بيمينه ‪ 0‬أن‬ ‫يصدقه في أول إخباره له } فأما إن أراد أن يصدقه في أول كلامه‬ ‫ثم لم يكن صادقا ‪ ،‬فإنه يحنث ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة ‪ :‬‏‪. ١٩٧١‬‬ ‫‏‪- ٣١٢‬۔‬ ‫لا يبيع على‬ ‫{ حلف‬ ‫‪ :‬أن بعص [ هل المنصور‬ ‫وقد حكي‬ ‫أبي حنيفة في ذلك ‪:‬‬ ‫المنصور كذا ‪ 0‬ولا يهبه ‪ 0‬وكان من فتوى‬ ‫أنه يباع عليه نصفه ‪ ،‬ويهب له نصفه ‪.‬‬ ‫ووافت إلى البصرة إمرأة بدوية ‪ .‬فلقيت بعض فقهاء‬ ‫الشافعية ‪ 0‬فقالت ‪ :‬إن زوحي أسر إلى رجل من أهل الحي سرا ‪.‬‬ ‫فأبداه إلئ ‪ 0‬فأخبرت به زوجي ‪ ،‬فحلف علي إلا أن أخبره بالذي‬ ‫إخبرني ‪ 0‬فعلمت أنني إن أخبرته بذلك قتله ‪ .‬فجمعت أهل الحي‬ ‫عن آخرهم ‪ 0‬والذي أخبرني في جملتهم ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬أخبرني هذا ه‬ ‫أخبرني هذا ‪ 0‬حتى أتيت على جميعهم ‪ ،‬أيخر ج من يمينه ؟ فقال‬ ‫لها ‪ :‬نعم ‪ 0‬وفي هذا نظر ‪.‬‬ ‫وحكي عن أبي حنيفة ‪ :‬في رجل وزوجته أكلا رطبا { وألقيا‬ ‫النوى في طست بحضرتهما ‪ 0‬ثم حلف الرجل عليها بالطلاق ‪.‬‬ ‫لتخبرنه بعدد ما أكل من الرطب ؛ فالمخر ج من ذلك ‪ :‬أن تقول ‪:‬‬ ‫أكلت رطبة ‪ 0‬أكلت رطبتين ‪ 0‬أكلت ثلاثا ‪ .‬حتى تنتهي إلى عدد‬ ‫يقطع بأنه قد أكله } ولا تضر الزيادة في الخبر ‪.‬‬ ‫ووقف رجل على أبي حنيفة ‪ 0‬وهو بين أصحابه ‪ 0‬فقال ‪ :‬إني‬ ‫حلفت أن أطأ إمر أتي في شهر رمضان نهارا ‪ 0‬ولا أكفر ولا‬ ‫أاعصي ؛ فقال له ‪ :‬سافر بها ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣١٣‬۔‬ ‫وحكي ‪ :‬أن الرشيد إبتاع جارية ‪ 0‬فأحب العجلة في وطنها ‪.‬‬ ‫فعلم أن ذلك لا يسوغ له حتى تستبرئ ‪ 0‬فأحضر الفقهاء ‪ 0‬فكل‬ ‫منعه من ذلك حتى تستبرئ ؛ فسأل أبا يوسف ‪ ،‬فقال ‪ :‬تعتقها‬ ‫وتتزوج بها ‪ 0‬ثم تطاها في الحال ‪.‬‬ ‫لكن سلك الفضل بن عياض هذا مع الرشيد ‪ ،‬ضد هذا بمكة ‏‪٠‬‬ ‫حين سأله عن حنثه في يمين بالله سبحانه ‪ 0‬فأفتاه بصيام ثلاثة‬ ‫ايام لا غير ‪ .‬فروجع في ذلك ‪ .‬وقيل له ‪ :‬أليس قد قال الله‬ ‫من) ‪ « :‬فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ‪0« 4‬؛ وأمير المُؤمنين‬ ‫واجد ‪ 0‬فقال ‪ :‬لو حاسب نفسه ‘ لم يكن واجدأ ‪.‬‬ ‫وأما قول ابي يوسف ‪ 0‬في حديث الرشيد والجارية ‪ .‬فليس‬ ‫الأمر على ما قال ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن رجلا قال لأبي حنيفة ‪ :‬إن فلانا قد صاد لي طيرا ‪.‬‬ ‫الصياد الصلاة مع‬ ‫فإن رأيت أن تتلطف لي في رده ؟ فلما حضر‬ ‫أبي حنيفة ‪ 0‬قال أبو حنيفة ‪ :‬ولا يرضى أحدكم أن يصيد طير‬ ‫جاره ‪ 0‬حتى يحضر والريش في لحيته ‪ 0‬فأهوى الصانئد يده إلى‬ ‫لحيته ‪ .‬فرآه أبو حنيفة ‪ 0‬فقال له ‪ :‬رد الطير ء‪ .‬عافاك الله ؛‬ ‫‪- ٣١٤‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫عليه اللصوص ليلا ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن تاجرا بالكوفة ‪ 0‬دخل‬ ‫أن لا يقول من هم ‪ 0‬ولا‬ ‫وأخذوا ماله ‪ 0‬وحلفوه بايمان غليظة ‪،‬‬ ‫يوميعء ؛ واتصل الخبر‬ ‫يكتب في بابهم ‪ .‬ولا يشير إليهم ‪ 0‬ولا‬ ‫عن المخرج من ذلك ؟‬ ‫بالسلطان ۔ في زمن أبي حنيفة ۔ فسأل‬ ‫فقال ‪ :‬تجمع أهل البلد كافة ‪ ،‬ثم يخرج واحد واحد ‪ ،‬فإذا خرج أحد‬ ‫لصوصه أطرق فنعرف ‪ ،‬فيخرج من يمينه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫وإذا رأى المفتي المصلحة ‪ .‬عندما يسأله عامة ‪ 0‬أو سوقة ‪.‬‬ ‫أو طالب رخصة ‘ لا يجوز أن يفتي بما فيه تأاول ‪ 0‬وإن كان لا‬ ‫يعتقده ‪ 3‬ودعا للسائل ‪ 0‬وكفى له فعل ذلك ‪.‬‬ ‫فقد روي عن ابن عباس ‪ :‬أن رجلا سأله عن توبة القاتل ؟‬ ‫فقال ‪ :‬لا توبة له ؛ وسأله آخر‪ .‬؛ فقال ‪ :‬له توبة ؛ ثم قال ‪ :‬أما‬ ‫الأول ‪ 0‬فرأيت في عينيه إرادة القتل فمنعته ‪ ،‬فجاء مسكين قد‬ ‫قتل ‪ ،‬فلم أقنطه ؛ فإن سأله رجل ‪ ،‬فقال له ‪ :‬إن قتلت عبدي ة‬ ‫أعلي القتل ؟ فواسع له أن يقول له ‪ :‬إن قتلت عبدك قتلناك ‪.‬‬ ‫فقد قال رسول الله (غتتا) ‪ " :‬من قتل عبده قتلناه !" ؛ سيما‬ ‫والقتل يذهب في كلامهم مذاهب ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٣١٥‬‬ ‫وكرجل قال ‪ :‬إن سببت أصحاب النبي () © كان علي‬ ‫القتل ؟ فواسع أن يقال له ‪ :‬قد روي عن النبي () أنه قال ‪:‬‬ ‫" من سب أصحابي فاقتلوه " ؛ كل ذلك يريد به زجرا للعامة ‏‪٨‬‬ ‫ومن قل دينه ومرؤته ‪.‬‬ ‫فينبغي لمفتي أن يستر عن الجهال ‪ 0‬كل فتوى كان فيها‬ ‫تأويل ‪ 0‬أو رخصة ‪ ،‬لأن الرخص إنما هي للمُضطرين ‪ 8‬والجهال‬ ‫يطلبونها مُختارين لا مضطرين ‪ 8‬ولا بأس أن يذكر المفتي في‬ ‫فتواه الحجة عنده ‪ ،‬فيما أفتى به ‪ 0‬مثل ‪ :‬أن يسأل عمن يزوج‬ ‫إمرأة بلا ولي ‪ ،‬أو بلا شهود ‪ 0‬فيكتب في فتواه ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫غتة!) ‪ " :‬لا نكاح إلآ بولي وشاهدين "" ‪.‬‬ ‫وإذا سننل ‪ :‬عمن إشترى عبدا ‪ 0‬وله مال ولم يشترطه ‪6‬‬ ‫فحسن أن يقول ‪ :‬ماله للبائع ‘ إلآ أن يشترطه المْبتاع ‪.‬‬ ‫وإذا سننل عمن قال ‪ :‬أنا أصدق من النبي ‪ ،‬أو قال ‪ :‬الصلاة‬ ‫لعب { أو الحج لغو وعبث ‪ ،‬أو ما في خلق مثل هذه السماء أو‬ ‫اللزض ‪ ،‬أو قال ‪ :‬قصيدة النابغة أحسن من سورة آل عمران ‏‪١‬‬ ‫فلا ينبغي أن يبادر إلى أن يقول ‪ :‬هذا حلال الدم ‪ 0‬أو مباح‬ ‫النفس ‪ ،‬أو عليه القتل ‪ 0‬أو يقتل ؛ بل يقول ‪ :‬إذا صح ذلك بالبينة‬ ‫عليه ؤ أو بالإقرار ‪ ،‬إستتيب ‪ ،‬فإن تاب قبلت توبته ‪ ،‬وإن لم يتب‬ ‫‪- ٣١٦‬‬ ‫فعل به كذا وكذا ‪.‬‬ ‫لمفتي ‪ 4‬أخذ الأجرة ممن يفتيه ‪ }.‬كالحاكم الذي لا‬ ‫ولايسوغ‬ ‫يأخذ الرزق من أعيان من يحكم له عليه ‪ ،‬بل لو إجتمع أهل بلد ‪3‬‬ ‫على أن يجعلوا للفقيه رزقا ‘ ليتفرغ لفتواهم ‪ 0‬وجوابات ما‬ ‫يعرض لهم ‪ 0‬ساغ ذلك ؛ وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫أعطاه‬ ‫أجرا لأن الله قد‬ ‫لا يأخذ المفتي على فتواه‬ ‫كي يرشد الخلق إلى هداه‬ ‫علما جليلا ما له أشباه‬ ‫من أحسن البلاء قد تاه‬ ‫كذلك الحاكم إذا بلاه‬ ‫ليحمن بالحق في قضاه‬ ‫ألهه فيما له إصطفاه‬ ‫في جنة الخلد بها مثواه‬ ‫بل أجره يثيبه الإله‬ ‫فصل‬ ‫الفتيا ‪:‬هو التعريف للأمر أفتاني ‪ 0‬أي ‪ :‬عرفني ؛أ وفتيتني ‪3‬‬ ‫أي ‪:‬عرفني ؛وقوله (لك) ‪:‬و «يستفتونك ‏‪ . ١‬أي ‪:‬‬ ‫يستعرفونك ؛وقوله () ‪ :‬ا(افتوني في أمري } {‪ ، 0‬أي ‪:‬‬ ‫بينوا لي ما أعمل به ‪.‬‬ ‫‏‪. ١٢٧١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سورة النساء‬ ‫()‬ ‫‏‪. ٣٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة النمل‬ ‫والفتيا ‪ :‬إبانة ما يسأل عنه ؛ يقال ‪ :‬منه أفتى الفقيه ‪ 0‬وهو‬ ‫يفتي إفتاءَ ؛ يقول ‪ :‬إستفتيت إستفتاء ‪ :‬إذا إستعملت ما أريد‬ ‫علمه ه ؛ وأفتيت غيري إفتاع ‪ :‬إذا بينت له ذلك ؛ وقال () ‪:‬‬ ‫ل( ولا تستفت فيهم منهم أحدا ) ‏‪ 0 0١‬أي ‪ :‬لا تسأل عن أمر الفتية‬ ‫منهم أحدا ؛ وقال ‪ :‬أ فيهم {؛ ‪ ،‬أي ‪ :‬في أصحاب الكهف ؛‬ ‫و لأ منهم )‪ 0‬أي ‪ :‬من أهل المتاب ؛ وفيها لغتان ‪ :‬الفتوى‬ ‫اولفتيا ‪ 0‬ومثلها ‪ :‬التقيا والتقوى ‪ 0‬والتنيا والثنوى ‪ :‬من الشيء‬ ‫يستتنيه في البيع ‪ 0‬وكذلك في اليمين ‪.‬‬ ‫قال الفرا ‪( :‬والضم مع الياء) ‪ 0‬لفة تميم وأهل نجد { وهي‬ ‫أكثر الكلام ؛ (اولفتح مع الواو ) ‪ 4‬لغة أهل الحجاز ‪ 0‬وبني أسد ‪8‬‬ ‫وأهل المدينة ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬أجبته عن مسئلته إجابة } والاسم ‪ :‬إجابة ؛ ومثل من‬ ‫الخمثال ‪ :‬أساء سمعا فأساء إجابه { أ ي ‪ :‬أساء جوابا } كأنه سمع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬فأجاب على قدر سمعه‬ ‫شينا ‘ على غير وجهه‬ ‫ويقال ۔ أيضا ۔ ‪ :‬الجيبة ‪ ،‬والجواب ى والإجابة { والإجاب ‪.‬‬ ‫وكل واحد ‪ ،‬إلا أن المثل جاز على ما أخبرت ‪.‬‬ ‫(‪ (١‬في لنسخة أخرى ‪ :‬عمله‪. ‎‬‬ ‫‪. ٢٢ :‬‬ ‫(‪ )٦٢‬سورة الكهف‪‎‬‬ ‫‏‪ ٣١٨‬۔‬ ‫فصل في السائل‬ ‫أول ما على السائل أن يسأل ‪ 0‬ممن يثق بينه ‪ 0‬ويسكن إلى‬ ‫أمانته ‪ 0‬فاذا عرف من هو أهلا للسؤال أخذه ‪ 0‬وبجله ‪ 0‬ويلين له‬ ‫خطابه ويسأله ‪ 0‬ولا يخاطبه مخاطبة العوام } ويميزه بالإعظام ‪.‬‬ ‫ويكرمه بالقيام ‪.‬‬ ‫!) ‪ 3‬أنه قال ‪ " :‬قوموا إلى سيدكم ا" ‪.‬‬ ‫فقد روي عن النبي‬ ‫يعني ‪ :‬سعد بن معاذ ‪.‬‬ ‫وينبغي أن لا يسأله قانما ‪ 0‬ولايجذب توبه ‪ ،‬ولايرمي في‬ ‫وجهه بيده ‪ 0‬فقد فعل ذلك رسول قريش ‘ بحضرة رسول الله‬ ‫() ‪ 0‬في عام الحديبية ؛ فقال له المُغيرة بن شعبه ‪ ،‬وهو قانم‬ ‫بحضرة رسول الله (غلةه) ‪ .‬متقلدا السيف ‪ :‬أضمم يدك قبل أن لا‬ ‫ترجع إليك ‪.‬‬ ‫وروي عن علي ‪ 0‬أنه قال ‪ :‬لا سأل القالم قانما ‪ 0‬ولا جذب‬ ‫‪ .‬فانما العالم كالنخلة ‪ 4‬تنتظر متى تسقط عليك‬ ‫بنوبه إذ ا نهض‬ ‫منه فاندة ‪.‬‬ ‫إسمع‬ ‫ولاينبغي أن يقول له ‪ :‬إفهم عني ‪ 0‬ألست تفهم عني؟‬ ‫له ‪ ،‬أو أمر ى أو‬ ‫مني ‪ 0‬ألست تسمع ؟ فان را‪٥‬‏ في هم ‪ 4‬قد عرض‬ ‫‏_ ‪- ٣١٩‬۔‬ ‫شغل ‪ 0‬أمسك عنه ؛ فإذا زال عنه ما كان عرض له ‪ ،‬عاوده‬ ‫۔ حيننذ ۔ وسأله ‪.‬‬ ‫وقد دل على ذلك ‪ ،‬قول الله () ‪ :‬الأ ما جعل الله لرجل من‬ ‫قلبين في جوفه «‪ 0‬؛ وقال الضبي ‪ :‬نزل ذلك ‪ ،‬لأن المْشركين‬ ‫كانوا يقولون لأبي مُعمر بن الأسد الفهري ‪ :‬قلبان ‪ 0‬من حفظه‬ ‫للحديث ؛ فلما كان يوم بدر ‪ 0‬إنهزم مع المشركين ‪ ،‬فلقيه أبو‬ ‫سنفيان } وهو معلق إحدى نعليه بيده ‪ 0‬والأخرى في رجله ‪ 8‬فقال ‪:‬‬ ‫يا أبا مُعمر ‪ 0‬ما فعل الناس ؟ قال ‪ :‬إنهزموا ؛ قال ‪ :‬فما بال إحدى‬ ‫نعليك بيدك ‪ ،‬والأخرى برجلك ؟ فقال أبو مُعمر ‪ :‬ما ظننت إلا أنهما‬ ‫في رجلي جميعا ؛ فعرفوا أن لو كان له قلبان { لما نسي لبس‬ ‫إحدى نعليه ؛ وأنزل الله عن ذكره هذا ‪ 0‬ونبه على هذا القول‬ ‫أيضا قول النبي (‪٤‬مه)‏ ‪ " :‬لا يقضي القاضي بين إثنين وهو‬ ‫غضبان " ‪.‬‬ ‫وقال (‪٤‬مها)‏ ‪ " :‬لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان " ‪.‬‬ ‫وعن جابر بن زيد (رحمه الله) ‪ 0‬أنه قال ‪ :‬خمسة لا تسألوهم‬ ‫عن أمر دينكم شينا ‪ :‬غني أبطره غناه ؛ ومن أحزن بماله ؛ ومن‬ ‫كان سكرانا ؛ ومن كان عاشقا ؛ ومن مسته حاجة إلى الخلاء ؛‬ ‫(‪ )١‬سورة الأحزاب‪. ٤ : ‎‬‬ ‫‪- ٣٢٠‬‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫العلم الذي في غلومه بهرا‬ ‫قال القماني جابر وهو ذو‬ ‫من كان لا يحسن النظرا‬ ‫لاتسالوا عن أمر أينكم في العلم‬ ‫مُقتقرا‬ ‫غناه‬ ‫في‬ ‫غدا‬ ‫ومن‬ ‫غني قوم غناه أبطظره‬ ‫ومن غدا في شرابه سكرا‬ ‫ومن دعاه هوى مهفهفة‬ ‫لا يعي حصرا‬ ‫حيران‬ ‫فذاك‬ ‫الخلاء وأحوجه‬ ‫ومن دعاه‬ ‫وسأل رجل ‪ 0‬محمد بن سيرين ‪ 0‬عن حديث ‘ وقد أراد أن‬ ‫يقوم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ساءك ما سرك مني من خلق‬ ‫إلك إن كلفتني ما لم أطق‬ ‫فينبغي للسانل أن يترصد أوقات فراغ الفقيه ‪ 0‬ولايسئ عليه‬ ‫أدبه ‪ .‬فيحرمه منه أدبه ‪.‬‬ ‫‪ .‬ولا يكلف‬ ‫ومن ‏‪ ١‬لأدب أن يعطى الفقيه رقعة السؤال منشورة‬ ‫نشرها ‪ 6‬وتؤخذ من يده إذا أفتى ‪ 6‬ولا يكلف طيها ‪.‬‬ ‫ومن أدب المُستذتي ‪ .‬أن لا يقول عند جواب المفتي ‪ :‬هكذا‬ ‫‏‪ ٠‬وكذ ‏‪١‬‬ ‫قلت أنا ‪ 6‬و هكذا وقع لي ‘ وبهذ ‏‪ ١‬أجبت ‘ وكذ ا وجدت‬ ‫أحفظ ‪ ،‬وكذا ينبغي أن يكون ‪ ،‬وما هو مثله من الكلام ‪ ،‬فإنه سوء‬ ‫أدب وخفة ‪.‬‬ ‫‪- ٣٢١‬‬ ‫وينبغي أن لا يقال للفقيه ‪ :‬ما يقول صاحبك ؟ وما يحفظ في‬ ‫كذا ؟ بل يقال له ‪ :‬ما تقول أنت ؟ وما عندك ؟ وما الفتوى ؟ وما‬ ‫الجواب في كذا ؟‬ ‫وليس هذا كالرجل الذي قام إلى النبي (‪٤‬مممه)‏ ‪ 0‬فقال له ‪ :‬الله‬ ‫أمرك أن تاخذ الصدقة من أغنيائنا ‪ 0‬فتردها على فقرائنا ؟ فقال له‬ ‫(ظت) ‪ " :‬الله أمرني بذلك "" ‪.‬‬ ‫وقال رجل لبعض العراقيين ‪ :‬ما يقول أبو حنيفة في كذا؟‬ ‫فقال ‪ :‬لا يقول شينا ‪ 0‬وإنما أراد به ‪ :‬لا يقول في الإستقبال شينا ؛‬ ‫وكان ينبغي أن يقول ‪ :‬ما الذ ي قال أبو حنيفة في كذا ؟‬ ‫ومنع بعض قومنا أن يطالب السائل بالحجة ‪ .‬فيما أجيب به ‪،‬‬ ‫وأن لا يقول له ‪ :‬لم ‪ 0‬وكيف ؟ قال ‪ :‬فإن أحب إستماع الحجة‬ ‫ثان ‪ ،‬أو بعد‬ ‫‪ .‬ومجلس‬ ‫سكونا لنفسه ‪ 0،‬سأل عنها في وقت آخر‬ ‫قبول الفتوى من المفتي مجردا ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لله) ‪ 4‬أنه كان‬ ‫(رحمه‬ ‫أبي محمد‬ ‫ولكني عرفت عن شيخنا‬ ‫يأمر أصحابه ‘ إذ ‏‪ ١‬أجابهم عن مسئلة ‘ أن يطالبوه‪٥‬‏ بالحجة ‪.‬‬ ‫‪ .‬أن تكون و اسعة‬ ‫وينبغي للسائل اذ ‏‪ ١‬رفع رقعة في مسئلة‬ ‫لجواب المفتي ‪ ،‬لمكنه شرح الجواب ى فربما إختصر لضيق‬ ‫_ ‪- ٣٢٢‬‬ ‫القرطاس ‪ 0‬فإن سال فقيها وحده ‪ 0‬قال ‪ :‬ما تقول (رضي الله‬ ‫‪:‬‬ ‫أن يقول‬ ‫عنك) ‘ أو (رحمك ‏‪ ١‬لله) ‪ .‬أو (وفقك ‏‪ ١‬لله) ‪ .‬ولايحسن‬ ‫رحمنا الله وإياك ؛ فإن قال ‪ :‬يرحمك الله ويرحم والديك { فحسن ‪.‬‬ ‫وإذا أراد مسنلة جماعة الفقهاء ‪ 0‬قال ‪ :‬ما تقولون (رضي الله‬ ‫عنكم) ؛ أو ما تقول الفقهاء (وفقهم الله) ‪ 0‬في كذا ؛ وقال‬ ‫محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫فأوسعه إجلالا وبشرا وإنصاتا‬ ‫إا ما قصدت العالم الحبر سائلا‬ ‫إعناتا‬ ‫ن‬ ‫اما‬‫كرء‬ ‫فشر سؤال الم‬ ‫عنده في قضية‬ ‫ولا تتعنت‬ ‫ولا ينبغي أن يقول ‪ :‬إفتونا في كذا وكذا ‘ ولا ليفت الفقهاء‬ ‫في كذا ‪ 0‬فإن هذا لفظ أمر ‪ 0‬وهو إنما يسأل لا يأمر ‪ ،‬فإذا خاطب‬ ‫بالامر في موضع السؤال ‪ 0‬فقد أخطأ وأحال ‘ وهذه (اللام) يختار‬ ‫النحدويون حذفها ‪ 0‬عند الأمر للحاضر { وإثباتها للغانب ‪ 0‬وربما‬ ‫إضطر الشاعر ‪ .‬فحذف من الغانب ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ك الويل حر الوجه أو يبك من بكا‬ ‫على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي‬ ‫[ البعوضة ] ‪ :‬موضع قتل فيه مالك بن نويره ؛ يريد ‪ :‬ليبك‬ ‫من بكا ‪ 0‬فحذف (اللام) ‪.‬‬ ‫‪- ٣٢٣‬‬ ‫فان قال ‪ :‬ما الجواب في كذا وكذا ؟ أو ما الفتوى في كذا‬ ‫وكذا ؟ كان قريبا ‪ 3‬لأن هذا هو الإستفهام ‪ ،‬فلم يبعد من السؤال ‪.‬‬ ‫وينبغي أن لا يدع السانل الذعاء للمسؤول ‪ ،‬فإنه من الجفاء ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن فتوى وردت من المقتدر ‪ 0‬إلى أبي جعفر محمد بن‬ ‫جرير الطبري ‘ لا دعا له فيها ‪ }.‬فكتب الجواب في أسفلها ‪ :‬لإ‬ ‫يجوز ‏‪ 0٠‬أو يجوز ‪ ،‬ولم يزد على ذلك ‪ 0‬فلما عادت إلى المقتدر‬ ‫الرقعة ‪ .‬علم أن ذلك من أبي جعفر لتقصير في الخطاب فا عتذر ‪.‬‬ ‫وينبغي للسانل أن يوجز في سؤاله ‪ 0‬فإن إيجاز السؤال من‬ ‫أدب السائل ‪ 0‬وهو أحسن من الإطالة ؛ وقال عبد الله بن عمر بن‬ ‫زياد ‪:‬‬ ‫أدب السوال‬ ‫فإنه من‬ ‫أوجز إذا ما سألت يوماً عالما‬ ‫خير السؤال أوجز المقال‬ ‫ولا تطل فيه لتسأم مُفتياً‬ ‫وعن سعيد بن جبير ‪ :‬من أحسن أن يسأل ‪ 0‬أحسن أن يتعلم ؛‬ ‫وله ۔ أيضا ۔ ‪:‬‬ ‫التعليم في أحواله‬ ‫قد يحسن‬ ‫من أحسن السؤال في سؤاله‬ ‫وعن ابن غمر ‪ ،‬عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬الإقتصاد في‬ ‫_ ‪- ٣٢٤‬‬ ‫النفقة نصف المعيشة ‪ ،‬والتودد للناس نصف العقل ‪ 0‬وخسن‬ ‫السؤال نصف العلم "' ؛ وله ۔ أيضا ۔ ‪:‬‬ ‫العقل والأدب‬ ‫قد قيل يا ذا‬ ‫نصف المعيشة في إقتصادك مُنفقا‬ ‫تودد للعالم القامة الأواب‬ ‫العلم قيل‬ ‫وكذاك نصف‬ ‫الألباب‬ ‫تحظى بعلم عند ذي‬ ‫والنصف إن أحسنت عند سؤاله‬ ‫‪.‬‬ ‫من حقه أن يُماريه { ولا يجادله‬ ‫عالما ‪ 0‬فليس‬ ‫ومن سأل‬ ‫وعليه السؤال منه ‪ .‬والأخذ عنه ؛ وليس يحسن بمن شذا من‬ ‫‏‪ ٠‬سيما من يعلمه [‬ ‫علم منه‬ ‫هو‬ ‫به من‬ ‫العلم طرفا ‪ .‬أن يعارض‬ ‫فإنه الجهل الواضح ‪.‬‬ ‫يقال ‪ :‬شذا فلان من العلم وغيره مما يتعلم شينا } يشذوا‬ ‫شذوا ‪ :‬إذا أحسنه ؛ وكذلك إذا تعلم منه قليلا ‪ ،‬قلت ‪ :‬شذا منه‬ ‫شين قليلا ‪ .‬ويقول ‪ :‬قد تعلم العلم واستفدته ‪ 0‬واقتبسته ‪.‬‬ ‫وحفظته ‪ 0‬ووعيته ‪.‬‬ ‫وحسن بالسائل أن يستأذن العالم في السؤال ‪ ،‬فإنه من الأدب ‪.‬‬ ‫۔وأيضاآ ۔ ‪ :‬فإن العالم أعلم بأحواله ‪ .‬وأوقات فراغه‪.‬‬ ‫وأشغاله ‪.‬‬ ‫وحكي ‪ :‬أن رجلا قال لإياس بن معاوية ‪ :‬أتأذن في مسئلة ؟‬ ‫‏‪ ٣٢٥‬۔‬ ‫فقال ‪ :‬إن كنت لا تؤذي جليسك ‪ ،‬ولا تفضح عالمك & فهاتها ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫فوافق له وقت الفراغ وأومض‬ ‫إذا كنت تبغي العلم من عند عالم‬ ‫ثقيل فإن واجهت مهلا فعرض‬ ‫فإن كان في شغل فاعرض ولا تكن‬ ‫لما بحت إلا عن فراغ مفوض‬ ‫فلو كنت في شغل وجاءك سائل‬ ‫فذلك حمق المانح المتبرض‬ ‫ولا تأخر مُفتيا في حضوره‬ ‫ولو كنت أعلا منه علما فاعرض‬ ‫فإنك إن تفعل سقطت بعينه‬ ‫عليه ولا تعصيه لا شك يمغخض‬ ‫متآمرآً‬ ‫ولا تؤذه في مجلس‬ ‫فصل آخر في السؤال‬ ‫السؤال سؤالان ‪ :‬مأمور به ‪ 0‬ومنهي عنه ‪.‬‬ ‫فالمامور به على ضربين ‪ :‬سؤال عن واجب فهو واجب ؛‬ ‫وسؤال عن مندوب إليه فهو سؤال ندب ؛ فمن إعتقد ترك السؤال‬ ‫عن المندوب إليه } فهو هالك بإجماع ‪.‬‬ ‫والسؤال المنهي عنه ‪ :‬هو ما عفى للعباد عن السؤال عنه ‪8‬‬ ‫‪ .‬لولا‬ ‫‪ .‬إيجاب حكم ‘ أو تحريم أمر قد كان‬ ‫مما في البحث عنه‬ ‫السؤال حلالا ‪ ،‬قال الله رتَك) ‪ :‬ل يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا‬ ‫‪- ٣٢٢٦‬‬ ‫عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم & (‪. 0‬‬ ‫قال الفرا ‪ :‬خطب النبي () الناس ‪ 0‬وأخبرهم ‪ :‬أن الله قد‬ ‫فرض عليهم الحج ‪ ،‬فقام رجل من بني أسد ‪ 0‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ه‬ ‫أفي كل عام الحج ؟ فاعرض عنه ؛ ثم عاد ‪ ،‬فقال له النبي () ‪:‬‬ ‫" ما يؤمنك أن أقول نعم ‪ ،‬فتجب عليكم ‪ 0‬ثم لا تفعلون ‪ ،‬فتكفروا ‪3‬‬ ‫فاتركوني ما تركتكم " ‪ 0‬ونزلت هذه الآية ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬السانل عن وجوب الحج ‪ ،‬كان ‪ :‬عبد الله بن جحش بن‬ ‫وثاب السدي ‪ .‬وفيه نزلت هذه الآية ‪.‬‬ ‫سال النبي (‪٤‬مم)‏ عن ذلك ‪ ،‬فسكت عنه ‪ 0‬ثم اعاد عليه قوله ه‬ ‫فسكت عنه ‪ 0‬ثم أعاد } فغضب النبي () ‪ 0‬ونخسه بقضيب كان‬ ‫معه ‪ 0‬نم قال ‪ " :‬ويحك ‘ لو قلت نعم لوجبت ‪ 0‬فاتركوني ما‬ ‫تركتكم ‪ 0‬فإذا أمرتكم بأمر فافعلوا ‪ 0‬فإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا " ‪.‬‬ ‫نم قال () ‪ " :‬يا أيها الناس ‪ 0‬إني قد رفعت إلي الذنيا ه‬ ‫فأنا أنظر ما يكون في أمتي من الأحداث ‘‪ 8‬إلى يوم القيامة ‪ 0‬وقد‬ ‫رفعت إلي أنساب العرب ‪ 8‬فأنا أنسبهم " ؛ فقام رجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬ ‫رسول الله ‪ 0‬أين منزلي أنا ؟ فقال (‪٤‬مم)‏ ‪ :‬أنت في الجنة ؛ ثم قام‬ ‫رجل آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين أنا ؟ فقال (‪٤‬ةم)‏ ‪ :‬أنت في الجنة ؛ ثم قام‬ ‫‪. ١٠١١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الماندة‪‎‬‬ ‫‏‪ ٣٢٧‬۔‬ ‫رجل آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين أنا ؟ فقال () ‪ :‬أنت في النار ؛ فرجخ‬ ‫الرجل محزونا ؛ فقام عبد الله بن حذافة ‪ ،‬وكان يطعن فيه ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫يا رسول الله ث من أبي ؟ قال () ‪ :‬أبوك حذافة ؛ وقال آخر من‬ ‫بني عبد الدار ‪ :‬من أبي يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬أبوك سعد ۔ نسبه‬ ‫إلى غير أبيه ۔ فقام غمر بن الخطاب ‪ 8‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أستر‬ ‫علينا ‘ ستر الله عليك ‘ إنا قوم قريبوا عهد بالشرك ؛ فقال له‬ ‫رسول الله () خيرا ؛ ونزل قوله () ‪ :‬لأ يا أيها الذين‬ ‫أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم {؛ ( ‪.‬‬ ‫وقال مجاهد ‪ :‬عن ابن عباس ى قال ‪ :‬لا تسألوا عن البحيرة‬ ‫والسائبة ‪.‬‬ ‫وعن أبو البحتري ‪ 0‬عن علي بن أبي طالب ‪ 8‬قال ‪ :‬لما نزلت‬ ‫آية الحج ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬أكل عام ؟ فنزلت ‪ :‬لا‬ ‫تسألوا عن أشياء }؛ ‪. 0‬‬ ‫وعن أبي هريرة } عن النبي () ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬ذروني ما‬ ‫تركتكم ‪ 0،‬فإنما هلك من كان قبلكم ‪ 0‬بكثرة سؤالهم ‪ .‬وإختلافهم‬ ‫على أنبيانهم !" ‪.‬‬ ‫قال التننعبي ‪ :‬ما نزلت آية التلاعن ة إن من كثرة السؤال ‘ أو‬ ‫‪. ١٠١١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الماندة‪‎‬‬ ‫_ ‪- ٣٢٨‬‬ ‫لا ترى إلى بني إسرائيل ؤ وتشديدهم على أنفسهم ‪ ،‬بسؤالهم عن‬ ‫البقرة ث ولو أنهم حين أمروا بذبح البقرة ‪ ،‬ذبحوا أي بقرة ‪.‬‬ ‫لكانوا قد فعلوا ما أميروأ ‏‪ ٠‬ولكنهم كرروا السؤال عن شيع لم‬ ‫يكلفوه ‪.‬‬ ‫وعن قتادة ‪ 3‬قال ‪ :‬قال رسول الله (‪٤‬مم)‏ ‪ " :‬أمر القوم بأدنى‬ ‫بقرة } فشددوا على أنفسهم ‪ ،‬فشدد الله عليهم ‪ 0‬والذي نفس‬ ‫محمد بيده ‪ 0‬لو لم يستثنوا ‪ 0‬ما ثبت لهم إلى آخر الأبد "" ‪.‬‬ ‫قال أبو محمد ‪ :‬تفسير هذه الآية ‪ 0‬في قول أصحابنا ‪ 0‬إنما‬ ‫هي ‪ :‬ل( لا تسألوا عن أشياء ) ) ‪ ،‬يعني بذلك ‪ :‬ما يسع جهله ه‬ ‫لاتسألوا عنه ‪ ،‬إنه تكلف منكم ‘ لأنكم لم تكلفوا إياه؛ وقوله‬ ‫(لك) ‪ ( :‬عفا الله عنها & ‏‪ ، 0١‬أي ‪ :‬عفا الله عنكم ‪ ،‬لم يكلفكم‬ ‫علم ذلك ؛ وقوله (تنق) ‪ :‬لأ قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا‬ ‫بها كافرين ) ‏‪ 0"١‬؛ يقول ‪ :‬قد سأل قوم عما لم يكلفوا وكفروا بعد‬ ‫ذلك ‪ ،‬إذ علموا به ‪.‬‬ ‫وقال أبو الحسن ‪ :‬قد قيل هذا ؛ وقيل ‪ :‬لا تسألوا عن الآيات ‪،‬‬ ‫التي قد سألها الأمم الخالية ‪ 0‬فتبد لكم ‪ 0‬فتكفروا بها ‪ 0‬فيسؤكم‬ ‫ذلك ‪ 3‬مثل ‪ :‬تنمود وسؤالهم الناقة ؛ وقوم موسى سالوا الرؤية ؛‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الماندة ‪ :‬‏‪. ١٠١‬‬ ‫(‪ )٢‬سورة الماندة‪. ١٠١ : ‎‬‬ ‫‏‪ ٣٢٩‬۔‬ ‫وقوم عيسى سالوا الماندة ‪ .‬فأصبحوا بها كافرين ‪ ،‬حين أبديت‬ ‫لهم ‪.‬‬ ‫‏‪٠١‬‬ ‫لنا ما هي‬ ‫يكن‬ ‫ب رب‬ ‫ي لنا‬‫وفي قراءة ابن مسعود ‪ :‬ل( ادع‬ ‫فسالوا عن الماهية ؛ والماهية ‪ :‬الجنس ؛ فما ‪ :‬إستفهام عن‬ ‫جنس الشيء ؛ وكيف ‪ :‬إستفهام عن حال الشيء ؛ ولم ‪ :‬إستفهام‬ ‫عن علة الشيء ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫وغدا بذاك يُناطح الغلماء‬ ‫يا من تعلم علم صبية مكتب‬ ‫لرايت أكثر من ترى فقهاء‬ ‫لولا مواقع لم وكيف وهولها‬ ‫وعن النبي (‪٤‬م)‏ ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬إياكم وكثرة السؤال ‪ 6‬فإنما‬ ‫هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم " ؛ وقال عبد الله بن غمر بن‬ ‫في ذلك ‪:‬‬ ‫يسعكم جهله في الحال‬ ‫اياكم وكثرة السؤال فيما‬ ‫في المقال‬ ‫في ذاك والرسول‬ ‫عن سؤاله‬ ‫الإله‬ ‫فقد نهي‬ ‫وعن سعد بن أبي وقاص ۔ أن النبي () ‪ 0‬قال ‪ " :‬إن‬ ‫عن شي ء لم‬ ‫سأل‬ ‫أ عظم المسلمين في المسلمين جرما “ من‬ ‫يحرم ‪ }.‬فحرم من أجل مسالته " ‪.‬‬ ‫(‪ )١‬سورة البقرة‪. ١٨ : ‎‬‬ ‫‏_ ‪- ٣٣٠‬۔‬ ‫وفي حديث أبي ثعلبة الحبشي ‘ عن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪:‬‬ ‫لكم فرانض ‪ .‬فلا‬ ‫" أن الله حد حدود ا ‪ .‬فلا تعتدوها ه وفرض‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫أشياء‬ ‫‪ 0‬وترك‬ ‫‪ 0‬فلا تنتهكوها‬ ‫أشياء‬ ‫وحرم‬ ‫تضيعوها‪،.‬‬ ‫نسيان ‪ ،‬فاقبلوها ولا تبحثوا عنها "" ‪.‬‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬خير خصال العلم السؤال " ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬من رق وجهه عن السؤال ‪ 0‬رق علمه عند الرجال ؛‬ ‫وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫من رق وجهه عن السؤال‬ ‫إن طلاب العلم بالسؤال‬ ‫لما ترى أكابر الجهال‬ ‫رق به العلم مع الرجال‬ ‫جهلا قد إستغنوا عن السؤال‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬إن هذا من الإبطاء ؛ قلنا له ‪ :‬إنما يعاب‬ ‫بالننيء من جهله ؛ وإنما قلته بديها ‪ 0‬فلێمهد العذر من كان له‬ ‫علم بالشعر ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫ومن دخل بلدآ ‪ 0‬جاهلا بأهله ‪ 0‬واحتاج إلى السؤال عن نازلة‬ ‫به ‪ 0‬فعليه السؤال عن الغلماء من أهل البلد ‪ 0‬المنسوبين إلى‬ ‫۔‪- ٣٣١ ‎‬‬ ‫الفقه ‪ 0‬والستر ‪ .‬والعفاف ‪ .‬والعلم ؛ فان كان من أهل النظر‬ ‫والتمييز ‪ 0‬ميز بين أقاويلهم ‪ 0‬وإستدل على عدلها بالكتاب‬ ‫والسنة ‪ 0‬فعمل به ؛ وإن كان ممن لا علم له وس لا تمييز معهؤ‬ ‫فعليه السؤال عنهم ‘ وعن علمهم ‪ ،‬ونقتهم ‘ ثم يجتهد ‪ ،‬وينظر‬ ‫يهم أكثر علما ‪ ،‬وأثبتهم صلاحا ‪ ،‬وأفضلهم ورعا ‪ ،‬فيأخذ بقوله ‪.‬‬ ‫وقلده بعد إجتهاده ‪.‬‬ ‫قال أبو محمد ‪ :‬أخبرني أبو مالك ‪ 0‬عن أبي عبد الله محمد بن‬ ‫محبوب ‪ 0‬وعن أبي معاوية (رحمهم الله) ‪ :‬أن خلف بن زياد‬ ‫البحراني ‪ 0‬لما نشأ وجد الإختلاف ‪ 0‬قال ‪ :‬لا يجوز أن يكون الناس‬ ‫مع إختلافهم مُحقين ‪ 0‬لتخطنة بعضهم لبعض ‪ ،‬وإن لله تعالى ينا‬ ‫تعبد به عباده ‪ 0‬لا يعذرهم بجهلهم إياه ‪ 0‬وتركهم له ‪ 0‬فخرج يطلب‬ ‫ما كلف به ‪ 0‬حتى دخل البصرة ‪ 0‬فكلما لقي فقيها ‪ 0‬سأله عن‬ ‫إعتقاده ؟ فإذا أخبره ‪ 0‬قال ‪ :‬الحق غير هذا ؛ إلى أن لقي أبا‬ ‫عبيدة مُسلماً ‪ 0‬فلما أخبره بمذهبه ‪ .‬قال ‪ :‬هذا هو الحق الذي تعبد‬ ‫الله تعالى به عباده ‪.‬‬ ‫وروى ‪ :‬لا تأخذ دينك إل ممن تأمنه على نفسك ‪ 0‬وحرمك ‏‪١‬‬ ‫ومالك ‪ 0‬وأن الين أكبر من النفس ‘ والحرم ‪ 0‬والمال ‪.‬‬ ‫ويقال ‪ :‬إفد نفسك بمالك ‪ .‬وافد دينك بدمك ‪.‬‬ ‫_ ‪- ٣٣٢‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬ومن أمر رجلا أن يسال له عن مسنلة ‪ ،‬وهو يعلم أنها‬ ‫خلاف ما قال له ‪ 0‬فاذا حرف المسئلة ‪ 0‬فلا يسعه أن يسأل له‬ ‫عنها ‪ 0‬ولا يخبره بجوابها ؛ وإن قال له ‪ :‬سل لي عن كذا وكذا ه‬ ‫ولايدري ما يريد } فلا بأس عليه أن يسأل له ؛ وإن إتهمه أنه‬ ‫يريد شينا لإستحلال الحرام ‪ 0‬فلا يسأل له ‪ 0‬ولا يخبره بالجواب ‪.‬‬ ‫قال يونس ‪ :‬علمك من روحك ‘ ومالك من بدنك ‪ 0‬فضع علمك‬ ‫منك بمكان روحك ‪ 0‬وضع مالك منك بمكان بدنك ؛ وقيل ‪ :‬الخمور‬ ‫ثلاثة ‪ :‬أمر تبين لك غيه فاجتنبه ؛ وأمر بان لك رشده فاتبعه ؛‬ ‫وأمر أشكل عليك فرده إلى أهله ‪.‬‬ ‫وقيل لجعفر ‪ :‬قد جعل الله للقرآن أهلا ‪ 0‬أغناهم به عن جميع‬ ‫الخلق ‘ لا علم إلآ ما أمروا به ؛ قال الله (تنك) ‪ :‬ل فإن تنازعتم‬ ‫في شيء فردوه إلى الله والرسول } ‏‪. 6١‬‬ ‫وعن الحسن ى قال ‪ :‬إلى كتاب الله ‪ 0‬وسنة رسوله (ثكة!) ‪.‬‬ ‫فخذوا أهما ‪.‬‬ ‫وقد يقال ‪ :‬في أولي الأمر منكم ‪ 0‬إنهم هم الفقهاء والغلماء ‪.‬‬ ‫م‬ ‫نحو ‪ :‬أبي بكر الصديق ‪ 6‬و غمر بن الخطاب (رضي الله عنهما ) ؛‬ ‫والله أعلم ‪.‬‬ ‫‏‪. ٥٩‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سورة النساء‬ ‫((‬ ‫_ ‪- ٣٣٣‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬إختلف فيمن أراد حمل دينه ؛ فقال قوم ‪ :‬يجزيه فقيهان‬ ‫مُجتمعان ؛ وقال آخرون ‪ :‬يجزيه واحد بعد واحد ‪ 6‬ولو كانا‬ ‫مُجتمعين ‘ كان أحوط ؛ وقال ‪ :‬فهذا فيما يجب به العلم من أهل‬ ‫الإحداث ‪ 0‬وأما غير ذلك من ولاية المسلمين ‘ والدلالة على الحق‬ ‫‪.‬‬ ‫‘ فالواحد يجزيه‬ ‫الحلال والحرام‬ ‫من‬ ‫الله © في أمره ونهيه ‪ 4‬قانماً‬ ‫‪ :‬ومن كان عارفا بحقوق‬ ‫مسئلة‬ ‫بطاعة الله تعالى ‪ ،‬مُجتنباً ما نهاه الله عنه ‪ 0‬فلا يضره ‪ 8‬إن لم‬ ‫عليه ذلك أحد من الناس ‪.‬‬ ‫ينسب‬ ‫مسئله ‪ :‬وعلى الضعفاء السؤال عن العلماء ‪ .‬ليحملوا عنهم‬ ‫مم‬ ‫ء‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫دينهم ‪ 0‬لأن الحجة إنما هي لهم وعليهم ‪ 0‬من أهل الحق ‪ ،‬فإذا‬ ‫عرفوهم من غير أهل الإحداث في الدين ‪ 0‬تولوهم ‪ 0‬وأخذوا عنهم‬ ‫وعليهم قبول ذلك منهم ‪ 0‬وليس لهم قبول فتوى من غيرهم ‘ ولا‬ ‫من مُخالفيهم ‪ ،‬إلآ أن يعرفوا عدل ذلك ‪ 0‬فعليهم أن يعملوا بما‬ ‫عرفوا عدله ؛ والله أعلم ‪.‬‬ ‫المسائل التي لا جواب لها عند الفقهاء إلا التسليم‬ ‫يقال لهم ‪ :‬لم حكم الله () في القتل بشاهدين ؟ وفي الزنا‬ ‫بأربعة شهداء ؟ والقتل أعظم عند الله (تتللة‬ ‫‪- ٣٣٤‬‬ ‫_‬ ‫جعل الله (خَلللة) للذكر مثل حظ الأنثيين ؟ والأننى أقل حيلة‬ ‫وأضعف منه ؛ ولم حكم الله (بلة) فيمن سرق غيره بالقطع ؟‬ ‫وإذا قطع رجل يد رجل فعليه نصف ديته ؛ ولم حكم الله (تَبّك) في‬ ‫الجنابة بالفسل ‪ 0‬وفي الغانط بالوضوء ؟ والمني أطيب رانحة ‪،‬‬ ‫وأقل أذى من الغانط ؛ وما معنى قول النبي () ‪ " :‬ما نقص‬ ‫مال من صدقة "" ‪.‬‬ ‫‪ .4‬كلها إستخبار ؛ والجواب أربعة‬ ‫السو ال على أربعة أقسام‬ ‫أقسام ‪ 3‬كلها إخبار ‪:‬‬ ‫هو السؤال عن المذهب ‪ ،‬وما بينه ؟ وما يقابله‬ ‫فالقسم الخول ‪:‬‬ ‫من الجواب ‪ :‬الإخبار به ‪.‬‬ ‫والقسم التاني ‪ :‬السؤال عن الدلالة ؟ ويقابله من الجواب ‪:‬‬ ‫الإخبار بها ‪.‬‬ ‫والقسم الثالث ‪ :‬السؤال عن وجه الدلالة ‪ 0‬وكيفية التعلق بها ؟‬ ‫ويقابله من الجواب ‪ :‬الإخبار به ‪.‬‬ ‫والقسم الرابع ‪ :‬المطالبة بتصحيح الدلالة من الجواب ى وَهشو‬ ‫ومعارضة ؟‬ ‫سو ال الز ام ‘ وطعن ‘ وقد ح‪.‬‬ ‫ويقابله من الجواب ‪ :‬الإخبار به ‪ 0‬وَهُوً الكشف‬ ‫‏‪ ٣٣٥‬۔‬ ‫عن موضع الإحتراز ‪ 0‬وإنما يقابله خصمه ليس‬ ‫مثلا لما إبتدأ به نسخه ‪ ،‬لما قابله به ‪ 0‬ومتى‬ ‫أورد المسؤول دلالته } وأبان عن كيفية التعلق‬ ‫بها ‪ 0‬إستغنى السائل عن السئؤال ‪ 0‬عن وجه‬ ‫دلالته ‪.‬‬ ‫وقد قال بعض ‪ :‬أن السائل يستغني في بعض الأحوال ‘ عن‬ ‫بمذ هب خصمه‪.‬‬ ‫عارفا‬ ‫‪ 0‬وما بينه ‪ .‬ذ ا كان‬ ‫المذ هب‬ ‫السؤال عن‬ ‫وما ينتحله ‪.‬‬ ‫_‪- ٣٣٦‬‬ ‫الباب الرابع عشر ‪:‬‬ ‫في صفة المستحق للسؤال عن الحلال والحرام‬ ‫هو الغالم المشهور بالعلم في مصره ‘ والمشهُود له بالورع‬ ‫اليه الفقه و المعرفة ‪.‬‬ ‫[ هل نحلة الحق ‘ المنسوب‬ ‫‪ .‬من‬ ‫في عصره‬ ‫فإذا كان على هذه الصفة ‘ كان حجة للسائل ‘ وقدوة في المسائل ‪.‬‬ ‫ولايجوز أن يكون قدوة ‪ ،‬إلا العالم الورع ‪ ،‬فإن كان ثقة فيما‬ ‫يفتيه ‪ 0‬ولا ولاية له عند المسلمين ‪ 0‬لم يجز أخذ الفتوى عنه ‪.‬‬ ‫لأن الفتوى لا يقلد منها إلا أهل العلم ‪.‬‬ ‫فإن كان الرافع للخبر والفتوى ‪ 0‬عن الفقيه المتبع ‪ 0‬رجل من‬ ‫أهل مذهب الحق ‪ ،‬ولاولاية له ‪ 0‬وهو غير متهم فضله في‬ ‫الاس ‪ 0‬قبل منه ذلك وصدق ‘ ووجب الفعل بقوله ‪ 0‬إذا قال ‪:‬‬ ‫حفظت عن فلان الفقيه ؛ وأخبرني فلان ‪ 0‬أو سمعته يفتي بكذا ؛‬ ‫وكان ممن يضبط ما يرفعه ‘ ولايتوهم عليه الخطا ‪ 0‬وكان‬ ‫المخبر عنه فقيها ‪ .‬معروفا بالفضل ‪.‬‬ ‫ولا تقبل الفتوى ‪ ،‬إلا من أهل العلم بالفتوى والدين ‪ 0‬وإذا كان‬ ‫الرافع ثقة ‪ 0‬ضابطا لنقل الفتوى ‪ ،‬جاز القبول منه ‘ إذا كان من‬ ‫‏_ ‪ ٣٣٧‬۔‬ ‫أهل الرأي ‪ 0‬فإن قال ‪ :‬الحق في هذه المسئلة كذا ‪ ،‬أو الجواب‬ ‫فيها كذا ‪ .‬فهذا مفتي ‪.‬‬ ‫ولا تقبل الفتوى إلآ من أهل الولاية } المنسوب إليهم الفقه ؛‬ ‫فإن كان هذا الرجل من أهل الولاية ‪ 0‬معروفا بالصدق ۔ إلا أنه‬ ‫ليس من الفقهاء ‪ 0‬وطلاب العلم ‪ 0‬فلا يجوز أن يؤخذ عنه‬ ‫الفتوى ‪ .‬لأن مثله قد يظن به أنه لا يضبط عن الغلماء ‪ .‬ما‬ ‫يسمعه من جوابهم ‪ 0‬وخاصة ما يكون من مشكل الجواب ‪ 0‬عن‬ ‫دقيق العلم وخفيه ‪ ،‬ألايرى أنهم لم يجيزوا شهادة إثنين من‬ ‫هؤلاء ‪ 0‬على أحد من المُسلمين ‪ ،‬فيما يوجب البراءة ‪ .‬حتى‬ ‫يُفسرا معنى الخرمة ‪ 0‬التي شهدا بها ‪ 0‬ولم كلفوا ذلك العلماء ‪.‬‬ ‫إذا شهد منهم إثنان ‪ ،‬قبلت شهادتهما ث وصدقا في ذلك ‪ ،‬وقلدا‬ ‫الحكم فيه ‪ ،‬لتهمتهم لعلم الضعيف بالفقه ‪ 0‬وثقتهم بعلم الفقيه ‪.‬‬ ‫والله أ علم ‪.‬‬ ‫ولا يجوز أن يدل المُستفتي إلآ على المفتي ‘ بما له علم‬ ‫وورع ؛ والمفتي إذا كان مُخبرا للسُستفتي {‪ 0‬أخبره بالإختلاف ؛‬ ‫وإن كان مُفتيا لمن إستفتاه ‪ 0‬لم يسعه إلا أن يفتيه ‪ 0‬إلا بما يقول‬ ‫هو به ‪ 0‬مما يراه عدلا عنده ‪ 0‬وإذا أفتاه ولم يرفع له عن أحد ‪6‬‬ ‫نظر في فتواه { وإذا رفع له عن غيره ‪ 0‬نظر في المرفوع له‬ ‫‪- ٣٣٨‬‬ ‫فإن كان ممن يؤخذ بفتواه أخذ بذلك ‪ 0‬وإن كان ممن لا يجوز منه‬ ‫ذلك ‪ 0‬لم ياخذ بقوله ‪ 0‬حتى يعرفه عدل ذلك القول ‪.‬‬ ‫وإذا سُنل الفقيه عن مسئلة ‪ .‬فقال ‪ :‬قد قالوا فيها كذا ‪ 0‬فإنه‬ ‫لم يفت فيها بشيء ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬قد قال فيها المسلمون كذا ‪ 0‬فجائز‬ ‫الأخذ بذلك ‪.‬‬ ‫نصل‬ ‫ولايجوز لأحد أن يسأل غير أهل العلم ‪ 0‬الذين نص الكتاب‬ ‫عليهم ‪ 0‬وخص الخطاب برد السؤال إليهم ؛ قال الله (يك) ‪:‬‬ ‫فسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون & «‪ . 0‬وقال (لة) ‪:‬‬ ‫وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون & ‏‪. ©{١‬‬ ‫فمن سأل الغلماء ‪ 0‬فقد أطاع ربه ‪ ،‬وأصاب فيما أتي به ؛ ومن‬ ‫سال غيرهم ‪ .‬فقد خالف أمر ربه ‪ ،‬وضل ‘ وخسر ‪ ،.‬وزل عن‬ ‫المحجة ؛ ومن عمل بحجة فهو سالم ؛ والسْستفتي من العالم‬ ‫سالم ومن غير العالم هالك ‪.‬‬ ‫‘ وستة رسوله‬ ‫‏‪ ١‬لله (ينك)‬ ‫فتو [‪ 7:‬كتاب‬ ‫ومن أفتى ‪ .‬فخالف‬ ‫‏‪. ٤٣‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سورة النحل‬ ‫()(‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة الاعراف ‪ :‬‏‪. ١٨١‬‬ ‫_‪_ ٣٣٩‬‬ ‫)( ‪ 0‬وإجماع الأمة ‪ .‬لم يسلم بفتواه ‪.‬‬ ‫ومن سأل من ليس بحجة عند الله (يَلة) ‪ 0‬فكان في جوابه‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫ضمان ‪ ،‬فالضمان يلزم السانل { والمفتي آثم ‪ 0‬وإن كان المفتي‬ ‫بذلك عالما ‪ 3‬فأفتى بما يخرج من قول الذمة ضمن ‪ ،‬ولا يآئم إذا‬ ‫ضمن ما أفتى فيه ؛ وإن قيل ‪ :‬لم يضمن العالم ‪ 0‬ولم يضمن‬ ‫الجاهل ؛ قيل ‪ :‬لأن السائل للعلم ‪ 0‬قد سأل من أمر الله تعالى‬ ‫بسؤاله ‪ 0‬وهو الحجة لله تعالى في الأرض ‘ وهو ۔ أيضا ۔ حجة‬ ‫للعبد وعليه ؛ والسائل للجاهل ‪ 0‬قد عصى الله تعالى فيما أمره ‪.‬‬ ‫فلزمه الضمان ‪.‬‬ ‫وقال أبو الحواري ‪ :‬إذا كان المفتي من أهل الفتيا فأخطا ‪.‬‬ ‫فعليه الضمان ؛ وإن لم يكن من أهل الفتيا فأخطا ‪ 0‬فلا ضمان‬ ‫عليه ‪ 0‬وهو سفيه من السفهاء ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬المفتي يدخل بين الله وبين عباده ؛ وقيل ‪ :‬أن الملانكة‬ ‫تلعن من يفتي بغير علم ؛ وأضعف الناس علما ‪ ،.‬أعجلهم في‬ ‫الفتوى ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫الفتاوي‬ ‫عند‬ ‫عَجُلا‬ ‫علوما‬ ‫الناس‬ ‫أضعف‬ ‫لا يساوي‬ ‫خيرا‬ ‫لا يساوي جاهل بالعلم‬ ‫_ ‪_ ٣٤ ٠‬‬ ‫فصل في الرأ ي‬ ‫__‬ ‫ولايجوز الرأي في شيع من أحكام الإسلام ‪ 0‬من تلاتة‬ ‫وجوه ‪ :‬وجه ‪ :‬حكم به الكتاب ؛ ووجه ‪ :‬حكمت به السنة ؛‬ ‫ووجه ‪ :‬إجتمعت عليه الأمة ‪.‬‬ ‫وإنما يجوز الرأي لأهل الفقه والمعرفة بدين الله (ينك) ‘ لا‬ ‫لغيرهم من الناس ‪ ،‬فيما لم يكن فيه وجه ‪ 0‬من أحد هذه الوجوه‬ ‫النلانة ‪ 0‬وليس لأحد أن يتبع رأي غيره ‪ ،‬ويدع رأيه الذي يرى‬ ‫أنه أصوب ‪ ،‬وإلى الحق أقرب ‪ 0‬غير أن على الجميع من فقهاء‬ ‫المسلمين ‪ 0‬أن ينقادوا لما حكم أولوا الأمر منهم ‪ 0‬برأي من‬ ‫الاراء ‪ 0‬ويكونوا لحكمهم متبعين ‪ 0‬ولأمرهم في ذلك مُطيعين ة‬ ‫وإن خالف حكمهم أرائهم ‪ 0‬ما لم يكن مخالفا لليتاب ‪ .‬والسنة ‪.‬‬ ‫والإجماع ‪.‬‬ ‫وكذلك روي عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ‪ ،‬أنه قال ‪:‬‬ ‫إذ ا إختلف النااس في الرأ ي ‪ 0‬رد الأمر إلى الإمام ‪ 0‬وإمام الناس‬ ‫عبد الرحمن بن رستم ‪ 0‬وكان إماما في المغرب ‪ 0‬وكان ۔ فيما‬ ‫أحسب ‪ -‬حيا ‪ .‬في أيام ما قال أبو عبيد ة هذا القول ‪.‬‬ ‫ولايجوز لمن قال برأيه ‪ .‬أن يشهد أن رأيه هو الصواب ‪.‬‬ ‫‪- ٣٤١‬‬ ‫_‬ ‫وأن كل ما خالف رأيه هو خطأ { ولو جاز ذلك ‘ لجاز له أن يضلل‬ ‫المُسلمين الذين خالفوه في رأيه ‪.‬‬ ‫وينبغي لمن قال برأيه في شيع ‪ 0‬وهو من أهل الرأي ‪ 0‬أن لا‬ ‫يرتاب بعد قوله في رأيه ‪ 0‬إذا علم أحكام من ) قاله من الكتاب ‏‪١‬‬ ‫أو السنة } أو إجماع فقهاء الأمة ‪ 0‬وإنما يرتاب في رايه ‪ 8‬أن‬ ‫يكون خالف صحة الفتوى ‘ ما لم يرتاب فيه حكم أحد هذه‬ ‫الوجوه الثلاثة التي سميناها ‪.‬‬ ‫ويقال للرجل ‪ 0‬إذا قال برأيه ‪ :‬قد عكل يعكل ؛ وحدس يحدس ؛‬ ‫وعسن ‪ .‬واعتسن ‪.‬‬ ‫ومنازل الرأي أربعة ‪ :‬التقدم في الأمر قبل حلوله ‪ 0‬فإن قصر‬ ‫عنه { فالحد فيه عند وقوعه ‪ .‬فإن قصر عنه ‪ .‬فالحث إلى‬ ‫التخلص منه بعد وقوعه ‪ ،‬فإن قصر عنه ‪ ،‬فليس إلا بذهاب المال‬ ‫الذي يذهب مع صواب الرأي ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬الغالم الذي يجوز له أن يفتي بالرأي ‪ ،‬العالم بالكتاب‬ ‫والسنة ‪ 0‬والناسخ والمنسو خ ‪ 0‬وما سبق من الآثار ‪ ،‬إلا أن‬ ‫الغفلماعء ۔ دون ذلك ۔ يقيسون الشنيع بالشي ء الذي سبق به‬ ‫‏) ‪ ( ١‬في لنسخة أخر ى ‪ :‬ما‪.‬‬ ‫‪- ٣٤٢‬‬ ‫القول ‪.‬‬ ‫والقول بالرأي ‪ :‬أن يكون الفقيه قد عرف أراء الفقهاء في‬ ‫المسئلة ‪ ،‬وأخذ باحد أقاويلهم ‪ 0‬وكان ذلك رأيه & فهذا هو الرأي ‪0‬‬ ‫وهو الفقيه الذي يفتي بالرأي ؛ فإذا أخذ باحد هذه الأقاويل ‪ 0‬أو‬ ‫تأول السنة على أحد الأراء ‪ 0‬وكان في تأويله غلط أو خطا ‘ كان‬ ‫مرفوعا عنه ‪ ،‬فإن أصاب كان ماجورا عليه ‪.‬‬ ‫فإذا أفتى بقول لا يعرف صوابه ‘ إذا كان لا يعرف أراء‬ ‫‪ ،‬إلآ‬ ‫‪ ،‬فلا يضمن‬ ‫؛ فإذا كان من الفروع‬ ‫الفقهاء ‪ 0‬ألزموه الضمان‬ ‫ما خالف الكتاب والسنة ‪,‬‬ ‫وأما الأصول ‪ :‬فلا يسلم من خالف الحق بفتياه ‪ 0‬كان برأيه أو‬ ‫بتأويله ؛ ومن كان ضعيف المعرفة ‪ 0‬فحفظ في مسئلة قولين ‪.‬‬ ‫وإبتلى بالعمل بها ‪ 0‬وهو لا يعرف عدل أقاويلهم ‪ 0‬فعمل بواحد‬ ‫منها ‪ 6‬جاز له ذلك ‪.‬‬ ‫وقال أبو محمد (رحمه الله) ‪ :‬على هذا الضعيف المعرفة ‏‪ ٠‬أن‬ ‫يجتهد كما إجتهد جابر بن زيد ‘ وإذا أخذ من قولهم بخلاف ما‬ ‫يراه أعدل ‪ 0‬لم يجز له ‪ .‬وضمن مافيه الضمان ‪ ،‬فإن أفتى‬ ‫بخلاف الحق ‪ 0‬وهو يرى الحق غيره ‪ ،‬فقد قالوا ‪ :‬يضمن ‪ 8‬إنما لا‬ ‫_ ‪- ٣٤٣‬‬ ‫يضمن إذا كان لا يعرف أن غيره أعدل ‪ 0‬فاخذ به أنه الحق عنده ‏‪٨‬‬ ‫ولعل فيه إختلاف ‪ 0‬لأن الفروع يجوز فيها الإختلاف ‪ ،‬ويمكن أن‬ ‫يكون الذي عمل به أعدل ‪ 0‬من الذي رآه هو أنه أعدل ‪ 0‬فلا‬ ‫يضمن ولا يآثم ‪ 0‬لأنه أخذ بقول من أقاويل المسلمين ‪.‬‬ ‫ومن أفتى في مسئلة فيها أقاويل كثيرة ‪ 0‬يقول ولم يعرف‬ ‫الأعدل ‪ 0‬ولا هو من الفقهاء ‪ ،‬لم يؤجر إن أصاب ‪ ،‬ولم يسلم من‬ ‫خطنه ؛ وإذا كانت مسئلة فيها قولان ‪ 0‬فغرفت الحجة في أحدهما‬ ‫دون الآخر ‪ .‬فلا يجوز أن يأخذ بخلاف ما يراه عدلا ‪ .‬ولكن الأخذ‬ ‫بما عرفت عدله ؛ ومن عرف الأعدل من أراء الفقهاء أخذ به ه‬ ‫ومن لم يعرف العدل من جميع ذلك ‪ 0‬سأل المسلمين ‪ 0‬وأخذ بفتيا‬ ‫من أفتاه منهم ؛ وقيل ‪ :‬للضعيف أن يأخذ بإخبار الفقهاء له ‏‪٠‬‬ ‫وجائز له الخخذ برأ ي واحد ‪ 0‬من أحد المسلمين ‪ .‬من أهل الفتيا ‪.‬‬ ‫الرجل يعنى بالمسئلة ‪ .‬فلا يجد أحدا‬ ‫وعن بشير ‪ 0‬قال ‪ :‬إن‬ ‫دخل في فتيه ‪ 0‬فيحفظ فيها غير فقيه ‪.‬‬ ‫من المسلمين ‪ 0‬فيسأل من‬ ‫المسلمين ‪ 0‬إنه ينظر ويميز ‪ ،‬فإن كان‬ ‫فلا يأخذ من غير فقيه من‬ ‫يكن عدلا ‪ ،‬فلا ياخذ بذلك ‪.‬‬ ‫يرى عدلا أخذ به ‪ .‬وإن لم‬ ‫مسئلة ‪ :‬والعالم الذي يجوز له أن يفتي بالرأي ‪ 0‬الذي يكون‬ ‫‪- ٣٤٤‬‬ ‫عالما بالكتاب ‪ 0‬والستة ‪ 0‬وآثار الغمة ‪.‬‬ ‫وكان أبو علي { إذا أريد منه الحفظ كاع ‏‪ 0١‬؛ يقول ‪ :‬كع‬ ‫الرجل عن كذا ‪ 0‬يكع ‪ 0‬كعوعا ‪ ،‬وأكعه عن ذلك الفرق ‪ 0‬وهو الذي‬ ‫لايمضى في حزم ولا عزم ‪ ،‬وكأن هذه الكلمة في الإخبار عن أبي‬ ‫علئ ‪ ،‬إنما أريد بها أنه وقف عن الجواب ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫والعالم إلى رأيه ونظره ‪ 0‬أحوج منه إلى حفظه ‪ ،‬لأن ليس كل‬ ‫مسئلة مسطورة ‪ 0‬ولا كل نازلة مذكورة ‪ 0‬فلو كان الغلماء لا‬ ‫يجيبون إلا بما يحفظونه ‪ ،‬لما بينوا للناس كثيرا مما يسألونهم ‪.‬‬ ‫ولكان الناس في أمورهم في ظلم ووقوف ‪ ،‬ولكن مَن الله (يجنك)‬ ‫عليهم بالعلماء ‪ 0‬الذين أتاهم من العلم ‪ 0‬ما جاز لهم فيه القول‬ ‫بالرأي ‪ 0‬فأوضحوا للسائلين نور كل ظلماء داجية { وعمياء‬ ‫داهية } والحمد لله على ذلك كثيرا ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫الفقلصاء‬ ‫لغفغخير‬ ‫ان هذا الرأي ما جاز‬ ‫بارتياء‬ ‫مقال‬ ‫لم يجز للجاهل القدم‬ ‫عماء‬ ‫في‬ ‫أعمى‬ ‫منل‬ ‫سفيه‬ ‫رب رأي من‬ ‫ا‬ ‫النسه‬ ‫أراء‬ ‫الخابر‬ ‫يحمد‬ ‫وكذا لم‬ ‫(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ :‬كع‪. ‎‬‬ ‫‪- ٣٤٥‬‬ ‫وللعالم أن يفتي برأيه ‪ 0‬فيما لم يأت في الكتاب له حكم ‪ 0‬ولا‬ ‫في الستة ‪ 0‬ولا أجمع عليه الفقهاء الخولون ‪.‬‬ ‫والفتيا بالرأي من السنة ‪ ،‬لقول النبي () ‪ " :‬لا يجمع الله‬ ‫امتي على ضلال " ؛ وقد اجمعوا على القول بالرأي ‪ 0‬وهذا حجة‬ ‫لمن إحتج به ‪ 0‬ووجب قبول قول العدل الفقيه الثقة ‪ 0‬إذا أفتى في‬ ‫مسئلة ‪ ،‬وهو آخذ بإجماع الذمة على ذلك ‪ 8‬إلا قول الحياني‬ ‫وحده ‪ ،‬فإنه قال بإثنين في بعض الفتيا ‪ 0‬وأجاز الواحد في بعض ‘‬ ‫واحتج بالآية ‪ .‬قول الله (بيلة) ‪ :‬ايا أيها الذين أمنوا إن جاءكم‬ ‫فاسق بنبا فتبينوا ‏‪. 0١ ٤‬‬ ‫ومن أفتى برأيه في مسنلة ‏‪ ٠‬وكان من أهل الإجتهاد ۔ وفي‬ ‫نسخة ‪ :‬من أهل القبلة ۔ وخرج رايه من جميع أقاويل أهل القبلة‬ ‫لم يضمن ‪ ،‬وإنما يضمن من لم يكن من أاهلإجتهاد ‪ ،‬إذا‬ ‫خرج بقوله من جملة أقاويل أهل القبلة ‪ ،‬وعليه الإثم ‪ 0‬إلا أن‬ ‫يتوب ‪ ،‬وإن كان من أهل الرأي ‪ 0‬قافتى بشيء مجتمع على‬ ‫خلافه ‪ ،‬أو محرم في التاب ‪ 0‬أو السنة ‪ ،‬أو الإجماع ۔ فإنه‬ ‫يضمن ‪ ،‬فإن لم يكن في فتياه حكم من أحد هذه الثلاثة الأصول ‪.‬‬ ‫وإنما فيه إجتهاد من الفقهاء ‪ 0‬فأفتى هو بغير ما أفتوا ‪ ،‬فهو‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الحجرات ‪ :‬‏‪. ٦١‬‬ ‫‪- ٣٤٦‬‬ ‫_‬ ‫سالم ؛ وأما إن كان من غير أهل الرأي والإجتهاد } فإنه يضمن‬ ‫إذا خالف أقاويلهم ‪ 0‬ومن أفتى بفتيا وأخطا ‪ 0‬ولم يخرج من جميع‬ ‫قول فقهاء المسلمين والمخالفين كلهم ‪ .‬لم يكن عليه ضمان ‪.‬‬ ‫‘ قبل‬ ‫عد ل‬ ‫‘ وكان‬ ‫رفع مسنلة عن فقيه متقدم‬ ‫‪ :‬ومن‬ ‫مسئلة‬ ‫شهادته فيها ‪ .‬على سبيل الشهادة ‪ .‬لا على وجه الفتيا ‪.‬‬ ‫وأما المفتي ‪ :‬فيكون أعلا درجة من هذا وأبصر ‪ 8‬فإذا أفتى ‪.‬‬ ‫قبل منه ما أفتاه به ‪ 0‬فإن أخطأ الرافع والمفتي ‪ 0‬وكانا قد أصابا‬ ‫في المسئلة بعض ققاويل الفقهاء ‪ 0‬فهما سالمان جميعا ‪ 0‬وإن‬ ‫أخطنا في خلاف أهل القبلة جميعا ‪ 0‬ضمن المُفتيان ‪ 0‬وعلى‬ ‫السائل أن يرجع إذا علم بذلك ‪ 0‬أو أعلماه برجعتهما ‪ 0‬وعليهما أن‬ ‫يعلماه خطاهما ‪ .‬ويضمنا ما تلف من مال بفتياهما ‪ 0‬وإن لم يعلم‬ ‫السائل والمسؤول بالخطا ‪ :‬وماتا على ذلك ‪ 0‬فهما سالمان ى إذا‬ ‫كانت المسنلة من الفروع ‪ 0‬فيما يكون فيه الحق في إثنين ‪ 0‬وإن‬ ‫كان الحق في واحد ‪ ،‬فلا يجوز فيه الإختلاف ؛ والمفتي‬ ‫والمُستفتي في ذلك سالمان & إذا وافقا الحق ‘ وإن أخطنا الحق‬ ‫هلكا جميعا ‪ 0‬إذا ماتا على الباطل ولم يتوبا ‪.‬‬ ‫و على المفتي أن يُعلم المْستفتي خطا ه ‪ ،‬إذا علم به ‪ 0‬ويصمن‬ ‫ما تلف من مال ‪ 0‬وكل من أخطأ فيما يكون فيه الحق في واحد‬ ‫=[‬ ‫منه ‪ 0‬فهو هالك ‪ ،‬عالما كان أو جاهلا ۔ وفي ثشنسخة ‪ :‬فيما يكون‬ ‫فيما الحق في إثنين ۔ وأما ما يكون الحق في واحد ‪ 0‬فهالك بالخطا‬ ‫من عمل به ‪ 0‬وما كان الحق في إثنين منه ‪ 0‬فإن أخطأ فيه الغالم‬ ‫الذي يجوز له أن يفتي بالرأي ‪ 0‬فلا ضمان عليه ‪ ،‬وإن أصاب‬ ‫فماجور فيه ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬ومن كان يرى رأيا { فحكم الإمام عليه ‪ 0‬أو من يقضي‬ ‫له ‪ ،‬لم يسعه أن يأخذ برأيه ‪ 0‬ولو كان سليمان بن عثمان ‪ 0‬وهو‬ ‫يرى أن من قال لإمرأته ‪ :‬هو فراقك {‪ 0‬لزمه الطلاق ‪ ،‬تم عناه ه‬ ‫فسال مسعدة بن تميم ‪ ،‬فلم يرى عليه شيئا ‪ ،‬إذا كان مُرسلا ‪ ،‬لم‬ ‫يسعه أن يأخذ برأي مسعدة ‪ .‬إلآ أن يترك ذلك الرأي ‪ 0‬ويرجع إلى‬ ‫غيره ‪.‬‬ ‫وقال سليمان ‪ :‬لو إختلف موسى بن علي ‪ ،‬وعلي بن عزرة ‪.‬‬ ‫لم أرى أن يتسع برأي مُوستى ؛ وقيل له ‪ :‬أو كان علي أفقه ؟‬ ‫قال ‪ :‬نعم ؛ ومن أجيب في مسئلة بإختلاف ‪ 0‬فرأى أحد القولين‬ ‫أ عدل عنده من الآخر ‪ 0‬لم يجز له الأخذ بما لم يره عدلا } فإن فعل‬ ‫ذلك ‪ 0‬كان ضامنا آثماً ‪.‬‬ ‫له أحدهما‪.‬‬ ‫‪ 0‬فر خص‬ ‫عن مسئلة‬ ‫‪ :‬ومن سأل عالمين‬ ‫مسئلة‬ ‫وشدد عليه الآخر ‪ .‬فأخذ بقول من رخص له ؛ ثم غرضت له‬ ‫_ ‪- ٣٤٨‬‬ ‫مسنلة أخرى ‪ .‬فسألهما عنها ‪ 0‬فشدد عليه الذي كان رخص له‬ ‫في الأولى ‪ 0‬ورخص له الذي كان شدد عليه قبل ‪ 0‬فلا يجوز له أن‬ ‫يأخذ بقول من رخص له في هذه ‪ 0‬بل عليه أن يأخذ بقول من‬ ‫رخص له في الذولى ‪ 0‬وشدد عليه في هذه الثانية ‪ 0‬ويعمل‬ ‫بترخيصه وتشديده ‪ 0‬ولا يجوز له أن يأخذ بقول غيره ‪ 0‬لكن إنما‬ ‫ياخذ بقول أحدهما في الترخيص والتشديد ‪ 0‬وإلا إنتقض عليه ما‬ ‫أخذ به من الت رخيص الول ‪.‬‬ ‫وللمْتعلم أن يختار من أراء الثقهاء من المسلمين ‪ 0‬ما يراه‬ ‫عدلا عنده ‪ 0‬ولا يدع رأي المسلمين إلى غيره ‪ 0‬وليس له أن ياخذ‬ ‫بكل قول في كل ما عرض له ‪ ،‬بل يأخذ إل ما يراه حقاً في نفسه ‪3‬‬ ‫وإن كان عليه فيه تشديد ‪ 0‬ويدع ما لا يراه حقا ‪ 0‬وإن كان له فيه‬ ‫ترخيص ؤ والله أعلم ‪.‬‬ ‫ومن أفتى رجلا مسئلة برأيه ‪ ،‬ولم يكن من أهل النظر ‪9‬‬ ‫مسنله‬ ‫مما يجوز فيه القول بالرأي ‪ 6‬فوافق فيها قول أحد من أهل‬ ‫الصلاة ‪ 0‬كان مُخطناً في ذلك ‪ 0‬ولا ضمان عليه ؛ وإن لم يوافق‬ ‫فيها قول أحد ‪ 0‬كان ضامنا ؛ وإن أفتى في مسنلة أصلية ‘ مما لا‬ ‫يجوز فيها القول بالرأي ‪ 0‬كان آثما ‪ 0‬إن وافق الحق ‪ 0‬وإن أخطأ ‪.‬‬ ‫كان ضامن آنماً } والحفظ أولى من الرأي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٤٩‬۔‬ ‫مسئلة ‪ :‬ومن كان يأخذ بقول من أقاويل المُسلمين في مسئلة ‪.‬‬ ‫وهو يرى ذلك القول عدلا عنده ويعمل به ى ثم رأي غيره أعدل‬ ‫عليه فيما‬ ‫عنده ‪ 0‬فعليه أن يرجع إلى ما يراه عدلا عنده ‪ 0‬وليس‬ ‫كان يحكم‬ ‫يعمل به من القول الأول بأس ؛ وكذلك الحاكم ‪ 8‬إذا‬ ‫‪ ،‬فعليه أن‬ ‫بقول من أقاويل المُسلمين ‪ 8‬ثم رأى غيره أعدل منه‬ ‫يرجع إلى ما يراه عدلا عنده ‪ ،‬ولا بأس عليه فيما مضى ‘ وكان‬ ‫يحكم به ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫ولاضمان على المفتي ‪ 0‬ولا الحاكم ‪ }.‬فيما مضى من الفتيا‬ ‫والحكم ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬ومن سأل عالما عن مسئلة ‪ .‬فأفتاه بها ‪ ،‬ثم جاءه آخر ‪.‬‬ ‫فقال له ‪ :‬هذه المسئلة الجواب فيها خلاف هذا ‪ 0‬من لسان النبي‬ ‫(غما) ‪ ،‬فلا يجوز قوله ‪ ،‬إذا كان المفتي من غلماء المُسلمين ؛‬ ‫وسقطت شهادة المعارضة ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫ومن سمع من المسلمين قولا ‪ 0‬أو من آثارهم ‪ 0‬فأفتى به‬ ‫الناس ‪ 0‬وأخذوا عنه ‪ ،‬فهو سالم ‘ إذا رفع عنهم ما سمع عنهم ‪6‬‬ ‫وعرفم منهم ‪ 0‬من آثارهم الصحيحة { إذا عرف عدل ذلك ‪ ،‬وجائز‬ ‫له ؛ وأما أن يفتي ‪ 0‬فحتى يكون من أهل الفتيا في ذلك ‪.‬‬ ‫‪-_ ٣٥‬‬ ‫_‬ ‫ومن وجد مسئلة في كتاب ‘ أو كتب ‘ وهو لا يعرف التمييز }‬ ‫فلايجُوز له الأخذ بذلك ‪ 0‬إل ما عرف عدله ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أنه إذا وجد ذلك في ثلاثنة مواضع ‪ ،‬فجائز ؛ وأما‬ ‫الآنار المعروفة الشاهرة ‪ .‬فقد غُرفت أنه يجوز الأخذ بما فيها ‪.‬‬ ‫والله أعلم ‪.‬‬ ‫وعن أبي الحواري ‪ ،‬قال ‪ :‬إن المتب لا يؤخذ بما فيها { إلا من‬ ‫عرف عدلها ‪ .‬وذلك لا يكون إلا فقيها ‪.‬‬ ‫فصل منه‬ ‫وجائز تقييد المسئلة عن الغالم بغير ألفاظه ‪ 0‬إذا لم يخرج عن‬ ‫المعنى } لأن الألفاظ كسوة للمسئلة ؛ فإذا إكتست لفظا غير خار ج‬ ‫من معناها فجانز ‪ 0‬ويدل على ذلك ‪ 0‬ما روي عن أصحاب النبي‬ ‫‏() ‪ ٠‬قالوا له ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬إنك تحدثنا ‪ 0‬ولانحسن أن‬ ‫نحكيه ؛ فقال النبي () ‪ " :‬إذا أصبتم المعنى فلا باس ا"‬ ‫وسنُنل حماد بن زيد ‪:‬عن الرجل يحدث بحديث رسول الله‬ ‫() ‪0‬على المعنى ‪ 0‬ويصلح اللحن { ويأتي بالإعراب ؛فقال ‪:‬‬ ‫ما رأيت الله ‪ 9‬للة) ‪ 0‬حكى في كتابه ‪0‬عن الأمم الماضية وغيرهم‬‫‪-‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٥١‬۔‬ ‫بألفاظها ‪ 0‬وإنما حكى في كتابه عن المعنى بالألفاظ التي نعرفها ("‬ ‫نحن ‪ ،‬وقد أجازوا إصلاح اللحن في الآثار إذا وجدت ‪ ،‬وكذلك‬ ‫أجازوا تحمل الشهادة على المشهد ‪ 0‬بألفاظ غير ألفاظه ‪ 0‬إذا لم‬ ‫تخرج عن المعنى ‪ ،‬وكذلك الرسالة ۔ وفي نسخة ‪ :‬أداء الشهادة‬ ‫على المشهد ۔ نسخة المرسل بغير ألفاظه ‪ ،‬كل هذا جائز ‪ ،‬إذا أتى‬ ‫على المعنى ‪ ،‬ولم يخرج عنه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫الرأي ‪ :‬هو إستخراج صواب العاقبة ‪ ،‬فيما يستعمل في‬ ‫الحادثة ‪ .‬على غلوم العادة والتجربة ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬ولا يجوز للفقيه أن يقول للسائل بعد أن يفتيه ‪ :‬لا يأخذ‬ ‫من قولي إلآ ما وافق الحق والصواب ‪ 8‬أو يقول ‪ :‬سل ؛ وللسانل‬ ‫أن يقول بقوله ‪ 0‬ولايحجر عليه أخذه بهذا القول ‘ ولايجوز له‬ ‫أن يمنعه الذخذ بقوله ‘‪ 0‬لأنه لا يجوز له إن كان حقا ‪ 0‬فلا يجوز له‬ ‫أن يمنعه من الحق ‪ :‬وإن كان كذبا ‪ 0‬فعليه أن يعلمه أنه كذب ‏‪١‬‬ ‫ويتوب إلى الله (ييلة) من الكذب هذا ‪.‬‬ ‫وعن أبي محمد ‪ .‬وعن أبي الحسن (رحمهما الله) ‪ :‬أنه إذا‬ ‫‏(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬نعلمها ‪.‬‬ ‫‪- ٣٥٢‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫حجر عليه الذخذ بقوله ‘ لم يجز له أن يأخذ به ‪ ،‬إلا أن يعلم‬ ‫المُستفتي أن ذلك حق ‪ 0‬وقد أبصر عدله ‪ ،‬من الكتاب والسنة }‬ ‫فله العمل به ‪ .‬ولا يلتفت إلى قوله ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬ومن أفتا ه عالم بالرأ ي ‪ 4‬فله أن يعمل به أبدآ ‪ 0‬وإن كان‬ ‫له أن يعمل ‏‪ ١‬ل بما‬ ‫ا أقاويل ‘ فليس‬ ‫عدل‬ ‫المْستفتي ممن يعرف‬ ‫علم عدله ‪.‬‬ ‫والمفتي ‪ :‬جائز له أن يفتي برأيه في كل موضع ‘ إذا كان من‬ ‫أهل الرأي ‪.‬‬ ‫وأما المُستفتي ‪ :‬فليس له أن ياخذ برأيه فيما أفتاه القالم }‬ ‫ء‬ ‫حتى يصير عالما مثله ‪ .‬أو يعرف عدل ما أفتى به ‪ .‬فيرفع ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الر أ ي‬ ‫المفتي عن ذلك‬ ‫عمل به ‪ 50‬و عاد‬ ‫فاما أن يفتي فلان ‘ فان‬ ‫فلاشيء على المُستفتي فيما عمل ‪ 8‬إذا كان ذلك مما يجوز فيه‬ ‫القول بالرأي ‪ 0‬وكان المفتي عالما ‪.‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬إذا قال العالم ‪ :‬أن الذي أفتيتك به خطا ‪ 0‬وأنا راجع‬ ‫عنه إلى غيره ‪ 0‬ولم يعلم المُستفتي أن ذلك خطأ ‘ فهو يعمل بما‬ ‫علم ‪.‬‬ ‫أفتى في عدة المرأ ة‬ ‫عن غمر (رحمه ‏‪ ١‬لله) ‪ :‬أنه‬ ‫وقد روي‬ ‫‏_ ‪ ٣٥٣‬۔‬ ‫برأي ‪ 0‬ثم رأى غير ذلك الرأي ‪ ،‬فرجع عنه ‪ ،‬ولم ينقض ماكان‬ ‫أفتى ؛ وكذلك حكم في الخنصر بست من الإبل ‪ 0‬ثم رجع عن ذلك‪،‬‬ ‫وجعل الخنصر وغيرها من الأصابع سواء ‪ 0‬ولم ينقض ما كان‬ ‫حكم به أولا ‪.‬‬ ‫وإن أكذب العالم القول ‪ 0‬وقال المْستفتي ‪ :‬لم يكن القول كما‬ ‫قلت لك ‪ .‬فليس للمُستفتي أن يعمل به ‪.‬‬ ‫وأما إذا أفتى ‪ 0‬ثم رجع عن ذلك ‘ لم يضر المْستفتي أن يعمل‬ ‫به ؛ فإن عمل المُستفتي بما أفتاه به العالم ‪ 0‬وهو عدل ‪ 0‬ثم رجع‬ ‫القالم إلى الجهالة ‪ 0‬فالمْستفتي سالم بما عمل ‪ 0‬وإن كان لم يعمل‬ ‫به بعد ‪ 0‬وفسق من أفتاه ‪ 0‬وترك العمل بذلك الرأي ‪ ،‬ولم يعمل‬ ‫به ‪ ،‬لأنه إذا عمل به والمفتي فاسق ‪ ،‬فقد عمل بقول فاسق ں ولا‬ ‫يجوز له ‪.‬‬ ‫وإن أفتاه وكان من أهل العلم ‪ 0‬فعمل برأيه وفتواه ‪ 0‬في حال‬ ‫العدالة ‪ .‬ثم فسق { فلا يضره ما عمل بقوله ‪.‬‬ ‫فإن قال العالم للسائل ‪ :‬أنا أفتيك بقول المسلمين ‪ .‬وأنا أعمل‬ ‫بغير هذا ؛ فليس للسْستفتي أن يعمل بذلك ‪ 4‬حتى يعلم عدله من‬ ‫قول المسلمين ‪ ،‬لأنه قال له ‪ :‬أنا أعمل بخلافه ‪,‬‬ ‫‪_ ٣٥٤‬‬ ‫_‬ ‫وإن قال له ‪ :‬أنا أفتيتك بقول المسلمين ‪ 0‬ولم يقل له ‪ :‬أنا‬ ‫} إذ ‏‪١‬‬ ‫أ عمل بخلافه ‪ .‬فقد رفع له عن المسلمين ‘ وله أن يعمل به‬ ‫كان عالما عدلا ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬وينبغي للسائل أن يسال أفقه أهل المصر الذي هو فيه ‪،‬‬ ‫فإذا أفتاه أخذ بقوله ؛ فإن كان في المصر فقيهان يؤخذ عنهما ‪.‬‬ ‫فاتفقا ‪ 0‬أخذ بقولهما ؛ وإن إختلفا ‪ 0‬نظر ما يقع له أنه أصوبهما ‪.‬‬ ‫وسعه الأخذ به ؛ فإن كانوا ثنلالثثةة فقهاء في مصره ‪ ،‬متقاربين في‬ ‫الفقه ‪ 0‬واستفتاهم فأفتوا واتفقوا ‪ 0‬أخذ بقولهم ‪ ،‬وإن إختلفوا ‪.‬‬ ‫إتفق إثنان وخالفهم الثالث ‪ 0‬أخذ بقول الإثنين ‪ 0‬ولم يسعه الأخذ‬ ‫بقول التالث ‪ 0‬ولا بقول نفسه ؛ وإن إختلفوا كلهم ‪ 0‬إجتهد هو‬ ‫برأيه فيما أفتوه ‪ 0‬فأيهم كان أصوب عنده قولا أخذ به ‪ 0‬ولم يكن‬ ‫له أن يترك قولهم ويعمل بغيره ‪.‬‬ ‫وإن كان السُستفتي فقيها ‪ 0‬قد فقه الحلال والحرام ‪ 0‬ورأى‬ ‫الآثار ‪ 0‬وكان مثل الذي يستفتي وخالفه ‪ 0‬أخذ بقول نفسه ‪ ،‬ولم‬ ‫يلتفت إلى قول من خالفه ‪ 0‬وإن لم يستفت ‪ 0‬كان في وسعه أن‬ ‫يعمل برأيه ‪ 0‬إذا كان ممن يستفتي ‪.‬‬ ‫وإذا أفتى العالم جاهلا في شيع ‪ ،‬وأخذ به ‪ 0‬وعمل به زمانا ‪.‬‬ ‫ثم قال له العالم الذي أفتاه ‪ :‬إن غير ذلك أحسن منه ‪ ،‬فينبغي‬ ‫‪ ٣٥٥‬۔‬ ‫‏_‬ ‫للجاهل أن يجتهد برأيه ‪ 0‬وإن كان جاهلا ‪ 0‬فإن كان الأمر الذي‬ ‫رجع عنه العالم أصوبهما عنده‪ .‬لم يرجع عنه لرجوع الغالم‪6‬‬ ‫ومضى عليه ‘ فإن كان أحسن من الأول الذي رجع عنه ‪ 9‬أخذ بما‬ ‫رجع إليه العالم ‪ 0‬ولم يسعه أن يثبت على الأول ‪ 0‬ورجوع الغالم‬ ‫في ذلك كقول العالمين ‪ :‬إذا إختلفا قوله الذول قول ؛ وقوله الآخر‬ ‫قول أحب ؛ وللمُستفتي أن يجتهد برأيه في أحد القولين ‪ 0‬وليس‬ ‫له أن يتعداهما ‪.‬‬ ‫قال أبو المؤثر ‪ :‬وإذا إختلف العلماء ‪ }.‬أخذ بقول أورعهم ؛‬ ‫وأكثرهم علما بتفسير القرآن ‪ 0‬والسنة ‪ 0‬وآثار أنمة العلماء‬ ‫السلف من الصحابة ‪ 0‬فإن كان المختلف عليه القول ‪ 9‬ينظر عدل‬ ‫الاراء ‪ 0‬يأخذ بأعدلها وأقربها إلى الحق ببصيرته ؛ فإن كان لا‬ ‫يبصر ذلك ‪ 0‬أخذ بقول وليه منهم ؛ فإن كانوا كلهم أولياء { أخذ‬ ‫بقول أعلمهم بالكتاب ‪ ،‬والسنة } والآثار ؛ وإن كانوا كلهم سواء‬ ‫في ذلك ‪ 3‬أخذ بقول أورعهم ‪ ،‬وأبرهم ‪ 0‬وأنزههم ؛ فإن إستووا‬ ‫في ذلك ‪ 0‬أخذ بقول أسنهم ‪ 0‬وأقدمهم في الإسلام ؛ فإن إستووا‬ ‫في ذلك ‪ 0‬ولم يكن هو يعدل بين الأمور في ذلك ‪ 0‬أخذ بما شاء من‬ ‫أقاويلهم ‪ 0‬ووسعه ذلك ‪ ،‬وجاز له ‪.‬‬ ‫وكذلك عن أبي محمد (رحمها لله) ‪ .‬قال ‪ :‬إذ ا لم يرجح عند‬ ‫‏‪ ٣٥٦‬۔‬ ‫التعبد أحد الدليلين ‪ 0‬على قول الغلماء } واستوى القولان عنده ‪9‬‬ ‫من كل الوجوه واعتدلا ‪ 0‬أخذ المُتعبد باي الذقاويل شاء ؛ والله‬ ‫اعلم ‪ 0‬وبالله التوفيق ؛ وقال عبد الله بن غمر ‪:‬‬ ‫في الرأي فاعمل بفكر غير مُكتنب‬ ‫إذا رأيت إختلافا صار في الغلماء‬ ‫بما يوافق دين الله في الطلب‬ ‫ثم اجتهد في فتاويهم لما إختلفوا‬ ‫آ مثنار في الكتب‬ ‫لراه‬‫فيماا ي‬ ‫فكل طالب علم فهو مجتهد‬ ‫فيه الصواب جرى فيه بلا كذب‬ ‫إن صح في عقله في ما يوافقه‬ ‫دلائل الحق فيه وهو غير غب‬ ‫وليس يأخذ كل القول إن شكلت‬ ‫يكون ذا ورع من كاملي الأدب‬ ‫فلياخذن بقول الأكثرين ومن‬ ‫من الإثم والزلات والريب‬ ‫له دينه فيما يحاوله ينجو‬ ‫فصل في عكس السوال‬ ‫العكس في السؤال ‪ :‬أن تقلبه عن جهته ‘ وتحيله عن‬ ‫طريقته ‪ 0‬لما روي عن أبي المتذر بشير (رحمه الله) ‪ :‬أنه لما‬ ‫دخل على الحياني ‪ 0‬وهو في المسجد بالبصرة ‪ 0‬في ملأ من‬ ‫أصحابه ‘ عند حصوله بها غريبا ‘ ذا هيئة رثه ‪ 0‬فوقف آخر‬ ‫الناس ‘ وألقى عليه مسئلة ‪ 0‬فأجابه ‪ 0‬فعكسها عليه ‘ فقام ومد‬ ‫يده إليه ‪ 3‬وقال ‪ :‬إلي إلي © فتخطا الناس حتى جلس إليه ‪ .‬وأقبل‬ ‫‏_ ‪ ٣٥٧‬۔‬ ‫بكلتيه عليه ‪ 0‬ثم أخذه بيده ونهض به إلى منزله ‪ ،‬فقيل له بعد‬ ‫ذلك في فعله ‪ ،‬وإكرامه له ذلك الإكرام ‪ 0‬وقيامه ؛ فقال ‪ :‬إنه لما‬ ‫عكس علئ السؤال ‪ 0‬علمت أنه عالم ؛ والعكس ‪ :‬رد آخر الشيء‬ ‫إلى أوله ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫على عجل منا ومنهن يكسع‬ ‫وهن على الأكوار يعكسن بالضحى‬ ‫وقوله ‪ :‬يكسع ؤ أ ي ‪ :‬يطرد ؛ قال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫غير من كان عالما ربيا‬ ‫إن عكس السؤال لم يستطعه‬ ‫لأخراه ماهرا قنميا‬ ‫يحسن الرد تم يعكس أولاه‬ ‫لا تراه الأمراء أميا‬ ‫والذي لا يكاد يحسن شين‬ ‫بغرير ومن يكون صبيا‬ ‫قِسنه لو كان بالغ السن شيخاً‬ ‫وبيان طريقها المأتيا‬ ‫إنما يعكس الهداة بعلم‬ ‫القنمي ‪ :‬الجامع للأمور ؛ والذمي ‪ :‬الذي لا يحسن الكتابة ؛‬ ‫ومن هذا المعنى ‪ :‬أن يسأل الرجل الرجل عن شيء فلا يُحسنه ‪.‬‬ ‫فيعود المسؤول فيسأل السائل ‪ 0‬فيصير المسؤول سائلا ‪ ،‬والسائل‬ ‫مسؤولا ‪ 0‬وهو عكس الأمر ‪.‬‬ ‫كما حكي ‪ :‬أن بعض أصحاب أبي محمد (رحمه الله) ‏‪٨‬‬ ‫والمتعلمين منه ‪ 0‬إدعى علما ‪ 0‬وإستدعى أن يسال ‪ 0‬فساله أبو‬ ‫‏_ ‪ ٣٥٨‬۔‬ ‫محمد ‪ .‬عن الذصل والفصل ؟ فلم يدر ما هما ‘ وعاد بالسؤال‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ :‬العقل ؛ والفصل‬ ‫{ فقال ‪ :‬الأصل‬ ‫عنهما على أبي محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫؛ وأنشد‬ ‫اللسان‬ ‫يلجلج منها حين يشوبها الفصل‬ ‫وغانية كالمسك طاب نسيمها‬ ‫مذاهبها لقى وليس له أصل‬ ‫كأن الفتى يوما وقد ذهبت به‬ ‫غانية ‪ :‬منسوبة إلى قرية ‪ ،‬يقال لها ‪ :‬غانة ؛ ونسيمها ‪:‬‬ ‫ريحها ؛ ونسيم الريح ‪ :‬هبوبها ؛ وقوله ‪ :‬يُلجلج ‪ ،‬يريد ‪ :‬يتلجلج ‪.‬‬ ‫فسقط (التاء) ومثله كثير ؛ وقوله ‪ :‬لقى ‪ :‬هو الشيع الملقى‬ ‫في الأرض ‪ ،‬يعني ‪ :‬أنه ساقط ‪ .‬ولا عقل له { ولا كلام فيه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬جلس الطرماح ذات يوم ‘ فقال ‪ :‬سلوني عما دون‬ ‫العرش ؛ فقال له قائل ‪ :‬ما إسمك ؟ فقال ‪ :‬الطرماح ؛ فقال له ‪:‬‬ ‫وما معنى الطرماح ؟ فلم يدر ؛ فقال ‪ :‬أنا أعلمك ‏‪ 0٠‬على أن لا‬ ‫تعود ‪ 0‬الطرسحة ‪ :‬العلو ‪ 0‬وبذاك سماك قومك ؛ ويقال ‪ :‬طرمح‬ ‫الرجل بناءه ‪ ،‬إذا علاه ‪.‬‬ ‫‪ 0‬قال‬ ‫‪ ،‬والمهدي‬ ‫الخصمعي ‪ 8‬والضبي‬ ‫‪ :‬حديث‬ ‫ومثله‬ ‫‪ 0‬فأقبل على‬ ‫‪ :‬بل سلنا‬ ‫؟ فقلنا‬ ‫أم تسالاني‬ ‫‪ :‬أسالكما‬ ‫الأصمعي‬ ‫وقال ‪ :‬ما معنى قول الشاعر ‪:‬‬ ‫‏_‪ ٣٥٩‬۔‬ ‫ما إن يسيع ولا له إحسان‬ ‫لي صاحب لا أستطيغ فراقه‬ ‫حتى تراه كأنه شيطان‬ ‫بينا تراه قاصرا لقوامه‬ ‫تم أقبل على إبرا هيم المهد ي ‪ .‬فقال له ‪ :‬وما معنى قوله ‪:‬‬ ‫من غير مهر وطنها حل‬ ‫وذات طول ما لها ظل‬ ‫وبعضها سهل به ذل‬ ‫وبعضها إن رمت مُستصعب‬ ‫قال ‪ :‬ففكرنا ساعة ‪ ،‬فلم يتجه لنا في معناهما شيع ؛ فقال ‪:‬‬ ‫أنا أخبركما بهما ؛ قلنا ‪ :‬نعم ؛ قال ‪ :‬بتمرتين ؛ فأخرجت إليه‬ ‫علويين ‪ 0‬وزنهما ‪ :‬دانقان ؛ فقال لي وهو قائم على جادة‬ ‫درهمين‬ ‫‪ :‬وظل شخصه قد يجاوزه الأول هذا ‪ 0‬وأشار إلى ظله ‪.‬‬ ‫الطريق‬ ‫هذا ‪ 0‬وأشار إلى الطريق ؛ فعلمنا أنه قد إرتجلهما ‪ ،‬وقد‬ ‫والآخر‬ ‫ذكرت هذا الخبر بجملته في كتاب ‪ " :‬الإبانة "" } فاختصرته ها‬ ‫هنا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أن أبا يوسف ‘ لما إنفرد عن أبي حنيفة ‪ .‬وصار‬ ‫قاضي القضاة { أنفذ إليه من يسأله ‪ :‬عن قصار ‪ ،‬سلم إليه ثوب‬ ‫بأجرة كذا } فنوي غصبه ‘ ثم تاب من ذلك ‪ 0‬وجاء به مقصورا ‪.‬‬ ‫هل يستحق الأجرة أم لا؟ وقال أبو حنيفة للسائل ‪ :‬إن قال ‪ :‬لا‬ ‫يستحق & فقل ‪ :‬قد أخطأت ؛ وإن قال ‪ :‬يستحق ‪ .‬فقل ‪ :‬قد‬ ‫‏‪ ٣٦٠‬۔‬ ‫۔‬ ‫أخطأت ؛ فاجاب أبو يوسف بالجوابين ‪ 0‬فخطيعء في ذلك { فوافاه‬ ‫أبا حنيفة ‪ 0‬فقال له ‪ :‬مسئلة القصار جاءت بك ؟ فقال ‪ :‬نعم ؛ فقال‬ ‫وإن كان‬ ‫له ‪ :‬إن كان قصره قبل أن ينوي غصبه فله أجرة ؛‬ ‫سلم إلى‬ ‫قصره بعد أن نوي غصبه فلا أجرة له ؛ وقيل ‪ :‬أنه‬ ‫بحضرة‬ ‫السائل عشرة آلاف درهم ‪ 0‬ليرجع إليه ويسأله عنها‬ ‫‪ 0‬يقول ‪:‬‬ ‫الناس ‪ ،‬لجيبه بمشهد منهم ؛ قيل ‪ :‬وكان أبو حنيفة‬ ‫علمناه مسئلة بعشرة آلاف درهم ‪ 0‬وهو قاضي القضاة ؛ وقيل‬ ‫لأبي حنيفة ‪ :‬إن أبا يوسف يخالفك ؛ قال ‪ :‬هو كحراث سوء يدس‬ ‫الغدد في السرانح ‪.‬‬ ‫ومن الرجوع في السؤال على السائل ‪ 0‬حديث عمرو بن‬ ‫مسعدة والحانك ‪ 0‬حين أخرجه المعتصم ‪ 4‬لحمل سليمان الرلجحي ‪.‬‬ ‫‪ 0‬اختصرته على المعنى منه ‪.‬‬ ‫في حديث فيه طول‬ ‫قال ‪ :‬إني لأسير في يوم حار ‪ 0‬وقت الهاجرة ‪ 0‬وأنا في زلال‬ ‫فيه خلس وثلج ‪ 0‬وإني لأتأذى من شدة الحر ‪ ،‬إذ سمعت صانحا‬ ‫يصيح ‪ :‬يا ملاح ‪ ،‬صوتا بعد صوت ‪ ،‬فلما كثر علي ذلك ‪ 0‬رفعت‬ ‫ستر الزلال ‪ 0‬فإذا بشيخ حاسر الرأس ‘ حافي القدمين على الشط ه‬ ‫فقلت للملاح ‪ :‬ويحك أجبه ؛ فقال له الملاح ‪ :‬ما شأنك ؟ قال ‪:‬‬ ‫ويحك ‪ ،‬إن الشمس أحرقت جلدي ‪ ،‬فاحملني إلى جمل ‪ ،‬فإن الله‬ ‫‏‪- ٣٦١‬۔‬ ‫يحسن تواب صاحبك ‪ 0‬وتستوجب أنت شكرا ؛ قال ‪ :‬فامتنع عليه‬ ‫الملاح وانتهره ؛ قلت ‪ :‬ويحك ‪ .‬تقدم فاحمله ؛ قال ‪ :‬فمال إليه‬ ‫فحمله ‪ 0‬فلما أتى وقت الغداء تذممت ‪ 0‬فقلت ‪ :‬إدعوا هذا الشيخ ‪.‬‬ ‫فدعاه ‪ 0‬فاجلسه معي على المائدة ‪ 9‬فأكل أكل أديب ‪ 0‬غير أن‬ ‫الجوع بين فيه ‘ فلما رفع الطعام ‪ .‬أردت منه أن يقوم ‪ 0‬كما يقوم‬ ‫العامة عن مواند الخاصة ‏‪ ٠‬فلم يفعل ‪ 0‬فلما إن غسلت يدي ‏‪9١‬‬ ‫كرهت أن يزهم مجلسي بزهومته ‪ 0‬فاشرت إلى الغلام أن يجينه‬ ‫بوضوء فيتوضا ‪ ،‬ثم أردت أن يقوم فلم يقم ‪ 0‬فتناومت ؛ على أن‬ ‫يقوم فلم يقم فاستحمقته ‪ .‬وقلت ‪ :‬أي شيء صناعتك ؟ قال ‪:‬‬ ‫حائك ۔ أعزك الله ۔ فقلت ‪ :‬هذا عقل الحاكة ؛ قال ‪ :‬فتناومت ثانية ‪.‬‬ ‫فلما تبين ذلك مني ‪ ،‬قال ‪ :‬أنت ‪ 0‬أي شيع تعمل ۔ جعلت فداك ۔؟‬ ‫قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬بلية نزلت ‪ 0‬أنا جنيتها } الا ترى غلماني ؟ ألاترى‬ ‫زلالي ؟ الاترى دوابي ؟ ألاترى ‏‪ 0١‬أن مثلي لا يقال له ‪:‬ما‬ ‫صناعتك ؟ ثم قلت ‪ :‬مسئلة لابد من جوابها ‪ 0‬فقلت على التبرم ‪:‬‬ ‫كاتب ۔ أصلحك الله ۔ قال ‪ :‬فاي الكتاب أنت ‘ فإنهم خمسة ؟ قال ‪:‬‬ ‫فوردت علي كلمة أنكرتها من مثله ‪ 0‬قلت ‪ :‬سمهم ؟ قال ‪ :‬كاتب‬ ‫خراج ‪ :‬يحتاج أن يكون عالما بالمساحة ‪ 0‬والطسوف ‘ خبير‬ ‫بالحساب والمقاسمات ؛ وكاتب رسائل ‪ :‬يحتاج أن يكون عارفا‬ ‫(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ :‬الم تعلم‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣٦١٢‬۔‬ ‫بالأصول ۔ والفروع ‪ 0‬والقصور ‪ 0‬حاذقا بالإعجاز ‪ 0‬والصدور ‪.‬‬ ‫والفتوح ‘ والعهود ؛ وكاتب حاكم ‪ :‬يحتاج أن يكون عارفا‬ ‫بالأحكام ‪ .‬حافظا للشروط ‪ ،‬حاذقآ بإختلاف الناس في الأموال‬ ‫والفروج ؛ وكاتب جند ‪ :‬يحتاج أن يكون عالما بشيآت الدواب ه‬ ‫وحكي الرجال ؛ وكاتب معونة ‪ :‬يحتاج أن يكون عالما بالقصاص ۔‬ ‫والجراحات ‪ 0‬والحدود ؛ قال ‪ :‬وكنت مُضطجعا ‪ 0‬فاستويت قاعدا ‪.‬‬ ‫متعجب من قوله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنا كاتب رسائل ؛ فقال ‪ :‬أخ من إخوانك ‪3‬‬ ‫واجب الحق عليك ‪ 0‬تزوجت أمه ‘ كيف تهنيه ؟ قال ‪ :‬ففكرت‬ ‫ساعة ‪ 0‬فلم يتجه لي شيع & فقلت ‪ :‬والله لا أدرى للتهننة وجها‬ ‫في ذلك ‪ 0‬وإنه لبالمصائب أشبه ؛ قال ‪ :‬فاكتب إليه وعزه ؛ قال ‪:‬‬ ‫ففكرت مليا ‪ 0‬فلم يتجه لي شي ع ‪ .‬فقلت ‪ :‬أقلني كاتب خراج ؛‬ ‫قال ‪ :‬وجه بك أمير المؤمنين إلى ناحية من عمله ‪ ،‬وأمرك بالعدل ‪3‬‬ ‫فخرجت وقدمت الناحية ‪ 0‬ووجهت غمالك ‘ وأمرتهم بالعدل ‪.‬‬ ‫فخرجوا ‪ 0‬وقدم إليك أهل ناحية يشكون غمالك ‪ ،‬فبعذت في‬ ‫اشخاصهم ‪ 0‬وسألتهم عن ذلك { فحلفوا بالله لقد أنصفوهم ‪.‬‬ ‫فحملك العدل إلى أن خرجت بنفسك ‘ فوقفك على قراح خطه ‪.‬‬ ‫قائل ‪ :‬كيف تمسحه ‪ :‬ففكرت ساعة ‪ 6‬فلم يتجه لي شيء ‪.‬‬ ‫فتجاسرت وقلت ‪ :‬آخذ وسطه وطوله ‪ 0‬فأضربه فيه ؛ قال ‪:‬‬ ‫يختلف عليك العطوف ؛ فقلت ‪ :‬آخذ طوله كله ‪ .‬وعرضه من‬ ‫_‪- ٣٦٣‬‬ ‫تلاتة مواضع ؛ قال ‪ :‬إن طرفيه محدودان ‪ 0‬وفي تحديدهما تقوس ؛‬ ‫فأعياني ذلك ‪ 0‬فقلت ‪ :‬أنا كاتب قاض ؛ قال ‪ :‬فإن رجلا خلف إمرأة‬ ‫خرة حاملا ‪ 0‬وسرية حاملا ‪ 0‬فولدتا في ليلة واحدة ‪ 0‬فولدت الحرة‬ ‫جارية ‪ 0‬وولدت السرية غلاما ‪ 0‬فحملت الحره الغيرة ‪ 0‬أن وضعت‬ ‫البنت في مهد السرية ‪ .‬وأخذت الإبن ‪ 0‬فتحاكمتا إلى صاحبك‬ ‫وأنت بالحضرة ‪ 0‬ما كان يقضي بينهما بذلك ؟ قلت ‪ :‬لا أعلم ذلك‬ ‫في ثسخة ‪ :‬لا علم لي بذلك ۔ ؛ أنا كاتب جند ؛ قال ‪ :‬الله أكبر ‪.‬‬ ‫تقدم إليك رجلان من عسكرك ‪ .‬إسمهما واحد ‪ 0‬هذا مشقوق‬ ‫الشفة الغليا ‪ 0‬وهذا مشقوق الشفة السفلى ‪ 0‬كيف تحليهما ؟ قال ‪:‬‬ ‫أكتب أحمد الأعلم ‪ 0‬وأحمد الأعلم ؛ قال ‪ :‬يأخذ هذا رزق هذا ‪6‬‬ ‫ويأخذ هذا رزق هذا ؛ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أنا كتب شرطة ؛ قال ‪ :‬فتقدم‬ ‫إليك رجلان { قد شج أحدهما موضحة ‪ 0‬فوثب على من شجه‬ ‫فننجه مأمومة ‪ 0‬كم تجعل بينهما من الإبل ؟ قلت ‪ :‬لا أدري ؛ قال ‪:‬‬ ‫فلست بكاتب شرطة ؛ فقلت له ‪ :‬فسر لي ما قلت ؟‬ ‫قال ‪ :‬أما الرجل الذي تزوجت أمه ‪ :‬فإن كتب إليك يشكوا‬ ‫ذلك ‪ 0‬كتبت إليه أن الخقدار تجري بغير محاب المخلوقين ‘ فالموت‬ ‫في عافيه ‪ ،‬خير من شانية في ملك ‪ 0‬والله يختار للعبد ‪ 0‬فخار الله‬ ‫لك في قبضها ‪ ،‬فإن القبور أكرم الأكفا ؛ وأما القراح ‪ :‬فتمسح‬ ‫‏_ ‪ ٣٦٤‬۔‬ ‫إعوجاجه كم يكون قبضته ‪ ،‬ثم تضرب بعضها في بعض ‪ 8‬فإذا‬ ‫استوى في يدك عقد تعرفه ‪ 0‬رجعت إلى المستوى ضربته فيه ؛‬ ‫وأما الخرة والسرية ‪ :‬ففيه ‪ .‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬قال ‪ :‬يوزن‬ ‫لبنهما ‪ 0‬فإايهما كان لبنها أخف ‘ كانت البنت لها ؛ وأما الجنديان ‪:‬‬ ‫فتكتب ‪ :‬هذا أحمد الأعلم ‪ .‬وهذا أحمد الأفلج ؛ قال عنترة ‪:‬‬ ‫تمكوا فريصته كشدق الأعلم‬ ‫وحليل غانية تركت مجدلاً‬ ‫‪ :‬ا لاعلم ‪ :‬مشقوق الشفة الغليا ‪ 0‬وا لأفلج ‪:‬‬ ‫قال أبو عمرو‬ ‫مشقوق الشفة السفلى ؛ رجل أعلم وأفلج ؛ وإمرأة علما وفلجاء ‪.‬‬ ‫وكل بعير أعلم ؛ وقال في الأفلج ‪:‬‬ ‫لاه‬ ‫جا ء‬ ‫ء‬ ‫‏‪: ١ ٠ ١‬‬ ‫ة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫و‬ ‫من‬ ‫فند‬ ‫كأنك‬ ‫ا‬ ‫أسود‬ ‫عماية‬ ‫عماية ‪ :‬إسم جبل بالبحرين ؛ وفند ‪ :‬قطعة من الجبل ؛ وإنما‬ ‫قال ‪ :‬الفلجاء ‪ .‬لتأنيث إسمه ‪.‬‬ ‫وأما الشنجتان ‪ :‬ففي المأمومة ‪ :‬ثلاث وثلاتون وثلث من‬ ‫ثمانية وعشرين‬ ‫الإبل ء وفي الموضحة ‪:‬خمس من الإبل }‪ .‬فيرد‬ ‫إنك حانك ؟ قال ‪:‬‬ ‫وثلا من الإبل ؛ قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬ألست زعمت‬ ‫نعم ‪ 0‬أنا حانك كلام ؛ فإذا الرجل قد أدبه الزمان ‪ 0‬وأحكمه العلم ‪.‬‬ ‫فاستصحبته فصحبني » وعوصته منافع كثيرة ؛ وأنشد ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٦٥‬۔‬ ‫إلآ ولي فيهما نصيب‬ ‫ولا نعيم‬ ‫ما مر بؤس‬ ‫الفتى ضروب‬ ‫كذاك طعم‬ ‫قد ذقت بُؤساً وثقت مرا‬ ‫الأديب‬ ‫وإنما يوعظ‬ ‫أدبتني‬ ‫الدهر‬ ‫نوانب‬ ‫‪ .‬فأ عجب به وقربه ‘‬ ‫ثم ذكرته للمعتصم ‪ 0‬وحد نته بحدينه‬ ‫وولاه أعمالا جليلة ‪ 0‬وأصاب خيرا ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬جاء أعرابي إلى المأمون ليستمحنه ‪ ،‬فاراد إمتحانه ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا أعرابي ‪ 0‬كم عليك من صلاة ؟ فقال ‪:‬‬ ‫تم ثلاث بعدهن أربع‬ ‫إن الصلاة أربع فأربع‬ ‫ثم صلاة الفجر لا تضيع‬ ‫ككامنفم ؟ فلم‬ ‫ثلملقاملأمُون ‪:‬ايالأمميرؤمنين ‪0‬كم في‬ ‫يدر المأمُون ‪ 0‬فقال ‪ :‬أخبرني يا أعرابي ؛ فقال ‪ :‬فيك ‪ :‬الكاهل ‪.‬‬ ‫والكتد ‪ 0‬والكتف ‪ ،‬والكشح ‪ ،‬والكبد ‪ 0‬والكلية ‪ 0‬والكادة‪6‬‬ ‫والكرسوع ‘ والكف ‪ 0‬والكعب ؛ فوصله وأحسن جائزته ‪.‬‬ ‫الكاهل ‪ :‬مقدم الرأس ‪ ،‬مما يلي الغنق ‪ 0‬وهو الثلث الأعلى ه‬ ‫فيه ست ققارات ؛ والكتد ‪ :‬ما بين الكشح إلى منتصف الكاهل من‬ ‫الظهر ‪ 0‬فإذا أشرف ذلك الموضع من الظهر { فهو ‪ :‬كتد ؛‬ ‫والكشح ‪ :‬ما بين الخاصرة إلى الضلع ‪ 0‬وهما كشحان ‪ .‬وهو‬ ‫‏‪- ٣٦٦‬۔‬ ‫موضع السيف من المقلد ؛ والكتف ‪ :‬عظم عريض خلف المنكب‬ ‫(يؤنث) ؛ والكف ‪ :‬معروفة (مُؤنثة) ؛ يقول العرب ‪ :‬هذه كف ؛‬ ‫والكبد ‪ :‬معروفة (مُؤنثة) ؛ والكلية ‪ :‬معروفة ‪ 0‬ولكل حيوان‬ ‫كليتان ‪ 0‬وهما لحمتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند‬ ‫الخاصرتين ‪ 0‬وئسميان في الطب ‪ :‬زرع الولد ؛ والعكرسوع ‪:‬‬ ‫حرف الزند الذي يلي الخنصر الثاني عند الرسغ ؛ والكادة ‪ :‬من‬ ‫الفخذ ‪ 4‬موضع الكي من جاعرتي الحمار ؛ والكعب ‪ :‬ما أشرف‬ ‫من الإنسان فوق رسغه عند قدمه ؛ والكعب ‪ :‬العظم ؛ والكعب ‪:‬‬ ‫لكل ذي أربع ‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫ل"‬ ‫‪%.‬‬ ‫©‬ ‫«‬ ‫‏‪ ٣٦٧‬۔‬ ‫۔‬ ‫الباب الخامس عشر ‪:‬‬ ‫فى الدرس والمذاكرة والمراء والمناظرة‬ ‫‪٠.‬م‪‎‬‬ ‫هص_۔۔‬ ‫»‪-‬‬ ‫الدرس ‪ :‬درس الكتاب التحفظ ؛ يقول ‪ :‬دارست فلاتا كتابي‬ ‫لكي أحفظه ؛ والفعل ‪ :‬درس فلان دراسة ؛ وقول الله ) ‪: ) :‬‬ ‫ل وليقولوا درست } ‪ 0 0‬أي ‪ :‬تعلمت ذلك من يهود ‪ ،‬ودرست‬ ‫كتبهم ‪ 0‬وبهذا المعنى قد قرأ أهل المدينة ‪ 0‬والكوفة ‪ 0‬وقرأ قتادة ‪:‬‬ ‫لأ درست } ‪ 0‬بلفظ ما لم يسم فاعله ‪ ،‬وقرأها ابن عباس ‪:‬‬ ‫دارست } ‪( 0‬بأيف) قرأت وتعلمت { وبها قرأ مجاهد ‪ 0‬وهي‬ ‫قراءة أبي عمرو ؛ وقرأ الحسن ‪ :‬لأ درست } ‪ 0‬بمعنى ‪ :‬أخلقت ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬هذا الأمر قد درس من قدمه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬في قول الله (ينك) ‪:‬‬ ‫ا( يا يحيى خذ الكتاب بقوة )‪ 4‬‏‪ 0 ١‬أي ‪ :‬بدرس ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫وقد قيل ‪ :‬لا يدرك العلم من لا يطيل درسه ‪ ،‬ولا يكد نفسه ؛‬ ‫وكثرة الدرس ‪ :‬كده ؛ ولايصبر عليه إلآ من يرى العلم مغنما ‪.‬‬ ‫والجهالة مغرما ؛ ورما إستثقل المتعلم الدرس والحفظ ‪ ،‬واتكل‬ ‫على الرجوع إلى الكتب ‪ 0‬فهو كمن أطلق ما صاده ‘ ثقة بالقدرة‬ ‫عليه ‪ 3‬فاعقبه النقة خجلا وندما ؛ والعرب تقول ‪ :‬حرف في قلبك ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الأنعام ‪ :‬‏‪. ١٠١٥‬‬ ‫‪ :‬‏!‪.١‬‬ ‫(؟) سورة مريم‬ ‫‪- ٣٦٩‬‬ ‫في تامُورك ‪ .‬خير من ألف‬ ‫‪ :‬حرف‬ ‫خير من ألف في كتبك ؛ ويقال‬ ‫في دفترك ؛ والتامُور ۔ في هذا الموضع ۔ ‪ :‬القلب ؛ والتامُورة ‪:‬‬ ‫الغرفة ‪.‬‬ ‫قال الأعشى ‪ :‬وإذا لها تامورة مرفوعة لشرابها ؛ والتامُور ‪:‬‬ ‫الدم ؛ ولها تفسير آخر ‪ .‬وقد ذكرته في كتاب ‪ "" :‬الإبانة ا" ‪.‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬لاخير في علم لايعبر معك الوادي ‪ 0‬ولا يعمر بك‬ ‫بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫؛ وقال محمد‬ ‫الناد ي‬ ‫مداد‬ ‫ابن‬ ‫يا‬ ‫للعلم حفظا‬ ‫إسمع وعي القول وكن متقنا‬ ‫النادي‬ ‫المحفل‬ ‫صاحبه في‬ ‫لا خير في علم إذا لم يزن‬ ‫الوادي‬ ‫الجزء من‬ ‫فيقطع‬ ‫صدره‬ ‫يعه‬ ‫لم‬ ‫ولا إذا‬ ‫وللشافعي ‪:‬‬ ‫بطني ا') وعاء له لابطن صندوق‬ ‫علمي معي حيثما يممت يتبعني‬ ‫لو كنت في السوق كان العلم في السوق‬ ‫إن كنت في البيت كان العلم فيه معي‬ ‫وقال المتذر بن الجارود ‪ 0‬لإبن له وصيه ‪ :‬إعمل النظر في‬ ‫الأدب ليلا ‪ ،‬فإن القلب في النهار طائر ‪ ،‬وهو بالليل ساكن ‪ 8‬فكلما‬ ‫أوعيته شينا عقله ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ :‬قلبي ‪.‬‬ ‫‪- ٣٧.‬‬ ‫_‬ ‫ومن غير الكتاب ‪ :‬قيل ‪ :‬انظروا في العلم بالليل ‪ ،‬فإن القلب‬ ‫بالنهار طائر ‪ 3‬وبالليل ساكر ‪ 0‬أي ‪ :‬ساكن ‪.‬‬ ‫وقيل لبعضهم ‪ :‬لم أختير القدوة للدرس ؟ فقال ‪ :‬لأن العقول‬ ‫أجم لقرب عهد ه بالصمت ۔‪ 8‬وبعد جوارحه من المعاصي ‪.‬‬ ‫وينبغي للراغب في العلم ‪ 0‬إحتمال تعب النفس في كثرة‬ ‫الرس ‪ ،‬فإن نيل العظيم بأمر عظيم ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬أكمل الراحة ما كانت عن كد التعب ‪.‬‬ ‫وأعز العلم ما كان في ذل الطلب ‪.‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬حاربوا القلوب بالذكر ‪ 0‬فإن القلوب تصدا ‪.‬‬ ‫كما يصدأ الحديد ‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬من أكثر المذاكرة بالعلم ‪ 0‬لم ينسى ما‬ ‫علم ‪ 0‬واستفاد ما لم يعلم ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫ولم يستفد علما نسي ما تعلما‬ ‫إذا لم يذاكر ذو الغلوم بعلمه‬ ‫يزيد مع الأيام في جمعها غما‬ ‫فكم جامع للئتب في كل مذهب‬ ‫وعن النبي () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬لقحوا عقولكم بالمُذاكرة ‪.‬‬ ‫واستعينوا على أموركم بالسْشاورة " ‪.‬‬ ‫‪. ٣٧١‬‬ ‫وقال بعض الغلماء ‪ :‬لا تخل قلبك من المذاكرة } فيعود عقيما ‪.‬‬ ‫ولا تعف قلبك من المناظرة ‪ 0‬فيصير سقيما ؛ والإمستذكار ‪:‬‬ ‫الدراسة للحفظ ‪.‬‬ ‫قال أبو علي ‪ :‬هيجوا العلم يتهيج ؛ وينبغي أن يُراح القلب في‬ ‫الأوقات ‪ 0‬فإن الإكثار يورث الملل ‪.‬‬ ‫القلوب تمل ‪ .‬كما تمل‬ ‫علي ‪ .‬أنه قال ‪ :‬أن هذه‬ ‫عن‬ ‫وقد روي‬ ‫الذبدان ‪ 0‬فابتغوا لها طرانف الحكمة ‪.‬‬ ‫وعن عمرو بن العاص ‪.‬۔ إنه قال ‪ :‬أريحوا هذه القلوب ‪ 0‬تعي‬ ‫الحكمة ‪ .‬فانها تمل كما تمل الأبدان ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرد اء ‪ :‬إنني للسستجم ك أ ي ‪ :‬أجمع في قلبي‬ ‫وأريحه ‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس ‘ إنه كان يقول ‪ :‬إذا فاض من عنده في‬ ‫الحديث بعد القرآن والتفسير أخمضوا ‪ 0‬أي ‪ :‬خوضوا في الشعر ‪.‬‬ ‫وغير ذلك ‪ 0‬وهذا تشبيه منه بفعل الإبل في الخكل ‪ ،‬فإن الإبل إذا‬ ‫أكلت الحمض ‘ إستعانت به على أكل غيره ؛ وقال الراعي ‪:‬‬ ‫إلى قابل ثم أعذري بعد قابل‬ ‫‪.٥‬‬ ‫كلي الحمض بعد المقحمين ورازمي‬ ‫_ ‪- ٣٧٢‬‬ ‫؛ ويكره لطالب الحفظ‬ ‫ببعض‬ ‫فمعنى رازمي ‪ :‬إخلطي بعضا‬ ‫اكل الحموضات ‪ .‬فإنها جميعا تضر بالحفظ ‪.‬‬ ‫قال الزهري ‪ :‬ما أكلت تفاحا ولا خلا ‪ 0‬مذ عالجت الحفظ ‪.‬‬ ‫وقال علي ‪ :‬عشرة أشياء ثورث النسيان ‪ :‬البول في الماء‬ ‫الراكد ‪ 0‬ورمي القملة حية ‪ 0‬وأكل سور الفار ‪ 0‬وأكل الكزبرة‬ ‫الرطبة ‪ .‬وأكل التفاحة الحماضة ‘ والمشي بين الحملين‬ ‫المقطورين ‘ وقراءة ألواح المقابر ‪ 0‬والحجامة في النقرة ‪.‬‬ ‫وكثرة النهم ؛ النهم ‪ :‬الولع بالأكل والإكثار ‪.‬‬ ‫والمراء ‪ .‬والإمتراء ‪ ،‬والتماري ‪ 8‬والمُماراة ‪ :‬كله واحد ؛‬ ‫والمراء مكروه في بعض المواطن ‪ ،‬لا في كلها ؛ قال الله () ‪:‬‬ ‫ا فلا تمار فيهم إلامراء ظاهرا ) (‪ 0 0‬يقول ‪ :‬لاتنازع في‬ ‫أمرهم ‪ :‬ا ولا تستفت فيهم منهم أحدا ه () ‪( 0‬ألفاء والميم)‬ ‫لأصحاب الكهف ‘ (والهاء والميم) لليهود ‪ 0‬يعني ‪ :‬أهل نجران ؛‬ ‫يقول لا تسأل عن أمر الفتية أحدا ؛ فإن قالوا ‪ :‬هم كذا وكذا ؛‬ ‫فقل ‪ :‬ليس كذلك ‪.‬‬ ‫وقال الضبي ‪ :‬لأ فلا تمار فيهم إ ‪ 0‬أي ‪ :‬لا تجادل فيهم ‪ .‬لأنك‬ ‫غير شاك ‪ ،‬إذ كنت قد عرفتك أمرهم ؛ وفي الآية دلالة على أن‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الكهف ‪ :‬‏‪. ٢٢‬‬ ‫_ ‪- ٣٧٣‬‬ ‫ليس كل المراء مذمُوما ‪ 0‬فإن المراء والجدال بالحق جانزان ‪.‬‬ ‫وعن مالك بن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬المراء في العلم ‪ 0‬يقسي القلب ‏‪٠‬‬ ‫ويورث الضغائن ‪.‬‬ ‫وقال عبد الله ‪ :‬المراء لا تعقل حكمته ‪ 0‬ولا تؤمن فتنته ‪.‬‬ ‫وعن إبراهيم النخعي ‪ ،‬قال ‪ :‬المراء بدعة في الين ‪ 0‬فمن‬ ‫شاء فليدخلها ‪.‬‬ ‫وقال أبو الدرداء ‪ :‬كفاك إثما أن لح<تزال مُماريا ‪ 0‬وكفى بك‬ ‫ظلما أن لاتزال مُخاصما ‪.‬‬ ‫وقال مُسلم بن سيار ‪ :‬إياكم والمراء ‪ 0‬فإنه ساعة جهل العالم‬ ‫فيها ‪ 0‬يبتغي الشيطان زلته ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫ولو كان وفق الهدى في يديكا‬ ‫ألا لا تمار‬ ‫ألا لا تمار‬ ‫كان حتفاً عليكا‬ ‫وربتما‬ ‫الحليم‬ ‫المراء يزل‬ ‫فإن‬ ‫وقال وهب ‪ :‬دع المراء والجدال ‪ ،‬فإنك لا تعجز إحدى رجلين ‪:‬‬ ‫رجل هو أعلم منك ‪ ،‬فكيف تماري من هو أعلم منك ؛ ورجل أنت‬ ‫أعلم منه } فكيف تماري وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك ‪8‬‬ ‫فاقطع ذلك عنه ‪.‬‬ ‫‪- ٣٧٤‬‬ ‫_‬ ‫وقال النبي (أ‪٤‬مم)‏ ‪ " :‬لا تعلموا العلم لتماروا به السفهاء ‪.‬‬ ‫ولا تعلموا العلم لتجادلوا به الغلماء ‘ فمن فعل ذلك منكم فالنار !! ‪.‬‬ ‫وليس العمار ي به ‪ .‬والمناظر فيه » الطالب للصواب ة‪ .‬ولكنه‬ ‫القاصد لدفع ما يرد عليه من باطل أو حق ؛ وقد جاء عن النبي‬ ‫‏"‪ ٧‬؛ وأنشد‬ ‫[ أنه قال ‪ "" :‬لا تجادل إل منافق ‘ أو مُرتاب‬ ‫()‬ ‫الريااسي ‪ ،‬لمُصعب بن عبد الله ‪:‬‬ ‫لديني‬ ‫فاجعل دينه عرضا‬ ‫أجادل كل معترض ظنين‬ ‫الرأي كالعلم اليقين‬ ‫وليس‬ ‫وأترك ما علمت لرأي عين‬ ‫تصرف في الشمال وفي اليمين‬ ‫وما أنا والخصومة وهو شيء‬ ‫وأما ما جهلت فجنبوني‬ ‫فقد كفاني‬ ‫فأما ما علمت‬ ‫وقال عبد الله بن غمر ‪:‬‬ ‫في غير حق وجانب عقلك الزللا‬ ‫يا طالب العلم لا لا تكثر الجدلا‬ ‫فلا تمار سفيها من ذوي الجهلا‬ ‫إن المراء قبيخ عند ذي الغقلا‬ ‫يرعوون كأنعام مضت هملا‬ ‫لا‬ ‫وصن مقالك عنهم إنهم همج‬ ‫في غير معرفة توليهم الجدلا‬ ‫ولاتجادل أهل العلم مُمتحنا‬ ‫فلا تمار به بل أحسن العملا‬ ‫إن كنت ذا طالب للعلم مجتهدا‬ ‫المتاظرة ‪ :‬والمناظرة ‪ :‬أن تناظر أخاك في كل أمر مُتمكل منكما ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٧٥‬۔‬ ‫ينظر فيما يأتي به فيه ‪ .‬وهو المُجادلة ؛ قال الله (تيالة) ‪ :‬أ ولا‬ ‫جدال في الحج )» ‏‪ ، 0١‬قال الكلبي ‪ :‬هو المراء ؛ وقال الحسن ‪ :‬هو‬ ‫المراء الذي يكون فيه تكذيب الرجل صاحبه ؛ فأما مُنازعة‬ ‫الغلماء } فيما يتذاكرون من العلم ‪ 0‬فلا بأس به ؛ وقال قتادة ‪:‬‬ ‫ولا جدال ) ‪ 0‬أي ‪ :‬ولا سباب ؛ وقال ‪ :‬منه ‪ :‬جادل ‪ ،‬يجادل ‪.‬‬ ‫مجادلة ‪ 0‬وجدالا ؛ وقرأ ‪« :‬ولاجدال ‪ 4‬؛ فمن قرا‪:‬‬ ‫ولا جدال ‪ 0 4‬أي ‪ :‬لاشك فيه أنه لازم له في الحجة ؛ ومن‬ ‫قرأ ‪ :‬ل( ولا جدال ) ‪ ،‬فإنه من المجادلة ؛ يقول ‪ :‬أنه لجدل شديد‬ ‫الجدل ‪ 0‬أي ‪ :‬خصم شديد المخاصمة { مُجادل مجدال ‪ 0‬مُخاصم‬ ‫مخصام ‪ ،‬والفعل ‪ :‬جادل ‪ ،‬يُجادل ‪ ،‬مجادلة ؛ والجدل (مجزوم) ‪:‬‬ ‫هو الصرع ؛ يقول ‪ :‬جدلته فانجدل صريعا فهو مجدول ؛ وأكثر ما‬ ‫يقال بالتشديد ‪ :‬جدلته تجديلا ‪.‬‬ ‫الجدل ‪ :‬والجدل (محرك) ‪ :‬هو تردد الكلام بين إثنين ‪ ،‬ولا ثبات‬ ‫فيما يروم كل واحد منهما إثباته ‪ 0‬ودفع ما يروم دفعه ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫هو دفع الخصم بحجة أو شبهة ‪ .‬وهو مأخوذ من إنفاد الشيء‬ ‫وإحكامه ؛ تقول العرب ‪ :‬درع مجدولة وجدلاً ‪ 0‬وحبل مجدول ‪ 8‬إذا‬ ‫كان محكم الفتل ؛ يقال ‪ :‬جدلته فانجدل ‪ ،‬وأصله من الجدالة ‪.‬‬ ‫وهي الارض ؛ وأنشد أبو زيد ‪:‬‬ ‫‪. ١٩٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ (١‬سورة البقرة‪‎‬‬ ‫‪- ٣٧٦‬‬ ‫وأترك العاجز بالجدالة‬ ‫قد أركب الألة بعد الألة‬ ‫أي ‪ :‬بالأرض ؛ وقال أبو جعفر ‪ :‬واترك العاجز بالجدالة ‪.‬‬ ‫واترك الخمر العاجز ى أ ي ‪ :‬آخذ بالحزم وأترك العجز ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن الجدل هو الصراع على الأرض ‪ ،‬فشبه الْتجادلان‬ ‫بالنتصار عين ‪ 0‬لما يروم كل واحد منهما من كسر مذهب صاحبه ‪.‬‬ ‫بالحجة مرة ‪ 0‬وبالسبة أخرى ؛ قال عنترة ‪:‬‬ ‫تمكوا فريصته كشدق الأعلم‬ ‫وحليل غانية تركت مجدلاً‬ ‫قوله ‪ [ :‬مجذلا ] ‪ 0‬يعني ‪ :‬مصروعاآ ‘ وأصله ‪ :‬لصق‬ ‫بالجدالة ‪ 0‬وهي الأرض ؛ وقوله ‪ [ :‬وحليل غانية ] ‪ ،‬أي ‪ :‬زوج‬ ‫غانية ‪ 0‬وهي المُستغنية بزوجها ؛ هذا أصله ؛ ثم قيل للشابة ‪:‬‬ ‫غانية ‪ 0‬ذات زوج كانت ‪ .‬أو غير ذات زوج ؛ و [ تمكوا] ‪:‬‬ ‫تصفر ؛ والمكا ‪ :‬الصفير ؛ والفريصة ‪ :‬المضغة التي في مرجع‬ ‫الكتف ‪ .‬ترعد من الدابة إذا فزع ؛ وإنما يصفر الجرح ‪ ،‬إذا ذهب‬ ‫الدم كله { لأنه يخرج منه ريح بعد الدم ؛ و [ا لأعلم ] ‪ :‬الجمل ‪.‬‬ ‫وقد مر تفسيره ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫والجدال ‪ :‬هو الحجاج ؛ وقال الله (‪ :‬ل) ‪ :‬ل يجادلنا في قوم‬ ‫_ ‪- ٣٧٧‬‬ ‫لوط )& ه{© ‪ 0‬أي ‪ :‬يُحاجنا ؛ وقوله () ‪ :‬لأ ولا تجادلوا أهل‬ ‫الكتاب إلا بالتي هي احسن ‪ 4‬‏‪ ١‬؛ وقوله (جَللة) ‪ :‬لأ وإن جادلوك‬ ‫فقل الله أعلم بما تعملون {؛ ‏‪. '{١‬‬ ‫والتنازع في الجدال ‪ :‬إدعاء كل فريق أن الحق في يده ‏‪٥‬‬ ‫لينزعه من الآخر ‪ .‬ثم جعل كل إختلاف تنازعا ‪ 0‬وكره من كره‬ ‫الجدال ‪ 0‬واحتج فيه بإخبار عن النبي (تةه) وغيره ‪.‬‬ ‫روي أبو أمامة ‪ 0‬عنه (ممه) ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ما ضل قوم بعد‬ ‫هدي كانوا عليه ‪ ،‬إلا أعطوا الجدل " ‪.‬‬ ‫وعنه (‪٤‬مه)‏ ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬ما كرهت أمة العمل ‪ ،‬إلا أخذت في‬ ‫الجدل "" ‪.‬‬ ‫وعن ابن غمر ‪ .‬قال ‪ :‬ما قصرت أمة عن العمل ة إلا أخذت‬ ‫في الجدل ‪.‬‬ ‫وأجازه من أجازه ‪ ،‬إذا قصد المُجادل به إظهار الحق ‘ وإبانه‬ ‫العلة ‪ .‬وإيضاح الحجة ؛ قال الله من) ‪ :‬ل( وجادلهم بالتي هي‬ ‫أحسن {؛ ‏‪. 6١‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة هود‪ :‬‏‪.٧٤‬‬ ‫‏(‪ )٢‬سورة العنكبوت ‪ :‬‏‪. ٤٦‬‬ ‫(‪ )٣‬سورة الحج‪. ٦٨ : ‎‬‬ ‫‪. ١٦٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )٤‬سورة النحل‪‎‬‬ ‫_ ‪- ٣٧٨‬‬ ‫وإنما يكره جدال عبث وتلبيس ‘ ما يؤدى إلى جهل وسفه ؛‬ ‫فأما غير ذلك ‪ ،‬فما زالت الغلماء تستدعى من العلماء فواند الغلوم‬ ‫بالمُجادلة ‪.‬‬ ‫الجد ‪ :‬قال ‪ :‬الجد ‪ 0‬هو اللفظ الوجيز المحيط بالمعنى ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أنه اللفظ الجامع المانع ‪ 0‬ومعناه ‪ :‬أن يجمع جميع‬ ‫‏‪ ٠‬ويمنع غيره من مشاركته في حكمه ‪.‬‬ ‫محدوده‬ ‫الدليل ‪ :‬والدليل ‪ :‬هو الفاعل لله تعالى وبه للدلالة ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬أنه المْستدل ؛ وقيل ‪ :‬هو الدال على الشيء ؛ وهو دال‬ ‫ودليل ‪ 0‬كما يقال ‪ :‬عالم و عليم } وقادر وقدير ‪.‬‬ ‫والإستدلال ‪ :‬طلب الدلالة على المعنى ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬غير أنها تقام مقام الدليل في‬ ‫قولك ‪ :‬دللت‬ ‫والدلالة ‪ :‬مصدر‬ ‫العبارة } فيقال ‪ :‬دلالتي على كذا ؛ وتقول ‪ :‬دليلي عليه ؛ وقد يقام‬ ‫؛‬ ‫‪ 2‬أ ي ‪ :‬صائم‬ ‫‪ :‬رجل صوام‬ ‫المصدر مقام الفعل الد انم ‪ .4‬كقولك‬ ‫وزوار ‪ ،‬أي ‪ :‬زائر ؛ والدلالة ‪ :‬مصدر الدليل ؛ والإسم ‪ :‬الدليل ؛‬ ‫يقال ‪ :‬إقبلوا الحق ودليلاه ؛ واقبلوا هدى الله ودليلاه ؛ وكل من‬ ‫إستدللت به فهو دليلك ؛ والدليل ‪ :‬هو حجة الله تعالى على الخلق ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ٣٧٩‬۔‬ ‫الحجة ‪ :‬والحجة ‪ :‬هي الإحتجاج التي يحتج بها الإنسان على‬ ‫على‬ ‫‪ .‬لها شاهدة‬ ‫‪ .‬وهو فعله ؛ والحجة مقدمة صادقة‬ ‫خصمه‬ ‫الحقيقة ‪ 4‬وهي مأخوذة من القصد ‪ 0‬ومنه ‪ :‬حج يحج ‪ ،‬إذا قصد ؛‬ ‫ويقال للطريق ‪ :‬القاصد المستقيم محجة ‪ 0‬فكان الحجة مأخوذة‬ ‫من المحجة ‪ 0‬وهي ‪ :‬الاستقامة في الطريق الماضي إلى القرض ‪.‬‬ ‫وكل حجة دلالة ‪ 0‬وليس كل دلالة حجة ‪ ،‬لأن إرشاد المرشد‬ ‫إلى السبيل { دلالة السبيل عليه ‪ ،‬وليس بحجة عليه ؛ والإسم ‪:‬‬ ‫الدليل على المسمى ‪ .‬وليس بحجة عليه ؛ والحجة في اللغة ‪:‬‬ ‫الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة ؛ والفعل ‪ :‬حاججته ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه بكذا؛و الحجة ‪ :‬جمعها حجج‬ ‫‪ 0‬واحتججت‬ ‫فحججته‬ ‫والحجاج المصدر ؛ وجمع الحجاج ‪ :‬أحجة ؛ وحججت الجرح ‪:‬‬ ‫سبرته لأعرف غوره ؛ قال ‪:‬‬ ‫قاس الطبيب مداها كالمعاريد‬ ‫تحج مأسومة في قعرها لجب‬ ‫والمحجة ‪ :‬الطريق ؛ قال ‪:‬‬ ‫المحجة أنكب‬ ‫فإنك عن قصد‬ ‫ألا أبلغا عني حريثاً رسالة‬ ‫البيان‪:‬والبيان ‪:‬هو إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز‬ ‫الوضوح والجلي ‪.‬‬ ‫‪- ٣٨٠‬‬ ‫_‬ ‫العلة ‪ :‬والعلة ‪ :‬هي المعنى الذي يطلب منه الدليل ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬هي النكتة المدركة بالسير والإنتزاع ‪ 0‬وهي مأخوذة‬ ‫من التكرار والدوام ‪ 0‬وذلك إنهم يسمون تكرار السقي علة (في‬ ‫المصدر) ؛ وعلل (في الإسم) ‪ 0‬وكأن اللغة التي يوجد الخكم‬ ‫بوجودها ‪ 0‬ويدوم بدوامها ‪ 0‬سميت علة لهذا المعنى ؛ والمعلول‬ ‫مختلف فيه ‪.‬‬ ‫وقال قوم ‪ :‬هو الحكم الذي جلبته العلة ؛ وقال قوم ‪ :‬هو‬ ‫الإصل والفرع اللذان توجد العلة فيهما دون الحكم ‪.‬‬ ‫النظر ‪ :‬النظر ‪ :‬هو تأمل حال المنظور فيه ‘ على الوجه‬ ‫المخصوص ‘ وهو الإستدلال على حقيقة المطلوب ‪ 0‬وهو في‬ ‫معنى الجدل ‪ 0‬غير أن النظر قد تفرد به الناظر ؛ والجدل ‪ :‬لا‬ ‫يطلق إلآ على ما يجري بين نفسين ‪.‬‬ ‫الإجتهاد ‪ :‬والإجتهاد ‪ :‬هو بذل المجهود في طلب حكم الحادثة ‪.‬‬ ‫زيادة فى الحجة ‪ :‬والحجة ‪ :‬قد تسمى حجة ‪ 0‬ولو كانت‬ ‫باطلة ؛ قال الله () ‪ ( :‬لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين‬ ‫لنلايكون للناس & ‪.‬‬ ‫ظلموا منهم )» (‪ 0‬؛ وقيل ‪ :‬المعنى ‪:‬‬ ‫‏‪. ١٠٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‏)‪ (١‬سورة البقرة‬ ‫‪- ٣٨١‬‬ ‫_‬ ‫عليهم لأ حجة إلا ه ‪ 0‬من ظلم بإحتجاجه ‪ 0‬فيما قد وضح له { كما‬ ‫يقول ‪ :‬ما لك علئ حجة إلا الظم ‘ وإلا أن تظلمني ‘ وإنما‬ ‫المعنى ‪ :‬ما لك علئ حجة البتة ‪ .‬ولكنك تظلمني ؛ ومالك علي‬ ‫حجة إلا الظلم ؛ وإنما سُمئً الظلم ها هنا ‪ :‬حجة ‪ .‬لأن المُحتج به‬ ‫سماه ‪ :‬حجة ‪ 0‬وحجته داحضة عند الله ؛ قال الله (كْك) ‪:‬‬ ‫حجتهم داحضة عند ربهم ) () ‪ ،‬فقد سئميت حجة ۔ إلا أنها‬ ‫حجة داحضة مُبطلة ‪ 0‬وليست بحجة موجبة حقا ‪ 0‬كما يقول ‪ :‬قلت‬ ‫قولا باطلا ؛ وصليت صلاة فاسدة ؛ وعملت عملا رديا؛ فقد‬ ‫سُمئً ‪ :‬قولا ؛ وسميت ‪ :‬صلاة ؛ وسئمئً ‪ :‬عملا ‪ ،‬وإن كان كله‬ ‫بإطلاً غير صحيح ‪.‬‬ ‫زيادة في العلة ‪ :‬اختلف في العلة ؛ قال قوم ‪ :‬إنها الوصف‬ ‫الجالب للحكم ‪ 0‬أو المنزلة ؛ وقيل ‪ :‬الوصف الذي يحدثه حدث‬ ‫الحكم ؛ وقيل ‪ :‬الوصف للحكم ؛ وقيل ‪ :‬العلة علامة الحكم ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫رياطة ؛ وقيل ‪ :‬نكتته ؛ وقيل ‪ :‬هو معنى الخكم ‪ .‬ولايجوز أن‬ ‫يتقدم الحكم على العلة ‪ 0‬لأن الحكم صحة للعلة ومُوجبها ‘ كما لا‬ ‫يتقدم جلد الزناة على الزنا ؛ والعلة غير المعتل ‪ ،‬وغير المعلول ‪.‬‬ ‫والأصل والفرع ‪.‬‬ ‫زيادة قي الدليل ‪ :‬والدليل في كلام العرب ‪ :‬هو المرشد إلى‬ ‫‏(‪ )١‬سورة الشورى ‪ :‬‏‪. ١٦‬‬ ‫‪- ٣٢٨٢‬‬ ‫المطلوب & والمهدي إلى المغيبات ‪ 0‬فكل ما أدى إلى علم شيع ‪:‬‬ ‫فهو دليله ‪ 0‬وإن كانت أسباب الدلالة مختلفة ‪.‬‬ ‫الوحى ‪ :‬والوحي في كلام العرب ‪ :‬هو إيصال المعنى إلى الفهم‬ ‫بالشيء اللطيف ‪ 8‬يعني ‪ :‬من جهة لطيفة ؛ والوحي ‪ :‬على وجوه‬ ‫كثيرة ؛ ويقال ‪ :‬وحي ‪ 0‬وأوحى ‪.‬‬ ‫قال العجاج ‪ :‬وحي لها القرار فاستقرت ؛ أراد ‪ :‬وحي ‪.‬‬ ‫وأوحى لها ‪ 0‬أي ‪ :‬أوحى إليها ؛ والإيحاء ‪ :‬الإشارة ؛ وذكر أن‬ ‫بعضهم قرا قوله (تْك) ‪ ( :‬قل أوحي إلئً ‪ 0 0_ 4‬بمعنى ‪ :‬وحي ‪.‬‬ ‫لما إنضمت الواو وهمزت ؛ والوحي ‪ :‬إشارة ‪ .‬كقوله ( يال‬ ‫ا فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ؛ «‪ ، 0‬إنما هو إشارة‬ ‫إليهم ‪ ،‬لأن زكريا (التلةم) ‪ 0‬كان منع من الكلام ‪ 0‬علامة للولد ؛‬ ‫وقال علقمة بن عبدة ‪ 0‬في الظليم وأنثاه ‪:‬‬ ‫كما تراطن في أفدانها الروم‬ ‫يوحي إليها بإنقاض ونقنقه‬ ‫الإنقاض ‪ ،‬والنقنقة ‪ :‬من أصوات النعام ؛ والتراطن ‪ :‬ما‬ ‫يكون بين الرجل وصاحبه ‘ لايفهمه غيرهما ؛ والأفدان ‪:‬‬ ‫الحصون ؛ وإحدها ‪ :‬فدن ‪.‬‬ ‫‪. ١ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الجن‪‎‬‬ ‫‪. ١١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‪ (٢‬سورة مريم‪‎‬‬ ‫‏‪ ٣٨٣‬۔‬ ‫الحقائق ‪ :‬والحقائق في الكلام ‪ 0‬وكذلك الحدود ؛ وحد الشيع ‪.‬‬ ‫الأسود بأنه أسود {‪ 0‬هو الوصف له‬ ‫معناه ‪ :‬ألايرى أن وصف‬ ‫بالسواد ‪ 0‬وكذلك حقيقة الوصف له بأنه أسود ‪ .‬هو الوصف له‬ ‫بالسواد ؛ فقد جمع الكلام في الحقائق ‪ 0‬والمعاني ‪ 0‬والحدود ‪ ،‬إلى‬ ‫شيع واحد ؛ وكذلك ما كان المجاز في الكلام دون المعنى ؛‬ ‫والحقيقة ‪ :‬ما تصير إليه حقيقة الأمر ووجوبه ‪ .‬ولا حقيقة‬ ‫للحقيقة ‪ .‬إذ الحقائق في الأوصاف والعبارات ‪ 0‬لا في المعاني ‪.‬‬ ‫المجاز ‪::‬المجاز ‪:‬طرف القول ومأخذه ‪ 0‬وقد جاز فايلقرآن به‬ ‫والعربية ‪ 0‬وأجمع الفصحاء على القول به ‪ .‬إلآ ما خالف فيه ابن‬ ‫داود الأصفهاني ‪ 0‬فقال ‪:‬لا مجاز في القرآن ؛ولم يتبعه على‬ ‫قوله هذا أحد ‪.‬‬ ‫المحال‪:‬والمُحال ‪:‬ما لم يكن وجوده ‪ 0‬كالحركة والسكون ‪0‬في‬ ‫واحد ه في زمان واحد ؛‬ ‫زمان واحد ‪ 0‬وكالوجود والعدم في شخص‬ ‫والمحال من الكلام ‪ :‬ما خول عن جهته ‪.‬‬ ‫أيضاً۔مالم‬ ‫الباطل ‪ :‬الباطل ‪ :‬ما لم يحكم له بالجواز } وهو‬ ‫يحتسب به لفاعله ‪ ،‬ولا يحكم له به ؛ ۔ وأيضا ۔ ما لم يحتسب به‬ ‫زوال الشيء بعد تبوته ؛بطل الشيء يبطل بطلا ‪:‬إذا ذهب باطلا ؛‬ ‫والباطل ‪ :‬نقيض الحق ؛ والبطل ‪ :‬مصدر الباطل ؛ وقال النابغة ‪:‬‬ ‫‪- ٣٨٤‬‬ ‫_‬ ‫لقد نطقت بطلا علئ الخقارع‬ ‫لعمري وما غمري علئ بهين‬ ‫وأبطلته ‪ :‬جعلته باطلا ؛ وأبطظل فلان ‪ :‬إذا جاء بباطل ‪،‬‬ ‫وإدعى غير الحق ‪.‬‬ ‫نصل‬ ‫وكل دعوى غريت من البراهين ‪ 0‬وصح بطلانها ‪ 0‬وكل من‬ ‫جاهل فيما يستدرك من طريق اللغة ‪ 4‬لم يكن في حد نظر ‪ ،‬لأنه لا‬ ‫سبيل إلى إقامة الحجة تأدية العقول ‪ 0‬وإذا تعارض الآثر والنظر ۔‬ ‫كان الحكم للآثر ‏‪ ٠‬وسقط إعتبار النظر ‪ 0‬وإذا جاء النص بطل‬ ‫القياس ‪.‬‬ ‫والقياس ‪ :‬هو حمل الفرغ على الأصل بنكتة الخكم ؛ وقيل ‪:‬‬ ‫هو الجمع بين المُشتبهين لإستخراج الحكم الذي يشهد له كل‬ ‫واحد منهما ‪.‬‬ ‫الإجماع ‪ :‬والإجماع ‪ :‬حجة تقطع العذر ؛ والإجماع ‪ :‬توقيف ؛‬ ‫وخرق الإجماع ‪ :‬خروق ؛ والخرق ‪ :‬نقيض الرفق ؛ وصاحبه‬ ‫أخرق ؛ وفي الحديث ‪ " :‬ما دخل الرفق شينا إلا زانه ‪ ،‬ولادخل‬ ‫الخرق شيئا إلآ شانه " ؛ والرفق لين الجانب ‪ 0‬ولطافة العقل ؛‬ ‫قال الشاعر ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٨٥‬۔‬ ‫فاستأن في رفق تلاق نجاحا‬ ‫الرفق يمن والإناة سعادة‬ ‫ااإناة ‪ :‬الحلم ؛ واستأن ‪ :‬إستفعل ‪ 0‬من التأني ؛ والتأني ‪:‬‬ ‫التنبيت في الأمر والقول ؛ وقوله ‪ [ :‬إل شانه ] ‪ ،‬الشين نقيض‬ ‫الزين ‪ ،‬والفعل منه ‪ :‬يشين شيناً ‪.‬‬ ‫والقول بالإجماع واجب ‘ وهو إجماع الصحابة { فإذا أجمعوا‬ ‫على شيء ‪ 0‬وجب التسليم لهم ‪ 4‬فإذا تنازعوا ‪ 0‬وجب الرجوع إلى‬ ‫الكتاب والستة ؛ والإجماع ‪ :‬أحد وجوه الحق ‪.‬‬ ‫قال النبي () ‪ " :‬أمتي لا تجتمع على ضلال " ؛‬ ‫والإجماع ‪ :‬جمع جمع ‪ 0‬وهو قبض الرجل أصابعة { وشده إياها‬ ‫للكز ؛ ويقال ‪ :‬ضربه بجمع كفه ‪ 0‬وجمع كفيه ‪ :‬إذا جمع أصابعه ‪.‬‬ ‫ثم لكزه ؛ ويقال ‪ :‬لكزه ‪ 0‬ووكزه ‪ 0‬ونهزه ‪ 0‬وبهزه‘ولهزه‪.‬‬ ‫ومجزه ؛ والعامة تقول ‪ :‬نجزه ‪.‬‬ ‫وقال أبو غبيدة ‪ :‬لا يقال ‪ :‬لكزه ‪ 0‬وإنما يقال ‪ :‬وكزه‪.‬‬ ‫وبهزه ؛ وفي قراءة ابن مسعود ‪ 0‬لقول الله (تَيك) ‪ :‬ل( فوكزه‬ ‫مُوستى فقضى عليه }؛ ( ‪.‬‬ ‫وينقسم الإجماع على قسمين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬إجماع الكافة من‬ ‫القصص ‪ .‬‏‪. ١٥‬‬ ‫‏(‪ (١‬سورة‬ ‫‪- ٣٨٦‬‬ ‫الخاصة والعامة ‪ 0‬وهو مثل أجماعهم على يوم الجمعة ‪ ،‬إنه اليوم‬ ‫الذي بين الخميس والسبت ؛ ومثل أجماعهم على شهر رمضان ۔‬ ‫ووجوب صيامه ‘ وإنه الشهر الذي بين شعبان وشوال ؛ ومتل‬ ‫إجماعهم على الصلوات ‪ ،‬وأعدادها ‪ 0‬وركعاتها ؛ والآخر ‪ :‬إجماع‬ ‫الخاصة ‪ 0.‬وهو مثل إجماعهم على توريث الجد مع الولد ‪ ،‬وتوريث‬ ‫الأخت من الذب ‪ ،‬مع الذخت من الأب والأم ‪.‬‬ ‫الترجيح ‪ :‬الترجيح ‪ :‬أن ترجح أحد العلتين على الأخرى ‪.‬‬ ‫إحدها ‪ :‬أن يكون أحداهما منصوصا عليها ‪ 0‬كقول بعض قومنا ‪:‬‬ ‫أن الحج لا يسقط بالموت ‪ 8‬لأنه دين ‪ ،‬فأشبه ديون الآدميين ‪.‬‬ ‫فتكون هذه العلة أولى عليه ‪ 0‬من علة طريق العراقي ‪ ،‬حيث قال ‪:‬‬ ‫يسقط بالموت ‘ لأنها عبادة محضة ‪ ،‬فأشبهت الصلاة والصيام ‪.‬‬ ‫لأن النبي () قد نص عليها ‪ 0‬فقال في حديث الخثعمية ‪:‬‬ ‫" فدين الله أحق أن يقضى "" ؛ والثاني ‪ :‬أن يكون أحداهما يشهد‬ ‫لها بعموم الغسم ‪ 0‬فتكون أولى { وذلك مثل العلة في البر ‪ ،‬أنه‬ ‫مطعوم من جنس ؛ لأن النبي (َجته) © نهى عن بيع الطعام إل مثلا‬ ‫بمثل } أو تكون أحدهما مُنتزعة من أصل أقوى من أصل الأخرى ‪.‬‬ ‫أو بنوع من أصل جلي ‪ ،‬والأصل خفي ‘ أو يتفرع من خبر‬ ‫متواتر ‪ 3‬والأخرى من خبر مُنفرد ؤ أو ينتزع من أصل متفق على‬ ‫‪- ٣٨٧‬‬ ‫حكمه ‪ ،‬والآخر من أصل متفق عليه بين الخصمين ‪ 0‬وقد خالفهما‬ ‫غيرهما ‪ 0‬وإنما كان ذلك كذلك ‘ لأن الأصل عماد العلة ‪ .‬وكلما‬ ‫كان عمادها أقوى ‘ كانت بالعمل أولى ‘ أو يكون أحدهما يوجد‬ ‫الخكم بوجودها ‪ 0‬ويرتفع بارتفاعها ‪ 0‬ويوجد الخكم بوجود‬ ‫الأخرى ‪ ،‬ولا يعدم بعدمها ‪ 0‬فتكون التي تجمع الأمرين أولى ‪.‬‬ ‫وذلك مثل قول أكثر الغلماء في العبد ‪ :‬إذا زنا كان عليه نصف‬ ‫الحد ‪ 0‬قياسا على الذمة ‪ 0‬بعلة وجود الرق ‪ 0‬فتكون هذه العلة‬ ‫أولى من علة من يقول ‪ :‬أن عليه الحد كاملا ‪ 0‬لخخه ذكر مكلف ‪.‬‬ ‫قياسا على الذر ‪ 0‬لأنهما يجمعهما السبب والوجود ؛ أو تكون‬ ‫أحدهما مقتضبة من أصول الأخرى ‪ 0‬من أصل واحد ‪ ،‬فتكون‬ ‫المقتضبة من الأصول المسندة إليها أقوى مقالة ‪.‬‬ ‫وعلة العراقي في جواز الوضوء بغير نية ‪ 0‬لأنها طهارة‬ ‫بالماء } قياسا على إزالة النجاسات ‪.‬‬ ‫وعلتنا في المنع منها ‪ :‬أنها عبادة من جنسها ‪ }.‬فرض ونفل ه‬ ‫فكانت هذه العلة أولى من علتهم ‪ 0‬لأنها تستند إلى أصول ‪.‬‬ ‫وهي ‪ :‬الصلاة ‪ .‬والزكاة ‪ 0‬والصوم ‪ 0‬والحج ؛ أو يكون أحدهما ‪:‬‬ ‫صفة إتفق على ثبوتها ‪ 0‬فتكون أولى ‪ ،‬وذلك مثل علتنا في نجاسة‬ ‫بول ما يؤكل لحمه ‘ لأنه مُستحيل في الجوف ‪ ،‬فأشبه بول‬ ‫‪- ٣٨٨‬‬ ‫_‬ ‫الإنسان ‪ 0‬فتكون هذه العلة أولى من علة المالكي ‪ .‬حيث علل بأنه‬ ‫نافع ‪ 0‬وردت الرخصة في إباحة شربه ‪ 0‬فأشبه اللبن ‪ 0‬لأن علتهم‬ ‫صفة مختلف فيها ‪ 0‬وتكون أحدهما مُوجبة ‪ 0‬والأخرى مُسقطة ‪.‬‬ ‫فتكون الواجبة أولى ‘ مثل ‪ :‬إعتلالنا بوجوب الزكاة في مال‬ ‫الصبي ‪ ،‬لأنه مال مسلم ‪ 0‬تام المال } فأشبه البالغ ‪ 0‬فتكون هذه‬ ‫العلة أولى من علة العراقي ‪ 0‬حيث قال ‪ :‬لا زكاة في ماله ‪ 0‬لأنها‬ ‫عبادة محضة ‘ قياسا على الصلاة ‪ 0‬لأنها موجبة ‪ .‬وعلته‬ ‫بيان الإنقطاع‪ :‬والإنقطاع ‪ :‬هو العجز عن بلوغ الغرض الذي‬ ‫يقصد ؛ يقال ‪ :‬إنقطع فلان في سفره ‘ إذا عجز عن بلوغ القصد‬ ‫الذي رامه ؛ وهو ضربان ‪ :‬أحدهما ‪ :‬من المسؤول ؛ والآخر ‪:‬‬ ‫من السائل ‪.‬‬ ‫فأما المسؤول ‪ ،‬فعلى تمانية أقسام ‪ :‬أحدهم ‪ :‬العجز عن بين‬ ‫المذهب ؛ والثاني ‪ :‬العجز عن بيان الدلالة ؛ والثالث ‪ :‬العجز عن‬ ‫بيان وجه الدلالة ؛ والرابع ‪ :‬العجز عن بيان الإنفصال عن‬ ‫المعارضة ؛ والخامس ‪ :‬الجحد للضرورات ؛ والسادس ‪ :‬ما ثبت‬ ‫بدليل ؛ والسابع ‪ :‬الإنتقال من حجة إلى حجة ‪ 0‬وعلة إلى علة ؛‬ ‫والثامن ‪ :‬أن يخلط كلامه بما لا يفهم ‪.‬‬ ‫‏_ ‪- ٣٨٩‬۔‬ ‫وإنقطاع السائل ‪ 0‬في ثمانية أقسام ‪ :‬أحدهم ‪ :‬العجز عن‬ ‫الإستخبار عن المذهب ‪ ،‬بان لا يبين مسالته ؛ والتاني ‪ :‬العجز‬ ‫عن الإستخبار عن الدلالة ؛ والثالث ‪:‬عن المطالبة بوجه الدلالة ؛‬ ‫والرابع ‪:‬العجز عن المعارضة ؛ والخامس ‪ :‬العجز عن القدح في‬ ‫الترجيح ؛ والسادس ‪:‬الإنتقال عما طولب به قبل أن يستوفي‬ ‫الإنفصال ؛والسابع ‪:‬الجحد للضرورات ؛والثامن ‪:‬أن يخلط‬ ‫كلامه بما لا يفهم ؛وإنما سمي العجز عن إستتمام ما إبتدأ به‬ ‫المتكلم إنقطاعا ‪ 0‬لأن مورده قد وقف قبل بلوغ الغاية التي‬ ‫قصدها ‪ 0‬عجزا عن الوصول إليها ‪ 0‬فمتى وجد العجز سكنا كان ‪.‬‬ ‫أو تخليطاً من السائل والمسؤول ‘ كان مُنقطعا عما أراده ‪ 0‬ورام‬ ‫بلوغه ‪ ،‬أو يكون الإنقطاع لإنفصال العلم بالجدل ‪ 0‬فلا يهتدي إلى‬ ‫وجوه الدلائل والإعتراضات ‪ ،‬ومواضع السؤال في الجواب ‪ ،‬أو‬ ‫يكون لقلة العلم بالدلائل } فيكون الذي قصر به قلة علمه ‪ ،‬لا‬ ‫ضعف جدله ‪ ،‬أو يكون لشاذ المذهب الذي يبصره ‘ فلا يلحقه في‬ ‫إنقطاعه العيب ‪ ،‬الذي إذا أورد الشبهة التي إستبدل بها صاحب‬ ‫المقالة } وإنما يلحقه العيب في نصرته له ‪ 0‬لأن من نصر المذهب‬ ‫الفاسد ‪ 0‬كان معينا آثما عند أهل العلم ؛ وقد حصل شيء من هذا‬ ‫الباب ‪ 0‬في باب ‪ "" :‬الاصول ا" ‪ 0‬يأتي بعد هذا } إن شاع الله ‪.‬‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫‪٩5‬‬ ‫‪ 0‬و!" ؟ لربح‬ ‫‪:٠‬‬ ‫}‪2‬ميد‬ ‫‪- ٣٩٠‬‬ ‫الباب السادس عشر ‪:‬‬ ‫فى التقليد‬ ‫ه‪.‬‬ ‫_===_۔۔۔_۔=۔_۔_۔۔_‬ ‫‪=-‬‬ ‫_‬ ‫»ت‬ ‫التقليد ‪ :‬هو التصديق ؛ والتقليد على وجهين ‪ :‬أحدهما ‪ :‬لا‬ ‫يجوز مما يكون الحق فيه ‪ ،‬في واحد من أقاويل المختلفين ‪ ،‬لأن‬ ‫الله تبارك وتعالى ‪ ،‬إذا تعبد بذلك ‘ أو بشيء منه ‪ 0‬نصب الأدلة‬ ‫عليه ‪,‬‬ ‫وقد نهي () عن التقليد في ذلك ‪ 9‬وذم من قلد فيه ‏‪ ٧‬كنحو‬ ‫قوله ) ِ ز ( ‪ :‬إ إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على أنارهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ونحو‬ ‫‘‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫مهتدون‬ ‫والوجه الآخر من التقليد ‪ :‬ما لم يثص الله تعالى عليه في‬ ‫ظاهره حكما يدل عليه ‪ 0‬ولا على مراده ‪ 0‬ولم يئنص عليه دليلا من‬ ‫تاب ‪ ،‬ولا سنة ‪ 0‬ولا إجماع من الأمة ‪ 0‬ورد حكمه إلى العلماء ‪.‬‬ ‫ليجتهدوا في طلب حكمه & نحو الأروش ‘ والقيم ‪ 0‬ومتعة المطلقة‬ ‫قبل الدخول بها ‪ 0‬ولم يكن فرض لها صداقا ‪ 0‬ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫فهذا مما يجوز التقليد فيه ‪ 0‬ويرجع فيه إلى قول أهل العلم‬ ‫العدل ه‬ ‫على حكمه ‪ 4‬وليس‬ ‫عليه ‪ .‬والدليل‬ ‫فيه ‘ لعدم النص‬ ‫‪. ٢٢ :‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الزخرف‪‎‬‬ ‫‏‪ ٣٩١‬۔‬ ‫والعدلان ‪ 0‬والثلاثة ‪ 0‬وما فوق ذلك ‪ 0‬بحجة في الين ‪ 0‬الذي طريقه‬ ‫طريق العقل ‪ 0‬وإنما العدل حجة ‪ 0‬فيما طريقه طريق السمع ه‬ ‫والخبر ينقله الواحد والأكثر ‪ 0‬والعقل ينفرد بصحة دليله ‪ ،‬والله‬ ‫أعلم ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬والتقليد لايجوز عند وجود الدليل الصحيح ‪ .‬من‬ ‫الكتاب ‪ 0‬والسنة } وإجماع الأمة ‪ 0‬أو حجة العقل ‪ 0‬وإنما يجب‬ ‫التقليد ‪ 0‬في حال يعدم فيه المقلد صحة الإستدلال ‪ 0‬من الجهات‬ ‫التي ذكرناها ؛ والدليل من أوجه ‪ 0‬منها ‪ :‬قائم ‪ 0‬فلا معنى للتقليد ‪.‬‬ ‫وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬وتقليد السائل للفقيه ‪ 0‬فيما يفتيه به ‪ 0‬جانز وواجب‬ ‫عليه تقليد الفقيه ‪ 0‬وقبول قوله ‪ 0‬والعمل به ؛ فإن قيل ‪ :‬لم جاز‬ ‫التقليد في الين ؟ قيل له ‪ :‬الين الذي تعبد الله تعالى به الخلق ه‬ ‫على ضربين ‪ :‬فضرب منه عقلي ‪ 0‬وضرب منه سمعي ؛ فالضرب‬ ‫العقلي ‪ :‬لا يجوز التقليد فيه ‪ 0‬لأن طريقه طريق العقل ‪ 0‬وهو‬ ‫الدليل على ما تعبد الله به عباده ؛ والضرب السمعي ‪ :‬يجوز‬ ‫التقليد فيه } لأن طريقه الخبر الذي يطرق السمع ‘ وبه يعلم ما‬ ‫يكون به دليلا على الخبر ‪ 0‬والرجوع فيه إلى خبر المقلد ‪ ،‬إذ لا‬ ‫دليل إلآ هو ‪ .‬ألا ترى أن المُحتكم إلى الحاكم ‪ 0‬والواصل إليه ‪ 9‬في‬ ‫_ ‪- ٣٩٢‬‬ ‫حكم يلزمه ‪ 0‬ويجب عليه الوصول إليه ‪ ،‬فيما يقلده ‪ 0‬ويجب عليه‬ ‫ذلك ‪ 0‬إذا حكم عليه بشيء ‪ ،‬أو حكم له ‪ 0‬أو تقبل فيما يعلم ‪ 0‬أن‬ ‫الخكم فيه } وفيما لا يعلم صحته ‪ 0‬حتى لو إمتنع من قبول ذلك ‪3‬‬ ‫لوجب على المُسلمين إعانة الحاكم عليه ‪ 0‬وللحاكم أن يجبر ما‬ ‫إمتنع من قبول حكمه بالحبس ‘ وللمحكوم عليه أن يلزم نفسه‬ ‫ذلك ‪ 0‬وإن كان لا يعلم أحكم عليه بحق أو بغيره ‪ 0‬وكذلك المُحتكم‬ ‫إلى الفقيه ‪ .‬عليه أن يقلده فيما يحكم عليه ‪ 6‬فيما لا يعلم‬ ‫الكم فيه ؛ قال الله (تنك) ‪ } :‬فسالوا أهل الذكر إن كنتم لا‬ ‫تعلمون ) )‪ 0‬ولو كان أمرهم أن يسألوا الغلماء عما لا يعلمون ‪.‬‬ ‫وليس عليهم أن يقبلوا منهم ‘ ولهم مع ذلك مخالفتهم ‪ 0‬كان أمره‬ ‫إياهم بذلك ‪ 0‬لا معنى له ‪ 0‬ولا فائدة فيه ؛ والله تعالى يتعبد بشيء‬ ‫ويأمر به ‪ ،‬ولا معنى له ‪ 0‬ولا فائدة منه ‪ ،‬والله الموفق للصواب ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫وعن بعض ‪ :‬أنه ليس في التقليد إلا الأنبياء (عليهم السلام) ؛‬ ‫فقد قيل ‪ :‬إنهم مُقلدون ‪ 0‬لأنهم لا يقولون على الله تعالى إل الحق ه‬ ‫والله يعصمهم ويهديهم إلى الحق والعدل ‪ 0‬وليس بعدهم لذحد‬ ‫‪. ٤٣ :‬‬ ‫)‪ (١‬سورة النحل‪‎‬‬ ‫_‪- ٣٩٣‬‬ ‫‪ .‬فالسانل‬ ‫حلالا‬ ‫تقليد أ ‪ .‬فاذ ‏‪ ١‬أحل المسؤول حر اما ‪ .‬أو حرم‬ ‫والمسؤول هالكان جميعا { إذا أتبع السائل المسؤول على ذلك ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬قال أبو محمد (رحمه الله) ‪ :‬تقليد الصحابة جانز } في‬ ‫باب الأحكام ‪ 0‬وما كان طريقه طريق السمع ‪ ،‬ألا ترى إنك تحكي‬ ‫عنهم الإجماع ‪ 0‬وإن كان الخبر منقولاً عن بعضهم ‪ ،‬إذا لم يتقل‬ ‫عن أحد منهم خلافا لذلك ‪ ،‬ويجوز تقليد الواحد منهم ۔ أيضا إذا‬ ‫قال قولا ‪ ،‬ولم ينكر عليه غيره ؛ فإن علم له مخالف في الصحابة‬ ‫فلا ؛ وخلاف التابعي عليهم ليس كخلاف بعضهم على بعض ‪.‬‬ ‫‘ لأن الصحابة هم الحجة التامة ‪ .‬الاترى‬ ‫تيهم‬ ‫قف‬ ‫بيس‬ ‫طه ل‬‫لأن‬ ‫ان الله (تَّك) ى جعل شهادتهم على الناس ‪ ،‬كشهادة الرسول‬ ‫(غََما) ‪ 0‬بقوله (يلة) ‪ :‬ل وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا‬ ‫شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا م؛ ‪ 0‬؛ فلا يجوز‬ ‫وقوع الخطأ في شهادتهم ‪ 0‬إذا كانت شهادتهم كشهادة الرسول‬ ‫(َمما) ‪ 0‬وهذا عندي ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫ومثله ‪ .‬قول الله () ‪ ( :‬ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله‬ ‫ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } ‪6"١‬؛‏ والخارج عن قول‬ ‫‏‪.١٤٣‬‬ ‫‏(‪ )١‬سورة البقرة‪:‬‬ ‫‪. ١١٥ :‬‬ ‫النساء‪‎‬‬ ‫(‪ ()٢‬سورة‬ ‫‏_ ‪- ٣٩٤‬۔‬ ‫الصحابة ‪ 0‬متبع لغير سبيل المؤمنين‬ ‫وروي عن النبي (طتن!) ‪ 4‬أنه قال ‪ " :‬لا تجتمع أمتي على‬ ‫ضلالة "" ؛ فإذا لم ينقل الإختلاف فيهم ‪ 0‬وكان المنقول عن‬ ‫بعضهم ‪ ،‬وترك المخالفة من الباقين ‪ 0‬فهم حجة الله (جل ذكره) ‪.‬‬ ‫في أرضه على عباده ‪ 0‬دل تركهم على المخالفة ‪ 0‬القانل منهم‬ ‫على تصويبه ‪.‬‬ ‫ومن إدعى أن في ضمائر بضهم غير ما كان في الظاهر‬ ‫‪ .‬أنهم‬ ‫ابة‬ ‫ح في‬ ‫صطعن‬‫ل‪ 0‬و‬ ‫عةتهم ‘ كان مُخط‬ ‫انا‬ ‫نقي‬ ‫منهم { أو‬ ‫مت‬ ‫المكر ‪ .‬والأشفر‬ ‫لم يقيموا الحجة للتهعالى ‪ 0‬بالنهي عن‬ ‫بالمعروف ‪.‬‬ ‫ولايجوز التقليد لأهل الإستدلال ‪ 0‬والبحث ‘ والإخبار { في‬ ‫عصر غير الصحابة ‪ 0‬مع الإختلاف ؛ ويجوز الإعتراض عليهم‬ ‫في أدلتهم ‪ 0‬ولا يجوز الإعتراض على الصحابة لما ذكرناه ‪.‬‬ ‫ويجوز للعامة تقليد الغلماء والإتباع } فيما لا دليل لهم ‪ 4‬على‬ ‫التفرقة بين أعدل أقاويلهم ‪ 0‬في باب الشرع ‪ 0‬وما طريقه طريق‬ ‫الإجتهاد ‪ 0‬والإستسلام للغلماء ‪ 0‬كالإستسلام للخكام فيما يحكمون‬ ‫به لهم وعليهم { فيما لا علم لهم بصوابه ‪ .‬وكذلك تقليد الجاهل‬ ‫_ ‪_ ٣٩٥‬‬ ‫لمن لا يتهم في الدين ‪ 06‬و الله أ علم ‪.‬‬ ‫مسئلة ‪ :‬إختلف فمن أراد أن يحمل دينه ‪ .‬فقال قوم ‪ :‬يجزيه‬ ‫فقيهان مُجتمعان ؛ وقال قوم ‪ :‬يجزيه واحد بعد واحد ‪ 0‬ولو‬ ‫إجتمعا كان أحوط له ‪ 0‬وهذا فيما يجب به الحكم من أهل الإحداث ه‬ ‫وأما غير ذلك من ولاية المسلمين ‘ والدلالة على الحق ‪ 0‬من‬ ‫الحلال والحرام ‪ 0‬فالواحد يجزيه ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫من‬ ‫ويرضع‬ ‫مغ‬ ‫‏‪ ٠‬في‬ ‫للىيد‬ ‫قتعا‬ ‫تلله‬‫لم ا‬ ‫اد ذ‬ ‫فى ذم التقليد ‪ :‬ق‬ ‫الكتاب ‪ 0‬وجاءت به السنة بذمه ۔ أيضآ ۔من ذلك ‪ :‬أن رجلا‬ ‫أصابته شجة ‪ 0‬فأجنب ‘ وقد إندملت عليه ‘ فاستفتى له { فأمر‬ ‫بالفسل ‪ 8‬ولم يروا له غذرآً ‪ 0‬فاغتسل ‪ 0‬فكز قمات ‪ ،‬فأخبر النبي‬ ‫() بذلك ‪ 0‬فقال ‪ :‬قتلوه ‪ 0‬قتلهم الله ؛ وفي هذا الخبر { دليل‬ ‫على أنه لم يجعل للمُستفتي والمُستفتى له غذرآ ‪ 0‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫ولعل المفتي لم يكن أهلا لذلك ؛وقد قال الله رن) ‪ ( :‬اتخذوا‬ ‫أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله »« ؛ ومعلوم عند ذوي‬ ‫الفهم ‪ 0‬أنهم لم يعبدوهم ‪ 0‬ولكن أمروهم فأاطاعوهم ‪ }،‬فهكذا ثبت‬ ‫!) ‪ :‬إنا لم نعبدهم ‘ فقال (غتن) ‪ " :‬أليس‬ ‫أنهم قالوا لرسول الله‬ ‫‪. ٣١‬‬ ‫(‪ (١‬سورة التوبة‪‎:‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٩٦‬۔‬ ‫كانوا يحلون لكم الحرام ‪ 0‬ويحرمون عليكم الحلال ‪ 0‬فتتبعوهم ‪8‬‬ ‫فتلك عبادتكم لهم "" ‪.‬‬ ‫‪ :‬والله‬ ‫قال‬ ‫‘ أنه تلى هذه الآية ‪ ،‬ثم‬ ‫عن ابن عباس‬ ‫وقد روي‬ ‫ما عبدوهم ‪ 0‬ولكن أمروهم فأطاعوهم ؛ والذم لا يلحق إلآ من قعل‬ ‫ما ليس له فعله ‪.‬‬ ‫‏‪- ٣٩٧١‬۔‬ ‫الباب السابع عشر ‪:‬‬ ‫في ذهاب العلم وطالبيه‬ ‫وإنقلاب الأحوال بأهله وزهادة أهل الوقت فيه‬ ‫‪.‬‬ ‫كان العلم في الزمن الأول مطلوبا ‪ 0‬ومرغوبا فيه ‪ 0‬ومحبوبا‬ ‫‪.‬‬ ‫تشد إليه الرحال ‪ 0‬ويشترى بالأموال ‪ 0‬وتحتمل فيه شقة الخحوال‬ ‫‪.‬‬ ‫وصعوبة الأهوال ‪ 0‬ويسموا به مُتحملوه ‪ 0‬وصان له أهلوه‬ ‫‪.‬‬ ‫ووقر عليهم منتحلوه ‪ 0‬وكل يُعظمهم تبجيلا ‪ 0‬ويقدمهم تفضيلا‬ ‫هذا إذ النااس ناس ‪ ،‬والين قوي ‘ والحق جلي ‪ ،‬والعلم أرفع‬ ‫شيع ‪ ،‬فلما ذهبت الأفاضل ‪ ،‬وبقي الأراذل ‪ 7‬وضعف الدين ‪.‬‬ ‫وأدجا الحق ‪ 0‬وأخوي نجم العلم ‪ 0‬وبخس جده ‪ ،‬وإكبار نده ‪ 0‬وأقل‬ ‫سعده ‪ 0‬صار العلم جهلا ‘ والتعليم وبالا ‪ 0‬والحق ضلال ‪.‬‬ ‫والصحيح محال ‪ 0‬والرياسة لاذسافل ‪ ،‬والتقديم للأراذل ه‬ ‫والسيادة للجهلاء ‪ 0‬والبلادة للفضلاء ‪ ،‬والعلم مهجور ‪ ،‬والأدب‬ ‫محقور ‪ 0‬والمال مطلوب ‪ 0‬وصاحبه محبوب ‘ وبلسانه متكلم ‪.‬‬ ‫ولمكانه متقدم ‪ 0‬فهل تجد في وقتك هذا عالما ‪ 0‬إلآ وهو مُستحقر‬ ‫ذليل ‪ ،‬أو جاهلا إلآ وهو مُوقر جليل ‪ 0‬فيا لها حسرة كررت‬ ‫الحسرات ‪ ،‬وفكرة أدرت العبرات ؛ وقال محمد بن مداد في ذلك ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٩٩‬۔‬ ‫الثقات‬ ‫إنتقاد المحققين‬ ‫يا لعين كثيرة العبرات‬ ‫الطلاب للخيرات‬ ‫وقل‬ ‫مات أهل الغلوم فافتقد العلم‬ ‫الجمال والعبرات‬ ‫لصحاب‬ ‫وبقينا نجولً في سُفهاع‬ ‫وأهل الغلوم في حسرات‬ ‫فترى الجاهلين في رغد عيش‬ ‫وأهل الخنى من السادات‬ ‫فالفقير الحقير من طلب العلم‬ ‫والسفيه الوضيع يستحقر العالم‬ ‫وكنوز الأموال للجاهل الفدم‬ ‫ضر معاش يجول في الطرقات‬ ‫وأخو العلم حائر القلب في‬ ‫والعز للطفاة الدنات‬ ‫فالأقلاء والأذلاء أهل العلم‬ ‫المفضعات‬ ‫وأتى بالعجانب‬ ‫يا لدهر قد بدل الحلو مرا‬ ‫وقال النبي () ‪ " :‬كأني بالسنفهاء يستهزنون من الغلماء ‪.‬‬ ‫وكأني بالخطايا قد كثرت بينكم ‪ 0‬حتى تعرفوا أهلها ‪ 0‬كما يعرف‬ ‫الليل من النهار ‪ 0‬فعند ذلك يظهر الفحش والزنا ‪ 0‬كل ذلك في‬ ‫النار " ى صدق رسول الله () ؛ قد إستهزأ السفهاء بالعلماء ‪.‬‬ ‫وصح كل ما قال () ‪ :‬الغلماء اليوم أقلاء أذلاء ‪ 0‬والمئفهاء‬ ‫أعزاء أجلاء ؛ وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫والأمر والنهي إلى الجاهل‬ ‫ذلة‬ ‫في‬ ‫اليوم‬ ‫الخلماء‬ ‫وقال عبد الله بن غمر في ذلك ‪:‬‬ ‫‪_ ٤٠٠‬‬ ‫_‬ ‫والأنبياء‬ ‫الوحي‬ ‫نخبر ذوي‬ ‫المُصطفاء‬ ‫لسيدنا‬ ‫مقال‬ ‫يستهزنون من الغلماء‬ ‫كأني بدهر لدى السئفهاءم‬ ‫جهارا وليس بهم من حياء‬ ‫وتظهر فحشاؤهم بينهم‬ ‫لديهم وليس له من بهاء‬ ‫ومن يطلب العلم فهو مهان‬ ‫غبي وفدم من السفهاء‬ ‫يجلون كل خن أبلد‬ ‫من المال من أجهل الجهلاء‬ ‫خصوصا إذا كان ذا ثروة‬ ‫مرارته وارتضى ذا الخناء‬ ‫ألا بنس دهر سقى ذا الهدي‬ ‫ولقد أحسن القانل ‪ 0‬حيث قال ‪:‬‬ ‫إلى كل ذي جهل كان به جهلا‬ ‫أرى الدهر من سوء التصرف مائلا‬ ‫وعن النبي () ‪ ،‬أنه قال ‪ " :‬يأتي على أمتي زمان ‪ 0‬يكون‬ ‫المؤمن فيه حلس بيته ‪ 0‬ويكون مثبتا به ‪ 0‬وتكون الذمة أعز من‬ ‫المؤمن ‪ 0‬ويكون المتمسك بدينه ‪ 0‬كالقابض على الجمر " ؛ وقد‬ ‫تقدم شيع من هذا الباب ‪ 0‬في فصل ‪ :‬من ذكر العلم ‪ ،‬أول الكتاب ‪.‬‬ ‫وعن الحسن ى قال ‪ :‬هلك الناس ‪ .‬هلك الناس ى قول ولا فعل ۔‬ ‫معرفة ولا صدق ‪ ،‬مالي أرى رجالا ‪ ،‬ولا أرى عقولا ‪ 0‬دخلوا في‬ ‫الإسلام تم خرجوا ‪ 0‬وعرفوا ثم أنكروا ‪ 0‬وحرموا ثم إستحلوا ‪.‬‬ ‫وإنما إيمان أحدهم لعقة على لسانه ‪ 0‬إن سألته ‪ :‬أتؤمن بيوم‬ ‫‪. ٤٠١‬‬ ‫‪ :‬نعم ؛ كذب ومالك يوم الذين ؛ وقال محمد بن‬ ‫الذين ؟ قال‬ ‫صالح ‪:‬‬ ‫خطيب ولولا المال لم يتكلم‬ ‫تكلم ذو المال الكثير كأنه‬ ‫إليها ولولا ماله لم يقدم‬ ‫وباكر أبواب الملوك مقدما‬ ‫سريب ولولا عدمه لم يذمم‬ ‫وأخر ذو المال القليل كأنه‬ ‫ولو كان ذا توب رفيع ودرهم‬ ‫وما العدم إل قلة العقل للفتى‬ ‫ولقد أحسن القانل ‪ 0‬وصدق في قوله ‪:‬‬ ‫عقل و علم مفلس‬ ‫فعسا ه من‬ ‫مُتلببس‬ ‫راكب‬ ‫لا يعجبنك‬ ‫حظ الأديب ولو علاه السندس‬ ‫ومن المحال بأن يكون الجاهل‬ ‫حتى يضيق علئ منه المجلس‬ ‫إني لأمقت من تعدى طوره‬ ‫الحكما ع ‪ .‬ليست العز ة في حسن البز ة ؛ وقال‬ ‫وقد قالت‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫سفها ويمسح نعله وشراكها‬ ‫وترى سفيه القوم يدنس عرضه‬ ‫وليس يفوق الجاهل بلبس ما يروق ‪ ،‬والمرء بأدابه ليس‬ ‫بثيابه ؛ وقال ابن مناذر ‪:‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وللثقذ‬ ‫أدب‬ ‫ل‬ ‫فينا‬ ‫‪` ١‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫لأ‬ ‫‪1‬‬ ‫ة‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٠‬يذ‬ ‫ر‬ ‫‪- ٤٠٧٢‬‬ ‫‪.‬۔_‪‎‬‬ ‫الخخيال‬ ‫شخصه‬ ‫وراعك‬ ‫وما الثقفي إن جادت كساه‬ ‫ولغيره ‪:‬‬ ‫أكثرا‬ ‫منهن‬ ‫الفلس‬ ‫لكان‬ ‫علي ثياب لو تقاس جميعها بفلس‬ ‫نفوس الورى كانت أعز وأكبرا‬ ‫وفيهن نفس لو تقاس بمثلها‬ ‫إذا كان عضباً حيث يممته فرا‬ ‫وما ضر نصل السيف أخلاق جفنه‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫وكان رديا كل قيمته فلس‬ ‫فإن كان ثوبي في الثياب به وكس‬ ‫ونفس كريم دونه الجن والإنس‬ ‫فلي فيه جسم في الجسوم مميز‬ ‫كذاك ثيابي ظلمة تحتها شمس‬ ‫وثوب أناس نير تحته الدجى‬ ‫وقال آخر ‪:‬‬ ‫شفتاه أنواع الكلام فقالا‬ ‫من كان يملك درهمين تعلمت‬ ‫ورأيته بين الورى مختالا‬ ‫وصغا له الخقوام واستمعوا له‬ ‫لوجدته أسوى البرية حالا‬ ‫في كفه‬ ‫التي‬ ‫لولا دراهمه‬ ‫وهي السلاح لمن أراد قتالا‬ ‫فهي التقي وهي الحجى وهي النهى‬ ‫وقال منصور بن إسماعيل ‪:‬‬ ‫ولا في كل ما يأتيه عار‬ ‫كثير المال ليس له عوار‬ ‫‪-. ٤٠٣‬‬ ‫_‬ ‫وفي الفقر المذلة والصغار‬ ‫لأن المال يستر كل عيب‬ ‫كما يزري بشاربها العقار‬ ‫رأيت الفقر بالأقوام يزري‬ ‫وقد قيل ‪ :‬لكل زمان رجال ‪ 0‬ولكل مقام مقال ؛ وقال محمد بن‬ ‫مداد ‪:‬‬ ‫وفي عرض كل مقام مقالا‬ ‫وجدنا لكل زمان رجالا‬ ‫عيالا‬ ‫عليه‬ ‫وداد وكنا‬ ‫إليه‬ ‫بالمال ملنا‬ ‫جاد‬ ‫فمن‬ ‫دلالا‬ ‫عليه‬ ‫وعزنا‬ ‫لدينا‬ ‫أضحوكة‬ ‫كان‬ ‫لم يجد‬ ‫ومن‬ ‫والناس بزمانهم ‪ 9‬اشبه منهم بابانهم ‪ 0‬ورجال هذا الزمان‬ ‫السفهاء والجهال ‪ .‬ومقال كل مقام اليوم بالمال ؛ وقال محمد بن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مداد‬ ‫من الغراب إلى الغراب‬ ‫الناس أشبه بالزمان‬ ‫ذوي المرؤة والصياب‬ ‫ورجال هذا الدهر غير‬ ‫والدهر أحيف لا يحابي‬ ‫فرجالهم سفهاؤهم‬ ‫الكتاب‬ ‫لا‬ ‫المجمع‬ ‫الأقوام بالمال‬ ‫وبراعة‬ ‫الحثالة والتراب‬ ‫من‬ ‫أذل‬ ‫عندهم‬ ‫ذو العلم‬ ‫وليس يجمل بذي العقل على ما جاء في النقل ‪ 0‬إلا الصبر‬ ‫‪. ٤٠٤‬‬ ‫_‬ ‫على ما قدر الله وحتم ‪ 0‬وقضى وحكم ؛ كما قال عبد الله بن‬ ‫عيينه ‪:‬‬ ‫الخيار‬ ‫مقاديره‬ ‫وفي‬ ‫خير‬ ‫الله فهو‬ ‫ما قدر‬ ‫الحمار‬ ‫فيه ويستقدم‬ ‫المذكي‬ ‫الرانع‬ ‫يستأخر‬ ‫السفلة الشرار‬ ‫أعلامه‬ ‫قد أصبح الناس في زمان‬ ‫وقال محمد بن مداد ‪:‬‬ ‫خىن الرضى بالذي يجري به القدر‬ ‫ما قدر الله من شيع فإن لنا‬ ‫ذلا وتصهل في أرجائها الخمر‬ ‫هذا زمان تضم الخيل هنيها‬ ‫وقد تكاد تواقي المنبر البقر‬ ‫مكتنبا‬ ‫وينتني العالم القوال‬ ‫الشعر‬ ‫يكاد ينتص من أهوالها‬ ‫قد أصبح الناس في عمياء مظلمة‬ ‫والسفلة ‪ :‬أراذل الناس ؛ يقال ‪ :‬فلان من سفلة الناس ‪.‬‬ ‫وعلية الناس ؛ وعلية ‪ :‬جمع على ‪ 0‬اي ‪ :‬رفيع شريف ؛ كما‬ ‫يقال ‪ :‬صبية‪ 4 .‬وصبي ؛ وقد مر تفسيره في كتاب ‪ " :‬الإبانة " ؛‬ ‫ولهذا قال بعض الشعراء ‪:‬‬ ‫فإن أهل العقل قد بادوا‬ ‫لا يطلب العقل ولا أهله‬ ‫فإن أهل الجهل قد سادوا‬ ‫والتمس الجهل وأشياعه‬ ‫وقال أبو نواس ‪:‬‬ ‫وأن تلبس قوهيا‬ ‫إذا ما شنت أن تحظا‬ ‫مطبوخا ومشويا‬ ‫وأن تأكل لحم الطير‬ ‫وصفعانا ولا شينا‬ ‫فكن في الحال طنازا‬ ‫وأن تصبح شوميا‬ ‫وإن أحببت حرمانا‬ ‫وكن في الحال نحويا‬ ‫فخذ حظا من العلم‬ ‫وقال الخليل بن أحمد ‪ :‬۔ ويقال ‪ :‬أنها للشافعي ‪: -‬‬ ‫وأن ذوي الأداب في الناس ضيعوا‬ ‫كفى حزنا أن المروءة عطلت‬ ‫من الناس إلا من يغني ويصقع‬ ‫وأن ملوك ليس يحظى لديهم‬ ‫ومجلسهم قفر من الذكر بلقع‬ ‫طنابيرهم معمورة بأذانهم‬ ‫ولم أشق بالعلم الذي كنت أجمع‬ ‫أصبحت فيهم مغنيا‬ ‫فيا ليتني‬ ‫وهذا التمني من قانله ‏‪ ٠‬عن ضجر وضيق ‪ .‬لا عن صحة‬ ‫وتحقيق ؛ وقال محمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫وقدرا‬ ‫تحاولها‬ ‫ومكرمة‬ ‫وجاه‬ ‫منزلة‬ ‫إذا ما شنت‬ ‫وتكبر فيهم ورقآً وتبرا‬ ‫وأن تحوي مع المثرين مالا‬ ‫‪ .‬ولا تقرأ بيان العلم سطرا‬ ‫فلا تتعلمن في العلم حرفا‬ ‫وحق لمن شاهد ما ينكره ‪ 0‬ويضيق صدره ويضجره ‪ ،‬أن‬ ‫‪- ٤٠٦‬‬ ‫فوه بما لا يعتقده ‪ 0‬ويذهب إلى ما لا يقصده ‪.‬‬ ‫وقد قالت الحكماء ‪ :‬من ضاق صدره ‪ ،‬إتسع لسانه ‪ 0‬وكم من‬ ‫عالم تنزندق ‪ 0‬ومؤمن في الذين مرق ‪ 0‬لضجرة نالته ‪ 0‬وحسرة‬ ‫غالته ؛ وقال الراوندي ‪ ،‬وقد تزندق ‪:‬‬ ‫ما أنت متهم قل لي من أتهم‬ ‫يا قاسم الرزق قد ضاقت بي القسم‬ ‫فأنت في الحالتين الخصم والحكم‬ ‫إن كان نجمي نحساً أنت خالقه‬ ‫ربي بلا ورق ما تنفع الحكم‬ ‫أنصفت في الحكم إذ أعطيتني حكما‬ ‫لا تحوجني إلى من وجهه صنم‬ ‫فخذ من العلم شطر وأعطني ورقا‬ ‫وله ۔ أيضا ۔ ‪:‬‬ ‫غماآ إذا أتفكر‬ ‫إزداد فيه‬ ‫كم ذا أفكر في الزمان وإنما‬ ‫العقول تحير‬ ‫أمران بينهما‬ ‫حرمان ذي أدب وحظوة جاهل‬ ‫والأمجدون قلوبهم تتفطر‬ ‫فالأرذلون بغبطة وسعادة‬ ‫‪:‬‬ ‫وله ۔ أيضا‬ ‫وصير الناس مرزوقا ومألوقا{©‬ ‫سبحان من أنزل الأشياء منازلها‬ ‫وجاهل أحمق تلقاه مرزوقا ‏‪6١‬‬ ‫مذاهبه‬ ‫أعيت‬ ‫فطن‬ ‫فعاقل‬ ‫‏(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ ،‬يروى ‪:‬‬ ‫ومالوقا‬ ‫مرزوقا‬ ‫الناس‬ ‫وصير‬ ‫الأشياء مواضعها‬ ‫سبحان من وضع‬ ‫مرموقا‬ ‫تلقاه‬ ‫احمق‬ ‫وجاهل‬ ‫ساحته‬ ‫الحرمان‬ ‫بدل‬ ‫فعاقل‬ ‫‪- ٤٠٧‬‬ ‫ولم يكن بارتزاق القوت محقوقا‬ ‫كأنه من خليج البحر مُفترف‬ ‫زنديقا‬ ‫النحرير‬ ‫العالم‬ ‫وصير‬ ‫حانرة‬ ‫الألباب‬ ‫ترك‬ ‫هذا الذ ي‬ ‫النحرير ‪ :‬الرجل العالم ‪ 0‬الحاذق ‪ 0‬الماهر ؛ والمألوق ‪ :‬الذي‬ ‫لا يزال يلقى شرآ ؛ وخليج البحر ‪ :‬جناحه ؛ وخليجاه ‪ :‬جناحاه ؛‬ ‫والزنديق ‪ :‬معروف ‪ 0‬وهو الجاحد بالآخرة والربوبية ؛ قمن وفقه‬ ‫الله ‪ 4‬وعصمه ‪ ،‬وبصره بالهدى ‪ 0‬وسلمه ‪ 0‬إستعمل الصبر‬ ‫والتقوى ‪ 0‬واستمسك منهما بالعروة الوثقى { وألف قناعته‬ ‫ويأسه ‪ 0‬ووطن عليهما نفسه ‪ ،‬وركن إلى قول الشاعر ‪:‬‬ ‫الحريص‬ ‫ويحرمه على الطلب‬ ‫تأتي الفتى الخرز اق عفوا‬ ‫وقد‬ ‫وإلى قول الاخر ‪:‬‬ ‫قفنج نفسك عما في يد النااس‬ ‫إن كنت تهوى بأن تحوي الغنى ملا‬ ‫حتى يغيب في تربي وأرماس‬ ‫إن الحريص فقير دهره أبدا‬ ‫نبقى عليك فليس الناس بالناس‬ ‫فقل لنفسك إن أبصرتها شرهت‬ ‫على الفؤاد قما يرجى لها آس‬ ‫مضى الكرام وأبقوا حسرة بقيت‬ ‫الاس ‪ :‬الطبيب ؛ وإلى قول الآخر ‪:‬‬ ‫ويحرم الرزق من يُؤتاه ( بالتعب‬ ‫قد يرزق المرء ولم تتعب جوارحه‬ ‫(‪ )١‬في نسخة اخرى ‪ :‬يرجوه‪. ‎‬‬ ‫‪- ٤٠٨‬‬ ‫الرزق أروع شيع في ذوي الأدب‬ ‫مع أنني واحد في الناس واجده‬ ‫الرزق والنوك مقرونان في نسب‬ ‫وخلة قل فيها من يخاللني‬ ‫النوك ‪ :‬الحمق ؛ والنوكا ‪ :‬الجماعة الحمقاء ؛ وإلى قول‬ ‫الاخر ‪:‬‬ ‫وناله غيره عفوآ وما حرصا‬ ‫كم طالب لم ينل بالحرص بغيته‬ ‫وإلى قول الآخر ‪:‬‬ ‫ولا بإحتيال لا ولا بالتكايس‬ ‫فما يستفيد المرء مالا بقوة‬ ‫مقدرة من كل رطب ويابس‬ ‫ولكن أرزاق العباد تجينهم‬ ‫وإلى قول أبي تمام ‪:‬‬ ‫فإن الصبر أحجى‬ ‫اصبري أيتها النفس‬ ‫بن لم ينهنه لجا‬ ‫نهنهي الحزن فإن الحزن‬ ‫منجا‬ ‫اليأس‬ ‫فإن‬ ‫وألبسي اليأس من الناس‬ ‫يرجا‬ ‫ليس‬ ‫ما‬ ‫وأتى‬ ‫رجاء‬ ‫خاب‬ ‫ربما‬ ‫قوله ‪ :‬أحجى بهذ ا الني } أ ي ‪ :‬أحرى به ؛ يقول ‪ :‬أحج‬ ‫وما أحجاه بكذا ؛ وكقولك ‪ :‬ما أخلقه وأحراه ؛ وللشنافعى ‪ 0‬مما‬ ‫يتعلق بهذا المعنى ‪:‬‬ ‫الحرب أن تنضي سيوف المنطق‬ ‫ما الحرب أن تنضي سيوف صوارم‬ ‫ولسانه مفتاح باب مغلق‬ ‫كالمخبو تحت‬ ‫والمرء‬ ‫لسانه‬ ‫خلق الزمان وهمتي لم تخلق‬ ‫الغلى‬ ‫ما همتي إلا متازعة‬ ‫وأزمة الأرزاق طوع الخخرق ‏‪6١‬‬ ‫إني أرى الأكياس قد تركوا سُدئ‬ ‫لا يسألون عن الحجى والذولق‬ ‫الناس أعينهم إلى طلب الغنى‬ ‫بنجوم أقطار السماء تعلقي‬ ‫لو كان بالحيل الغنى لوجدتنني‬ ‫ضدان مفترقان أي تفرق‬ ‫لكن من رزق الحجى حرم الغنى‬ ‫والجد يفتح كل باب مغلق‬ ‫والجذ يدني كل شيء شاسع‬ ‫عودا فانمر في يديه فصدق‬ ‫فإذا سمعت بأن مُجذ وذا حوى‬ ‫ماء ليشربه قففاض فحقق‬ ‫وإذا سمعت بأن محروما أتى‬ ‫ذو همة يبلى بعيش ضيق‬ ‫وأحق خلق الله بالهم إمرع‬ ‫بؤس اللبيب وطيب عيش الخحمق‬ ‫ومن الدليل على الفضاء وكونه‬ ‫بين المفاوز أخد ما لم يرزق‬ ‫وأشد من قلع الجبال وبسطها‬ ‫فأود منها أنني لم أخلق‬ ‫ولربما عرضت لنفسي حاجة‬ ‫حمدا ولا أجرا لغير موفق‬ ‫إن إمرعءآً رزق اليسار فلم يصب‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫؛‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫]‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫[‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ل ‪ :‬نضوت السيف‬ ‫غمده‬ ‫‪ .‬إذا أخرجته من‬ ‫وانتضيته‬ ‫ا‪ .‬أي ‪:‬‬ ‫؛ وقوله ‪ ] :‬سدى‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫؛‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫ذ‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫؛‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫لله (تنك) ‪:‬‬ ‫(‪)١‬‬ ‫في نسخة أخرى ‪ :‬الذحمق‪. ‎‬‬ ‫‪- ٤١٠‬‬ ‫ا( أيحسب الإنسان أن يترك سدى }» (_© ‪ 0‬قيل ‪ :‬سُهملا { لا يؤمر‬ ‫ولا ينهى ؛ والأخرق ‪ :‬الأحمق ؛ والحجى ‪ :‬العقل ؛ والأولق (على‬ ‫تقدير فوعل) ‪ :‬وهو مس من الجنون ؛ يقال ‪ :‬رجل به أولق ‪8‬‬ ‫اي ‪ :‬مس الجنون ؛ وهو مألوق ‪ ،‬أي ‪ :‬مجنون ؛ والجد ‪ :‬البخت‬ ‫والحظ ؛ والمجدود ‪ :‬المحظوظ والمبخوت ؛ والمحدود ضد‬ ‫المجدود ‪ :‬وهو الممنوع من الخير ‪.‬‬ ‫وقد أطلت في هذا الباب ‪ 0‬حتى يظن الواقف عليه ‪ .‬إني‬ ‫خرجت عما قصدت إليه ‪ 0‬غير أنه مما يحتاج إلى الإطالة ۔ إذا‬ ‫كان حكم الوقت يقتضيه ‪ 0‬فأردت تسلية للأديب ‪ 0‬وتعزية للذريب ‪.‬‬ ‫وليعلما أن هذا إنما ذكر تعجبآ من إنقلاب الزمان ‘ لا لتصويب‬ ‫وإستحسان ‪ .‬وإن الصحيح ما قد كان ‪ 0‬وإن الباطل ما هو الآن ‪.‬‬ ‫فيخف عليه الإهتمام به ‪ .‬والإعتماد بسببه ‪ 0‬والعصمة بالله ‪.‬‬ ‫والتوفيق منه ‪.‬‬ ‫فصل‬ ‫كان الناس في الزمان الخالي ‪ 0‬إذا لقي الرجل من هو أعلم‬ ‫منه ‪ 0‬فذلك يوم غنيمته ‪ 0‬وإذا لقي من هو مثله ذاكره ‪ ،‬وإذا لقي‬ ‫على‬ ‫اليوم‬ ‫النااس‬ ‫ولم يز هى عليه ‘ فصار‬ ‫دونه ‪7‬‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫‪. ٣٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )١‬سورة الإنسان‪‎‬‬ ‫غير ذلك ‘ لا يتعلمون ممن هو أعلم منهم ‪ 0‬ولا يذاكرون أمثالهم ‪.‬‬ ‫لم‬ ‫لةعفي‬‫ارغب‬ ‫ويزهون على من هو دونهم ‪ 0‬وسبب ذلك ‪ :‬أن ال‬ ‫قد زالت ‪ ،‬والنية للتعليم قد إستحالت ‪ .‬وإنما الإشتغال اليوم بجمع‬ ‫الخموال ‪ ،‬والخفعال تبع للسنفهاء والجهال ؛ ولبعض أهل هذا‬ ‫العصر ‪:‬‬ ‫وذو الغر مبغوض قليل مُذمم‬ ‫أخو اليسر محبوب جليل معظم‬ ‫ولست الفتى إن لم يكن لك درهم‬ ‫فأنت الفتى إن كنت تملك درهما‬ ‫من الناس عند الناس ما هو يعلم ‏‪0١‬‬ ‫وقد كان فيما قد مضى قيمة الفتى‬ ‫لدى الناس ما تحوي يداه ويغنم‬ ‫فقد صار في أيامنا قيمة الفتى‬ ‫بما نلته فالعلم أسنى وأعظم‬ ‫فكن طالبا للعلم ما شنت قانع‬ ‫لغيرك إرث بينهم يتقسم‬ ‫فلا تطلب المال فالمال كثرة‬ ‫(‪ )١‬ويروى في نسخة اخرى‪: ‎‬‬ ‫لدى الناس ما تحوي يداه وتغنم‬ ‫وقد كان فيما قد مضى قيمة الفتى‬ ‫‪- ٤١٢‬‬ ‫الباب الثامن عشر ‪:‬‬ ‫في المتعلم وما له وعليه من التحليل والتحريم‬ ‫قال الله (يلة) ‪ :‬لأ يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم‬ ‫‪.‬‬ ‫نارا م <'‪ 0 0‬قيل ‪ :‬تعلمُونهم وتأمرونهم بتقوى الله ()‬ ‫‪ 0‬كأنه يذهب‬ ‫وعن علي ‘ في ذلك ى قال ‪ :‬أدبُوهن وعلموهن‬ ‫في ذلك إلى الأزواج ‪.‬‬ ‫وعن أبو سعيد الخدري ‪ 0‬عن النبي (ةه) ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬لا‬ ‫يلقى الله (تنك) العبد بشيء ‪ .‬أشد من جهالة أهله " ‪.‬‬ ‫وأجمعت الذمة على تأديب صبيانهم ‪ 0‬وتعليمهم غسل‬ ‫النجاسات ‪ .‬ونهيهم عن المحظورات ‪ 0‬وتعليمهم الطظهارات ‪.‬‬ ‫والوضوء ‪ ،‬والصلاة ‪ 0‬وضربهم عليها ‪ 0‬إذا بلغوا عشر سنين ‪.‬‬ ‫وتفريقهم بين مضاجعهم لسبع سنين ‪ ،‬لما روي عن النبي (يَثه) ‪.‬‬ ‫أنه قال ‪ " :‬فرقوا بين أولادكم في المضاجع لسبع سنين ‪.‬‬ ‫واضربوهم على الصلاة لعشر سنين "" ؛ وتعليمهم القرآن ‪.‬‬ ‫لينشأوا على ذلك ‪ 0‬ويكونوا عالمين به قبل البلوغ ‪ ،‬فإذا بلغوا ‪3‬‬ ‫وجب عليهم أن يتعلموا ويسألوا ‪ 0‬وإن لم يكن ذلك ‪ 0‬على أبانهم‬ ‫‏(‪ )١‬سورة التحريم ‪ :‬‏‪. ٦‬‬ ‫‪- ٤١٣‬‬ ‫أخذهم بذلك ‪ 0‬ولكن لهم أن يامروهم بتقوى الله (ييك) ‏‪٠‬‬ ‫ويحذروهم معصيته ‪ 0‬وينكروا عليهم ما يجب إنكاره ‪ 0‬فإن هم‬ ‫سألوا عن ذلك من يعلمه علمهم ‪ .‬كان أبا أو غيره ‪ }.‬وكذلك عليهم‬ ‫تعليم عبيدهم البالغين ‪ ،‬كتعليم أبنائهم ‪.‬‬ ‫وقال النبي (‪٤‬ةه)‏ ‪ " :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ‪.‬‬ ‫وعنه () ‪ 0‬أنه قال ‪ " :‬هذا القرآن مأدبة الله ‏‪ ٧‬فتعلموا‬ ‫منه‬ ‫‪ .‬بكل حرف‬ ‫القرآن‬ ‫مأدبة الله ما إإستطعتم ‪ 0‬وإن لقار ي‬ ‫‪.‬‬ ‫''‬ ‫حسنات‬ ‫عت‬ ‫وفي الحديث ‪ :‬أن القرآن مأدبة الله ‪ 0‬فأدبوا عليه صغيركم ‪.‬‬ ‫ولا يباري عنه كبيركم ‪ ،‬فإنه ليس كل إمرئ وية عالما ‪ 0‬وإنما‬ ‫العلم بالتعليم ‪.‬‬ ‫وقال أبو ذكوان ‪ :‬مأدبة الله (بالضم والهمز) ‪ ،‬أي ‪ :‬مدعاة‬ ‫الله ! وقال ‪ :‬والأدب ‪ :‬الداعي ؛ والمأدبة ‪ :‬المدعاة ‪.‬‬ ‫وقال أبو الحسن النيسابوري ‪ :‬يقول ‪ :‬أدبت القوم {‪ 0‬إذا‬ ‫دعوتهم إلى طعامك ‪ :‬والمأذبة (بضم الدال) ‪ :‬الطعام الذ ي يد عى‬ ‫إليه الناس ؛ وأما من الأدب ‪ :‬فمأدبة الله (بفتح الدال) ؛ والآدب ‪:‬‬ ‫الماندة ؛ يقال ‪ :‬مأذبة ‪ .‬ومأدبة ‪ :‬للدعوة ؛ وفى الحديث ‪:‬‬ ‫صاحب‬ ‫‪- ٤١٤‬‬ ‫القرآن مأدبة الله ؛ قال أهل العلم ‪ :‬معناه ‪ :‬مدعاة الله ‪ 0‬وليس من‬ ‫الذدب ؛ وأكثر المفسرين قالوا القول الأول ‪ 0‬فكلاهما في العربية‬ ‫جائز ؛ ويدل على القول الأول ‪ 0‬قول النبي (غمةممه) ‪ " :‬أنا الجفنة‬ ‫الغراء ‪ 0‬التي يجمع عليها الناس ‘ ويدعون إليها "" ؛ فمن قال ‪:‬‬ ‫مأدبة الله (بفتح الدال) ‪ :‬فهو من الأدب ؛ ومأذبة الله (بضم‬ ‫الدال) ‪ :‬هو الطعام ‪.‬‬ ‫فأول ما يجب تعليمه ‪ :‬القرآن ‪ 0‬لما روي عن النبي (غتته)‬ ‫۔ أيضا ۔ ‪ :‬أنه جاءه رجل ‪ 0‬فقال ‪ :‬يا رسول الله ‪ 0‬علمني ؛ فقال‬ ‫‪ :‬إذهب فتعلم القرآن ؛ ثم عاد ‪ ،‬فقال له متل ذلك ؛ ثم عاد ‪.‬‬ ‫()‬ ‫فقال له مثل ذلك ‪ ،‬تم عاد ‪ .‬فقال له () ‪ 0‬في الرابعة ‪ " :‬إقبل‬ ‫الحق ممن جاعك به ‪ 0‬حبيبا كان أو بغيضا ‘ ورد الباطل على من‬ ‫جاءك به ‪ 0‬حبيبا كان أو بغيضاآ ‪ 0‬وتعليم القرآن ‪ 0‬ومل معه حيثما‬ ‫مال "" ‪.‬‬ ‫فينبغي للأباء ‪ 0‬أن يبدأوا بتعليم الأبناء القرآن ‪ 0‬والكتاب‬ ‫مصدر الرسل ‪ 8‬الذي تعلم فيه الصبيان ؛ والمكتب ‪ :‬المعلم ؛ وأهل‬ ‫مكة يسمون المعلم ‪ :‬كبيرا ؛ ويقولون ‪ :‬يا كبيري ‪ 8‬أي ‪ :‬يا‬ ‫وعن ابن عباس ‪ 8‬في قول الله رن) ‪ :‬ل إنه لكبيركم الذي‬ ‫_ ‪- ٤١٥‬‬ ‫علمكم السحر ‏‪ ، 0١4‬يريد ‪ :‬مُعلمكم ‪.‬‬ ‫ويقول ‪ :‬علمت الصبي تعليما ؛ والتعليم للمتعلم ؛ قال الشاعر ‪:‬‬ ‫فما العلم إلا بالعنا والتعلم‬ ‫تعلم إذا ما كنت لست بعالم‬ ‫دليل ونور واضح غير أقتم‬ ‫تعلم بني العلم واعلم بأنه‬ ‫ولمحمد بن مداد في مثله ‪:‬‬ ‫على الجهل والعمياء ما لم تعلم‬ ‫تعلم ولا تضجر فإنك لم تزل‬ ‫فليس يساوي قدره قدر درهم‬ ‫فإني رأيت اليوم من كان جاهلا‬ ‫إلى غيره وإن ترع قولي تفهم‬ ‫ولا تدع القرآن والعلم راغبا‬ ‫مم‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫على الكفاية ‘ فاذ ‏‪ ١‬قام به البعض‬ ‫وتعليم القرآن فرض‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏‪٥٠‬‬ ‫مسنله‬ ‫‪.‬‬ ‫سقط عن الباقين فرضه ۔ إلا ما يقام به الصلاة ؛ وتعليم القرآن‬ ‫بالذجرة جائز ‪ 0‬بالسنة القانمة عن النبي (غممه) ‪ :‬أنه أتاه رجْل ه‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول الله ‏‪ ٠‬زوجني من فلانه ؛ فقال () ‪ :‬أعندك‬ ‫مهر تمهرها إياه ؟ قال ‪ :‬لا ؛ فقال (ةه) ‪ :‬أتحفظ من القرآن‬ ‫شيئا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ 0‬أحفظ كذا وكذا ؛ فقال () ‪ :‬فاذهب فعلمها‬ ‫إياه ؛ ثم أتاه بعد أن علمها ‪ .‬فزوجه (قما) ‪.‬‬ ‫والقرآن لا يثبت به النكاح ‪ 0‬وإنما يثبت بالعوض الذي عليه‬ ‫(‪ )١‬سورة‪١٧. ‎‬ا‪:‬هط‬ ‫‪- ٤١٦‬‬ ‫؛‬ ‫إل بيمهر‬ ‫لا نكاح‬ ‫‪ .‬إذ ا كان‬ ‫أن ذلك جائز‬ ‫‪ .‬فدل‬ ‫في تعليمها‬ ‫وجائز للمعلم أخذ الأجرة عليه ‪ 0‬وكره بعضهم ذلك ‪ ،‬إلا أن يجعل‬ ‫{} وقعود ‏‪ . ٥‬وتعليم الخط ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لأذجر ةلعناه‬ ‫مسئلة ‪ :‬فإذا كان على المعلم حق ليتيم ‪ 0‬فعلمه القرآن ‪ 0‬وحسب‬ ‫ذلك عليه ‪ 0‬مثلما يحسب على غيره ‪ 0‬فأرجوا أن يسقط عنه حقه ‪.‬‬ ‫إذا كان من أهل التعليم ‪ 0‬وإن كان فقيرا ‪ 0‬فعلمه قدر ما يعرف به‬ ‫أمر صلواته ‪ 0‬فلا يحسب عليه ذلك ‘ لأن تعليم الصلاة ‪ 0‬وما يقوم‬ ‫به من القرآن ‪ 0‬واجب على الناس ‪ 0‬بعضهم لبعض بلا أجرة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فإذا أعطي شينا بطيبة‬ ‫وقال أبو علي ‪ :‬يكره الشرط للمعلم‬ ‫لإمرأة إبن مع المعلم ‪.‬‬ ‫أنفسهم {‪ 0‬لم أرى به بأساآ ‪ ،‬فإذا كان‬ ‫‪ 0‬فالذحوط له أن يلتمس‬ ‫فأعطاه زوجها نخلة للمرأة ‪ 0‬ولم تغير‬ ‫أو إمرأة ‪ :‬أنها قد أجازت‬ ‫تمام أمرها من المرأة ؛ وإن قال له رجل‬ ‫له النخلة ‪ 0‬إكتفى بذلك إن شاع الله ؛ والمعلم إذا أعطاه ولي اليتيم‬ ‫نخلة من مال اليتيم ‪ 0‬جاز له أخذها ‪ 0‬وإذا دفع اليتيم شينا إلى‬ ‫المعلم وأخذه ‪ 0‬رجا أن بعض أهله وجهه بذلك إليه } فجائز ذلك‬ ‫على التعارف والعادة ؛ وإن قال الصبي للمعلم ‪ :‬هذا شيع أنقذه‬ ‫إليك والدي & أو والدتي ‪ 0‬وسكن قلبه إلى ذلك ‪ 0‬فجائز تعارفا‬ ‫وسكوناآ ؛ وأما في الحكم فلا ؛ وكذلك لو كان دراهم ‪ 0‬وقول‬ ‫‪- ٤١٧‬‬ ‫وما في يده محكوم له به ؛ ويستبيح‬ ‫الصبي ‪ 4‬فلا يقبل في الحكم‬ ‫المعلم أبا الصبي ‪ 0‬على قول من قال بذلك ‪.‬‬ ‫‪ :‬الضمان الذ ي يلزم المعلم ‪ 0‬هو للصبي عليه ‪.‬‬ ‫وقال أبو محمد‬ ‫والخلاص منه إلى والده ‪ 0‬يقبضه له ‪.‬‬ ‫قال الشيخ الفقيه ‪ 0‬القالم ‪ .‬الزاهد ‪ /‬راشد بن خلف بن‬ ‫هاشم ‘ رسالة ‪:‬‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أخص به تاني ومن هو عائلة‬ ‫سلام كنشر المسك لاحت غلائله‬ ‫كفى ما كفى له لم تجد ما تحاوله‬ ‫لقد طالت الأيام بيني وبينكم‬ ‫ويمسي الفتى له عز ما هو راحله‬ ‫فإن أخا الأنيا قريب رحيله‬ ‫وما لم ينل منه تكون فضانلة‬ ‫ورب إمرع فيما يروم هلاكه‬ ‫فإن إله العرش ما شاء فاعلة‬ ‫وفوض إلى الرحمن أمرك كله‬ ‫بما أتاح قنوع فهو للمرء سائله‬ ‫وقصر من الطرف الطويل وكن‬ ‫فكم قد تمنى المر ما ليس نائلة‬ ‫فإن التماني في القرآن ذميمة‬ ‫مقيم على العهد الذي أنت سائلة‬ ‫وخادمك الصافي لودك راشذ‬ ‫ومن قد حوى النادي ومن هو آهلة‬ ‫ويخدمك الإخوان صنوي مُبارك‬ ‫تمت ‪ 0‬وكتبتها كما وجدتها { وبالله التوفيق ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال حسان بن ثابت الأنصاري‬ ‫‪- ٤١٨‬‬ ‫إن دهرا يبو فيه ذو اليلم لدهر هو الغثل الزنيم‬ ‫وقد راضهم زمان لنيم‬ ‫وحرام لمن يرتجي كرم الناس‬ ‫النعيم‬ ‫عليه‬ ‫غطى‬ ‫وجهل‬ ‫المال‬ ‫عدم‬ ‫أضاعه‬ ‫علم‬ ‫رب‬ ‫وقال غيره ‪:‬‬ ‫القصير‬ ‫تعتر بالعمر‬ ‫الذنيا ولا‬ ‫من‬ ‫احذر‬ ‫بالغرور‬ ‫منا‬ ‫صرعته‬ ‫من‬ ‫إلى آنار‬ ‫وانظر‬ ‫وقال العبد الفقير لله القدير ‪/‬سعيد بن غمر بن سعيد بن‬ ‫عبد الله ‪ 0‬فتياريخ الكتاب ‪:‬‬ ‫تم الكتاب لربه من ربه إكرامه‬ ‫ولمن بإحدى يديه زبرجه له إنعامه‬ ‫وهو الضياء من الضياء لقلب كملُهذب‬ ‫طب ربيط لا تطيش لذي الحلوم سهامه‬ ‫تأليف قدوتنا الفتى القنمي سلمه ذي الندى‬ ‫فاق الورى أصلا وفرعا نثره ونظامه‬ ‫من كل فن‪ ,‬في الغلوم به تجد مزبورة‬ ‫منشورة في الخافقين لجوده أعلامه‬ ‫وإليه ديوان الهمام محمد نجل الندى‬ ‫اللغات نظامه‬ ‫الغريب من‬ ‫مداد قد جمع‬ ‫‪- ٤١٩١‬‬ ‫يوم العروبة كان حتما بالعثني تمامه‬ ‫ولأربع بقيت من الشهر الأصم ضرامه‬ ‫في عام ست ثم سبعين سنينا قد مضت‬ ‫من بعد تسع من مائيين إذ خلت أعوامه‬ ‫من هجرة المختار سيدنا النبي محمد‬ ‫لازال من رب الغلا يسمو إليه سلامه‬ ‫مع آله وصحبه والتابعين صلواته‬ ‫كلامه‬ ‫أضاء‬ ‫كما‬ ‫دوما تضيء‬ ‫في فنن الأراك‬ ‫ما غردت ورقاء‬ ‫وما حدا حاد وما برق تألق واستهل غمامه‬ ‫‪- ٤٢٠‬‬ ‫الشواهد‬ ‫‪ " :‬ضياء الضياء ث ‪ .‬شوا هد ق ‏‪ ١‬لكثير من‬ ‫تضمن كتاب‬ ‫؛‬ ‫‪ .‬ومنها لغيره‬ ‫موضوعًا ته ‪ .‬منها نظم ‏‪ ١‬لمُؤلف بنفسه‬ ‫ورأينا إن أكثر الشواهد وأفصحها ‪ .‬هي التى قالها الشيخ‬ ‫العلامة محمد بن مداد ‪ ،‬لأنها أشد إرتباطا بالمعنى ‪ .‬مع‬ ‫أسلوب بيانى ولغوي فريد ‪ ،‬يعتبر من أرقى الأساليب ؛‬ ‫لذلك رأينا جمعها وإثباتها هنا في آخر الكتاب ‪:‬‬ ‫نفقة‬ ‫حفظته‬ ‫قد‬ ‫وما‬ ‫اجعل الكتب رأس مالك يا هذا‬ ‫صدقة‬ ‫علمه‬ ‫فضل‬ ‫في‬ ‫به فإن على العالم‬ ‫وتصدق‬ ‫العلم لا تودعنه غير ثقة‬ ‫فاحفظ العلم واحتفظ بأداء‬ ‫‪2‬بةر؟‬ ‫ح‬ ‫‪620‬‬ ‫ص‬ ‫لا تحتقر شينا من العلم‬ ‫إذا كنت ذا عقل وذا فهم‬ ‫ق ) لقضم‬ ‫بالخضم‬ ‫ينتها‬ ‫لا‬ ‫ساحل‬ ‫له‬ ‫يبحر ما‬ ‫العلم‬ ‫للعلم‬ ‫العالم‬ ‫توقر‬ ‫وأن من إجلالك العلم أن‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫‪2‬ا_‬ ‫_‪/‬‬ ‫همر‬ ‫م‬ ‫‏‪ ٤٢١‬۔‬ ‫الدواء‬ ‫في‬ ‫الله عون‬ ‫وبسم‬ ‫داء‬ ‫كل‬ ‫الله تنفي‬ ‫بسم‬ ‫الخنبياء‬ ‫الله تاج‬ ‫وبسم‬ ‫المتاني‬ ‫الله مُفتا ح‬ ‫وبسم‬ ‫عشر في العداد لكل راء‬ ‫وبسم الله تسعة أحرف بعد‬ ‫الجزاء‬ ‫فأكثر في مضاعفة‬ ‫وفي الحسنات حرف منه عشر‬ ‫راحة؛ر؟_‬ ‫حر‬ ‫&(‬ ‫۔۔‬ ‫وحاطت به في العالمين فضانله‬ ‫ألامن أحب العلم حبب في الورى‬ ‫ولم يختلجه أمر زهو وباطظه‬ ‫إذا كان ذاك الحب لله خالصا‬ ‫سيظهر في الأخرى عليه غلانله‬ ‫وكل لباس يلبس المرء في الدنا‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪:×92‬ج‪.9‬‬ ‫من حديث وحكمة وبيان‬ ‫من تحلى بالعلم لم يمس خلوا‬ ‫الفتيان‬ ‫مجمع‬ ‫عند‬ ‫مثله‬ ‫أو تسلى بالكتب لم يتسلى‬ ‫للمرجي تلاوة القرآن‬ ‫ولخير من كل شيء عليها‬ ‫ص‬ ‫ح‪٩‬مر‏‬ ‫م‬ ‫را_ ة( ؟‬ ‫فهو خزي وشنار وذل‬ ‫كل عز لم يشايعه علم‬ ‫فهو في الغقبى ضلال مُضل‬ ‫وكذا العلم إذا لم يؤيد بتقوى‬ ‫جر‬ ‫‪8‬‬ ‫جر‬ ‫‪.92‬‬ ‫_ ‪- ٤٢٢‬‬ ‫سانق‬ ‫العقل‬ ‫وعليها‬ ‫حرون‬ ‫النفس‬ ‫نبا‬ ‫المضائق‬ ‫إدلل‬ ‫عند‬ ‫دليل‬ ‫العلم‬ ‫ولها‬ ‫‪٢22‬‬ ‫ض‬ ‫وم‬ ‫كم‬ ‫وبهانم‪‎‬‬ ‫ووحوش‬ ‫ذناب‬ ‫الناس‬ ‫إنا‬ ‫مثل ما ترعى النعائم‪‎‬‬ ‫وشرب‬ ‫أكل‬ ‫همهم‬ ‫عالم‪‎‬‬ ‫بالله‬ ‫عارف‬ ‫إليهم‬ ‫الناس‬ ‫بفض‬ ‫‪٢22‬‬ ‫ض‬ ‫‪٩‬همر‏‬ ‫ك‬ ‫ولم يبق إل غبر في الغوابر‪‎‬‬ ‫أرى العلم قد ولى وقد مات أهله‬ ‫عشية أمسوا كلهم في المقابر‪‎‬‬ ‫وما فقده إلا لفقدان أهله‬ ‫‪٢22‬‬ ‫_ضء‪/‬‬ ‫‪٨‬حمر‏‬ ‫م‬ ‫الكلف‪‎‬‬ ‫كله‬ ‫جمع‬ ‫عن‬ ‫يعجز‬ ‫مختلف‬ ‫الضروب‬ ‫العلم شتى‬ ‫النجوم يا خلف‪‎‬‬ ‫وعلم‬ ‫وطب‬ ‫الفقه والنحو واللغات وأنساب‬ ‫شرف‪‎‬‬ ‫وكله‬ ‫علم‬ ‫وفي الأحاديث والرواية والشعار‬ ‫يصطدف‪‎‬‬ ‫بالموج‬ ‫فالعلم بحر‬ ‫أحسنه‬ ‫العلم ويك‬ ‫فخذ من‬ ‫ولا ينتهيه مثتق ف‪‎‬‬ ‫كل‬ ‫أحد‬ ‫كله‬ ‫العلم‬ ‫ما جمع‬ ‫‪_ ٤٢٣ .‬‬ ‫عقله الوكف‬ ‫على ضعف‬ ‫ملنلظنعلم غاية فقد إستولى‬ ‫‪92427‬‬ ‫لا ولو مد له ألف سنه‬ ‫ما حوى العلم لعمري أحد‬ ‫حظه إن لم يدعه ديدنه‬ ‫يا أخي ما خاب إلآ مهمل‬ ‫حسنه‬ ‫في طلاب‬ ‫كل حين‬ ‫به‬ ‫العلم لتزداد‬ ‫فخذ‬ ‫أحسنه‬ ‫فانتخب من كل شيء‬ ‫إنما العلم كبحر سانل‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫وأصدق قولا قاله خاتم الرسل‬ ‫قال رسول الله ذو النور والهدى‬ ‫ققد نقص العلم الشريف عن الفضل‬ ‫فمن ظن يوما أن للعلم غاية‬ ‫ولكن لننفي ما إستطعنا من الجهل‬ ‫وما إن طلبناه لندرك غاية‬ ‫‪٢242‬‬ ‫الساحل‬ ‫يرتع به البحر في‬ ‫ومن يتعمق في البحر لا‬ ‫كما بين مصر إلى بابل‬ ‫وبين البلوغ لقصوى العلوم‬ ‫من السقاء‬ ‫مثل شرب‬ ‫قد رأى العلم أنه‬ ‫الرعاء‬ ‫أجهل‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫بزته‬ ‫أنت‬ ‫فإذا‬ ‫جر‬ ‫‪:5‬‬‫‪.81‬‬ ‫حر‬ ‫ونحن من العلم الشريف على نظر‬ ‫يقولون جالسنا ذو العلم برهة‬ ‫وكانوا كأصناف الحمير أو البقر‬ ‫فإن ترهم في العلم لووا رؤوسهم‬ ‫فما هم على الدنيا وما هم من البشر‬ ‫أولاك نعاج العلم لا تغترر بهم‬ ‫‏‪٢2:02‬‬ ‫جر‬ ‫&‬ ‫جر‬ ‫النفس تيها‬ ‫علت به‬ ‫شبرا‬ ‫لم‬ ‫للعفي‬ ‫ا نا‬‫من‬ ‫إيها‬ ‫للناس‬ ‫وقال‬ ‫باعا‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫ومد‬ ‫يصر فقيها نبيها‬ ‫ومن ينل منه شبرا‬ ‫وجيها‬ ‫وصار‬ ‫وقل في نفسه ما حوى‬ ‫سفيها‬ ‫يمار‬ ‫ولم‬ ‫عليما‬ ‫يعال‬ ‫ولم‬ ‫هيهات أن ينتهيها‬ ‫علم‬ ‫ويعد غاية‬ ‫‪.90229‬‬ ‫‪٨٢‬مر‏ ض‬ ‫كرم‬ ‫منازل‬ ‫ثلاث‬ ‫على‬ ‫الحكيم‬ ‫رتبه‬ ‫العلم‬ ‫الساحل‬ ‫طريق‬ ‫على‬ ‫الخولى يكون‬ ‫فالرتبة‬ ‫بطال‬ ‫يروم‬ ‫فلا‬ ‫أن يغعوم‬ ‫عليه‬ ‫يعني‬ ‫المُتثاقل‬ ‫كوطأة‬ ‫أشد‬ ‫الخخرى‬ ‫والرتبة‬ ‫الجاهل‪.‬‬ ‫العميً‬ ‫على‬ ‫تهون‬ ‫العليا‬ ‫والرتبة‬ ‫ہے‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫فلا تكن معجبا ولا كسلا‬ ‫العملا‬ ‫العجب بالعلم يفسد‬ ‫فما عليهن في اللباس حلا‬ ‫الله حكمة وتقى‬ ‫واسترزق‬ ‫(؟‬ ‫ر‬ ‫مر ‪/‬‬ ‫بصيره‬ ‫على‬ ‫أنت منه‬ ‫عم حق‬ ‫دفا‬ ‫الجحود‬ ‫إن‬ ‫السريره‬ ‫خلا‬ ‫اليهود‬ ‫من‬ ‫النبي‬ ‫معرفة‬ ‫كجحود‬ ‫_‪/‬‬ ‫ومر‬ ‫‪.92:29‬‬ ‫الأذهان‬ ‫وذاك منه لصفا‬ ‫وما يعهد الخشياء إل الإنسان‬ ‫ليس لها عهد بماضي الأزمان‬ ‫وفي البهيمات حظور العرفان‬ ‫(‪6‬؟‬ ‫‪%‬‬ ‫[‬ ‫ويرحم الله عمران بن حطانا‬ ‫لله هادينا لملته‬ ‫والحمد‬ ‫_‬ ‫‪٢222‬‬ ‫‪%.‬‬ ‫‪[ :‬‬ ‫‪- ٤٢٦‬‬ ‫واسمع أخي وافهم مقالي واعتبر‬ ‫إعلم أخي إن كنت من أهل النظر‬ ‫والدرس أب ولقاحه الفكر‬ ‫العلم أنثى والذي نلت ذكر‬ ‫من كان لم يتقي فعلمه هدر‬ ‫والعلم يؤتى بالتقى لا بالسجر‬ ‫قد قال هذا قانل فيما غبر‬ ‫‪9.×29‬‬ ‫‪/‬‬ ‫&‬ ‫‪٣‬‬ ‫العلم‬ ‫مع‬ ‫والفقه‬ ‫القرآن‬ ‫الحكمة‬ ‫جماع‬ ‫الفهم‬ ‫وجودة‬ ‫ومعرفة الحلال من الحرام‬ ‫والإثم‬ ‫الزيغ‬ ‫ومُجانبة‬ ‫التقى‬ ‫وإتيان‬ ‫الحكم‬ ‫أولوا‬ ‫يؤتاها‬ ‫الغراء‬ ‫الحكمة‬ ‫فتلك‬ ‫‪2‬ا] ؟‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٨‬مر‏‬ ‫م‬ ‫بحكمة وبيان‬ ‫‏‪ ١‬لأنام‬ ‫فاق‬ ‫تقي عالم‬ ‫سوى‬ ‫لا تغبطن‬ ‫ليكون جل غناه في الميزان‬ ‫أو ذا غنى واسى الفقير بماله‬ ‫ض‬ ‫و‪٨٩‬مر‏‬ ‫كرم‬ ‫‏‪٢١٤2‬‬ ‫الغلصماء‬ ‫ولا تمنعها‬ ‫لا تحدث بالحكمة سفهاء‬ ‫ويظن العليم فيك جفاء‬ ‫فيظن الجهول قولك كذبا‬ ‫_‬ ‫رم‪‎٩‬‬ ‫۔_‪٧‬ا‪٤٢‬‏ ‪-‬۔‬ ‫بي‬ ‫يعمل‬ ‫من‬ ‫عند‬ ‫إني‬ ‫الحكمة‬ ‫قالت‬ ‫بي‬ ‫يلعب‬ ‫ضاحكا‬ ‫أؤتسى ذا شقاء‬ ‫لست‬ ‫التعب‬ ‫وعظم‬ ‫المقت‬ ‫سوى‬ ‫نال‬ ‫ما‬ ‫ذاك‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫ض‬ ‫ر‪٨‬م‏‬ ‫ك‬ ‫محبوسة في صدر [ هل النفاق‬ ‫وحشية‬ ‫الحكمة‬ ‫و هذه‬ ‫الوفاق‬ ‫وما أقطرت )لطيب‬ ‫حتى إذا صارت إلى مؤمن قررت‬ ‫‪٢722‬‬ ‫الحكماء‪‎‬‬ ‫قلوب‬ ‫في‬ ‫الحكمة نور‬ ‫إنما‬ ‫للضياء‪‎‬‬ ‫سراجا‬ ‫مثل ما يجعل في البيت‬ ‫القضاء‪‎‬‬ ‫على مر‬ ‫وإذا شايعها الصبر‬ ‫ذكاء‪‎‬‬ ‫من‬ ‫ضياء‬ ‫لاح‬ ‫كما‬ ‫والتقى لاحت‬ ‫وعاء‪‎‬‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫الحكمة في قلبك‬ ‫فاقتن‬ ‫بلاء‪‎‬‬ ‫تنج من كل‬ ‫واجعل الصبر دليلا‬ ‫العلماء‪‎‬‬ ‫صدور‬ ‫من‬ ‫الحكمة تؤتى‬ ‫إنشا‬ ‫الدواء‪‎‬‬ ‫ل ب‬ ‫فعج‬ ‫الداء أعياك‬ ‫وإذا ما‬ ‫كل داء‬ ‫للفتى من‬ ‫وأرى العلم شفاء‬ ‫(‪ )١‬يقال ‪ :‬اقطرت الناقة إقطرارا ‪ :‬إذا ضربت بذيلها على رحمها‪. ‎‬‬ ‫_ ‪- ٤٢٨‬‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وتقى زانن دعيت حكيما‬ ‫أنت إن كنت ذا بيان وعقل‬ ‫مثل ذ ي علة يداوي سقيما‬ ‫وأرى عالما يروم المعاصي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.%,‬‬ ‫[‬ ‫را! ‏‪2٤‬‬ ‫يع ما قلنا له غير خليق‬ ‫إن من يسمع منا ثم لم‬ ‫كاندراج الماء في الرأس الحليق‬ ‫يدرج العلم على ذي قلب‬ ‫رويدك فاعلم إن علمك ضايع‬ ‫فذا سامع للعلم راح مضيع‬ ‫على الماء لم تجمع عليه الخصابع‬ ‫المُلضاع كقابض‬ ‫فانك والعلم‬ ‫ض‬ ‫ردهم‬ ‫‪- ٤٢٩‬‬ ‫آفاق البسيطة ساطع‬ ‫على كل‬ ‫وكن عالما كالشنمس أضحت ونورها‬ ‫‪20:2‬‬ ‫ض‬ ‫‪٨‬م‏‬ ‫رم‬ ‫والعلم أنفع من كنوز الجوهر‬ ‫العلم نعم ذخيرة المُستذخر‬ ‫والعلم يمكث باقيات الأدهر‬ ‫تفنى الكنوز على السنين ببذلها‬ ‫وتضمه في القلب بعد الدفتر‬ ‫والعلم لا تخشى عليه سارقا‬ ‫وعليه جل حسابه في المحشر‬ ‫والكنز تغزوه الحوانج كلها‬ ‫وأمانة ورزانة في المحضر‬ ‫والعلم فيه صيانة وديانة‬ ‫والعلم يعلوا فوق كل مُؤمر‬ ‫والعلم تبذله ويعفوا دانما‬ ‫من علمه لا من كنوز الأنضر‬ ‫يكسي العليم مهابة وجلالة‬ ‫ر‬ ‫‪٨‬م‏‬ ‫م‬ ‫رافة( ؟‬ ‫عذبه بالجهل في جهنما‬ ‫علمه‬ ‫الله عليه‬ ‫من حجب‬ ‫فاستقدما‬ ‫بالعلم‬ ‫قدمه‬ ‫جنته‬ ‫ومن أراد أن يبحه حمى‬ ‫والجهل يكسوا الجاهلين حمما‬ ‫بالعلم صار الغلماء أنجما‬ ‫والجلم يؤتي أهله تفهما‬ ‫الجهل يؤتي أهله تندما‬ ‫ض‬ ‫‪٨٩‬م‏‬ ‫رافة( ؟‬ ‫العليما‬ ‫إذا خشي‬ ‫‪- ٤٣٠‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫بالفتى جهلا‬ ‫وحسبك‬ ‫ذل‬ ‫بعلمه‬ ‫وزاد‬ ‫أعدا ع‬ ‫على‬ ‫أمسى‬ ‫وإن‬ ‫أنيما‬ ‫جبارا‬ ‫إذا ما كان بعد العلم‬ ‫رجيما‬ ‫شيطانا‬ ‫فبالكبر إنتهى إبليس‬ ‫لا نذميما‬ ‫ذليلا‬ ‫العلم‬ ‫م‬ ‫عزه‬ ‫في‬ ‫فعش‬ ‫النجوما‬ ‫تبلفك‬ ‫‪٢٤2‬‬ ‫<‪-‬‬ ‫&‬ ‫والعلم يعلوا ذروة المنازل‬ ‫الجهل مُشتق من المجاهل‬ ‫‪٦2:02‬‬ ‫_‬ ‫رم‪٩٨‬ر‬ ‫كر‪‎‬‬ ‫والنور والحكمة في العلم‬ ‫الهدى‬ ‫تعلم العلم فإن‬ ‫الظلم‬ ‫الجهل ويحميك من‬ ‫سورة‬ ‫فانه ينجيك من‬ ‫حيران بين الجهل واإخم‬ ‫جهله‬ ‫كم جاهل صيره‬ ‫الغقم‬ ‫من‬ ‫كانت كضراء‬ ‫أنها‬ ‫حتى تمنى أمه‬ ‫يهدي إلى الخيرات كالنجم‬ ‫علمه‬ ‫الالم في‬ ‫أما ترى‬ ‫الأموال كالدهم‬ ‫دثرآ من‬ ‫وما ذوو الجهل ولو خولوا‬ ‫والغتم‬ ‫والغقف والحبشنان‬ ‫إل كمثل الزط في كسبهم‬ ‫‪- ٤٣١‬‬ ‫الناس كالعدم‬ ‫ووجدهم في‬ ‫إحضارهم أشباه غيابهم‬ ‫كالسرو أو كالأثناب العسم‬ ‫وإنما هم شجر نابت‬ ‫عم‬ ‫من‬ ‫لا قدست‬ ‫يا عم‬ ‫نجدة‬ ‫يقول من رام بهم‬ ‫فيما خلا والخضم القضم‬ ‫فاكرتهم‬ ‫إذا أنت‬ ‫أما‬ ‫كالسيل ذي الطم وذي الرم‬ ‫أهتاراً يدهدأ بهم‬ ‫جاؤك‬ ‫وطر مع العقبان والعصم‬ ‫عنهم‬ ‫فريدا واحدا‬ ‫فعش‬ ‫الناس إلى ربهم‬ ‫ما وجد‬ ‫يهديهم سنبل طريق الهدى‬ ‫وإن أصبحوا إتكى على كل مارد‬ ‫المساجد‬ ‫أر ى فقها ء العصر نور‬ ‫أشد على الشيطان من ألف عابد‬ ‫وإن فقيها واحدا من قضاتنا‬ ‫والخصحاب‬ ‫الحديث‬ ‫عن رواة‬ ‫قد رأينا في بطن كل كتاب‬ ‫أرفع الخحساب‬ ‫العلم‬ ‫حسب‬ ‫وقالوا‬ ‫جميعا‬ ‫أنهم أجمعوا‬ ‫‏‪٦2:02‬‬ ‫ج‪/‬‬ ‫و‪٩‬م‏‬ ‫م‬ ‫من صنيع فاكتسب حسن الصنيع‬ ‫قيمة الإنسان ما يُحسنه‬ ‫‪- ٤٣٢‬‬ ‫ليس قولي لك هذا بالبديع‬ ‫وكفاك العلم زينا في الملا‬ ‫وهو يعلي نسبا كل وضيع‬ ‫فهو ممدوخ على كل لسان‬ ‫برصيع‬ ‫كتاجح‬ ‫للغاني‬ ‫وهو‬ ‫غنى‬ ‫للفقر‬ ‫وهو‬ ‫نور‬ ‫وهو‬ ‫ض‬ ‫ج‪٨٢‬مر‏‬ ‫كرم‬ ‫‪.90229‬‬ ‫وكفى بالجهل شؤما أن كلا ينتفيه‬ ‫وكفى بالعلم عزا أن كلا يدعيه‬ ‫‪65:7‬‬ ‫ض‬ ‫ح‪٩‬مر‏‬ ‫كم‬ ‫والمال ميلته إلى الأنذال‬ ‫المال‬ ‫العلم أفضل من كنوز‬ ‫أحوال‬ ‫والمال تتلفه على‬ ‫عليه سارق‬ ‫والعلم لا تخشى‬ ‫وإذا يبيت يبت على أوجال‬ ‫لازال صاحبه عليه مُشفقً‬ ‫العالي‬ ‫لازال يرب بالمكان‬ ‫إنفاقه بركاته‬ ‫والعلم في‬ ‫يربوا بحسبة ذا إليك وذا لي‬ ‫إنما‬ ‫أكثره حساب‬ ‫والمال‬ ‫رة‬ ‫حر‬ ‫‪%‬‬ ‫چے۔۔‬ ‫السرق‬ ‫آفات‬ ‫عليه‬ ‫لا تخاف‬ ‫كنز‬ ‫العلم‬ ‫وينتفق‬ ‫يباح‬ ‫أن‬ ‫فأكثر‬ ‫تنفقه‬ ‫والعلم‬ ‫غرق‬ ‫أو‬ ‫آخذ‬ ‫عليه‬ ‫ينوب‬ ‫أن‬ ‫يخشى‬ ‫والمال‬ ‫_ ‪_ ٤٣٣‬‬ ‫وامتحق‬ ‫إجتماعا‬ ‫قل‬ ‫بذرته‬ ‫إن‬ ‫والمال‬ ‫جر‬ ‫‪%‬‬ ‫ح‬ ‫نظما‬ ‫مني‬ ‫أفذدك‬ ‫أخي‬ ‫إسمع‬ ‫علما‬ ‫أخاه‬ ‫إذا‬ ‫من‬ ‫مات‬ ‫ما‬ ‫ظلما‬ ‫أنك‬ ‫العلم‬ ‫لا تمنع‬ ‫الفدما‬ ‫النبفيه‬ ‫ح‬ ‫تعال‬ ‫ولا‬ ‫الغما‬ ‫يعاني‬ ‫الجهل‬ ‫في‬ ‫ودعه‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المال مالا‬ ‫وبذاك سمي‬ ‫زانل‬ ‫ظل‬ ‫المال‬ ‫أو عند مؤنته حلالا‬ ‫لو أن فيه فضيلة‬ ‫أجلهم ذهبآ ومالا‬ ‫لوجدت خير الأنبياء‬ ‫خلالا‬ ‫منها‬ ‫تمولوا‬ ‫ولما وجدت الكافرين‬ ‫آ‬ ‫‪+‬‬ ‫رة( ؟‬ ‫_ ‪- ٤٣٤‬‬ ‫أخي حمق عي وإكداءُ عاقل‬ ‫ومن عجب الخشياء إنجاح جاهل‬ ‫على قدر من عالم غير غافل‬ ‫ولكنها المشياء تجري بحكمة‬ ‫‪/‬‬ ‫و‪٨‬م‏‬ ‫كرم‬ ‫)_‬ ‫راة‬ ‫حاكم‬ ‫بقدرة‬ ‫نالوا‬ ‫ولكنهم‬ ‫أرى الناس ما نالوا معاشا بجهدهم‬ ‫لقد هلكن من التدبير كل البهائم‬ ‫ولو أنهم نالوا بتدبيرهم‬ ‫حاكم‬ ‫وحكمة‬ ‫جبار‬ ‫بقدرة‬ ‫ولكنها الأرزاق تأتي على الورى‬ ‫ما‪9.‬‬ ‫وإن يقل عليه الجاه والمال‬ ‫العلم والعقل للإنسان إقبال‬ ‫وإذ‬ ‫منغخصة حقا‬ ‫وفيه‬ ‫والجهل والخمق حرمان لصاحبه‬ ‫وهل يشقى أمر ئ عالم لله فعال‬ ‫وكيف يسعد من أشقى الإله‬ ‫‪٢2٢2‬‬ ‫‏‪02‬‬ ‫ض‬ ‫‪٨‬هع‏‬ ‫ودعك‬ ‫ودعتةه‪4‬‬ ‫فاما‬ ‫يا أخي حاول العلوم ما استطعت‬ ‫الغلوم معك‬ ‫جملة‬ ‫من‬ ‫أنت عند الورى جليل بما حزت‬ ‫بغير إحتمال عنها ما وسعك‬ ‫وبما تفضل البهائم والوحش‬ ‫ما كنت عاملا نقعك‬ ‫كن مع العلم عاملا فإذا‬ ‫صرعك‬ ‫سادراً‬ ‫الجهل‬ ‫وذر الجهل والسفاه فإن تصحب‬ ‫‪_ ٤٣٥‬‬ ‫طمعك‬ ‫العلم فاعتمد‬ ‫وعلى‬ ‫أحد‬ ‫إلى‬ ‫طامعا‬ ‫لا تكن‬ ‫ما منعك‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫وامتنع‬ ‫متى‬ ‫في حفظه بلوغ‬ ‫إن‬ ‫رفعك‬ ‫أطظعته‬ ‫فإذا ما‬ ‫مشاورة‬ ‫أخا‬ ‫واتخذه‬ ‫الأتساب‬ ‫أشبك‬ ‫والمودات‬ ‫الحساب‬ ‫أشرف‬ ‫إنما العلم‬ ‫صغيرا من قبل ريع الشباب‬ ‫وبلوغ المتى طلابك للعلم‬ ‫السحاب‬ ‫كمر‬ ‫له نهرة‬ ‫الذي يراع به العلم‬ ‫والفراغ‬ ‫_‬ ‫‪٨%‬م‏‬ ‫ر‬ ‫والورعا‬ ‫والصالحات‬ ‫والزهد‬ ‫العلم والحلم والتقى جمعا‬ ‫وحسن سمت وعيشة نفعا‬ ‫إلى جميل الخلال مع كرم‬ ‫يليق بالجاهلين أن يسعا‬ ‫زين على طالب الغلوم ولا‬ ‫‪9:+‬‬ ‫_‪/‬‬ ‫م‬ ‫‪92‬‬ ‫م‬ ‫له ضياء كما يجلي الدجا القمر‬ ‫العلم في جنبات القلب مزدهر‬ ‫والجهل سيرة أعمى ما له بصر‬ ‫والعلم يهدي إلى الجنات صاحبه‬ ‫وهل يعد إذا ما أسهل المطر‬ ‫والعلم أكثر أن تحصى فضائله‬ ‫مجالسة الفقيه‬ ‫وأفظع من‬ ‫وما شيع أشد على السفيه‬ ‫الثقلين فيه‬ ‫أزهد‬ ‫وهذا‬ ‫هذا‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫فهذا راغب‬ ‫وهذا بالجهالة يدعيه‬ ‫وهذا سامع للعلم واع‬ ‫لأرباب اللهى فاها لفيه‬ ‫وما للجاهل الحمق المُتاوي‬ ‫لما يكفيه كون الجهل قيه‬ ‫يما‬ ‫ز بغ‬ ‫خهول‬ ‫و للج‬ ‫فتبً‬ ‫وما أعداه للعلم النزيه‬ ‫فما أغراه بالورع النبيه‬ ‫‪27‬‬ ‫_ ‪- ٤٣٧‬‬ ‫وشتان راعي حق علم وجاهله‬ ‫جهلت بفضل العلم حتى شننته‬ ‫‪٢2٦٤2‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫‪4‬‬ ‫والجاهلون لأهل العلم أعداء‬ ‫وضد كل إمرع ما كان يجهله‬ ‫والجاهلون بلا شك هم الداء‬ ‫القالمون لأهل العلم أدوا‬ ‫إلى منار الهندى والجهل عمياء‬ ‫بهم‬ ‫القالمون نجوم يهتدى‬ ‫لفرط بينهم في القصد أعداء‬ ‫مشاناة‬ ‫بعضا‬ ‫وهم لبعضهم‬ ‫‪92,‬٭‪.29‬‬ ‫جر‬ ‫‪8‬‬ ‫_‬ ‫وما غمر عندنا ذا إرتياب‬ ‫وقال الحكيم ابن عبد العزيز‬ ‫الصواب‬ ‫قليل‬ ‫الخطأ‬ ‫كثير‬ ‫الجواب‬ ‫رد‬ ‫عند‬ ‫وسمر عته‬ ‫الإلتفات‬ ‫كثرة‬ ‫في‬ ‫مخايل‬ ‫في العلم والكلم المُستطاب‬ ‫وفي الجهل موت ونفس الحياة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪٢2٢22‬‬ ‫من العلم في مستودعات الدقاتر‬ ‫أر ى معشر الجهال لا علم عندهم‬ ‫لم تدر ما في القرانر‬ ‫محملة‬ ‫الرانحات عشية‬ ‫فهم كالجمال‬ ‫خلا أنهم لم يدفنوا في المقابر‬ ‫وهم معشر الموتى عليهم ثيابهم‬ ‫‪92:47‬‬ ‫جر‬ ‫‪%‬‬ ‫ص‬ ‫‪- ٤٣٨‬‬ ‫المقامة‬ ‫في‬ ‫التشدق‬ ‫من‬ ‫للجهول‬ ‫أستر‬ ‫الموت‬ ‫ملامة‬ ‫الشناة فلا‬ ‫على‬ ‫الحليم‬ ‫وإذا الجهول رأى‬ ‫القيامة‬ ‫جهله حتى‬ ‫ذو الجهل مُستغن بكثرة‬ ‫علامة‬ ‫جهل‪,‬‬ ‫ذي‬ ‫ولكل‬ ‫آفة‬ ‫التعلم‬ ‫ويرى‬ ‫الإستقامة‬ ‫ذهل‬ ‫وعلامة الجهال بغفضهم‬ ‫والزعامة‬ ‫السيادة‬ ‫يهوى‬ ‫الجهول بجهله‬ ‫وترى‬ ‫فلا جناب ولا كرامة‬ ‫قبحا وترحا للجهول‬ ‫‪27‬‬ ‫محطوط‬ ‫الجهل‬ ‫عذر‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫محطوط‬ ‫يا مسكين‬ ‫عذرك‬ ‫ومسخوط‬ ‫مذموم‬ ‫عشت‬ ‫ما‬ ‫واحد‬ ‫تفعله‬ ‫الذ ي‬ ‫كل‬ ‫في الرأي إذ تبدو المشاريط‬ ‫وإنما بالجلم يدعى الفتى‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪.92×29,‬‬ ‫الحلماء‬ ‫عن‬ ‫أ غنى‬ ‫وسفاه‬ ‫رب جهل وقى به المرء حلما‬ ‫‪_ .%.‬‬ ‫[‬ ‫‪902×29.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العقل‬ ‫أفضل من مكتسب‬ ‫ما اكتسب الإنسان في دهره‬ ‫‪- ٤٣٩‬‬ ‫_‬ ‫مرجو‬ ‫أفضل‬ ‫من‬ ‫والعقل‬ ‫كله‬ ‫القتى‬ ‫تدبير‬ ‫بالعقل‬ ‫مدعو‬ ‫أقبح‬ ‫تاراً ومن‬ ‫والجهل أعدا كل من طالب‬ ‫آ‬ ‫‪2‬‬ ‫آج [‬ ‫لرأ{شوة‪٣‬؟‏‬ ‫إلى هوة تهوي إلى غير ناظر‬ ‫إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى‬ ‫ج‬ ‫ہ‬ ‫‏‪٢729‬‬ ‫مروته‬ ‫أحيا‬ ‫فلقد‬ ‫إذا أمات المرء شهوته‬ ‫حسرته‬ ‫الموت‬ ‫دون‬ ‫رأى‬ ‫لشهوته‬ ‫أحيا‬ ‫وإذا‬ ‫‪/‬‬ ‫وثر‬ ‫ك‬ ‫‏‪٦٢222‬‬ ‫على غابر الأيام يصطر عان‬ ‫رأيت الهوى والعقل في القلب دانما‬ ‫وليس هما في الوزن يستويان‬ ‫فايهما غشا على القلب ماله‬ ‫التفكر فيما يعقب الفتيان ‏‪6١‬‬ ‫فهذا له زرع التلهي وذا له‬ ‫‏‪٦2:02‬‬ ‫ض‬ ‫‏رم‪٨‬ثر‬ ‫‏(‪ )١‬الفتيان ‪ :‬الليل والنهار ‪.‬‬ ‫‪- ٤٤٠‬‬ ‫مُستشار في مُثباورته‬ ‫رب ذي عقل له أدب‬ ‫آخرته‬ ‫في أمر‬ ‫جاهل‬ ‫أمر عاقلته ()‬ ‫عاقل في‬ ‫حاضرته‬ ‫نفع‬ ‫من‬ ‫فهو كالمصباح يحرق نفسه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪5٠١‬‬ ‫عقيم‬ ‫فلعقل المتقي غير‬ ‫إن يكن عقل أخ الأنيا عقيما‬ ‫نافع العقبى إلى عقل ذميم‬ ‫إن شتى بين عقل مثمر‬ ‫الفققبى إلى ملك عظيم‬ ‫وأ خ‬ ‫بلغته‬ ‫الأنيا سوى‬ ‫ما لذ ي‬ ‫واحرص على الدنيا واكتسب العقلا‬ ‫إله عن الدنيا وجانب الجُهلا‬ ‫والجهل والظلم تهوي به سفلا‬ ‫فالعقل والعلم تحوي به فضلا‬ ‫‏‪٢2:02‬‬ ‫‪/‬‬ ‫دهم‬ ‫م‬ ‫الرسل‬ ‫ختم‬ ‫نبيك‬ ‫روينا عن علي عن‬ ‫الوبل‬ ‫ديم‬ ‫إببستهلت‬ ‫ما‬ ‫الله صلى‬ ‫عليه‬ ‫العقل‬ ‫راسخ‬ ‫من‬ ‫بأن لا مال أعوذ للفتى‬ ‫الجهل‬ ‫شدة‬ ‫من‬ ‫وأن لا فقر أقبح بالفتى‬ ‫(‪ )١‬في نسخة أخرى ‪ :‬عافيته‪. ‎‬‬ ‫‪- ٤٤١‬‬ ‫عجل‬ ‫أخا‬ ‫يا‬ ‫كالتفكر‬ ‫أحسن‬ ‫شي ء‬ ‫هم‬ ‫لا‬ ‫وأن‬ ‫والنفل‬ ‫كالفقفرض‬ ‫للهند ى‬ ‫أدنى‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫وأن‬ ‫‪_/‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫الشمس‬ ‫لأظلمت ‪.‬من نوره‬ ‫على صورة‬ ‫العقل‬ ‫صور‬ ‫لو‬ ‫لضاء من صورته الدمس ‏‪6١‬‬ ‫أو صور الجهل على هينة‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫جحر‬ ‫‪.+‬‬ ‫_‬ ‫إلا وكان الريم ‪)"“‘١‬في‏ عقله‬ ‫ما نقصت جارحة من فتى‬ ‫‪ 020‬آ‬ ‫والبكر يرجى عقلها في الجمال‬ ‫إن جمال المرء في عقله‬ ‫ض‬ ‫ي‪٨٩‬هرمر‏‬ ‫م‬ ‫‪902‬٭‪.29:+‬‬ ‫تقلبا فهو في الخسباب ينقلب‬ ‫ما سمي القلب قلبا غير أن له‬ ‫‪/‬‬ ‫هم‬ ‫‪.92×29,‬‬ ‫الغلماء‬ ‫كمثل‬ ‫الناس‬ ‫أر في‬ ‫لم‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫الخنبياء‬ ‫وصاة‬ ‫هم‬ ‫السماء‬ ‫مصابيح‬ ‫شم‬ ‫(‪ )١‬الدمس ‪ :‬تراكم الظلمة‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٦٢‬الريم ‪ :‬الزيادة‪. ‎‬‬ ‫‪‎‬۔_‪- ٤٤٧٢‬‬ ‫والأجر كاجر الشهداء‬ ‫نجوم الأرض‬ ‫فم‬ ‫الأزض على قصل القضاء‬ ‫ولاة الله في‬ ‫شم‬ ‫ر‪92‬٭‪9+‬‬ ‫ر‬ ‫‪٨‬مر‏‬ ‫كم‬ ‫فإلى ذل وقل يصير‬ ‫كل عز لم يوطد بعلم‬ ‫فهو والرحمن ملك كبير‬ ‫وإذا العز إستقل بعلم‬ ‫(؟‬ ‫ض‬ ‫وم‬ ‫م‬ ‫كادوا يكونون فوق الناس أربابا‬ ‫الغلماء ولاة الأنبياء فقد‬ ‫وهذبوا فغدوا في العلم صبابا ()‬ ‫حبب إليهم لفضل العلم أفندة‬ ‫_‬ ‫هم‬ ‫م‬ ‫‏‪٤2‬‬ ‫‏‪ ٤2‬كوكا!‬ ‫مثر أقل وعالما يستجهل‬ ‫رحم النبي عليه صلى ربنا‬ ‫أخنى عليه دهره السُسترحل‬ ‫وعزيز قوم كان صاحب ثروة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪"%.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫فهو الجاهل السُستجهل‬ ‫كل من لم ينهه العلم عن الجهل‬ ‫_‪/‬‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫‪.9‬‬ ‫‏‪ ٤2‬كوا‬ ‫(‪ )١‬الصبابا ‪ :‬خيار الناس‪. ‎‬‬ ‫_ ‪- ٤٤٣‬‬ ‫للتعلم‬ ‫بغير‬ ‫الغلوم‬ ‫لا تدرك‬ ‫أنت‬ ‫والدر هم‬ ‫الفلس‬ ‫عبد‬ ‫حبييت‬ ‫ما‬ ‫تكن‬ ‫لا‬ ‫تندم‬ ‫عنه‬ ‫تزغ‬ ‫إن‬ ‫عاملا‬ ‫العلم‬ ‫مع‬ ‫كن‬ ‫مثثم‬ ‫كل‬ ‫تتقي‬ ‫أن‬ ‫كراماته‬ ‫من‬ ‫بالدم‬ ‫الصبي‬ ‫لعب‬ ‫لاعبا‬ ‫فيه‬ ‫تكن‬ ‫فلا‬ ‫المهتم‬ ‫طلاب‬ ‫بالعلوم‬ ‫الله‬ ‫واطلب‬ ‫مرزم‬ ‫من كل‬ ‫تنل الملم باقتباسك‬ ‫_‬ ‫هم‬ ‫كر‬ ‫علما ويجهل علم ذاك لنفسه‬ ‫ليس العليم بمن يعلم غيره‬ ‫عن علمه إيداعه في رمسه‬ ‫أولى بذي علم غدا مُتعاشيا‬ ‫وبن أمسى يتيه على الملا من جنسيه‬ ‫أعلا منه منزلة‬ ‫فالكلب‬ ‫‏‪٢222‬‬ ‫‪/‬‬ ‫م‬ ‫وعويلم من بينهم يتردد‬ ‫ما الناس إلا جاهل أو عالم‬ ‫ويصلح تارة مُتفقها أو يفسد‬ ‫مرا صيب ومرة يخطيء‬ ‫ر‬ ‫‪22‬‬‫ج‪٨‬مر‏‬ ‫م‬ ‫_ ‪- ٤٤٤‬‬ ‫عالم مفسد‬ ‫قوم‬ ‫شر‬ ‫سألت أي الناس شر فقالوا‬ ‫يعبذ‬ ‫الرخا‬ ‫جهُول في‬ ‫فقلت يا قوم فمن مثله قالوا‬ ‫‏‪2٤2‬‬ ‫ض‬ ‫وثم‬ ‫رم‬ ‫يكسبه التقوى ولا يردعه‬ ‫لا خير فيمن لم يكن علمه‬ ‫وشر العلوم ما كان إرثا‬ ‫خير علم ما كان عندك في القبر‬ ‫ويظن أن قد نال منه كثيرا‬ ‫من كان يعجبه غزارة علمه‬ ‫لا ينفع العلم حتى ينفع العمل‬ ‫إني أقول وخير القول أصدقه‬ ‫فذاك ثور على المسناة أو جمل‬ ‫من لم يصنه طلاب العلم عن سفه‬ ‫نجم يضيع بنور العلم مُشتعل‬ ‫والعالم العامل المرضي سيرته‬ ‫ض‬ ‫‏‪٨٢‬‬ ‫‪.92×29,‬‬ ‫من حكمة أودعتها في الطومار‬ ‫الأخبار‬ ‫إسمع أنبيك ببعض‬ ‫والحبر في الآثار عطر الأحبار‬ ‫المسك والعنبر عطر العطار‬ ‫تأكل من ثمارها ما تختار‬ ‫والقتب كالنستان وسط الدار‬ ‫وجلنار‬ ‫الذل والجل‬ ‫الأزهار‬ ‫من الثمار وصنوف‬ ‫يا صاح لا يلهيك كسب الدينار‬ ‫يا نزهة الرأي وروض الأفكار‬ ‫ولا حساب بدر ولا قنطار‬ ‫وجمع حبات حواها البذار‬ ‫عن كتب يقرأوها في أضبار‬ ‫‪×92‬ر‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫‪&%‬م‬ ‫فأنقعا‬ ‫الغلوم‬ ‫ألا در شراب‬ ‫أفي العلم تستحي فتنشرب نغبة‬ ‫ينال السى من كان في العلم مُشنجعا‬ ‫عنك جلباب الحياء فإنما‬ ‫ودع‬ ‫وأكدى إمرؤ لم يحو للعلم مودعا‬ ‫سعى سعيه من كان في العلم ساعيا‬ ‫أروعا‬ ‫ذا وذا كل‬ ‫عن‬ ‫فسل‬ ‫يقول متى هذا وأنى لنا بذا دراكا‬ ‫ک‬ ‫ب؟‬ ‫‪2:‬‬ ‫‪:.‬‬ ‫[‬ ‫‪- ٤٤٦‬‬ ‫مثل الريحان في وسط اليد‬ ‫مثل العالم إن جالسته‬ ‫يد‬ ‫أتاه عاديا فادي‬ ‫من‬ ‫وهو كالعطار يؤتي ريحه‬ ‫المسترشد‬ ‫كان فيه رشدة‬ ‫وكذا العالم إن سائلته‬ ‫جر‬ ‫&‬ ‫حر‬ ‫‪.92×29,‬‬ ‫أجل‬ ‫قال‬ ‫شاورته‬ ‫إذ ‏‪١‬‬ ‫من‬ ‫الفقيه‬ ‫ليس‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫ربه‬ ‫يخاف‬ ‫من‬ ‫الفقيه‬ ‫ان‬ ‫وجل‬ ‫على‬ ‫ذنبه‬ ‫من‬ ‫ليله‬ ‫يبيت‬ ‫ومن‬ ‫‪/‬‬ ‫ح‪٩‬مر‏‬ ‫م‬ ‫‏‪٢2‬‬ ‫الحجر‬ ‫وسط‬ ‫فإنه كالوحي‬ ‫الصغر‬ ‫أوان‬ ‫العلم‬ ‫تعلموا‬ ‫فتستحوا أن تعلموا قي الكبر‬ ‫إذا شيبتم‬ ‫العلم‬ ‫لا تطلبوا‬ ‫‪ -‬أحسن من جهل قبيح مضر‬ ‫والعلم في الشيب على حالة‬ ‫كمن حوى جهلا كثور البقر‬ ‫ما من غدا في العلم ذا مطلب‬ ‫والكة في تعليمه والنظر‬ ‫العلم بتطلابه‬ ‫فانما‬ ‫‪٢22‬‬‫ض‬ ‫و‪٨٩‬مر‏‬ ‫رم‬ ‫أجمع‪‎‬‬ ‫لما‬ ‫كتابا حفظت‬ ‫وددت بأني إذا ما جمعت‬ ‫نسمع‪‎‬‬ ‫الذي‬ ‫وعيت‬ ‫بعلم‬ ‫عالم‬ ‫مسلم‬ ‫خصني‬ ‫وإن‬ ‫‪- ٤٤٧‬‬ ‫العلم شايعني أجمع‪.‬‬ ‫من‬ ‫أو أن الذي كان في جدتي‬ ‫أنفع‬ ‫أنتهي وبه‬ ‫له‬ ‫لا يرجع‬ ‫لقياه‬ ‫إذا شنت‬ ‫ولكن ما غاب عن خاطري‬ ‫إلى قلبه علمه مودع‬ ‫وما يجمع العلم إلآ إمرؤ‬ ‫بفاضلة الحق إذ يصدع‬ ‫مُسمعا‬ ‫أنبري‬ ‫هات‬ ‫إذا قيل‬ ‫ويحضره نابت ألمع‬ ‫إذ أعاوده يرجع‬ ‫عسى‬ ‫نبية يفيد به مُصقع‬ ‫وكي يستفيد به عالم‬ ‫همر _;‪/‬‬ ‫ك‬ ‫‪.9::+‬‬ ‫‪9692‬‬ ‫للعلم في القلب أعيته المقاييس‬ ‫وذو القياس إذا لم يحو مآثره‬ ‫من القياس عدو الله إبليس‬ ‫‪91:19‬‬ ‫بأن يكون لفضل العلم طلابا‬ ‫ما أجمل المرء ما دام الحياة به‬ ‫فاعلم بأن إليه الجهل قد تثابا‬ ‫فإن رأيت الفتى إستغنى بحكمته‬ ‫ما ذمت حيا ولو قطعت أرابا‬ ‫لا تترك العلم إهمالاً بحفظكه‬ ‫ما خاب حامل نور العلم ما خابا‬ ‫إن المكارم كلا في الطلاب له‬ ‫_‪/‬‬ ‫‪91‬‬‫همر‬ ‫‪- ٤٤٨‬‬ ‫إلآ وزاد بذاك حرصا‬ ‫ما إزداد علما عالم‬ ‫إذا تقصا‬ ‫على الطبيب‬ ‫المريض‬ ‫يستشفى‬ ‫وكذاك‬ ‫حرصا‬ ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫للحفظ‬ ‫إن أعب‬ ‫الجهالة‬ ‫وأخو‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ک ‪7‬‬ ‫آوثا؟ (ر؟‬ ‫(ر؟‬ ‫معلومة أولها السدة‬ ‫إن إحتياج العلم في أربع‬ ‫وشهوة في طلب الرشدة‬ ‫وجدة في العلم مبسوطة‬ ‫عدة‬ ‫تبرأها‬ ‫قريحة‬ ‫ورابع الأشياء أن تحتوي‬ ‫موافق في اللين والشدة‬ ‫ناصح‬ ‫ذا مقة‬ ‫وعالم‬ ‫عليه صلاة خالقه المجيد‬ ‫لقد أوحى الإله إلى ابن إيشا‬ ‫حديد‬ ‫وَجُدً وخذ عصي لك من‬ ‫حديد‬ ‫نعلي‬ ‫خذ‬ ‫أيا داود‬ ‫الأبد الأبيد‬ ‫تبيدهما على‬ ‫بجهدك في طلاب العلم حتى‬ ‫وكيف تنال العلم إن لم تعلم‬ ‫يقول ابن محبوب تعلم ولاتدع‬ ‫‏‪ ٤٤٩‬۔‬ ‫العلم بعد التفهم‬ ‫غبي ونيل‬ ‫هل‬ ‫كل من إستغنى عن العلم جا‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫‪٢2٤2‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٦7‬‬ ‫حض‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ده‪‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫مرتفع‪‎‬‬ ‫علامة بالعلوم‬ ‫تتللاانتةه ر ر )جل‬ ‫عندي‬ ‫الناس‬ ‫فذ اك منتفع‪‎‬‬ ‫يعيه‬ ‫لم‬ ‫‪7‬‬ ‫ي‬ ‫عالم‬ ‫ودونه‬ ‫ه م م‪‎‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫متتقع‪‎‬‬ ‫الحمار‬ ‫مثل‬ ‫فذاك‬ ‫بطالته‬ ‫غرة‬ ‫وتالث‬ ‫عماية الجهل خده صرع‪‎‬‬ ‫من‬ ‫وججدانه مثل فقده وهو‬ ‫الشنس نىربرفيف ف اانه مال‬ ‫وتعلم ‪1‬‬ ‫سائلا‬ ‫وهو الجمال لمن يعلم‬ ‫أذ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫هم‬ ‫به‬ ‫ر‬ ‫تح‪١‬ا‏‬ ‫به‬ ‫‏‪ ١‬لمغذني‬ ‫اذا‬ ‫و!‬ ‫ه‬ ‫‪%‬‬ ‫‪[-‬‬ ‫‪:9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ا لحس‪7‬ب‬ ‫فإليهم منتهى كل‬ ‫أهل الأدذب‬ ‫لا أقل الله من‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫عا‬ ‫ر‬ ‫من‬ ‫ألف‬ ‫ألف‬ ‫|‬ ‫‏‪ ١‬حد‬ ‫ق‬ ‫يبا‬ ‫بادأ‬ ‫نا‬ ‫ور‬ ‫‏‪١‬‬ ‫لو‬ ‫ِ‬ ‫والد‬ ‫حسسىنا‬ ‫كالدر‬ ‫وهم‬ ‫ي حصى‬ ‫دتراب‬ ‫الناس‬ ‫إنما‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ره‬ ‫‪ 2‬ر‪+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫_<‬ ‫أدبه‬ ‫وادب‬ ‫بماله‬ ‫صعدا‬ ‫يعلوا‬ ‫المرء‬ ‫‪_ ٤٥٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ونسبه‬ ‫وماله‬ ‫أذبه‬ ‫من‬ ‫خلا‬ ‫فان‬ ‫وموته‬ ‫له‬ ‫أغذ‬ ‫ففقده‬ ‫به‬ ‫أجمل‬ ‫‪2‬راة‪2‬؟‬ ‫ر‬ ‫هم‬ ‫كر‬ ‫العلم بالطمع‬ ‫قرن‬ ‫عالم‬ ‫لا يسودن‬ ‫الناس والورع‬ ‫من‬ ‫قارن العلم بالإياس‬ ‫فاتضع‬ ‫الحرص‬ ‫قاده‬ ‫كذا‬ ‫لم يكن‬ ‫إن من‬ ‫من؟‬ ‫ض‬ ‫‪٨٢‬رمر‏‬ ‫كم‬ ‫تبدى عليه الجهل وانتزع العلم‬ ‫إذا المرء لم يعمل بموجب علمه‬ ‫لبنس الخليلان الخيانة واإثخم‬ ‫وكيف يداوي الناس من خان نفسه‬ ‫را ‏‪٢2١٤‬‬ ‫‏‪ ٨٢‬مر ض‬ ‫كرم‬ ‫لجاهل ارجع إلى العدل‬ ‫القالم في قوله‬ ‫قد وسع‬ ‫إلى الجهل‬ ‫لعالم أرجع‬ ‫لا وسع للجاهل في قوله‬ ‫العقل‬ ‫الجهل بتدبير ذوي‬ ‫على‬ ‫وذا لان العلم يقضي‬ ‫‪4‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪4‬‬ ‫مأ توث‪٢‬ر؟‏‬ ‫جاء القيامة في طوق من النور‬ ‫من علم الناس علما كان يعلمه‬ ‫‪- ٤٥١‬‬ ‫_‬ ‫يزذهى بوجه كمثل البدر منضور‬ ‫يضيع للناس من بعد ويرشدهم‬ ‫كالعميان يمشون حبوا في سمادير ‏(‪0١‬‬ ‫والجاهلون تراهم في القيامة‬ ‫‪20:+‬‬ ‫ضح‬ ‫ثم‬ ‫‪92‬‬ ‫ضر‬ ‫أهله‬ ‫هو‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫علما‬ ‫الناس‬ ‫أفاد‬ ‫من‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫؛ر؟_‬ ‫« ‪٠‬‬ ‫ل‬ ‫المكث على البدعة‬ ‫خير من‬ ‫إن إقتصاد المرء في سنته‬ ‫خير له من طلب الرجعة‬ ‫الخطايا له‬ ‫أسباب‬ ‫وترك‬ ‫خير من الجريان والوقعة‬ ‫والصمت للإنسان عن باطل‬ ‫خير من الصمت بلا شرعة‬ ‫وإيذاعه‬ ‫للحق‬ ‫والنشر‬ ‫لذي علم من الضحكة والسمعة‬ ‫والصمت في الجهال خير‬ ‫قلعة‬ ‫هيابة‬ ‫فقحفاحة‬ ‫فيما يرجى عالما نفعه‬ ‫فظل في إعجابه يجمح‬ ‫كم عالم أعجبه علمه‬ ‫شنعاء في ظلمتها يطرح‬ ‫زل به العلم إلى هوة‬ ‫‪ 2‬ج‬ ‫جر‬ ‫‪8‬‬ ‫جر‬ ‫بازم‬ ‫عليه‬ ‫فاعضض‬ ‫علمےآا_‬ ‫تعلمت‬ ‫إذا‬ ‫بعلم‬ ‫ضحك‬ ‫تخليط‬ ‫الخطايا‬ ‫رأس‬ ‫فإن‬ ‫حر‬ ‫&‬ ‫جحر‬ ‫راة¡م؟‬ ‫الأذان‬ ‫فتملةه‬ ‫مترجعاآ‬ ‫قلته‬ ‫إلى كلام‬ ‫لا ترجعن‬ ‫الإنسان‬ ‫مله‬ ‫تواتر‬ ‫وإذا‬ ‫إذا أتى‬ ‫فالقطر يسال بالكف‬ ‫ض‬ ‫ر‪٨‬مر‏‬ ‫ك‬ ‫كمن قلد الخنزير شذراً وجوهرا‬ ‫واضع هذ ا العلم في غير أهله‬ ‫زكاة وكان ذا عيالين أغبرا‬ ‫أهله مثل مانع‬ ‫ومانعه عن‬ ‫جر‬ ‫‪655‬‬ ‫‪%‬‬ ‫ص‬ ‫الاقارير‬ ‫عصرنا‬ ‫وخلفت‬ ‫النحارير‬ ‫الحكمة‬ ‫أولو ا‬ ‫مات‬ ‫ولا لهم في الغلوم تدبير‬ ‫لا حلم في مجلس يؤيدهم‬ ‫وابك لعلم حواه شرير‬ ‫فابك لروض رعاه خنزير‬ ‫_ ‪-_ ٤٥٣‬‬ ‫اذعاصير‬ ‫فوقه‬ ‫ولعبت‬ ‫الغقلوم ذو ي‬ ‫من‬ ‫لعود‬ ‫وابك‬ ‫بانوا فكل في الفرض مقبور‬ ‫وابك أناساً مضوا لنا سلفا‬ ‫‏‪٢72‬‬‫ض‬ ‫ه‬ ‫لن تنال العلم إلآ أن تحرى فضله‬ ‫قل لغاد يدعي العلم وينسى جهله‬ ‫فاذا أخلصت هذا فتناول أصله‬ ‫يتعاطى قبله‬ ‫باإجتهاد وبتقوى‬ ‫إن يكن من أهله فهو راع أهله‬ ‫عدله‬ ‫وتأمل‬ ‫شكله‬ ‫وتبين‬ ‫قابل العلم يقابلك صلاحا مثله‬ ‫لا تكن حامل سكين‪ ,‬لباغي قتله‬ ‫فتجمل هديه وتبين فضله‬ ‫‪٢72‬‬ ‫الشبابا‬ ‫أطلب العلم ما منحت‬ ‫إسمع النصح واعيا لا كذاب‬ ‫صوابا‬ ‫لا تفيد‬ ‫والتكاليف‬ ‫اعتساف‬ ‫الشيخ للغلوم‬ ‫طلب‬ ‫صادق الروع متقنا ما أصابا‬ ‫ذكي‬ ‫وأرى كل ذي فواد‬ ‫‪9.2‬‬ ‫ج‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وهو في الشيخ كماء في صباب‬ ‫فهو في الأحداث روض خضل‬ ‫أحابي‬ ‫التجاريب‬ ‫غير‬ ‫وعلى‬ ‫جربته‬ ‫لا أحابي في الذ ي‬ ‫رة( ‏‪٢‬‬ ‫جر‬ ‫‪020‬‬ ‫سص‬ ‫‪- ٤٥٤‬‬ ‫من بعد ما جاوز العشرين مْعتلما‬ ‫إذا رأيت الفتى لم يكتسب أدبا‬ ‫جرا ولم يعمل القرطاس والقلما‬ ‫ولم يرح إكتساب العلم مُبتديا‬ ‫مستعمل أو كراع يرتعي البشما‬ ‫فقل حمار إعتمال عبد مقترة‬ ‫‪92:9‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ح‪٨‬مر‏‬ ‫كرم‬ ‫تخلق‬ ‫تأدية وحين‬ ‫في حين‬ ‫المْتملق‬ ‫النبي مقالة‬ ‫كره‬ ‫جمال المتقي‬ ‫لينال ما فيه‬ ‫عالم يختصه‬ ‫ل بحضرة‬ ‫وألن له في القول عمدا وارقق‬ ‫فأخصصه بالتسليم بعد جما عة‬ ‫كوم‬ ‫تصيبك في التعليم شبت على الجهل‬ ‫بُني إذا لم تحتمل ذل ساعة‬ ‫بقيت عزيز النفس عن دنس الذل‬ ‫إذا أنت لم تحمل على العلم عزة‬ ‫بقيت قليل الخير والين والعقل‬ ‫المعلم غرة‬ ‫وإن أنت باطشت‬ ‫ض‬ ‫‪2.2‬‬ ‫وم‬ ‫كم‬ ‫بعلمك مغبوطا به مُتحرزا‬ ‫تذلل لمن تعي تعش متعززاًآ‬ ‫لدى عالم يُؤتيك علما مبرزا‬ ‫فاني رأيت العز في ذل ساعة‬ ‫إلى الذل ما صاروا إذا جاهل نزا‬ ‫فإني رأيت الجاهلين وعزهم‬ ‫شهيد ‏‪١‬‬ ‫سبعين‬ ‫أكرم‬ ‫فلقد‬ ‫_‬ ‫همم‬ ‫‪5 .‬‬ ‫وة (‬ ‫‏‪١‬لفضل‬ ‫هل‬ ‫لا‬ ‫‏‪ ١‬لفضل‬ ‫فم‬ ‫دعر‬ ‫هل‬ ‫‏‪ ١‬لفضل‬ ‫ل‬ ‫الحق‬ ‫أن تعر ف‬ ‫لفضل‬ ‫هل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫كا‬ ‫ليس‬ ‫‪4‬‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫}‬ ‫‏‪٤2‬‬ ‫ه‬ ‫‪--‬‬ ‫معلما‬ ‫بعزك إن‬ ‫متعلما‬ ‫‏‪.٥2‬‬ ‫م‬ ‫عه‬ ‫صب‬ ‫و‬ ‫غدو‬ ‫‪ .‬‏‪ ١‬معلما‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫‪7‬اصبر لج‪1‬ه _لك‬ ‫‏‪٣ -.‬‬ ‫طببييدبه‬ ‫‪,‬‬ ‫‏‪ : .‬امة ‪٢‬و صانه‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 2‬طريق علم سلما‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫غا‬ ‫فاج‬ ‫ععلمه‬ ‫مص‬ ‫فاذا حر مت خر مت‬ ‫‪9‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪-‬ذ نقه‬ ‫‪ .‬و‬ ‫جهته في‬ ‫عظمن جاهلا يرو قك إن‬ ‫‪:‬ه‬‫لق‬‫) ‏‪_ ١‬‬ ‫‪.‬‬‫ذاك ‪7‬‬ ‫س‬‫‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫|لم لهي ادت‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫عمد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫مر‬ ‫_‬ ‫ذ‬ ‫أدب‬ ‫‪1‬‬ ‫_‬ ‫‪1‬‬ ‫فانما "‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‪.‬و‬ ‫ول‬ ‫‪-.‬‬ ‫حامله‬ ‫ا‬ ‫اللهعلم‬ ‫تد‬ ‫‪1‬‬ ‫كااللبحر‬ ‫‪: 7‬‬ ‫قلب‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ٤٥٦‬۔‬ ‫قذمك‬ ‫قد‬ ‫تعب‬ ‫كم‬ ‫قذنمك‬ ‫أخي‬ ‫أتعب‬ ‫ندمك‬ ‫تر‪.‬‬ ‫فلا‬ ‫سُدئ‬ ‫ولا تروحن‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.%‬‬ ‫را ‪:‬‬ ‫[‬ ‫تنال به من العلم الكثير‬ ‫تناول من قليل العلم حتى‬ ‫غدا لم يحو‪ .‬من قن‪ .‬كبير‬ ‫فمن لم يحو‪ .‬من فن يسير‬ ‫الدهور‬ ‫يرقاها على مر‬ ‫وما ذا العلم إلآ كالمراقي‬ ‫ومن وزرآ إلى الملك الخطير‬ ‫وزير‬ ‫كما يرق الأمير إلى‬ ‫الأمور‬ ‫بما ئدعى إليه من‬ ‫التجلي‬ ‫النفس حليتها‬ ‫كذاك‬ ‫كطوع الإبن للأب الأمير‬ ‫فإن ذعيت إلى رشد أطاعت‬ ‫تداعت كالبناءم على شفير‬ ‫وإن ذعيت إلى جهل ضرير‬ ‫عذيرك ما تركت بلا عذير ‪١‬ا)‏‬ ‫فأنت تطب نفسك كالسفير‬ ‫قد رأيت القلوب حينا تموت‬ ‫قيدوا العلم بالكتاب فإني‬ ‫الماموت ")‬ ‫علومه‬ ‫من‬ ‫فاته‬ ‫أهمل الكتابة إلآ‬ ‫قا من‬ ‫إنما العلم في الدفاتر قوت‬ ‫فاجعل العلم في الدفاتر قوتا‬ ‫‪ :‬الحال الذي أنت عليه‪. ‎‬‬ ‫(‪ (١‬العذير‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬المقصود‪‎‬‬ ‫(‪ (٢‬الماموت‬ ‫_‪_ ٤٥٧‬‬ ‫بإن أريحت وعز من لايموت‬ ‫قد تموت القلوب حينا وتحيا‬ ‫المبتوت‬ ‫فألهاه رأيه‬ ‫رب ذي حكمة وعاها فألقاها‬ ‫لا يعيها العصرين قلب شيت‬ ‫فغدت من يديه مثل ضمار‬ ‫ض‬ ‫و‪٨‬مر‏‬ ‫كم‬ ‫‪.92:29‬‬ ‫بالأدب‬ ‫أقبح‬ ‫العجب‬ ‫إن‬ ‫ب‬ ‫العج‬ ‫دع‬ ‫الحرب‬ ‫من‬ ‫و [ عدى‬ ‫شي ء‬ ‫لا‬ ‫الحمق‬ ‫من‬ ‫ليجمل أن يختال هذا من العجب‬ ‫وكيف إختيال من يطوف بعذرة‬ ‫راج‬ ‫ض‬ ‫ح‪٨٩‬مر‏‬ ‫ولم يحو علما نبيل وفضلا‬ ‫إذا المرء نيف للاربعين‬ ‫إذا كان يزداد فيهن جهلا‬ ‫السنين‬ ‫عد‬ ‫فدعه فما نفع‬ ‫شيخا ويوصف بالحلم حجسلا‬ ‫فذلك كالضب يدعى الجهول‬ ‫‪٢722‬‬ ‫‪ ٨‬مر‪_ ‎‬‬ ‫أن ينال المنى به لا يخيب‬ ‫إن من هاب خاب والمْترجي‬ ‫‪<-‬‬ ‫‪!27‬‬ ‫‪%‬‬ ‫[‬ ‫فاجهد بجهدك في التعليم و الطلب‬ ‫إذ ا طلبت فنون العلم وا لأدب‬ ‫‪_ ٤٥٨‬‬ ‫حتى ترقى إليه غير مُتيب ‏‪6١‬‬ ‫فليس كل زمان أنت مُدركه‬ ‫ج‬ ‫جر‬ ‫&‬ ‫<‬ ‫وود أن لو كان جذ عامله‬ ‫يا رب قول قد آلام قانله‬ ‫ما لامه في الصمت يوما عاذله‬ ‫الصمت حكم وقليل فاعله‬ ‫عقل الفتى قي صمته مقائله‬ ‫‪9:+92‬‬ ‫أشعب‬ ‫عة‬ ‫ا في‬ ‫طلطمحمق‬ ‫وفي الناس من تلقاه في العلم سانلا مخا‬ ‫ويطلب مني عابثا غير مذهبي‬ ‫يحاول مني شيمة غير شيمتي‬ ‫وقطع سفاه المرء من غير مارب‬ ‫صمت ولم أعبا له عن جوابه‬ ‫‪7:90‬‬ ‫‪_ ٨‬‬ ‫فيجهل أن يقول الله أعلم‬ ‫ألا لا يستحي من سال علما‬ ‫إذا ما لم تعلم‬ ‫ولا تدري‬ ‫تعلم يا أخي فالعلم زين‬ ‫_ ‪- ٤٥٩‬‬ ‫فهمي‬ ‫عنه‬ ‫يغيب‬ ‫هذا‬ ‫وقل‬ ‫فدعه‬ ‫شيناً‬ ‫إذ ا ما لم تجد‬ ‫وعيب أن تقول لقومه بوهم‬ ‫فليس عليك حين وقفت عيب‬ ‫فتخطي ع للإصابة حين ترمي‬ ‫فترمي فيه بالتخمين ظنا‬ ‫‪2‬‬ ‫_‬ ‫‪٨%‬هم‏‬ ‫ك‬ ‫يقبض ربي العلماء‬ ‫إن قبض العلم أن‬ ‫جُهلاء‬ ‫رؤساء‬ ‫فإذا ماتوا تنحى الناس‬ ‫داء‬ ‫الناس‬ ‫وبقوا في‬ ‫ضلوا‬ ‫ثم‬ ‫فاضلوا‬ ‫‪/‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫هم‬ ‫م‬ ‫إلا بأصغريه‬ ‫المرء‬ ‫ما‬ ‫فقالوا‬ ‫إذ كثروا‬ ‫قلت‬ ‫قد‬ ‫ما المرء إلآ بدرهميه‬ ‫فقلت قول إمرع حكيم‬ ‫إليه‬ ‫عرسه‬ ‫لم تتلفت‬ ‫درهماه‬ ‫الناس‬ ‫في‬ ‫قل‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫سنوره‬ ‫وبال‬ ‫مُستهانا‬ ‫في النااس‬ ‫وعاش‬ ‫‪/‬‬ ‫‪27‬‬‫‪٨٢‬مر‏‬ ‫ك‬ ‫اليلم الذي في غلومه بهرا‬ ‫قال الغاني جابر وهو و‬ ‫النظرا‬ ‫لا بحسن‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫لا تسألوا عن أمر دينكم في العلم‬ ‫غناه مقتقرا‬ ‫غدا في‬ ‫ومن‬ ‫أبطظر هد‬ ‫غناه‬ ‫قوم‬ ‫غني‬ ‫‪- ٤٦٠‬‬ ‫ومن غدا في شرابه سكرا‬ ‫ومن دعاه هوى مهفهفة‬ ‫حصرا‬ ‫لا يعي‬ ‫حيران‬ ‫فذاك‬ ‫وأحوجه‬ ‫الخلاء‬ ‫دعاه‬ ‫ومن‬ ‫_‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪_.‬‬ ‫"‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫_‬ ‫فأوسعه إجلالا وبشرا وإنصاتا‬ ‫إذا ما قصدت العالم الحبر سانلا‬ ‫فشر سؤال المرء ما كان إعناتا‬ ‫عنده في قضية‬ ‫ولا تتعنت‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تو؟(؟‬ ‫ها‬ ‫فوافق له وقت الفراغ وأومض‬ ‫إذا كنت تبغي العلم من عند عالم‬ ‫جهت مهلا فعرض‬ ‫واًافإن‬ ‫تقيل‬ ‫كن‬ ‫تاعرض‬ ‫ال ف‬ ‫لي شغ‬ ‫وكان ف‬ ‫فإن‬ ‫لما بحت إلاً عن فراغ مغوض‬ ‫فلو كنت في شغل وجاءك سائل‬ ‫فذلك حمق المانح المتب رض‬ ‫ولا تأخر مفتيا في حضوره‬ ‫ولو كنت اعلامنه علما فاعرض‬ ‫فإنك إن تفعل سقطت بعينه‬ ‫عليه ولا تعصيه لا شك يمغخض‬ ‫مُتآمر آ‬ ‫في مجلس‬ ‫ولا تؤذه‬ ‫وع‬ ‫‏‪٢١٤2‬‬ ‫عن السؤال‬ ‫من رق وجهه‬ ‫العلم بالسؤال‬ ‫لن طلاب‬ ‫‪- ٤٦١‬‬ ‫الجهال‬ ‫أكابر‬ ‫أما ترى‬ ‫رق به العلم مع الرجال‬ ‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫جهلا قد إستغنوا‬ ‫‏‪٢2:02‬‬ ‫<‬ ‫‪+‬‬ ‫ے‬ ‫او ي‬ ‫)‪٠ ١‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ر‬ ‫ِ ُ‬ ‫علوما‬ ‫الناس‬ ‫أضعف‬ ‫لا يساوي‬ ‫خيرآ‬ ‫لا يساوي جاهل بالعلم‬ ‫‪٢2٤2‬‬ ‫<‬ ‫‪0‬‬ ‫_‬ ‫العلماء‬ ‫لغير‬ ‫إن هذا الرأي ما جاز‬ ‫اء‬ ‫بارتي‬ ‫مقال‬ ‫لم يجز للجاهل القدم‬ ‫عماء‬ ‫في‬ ‫عمى‬ ‫مثل‬ ‫سفيه‬ ‫رب رأي من‬ ‫اء‬ ‫النسه‬ ‫أراء‬ ‫الخابر‬ ‫وكذا لم يحمد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪(%‬‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫كم‬ ‫‪2‬‬ ‫غير من كان عالما ربيا‬ ‫إن عكس السؤال لم يستطعه‬ ‫لأخراه ماهرا قنميا‪66‬‬ ‫الرد ثم يعكس أولاه‬ ‫يحسن‬ ‫أميا‬ ‫لا تراه إلا مراء‬ ‫والذي لا يكاد يحسن شينا‬ ‫بغرير ومن يكون صبيا‬ ‫قِسنه لو كان بالغ السن شيخا‬ ‫‪.‬‬ ‫‏) ‪ ( ١‬القثنمي ‪ :‬الجامع ‪1‬‬ ‫‪- ٤٦٢‬‬ ‫_‬ ‫وبيان طريقها المأتيا‬ ‫انما يعكس الهداة بعلم‬ ‫مداد‬ ‫ابن‬ ‫يا‬ ‫للعلم حفظا‬ ‫إسمع و عي القول وكن متقنا‬ ‫النادي‬ ‫المحفل‬ ‫صاحبه في‬ ‫لا خير في علم إذا لم يزن‬ ‫الوادي‬ ‫الجزء من‬ ‫فيقطع‬ ‫صدره‬ ‫يعه‬ ‫لم‬ ‫ولا إذا‬ ‫‏‪٢22‬‬ ‫ض‬ ‫و‪٨٢‬مر‏‬ ‫كم‬ ‫ولو كان وفق الهدى في يديكا‬ ‫ألا لا تمار ألا لا تمار‬ ‫وربتما كان حتف عليكا‬ ‫فإن المراء يزل الحليم‬ ‫‏‪٢22‬‬ ‫الثقات‬ ‫لإفتقاد المحققين‬ ‫يا لعين كثيرة العبرات‬ ‫للخيرات‬ ‫الطلاب‬ ‫وقل‬ ‫مات أهل الغلوم فافتقد العلم‬ ‫لصحاب الجمال والعبرات‬ ‫وبقينا نجول في سفهاء‬ ‫وأهل الغلوم في حسرات‬ ‫فترى الجاهلين في رغد عيش‪,‬‬ ‫وأهل الخنى من السادات‬ ‫فالفقير الحقير من طلب العلم‬ ‫حتى يصير مثل القذات‬ ‫والسفيه الوضيع يستحقر العالم‬ ‫وأكل الغقضرا والطيبات‬ ‫وكنوز الأموال للجاهل القدم‬ ‫‪- ٤٦٣‬‬ ‫ضر معاشر‪ ,‬يجول في الطرقات‬ ‫وأخو العلم حائر القلب في‬ ‫الدنات‬ ‫والعز للطفاة‬ ‫فالأقلاء والأذلاء أهل العلم‬ ‫وأتى بالعجانب المفضعات‬ ‫يا لدهر قد بدل الحلو مرا‬ ‫_‬ ‫حم‬ ‫كر‬ ‫‏‪٤2‬‬ ‫‏‪ ٤2‬؟"و!"غ‬ ‫ح‬ ‫والأمر والنهي إلى الجاهل‬ ‫ذلة‬ ‫اليوم في‬ ‫الغفلماء‬ ‫‏‪٢٤2‬‬ ‫ح‬ ‫"‬ ‫ص‬ ‫وفي عرض كل مقام مقالا‬ ‫وجدنا لكل زمان‪ ,‬رجالا‬ ‫عيالا‬ ‫عليه‬ ‫وكنا‬ ‫وداد‬ ‫فمن جاد بالمال ملنا إليه‬ ‫دلالا‬ ‫عليه‬ ‫لدينا وعزنا‬ ‫لم يجد كان أضحوكة‬ ‫ومن‬ ‫‪242‬‬ ‫من الغراب إلى الغراب‬ ‫الناس أشبه بالزمان‬ ‫ذوي المرؤة والصياب‬ ‫ورجال هذا الدهر غير‬ ‫والدهر أحيف لا يحابي‬ ‫فرجالهم سّفهاؤهم‬ ‫الكتاب‬ ‫لا‬ ‫الجمع‬ ‫الأقوام بالمال‬ ‫وبراعة‬ ‫الحثالة والتراب‬ ‫من‬ ‫أذل‬ ‫عندهم‬ ‫ذو العلم‬ ‫_‬ ‫‏‪ ٨٩‬م‬ ‫ك‬ ‫(؟‬ ‫را‬ ‫‪- ٤٦٤‬‬ ‫خمن الرضى بالذي يجري به القدر‬ ‫ما قدر الله من شيع فإن لنا‬ ‫ذلا وتصهل في أرجانها الخمر‬ ‫هذا زمان تضم الخيل هنيها‬ ‫وقد تكاد توافي المنبر البقر‬ ‫وينثني العالم القوال مكتئبا‬ ‫يكاد ينتص من اأهوالها الشعر‬ ‫قد أصبح الناس في عمياء مظلمة‬ ‫‪٢262‬‬ ‫وقدرا‬ ‫تحاولها‬ ‫ومكرمة‬ ‫وجاه‬ ‫منزلة‬ ‫إذا ما شنت‬ ‫وتكثر فيهم ورقا وتبرا‬ ‫وأن تحوي مع المترين مالا‬ ‫العلم سطرا‬ ‫بيان‬ ‫ولا تقرأ‬ ‫حرفا‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫فلا تتعلمن‬ ‫‪22‬‬ ‫على الجهل والعمياء ما لم تعلم‬ ‫تعلم ولا تضجر فإنك لم تزل‬ ‫فليس يساوي قدره قدر درهم‬ ‫فإني رأيت لليوم من كان جاهلا‬ ‫إلى غيره وإن ترع قولي تفهم‬ ‫ولا تدع القرآن والعلم راغبا‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ٤٦٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫تقديم لمعالي السيد محمد بن أحمد بن سعود آلبوسعيدي‬ ‫‪١٧‬‬ ‫مقدمة المُوؤتتف‬ ‫‪٣١‬‬ ‫الباب الأول ‪ :‬في ‪ [ :‬بسم الله الرحمن الرحيم {‬ ‫‪٤١‬‬ ‫الباب الثاني ‪ :‬في العلم‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‪ -‬فصل في المعرفة‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫‪ -‬فصل آخر في العلم‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬في الحكمة‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫الباب الرابع ‪ :‬في مدح العلم وتفضيله‬ ‫البااب الخامس ‪ :‬في ذم الجهل وتضليله وكثرة أهل جيله‬ ‫‪١ ٢٥‬‬ ‫الباب السادس ‪ :‬في العقل‬ ‫‪١ ٤١‬‬ ‫فصل في القلب‬ ‫‪١ ٤٧‬‬ ‫الباب السابع ‪ :‬في تفضيل الغلماء وتعظيمهم وتجليلهم‬ ‫وإكرامهم‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫الباب الثامن ‪ :‬في مراتب الغلماء وأحوالهم وما جاء في‬ ‫أقاويلهم و أفعالهم‬ ‫_ ‪- ٤٦٧‬‬ ‫الصفحة‬ ‫اللصموضوع‬ ‫‏‪١٧٤‬‬ ‫هم‬ ‫تماء‬ ‫االعل‬ ‫فمية‬ ‫ص تس‬‫و في‬‫‪ -‬فصل‬ ‫‏‪١٨٧‬‬ ‫׫ الباب التاسع ‪ :‬في الحث على طلب العلم وتعليمه‬ ‫‏‪٢١٧‬‬ ‫۔ فصل في تعليم الأدب‬ ‫‏‪٢٢٩‬‬ ‫٭ الباب العاشر ‪ :‬في أداب الظلماء‬ ‫‏‪٢٣٧‬‬ ‫× الباب الحادي عشر ‪ :‬ما يجب على الغلماء في التعليم‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫× الباب الثاني عشر ‪ :‬ما يجب على المتعلم لسْعلمه وما يؤمر‬ ‫به من الدب في تعليمه‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫| ٭ الباب الثالث عشر ‪ :‬في أدب المسؤول و السائل و الفتيا‬ ‫والجواب عن المسائل‬ ‫‪ -‬فصل في الفتيا‬ ‫‪٣١٩‬‬ ‫‪ -‬فصل في الصائل‬ ‫‪٣٢٦‬‬ ‫‪ -‬فصل آخر في السؤال‬ ‫‪٣٣ ٤‬‬ ‫‪ -‬المسائل التي لا جواب لها عند الشقهاء إلا التسليم‬ ‫‪٣٣٧‬‬ ‫× الباب الرابع عشر ‪ :‬في صفة المستحق للسؤال عن الحلال‬ ‫والحرام‬ ‫‪٣٤١‬‬ ‫‪ -‬فصل في الراي‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‏‪٣٥٧‬‬ ‫السؤال‬ ‫۔ فصل في عكس‬ ‫‏‪٣٦٩‬‬ ‫٭ الباب الخامس عثىر ‪ :‬في الدرس والمذاكرة والمراء |‬ ‫والمناظرة‬ ‫‏‪٣٩١‬‬ ‫× الباب السادس عشر ‪ :‬في التقليد‬ ‫‏‪٣٩٩‬‬ ‫‪ :‬في ذ هاب العلم وطالبيه وإنقلاب |‬ ‫٭ الباب السابع عشر‬ ‫الأحوال باهله وزهادة أهل الوقت فيه‬ ‫‏‪٤١٣‬‬ ‫٭« الباب الثامن عشر ‪ :‬في المتعلم وما له وعليه من التحليل |‬ ‫والتحريم‬ ‫‏‪٤٢٧١‬‬ ‫× شواهد كتاب ‪ "' :‬ضياء الضياء "" ‪ 0‬للشيخ محمد بن مداد‬ ‫‏‪٤٦٧‬‬ ‫الفهرس‬ ‫ه‬ ‫‏_ ‪- ٤٦٩‬۔‬ - ٤٧٠