‫‪....‬خ‬ ‫اام‬ ‫‪17.‬‬ ‫‪9:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪<---‬‬ ‫ضياء من العقيدة الإسلامية‬ ‫حد‬ ‫لااا‪‎‬‬ ‫(‪)٣‬‬ ‫[ الذيد القيم ]‬ ‫مدح(‬ ‫تالدف‬ ‫الدكتور فرحات الجعبيري‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫‪ ٧‬ه‪ - ‎‬م‪‎٦٩٩١‬‬ ‫ح‪-‬‬ ‫۔ھحہححےہ۔حہ۔ہےےے‪٩.٠.‬‏‬ ‫وحدد‬ ‫حححھحد‬ ‫حوحوےووحح حوحو‬ ‫روحو‬ ‫‪١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫«المقدمة‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪. .‬‬ ‫الحمد له ‪ .‬نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور‬ ‫أنفسنا ومن سيئات أعيالنا‪ . .‬من يهده اته فلا مضل له‪ .‬ومن يضلل فلا‬ ‫هادي له ‪.‬‬ ‫وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له ‪ .‬وأن محمدا عبده ورسوله ‪.‬‬ ‫اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل محمد كيا صليت على إبراهيم وعلى‬ ‫آل إبراهيم ‪ .‬وبارك على محمد وعلى ال محمد‪ .‬كيا باركت على إبراهيم وعلى‬ ‫آل إبراهيم ني العالمين إنك حميد مجيد ‪.‬‬ ‫الحمد له الذي لا إله إلا إياه‪ .‬ولا خالق ولا رازق سواه ‪.‬‬ ‫وأنت الواحد في صفاتك‬ ‫الحمد له ‪ .‬أنت الواحد في ذاتك لا قسيم لك‬ ‫لا شبيه لك‪ .‬وأنت الواحد في أفعالك لا شريك لك ‪.‬‬ ‫نحمدك يا ذا الجلال والاكرام حمدا كثيرا دايا طيبا مباركا فيه‪ . .‬أنت‬ ‫‪:4‬‬ ‫نقود « فزهراتناصة ( اتالعسمة ( تم كيد‬ ‫حم‬ ‫»مس‬ ‫ع‬ ‫له‪ ,‬حكَعُرً أحكذ ‪6‬‬ ‫ك‬ ‫س > و س‬ ‫ولم كن‬ ‫‪.‬‬ ‫ہ‬ ‫«‬ ‫س ۔‬ ‫‪9‬‬ ‫ولم ولد‬ ‫‏‪) ٤١‬‬ ‫‏(‪ ١١١‬الاخلاص‬ ‫دح >‪ ,‬س س‬ ‫‪4‬‬ ‫و س وور وم‬ ‫س‬ ‫»‪,‬‬ ‫مم‬ ‫ه ه‬ ‫الابصلروهو يد رك الانصللرز‬ ‫وأنت تقول ‪ :‬لاند ركه‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٠٣‬‬ ‫وَهَرَاللَطِيفآكَبمً ه‬ ‫‪-‬‬ ‫وأنت تقول « كنتة وََواسَميغ ليب ‪4‬‬ ‫‏‪ ٤٦٢‬الشورى ‏‪)١١‬‬ ‫نحمدك يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهيا جميعا‪ .‬أرسلت الأنبياء‬ ‫وجعلت خاتمهم سيدنا محمدا عليه من الله أركى صلاة‬ ‫والمرسلين‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫وتسليم‪ . .‬أرسلتهم جميعا مبشرين ومنذرين ليعلموا الناس كيف يكونون‬ ‫مؤمنين برب العالمين‪ .‬وكيف يستعدون ليكونوا من الفائزين يوم الدين ؛‬ ‫شرفوا بأعلى الدرجات في أعلى عليين { وقلت وقولك هو الحق المبين ‪:‬‬ ‫إ‪ ,‬۔ &‬ ‫زر ۔ے۔ ‪:.‬‬ ‫ے۔۔‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١٩‬‬ ‫إنالزيرك عند أتوالاسَلام "‬ ‫وقلت إنك لا تقبل إلآ من يأتيك بقلب سليم { وقلت ‪:‬‬ ‫« ََنتنح انكم القرينة ‪ 4‬رم آل عمران هه‬ ‫سبحانك ‪ ،‬ما أعظم شأنك ‪ ،‬وما أقوى سلطانك‪ ،‬وما أضعف عبادك‬ ‫إليك المرجع وإليك المصير ‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وبعد‬ ‫إنه فضل من اله تعالى أن منَ علينا بأن نخط هذه الأسطر التى جاءت‬ ‫بين دفتي هذا الكتاب‪ . .‬ولقد شاء اله تعالى أن تكون على ما هي عليه ‪.‬‬ ‫ولقد كان في الحسبان عندما انطلقنا في هذا العمل أن نقف عند كليات‬ ‫وهي كلية‬ ‫الكليات ئ‬ ‫هذه‬ ‫الأولى من‬ ‫الكلية‬ ‫مع‬ ‫فانطلقنا‬ ‫الإيمان الست‪.‬‬ ‫الايمان بالله تعالى‪ ،‬فإذا بها تأتي على الحيز الذي حررزناه فهذا الكتاب‪.‬‬ ‫فاضطررنا إلى إرجاء البقية إلى فرصة لاحقة إن شاء ربنا عز وجل ‪.‬‬ ‫وقد كان لزاما علينا ني مرحلة أولى أن نضع هذه القضية في إطارها العام‬ ‫بعلم‬ ‫أو ما عرف‬ ‫علم ‏‪١‬الكلام‬ ‫فى ‏‪١‬الفكر ‏‪ ١‬لاسلامي ‪ .‬فعملنا على تعر دبف‬ ‫تطرح فيه قضية‬ ‫الذي‬ ‫هو الحيز‬ ‫أنه هذا‬ ‫الذين ‏‪ ٠‬ذلك‬ ‫بأصول‬ ‫التوحيد أو‬ ‫الايمان ‪.‬‬ ‫ثم دفعنا هذا لنقف عند عوامل نشأة الفرق الاسلامية التى تجاذبت هذا‬ ‫الموضوع عبرالزمان والمكان موجهة النصوص المتعلقة بالقضية توجيها‬ ‫متكاملا أحياناإ متنافرا أحيانا أخرى وقد تبين لنا أن هذه العوامل متشابكة‬ ‫‪٦‬‬ ‫متداخلة إلكننا فصلنا بينها فصلا منهجيا مثبتين أنها عوامل سياسية وأصولية‬ ‫تييا بينها حينا وتنابزنت‬‫وثقافية واجتراعية واقتصادية ‪ .‬انبثقت منها فرق ت ختآح ف‬ ‫وتناحرت بالسيف مرارا ‪ .‬ومع‬ ‫با لألقاب أحيانا ‪ .‬وتناظرت بالقول مرات“{‬ ‫ذلك كانت لكل منها مقالاتها وصولاتها ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك جاء الحديث عن الباب الأول من أبواب علم الكلام وهو‬ ‫وذاتا‪.‬‬ ‫فحاء شاملا لما يتعلق بالله جل جلاله وجودا‪.‬‬ ‫باب الاللهيات‪.‬‬ ‫وأسياء‪ .‬وصفات في إطار ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حقه تبارك‬ ‫وتعالى ‪.‬‬ ‫وقد انطلقنا ي هذا بوقفة عند حقيقة المحكم ني الكتاب العزيز لتحلل‬ ‫ما يتعلق بالواجب في حق الله تعالى[ من وجود‪ .‬ووحدانية } وقدَم‪ ،‬وبقاء‪.‬‬ ‫وعدم وجود مثله في ذاته وصفاته وأفعاله ‪ .‬ثم لنبن الجائز ف حقه تعالى وهي‬ ‫الفعل كأن يوسع الله الرزق لفلان ويضيقه على فلان ۔ ثم‬ ‫جميع صفات‬ ‫لنوضح المستحيل على الله عز وجل كالموت والحدوث والفناء ‪ .‬تعالى الله عن‬ ‫ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫ثم كانت لنا جولة عريضة مع ثلث أسيء الله الحسنى‪ .‬خرجنا فيها عيا‬ ‫عرفه علم الكلام من جدل لنعرف هذه الأسياء بيا يليق بالله جل وعلا‪،‬‬ ‫ولتثبت ما يجب أن يكون حظ المؤمن الرباني من هذه الأسياء حتى يعمل كل‬ ‫ما على أن يتحلى بها ويتخلى عيا يضادها‪ .‬وكان رجاؤنا هنا أن نفي بيا رجوناه‬ ‫في مواطن أخرى من أن يخرج المسلمون بأسياء الله الحسنى من دائرة التجريد‬ ‫مما عرف بعلاقة الاسم والمسمى من عينية وغيرية وما إلى ذلك إلى دائرة الواقع‬ ‫الملموس الذي إن تحلى أصحابه بأسياء الله الحسنى لم يكن هم إلا العوً‬ ‫والنصر ‪.‬‬ ‫الفعل‬ ‫وصفات‬ ‫الذات‬ ‫الحولة بوقفة عند صفقات‬ ‫وقد انتهت بنا هذه‬ ‫مثبتين أن الفصل بين الأسياء والصفات ليس بالأمر الهين وأن هذه منها ما‬ ‫هو توقيفي ومنها ما هو اجتهادي ‪.‬‬ ‫ذاك ما يتعلق بالمحكم ‪ .‬أما في ما يخص المتشابه من كتاب اله تعالى فبعد‬ ‫تعريفه وتبيين ضرورة تأويله وما جاء من نصوص الحديث في تأويل شيء‬ ‫من المتشابهإ اخترنا على سبيل المثال تأويل قضية الرؤية وما جاء فيها من‬ ‫أدلة عقلية ونقلية لدى المثبتين والنّماة حسب ما يقتضيه المقام‪ . .‬وتوجنا ذلك‬ ‫ببعض الملاحظات التي تدعو إلى عدم اتخاذ مثل هذه القضايا مطية للتباين‬ ‫والتناحر والباب بل لابد من أن تكون عامل تقارب وتآخ مهيا اختلفت‬ ‫وجهات النظر لأننا في دائرة ما يحتمل التأويل ‪.‬‬ ‫أي علم التوحيد ‪-‬‬ ‫أما الخاتمة فقد سعينا إلى أن نثبت فيها أن هذا الفن‬ ‫لا سبيل إلى أن يستغني عنه المسلمون مهيا تطورت العلوم؛ لأن إدراك حقيقة‬ ‫الايمان والتحلي به هما أساس البناء في المجتمع الاسلامي في كل ميادين‬ ‫الحياة‪ .‬وما طعم الحياة بدون إييان بالله الواحد الديان‪ . .‬إنها سراب في‬ ‫سراب‪ ،‬ونحن نعلم العذاب الذي يتلظى فيه أولئك الذين خرجوا عن هذه‬ ‫الدائرة إلى دائرة الححود والكفران رغم ما يبدون عليه من نعيم في الظاهر ‪.‬‬ ‫إنها الجرائم ‪ 3‬وإنه الانتحار ‪ .3‬وإنها الفحشاء وما ينتج عنها من أوبئة فتاكة‬ ‫لا قبل للانسان المتحضر لرد صولتها رغم ما أوي من علم ‪ . .‬ومهيا أوتي من‬ ‫علم إن هو إلا قليل أمام علم اللميع العليم ‪.‬‬ ‫نعم لقد آن الأوان أن يرجع الناس إلى العلم الصحيح إن أرادوا النجاة‪.‬‬ ‫وأي علم أصح من وحي رب العالمين !‬ ‫أما عن المنهج فقد عملنا على أن نيت ما يسر الله من معلومات عن طريق‬ ‫محاورة بين أستاذ جامعي في الحضارة الاسلامية وبين ولده وهو حديث عهد‬ ‫مدارج كلية ا لشريعة وأصول الدين حول محاضرات ني علم أصول الدين‬ ‫أو علم الكلام ‪.‬‬ ‫وكان المنطلق من ضبط درس في المنهجية وقع فيه الإلحاح على أهمية توثيق‬ ‫المعلومات في الشريعة الاسلامية وني المناهج العصرية‪ .‬وذاك لعمري أمر‬ ‫أساسي في الدراسات الجامعية وفي حياة المجتمع المسلم ‪.‬‬ ‫ثم جاءت المعلومات بعد ذلك خادمة لدرس في علم الكلام من اقتراح‬ ‫الوالد أحيانا ومن طلبات الولد واستفساراته أحيانا أخرى ‪.‬‬ ‫كيا أنه كثيرا ما يقع استغلال بعض من أعيال الأب الخادمة للقضية إلى‬ ‫جانب تحريات الولد وتحليلاته بتوجيه وتدعيم من الوالد‪ . .‬وإلى جانب‬ ‫هذا أقيمت مناظرة كلامية في قضية الرؤية بين مثبتيها وفاتها‪ .‬حاولنا أن‬ ‫نخرج فيها من رتابة العرض المجرد إلى حيوية النقاش البناء ‪.‬‬ ‫وفي كل هذا ‪ .‬كيا أثبتنا في المحاورة الأولى } سلكنا مسلك المتكلمين‬ ‫الذي يقوم على الإقرار بالحقيقة‪ .‬ثم الحرص على التدليل على صحتها‪.‬‬ ‫وبهذا جنبنا أنفسنا ما قد يفضي إليه المنهج الفلسفي من بعض المتاهات التي‬ ‫كثيرا ما تعصف بالعقول في مثل هذه المرحلة من العمر ‪.‬‬ ‫كيا أتنا حرصنا على أن تكون لغة الحوار قريبة إلى الأفهام‪ ،‬خالية من‬ ‫التعقيد والتصنع { تبتعد عن التجريد سوى ما نقلناه من نصوص المتكلمين‬ ‫وهي كثيرة في هذا العمل‪ .‬وذلك لتقترب من ناشئتنا حتى تزول ما بيغهم‬ ‫وبينها من بعض الحفوة ليصلوا إلى استيعاب الماضي لبناء المستقبل ‪.‬‬ ‫هذا ما يسر الله جمعه مضمونا وشكلا ‪ .‬وما توفيقي إلا بالله ‪ .‬ولا حول‬ ‫ولا قوة إلا باانه العلي العظيم عليه توكلت وإليه أنبت وهو رب العرش‬ ‫العظيم ‪.‬‬ ‫ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إتك أنت‬ ‫الوهاب ‪: .‬‬ ‫الدرس الأول بالكلية وأثره ‪:‬‬ ‫لقد عاد الفتى من الكلية وهو ينقد حماسا ليعرض على والده ملخصا‬ ‫للمحاضرة التي استمع إليها في نشوة كاملة‪ .‬دون أن يتمكن من متابعة‬ ‫الأستاذ المحاضر في تسجيل كل كبيرة وصغيرة‪ .‬ودون أن يتمكن من‬ ‫استفسار عيا غمض فيها من كلام لم يألفه بعد ‪.‬‬ ‫لقد أدرك بسرعة أن نمط الدراسة قد تغير } فإن كان الاستاذ بالثانوية‬ ‫العامة يملي درسه في تؤدة كاملة‪ ،‬ويقدم للتلاميذ ما يحتاجون إليه جاهزا‬ ‫متكاملا ‪ 3‬فإن المحيط اليوم غير المحيط على مدارج الجامعة فعدد الطلبة‬ ‫يقارب الآلف‪ ،‬والأستاذ المحاضر يلقي محاضرته من وراء المصدح‪ ،‬يتعايش‬ ‫مع مذكراتهإ ويحرص على أن ينهي محاضرته التي بدا للفتى أنها كلفته من‬ ‫العناء ما كلفته ‪.‬‬ ‫ولفتت انتباهه ملاحظة ساقها الاستاذ بلهجة فيها من الصرامة ما فيها‪،‬‬ ‫وفحواها أن دور الأستاذ الجامعى يتمثل أساسا في توجيه الطلبة وتاطير‬ ‫القضايا المدرجة في البرنامج } وعلى الطلبة أن يعولوا على أنفسهم في استيعاب‬ ‫هذه القضايا والامام مها من جميع جوانبها ‪.‬‬ ‫كيا سره كثيرا ما وعد به الأستاذ من توفير ثبت لجميع المصادر والمراجع التي‬ ‫تتعلق بالقضية يتولى أمرها المعيد في الدرس الموجه ‪.‬‬ ‫أدرك الفتى أن المعركة حاسمة وأن المنافسة شريفة وجليلة‪ .‬إذ هدفه‬ ‫الأسمى أن يثلج قلب والده الذي ما يزال يدفعه إلى الحصول على درجات‬ ‫الامتياز وعدم الاكتفاء بالذون ‪.‬‬ ‫وسلواه في هذا التوق النبيل أنه اختار عن اقتناع تخصصا لا يبعد كثيرا‬ ‫‪.‬‬ ‫تخصص والده‬ ‫عن‬ ‫فإن كان والده سخّر عمره في الوقوف عند خضائص الحضارة الاسلامية‬ ‫في كلية الآداب فإنه اختار أن يغوص أكثر في العلوم الاسلامية بمعهد‬ ‫الدين ‪.‬‬ ‫أصول‬ ‫نعم إنه مازال يذكر نادرة رواها له والده عن سهرة بين ولد ووالده لم تتوقف‬ ‫فيها المناظرة إلا عند مطلع الفجر‪ .‬وأدرك أنها هذه الخطوة الأولى التي يمكن‬ ‫أن تجعل منه الولد المناظر ‪ ،‬إذ توجه كل اخوته إلى تخصصات بعيدة عن‬ ‫دخوله المنزل سلم على والدته ودخل لتوه إلى مكتبه ليتعايش مع ما‬ ‫وحال‬ ‫لتكلم‬ ‫صدى‬ ‫ذهنه من‬ ‫في‬ ‫وليستحضر ما بقي‬ ‫من مذكرا ت“©‬ ‫سجله‬ ‫النبرات ‪.‬‬ ‫القلم وسجل ‪:‬‬ ‫أمسك‬ ‫ماهية علم الكلام ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نشأة علم الكلام‬ ‫‪.‬‬ ‫مواضيع علم الكلام‬ ‫_‬ ‫هذا ما وعد الاستاذ المحاضر بإنجاز في هذا العام[ ثم عاد إلى العنصر‬ ‫الأول } وانتهت الساعة دون أن ينتهي من الإلمام بتعريف هذا العلم ‪.‬‬ ‫لا تستغرق أكثر من ربع ساعة‪ ،‬يملي على إثرها الأستاذ نص التعريف ويأمر‬ ‫ثم يتحول إلى جوهر القضية ‪ ،‬لم يستثن من ذلك إلا ما عرفه من‬ ‫بحفظه‬ ‫على ضبط ما هيتها ‏‪ ٠‬ولكنها‬ ‫‏‪ ١‬لتوسع لدى أستاذ الفلسفة عندما حرص‬ ‫بعض‬ ‫لم تنضبط ‪ -‬على الأقل في ذمته ۔ لأنه مايزال إلى الآن تخامره عديد من‬ ‫‏‪ ١١‬۔‬ ‫الالستفهامات حول كنه الفلسفة ‪.‬‬ ‫وهنالك رجع إلى مذكراته ‪ .‬فوجد أن الأستاذ المحاضر أملى من بين ما‬ ‫أملى تعريف ابن خلدون لعلم الكلام وذكر أنه مقتبس من المقدمة وقد حدد‬ ‫الصفحة ‪.‬‬ ‫وأعاد قراءته مرات فتفطّن إلى أن المعنى لا‬ ‫فتأمل في هذا التعريف‬ ‫يستقيم وهنالك أدرك أنه لم يستطع متابعة سرعة الأستاذ في الإلقاء ‪.‬‬ ‫وبعد برهة من الحيرة والاضطراب واتهام النفس بالقصور والتقصير }‬ ‫تفطن إلى الحل‪ ،‬لم لا يرجع إلى نص المقدمة ؟‬ ‫وهنالك انطلق مسرعا إلى رفوف مكتبة والده داعيا الله تعالى أن يطيل‬ ‫ني عمر لما وفر له ولاخوته من رصيد علمي طيبؤ يغني عن الرّحلة إلى‬ ‫المكتبات العمومية ‪.‬‬ ‫نعم لقد سبق له أن أعد بحشا عن عبدالرحمن بن خلدون‬ ‫‏(‪ ، )١!٤٠٦/٨٠٨‬وهو يعلم أنه وليد مدينة تونس ودفين مدينة القاهرة‪ ،‬وأنه‬ ‫المؤرخ الذي عمل على سرد أحداث التاريخ } وقراءتها قراءة نقدية ‪ 5‬وأنه عرف‬ ‫بأنه مؤسس علم الاجتياع من خلال المقدمة التي وضعها لتاريخه الموسوم‬ ‫بكتاب العبر ‪ ،‬وحاول أن يستحضر الاسم كاملا } فلم يستطع‪ ،‬فرجع إلى‬ ‫الكتاب وهو يعرف مكانه من رفوف المكتبة ش وهل تخفى مثل هذه المجلدات‬ ‫التي مازالت تستهويه‪ }.‬وهو يرى والده يغرق وسط ما يأخذه منها لاعداد‬ ‫‪:‬‬ ‫محاضراته‪.‬‬ ‫قرا ‪ 2‬فإذا العنوان كيا يلي ‪« :‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام‬ ‫العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١‬س‬ ‫ردد كليات هذا العنوان بيا فيه من سجع بكل إعجاب ‪ ،‬دون أن ينتبه إلى‬ ‫ما تحمله تلكم الكليات المتناسقة من أبعاد ثم أمسك المقدمة بسرعة‬ ‫ليستكمل ما لمسه من نقص في مذكراته ‪.‬‬ ‫فتح الصفحة التي حددها الأستاذ المحاضر ‪ ،‬وقرأ وأعاد القراءة فلم يعثر‬ ‫يخطئ الأستاذ أ‪.‬‬ ‫على النص المطلوب تحير في أمره من جديد ! أيمكن أن‬ ‫ولو على كلمة من‬ ‫لا ! لا ‪ .‬عاد إلى القراءة مرة أخرى بإمعان كبير عساه يعثر‬ ‫إنه سمع خطا ‏‪٩‬‬ ‫ذلكم التعريف فلم يجد شيئا‪ ،‬هنالك اتهم سمعه نعم‬ ‫ألف عادة الساع‬ ‫خاصة وأن الأستاذ كان يملي الأرقام عربية فصحى وقد‬ ‫إلى الأعداد تقرأ بكل الأشكال سوى العربية الفصحى ‪.‬‬ ‫فكر قليلا فخطر بباله أن يستعين ببعض أقرانه لتدارك هذا الخطأ{ ول لا‬ ‫يستعين بوالده عندما يرجع ؟‬ ‫لقد حز في نفسه مثل هذا العجز وظل يتصفح المقدمة‪ .‬ويتأمل في‬ ‫فاستهوته قراءة‬ ‫عناوين أبوابها وفصولها فدفعه ذلك إلى أن يعود إلى الفهرس‬ ‫هذك العناوين وعزم على تتبعها بدقة‪ ،‬عساه أن يعثر على مضنوبه‪ .‬وطاات‪:‬‬ ‫قراءته وكاد ييأس وقد أوشكت القراءة على النهاية‪ .7‬وهنالك تهللت ملامح‬ ‫وجهه وهو يقرأ «علم الكلام» ‪.‬‬ ‫وبسرعة كبيرة فتح الصفحة المناسبة وقراأ‪ ،‬وإذا بالتعريف الذي أملاه‬ ‫الأستاذ بدا لامعا واضحاك فقرأ «علم يتضمن الحجاج عن العقائد الايمانية‬ ‫بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين عن العقائد الاييانية» ‪.‬‬ ‫ونظر في مذكراته فوجد أنه أهمل قول ابن خلدون «على المبتدعة المنحرفين‬ ‫عن» فصحح ما وقع فيه من خطا { ثم عاد يتأمل نص هذا التعريف جملة‬ ‫حملة وكلمة كلمة‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫فادرك أولا أنه إزاء علم من العلوم التي تعرف بالعلوم الانسانية‪ .‬وهو‬ ‫بالطبع ليس مما يعرف بالعلوم الصحيحة‪ .‬وقد علم من قبل أن الحدود في‬ ‫مثل هذا النوع من العلوم لا يمكن أن تكون مضبوطة ضبطا دقيقا! كا هو‬ ‫الشأن بالنسبة إلى الحدود في العلوم الصحيحة ‪.‬‬ ‫ونهم هنالك لماذا حاول الأستاذ المحاضر أن يناقش ابن خلدون في تعريفه‬ ‫وأدرك أيضا لماذا وعد الأستاذ بأن يحيلهم على تعريفات أخرى ©‬ ‫هذا العلم‬ ‫وسعى إلى أن يعلل اختيار لهذا التعريف بالذات ‪.‬‬ ‫ما عسى أن تكون هذه التعريفات يا ترى ؟ ومن أصحابها ؟ ولماذا هذا‬ ‫الانطلاق ؟ ذاك ما كان مخامره في تلكم‬ ‫الاختلاف بين العلاء من نقطة‬ ‫اللحظات ولم يستفق من تلكم التساؤلات إلا ويد والده الحنون تربت على‬ ‫كتفه‪ .‬وليست هي المرة الأولى التي يطرأ له فيها مثل هذا الغرق في التأمل‬ ‫فتبادلا أطيب التحيّات‪ ،‬وكانت الفرصة سانحة وبدون أيّة مقدمة أفصح عنا‬ ‫يخامره ‪.‬‬ ‫لماذا هذا الاختلاف في تحديد علم الكلام ؟‬ ‫وماذا لم يعثر على التص في الصفحة التي حددها الأستاذ ؟‬ ‫النبتة الكريمة من عطاء‬ ‫هذه‬ ‫نفسه ن‬ ‫‪ 0‬وهو يقول ف‬ ‫سر الوالد أنا سرور‬ ‫الله من أعماقه ودعا لولده‬ ‫بإذن ربها ‪ .‬فحمد‬ ‫اللله تعال ستؤقي أكلها بعد حين‬ ‫تنتظرنا للإفطار وموعدنا بعد ‏‪ ١‬لقيلولة‬ ‫‪ « « ::‬مهلا يا ولد ‏‪ ١‬أمك‬ ‫بالتوفيق ‏‪ ٠‬ثم قال‬ ‫إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫وكان الحوار على مائدة الإفطار حول محيط الجامعة وظروف الكلية ونشوة‬ ‫الارتقاء إلى ميدان فسيح لا ساحل له ‪ . .‬إنه العلم وما أدراك ما العلم ! ‪.‬‬ ‫وما كاد وقت القيلولة ينتهي حتى انبرى أفراد الأسرة للاستعداد إلى صلاة‬ ‫‪١٤‬‬ ‫بالمسجد المجاور [ ثم التأم المجلس بن‬ ‫العصر ‘ ثم صلى الوالد مع أولاده‬ ‫الفتى وأبيه‪ ،‬واستقر الأمر على ضبط برنامج العمل في مفتتح هذه السنة‬ ‫الجامعية ‪ ،‬ووقع الاتفاق على تحديد موعد لثلاثة لقاءات في الأسبوع تتدارس‬ ‫فيها القضايا المطروحة في البرنامج ‪ ،‬مع فتح الباب للظروف الطارئة ‪.‬‬ ‫أمّا خطة العمل فقد وقع الاتفاق على متابعة الدريس لتكميل ما فيها من‬ ‫ثغرات وللغوص في أبعادها بقدر الامكان مع الالحاح خاصة على فهم ما‬ ‫وتطعيمها بنصوص أخرى© مع السعي إلى توفير‬ ‫يطرح فيها من نصوص©‪،‬‬ ‫المكتبات‬ ‫طريق الاستعارة من‬ ‫طريق الاشتراء ‏‪ ٠‬أو عن‬ ‫المصادر والمراجع عن‬ ‫العمومية ‪ .‬مع عدم الغفلة عن ارتيادها من حين لآخر لما في ذلك من خير‬ ‫‪.‬‬ ‫المكتبات بانتظام قبل وصولا إلى السوق‬ ‫المطبوعات التي تصل إلى هذه‬ ‫وبعد ذلك انبرى الوالد للاجابة على السؤالين المطروحين‪ ،‬واختار أن يبدأ‬ ‫ذ هن ولده نقطة منهجية يعلم أ ن أغلب ‏‪ ١‬لطلبة لا يقدّرونها‬ ‫ليضبط ف‬ ‫ىبالأول‬ ‫حق قدرها في البداية‪ .‬ألا وهي قضية توثيق التصوص المقتبسة مثل‬ ‫التعريفات والاستشهادات التي تأتي للتدعيم ‪.‬‬ ‫‪_ ١٥‬‬ ‫قيمة توثيق المعلومات ‪:‬‬ ‫طلب من ولده أن يقرأ ما جاء في مذكراته من تعريف‪ ،‬فقرأ الولد التعريف‬ ‫الكامل ثم توقف‪.‬‬ ‫فقال الوالد ‪ :‬أكمل ‪.‬‬ ‫أجاب الفتى ‪ :‬لقد انتهيت‪.‬‬ ‫فالح الوالد ‪ :‬أكمل أرجوك‪ .‬وهو واثق من أن الأستاذ المحاضر قد ويّقى‬ ‫النص‪.‬‬ ‫وإن أردت أن أقرأ الفقرة الموالية‬ ‫فأعاد الفتى ‪ :‬لقد انتهى التعريف يا أبت‬ ‫فأنا مستعد‪.‬‬ ‫وهنالك أمسك الوالد المذكرة وقرأ ‪« :‬تحقيق علي عبدالواحد وافي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٦٧‬‏‪٧٣‬ج ص‏‪ . ١٩٦١٩‬وطلب من ولده أن يقرا ما‬ ‫ط ثانية‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫وجد بالصفحة الأولى من النسخة التي اعتمدها الولد للبحث عن التعريف ‏‪٥‬‬ ‫فقرأ الولد‪« :‬طبعة بيروت ‏‪ .» ١٩٦٧‬وتأمل فإذا الص بصفحة ‏‪8 ٨٢١‬‬ ‫فبدت ابتسامة لطيفة من والده‪ ،‬وتعجب كيف فاتته مثل هذه الحقيقة‬ ‫البسيطة ‪.‬‬ ‫واغتنم الوالد الفرصة ليبين لولده قيمة التوثيق في الحياة الاجتماعية عامة‬ ‫والأعمال العلمية خاصة ‪.‬‬ ‫اعلم يا ولدي أن الله تعالى بين للناس في القرآن الكريم أهمية التوثيق في‬ ‫المعاملات المالية‪ .‬وتأمل في آية الدين تجدها أطول آية في القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪. ١٦‬‬ ‫ففتح الولد المصحف بسرعة حيث أشار له أبوه بانها في أواخر سورة البقرة ©‬ ‫نرا‪ -‬كن ل كوة ن ا‬ ‫ِِ >‬ ‫ِ ‪ِ .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫=‬ ‫! ا دذا م عوا‬ ‫‪-‬‬ ‫رايت ‏‪ ١‬رر ا‬ ‫آي‬ ‫اددما‬ ‫إح‬ ‫س‬ ‫ملم‬ ‫ا‬ ‫‪35‬‬ ‫ََّ‬ ‫‪.‬‬ ‫۔ سہ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫۔‬‫۔؟ ‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‬ ‫ے۔‪.‬۔‬ ‫‪4-‬‬ ‫۔؟‪+‬‬ ‫>‬ ‫عند النه واقوم للشهنلدة واد ؤة آلاترتالوَأ إلا آن تكوك‬ ‫‪2‬‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫۔ ۔‬ ‫س‬ ‫‪.4‬‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪71 7‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫س عَلتكر جناح‬ ‫يس‬‫حاضرة ة تددرو تَمَا بنتكم ففلل‬ ‫رحلره‬ ‫س سرسر ۔رش‬ ‫‪7‬‬ ‫۔۔ ‪ 4‬۔ س‬ ‫الامك‪ :‬وكا أشمنرارداتكاينشدولاتان‪:‬‬ ‫و ك رم ے‬ ‫ل وم ‪6‬‬ ‫ه ۔‪,‬ےل‬ ‫و ِ‬ ‫ِ‬ ‫حل و إن تفعلوا فار نهه فسوق'بكم ‪7‬‬ ‫و لا شه‬ ‫وو خ‬ ‫؟؟‬ ‫‪.‬‬ ‫اله والنيكل سىء ع‬ ‫الملهي وكرو ‪ .‬ه _ رومعفسم ده‬ ‫‪)٢٨٢‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪‎/‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫ثم أمر الوالد‪.‬ولده بان يقرأ الآية السادسة من سورة الحجرات ى فقرأ ‪:‬‬ ‫« يتأيهاالَذنَءامنواإنجاءكرقايويتيافسبتنو‬ ‫‏‪)٦١‬‬ ‫»‬ ‫ة‬ ‫‏(‪ ٤٩‬الحجرات‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ق‬ ‫ثم قرأ الونالداقولهنتعالاى ‪:‬توتت‬ ‫‪(٥٨‬‬ ‫(‪ ٤‬النساء‪/ ‎‬‬ ‫وقوله تعال في صفات المؤمنين‪: ‎‬‬ ‫ل يَهُرَلَسَتَتَهم رَعَهدهمرَغوتَ‪» ‎‬‬ ‫ے‪‎‬‬ ‫ف‬ ‫سه‬ ‫‪.‬‬ ‫س س «‬ ‫‪47‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫(‪ ٢٣‬المؤمنون‪)٨ / ‎‬‬ ‫وهنالك بدت علامات الهشة على الولد إذ لم يفهم بالضبط العلاقة بين‬ ‫فانطلق‬ ‫هذه الآيات وبين ما هم في صدده من الحديث عن طبعات الكتب‬ ‫الوالد يبين ‪.‬‬ ‫الغير ا المادية والمعنوية } وبين‬ ‫علّم الله تعالى المسلمين مراعاة حقوق‬ ‫وأنت ترى‬ ‫الرسول عليه السلام أن من صفات المنافق أره إذا أومن خان‬ ‫مدى إلحاح آية الدين على الكتابة ۔ أي التوثيق ۔ (فاكتبوه ۔ وليكتب ۔‬ ‫كاتب ۔ كاتب ۔ أن يكتب ۔ فليكتب ۔ كاتب) وذلك حتى يؤدي المدين ما‬ ‫عليه من دين في الأوقات المحددة وبالأقدار المضبوطة ‪.‬‬ ‫كيا ترى أن الله يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها‪ .‬كا يأمر المسلمين بإقامة‬ ‫الصلاة وإيتاء الزكاة‪ .‬فأداء الأمانة حينئذ فريضة في الاسلام يثاب على فعلها‬ ‫ويعاقب على تركها‪ .‬والله تعالى جعل من صفات المؤمنين أداء الأمانة‪ ،‬كيا‬ ‫۔‬ ‫‏‪١٨‬‬ ‫جعل من صفاتهم إقامة الصلاة وما إلى ذلك من الفرائض‬ ‫واعلم يا بني أنه إن كانت الأموال من باب الأمانة فإن الكلمة مسموعة أو‬ ‫مكتوبة أمانة أدق ‪ .‬ومسؤوليتها أعظم أمام الله ث وبين الناس ‪ .‬واستمع الى‬ ‫الله تعالى يقول ‪:‬‬ ‫ل الم تركت صَرَبَانَُمتلاكيمَة طية‬ ‫فاتا ة‬ ‫قطَتَبَةَأصَلُهَائَات‪:‬‬ ‫ك‬ ‫لأمَتَا ل‬ ‫ا لحين‪ ,‬بادذ ر رَتهَاوَيَشري اا‬‫ههَ‬ ‫لَلَ‬ ‫كك‬ ‫تَرَحكَر ورک نب ورَمتَلْكمَة حَبِيمَةٍ‬ ‫‪:‬‬ ‫كشَجَرَة حَِيمَةٍ حتت من فوق ‪ 1‬لةّض ما لَهَ من قراارر ٭‬ ‫‏(‪ ١٤‬ابراهيم ‪٦٢٤‬۔‪)٢٦‬‏‬ ‫أنه لا يميز بين المؤمن والكافر بين الناس إلا كلمة الايمان‬ ‫تتعلم‬‫ن‬ ‫أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله » وإن قالها الانسان نفاقا‬ ‫‪7‬‬ ‫وخداعا فهى تحفظ حقوقه المدنية‪ .‬وإن كانت لا تنفعه عند الله ‪ ،‬إلآ إذا‬ ‫كانت خالصة لله ‪.‬‬ ‫أنت تعلم أيضا أن المسلمين اعتنوا بالصورة الصوتية والخطية للقرآن‬ ‫الكريم ‪ 3‬وآمنوا إيمانا صادقا أنه كلام الله تعالى ومعجزة الرسول يي ‪.‬‬ ‫كيا تعلم أيضا كم اجتهد المسلمون في ضبط سنة المصطفى يمة القولية‬ ‫والعملية والتقريرية حتى لا يكذب على الرسول عليه السلام أحد ‪.‬‬ ‫وقد أثر هذا وذاك في جميع العلوم الاسلامية ث فحرص العلياء جميعا على‬ ‫نسبة الأقوال إلى أصحابها مهيا طالت حلقات سلسلة السند وهذه درجة‬ ‫عالية في التحري في التوثيق © إذ أن تسند قولا إلى غير صاحبه جناية يحاسب‬ ‫‪. ١١‬‬ ‫الله عليها أشد الحساب خاصة إن كانت من باب الافتراء ‪.‬‬ ‫ثم جاءت المناهج الحديثة فاستفادت من كل ذلك وصاغته بصياغة‬ ‫العصر ‪ ،‬وافتح اليوم أي دراسة رصينة تبد أن أصحابها يحرصون على توثيق‬ ‫كل كبيرة وصغيرة مما استفادوه من غيرهم من نصوص ‪ . .‬إن هذا لعمري‬ ‫عمل مضن وطويل يحتاج إلى دقة منقطعة النظير عند المطالعةإ وكل غفلة‬ ‫تكلف صاحبها من العناء ما لا يخطر على بال ‪.‬‬ ‫وقد رأيت أنك كدت تشك في نزاهة الأستاذ لسبب بسيط وهو أنك لم تنتبه‬ ‫إللى الطبعة التى اعتمدها وهي مختلفة عن الطبعة التى نمتلكها؛ لذلك‬ ‫أرجوك من الآن ألآ تغفل منذ أن تنطلق في مطالعة كتاب مطالعة علمية أن‬ ‫توثق بطاقة تعريفه من أول وهلة‪ .‬وذلك بضبط اسم المؤلف كاملا واسم‬ ‫لمؤلف كاملا ‪ ،‬وإسم المطبعة التي تولت الطبعة‪ ،‬إذ تختلف المطابع عن‬ ‫بعضها في دقتها العلمية وجودة طباعتها‪ ،‬وعدد الطبعة { إذ يختلف غالبا عدد‬ ‫الصفحات من طبعة إلى أخرى‪ ،‬واسم الناشر الذي تولى نشر الكتاب إذ‬ ‫ولا تنس خاصة ضبط تاريخ‬ ‫يختلف الناشرون عن بعضهم غاية الاختلاف‬ ‫الطبع والنشر ‪ 0‬وقد يختلفان مع ضبط عدد الأجزاءءوعدد الصفحات لكل‬ ‫جزء مع ذكر الحجم وهاك مثالا عمليا لذلك ‪:‬‬ ‫فقه الامام جابر بن زيد ‪ :‬تقديم وجمع وتخريج يجى محمد بكوش ‪ .‬دار‬ ‫الغرب الاسلامى ‪ .‬بيروت لبنان‪ .‬الطبعة الأولى ‏‪٧٢٣٠ .١٩٨٦/ ١٤٠٧‬‬ ‫صفحة‪ .‬الحجم المتوسط ‪.‬‬ ‫أبوالقاسم عمرو مسعود الكباوي ‪ :‬الربيع بن حبيب محدثا وفقيها ‪ .‬رسالة‬ ‫نجستير بإشراف د‪ .‬عمرو التومي الشيباي ‏‪ ١٤٠٣‬‏م‪ . /٣٨٩١‬جامعة الفتح‪.‬‬ ‫كلية التربية ‪ .‬قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية‪ .‬ليبيا‪ .‬أشرف على‬ ‫الأستاذ إبراهيم بن محمد بن مسعود علواني ‪ .‬المطبعة العربية ‪ .‬جج‬ ‫طبعه‬ ‫‏‪٢٧٠‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‏‪ .١٩٩٤‬نشر جمعية التراث‬ ‫طالبي أحمد غرداية ‪.‬‬ ‫صفحة ‪ .‬الحجم المتوسط ‪.‬‬ ‫واعلم أن هذا الذي بينت لك يدرس ضمن درس يعرف بالمغهجية ©‬ ‫أو بأساليب البحث‘ وهو أساس كل الأعيال الجامعية ‪ 5‬وقد الفت في ذلك‬ ‫عدة مؤلفات نمتلك منهاإ فابحث عنها في مكتبتنا ‪.‬‬ ‫وهناك م يكن من الولد إلآ أن شكر لوالده‪ ،‬ولكن بقي السؤال الثاني‪.‬‬ ‫وقد أرجئْ إلى موعد لاحق بعد أن أمر الوالد ولده بأن يلخص الفصل الذي‬ ‫بين يديه‪ ،‬وهو كيا علمنا تلخيص فصل علم الكلام لابن خلدون المؤرخ‬ ‫الشهير ‪.‬‬ ‫وما أن خرج الوالد حتى تصفح الولد هذا الفصل فتبين أنه يمتد من‬ ‫ص ‏‪ ١١٦٩‬إلى صفحة ‏‪ ١٠٨٣‬إنها ‏‪ ١٥‬صفحة يبدو أنها ليست من الكلام‬ ‫الهين ‪.‬‬ ‫وفعلا قرأ الولد هذا الفصل بشغف كبير وأعاد قراءته عدّة مرات ‪ ،‬وتجمعت‬ ‫لديه عديد من المذكرات مكنته فيما بعد من أن يضبط محاور هذا الفصل ‪.‬‬ ‫ثم التام المجلس الوالي فطلب الوالد من ولده أن يقرأ ما وصل إليه { فقرأ‬ ‫ما يلي ‪:‬‬ ‫بعد أن عرّف ابن خلدون علم الكلام ضبط محاور هذا الفصل كيا يلي ‪:‬‬ ‫_ فلنقدم هنا لطيفة في برهان عقلي يكشف لنا عن التوحيد على أقرب الطرق‬ ‫والمآخذ ‪.‬‬ ‫_ ثم نرجع إلى تحقيق علمه‪ .‬وفيما ينظر ويشير إلى حدوثه في‬ ‫‪.‬‬ ‫وما دعا إلى وضعه‬ ‫آ‬ ‫‪٢١‬‬ ‫المحاور بشيء من التفصيل ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التعريف‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫الحجاج عن العقائد الايمانية بالأدلة العقلية والرد على‬ ‫« هو علم يتضمن‬ ‫المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب الخلف وأهل السنة»‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫٭ ملاحظة‬ ‫لقد صاغ ابن خلدون التعريف قبل أن يختم هذا الفصل صياغة أخرى‬ ‫نرى من المفيد أن نوردها لأنها جاءت بمثابة التوضيح للتعريف الأول ©‬ ‫وهي ‪« :‬موضوع علم الكلام عند أهله إنيا هو العقائد الايمانية بعد فرضها‬ ‫صحيحة من الشرع ‪ ،‬من حيث يمكن أن يستدل عليها بالأدلة العقلية فترفع‬ ‫‪.‬‬ ‫البدع‪ ،‬وتزول الشكوك والشبه عن تلك العقائد‬ ‫‏‪ - ٢‬برهان عقلي يكشف عن التوحيد ‪:‬‬ ‫_ ذكر قانون السببية ‪ :‬التسلسل الموصل إلى مسبب الأسباب ‪.‬‬ ‫_ الشارع ينهى عن النظر في هذا التسلسل ويدعو إلى التوجه إلى مسبب‬ ‫الأسباب ‪.‬‬ ‫_ العقل محدود } فلابد من الالتزام بحدوده ‪( :‬مثال الميزان الذقيق © وعجزه‬ ‫عن وزن الجبل لا يحمل بقيمته فيما سخر له)‬ ‫_ الدعوة إلى تقديم السمع على العقل‪.‬‬ ‫العجز عن إدراك الله إدراك ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪ -‬الايمان ليس مجرد تصديق ‪:‬‬ ‫_ العلم والحال والاتصاف والتحقيق ‪( :‬تقريب هذه الحقيقة عن طريق‬ ‫مثال رحمة اليتيم) ‪.‬‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫_ الايمان إقرار بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان (أي الجوارح) ‪.‬‬ ‫_ العلاقة بين التكاليف والعقائد الايمانية ‪.‬‬ ‫_ عرض مراتب الايمان ‪:‬‬ ‫ه أولها التصديق القلبى الموافق للسان ‪.‬‬ ‫ه أعلاها الاعتقاد القلبى وما يتبعه من عمل (الملكة تصير بمثابة الجبلة) ‪.‬‬ ‫ه هذه المرتبة العليا تاي بعد مرتبة الأنبياء؛ لأن العصمة واجبة لهم وجوبا‬ ‫سابقا‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬لا تفاوت في التصديق ‪.‬‬ ‫ه التفاوت في الحال الحاصلة عن الأعيال (الايمان قول وعمل ويزيد‬ ‫وينقص)‪.‬‬ ‫ه العقائد الايمانية ستة ‪:‬‬ ‫الايمان بالله تعالى ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الايمان بالملائكة عليهم السلام ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬الايمان بالكتب المنزلة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الايمان برسل الله وأنبيائه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الايمان باليوم الآخر ‪.‬‬ ‫الايمان بالقدر خبره وشره من الله تعالى ‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‏‪ - ٤‬امهات العقائد الايمانية معللة تعليلا عقليا (عرض لها مجملة) ‪:‬‬ ‫٭ الايمان بانته تعالى ‪:‬‬ ‫_ لا سبيل إلى التعرف على حقيقة الخالق ‪.‬‬ ‫)‬ ‫_ اله تعالى يأمر بتنزيه ذاته‪.‬‬ ‫الله تعالى يأمر بتنزيه صفاته ‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ ذكر توحيده بالاجاد ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٢٣‬۔‬ ‫_ ذكر بعض صفاته ‪ :‬القدرة‪ .‬الارادة‪ ،‬البعث‪.‬‬ ‫٭ اعتقاد بعثة الرسل وبيان الطريقين ‪.‬‬ ‫٭ اعتقاد أن الجنة للنعيم وجهنم للعذاب ‪.‬‬ ‫ملاحظة ‪ :‬أدلتها من الكتاب والسنة كثيرة (لم ير ابن خلدون ضرورة‬ ‫لذكرها) ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ عوامل حدوث علم الكلام ‪:‬‬ ‫_ الخلاف في تفاصيل هذه العقائد وما يتعلق بها من متشابه ‪.‬‬ ‫_ أمثلة للمتشابه ‪ :‬ذكر اليد والقدم ‪. . .‬‬ ‫_ بعض المواقف من المتشابه ‪:‬‬ ‫السلف غلبوا أدلة التنزيه (إييان بالمتشابه دون بحث ولا تاويل) ‪.‬‬ ‫شذوذ المبتدعة ‪:‬‬ ‫٭ المجسمة ‪ :‬عملوا بالظاهر وقالوا جسم كالأجسام ‪.‬‬ ‫لا‬ ‫له صوت‬ ‫الصفات‬ ‫(مع‬ ‫‪ :‬وصلوا إلى التجسيم‬ ‫٭ المشبهة‬ ‫كالأصوات) ‪.‬‬ ‫انتقاد ابن خلدون للطرفين ۔‬ ‫_‬ ‫_ ذكر مؤلفين ومؤلفات ‪.‬‬ ‫ابن أبي زيد ‪ :‬الرسالة ‪ .‬المختصر ‪ .‬الحافظ بن عبدالبر ‪.‬‬ ‫‪ ٦‬۔ تطور علم الكلام‪: ‎‬‬ ‫_ حدوث بدعة المعتزلة‪. ‎‬‬ ‫۔ انتقاد ابن خلدون لقولهم بأن الصفات عين الذات واعتبر ذلك‪‎‬‬ ‫‪. ٢٤٢‬‬ ‫۔ محنة أئمة السلف©‪ ،‬ذكر المحقق محنة ابن حنبل مع المأمون ‪.‬‬ ‫أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين ‪ .‬ورده على المعتزلة ‪:‬‬ ‫_‬ ‫‪ _-‬الصفات غبر الذات ‪.‬‬ ‫۔ التحسين والتقبيح سمعيان ‪.‬‬ ‫۔ الاعتقاد في البعث وأحوال الحنة والنار والثواب والعقاب (ما يعرف‬ ‫بالوعد والوعيد) ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الامامة وسببه‬ ‫عن‬ ‫الكلام‬ ‫‪-‬‬ ‫رد على الامامية (الامامة من العقائد) ‪.‬‬ ‫‪ :‬من المصالح بالاجماع ‪.‬‬ ‫الأشعري‬ ‫‏‪ - ٧‬سيب تسمية علم الكلام ‪:‬‬ ‫بدون عمل ‪.‬‬ ‫ل فيه من المناظرة وهي كلام صرف‬ ‫_‬ ‫لأنه كلام ف كلام الله ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‏‪ - ٨‬نبذة عن المدرسة الشعرية واهم شيوخها ‪:‬‬ ‫طريقة المتقدمين ‪ :‬وضع بعض المقدمات العقلية دون اعتياد المنطق ‪:‬‬ ‫الارشاد ‪.‬‬ ‫الحرمين ‪:‬‬ ‫إمام‬ ‫طريقة المتأخرين ‪ :‬اعتياد المنطق ‪.‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫أبو حامد الغزالي‬ ‫‏‪ ٩‬۔ ملاحظات تكميلية ‪:‬‬ ‫الفرق بين الفيلسوف والمتكلم ‪:‬‬ ‫_‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫النص ليرهن‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬متكلم‬ ‫الفيلسوف ‪ :‬ينطلق من المطلق ليصل إلى الحقيقة ‪.‬‬ ‫عودة إلى تعريف علم الكلام (انظر أعلاه) ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٥‬۔‬ ‫التباس مسائل الكلام بمسائل الفلسفة ‪.‬‬ ‫_ دعوة إلى اعتياد الغزالي وابن الخطيب‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫_ ابن خلدون يقرر أن علم الكلام آني تزول فائدته بزوال السبب (في عصره‬ ‫زال السبب) ‪.‬‬ ‫_ أن علم الكلام يبقى مفيدا للأفراد ‪:‬‬ ‫(لا يحسن بحامل السنة الجهل بالحجج النظرية على عقائدها) ‪.‬‬ ‫وما أن انتهى الولد من هذا العرض حتى طلب منه والده أن يبدي بعض‬ ‫الللاحظات عن الفصل ‪.‬‬ ‫فانبرى الولد ليبرز لوالده أن هذا الفصل وضع بين يديه مفاتيح هذه‬ ‫القضية ‪( :‬التعريف‪ ،‬المواضيع ‪ ،‬أهم الأطوار ‪ ،‬والمدايس) ولم يخف إعجابه‬ ‫حيث ضبط من المقدمة موضوع الفصل وأهم‬ ‫بدقة ابن خلدون في منهجه‬ ‫المحاور التي سيتطرق إليها‪ ،‬كيا أنه كان لا يغفل عن حوصلة المحور قبل‬ ‫الانتقال إلى المحور اللاحق © بحيث جاء الفصل مترابطا ترابطا منطقيا سلييا‬ ‫أفضى إلى خاتمة واضحة المعالم} تبين أنه وإن كان هذا العلم آنيا يحسن‬ ‫بحامل السنة أن يكون مليا بالحجج النظرية التي تدعم عقائدها ‪.‬‬ ‫ثم بين الولد أنه استفاد كثيرا من المثلين اللذين دعم بهيا ابن خلدون ما‬ ‫جاء مجردا من المسائل‪ ،‬كتشبيه عقل الانسان بالميزان في دقته‪ ،‬وأتى لميزان‬ ‫الذهب أن يزن الجبال ‪ ،‬وأتى للعقل مهيا كان دقيقا أن يدرك كنه البارئ‬ ‫تعالى ‪ .‬وكضرب مثال رحمة اليتيم لاثبات الفرق بين العلم والحال والاتصاف‬ ‫والتحقيق ‪.‬‬ ‫ثم أثبت الولد أنه تردد فييا يتعلق بدعوة ابن خلدون إلى تقديم السمع‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫على العقل ذاك أنه فهم في البداية السمع بمفهومه الأول وهو حاسة‬ ‫السمع ‪ .‬لكنه أدرك أن مثل هاذالمعنى لا يستقيم ى وتذكر المعنى‬ ‫الاصطلاحي للكلمة ‪ ،‬إذ المقصود بالسمع الوحي المنزل من الله تعالى على‬ ‫رسله عليهم السلام ‪ .‬ولا شك في أن ما يرد عن السمع هو أعلى درجات‬ ‫اليقين‪ ،‬بينما كل ما يصدر عن العقل نسبي فييا يتعلق بعالم الشهادة ‪ ،‬أما فيما‬ ‫يتعلق بعالم الغيب فالعجز هو نصيبه } ولا ضير عليه كيا لا ضير على ميزان‬ ‫الذهب أن يعجز عن وزن الجبال ‪.‬‬ ‫ثم وعد الولد أباه بأن يعود إلى كتاب الأعلام للزركلي © ليتعرف على أسياء‬ ‫المتكلمين الذين ذكر ابن خلدون أسياءهم في هذا الفصل ولاحظ أنه لم‬ ‫يذكر إلا الأشاعرة‪ ،‬أي علياء المدرسة التي ينتمي إليها‪.‬‬ ‫٭ تعريف علم الكلام ‪:‬‬ ‫أدرك الوالد مدى قدرة ولده على الاستيعاب فدعاه إلى أن يجمع‬ ‫تعريفات أخرى لعلم الكلام ‪ 5‬وإحاله على المراجع التالية ‪:‬‬ ‫دكتور أحمد محمود صبحى ك‪ ،‬أستاذ الفلسفة الاسلامية بكلية الآداب‬ ‫جامعة الاسكندرية ‪ :‬في علم الكلام ‪ :‬دراسة فلسفية لآراء الفرق‬ ‫الاسلامية في أصول الدين ‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر { بيروت‬ ‫‏‪ . ١٩٨٥٠/ ١٤٠٥‬الجزء الأول‪.‬‬ ‫_ فرحات الجعبيري ‪ :‬البعد الحضاري للعقيدة الاباضية‪ .‬مطبعة الألوان‬ ‫الحديثة‪ .‬نشر جامعة السلطان قابيس ‏‪. ١٩٨٩‬‬ ‫_ أبو الحسن علي الجرجاني ‪ :‬التعريفات‪ .‬دار الشؤون الثقافية العامة‪.‬‬ ‫‏‪. ١٩٨٦/ ١٤٠٦‬‬ ‫وزارة الثقافة والاعلام‪ .‬بغداد‬ ‫‪:‬‬ ‫وتجمعت لديه أ لتعريفات ا لتالية‬ ‫ا لنصوص‬ ‫هذه‬ ‫ونظر ‏‪ ١‬لولد ف‬ ‫‏‪ ٢٧٢‬س‬ ‫‏‪ ١٣٤٠/٨١٦‬‏)‪٣١٤١‬۔ فقد أورد ثلاثة تعريفات ‪:‬‬ ‫أما الجرجاني (‪٧٤٠‬۔‬ ‫الأول ‪« :‬علم يبحث فيه عن ذات الله تعالى‪ ،‬وصفاته { وأحوال الممكنات‬ ‫من المبدا والمعاد‪ ،‬على قانون الاسلام ‪ ،‬والقيد الأخير لاخراج العلم الإلهي‬ ‫‪.‬‬ ‫للفلاسفة»‬ ‫الثاني ‪« :‬علم باحث عن أمور يعلم منها المعاد‪ ،‬وما يتعلق به من الجنة والنار‬ ‫والصراط والميزان والثواب والعقاب ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬وقيل ‪« :‬الكلام هو العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة عن‬ ‫‏‪. ١٠٤‬‬ ‫الأدلة» التعريفات ص‬ ‫وقد أضاف كتاب البعد الحضاري إلى تعريف ابن خلدون تعريف البزادي‬ ‫‏‪:)١٥-١٤/٩-٨‬‬ ‫(ق‬ ‫«علم الكلام هو النظر في العقائد القطعيات وما لا يحل الاختلاف فيه من‬ ‫البعد‬ ‫الاستدلال بالأدلة العقلية والسمعية في أصول الاعتقاد وتثبيتها‬ ‫‏‪. ٩٢‬‬ ‫الحضاري ‪ :‬ص‬ ‫وأثبت كتاب البعد الحضاري أن ‪ :‬هالمقارنة بين التعريفين تبين أنها‬ ‫يتفقان في قيام هذا العلم على النظر والاحتجاج‪ ،‬قصد إثبات العقائد‬ ‫الايمانية القطعية ‪ ،‬كيا تبين أنهيا يختلفان في نقطتين ‪:‬‬ ‫الأولى ‪ :‬تتمثل في أن ابن خلدون اكتفى بذكر الأدلة العقلية بينما ذكر‬ ‫البرادي الأدلة السمعية ‪ ،‬فالتعريف الثاني (البرادي) أكثر شمولا خاصة إذا‬ ‫علمنا أن علم الكلام من العلوم الانسانية العقلية التي تنطلق من النّتص©‬ ‫ون المنهج المتبع لدى جل المتكلمين يقوم على التاويل وذلك برد المتشابه إلى‬ ‫المحكم ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬تتمثل في أن ابن خلدون اعتبر أن علم الكلام سي المنشأ‪ ،‬يرمي‬ ‫‪_ ٢٨‬‬ ‫إلى الدفاع عن مذهب السلف من أهل السنة } ولذلك اعتبر أنه آني تزول‬ ‫وقد أشار إلى ذلك بقوله ‪« :‬فينبغي أن يعلم أن هذا‬ ‫فائدته بزوال السبب‬ ‫لهذا العهد على طالب العلم }‪ .‬إذ الملحدة والمبتدعة قد‬ ‫العلم غير ضروري‬ ‫انقرضوا» ‪.‬‬ ‫بينيا لم يشر التعريف الثاني إلى ما يوحي بقضية النشأة والحقيقة أن علم‬ ‫الكلام تبلور على يد المعتزلة وهم أول من أقام أسسه ‪ .‬كما سكت أيضا عن‬ ‫النزعة الدفاعية الآنية واعتبره عليا تحصيليا ينفع في كل زمان لتثبيت أسس‬ ‫الاعتقاد‪ ،‬وإن كانت المصادر الاباضية الأخرى تذكر قضية دفع الشبه بصفة‬ ‫مطلقة مثل المحشى ‏(‪ )١٦٧٩/ ١٠٨٨‬والمصعبى ‏(‪ )١٧٧٤/١١٨٣‬۔ البعد‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪. ٩٣٩ ٢‬‬ ‫الحضاري ص‬ ‫أما كتاب في «علم الكلام» فقد أورد ما يلي ‪:‬‬ ‫وعلم الكلام حسب تعريف التهاون له ‪ :‬فهو علم يقتدر منه على إثبات‬ ‫العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه‪ :‬ص ‏‪.١٦١‬‬ ‫ويقول الإجي ‏(‪« : )١٣٥٦/٧٥٦‬وقيل في موضوعه هو ذات الله تعالى ‪3‬‬ ‫إذ يبحث فيه عن صفاته وأفعاله في الدنيا كحدوث العالم} وفي الآخرة‬ ‫كالحشر ‪ {.‬وأحكامه فيها كبعث الرسل ونصب الامام ص ‏‪. ٨٦‬‬ ‫ويقول الفارابي ‏(‪ )٩٥١/٣٣٩‬في التمييز بين علم الكلام وبين الفقه ‪:‬‬ ‫«صناعة الكلام يقتدر بها الانسان على نصر الآراء والأفعال المحددة التي‬ ‫صرح بها واضع الملة‪ ،‬وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل ‪ . .‬وهي غير الفقه‬ ‫لان الفقيه يأخذ الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملة مسلمة ويبعلها‬ ‫أصولا فيستنبط منها الأشياء اللازمة عنها‪ ،‬والمتكلم ينصر الأشياء التى‬ ‫يستعملها الفقيه أصولا من غير أن يستنبط منها أشياء أخرى» ص ‏‪( ١٧‬نقل‬ ‫‪_ ٢٩٢٩‬‬ ‫هذا من كتاب في علم الكلام) ‪.‬‬ ‫ثم يعلق صاحب الكتاب على هذه المقارنة بفقرتين نقتبس منهيا ما يلي ‪:‬‬ ‫«‪ . . .‬ويبحث علم الكلام في أصول الاعتقاد‪ ،‬والبحث فيها نظري ‪ ،‬بينا‬ ‫يعالج علم الفقه أحكام الشرع المتعلقة بالعبادات والمعاملات وهي أحكام‬ ‫وتعلق علم الكلام بالأصول والفقه بالفروع يلقي الضوء على تسمية‬ ‫‏‪. ١٧‬‬ ‫‏(‪ )٧٦٨/١٥٠‬له ‪ :‬الفقه الأكبر ص‬ ‫الامام أي حنيفة‬ ‫ثم يورد صاحب الكتاب الاختلاف بين علم الكلام والفلسفة حسب‬ ‫عبارة ابن خلدون‪« :‬واعلم أن المتكلمين يستدلون في أكثر أحوالهم‬ ‫بالكائنات وأحوالها على وجود البارئ وصفاته‪ ،‬وهو نوع استدلالهم غالبا‪،‬‬ ‫وحتى إذا نظر المتكلم في الموضوعات الطبيعية فإنما ينظر فيها من حيث إنها‬ ‫تدل على الفاعل أو الموجد أما نظر الفيلسوف في الإلهيات فهو نظر في‬ ‫‪.‬‬ ‫الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته‪.‬‬ ‫كيا يختم المؤلف ما أورده من تعريفات بيا جاء في كتاب مفتاح السعادة‬ ‫ومصباح السيادة لطاش كبري زاده ‏(‪ )١٥٦٥/٩٦٢‬في شأن المقارنة بين المتكلم‬ ‫والفيلسوف بيا نصه‪« :‬فالمتكلم يستند إلى ما جاء به الدين من اعتقادات ©‬ ‫ثم يلتمس الحجج العقلية التي تدعمه أما الفيلسوف فيبحث بعقله‬ ‫المتكلم‬ ‫ويرى حقا ما توصل إليه بالدليل دون نظر إلى ما جاء به الدين‬ ‫يعتقد ثم يستدل أما الفيلسوف فيستدل ثم يعتقد» ص ‏‪. ١٨‬‬ ‫وبعد أن تجمعت لدى الولد هذه التعريفات أدرك بعد نظر والده الذي‬ ‫يدعوه دائيا إلى عدم الاكتفاء بالقليل ‪.‬وفهم ني النهاية أن «علم الكلام علم‬ ‫تحصيلي يرمي إلى تثبيت العقيدة بدفع جميع ما يحوم حولها من شبه دخيلة على‬ ‫‏‪ & ٩٣‬وأدرك أن‬ ‫الثقافة الاسلامية أو نابعة من كيانها» البعد الحضاري ص‬ ‫علم الكلام فن مستقل بذاته يتميز عن الفقه ويختلف عن الفلسفة ‪.‬‬ ‫ذاك أن الفقه يتعلق باستنباط قضايا وأحكام من الأراء والأفعال المنصوص‬ ‫عليها في الدين‪ ،‬بينما يتعلق علم الكلام بنصرة ما جاء به الدين من العقائد‬ ‫والأحكام وتفنيد كل ما خالفه بالأدلة العقلية والسمعية ‪.‬‬ ‫أما الفلسفة فتبحث عن أصول الوجود المطلق باعتباره الغاية على مقتضى‬ ‫العقل & بينما يبحث علم الكلام في الوجود من حيث هو وجود على مقتضى‬ ‫الشرع ‪.‬‬ ‫وبعد أن ألم الولد بتعريف علم الكلام نسبيا تبين أن هذه المراجع التي‬ ‫بين يديه تربط بهذه التعريفات قضية أخرى وهي سبب تسمية هذا العلم‬ ‫بعلم الكلام‪ ،‬مع ذكر أسياء أخرى لنفس المسمى ‪ ،‬فرأى من الصالح أن‬ ‫يبحث في هذه القضية بنفسه ثم يعرضها على والده ‪.‬‬ ‫قضية السمنة ‪:‬‬ ‫‪ » :‬وسموا عجموعة علم ‏‪ ١‬لكلام ‏‪ ٠‬إما ‪ 11‬فيه من المنا ظرة‬ ‫‏‪ ١‬بن خلدون‬ ‫يقول‬ ‫على البدع } وهي كلام صرفت وليست براجعة إلى عمل وإما لأن سبب‬ ‫وضعه والخوض فيه هتونازعهم في إثبات الكلام النفسي» المقدمة‪ :‬‏‪. ١٠٨٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الكلام‬ ‫«إنيا سمي‬ ‫‪:‬‬ ‫التسمية ما يلي‬ ‫هذه‬ ‫سبب‬ ‫في شأن‬ ‫الاجي‬ ‫ويقول‬ ‫إما لأنه بإزاء المنطق للفلاسفة{ وإما لأن أبوابه عنونت أولا ‪ :‬الكلام في كذا‪.‬‬ ‫‏‪١٦١‬‬ ‫عليه‪ .‬أو لأنه قدرة على الكلام في الشرعيات مع الخصم» المواقف ص‬ ‫طبعة استنبول ‏‪ ١٢٨٦‬ه عن كتاب «في علم الكلام» ص ‏‪. ١٨‬‬ ‫ويقول محمد عبده ‏(‪ )١٩٠٥/١٣٢٣‬في هذا الشأن ما يلى ‪( :‬وعرف بعلم‬ ‫« إما لأنه كلام ف كلام الله تعالى وقدمه وحدوثه‪ ،‬وقد هزت هذه‬ ‫الكلام)‬ ‫القضية أركان العالم الاسلامي ردحا من الزمن وامتحن فيها من امتحن ©‬ ‫وقتل من قتل“ وإما لأنه في بيان طرف الاستدلال على أصول الدين أشبه‬ ‫بالمنطق في تنبيه مسالك الحجة في علوم أهل النظر ‪ ،‬وأبدل الكلام بالمنطق‬ ‫‏‪ ١٥‬دار المنار }‬ ‫للتفرقة بينهيا» رسالة التوحيد‪ .‬تحقيق السيد محمد رشيد رضا ط‬ ‫‪.٥‬‬ ‫‪ :١٣٧٢‬ص‪‎‬‬ ‫مصر‪‎‬‬ ‫إن هذه التعليلات التي أوردنا تتلخص فييا يلي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لا فيه من المناظرة على البدع‪ ،‬وهي كلام صرف وليست براجعة إلى‬ ‫عمل ‪ .‬وفي هذا التعليل مقابلة بينه وبين الفقه ويختص بهذا التحليل ابن‬ ‫خلدون ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ لأنه كلام فكيلام الولهيتفق في هذا ابن خلدون والايجي وحمد عبده‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٣‬لأنه بإزاء المنطق للفلاسفة } ويتفق في هذا كلمن الاجى ومحمد عبده‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ لأن أبوابه عنونت أولا ‪ :‬الكلام في كذا ويختص بهذا الامجي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ لأنه قدرة على الكلام في الشرعيات مع الخصم ‪ ،‬ويقترب الابي في هذا‬ ‫التعليل من ابن خلدون وإن كانت المقابلة مع الفقه غير واضحة‬ ‫وضوحها مع ابن خلدون ‪.‬‬ ‫ويناقش صاحب كتاب هني علم الكلام» هذه التعليلات فيرفض التعليل‬ ‫الثالث بحجة أن أساء كتب شيخ المعتزلة ۔ وهم أول من فتق الحديث في‬ ‫علم الكلام واصل بن عطاء ‏(‪ )٧٤٨/ ١٣١‬وأقواله لم تستخدم هذا اللفظ‬ ‫‏‪. ١٩١‬‬ ‫لعلم متيايز‪ .‬ص‬ ‫كيا يرفض التعليل الرابع الذي اختص به الاجي بحجة أنه ليس علم‬ ‫‪. ٢٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النحو من التبويب ‪ .‬ص‪١٩‬‏‬ ‫الكلام وحده هو الذي اختص هذا‬ ‫إلا أنه يرجح أن التعليل الثاني هو أوضح الأقوال © إذ « مسألة كلام الله ڵ‬ ‫أو خلق القرآن هي أشهر المسائل التي ثار حولها الخلاف بين المتكلمين زمن‬ ‫المأمون (‪٧٨٦/٢٢٨_١٧٨‬۔‪،)٨٣٣‬‏ إذ احتدم الصراع إلى حد الاضطهاد‬ ‫وسفك الدماء بين المعتزلة حول مشكلة ‪ :‬هل القرآن مخلوق أم غير غخلوق؟‬ ‫هل كلام الله محدث أم قديم؟ فأطلقت التسمية على العلم بأكمله‪.‬‬ ‫‏‪. ١٩‬‬ ‫ص‬ ‫كيا يتأمل في التعليل الأول ويلاحظ أن «هذه المقابلة ترد كثيرا في عبارات‬ ‫مصتفي العلوم ولكنها تبرير وليست تفسيرا لنشاتها‪ ،‬أي أنها لاحقة وليست‬ ‫سابقة عليها»‪ .‬ص‪٢٠‬‏ ‪.‬‬ ‫جعله يسمى علم الكلام } فإنها ليست التسمية الوحيدة التى أطلقت على‬ ‫هذا الفن ‪.‬‬ ‫للعقيدة الاباضية ما يلي ‪:‬‬ ‫البعد الحضاري‬ ‫لقد جاء ف كتاب‬ ‫إنه «علم الكلام» عرف بعلم التوحيد إشارة إلى أبرز موضوعاته وهو توحيد‬ ‫الله في ذاته وصفاته وأفعاله وعبادته‪ .‬إذ يقول عبدالله السالمي‬ ‫‏(‪« : )١٩١٤/١٣٣٢‬والتوحيد في اصطلاح المتكلمين بمعنى الفن المدون ©‬ ‫وهو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينيةش مكتسب من أدلتها اليقينية؛‬ ‫مشارق أنوار العقول ط‪٢‬‏ ‪ .‬تعليق أحمد حمد الخليلي ‪ ،‬مطابع العقيدة‪ .‬عيان‬ ‫‏(‪ )١٩٧٨/١٣٩٨‬‏‪١٠٥١‬نص ‪.‬‬ ‫‏(‪« : )١٩٢٠/١٣٣٩‬والبحث فيه‬ ‫ويقول ناصر بن سالم الرواحي‬ ‫(التوحيد) يطلق عليه علم الكلام اصطلاحا» نثار الجوهر نسخة مصورة عن‬ ‫‪_ ٢٢٣‬‬ ‫‏‪.٩٣‬‬ ‫‏‪ .٢١/١‬البعد ص‬ ‫خط المؤلف‪.‬‬ ‫كيا جاء في نفس الكتاب أن علم الكلام ‪« :‬عرف بأصول الدين ولعل‬ ‫ذلك يرجع إلى أن العقيدة هي الأساس التي يبنى عليها الدين © أو التمييز‬ ‫‏‪.٩ ٤‬‬ ‫بينه وبين علم الفروع الذي عرف بالفقه»‪ .‬ص‬ ‫ويذكر علي الشابي أن كتب الملل والنحل تورد تسميات أخرى لعلم‬ ‫الكلام نذكر منها علم « النظر والاستدلال! وعلم « المقالات الاسلامية» وعلم‬ ‫«النحل»‪ .‬مباحث في علم الكلام والفلسفة‪ .‬ط‪١‬‏ دار بو سلامة للطباعة‬ ‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬تونس ‏‪ ١٩٧٧‬‏‪٢١‬؟ص ‪.‬‬ ‫ويختم صاحب كتاب البعد الحضاري هذهالقضية بقوله ‪ :‬وأهم ما‬ ‫يستنتج من تعدد التسميات هو أن كل مجموعة نظرت إلى المسمى بمنظار‬ ‫ويبدو‬ ‫محدد من حيث موضوعه أو من حيث منهجه‪ ،‬أو من حيث غرضه‬ ‫أن التسميتين الغالبتين هما‪« :‬علم الكلام» و«أصول الدين»‪ ،‬ولعل الأوساط‬ ‫الفلسفية ترجح الكلام بينيا الأوساط الدينية تغلب أصول الدين» ص‪٩٥‬‏ ‪.‬‬ ‫أعاد الولد التامل في ما كتبه ورجا أن يكون موفقا في ما وصل إليه من‬ ‫نتائج ‪ ،‬ثم وضع الأوراق على مكتب والده في انتظار رجوعه ‪.‬‬ ‫وعاد الوالد بعد صلاة العشاء فجلس إلى مكتبه فوجد ما أعده ولده على‬ ‫مكتبه فقراء وتبين له مدى ما وقق إليه ولدهؤ فسر بذلك ودعا له من صميم‬ ‫الفؤاد أن يثبته الله على مسالك الخير ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٤‬‬ ‫عوامل نشأة الفرق الاسلامية ‪:‬‬ ‫وانعقد المجلس الموالي فكان الثناء والحبور ‏‪ ٦‬ثم قدم لولده مقابل اعتنائه‬ ‫بحثا كان قد أعده في شأن عوامل نشأة الفرق الاسلامية انطلاقا من كتاب‬ ‫‏(‪ )١١٥٤/٥٤٨‬وهذا نصه ‪:‬‬ ‫الملل والنحل للشهرستاني‬ ‫© القرآن الكريم والحديث الشريف وقضية الفرق ‪:‬‬ ‫يتعرض الشهرستاني في كتاب الملل والنحل أثناء الحديث عن الفرق إلى‬ ‫عديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة مع العلم أن هذه النصوص‬ ‫هي منطلق جميع علياء الكلام؛ فلذلك يحسن أن نتأمل في ما جاء في القرآن‬ ‫‪.‬‬ ‫الفرق ‏‪ ٠‬وكذلك ما حاء عنها في حديث الرسول عليه السلام‬ ‫الكريم عن‬ ‫‪ :‬يعتبر الشهرستاني في المقدمة الثالثة من كتاب الملل والنحل‬ ‫توطئة‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫ط‬ ‫بيروت‬ ‫ا لمعارف‬ ‫دا ر‬ ‫‪.‬‬ ‫فا عور‬ ‫حسن‬ ‫أمبر علي مهنا وعلي‬ ‫) تحقيق‬ ‫‏‪ /) ١١٥‬‏)‪٢‬؟‪٣٢٨‬ص( وقد جاءت بعنوان ‪« :‬في بيان أول شبهة‬ ‫وقعت في الخليقة وانشعابها‪ ،‬أن أول شبهة وقعت في الخليقة ترجع إلى موقف‬ ‫كل الفرق انطلقت في عديد شبهها من طريقة إبليس في التكبر على آدم وفني‬ ‫الاعراض عن السجود له ‪.‬‬ ‫ولا نريد أن نقف عند هذا التفسير الغيبي لقضية الفرق وإنيا همي إحدى‬ ‫وجهات نظر الشهرستاني ينبغي ألآ نغفل عنها‪ ،‬وقد وردت قصة آدم عليه‬ ‫السلام مع إبليس اللعين في مواطن عديدة من القران الكريم (انظر جول‬ ‫لابوام ‪ :‬تفصيل آيات القرآن الكريم‪ .‬نقلها إلى العربية محمد فؤاد‬ ‫‏‪ .١٩٦٩‬‏‪٦٦٤٨٦٤).‬ص‬ ‫عبدالباقي ‪ .‬دارالكتاب العري‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫القرآن الكريم وقضية الافتراق ‪:‬‬ ‫لقد وردت مادة ف‪ .‬ر‪ .‬ق عدة مرات في القرآن الكريم وفي صيغ متعددة‬ ‫إلآ أن ما يهمنا منها يمكن أن يتمثل في ما يلي ‪:‬‬ ‫النهي عن الاقتداء بالأمم السابقة الذين توزعوا إلى فرق ‪:‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫يقول سبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫‪7‬‬ ‫م سر سے‬ ‫۔ہ 'رسہ‬ ‫سرو‬ ‫ه‬ ‫ج ه ره « ۔۔ و‬ ‫ےےے‬ ‫ولا تكونوا كالذي تعرفوا وَاحتَلَمُوأمِربعَدمَاجاء ه اليت‬ ‫أتكلم عَدَاثعَظي »‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫سص‬ ‫سي‪,‬‬ ‫سص‬ ‫س‬ ‫ِ‪2‬‬ ‫‏‪) ١٠٥‬‬ ‫‏)‪ ٣‬آل عمران‬ ‫(‪ ٩٨‬البينة‪٤‎ ,/ ‎‬۔‪)٥‬‬ ‫فالقرآن الكريم حينئذ ينهى المؤمنين عن الافتراق ويذكرهم بيا وقع‪‎‬‬ ‫للأمم السابقة وخاصة منهم أهل الكتاب الذين جاءتهم البينات وتنزل‪‎‬‬ ‫صفهم وا ختلفت كلمتهم ‪.‬‬ ‫تصدع‬ ‫ذلك‬ ‫عليهم ا لوحي ‪ .‬ومع‬ ‫وا فترق‪‎‬‬ ‫‪8‬‬ ‫شملمہ‬ ‫والله تعالى يتوعدهم بأشد العذاب‪. ‎‬‬ ‫‪_ ٢٦‬‬ ‫‪ ٢‬۔_ الرسول محمد عليه ا لسلام ليس من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا‪: ‎‬‬ ‫قال تعالى‪: ‎‬‬ ‫ينتَمَبهَمم كاتمة‬ ‫ناش‬ ‫‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ج‬ ‫لحم‬ ‫م‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‪ /‬‏‪)١٥٩‬‬ ‫إن جل كتب التفسير تنطلق من هذه الآية لتبين أسباب افتراق‬ ‫ا لذي‬ ‫سيرة ‏‪ ١‬لرسول عليه ‏‪ ١‬لسلام ي ذاك‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين ولتذكرهم ببعد هم عن‬ ‫وحد الأمة تحت لواء الاسلام } وفي هذا توعد للمسلمين لأنهم بافتراقهم‬ ‫يكونون بعيدين عن مسلك الرسول عليه السلام } ثم بتوعدهم القرآن‬ ‫بأن الله محاسبهم على هذا الافتراق أدق الحساب ‪ .‬انظر محمد عبده‬ ‫‏(‪ : )١٩٣٦/ ١٣٥ ٤‬تفسير المنار ‪ .‬دار المنار ‪ .‬القاهرة‬ ‫ورشيد رضا‬ ‫‪٢١٣‬۔‪٢٣٢‬‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ .١٩٥ ٢/ ١٣٧١‬‏‪٨‬ج ص‬ ‫‏‪ ٣‬۔ القرآن الكريم يدعو إلى الاعتصام لحبل اله المتين ‪:‬‬ ‫َنَل ‏‪١‬آلله حَميعَارلا روا‬ ‫‪1‬وَآعتموا‬ ‫‪, :‬‬ ‫تعا ل‬ ‫يقول‬ ‫وآذكروايممَت وعليكم رذكنئر أعداء قألصبننَفُلويكم‬ ‫قصب ‪ :‬بنعَمَتِه خونا وَكنتر سَعمَاحُعَرَوِمِنَالكَارِ‬ ‫َأنمَدَكم ييتَتَمَاككُددَاليكبين آلله لك لاَنعتَنَكُرتَهْتَدُوتَ ه‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‪ /‬‏‪)١٠٣‬‬ ‫‏‪ ١‬لرسول عليه ‏‪ ١‬لسلام [ وكا دت‬ ‫أثبربت ‏‪ ١‬لعصبية ‏‪ ١‬لقبلية وا لحنسية زمن‬ ‫تمزق بين الصحابة رضوان الله عليهم فتنزلت هذه الآية تذكر المسلمين‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫التفرقة‬ ‫بحبل الله وهو ا لقرآن ‏‪ ١‬لكريم ‪ .‬ونهبت عن‬ ‫التمسك‬ ‫بضرورة‬ ‫مذكرة بنعمة الاسلام على هؤلاء المسلمين الذين صبرهم الاسلام أمة‬ ‫بعد أن كانوا أشتاتا متناثرين‪ .‬ولا ينبغي أن نغفل هنا عن تاليف‬ ‫مؤا خحاته بن‬ ‫وا لخحزرج ‏‪ ٠‬ثم عن‬ ‫‏‪ ١‬لأويس‬ ‫بين‬ ‫عليه ا لسلام‬ ‫‏‪ ١‬لرسول‬ ‫المهاجرين والأنصار } إلى أن اتحد صف المسلمين © وصاروا يؤثرون على‬ ‫أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ‪.‬‬ ‫النهي عن تتبع السبل ‪:‬‬ ‫‪:1‬‬ ‫اله ‪:‬‬ ‫يقجوللجل‬ ‫٭ رَأنَهنذاصرطىمُستَقِيمَافاتَيحُوه وَلاتنيعُواالشَبْرَ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ہے ‪ ,‬عا۔ہ۔ے‬ ‫‪-‬‬ ‫س‬ ‫مص ي‬ ‫‏‪ ٤‬ے‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫س‬ ‫ے‬ ‫ج ۔ سد ۔۔‬ ‫ے‬ ‫۔‬ ‫س ‪.‬‬ ‫۔۔ے۔ے۔‬ ‫يه۔ لعنكم‬ ‫ففرق يكم عَنسَييلو۔دَلكم وَصَنكم‬ ‫‪7‬‬ ‫۔ ے ج‬ ‫‏‪(١٥٣‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام‬ ‫نثمون‬ ‫الله صلى‬ ‫رسول‬ ‫‪« :‬خط‬ ‫‏(‪ (٦ ٥٣/٣٦‬قال‬ ‫عبدالله بن مسعود‬ ‫عن‬ ‫الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال‪« :‬هذا سبيل الله مستقييما» ثم خط‬ ‫السبيل‬ ‫«وهذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ثم قال‬ ‫شاله ‪6‬‬ ‫وعن‬ ‫الخط‬ ‫ذلك‬ ‫يمين‬ ‫خطوطا عن‬ ‫ليس منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه»‪ ،‬ثم قرا هذه الآية‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٥‬۔ ‏‪.)٢٠٠‬‬ ‫(تفسير المنار ج ‪ .‬‏‪ ٨‬ص‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ التنازع يورث الفشل‬ ‫يقول تعالى ‪:‬‬ ‫« وآطيغواله ورسولشولاتترغوافَتنتَلواوتذبرسة‬ ‫( الأنفال ‏‪)٤٦‬‬ ‫واضيرواإنالنة معالصيريرے »‬ ‫سے‬ ‫ح‪,‬‬ ‫؟‬ ‫آ‬ ‫<‬ ‫و‬ ‫‪77‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫فإنها تصلح أيضا‬ ‫وإن جاءت هذه الآية متحدثة عن أحوال الحرب‬ ‫لأحوال السلم‪ .‬ذاك أن النزاع مهيا كان نوعه يورث الفرقة ‪ 5‬ولا ينتج‬ ‫عن التفرق إلا التصدع والوهن ‪.‬‬ ‫افتراق الناس إلى أحزاب ولا يفلح إلا حزب الله ‪:‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫۔‬ ‫‪,‬‬‫ك‬‫ن‬‫ر‬‫ا‬ ‫إ حس‪. ,‬۔ و‬ ‫ت‬‫أ‬‫و‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ك‬ ‫وخردة} ‪.‬‬ ‫ة‬ ‫عد ‪ ,‬ه‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫۔۔۔ح وه > إ ۔ م ۔ے۔و ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫}‬ ‫ف‬‫ا‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫‪ 2‬و‬ ‫ني يمَالَدَتِرمقَرَحُوبَ ‪4‬‬ ‫انت‪ :‬ا فتقطعوااترهرييتهمزبرا ح كل‬ ‫(‪ ٢٣‬المؤمنون‪٣٢٥) ٢ ‎‬۔‪‎٥‬‬ ‫« الاإنَحربَالتَتِطَر مكية »‬ ‫و‪ .,‬م<‬ ‫۔‬ ‫۔ے۔‬ ‫م‬ ‫س'‬ ‫> س‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫ويقول‬ ‫‏‪)١٩‬‬ ‫‏(‪ ٨٥‬المجادلة‪/‬‬ ‫ويقول أيضا ‪:‬‬ ‫« التَحزباتَهم اخرة ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٥٨‬المجادلة ‏‪)٢٢/‬‬ ‫واضح من هذه النصوص أن القرآن الكريم ينهى عن التحزب إلى‬ ‫الشيطان وكل ما يتصل به من زيغ وبدع وضلال‪ ،‬ويدعو إلى الاتحاد‬ ‫والتحزب إلى الله تعالي لمن أراد الفلاح في الدارين وفي هذا دعوة‬ ‫صريحة إلى توحيد كلمة الامة وإلحاح على اجتناب كل أنواع التفرقة ‪.‬‬ ‫‪. ٢٩٨٩‬‬ ‫‏۔‪ ٧‬حرص أهل الكتاب على إضلال المسلمين ‪:‬‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)٦٩ ‎‬‬ ‫وإننا نعلم تاريخيا مصداق هذه الآية الكريمة أن من أكبر دسائس‬ ‫أهل الكتاب العمل على غرس التفرقة بين المسلمين ‪ ،‬وكتب الفرق تلح‬ ‫‏‪ )٦٦٠/٤٠‬في إشاعة معتقدات ترمي‬ ‫على دور عبدالله بن سبا (نحو‬ ‫إلى تكسير وحدة المسلمين ‪.‬‬ ‫۔ العلاج المقترح عند ظهور بذور الافتراق ‪:‬‬ ‫آيتان‬ ‫} ر ا‬ ‫يقول تعالى ‪:‬‬ ‫> ‪,‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫نَقلوا فااصحوا بنهاإن بحَتَإِحَدَ لهما‬ ‫ع‬ ‫سرو س‬ ‫منَاآلْمُوْمنب‬ ‫>‬ ‫رہ‬ ‫‪93‬‬ ‫>‬ ‫م‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫سو‬ ‫مر ے>۔‬ ‫سے س‬ ‫‪. .‬و‬ ‫مح‬ ‫رس‬ ‫لله فإن ناهم؟¡ت‬ ‫< آم‬ ‫حول ر ا‬ ‫فعلاه ا لىتبغ‬ ‫تر‬ ‫سے‬ ‫‪2‬‬ ‫وم‬ ‫ِ و‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫مرحه ء‬ ‫‪٥‬۔ء۔ور‏‬ ‫وو‬ ‫۔ ©‬ ‫۔؟‬ ‫‏‪ ١‬لمَقسطہك‬ ‫بالعد ل وا قسط‪ ,‬اإن ا لله حب‬ ‫اصحو ‪7‬‬ ‫هم‬ ‫م )ً‪2‬‬ ‫م‬ ‫‪2‬‬ ‫۔واتقوا ‏‪١‬‬ ‫لحود‬ ‫الْمَوَمِنُونَلِحُوة قَأصلحوأبى‬ ‫ث يت‬ ‫‪4‬‬ ‫حو‬ ‫۔۔ ك ِ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪)١٠-٩‬‬ ‫‏(‪ ٤٩‬الحجرات‬ ‫زرجمو‬ ‫إن المتآمل في كتب التفسير وكتب التاريخ وكتب الفرق يتبين أن‬ ‫المسلمين تنازعوا هذا السياق القرآني تنازعا كبيرا خاصة في معركة‬ ‫صفين ‪ .‬وظلت كل فئة ةتعتبر أن الفئة الأخرى هي الباغية‪. .‬ومن ذلكم‬ ‫التنازع الذي غلب فيه المسلمون على أمرهم لأسباب عديدة انبثقت‬ ‫بذور الافتراق بعد أن كانت هذه الأمة أمة واحدة متياسكة متمسكة‬ ‫بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله يلة ‪.‬‬ ‫© الحديث الشريف وقضية الافتراق ‪:‬‬ ‫يقول الشهرستاني بعد أن بين طرق من سبقوه في تقييم أهل العالم ما يلي ‪:‬‬ ‫«ويفترق كل منهم فرقا فأهل الأهواء ليست تنضبط مقالاتهم في عدد‬ ‫معلوم ‪ .‬وأهل الديانات قد انحصرت مذاهبهم بحكم الخبر الوارد فيها‪.‬‬ ‫فافترقت المجوس على سبعين فرقة واليهود على إحدى وسبعين فرقة }‬ ‫والتصارى على اثنتين وسبعين فرقة} والمسلمون على ثلاث وسبعين فرقة‪.‬‬ ‫والناجية أبدا من الفرق واحدة { إذ الحق من القضيتين المتقاتلتين في واحدة‪.‬‬ ‫ولا يجوز أن يكون قضيتان متناقضتان متقابلتان على شرائع التقابل إلآ وأن‬ ‫تقتسيا الصدق وإالكذب‪ ،‬فيكون الحق في إحداهما دون الأخرى‪ ،‬ومن‬ ‫المحال الحكم على المتخاصمين المتضادين في أصول المعقولات بأنهيا حقان‬ ‫‪.‬‬ ‫صادقان‬ ‫وإذا كان الحق في كل مسألة عقلية واحدا‪ ،‬فالحق في جميع المسائل يجب‬ ‫أن يكون مع فرقة واحدة‪ ،‬وإنيا عرفنا هذا بالسمع وعنه أخبر التنزيل في قوله‬ ‫عز وجل ‪:‬‬ ‫غ ۔۔ء ث هد إو إ م۔۔ے أ ۔۔ إ‬ ‫‪4‬ه‬ ‫تل ومتن خلقناأمَة يهدون يالوحيقه۔يعدلو ر‬ ‫‏‪)١٨١‬‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‪/‬‬ ‫وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام ‪« :‬ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين‬ ‫فرقة‪ 5‬الناجية منها واحدة‪ .‬والباقون هلكى»‪ .‬قيل‪ :‬ومن الناجية ؟ قال ‪:‬‬ ‫_ ‪_ ]١‬‬ ‫«دأهل السنة والجياعة» قيل ‪ :‬وما السنة والجماعة ؟ قال ‪« :‬ما أنا عليه‬ ‫وأصحابي» ‪.‬‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق‬ ‫إلى يوم الدين» ‪.‬‬ ‫وقال عليه السلام ‪« :‬لا تجتمع أمتي على ضلالة‪. ,‬‬ ‫(الملل ‏‪)٢٠-١٩/ ١‬‬ ‫فالشهرستاني حينئذ ينطلق من هذا الحديث المشهور عن افتراق الأمة‬ ‫ليقرر حقيقتين ‪ :‬أولاهما أن الحق لا يكون إلا مع واحدة في القضايا العقدية }‬ ‫وثانيها أن الأمة الاسلامية افترقت إلى ثلاث وسبعين فرقة وقد عمل على‬ ‫ضبطها وإحصائها في كتابه ‪:‬‬ ‫الملاحظ أنه ‪ .‬وإن اتفقت جل كتب الفرق على الانطلاق من هذا‬ ‫الحديث" باستثناء الأشعري في مقالاتهإ فإن لكتب الحديث والاستدراك‬ ‫والموضوعات مواقف منه نكتفي بذكر أهمها ‪:‬‬ ‫_ أما مالك ‏(‪ )٧٩٦/١٧٩‬والبخاري ‏(‪ )٨٧٠/٢٥٦‬ومسلم‬ ‫‏(‪ )٨٧٥/٢٦١‬والنسائي ‏(‪ )٩١٦/٣٠٢٣‬فلم يخرجوا هذا الحديث ‪.‬‬ ‫_ بينيا أبو داود ‏(‪ )٨٩١/٢٧٧‬والترمذي ‏(‪ )٨٩٣/٢٧٩‬وابن ماجه‬ ‫‏(‪ )٨٩٧/٢٨٣‬فقد اتفقوا على إخراجه ‪.‬‬ ‫_ كيا أن الحاكم النيسابوري قد أثبته في كتابه المستدرك على الصحيحين ‪.‬‬ ‫كيا أن ابن الجوزي الحنبلي ‏(‪ )١٢٠١/٥٩٧‬قد أثبته كيا يلي ‪:‬‬ ‫بعد أن روى الحديث رواية خاصة بين أنها لا أصل لها وهي «تفترق‬ ‫أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة كلهم في الجنة إلآ فرقة واحدة‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬يا رسول الله ‪ .‬من هم؟ قال‪ :‬الزنادقة والقدرية» ثم يضيف ‪:‬‬ ‫‪_ ٤٢‬‬ ‫أبي‬ ‫أبي طالب وسعد بن‬ ‫الله علي بن‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫قد رواه‬ ‫) بلى ‪...‬‬ ‫وقاص ‪ . .‬قالوا فيه‪ :‬واحدة في الجنة وهي الجياعة» كتاب الموضوعات‬ ‫الكرى ‏‪. ٢٧٦/ ١‬‬ ‫ونرى من المفيد أن نذكر خمسة منها ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ابن ماجة ‪ :‬عن أبي هريرة ‪« :‬تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة‬ ‫وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة» ‪.‬‬ ‫أحمد بن حنبل ‪ :‬عن أنس بن مالك ‪« :‬إن بني اسرائيل قد افتزقت على‬ ‫‪- ٢‬‬ ‫اثنتين وسبعين فرقة ‪ 3‬وأنتم تفترقون مثلها‪ ،‬كلها في النار إلا فرقة» ‪.‬‬ ‫ابن ماجة ‪ :‬عن عوف بن مالك ‪« :‬افترقت اليهود على إحدى وسبعين‬ ‫فرقة‪ .‬فواحدة في الجنة وسبعون في النار ‪ 5‬وافترقت النصارى على اثنتين‬ ‫وسبعين فرقة ‪ .‬فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة ‪ ،‬والذي نفس‬ ‫محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ‪ 7‬واحدة في الجنة واثنتان‬ ‫وسبعون في النار ‪ .‬قيل يا رسول الله من هم؟ قال ‪ :‬الجياعة»‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫‪« :‬ان‬ ‫سفيان‬ ‫أي‬ ‫معاوية بن‬ ‫عن‬ ‫‪:‬‬ ‫أجد بن حنبل وأبو داود‬ ‫‪.‬‬ ‫الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملّة‪ ،‬وإن هذه الأمة‬ ‫ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء ۔ كلها في النار إلآ واحدة‬ ‫وهي الجخياعة } وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كيا‬ ‫لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» ‪.‬‬ ‫يتجارى الكلب بصاحبه‪.‬‬ ‫عبدالله بن عمرو ‪« ::‬سيأتي على أمتي ما أتى على بني‬ ‫عن‬ ‫التزمذي ‪:‬‬ ‫اسرائيل حذو النعل بالنعل‪ .‬حتى إن من كان منهم من أتى أمة علانية‬ ‫لكان في أمتي من يصنع ‪ . 7‬وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين‬ ‫كلهم في ‏‪ ١‬لنار ا لا ملة‬ ‫ملة‪. .‬‬ ‫وسبعين‬ ‫وسبعين ملة وتفترق ا متي على ثلاث‬ ‫‪]٢‬‬ ‫«ما ا ن عليه وأ صرحا بي» ‪.‬‬ ‫الله ؟ قال‪:‬‬ ‫‪ :‬من هي يا رسول‬ ‫‪ .‬قال‬ ‫واحدة‬ ‫والخلاصة أن كتب الحديث لم تتفق على اخراج كل الروايات وأن أحمد بن‬ ‫حنبل قد استأثر بإخراج أكبر عدد من الروايات المذكورة ‪.‬‬ ‫وهذه الروايات يمكن أن نصنفها إلى ثلاثة أصناف ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬من الصنف المحايد ‪ :‬لأنها اكتفت بذكر الرقم فقط ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ من الصنف المستثنى ‪ :‬لأنها اكتفت باستثناء الفرقة الناجية دون أن‬ ‫تحدد هويتها ‪.‬‬ ‫‪٤ ٣‬و‪ ‎‬وه ‪ :‬الصنف المنحاز ‪ :‬لأنها تنص على هوية الفرقة الناجية‪. ‎‬‬ ‫وذاك‬ ‫والحقيقة أن عمر بن حمادي قد حص هذه القضية أحسن تمحيص‬ ‫ما وصل إليه في شأن محتلف الروايات © وليس لنا أن ننقل هذا العمل برمته }‬ ‫وإنما نكتفي بضبط ما وصل إليه من نتائج وهي ‪« :‬وتحليلنا للأغراض التي‬ ‫التي برز فيها‪.‬‬ ‫يرمي إليها هذا الحديث يعيننا أكثر على الوقوف على الظروف‬ ‫المنحازة ‪ ،‬نراه‬ ‫فنحن إذا أخذنا هذا الحديث في روايته الأكمل‪ .‬أي الرواية‬ ‫هذه الفرق في‬ ‫يسجل لنا ثلاث نقاط رئيسية هي ‪ :‬كثرة الفرق الموجودة‪ ،‬كل‬ ‫يحارب الافتراق‬ ‫النار إلا واحدة‪ .‬الفرقة الناجية هى الجياعة ‪ .‬فهو إذن حديث‬ ‫ويهدد الفرق من ناحية{ ويدعو إلى التمسك بالجياعة؛ لان ذلك هو سبيل‬ ‫النجاة من ناحية أخرى‪ .‬فهو حديث يمجد في الواقع أولئك الذين يطلقون‬ ‫على أنفسهم اسم أهل السنة والجياعة‪ ،‬ويعكس لنا حالة صراع كبير كان‬ ‫قائما بين محتلف الفرق ‪.‬‬ ‫فنحن نلاحظ ‪ . .‬أن كتب الرد المعبرة عن هذا الصراع قد ازداد عددها‬ ‫منذ فجر القرن الثالث الهجري ‪ ،‬وقد شمل ذلك المشرق والمغرب على‬ ‫‪_ ٤٤‬‬ ‫السواء‪ ،‬وقد كانت الفرق المتصارعة تستعمل أسلحة مختلفة من بينها‬ ‫الاستشهاد بالحديث لمعاضدة آرائها! فازدهرت حركة الوضع وظهرت حركة‬ ‫نقد الحديث لذلك يمكن القول إن هذا الحديث قد وضعته إحدى الفرق‬ ‫لمواجهة الفرق الأخرى ‪.‬‬ ‫أما عن هوية هذه الفرقة‪ .‬فإن أول الأسياء التي تتبادر إلى الذهن هي فرقة‬ ‫أهل السنة والجماعة‪ .‬لما نجده في بعض روايات هذا الحديث من تأكيد على‬ ‫التمسك بالجماعة ‪.‬‬ ‫ثم بعد تساؤلات وتحليل يصل إلى ‪« :‬لذلك & ونظرا لكل العوامل التي‬ ‫وقعت الإشارة إليهاش فإن الاحتيال الثاني أقرب إلى القبول أي أن الرواية‬ ‫المنحازة هي التي ظهرت أولا في خضم الصراع الذي كان قائيا بين أهل السنة‬ ‫والجياعةإ من ناحية‪ ،‬والفرق المعادية لها من ناحية أخرى وإن الروايات‬ ‫الأخرى كانت محاولات تحطيمية للرواية المنحازة ‪.» . . .‬‬ ‫وأخيرا فإن هذا الحديث الذي هو وليد وضعية فكرية تمتاز بالصراع ‪ 5‬أي‬ ‫با‪-‬حركية والنشاط‪ ،‬أتى في الحقيقة ليحارب الواقع الذي أفرزه‪ ،‬فهو أتى‬ ‫ليحارب التفرق‪ ،‬أي التنوع والخلق (كذا) اللذين بدونها لا يمكن التطور ‪}.‬‬ ‫لذلك كان هذا الحديث ينطوي على خطورة كبيرة في صورة انتصار أصحابه‬ ‫‏‪ { ١١‬عقب ما سمي‬ ‫وهو بالفعل ما وقع بداية من القرن الخامس‪/‬‬ ‫بالانتصار السنى ‪ 3‬فاشتدت محاربة ما يسمى بالندع أي محاربة التجديد‬ ‫واستقر نوع منن الجمود الفكري الذي لا يمكن إنكاره بداية من القرن‬ ‫السادس ‏‪ &، ١٢/‬ويمكن القول إن هذا الحديث كان من جملة الأحاديث‬ ‫والأقوال التي ساهمت في انتشار تلك العقلية ‪.‬‬ ‫وحكمنا عليه با لوضع لا ينقص ‏‪ ١‬لينة من قيمته‬ ‫فهذا ا لحديث هام جداء‬ ‫‪. ]٥‬‬ ‫التاريخية } لأنه يمكن اعتبار من تلك الأحاديث التي ساهمت في نحت جانب‬ ‫من الجوانب العقلية للعالم الاسلامي ‪ ،‬لذلك فهو يهم ۔ إلى جانب علياء‬ ‫(عمر بن حادي ‪ :‬مقال حول‬ ‫الحديث ۔ كل المهتمين بتاريخ العقليات»‪.‬‬ ‫حديث وافتراق الأمة إلى بضع وسبعين فرقة» الكاسات التونسية سنة ‏‪١٩٨١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عدد ‪-١١٥‬۔‪١١٦‬‏ صن‪٢٨٧‬۔‪٣٥٧‬‏‬ ‫وبعد هدا نقول مهيا تنوعت المواقف من هذا الحديث وغيره فإن الأمة‬ ‫افترقت إلى فرق وكفى ‪ .‬ولا سبيل لها إلى النهوض من كبوتها إلا إذا تآلفت‬ ‫وتعاونت ‪.‬‬ ‫العوامل السياسية ‪:‬‬ ‫يقول الشهرستاني ‪« :‬وانقسمت الاختلافات بعده (الرسول عليه السلام)‬ ‫إلى قسمين أحدهما الاختلاف في الامامة» ‏‪. ٣٦/ ١‬‬ ‫نلمس أن الشهرستاني على وعي تام باهمية الاختلاف في الامامة من حيث‬ ‫أثر في تفريق الأمة قولا وعملا ‪ 3‬إذ تحول الصراع من الجدل إلى حد السيف ‏‪٥‬‬ ‫ونص الشهرستاني صريح في ذلك ‪:‬‬ ‫«وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة‪ ،‬إذ ما سل سيف في الاسلام‬ ‫على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان»‪ .‬‏‪. ٣١/١‬‬ ‫وهذه العوامل السياسية نتبع فيها درجتين ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬حدث السقيفة وتوجيه الفرق له فيما بعد ‪:‬‬ ‫يعتبر الشهرستاني ما حدث في السقيفة الخلاف الخامس بعد وفاة‬ ‫أنه اعتبره فلتة‬ ‫تدخل كبير إلا‬ ‫دون‬ ‫الحدث‬ ‫وقائع هذا‬ ‫ياد وقد روى‬ ‫الرسول‬ ‫لا يمكن أن تتكرر‪ .‬حيث قال ‪« :‬إلآ أن بيعة أي بكر ‏(‪ )٦١٣٥/١٣‬كانت‬ ‫‪_ ٤٦‬‬ ‫فلتة وقى الله المؤمنين شرها ‪ ،‬كيا أنه ذكر الذين امتنعوا عن البيعة بقوله ‪:‬‬ ‫«سوى جماعة من بني هاشم ‪ ،‬وأبي سفيان من بني أمية ‪ 5‬وأمير المؤمنين علي بن‬ ‫اي طالب ‏(‪ )٦٦١١/٤٠‬كرم الله وجهه‪ .‬كان مشغولا بيا أمره النبي يلة من‬ ‫تجهيزه ودفنه وملازمة قبره من غير منازعة ولا مدافعة» ‏‪. ٣٢/ ١‬‬ ‫وإن لم يتدخل الشهرستاني في هذا الحدث فإننا نعتبره حدثا موضوعيا‬ ‫يستوجبه الواقع إثر وفاة الرسول يلة ‪ 0‬ونلمس من خلال ما دار من حوار أن‬ ‫المواقف لم تكن تحمل خلفيات مُبيّتة‪ .‬بل امتاز الحوار بالتلقائية والعفوية‪.‬‬ ‫وبرزت فيه اجتهادات الصحابة الحاضرين آنذاك { إلا أن هذه الاجتهادات‬ ‫استغلت فييا بعد وضخمت أكثر مما ينبغي ‪ 3‬قكانت بذورا لعديد من‬ ‫الاتباهات كثيرا ما تحولت بالمواقف عن وجهتها الأولى‪ ،‬والمهم أن التسمية‬ ‫بالأنصار والمهاجرين لم يكن لها أثر في تسمية الفرق فييا بعد‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫الوضع استقر استقرارا تاما زمن أبي بكر وعمر ‪.‬‬ ‫وقد تجلى أثر السقيفة خاصة في واحد من وجوه تولية الامام عند المنظرين‬ ‫للامامة ألا وهو البيعة ‪ 7‬وهذه الوجوه هي ‪:‬‬ ‫البيعة لأبي بكر وهي ضرب من الشورى ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٦‬ولاية العهد من أبي بكر لعمر مع الإلحاح على انتفاء الوراثة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬الشورى بين أهل الحل والعقد كيا أمر عمر ‏(‪ )٦٤٤/ ٢٣‬عند وفاته ‪.‬‬ ‫ب ۔ تمخض الافتراق عن الفتنة ‪:‬‬ ‫يذكر الشهرستاني بتداعي الأوضاع في النصف الأخير من عهد عثيان‬ ‫(‪٦٤٣/٣٥-٢٢٣‬۔‪)٦١٥٦‬‏ في ما اعتبره الخلاف الخامس بعد وفاة الرسول عليه‬ ‫السلام‪ ،‬ويلح خاصة على ما عابه الناس على عثيان في شأن تقريب ذوي‬ ‫القربى رغم وجود من هم أكفأ منهم‪ .‬كيا يذكر في الخلاف العاشر أن بيعة‬ ‫]؟‪_ ‎٧‬‬ ‫‏(‪)٦٥٧/٣٦‬‬ ‫علي شرعية لكنها سرعان ما انبثق عنها ما سمي بمعركة الجمل‬ ‫وقد انبثقت عنها ما عرف بحركة الزبيريين‪ ،‬لكنها لم تبق أثرا لفرقة لها‬ ‫أصولها ‪.‬‬ ‫‏(‪٨١ )٦٥٧/٣٧‬‬ ‫ثم يقول ‪« :‬والخلاف بينه وبين معاوية‪٨‬‏ وحرب صفين‬ ‫وتخالفة الخوارج ‪ ،‬وحمله على التحكيم } ومغادرة عمرو بن العاص‬ ‫‏(‪ )٦٦٤/٤٣‬أبا موسى الأشعري ‏(‪ © )٦١٨٥ / ٤٤‬وبقاء الخلاف إلى وقت‬ ‫وفاته مشهور ‪. » . .‬‬ ‫واتضح‬ ‫واضح إذن أن معركة صقين كانت القطرة التي أفاضت الكأس‬ ‫بعدها توزع الأمة إلى ثلاث اتجاهات ‪. :‬‬ ‫_ جماعة على (‪٦٥٦/٤٠_٣٥‬۔‪.)٦١٦١‬‏‬ ‫_ حماعة معاوية (‪٤٠‬۔‪.)٦٨٠-٦٦١/٦٠‬‏‬ ‫_ حماعة لا مع هذا ولا مع ذاك بايعت عبدالله بن وهب الراسبي‬ ‫‏(‪ )٦٥٨/٣٨‬عرفت فييا بعد بتسميات عديدة‪ .‬سها الشهرستاني خوارج ‪.‬‬ ‫ثم يقول الشهرستانى‪« : :‬وانقسمت الاختلافات بعده (علي) إلى قسمين ‪:‬‬ ‫أحدهما الاختلاف في الامامة ‪. .‬‬ ‫والاختلاف في الامامة على وجهين ‪:‬‬ ‫_ أحدهما ‪ :‬القول بأن الامامة تثبت بالاتفاق والاختيار ‪.‬‬ ‫_ والثاني ‪ :‬القول بأن الامامة تثبت بالنص والتعيين‪ .‬‏‪. ٣٦/ ١‬‬ ‫فمن قال إن الامامة تثبت بالاتفاق والاختيار ‪:‬‬ ‫قال بإمامة كل من اتفقت عليه الأمة أو جماعة معتبرة من الأمة‬ ‫_ إما مطلقا‪.‬‬ ‫_ وإما أن يكون قرشيا على مذهب قوم ‪.‬‬ ‫‏‪ ]٨‬س‬ ‫_ إلى شرائط أخرى كيا سيأتي ‪ .‬‏‪.٣٦/ ١‬‬ ‫ومن قال بالأول ‪ }،‬قال بإمامة معاوية وأولاده وبعدهم بخلافة مروان‬ ‫‏(‪ )٦١٨٥/٦٥‬وأولاده ‪.‬‬ ‫«والخوارج اجتمعوا في كل زمان على واحد منهم بشرط أن يبقى على‬ ‫مقتضى اعتقادهم ‪ .‬ويجري على سنن العدل في معاملاتهم‪ ،‬وإلا خذلوه‬ ‫وخلعوه وربيا قتلوه» ‏‪٣٦/ ١‬‬ ‫والملاحظ أن تحليل الشهرستاني يعكس واقع انقسام الأمة بعد استقرار‬ ‫الأوضاع بعد معركة صفين ‪.‬‬ ‫فالجاعة التي رأتأن الامامة تثبت لكل من اتفقت عليه الأمة أو جماعة‬ ‫معتبرة من الامة انشطرت إلى شطرين ‪:‬‬ ‫الشطر الأول ‪ :‬يرى أن هذا الاختيار يكون مطلقا وهذا موقف من عرفوا‬ ‫بالمحكمة أو أهل حروراء أو أهل النهروان‪ ،‬وهم الذين ذكرناهم قبل حين‬ ‫بجياعة عبدالله بن وهب الراسبي ‪ ،‬إذ اعتبر هؤلاء أن الامامة شورى بين المسلمين‬ ‫على شرط أن يكون الامام عادلا مها كان جنسه فإن تخلى عن العدل يخلع‬ ‫وربيا يقتل إن أصر على عدم الانقياد لأمر المسلمين‪ .‬ومن هؤلاء بقيت‬ ‫الإباضية ث وإن أطلق عليهم الناس لقب الخوارج فإنهم يتبرأون منه ‪.‬‬ ‫الشطرالثاني ‪:‬وهو الذي ساد البلاد والعباد‪ .‬وهم الذين قيدوا اتفاق الأمة‬ ‫بشرط آخر وهو القرشية‪ ،‬وقد مثل هذا الموقف جماعة معاوية ‪ .‬أي الاتحباه‬ ‫الأموي في البداية‪ ،‬ثم تحول الشرط إلى فرع بني مروان من بني أمية ‪ .‬وقد تبنى‬ ‫هذا الموقف بنو العباس الذين أضافوا الهاشمية إلى القرشية ‪ ،‬وقد استند هؤلاء‬ ‫إلى الحديث «الأئمة من قريش» ‪.‬‬ ‫‪]٦٩‬‬ ‫المقدمة‪.‬‬ ‫ف‬ ‫عبارة ابن خلدون‬ ‫وراثي حسب‬ ‫وهذا التيار يسميه الشهرستاني بالصفاتية‪ .‬فيقول‪« :‬وكان بين المعتزلة‬ ‫وبين السلف في كل زمان اختلافات في الصفات وكانث السلف يناظرونهم‬ ‫عليها لا على قانون كلامي بل على قانون إقناعي ويسمون الصفاتية ‪ :‬فمن‬ ‫يثبت صفات الباري تعالى معاني قائمة بذاته‪ ،‬ومن مشبه صفاته بصفات‬ ‫الخلق‪ ،‬وكلهم يتعلقون بظواهر الكتاب والسنة" ‏‪. ٤٤/١‬‬ ‫وهذا التيار هو نواة ما عرف فييا بعد بأهل السنة والجياعة‪ ،‬والسنة حسب‬ ‫المخالفة وخاصة منها‬ ‫هؤلاء هي سنة الرسول عليه السلام ‏‪ ٠‬بينا تعتبر التيارات‬ ‫التيار العلوي ‪ 5‬أن المقصود بالسنة سنة لعن علي في الجمع كيا يذكر ذلك‬ ‫‏(‪ )٩٢٢/٣١٠‬في كتابه المنية والأمل في شرح الملل والحل‬ ‫المهدي المرتضى‬ ‫‏‪.١٠٦‬‬ ‫ص‬ ‫أما الجماعة فهي حسب هؤلاء تذكر بالعام الذي تنازل فيه الامام الحسن بن‬ ‫علي ‏(‪ )٦٧٠/٥٠‬لمعاوية عن الحكم وذلك عام ‏(‪.)٦٥١/٤١‬‬ ‫أما الجياعة التي قالت بأن الامامة تثبت بالنص والتعيين فلقد أطال‬ ‫الشهرستاني في ذكر اختلافاهم ووصل بها إلى ما لا يقل عن سبعة وعشرين‬ ‫موقفا ويمثل هذا التيار جماعة علي وهم الذين عرفوا بالشيعة فيما بعد ‪.‬‬ ‫ونكتفي بذكر فرقتين من فرق الشيعة على سبيل المثال لنفهم موقفهم من‬ ‫الوحي ‪.‬‬ ‫الزيدية ‪ :‬أتباع زيد بن علي ‏(‪ )٢٤٠/١٦٢٢‬بن الحسين بن علي بن أبي‬ ‫طالب ۔ رضي الله عنهم ‪ -‬ساقوا الامامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها ولم‬ ‫يجوزوا ثبوت الامامة في غيرهم ‪ . .‬وكان من مذهبه جواز إمامة المفضول مع‬ ‫رصي الله عنه _ أفضل‬ ‫‪-‬‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫علي بن‬ ‫كان‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫الأفضل ‪. .‬‬ ‫قيام‬ ‫إلا أن الخلافة فوضت لأبي بكر لمصلحة رأوها وقاعدة دينية‬ ‫الصحابة‬ ‫‏‪. ١٠ / ١‬‬ ‫ثائرة الفتنة © وتطييب قلوب العامة»‪.‬‬ ‫من تسكين‬ ‫راعوها‬ ‫ثم بين كيف أفضت الخلافة لعمر ولوم الناس لأبي بكر وجوابه «لو سألني‬ ‫ري لقلت‪ :‬وليت عليهم خيرهم لهم» ثم يواصل الشهرستاني فيقول ‪:‬‬ ‫«وكذلك بوز أن يكون المفضول إماما والأفضل قائم فيرجع إليه في‬ ‫الأحكام ‪ ،‬ويحكم بحكمه في القضايا» ‏‪. ١٨١/ ١‬‬ ‫كرم الله‬ ‫وبهذا يذكر بيا كان من عمر رضي الله عنه من استشارة علي‬ ‫القضايا ليعمل بإشارته ‪.‬‬ ‫من‬ ‫وجهه ۔ في عديد‬ ‫ثم يقول الشهرستاني ‪« :‬ولما سمعت شيعة الكوفة هذه المقالة منه إ وعرفوا‬ ‫أنه لا يتيرأ من الشيخين رفضوه (زيد بن على) حتى أتى قدر علي؛ فسميت‬ ‫رافضة» ‏‪. ١٨١/ ١‬‬ ‫وبهذا نتبين مدى مرونة الزيدية في قضية الامامة‪ ،‬ولماذا سميت الرافضة‬ ‫رافضة‪ .‬وهو رد فعل على هذا الموقف المتسامح ‪.‬‬ ‫الإمامية ‪« :‬هم القائلون بإمامة علي ‪ -‬رضى الله عنه ۔ بعد النبي عليه‬ ‫بل‬ ‫الصلاة والسلام ‪ ،‬نضّا ظاهرا وتعيينا صادقا‪ .‬من غير تعريض بالوصف‬ ‫إشارة إليه بالعين ‪.‬قالوا ‪:‬وما كان في الدين والاسلام أمر أهم من تعيين‬ ‫قلب من آمر‬ ‫الدنيا على فراغ‬ ‫السلام)‬ ‫مفارقته (عليه‬ ‫تكون‬ ‫حتى‬ ‫الامام ‘‬ ‫الأمة‬ ‫يفارق‬ ‫وتقرير الوفاق ‏‪ ٥‬فلا محجوز أن‬ ‫لرفع الخلاف‬ ‫اللمة ‏‪ ٠‬فإنه إنا بعث‬ ‫ويتركهم هملا (أي من دون راع يرعاهم) يرى كل واحد منهم رأيا ويسلك‬ ‫كل واحد منهم طريقا لا يوافقه في ذلك غيره بل يجب أن يعين شخصا هو‬ ‫الرجوع إليه‪ .‬وينص على واحد هو الموثوق به والمعوّل عليه{ وقد عين عليا‬ ‫‪٥١‬‬ ‫رضي الله عنه في مواضع تعريضا وفي مواضع تصريحا‪ .‬‏‪. ١٩٠-١٨٩/ ١‬‬ ‫والأساس بعد النظر في النصوص & أن الشيعة على اختلاف مواقفهم في‬ ‫شان الوحي جيلا بعد جيل‪ ،‬يجمعون على أن الامامة يجب أن تكون وراثية‬ ‫في الهاشمية وخاصة منها آل البيت سواء أكانوا ذرية علي من فاطمة أو من‬ ‫غيرها ‪.‬‬ ‫هذه ثلاث تيارات تمخضت عن اختلاف وجهات النظر في شأن الامامة‬ ‫وما يزال‬ ‫أحيانا ‏‪٠‬‬ ‫حينا وتناحرت‬ ‫تآلفت‬ ‫وقد‬ ‫السياسية ‪1‬‬ ‫القضايا‬ ‫وهمى أم‬ ‫‪.‬‬ ‫قد انتهت بالامس ‏‪ ١‬لقريب‬ ‫‏‪ ١‬لصراع قائا بينها كان معركة ‪.7‬‬ ‫ثم إن الشهرستاني وإن لم يذكر موقفا رابعا أثناء هذا التقييم فإنه عند‬ ‫تقسيم بعض الفرق داخليا يشير إلى أن هناك من وقف موقفا آخر رابعا وإن‬ ‫السابقة ‘ لكنه بيا أنه وحد فلابد من أن‬ ‫الأهمية ما بلغته المواقف‬ ‫‪ .‬يبلغ من‬ ‫يذكر ‪ ،‬وهذا الموقف هو موقف القائلين بأن الأمة ليست في حاجة إلى إمام ‪3‬‬ ‫وهي قادرة على أن تقوم بشؤونها بنفسها‪ ،‬وينسب هذا إلى النتجدات من‬ ‫الخوارج وهم أصحاب نجدة بن عامر ‏(‪ )٦٨٨/٦٩‬يقول الشهرستاني في‬ ‫ذلك‪« :‬وأجمعت النّجدات على أن لا حاجة للناس إلى إمام قط‪ . .‬وإني‬ ‫عليهم أن يتناصفوا فيي بينهم" فإن هم رأوا أن ذلك لا يتم إلا بإمام يجملهم‬ ‫عليه فأقاموه جاز » ‏‪. ١٤٣/١‬‬ ‫كيا ينسب الشهرستاني مثل هذا الموقف لأحد المعتزلة يعرف بالأصم‬ ‫‏(‪ )٨٥١/٢٣٧‬في المقدمة عند حديثه عن وجوب الامامة ‪ .‬وهذا الموقف‬ ‫انتهى بانتهاء أصحابه ‪.‬‬ ‫ولا بأس من أن تذكر هنا جماعة الحياد‪ ،‬وهم بعض الصحابة الذين‬ ‫اجتنبوا هذه الفتنة من أصلها ؤ ولم يقفوا مع أي تيار من هذه التيارات‬ ‫‏‪ ٥٢‬۔‬ ‫المتصارعة ‪ .‬وهذا الموقف أيضا انتهى بانتهاء أصحابه ‪ .‬يقول الشهرستاني ‪:‬‬ ‫«والذين اعتزلوا إلى جانب فلم يكونوا مع علي رضي الله عنه ۔ في حروبه‬ ‫وقالوا ‪ :‬لا ندخل في غيار الفتنة بين الصحابة رضي الله‬ ‫ولا مع خصومه‬ ‫‏(‪6)٦١٧٥/٥٥‬‬ ‫‏(‪ ،)٦١٩٣/٧٣‬وسعد بن أبي وقاص‬ ‫عنه ‪ :‬عبدالله بن عمر‬ ‫‏(‪ ،)٦١٦٧/٤٦‬وأسامة بن زيد بن حارثة‬ ‫ومحمد بن مسلمة الأنصاري‬ ‫‪ )٦٦٦/‬مولى رسول الله يَلة» الملل والتتحل ‏‪. ١٦١/١‬‬ ‫الكلبي ‏(‪٤٥‬‬ ‫بعد هذا يتضح أن النزاع حول الامامة وما يتعلق به من تولد الافتراق‬ ‫يمكن أن يتلخص فيي يلي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬الامامة وراثية في قريش وهو موقف الصفاتية ‪ ،‬والمرجئة‪ ،‬وبعض المعتزلة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الامامة وراثية في آل البيت ‪:‬الشيعة وجل المعتزلة ‪.‬‬ ‫ا۔لامامة شورى بين المسلمين ‪ :‬المحكمة ‪.‬‬ ‫المعتزلة‪. ‎‬‬ ‫من‬ ‫والأصمً‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫النجدات‬ ‫‪:‬‬ ‫لا إمامة‬ ‫‪_ ٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الصحابة‪‎‬‬ ‫بعض‬ ‫‪:‬‬ ‫الحياد‬ ‫‪-‬‬ ‫الولاة ‪:‬‬ ‫تعيين‬ ‫‪ -‬قضية‬ ‫وإن بدت هذه القضية فرعية في العوامل السياسية لكنها كان لها بعض‬ ‫الشأن في إثارة الفتنة ‪.‬‬ ‫فبقدر ما تحاشى أبو بكر وعمر تعيين قرابتهما في مناصب الدولة الناشئة ‪.‬‬ ‫إلى حد أن عمر امتنع من تعيين ابنه ضمن مجلس الشورى‪ ،‬غلب عثيان على‬ ‫أمره ۔ على أغلب الروايات ۔ وقرب قرابته من بني امية‪ .‬وفي ذلك يقول‬ ‫الشهرستاني‪« :‬غير أن أقاربه من بني أمية قد ركبوا نهابر (جمع نهبورة وهي‬ ‫المهلكة) فركبته‪ ،‬وجاروا فجير عليه ‪ .‬ووقعت في زمانه اختلافات كثيرة ‪.‬‬ ‫خحذدلوه ‏‪ ٥‬ورفضوه حتى‬ ‫وأخذوا عليه أحداثا كلها حالة على بني أمية ‪ . .‬وكلهم‬ ‫‪٥٢٣‬‬ ‫وقتل مظلوما ي داره‪ ،‬وثارت الفتنة من الظلم الذي جرى عليه ‪6‬‬ ‫أتى قدره عليه‬ ‫ولم تسكن بعد» ‏‪. ٣٥٣٤ / ١‬‬ ‫فالشهرستاني واع بأن قضية تعيين القرابة في مناصب الدولة كان لها ضلع‬ ‫في إثارة الفتنة التي انطلقت بيا عرف بحادثة الذًار ر‪،)٦٥٦/٣٥‬‏ وبين أنها‬ ‫عثان‬ ‫المطالبة بدم‬ ‫اتخذت‬ ‫علي حتى‬ ‫بويع الامام‬ ‫بعد إذ ما أن‬ ‫‪ .‬تسكن‬ ‫من شغب‪.‬‬ ‫منطلقا لجل ما حدث‬ ‫بقي هنا أن نذكر بأن الشهرستاني وإن لم يشر في الخلاف التاسع إلى دور‬ ‫عبدالله بن سبإ اليهودي الأصل في تأليب أهل الأمصار على عثيان كيا تذكر ذلك‬ ‫جل المصادر ملحة على أن هذا اليهودي أسلم من أجل الدس ‪ ،‬وكان المحرك‬ ‫الأساسي للفتنة التي انتهت بمقتل عثيان ‪.‬‬ ‫وإن لم يذكر الشهرستاني عبدالله بن سبأ في الخلاف التاسع فإنه ذكره في‬ ‫الخلاف العاشر على رأس الذين غالوا في شان الامام على واعتبره نواة لما ساه‬ ‫بعملاة الشيعة ‪.‬‬ ‫والملاحظ في خاتمة المطاف عن العوامل السياسية أنها وإن كانت سببا في‬ ‫افتراق المسلمين بعد أن كانوا صفا واحدا لا يمكن أن تفصل عن بقية‬ ‫العوامل لأنها كلها ترجع إلى منبع واحد وإنما جاء الفصل بينها منهجيا حتى‬ ‫‪.‬‬ ‫الاسلام‬ ‫تتضح النتائج وإلا فلا فصل بن الروحي وا لزمني ف‬ ‫ه العوامل الاصولية ‪:‬‬ ‫إن الشهرستاني في المقدمة الأولى يقسم أهل العالم إلى أهل الديانات وأهل‬ ‫بالقسمة ‏‪ ١‬لصحيحة الأولى‬ ‫منقسمون‬ ‫») وهم (أهل ‏‪ ١‬لعالم)‬ ‫الأهواء ‏‪ ٠‬فيقول ‪:‬‬ ‫إلى أهل الديانات والملل وأهل الأهواء والتحل ‪.‬‬ ‫)‪_ ٥‬‬ ‫والمسلمين ‪.‬‬ ‫واليهود‪ .‬والنصارى‬ ‫فأرباب الديانات مطلقا مثل المجوس‬ ‫وأهل الأهواء والأراء مثل الفلاسفة‪ .‬والذهرية } والصابئة‪ .‬وعبدة الكواكب‬ ‫والأوثان } والبراهمة» ‪ .‬الملل ‪ : :‬‏‪.١٩/١‬‬ ‫ثم بين أن الاسلام حص بالفرققةة التاجية ‪.‬‬ ‫وقبل أن نغوص في مواقف الشهرستاني نذكر بيا جاء في القرآن عن المحكم‬ ‫‪:‬‬ ‫والمتشابه ‪ .‬وسنعود إلى هذا بشىء من التفصيل بعد حين ‪ .‬قال تعالى‬ ‫حكمت هنَأمانكتلب‬ ‫هوالز أنزل علتكَخ لكتبمنةءايت‬ ‫‪7‬‬ ‫‪..‬‬ ‫و ے‬ ‫س ہ‬ ‫ر س وو م‬ ‫ء‬ ‫سص‬ ‫مهإر‬ ‫سرس‬ ‫>۔۔‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫س ‪ .‬شو ِ ى ے۔ خد >۔۔ح ر‬ ‫س هو أمال‬ ‫>‬ ‫‪4‬‬ ‫سے ص‬ ‫بنفي فلو‬ ‫خرمستليهلت‬ ‫‪17‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫صو‬ ‫رو‬ ‫سس‪,‬‬ ‫ة‬ ‫‪.‬م‪.‬‬ ‫سہ‬ ‫‪ ,‬وم‪.‬‬ ‫_‬ ‫لله‬ ‫وَمَايتلَمَ وب ‪ 7‬ا‬ ‫منها ابتغاء ‏‪ ١‬لسة ة وابتغااء تأويله‬ ‫وي‬ ‫رے‬ ‫۔ إ‬ ‫ل‬ ‫سل‬ ‫‪.‬‬ ‫مء‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫وما ك‬ ‫والر سِخحُونَنق العلم يقولون عامتا ير ‪-‬كل نعند‬ ‫سر‬ ‫ه <‬ ‫ر‬ ‫‪22‬‬ ‫إلا آؤلوا الا لبتب هه‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)٧ ‎‬‬ ‫ومعلوم أن عملية ارجاع المتشابهة إلى المحكم كانت مثار جدل كبير بين‪‎‬‬ ‫المسلمين‪. ‎‬‬ ‫كيا أن الشهرستاني يميز بين الاختلاف في الأصول (أصول الدين) وبين‪‎‬‬ ‫الاختلاف في الفروع (الفقه)‪ ،‬فإن كان النوع الثاني من الاختلاف ضرورة‪‎‬‬ ‫حياتية وفيه رحمة للعالمين ‪ ،‬فإن التوع الأول من الاختلاف كان مصدر شغب‪‎‬‬ ‫في الأمة لأن الأصول لا يكون فيها الحق إلآ من جانب وإحد وقد حرص‪‎‬‬ ‫الشهرستاني على أن يستوفي عدد الفرق ثلاثا وسبعين فرقة كيا ورد في‪‎‬‬ ‫الحديث‪: ‎‬‬ ‫«ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة‪ ،‬الناجية منها واحدة‪ ،‬والباقون‬ ‫هلكى ‪ .‬قيل ‪ :‬ومن الناجية؟ قال‪ :‬أهل السنة والجياعة ‪ .‬قيل وما السنة‬ ‫والجياعة؟ قال‪ :‬ما أنا عليه اليوم وأصحابي»‪ .‬وصاحب الملل يورد الحديث‬ ‫دون أن يثير حوله أي تساؤل بل كان بالنسبة إليه بمثابة التنظير الذي عمل‬ ‫على جانب التطبيق فيه‪ .‬وقد مكنته قدرته المنهجية من أن بقيم العلاقة‬ ‫بوضوح بين الفرق والأصول على رباعيتين أساسيتين‪ ،‬وعن رباعية الأصول‬ ‫انبثقت رباعية الفرق وما انشعب عنها من افتراقات داخلية حرص‬ ‫الشهرستاني على التعريف بنشاتها وبأهم مبادئها بصفة مختصرة في‬ ‫كامل الكتاب وفاءا بالمنهج الذي التزمه في خطبة الكتاب‪ ،‬ولا يغفل‬ ‫الشهرستاني عن أن يربط ذلك بقاعدة حسابية قد خصص ها المقدمة‬ ‫الخامسة ومن ذلك يقول‪« :‬ولما كان العدد مصدر من اثنين صار منها المحقق‬ ‫محصورا في قسمين ولما كان العدد منقسيا إلى فرد وزوج صار من ذلك الأصل‬ ‫محصورا في أربعة ‪ 5،‬فإن الفرد الأول ثلاثة والزوج الأول أربعة ‪ .‬وهي النهاية وما‬ ‫عداها مركب منها» الملل ‏‪. ٤٨/ ١‬‬ ‫والملاحظ أن الشهرستاني يعتبر أن الاختلافات بين المسلمين تنقسم إلى‬ ‫قسمين أحدهما الاختلاف في الامامة كيا بينا ذلك وهالثاني الاختلاف في‬ ‫الأصول! ‏‪.٣٦/ ١‬‬ ‫وعندما يأتي إلى الاختلافات في الأصول يقول‪« ::‬وأمّا الاختلافات في‬ ‫الجهني‬ ‫معبد‬ ‫بدعة‬ ‫الصحابة‬ ‫أيام‬ ‫آخر‬ ‫في‬ ‫فحدثت‬ ‫الأصول‬ ‫(‪.٤٠/١))٦٩٩/٨٠‬‬ ‫وقد تعرض الشهرستاني لهذه الاختلافات بصفة مجملة ثم تحول إلى‪‎‬‬ ‫التفصيل حسب مناهج ثلاثة متكاملة يوضح بعضها البعض‪. ‎‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫المنهج الأول ‪ :‬خصص له المقدمة الثانية وساها ‪« :‬في تعيين قانون‬ ‫‪- ١‬‬ ‫يبنى عليه تعديد الفرق الاسلامية ‏‪ ١‬‏‪٢٢‬۔‪. /٠٢‬‬ ‫المنهج الثاني ‪ :‬تتبع فيه التطور التاريخي لعلم الكلام منذ نشأته ونشأة‬ ‫‪- ٢‬‬ ‫الفرق إلى عصره‪ ،‬مع ذكر أهم القضايا التي تولدت عن بعضها البعض‬ ‫‏‪. ٤٥٥٠ / ١‬‬ ‫عبر الزمن» الملل‪:‬‬ ‫المنهج الثالث ‪ :‬وقد أقامه على ظاهرة المقابلات بين الفرق المتضادة‬ ‫وخاصة منها الصفاتية والمعتزلة‪ .‬انطلاقا من القانون الذي أقره في‬ ‫المقدمة الثانية ‪ .‬يقول‪« :‬الفريقان من المعتزلة والصفاتية متقابلان تقابل‬ ‫التضاد وكذلك القدرية والجبرية } والمرجئة والوعيدية‪ ،‬والشيعة ©‬ ‫والخوارج ‪ ،‬وهذا التضاد بين كل فريق وفريق كان حاصلا في كل زمان ‪،‬‬ ‫ولكل فرقة مقالة على حيالهاإ وكتب صنفوها‪ ،‬ودولة عاونتهم إ وصولة‬ ‫‏‪.٥٦/١‬‬ ‫طاوعتهم»‬ ‫} واضح أن أسس هذه المناهج الثلاثة تتضافر لتبين ما يوليه الشهرستاني من‬ ‫قيمة العامل الأزلي في نشأة الفرق ‪ .‬وها هو يصرح بذلك في المقدمة الثانية‬ ‫الق ذكرنا عنوانها قبل حين‪« :‬اعلم أن لأصحاب المقالات طرقا في تعديد‬ ‫الفرق الاسلامية لا على قانون مستند إلأىصل ونص ولا على قاعدة محبرة‬ ‫منهم متفقين على منهاج واحد في تعديد‬ ‫‪.77‬‬ ‫فيا وجدت‬ ‫عن الوجود‪.‬‬ ‫الفرق‪. .‬‬ ‫المقالات عناية بتقرير هذا الضابط ‪ .‬إلا أنهم‬ ‫لأحد من أرباب‬ ‫وما وجدت‬ ‫استرسلوا في إيراد مذاهب الأمة كيف اتفق‪ © .‬وعلى الوجه الذي وجد‪ .‬لا على‬ ‫وتقدر من‬ ‫على ما تيسر من ا لتقدير‬ ‫قا نون مستقر } وأ صل مستمر فاجتهدت‬ ‫التيسير حتى حصرتها في أربع قواعد هي الأصول الكبار ‪.‬‬ ‫‪. ٥٧‬‬ ‫٭ القاعدة الأولى ‪ :‬الصفات والتوحيد فيها‪ . .‬وفيها الخلاف بين الأشعرية &‬ ‫والكرامية } والمجسمة والمعتزلة ‪.‬‬ ‫٭ القاعدة الثانية ‪ :‬القدر والعدل فيه‪ . .‬وفيها الخلاف بين القدرية‬ ‫والتجارية } والجبرية } والأشعرية } والكرامية ‪.‬‬ ‫٭ القاعدة الثالثة ‪ :‬الوعد والوعيد والأسياء والأحكام ‪ . .‬وفيها الاختلاف بين‬ ‫المرجئة } والوعيدية } والمعتزلة } والأشعرية ‪ ،‬والكرامية ‪.‬‬ ‫٭ القاعدة الرابعة ‪ :‬السمع والعقل والرسالة والامامة ‪ . .‬والخلاف فيها بين‬ ‫الشيعة ‪ ،‬والخوارج ‪ ،‬والمعتزلة } والكرامية ‪ 5‬والأشعرية ‪.‬‬ ‫فإذا تعيّنت المسائل التي هي قواعد الخلاف‪ ،‬تبينت أقسام الفرق‬ ‫الاسلامية‪ .‬وانحصرت كبارها في أربع بعد أن تداخل بعضها في بعض ‪:‬‬ ‫القدريةؤ الصفاتية{ الخوارج ‪ ،‬الشيعة‪.‬‬ ‫ثم يتركب بعضها مع بعض‪ ،‬ويتشعب عن كل فرقة أصناف فتصل إلى‬ ‫ثلاث وسبعين فرقة ‪ . .‬وترتيب هذا المختصر على الطريقة الأخيرة (وضع‬ ‫الزجال وأصحاب المقالات أصولا { ثم إيراد مذاهبهم في مسألة مسألة) لأني‬ ‫وجدتها أضبط للأقسام وأليق بباب الحساب» ‏‪ ١‬‏‪٢٢‬۔‪. /٠٢‬‬ ‫وخلاصة القول عن الشهرستاني أن القواعد الأصولية أربعة وقد انبثقت‬ ‫منها أربع فرق كبار ‪ 5‬وكل منها لها نظرية متكاملة تربط بين مفهومها للقواعد‬ ‫رباطا وثيقا‪ 5‬إذ (مثلا لا يقبل لمن يعتبر أنّه لا تضر مع الايمان معصية أن) يرى‬ ‫خلود مرتكب الكبيرة في النارؤ والعكس بالعكس©‪ ،‬فمن يربط العمل بالايمان‬ ‫يصعب أن يتنازل عن‪.‬فكرة الخلود‪ ،‬والقضية التي أثارت البلاء بين الفرق تتمثل‬ ‫في‪ .‬أن كل فرقة تحاول أن تحكم على الفرق الأخرى من خلال منظومتها الخاصة‬ ‫اعتيادا على ما تتبناه من مفاهيم اصطلاحية { وهذا ما وقع فيه الشهرستاني نفسه‬ ‫في ما سمّيناه المنهج الثاني والثالث خاصة حيث اعتبر المدرسة الأشعرية قاعدة‬ ‫تقاس عليها بقية الفرق‪ ،‬رغم أنه ذكر في المقدمات أنه سيترك الحكم للقارئ ‪:‬‬ ‫‪ ,‬وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقةة على ما وجدته في كتبهم ‪.‬‬ ‫فاسدهك‪8‬‬ ‫من‬ ‫صحيحه‬ ‫أنبمين‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫ولا كسر عليهم ‪.‬‬ ‫لهم [‬ ‫غير تعصب‬ ‫من‬ ‫واعين حمه من باطله‪ ،‬وإن كان لا يخفى على الأفهام الذكية في مدارج‬ ‫الدلائل العقلية لمحات الحق ونفحات الباطل» ‏‪. ٢٢/ ١‬‬ ‫ومثل هذه المواقف وما جاء قبلها في كتب الفرق والمقالات وجهت الفكر‬ ‫الاسلامي توجيها معيّنا ‪ 5‬زاد في التنافر والتنابز بين الفرق مع ما عرفه بعض‬ ‫منها من مدد من السلط الحاكمة ‪ ،‬والششهرستاني لم يغفل عن ذلك كيا أوردنا‬ ‫من قبل‪« :‬ولكل فرقة ‪ . .‬دولة عاونتهم ‪ .‬وصولة طاوعتهم ‏»‪ .٥٦/١‬ونكتفي‬ ‫بالتذكير بمحنة خلق القرآن الكريم بتياريها حيث نكَل المأمون‬ ‫‏(‪ )٨٣٣/٢١٨‬بكل من يقول بالقدم‪ ،‬ثم ر المتوكل ‏(‪ )٨٦١/٢٤٧‬الثار‬ ‫فكال الصاع صاعين لكل من يقول بالخلق ‪.‬‬ ‫وما‬ ‫وبهذا نتبين أن القواعد الأصولية الى كانت سببا لانبثاق كبار الفرق‬ ‫انبثق عنها تشمل الإلهيات (الصفات والتوحيد فيها)‪ ،‬والانسانيات (القدر‬ ‫والعدل والوعد والوعيد والأسياء والأحكام) وتلك هي أهم مواضيع علم‬ ‫الكلام وأصول الدين التي تكونت حولها المقالات التي كان الخلاف فيها‬ ‫منطلقا لانبعاث الفرق الاسلامية ‪.‬‬ ‫واضح من خلال هذا العرض ما يوليه الشهرستاني من أهمية للعامل‬ ‫الأصولي للى جانب العامل السياسي لنشأة الفرق الاسلامية ث فاحدهما بمثابة‬ ‫اللحمة والآخر بمثابة الدى ‪ .‬فياذا عن بقيةالعوامل ؟‬ ‫‪.7.‬‬ ‫© العوامل الثقافية ‪:‬‬ ‫يمكن أن تستفاد هذه العوامل من كتاب الملل خاصة من المقدمة الثالثة ‪:‬‬ ‫«في بيان أول شبهة وقعت في الخليقة‪ .‬ومن مصدرها في الأول‪ ،‬ومن مظهرها‬ ‫في الآخر ‏‪ ٢٨_٢٣/ ١‬ومن موقف الشهرستاني من الذين يستبدون بالرأي‬ ‫وخالفون النص‪ .‬يقول‪« :‬اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة ‪ :‬شبهة‬ ‫إبليس لعنه الله‪ .‬ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة الّص ‪». .‬‬ ‫وسارت في الخليقة ‪ .‬وسرت‬ ‫«‪ . . .‬وانشعبت من هذه الشبهة سبع شبهات‬ ‫في أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلالة ‪ 5‬وتلك الشبهة مسطورة‬ ‫في شرح الأناجيل‪ . .‬ومذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرات بينه وبين‬ ‫‏‪ .٢٣/١‬ثم يقول‪« :‬وكذلك لو‬ ‫الملائكة بعد الأمر بالسجود والامتناع منه»‬ ‫تعقبنا أحوال المتقدمين منهم وجدناها مطابقة لأقوال المتأخرين» ثم بين كيف‬ ‫استقت الفرق الاسلامية من الأمم السابقة بعض آرائها انطلاقا من شبه‬ ‫إبليس اللعين‪ ،‬ومن ذلك يقول‪« :‬وشبّه النبي صلى الله عليه وسلم كل فرقة‬ ‫ضالة من هذه الأمة بأمُة ضالة من الأمم السالفة فقال‪« :‬القدرية جوس هذه‬ ‫الأمة»‪ .‬وقال‪ :‬هالمشبهة يهود هذه الأمة‪ .‬والرافضة نصاراها»‪ .‬وقال‬ ‫عليه الصلاة والسلام جملة ‪« :‬لتسلكن سُبُل الأمم قبلكم حذو القذة بالقذة‬ ‫(بضم القاف‪ ،‬ريش السهم) والنعل بالنعل‪ ،‬حتى لدوخلوا جحر ضب‬ ‫لدخلتموه»‪ .‬‏‪ . ٢٨_٢٧/ ١‬ويقول أيضا‪« :‬ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة‬ ‫كتب الفلسفة حين فسرت أيام المأمون فخلطت مناهجها بمناهج علم‬ ‫الكلام وأفردتها فتا من فنون العلم وسمّتها باسم الكلام إما لأن أظهر مسألة‬ ‫تكلموا فيها وقاتلوا عليها هي مسألة الكلام فسمي النوع باسمها‪ .‬وأما‬ ‫لمقابلتهم الفلاسفة في تسميتهم فنا من فنون غلبهم بالمنطق ‪ ،‬والمنطق والكلام‬ ‫‏‪. ٤١/ ١‬‬ ‫مترادفان»‬ ‫ثم يحلل مؤثرات الفكر الفلسفي خاصة في الفكر الاعتزالي على مختلف‬ ‫مراحله‪ . .‬ص‪٤١‬۔‪٤٣‬‏ إلى أن يقول‪« :‬وأما رونق علم الكلام فابتدأؤ من‬ ‫الخلفاء العباسية هارون ‏(‪ )٨٠٣/ ١٩٣‬والمأمون ‏(‪ )٨٣٣/ ٢١٨‬والمعتصم‬ ‫‏(‪ )٨٤١/ ٢٢٧‬والواثق ‏(‪ )٨٤٧/ ٢٣٢‬والمتوكل ‏(‪ ،)٨٦.١/ ٢٤ ٤‬وانتهاؤه من‬ ‫‏(‪ )٩٩٦/٢٣٨٥‬وجماعة من الديالمة» ‏‪. ٤٣ / ١‬‬ ‫الصاحب ابن عباد‬ ‫دون أن نغفل عن تأثير الفكر الفارسي © والفكر الهندي ‪ ،‬مع العلم أن كثيرا‬ ‫من علياء الكلام يرجعون إلى هذه الأوساط { والشهرستاني نفسه من بينهم ‪.‬‬ ‫والتأمل في مقالات الفرق الاسلامية في الإلهيات والانسانيات‬ ‫الراليات يلمس بوضوح تفاعلها مع هذه الثقافات الدخيلة إزاء التعايش‬ ‫مع أصلي الشريعة ‪ :‬القرآن الكريم والسنة الشريفة‪ ،‬وتتمثل هذه الثقافات‬ ‫في ما يلي ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬اللاهوت اليهودي والمسيحي ‪:‬‬ ‫وهذا ليس بغريب لأن القرآن والسنة مفعيان بالاشارة إلى هاتين‬ ‫الزسالتين السابقتين دون الغفلة عن بقية الرسالات والنبات السابقة‪ ،‬وقد‬ ‫كان لها هي الأخرى أثرها في علم الكلام‪ ،‬ومن أمثلة ذلك اليهود وقضية‬ ‫التجسيم‪ ،‬والنصارى وقضية التأليهش وقصة آدم وإبليس‪ ،‬وإلحاح‬ ‫الشهرستاني على أن جميع بذور الافتراق واردة فيها لأن منطلقها استبداد بالرأي‬ ‫ومعارضة للنص ‪« :‬ولا يبوز أن تعدو شبهات فرق الزيغ والكفر والضلال‬ ‫هذه الشبهات (شبهات إبليس السبع) وإن اختلفت العبارات وتباينت‬ ‫الطرق‪ ،‬فإنها بالنسبة إلى أنواع الضلالات كالبدور ‪ ،‬وترجع جملتها إلى إنكار‬ ‫الامر بعد الاعتراف بالحق‪ ،‬وإلى الجنوح إلى الهوى في مقابلة‬ ‫‪. ٢٥/‬‬ ‫النص» ‏‪١‬‬ ‫_‬ ‫‪٦١‬‬ ‫‪ ٢‬۔ الفلسفة اليونانية‪: ‎‬‬ ‫وهذه الفلسفة لها مفهومها الكامل للكون والخلق مع اعتياد كلي على‪‎‬‬ ‫العقل وكفر بالوحي ‪ . .‬ويتجلى هذا في تقديم المعتزلة للعقل على النقل‪‎‬‬ ‫واعتبارو حجة الله على الخلق وما نتج عن ذلك من ردود الفرق الأخرى عليهم‪‎‬‬ ‫بان حجة الله على الناس الرسل‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٣‬الفكر الفارسي القنوصي‪: ‎‬‬ ‫هذا الفكر يعتمد اعتيادا كبيرا على الباطن على حساب الظاهر ‪ ‘،‬مغ‪‎‬‬ ‫القول بالرجعة والمهدي المنتظر وما إلى ذلك ويتجلى في مواقف الشيعة‪‎‬‬ ‫الخاصة من الامامة وما نتج عنها من ردود فعل لدى الفرق الأخرى‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ الفكر الهندي‪: ‎‬‬ ‫وما اشتهر به من الزهد والتصوف والقول بالتسامح ‪ ،‬ونلمس هذا التأثير‪‎‬‬ ‫لدى الصفاتية وجنوحهم إلى التصوف إلى حد المغالاة فيه‪ ،‬ولدى الشيعة‪‎‬‬ ‫ومدى استغلالهم لقصة التناسخ والتوسع فيها‪ ،‬وما نتج عن ذلك من ردود‪‎‬‬ ‫فعل‪‎.‬‬ ‫واضح إذن أن للعامل الثقافي دورا فتمالا في الاختلاف في وجهات النظر‪‎‬‬ ‫في فهم المتشابه وإرجاعه إلى المحكم من كتاب الله العزيز ‪ .‬فمن واقف عند‪‎‬‬ ‫ومن مكتف بالظاهر ‪. ،‬ومن داع إلى إعمال العقل بالتاويل دون‪‎‬‬ ‫النصوص‬ ‫الخروج عن قواعد الشرع وعن قواعد اللغة‪ ،‬ومن معتبر أن قيمة النص التي‪‎‬‬ ‫انبثقت منها نظم فكرية متكاملة تبنتها فرق تآلفت فييا بينها حينا‪ ،‬وتناظرت‪‎‬‬ ‫أخرى‪ ،‬وتقاتلت في أغلب الأحوال‪ .‬وكل تعتبر أنها الفرقة الناجية وأن الفرق‪‎‬‬ ‫اللخرى هلكى‪. ‎‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫العوامل الاجتماعية ‪:‬‬ ‫م يول الشهرستاني هذا العامل نفس الأهمية ‪ ،‬وإنما أورده عرضا‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن يستنتج ضمنيا خاصّة من المقدمة الرابعة حيث بين المراحل التي تدزجت‬ ‫بالأمة نحو الأختلاف من زمن الرسول يلة إلى ما عرف بالفتنة الكبرى©‬ ‫وحصر الشهرستاني هذه المراحل في عشر ‪٣٠/١ :‬۔‪.٣٦‬‏‬ ‫ومن أراد التسع في القضية فليطالع كتاب أبي الأعلى المودودي «الخلافة‬ ‫«تاريخ‬ ‫والملك» وقد حلل القضية من وجهه ة سياسية [ وكتاب إبراهيم حسن‬ ‫الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتياعي» الجزء الأول‪ .‬وقد حلل‬ ‫القضية تحليلا تاريخيا‬ ‫شيئا فشيئا ‏‪٠‬‬ ‫قد تعقدت‬ ‫‏‪ ١‬لمجتمع ا لاسلامي‬ ‫تركيبة‬ ‫ان‬ ‫بجلاء‬ ‫والملاحظ‬ ‫كل من‬ ‫بن‬ ‫وحد ‏‪ ١‬لاسلام‬ ‫النا س‬ ‫بقية‬ ‫منعزلين عن‬ ‫ا لعرب‬ ‫فبعد أ ن كان‬ ‫اعتنقه ‪ . .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫جَكَلَ‬ ‫<تك‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫« يما نايتالةتكرر‪.‬‬ ‫_‬ ‫>‬ ‫ے‬ ‫>محہ م ے‬ ‫شعُوَارَََبلَلَعَارَْاَِآكَرَمَكرمندالله ‪.‬جا‬ ‫ح‬ ‫‪7‬‬ ‫ء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫مر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫سس‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫آ‬ ‫مح »‬ ‫۔ ‪ 6‬۔ هو‬ ‫(ر‪٤٩‬‏ الحجرات ‏‪)١٣‬‬ ‫ولقد بين الرسول عليه السلام ما وراء العصبية من شر على المجتمع وقال ‪:‬‬ ‫«دعوها إنها منتنة» وفعلا تالف المسلمون في ظل الرسالة لا فرق بين عربي‬ ‫وعجمي إلا بالتقوى وكذا كان الأمر زمن أبي بكر وعمر وست سنوات من‬ ‫خلافة عثهان‪ ،‬إلآ أن اتساع الفتوحات وتفرق الصحابة واختلاط الأجناس‬ ‫‏‪ ٦٣‬۔‬ ‫ممن كانوا حديثي عهد بالاسلام‪ .‬ومن المندسين في المحيط ليفسدوا على‬ ‫المسلمين عندما عجزوا عن التصدي لفتوحاتهم أدى إلى تصدع بناء المجتمع‬ ‫الاسلامي ‪.‬‬ ‫ولقد ال الشهرستاني في الخلاف التاسع على ما كان من تأثير في افتراق‬ ‫المسلمين نتيجة ما كان من تقوية للعصبية الأموية في المرحلة الأخيرة من‬ ‫خلافة عثيان‪ ،‬فقال‪« :‬وانتظم الأمر واستمرت الدعوة في زمانه‪ . . .‬غير أن‬ ‫أقاربه من بني أمية قد ركبوا نهابر (جمع نهبور © وهي المهلكة) فركبته ‪ .‬وجاروا‬ ‫فجير عليه‪ ،‬ووقعت في زمانه اختلافات كثيرة وأخذوا عليه أحداثا كلها محالة‬ ‫على بني أمية»‪.‬‬ ‫والمتنأمل في الخلاف العاشر ‪ .‬وهو يلخص انطلاق الفتنة الكبرى‬ ‫وتأججهاا يتبين أن لتداخل الأجناس دورا فعالا في اشتعال تلكم‬ ‫انضم‬ ‫الشام وعرب العراق ‪ ،‬ومن‬ ‫فالصراع كان واضحا بين عرب‬ ‫الأحداث‬ ‫إلى الطرفين من الموالي ‪:‬‬ ‫فالعلوية ‪ :‬عربية هاشمية‪ ،‬ثم آزرها الموالي من الفرس ‪.‬‬ ‫_ والأموية ‪( :‬المرجئة) عصبية عربية أموية‪ ،‬ما أن رجحت كفتهم بالمكر‬ ‫والهاء حتى اضطهدوا بقية الأجناس في خراسان وإفريقية ‪.‬‬ ‫انفصال المحكمة ‪ :‬وجلهم من عرب تميم‪ .‬وسرعان ما انضم إليهم‬ ‫عديد من الموالي بالبصرة ‪.‬‬ ‫وبهذا نتبين أن صراع العصبيات كان مغذيا للافتراق‪ ،‬وانقسم المجتمع‬ ‫إلى ثلاث تيارات كبرى ‪:‬‬ ‫٭ تيار أموي ‪ :‬تغذية العصبية العربية ‪ ،‬دان بالارجاء والجبرية ‪ ،‬وهم نواة‬ ‫الصفاتية أو ما عرف بأهل السنة ثم الأشعرية والماتريدية ‪.‬‬ ‫_ ‪{٦‬إ‪_ ‎‬‬ ‫‪ :‬أرومته عربية من آل البيت‪ ،‬وجد في العنصر الفارسي‬ ‫٭ تيار علوي‬ ‫أحسن مناصر مع إدخال الفكر الباطني المتاصل بند العجم © الأمر الذي‬ ‫أى إلى ما ينسب إلى عديد من الفرق من الغلو في شأن الإمام علي { وانصهر‬ ‫معهم تيار الاعتزال عريا وموالي ‪.‬‬ ‫٭ تيار المحكمة ‪ :‬منطلقه ألآ فرق في الامامة بين عربي وعجمي إذا استويا‬ ‫في التقوى والصلاح وقد وجد هذا التيار هو الآخر مساندة من الموالي‬ ‫والعناصر المضطهدة{ وبرز نجمه خاصة في المغرب مع البربر الذين أذاقهم‬ ‫ولاة بني أميّة من العذاب أصنافا ‪.‬‬ ‫أما غن الصراع بين الخاصة والعامة (الطبقات) فقد استطاع البلاط‬ ‫الأموي أن يغلب التيار العربي وما انبثق عنه من فرق ‪ . .‬كيا أن العناصر‬ ‫الأخرى قد بذلت كل جهودها للاطاحة بالدولة الأموية ومن ساندها‪ ،‬وقد‬ ‫كانت ضربات الشيعة والمحكمة من أكبر العوامل لانهاء الحكم الأموي ‪،‬‬ ‫ليخلفه التيار الهاشمي العباسي ‪ 0‬ونحن نعلم أنه قام على العصبية‪ .‬الفارسية‬ ‫مع أي مسلم الخراساني ‏(‪ / ١٣٧‬‏۔‪٥٥٧).‬‬ ‫والملاحظ كيا أشرنا آنفا أن للتركيبة الاجتياعية المتداخلة دورا فالا في‬ ‫إذكاء روح الافتراق‪ ،‬إلآ أن الشهرستاني لم يول هذا العامل من الأهمية ما‬ ‫واستقصاء الأخبار في كتب‬ ‫والحقيقة أن هذا دور المؤرخ خاصة‬ ‫يستحق‬ ‫التاريخ يمكن من زيادة التوسع في التعرف على هذا العامل ‪.‬‬ ‫ه العوامل الاقتصادية ‪:‬‬ ‫لم تكن عقلية القرن السادس الهجري تضع هذه العوامل في المقدمة كيا‬ ‫تعتبرها بعض المدارس المادية المعاصرة‪ ،‬لكن مع ذلك لا يخلو كتاب الملل‬ ‫والنحل من بعض الاشارات التي تبين ما لوفرة الأموال من تأثير في التحول‬ ‫‪. ٦٥‬‬ ‫الفكري للأمة ‪.‬‬ ‫يذكر الشهرستاني في المقدمة الرابعة{ الخلاف السادس في أمر قدك‬ ‫(قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان) كانت لليهود أفاءها الله على رسول‬ ‫الله ية في سنة ‏‪ ٦٢٩/٧‬صلحا فكان ينفق منها على نفسه وعلى بعض‬ ‫المحتاجين من بني هاشم‪ .‬معجم البلدان ‏‪ ، ٢٣٨ : ٤‬دار صادر & والتوارث‬ ‫‏‪ ٦٣٢/ ١١‬عليها السلام‬ ‫عن النبي عليه الصلاة والسلام ‪ .‬ودعوى فاطمة‬ ‫وراثة تارة‪ 5‬وتمليكا أخرى حتى دفعت عن ذلك بالرواية المشهورة عن‬ ‫النبي يلة ‪« :‬نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» ‏‪. ٣٢/ ١‬‬ ‫كان يمكن أن تكون هذه القضية المالية مثارا للنزاع ومنطلقا للافتراق لولا‬ ‫أن النص كان قطعيا‪ ،‬إذ دفع فاطمة إلى الامتثال وفصل الأمر ‪.‬‬ ‫ثم يذكر الشهرستاني أن الأموال كانت سببا لإثارة الخلاف السابع ضمن‬ ‫الشبه التي وقعت في الملة الاسلامية ‪ :‬في قتال مانعي الزكاة‪ ،‬فقال القوم ‪ :‬لا‬ ‫نقاتلهم قتال الكفرة ‪ .‬وقال قوم بل نقاتلهم حنى قال أبو بكر رضي الله عنه ‪:‬‬ ‫لو منعوني عقالا ممن أعطوا رسول الله يلة لقاتلتهم عليه‪ ،‬ومضى بنفسه إلى‬ ‫قتالهم ‪ 3‬ووافقه جماعة من الصحابة بأسرهم إ وقد أذى اجتهاد عمر ۔ رضي‬ ‫الله عنه في أيام خلافته إلى رد السبايا والأموال إليهم } وإطلاق المحبوسين‬ ‫‏‪.٣٣/١‬‬ ‫منهم } والافراج عن أسراهم»‪.‬‬ ‫وإننا نعلم ما أحدثته حروب الردة من تصدع في المجتمع الإسلامي‬ ‫الناشئ لولا موقف أبي بكر الحازم الذي ضرب المرتدين بدون هوادة‪ ،‬ونصيب‬ ‫منهم كانت ردتهم من أجل قضية مالية هي ركن من أركان الاسلام ‪ .‬وقد‬ ‫استطاع عمر أن ينقص من تلك الحدة في مطلع خلافته بر السبايا والأموال‬ ‫إلى أصحابها‪ ،‬وإطلاق المحبوسين‪ ،‬وبذلك انتهى أثر ذلكم التصدع الكبير‬ ‫‪_ ٦٦‬‬ ‫الاول ولم يترك أثرا في افتراق المسلمين ‪.‬‬ ‫ولم يغفل الشهرستاني في الخلاف الثامن عن ملاحظة تدفق الأموال على‬ ‫المسلمين منا عرفوه من فتوحات زمن عمر بن الخطاب ‪« :‬وفتح الله الفتوح على‬ ‫المسلمين © وكثرت السبايا والغنائم» والكل يذكر موقف عمر بما تحجمع من هذه‬ ‫الأموال حيث بكى معتبرا مستحضرا أن الرسول عليه السلام يخشى على هذه‬ ‫الأمة من أن تفتن بكثرة الأموال فتنسى ذكر الله تعالى‪ ،‬وفعلا إن استطاع عمر‬ ‫أن يمتلك زمام الأمور بيا أوتي من هيبة ‪« :‬وكانوا كلهم يصدرون عن رأي‬ ‫عمر۔ رضى الله عنه ۔ وانتشرت الدعوة‪ ،‬وظهرت الكلمة{ ودانت العرب©‬ ‫ولانت العجم» الملل‪ :‬‏‪ } ٣٤/ ١‬فإن الأمر سيتحول بعد خلافته بسنوات‬ ‫قلائل‪ .‬وهذا ما ضبطه صاحب الملل في الخلاف التاسع‪ .‬حيث ألح على ما‬ ‫كان لكثرة الأموال من فتنة إزاء ما ذكرناه من قبل من تغليب العصبية الأموية‬ ‫على غيرها فها هيوقول‪« :‬وكثرت الفتوح ‪ ،‬وامتلأ بيت المال‪ ،‬وعاشر (عثيان)‬ ‫الخلق على أحسن خلق وأبسط يد غير أن أقاربه من بني أمية قد ركبوا غهابر‬ ‫فركبته ‪ .‬وجاروا فجير عليه‪ .‬ووقعت في زمانه اختلافات كثيرة وأخذوا عليه‬ ‫أحداثا كلها محالة على بني أمية‪ . .‬منها تسليمه خمس غنائم إفريقية له‬ ‫(مروان بن الحكم بعد أن زوجه ابنته) وقد بلغت مائتي ألف دينار » ‏‪. ٣٤ / ١‬‬ ‫والمتامل في كتب التاريخ إزاء ما ذكره الشهرستاني يتبين أن من أهم المآخذ‬ ‫التي كانت سببا في حادثة الدار ومقتل عثيان ما لوحظ على عيال عثيان من‬ ‫حيف في ما تجمع لديهم من أموال‪.‬‬ ‫وإن اكتفى الشهرستاني بمجرد الملاحظة للعامل الاقتصادي فإننا يمكن‬ ‫أن نستنتج أن توفر مثل هذه المقادير الطائلة من الأموال ورثت ثراء فاحشا‬ ‫وهذا قد عمل على إذكاء‬ ‫لدى طائفة من الناس على حساب جماعة أخرى‬ ‫روح الافتراق مع انصهار مع العوامل الأخرى السياسية والأصولية‬ ‫‏‪ ٦٧‬س‬ ‫والاجتماعية ش مع العلم أن المجموعات التي لم تنل نصيبها من هذه الأموال‬ ‫بل غنمت أموالها في كثير من الأحوال انتظمت تحت لواء من دعاها إلى رد‬ ‫المظالم ۔ على أساس عقدي ۔ وهذا ما حدث في ما عرف بحادثة الدار وما‬ ‫حدث بصفة عملية جلية بالنسبة إلى مؤازرة العنصر الفارسي للعلويين‬ ‫والعباسيين‪ ،‬وإلى مؤازرة البربر للمحكمة صفرية وإباضية ضد الأمويين ثم‬ ‫العباسيين ‪.‬‬ ‫وخلاصة القول إنه يستحيل الفصل بين هذه العوامل في الواقع لأنها لا‬ ‫تكون إلآ متداخلة متشابكة‪ ،‬لكننا حاولنا أن نفصل بينها في هذا العرض‬ ‫فصلا منهجيا ؤ وقد يسر لنا هذا الفصل وضوح الرؤية انطلاقا من كتاب‬ ‫الملل‪ ،‬وقد اتضح بصفة جلية أن الشهرستاني قد أولى اهتماما أساسيا للعامل‬ ‫السياسي والعامل الأصولي لكنه مع ذلك لم يغفل عن العوامل الثقافية‬ ‫والاجتماعية والاقتصادية ‪ .‬وبهذا يعتبر كتاب الملل والنحل وثيقة مهمة للتاريخ‬ ‫لنشأة الفرق الاسلامية فياذا عن تسمية هذه الفرق ؟‬ ‫‪_ ٦٨‬‬ ‫الفرق‬ ‫٭ قضية تسمية‬ ‫إذا قلنا قضية معنى ذلك أن هناك خصومة‪ ،‬فهل هي تسميات أم‬ ‫ألقاب ؟ وهل يمكن أن نضع حدودا فاصلة بين هذين الطرفين المتناقضين ؟‬ ‫أمّا عن علاقة التسمية بالتشأة‪ .‬فإن الواقع يثبت أن النشأة متقدمة على‬ ‫التسمية‪ .‬ذاك أن أئمة الفرق لا يتضح تنظيرهم إلآ بعد أن تبرز الفرقة للوجود‬ ‫بعامل من العوامل أو بالعوامل متشابكة ‪.‬‬ ‫وبناءا على القواعد الأصولية الأربع يعتبر الشهرستاني أن كبار الفرق‬ ‫أربع ‪ :‬القدرية } الصفاتية } الخوارج‪ .‬الشيعة ‪ . .‬فنفهم من هذا الص أها‬ ‫تسميات‪ ،‬لكن المؤلف لم يغفل عن ذكر الألقاب فمن ذلك يقول عن‬ ‫المعتزلة‪« :‬ويسمّون أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية» ‏‪©٥٦/ ١‬‬ ‫معنى ذلك أننا لا نفتعل هذه القضية وإنيا هي واردة عند الشهرستاني وإن لم‬ ‫تكن في منتهى الوضوح ‪.‬‬ ‫نذكر بأن الأمة الإسلامية قد افترقت بعد معركة صفين سنة (ر‪)٦٥٧/٣٧‬‏‬ ‫إلى ثلاثة اتحماهات ‪ :‬جماعة مع علي بن أبي طالب جماعة مع معاوية { وجماعة‬ ‫لا مع هذا ولا مع ذاك عرفت بلا حكم إلا لله وتقديمها عبدالله بن وهب‬ ‫الأمر إلى التسميات التي تبناها‬ ‫فيا الذي حول‬ ‫الراسبي للإمامة‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الشهرستاني ؟‬ ‫‪:‬‬ ‫معاوية‪‎‬‬ ‫أنصار‬ ‫"‪٧‬‬ ‫إن كان الخروج سياسيا فإن جماعة معاوية هم ثاني من ينبغي أن يطلق‬ ‫‏(‪ )٦١٥٦/٣٦‬والزبير (ر‪)٦١٥٦٢٣٦‬‏ في معركة‬ ‫عليهم اسم الخوارج بعد طلحة‬ ‫‪_ ٦٩‬‬ ‫لأنفسهم‬ ‫اختاروا‬ ‫السلطة‬ ‫وبيدهم‬ ‫الأمويين‬ ‫‪ 6‬لكن‬ ‫‏(‪(٦ ٥ ٧/٣٦‬‬ ‫الجمل‬ ‫التسميات التي تتماشى ومبدأ الحكم الوراثي ‪ 5‬فانبثقت تسميتان ‪ :‬الإرجاء‬ ‫والجبر ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ا لا رجا ء‬ ‫_‬ ‫أما الإرجاء فقد بين الشهرستاني أنه يرجع إلى معنيين ‪ :‬أوليا تأخير العمل‬ ‫عن النية} وثانيهما الإقرار بانه لا تضر مع الايمان معصية كيا لا تنفع مع الكفر‬ ‫طاعة حيث يقول‪« :‬الإرجاء على معنيين‪ :‬أحدهما بمعنى التأخير كيا في قوله‬ ‫تعالى‪ :‬قالوا أرجه وأخاه ‏(‪ ٧‬الأعراف ‪)١١١‬۔‏ والثاني‪ :‬إعطاء الرجاء ‪.‬‬ ‫أما إطلاق اسم المرجئة على الجياعة بالمعنى الأول فصحيح؛ لأنهم كانوا‬ ‫يؤخرون العمل عن النيّة والعقد‪ .‬وإما بالمعنى الثاني فظاهر ‪ ،‬فإنهم كانوا‬ ‫الكفر‬ ‫مع‬ ‫لا تنفع‬ ‫كيا‬ ‫معصيةش‬ ‫الايمان‬ ‫مع‬ ‫هلا تضر‬ ‫يقولون‪:‬‬ ‫‏‪. ١٦٢/١‬‬ ‫طاعة»‬ ‫ثم يذكر الشهرستاني أبرز من دانوا بالإيجاء من فقهاء الأمة فيقول‪ :‬تتمة‬ ‫بن علي بن أي طالب‬ ‫مد‬ ‫ح بن‬‫محسن‬‫رجال المرجئة كيا نقل‪ :‬هال‬ ‫‏(‪ .)٧١ ٤/٩٥‬وطلق بن حبيب‬ ‫‏(‪ .)٧١٨/ ١ ٠ ٠‬سعيد بن جبير الأسدي‬ ‫(مات بين ‏‪ ٩٥‬‏‪)،‬ه‪٠٠١‬و وعمروبن مرة ‏(‪ )٧٣٧/١١٨‬ومحارب بن زياد‬ ‫‏(‪ .)٧٣٤/١١٦‬ومقاتل بن سليمان ‏(‪ )٢٦٧/١٥٠‬وذربن عبدالله الهذاني‬ ‫‏(‪ ،)٧٠٠/٨٠‬وعمربن ذر ‏(‪ ،)٧٢٧٠/١٥٣‬وحماد بن أي سلييان‬ ‫‏(‪١ )٧٩٩/١٨٢‬‬ ‫‏(‪ .)٧٣٨/١٢٠‬وأبو حنيفة ‏(‪ )٧٦١٨/١٥٠‬وأبو يوسف‬ ‫ومحمد بن الحسن ‏(‪ ،)٨٠٤/١٨٩‬وقديد بن جعفر ‪.‬‬ ‫الكبائر بالكبيرة ول‬ ‫‪ .‬يكفروا أ صحاب‬ ‫وهؤلاء كلهم أئمة الحديث‬ ‫‏‪.١٦١٩-1١٦٨ / ١‬‬ ‫والقدرية»‬ ‫النار خلافا للخوارج‬ ‫محكموا بتخليدهم ف‬ ‫الجبرية ‪:‬‬ ‫يتعرض هم الشهرستاني أثناء الحديث عن القدرية ليقيم تقابلا بين‬ ‫الطرفين‪« :‬على أن الجبرية والقدرية متقابلتان تقابل التضاد» ‏‪ & ٥٦/ ١‬كيا‬ ‫يعرف الجبر بيا يلي‪« :‬هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب‬ ‫‏‪ .٩٧/١‬وقد عرف معاوية وجماعته بالجبرية لقولهم بأن الإنسان لا‬ ‫تعالى»‬ ‫اختيار له‪ .‬ونلاحظ حينئذ أن في القول بالإرجاء والجبر تبريرا لكيان الدولة‬ ‫‪.‬‬ ‫الأموية ‪.‬‬ ‫كل هذا لا يضعه الشهرستاني في إطاره التاريخي بصورة واضحة وإنيا‬ ‫يكتفي بذكر الصفاتية ‪ .‬ويعود إليها عدة مرات ليتدرج بها إلى أنهم السلف‬ ‫لم أهل السنة ثم الأشاعرة‪ .‬وفي ذلك يقول ‪« :‬وكان بين المعتزلة وبين‬ ‫الشلف في كل زمان اختلافات في الصفات ‪ ،‬وكانت السلف يناظرونهم عليها‬ ‫لا على قانون كلامي } بل على قول إقناعي ويسمون الصفاتية» ‏‪ ٤٤/ ١‬ث‪.‬م‬ ‫يقول عن الأشعري ‏(‪ )٩٤٢/٣٣٠‬الذي كان معتزليا‪« :‬وجرت مناظرةة بين‬ ‫اي الحسن علي بن إسياعيل الأشعري‪ ،‬وبين أستاذه أبي على الجبائي في‬ ‫بعض مسائل التحسين والتقبيح ‪ ،‬فألزم الأشعري أستاذه أمورا لم يخرج عنها‬ ‫بجواب © فأعرض عنه وانحاز إلى طائفة السلف ونصر مذهبهم على قاعدة‬ ‫كلامية‪ .‬فصار ذلك مذهبا منفردا» ‏‪ . ٤٤ / ١‬كيا يقول‪« :‬ولما كانت المعتزلة‬ ‫ينفون الصفات والسلف يثبتون سمي السلف صفاتية والمعتزلة معطلة‬ ‫‏‪.١٠٤/١‬ثم يقول‪« :‬أمًا السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ‪ .‬ولا تهدًفوا‬ ‫۔ رضي الل عنهيا ۔(‪)٧٩٥/١٧٩‬۔‏ إذ قال ‪:‬‬ ‫أنس‬ ‫للتشبيه فمنهم ‪ :‬مالك بن‬ ‫الاستواء معلوم ‪ 3‬والكيفية مجهولة } والايمان به واجب& والسؤال عنه بدعة ‪. .‬‬ ‫ومثل أحمد بن حنبل ۔ رحمه الله ۔ وسفيان التوري © وداود بن على الأصبهاني‬ ‫ومن تابعهم» ‏‪ .١٠٥/ ١‬ثم يختم حديثه عن الصّفاتية عامة قبل أن يتحول‬ ‫‪٧١‬‬ ‫إلى التفصيل بيا يلى ‪ . .« :‬وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة (السلف) فايد‬ ‫مقالتهم بمناهج كلامية ‪ .‬وصار مذهبا لأهل السنة والجماعة ‪ ،‬وانتقلت سمة‬ ‫الصفاتية إلى الأشعرية» ‏‪. ١٠٦/١‬‬ ‫فواضح إذن أن الشهرستاني تدرج تدرجا مرنا عبر كتاب الملل في تسمية‬ ‫هذه الفرقة ليصل بها إلى أحسن الأسياء «أهل السنة والجماعة » وذلك ليربط‬ ‫هذه الفرقة التى ينتمي إإليها بحديث الرسول ية الذي يشبر إلى أها الفرقة‬ ‫الناجية ‪.‬‬ ‫وينبغي أن نلاحظ أن الشهرستاني غفل أو تغافل عن الإشارة إلى أمرين‬ ‫ذكرا عند الأطراف المقابلة يجدّدان معنى «السّنة» في هذه التسمية‪6‬‬ ‫فالعلويون لا يعتبرونها سنة الرسول ية ولكن يعتبرونها السنة التي أقامها‬ ‫معاوية والمتمثلة في لعن الإمام علي في خطب الجمعة‪ .‬ولم تبطل هذه العادة‬ ‫إلا مع عمربن عبدالعزيز ‏(‪ ،)٧١٢٠/١٠١‬وبهذا ينقلب الأمر من التمذح إلى‬ ‫الذم ‪ .‬أما «الجياعة» فهي أيضا تتحول إلى شيء من الذم ذلك أنها تذكر‬ ‫باضطرار الإمام الحسن بن علي إلى التخلي لمعاوية سنة ‏‪ ٦١٦١١/٤٠‬قسمي‬ ‫العام عام الجياعة © والعلويون يعتبرون أحقية الإمام الحسن في الخلافة‪.‬‬ ‫ولكن معاوية قلبها لصالحه وسميالعام عام الجياعة ‪.‬‬ ‫بهذا يتضح في النهاية أن النزعة العاطفية لعبت دورها مع نفوذ السلطان‬ ‫ليكون التيار الأموي ۔ عند السُهرستاني هو الممثل للسّشلف‪ ،‬وبيا أتهم‬ ‫يثبتون الصفات فهم صفاتية ومن هنالك صاروا أهل السنة والجماعة©‬ ‫وليكونوا في النهاية أشعرية ‪ . .‬كيا أن هذا السلطان سلط حربا نفسية على بقية‬ ‫الفرق المناوئة لسلطانه‪ ،‬ويتجلى هذا في الألقاب التى وسمت بها هذه الفرق‬ ‫‪.‬‬ ‫والتي تبناها الشهرستاني بكل بساطة ‪.‬‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫علي ‪:‬‬ ‫جماعة‬ ‫إن وجدنا عند الشهرستاني تدرجا في تحول تسمية جماعة معاوية فإن الأمر‬ ‫يختلف بالنسبة إلى جماعة الإمام علي ذلك أن الشهرستاني يتفق مع كتب‬ ‫الفرق المنتمية لجماعة على والمخالفة لها على أن هذه الكتلة قبلت من المنطلق‬ ‫تسميتها بالشيعة [ ولم تر في ذلك أي ضرر رغم ما نجد في المدلول اللغوي‬ ‫لهذه اللفظة من معنى التعصب والانغلاق ولهذا لا نجد إشكالا بالنسبة إلى‬ ‫تسمية هذه المجموعة‪ .‬وقد استمرت إلى يومنا هذا تتبنى هذه التسمية بل‬ ‫تعتز بها وتعتبرها أساسا من أسس الدفاع عن كيانها لأنها ترى من خلالها‬ ‫ارتباطا وثيقا بآل البيت ومثل هذا الارتباط جعل هذه الفرقة تعتبر أنها أقرب‬ ‫الفرق إلى رسول الله يلة فهي إذن أصح فرقة وهي الفرقة الناجية ‪.‬‬ ‫المحكمة ‪:‬‬ ‫إن الشهرستاني ‪ 3‬وإن ذكر كلمة المحكمة فإنه يعتبر أن التسمية التاريخية‬ ‫لهذه الفرقة إنما هي الخوارج ‪ ،‬وأشار إلى أن منطلقهم يعود إلى ذلكم الرجل‬ ‫ذي‬ ‫الغنائم ‪« :‬اعتبر حديث‬ ‫الله يلة عند قسمة‬ ‫الذي اعترض على رسول‬ ‫الخويصرة التميمي إذ قال‪ :‬إعدل يا حمد فإنك لم تعدل‪« ،‬حتى قال عليه‬ ‫السلام‪ :‬إن لم أعدل فمن يعدل؟ فعاد اللعين وقال‪ :‬هذه قسمة ما أريد بها‬ ‫وجه الله تعالى » ‪.‬‬ ‫ثم يعلق الشهرستاني فيقول‪« :‬وذلك خروج صريح على النبي عليه‬ ‫الصلاة والسلام ‪ .‬ولو صار متن اعترض على الامام الحق خارجيا! فمن‬ ‫اعتتض على الرسول الحق أولى أن يصير خارجيا‪ ،‬أو ليس ذلك قولا بتحسين‬ ‫العقل وتقبيحه‪ ،‬وحكيا بالهوى في مقابلة النص واستكبارا على الأمر بقياس‬ ‫العقل؟ حتى قال عليه السلام ‪ :‬سيخرج من ضئضئ هذا الرجل قوم يتلون‬ ‫‪٧٢٣‬‬ ‫كتاب الله رطبا لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كيا يمرق السهم من‬ ‫الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود» (مسلم ‏‪.)١١١/٣‬‬ ‫ثم يبين عند حديثه عن معركة صقين أن من جاؤوا من صلب هذا الجل‬ ‫اعترضوا على التحكيم فاعتبروا خوارج «هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين‬ ‫علي ۔ رضي الله عنه ۔ حين جرى أمر الحكمين‪ . .‬منهم حرقوص بن زهير‬ ‫البجلي المعروف بذي الثدية ‏(‪ . .)٦٥٧/٣٧‬وهم الذين أولهم ذو الخويصرة‬ ‫وآخرهم ذاولثدية ‪ ». .‬‏‪ ١‬‏‪٤٣١.‬۔‪/,٣٣١‬‬ ‫كا أنه يزيد حسب رأيه تسميتين أخريين لهؤلاء ‪:‬ا لشّرا ة‪ .‬المارقين © ويتجلى‬ ‫هذا في قوله‪« :‬ومخالفة الخوارج (لعلي) وحمله على التحكيم» ‏‪ .٣٥ / ١‬وفي‬ ‫قوله‪« :‬وكذلك الخلاف بينه (علي) وبين المراة المارقين بالتهروان عقدا‬ ‫علي ‪ -‬رضي‬ ‫و بالحملة كا ن‬ ‫ؤ‬ ‫فعلا ظاهرا معروف‬ ‫معه‬ ‫ا لقتا ل‬ ‫ونصب‬ ‫وقولا <‬ ‫‏‪.٣٦/١»...‬‬ ‫اللله عنه ۔مع الحق [ والحق معه © وظهر في زمانه الخوارج عليه‬ ‫هذا ما جاء في كتاب الملل في المقدمات ثم أن الشهرستاني لا يضيف‬ ‫سوى الالحاح على فكرة المروق من الدين‪ .‬يقول‪« :‬اعلم أن أول من خرج‬ ‫على أمير المؤمنين رضي الله عنه جماعة ممن كان معه في حرب صفين وأشدهم‬ ‫خروجا عليه ومروقا من ‏‪ ١‬لدين الأشعث بن قيس ‏‪ ١‬لكندي و‪ » . . .‬‏‪. ١٣٢ / ١‬‬ ‫كيا يذكر في موطن آخر ‪« :‬وهم المارقة الذين اجتمعوا بالتهروان‪ ،‬وكبار‬ ‫الفرق منهم ‪ :‬المحكمةا والآزارقة‪ ،‬والتجدات‪ ،‬والبيهسية } والعجاردة‪.‬‬ ‫والتعالبة[ والإباضية‪ ،‬والصفرية } والباقون فروعهم» ‏‪. ١٣٣,/ ١‬‬ ‫فالاساس عند الشهرستاني أن الخروج ل يبق خروجا سياسيا ‪ .‬وإنيا صار‬ ‫إليهم هذه‬ ‫يستحيل على من أسندت‬ ‫لذلك‬ ‫ومروقا منه‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لدين‬ ‫خروجا عن‬ ‫‪_ ٧٤‬‬ ‫التسمية أن يقبلوها أسياء وإتيا يعتبرونها من باب الألقاب ‪.‬‬ ‫والأشعري نفسه ينبه إلى هذا فيقول‪« :‬وللخوارج ألقاب‪ :‬فمن ألقابهم‬ ‫الوصف لهم بأنهم خوارج ومن ألقابهم الحرورية ومن القابهم الشراة‬ ‫والحرارية (؟) ومن ألقابهم المارقة ‪ .‬وهم يرضون بهذه الألقاب كلها إلا المارقة‬ ‫فإنهم ينكرون أن يكونوا مارقة من الدين كيا يمرق السهم من الرمية ‪ .‬والسبب‬ ‫الذي سموا له خوارج خروجهم على علي بن أبي طالب‪ ،‬والذي له سموا‬ ‫محكمة إنكارهم الحكمين وقولهم ‪ :‬لا حكم إلا الله } والذي له سموا حرورية‬ ‫نزولهم بحروراء في أول أمرهم ‪ .‬والذي له سمُوا شراة قولهم ‪ :‬شرينا أنفسنا في‬ ‫طاعة الله ‪ .3‬أي بعناها بالجنة» مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين ‪.‬‬ ‫تحقيق محمد محيى الين عبدالحميد‪ .‬مكتبة النهضة المصرية ‪ ،‬القاهرة ط‪٢‬‏ ‪.‬‬ ‫‪ .٩‬‏‪٧٠٢.‬۔‪١/٦٠٢‬ج‬ ‫‏‪/ ١٨٩‬‬ ‫وإذا علمنا أن هذه الطائفة أقامت سلسلة من الثورات المتواصلة ضد‬ ‫الحكم الأموي ‪ ،‬فلا شك أن هذه الدولة إلى جانب الفتك بهم عسكريا‬ ‫اعتمدت على حرب نفسية من أسسها تلقيب هؤلاء الناس بألقاب تبعد عنهم‬ ‫من يرغب في الانتصار لهم ‪ .‬وواضح أن موقف الشهرستاني } رغم أنه ذكر في‬ ‫مقدّماته أنه يورد الأحداث كيا هي ‪« :‬وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل‬ ‫فرقة على ما وجدته في كتبهم‪ ،‬من غير تعصب فهم‪ ». .‬‏‪ & ٢٢/ ١‬بدا منحازا‬ ‫ه«وبالجملة كان علي رضي الله عنه مع الحق‬ ‫بصفة صريحة حيث يقول‪:‬‬ ‫والحق معه» ‏‪ .٣٦/١‬وليس من حقنا أن ننتقد الشهرستاني لأنه له أن يقف‬ ‫الموقف الذي يريد لولا أنه اشترط على نفسه أن يتحدث عن الفرق من موقف‬ ‫محايد‪« :‬دون أن أبي صحيحه من فاسد وأعيّن حقه من باطله» ‏‪. ٢٢,/ ١‬‬ ‫وإن زجعنا إلى مصادر هذه الطائفة فإننا لا نجد منها الآن إلآ ما بقى عند‬ ‫الإباضية الذين اعتبرهم الشهرستاني واحدة من فرق الخوارج ‪ ،‬بينا تلاشت‬ ‫‪_ ٧0٥‬‬ ‫مصادر الفرق الأخرى مع الزمن ولا نجد الحديث عنهم إلا من خلال كتب‬ ‫خصوصهم لذلك سنعتمد موقف الإباضية في انتظار أن يكشف التاريخ عن‬ ‫بعض مصادر الفرق الأخرى‪.‬‬ ‫إن من كتبوا في الفرق وعلم الكلام من الإباضية يرفضون رفضا باتا‬ ‫تلقيبهم بالخوارج على أساس أن هذه الكلمة غلب عليها مدلول الخروج من‬ ‫الدين© كيا يرفضون هذه الكلمة بمدلولها السياسي لأنهم يعتبرون أنهم لم‬ ‫يخرجوا عن الإمام علي وإني هو الذي تخل عن بيعته الشرعية بتفويض الأمر‬ ‫ولذلك قد استتابوه قبل أن يبايعوا عبدالله بن وهب الراسبي &‬ ‫إل الحكمين‬ ‫فلما لم يقبل التوبة حسب مفهومهم أي لم يرجع إلى بيعته الأولى صاروا في حل‬ ‫من أنفسهم‪ .‬ثم يقولون لمن يتهمهم بالخارجية كان أولى أن تسمى جماعة‬ ‫طلحة والزبير خوارج لأنهم خرجوا فعلا عن إمامة شرعية ‪ 5‬وأولى أيضا أن‬ ‫يسمى معاوية وجماعته خوارج لأنه شق عصا الطاعة برفضه التخلي عن ولاية‬ ‫الشام رغم صدور أوامر الخليفة الشرعي بذلك ‪ . .‬وهم بهذه الطريقة يالمبون‬ ‫اللقب على من وجهه إليهم ‪.‬‬ ‫أما كلمة المارقة ‪ 3‬فلا شك أنها وضعت إشارة إلى الحديث المشهور في‬ ‫الافتراق المذكور آنفا‪ . .‬ولا شك أن في هذا تجاوزا لمستوى النبز بالألقاب إلى‬ ‫مستوى الاخراج من الملة والتكفير ‪ 5‬وظاهرة الحرب النفسية واضحة هنا دون‬ ‫أن تحتاج الى أي تأويل ‪.‬‬ ‫أما التسميات التى تتبناها هذه الطائفة‪ .‬وهى لا تخلو من شحنة عاطفية }‬ ‫فهي جماعة المؤمنين لأنهم يرون أنهم حافظوا على الايمان عقيدة وولا وعملا‬ ‫بخلاف المرجئة الذين يكتفون بالقلب‘ ويفصلون بين القلب والعمل ‪ ،‬ومن‬ ‫هذه صفته لن يكون إلا من الفرقة الناجية من النار ‪ . .‬كيا يقبلون تسميات‬ ‫نسبت إليهم كيا يذكر الأشعري ‪:‬‬ ‫‪_ ٧٦‬‬ ‫الحكمة ‪ :‬إشارة إلى قولهم لا حكم إلآ لله ‪ 0‬ويقصدون من خلال هذه‬ ‫‪ :‬الاشارة ألآ سبيل إلى إيقاف الحرب في معركة صفين لأن عملية رفع المصاحف‬ ‫خدعة لا كيا أولتها المجموعات الأخرى بأنها كلمة حق أريد بها باطل ‪.‬‬ ‫وتضاف إلى هذا تسميتان فيهيا إشارة إلى موقعين نزلت فيهيا هذه الجياعة ‪:‬‬ ‫لموقع الأول ‪ :‬حروراء مكان قرب الكوفة ومنه الحرورية أو أهل حروراء ‪ .‬الموقع‬ ‫الثاني‪ :‬النهروان‪ ،‬قرب بغداد وهو المكان الذي بايعوا فيه عبدالله بن وهب‬ ‫الراسبي ‪ ،‬وبه اشتهرت واقعة التهروان التى كاد علي أن يستاصلهم فيها‪. .‬‬ ‫ومن هذا الموقع عرفوا بأهل النهروان ‪.‬‬ ‫ولسنا ندري لما غفل الشهرستاني عن إثارة هذه القضية رغم أنها جاءت‬ ‫صريحة عند شيخه ابي الحسن الأشعري في مقالاته كيا أوردنا النص قبل‬ ‫‪.‬‬ ‫حى‬ ‫‪:‬‬ ‫القدرة‬ ‫_‬ ‫ويقول الشهرستاني إن هذا اللقب يسند إلى من عرفوا بأصحاب العدل‬ ‫العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية» ‏‪. ٥٦/ ١‬‬ ‫والتوحيد‪« :‬ويسمون أصحاب‬ ‫كيا يسند التهرستاني لقبين آخرين إلى هذه الفرقة ‪ :‬المعتزلة‪ .‬والمعطلة ‪« .‬ولما‬ ‫كانت المعتزلة ينفون الصفات والسلف يثبتون سمي السلف صفاتية والمعتزلة‬ ‫معطلة» ‏‪ .١٠٤/١‬أما المعتزلة فلاعتزال شيخهم واصل بن عطاء‬ ‫‏(‪« )١٢٨/١١٠‬ويقال لهم الواصلية }‬ ‫‏(‪ )٧٨٤/١٣١‬حلقة الحسن البصري‬ ‫واعتزالهم يدور على ‪ ». . .‬‏‪ .٦٠/١‬كيا يلقبهم الشهرستاني بلقب آخر اعتيادا‬ ‫على قولهم بعدم خلف الوعيد وهو الوعيدية ‪.‬‬ ‫‪_ ٧٧‬‬ ‫والمتامل في مصادر هذه الفرقة يبد أنها اختارت لنفسها تسمية جذابة فمن‬ ‫يكره أن يكون من أهل العدل والتوحيد‪ .‬ومن هذه صفته لن يكون إلا الفرقة‬ ‫التاجية ‪ .‬ونحن نعلم أنه كان لهذه الطائفة فضل كبير على الفكر الاسلامي‬ ‫عامة وذلك بجرأتها على إعيال العقل‪ .‬وقد كلفتها هذه الجرأة مثل هذه‬ ‫الألقاب‪ .‬فهم قدرية إشارة إلى الحديث‪ :‬ه«القدرية مجوس هذه الأمة» وإلى‬ ‫‏‪ .٦/١‬وذلك لأن هذه‬ ‫«القدرية خصوم الرحمن في القدر » الملل‬ ‫حديث‪:‬‬ ‫الطائفة ألحت على حرية الانسان إلحاحا كبيرا إلى حد أنها نزعت عن الله‬ ‫تعالى خلق الشر تنزيها له وجعلته من خصائص الانسان ‪ ،‬هذا بالنسبة إلى‬ ‫اللقب الأول‪ ،‬أما اللقب الثاني وهو المعطلة فقد تردد علماء الكلام كثيرا في‬ ‫شأن صفات الله تعالى هل هى صفات فعلية يوصف بها الله تعالى وتضاف‬ ‫إلى ذاته أم هي صفات اعتبارية تنسب إلى ا له تعالى دون أن يكون لها كيان‬ ‫في الوجود‪ .‬وقد اختارت هذا الطائفة المفهوم الثاني على أساس التنزيه فرماها‬ ‫الطرف الآخر بالتعطيل معنى ذلك بالكفر ‪.‬‬ ‫أما لقب الاعتزال فمتفق على أنه يرجع إلى اعتزال واصل بن عطاء‬ ‫حلقة شيخه الحسن البصري وفيه ضرب من التهجين والاحتقار ‪ ،‬ولم تر هذه‬ ‫الفرقة في ما نعلم حرجا من هذا اللقب لأنها تعتبر أن الحسن البصري من‬ ‫أقطابها وإن اختلف مع تلميذه في قضية المنزلة بين المنزلتين ‪.‬‬ ‫بقي لقب الوعيدية ويلقب به المحكمة أيضا على أساس قولحم بأن الله‬ ‫عادل فكيا أنه لا يخلف وعده لا يمكن أن يخلف وعيده وهذا ركن من أركان‬ ‫الفكر الاعتزالي ينبني عليه القول بخلود من مات على كبيرة دون أن يتوب منها‬ ‫في جهنم ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫إن الشهرستاني رغم تحريه؛ؤ ورغم انتباهه إلى التمييز بين التسميات‬ ‫‪_ ٧٨‬‬ ‫والألقاب فإنه قد انحاز انحيازا واضحا لفرقته ولس لتطور تسمياتها عديدا من‬ ‫المبررات ‪ ،‬بينيا لم يحاول أن يفهم منطق الفرق الأخرى من داخل منظومات‬ ‫فيا وافق عند الفرق‬ ‫ولذلك اعتبر أن فرقته همى الفرقة المقياس‬ ‫هذه الفرق‬ ‫الاخرى ما قال به الأشاعرة فهو الصواب وما لم يوافق فيشار إليه بالألقاب ‪3‬‬ ‫وهو خطا‪ .‬ولم يكن الشهرستاني بدعاً في هذا بل واكب من سبقوه من أمثال‬ ‫الملطي ‏(‪ )٩٨٨/٣٧٧‬والأشعري ‪.‬‬ ‫وبقي أن نشير إلى أن الشهرستاني وقع بصفة عامة في خطا منهجي بالنسبة‬ ‫إلى التسميات والألقاب إذ أطلقها على أصحابها قبل أن توجد الفرق بصورة‬ ‫جلية‪ .‬وكان أولى وخاصة في المقدمات أن يشير إلى التيارات بصفة مجردة‬ ‫ليصل إلى مرحلة تبلور التسميات والألقاب وعذره في ذلك أنه يعتبر هذه‬ ‫التسميات من المسنيات التي اتفق عليها الاس واتفقت عليها كتب‬ ‫الفرق ‪.‬‬ ‫‪_ ٧٩‬‬ ‫الاللهيات‬ ‫‪_ ٨١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫توطئة‬ ‫وما أن التام المجلس بين الولد وأبيه حتى تبينا أخهيا استوفيا المقدمات‬ ‫اللازمة المتعلقة بماهية علم الكلام ونشأته وما يتعلق به من نشأة الفرق‬ ‫الاسلامية ‪ ،‬وكان هذا توسيعا مباركا لما كان يسجله الولد من ملاحظات من‬ ‫الريس الموجهة ومن المحاضرات إذ مكنه من مطالعات نبرة أضاءت أمامه‬ ‫السبل ‪.‬‬ ‫ولم يبق إلآ متابعة الأستاذ المحاضر في الغوص على مواضيع علم الكلام "‬ ‫وقد جاء في هذا الشأن في كتاب «البعد الحضاري للعقيدة الإباضية» ما يلي ‪:‬‬ ‫«وإن وقع الاختلاف في التسمية فإنه برز أيضا في القضايا التى تندرج ضمن‬ ‫هذا العلم‪ ،‬وقد ضبط الشهرستاني (‪١٠٨٦/٥٤٨٤٧٩‬۔‪)١١٥٣‬‏ الأصول‬ ‫الكبرى التي عولجت في هذا الفن عند كل الفرق وهي أربعة ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬الصفات والتوحيد فيها‪.‬‬ ‫‪ - ٢‬القدر والعدل فيه‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٣‬الوعد والوعيد والأسياء والأحكام‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ السمع والعقل والرسالة والإمامة» (الملل والنحل‪.)٢١/ ١ ‎‬‬ ‫ونلاحظ أن الشهرستاني في هذا الحصر يكاد يغفل عن الأمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر‪ .‬إذ وإن أمكن حشره ضمن الإمامة فإنه يبقى مستقلا‬ ‫خاصة عند المعتزلة‪ ،‬كيا أنه لا يذكر الولاية والبراءة وهى أصل من أصول‬ ‫الإباضية‪ ،‬وعلى كل فذاك اجتهاد من الشهرستاني قصد منه السيطرة على‬ ‫موضوع حير العقول» ص‪.٩٥‬‏‬ ‫وهنا تدخل الوالد وبين أنه يحسن أن ننطلق في النظر في باب الإلهيات‬ ‫للنظر في ما يتعلق بالله تعالى وجودا وذاتا‪ ،‬أسياء وصفات & وما يجب وما‬ ‫‏‪ ٨٢‬۔‬ ‫يستحيل وما يجوز في حقه جل وعلا ‪ .‬ووقع الاتفاق على أن يكون العمل قائما‬ ‫على جمع نصوص لكبار المتكلمين في هذه القضايا التى تتعلق بالكلية الأولى‬ ‫من كليات الإيمان الست ألا وهي كلمة الإيمان بالله تعالى والمسلك في هذا‬ ‫طبعا هو مسلك المتكلمين لا مسلك الفلاسفة ‪.‬‬ ‫وهنا أمر الوالد ابنه بأن ينطلق بالنظر في القسم الأول من القرآن الكريم‬ ‫الذي يتعلق بالله تعالى وهو المحكم من الكتاب العزيز ‪.‬‬ ‫فلم يكن من الابن إلآ أن جمع بعض ما قاله العلياء عن المحكم في القرآن‬ ‫‪:‬‬ ‫الأمر كالتالي‬ ‫الكريم فجاء‬ ‫كلمة عن المحكم في كتاب انته العزيز ‪:‬‬ ‫نحَكمامانكتب ه‬ ‫« هر الزىآزل علتكالنكتبمنة اهتتر ت‬ ‫سه‬ ‫إ‬ ‫تر وو ے عه‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫بم‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‬ ‫م ‏‪ ٠‬إ‬ ‫۔س۔ س‬ ‫> ۔۔‬ ‫حم‬ ‫)‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫فال‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)٧ ‎‬‬ ‫جاء في تفسير أبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي‬ ‫‏(‪ )١٢٧٣/٦٧١‬الموسوم بالجامع لأحكام القرآن‪ .‬دار الكتاب العربي‬ ‫للطباعة والنشر‪ .‬ط‪٣‬‏ عن طبعة دار الكتب المصرية‪ .‬‏‪ ١٩٦٧/ ١٣٨٧‬‏‪٤‬ج‬ ‫‏‪٩‬ص ‪« :‬قال جابر بن عبدالله وهو مقتض قول الشعبي وسفيان الثوري‬ ‫وغيرهما‪ :‬المحكيات من آي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره ‪» . .‬‬ ‫ص‪ .‬وقال أبو عثيان‪ :‬المحكم فاتحة الكتاب التي لا تجزئ الصلاة إلا بها‪.‬‬ ‫وقال محمد بن الفضل‪ :‬سورة الاخلاص؛ لأنه ليس فيها إلا التوحيد‪ .‬وقد‬ ‫قيل ‪ :‬القرآن كله محكم؛ لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ےِ‬ ‫س‬ ‫‏‪)١‬‬ ‫‏(‪ ١١‬هود‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫شيء ‏‪ ٠‬فإن قوله تعالى‬ ‫معنى الآية ف‬ ‫من‬ ‫‪ .‬وليس هذا‬ ‫‪ . . .‬قلت‬ ‫أحكمت آياته ه أي في ‪ .‬والصف وأنه حق من عند الله ‪. .‬وليس المراد‬ ‫‪ . .‬هذا المعنى ‪ . .‬والمراد بالحكم ‪ :‬ما لا التباس فيه‬ ‫بقوله «آيات محكيات»‬ ‫ولا يحتمل إلآ وجها واحدا‪ ». .‬ص‪.١٥‬‏‬ ‫وقال ابن عباس ‪ :‬المحكيات هو قوله في سورة الأنعام ‪:‬‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ء ه ‪>..‬‬ ‫مح ر‬ ‫ي۔ خار‬ ‫‪:‬‬ ‫فشو آذتنَكم مرن‬ ‫عر‬ ‫الحش‬ ‫دواا‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سر ۔لارتَصَِردوأ ‏‪ 2٤‬مرر‬ ‫و ‏‪ ١‬كاامول‬ ‫شيتا وبا لو لدَتنإِخ}سستا و‬ ‫و ۔ح ه ه‬ ‫‪ .‬نت نتن‬ ‫‪..‬‬ ‫عه ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ننا‬ ‫غ‬ ‫‪> .‬‬ ‫م ح‬ ‫‪...‬‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫تعدوا م ل ا لتم! ‏‪ ١‬ل َبالى هى احسنحىنا‬ ‫م‪:‬‬ ‫‪.‬‬‫لله!‬ ‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫مے ص‬ ‫وأَلْميَادَباً قرط لنكن تَتسًا! ار‬ ‫‪ ,‬ا‪-‬‬ ‫اشرف يمهد‬ ‫الو اولؤكَادَ‬ ‫وسعها ولدا‬ ‫؟‪\٥‬‏‬ ‫علنَككرٍ تكوت‬ ‫گميه۔لَعَ‬ ‫وص‪/‬‬ ‫انترأوَهوا للكم‬ ‫وَأنَهَنذَاصرطى م‪:‬شت اموول‪ :‬تتتيعُواآلش مُرَ‬ ‫ه ء‬ ‫ء سر‬ ‫س‬ ‫ح‪.‬‬ ‫ے۔۔۔ے ۔‬ ‫كم به۔ لعلكم‬ ‫وو‬ ‫عن سبيله ے ذذلكم‬ ‫فلفرَّق ب‬ ‫ب'ب‬ ‫إلى ثلاث آيات ‏(‪ ٦‬الأنعام ‪١٥١‬۔‪(١٥٣‬‏‬ ‫‏‪ ٨٤‬س‬ ‫(‪ ١٧‬الاسراء‪(٢ ٣ ‎‬‬ ‫قال ابن عطية ‪ :‬وهذا عندي مثال أعطاه في المحكيات ‪ .‬وقال ابن عباس‬ ‫أيضا‪ :‬المحكيات ناسخة وحرامه وما يؤمن به ويعمل به‪ .‬وقال ابن مسعود‬ ‫المحكإات ‪ :‬الناسخات ‪ . . .‬وقاله قتادة والربيع والضحاك ‪ .‬وقال‬ ‫وغيره‪:‬‬ ‫الرب وعصمة‬ ‫هي ا لتي فيها حجة‬ ‫الزبير ‪ :‬المحكات‬ ‫محمد بن جعفربن‬ ‫ولا تحريف عا وضعن‬ ‫والبا طل ‪ .‬ليس لما تصريف‬ ‫العباد ودفع ‏‪ ١‬للخصوم‬ ‫عليه‪ . .‬قاله مجاهد وابن اسحاق ‪.‬‬ ‫النحاس ‪:‬‬ ‫الآية ‪ .‬قال‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫الأقوال‬ ‫أحسن‬ ‫وهذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ابن عطية‬ ‫قال‬ ‫أحسن ما قيل في المحكيات ‪ :‬إن المحكيات ما كان قائيا بنفسه لا يحتاج أن‬ ‫يرجع فيه إلى غيره نحو ‪:‬‬ ‫« ليكن فاتحة‪٩ ‎‬‬ ‫‪)٤‬‬ ‫(‪ ١١٦‬الاخلاص‪‎‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‏‪)٨٢‬‬ ‫‏(‪ ٦٢٠‬طه‬ ‫وَِقلْعَفَارلِمنتَابَ ‪4‬‬ ‫و‬ ‫‏‪.٩١٨٥‬‬ ‫‪ » ....‬ص‬ ‫قلت ‪ :‬ما قاله النحاس يبين ما اختارو ابن عطية ‪ ،‬وهو الجاري على وضع‬ ‫اللسان وذلك أن المحكم اسم مفعول من أحكم والإحكام الاتقان ‪ ،‬ولا شك‬ ‫في أن المحكم اسم مفعول من أحكمإ والإحكام الإتقان ولا شك في أن‬ ‫ما كان واضح المعنى لا إشكال فيه ولا تردد إنما يكون كذلك لوضوح‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫مفردات كلياته ‪ .‬وإتقان تركيبها»‪ .‬ص‪.٨١‬‏‬ ‫وجاء في تفسير أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري (‪٥٢٣٨‬ه)‏‬ ‫المعروف ب «الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل‬ ‫«ط طهران د ت ج ‏‪ »١‬محكيات «أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتيال‬ ‫والاشتباه» ص‪٤١٢‬‏ ‪.‬‬ ‫ويعلق صاحب كتاب والإنصاف فييا تضمنه الكشاف من الاعتزال» وهو‬ ‫المالكي والكتاب‬ ‫بن المنير الاسكندري‬ ‫ناصر الدين أجمد بن محمد‬ ‫مطبوع على هامش الكشاف ‪ 3‬بيا يلي ‪« :‬قال أحمد ‪ :‬هذا كا قمته‬ ‫عنه من تكلفه لتنزيل الآي على وفق ما يعتقده وأعوذ بالله من جعل القرآن‬ ‫تبعا للرأي» ص‪٤١٢١‬‏ ‪.‬‬ ‫وجاء في كتاب أي محمد عبدالله بن حميد السالمي ‏(‪)١٩١٤/١٣٣٢‬‬ ‫الموسوم ب «مشارق أنوار العقول» تصحيح وتعليق سياحة الشيخ أحمد بن حمد‬ ‫الخليلي‪ .‬حقق نصوصه وخرج أحاديثه الدكتور عبدالرحمن عميرة ‪ .‬دار الجيل‬ ‫ببيروت ‏‪.١٩٨٩/ ١٤٠٩‬‬ ‫والظاهر معنى فانحسم‬ ‫للنص‬ ‫فالملحكم المتضح المعنى انقسم‬ ‫للعباد‬ ‫الظاهر‬ ‫في‬ ‫والظن‬ ‫في النص حكم القطع بالمراد‬ ‫صير إليه وهو التأويل‬ ‫وإن أتى بعكسه الذليل‬ ‫يتبعا‬ ‫فلن‬ ‫معتذرا‬ ‫أو‬ ‫وقعا‬ ‫أو بعيدا‬ ‫قريبا‬ ‫وهو‬ ‫(قوله فالمحكم المتضح المعنى) اعلم أن اللفظ إما لا يحمل غير معنى‬ ‫واحد‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫وإما أن يحتمل لكن أحد معنييه أظهر مانلآخر فبالنسبة إلى المعنى‬ ‫الآخر‬ ‫المعنى‬ ‫إلى‬ ‫وبالنسبة‬ ‫‪.‬‬ ‫المحكم‬ ‫من‬ ‫‏‪ ٠‬وهو قسم‬ ‫ظاهرا‬ ‫الطاهري يسمى‬ ‫يكون‬ ‫ل يدلڵ عليه دليل ‏‪ ٠‬و إما أن‬ ‫المتشابه إن‬ ‫وهو قسم من‬ ‫يسمى مؤلا ‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫خارج‬ ‫الآخر إلآ بمرجَُح من‬ ‫أي لا يرجح أحدهما على‬ ‫باللواء‬ ‫المعنيان‬ ‫اللجمل‪ ،‬وهو قسم من المتشابه ولذا قال‪ :‬فالمحكم المتضح المعنى أي ما كان‬ ‫معناه واضحا وهو المحكم سواء كان وضوحا لا يحتمل معنى غيره أو يحتمله‬ ‫‪ /‬‏‪.٦٩‬‬ ‫مرجوحا‪ » . . .‬ج‪٢‬‏‬ ‫وجاء في تفسير الطاهر ؛بن عاشور الموسوم بتفسير التحرير والتنوير‪ .‬الدار‬ ‫‏‪ ١٩٨٤‬م ما يلي ‪:‬‬ ‫التونسية للنشر سنة‬ ‫«والإحكام في الأصل المنع ‪ .‬قال جرير ‪:‬‬ ‫إني أخاف عليكم أن أغضبا‬ ‫ابني حنيفة احكموا سفهاءكم‬ ‫واستعمل الإحكام في الاتقان والتوثيق ‪ 5‬لأن ذلك يمنع تطرف ما يضاد‬ ‫الحكمة حكمة ‪ .‬وهو حقيقة أ و مجاز مشهور ‪.‬‬ ‫ا مقصود [ ولذ ا سميت‬ ‫أطلق المحكم في هذه الآية على واضح الدلالة على سبيل الاستعارة لأن‬ ‫في وضوح الدلالة منعا لتطرق الاحتمالات الموجبة للترذد في المراد‪. .‬‬ ‫ووصف المحكيات بأنها أم الكتاب فاحتمل أن يكون المراد من الأم‬ ‫الأصل أو المرجع ‪ .‬وهما متقاربان‪ :‬أي هن أصل القرآن أو مرجعه‪ .‬وليس‬ ‫يناسب هذين المعنيين إلآ دلالة القرآن‪ ،‬إذ القرآن أنزل للإرشاد والهدى‪.‬‬ ‫فاللحكيات هي أصول الاعتقاد والتشريع والأداب والمواعظ ‪ .‬وكانت أصولا‬ ‫لذلك باتضاح دلالتها بحيث تدل على معان لا تحتمل غيرها أو تحتمله‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫احتمالا ضعيفا غير معتد به‪ 5‬وذلك كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪.)١١‬‬ ‫‏(‪ ٤٢‬الشورى‬ ‫‪4‬‬ ‫« لتركمنيو‪.‬تى;‬ ‫‏(‪ ٢١‬الأنبياء ‏‪.)٢٣‬‬ ‫« لاسَْزعتَايتعَل ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪.)١٨٥‬‬ ‫ك الشتر ه‬ ‫ل بياله‬ ‫‏‪.)٢٠٥‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة‬ ‫» وأنه لامحث الساد ‪4‬‬ ‫« وأَمَامَنَعَافَمَقَام رومى شافو‬ ‫(ر‪٧٩‬‏ النازعات ‏‪)٤١-٤٠‬‬ ‫رحدَلَةَهمَالمرَى ‪4‬‬ ‫وباتضاح معانيها تتناولها أفهام معظم المخاطبين بها وتتأهل لفهمها فهي‬ ‫أصل القرآن المرجوع إليه ي حمل معاني غيرها عليها للبيان أو التفريع ‪.‬‬ ‫وقد اختلف علياء الاسلام في تعيين المقصود من المحكيات والمتشابهات‬ ‫على أقوال ‪ :‬مرجعها إلى تعيين مقدار الوضوح والخفاء ‪ .‬فعن ابن عباس‪ :‬أن‬ ‫المحكم ما لا تختلف فيه الشرائع كتوحيد الله تعالى‪ ،‬وتحريم الفواحش‪،‬‬ ‫وذلك ما تضمنته الآيات الثلاث في أواخر سورة الأنعام ‪:‬‬ ‫« ثن تكالزاأنز ماكرو رنكم محكة ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٥ ١‬‬ ‫‏) ‪ ١٧‬ا لاسرا ء ‏‪. . ) ٢٢٣‬‬ ‫وعن ابن مسعود ‪ }،‬وابن عباس أيضا ‪ :‬أن المحكم ما ل ينسخ ‪ . . .‬وعن‬ ‫الأصم ‪ :‬المحكم ما اتضح دليله ‪.‬‬ ‫وللجمهور مذهبان ‪ :‬أولا أن للحكم ما اتضحت دلالته ‪ . . .‬وثانيها أن‬ ‫المحكم الواضح الدلالة ‪ . .‬وإليه مال الفخر ‪ :‬فالنص والظاهر هما المحكم‬ ‫لاتضاح دلالتهيا وإن كان أحدهما أي الظاهر‪-‬يتطرّقه احتيال ضعف ‪» . . .‬‬ ‫‏‪. ١٥٥١٥ ٤/٣‬‬ ‫وخلاصة القول إن المحكم لغة اسم مفعول من أحكم الشيع والأمر أتقنه‬ ‫ووثقه ‪ 5‬والمعنى العام لهذه المادة المنع‪ ،‬فإن كل محكم يمنع بإحكامه تطرق‬ ‫الخلل إلى نفسه أو غيره ‪.‬‬ ‫أما المحكم اصطلاحا فيمكن أن يتلخص من خلال أقوال العلياء في أنه‬ ‫هو ما كان حكمه معلقا بظاهره ‪ 6‬ولا يحتمل وجهين مختلفين أو ما لا يحتمل‬ ‫من التأويل غير وجه واحد‪ .‬أو ما عرف العلياء تأويله وفهموا معناه‪ .‬أو ما‬ ‫وما‬ ‫أجمع على تأاويله‪ ،‬أو ناسخ القرآن‪ ،‬وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه‬ ‫يؤمن به ويعمل به ‪.‬‬ ‫والملاحظ أن كل هذه الاشارات تتكامل لتبرز أن المحكم هو ما كان‬ ‫واضح الدلالة بينها ‪ .‬وقد ضرب العلياء أمثلة عديدة لذلك لا نرى ضرورة‬ ‫لاعادة ذكرها ‪.‬‬ ‫الولد هذ ا‬ ‫عرض‬ ‫المحكمة ل‬ ‫النصوص‬ ‫هذه‬ ‫العمل على أبيه فتبينا معا أن‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تثر معارك‬ ‫ه‪ .‬لكن قبل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ذلك ذكر‬ ‫الولد أنه متابعة لمحاضرات الأستاذ وجب الوقوف عند الواجب في‬ ‫حق الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪_ ٨٩‬‬ ‫( أ ) الواجب في حق انته تعالى‬ ‫تعريف الواجب في حق اله تعالى ‪:‬‬ ‫الواجب في حقه تعالى هو ما يترتب على ثبوته له كيال‪ ،‬وعلى عدمه نقص‬ ‫ومحال‪ .‬كجميع صفات الذات من حياة{ وعلم‪ ،‬وما إليها‪ ،‬والوجود‬ ‫‪.‬‬ ‫الات والصفات والأفعال‬ ‫الممل ف‬ ‫والوحدانية ‏‪ ٠‬والقدم ‏‪ ٦‬والبقاء ‏‪ ٠‬وعدم‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬الوجود‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقا ل‬ ‫(‪ ١٤‬إبراهيم‪)١٠ ‎‬‬ ‫من هذا نتبين أن وجود الله تعالى من البداهات التى يدركها الانسان‬ ‫حقائق‬ ‫ولا من‬ ‫‏‪ ١‬لعلوم المعقدة ئ‬ ‫وليس من‬ ‫إليها بطبيعته ز‬ ‫بفطرته ‏‪ ٠‬وبهتدي‬ ‫التفكير العويصة‪ ،‬وبحث المسلم في قضية وجود الله ع وجل من باب قول‬ ‫إبراهيم عليه السلام ‪:‬‬ ‫« بل ولكن لميت قَلى ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪) ٢٦٠‬‬ ‫ومن باب الرد على منكر لهذا الوجود جاحد‪.‬‬ ‫دليل الفطرة ‪:‬‬ ‫الفطرة هي كل ما هو مغروز في الانسان يتبينه دون أن يحتاج إلى مرشد أو‬ ‫دليل ‪ .‬فأن يمتص الوليد حال ولادته ثدي ا لأم أمر فطري مغروز في طبيعة‬ ‫الانسان‪ .‬ومن البداهات التي لا تحتاج إلى دليل ما تعارف عليه الناس من‬ ‫أن الواحد نصف الاثنين‪ ،‬وأن الخمسة أكثر من اثنين وأن الثلاثة أقل من‬ ‫الأربعة‪ ،‬الخ ‪. .‬‬ ‫كذلك فإن وجود الله عز وجل من البداهات المسلم بها وإلى هذا المعنى‬ ‫تشير عديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫سم‬ ‫سص‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫كقرَرَجهَ للدين‬ ‫لاكن‬ ‫حَيِيكَافطرََ اتا قمرا‬ ‫اله اللا ‪ ,‬كَلْمَمُ تكر أحكئرَألتا‬ ‫‏(‪ ٣٠‬الروم ‏‪)٣٠‬‬ ‫لايعلمون »‬ ‫إن الآية الكريمة تدعو الانسان إلى أن يتجه إلى الين مستقييا‪ ،‬ولا شك‬ ‫وأنه مصدر‬ ‫الاقرار بوجود الله تعالى ‏‪ ٠‬ووحدانيته <‬ ‫على‬ ‫الدين يقوم‬ ‫ي أن‬ ‫الوجود كله ‪.‬‬ ‫ثم تبين أن هذا التوجه إلى الدين هو فطرة فطر الله الناس عليها‪ ،‬فالإقرار‬ ‫بوجود الله مغروز في الانسان جبلة ‪.‬‬ ‫وكيف لا يكون هذا الإقرار جبلا‪ .‬ونحن نعلم أن هذه الفطرة‪.‬من خلق‬ ‫الله عز وجل‪ .‬فلا يمكن بحال للفطرة أن تنأى عن هذا الإقرار إذ لابدً‬ ‫ويعاضد هذا الإقرار ما جاء في القرآن الكريم ما يدل على أن الله تعالى‬ ‫«لما اخرج ذرية آدم من صلبه في صورة الذر أقروا له بالربوبية وهو قوله‬ ‫تعالى‬ ‫>‪ ,‬وَلذلَعَدَرَبكمنبَءَادَمينظهمُورهز ذريتهموأشدهم‬ ‫‪17‬‬ ‫ر ورث‬ ‫يا‬ ‫‪ -+‬حه‬ ‫>ه‬ ‫إس‬ ‫‪.‬‬ ‫أسمة ألثبرتكرقالوانزل سَهدنا ؛‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪) ١٧٢‬‬ ‫الله لا إلله غبره»‬ ‫آدم بعدل أن أقروا له بالربوبية ‏‪ ٠‬وأنه‬ ‫صلب‬ ‫أعادهم ف‬ ‫ثم‬ ‫القرطبي ‪ :‬الجامع لأحكام القرآن‪ .‬ج‪١٤‬‏ ‪/‬ص‪٢٢‬‏ ‪.‬‬ ‫وقد نقل القرطبي ما يلى ‪« :‬وقال طائفة من أهل الفقه والنظر ‪ :‬الفطرة‬ ‫هي الخلقة التي خلق عليها المولود في المعرفة بربه ؛ فكأنه قال كل مولود يولد‬ ‫على خلقه يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة ‪ ،‬يريد خلقه مخالفة لخلق البهائم‬ ‫والفاطر‬ ‫‪1‬‬ ‫الخلقية‬ ‫الفطرة‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫واحتجحووا‬ ‫معرفته ‏‪٠‬‬ ‫بخلقها إل‬ ‫التى لا تصل‬ ‫الخالق لقول اللله عز وجل ‪:‬‬ ‫« اتنيارتايراتتوت والأن‪4 ,‬‬ ‫‪. ٢٧‬‬ ‫(‪ ٣٥‬فاطر‪ » )١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫ثم ينقل قول ابن عطية في تفسيره ‪« :‬والذي يعتمد عليه في تفسير هذه‬ ‫اللفظة أنها الخلقة والهيئة التي في نفس الطفل التي هي معدة ومهيأة لأن يميز‬ ‫بها مصنوعات الله تعالى ويستدل بها على ربه ويعرف شرائعه ويؤمن به‪.‬‬ ‫فكأنه تعالى قال‪ :‬أقم وجهك للذين الذي هو الحنيف وهو فطرة الله الذي‬ ‫على الإعداد له فطر البشر ث لكن تعرضهم العوارض‪ .‬ومنه قول النبي يل‬ ‫«كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه» فذكر الأبوين إتما هو‬ ‫مثال للعوارض التي هي كثيرة‪ .‬وقال شيخنا في عبارته ‪ :‬إن الله تعالى خلق‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق‪ .‬كا خلق أعينهم وأ سياعهم قابلة للمرئيات‬ ‫واللسموعات“‪ ،‬فيا دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية أدركت‬ ‫المعنى قوله ‪:‬‬ ‫على صحةة هذا‬ ‫الحق ‪ .‬وقد دل‬ ‫وهو الدين‬ ‫الحق ودي نن الإسلام‬ ‫«كيا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء» يعني أن البهيمة‬ ‫تلد ولدها كامل الخلقة سليما منالآفات فلو ترك على أصل تلك الخلقة لبقي‬ ‫كاملا بريئا من العيوب © لكن يتصرف فيه فيجدع أذنه‪ ،‬ويوسم وجهه فتطرا‬ ‫وهو تشبيه‬ ‫الانسان‪،‬‬ ‫الأصل ‪ .‬كذلك‬ ‫عليه الآفات والنقائلص فيخرج عن‬ ‫‏‪ / ١٤‬‏‪٩٢‬ص ‪.‬‬ ‫واقع ووجه واضح» تفسير القرطبي ‪ :‬ج‬ ‫ا لفهم للنص ‏‪ ١‬لقرآني ولحديث ‏‪ ١‬لرسول عليه ا لسلام أن‬ ‫يتبين من هذا‬ ‫الطفل يولد موحدا مقرا بفطرته بوجود الخالق عز وجل ما لم يؤثر فيه مؤثر‬ ‫خارجي ‪.‬‬ ‫وقد بين الرسول يلة أن هذه الفطرة قابلة للانحراف بتأثير العوامل‬ ‫الخارجية ‪.‬‬ ‫وتشرد مها ‏‪٠‬‬ ‫تمسخها ‪.‬‬ ‫على الفطرة ‏‪ ٦‬فهي‬ ‫شديد‬ ‫خطر‬ ‫فالبيئة الفاسدة‬ ‫‪.‬‬ ‫الفج‬ ‫العذب و تسيغ‬ ‫العلل ما يجعلها تعاف‬ ‫وتلف فيها من‬ ‫وذلك سر انصراف فريق من الناس عن الايمان والفلاح وقبولهم لليهودية ‪.‬‬ ‫لمنطق العقل‬ ‫والنصرانية ‏‪ ٠‬والملجوسية ‪ .‬والكفر [ والشرك ‪ .‬مع منافاة ذلك‬ ‫وضرورات الفكر وأصل الخلقة ‪.‬‬ ‫والامل اليوم في الحضارة المادية يبد أنها أدركت هذه الحقيقة حق‬ ‫الادراك‪ ،‬فهي ما تزال جاهدة لتدفع الناس إلى الجحود معتبرة أن الين الذي‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫يتناسق والفطرة البشرية ضرب من المخدر { وقد انطلت الحيلة على كثير من‬ ‫‪.‬‬ ‫فظلَوا ورا ء ا لسّراب يلهثون‬ ‫لمسلمين‬ ‫ومن ضروب معاكسة الفطرة لدى هؤلاء الماديين دعوتهم الانسان إلى عدم‬ ‫اللجوء إلى القوى الماورائية عندما يشتد به المرض أو تلم به الشدائد‬ ‫ويعتبرون أن من يدرك هذا المستوى قمة في الاعتداد بالانسانية ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن الانسان بفطرته يلجأ إلى المعين الحق حيث لا يوجد معين ©‬ ‫ومثل هذاا للجوء من‬ ‫وقع فيه‬ ‫إل الله عر وجل عسى أن مخلصه م‬ ‫ويتضرع‬ ‫أقوى الأدلة الفطرية على وجود الله عرَ وجل بالنسبة إلى الانسان ‪.‬‬ ‫م‬ ‫‏‪ ١‬و‪,‬‬ ‫قال تعالى‬ ‫وراولمحرر رحےََدَسادكن‪.‬نُ ‪.‬رف" ء‪ .‬لوهملك‬ ‫هرالَزى ة رف‬ ‫ح ح صف‬ ‫جَا ع تبا ري تم‬ ‫طَيََةٍوِوَفَرحوأ ‪7‬‬ ‫مرج‬ ‫وحر‬ ‫واء ههم الْمَوع منكل مكان وماء م أحيط بهتدَعَوا‬ ‫اللَهَ حصله ألربَ لين اعَتََامنهدو‪.‬لتكرتَتسرَ‬ ‫آ لكرة ع كليا همد داهم َنغُونَقاً لأرض بعير‬ ‫س‬ ‫سو‬ ‫‏‪ ٨‬و‬ ‫‏(‪ ١٠‬يونس ‪٢٢‬۔‪)٢٣‬‏‬ ‫ْحَنً ه‬ ‫ا لوجود عندما لعبت به‬ ‫إل واجب‬ ‫تلك هي فطرة الاننسا ن إذن لجو‬ ‫الأمواج‪ ،‬ويدرك ألآ ملجا من النه إلا الله } وصدق الله تعالى حيث قال ‪:‬‬ ‫و ‪ 3‬وَذِدَامَتَكُمُالضَرفيآلَحرصَرَمَنتَذْغُوںَ! لا إما ‪:‬‬ ‫‪( ٦ ٧‬‬ ‫‪ ١‬لاسرا ء‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫) ‏‪٧‬‬ ‫وإن‬ ‫خلقنا ئ‬ ‫موجود فينا منذ‬ ‫الايمان‬ ‫«إن‬ ‫المعنى ‪:‬‬ ‫في هذا‬ ‫ديكارت‬ ‫يقول‬ ‫‪{)١٩‬ا‪_ ‎‬‬ ‫الله حين خلقنا غرس فينا هذه الفكرة‪ .‬لكي تكون علامة للصانع مطبوعة‬ ‫ني صنعه» عثيان أمين ‪ .‬التأملات في الفلسفة الأولى لديكارت ‪ .‬ص ‏‪. ١٥٥‬‬ ‫ويقول عبدالله بن أحمد النسفي ‏(‪ )١٣١٠/٧١٠‬في تفسير قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪ (١‬الأعراف ‏‪)١٧٢‬‬ ‫« وَدَأعَدَرَبْكمِنْبَفءَادَم ‪4‬‬ ‫س‪ ,‬سرس‬ ‫مس‬ ‫‪2‬‬ ‫ء >‪4‬۔۔۔‬ ‫‪7‬‬ ‫ما يلى ‪« :‬وهذا من باب التمثيل ومعنى ذلك أنه نصب فهم الأدلة على‬ ‫ربوبيته ووحدانيته‪ .‬وشهدت بها عقولهم التي ركبها فيهم } وجعلها مميزة بين‬ ‫الهدى والضّلالة‪ .‬فكأنه أشهدهم على أنفسهم وقدّرهم وقال لهم‪ :‬ألست‬ ‫بربكم وكأنهم قالوا‪ :‬بلى أنت ربنا شهدنا على أنفسنا‪ ،‬وأقررنا بوحدانيتك»‬ ‫تفسير النسفي ‪ .‬دار إحياء الكتب العربية ‪ .‬مصطفى بابي الحلبي ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬ ‫دت‪ .‬ج‪٢‬‏ ‪ .‬ص‪.٨٥‬‏‬ ‫‪:‬‬ ‫الحدوث‬ ‫دليل‬ ‫©‬ ‫‏(‪ ١١٧٤/٥٧٠‬في كتاب‬ ‫قال أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني‬ ‫الذليل والبرهان «نشر وزارة التراث القومي والثقافة بعيان‪ .‬تحقيق سالم بن‬ ‫حمد الحارثي ‪ .‬‏(‪ .)١٩٨٣/ ١٤٠٣‬وقد حقق الجزء الأول منه الهادي مصلح‬ ‫‏‪ ١٩٨٣‬مرقون «فإن قال‬ ‫لاعداد شهادة الكفاءة في البحث العلمي بتونس‬ ‫قائل‪ :‬وما في الحدث مما يدل على وجود الباري سبحانه ؟ قلنا وبالله‬ ‫التوفيق ‪ :‬انطباق الفطرة العقلية على أن البناء دال على بان ‪ ،‬والكتابة دالة‬ ‫على كاتبؤ والأثر دال على المؤثر } والصناعات كلها دالة على صانعها عقلا‬ ‫وشرعا ولغة وطبعا ‪.‬‬ ‫أما من جهة العقل ‪ :‬فإن علوم العقل ثلاثة مغروزة في جبلته ومنقوشة فيه‬ ‫واستحالة المستحيلات ‪. .‬‬ ‫مجملة‪ ،‬وهي وجوب الواجبات ‪ ،‬وجواز الجائزات“‪،‬‬ ‫‪. ٩١٥‬‬ ‫فهذه إحدى الواجبات وحال ظهور الأثر ولا مؤثر ‪ 3‬وكتابة ولا كاتب‪ ،‬وبناء‬ ‫ولا بان‪ ،‬وصناعة ولا صانع ‪ .‬وحادث ولا محدث ‪.‬‬ ‫وأما الشرع ‪ :‬فقول الله عوزجل ‪:‬‬ ‫تزضفلتل التمار‬ ‫َلأَ‬ ‫ت وا‬ ‫خوت‬‫َقأالت‬‫وف عل‬‫« إِدَ‬ ‫البحريمَاينقعالَاوَمَاأن الآله‬ ‫عالق ترى‬ ‫النماء من ماء حا‪ ,‬به ا لكَرصَ بعد مو تها وبت فها‬ ‫من ‏‪٢‬‬ ‫دَابَةِوَسَريفالرَيتج وَالتتحابالشسحَ‪,‬‬ ‫منك‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪) ١٦٤ ‎‬‬ ‫فجعل الله عز وجل حدوث هذه الأسباب دالة على صدقه في ما قال‪6‬‬ ‫فضلا عن وجوده‪ .‬وقد ثبت وجود الفرع فيا بال الأصل‪ .‬وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫نية‬ ‫رمي‬ ‫ال مَن يخيل‬ ‫}‬ ‫بماليئآنمَاما أول مَرَة ركزت عليل ه‬ ‫‪(٧٩٧٨‬‬ ‫(‪ ٣٦‬يس‪‎‬‬ ‫وأما اللغة ‪ :‬فمن جهة اللفظ قسمت العرب هذه الألفاظ على جميع‬ ‫لغتها أن الحدث يقتضى الإحداث‪ ،‬والمحدث بكسر الدال وفتحها‬ ‫في‬ ‫وا لخروج ‏‪ ٠‬وهذه‬ ‫يقتضي المخرج بكسر ا ل ء وفتحها ئ وا لاخراج‬ ‫وا لخروج‬ ‫سائر لغة العرب‪ .‬ولا بد للفعل من هذه الأربعة معان‪ :‬الفاعل والمفعول‬ ‫معروفات والفعل‬ ‫فالفاعل والمفعول‬ ‫والفعل بكسر الفاء ‪.‬‬ ‫والفعل بفتح الفاء‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫بفتح الفاء المصدر & والفعل بالكسر الأهم ‪ .‬قال الله عز وجل ‪:‬‬ ‫ومتتتلى مَتنتوأتم الكيني »‬ ‫‏(‪ ٢٦‬الشعراء ‏‪)١٩‬‬ ‫وأنا الطبع ‪ :‬فلا محالة وجود الحدث ولا يفعله أحد عقلا نفرت منه‬ ‫الطباع ‪ 0‬واستحال الاختراع إلآ من مخترع مبتدع وساغ الامتناع } فلو أطبق‬ ‫الخلق والخلائق أن ينحلوا فعلا غير فاعله لأحالوا‪ .‬ولو شهدوا بهذا عند من‬ ‫له أدنى عقل لكذبهم واستخف بهم ‪.‬‬ ‫واعلم أ نه لم يختلف اثنان بعد ثبوت حدوث الحدث أن له محدثا‪ ،‬فعلم‬ ‫‏‪ .٥٠٤٩‬وجاء في النص المرقون‬ ‫هذا ضروري كيا قدمنا‪ ».‬م‪١‬‏ اج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪١١٢‬۔‪١١٥‬‏‬ ‫ويقول أبو حامد الغزالي في كتابه «إحياء علوم الدين» طبعة مصورة عن‬ ‫‏‪١٩٧٥ / ١٣٩٥‬‬ ‫‏‪ ١٣٥٦‬ه الطبعة الأولى‬ ‫طبعة لحنة نشر الثقافة الاسلامية‬ ‫المجلد الأول ‪ . .‬الأصل الأول من أركان الايمان‪ :‬معرفة وجوده تعالى ‪« :‬وأول‬ ‫ما يستضاء به من الأنوار } ويسلك من طريق الاعتبار ما أرشد إليه القرآن ©‬ ‫فليس بعد بيان الله سبحانه بيان وقد قال تعالى ‪:‬‬ ‫» تن‬ ‫وبال ونادراَح©َلتتكرازوبَا‪9‬اوَجعننانزمكسبا‬ ‫و ِنتا‬ ‫‪َ :‬‬ ‫‪-‬جَعَنَاالَزَلَامَا وجلا‬ ‫رك سَتكَاسِدادا ا تورانت‬ ‫مرتبا ‪ 0‬ليه‪ .‬عئَاتائا‪9‬وَجَت‬ ‫‏‪(١٦٦‬‬ ‫‏(‪ ٧٨‬ا‬ ‫ر‪4‬‬ ‫‏‪١‬م‬ ‫‪. ٩٧‬‬ ‫كر ‪2‬‬ ‫ر‬ ‫ے۔ء ح‬ ‫‏‪١‬‬ ‫۔ هر‬ ‫تان‬ ‫ر ‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ 2‬مَاتننَ ي‏‪ : ٥٨‬أشر تَعلْمُوتَه;ر‪ 5‬أمدتحن‬ ‫أ‬ ‫«‬ ‫ل تعا ل‬ ‫و تا‬ ‫غم‬ ‫نه‬ ‫بير ۔‬ ‫‪َ7‬ا‪.‬‬ ‫ه َدَرتَابتَتَكُالَمَوَتَوَم‬ ‫‪-‬‬ ‫ننَلَأنتتكموَننِكم النلكوتد وَيلَمَدٌ‬ ‫ر‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 122‬ي ت‬ ‫۔۔; ‪ > +‬ر يابه ے‬ ‫ون حجي أيم مَاعر‬ ‫‪ ...‬ةآلأوككَلَولَامَدَ‬ ‫وو‬ ‫> ۔۔ح ۔‬ ‫حي‬ ‫۔‬ ‫۔ جه‬ ‫و‪.‬‬ ‫۔‬ ‫؟‪,‬‬ ‫و ۔ھ‬ ‫> ۔۔۔<۔‬ ‫حك‬ ‫لؤنشاءُ لجعلنله‬ ‫ي ‏‪٦‬‬ ‫لزرعون‬ ‫[‬ ‫ننتمرتزرعونهر ۔‪5‬اهم ع‬ ‫‪7‬‬ ‫ي‬ ‫يز تَرْتَرُومُوَ‬ ‫ٍ‪2‬‬ ‫۔ حھے۔< ۔ و ۔<‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫حُطمَافَلرت‬ ‫ه ي ‪.‬‬ ‫أفرَسمالمَا الرى وتحية عانت أنرَلشُوهمِنَالْمُرن‬ ‫كروك‬ ‫أ متتنالمُنرلون حجك‏‪ ٩‬لوَتَسَاجججعََععللَنلتََهتَُةأَاجًا‬ ‫> و‪ >».‬س ةي۔ س سر ر‪.‬‬ ‫۔ حف‬ ‫دو‬ ‫سمح برو م‬ ‫)‬ ‫حم‬ ‫‪5‬‬ ‫حر‬ ‫‏\‪٧‬‬ ‫النو‬ ‫حلكه أ‬ ‫تَذَكرةَومَتَعاا ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تنجم‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬ ‫ِِ‬ ‫فلا آ ‪7‬‬ ‫«‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫رتبت ‏‪ ١‬لتسےظ ۔لر _ر‬ ‫=‬ ‫ج‬ ‫«‬ ‫التجوم > وَلنَها سلوت علم نَ عحظظمه‬ ‫يممَوةقع‬ ‫(‪ ٥٦‬الواقعة‪٦٧) ‎‬۔‪٨٥‬‬ ‫فليس يخفى على من معه أدنى مُسكة من عقل إذا تامل بأدنى فكرة‬ ‫مضمون هذه الآيات وأدار نظره على عجائب خلق الله في الأرض‬ ‫والسياوات‪ ،‬وبدائع فطرة الحيوان والنبات ‪ ،‬أن هذا الأمر العجيب والترتيب‬ ‫المحكم لا يستغني عن صانع يدبر‪ .‬وفاعل يحكمه ويقدر‪ . .‬بل تكاد فطرة‬ ‫النفوس تشهد بكونها مقهورة تحت تسخيره‪ ،‬ومصرفة بمقتضى تدبيره‪.‬‬ ‫‪_ ٩٨‬‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫»‬ ‫والأرض‬ ‫كَاطرالسَموت‬ ‫م‪3‬‬ ‫لله س‬ ‫» آ‬ ‫‏(‪ ١٤‬ابراهيم ‏‪)١٠‬‬ ‫ولهذا بعث الأنبياء صلوات الله عليهم لدعوة الخلق إلى التوحيد ليقولوا ‪:‬‬ ‫لا إله إلا الله } وما أمروا أن يقولوا ‪ :‬لنا إله وللعالم إله‪ ،‬فإن ذلك كان‬ ‫جبولا في فطرة عقولهم من مبدا نشوئهم‪ ،‬وفي عنفوان شبابهم‪ .‬ولذلك قال‬ ‫‪7‬‬ ‫عز وجل ‪:‬‬ ‫والات ليقُولْرَالنَُ‪4‬‬ ‫« رَلَين س ألهم مَنحَلقَال مو‬ ‫‏(‪ ٣١‬لقيهان ‏‪)٢٥‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫أقر رَجَهَكللرن‬ ‫حَِيكَافظرَتَ امال مَطرَالَاسمَتبالاتنَديز لحلى‬ ‫‏‪ ٠(.‬الروم ‏‪)٣٠‬‬ ‫ادلك التِت التيم ‪4‬‬ ‫فإذا ي فطرة الانسان‪ ،‬وشواهد القرآن ما يغنى عن إقامة البرهان‪ ،‬ولكنا على‬ ‫سبيل الاستظهار والاقتداء بالعلماء النظار نقول ‪:‬‬ ‫من بدائه القول أن الحادث لا يستغني في حدوثه عن سبب يحدثه‪ .‬والعالم‬ ‫فإذا لا يستغني فى حدوثه عن سبب‪ .‬أما قولنا ‪:‬إن الحادث لا‬ ‫حادث‬ ‫يستغني في حدوثه عن سبب فجلي‪ ،‬فإن كل حادث مختص بوقت يجوز في‬ ‫العقل تقدير تقديمه وتأاخبره فاختصاصه بوقته دون ما قبله وما بعده يفتقد‬ ‫الضرورة إلى المخصص ‪ .‬وإما قولنا ‪ :‬العالم حادث‪ ،‬فبرهانه أن أجسام العالم‬ ‫‪_ ٩٩‬‬ ‫لا تخلو عن الحركة والسكون وهما حادثان‪ ،‬وما لا يخلو عن الحوادث فهو‬ ‫حادث ‪ .‬ففي هذا الرهان ثلاث دعاوى ‪:‬‬ ‫الأولى ‪ :‬قولنا ‪ :‬إن الأجسام لا تخلو عن الحركة والسكون وهذه مدركة‬ ‫بالبديهة والاضطرار } فلا يحتاج فيها إلى تأمل وإفتكار } فإن من عقل جسيا‬ ‫لا ساكنا ولا متحركا كان لمتن الجهل راكبا‪ ،‬وعن نهج العقل ناكبا‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬قولنا ‪ :‬إتهيا حادثان‪ ،‬ويدل على ذلك تعاقبهما‪ .‬ووجود البعض‬ ‫منهيا بعد البعض‘ وذلك مشاهد في جميع الأجسام ما شوهد منها وما لم‬ ‫يشاهد فيا من ساكن إلآ والعقل قاض بجواز حركته © وما من متحرك إلاآ‬ ‫والعقل قاض بجواز سكونه } فالطارئ منها حادث لطريانه ث والسابق حادث‬ ‫لعدمه‪ 3‬لأنه لو ثبت قدمه لاستحال عدمه‪ .‬على ما سيأتي بيانه وبرهانه في‬ ‫إثبات بقاء الصانع تعالى وتقدس ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪:‬قولنا ‪ :‬ما لا يحلو مانلحوادث فهو حادث ‘ وبرهانه أنه لو لم يكن‬ ‫كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا أول لما‪ .‬ولو لم تنقض تلك الحوادث‬ ‫وانقضاء ما لا‬ ‫بجملتها لا تنتهى النوبة إلى وجود الحادث الحاضر في الحال‬ ‫نهاية له محال ولأنه لكوان للفلك دورات لا نهاية لها لكان لا يخلو عددها‬ ‫عن أن تكون شفعا أووترا ‪ 0‬أشوفعا ووترا معا } أو لا شفعا ولا وترا { ومحال‬ ‫أن تكون شفعا ووترا جميعا‪ .‬أوش لفاعا ولا وترا‪،‬ى فإن ذلك جمع بين النفي‬ ‫والإنلبات‪ ،‬إذ في إثبات أحدهما نفي للآخر وفي نفي أحدهما إثبات‬ ‫للآخر‪ .‬ومحال أن يكون شفعا لأن الشفع يصبر وترا بزيادة واحد‪ .‬وكيف‬ ‫يعوز ما لا نهاية له واحد ؟! ومحال أن يكون وترا إذ الوتر يصير شفعا بواحد‬ ‫فكيف يعوزها واحد مع أنه لا نهاية لأعدادها‪ ،‬ومحال أن يكون لا شفعا ولا‬ ‫وترا إذ له نهاية‪ .‬فتحصل من هذا أن العالم لا يخلو عن الحوادث فهو إذا‬ ‫‪.‬‬ ‫المدركات بالضرورة‬ ‫من‬ ‫افتقاره إلى المحدث‬ ‫وإذا ثبت حدوثه كان‬ ‫حادث©{©‬ ‫ج ‪-١٨٢/١‬۔‪.١٨٤‬‏‬ ‫ويقول أبو عمار عبدالكافي (قبل ‏‪ )١١٧٤/ ٥٧٠‬فيكتاب الموجز ‪ .‬تحقيق‬ ‫عار الطالبي ‪ .‬ط ونشر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ .‬الجزائر‬ ‫‏‪« .١١٧٨‬فإن سأل سائل فقال‪ :‬قد دللتم على حدوث الأشياء لا‬ ‫من شىء فهل تقولون إن لها محدثا أحدثها؟ ولعل هذه الأشياء حدثت لغير‬ ‫ولعلها حدثت من تلقائها‪ .‬وما دلكم على حاجتها إلى محدث‬ ‫محدث‬ ‫يحدثها ؟‬ ‫قيل له ‪ :‬لا تخلو هذه الأشياء من وجهين لا ثالث فهيا ‪:‬‬ ‫إما أن تكون حدثت بمحدث أحدثها ‪ .‬أو حدثت من تلقائها بلا‬ ‫محدث وبطل أن تكون تحدث من تلقاء نفسها لأنها لو كانت كذلك‬ ‫لحدثت قبل وقت حدوثها أو بعده‪ .‬ولكان المتقدم منها متاخرا والمتأخر متقدما‬ ‫والمتوسط متقدما أو متأخرا أو متقدمة جميعا أو متأخرة جميعا فلما أن وجدناها‬ ‫حدثت في وقت حدوثها‪ .‬دون ما قبل ذلك الوقت ودون ما بعده‪٥‬‏ ووجدنا‬ ‫المتقدم منها متقدما‪ .‬والمتوسط متوسطاء والمتأخر متاخرا‪ ،‬فقدم منها ما أراد‬ ‫أن يقدمه‪ ،‬ووسط ما أراد أن يوسّطهك وأخر ما أراد أن يؤخره‪ ،‬وبطل عندما‬ ‫ذكرنا القول بأن الأشياء حدثت من تلقاء نفسها بغير محدث وثبت القول‬ ‫الثاني بأن الأشياء محتاجة إلى محدث يحدثها في أوقات حدوثها يقدم ما أراد‬ ‫تقديمه منهاإ ويؤخر ما أراد تأخيره ‪.‬‬ ‫فإن قال ‪ :‬وما يدريكم لعل هذه الأشياء أحدثت أنفسها ولعل المحدث‬ ‫لها هي بأنفسها ؟‬ ‫قيل له ‪ :‬لا تخلو هذه الأشياء بعد ما ثبت حدوثها وثبت أن لهما محدثا‬ ‫‪١.١‬‬ ‫وأنها غير مستغنية عن ذلك من وجهين لا ثالث ليا‪ :‬إما أن تكون‬ ‫أحدثها‬ ‫أحدثت نفسها أو تكون أحدثها غيرها‪ ،‬ويبطل أن تكون أحدثت نفسها‬ ‫من قبل أنها لا تخلو في حال حدوثها من أن تكون معدومة أو موجودة‪ ،‬فأن‬ ‫تكون موجودة‪ .‬فيا حاجتها إلى أن توجد نفسها وهي موجودة بعد؟ فلما فسد‬ ‫هذان الوجهان ثبت أن لها محدثا أحدثها! وهو غيرها موجود قبل إيجاده لها‬ ‫ذلكم الله رب العالمين"‪ .‬ج‪٢٦٥/١‬۔‪٢٦٦‬‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ١.٠٢‬س‬ ‫ه دليل التفسير‪:‬‬ ‫يقول الله تعالى ‪:‬‬ ‫يكف عَلقالَحوت والكتض احيت فليلوالتَهارلآيتىن‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١٩٠‬‬ ‫لغوي الألب ه‬ ‫يقول الامام أبو حنيفة التعهان ‏(‪ )٧٦٨/١٥٠‬تعليقا على هذه الآية وما‬ ‫شابهها في القرآن الكريم‪« :‬يستحيل في العقل الانساني قيام هذا العالم من‬ ‫السملوات والأرض وما فيها بنفسه على اختلاف أحواله من حركات‬ ‫السملوات والسيارات وسكون الأرض واختلافها في الكيفيات وما خص به‬ ‫واستجياع أنواع الكالات ‪ .‬وما مختص به سائر‬ ‫الهميعات“©‬ ‫الانسان من‬ ‫الميجوداتك وتغير أموره من تعاقب الضوء والظّلمة‪ ،‬وتغير أحوال الحيوانات‬ ‫والمعادن والنبات من غير صانع حافظ يحفظه عن الاختلال‪ » .‬كيال الدين‬ ‫الإمام ‪ .‬تحقيق يوسف‬ ‫المرام من عبارات‬ ‫البياضى الحنفي ‪ :‬إشارات‬ ‫عبدالرازق‪ .‬ط أولى القاهرة ‏‪ .١٩٤٩‬‏‪٣٩‬ص ‪.‬‬ ‫ويعضد هذا ما جاء في شأن ما يطرأ على الانسان من تغير في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫قال لصاحبه‪ .‬وهوتحاوره‪ :‬أ كسرت‪ ,‬بأى حَلَقَك‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫اى ۔ُ‬ ‫ے۔۔ے د _‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫‪2‬‬ ‫من ترا بب تم مينن نطفةتوش سوردكك رحلا‬ ‫‪(٣٧‬‬ ‫(‪ ١٨‬الكهف‪‎‬‬ ‫نمل‪‎‬‬ ‫وقوله تعالى ‪ % :‬هال لزى علمكم ‪.‬مَن ناب َُيننطمَة‬ ‫ناو ش لت‪ََ-‬لعُوأأَشندشَدَكم ثتمل‪‎‬‬ ‫تننكم‬ ‫‪)٦٧‬‬ ‫(‪ ٤٠‬غافر‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١.٠٣‬‬ ‫وبهذا يتبين أنه إن كان العالم بيا فيه الانسان يتغير من حال إلى حال‪،‬‬ ‫تغيره على وجود مغير له غالب وهو الصانع ‪.‬‬ ‫والتغيير لا بد له من مغبر فدل‬ ‫وهكذا يتضح أن هذا الدليل جاء في شكل قياس منطقي مؤلف من صغرى‬ ‫فالعالم‬ ‫وكبرى ونتيجة على النحو الأق ‪ :‬العالم متغبر © وكل متغير حادث‬ ‫ومع‬ ‫مع أبي يعقوب‬ ‫الليل الأول الذي عرفناه‬ ‫هذا إلى‬ ‫حادث ‪ .‬ويرجع‬ ‫الغزالي ومع أي عيار وهو أنه لابد لكل حادث من محدث ‪ .‬وقيمة هذا الدليل‬ ‫‪.‬‬ ‫ومسلم سها عنك أ هل ‏‪ ١‬لعلم‬ ‫‏‪ ١‬لاعتهاد على حقائق حسوسة ومشاهدة‬ ‫تتجلى ف‬ ‫دليل الأشياء الحتة وغبر الحية ‪:‬‬ ‫يقول أبمونصور الماتريدي ‏(‪« : )٩٤٤/٣٣٣‬ليس لأحد من الأحياء أن‬ ‫يدعي لنفسه القدم‪ .‬بل لو قال ذلك لعرف الناس كذبه بالضرورة خاصة‬ ‫ولادته [ وبناء على ذلك لزم القول‬ ‫صغيرا ‏‪ ٠‬أو حضروا‬ ‫أوللئلك الذين شاهدوه‬ ‫الأحياء ‪ .‬ثم إن الأموات تحت تدبير الأحياء فهم لذلك أحق‬ ‫بحدوث‬ ‫للحدوث» كتاب التوحيد‪ .‬تحقيق د‪ .‬فتح الله خليف ‪ .‬المطبعة الكاثوليكية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠١‬‏‪١٨‬۔‪. ٨‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪١٩٩١٠‬‬ ‫ببروت‬ ‫أما الموات فهو في طائلة‬ ‫يتجلى من هذا أن الحياة دليل على الحدوث‬ ‫الأحياء فمن باب أولى أن تكون سمته الحدوث والحادث لا بد له من‬ ‫محدث ‪.‬‬ ‫© دليل الأحوال المتضادة ‪:‬‬ ‫يقول عبدالرحيم الخياط ‏(‪ )٩١٣/٣٠٠‬من أعلام أهل التوحيد‪:‬‬ ‫الضدين لا يجتمعان في موضع واحد‬ ‫مضادا للبرد ‪ .‬ووجدت‬ ‫«روجحدت ال‬ ‫من ذات أنفسهيا‪ 5‬فعلمت أن لها جامعا وقاهرا قهرهما على خلاف شأنهيا‪،‬‬ ‫وما جرى عليه القهر فضعيف‘ؤ وضعفه دليل على حدوثه‪ .‬وعلى أن محدثا‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫أحدثه! وحترعا اخترعه لا يشبهه» كتاب الانتصار والرد على ابن الرواندي‬ ‫تحقيق نيبرج ‪ .‬ط دار الكتب المصرية ‏‪. ٤٦/ ١٩٦٥‬‬ ‫الملحد‬ ‫واضح أن هذه الأحوال المتضادة ضبطت بمقادير متناسبة ونسب دقيقة‬ ‫المقادير وتفاوتت لاختل نظام الكون ‪ .‬فلا بد لها‬ ‫متداخلة } فلو تجاوزت هذه‬ ‫حينئذ من قاهر يقهرها حتى لا تتجاوز حدودها‪ .‬كيا أنها في تعاقبها دلالة‬ ‫بالحس والعقل أنها حادثة ‪.‬‬ ‫دليل الجواهر والأعراض ‪:‬‬ ‫يقول نور الين الصابوني ‏(‪ : )٩٩١/٥٨٠‬ه«إن العالم قسيان‪ :‬أعيان‬ ‫وأعراض فالأعيان ما تقوم بنفسها ويصح وجودها لا في محل { والأعراض ما‬ ‫تقوم بغيرها ولا يعقل خلوها عن المحل‪ ،‬وأنواعها نيف وثلاثون مثل الألوان ©‬ ‫والطعوم ‪ .‬والروائح ‪ ،‬والأصوات‪ ،‬والقدر ‪ ،‬والارادات‪ . . .‬وهذه الأعيان لا‬ ‫يتصور خلوها من الأعراض‪ ،‬وهي حادثة وهي ليست سابقة عن الحوادث‬ ‫وكل ما لا يسبق الحوادث فهو حادث ضرورة‪ » .‬البداية في أصول الدين ‪.‬‬ ‫‏‪ .١٩٧٩‬‏‪٩١-٠٢‬ص ‪.‬‬ ‫تحقيق بكل طوبال‪ .‬دمشق‪.‬‬ ‫وبيا أن العالم يتكون من جواهر وأعراض وهي محدثة فهو محدث ‪.‬‬ ‫دليل العلة والسببتة ‪:‬‬ ‫يقول أبو منصور الماتريدي ‪« :‬إن الكتابة تدل على الكاتب‪ . . .‬وكذلك‬ ‫البناء والنسج والتجر والصناعات لذلك لزم القياس في إثبات صانع العالم‬ ‫بالعالم‪ ،‬بيا فيه من العجائب التي لا يحتمل كونها إلا بحكيم عليم» كتاب‬ ‫التوحيد‪ .‬ص‪٢٩‬‏ ‪.‬‬ ‫واضح إذن أن دليل العلية مبني على قاعدة مشهورة عند المتكلمين } وهي‬ ‫‪_ ١.٥‬‬ ‫أنَ هذا العالم وما فيه محدث ولا بد لكل محدّث من علة‪ .‬وهذا المبدأ القائل‬ ‫بان لكل حادث علة من مبادئ الذهن الأولى‪ ،‬ومن القضايا التي تكاد تتفق‬ ‫عليها العقول‪ ،‬ذلك لأن هناك مبادئ كمبدإ العلية ومبدإ التناقض منا لا‬ ‫خلاف فيه بين المذاهب الفلسفية‪ .‬انظر مصطفى صبري ‪ :‬موقف العلم‬ ‫والعقل من رب العالمين‪ .‬طبع عيسى الحلبي } القاهرة ‏‪ .١٩٥٠‬‏‪١٧.‬ص‬ ‫‏‪ ٥‬دليل تنامي العالم ‪:‬‬ ‫يقول أبو عار عبدالكافي‪« :‬يقال لأهل الدهر في نفيهم نهاية العالم وفي‬ ‫زعمهم أنه منبسط غير متناه ولا محدود ‪ ،‬أخبرونا لو أن متوهما توهمم } هل يجوز‬ ‫أن يكون مثل هذا العالم ‏‪ ٨‬أموثل نصفه أومثل ربعه أيوزاد عليه؟ فإن‬ ‫قالوا ‪ :‬إنَ ذلك مما لا يتوهم‪ ،‬بان كذبهم‪ ،‬وإن قالوا ‪ :‬بل يتوهم أن يزاد‬ ‫مثله‪ .‬أموثل نصفه‪ ،‬أومثل ربعه‪ ،‬أثبتوا نهاية العالم‪ ،‬وأقروا بها‪ .‬ويدخل‬ ‫عليهم في النقصان من العالم‪ .‬نصفبؤ وربع‪ ،‬كيا يدخل عليهم في الزيادة‬ ‫سواء‪ 5،‬وأنت رحمك الله إذا تأملت دلائل نهاية حدود العالم وجدتها من دلائل‬ ‫نهاية حدوثه‪ .3‬فكذلك ما يدل على نهاية حدوثه فهو مما يدل على نهاية حدوده‬ ‫إذا أنت أعملت النظر في كل ذلك وأحسنته» الموجز ‏‪ ١‬‏‪٧٧٢‬ص ‪.‬‬ ‫يتبين من هذا أنه إذا ثبت نهاية العالم ثبت حدوثه{ وبالتالي فلابد له من‬ ‫محدث ‪.‬‬ ‫ويشير محمود قاسم إلى أن هذا الذليل الذي اعتمده المتكلمون عرف لدى‬ ‫أرسطو في صورة برهان رياضي وأول من أشار إليه في الفكر الاسلامي‬ ‫‏(‪ )٨٢٦/٢١١‬ولا شك في أنه أخذه عن أرسطو ‪ .‬انظر مقدمة‬ ‫الكندي‬ ‫منهاج الأدلة‪ .‬ص‪٢١‬‏ ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠ ٦‬‬ ‫_‬ ‫الحركة‪:‬‬ ‫© دليل‬ ‫يقول أبو عار عبدالكافي ‪« :‬ومن الدلالة على حدوث الأشياء أنا إذا نظرنا‬ ‫إلى أدنى حركات الأجسام إلينا وحركات الفلك فوجدناها آخر ما مضى‬ ‫منها‪ .‬فعلمنا عند ذلك أن لجميع ما مضى منها أولا ‪ 5‬كيا كان له اخر ‪ ،‬فلخا‬ ‫ثبت أن لجميع ما مضى منها أولا علمنا أنها جميعا محدثة كائنة بعد إذ لم تكن ‪.‬‬ ‫وبطل بذلك قول من زعم أنها لم تزل ‪.‬‬ ‫وجاء عند يوسف كرم ‪ :‬فيا من شيء في هذا الكون إلآ ويسكن بعد حركة‬ ‫وإلا لزم وجوده قبل‬ ‫وإذا كان متحركا فلا يمكن أن يكون محركا لنفسه‬ ‫نفسه‪ ،‬وهذا محال حتى الكائن الحي الذي نقول إنه متحرك من ذاته فإنه‬ ‫يحرك أحدهاا لآخر ‪ «.‬ا لطبيعة وما بعد‬ ‫قوى “ ومن أعضاء‬ ‫منتظم من‬ ‫‏‪. ١٤٣‬‬ ‫الطبيعة ‪ .‬ص‬ ‫والملاحظ أنه وإن اعتمد أبو عار عبدالكافي في دليله على أن المتحرك له‬ ‫أثبت يوسف‬ ‫فقد‬ ‫ومن هذه صفته فهو حدث‬ ‫له أول‬ ‫آخر فلابد أن يكون‬ ‫الفلاسفة ا ن ا متحرك لا بد له من تحرك ئ وقد وصل أرسطو من‬ ‫كرم على طريقة‬ ‫‪.‬‬ ‫لا يتحرك‬ ‫الذى‬ ‫بالمحرك‬ ‫قبل إلى ما ساه‬ ‫الله ‪:‬‬ ‫وجود الشر قي العالم دليل على وجود‬ ‫ه‬ ‫يقول أبو منصور الماتريدي ‪ :‬هالعالم لكوان بنفسه لكون كل شيء لنفسه‬ ‫والقبائح ‪1‬‬ ‫الشرور‬ ‫فيبطل به‬ ‫والصفات وخيرها‬ ‫الأحوال‬ ‫أحسن‬ ‫أحوالا هي‬ ‫فدڵ ذلك على موجد هو الله » ‪.‬‬ ‫ونحن نعلم أن حكمة الله اقتضت وجود الشر إذ ليست الحياة إلا ابتلاء ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠ ٧‬‬ ‫_‬ ‫© دليل العناية والتتسخي ‪:‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫۔‪,4‬۔۔‬ ‫‪ ,‬دم يي‬ ‫۔۔‪,‬‬ ‫۔ [‬ ‫د‪,‬‬ ‫‪.,‬‬ ‫‪ >..‬حد‪ .‬۔ ‪ 2‬ر ء‬ ‫۔۔‬ ‫ل الرتروأ أنالله سَحَرَلَكم ماف السمو تِوماقى الازضواسبغ‬ ‫‪٠٥٦‬‬ ‫\`‬ ‫\`‬ ‫\‬ ‫`\‬ ‫\‪٫‬٭‪1 ‎‬‬ ‫‪_٦‎‬ح‬ ‫‪٥٠٦‬‬ ‫\‬ ‫\‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٠٠١‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫\‬ ‫‪)٢٠‬‬ ‫(‪ ٣١‬لقمان‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫\‬ ‫\‬ ‫« وَمرالرف‬ ‫عاطَرتاوسة ۔ مه ‪1‬۔ < جوُوهأ‬ ‫ج أمنه ل‬ ‫وقال جل جلاله ‪,‬‬ ‫ر لأ‬ ‫تال‬ ‫س‬ ‫لمرضه‬ ‫نيلة تهاوت‬ ‫وَتتنوايى تَسيء۔رلمَتكممَتكروك ‪4‬‬ ‫سو‬ ‫۔‬ ‫و ‪,‬‬ ‫ر ۔ہ۔ ے‬ ‫س ح‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫س ‪,‬س و س ه‬ ‫‏‪)١٤‬‬ ‫‏(‪ ١٦‬النحل‬ ‫و‬ ‫ر س م س م ر<ه ۔‬ ‫م ۔۔ سے ے ‪ ,‬۔ ۔‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال أيضا‬ ‫وَلَفَذكُرَمْنً بى ع\ دم وححممل‪:‬لنخم‬ ‫»‬ ‫ر۔‬ ‫و و‬ ‫د ۔‬ ‫۔ ۔ ے۔‬ ‫ّ‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫۔۔۔‬ ‫ر ءو‬ ‫سص‬ ‫‪ .‬مس‬ ‫ف البروالبحرورزقننهم مرك الطيّبلتِ وفضلنلهمعلى‬ ‫كييريَمَنعَلَقَنَاتَْضِيلا ‪4‬‬ ‫‪)٧٠‬‬ ‫(‪ ١٧‬الاسراء‪‎‬‬ ‫يشير علياء الكلام إلى أن مثل هذا التناسق بين حاجيات الإنسان وبين‪‎‬‬ ‫ما في الكون لا يمكن أن يكون من باب الصدفة والآيات صريحة بأنه‪‎‬‬ ‫خلار‪. ‎‬‬ ‫سر إ‬ ‫تسخير & ولا‬ ‫ب تس‬ ‫مخي‬ ‫© دليل نظام العالم‪: ‎‬‬ ‫لقد صدق الاعرابي عندما قيل له كيف عرفت الله ؟ فنظر إلى ما حوله‪‎‬‬ ‫‪١٠٨‬‬ ‫فوجد بعرة وطريقا‪ ،‬فقال‪ :‬البعرة تدل على البعير ‪ 3‬والطريق تدل على المسير ©‬ ‫فكيف بسياء ذات أبراج‪ .‬وأرض ذات فجاج } وبحار ذات أمواج؟ أفلا يدل‬ ‫ذلك على اللطيف الخبير ‪.‬‬ ‫وقد عبر أبو العتاهية عن هذا المعنى بقوله ‪:‬‬ ‫الجاحد‬ ‫يبحده‬ ‫أم كيف‬ ‫الاله‬ ‫أيا عجبا فكيف يعص‬ ‫واحد‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫وفي كل شي ء‪ .‬له آية‬ ‫شاهد‬ ‫أبدا‬ ‫وتسكينة‬ ‫تحريكة‬ ‫ولله في كل‬ ‫وقد جاء القرآن الكريم طافحا بالتصريح بهذا الإحكام في نظام العالم‪.‬‬ ‫من ذلك قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪)٤٩‬‬ ‫‏(‪ ٤‬ا‪٥‬لقمر‬ ‫تاكل شَئء حمللتته كد‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫وقوله‬ ‫صله‬ ‫‪7‬‬ ‫سے سص‬ ‫و ر‬ ‫سص‬ ‫م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏((‪ ٦٧‬الملك ‏‪)٣‬‬ ‫هل مارى فعلق التحسن من تموت مه‬ ‫‪4‬‬ ‫« عَلَوَُلمَنَءقَدَنت‪ ٢٥٠ . 4 ‎‬الفرقان‪)٦ ‎‬‬ ‫فلا شك حينئذ في أن كل من يقر بعقله أن ما يجمع بين دقتي كتاب من‬ ‫حروف ليؤدي معنى مستقيما لا يمكن أن يكون من باب الصدقة لا يمكن‬ ‫أن يدعي أن هذا الكون كله وجد من باب الصدفة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١.٠١‬س‬ ‫© برهان الاستدلال بالخلق ‪:‬‬ ‫۔‬ ‫ز ‏‪٨‬‬ ‫يقول تعالى ‪:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ر رف‬ ‫‪ ,‬۔ے ۔ے۔ے۔>و۔‬ ‫وفا أنفسهم‬ ‫ي‪‎‬‬ ‫‪:9 ٠‬‬ ‫‪_٠‬‬ ‫‪١-‬‬ ‫ه‬ ‫أهالى‬ ‫‪4‬‬ ‫حييت‬ ‫‏‪)٥٣‬‬ ‫‏(‪ ٤١‬فصلت‬ ‫واسمك‬ ‫>‪ ,‬لقليل ت سعدت ©‬ ‫ك «‬ ‫سرسرس س‬ ‫م‬ ‫'۔‬ ‫زافتلبوإل‬ ‫ال كين ر‬ ‫‪::7‬‬ ‫ه ‪ ,‬۔ ‪.‬‬ ‫‏(‪ ٨٨‬الغاشية ‪١٧‬۔‪)٢٠‬‏‬ ‫سَطِحَت »‬ ‫‪..‬‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام‪)٣٨ ‎‬‬ ‫ويقول ‪ « :‬أمَاريَظروَأإلَألَمافرَفَمَرَكتَبتَََهَارَرَنََمَا‪‎‬‬ ‫و مَاهَامن فرج ‪ 9‬الص مَدَدتَهَاوَألَْنَافِبَارَبَ‪‎‬‬ ‫أنَافمَا من تع تهمج غ)لتابصرة ودكرى ل لعَبْد‪‎‬‬ ‫مايو‪ .‬تمت‪‎‬‬ ‫تي بب حه وَنَنَلَامرَالَاء ‪.‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫َلَعْرايت فا لتس‬ ‫وَحَتَاليد‬ ‫)‪٠١‬۔‪‎٦‬‬ ‫(‪٥٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬ ‫سُبحَنَالزى‬ ‫يمو‬ ‫<‪.‬‬ ‫ح م و ۔ح ي هر‬ ‫> الكو س‬ ‫الازواج حكُلَهَاء معاد نبت ‏‪ ١‬لارض ومن أذ نفسهم‬ ‫وَمِتَالابَحَلَمُونَ‬ ‫سص‬ ‫س ه‬ ‫س و‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫‏(‪ ٣٦‬أيس ‏‪)٣٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬ ‫ل فمقَصََصَنهنَ سبع سَمَوَاتِ ف نَوْمَنوَ وحفل سامررك‬ ‫َرََتَاالسََالدَيَايمَصَيحَ رَحفعَادَلكتَقيالعزيز‬ ‫و م<‬ ‫ح ء‬ ‫‏‪)١٢‬‬ ‫‏(‪ ٤١‬فصلت‬ ‫في هذه الآيات وغيرها من القرآن الكريم دعوة من الله تعالى للانسان إلى‬ ‫أن ينظر في ما حوله لأن كل ذلك يةول لسان حاله بأنه يستحيل أن يوجد‬ ‫نفسه بنفسه © ولا بل له من قوة خالقة ومدبرة توجده وترعاه أثناء وجوده ‪ .‬هذه‬ ‫القوة هي الله جل جلاله ‪.‬‬ ‫هذه المخلوقات جميعا يعتبر الانسان أعظم آية على وجود الله‬ ‫ومن بين‬ ‫زمان قال الفيلسوف ديكارت ‪« :‬أنا أفكر إذن أنا موجود لم أوجد‬ ‫تعالى‪ 0.‬ومن‬ ‫أنا خلوق ك وكوني مخلوقا يقتض } أن يكون لي خالق» ولا يمكن‬ ‫نفسيك إذن‬ ‫خالق دون أن يكون موجودا‪.‬‬ ‫أن يكون لي‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫خللمقَوواأمنعَترتََءء أمهم الَحَليقودك‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ ٥٢‬الطور‪)٣٥ ‎‬‬ ‫‏‪ ١١١‬س‬ ‫وتامل بسيط في تركيبة الانسان البيولوجية والفيزيولوجية والنفسية‪ .‬بيا في‬ ‫كل واحدة منها من تناسق ‏‪ ٦‬وبا ي ما بينها من تكامل يدل دلالة واضحة على‬ ‫ضرورة وجود خالق لها يحفظها ويرعاها إلى أن تشاء حكمته أن يبعل لها‬ ‫نهاية ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫روت ه‬ ‫ل وف أنش كُ‪:‬أَمَ‬ ‫(ر‪٥١‬‏ الذاريات ‏‪)٢١‬‬ ‫تكوين الأعضاء والأجهزة ‪:‬‬ ‫وهذه‬ ‫‪( ١‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪, ٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫) ‏‪٠‬‬ ‫خلية‬ ‫مليون‬ ‫ا لف‬ ‫انسا ن‬ ‫ا‬ ‫في جسم‬ ‫الخلايا تشكل مجموع الأجهزة في الانسان مثل جهاز التنفس وجهاز‬ ‫والجهاز اللنفوي ‪ ،‬والجهاز‬ ‫والجهاز التناسلي‬ ‫المضم } والجهاز البولي‬ ‫العصبي ‪8‬‬ ‫والجهاز‬ ‫‪6‬‬ ‫العظمي‬ ‫الصقلي‬ ‫والجهاز‬ ‫العضلي ‘‬ ‫والجهاز‬ ‫الموي ‪.‬‬ ‫والجهاز الجلدي ‪ ،‬والجهاز الضام ‪ .‬بالاضافة إلى الحواس كالسّمع والبصر‬ ‫تتعاون‬ ‫الأجهزة‬ ‫هذه‬ ‫فمجموع‬ ‫اللحلد ‪.‬‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫والاحساس‬ ‫والشم‬ ‫والذوق‬ ‫معا لتشكل كينونة واحدة هي الكائن الانساني ‪ ،‬كيا أن الجهاز الواحد بالذات‬ ‫‪:‬‬ ‫ينقسم إل أعضاء منها‬ ‫والمرئي‬ ‫والحلق والبلعوم‬ ‫واللسان‬ ‫الفم‬ ‫ينقسم إلى‬ ‫الذي‬ ‫‪:‬‬ ‫الهضمي‬ ‫الجهاز‬ ‫الغليظةثم السن‬ ‫والأمعاء‬ ‫الدقيقة‬ ‫والاثنى عشر والأمعاء‬ ‫والبواب‬ ‫والمعدة‬ ‫‏‪ ١٣١٦٢‬عضوا ‪.‬‬ ‫الحرقفي ثم المستقيم ثم الشرج‪ ،‬وهو كيا نرى يؤلف حوالي‬ ‫وهذه الأعضاء تتعاون تعاونا وثيقا فيما بينها لتؤدي دورا بالغ الأهمية بالنسبة‬ ‫للكائن الانساني وهو التغذية ‪.‬‬ ‫ومثل اخر على ذلك جهاز التنفس ‪ :‬حيث يشترك الأنف أو الفم في اولى‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫‪_ ١١٢١‬‬ ‫القصيبات ثم الأسناج الرئوية التي يبلغ عددها ‏‪ ٧٥٠‬مليون سنخ ‪ ،‬وتفرش‬ ‫سطحا مساحته سبعون متر مربع ‪ .‬وكله للتبادل الغازي بنظام محكم بديع ‪6‬‬ ‫وهو كيا نرى حوالي ‪٥‬۔‪٦‬‏ قطع أعضاء‪ ،‬وهذه الأعضاء تتعاون معا تعاونا وثيقا‬ ‫لتؤذي غرضا بالغ الأهمية بالنسبة للكائن الانساني وهو عملية التنفس ©‬ ‫وتتلخص في نقل الأكسجين إلى الكرية الحمراء حيث يرتبط بالهيموغلبين‬ ‫الموجود في الكرية الحمراء‪ ،‬وهذه تنقله بدورها إلى الأنسجة العطشى حيث‬ ‫تقوم عمليات الأكسدة والاحتراق واستنفاذ الغذاء ونشر الطاقة والحرارة اللازمة‬ ‫الضرورية للانسان حتى يتابع مسيرة الحياة‪ ،‬ثم نقل غاز الفحم الناتج من‬ ‫الاحتراق عبر الأوردة حتى يصب مجموعها العام ني القلب الأيمن أي الأذين‬ ‫الأيمن ثم البطين الأيمن © ثم ينتقل عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين حيث‬ ‫يجري طرح غاز الفحم إلى الخارج حيث ينقلب الدم الفاسد الأسود إلى دم‬ ‫أحمر قان يجمل الاكسجين بدلا من غاز الفحم ثم ينتقل بدور إلى القلب‬ ‫الأيسر أي الأذين الأيسر بواسطة الأوردة الرئوية الأربعة حيث تصب في أعلى‬ ‫الأذين الأيسر وبالتالي إلى البطين الأيسر ثم عبر الشريان الأبهر أو ما يسمى‬ ‫بالوتين إلى جميع أجهزة الجسم حيث تتغذى بواسطة الاكسجين والأغذية‬ ‫المنقولة إليها» ‪ .‬الدكتور خالص جلبي ‪ .‬الطب عراب الايمان‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‏‪١.‬ج‬ ‫‏‪.١٩٧٧/١٣٩٧‬‬ ‫بيروت‬ ‫للتوزيع‪.‬‬ ‫المتحدة‬ ‫الحركة‬ ‫الرسالة‪.‬‬ ‫‏‪٣٤‬۔‪٢٤‬ص ‪.‬‬ ‫الله أكر من كل شيء ‪ . . .‬وهو فوق كل شيء‪ ،‬ومع كل شيء‪ ،‬وفالق‬ ‫كل شي ء‪ .‬ووارث كل شيء ‪ .‬ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ‪.‬‬ ‫« تايزالتموت واللأكرضرتجتنآنشيكم زما‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫ج كي س‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2‬‬ ‫۔‬ ‫ح‬ ‫ح ‪,‬۔‪:‬‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫إدم‬ ‫۔‬ ‫ويسن الانعلم أزوجايذرؤكمفيه لسر كمتله ۔شو ع‬ ‫‪-‬‬ ‫_‬ ‫‪:‬‬ ‫‪/‬‬ ‫الر‬ ‫م‪.‬‬ ‫وَمُرَا‬ ‫‏‪(١١‬‬ ‫‏(‪ ٤ ٢‬الشورى‬ ‫‪١١٣‬‬ ‫يمكن‬ ‫«ليس كمثله شيء » كيف‬ ‫اللله تبارك ‪7‬‬ ‫الاسلام أن‬ ‫تقرر عقيدة‬ ‫الأولى تبدو‬ ‫للوهلة‬ ‫أن يعرف من ليس كمثله شيء‬ ‫لعقل الانسان وهو شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫حيعا‬ ‫الكائنات‬ ‫حق‬ ‫المعرفة مستحيلة ‘ وتتضح استحالتها ف‬ ‫هذه‬ ‫قال الامام الجنيد ‏(‪« )٩١٠/٢٩٧‬لا يعرف الله تعالى إلا الله تعالى»‪.‬‬ ‫يقصد الجنيد هذه المعرفة التامة الحقيقية التي تليق بجلال وجهه وعظيم‬ ‫سلطانه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫على الله تعالى وحده‬ ‫المعرفة وقف‬ ‫هذه‬ ‫وتخيله‬ ‫ذهنك{‬ ‫وهمك ‪ .‬وتصوره‬ ‫الغزالي ‪« :‬كل ما دار ف‬ ‫الإمام‬ ‫قال‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫عقلك ‏‪ ٠‬فالله غير ذلك»‬ ‫«فإن قلت ‪ :‬فيا نهاية معرفة العارفين بالله تعالى ؟ فنقول‪ :‬نهاية معرفة‬ ‫العارفين عجزهم عن المعرفة" يستحيل أن يعرف الله تعالى‪ ،‬هذه المعرفة‬ ‫المحيطة بكنه صفات الربوبية إلا الله تعالى» ‪.‬‬ ‫وقديما أشار الرسول يلة هذا المعنى إشارة معجزة بقوله ‪« :‬ربنا لا نحصي‬ ‫أنت كيا أثنيت على نفسك» ‪.‬‬ ‫ثناء عليك‬ ‫لا يريد الرسول يلة أن يقول إن قلبه عرف ما لا يطاوعه لسانه في التعبير‬ ‫عنه كيا قد يفهم البعض‪ ،‬إنيا يريد أن يقول وهو أشرف خلق الله وأعرفهم‬ ‫به ۔ إنه لا يحيط بعظمته سبحانه‪ ،‬ولا يحيط بجلال ألوهيته‪ ،‬وإن الله هو‬ ‫المحيط مها وحده ‪.‬‬ ‫إيمان وإشراك‬ ‫والدين دينان‪:‬‬ ‫لا يعلم الله إلا الله فاتئدوا‬ ‫الإدراك إدراك‬ ‫والعجز عن درك‬ ‫تجاوزها‬ ‫لا‬ ‫حدود‬ ‫وللعقول‬ ‫إذا اتفقنا على أن المعرفة الحقيقية لله تعالى مستحيلة في حق الكائنات‘‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫فيا الذي بقى للبشر من هذه المعرفة؟ وكيف تتفاوت درجات‬ ‫ثابتة لله وحده‬ ‫الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء فيها؟ ‪.‬‬ ‫بقيت المعرفة النسبية ‪ . . .‬معرفة أسيائه سبحانه‪ .‬ومعرفة عجائب صنعه‬ ‫في الكون وأسراره ي المادة‪ .‬وللمعرفة سبيلان‪ :‬أحدهما السبيل الحقيقي الذي‬ ‫يتاح لخالق الشيء ۔ وذلك السبيل مسدود في حق الخلق‪ .‬ملك لله وحده ©‬ ‫وثانيهما السبيل السبي ‪ ،‬وذلك مفتوح للخلق وفيه تتفاوت مراتبهم ث فليس‬ ‫من يعرف أن الله تعالى قادر عالم‪ .‬كمن رأى بعينه عجائب آياته في السياء‬ ‫والأرض وليس من يعرف أن الله بارئ مصور ‪ ،‬كمن عاين بدائع صنعه‬ ‫واطلع على تفصيلات إعجاز‪ . . .‬ويله المغل الأعلى ‪.‬‬ ‫ولكن الامام الشافعي ‏(‪ )٨٢٠/٢٠ ٤‬له أساتذة وله تلاميذ‪ ،‬وعنده‬ ‫بواب لداره‪ ،‬وهؤلاء جميعا يعرفونه‪ .،‬يعرفه أستاذه‪ ،‬ويعرفه تلميذه ويعرفه‬ ‫بواب داره‪ . .‬وتختلف معرفة كل واحد حسب اختلاف حظه من العلم به‪،‬‬ ‫مدى معرفة البواب به أنه عالم في الشرع ث ويدرس التلاميذ اجتهاداته في الفقه‬ ‫وأحكامه‪ . .‬ويعرف أساتذته كيف تكون عقله وتحت أي المؤثرات اتجه‬ ‫تفكيره‪ . .‬وهكذا تختلف معرفتهم له‪.‬‬ ‫الته تعالى ‪:‬‬ ‫المتصوفة ووجود‬ ‫©‬ ‫ومثلما تتفاوت بصيات أصابع الخلق وعقولهم وحظوظهم من المشاعر ‪3‬‬ ‫تتفاوت معرفتهم بالله تعالى‪ ،‬وعلى قدر المسافة التي تقطعها سفن القلوب في‬ ‫بحار المعرفة الإلهية تكون المعرفة‪ . . .‬وليس معرفة النبي يلة مثل معرفة‬ ‫إنسان معاصر ‪ . .‬ولا معرفة موسى كمعرفة فرعون ‪.‬‬ ‫صدق من قال ‪ :‬لا يعرف الله تعالى إلا الله تعالى ‪.‬‬ ‫وصدق من قال ‪ :‬لا أعرف إلا النه تعالى ‪ 0‬فليس في الوجود إلآ آثار‬ ‫إرادته ‪.‬‬ ‫‪. ١١٥‬‬ ‫وصدق من قال ‪ :‬إن معرفة اللله تجربة شخصية ‪ ،‬ومعرفته سبحانه تختلف‬ ‫من إنسان إلى آخر ‪.‬‬ ‫هذا كله صحيح ‪ 53‬وأصح منه أن الله تبارك وتعالى يظل مستعليا‬ ‫بكبريائه‪ .‬محتجبا بأنوار رحمته‪ . .‬غاية لا تدرك‪ . .‬وذاتا لا تستشرف‪ .‬رغم‬ ‫ذلك تسفر الرحلة إليه عن هدف الوجود البشري وغاية المطاف‬ ‫« يايه الإنترتتكايئرل نكك تنقيه ‪4‬‬ ‫م‬ ‫ص و‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ ٨٤‬الانشقاق ‏‪)٦‬‬ ‫أحمد بهجت ‪ :‬الله في العقيدة الاسلامية ‪ .‬المختار الاسلامي للطباعة والنشر‬ ‫والتوزيع ‪ .‬القاهرة ‏‪ .١٩٦٧‬‏‪١١‬۔‪٥١-‬ص ‪.‬‬ ‫لقد اختلف الأمر في هذه المرة عا مضى ‪ ،‬وقد شعر الوالد بأن الولد قد‬ ‫غاص في قضية التذليل على وجود الخالق جل وعلا غوصا منقطع النظير ‪. .‬‬ ‫إذ كان من حين لآخر يعرض على والده بعض الشذرات ويعده بأنه سيعرض‬ ‫عليه العمل عندما يتكامل ‪.‬‬ ‫وكان الولد يقول في نفسه ‪ :‬ما أشبه هذا بالفلسفة ‪ .‬ولكنه يذكر دائيا أن‬ ‫المنهج المتفق عليه منهج المتكلمين وقد مكنه هذا من أن يرتع في نتاج كبار‬ ‫لمتكلمين‪ ،‬وقد تفتنوا في السعي إلى التدليل على وجود الئه تعالى لأنهم فهموا‬ ‫أن ذلك هو محور الايمان الذي يحول الانسان من دائرة إلى دائرة‪ . .‬من دائرة‬ ‫الشك إلى اليقين ومن دائرة التمرد إلى دائرة الطاعة ‪` .‬‬ ‫وبعد فترة ليست بالقصير تبين الولد أنه تجمع لديه رصيد طيب من‬ ‫ما كان يتصور أنه يتجمع لديه مثله‪ ،‬وتبين أنه كلما ازداد بحثا‬ ‫المعلومات‬ ‫ازدادت القضية اتساعا وازداد هو فهيا وعمقا‪ .‬وهنا عرض الكل على أبيه‬ ‫‏‪ ١١٦١‬س‬ ‫فإذا هي ثلاثون صفحة‪ . .‬تجمعت فيها نصوص من القديم والحديث‬ ‫تكامل فيها عمل العلياء على التدليل على وجود الخالق تبارك وتعالى ‪.‬‬ ‫تامل الوالد في هذا الزخم من المعلومات ‪ ،‬وهي ليست بالغريبة عنه فبارك‬ ‫عمل ولده‪ ،‬وشكر له تلك المواقف اللطيفة التي وقفها بعد دليل الفطرة وطلب‬ ‫‪.‬‬ ‫منه أن يعيد قراءتها ‪.‬‬ ‫وبعد أن أتم ذلك ساله لم لم يفعل مثل ذلك بعد الانتهاء من كل‬ ‫دليل ‪.‬‬ ‫فانبرى الولد ليعلل موقفه قائلا ‪:‬‬ ‫يا أبت لقد تبين لى بعد التأمل في هذه الأدلة بعد أن تجمعت بين يدي‬ ‫أنها يخدم بعضها بعضاء وأنها في الحقيقة تفصيل لدليل واحد ألا وهو دليل‬ ‫الحدوث وقد أبدع من استشهدنا بنصوصهم في حبك القضية مما لا يحتاج إلى‬ ‫زيادة أو تعليق إلآ إذا رمنا بعض التبسيط ‪ ،‬وما نرى أننا مضطرون الآن إلى‬ ‫مثل ذلك ‪.‬‬ ‫استحسن الوالد الفكرة } ثم قال ‪ :‬بقي سؤال أخير ‪ :‬لم ختمت هذا‬ ‫التدليل بتامّلات هي أقرب للتصوف منها إلى البرهان العقلي ؟‬ ‫إنك لا شك انتبهت إلى أنني لم أضع أرقاما ترتيبية هذه الأدلة ش وذلك‬ ‫ليس من باب السهو ‪ 5‬ولكن تبين لي انههذه الأدلة قريبة من بعضها البعض‬ ‫وإنما هي توسيع وتفصيل للدليل ال وهو دليل الحدوث ‪ .‬بقي لم بدأت‬ ‫بدليل الفطرةوختمت بتامّلات هي إلى التصوف أقرب‪ .‬إن ذلك أيضا لم‬ ‫يكن من باب الصّدفة‪ ،‬ذاك أن الذليل على وجود الله تعالى مهيا دار يحتاج‬ ‫إلى أن يؤازر فيه القلب العقل ‪ ،‬ولذلك بعد أن بلغت بالأدلة العقلية إلى قمتها‬ ‫مع دلالة حسن تركيب الأعضاء والأجهزة البشرية ‪ ،‬كيا وصل إلى ذلك الطب‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫الحديث على حاجتها إلى خالق يحسن صنعها ويربط فييا بينها لتستقيم حياة‬ ‫الأآفوى للاحساس‬ ‫الفطرة ة هي‬ ‫إل أن‬ ‫بدأت‬ ‫من حيث‬ ‫المخلوق ‪ .‬عدت‬ ‫بعظمة واجب الوجود ووجوده في كل حين وآن ‪.‬‬ ‫وقد وفق أحمد بهجت فيا ختم به ما نقلناه عنه ‪ . . .« :‬وأصح منه أن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫غاية لا تدرك‬ ‫وتعالى يظل مستعليا بكبريائه ‏‪ ٠‬محتجبا بأنوار رحمته ‪3‬‬ ‫ا لله تبارك‬ ‫وذاتا لا تستشرف‪ .‬رغم ذلك تسفر الرحلة إليه عن هدف الوجود البشري‬ ‫وغاية المطاف‬ ‫« أيها الإنَؤيتَككَادكلرَيكَكدَعَامُلَِيد ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٨٤‬الانشقاق ‏‪)٦‬‬ ‫ولا أراني مضطرا بأن أذكر في النهاية بيا قال به الغزالي بأن الايمان نور يقذفه‬ ‫الله في الصدر & وبيا قال به برثسن من الحدس ‪.‬‬ ‫ولا يفوتني يا أبت أنني استفدت من عديد من المراجع ‪ ،‬لكن والحق يقال‬ ‫أني استفدت أكثر من كتاب بلقاسم غالي بعنوان «أبو منصور الماتريدي حياته‬ ‫وآراؤه العقدية» دار التركي للنشر ‪ .‬تونس ‏‪. ١٩٨٩‬‬ ‫هنا أدرك الوالد أنه كان لهذه النصوص أثر لدى ولده فدعاه إلى أن يزداد‬ ‫تأملا في بعض الكتابات الفلسفية حتى لا يبقى طائرا بجناح واحد‪ .‬ولغة‬ ‫بال ‪.‬‬ ‫ثم طلب منه أن يواصل النظر في ما بقي من المسائل المتعلقة بالواجب في‬ ‫حق الله تعالى وثانيها الوحدانية بعد الوجود ‪.‬‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫‪ - ٢‬الوحدانية‪: ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الواحد لغة‬ ‫وحدة ‪ :‬مصدر محذوف الزوائد وله فعل والأكثر اسم مصدر في موضع‬ ‫الحال‪ .‬وقيل ظرف وشذّت تثنيته وجر بعلى أو بالاضافة ‪ .‬والواحد الذي لا‬ ‫جزء له ولا شبيه بوجه ‪« .‬هكذا يقول أحمد الشإخي ‏(‪ )١٥٦٢٦٢/٩٢٨‬في شرح‬ ‫مقدمة التوحيد لأي حفص عمرو بن جميع (ق ‏‪ )١٤/٨‬صححها وعلق عليها‬ ‫سلطنة عيان‬ ‫‏(‪ .)١٩٦٦/١٣٨٦‬ط مسقط‪.‬‬ ‫أبو اسحاق إبراهيم اطفيش‬ ‫‏‪٦٢‬ص ‪.‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫أما ناصر بن سالم الرواحي ‏(‪ )١٩٢٠/١٣٣٩‬فيقول ‪ :‬ه«الواحد في‬ ‫الحقيقة هو الذي لا جزء له البتة‪ .‬ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من‬ ‫عدد إلآ ويصح أن يوصف به‪ ،‬فيقال عشرة واحدة ومائة واحدة‪ .‬وألف‬ ‫واحدة ‪.‬‬ ‫والواحد لفظ مشترك يستعمل على ستة أوجه ‪.‬‬ ‫_ الأول ‪ :‬ما كان واحدا في الجنس أو في الترع كقولنا ‪ :‬الانسان والفرس‬ ‫واحد في الجنس“‪ ،‬وزيد وعمرو واحد في الترع ‪.‬‬ ‫_ الثاني ‪ :‬ما كان واحدا بالاتصال إما من حيث الخلقة كقولك ‪ :‬شخص‬ ‫واحد وإما من حيث الصناعة كقولك حرفة واحدة ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬ما كان واحدا لعدم نظيره‪ ،‬إما في الخلقة كقولك‪ :‬الشمس‬ ‫واحدة‪ ،‬وإما في دعوى الفضيلة كقولك ‪ :‬فلان واحد دهره ونسيج وحده ‪.‬‬ ‫_ الرابع ‪ :‬ما كان واحدا لامتناع التجزيعء فيه‪ .‬إما لصغر كالهباء } وإما‬ ‫‪١١١‬‬ ‫اثنان‪ ،‬وإما لمبدإ‬ ‫الخامس ‪:‬للمبد‪ .‬إما لمبدإ العدد كقولك‪ :‬واحد‬ ‫الواحدة ‪.‬‬ ‫النقطة‬ ‫‪:‬‬ ‫الخط كقولك‬ ‫السادس ‪:‬إذا وصف اله تعالى بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه‬ ‫التجزؤ ولا التكتر ث ولصعوبة هذه الوحدة‪ . .‬قال الله تعالى ‪:‬‬ ‫ودا مكرانَهُوَدَهآمَمَارَت‬ ‫الأخرة ‪4‬‬ ‫ُلوث الزب لايؤينو‬ ‫‏) ‪ ٣٩‬الزمر ‏‪( ٤ ٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬مطلق لا يوصف ره غير الله‬ ‫واحد‬ ‫«ويقال ‪ :‬فلان لا واحد له كقولك هو نسيج وحده» نثار الجوهر ‏‪. ٢٢/١‬‬ ‫والملاحظ من خلال هذه الوجوه أن الفرق في الواحد في حق الله تعالى وفي‬ ‫حق المخلوق أن الواحد في حق الانسان مثلا أنه واحد من عدد من الناس‬ ‫ومتجزئ إلى أجزاء كثيرة‪ .‬والواحد في حق الخالق ما أشير إليه في الوجه‬ ‫لا يشاركه أحد في وحد انيته ‏‪ ٠‬ولا يتجزأ‬ ‫وجوه تفسير الواحد أي‬ ‫من‬ ‫السادس‬ ‫تعالى عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫‏‪« )١١/٥‬كل موصوف بأنه‬ ‫وني هذا المعنى يقول أبو زكريا الجناوني (ق‬ ‫واحد فذلك جائز } فالواحد على الحقيقة هو الله سبحانه لأن الخالق لا يقبل‬ ‫التجزيء ‪ 3‬بخلاف المخلوقك ألا ترى أن الواحد منا هو في الحقيقة اثنان جسم‬ ‫وروح‪ ،‬ومن اثنين ذكر وأنثى ‪ ،‬وباثنين طعام وشراب‪ ،‬ومن اثنين حركة وسكون ‪6‬‬ ‫والله تعالى بخلاف ذلك ‪ .‬كتاب مختصر الوضع في الأصول والفقهش حققه‬ ‫إبراهيم اطفيش ‪ .‬ط‪١‬‏ القاهرة‪ .‬مطبعة الفالجة الجديدة‪ .‬د‪ .‬ت‪ .‬ص‪.٣٤‬‏‬ ‫والوحدانية في حق الله تعالى شاملة لوحدانية الذات والصفات والأفعال ‪:‬‬ ‫‪١٢.‬‬ ‫«ومعنى واحد في الصفة ‪ :‬أي ليس أحد غيره يوصف بصفته من الألوهية‬ ‫والزبوبية والقدرة والعلم والارادة وفي جميع صفاته عز وجل ‪.‬‬ ‫ومعنى واحد في الفعل ‪ :‬ليس أحد يفعل كفعله أي لا خالق الخلق ولا‬ ‫مفني الخلق إلا هو ‪ ،‬ولا مرسل الرسل ولا منبي الأنبياء ولا منزل الكتب ولا‬ ‫فاعل سياء ولا أرضا ولا شيئا من أفعاله عز وجل إلآ هو» أبو عمار عبدالكافي ‪:‬‬ ‫شرح كتاب الرد على الجهالات‪ .‬خ بالبارونية جربة نسخ يحيى القناص‬ ‫اليفرني ‏(‪ )١٨٠٨/١١٢٣‬‏‪١٢‬ص ‪.‬‬ ‫© الأدلة النقلية لإتبات وجوب الوحدانية لله تعالى ‪:‬‬ ‫إن المتتبع لكتاب الله تعالى يتبين أنها عديدة مثل ‪:‬‬ ‫« شذهزههو۔۔َآحَ وةكةسحدً »‬ ‫&‬ ‫‪:‬‬ ‫قولهقوله تعالى تعالى‬ ‫‏‪)١‬‬ ‫‏(‪ ١١٢‬الاخلاص‬ ‫« ريكمكرركهوية‬ ‫وقوله‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١٦٢٣‬‬ ‫« ينممااث اللهوه وحجة »‬ ‫س‬ ‫سوو‬ ‫هم ۔‪.‬‬ ‫حر‬ ‫‪:‬‬ ‫وقوله‬ ‫ق‬ ‫‏‪)١٧١‬‬ ‫‏(‪ ٤‬النساء‬ ‫ح‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫هو‬ ‫۔وو۔‬ ‫وه‬ ‫ےے‪4‬‬ ‫ح‬ ‫قلإتماهو إله وليد‬ ‫‏}‬ ‫‏‪(١٩‬‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪ ١٢١‬س‬ ‫(‪ ٣٨‬ص‪)٦١٥ ‎‬‬ ‫(‪ ٢١‬الأنبياء‪)٢٢ ‎‬‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬هبني الاسلام‪ :‬على خمسة‪ ،‬على أن يوحد‬ ‫‏‪. ٩‬‬ ‫‪ ». . .‬صحيح مسلم إيمان‬ ‫الله‬ ‫© الأدلة العقلية لاثبات وجوب الوحدانية لله تعالى ‪:‬‬ ‫جاء في الأصل العاشر من الركن الأول من أركان الايمان في معرفة ذات‬ ‫الله سبحانه وتعال ‪:‬‬ ‫«الوحدانية ‪ :‬العلم بأن الله عز وجل واحد لا شريك له‪ ،‬فرد لا ند له‪.‬‬ ‫انفرد بالخلق والابداع {} واستبد بالإيجاد والاختراع ‪ ،‬لا مثل له يساهمه‬ ‫ويساويه‪ ،‬ولا ضد له فينازعه ويناويه‪. .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ :‬قوله تعالى‬ ‫وبرهانه‬ ‫"‬ ‫لوكان فهمَاء الهةإلأ لسد‬ ‫‏(‪ ٢١‬الأنبياء ‏‪)٢٢‬‬ ‫وبيانه ‪ :‬أنه لو كان اثنين وأراد أحدهما أمرا فالثاني إن كان مضطرًا إلى‬ ‫مساعدته كان هذا الثاني مقهورا عاجزا } ولم يكن إلها قادرا ‪ 0‬وإن كان قادرا‬ ‫على مخالفته ومدافعته كان الثاني قويا قاهرا‪ 5‬والأول ضعيفا قاصرا ولم يكن‬ ‫إلها قادرا» أبو حامد الغزالي‪ :‬الاحياء م‪١‬‏ ج‪ ١‬‏‪. ١٨٨_١٨٧/‬‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫وجاء في كتاب الموجز لأبي عار عبدالكافي ما يلي ‪:‬‬ ‫إثبات الوحدانية ‪:‬‬ ‫فإن قال ‪ :‬وما يدريكم أن محدث هذه الأشياء واحد ؟ ولعل محدثها اثنان‬ ‫أأوكثر من ذلك قيل له ‪ :‬لا يخلو محدث الأشياء بعدما ثبت أنه غيرها من‬ ‫وجهين لا ثالث لها ‪ :‬إما أن يكون وإحدا كيا قلنا أأوكثر من واحد ويبطل‬ ‫أن يكونا أكثر من واحد ‪ ،‬ويبطل أن يكون أكثر من واحد من قبل أنه لا يخلو‬ ‫أن يكون جميعا موصوفين بصفة واحدة متفقة ‪ . .‬أو يكون كل واحد منهيا‬ ‫موصوفا بصفة غير صفة صاحبه { فإن كانا جميعا موصوفين بصفة واحدة متفقة‬ ‫فهذا معنى الواحد وليس لذكر الاثنين أو أكثر من اثنين وجه ؤ وإنيا ذلك‬ ‫عبارة بلفظ الاثنين عن معنى الواحد‪ ،‬أيوكون كل واحد منهيا موصوفا بغير‬ ‫صفة صاحبه فالخارج منهيا عن صفة القديم المحدث للأشياء غير مستحق‬ ‫أن يحدث شيئا فلا بطل عن هذا أن يكون يحدث شيئا ثبت أن محدث‬ ‫الأشياء هو الموصوف بصفة القديم الخارج عن صفة المحدث ‪.‬‬ ‫لقد تكلم قوم من أهل التوحيد في هذا الباب بكلام قريب من هذا المعنى‬ ‫فقالوا ‪ :‬لا يخلو الاثنان من وجهين‪ :‬إما أن يكونا متفقين أموحتلفين‪ ،‬فإن‬ ‫يكونا متفقين فهو الذي قلنا من اثبات الواحد وإن كانا عحتلفين فالمخالف‬ ‫منهيا لصفة الربوبية غير مستحق لأن يحدث شيئا‪ ،‬وثبت أن إحداث الأشياء‬ ‫لواحد قديم ذلكم الله رب العالمين‪. . .‬‬ ‫وقالوا أيضا في فساد القول بالاثنين ‪ :‬لا يخلو كل واحد منهيا من أن يكون‬ ‫يخفي عن صاحبه أمرا أو لا يخفيه‪ ،‬فإن كان واحد منهيا يخفي عن صاحبه‬ ‫أمرا ويسره دونه‪ ،‬فقد دارت القصة من حيث ما دارت إلى أن يكون الاثنان‬ ‫الموصوفان بصفة واحدة في معنى الواحد وبطل ذكر الاثنين‪:‬واللفظ بهياث أو‬ ‫‪١٢٢٣‬‬ ‫يكون كل واحد منهيا لا يخفي دون صاحبه أمرا ‪ 3‬كانا جميعا موصوفين بالجهل‬ ‫والعجز وفي صفة إياهما بذلك ما يخرجهيا من حد إحداث الأشياء والتدبير‬ ‫ههاؤ فليا ثبت بيا قلنا من هذا‪ ،‬وفسد القول بغير ذلك مما رسمناه فى كلامنا‬ ‫وربنا‬ ‫هذا صح أن محدث الأشياء واحدا لا اثنان‪ ،‬ولا أكثر من ذلك‘‪،‬‬ ‫محمود» ‏‪. ٢٦٨_٦٢٦٦/ ١‬‬ ‫وهذا الذي أورده الغزالي وأبو عيار في كتاب الموجز يلخصه أبو عمأر‬ ‫عبدالكافي نفسه في كتاب شرح الرد على الجهالات كيا يلي ‪:‬‬ ‫«أدلة التوحيد راجعة إلى طريقتين ‪ :‬طريقة الصفة ‪ ،‬والأخرى طريقة‬ ‫الممانعة ‪.‬‬ ‫فطريقة الصفة ‪:‬أنه لا تخلو الذات من أن تكون ذاتا واحدة أو أكثر ‪.‬‬ ‫فإن كانت الذات ذاتا واحدة فهو ما قلنا‪ .‬وإن كانتا ذاتين كانتا غير خاليتين‬ ‫من أن تكونا بصفة واحدة أو بصفتين‪ ،‬فإن كانتا بصفة واحدة لم تجب الألوهية‬ ‫الالة وبطلت ‪.‬‬ ‫وإن كانتا بصفتين تعددت‬ ‫إلا بصفة واحدة‪.‬‬ ‫وأما طريقة المانعة ‪:‬فإنه لا يخلو الاثنان أو أكثر منهيا من أن يكونا‬ ‫متمانعين‪ ،‬فإن كانا متمانعين بطل الوصف عنهيا جميعا بالآلوهية ‪ .‬وإن كان‬ ‫واحد مانعا للآخر كان المانع هو المستحق للألوهية دون الآخر ‪.‬‬ ‫وأما الأدلة المذكورة في كتاب الله عز وجل من ذلك قوله عز وجل ‪:‬‬ ‫سس ے ے ‪7‬‬ ‫لفسدتا ه‬ ‫لوان فهمالهمةإلا اتلفسدتاقسبحناتورسالعرش‬ ‫۔ ر۔‬ ‫م ے‬ ‫آ ر‬ ‫صر ے ے‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫_‬ ‫سس‬ ‫‪:‬‬ ‫في سياق‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫‏(‪ ٢١‬الأنبياء ‏‪)٢٢‬‬ ‫صمَونَ ه‬ ‫‪١٢٤‬‬ ‫ح‬ ‫سرسر‬ ‫رم ء ير و‬ ‫سم‬ ‫سس‬ ‫ح‪,‬‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫« لمسات الموت والا رمنفيهمت ه‬ ‫و‬ ‫‏(‪ ٢٣‬المؤمنون ‏‪)٧١‬‬ ‫« وأهملت سالتو‬ ‫لي سياف ‪,‬‬ ‫‪,2‬‬ ‫ء‬‫‪., .‬‬ ‫ء‬ ‫‪,‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ك س ء ے‬ ‫‏‪٤‬ء‬ ‫ع‬ ‫=‪,‬‬ ‫سس‬ ‫رمح كر و‬ ‫بلا بيهم بزكرهم فهمعن‬ ‫والارض ومر فيهر‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫‏(‪ ٢٣‬المؤمنون ‏‪)٧١‬‬ ‫ذكرهم مترو ٭‬ ‫مرر س مرسر‬ ‫ر‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫‪-‬‬ ‫لا‬ ‫)‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١١‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫و‬ ‫سے س م‬ ‫و‬ ‫سم ‪2‬‬ ‫بكل!‬ ‫لذ‬ ‫ء‬ ‫بسعضبهمح عنلابعنضوعمَايصقويك ه(‪٢٣‬‏ المؤمنون ‏‪)٩١‬‬ ‫سرك‬ ‫س‬ ‫و‪.,‬‬ ‫ج‬ ‫۔و‬ ‫۔۔‬ ‫و م‬ ‫س۔ء و‬ ‫<‬ ‫دي ۔ صو‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫» مااتخذاللهمنوللر‬ ‫ي سياق‬ ‫و‬ ‫سح سے ے ‪7‬‬ ‫‪.77‬‬ ‫وَمَاكارمَحَه‪.‬من إلاه إذا لذهمبكل إل ماخلق ولعلا‬ ‫صرسرسے صصر ص‬ ‫‪4‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫سرس‬ ‫سے‬ ‫ے ے‬ ‫ه‬ ‫سي ۔‬ ‫س ۔مے‬ ‫‪4‬‬ ‫ير رم سه سد جيو‬ ‫المؤمنون ‏‪)٩١‬‬ ‫سترت ا ر‬ ‫بمضهم عل بعز سمحشن الم‬ ‫فإنها قريبة من طريقة الميانعة ‪ 5‬وكذلك وقوله (تبغورين بن عيسى الملشوطي ۔‬ ‫ق‪)١٢/٦‬‏ في كتاب الرد على الجهالات ‪ :‬لم يخل كل واحد منهيا من أن يكون‬ ‫قادرا على الآخر وغير قادر ‪ 0‬وأن ينفى الآخر ‪ ،‬أو يخفى أمرا دونه‪ .‬أو يخلق‬ ‫أمرا دونه في مثل ذلك‪ ،‬فهو كله راجع إلى طريقة المانعة‪ .‬والميانعة راجعة إلى‬ ‫معنى الصفة } وذلك أن الميانعة إذا وقعت بينهيا كانا موصوفين بصفة وإاحدة }‬ ‫أو كانا جميعا غير متمانعين كانت الصفة أيضا واحدة فإن المانعة من حيث‬ ‫ما دارت إلى طريق الصّفة» شرح كتاب الرد على الجهالات‪٢٢ :‬۔‪٢٣‬‏ ‪.‬‬ ‫ويمكن أن تضاف إلى هذه الأدلة ما ذكر في شأن وجود الله تعالى فهذا‬ ‫‏‪ ١١٥‬۔‬ ‫الكون كله بمن فيه وما فيه لا يمكن أن يكون خاضعا إلآ لإله واحد‪ .‬قال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 4‬۔‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫إنكل منق‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫آلموت والكنْض!إ ل اف التَحَنعَنّدًا؟ لقذ خصم‬ ‫‪:1‬‬ ‫وم الْقَيَنمَة‪75‬‬ ‫وََدَهُمعَدا © ‪7‬‬ ‫‏‪(٩ ٥٩٢٣‬‬ ‫‏) ‪ ١٩‬مريم‬ ‫وبهذا نتبين أن صفة الوحدانية واجبة كصفة الوجود ‪ .‬وفي الحقيقة بعد أن‬ ‫وقفنا على مثل ذلكم الاحتجاج العقلي وثبت لدينا بالبرهان أن الوحدانية من‬ ‫الصفات الواجبة لله تعالى يحسن أن نتبين شيئا من أثر عقيدة التوحيد إذا‬ ‫‪.‬‬ ‫القلوب‬ ‫رسخت ف‬ ‫ولذلك سنتامل في ما يعرف في علم الكلام بتوحيد الربوبية وتوحيد‬ ‫الألوهية وأثرهما في سموك المؤمن الرباني معتمد بن خاصة على الدليل القلي ‪.‬‬ ‫توحد الربوبية ‪:‬‬ ‫معنى توحيد الربوبية ‪:‬‬ ‫الرب ‪ :‬اسم الله تعالى «ولا يقال الزب في غير الله إلا بالاضافة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬ ‫بمعنى المالك © والمدبر ‘ والسيد ‪ .‬والمربي ‘ والقيم ‘‬ ‫البيت ‪ .‬وقال‬ ‫رب‬ ‫والمنعم } والمصلح ‪.‬‬ ‫وبيا أن الغالب على هذه المعاني جانب الفعل اعتبر العلياء أن ‪ :‬توحيد‬ ‫الربوبية توحيد اللله بأفعاله مثل ‪ :‬الخلق ى تدبير الأمور ‪ .‬الاجياء ‏‪ ٠‬الامانة ‪.‬‬ ‫الرزق © البعث‪. .‬‬ ‫‏‪ ١٢٦‬س‬ ‫الأدلة على توحيد الربوبية ‪:‬‬ ‫إن المتتبع لكتاب الله العزيز لا تعوزه الأدلة على هذا التوع من التوحيد‬ ‫ونكتفي منها بيا يلي ‪:‬‬ ‫ي‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اللى‬ ‫آلا لأتفلن والكشتارك تدر تانمتيَ ‪4‬‬ ‫هم‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬و‬ ‫‪(٥‬‬ ‫(‪ ٧‬الأعراف‪‎‬‬ ‫« مَيَحاسَرَرَيدالتل©الرىحَمََرَى‪4“ ‎‬‬ ‫(‪ ٨٧‬الأعلى‪٢) ‎‬۔‪١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫م‬ ‫>‬ ‫سے س ص ے‬ ‫شىء فعقدره‪.‬تقدبرا‪‎‬‬ ‫وخلق كل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪)٢‬‬ ‫(‪ ٢٥‬الفرقان‪‎‬‬ ‫تدبير الأمور‪‎‬‬ ‫ل غاستون عل الصرف بدبزالمدة‪: ‎‬‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪)٣ ‎‬‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪)٣١ ‎‬‬ ‫والامانة‪: ‎‬‬ ‫الاحياء‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)١٥٦ ‎‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫(‪ ٥ ١‬الذاريات‪)٥٨ ‎‬‬ ‫إن هذه الآيات وغيرها كثبر تدل دلالة واضحة على أن الله فعال لما يريد‬ ‫خلقهم‬ ‫هو ‏‪ ١‬لذ ي‬ ‫وتعا ل‬ ‫‏‪ ١‬لكفيل بتربية ا لحخلق وحفظهم لأنه تبارك‬ ‫فهو وحده‬ ‫وخلق كل شيء وهو الذي يدبر الأمر كله فيرزق من يشاء ويحيي من يشاء‬ ‫لا يسأل عا يفعل وهم يسألون ‏‪ ٠‬إليه المرجع والمصير ‪.‬‬ ‫يشاء‬ ‫ويميت من‬ ‫© اثر توحيد الربوبية ‪:‬‬ ‫وإذا علمنا أن الله هو الذي خلق ك وأرسل الرسل ‪ ،‬فلا يمكن أن يكون‬ ‫هذا الخلق سدى } فلابد للانسان من شريعة ربانية تنظم حياته الاجتماعية‬ ‫سياسة وأخلاقا واقتصادا} وهذا معنى الحاكمية لله ‪.‬‬ ‫فتوحيد الربوبية يتمثل في أن يعتقد المسلم أن المشرع الحق هو الله وحده‬ ‫لا شريك له وبذلك تستقيم العلاقة بين الراعي والرّعية ‪ ،‬إذ يدرك الراعي أنه‬ ‫يستمد سلطته من الله تعالى‪ ،‬فلا يخطر بباله أن يجور © كيا تدرك الرعية أنها‬ ‫بطاعة الراعي تعمل على نشر عدل الله في الأرض وبهذا تكون العلاقة بين‬ ‫الطرفين علاقة تكامل ومحبة وإخاء لا علاقة تنافر وكره وعداء‪ .‬وكلنا يعلم أن‬ ‫العدل أساس العمران البشري ‪.‬‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫ويتمثل توحيد الربوبية في أن يعتقد المسلم أن قانون العلاقات الأخلاقية‬ ‫والمادية بين المخلوقات لم يوكل إلى نظريات البشر بل تنزل به الوحي على‬ ‫‪5‬‬ ‫والكون‬ ‫بين الإنسان‬ ‫تسمو العلاقة‬ ‫التصور‬ ‫هذا‬ ‫وبمثل‬ ‫‪.‬‬ ‫والمرسلين‬ ‫الأنبياء‬ ‫ذاك أن الانسان يدرك أنه أخو الانسان فلا يحب له إلآ ما يجب لنفسه ويدرك‬ ‫مم ذلك أن الله سخر له الحيوان وما ني الكون فيفهم أتها مها عظمت ليست‬ ‫إلا خلقا من خلق الله عرَ وجل ‪.‬‬ ‫وبمثل هذا التصور يدرك المسلم أن كل ما يخالف تشريع الله مرفوض فهو‬ ‫سبحانه وتعالى مالك الأمر في السياء والأرض وله الحكم فيهيا‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫وله‬ ‫لسد السكوت وَرَتالَضِ دت العتب‬ ‫الكنريآفالسَمَوت والأرض وهوَالصَزيرالحكيغ ه ‏(‪ ٤٥‬الجاثية ‪٣٦‬۔‪)٣٧‬‏‬ ‫فالتوحيد إذن هو أن يعتقد المسلم أن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم‬ ‫له ‪ .‬واحد ف‬ ‫لا شبيه له ‪ .‬واحد ‪ :‬أفعاله لا شريك‬ ‫صفاته‬ ‫له ‪ .‬واحد ف‬ ‫لا هو وحده لا شريك له ‪.‬‬ ‫عبادته لا يستحق العبادة بحق‬ ‫ذاك هو معنى قولنا «لا إله إلا الله » أي ننفي الألوهية عن كل من زعم‬ ‫الناس أنه إله لنحصرها ف الله وحده‪.‬‬ ‫وعن هذا التصور الايماني انبثق علم يعرف بعلم التوحيد وهو علم يقتدر‬ ‫به على إثبات العقائد الدينية مكتسب من أدلتها اليقينية ‪.‬‬ ‫يمن عناصر هذا العلم ما يعرف بتوحيد الربوبية‪ .‬وتوحيد الألوهية‪.‬‬ ‫والتوحيد في الأسياء والصفات ‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫معنى توحيد الالوهية ‪:‬‬ ‫الالوهية من أله فلان يله ‪ :‬عبد‬ ‫ومنها الالله وهو كل ما اتخذ معبودا ‪.‬‬ ‫فتوحيد الالوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة‪ .‬وذلك بأن يعتقد المسلم‬ ‫اعتقادا راسخا أن اله عر وجل هو الاله الذي يجب أن يعبد بحق ولا إلله‬ ‫الأدلة على توحيد الالوهية ‪:‬‬ ‫إن القرآن الكريم طافح بالآيات التي تدعو إلى توحيد الالوهية بالخضوع‬ ‫‪:‬‬ ‫وجل وعبادته ومن ذلك‬ ‫المطلق لله ع‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫يتأتهاالتاشاغنذ‬ ‫إى ‏‪ ٨‬۔‬ ‫ے۔۔ س >< س‬ ‫‪2‬ألزهة‬ ‫‪4‬‬ ‫] تتمون‬ ‫فبلمجمہ‬ ‫من‬ ‫بن‬ ‫و‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫إ ه ر‬ ‫س ے س‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‏‪(٢٢‬‬ ‫‏(‪ ١٧‬الاسراء‬ ‫« وساموا إلايتشنرايلتمارزحةا‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫آلته لاهو سنكتةتائق‪ .‬حضورك ه‬ ‫‪٩‬‬ ‫‏(‪ ٩‬التوبة ‏‪)٣١‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫لوما عَلَنَتالمرَوالإنريلا يعدون ه‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏‪(٥٦‬‬ ‫‏(‪ ٥ ١‬الذاريات‬ ‫تالتة گه‬ ‫بنجج‬ ‫ريح‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‪)٥‬‬ ‫(‪ ١‬الفاتحة‪‎‬‬ ‫هذه الآيات وغيرها كثير في كتاب الله العزيز تبين أنه ليس للانسان إلآ أن‪‎‬‬ ‫العبادة سواه ‪ .‬لا إلله إلا هو سبحانه‪‎‬‬ ‫يخص الله وحده بالعبادة لأنه لا يستحق‬ ‫عا يشركون‪ ،‬فالذين عبدوا غير الله إتيا ضلوا الطريق بهذه العبادة إذ كيف‪‎‬‬ ‫يصح أن يتخلى الانسان عن عبادة من خلقه ليعبد من يعلم يقينا أنه‪‎‬‬ ‫مخلوق‪ .‬وهذا ربنا جل وعلا ببن أنه لم يخلق الجن والانسان إلآ للعبادة‪ ،‬فلن‪‎‬‬ ‫ينمتع الانسان بصفة الانسانية بحق إلآ إذا كان عبدأ لله عز وجل‪. ‎‬‬ ‫العبادة‪‎‬‬ ‫بيانه العجز بن العبادة الحق وبن‬ ‫القرآن الكريم يقابل ف‬ ‫وهذا‬ ‫‪:.‬‬ ‫الزائفة في سورهة الكافرون‪‎‬‬ ‫‪ 3‬ل آَأَعَنْدمَاتَتَنْدوتَ ‏‪٥‬‬ ‫» ميما الكفزوت‬ ‫نشركيذوةماآعئذ © ولاأتأعَاعَسةم ©‬ ‫و آأشتعيدودمَاأعَنْدُ © لك يمكر ول دين ‪:‬‬ ‫‏(‪ ١٠٩‬الكافرون ‪١‬۔‪)٦‬‏‬ ‫ويفرد لتوحيد الالوهية سورة تعرف بسورة الإخلاص وتسمى أيضا سورة‬ ‫تمجيد‬ ‫ا‪-‬ستصعذ‬ ‫وهالذ كه ©‬ ‫التوحيد ‪ « :‬فر‬ ‫صصذد ‪4‬‬‫لشكفراتحنك‬ ‫ا ولم يمكن‬ ‫ويولد‬ ‫‏‪(٤١‬‬ ‫‏(‪ ١ ١ ٢‬الاخلاص‬ ‫‪١٣٢١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ته‬ ‫ه انته‬ ‫ي قي‬ ‫ل تو‬ ‫وحيد‬ ‫_‬ ‫اأثر‬ ‫٭ حب اله عر وجل ‪:‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫وير‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫س‪,‬‬ ‫»‬ ‫هد‬ ‫ے۔‬ ‫م‬ ‫ے‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫النه‬ ‫ادا حتوهمكختز‬ ‫من يتخذ من دوانلله از‬ ‫لتاس‬ ‫م س‬ ‫ج‬ ‫‪3‬‬ ‫س‬ ‫_‪-‬‬ ‫والذي‬ ‫ة‬ ‫‪ ,‬دى‬ ‫‪ 17 4‬و‬ ‫و‪.‬‬ ‫امنوا اشذحبالله ‪:‬‬ ‫تا‬ ‫_‬ ‫‪6١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪)١٦٥ ‎‬‬ ‫وقال أيضا‪: ‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قلن كانَء ابوكم وكما ونكزز زو ككروعشيرن‪‎‬‬ ‫وأموالافترفشوكارترتخشودكسادهاومرك‪‎2‬‬ ‫ترصَرتَهَآلَمَتَاإلتكميمر‬ ‫ے الله و شولى وكا‪‎‬‬ ‫بأقاتباترشواتةلايهدى‬ ‫اقرا‬ ‫ف‬ ‫سر > ‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقا ‪ 9‬أيضا ‪:‬‬ ‫‪ 7‬و‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫س و‬ ‫ش‪,‬‬ ‫مرو >‬ ‫هس‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫م >‬ ‫>‬ ‫ل يتأبحها الذب ءَامَنوا من يرتد من‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معن دينه۔فسَوف‪ :‬ق ألنَهيقوم مبهم‬ ‫هر سر‬ ‫س‬ ‫‪2‬‬ ‫۔ ك‬ ‫دم و‬ ‫۔م‬ ‫‪1‬‬ ‫هم مور‬ ‫ِ‬ ‫از لعل المومنين ز عل لاَانَكْقرسَعهد وكفى‬ ‫‪7‬‬ ‫ز‬ ‫و س ےص إ' ے ےہ‬ ‫سرس‬ ‫سص‬ ‫م ۔‬ ‫سَييلآلنه ولايخافون لؤمة لا ن‬ ‫‏‪)٥٤‬‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة‬ ‫‪١٣٢‬‬ ‫معلوم أن الايمان بالله تعالى في مرحلته الأولى عقيدة في الجنان ثم يتجلى‬ ‫تشوبه شائبةش وحبه هذا لله عز وجل مقدم على حب الاباء والأبناء والاخوان‬ ‫والأزواج والعشيرة والأموال ‪.‬‬ ‫ومثل هؤلاء المخلصين يبادلهم ا له تعالى الحب (يحبهم ويحبونه) ومن أحبه‬ ‫الله عر وجل ربح الدنيا والآخرة} وذاك ما يرجوه كل عبد منيب‪.‬‬ ‫٭ التوكل على انته وتفويض الامر إليه ‪:‬‬ ‫إن المؤمن معرض للابتلاء آناء الليل وأطراف النهار ‪ .‬وحبه لله عز وجل لا‬ ‫يدفعه إلى الكسل والتواكل بل يدفعه إلى أن يأتي بالأسباب المشروعة في كل‬ ‫فلا يؤديه‬ ‫قول وعمل‪ .‬ثم بعد ذلك يدرك إدراكا تاما أن النتائج ليست بيده‬ ‫الفوز إلى الغرور ‪ ،‬كيا أن الفشل لا يدفعه إلى اليأس ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫« تاعت كوانتوم ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١٥٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫‪)١٢٩‬‬ ‫(‪ ٩‬التوبة‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٣٢٢٣‬‬ ‫ر‬ ‫س س‬ ‫س‬ ‫ے۔‬ ‫‪.‬سہ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ %‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ك ‪ ,‬مح‬ ‫‪22‬‬ ‫غرر‬ ‫‏‪.١‬‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫(‪ ٩‬التوبة‪)٥١ ‎‬‬ ‫٭ الخوف من النه والرجاء في ثوابه‪: ‎‬‬ ‫إن الحب والتوكل قد يؤديان إلى ضرب من الدلال لذلك لا تتكامل العبادة‪‎‬‬ ‫الحق إلا إذا كان المؤمن بين الخوف والرجاء‪ .‬فيدفعه الخوف إلى ألآ يزكي‪‎‬‬ ‫نفسه على الله فيطمح دائيا إلى الدرجة الأعلى { ويستحثه الرجاء على ألآ يدب‪‎‬‬ ‫إليه اليأس إن هو انتابته بعض لحظات الغفلة في عبادة الله عر وجل‪ .‬وعلى‪‎‬‬ ‫المؤمن أن يحرص دائيا على أن يعدل بين كقتي الخوف والرجاء‪. ‎‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫و‬ ‫ل إتَمَ دكة! م‬ ‫س‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ه‬ ‫۔س۔ ‪} ,‬‬ ‫م و‪.‬‬ ‫و صے۔‪,‬‬ ‫رد‬‫س[ ‪,‬‬ ‫۔۔ ه‬ ‫وف أوليا فلا تت فهم وَحَافُون ينكنن مؤمنين ه‬ ‫‏‪)١٧٥‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫مے سے‬ ‫' صم‬ ‫ے‬ ‫ے۔ ‪ +‬س‬ ‫س‬ ‫وامامنحَاف مقام رَيوموتهى العن المو‬ ‫ِ‬ ‫الهى الماو ‪4‬‬ ‫©‬ ‫‪)٤٠‬‬ ‫(‪ ٧٩‬النازعات‪‎‬‬ ‫_‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫ِ‬ ‫؟ ره‬ ‫س‪ ,‬سو‬ ‫ح‬ ‫إن ‏‪ ١‬زر ےءامنوا والزين‬ ‫»‬ ‫مَاجَروا وَجَهَذرا يلاه آؤلتيكيَرَجُودَ رحمت اله ‪4‬‬ ‫مح‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫۔ سه‪.‬‬ ‫صدم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,+‬ہ‬ ‫>‬ ‫‪ .‬س‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫‪ , -‬سهو ؟ س س‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪)٢١٨ ‎‬‬ ‫٭ الدعاء لنه وطلب العون منه‪: ‎‬‬ ‫إن توحيد الالوهية يتمثل في الشعور بالعبودية الكاملة لله عز وجل‪© ‎‬‬ ‫والعبد يدرك أنّه لا قدرة له إلا بعطاء المعبود‪ .‬إذ لا حول ولا قوة للمخلوق إلآ‪‎‬‬ ‫بفضل من الخالق وهذا الشعور بالذل أمام الله عز وجل يدفع إلى الذعاء‪‎‬‬ ‫والتضرع لله عز وجل‪ ،‬ومثل هذا الدعاء يكسب النفس المؤمنة طمأنينة‪‎‬‬ ‫منقطعة ا لتظبر إذ لا سهل‪ ١ ‎‬لا ما سهله الله © ولا معطي ‪ 1‬يمنعه اللله‪. ‎‬‬ ‫(‪ ٤٠‬غافر‪)٦٠ ‎‬‬ ‫وَيدامكألنتت عكادىعَق تَإق حَربُ أجيب دَعَوَةَالدَلعردَادَعَان ه‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪) ١٨٦‬‬ ‫لقد تعبّد الله عز وجل العباد بعبادات أبرزها الصلاة والصوم والزكاة والحج‬ ‫فمن أخلص في أدائها تمام الإخلاص وتفانى في أدائها على أحسن الوجوه‬ ‫يكون موحدا توحيد ألوهية ‪ ،‬ومن أخل في إخلاصه هذا كان من المشركين ويرد‬ ‫عليه عمله وإن صام الدهر كله‪. .‬‬ ‫‪١٣٢٥‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫« رماأدارلا يتنذواكقه حمم لَةالزيَخحَا ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٩٨‬البينة ‏‪)٥‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعال‬ ‫و نَأمرتنأَعََدَاَه تَيصَالَشالدنَ ه‬ ‫‏(‪ ٣٩‬الزمر ‏‪)١١‬‬ ‫ذلك هو توحيد الإلوهية حب خالص لله عز وجل ينتج عنه توكل مطلق‬ ‫على الواحد الأحد‪ .‬فإذا بالمؤمن يتقرب إلى الله بكل أصناف العبادة ممتثلا‬ ‫للأوامر مجتنبا لجميع التواهي‪ ،‬لا يتوقف عن الدعاء آناء الليل وأطراف‬ ‫النهار‪ .‬سرا وعلانية‪ ،‬رجاء أن يفوز برحمة الله وخشية أن ترد أقواله وأعماله‬ ‫فيكون من الخاسرين ‪.‬‬ ‫ولا يفوتنا أن نلاحظ أن توحيد الالوهية يتضمن توحيد الربوبية‪ ،‬كيا‬ ‫فكلمة الايمان الى دعا إليها جميع الأنبياء‬ ‫يتضمن توحيد أساء الله وصفاتهإ‬ ‫والرسل ( لا إله إلا الله ) تحمل في ثناياها جميع أنواع التوحيد لأتها إقرار‬ ‫بالربوبية لله } وإخلاص مطلق في عبادته وتسليم كامل بأن الله واحد ني‬ ‫‪.‬‬ ‫أسےائه وصفاته‬ ‫وليس لمن أراد أن يدرك أثر هذا التوحيد الفعال في حياة البشر إلآ أن يتتبع‬ ‫‏‪ ١٣٦١‬س‬ ‫في كتاب الله العزيز المعركة الصارخة التي يرعضها القرآن الكريم بين معسكر‬ ‫الايمان ومعسكر الشرك من آدم عليه السلام إلى سيدنا حمد يلا ‪.‬‬ ‫وملخص المعركة يتمثل في أن معسكر الايمان يبدو ضعيفا قليل العدد في‬ ‫بداية الشوط لكن سرعان ما تتحد القلوب في حب الله عز وجل وتتعاضد فييا‬ ‫بينها متوكلة على الله فتتبدد سجوف الشرك والمشركين شيئا فشيئا‪ ،‬وإذا بكلمة‬ ‫الإيمان تستقطب المحيط وإذا بطائفة الايمان تملأ الدنيا نورا يتجلى في علاقتها‬ ‫بالله عز وجل ‪ :‬إخلاص في العبادةش تضرع وإنابة‪ .‬خوف ورجاء } وفي‬ ‫علاقتها فيما بينها‪ :‬حب وإخاء وأمن وسلام ‪.‬‬ ‫ذاك كل ما تشتاق إليه البشرية في كل زمان ومكان وذاك ما تحقق مع‬ ‫الرسول محمد يلة ومع صحبه والتابعين والتابعين لهم جميعا بإحسان ‪.‬‬ ‫وبعد هذه الوقفة الايمانية مع التوحيد نواصل الوقوف عند بقية ما يجب في‬ ‫حق الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ - ٣‬القدم‪‎‬‬ ‫يقول عبدالله السالمي في تعريف القدم ‪« :‬هو عبارة عن نفي سبق العدم‬ ‫‏‪ .٣٦١/١‬ويقول في ذلك إبراهيم البرادي ‪:‬‬ ‫له (لله) مطلقا» المشارق‪:‬‬ ‫«حقيقة القدم صفة القديم ‪ .‬والقديم هو الموجود لا بعد عدم ‪ ،‬ولا يعدم بعد‬ ‫وجود» رسالة الحقائق ‪ .‬ط حجرية ضمن مجموع بالجزائر‪ .‬د‪ .‬ت ص‪٣٥‬‏ ‪ .‬أما‬ ‫أبو الحسن علي الجرجاني ‏(‪ )١٤١٣/٨١٦‬فيقول‪« :‬القدم الذاتي هو كون‬ ‫الشيء غير محتاج إلى الغير ‪ ،‬القدم الزماني‪ :‬هو كون الشيء غير مسبوق‬ ‫بالعدم ‪.‬‬ ‫‪١٣٧‬‬ ‫والقديم يطلق على الموجود الذي لا يكون وجوده من غيره‪ ،‬وهو القديم‬ ‫بالذات ويطلق القديم على الموجود الذي ليس وجوده مسبوقا بالعدم وهو‬ ‫القديم بالزمان‪ .‬والقديم بالذات يقابله المحدث بالات ‪ :‬وهو الذي يكون‬ ‫وجوده من غيره‪ .‬كيا أن القديم بالزمان يقابله المحدث بالزمان‪ ،‬وهو الذي‬ ‫سبق عدمه وجوده سبقا زمانيا ‪.‬‬ ‫وكل قديم بالذات قديم بالزمان‪ .‬وليس كل قديم بالزمان قدييا بالذات‬ ‫فالقديم بالذات أخص من القديم بالزمان‪ ،‬فيكون الحادث بالذات أعم من‬ ‫الحادث بالزمان لأن مقابل الأخص أعم من مقابل الأعم } ونقيض الأعم من‬ ‫شيء مطلق أخص من نقيض الأخص ‪ .‬وقيل ‪ :‬القديم ما لا ابتداء لوجوده‪6‬‬ ‫فكان الموجود هو الكائن الثابت‬ ‫والحادث والمحدث ما ل يكن كذلك‬ ‫والملعدوم ضده‪ .‬وقيل‪ :‬القديم هو الذي لا أول له ولا آخر»‪ .‬التعريفات‪.‬‬ ‫دار الشؤون الثقافية العامة ‪ .‬وزارة الثقافة والاعلام ‪ .‬العراق‪ .‬بغداد‪ .‬د ت‪.‬‬ ‫‏‪.٩٨٩٧‬‬ ‫ص‬ ‫ه الليل النققي ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥٧‬الحديد ‏‪)٣‬‬ ‫« هرالوَلوالكخز »‪4‬‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫بمعنى القدم أي الذي كان قبل خلقه‪ .‬وقد شرحها الرسول يلة في صحيح‬ ‫مسلم من حديث أبي هريرة‪« :‬اللهم أنت الأول فليس قبلك شيع‪». . .‬‬ ‫نقلا عن القرطبي ‪ :‬أحكام القرآن‪ .‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪.‬‬ ‫القاهرة ‏‪ ١٩٦١٧/ ١٣٨٧‬‏‪٧١/٦٣٢.‬ج‬ ‫‏(‪ )١١٤٤/٥٣٨‬أن الأول ‪ :‬هو القديم الذي‬ ‫وقد جاء عند الزتخشري‬ ‫كان قبل كل شيء»‪ .‬الكشاف‪ .‬ططهران‪ .‬د ت‪ .‬ج‪.٦١١/٤‬‏‬ ‫‪_ ١٣٨‬‬ ‫ه الليل العقلي ‪:‬‬ ‫هو أته لو لم يكن تعالى قدييا للزم أن يكون حادثا‪ ،‬وافتقر حينئذ إلى‬ ‫أو إلى الدور‬ ‫إلى التسلسل إن كان محدثه ليس أثرا له‪.‬‬ ‫يؤدي‬ ‫محدث ‪ .‬وذلك‬ ‫إن كان أثرا له‪ ،‬لما في الأول من تعدّده إلى ما لا نهاية له } وما في الثاني من‬ ‫كون الشىء الواحد سابقا على نفسه مسبوقا بها‪ .‬عبدالله السالمي ‪ .‬المشارق‬ ‫‏‪. ٣٦١/١‬‬ ‫أما أبو عيار عبدالكافي فيقول ‪« :‬فمن سألنا عن الله جل جلاله ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫هل تصفون ربكم أم لا تصفونه بصفة ؟ قلنا ‪ :‬نعم ‪ ،‬إنا نصف الله جل‬ ‫جلاله بصفاته الحسنى التي لا تليق إلا به‪ ،‬وننفي عنه صفات المحدثين ©‬ ‫وذلك إنا نصفه بالقدم } إذ لا بدء لوجوده تعالى‪ ،‬وننفي عنه الحدوث لما ثبت‬ ‫من حاجة المحدث إلى محدث بحدثه فوجب بذلك أنه قديم لا أول‬ ‫‪. ٤٩‬‬ ‫الموجز ‏‪/ ١‬‬ ‫لوجوده ‪.‬‬ ‫ويقول الغزالى ‪« :‬القدم ‪ :‬العلم بأن الله تعالى قديم لم يزل‪ ،‬أزلي ليس‬ ‫لنووده أوؤل‪ ،‬بل أول كل شيء ى وقبل كل ميت وحي ‪ .‬وبرهانه أنه لو كان‬ ‫حادثا ولم يكن قدييا لافتقر هو أيضا إلى محدث آ وافتقر محدثه إلى محدث‬ ‫وتسلسل ذلك إلى مالا نهاية‪ .‬وما تسلسل لم يتحصل‪ .‬أو ينتهي إلى محدث‬ ‫قديم هو الأول وذلك هو المطلوب الذي سميناه صانع العالم ومبدئه وبارئه‬ ‫محدثه ومبدعه» الغزالي‪ :‬الاحياء‪ .‬‏‪.١٨٤/ ١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ٤‬۔ الدلبقاء‪‎‬‬ ‫بعل وجود» ‪ .‬رسالة الحقائق ‪.‬‬ ‫‪( :‬هو وجود‬ ‫البرادي في تعريف البقاء‬ ‫يقول‬ ‫ص‪.٣٥‬‏ أما السالمي فيذكر أنه «عبارة عن عدم إلحاق العدم للوجود ‪.‬‬ ‫الملشارق ‏‪. ٣٦١,/ ١‬‬ ‫‪١٣٩١‬‬ ‫© الليل النققي ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥٧‬الحديد ‏‪)٣‬‬ ‫ل هوالكَوَلوالكخ ‪4‬؛‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫الذي لا يفنى © وهو تأويل الباقي ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫هلا ويبقي وَهريك ذاوحتل وَالكرَار ‪:‬‬ ‫ك‬ ‫‪)٢٧‬‬ ‫(‪ ٥٥‬الرحمن‪‎‬‬ ‫‪4‬‬ ‫سه ا ح‬ ‫س م وو‬ ‫« وانه حَنردَأبقح ه‬ ‫ره ے۔‬ ‫(‪ ٢٠‬طه‪)٧٣ ‎‬‬ ‫أ بي هريرة «الأول‬ ‫الرسول يلة في صحيح مسلم من حديث‬ ‫وقد شرح‬ ‫والآخر» ‪« :‬اللهم أنت الأول فليس قبلك شيع وأنت الآخر فليس بعدك‬ ‫شيء‪ » . . .‬نقلا عن القرطبي ‪ :‬أحكام القرآن‪ :‬ج‪٢٣٦/١٧‬‏ ‪.‬‬ ‫أما الزخشري فقال ‪« :‬هو الأول» ‪ :‬هو القديم الذي كان قبل كل‬ ‫شيء‪ . .‬والآخر ‪ :‬الذي يبقى بعد هلاك كل الأشياء» الكشاف ‏‪.٦١/ ٤‬‬ ‫الليل العقلي ‪:‬‬ ‫هو أنه لو لم يكن متصفا به للزم أن تكون ذاته تعالى قابلة للوجود والعدم‬ ‫با لبرها ن‬ ‫مر‬ ‫وقذ‬ ‫‪6‬‬ ‫حادا‬ ‫فيكون‬ ‫مخصص‬ ‫إل‬ ‫ترجيح وجوده‬ ‫في‬ ‫فيحتاج‬ ‫معا‬ ‫وجوب قدمه{ ومن هنا تعلم أن كل ما ثبت قدمه استحال عدمه» ‪ .‬السالمي ‪:‬‬ ‫المشارق ‏‪. ٣٦١/ ١‬‬ ‫الفناء‬ ‫ويقول أبو عار ‪« :‬ونصفه ( الله تعالى) بأنه باق لا يفنى ‪ .‬استحالة‬ ‫_‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ ٠.‬؟‪‎‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫على ما يستحيل عليه الحدوث لأنه لما كان سبحانه وتعالى موجودا لا بعد‬ ‫عدم‪ ،‬بطل عنه أن يكون معدوما بعد وجود» ‪ .‬الموجز ‏‪. ٤٢٩/ ١‬‬ ‫ويقول الغزالى ‪« :‬البقاء هو العلم بأنه تعالى مع كونه أزلَا أبديا ليس‬ ‫لوجوده آخر ؤ فهو الأول والآخر & والظاهر والباطن؛ لأن ما ثبت قدمه‬ ‫استحال عدمه ‪.‬‬ ‫وبرهانه ‪ :‬أنه لو انعدم لكان لا يخلو إما من أن ينعدم بنفسه أو بمعدم‬ ‫يضاده‪ 6‬ولو جاز أن ينعدم شيء يتصور دوامه بنفسه لجاز أن يوجد شيء‬ ‫يتصور عدمه بنفسه فكيا يحتاج طريان الوجود إلى سبب فكذلك يحتاج‬ ‫طريان العدم إلى سببؤ وباطل أن ينعدم بمعدم يضاده‪ ،‬لأن ذلك المعدم‬ ‫لو كان قديما لما تصور الوجود معه‪ ،‬وقد ظهر بالأصلين السابقين وجوده‬ ‫وقدمه‪ .‬فكيف كان وجوده في القدم ومعه ضده ؟ فإن كان الصد المعدم حادثا‬ ‫كان محالا إذ ليس الحادث من مضاداته للقديم حتى يقطع وجوده بأولى من‬ ‫القديم من مضاداته للحادث حتى يدفع وجوده‪ .‬بل الدفع أهون من‬ ‫القطع ‪ ،‬والقديم أقوى وأولى من الحادث»‪ .‬الاحياء ج‪١‬‏ ‪ /‬‏‪. ١٨٤‬‬ ‫‪ ٥‬۔ عدم المثل في الات والصفات والفعل‪: ‎‬‬ ‫إن الله تعالى لم يوكل هذه الحقيقة لأحد بل جاءت صريحة في قوله‪: ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وَهَوَالسَميغالبِي‪‎‬‬ ‫> ‪ 2 :‬تى‬ ‫‪ :‬لس‬ ‫‪)١١‬‬ ‫(‪ ٤٦٢‬الشورى‪‎‬‬ ‫وقد قال فيها علياء التفسير والمتكلمون وأطالوا ‪ .‬وهي بحق عمدة الكلام‪‎‬‬ ‫المماثلة لله تعالى في ذاته وصفاته وأفعاله ۔ فالله تعالى لا يشامهه شىء‪‎‬‬ ‫عن عدم‬ ‫من الأشياء جليلها وحقيرها‪ ،‬وضيائها وظلامها‪ ،‬وحيّها وميتها‪ .‬وإنسها‪‎‬‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫وجانها وملكها } وجمادها وحيوانها‪ .‬وشمسها وقمرها ونجومها‪ .‬وسيائها وأرضها‬ ‫وما فيهيا وما بينهيا‪ 5‬وما يكون يوم القيامة ‪ 5‬والجنة والنار ‪ ،‬في ذاته‪ ،‬ولا شيء‬ ‫من كالاته بوجه ما ‪ .‬ولا ف حال ما ‪.‬‬ ‫وقد حرص سالم بن ناصر الرواحي على استيعاب جل ما ورد في شأن هذه‬ ‫الآية الكريمة في ما يلي ‪:‬‬ ‫‏‪( ٩١‬‬ ‫) ` الأنعا م‬ ‫ما عرفوه حق معرفته لتشبيههم إياه ‪,‬بخلقه وجعلهم له جهة وما شاكل هذا‬ ‫من صفات الخلق وتعلقهم بالمتنشامهات واعتقادهم للمتناقضات } وما علموا‬ ‫أن متشابه القرآن يفسره محكمه‪ . . .‬فيا جاء منه بظاهر تشبيه فهو مفسر بنفي‬ ‫الشبيه في آيات أخر ‪ .‬فليس ك‪.‬مثله شيء وهو السميع البصير ه فهذه الآبة‬ ‫محكمة في نفى الأشنباه‪ .‬والكاف في كمثله زائدة لأجل الوصل‘ وقيل ليست‬ ‫‏‪١‬‬ ‫زائدة ولكنها كناية عنه ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬المثل بكسر الميم وسكون الثاء المغلة عبارة عن مشابهة الشيء لغيره‬ ‫ي معنى من المعاني‪ .‬أي معنى كان‪ .‬وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة‬ ‫ما يشارك في‬ ‫وذلك أن الند يقال في ما يشارك في الجوهر فقط " والشبه يقال في‬ ‫والمثل عام‬ ‫الكيف فقط‪ .‬والشكل يقال في ما يشارك في القدر والمساحة فقط‬ ‫من كل وجه‬ ‫في جميع ذلك ؛ ولهذا لما أراد الله سبحانه نفي التشبيه عن نفسه‬ ‫والمثل فقيل‬ ‫خض المثل بالذكر فليس كمثله شيء‪ .‬وأما الجمع بين الكاف‬ ‫جمعهيا لتأكيد النفي إظهارا لمنع استعمل المثل والكاف في حقه فنفى الأمرين‬ ‫الصفة ى أي ليس كصفته صفة لينه على‬ ‫نى‬ ‫عا هو‬‫ماهن‬‫بل ه‬‫بليسك وقيل المث‬ ‫‏‪ ١٤٢‬س‬ ‫أن صفاته ليست كصفات الخلق وإن اشترك كثير منها في التسمية بينه وبين‬ ‫خلقه كالعلم والحياة والقدرة إلى آخرها فليست صفاته حسب ما يستعمل في‬ ‫البشر ‪ ،‬ثاملمشهور زيادة الكاف في خبر ليس وشيء اسمها فيقدر ليس شيء‬ ‫مثله»‪ .‬نثار الجوهر ‏‪. ٢٩/ ١‬‬ ‫وقد جاء عند القرطبى في هذا الشأن ما يلى ‪« :‬والذي يعتقد في هذا الباب‬ ‫ان الله جل اسمه في عظمته وكبريائه وملكوته وحسن أسياثه وعل صفاته لا‬ ‫يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يشبه به‪ ،‬وإنيا جاء عما أطلقه الشرع على الخالق‬ ‫والمخلوق ‪ ،‬إذ صفاتهم لا تنفك عن الأغراض والأعراض وهو تعالى منزه عن‬ ‫ذلك‪ ،‬بل لم يزل باسيائه وبصفاته‪ . .‬وكفى في هذا قوله الحق ‪ :‬إليس‬ ‫‪.).‬‬ ‫كمثله شيعه‬ ‫وقد قال بعض المحققين ‪«:‬التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للوات ولا‬ ‫معطلة من الصفات ‪ » .‬وزاد الواسطي رحمه الله بيانا فقال ‪ « :‬ليس كذاته‬ ‫ولا كفعله فعل‪ ،‬ولا كصفته صفة إلا من جهة‬ ‫ولا كاسمه اسم‬ ‫ذات‬ ‫موافقة اللفظ وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة‪ .‬كيا‬ ‫استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة ‪ » .‬أحكام القرآن ‏‪.٩-٨/ ١٦‬‬ ‫والملاحظ هنا أننا لا نرى ضرورة من عرض أدلة عقلية ذاك أن بعضها جاء‬ ‫ممزوجا مع الدليل النقلي كيا أن ما جاء من الأدلة العقلية في شأن الوحدانية‬ ‫والقدم والبقاء صالح لنفي المثال لله تعالى وأهمها دليل الممانعة الذي رأينا أنه‬ ‫في النهاية يفضي إلى الصفة ‪.‬‬ ‫وما أن استوفى الولد ما يتعلق بالواجب في حق الله تعالى وعرضه على والده‬ ‫حتى طلب منه أن يواصل الوقوف عند ما يستحيل وما يجوز في حقه تبارك‬ ‫وتعالى‪ .‬ولم يطل الحوار بينهما لأنه إذا ثبت وجود الله تعالى تكاد تكون بقية‬ ‫القضايا من المسلمات ‪.‬‬ ‫‪١٤٢٣‬‬ ‫(ب) المستحيل في حق الله تعالى‬ ‫تعريف المستحيل في حق الله تعالى ‪:‬‬ ‫المستحيل في حق الله عر وجل هو أن تنسب إليه أي نقص تعالى عن ذلك‬ ‫علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫كيف تحدد الصفات المستحيلة على الته ؟‬ ‫بما أننا قام لنا بالبرهان الصحيح ثبوت الالوهية لواجب الوجود سبحانه‬ ‫وتعالى‪ ،‬فإذا تصور في أنفسنا هل يجوز في هذا الإله أن يكون متصفا بشيء‬ ‫من النقائص أو الرذائل أو المفاسد وجب علينا نفى ذلك عنه في الحال لأن‬ ‫من كانت هذه صفته فليس بإلله ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫َمَاجَرَعَلواللرهاكوكناتال مداري كتامة لَ‬ ‫ه “۔ ف رس‬ ‫س ے رس‬ ‫۔۔ ے۔‬ ‫لأتيثاتآذيرے ‪ ©9‬تَلََارَاانتََرَبَارمَاتَالدَهَندا‬ ‫ال اللين كهف رى لكوت رَالمه‬ ‫الصلد (© تَلَمَارَاالمَمسربَازصَةتَالَهَدَارَق هذآ‬ ‫)]‪_ ١‬‬ ‫« إف وَجَهَت وجهى للى ططرَالتمَو ت والكر‬ ‫رسہ»>‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫حَنِيفَارَمآآتآم المشركيرے ه‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام ‪٧٤‬۔‪)٧٩‬‏‬ ‫‏‪9‬‬ ‫لقد نبه إبراهيم أباه وقومه أن المعبود بحق يستحيل في حقه أن يكون من‬ ‫لا أحب الآفلينيه لأنه عندما يغيب إلى من‪-‬يمكن أن يتوجه العبد‬ ‫ا الآفلين‬ ‫بالعبادة وبالطلب ‪.‬‬ ‫وهكذا يجب أن يكون الأمر بالنسبة إلى جميع التقائص؛ لأن الغياب في‬ ‫فنهى صفة مستحيلة إذا خطر بيا ل الانسان‬ ‫ولذلك‬ ‫نقيصة{‪،‬‬ ‫الله تعا ل‬ ‫حق‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه أن ينفيها عنه تعالى في الحال‬ ‫وجب‬ ‫ذكر بعض الصفات المستحيلة على انته عو وجل ‪:‬‬ ‫وجل لان كل ما‬ ‫جميع ‏‪ ١‬لصفات المستحيلة على اللله ع‬ ‫أ ن نحصى‬ ‫يصعب‬ ‫هو ضد لصفات الكيال يعتبر مستحيلا في حق الله تعالى‪ ،‬ولذلك سنكتفي‬ ‫بتعداد بعض منها على سبيل المثال ‪.‬‬ ‫يستحيل في حق الله تعالى الفناء والموت والحدوث والعجز والفاقة‬ ‫والضعف والصاحبة والولد والشريك والثاني والثالث والعمى والجهل والصّمم‬ ‫والخرس والبكم والغفلة والسهو والسنة والنوم والجور ‪.‬‬ ‫والأدلة على هذا من القرآن كثير وقد سبق ذكر بعضها عند الحديث عن‬ ‫‪:‬‬ ‫الواجبة ومن ذلك‬ ‫الصفات‬ ‫‏(‪ ٥٧‬الحديد ‏‪)٣‬‬ ‫« هرالأول والآخر ه‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يستحيل في حق الله تعالى البداية والحدوث والنهاية والفناء‪.‬‬ ‫‪. ١٤٥‬‬ ‫يستحيل في حقه تعالى الموت والسنة والنوم ‪.‬‬ ‫وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫ذ‬‫لد‪7‬‬‫‏‪ ٥‬كم تل‬ ‫۔ ه‬ ‫‪ -‬س‬ ‫‪2‬‬ ‫النَدأحَد‬ ‫فهو‬ ‫»‬ ‫رمارنك ‪4‬‬ ‫وَتَمنوكد © وليكن ك‬ ‫‏‪)٤-١‬‬ ‫‏(‪ ١١٢‬الاخلاص‬ ‫يستحيل في حقه تعالى الشريك والوالد والولد والند ‪.‬‬ ‫نيصجمع جل الصفات المستحيلة على انته تعالى ‪:‬‬ ‫يستحيل في حق الله تعالى الحدوث ‪ ،‬والعدم } والتغيير ث والفناء في الحال‬ ‫والاستقبال ‪ ،‬بل هو موجود على الاطلاق ‪ 6‬غير مقيد بزمان‪ ،‬ولا مخصوص‬ ‫بجهة ولا مكان‪ .‬بل هو في كل مكان بلا حواية ولا اجتنان لا تحيط به‬ ‫الجهات والأقطار ‪ 5‬ولا تكيفه العقول ولا الأفكار ‪ 5‬منزه عن جميع الأماكن‬ ‫والجهات ‪ .‬غني عن جميع الكائنات ‪ ،‬متعال عن الحلول على العرش‬ ‫والسموات© ليس بمتصل فتمسه صفحات الأجرام ‪ .‬ولا بمنفصل فتدركه‬ ‫لمحات أبصار الأجسام ‪ ،‬ولا يوصف بنوم ولا سبات تعالى عن العيوب‪،‬‬ ‫ليس له شريك ينازعه‪ ،‬ولا كفؤ يعادله{ ولا مثل يياثلهإ ولا نظير يشاكله‪.‬‬ ‫ولا وزير يوازره‪ ،‬ولا ندً جاوره‪ .‬ولا تمثله النفويس‪ ،‬ولا تلحقه الأوهام ‪. .‬‬ ‫اللطيف الخبير ث ليس بجوهر ولا عرض‪ ،‬ولا بذي طول ولا عرض ولا بذي‬ ‫‪_ ١٤٦‬‬ ‫صورة ولا اشكل ولا هيئة ولا مثشل‪ ،‬بل هو الواحد الأحد العادل الصمد‬ ‫يلد وم يولد‪ .‬ولم يكن له كفوا أحد ‪ .‬لا تحله الحوادث والآفات ‏‪ ٥‬ولا تلحقه‬ ‫الراقص والعاهات ‪ .‬ولا يليق به الظلم ‪ 83‬ولا يبور في الحكم ‪ 3.‬بل قضاؤه كله‬ ‫حكمة وعدل وامتنان وفضلك‪ ،‬كل أفعال البرية بقضاء منه ومشيئة { وتمت‬ ‫كليات ربك صدقا وعدلا { لا مبدل لكلياته‪ .‬ولا راد لقضائه{ ولا معقب‬ ‫لحكمه ‪ 5،‬يضل من يشاء ‪ 5‬ويهدي من يشاء‪ ،‬لا يسال عيا يفعل وهم يسألون ©‬ ‫هو الحى لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين والحمد لله رب العالمين ©‬ ‫فكل صفة مذمومة فهي عن الله منفية‪. :‬‬ ‫أبو مهدي عيسى بن اسياعيل ‪ :‬الرد على البهلولي ‪١١٤‬۔‪١١٦‬‏ ‪.‬‬ ‫ان التعرف على هذه الصفات المستحيلة في حق الله تعالى يدفع المسلم‬ ‫أن‬ ‫ف حق الله تعالى إلى تنزيه الله ع وجل تنزيها مطلقا‪ .‬ذلك‬ ‫الخواطر [ ولذلك حرص‬ ‫لاخر إلى مثل هذه‬ ‫الأفكار تدفع من حين‬ ‫وساوس‬ ‫علياء العقيدة على ضبط هذه المفاهيم ؛ ليتخلص المؤمن من كل ما من شأنه‬ ‫أن يوصله إلى التشبيه أو التجسيم ولذلك قالوا ‪:‬‬ ‫فالله جل بخلاف ذلك‬ ‫وكل ما صورته ببالك‬ ‫من سواه ولذاك قالوا‬ ‫فعلم كنه ذاته محال‬ ‫والخوض في إدراكه إشراك‬ ‫العجز عن إدراكه إدراك‬ ‫‏‪ ١]٧‬س‬ ‫(ج) الجائز في حق الله تعالى‬ ‫تعريف الجائز قي حق انه تعالى ‪:‬‬ ‫‪ .‬الجائز في حق الله تغالى هو كل ما لا يترتب عليه وعلى عدمه نقص في‬ ‫حقه تعالى كالخلق والإفناء والاعادة ‏‪ ٠‬الخ ‪. .‬‬ ‫وهو يختلف عن الجواز العقلي إذ الجواز العقلى هو الذي يتصور في‬ ‫الذهن وجوده وعدمه ‪.‬‬ ‫وبهذا نتبين أن الجائز في حق الله تعالى يشمل جميع صفات الأفعال { وقد‬ ‫ذكرنا أنها لا تقع تحت الإحصاء ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫وأن‬ ‫إذا علمنا أن الصفات الواجبة هي ما يترتب على عدمها نقص‬ ‫الصفات المستحيلة هي في النهاية ضدها فإن الصفات الجائزة هي التي لا‬ ‫يترتب على وجودها أو عدمها نقص لله عز وجل لأنه تبارك وتعالى لا يسأل عنا‬ ‫يفعل وهم يسألون‬ ‫فلا يصح في حق الله تعالى أن نعتبر أن في تضييق الرزق على فلان نقيصة‬ ‫أو توسيع الرزق لفلان كيلا ‪ ،‬ذاك أن الله تعالى جعل ذاك العطاء قليلا أو‬ ‫كثيرا من باب الابتلاء وليس علامة على السخط والرضا ‪.‬‬ ‫أكرم‬ ‫ه رد‬ ‫مرو‬ ‫سر ے۔و‬ ‫مسح سرو‬ ‫روو‬ ‫مه‪.‬ونحّمهرفيقول روت‬ ‫اآلان إداماابنلله ربه رفا‬ ‫هيأ‬ ‫قال تعالى‬ ‫‪4‬‬ ‫© أمَاردَامَاانتللهمَمَدَرَعتدرزقَه ترقا كتر(‬ ‫‪( ١٧_١٥‬‬ ‫) ‪ ٩‬ا لفجر‪‎‬‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫الصفات الحائر ة في حقه تبارك وتعالى تخضع‬ ‫إن جميع أفعال الله وهي‬ ‫للارادة الربانية المطلقة التي لا طاقة للانسان بأن يعلم منها إلآ ما يسره الله‬ ‫تعالى‬ ‫نشاء الله رَتالعللحللممنسيمرتَ ه‬ ‫ل وَمَاكَمَاءُونَإ‬ ‫‏(‪ ٨١‬التكوير ‏‪)٢٩‬‬ ‫ولنا ي قصة الخضر مع موسى عليه السلام خير دليل على ذلك إذ كل ما‬ ‫اعتبره موسى من النقائص بل من الجرائم في أفعال الخضر وهي بأمر الله‬ ‫تعالى ۔ كان عين الحقيقة ؛ لذلك ليس للآنسان إلا أن ينزه الله تعالى عن جميع‬ ‫النقائص وأن ينسب إليه كل صفات الكيال وأن يدرك أن الله تعالى لا يسأل‬ ‫عا يفعل وهم يسألون‪ .‬وأن توفر هذه الأفعال وعدم توفرها بالنسة إلى الله‬ ‫سواء } لا تزيد في عظمته شيئا‪ ،‬ولا تنقص منها شيئا لأنه تبارك وتعالى فعال‬ ‫لما يريد ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫وَإذَاً_ موسى لتَتَةلاآبِرَعحَوَت ‪» .... ......‬‬ ‫(سورة الكهف ‪٦٠‬۔‪)٨٢‬‏‬ ‫إن المسلم إذا أدرك أن الله تعالى فعال لما يريد وأنه لا يزيد في قدرته شىء‬ ‫ولا ينقص منها شيء بهذه الأفعال لن يكون منه إلآ أن يخضع خضوعا كاملا‬ ‫له عز وجل وهو يدرك أنه إنما خلق للعبادة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬۔ اى ‪١‬۔‏‬ ‫۔۔ ر‪ ,‬ے > ‪ 1 +‬ےحم‬ ‫ليعبد ون ححة مآأردمنهممنرزف‬ ‫وَمَاحَلَتَتالجرَ والاسى!‬ ‫‪<.‬‬ ‫وه‬ ‫_‬ ‫ك‬ ‫(‪ ٥١‬الذاريات ‪٥٦‬۔‪)٥٧‬‏‬ ‫مريد يُأنطممُون ه‬ ‫‏َ‬ ‫‪١٤١٦٩‬‬ ‫ستله‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫لذ‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ١‬لابتلا _‬ ‫ء‬ ‫َ‬ ‫على أ ن يعبد الله حق عبداته مها كان توع‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫فيح‪ ,‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ود ‏‪١‬‬ ‫‪ ١‬لد نيا‬ ‫‏‪) ١‬‬ ‫ين د‬ ‫‏‪) ١‬‬ ‫‏‪ ١‬لا‬ ‫ف‬ ‫من ‏‪ ١ ١‬لفائزين‬ ‫يكون‬‫ال ب‬ ‫أ‬ ‫ره ع‏‪١‬سى‬ ‫‪_ ١٥٠‬‬ ‫( د ) الأتنفاظ التي يستحيل أن يسال بها عن اله ذاتا‬ ‫وصفاتا وآنارها ‪:‬‬ ‫ذات اله تعالى ‪:‬‬ ‫قبل أن نعرف الألفاظ التي يستحيل أن يسأل بها عن الله تعالى‬ ‫يحسن أن نورد تعريفا مختصرا لكلمة الذات عندما تضاف لله عر‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫الذات هو ما يصح أن يعلم ويخبر عنه ‪ ،‬ولما كان الحق تعالى قيّوما‬ ‫‪:‬سم الذات عليه حقا وصدقا ‪.‬‬ ‫في ذاته كان "‪ :‬ا‬ ‫ولفظ الذ ات ‪ {،‬وإن ل يرد به التوقيف‪ .‬لكنه بمعنى ما ورد به‬ ‫التوقيف وهو الشيء والنفس إذ معنى النفس في حقه تعالى الموجود‬ ‫الذي يوصف بصفات الكيال فلا حاجة إلى اعتبار المشاكلة في قوله‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫‪)١١٦‬‬ ‫(‪ ٥‬المائدة‪‎‬‬ ‫بعد ورود الشرع فيجوز إطلاق اسم الشيء والموجود والذات له‪‎‬‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫والموجود حقيقة هو الذات المتصفة بالقدرة والارادة والعلم والحياة‬ ‫وليس للإنسان عند الحديث عن الات الإلهية إلا أن يرمي‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫نفسه بالقصور والعجز لأن كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ‏‪٥‬‬ ‫ولأن العجز عن إدراكه إدراك ‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫بخلاف‬ ‫جل‬ ‫فالله‬ ‫ببالك‬ ‫صورته‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫ولذاك قالوا‬ ‫من سواه‬ ‫حال‬ ‫ذاته‬ ‫كنه‬ ‫فعلم‬ ‫إدراكه إشراك‬ ‫والخوض في‬ ‫إدراك‬ ‫إدراكه‬ ‫عن‬ ‫العجز‬ ‫‪ ٤٢‬الشورى‪)١١ ‎‬‬ ‫‪4‬‬ ‫« لشسركمتله۔تتى‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫_‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫وحاصل القول إن ذاته تعالى هي حقيقته الخاصة التي لا يمكن‬ ‫أن يعلمها أحد من مخلوقاته } وإنه ليس بجوهر ولا بعرض وإنيا‬ ‫هو أعظم الأشياء وأفضلها‪ ،‬وإنه جل شأنه منزه في ذاته عن الأنداد‬ ‫‪.‬‬ ‫ليس كمثله شيء‬ ‫والأضداد ‪.‬‬ ‫والنظراء‬ ‫تحديد الألفاظ التي يستحيل أن يسأل بها عن الله تعالى‬ ‫بذي التسع فاحفظها عن الله لا تسل‬ ‫متى كيف كم هل ما ومن أي أين لم‬ ‫ومولاي من قبل الحوادث لم يزل‬ ‫حوادث‬ ‫والظروف‬ ‫وقت‬ ‫ظرف‬ ‫متى‬ ‫وعز عن الأحوال في وصفه وجل‬ ‫سؤالها‬ ‫جاء‬ ‫الأحوال‬ ‫عن‬ ‫وكيف‬ ‫ووحدة مولانا وجوب لمن عقل‬ ‫متعدد‬ ‫علل‬ ‫تأتي‬ ‫صيغة‬ ‫وكم‬ ‫لشك وما في الله شك فخلٌ هل‬ ‫ملازم‬ ‫وهو‬ ‫التصديق‬ ‫تطلب‬ ‫وهل‬ ‫احتمل‬ ‫ما‬ ‫للخلق‬ ‫اللله‬ ‫بذات‬ ‫وعلم‬ ‫التفصيل عن ذي حقيقة‬ ‫وما تطلب‬ ‫وذلك تشبيه تعالى عن المثل‬ ‫ومن تطلب التمييز للعين خارجا‬ ‫كايهيا أجل‬ ‫عمومي‬ ‫بامر‬ ‫غيره‬ ‫المشارك‬ ‫لتشخيص‬ ‫وأيئ‬ ‫محل‬ ‫ف‬ ‫التحيز‬ ‫ا لله‬ ‫صفة‬ ‫وما‬ ‫متحيزا‬ ‫قابل‬ ‫محل‬ ‫واين‬ ‫سؤال عن التعليل جل عن العلل‬ ‫اللآم فتحة ميمها‬ ‫بعد كسر‬ ‫و‬ ‫صفات بها المخلوق في نقصه اعتق‬ ‫الله عنها فإنها‬ ‫كيال‬ ‫فقس‬ ‫أبو مسلم الرواحي ‪ :‬نثار الجوهر ‏‪١٨/ ١‬‬ ‫_‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحلل‬ ‫» متى ‪ :‬ظرف يكون استفهاما عن الزمان الذي كان فيه الشيء أو يكون‪.‬‬ ‫قال تعالى‬ ‫ے۔۔ و‪ 2‬ےفد‬ ‫إس وو ‏‪ ٥‬سس و م ے‬ ‫س إ‬ ‫ه ه‬ ‫۔ ه ‪,‬ے و‬ ‫۔ه‬ ‫ه سر ے‬ ‫سار < ك‬ ‫ء ‏‪ ١‬منوا مع‪4‬ه مى نصرا للو‬ ‫‏‪ ١‬لرسول والذم‬ ‫يقول‬ ‫وَذُلَرلو ح‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪) ٢١٤‬‬ ‫سأل الرسول والذين أمنوا عن الزمن الذي يتحقق فيه نصر ا له ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن الله أزلي أبدي لا يحويه الزمان فإنه يستحيل أن يسأل عنه‬ ‫بمتى ‪.‬‬ ‫ه كيف ‪ :‬اسم مبني على الفتح والغالب فيه أن يكون استفهاما عن الحال‬ ‫التي عليها المسؤول عنه‪ .‬ألا ترى أنك تقول في جواب من قال كيف زيد ؟‬ ‫هو صحيح أو سقيم ‪.‬‬ ‫هنا يريد السائل أن يتعرف عن حال زيد ذاك أن الانسان تنتابه أحوال‬ ‫متعددة من الضعف والقوة والمرض والنسيان والفرح والحزن الخ ‪. . .‬‬ ‫وإذا علمنا أن تحول الأحوال نقيصة في حق الله عر وجل يستحيل نسبتها‬ ‫إليه عر وجل أدركنا أنه يستحيل أن يسأل عنه تبارك وتعالى بكيف ‪.‬‬ ‫٭ كم ‪ :‬تكون استفهاما‪ ،.‬بمعنى أى عد ؟ قليلا كان العدد أو كثيرا نحو‬ ‫كم فاضلا عرفت؟ وكم كتابا قرأت ؟‬ ‫هنا يريد السائل عن عدد الفضلاء الذين عرفت وعن عدد الكتب التي‬ ‫قرأت ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن من صفات الله الواجبة الوحدانية تبين أن السؤال عنه‬ ‫‪. ١٥٣‬‬ ‫تعالى بكم مستحيل؛ لأن هذا السؤال يفترض التعدد © والله تعالى واحد لا‬ ‫يصح الشك في وحدانيته ‪.‬‬ ‫٭ه هل ‪ :‬سؤال عن التصديق بالنسبة إلى وجود الشيء وعدم وجوده‪ .‬ألا ترى‬ ‫أنك تقول في جواب من قال‪ :‬هل العنقاء موجودة أم لا ؟ ليست بموجودة ‪.‬‬ ‫فالسائل يريد أن يتحقق من وجود العنقاء ومن عدمه‪ .‬وإذا علمنا أن‬ ‫الوجود صفة واجبة في حق الله تعالى © فإنه يستحيل أن نسأل عنه بهل ‪.‬‬ ‫» ما‪ :‬تكون استفهاما عن حقيقة الشيء فنقول ما الجبل ؟ أي ما‬ ‫حقيقته} وجوابه ‪ :‬حجر ‪ .‬فالسائل هنا يريد أن يتعرف على حقيقة الجبل ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن العجز عن إدراك ذات الله إدراك تبين أن السؤال عنه تبارك‬ ‫‪.‬‬ ‫تماحيل‬‫سب‬ ‫مالى‬ ‫وتع‬ ‫ومن هذا النوع جواب موسى عليه السلام‪ ،‬إذ قال له فرعون ‪ :‬وما رب‬ ‫العالملين؟ فإنه سؤال من الخبيث المارد عن الماهية عند أكثر المفسرين ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫رب السملوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ‪ .‬عدل موسى في جوابه عن‬ ‫مطابقة سؤاله إلى ما لا وجه في الحق لغيره من الإخبار عنه بصفاته وأسيائه عز‬ ‫وجل فقال في جوابه عن الذات أنه رب السملوات ‪.‬‬ ‫« الذود مَارَالْمَكيمَ‬ ‫و‬ ‫|‬ ‫س‪2‬م‬ ‫۔ إ إ‬ ‫م‬ ‫ِِ‬ ‫فال تعالى ‪:‬‬ ‫ه قال رب السَمَوتوالانضومابتنهمَاإننكن لتموقنِيںَ “ه‬ ‫ٍِ‬ ‫‪(٢ ٤٢٣‬‬ ‫(‪ ٢٦‬الشعراء‪‎‬‬ ‫ألا ترى أنك تقول‪‎:‬‬ ‫٭ من ‪ :‬بفتح الميم تكون استفهاما عن جنس الشيء‬ ‫من زيد؟ فيقال لك ‪ :‬المكي‬ ‫أو المدني أو العربي أو التركى ‪ .‬فالسؤال هنا عن‪‎‬‬ ‫)‪. ١٥٤‬‬ ‫جنس زيد الأصولي‪ ،‬ذلك أن لزيد شبيها في التسمية‪ .‬والبشرية فوجب‬ ‫التمييز ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن الله تعالى جل عن الشبيه تبيّنا استحالة السوال عنه بمن ‪.‬‬ ‫٭ اي ‪ :‬تأتي استفهاما على وجهين ‪:‬‬ ‫(أ) إما عن أحد الشيئين المشتركين في حكم‪ ،‬مثل أي الرجلين خير؟ وذلك‬ ‫لاشتراكهيا في الرجولية ‪.‬‬ ‫أَئا لمَريقَنِ حَعرمَقَامَا ه٭‬ ‫ومثل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ١ ٩‬مريم‪(٧٣ ‎‬‬ ‫وذلك لاشتراكهيا في الفريقية ‪.‬‬ ‫وإما عن أجزاء‪ .‬النفس ‪ :‬مثل ‪ :‬أي زيد أحسن ؟ بمعنى أي أجزائه‬ ‫(ب)‬ ‫أحسن؟ فالاستفهام هنا عن شريكين في حكم أو عن أجزاء نفس واحدة ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن الله تعالى لا شريك له وأنه واحد في ذاته لا قسيم له تبين‬ ‫‪.‬‬ ‫باي‬ ‫‪7‬‬ ‫عنه تبارك‬ ‫السؤال‬ ‫استحالة‬ ‫وجه‬ ‫» اين ‪ :‬اسم استفهام مبني في محل نصب على الظرفية المكانية‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫أين قضيت عطلتك؟ فتجاب ‪ :‬في عيان مثلا ‪ . .‬فالسؤال هنا عن المكان ©‬ ‫والمكان لغة هو الحاوي للشيء المستقر ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا أن الله تعالى جل أن يحويه المكان فهمنا لماذا يستحيل أن يسأل‬ ‫عنه بأر‪٠‬‏‬ ‫باين ‪.‬‬ ‫‪١٥٥‬‬ ‫٭ ليم ‪ :‬تكون للاستفهام عن العلة التى كان لأجلها المستفهم عنه‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫سر‬ ‫و سر‬ ‫‪.-‬‬ ‫س‪ .‬ر‬ ‫ے۔‬ ‫إ إس سسو‬ ‫ر‬ ‫> ۔‬ ‫مَالَ رب‌لمحشرتيا عمى وقدكنت بصيرا ‪0‬‬ ‫الكتيك أنك ءاتمنامتييتباوكتيكالمنمنتن‬ ‫عمله‬ ‫س‬ ‫ني‬ ‫س‬ ‫س س‬ ‫ے ص‬ ‫رم‬ ‫وس‬ ‫إ‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫‪17‬‬ ‫صم‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ء‬ ‫ر‪٦٢٠‬‏ طه ‪١٢٥‬۔‪)١٢٦‬‏‬ ‫فالسؤال هنا عن سبب حشر الله لهذا الانسان أعمى ‪ ،‬فكان الجواب أن‬ ‫ذلك لنسيانه آيات الله تعالى ‪.‬‬ ‫وإذا علمنا ألآ علة لوجود النه ولا لذاته ولا لصفاته اتضحت استحالة‬ ‫بلتم ‪.‬‬ ‫السؤال عنه تبارك وتعال‬ ‫ويمكن أن نلحق بهذه الألفاظ التسعة ما يلى ‪:‬‬ ‫٭ من اين ‪ :‬استفهام عن المكان الذي برز منه الشيء والرب تعالى لا يحويه‬ ‫‪ 3‬وهو مصداق قوله‬ ‫مكان بل كان ولا زمان ولا مكان } وهو الآن على ما كان‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٥٧‬الحديد‪) ٣ ‎‬‬ ‫متى ما ‪ :‬وهي متى الاستفهامية زيدت فيها ما فزادتها قوة على قوتها فهي أولى‬ ‫بالمتع ‪.‬‬ ‫حتى م ‪ :‬فهي حتى الجارة ومعناها الغاية دخلت عليها ما الاستفهامية فنشأ‬ ‫منها سؤال عن الغاية والرب تعالى لا غاية لوجوده فيسأل عنها ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٥٦‬س‬ ‫بهذا أدرك الولد أنه استوفى ما يتعلق بيا يجب وما يستحيل وما بوز في حق‬ ‫الله تعالى‪ ،‬فعرض ذلك على والده وبين له أن المبحث الوالي حسب‬ ‫محاضرات الأستاذ هو مبحث الأسياء والصفات ‪.‬‬ ‫هنا طلب الوالد من ولده ألآ يبقى في دائرة علم الكلام الجافة في هذا‬ ‫الباب وأشار عليه بأن يأخذ بيا هو في صدد إعداده عن أسيء الله الحسنى‬ ‫وأثرها الطيب في سلوك المؤمنين ‪.‬‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫(ه) الأسماء والصفات ‪:‬‬ ‫([ ) الفرق بين الاسم والصفة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الاسم ‪:‬‬ ‫‪ :‬ما دل على‬ ‫وعند النحاة‬ ‫‪:‬ما يعرف به ا لشى ء ‪ .‬ويستدل به عليه!‬ ‫لفة‬ ‫معنى في نفسه غير مقترن بزمن كرجل وفرس ‪.‬‬ ‫اصطلاحا ‪ :‬الاسم في حق الله تعالى هو ما دل على الات من غير اعتبار‬ ‫معنى يوصف به الذات وهذا معنى قول العلياء إن أسياء الله تعالى هي عين‬ ‫ذاته أي ليس هنالك أمر ثان غير الذات العليّة فأسياء الله تعالى هي المعاني‬ ‫الدال عليها نحو ‪ :‬لفظ الله © ولفظ العالم } والقادر ‪ 5‬والمريد التي هي الذات‬ ‫العلية الواجبة الوجود بذاتهاڵ والات العالمة والات القادرة والات‬ ‫المريدة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الصفة‬ ‫لفة ‪ :‬الحالة التى يكون عليها الشىء من حليته ونعته‪ ،‬كالسواد والبياض‬ ‫وإسم الفاعل© واسم‬ ‫والعلم والجهل‪ .‬وهي عند التحويين ‪ :‬النعت‬ ‫الملفعول‪ ،‬والصفة المشبهة‪ ،‬واسم التفضيل أيضا ‪.‬‬ ‫اصطلاحا ‪ :‬الصفة في حق الله تعالى هى اللفظ الدال على المعنى الاعتباري‬ ‫المفيد لإثبات الكيال لله تعالى‪ ،‬والصفة في غير هذا الموضع معنى قائم‬ ‫بالموصوف زائد عليه كالصفات البشرية ‪.‬‬ ‫فالاسم حينثذ هو ما دل على الذات من غير اعتبار معنى يوصف به‬ ‫الات والصفة هي ما دلت على الات مع اعتبار معنى يوصف به الذات ‪.‬‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫فالصّفة إذن هى مقتضيات المسمى الذي اقتضى الصفة ‪.‬‬ ‫(ب) الأدلة على التوحيد في الأسماء والصفات ‪:‬‬ ‫عل‬ ‫م‬ ‫ے‬ ‫‪777‬‬ ‫ِ‬ ‫وو لَتركمتلو‪َ.‬ىّ ه ‪ }.‬‏‪ ٤٢[,‬الشورى ‏‪)١١‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫إن هذه الجملة تدل دلالة واضحة على توحيد الله في ذاته وأسيائه وصفاته‬ ‫جليلها وحقبرها ‪ .‬وضيائها‬ ‫ا لأشياء‬ ‫من‬ ‫شىء‬ ‫فهو سبحانه وتعالى لا يشامهه‬ ‫وظلامهاإ وحيها وميتها‪ .‬وإنسها وجانها وملكها‪ .‬وجمادها وحيوانهاإ‪ .‬وشمسها‬ ‫وقمرها ونجومها وسيائها وأرضها وما فيهيا وما بينهما‪ .‬وما يكون يوم القيامة ‪.‬‬ ‫ولا في نحال من‬ ‫من كالاته بوجه ما‬ ‫ذاته ‪ 3‬ولا في شىء‬ ‫والحنة والنار ‪ .‬ف‬ ‫الأحوال ‪.‬‬ ‫« خراتذارىلارلهَإلاهر‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 2‬س‬ ‫و‬ ‫سم‬ ‫وو‪ 7‬؟‬ ‫و‪2‬؟و<‬ ‫۔‪,‬ے ‪7‬‬ ‫و‬ ‫مح م ث‬ ‫مح ه‬ ‫الملك القدوس السلم المؤمن المَهَمرث العزيز‬ ‫ص‬‫س'ے‬ ‫ے۔‬ ‫إ د‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫مح و ر‬ ‫سے سے‬ ‫مح‬ ‫تور‬ ‫كَتَرُ سَبَحَلن آلله عَمَاتر‬ ‫الحََارا مت‬ ‫( هرانَدالحَلقالارئالمُصَوَرلهالأسماءالحََى‬ ‫وه رة‬ ‫ي‪ ,‬سوء‬ ‫>‬ ‫ور س‬ ‫‪7‬‬ ‫مر‬ ‫۔۔ > ورم ‪٢‬۔‏ س‬ ‫دراماتيكية »‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر ‪٢٣‬۔‪)٢٤‬‏‬ ‫×<‬ ‫وقال تعالى‬ ‫نوم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كلقيدومو لاإرتثاخبرذوهءسِ ‪.‬‬ ‫نة ولا‬ ‫ا‬ ‫‌‬ ‫م۔ح‬ ‫ى‬ ‫ح‬ ‫ل‬‫ت برر ر ۔‬ ‫لاهو ا‬ ‫ء النه ل<ا إلإهإ‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٢٥٥‬‬ ‫س‪ .‬ع‪ 1‬مش‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‪)٦‬‬ ‫(‪ ٨٩‬الفجر‪‎‬‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬ ‫ه‬ ‫ے‬ ‫وس س ه رص‬ ‫حلوهم‬ ‫حق ر‬ ‫]‬ ‫ء‬ ‫‏(‪ ٢١‬الأنبياء ‏‪)٢٣‬‬ ‫فالله عزَ وجل واحد في أسيائه لأنه يمتص بأسيائه الحسنى لا يشاركه فيها‬ ‫أحد كيا أنه واحد في صفاته ومنها أنه حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فعال‬ ‫اد‪.‬‬ ‫ضا أح‬‫ي فيه‬ ‫أشاركه‬ ‫لما يريد ولا يسال عنا يفعل لا ي‬ ‫سبحانه ليس كمثله شيء في جلاله وجماله وكياله ‪.‬‬ ‫ومن المعروف أن تعبيردصفات اله » لم يذكر في القرآن الكريم ولا في‬ ‫الحديث الصحيح" إتيا ورد في إنكار المنكرين وإلحادهم قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ه؛ه؛‬ ‫ز رعابي‬ ‫لَبَك‬ ‫اَرَر‬ ‫سبَح‬ ‫‏‪)١٨٠‬‬ ‫‏(‪ ٣٧‬الصافات‬ ‫كيا ورد في الحديث الصحيح را على الذين يصفون الله تعالى بصفة‬ ‫المخلوقين‪ .‬قال جابر بن زيد حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله يلة قال‪:‬‬ ‫«يوشك الشرك أن ينتقل من ربع إلى ربع‪ ،‬ومن قبيلة إلى قبيلة» قيل‪:‬‬ ‫يا رسول الله وما ذلك الشرك ؟ قال‪« :‬قوم يأتون بعدكم يحدون الله حذا‬ ‫بالضفة» الربيع بن حبيب‪ :‬الجامع الصحيح مسند الامام الربيع بن‬ ‫حبيب‪ .‬حققه أبو إسحاق إبراهيم اطفيش ‪. .‬المطبعة السلفية ‏‪ ٢٤‬القاهرة‬ ‫‏‪.٨٨١/٣‬‬ ‫‏‪ ١٩‬ه‬ ‫_‬ ‫‪١ ٦‬‬ ‫‪٠.‬‬ ‫ه أسماء اله الحسنى ‪:‬‬ ‫ومثلما وردت الاشارة لأسياء الله الحسنى في الكتاب العزيز } ورد النص‬ ‫)‬ ‫عليها في أحاديث الرسول يلة ‪.‬‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم ‪« :‬إن لله تسعة وتسعين اسيا من أحصاها دخل‬ ‫الجنة ۔ وفي رواية أخرى قال‪ :‬من حفظها دخل الحنة ‪:‬‬ ‫هو الله لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن‬ ‫اللهيمن العزيز الجبار المتكر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الومماب‬ ‫الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع‬ ‫البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي‬ ‫الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم‬ ‫الودود المجيد الباعث الرشيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد الملحصى‬ ‫البدئ المعيد المحمي المميت الحي القوم الواجد الماجد الأحد الصمد القادر‬ ‫المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعال البر التواب‬ ‫المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني‬ ‫لمغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الصبور ‪.» .‬‬ ‫الله ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫و و‬ ‫ر‪.‬رلے۔‬ ‫ب ر‬ ‫ر ‪ .‬۔۔_ س۔ ح فر ر‬ ‫اهلا إلهإلاهو العىالقَيومْ ه‬ ‫(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٢٥٥‬‬ ‫‏َ‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫مَحَتَكَمًا ل نَومالْقَيَمَةٍ لارَنبفيه‬ ‫ل‬ ‫» ا تَهلاإِلهًإ ‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سص‬ ‫ے۔‬ ‫سے‬ ‫ء‬ ‫ص‬ ‫> و‬ ‫س س ‪.‬‬ ‫‏‪)٨٧‬‬ ‫‏(‪ ٤‬النساء‬ ‫‪4‬‬ ‫وَمَنَ أصدق من النه حدي‬ ‫_‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫] َ يسلم مااعمل‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫أنقلرومامَاتنيضآلكتكام‬ ‫‪7‬‬ ‫ت‬ ‫حر و م‬ ‫سے ص‬ ‫‪:4‬‬ ‫عِندَةيمقَدَار‬ ‫وماتزداد وكلن‪,‬‬ ‫الرعد ‏‪)٨‬‬ ‫‏(‪١٣‬‬ ‫وفال ‪« :‬اتدلآرللههرلاهرلدالكشما تكنى ‪4‬‬ ‫(‪ ٢٠‬طه‪)٨ ‎‬‬ ‫ه}الَاهوَرَتالحَرشالمَظيمر ٭‬ ‫عيم مم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫سے سے‬ ‫لاا‬ ‫‪27‬‬ ‫أره‬ ‫س‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫(‪ ٢٧‬النمل‪)٢٦ ‎‬‬ ‫كل‪‎‬‬ ‫ركل‬ ‫يل ر‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫بدو‬ ‫‪:‬‬ ‫قا‬ ‫ل اله حَينكل سىء وَهُوَعَلكل سىء وكيل‪4 ‎‬‬ ‫وقال‬ ‫(‪ ٣٩‬الزمر‪(٦٢ ‎‬‬ ‫(‪ ٦٤‬التغابن‪)١٣ ‎‬‬ ‫وقد تكرر في القرآن الكريم الأمر بان نقول هذا الاسم الأعظم ‪ ،‬ومن‬ ‫۔ده و و‬ ‫سصم‬ ‫‪> ,‬۔‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ذلك‬ ‫قلالنَهَتَمَليكَالمنك تؤقانمننتك مَنتَكاء ه‬ ‫۔ س‬ ‫س‬ ‫موه‬ ‫>‬ ‫(‪ ٩‬ا‪(١٢٩ .‎‬‬ ‫_ ‪١٦٢‬‬ ‫‪)٣٤‬‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪‎‬‬ ‫ءهءوَالَوَحدالْمَهَدرُ ه٭‪‎‬‬ ‫‪ .‬ش وَ‬ ‫‪ :‬فلا‬ ‫(‪ ١٣‬الرعد‪) ١٦ ‎‬‬ ‫‪(١٤‬‬ ‫||‪. .‬‬ ‫(‪ ٣٩‬الزمر‪‎‬‬ ‫« راتلنتتسالشيف‪» ‎‬‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫وَتَمَيوتَد ‪٣‬ے‏ وليكن له كفرات ‪4‬‬ ‫مم‬ ‫‪ 2‬س‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫؛‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫و م‬ ‫ش‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫۔۔‬ ‫«‬ ‫‏‪) ٤١‬‬ ‫(ر‪١١٢‬‏ الاخلاص‬ ‫جاء في مختار الصحاح ‪ :‬ومنه قولنا الله ‪ .‬وأصله إلاه على فعال بمعنى‬ ‫معبود كقولنا إمام بمعنى مؤتم ‪.‬‬ ‫مفعول لأنه مألوه أي‬ ‫‪ :‬إذا قلت الله ل يطلق إلا عليه سبحانه وتعالى }‬ ‫وجاء ف لسان العرب‬ ‫عبد‪.‬‬ ‫ومعنى أله يأله (والملصدر الاهة) أي‬ ‫قال الزجاج في «تفسير أسياء الله الحسنى ‪. .«:‬واختلفوا في هل هو مشتق‬ ‫حماعة ممن يو ثق بعلمهم‬ ‫إلى أنه مشتق وذهب‬ ‫طائفة‬ ‫فذهبت‬ ‫أم عبر مشتق؟‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫بصدد‬ ‫وقد كان‬ ‫‪.‬‬ ‫المعؤل»‬ ‫القول‬ ‫إل أنه غر مشتق ‏‪ ٠‬وعلى هذا‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫والله تعالى اسم للذات المستحق للعبودية له‪ ،‬علم بالغلبة‪ .‬جامع لمعنى‬ ‫‪١٦٢٣‬‬ ‫الأسياء الحسنى ما علم منها وما لم يعلم ؛ لأنه لا يستحق أن يعبد الآ من كان‬ ‫خالقا رزقا ولا يكون خالقا إلآ إذا كان قديما حيَا عالما قادرا مريدا مدبرا ‪.‬‬ ‫ولم يشاركه‬ ‫والملاحظ أن اسم الجلالة الأعظم لا ينبغي إلا لله عز وجل‬ ‫فيه أحد لا من باب الحقيقة ولا من باب المجاز ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ١٩‬مريم ‏‪)٦٥‬‬ ‫ه مَلتَعَلَرْلَهُسَمتًا ‏‪٩‬‬ ‫‪8١‬‬ ‫قال أحمد الشّرباصي في ‪ :‬موسوعة له الأسماء الحسنى ‪.‬دار الجيل‪.‬‬ ‫‏‪ « : ١٩٨٧/ ١٤٠٨‬الله ‪ .‬هذا هو رأس الأسإاء‬ ‫ببروت‪ .‬لبنان ط‪٢‬‬ ‫الله ذاته العلية مها وحض على ترديدها ودعائه مهاا‬ ‫الحسنى ‪ .‬الى وصف‬ ‫‪:‬‬ ‫نقال سبحانه‬ ‫س‬ ‫۔ ى ‪7 ,- ;7‬‬ ‫‏‪ (١‬الأعراف ‏‪)١٨٠‬‬ ‫الحشى ئادغوةيها ه‬ ‫ريترالاشماء‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫ل قل زغوااتدأرآذغواالَخمرَأيَامَاتنغوائله المانى ه‬ ‫م ‪,‬‬ ‫‏‪( ١١٠١‬‬ ‫‏(‪ ١ ٧‬الاسراء‬ ‫الوجود ‪ .‬وهو علم على ذات‬ ‫و « الله » هو الاسم الأعظم [ واسم واجب‬ ‫الحق الجامع لكل صفات الجمال والجلال والكيال ‪.‬‬ ‫به نفسه اك©} وجعله أول‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬وخص‬ ‫سبحانه‬ ‫تفرد ره الحق‬ ‫والله هو الاسم الذي‬ ‫أسيائه‪ 35‬وأضافها كلها إليه ‪ 5‬ولم يضفه إلى اسم منها‪ ،‬فكل ما يرد بعده يكون‬ ‫نعتا له وصفة ‪ .‬وهو اسم يدل دلالة العلم على الاله الحق ‪ .‬وهو يدل عليه‬ ‫‏‪ ١‬‏‪٦١‬۔‪. /٥١‬‬ ‫دلالة جامعة لجميع الأسياء الحسنى الإلهية الأحدية»‪.‬‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫وقد جاء عن الامام جابر بن زيد ‏(‪ )٧١٢/٩٣‬أنه قال ‪« :‬اسم الله‬ ‫الأعظم هو الله © ألا ترى أنه يبتدأ به في جميع الأشياء‪ . .‬وإذا قلت‪ :‬الله‬ ‫(بالآلف واللام) فالاسم تام } فإذا حذفت (الألف) قلت‪ :‬لله بقي الاسم‬ ‫تاما‪ ،‬فإذا حذفت (اللام الأولى قلت‪ :‬له بقي الاسم تاما‪ ،‬فإذا حذفت‬ ‫(اللآم الأخيرة) قلت‪ :‬ه بقيت (الماء) وفيها الاسم التام ‪ ».‬خميس بن سعيد‬ ‫الريستاقي (‪-١٠‬۔‪١٦/١١‬۔‪)١٧‬‏ ‪ :‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ ،‬تحقيق‬ ‫سالم بن حمادلحارثي ‪ .‬طعيسى بابي الحلبي ‪ .‬القاهرة ‏‪. ٣٥٢/ ١ .١٩١٩‬‬ ‫وقد ذكر الزازي ‏(‪ )١٢٠١/٦٠٦‬مثل هذا الكلام في أول تفسيره مع زيادة‬ ‫‪:‬‬ ‫رنده‬ ‫ود أ‬ ‫تفصيل نرى من ال‬ ‫نمفي‬ ‫«اعلم أن هذا الاسم «الله «عحختص بخواص لم توجد في سائر أسيء الله‬ ‫تعالى نحن نشير إليها ‪:‬‬ ‫فالخاصية الأولى ‪ :‬أنك إذا حذفت الألف في قولك « الله » بقي الباقي‬ ‫على صورة « لله » وهو مختص به سبحانه كيا في قوله ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٤٨‬لفتح ‏‪)٤‬‬ ‫ريه جنود السَموت والكرض ه‬ ‫‏‪ ٦١٨١‬المنافقون »‬ ‫وو حرَاينالَوَتوالكتضِ ه‬ ‫وإن حذفت عن هذه البقية اللآم الأولى بقيت البقية على صورة «له» ‪ .‬كيا‬ ‫فنه تعف ; « إشمتايد التوت والكر ه‬ ‫ند‬ ‫رمح ير‬ ‫‪,‬‬ ‫ِ۔‬ ‫‪:‬‬ ‫فى قوله تعا‬ ‫(‪ ٣٩‬الزمر‪(٦٣ ‎‬‬ ‫« الشل ولنانحنة ه‪ ٦٤ .. ‎‬التغابن‪)١ ‎‬‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫‪. ١٦٥‬‬ ‫فإذا حذفت اللام الباقية كان البقية قولنا «هو» وهو أيضا يدل عليه سبحانه‬ ‫كيا في قوله ‪:‬‬ ‫« نزهراتنأكد © اتالتضكذ ‪9‬تم جلد‬ ‫تنك © وتمر لحضنئراتكة ه‬ ‫‏‪ ١١٢‬الاخلاص ‏‪)٤١‬‬ ‫‏(‪ ٤٠‬غافر ‏‪)٦٥‬‬ ‫« هُرَانحَثلاَرِلَتَرلَاهُرَ »‬ ‫ووله‬ ‫والواو زائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع ‪ ،‬فإنك تقول‪ :‬هما } وهم‪ ،‬فلا‬ ‫تبقي الواو فيهما‪ .‬فهذه الخاصية موجودة في لفظ الله ‪ 0‬غير موجودة في سائر‬ ‫الأسياء‪ .‬وكا حصلت هذه القضية بحسب اللفظ فقد حصلت أيضا‬ ‫بحسب المعنى © فإنك إذا دعوت الله بالرحملن فقد وصفته بالرحمة } وما‬ ‫وصفته بالقهر ‪ 3‬وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم } وما وصفته بالقدرة }‬ ‫وأما إذا قلت‪ :‬يا الله } فقد وصفته بجميع الصفات فثبت أن قولنا ‪ :‬الله‬ ‫قد حصلت له هذه الخاصية التي لم تحصل لسائر الأسياء ‪.‬‬ ‫الخاصية الثانية ‪ :‬إن كلمة الشهادة وهي الكلمة التي بسببها ينتقل الكافر‬ ‫من الكفر إلى الاسلام لم يحصل فيها إلآ هذا الاسم‪ .‬فلو أن الكافر قال‪:‬‬ ‫أشهد أن لا إله إلآ الرحمن الرحيم‪ .‬وإلا الملك۔ وإلا القدوس‪ .‬لم يخرج‬ ‫من الكفر { ولم يدخل في الاسلام‪ . .‬أما إذا قال ‪ :‬أشهد أن لا إله إلآ الله ‪.‬‬ ‫فإنه يخرج من الكفر ويدخل في الاسلام‪ .‬وذلك يدل على اختصاص هذا‬ ‫الاسم بهذه الخاصية ‪.‬‬ ‫وينبغي لذاكر اسم الله جل جلاله أن يكون ۔ كيا قال بعض السلف ۔‬ ‫‏‪ ١٦٦‬س‬ ‫مستغرق القلب والهمة بالله تعالى‪ .‬لا يلتفت إلى سواه ولا يرجو ولا يخاف‬ ‫إلآ إياه‪ .‬فقد عرف أنه الوجود الحقيقي الحق ‪ .‬وكل ما سواه هالك ‪. .‬‬ ‫‏(‪ ٢٨‬القصص ‏‪)٨٨‬‬ ‫» كل ى ءٍِ مَالكلَاوَجَهَة ه{‬ ‫ولذلك قال رسول الله ية ‪« :‬أصدق بيت قالته العرب قول لبيد ‪:‬‬ ‫اللله باطل )‪.‬‬ ‫ما خلا‬ ‫ألا كل شىء‬ ‫‪:‬‬ ‫ما قال أبو مسلم البهلاني‬ ‫وما أطيب‬ ‫تعلقه بالله من كلل وجهة‬ ‫بابك يا ألله عبدك غبت‬ ‫لديه عبودستي‬ ‫سواه ولا ضاعت‬ ‫لا إلله لي‬ ‫الذي‬ ‫بالله‬ ‫تعلقت‬ ‫وأنت مرادي واسم ذاتك لهجتي‬ ‫تعلقي‬ ‫فيا الله يا الله هذا‬ ‫لدعوتي‬ ‫وإنك يا الله أهل‬ ‫دعاني (قل ادعو الله) والفقر مطلقا‬ ‫الرواحي‬ ‫ديوان أي مسلم البهلاني ‪ :‬للشاعر ناصر بن سالم بن عديم‬ ‫نشر وزارة التراث العياني ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٩٢٠/١٣٣٩‬تحقيق علي النجدي ناصف‪.‬‬ ‫‏‪٤١‬ص ‏‪٧١.‬و‬ ‫‏‪.١٩٨٤/ ١٤٠٤‬‬ ‫القسم الأول‬ ‫الرحملن الرحيم ‪ :‬قال تعالى ‪« :‬إبسم اله الرحملن الرحيم »‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫« ويكهكر يتحد لَاِلَرلَاهوَاَحْمَنالتَغُ »‬ ‫‪,‬‬ ‫ے _‬ ‫وو‬ ‫>‬ ‫س‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪) ١٦٢‬‬ ‫الملمترت الرحممنن آاللر ترا ه ‏(‪ ١‬الفاتحة ‏‪)٢٣‬‬ ‫وقال ‪:‬لو الحمد لله رس‬ ‫>چجےےکہہہد‬ ‫‪_ ١٦٧‬‬ ‫و همر هم‪ .‬حلم‬ ‫د‪ ,‬و هر۔‬ ‫م |\‪%‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقال تعالى ‪ « :‬ق ادغواالله أوآدغوأالتََنَ ‪4‬‬ ‫‪( ١١٠‬‬ ‫) ‪ ١٧‬ا لاسرا‪‎‬‬ ‫كلش إلام آزنَلَُالَََنوََالَصَرَابا ٭‬ ‫‪6‬‬ ‫ر‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٧٨‬النبأ ‏‪(٣٨‬‬ ‫وقال ‪ :‬ل وشح ه ‪ 1‬لله! رك الله عغوررحيھم‬ ‫وو‬ ‫ي ف وو ے۔‬ ‫ح‬ ‫_‪-‬‬ ‫‏‪)١٩٩‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة‬ ‫قال ‪ « :‬والتحم ه‬ ‫‏(‪ ٤٩‬الحجرات ‏‪)١٢‬‬ ‫وفي اللفة ‪ :‬الرحمة والمرحمة ‪ :‬الرقة والعطف‪ .‬وجاء في أساس البلاغة ‪:‬‬ ‫المدن هو الؤسع الرحمة ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬فالرّحملن الرقيق ‪ ،‬والرحيم العاطف على خلقه‬ ‫بالرزق‪ . .‬والرحملن اسم غحتص لله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره ولا‬ ‫يوصف به أحد سواه عر شأنه ئ والرحيم يوصف به غير الله تعال أيضا ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪ :‬وأما الجمع بين الرجمن والرّحيم دال على الصفة القائمة‬ ‫به سبحانه } والرّحيم دال على تعلقه بالمرحوم ‪ . .‬فكأن الأول للوصف والثاني‬ ‫للفعل ك فالأول دال على أن الرحمة صفة ذات له سبحانه‪ .‬والثاني دال على‬ ‫فهم هذ ‏‪ ١‬فتأمل‬ ‫أردت‬ ‫‏‪ ٠‬وإن‬ ‫حلقه برحمته أي بصفة فعل له سبحانه‬ ‫يرحم‬ ‫أره‬ ‫تعف ‪ :‬و وَكَادَيالمُومنبرَحبمًا »‬ ‫م‬ ‫س ۔‬ ‫ر صوح‬ ‫سر‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ٢‬له تعا‬ ‫فوه‬ ‫‏‪)٤٣‬‬ ‫‏(‪ ٣٣‬الأحزاب‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫س‬ ‫مو‬ ‫و‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫‏‪(١١٧‬‬ ‫(‪٩‬ا‏ لتوبة‬ ‫إإقَهُ «بهمرءوفب تحيه‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫ولم تجيء قط «رحملن بهم» فعلم أن «رحملن» هو الموصوف بالرحمة ‪ .‬ورحيم هو‬ ‫‏(‪ )١٠٨٥/٤٧٨‬ومحمد عبده العكس إذ‬ ‫الراحم برحمته ‪ .‬بينما يرى الجويني‬ ‫يقولان‪ :‬إن فعلا لمن تكرر منه الفعل وكثر ‪ ،‬وفعيلا لمن ثبت منه الفعل‬ ‫ودام ‪.‬‬ ‫الرحملن الرحيم اسيان مشتقان من الرحمة ‪ ،‬والرحمة في الأصل رقة في القلب‬ ‫تؤدي إلى الإحسان والفضل ولاستحالة هذا المعنى في حقه تعالى ‪3‬‬ ‫براد بها غايتها‪ .‬وهي توصيل الخير والنواب ودفع الشر والبلاء‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الرحملن الرحيم اسيان رفيقان أحدهما أرفق من الآخر © والرفق‬ ‫صفة من صفات الله تعالى © والنبي يلة يقول‪« :‬إن الله رفيق يحب الرفق ©‬ ‫ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن الله تعالى رحملن الدنيا ورحيم الآخرة‪ ،‬وذلك أن إحسانه في‬ ‫الدنيا يعمً المؤمنين والكافرين‪ ،‬وفي الآخرة يختص بالمؤمنين‪ ،‬وعلى هذا قال‬ ‫‪:‬‬ ‫سبحانه‬ ‫س‬ ‫س ۔>ے ح‬ ‫>=‬ ‫حوصر‬ ‫ء‬ ‫‪:‬‬ ‫للذين يلقون‬ ‫اتيا(‬ ‫‪7‬‬ ‫تى‬ ‫تت كل م‬ ‫وَرَحمَيٍووسعحَ‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪(١٥٦‬‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف‬ ‫تنبيها أنها في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين © وفي الآخرة حتصة للمؤمنين ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن الرحملن هو مُزيح العللؤ وقيل‪ :‬هو الرحملن بإزالة الكروب‬ ‫والعيوب" وهو الرحيم بإنارة القلوب بالغيوب وقيل ‪ :‬هو الرحملن بيا ستر‬ ‫في الدنيا وأفاض من الخير على المحتاجين إليه من عباده} والرحيم بيا غفر في‬ ‫‪_ ١٦٩١‬‬ ‫العقبى © وجاد بالفضل والإنعام على العباد ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬هو الرملن بتعليم القرآن‪ ،‬الرحيم للمؤمنين بتشريف التسليم‬ ‫ِ‬ ‫والتكريم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الرحمدن الذي إذا سئل أعطى والرحيم الذي إذا لم يسأل لم‬ ‫يغضب‪.‬‬ ‫ة أزليّة ‘‬ ‫صف ة‬ ‫الرحمة ‏‪ ٠‬والرحمة‬ ‫من‬ ‫مشتقان‬ ‫اسهان‬ ‫‪:‬‬ ‫الرحيم‬ ‫‪ :‬الرحملن‬ ‫وقيل‬ ‫وهي إرادة العمة { وهما اسيان موضوعان للمبالغة } ولا فضل بينهما عند أهل‬ ‫التحقيق ‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ي‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ومهيا قال القائلون‬ ‫في ‪:‬‬ ‫ووه‪:71‬‬ ‫‪ :7‬وإن تد وانعمتَاله لاتحشصض‬ ‫(‪ ١٤‬إبراهيم‪)٣٢٤ ‎‬‬ ‫۔‬ ‫وه‬ ‫_‬ ‫مو‬ ‫مصے مم‬ ‫‏‪)١٥١٦‬‬ ‫‏(‪ ٧‬ا لأعرا ف‬ ‫وَسسيِعَتت‌كل شىء‬ ‫‪ :‬ورحمت‬ ‫وفي ‪:‬‬ ‫‏‪ ٤٠‬‏)‪٢‬رفاغ‬ ‫ه‬ ‫« رََاوَسيتَ كلت ‪:‬‬ ‫وحظ العبد من هذين الاسمين أن يتأمل في رحمةالله الى وسعت كل شىء‪6‬‬ ‫وبذلك‬ ‫فيدرك أنها لا تنقع تحت الإحصاء مهما حرص الانسان أن يعد‬ ‫يسعى إلى أن يرحم عباد الله الغافلين فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى طريق‬ ‫الله بالتصح والرفق‪ ،‬ويعمل على ألآ يدع محتاجا إلا قام بتعهده وقضاء‬ ‫حاجته فإن عجز عن ذلك فيعينه بالحض على قضاء حاجته وبالدًعاء له‬ ‫‪.‬‬ ‫ال‬ ‫لريق‬ ‫حفي ط‬ ‫لته‬ ‫ا حاج‬ ‫حتى يقضي الله‬ ‫‪١٧.‬‬ ‫‪٩٥‬ر(‪ ‎‬الحشر‪) ٢٣ ‎‬‬ ‫(الفاتحة)‬ ‫‏‪)١١٤‬‬ ‫‏(‪ ٢٠‬طه‬ ‫> تع> ۔ معلنوَدمُآحل۔ْمَلِهك ۔ار۔لحقيظ ‪:‬‬ ‫ى‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫وقا ل ‪:‬‬ ‫عووودَ ‪ 4‬ر‪٣٦‬‏ يس ‏‪٨٣‬‬ ‫حكرَ مَى‬ ‫« فَسنْحَرَالىيَدو۔مَتَكر ت ت‬ ‫له‬ ‫م و إ إس إ‬ ‫دهء ده‬ ‫إ‬ ‫د ۔ِ‬ ‫۔۔إ۔۔‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‏((‪ ٦٧‬الملك ‏‪)١‬‬ ‫ُووالَملعكَلكلمَن مرر‬ ‫تسَرَلالذِرىبهيَد‬ ‫قال الزجاج ‏(‪ )٩٢٣/٣١١‬أصل الملك في الكلام ‪ :‬الربط والشد ‪.‬‬ ‫يقال‪ :‬ملكت العجين أملكه ملكا‪ .‬إذا شددت عجنه‪ . . .‬وإملاك المرأة من‬ ‫هذا‪ .‬إنيا هو ربطها بالزواج ‪.‬‬ ‫وقال أصحاب المعاني ‪« :‬الملك ‪ :‬النافذ الأمر فيم‪.‬لكه إذ ليس كل‬ ‫مالك ينفذ أمره وتصرّفه فييا يملكه فالملك أعم من المالك‪ .‬والئه تعالى مالك‬ ‫المالكين كلهم ‪ ،‬والملك إتي استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى » ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪« :‬الملك هو الله تعالى وتقدس ملك الملوك له‬ ‫املك وهو مالك يوم الين‪ .‬وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم } وملك الله‬ ‫تعالى وملكوته أي عظمته وسلطانه ‪.‬‬ ‫والملك في حق الله تعالى هو القائم على تدبير خلقه‪ .‬وامن عن الظّلم‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫لوق ‏‪٠‬‬ ‫وصفاته عن كل‬ ‫ذاته‬ ‫وهو الغنئ ف‬ ‫ما يريد!‬ ‫و‪-‬‬ ‫يفعل ما يشاء‬ ‫وإليه يحتاج كل مخلوق وكل شيء له مملوك ‪.‬‬ ‫والملك هو المستغني عن غيره‪ ،‬وقد احتاج إليه غيره‪ ،‬وهو المالك لكل‬ ‫الخلائق والأكوان ‪ .‬وهو المتصرف ف كل الخلائق والأكوان ‪ .‬وهو ذو الملك‬ ‫والسلطان ‪.‬‬ ‫وفي عباد الله على الأرض ملوك غير أن الملك في حقهم مستمد من الله ©‬ ‫مؤقت بزمن ‪ ،‬أما معنى الملك في حقه تبارك وتعالى فهو الملك الدائم المطلق‬ ‫الذي لا يعارضه أحدك ولا يشاركه فيه أحد { ولا يجرؤ عليه أحد ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫والله تعالى هو ‪:‬‬ ‫إكهآلتَايى‬ ‫كيليآلَا‬ ‫ر‪ :‬‏‪ ١‬الناس ‪٢‬۔‪)٣‬‏‬ ‫س ©!‬ ‫‪,‬‬ ‫حصد‬ ‫ححريت‪2‬۔‬ ‫الله تعا‬ ‫؛ (‬ ‫‪:‬‬ ‫) ‏‪ ١‬الفا حة‬ ‫ل حمملكتكتتوحرحاجلحرتجتراج ه‬ ‫تعالى هو‬ ‫وا له‬ ‫والنه تعالى هو‬ ‫« ميت انتنيئزنانشنك منك ه‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)٢٦‬‬ ‫والله تعالى هو‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ت"َسَبَحَرَالَزىيَدو۔مَنَكرتكل مى‬ ‫‏(‪ ٣٦‬يس ‏‪)٨٣‬‬ ‫والملكوت مبالغة في الملك &} وهو بمعنى الملك المطلق المتعالي على مفاهيم‬ ‫‪.‬‬ ‫البشر عن الملك‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يتيقن بأن الله مالك كل شيء هو الذي‬ ‫بعلم الإنسان كيف يفزع إلى ربه ملك الملوك في كل حال{ ومن هنا لا يسيطر‬ ‫عليه حرص ولا هوى ولا شهوة‪ ،‬ولا يتصور الاستغناء عن الله عز وجل لأن‬ ‫الإنسان مايزال فقيرا إلى الله محتاجا إلى التاس‪ ،‬فلا حول ولا قوة إلآ بالله العلي‬ ‫العظيم ‪.‬‬ ‫« هواتذاآرىلارلهرلاهر آلْمَلِكالْشُدّورش ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر ‏‪)٢٣‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لفض الكىا القدوس ‏‪ ١‬ليز اكم‬ ‫م‪.‬‬ ‫« شاف الَمَوَ توما‬ ‫‏(‪ ٦٢‬الجمعة ‏‪)١‬‬ ‫قال الزجاج ‪ :‬القدوس ‪ :‬يقال قدوس وقَدويس والضم أكثر ‪ .‬وفي‬ ‫التفسير ‪ :‬إنه المبارك في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫» ادخلوا الأرض الَممَدَسَة الكنب اله لكم ‪:‬‬ ‫ح‬ ‫ے۔ س ه ے و >‬ ‫سص ه ‪2‬‬ ‫ے۔ س‬ ‫مح و س‬ ‫سے'‬ ‫ه م<۔ >‬ ‫وو‬ ‫م‪.‬‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة ‏‪)٢١‬‬ ‫وقد قيل أيضا ‪ :‬إنه هنا ‪ :‬المطهرة } والتقديس ‪ :‬التطهير ‪ .‬وقيل‬ ‫لأنه يتطهر فيه ‪.‬‬ ‫للنطل ‪ :‬قدس‬ ‫‪ :‬االطهر ‪ .‬وا لتقديس ‪ ::‬االتطهبر وتنزيه‬ ‫‪ :‬ا لقيس‬ ‫وجاء في تاج ‏‪ ١‬لعروس‬ ‫‪.‬‬ ‫وجل‬ ‫الله ع‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫ويذ‪,‬‬ ‫وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٣٠‬‬ ‫"‬ ‫» وَْرْشَنمجَنْدل وَنمََ سلك‬ ‫أي نطهر أنفسنا لك‪ .‬وكذلك نفعل بمن أطاعه نقدسه أي نطهره ‪.‬‬ ‫الجامع لأوصاف الكال ‏‪٥‬‬ ‫والقدويس في حق الله تعالى هو الطاهر المنزه‬ ‫اللمدوح بالفضائل والمحاسن ‪ .‬وهو المنزه عن صفات الخلق ومعاني النقص‬ ‫أي المنزهعن كل وصف يدركه حس أيوتصوره خيال‪ ،‬أويسبق إليه وهم ‪6‬‬ ‫أو يختلج به ضمير ‪ ،‬أو يقضي به تفكير ‪.‬‬ ‫والله تعالى منزه عن كل صفة تنطبق على الخلق فاعظم أوصاف الكمال‬ ‫الإنساني تعتبر في حق الله تبارك وتعالى إساءة أدب لأنه أعظم منها بغير‬ ‫حدود ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يطهر نفسه بالتوبة التصوح وأن يطهر‬ ‫نفسه من الوقوع في الشهوات‪ ،‬وأن يطهر وقته من بلاء المخالفات © وأن يطهر‬ ‫إرادته من أن تهم بأي سوء‪ ،‬وأن يطهر ماله بالركاة والصدقات وأن يطهر‬ ‫قلبه من كل ما سوى الله حتى لا يتذلل لمخلوق بالنفس التي يعبد بها ربه‬ ‫جل وعلا ‪.‬‬ ‫ولا يفوت المسلم أن‪.‬يتاذب بأدب النبي و إذ قالت السيدة عائشة رضي‬ ‫الله عنها إنه كان يقول في ركوعه مُثنيا على ربه ‪« :‬سبّوح قوس ‪ 7‬الملائكة‬ ‫والروح» ّ وسبّوح من أبنية المبالغة ش ويراد بها التنزيه ‪.‬‬ ‫الستلام ‪::‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٥٩‬الحشر‪)٢٣ ‎‬‬ ‫_‬ ‫)‪١٧‬‬ ‫هو المن ذو السلامة من جميع العيوب والنقائلص‪ ،‬لكياله في ذاته وصفاته‬ ‫وأفعاله‪ .‬فهو الذي سلمت ذاته القدسية عن العيب وسلمت صفاته عن‬ ‫النقص ‪ .‬وسلمت أفعاله عن الشر ‪ .‬والسلام أيضا لأنه هو الذي سلم من‬ ‫عذابه من لا يستحقه‪ .‬والله ذو السلام بمعنى واهب السلام لعباده‪ .‬فهو‬ ‫الذي وهب الانسان الجوارح ليدفع بها الشدائد ى وهو الذي سلمنا من الجوع‬ ‫بالغذاء‪ 5‬وسلمنا من المرض بالدواء‪ ،‬وسلمنا من الجهل بالعلم ‪ 3‬وسلمنا من‬ ‫الجنون بالعقل والحلم ‪ 5‬وسلمنا من الكفر بالتوحيد‪ ،‬وهو سبحانه للسلم ممرن‬ ‫السلام والأمان لكل من يستحق‬ ‫فهو معطي‬ ‫الدافع للبليات‪،‬‬ ‫الآفات‬ ‫السلام والأمان ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يعرف أن الله هو السلام } وأنه يسلم ذاكره‬ ‫من شياطين الإنس والجن ووسوستهم وكيدهم حتى يأتي ربه بقلب سليم ‪3‬‬ ‫وأن رسالة الله هي الإسلام © وأنه اسمه المسلم ‪.‬‬ ‫« هراتةاترىلارتهرلاهرانميفالَتدوشالمَتم المومن »‬ ‫(‪ ٥٩‬الحشر‪)٢٣ ‎‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪« :‬قال ابن الأثير ‪. . . :‬المؤمن هو الذي يصدق‬ ‫فهو مننالايمان ‪:‬التصديق ‪ .‬او يؤمنهم في القيامة عذابه فهو‬ ‫عباده وعده‬ ‫‪.‬‬ ‫الخوف‬ ‫من الأمان ضد‬ ‫نسبة الأمن والأمان إليه ‘‬ ‫والله تبارك وتعالى هو المؤمنن الذي يستحق وحده‬ ‫في الحقيقة والواقع ى فهو تبارك وتعالى الذي يهن الأسباب المحققة للأمن‬ ‫مزيلة‬ ‫فالأطعمة‬ ‫نفس ‏‪١‬النسان ‪...‬‬ ‫سكينة ف‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وبس لد أبوباواب ‏‪ ١‬لخوف ‪ 0‬ويوجد‬ ‫‪_ ١٧٥‬‬ ‫والحواس‬ ‫البدن ‪.‬‬ ‫دافعة عن‬ ‫والأعضاء‬ ‫حيطة للعطش“©‬ ‫‏‪ ٠‬والأشربة‬ ‫للجوع‬ ‫منذرة بما يقرب من المهلكات ‪ .‬وهكذا لا تحصن الانسان من هلاك الآخرة إلا‬ ‫كلمة الإيمان ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون آمنا على نفسه وماله وأنه يتخلّق‬ ‫بالأمانة والصدق لأن المؤمن لا يكذب ‪ .‬فهو حينئذ يحرص على أن يكون داعيا‬ ‫سببا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫حريصا جهده‬ ‫ا لمنكر ‘‬ ‫نا هيا عن‬ ‫آمرا بالمعروف ‪.‬‬ ‫للخير [‬ ‫لأمن الخلق من عذاب الله وعقابه عن طريق هداية الناس إلى صراط الله‬ ‫المستقيم‪ ،‬وإرشادهم إلى سبيل التجاة} وهذا العمل هو أشرف الأعيمال‪،‬‬ ‫ولذلك كانت وظيفة الأنبياء والمرسلين ‪.‬‬ ‫ههيمن قال تعال‪« :‬مراتةاىلاركرلاهو‬ ‫نتالة وشالتماننزمئانتهمنث »‬ ‫(ر‪٥٩‬‏ الحشر ‏‪)٢٣‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪ :‬المهيمن ‪ :‬الشاهد وهو من آمن غيره من الخوف‪.‬‬ ‫وقال الزجاج ‪« :‬يقال‪ :‬إن المهيمن الرقيب الحافظ ‪.‬‬ ‫فالمهيمن هو الرقيب على كل شيء الحافظ لكل شيع ‪ ،‬والله هو القائم‬ ‫على خلقه باطلاعه عليهم } وحفظه لهم ‏‪ ١‬واستيلائه عليهم ‪ ،‬والله هو المهنمن‬ ‫على كل أمر من أمور الخلائق © وعلى كل شيء من أسرارهم ‪ 9‬فهو تبارك وتعالى‬ ‫المشرف على كنه هذا العالم وما هناك من عوامل متصلة به‪ ،‬والمسؤول عنها‬ ‫بالرعاية والوقاية والصيانة ‪.‬‬ ‫وحظ الإنسان من هذا الاسم أن يسعى إلى السيطرة على قواه بتوفيق الله‬ ‫وعونه ‪ 6‬فيحبس نفسه عن الفوات ويقيدها بالطاعات‘ فيكون بذلك‬ ‫‪_ ١٧٦١‬‬ ‫مستحييا من اطلاع المهيمن عليه ورؤيته له‪ .‬وهذه هي المراقبة الحق‪.‬‬ ‫ومعناها يقين القلب باطلاع الرب جل جلاله ‪.‬‬ ‫العزيز‪ :‬قال تعال ‪« :‬هواتةالرىلارلَمَالَاهو‬ ‫المَيَالتدوشالسَكه لؤي التهتي ‏‪ ٨‬الهة ‪:‬‬ ‫‏‪)٢٣‬‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر‬ ‫جاء في لسان العرب ‪« :‬العزيز من صفات الله عز وجل‪ ،‬وأسيائه‬ ‫‏‪ ٠‬وقيل هو القوي الغالب كل شيء ‪.‬‬ ‫وهو الممتنع فلا يغلبه شيء‬ ‫الحسنى »‬ ‫وقيل ‪ :‬هو الذي ليس كمثله شيء‪ ». .‬فالعز حينئذ هو القوة والشدة والغلبة‬ ‫والرفعة والامتناع ‪.‬‬ ‫والعزيز هو المتفرد بالعزة } فهو لا يذل ولا يضام‪ ،‬ولا ترقى إلى حقيقته‬ ‫الخواطر أو الأفهام أو الأوهام [ والعزيز هو الذي لا يغلب ولا يُنال ‘ أو الذي‬ ‫لا مثيل له ولا نظير { أو الذي تشتد الحاجة إليه‪ ،‬أو هو الظافر الذي لا‬ ‫يقهر ‪ 5‬أو هو القادر القوي الذي لا يوصل إليه ‪.‬‬ ‫ولن يكون عزيزا إلآ إذا اجتمعت له هذه المعاني الثلاثة ‪ :‬يقل وجود مثله‪.‬‬ ‫وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه‬ ‫وقد جاء ذكر اسم العزيز في أكثر من ثيانين موضما في القرآن الكريم‬ ‫منها ‪ :‬قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫صم‬ ‫ر‬ ‫>‬ ‫>ے‬ ‫سى‬ ‫ممننيرت ؛‬ ‫» ولده [ لعِرَة و سُوله۔ وَللمُو‬ ‫‪)٨‬‬ ‫(‪ ٦٣‬المنافقون‪‎‬‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫‏‪(١٩‬‬ ‫‏) ‪ ٤٤‬النساء‬ ‫« يمومييتشرأااتالميزتفكغ ‪4‬‬ ‫وقوله‬ ‫‏(‪ ٢٧‬النمل ‏‪)٩‬‬ ‫ومعا ا‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫لجيم‬ ‫على‬ ‫‏‪(٢ ١٧‬‬ ‫‏) ‪ ٢٦‬الشعراء‬ ‫فامتتبم للذكر الحكيم يدرك أن الله جل جلاله قرن عزته بعلمه وحكمته‬ ‫ورحمته ومعفرته وقدرته تنبيها لعبادهإ ليدعوه باسمه العزيز مقترنا بالاسم الذي‬ ‫يصلح شأنهم ويقضي حوائجهم وليخافوا مقامه ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يدرك أنه لن يكون عزيزا ولن يوصف بهذه‬ ‫الصفة إلآ إذا كان يعتر بالله وحده ويعز أمر ربه بالسمع والطاعة ‪ . .‬فالعزيز‬ ‫من الناس حينئذ هو‪:‬الذي يمنع فيشكر ويبتلى فيصبر ‪.‬‬ ‫وقيل أيضا ‪ :‬هو من يحتاج إليه عباد الله في التوجيه إلى الخير © وإلى‬ ‫السعادة الأبدية ‪.‬ومثل هذا يقل وجوده ويصعب إدراكه؛ لأن هذه هي رتبة‬ ‫الأنبياء عليهم السلام } ورتبة من اقترب منهم مأنهل الصلاح ‪.‬‬ ‫الجبر قاد تعال ‪ « :‬هراتةاريىلارَهَرلاهر‬ ‫‪2‬‬ ‫۔_‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪777‬‬ ‫الححخا‬ ‫آلمَلُالْتْدُوشاسَلَمً لْمُؤَمنْالَمُهَنّمرث المربد الجَمَارُ ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر ‏‪)٢٣‬‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫جاء في تاج العروس ‪ :‬الجبر خلاف الكسر ‪ ،‬والمادة موضوعة لاصلاح‬ ‫الشيء بضرب من القهر ‪ .‬والجبار هو الله عز اسمه وتعالى وتقدس‪ ،‬القاهر‬ ‫خلقه على ما أراد من أمر ونهي ‪.‬‬ ‫وقال ابن الأنباري ‪ :‬الجبار في صفة الله عر وجل الذي لا ينال‪ ،‬وقيل‬ ‫الجبار العالي فوق خلقه‪ .‬وتبوز أن يكون من جبره الفقر بالغنى } وهو تعالى‬ ‫جابر كل كسير وفقير ‪ .‬وهو جابر دينه الذي ارتضاه له ‪.‬‬ ‫يقول الغزالي ‪ :‬إن الجبار في حق الله تعالى هو الذي تنفذ مشيئته على‬ ‫سبيل الإجبار في كل أحدك ولا تنفذ فيه مشيئة أحد‪ ،‬والذي لا يخرج أحد‬ ‫عن قبضته { وتقصر الأيدي دون حمى حضرته } فالله تعالى هو الجبار المطلق ؛‬ ‫لأنه يجبر كل أحد ولا يجبره أحد فهو قاصم ظهور الجبابرة ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم‪ ،‬وقد عرف أنه تعالى مصلح الأمور ث أن‬ ‫يتوخى أموره إليه‪ ،‬ويتوكل في جميع أحواله عليه‪ ،‬وإن أصابه خير علم أنه‬ ‫مسديه ومتحفه‪ ،‬وإن أصابه ضر علم أنه يزيله ويكشفه‪ ،‬فلا يخاف من‬ ‫اختلال أحواله وقلة ماله مع كثرة عياله‪٫‬‏ وضعف اختياله ثقة بلطفه‬ ‫وأفضاله ‪.‬‬ ‫المتكبر ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫الملك لْتدوشالسَلمالَمُومنالتسهمتمرث المرية‬ ‫الَجََارالْسُتَكَيَة ه‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر ‏‪)٢٣‬‬ ‫‪١٧٩١‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫لة‬ ‫ياويلك رَتالعتِدَ‬ ‫«‬ ‫الكذرت؛ فالسكوت والكض رهرالمرانتحَكذغ © ه‬ ‫‪)٣٧-٣٦‬‬ ‫‪٥٤‬ر(‪ ‎‬الجاثية‪‎‬‬ ‫وقال النبي يكل فيما رواه عن ربه عز وجل ‪ :‬قال ا له تعالى «الكبرياء‬ ‫ردائي ‪ 3‬والعظمة إزاري‪ ،‬فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار » رواه أحمد‬ ‫وأبو داود وابنماجه عن أي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪ :‬التكبر والاستكبار ‪ :‬التعظم ‪ 8‬وعن الأزهري‪ .‬أن «هذه‬ ‫الصفة لا تكون إلآ لله خاصة لأن الله جل وعز هو الذي له القدرة والفضل‬ ‫الذي ليس لأحد مثله ‪ ،‬وذلك الذي يستحق أن يقال له المتكير» ‪.‬‬ ‫والتاء في اسم «المتكبر» للتفرّد والتخصص لا تاء التعاطي والتكلّف‪.‬‬ ‫والمتكبر جل جلاله { ومعناه أانلهمتفرد بالعظمة والكبرياء المتعالي عن‬ ‫صفات الخلق ‪ ،‬المتكبر عن عتاة خلقه ‪ 3‬والبليغ الكبرياء والعظمة ‪،‬أو الذي‬ ‫تكر ع يوجب نقصا أو حاجة أو المتعالي عن ضفات المخلوقات بذاته‬ ‫وصفاته‪ ،‬أو المنفرد بالعظمة والكبرياء فلا كبرياء لسواه‪ ،‬أو ذو الجبروت‬ ‫وقيل‪ :‬هو اسم جامع ‪.‬‬ ‫والملكوت‪ ،‬أو المتقدس من الآفات‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون زاهدا في الدنيا متكبرا عليها راغبا ي‬ ‫الله وحده } وأن ناكره يتخلف بالذل والتواضع والانكسار للمتكبر جل جلاله‬ ‫على حد قول أحد الصالحين‪« :‬أحسن لباس العبد التواضع والانكسار» ‪.‬‬ ‫وليعلم ذاكر هذا الاسم أنه بقدر ما يكون ذليلا في عين نفسه يكون في‬ ‫‏‪ ١٨.‬س‬ ‫رلكيمكارنمة و[لر۔[۔ا له الاهوَ ككل تَتء‬ ‫« دة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪":‬‬ ‫‪7‬‬ ‫نوكيل ه‬ ‫ولم ت‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام‪)١٠٢ ‎‬‬ ‫وقال عز من قائل‪: ‎‬‬ ‫وَهُوَحَلَمَكُم اول مََووَللَتحَعُوَ ه‪‎‬‬ ‫(‪ ٤١‬فضلت‪)٢١ ‎‬‬ ‫‪ 4‬ڵ۔ ڵ۔ڵ۔‬ ‫‪ .‬ڵ۔‪.‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫لَمَدَ حَلَقكاا لسَمَوت يِوالأرض وما‬ ‫‪(٣٨‬‬ ‫(‪ ٥ ٠‬ق‪‎‬‬ ‫قال الزجاج ‪« :‬أصل الخلق في الكلام التقدير ؤ يقال ‪ :‬خلقت الشيء‬ ‫خلقا إذا قدرته ‪. . .‬فالخلق في اسم الله تعالى ‪ :‬هو ابتداء تقدير النشء ‪.‬‬ ‫ومنشئها‪ ،‬وهؤ متمّمها ‪ .‬ومدبرها‪. .‬‬ ‫فالله تعالى خالقها‪،‬‬ ‫۔‪١٨١ ‎‬‬ ‫‏(‪ ٢٣‬المؤمنون ‏‪6 )١٤‬‬ ‫« تَتَبَارلامَلحَسَرََُلقَبَ ه‬ ‫المحيط ‪« :‬وا لخالق في صفاته تعالى المبدع للشيء‬ ‫في القاموس‬ ‫وجاء‬ ‫المخترع له على غير مثال سابق ‪.‬‬ ‫وأصل الخلق التقدير © فالله تعالى باعتبار ما منه وجودها هو المقدر ‪.‬‬ ‫وباعتبار ايجاده لها على وفق التقدير هو الخالق‪ ،‬وقيل إن الخالق هو ‪4‬‬ ‫وقيل‪ :‬إ‬ ‫الأشياء من العدم‪ ،‬ثم يمدها بيا يهبه من الحركات والصفات‬ ‫قذر‬ ‫هو الذي‬ ‫الخالق‬ ‫إن‬ ‫المبدع لها ‏‪ ٠‬وقيل ‪:‬‬ ‫للاعيان‬ ‫المخترع‬ ‫هو‬ ‫الخالق‬ ‫الأشياء وهي في طوايا العدم } وكمُلها بمحض الجود والكرم ز وأظهرها وفق‬ ‫إرادته ومشيئته وحكمته ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن ذاكره تنطبع في نفسه صورة الوجود إجمالا‬ ‫وتفصيلا ‪ .‬ظاهرا وباطنا بقدر ما في قلبه من نور ‪ ،‬وفي ذلك يذكر القشيري‬ ‫أن من آداب من عرف أن الله سبحانه هو الخالق أن ينعم النظر في إتقان‬ ‫خلقه فتلوح بقلبه دلائل حكمته في صنعه فيعلم أنه خلق من نطفة بشرا‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ 0‬ورتب أجزا عه على أحسن تركيب وأ فضل ترتيب‬ ‫ركب أعضا‬ ‫‏(‪ ٢٣‬المؤمنون ‏‪)١٤‬‬ ‫قس ‪4‬‬ ‫اركانه ح }]‬ ‫‪:‬‬ ‫وهكذا يتحول ذاكر هذا الاسم من ملاحظة المصنوع إلى قدرة الصانع ‪6‬‬ ‫وتتجلى في مشاهدة الخلائق روعة عظمة الخالق‪ .‬حتى إذا نظر الإنسان إلى‬ ‫مواهب‬ ‫من‬ ‫وكلا ذكر اسم الخالق شاهد العجيب‬ ‫وجد الله عنده‬ ‫شيء‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫اليارىى ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫عل ‪.‬‬ ‫وم‬ ‫مم‬ ‫هراتَدالحَللق البارئ آلمُصَوَر ه‬ ‫س‬ ‫رم ے إ مے‬ ‫‏‪)٢٤‬‬ ‫(ر‪٥٩‬‏ الحشر‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫كنتم آأنفسكم‬ ‫وإذ قَالَ موسى لمَومه سيقوم اد‬ ‫بإلاريكمكافنلواأنشسَكم كلكم‬ ‫آتجر‬ ‫م‬ ‫‪4‬‬ ‫عند باريكم قَتابَعَلَيَكمرنَههُوَالتَوَا التي ه‬ ‫حَعرا‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٥ ٤‬‬ ‫قال الزجاج ‪« :‬يقال ‪ :‬برأ الله الخلق © فهو يبرؤهم برءا ‪ :‬إذا فطرهم‬ ‫والبرء ‪ :‬خلق على صفة ‪ ،‬فكل مبروء مخلوق ‪ ،‬وليس كل مخلوق مبروءا ‪ ،‬وذلك‬ ‫لأن البر ء من تبرئة الشيء من الشيء‪ ،‬من قولهم‪:‬برأت من المرض وبرئت‬ ‫من الذين أبرأ منهم } فبعض الخلق إذا فصل من بعض سمي فاعله بارئا ‪.‬‬ ‫والبارئ في حق الله تعالى تعني إيجاد الأشياء بريئة من التفات أو تعني‬ ‫إيجاد الأشياء وتركيبها ني إطار من الانسجام الذي يمكن لا فيه أن تعيش ©‬ ‫أو تعني المميز للأشياء بعضها من بعض بالأشكال المختلفة‪ ،‬أو هو المعطي‬ ‫كل مخلوق صفته التي علمها له في الأزل © بارئ السم من العدم إلى الوجود©‬ ‫وخالقها بريئة من التنافر المخل بالنظام ‪.‬‬ ‫ومادة «البارئ» تذكرنا بقول الله جل جلاله في سورة المنة ‪:‬‬ ‫مم س۔ ] ر ے‬ ‫تيك هرحَرالعرتّة‬ ‫ے ‪-‬‬ ‫ل إت آ لَنبَ امنوا وعملوا آلمَمحْتِأ‬ ‫(‪ ٩٨‬البينة‪)٧ ‎‬‬ ‫_ ‪_ ١٨٢‬‬ ‫والبرية هي الخلق © والبراية بضم الباء شيء بين الخلق والتصوير ‪ ،‬والتصوير‬ ‫مسبوق بالتقدير والبراية بينهما ‪.‬‬ ‫ويتجلى حظ العبد من هذا الاسم من خلال قول أحد الصالحين ‪« :‬إذا‬ ‫أردت أن تفوز بسر هذا الاسم الشريف فاسأل الأشياء متدبرا لها وقل‪ :‬من‬ ‫أنت ؟ وأين كنت؟ فستقول لك بلسان حالها ‪:‬أنا العدم } وليس لي وجود‬ ‫ولكن بنور البارئ تم لي الصعود ‪ .‬فوجودي حجاب عند أهل الغفلة ‪ .‬وراح‬ ‫فتبين الحق‬ ‫يقظة ‪ 4‬من رأى أثرا بارزا هام في جمال المؤثر‬ ‫وريحان عند أهل‬ ‫للعاقل المفكر ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ :‬قال تعالى‬ ‫المصور‬ ‫هراتةالحَيالارئالْمُصَوَد ه‬ ‫‏‪)٢٤‬‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫هوالَزىيصَوَزحضم فالْكَرَمَاوكنْتَمَكا؛ ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)٦‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪« :‬في أسيء الله تعالى المصور وهو الذي صور جميع‬ ‫الموجودات ورتبها فاعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميّز بها‬ ‫على اختلافها وكثرتها» ‪.‬‬ ‫وجاء في تاج العروس ‪ :‬هالصورة ‪ :‬الشكل { والهيئة‪ .‬والحقيقة‪.‬‬ ‫ومزينها بحكمته ‪ ،‬فهو المعطي‬ ‫والصفة» ‪ .‬والمصور هو مبدع صور المخلوقات‬ ‫كل مخلوق صورته على ما اقتضته حكمته الأزلية‪ .‬وقيل‪ :‬هو المبدع لصور‬ ‫‏‪ ١٨٤‬س‬ ‫الموجودات وكيفياتها كيا أراد ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الذي صور جميع الموجودات ورتبها۔‬ ‫فأعطى كل شيء منها صورة خاصة وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها‬ ‫وكثرتها‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الذي صور الأشياء وعدها وألبسها حلل الكيال ‪ 6‬وأعطى‬ ‫كل موجود صورة تناسبه وجبل الانسان في أحسن صورة } قال تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪)٣‬‬ ‫‏(‪ ٦٤‬التغابن‬ ‫»‬ ‫حه۔ضور‬ ‫صك قدةل ۔‬ ‫ال ووصو‬ ‫والتصوير في حق الله تعالى من صفات الفعل‪ ،‬والمتأمل في تركيبة العالم‪،‬‬ ‫وتناسق‬ ‫تناسب‬ ‫ما فيها من‬ ‫العالم يدرك‬ ‫صغير وكبير داخل هذا‬ ‫كل‬ ‫صورة‬ ‫ولي‬ ‫يوحيان بأن الكل من تصميم المصور الذي وهب لكل مخلوق الصورة التي‬ ‫ويلاحظ بعض أهل ا لصلاح أن صفة ا لحسن مع ا لصورة ميز سها الله‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى الانسان على جميع ما خلق وفي ذلك يقول عز وجل‬ ‫‏(‪ ٦٤‬التغابن ‏‪)٣‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ححسَضرور‬ ‫وصورك رفَل‬ ‫‏‪(٤‬‬ ‫‏(‪ ٩ ٥‬الن‬ ‫لمد حَلَقنَاالاننَف لحسن تنويم ‪:‬‬ ‫إ‬ ‫ويقول ‪:‬‬ ‫ولم يقل سبحانه مثل هذا في غيره ‪.‬‬ ‫ويذكر الأصفهاني في المفردات أن الصورة تتعلق بالمحسوس والمعنوي ©‬ ‫فالملحسوس يدركه الخاصة والعامة‪ .‬أما المعنوي فلا يدركه إلآ الخاصة ‪.‬‬ ‫ولذلك فكيا يظهر حسن التصوير في البدن عند الانسان تظهر حقيقة الحسن‬ ‫أتم وأكمل في باب الأخلاق‪ .‬ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الخلق ‪ .‬حيث‬ ‫عليه بحسن‬ ‫النعمة كا ‪7‬‬ ‫وسلم بشيء من‬ ‫‏(‪ ٦٨‬القلم ‏‪)٤‬‬ ‫ل وََكَلَعَل خل عَظِيم ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫صور الأخلاق وا لطباع ‪ .‬وجلت‬ ‫ا لأبد ان وا لأجسام تتعدد‬ ‫صور‬ ‫وكا تتعد‬ ‫عظمة الخالق البارئ المصور ‪.‬‬ ‫ويقرر الغزالي أنَ حظ العبد من اسم «المصور» هو أن حصل في نفسه‬ ‫صورة الوجود كله‪ ،‬على هيئاته وترتيبه‪ ،‬كأنه ينظر إليها‪ ،‬ثم ينزل من الكل‬ ‫إلى التفصيل‪ ،‬فيشرف على صورة الانسان من جهة بدنه وأعضائه‪ ،‬فيعلم‬ ‫أنواعها وعددها وتركيبها‪ .‬والحكمة من خلقها وترتيبها‪ ،‬ثم يشرف على صفاته‬ ‫يعرف‬ ‫مها إدراكاته وإراداته ‪ .‬وكذلك‬ ‫المعنوية ومعانيه الشريفة التى تكون‬ ‫صورة الحيوانات وصور النبات ظاهرا وباطنا بقدر ما في وسعه‪ .‬وعلى هذا‬ ‫المنوال يسعى العبد في التعرض لفيضان رحمة الله تعالى عليه } فإن الله لا يغير‬ ‫ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ‪ .‬ولذلك قال صلوا ت الله وسلامه عليه ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ألا فتعرضوا لها‬ ‫رحمته }‬ ‫من‬ ‫لله في أيام دهركم نفحات‬ ‫«إن‬ ‫والحقيقة أن من يقف عند دعوة الغزالي إلى مثل هذا التأمل وإلى ما وصله‬ ‫العلم الحديث فييا يتعلق بعالم الانسان والحيوان والنبات والجهاد لا يسعه إلآ‬ ‫أن يخر ساجدا لعظمة الله تعالى الذي خلق وصور } ولا شك أن هذا‬ ‫ينعكس على سلوكه‪ ،‬وكم من متأمل تحول من دائرة الكفر إلى دائرة الايمان‬ ‫الذي ليس بعده إيمان ‪.‬‬ ‫وقد ذكر ابن حجر العسقلاني ‏(‪ )١٤٤٩/٨٥٢‬في كتابه «فتح الباري؛‬ ‫الفرق بين الخالق والبارئ والمصور ‪ ،‬فنقل عن الطيبي وهم من قال إن‬ ‫الألفاظ الثلاثة مترادفة؛ لأن الخالق من الخلق‪ ،‬وأصله التقدير المستقيم ‪8‬‬ ‫ويطلق على الابداع ‪ ،‬وهو إيباد الشيء على غير مثال كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫وعلى التكوين كقوله ‪:‬‬ ‫حَلىَالَمَوَ الارض ه‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪)٣ ‎‬‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫ر‪١٦‬‏ التحل ‏‪)٤‬‬ ‫« علو الإن ينتطمَة »‬ ‫والبارئ من البرء‪ ،‬وأصله خلوص الشيء عن غيره إما على سبيل النصي‬ ‫منه‪ .‬وعليه قولهم ‪ :‬برئ فلان من مرضه‪ .‬والمديون من دينه‪ .‬ومنه استبرأت‬ ‫الجارية ‪ .‬وإما على سبيل الإنشاء ‪ .‬ومنه ‪ :‬برأ اللله النسمة ‪ . .‬والمصور مبدع‬ ‫‪.‬‬ ‫صور ‏‪ ١‬لمخترعات [ ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة‬ ‫وبارئه‬ ‫فالله خالق كل شيء بمعنى أنه موجده من أصل ومن غير أصل‬ ‫صورة‬ ‫الحكمة على غير تفاوت ولا اختلال ‪ .‬ومصوره ف‬ ‫ما اقتضته‬ ‫بحسب‬ ‫يترتب عليها خواصه ويتم بها كياله‪.‬‬ ‫والثلاثة من صفات الفعل الآ إذا أريد بالخالق المقدر فيكون من صفات‬ ‫الذات‪ .‬لأن مرجع التقدير إلى الارادة‪ .‬وعلى هذا فالتقدير يقع أولا ؤ ثم‬ ‫الإحداث على الوجه المقدر يقع ثانياؤ ثم التصوير بالتسوية يقع ثالثا ‪.‬‬ ‫الفقار ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫« وتنساب منيل سَيعاغمَلمدَى »‬ ‫مسے‬ ‫صے ص‬ ‫صے ‪ ,‬مے مص‬ ‫ممصے‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪71 39‬‬ ‫س‬ ‫سے م‬ ‫(‪ ٢٠‬طه‪)٨٢ ‎‬‬ ‫وقال‪: ‎‬‬ ‫والأرض وَمَانهماالمزيرالْمَمر ‪4‬‬ ‫رَبالَموَ‬ ‫مهري‬ ‫مه س‬ ‫مرو م و‪-‬‬ ‫سے م‬ ‫‪,2‬‬ ‫رم‬ ‫ے۔۔ ۔‬ ‫‏‪ ٨‬م‪,‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪)٦١٦‬‬ ‫‏(‪ ٣٨‬ص‬ ‫» كرير لاجرمستىالاهُوالصريرالْعَضر ه‬ ‫‪.‬وث؟ ‪.,‬‬ ‫محم‬ ‫ى قح‬ ‫‪7‬‬ ‫ّ‬ ‫ود س‬ ‫وقال‬ ‫‏‪ ٣٩‬الزمر ‏‪)٥‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫مَتتاستَعَفرُوارتَكمإِتَةكاعَتَرَا ‪4‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٧١‬نوح ‏‪)١٠‬‬ ‫أصل الغفر في الكلام ‪ :‬الستر ‪ ،‬والتغطية ‪ ،‬يقال‪ :‬اصبغ ثوبك‪ ،‬فهو‬ ‫أغفر لليسخ ‪ 3‬أي أجمل له‪ 5‬وأستر‬ ‫ومعنى الغفر في الله © سبحانه ‪ 5‬هو الذي يستر ذنوب عباده‪ ،‬ويغطيهم‬ ‫بستره ‪ 5‬كيا جاء في الدعاء‪« :‬يا ستار استرنا بسترك الحسن الجميل» ‪.‬‬ ‫والمغفرة من الله تعالى ستره للّنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته { لا بتوبة‬ ‫العباد وطاعتهم } وإن كانت التوبة واجبة ‪ .‬والغقار هو الذي أظهر الجميل‬ ‫وستر القبيح في الدنيا‪ .‬وتباوز عن عقوبته في الآخرة ‪ .‬وهو الذي يغفر الذنوب‬ ‫ويستر العيوب ‪ ،‬ويمحو الذنوب بالتوبة‪ .‬وهو الذي يقبل التوبة عن عباده‪3‬‬ ‫بفضله الواسع‬ ‫ويفرح بتوبتهم ‪ .‬ويعفو عن السَّثات ويبدلها حسنات‬ ‫العظيم ‪.‬‬ ‫فسبحان الغفار الذي سترمقابح ]أبداننا ول يظهر منا إلآ الحسن الجميل ‪6‬‬ ‫وسبحانه الغفار الذي جعل مستقر خواطرنا المذمومة وإرادتنا القبيحة في‬ ‫أعاق بواطننا حتى لا يطلع أحد على سترنا‪ . .‬وصدق من قال ‪« :‬إنَنا لو‬ ‫تكاشفنا لما تدافتا» ومكننا من ألآ نظهر من هذه الخواطر إلا ما جمل { ومن‬ ‫ضل سواء السبيل يسقط في مهاوي الرذيلة ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يستغفر أناء الليل وأطراف التهار ‪.‬‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫مستحضرا حديث رسول الله يلة ‪« :‬من لزم الاستغفار جعل الله له من كل‬ ‫وبيا أن‬ ‫هم فرجا ‪ .‬ومن كل ضيق مخرجا‪ ،‬ورزقه من حيث لا يحتسب©»‪،‬‬ ‫الفقار يستر عيوبه‪ .‬ويتجاوز عن ذنوبه‪ ،‬فليعمل على عدم تتبع عورات‬ ‫الناسك وأن يستر ما عرف منها‪ ،‬وأن يعفو عنهم وأن يقابل السيئة بالحسنة ‪.‬‬ ‫وبذلك يتجلى له بفضل الله قبس من نور هذا الاسم العظيم ‪ .‬وما أجمل أن‬ ‫الانسان ألآ يرى من الناس إلا ما جمل‪ . .‬وقد روي عن عيسى عليه‬ ‫يسعى‬ ‫السلام أنه مر مع الحواريين على كلب ميّت قد غلب نتنه‪ ،‬فقيل‪ :‬ما أنتن‬ ‫هذه الجيفة ‪ .‬فقال عيسى عليه السلام ‪ :‬ما أحسن بياض أسنانه ‪ .‬تنبيها على‬ ‫أن الذى ينبغي هو أن تذكر من كل شيء ما هو أحسن ‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫القهار‬ ‫« عاريات مرورك حَندأرأتَُآلوَمدالقَمَاُ »‬ ‫‪ :‬ق ال حلل شء وهُوَالوَدالْمَمَر ه‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ١٣‬العد ‏(‪)١٦‬‬ ‫وقال‬ ‫> ‪2‬ے ر‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫۔ &‬ ‫س‬ ‫وَبَرزواَالوَحرالقَمَار ‪4‬‬ ‫۔۔‬ ‫‏(‪ ١٤‬إبراهيم ‏‪) ٤٨‬‬ ‫« زإتمآآتاشزةومامنيتويكاتنانمنالتَمَار ‪4‬‬ ‫وقال‬ ‫‏‪(٦٥‬‬ ‫‏(‪ ٣٨‬ص‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫مكنه هوامدالرتمذالتهكاز ‪4‬‬ ‫وقال‬ ‫‏(‪ ٣٩‬الزمر ‏‪) ٤‬‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقا ل‬ ‫الملك الرديتراليرالتَمَار ‪4‬‬ ‫«‬ ‫م «‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ ٤٠‬غافر ‏‪)١٦‬‬ ‫قال الزجاج ‪:‬القهر في وضع العربية ‪ :‬الرياضة © والتّذليل‪ .‬يقال ‪ :‬فهر‬ ‫فلان الناقة‪ :‬إذا راضها وذللها‪ . . .‬والله تعالى‪ ،‬قهر المعاندين بيا أقام من‬ ‫الآيات‪ .‬والدلالات على وحدانيته‪ .‬وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه‪ ،‬وقهر‬ ‫الخلق كلهم بالموت ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬القهر الغلبة والأخذ من فوق‪ ،‬والقار من صفات‬ ‫الله عر وجل‪ . .‬قال الأزهري ‪ :‬والله القاهر القهار قهر خلقه بسلطانه وقدرته‬ ‫وصرفهم على ما أراد طوعا وكرها ‪.‬‬ ‫والقار في حق الله تعالى هو الذي لا يطاق انتقامه‪ ،‬مذل الجبابرة‪ .‬قاصم‬ ‫عند صولته صولة المخلوقين‬ ‫طاحت‬ ‫الملوك والأكاسرة ‪ .‬هو الذي‬ ‫ظهور‬ ‫وبادت عند سطوته قوة الخلائق أجمعين© إذا سلمنا له ما يريد كفانا ما نريد‬ ‫وإن لم نسلم له ما يريد أتعبنا فيما نريد ثم لا يكون إلآ ما يريد‪ .‬وقيل‪ :‬هو‬ ‫الذي يقصم ظهور الجبابرة من أعدائه ‪ .‬فيقهرهم بالإماتة والإذلال‪ ،‬ولا‬ ‫موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته عاجز في قبضته ‪.‬‬ ‫والقهَار ‪ -‬كيا يقول بعض العارفين هو الذي قهر الكقار بظهور آياته‪.‬‬ ‫وقهر المعاندين بظهور بيّناته‪ .‬وقهر قلوب أحبابه على العكوف ببابه‪ ،‬فأنسوا‬ ‫بجنابهك قهر الروح وهي نور فسخّرها للجسم وهو ظلام ‪ 3‬قهر العناصر‬ ‫فألف بين الحار والبارد‪ ،‬والرطب واليابس قهر العباد بالموت ‪.‬‬ ‫ل( ‏‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٨‬‬ ‫ع‬ ‫رم‬ ‫إ۔‬ ‫ع‬ ‫هه‬ ‫أم‬ ‫» وهُوَاللَمَاهرفَوفَعباده۔ وهوا‬ ‫بالجوع والأمراض ‪.‬‬ ‫قهر الانسان‬ ‫الطين ‘‬ ‫لادم وهو من‬ ‫قهر الملائكة بالسجود‬ ‫‪١٩١.‬‬ ‫حتى يذل لرب العالمين قهر جميع الخلائق حتى تفرد بالعزة الشاخة‪ ،‬قهر‬ ‫الانسان بالتوم على رغم أنفه © ولولا تحبليه بالقهر ما خضعت النفوس ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يقهر أعداءه وأولهم نفسه التي هي بين‬ ‫جنبيه ‪ 0‬فيقهر شهواتها وخظوظها التي يمكن أن تضله{ ومن أمات شهواته في‬ ‫حياته عاش في مماته ‪ .‬وأرفع درجة من درجات قهر النفس على الحق‪ .‬هى‬ ‫لوت في سبيل الله ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪. ٥‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪7‬‬ ‫«ولا حالت فيلواؤ سبيلاتءاموتابلأحيَآ‪٤‬عِندرَبَهمرَرََونَ‏ ‪4‬‬ ‫كرته‬ ‫‏‪1٤‬‬ ‫‪ 7‬آ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫رد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫الواب‬ ‫رَبََالاترخ فَلُوبَابمَدَرِة هَدَيتََاوبلامن لدنك رحمة إ‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫ل آعندَهُرحَرَاينرَمَةرَيكَالعَزيرالوَمَاي ‪4‬‬ ‫ح‬ ‫سص ‪2‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫و ۔ س‬ ‫(‪ ٣٨‬ص‪)٣٥ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والأعراض‪‎‬‬ ‫الأغراض‬ ‫الحبة العطية الخالية عن‬ ‫‪:‬‬ ‫العرب‬ ‫لسان‬ ‫ف‬ ‫وجاء‬ ‫فإذا كثرت سمي صاحبها ومُابا وهو من أبنية المبالغة‪. ‎‬‬ ‫‪١١٦١١‬‬ ‫وجاء في تاج العروس ‪ :‬ومن أسائه تعالى الوتماب } وهو المنعم على‬ ‫العباد وفي النهاية ‪ :‬وهو فى صفته تعالى يدل على البذل المّامل والعطاء‬ ‫الدائم بلا تكلف ولا غرض ولا عوض ‪.‬‬ ‫ويذكر الرازي أن المشائخ قالت ‪ :‬الومماب من يكون جزيل العطاء‬ ‫والتوال‪ ،‬كثير المنَ والإفضال واللطف والإقبال‪ ،‬يعطي من غير سؤال ‪ ،‬ولا‬ ‫يقطع نواله عن العبد في حال‪ .‬والومُاب هو الذي يبدا بالعطيّة‪ .‬وهو‬ ‫الأيادي العلية ‪.‬‬ ‫صاحب‬ ‫والله تعالى ومماب لأنه كثبر الطف والإقبال‪ ،‬عظيم المن والتوال‪ ،‬يعطي‬ ‫قبل السؤال ث ويسب خصائص الجود والإفضال‪ ،‬وهو كثير العم ‪ ،‬دائم‬ ‫العطاء يعطي كل محتاج ما يحتاج إليه‪..‬‬ ‫والله تعالى هو الذي يهب المستحق وغير المستحق ‪ ،‬ويهب المؤمن والملحد‬ ‫ويهب الصالح والفاسد ‪ .‬ويهب نعا لا يمكن إحصاؤها وإن أمكن عدها‪.‬‬ ‫غ‬ ‫»‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ون تَسْذُأشمَة اللله لا ضوحا ه‬ ‫‏(‪ ١٦‬النحل ‏‪)١٨‬‬ ‫والعدً هو ذكر الأرقام ‪ 5‬أما الإحصاء فمعرفة أسرارها أيضا‪ ،‬تقوم العقيدة‬ ‫الاسلامية على أن الومماب بحق هو الله ‪ .‬فخزائنه سبحانه بلا نهاية ولا حد‪.‬‬ ‫‏(‪ ٣٨‬ض ه‪)٩١‬‏‬ ‫« أََعندهرحَرَاينرَمَةريكَالْعَريرالوَمَاب هه‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أنه إذا عرف أن ربه هو الوتماب أن لا يرفع‬ ‫حوائجة إلآ إليه‪ ،‬ولا يتوكل في جميع أموره إلآ عليه‪ ،‬وأن يسعى إلى أن يكون‪.‬‬ ‫ومُابا للعباد ما يحتاجون إليه‪ ،‬شاكرا لنعيمه تعالى عليه‪ ،‬كثير الحياء من اللة‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫الززاق ‪ :‬قال تعالى «نَنَهَهُوالََقذُوالْشَْدالََتِين ‏‪٩‬‬ ‫‏‪)٥٨‬‬ ‫‏(‪ ٥ ١‬الذاريات‬ ‫جاء في القاميس المحيط ‪ :‬الرزق بالكسر ما ينتفع به‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬الرازق والرّزاق في صفة الله تعالى‪ ،‬لأنه يرزق‬ ‫الحلق أجمعين وهو الذي خلق الأرزاق‪ .‬وأعطى الخلائق أرزاقها وأوصلها‬ ‫إليهم" وفعال من أبنية المبالغة ‪ .‬والأرزاق نوعان ‪ :‬ظاهرة للأبدان كالأقوات ©‬ ‫باطنة للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم ‪.‬‬ ‫الرزاق هو الذي تولى خلق الأرزاق وتكمل بتوصيلها إلى أفواه‬ ‫اللخلوقات‪ ،‬وخلايا الأجساد وكل ما على الأرض من مخلوقات تحتاج إلى‬ ‫الطعام لتجيش‪ ،‬والله هو خالق الطعام ‪ 3‬وكل ما على الأرض يستمد طاقته‬ ‫من الشمس ‪ ،“.‬والله هو خالق النمس & وكل الآلهة البشرية التي صنعتها‬ ‫أوهام البشر لم تزعم لنفسها أنها ترزق أحدا ‪:‬‬ ‫وح‬ ‫ِ‪2‬‬ ‫ح۔صسہ‬ ‫ع‬ ‫رم<‬ ‫سہ‬ ‫سم‬ ‫ر‬ ‫‪ 2‬و‬ ‫ح‪-‬‬ ‫‪ .‬سص‬ ‫<‬ ‫له لاهو ٭‬ ‫ل هلمنخللق غيرالله رَزَفَكممَرَالَمَا الارض‬ ‫(‪ ٣٥‬فاطر‪)٣ ‎‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الرزاق هو الذي يمد بفضله كل كائن بيا يحفظ مادته وصورته‪‎‬‬ ‫فيمدً العقول بالعلوم ‪ 5‬والقلوب بالفهوم } والأرواح بالتجليات‪ ،‬والأبدان‪‎‬‬ ‫بالأغذية ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الرزاق هو الذي غدى نفوس الأبدان بتوفيقه إ وجلى قلوب الأخيار‬ ‫بتصديقه ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يعلم أن ربه لا شريك له في رزقه‪ .‬كيا لا‬ ‫شريك له في خلقه فهو يرجع إليه في جليل الرزق ودقيقه‪ ،‬وأن يرضى‬ ‫‪_ ١٩٣‬‬ ‫بقسمة الرزاق الوتماب‪ ،‬وإن بعل يده خزانة لربه‪ 5‬كيا أمر الله تعالى في‬ ‫« الكاتا‬ ‫س۔ے ۔ ه ه‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قوله‬ ‫مشرفا تتميتتواركان بت تل تَرَامًا ©‬ ‫(‪ ٢٥‬الفرقان‪)٦٧ ‎‬‬ ‫وعلى من أدرك أن ا له هو الرزاق ألآ يكون متواكلا ‪ .‬بل لن يكون إلآ‬ ‫متوكلا على الله ‪ 5‬والتوكل أن تأتي بالأسباب ‪ ،‬وأن تتيقن أن الله وحده هو‬ ‫الرزاق ذو القوة المتين ‪.‬‬ ‫وهذا حديث الرسول عليه السلام يبين ذلك ‪« :‬لو أنكم تتوكلون على‬ ‫الله حق توله لرزقكم كيا يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا» ‪.‬‬ ‫وصدق من قال ‪« :‬وماذا تصنع الطيور ؟ هل تنام في أكنانها بلا سعي أو‬ ‫عمل؟ لا ‪ .‬بل هي تغدو في الصباح خالية البطون ‪ ،‬وتظل تطير بأجنحتها‪.‬‬ ‫وتضرب في افاق الجو بطاقاتها‪ ،‬وتسعى وتكدح ‘ وتتجمع من هنا وهناك‪ ،‬حتى‬ ‫ترجع في آخر النهار ©‪ .‬وقد نالت جزاء سعيها وكفاء جهدها» ‪ .‬د‪ .‬أحمد‬ ‫‏‪. ١١٩‬‬ ‫الشرباصي‪ :‬موسوعة له الأسياء الحسنى ‪ .‬ص‬ ‫واعلم أنك لن تكون متوكلا على الله تعالى في ر زقك إلآ إذا أدركت أن‬ ‫الله تعالى هو الذي خلق الأسباب والوسائل الموصلة إلى الغايات فإن أنت‬ ‫أخذت بالأسباب واستنفدت جهدك فيها فإنك تكون قد صدقت في‬ ‫توكلك‪ ،‬لتقبّلك ما هيأ لك ربك من أسباب ووسائل‪ .‬ولانتفاعك بي يسر‬ ‫خالقك الكريم من طرق ومسالك ‪.‬‬ ‫فيا رزاق احفظنا من الغرور بالأرزاق ‪ .‬واجعلنا مقبلين عليك بالأشواق‪6‬‬ ‫إنك على كل شيء قدير ‪.‬‬ ‫‪_ ١٩٤‬‬ ‫الفتاح ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫۔مو‪ ٠‬ر۔ه‏ ۔ے۔ ‪ ,‬ومحم۔‬ ‫« ق‪7‬ل معيارا نمَيفَتَحََايالحَىَ وَهوَالفتَاخالعليمُ ‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫س س‬ ‫مح‬ ‫ر‬ ‫۔ و۔و۔‬ ‫۔۔ح<‬ ‫مص‬ ‫إ'‬ ‫۔<۔۔‬ ‫۔۔ ۔۔و‬ ‫‪4‬‬ ‫‏(‪ ٣٤‬سبأ ‏‪)٢٦‬‬ ‫جاء في تاج العروس ‪ :‬الفتح ‪ :‬التصر ‪ ،‬ويقال للقاضي ‪ :‬الفتاح لأنه‬ ‫يفتتح مواضع الحق ‪ .‬قال الأزهري ‪ :‬والفتاح في صفة الله تعالى الحاكم ‪.‬‬ ‫وقال ابن الأثير ‪ :‬هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده‪ .‬وفتح‬ ‫عليه ‪ :‬علمه وعرفه ‪.‬‬ ‫عسير‬ ‫والفتّاح هو الذي يفتح مغلق الأمور ‪ .‬ويكشف الحقائق ‪7 3‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشؤون ‪ 7‬بيده مقاليد السملوات والأرض‬ ‫« وَعندسمَقاتخانتتبلابتتمهاآرلاهوربنتداق‬ ‫رس‪>-.‬‬ ‫‪,‬۔ س‬ ‫سو لس‬ ‫س‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫‪ .‬س ‪-2‬س ے۔م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬ه‬ ‫ے۔م‬ ‫حس ۔ آ س ر‬ ‫س ‪١‬‬ ‫مر‬ ‫العرو لبحر وَمَاتسقط من ورقة إلايعلمها ولاحَبَة‪‎‬‬ ‫ف ظلك الأرض رلارظبكلايايسيلافكتب ميين ©‬ ‫و‪‎‬‬ ‫َِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫سص‬ ‫سر‪٠ ‎‬‬ ‫ے۔‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫سر‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪(٥٩‬‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام‪‎‬‬ ‫فيحي مها‬ ‫الأمطار ش‬ ‫فينزل‬ ‫الرزق‬ ‫يفتح أبواب‬ ‫المفتاح ئ‬ ‫فهو الفتاح وعنده‬ ‫ليطهرها من كل داء }‬ ‫الأفطار ث ويفتح البلاد بالأنبياء ‪ .‬فيشرق نو ر الحق‬ ‫ويفتح مغلق القلوب فيملأها بآنوار ا له ‪ 3‬فتسبح في الانس والفوز ‪.‬‬ ‫والفتاح هو الذي يفتح على عباده أسرار الكون والحياة‪ ،‬وهو الذي يفتح‬ ‫مغاليق العلوم والفنون‪ ،‬وهو الذي يفتح في الأرواح نوافذ على الأسياء الحسنى‬ ‫الفتح [ والفتح‬ ‫الخلائق لأن الفتاح مبالغة من‬ ‫والصفات ‪ .‬وهو الحاكم بن‬ ‫‪١١٩١٥‬‬ ‫هو الحكم & كيا أن الفتاح هو الناصر كيا في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫( الأنفال ‏‪)١٩‬‬ ‫» إِنتسََفَيحُوائََذ اضم التح ه‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون حسن الانتظار لوجود لطف الله ‪.‬‬ ‫دائم الترقب لحصول فضله{ مستديم التطلع لنيل كرمه } تاركا للاستعجال‪.‬‬ ‫راضيا بيا جرى به قضاء ربه ‪.‬‬ ‫ويروى في مأثور القصص الذيني أن رجلا كان يؤذن للإمام علي كرم الله‬ ‫وجهه ي مسجده ‪ .‬وكانت جارية تخرج من الدار تستسقي الماء مبكرة ئ فيقول‬ ‫المؤذن‪ :‬إتي أحبك‪ .‬فشكت للى الإمام قائلة‪ :‬إن هذا المؤذن يقول لي إني‬ ‫أحبك‪ .‬فقال لها الإمام‪ :‬قولي له وآنا أيضا أحبّك فيا بعد هذا؟ فقالت‬ ‫بعد هذا نصبر حتى يحكم الله بيننا‪ .‬فذكرت ذلك‬ ‫الجارية ذلك فقال‪:‬‬ ‫للإمام‪ ،‬فاستدعى الرجل وسأله عن القصة فصدقه{} فجمع بينه وبين‬ ‫الجارية بسنة الله قائلا له ‪ :‬قد حكم الله بينكيا ‪.‬‬ ‫ومن أراد أن يكون له الحظ الوافر من نور اسم «الفتاح» فعليه بحسن‬ ‫الاقتداء برسول الله يلة } فإن الاهتداء بطريقته تفتح أمام الصادق المخلص‬ ‫أبواب الفتوح والرضوان ‪.‬‬ ‫القليم ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫« قالا مُنحتكلايلم كارلا مَاعلَمتتانَكآَالعيياخكيغ ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٣٢‬‬ ‫_‬ ‫‪١٩١٦١‬‬ ‫ه‬ ‫توكل‬ ‫>‬ ‫ا` « إِرَأللَهَ‬ ‫وقال تغالى ‪:‬‬ ‫‏‪)٦٢‬‬ ‫‏‪ ٢٩( .‬العنكبوت‬ ‫ِ‬ ‫يالْمُتَقيرس ه؛‬ ‫وآانه علي‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣‬ال عمران ‏‪) ١١٥‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٢٤٦‬‬ ‫«ووإتةعيغييير »‬ ‫وقل تعاف ‪|:‬‬ ‫وغيرها كثير من كتاب الله العزيز ‪.‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪« :‬من صفات الثه عرَ وجل العليم والعالم والعلم ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬‬ ‫قال اله عر وجل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣٦‬يس ‏‪)٨١‬‬ ‫وموال ئالتلي »‬ ‫ل ‏‪ ٦١‬الأنعام ‏‪)٧٣‬‬ ‫« عم الموالمدة هه‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣٤‬سبا ‏‪(٤٨‬‬ ‫ل علم نوب »‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫فهو الله العالم بما كان وما يكون قبل كونه وبيا يكون وليا يكن بعد ۔ قبل أن‬ ‫يكون لم يزل عالما بيا كان وما يكون‪ ،‬ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في‬ ‫الاء سبحانه وتعالى! أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرهاإ دقيقها‬ ‫وجليلها على أتم الامكان ‪.‬‬ ‫والعليم في حق الله تعالى هو الذي وسع علمه كل شيء‪ .‬وأحاط علمه‬ ‫بكل شيء‪ .‬ولم يفلت من علمه شيء‪ ،‬وكل ما على الأرض من علم وعلاء ©‬ ‫هو خلق من خلق الله تعالى‪ .‬أوجدهم ابتداء ويسّرهم للعلياء انتهاء‪.‬‬ ‫واحتفظ بحقيقة العلم لنفسه سبحانه‪ .‬وأعطى خلقه قدرا متفاوتا يتطؤرون‬ ‫‏‪ ١٩١٧‬خ‬ ‫فيه ويكتسبونه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العليم هو البالغ في العلم‪ .‬فعلمه شامل لجميع المعلومات‬ ‫بها ‪ .‬سابق على وجودها ‪ 4‬لا يغرب عن علمه شيء ‪ .‬وهو الذي عنده‬ ‫تحيط‬ ‫وعلم الساعة‪ .‬ويعلم ما في الأرحام‪ ،‬ويعلم نزول الغيث©‬ ‫علم الغيب‬ ‫ويعلم ما تكسب كل نفس‪ ،‬ويعلم باي أرض تموت ‪.‬‬ ‫‪٨‬؟۔‪.‬‏‬ ‫رو۔۔ و‬ ‫جوه ر إ‬ ‫۔و‬ ‫۔۔ے۔‬ ‫‪:‬‬ ‫تعال‪,‬‬ ‫قال‬ ‫» إنالنهعنده‪,‬علمالسَاعَة ونغنزل_ العنت‬ ‫تعالى‬ ‫ل‬ ‫‪4‬‬ ‫¡ج‪>,‬۔ _ ‪2‬‬ ‫۔۔‪,‬۔ ح ‪ [/‬ح‪:‬‬ ‫يه‬ ‫ي سهم وما تدرى همس ماذا تكسب غدا‬ ‫‪ -‬كو‬ ‫‪4‬‬ ‫لرماقى ‏‪ ١‬لازحا‬ ‫وبع‬ ‫سم س‬ ‫و‬ ‫۔ھ‬ ‫ك‬ ‫هم‬ ‫_‬ ‫۔ھ‬ ‫سرسر‬ ‫ومَاتَدرى تنس يأيَ أرض تَسُوثإدَالَه مليحة © ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٣١‬لقمان ‏‪)٣٤‬‬ ‫وقد ذكر الرازي أن الفرق بين علم الله وعلم العبد من ستة وجوه ‪:‬‬ ‫أحدها ‪ :‬أن الله بالعلم الواحد يعلم جميع المعلومات بخلاف العبد‪.‬‬ ‫ثانيها ‪ :‬أن علم الله لا يتغير بتغير المعلومات بخلاف العبد ‪.‬‬ ‫ثالثها ‪ :‬أن علم ا لله غير مستفاد من الحواس ولا من الفكر بخلاف علم‬ ‫العبد ‪.‬‬ ‫رابعها ‪ :‬أن علم الله ضروري البوت ممتنع الزوال‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪)٢٥٥‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة‬ ‫} لاتأحُذه ستة ولا ره ‪:‬‬ ‫‏(‪ ١٩‬مريم ‏‪)٦٤‬‬ ‫وَمَاكَانَرَتُك تا ‪4‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫وعلم العبد جائز الزوال‪.‬‬ ‫وخامسها ‪ :‬أن الله سبحانه وتعالى لا يشغله علم من علم بخلاف العبد‪.‬‬ ‫سادسها ‪ :‬أن معلومات الله غير متناهية بخلاف معلومات العبد ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٨‬س‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يكون أكثر الناس خشية لله لأن الله تعالى‬ ‫« إتَمَامَىاَهمنعبادوالعلمتوا ‪4‬‬ ‫م‪ .‬وسو‬ ‫سص‬ ‫ه‬ ‫م ير‬ ‫۔‬ ‫۔<ح‬ ‫۔۔‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫(‪ ٣٥‬فاطر‪)٢٨ ‎‬‬ ‫َ‬ ‫وان يدرك أنه مهيا أوي من علم أن ‪:‬‬ ‫‏([{‪ ١‬يوسف ‏‪)٧٦١‬‬ ‫ل وَتَوَوَكَل زى عر عليش ه‬ ‫وأن يتيقن ألآ فتح من الله بحق إلآ بالتقوى ‪:‬‬ ‫«راتشانتويصيئكمات؛ ‪ « .‬النواه‬ ‫_‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ومن آداب من علم أن الله يعلم السر وأخفى { ويعلم خائنة الأعين وما‬ ‫تخفي الصدور أن يستحبي من الله ‪ .‬ويكف عن معاصيه ولا يغتر بجميل‬ ‫ستره‪ ،‬ويخشى بغتات قهره ومفاجآت مكره ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫« يَعَلمحَابتَةالأَمنوَمَاتصفىالشذوته‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫س ر‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫رر س‪ ,‬رسہ رس ‪2‬‬ ‫‏<‪ ٤٠‬غافر ‏‪)١٩‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫«ونيتجعهلريمااللل كتنهِرََاخف؟‬ ‫ِ‬ ‫<‬ ‫‪ 22‬۔ءحوث؟‪,‬۔‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪-< >> .١‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪ ٢٠١‬مهب‬ ‫ومن أقوال السلف المأثورة ‪« :‬من عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته‪.‬‬ ‫وشكر على عطيته } واعتذر من قبيح خطيئته ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫‪:‬‬ ‫القاض‬ ‫إ س۔‬ ‫س‪.‬‬ ‫سرس‪.‬‬ ‫ث حو ۔ح‬ ‫هل وآلله يقبض وَيَبصظ والد وغور ه‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٢٤٥‬‬ ‫‪١١٩٩١‬‬ ‫« والأرشجَسكاتَصَئة التتمة ‪. } 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعا ل‬ ‫وقا ل‬ ‫‪.‬‬ ‫>‬ ‫م‬ ‫القبض في اللغة هو الأخذ ‪ ،‬أوت هنواول الشيء بجميع الكف نحوقبض‬ ‫السيف وغيره‪ ،‬فقبض اليد على الشيء جمعها بعد تناوله فالقبض جمع‬ ‫الك على الشيء‪ ،‬وقبض عليه بيده أمسكه ‪.‬‬ ‫وفي أسياء الله تعالى‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬القبض خلاف البسط‬ ‫القابض هو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه‬ ‫وحكمته‪ .‬ويقبض الأرواح عند الميات‪ ،‬وفي الحديث ‪« :‬يقبض الله الأرض‬ ‫ويقبض السياء» أي يجمعهيا ‪.‬‬ ‫والقابض في حق الله تعالى هو الذي يقبض النفوس بقهر والأرواح‬ ‫بعدله } والأرزاق بحكمته ‪ ،‬والقلوب بتخويفها من جلاله ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬القا بض هو المخرج للأرواح من ا لأشباح عند الممات ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو‬ ‫الذي يقبض الصدقات من الأغنياء أي يقبلها ويأخذها‪ .‬وقيل ‪ :‬يقبض‬ ‫القلوب فيضيقها بيا يكشف لها من قلة مبالاته وتعاليه وجلاله‪ ،‬ويبسط بيا‬ ‫يتقرب إليها من بره ولطفه وجماله ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يدرك أن القبض نعمة من الله عليه لأنه‬ ‫يستحضر معنى أنوار القابض فيزداد اتصالا بالله تعالى ‪ ،‬فإذا قبض رزقه توجه‬ ‫إليه بكليته يستعطفه‪ ،‬وإذا قبض قلبه فر إليه طالبا الفرج ‪.‬‬ ‫والمتأدب بهذا الاسم الجليل يعمل على قبض لسانه فلا يجعله يتكلم في‬ ‫غيبة ولا نميمة ولا أذى ©} ويقبض على سمعه فلا يصغي إلى عورة ولا‬ ‫منكر ‪ 3‬وهكذا على جميع قواه الظاهرة والباطنة ‪ .‬وبهذا يدرك الدرجات العالية‬ ‫ي طاعة القابض الباسط ‪.‬‬ ‫الباسط ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪(٢ ٤٥‬‬ ‫البقرة‪‎‬‬ ‫(‪٢‬‬ ‫رجعو ه‬ ‫ال وآللهيقبض ونشط‬ ‫محو ۔۔ح‪‎‬‬ ‫ء۔‬ ‫م‬ ‫۔ے۔ ر‬ ‫<‬ ‫‪:‬‬ ‫تعا‬ ‫قا‬ ‫ويقدر‪‎‬‬ ‫قل نري بسط الرَزْفلمَندَا‬ ‫ل‬ ‫قال‬ ‫(‪ ٣٤‬سبا‪(٣٦ ‎‬‬ ‫َ‬ ‫‪)٦٤‬‬ ‫(‪ ٥‬المائدة‪‎‬‬ ‫ال تعال ‪ :‬و بزيدامنشوتكربيتكتيت‪4 ‎‬‬ ‫قال تعال ‪ «:‬ومروا نالظَزَكَلمنبتَة وبقدر‪4 ‎‬‬ ‫‪٠٣‬ر‪ ‎‬الروم‪)٣٧ ‎‬‬ ‫>‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‪‎‬‬ ‫قال‬ ‫ه وامشجكزلكالكَنصيماطًا‪4 ‎‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٧١‬نوح‪(١٩ ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعا ل‬ ‫وقا ل‬ ‫ل قَالَإِنَاللَه اضفه عَلَتَكَم‬ ‫‪(٢‬‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة‬ ‫وَاآلْجسَسي‪.7‬‬ ‫وَرَادَه بسطة‏‪ ٢‬العلم‬ ‫وني اللغة بسط الشىء ‪ :‬نشره } واللبسطة ‪ :‬السعة‪.‬‬ ‫وجاء في أساس البلاغة ‪ :‬مكان بسيط ‪ :‬واسع © والبسيطة‪ :‬هي‬ ‫الأنض‪ ،‬بسطها ربها عز شأنه ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬في أسيء الله تعالى ‪ :‬الباسط هو الذي يبسط‬ ‫عند‬ ‫‏‪ ١‬أجساد‬ ‫ويبسط ا لأرواح في‬ ‫ورحمته‬ ‫يوسعه عليهم بجوده‬ ‫الززق لعباده‬ ‫الحياة وعند البعث لعرض الأعيال ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن معنى الباسط هو مبسط النفوس بالسّرور والفرح© ومعلوم أن‬ ‫الانسان إذا سر انبسط وجهه واستبشر‬ ‫‪_ ٢.١‬‬ ‫يبسط‬ ‫فكانت بساطا ‪ .‬وهو الذي‬ ‫يبسط الأزض‬ ‫والباسط تعالى هو الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫في العلم والجسم‬ ‫‪ .‬وهو الذي يزيد الناس بسطة‬ ‫في السياء‬ ‫السحاب‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أنه إذا تيقن حق اليقين أن الله هو الباسط‬ ‫للجسم والعلم والأرزاق ألآ يلجا إلآ للباسط عر وجل إذا أراد البسطة في‬ ‫الجسم والعلم والرّزق‪ ،‬وأن يسأل الله تعالى يدا مبسوطة بالعطاء بين الأنام؛‬ ‫‪.‬‬ ‫بسط وهيا م‬ ‫ف‬ ‫ولسا نا منبسطا للعباد بلطلف ا لكلام ‏‪ ٠‬وقلبا خاشعا‬ ‫وا لباسط ‪ 6‬فمنهم من يرى‬ ‫بين القابض‬ ‫الجمع وعدمه‬ ‫من‬ ‫موقفان‬ ‫وللعلاء‬ ‫أن الجمع أليق ‪ ،‬ومنهم من يجيز أن نذكر كلا بمفرده ‪.‬‬ ‫الخافض ‪ :‬لقد جاءت مادة الخفض في لقرآن الكريم في مثل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ظ‬ ‫۔‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫ط ِدَارَمَمَيالْويَة(لتىل وقعها كاذبة ؟ ا حَافصة رافعة ‪:‬‬ ‫(‪ ٥٦‬الواقعة‪٣) ‎‬۔‪١‬‬ ‫م ‪.‬‬ ‫سو ر‬ ‫‏‪٤‬ع‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫واخفض [َهَمَاجَتَااحَآلدَلِ منَالَحمَة ؛‬ ‫(‪ ١٧‬الاسراء‪)٢٤ ‎‬‬ ‫لكن ليس فيها ما يمكن أن يسند لله تعالى بقي ان الاسم ثبت لله تعالى بنض‬ ‫الحديث الشريف ‪.‬‬ ‫قال الزجاج ‪:‬الخفض ‪ :‬ضد الارتفاع ‪.‬وتقول فلان في خفض من‬ ‫العيش‪ ،‬أي في دعة‪ ،‬ولين‪ ،‬وطمأنينة ‪ .‬وقال أبو علي ‪ :‬هو ضد قولهم‪ :‬هو‬ ‫في عيش رَتب (شدَة) لأن من هو في ارتفاع ونشز من الأرض لا يطمئن من‬ ‫هو في وهدة ودعة ‪ .‬وهو الله سبحانه وتعالى ‪ 5‬يخفض من استحق الخفض من‬ ‫أعدائه‪ ،‬ويرفع من استحق الرفع من أوليائه۔ وكل ذلك حكمة منه‬ ‫وصواب ‪.‬‬ ‫‪٢.٢‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬الخافض في الأسياء الحسنى هو الذي يخفض‬ ‫‪.‬‬ ‫الجبارين وا لفرا عنة أ ي يضعهم ويهينهم وخفض كل شيء يريد خفضه‬ ‫قيل ‪ :‬الخافض هو الذي يخفض بالإذلال من تعاظم وتكبر ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬هو الواضع لمن عصا‪ .‬والمذل لمن غضب عليه‪ ،‬ومسقط‬ ‫ومخفض أعداءه‬ ‫الكفار بالاشقاء ‪.‬‬ ‫حفض‬ ‫لمن يستحق ذلك‬ ‫الدرجات‬ ‫بالابعاد ‪.‬‬ ‫وقيل ‪:‬هو الذي يخفض الباطل { ويخفض أهل الزور بإظهار تكذيبهم ‏‪٠‬‬ ‫ويخفض كل خارج عن شريعته } مهيا كان غنيًا بالمال ى أو عزيزا باينلّجال ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يعمل على إذلال نفسه لله ع وجل حتى‬ ‫بليس فلا‬ ‫عليا ء‬ ‫من‬ ‫إال أن محمفض‬ ‫شرورها ‏‪ ٠‬ثم يسعى‬ ‫كل‬ ‫يسلم من‬ ‫يستجيب لكيده‪ ،‬ثم يجبتهد أن يخفض أهل الكفر والعصيان مها عظموا في‬ ‫عين البشر فلا يلين لهم إلآ قصد تأليفهم للاسلام } وأخيرا يحرص على أن‬ ‫يخفض جناح الذل من الرحمة لوالديه وللمؤمنين ‪.‬‬ ‫الزافع ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫ق مُتَوقيلوَرَافِعُكً إِلَ ‪:‬‬ ‫للبسمة‬ ‫إذاقا‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)٥٥‬‬ ‫‪9٤‬تمكن‪» ‎‬‬ ‫‪٧٥) ٦‬۔‪‎٥‬‬ ‫(‪ ١ ٩‬مريم‪‎‬‬ ‫يت تهكت‪ ‎‬ت‬ ‫ل تعال ‪ «:‬ريدان كالَيرالمَمَلالصَيغ برشة ‪4‬‬ ‫‪ :.‬فاطر ‏‪)١٠‬‬ ‫‏‪ ٢.٢‬س‬ ‫و وس رََهَارَرَسَع الممرات »‬ ‫وقال تعاف ‪:‬‬ ‫(ر‪٥٥‬‏ الرحمن ‏(‪)٧‬‬ ‫وقال تعالى « تركع درك كَنتنا‪ :‬وَقَودَ حن ذى علعررش ه‬ ‫‏)‪ ١ ٢‬يوسف ‏‪(٧٦‬‬ ‫والرفع في اللغة يقال في الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها‪ ،‬وفي‬ ‫البناء إذا طوّلته‪ ،‬وفي الكر إذا نوهته ‪.‬‬ ‫قال الزجاج ‪ :‬الرافع في حق الئه تعالى هو الذي يرفع من استحق الرفع‬ ‫من أوليائه© يرفع منزلتهم في الدنيا بإعزاز كلمتهم‪ .‬ويرفعهم في الآخرة‬ ‫بارتفاع درجتهم "} فله الحمد‪ .‬والشكر على نعيم الدارين ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪ :‬الرافع في أسياء الله تعالى هو الذي يرفع المؤمن‬ ‫بالإسعاد وأولياءه بالتقريب ‪.‬‬ ‫فينصرهم على الأعداء ‘ ويرفع‬ ‫يرفع أولياءه‬ ‫وقيل الرافع هو الذي‬ ‫ويرفع‬ ‫‪6‬‬ ‫حقا وعدلا‬ ‫تولآه‬ ‫ويرفع من‬ ‫الحق ‏‪٠‬‬ ‫ويرفع‬ ‫‪6‬‬ ‫عليمن‬ ‫أعلى‬ ‫ا[‪9‬‬ ‫الصالحين‬ ‫‪.‬‬ ‫قومهم ‏‪ ٦‬وينصر المظلومين على أعدائهم‬ ‫ف‬ ‫المستضعفين‬ ‫شأن‬ ‫ورفع الغيام على متن الهواء ‘‬ ‫وقيل ‪ :‬الرافع هو الذي رفع الساء بغير عمد‬ ‫ورفع الطيور في الفضاء ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن برفع همته بفضل الله أن لا تكون عبادته‬ ‫لغير الله } ويرفع قدر نفسه فلا يجعل لذّته في الشهوات الفانية‪ .‬ويعمل على‬ ‫از فلا‬ ‫الله‬ ‫الله هو رسول‬ ‫رفعه‬ ‫وأعظم شي‬ ‫وعظّمه ‪6‬‬ ‫رفع ما رفعه الله تعال‬ ‫يرى أحدا أكمل منه؛ فيحرص على سته واتباعه ومرضاته ‪.‬‬ ‫كيا أن حظه منه أن يدعو به الداعي لرفع شأنه وذكره وإعلاء قدر مع‬ ‫)‪٢.٤‬‬ ‫المقزبين المشهود ‪.‬‬ ‫وجاء في الحديث الشريف من دعاء الرسول عليه السلام ‪« :‬اللهم ارفعني‬ ‫ولا تضعني »‪.‬‬ ‫المصر‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)٢٦ ‎‬‬ ‫جاء في لسان العرب ‪ :‬العر خلاف الذل ‪ ،‬ومنأسائه عزَ وجل المعز ‪.‬‬ ‫وهو الذي يهب العر لمن يشاء من عباده ‪.‬‬ ‫والعرَة ةفي الأصل هايلقوة والشدة والغلبة} والله هو العزيز لأنه القوئَ‬ ‫‪.‬‬ ‫يغلب‬‫الذي لا‬ ‫قال الزجاج ‪:‬المعز وهو تعالى © يعز من يشاء مأنوليائه} والإعزاز على‬ ‫ضروب“‪ ،‬إعزاز من جهة الحكم والفعل‪ ،‬وإعزاز من جهة الحكم ‪ ،‬وإعزاز‬ ‫من جهة الفعل ‪.‬‬ ‫فالأول ‪ :‬هو ما يفعله الله تعالى بكثير من أوليائه في الدنيا يبسط حالهم ‪8‬‬ ‫وعشلأونهم‪ ،‬فهو إعزاز حكم وفعل ‪.‬‬ ‫والوجه الثاني ‪ :‬ما يفعله ۔تعالى ذكره ۔ بأوليائه من قلة الحال في الدنياء‬ ‫وأنت ترى من ليس في دينه فوقه في الريبة ! فذلك امتحان من الله تعالى‬ ‫لوليه‪ .‬وهو يثيبه إن شاء الله تعالى على الصبر عليه ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫_۔‪‎‬‬ ‫والوجه الثالث ‪ :‬ما يفعله الله تعالى بكثير من أعدائه من بسط الرزق‪6‬‬ ‫وعل الأمر والنهي ‪ 3‬وظهور الثروة في الحال في الدنيا‪ ،‬فذلك إعزاز فعل لا‬ ‫وله في الآخرة عند الله العقاب الدائم ‪ 0‬وإنيا ذلك إملاء من‬ ‫إعزاز حكم‬ ‫الله واستدراج ‪.‬‬ ‫ذكره ‪:‬‬ ‫وقد قا ل الله تعا ل‬ ‫« وتم عداك مهيث رلتممائنتدكامدوارقتا ‪4‬‬ ‫ر‪٣‬‏ آل عمران ‏‪)١٧٨‬‬ ‫والمعوٌ في حق الله تعالى هو الذي أعز أولياءه ‪ .‬فضلا بعصمته{ وغفر ‪7‬‬ ‫برحمته ‪ 5‬وأحلهم دار كرامته ‪ 3‬فهو الذي يعزر الأنبياء بالعصمة والّصر » ويعز‬ ‫الأولياء بالحفظ والوجاهة { يعز المطيع ولو كان فقيرا إ ويرفع القي ولو كان‬ ‫عبدا حبشيا ‪.‬‬ ‫طاعة إلآ والعز معها‪ .‬وليس هناك معصية إلآ والذل معها ‪.‬‬ ‫مركز‬ ‫ي‬ ‫جعله‬ ‫وتعا لى‬ ‫‏‪ ١‬لله تبارك‬ ‫د اوم على ذكر‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫‏‪ ١‬لانسان‬ ‫م‬ ‫الحسين وهو‬ ‫الناس منه هيبة ‪ .‬واستمع إلى علي بن‬ ‫العزة ‏‪ ٠‬وأودع في قلوب‬ ‫يقول ‪« :‬من أرا د عزا بلا عشيرة ‪ .‬وهيبه ة بلا "‪ :‬ن © وغنى بلا فقر ‪ .‬فليخرج‬ ‫من ذل المعصية إلى عر الطاعة» ‪.‬‬ ‫وليتيقن الانسان أن الأصل في إعزاز المعز لعباده يكون بالقناعة لأن كل‬ ‫الذل في الطمع‪ . .‬وليدرك المؤمن الرباني أن العزة لله جميعا وأنها عطاء من الله‬ ‫‪ ,‬و <‬ ‫۔‬ ‫تعالى للرسول وللسمؤےمن‪42‬ي؟ن > قورال سترعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٦٣‬المنافقون ‏‪)٨‬‬ ‫ه وينه المرة وللرسول له۔وَللمُؤمني هه‬ ‫_‬ ‫_ ‪٢.٠٦‬‬ ‫نون انمنت‬ ‫‪ % :‬فا مكانش‬ ‫المذل ‪ :‬قال تعال‬ ‫سے‬ ‫م‪٠.‬‏ و‬ ‫و ‪-‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫‪2‬‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫س ‪2‬‬ ‫سے ےسہ‬ ‫‏‪ ٠‬سے‬ ‫و م‬ ‫ح‪.‬‬ ‫سہ‬ ‫۔‬ ‫س‬ ‫وتجزمنتشا وذ زل‬ ‫مسن نتشا‪4‬‬ ‫برع ‏‪ ١‬لمُلل‬ ‫‪7‬‬ ‫ُ‬ ‫مس‬ ‫رقد‬ ‫۔ ۔‬ ‫ے سص‬ ‫سهوس‬ ‫مه‬ ‫س‬ ‫'‬ ‫ص‬ ‫۔س‬ ‫‏‪( ٢٦‬‬ ‫ان‬ ‫ء‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫؛_‬ ‫منتشا ‪-‬بي‪-‬ركالخيرإ تك عَلكلشَىَء ع قدر‬ ‫دير‬ ‫ََاحَنَقَْ َهَميمَاعَملتأيديتاآً أننصَمصَيًاافَهم الَهكا‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬۔ا۔ي۔۔ة‪.‬‬ ‫وََنَنْتهَاكم قَمتهاركوبه‪:‬واكثر (ج‬ ‫ر‬ ‫‏‪(٧٢٧١‬‬ ‫‏(‪ ٣٦‬يس‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫<<<‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫مه‬ ‫س‬ ‫الكصَدَلولامَامشوا امنمَاتَكبمَاولوأمن رقه ه‬ ‫‏‪(١٥‬‬ ‫‏(‪ ٦٧‬الملك‬ ‫جاء في لسان العرب ‪ :‬الذل نقيض العر } وفي أسيء الله تعالى ‪ :‬المذ‬ ‫شاء من عباده وينفى عنه أنواع العر جميعا ‪.‬‬ ‫يلحق الذل بمن‬ ‫هو الذي‬ ‫قال الزجاج ‪ :‬المذل ‪ :‬الله تعالى يذل طغاة خلقه‪ ،‬وعتاتهم حكيا‪.‬‬ ‫وفعلا ‪ 4‬فمن كان منهم في ظاهر أمور الدنيا ذليلا ث فهو ذليل حكا وفعلا ‪.‬‬ ‫وقد أذنمم بان أمرنا باستعبادهم وإلزام الصغار عليهم ‪ .‬وأخذ الجزيى عنهم ‪6‬‬ ‫كا قال تعالى ذكره ‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫س‪,‬‬ ‫سحو‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫‪2‬‬ ‫؟‬ ‫‪2 ,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‪٩‬‏ التوبة ‏‪)٢٩‬‬ ‫ه‬ ‫حى يعطواالجزيَة عَنيَد وهم صفرو‬ ‫فالذل في اللغة هو ما كان عن قهر ‪ ،‬والدابة اللول هي التي ليست‬ ‫‏‪ ٢.٧‬۔‬ ‫الله تعالى هو الذي يلحق الذل بمن شاء من عباده ز وينفي‬ ‫في حى‬ ‫والمذلَ‬ ‫عنه أنواع العز جميعا ‪.‬‬ ‫وقال الرازي ‪ :‬المذل هو الذي أذل أعداءه بحرمان معرفته وركوب‬ ‫خالفته } ثم نقلهم إلى دار عقوبته وأهانهم بطرده ولعنته ‪.‬‬ ‫والذل أو الإذلال أنواع وألوان‪ ،‬فالله يذل الانسان الجبار بالمرض أو‬ ‫بالتّهوات أو بطريق المال‪ .‬أو بطريق الاحتياج إلى سواه ولذلك كان من‬ ‫دعاء السلف‪ :‬اللهم أخرجنا من ذل المعصية إلى عرَ الطاعة ‪ ،‬ولا تذنا لأحد‬ ‫من خلقك‪ ،‬وتوجنا بتاج عزك ‪.‬‬ ‫وقيل في قوله تعالى ‪« :‬وتذل من تشاء ه ر‪٣‬‏ آل عمران ‏‪ )٢٦‬وذلك بأن‬ ‫ويسمى‬ ‫فيصبح محجوبا‬ ‫أما نيه‪8‬‬ ‫شهواته وسجن‬ ‫أسر نفسه وعطاء‬ ‫ف‬ ‫يكون‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يسعى إلى أن يذل نفسه والشيطان ‪ .‬وأن‬ ‫يعمل على قهر كل كافر وفاجر } وأن يطلب من الله تعالى أن يحفظه من ذل‬ ‫المعصية‪ .‬وذل الجهل‪ .‬وذل كل صعب حتى لا يكون عزيزا إلآ بالعزيز‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الوهمقاب ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4‬العله م‬ ‫وهوَال‬ ‫ح ه و ‪1‬‬ ‫‪ .17‬ح <‬ ‫الىلدنتتميع ‪ :‬قال تعالى ‪ :‬ا‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١٣٧١‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‏‪ ٤‬وَُوَالَميغ الب‬ ‫و لتسركمتّله۔‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٤٢‬الشورى ‏‪)١١‬‬ ‫‪٢.٨‬‬ ‫« لتتدسيعاتترلاتزيےقالوايداتهنَيَوْوَتَاَضِياةً ‪4‬‬ ‫‪( ١٨١‬‬ ‫عمران‪‎‬‬ ‫)‪ ٣‬آل‬ ‫جاء في القاموس المحيط ‪ :‬السمع حس الأذن‪ ،‬والأذن نفسها‪ ،‬وما وقر‬ ‫فيها من شيء تسمعه‪ .‬والكر المسموع ‪.‬‬ ‫بمعونجىاءالفميسملسافنرارا المعنربو ‪:‬صف قالاللهالبأأزنهرليه ‪:‬سومعاالع ‪،‬جبوقد منذكرقومالله فسّارلوفاعل الفتيسمغييرع‬ ‫‪ ٨‬المجادلة‪)١ ‎‬‬ ‫فرجها‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وقال الزجاج ‪ :‬هو فعيل في معنى فاعل ‪ . . .‬والله تعالى سامع وسميع ‪8‬‬ ‫يسمع السر ‏‪٠‬‬ ‫إنه الذي‬ ‫سميع ‪:‬‬ ‫في‬ ‫أن يقول‬ ‫قطرب‬ ‫قول‬ ‫على قياس‬ ‫وتبي‬ ‫وسامع في كل شيء ‪.‬‬ ‫ما يقوله المصلي عند‬ ‫كل مهم ‪ :‬سمع بمعنى أجاب © من ذلك‬ ‫ف‬ ‫ويجيء‬ ‫‪.‬‬ ‫استجاب‬ ‫فسر على أنه بمعنى ‪:‬‬ ‫حمده»‬ ‫الركوع «سمع الله لمن‬ ‫مرن‬ ‫رجوعه‬ ‫ومعنى كونه تعالى سميعا بذاته أن ذاته عز وجل كافية في انكشاف جميع‬ ‫السموعات له من غير احتياج فيه إلى معنى قديم زائد عليه قائم به‪ ،‬يتأتى‬ ‫به ذلك الانكشاف ‪.‬‬ ‫أجزائه‬ ‫بذاته لا بجزء من‬ ‫ومعنى سميع إثبات أنه غير أصم ‘ وهو سميع‬ ‫أو بسمع زائد عليه ‪.‬‬ ‫وقد سألت السيدة عائشة رضى الله عنها رسول الله ية عن السميع فقال‬ ‫‪_ ٢.٦٢‬‬ ‫عليه السلام ‪ « :‬الشميع الذي لا تخفى عليه الأصوات» والذي لا تخفى عليه‬ ‫الأصوات ليس بأصم ‪ .‬ويقال‪ :‬الله تعالى سميع وسامع وقد سمع بمعنى‬ ‫عليه ‏‪ ٠‬وسمع الله بغير آلة ‪.‬‬ ‫الأصوات‬ ‫خحماء‬ ‫عدم‬ ‫أ يضا ‪ :‬الله سبحا نه سميع ذو سمع بلا تكييف ولا‬ ‫‏‪ ١‬لعرب‬ ‫في لسان‬ ‫وجا ء‬ ‫‏‪ ١‬لله بيا‬ ‫نصف‬ ‫ونحن‬ ‫خلقه ‏‪٠‬‬ ‫كسمع‬ ‫من‪ .‬خلقه ‏‪ ٠‬ولا سمعه‬ ‫نبالشمع‬ ‫تشبيه‬ ‫به نفسه بلا تحديد ولا تكييف ‪.‬‬ ‫وصف‬ ‫قال الرازي ‪ :‬إن المشايخ قالوا في معنى اسم السميع إنه تعالى يسمع‬ ‫دعوات عباده وتضرعهم إليه‪ ،‬ولا يشغله نداء عن نداء‪ ،‬ولا يمنعه إجابة‬ ‫‪.‬‬ ‫دعاء‬ ‫عن‬ ‫دعاء‬ ‫‪ :‬السميع هو الذي لا يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي { فهو‬ ‫بغير جارحة© فهو الذي وسع سمعه كل شيء ‪ .‬وهو الذي يسمع‬ ‫‪..‬‬ ‫نداء المضطرين‪ ،‬وهو الذي يدرك دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَاء‬ ‫في الليلة الظلياء‪ ،‬وهو الذي يسمع خطرات القلوب وهواجس النفيس‪.‬‬ ‫يسمع كل نجوى ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السيء ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يحفظ لسانه من الباطل إلآ من الخير ‪ ،‬وأن‬ ‫يديم المراقبة } وأن يطالب النفس بالمحاسبة ‪ 7‬وأن يدرك أن الله تعالى لم يمتعه‬ ‫بالسمع إلآ ليستفيد منه كل خير يمكن أن يستفاد من السمع ‪ .‬ومن كان هذا‬ ‫أدبه مع الله يفيض ربه سمعه أنوارا يكشف له بها من الأسرار التي لا تنكشف‬ ‫إلآ لأهل الورالصلاح ‪.‬‬ ‫‪٢١.‬‬ ‫فر۔‬ ‫س و۔‬ ‫‪ 11‬كم‬ ‫ه‬ ‫كو‬‫‪-‬‬ ‫اشد‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫لابصنلروهو‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٠٢‬‬ ‫للكِيفُ ام »‬ ‫‪--‬‬ ‫يد رأ‬ ‫‪ .‬ألََعَليرَاهيرك ‪4‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪)١٤‬‬ ‫‏(‪ ٩٦‬العلق‬ ‫جاء في تاج العروس ‪ :‬البصر ‪:‬العين‪ ،‬وقيل حاسة الرؤية‪ .‬وقيل ‪:‬‬ ‫والبصير العالم‪ .‬ويقال بصير بكذا وكذا أي حاذق له‬ ‫البصر نفاذ في القلب‬ ‫علم دقيق به ‪.‬‬ ‫وقال ابن الأثير ‪:‬البصير هو الذي يشاهد الأشياء كنها ظاهرها وخافيها‬ ‫بغير جارحة ‪ ،‬والبصر عبارة في حقه عن الصفة التي ينكشف بها كال نعوت‬ ‫المبصرات ‪.‬‬ ‫والبصير في حقه تعالى هو الذي يشاهد ويرى في ظليات البر والبحر وما‬ ‫تحت القرى وهو الرقيب المّاهد على كل شيء ‪.‬‬ ‫وقيل ‪:‬البصير هو المبصر المتصف بالبصر لجميع الموجودات دون حاسة‬ ‫ما ف‬ ‫عنه‬ ‫ولا يغيب‬ ‫‏‪ ١‬لصدور‬ ‫وما تخفي‬ ‫ا لأعين‬ ‫فهو يبصر خائنة‬ ‫واآلة ئ‬ ‫الرى ‪ .‬وهو الحاضر‬ ‫الأزض ‪ .‬وما بينها ‪ .‬وما تحت‬ ‫العلى ‪ .‬وما ف‬ ‫السملوات‬ ‫‪.‬‬ ‫الذي لا يغيب‬ ‫أو جمن ‪ .‬ومقس‬ ‫أن يكون بصره بحدقة‬ ‫فالله تعالى وهو البصير منزه عن‬ ‫عن أن تنطبع الصور والآلوان في ذاته ‪.‬‬ ‫وإلبصر في حق اللله تعالى من صفات الذات ‪ .‬فمعنى كونه بصبرا بذاته‬ ‫أن ذاته تعالى كافية في انكشاف جميع المبصرات له من غير حاجة فيه إلى‬ ‫معنى زائد عليه قائم به يتأتى به ذلك الانكشاف ‪.‬‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫فالله تعالى بصير بذاته لا بجزء من أجزائه أو ببصر زائد على ذاته‪.‬‬ ‫وقد سألت السيدة عائشة رضى الله عنها رسول الله يلة عن البصير فقال‪:‬‬ ‫«الذي لا تخفى عليه الألوان» ‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يذكر تعريف الرسول يلة للاحسان «وهو‬ ‫أن تعبد اللله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» وبإدراك هذه الحقيقة الثابتة‬ ‫ليس للانسان إلآ أن يعمل على تزيين باطنه بالمراقبة‪ .‬وظاهر بالمحاسبة ‪ .‬كيا‬ ‫على المؤمن الرباني أن يذكر تنبيه أحد الصالحين لأحد الغافلين بقوله‪ :‬إذا‬ ‫عصيت مولاك فاعصه في موضع لا يراك فيه‪ .‬سبحان الذي لا تخفى عليه‬ ‫خافية ‪.‬‬ ‫كيا أن من أدب المسلم مع هذا الاسم الكريم أن يدرك أن البصر هبة من‬ ‫الله تعالى لينظر به إلى الآيات وعجائب الملك والملكوت ‪ ،‬فلا يكون نظر إلآ‬ ‫وواجب المسلم أن يكون على يقين من أن من حفظ بصره وسمعه لله تعالى‬ ‫عا لا يليق به أو لا يجل رؤيته أحبه الله وكان له سمعا وبصرا به يسمع وبه‬ ‫يبصر ‪ ،‬كيا جاء في الحديث الشريف ‪.‬‬ ‫« مَانكزبكبنذبالتن ‪ 0‬آلتراتتكرتتكميبَ © ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٩٥‬التين ‪٧‬۔‪)٨‬‏‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعال‬ ‫ويع مَايوحَيلكواصَيرَحَيَيتَكمانَةوهوََترانكميَ ‪4‬‬ ‫س‬ ‫‪2‬حر‬ ‫رم ۔ ‏‪ ٤‬۔ و إ۔ سوو‬ ‫مى‬ ‫‪ ,‬إ>‬ ‫۔هم‪.‬‬ ‫> ۔‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫رم>‬ ‫‪)١٠٩‬‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪‎‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫« إنالخكمرلا‬ ‫قال تعال‬ ‫ے‬ ‫ه‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعا‬ ‫قا‬ ‫‏‪(٦٧‬‬ ‫توكلت َعَ توك المتَوََلمت ه" ‪,_ ,‬‬ ‫(‪ ١ ٢‬يوسف‬ ‫‏َ‬ ‫‏(‪ ١١‬هود ‏‪)٤٥‬‬ ‫وقال تعالى ‪ : :‬وَنَوَعَدَكالحَقرآتاعكمنككِيَ «‬ ‫جاء في مختار الصحاح ‪ :‬الحكم ۔ بضم الحاء ۔ القضاء‪ ،‬وأيضا الحكمة‬ ‫من العلم ‪ .‬والحكم ۔ بفتح الحاء والكاف _ الحاكم ‪.‬‬ ‫وأصل »ح ك م( ف‬ ‫‪« :‬والحكم والحاكم بمعنى واحد‪.‬‬ ‫قال الزجاج‬ ‫الحاكم حاكا لأنه يمنع الخصمين من التظالم ‪.‬‬ ‫الكلام ‪ :‬المنع ‪ .‬وسمي‬ ‫وحَكَمَة الدابة سميت حَكمة لأنها تمنعه من الجماح ‪.‬‬ ‫فالله تعالى هو الحاكم ‪ ،‬وهو الحكم بين الخلق؛ لأنه الحكم في الآخرة ولا‬ ‫والحكام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قبله تعالى علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫وجاء في لسان العرب «الحكم لثه تعالى‪ ،‬قال ابن الأثير ‪ :‬في أسيء الله‬ ‫تعالى الحكم والحكيم وهما بمعنى الحاكم وهو القاضي‪ ،‬أو هو الذي تحكم‬ ‫‪.‬‬ ‫ويتقنها‬ ‫الأشياء‬ ‫(بضم الياء وكسر الكاف)‬ ‫بين عباده ي‬ ‫وقد جعل الله تعالى اسمه الحكم بينه وبين عباده ‪ .‬فحكمه‬ ‫ما أنزل الله من كتابه‪ ،‬وله الحكم يوم القيامة} وترك الحكم في الدنيا لعباده‬ ‫والحكم في حق الئه تعالى هو صاحب الفصل بين الحق والباطل والبازً‬ ‫حلوقاته ۔ بيا‬ ‫والذي يفصل بن‬ ‫كل نفس با عملت‬ ‫والفاجر ‪ .‬والمجازي‬ ‫‪_ ٢١٢‬‬ ‫شاء المميز بين الشقي والسعيد بالعقاب والتواب ‪.‬‬ ‫الذي لا راد لقضائه ولا‬ ‫وقيل ‪ :‬الحكم هو الذي يحكم ‪ ،‬النافذ حكمه‬ ‫لكل نفس ما عملت من خير أو شر { وهو‬ ‫لحكمه ‪ .‬وهو ا لذي ‪7‬‬ ‫معقب‬ ‫المنتصف للمظلوم من الظالم‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬الحكم هو الذي لا يقع في وعده ريبؤ ولا في فعله عيب‪.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم كيا قال الرازي أن ينقطع تعلق قلبه عن‬ ‫اللستقبل‪ ،‬بل يصير مشغول القلب بأنه لا يصيبه الآ الذي جرى في الأزل‪6‬‬ ‫ولذلك قال عليه السلام‪« :‬من عرف سر الله في القدر هانت عليه‬ ‫الملصائب!‪.‬‬ ‫كيا أنه حظه منه أيضا أن يحكم القبضة على شهواته وعلى نفسه وأن‬ ‫يجعلها جميعا تحت سلطان العقل‪ ،‬وأن يجعل العقل تحت سلطان ا لشرع ‏‪١‬‬ ‫وان يدرك إذا أوكل إليه في أمر ما أن الحاكمية لله عر وجل © فيسعى إلى تنفيذ‬ ‫حكم الله ‪ 5‬وأن يحترز في ذلك غاية الاحتراز لأنه يعلم أن قاضيين في النار‬ ‫وقاضيا في الجنة ‪.‬‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫العدل‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫آلتاسرآنتخكسوايالمدل‬ ‫بلة‬ ‫كم‬ ‫<‬ ‫‏‪(٥٨‬‬ ‫‏(‪ ٤‬النساء‬ ‫قال الزجاج ‪ :‬العدل أصل هذه اللفظة من قولهم ‪ :‬عدلت عن الطريق ©‬ ‫أعدل عنها عدلا وعدولا ‪ .‬وإنما سمي العدل‪ ،‬والعادل؛ لأنها عدلا عن‬ ‫الجور إلى القصد‪ .‬واله تعالى عادل في أحكامه وقضاياه عن الجور ‪.‬‬ ‫فأفعاله حسنة ‪ 3‬وهو كا قال ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫سر‬ ‫و‬ ‫۔ح‬ ‫ز س‪.‬‬ ‫ر‪.‬۔۔‪.‬۔ء‬ ‫‪4‬‬ ‫لايَمَضونَ لش‬ ‫} وانه يقضى ب‪ .‬لحق آوالس ييََذتَعونَ من دونه‬ ‫‏(‪ ٤٠‬غافر ‏‪)٦٢٠‬‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪« :‬العدل ‪ :‬ما قام في التفويس أنه مستقيم‪ .‬وفي‬ ‫أساء الله الحسنى ۔ سبحانه ‪ -‬العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في‬ ‫الأصل مصدر سمي به فوضع موضع العادل © وهو أبلغ منه‬ ‫الحكم ‪ .‬وهو ف‬ ‫لأزَه جعل المسمي نفسه عدلا»‬ ‫والعدل في حق الله تعالى هو أنه لا يحكم إلآ بالحق ولا يقول إلآ الحى ‪،‬‬ ‫ذي‬ ‫كل‬ ‫ويعطي‬ ‫في موضعه ‪1‬‬ ‫يضع كل شىء‬ ‫وهو الذي‬ ‫الحق ‪6‬‬ ‫إإلا‬ ‫ولا يفعل‬ ‫يفعل ما بريده ‪.‬‬ ‫له أن‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫العدل ‪.‬‬ ‫إلا‬ ‫منه‬ ‫حقه ‏‪ ٠‬ولا يصدر‬ ‫حق‬ ‫في العبيد ‪.‬‬ ‫وحكمه ماض‬ ‫والله تعالى لا يعترض عليه في تدبره وحكمه وجميع أفعاله لأن كل ذلك‬ ‫العدل وهو كيا ينبغي وعلى ما ينبغي ‪.‬‬ ‫ويتجلى عدل الثه في أفعاله من أعلى ملكوت السّياوات إلى منتهى القرى ‪.‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫التَزِىعَطَسبَباَعق ساومَاترى فعلق التنين‬ ‫‪>,‬۔‪.‬۔مه‬ ‫‪2‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫س ص‬ ‫ص ط‬ ‫س‬ ‫س إ‬ ‫سرو ے'‬ ‫س ے۔۔‬ ‫‪7‬‬ ‫<‬ ‫‏‪ ٨‬ث‬ ‫محرر ۔؟ے۔۔ ‪,‬‬ ‫۔۔ و در‬ ‫شاتجعا لصركرن‬ ‫تفوت فازجع البصَرهلترمن نطور‬ ‫‪)٤‬‬ ‫‏(‪ ٦٧‬الملك ‏‪٣‬‬ ‫تنقَيرنكالصَنَْايئَارثوحيى;© ‪4‬‬ ‫وهذا عدل الله واضح في خلقة الانسان وخلقه ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫زى تَلَتَكصسَوَنك تَحَدَلَكَ ؛‬ ‫م مَاعَرَلَيكاً ا كرما‬ ‫‏(‪ ٨٢‬الانفطار ‏‪ ٦‬۔ ‏‪)٧‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫« لَمََعَلَفنَاالإستنَفأحسَنتَقَويم‬ ‫‪--‬‬ ‫‪>=.‬‬ ‫‪-.‬‬ ‫_‪-‬‬ ‫‏(‪ ٩٥‬التين ‏‪)٤‬‬ ‫ولادراك عدل الله تمام الادراك حاول أن تتصور مواضع أخرى للأعضاء‬ ‫والأجهزة الداخلية فلن تجد أفضل ولذلك يقول تعالى ‪:‬‬ ‫« وَفآشيكأمَلثرمُونَ‪44 ‎‬‬ ‫ح‬ ‫(‪ ٥١‬الذاريات‪)٢١ ‎‬‬ ‫م‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫۔ ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪2‬مك‬‫< ۔‪,‬۔ _۔‪ . ,‬۔‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫‏‪ ٤ ٢‬فصلت ‏‪)٥٣‬‬ ‫فيم‬ ‫ريو ءاينينافىالافاق وَف‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم أن يؤمن إييانا جازما بأن الله تعالى عدل لا‬ ‫عليه ف‬ ‫يعترض‬ ‫تدبره وحكمه وجميع أفعاله © سواء أوافق مراده أم ل يوافق ‪.‬‬ ‫وأن يكثر من التأمل في مواطن تجليات عدل اله في نفسه وفي الآفاق ليزداد‬ ‫_ ‪_ ٢١٦‬‬ ‫خشوعا أمام عدل العدل جل جلاله ‪.‬‬ ‫الطف ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪.‬ه‪...‬۔_۔_۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪7‬‬ ‫مل‬ ‫يدررك الَنصَرَرَُرَالنطِي فاير ‪4‬‬ ‫الأبصملروهو‬ ‫‪ +‬لاثذركه‬ ‫ر‬ ‫۔‬ ‫‪ »,‬سے ر ۔ره‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫ك‬ ‫ور وو‪.‬‬ ‫وِ‬ ‫‪ ,.‬س‬ ‫و مه‬ ‫وو‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪(١٠٢٣‬‬ ‫) ` الأنعا م‬ ‫« ية رَقتييشلمَاسشائرتةهرالتيغتككغ »‬ ‫‪7‬‬ ‫مر‬ ‫ك‬ ‫‪72‬‬ ‫؟‬ ‫۔‬ ‫> س‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪( ١ ٠٠‬‬ ‫) ‪ ١ ٢‬يوسف‪‎‬‬ ‫انهأنزلمے الماء مَا‪٤‬فتصيحالارد‏‬ ‫كرا‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫سو‬ ‫رس‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫‪ 2‬۔ رك ‪ 722‬۔ ۔ ه‬ ‫م و‬ ‫سس‬ ‫۔ و رر‬ ‫ياتها إنتك ينقال حبةرمن‬ ‫ِ‬ ‫سة‬ ‫‏‪.٤‬‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‪.‬‬ ‫<‬ ‫سرو‬ ‫س۔‬ ‫سرو س‬ ‫وفى ‏‪ ١‬سموات أؤف ‏‪ ١‬لازنضيَاتِ‬ ‫صخرة‬ ‫خرد ل فت‬ ‫۔ هو‬ ‫‪8‬‬ ‫>>‪,‬‬ ‫ِ م‬ ‫ماانمإنانتهةلطيف خير »‬ ‫(‪ ٣١‬لقيان‪)١٦ ‎‬‬ ‫وقال‪: ‎‬‬ ‫عل‬ ‫الَه طيف يعبادو۔يَرَزَقمَنيمَاوَهوالقو العزيز »‬ ‫و‬ ‫‪.-‬‬ ‫و‬ ‫۔‬ ‫س هر رد‬ ‫‪-‬‬ ‫س‬ ‫۔۔ كر و‬ ‫‪7‬‬ ‫م ے‪ ,‬۔‬ ‫‪)١٩١‬‬ ‫(‪ ٤٦٢‬الشورى‪‎‬‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقا ل‬ ‫الابَعَلَمْمن حولىهواللطيشالبير ه‬ ‫ه < ر‬ ‫و‬ ‫‪2‬‬ ‫س س سے س هو رم‬ ‫‪-‬‬ ‫س‬ ‫(‪ ٦٧‬الملك‪)١٤ ‎‬‬ ‫>‬ ‫ھ ك‬ ‫وو‬ ‫‪ ,‬و صر‬ ‫س‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ره <‬ ‫ى‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫واذنكربك ماتلفيوتكنين‬ ‫تاله والكمَذردَانهكَاك ناعما ©‬ ‫ر‪٣٣‬‏ الأحزاب ‏‪)٣٤‬‬ ‫قال الّجاج ‪ :‬أصل اللطف في الكلام ‪ :‬خفاء المسلك‪ .‬ودقة المذهب‬ ‫واستعياله في الكلام على وجهين‪. .‬يقال‪ :‬فلان لطيف إذا وصف بصغر‬ ‫الجرم‪ .‬وفلان لطيف إذا وصف بأنه محتال متوصل إلى أغراضه في خفاء‬ ‫وفلان لطيف في عمله يراد به أنه دقيق الفطنة‪ ،‬حسن الاستخراج‬ ‫مسلك‬ ‫له ‪.‬‬ ‫فهذا الذي يستعمل منه‪ ،‬وهو في وصف الله } يفيد أنه المحسن إلى عباده‬ ‫في خفاء وستر من حيث لا يعلمون ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث‬ ‫لا بحتسبون وهذا مثل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫إ‪<-‬ك‬ ‫د ۔و ‪%‬‬ ‫۔۔و حو‬ ‫(ر‪٦٥‬‏ الطلاق ‏‪.)٣‬‬ ‫‪ :‬ورقه منحيث لامحتسب ‪:‬‬ ‫فأما اللطف الذي هو قلة الأجزاء فهو ما لا يجوز عليه سبحانه »‬ ‫وجاء في مختار الصحاح ‪« :‬اللمطف في العمل الرفق فيه‪ .‬والطف من الله‬ ‫تعالى التوفيق والعصمة» ‪.‬‬ ‫وجاء في القاموس المحيط ‪ :‬اللطف البر بعباده‪ ،‬المحسن إلى خلقه‬ ‫بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف أو العالم بخفايا الأمور ودقائقها‪.‬‬ ‫‏‪ ٢١٨‬س‬ ‫وجاء في لسان العرب ‪« :‬اللّطيف صفة من صفات الله } واسم من‬ ‫والله أعلم ۔ الرفيق بعباده‪ .‬وقال ابن الأثير ‪ :‬اللطيف هو‬ ‫أسيائه‪ ،‬ومعناه‬ ‫الذي اجتمع له الرفق في الفعل‪ ،‬والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من‬ ‫قدرها له من خلقه ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬يطلق وصف اللطيف في حق العباد على عذوبة الشخصية وحسن‬ ‫الأنفعال{ أما الله تعالى فينصرف المعنى في حقه إلى الخلق أولا ث وإلى‬ ‫الاحسان ثانيا‪ .‬وإلى استعلائه على إدراك الأبصار قبل هذا وذاك ‪.‬‬ ‫فعلى الحخلق قوله تعالى ‪:‬‬ ‫مَا‪٤‬فَتْضيحُ‏ آ لفض‬ ‫لماء‬ ‫كنزي‬ ‫ارار;ے‬‫تَ‬ ‫ا لتر‬ ‫«‬ ‫حِ‬ ‫ر‬ ‫را‬‫كح ة س‬ ‫‪ 2‬س‬ ‫فخضرة الأرض وهي حياة من خلق الله ‪ .‬قد وصفت بالّطف ضمنا‪.‬‬ ‫وكان السر فيها هو اللطيف الخبير ‪.‬‬ ‫وعلى الاحسان قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام ‪:‬‬ ‫احرَحَمناليَجَنوبةيكم‬ ‫» ‪.7‬‬ ‫مَنَآلمَدومنبحَدأن تَرَعالشَطَنْ بيف وَبَتنَإ ِخَوَفتنَ‬ ‫رققلَطِيشُْلَمَايسَاءر تهههرالمغللفكم ‪4‬‬ ‫‏(‪ ١٢‬يوسف ‏‪)١٠٠‬‬ ‫فيوسف يشير إلى قصة إلقائه ي الحجب ‪ ،‬ويرى أن عذابه الظاهر كان لطفا‬ ‫به الخير ليوسف ‏‪ ٠‬وشاء تحقيق أمره ‪.‬‬ ‫‪ .‬شاء‬ ‫الله‬ ‫خفيا من‬ ‫‪٢١٩١‬‬ ‫وعلى الاستعلاءعلى إدراك الحواس قوله تعالى ‪:‬‬ ‫« لانترحةه الأبمسزره ريدر الةتصررهوالتطيشتتبُ ‪4‬‬ ‫‪(١٠٢٣‬‬ ‫(‪ ٦‬الأنعام‪‎‬‬ ‫وقيل ‪ :‬اللطيف هو الذي يسري لطفه الخفي في رفق ورأفة في جميع‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لا يعلمون‪‎‬‬ ‫يعلمون ومن حيث‬ ‫حلوقاته من حيث‬ ‫وقيل ‪ :‬الطيف من ولي فستر ‪ ،‬وأعطى فاغنى ‪ ،‬وأنعم فأاجزل‪ ،‬وعلم‪‎‬‬ ‫فاجمل‪‎.‬‬ ‫وحظ العبد من هذا الاسم ۔ حسب قول الغزالي ‪ -‬الرفق بعباد الله تعالى‪.‬‬ ‫واللطف في الدعوة إلى الله ‪ ،‬والهداية إلى سعادة الآخرة‪ ،‬من غير ازدراء أو‬ ‫أو تعصب ز وأحسن وجوه الّطلف فيه الجذب إل قبول الحق‬ ‫عنف أو خصام‬ ‫بالشيائل السنية والسيرة المرضية والأعمال الصالحة ‪.‬‬ ‫ومن الحكمة أن يتأمل الانسان في لطف الله بسائر المخلوقات ومن ذلك‬ ‫أنه لو أراد بيان لطف الله في لقمة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها لعجز‬ ‫عن البيان ‪.‬‬ ‫الخبير ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫«فل مومني بتععضضو وامنآته‪.‬درهم وََمَظُوادُوجَهُة‬ ‫‪.‬‬ ‫۔و ے‬ ‫رار‬ ‫ٍ‬ ‫‏‪ 1 ١‬ا اه‬ ‫للأ‬ ‫يكاز فنانه حييمَايضَتَعت ه ر‪٢٤‬‏ انور ‏‪٣٠‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫` « شن اتالر امك تَىيَه عينماتننو »‬ ‫‏(‪ ٢٧‬النمل ‏‪)٨٨‬‬ ‫_‬ ‫‪٢ ٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_۔‪‎‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫« ال يعلمن عَلىَرَهرالطيتانب ‪4‬‬ ‫‏‪)١٤‬‬ ‫‏(‪ ٦٧‬الملك‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫« كامنوايلقه وشوله‪ .‬والنوراآرئآنرناومةيمَاتتمَلومَ عي ‪4‬‬ ‫‪)٨‬‬ ‫) ‪ ٦٤‬التغا بن‪‎‬‬ ‫مم‬ ‫َ ‪-‬‬ ‫‪.‬۔‪ .‬ذ‬ ‫تر‬ ‫‪:‬‬ ‫قا‬ ‫»‬ ‫» رميم نومي لخير‬ ‫وقال‬ ‫‏‪)١١‬‬ ‫‏(‪ ١٠٠‬العاديات‬ ‫قال الزجاج ‪« :‬قال أبو علي ‪ :‬الخبير أخذ هذه الكلمة أبو إسحاق من‬ ‫عالما به ‪.‬‬ ‫إذا كان‬ ‫خبير بالشيء‬ ‫شققتها ‏‪ ٠‬وفلان‬ ‫إذا‬ ‫الأرض ‪6‬‬ ‫خبرت‬ ‫قولهم ‪:‬‬ ‫قال أبو‬ ‫وكأنه هو الذي بحث عن ذلك الشيء حتى شق عنه الأرض‪.‬‬ ‫‪ .‬فالعلم‬ ‫الخبر الذي يسمع ‏‪ ٠‬لأن معنى الخبير العالم ‪. .‬‬ ‫‪ :‬وهو عندنا من‬ ‫علي‬ ‫أبدًا مع الخبر ) ‪.‬‬ ‫جاء في تاج العروس ‪« :‬الخبر۔مع تحريك الباء ۔ النبأ © وما أتاك من نبأ‬ ‫عمن تستخبر ‪ ،‬ثم إن أعلام اللغة والاصطلاح قالوا ‪:‬الخبر عرفا ولغة ‪:‬ما‬ ‫ينقل عن الغير © وزاد أهل العربية ‪ 0‬واحتمل الصدق والكذب لذاته ۔ أي‬ ‫لذات الخبر ‪.‬‬ ‫والخبير (العالم بالله تعالى) ‪ ،‬بمعرفة أسيائه وصفاته ‪ 3‬والمتمكن من الإخبار‬ ‫بما علمه‪ ،‬والذي يخبر الشيء بعلمه‪ .‬والخبير من أسيء الله عز وجل ‪ :‬العالم‬ ‫با كان وبيا يكون‪ .‬وفي شرح الترمذي ‪ :‬هو العليم ببواطن الأشياء» ‪.‬‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العلم إذا أضيفت إليه خفايا الباطن سمي خبرة { والله هو الخبير‬ ‫‪-‬‬ ‫بإطلاق وكال‪.‬‬ ‫وسمي ‪ .‬صاحبه خبيرا ‪.‬‬ ‫خبرة‬ ‫‏‪ ١‬لعلم إذ اكان للخفايا ا لبا طنةً سمي‬ ‫ولكن‬ ‫شيء ‏‪ ٠‬ولا يغيب عن علمه‬ ‫يعلم كل‬ ‫الله تعالى هو الذي‬ ‫والخبير في حق‬ ‫ولا تعرب‬ ‫عليه حافية ‪6‬‬ ‫لا تخفى‬ ‫وهو الذي‬ ‫‪6‬‬ ‫بكنه كل شيء‬ ‫وهو العالم‬ ‫‪3‬‬ ‫شيء‬ ‫شىء ‪ .‬ولا تتحرك ذرة ولا‬ ‫عنه ا لأخبار الباطنة ‪ ،‬ولا يجري ي الملك وا ملكوت‬ ‫تسكن ولا تضطرب نفس ولا تطمئن إلآ ويكون عنده خبر ذلك ‪.‬‬ ‫واعلم أنه لا ينال العبد الحظ الأوفر من هذا الاسم إلآ إذا كان خبيرا‬ ‫بدسائس نفسه‪ ،‬بصيرا بخدائع حسّه{ يعرف الفرق بين خطرات الملك‬ ‫ووساويس الشيطان ‪ ،‬بصيرا بإلهامات الرحملن‬ ‫ومن كان هذا حظه من هذا الاسم تجده دائما محترزا في أقواله وأعماله إ واثقا‬ ‫‪.‬‬ ‫بجميع اختياره ‪ .‬ومع يقن تام بالا راد لقضاء الله وحكمه‬ ‫بهذا ندرك ما بلغه المجتمع الاسلامي الأول من سمو } ذاك أن أصحاب‬ ‫التعلق باسم الله ا لأعظم ‪ .‬ول يلتفتوا إلى سواه‪6‬‬ ‫رسول الله ية تعلقوا حق‬ ‫وحرصوا على التخلق بجميع أسيائه الحسنى فحققوا صورة المجتمع الفاضل‬ ‫وهذ ا ما يحتاج‬ ‫يعيش با لله ولله ‪.‬‬ ‫المجتمع ‏‪ ١‬لذي‬ ‫الله تينة ‘‬ ‫في مدينة رسول‬ ‫إليه المجتمع الاسلامي اليوم وفي كل زمان ومكان إذا أراد أن يتحول إلى منزلة‬ ‫الريادة ‪.‬‬ ‫فأسياء الله الحسنى حينئذ هي الحقيقة المطلقة } لأن الله تعالى هو الحقيقة‬ ‫وما عدا ا لأسياء صور تظهر وتختفي ©۔ وتوجد وتملك ‪.‬‬ ‫المطلقة‬ ‫‏‪ ٢٢٢‬س‬ ‫‪:‬‬ ‫وتعالى‬ ‫تبارك‬ ‫يقول‬ ‫ل ويا لسي السى ادعو يَاردَزواالن يتمذوكفة‬ ‫سر‬ ‫سر‬ ‫رو‬ ‫‏‪( ١٨٠١‬‬ ‫) ‏‪ ٧‬ا لأعرا ف‬ ‫ه‬ ‫ماكاننوا يعملون‬ ‫أسميه سترو‬ ‫كلنا يعلم أن الله تبارك وتعالى قد احتجب بذاته العلية عن أنظار الخلق ©‬ ‫وجل رحمة بمخلوقاته ومن‬ ‫الله ع‬ ‫! لكن‬ ‫‏‪ ١‬للا محدود‬ ‫وأنى للمحد ود ا ن يدرك‬ ‫بينها الانسان مكنهم من التعرف عليه تبارك وتعالى من خلال آثاره ‪ .‬لكن‬ ‫كيف يتم التوجه إليه ؟‬ ‫وواضح ألآ سبيل للانسان للتغلب على ما فيه من عجز وضعف أمام بقية‬ ‫المخلوقات إلآ باللجوء إلى الله عرَ وجل عن طريق أسيائه ‪.‬‬ ‫إن مثل هذا اللجوء يخرج الانسان من غربته ويجعله في أنس منقطع‬ ‫النظير ‌ واستمع إلى موسى عليه ا لسلام عندما أدركته وقومه قافلة فرعون ماذا‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫« إنَمَعَرَسََهرن‪» ‎‬‬ ‫(‪ ٢٦‬الشعراء‪)٦٢ ‎‬‬ ‫وفعلا قد هداه الله ونجّاه من القوم الكافرين ‪ .‬واستمع إلى يونس عليه السلام‬ ‫عندما وقع في بطن الحوت ماذا يقول ‪:‬‬ ‫تحل(حرق‬ ‫سآت‬ ‫» قارى فىف آالظلْستأن ؟إله لا‬ ‫‏(‪ ٢١‬الأنبياء ‏‪)٨٧‬‬ ‫كث مداللير ‪4‬‬ ‫نأنجاه ربه من الغم لأنه هو الذي ينجي المؤمنين © واستمع إلى سيدنا‬ ‫‏‪ ٢٢٢٣‬س‬ ‫حمد تلة إذ هو ثاني اثنين في الغار ماذا يقول لصاحبه ‪:‬‬ ‫(‪ ٩١‬التوبة ‏‪)٤٠‬‬ ‫«لاتترنإ أنهما ‏‪٨4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عذ‬ ‫س‬ ‫>‪,‬‬ ‫سص <‬ ‫‪.7‬‬ ‫فأنجاه الله من كيد المشركين ‪.‬‬ ‫نستطيع أن نفهم إذن مدى الاكرام الذي منحه الله للانسان حين حذثه‬ ‫عن أسيائه‪ ،‬نعم لقد من الله على عباده فحدثهم عن أسيائه‪ ،‬وجعلها‬ ‫طريقا لدعوته ‪ 0‬فهذه رحمة الله تبارك وتعالى تسرع لمن يناديه سبحانه بأسائه‬ ‫حلصا لله عزَ وجل في هذا الدعاء أو في تلكم الدعوة ‪.‬‬ ‫والأساس لا يتمثل في مجرد الذكر للأسياء أو حفظها عن ظهر قلب‪ ،‬أو‬ ‫تعليقها مكتوبة‪ .‬وإني الأساس في حفظ الأسياء وإحصائها أن تحمل‬ ‫أمانتهاؤ وذلك بالتعلق بيا يجب التعلق به } وبالتخلق بيا ينبغي التخلق به‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسراء‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫والملاحظ أن ما نعرفه من أسياء اله تعالى ليس هو كل أسيائه عر وجل‬ ‫والدليل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف الذي كان الرسول يلة يدعو‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫كتابك‬ ‫أو أنزلته ‪1‬‬ ‫به نفسك ‪6‬‬ ‫اسم هو لك سميت‬ ‫«أسألك بكل‬ ‫‪:‬‬ ‫الله به‬ ‫أن تجعل‬ ‫علم الغذيب عندك‬ ‫به ف‬ ‫أو استأثرت‬ ‫أو علمته أحدا من خلقك“©{‬ ‫القران ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وجلاء خوفي» ‪.‬‬ ‫_ )‪_ ٢٦٢‬‬ ‫ه تامل في صفات انته عر وجل ‪:‬‬ ‫فال تعالى‪ % :‬وَعِندَهمَفَاتِخآلمَيّب لار لَمُهَآر لَاهرَوَيَتَلماف‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ .‬ف‬ ‫‪.4‬‬ ‫مه‬ ‫و‬ ‫اللوافظ منكرتةيلايتكنهاواحََة‬ ‫ف ظلمت الارض ولارطيكلايابييلافكترميييز ه ر‪١‬‏ الأنعام ‏‪)٥٩‬‬ ‫س۔‬ ‫إ‬ ‫>‬ ‫سص ر‬ ‫ير‪.‬‬ ‫۔۔‬ ‫مء >‪,‬‬ ‫مر‬ ‫‪.‬ح‬ ‫إن من يقرأ هذه الآية الكريمة يدرك يقينا أن الله عز وجل عليم © والعليم‬ ‫هو اللتصف بصفة العلم لكن أي علم هذا ؟ إنه لا شك الكيال في العلم ‪.‬‬ ‫الله تعالى يعلم الغيب ‪ ،‬وهو سر من أسرار الله لا يمكن أن يشاركه في‬ ‫!‬ ‫علمه أحد ‪.‬‬ ‫بل أكثر من هذا استأثر الله عر وجل أيضا بعلم المفاتح التي تؤدي إلى‬ ‫الغيب ‪ .‬معنى ذلك ألا سبيل لأي خلوق مهےا عظم شأنه أو صغر أن يتمكن‬ ‫‏‪١‬‬ ‫من معرفة هذا الغيب ‪.‬‬ ‫الله عز وجل يعلم ما في البر والبحر ‪ :‬إنه تعليم للمخلوقات أن علم الله‬ ‫كيال فمهيا كبرت البحار في أعين الناس ومهيا عظم البر فإن كل ما فيها‬ ‫يدخل تحت مظلة العلم الإلهي الذي لا يغيب عنه شيء ‪.‬‬ ‫وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ‪ :‬ما قيمة الورقة ‪ 3‬وما قيمة سقوطها‬ ‫حسب تصور الانسان ؟ كم عدد أوراق الشجر؟ نعم إن الله يعلم ما لذي‬ ‫نقصته الشجرة حين فقدت إحدى أوراقها ‪ . .‬ويعلم ما ا لذي ستزيده ‏‪ ١‬لأرض‬ ‫حين تتحول الورقة إلى تراب‪ . .‬يعلم مصيرها في الأرض بعد ذلك‪ . .‬هل‬ ‫يعلم‬ ‫أو ورقة ف زهرة } أو جزء من ترابك©‬ ‫ستكون غصنا جديدا ف شجرة‬ ‫الله هذا كله قبل أن يقع ‪.‬‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫ولا حبة في ظليات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ‪ :‬ما هي‬ ‫أمية كل هذا ؟ ذاك ما استأثر بعلمه تبارك وتعالى‪ .‬وكل ما نعرفه أن الآية‬ ‫ترسم لنا صورة لعلم الله الشامل المهيمن الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة‪،‬‬ ‫فحتى موت أوراق الشجر في الخريف يهيمن عليه علم الله ‪.‬‬ ‫ذاك هعولم الله سبحانه ‪ ،‬لا شيء يفلت من علمه أويخرج عن حكمه‬ ‫أيودركه النسيان ‪.‬‬ ‫في كتاب } وكل شيء يعلمه الله ‪ .‬ذلك أن العلم صفة‬ ‫سيءجل‬ ‫مش‬ ‫كل‬ ‫من صفات الله عز وجل ‪.‬‬ ‫ولا يخفى على مسلم أن ما صح في صفة العلم يصح في بقية صفات الله‬ ‫ع وجل من حياة وقدرة وإرادة الخ ‪. .‬‬ ‫المخلوق ‪:‬‬ ‫اختلاف صفات الله عر وجل عن صفات‬ ‫ولا بد من أن ينتبه المؤمن إلى أمر هام‪ ،‬وهو أنَ المعنى المقصود باللفظ في‬ ‫صفات الله تبارك وتعالى يختلف اختلافا كاملا عن المعنى الذي نقصده بهذا‬ ‫اللفظ إذا صرفناه لصفات المخلوقين بمعنى أننا إذا قلنا إن الله عالم‪ ،‬أو‬ ‫قلنا إن العلم صفة من صفات الله تعالى } وقلنا إن فلانا عالم أو العلم صفة‬ ‫لفلان من الناسك إذا قلنا هذا وجب أن نفهم أن المقصود بعلم الله شيء‬ ‫يختلف كل الاختلاف عن المقصود بعلم الناس ‪.‬‬ ‫علم الانسان مكتسب‪ ،‬ومحلوق‪ ،‬وحدود وناقص وله بداية وله نهاية ‪ .‬علم‬ ‫الانسان يعتمد على التجربة واستقراء الظواهر والنظر والتحليل ‪.‬‬ ‫وكامل وليس له ابتداء‪ ،‬وليس له‬ ‫وعلم الله قديم ‪ 3‬وأزلي ‪ 8‬ومطلق‬ ‫نهاية‪ .‬وهو علم لا يأخذ منه البشر إلا بمقدار ما يأخذه طير غمس منقار ني‬ ‫مياه البحار ‪ 3‬وإذن لا يعد علم المخلوقين إلى جواره شيئا‪ ،‬وكذلك الحياة‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٦‬س‬ ‫والشمع والبصر والقدرة والارادة ‪.‬‬ ‫إذا وصفنا الله عرَ وجل بشيء من هذه الصفات وجب أن نفهم أن المعنى‬ ‫ليس هو المعنى البشري المتعارف عليه بيننا ‪.‬‬ ‫إن الله سبحانه وتعالى‬ ‫ال س‬ ‫]]‬ ‫ص‬ ‫س‬ ‫بحر ‏‪ ٤٢ ٤‬الشورى ‏‪)١١‬‬ ‫وهوالس حح‬ ‫» نيكة وست‬ ‫© هل أسماء النه وصفاته توقيفية ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمر ا لتوقيفي هو كل ما جاء في شأنه نص شرعي‬ ‫أسياء الله وصفاته توققييففييةة والليل على ذلك ما يلي ‪:‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪ : .‬تاتنغوامل القنمآ‪:‬انشني ه‬ ‫‏‪(١١٠‬‬ ‫‏(‪ ١٧‬الاسراء‬ ‫« اتتلارل ءرلاهولذالكشما‪ :‬تكنى ‪4‬‬ ‫مه ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫سرسر‬ ‫م س‪ .‬۔۔ہ‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫‏(‪ ٢٠‬طه ‏‪)٨‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫"‬ ‫رن‬ ‫ح‬ ‫]]{‬ ‫الكتم‪:‬‬ ‫هوَاننَدالَحَللق البارئ الْمُصَو‬ ‫‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥٩‬الحشر ‏‪)٢٤‬‬ ‫‪« :‬إن لله تسعة وتسعين اسا »‬ ‫وقال عليه ا لسلام‬ ‫فهذه الأسياء واردة في كتاب الله تعالى قد سمى بها نفسه ووصفها بها‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ثلانة‬ ‫معان‬ ‫مستعملة‬ ‫وقد جاء ت‬ ‫‏‪ ٢٢٧‬س‬ ‫۔‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أحدها للذات والمدحة‬ ‫‏(‪ ١٦‬النحل ‏‪)٧‬‬ ‫ك رَتَكم ترويحية‬ ‫الثا للفعل ‪ ,‬دون ما قد فعل مثل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٢‬آل عمران ‏‪)٩‬‬ ‫« يلتََكَوجاَمغماللااسررََفِية ؛٭‬ ‫والثالث لما فعل مثل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)٩٦‬‬ ‫« وَجَعرَالرسَكناوالقَمسرالْمَمَرَحَبَااً‬ ‫ولقد أجاز العلياء إمكانية إضافة أسياء بعد التسعة والتسعين تستفاد من‬ ‫القرآن الكريم والحديث الشريف وصنفوها كيا يلى ‪:‬‬ ‫( أ ) أسياء يجوز ذكرها على شرط أن تكون مضافة إلى مفاعيلها ‪ :‬مثل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)٩٥‬‬ ‫كاناوالتوت ه‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪(٩٦‬‬ ‫ا َالقالاصباج ‪:‬‬ ‫وعلى هذا القياس يمكن أن يقال ‪ :‬يا هادي الضال‪ ،‬يا مبصر‬ ‫البصائر ‪. .‬‬ ‫(رب) أساء يجوز ذكرها وتخرج على المجاز ‪ :‬كان تقول ‪ :‬ياسندي وأنت‬ ‫يا من اعتمد على رحمته وكرمه وبره وفضله ‪.‬‬ ‫تقصد‬ ‫والحجة في هذا جواز قولك كيا جاء في الحديث (هو الصاحب في السفر‬ ‫والخليفة في الأهل) ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫كيا لا يضيق في حقه تعالى زارع [ من قوله عز وجل‬ ‫‏(‪ ٥٦١‬الواقعة ‏‪)٦٤‬‬ ‫ل ءأننرتزرغوتهرأمتَنآلررغو ه‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫وذلك بمعنى احياء الزرع وإنشائه وإنيائه وجعله زرعا باختيار وإرادته ‪.‬‬ ‫سماء يستحيل نسيتها إلى انته تعالى ‪:‬‬ ‫ماكر ‪ .‬ساخر ‪ .‬وأمثالها من الأساء المشتقة من أفعال نسبها‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫سبحانه وتعالى إلى نفسه عن طريق المشاكلة ‪ .‬كيا جاء في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)٥ ٤‬‬ ‫وَمَكرُوا ومكراندرأل‪:‬ت حَيدالْمكرنَه‬ ‫‪:‬‬ ‫وقوله تعا ل‬ ‫حو‬ ‫۔۔ء بهو إب جولا۔ ‪.‬۔ ‪1‬‬ ‫‏(‪ ٩‬التوبة ‏‪)٧٩‬‬ ‫الله منهم ه‬ ‫» فيسحرون يتهم‬ ‫والمشاكلة هي ذكر الشىء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا مثل هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله تعا ل‬ ‫وتقل يرا [ كا ف‬ ‫‪--‬‬ ‫م‬ ‫عم‬ ‫س‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١٣٨‬‬ ‫صبغة الله ‪3‬‬ ‫أي تطهير الله ‪ .‬حيث عبر عن الايمان بالصبغة لوقوعه في صحبة صبغة‬ ‫غير مذكور‬ ‫أصفر يغمسونهم فيه ‪.‬‬ ‫المعمودية وهو ماء‬ ‫النصارى أولادهم ماء‬ ‫والخلاصة ‪ :‬أن أسيء الله الحسنى هي التي سمى بها نفسه‪ ،‬ومجد‬ ‫التوفيقية‬ ‫السيء‬ ‫إل‬ ‫باتصافه بأفعالها ‏‪ ٠‬وأمر‪ .‬خلقه بدعائه سها ‏‪ ٠‬وقد أضيفت‬ ‫‪.‬‬ ‫محددة‬ ‫إإلا بشروط‬ ‫والسنة ‏‪ ٠‬على ألا تستعمل‬ ‫القرآن‬ ‫أساء مقتبسة من‬ ‫ا لصفات فإنها يبقيان‬ ‫ا لأسےاء ومبحث‬ ‫ومها حاولنا أ ن نفصل بين مبحث‬ ‫متداخلين لأن التمييز بين المبحثين في منتهى الدقة ‪.‬‬ ‫عرض الولد على والده ما توصل إليه في شأن أسيء الله الحسنى ‪ ،‬فوجد‬ ‫أنه قد استهوته القضية حيث لخص كل ما جاء في مسودات أبيه عن أسياء‬ ‫‪_ ٢٢٩٢‬‬ ‫الله الحسنى ‪ ،‬فخشي أن يتحول الكتاب إلى كتاب آخر فالح على ولده‬ ‫أن يتصرف أكثر حتى لا يتجاوز هذا المبحث الحد المطلوب ‪.‬‬ ‫فابدى الولد شيئا من التانّف على هذا الطلب ولم يكن له إلآ أن يطيع‪6‬‬ ‫فرجع إلى هذا المبحث وزاده تلخيصا وتدقيقاش‪ .‬وعزم على أن يكتفي بثلث‬ ‫أسياء الله الحسنى مع زيادة بعض التّشذيب‪ ،‬وبعد أن انتهى من ذلك قم‬ ‫العمل إلى والده وفني ذهنه أن يلح عليه بأن يقبل مثل هذا الحل ‪.‬‬ ‫وفعلا قبل الوالد هذا العمل وبين لولده أن في هذا القدر كفاية للخروج‬ ‫بقضية الأسياءفي علم الكلام ما عرفته من بعض التحجر إلى حذ أنها‬ ‫استفرغت من جوهرها وتحولت إلى مناظرات ومشاكسات تزيد الانسان بعدا‬ ‫عن الله تعالى‪ ،‬ولذلك فلا إفراط ولا تفريط فالجدل العقلى مفيد لكن لابد‬ ‫من أن يطعم بشيء من الزاد الروحي ليكون الأمر أنفع ‪.‬‬ ‫هنا أفصح الولد عيا في نفسه‪ ،‬وقال‪ :‬يا أبت كنت أراك تتأقف في كثير من‬ ‫الأحيان‪ ،‬بل تعبر عن ذلك بصراحة عما أضاعه علياء الكلام من جهد لا طائل‬ ‫من ورائه في إثارة بعض القضايا‪ ،‬وكنت تقول دائما‪ :‬ليت هؤلاء لم يغفلوا‬ ‫عن الشحنة الروحية التي تحملها هذه القضايا لتنعكس بصورة فعلية على‬ ‫اةقع المجتمع عوض أن تبقى بحوثا في عليائها لا يدركها إلآ خاصة‬ ‫‪. 77‬‬ ‫ولذلك عندما رأيتأنك تولي وجهك شطر هذا المسلك وسمحت لي بأن‬ ‫أقف عند مسوداتك في هذا الشأن طربت لذلك وعرفت أكثر ما يمكن من‬ ‫هذا الغذاء الروحي وفهمت أتّك أردت من هذا الكتاب أن يجمع بين‬ ‫دائرتين‪ :‬الدائرة العقلية والدائرة الروحية ش لكن تبينت أنني تجاوزت الحد‬ ‫وحسنا فعلت بأن أوقفتالأمر عندما وقفنا عليه الآن فبارك الله فيك ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٢٣.‬‬ ‫هنا عبر الوالد عن ارتياح لما لاحظ من تجاوب بينه وبين ابنه ورجا أن يكون‬ ‫لذلك أثر طيب في القارئ الكريم الذي سيقف عند هذه السطور ‪.‬‬ ‫وبعد هذا طلب من ولده ألآ يغفل عا عرف في علم الكلام بعلاقة الاسم‬ ‫والمسمى ‪ ،‬وأن يقف عند أقسام الصفات وإحكامها قبل أن يتحول إلى‬ ‫المتشابه من كتاب الله العزيز لأن المحكم قد نال نصيبه في هذا العمل ‪.‬‬ ‫هنا اقترح الوالد على ولده أن يقف عند هاتين القضيتين بشىء من‬ ‫الاختصار غير المخل‪ ،‬ذلك لأن الأستاذ المحاضر توسع فيهيا توسعا تصعب‬ ‫الزيادة عليه ‪.‬‬ ‫وطلب منه‬ ‫على ذلك‬ ‫وافق الوالد ولده‬ ‫المحاضرات‬ ‫تأمل في هذه‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ‫أن يزيد نظرا في كتاب البعد الحضاري وما أحال عليه من مصادر في هذا‬ ‫الشأن ؛ لأن القضيتين وقع استيفاء البحث فيهيا هنالك بقدر الامكان ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٢١‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫علاقة الاسم بالمسمقى ‪:‬‬ ‫لقد نظرت مليا ني عديد من الصوص المتعلقة بالقضية فوجدت أن أدقها‬ ‫ما جاء في تفسير العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‪ ،‬وهذا نصه ‪:‬‬ ‫«وَا كثر الخلاف فيه الاسم والمسمى ‪ .‬هل هما شيء واحد أو شيئان‪.‬‬ ‫وقبل التعرض لخلافهم يجدر بنا أن نحدد معنى الاسم ‪.‬‬ ‫يرى ابن سيدة أن الاسم هو اللفظ الموضوع على الجوهر أو العرض يقول‬ ‫الزغب‪ :‬هو ما يعرف به ذات الشيء وأصله‪ ،‬ويرى أبحويّان أن الاسم هو‬ ‫اللفظ الذي يدل بمقتضى الوضع على موجود في العيان إن كان محسوساء‬ ‫وفي الأذهان إن كان معقولا من غير أن يقترن جوهره بزمان‪ ،‬ويرى السيد‬ ‫رشيد رضا أن الاسم هو اللفظ الذي يدل على ذات من الذوات كحجر‬ ‫وخشب وزيد أو معنى من المعاني كالعلم والفرح وتخصيص ابن سيده‬ ‫للاسم بيا وضع على الجواهر والأعراض يمنع من شمول تعريفه لاسماء انة‬ ‫الحسنى لأن ذات الله تعالى ليست جوهرا ولا عرضا وكذلك تعريف الراغب‬ ‫له بأنه ما يعرف به ذات الش وأصله لا يصح اعتبار منطبقا على أسيء الله ‏‪٨‬‬ ‫فإن ذات الله بوهي حقيقته الخاصة لا يعرفها أحد من خلقه كيا هي ‪ 3‬وإنا‬ ‫غاية ما يمكن التوصل إليه معرفة صفاتها‪ .‬أما تعريف ابن حيان والسيد رشيد‬ ‫رضا فهيا خاليان من الاعتراضك ومن خلال تأملنا لجميع هذه التعريفات‬ ‫يمكننا أن ندرك أن الاسم هو غير المسمى ‪ .‬ذلك لأن الاسم لفظ يدل نطقا‬ ‫كأوتابة على المسمى ‪ ،‬والمسمى حقيقة سواءا أكانت محسوسة أموعقولة } وما‬ ‫يؤسف له أن كثيرا من العلياء أضاعوا جهودهم في بحث هذه المسألة ورد‬ ‫بعضهم على بعض بيا لا طائل تحته‪ ،‬وقد تعجّب الامام أبو حيان من هذا‬ ‫الاختلاف وهو جدير بأن يتعجب منه‪ ،‬ولولا خشية اللبس لضربت صفحا‬ ‫‏‪ ٢٢٣٢‬س‬ ‫عن بحث هذه المسألة من أصلها‪ .‬وإليك من تلخيصها وتحريرها ما يكفيك‬ ‫دليلا لتستبصر في مثل هذه المقامات التي كثيرا ما تنزلق فيها الأفهام ‪.‬‬ ‫لا ريب أنك تدرك أنك إذا أدرت لسانك على ذكر اسم شيء لا يحضر‬ ‫ذلك الشىء بعينه‪ .‬فلو ذكرت زيدا أو محمدا أو عامرا أو سعيدا لحصل لك‬ ‫ذكر الاسم دون المسمى وإلا للزم أن تروي غلتك إذا ذكرت اسم ماء‬ ‫بلسانك وأنت ظيآن وأن تحترق لسانك بمجرد ذكرك لاسم النار‪ .‬ومع‬ ‫ظهور ذلك بداهة فإن جماعة من العلياء أصروا على أن الاسم هو عين‬ ‫المسمى‪ .‬ومن هؤلاء ابن الحصار والقرطبي والآلوسي ونسبه الرازي إلى‬ ‫الأشعرية والكرامية والحشوية ولم يكتفوا بالوقوف عند هذا الحدَ‪ ،‬بل أخذوا‬ ‫يشنعون على مخالفيهم‪ .‬فالقرطبي ينسب قولهم إلى أهل الحق ومفهومه أن‬ ‫قول محالفيهم هو قول أهل الباطل‪ ،‬بل صرح ابن الحصار بان القول الآخر‬ ‫هو قول أهل البدعة ولم يال الأليسي جهدا في الانتصار لقولهم هذا مستندا‬ ‫لى فلسفات متنوعة ليست من القرآن ولا من السنة في شيء‪ .‬وفي مقابل‬ ‫هؤلاء نجد الامام ابن جرير الطبري ‏(‪ )٩٢٣/٣١٠‬والفخر الرازي وابن‬ ‫رضا يخالفونهم تمام المخالفة ويعدون القول بان‬ ‫القيم والسيد حمد رشيد‬ ‫الأخطاء التي أوقع أصحابها فيها قلة فهمهم‬ ‫الاسم هو غير المسمى من‬ ‫الأئمة رحمه الله كلام في هيميان الزاد لدار المعاد‬ ‫مقاصد النصوص ولقطب‬ ‫المسمى { وحمل كلام أصحابنا بأن أسياء الله هي‬ ‫يفيد تعذر كون الاسم هو‬ ‫ذاته على أن مرادهم بذلك مدلول أسيائه ‪ 0‬ونحو ما أفاده نور الذين السالمي‬ ‫رحمه الله في مُشارق أنوار العقول" ى ومنشأ البس الذي سبب الخلاف أن‬ ‫القائلين بان الاسم هو عين المسمى رأوا أن الله تعالى أمر بذكره وتسبيحه في‬ ‫‏‪ ٢٢٢‬س‬ ‫آيات من الكتاب ويذكر اسمه وتسبيح اسمه في آيات أخرى‪ ،‬فقد قال عز‬ ‫> كرتتل البتيل ‪:‬‬ ‫« والنمر‬ ‫من قائل ‪:‬‬ ‫(‪ ٧٣‬المزمل ‏‪)٨‬‬ ‫‏ِ‬ ‫(‪ ٧٦‬الانسان ‏‪)٢٥‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫« وأوذكر‪:‬ات مرك وكرهكرة روآص‪.‬يلا‬ ‫وقال سبحانه « حمالذ ن ءامنوااأدذكرروواااشه وكاكا ‏‪ ٥‬وَسَتحوهنكرة‬ ‫وأيا ‪9‬‬ ‫‏(‪ ٣٣‬الأحزاب ‪٤١‬۔‪)٤٢‬‏‬ ‫« تاذنكزبرااتهةعندالنشعرالصرا۔‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١٩٨‬‬ ‫وأذكروهكہ هَدَنلكم "‬ ‫‪ ...‬وقد دعاهم هذا إلى الجمع بين هذه الآيات بأن يبعلوا الاسم عين‬ ‫المسمى ‪ 3‬وأن يجعلوا ذكر الله وتسبيحه وذكر اسمه وتسبيح اسمه واحدا لأن‬ ‫اسمه عين ذاته ‪ 5‬والصواب ۔ كيا يقول صاحب المنار أن الذكر في اللغة ضد‬ ‫النسيان وهو ذكر القلب ولذلك قرنه الله بالفكر في سورة آل عمران حيث‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫» الذ نََيَذَكُرُوتً التَهَقَمًا رَفَعغُودًا‬ ‫وَعَجئويهم وَيَتَتَكَرُودَفحَلَيَألَمَوَت والأرض ‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١٩١‬‬ ‫تك إدَاتيسيتَ "‪:‬‬ ‫وأد‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ١٨‬الكهف ‏‪)٢٤‬‬ ‫‪٢٢٣٤‬‬ ‫كا يطلق الذكر على النطق باللسان لأنه دليل على ذكر القلب وعنوان له }‬ ‫وذكر اللسان للاسم دون المسمى كيا هو الشأن في سائر الأسياء فإذا قال قائل‬ ‫نار ‪ 7‬لا تقع النار على لسانه فتحرقه} وإذا قال الظهآن ماء لا يجري الماء على‬ ‫فيه فيروي ظماه كيا ذكرنا من قبل فالمراد من ذكر الله بالقلب تذكر جلاله‬ ‫وعظمته وكبريائه ونعمه ‪ ،‬والمراد من ذكره باللسان ذكر أسيائه الحسنى وإسناد‬ ‫الحمد والشكر والتناء إليها‪ .‬وهكذا يقال في التسبيح‪ .‬فالقلب واللسان‬ ‫يشتركان في التسبيح‪ ،‬وإنيا تسبيح القلب اعتقاد كياله وتنزهه عن كل ما يليق‬ ‫بعظمته وكبريائه‪ 5‬وتسبيح اللسان إضافة التسبيح إلى أسيائه‪ ،‬ولو لم ينطق‬ ‫بكلمته اسم‪ ،‬ويدل على ذلك ما أخرجه الامام البيع ‏(‪ )٧٨٦/ ١٧٠‬رحمه‬ ‫الله عن أبي عبيدة ‏(‪ )٢٦٢/١٤٥‬عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله‬ ‫عنهم أنه لما نزل قول الله تعالى ‪:‬‬ ‫(‪١‬ه‏ الواقعة ‏‪)٧٤‬‬ ‫لا سبح ياسَمرَيَكَالْعَظيم ه‬ ‫_‬ ‫قال النبي يلة ‪« :‬اجعلوها في ركوعكم» ‪ ،‬ولما نزل قوله ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٨٧‬الأعلى ‏‪)١‬‬ ‫‪ :‬سَيَحآسَعَرَيكَالْكَق ‪4‬‬ ‫قال ‪« :‬اجعلوها في سجودكم» ورواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حيان في‬ ‫صحيحه‪ .‬والحاكم في مستدركه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه‘۔ وروى‬ ‫أحمد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الترمذي عن حذيفة رضى الله عنه‬ ‫قال‪ :‬صليت مع النبي يلة فكان يقول في ركوعه ‪« :‬سبحان ربي العظيم وني‬ ‫سجوده‪« :‬سبحان ربي الأعلى» فظهر من هذا كله أن الاسم غير المسمى وأن‬ ‫ذكر كل منهيا مشروع‪ .‬والفرق بينهيا ظاهر ‪ 3‬وكذلك يقال في التسبيح‬ ‫والتبارك‪ ،‬فكيا يعظم الحق سبحانه يعظم اسمه الكريم فلا يذكر إلا مقرونا‬ ‫بالحمد والشكر والتناء والتقديس وقد صرحوا أن تعمّد إهانة أسيء الله تعالى‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫في اللفظ والكتابة كفر ؛ لأنه لا يمكن أن يصدر ذلك من مؤمن ‪.‬‬ ‫هذا ملخص تحرير صاحب المنار لهذه المسألة‪ .‬وهو في منتهى الوضوح‬ ‫وفي غاية التحقيق » ‪ .‬جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل ‪ .‬مطبعة الألوان‬ ‫الحديثة‪ .‬نشر مكتبة الاستقامة‪ .‬روي‪ .‬سلطنة عيان‪ .‬ط‪١‬‏‬ ‫‏‪ .١٩٨٤ / ١٤٠٤‬‏‪١/٤٩١٨٩١.‬ج‬ ‫‏‪٦٣٢٢‬۔‪ -‬س‬ ‫٭ تعريف صفات الذات ‪:‬‬ ‫صفات الذات أمور اعتبارية أي معان لا حقيقة لها في الخارج وإنا‬ ‫وصف بها تعالى نفسه ليعلمنا أن أضداد تلك الصفات منتفية عنه تعالى ‪.‬‬ ‫أزلية ولا تحبامع ضدها في الوجود ولو‬ ‫صفات‬ ‫حينئذ‬ ‫الذات‬ ‫فصفات‬ ‫اختلف المحل ‪ ،‬فلا يقال مثلا علم الله كذا وجهل كذا ‪.‬‬ ‫فالله تعالى حي ليس بميت‬ ‫عالم ليس بجاهل‬ ‫قادر ليس بعاجز‬ ‫سميع ليس بأصم‬ ‫مريد ليس بمستكره‬ ‫والكلام ‪.‬‬ ‫والارادة‪.‬‬ ‫والعلم ‪ .‬والقدرة‪.‬‬ ‫‪ :‬الحياة‪.‬‬ ‫هى‬ ‫الذات‬ ‫صفات‬ ‫والإبصار } والشمع ‪.‬‬ ‫ويمكن أن تجمع في هذا البيت من الشعر ‪:‬‬ ‫فرد سميع بصبر ما أراد جرى‬ ‫حي عليم قدير والكلام له‬ ‫الحياة ‪ :‬صفة لله تعالى يراد بها نفي الموت عنه‪ ،‬والدليل على حياته تعالى‬ ‫تصرفه في خلقه بالاباد والإعدام ‪ ...‬ونحو ذلك مما يستحيل وجوده من‬ ‫الأموات ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٢٧٢‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪)٢٥٥ ‎‬‬ ‫العلم ‪ :.‬صفة لله تعالى يراد بها نفي الجهل عنه{ وعلم الله مطلق يتعلق بكل‬ ‫ا معلوم } والدليل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫مو رك‬ ‫<۔‬ ‫س و و ۔۔و‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪ :‬اعرب عندمثقال ذ رةفى آ لموت ولاقى ‏‪ ١‬لارض‬ ‫لله تعالى يراد سها نفي العجز عنه والدليل على قدرته وجود‬ ‫‪ :‬صفة‬ ‫القدرة‬ ‫المخلوقات من غير سبق مثال ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫حو‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫سرح‬ ‫سرسر‬ ‫۔‪ّ .‬‬ ‫>‬ ‫> جو‬ ‫ے‪ 7‬ع‬ ‫ه‬ ‫س‪-‬‬ ‫ر‬ ‫<‬ ‫ره ك‬ ‫همن‬ ‫قكلدابةتنمَاء فمنهم من يمشى عل بطيه‬ ‫« وله‬ ‫> ‪71‬‬ ‫موو مح وو۔‬ ‫۔۔‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪.‬و‬ ‫۔‬ ‫‪ .‬۔ء‬ ‫۔۔ ‪0‬‬ ‫سر‪.‬‬ ‫يمشى عل رجلين ومنهممن يمشىعلح اج يخلق النه مايشاء‬ ‫‏‪ ٨‬۔ > إ ۔ هو‬ ‫غ۔۔۔۔۔‬ ‫ان انه عليكل شىێءقرير هه‬ ‫(‪ ٢٤‬النور‪)٤٥ ‎‬‬ ‫الارادة ‪ :‬صفة لله تعالى أزلية يقصد بها نفي الإكراه عنه © ويراد بها المشيئة‪‎.‬‬ ‫فهيا في حق الله واحد فإرادة الله فوق كل إرادة‪. ‎‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٧٦‬الانسان‪)٣٠ ‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال تعالى‪‎‬‬ ‫‪( ١٦‬‬ ‫ا لبروج‪‎‬‬ ‫) ‪٥‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٢٣٨‬‬ ‫‪ :‬صفة لله تعالى يراد بها نفي الخرس عنه ‪.‬‬ ‫الكلام‬ ‫(‪ ٤‬النساء‪)١٦٤ ‎‬‬ ‫]‬‫تحصَليمًا ‪4‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫ل تعا ‪« :‬واموت‬ ‫م۔‬ ‫۔۔‬ ‫‪:‬‬ ‫تعا‬ ‫قال‬ ‫يرا د سها نفي‪ ١ ‎‬لصمم عنه‪. ‎‬‬ ‫لله تعا ل‬ ‫‪ :‬صفة‬ ‫‪ ١‬لمع‬ ‫‪77‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫إ«نَانَهَهُوَالسَميغُالِيُ ‪4‬‬ ‫(‪ ٤٠‬غافر‪)٢٠ ‎‬‬ ‫البصير ‪ :‬صفة لله تعالى يراد بها نفي العمى عنه‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫و۔ه‬ ‫غ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫« إنَلنَهَهُوَالَميعُ الي‬ ‫(‪ ٤٠‬غافر‪)٢٠ ‎‬‬ ‫فكل هذه الصفات ذاتية بمعنى أن ذات الله العلية كافية في استلزامها‬ ‫صحة الحياة له{ وكافية في أن تنكشف لها جميع المعلومات انكشافا تامًا‪.‬‬ ‫وكافية في تخصيص جميع الممكنات‬ ‫وكافية في التأثير في جميع المقدورات‬ ‫وكافية كونه آمرا ناهيا ومستخبرا ‪ .‬وكافية في انكشاف جميع المسموعات‬ ‫والبصرات ‪.‬‬ ‫بذاته [ وعالم بذاته ‪ .‬وقادر بذاته ‘ ومتكلم بذاته ‘‬ ‫حى‬ ‫فالله تعالى حينئذ‬ ‫وسميغ بذاتهؤ وبصير بذاته ومريد بذاته‪.‬‬ ‫ويمكن أن يقال الله تعالى عالم وعلمه ذاته‪ ،‬وسميع وسمعه ذاته ‪. .‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬ ‫والمهم حينئذ أن ذاته تعالى كافية في حصول جميع الكيالات ‪.‬‬ ‫‪٢٢٩٦٩‬‬ ‫الفعل ‪:‬‬ ‫صفات‬ ‫تعرف‬ ‫الفعل هي معان حقيقية قائمة بالمخلوق اتصف تعالى بيا اشتق‬ ‫صفات‬ ‫والاحياء‬ ‫الخلق والرزق‬ ‫فإن‬ ‫والمحيي ‏‪ ٠‬واللميت‪،‬‬ ‫منها كالخالق ‏‪ ٠‬والازق ‘‬ ‫والاماتة معان حقيقية إنيا هو حصول ما يترةتب عليها أي المعاني الحقيقية هو‬ ‫الثر الحاصل من الخلق والرزق والإحياء والإماتة ونحوها وإلا فالتأثير‬ ‫اعتباري ‪.‬‬ ‫والا وا كلنقكرة ‪4‬‬ ‫قال تعال ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪)٥ ٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال تعالى‬ ‫‏‪)٨١‬‬ ‫(‪ ٣٦‬يس‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫رح م[ ۔ممر‬ ‫و۔ث‪>,‬ے‬ ‫عم ع‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫المَتِينَ هه‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫ل‬ ‫‏(‪ ٥ ١‬الذاريات ‏‪(٥٨‬‬ ‫وف‬ ‫رور‬ ‫‏‪ ٧‬له حو ه‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١٥٦‬‬ ‫الفرق بين صفات الات وصفات الفعل ‪:‬‬ ‫تختلف صفات الفعل عن صفات الذات من حيث أنها تبامع ضدها في‬ ‫الوجود عند اختلاف المحل كأن يوسع الله في رزق زيد ويضيق في رزق‬ ‫عمرو ‪ .‬وأن يرزق العلم عمرو ويخلق الجهل لزيد ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٤ .‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الفعل‬ ‫صفات‬ ‫إن صفات الفعل لا يمكن أن تنحصر تحت عدد مثل صفات الذات ‪.‬‬ ‫والملاحظ أنه إن كانت صفات الذات أزلية‪ ،‬فإن صفات الفعل محدثة ‪.‬‬ ‫هذا يا أبت ما تجمع لدينا عم يتعلق بالمحكم في كتاب الله العزيز ‪ 5‬وقد‬ ‫جاء بفضل توجيهاتك ومتابعة محاضرات الأستاذ‪ ،‬شاملا فهذه القضية من‬ ‫جل جوانبها ‪.‬‬ ‫وإذا به كان وقفة عند حقيقة المحكم وهو ما كان حكمه معلقا بظاهره ‪.‬‬ ‫ولا يحتمل وجهين مختلفين‪ .‬وهو ما يعود إليه المتشابه ليتمكن التعايش مع‬ ‫‪.‬‬ ‫كل زمان ومكان‬ ‫الله ف‬ ‫كتاب‬ ‫ثم تحول الأمر إلى الوقوف عند ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق الله‬ ‫وقدمه وبقانه‬ ‫وجود الله ووحدانيته‬ ‫ف‬ ‫التأملات‬ ‫من‬ ‫سلسلة‬ ‫وكانت‬ ‫تعالى‪‘.‬‬ ‫والخفايا ‪.‬‬ ‫أما أساء الله الحسنى فقد أخذت نصيبا وافرا من التأمل ‪ .‬وقد وقع‬ ‫الالحاح فيها على حظ العبد من كل هذه الأسياء التي تيسر النظر فيها‪ .‬كل‬ ‫ذلك يصل بنا إلى الحقيقة التي كثيرا ما تضيع في طيات الجدل‪ ،‬وهي أن‬ ‫اثلتفيه‬‫ذ الم‬ ‫نعمل على التحلي بأسياء الله عز وجل وأن نزه الله تعالى عن‬ ‫وصفاته وأفعاله ‪ . .‬وتلك هي رسالة علم التوحيد‪ ،‬إذ تتمثل في دفع المسلم‬ ‫إلى الاقتناع وإلى القدرة على القتناع بأن الله وحده لا شريك له‪ ،‬وأن يتحول‬ ‫ذلك إلى حيز القول ثم إلى حيز العمل وبذلك يتميز المجتمع الايياني عن‬ ‫المجتمع الكفراني في توجيه وجهته كلها لله رب العالمين ‪ ،‬كيا قال إبراهيم عليه‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام‬ ‫‏‪ ٢]١ _-‬س‬ ‫إني وجهت رَجهىللَزى مَطرَالتَكوَ تت والات‬ ‫‪4‬‬ ‫ححَ ‪7‬ننميفنَاوَمًاآأتأمكالمتركي‬ ‫‏‪(٧٩‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام‬ ‫وهو على يقين كامل بأن الله تعالى كيا قال عن نفسه ‪:‬‬ ‫« ركنية ويغلي »‬ ‫‏‪( ١ ١‬‬ ‫‏(‪ ٤ ٢‬الشورى‬ ‫وكيا قال في سورة الاخلاص ‪:‬‬ ‫۔ ه ©‬ ‫س‬ ‫ؤ ‪ 9‬أل ‪1‬‬ ‫؟ س‬ ‫‪7‬‬ ‫<‬ ‫‪:‬‬ ‫لم كيد‬ ‫لصَكمَذ‬ ‫قل هوا لتأكد‬ ‫وَلَمَيوتلَد ‪ 9‬وميله بكعفراأحد زف‪.‬ة‬ ‫ن‬ ‫>‬ ‫ح سے‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫‏‪) ٤١‬‬ ‫‏(‪ ١١٢‬الاخلاص‬ ‫وقد علمنا التاريخ أن المجتمع المدني الفاضل الذي بنته هذه العقيدة ني‬ ‫ذاك هعولم التوحيد بناء للفرد الواعي العامل والمجتمع الايماني الرائد ‪.‬‬ ‫ومن المحكم إلى المتشابه ‪.‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫٭ كلمة عن المتشابه في كتاب انته العزيز ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إ‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫حكمت هنا أمالكتلب‬ ‫« از أَرَلَ عللكيَكالكِتَبَء منه ايت‬ ‫ے‬ ‫س سے ے'‬ ‫ص‬ ‫سے‬ ‫‪7‬‬ ‫وو ك ر ‪4‬‬ ‫ص‪.‬‬ ‫اَأمَ آالذ بنقي لوي ونرنع دفريتيعون ما تشبه‬ ‫وأخر منن ك‬ ‫رك‬ ‫وَالرَسخْودًفا ميرلو ‪َ٤‬امََابه۔‏ كرمَنعند ‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قرر‬ ‫ج ى ۔‪,‬۔ <‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)٧‬‬ ‫إألؤلواآلة نتي ‪4‬‬ ‫لأحد إلى علمه‬ ‫والمتشابه ما لم يكن‬ ‫( ‪. . .‬‬ ‫القرآن للقرطبي ‪:‬‬ ‫في أحكام‬ ‫جاء‬ ‫سبيل مما استاثر الله تعالى بعلمه دون خلقه‪ :‬وذلك مثل وقت قيام الساعة‪.‬‬ ‫وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى & ونحو الحروف المقطعة في أوائل‬ ‫السور ‪ .‬قلت‪ :‬هذا أحسن ما قيل في المتشابه» ‏‪ .١٠-٩/٤‬وقد قدمنا ني‬ ‫أوائل سورة البقرة عن الربيع بن خيثم قال‪ :‬إن الله تعالى أنزل هذا القرآن‬ ‫استأثر به لنفسه فلستم‬ ‫‏‪ ٠‬ف‬ ‫وأطلعكم على ما شاء‬ ‫فاستأثر منه بعلم ما شاء‬ ‫تسألون عنه وتخبرون به‪ .‬وما بكل القرآن تعلمون ‪ ،‬ولا بكل ما تعلمون‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١٥ ٤ / ١‬‬ ‫تعلمون»‬ ‫‪ . . «.‬وقيل ‪ :‬كله (القرآن) متشابه؛ لقوله ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٣٩‬الزمر ‏‪)٢٢٣‬‬ ‫ك«تَبَامُتَتَيها‬ ‫كتابا متشابها ه أي‬ ‫ومعنى‬ ‫‪...‬‬ ‫معنى الآية في شيع‪.‬‬ ‫‪ :‬وليس هذا من‬ ‫وأخر‬ ‫يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا‪ .‬وليس المراد بقوله‬ ‫متشابهباته» هذا المعنى‪ ،‬وإنا المتشابه في هذه الآية من باب الاحتيال‬ ‫‪_ ٢٢٤٢٣‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ع‬ ‫تة‬ ‫اك‬ ‫والاشتباه‘ من قوله ‪, :‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٧٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫إن البقر تشلبه عل‬ ‫‏‪١‬‬ ‫>د‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١ َ ١‬‬ ‫أي التبس عليناش أي يحتمل أنواعا كثيرة من البقر ‪ . . .‬وقيل ‪ :‬إن المتشابه‬ ‫ما يحتمل وجوها‪ ،‬ثم إذا رذت الوجوه إلى وجه واحد وأبطل الباقي صار‬ ‫المتشابه محكيا‪ ،‬فالمحكم أبدا أصل ترد إليه الفروع © والمتشابه هو الفرع ‪. .‬‬ ‫‪ /‬‏‪.١٠‬‬ ‫ح‬ ‫تصريف‬ ‫هر‬ ‫‪ . ..‬وقال محمد بن جعفر بن ا لزبير ‪ . . . :‬وا لمتشا هات‬ ‫ابتلى الله فيهن العباد ‏‪ ٠‬وقال مجاهد وابن اسحاق ‪ .‬قال ابن‬ ‫وتحريف وتأويل [‬ ‫عطية ‪ :‬وهذا أحسن الأقوال في هذه الآية‪ .‬قال التحاس ‪ :‬أحسن ما قيل في‬ ‫المحكيات والمتشابهات إن المتشابهات نحو‪:‬‬ ‫‏‪ ٢٢‬الزمر ‪٢‬ه)‏‬ ‫« إدَلهيترالذَ جيم مه ‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫۔‬ ‫يرجع إلى قوله جل وعلا ‪:‬‬ ‫>‪2-‬‬ ‫لوغففارلمنتَابَ ‪4‬‬ ‫‏‪ ١‬س‬ ‫هر‬ ‫‏(‪ ٦٢٠‬طه ‏‪)٨٢‬‬ ‫ووو ۔ س‬ ‫>‬ ‫ر‪.‬‬ ‫۔‬ ‫>۔‬ ‫ه‬ ‫وإلى قوله عز وجل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٤‬النساء ‏‪)١١٦‬‬ ‫« إدَانَهلايعفران يشرك يد ه‬ ‫وقال ابن خويزمنداد ‪ :‬للمتشابه وجوه‪ ،‬والذي يتعلق به الحكم ما اختلف‬ ‫فيه العلاء أي الآيتين نسختا الأخرى‪ ». . .‬ومنه أيضا تعارض الأخبار عن‬ ‫النبي يلة وتعارض الأقيسة‪ ،‬فذلك المتشابه» أحكام القرآن ‏‪. ١١/ ٤‬‬ ‫ويقول الزخشري ‪« :‬متشابهات» متشابهات عحتملات «هن ام‬ ‫‪_ ٢٤٤ _ .‬‬ ‫تحمل المتشامهات عليها وترد إليها ‪ .‬ومثال‬ ‫الكتاب‬ ‫أصل‬ ‫أي‬ ‫الكتابه‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٠٢٣‬‬ ‫ل لاثت ره البصر ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٧٥‬القيامة ‏‪)٢٢٣‬‬ ‫‪ ,‬انارة »‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪)٢٨‬‬ ‫} ايَأمُلسَحسَا ؛‬ ‫‏(‪ ١٧‬الاسراء ‏‪)١٦‬‬ ‫أمَريَامُترَفها ه؛‬ ‫فإن قلت ‪ :‬فهلا كان القرآن كله محكيا ؟ قلت‪ :‬لو كان كله محكيا لتعلق‬ ‫الناس به لسهولة مأخذه ولأعرضوا عا يحتاجون فيه إلى الفحص وانتاممُل من‬ ‫النظر والاستدلال ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة‬ ‫الله وتوحيده إلآ به‪ .‬ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق‬ ‫معانيه ورده‬ ‫و إتعا۔ بهم القرائح في استخراج‬ ‫والمتزلزل فيه ‏‪ ٠‬ولما في تقادح العلاء‬ ‫إلى المحكم في الفوائد الجليلة والعلوم الجمة ونيل الرجات عند الله } ولأن‬ ‫المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله ولا اختلاف فيه إذا رأى فيه ما‬ ‫ففكر‬ ‫واحد‬ ‫ما يوفق بينه‏‪ ٠‬ويبريه على سنن‬ ‫في ظاهره وأهمَه طلب‬ ‫يتناقض‬ ‫مطابقة المتشابه ا لمحكم ازداد‬ ‫وراجع نفسه وغيره‪ .‬ففتح الله عليه وتبي‬ ‫طمأنينة إلى معتقده وقوة في إيقانه» الكشاف ‏‪. ٤١٢/ ١‬‬ ‫ويقول السالمي ‪:‬‬ ‫به‬ ‫نؤمن‬ ‫مفصل‬ ‫وجمل‬ ‫ومشتبه‬ ‫وفي القرآن محكم‬ ‫العلي‬ ‫مولانا‬ ‫تشبيه‬ ‫مفهم‬ ‫أو‬ ‫كا مجمل‬ ‫ا ختمى‬ ‫ما‬ ‫‏‪ ١‬شتبا ه‬ ‫وذ و‬ ‫أخذ‬ ‫فصاعد‬ ‫له احتيالان‬ ‫الذي‬ ‫برنه‬ ‫قيل‬ ‫ما‬ ‫فمنه‬ ‫مبهما‬ ‫يكون‬ ‫ما‬ ‫أيضا‬ ‫ومنه‬ ‫‪٢]٥‬‬ ‫اعلم‬ ‫المهيمن‬ ‫غير‬ ‫تأويله‬ ‫لم يعلم‬ ‫الذي‬ ‫أنه‬ ‫ومنه‬ ‫وجعله أشياء ليس يحمد‬ ‫فكل هذا أصله متحد‬ ‫وقيل بالأمثال مع كل خبر‬ ‫ومنه أحرف أوائل السور‬ ‫قد كان ناسخا يسمى عكا‬ ‫ونخا وما‬ ‫سيكو‬ ‫ميلنما‬ ‫وق‬ ‫حتى يبين أظهر احتمال‬ ‫وحكمه الوقوف في الإجمال‬ ‫أو يلزمن تناقض القرآن‬ ‫والد للمحكم حكم الثاني‬ ‫لقد سغى السالمي إلى شرح هذا المتن فمن ذلك يقول‪« :‬ومنه (القرآن)‬ ‫ما هو متشابه على الأذهان لا يدرك معناه إلآ بتأمل لخفائهإ وربيا لا يدرك‬ ‫أصلا كالحروف المقطعة أوائل السور ‪ .‬وبعد أن رد على من قال بان القرآن‬ ‫كله محكم وإن كله متشابه مبينا أن ذلك يرجع إلى النظم ذكر ما أورده‬ ‫التزمذي في شأن فوائد المتشابهات في القرآن» المشارق ‏‪. ٨٤٦٤ / ٢‬‬ ‫ويقول الطاهر بن عاشور ‪« :‬وأطلق التشابه هنا على خفاء الدلالة على‬ ‫المعنى ‪ 0‬على طريقة الاستعارة لان تطرّق الاحتيال في معاني الكلام يفضي إلى‬ ‫أحد الاحتمالات © وذلك مثل تشابه الذوات ف عدم تمييز بعضها‬ ‫عدم تع‬ ‫عن بعض ‪. . .‬‬ ‫وقوله ‪ :‬وأخر متشابهات‪ 4‬المتشابهات المتياثلات‪ ،‬والتماثل يكون في‬ ‫صفات كثيرة فيبين بيا يدل على وجه التماثل © وقد يترك بيانه إذا كان وجه‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله تعال‬ ‫الاثل ظاهرا ‏‪ ٠‬كا ف‬ ‫البتة‪.‬‬ ‫« بدَالرَقتَبهعَيَا ‪. .4‬‬ ‫ولم يذكر في هذه الآية جهة التشابه‪. .‬‬ ‫والمتشابهات مقابل المحكيات“ فهي التي دلت على معان تشابهت في أن‬ ‫‏‪ ٢٤٦ -‬۔‬ ‫يكون كل منها هاولمراد‪ .‬ومعنى تشابهها أنها تشابهت في صحة القصد إليها‪.‬‬ ‫أي لم يكن بعضها أرجح من بعض&‪ 8‬أو يكون معناها صادقا بصور كثيرة‬ ‫متناقضة أو غبر مناسبة لأن تكون مرادا‪ ،‬فلا يتبين الغرض منها فهذا وجه‬ ‫تفسير الآية في ما أرى‪.‬‬ ‫وقد اختلف علياءالاسلام في تعيين المقصود مانلمحكيات والمتشابهات‬ ‫على أقوال مرجعها إلى تعيين مقدار الوضوح والخفاء ‪.‬‬ ‫فعن ابن عباس ‪ :‬أن المتشابه المجملات التي لم تبين كحروف أوائل‬ ‫السور ‪.‬‬ ‫وعن ابن مسعود وابن عباس أيضا ‪ . . . :‬المتشابه المنسوخ وهذا يبعد‬ ‫عن أن يكون مرادا هنا لعدم مناسبته للوصفين‪ .‬ولا لبقية الآية ‪.‬‬ ‫وعن الأصم ‪ . . . :‬المتشابه ما يحتاج إلى التدبر } وذلك كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫« والى تَرَلمكالسَماءمَا‪٣‬يقَدركاشَرنابه۔بلده‏ مَيىً‬ ‫‪7‬‬ ‫۔ حر ے۔‪.‬‬ ‫مر‬ ‫> ۔۔‪.‬۔ہ‬ ‫‏(‪ ٤٣‬الزخرف ‏‪(١١‬‬ ‫كدلكتيخو ه‬ ‫فأولها محكم وآخرها متشابه ‪.‬‬ ‫وللجمهور مذهبان ‪ :‬أوليا أن ‪ . . .‬المتشابه ما استأثر الله بعلمه ك ‪. . .‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬المتشابه الخفيّها‪ ،‬وإليه مال الفخر الرازي ‪ . . .‬والمجمل والمؤول هما‬ ‫لمتشابه‪ ،‬لاشتراكهيا في خفاء الدلالة وإن كان أحدهما ‪ :‬أي المؤول دالا على‬ ‫معنى مرجوح‪ ،‬يقابله معنى راجح‪ ،‬والمجمل دالآ على معنى مرجوح يقابله‬ ‫مرجوح آخر { ونسبت هذه الطريقة إلى الشافعية ‪.‬‬ ‫‪ :‬فالتشابه ‪ :‬حقيقى وإضافي‪ .‬فالحقيقى ‪ :‬ما لا سبيل‬ ‫قال الشاطبى‬ ‫والاضافي ‪ :‬ما اشتبه معناه } لاحتياجه‬ ‫الآية ‪.‬‬ ‫وهو المراد من‬ ‫فهم معناه‬ ‫إل‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫إلى مراعاة دليل آخر ى فإذا تقصى المجتهد أدلة الشريعة وجد فيها ما يبين‬ ‫معناه } والتشابه بالمعنى الحقيقى قليل جدا في الشريعة ‪ .‬وبالمعنى الاضافي‬ ‫كثير » التحرير والتنوير ‪١٥٤/٣‬۔‪.١٥٦‬‏‬ ‫وخلاضة القول إن المتشابه لغة يطلق على ما له أفراد أو أجزاء يشبه بعضها‬ ‫«تشابه‬ ‫الأساس ‪:‬‬ ‫ف‬ ‫الأمر أي يلتبس ‪ .‬قال‬ ‫وعلى ما بشتبه من‬ ‫بعضا‬ ‫الشيئان‪ ،‬واشتبها‪ ،‬وشبهته به وشبهته إياه‪ ،‬واشتبهت الأمور وتشابهت‪:‬‬ ‫التبست لاشباه بعضها بعضا»‪ .‬والمعنى العام للادة‪ :‬الوقوع في الالتباس‬ ‫نتيجة تشابه الأجزاء بعضها ببعض ‪.‬‬ ‫والتشابه اصطلاحا ‪ :‬هو الذي لا يعلم المراد به في ظاهر تنزيلهإ وإنا‬ ‫التأويل المحكم به كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫وجوه‬ ‫يرجع في حقيقة ذلك من‬ ‫ز ‪٤‬ه‏ القمر ‏‪)١٤‬‬ ‫} رأيا ه‬ ‫ونحو هذا في القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫وقد أوردنا ما جاء من أقوال العلياء في شأنه عن بعض كتب التفسير لنبين‬ ‫مدى سعة قضية المتشابه في الفكر الاسلامى ‪.‬‬ ‫لقد عرض الابن على والده ما تجمع لديه من أقوال في شأن المتشابه كيا‬ ‫اتفقنا على ذلك من قبل‪ ،‬لكن علامات الحيرة كانت بادية على ملامح الفتى‬ ‫له سلبية‬ ‫بدت‬ ‫من نتا نج‬ ‫ما لاحظه‬ ‫المرة ‏‪ ٦‬وكانه كان يأسف على مدى‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫القرآن الكريم ى ذاك أنها كانت سببا إلى الافتراق‬ ‫من جراء وجود المتشابه ف‬ ‫والتشاجر والتناحر ‪.‬‬ ‫أدرك الوالد ذلك فطلب من ولده أن يفصح عا يخالج فكر مما ين عنه‬ ‫‏‪ ٢٤٢٨‬۔‬ ‫كتاب الله تعالى‪ ،‬ولا حرج أن يكون ذلك من باب ‪:‬‬ ‫ولكن يمي نَيَنت ‪ ... 4‬إ البقة ‏‪)٢٦٠‬‬ ‫س‪ .‬سطل‬ ‫والشك طريق إلى اليقين ‪.‬‬ ‫هنالك انطلق الولد قائلا ‪ :‬كم كنت أتمنى لو أن كل هذه المشاكل حلت‬ ‫زمن الرسول عليه السلام !‬ ‫وهنا كانت الفرصة سانحة للوالد ليتبسط مع ابنه في شان هذه القضية ©‬ ‫فقال‪ :‬اعلم يا بني أن الله تعالى شاءت حكمته أن بعل الرسالة الخاتمة‬ ‫قائمة على البيان‪ ،‬فمعجزة الرسول يلة لم تكن معجزة آنية كمعجزات الأنبياء‬ ‫والسل من قبل يشهدها جماعة ثم تنقطع ‪ 3‬وإني هي معجزة خالدة لا يمكن‬ ‫أن ينقطع إعجازها عبر الزمان وعبر المكان وقد تحدى القرآن العرب الذين نزل‬ ‫فيهم وما يزال يتحدى العالمين عبر الزمان وعبر المكان إلى أن يرث الله الأرض‬ ‫ومن عليها وما عليها بأن يأتوا بشيء من مثله فقد عجزوا وما يزالون عاجزين‬ ‫وسيزالون على هذه الحال‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫« ا تونلترنة فز تأايمترسورتنيو‪.‬مفةرتب‬ ‫ِ‬ ‫سے‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫هر‬ ‫ز‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫|‬ ‫‪ .‬س۔‪,‬۔ ه‬ ‫و‬ ‫‏‪ ٥‬ص‬ ‫ه‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫نتمصلدفين‬ ‫وادعوا مناستطعتممّن دوينزالنه عإن‬ ‫صَلردَستَجيبوالكم تعلموا أتماآترلبملمآتووأنلازله‬ ‫>سہ۔س‬ ‫س ‪44‬‬ ‫همے‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬‬ ‫_<‬ ‫مه م صم‬ ‫ه سر‬ ‫۔ ‪ .‬س‬ ‫‪2 .‬‬ ‫ہے‬ ‫سے‬ ‫م‬ ‫ح ‪.‬‬ ‫> ح‬ ‫‪77‬‬ ‫َ‬ ‫إلاهوفهلانتمرمشلمور هه‬ ‫‏(‪ ١١‬هود ‪١٢٣‬۔‪)١٤‬‏‬ ‫‪_ ٢٤٢٩‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وققا ل‬ ‫نيه‪ .‬وا ےذغو‪.‬اشهمدآكم من والله‬ ‫كث وو‬ ‫ٍ‪ 2‬مك‬ ‫عَحَلُوا ولن تفعلوا‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ترَصَلدفسن ‪0‬‬ ‫اإنك‬ ‫قاتم‬ ‫التَارَانى وَفُوذهاألتَاش واليا أمدَتللكهرن ؟‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪٤٢) ‎‬۔‪٣٢‬‬ ‫أميولونَأفتربة قل هانو سورة‪‎‬‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫م ه ه‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إ و« مرر‬ ‫ه‬ ‫سه‬ ‫‪1‬‬ ‫منن دوناوالوان‬ ‫م‬ ‫‪ُ ٩‬‬ ‫نله۔وآدغواً منا‪‎‬‬ ‫ين ©‬ ‫دف‪‎‬‬ ‫د‪2‬د‬‫صن‬‫ص‬ ‫(‪ ١٠‬يونس‪)٣٨ ‎‬‬ ‫هذه حقيقة ثابتة لا يعرض عنها إلآ كفور جاحد أضف إليها حقيقة‬ ‫أخرى وهي أن القرآن الكريم الذي ظل يتنزل على الرسول عليه السلام طيلة‬ ‫الزمن جاء متناسقا متكاملا متظافرا يخدم بعضه بعضا‬ ‫أكثر من عقدين من‬ ‫ما لا يتأتى لبشر قط لأن لغة الانسان في الأربعين ليسن كلغته في الستين إذ‬ ‫تنمو مداركه وتتطور أفكارهؤ وهذا ثابت في إنتاج كل من أوتوا باعا في‬ ‫الفصاحة والبيان‪ ،‬وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى ‪:‬‬ ‫« الايبود القران ولوكان منعند عناه جدوا‬ ‫فيد انتا كييرًا ه‬ ‫كر‬ ‫م‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‏(‪ ٤‬النساء ‏‪)٨٢‬‬ ‫وبثبوت هاتين الحقيقتين ‪ -‬وهما راسختان عند كل من آمن بمعجزة‬ ‫القرآن ۔ فلا ضير على القرآن الكريم أن يتناحر الناس حول ما جاء فيه من‬ ‫متشابه مادام قد صرح بنفسه أنه منه الحكم ومنه المتشابه ‪:‬‬ ‫‪_ ٢٥ .‬‬ ‫} هيو رحالزأنےر۔۔ل ع[َلرتكالكتب» منه اتت تحكمّتهنَأم انكتب‬ ‫عل‬ ‫۔ وو‬ ‫ے۔وو۔سے‬ ‫‏(‪ ٣‬ال عمران ‏‪)٧‬‬ ‫واخر منشليهلت‬ ‫كيا علمت ۔ تحتمل في نصها أن يكون المتشا به من علم الله فحسب“‪٥‬‏‬ ‫وا لآية‬ ‫كيا تحتمل أن يكون للراسخين في العلم نصيب ني فهم هذا المتشابه على‬ ‫أساس أن يرجعوا به إلى المحكم{ وحذرت الزائغين من توجيه الآي على‬ ‫مقتضى ز يغهم ‪.‬‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫سرسہ‬ ‫ر مو‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وابتغاء‬ ‫منه ايعَاء الة‬ ‫‏‪)٧‬‬ ‫‏(‪ ٣‬ال عمران‬ ‫وأنت تعلم أن القلوب محال الادراك وهي العقول‪ ،‬وأن الزيغ هو الميل‬ ‫والانحراف عن المقصود‪ .‬والانباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة ‪.‬‬ ‫يكون‬ ‫الاختيار حتى‬ ‫نصيبه من‬ ‫الله أن تترك للانسان‬ ‫حكمة‬ ‫وقل شاءت‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫يداه ‏‪ ٠‬قال‬ ‫مسؤولا أمام الله تعالى على ما قمت‬ ‫«الررلَستن‪9‬رَساناوسَمَتي نكوَمَدَبتَة‬ ‫‪(١‬‬ ‫‏‪٠_٨‬‬ ‫( ‏‪ ٩ ٠‬البلد‬ ‫“؛ه‬ ‫©‬ ‫آلن‬ ‫وقال تعالى ¡‬ ‫(‪ ٧٦‬الانسان‪٣) ‎‬۔‪٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وقال تعالى ‪ « :‬ولَلََرعْمََلآءالرتبَكاسأمَدَرَحدَةَرَلَامرَالونَ تلف‬ ‫< ر‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫سس‬ ‫ر ر‬ ‫‪7.7‬‬ ‫ر حر ‪,2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ر‬ ‫مس‬ ‫۔‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫َ‬ ‫۔ثے۔‪,‬۔‪,‬۔‬ ‫ت ۔ ے۔‬ ‫قل‬ ‫س ر س‬ ‫‪7‬‬ ‫ك‬ ‫۔‬ ‫<‬ ‫‪4‬‬ ‫ريك‬ ‫ط‬ ‫غنا } لا منرجم رنك ولذالك خلقهم ودمت‬ ‫ك‬ ‫‪-‬‬ ‫لأملانجهتَرمنالجنة والتاسا جين ه‬ ‫‪4‬‬ ‫‏(‪ ١١‬هود ‏‪)١١٩-١١٨‬‬ ‫فالاختلاف سنة من سنن الله تعالى في الخلق‪ ،‬والله جل وعلا يبلو الناس‬ ‫بعضهم ببعض قال تعالى ‪:‬‬ ‫‪2 .‬‬ ‫ح‬ ‫‪+‬‬ ‫> رمم رو س‬ ‫و م‬ ‫> ۔۔ ر دلو‬ ‫۔‪ 2 2‬و‬ ‫م ۔ سس‬ ‫٭ رلرتاانلانسَرمَهم ولكن لتلوابمصشكم ببَقض هه‬ ‫‏(‪ ٤٧‬محمد ‏‪)٤‬‬ ‫السليم الذي يسره الله تعالى للراسخين في العلم الذين يلجأون إلى التأويل‬ ‫أهل الاستنباط ‪ .‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫وآراء اتَهلجَعَتكم أمَه وحدة ولتكن لمَبلوكم فما‬ ‫ء اتَنَك قَاسَتَقُوا احتلته مَرَجمُكمجَمًا‬ ‫"‬ ‫ش فيه م ‪7 0‬‬ ‫يما‬ ‫‪4 :0‬‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة ‏‪)٤٩‬‬ ‫وليس الاستنباط إلآ ضربا من توليد ما تحتاج إليه الأمة من أحكام اعتمادا على‬ ‫الربط بين النصوص ومقتضيات الواقع ‪ .‬والوقوف عند المتشابه هو الذي فتح‬ ‫باب الاجتهاد في جانب كبير من جوانب الكتاب العزيز وكذلك هو منبع خبر‬ ‫كثير في الأمة الاسلامية ‪.‬‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫إلآ أن الله تعالى حدر المسلمين من‪ .‬الذين في عقولهم ميل عن الصواب‬ ‫والمقصود ذلك أتهم يتبعون ما تشابه ممن القرآن الكريم ابتغاء الفتنةش محل‬ ‫الذم أنهم يطلبون تأويلا ليسوا أهلا له فيؤولونه بيا يوافق أهواءهم ‪ .‬وما أكثر‬ ‫الذين أثاروا الفتنة في المجتمع الاسلامي من زمن الرسول عليه السلام } وقد‬ ‫صور القرآن الكريم في مشاهد متعددة مدى زيغ المشركين والمنافقين وكثير من‬ ‫أهل الكتاب ‪ .‬واستمر مثيرو الفتنة عبر الزمان والمكان مع ما عرف من أهل‬ ‫الالحاد والزبادقة ‪ .‬وقد تصدى لهم أهل الصلاح من علياء الاسلام وما يزالون‬ ‫يتصدون لهم ويدحضون كل ما يثيرونه من شبهات حول رسول الله يل‬ ‫وحول الكتاب العزيز ‪ . .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫كدلك يصرثانَدالحَقَوَالْمَطلتَأمَاالرََدمَذ حث جما وَأَمَامَا‬ ‫ع‬ ‫م ص‬ ‫ت ۔>۔‬ ‫۔ > ۔محر‬ ‫_‬ ‫۔ و‬ ‫س‬ ‫سس‬ ‫مَعالَاس تكف الأتضكتلكبضرثاتالأمنالَ ‪4‬‬ ‫‪511‬‬ ‫م ‪]722‬‬ ‫س ‪.‬‬ ‫س۔‬ ‫ح‬ ‫‪4‬‬ ‫مد‬ ‫سم‬ ‫سر‬ ‫۔ وم>‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪ ١٣‬الرعد ‏‪(٧‬‬ ‫وأنت إذا تأملت في ما كتبته الفرق الاسلامية وفي ما كتب عنها تدرك تمام‬ ‫الادراك كيف تباينت مواقفها وتناقضت آراؤها بين تشبيه وتجسيم اعتمادا على‬ ‫وبن‬ ‫الجوارح‪. .‬‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وما إل‬ ‫ذكر اليد والوجه والعن‬ ‫من‬ ‫الايات‬ ‫ما ف‬ ‫وقوف وتفويض مع قبول للنص كيا هو ‪ ،‬وبين تأويل وتوجيه للتصوص‬ ‫انطلاقا من قيام اللغة على الحقيقة والمجاز ‪.‬‬ ‫ولقد عرضت أثناء ذكرك لأقوال العلماء حول المتشابه إلى ما ذكره الزخشري‬ ‫فيا جعله الله من حكمة من وراء وجود المتشابه في القرآن الكريم ولا شك أتّك‬ ‫طالعت ما ذكره الفخر الرازي في ذلك وما بيّنه نور الدين السالمي ‪.‬‬ ‫هنا تدخل الولد وقال ‪«:‬الحقيقة أن الطاهر بن عاشور أبدع في هذه‬ ‫‪_ ٢٥٢٣‬‬ ‫_‬ ‫القضية في تفسيره ج ‪١٥٧/٣‬۔‪.١٦٠‬‏ ذلك أنه حوصل ما جاء قبله وصاغه‬ ‫صياغة منهجية واضحة حيث بين أن مراتب التشابه عشر في ما وصل إليه‬ ‫استقراؤه ‪ .‬ونرى من المفيد أن ننقل عنه ما يلي ومن أراد زيادة التوسع فليعد‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى الكتاب‬ ‫يقول ‪« :‬وسبب وقوع المتشابهات في القرآن ‪ :‬هو كونه دعوة‪ .‬وموعظة‪.‬‬ ‫وتعليما‪ ،‬وتشريعا باقيا‪ .‬ومعجزة‪ ،‬وخوطب به قوم لم يسبق فهم عهد بالتعليم‬ ‫والتشريع فجاء على أسلوب مناسب الجمع هذه الأمور بحسب حال‬ ‫الملخاطبين الذين لم يعتادوا الأساليب التدريسية أو الأمالي العلمية‪ ،‬وإنا‬ ‫كانت هجيراهم الخطابة والمقاولة‪ . . .‬ثم إن العلوم التي تعرض لها القرآن‬ ‫هي العلوم العليا‪ .‬وهم علوم في ما بعد الطبيعة ‪ 5‬وعلوم مراتب النفيس‪6‬‬ ‫وعلوم النظام العمراني‪ .‬والحكمة ‪ ،‬وعلوم الحقوق ‪.‬‬ ‫وفي ضيق اللّغة الموضوعة عن الايفاء بغايات المرادات في هذه العلوم‪٠‬‏‬ ‫وقصور حالة استعداد أفهام عموم الملخاطبين لها‪ .‬ما أوجب تشابها ئي‬ ‫مدلولات الآيات الدالة عليها‪ .‬وإعجاز القران منه إعجاز نظمى ‪ ،‬ومنه‬ ‫إعجاز علمي وهو فن جليل من الإعجاز بينته في المقدمة العاشرة من‬ ‫مقدمات هذا التفسير ‪ .‬فلا تعرض القرآن إلى بعض دلائل الأكوان‬ ‫وخصائصها\ فييا تعرض إليه‪ .‬جاء به محكيا بعبارة تصلح لحكاية حالته على‬ ‫ما هو في نفس الأمر ‪ ،‬وربيا كان إدراك كنه حالته في نفس الأمر مجهولا‬ ‫لأقوام‪ ،‬فيعدون تلك الآي الدالة عليه من المتشابه فإذا جاء من بعدهم‬ ‫علموا أن ما عذه الذين قبلهم متشابها ما هو إلا محكم» ‏‪.١٥٧/٣‬‬ ‫اما إن انتهى الولد من هذا التدخل الطيب حتى تبين الوالد أنه لم يبق له‬ ‫أن يحوصل القضية مبينا أن الحكمة من ورود المتشابه في القرآن الكريم‬ ‫)‪_ ٢٥٤‬‬ ‫في ما يلي ‪:‬‬ ‫يمكن أن تتلخص‬ ‫في المتشابه امتحان القلوب في التصديق به ‪:‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ذلك أنه لو كان كل ما ورد في الكتاب معقولا واضحا لا شبهة فيه عند‬ ‫أحد من الأذكياء ولا البلداء لما كان في الايمان شيء من معنى الخضوع لأمر‬ ‫الله تعالى والتسليم لرسله ‪:‬‬ ‫وَالرَخُوَ فلل يمولْونَءَامَتايه۔كلمَن رَعينَداومَايذكو‬ ‫ے‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ريه‬ ‫إ ر ے‬ ‫مهر ف س‬ ‫‪.‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫س [‬ ‫ص‬ ‫رم‬ ‫> ُِ‬ ‫مر همه‬ ‫‪2‬‬ ‫إلآ آولوأ آلا لتي ٭“‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)٧ ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ المتشابه حافز من حوافز الاجتهاد‪: ‎‬‬ ‫فمن رحمة الله تعالى أن جعل في الاسلام مجالا لبحث العقل بيا أودع في‬ ‫القرآن من متشابه وهذا سر اعجاز القرآن الكريم ‪ -‬وصلاحيته لكل زمان‬ ‫ومكان ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ المتشابه وسيلة من وسائل الاستزادة من التواب ‪:‬‬ ‫ذاك لأن الوصول إلى الحقيقة مع وجود المتشابه أصعب بكثير مما لو كان‬ ‫القرآن كله محكيا‪ .‬وكلما زادت المشقة في التأويل والاستنباط ازداد ثواب الله‬ ‫لمن أخلص في ذلك لله عز وجل‪.‬‬ ‫وعند هذا الحد بين الوالد لولده أنه لم يبق إلآ أن يقف عند حقيقة التأويل‬ ‫والحاجة إليه مع ضرب أمثلة للمتشابه في باب العقيدة وخاصة في ما يتعلق‬ ‫بذات الله وصفاته وأفعاله‪ .‬وطلب منه أن يقيم مناظرة بين مثبتي الرؤية‬ ‫ونفاتها ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٥٥‬‬ ‫أ ‪ -‬تأويل المتشابه ‪:‬‬ ‫معنى التأويل ‪:‬‬ ‫يقال أول الكلام فسره ورده إلى الغاية المرجوة منه ‪.‬‬ ‫الحاجة إلى التأويل ‪:‬‬ ‫بيا أننا عرفنا أن المتشابه لا يعلم المراد به في ظاهر تنزيله احتاج المفسرون‬ ‫إلى الاجتهاد في شأنه وارجاع معناه إلى المحكم من كتاب الله العزيز ‪.‬‬ ‫_ الحقيقة والمجاز ‪:‬‬ ‫التعبير الحقيقي هو ما استعمل من الكلام في معناه الأصلي المألوف‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫(اإ‪١٢‬‏ يوسف ‏‪)٨٤‬‬ ‫« وَايضَتَتَايك لحن »‬ ‫البياض ‪ .‬العينان ‏‪٠‬‬ ‫هذه الآية ف معناها الحقيقي ‪:‬‬ ‫كل الكلات مستعملة ف‬ ‫الحزن ‪.‬‬ ‫التعبير المجازي ‪ :‬هو ما استعمل من الكلام في غير معناه الأصلي‬ ‫المألوف‪.‬‬ ‫ء م‬ ‫د‪ ,‬؟ و‬ ‫۔۔۔‬ ‫رم ‏‪٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال تعال‬ ‫« وَاشتَعلَالرَاسشسَيبًا ‪4‬‬ ‫‏(‪ ١٩‬مريم ‏‪)٤‬‬ ‫يطلق على النار ‏‪ ٠‬وإنا‬ ‫الحقيقي الذي‬ ‫ل يستعمل الفعل اشتعل في معناه‬ ‫انتشار الشيب في شعر الرأس الأسود بانتشار النار في الهشيم ‪ . .‬فهذا التعبير‬ ‫مجازي ‪.‬‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫ومثل هذا التعبير المجازي معروف عند العرب من الجاهلية ومعروف في‬ ‫جميع اللغات ‪.‬‬ ‫مثال من الشعر الجاهلي ‪:‬‬ ‫تر له الجبابر ساجدينا‬ ‫إذا بلغ الرضيع لنا فطاما‬ ‫لا شك أن الصورة ليست من باب الحقيقة } وإنما قصد الشاعر الفخر بأبناء‬ ‫قبيلته حيث بين أن الجبابر يرون سجدا للضيع منهم ‪.‬‬ ‫الملاحظ أن المجاز هو ما لا يمكن أن يحمل على ظاهره ‪ ،‬بل يحتاج إلى أن‬ ‫يؤول حسب قرائن النص ليصير المعنى معقولا ‪.‬‬ ‫والمجاز إذن هو مصدر ثراء جميع اللغات لأنه يوسع الحقل الدلالي‬ ‫للألفاظ ‪ ،‬فلا تنحصر اللفظة في معناها الأول وإنيا تتنوع بتنوع السياق ‪.‬‬ ‫_ الدليل النقلي على إمكانية التأويل ‪:‬‬ ‫جاء في الجامع الصحيح ما يلي ‪:‬‬ ‫«فإن سأل المسترشد عن تفسير الآي المتشابهات والدلالة على معانيها من‬ ‫قول الله عز وجل ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٢٠‬طه ‏‪)٥‬‬ ‫ه الن عَلَالْمَرشِاسْتَوى »‬ ‫‏(‪ ٨٩‬الفجر ‏‪)٢٢‬‬ ‫صَتَارَمًا ؛‬ ‫ملك‬ ‫اءلربك‬‫وبا‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫ل يداه مَة ُ كيان ه‬ ‫»‬ ‫وقوله‬ ‫‏‪)٦٤‬‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة‬ ‫‪2‬‬ ‫« لمَاَلنُيَدَتٌ‬ ‫قله ‪:‬‬ ‫وما أشبه ذلك من كتاب الثه الذي فسّرناه في ما مضى من كتابنا بالرواية‬ ‫‪_ ٢٥٧‬‬ ‫عن رسول الئه يلو والصحابة والتابعين بإحسان فقال السائل‪ :‬ما الذليل‬ ‫على صدق تفسيركم‪ ،‬وما الشهادة عليه من الكتاب واللغة المعقولة} فإنا‬ ‫خاطبنا الله بما نعقل{ وإلآ فليس للمخاطبة عندنا معنى في الاستواء واليد‬ ‫والعين وما أشبه ذلك ولا يجوز أن يكون إلآ ما نعقل ‪.‬‬ ‫فقل للسائل ‪ :‬إن جميع ما سألت عنه متشابه لا يدرك علمه بظاهره ولا‬ ‫نضّه لأن النص واحد والمعاني متباينة‪ .‬فلابد من كشف معانيها۔ وايضاح‬ ‫سبلها‪ 5‬وقد قال رسول الله ية ‪« :‬ما من كلمة إلآ ولها وجهان فاحملوا الكلام‬ ‫على أحسن وجوهه» وقيل لن يتفقه الرجل حتى يرى للقرآن وجوها ‪ .‬وقال‬ ‫حسن ‪ :‬تعلموا العربية وحسن العبارة‪ .‬وقيل‪ :‬ليس من كلمة إلآ ولها وجه‬ ‫وإنيا معنى ذلك عندنا الكلام المتشابه الذي يتفق لفظه‬ ‫وقفا‪ .‬وظهر وبطن©‪،‬‬ ‫ومختلف معناه» ‪.‬‬ ‫والملاحظ أن المتأمل في ما جاء في القرآن الكريم من متشابه يدرك أن تلك‬ ‫النصوص لو حملت على ظاهرها لأى ذلك إلى التشبيه والتجسيم تعالى ال‬ ‫عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫أمثلة من تأويل المتشابه ‪:‬‬ ‫« واري ‪4‬‬ ‫‏‪ ١‬تأويل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪(٢٢‬‬ ‫‏) ‪ ١٩‬لفجر‬ ‫أي جاء أمر ربك ©‬ ‫قال «تأكَتبنَتَهْمي ناد ه ‏‪ ١ ١‬النحل )‬ ‫©}‬ ‫يعني أمره وعقوبته‬ ‫‏(‪ ٣٢‬السجدة ‏‪)١٢‬‬ ‫ه‬ ‫ياك ] رويه مم عند ‪ٍ 7‬‬ ‫وقال‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫أي خضوعهم لربهم يوم القيامة ‪.‬‬ ‫ولو حمل القرأان على ظاهره لتناقض وتكاذب ‪ .‬وقال النااس للميت ‪:‬‬ ‫لقي ربه‪ ،‬وصار إلى ربه ‪ ،‬ولم يريدوا أن ربه في القبر ‪ .‬وقال إبراهيم عليه‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢٩1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏ً‪١‬‬ ‫اد‬ ‫‏(‪ ٣٧‬الصافات ‏‪)٩٩‬‬ ‫ل إف ذاهبزكرسيهرين »‬ ‫أي ذهابه إلى حيث أمره به ويلزم المشبهة بان يعرفوا لريّهم موضعا إذا‬ ‫صح عندهم أنه يزول وينتقل ‪.‬‬ ‫فالمجيء والذهاب لا يمكن أن يفهيا بمعناهما الحقيقي ذلك أنه‬ ‫يستحيل في حق الله تعالى الزوال والانتقال فلابد إذن من التاويل ف ه‬ ‫جاء ربك» نفهم بجاء أمر ربك ‪.‬‬ ‫كذلك بالنسبة إلى إبراهيم عليه السلام لا يمكن أن يفهم ذهابه إلى‬ ‫ربه بالمعنى الحقيقي إذ يستحيل على الله أن يتعين في مكان فلابد من‬ ‫تاويل ربي بذاهب إلى حيث أمر ربه‪.‬‬ ‫فطريقة التأويل تعتمد حينئذ على المقارنة بين النصوص التي ترد فيها‬ ‫اللغة‬ ‫بالمعاني المستعملة ف‬ ‫الكلمة خ مع قياس معاني هذه الكلمة‬ ‫نفس‬ ‫ثم بعد ذلك يتم ترجيح المعنى الذي يتناسق وجملة السياق ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬تأويل بعض المتشابه ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4‬ماور‬ ‫} كل ت‬ ‫٭ النفس ‪:‬‬ ‫(‪ ٣‬آل عمران‪)١٨٥ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢٥٨٢‬‬ ‫هي النفس المنفوسة ‪.‬‬ ‫سك يره ء برو‬ ‫_‬ ‫>‬ ‫‪-‬‬ ‫ر‬ ‫‪.2 .,‬‬ ‫۔>>‪-‬؟ ‪-‬و‬ ‫‪.2‬‬ ‫ه ‪. ,‬‬ ‫حو‬ ‫۔ء‬ ‫ه‬ ‫نشييكإنك أنت عللما لفيوب‬ ‫أعلمَا‬ ‫تعلم ما ق نفسى و‬ ‫٭‬ ‫‏‪)١١٦١‬‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة‬ ‫‪.‬‬ ‫أي تعلم غيبتي ولا أعلم غيبتك‬ ‫‏‪)٢٨‬‬ ‫‏)‪ ٣‬آل عمران‬ ‫‪:‬‬ ‫ے ش‬ ‫‪ ..‬آت‬ ‫ونحر‬ ‫أي يحذركم إياه بمعنى يحذركم الله الله } وقيل عقوبته ‪.‬‬ ‫« مَذوفواالمَدابيماكنمتكقروت ه‬ ‫‏‪(٣٠‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام‬ ‫أي على ذاته ‪.‬‬ ‫»‬ ‫« الشكشكة‬ ‫‏‪(٧‬‬ ‫‏(‪ ١٧‬الاسراء‬ ‫أي لذاتكم ‪.‬‬ ‫‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫٭ الوجه‬ ‫‪7‬ے‬ ‫غ ‪,‬۔۔‬ ‫ش‬ ‫‏(‪ ٧٦‬الانسان ‏‪)٩‬‬ ‫« إتمانطممكزلوبدالير ه‬ ‫أي نريد ثواب الله ‪ 0‬وقول لقصد رضا الله والوجه القصد إلى الشىء والعمل‬ ‫‏‪١‬‬ ‫فيه ۔ وقول لوجه الله أي لله ‪.‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١١٥‬‬ ‫قَأيَسَمَانُوَلوأمَتَمَ والله‬ ‫‪24‬‬ ‫مس‬ ‫حكر‬ ‫‏‪> ٥‬۔ے۔‬ ‫‪:‬‬ ‫> ۔ ه وه‬ ‫يراد به فشمً توجه الله ‪ 5‬أي تلقاء الكعبة } والتوجه إلى الله ‪.‬‬ ‫‪٢٦.‬‬ ‫ر‪٥٥‬‏ الرحملن ‏‪)٢٧‬‬ ‫ل ونورك ه‬ ‫‏‪)٨٨‬‬ ‫‏(‪ ٢٨‬القصص‬ ‫مالكاوَجههَةة »‬ ‫» ‪1‬‬ ‫٭« العين ‪ :‬والعين أيضا تخرج على العلم والحفظ‪ ،‬ويلى المعقول‪،‬‬ ‫نا‬ ‫‏‪ ٥ ٤‬القمر ‏‪)١٤‬‬ ‫تحرى أعينزننا ه٭‬ ‫»‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ومعى‬ ‫أي يعلمنا ‪.‬‬ ‫لتيقين‬ ‫ثلَرَومََاا ع‬ ‫(ر ‏‪ ١٠٢‬التكاثر ‏‪)٧‬‬ ‫« ثملتروئها‬ ‫قال تعلى ‪:‬‬ ‫يعني يقينا لا شك فيه ‪ . . .‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٢٠‬طه ‏‪)٣٩‬‬ ‫» لصنع عَلَعَينَ ‪4‬‬ ‫أي بعلم مني ومرادي وحفظي ‪،‬‬ ‫‏(‪ ٥ ٤‬القمر ‏‪)١٤‬‬ ‫ل تحَرأعيَُا ‪:4‬‬ ‫وكذلك ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫٭ اليد ‪ :‬قال تعالى ‪,/ }| } :‬‬ ‫‏‪)٧٥‬‬ ‫(‪ ٢٣٨‬ص‬ ‫حَلَقتِي‏‪َ1‬دَیَ‬ ‫}‬ ‫أي توليت أنا خلقه‬ ‫‏‪(٧١‬‬ ‫‏(‪ ٣٦‬يس‬ ‫عَملَتأَبرِيا ‪:4‬‬ ‫وقال تعالى ‪:‬‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫>‪-‬‬ ‫ِ‪.‬۔‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫‪6‬‬ ‫خلقنا نحن‬ ‫أي‬ ‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫<‬ ‫القوة‬ ‫المنة أو‬ ‫أي‬ ‫كار‬ ‫تدا‬ ‫س‪ ,‬سر‬ ‫‪ ,‬و۔۔ء و‬ ‫۔‬ ‫=‬ ‫‏(‪ ٥‬المائدة ‏‪)٦٤‬‬ ‫بليداهمَبَسولتَان ه‬ ‫ا الدنيا ‪.‬‬ ‫ونعمة‬ ‫ه الين‬ ‫والقدرة ‏‪ ٠‬وقيل نعم ة‬ ‫النعمة‬ ‫أي‬ ‫النو ‪ :‬بمعنى القرب ‪ .‬قال تعالى ‪::‬‬ ‫ه‬ ‫» وَإِدَاسسكأاللت عكادىعَى قف صَرِبُ ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)١٨٦‬‬ ‫ف إِنرَقَرثتحيت »‬ ‫وقال ا‪:‬‬ ‫هو‬ ‫وو }‪.‬‬ ‫ے‬ ‫۔۔۔‬ ‫‪:‬‬ ‫أرضا‬ ‫قا‬ ‫‏‪)٦١١‬‬ ‫‏(‪ ١١‬هود‬ ‫وقال أيضا ‪:‬‬ ‫‏‪(٥ ٠‬‬ ‫‏(‪ ٣٤‬سا‬ ‫اته سَميخقَريت »‬ ‫فالقرب هنا بمعنى سرعة الإجابة ‪.‬أما قوله تعالى ‪:‬‬ ‫(ر‪٥٠‬‏ ق ‏‪)١٦‬‬ ‫ل رََآمَيلهمنحَتلالرريد ه‬ ‫‪7‬‬ ‫ھ‬ ‫ے‬ ‫هر ' ب‬ ‫>‪.‬۔‬ ‫و‬ ‫۔‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫ونا بث يتتدينكمولتكلاننيوت ه‬ ‫ور‬ ‫‏(‪ ٥٦‬الواقعة ‏‪)٨٥‬‬ ‫فالمعنى فيه قرب ملازمة ا لقدرة عليه في حميع ‏‪ ١‬لأوقات ‪.‬‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫وي جميع الحالات لا قرب المسافة والذنو ‪.‬‬ ‫‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫٭ في‬ ‫رلشرفىالةتض رك »‬ ‫تفا‬ ‫آار ى‬‫ر‬ ‫‏‪)٨٤‬‬ ‫‏‪ ٤٣‬الزخرف‬ ‫فالمعنى أنه إلله السملوات وإله الأرض‬ ‫٭ مع ‪ :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫ل إنَلَهَ مَعَالَذبَاتَمَووَالَذبَهم تخيىئوے »‬ ‫‏(‪ ١٦‬النحل ‏‪)١٢٨‬‬ ‫أي معهم بالتصر والتوفيق والتسديد ‪.‬‬ ‫من خلال هذه الأمثلة في تاويل المتشابه من القرآن الكريم ندرك أنه لا‬ ‫سبيل إلى اعتياد الظاهر ف مثل هذه الآيات إذ يؤدي ذلك إلى تشبيه الخالق‬ ‫‪:‬‬ ‫وهو القائل‬ ‫ذلك علوا كببييرراا ‪.‬‬ ‫بالخلق ‪ .‬تعالى الله عن‬ ‫‏‪)١١‬‬ ‫‏‪ ٤٦٢‬الشورى‬ ‫مه‬ ‫» لتر كمنلو۔‪ .‬شت‬ ‫كيا أنه يؤدي إلى التناقض والقرآن الكريم متناسق متكامل يفسر بعضه‬ ‫‪:‬‬ ‫وذللك برهان من براهين الاعجاز فيه‬ ‫بعضا‬ ‫« لامني زاتلرمثوأيديكمَا كيرا ‪4‬‬ ‫‏‪(٨ ٢‬‬ ‫النساء‬ ‫)‬ ‫فتأويل المتشابه إذن يترتب عنه تنزيه الخالق تبارك وتعالى تنزيها مطلقا‬ ‫أليس هو الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٦٢٣‬‬ ‫هذا قليل من كثير ع يتعلق بالمتشابه ولنتحول يا أبت إلى المحاورة التى‬ ‫طلبت في شأن الرؤية ونرجو أن تكلل بالتوفيق ‪.‬‬ ‫ب ۔ قضية الرؤية ‪:‬‬ ‫ها قد انتهينا من عرض نياذج من تأويل المتشابه ف شأن البارئ عز وجل ‪.‬‬ ‫بقي أن نقيم هذه المحاورة بين نفاة رؤية الله عر وجل وبين مثبتيها ‪.‬‬ ‫يحسن بنا أن نمهد لهذه المحاورة بتمهيدين© يتعلق الأول بتعريف‬ ‫الرؤية‪ .‬ويتعلق الثاني بعرض سريع للتطور التاريخي لهذه القضية ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬تعريف الرؤية ‪:‬‬ ‫جاء في القاموس وشرحه للزبيدي ما نصه ‪ :‬الرؤية بالضم إدراك‬ ‫المرئي وذلك أضرب بحسب قوى النفس ‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬النظر بالعين التى هي الحاسة وما يجري مجراها ومن الأخير قوله‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫« ملاكات عنك وول ه‬ ‫‏(‪ ٩‬التوبة ‏‪)١٠٥‬‬ ‫فإنه مما أجري مجرى الرؤية بالحاسة فإن الحاسة لا تصح على الله } وعلى‬ ‫ذلك ‪:‬‬ ‫ء رم ورح [ہءرو‬ ‫س‪ ,‬ور۔ے هو‬ ‫۔۔‬ ‫» يردكمهووقييله منحت لانرونهم ه‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪)٢٧‬‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫والثاني ‪ :‬بالوهم والخيل ‪ 0‬نحو أرى أنَ زيدا منطلق ‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬بالتفكير ‪ .‬نحو ‪:‬‬ ‫أري مَالَاتَرَودَ‬ ‫‏(‪ ٨‬الأنفال ‏‪)٤٨‬‬ ‫ه‬ ‫مارك‬ ‫« ي‬ ‫والرابع ‪ :‬بالقلب أي بالعقل وعلى ذلك قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥ ٣‬النجم ‏‪(١١‬‬ ‫؛‬ ‫ك بَِالْْوَادمارأ‬ ‫ى‬ ‫وعلى ذلك قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥٣‬النجم ‏‪)١٣‬‬ ‫ه‬ ‫دره للم‬ ‫»‬ ‫‪ .‬وهو تفسير للأخص‬ ‫« الرؤية النظر بالعين والقلب‬ ‫‪:‬‬ ‫سيده‬ ‫وقال ابن‬ ‫بالأعم‪ ،‬فقد تنظر العين مم عدم تحقق الزوية‪ .‬مثال ذلك ‪ :‬نظرت الهلال‬ ‫فلم أره }‪ .‬فإن النظر هنا هو محاولة للرؤية وليس إياها» نقلا عن أحمد الخليلي ‪:‬‬ ‫سلطنة عيمان ‏‪ . ١٩٨٩‬‏‪٥٢‬ص ‪.‬‬ ‫الحق الدامغ‪ .‬مطابع النهضة‪ .‬مسقط‬ ‫ويعرفها الجرجاني كيا يلي ‪« :‬الرؤية هي المشاهدة بالبصر حيث كان أي‬ ‫ني الدنيا والآخرة"‪ .‬التعريفات ‏‪. ٦٤‬‬ ‫) بقوله ‪« :‬حملتها (الرؤية) على ما‬ ‫ويعرفها أحمد الشياخي ‏(‪/٩٢٨‬‬ ‫حققه أرسطوطاليس وأبو نصر الفارابي ‏(‪ )٩٥٠/٣٣٩‬من أنها انطباع مثل‬ ‫صور المدرك في العين أو على اتصال الأشعة‪ ،‬ومن قال بغير ارتسام واتصال‬ ‫الأشعة فهو عين نفي الرؤية إذ لا يكون الانكشاف بالعين إلآ مع اتصال‬ ‫شعاعها وارتسام مثله في العين‪.‬‬ ‫ويعرفها عبدالله السالمي هكذا ‪« :‬الرؤية اتصال شعاع الباصرة بالمرئي ©‬ ‫وانطباع صورة المرئي في الحدقة ‪ . . .‬ولا يطلقها العرب على العلم ونحوه إلآ‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫۔‪‎‬‬ ‫تحبوزا لنكتة مع قرينة ‪ 5‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫« وَمَارَسَلنَامنرَسُولإلايلسان ويه »‪4‬‬ ‫‏(‪ ١٤‬إبراهيم ‏‪)٤‬‬ ‫واضح أن هذه التعريفات سحنمدة على النظرية اليونانية القديمة التي‬ ‫تقول بان الإبصار يتمثل في انطلاق الشعاع من العين ليتصل بالمرئي‬ ‫ولينعكس على حدقة الرائي ‪.‬‬ ‫بينها نعلم أن ابن الهيثم ‏(‪ )١٠٢٠/٤١١‬ذهب إلى عكس هذه النظرية ‪.‬‬ ‫وألح على أن الأشعة تنطلق من المبصر (اسم المفعول) لا من البصير (اسم‬ ‫الفاعل) » نقلا عن البعد الحضاري ‏‪. ٢٢٩٩-٢٩٨٩‬‬ ‫وهمّنا ف قضيتنا الرؤية البصرية التي تكون بحاسة البصر المعهودة وهي‬ ‫العين فيمن كانت فيه العين ونقصد الانسان بصفة أدق ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ التطور التاريخي لقضية الرؤية‪: ‎‬‬ ‫لقد أثيرت هذه القضية من زمن الرسالة في شأن رؤية الرسول ية ربه‪‎‬‬ ‫عندما عرج به أو عدم رؤيته‪ ،‬وسنعود إلى الحديث عنها في ما بعد ‪ 3‬لكنها ل‪‎‬‬ ‫تطرح الإشكالات التى عرفت من بعد‪. ‎‬‬ ‫الرؤية تعددت فيها الصيغ والكليات ما جعل الآراء تتضارب في شأنها بين‬ ‫الفرق الاسلامية أكثر من اضطرابها في قضايا كقضية الاستواء مثلا‪ ،‬لكن هذا‬ ‫الاضطراب بقي في مستوى الجدل النظري ‪ ،‬ولم يتحول إلى الصراع العملي‬ ‫والمحنة كيا هو الشأن بالنسبة إلى قضية خلق القرآن ‪ .‬والملاحظ أن الجدل كان‬ ‫لهم من القائلين بنفي‬ ‫بين المعتزلة ومن لف‬ ‫القضية‬ ‫هذه‬ ‫شأن‬ ‫على أشده ف‬ ‫‪_ ٢٦٦ -‬‬ ‫الرؤية مطلقا وبين الأشاعرة ومن لف لهم من القائلين بإمكانية الرؤية في‬ ‫‪.‬‬ ‫الدنيا والآخرة ‪ .‬أو في الآخرة فقط‬ ‫‪:‬‬ ‫وتتلخص المواقف كا يلي‬ ‫نفاة الرؤية على الاطلاق ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ القائلون بالرؤية ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جهرة ‪.‬‬ ‫يوم القيام‬ ‫يرى‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬ ‫ب ‪ -‬يرى يوم القيامة في صورة يخلقها ويكلم منها عباده‪.‬‬ ‫ج۔ يرى في الدنيا والآخرة ‪.‬‬ ‫د ۔ لا يراه إلآ المخلصون ‪.‬‬ ‫ه‪ -‬يعاينه المخلصون في الدنيا والآخرة إذا أرادوا معاينته ‪.‬‬ ‫ونأتي الآن إلى عرض المحاورة التي وعدنا بإقامتها ‪ 3‬ولتكن بين زيد وهو‬ ‫من نفاة الرؤية وبين عمرو وهو من القائلين بها ‪.‬‬ ‫يتفق الطرفان على الانطلاق بالأدلة العقلية للنفاذ بعد ذلك إلى الحجج‬ ‫النقلية ‪.‬‬ ‫الأدلة العقلية ‪:‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬اعلم يا أخي أن الرؤية لا تتم إلآ بتسعة شروط وهي ‪:‬‬ ‫‪١‬۔‏ سلامة الحاسة ‪.‬‬ ‫للحاسّة ‪.‬‬ ‫الشيء جائز الرؤية مع حضوره‬ ‫‏‪ ٢‬۔ ‪:‬كون‬ ‫‏‪ ٣‬مقابلته للباصرة من جهة من الجهات أو كونه في حكم المقابلة‪ .‬كيا في‬ ‫المرئي بالمرة ‪.‬‬ ‫‪٤‬۔‏ عدم غاية الصغر ‪.‬‬ ‫‪٥‬۔‏ عدم غاية اللّطافة ‪.‬‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫‏۔‪ ٦‬عدم غاية البعد ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ عدم غاية القرب ‪.‬‬ ‫‪٨‬۔‏ عدم الحجاب الحائل ‪.‬‬ ‫۔ أن يكون مضيئا بذاته أو بغيره ‪.‬‬ ‫وبيا أن هذه الشروط لا تعقل إلآ في جسم أو عرض والله تعالى ليس‬ ‫كذلك فهي أقوى دليل على استحالة الرؤية في الدنيا والآخرة ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬رويدك يا أخي مالك تقيد قدرة ربنا ‪ 3‬أليس هو بقادر على أن‬ ‫يقوي فينا أبصارنا حتى نتمكن من التمتع برؤيته} وأنا معك في ما ضبطه‬ ‫فمن باب أولى إذا‬ ‫من شروط فهذه العين التي لا تقوى على رؤية الشمس‬ ‫كان مع رؤية الخالق عز وجل ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬إن دليلك يبدو مغريا في البداية‪ .‬ذلك أن له على كل شيء قدير‬ ‫لكن هلا تساءلت عن دلالة هذه التقوية‪. .‬هل تحول الرؤية عن‬ ‫اختصاصها فتصبرها قادرة على رؤي ة الروائح والأصوات َ ليس مانلرؤية‬ ‫في شيء‪ .‬وهذا لا يهمنا‪ .‬أم هل أن هذا التحويل هو تقويةلهاؤ ومعلوم أن‬ ‫التقوية لا تخرجها عن طبيعتها كيا هو الشأن بالنسبة إلى بعض الحيوانات‬ ‫كالأسد يرى في الظلام ما لا يراه غيره‪ ،‬وإلى بعض الطيور التى ترى الدودة‬ ‫الصغيرة من مسافات طويلة ث وقل مثل ذلك بالنسبة إلى ما اخترعه الانسان‬ ‫من آلات التكبير التي كشفت عن أشياء كانت كأنها من عالم الغيب‪ ،‬وفي‬ ‫كل هذا تبقى الشروط التي حددنا قائمة الذات نافذة المفعول‪ .‬ونعود إلى ما‬ ‫ذكرنا من أن الله ليس بجسم ولا بعرض فلا يمكن بالتالي أن يرى مها‬ ‫قويت حاسة البصر ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬إن لم تقبل مثل هذه التقوية فاعلم أن الله تعالى يمكن أن يهبنا‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫حاسة سادسة يوم القيامة حتى لا نحرم من التنعم برؤية وجهه الكريم ‪..‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬غريب أمرك ! كيف تقبل ما لياقبله العقل © ألتادبرت الأمر وهو‬ ‫يتمثل في أن هذه الحاسة السادسة إما أن تكون في معنى البصر مدركة‬ ‫للألوان أتوكون على خلاف ذلك فإن كانت في معنى البصر فقد عدنا إل‪,‬‬ ‫ما ذكرنا في الدليل الأول والثاني وقد أثبتنا الاستحالة‪ ،‬أما إن كانت على‬ ‫خلاف ذلك وكانت هذه الحاسة السادسة مخالفة لحاسَّة البصر مضادة لها‬ ‫فإنك تكون قد أثبت الرؤية بإبطالها ‪ .‬واحتججت للرؤية بحجّة توجب‬ ‫ومثل‬ ‫زوالها‪ ،‬وقولك هذا شبيه بقول من قال شممت رائحة المسك بأذني‬ ‫هذا لياقول به عاقل ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬سلمنا بأن القضية فوق طاقة العقل وتنزيها لله تعالى عن كل‬ ‫شبيه فإننا نرى ربنا يوم القيامة بلا كيف‪ ،‬إذ كل كيف يفرض التحيز في‬ ‫الزمان والمكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ‪ .‬وهذا مؤيد بيا سأذكر لك من‬ ‫أدلة نقلية تثبت الرؤية يوم القيامة حتيا ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬اتفقنا على أن الفصل بين الأدلة العقلية والنقلية فصل منهجى ‪،‬‬ ‫فدع هذا لإبانه‪ .‬واعلم أن ما ذكرته من «بلا كيف» أو ما عرف بالبلكفة أي‬ ‫أنكم ترون الله بلا كيف أي بلا هيئة ولا حالة تكيّفونها‪ ،‬هو ضرب من الفرار‬ ‫من صريح التشبيه مع الوقوع فيه معنى ‪ . .‬وإن كنت لم تعرف قول الزمخشري‬ ‫نهيذا فهاك ما قال ‪:‬‬ ‫وجماعة هُمٌ لعمري مؤفكة‬ ‫لجماعة ا سموا هواهم سنة‬ ‫شنع الورى فتسترو!ا بالبلكفة‬ ‫وتخوفوا‬ ‫بخلقه‬ ‫قد شبَهوه‬ ‫وأنت على يقين معي في أن مثل هذا التصور لا يمكن أن يقبله العقل ‪.‬‬ ‫كيلتمناب ولا سنة © ولو ثبت النقل لبطل العقل { ولكن‬ ‫ويمنبت عليه دل‬ ‫‏‪ ٢٦٩‬س‬ ‫لا سبيل إلى إبطال العقل مع عدم وجود التقل‪ ،‬وإن كان لك نص يثبت‬ ‫القول بالبلكفة من القرآن والسنة فهاته مع صحّة سنده وانتهت القضية ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪:‬إن كنت قيدت البصر تقييدا ماديا صرفا وبيتأن تتحول عنه‬ ‫قيد نملة } وكاني بك تقيّد قدرة الله وأنت تعلم أنها لا تحد ‪ ،‬وتطالب بالتص‬ ‫وإن لم يوجد الص الذي يقول بالبلكفة فستأتيك النصوص ني الإبان كا‬ ‫اتفقنا‪ .‬فتعال معي إلى هذه الحجة المنطقية التي لا أخال اك يمكن أن‬ ‫تردها ‪:‬إنك تعتقد أن الله موجود وتدرك أن كل موجود يصح أن يرى‪،‬‬ ‫التتيجة ان الله يصح أن يُرى ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬ما تقول في الغزالي وفي الفخر الرازي ؟‬ ‫قال عمرو ‪ :‬من أئمتنا القائلين بثبوت الرؤية ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬هاك دحضها لهذه الحجة ‪:‬‬ ‫أما الغزالي فيقول ‪« :‬إن كبرى الدليل في قياسهم هذا كاذبة ‪ 5‬إشارة إلى‬ ‫أن كل ما هو موجود يصح أن يرى‪» .‬‬ ‫أما الفخر الزازوي فيقول ‪« :‬إن استدلالهم هذا ضعيف لأن هناك علة‬ ‫تصلح للرؤية‪ .‬غير الوجود‪ ،‬وهي المخلوقية في هذه الأشياء‪ ،‬وهذه العلة لا‬ ‫توجد في البارئ لأنه خالق ليس مخلوقا‪» .‬‬ ‫ويقول أيضا ‪« :‬إن المصحح للرؤية لابد أن يكون مشتركا بين القديم‬ ‫والحادث ‪.‬‬ ‫والمشترك إما الحدوث أو الوجود فيبطل أن يكون المصحح الحدوث فتعين‬ ‫أن يكون هو الوجود‪ ،‬وإذا كان هو الوجود فوجب كونه تعالى ديصح أن يكون‬ ‫غخلوقا لأن الوجود مشترك بينهيا وإذا كان الوجود مشتركا بينها فيصح على هذا‬ ‫أن يكون الله خلوقا لأنه موجود كيا في الحوادث والعلة والوجود ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٧.‬س‬ ‫وعلى هذا لا يصح أن يكون الوجود مصحّحا للرؤية حتى يؤدي ذلك إلى‬ ‫ثبوت رؤية البارئ»‪ .‬نقلا عن البعد الحضاري ‪ :‬‏‪.٣٠٥٣٠ ٤‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬سبحان الله كيف لم أنتبه إلى مشل هذين الصين اللذين‬ ‫يدحضان هذا الدليل‪ ،‬بل ينسفانه نسفا‪ ،‬وكنت أخاله من أقوى الأدلة‬ ‫العقلية‪ .‬لكن بيا أتّك تصدق الغزالي هنا فلا شك أتّك تقبل قوله‪« :‬إن‬ ‫الرؤية نوع كشف وعلم إلآ أنه أتم وأوضح من العلم ‪ 8‬فإذا جاز تعلق العلم‬ ‫به وليس في جهة جاز تعلق الرؤية به وليس بجهة ‪» .‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬شتان بين الخبر والمعاينة ‪ .‬وبالتالي شتان بين الرؤية وبين العلم ©‬ ‫ذاك لأن حقيقة ذاته تعالى لا يمكن أن تعلم وإتيا تعلم صفاته فقط } وذلك‬ ‫أنه لابد للشيء المعلوم من أن يتصور في ذهن العالم به وحقيقة ذاته لا‬ ‫تتصور & وإذا بطل جواز العلم بذاته تعالى بطل جواز رؤية ذاته تعالى ‪.‬‬ ‫وإن أنت لم تقتنع بهذا فاستمع لما ذكره أحد القائلين بعدم جواز الرؤية‬ ‫على الاطلاق وما أظن أنّك تعرف اسمه وهو خميس بن سعيد الرستاقى‬ ‫‪.‬‬ ‫(ق ‏‪ )٨٧ / ١١‬حيث يقول ‪:‬‬ ‫«لا يجوز في حجة العقل أن يرى الله تبارك وتعالى جهرة بالأبصار لأنه لا‬ ‫يخلو الناظر إليه من أن يكون يراه في مكان دون مكان أيوراه في كل مكان ‪.‬‬ ‫فإن كان يراه في مكان دون مكان فيا فضل الخالق على المخلوق إذا كان‬ ‫المخلوق في مكان دون مكان والخالق كذلك؟ وهذه صفة المحدود‪ .‬والله‬ ‫تعالى جل وعلا عن ذلك ‪.‬‬ ‫وإذا كان يراه في كل مكان‪ ،‬فالمخلوق إذن أعظم من الخالق إذا كان هو‬ ‫في مكان ينال بصره من كان في كل مكان ‪.‬‬ ‫أ و محمى‬ ‫لا يمحفى عليه منه شيء‬ ‫يراه حتى‬ ‫أ ن يكون‬ ‫وأيضا فلا يخلو من‬ ‫‪٢٦٧١‬‬ ‫عليه منه شىء ‪.‬‬ ‫فإن كان لا يخفى عليه شىء إلآ ويراه فقد أحاط به والمحاط به صغير‬ ‫والمحيط به أكبر منه‪ ،‬وإن كان يخفى عليه منه شىء فالذي خفي عليه غير‬ ‫الذي لم يخف‪ ،‬وهذه صفة المحدود والمتغاير الذي بعضه غير بعض تعالى‬ ‫الله عن ذلك علرًا كبيرا »‪ .‬منهج الطالبين‪ .‬‏‪. ٤١١/ ١٢‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬ما أتصور أننا سنقف عند حد مع الحجج العقلية‪ .‬إذ كنا‬ ‫أدليت بحجًّة عملت على دحضها‪ ،‬ولقد صدق الشريف الجرجاني الذي بين‬ ‫أن المسألة يجب التعويل فيها على الدليل النقلي‪ . . .« :‬وفي هذا الترويج‬ ‫تكلفات أخر يطلعك عليها أدنى تأمل» فإذن الأولى ما قد قيل من أن‬ ‫التعويل في هذه المسألة على الدليل العقلى متعذر فلنذهب إلى ما اختار‬ ‫الشيخ أبو التصر الماتريدي ‏(‪ )٩٤٤/٣٣٣‬من التمسك بالظواهر النقلية‪,‬‬ ‫‏‪ & ٣٧٣‬وكتاب المواقف للعضد الايجي‬ ‫شرح المواقف طبع مع النص‪:‬‬ ‫‏‪ . ١٢٩٢‬من الحجم الكبير ‪.‬‬ ‫‏(‪ (١٣٥٥ /٧٥٦‬ط حجرية بالمطبعة العامرة‬ ‫قال زيد ‪ :‬لقد صدقت وهذا عبدالله الَدويكشى ‏(‪ )١٦١٥٨/١٠٦٨‬يقول‪:‬‬ ‫«فاستدل أصحابنا ومن وافقهم على عدم جواز الرؤية بالعقل والّقل‪.‬‬ ‫وكذلك الأشاعرة استدلوا بالعقل والنقل‪ .‬وقد ضعف دليل العقل من‬ ‫الجانبين ولم يبق إلآ دليل النقل ‪ » .‬حاشية على كتاب الديانات ‪ .‬خ بالبارونية‪ :‬‏‪٢‬‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫الادلة النقلة ‪:‬‬ ‫ه نفي الرؤية في الدنيا ‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫القرآن الكريم ومن‬ ‫الأدلة النقلية متعددة من‬ ‫‪ :‬ن‬ ‫قال عمرو‬ ‫الشريف ‪ .‬وهي تلثببتت أن الله يمكن أن يرى في الدنيا والآخرة‪ ،‬فلو كانت‬ ‫تلاد‬ ‫وأ بت تعلم ا ن سيد ناعحمد‬ ‫ما طلبها موسى عليه ‏‪ ١‬لسلام‬ ‫‏‪ ١‬لرؤية مستحيلة‬ ‫قد رأى ربه ليلة المعراج ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬إنك تقصد بدون شك في المرحلة الأولى قول الله تعالى ‪:‬‬ ‫وَلَاجا موسى لميقليتا وَكَلَمَه‪,‬‬ ‫هال رفة أزيلال كوتلرنكنانندز‬ ‫انكب التكتل‬ ‫‪2:‬‬ ‫رَته نبل جحش تََارَحَرَمُومىعَممَائلتَاأماَ‬ ‫ث إت رأتأ اَالثؤمنت ه‬ ‫َالَ شنحتَل‬ ‫‪6‬‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪)١٤٣‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬ذاك ما نريد } وأنت تعلم أن موسى عليه السلام ث وهو من أولي‬ ‫العزم من الرسل‪ .‬لا يمكن أن يطلب مستحيلا ومادام قال‪ :‬رب أرني‬ ‫أنظر إليك فالرؤية حينئذ ممكنة ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬تمهل يا عمرو فإن الآية ليست من المحكم حتى يكون قولك فيها‬ ‫قولا فصلا ‪ 0‬وإنما هي من المتشابه الذي يحتمل التأويل ‪ ،‬وقد ثار حولها جدل‬ ‫طويل كيا لا يخفى عليك ك ولنبدأ من حيث بدأت ‪.‬‬ ‫إن موسى عليه السلام سأل ربه الرؤية وهو يعلم استحالتها ليعلم قومه‬ ‫‪٢٧٢٢‬‬ ‫الجواب باستحالتها‪ 5‬والقوم كافرون لقولهم ‪:‬‬ ‫'سي‬ ‫س و‬ ‫‏‪٨‬ير‬ ‫ے‪2‬۔‬ ‫۔ے‬ ‫س > س‬ ‫‪.‬‬ ‫>‬ ‫ه لنؤمن لك حى زىالتهجَهمرة ‪.‬‬ ‫‏‪)٥٥‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة‬ ‫ون ‪:‬‬ ‫عه وأنشد‬ ‫<‬ ‫لن تراني»‪ .‬فإخباره ومعه‬ ‫وقد اختار منهم موسى سبعين وكلهم سمعوا ‪:‬‬ ‫السبعون أقوى في ظن القوم من إخباره بنفسه‪ ،‬وما يدل على طلبها لقومه قوله‬ ‫تعالى حكاية عن موسى ‪:‬‬ ‫« اتتيكاماتتكاشتمت‪:‬رة ‪4‬‬ ‫‪)١٥٥‬‬ ‫(‪ ٧‬الأعراف‪‎‬‬ ‫‪4 -‬‬ ‫س‬ ‫ُِ س‬ ‫نمر لك حي نرَىاللَه جَهره‬ ‫وإذ فلشمَكمُوسى لن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫سے‬ ‫ِ ِ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫َعَدَنكم العلقة وَأشْرَنظوت ‪4‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٥٥‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬إن كان الأمر هكذا فلم كان الطلب في صيغة المفرد المتكلم ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬إن ذلك من باب التبكيت‪ ،‬إذ إن منعت عن موسى عليه السلام‬ ‫فلا سبيل إلى حصوفها لهم ‪ .‬ولنا أثر في هذا أورده الربيع بن حبيب وهو كا‬ ‫يلي ‪« :‬قال جابر بن زيد ‪ :‬سئل ابن عباس رضي الله عنهيا عن قول الله‬ ‫)‪٢٧‬‬ ‫تعالى‪ :‬رب أرني أنظر إليك» فقال ذلك على وجه الاعتذار لقومه ليريهم‬ ‫الله آية من آياته فييأسوا من رؤية الله تعالى» الجامع الصحيح ‏‪ ٣٤١٣‬عدد ‏‪.٨٦٩‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬هذا ضرب من الفهم } وما ذكرت لك أقرب إلى الفهم‪ ،‬لكن‬ ‫اوليس إتيا أشركت اليهود لجحودهم بنبينا محمد يلة وبسؤالهم موسى عليه‬ ‫السلام أن يريهم ربهم جهرة ؟‬ ‫قال زيد ‪ :‬نعم‬ ‫قال عمرو ‪ :‬أو ليس كل من سأل مثل ما سألت اليهود فقد أشرك ؟‬ ‫قال زيد ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬كأني بك لم تنتبه إلى النتيجة التي أوصلتك إليها وقد سأل موسى‬ ‫أن يرى ربه ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬كنت أنتظر منك مثل هذا الاستدراج‪ .‬لكن أرى أتك غفلت عن‬ ‫حقيقة‪ .‬وهي أن موسى عليه السلام وحاشا أن يكون مشركا كيا أردت أن‬ ‫توقعني ى لم يسال أن يرى ربه عيانا مثل ما سألت اليهود وإنيا قال‪ :‬رب‬ ‫أرني أنظر إليك ه على وجه الاعتذار لقومه ليريهم آية من آياته فييأسوا من رؤية‬ ‫ا له عز وجل كيا ذكرت لك من قبل حين ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬إن كان هذا الطلب كا ذكرت من باب الاعتذار والتبكيت‪ ،‬فلا‬ ‫تقولن كيا قال العشري متأثرا بنحلته بأن لن تفيد التابيد‪ ،‬ذلك أنه إن لم تتم‬ ‫الرؤية في الدنيا فيمكن أن تتم في الآخرة‪ ،‬كيا تدل عليها نصوص ستاتي‬ ‫قريبا‪ .‬ولو كانت لن هذه تفيد التابيد ما أكدت بأبدا في قوله تعالى ‪ :‬ولن‬ ‫يتمنوه أبداه في سياق ‪:‬‬ ‫_ ‪_ ٢٧٢٥‬‬ ‫« وََنبَتَمَتَوُابدَأيمَامَدَ تندم واتعلم يالتلييدً‬ ‫‪)٩٥‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪‎‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬إي لست أريد أن أدافع عن الزمخشري وقد خرجت عن إطار‪‎‬‬ ‫الموضوعية عندما ذكرت أنه تاؤل القول في لن حسب نحلته‪ ،‬ولكن أكتفي‪‎‬‬ ‫بالاحتجاج بنقل إمام من أئمة الأشاعرة المعاصرين وهو الطاهر بنن عاشور‪‎‬‬ ‫ابن مالك من أنه قال‪ :‬ا لحامل‪‎‬‬ ‫الذي يقول في حاشية القطر ‪« :‬ما نقل عن‬ ‫للزخشري على دعوى التابيد اعتقاده الباطل من أن الئه تعالى لا يرى في‪‎‬‬ ‫الآخرة ى فإن هذا القول من ابن مالك خروج عن منصب المباحثة‪ ،‬إذ بعد‪‎‬‬ ‫ثبوت إمامته في العربية باتفاق أئمتها كيف ينسب إليه مثل ذلك الذي لا‪‎‬‬ ‫يصدر عن الجهلة ؟ فالإنصاف أن اجتهاده في العربية المسلم له المبني على‪‎‬‬ ‫تتبع مواطن الاستعمال قضى بحسب ما ظنه بتابيد نفيها ؤ وعليه خرج الآية‪‎‬‬ ‫الموافقة بحسب ظاهرها لمذهبه فقد بنى مذهبه على الاستعمال اللغوي دون‪‎‬‬ ‫العكس‪». . ‎‬‬ ‫ولن يتمنوه أبدا»‪‎‬‬ ‫كيا أن ابن عاشور لا يعتبر ««أبداي في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فيقول‪« :‬ور الثاني‪‎‬‬ ‫من باب التكرار الذي تغني عنه «لن» التي تفيد التأبيد‬ ‫بالمرادف لأن الاسم‪‎‬‬ ‫بمنع التكرار لأته ليس تكرارا باللفظ ‪ ،‬وهو ظاهر ‪ ،‬ولا‬ ‫معنى لن ؤ وإتيا هو‪‎‬‬ ‫ليارادف الحرفؤ ولأن التأبيد نفس معنى أبدا وجزء من‬ ‫تصريح ودلالة بالمطابقة على ما ريفهم بالتضمن‪ ٦ ‎‬وللتصريح به هنا فائدة‪‎‬‬ ‫وهو دفع ما يتوهم من أن لن ‪ .‬القي بناء على استفادة نفي تمني‪ ١‬الموت‪‎‬‬ ‫منهم على جهة التابيد» نقلا عن سعيد بن تعاريت‪: )١!٩٣٦/ ١٣٥٥( ‎‬‬ ‫ت‪١٢٢. ‎:‬۔‪٠٢٢‬ص‬ ‫المسلك المحدود في معرفة الردود‪ .‬ط حجرية‪ .‬د‪.‬‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬ما كنت أتصور مثل هذا الإنصاف من الامام الطاهر بن‬ ‫عاشور ‪ ،‬وإن دل ذلك على أمر فهو يدل على طول باعه في علوم اللغة فلم‬ ‫يتردد أن ينتصر للزتحخشري على ابن مالك وغيره ‪.‬‬ ‫دعنا من «لن» وماذا تقول في تعليق الرؤية باستقرار الجبل‪ ،‬وأنت تعلم‬ ‫أن تعليق الرؤية بأمر ممكن وهو استقرار الجبل يجعل الرؤية ممكنة إذ ما تعلى‬ ‫بللمكن ممكن ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬إن استقرار الجبل مستحيل في علم الله } والمتعلق بالمستحيل‬ ‫مستحيل مثله لأن الاعتبار في ذلك بالمخاطب©‪ ،‬بصيغة اسم الفاعل © لأن‬ ‫الخطاب صدر منه وهو عالم باستحالته ‪.‬‬ ‫واعلم أن هذا الخطاب على قطع الرّجاء‪ ،‬أي فكيا أنَ الجبل لا يستقر‬ ‫«لن تراني» ‪ .‬ونظيره ‪:‬‬ ‫<‬ ‫« لَايدَحُلودَالْجَتَةَحَيَيَيمَنجمَلفي سَيَلَيَا ‪4‬‬ ‫(‪ ٧‬الأعراف‪)٤٠ ‎‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬أنت تتأوّل فتقول مستحيل ‪ ،‬وأنا أتاوّل فاقول ممكن فلن نصل‪‎‬‬ ‫إلى نتيجة‪ .‬أمًا التج فلا تأويل فيه لأنه ظاهر المعنى وهذا الرازي يقول‪: ‎‬‬ ‫«أمّا قوله فلي تبلى ربه للجبل» قال الزجاج‪ :‬تبلى أي ظهر وبان‪ ،‬ومنه‪‎‬‬ ‫يقال جلوت العروس إذا أبرزتها» التفسير الكبير‪ .‬المطبعة البهية المصرية‪‎‬‬ ‫‪ .١٣٤/١٤ .١٩٣٩/ ١٣٥٧‬فكيف يتجلى إن لم تكن ذاته قد تجلت‪‎‬‬ ‫للجبل ؟‪. ‎‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬كأني بك تميل إلى التجسيم‪ .‬وما عرفت أنك من المجسمة‪ .‬أو‪‎‬‬ ‫تظن أن المقصود هنا هو الجبل‪ ،‬كلا إن المقصود هم أهل الجبل۔ والتجني‪‎‬‬ ‫‪_ ٢٧٢٧‬‬ ‫هنا بمعنى الإظهار ‪ .‬فكأنه قال‪ :‬فليا بين لأهل الجبل أنه لا يرى بأن جعله‬ ‫دكا حصل المراد في ما سألوا ‪ .‬وهكذا كقوله جل جلاله ‪:‬‬ ‫« يتَاعَََالأمَاتَةَ التوت وَالكَنضِ »‬ ‫‏()‪ ٣٣‬الأحزاب ‏‪(٧٢‬‬ ‫‏(‪ ١٦‬يوسف ‏‪)٨٢‬‬ ‫أراد أهلهاؤ وكل ذلك بمنزلة‪ .‬ن وَََلالْمَرََةَ ‪4‬‬ ‫وأراد أهلها» ‪.‬‬ ‫القرية‪.‬‬ ‫لا يمكن أن يوجّه إلآ لأهل‬ ‫قال عمرو ‪ :‬صحيح إن السؤال عقلا‬ ‫؟‬ ‫‪ ،‬ومن ماذا أخذته الصاعقة‬ ‫لكن مم تاب موسى إن كان غير مخطئ‬ ‫بالمسألة‬ ‫لتقدمه بين يدي اله تعالى‬ ‫قال زيد ‪ :‬يقول الرازي ‪« :‬إن ذلك‬ ‫أنه من‬ ‫‏‪ .٢٧٨_٢٧٧/٧‬وأنت تعلم‬ ‫قبل أن يؤمر بذلك» التفسير الكبير‬ ‫المثبتين للرؤية‪ . .‬أما الزغخشري فيقول ‪« :‬فلما أفاق من صعقته قال‪:‬‬ ‫«سبحانك» أنزهك مما لا يجوز عليك من الرؤية وغيرها » «تبت إليك» من‬ ‫طلب الرؤية‪« .‬وأنا أول المؤمنين» بأتك لست بمرئي { ولا مدرك بشيء من‬ ‫الحوا‪ ،‬فإن قلت‪ :‬فإن كان طلب الرؤية للغرض الذي ذكرته فمّم تاب؟‬ ‫قلت من إجرائه تلك المقالة العظيمة‪ ،‬وإن كان لغرض صحيح على لسانه‬ ‫من غير إذن فيه من الله تعالى‪ ،‬فانظر إلى إعظام الله تعالى أمر الرؤية في هذه‬ ‫الآية‪ .‬وكيف أرجف الحبل بطالبيها وجعله دكاإ وكيف أصعقهم ‪ .‬ولم يخل‬ ‫كليمه من نفيان ذلك مبالغة في إعظام الأمر ث وكيف سبح ‪77‬‬ ‫وتاب من اجراء تلك الكلمة على لسانه وقال «أنا أول المؤمنين» الكشاف‬ ‫‪. ١١٥‬‬ ‫‏‪/ ٢‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬كنت أتصور أن هذه الآية أقوى دليل على إمكانية رؤية الله‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫تعالى في الدنيا على الأقل لبعض الأنبياء‪ .‬لكنكم قد تأولتم كل كلمة منها‬ ‫فصارت عندكم دليلا على نفي هذه الرؤية‪ .‬وأنا أحترم مثل هذه التاملات‬ ‫في النص ؤ وإن كنت أخبر الوقوف عند الظاهر لأنه يبدو لي أسلم ‪ ،‬إذ كأن‬ ‫في التأويل بعض التطاول على الكتاب العزيز ‪.‬‬ ‫بقى في شأن الرؤية في الدنيا ما ثبت في الحديث الشريف من أن سيدنا‬ ‫حمدا ية قد رأى ربه ليلة عرج به عند سدرة المنتهى ‪ ،‬وما أظنك ترفض هذه‬ ‫المنة التي تكرم بها الله تعالى على رسولنا محمد ية‪ .‬وهو الذي اصطفاه من‬ ‫بين الخلق جميعا ليكون آخر المرسلين‪ ،‬وأنت تعلم أن في تكريمه تكرييا لنا‬ ‫جميعا معاشر المسلمين ‪.‬‬ ‫‪ :‬أنت تعلم أن هذه القضية ل تكن حط اتفاق حتى عند مثبتي‬ ‫قال زيد‬ ‫الرؤية فكيف تعتبرها حجة‪ .‬وسأكتفي بأن أورد لك ما جاء في صحيح‬ ‫مسلم‪« :‬حدثنا أبو بكربن أبي شيبة وأابولبكأرشج ‪ ،‬جميعا عن وكيع ‪ ،‬قال‬ ‫الأشج ‪ :‬حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زياد الحصين أبي جهمة عن أبي‬ ‫العالية عن ابن عباسن © قال ‪:‬‬ ‫مَاكدَ بالمواد مارى ي أمنمرونهعَلمابرى َلَيمَدَراه‬ ‫‏(‪ ٥٣‬النجم ‪١١‬۔‪)١٣‬‏‬ ‫تدلني‪4 .‬‬ ‫قال رآه بفؤاده مرتين‪ .‬وفيه من طريق عطاء عنه رضي الله تعالى عنه ؤ قال‬ ‫ره بقلبه‪ ،‬وهو من الوضوح بمكان من كون الرؤية قلبية لا بصرية { وأصرح‬ ‫من ذلك في نفي الابصار ما أخرجه ابن مردويه عن عطاء عن ابن عباس‬ ‫رضي الله عنها أنه قال ‪ :‬لم يره رسول الله يلة بعينه إنما رآه بقلبه‪ ،‬وقد حكى‬ ‫عثيان بن هندة الدارمي اتفاق الصحابة على أنه لم يره» نقلا عن الحق‬ ‫الدامغ‪٤٠ :‬۔‪٤١‬‏ ‪.‬‬ ‫‪٢٧٩٢‬‬ ‫أما نص الحديث الذي نعتمده في القضية فلعلك لم تطلع عليه فهو كا‬ ‫يثبته الربيع بن حبيب‪ : :‬قالت عائشة رض يى الله عنها «ثلاث من تكلم بواحدة‬ ‫منهن فقد أعظم على الله الفرية قال مسروق بن الجدع ‏(‪ )٦١٨٣/٦٣‬وكنت‬ ‫متكئا فجلست وقلت يا أ المؤمنين انتظري ولا تعجلي ألم يقل اللله ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٥٣‬النجم ‏‪)١٣‬‬ ‫وَلَمَدَرَهَاهُ للتي ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٨١‬التكوير ‏‪)٢٣‬‬ ‫رَأَمَدَرَةا الكفى المشين ‪:‬‬ ‫فقالت عائشة رضي الله عنها ‪:‬أنا أول هذه الأمة سألت النبي ية عن ذلك‬ ‫‏‪ ١‬لتي خلق عليها ا لا‬ ‫صورته‬ ‫أره ف‬ ‫ول‬ ‫عليه ‏‪ ١‬لسلام‪[ .‬‬ ‫جبريل‬ ‫ه«ذلك‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫مرتين‪ ،‬رأيته قد هبط من السياء فسد جسمه ما بين السيء والأرض» التمسمع‬ ‫لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لان رحكه الأبصروهو يدر ز كنصوهوا لعيش‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام ‏‪)١٠٣‬‬ ‫علان‬ ‫‏‪ ١‬لنبي‬ ‫عائشة عن‬ ‫ما روت‬ ‫ا لآية د ليل على‬ ‫تفسبر هذه‬ ‫‪:‬‬ ‫مسروق‬ ‫قا ل‬ ‫الكرى» الجامع‬ ‫يقول‪« :‬ما كذب الفؤاد ما رأى‪. . .‬لقد رأى م ‪:‬ن‪ .‬آيات ‪7‬‬ ‫الصحيح ‏‪ ١٥/٣‬عدد ‏‪.٨٦٢٤‬‬ ‫© نفي الرؤية ف الآخرة ‪:‬‬ ‫قال عمرو ‪:‬إن كان الأمر فيه ما فيه بالتسبة إلى الرؤية ف الاًنيا ‪ .‬وقد كانت‬ ‫ستكون‬ ‫فلا أشك في أنك‬ ‫حتى عند المثيتمن كا أثرت ذلك‪.‬‬ ‫مدار اختلاف‬ ‫معي في شأن تنعم المؤمنين في الجنة بتجي وجهه الكريم‪ ،‬وأنه نعيم ليس‬ ‫وراءه نعيم } ما أتصور أن أحدا يسعى إلى نفيه عن طريق التأويل كيا فعلت‬ ‫ذلك في ما مضى ‪ ،‬وهنا التمسك بالظاهر انسب لا يشتاق إليه الانسان من‬ ‫‪_ ٢٨.‬‬ ‫نعيم الآخرة‪ .‬والأدلة النقلية ني هذا الباب متعددة وأهمها في ما أعلم قول الله‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫بزي © ايرث »‬ ‫‏(‪ ٧٥‬القيامة ‪٢٢‬۔‪)٢٣‬‏‬ ‫وهاك بعض ما جاء عند القرطبي في تفسير هذه الآية‪ . . .« :‬إلى رها» إلى‬ ‫خالقها ومالكها «ناظرة» أي تنظر إلى ربها‪ .‬على هذا جمهور العلياء ‪.‬‬ ‫ابن عمر يقول‪ :‬أكرم أهل الجنة على الله من ينظر إلى وجهه عدوة وعشية‪.‬‬ ‫ثم تلا هذه الآية ‪ :‬وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ‪.‬‬ ‫وروى يزيد النحوي عن عكرمة قال‪ :‬تنظر إلى ريها نظرا‪ .‬وكان الحسن‬ ‫يقول ‪ ,‬نضرت وجوههم ونظروا إلى ربهم ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب‪ .‬وروي عن ابن‬ ‫عمر ومجاهد‪ .‬وقال عكرمة ‪ :‬تنتظر أمر ربها‪ .‬حكاه الماوردي عن ابن عمر‬ ‫وعكرمة أيضا وليس معروفا إلآ عن مجاهد وحده واحتجوا بقوله تعالى ‪:‬‬ ‫عله‬ ‫لاثدتركةالكبصدرُرَهُو يدرك الأبصر ؟‬ ‫ء‬ ‫‪2‬۔‬ ‫و س‬ ‫س‬ ‫ء‬ ‫و و م‪.‬‬ ‫‪)١٠٢٣‬‬ ‫‪ ٦‬الأنعام‪‎‬‬ ‫وهذا القول ضعيف جدا ‪ .‬خارج عن مقتضى ظاهر الآية والأخبار ‪ . . .‬قال‪‎‬‬ ‫اللعلبي ث وقول مجاهد إنها بمعنى تنتظر التواب من ربها ولا يراه شيء من‪‎‬‬ ‫خلقه‪ ،‬فتأويل مدخول لأن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا نظرته‪} ‎‬‬ ‫ِ‬ ‫كيا قال تعالى‪: ‎‬‬ ‫ِ‬ ‫«مَزبظُويكللاآلسَاعَةً‪4 ‎‬‬ ‫‪)٦٦‬‬ ‫(‪ ٤٣‬الزخرف‪‎‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫‪)٥٣‬‬ ‫(‪ ٧‬ا لأعرا ف‪‎‬‬ ‫ِ‬ ‫ماظَبُودَلصَنحَةَومدَة ه‬ ‫‏‪(٤٩‬‬ ‫‏(‪ ٣٦‬يس‬ ‫و‬ ‫يح‬ ‫ينظرون!‬ ‫»‬ ‫وإذا أرادت به التفكر والتدبر قالوا‪ :‬نظرت فيه فأما إذا كان النظر‪ .‬مقرونا‬ ‫بذكر إلى‪ ،‬وذكر الوجه فلا يكون إلآ بمعنى الرؤية والعيان ‪ . . .‬وقيل «إلى»‬ ‫واحد الآلاء‪ 5‬أي نعمه منتظرة! وهذا أيضا باطل ‪ ،‬لأن واحد الآلاء يكتب‬ ‫بالألف لا بالياء‪ . . .‬والمنتظر للشيء متنتقص العيش فلا يوصف أهل الجنة‬ ‫بذلك‪ ». . .‬أحكام القرآن ‏‪. ١١٠-١٠٧/ ١٩‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬أراك في هذه المرة قد أتيت بكل ما عندك‪ ،‬وسددت عل الطريق‬ ‫ولعمري فقد اخترت‬ ‫ورددت ما قد احتج به قبل أن أ نبس ببنت شفة‬ ‫وأحسنت الاختيار إذ عمل القرطبي على الإلمام بالقضية من كل جوانبها‪،‬‬ ‫وحسنا فعلت أ ن تركت ما استشهد به من أحاديث لحينه ‪.‬‬ ‫اعلم يا أخي أن جل ما جاء في هذا التفسير كان قائما على اللغة‪ ،‬وقد‬ ‫حرص صاحبه ۔ كيا أشرت إلى ذلك ۔ على الاعتياد على الظاهر لكنه أمل‬ ‫الجانب البلاغي في هذا السياق‪ .‬وكأني به أعتبر الآية من المحكم وما أظن‬ ‫ذلك وهي يقينا من المتشابه تحتاج إلى التأويل وإلى إرجاعها إلى المحكم أما‬ ‫لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار »‬ ‫تضعيف الاعتياد على قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فسنفرد له حديثا مستقلا إن شاء الله تعالى ‪.‬‬ ‫ونبدا باللغة ‪:‬‬ ‫إن النظر في اللغة غير الرؤية‪ ،‬ولذا يقال ‪ :‬نظرت الهلال فلم أرهؤ ولا‬ ‫‪_ ٢٨٢‬‬ ‫يصح أن يقال رايته فلم أرو‪ ،‬وإطلاقه على الرؤية مجاز لا يصح إلآ بقرينة‪.‬‬ ‫والعدول عن الحقيقة إلى المجاز خلاف الظاهر ‪.‬‬ ‫والوجه لا يكفي أن يكون قرينة لأنه يطلق على الذات ‪:‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫رم‪.‬‬ ‫م؟ءرے‬ ‫ھ‬ ‫ل وق وَمهريك ئو اختل والإكرار ‏‪٩‬‬ ‫‏(‪ ٥٥‬الرحملن ‏‪)٢٧‬‬ ‫فإذا كان النظر بمعنى الانتظار فلا يعدى بإلى ‪:‬‬ ‫الجواب ‪ :‬لا نسلم ذلك فقد قال تعالى ‪:‬‬ ‫فََظرَملَمَتَرَ ه ‪ }.‬إ( البقرة ‏‪)٢٨٠‬‬ ‫أي منتظرة لمعروفه ‪ .‬وراك قد خقّفت دليلك من ذكر الشواهد الشعرية فلا‬ ‫أرى ضرورة في أن أورد شيئا من ذلك كيا فعلت ‪.‬‬ ‫اما الوجوه البلاغية فيه ‪:‬‬ ‫نهى المقابلة والحصر وقد سكت عنيا القرطبي سكوتا تاما لأنهما يؤيدان‬ ‫نفي الرؤية بكل وضوح ‪.‬‬ ‫أ ۔ المقابلة ‪ :‬إن المقابلة الواردة في بقية الآية‪:‬‬ ‫ه‬ ‫زياااد‬ ‫‏‪) ٢٥٦٢٤‬‬ ‫‏(‪ ٧٥‬القيامة‬ ‫لو فهم النظر بمعنى الرؤية لارتفعت المناسبة بين الجملتين ولتداعى بناؤها‪.‬‬ ‫ويقول الشياخي في هذا الصدد ما يلي ‪« :‬ويدل عليه ذكر ينظر في مقابلة‬ ‫تظن أي تتوقع أن يفعل بها فعل فظيع شديد يقصم فقار ظهرها كيا ترتحجي‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫الوجوه الناظرة إلى ربها أن يفعل بها كل خير ‪.‬‬ ‫وأيضا فاعل تظن الوجوه ‪ ،‬ومعلوم أن الوجوه لا تظن‪ ،‬وإنما تظن‬ ‫القلوب © فيكون عبارة عن الجملة في الأول والثاني للمعادلة والموازنة بيغهيا ‪.‬‬ ‫ب ۔ الحصر ‪ :‬إن تقديم «إلى» في قوله إلى ريها ناظرة يفيد الحصر‬ ‫والاختصاص۔ ولو كان من نظر العين لانحصر نظرهم في ذات الله ‪ .‬ومعلوم‬ ‫أتهم ينظرون إلى أشياء كثيرة لأنهم الآمنون الذين‬ ‫م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ٢١‬الانبياء ‏‪)١٠٢‬‬ ‫رتم التَرَغ الشبر »‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫دليل على معنى الانتظار‬ ‫الحصر‬ ‫هذا‬ ‫‪ . .‬ففى‬ ‫أما القول بالانتظار ضرب من الغم فإنا نقول إن الآية نزڵت في حال‬ ‫القيامة } فالمؤمنون ناضرة وجوههم بالبشارات والكفار باسرة وجوههم‬ ‫بتحققهم الوعيد‪ .‬فالأؤلون منتظرون دخول الجنة} والكافرون أن ينبذوا في‬ ‫الحطمة‪ . . .‬وأهل الجنة في نعيم ينتظرون آخر ‪.‬‬ ‫‪/‬‬ ‫} ۔و ۔‬ ‫ر‬ ‫‪2‬‬ ‫۔۔‬ ‫« مَأمَامَنَأوقَ كتبدريّمينه۔‬ ‫نشقاق ‪-٧‬ه)‏‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‏‪٨٤‬‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫۔ ‪ .‬و‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫‪7‬‬ ‫َ‬‫‪..‬‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فلا يصح أ ن نعتبر انتظار العمة سببا للغم وضيق ا لصضصدر» ‪.‬‬ ‫أما اعتبار «إلى» مفرد الآلاء بمعنى النعم فهو ضرب من الفهوم يد على‬ ‫أن «منتظرة نعم ربها‪ ،‬وإلى مفعول لناظر» ولم نعتبره أقوى دليل بل هو دليل‬ ‫يعاضد ما ذكرنا من وجوه الاستدلال‪ .‬وأنت تعلم أننا لا نلجا إلى التأويل إلآ‬ ‫لأننا نعتبره مقدما على الظاهر الذي يؤدي إلى التشبيه أوالتجسيم أو ما إليهما‪.‬‬ ‫والتقدير والتاويل عندنا هما المناسبان لقوله تعالى ليس كمثله شيء» ‪.‬‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫وبيا أن القرطبي قد نقل قول ابن عمر من الصحابة وهو يقول بالنظر‬ ‫الآية‬ ‫بعكس ذلك ‪ .‬وقد قال عندما سئل عن‬ ‫قال‬ ‫ابن عباس‬ ‫بالعين فإن‬ ‫المذكورة ‪:‬‬ ‫«ثم ينظرون إلى ربهم متى يأذن لهم في دخول الجنة بعد الفراغ من‬ ‫الحساب» ثم قال‪:‬‬ ‫ه‬ ‫«جازبز اي‪©:‬تفنانن اان‬ ‫‏‪) ٢٥٦٢٤‬‬ ‫‏(‪ ٧٥‬القيامة‬ ‫قال ‪ :‬يتوقعون العذاب بعد العذاب ‪ . .‬وكذلك قوله «إلى ربها ناظرة ينتظر‬ ‫أهل الجنة الثواب بعد الثواب والكرامة بعد الكرامة» نقلا عن البعد‬ ‫الحضاري ‪٣٢١ :‬۔‪.٣٢٤‬‏‬ ‫قال عمرو ‪ :‬ما أروع ما وقفت عنده من وجوه البلاغة ‪ .‬ولست أدري لما سكت‬ ‫ما‬ ‫القرآن ‏‪ ٠‬وقد ثبت مهذا‬ ‫إعجاز‬ ‫مدى‬ ‫الوجوه التى تب‬ ‫هذه‬ ‫القرطبي عن‬ ‫للتأويل من المزايا التي لا ينتبه إليها أهل الظاهر ث وكلنا يعلم ما أثبته‬ ‫الجرجاني للنظم من إعجاز في الكتاب العزيز ‪ ،‬في كتابه دلائل الاعجاز ‪.‬‬ ‫فإن تفوقتم بها مع هذه الآية فياذا تقولون في الزيادة في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪( ٢٦‬‬ ‫) ‏‪ ١٠‬يونس‬ ‫ه‪:‬‬ ‫َوَزمَادَة‬ ‫لن سَلَحَسَنوا از‬ ‫ى‬ ‫حيث لا حصر ولا مقابلة وإنا هو مجرد عطف ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪:‬لقد توليت أن تحتج بهذه الآية الكريمة فنظرت في أحكام القرآن‬ ‫في ذكر ‏‪ ١‬لنقول‬ ‫ا لمرة فاإن أ طال‬ ‫هذه‬ ‫ف‬ ‫للموضوعية‬ ‫لي أ بنه أةافرب‬ ‫للقرطبي فتي‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫التي تذكر بان الزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم © فإنه أورد الأقوال التي‬ ‫تقول بغير ذلك لكنه لم يعمل على دحضها كيا فعل من قبل كيا رأينا معنى‬ ‫ذلك أنها وإن كانت لا ترتقي إلى درجة النقول الأولى فهي تبقى في عداد‬ ‫المقبول ‪.‬‬ ‫وساذكر ما جاء عند القرطبي مع مؤازرته بيا ورد عند غيره من نفاة الرؤية‬ ‫مع العلم أن هؤلاء لم تثبت عندهم نقول القرطبي الأولى ‪.‬‬ ‫جاء في أحكام القرآن ‪« :‬وقد قيل إن الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر‬ ‫‏‪ . ٣٣١/٨‬وجاء عن ابن‬ ‫روي عن ابن عباس»‬ ‫حسنات إلى أكثر من ذلك‬ ‫عباس أنته ذكر أن الحسنة بالحسنة والزيادة التسع لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪.)١٦٠‬‬ ‫‪ (.‬‏‪ ٦‬الأنعام‬ ‫ل منجا يالحسََة كَلَشُعَمَرُأمتَالما ه‬ ‫ً‬ ‫‪٨٦٢‬‬ ‫الربيع بن حبيب ‪ :‬الجامع الصحيح ‪ .‬‏‪. ٣٠/٢٣‬‬ ‫بن أبي طالب رضي الله عنه ‪ :‬الزيادة‬ ‫كيا يذكر القرطبي ‪« :‬دوروي عن عل‬ ‫‏‪ .٣٣١/٨‬وجاء عن‬ ‫غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب» الأحكام‬ ‫علي بن أبي طالب أن الزيادة غرفة من لؤلؤة لها أربعة أبواب‪ .‬الجامع‬ ‫‪.٨٦٠‬‬ ‫‪ :‬‏‪.٣٠ /٢٣‬‬ ‫الصحيح‬ ‫لا نرى فائدة‬ ‫بنقول تقترب من هذه‬ ‫المصدرين‬ ‫وقد اختص كل من هذين‬ ‫في‪.‬الاطالة في ذكرها ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن القاضي عبدالجبار ‏(‪ )١٠٦٢٥ / ٤١٥‬أعطى الآية نصيبها من‬ ‫إن المراد بالزيادة والتفصيل الثواب فتكون الزيادة من‬ ‫الفهم حيث يقول‪:‬‬ ‫جنس المزيد عليه وهو مروي وهو الظاهر فلا معنى لتعلقهم بذلك‪ ،‬وكيف‬ ‫_ ‪٢٨٦‬‬ ‫يصح لهم وعندهم أن الرؤية أعظم من كل ثواب‪ ،‬فكيف تجعل زيادة على‬ ‫الحسنى ‪ .‬ولذلك قال بعد ‪ :‬أننى‬ ‫ي‬ ‫س و ‪> .‬ے۔وو۔رہ‬ ‫و‬ ‫۔ مه‬ ‫‪7‬‬ ‫‏(‪ ١٠‬يونس ‏‪)٢٦‬‬ ‫ولاررَهقَ وَجَومَهَم قتر ولاذلة مه‬ ‫فبين أن ا لزيادة هي من نفس هذا الجنس في ا لحنَّة » تنزيه ا لقرآن عن‬ ‫‏‪. ١٧٧‬‬ ‫ص‬ ‫المطاعن ‪ .‬دار النهضة الحديثة بيروت‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬صدقت يا أخى مادامت النقول متعددة فليأاخذ كل بيا يطيب‬ ‫له وما يتماشى مع تصوره ‪ ،‬وحسنا فعلت أن بينت مدى سعة أفق القرطبي في‬ ‫والحقيقة أني كنت ساحتج عليك بثلاث آيات فوجدت أن‬ ‫هذه القضية‬ ‫اثنين وهما ‪:‬‬ ‫القرطبي معكم في‬ ‫« الزين يَظنُودَأتهم مَلمُوأرَتهم ه‬ ‫‪.‬‬ ‫؟۔‪.‬‬ ‫شه‬ ‫‏‪ ٨‬۔؟۔و‬ ‫۔إ‪,‬‬ ‫۔>۔‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏(‪ ٢‬البقرة ‏‪)٤٦‬‬ ‫وقد قال فيها ‪« :‬جزاء ريهم» الأحكام ‏‪ ٣١٦/ ١‬وإنا أعرف أن كثيرا من‬ ‫مثبتي الرؤية يفسرون اللقاء بالرؤية من باب المجاز ‪.‬‬ ‫‏(‪ ٨٣‬المطففين ‏‪)٢٢‬‬ ‫ل عَلَالْكَرَآيكِبَظرُوتَ ‪4‬‬ ‫‏‪- ٦‬‬ ‫وقد قال فيها القرطبي ما يلي ‪« :‬أي إلى ما أعد الله هم من الكرامات ©‬ ‫قاله عكرمة وابن عباس ومجاهد‪ . .‬وقال مقاتل‪ :‬ينظرون إلى أهل‬ ‫النار ‪ .‬وعن النبي ي ‪ :‬ينظرون إلى أعدائهم في النار ‪ .‬ذكره المهدوي ©‬ ‫وقيل ‪ :‬على أرائك أفضاله ينظرون إلى وجهه وجلاله‪ .‬الأحكا م ‪:‬‬ ‫وأنت ترى أنه اعتبر تفسير النظر بالرؤية قولا ضعيفا ‪.‬‬ ‫‏‪4٩‬‬ ‫لكنه معنا في الثالثة وقد ألح فيها على إثبات الرؤية إلحاحا كبيرا بالمقابلة‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫لاحتجابه تعالى عن الكافرين ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬فهمت أنك تريد قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٨٣‬المطففين ‏‪)١٥‬‬ ‫كتم عَنرَممومَينكَحَجرة ‪4‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬صدقت وهاك بعض ما قاله القرطبي ‪« :‬قال الزجاج ‪ :‬في هذه‬ ‫الآية دليل على أن الله عر وجل يرى في القيامة‪ ،‬ولولا ذلك ما كان في هذه‬ ‫الآية فائدة} ولا خسّت منزلة الكقار بأنهم يحجبون‪ . . .‬وقال مالك بن أنس‬ ‫في هذه الآية‪ :‬لأ حجب أعداءه فلم يروه تبلى لأوليائه حتى رأوه‪ .‬وقال‬ ‫الشافعي ‪ :‬لما حجب قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضا‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬ ‫أما والله لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى ربه في المعاد لما عبده في‬ ‫الدنيا‪ ». . .‬الأحكام ‏‪ . ٢٦١/ ١٩‬فياذا تقول في أقوال هؤلاء الأئمة ؟‬ ‫ي‪ ،‬لكن ما قولك في ما جاء على لسان أئمة‬ ‫نمةبإلآ‬ ‫لعص‬ ‫قال زيد ‪ :‬لا‬ ‫أخر ‪ 9‬وهم الامام علي كرم الله وجهه وابن عباس حبر الأمة وبحرها الذي‬ ‫دعا له رسول الله بان يفقهه في الدين‪ ،‬وقد نسب إليهيا البيع بن حبيب ما‬ ‫يلي‪« :‬فلم يزل يحجبهم عن رحمته وثوابه ولا ينظر إليهم برحمته» الجامع‬ ‫‏‪.٨٥٩‬‬ ‫الصحيح ‏‪ ٣٠ / ٣‬عدد‬ ‫أما الرد الثاني فقد جاء على لسان الزمخشري وهو من أئمة العربية بالاجماع‬ ‫ما يلي ‪« :‬وكونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم لأنه لا يؤذن‬ ‫على الملوك إلآ للوجهاء المكرمين لديهم ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون‬ ‫الكشاف‬ ‫رحمته‪».‬‬ ‫محجوبين عن‬ ‫وقتادة‪:‬‬ ‫ابن عباس‬ ‫عندهم ‪ . . .‬وعن‬ ‫‏‪. ٢٣٦٢/٤‬‬ ‫_‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫أما الامام السالمي فقد فند ما ذكرت من الاستدلال كيا يلي‪« :‬هذ‬ ‫الاستدلال به على العمليات‬ ‫استدلال بمفهوم المخالفة‪ ،‬وقد اختلف في ثبوت‬ ‫الطيات فكيف يصح الاستدلال به على الاعتقاديات القطعيات؟ هذا لو‬ ‫سلمنا تفسيره بذلك لاستلزامه أن يكون الله تعالى في وجهة هي وراء الحجاب‬ ‫الحسى تعالى الله عن ذلك ‪ .‬ولنا أن نقول إن الحجاب حى والمحجوب عنه‬ ‫هي جنته» المشارق ‏‪.٣٧٦/ ١‬‬ ‫هذه ردود ثلاثة بينت غير ما ذهب إليه من ذكرت أما فيي يتعلق بالآيتين‬ ‫الأخريين فقد كفيتنا المؤونة‪ .‬وأنت ترى أن الذين يستنكفون عن التأويل‬ ‫يلجأون إليه اضطرارا في مواطن عدّة‪ ،‬بينما من يعتمد التأويل من مبداه لا‬ ‫يستنكف من الظاهر عندما يحتمل النص معناه ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬إن ا ستطعتم أن تؤولوا جميع ما ذكرنا من نصوص فلا مفر لكم‬ ‫من قبول الحديث المشهور في شان الرؤية وهو من الوضوح ما لا يقبل بعده‬ ‫ريما‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬ما لي أراك أعرضت عن قوله تعالى‪ « :‬اشد رحظه‬ ‫الأبصَروهو يدر ذ أبصر وهوا لأطيفتتب ( ‪4‬‬ ‫‏‪)١٠٢٣‬‬ ‫‏(‪ ٦‬الأنعام‬ ‫فلابد من الوقوف عند هذه الآية ۔ وهى مدار القضية عندنا قبل أن نمر إلى‬ ‫الحديث الذي أشرت إليه‪ ،‬فيا تقول في هذه الآية؟‬ ‫ذكره‬ ‫‏‪ ١‬لقرطبي لأن كثيرا َِ جاء‬ ‫ما أورده‬ ‫سنكتفي بذكر بعض‬ ‫‪:‬‬ ‫عمرو‬ ‫قال‬ ‫هنا قد وقع تفنيده في ما تقدم‪ ،‬ومنه‪« :‬بين سبحانه أته منزه عن سيات‬ ‫الإدراك بمعنى الاحاطة والتحديد ‪ .‬كا تدرك سائر‬ ‫الحدوث ‪ .‬ومنها‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫المخلوقات والرؤية ثابتة‪ .‬فقال الزجاج‪ :‬أي لا يبلغ كنه حقيقته‪ ،‬كيا‬ ‫تقول‪ :‬أدركت كذا وكذا‪ .‬لأنه صح عن النبي يل الأحاديث في الرؤية يوم‬ ‫القيامة ش وقال ابن عباس‪« :‬لا تدركه الأبصار» في الدّنيا‪ ،‬ويراه المؤمنون في‬ ‫الآخرة‪ . . .‬وقيل‪ :‬المعنى لا تدركه أبصار القلوب‪ .‬أي لا تدركه العقول‬ ‫فتتومه إذ «ليس كمثله شىعء»‪ .‬وقيل‪ :‬المعنى لا تدركه الأبصار المخلوقة في‬ ‫الدنيا‪ .‬لكنه يخلق لمن يريد كرامته بصرا وإدراكا يراه به كمحمد عليه السلام‬ ‫إذ رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عقلا ‪ . . .‬وعن مالك بن أنس قال‪ :‬لم ير في‬ ‫الدنيا لأنه باق ولا يرى الباقي بالفاني © فإذا كان في الآخرة رزقوا أبصارا باقية‬ ‫رأوا الباقي بالباقي ‪ .‬قال القاضي عياض‪ :‬وهذا كلام حسن مليح‪» . . .‬‬ ‫‏‪.٥٦_٥٤/٧‬‬ ‫الأحكام‬ ‫قال زيد ‪ :‬الآن فهمت لم أعرضت عن هذه الآية وذلك لعلمك بضعف‬ ‫الاحتياج بها في هذا الصدد بينا هي محور القضية عندنا ‪.‬‬ ‫اعلم يا أخي أن القرطبي في هذه المرة لم يذكر كل ما احتج به المثبتون‪،‬‬ ‫وإنما اكتفي بحجة واحدة وهي تفسير الادراك بالاحاطة والتحديد وهذا لا‬ ‫ينفي الرؤية بالأبصار وإنما ينفي الإحاطة بكنه حقيقة الله عر وجل ں وقد عَفل‬ ‫عن حجّة ثانية وهى أن الآية لا تفيد المدحة‪ ،‬وعن حجة ثالثة‪ :‬وهى قول‬ ‫‪.‬‬ ‫المثبتين بأن الآية جاءت لسلب العموم وهاك بيان ذلك ‪:‬‬ ‫‪١‬۔‏ الادراك ‪:‬‬ ‫جاء في اللسان ‪« :‬الدرك التحاق وقد أدركه‪ ،‬ورجل مدرك كثير‬ ‫الإدراك‪ .‬وجاء فيه أيضا ‪ :‬الإدراك اللحوق‪ ،‬يقال‪ :‬مشيت حتى أدركته‪.‬‬ ‫وأدركته ببصري أي رأيته» ابن منظور‬ ‫أدركت زمانه‪.‬‬ ‫حتى‬ ‫وعشت‬ ‫دار‬ ‫‏(‪ )٧٩٩/٦٣٠‬لسان العرب ‪ .‬ترتيب الفبائي ‪ .‬إعداد يوسف خياط‪.‬‬ ‫‪٢٩.‬‬ ‫‪--‬‬ ‫مادة درك ‪.‬‬ ‫لسان العرب بببروت ‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫ويعلق أحمد الخليلي على هذا بيا يلي ‪:‬‬ ‫عليه صاحب‬ ‫الاحاطة بزمانه كا نص‬ ‫أدركت زمانه مع عدم‬ ‫إن العرب تقول‬ ‫اللسان © ولربيا قال أحدهم أدركت حياة فلان وهو لم يولد إلا في الزمن الأخير‬ ‫من حياته ‪.‬‬ ‫مجيء الألفاظ المشتقة من الإدراك دالة على غير معنى الاحاطة كيا في قوله‬ ‫_‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫‏(‪ ٧‬الأعراف ‏‪)٣٨‬‬ ‫حَوَحإِدَا آداركو فبها ه‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫م >‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫إذ ليس من المعقول أن يكون المراد من الآية إحاطة كل فوج من أهل النار‬ ‫بالآخر ‪ 3‬مع أن التفاعل يقتضي التشارك من الجانبين أو الجوانب وإنما المراد‬ ‫من الآية تلاحق الأفواج ني النار والعياذ بالله» ‪ .‬المشارق ‏‪.٣٨٨/ ١‬‬ ‫‏(‪ )١٦٥٨/١٠٦٨‬ما يلي ‪« :‬والإدراك المضاف إلى‬ ‫ويقول السدويكشى‬ ‫الأبصار في هذه الآية اتيا هو الرؤية‪ .‬فمعنى قولك أدركته ببصري معنى رأيته‬ ‫لا فرق إلآ في الفظ أو هما أمران متلازمان لا يصح نفي أحدهما مع إثبات‬ ‫فهذه ‏‪ ١‬لاية‬ ‫ولا عكس ذلك‬ ‫‏‪ ١‬لآخر ‪ .‬فلا محجوز ‏‪ ١‬لقول رأيته وما أدركته ببصري‬ ‫الكريمة نفت أن تراه الأبصار ‪ ،‬وذلك يتناول جميع الأبصار بواسطة اللام‬ ‫الجنسية في مقام المبالغة وفي جميع الأوقات لأن قولك فلا تدركه الأبصار يفيد‬ ‫من‬ ‫الأوقات فلابد أن يفيد عموم الأعصار والأزمان فلا يراه شيء‬ ‫عموم‬ ‫الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة لما ذكرنا» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الآية تفيد المدحة ‪:‬‬ ‫يقول أبو مهدي (ق ‏‪« )١٦/ ١٠‬وما نسألهم عنه أن نقول لهم أخبرونا‬ ‫‪_ ٢٩٢٩١‬‬ ‫عن قوله تعالى‪ :‬لا تدركه الأبصار » هذه مدحة امتدح بها أم لا ؟ فإن قالوا‬ ‫قلنا لحم هذه المدحة ثابتة له في‬ ‫‪ :‬لا فقد جحدوا‪ . . .‬وإن قالوا مدحة{‬ ‫الدنيا والآخرة أم في الدنيا خاصة فإن قالوا في الدنيا خاصة فقد جعلوا‬ ‫مدائح الله عز وجل تزول عنه يوم القيامة فنقول‪ :‬يلزمكم أن يكون قوله ‪:‬‬ ‫«وهو يدرك الأبصار» في الدنيا خاصة لأن الآية جاءت مجيئا عاما‪ ،‬وتكون على‬ ‫قولكم جميع مدائح الثه يجوز زوالها في الآخرة مثل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫(‪ ٢‬البقرة‪)٢٥٥ ‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫۔ ۔‪‎‬‬ ‫ا‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لاتأحَذه سة رلا ر‬ ‫‪97‬‬ ‫‪٢.4‬‬ ‫س‪‎‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,‬‬ ‫(ر‪ ٤٦‬الشورى‪)١١ ‎‬‬ ‫ه‬ ‫ل لترركمنلو۔تث‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫وكذلك سائر المدائح لأن هذه مدحة وتلك مدحة{ وإن قالوا الزوال في هذه‬ ‫خاصة فلا حجّة لهم‪ ،‬وإن قالوا مدائح الئه ثابتة في الدنيا والآخرة فهو ما‬ ‫‏‪. ١٣٢١‬‬ ‫نقول وبطل ما صاروا إليه ‪ ».‬الرد على البهلولي‪ .‬ط حجرية تونس‬ ‫الآية تفيد عموم الشلب لا سلب العموم ‪:‬‬ ‫يقول السالمي ‪« :‬قلنا ‪ :‬لا نسلم أنها لسلب العموم لأنها وردت مدحا‬ ‫له تعالى‪ .‬وإدراك الأبصار له تعالى مزيل لهذا التَمدّح‪ ،‬ولا يصح أن تزول‬ ‫عنه صفاته التي تمدح بها تعالى إذ لجواز ذلك لجاز أن يكون في الآخرة متصفا‬ ‫بالسنة والتوم والصاحبة والولد والشريك والشّبيه لأن هذا كله تمدح به تعالى‬ ‫بنفيه عنه } ولو جاز عليه ذلك لكان حينئذ ذليلا عاجزا مقهورا مغلوبا جاهلا‬ ‫بخيلا فيستحق على ذلك الشتم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬ ‫حاصل الجواب أن قاعدة سلب العموم إنما هي ثابتة في ما إذا لم يدل‬ ‫دليل على أن المراد خلافها‪ .‬أما إذا دل دليل على ذلك عدل عنها إلى ما‬ ‫يقتضيه الدليل‪ ،‬ودليل العدول هنا قصد المح بنفي الرؤية فإن حمل على‬ ‫‪. ٢٨٢٩٢‬‬ ‫تلك القاعدة فات هذا المقصود» ‪ .‬المشارق ‏‪.٣٨٩ / ١‬‬ ‫وأحسن ما أختم به قول أحمد الخليلي الذي ختم به كلامه عن هذه الآية‬ ‫الكريمة «لا تدركه الأبصار » حيث قال‪« :‬والخلاصة من كل ما تقدم أن‬ ‫دلالة الآية الكريمة على انتفاء رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة دلالة قاطعة‪.‬‬ ‫وكل ما تعلق به القائلون بخلاف ذلك لا يتجاوز أن يكون ضبابا من الوهم ©‬ ‫لا يلبث أن يتلاشى بإشراق شمس الحقيقة } ويؤيد نصيتها على ذلك تذييلها‬ ‫بقوله تعالى ‪ :‬هو اللطيف الخبير ه فإن قوله «اللطيف» كالتعليل لقوله لا‬ ‫تدركه الأبصار » وقوله من صفات ذاته تعالى لا تتبدّلان أزلا وأبدا ؛ أما‬ ‫الخبير فكونه من صفات الذات ظاهر لأنه كالعليم } وأما اللطيف فلأنّه ۔ كا‬ ‫يقول الامام ابن عاشور۔ ‪« :‬صفة تنزيهه تعالى عن إحاطة العقول بياهيته ‪3‬‬ ‫أو إحاطة الحواس بذاته وصفاته‪ .‬فيكون اختيارها للتعبير عن هذا الوصف‬ ‫في جانب الثه تعالى هو منتهى الصراحة والرشاقة في الكلمة © لأنها أقرب مادة‬ ‫في اللغة العربية تقرب معنى وصف ذاته تعالى بحسب ما وضعت له اللغة‬ ‫من متعارف الناس» تقلا عن الحق الدامغ‪ :‬ص ‏‪.٨٥٨٤‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬إن كنت تأوؤلت كل الأدلة السابقة فيا أتصور أنك يمكن أن‬ ‫تتاؤل حديث الرسول عليه السلام الذي جاء صريحا غاية الصراحة اللهم إلآ‬ ‫إذا كنت من الذين يرفضون سنة رسول الله يلة ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬أرجوك لا تتجاوز حدود الآداب الاسلامية } أتى لمسلم أن يرفض‬ ‫المصدر الثاني من مصادر التشريع ‪ ،‬وهو يدرك ألآ توحيد إلا بالاعتراف برسالة‬ ‫السول المصطفى يلة ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬معذرة‪ .‬وهذا نص الحديث ‪ :‬روى الشيخان ۔ واللفظ‬ ‫للبخاري ۔ في كتاب التوحيد‪ .‬قال ‪ :‬حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله ‪ .‬حدثنا‬ ‫‪_ ٢٢٩٢٣‬‬ ‫إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي‬ ‫هريرة أن الناس قالوا ‪ :‬يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول‬ ‫الله يلو ‪ :‬هل تضارون في القمر ليلة البدر ؟ قالوا لار يساول الله ‪ .‬قال‪:‬‬ ‫فهل تضارون في الشمس ليس دونها حجاب؟ قالوا ‪:‬لا يا رسول الله ‪.‬‬ ‫كان‬ ‫يجمع الله الناس يوم القيامة‪ .‬فيقول‪ :‬من‬ ‫قال ‪ :‬فإتكم ترونه كذلك©‬ ‫ويتبع من كان‬ ‫يعبد شيئا فليتّبعه ‪ .‬فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس‬ ‫يعبد القمر القمرؤ ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ى وتبقى هذه الأمة‬ ‫فيها شافعوها أو منافقوها ۔ شك إبراهيم ‪ -‬فيأتيهم الله فيقول‪ :‬أنا ربكم‪،‬‬ ‫فيقولون‪ :‬هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ .‬فإذا جاء ربنا عرفناه‪ ،‬فيأتيهم الله في‬ ‫صورته التي يعرفون فيقول لهم‪ :‬أنا ربكم‪ .‬فيقولون‪ :‬أنت ربنا‬ ‫فيتبعونه‪ . . .‬الخ ‪.‬‬ ‫ورواه مسلم في كتاب الايمان عن زهير بن حرب عن يعقوب بن إبراهيم‬ ‫بالاسناد المذكور " وفي روايته جزم بقوله «فيها منافقوها» من غير تردد ‪ ،‬وزيادة‬ ‫«يأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول‪ :‬أنا‬ ‫ربكم‪ .‬فيقولون‪ :‬نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا‪ . . .‬إلى نهاية‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫فهل بعد هذا الحديث كلام ؟‬ ‫قال زيد ‪ :‬نعم يا أخي هناك كلام وكلام ‪ .‬وهو من قول مثبتي الرؤية لا من‬ ‫قول نفاتها ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬يقول ابن حجر ‪«:‬واختلف من أثبت الرؤية في معناهاإ فقال قوم ‪:‬‬ ‫يحصل للرائي العلم بالله تعالى برؤية العين كيا في غره مانلمرئيات» وهو‬ ‫على وفق قوله في حديث الباب (كيا ترون القمر) إلآ أنه منزه عن الجهة‬ ‫)‪٢٦٢‬‬ ‫والكيفية‪ .‬وذلك أمر زائد على العلم وقال بعضهم‪ :‬إن المراد بالرؤية‬ ‫العلم‪ .‬وعبر عنها بعضهم بأنه حصول حالة في الإنسان نسبتها إلى ذاته‬ ‫للخصوصة نسبة الأبصار إلى المرثيات‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬رؤية المؤمن له نوع‬ ‫كشف وعلم إلآ أته أتم وأوضح من العلم‪ ،‬وهذا أقرب إلى الصواب من‬ ‫‏‪. ٦١٠‬‬ ‫الآل» نقلا عن الحق الدامغ ص‬ ‫‏‪ ٢‬۔ يقول محمد عبده ‪« :‬ولو أراد مبتدع أن يدعو إلى هذه العقيدة‪ .‬فعليه‬ ‫أن يقيم عليها الدليل الموصل إلى اليقين أما بالمقّمات العقلية البرهانية‪.‬‬ ‫أو بالأدلة السمعية المتواترة‪ .‬ولا يمكنه أن يتخذ حديثا من حديث الآحاد‬ ‫دليلا على العقيدة‪ .‬مهيا قوي سندهك فإن المعروف عن الأئمة قاطبة أن‬ ‫أحاديث الأحاد لا تفيد إلآ الظن ©‬ ‫« وَدَالقَرَلاتى منهما ‪4‬‬ ‫‏‪٦١٥‬‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ ٥٣‬النجم ‏‪ .)٢٨‬نقلا عن الحق الدامغ‬ ‫فأنت ترى يا أخي أن هذا الحديث الشريف من الآحاد وعلى ثبيت صحته‬ ‫تؤول الرؤية بالعلم والمعرفة تنزيها له عز وجل ‪.‬‬ ‫قال عمرو ‪ :‬حتى وإن أولتم هذا الحديث مثل هذا التأويل فإننا ناخذ به‬ ‫على ظاهره وتبقى الرؤية ثابتة يوم القيامة‪ .‬وهي من أجل نعم الله عر وجل‬ ‫على المؤمنين ‪.‬‬ ‫قال زيد ‪ :‬اعلم يا أخي أن الأمر مادام يتعلق بالمتشابه يصعب أن نصل‬ ‫وإننا لم نبلغ بعد مستوى الاجتهاد ‪ ،‬وإنه كا تجلى في محاورتنا‬ ‫إلى حل واحد‬ ‫فكل منا يقلد أئمة مجتهدين مع محاولة فهم ما ذهبوا إليه‪ . .‬لكن الذي يجب‬ ‫أن نلخ عليه هو أن يحترم كلّ منا وجهة نظر الآخر ‪ ،‬وأن نتعالى على ما يوجهه‬ ‫‪٢٦٢٩٥‬‬ ‫كل طرف للآخر من التهم كيا رأيت ذلك بدون شك أثناء تحريرنا للقضية ‪.‬‬ ‫وني هذا كفاية ‪.‬‬ ‫» ملاحظات حول القضية ‪:‬‬ ‫تامل الوالد في هذه المحاورة ‪ .‬بعد أن عرضها عليه ولده وكان تعليقه‬ ‫كالتالي ‪:‬‬ ‫تلم بجل أطراف‬ ‫المحاورة أن‬ ‫هذه‬ ‫خلال‬ ‫اعلم يا بني أتَك استطعت‬ ‫القضية‪ .‬وقد سعيت أن تكون موضوعيا بقدر الامكان‪ .‬ذلك أنّك مكنت‬ ‫كل طرف من أن يدلي بحجّته العقلية والتقلية دون أن يتهجّم على الطرف‬ ‫الآخر عدا تلكم المشاكسة حول الزمخشري التي فصلت بكل يسر { وهذا‬ ‫لعمري مسلك لطيف ‪.‬‬ ‫بقى أن نتسأءل عا جناه المسلمون من مثل هذا الجدل ؟ الله تعالى يُرى‬ ‫أو لا يرى‪ ،‬وإن كان يرى فكيف يرى؟ وأين يرى‪ . .‬أفي الدنيا والآخرة أم في‬ ‫الآخرة نحسب ؟‬ ‫الحقيقة أن مثل هذا الجدل قد أفاد كثيرا حركية الفكر الاسلامني ‪ ،‬وقد‬ ‫سبق أن ذكرنا أن وجود المتشابه في الكتاب العزيز دافع من دوافع عدم ركود‬ ‫واحد‬ ‫كدح‬ ‫‪1‬‬ ‫القضايا‬ ‫مثل هذه‬ ‫الفصل ف‬ ‫لو قيل القول‬ ‫الفكر ‏‪ ٠‬إذ‬ ‫هذا‬ ‫ما‬ ‫بدون شك‬ ‫التأويل ‪ .‬ولقد علمت‬ ‫عقله ولا عمل على تجاوز الظاهر إل‬ ‫جنته البلاغة من خير عميم من مثل هذه المناظرات والاعجاز البلاغي في‬ ‫القرآن وجه من وجوه الاعجاز ‪ ،‬ولعله أدقها وأثبتهاؤ ولقد أشرتم على إلحاح‬ ‫عبدالقاهر الجرجاني على أن إعجاز القرآن في نظمه‪ ،‬ونحن نعلم أن الألفاظ‬ ‫تبليغ المعا ني ‘ وقد جا ء‬ ‫رصفها لتتفا ويت ف‬ ‫حسن‬ ‫ف‬ ‫اللجكمة‬ ‫مطروحة لكن‬ ‫الصف القرآني أحسن رصف على الاطلاق ليثبت أنه من لدن عليم وخبير‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫وليس من صنع البشر ‪.‬‬ ‫وإن أكبر دليل على ما نقول يتمثل في أتك إذا تاملت جميع تعابير الكتاب‬ ‫العزيز تجد أن المتشابه ينال التصيب الأوفر أثناء السعي إلى رذه إلى المحكم ©‬ ‫وفي هذا ينمي كثير لنمو ما يسمى بعلوم الوسائل من نحو وبلاغة ومنطق وما‬ ‫إلي ذلك ما لا يتم الفهم إلا بها‪ ،‬ولذلك لا سبيل إلى تفسير الكتاب العزيز‬ ‫إلآ لمن امتلك زادا واسعا في العلوم الاسلامية‪ ,‬وإنت تعلم أن كل العلوم في‬ ‫منطلقها كانت خادمة للقرآن الكريم إذ منه انبثقت وإليه تعود ى ذاك أن هذا‬ ‫الكتاب هو الذي بنى لهذه الأمة كيانها منذ تنزل منجا على رسولنا‬ ‫حمد يلة ‪ 5‬ومعلوم أن مثل هذه القضايا لم تثر زمن الرسول عليه السلام إلآ‬ ‫بلطف كبير وكذلك زمن الرعيل الأوّل‪ ،‬لكن الاحتكاك بالحضارات الأخرى‬ ‫من يونانية وفارسية وهندية وغيرها جعل الأمر يحتد شيئا فشيئا وقد رأينا كيف‬ ‫أنها كانت من أهم العوامل لافتراق المسلمين‪ .‬ومثل هذا الافتراق مع‬ ‫استغلاله لبعض الأحوال السياسية جعل الأمر يتحول عن مجراه الطبيعي‬ ‫الموضوعي إلى المجرى العاطفي الذي يحول الجدل إلى التنابز بالألقاب‪.‬‬ ‫وإلى تسليط التهم ‪ ،‬وقضية الرؤية لم تسلم من مثل هذا التنابزش وإن لم يصل‬ ‫فيها الأمر إلى المحنة العملية‪ .‬كيا هو الشأن بالنسبة إلى خلق القرآن‪ ،‬فانت‬ ‫ترى أن مثبتي الرؤية يتهمون نفاتها بالتعطيل‪ ،‬وبالتالي هم أهل أهواء‬ ‫وبدع‪ ،‬كيا أن نفاتها يتهمون مثبتيها بالتشبيه والتجسيم ‪ ،‬والحق يقال إن‬ ‫الكل يرمي إلى النزيه عدا بعض الأقوال الغريبة التي نتعجَب من تسربها إلى‬ ‫بعض علياء الاسلام ‪ 0‬وإلى وجودها في بعض المصادر التي يثق بها أصحابها‪.‬‬ ‫فلا أتصور البنّة أن أحدا من النّفاة يقول بالتعطيل وينفى كل الصفات عن‬ ‫الله تعالى عندما لا يقول بالرّؤية} ذاك أن هذا التيار الخ على أن الرؤية لن‬ ‫تكون رؤية بالمفهوم البشري إلآ بيا هموتعارف فالح على أن مثل هذه الرؤية‬ ‫‪٢٦٢٩٧‬‬ ‫مستحيلة في حق الله تعالى لأنه عز وجل «ليس كمثله شيء» وهم بهذا يرتقون‬ ‫إلى أعلى درجات التنزيه ويعتبرون أن التخلي عن مثل هذا الفهم ضرب من‬ ‫العصيان لله عز وجل فلا تعطيل إذن ولا زيغ ‪.‬‬ ‫كيا أننا لا نتصور أن أحدا من القائلين بالرؤية يذهب إلى تجسيم المولى‬ ‫تعجبنا من وجوده ‪ ،‬وإ نيا هو‬ ‫عبرنا عن‬ ‫الاستثناء ا لذي‬ ‫وجل _ عدا بعض‬ ‫ع‬ ‫وقوف عند ظاهر الصوص ولذلك ترى أن هؤلاء قالوا بالحاسة السادسة‬ ‫والبلكفة وبتقوية حاسة البصر ليصير الباقي قادرا على أن يرى الباقي ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن هذا ضرب من الترف الحضاري تبتلى به الأمة في قمة‬ ‫ازدهارها‪ ،‬وليست الأمة الاسلامية بدعا من بين الأمم ‪.‬‬ ‫أما ما يبلغنا من حين لآخر من أعلى بعض منابر الوعظ والارشاد في أطراف‬ ‫‏‪ ١‬لكتب وا لصحف وا لمجالات من‬ ‫‏‪ ١‬لبلاد ‏‪ ١‬لاسلامية ‏‪ ١‬ليوم [ وما نطالعه في بعض‬ ‫وشتم وسخريه ة وتكفير فهذ ‏‪ َ ١‬يندى له ا جبين وتدمع له ا لعين و يتفطر‬ ‫سباب‬ ‫له القلب ‪ .‬ذلك أن الأمة الاسلامية اليوم في أشد الحاجة ا لتلملم جراحها ‪.‬‬ ‫وتجد في رتق ما تقطّع في ما مضى لنعمل على أن نكون صفا واحدا عسى أن‬ ‫نحقق قوله تعالى في أمة الاسلام ‪:‬‬ ‫« كتم عَيرَأمَةِأتجَتللتَاير أمون بالمعروف‬ ‫‏(‪ ٣‬آل عمران ‏‪)١١٠‬‬ ‫وَتَنَهَرَرعَنا لئنكَر ريتو أل ه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫۔ ‪.‬‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫س س و سص و‬ ‫فلنكن بحق خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف ونأتمر به‪ ،‬وننهى عن‬ ‫المنكر وننتهي عنه عسى أن يعود لنا جدنا التليد وما ذلك على الله بعزيز ‪.‬‬ ‫‪٢٩٢٩٨‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫إنها لصورة مثال لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الآباء والأبناء‪ .‬وإن‬ ‫كانت تبدو سهلة في المستوى النظري فهي عسيرة المثال في واقعنا المتموج‬ ‫الذي عصفت به رياح المادية العاتية‪ .‬وقذفت به في متاهات لا قبل للأولياء‬ ‫الأبناء على التصدي لها بله تحديا وتجاوزها ‪.‬‬ ‫ذلك ما حاولنا أن نيسّر به السبل للآباء والأبناء عسى أن يجدوا فرصة‬ ‫خلال هذه المحاولة وغيرها من المحاولات ليدفعوا بأنفسهم جميعا للخوض في‬ ‫غيار فن من الفنون الاسلامية كاد يصير تحفة من تحف الماضي تحفظ بالأدراج‬ ‫لأتها تجاوزها الزمن ‪.‬‬ ‫والحقيقة أتنا سعينا خلال هذه المحاولات أن يدفع الوالد ابنه إلى ممارسة‬ ‫النصوص وعدم الإكتفاء بيا يمليه الأستاذ فتوقر بذلك بين يدي ألقارئ عطاء‬ ‫جل المدارس الكلامية في ثقافتنا الاسلامية العريقة بيا فيها من مزايا وعيوب‬ ‫شكلا ومضمونا‪ .‬نعم إنه ماضينا العريق الذي لن يكون لنا مستقبل مجيد إلآ‬ ‫بالانطلاق منه مع استخلاص العبر والدروس ‪.‬‬ ‫لقد تآلف المسلمون الأول حول كلمة الايمان مع رسول الله يلة فتحولوا‬ ‫من بداة رعاة في آخر قافلة الحضارة إلى سادة أمجاد على رأس قافلة الحضارة‬ ‫الانسانية في ظرف قصير من الزمن© نصروا الله تعالى فنصرهم وثبت أقدامهم‬ ‫إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» ‪.‬‬ ‫ثم دب فيهم الشقاق بعد ذلك لعوامل متعددة حدًدناها في مطلع الكتاب‬ ‫فإذا بهم فرق متشاكسة متناظرة متناحرة حول أسمى قضية من قضاياهم هي‬ ‫‪_ ٢٩٩‬‬ ‫قضية الايمان ؤ نعم إنها القضية الأم التى جعلت منهم خير أمة أخرجت‬ ‫للناس‪ :‬كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر‬ ‫وتؤمنون بالله » ‪.‬‬ ‫نعم إن هذا الاحتكاك أثمر في باب العطاء الفكري ثمرات من أعز ما‬ ‫أعطى الفكر الاسلامي خاضّة والفكر الانساني عامة‪ ،‬لكن الواقع تموج‬ ‫وتداخل ونسي ذلك وتمسك الناس ببعض القشور ونسوا اللب فانفلت من‬ ‫قادتهم زمام القيادة ‪ 5‬وإذا بالقوى تترصّد لتثار فثارت وانتقمت وما تزال ‪.‬‬ ‫نعم إن هذه النصوص الأصلية تمخضت عن روح إيمانية نضالية حرصت‬ ‫خاصة على التوفيق بين القل والعقل لإثبات الواجب والمستحيل والجائز في‬ ‫حق الله تعالى ‪ .‬وقد أثبتنا تنوع البراهين وكثرتها في شان التدليل على الواجب‬ ‫الأول في حق الله تعالى وهو إثبات وجوده ‪.‬‬ ‫وهنا لابد من أن نشير إلى ضرورة إكساب الأبناء التّقة المطلقة في ثبوت ما‬ ‫لبت بالوحي إذ ثبت يقينا ألآ علم أصح ما تنزل به الوحي الكريم ‪ ،‬كيا ثبت‬ ‫أن كل ما يدركه العقل نسبى لأن العقل مهيا قوي محدود يمكن أن يصيب‬ ‫كيا يمكن أن يخطئ ‪ 5‬وإن كان هذا العقل جبارا في ما هو مادي فإنه مفلس‬ ‫في ما هو وراء المادة‪ .‬وهذه النقة بالتّص لا يجب أن تكون عن تقليد أو ضربا‬ ‫من الادعاء‪ ،‬وإنيا يجب أن تكون قولا وعملا وعن عقيدة راسخة في جميع‬ ‫شؤون الحياة لأن هذا التصور يدفع إلى إخضاع ما حولنا دون الخضوع إليه‬ ‫والخنوع أمامه ‪.‬‬ ‫نعم © إن عظمة الله تتجلى في ذاته وصفاته وأفعاله} وهذا ما سعى علم‬ ‫التوحيد إلى تركيزه } وإن بشيء من المبالغة في التجريد أحيانا‪ .‬وهذا ما حاول‬ ‫الوالد أن يدفع الولد إلى تجاوز بدفعه إلى الخوض في غيار أسيء الله الحسنى‬ ‫بنزعة إيمانية روحانية عملت على فهم معاني هذه الأسياء لغة وفي حق الله‬ ‫تعالى‪ . .‬ولعمري إن الصلة وثيقة بين الطّرفين‪ ،‬ومن يخص في أعياق اللغة‬ ‫ويفقه لبّها لن يزداد إلآ قربا من الله تعالى‪ ،‬نعم إتها لغة القرآن الكريم ولغة‬ ‫رسول الله يلة ولغة أهل الجنة ‪ 5‬وليس الأساس في أن نعلم فحسب واتي‬ ‫الأساس في أن نعمل بيا نعلم ‪ .‬وإنه لأعسر سؤال على الانسان بين يدي الله‬ ‫تعالى أن يسأل ‪ :‬ما عملت بيا علمت ؟ وهذا ما وقع الحرص عليه مع ما‬ ‫وقف عليه الولد من أسياء الله الحسنى في ما ساه حظ العبد من كل أسم ‪.‬‬ ‫نعم عندما أخذ المسلمون بحظهم الأوفى من هذه الأسياء سخر لهم الله تعالى‬ ‫الدنيا فجاءت خاضعة ووعدهم بأحسن الجزاء وهو مرضاته وجناته ‪.‬‬ ‫تلك نفحة طعّمنا بها ما جاء في الصوص الأخرى من تجريد ليتظافر‬ ‫العقل والروح على دفع الانسان إلى الارتقاء إلى أعلى درجات الايمان ألآ وهو‬ ‫اليقين وما أدراك ما اليقين ‪.‬‬ ‫إن كان هذا تتويبا للوقوف عند المحكم من كتاب الله العزيز فقد جاء‬ ‫تتويج ما يتعلق بالمتشابه بعد سبر حقيقته وإثبات ضرورة تأويله بالوقوف عند‬ ‫ما له من قيمة في الكتاب العزيز لأنه خرج به مما كان يمكن أن يقع فيه من‬ ‫ركود إلى حركية دائبة واجتهاد مستمر لربطه بالمحكم لاثبات العقيدة من جهة‬ ‫وإن لم يخل‬ ‫ومواكبة تطورات العقل في باب الفقه وأصوله من جهة أخرى‬ ‫هذا من بعض العثرات لكن بقي الخير غالبا على الهنات في طور الرقي‬ ‫والازدهار ‪.‬‬ ‫أما المحاورة الى جاءت بين مثبتى الرؤية ونفاتها فقد أحببنا أن تكون درسا‬ ‫في الموضوعية والتسامح في شان هذه القضايا وأمثالها‪ ،‬وما أحوج المسلمين‬ ‫اليوم إلى التسامح والتآخي والتقارب ليتحول نجمهم من طريقه إلى الأفول‬ ‫إلى طريق معاكس ألا وهو الصعود‪ .‬ولا صعود إلا إذا تظافرت الجهود‬ ‫وتقاربت العقول والأرواح وتشابكت السواعد‪ .‬وما ذلك على الله بعزيز وهو‬ ‫ولي كل توفيق ‪.‬‬ ‫_ ‪. ٢.٠١‬‬ ‫المصا در و ‏‪ ١‬لحر ‏‪ ١‬جع‬ ‫ترتيب الفبائي حسب أسيء المؤلفين‬ ‫حجرية‬ ‫معرفة ا لردود ط‬ ‫المحمود ف‬ ‫‪ :‬المسلك‬ ‫ا بن تعاريت ) سعيد (‬ ‫هو‬ ‫تونس ‪١٣٢١‬ه‪.‬‏‬ ‫لأحمد‬ ‫ا لتوحيد وشروحها‬ ‫‪ :‬مقدمة‬ ‫عمرو)‬ ‫حمص‬ ‫جميع ) أ بو‬ ‫ا بن‬ ‫٭‬ ‫لاخي ى وداود الثلاثي ء صححها وعلق عليها أبو اسحاق إبراهيم‬ ‫اطفيش ‪ .‬ط‪١‬‏ القاهرة ‏‪. ١٣٥٢٣‬‬ ‫٭ ابن حجر العسقلاني ‪:‬فتح الباري ‪.‬القاهرة ‪١٣٤٨‬ه‪.‬‏‬ ‫٭ ابن خلدون (عبدالرحملن) ‪:‬المقدمة وكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر‬ ‫ف أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ‪ .‬دار‬ ‫‏‪ ١ ٩٦٧‬م ‪.‬‬ ‫الكتاب اللبناني ‪ .‬بيروت‬ ‫‏‪. ١٩٦٧‬‬ ‫المقدمة ‪:‬تحقيق على عبدالواحد وافي ‪ .‬ط ثانية ‪.‬القاهرة‬ ‫٭ أبو مسلم (ناصر بن سالم بن عديم الرواحي) ‪:‬نثار الجوهر في علم‪.‬‬ ‫الشرع الأزهر ‪ .‬سلطنة عيان ‪ .‬نسخة مصورة من خط المؤلف من الحجم‬ ‫الين ‪ :‬من الأول إلى ص‪.٧٣‬‏‬ ‫الكبير ج ‏‪ ١‬قسم أصول‬ ‫الأول‬ ‫القسم‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫العياني‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫نشرة‬ ‫‪:‬‬ ‫والديوان‬ ‫‏‪.١٩٨٤/ ١٤٠٥‬‬ ‫٭ أبو مهدي (عيسى بن اسياعيل) ‪ :‬الرد على البهلولي ۔ ط حجرية‬ ‫‏‪ ١٣٦٢١‬ضمن مجموع بعنوان‪ :‬الرد على‬ ‫بالمطبعة العلمية بحاضرة تونس‬ ‫‪١٠٦‬۔‪١٨٧‬‏ ‪.‬‬ ‫العقبي ‪ :‬لا محمد اطفيش من ص‬ ‫٭ الأشعري (أبوالحسن) ‪:‬مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين‬ ‫‪٣.٢‬‬ ‫ط‪٢‬‏ مكتبة النهضة المصرية‪.‬‬ ‫تحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد‪.‬‬ ‫‏‪.١٩٦٩١٩‬‬ ‫‪ :‬المواقف مع شرح الشريف الجرجاني‪ ،‬مع‬ ‫٭ه الايجي (العضد)‬ ‫حاشية لحسن حلبي ‪ .‬المجلد ‏‪ ٦‬ط حجرية بالمطبعة العامرة ‏‪ .١٢٩٢‬من‬ ‫`‬ ‫الحجم الكبير‪.‬‬ ‫٭ البرادي (أبو القاسم بن إبراهيم) ‪ :‬رسالة الحقائق ‪ .‬ط حجرية ضمن‬ ‫‏‪.٥١٣٣‬‬ ‫مجموع بالجزائر ‪ .‬د‪ .‬ت‬ ‫‪ :‬الله في العقيدة الاسلامية‪ .‬المختار الاسلامي ‪.‬‬ ‫‪ +‬بهجت (أحمد)‬ ‫القاهرة ‏‪. ١٩٧٦‬‬ ‫٭‪ +‬البياضي (كيال الدين) ‪ :‬إشارات المرام من عبارات الامام‪ .‬تحقيق‬ ‫يوسف ‏‪ ٣٤٣‬عبدالرزاق‪ .‬ط أولى القاهرة ‏‪.١٩٤٩‬‬ ‫٭‪ +‬الجرجاني (أبو الحسن على) ‪ :‬التعريفات ‪ :‬دار الشؤون الثقافية‬ ‫العامة ‪ .‬وزارة الثقافة والإعلام ‪ 3‬العراق‪ .‬بغداد‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫٭‪ +‬الجعبيري (فرحات) ‪ :‬البعد الحضاري للعقيدة الاباضية‪ ,‬مطبعة‬ ‫‏‪. ١٩٨٧/ ١٤٠٨‬‬ ‫جنامعة السلطان قابوس‪.‬‬ ‫٭ جلبي (خالص) ‪ :‬الطب محراب الايمان‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪ .‬الشركة‬ ‫المتحدة للتوزيع ‪ .‬بيروت ‏‪. ١٩٧٧/ ١٣٩٧‬‬ ‫٭‪ +‬الجناوني (أبو زكريا يجيى) ‪ :‬كتاب مختصر الوضع في الأصل والفقه ‪.‬‬ ‫حققه ابراهيم اطفيش ط‪١‬‏ مطبعة الفجالة الجديدة‪ .‬القاهرة‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫ه الخليلي (أحمد) ‪ :‬جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل ‪ ،‬نشر مكتبة‬ ‫‏‪ ١٩٨٤/ ١٤٠٤‬‏‪١.‬ج‬ ‫الاستقامة ‪ .‬مطبعة الألوان الحديثة ط‪١‬‬ ‫الحق الدامغ ‪ .‬مطبعة النبضة‪ .‬عيان ‏‪.١٤٠٩‬‬ ‫‪ :‬كتاب الانتصار والرد على ابن الراوندي‬ ‫٭‪ +‬الخياط (عبدالرحيم)‬ ‫‪_ ٢‬‬ ‫‪٠ ٢‬‬ ‫_‬ ‫‏‪. ١٩٢٥‬‬ ‫الملحد‪ .‬تحقيق نيبرج‪ .‬ط دار الكتاب المصرية‬ ‫٭ الربيع بن حبيب ‪ :‬الجامع الصحيح مسند الامام الربيع بن حبيب‪،‬‬ ‫حققه أبو اسحاق ابراهيم اطفيش على ترتيب الشيخ أبي يعقوب يوسف بن‬ ‫إبراهيم الوارجلاني ‪ .‬المطبعة السلفية ط‪٢‬‏ القاهرة ‪١٣٤٩‬ه‪.‬‏‬ ‫٭ الرازي (فخر الدين) ‪ :‬التفسير الكبير ‪ .‬المطبعة المصرية البهية ط‪١‬‏‬ ‫‏‪.١٩٣٨/ ١٣٥٧‬‬ ‫٭ الرستاقي (خميس بن سعيد) ‪ :‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ .‬تحقيق‬ ‫سالم بن حمد بن سلييان الحارثي ‪ .‬مطبعة عيسى بابي الحلبي وشركاه ‪ .‬القاهرة‬ ‫‪ .‬دت‪.‬‬ ‫ج‪١‬‏‬ ‫٭ الزمخشري (محمود) ‪ :‬كتاب الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬ ‫الأقاويل في وجوه التأويل ‪ .‬طهران‪ .‬د‪ .‬ت ‪.‬‬ ‫٭ الشامى (عبدالله ) ‪ :‬مشارق أنوار العقول‪ .‬صححه وعلق عليه‬ ‫مفتي سلطنة عيان أحمد ا خليلي‪ .‬ط‪٢‬‏ ‪ .‬مطابع العقيدة ‪ .‬مجلد واحد‪ .‬سلطنة‬ ‫‏‪. ١٩٧٨/ ١٣٩٨‬‬ ‫عان‬ ‫ثم حقق نصوصه وخرج أحاديثه د‪ .‬عبدالرحملن عميرة في جزأين‪ .‬دار‬ ‫‏‪.١٩٨٩/ ١٤٠٩‬‬ ‫الجيل‪ .‬لبنان‪.‬‬ ‫٭ السدويكشى (عبدالله ) ‪ :‬حاشية على كتاب الديانات لعامر‬ ‫الشماخي ‏(‪.)١ ٣٩٠ /٧٣٦٢‬‬ ‫خطوطة بالبارونية ‪ .‬جربة ‪ .‬نسخ سعيد الباروني ‏‪. ١٧٩٩/ ١٩١٣‬‬ ‫٭‪ +‬الشابي (علي) ‪ :‬كتاب مباحث في علم الكلام والفلسفة } توزيع دار‬ ‫بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع ‪ .‬تونس ط‪ ١‬‏‪. ١٩٧٧‬‬ ‫٭ الشرباصى (أحمد) ‪ :‬موسوعة له الأسياء الحسنى ‪ .‬دار الجيل‪.‬‬ ‫بيروت ‪ .‬لبنان ط‪ ٢‬‏‪.١٩٨٧/ ١٤٠٨‬‬ ‫‪٣.٤‬‬ ‫٭ الشهرستاني (حمد) ‪ :‬الملل والتحل‪ .‬تحقيق أمير علي مها وعلي حسن‬ ‫فاغور ‪ .‬دار المعرفة‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪ .‬ط ‏‪ ١٤١٥ ٤‬‏م‪/٥٩٩١‬‬ ‫٭ الصابوني (نور الين) ‪ :‬البداية في أصول الدين‪ .‬تحقيق بكل‬ ‫‏‪. ١٩٧٩‬‬ ‫طوبال‪ .‬دمشق‬ ‫٭ صبحي (أحمد محمود) ‪ :‬في علم الكلام ‪ :‬دراسة فلسفية لآراء الفرق‬ ‫الاسلامية في أصول الدين‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر ‪ .‬بيروت‬ ‫‏‪ .١٩٨٥١٤٠٥‬الجزء الأول‪.‬‬ ‫٭ صبري (مصطفى) ‪ :‬موقف العلم والعقل من رب العالمين ‪ .‬طبع‬ ‫‏‪. ١٩٥٠١‬‬ ‫عيسى الحلبى ط‬ ‫٭ عبدالجبار (القاضى) ‪ :‬تنزيه القرآن عن المطاعن ‪ .‬دار النهضة‬ ‫الحديثة ‪ .‬بيروت‪ .‬لبنان‪ .‬د ‪ .‬ت ‪.‬‬ ‫٭‪ +‬عبدالجواد (أحمد) ‪ :‬ويله الأسياء الحسنى ‪ .‬دار الكتب العربية ‪.‬‬ ‫ببروت ‪ .‬لبنان‪ .‬د‪ .‬ت‪.‬‬ ‫هه عبدالكافي (أبو عار ) ‪ :‬كتاب الموجز في الكلام ‪ .‬حققه د‪ .‬عار‬ ‫الطالبي ‪ .‬نشر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ .‬الجزائر ‏‪. ١٩٧٨/ ١٣٩٨‬‬ ‫مطابع الشروق ‪ .‬بيروت القاهرة ‪.‬‬ ‫٭ عبده (محمد) ‪ :‬تفسير القرآن الكريم المشتهر بتفسير المنار ‪ .‬دار‬ ‫‏‪ ٤٠‬‏‪.‬م‪٥٩١‬‬ ‫المنار ‪ .‬مصر ط‪٣‬‬ ‫رسالة التوحيد‪ .‬تحقيق السيد محمد رشيد رضا‪ .‬ط ‏‪ ١٥‬دار المنار‪ .‬مصر‬ ‫‪ ١٣٧٢‬ه‪. ‎‬‬ ‫٭ الغالي (بلقاسم) ‪ :‬أبو منصور الماتريدي حياته آراؤه العقدية ‪ .‬دار‪‎‬‬ ‫التركي للنشر‪. ١٩٨٩ . ‎‬‬ ‫‪_ ٣.٥‬‬ ‫٭ الغزالي (أبو حامد) ‪ :‬إحياء علوم الين‪ .‬دار الفكر‪ .‬ط‪١‬‏‬ ‫‏‪ ١٩٧٠٥‬‏‪١.‬م‬ ‫٭ القرطبي (محمد) ‪ :‬الجامع لأحكام القرآن‪ .‬ط‪٣‬‏ عن طبعة دار‬ ‫‏‪.١٩٦٦/ ١٣٨٦‬‬ ‫الكتب المصرية‪ .‬دار القلم‪.‬‬ ‫٭ القولى (محمد عبدالله ) ‪ :‬ديوان أسياء الله الحسنى ‪ .‬مكتبة دار‬ ‫التراث‪ .‬اولكاوليتم ‪-‬يانة بيروت ‏‪.١٩٩٠/١٤١٤‬‬ ‫٭ الماتريدي (أبو منصور) ‪ :‬كتاب التوحيد ‪ .‬تحقيق د‪ .‬فتح الله خليف‬ ‫‏‪. ١٩٧٠‬‬ ‫‪ .‬المطبعة الكاثوليكية‪ .‬بيروت‬ ‫٭ الملشوطي (تبغورين) ‪ :‬أصول الدين‪ .‬تحقيق د‪ .‬عمرو خليفة‬ ‫النامى ‪ .‬مرقون ‪.‬‬ ‫بمكتبتق ‏‪ ٧٦‬صفحة‪ .‬حققته ضمن إعداد أطروحته عن تطور الفكر‬ ‫الاباضى‪'.‬‬ ‫‪ .‬٭ الوارجلاني (أبو يعقوب يوسف) ‪ :‬كتاب الدليل لأهل العقلو لباغي‬ ‫السبيل بنور الدليل لتحقيق المذهب الحق بالبرهان الصادق‪ .‬ط‪١‬‏ حجرية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٠٦١‬ه نشر وزارة التراث العياني ‪.‬‬ ‫المطبعة البارونية ‪ .‬مصر‬ ‫_ ‪_ ٣.٦‬‬ ‫‪..................... .....‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وأثره‬ ‫بالكلية‬ ‫الأول‬ ‫الريس‬ ‫‪............ ...... . .‬‬ ‫قيمة توثيق المعلومات‬ ‫‪..... ...‬‬ ‫تلخيص فصل علم الكلام لابن خلدون‬ ‫‪.............. ......‬‬ ‫تعريف علم الكلام‬ ‫٭ عوامل نشأة الفرق الاسلامية ‪.............‬‬ ‫القرآن الكريم وقضية الافتراق ‪.............‬‬ ‫_ الحديث الشريف وقضية الافتراق ‪........... -‬‬ ‫‪...... ...... .....‬‬ ‫‪ ١‬۔ العوامل السياسية‪: ‎‬‬ ‫أ _ حدث السقيفة‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪ ٤‬۔ العوامل الاجتماعية‪‎‬‬ ‫‪............ ......‬‬ ‫ه ۔ العوامل الاقتصادية‪‎‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫قضية تسمية الفرق‬ ‫‏‪ - ١‬الاللهيات‬ ‫‪..................... ......‬‬ ‫توطئة‬ ‫‪٢.٧‬‬ ‫‪......‬‬ ‫كلمة عن المحكم في القرآن الكريم‬ ‫‪......‬‬ ‫أ ۔ الواجب في حق اه تعالى‬ ‫‪- ١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫دليل التغير‬ ‫وغير الحرة‬ ‫الحرة‬ ‫دليل الأشياء‬ ‫‪. . .‬‬ ‫المتضادة‬ ‫دليل الأ حوال‬ ‫‪. . .‬‬ ‫دليل الجواهر والاعراض‬ ‫دليل وجود الشر ‪. ......‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫دليل العناية والتسخير‬ ‫‪. ......‬‬ ‫دليل نظام العالم‬ ‫‪. . .‬‬ ‫دليل الاستدلال بالخلق‬ ‫دليل تكوين الأعضاء والأجهزة‬ ‫‪..................‬‬ ‫دليل خلجات الباطن‬ ‫‏‪ ٢‬۔ الوحدانية‬ ‫‪. . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫الربوبية‬ ‫توحد‬ ‫‪٢.٨‬‬ ‫‪. . . .‬‬ ‫‪ ٥‬۔ عدم المثل في الذات والصفات والأفعال‪‎‬‬ ‫‪...... .....‬‬ ‫ب ۔ المستحيل ف حق اته تعال‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...... ......‬‬ ‫الحائز ف حق الله تعال‬ ‫ج۔‬ ‫د ۔ الألفاظ ا لتي يستحيل أن يسأل بها عن اه تعالى‬ ‫ه۔ الأسياء والصفات ‪....................... :‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ أسياء الله الحسنى ‪.....................‬‬ ‫‪......... ......‬‬ ‫‏‪ - ٢‬تامل في صفات الله عز وجل‬ ‫‪....... ......‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ هألسياء الله وصفاته توقيفية ؟‬ ‫‪ ٤‬۔ علاقة الاسم بالمسمَى‪................... ‎‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫وأحكامها‪‎‬‬ ‫الصفات‬ ‫أقسام‬ ‫ه‬ ‫‪...... ...... .....‬‬ ‫_ تعريف صفات الذات‬ ‫‪...... ...... .....‬‬ ‫تعريف صفات الفعل‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...... ......‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪......‬‬ ‫الأدلة النقلية‬ ‫_‬ ‫‪....................‬‬ ‫٭ نفى الرؤية في الدنيا‬ ‫‪....................‬‬ ‫٭ نفى الرؤية في الآخرة‬ ‫_‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٠ ٩‬‬ ‫_‬ ‫‏‪٩٦/٩٢‬‬ ‫رقم الإيد اع‬ ‫طبع ل الطلبع الذهبية ص ب ‏‪ ٢٨٢٢٦‬روي ‪ .‬الرمز البريدي آ ‏‪ . ١١‬سلطنة علن هاتف ‏‪٦١١١١٢٧٦‬‬