2 1 1 1 ‏م‎ 7A . ‏ب‎ / ۱ 7 ee > A ۱ ۱ CAD : F29 > 1 7 9 E7 A) A ¥ : 7 A J ۹ 1 E a) A : ` 2 > rs ‏ر‎ #5 ‏ت‎ A 1 س سے ا تددجت رى 610ھ اا ‎en 7‏ ۱ CIERRA 2 AN 9 RROD! الحرءالاول صر س و 4 ممه رام له کا 7 3 ۳ 4 س اى الجا س أ دين سعد ا لري ر اسر المنوفیحالی 670 ھ ا الأول حفقَه وام بطب اریہ طا ي المد لله الذى بنعمته تتم الصالحات تمديم الكتاب أضع بين يديك ايها القارىء الكريم هذا الكتاب القيم؛ الذى يكتب له لاول مرة ان يخرج من حيز المخطوطات وظلمات خزائن الكتب بعد ان تحدث الناس عنه كثرا ء وتقل مته كتاب السير والتاريخ بالمغرب العر بى وخاصة تونس والجزائر . ولم يکتب له الحظ ان يعتني أحد متهم بتحقيقه واخراجه . وما اقدمنى على هذا العمل المضنى وشجعتنى عليه الا ما نحن عليه فی مغربنا هذا من حاجة الى احیاء تراٹتا وابراز معالم شخصيتنا التاريخية » وربط حاضرنا المشرق بماضينا المجيد ٠ لنبنى نهضتنا على دعائم من الاصالة والتفتح معا ء. لا نفرط ولا نفرط ,. ولعلها تكون منى مساهمة متواضعة فى دفع مسيرة التهضة واثرائها . تلك النهضة الثقافية التى تحياها الجزائر وسائر اقطار المغرب المربى فى هذه الظروف الحساسة . وقد اعتمدت فى تحقيق الكتاب ثلاث نسخ خطية رآيت فيهن الفناء عن غبرهن ,. وهن قلائل , النسخة الاولى نسخة وهی أصح النسخ , واشدها تحقيقا . وقد اهمل الناسخ ذکی تاریخ کتابتھا وذکر اسمه , والنسخة الثانية نسخة جدا قريية من عهد الولف يذكر كاتبها انه فرغ متها سنة 758 هجرية . والنسخة الثالثة نسخة خزانة القاضى الهجرى . وقد حاولت ان اقابل بين التسخ ما استطعت , واثبت النص صحيحا بعد تحقيقه . وربما تكون النسخ متفقة فى العبارة مع عدم اتضاح الراد , أو استقامة العبارة › عند ذلك اثبت المبارة كما هى مع الاشارة اليها . وابداء ما يبدو لی صوابا . وخدمة للكتاب وتقريبا له لتناول القارىء اضفت عناوين هامشية لمختلف المسائل والمباحث الواردة فى اثناء الكتاب . واثبتها .على هامش الصفحات ء. حتى يسهل الرجوع اليها . واستجلاؤها كما اضفت للكتاب فهارس للعناوين والموضوعات الواردة فيه › وللاعلام والاماكن الملذكورة . وسوف يجد القارىء من حين لآخر تعليقا منى عل ما اراه لا بد منه للايضاح او ازالة اللبس . وبودى لو اخرج الكتاب وعليه دراسة علمية وتحقيقات تاريخية لتكون فائدته أكمل وأشمل , ولكن اعتقد ان هذ العمل سيكون خطوة ثانية بعد تحقيقه وطبعه , وعسي أن يجد من ابنائنا الطلبة والرجال المتفرغين للبحث مسن ينتدب لذلك . وحسبى أن أكون قد قمت بأول خطوة فى الموضوع .٠ وقد رجوت من الشيخ الفاضل المحقشق عبد الرحمن بکلى ‏ وانا فى اثناء تحقيق الكتاب ‏ ان يقدم له بمقدمة تكون أمس بالموضوع وأنسب للكتاب . أكتفى بها عن التعريف بالكتاب وبالمؤلف , فلبى رغبتى ورحب بهاء فله بنى كامل الشكر والتقدیر . كما آقدم ٹنائی وشکری الخالص للاخوان الذين قدموا لى يد المساعدة ولم يىخلوا بای جهد . فساهموا معی فی اخراج الکتاب بما قدموه من جهود وخدمات ,. شكر الله سعيهم وجازاهم خيرا. الىليدة 20 رمضان المعظم 4 هھ الموافق ليوم 7 أكتوبر 1974 م وصلى الله على سيدنا محمد واله ان دراسة سير الاولين وايامهم الزاهرة التى تزخر بالحيوية والنشاط فى مختلف اليادين من علمية وسياسية واجتماعية وعمرانية لمما ينب سبيل الحياة امام المتأخرينء فان فيما يتخللها من ايام عصيبة وفى محاولاتهم الجريئة المتكررة لحل ازمتها والتخلص من ورطتها لدروسا وعيرا لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد . ولقد كان للأسلاف رحمهم الله تاريخ مجيد حافل بامکارم والاعمال البناءة 4 جم الملشاكل وما يستتبعها من الحلول المبنية على افكار صحيحة ونظريات سديدة ء مسن الغباوة بالمتأخرين ان يتجا هلو ها آو يففلوا عن الاستفادة من عبر‌ها ء على ان تاريخهم لم يصل الینا سالا كاملا ؛ فان عدم الاستقرار من جرا تحكم التزعات واستحكام المنازعات وبفي الانسان على اخيه الانسان قد شتته هنا وهناك ء 4 فقام على المتأخرين ثمنه باهضا وخسارته فادحة› اللهم الا اذا شمروا عن ساعد الجد لاستخراج كتوزه ا الدفينة ليستفيدوا منها فى حياتهم الحاضرة فكم للاسلام فی تاریخه من ماش ومفاخر ؟ وكم انجب من عباقرة کان لمرائس افکارهم جمال رائع لو اتيح لها خطاب ؛ فان ما اغفلته الايام فوصل الينا يشير ويرشد الى هذا الارث المظيم . هذا واذ استعدنا عزتنا المفتصبة وردت الينا دولتنا السليبة وأصبحنا مطالبين بما يدعم كيانها ويعلى شأنها ويمكنها من استجلاء ثرواتها واستغلالها وأكثب الصيد ابناء الجزائر فلم لايرومونه ؟ وليعملوا جادين , فجري المذكيات غلاب ٠ ومن ذلك ما كان لرجال الاباضية فى القرون الاولى للهجرة من صيت ذائع وحياة روحية رائعة فى مختلف نواحى المغرب الاوسط ) الجزائ ( وما جاوره . كان مجتمعهم فى المغرب مجتمعا اسلامیا فی عقید ته وأخلاقه وسمته . غنيا برجاله وعلمائه وجيوش طلبته ء بله العامة الذين يخضمون لرؤسائهم ومشائخهم ویستميتون فى حمايتهم 4 و كانت النواحى الآهلة بهم کالزاب » واريغ » وسوف , وتاجدیت . وبغای . وجبال اوراس , وبادية بنی مصعب ء(میزاب) تمج بهم عجا . فكانوا الى ذلك على اتصال وثيق باخوانهم اباضية جبل وسلات . وجبل دمر وقصطالية » وجربة , وطرابلس ء وجبل نفوسة . وكان بينهم تجاوب فى الاراء العلمية فيقال : قال علماء جبل نفوسة كذا ء وقال علماء قصطالية كذا . وقال علماء بفاى كذا . وقال علماء جربة كذا. وقال علماء بنى مصعب كذا الخ ... وكانت لهم خطة متحدة الاهداف فى كفاح الجورة الحاكمين بأمرهم قمعا سے ےا س للظلم وتشفيصا للقاسطين وصدا لهم عن القضاء عليهم واصطلامهم . كما هى سياسة الحكام الشيعيين يومئذ وخلفائهم من الصنهاجيين ( انظر وصية المعز لدين الله معد بن اسماعيل آخر ملوك العبيديين بالمغرب لا انتقل الى مص سنة 362 ه لخليفته يوسف بن زیرى الصنهاجى ) .٠ قال ابن الخطيب : لا ارتحل المعز واحتل قابس لوجهته يوم الاثنين لثمان خلون من ربيع الاول سنة 362 هجر ية بلغ یوسف بن زیری مشيعا اياه آبار الحشب ثم امره بالرجوع الى افریقیا , وقال له عند وداعه : ( ان نسیت شيئا مما اوصيك به فلا تنس ثلاثة اشيام : لا ترفع الجباية عن آهل البادية ولا ترفع السيف عن البر بر ( اراد زناتة ومزاته . كما صرح بذلك فى رواية آخری ) -ولاتول احدا من اخوتك وبينك فانهم يرون انهم احق بهذا الاس منك وآستوصی بال حضر ) . ومما آوصاه به ايضا انه قال : ( تر كت لك بافریقیا مائة آلف منزل فاجعل فى كل متزل فارسا تكتفى بذلك وتأتى على من حاربك ) . كانوا يعيشون عيشة الروح لا عيشة الجسد ء لا يحفلون بالقشور » ولا يميلون الى الترف والنعيم . بل صرفوا كامل عنايتهم الى الاضطلاع بدين الله » الى تصحيح العقيدة , الى نشر تعاليم الاسلام بين الساذجة وحملهم عليها قولا وعملا. فانساقوا فى هذه السبيل سبيل الآخرة ايثارا للآجلة على العاجلة . وساعدهم على ذلك تحررهم من مهام الملك التى تستنزف الجهود والاوقات وتحملهم على الانفماس فى الحياة المادية طوعا آو کرها . انهم وان لم يعرضوا تماما عن الحياة المادية الا اتهم يحيون حياة هزيلة لا تعدو على عمومها ‏ تربية المواشی وفلاحة الارض وغراسة التخيل والاشجار لاسيما الزياتينء الى شىء من تجارة عمادها المقايضة . واذا قدر لبعض الاشياخ مثلا ان يكون ذا ثروة فانه يفنيها في كفالة الطلبة الذين ينقطعون لخدمة العلم واقامة شعائر الدين والوعظ والارشاد احتسابا وامثالا لا يامر به الدين ويدعو اليه القرآن الكريم . الام الذى حفظ للدين تعاليمه . وللعلم حقائقه . ولحسن السلوك منهاجه . فكثرت جيوش العلماء وكش تنقلهم من ناحية الى أخرى تثبيثا للاقدام › واصلاحا لذات البين . وتصحيحا للاخطاء . وقياما بواچب الامس بالممروف والنهي عن المنكر ء على صعوبة المواصلات .٠ وقلة الوسائل . وخوف السابلة . وبعد المسافات ,. ناهيك انهم كانوا يسافرون فى قوافقل من العلماء بتلاميذهم ومعهم مدرستهم المتنقلة وهى عبارة عن حمولة (12) يعر ا من الحصر ينصبونها كلما نزلوا مكانا فسيحا آهملا . وتتالف هذه المدرسة من أقسام : قسم للصلاة . وقسم للشيخ ,٠ وقسم للنساء ء وبيوت للتلاميذ . كل وما يخصه الى آخ ما تستلزمه هذه الحركة المباركة . والحق أنهم. اوتوا صيرا عجيبا على مجابهة خشونة العيش , وترك حظوظ النفس“ ارضاء لربهم ء واستعدادا لحمل الامائة التى عرضها الله على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان ؛ يقصرون أول حياتهم على التعلم حتى اذا ما نبغوا تصدوا للتعليم ٠ وعقد الرحلات للدعوة الى الله وتفقد احوال المسلمين ورآب صدعهم . وجمع كلمتهم , وتصنيف الكتب فى مختلف س ك — العلوم . وهنا يجدر بنا ان ننبه على ظاهرة حسنة . بل مفخرة اتفردوا بها فى ذلك الوقت المبيكر . ذلك انهم کانوا أول ‏ أو من آول ‏ من سيق الى التأاليف الجماعى كما هو الشان فى تأليف الموسوعات العلمية فى العصر الحاضر ؛ فتجد اشياخا ياتون من نواحى متعددة فيجتمعون على تأليف موسوعة فقهية كما فعل مؤّلفو ديوان الغار بجر بة فى القرن الرابع . وكما هو شان مؤّلفى ديوان العزابة او الاشياخ فى القرن الخامس , فقد جاؤُوا من نفوسة وقنطرار . وتجديث , وآريغ فالغوا هذا الديوان فى خمسة وعشرین كتابا لا يزال موجودا الى اليوم ٠ على ان هناك بعض التواحی تمتاز عن سائر‌ها بتماطی التجارة وعقد الرحلات الى البلاد النائية طلبا للرزق كتجار وارجلان الذين يسافرون الى السودان وبلاد غانة ... قال الادريسى عن مدينة وارجلان (ورقلة) : ( هى مدينة فيها قبائل میاسير . وتجار اغنياء یتجولون فی بلاد السودان الى بلاد غانة ونقارة ‏ هقاره ‏ فيخرجون منها التبر ويضربونه فى بلادهم ‏ عملة مسكوكة ‏ باسم بلدهم وهم : اباضية وهبية ) انتهی . ولذلك تر كت لنا هذه الناحية ‏ سدراته وما حواليها خاصة حضارة رائعة دلت الحفريات التى أجرتها الآنسة (مرغريت فان بير شايم) ‏ الباحثة الاثرية التى انتدبتها المكومة الفر نسية للبحث عن الآثار القديمة بقطر الجزائس على زخرفة ونقوش فى غاية من دقة الصنع مما يدل على ان الفن المعمارى قد بلغ فى تلك النواحى اوجا بعيدا . واثبتت فى فصول نشرتها بمجلة المصورة الف نسية (الجيريا وافريقيا الشمالية) عدد جويلية ‏ اكتوپس 1953 سے ل > انها کانت ارقی بکثٹير من القن الاندلسی الذى كان مضرب المثل فى تلك العصور ء. واطبقت شهرته الآفاق . وقد خصص لاثارها فى متحف الاثار الجزائرى قاعة باسم (قاعة سدراته) . على ان وضع الاصحاب يأبى عليهم التفرغ للاكتساب فقد کانوا مقلقين فی اوطانهم . مخاطرین وخائفین فی اسفارهم ء عرضة للتهب والسلب والقتل من غوغابُهم ومن جيرانهم . بله امعان الجورة فی تجريدهم مما يملكون .٠ وتشريدهم فى طول البلاد وعرضها , والتنكيل بهم ظلما وعدوانا (انظر صحيفة 400 من سي الشماخى وهجوم عسكر صنهاجة على قلعة درجين واصطلامها سنة 0 ه) . وهل تبقى بربك ثروة وسط هذه الز عازع والاعاصير ادبية كانت اومادية ؟ ولولا الفتن الداخلية والخارجية والحروب التوالية التى تسلطت عليهم فأفقرتهم من الاموال وأآخنت عليهم كما اخنت على لبد وأتت على ما هنالك من شرات علمى ‏ لأبقت تلك القرائح الوقادة والعقول الراجحة لنا وللمكتبة الاسلامية ما يرقع رأس الجزائر عاليا بين آمم التاريخ . وناهيك بتجدیث وما بلغت من ازدهار وتألق انوار ء فقد قصت علينا السير ما يدهش ويبهر . قال الشماخى : تاجديت موضع معلوم بقبلة اريغ وليست ببعيدة منه .٠ اجتمع فيه من أهل الدعوة والعلماء والطلبة وأهل الصلاح ما لم يوجد فى غيرها ء وعد فيها مائة عالم لا یرد احدهم مسألة الى الآخر الا من جهة الادب . وفيها مائتان يحفظون مائتی کتاب وٹمانون طالبا تواما . وسائ الطلبة كثرة. ول ويحضرالصلاة ثلاث مائة فارس. واذا كبروا تكبيرة الاحرام نفرت الواشى الخ ... ودخل عامل لصنهاجة فرآى كشرة العزابة وكثرة الحلق وضيق المكان فاعتقد انهم يدنسون وجه الارض بالخلا والسماد فدار فيها وحواليها فلم يظفر بشیء مما تكکرهه عينه . وتعابه نفسه . فقال وقد مدیده بسيفه : ( ما يخاف التناس الا من هذا او من الله ) فهذا ‏ يعنى السيف ‏ ليس هذ! موضعه ء وما منعهم من ذلك الاخوف الله . وبالجملة قل ان يخلو موطن من مواطنهم من علماء عاملين وزهاد مخبتين . وصالحين ذوى كرامات ساطعة الانوار رغم بغي البغاة من امراء وقبائل ومن فتن داخلية. ظهرت عقابيلها بعد . فكانت بمثابة جسم قوی يتمتع بحصانة صحية لا تظهر عليه عوارض المرض وان ظلت جراثيمها كامنة فی دمائه ء حتی اذا ما ضعف الجسم ظهرت العوارض من جديد فتغلبت عليه فأوردته مورد العطب . كذلك مجتمعنا هذا ظلت عوامل المحو والابادة تناوشه ء وظل هو بدوره يقاومها بينما قوة مقاومته تضعف شيئا فشيئا حتى القى السلاح واستسلم لضربات الدهر القاسية القاضية . وهكذا ينقرض المذهب الاباضى مسن هذه المواطن العديدة . فبموت علمائهم ومفكريهم فشا الجهل فى ناشُتهم وعامتهم. وفقدوا من ياخذ بایدیهم الى صراط الله العزيز الحميد › فعصفت بهم رياح الزيغ وايتلعهم خضم المجتمع فأصبحهم غيرهم بين عشية أو ضحاها الا من رحم ربك . ونحن اذا استثنينا البقية الباقية بورجلان وجدنا الملذهب الاباضى بالمفرب الاوسط ينحصر فى بادية بنى زس مصعب (میزاب) ‏ وان لم یکن ثمت بنجوة مما انتابه فی مواطنه الاولى ‏ ولو ذهبنا نستعرض ما مني به فی ادوار تاريخه من خوف ونهب وسلب وسطو وفوضی وتسلط الاطماع ومن فتن داخلية وقحط ومسفبة وامراض وضيق عيش وغير ذلك من ارزاء الحياة لتعجبنا كيف قدر مجتمع صغير مثله ان يبقى الى اليوم فى الوجود . ولعله يظل كذلك ‏ ما دام يستمسك بالدین ‏ صامدا صمود الجبال الراسية يهزأآ بالانواء والاعاصر . ويضحك فى وجه النوائب والمحن الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين › ومن يدرى ؟ وما ذلك على الله بعزيز .٠ هذا وبالرغم مما تقدم فقد استطاعوا ان يحققوا الاهداف : كالشجا فى العبيديين المارقين الذين نشروا الزيغ والالحاد . وعاثوا فى الارض فسادا : لم تسلم من ظلمهم وأذاهم طائفة من طوائف المسلمين غير الشيميين . ولولا هذه المقاومة لأتت دولة بنى عبيد على معالم الايمان الصحيح في مغر بنا. ولا حول ولا قوة الا بالل (اانظر ان شت كتاب معالم الايمان للدباغ) . 2 ابقاوهم معالم حضارة رائعة فى سدراتة ونواحيها كما اسلفنا الكلام على ذلك . 3 انشاؤٌّهم مجموعة قری هی مدن میزاب آخر معقل للاباضية بالجنوب الجزائرى . وان ما يمتاز به اهله من الاستقامة بصفة عامة لشاهد صدق على ما كنا نصف. به أسلافهم وال حمد لله . - وبعدء فبودنا لو تجافينا اثارة الدفين من تاريخنا القديم ونشر بعض ما يتخلله من صفحات قاتمة .٠ لولا قصدنا ان يتعظ يذلك ابناء الجزائ اليوم ٠ ويستفيدوا من اغلاط الماضی عسانا ‏ ونحن على اعتاب تشیید دولتنا من جدید ‏ ان نقيمها على أسس متينة من العدالة والوحدة والتسامح وتجافى عوامل الانهيار واسباب السقوط التى وقع فيها من سبقنا . والماقل من اتعظ بغره . يکفی الجزائر ما عانت من عنت الاستعمار , وما قاست من ويلاته وبوائقه , وما آصل فيها من الجهل واسباب التفرقة والعداوة والفساد . فلا ينبفى لنا بحال ان نرتکب فی سلطاننا ما نشكوه من غير نا . وهذا لا يتحقق الا اذا سادت فى الامة الروح الدينية والحصانة الخلقية ء والا فلن تنفع وحدها الجميوش الجرارة فى قمع الظلم ء ولا کتائب البوليس والجندرمة فى حفظ التظام ولا محاضرات المرشدين وخطب الائمة من علياء المنابر فى ايقاف تيار الفساد والاخلال بالامن الذى تتوقف عليه سلامة البلاد وراحة العياد. ان ازدهار الاسلام فى عهوده الذهبية التى استطاع فيها انقاذ العباد من عبادة المياد . وتحرير الشموب المستعيدة من يراثن الاضطهاد والاستبداد . انما كان باقامة الدين والتخلق بخلق القرآن الكريم . وسوس الرعية بالصدل : لا محسوبية ولا محاباة ولا عصبية ولا مداجاة . بھذا س لا غب ندعم کیاننا ونحافظ على وجودنا ونكسب رضا الخالق والمخلوق . ونبقى لنافى سجل التاريخ صفحة ذهبية يتاسی ویمتزى بها من ياتى بعدنا من ابنائنا . فاللهم يسر وآعن . طس كتاب الطيقشات لا شك ان نهضة علمية ظلت قرونا متصلة الحلقات تترك ميراثا ادبيا خصبا يغنى المكتبة الاسلامية عن اللجوء الي مصادر غرها لمعرفة تاريخها ء ولكن هيهات هيهات ان تبقى ثروة مع الفتن , والفوضى وجور السلطان وغزوات المفرين . ونحن اذا اقتصرنا على ما وصل الينا من هذا التاريخ ‏ کسبر آبی زکریاء یحیی الورجلانی وسير آبی عمار عبد الكاف التناوتى وسير آبى سهل ابراهيم ء وسير آبی نوح صالح بن ابراهيم . وسي آبی الر بيع سليمان بن عبد السلام الوسیانی › وسير آبى القاسم البرادى الدمرى المعروف بكتاب (الجواهر) ء وسين آبی الربيع سليمان بن يخلف المزاتى ‏ اذا اقتصرنا على ذلك فانه لا يعطينا الا صورة مصغرة لا كاملة لتلك الحياة الخصبة . أا غيرها مما اشارت اليه كتب السير ولم يصل الينا ككتاب : (المغرب فى تاريخ المغخرب) للامام أبى يعقوب يوسف بن ابراهیم الوارجلانی الذی شيد بذكره ء وقيل عنه انهفي بعض مكاتب ارو با فمن مبراثنا الضائعء فهو : اما مما قضت عليه بوائق الدهر . واماان يكون مما بقى فى زوايا بعض الخزانات فعثت فيه الارضة فذهب ضحية الاهمال والامتراش والامر لله . ومن بين الكتب الباقية التى نشرت صحائف ناصعة عن رجالالاباضية العاملين بالشمال الافريقى الى حدود القرن السابع للهجرة . وفصل كثيرا مما اجملناء فى مقدمتنا كتاب الطبقات للشيخ آبى العباس أحمد بن سمصيد الدرجينى . وكتاب الطبقات من مصادر سي الشماخى الذى يعتبر المرجع الرئيسى في التعريف برجال الاباضية. ی س والشيخ آبو العباس أحمد الدرجينى من علماء القرن السابع الهجرى ومن أسرة ماجدة › أسرة علم وتقوی وكفاح , كان لها المكان الاسمى فى توجيه الجماهير ومشيخة العلم بنفطه . وقصر درجين وقصطالية من بلاد الجريد . فهو آبو العباس أحمد بن سعید بن سلیمان بن على بن يخلف المزاتى ء خمسة فى نسق علماء تحارير ء لم يتخلل سلسلتهم الذهبية جاهل أمى ء وزيادة على ذلك فان آبا العباس شاعر وآبوه سعید شاعر . وجده سلیمان شاع ء بيد آن صاحب الطبقات کان اشعر‌هم كما صرح له بذلك آبوه سعيد اذ قال له : ( انت أشعر منتى وآنا أشعر من والدى ) والجد يغلب عليه الشعر الملحون بالغة البربرية . وبودنا لو اطلعنا على هذه القصائد اذا لتأتى لنا دراسة انفاس شاعر من شعراء ذلك العصر وانت خبير ان الشعر الملحون ترجمان الجماهير الشعبية فى احاسيسها وتعبير صادق عن الروح السائدة بينهم . اما تاريخ ولادته فهو فى مطلع القرن السابع ء قال الشيخ البرادى فى كتابه « الجواهر المنتقات مما اخل به كتاب الطبقات » نقلا عن آبى العباس الدرجينى نفسه يحدث عن بداية تعلمه اذ يقول : ( وذلك انى دخلت حلقة وارجلان ‏ حرسها الله عام ستة عشر وستمائة فى ربيع الآخر متها فى آول ما وجب علي الصوم ء والبال خال من الهم وكنت اعجب ممن ينفرد ولا يجتهد وممن يخلو بالمنید كيف لا یستفید ؟ .٠.٠ ). وارجلان وأيمتها المشاهر فی القرن السابع وكان آ بو العمياس نسيج وحده ذكيا المعيا » مقبلا بكليته على ك س ودفع به دفعا قویا بقصیدته التى حظه فيها على الجد فی طلب العلم . والاكتراع من مناهله العذبة الصافية ء نقطف منها الابيات الآتية : مضت سنة واستقبلت بعد‌ها أآخرىی فیالیت شعری ما تجیء به البشری ؟ ونحن نعد العام . والفصل ء والشهرا فما الترك والاهمام للحر بالاحرى فحاسب آبا العباس نفسك . جاهدا وناقش ولا تنس الصغيرة والکبری ألا فانتهزها يا أحيمد فرصة فمن لك دآبا فى استقامتها دهرا ولا تخش حسادا ,. وان نظروا شزرا فان تك تلميذا نبيها, وحاذقا فما عذر من استاذه فذ عصره « آبو سهل » الحبر الذی قد علا فخرا لس حو ی العلم , والدين القويم وراثة ء بلكل فقیيه ماهر فطن آزری به « ورقلا » تزهو جمالا وبهجة به اشرقت نورا . به ابتسمت فخرا هذا وقد صرح فى صدر الكتاب انه قسمه الى جز ئين ء جزء التاريخ . وجزء السيرة . كما قسم كل قرن ‏ على غرار آبى عمار عبد الكافى ‏ الى طبقتينء الخحمسين الاولىء والخمسين الثانية . وقد سد بهذا التقسيم ثغرة طالما شكا منها الباحثون ء هى خلو المراجع الاولى غالبا من تاريخ الميلاد أو الوفاة فانيهم لذلك عصر كثير من رجال التاريخ على الباحثين , فكان فى طريقة الدرجينى تخفيف من موونة البحث وحصر لعصر كل وكم للنظام من يد فى تسیر العسير ‏ ترسم خطی آبی زکریاء یحیی بن آبی بكر الیراسنی فی سيره »› قدما بقدم » بيد انه فصل فی طبقاته ما اجمله آبو زكر ياء فی سيره . على اننا اذا تصفحنا الكتاب لا نجده يقتصر على ذلك ء بل يسيب على نهج علماء السير السابقين , لا تخلو تراجمهم من استطرادات مهمة . ومحاورات علمية قيمة ,. لا سيما اذا كانت تتصل بالمترجم له مباشرة , او بسبب قىسريب الامر الذى كانت به كتب التراجم مشحونة بالابحاٹ العلمية ٠ وقد يشغل مجموعها احيانا الحيز الاكبر مسن الكتاب ء ولذا نجد مصنفنا كثيرا ما يسوق مسألة ثم يكر عليها جر حا وتعديلا , وأخيرا يقرر فيها القول المعتمد . س م وهكذا ينتقل بنا من تاريخ الى سيرة الى مسائل شرعية وبيان احكامها الى غي ذلك مما يجمل الكتاب سائغا ء مستساغا . وبالجملة فكتاب الطبقات يعطينا صورة اجمالية عن رجال الاياضية الى حدود القرن السابع . والدارس للتاريخ الاسلامى فى الغرب الاسلامى لا يمكن أن يستوفى معلوماته دون الاطلاع على هذا الكتاب القيم . فتتبعه آيها القارىء الكريم بتدبر وامعان تجد الخبر اليقين ( ولا ينبئك مثل خبير ) هذا ء وقد شاءت همة الاستاذ ابراهيم طلاي ‏ أحد ابناء الامة النابهين واستاذ الادب بثانوية البليدة ‏ ان يكشف عن هذا الكنز الدفين , ويقوم بطبعه وتحقيقه ء وسوف لا يلبث ‏ نظرا لمقدرة الاستاذ وعنايته المعهودة ان يقدمه الينا بحول الله وقوته ء تحفة ثمينة . ودرة غالية » تسر الناظر . ويتحلى بها جيد العلم . وفقه الله وسدد خطاه , انه ولى التوفيق › نعم المولى وتعم التصير .٠ میزاب » بکلی عبد الرحمن بن عم 0۲ و ا س وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحمد لله الذى خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور يعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدورء خلق الانسان عمله البيان وكل شىء عنده بمقدار سيحان من جعل له عينين ولسانا وشفتين . وهديناه النجدين فسعيد يسر لليسرى وشقى يسره للعسرى ء هو الذى خلقكم وما تعلمون لا يسئل عما يفعل وهمم یسئلون , احمده حمد من عرف جلاله و كبر ياءه و آقدسمن دون التشبيه صفته واسماءه . والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين الذى ارسله الله رحمة للعالمين ونس بشريعة دينه كل شريعة ودين . وعلى آله واصحايه الاكرمين ء وتابعيهم باحسان الى يوم الدين ٠ وتابعى التابعين صلى الله عليه وعليهم اجمعين صلاة دائمة الى يوم الدين .٠ وبمد : فان العلم دليل يقتدى بهءوالی طريق الرشد هاد یهتدی به«انما یخشى اللەمن عباده العلماء» «والعلماء ورثة الانبياء » وفى الاآية والخبر دليل على ان العلم ما صاحبه العمل ,. وصادفته الخشية والوجلء فانه من خشي الله تعالی ما لديه » ويسعی فيما يقدم بین يديه » وهل لن عری من الخشية فوز بعمل الحسنات . واستحقاق وراڻثة تلك الدرجات ؟ وينبفى لن نزع الى هذا النزع وطلب هذا العمل الارفعء ان يتعرف مناقب السلف‌والاخبار , ويحصل سيرهم الصالمة ليقتدى بحميد تلك الأآثار , فان ذلك مما يقوى الرغبة والاشتياق (۲) والحرص على المصير الى تلك المنازل السنية واللحاق , ويحض على الطريق الاقوم ٠ وينهى عن اهواء الهاوين فى هواء الخسران والندم . فما اقمن من عزف طريق الصلاح ان يتبعه ! وما اقبح من جهة ان يضيعه ! وقد استمرت عادة اصحابنا ان آول ما يمرن عليه الميتدىء اذا وصل , السكينة والوقار وتعليم سير السلف لتكون لهم على اتباعهم معينة . فاذا اكتسى تلك الحلة قلما بدلها . ثم بعد ذلك « ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها . وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم » . فالله ينفعهم وينفع بهم فى الدنيا والدين ويجعلنا لآثارهم مقتدين › لا مبدلين ولا مغيرينء وينقذ‌نا برجمته اجممين . وهو ارحم الراحمين . وقد سال من وجبت طاعته ولم يسع اهمال أمره واساوة واضع فى ذلك تصنیفا » واحرز کل خبر بما یلیه مسن (1) فى نسخة : کتاب ابی زکریاء یحیی بن ابی بکر رضی الله عنه ء استخلص ذلك وانتقيه فبادرت لاجابة سؤاله ايجاپا لعمظم حرمة وان کان ینبفی ان اكون ممن استمعفی واستقال فرأيت عصيانه من النكير بل المحظور فأخذت فى تهذيب الكتاب المذكور واضيف الى ذلك ما لا بد منه من خطبة وشعر غير مشهور . على انى معترف بالقصر والمهاهه ء وراغب فی الاغضاء من ذوی النطان والنباهة متيقن ان الماء یطیب بطیب موارده , وان کان اجاجا . وقد يعود مرا معافا وان كان عذ‌ با ثجاجا , ولا شك انی قصدت الفن الذى‌بدأت بذكره لم احفل بعيب عائب» ولا بشكره ء فان ظفرت بموافقة من أآجبت سؤاله فقد ظفرت بالمرغوبء فان قصرت فلا غرو لابطاء السكيت (2) عن شأوى المجلى ء والله اسأله . التوفيق والارشاد الى سواء الطريق . وقد رآيت ان اقدم مقدمة تكون فراشا للكتاب , تفهم منها الناظ اصطلح عليه اصحاينا المتأخرون , وفيها عند مسن لا يعرفها اضطراب» ثم آتى بتسمية مشائخها وذكر طباقتهم خلفا عن سلف ء على ترتیب یتاتی بيانه ٠ ليتم المقصود ويتألف , ثم اجرد السيرة وانقلها من الكتاب المذ كور ء على حسب ما وقعت فيه , وما كان فى الفناظه خشونة نقلت معانیه فیکون تفهم ما سئلت سهلا على قارئه . ذكر الفاظ مما اصطلح عليها أهل الطريق وتعارفوه بينهم فمن ذلك المزابة واحدهم عزابی .هذه اللفظة 7 يشير الی تاریخ ابی زکریاء یحیین اب‌بکر الذی لا زال مخطوطا وهو صل هڌا الشاب السكيث بصيفة التصخير : آخر اليل فى الحلبة عكس المجلى عل من تللق للظلة الصزاى استعملتها لقيا لكل من لازم الطريق وطلب العلم وسير أهل الخر ء وحافظ عليها وعمل بها . فان حسن جميع هذه الصفات سمي عزابيا , وان حافظ على السير والعمل بها فقط سمي به وان حصل العلم دون السي والعمل بها والمحافظة عليها لم يسم بهذا الاسم , واعلم ان لهذا الصنف سيما انفردوا بها ء واحوالا عرفوا بها ء لا يتفضل عليهم فيها سواهم ء. وذلك فى تسميتهم . وخطابهم . ولباسهمء واوقات نومهمء وقيامهم› واورادهم وصيامهم , وعبادتهم وعندهم فى ذلك قوانين يعتادو نها وحدود لا يتعدو نها , وهذا الاسم مشتق من العزوب عن الشىء وهو البعد عنه . فاستعير لمن بعد عن الامور الد نيوية الشاغلة عن الآخرة . ولو استقصينا وصف تلك الاحوال لاتسع القول فطال ء ذكر ما امكن من ذلك فى موضعه ان شاء الله . وأول ما استعمل هذا اللقب فى أيام ابی عبد الله محمد بن ابى بكر رضى الله عنه ء. لا سس الحلقة ورتب قوانينها. الحلقة , اسم لجماعة تشتمل على الشيخ يعلمهم العلم ويلقنهم السب ويبصرهم فى الدين بحسب ما يفتح الله على كل واحد منهم يحصل البعض ء وان أعياه الكل › « فان فان لم يصبها وابل فطل » , فكانهم محلقون ولو انهم فون . التلمين اسم للواحد المبتدىم عند الدخول فى الطريق سواء كان طالب فنون أو مقتصرا على الصلاحية فقط « وأصل هذه اللنظة فارسى . الختمة : اجتماعهم لذكن الله والدعاء عتد طلوع الشمس وعند غروبها بشيخ أو بغير شيخ وكأنهم يختمون به عمل الليل وعمل النهار . الملجتمع والجمع واليعاد , الفاظ مترادفة على معنى واحد وهو ان يجمعهم الشيخ على وعظ يفيدهم , آو لتذ كر آم مهم یکون شوری من اصلاح فساد آو تلافی فوات آو آم بمعروف أو نهى عن منكر , قمع الاختيار ان يكون ذلك يوم الاثنين ويوم اميس ویکون فی آی وقت دعت اليه الحال » ليلا آو نهارا . فی آی یوم کان , آول من رتبه ابو الجر على بن الحصين بمكة (1) . الهجران والابعمادالشاظ تترادف على معتى واحد وذلك متى أچرم واحد من آهل الطريق جرماء. أو ظهرت عليه خزية أو أآتى بنقيصة فى قول أو عمل أو تضييع , فأنه يهاجره کل آهل الصلاح فلا يكلم ولا يحظر جماعة ولا يوم ولايؤاكل ء ولا يجالس .۰و كانت خطة حالت بينه وبين أهل الخ . فان تاب واستففر قبل مته ورجع الى الجماعة ›. وزال عنه شين ذلك الوسم . وكان بقاوه فى وحشة الهجران بقدر عظم الجرم وصغره ء وتوبة المجرم واصراره ء فمنهم من يتوب فيرجع فى ال حال ومنهم من یبقی ساعة آو ساعتين آو یوما آو یومین آو ایاما آو اعواما أو عمره ان عظم الحرم وداوم المجرم على الاصرار وترك . آسآل الله ان يقينا شر انفسنا وشر کل ذی شر . (1) أبو الحر على بن الحصين المتبرى الشارى من أصحاب عبد الله بن يحيى طالب الحق وهما من الشراة ٠ عاش فى اواثل القرن الثانى للهجرة بجنوب الجزيرة المربية رحمه الله الهجسران قائمة ۴ اسماء الشائخ الكتمان : ملازمة الاس سرا بلا امام . ولاية الدفاع : ان يدهم آهل الكتمان بداهمة . فيولوا ذكر طبقات المشائخ وتسمية المشاهر منهم هذا الفصل نقتله مما فعله الشيخ ابو عمار عبد الكافى رضى الله عنه : وذلك انه لا رأى العزابة يسندون آمس دينهم واحدا عن واحد , اكابر عن اكاير › وثقة عن ثقة ء رأى من حسن نظره ان يكون ذلك جملة عن جملة , ولم يتخللها خلل ولا اختلال , لان ذلك اذا كان واحدا عن واحد دخله الغلط ووقع فيه الطعن ولان اخبار الأحاد ضعيفشة عند اصحاب الحديث فرتيها رحمه الله على المبين من سني الهجرة , والتاريخ الذى بينه وبين هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذكر الخمسين من كل مائة » وسمى من تيسر ذكره ممن اشتملت عليه كل خمسين سنة من المئكين المذكورة. فالذين اجتمعت عليهم الخمسون الاولى من الائة الاولى هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفضيلتهم رضي الله عنهم . واسماؤّهم ومزاياهم آشهر من ان نحتاج ولئلا يكون السكوت عن ذكرهم فى محالهم من التقدم اعراضا ء, أو التجوز عن شرفهم غمضا واغماضا . (2) (1) تساملا .٠ (2) التجاوز عن الشىء وتر که وممن اشتملت عليهم الخمسون الاخرىمن الائة الاولى : جابر بن زيد الازدى › وعيد الله بن اباض المدنى ء وعمران بن حطان الشيبانى وجعفر بن السماك العيدى وابو بلال مرداس وعروة ابنا ادية وهی جدة لهما وهما ابنا جدير حنظليان فيما ذكره المبرد . وصحار العبدى ء وقريب . وزحاف ء وسالم بن عطية الهلالى . والخباب بن كليب» والاحنف بن قيس» واياس بن معاوية. ونظراؤٌهم كرون . وممن اشتملت عليه الخمسون الاولى من الائة الشانية : ابو عبيدة مسلم بن ابی كريمة التمیمی ء وضمام بن السائب ء وابو مودود حاجب الطائى ء وابو عبيدة عبد الله بن القاسم . وابو توح صالح بن نوح الدهان ء وعيد أ لله بن یحیی الكندىءوابو حمزة المختار بن عوف الشارىء وبلج بن عقبةء وابرهت ابن عبد الرحمنء وابو الجر على ابن الحصين العنبری , وابو يزيد الخوارزمی ء وابو محمد المهدی . وابو روح ومازن ابنا كنانة ء ونظراوٌهم کٹ . وممن اشتملت عليه الخمسون الاولى من الائة الثانية ومن هنا انتشار المذهب ولذلك كان رجاله شرقيين وغر بيين عر با وبر برا تلامذة ابى عبيدة وغيرهم . الر بيع ابن حبیب ووائل بن ايوب الحضرمی وابو غسان مخلد بن المعرد . وعيد السلام بن عبد القدوس ء ومحبوب بن الرحيل ء وابو الخطاب المعافرى وهو عبد الاعلى بن السمح وعيد الرحمن بن رستم الفارسى وعاصم السدراتى ء وابو داود القبلى . واسماعيل بن درار الغدامسى وعيد الوهاب بن عبد الرحمن ابن رستم وابو حاتم الملزوزى وابو سفیان , کثير . وممن اشتملت عليهم الخمسون الاولى من الائة الثالنة : افلح بن عبد الوهاب وابو مرداس ومهدی ء. وابان بن وسيم . ومحند بن يانس وابو مهاصر . وابو زكرياء التوكيتى وعبد الحميد › كثير .٠ ممن اشتملت عليه الخمسون الاخيرة من الائة الثالثة : محمد بن افلح وابنه يوسف‌وسعد بن ابی يوسف وعمروس ابن فتح وابو منصور الياس » وابو معروف , ونظراوٌهم وممن اشتملت عليه الخمسون الاولى من الائة الرابعة : حسنون ابن ايوب › وابو مسور اليهراسنى , وابو الخطاب وسيل بن سیتتن (1) الزواغى . وايو القاسم يزيد ہن مخلد . وابو خزر يغلي بن زلتاف , وهی امه وهو ابن ايوب » وعبود المزاتی ٠ وجنون بن يمر يان . وسليمان بن ماطوس ء وسلیمان بن زرقون التفوسی ء ومحمد بن مسلم وابو سهل الفارسی , كثير . وممن اشتملت عليه الخمسون الاخرة من‌الائة الرابعة : آبو نوح سعید ابن زنفیل وابو صالح بكر بن القاسم اليهر‌اسنى › وابو زكرياء فصیل بن ابی مسور ,. وابو عمر النملى . وابو موسى عيسى بن السميح الزواغى , وابو نوح سعيدبنبخلف المدونی وابو محمد ويسلان ابن يمقوب ونظراوّهم كثير . وممن اشتملت عليه الخحمسون الاولى من الائة الخامسة : ومن هنا ابتداء العزابة ابو عبد الله محمد بن بكر ء (1) اثبته صاحب السير باسم وسيل بن سنتين ,. وكذلك صاحب الاباضية فی موکب التاريخ وهو اصح وزكر ياء ویونس ابنا فصیل بن ابی مسور ء وعبد الله بن مانوج وعید الله بن زورزتين . وویسلان بن ابی صالح وابو بكر الزواغی ء وورسفلاس ابن مهدى وعبد الله ابن الخي ء وورسفلاس بن عبد الله . وابو مكدول مطکودانس الزنزفی وآهل غار « أمجاج » وايو چاير بن سدرمام . وابو عمران موسی بن زکریاء . وكباب ابن مصلح وابو یحیی زکرياء بن جر نان › وعبد الله المدونی ونظراوّهم كثير . وممن اشتملت عليه الخمسون الاخيرة من الائة الخامسة سلیمان بن يخلف . وابو سلیمان داود بن ابی يوسف ء وابو العباس احمد بن محمدبن بکرءوعیسی بن یر شو کسن ویحیی بن ایی بکر . وزكر ياء بن ابی زکرياءِ » وماکسن ابن الخبرء ومزين بن عبد اللهء ومصالة بن يحییء وسليمان ابن موسی ء وعبد الله ابن سلام . واسماعیل بن ییدیں . وممن اشتملت عليه الخمسون الاولى من الائة السادسة عبد الرحمن بن معلی . ویحیی بن زکرياء . وایوب بن اسماعيلء واسماعيل بن المعيزء وعيد الله بن محمد. قالى هنا انتهت تسمية من سمینا ‏ ٹم قال فھؤلاء ائمتنا فی الدين وقاداتنا فی الاسلام رحمهم الله . « قال الشيخ ابو العباس » ء فهذا الترتيب الذى رتبه الشيخ ابو عمار عبد الكافى رضى الله عنه حسن فى المعنى الا انه لم يذ كر الطبقة التى فيها شيوخه ومعاصروه الا بعضا من الكل واستغنى فيها عن كثير من العدد وفيمسن سمى كفاية ولولا قصده الاكتفاء بتسمية من سمی لزدت من معاصره عدة مشائخ آئمة آهل علم ودين . واصحاب تواليف اضراب عثمان بن خليفة السوفى وقرناؤه ولكنى عدلت عن ذلك اذ المقصود تسمية جماعة فالمحصول قد حصل ء ورأيت ان اذك جماعة الاشياخ الذين أخذوا عن الجماعة التى انتهى اليها ترتيب الشيخ ابى عمار واضمهم الى الخمسين من الائة التى نحن فيها وهم الذين اخذنا نحن عنهم وفى آخر الكتاب اذكر ان شام الله ما وصل لى وصح عندی من مناقبهم , وكراماتهم . فيتقدم ذکر مناقب من تقدمهم فیکون کل واحد فی رتبته ویجری کل سابق فی حلبته . فممن اشتملت عليه الخمسون الاخيرة من الائة السادسة ابو عمار عبد الكافى بن يعقوب التناوتى وابو يعقوب يوسف بن ابراهيم السدراتی ٠ وابنه ابراهيم , وزكر ياء ابن صالح . وفصیل بن ابی مسعود ء واسحاق بن ابراهیم ومحمد التمیيجاری , وموسى النفوسى وابو نوح بن يوسف وابنه یحیی ویوسف بن خلفون . ومحمد بن ابی على السوفى ء وعيد السلام بن عيد الكريم , والفضل بن ابى سفيان , واسماعيل بن صالح ء ويوسف بن محمد الوسيانى . وفى هذه الطبقة ادركتهم يعدون جدی سليمان ابن عليء وجدی يخلف بن یخلف التفوسیء و نظراؤُھم کئیں. وممن اشتملت عليه الخمسون الاولى من الائة السايعة مشائخح جيلنا فمنهم من صار الى الله ومنهم الاحياء فمن الاموات محمد بن ابی جميل ء وسعد بن معاذ ء واپراهيم ابن اسحاق ء وابو سهل یحیی وابو يعقوب بن عبد الله ء ومیمون بن معدین . وقد اشير علي بان انظم والدي فی ومن الاحياء ء یحیی بن فصيلء وعيسی بن زكر ياء 10 وصالح بن سلیمان الزواغی ویحیی بن داود السعیدی(:) ويبيب بن محمد . واحمد بن محمد . وعمر بن يخلف الزواغى ء ومن هذه الطبقة مماصرون من أهل الاجتهاد والزهد والكرامات وليسوا هنالك فى العلوم : عبد الكافى ابن ونمو الریفیء وابراهیم بن عیسی المدیونیء وسليمان ابن يكنى ونظراء النوعين کشر . فهولاء اشياخنا وقادتنا وائمتنا وساداتنا جعلهم الله اعلاما للهدى وجنبنا باتباعهم سبيل الموبقات والردى وحشرنا اجمعين فى زمرة أوليائه المتقين . ثم نأخذ فى ذكر ما بسطنا لاجله مقدمة الكتاب ونذ کر الامم فالامم من اخبار المتقدمين . وناتى بعده بمناقب الصالحين . وريما اندرج ذكر بعض الناقب فى اثناء التاريخ والاخبار , والله الموفق وبه نعتصم وهو حسينا ونعم الوکیل ء. ومن هاهنا ابتدائی فی استخراج ما انبه عليه من الكتاب المذ كور فأول ذلك ذكکر سبب مصير مذهب الاباضة ببلاد المغرب وابتداء أمرهم ونقتله من أرض اللشرق واخبار حملة العلم الخمسة التشر ٠ حدث غير واحد من اصحابنا عن الامام افلح عن ايته عبد الوهاب عن جده عبد الرحمن بن رستم انه قال : آول من جاء يطلب مذهب الاباضية ونحن بقيروان افريقية ٠ سلامة بن سعيد قال قدم علينا من أرض البصرةومعه عكرمة مولى ابن العباس متمعقبين على بعير فسلامة يدعو الى مذهب الاباضية وعكرمة يدعو الى مذهب الصفرية » فسمعصت (1) كذا بالنسخ ولمله بالصاد نسبة الى صميد مصر 11 اول داع مدهب الاباضية بالمغرب الاباضية يوما واحدا من أول التهار الى آخره فلا أسف على الحياة بعده ,. فقام عيد الرحمان مجتهدا فى ذلك الامس ء فقال له رجل من آهل الدعوة ان کنت ترید العلم بما كلفت به وعلقت مطليه بخاطرك ء› فدونك أرض البصرة . فان بها رجلا عالما يكنى ؛ ابا عبيدة مسلم بن ابى كريمة التميمى فانك تجد عنده ما تطلب . فلذلك توجه عبد الرحمن بن رستم الى البصرة رحمه الله » وقيل ان آمسسه هى التى ارشدته الى ذلك وله حديیث سآذکره بعد ان شا الله عند ذكر الخمسة النفر الذين قروا على ابى عبيدة واذکر ما صح عندنا من خبرهم فى موضعه من الكتاب . ذكر فضائل الفرس من العجم بلفنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نزل قوله تعا ی : « یایها الذین آمنوا من یر تدد منكم عن دينه » الآية اشار الى سليمان الفارسى و كان جالسا بين يديه قال : لعلهم ان يكونوا من رهط هذا ء وعنه صل الله عليه وسلم قال : « ان لله كنزا ليس من ذهب ولا من فضة , لكنه فى بطون ابناء فارس » » وذکر ابن داب عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه انه مشى ذات يوم مع الغيرة بن شعبة ,. وكان المغرة اعور , فقال له عمر رضى الله عنه : هل أبصرت بعينيك هذه قط شيئا يا مغيرة ؟ قال نعم يا آمب المؤٌمنين قال له عمر سيعور الاسلام كما عورت ثم ليعمن حتى لا یدری من له ولا من عليه , فاذا اتى عليه وستون سنة رد عليه سمعه و بصره بوفد كوفد الملوك . طيبة ارواحهم › صالحة اعمالهم , فقال له المغيرة من أى مسا يا أمير المؤمنين ؟ امن ماء الحجاز ام من مام العراق‌ام من ماء 12 الشام ؟ فولی عنه عمر وتر که , فوليت الفرس تاهرت على رأس ستين ومائة .٠ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلق الدين بالثريا لنالته رجال مسن العجم ء واسعدهم به فارس ء وروی زید بن اسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رآى رؤيا وقصها على اصحابه . فقال رآيت غنما سوداء خالطتها غنم بيض ء فتأولتها ان العجم يدخلون الاسلام فيشتر كونكم فى نسائكم , واموالكم ء فتعجبوا من ذلك , فقالوا : العجم يدخلون بلادتا يا رسول الله ! فقال : أي . والذى نفسى بيده لو ان الدين تعلق بالشر يا لتالته رجال من العجم › واسعدهم به آهل فارس ء ومن طريق آخر ان النبىء صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلق العلم بالشريا لنالته الفرس ء وقال يعض المفسرين في قوله تعالی : « ستدعون الی قوم آولی باس شدید تقاتلو نهم آو يسلمون » هم بنو حنيفة وقال بعضهم هم ڦارس . وذكر ابن قتيبة وعمرو بن بحر الجاحظ وغيرهما من اصحاب التاريخ عن ابن عباس رضی الله عنهما انه قال لا كان ليلة مولد النبىء صلى الله عليه وسلم ٠ ارتج ايوان كسرى ء. فسقطت منه اربع عشرة شرافة فعظم ذلك آهل مملكته فما كان باوشك من ان كتب اليه صاحب اليمن يخبره ان بحيرة ساوة غاضت تلك الليلة . وكتب اليه صاحب الشام یخبره ان وادی السماوة انقطع تلك الليلة وكتب اليه صاحب طبرية يخبره ان ماء تلك الليلة لم يجس فى بحيرة طبرية » وکتب اليه صاحب فارس يخبره ان بیوت النران خمدت تلك الليلة . ولم تخمد قبل ذلك بالف سنة فلما تواترت الكتب عليه ابرز سریره وظهر لاهل مملكته ء فاخبر هم الخبر › فقال : الموبذان ايها الملك انى رأآيت تلك 13 قصة سقوط شرافات الايوان وملوك فارس الليلة رؤيا هالتنى قال له وما رایت ؟ قال له : رایت ابلا صعابا تقود خيلا عرابا حتى اقتحمت دجلة وانتشرت فى بلادنا فقال له : لقد رأيت ء فما عندك فى تأويلها ؟ فقال له:ما عندى فيها ولا في تأويلها شىء ء ولكن ارسل الى عاملك بالميرة يوجه اليك رجلا من علمائهم فانهم آهل علم بالحدثان فبعث اليه فوجه اليه عبد المسيح بن نفيلة الغسانى , فلما قدم عليه أخبره كسرى الخبر فقال : ايها الملك والله ما عندی فیها ولا فی تآویلها شیء . ولکن جھز نی الی خال لی فى الشام . يقال له سطيح فقال : جهزوه , فلما قدم على سطيح وجده احتضر فناداه فلم يجبه وکلمه فلم يرد عليه فقال عبد المسيح : اصم ام لم يسمع غطريف اليمن يا فاضل الحطة اعیت من ومن اتاك شيخ ال حى من آل سنن ابيض فضفاض الرداء والبدن رسول قیل العجم یھو ی للوثن لا يذهب الوعد ولا ريب الزمن فرفع اليه سطيح رآسه فقال : عبد المسيح على جمل مشيح الى سطيح ء بعشك ملك بنى ساسان لارتجاج الايوان وخمود النيران ء ورؤيا المويذان 4 رآی ابلا صعابا تقود خيلا عرابا » حتی اقتحمت الوادی , نتشرت فی البلاد ! عبد المسيح : أذا ظهرت التلاوة . وغاض وادی السماوة ء وغارت بحيرة ساوة . وظهر صاحب الهراوة , فليس الشام بشام يملك كث منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات , وكل ما هو ات ات 4 ثم قال : 14 ان کان ملك بنی ساسان افردهم متهم بنو الصرح بهرام واخوته والهرمزان . وسابور وسايبور فريما اصيحوا متها يمتزلة حثو المطى وجدوا فى رحالهم فما يقوم لهم سرج .ولا کور والناس أولاد علات . فمن علموا ان قد أفل فمحقور ومهجور والخي والشر مقرونان فى قرن فالحي متبع , والشر محنذور ثم اتی کسری فأخبره الخبر فغمه وهاله ٹم تعزی . وقال الى ان يملك اربعة عشر ملكا يدور الزمان , فملك منهم تسعة الى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال ابن قتيية فالله أعلم ممن التمامء وليس الا الخمسة الائمة الذين ولوا بتاهرت من أرض المفرب , ولوها نيغا على مائة رحمه الله . اما قول الشيخ ان التمام كان بالائمة الخمسة وانهم منهم فانما اراد فى النسب لا فى غبره ء واراد ان ولايتهم اذ ولوا صحيحا الا ان ولايتهم على دين الاسلام ومذاهب العدل والقوام . فضائل البربر من العجم وعن فضائل البربر من العجم ما بلفنى ان عائشة رضى 15 ولد من البربر يفد على عمر ابن الطاب الله عنها ء دخل عليها ذات مرة رجل من البر بر وهى جالسة ومعها نفر من المهاجرين والانصار . فقامت عائشة عن وسادتها فطرحتها للبربرى دونهم . فانسل القوم واجلين بذلك فلما قضىٰ البربرى حاجته وخرج ارسلت اليهم عائشة . حتى اجتمعوا اليها . فقالت لهم : ما الذى اوجب خروجكم على تلك الحال ؟ قالوا : لايثارك علينا وعلى نفسك رجلا کنا نزدريه ء وننتقص قومه فقالت انما فعلت ذلك ما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت أتعرفون فلانا البر برى ؟ قالوا نعم , قالت كنت انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ء ذات مرة جالسين › اذ دخل علينا ذلك البر يرى مصفر الوجه غائر العنين , فتظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما دهاك ؟ أمرض ؟ فارقتنیى بالامس ظاهر الدم . فجئتنى الساعة كأنما انتشرت من قير . فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلمەتقهم شديد , فقال ما همك ؟ قال : تردد بصرك فی بالامس خفت ان يكون نزل في قرآن فقال : لا يحزنك ذلك , فاتما ترديدى البصر فيك لأن جيريل عليه السلام جاءنى فقال أوصيك بتقوی الله وبالبر بر قلت : وآی البر بر ؟ قال قوم هذا ء واشار اليكء فنظرت اليك ء فقلت لجبريل ما شأنهم ؟ قال : قوم يحیون دين الله بعد ان کاد يموت ویجددونه بعد اذ یبلی ٹم قال جبریل : یا محمد دين الله خلق من خلق الله نشا بالحجاز واهله بالمدينة » خلقه ضعيفا ثم ينميه وينشئه ٠ حتى يعلو ويعظم كما تثمر الشجرة ء ثم يقع وانما يقع رأسه بالمغرب والشىء اذا وقع لم يرفع من وسطه ء ولا من اسفله , انما يرفع من عد رأسه . وبلغنا عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قدم عليه .6 وفد من البرير ء من لواتة ارسلهم اليه عمرو بن الماص وهم محلقو الرژوس واللحا , فقال لهم عص من انتم ؟ قالوا من البربر من لواتة ؟ فقال عمر لجلسائه : هل فيكم من يعرف هذه القبيلة فى شىء من قبائل العرب والعجم ء قالوا : لاء قال : العباس بن مرداس السلمى عندى منهم علم يا أمير المؤمتين هؤلاء من ولد بنى قيس ء و كان لقيس عدة من الاولاد , احدهم یسمی بر بر بن قيس وفی خلقه بعض الرعونة فقال : اخرق ذات مرة فخرج الى البراری ء فكش بها نسله وولده . فكانت العرب تقول تبر‌بروا آى كثروا فنظر اليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فاستحضر ترجمانا يترجم كلامهم , فقال لهم مالكم محلقو الرؤُوس واللحا ؟ فقالوا شعر نبت فى الكفر , فاحبينا ان نبدله بشع ينبت فى الاسلام . فقال هل لکم مدائن تسکنونها فقالوا : لاء قال : فهل لكم حصون تتحصنون فیها ؟ قالوا : لاء فقال : هل لكم اسواق تتبايعون فيها ؟ قالوا : لاء قال : فبكى عم بن الخطاب رضي الله عنه . فقال له جلساؤه وما يبكيك يا أمير المؤٌمنین ؟ قال عمر آبکانی حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ء يوم حنين ء حين انهزم المسلمون فنظر الي رسول الله صلى الله عليه وسلمء أبكى فقال ما يبكيك يا عمر ؟ فقلت أبكانى قلة هذه المصابة من المسلمين ء واجتماع أمم الكفى عليها ء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبك يا عم فان الله تمالى سيفتح للاسلام بابا من المغرب بقوم يعن بهم الاسلام ويذل بهم الكفرء أهل خشية وبصائر يموتون عل ما أبصرواء وليست لهم مدائن يسكنون فيها ولا حصون يتحصنون فيها , ولا أسواق يتبايعون فيها , فلذلك بكيت الساعة . حين ذكرت کانوا يقاتلون ليقيموا دين الله رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما ذكر من الفضل عليهم فر دهم الى عمرو بن العاص وأمره ان يجعلهم فی مقدمات العمسكر . واحسن اليهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأكرمهم , وأمر عمرو بن العاص أن يحسن اليهم فکانوا مع عمرو بن العاص حتى قتل عثمان , فلما کان هذا اين فى عصابة من أهل المفرب عن عمر عن رسول الله صل الله عليه وسلم رجونا ان یکونوا ائمتنا ومن اقتفی آثارهم ء وان يكونوا آهل تلك الفضيلة .٠ وبلفنا ان رجلا من ذرية ابى بكر الصديق‌رضى الله عنه عن بعض الخلفاء انه قال : يا اهل مكة ويا اهل المدينة أوصیکم بالله وبالیر‌بر خبرا ء. فانهم سياتونكم بدين الله من المغرب بعد ان تضيعوه ء هم الذين ذكرهم الله فى كتابه بقوله : « یا آیها الذین آمنوا من یرتدد منکم عن دینه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه , اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين . يجاهدون فى سبيل الله › ولا يخافون لومة لائم , ذلك فضل الله يوؤتيه من يشاء والله واسع عليم » .٠ لا ينظرون فى حسب أمرىء غير طاعة الله , قال البكرى : فمن حين وقمت الفتنة انما نقاتل نحن العرب على الدينار والدرهم وآما البر ين فا نهم يقاتلون على دين الله ليقيموه قال : وهو يرفع الحدیث الى ابن مسعود رضی الله عنه ان آخر حجة حججنا فقال : يا اهل مكة. ويا اهل المدينة أوصيكم بتقوى الله وبالبربر فانهم سيأتونكم بدين الله من المغرب وهم الذين يستبدل الله بكم اذ یقول : « وان تتولوا یستبدل قوما غبرکم ثم لا یکو نوا امثالكم » والذی نفس ابن مسعود بيده لو ادر کتهم لكنت لهم أطوع من امائهم , واقرب اليهم من دثارهم ء 18 وبلغنا عن عائشة رضى الله عنها انها أبصرت صبيا له ذؤابتان ذا جمال وهيئة فقالت من أى قبيل هذا الصبى الشقى ؟ قالوا من البر بر . قالت عائشة البربر يقشرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الملوك جام الخيل .٠ قلت وانما قدم الشيخ رحمه الله ذكر الرس والبر بر تنبيها على فضيلة ائمتنا اذ كانوا من الفرس وفضيلة من انتهى اليه مذهبنا بالمغرب اذ كانوا جلهم البر بر ولم يقصد بذلك تأخر العرب عن الفضيلة اذ فضيلة العرب افضل وشرفهم أقدم فمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ء واصحابه . وعلى السنتهم أنزل القرآن ء ومنهم كان اسلافنا من الصحابة والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين ء ولكل خصلة من الفضل بحسب عطاء الله ويسره له , والله يوّتى من فضله من يشاء والله واسع عليم . سوق الحديث الى ذكر النفر الخمسة الحملة العلم وأخبارهم أ بو الطاب عبد الاعلى بن السمح المعافرى ء وعيد الرحمن بن رستم الفارسى› و عاصم السدراتىء واسماعيل ابن درار الفدامسی , وابو داود القبلى › وتحدثهم الى ابی عبيدة رحمه الله وأخبارهم الاول فالاول .٠ +- آخبار عبد الرحمن بن رستم بن بھرام بن کسری کان مولده بالعراق و کان ابوه منجما و کان یری فی علم مدخ عندهم ان ذریته ستلى أرض المفرب وکان آبوه رستم متوجها من العراق ومعه عبد الرحمن ابنه وزوجته 19 تفضيل البربر لا يعشسى تاضيلهم عل الصرب فهم لى الدرجة الاول انتقال عبد الرحمن ابن رستم الى المشرق طلبا للمعلم يدرسون فی سرب خفية ليصل الى أرض المغرب ٠ فلما كان بمكة آو قریبا متها ادركته حمامه , وانتقة نتقضت ايامه . فلقي عبد الرحمن وامه الحجاج من أهل ارض المغرب بمكة فتزوج رجل من القروان ام عبد الرحمن فاقبل بھما حتی قدموا آرض القروان . ونشأ بها غبد الرحمن .٠ فلما بلغ مبلغ الرجال وقرا وتصفح ٠ نظ اليه رجل من آهل مذهبنا . فقال له یا بنی , ان کنت جادا فيما آراك تطلبه فاقصد آبا عبيدة مسلم بن ابى كريمة › تجد عنده ما تطلب . فسار عبد الرحمن بن رستم الى ابى عبيدة رحمه الله فاجتمع بالتفر الذى ذكر نا ء فقصدوا ابا عبيدة فصافحهم ابو عبيدة وسألهم عن أحوالهم . ومن آين أقيلوا فاخبروه انهم أرادوا تعلم العلمء فاجابهم الى ذلك ومكڻوا عنده عدة سنين , و كان ابو عبيدة رحمه الله مستخيفا تخوفا من بعض امراء البصرة (1) فادخلهم سربا وچمل فيه سلسلة وطفق يعمل القفاف بباب السرب فمتى رأى شخصا مقيبلا حرك السلسلة فسكتوا فاذا اتصرف حر كها فیأخذون فی دراستهم . وکان عبد الرحمن شابا جميلا حديث السن وكان ابو عبيدة يجمل بینه وبين الناس سترا لئلا يشغلهم بجماله › فلما بلفوا من العلم ما شاء الله وآرادوا الانصراف الى بلادهم رغب عجائز متصلحات من اذهب الى ابى عبيدة فى ان يريهن عبد الرحمن ليودعنه ويزودنه بالدعاء , فقالت احداهن : بارك الله فيك كما بارك فى عين الشمس , وقالت الثانية بارك الله فيك كما بارك فى انسان المين , وقالت الثالثة : بارك الله فيك كما بارك فى مطيب الطعام من الملح . فلما عزموا على (1) هو الحجاج بن يوسف امير الامويين على العراق 20 المسير الى بلادهم كلموا ابا عبيدة وشاوروه فيما يستقبلون من آمورهم ء. فقالوا له : یا شیخنا آرآیت ان لو کانت لنا قوة بالمغرب ووجد نا فى انفسنا طاقة آفنولى علينا رجلا منا ؟ فقال لهم ابو عبيدة توجهوا الى بلادکم فان یکن فی أهل دعوتكم من العدد والعدة ما تجب معه التولية عليكم ء فولوا على انفسکم رجلا منکم ء فان ابی فاقتلوه ء واشار الى ابى الخطاب رحمه الله تعالى . قالوا فلما آرادوا الخروج من عنده هيا الشيخ المر كوب لتودیعهم ء ووضع رجله فی کاب فسأله اسماعيل عن ثلائمائة مسألة من مسائل الاحكام قبل ان یستوی على متن الدابة . فقال له : ابو عبيدة اتريد ان تكون قاضيا يا ابن درار ؟ قال له : أرأيت ان ابتليت بذلك ! فبماذا تأمر نى يرحمك الله ؟ وقد ذكر انه انما قال له ذلك فى موطن قبل الموطن المذكور . ثم توجهوا الى المفرب فلما وصلوا عرضؤا الامامة على عبد الرحمن فاعتذر بامانة كانت عنده للناس فقبلوا عذره وآرادوا تولية ابى الخطاب رحمه الله . فلنذ کر ولايته وايامه وسرر ته . قال الشيخ أبو العباس رحمه الله انما وضع الشيخ رحمه الله فى هذا الموضع من كتابه ذكر ولاية ابى الخطاب , ثم ولاية الفرس ء لا اعتمده من ذكر ولاية الفرس وانتشار المذهب وائمته ونقله الى أرض المرب فلما كان ذلك هو الهم جعله أولا . والذى ينبغى ان نقدم نبدآ بذكر من استخلف من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم امامة عبد الله بن وهب الراسبى رحمه 21 اسماعيل بن درار يسال الشىيخ ويستفته ورجله فى الركاب الله ونبذاً من اخباره , ثم نأاخذ السير على التدريج ولعل فعله اصلح والذى رآه انجح , اذ علم ما عداه قد انتهى حفظ الاكثرين اليه واغنت شهرته عن الدلالة عليه ء فنتشرع فى ذكر ولاية من ولى بالمغرب »ء ولنبتدیء کس ابى الخطاب رحمه الله , وله التقدم لسبقه اليه ولاستحقاقه اياهء وسبق فضيلة المرب ثم لا بد ان شام الله من ذكن ما امكن من اخبار من اشرت اليهم فى موضع يفشرد لذلك ان شا الله تعالى . امامة ابى الخطاب عبد الاعلى ين السمح رحمه الله ورضى الله عنه ذکر بعض اصحابنا انه لا قدم ابو الخطاب واصحابه من المشرق الى اطرابلس اهتم بامور الناس ومصالح المسلمين من له فيهم نظر من المشائخ والاعيان وافاضل الناس ء واجتمعت جماعة ممن وصفتهء وذلك بعد قتل الحارث وعبد الجيار » والناس حينئذ فى الكتمان فكانوا يتفاوضون فى عقد الامامة » وفيمن هو اهل لها . فاجالوا افكارهم فيمن يولونه امورهم ء ثم اذا اجتمع رأيهم على امضاء ذلك جعلوا يرددون النظر فيما عزموا عليه هل لهم به طاقة ؟ وهل يستطيعون مدافعة عدوهم ام لا ؟ فکانوا يجتمعون فى موضع يقال له « صياد » بخارج مدينة طرابلس ويظهرون انهم يجتمعون فى قضية أرض مشتركة بين قوم ارادوا قسمتها . وذكر انما اظهروا انهم اجتمعوا فى قضية لر جل وامرأة تخاصما فيها وتفاقم امرهما فکانهم یریيدون اصلاحهماء و كلما انقضی مجلس وانفصلوا دخل متهم جمع الى والى المدينة فسلموا عليه مداراة له , حتى اذا اتفق 22 رأيهم على عقد الامامة اجتمعت كلمتهم على ميايعة ابى الطاب رحمه الله . وذكر بعض اصحابنا انهم لا اتفقوا على ذلك جعملوا بينهم موعدا معلوما ليجتمعوا فيه بصياد , فاتفقوا على ان ياتى كل واحد منهم بجماعة رجال من عشيرته واتباعه ء وان يأتوا بالاسلحة ويجعلوا الدره.ق في الجواليق ويخفونها بالتبن » وجعلوا امارة بينهم وبين من فى المدينة من مشائخ أهل دعوتهم ومن لا يقدر على النتهوض معهم انهم اذ رآوهم دخلوا المدينة بجماعتهم ان يشهروا السلاح « واخيروهم سرا ان‌الامام ابو الخطاب,فلما كانوا بالموعد الذىيجتمعون فيه بعامة المسلمين من شيوخ القبائل من نفوسة وهوارة وزريشة . وزناتة وغرهم فتوافوا بصیاد . ومعهم ابو الخطاب حين عمدوا لعقد ما اعتقدوا قالوا له امض معنا علي بركة الله الى الامر الذى ترددنا فيه منذ زمان ء قال فخرج معهم ابو الخطاب ولم يدر ما يریدونه فلما وصلوا صياد تكلم متكلمهم . فقال اليس قد اجتمع رآینا على ما قد علمتوه ؟ قالوا بلي قال فآتموا آمر كم اذا ء فقامت منهم طائفة ناجية فتناجنوا ساعةء ثم رجعوا فقالوا لابى الخطاب أبسط يدك لنبايعك على ان تحكم بيننا بكتاب الله وستة نبيئه صلى الله عليه وسلم وآثار الصالحين . فقال لهم ابو الخطاب ما حسبت ان لهذا کان خروجی معکم , فقالوا لا بد لنا من تقليدك أمور المسلمين . فلما رآى جدهم , قال لا اقبل ان اتحمل امانتکم الا علی‌شرطء قالوا کل شرط يجوز فنحن نعطيكه , ونعطيك فيه . فقال لهم : شرطی عليكم ان لا تذكروا فى عسكرى مسألة الحارث وعبد الجبارء خوفا من ان يكون فى جماعة المسلمين اختلاف وفرقة . 23 مبايمة ابی الطاب بالامامة خارج طرابلس اليقن هل بدفمعه الشك أو لا بدفعه الا اليقين بيان مسألة الحارث وعبد الجبار واختلاف الناس فيها وقد حدث بعض اصحابنا ان مسآلة الحارث وعبد الجحبار اتصلت الى المشرق فكان بين اصحابنا الذين فى المشرق بهذه المسألة اختلاف وفرقة وفى المغرب اشد من ذلك ٠ حتى كتب اليهم ابو عبيدة وابو مودود حاجب الطائی رشضی الله عنهما بالكف عن ذكرها . قال الشيخ ابو العياس الخلاف الذى فى المسألة قديما وحديثا اصله فى الولاية الميينة هل تنتقل الى الوقوف آم لا الا ان انتقلت بحكم متعين الى البراءة ؟ وهذه المسألة مبنية فى العقائد وفى الفقه ء على اليقين هل يدفعه الشك ؟ فعند اصحابنا ان اليقين يدفع الشك ولا يدفعه الشك , فالولاية لا تنتقل الى الوقوف ء وعند الزيدية انها تنتقل الى الوقوف ولهم فى ذلك اشكالات یاتی ذكرها ومدافعتها, وذلك ان الحارث وعبد الجبار كاتا رجلين موصوفين بالصلاح , وهما من أهل الولاية . فوجدا فى موضع واحد مقتولين وسيف كل واحد منهما فى جثة الآخر ٠ فوقع الاختلاف فيهما ء فقائل يقول ان كلا منهما قتل الآخرء فینبفی ان تبرآ متهما فهذا ارذل الاقوال وقائل بان كل واحد منهما قتل الآخر الا انا لا ندرى الباغى متهما فنبرآ منه ولا المبغى عليه فنتولاه فلا يسعنا الا الوقوف عن ولايتهما والبراءة متهما هذا قول اصحاب عبد الله بن يزيد . فقائل انهما باقيان على ما كانا يستحقانه من الولاية لان صلاحيتهما متيقنة وقتل احدهما الآخر مشكوك فيه فلا نتوقف عن ولايتهما فهذا من الاحتمال ,. أذ من الاحتمال الذى سيق الى الخيال ان يكون اليغاة الذين قتلو هما قد أولجوا سيف كل واحد منهما فى جثة صاحبه وتر كوهما لا أرادوه من هنا الخلاف 24 فهذا قول اصحابنا . وللزيدية (:) هنا افراط بمسئلتين ء احداهما ان يقع اللعان بين الزوجين وهما من أهل الولاية فلا بد ان يكون البعل قاذفا أو تكون المرأة وكلا الفاحشتين من الكبائر الا انا لا ندرى من ارتكبها متهما فعلينا الوقوف أو البراءة . والثانية ان ترى من بعد رجلين من أهل الولاية وقد جرد كل واحد متهما سيضفشه ء وضرب صاحبه حتى ماتا ولست تدرى الباغى ولا المبفى عليه . قلنا هذا كله احتمالات ولنا فى رسول الله اسوة حسنة › اذ نزل عليه : « وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة . مردوا على النفاق , لا تعلمهم نحن نعلمهم » , فلم يبلغنا عنه صلى الله عليه وسلم انه توقف عن مواصلة احد ممن اظهر الايمان من آهل المدينة ولامن الاعراب ولا انه تجتب احدا مع انه صلى الله عليه وسلم اعلم انه لا يعلمهم . وان الله تعالى يعلمهم ,. بل أبقاهم على ما هم عليه من الولاية المتقدم اليقين بها حتى فضحتهم الآية من سورة براءة فى قوله تعالى : ومنهم .ء فلما عرفوا يقينا انتقلت الولاية الى البراءة , فاطلب ذلك فی مو ضعه تجده وبلفنى عن ناس من اصحابنا الذين بالشرق .٠ بل قد وقفت عليه من قولهم : انهم رجحوا قول اصحابنا فی القتيلين والمقتولين , ورجحوا قول الزيدية فى اللاعنيين فاعتمد هداك الله على القرآن وما تعلق به يدحض كل قول يخالفه , فهذا هو الخلاف الذى فى المسئلة . رجعنا , فأراد ابو الخطاب رضى الله عنه ان يقطلع الاختلاف من جماعة المسلمين بامامته , فقالوا له لك ذلك ee (1) لمله اليزيدية . تامل 25 م علينا ء فبايعوه على القيام بحقوق الله » وعلى ما فى الكتاب وألسنة واتباع الائمة الملهتدين فقبل مبايعتهم › وانصرف الى المدينة ومعه جماعة المسلمين وذكر بعض أصحابنا ان ولاية ابى الخطاب كانت على رأس اربعين ومائة سنة: ثم اجتمع رآيهم على دخول المدينة مدينة طرابلس وبها عامل لابى جعفر المنصور ء فعمدوا الى رجال باسلحتهم فحملوها فى الجواليق على الجمال . وكأنهم عير أقبلت الى المدينة ء وقد جعلوا افواه الجحواليق الى داخلها من اسفل , وجعلوا مع كل جمل رجلين بالسلاح ء فلما توسطوا المدينة ولم يفطن احد بما صنعوا فتحوا الجواليق . فخرج الرجال والسلاح فى ايديهم وقالوا : لا حكم الا لله , ولا طاعة الا طاعة الله وطاعة ابى الخطاب وقصدوا نحو المامل ليقتلوه , فابى عليهم ابو الخطاب من ذلك , وقال : انما دخلنا عليهم بالامان . فلما رءاهم أهل المدينة وقد شهروا السلاح قالوا : هذه غدرة , فقال لهم اصحاب ابى الخطاب : لا بأس عليكم لسنا بأهل غدر . فمن اراد العافية منكم فليقم فى منزله ء وخر ابو الخطاب العامل فى الاقامة فى المدينة وينخلع عن العمل ء آو الخروج بالامان . فاختار الحروج الى آرض المشرق ودفع لابى الطاب مفتاح بيت المال فأخذ‌ها منه. فاحسن ابو الخطاب رضى الله عنه السيرة وعدل فى سيرته واحكامه , وكانت ولاية ابى الخطاب اربع سنين وقد ولي على راس أربعين ومائة . وبلفنا ان امرأة من تسا القيروان كتبت بطاقة الى الامام ابى الخطاب رضى الله عنه تشكو اليه جور «ورفجومة» تقول فيما كتبت له : « اما بعد ( يا مير المؤمنين ) فان ى ابنة وقد بلفت فى الوف عليها 26 من ورفجومة والحوطة عليها ان حفرت حفرة تحت سریری وصنتها فيها عنهم خشية ان يفسدوها كما فعلوا بامٹالها فانظر الينا والسلام» و كانت ورفجومة ولاة مدينة القروان فلما وصلت البطاقة الى ابى الخطاب رضى الله عنه صادفته وهو يتوضاً فقرآها وجعل یبکی رحمة بما نزل بهاء فنادی ( الصلاة جماعة ) واجتمع اليه الناس وصلى بهم . ثم صعد المنبر خطيبا ء فحمد الله واثنى عليه ثم أخذ فى ترغيب اصحابه فى الجهاد وامر رعيته فى التأهب والاستعداد وان يعزموا على المصايرة والجلاد » فخرج من الملسجد وسل عند بابه سیفه و کسر غمده , قال : لا حکم الا لله ترغيبا فى الجهاد وغضبا لله ولدينه وبلغنا من طريق خر ان ورفجومة اخرجوا امرأة من القبروان وهى تصيح وتقول : اغيثونى معاشر المسلمين , فلم تجد احدا يدقع عنها فلما بلغ ابا الخطاب رحمه الله ما نزل بها ء واستغاثتها بمعشر المسلمين فلم تجد احدا يدفع عنها قال ابو الخطاب مجيبا لها : لبيك لبيك . وقد ذكر بعض اصحابنا ان امرأة من أهل القروان طلبها ورفجومة فصاحت من القيروان يا ابا الخطاب اغثنى فمد الله في صوتها فسمعها ابو النطاب من مدينة طرابلس ء فقال لها : لبيك يا اختاه ء قال الشيخ ابو العباس رحمه الله ولا ينكر هذا وامٹاله من كرامات الاولياء يؤيده ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا : « لا يزال العبد يخدمنى حتى احبه فاذا احببته وهبت له عینی فیریبهاو می فيسمع بها » الحديث ء. ولا تقل العين والاذن ههنا جارحتان , بل الكلام عليهما كالكلام على امثالهما مما نزل فى القرآن وفيما ورد فى السنة , وكل ذلك محمول على قدرة الله تمالى ء 27 ابو الطاب يهاحم القروان ليجل حدا لافساد ورفجومة تغيير ابی الطاب جشده بين الجهاد او الرجوع استشهاه عاصم الصدراتى لى حصار القبوان قال : فعند ذلك امر ابو الخطاب منادیه بان ينادی : التفرفعسكر علي طرف المدينة حتى اجتمع اليه من اصحابه جموع كثيرة , ثم ان ابا الخطاب خرج فیمن اجتمع له مسن اصحابه ومعه عبد الرحمن ين رستم الفارسى رضى الله عنه ء فخرجوا فى سنة ممحلة ذات جوع وجذب ء فأمدهم اللهبالحرادءفاذا نزلوا نزل معهمءواذا ارتحلوا ارتحل معهم. وبلغنا ان ابا الخطاب لا خرج آمر منادیه فنادی : ايها الناس من له ابوان كببران أو احدهما فلرجع . ومن له عروس قريب عهد‌ها فلبرجع . ومن اراد الرجوع منكکم فلرجع بالليل فلما جنهم الليل رجعت طائفة من عسكره. فلما کان بالغد آمر خيلاتقطع فوجد اثر من رجعمن الناس الى أهلهم , ثم فعل ذلك فى الليلة الثانية وفى الليلة الثالثة » حتى رجعت خيله فاخبر ته بانه لم يبق من ير جع ء وانه لم يبق معه الا من له رغبة فى الجهاد . فعض عسكره في ستة آلافءوقال فیما قال : انى لأرجو لن خرج فی عسکر تا ومات‌مجاهدا ان يكون من أهل ال جنة الا من فيه احدیٹلاث : قتل نفس بغي نفس وافتر‌اش فی حرام .٠ واقتناء آرض غصبا . فمن كانت فيه هذه الخصال أو واحدة منهن فليعلم انه واجد متهن مخرجا آما قاتل النفس فبان ينقاد لاولياء المقتول فان لم يعلم له ولي فليدفع نفسه فى سبيل الله واما الاثنتان الاخبرتان فانه ليشهد على نفسه بتر کهما والتخلي عنهما . وبلغنا ان ابا الخطاب مر بمدينة «قابس» فحاصر اهلها حتی ضعفوا واذعنوا له بالطاعة فجعل على المدينة عاملا . وارتحل حتى اذا نزل على القروان فحاصر أهلها اشد الحصار ما شاء الله » وفى مدة حصاره القيروان مرض عاصم السدراتی مرضا شدیدا . وکان من اخيار 28 أهل العسكر › وانجدهمء واشهدهم شوكة على أهل القيروان فسمع بمرضه أهل القبروان وانه اشتهى القثاء فبعث آهل القروان ببائع القثاء » فسموا واحدة من قشائه وأمروه ان لا يبيعها الا لعاصم السدراتى فمضى البياع بما عنده من القثاء الى المعسكر ,. فاشترى لعاصم اصحابه تلك المسمومة , فأتوه بها فاكلها فثار فيه سمها ء حتى هلك ء وقد هرب البياع حين باعها فاستشهد عاصم رحمه الله ٠ فصاح آهل المدينة اين عاصم السدراتى المقتول پالسم ؟ ثم جعلوا يقولون مات عاصمکم يا بر بر . فعلم ابو الخطاب انهم خدعوه وبلغ منه موت عاصم مبلغا عظيما ء فقال لاصحابه : انهم خدعونا وغدرونا . فسنخدعهم وتفغدرهم كما فعلوا ,ء فخدعهم رحمه الله . وامر أهل العسكر بان يأخذوا سلاحهم ويخلوا اخبيتهم ويخر جوا تحت الليل ويأخذوا الطريق شبه الهاربين مذعورين . فاصبح متزل عسكر ابى الخطاب خاليا . فظن آهل القيروان انهم هر بوا منهم ليلا . وقالوا : انهزمت البربر . واخذوا بآثارهم ء ومضى ابو الخطاب رحمه الله فيمن معه الى واد وراء فحص رقادة ء وكمن فيه بخيله ورجلهء فأخذ اهل المدينة فی طلب ابى الخطاب واصحابه. فلما لحقوا بهمء وجدوهم معسکر ين فثار ابو الخطاب واصحابه فى وجوههم . فهزموهم فتبعهم ابو الخطاب واصحابه . يقتلونهم . حتى دخلوا معهم المدينة فتحصلت المدينة لابى‌الخطاب فى سنة احدى وار بعين ومائة من التاريخ كان فى حصار المدينة ان لا يفسدوا زرعاولاغيره. 29 انه لا يشبه من ولل عليكم من قبل المعارب الموحد لا يحل سلبه وحدث بعض أصحابنا ان شيغا من شيوخ القروان بعث ابنا له ير تاد مزرعة کانت له بقرب منز عسکر ابی ا خطاب فقال یا بتی : اذهب وانظر هل بقي فی مزرعتنا شىء ء قال : فخرج الغلام الى المزرعة فوجدها سالة لم ينلها فساد › فرجع الغلام الى ابيه فأخبره . فعجب لذلك وعجب الناس لعدل ابى الخطاب وسير ته وطاعة اصحابه له فيما يآمر هم به وينهاهم عنه . وكان من مقالة الشيخ المذكور اذ ذاك لمن حضره من أهل القروان : أتظنون ان ابا الخطاب يشبه من ولی علیکم قبله دنا وفضلا ؟ وان سيرتهم کسير ته حسنا وعدلا؟ كلا والله . آين مثل ابی الخطاب فی سيرته وعدله وفضله ! وبلغنا ان امرأتين قد خرجتا من‌القيروان حين‌فتحها الله لابى الخطاب بعد هزيمة اهلها , فنظرت احداهما الى القتلى مزملین فی ثیابهم کانهم رقود , فقالت لصاحبتها : انظری اليهم كانهم رقود . فسمي ذلك الموضع رقادة الى اليوم . ولا دخل ابو الخطاب المدينة أمر اهل المدينة بأن يخر جوا وقد أمر ابو الخطاب من يتفقد القتلى , فوجد قتيلا واحدا متهم مسلوبا , وآمر منادیا ینادی فی عسکره من نزع عن احد من القتلی شیئا فلردده » فلم یرد احد شيئا .٠ فعلم ان سالبه عمل غير صالح فلما آیس من رده سلب القتيل المذكور طوعا , ومخافة من عقاب الله تعالى , دعا ابو الخطاب ربه عز وجل ان يفضحه ويظهره على اعين الناس , فامر ابو الخطاب فرسانا من عسکره بان يخر جوا ویجروا خيلهم بين يديه وکان فيهم رجل فارس من سدراتة فلما اجريت الخيل انقطع حزام سرج السدراتی ء فوجد 30 كسا سفسارية تحت سرجه . فسقط الكساء على اعين الناس . وقيل بل كان جبة حرير . قلت والجراد أيضا عند الاحتياج اليه واجابة الدعاء عليالخائن كل ذلك من‌الكرامات فأخذه الامام رحمه الله فعزره حسب ما اقتضاه الاجتهاد . وبلغنا ان ابا الخطاب رضى الله عنه لا هزمهم احسن فيهم السيرة وامر اصحابه ان لا يتبعوا مديرا ء ولا يجهزوا على جريح فقال رجل من لواتة من عسکر ابی الخطاب يقال له خالد أناكل من اموالهم كما يأكلون اموالنا ويعتقدون انها غنيمة احلت لهم ؟ فقال : ابو الخطاب رحمه الله أن فعلنا كما فعلوا فحق على الله ان يرفضنا ويدخلنا معهم جهنم فنكون كما قال الله تعالى : « كلما دخلت أآمة لعنت أختها حتی اذا ادارکوا فیها جمیعا قالت اخراهم لأولاهم ربنا هّلاء اضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار , قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون , وقالت ولاهم لأخراهم قما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون» (1) ثم ان ابا الخطاب توجه اى مدينة طرابلس وقد استعمل عبد الرحمن بن رستم رحمه الله على القيروان . وعلى ما يليها من المدن , فاستعمل عبد الرحمن على كتابته راجلا منهم يقال له عبد الله بن عقيب , فصلحت احوال الناس . وقد كان الرجل السدراتى لا لم يتجاوز عنه ابو الخطاب رآى ان قد نزلت عليه مصيبة عظيمة فى اجتماع الفضيحة والاعانة عليه ء فسار مغضبا ء متوجها الى بغداد ليستتنشر منها جيشا من تلقاء ابى جعفر المنصور , فلما وصل بداد طلب الدخول على ابى جعفر فوقف على الباب سنة لا يؤذن له فى الدخول على ايى جعفر ولا بالانصراف ء فبعد تمام (1) سورة الاعراف : آيه 37 38 31 ان فعلنا بهم مثشل ما فعلوا بنا نكون متساوين فى الذنب قدوم اسن الاشحعث من قسيل العباسيين مناورة ابسن الاشعتث حول اذن له ابو جعفر فى الدخول . فدخل عليه وخلا به ء وسآله عن حاجته . فقال له : حاجتی ان تنفذ معی عسکرا الي ناحية المغرب ء فامر ابو جعفر بالاستعداد بالمسي الى أرض المغرب , فانفذف جيشا وجعل عليه محمدا بن الاشعث اميرا . وذكر بعض اصحابتا ان عدد آهل العسكر خمسون ألا › وقال : بعضهم سبعون آلا ء فجعل على طائفة من العسكر رجلا دون ابن الاشعث , فتوجه ابن الاشعث قاصدا! الى ابى الخطابء فلما انفصل العسكر من مصر ارسل عيونه فكانت العيون تختلف بين الفريقين باخبار كل منهما الى الآخر › وبجميع ما يحدث عندهم . فقدمت عيون ابن الاشعث من عند ابى الخطاب فساآلهم عن اخباره . فقالوا له آنجمل ام تفصل ؟ فقال : بل اجملوا , فقالوا رآينا رهيانا بالليل واسدا بالنهار . يتمنون لقاءك كما يتمنى الملريض الطبيب ء لو زنى صاحبهم لرجموه ولو سرق لقطعوه ء خيلهم من نتاجهم ء ليس لهم بيت مال ير تزقون منه وانما معاشهم من کسب ایديهم . فلما سمع ابن الاشعٹ ما وصفوه هاله ذلك , فشاور الامير الذى دونه فى الر جوع فآبى له من ذلك . وما رأى ابن الاشعمث ذلك وخاف تفرق الكلمة » عمد الى رجال من عسکره فامر‌هم ان يتزیوا بزي الرسل ء كأنهم قدموا من ارض المشرق واودعهم كتابا استخرجه على لسان ابى جعفر وامر هم ان يتنحوا عن العمسكر , فاذا كان وقت الضحى من الغد اقبلوا كأنهم قادمين من بغداد بکتاب خليفتهم فلما کان الوقت الذى وعدهم بالقدوم فيه اقىلوا 4 فلما رءاهم أهل تبادروا وآتوا بهم الى ابن الاشعث ء فناولوه الكتاب الذى 32 قدموا به . فقرآه وآظهر ان ابا جعفر امره جوع ء فرجع بالمسکر لا اعتل به من آمر !بی جعفر ایاه بالر جوع لامر هو | حو - ج اليهم فيه مما توجهوا اليه ء . فر جع ».و که صاحب ابن الاشعث ‌الرجوع فلما رءاهكذلك رسلاب وأمر به فقتل » فخيل الى الناس ان ابا جعشر امره بذلك ء وضم الى نفسه العسكرين ٠ ثم انه كن راجعا الى المشرق وتباطاً فى سيرهء وقرب المراحلء والعيون تختلف باخبار الف يقين فاذا ارتحل ابن الاشعث أول النهار نزل عند انتصافه ء فاذا كان‌غد!ا ارتحل» و عيونا بی الخطاب‌ كلما بن الاشعث ارتحل مرحلة رجعت منهم طائفة , وابن الاشعث كلما ارتحل مرحلة أمر خيلا تقطع الاثر خلفه هل بقى فى عسكره من عيون ابی الخطاب آم لاء وعيون ابن الاشمث فى عسكر ابى الخطاب مقيمة . فلما وصلت عيون ابى الخطاب اليه من عسكر ابن الاشعث تخبره برجوعه ‏ وقد اجتمع على ابى الخطاب زهاء تسعين آلا ابتدرت الناس الى مواطتهم وذلك فى زمان الحصاد فقال لهم ابو الخطاب يا قوم : ان المرب أهل مكن وغدر , فلا 7 تفترقوا عن ملككم ء 4 حتی تستيقنو تستيقنوا بر جوع القوم » وغلبت عليه العامة فآذن لهم بالحاق (:) أهليهم فساروا وتفرقوا عنه ء وفى ذلا لر تول ميان ابي الاشمت فشكن ابي الفا فلما تيقنوا تشرق جموع ابى الخطاپ اسرعوا پالمسير الى صاحبهم ء فاخبروه بافتراق عن ابى الخطاب ء فك ابن الاشعث راجعا يطوى المراحل , فلم يشعر ابو الحطاب الا وعسكر ابن الاشعث قد غشي حيز طرابلس ء و آبو الطاب بها مقيم فقال لاصحابه ان العدو قد غشي (1) كذا فى ال: لنتسخ لعله باللحاق باهليهم 33 مباغتة ابن الاشعب لای الطاب حريمى فلا يسعنى القعود عن المدافعة عن رعيتى ء وقد اعلمتكم من قبل پما كنت اتوقعه من مكر الصرب قال ففرق الرسل ابو الخطاب فى البلدان تستتفر عسكره وتستمده فارسل الى عبد الرحمن بن رستم يستحثة : فأمر ابو الخطاب اصحابه بالخروج فاشار عليه بعضهم بالاقامة حتى تاتيه امداده » فايى الا الخروج وقال : لا يسعنى المقام وقد دخل العدو حريم رعيتى ء حتی ادفع عنها ما غشيها آو الحق بالله ؛ فرج بدن حضره من اصحابه ومن بقرب المدينة من نفوسة وهوارة وزويشة وغيرهم : يريد محمد بن الاشعث فالتقيا « بتاورغا » وهو على مسيرة ثمانية آيام من طراپلس . « مقتل ايى الخطاب واصحابه رحمهم الله » حدث غير واحد من اصحابنا ان ابا الخطاب لا سمع بر جوع ابن الاشعث اليه خرج بمن حضره من اصحابه فأجد السير اليه , فوجده ابو الخطاب قد سيق الى الماء نازلا عليه فقال ابن الاشعث لاصحابه : ان نزل آبو الخطاب واصحابه واستراحوا وسقوا كراعهم . واستقوا فانكم لا تظفرون بهم بشىء , ولا طاقة لكم بهم , والا فانتم أقدر عليهم منهم عليكم › وهذا بتاورغا , فلما وصلهم ابو الخطاب وعسکره شاقت نفوسهم الى لقائهم والجهاد فى سبيل الله على بصيرة فلاقاهم ابو الخطاب فى قلة والعدو فى كثرة , فاسرع القتل فى اصحاب أبى الخطاب واشتد القتال فكان الرجال بين الصفين تنهدم كالحيعلان › ولم يبرح ابو الخطاب واصحابه رحمهم الله حتى استشهدوا جميعا , وكانوا فى أربعة عشر الفا فيما ذكر الرواة ء وقد ذكر بعضهم اثنى عشر آلا فلم ينج من القتل الا اليسير , فتسامعت رعيته بمقتله ء 34 فهر بوا الى الجبال , ولجأوا الى الحصون المنيعة والقلاع العالية . وبلغنا ان عبد الرحمن بن رستم رحمه الله لما وصلته رسل الامام اسرع ليلحق به , فلما انتهى الى مدينة « قابس » تلقاه مقتل الامام وعسکره ,. فافترقت عساکره وك راجعا الى مدينة القيروان ‏ فلما سمع عبد الوحمن بن حبیب بمصاب ابى الخطاب ومن معه وتفرق العمساكر ثار من مدينة القيروان . وطلب عبد الرحمن بن رستم فلم يجده . فلم زل يبحث على اخباره حتی ظفر به فایتدره رجل من آهل القيروان من اصحاب عبد الرحمن بن رستم الى عبد الرحمن بن حبيب‌شافعا اليه فيه فقال له ايها الامر لى اليك حاجة . فقال حوائجكم كلها مقضية ء الاعبد الرحمن بن رستم ء رضى الله عنه فقال ان لم آسالك فى عبد الرحمن بن رستم ففيم آسألك ؟ فتر که له . وبلفغتا ان عبد الرحمن بن رستم لا اراد استعمال ابن حبیب على بعض اموال المسلمين قال : يا معشر المسلمين , لا تولوا ابن حبيب امور المسلمين , فاته ابلیس الا ان عليه بشر ابن آدم , فحقد‌ها عليه ابن حبیب ۰ فلما تفرق جنود ايى الخطاب وجنود عبد الرحمن بن رستم وتخلص من اين حبيب خرج عبد الرحمن هو وابنه عبد الوهاب وعبد لهما خائفين مستخفين , متوجهين الى أرض المغرب ء وليس معه حمولة ولامركوب غير فرس واحد . فمات الفرس فى بعض الطريق ء فدفنوه مخافة ان تقص أثرهم فيطمع فيهم , وذلك فى خارج قسطيلية فسمى ذلك الموضع « قبر الفرس » فلما عدموا الفرس وقد ضعفت قوى عبد الرحمن تعاون عليه ابنه يحمله تارة ء ويحمله العبد أخرى ء فاذا حمله العبد قال عيد الوهاب : 35 خروج عبد الرحمن اى المغرب الاوسط تحصن عبد الرحمن بجبل سوفجج ان ادركنا العدو فلا تحطط ابى عن ظهرك لا دون خمسمائة ونحوها . واذا عيى العبيد وحمله عبد الوهاب قال : له العبد كقوله له . فلما وصلوا حول واد ء أجج (1) وهو جبل منيع قصده عبد الرحمن وتحصن به . وحدث بو الربيع سليمان بن يخلف رحمه الله عمن حدثه : ان عبد الرحمن لا تحصن بوادى اجج وتحصن بالجبل لحقه هنالك ستون شيغا من شيوخ الاباضية من ابلس ء وسمع ابن الاشعث بذلك , فأقبل مجدا معدا فی طلبه فآخیر بانه فی جبل منيع حتی وصله فحاصر عبد الرحمن بن رستم بعد ان عسكر على عسكره مخاقفة ان يأتيه ابن رستم واصحابه . فأطال المکثٹ تحته فوخم عسكر ابن الاشعث ووقع فيهم الجدری ومات منهم خلق كثير فجمع ابن الاشعت اصحابه فقال لهم مستشيرا : قد رأيتم هؤلاء القوم وما هم فيه من المنعة واقامتنا عليهم لا تجدى شيئا . فما ترون فى الاقامة عليهم أو الارتحال عنهم ؟ فاختلف رأيهم . فجد هو على الارتحال , فرجع الى القروان وقد يئُس من عبد الرحمن واصحابه ودخلها وتحصن فيها . ولاية ابى حاتم يعقوب بن لبيب اللزوزی الهواری رحمه الله ورضی عنه حدث غير واحد من اصحاينا ان ابا حاتم ولى مدينة طرابلس فى رجب سنة اربع وخمسين ومائة ومکث فیها اربع سنين » و كانت ولايته ولاية دفاع . وطلب ال حق ء يرسل ثقاته بما يجتمع من مال الصدقة الى عبد الرحمان (1) كذا اثبت فى التسخ . وما تثبته المراجع الاخرى : سوفجج 36 قبل ظهوره » وسبب ولاية ابی حاتم ان جماعة من اصحایه من بقية من کان مع آبی الخطاب لا آنسوا من نفوسهم فی حيز طرابلس بعد ابى الخطاب قوة . هموا بالاجتماع لام اپرموه ء فاظهر وا عن انشسهم غيره ء كما فعلوا أول مرة فى تولية ابى الخطاب » فعزموا على القيام على حیز طا يلس وواليها من قبل ابى جعفر المنصور فسمع الوالى باجتماعهم فأخرج اليهم خمسمائة فارس » ومر عليهم أميرا متهم . فلما وصلتهم الخيل ء قال لهم اميرها : اجيبوا بالطاعة لامر المؤّمنين ء قالوا اجبنا بالطاعة لامير المؤّمنين ٠ لا يعنون ابا جعفن ء وامير الخيل يمتقد انهم عنوه . فرجع بخیله الى والى المدينة ء فاخبروه باجابتهم ء فلم يقنعه ذلك منهم . ثم أن جماعة اعيان اهل الدعوة اجتمعوا ليلة منصرف الحيل عنهم ء. واتفقوا على عقد الامامة لابى حاتم ولاية الدفاع فعقدوها له فى ليلتهم تلك , فلما اصبح خرج اليهم الوا ى بنفسه فى خيل عظيمة ء فلما اتاهم قال اجيبوا لطاعة امير المؤّمنين . قالوا اجبنا لطاعة امبر المؤّمنين , قال اجيبوا لطاعة امير المؤّمنين ابى جعفر المنصور › فقالوا عليك لعنة الله وعلى آي كافر معك يعتون اپا چعشس فناجزهم القتال فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم آبو حاتم ومن معه من أهل الدعوة فاتبعوهم يقتلونهم حتی دخلوا مدينة طر‌ابلس » فمات من ذوى الجبایںة بشر کڻير . وبلغنا ان ابا حاتم لا هزم الله على يديه العدو وقد كان معه من عوام البر بر من لا نظر له فى امور الدين وانما حضروا تسليما لامور المسلمين فعمدوا الى أسلاب القتلى فنزعوها عنهم . ففضب ابو حاتم لذلك , وقال ليس مسن سيرة المسلمين اذا قتلوا من بفى عليهم من أهل التوحيد 37 حصار ابی حاتم للقإروان وتسريح حى ابسن الاشعث ان يسلبوه , بل يقولون لاهل المدينة ارجعوا الى قتلاكم قادفتوهم وخذوا ثيابهم . والآن اما رددتم الاسلاب , واما اعتزلت اموركم ء وتركت الولاية . فلما سمعوا ذلك مته اطاعوه وردوا اسلاب القتلي . فدخل ابو حاتم رحمه الله مدينة طرابلس اث الهزيمة فاقام بها ما شاء الله » ثم نادی بالخروج الى افريقية » فبلغنا انه خرج اليه جيش من افريقية , فتلقاه ابو حاتم ببعض الطريق › فقاتلهم فهزمهم الله له ء واحسن فيهم السيرة , فلم يجهز على جريح ولم فلما نزل بالقروان حاصر اهلها سنة . وطال الحصار على اهلها فالقوا السلم واذعنوا واطاعوا ,. الا ما کان من ابن الاشعث فانه انحجر في دار الامارة في بقية من أصحا به الذين قدم بهم من أرض المشرق فحاصره ابو حاتم سنة أخرى ء بعد دخول المدينة فاجلى ابو حاتم من بها من بقية جند ابن الاشعث فاعطى كل خمسة منهم قربة وخشبة يحملون عليها قر بتهم . واعطاهم ختنجرا يصلحون به نعالهم » واعطى كل رجل من الخمسة رغيفا لزاده فتفرق اولئك البقية منصرفين الى المشرق , وذكر بعض اصحاينا ان السدراتى المجلود على الخيانة الذى جلب العسكر مسن المشرق ندم على ما فعل من اعانة العدو على قومه . واهل مذهبه ء. واذاءته اياهم › فخرج ببقية العسكر يريد بهم المشرق , واظهر لهم انه يريد ان يردهم الى بلادهم فاخذ و بلغنا ان ابا حاتم سمع بطوالع اقبلوا من المشرق فخرج من مدينة طرابلس فتلقاهم بموضع يقال له ( مغمداس ) 38 على مسيرة ثمانية ايام من المدينة , فلما وصلهم ابو حاتم صفوا واقتتلوا قتالا شديدا › فهزم الله على يديه العمدو ء فقتل منهم ستة عشر آلا , ويلفنا ان رجلا من الحضر لقى رجلا من أهل الدعوة , فقال له المخالف ما تفسير تاورغا ؟ ( يقرعه بمقتل آبى الخطاب واصحابه رحمهم الله ) و كان صاحبتا فطینا . بان قال تفسب‌ها : مغمداس فيه أربعة اکداس ء فی کل کدس اربعة آلاف , ثم لا هزمهم رجع الى طرابلس وحسنت حالته فيها . معتل ابی حاتم واصحايه ر حمهم إلله . وبلفنا ان ابا حاتم لا تمكن فى مدينة طرابلس دس الكتب الى المشرق من بقي من الطوالع بطر ابلس والقيروان ا ی ابی جعفر ببغداد » يشكون ابا حاتم . ويستقضون عليه . فآنفر الی ابی حاتم جیشا کبيرا . واس عليه يزيد ابن حاتم الازدی قال : فلما انفصل يزيد بن حاتم من مصر بعساکره ء وسمع ابو حاتم بتوجهه . جمع اصحابه ومن ولى عليه من القبائل . فحضهم عل الهاد ورغبهم فى الاستشهاد . ولا قرب يزيد من حيز طرابلس خرج اليه ابو حاتم بمن معه من اصحابه حين نزل موضعا يقال له « جنى » ومعه قبيلة من البربر يقال لها مليلة ء يزيد بن حاتم على ابی حاتم ء فسأل ابو حاتم من حضره من هوارة . هل آعان ابن حاتم علي أحد من البر بر ؟ فقالوا : ليس آحد من البر بر الا قبيلة واحدة من هوارة . يقال لها مليلة فقال ابو حاتم : اللهم اذلل مليلة , فاجاب الله دعوته › فبقيت فيهم الى اليوم , فهم اذل البر بر . قیل و کان مع ابن حاتم رجل من نفوسة يقال له عمر بن مطکود لا غير ٠ 39 مقدوم يزيد ابن حاتم الازدی بجيشس من المشرق استشهاد ابی حاتم ومن ممه فلما التقى الفريقان اقتتلوا قتالا شديدا . فاستنجز القتل فى اصحاب ابى حاتم , فلما رآى ذلك ابو حاتم قال لاصحابه : زفوتى الى الموت فى سبيل الله زفاف العروس ء وقفوا لى قليلا قال . فتقدم ابو حاتم رحمه الله حتى استشهد ومن معه من اصحابه وهم )1( رحمهم الله . وبلغنا ان الموضع الذى استشهدوا فيه يرى فيه تور ساطع يضىء فى كل ليلة الخمیس یبصر من بعید ؛ صد عمودا فى السماء وكذا ذکر من شاهده من آهل عصرتا على الصفة المذكورة . وحدث يعقوب بن يوسف اليجرانى انه اجتاز هو وصاحب له بالموضع الذ كور ء فى ليلة شديدة الظلمة . وكانت ليلة الخميس فلما هبطاه وهو فى مطمئن من الارض ء اضاء لهم النور حتى تبين اثر الحشرات فى الارض ء كما تتبين نهارا . فلما خرجا منه دخلا فى مظلمة عظيمة ء فالتفتا الى الموضع فاذا الضياء ساطع فى الهواء والظلمة تحفهم من كل جانب فعادا » الى الموضع فطفقا يدعون الله تعالى لا تبيناهء من كرامة , و كان يعقوب رجلا شجاعا شديد المرة لا يروعه هول ولا يصيبه خورء بل کان ثبتا لايتهم خبره ٠ امامة عید الرحمن بن رسنم رحمه الله ورضی عنه حدث غير واحد من اصحابنا ان عبد الرحمن بن رستم ول بتاهرت على رأس ستين ومائة « وذکر بعصهم ا ته و لی (1) بياض فى الاصل 40 سنة اثنين وستين ومائة . والله اعلم آى التاريخين أصح وسيب ولايته ان جماعة اهل الدعوة اتفقوا على ان ينتخيوا موضعا يبنون فيه مدينة تكون حصنا لهم . فارسلوا رجالا من ذوى المعرفة ء وفرقوهم فى الجهات يتخبرون مكانا يصلح ا حاولوه ء ورجعوا وقد وقع اختيارهم على تاھرت ء فدلوهم عليها . فاتفق جمهورهم مع آهل تاهرت القديمة على شىء معلوم يأخذونه على غلتها . وقد كانت قبل ذلك رياضا لا عمارة فيها الا السباع والهوام . فلما اتفقوا على عمارتها امروا منادیا ینادی بسباعها ووحوشها وهوامها ان اخر جوا فانا اردنا عمارة هذه الارض فأجلوها ثلائة ايام ء وبلغنا انهم رأوا وحوشها تحسل أولادها خارجة بها منها , فكان ذلك مما رغبهم فی عمارتها وقوى عزمهم على انشائها. ثم انهم اطلقوا النيران فاحترقت اشجارها ء وبقي أصول ما احترق منها فشق عليهم موُونة اقتلاعها , فعمدوا الى حيس فلثوه بعسل , وجعلوا تحت اصل کل شجرة متها شیئا قلیلا ء فلما جن الليل طرقت الخنازير تلك الاصول ء فجعلت تتبع رائحة الحيس ء وتحش تحت الاصول حتی آتت على آخرهاء فلما اصبحوا وجدوها مقتلعة ›. فعمدوا الى مكان فأصلحوه لصلاتهم , فلما ارادوا بناءهء وقع اختيارهم على اربعة مواضع فاقرعوا عليها ء ايها يجعل المسجد الجامع ء فوقعت القرعة على المكان الاول الذى اصلحوا لصلاتهم . فبنوا الجامع به » ثم اخذوا فى انشائها وعمارتها ,. فجعلوها ديارا وقصورا . 41 انشاء مديلة تاهرت سبب اختیار عبد الرحمن للامامة دون غبره وصف مدبنلكة تاھهہرت ويف اث - نم ان آهل الخر والصلاح وذوى الاآراء السديدة مسن جمأعة أهل الدعوة رآوا ان لهم قوة تجب معها عليهم تولية امام . فتشاوروا فيمن يرون لذلك أهلا مسن القبائل ء فوجدوا من كل قبيلة رآسا آو رأسين ء فكل منهم آهل لذلك فقال فضلاؤٌهم : ان عبد الرحمن بن رستم ممن لا تجهلون فضله , وهو احد حملة العلم وعامل الامام ابی الخطاب رحمه الله , وقد كان المسلمون عرضوا عليه الامامة قبل تولية ابى الخطاب فاعرض عنها ودفعها عن نفسه فهو أهل للامامة لدينه وعلمه . وسابقته . ومكانه . ذلك من حميد أوصافه , لا سيما وليست له قبيلة تمنعه ان بدل آو غير . فان رآیتم تولیته آمورکم فافعلوا . فاتفق رأيهم جميعا على توليته , فبايموه على الامامة , بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وآثار الخلفناء الراشدين ء فأحسن السيرة فى امامته ولم ينقم عليه أحد فى حكومته › ولم يكن فى ايامه اختلاف والاباضية كلها يومئذ مجتمعة متالفة لم يثر فيها ثائر . قال الشيخ ابو العباس وقد وقفت فى كتاب المسالك والممالك من ذكر بناء تاهرت على ما هو أوضح وآزيد فائدة . ورایت ان اثبته فى هذا الموضع وان کان فی بمضه خلاف لا صححناه عن المشائخ . ذكر ابو عبيدة البكرى « ان تاهرت مدينة مسورة لها اربعة ابواب باب الصفاء وباب المنازل وباب الاندلس وباب المطاحن , ولها قصبة مشرفة على السوق وتسمى المعصومة › وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة ونهر آخر یجری من عيون تجتمع تسمی « نافس » ومنها شرب بساتینها وهی فی شیء ء وفيها 42 جميع الثمار وهى شديدة البرد كثيرة الغيوم . والثلج . قال آبو عبد الرحمن بک بن حماد : () ما أحسن البرد وريمانه كأنها .د - - تجرى بنا الريح على السمت وتاهرت الجديدة على خمسة اميال منها تاهرت القديمة وهى فى شرق الحدينهة . ويقال انهم لا ارادوا بنا تاهرت كانوا يينون بالنهار . فاذا جن الليل واصبحوا وچجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئف تاهرت السفلى . وهى الحديثة و کان صاحب تاهرت ميمون بن عيد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم . بن بهرام بن ذو شراز بن سابور بن بابكان بن سابور ذى الاكتاف الملك الفارسى . كان ميمون راس الاباضية وامامهم ‘ و امام الصفار , والواصلية ء وكان يسلم عليه بالخلافة , وكان مجتمع الواصلية قريبا من تاهرت . و کان عددهم ثلائين آلا 4 فی بیوت کبیوت الأعراب يحملونها. . وتعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون وبنو اخويه اسماعيل وعبد الرحمن بن الرستمية الى سنة ستة و تسعين ومائتين 296 فوصل ابو عبد الله الشيعى (1) هو الاديب المشهور والشاعر ولد بها وتونى بها سمنة 292 هھ 43 مدينة تاهرت فدخلها بالامان ثم قتل فيها من الرستمية عددا كبيراء . ويعث بررُوسهم الى اخيه ابى العباس ء واطيف بها فى القروان وتصبت على باب رقادة . واقام ملك بنى رستم بتاهرت مائة وثلاثين سنة . وذکر محمد اين يوسف ان عبد الرحمن بن رستم كان خليشفة لابی الخطاب عبد الاعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة ايام تملكه على افريقية ء فلما قتله محمد بن الاشعث الخزاعى وذلك فى صفر سنة اربع وأربعين ومائة 144 هرب عبد الرحمن باهله وما خف من ماله . ونزل القروان فاجتممعت اليه جماعة من اصحابه واتفقوا على تقديمه وبنيان مدينة تجسعهم . فنزلوا موضع تاهرت البرج وهو غيضة اشب ء وتزل عبد الرحمن منها موضنا مر بعا لا شجر فيه . قال البر بر : ( نزل تافدمت تفسيره : الدف شيهوه يالدف لتربيعه ء وادركتهم صلاة الجمعة فصلوها هنالك فلما انقضت الصلاة ثارت صيحة شديدة على اسد ظهر فى الشعراء فاخذ حيا وآوتى به الى الموضع الذى صلوا فيه فقتل هنالك ,› فقال عبد الرحمن بن رستم هذا موضع لا يفارقه سفك دم ء ولا حرب ابدا وابتدروا من تلك الساعة فبنوا فى ذلك الموضع مسجدا وقطعوا خشيه مسن تلك الاشجار , فهو كذلك الى اليوم وهو مسجد جامع وهو من اریع بلاطات , قال : و کان موضع تاهرت ملكا لقوم مستضعفينمن منداس‌وصنهاجة فراودهم عبدالر حمن على البيع , فابوا . فوافقهم ان يودوا اليهم الخراج من الاسواق ء ويبيحوا لهم بنيان المساكن فاختطوا وينوا ء وسمى موضع تاهرت معسكر عبد الرحمن الى اليوم ٠ (1) راجع المغرب فى ذکر بلاد افريقيا والمغرب . وهو جزء من كتاب المسالك والممالك من ص 66 قال الشيخ : و بلغنا ان الوالیى على آهل عمان في ايام عبد الرحمن رجل يسمى عبد الوارث وابو عبيدة حي اذ ذاك وفی امامة عبد الرحمن رحمه الله . ثم أن ولاية عبد الرحمن بالمغرب اتصلت بمن بالبصرة من أهل الدعوة فبعثوا اليه بثلائة احمال مالا . فلما وصلت الرسل تاهرت جعلوا يسآلون عن دار الامارة وقد خلفوا المال بخارج المدينة . فلما وصلوا الدار ,. وجدوا الامام رحمه الله فى أعلى بيت يعمل بيده فى السقف ء والعبد يناوله الطلين ء فساآلوا العيد ان يأذن لهم . ويستأذن عليهم . وقد علم العبد ان سيده يسمع كلامهم ,. فقال له : اخرهم قليلا : فنزل وغسل من الطين جسده ء فأذن لهم ء فدخلوا قسلموا عليه . وامر بخبز وسمن فقدم بين ایدیهم فلما آکلوا استأذنوا للتنحى عنه للنجوى , فأذن لهم . فتناجوا واتفقوا ان يدفعوا له المال , واتهم راضون ما عاینوه من احواله . فلما وصلت الاموال ووضعت للامام . شاور اصحابه فيها فاشاروا عليه بان يأخذ‌ها . ويبثها فى فقراء المسلمين ء وفى الاسلام . وفعل رحمة الله ذلك بمحضر الرسل . فلما رجعت الرسل الى المشرق اعلموا اخوانهم بسيرة عبد الرحمن وعد له وفضله , وبعثوا بعد ذلك باموال اكش من الاولى , فلما وصلت الى عيد الرحمن شاور اصحابه آيضا , فقالوا : رآيك يا امير المؤّمنين , فقال اما اذ رددتم الي الر أي فان رآیی ان يرد الى أهله , فهم أحوج متا اليه فقد قوانا الله واغنانا ,. فله الحمد , فشق ذلك على الرسل وليس لهم بد من طاعة الامام . فعجب أهل المشرق مسن زهادة الامام فى الدنيا ورغبته فى الآخرة فأقروا بامامته ووصلوه بكتبهم . فكانت تاهرت حرزا وحصنا لجماعمة 45 امسداد هن اباضية اشرق لعبد الرحمن برد مسہاعدة اباضية الشسرف حسث صاروا فی YR شسوری سې ستة انار أهل الدعوة وسميت المعسكر البارك . قلت اما كون الامام رحمه الله وافق اصحابه فى سرف الال الاول فى الوجوه التى ادلوا بها لا رأى فى ذلك من سد الخلل ,. وآما رده الال الآخر فلعله تعلق بقوله صلى الله عليه وسلم تؤۇخذ مسن اغنيائكم وترد فى فقرائكم › فقصد التخصيص فى الاضافة ورأى فقراء موضع أخذت منه الزكاة بها آولى › ولعله علم ان فى الال الاول مالا غير مال الصدقة , وان المال الآخن كله من مال الصدقة فرآى فيه الرآي الذى ذكرته من صرفه فى فقراء الجهة التى أخذ منها الال . قال : فلما حضرت الوفاة عبد الرحمن رحمه الله جمل الامامة شورى فى ستة نفر كصنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه : احدهم مسدود الاندلسى ,. وكان فاضلا فقيها ء ورعا من شيوخ المسلمين , وابو قدامة يزيد بن فندين اليفرنى ء ومروان الاندلسى , وعبد الوهاب ين عبد الرحمن ء وابو الموفق سعدوس ابن عطية ء وشکر بن صالح الكتامى » فلما مات رحمه الله اجتمع أهل الشورى يتفاوضون فيمن يولونه أمور المسلمين فتدافعها بعضهم الى بعض . الا ان عامة المسلمين مالت نفوسهم الى اثتين من الثفر المسميين ؛ احدهما مسعود , والآخر عيد الوهاب فبعضهم أراد تولية هذا ء وبعضهم أراد تولية هذا ›. فمكثوا نحو شهرين يرون الرأى ثم ان الجمهور رجحوا مسمود أو مالت نفوسهم الى توليته , فتبادروا ليبايعوه ء فهرب واختفی فايتدروا عبد الوهاب ليبايعوه فلما سمع مسعود بتر کهم اياه وطلبهم عبد الوهاب خرج مبادرا لیکون آول 46 من يبايعه » وكان ابو قدامة لا لم تمل قلوب الناس اليه ورای انه قد خلا منها اراد تولية عبد الوهاب وقال : هو منا أقرب رحما من غيره ء. فلعل ذلك يعطفه علينا , واتما قال ذلك لان ام عبد الوهاب يفرنية فرجوا ان يؤشرهم فى الام فقام ابو قدامة فى تفر من اصحابه فأبوا الا مبايعة عبد الوهاب لا يرجونه من ايثاره اياهم ومع ذلك فقد إمامة عبد الوهاب بن عبد الرحمن رحمهما الله الاندلسى ليبايعه فعارضه اين فندين واصحابه بالقول ء فقالوا نبايعه على شرط ان لا يقضى أمرا دون جماعصة شرا غر ن پخ يحكم فينا بكتاب الله وسنة نبيه رسول الله صلى الله عليه دست دسوك وسلم فترك ابن فندين واصحابه الشرط . فتقدم مسعود فبايع عبد الوهاب وبايعه الناس بعد ذلك بيعصة عامْة وحملوه الى دار الامارة ولم يتخلف عن بيعته أاحد ولم ينقم عليه احد فى حكومة ولا فی آمر من آموره حتی أول افتراق فى الاباضية مع ان طائفة تنتحل اسم الاباضية يقال لهم (العمرية) لم تجمعنا واياهم العمرية من قبل وهم يز عمون انهم اباضية ء ويستدون مذهبهم الى عبد الله بن مسعود رحمه الله وهم تبع عيسى بن عمير ء. وسنفرد كتابا فى اسرد 47 الافتراقات والرد علي كل فرقة خالفت أهل الحق ء قلت انما ئبه الشيخ رحمه الله على ذكر العمرية ليعلم ان الافتراق قد کان من قبل , وانما عنى هنا آول الافتراق بالخىبپ ء قال الشيخ اسماعيل بن صالح رحمه الله سألت الشيخ ابا نوح بن يوسف رحمه الله قلت : أين الكتاب الذى وعد به الشيخ ابو زكرياء ؟ قال قد قام عنه به الشيخ ابو عمار عبد الكافى وهو الكتاب « الموجز » رجعنا . فاما سبب افتراق الاباضية فیما ذکر غر واحد من اصحابنأ فهو : ان عبد الوهاب رحمه الله لا ولى المسلمين استعمل على ولايته كلها أهل الورع والزعد . وكل من علم انه ليست له رغية فى الولاية » فاستعان على ما قلده الله من أمور المسلمين باهل العلم والبصائر فى الدين . ولا رآى ذلك ابن فندين واصحابه وتحققوا مشالفة ما یرجونه من ایشاره اياهم . تغيرت قلو بهم وتنکرت صدورهم وساءت ظنونهم وسقط فى ايديهم وندموا على ما فرط منهم فى ميايعة عبد الوهاب › واخذوا فى العلل والاباطيل . وقالوا : انما كانت ولاية عبد الوهاب على شرط ان لا يقطع آمرا دون جماعة معلومة . ورجعوا فى حاجة (2) امرهم الذى لم يجزه لهم اهل البصائر من قبل ء وجعلوا يفتشون ذلك عند الجهال والطغام ء ومن ليست لهم بصيرة فى الدين يستز لون عقولهم. ويستفزون افكارهمءويحيلون عقائدهم واشاعوا انه حابی عليهم بعض الناس . وولاهم الامور دو نهم » وزعموا انهم بذلك آولی من سواهم , وانه لا ینبنی ان يلى امر جماعة المسلمين احد اذا كان فى الجماعة من هو (1) لا زال الكتاب من جملة المخطوطات ٠ وقد قام الدكتور عمار الطالبى من جامصة الجزاثر اخيرا بدراسة عليه واخبرنى انه يقوم بطبعه (2) كذا فى النسخ 4 ولعل الصواب : ورجعوا الى لجاجة امرهم 48 اعلم منه ء فتفاقم امرهم , وكثر القيل والقال فى البلد ء وعظم داؤّهم , وكثر النزاع وانتشر الخلاف , فتارة يقولون نحن وليناه . وتارة يقولون کیف یلینا وفینا اعلم مته ء وتارة يقولون انما كانت ولايته على شرط . ثم ان جماعة المسلمين اجتمع رأيهم مع ابن فندين واصحابه على التوقف . واصطلحوا على وضع اوزار الحرب وير اسلوا فى هذه القضية اخوانهم بالشرق , فما اجابوهم به وقفوا عنده . وعملوا به . فبعثوا رسولين وتوجها الى المشرق , فلما وصلا مصر وجدا بها شعيب بن المعروف وشيعته فاخبراء يموت عبد الرحمن ومبايعة الناس عبد الوهاب وخروج ابن فندين عليه وادعائه فى امامة عبد الوهاب » وما زخرف من الاباطیل فلما سمع شعیب ما ذكراه من الاختلاف خلا بطائفة من اصحابه . متهم ابو المتوكل ء فعزموا على المسير الى تاهرت ليكونوا ألتاء على الامام . ثم ان الرسولين توجها الى مكة فوجدا آبا عمرو الربيع بن حبيب وابا غسان مخلد بن المعرد رحمهم الله فى جماعة من اصحابنا » واخبراهما بما فيه من ارسال اخوانهم اليهم . وبما حدث بالمغرب ء فدفعا اليهم كتبهم وقر آوها واجتمعوا ليجاو بوا عنها فكتبوا : « يسم الله الرحمن الرحيم ء صلى الله على سيد نا محمد وآله وسلم تسليما . أما بعد › فقد اتصل بنا ما وقع قبلكم وما كتبتم فيه , فأما ما ذكر تموه من أمر الشرط فليس من سيرة المسلمين ان يجعلوا فى الامامة شرطا : ان لا يقطلع الامام أمرا دون جماعة معلومة . الامامة صحيحة والشرط باطل ء فلو صح فى الامامة الشرط لا قام لله حق ولا اقيم له حد › ولبطلت الحدود والاحكام , وضاع الحق , والجماعة 49 استفتاء علماء اشرق فى خسلاف ابن فندين مصر الى مقر الامامة يؤازر ابسن فندين يتعذر اتفاقها . علي ا الامام ان قدم اليه سارق فلا يمکنه ان يقيم عليه الحق فيقطلع يده حتى تحضر الجماعة › آو زنی احد فلا يرجم أو يجلد حتى تحضر الجماعة , ولا يجاهد الامام عدوا ء ولا ينهى عن متكر , الا بمحضر الجماعةء فيكو نوا كلهم اذا اماما . وكلهم لا امام › فهذا ابطظال ء وتتبعه غير الاستقامة . ورمي الامامة به بغي , والسؤال عن هذا غي . واما ما ذكر‌تم من تولية رجل وفى جماعة الملسلمين من هو اعلم مته فذلك جائز اذ كان مستكملا لشروط الامامة . وكان من أهل الفضل والدين والعدل والسياسة والمنزلة المرضية . فقد ولى ابو بكر الصديىق رضی الله عنه ؛ وزید بن ثابت افرض منه . وعلى اقضى منه ,. ومعاذ بالحلال والحرام اعرف منه . وآبي بکتاب الله أقرآ مته كل شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ومع هذا فلم يكن احد منهم أولى منه بالامامة › فال جواب اثبات الولاية وابطال الشرطء» ولوانعقدت عليه . وتخطئة من اختلفه واحله غير محله » . ومما ضمنوه جوابهم ان الامامة لا تبطل الا بحدث في الامام بعد الاعذار والانذار . وتمادى المحدث على الاصرار والاستكبار . فحينئف يجب القيام عليه . وابطال ما صار من أمر المسلمين اليه . ونرجع الى ذكر شعيب وذلك انه لا انتهى اليه الرسولان بما قد تقدم ذكره من وقوع الخلاف بالمغرب توجه الى تاهرت فی نفر من اصحابه دون مشاورة من بمصر من المشائخ آهل الدعوة ء بل قد نهاه عن ذلك من فطن به منهم فسار طمعا فى الامارة . فلما وصل هو واصحابه دخل على الامام ولم يكن له بد من الدخول عليه › فسأله الامام رحمه 50 الله عن الامامة والشرط فأجابه بان الامامة صحيحة والشرط باطل , وسأآله أيضا هل تجوز تولية رجل وفى جماعة المسلمين من هو اعلم منه ؟ فاجاب بجواز ذلك . ثم ان شعيبا خرج فتوجه نحو ابن فندين , واصحابه فأطمعوه فى الامارة . فتدم على فتياه للامام رحمه الله فوازر (±) ابن فندين واصحابه على الامام . وصار لهم عونا على الخلاف ,. فخرج من بالمدينة من اکابر اصحاب ابن فندين الى المنازل المتدانية من تاهرت وجعلوا يستفسدون قلوب هلها ويجتمعون فيها بحل ما انمق من الامامة, ويتناجون بالاثم والعدوان , ولذلك سموا م النجوية ».٠ ثم بعد ذلك اجتمعوا لاظهار انكار امامة عيد الوهاب فسموا «النكار». ولا ادخلوا بذلك شغبا فى الاسلام سموا «الشغبية» ثم الحدوا فى اسماء الله تمالى فسموا « الملحدة » . وسموا النكاث لنكثهم البيعة بغر حدث» وبلغنا انهم كانوا يدخلون المدينة بال جماعات , فتكلم جماعة من المسلمين بذلك ء واشاروا على الامام بان يتهاهم عن ذلك . فنهاهم الامام فلم ينتهوا , وعاب عليهم خروجهم من المدينة الى المنازل فقالوا : هذه مدينتنا وتلك منازلنا . فان رآى الامام فى ذلك متكرا تركتاه . قال فاعرض عنهم الامام ثم صاروا بعد ذلك يدخلون المدينة بالسلاح , فاشار آيضا جماعة من المسلمين على الامام بان ينهاهم عن ذلك . فقالوا : ان رأى الامام فى امساك السلاح متكرا تر کناه قال : فاعض عنهم الامام وامر اهل المدينة بامساك السلاح مخافة منهم من غدر يحدث متهم . (1) من وازره موازرة على الامر عاونه وقواه . مقلوب آزره 51 اصل تسمية النكار وميدا هذه الفرقة مؤامرة تدر للامام وبلغنا ان نفرا منهم اجتمعوا على غدر الامام فاداروا الاس بينهم . فقال قائلهم كيف لنا بالوصول الى قتله ؟ فلم يتجه لهم ذلك . ثم ان رجلا اشار عليهم بان يحضروا تابو تا فيجعلوه فيه . ويمضوا بالتابوت الى الامام كأنهم مختصمون فيه , وكان الاتفاق قد تعذر , ليفضي الامر الى وضعه على وکان غلق التابوت من داخله فأقبلوا بالتابوت الى الامام رحمه اللهء ففعلوا ما عزموا عليه من الملاحاة. حتى‌اظهروا ان كادوا يقتتلون , فقال قائلهم للامام : يا امير أفصل بين هؤلاء القوم , وانزع التابوت من ايديهم جميعا قد اصاب فيما اشار به عليك يا امير المؤمنين . فقال : دونکم وما اشار به . فقال المختصمون : لسنا نق بامانة أحت الا ان يكون امير المؤمنينء فتوخى رحمه الله مر ضاتهم تضعوه , فلما حملوه تبين للامام ان الذى حملوه ثقيل وقال متمثلا « يا وسا للغدر فما اسجاه ! ! » . ثم ان الامام تامل التابوت فوجده مغلقا من داخله 4 فازداد ريية وغلب على ظنه انهم ارادوا الفدر . وكانوا قد رغبوا فى ان لا يوضع التابوت الا فى بيت ينام الامام فيه , فلما وضعوه خر‌جوا مستبشرین فرحين , وظنوا ان قد ظفروا بحاجتهم فخيبهم الله » ورد عليهم مكرهم وجعل کیدهم فی تضلیل . وقد ذكر انهم قالوا لصاحبهم اذا انت قتلت الامام فأذن لصلاة الصبح عند طلوع الفجر , فاذا سمعوا اذانه ابتدروا لدار الامام › وان هو لم يؤذن علموا انه لم يظفر بحاجته 52 فلم جن الليل أخذ الامام رحمه الله فى صلات؛ قلما فرغ منها وکانت عادته اذا فرغ منها ان یتناول کتابا فيقرآ فيه حينا من الليل . فلما كانت تلك الليلة عمد الامام الى زق منفوخ فوضعه على فراشه.والقى عليه ملحفة بيضسام : فلما قضى حاجته من قراءة الكتاب وحان وقت نومه أخذ مصباحا . وآوقده و کب عليه غطاء یستره . وتنحی الى جانب البيت واقبل على الصلاة بحيث لا يسمعه ولا يراه من بالتابوت . فلما هدآ صوت الامام عن صاحب التا بوت ء وظن أن الامام قد نام . فتح التابوت فخرج منه فتظر فى البيت يمينا وشمالا فلم ير شيئا الا بياضا فى ناحية البيت كهيئة المضطجع فظن انه الامام فتيممه فجرد سيفه ء والامام رحمه الله يراه . فلما وقف على الفراش ضرب الزق بالسيف فظن انه قد قتل الامام فلما سمع الامام وقعة السيف على الزق كشف الفطاء عن المصياح واتاه الامام والسيف فى يده فقده نصفين ولفه فی تابوته . فلما كان من الغد اجتمعوا فسألوا من لقيهم . هل حدث حادث فلم يخبروا بشىء فقال بعضهم لبعض : أسمع احد متكم عن الامام وعن‌ صاحبكم شيئا ؟ فكل قال : لاء فقالوا : امضوا بنا لنأخذ تابوتنا فنقول قد اتفقنا . ففعلوا ذلك فقال لهم الامام : امضوا ا ىحيث وضعتموه فخذوه . فمضوا حتى دخلوا البيت فوجدوا تابوتهم فى الموضع الذی تر كوه فيه فحملوه » فلما وصلوا الى مأمنهم فتحوا التابوت فوجدوا صاحبهم قتيلا مقدودا نصفين , فخيب الله سعيهم › واخلف ظنهم , والحمد لله , فخر جوا من المدينة خوفا من ان يوقع بهم الامام والمسلمون لسوء صنعهم . 53 ابن فندين يهاجم تاھهرت ثم ان شعيبا لا خرج من عند الامام قال لابن فندين واصحابه ماذا ت تنتظلرون به فبادروه ورعيته‌لتظفروا بغفلته وانما قال ذلك استعجالا وخوفا ان يأتى الحواب من المشرق فتكون عليهم الحجة ويفترق عنه أهل الشغب وقد علم أن الصواب ما افتى به أولا ثم رجع عن الصواب حين طمصع فیما طمع فيه . و کان ابن فندين واصحابه يتر بصون الدوائر بالمسلمين ويتوقعون فرصة ينتهزونها ويترقبون من أهل المدينة غرة يجدونها . والامام كما ذکر نا قد آم بامساك السلاح رعيته واصحابه , فهم على ذلك , فلما كان ذات يوم خرج الامام لېعض حاجاته ۽ فبادر يزيد بن فندين واصحابه المدينة ليدخلوها على حين غفلة من آهلها فقامت فى المدينة الصيحة فتبادر التاس من كل مكان فخرج افلح بن الامام فى سلاحه مبادرا فوجدهم على باب المدينةء وقد کادوا يدخلونها , فوقف افلح على الباب واثبت احدی رجلیه فی صفات الباب (۲) حتی انسل جلد قدمه الى العرقوب وجعل يتقى بدرقته . حتى لم يجد فيها حصنا يتقی به شينا . فرمى بها فاقتلع باب المدينة فتترس به ء وعاد يت يتقى به الطعن , والضرب , فتكامل عنده أهل المدينة فوجدوا يزيد بن فندین مقابله » وعلی رآس ابن فندیين بيضتان وضربه افلح بالسيف فقد البيضتين والر آس ء ونشب السيف فى عمود الباب › فخر ابن فندين صريعا ء فوجد افلح فى يده بعض الشدة حين ضربه فظن ان صلابة فی رآس ابن فنذین فقال « ما اقوی رأآسك یا بر پری يا مشوم » ولا رءاه اصحابه صريعا ولوا منهزمين . فقتل منهم جماعة كثيرة فكان عدد القتلي اثنى عشر آلفا فعش بهم (1) كذا فى الاصل وفى نسخة القطب فى صفات بالباب 54 شؤْمهم أول مرة فى هلاك هذا العدد الكثير .٠ وبلفنا ان دم قتلاهم سالت على باب المدينة كالسيل لكش تهم 1 ثم ان آهل المدينة أاجتمعوا فى عدد وحاولوا ان ير دوا الباب كما كان فلم يستطيعوا ذلك , فقالوا لأفلح اردد ما نزعت فقال : ردوا علي غضبی نفا اردده لكم ثم ان الامام رحمه الله رجع الى المدينة فوجد على بابها المقتلة فهاله ما رأى فسأل عن ذلك فاخبر بما کان من ابن فندین واصحا به فامر بجمع القتلى فجمعوا ء وصلى عليهم رجاء للصلح و طلبا للعافية لعامة المسلمين ثم ان شعيبا لا انهزم القوم هرب الى مدينة طرابلس ء فاظهر مخالقة الامام واليراءة مته واستقيل الحجاج بذلك . واتصل ذلك بالر بيع رحمه الله وبمن بالمشرق من أهل الدعوة فبروُوا من شعيب وابن فندين › ومن قتل معه . ومن سلك سبيله , الا من تاب . وكان الر بيع يقول فى مجالسه : عبد الوهاب امامنا وتقينا وامام المسلمين ويظهر البراءة ممن خالفه ء فقيل له : كيف تبرآ من شعیب بغیر حدث ؟ فقال : آي حدث اعظم من خلاقفه لعبد الوهاب وبراءته منه ؟ ثم ان بقية اصحاب ابن فندين الذين لم يصابوا یوم قتل عمرت صدورهم ضغائُن واحقادا فتنحوا ناحية عن المدينة فاجتمعوا بكدية » فسميت كدية النتكار . وجعلوا يفشون الخلاف والفساد سرا وجهراء وفى كل ذلك لم يزل شر هم يعود عليهم » و بعد ان أهلك الله ابن دين واصحايه قدم الرسولان بالجواب من فقهام المشرق مشتملا على ما تقدم ذكره من ولاية عبد الوهاب واستحقاقه الامامة . وتخطئة ابن فندين واصحابه . والبراءة متهم ۰ فزاد ذلك يقينا كل من شرح الله صدره للطاعة » وحمدا 55 الفدر بابن الامصام میمون مكانة الرستمين فى المرب لله على ما وهب له من سلامة دينه ودنياه » وثبوت عقائدهم على صحة يقينهم وبلفنا ان ميمون بن عبد الوهاب قتل ليلا وقطع لحمسه اربا اربا فلما اصبح وجده اهل المدينة على تلك الحال فآوتی به الى الامام رحمه الله فنظر اليه الامام فقال : آی بنى » اجتمعت فى مصيبتى فيك ثلائة امال للعامة . احدها قولهم فيمن مرت الخيل بكسائه , والثانية قولهم فيمسن اصيب بليل ء والثالثة قولهم اذا مسست ابن السلطان فأمسسه مسا عنيفا . ثم جهز ابنه ودفنه . ولم يدر من قتله وذلك بعد مصاب ابن فندين واصحابه ورجوع الجحواب .٠ ثم ان ابنا ميمون خرج ساعيا » فلما وصل الى التكاز تادوه يا ابن المهدور دمه فرجع الى جده عبد الوهاب فاخبره الخبر ء فجعل يبحث عن قاتله حتى حقق ان النكار قتلوه ء فاخرج اليهم عسكرا وامر عليه ابن ميمون فأدركهم بعد أيام فالفاهم مجتمعين على‌اهبة ينتظرون . فصادفوه فقاتلهم فهزمهم الله له . وقتل منهم عددا كثيرا فقصر الناس عن احصاء عدد القتلىي ,. فقالوا : أي اسماء القوم اقل عددا فصححوا ان اقل اسماءهم هارون . فقالوا احسبوا کم قتيلا اسمه هارون فوجدوهم ثلائمائة. فما ظنك بسوى هارون فاو هن الله قوتهم ورد کيدهم واذلهم . وكان بيت الرستميين بيت العلوم وجامعا ء من علم التفسير والحديث , والفرائض ء والاصول ء› والفروع وعلم اللسان ء وعلم النجوم وقد حكى عن بعضهم انه قال : معاذ الله ان تكون عندنا امة لا تعرف منزلة القمر ء وبلغنا ان عبد الوهاب بعث ألف دينار الى اخوانه بالبصرة لیشتروا له بها کتبا . فاقتضی نظرهم ان يشتروها ورقا 56 وتطوعوا بالمداد واجرة النساخ والمفسرين , حتى اكملوا دیوانا عظيما فبعثوا به اليه فشق جميع الديوان فقال الحمد لله اذ ليس فيه مسألة عزبت عنى الا مسآلتان ولو سئلت عنهما لاجبت قياسا علي نظائر هما ووافقت الصواب .٠ محاربة الامام رحمه الله للواصلية حدث غير واحد من اصحابنا ان الامام عبد الوهماب رحمه الله لا أوهن الله على يديه كلمة النكار واورڻهم الحزي والعار . تحرك الواصلية بعض الحركة ء وهم قوم من البربر اكثرهم من زناتة , وذلك لا احسوا بوقوع التفرق وحاولوا ان ينتهزوا فرصة , فبلغ الامام ذلك فاعذر اليهم مرة بعد مرة ,. وقد نشا فى الواصلية شاب حدث السن شجاع لا يقوم له شىء ء وهو ابن اميرهمء وفيهم رجل ينتحل المناظرة فتكاتفت كلمة الواصلية . واجتمعوا من کل آوب منحازين من تاهرت , واكشرهم أهل البادية . فاظهروا مخالفة الامام رحمه الله ء فاعذر اليهم ء ثم خرج اليهم . بعساكر كثيرة فقاتلهم مرة بعد مرة فكان الشاب الواصلى لا يدرك احدا الا قتلهء وابوه يحرضه على القتال. فلما رآی ما نزل به منهم . وان حريهم مقيم . آرسل الى آهل نفوسة يستمدهم طالبا منهم جيشا نجيبا يكکون فيهم رجل مناظ عالم بفنون الرد على المخالفين , ورجل عالم بفنون التفاسير . ورجل شجاع ء يستعده لمبارزة الشاب الواصلى . ولا وصلت رسل الامسام رحمه الله الى جبل نفوسة ائتمروا فيمن يرسلونه الى الامام فاجتمعوا (1) كذا بالنسخ , لعله فشقق جميع الديوان . فيكون من شقق الكلام : اخرجه احسن مخرج فى ال حدیث : ( تشقیق الکلام عليکم شدید ) 57 عبد الوهاب پستمد نلفوسه فتمده باربعة رجال على ان يبعثوا اربعة نفر احدهم مهدی الویغوی › والثانى أيوب بن العباس ء والثالث ابن يأنيس والرابع قيسل اسمه محمد ابو محمد › وقيل ابو الحسن الابدلانى » رحمهم الله . فاستحضرهم عامل جبل نفوسة فلما حضروا اعلمهم بما کان من استمداد الامام . واتفاق الجماعة على توجيههم وامروهم ان يتأهيوا للمسير . فبلفنا ان النفر تساءلوا فيما بينهم فقال لهم مهدى اما انا فاكفيكم المناظرة ء وقال محمد بن يانیس وانا تفسير القرآن ء قد اخذته عن الثقات ء واعتمدوا على أيوب فى الملبارزة . وأخذ النفر فى اهبة السفر فخرجوا من جبل نفوسة متوجهين الى تاهرت , فلما انفصلوا عن الجبل رغب اليهم محمد بن يأنيس فى ان يكون لهم خادما فآبوا عليه ء فالح عليهم الى أن اجابوا رغبته فجملوا كلما رحلواء ساروا تهارهم الى الليل فاذا نزلوا عمد محمد بن يأنيس الى خيلهم فعلفها » ثم أخذ فى معالجة معیشتهم فاذا طعموا آو ناموا اقبل على الصلاة راكعا ساجدا الى الفجرء و كان صائما نهاره وقائما ليله . فكان هذا دآبه ودآبهم . فلما رآوا تماديه على ذلك شق عليهم . واشفقوا عليه . فرغبوا اليه أن يرفق بنفسه أو يدع عن بعض ما تکلفه فی سشره ء وينام ساعة من ليله , فأبى فعزموا عليه ان يترك والا نظروا فی خادم سواه , فلما تحقق جدهم وخشي ان يعز لوه عما تولی من خدمتهم . قال : قد اجبت على ان تاذنوا لی فی رکمتین لا غير . فطابت انفسهم وآذنوا له فی الر کمتين فلما كان فى الليلة المقبلة وقد فرغ من خدمتهم قام لياتى بالر كمتين فقر فى الركمة الاولى نصف القرآن , وفى الثانية النصف الآخر , فطلع عليه الفجر , فلما كان من 58 الفد وعلم اصحابه بما كان مته شق عليهم اشد مما كان قبل , فر غبوا اليه فى ان يعودوا الى الحالة الاولى . ورآوا ذلك ارفق به مما صار اليه . وبلغنا انهم ناموا ذات ليلة فاستيقظ احدهم فر آی ابن يأنئيس قائما يصلى وكانت ليلة مطيرة شديدة البرد والريح فسمع لكساء بن يأنئيس صريرا اذا ضربته الريح ء فقال : ان كان لا يدخل الجنة الا من کان مثلك يا ابن يانيس فستستوحش فيها . بل الله لطيف بعباده ورحمته واسعة . وبلغنا ان الامام رحمه الله لا سمع بخروجهم من جيل نفوسة متوجهين اليه قال لعبیده من بشرنى منكم بقدومهم فهو حر , و كان العبيد اذا خر جوا من المدينة ينظرون يمينا وشمالا , و کان احد عبيد الامام أعرج لا يستطيع النهوض مع العبيد فكان يرقى سور المدينة فلما كان يوم قدومهم أبصرهم العبيد الذين كانوا فى خارج المدينة ء فلما تحققوا ذلك بادروا يتسابقون ليخبروا الامام فلما راهم الاعرج عن بعد ء عجل الى الامام فبشره ء فخرج حرا فجاءه اصحا به فوجدوا الاعرج قد سبقهم بالبشارة فقالوا «فاز بها الاعرج» فلما وصل النفر المدينة آخبروا الامام بانهم اربعة . فساءه ذلك . وکان ینتظر قدوم عسکر کبير فلما دخلوا على الامام رحمه الله ء سآلهم عن احوالهم وعن قدومهم فى اربعة نفر دون عسکر . فاخبره کل واحد منهم بما تكفل به , واعلموه انهم بمعونة الله عز وجل ومساعدة الامام يقومون مقام المسكر . فامر الامام رحمه الله بانزالهم فى دار الضيافة , فاقاموا فی آبر حال . وبلغنا ان الامام أجل قبل ذلك الواصلية أجلا ء قبل قدوم النفوسيين فلما قدموا قال لهم : تأهبوا للخروج 59 ان کان لا يدخل الحنة الا من کان مله سوف لا يجد بها انيسا قالوا له : دعنا حتى نستريح وتستريح دوابنا فقد اساء‌ها السف ء فأسعفهم . ولا جرى ذكر المناظرة بينهم وبين الامام واعلمهم مهدى انه يكفيهم المناظرة قال لهم الامام : انه جرى بينى وبين الواصلى المنتحل المناظرة كلام . اريد ان اعرضه عليك فقال : افعل يا امير المؤمنين »ء فجمصل الامام يمر عليه ما وقع بينهما من مناظرة , ويکر سوال كل واحد منهما ء وجواب الآخر , فكلما وجد مسن كلام الواصلى حيدة , قال : يا امير المؤمنين زاغ فى الحجة ء وزاغ عن الحجة ء حتى اطلع الامام رحمه الله على جميع ما ليس فيه المعتزلی ء ومواضع حیداته فوثق بان مهديا سيظفر بالمعتزلى . وبلفنا ان مهدیا لا صار بتاهرت ‏ جعل ‏ یغیب عن فلما كان ذات ليلة قدم عليهم , فقالوا له : قد استبطاناك فغيم كان مغيبك ؟ فقال لهم : انی قد رددت الى مذهب الحق سبعين عالا من آهل الخلاف . ثم ان الامام بعث الى رئيس المتزلة بانه سيخرج اليهم فى يوم كذا ء فلما كان ذلك اليوم وقد ساءت ظنون المتزلة وامتلات قلوبهم رعبا يتوقعون ما سيجلى لهم من أمسن نفوسة فکانوا فی غم شدید , فامر الامام رعيته باروج الى الواصلية والحضور لناظرة مهدى للمعتزلة . فقال له ايوب بن العباس يا امير المؤّمنين : ان فرسى قد اتعبه السفر فلو اس لنا امير المؤمنين بخيل تركبها , قامر الامام رحمه الله ايوب بدخول دار الدواب فدخل الاصطبل فجمل کلما رآی فرسا حسن الصورةء أخذ بناصيته وجذ به فلا تثبت حوافره على الارض یکاد یسقط على رآسه , حتی آتی على آخرها 60 فلم يعجبه منها شیء فقال ايوب للامام اجمع (1) فرسی فان تعبه علي احسن الي من غيره قامر الامام پفرسه فاحضر ء فلما جذ به كما فعل بکل فرس اجتذ‌ به قبل ولم یال جهدا فى جبذه فاقتع الفرس برأسه فى الهواء طامحا , ولم تزل له حوافر مثبتة فى موضعها ء ثم ردد النظر فى الفرس فوجد به الحفاء , فامر باحراق الرمل حتی حمی »› وفرش ء وأمر عليه فرسه يط ذلك الرمل بحوافره فشعل به ذلك ثلاثة ايام » فبعد ذلك امر الناس بالخروج , فخرجوا والتقى العسكران والناس ينظرون الى ايوب فيتعجبون بما يسمعون عنه من الشجاعة . وانه لا يلقى شجاعا الا قتله , فاعذر الامام الى المعتزلة ودعاهم الى ترك ما به ضلوا , فأبوا الا المناصبة وسألوا المناظرة . وقد صفت الصفوف فخرج مهدى للمناظرة بين الصفين ومعه جماعة من اصحابه فقال مهدی لحمد بن يأئيس أخرج اليه فناظره . فقال له ابن يأنيس رحمه الله : بل اخرج اليه انت ولست باعلم متا ولكن اخشى ان يعقدنى العصرق الذى من قبل ابن يأنيس فخرج مهدى فتقدم الى المعتزلىء وقد كان قبل ذلك اسلمته نفسه فارسل الى مهدى فى خفية من اصحابه : ان انا ناظرتك فظفرت بی سترت على , وان ظفرت بك سترت عليك فليس منا احد یدری لن يکون الظفر . فارسل مهدى الى اصحابه ان علامة ظفرى المتول ان انزع القلنسوة عن رآسی واضعها تحت رکبتی ء تناظرا فجرت بينهما وجوه من المناظرة والناس يەلمون ما يقولون , فلم يظفر احد بصاحبه , ثم دخلا فی مناظرات لم يفقهها احد غير الامام , ثم دخلا فى وجوه لم يفقهها (1) فى نسخة القطب أجمع على فرسى 61 احد ولا الامام , فما کان باوشك من ان ظفر به مهدی والقى القلنسوة , فكبر اصحاب مهدى لعلمهم بظفشره بالمعتزلى , فلما رأى المعتزلى ذلك قال غدرت يا مهدى . وافترقا عن مجلس المناظرة ء وقد اظفر الله مهديا › و نصر حجة أهل الحق‌ولله الحمد . ثم خرج الفتى المشهور بالشجاعة يطلب البارزة › فأخذ ايوب بن العباس فى اهبة الخروج اليه فجبذ فرسه حتى استوى بين الصفين واراد ركوبه بحيث يراه كلا الفريقين فتجاهل فی رکو به » فضحك منه عامة الفريقين وازدروه ء فقال لهم | پو' الفتى الواصلى الآن جاء من يقتل ولدی , افلا ترون ان فرسه لا رکبه ادلی واستر‌سل , ولا يفعل الفرس ذلك الا تحت الفارس الحاذق اللمارس ء فخرج ايوب الى الفتى فبارزه فتطاردا قليلا ٠ وتضاربا حينا » فحمل عليه ايوب فضربه وقتله . وذکر بعض اصحابنا انه شكه بالرمح واحتمله كالجرادة . فلما رآت المعتزلة رئيسها وفارسها صريعا ء ولوا منهزمين بعد ما حمي الوطيس» وقتل الرئيس واستنجز القتل في المعتزلة وكان افلح بن عبد الوهاب يضرب ناحية وايوب يضرب ناحية آخری , واکان سيف ايوب بن العباس لیس له الا حد واحد وقيل ان ذلك لانه اذا عيي حمله علي عاتقه ء فلما امعن آهل المسكر فى قتل الواصلية ودوخوهم ›. وضعت المرب أوزارها ء ولم يكن بقى من المعتزلة الا اليسي ء وصار المسلمون يعدون من قتله افلح ومن قتله ايوب ء فوچدوا احدهما يزيد على الآخر واحدا . قيل وصاحب الزيادة هو افلح › وذكر بعض اصحاينا ان قتلىي افلح اربعمائة . ولا آوهن الله المعتزلة . وانهزموا وعسكس الامام فى سافلتهم , بلغنا ان ايوب بن العباس رای شخصا 62 قائما كهيئة الرجل فى حومة القتال . فخاله رجلا فضر به بالسيف فاأحس شدة فلما رجع قال لاصحابه : انی ضر بت شيئا فيه شدة ولم ادر ما هو . فتصفحوا القتلى فوجدوه عمودا قائما . فلمسوه بايديهم . فسقط متفصلا مسن الموضع الذى اصابته ضربة ايوب . ثم بعد ذلك بزمان ارسلت المعتزلة الى ايوب بن العباس بان يأتيهم بعد فعله الافاعيل فيهم ء فعزم على المسي اليهم فمنعه أاصحابه فآ بی الا المسير فحذروه الغدر ء فلم يبا بهم . فسار ايوب حتی وصل بعض احیائهم › فتيممه فاذا برجال من الي ينتظرون الامه بهم , فانزلوه فی خص ورحبوا به , فلما جن الليل قدموا له العشاء وهى جفنة طعام عليها شاة ووطب من لبن قال فاکل جمیع ما احضروه وشرب ما فى الوطب من اللبن ثم استد ظهره الى دعامة الخص وجعل يتلو القرآن ›. حتى طلع عليه الفجر ٠ فصلى الصبح بوضوء العشاء فلما طلعت عليه الشمس ء أمرهم بان يقدموا فرسه فقدموه وهم عازمون على غدره , فلما رکب فرسه تكلم متکلمهم فقال : یا ايوب ان فتيان ال حي راغبون فى ان تلاعبهم على فرسك ء فقال ايوب اجل ء ثم ان فتیان ال حی رکبوا خيلهم , فتناولوا قضبانا يترامون بها ء وفيهم رجل شجاع قد تكفل لهم بغدر ايوب فلاعبهم ايوب قليلا , ولم يشعر الا والرجل خلفه قد شد عليه بالرمح فتغافل عنه ايوب حين علم به فلما اراد ان يضر به اتقی ايوب ضربته . وشد عليه ايوب فقتله فحمل على اصحابه فقتل منهم ثمانية , ثم حمل أخرى فقتل ثمانية آخریء فصاح ايوب بنساء ال حی هل یکفیکن, آو ازید کن ؟ فقلن : قد اکتفینا , قال فتوجه ايوب فمر بواد فوجد فيه 63 ايوب بن المباس زهد مهسی وورعه ليست الدنيا عدوة الآخرة اسدا ولبوة وأشبالهماء فشد عليهما بالسيف فقطع ارجلهما فتر کھهما یز حضان ءواجتاز بحی من احیاء البر بر . فقال يا اهل ال حى من اراد متکم اللحم الملكروه فليقصد الوادی عند السدرة , فابتدر الحى الى الوادى فوجدوا الاسد واللبوة وأشبالهما فطفق القوم يآكلون ٠ وذکر بعش اصحایتا ان مهدیا کان رجلا ورعا زاهدا فی الدنيا طالبا للآخرة , وكان له آخ أو ابن خالة طالبا للأخرة من غير اعراض عن حظه من الدنيا » فاختصما یوما بتاهرت الى الامام . فقال ›» مهدى : يا امير الموّمتنين ان هذا اخی قد شغلته دنیاه حتى كاد يضر بأخرته فقال الآخر : ان هذا اخی قد شغله رفض دنیاه حتی كاد يضر بأخر ته , فاعر ض عنهما ودعا لهما بخير . حاولا توجه الامام رحمه الله الى جبل نفوسة اصابه مط بين منازل نفوسة وهو مرتحل . فقصد دار مهدی فوجد ها دار عابد زاهد ليست له رغبة فى الدنيا , فلم یجد بها ما يقى عن نفسه القطر فرغب اليه ابن خالته الذى له حظ من الدنيا وسأله انتقال الامام ومن معه الى داره ء واعلمه ان ذلك ارفق بالامام ما هو فيه من اليسار » واخف عن مهدى لا علمه فيه من الاقتار , فاجابه فخرجوا الى دار ابن خال مهدی ومهدی معه فلما دخلوا داره وجدوها دار ذى نعمة وبسطة ء وسعة رزق , فخلع على کل واحد منهم ثيابا جديدة لم يصبها مطر ء. وفرش فرشا وثيرة واحضر أطعمة حفيلة ء وأظهر لهم من صنوف البر ما استحسنه الامام غاية الاستحسان . حتی استدعی مته ان 64 قال مهدى : الآن خصمك ابن خالتك فيما اختصمتما , و بان ان حجته قامت على حجتك . وبلغنا ان مهديا خطب امرأة بجبل نفوسة فاستشارت فى أمره شيغا من المشائخ ٠ فقال لها : ان مهدیا رجل له رغبة فى الآخرة وزهد فى الدنيا واجتهاد فى الصلاح وله أرض كريمة محوث لها سد فوق سد قد انهدمت سدودها وخر بت جسورها ولم تدعه نفسه الى اصلاح شىء متها ء ولا يستطيع اصلاحها العدد القليل من الناس واراد ان يتزوجك , فلا تصلح جسوره الا بتراب تنقليه على رآسك فزادها ذلك رغية فيه وفی صلاحیته وتزوجها مهدی , فلما كان بعد ذلك بدهر , زارها الشيخ فلم یجدها فی بیتها فاعلم بمکانها . فوجد‌ها فی الحرٹ مع مهدی . وهی تنقل التراب على رآسها لاصلاح الجسور , فذكرها الشيخ فيما اعلمها من قبل به » فحمدت الله على ما اعطاها من خدمة ولي من أوليائه . قال الشيخ ابو العباس وانما ساق الشيخ رحمه الله هذا الخبر قبله ليعلمك بمراتب الرجال وما حووا من درجات الكمال ء وهم مع ذلك لا يعتورهم کېس ولا استنکاف ,. بل قد سلکوا سبیل من درج من اخیار الاسلاف , فالله يتفعنا ببركتهم اجمعين . نزول الامام عبد الوهاب رحمه الله على مدينة طرابلس حدث غير واحد من اصحابتا ان الامام رحمه الله آراد المسبر الى الحج فاخن فى اهبة السفر , ثم سار متوجهاء فلما وصل الی جبال دمر استعمل علیھا رجلا من آھلھا (1) أى غلبك فى الخصام 65 تنزوجه رغم تقره لصلاحه يقال له فزار ثم توجه الى جبل نفوسة , فاجتمعت عليه جموع نفوسة فأخبرهم بما عزم عليه من تيممه ال حح . فقالوايا امير المؤمنين ان رأيت المقام فعلت, فانا نخشى عليك من المسودة . فانهم أن علموا بمسيرك عن بلادك وتوجهك الى بلادهم لم تسلم من آفة تصي ك منهم »٠ من قتل , أو سجن , أو نكال . وقد تعين عليك القيام بأمور المسلمين , والنظر فيما يجمع كلمتهم . ويصلح شأنهم فاقامتك فيهم آكد , وواجب . فتد علمت انك لء. غبت عنهم لضاعت الحقوق وتفرقت الكلمة , قال فارسل الامام رحمصه الله الى اخوانه بالمشرق وكان المقدم فى ذلك العصر فى العلم والورع والفضل آبا الر بيع بن حبيب ٠ رحمه الله واين عباد المصرى فلما وصلهم الرسل والقوا اليهما من القول ما دار بين الامام وبين جماعة نفوسة . واخبروهما ان الامام يستفتيهما مستضينا علما من تورهماء مع ما وهب الله له من العلم ء معتمدا ان فتيا غره فى نازلة مختصة به أولى › وانهى للنفس عن الهوى . فاجابه الر بيع بان من كان مثلك فى العناية بأمور المسلمين ومحل امانتهم وخاف على نفسه من آهل الجور والیغی فینبفى له ان يستاجر من يحج عنه. وهو حی . واجاب ابن عباد بان من كان على هذه الصفة فليس عليه حج ء لان امان الطريق من الشروط التى هى مشترطة فى وجوب الحج . فمكث الامام رحمه الله ينتظر رسله , فلما قدمت الرسل بالجوابين أخذ بجواب الربيع وارسل من يحج عنه . الاسام يهتم فى وإقا نفوسة ف تلاء 2 عة دروسه سانل و م بجبل نفوسة فى تلك الحالة سبعة اعوام الصسلاة يستدرجهم في تعليم مسائل الصلاة , وانفصل عنه فيماذكر (1) لقب المباسيين قبل تكميلها . قال ابو العباس احمد بن الشيخ ابى عثمان سعيد › وذلك لان نوازل مسائل الصلاة كثيرة . وهى اول ما يحافظ عليه ء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أول ما يحاسب به العبد الصلاة » .٠ قال و کان الامام رحمه الله لما صرف الرسل الى المشرق جمع جموعا كثيرة وعسكرا ونزل على مدينة طرابلس محاصرا لها ومحاولا دخولها فى الطاعة , والمصي الى ما عليه أهل الحق › فحاصرها اشد الحصار , ثم رآی له الصواب فى الار تحال عنها فار تحل عنها . الافتراق الثشانى فى الاباضية حدث جماعة من اصحابنا ان الامام رحمه الله لا اراد التوجه الى تاهرت اجتمعت جموع آهل بلاد طرابلس ء فسألوا واليا يوليه عليهم , وراد ان يولى عليهم بعض وزرائه فلم يوافق ذلك مرادهم ورغبوا فی ان یو لی عليهم وزیره السمح ابن عبد الاعلى رحمه الله . لا روا محية الامام فيه » وحسن ظنه مع كونه ابن امامهم . فلما علم الامام عبد الوهاب رحمه الله ان رغيتهم فى السمح ء أذ لا يقوم مقامه فى نصيحة وعناية وحسن محبة احد ء. ٹم قال لهم ومع هذا فاتی آوشر‌کم به على نفسی ء فاستعمله عليهم وارتحل الى تاهرت . فلما ولى السمح على حيز طرابلس احسن فيهم السيرة . وعدل فى احكامه . فصلحت احوالهم فلم يزل مقرا بامامة عبد الوهاب وناصحا له فى رعيته حتى حضرته الوفاة . وقد كانت عماله على تواحی طرابلس 67 الامام عيد الوهاب يحاصر طرابلس تولية السمصح ابن آبى الطاب عبد الاعل عامل عل نفوسه يولون ابن الوال دون استشارة الإمام سالكين مسلكه ء فى حسن السيرة فاجتمع اليه اصحابه فقالوا له : اوصنا وأمر نا بأمرك , فانا مطيعوك فى الحياة وبعد الممات , فانك لم تال بيننا رشدا جزاك الله عن رعيتك وعن الاسلام خيرا . فقإل لهم السمح رحمه الله أوصيكم ونفسى بتقوى الله ء والعمل بما أمركم به , والانتهاء عما نهاكم عنه وطاعة امامکم عبد الوهاب وتاییده ما دام على الحق الذى عليه سلفه , وجهاد من خالفه . فبذلك تستقيم احوالكم , وینتظم شملکم ویتم خي دینکم ودنيا کم . وتوفي رحمه الله فلما توفي عظم مصابه وبلغ فى الناس فقده مبلغا عظيما . وخلف ولدا اسمه « خلف » فلشدة محبة الناس فى السمح وعظم منزلته فيهم أحسنت العامة الظن « بخلف » وآراد من ليست له بصيرة فی الدین ولا نظر فی العواقب توليته عليهم . فقال آهل البصائر : لا ينبغى لكم ان تفتاتوا على امامكم فى شىء مما قلده الله من اموركم ء وولاه من صالح جمهوركم ,. فقال ذووالعقول القاصرة : اما ان فعلنا ذلك رجونا ان يكون وفق ارادة امامنا ء وقال فريق منهم : نوليه على انفسنا ريثما يصل من الامام آم نقف عنده فان اثبته اثبتناه » وان عزله عزلناه . فابی ذلك كله آهل الصلاح كابى منيف اسماعيل بن درار الفداسى وابى الحسن ايوب ء وامثالهما . فغلبت العامة وولوه من غير اذن الامام » ولارضى من آهل الصلاح فولوه على انفسهم . وكاتبوا الامام بموت عامله , واقامتهم ولده مقامهء على‌انه ان اجاز ذلك اجازوه والا عزلوه .٠ فلما وقف علي ما خاطبوه جاو بهم ما نصه : 68 وصل الله على سيد نا محمد وآله وصحبه « اما بعد فانی آمر كم بتقوى الله تعالى , والاتباع يما ,مرکم به , والانتهاء عما نهاکم عنه . والذی کتبتمونی به من وفاة السمح وتولية بعض الناس خلفا . خلفا منهم ورد آهل الخير ذلك , فان مولی خلا بغر اذن امامه قد أخطاً سيرة المسلمين › ومن ابى توليته فقد اصاب , فاذا اتاكم كتابى هذا فليرجع كل عامل استعمله السمح الى عمله الذى ولي عليهء الا خلف بن السمح؛ فحتى يأتيه آمرى وتويوا الى ربكم لعلكم تفلحون ».٠ فلما وصل جواب الامام آهل بلاد طرابلس بما تضمنه من رد العمال الى اعمالهم . وتخطئة من ولى خلقاء وتصويب من توقف عن توليته . قلقوا فكتبوا الى الامام يراجعونه في آمر خلف ویسآلونه ان يجين توليتهم ایاه . فجاوپ رحمه الله بكتابين احدهما الى الجماعة , والآخر أفرد به خلفا ء يعلمهم ان ذلك لا يسعه من قبل الله تما ى . وانه لا سبيل الى بقائه على عمل . ثم اقتضى نظر الامام رحمه الله ان يوجه امناء من قبله الى جهة طرابلس مختبرين لاحوالها ء وعلم (۲) اليهم بتولية خلف على جهات طرابلس ان وجدوه قد اعتزل واطاع الله . وامر التقدمة . وان هم وچجدوه مصرا على الخلاف تابذا امر الامام وراءه ظهريا ء رفضوه . واخبروا آهل الصلاح بان امامهم بریء منه فلیجتنبوه ء حتى يحكم الله فيه وهو خير الحاكمين . قال فوصل امناء الامام فوجدوا خلفا فی عتوه واستنکاره ء فدفعوا له کتابا (1) يريد عهد اليهم و امرحم : 9 ھؤلاء ينيلدون طاعة الامام بحجة انه لیس فی حوزت ہم بالاعتزال , فابی . وشايعه على ذلك اصحابه الذدين ولوه وانهم لما وصل كتاب الامام بتخطئتهم کتبوا الى ابی سفيان محبوب بن الرحيل كتابا وجهوه اليه بالمشرق وهو اذاك رأس جماعة آهل الدعوة هنالك ء والمقدم عليهم بعد انقراض طبقة الر بيع ومعاصريه , رافعين اليه ما صدر عن الامام فيهم › وقدروا ما هم عليه من اصابتهم بزعمهم ء وحسنوا تولية خلف ورجوا ان يکون منه جواب يواقفق نظر هم الفاسد ,. فوصلهم جوابه رحمه الله بتخطئتهم وتصويب من امتنع عن ‌توليته . وتوجيب طاعة امامهم . فلما وصلهم جواب محبوب ہما خالف مواقفهم نبذوه واخذوا فى مسلك طرق الضلال حتى اعلنوا بنيذ امامة عبد الوهاب وقالوا ما هو لنا بامام واتما امامتا خلف ء اذ هو في حوزتناء والحافظ لجماعتناء والجامع لكلمتنا. واما عبد الوهاب فانه في حوزة غير حوزتنا ء وغير آهل لجماعتناء فبراً منهم أهل الدعوة وليس بيننا وبينهم خلاف الا فى مسألة الاقرار بامامة عيد الوهاب . استعمال أبو عبيدة عبد الحميد الجناونى رحمه الله ومحاربته خلف بن السمح الخبيث بن الطيب ذكر جماعة من اصحابنا ان عامل الامام عبد الوهاب رحمه الله ابو الحسن ايوب ادركته منيته فكتبت نفوسة ومن حولهم من بلاد طرابلس الى الامام يخبرونه ويستدعون منه استعمال عامل › فكاتبهم بان يعلموه بر چل يرضى لاعمالهم وتتفق عليه كلمة آهل الفضل متهم ء فسموه له . فکاتبوه باتفاق كلمتهم على ابى عبيدة عبد 70 الحميد الجناونى ٠ فكتب بتوليته على اعمالهم والنظ فى امورهم » ولا علم له بما آرادوه . ونفذ به امر الامام فاجتمعت جموع آهل بلاد طرابلس من نفوسة وغيرهم على ابى عبيدة ليسمعوا منه ويطيعوا ء فلما قرآ کتاب الامام تتصل من الولاية وقال : انا ضعيف قالها مرارا فکتب الی الامام متنصلا ومقرا بالعجز والضعف .فلم يقيل مته الامام عذرا فكتب اليه بالاقامة على ما ولاه من القيام على امور المسلمين .٠ وکتب فیما کتب به اليه « ان كنت ضعیفا فى الال فبیت مال المسلمين تقويكء وان كنت ضعيف البدن فالحق يقويك وانكنت ضعيفا فى العلم فعليك بابي زكرياء اللالوتى فاستمن به فيما يستقبل من امورك » . فاجتمعت عليه آيضا الجموع فقال لهم انتظرونىء فغاب عنهم ما یدرون ما يحاول فسار الى عجوز نفوسية مشهورة بالعلم والدين والصلاح ء فاستشارها فی تحمل ما تقلد آو الفرار . فقالت له هل تعلم في بلادك من أهل زمانك أقوم منك بما کلفت به واحق بتقلید ما تقلدت ؟ قال : اما فی امور الرجال فلا . قالت فادخل اذا فيما قلدك الامام , والا فانی اخشی ان تهشم عظامك فى نار جهنم ء فقد قامت عليك الحجة , فرجع اليهم وتقلد ما قلده من امورهم فكانت جماعة نفوسة يذکرون فضلها ويعترفون بها . فلما ولى عبد الحميد احسن السيرة وقام بحقوق الله عزوجل وعمل بطاعته ٠ فلما سمع خلف بن السمح بتولية الامام عبد الحميد بلغ ذلك مته مبلفغا عظيما ء واستكېن ء واستخف اشياعه من الضلال فأطاعوه . وجعل يشن الفارات على رعية عبد الحميد › ويدس اللصوص , فوجه اليه 71 الامام يقول لالى عبيدة : ان گنت ضعيفا فالحق يقويك الهسروب من المسؤُولية بعد قيام الحجة ائم استفحال الشاغبين فى نفوسسة أبو عبيدة عبد الحمميد يأمره بالكف عن الرعيةء فلم يكف فكتب ابو عبيدة الى الامام يخبره بما نزل بالرعية فكتب اليه الامام ان يعامله بالملاطفة والملاينة ما استطاع ءلعله يتذكر أو يخشى › فقال له : ان لم تجد بدا من المدافقصة فدافع عن الرعية . فمکث یلاطفه حینا الى ان ورد عليه الخبر بوفاة الامام رحمه الله . امامة افلح بن عيد الوهاب رحمه الله ولا توفي عبد الوهاب تدانی العدو من تاهرت طمعا فى الاستيلاء عليها . ورجوا الظفر بها وباهلها لا ظنوه من عجزهم عن المدافعةء اذ اضحوا بلا امامء فابتدر جماعة آهل الدعوة , فبايعوا افلح بن عبد الوهاب › فعقدوا له الامامة فكان ميمون النقيبةء فسكن الل به البلاد ووقيه من الفساد .٠ وما بلغ ابا عبيدة موت الامام وتولية ابنه افلح الامامة ٠ كتب ابو عبيدة الى !فلح يستشيره فى امر الخبيثٹ بن الطيب ويستاذنه الدفاع , فكتب اليه بمشل ما كتب به ابوه رحمه الله . فلما بلغ خلفا وفاة الامام وتولية افلح اتف واستکیں ولم يقر بامامته . ولا دان بطاعته , وانحاز بمن معه الى موضع يقال له « تيمتى » فسلط اشياعه على الطعام وشن الفارات على راعايا الامام . واستباح الاموال واخربپ الديار . وقتل الرجال . حتى قتل عدة من اصحابه » يحسب انهم من رعية ابى عبيدة عبد الحمید , ثم عظمت صولته واشتدت شو کته حتى استمال كثيرا من الناس فمالوا اليه ء واكش میلهم خصب جانب خلف › وجذب حیز ابی عبيدة ء 12 فكانوا معه طلبا لمعاشهم ورغبة فی الدنيا وکانوا معه على رآیه وبدعته . ولا رأى قلة اصحاب ابى عبيدة وكثرة من معه من الضلال سولت له نفسه الخبيثة انتهاز الفرصة وميادرة ابى عبيدة واصحابه ليستأصل شافتهم ›. فجمع عساكره وتيمم آبا عبيدة فلما سمع به آبو عبيدة امر اصحابه باروج فخرجوا. فعسكر بيعد من الجبل ولا تداتى العمسكران بعث خلف‌رعيلا من خيله نحو أربعمائة فارس ء فهم اصحاب عيد الحميد بان يخرجوا الى محاربتهم فمنعهم عبد الحميد من ذلك رقوبا ما عند الامام . وطلبا للسلامة فقصدت الخيل قرية يقال لها « ويدوف » من رعية عبد الحميد . فانتهيوا ما امكنهم من الاموال وقتلوا ما قدروا عليه من جال ء وکان اكش الخیل اخذه خلف وهل بيته ومواليه ومماليكه. فلما تحقق عبد الحميد بغيهم ولم يجد بدا من قتالهم آمر اصحابه بقتالهم . فالتقوا وانهزمت خيل خلف وقتل منهم عدد كثير . فاراد اصحاب عبد الحميد اتباعهم فتهاهم عن ذلك .٠ واحسن السيرة ولا رآی خلف ما اصاب اصحابه من الهزيمة والقتل . كر راجعا الى الموضع الذى منه خرج وهو موضع يقال له تيمتى فأقام به » ورجع عبد الحميد الى موضعه وامر اصحايه بالرجوع الى مواضعهم . وظن ان القوم لا يريدون بعد ذلك بسا ء ثم ارسل الى خلف اذا ما فعلت ما فعلت فكن فى حيزك , واکون فی حیزی ء وضع الحرب , فابى خلف الا المحاربة وجعل يشن الفارات على رعية عبد الحميد . وسلط عليها من يسومها أنواع العذاب لا يالوا فسادا وقتلا فى الاموال , والانفس , ثم ان خلا ازدھی بكثرة من اجتمع له من العدد , فامر ابو عبيدة 73 محاربة عبد الحميد الجناونى خخلف اصحايه بالخروج فخرجوا وهم فی عدد قلیل ولکنهم آهل بصائر يموتون على‌ما بايديهم من الحق . لا يأسفون على ما س فاتهم من دنیاهم ولا یعدون‌زایٌدا الا تقوی بهم ولا مطلبا تعطل احكام الله اعظم وزرا من هرالة الدماء الا ما يقدمونه لأخراهم . وقد اختلف فى عددهم فقيل سبعمائة وقيل عدد بدر ثلائمائة وثلائثة عشر ء فاقبل خلف بمن اجتمع لهوقد غره بالله الغرور ولم يدر « ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون » فجاء فی أربعة آلاف فارس فارسل الى ابى عبيدة رسولين بخلع ولاية افلح ويقر له بالولاية ‏ فلما قدم رسولاء بذلك الى ابی عبيدة حاجهم ابو عبيدة فى امر الائمة › فقال : هل احدث افلح أو ابوه في الاسلام حدثا يحل لكما معه خلع ولايتهما؟ واحتج عليهم بطاعة السسح لعبد الوهاب رحمه الله فاعتلا بانقطاع الحوزات › فقال لهما:السمح قد اقر بطاعته على اختلاف الحوزات , فقال له احدهما انا تخاف ان لم نجب الى طاعة هذا الرجل هراقة الدماء . فقال ابو عبيدة : ايهما اعظم هراقة الدماء آم الترك للقيام بدين الله تعالى ؟ فقال له الرجل : هراقة الدمام اعظم , قال له عبد الحمميد : لو كان الامر كما ذكرت ما افترق اصحاب التهروان وغيرهم؛ء واصحاب النخيلةء وابو بلال واصحابهء وعبد الله بن يحيى وابو حمزة واصحابهما ء وابو الخطاب ومن معه . وابو حاتم ومن تبعه . ولأذعنوا للطاعة دون هراقة الدماء , انما قاتلوا وقتلوا فى القيام بدين الله ٠ ولم ينكلوا خوفا من اراقة الدماء بل قد بذلوا مهجتهم ء مجاهدین على آثارهم خير مقتدمین لا نبفی عنهم بدلا ولا عنهم حولا . فمن حاول منا غير ذلك فالله يحكم بيننا وهو خير الحاكمين , ثم قال للرسولين : "فان استعظمتم هراقة 74 الدماء ء فارجعا الى صاحبكما فقولا له : ان هدا يوم الحميس فدعونا › فاذا كان غدا يوم الجمعة تصوم لله تعالى ونطلع , آنا وهو . وابو المنيف اسماعيل بن درار ء فنبتهل فتجعل لعنة الله على الظالمين . ونسآل الله ربنا ان يفتح بيننا وهو خير الفاتحين . فرجع الرسولان الی خلف فاخیراه بما جری بينهما و بين ابی عبيدة من القول فامر خلف عساکره بالتهىء للقاء ابى عبيدة فلما قرب عسكره عسكر ابى عبيدة . تقدم رجل من اصحاب خلف ممن یری تصویب ابی عبيدة واصحابه تميل نفسه اليهم ويشفق عليهم . فقال لابى عبيدة : تنح باصحابك الى سفح الجبل فان كانت الدائرة لکم ادرکتم ما رجوتم » وامنتم ما خفتم » وان تكن علیکم کنتم فى حصن ولا يضر كم ذلك .٠ فقال ابو عبيدة لاصحابه هذه نصيحة قد اخرجها الله من‌عدو کم وعدوه ,. قامر اصحابه بالتنحى ء واستندوا ظهورهم الى جبل فظن خلف ان ذلك علي جن وهلع فْقَدم سرعان خیله . ورعیان رجله , فلما جاء والعساكر على اثره ء. وغشوا ابا عبيدة دعا أيو عبيدة بوضوء فتوضاً مستترا برجال ٠ وصلي ر كمتين وابتهل وتضرع الى الله تعالى عن وجل : وسأل أن يقل شوكتهم وقال : « یا من لم اعرض عنه منذ استقبلت آمره لا تفرق هذه العصابة علي يدى » وبلغنا ان رجلا من اصحاب خلف دنا من عسكر ابى عبيدة فقال لرجل متهم ماالذى أوقفكم ؟ قال وقفنا ندعو الله , فقال الخلفى فما بال السلاح , فقال للدفاع فى سبيل الله قال من تدفمون ؟ فقال : ندفع من بفی علینا . فقال له آخر من اصحاب ایی عبيدة لصاحبه مالك النت له القول ؟ فقال له : طمما فى 75 #خبار القتال الدى جری بين الطائفتن الصلح ورغبة في تأخير بعض الشرء يا اخىءثم تدانى القوم بعضهم من بعض , فاقتتلوا قتالا شديدا , وذلك فى عشية اميس الثالث عشر من رجب سنة احدى عشرة ومائتين ء قال و کان فی عسکر ابی عبيدة رجل شجاع ء حاذق بالطعن يقال له المباس , ولد ايوب بن العباس › فنظر اليه ابو عبيدة فرآه يضرب يمينا وشمالا » وقد حمى الميمتنة والميسرة والقلب . فقال ابو عبيدة وقد رکزه انه لحمى المعقبات . وقاه الله نار العقاب ,. وذكر عن العباس انه ضرب رجلا بسيفه فأطار رآسه , وقال العباس للرآس : ال التار وقال الرس : وبئس المصير ء وكان ممن يكشي النسك والاجتهاد قبل ذلك فقال العباس : هذا جسد كنت ادعو له بالجنة زمانا . وانه لمن وقود النار , انا لله وانااليه راجعون ء نسآل الله خواتم الخ . ثم انهزم اصحاب خلف واسرع القتل فيهم , فقتل منهم عدد كثير , فأمر آبو عبيدة اصحابه ان لا يتبعوا مدپرا ء ولا يجهزوا على جريح ء واحسن فيهم السيرة فانحاز خلف وبقية اصحابه الى الموضع الذى يقال له تيمتى , امي باخراج جميع من فيها من نفوسة ء واجلهم ثلاثة ايام ء وقال من‌وجد فيها بعد الثلاثة ايام فمهدور الدمء و باخراج اليتامى › والارامل › ومن لا ذنب له فخرجوا من ديارهم کر‌ها . ولا رآی اصحابه ما نزل بهم من خسار الدین والدنيا تفرقوا عنه الا قليلا منهم . ثم سار من عنه منهم يقرأُون على آبی عبيدة السلام تائبين ء فمن جاء منهم قبل توبته , فاوهن الله شوكة خلف فلم تكن له بعد ذلك حركة ثم مات فی زیغه ثم ابنه مات ولم تکن له حركة . ثم ولد ابن خلف بعد‌ها 76 فانحاز الى جزيرة جربة وما جاورها . وسنذ‌ کر خبره اڏا وصلنا اليه ان شاء الله . ثم ان الامام افلح رحمه الله تمكن في امامته واستقامت له الاحوال واستقامت به . ولم يبق فى ايامه بعد خلف متازع ولا في جهاته طالع وبلغنا انه كان فى اللوم متفقها وعلى انواعه متطلعا . ولقد ذکر انه کان يجلس لأربع حلق وذلك قبل بلوغه الحلم . وقام آبو عبيدة على ما ولاه الامام ملازما طاعة الله وحفظ ما اوجب عليه حفظه من حدود الله وحقوق رعيته الى ان توفي رحمه الله ٠ ثم استعمل الامام رحمه الله العباس على ما كان عليه عبد الحميد . فأحسن السيرة وعامل رعيته بما عاملها به ابو عبيدة عبد الحميد من الرفق والحنان والعدل والاحسان الى ان توفى العباس رحمه الله . الافتراق الثالث فى الاباضية خروج نفاڻ وهو فرج بن نصر حدث غير واحد من اصحابتا ان الامام رضى الله عته استممل على قنطنار ابا يونس وسيم بن يونس التنفوسى ء فولى قنطنار وما والاها . فاحسن السترة . ووسيم هذا من نفوسة الجبل ء ومنها خرج تحرجا من تباعات الئاس ء وذلك انه کان له اماء يحتطبن من غير املاکه . فخرج ذات مرة لا شعر بذلك فوجد المواضع التى يحتطبن منها قد دمرت وتهدهت جسورها ء لاستنقاع الاء بها ما صنع الاما فلم ير السلامة الا فى الهروب بدينه . فولاه الامام قنطنار لا علم من صلاحيته وورعه ء. وکان له اين اسمه سعد ء وكان ذا فهم وذكاء » فسار سعد الى تاهرت ليطلب العلم 77 ايام افلح كانت ايام استقرار نفاث يخالف الامام ورئتة بها فکان هو ونفاث بن نصر يحضران معا مجالس الامام رحمه الله : يقرآن عليه , فكان كل واحد منهما يجتهد ويجهد نفسه فى دراسة العلم » حتی حصلا ما رآيا فيه مقنعا , وتشوقا الى بلادهما , وذلك بعد وفاة وسيم ء فخرجا متوجهين الى بلادهما . وكان الامام لا بلغه موت ابی يونس عازما على استعمال عامل يلي جهات قنطتار . فتظ فى ذلك فلم ير له اهلا الا سعدالا تحققه من صلاحيته واختبره من حسن حاله . فکتب کتابا باستعمال سعد ء فطواه » وختم عليه بخاتمه , وأودعهما اياه . ولم‌يعلمهما أيهما العامل . وقال لهما حين دفعه اليهما : لا تفكاهء حتى تصلا قنطنار .٠ فسارا فلما كان ببعض الطريق غلب الشره على نفاث فاستخفه حب الرئاسة فاستفل سعدا وتخلف الى رحلهما ء فض خاتم الكتاب وقرآه . فوجد سعدا هو العامل › فظنت نفسه الظنون ,. واعتقد العداوة واضمر الفش لاستعمال الامام سعدا دونه , ولا وصلا قنطنار قرا بها كتاب الامام ء فسمع اهلها واطاعوا . فاقام سعد واليا عليهم . محسنا للسيرة . عاملا بطاعة الله عز وجل . وتمادى نفاث الى بلاده » فسئل عن الامام واحواله , فاظهر الطعن فيه , وقال انه اضاع امور المسلمين ويزيد في الخلقة اذا مشى , ويلبس الطر طور ويخرج الى الصيدء ويصلى بالاشبور () » فبلغ الامام طعته فيه › وارسل الامام اليه بان يحضره ہما نقم عليه . فقال ان كان ما تقول حقا قبلنا ورجعنا اليه وان كان باطلا فايه » وهذه الكلمة فيها معنى الوعيد . فلما بلغ ذلك نفاثا , قال ايه من السلطان هو القتل .٠ (1) فى بعض النسخ الثبور 18 وله مسائل انتحلها لا أصل لها متها زعمه ان الخطبة بدعة ومنها قوله ان ابن الاخ الشقيق آولى بامراث سن الاخوة للابء وانهم يحجبو نهم , ولا انتشرذلك عنه وسمعه مشائخ أهل الدعوة . قالوا لو لم يكن له جرم الا فتياه هذه لكان بها آهلا للضلال . فكيف والضلال محيط به فى جميع الاحوالء فمن مذموم احواله ما بلفنا انه دخل قرية وجاء الى دار رجل من اهلها فلم یجده فانصرف , فلما اتی صاحب الدار اعلمه اهله بمجیء نفاث يسال عنه , فابتدر الرجل وركب دابته وخرج يطلب نفاڻا . لرجع الى مذهبه . فسار الى الليل فادرك نفاثا فى ظلمة شديدة ,. ونفاث لا يراه فسمع الرجل نفاثا يعاتب نفسه ويقول : ضللت و أضللت يا نفاث › فحمد الرجل ربه ورجع الى اهله . واقام على مذهب اهل الحق , و بلغنا ان ابن اخت لنفاث اتاه فقال له : عير لی رؤا رآيتها . رآيت رجلا جمع شعيرا فجعله صبرة كبيرة فرقي سنور اعلاها . فقال له ذلك رجل جمع علوما فاستوى عليه الشيطان فقال انت هو الرجل یا خالى . وبلغنا انه بلغ مبلغا عظيما فى تحصيل العلوم واوتى فهما , الا انه فسد ذلك بما طبع عليه من الحسد ء. وغلب عليه من حب الخوض فى غمرات الدنيا » فمن فهمه ان امرآة سألته عن بيض طاهر طبخ فی ما نجس هل سينجس البيض ام لاء فقال لها قفى مكانك حتى اخرج اليك , فدخل الدار واخذ نيلجا فجعله فى ماء » وطبخ فيه بيضا حتى نضح ٠ فلما قشر البيضة وجد لون النيلج قد خلط الى داخل البيضة ء فعلم ان القشر لا يمتع التجس فخرج الى المرآة . فاعلمها ان البيض غير طاهر . و بلغنا ان سعدا خرج فی اٹ ناث لیتلافی اهل جبل نفوسة . قبل 79 فتاوى غربية لنفاث وڈكاء ولکن حرم التوفيق نماث فى بلاط العباسيين استفساد نفاث ثم شرع فى بناء دار مجاورة لنفاث ء وجعل اخوانه يحسنون عونه فى البناء » وفى اثناء ذلك لم يزل نفاث يلازم العمل معه بيده وكان يحسن صناعة البناء فكلما رأى ذلك منه خاف توهم النفوسيين انه راض عن نفاث , فکان یقول له بمحضر جمعهم الی متی انت مقيم على كفرك يا نفاث ؟ فقال معاذ الله من الكش يا شینم فاذا خلا سعد باصحابه قال لهم ء ما کان جزاء من يحسن عونى ان اعامله بقبح من القول , ولا ان اقايله الا بالاکر‌ام ء وانما خفت ان يراه معى اهل الموضع فيحستون به الظن ويجد سبيلا الى فتنتهم . وذكر عن نفاث انه توجه الى ارض الشرق ووصل بنداد ومکٹ فیها زمانا وکان یستانس برجل من آهل بغداد . ویجالسه وبینما هما ذات یوم جالسان ء اذ سمع نفاث مناديا ينادی فقال لصاحبه ما هذا ؟ فقال مسألة وقعت فى مجلس امير المؤّمنين » فمن اجابه عنها فله سواه ء ومناه فقال له نفاث انا اجيب امير الؤّمتين عن مسالته . فقال له صاحبه اخثى عليك من القتل ان لم تجبه بصد تكلفك بالجواب . فقال له بل اجیبه عن کل ما سأل . فاجتاز به خدمة السلطان وانطلق معهم فلما مثل بين يديه سلم عليه فقر به السلطان فسأله عن احوالهء وبلده ونسيه ومولدهء فقال له نفاث : يا آمب الؤمنين آنا رچجل من الېر ير والبر ي لا أدب عتدهم فان رآی أمير المؤمنين الصفشح عن اليد ان أساء والتجاوز عتنه ان بدا منه الحفاء فعل ؟ فقال له السلطان : قل ما بدا لك (1) لا تنس ان الاباضية تطلق كلمة كفر على اقتراف المعصية والاصرار على الذانب على حد قول الرسول عليه السلام للصحابة )لا ترحجعوا بعدی كفارا يضرب. بعضسكم رقاب بض ). 80 فسأله السلطان عن المسألة فاجاب عنها . ثم سأله عن مسألة أخرى فاجاب ء ثم سأله عن أخرى فاجاب , وذلك يمحضر الفقهاء الاكابر من أهل‌بغدادء فطفق كل منهم يسأله فيجيب حتى نفذ السوّال فلم يقف عن جواب . فنظر اليه السلطان نظرة مزدر برثائثة حاله على ما اوتى من العلم . فقال نعم المسل فى ظرف سوء ء فقطن به تفاث . فقال معرضا : ونعم الرجل فی قبر سوء یعنی دیوان جابر بن زید رحمه الله فانه فى خزانة السلطان لا ينتفع به احد ء ففضسب يظفر بديوان جابر السلطان لذلك وهم به ٠ وتكن ما قم من اک ا ف يدنه بم يقول ما شام » فامسك ء ثم انه قال له : سل حاجتك ء فقال له حاجتی ان تهب لی دیوان جاب بن زید رحمه الله (1) لاستنسخه , فاجايه السلطان الى ذلك .٠ فلما خرج نفاث قال للسلطان بعض وزرائه . يا امير المؤّمنين هذا ديوان معدوم غير موجود الا فى خزانتك ء فكيف تسمح به لسواك فيخرجه فيصير فى غير خزانتك وفى غير بلدك . ویزاد به هذا المغربى فخامة . ما هذا برآی فقال لهم انى قد وعدت الرجل ومثلى لا ينبغى له ان يخالف وعدا . فما الحيلة فاشار عليه احدهم ان يخيره فى يوم وليلة مقبلة من ایام اقامته فينسخ فيهما ما قدر عليه ء ففعل , فاختار يوما وليلة واعلمه بهما ثم اعد جمیع ما قد رآی ان فيه كفاية » من حبر واقلام مبرية » وورق وکاغد واستاچجسر جماعة من الوارقين . فلما كان اليوم الذى عزم فيه على أخذ الديوان وقد هيأ كل ما يحتاج اليه , فرق الديوان على الوارقين . وجعل لكل ناسخ ديتارا ولكل ممل نصف (1) هو الامام الجليل والمحدث الثقة ٠ وهو أول من نقل عنه المذهب الاباضى ويبدو ان ديوانههذا مجموع الاحاديث والآثار المروية عن الصحابة على الطريقة الاولى التى التهجتها كتب الحديث ء. وتوفى رحمه الله سنة 96 هف وفاة الامام افلح وولاية ابحهابی بكر دینار , فلما کان آخر النهار استدعی آخرين . وجعل لکل ناسخ دینارین ولکل ممل دينارا فالاجرة الاولى على عمل النهار » والاخرى على عمل الليل , فما انقضى الليل الا والديوان كله قد كمل تسخه , الا سشرا واحدا . فجاءه رسول السلطان يطلب الديوان فدفعه الى من تناوله له ء وأبقى فى يديه السفر الذى لم ينسخه . فشقه فى مجلس السلطان مرة واحدة فحفظه كله , فاعلم السلطان بذ لك فامر بامتحانه فاخذ منه الکتاب فقرآہ سردا بلا ء فعجب السلطان بذلك . ففصل نفاث من مجلسه فاملا السقر على من نسخه فكمل له الديوان . واعملت الحيلة فى القبض عليه . واعمل هو حيله فى التخلص ء وسلك طريقا مجهولة » حتى نفذ الى بلده ومعه الديوان ٠ قيل بانه سبعة احمال . غلما وصل الى بلاد طرابلس وچجد اصحابه الذدين ضلوا لضلالته قد قلوا وضعفوا , فساء ظنه وخشي ان اظهر الديوان تكون جماعة آهل الدعوة هم المنتفعون به ء. فلم تسمح نفسة الخبيثة باظهاره ء فحضس حفرة ودفن فيها الديوان بحيث لايعلم له موضع ء ففقد الى يومنا هذا . ومات نفاث و کان بد آمره نفاقا وکشفرا وعاقبته حسدا › فنعوذ بالله من علم لا ينفع وعمل للكلم الطيب لا ولم يبق ببلادنا من يقول بقول نفاث وينصر حجته الا فريق من مطماطة فمنهم من بالجمة ومنهم بالجبل واليه ينسبونء فيقال لهم النفاثيةء فوقى الله الامامة شره › ودحض عزه. =< واقام الامام رحمه الله بتاهرت سالة ايامه من الشوائب لا تاخذه فى الله لومة لانم « الى ان توفي رحمة الله عليه 82 وکانت مدة امامته ستين سنة . فولی بعده ابنه ابو بكس وكان ابته محمد غائبا بارض المشرق لقضاء فريضة الحح فدل عليه واخذ بمكة وحمل الى بغداد وسجن بها حينا ء ثم اطلق واحسنت جائزته › فتوجه يريد المغرب , فزعموا انه لا انقفصل من بغداد كان بيغداد من اهل التعديل من اعلمهم انه سوف تكون له ولاية . فجدوا فی طلبه یر يدون به شرا . فنجاه الله من شرهم ووصل الی تاهرت فوجد اهلها مجتمعین فی امس ابی بكر لا بينه وبين ابن عرفة . وذلك ان ابن عرفة من اعیان اهل تاهرت فکانت بینه و بين ابى بكر مواقعة افضت الى حرب وكاد الافتراق ان يقشع والفتن لا ترفع بينهما فبينما التاس فى ذلك اذ أصبح ابن عرفة قتیلا . فنسب الی ابی بكر وهذا ما منع من وقوع الاتفاق على طاعته , فلما يسر الله بقدوم محمد کان رافعا للخلافء, وقاطعا لقبائح الاوصاف فاعتزل ابو بكر الولاية واتسلح منها . ولم يجد الناس لمحمد محيدا عنها ء فعقدوا له بيعة . والتزموا سمعه وطاعته . امامة محمد ين افلح بن عبد الوهاب رحمه الله حدث غير واحد من اصحابنا ان محمدا بن افلح اجمعت على توليته جماعة المسلمين , فولوه على انفسهم فلم يختلف عليه اثنان . وبلغ الفاية في العدل والفضل والاقتداء بمن سلفه ,. فكانت نفوسة فيما قيل لا يعدلون ايامه وسيرته الا بايام جده عبد الرحمن وسيرته وذلك انهم اتخذوا مجلسه حينئذ كالمسجد , فطائفة يصلون , وطائفة يقر أآون الكتاب , وطائفة يتذا كرون في فنون العلمء ومکٹ فى امامته ار بعين سنة على هذا الحال ء محمود السيرة مجتهدا 83 ايو الياس فى الصلاح قائما بالحق قاضيا بالعدل الى ان علت سنه ورق عظمه ء وتوفى رحمه الله وله تأليف فى الرد على اهل الخلاف لا يشق فيها غباره ولا تیاره » فولی بعده ابنه يوسف ابن محمد بن افلح رحمه الله ٠ امامة يوسف بن محمد بن افلح رحمه الله ولا مات محمد رحمه الله ولى ابنه يوسف فمکث فى الامامة اثنى عشر سنة . وقد اطردت له الامور , ولم يبغ عليه احد من رعیته فی آمر من الامور , و کان عامله على جبل نفوسة ابا منصور الیاس على ما کان عليه فی ايام اپیه وایام جده . و کان قاضیه اذ ذاك عمروس بن فتح رحمه الله و کان ‎Wie‏ کبيرا وله تواليف فى الاصول والفروع . وكان قد عزم على ان تأليغا مرضيا على ثلاثة قواعد : الكتاب , والسنة , والرأى . ويجعل كل قاعدة بمعزل فادر که اجله عجلا قبل تأاليفه « فانا لله وانا اليه راجعون » . وفى ايام یوسف کان طلب آبی منصور ولد ابن خلف على ما سيأتى ذكره . وذلك ان ابا منتصور كان فاضلا مستجاب الدعاء , ذا گرامات ء ذکی عته انه اذا خرج فی عسكر ركب بفلة و کان لا يت يتقى النبال ء وكانت النبال تتحادى عنه وعن بقلت يمينا رشمالا وهو مقتحم الحروب ,› لا يقع شىء منها عليه ولا عليها ء قلت ولعل ركوبه البغلة لان ينشط العامة . ويشجمهم ولان يعلموا انه لا يحدث نفسه بفرار فیتاسوا به . وان كانت البغلة ليست بمر كوب لمقتحم الحروب . وحدث يعقوب بن ابى يعقوب ان ابا منصور رحمه الله خرج فى طلب ولد ابن خلف فى آخر ولاية الرستميين وقد هرب منه وسار الى 84 زواغة والتاأمت رواغة . واجمعوا ان يمتعوه , و کانوا علي مذهب ابه فسمعوا قوله واطاعوه واقبلوا مجيبين دعوته الى ان من الله عليهم بأبى متصور فردهم عن مذهبه ء الى مذهب الحق حسبما یآتى ذكره ان شاء الله , قال فسار ابو منصور بعسكر من نفوسة فلما وصل ريضة بخارج جزيرة جربة وجد بها جموع زواغة , فى اعداد كشرة محدقين على ولد ابن خلف , عازمين على منعه من ابی منصور , قال : . فقام فيهم شيخ من بنی یوراسن يقال له ابو سلامة . فقال : يا معشر زواغة عندىلكم نصيحةء وذلك ان تختاروا واحدة من ثلائة اما ان تتر كوا بادية زيرة ء وتدخلوا جزیرة جر بة فتمتنعوا باخوتكم وتمنعوا صاحبكم . واما ان ترسلوا وفدا الى الامام ء فترغبوا اليه فى ان يفردكم بعامل ء فتخرجوا من طاعة نفوسة فلا يكون لهم عليكم سبيل . واما ان تدفعوا لى ابن خلف فانطلق به الى نفوسة تحت امان وانا کفیل بسلامته › وانهم لا يخرجون فيه عن قانون الحق . فلما سمعت زواغة مقالته قام رجل من عامتهم فقال ما اراد هذا اليوراسنى الا الايقاع بخليفتنا . فقال ابو سلامة : كيف قلت ؟ فابتدر ال جواب رجل من علمائهم . فقال اعرض عنه یا ابا سلامة . فاته جاهل فقال قد اعرضت عنه . وقام منصرفا عن محفلهم . ثم ان زواغة اجتممصت على مناصبة ابى منصور فناجزهم القتال فاقتتلوا قتالا شديدا , فانهزمت زواغة . وكان اكثر شجر الريضة قريب عهد بالانشاء , و كانوا لما غرسوه حفوه باعواد اثيتوها فى حفر ووصلوا ما بينها بالحبال لترد عنها الوحش لئلا يفسدها , فاكثر تلك الارض على هذه الصفة , فلما خرج القوم اعترضتهم تلك الحبال ,. فكلما راموا مهر با وطلبوا 85 ابو منصور يحاصر خلفا واتباعه فى مدينة جرب ملجا حالت تلك الحبال بينهم وبين ما يطلبون فطفشق اصحاب ابی منصور یقتلو نهم فی کل مکان , حتی مات منهم عدد كثير فرجع عنهم . واجتمع من ابقته الوقيعة منهم فلجأوا الى جزيرة جربة واستجار ولد ابن خلف برجل من زواغة يقال له معقل من بنی تامستاوت , فادخله فى قصر من قصور جربة . يقال له غردان فسار اليهم آبو متصور بعسكره , فلما دنا من جزيرة جربة وجه رجلا من بنی ير اسن الى الزواغى مجر ولد ابن خلف , وارسل معصه مائة دينار مصارفة ء ودخل الرجل جربة فلما وصل الى الزواغى سلم عليه وجعل يصافحه ويصب الد نان من كمه الى کم الزواغى فلما أحس بالدنانږ جعمل يساآله عن أحوال الشيخ ويقول له : لو اتيت الى اولادنا تدفعتاهم اليك . وكان ايو متصور رحمه الله لما قدم الى جربة وصل اليها بعد ثلاثة أو قريبا منها لان من سبرته اذا کان مر تحلا بعسکره وحضس وقست الصلاة نقر فى الطبل فيقف أول العسكر وآخره ثم ينزل فيصل بهم فاذا صلوا ارتحلوا . وکان هذا دآبه فهو سہب مهله في السيرء فلما حل بهم أبو منصور تقدم الى معقل ولد ابن خلف ء فقال : انزل ايها الام فقد طالا ارملت نساء زواغة . فقال ولد ابن خلف ليتكم لم تسمونی اميا وناداهم نداء فيه جفاء . قالء فدفعوه :لی ابی متصور فسار به ولم یکن بجر بة حینئذ حر كة ولا قتال ء فاحتمل ولد ابن خلف الى الجبل فسجنوه رلم یزل مسجونا حتی نزلت عنده نازلة في قطع رجل لص (۲) , فاختلفوا فيها فاحتاجو ا اليه › فانه کان عالا فتوجهوا نحوه وسالوه من آين تقطع (1) لعله ليس بلص . بل قاطع طريق ٠ والا فاللص لا تقطع رجله 86 رجل السارق فافتاهم بانها تقطع دون المقب . فقال عند ذلك مقالة جابر بن زید لا اسة ستفتی فى السجن وخبره مشهور وسیآتی ذکره وقد ذکر بعض اصحابنا ان الفتى تاب ورجع الى مذهب أهل الحق . وحسنت حاله . شم ان با منصور توفي رحمه الله وولى مكانه افلح بن العباس بنفوسة من قبل الامام فكان حسن السيرة كأبيه ٠ وقعة مانو وانمعراض الامامة حدث غير واحد من اصحابنا ان نفوسة کانوا اطوع رعايا بالدولة الرستمية واكثرها عونا على الخغر واشدها بسا فى النصر على الاعداء , وفي ذلك يقول الامام رحمه الله : اثما قام هذا الدين بسيوف نفوسة واموال مزاتة . وانشهر الصيت على نفوسة حتى اشتهر فى بلاد المشرق عند ملوك المسودةء لمكاتبات أهل بلاد القروان وأهل يلس وغير‌ها من بلاد المغرب التى انتشرت بهادعوتهم . وأستقامت بها مملكتهم ء وبهم ظهروا على من سواهم وكان ذلك فی ايام التو کل بینداد فلما تواترت الكتب اليه من الجهات الغربية ان دعوة الرستميين قد تمت وايامهم قد استقابت لا ينازعهم فيها مناز ع ولايدافعهم عنها مدافعءويستنفرون من عنده‌جيشا ينتظم به اليهم ملك طرابلس والمغرب فاهتن لذلك وتحرك اليه خاطره فوجه عسكرا الى المغرب ء وام عليه ابراهيم ابن أحمد من‌بنى !لاغلب فتوجه ايراهيم بعسكره الي‌المغرب قاصدا تاهرت ,. فلما قرب من طرابلس سمعت بخبرەه نفوسة فاجتمعوا واجتمع رأيهم على ان لا يتر كوه وما اراده من المسبر الی تاهرت ء دون ان يناصبوه . فاتصل به ما عزموا عليه ء فوجه اليهم ان اتر كوا الي ساحل الپخسس 87 يستفتونه وهو فى السجسن انما قام هذا الدين باموال مزاتة وسيوف نفوسه مقدار نشرعمامتى لأجتاز فيه انا ومن معى ء فأبوا من ذلك فلما رأى ابراهيم ان لا بد من رجوعه الى المشثرق أو مناصبتهم عزم على لقائهم . فقال لأصحايه خذوا اسلحتكم وشمروا وجوزوا على الساحل ولا تتعرضوا لهؤولاء القوم فان تر كونا وطريقنا . . . والا قاتلناهم › فبلغ نفوسة ما عزم عليه ابراهيم . فقال بعضهم دعوا هذا الرجل يجتاز ولاتتعرضوا له بشىء , فأبى الاكئرون ذلك و کان ممن کره تعر‌ضهم سعد بن ابی يونس واشار بالكف عنهم . فقال له بعض العامة : يا سعد تشوقت الى شداخ قنطنار فجزعت من القتل فى سبيل الله . فقال لهم يا قوم ليس فى ما تقولون . ولكن خشيت ان تذبح البقرة فيتبعها عجلها يعنى بالبقزة نفوسة وبالمعجل قتطنار ‏ ثم خرجوا الى المسكر يمنعونه السلوك الىالمغرب .٠ فلحقوه بموضع يقال له مانو » وهو قصر على ساحل البح من ابنية الامم السالفة فاقتتلوا قتالا شديدا لم ير أشد منه بالمغرب فى ذلك العصر فخرج رجل من عسكر المشرق يطلب البارزة من عسکس نفوسة فلم يخرج اليه احد الا قتله فأراد الخروج اليه افلح بن العباس وهوامير الجيش , فأبى ذلك أصحابه فقال لا بد من ذلك فخرج اليه فقتله افلح واشتد بينهم القتال ٠ واسرع القتل في الفريقين وكش القتل والجراح في نفوسة حتی هموا بالانهزام . فلما رآى ذلك افلح آم صاحب البتد ان ير كزه فى الارض حتى لا ينهزم احد على البتد ء فأبى صاحب البند من ذلك . ثم اقتتلوا مليا ء ثم رجع فقال ارکز البند فآبی فقال لا بد ان تحفر للبند فتر کزه فقال له صاحب البند انى‌قد امسكته معجدك ومعابيك‌ومع اخيك », ولم یأمرنی احد منهم بان احفر له » وها انا حفرت 88 له حفر الله لك . فلما ركزه فى الحفرة ولى أفلح متهزما وتر کهي یلوذون به . ولم یستجیزوا ان ينهز موا ویتر کوا البند قائما ء فقتل منهم بشر كث . وقد كان أفلح بلفنا قد كره خروجهم الى ابراهيم › وقتالهم اياه ولذلك فعل بهم ما فعل . ثم ان رجلا من ذوى البصيرة فی دين الله ردد بصره في البند فرآه قائما والتاس‌يلوذون به ويصرعون حوله فعمد اليه وقال انى لارى انك لم يبق لك حظ فى النصر , وانك منهزم ء فضربه بسيفه فسقط .٠ فلما رآی من بقي من عسکر آفلح ان البند قد سقط ولوا مدبرین , فافلت من افلت منهم . فذکر من يوق به ان عدة القتلى اثنا عشرآلفاء فمن نفوسة يومئذ اربعة آلاف ومن سائر القبائل ثمانية آلافء وكان فى القتى ار بعمائة عالم ولم يبق بعدهم عالم يفتى فى النوازل الا ابو القاسم البفطورى ء وعبد الله بن الخير . ثم تلامذتهما يعدهما . وبلغنا ان عمروس ابن فتح كان فى آخر المسكر وتحته فرس سابق وکان یحمی صاحبه ء. فاذا طلب لحق‌و اذا طلب سبق , فتصيوا له حبالا واضطروه اليها . فعثر به الفرس واخذ أسيرا. ومضوا به الى ابراهيم بن أحمد , فاشار الى عمروس بان يستعفى فيعفى عنه ء قال عمروس تلك كلمة لا يسمعها منی ›. ولکن آسآل ان لا تنزعوا عنی سراویلی هذا ء فانى أوقن بالهلاك , فجعلوا يقطعون اعضاءه فقطموه أنملة فأنملة . فلما وصلوا بالقطع الى عضده استشهد رحمه الله . ثم ان بقية تفوسة بعد الواقعة رجعوا الى جيل نفوسة فتحصنوا فيه وتشاوروا فى عزل أفلح بن العباس وتولية 89 اثر وقعة ماو علي نفوسة لا يبسمعها مى ابراهيم بن الاغلب اهل الدعهوة ابن عم له » فاتفق جميعهم على ذلك الا ابا معروف فانه بی ذلك خشية الاختلاف .٠ 0 ثم ان نفوسة عزلوا أفلح بن العباس فأقاموا عوضا عنه ابن عم له ليقوم بأمورهم حتى يخاطب الامام بما رآه ء ويما دعاهم الى ذلك , فلما فعلوا ذلك حنق على فعلهم أفلحء حتى رام الخروج على جماعة اصحابه , والقيام بمخالفتهم ء وكان له صديق من نفوسة فعرض على صديقه ما عزم عليه من الخلاف ء وحاول منه ان يساعده على ذلك فامتنع . فبلغ أبا معروف ما عزم عليه أفلح فجاءه خفية وقبح عليه الخلاف › وسوء عواقبه ووعظه , فركن اليه ولم يتهم قولهء لا تقدم مته أيضا من كراهية خلع أفلح فاراد الله به خيرا فكف فأقام ابن عمه نحو ثلاثة اشهر فلم يحسن التد بي ء ولا امرا من الامور , فلما رأوا عجزه أخروه ,. وقدموا أفلح علی ما کان عليه ء وکان ذلك ببرکة ابی معصروف وحسن سيرته . وقد ذكر جماعة من اصحابه عن رجل من عسکر ابراهيم قتل آخ له فجاء ليلا ليحمله على دابته ثم التفت الى موضع المعركة فرأى شيئا يطوف على القتلى فلما مر بقتلى عسكر افلح نادی : كيروا يا آهل الجنة . فکبروا ٹم مر بقتلی عسکر ابراهیم فنادی انبحوا یا کلاپ النار ء فتبحوا باجمعهم . ونبح أخوه على الدابة فألقاه عنها وهرب ء ومضى لسبيله . ولا فرغ ابراهيم من نفوسة ذكر له ان بقنطنار بقية من أهل الدعوة . فقصد‌ها › ولم يشعروا حتى غشيهم سحرا ء فقتل منهم عددا كثرا , وآخذ من صلحائهم وعلمائهم ثمانين رجل ء فشدهم وثاقا . ثم سار ,. فذ کر له ان بنفزاوة ايضا جماعة اخرى , وفيها رجل عالم يقال 90 له ابو بكر بن يوسف النفوسى , رحمه الله ›. ووجه اليه ء فأخذ ته رسله من تيزاجء وهی قرية من قراهاء فلما أخذوه سألهم الشيخ ان يدعوه حتى ير كع رکعتین فتر كوه فصلی واخذ فى الدعاء والتضرع الى الله عن وجل ء فارسل الله عليهم ريحا صرصرا فأظلمت الارض اشد من ظلمة الليل فحيل بينهم وبين الشيخ فأخذه ابنه بيده و كان الشيخ مكفوف البصر ء ومضى الى تناوتة . وهم اهل القرية المعروفة بشيطانء من قرى نفزاوةء فنجاه الله من كيدهم. ثم ان عدو الله توجه الى القيروان بالثمانين رجلا الذين هم فی وثاقه » من قنطنار . وفيهم رجل يقال له اين تتیت مقطوع العرقوب ‏ ولم تطب نفسه بالهروب دون اذنهم ‏ فآذنوا له » فسل رجله من القيد وهرب . فأخذ اصحابه ء فقتلوا باجمعهم , فكان ما ابقته من الضعف هذه الواقعة وما اتصل بها سبيا لانقراض الدعوة . وذلك لان نفوسة كانوا عمدتها . قامت بقيامهم ء وانقطعت لانقطاعهم ٠ فلما ضعفوا انتهكت الحرمة .٠ واستفزت الامامة .٠ حتى انقرضت حسبما یاتی ذکره . نبد بنبذ من أخبار عبيد الله ووقوعه برض المغرب وانتشار مذهب الشيعة بها وما يتصل بذلك من الاخبار التى ذكرها ء ويفتقر هذا الكتاب اليها ء حتى لا يخلو منها لارتباطها بشىء سلفنا رآيت باستخارة الله ان اختزل اكش ما ذكره الشيخ رحمه الله ء فى هذا الموضع ء لقلة فائدته , واذكر منها موضع الحاجة واستخلصه عن مقتضى ما ذكره « الرقيق » فى تاريخ افريقية ما تدعو اليه الحاجة .٠ 91 عبيد الله الضيعى وظهوره بالغرب الاصة عبيد الله بقلعة كتامة فأقول : عبيد الله هذا هو الذى يكنى ابا القاسم ء وسموه المهدی محمد , وهو الذى يسمى : الامام القإْئم بن على بن موسی ابن جعفر بن محمد بن على بن ال حسين . بن على بن ابی طالب فیما ذکره الرقیق ٠ وقد ذكر الرقيق ان المهدى هو ابو محمد , وان الخليفة بعدد ابنه القائم ابو القاسم محمد بن المهدی وبعده أبته الملنصور اسماعيل بن القائم , وبعده ابنه المعزن ء معد بن المنصور ء ومعد هو ابو تميم وسیاتی ذکر شیء عنه فی اثناء أخبار هذا الكتاب ٠ وقد قال بعض الناسبين , واصحاب التواريخ ان انتسابهم الی آهل البیت غير ثابت وکان هذا قد حصل به شىء من علم الحدڻان . وكان يرى ان امره بمزلاعة من ارض اليمن ء٠ ومنها تفرق دعاتهم , وان بأرض المغرب تتم الدولة . ويعم ذکرها ورآی بالعلامات ان ابا القاسم الحمسين بن فرج بن حوشب الكوفى هو الداعی باليمن ء فلما اتى الوقت وجه الى اليمن داعيا , فاقام بأارض اليمنء الى ان انتشرت به الدعوة الشيعية وان عبد الله الحسن بن احمد بن زكرياء الكوفى المعروف بصاحب البدر هو الداعى بأرض المغرب ء فوجهه اليها وامره ان يبدا بلقاء ابی القاسم الداعى باليمن ویتمنی سيرته . وینتظسرس مخارج افعاله › فيجتهد بها ء ففعل . ثم خرج الى مكة فصادف بها جماعة من كتامة ء ممن حح تلك السنة . وكان منهم من تقدم له شىء من التشيع › فصاحبهم حتى أنزلوه قلعة ايكجان بنظر ميلة . من بلاد كتامة . فلذلك قيل له الكجانى , ثم انتقل الى تاصروت ء 92 فأقام ببلاد كتامة داعيا مدة سنتين . تمكنت به الدعوة الشيعية . وانتشرت فيما يليها من الجهات بعد ان عبا المساكر . و كابر الحروب , وقارع غير واحد من الاغالية ‘ وقوي . وافتتح البلاد فى آخبار تطول › وانما قصدنا من ذلك الاختصار .٠ وفى اثناء هذه المدة توفى الامام بالعراق . وعهد الى ابنه المهدى عبيد الله . فجاءته فى الكتاب عبيد الله ‎(x)‏ ‏يعلمه ان الامور قد تمهدت , او كادت , فتوجه الى المغرب مجاهدا قاصدا سلجماسة , فاجتاز فی طريقه على وارجلان فاستخف به سفهاؤها . وحتوا فى وجهه التراب يقولون : هذا الذى جاء من الشرق يطلب الملك , وكان اشر الناس عليه أهل قصر بكر , فلذلك فی رجوعه حسبما یاتی ذکره حرق المسجد الكبير . وکان عند وصوله ورجلان سآل من رئيسها ؟ فقيل له : غيار ء فتطير بهذا الاسم . فتوجه الى سلجماسة فوجد صاحب سلجماسة اليسع بن مدرار فاکرم مثواه ء وأسكنه عالية دار لرجل من آهل سلجماسة ساکن فى اسفلها , فلما كان ليلة من الليالى رأى السلجماسى فی منامه کأن ثعبانا عظیما فی داره مضطجعا , فانتبه مذعورا ء فقص الرويا على ضيفه من غير ان يعلمه انه الذى رآها ء فقال له ان صح ما ذكرت فهذا ملك يملك المغرب والمشرق, فقبل يده وقال : والل یا مولای انی رآيت الرؤيا وليس معى فى دارى غيرك , فازداد بذلك آنسا وبازال وحشته . واقام بسجلماسة الى ان فتح ابو عبد الله طبنة وبغاي وطرابلس والقروان وقفصة وما يتخلل هذه المدن من القرى , واستولى على جميع افريقية . واجلى عنها (1) كذا فى النسخ التى ظفرت بها سقوط تاهرت عل يد الفاطميين من كان فيها من الاغالبة , فلما طاعت له البلاد واستقامت له الامور عزم على المسير الى سجلماسة فى طلب المهيدى عبيد الله فخرج ايو عيد الله من رقادة الى سجلماسة ء فاجتاز على تاهرت فکان منها ما کان من غدر بنی الیقظان بالامام يوسف بن محمد بن افلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم رحمه الله . وشکی من بتاهرت و نظائر‌ها من الشيعة والواصلية وغبرهم الى الشيعة امارة الفرس ء وسآلوه أن يستأصل شافتهم. وخرجت دوس(۲) بنت الامام يوسف رحمه اللهء تشكو الى ابى عبد الله الشيعى غدر بنى يقظان اباها . ووعدته ان يتزوجها ان هو أخذ لها ثار ابيها . فجاءه فيمن جاءه من آهل الوضع ومعهم ابوهم . فسأآله ابو عبد الله الكجانى من انت ؟ قال : أنا يقظان فقال بل انت حيران » ما الذی دعاکم ای قتل امیرکم فاسلیتم ملکه ء واطفأتم نور الاسلام بغي سبب , والقيتم بايديكم الينا بن قتال ؟ ! ثم ام بهم فقتلوا جميعا ء ثم ان يمقوب بن الامام وابنة اخيه دوس خرجا فى خفاء الى جهة وارجلان حتی نزلاها وانما خرج بها خوفا من ابى عبد الله الشيعى ان يستنجز الوعد فطلبها فلم يجدها , ودخل المدينة فانتهبها وانتهك حرمتها . واجلى كرا من اهلها . وجعل اعزة اهلها اذلة . وكان دخوله المدينة بالامان فلما دخلها غدر وقتل اهل بيت الامامة من الرستميين واهل الملك وأهلك الحرث والنسل , فانقطعت الامامة بموت الامام يوسف رحمه الله ومن قتل معه ومن قتل بعد دخول المدينة وذكر انه وجد صومعة مملوءة كتبا وهى المشتملة على (1) اثبتها صاحب الازهار الرياضية باسم دوسرة 94 دیوان تاهرت الذى يذ کره العزابة « فانتقی منه ما انتقى ولا علم عبيد الله بقدوم ابى عبد الله خرج ليلقاهء وقد علم جميع الدعاة والقياد انه صاحب الوقت › وان له يدعو بعد ما خاف عليه الغدر من ابن مدرار , فلما قدم على عسكر ابى عبد الله جاء معه ابنه القاسم فقدم لهماابو عبد الله فرسين فر كبا وحفت بهم العساكر . ومشى عبيد الله والدعاة بين يديه وإابو عبد الله يقول : هذا مولاي ومولاكم . وابن ابنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ء والذى كنتم تنتظرون وجميع الناس يسمعون كلامه ء وعقدوا له البيعة فلما دخل افريقية وذلك فى عام 297 سبعة وتسعين ومائتين . وقد تمکنت دولته . وجه عسكرا عظيما الى وارجلان , فلما سمع اهله پاقيال العسكسى تحصنوا بالكدية المعروفة بكريمة . وهى كدية حصينة شاهقة بينها وبين وارجلان قدر ستة امیيال . فملأوا موٌاجل بها ماء واخر جوا ما قدروا عليه وما امكنهم , فلما وصلهم المسكر دمر الديار وحاصروهم فى الكدية . وطوق بها سبعة اطواق , وهم بالمقام معهم » حتی یهلکوا عطشا فقال لهم رجڃل ممن کان معهم ویقال انه يهودي لعنه الله هاتوا قصاعا كبارا . فملأوها زيتا ونصبوها على حرف « كريمة » بحيث ير اهم أهل العسكر وجعلوا كانهم يمتجون الماء ويصبونها للجمال تشرب ء ومعهم جمال كثيرة وقد تمكن منها العطش . فجعلت الجمال كلما رآت القصاع مملوءة حسبتها ماء , فقصدتها فکلما کرعت وجدته زيتا فقنعت برؤُوسها , وتنفض مشافرها , وتنشر بأنوفهاء 95 حصار عبيد الله الفاطمى لوارجلان فلما رأى ذلك اهل العسكر قالوا ما هذا الا عن مام جم لا تكنسه الدلاء , ففيم المقام ؟ وارتحلوا وقد كانوا حين انتهاب الديار وجدوا بيضة نعامة مملوءة شعيرا فحملوها معهم فلما وصلوا رملة ايفران لحقهم رجل من وارچلان ممن اراد هلاك المسلمين فوالاه من العسكر ناس سدراتيون فقال لهم لم ارتحلتم عن القوم وليس معهم ماء ؟ وانما تلك حيلة احتالوها عليكم . فارجعوا فانكم ستظفضرون فابتدره السدراتيون . فقتلوه خوفا ان يسمع مقالته احد من أهل العسكر . وانما فعلوا ذلك حمية لاخوانهم وقبيلهم ان يظفر بهم اهل العسكر ولا وصل اهل العسكر الى صاحبهم بالقروان لامهم . ونسب اليهم التقصي , فقالوا : كيف نقاتل حصنا هكذا ؟ ورشقوا رغيفا بأعلی ذرع طويل وهذء مطامر هم . واخر جوا له البيضة المملوءة شعيرا . قالوا كيف نقاتل هؤّلاء وأى فائدة تفيد بقتالهم ؟ فنجاهم الله عز وجل . ويسر اسباب سلامتهم , ولا تمكن امس عبيد الله بالقروان واستحکمت دولته بلغ عن ابی عبد الله انه عازم على غدره فلما تحقق ذلك منه بذاته وبمن صافوه على ذلك من الكتاميين . فتتلهم اجمعين . وذلك فی جمادی الثانية سنة 298 ثمان وتسعين‌ومائتين‌وسلم له ملك افريقية حتی قبض وولی بعده ابنه القاسم وفی ایامه ظهر ابو یز ید بن کیداد الیفرنی . ذکر اخبار ابی یزید مخلد بن کیداد الناکئی حدث بعض اصحابنا ان ابا یزید رجل من بنی يفرن وكان مسكنه بقلعة « سدادة » من تفيوس , قلت اما نسب سدادة فوهم آو غلط . وان کان هنا النسب قد وقع أيضا لیس هکذا فی کتاب الرقیق , وانما ذکر اصله من بنی 96 ويسيان توزر ثم نشا بتفيوس وليس كذلك . انما کان مسکنه فى منزل يلى جهة سدادة وهو الیوم خال دارس فی الجانب الغربى مته كانت مدرسة ابى يزيد على عين ما ء هى معروفة بعين النكارة الى يومتا هذا وعشيرته من اهل تطاوین وهم رهط « بنی کندل » قال : وله حدیث مع ابی الربيع سلیمان بن زرقون فی ابتداء اشفالهما بطلب العلم ورجوع ابى يزيد الى مكان مذهب النكارة وتر كه مذهب الوهبية نستدركه فى موضعه ان شاء الله , وانما قصدنا هنا ان نذ كر قيامه على القاسم بن عبيد الله . وما آل اليه أمره فاول ما اوقع فى نفسه القيام انه لما توجه الى الملشرق يريد الحج حين فراره من عبيد الله لا طلبه , فلما وصل الی مص نظر اليه رجل من اهل مصر وقد حلق رآسه وقال له : غط زاآسك ايها الثائر فلما سمعها ابو يزيد وقع فى نفسه ما وقع من ذلك فسار متوجها . فطولب فى بعض البلاد التى سلكها بمكس فاستعظمه ولا رجع ووصل الى قرب جبل نفوسة فارقه من کان معه من اهل جبل نفوسة ۽ قاصدين منازلهم . فقال لهم ابو یزید : اقرآوا اخوانتا السلام . وقولوا لهم قد فاتنا متكم كثير وفاتكم متا ؤاته ليس لله علينا ان نشترى حجه ء يشير بهذا الى المكس الحقر الذى طولب به . ويريد بهذه الرسالة اختلاف القلوب . ثم سار وصل مو صعه بتفيوس . فجعل و التكار يجتمعون عليه فى المكان الممروف به واطلع متهم من اطلع على ما عزم من القیام حتی اشتهں خبره وفشی دالبعث عنه » لانه كان يرى ان قاثما يقوم عليه من رثات 97 التجاء أبى بزيسد ال اوراس فیلقی منه شغبا » وسمع من علامات ابی يزيد ما دله على انه الذى يقوم عليه ٠ فوجه اليه والى قسطالية من توزر فأخذ وسجن فى توزر مكبولا . فطال مقامه فى السجن حتى قتط ويئس من السلامة واشتدت عليه ابواب الحيل . فبلغ خبره جماعة من النكار , فتشاورا فى امره , فأجمعوا على ان يختاروا اربعة رجال اهل شدة ونجدة . فساروا آخس التهار ودخلوا مدينة توزر , فوقف احدهم على باب المدينة وتقدم ثلائة الى السجن وكسروا بابه وقتلوا السجان ء واخرجوا جميع من فى السجن . فاخرجوا صاحبهم فى كبوله , فحمله احد الثلاثة على ظهره وجرد الآخران سيوفهما . فجعلل احدهما أمامه والآخر وراءه فكل من قام اليهم قتلوه » حتى خرجوا من المدينة , فلم يتبعهم احد .٠ فلما وصلوا موضعا بين الحامة وتوزر وهنالك صخرة حطوه عليها » و كسروا الكبول » حتى اطلقوه . والصخرة معروفة بصخرة ابى يزيد الى اليوم فتوجهوا بصاحبهم الى صحراء سماطة قاصدین بنی درجین وکان بھا حینئذ عدد كشي زهاء ثمانية عشر آلف فارس , فیما ذکروا ورجوا ان يمنعوه فلم يكتر ٹوا به » اذ كان على غير المذهب .٠ فسار من عندهم مستخفیا حتی وصل جبل آوراس ء و کان عند اخوانه بالجيل مكرما ولم يزل البحث عنه حتى علم موضعه فوجه اليه القاسم بن عبيد الله جيشا عظيما ء فحاصروه بجبل آوراس سبع سنینء و بلغت التراقی حتى قال قائلهم لا نزل بهم ما نزل من البلوى والضرر ء وقال : « جبل لا يصعد . ومطر سكب ء وفتى مستقص ء وشيخ لا ينثنى ونحن المبتلون » . ولا رآى القوم ما نزل 98 بهم اتوا ابا يزيد . وقالوا له قد رآیت ما نزل بنا من هلاك هذا الفتى › ولا طاقة لنا بمدافعته , ولا صبر على اكش مما اصابنا من الضرر , وهلاك رجل واحد ايسر من هلاك جماعة كبيرة . فقال لهم ابو يزيد امهلونی هذه الليلة. قلما اظلم الليل امر بخمسمائة ثور ء وان يشد بكل قرني ثور منها حزمة حلفاء وفی ذنبه آخری ء وامسس بخمسمائة رجل من اصحابه من ذوى النجدة والبأس واخذوا سلاحهم واستاق کل رجل منهم ٹورا ء حتی اڏا قربوا من العسكر اطلق كل رجل متهم نارا فی حلفا ثوره فلما احست الثران حرارة النران . ركضت وخاضت المسكر , والرجال فى ساقتها بالسيوف مسلطة › يضر بون بها كل من ادركوه من اهل العسكر , وجعل الله ذلك سبيا لهزيمة العسكر , فأتهزموا وابو يزيد واصحابه يقتلو نهم حتی قتلوا عددا کثرا ء ولا اصبح عرض ایو يزيد عسکره فعض فی اٹنی عشر آلف فارس ممن صار اليه من عسکر الشيعة خاصة ممن كان عدوه بالامس وسار فى طلب عسكر‌هم ء. فتسامعت به القبائل فجاءوه من كل مكان ء وطار اسمه فى الآفاق فاجتمعت له عساكر عظيمة حتى عدوا فى عسكره آلف آلف أبلق فيما قيل ومعه جماعة كبيرة من مزاتة فجعل يفتح المدن والقرى حتى افتتح الساحل كله , واقبل يريد قسطالية . التى منها خرج فافتتحها . فلما احس من نفسه قوةورأى كثرة من معه ء قال له بعض عزابته الى متى ننتظر بثأر يزيد بن فندين یومی الى امامهم المقتول بتاهرت , فقال له أبو يزيد ان نحن تخلصنا وتفرغنا من نسج الكساء اشتفلنا بفليه . 99 ابو يزيد يفك الحصار بحيلة الاباضية يعتزلون فتلة اى بزيد ابو يزيد يحاصر الفبروان قال و كان حوله جماعة من مزاتة فيهم مسارة بن غنى وهو رأسهم فسمع مقالة ابی يزيد وفهم المثل النى ضربه . فقال له : لا تظن ان الوهبية خرجوا معك فانهم هذه الميتة » فدع ما تحدث به نفسك والا اقتتلنا قتال كلاب المى ء يريد باليتة الاموال التى كانوا ينتهبونها › ثم انه سار يريد القاسم بالقيروان ء فكل مدينة وقرية مروا بها اخر بها وسبى النساء واستباح الاموال . كفعل نافع بن الازرق وغبره من الخوارج . بل قد زاد عليهم . و کان معه رجل من علماء النكارة یسمی زکرياء وکان ینکر عليه ء ويقول ان هذا لهو الخروج من الدين , ولا رآی آبو يزيد ذلك منه خشي ان يفسد عليه قلوب العامة , فامر بقتله ليلا » فلم يعلم خبره ٠ فلما سمع القاسم باقبال ابی يزيد اليه بجنود لا قبل لهم بها خرج من القبروان ء يريد المهدية وخلف على القيروان واليا من قبيله . فلما نزل ابو يزيد على‌القروان حاصرها حصارا شدیدا حتى أشرف أهلها على الهلاك . فانهب طائفة من المدينة وحاز كثيرا من اطرافها . والقوا اليه بايديهم . وخر جوا باجمعهم الا قاضى المدينةءفانه انحجن في‌دار الامارة بأموال جسيمة فوجه اليه.ابو يزيد بان يخرج فأبى ان يخرج الا عن امان فآمته فلما خر ج شاور آبو يزيد فی امره وزراءه فقال احدهم ( وکان یکنی ابا عمارة ) الم تعلم ما قال فی كتاب كليلة ودمنة ؟ قال وما الذی قال ؟ قال : ( لیس شىء اروح للقلب من قتل عدو . وان بلغ فى الضعف النهاية ) فام ابو یزید بقتله فقتل بعد آخذه بالامان واخذ جميع تلك الاموال . 100 وذکر ان عدة ما خريت من القرى على ب يديه الق ق فى افر يقية يقية ثلاثون ألف قرية ء وفعل فى افريقية من الفسوق والفجور والعصيان وانواع الفساد ما لم تفعله الفراعنة ولا احد من ملوك اهل الكشار وبلغنا انه عوتب يوما على ما يفعله اهل عسكره مسن الفساد واستيباحة المحارم . فقال « وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا » وكان فى هذه الحر کات كلها یر كب على حمار اوتی به من مصر ء فکان یعجز الخیل ان مشی وعدا . وبلغنا ان الشيخ ابا القاسم يزيد بن مخلد الوسيانى رحمه الله قال يوما وقد وصف له ما اخرب ابو يزيد من البلدان فذکر قوما فقال لقد فتح فيهم ابو يزيد بابا. الا انه لم يحسن السيرة , وبلفنا انه مر بعسكره على قابس فنظر الى جناتها فاراد تقویم جناتھا فقومت بکسر درھم فامرں بافسادها . فاقام عليهم مدة يدمر ویخرب , فلما اراد الارتحال عنها قومت بدرهم ء فصار يطالب آهل قابس ہما بين القيمتين . وبلفنا انه نزل الساحل فاخذ اهل عسكره صبيتین جميلتين , فجاءته امهما شاكية, فقالت له : یا شيخ ان العزابة اخذوا ابنتين سبوهما وغصبوهما وهما حر تان فلم يجبها » غير انه قال : وهل فى افريقية حرة ؟ فخافت المرأة على نفسها ء فهر بت ونجت بنفسها . وبلغنا عته انه لا يبيت كل ليلة الا على اربع ابكار من بنات الاحرأر ٠ محاصرته للمهدية ثم ان ايا يزيد سار من القيروان يريد امهدية حي ¢ ا“ نزلها وحاصر بها القاسم زمانا طويلا وكان قد نزل بالرملة التى بباب المدينة وبنى حول المدينة مصلى هو اليوم معروف بمصلی ابی يزيد . ولم یزل محاصرا الى ان توفي القاسم وولی ابنه اسماعيل فسمع . اهل العسكر بوفاة القاسم 101 فسروا بذلك وطمعوا فی افتتاح اللدينة ء فبشروا ايا يزيد“ بذلك فاغتم وقال لاصحابه : قد مات رجل ادیل لنا عليه وولی رجل یمکن ان يدال له علینا . ٹم ان ابا یزید قام فضرب احد مصراعى باب المدينة و کان عند اسماعیل فیما له من علم الحدثان على ما زعموا ان ابا يزيد يخيب اذا ضرب فى ذلك المصراع › ويصيب ان ضرب فى المصراع الآخر . فلما ضرب فى جانب الخيبة قویت نفوس من بالمدينة وقال له بعض من فى البرج أخطأت ياشيخء فنشب القتال فكانت الدائرة على ابى يزيد ء فانهزم . ان ميمنة عسكره انهزمت حتى بلخت الهزيمة الى القيروان ولم يشعر من فى الميسرة , وذلك لكثرة ء فسمع ابو يزيد بان اسماعيل قد دس الكتب الى القروان بمصاب أبى يزيد , فحاصروا عامله عليها حتی اخرجوه . وو لى آبو یزید واتبعت ابا يزيد طائفة من خیل اسماعیل حتی ادرکوه . وقد ارتث (۲) جراحا ء فالقی بيده على احدهم وقال له خلصنی , قال له من انت ؟ فقال انا أبو يزيد ء فاتی به الى اسماعيل فاعلمه انه اسر رجلا يزعم انه آبو يزيد , قال وانا لا اعرفه فدعا اسماعيل بمن يعرف أيا يزيد فأعلمه انه هو. فاستدعی الاطباء ليعالجحوه يريد حياته ليعذبه باتواع العذاب ء فاعلمه الاطباء انه لا مطمع فی حیاته . فامر اسماعیل بسلخه . فاخذوا يسلخونه فلما انتهوا الى سرته مات . وذلك فى محرم سنة ستة وثلاثمائة وتفرقت عساکره . ابله الفضل يخلة من بمده ثم ان ابنه الفضل جمع جموعا من بقايا عسكر ابيه (1) ارثت مينى للمجهول ٠ حمل من المعركه جر يجا وبه رمق 102 وابو خزر الوسيانيان فى جمع من اهل الدين والصلاح نازلين اضيافا عند اخوانهم فى الله من مزاتة ٠ فلم يشعروا الا والاخبية تضرب حو لهم ۰ حوكان العسكر فيما زعموا ثلاثين ألا . فقال الفضل لمزاتةادفعوا الي ابني عمی فاليهما قصدت › ولم اقصد اليكم يا مزاتة يعنى الشيخين لان بنى وسيان من يفرن . فعزم قوم من اهل الدنيا المطرحين للدين على ان يدفعوهما اليه ء فابی ذلك اهل الدين والصلاح فتشاو روا اهل الدنيا متقلبون فقال احدهم قد تبي لى ان أهل الدنيا لا يدفعون لايدفعون عنكم وقت من اهل الد نيا مهما رآوكم فى الاهتمام بالمدافعة وتحققوا متكم هذا الد قاموا لقيامكم فما متكم الا وله آخ واين آخ وابن عم فی آهل الدنيا فما متهم من يخذل اخاه آو يسلمه للموت , فقالوا قوموا باجمعكم فقاموا غضبا لله .٠ فهم بين مسرج فرسه وملجمه ومعتضد رمحه ومتقلد سيفه عازمين على الجهاد ء فما استتموا اهبتهم الا واهل الدنيا قد جاءوا تائبين . نادمين . دافعين عى #لمشائخ واعترفوا بما فرط منهم من اهمال حقوق المشائخ والصلحاء , فلما تلافوا زللهم قبلوا منهم ء واجتمعت كلأمتهم وتأهبوا جميعا ونهضوا . وكان ميسارة بن غنی ممن وافق رآیه رآی أهل الصلاح أولا ء وأخيرا قال للمشائخ : ان لى اثنى عشر ولدا وقد وهبتهم اليوم لله ولكم , فزحفت جموع مزاتة مقام عسكر الفضل . ومن اعجب ما ذكر اخبار ميسارة يومئذ انه نظر الى عسكر العدو فرآى الفضل فى ربوة وقد احاط به مو‌کب من انجاد خیله ء وفرسانهم قد تراكموا على الفضل حتى اسودت بهم الر بوةء فقال ميسارة 103 هروب بقية العائلة الرستمية الى وارجلان لاصغر أولاده : امك طالق ان لم تكشف تلك الخيل على تلك الربوة » فحمل عليهم فلم يزل یعارکهم حتی کشفهم مسن الربوة , واقتتل الفريقان فهزم الله العدو وقتل منهم بشر وحدث الثقات ان عسكر الفضل لا انهزم و كان ثلاث فرق ء ففرقة نجوا هاربين وفرقة قتلوا اجمعين وفرقة کان اكثرها هالكين . وهرب الفضل فیمن هرب حتی انتهی الى قرية من قرى تلك الجهة فدخلها وطمع فى النجاة › فأخذه أهل القرية وقتلوه واتوا برأسه الى اسماعيل بن القاسم متوسلين به عنده . فاحسن اليهم عدو الله . وقد بلغنا عن رجل من هوارة يقال له محمد بن عربية انه ضلت له ابل فخرج فى طلبها على فرس له سابق فلما جنه الليل بات فر سه بدون علف ولا اصبح وافى هزيمة الفنضل و كان من سرعان خیل مزاته فکان كلما لحق برعیل من خيل الفضل قطعه عن اصحابه وثبطه حتى تلحق به خيل مزاتة ء فتستأصله بالسيف , فر بما لحق بجماعة رجال فيقطعها على الخيل ٠ ولم يمسه ضعف ولا أحس من فرسه كلا وکانت لهذا انابة فی آخر عمره واجتهاد وصلاح . ذكر شىء من اخبار يعقوب بن الامام افلح رحمهما الله ورضى عنهما ولا نزل الداعى للشيعة تاهرت‌خرج يعقوب بجماعة خیل من اصحابه بعيالاتهم . وخرجوا فی خفاء خوفا مما ينالهم من عدوهم ء فشعر بهم ابو عبد الله فوجه فى طلبهم جيشا . وكان يعقوب على فرس من نهاية السوابق ء فلما لحق سباق العسكر باصحابه جعل يواقف العدو وحده حتی يتنفس اصحابه فيهمز فرسه حتى يصل اصحابه ء 104 ثم اذا لحقوه أيضا واقفهم . وثبطهم على اصحايه . فكان ذلك دآبه ودآبهم حتی نجی الله يعقوبپ واصحابه . ورجع عنهم العدو . ولم يطمعوا منهم فى قليل ولا فى كثير . فسار باصحابه متوجها الى وارجلان , فذكر عنه انك ا كان في بعض الطريق نظر نظرة في النجوم فقال لاصحايه ( انكم لا يجتمع منكم ثلاثة نفر الا كان عليهم الطلب ء افترقوا فقد انقطعت ايامكم وزال ملككم ) فاقبل بمن معه من اهله حتى نزل وارجلان وذلك على عهد الشيخ ابى صالح جنون بن يمريان رحمه الله . فتلقاء . وعرضوا عليه ان يولوه على انفسهم , وقال : لا يستتر الجحمل بالغتم فصار مثلا » فمكث فيهم دهرا و کان معه ابنتاه وابنة اخيه قد منعهن من التزويج , ثم ان جماعة من مشيخة وارجلان اجتمعوا وحرضوه على انكاحهما ولا يعطلهما ء. فقال لهم اذا رغبتم فی هذا ورأیتموہ صلاحا فانا لا الا رجلين فاضلين احد هما من آهل الدين والاآخر من اهل الد نيا ویکونان على اختیاری . فقالوا له ضع يدك على من شنت فقال : اما الذى هو من اهل الدنيا فحمو بن اللولوٌ . واما الذى هو من اهل الدين فالعن بن محمد , فانكحهما الابنتين قیل وکانت لحمو امرآة آخری فاغتمت حبن سمعت باملاکه جعيدة الامام . اغتماما شديدا .ء حتى أفضى ذلك بها الى اموت , فطاب بعدها عيش الزوجين . و کان يعقوب يحمل انواعا من العلم ء بلغنا ان سائلا سأله ذات يوم . أتحفظ القرآن ؟ فقال : استعيذ بالله من ان ينزل على موسى وعيسى عليهما السلام ما لم احفظ واعرف معناه . فكيف بالكتاب المنزل على نبینا محمد صلى الله عليه وسلم ! 105 مكانة يعقوب بسن افلح فى الملم والعيادة ابنه ينتحل مسائل حبا للزعامة ورغيبة وكان أيضا فى غاية من مجاهدة نفسه , و کان صاحب کرامات .٠ بلغنا انه قام ذات ليلة يتجهد فی بیته فبینما هو قائم يصلى اذ خر سقف البيت الا الخشية التى تقابل رأسه , فما برح قائما خاشعا حتی جاءه الناس فكشفوا عنه الردم فوجدوه على حالته , ولا خرج من صلاته بعد :اتمامها قالو! له : ما ظننت ؟ قال : ظننت ان القيامة قد قامت . وله رحمه الله بوارجلان آثار مشهورة . وفضائل مذ كورة ۰ الافتراق الرايع فى الاباضية وذكر جماعة من اصحابنا ان يعقوب نشا له ولد بوارجلان یکنی ابا سلیمان , فاخذ فی قراءة کتب اهل الخلاف ومدارستهما وكان ابوه يقول لاهل وارجلان : احذروا هذا , فانه قرا ديوان احمد بن ال حسين ,. فلما مات رحمه الله اجتمعت لتجهيزه جموع أهل وارجلان حتى كفن فى اكفان مثله ء فصلى عليه ودفن فى مقبرة الشيخ ابی صالح وقبره ظاهر هناك الى عصر نا هذا غير مندرس وهو من المشاهد المزورة واماكن البركات الأثورة .٠ واخذ آهل وارجلان فی تعظيم ابی سليمان والرفع من قدره لو اراد الله رفعته . لكن صدقت فيه فراسة ابيه رحمه الله فانتحل ابو سليمان مسائل غير مرضية ء وشرع فى خلاف المسلمين وتبديل ما كان عليه سلفه من‌قوام الدين فاشتهر عليه مسائل مستنشعة . منها قوله ان فرث الانعام نجس والى هذه المسألة ينسب فكان يقال له الفرثى بهذا السببء ولا ذكر عنه حاول اختباره جماعة ممن كان يعظمه وأآراد ازالة التهمة عنه , أو الحروج عن الشك لليقين ء 106 فاستمملوا له اطعمة حفيلة قد طبخوا فيها مصران الفتم ومباعرها غير مستخرج بعرها . وركبوها مع اللحم على الثريدء واستدعى ابا سليمان بمحضر الطعامء فلما تناول مصرانا من تلك المصارين وشقه ليأكله وجد فيها فرثاء فالقاهء فقال هذا طعام نجس ,› فقال له صاحب الطعام فماذا يصنع به؟!قال له حفرة ويكفا فيها , وقطع عذر من أكله ء فبلغ ذلك الشيخ ابا صالح رحمه الله وكان ممن يفضب لله ويقوم فى تفيير المنكر . فكره ان ينتشر ذلك فى العوام فيعتقدونه صواباء فيأخذ ذلك بقلوبهمء ويفضى بهم الى الارتياب فتقع الفتنة والاختلاف , فاستخص مسن فوره جماعة من اصحابه فساروا الى الدار التى فيها الطعام فاستاذن هو واصحابه . ودخلوا . واستدعى بذلك الطعام وبالماء ففسلوا ايديهم , فاکل واکلوا حتی قضوا حاجتهم من الطعام , فأزال ما وقع فى التفوس المرضى من تلبيس ابی سلیمان . فكان بينهما بعد ذلك متاكرة وتنازع وتقاطع لهذا السيب حتى قال له الشيخ يوما ان شت باهلتك ,. فقال ابو سليمان اجل ! فاتفقا على المباهلة يوم الجمعة الاقرب اليهم فخرجا الى قبلة وارجلان بعد ان اقترعا على « كريمة » و « تسرسرين » موضعين معروفين هناك فوقعت كريمة لابى سليمان فتوجه اليها » وجعل يبتهل ومعه جماعة من اصحابه اهل الضلال الذين شايعوه وتوجه الشيخ الى تسرسرین فاتخذ بھا مصلی هو الیوم بها معروف واخذ فی الدعاء والابتهال , وكلاهما يدعو الله على الميطل , فصا كان الا قليل حتى جاء الشيخ مسرورا واثقا من الله عن وجل ء وبالاستجابة مبتهجا , وما حاول ابو سليمان 107 دعوة الشيخ ابسى اياه الى المباهلة واصحابه النزول من كديته ارسل الله عليهم ريحا صر صرا وحجارة ترميهم › وظلمة . فضلوا عن‌الطريق وتفرقوا ولم يهتدوا الى يوم السبت . ففضحهم الله واظهر مااسروا من الفساد . ولم يرد بهم خيرا فيتوبوا . بل لجوا فى طغيانهم وعموا فى ضلالتهم فمجل الله عن وجل بهلاكهم . فلم يتطل على المسلمين شغبهم .ولم يبق متهم أحد فبعدا للقوم الظالين . الملسائل الفريية و کان الذى صح عنهم من المسائل الشرعية التى أفتى التي انتحلها اسو بها بخلاف ما عليه المذهب سبع مسائل : احداها الفسرت التقدم ذكره . والثانية تحريم الجنين . والثالثة والرابعة تنجيس عرق الجنب وعرق الحائض . والخامسة نجاسة دم العروق المستبطنة للظهر بعد ذكاة الشاة . والسادسة صوم يوم الشك . والسابعة الزكاة للاقرب , قال لا تعطى لهم . الى هنا انتهت الاخبار المنتقاة من سير الدولة الرستمية وآئمتنا الهادين رحمهم الله أجمعين .٠ وقد أتى الشيخ ابو زكرياء رحمه الله بذك المشائخ الذين ظهروا بعد انقراض الامامة الى ان رتبت الحلقة فأحيا برتوبتها معلم الدين وتبين العاجزون من المجتهدين وذكر كيف كان السبب لذلك وابتدائه . فرآيت ان أصل ذلك بما مضى من اخبار الائمة وأضعه من هذا الكتاب ء وتحققت ان ذلك جىء بصواب لوجوه : منها ان كلتا المدتين مدة امامة وان كانت الاخرى عارية من الولاية . فالذىی ينبغى ذكر اتصال هذه بتلك , وان تنظم معها فى سلك .٠ ونذكر المشائخ الذين اقتبسوا لذلك النور من امامسة الظهور الى غير ذات الظهور . وأيضا قد مضى ذكر الافتراق الاول والثانی والثالثٹ والرايع وبقي خامس سیاتی ذکره 108 متصلا بما يليه قبله لا يقطع بعد ذلك مسن غير جنسه قاطع (1) وأيضا قد مضى من ذكر الشيعة ما تقدم من أنبائها المشهورة وبقى من اخبار نهايتها ما تدعو اليه هاهنا الضرورة . وما يتخلل من انباء وعجائب اخبار . یجری فی ذکر‌ها مع ما یلیق بها فی مضمار . فنیداً بذ کر الاشیاخ شيخ بعد شيخ الى آيام ابی عبد الله رحمه الله . ذکر شیء من اخبار ابی الر بیع سليمان بن زرقون رحمه الله ورضى عنه وابى الخطاب وسيل بن سيتتن وابى أيوب بن كلابة الزواغيین كان ايو الربيع احد علماء عصره . وهو من نفوسة « تابديوت » قرية بجبل تبرشوین و بها مولده ومسکنه, قال آدرکنا دیوان الشيخ ابی الر بيع قائما مشتملا على انواع من علوم الدين يقر فى قرية « تابدیوت » وهی اذ ذاك عامرة قال و كان ايو الربيع انما قرأ العلوم وتفقه ببلد سلجماسة . هو وابن کیدادء و کان شیخهما الذی قرآ عليه يعرف بابن الجحمعى , وكان ابن ال جمعی رجلا من آهل الدعوة اقبل من بلاد المشرق تاجرا و كان مطلعا على علوم اذ ذاك ابو الر بيع شاب يحاول طلب العلم ء وله فهم وذكاء فكان ابن ال جمعى يصرفه فی حاجته و کان مختصا به مقر با (1) فى نسخة.: لا يقطع بين ذلك قاطہ اخبار اسن زرقون مع شيخه ابن الحممی ابن الجمعی يومی بدیوانه لتلميذە ابن زرقون لديه , وربما حاوره ببعض الالفاظ المحتملة الملتيسة ء اختبارا لفنهمه . واستحسانا لا يصدر من جوابه ,ء لا استخفافا بقدره , فمن ذلك انه یوما من الایام عجب لا ظهر من فهمه وفطنته ,. فقال له انك لفى الطين , فقال غير منزلق يا شيخ وارى عن ذلك بالفطنة . وكأته وصفه بها واضطجع ابن الجمعى فى ليلة شديدة البرد فدثشره ابو الر بيع . فقال له الزیت خير كانه یرید به جزیت خيراء فقال على الطعام يصلح يا شيخ . وامثال هذا من الملح كان يستحسنها . وامعن ايو الربيع فى الابرار والتخدم والاجتهاد » حتی عظمت درجته عند ابى الجمعى وعلت منزلتهء ولا عزم ابن الجمعى على السفر الى سلجماسة عرض على ابى الربيع ان يصحبه ان احب تکميل ما يحاول مسن طلب العلم , فاجاب وصاحبه هو وابن کیداد قبل تبدیله فمكثا يقرآن عليه ما شاء الله الى ان حصلا ما حصلا من العلوم , ولما حضرت اين الجمعى الوقاة آأثر ابا الربيع بديوانه , فأوصى له به. فلما مات اين الجمعى قدم ابو الربيع من سلجماسة الى قسطيلية وقد اشتهر اسمه وبهر علمه وعلا ذكره . وطفق الناس يسألونه عن فنون العلم فيجيب . واضطربت قسطيلية كلها من اجله و کان بها شيخ فکان كلما رآی ذلك من احوال ابى الر بيع زها المؤدب ء فقال اتا والله علمته وعلي قرا . ومنى استفاد , وذلك لانه آقرآه اذ کان صبيا .٠ وبلغنا ان آهل سلجماسة بعد انفصال ابى الر بيع عنها اختلفوا فى مسألة حتى تفاقم الام بينهم و کادوا يقتتلون ثم انهم رضوا بان يوجهوا رسولين بسوالهم عن المسآلة 110 المذكورة الى ابى الربيع › فما آجاب به فيها وقفوا عنده ء وعملوا به . فقدم الرسولان بالسوال , فاجاب ابو الر بيع فى المسألة بجواب قطع اختلافهم واوجب ائتلافهم . وحدث غب واحد من اصحاینا ان ابا الر بیع وابا يزيد مخلد بن کیداد خرجا ذات مرة فى بعض شوُونهما ء فتزلا على حي من احياء الوهبية , فاضافوهما ولم يحتفلوا بهما كبير احتفال » ولا احسنوا قراهما ء فوقع من ذلك فی نفس ابی يزيد شر ء ثم مرا بحي من احياء النكارة فاکر موا مشواهما واحسنوا قراهما فقال ابو يزيد لابى الربيع : الا ترى ما بين الرجال والرجال ؟ فهل لك فى الرجوع الى مذهب هؤّلاء؟ فقال له ابو الر بيع : لست اريد عرض الدنيا فیما هو آجل من هذا ء فأبتفیيه بدينى ء فكيف بالشىء الحقير آبذل بسببه دیتی . ولو کان مرادی طلب الامور الدنيوية لنلت جليلها بعلمى › لكن الآخرة خير لن اتقى والذی تشير به والله لا افعله ابدا , فافترقا . وانطلق ابن کیداد فاظهر ما وقع فى نفسه من اعتقاد مذهب التكارة وترك مذهب الوهبية . فخاب وحاب حويا کېرا لا اراد الله من شقاوتهء فخسر تفسهء ودينه . ودنياه نعوذ بالله من سوابق الشقاء .٠ وبلغنا ان ابا الربيع توجه الى افريقية فوجد اکر اهلها قد تغروا ورجعوا الى مذهب النتكارة . فلم يزل ابو الر بيع يلاطفهم ويبين لهم طريق الهدى حتى عادوا الى مذهبه , وبلغتا انه دخل حصنا فوجد سبعة أسرة منصو به وعلى كل سرير شيخ من شيوخ النكارة . فقال له احدهم : هلم يا ابا الربيع وفسح له في السریر . فلما کاد ان یستوی على السرير استعمل كانه عر فوقع عليه حتى آله بمر‌فقه 111 لو کان مرادی طلب الدنيا لنلت جليلها وجعل يقول له كالمعتذر كسرتك يا شيخ . وكانه لم يعتمد الوقوع عليه ثم انه ناظره واصحابه حتى كف لجاجهم ء وقطع احتجاجهم وطردهم عن تلك الاحياء ومتع مااحضى لهم من الفذاء , ثم اتبع آثارهم فى افريقية یطردهم حيثما وجدهم ويرد مزاتة الى مذهب الوهبية حتى لم يبق بها للنكار أآش . وبلغنا انه توجه الى جبل نفوسة وكان بها الشيخ ابو القاسم البفطورى يتولى نفاثا قبل ان تقوم عند الشيخ حجة على نفاث ولم يثبت عنه سوء لا احدث من الاحداث ء فكان على ولاية عنده . فقال ابو الر بيع لاهل النزل الذى به ابو القاسم : شيخكم يوالى نفاثا وانتم توالون شيخكم فكلكم نفاثية , وذلك لئلا يعتقدوا تصويب ترك البراءة من نفاث , فلم يتولوه بعد ذلك . وبلفنا ان عجوزا سآلته عن البراءة من الناكثين قال : وانت هاهنا الى الآن , و كنت اظن انك فقيهة » انه من لم يكن له مال يتصدق به فليلعنهم حين‌يصيح فكأنه تصدق بصدقة عظيمة . وبلغنا ان ابا الربيع قدم الى ريزة فوجد اربع فرق من الاباضية ء مستاثرين لا يفير احد منهم على الآخر ء. وذلك فی ایام ابی الخطاب وسیل بن سیتتن الزواغی . ووچد کل فريق منهم رأسا منفردا بمزية يختص بها فى مدة . فاما الفصل فى القضايا والاحكام بينهم فالى ابى الطاب ء والفتيى الى النكارى والامامة فى صلاة قيام رمضان الى الخلفى ء والاذان الى النفاثى ٠ فلما قدم اليهم ابو الربيع وجدهم على هذا الحال مجتمعين فى مجلس للمذاكرة ء (1) كذا فى النسخ لعل حتى آله بمرفقه أو ركزه بمرفقه 112 فجلس فى طرف المجلس والى جانبه رجل ممن يحسن السوّال والاستماع › فلقنه ابو الربيع سؤالا فقال له : اسآل عنه هذا التكارى المتصدر فى المجلس , فسأله فلما سمع التكارى عجب فاش (×) به السائل وتوقفْ عن الجواب وتعلثم . فقال له الر بيع : اجب السائل عن مسالته فقال : بل اجب انت ء فاجاب ابو الربيع عن السوّال يمد ان استعاد السائل فاعاد فلما اجاب سأله بعض من فى المجلس عن مسألة أخری ء 4 فاجاب ٹم سآله عن آخری فاجاب ثم عن آخری . قالوا له : ارجع الى الصدر فرجع ويقي النتكارى فى مكانه مطروحا ء وكان هنالك من أهل الدعوة من كره ذلك التساتي والمداهنة فسآل يعضهم ابا الر بيع : ما تقول فى النتكار ؟ قال : كفار ! (2) قال : ما تقول فى اللفية ؟ قال : كفار ! قال : ما تقول فى النفائية ؟ قال : كفار ! فلما سمعوا ذلك منه نظر بعضهم الى بعض‌ٹم قالوا : « الدعاء لنفترق عن المجلس » , فدعوا وأمنواء وتفرقواء وكان بعض اصحاب ابى الخطاب استقبح ما قابلهم به ابو الر بيع فجاء الى ابى الخطاب ء واعلمه انه عجل عن القوم ء فقال له ابو الخطاب : کلا بل فصل بینکم دینکم على وجهه . وقد بلغنا ان نفوسة الحبل كاتبوا ابا الخطاب هذا يعيبون عليه اربعة اشياء . ويعاتبونه بها : وهو التزام لامور بيقضان (3) وتغريم الايتام والارامل الاموال للظلمةء واستفتاء التكاريةء والائتمام فى الصلاة بال خلفغي فلما وصله كتابهم بكى ٠ ثم قال : الحمد لله الذى رزقنى )1( كذا . لعل الصواب : عجب كيف أثاره السائل (2) لا تغفل ان الكفر يطلق عند الاباضية ويراد به كفر النعمة لا الكفر , بمعنى الشرك بالله , أو الحروج من الاسلام (3) كذا فى الئسخ ٠ وفى نسخة القطب التزام الامور سقظان بالطاء 113 ابن زرقون لا بری المداهنة اخبار الى الطاب اخوانا فی الله » یعاتبوننى فيما بلفهم عنى ویذ کروننی ء فكتب اليهم اما ما ذکرتم من التزامی اموری بيقضان فانما کان التزامی احتسايا بالله . واما ما ذکرتم من اموال الايتام والارامل فان الظلمة اذا اقبلوا اليهم أمرتهم بالمداراة عن اتفسهم . واما استفتائی النکاری فانما احكم بما عندى لا فتواه . واما تقديم الخلفى للصلاة فانى اذا صليت الفريضة ناديت يا فتح فيتقدم ويصلى بالتاس ولم أمره بالتقدم والسلام . ومن اخبار ابی الخطاب وسيم بن ستتن الزواغیى رحمه الله ورضى عنه ان رجلا من آهل القروان كانت عتده ذمامة من علم بانه سیبنی مسجدا فی موضع يقال له تيمزرت ‏ بقرية من جزيرة جر بة وانه لا یبنیها الا ولی من أولياء الله تعالى ء فاجمع الرجل على التجهيز الى الموضع وعقد عزيمته على بنيان مسجد هناك ليكون لتلك الفضيلة آهلا . فخرج من القبروان يريد الموضع فلما وصل اليه وجد ابا الخطاب قد سبقه وبنى المسجد بالمكان المذ كور فذلك المسجد الى اليوم معروف به ومنسوب اليه وهو من المشاهد والامكنة المكرمة المزورة. وحدث یحیی بن یحیی قال : جاء رجل الى ابی الخطاب وهو لا يعرفه فقال له : لى عليك دينار فأعطنيه . فقال له : أبو الخطاب انى لا اعرفك فمن أين لك على دينار ؟ فالح عليه فتأمل فيه ابو الخطاب فقال : كذا, وقال : ان خصومتى معك لن العار . ودفع له الدينار . وبلغنا ان آبا الخطاب جاءه رجل من آملیانی یراسن, کان له آخ فقيرء يقال له تبنون فقال الراسنى لابى الخطاب أيجوز لى ان ادفع لخي شيئامن الزكاة أم لا؟ فقال له آبو الخطاب : 114 ائتتی به . فآتی به وکان غر محافظ على فرائض دینه ء فلما حضر استتابه الشيخ فاظهر التوبة والرجوع الى فقال ابو الخطاب للرجل ادفع لاخيك زكاة مالك . ثم قال الشيخ لتبنون انما قد البسناك لباس التقوى فان انت تعريت عنه فلا يقتلنك الا الجوع . فنكث تبنون وغيس . فاستجيب فيه دعاء الشيخ .٠ ولا مات ابو الخطاب رحمه الله قالت معافرية من ذرية ابى الخطاب المعافرى رحمه الله « وهى تبكيه » : لما مات ابو الخطاب مات الحق ء فيقيتم يا زواغة هامة ببطون كالاخرجة , وعمائم كالابرچجة ء وتعال مبلحة . واحکام متعوجة . قال الشيخ ابو العباس وانما عبرت بقولها مات الحق عن فقد من يحكم بالحق من آل ابى الخطاب ويقوم مقامه فى فصل الخطاب . ولو کان غير هذا لم ينيغ ان یجلد فی کتاب . ومن اخبار ایی ايوب بن كلابة الزواغی مع ابى الخطاب وغه ما بلغنا انهما خرجا فی شهر رمضان ذات یوم فی بعض‌شؤوُو نهما , فرآوا ليلة القدر . فاخف كل واحد منهما فى التضر ع فکان دعاء ابى الخطاب ان يصلح الله آخر ته لا يعدو ذلك ء وكان ابو ايوب يقول اللهم هب لی دنيا انال بها الآخرة فقال له ابو الخطاب : يا اخى ما هذا فى الموقف العظيم تتعرض لذ كر الدنيا ؟ فقال له : ابو ايوب ان لم انل بها الحنة فلا رزقنيها الله . وكانا جميعا« بر يزو » ثم ان الله عز وجل بسط الرزق لابى ايوب فاتسعت له الدنيا اوسع ما يمکن ان يکون لثله . وبلغنا انه ريما اجتمعت له صبرة طعام فی الاندر ۰ « بریزو » فیراها من بجز یر جربة لعظمها . وانه أطلق الله يده فى ماله للصدقات 115 الزكاة لا تدقع لمن لا يحافظ عل الفرائضش ان لم انل بالدنيا الجنة فلا رزقنيها الله اخبار ابی ايوب ابسن كلابة يدكره ابنه بالجنة N کرم ابی ايوب رحمه الله ›. واحتفاؤه بالضيف والصلاة للصادر والوارد والقريب والبعيد فلا شك دعاءه استجیب ان شاء الله ۰ ومما یذکر عنه انه نزلت به رفقة لیمتاروا قمحاء ففتعح لهم مطمورة وانزل ابنا له فى المطمورة , فقال له : ما فعلت المطمورة يا بنى ؟ فقال له الفلام : قد حسنت الا ء قمح الجنة ء فكان قول الصبى تنبيها وان كان لم يقصد ء فقال له : اخرج ء فخرج الغلام فاعطی کل رجل من آهل الرفقة ثمنين قمحا برسم زاد الطريق › ثم تصدق بجميع ما فى المطمورة عن آخرها . و کان شيئا کثيرا . وذکر عنه انه جاءته جماعة من مشائخ اهل الجبل فی عام ممحل فى غاية من الجوع والهزال , فلما رای ابو ايوب ما بلغ بهم من سوء الحال , انزلهم واحسن نزولهم ء فکان يذ بح لضيافتهم كل يوم كبشين احدهما للعشاء والآخر للخداء على اطعمة حفيلة , فاقاموا عنده على هذا الحال شهرا ثم سمعوا برخص اسعار جربة فارادوا ان تکون مسيرتهم اليها ء وان يوجهوا بما معهم الى من لهم ذلك , فشاوروا فى ذلك الشيخ أبا مسور الراستى رحمه الله وأشاروا له بان يطلع ابا ايوب لئلا يغول قد اختاروا دونه بدلا . فاعلمه آبو مسور بمرادهم . فقال له ايوب انه وجد مكتوبا على صخرة فى البحر ثلاث كلمات : احداهما لا يركب البحر الا ذو خطر , آو جاهل مغرور ء والثانية ما ی مالی ما دام فی کمی ء فاذا خرج من کمی کنت فيه مدعيا , والثالثة من اعطى‌ماله قراضا اعتراه البرسام. فرجع اليهم بما سمعه منه فجاءوه يستثبتون قوله .ء فقال لهم : الذی قال لكم ابو مسور صحيح وان کان قد اخذ تشقيق الكلام من بنى سلاوة . یعنی اخواله . و کان اپو 116 مسور اذ ذاك فی بدایته ثم امر ابو ايوب باطلاق بغال المشائخ فى الاندر تأكل كيف شاءت ء فقال له بعضهم كيف تصنع على هذا فى اخراج زكاة مالك ؟ فسکت عنه حتى شرع فى الكيل فجعل يخرج العاشرة ثم التاسعة شم الثامنة ثم السابعة ثم السادسة ثم السادسة ثم يعصود الى اخراج العاشرة ثم على التوالى الى السادسة , فكان هذا فعله الي ان اکمل کیل جميع ما عنده من الحب ء ثم اوفر حمولهم طعاما صلة بلا ثمن . ولذلك كان قد ثبطهم , فاتصرقوا شاکرين ۰ قیل و کان احدهم یسمی ابا يعقوب الدمرى ومعه ابن له فقال لهم ابو ايوب اجعلوا للصبى حظا فيما بايديكم من الطعام , فقالوا له ان يكن اهلا لمعروفك , و كان ممن تتولاه » کان مستحقا لا اشرت به , فقال دعوه حتی اطلع الليلة على احواله وأختبره ء فلما اصبح قال لهم انه عندى من أهل الولاية . وبلغنا عنه انه خرج ذات مرة فى عدة من اصحابه يريدون زيارة نفوسة الجبل فبينما هم يسيرون اذ رأوا رفقة قد اقلت فظنوا انه عسكر للعدو , ونزلوا عن بغالهم ولجأوا الى جبل كان قريبا منهم . فلما جنهم الليل اهمه.مبيته ومبيت اخوانه دون عشاء . فقال : أيكون عندى ألف قفيز من طعام بالقيروان او بالجر بیء وعندی ما یغمر‌ها اداما من الزیت , وآبیت آنا واخوانی بلا عشاء ؟ ان خير ما يدخر المرء التقوى , ولا وصل اهل الرفقة الى البغال عرفوها واحتاطوا عليها ء حتى ردت الى اصحابها ء افكانت تلك الليلة مما زاده حثا علي فعل المعروفءواحتقارا 117 خير ما يدخره الره التقوى آراء السكاك الغبية ا يدخره من متاع الدنيا » وحرصها فى الازدياد مما يقدمه بين يديه » رحمة الله عليه الافتراق الخامس فى الاباضية خبر السكاك وانتحاله مذهبه المرذول ذكر عدة من اصحابنا ان السكاك يعرف بابد الله اللواتى النسب , قنطنارى المسكن , وكان له اب من آهل الصلاح , فبلغنا ان اباه توجه الى الحج قبل ان يولد له ابد الله فلما كان فى بعض الطريق رآى فى منامه ان قد ولد له شيطان فلما قضى حجه ورجع الى اهله وجد مولودا له ». فسمى ابد الله فنشاً . ولا احتمل الادب دفعه ايوه الى الموؤدب ء. فقرآً وحفظ القرآن ,. ولا اشتد وبلغ الحلم اخذ فى طلب العلم ,. فلما نال منه دقائق دعت نفسه الى الخلاف ء وتبذ ما عليه الاسلاف . ويقال سبع مسائل خالف فيها جميع اهل الحق , آبطل السنة ورآى المسلمين , قال ابن عمه ان الله قد أغنى عنهما أولى العقول والالباب بلتابه العزيز فليس من رائ ولا من سنة . الثانية قوله ان الصلاة جماعة بدعة . الثالثة قو له ان الأذان بدعة.فاذا سمع هو وأصحابه الاذان قالوا : نهيق الحمار , الرابعة ان الصلاة عندهم لا تجوز بما لا يعرف معناه وتفسيره من القرآن , والخامسة قوله ان بقول الجنات مما ينبت فى سماد بنى آدم كل ذلك نجس بنجاسة ما نبت عليه . السادسة ان الصلاة لا تجوز بثوب فيه قمل ء السابعة ان بول الدواب فى الاندر حين درسها اياء نجس فلا يطهر ما بالت عليه الا بالفسل . وجدت عن ابى يعقوب يوسف بن نفاث رحمه الله قال : ادركنا بقية اصحاب 118 ابد الله السكاك اذا قرب وقت الصلاة خر جوا متجنبين عن الناس الى مفاحص قد هيؤوُوها لانفسهم فيصلون فيها فرادی . وعنه ادرك جماعة الشيوخ بقسطيلية يصلون على جميع موتى أهل القبلة كلهم من المخالفين وغيرهم الا اصحاب السكاك فانهم من‌مات متهم جعلوا فی رجلیه مرا بطہ وجروه بها الى موضع یوارونه فيه . و کان مشائخ السلف تتقارب اقو .الهم فى السكاك واصحابه . وتتفاوت فقائل بشر كهم . وقائل بنفاقهم , وهذا المذهب قد فني اصحابه تبق لهم بقية . وهم لم يتجاوز مذهبهم قنطنار كحال الفرثية لم يتجاوز مذهبهم وارجلان حتى فنى الفريقان الى غير رحمة الرحمن ذکر شیء من اخبار ایی الغاسم یزید بن مخلد وابی خزر يغلی بن زلتاف الوسيانيين رحمه الله كان ابو القاسم وابو خزر من اهل الحامة حامة قسطيلية و کان ابو القاسم اسن من ابی خزر ء وکانا قد برعا فی اللوم وكان شيغهما الذى أخذا عنه الادب وعلم اللسان وعلم الفروع ابا الربيع سليمان بن زرقون النفوسى رحمه الله . واخذا علم الاصول من سحنون بن آبی ايوب و کان ابو القاسم موسعا عليه فى الرزق وابو خزر مقترا عليه ء انما یمیش من کسب یدیه . قیل وکان مسن شانهما فی بدایتهما ان شرعا فی قراءة کتاب وآخذ فی آی فن کان . فكانا ياخذان من کتابهما درسا وينهض ابو خزر للاكتساب واصلاح المعيشة , فاذا غاب أخذ ابو القاسم الكتاب يقيد درسا لم يحضره ابو خزر فاذا جاء ابو خزر من شؤُونه وقد علم آنه یفوته بدرس یقول له : عد على من حيث 119 ابو القاسسم يملمهم وينفق عليهم ٠ بخششی ان يمدذبه الله عل الجهمل تر كتك فيقول له ابو القاسم : نعم لى مرتان ولك مرة ء فيعيد معه ما قد كان أخذه , فكان ذلك دآبهما الى ان حصلا على علوم جمة ولابى القاسم على ابى خزر من فضيلة السبق قدر ما يفوته به حين طلب المعيشة » حسب ما ذكر نا ومع ذلك فلم يقصر عنه . ثم انهما تصدرا شابين فكانت طلية أهل الدعوة من كل جهة . يقرا عليهما كل طالب ما طلب من أى الفنون شاء . من علم القرآن والحديث والاصول والفقه وعلم العربية والسيرة حتى اشتهس ذكرهماء, وعلاامرهما. سے و كان ايو القاسم هوالمنفق علي الطلبة والقائم نتهم وابوه اذ ذاك حى فقال رجل من اهل الحامة ان ابتك هذا لمجنون يعلمهم وينفق عليهم ! ! وتزوج أبو القاسم امرآة من اهل الصلاح والاجتهاد تسمى الغاية ٠ وكانت تحسن عونه على ماعوف سبيله , واعلم يوما بمحضرها ان احد الطلبة الذين يقر أون عليه قد تزوج فتنكر لذلك . وقال لاصحابه لان یبلغنی موت احدكم اهون على من ان یبلفنى انه تزوج . فقالت له : ولم تزوجت انت اذا ؟ فقال : لو علمت مكان مسألة من العلم استفيدها ممن فاتنى بها ء لشددت الیها رحلی فی مشرق آو مغرب‌ولا اخشی ان یعذ بنی الله الا على الجهل . ونذكر بعض ما بلفنا من اجتهاد هذه المرآة وذلك اتها اصفت يوما الى مذ كرة ة الطلبة فورد ذكر القراءة فى الصلاة فسمعت بينهم القول بان من قام الى الصلاة فقرآ فى تسه ولم ت تتحرك بالقراءة شفتاه ولا نطق بها ان عليه الاعادة ء فلما تحققت ذلك وجاء الليل اقبلت فاعادت احتياطا صلاة سنة فى ليلة واحدة قال ابو العباس قلت وفى ذلك فرق 120 بين صلاة المأمون اذا لم يقرا ما يجهز فيه الامام وانصت ء وعند الانصات واجب فى الجهر واما فيما يسر فيه الامام فلا بد من القراءة عند اصحابناء ويضعف عند هم الترخيص فى ترك قراءة ما يسر فيه الامام . وعند غير نا الاولى ان يقرا » وان ترك رفعه عنه الامام . فيمكن ان يكون الغاية لم تصل صلاة من عامها خلف امام . ويحتمل ان يکون اخذت باشد الاقوال . ويحتمل ان يكون احتياطها على ما صلت مما لم تجهر خاصة . قال و بلغنا ان ابا القاسم وايا خزر وغير هما من المشائخ خرجوا سنة من السنين الى البادية ء يعلمون اهل البادية ما جهلوا من فهم امور دنهم . ویذکرونهم مانسواء ويتفقدون احوالهم للا يغيروا . فيضلوا 4 ومع المشائخ جماعة من الطلبة الاحداث فبينما هم فى حى من احياء البرير الوهبية اذا برجل نکاری يزعم انه فى مذهب الوهبية ورجع اليه وكره المذهب الذى كان عليه فتلقوه بالقيول . و كان عندهم فی ابر الاحوال واظهر من نفسهة .صلاح حال واجتهادا فى الطلب وحبا فى الصالحين , وانما كان يتر قب من الشيوخ غرة ليظفر ببعضهم فيفتاله ولم يفطن احد لا اضمر فلما كان ذات يوم وقد خرج الشيوخ والطلبة من مقيلهم واخذوا فى الاشتغال بوظائف صلاتهم صلاة الظهر , وأخذ كل واحد يصلی منفردا , فی جانب ء وتنحى الشيخ ابو القاسم ناحية . وقد رصده التكارى فاراد انتهاز الفرصة فى هذه الففلة ورأى رماحا مر كوزة مففولا عنها . فاجتذب منها رمحا وقصد بها نحو الشيخ ابى القاسم وهو مصروف الهمة . فيما هو ير صده , فجاءه على حين غفلته عما يراد به . فطعنه من خلفه وهو یری 121 حكم القراءة فى الصلاة بدون التلفظك ال خان بعر ١ مؤامرة ان ها ایکاه ما رای من جهلك الرد عل المشيهمة ان قد شكه لا خرج الرمح من قدامه , وانما أخذت الطعنة عن جسده جانبا , وکان عليه محشوا فتفد الرمح مما اصابه . فسلم جسد الشيخ ٠ ولا سلمه الله من كيد عدو الله . تصايح الناس بالفدر فابتدروه واخذوه . فطفقوا يجرونه يريدون الاتيان به الى الشيوخ ء فروا فيه رآيهم ولم يروا ان يحدثوا فيه حدثا قبل مطالعة الشيوخ فقال لهم من کره ابقاءه ممن حضر معهم : انظروتی حتی آشاور الشيوخ , فغاب مقدار ما يصل فيهم ويعود فعاد فعرفهم ان الشيوخ اشاروا بقتله فقتلوهء والرجل لم ير الشيوخ وبلغنا ان رجلا من نفوسة الجبل نظر الى ابی القاسم وكان راكبا على دابة مسرجة بسرج محلا بالذهب وزينة عجيبة . فقال النفوسي لابى القاسم يا شيخ ليس هذا من سيرة اهل الدعوة , ولا يعرف ذلك من افعالهم . فبکی ابو القاسم وأتى النفوسي الى الجبل فأخبر من لقي بانه قد وعظ الشيخ ابا القاسم حتى ابكاه , فقالوا له انما ابكاه ما رآى من جهلك . وكان لابى القاسم مطية عظيمة يسافر بها الى القيروان بزى عظيم وحلة سنية . واشتهر بذلك مع ما اشتهر به من العلم والادب والدين والحسب , وكان اذا دخل مدينة القروان اضطر بت المدينة وكثرت السؤالات ء والمباحث فى معضلات يدخرونها له , فلا يقف فى شىء منها ء فعظمت بها منزلته وارتفع ذكره. فمن مسائله التى وقع فيما بينه وبينهم الجدال انه اجتاز برجل من الوارقين يكنى ابا ابراهيم فرءاه ابو القاسم يكتب : تشبيه الخالق بخلقه . تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا , فاستمظم 122 ايو القا سم ما أتى به المشبه من جراءته على الله تمالى وائكر ذلك عليه 4 فجرت بينهما مناظرة حتی قال له المشبه اا كنت تزعم ان الله ليس پچسم ولا چوس ولا عرض فاخبر تی عمن اراد ان یبطل ربه کیف یقول ؟ فقال له ابو القاسم مثل قولك هذا , فانقطع الكلام بينهما . قلت قول ابى القاسم للمشبه مثل قولك هذا يريد اذا وصفته بصفات الحدوث الزمت فناء الحادث فابطلت يقاءه . وكان ابو القاسم عظيم القدر عند ملوك القيروان وهم الشيعة اذ ذاك , فكانت مسائله عندهم مقضية وجميع احواله مرضية , فمن ذلك ان ابا تميم الشيعى كان اذا سخط على بلدة وجه اليها جيشا معلما براية حمراء ء وله أيضا راية بیضاء توجه مع من یسير الى من استوجب الرضا فالر!يتان موجودتان بالرضا والسخط. فبلفنا ان آبا تميم وجه جيشا الى الحامة ودفع اليه الراية الحمراء وسمع امبر ابو القاسم وتحققه , فتوجه الى القروان عجلا لا يالو جهدا حتی دخل على ابی تميم عن حاجته . فقال عفوك على اهل الحامة , فعفى عنهم ودفع اليه الراية البيضاء . فرجع مجدا يطوى الراحل خشية أن يسبقه الجيش الى الحامة بعض الآثار المكروهة , فما نزل الجيش على الحامة الا وابو القاسم قد وصل بالراية البيضاء فلما رأوها تنحوا ء ولم يتعرضوا لاحد بسوء ولا مکروه . وذكر ابو تميم یوما ابا القاسم وصاحبیه أو ذکروا عنده , فقال اما يزيد بن مخلد فلم تلد المرب مثله , واما يغلي فعالم ورع واما سعید بن زنفیل ففتی مجادل فلم یزل هذه حال ابی القاسم مع ابى تميم , الى ان قضى الله عز وجل بان يحضر !بو القاسم مجلس ابی تميم ولا ثالٹ 123 مكانة بى القاسسم لدى اللاطميين راي ايى تميم العز فى الشسائخ الثلائة قو مزاتة فى الريقيا معهما فاقترح اليه ابو القاسم ان يريه سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاراه اياه . فتناوله ابو القاسم واستله وهزه بین يديه . وذعر ابو تميم ودخله روع عظيم فلم تسکن مخافته حتی رده له , فکان ابو تميم بعدها يقول من یحضره من وزرائه : انی لم آمن على نفسی حين مکنت ابا القاسم من السيف حتى يدخل السيف يدى أو قال : حتى يرجع السيف الى یدی , فوقع فی نفس آبی تمیم من ابی القاسم خوف عظيم فصار من ذلك اليوم يقبل فيه قول الوشاة , وكش الطعن فى ابى القاسم الىان تقول عليه رجل یهودی زعم انه تحدث مع ابی القاسم فی امر ابی تميم فقال له ابو القاسم : ليس بيننا وبينه الا يسير فنقوم عليه نخرجه من تلك المدينة ان شاء الله » يعنى القيبوان ٠ فبادر اليهودى ورفع هذا القول الى ابی تميم . وبلغ الخبر المشائخ , فعاتبوا ابا القاسم على محادثة اليهودى فقالوا له : احسن الله عزانا فيك . و كان المشائخ على حسب عادتهم يخر الى البادية فى أوان الر بيع . وكان اكش خروجهم الى مزاتة وکانت مزاتة بافريقية فى قوة عظيمة من مال و حال ورجال وخيل ء وقالوا : انهم كانوا اذ ذاك فی اثنی عشر آلف فارس ء واما الرجال فلا يحصون كثرة . وبلغ ابا تميم شدة محبتهم لابى القاسم وطاعتهم له وانقيادهم لاوامره هم وغيرهم من آهل امذهب الذددين بالبادية من قبائل افريقية , فعلم انه لو دعاهم لاس لم يتخلف عنه منهم أحد . وتصور فی خاطره ما نقله الیهودی وقامت عنده دلائل ما يحذر من قیام ابی القاسم عليه < فکتب الى واليه علي‌الحامة يامره بان ‌يقتل ابا القاسم ويبعث 124 اليه برآسه , والوالیى لم يرد قتل ابی القاسم لمكانه مته من الصداقة المرعية . بل اقبل على ابى القاسم كالواعظ له واشار عليه بالمسير الى الحج . فقال انی حججت فقال : انکم معشر الوهبية تحسنون اعادة الحج وتؤْثرون فضله فقال له : ليس لله على ان احج مرتين ». واستبطاً ابو تميم واليه فکتب اليه کتابا ٹانیا بمٹل ما کتب فی الاول 4 فلم تكن معه أيضا مبادرة الى ما امره به 4 بل اقبل على القاسم وقال ألا تخرج الى بعضن البلاد التى فيها معظم أهل مذهبك مثل وارجلان وغيرهما فتنتفع بهم وينتفعوا بك ؟ فقال اترانی آن اخر ج من الد نيا واتا حي ؟ يعنى بالدنيا قسطيليةء وفى كل ذلك لم ينتبه ا اراد الله من تمام امره ونهاية حكمه واستبطً ابو تميم من الوالی امتثال ما امره به فكتب اليه کتابا ٹالثا يامره بقتل ابی القاسم ویقول له : اما وجهت برأسه واما وجهت من يأتى برأسك . فلما وصل الكتاب الثالث وتبين منه عزمه على قتل ابى القاسم وعلم ان لم يقتله كان هو المقتول . استدعى ابا القاسم وناوله الكتاب الاول والثانى والثالث وقال له : لاجل هذا كنت اشير عليك بما اشير انما كنت احتال على سلامتك مع سلامتى لو قدر الله بالسلامة . والآن لا اوثر عليك الا نفسى . فلما ری ابو القاسم الكتب الثلائة ايقن بالموت وقال امهلنی حتی ار كع رکعتین . قال : فتر که حتی ركع ر کعتين فما استتمها الا والدار مشحونة رجالا عليهم السلاح فابتدروا ابا القاسم وواثبوه فلم يجد الوالى من نفسه قدرة على مشاهدة ابى القاسم فى هذه الحالة » وادركته شفقته عليه لا بينهما من المودة الاكيدة فطلع الى غرفة فی الدار فدخلها. واغلق بابها عليه . قیل وکان فی ید ابی 125 قتل ابى القاسم من طرف الصمز الفاطمى ابی نسوح وای خزر كقتل ابي القاسم القاسم سكين وجمل يدافعهم عن نفسه › فمهما أحس الوالى ان ابا القاسم دفع الرجال وهر بهم نظر اليه بذلك . واذا ادفعوه وحصروه دخل واغلق على نفسه الباب فلم يزل هذه حاله معهم الى ان قتلوه . فمات مظلوما شهيدا ومضى حميدا رحمة الله عليه فلما قتلوه غيبوه .٠ وابتدروا ابا محمد ويسلان بن يعقوب المزاتی رحمه الله فاخذوه وقالوا له : انت صاحب ابى القاسم . ومضوا به الى السجنء وقال لهم متنصلا : اين صحبته ؟ افي المدارج أم غر نيبس ؟ وهما موضعان يقمد فيهما السلابة اذا خر جوا لقطع الطريق . وكان ابو محمد ويسلان جهي الصوت . حافظا لكتاب الله عز وجل فلما انتهوا به الى السجن لا الى قراءة القرآن , فلم يكن له شأن الا قراءة القرآن ليلا ونهارا .٠ حتى شكى اهل السجن ما لقوا مته من الارق . فاخرج من السجن ثم سئل بعد ذلك عن السجن وعن صفته فقال : يصلح لقراءة القرآن .٠ ولا قتل ابو القاسم عظمت المصيبة فيه عند جميع اهل الدعوة وبلغ فيهم قتله مبلغا عظيما , ولم يجدوا فيه سلوة ولا سمحت نفوسهم بالصبر عن دمه , والطلب بشاره فاجتمع الشيخ آبو خزر ومن ممه من المشائخ فى القيام بام الله عز وجل ودفاع ائمة الضلال ء الا انهم لم يروا ان يشرعوا فى شىء من ذلك دون مشاورة اهل الدعوة ولا ان ينهضوا دون استنجادهم فارسلوا الى جهة طرابلس آبا نوح سعید بن زنفیل فتوجه الى جبل‌نفوسة و کان شيخهم حينئذ والذى اليه ينتهى امورهم « عون بن عبد الله بن ابی عمس بن ابی الیاس » فجمعهم ابو توح وشاورهم ء فقالوا له : نحن بعد وقمة مانو فى ضعف والذی يظن بنا 126 من الفضل لا نتهض اليه »ء ولكن جدوا فی امر کم وکونوا على اهبتكم › فنحن نعینكم بما قدرنا عليه › ولا نبخل عنكم بطاقتنا . فرجع عنهم ابو توح وسار الى جربة فاجتمع بجماعتها واستشارهم فكان مراد العامة متهم القيام فى الله » وطلب ثار الشيخ الا ما كان من ابى صالح البراستى رحمه الله فانه كره ذلك . ولعله رآی ما لم یں غيره ء وفراسة المؤّمن مما ينبغى ان تتقى كما جاء فى الآثار وكان من قوله لابى نوح لا تهيجوا على أنفسكم أهل النلاف فانهم أك منكم عددا ومدداءوأقوى يداء الا العامة فانهم احبوا اجاية دعوة الشيخ ابى نوح فرجع ابو توح الى المشائخ فاخيرهم بما عند اهل ابلس فاتفق رآى الشيخ واصحابه على ان یکاتبوا بنی امية فی شآن ابی تمیم ويستنهضوهم , ليكون قيامهم عليهم جميعا , وبنو امية بجزيرة الاندلس , فامروا ابا توح بان يكتب الكتاب فكتبه عنهم بما ارادوه من الرآى ووجه الكتاب الى بتى أمية , فاخذ الكتاب فى الطریق فانتهی به الى ابی تميم فقرآه , فازدادوا حنقا . و کان ابو محمد ویسلان آيضا ممن کره القیام على ابی تميم . وكان يقول لاصحابه لا تعلمون ان جل من معكم من قبائل « مزاتة » ليس لكم فيهم ما تقومون به وتعولون عليه . ونظر يوما الى آبی نوح وقد اکٹر التجوی فی القيام على آبى تميم وقال له : ساعلم يا ابا نوح من أين تخرج نجواك . ٹم ان تميم سمع بخروجهم عليه . واستعدادهم لقتاله . فارسل الى المشائخ ان ارجعوا الى بلادكم › التى كانت بها أوائلكم قبل هذا من تاهرت وغب‌ها فتکونوا علی ما كانت عليه أوائلكم ونكون على ما كان عليه أوائلنا فكان ذلك مراد 127 ابو خزر يتمجل فیحاصر باغای ابی خزر فعرض على اصحابه هذا الذى قاله ابو تميم فابت العامة الا مناصبة آبى تميم , وقتاله . والطلب بٹار الشيخ , ثم ان ابا خزر ارسل الى ناحية الزاب واريغ ووارجلان آبا محمد جمال ابن المدوتنی يستنفرهم ويستمدهم وذکر يعقوب بن اسحاق ان رسل ابی خزر وصلت الى اهل وارجلان فاستنفر هم جوا فى قوة عظيمة وسلاح شاك , ثم ان ابا خزر اجتمعت له جموع مزاتة فى اعداد كثرة خيلا ورجالا . فاعجبته كٹرتهم ء وحدثته نفسه انه يدرك ما طلب ببعض مزاتة , فضلا عن جمیعها و كيف ومعه جماعات من غير مزاتة , فلم ینتظر من يزداد » من الامداد , فانتهز الفرصة بهذا الجمع العظيم الذى اجتمع له » وعزم على التعبئّة فى ( باغايې ) وحدث أبو محمد ميمون بن حمودى رحمه الله قال وجدت الواح التلاميذ الذين خرجوا الى باغاي بمسجد المنية , وكانوا قبل ذلك يتعلمون الفروسة بشحص مسجد ابى خزر ء. قلت اما مسجد النية فخارج كنومة بتفيوس ء وكانت اذ ذاك عامرةء واما مسجد الشیخ ابی خزر فحدثتی ذو السن من أهل دقاش تفيوس انه المسجد الذى يشارفها وقد وقفوا فى عدد . وسمعت نحوا من ذلك . حکي عن غرهم › ممن يوثق به وهو موضع معروف البركة وقيل هو بالحامة . والله اعلم . قال : ثم ان ابا خزر عقدوا له الولاية على الدفاع ء وطلب الحق . على انهم ان يظفروا بما طلبوا عقدوا له الولاية على الظهور ء فزحف ابو خزر ولم ينتظر الامداد . فلما وصلت عساكره الى باغاي حاصرها , وفيها طيان الصقلى . وكان واليا عليها من قبل ابی تميم , و کان قائدا 128 من قواده وزعیم انجاده . فکتب طیان الی ابی تميم يعلمه ان قائما قام ٹائرا فی البر بر » یعرف بابی خزر الوسیانی وانه اجتمع اليه خلق عظيم ولا بلغه الكتاب اغتم لذلك غما شدیداء وقد آثرت‌الرسل من عند طیان بقوة ابی خزر وزيادة آمره وكشرة ما صار حوله من العساكر . فجمع عساکره فلما کان فی اليوم الثالث والعشرين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ء خرج بعساکره الى باغاي ء یرید لقاء ابی خزر فوافاه قریبا منها بعد قتله طیان » و بلغ فی ابی تمیم قتل ابی خزر طیانا مبلغا عظیما ء وکان ابو خزر لا حاصر طيانا اشد الحصار دافع عنه آهل الموضع فلقوا من محاصرة ابى خزر اياهم شدة عظيمة ء وآيسوا من السلامة . واضطر ابو خزر الى القصر القديم ء وطمع فى الظف بهم . فلما رآى ذلك أهل الموضع جعلوا ينتهبون ما فى القصر من الاموال بعد موت صاحبهم فيبذلونها خفية لن یرجون عنده خلاصا فیما هم فيه وبمن يأملون فيه التفع من آهل عسکر آبی خزرء يستميلون القلوب بذلك ويرمون فى العسكر الخلل . فما وصلتهم عساکر أميرهم الا واداروا حيلة ظفرتهم بما کانوا يحاولوته بيذل الال . وذلك ان فخذا من مزاتة من عسکر ابی خزر يقال له بنى يليان غلب فيهم حب الطمع على صيائة الاحساب والاديان » فعرف أهل الموضع ان الطمع قد استهواهم وان بمصانمتهم يدر کون مناهم , فجاعلوهم فی خفاء پمال جزیل على ان ینهزموا بغر قتال . ویکو نوا سببا لوقوع الفشل فى عسكر ابى خزر ء ولم يكن احد من آهل العسكر علم بالجعائل التى أخذ‌ها بنو يليان على خذلانهم ء ولا 129 انهزام ابی خزر وهن هعصه اتهموهم بالوقوع فى مثل هذه الدنية ء قیل وکان بین بنی يليان وبين فخذ آخر من مزاتة يقال لهم « بدنة » حقود قديمة فعزموا على ان يجمعلوها ذريعة الى ما اضمر‌وا من الفدر , فلما كان صباح غد يؤْمئذء والتقى الجمعان والتحم القتال ء القوا فى مسامع أهل المسكر ان بدنة تخافت على أموالهم وأهلهم وانهم لا يتر کون الاهل والمال . بل یتوافون حمی دمارهم ء فانهزموا كأ نهم يريدون استنقاذ أموالهم وأهليهم من بدنة , وانما ذلك لامس برم بليل ء فمند انهزامهم وقعت الهزيمة فى المسكرء وكر آبو خزر و آبو نوح وعبود وامٹالهم . و کانوا فى ساقة العسكس يحمون آواخره حتی قتل منهم خلق كثير . وقتل عبود وأصحايه فيمن قتل . وتفرقت العساکر فوافاهم آبو تميم وقد انهزموا ء فاخدت عساكره من الاموال والفتم والجمال والبغال ما لا يحصى كثرة . وتمادی آبو تميم فى طلب آبی خزر ؛ ووافاه یوسف بن زیری من السير (1) › ابن على من المسيلة کل واحد منهم مجدا في طلب آبی خزر؛ فاخن فى وعور ء ولم یعلم له خبر وخفي آمره . ورجعت عنه المساكر . و کان آبو محمد جمال قد أقبل بامداد آهل ريغ واورجلان فى جموع عظيمة وقد خرج معهم خزرون بن فلفول وهو أحد المشاهير فى زمانه , فلما وصلوا موضعا يقال له أفودان يطلا › على مسيرة نصف تنهار من باغاي ء فيما قيل › فتلقاهم هناك رسل بخبر الهزيمة فی کتاب فلما قرا الكتاب بصفة الحال یکی وایکی من معه وأمس الناس بالرجوع الى متازلهم ولا انهزم العسكر تتحى آبو (1) كذا فى التسخ لعله من « أشير » وهو مقر ولايته 130 خزر عن الناس وتمادی به النجا حتى لا الى جبل يقال له تلتماجرت . ومعه أبو محمد يوجين فاقاما هنالك أربعين يوما حتى انقطع الخبر . قال وليس لهما حينئذ طمام الا الاویں (1) يصیده آبو محمد يوجين فیعالجه فیعیشان به ٠ ثم توجه الى جبل نفوسة واستقر بها . واماابو توح فتخنس (2) ولبس عباءة » وظل یرعی ابلا فخرج آبو تميم جاداً فى طلب الشيوخ وفرق الرسل يمينا وشمالا فی طلبهم . فبینما هم یطلبون اذ صادفت الرسل آبا نوح راعیا متنكرا على الحالة الموصوفة . وعرفوه وقالوا له ليس مثلك يرعى الابل . وقيدوه فى الاصفاد وقادوه الى آبى تميم . فلما دنوا من القيروان البسوه الزنار على خلق رثه ثم حملوه على جمل وجعلوا يطوفون به فی کل سوق مروا به ویبرحون به : هذا الذی سعى فى مخالفة دين الله والقيام عليه » سعى فيه زمانا ونحن عنه غافلون سعی فيه بجبل نفوسة و بجر بة واستمد الامداد وو عدهم‌الاصفاد كمايقول المنادى.وهذا كله فيما ذكر ابن ورميكوك و کان حسن بن ورميكوك من نفوسة قنطنار وکانت آم آبی نوح تتبعه حين يطوفون به وتظهر جلدا وشامة , فاذا رآوا ذلك منها عجبوا و قالوا: متمثلين لا يلد الاسد الا اللبوّةء فكاتوا اذا نزلوا أنزلوه عن الجمل وو كلوا به السجان , قال أبو نوح فلما انزلونى يوما وقد قرب مغرب الشمس وتيممت للصلاة وقد اشفقت تلك العيشة من ان يقتلونى » فحرصت بالتعجيل على الصلاة . فقال لى السجان يا سعيد ادخل (1) لعله جمع وبر بالاسكان وهی دويبة کالسنور من جنس بئات عرس . الا ان هدا الجمع غير مشهور فيها . او يقصد بنات الاوبر ضرب من الكمأة .٠ (2) تنکر وغ زيه . 131 القاء القبض عل ابی توح متنكرا الخبادواسترح وأزل عنك اليرد وحينئذ تصلى , فلما سمعت ذلك عنه رجوت الحياة » وسکنت نفسی . قال آبو نوح و کان رجل منهم یجیئنی ویقول : تر کت رجال مولاي يتحدثون فى أمرك ويتهددون بتمزيق لحمك وأكله بضعة بضعة ء فأاقول لكن مولانا ليس عنده الا الحسن الجميل ء فاذكر فيه من الفضائل ما يسر سامعه › فبلغه ذلك عنى ء نیعطفه علي , الی ان عفی عنی ء. فلما عفی عنی آبو تميم وقربنى ورفع منزلتى , كان الرجل الذى يجيئنى قبل بالاخبار المخوفة والتهديد يقول انما نحن عبيد مولانا ء فمن أحبه احببناه » ومن کرهه کرهناه . قال آبو نوح : ٹم ان آبا تمیم جمع أصحابه ووزراوه وكتابه وتأمل الكتاب الذى كنت قد كتبته الى بنى أمية المتقدم ذكره. فذكر لهم انى كاتب آبی خزر وصاحب سره , وارادوا الوقوف على خطى يعرضونه على خط الكتاب المذ كور ء حتی یعرفوا هل آنا کتبته آم غبری وعندهم رجل یهودی فقال لهم الیهودی آنا استخرج لكم خطه فقال آبو توح بينما آنا فى ايبيهم اذ آتانى اليهودى ببطاقة ومحبرة فقال لى أكتب الى مولانا ان يعفو عنك واعتذر بما عندك من احتجاج فان مولانا كثير العفو. ووضع البطاقة والمحبرة واداتها فخرج عنی .٠ فتناولت لأكتب 4 سطلرسں البسملة لا غير ,. ثم أيقظنى الله عز وجل وذكرنى الكتاب المتقدم فى شان آبى تميم الى بنى أمية فقلت لعله وقع الكتاب عند أبى تميم ولعل اليهودى انما جاء خديعة ومكيدة لا نصحا ء فقصصت السطر المكتوب أولا ثم استأنفت كتابا بخط غير خطى المعهود منی فلما کان بعد قلیل اذ الیهودی 132 قد دخل وتناول الكتاپ جذ لاٽا مسرورا . وحسب اته ٽال المقصود ودفع الكتاب الى ابى تميم فاجتمع عليه الوزراء والكتاب وجميع الوارقين ودفع اليهم الكتاب الاو لو الكتاب الثانى فعرض الخط .›. ووجدوا الكتابين مختلفي الخط غير متفقي الحروف . فاتفقت كلمتهم على ان كاتب الكتاب الأول غير كاتب الكتاب الثانى الا رجلا واحدا احذقهم ء فانه قال کاتبهما واحد غر انه بدل خطه 4 فقالوا له لو صح ما زعمت لوقع الاختلاف فى سطر أو سطرين واما الكتاب كله فمحال , هذا مما لا يستطيعه كاتب .٠ ٹم ان آبا تمیم وجه الی آبی نوح فجاء فی قیوده فلما دخل عليه وجده فى قبة حمراء على سریر قوائمه من عاج احمر و عليه ثياب حمر وعلى رآسه قلنسوة حمراء ,. وحوله رجال بايديهم الرماح ء قال فلما عاينت ذلك كله غلب على ظنى انما احضرت للقتل , الا اتى لم أيآس من روح الله . ورجوت ان يأخذ بناصيته من بيده ملكوت کل شىء . قال فلما صرت بين يديه سلمت عليه . فاطرق مليا فلما رفع رآسه قال لی : یا سعید أحقا انکم کاتبتم فینا بنتی آمية ؟ قال آبو نوح یا سیدی ان کانت معذرتی تقبل وحجتی تر فع اعتذرت واحتججت قال قل ما عندك فلما وجد الى الكلام سبيلا وكان شهم الجنان فصيح اللسان كثير البيان قال : کیف نکاتب بنی أمية وقد علمت ما بیننا وبينهم يوم الدار ويوم الجمل وايام صفين ,. وهم الشجرة الملعونة فى القرآن . فلما سمع منه ذلك ابو تميم سره وتبسم واتبسط بعد الانقباض والعبوس , قال أيو نوح فدفع الي الكتاب الذى كنت كتبته الى بنى أمية فقال ألست كتبت هذا الكتاب ؟ فقلت بالله الذى لا اله الا هو ان هذا ما كتبته 133 ابو توح بين يدى الممز ابن بلكين يشفع فی ابی نوح الى بنی أمية ء قال فاختلنوا فی یمینی فطائفة قالوا انه لم يحلف لاته جعل ما زائدة وقال يعشهم انه من ير ولا يفطن لهذا ولا يفهمه ,. قلت لا شك ان ابا نوح قصد بلنظ يمينه المعاريض التى فيها متدوحة على الكذب وسلك مسلك اللاحن . وعلى هذا تكون ما بمعنى الذى أو تكون نكرة موصوفة فيكون التقدير ان هذا الذى كتبته إوان هذا شىء كتبته , وكلاهما حسن فيصح ء فهذا الذى قصدء والله اعلم. ثم قال ابو تميم نعم ما هذا بخطك الا ان يکون غيت یا سعید . ٹم قال : یا سعید آرآیت ان لو صادفتنی یوم باغاي أكنت تاركى لفيرك . فقال لست بتاركك لفغيرى . قال هذا الذى هو أجل قد اقررت به فکیف ما دونه ! فعلم حینئذ ان ابا نوح قد صدقه فی کل ما سمعه منه . ثم قال له : يا سعيد اعلم ان هذه القيود انما دخلت رجلاك فيها بحکم شرعی , فقال له آبو نوح عسى الله ان يجعلها كفارة , فقال آبو تميم وقد غضب فكنا اذا مسيئين فيك ء بل عسى ان يجعلها متصلة بعذاب الآخرة . قال : أبو توح فلما عرفت فى وجهه الفضب قلت له ليس فى ذلك ما يثبت الاساءة لمولانا . الا ترى ان الله عز وجل يبتلى عبده المؤمن فيصبر ويؤجر وليس فى ذلك ما يثبت الاساءة لله تعالى ء قال فلما سمع هذا رآیته كانه انبسط وذهب غيظه . ثم شفع في ابن بلکین بن زیری الصنهاجی ورغب آبا تميم فى ان يحل وثاقی ويعفو عنی فشفعه , قال فاطلق أبو نوح فخلعت عليه خلعة نفيسةء فلما جاءوه بها وهموا بان يأخذوا الاطمار التى عليه . ويكسوه هذا الكسوة الشريفة › امتنع عن الازالة لتلك الاطمار عنه . وقال : كل 134 ما یآتی من عند مولانا فحسن جميل . قال فبلغوا ذلك عنه فزاد فی تکرمه وقرب مجلسه . وکان یرسل اليه فی کل حين لا يفتر عنه . قال ابو نوح فارسل الي یوما من الايام فلما دخلت وسلمت عليه ›. ووقفت بين يديه , قال بی : آين صاخبك يغلي ؟ قلت لا ادرى فقال لو كان صاحبك فى غانة لجاءت به دراهمنا . ٹم قال لی آتراه یخشی آمره . فقلت : ان کان من مولانا آمان عام شمل الناس فی بلادهم فلا يخشی أمره وان لم يعمهم اماته فی بلادهم فانه يخشی أمره . قال فاستبان النصيحة فى قولى . فبعث فى الامان فى بلاد الوهبية كلها وآمر ان لا يهاج منهم أحد ؛ فذ كر المشائخ ان آهل الدعوة في امانه الى يومنا هذاءقلت وذلك لانهم من ذلك سالوا فسولواء هذا الذیعناه المشائخ . وحدث ابراهیم بن آبی ابراهيم ان آبا نوح دخل ذات مرة على آبی تمیم فأمر خازنه بان پملا کم آبی توح مالا ودراهم . قال آبو نوح فدخلت مع الحخزان الى بيت الال فکان یدفع الي وارخی کمی فلا يکاد يلي فيقول الخازن ألم يمتلىء كمك الى الآن؟ فلم یزل یزید حتی امتلا کمی ولم اکد ان انتقل من مکانی لثقل کمی قال فرجع الخازن الی آبی تمیم فساله عما آمره به . فقال قد فعلت»فامره ابو تميم بآن يخرج متجسسا الى ما يصتع أبو نوح وما يكون منهء فخرج الى باب القصر القديم فوجد آبا نوح یاخذ بيده ویدفع للناس يمينا وشمالا » حتی لم يبق فى كمه الا قدر قبضة واحدة ,. فرجع الى آبی تميم فقال له : ان الشيخ لمجنون انى وجدته يفعل کیت و کیت ء فقال آبو تميم كلا ما هو بمجنون ولكنه منتحل للرئاسة ٠ 135 ابو تمييس الممز يعطى الامان للاراضية المعز يشارك العلماء فى الناظرة حولله العفو عن ابی خزر ومقدمه الى القروان فكان آبو تميم يجمع علماء الفرق يتناظرون حوله فى العلوم فكان آبو نوح مقدما فيهم . فحسنت حالته وازدادت مكانته لما جمع من علموفصاحة وبراعة ومعر فة بفتون الرد على المخالفين › فكان ابو تميم لا يزال ينی عليه ويحسن اليه ويحسن جوابه فى المناظرة. (فمن المسائل التى وقعت فيها المناظرة انهء قال یوما : يا سعيد؛ اسآل اليوم عما بدا لك . فقال آبو نوح فما الدليل على أن لهذه الصنعة صانع ؟ فمكث الحاضرون حينا ثم اجابوا باجوبة لم ارضها ء ولا اقنعتنى . فقال ابو تميم اجيبوا الرجل بما يقنعه ورآيته قد تهلل . فعلمت ان الجحواب السديد قد حضره . ومنعمه أدبه ان يسرع به . فقلت ان رآى مولانا أن يتفضل على عبيده بالجواب فعل ٠ فتبسم وقال يا سعيد يقال لهذا السائل جوابك في سوّالكء فان قوله صنعة دليل على صانع. قلت لهم هذا والله هو الجواب المقنع ثم اعلمت بعد ذلك به الشيخ ابا خزر . فاستحسنه . قال واستحضر نی يوما خر فوجدت رجلا ممتزليا يتكلم فى اسماء الله تمالى فاوعيته سمعى الى ان عثر عثرة فلم اسمح باقالته . وذلك انه قال اسماء الله متفايرة كزيد وعمر فقلت له مع من تتکلم یا هذا ؟ أمع مولانا آم مع غبره ؟ فقال لی ابو تمیم ناظره ء فقلت له ألست تقول زيد غير عمرو ؟ قال بلى ء فقلت : أو كذلك الله والرحمان احدهما غير الآخر ؟ ولهما مغایں غبرهما ؟ فلم یجد جوابا , فقال ابو تميم هذا والله الكفر بعينه ء فعجز الممتزلى , وانقطعت حجته . قيل ان ابا تميم اطال البحث على ابی خزر والاستطلاع على آنبائه ٠ حتى علم انه بجبل نفوسة ء فارسل ابو تميم اليه بالامان و کان فی عز واکرام عند ابی زکریاء بن آبی 136 عبد الله بن ابى عم بن أبى منصور الياس , وكان قد علم بان البحث عليه فى جبل نفوسة فلم يقع فی نفسه خوف ء 4 لمكانه » فلما سمع الامان وصح عنده کتاب ابی تميم بذلك خرج من جيل نفوسة متوجها الى القيروان فعلم ابو تميم بقدومه وانه وصل الى قابس قال آبو نوح : فوجه الي آبو تميم , فقال لى ان صاحبك قد توجه ء وقد وصل الى قابس فسر اليه وألقه هناك . قال ولم أكن قبل ذلك اعلم له مستقرا , فاسة ستبشرت وقلت له ان رآی مولانا ان يوجه معی خيلا من مزاتة فعل ء فوجه‌معی ثمانين فارسا من مزاتة فلما خرجوا معى طعن فينا بعض الجلساء › وقال اذا متحت لابى خزر هذا الثمانين فارسا فانه يمتنع بها حيث شاء . فوجه فى اثر نا من رد الخيل الا الاقل منها . قال فسرت الى قابس فوجدت فيها ابا خزر فسلمت عليه . فقلت ما هذا المجىء ياشيخ ؟ اما تخاف على نفسك ؟ فقال ما بين مجيئك ومجیئى الا قليل لم اخرج من جبل نفوسة الا بامان آبی تميم » وقد علمت انه لا ينقض عهدا ولا يحل عقدا . فلما ۱ ستوثقت من امانه أقبلت . قال وسارا ومن معهما الى القروان فلما دخل ابو خزر على ابی تميم رحب به وآکر مه وعظم شأنه وانزله فی مسکن حسن وحمله على فرس کر‌یم واجری عليه رزقا واسعا ء والطفه ء ورفع منزلته . وآدتى مجلسه وسنى قدره وشاع فى الفضائل ذكره وآمر له بحلة جزيلة وخلع عليه خلعة نفيسة جليلة , وكان مجلسه على سريره دون جميع الجلساء . والقوم انما كانت نهاية شرفهم وعلو منزلتهم ان يقفوا بين يديه , وکان دخوله وقدومه على ابى تميم فى الحادى والعشرين من ربيع سنة 359 تسعة وخمسين وثلاثمائة , فاقام عنده حتى رحل معه الى مصر . 137 قصة انتقال الممز اى القاهمرة وابی خزر معه وصية المز لله عل المفرب ولا تواترت الكتب على السلطان من جهة المشرق لصالح مصر والشام والحجاز واقامت الدعوة له بها . سره ذلك واستبشر وأخذ فى تهيئة الخروج فخرج باهله وعساکره وبيوت أمواله وعزم على استصحاب الشيخين آبی خزر وآبى نوح لئلا يكون منهما بعده فى المغرب خروج عن طاعته وقيام عليه‌ولكونه أيضا لم يرد مفارقتهما . فكلمهما فى ذلك ليأخذوا فى أهبة السفرء فاما آبو خزر فقال كيف بالقيام بعدك والقعود عنك ؟ واما ابو نوح فكره ذلك وکان عند آبی تميم رجل يهودي یعرف فضل آبی نوح ويتخدم له ويجد فى حاجته , فعلم ما عنده من كراهية المسبر فنصحه اليهودي ,. وقال تمارض وانقع نخالة الشعس واشرب من مائهاً » واغسل به وجهك , فان حالك يتغي ء ويظن من يراك انك مریض ء فحین عزم آبو تميم على الحركة سال عن آبى نوح , فاعلم انه مریض فاستدعاه فاحضر فلما رآه مصف الوجه متغير الحال ,. ظن انه مريض فآذن له فى المقام . فاقام مسدة تاهب آبی تميم للحركة حتى ارتحل › ولم يسأل عنه فى اثناء هذه المدة ء فارتحل ابو نوح الى جهة وارجلان وسیاتی ذكر ذلك ان شام الله اذا فر‌غنا من اخبار آبی خزر . وقال ولا ارتحل ابو تميم من افريقية ولی على جميع آموره بها وعلی جمیع انظارها بلکین بن زیری الصنهاجیء وأوصاه عند تودیعه بان قال له اشفتی فی أولاد المجوس زنانة ومزاتة . واعلم انى قد تر كت لك بافريقية مائثة الف منزل فمتى هممت بمحاربة عدو فاجمل على كل منزل فارسا واحدا , فانك تكتفى بذلك حرب من ترید حربه 138 ويريد حربك (1). واما ابو خزر فجزع لفرقة الاخوان والنآي على الاوطان جزعا قد اظهره اذ غلب عن کتمانه ء حتی عبر فيه لساته عن ضمير جنانه » وسمعت يعض العزابة ينسبون اليه قطعة شعر قد قالها عند رحيله ويبعد عندى ان يكون ذلك الحال من قبله ء ولم اضعها فى جملة اخباره ولا اثر تها فی آثاره وريآت به عن ان يكون ذلك من صناعته فيكون ذلك مخلا ما تقدم من ذکر بلاغته وبراعته وهى قطعة عينية لا تليق بذى بديهة ولا روية . واجتاز ابو خزر فى طريقه الى المشرق بلماية فبالفوا فی اکرامه وابراره ,. وافرطوا فى اعظامه واكيباره ء وتمنوا ان تكون عندهم مقامته .ء وساءتهم مسيرته مع من لا ترضی امامته فأثنی عليهم وشکر ماهم فيه من حسن الطريقة , وقال آهل الدعوة على الحقيقة وختم بعد جميل النئاء بير كة صالح الدعاء . وبلفنا ان ابا زكرياء فيصل بن ابی مسور رحمه الله خرج من جربة حين سمع بمسير ابی خزر الى المشرق یرید وداعه ویسأله عن مسائل فی مهم دینه اشکلت عليه ولم يجد بدا من الانتهاء فيه اليه . قال ابو زكرياء فسالته عن ٹلاث‌مسائل فاجاب فی جميعها بما یسر نی‌فودعته واودعنى لوعة فراقه . واقام ابو خزر مع ابی تميم فلم يزل معه ملحوظا بعين الكمال مقابلا بالاحتفاء والاحتفال ,. واصحاب ابی تميم یلمزون ابا خزر ویطعنون فيه ويحسدونه فى تفضيله عليهم , وايثاره دون خوؤاصة من يصطفیه , وبلغنا انه (1) اما رواية ابن خلدون فانه يقول : اوصاه بثلاث : ان لا يرفع السيف عن البربر ولايرفع الجياية عن أل البادية . ولا يول احدا من اقاربه . 139 ابو خزر ينتقل مع المعز الى القاهرة يمحن ‎u‏ خزر سار ذات یوم ومعه ابو خزر یسایره الی ان اعت ضهم زر فشق ابو تميم الزرع ومعه اصحابه الا ابا خزر . فانه عدل عن الزرع جانبا حتی استدار اليهم من خارج الزرع فامكنتهم الفرصة فی ابی خزر وطعنوا فيه عند ابی تميم. فقالوا له الا ترى انه عدل عن طريقك ولم ير اتباعك عليه ؟ فاقبل اليه بعد ما قالوا فيه ما قالوا . فقال له أبو تميم مالك يا يغلي لم تصاحبنا على طريقنا . ام انت غير راض بطر یقنا ؟ فقال وکیف لا ارضی بطریق مولانا ؟ قال فمالك لم تتبعنى حين سلكت فى الزرع قال بالخبر الأثور انه : اذا سقطت الثريا فلا يدخل الزرع الا ساقیه آو ناقيه أو واقيه , فانا لست بأحدهم فکیف ینیغی لی دخوله ؟ واما انت فواقيه فذلك لك . فأعجبه حسن جوابهءو قال لاصحا به الم أقل لكم لا تقولوا فى يغلي الا خيرا؟ والآن فقد اعذدرت اليكم فمن وقع فيه بشر فلا يلومن الا نفسه . ولا دخلوا مصر تسامع علماء مصر بخبر ابی خزر واشتهر فيهم فاضطر بت الجهات بذ‌کره واشتهر عندهم ان ابا تميم وصل بعالم المغرب » فارادوا امتحانه ليعر فوا ميلغ علمه . فكلهم شاحد غربه ومفرق سهمه ,. فأجمعوا ان يحضروه على طعام وتكون المناظرة بعد تناولهم أياه ء قيل . وكان مما عزموا عليه انه اذا حضر الطعام ابو خزر وضعوا ايديهم فى الطعام ورفعوها قبل استفاء الحاجة فان هم رأوه رفع معهم ء حين يرفعون علموا انه يفحم وانه يفلب عليه الوهم : وان هم رآوه متماديا على الاکل حتی یستوفی منه حاجته علموا ان لا قبل لهم به . فلما حضر الطعام وحضر الشيخ جعل كل واحد متهم كلما تناول قليلا رفع يده قبل الاستكفاء › فلما رأى الشيخ ذلك 140 منهم قال : ما بهذا الاكل احمرت وجوهكم . ثم جمع تسه واخذ فی الاکل من غير احتشام ولا ارتیاب حتی اکتفی منه » فحين رآوه لا يقف عند الوهم امسكوا عن مناظرته والقوا السلم دون كفاح . قيل و کان رجل من آهل تاجدیت یعرف بابی سليمان صاحب ابا خزر متخدما ,. و كان كثر الملازمة له فذ كر عنه انه قال بعد رجوعه كان الشيخ ابو خزر رحمه الله كثيرا ما يعظم قدر المؤّمن المخلص المصلح ء. وكان اذا ذكى من هذه صفته قال انه خير من الملائكة . قلت‌لم يقل الشيخ هذا من عنده ولا نطق به حيث ينتقد عليه بل هو متعلق با جاء فى الاش : خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة وخلق البهائم من شهوة بلا عقل وخلق ابن آدم من شهوة وعقل. فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة » ومن غلب شهوته على عقله فالبهائم خير منه . ولا استقر المقام بمصر اقطع ابو تميم ابا خزر ديارا وعقارا ومستغلات فحسنت بها أحواله و نعم باله و کان فی ذلك الحال يقول : والله لا آسف على شىء فاتتى بامغخرب الا افادة طلبة أهل الدعوة وما يكتسب فى ذلك ثواب الله عز وجل ء وانى لأتمنى ان يهاجر للمرء متهم عشرون طالبا لا يكون لاحد منهم شغل الا طلب العلم فاتكلف لهم بالافادة فاصو نهم حتى لا يتكلفون بكلفة حتى الذى يصلون به من كرامو. وكان رما قال حينئذ ان اخواننا بالمغرب لأهل تشديد وانلهم عندى لرخصا وانى لأتمنى لو قلدونى فيها واخذوها عنى فيخف عنهم كثير من ذلك التشديد , قلت اما تمنى الشيخ رحمه الله أخذ اصحابه بالرخص فليس بطمن 141 المؤمن الغخلص عظيم القدر عند الله امنته الوحيدة تمليم الطلبة اخواننا فى المفرب يشددون على انفسهم مکانه ابی خزد العلمية فى اخذهم بالأحوط . فالاشارة لقول ابن عباس رضی الله عنهما الرخصة من الله صدقة فلا تردوا صدقته ,. ولعله أيضا لم يتمن ان یفتی بالرخص کل مستفت ولا ان یفتی بھا فی کل حال من ضرورة أو سغة بل یفتی بھا من لا یری فى العمل بها التهاون فى الدين آو یفتی بها فی ضيق يلجا اليه الجاء أمثاله من المجتهدين . وما يوؤكد ذلك الشيخ ابو نوح رحمه الله من أوصافه ايجازا وذلك انه قال : كان ايو خزر أورع الناس فما سمعشيئا قط الا عمله قال : من شأنه اذا صلى الصبح ان يأخذ فى القراءة والدعاء والتضرع الى الله عز وجل منتحيا عن الناس حتى تطلع الشمس ء ومن ورعه ما بلغنا ان ابا القاسم كان يوم التاس فى صلاة الصبح , فلما كان يوما من الايام آبطا ابو القاسم وخافوا خروج الوقت , فقدموا ابا خزر ليصلى بهم , فلما تقدم عن الصف أحس بقدوم ابى القاسم ء فتأخر وقدمه. ولا مات ابو تميم ولی بعده ابنه نزار , واضاع احوال آبى خزر فلم يتفقده بما كان يتفقده آبوه من الصلات ء فمسه ضيق عيش على الكبر , فلازم كتمان الققر قصيرى اى ان قدم الى مصر رجل معتزلى جاء متعرضا للمناظرة فناظره علماء مصر طبقة بعد طبقة فافحم جميعهم . ولم يبق بمصر احد يقاومه فى المتاظرة . فشق ذلك على السلطان وعلى علماء مصر ء فجمع السلطان آهل مشورته فشاورهم فى أمر المعتزلى . فقال له بعض من كان يحض مجلس ابیه ویحضر به آبو خزر , ان هاهنا شيغا کان آيوك قد استصحيه من المغرب › و كان عنده مكرما معظما مو صوفا بالعلم . ولا يرى لناظرة هذا المعتزلى غير هذا الشيخ , فلو وجهت اليه لكفاه هذا الهم . فوجه اليه فلما 142 جا الرسول بما ار اده به السلطان , قال له ابو خزر ليس عندی مر كوب اركبه اليه ولا لياس أحضر به المجالس ء فرجع رسول السلطان بمقال آبی خزر فامر له بمر كوب وكسوة سنية فلبس ركب , وخرج لناظرة المعتزلى فوجده فى قبة ضريها علي نفسه بالفسطاط تصبها للمناظرة . فاستأذن فأذن له فدخل وسلم عليه . وسأله عن احواله » حتی سالوه فيما يمشیه فقال امشیه فی المناظرة › فلما أطمان به المجلس اخذ فى المناظرة فما جرى بينهما كلام فى مسألة الا والغالب آيو خزر والمغلوب المعتزلى ء حتى انقضى مجلسهما ء وانقطع الكلام , وما انجلت هبوة (2) اللقاء الا والمعتزلى محضوم (3) . قال : فأخذ یسال آبا خزر أآين تعلمت قال فى بلادالشيح والحلفاء . قال كذ بت ليس مثلك يتعلم فى بلاد الشيحع والحلفاء انما قصد المعتزلى ان يحلف بالاكذاب لا لم يجد معه بدا فيما هو بصدده , فكان الفلج لابى خزر . فمن ذلك اليوم التفت وارتفع ما وهى من أحواله ونزل من البر منزلة , وبان فضل سيقه بين السوابق ء لا يعوقه عن الرفقة عائق قيل وقال المعتزلى حينئذ ما ناظرت مناظرا قطعنى الا شابا بالغروب وهذا الشيخ , فقال له أبو خزر ان الفتى هو الشيخ , والشيخ هو الفتى ء فزاده ذلك اعجايا واستحسنه . واما آبو نوح سعید بن زنغیل رحمه الله , فانه لا فس من آبی تميم , ولحق ببلاد وارجلان » ومعه أهله ومن يختص به وجميعهم تحت خوف واختفاء فلما وصل فى النسخ (2) الهبوة. الغير® . وأهباء الزوبمة : شبه غبارير تفع فى الجو (3) فى التسخ محضوم ولم أجد له ممنى وربما مهشوم من هضم الشىء كسرء . 143 اخبار ابی نوح مجلس ابی نوح بورجلان الملوضع المعروف بالبكرات بقرب وارجلان . تقدم من قبلهم من يبشر ابا صالح جنون بن يمريان رحمه الله بقدوم ابی توح ومن معه . فاستبشر وقال للبشير ارجع اليه وقل له لا تخف نجوت من القوم الظالمين . ولا وصل وارجلان انزله الشيخ وجماعة اهل وارجلان . وآحسنوا نزوله وتجاوزوا الحد فى الاعظام واكرموا مثواه غاية الاكرام الا ان المختص به آبو صالح , فانه ذكر لتا انه ملا له بيته الى السقف تمرا ء وامثال ذلك مما لا بدله مته وأجری له فى كل يوم مائدة . وآخرى عشية . ٹم قال فی نفسه ولعل له مرب لا اعلمها أو به خصاصة لا يعلنها ء أو مفاقر لا يسدها الا المال » فانفرد به ذات یوم فتحدڻا ساعة . ٹم قال له ابو صالح ادخل يدك فی جیبی فما وجدت فاغسل به ثيابك › فادخل يده فوجد صرة فيها سبعون دیتارا ذهبا ء فقال له من کان له آخ صالح مثلك یا ابا صالح لم يمسسه عدم ولا احتياج . قيل وبات أيضا ليلة عند ابى عمر التناوتى فعامله مثل معاملة ابى صالح فى اعداد الصرة فى جيبه فشكر صنعهما . وقضى المرب ء وسد المغاقر فنعم المشكور والشاكر . وكانت جماعة آهل وارجلان تجتمع عند مسجد الشيخ جنون فمنهم المستفيد منه علما ومنهم المتبرك بمشاهدته والمشارك فيما يعرض من أمور دياه ودیينه ء والمقتنى خلقا يتحلى به . والمستزيد من معرفة سيب السير فكلهم منقلب بخير وفضل . وريما حضرهم من ليس بهل لمحاضرتهم ممن هو جنيب في مثل تلك البقعة › ومن لا بيت له فى الرقعة » فحضر مجلسهم ذات ليلة رجل من البله .٠ من المففلين الذين يحضرون مجالس الذ كر فى زى المتطفلين 144 فقال لابى نوح اخبر نا الليلة يا شيخ بكل ما تعلمت من علم الكلام . واستخف بعقله من حضر فاستخفوه وبكتوه واقصوه ولم يكن من الشيخ الا مجاملة وحسن معاملة ء الا انه قال له عند ذلك : كيف أخبر كم فى ليلة واحدة بشىء أكلت فى تعلمه اقفزة ملح . ومکث ابو نوح فی وارجلان على هذا الحال زمانا حتى أمن ما كان يخاف ء فدعاه حب الوطنن الى توديع خير آلف , ولا استفزه الاشتياق وتحقق منه المزم على الفراق قال له الشيخ آبو صالح : أقم وأقاسمك فى جميع ما املك وکان آبو صالح ذا مال کثر فی وارجلان فصمم على ما عزم عليه . فرجع الى افريقية فوجد البلاد قد تغرت والصدور قد تنکرت ء فندم على فراق وارجلان , ولامه اصحابه حیث لا ينفع الندمء ولا يغيد اللومء فانه قد كان قصد فى رجوعه اصلاح ما يخشی فساده . فو جد الفساد قد عم يبلاده فكان مقامه حينا بافريقية وحينا بقسطيلية , لا يالو جهدا فی تدارك ما فات › وأحياء ما لحق بحكم الاموات . وبلغنا ان ابا نوح کان ذات مرة بقنطنار هو وتلامذ‌ته فى الاشتفال بالدراسة والتفنن فى العلوم وايضاح سبيل الصلاح والرشاد وتغيير المناكر والفساد . فکانوا فى حال رخاء وعيش هنیء و کان مقدم بنی درجين وحنين بن وريغول ممن يفد على المنصور بن بلکكيین بن زیری الصنهاجى . فوفد عليه ذات مرة فاكرمه وقربه وحياه وأحسنء فرجع على احسن حال ظافرا ببلوغ الآمال. فلما سمع بقدومه خر ج ابو نوح وتلامذته . وخرج أهل اليلد ليتلقوا وحنين ,. فلما كانوا بخارج البلد بحيث يبصرون وحنين نظروا فاذا جماعة قد سبقتهم فامعنوا النظر فى 145 رجوع ابی نوح الي قسطيلية أولئك الذين سبقوهم , فاذا هم من التكار . فلما علم أبو توح انهم النكار وانهم سيقوا حدس انهم عجلوا ليكو نوا لحمفاوة وحنين أهلا وليكونوا بالمكانة عنده أحق‌ممن سواهم . وأولی ,. فقال لاصحایه قفوا مکانکم , فان هو صافح النكار قبلنا . هجرناه . فلما قرب التكار منه وقد [شرف عليهم اصرف عنهم عنان فرسه واشار پالسلام اشارة واعرض عنهم وتقدم نحو الشيخ ليبدآ بمصافحتهم . فلما فهم ذلك عنه الشيخ ابو توح وآصحابه ورآوا اعراضه عن النكار . قال لاصحابه قوموا بنا لتصافحه فلما كان قريبا منهم نزل عن‌فر‌سه وجاءهم یمٹی ء قال يوسف بن النفاث : كأنى انظر اليه وقد اقېل لايسا كسا خز وأشبورة نتصف الكسا » حتى صافح الشيخ واصحابه واهتز ابو نوح لشعلهء ودعا له حينئذ بدعوات تحققت منها البركات , وان بر كه تلك الدعوة لباقية فى عقبه الى يومنا هذا . قيل .٠ وكان من قول وحنين حينئذ للشيخ واصحابه آنا والله ما كان لى هم فی مغیبی ولا آسف على شیء لومت فی سفری هذا الا القيام بواجب حقوقكم , فان الذى أوجبه من ذلك على نفسی قد لا یقوم به غیری ان غبت آو مت فضاعفوا فی وبلغنا ان المنصور بن بلکین ارسل الی ابی نوح یآمره بقدومه اليه . فلما جاءه الرسول بهذا الخبر قلق ابو نوح تجددت عقابيل الخوف كالحالة الاولى › ثم تثبت فى أمره فتوجه الى دار وحنین فی وقت هاجرة فادخله فاستشار وحنين فى المسير اليه . وهل هناك أمر يخافه عليه فيحذره أو شر يتوقعه ؟ فقال له وحنين ان طاب على تفسك المسي فسر › فانى لا اخاف عليك وان كرهت المسير فأقم وآنا 146 امتنعمك وأخالف عليه من أجلك , فدعا له بالخر . ثم ان با توح استخار الله تعالىء واجاب دعوتهء فقصد المنصور وسار متوجها ا ى القروان واعلم المنصور بقدومه فاذن له بالدخول ء. فدخل فسلم عليه وأدناه وأحسن اليه وأكرم مثواه وفضله على كشي من جلسائه واصحابه ولقي من القبول ضد ما كان يخطر فى وهمه ويخشاه , فبلغتا أن اللنصور حينئذ تكلم بكلام ليأنس بذلك ابو نوح وينجلى همه . ويذهب عنه من الروع والحزن ما كان يتوهمه ء فکان من کلامه اعلم یا شيخ ان رمحی وهبي وسیفی وهبي وذلك ليشعر بالامان , ويتأكد منه صفاء الصدور مسن الاضغان . فأنس لذلك واطمآن . وحمد الله لذلك بجميل الظلن . و کان ابو توح کما ذکر نا عالا بفنون المناظرات والرد على اصحاب المقالات فكانت له فى المناظرات بين دى اللنصور اخبار مشهورة وآيام فى جميل الذكر مذكورة . فمنها ان المجلس قد ضمه ذات مرة ورجلا يعرف بابن حمو ء وكان موصوفا بالمناظرة متمرضا لها فجری بينهما كلام فى هذا الفن , وتعرض ابن حمو بمناظرة ابی نوح فبدأ ابو نوح بالسؤوال ء فقال له ما علامة الصنعة ؟ فقال الحدوث والحركة والسكون والزوال والانتقال . قال ابو نوح فقلت له کل محدث مخلوق فقال وقد كابر على نفسه کل مخلوق محدث , ولیس كل محدث مخلوق . فقلت له والمحدث اذا على ضر بين محدث مخلوق ومحدث غير مخلوقء فليزمك ان يكون القديم على ضر بين خالق وغير خالق . قال فقال عند ذلك بل القديم كله خالق , قال فقلت له وكذا المحدث كله مخلوق , قال بل كل قديم خالق وليس كل 147 مناظرة ابی نوح فی مجلس المنصور محدث مخلوق , قال فقلت له . فالكفر اذا مخلوق لانه محدث قال وهو جواب مضطرب الكفر مخلوق لى قال فقلت له اذا كان الكفر مخلوقا لك‌فينبغى على‌هذا العيار ان يكون مربوبا لك ومألوها لك وانت على هذا القياس اله فعلك وربه , قال فقال مضطر با الكفر مخلوق لى وليس يجب اذا کان مخلوقا لی ان یکون مر بو با لى قال فقلت له فلزمك على هذا ان یکون مخلوقا لله غر مر بوب له وان الله خالق لما خلق من الاشياء وليس بر بها ولا الهها . قال ابو نوح فلم أاسمع منه بعد هذه عن كبيرة ولاصفيرةء بل بهت وانقطعت حجته. قال فقال لى المنصور : فما الذى يقول لك هذا فقلت أصلحك الله ان هذا يزعم ان لله خلقا وان له خلقا غر ما خلقه الله تعا ىء فيكون كل واحد متهما متشر‌دا بخلقه قال : فقال له المنصور لقد جعلت لله شريكا يا هذا. اقلت تخلق والله يخلق , فهذا الشرك بعينه .٠ وانكر ذلك القول عليه غاية الانكار وقبحه . واقام ابو نوح عند المنصور فى منزلة كريمة وخبرات عميمة الى ان ازمع التر حال فاحسن جائز ته › وانفصل على آبر حال . وبلغنا ان آبا توح ناظر يكما الاعرج النکاری , و کان من شيوخ النكارة ومن علمائهم فقال له أبو نوح أسألك عن حجة السمع فاخبر نى عن رجل مشرك دعاه رجل من المسلمين الى دينه . فاخذ يعلمه التوحيد ويدرجه حرفا حرفا ما منزلته قبل تكميل التوحيد ؟ اهو على حالته الاولى من الشرك آم هو مسلم ؟ قال ابو نوح ثم قلت له ان قلت مسلما فاذا يسلم الاتسان ببعض التوحيد دون بعض. وان قلت مشر كا فبماذا أشرك؟ بالذی سمع من‌التوحید ام بالذى 148 لم يسمع منه ! فوقف.وقال لا اعلم. قال فقلت له لا تحتشم ولا تخجل فانك بلفت مبلغ امامك عبد الله ولم تقف الا فيما وقف فيه امامك عبد الله بن يزيد . ولو وقفت دون ذلك للمناكء و بلغنا ان الشيخ سأآله بعد ذلك بعض تلامذته فقالوا له ارايت ان قال لك يكما : انما اشرك بالذی لم يسمع فقال لهم : اذا قال ذلك فهو الرجوع الى قولنا : ان الحجة تقوم بسماع و بغي سماع ء وهذا قد قامت عليه الحجة بمد سماع ء وبفي سماع وان قال انما اشرك بالذی سمع قيل له اسرار التوحيد اذا خير من اظهاره . ويلزمك ان يكون ترك التوحيد ايمانا » ويكون فعله كفا . وبلغنا ان رجلا من اهل الدعوة ناظر رجلا نكاريا بمدينة توزر ء فجرت بينهما مكالمة افضت الى ملاكمة فقال احدهما للأخر يا حمار , وقال الآخر يا ثور فخرجا من المدينة و كل واحد منهما ممتليء غيظا فشكا كل واحد متهما الى اصحابه ما لقى من خصمه من سوء المعاملة. و كان حينئذ الشيخ ابو توح بتوزر الا انه غلب عن رتق الفتق . وذلك ان كل جماعة غضبت لا اصاب صاحبهم فخرجوا فکان منهم لقاء بخارج توزر ,. فاقتتلوا قتالا شديدا فاسرع القتل فى النتكارة وانهزموا واتبعهم الوهبية يقتلونهم الى تقيوس ء ولحق رجل من الوهبية يكما الا عرج فى الهزيمة و كان يكما ذميم الصسورة ردى السيمة اشبيه شىء باليهود . فقتله الوهبي . وبلفنا ان آبا جعشر أحمد بن خيران رحمه الله ادرك رجلا من النكار صريعا فامسك عنه فلم يقتله فقيل له بعد ذلك لم لم تقتله فأجاب بجواب غير مقنع و کان رجلا ابله . ثم ان الوهبية ائتمروا فى اتباع التكار وحصارهم فى تقيوس فنهاهم الشيخ بو نوح عن ذلك فقال لهم ان 149 مناظرة نودی الل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اديل له على قوم مرتين فى يوم واحد قط , فابت العامة الا اتباع التكارة وحصارهم لا آراد الله. فلما لم يجد نصح الشيخ فى القوم أمسك عنهم , وخلاهم ورايهم . فلما وصلوا تقيوس حاصروا من بها من النكارة . فلما رآوا اتفسهم فى الحصار أنفوا وتحاموا وخر جوا غضابا وقتلوا قتال رجل واحد ء فانهزمت الوهبية الى توزر هزيمة منكرة . و کان ابو توح فى ساقة من المسكر يحمی ظهور اصحابه فلم يزل ينود عنهم . حتى غشيه النكار وقد انقطع من أصحابه وحازه المدو وحملوا عليه حملة رجل واحد وطمعوا فى الظفر به وكان فى غالب الظن صار ميووسا منه الا ان الله عز وجل تدار که بلطفه فلحقه عزيز بن عيسى بن سعيد أخو الشيخ صابر المشهور ء فكشفهم عنه وحال بينه وبينهم حتى استنقذه منهم , وافلت . ولا نفس عن أبی نوح رجع فيهم کارا فبددهم شذر مدر . اخذ الشيخ فى صدره وجعل كلما ادركتهما طائفة من العصدو › کر فيهم عزیز فردهم عن الشيخ ء حتى نجيا سالين ء لم يكلم أحدهم كلاما . فكان عزیز یقول فیما بلغنا انا خير من آخی صابر فانی دافعت عن الشيخ حتى استنقذته . وصابر قد فر عند الهزيمة .٠ وبلغنا ان ابا اسماعيل ابراهيم بن هلال المعروف بالبصي كان يومئذ ممن يبطىء الناس عن القتال , ويقول أيها الناس احذروا الفتن › ونهىء لو استمع نهيه » وسعى فی اطفام الشر › لو آجدی سعیه ثم ان آبا نوح وصل الى قنطنار . فتمارض ولزم الفراش . فدخل عليه يوسف بن نفاث فساله عن حاله فقال : هل تحسب انی مر يض ؟ لا بل متمارض الفؤاد لا نزل بأهل الدعوة من النقص وشماتة 150 الاعداء . کان ظنی أن عبید هم واماءهم يقابلون النكارة الدعوة اتندادا وشفوا بعد الذلة احقادا . وبلغنا ان الوالی بتوزر لا رآى عظم منزلة ابی توح وارتفاع ذكره احتال فيما يجتلب به أهل الدعوة بسبيه ء فسجنه فی توزر طمعا فيما يفدونه به . فأقام فى السجن ما شاء الله الى ان سمع ان رفقة وصلت من ریغ من بنى تكسنيت برسم اليرة . فسأل هل فيهم من الوهبية أحد فعرف أن فيهم رجلا واحدا من الوهبية . يقال له يوسف ابن توحینت فارسل اليه فجاءه فقال له هل معکم جمال تبیعو نها فقال نعم . فقال انه مع اصحابی عشرون جملا يذ كرون بيعها . فقال له لعلك ان تنفد لى شراءها متهم . فوقع القول بين يوسف وبين اصحابه فى الجمال بحسب عشرین دینارا لکل جمل فقد موابها . فلما وصلوا بها الى موضع بخارج توزر اجتازت خيل من صنهاجة من قبل والی توزر » فساقوا الجمال غصبا فتبعها أصحابها رجاء استرجاعها منهم فلما كانوا ببعض الطريق لحقوا جملا أعرج لم يصاحب الخیل فقویت به نفوسهم اذلم يبق بایدیهم ما یبلغون به الى آوطانهم بسواه ء. وينسوا من بقيت الجمال , واعلموا ان الوالى قد استأش بها . فاقبلوا يلومون يوسف وينسبون اليه ما أصابهم فى الجمال , اذ كان السبب فى ذهابها ء وهم لا يدرون مافى نية الشيخ من تضمينه نفسه قيمة الجمال . فلما يسر الله تسريحه من السجن جاء الى قنطنار فقدم يوسف بن توجينت بما عليه فقصد موضع ابى نوح ليلا فوجده والسراج بين يديه وحوله جمع كثير من آهل الموضع ينتنمون مجالسته لا 151 یسجن طمعا فى فدية اسي لا احسن السسؤال لأستفيد فافدنى يقبسون من نوره . فقال له ابو نوح یا یوسف انی عازم علي المسير الى بلاد اهل الدعوة » فهل تعلم لى مر كوبا يبلفتى ؟ قال نعم المر کوب حاضر ء وکانت له بكرة اراد عليها المرة . فاستبشر وأطرح جميع العلائق لقضاء حاجة الشيخ . ورأى ذلك آكد عليه من غخيره قال فابتدرت الى اجابة سوال الشيخء وعجلت الى مرافقته. فعمد الى البسط فهيأ مته حزمتين فجعلهما وطاء وبسط للشيخ بساطا لا يتاذی به وحمله فيها . وارتحل يقود به ولیس معهم ثالث . قیل وکان یوسف رجلا عامیا فقال یا شيخ انی لا احسن السؤّال وانى لمشتاق الى ما استفيد منك لانتفع به ولكن هات من عندك ما فتح الله , فقال له أبو توح : أحيب للناس ما تحبه لنفسك»وأكرەه للناس ما تكرهه لتفسك , قال فظتنت اتةه لم يفدنى كثير الفائدة › فاذا بجميع الفوائد جمعها لى . قال وسرنا حتى وصلنا سوف فاهتز اهلها جذلا , وقد تقدم عندهم علم ماحل بالشيخ فخرجوا يتلقونه بالترحيب مسرورين بسلامته مما كان فيه فرحين بقدومه عليهم . فجعلوا يجمعون ما امكنهم ويحضر كل منهم ما قدر من الال الناطق والصامت ليجبروا مصابه , فقبل ذلك منهم ليقضى منه ما اعتقد ان ذمته به عامرة . قيل فجاءه رجل بدینار قدقعه اليه فتناوله فقال له بعض من حضر أتعرف من هذا ؟ قال لا قال انه رجل نکاری قال ردوه قال فرجع فقال خن دينارك . فقال لم ؟ قال لان النفوس طبعت على حب من أحسن اليها وبغض من اسا اليها وانى لا اريد ان احبك . فرده عليه ٠ 152 وخرج الشيخ من هناك قاصدا بلاد بتی ينجاسن مسن ريغ فلما دنوا من البلاد , قال يوسف لابی نوح اما انت فقد وصلت فان رایت أن تاذن بى فى الوصول الى اهلى قال نعم ء قد اذنت لك فأت آهلك ثم تاتينى باصحاب الجمال ففعل . فلما جاءه باصحاب الحمال وفاهم ابو نوح اثمان الجمال على الكمال . 7 ومما سئل عنه ابو نوح فاجاب ما بلغنا ان ابا عبد الله عله ين بک محمد بن بكر رحمه الله ساله بمحراب مسجد قنطنار عن ثلاث مسائل احدها : الطفل من اولاد المسلمين اذا بلغ الحلم ما الحكم فيه ؟ فقال آبو نوح ان انست منه خبرا توليته وان لم تآنس منه خيرا امسکت عن ولایته . فقال ابو عبد الله او ما تلزمنا معارضة التكار فى الحارث وعبد الجبار ء اذ قلنا ببقائهما على الولاية وقالوا فيهما بالوقوف . فقال ابو نوح ما يلزمنا معارضتهم فى ذلك لانا تقول انما كانت ولايتنا اياهم بو لايتنا لآبائهم . فاذا يلوا ورجعوا الى افعالهم زال عنهم حكم آبائهم . وتوقفنا فيهم اذ صاروا الى حكم انفسهم ء بعد ان لم یکن لهم الا حکم آپائهم . واما النكار فقد ازالوا الحكم الذى ثبت من الولاية من غيرهم فزال المعنى الذى اثبتوا به الولاية ولم يثبوا ضد ما ازالوا وهو ما يستوجب به البراءة فلا يلزمنا اعتراضهم . والثانية عن معنى الخبر الذى بعض الناس عن‌النبىء صلى الله عليه وسلم ان جهنم لا تمتلىء حتى يضع الجبار فیها قدمه فتنزوی من نواحيها وتقول قطنی قطنی . فقال الشيخ ان كان الخبر صحيحا فله وجوه منها ان قدمه هو ما قدم له من أهل الشقاوة . وهذا كقوله فى الصالحين : « وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق » يعنى والله اعلم : 153 امل آخر الزمان ياخدذون بهتروك العلم ابو نوح ينتقد اهل وارجلان فى سلوکهم ما قدموه لا القدم التى هى العضو ء, والثالشثة سأله عن الورود التى تقوم بها الحجة على السامع . فقال أن يفهم ما ورد على سمعه وذلك فى افعال الطاعات .٠ وذكر يوما فساد الزمان واهله . وهو يحذر ويذكر ء فقال لمن حضر مجلسه : ان عشت يا فلان فسيأتى عليك زمان باقوام يكثرون تتبع الطريق حتى يذهب بهم فى ألف من بنات الطريق , الفضة فى السنتهم والتحاس فى قلوبهم › انما يسمعون باضراسهم . أقوام يأخذون باللتروك من العلم , وقال فى مثل ذلك ان شر ما خلقه الله الكفر والفقر وسيبليى بهما آهل آخر الزمان . فيعيشون فقراء ويموتون الى النار لا قدرة لهم على الاتقاذ من الفقر ولا اعمال لهم ينجون بها من التار . وذكر ان ابا نوح رحمه الله رجع الى وارجلان بعد موت الشيخ ابی صالح جنون بن يمريان رحمه الله فوجد البلد قد فسد , والاحوال على غر ما عهد . فلبث فيها ما شاء الله ثم جعل لاجتماعهم اليه موعدا ء فاجتمع اليه جماعة ممن ينتمى الى التعيين . فوعظهم وأخذ يقبح عليهم ما ظهر من المناکر لديهم . فقال : انی رآيت فيكم ثلاث خصال غي مرضية ء ولا ناهيا عنها . أحداها ان تكاح السر فیکم فاش فاذا مر آحد منکم برجل وامرأة مجتمعین فی موضع التهمة اشماز قلبه . فان زجر هما عن الاجتماع فى موضع الريبة . قالا انا متناكحان فكادت ان تظهر فيكم الفاحشة بل ظهرت . والثانية ان احدكم يطلق عبيده فلا يعولهم ولا يمونهم ولا يكفيهم طلب‌معاشهم فينطلقون فى أموال الناس على غير رضى اصحاب الاموال ء وعلى غير آذنهم فیکاد آحد کم يکون سارقا وهو فی محرابه جالس .۰ 154 والثالثة انكم أظهرتم فيها بينكم التحزب والتفرق فطائفة متكم يقولون مسجد نا ومسجدكم وطائفة يقولون حضرینا وحضریکم ویهودینا ویهودیکم . فلم یجدوا جوابا فى مجمعهم ذلك الا انهم تواعدو! لیجاو بوه فلما ابطوا استرا بهم . فارتحل عنهم من يومه ولم ي يبت تلك اليلة الا فى ( تيتماطوس ) عند حمو بن الول .قیل و أضاقه حمو وا كان من القد ساله مل رزقت دري من ذرية أئمتنا ؟ قال نعم بنية . سيمتها آم الموّمن . فقال اريتيها فاقامها سن توما فاا هي شعثاء سا سائلة المينين والاتف لصغرها . فقال ما آراها شيئا تصلح لأمر ء ولا تقوم مةاما ء فقال لا تقل فى أم المؤمن الاخيرا. فقال ومسحا عسى ان اقول فى مليكة الوهبية الا نها دون الموافقة . وقال حسن الغرض ان وافقت قلبك فتكون أولى بها فهذا حسن بالاقتداء يمسن سلف قيل ولا ازمع الرحلة واعلمه أن طريقه يكون على بلد بنی زلغين . صاحبه حمو مشيعا وقاضيا لواجب حقهء ومعه ابنه ابو عبد الله ومع ابى عبد الله ابته عبد الله فخرجوا متتابعين على الطريق والشيخ قد تقدمهم فلما كانوا بيعض الطريق وقد حضر وقت صلاة الظهر نادى عبد الله اباء ان وقت الصلاة قد حضر. فتادى ابو عيد الله أباه يوؤذنه بمثل ذلك . فقال له حمو اسكت ليس ذلك اليك ولا الى فقد كفيناء . ثم ساروا قليلا فكان منهما من القول مرارا کالذی کان آولا . فیکون جواب حمو کال حواب الاول الى ان وصلوا قريبا من المصى الذى يخارج البلد فمال اليه آبو نوح وأناخ راحلته وأقام الصلاة , وتقدم وصلى بهم الظهر والعصر . ثم ختموا ختمة المشية ثم صلوا المغرب 155 ابو نوح فی مجلس وال زويلة ثم قال قد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ذلك فی غير خوف ولا مط . وبلفنا ان ابا نوح دخل زويلة وواليها حينئذ ابن خطاب واکرم اپا نوح غاية الاكرام ومعه عبد الله بن زورتين الوسیانی ء فكان عنده فى اعلى درجة قيل فجلس ذات يوم في مجلسابن خطاب وحوله رجل یهودی يقال له حلبى يزعم انه حبر فقال آبو نوح كالمداعب : آسألك یا یهودی عن ثلاثة مسائل فان اجبت عنها فانت حلبی وان لم تجب فانت خلیی . احداها رجل ضرب عنق نفسه فابانھا متی قتل نفسه افى حال حياته آم فى حال موته ؟ والثانية الراكب فى السفينة بماذا يطلب الراحة والسكون لا يمكنه على حال ؟ والثالثة رجل رمى رجلا بسهم فمات الرامى قبله ثم مات المرمی بعده اقتله حیا آم میتا ؟ فبهت الیهودی فلم یجد جوابا . فقال له ابن خطاب تفضل علینا يا شيخ بالجواب ›. قال نعم اما الذی ضرب عنقه فابانها فانه قتل نفسه فى حال الموت بما فعل فى حال الحياة . واما الذی فی السفينة فلا يخلو من الحر كتين حركة نفسه وهى اكتسابية وحركة السفينة وهى اضطرارية . فلو كانت الحر كتان اكتسابيتين أمكنته الراحة بالكف عنها واما الرامى فاثما قتل المرمى في حال الموت بما فعل في الحياة كالمسالة الاولى . - وممن انتفع بصحبة ابی نوح وظهرت عليه بر کته سريعا المعيز بن فضالة المراغنی فانه صاحب آبا نوح من قنطنار الى سوف وابو نوح راكب على بغلة والمعیز ماش علي رجلیه . فلما وصلا سوف جعل ابو نوح یئن ویشتکی الم السفر ء حتى كان من قوله ليس فى بدنى عظم الا وهو واجد ألما . فقال المعيز لكنى لا اجد ألا , ولا أحسه . فقال 156 له ابو نوح اما اذا كنت هكذا فقد وجب عليك الحج من وقتك . قيل فتلقت هذا الكلام منه آذن واعية , فتاب وتنحى عن الامور الدنيوية من فوره ء. وباع من عقاره ما قضى من ثمنه صداق امرأته . واستعد للححج حتى قضاء ورجع ونمل وصيته حيا ثلاث مرات ,. وكان يختلف الى مجالس الذ كر حتى مات على هذا الحال الزكي فضرب به المثل : ( من كان تائبا فليتب كتوبة المعيز بن فضالة ) . « ذكر شىء من أخبار أبی مسور بن وجين الراسنی واينه أبو زكرياء رحمهما الله » کان آبو مسور آول من اشتهر من بنی يراسن بالعلوم والفضل وكان تعلمه بجبل نفوسة قرآ علی ابی معروف وابی زكر ياء يحیی بن يونس السدراتى رحمهما الله و كان حينئذ مقلا من الال . فكايد من ضيق العیش فی صبر وکتمان ما لم يکابده غبره . کان ربما آخذ شعيرا فطلب من الصبيان من يقليه له . فيقتات به . فان لم يجد من يقلیيه صره فى طرف ثوبه ء ثم رشه بالماء حتی یبتل فیقتات به و کان یاوی الى خر بة قرية فيأكل فيها ذلك الشعر فى خفاء لئلا يطلع على حاله احد . ومكث على هذا حينا من الدهر لم يفطن به أحد ء وكان اذا جاء الى مجلس المشائخ قعد في آخر المجلس لحداثة سنه ء فیلازم الجلوس والناس يقومون فكلما قام احد ممن بينه وبين الشيخ تقدم هو ء حتى اذا لم يبق أحد بینه و بين الشيخ ء فيصير بين يديه , فلا يزال يسأله حتى يقوم من الملجلس . فلم يزل كذلك الى ان كان ذات يوم بمجلس مع الشيخ وقد انتصرف الناس فلم يبق معهما ثالث فجصل 157 ابو سور وايبشه زکرياء الیراسنی مع سې عشاء الفقر وعناء الطلب يسأله كالعادة . حتى هم الشيخ بالقيام فقام آبو سور لقيامه . وكان الشعبر مصرورا فى طرف ثوبه . فانحلت عقدة الصرة وتبدد الشعير على الحصير , فنادى الشيخ يا معشر نفوسة ما ترفعون من رفعه الله ؟ فجاءت جماعة شیوخ سمعوا نداءه مسارعين وکل منهم مشفق ان يسبقه الآخر الى البركة التى دعاهم اليها الشيخ فتنازعوا فيها اليه . تسارعوا حتی آثروا أحدهم بان یکون متکفلا بابی مسور ء. فيقوم بموونته . فلما كفي مؤُونة المعيشة تفرع للطلب . فضاعف الاجتهاد ولازم القراءة حتى حصل من العلم ما قدر له , ولا اراد المسي الى أهله اشتغل بانتساخ الكتب فمر به شيخه ابو معروف وهو ينسخ . فقال له هذه تجارة بائرة «يا يسحجا» . فقال نعم لمن ضيع دراستها واتكل على خز نها . هذا الذى اراده الشيخ لا انه يذم اقتناء الكتب › وانما يذم الاعتزاز بها واضاعة الحفظ والمذاكرة وفى المدة التى عزم فيها على المسير تزوج امرآته النقوسية التى ولد له منها ابو زكرياء . وكان سبب تزوجه اياها ان شيغا من مشائخ نفوسة من اخوال ابی مسور رحمه الله . وجه آيا مسور خاطيا اليه فوقع فى نفسها ابو مسور دون مرسله . واشارت له الى ذلك , فلما فهمه عتها ابو مسور رجع الى صاحبه فقال اتظر لنفسك رسولا اليها ٠ فقال له الشيخ لعله ارادتك , اما والله لأخطبها عليك فمضى اليها خاطبا على ابى مسور ء فتزوجها وقدم بها الى جربة . وقد كانت الجزيرة حينئذ ليس فيها احد الا على مذهب خلف بن السمح ء غير نفر قليل قد تقدم ذكرهم . فدعاهم آبو مسور الى مذهب الوهبية فاجابه متهم من اراد الله به خبرا ء وكان بها حينئذ رجل من زواغضة 158 نکاری يقال له خلف بن احمد ء و کان ذا مال کٹر ۽ و کان متكرما فكان يصنع الطعام ويدعو اليه الناس ويدعوهم ای مذهبه . فكل من اجاب ابا مسور کان وهبيا ء ومن اجاب خلفا كان نكاريا حتى لم يبق فى الجزيرة احد على مذهب ابن السمح بل صارت كلها تبعا لابى مسور ء أو خلف بن احمد . فاقام ابو مسور فى الجزيرة تجتمع اليه الجماعات لطلب العلم واخذ السير وانتهاج الطريق ء وينى ابو مسور المسجد الكبير بجر بة المعروف (بينى يراسن) ومات رحمه الله قبل تكميله . فكمله بعده ابنه ابو زكرياء فصيل رحمه الله , فكان به فاتحة كل خير وصلاح وطليعة كل يمن وفلاح , ولهما بجزيرة جر بة وغيرها من المناقب ورفيع الدرجات وعلو كريم المراتب .ماهو منشور فى الاقطار . ولو سكتوا اثنت عليهم الحقائب . سل الشيخ ابو نوح سعید بن‌زنفيل غب مرة عن الرجل المشهور من أهل الولاية اشتهارا فاشيا فى العامة › من غير ان يثبته عندك الازكياء , أعليك ان تتولاء دون الاطلاع على احواله , أو شهادة من ترضی شهادته فى ذلك و آمٹاله ؟ فکان جوابه لكل سائل سأله عن ذلك اما مٹل ابی خزر فی افريقية » وابی مسور فی جر بة وابی صالح فی وارجلان فنعم . واجتمع ثلاثة من المشائخ الموصوقفين بالعلم والدين فس بینهم ذکر آبی زكر ياء فصیل رحمه الله » فوصفه کل متهم بمبلغ معرفته ولا تنکر ان يکون قد وافق کنه صفته احدهم ابو محمد عيد الله بن مانوج , والٹثانی ابو عمران موسی بن زكر ياء , والثالٹ ايو عبد الله محمد ابن بكر رحمهم الله , فکان قول ابی محمد لو کان الوحي ینزل فى زماننا لكان ابو زكرياء اهلا لأن ينز عليه الوحي 159 شهادة المشائخ عل فضل ابی مود واه يعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال : ابو عمران لو كانت الامامة فى وقتها لاستحقها ابو زكرياء , وقال ابو عبد الله لو اجتمعت خلال الخر والبر كلها بيدك ء واردت ان تزید منھا فی آبی زکرياء لم تجد لها فيه مو ضعا للمزيد لاحتوائه عليها . قال الراوى رحمه الله اما قول ابى محمد فانه لا يعنى بها التقدم على الله . وانما يعنى كثرة علمه بالفرائض والفضائل والنوافل كما كان الانبياء فى زمانهم صلوات الله عليهم . وعلى نبيئنا محمد عليه الصلاة والسلام , واما ابو محمد فانه لا ينسب اليه جهل معنی قوله تعالیى : ( لا تقدموا بين يدی الله ورسوله ) قلت والاعتذار من هذا بوجوه كثيرة ولعل الاختصار من ذکر‌ها أجمل . قيل وكان أبو زكرياء قرا بافريقية على ابی خزر رحمه الله و کان شیخه حدث غير واحد من اصحابنا ان ابا زكرياء وجهه ابوه ا ى‌نفزاوة فى سنة ممحلة ووجه معه جمالا وبضاعة ليمتار تمرا من بعض قرىی ) فلما وصلهم اجتمعوا واتفقوا ان يعلموه بما عزم عليه من المعاوضة فاقتضى نظرهم ان أوقروا جماله تمرا . فوجهها. من مناك لأبيه ووجه البضاعة اليه ولم يمسك منها لنفسه شيئا , وذكر آنه باع عمامته ليستعين بها على طريقه الذی يرومه وهو قصده الى ابی خزر برسم الطلب ء فسافر اليه من هناك ومكث عنده ما قدر الله مجتهدا فى طلب العلم » الى ان حصل منه ما شاء الله ولا وقع ذكر القيام بطلب ثار الشيخ أبى القاسم كر ابو زکریاء راجعا الى جر بة لیستأذن ابا » ویوصیه فيما يوصيه ويودع أهله . فلما قضى من ذلك ما کان فى نفسه 160 سأل المحاللة من بيه فقال انت منی فی حل من جميع حقوقى عليك الا واحدة وهى كونك رددت الدراهم من نفزاوة ولم تبقها بيدك تستعين بها على طلب العلم . ثم ان آبا ز کریاء خرج من جر بة متوجھا الى افريقية نحو آبی خزر ء فلما كان ببعض الطريق سمع بخبر الهزيمة التى ومما يور من ورعه رحمه الله وتحرجه ما بلغتاان عاملا من عمال السلطان خرج على بنی ير اسن فوظف عليهم خراجا كيرا فقال ابو زكرياء للعامل انهم غير قادرین على هذا القدر . فقال له وعلى كم تراهم يقدرون ؟ قال يقدرون على كذا وکذا . فسمی له عددا فاقتصر العامل على القدر الذى ذكره ابو زكرياء فقبضه منهم ء ثم بعد ذلك راجع نفسه آبو زكرياء فندم على ما فرط منه ء شم تصدق بقدر ما قبض مما وظف ء. وآخرجه من مال نفسه للفقراء والمساكين .٠ وقد قيل انه غرم ذلك الخراج كله من مال نفسه ورآی انه کان الذی اوجب عليهم غرم جميع ذلك المال وهذا هو الصحيح . ومن تحرجه آيضا ما بلغنا ان رجلا غریبا کان نازلا بجر بة تاجرا بها , فاخذه عامل من عمال السلطان فسجنه ليغرمه مالا ء فشفشع فيه أبو زكرياء عند العامل . فشفعه واطلقه , فلما كان بعد ذلك بمدة اذا بالتاجر قد اهدى اليه قميصا مستعملا فأبى أن يقبضه فقال له التاجر ادفع الي رأس مالى واترك لك قيمة الخياطة فأنی خیطته بیدی ء فامتنع من قبوله اصلا ٠ ومما يوّثر من كلامه انه قال : اذا قحطت الارض فان الجنة تنال بقبضة من الطعام ,. واذا قحط الاسلام ‏ يعنى مسه ضعف ‏ فان الجنة تنال بكلمة حق ٠ وقد اجتمع القحطان 161 ماثر وحکم عن ابی زكرياء فصيل الوساوس وما يخطر فى القلب لا يفسد الايمان فى وقتنا هذا على ان قحط الاسلام اشد من تحط الارض ء٠ وله امثأل كثرة حكيمة منتشرة فى الناس يقتدون بها فی أمورهم » حتى ان بعض المشائخ قال لو ان الالفاظ الحكيمة التى يلفظ ابو زكرياء تثبت وتحضر فى الدواوين لضاقت عنها . وكانت له بديهة حاضرة فی کل فن فلا يجوز عليه مکر ماكر ولا احتیال محتال . وبلغنا ان آهل الجزيرة وغيرهم من قبائل زواغضة ضمهم بالجزيرة محفل كبير عظيم لاهل المذهبين فی مهم ء قد عناهم ء وحضر المحفل العظيم. المذكور ابو زكرياء . وحضره شيخ من شيوخ النكارة ودعاتهم فاراد النکاری ان يستنزل ابا زكرياء فى ذلك المحفل العظيم مما يتوقع اللبس على العامة . ويدخل الوهم على ذوى العقول الضعيفة . فقال له النكارى بعد كلام طويل يا ابا زكرياء نحن وانتم کلنا تکار , فانا منکرون ما کان مسن تحکم الحاکمین بصفین : آبو موسی. وعمرو . ففطن آبو زكر ياء فی ابتداره وقال : اما انا فلست بنکاری . فخاب سعی الخحصم . ولم يجز توهمه على ابی زكرياء . وهذه احسد مکائد القوم . آرآیت لو سكت ابو زكرياء وصدقه فی مٹل ذلك المحفل ؟ آليس ذلك موقما فى مسامع الحاضرين .٠ ومشيعا فى الغائبين عن ابی زکرياء غير ما هو عليه ؟ قيل وكان فى زمانه بجربة شيخ من أهل الصلاح والاجتهاد مع البله وكان يكنى ابا محمد فمرض هذا الشيخ فى آخر عمره ء. فدخلت عقله وسوسة ‏ وربما كان ذلك الحوف من هرمه أومالنخوليا لمرضه ‏ على ان الاوليام محفوظون ء فعاده فى هذا المرض ابو القاسم يونس بن آبی زکریاء . فقال له یا يونس ان الشیطان قد استفز‌نی 162 وکادنی . حتی کاد ان یهلکنی . ویفسد على توحیدی واخلاصی ء بما یلقیه فی خاطری من الوسواس وانی لأخافه على نفسى لا انا فيه من ضعف الجسد وضعف المعقل لکبری , فبادرنی بابيك لیعالجنی ویداوی علتى قبل ان يدركنى الموت وانا على الحال ء فابتدر ابو القاسم الى ابيه فاخبره بخبر الشيخ , فجاء مسرعا فتارة يمشى ء وتارة یجری وهو فى ذلك کله یبکی حتی قدم عليه . فقال له الشيخ هلم يا طبيبى ,٠ فان الشيطان اولع بى واستفزتى على ضعفى ويخيل لى كانه يقول لى : كيف ربك ؟ ویخطر بال ما اخشى ان يصيرنى الى الهلاك . فقال له ابو زكرا اعلم يا شيخ ان كل ما يخطر ببالك ويتمثل فى وهمك ويحضره عقلك ويبلفه ذهنك فانه خلق من خلق الله تعالى ولا يخطر بالبال الا ما تدرکه الحواس آو شبیه بما تدر که والله عز وجل متعال على الاشياه والانداد والاضداد ء واعلم ان نفى هذه الخواطر عن الله هو من محض الايمان واخلاص التو حيد , فقال له الشيخ قد داويت علتى وشفيت علتى آجرك الله يا ابا زكرياء ء يا بنى .٠ ان احكى فى هذه الحكاية ان ابا زکریاء کانت به علة تعتاده و كان مما يهيجها عليه لحم العنز لا سيما ان كان ٠ بائتا باردا ء فكان يجتتب اللحم العتزى واللحم البائت البارد , فلا يكاد يقدم عليه ومتى استعمله يوما ثارت عليه علته , فحضر فى هذا اليوم مجيبا دعوة ابی محمد كما تقدم و کان صائما صوم تطوع , فناوله ايو محمد قطعة من لحم بارد عنزی بائت ورغب اليه ان يأكلها . فقال له يا شيخ ان هذا آخر النهار , وانا صائم وآیضا فان بی (1) كذا بالنسخ ولعل صواب العبارة هكذا : وبعد أن حكى هذه الحكاية ذكر ان آبا (كريباء ال 163 ادخال السرور عل فلب الؤمن افضل هاده علة لا تكاد تخفى عليك , فقال له سألتك بالله العظيم الا ما اكلت فلم يمكنه الا مراقبة قلب الشيخ › وموافقته ء فتناول اللحم وآكل منه ما قدم له. . فمنذ أن أكل ذلك اللحم شفاه الله من تلك العلة . ثم لم تعد له حتى لقي الله .٠ قيل وانه آتاه بعد ذلك آت في منامه فقال له : اعلم ان موافقتك لقصد ابى محمد وتطييب نفسه وادخال السرور عليه افضل من عيادتك سنة 4 قيل وانه من ذلك اليوم يآکل المأكل التى ذكرناها ولا يجد لها الا . ومن شكره لنعم الله تعالى ان امرأة معدمة جاءته تسأله شيئا من الزيت لتدهن به وقد أضر بها الشعث. فأخذ آيو زكرياء اناء ليملأه لها زيتا ففض خاتم خابية من خوابيه » ونظر وفكر فيما وسع الله عليه من الرزق ووهب له من الخ , ففاضت عيناه بكاء » وهو يقول اللهم لا نسب بينى وبينك استوجب به الخير دون كثير من خلقك ولكن يفضلك ورحمتك يا ارحم الراحمين . ودموعه تقطلسر على الزيت . ومن اطراحه حظ النفس ما ذكرنا اته خرج مرة فى بعض حاجته فجنه الليل وهو بمقربة من متزل موسی بن الارب › فقصده وسال عن موسی فاعلم انه غائب ء فخرجت اليه امرأة موسی ولم تکن تعرفه , فقالت له من انت ؟ فقال انا ضيف . فقالت ما اسمك قال فصيل ء فانكرت الاسم . الا انها قالت له ان الاضياف ثلائة منازل فيما يقرون به . فضيف يقرى باللحم فاما عقية واما ذبيحة ›. وءاخر يتأدم بالزیت وءاخر بغر ادام . ولا ادری أى الثلاثة انت ؟ قال اجعلينى ممن يتادم بالزیت ففعلت فلما كان بعد ذلك قدم بعلها فاعلمته . وقال ويحك فان ضيفك ابو زكرياء فقبح عليها ما قابلته به واستعظمه . 164 ومن تحرجه ايضا ما بلغنا ان رجلا من آهل صفاقس دخل جربة تاجرا ثم اراد الخروج وبيده بضاعة فاراد ان يضعها فى امانة ابی زکرياء فامتنع ابو زکرياءِ من قبول ودیعته فلم يزل يلح عليه حتی قبلها وکان قبوله بعد ان قال لا افعل الا ان تهبها لى حينا ففعل . وسافر الصفاقسى فاخرج ابو زكرياء البضاعة وعدها . وعلم كم جملتها . فلما حال الحول اخرج عنها الزكاة من ماله . وهى موفشرة ففعل ذلك سنين عديدة كل ذلك ينتظر قدوم الصفاقسى فلم يقدم . وطالت غييته الى ان سمع بان مجاعة عظيمة فى صفاقس مهلكة . فقال ابو زکرياء فی نفسه يمکن ان يكون صاحب الوديعة فى شدة احتياج اليها . وان المانع من وصوله اليها عدم القدرة ومتى خاطرت فان نجانی الله احييت نفسا راديت امانة . وان هلكت الوديعة غرمتها من مالی ء قیل وكان ذلك فی فصل لا یمکن فيه ر کوب البح لاضطرابه وكثرة أهواله . فأخذ البضاعة وركب البحسر فسلمه الله عز وجل فطاب الى ان وصل صفاقس فسآل عن دار صاحب الوديعة . فدل على داره فقصده فوجده فی حال شديد › بحيث لا يعرف من يخاطب ولا ما به يخاطب ء فخرج ابو زكرياء الى السوق فاشترى طعاما بقدر ربع دینار » و ادر صاحبه فجعل یعلله فیآکل شیئا بعد شیء حتی انقذ من الهلكة و كان على شما متها . فلما ذهب ما به من الضر فتح عينيه فعرف ابا زكرياء فقال له ما الذى اقدمك فى هذا الحال یا شيخ ؟ فقال اقدمتنى وديعتك هاهی هذه فخذها فرغب اليه ان يقتسمها فامتنع ابو زكرياء من ذلك وتضجر ء فدفعها له ورجع الى جر بة موفورالثناء والحسنات الا انه ربما ذكر هذه القصة بعد ذلك فيقول لو لا انى 165 يفك الوديمة ويدفع زكاتها من ماله تبرعت بدفع الزكاة من مالى لكان لى ان اخرجها من تلك ست ل البضاعة » ومن جهاده لنفسه يذكر ان الموضع الذى كان يصلى فيه الصبح هو موضع معروف لا يتحول عنه فذ كر لتنا ان الموضع المذكور متى آتاه آت بعد اتصراف الشيخ من صلاة الصبح وجد ذلك الموضع كأنما توضا فيه لكشثرة بکائه وخشيته وذكر ذلك آيضا لابنه زكرياء وما مات رحمه الله وكان ذلك ليلة من رمضان , كان ابنه زكرياء حينئف يصلى فى المحراب‌بالناس قيام رمضان فلم يکن عند احد علم بمو ته حتی سمعوا امته و تقول : مات سیدی یا سیدی زكر ياء . فدهش الناس كلهم وخر جوا من صلاتهم وذهلت عقولهم الا زكرياء ,. فان الله ثبته فتمم صلاته ء فاضطر بت الجحزيرة تلك الليلة وكانما قامت قيامة على أهلها . وبلفنا ان عاملا من عمال السلطان دخل چربة فسآل عنه ء. فاعلم بموته فقال دلونی على قبره لازوره ء مات امرؤ عالم واتبرك به . فلما وقف على قبره قال : عاش حميدا ومات فقيدا ء اللهم ارحمه واعد علي بلده وآهل بيته . وقال فيما قاله حینئذ مات امرؤٌ عالم ان سیموت . وقال ابنه زكر ياء انما مشل ابى كمثل حمولة حملت حملا ثقيلا موقراء وقد رآت‌المكان‌الذى يحط به عنها حملها فاسرعت‌لطلب الراحةء قلت هذا من احسن الامثال التی تضرب فی‌مٹل ابی ز کر ياء يريد بالحمل الثقيل هذه الحياة , لان الدنيا سجن المؤمسن وبالاسراع العمل بعد الموت , وهذا شأن من احب لقاء الله عز وجل . 166 ذکر جمل من اخبار أبی عبد الله محمد بن پکر رحمه الله » وترتيبه الحلقة وتبيينه حدودها وتاسيسه قواعدها وتحريره قوانينها كان آبو عبد الله من أكثر الناس علما وورعا وله السبق في أنواع كثيرة من الفضائل وهو آول من الهم سلوك الطريقة التى حفظ الله بها هذا المذهبء فرسم المهمل , وقيد الشارد , فامتاز طريق الصلاح من طريق الفساد . ووضح طريق الفي وطريق الرشاد قرا على كلا الشيخين آبی نوح سعید بن زنغیل وآبی زکریاء بن آبی مسور وغيرهما . رحمهم الله . وكانت لكل واحد متهما به عناية » وله فيه حسن نظر ۰ وبلغنا انه فی ايام قراءته على ابى زكرياء نظر اليه ذات يوم فرآی اجتهاده. وحسن سیاسته . وتمسکه بخلال ار . فقال ان آصاب خرصی ولم تخطاً فراستی فان هذا الفتى يحيى الله به دينه .٠ فصدق تفرس الشيخ ولم يخب ما نظر بعين البصيرة فبلغنا انه لما مات آبو نوح وقد عمت بر كته على ابى عبد الله » وحصل من العلوم خيرا كثرا . الا ان بضاعته من علم اللسان كانت مزجاة . لم ير أن يتعاطى من العلوم حتى يحصل الكفاية مسن علم الفنصاحة فقصد مدينة القروان . وأقام بها مدة يتلم اللفة والنحو ء حتى اكتفى من علم الفصاحة فصدر عن القروان . وبعد ذلك دارت عليه الحلقة .٠ وسيب ذلك ومبدآه ان الشيخ ابا زكر ياء وجه ولديه زکر‌یاء » ویونس وابن آخیه آبا بکر بن یحیی ء وغيرهم من اقاربه فى جماعة وقال لهم اطلبوا ابا عبد الله 167 یتوسم فيه شیخه الخير والصلاح الحلقة فحیثما وجدتموه فلازموه , واقرآوا عليه . وحيثما كان فکو نوا معه ولو في شغل دنیاهءء فخرجوا من جر بة حتی اذا کانوا فى جبال تمولسة . وکانت حينئذ ليس فيها احد من أهل الدعوة . فانهم تفيروا ء وبدلوا الا « يصليتين » عم الفقيه ابى الربيع سليمان بن يخلف ء ونساء واطفال ٠ قيل ,. فعدل الطلبة عنها جانبا وقصدوا الموضع المعروف « بأمدر » فسمع يصليتن بقدومهم وعدولهم عن موضعه فساءه ذلك , وأقبل اليهم . ورغب كل الرغية . وسآل منهم الرجوع الى « تموسلة » فلم تكن منهم اجابة ء واعتذروا بكو نهم عاجلين , وکونهم خلفوا منزله . وانه لا يلزمه تضييفهم , ولا تعلق به من هذا نقيصة , فلما رأى يصليتن امتناعهم من اجابة سؤاله . قال لهم اما ان فعلتم ما فعلتم فانى لم يبق لى ولا لن معى رجاء يعلق به ء وسأرجع الى الموضع فأخذ بأيدى النساء والاطشال وترجع كلنا الى أهل الخلاف . فلما سمعوا ذلك منه اچابوا سؤاله ووافقوه فى الرجوع الى تمولست فأقاموا بها لديه فى كرامات بليفة اياما » و كلما حضر الطلبة عنده على كرامة واجتمعوا فى وقت , حظ النساء والاطفال فقال لهم : هذا دينكم (:) وهؤلاء أهل دينكم ء. كل ذلك ليتمسكوا ببعض دينهم ويكونوا على ثقة من مذهبهم فكانوا على ذلك حتی تيسرت لهم الطريق . فخرجوا متوجهين الى الجهة التى يرجون ان يجدوا بها ابا عبد الله وهم فى ذلك لا يعلمون له مستقرا فلما وصلوا تقيوس وافق وصولهم اليها قدومه من القروان ء وقد حصل ما كان يفتقر اليه من علم اللسان وهو يروم (1) كلمة الدين تطلق لمانى عدة . حسب استممالها اللفوى , منها المذمب ء٠ والطريقة . والسيرة , وما يعبد به الله . 168 المسير الى الشيخ ابی عمران موسی بن زكر ياء «بتاجدیت» ليزيد عليه ما لا بأس به من علم الفروع ء فقصرت عليهم الخطا . وقرب الله عليهم ما كانوا يظتون انه بعيد . قالوا ما اعتقدنا الا ان الله عن وجل يسر علينا ببركة الشيخ يصليتن . وموافقتنا اياه . وادخالنا السرور عليه وعلى من معه . فلما آلف الله شملهم بابى عبد الله اعلموه بما جاءوا فى طلبه , والقوا اليه ما فارقوا عليه جزيرة جر بةء وما وصاهم عليه الشيخ ابو زكرياء . وأکد عليهم فی ان يكون ء ورغبوا اليه فى ان يجلس لهم ويرتب لهم الحلقة ء فامتنع كل الامتناع . ومكثوا اياما يراودونه على ذلك . ويلحون عليه فى الطلب ولم تكن منه الاجابة . فلما كان يوما من الايام وهو بمسجد المنية والطلبة يكررون الرغبة ای ابی عبد الله » اذ خرج رجل من تقيوس متوجها الى الحامة » وخرج معه صاحب له فشيعه , فلما افتر قا نادی احدهم الآخر : ان يا فلان فاصغوا اسماعهم الى صوته . فقال له الآخر لبيك , فقال له اجعلها لله لا تخب , أو قال افعل فعلتك لله فلا تضيع . قيل فلما سمعوا هذه المقالة تفاءلوا بها واقاموا بها الحجة على ابى عبد الله . فاوجب حينئذ على نفسه واجاب ء وعطف عليهم بما سمع ,› الا ان اجابته كانت على شرط ان لا يسئلوه عن مسئلة . ولا يجيبهم حتى تمضى أربعة أشهس فتأسست الحلقة فى مسجد المنية ولبثوا مدة على الحالة المشترطة , والاقامة لم يعقدوا عليها نياتهم . وانسداد السبيل ينقص عن المركة عزماتهم . فان ذلك كان فى العام الذى قامت به زناتة على صنهاجة من ناحية طرابلس ء ويعرف ذلك العام بعام هزيمة الابراجء فكثرت الزلازل وامتلأت‌الارض 169 خوفا والشيخ فى اثناء ذلك يستخر الله فيما يقدمه من أموره . حتى فتح الله عليه برآي فشاور اصحابه فقال لهم ان هاهنا ناسا رقاق القلوب ارجو أن ينتجع فيهم الاسلام ويتلقوا ما نحن عليه بالقبول ويكونوا لهذا الخي حت أهلا وهم : مغراوة ريغء فما رآيكم فى الانتقال ا ىجهتهم ؟ قالوا فى رأيك اليمن والبركة . فسروا بذلك سرورا عظيما ء واغتبطوا أى غبطة . فلما اتفق‌رأيهم على الانتقال «الى ريغ» قدم ابو عبد الله رسولا الى أبى القاسم يو ٿس ابن ويزكن الويليلى » وكتب اليه يعلمه بما عزم عليه هو وتلامذته من التوجه , والعمل برسم دراسة العلوم ء واكد عليه فى ان يهيىء غارا تجتمع فيه التلامذة يأوون اليه ويحلقون فيه وتکون فيه دراستهم وانفرادهم لیتسنى عزمهم واجتهادهم , فأخنذ آيبو القاسم فى عمل الفار ء وفيه ييسر ما يصلع شأن الحلقة ء فما قدم ابو عبد الله وتلامذته الا وقد تيسرت أمورهم بلطف الله عز وجل , فاقاموا عند بنى ويليل مدة . ثم انتقل آبو عبد الله وتلامذته الى « تِييِبشلي » فرتب بها الحلقة . وشيد من كريم البنيان ما يتشبه بها العزابة ويتشبهون به الآن , وان كان الناس قد فسدوا , وفسد الزمان فهذا سبب قعود الحلقة المباركة الصادرة عن اكرام مشاركة بين الشجر تين الطيبتين المسورية والبكرية بخطية واجابة كانتا فى ااه . فتولدت بينهما هذه الانوار البهية فلنذكر لعا من الآداب التى جعلها قوانين وصيرها مهيعا لسالك سبل العلم والدين , ٠ كان انتقال الشيخ ابى عبد الله الى زيغ سنة (409) تسع واربعمائة فلذلك يسمى الفار الاول المذكور التسعى نسبة الى هذه السنة . 170 ذكر لمع من سير الحلفة وما ینبغی لاهل طريق العزابة ان يلتزموه وان يعلموه ويعنموه مما رتبه الشيح أيو عبد الله محمد ابن يكر رحمه الله كان مما رتبه آبو عبد الله من سير الحلقة فبقى رسما يقتدى به أن جعل للعزابى الذى نظمه هذا الاسم فى سلك المتدينين . واعتزل عن دناوة الاجلاف الد نيويين علامات ء ليعر فوا بسيماهم › ويتميزوا من سواهم . فمنها انه أول ما يتجرد من طريقة آهل الدنيا بحلق شعر رأسه ثم لا يتركه يطول ابدا ء فالعزابة من شانهم عدم الشعور ء ومتها ان لا يليس ثوبا مصبوغا الا البياض ولا باس بعلم الطرفين والطراز مالم يتفاحشا , ثم ان اقتصر على عباءة آو ملحفة لم يشنه ذلك ء ولم يعبه بل ذلك به أليق وان لبس ذلك على قميص كان أكمل ,مالم يكن مبتدئا . ولا سبیل على اقتصاره عل قميص آو قميص دون اشتمال أو التحاف أو ارتداء . وان اعتم فالتلحى على ما جام فى الاثى ء وليس لبس العمامة بضربة لازب ء بل لا بأس باستغنائه عنها ء فان اقتصر على العباءة أو اللحاف غطى رآسه والقى الطرف الاعلى من هدب حاشية الجانب الايمن على العاتق الايسر لا يلقى الهدب كله على العاتق الايسر , فان ذلك مود الى اتكشاف العورة . وآهل الحلقة صنفان آمر ومآمور على ما ياتى تفصيله ان شام الله , فالآمر اثنان : شيخ الحلقة أو مستتابه والمعريف ؛ فالعريف اثنان متشرد وغيرمتفرد فالمنفرد اثنان عريف أوقات الختمات والنوم وعريف العرفاء ء وهم من 171 هيئة لباس العزابة من أهل الحلقة أعضد الحلقة ومهامهم الهام التى يتولاها الشيخ حملة القرآن يكون منهم من يكتب عليه طلبة القرآن الواحهم . ويصححونها ويحفظونها على حسب ما ياتى بيانه فهوّلاء لا يحصون عددا ؛ والعريف على أوقات الدراسة ربما كان واحدا وربما اكش فهو على قدر الاحتياج اليه ونتحو ذلك , والمأمور ثلاثة ؛ طبقة القرآن . وطيقة فنون العلم , والعاجزون ول جحميعهم أوقات , لا يختص به كل وقت منها. فالشيخ يتعلق به اشياء منها الجلوس لطلبة فتون العلم فى وقت معلوم ليأخذوا عنه فيه الدرس ومنها الجلوس بأش الختمات للجواب على الاسئلة فى آى فن كان ء ویذاکر تلاميذه فيما حصلوه قبل ذلك فيستفيدون ويستفيد من حضرء وتختص غداة الجمعة بزيادة ذكر شىء من الوعظ ان امكن ومنها الاستفتاح وهو قيامه فى الثلث الأخبر من الليل أو فى الربع الاخير منه فيأتى الى موضع الاستفتاح فستعيذ ويبسمل ويقرا فاتحة الكتاب .٠ وييتدا من حيث انتهى مجلس الاستفتاح من القرآن فى الليلة التى قبلها فيهب كل نائم فمنهم من يصير معه فى المجلس ومنهم من يخرج فيدرس وحده , لا يخرجون بأجمعهم ولا يصيرون الى المجلس باجمعهم بل كيفما تيسر فيقرآون القرآن حتى يؤّذن مؤّذن الصبح ء فيقطعون القراءة ويدعوت كالعادة من بعد صلاة المشاء الى وقت أذان الصبح , ومتنها ان يجمعهم فى يوم الجمع؛ وذلك يوم الاثنين والخميس ء فيعظ ويذ‌ كر ويحذر . ويورد امثالا حكيمة وحکایات زهدية ثم يمحص جميع من حضر فيسل عن آحوالهم واحدا فواحدا ,. ويشقد العرفاء فمن حمدت احواله حمد الله وشكره على فوزهء ومن عيب شىء من احواله فان کان 172 صغيرا أقيم الى زاوية معروفة بان تكون موضعا لتأدييهم ء ثم اجتهد فى عدد ما يجلد تأديبا والكبير ال ىالخطة والهجران ومنها اذا قدم قادم من بلد قريب آو بعید . فلا يخلو اما أن يكون عابر سبيل آو طالبا للاقامة والدخول فى زمرة أهل الحلقة فيشاور الشيخ فى كلا النوعين ويستأذن فى شأنهم فان کان عابر سبیل کان له حظ فیما فتح الله عليهسے من المأكول غير المدخر ء فيفتح ذلك ولا يحفز (1) عليه فى ملازمة الاوقات , ولاحظ له فى شىءومن الفنتوح التى تدخر لاسن طعام ولاسن غخيره وان كان يريد الدخول فى الحلقة استآذن الشيخ فى شأنه فيكشف الشيخ عن احواله » وما كان عليه فى الموضع الذى قدم مته فان اطلع على صلاح احواله أذن له فى الدخول لا غير . فيكون من أهل الحلقة له ما لهم وعليه ما عليهم ء وان اطلع على نقيصة , وأحوال ذميمة طرده لا غير وان تعذر لبعد داره الاطلاع على الاحوال أو اختلفت فى صلاحه وفساده الاقوال توقف حتى يستبریء ويستعلىم حميدها من ذميمها » وصحيح الاقوال من سقيمها . فان اطلع على الخير الحقه بأهله . وان اطلع على شر أفضاء الى نوعه وشكله . وحكمه فى مدة الاستيراء حكم المسافر عاي السبيل فى عونته , لاحظ له فى المقتسم من الفتوحات المدخرات »› والمعين . وكونه لا يحفز عليه , وكونه لا يمنع المأكول فان كان تائيا مبتدا أذن له .٠ ومنها ان عليه تولية عرفاء الاوقات والاذن له فيما يشرىی أو يبا ع ویدخس من الاقوات . ومنها الاذن فى قسمة ما يفتح الله من رزق مما يدخل عليهم . آو مما هو من اغتلالات الاوقاف ء EEE (1) من حفزه عن الشىء : دفعه اليه وأعجله . 173 الهام التى يقوم بها العريف ومتى يقسم وعلى من يقسم ومتها الحكم بين المختلفين والمختصمين من التلاميف فيأخذ المظلوم من الظالم ويتنصف المحسن من المسىء .٠ والعريف المكلف بالختمات وأوقات النوم يتعلق به ارتصاد حزب الغدو في المجلس الذى تكون فيه المذاكرةء فاذ!ا كمل الحزب آو كاد دعا جميع من فى المجلس وي وّمنون على دعائهم فيدعو أسنهم ويدور الدعاء ,. فان اتقضى الدعام وتخلف احد فالخطة . فاذا كان الضحى نادى بتوم الهاجرة فينامون فاذا ناموا و تكلم أحد أوتحرك بحيث يؤذى النائمين فالخطة بل ان ابی ان ينام بغیر عذر و کان تر كه النوم ذريعة الى امتناع القيام بالليل حتم عليه نوم القائلة , فان امتتع فالخطة . ثم اذا كان عتد غروب الشمس نادى بالختمة فيجتمعون على أكبرهم فيدور معصه من يليه في السن والمعرفة رجالا ان قلوا فثلائثة . وان كثروا فعشرة , لايجاوزوتها . والوسط بين التحديدين اعدل . فان استداروا ذكروا الله وقرآ قارئان آيات من القرآن ثم يدور الدعاء كالعادة » ويؤمن من خلفهم ء ومن تخلف فالخطة . ثم اذا صلواالعشاء وقرأوا من القرءآن ما يسر الله وحان وقت النوم ما لم تكن منليالى الاحياء تادی بالدعاء » وهى ختمة ليست بأكيدة في الاقطار . والمتعارف ان حضروها على الكفاية . فيدعون دعام خفيفا فاذا دعوا فالمستحب الذى وضعه الشيخ آبو عبد الله أن يكون أفصحهم بيده کتاب ان کان في الوعظ فهو آولى والا فنيما اتاح الله تعالیء فيقرآ فيه قلیلا بحیث يستمعون مجتمعين آو لايجتمعون ثم يدعو وینادی بالنومء فاذا ناموا وتكلم أحد , أو تحرك فالخطة , الا ان یکون فی 14 مطالعة كتاب بعيدا عن النائمين فما على المحسنين مسن والعريف المتكفل بأوقات الطعام له حدود يقف عندها وأشياء متسع فيها . وذلك ان الطعام لا يخلو ان يكون فى موضع مآلفهم . آو خارجا . فما کان خارجا لا يخلو ان یکون فی محل عزابی آو فی محل دنیوی فان کان فی محل دنيوى حفز عليهم كل الحفز فى ملازمة التحفظ وأفراط الحذر . وجعل الشعار بيتهم من القول : « حسان » وريما قال : ( حسان بن ثابت ) ای حسنوا آدايكم واخلاقكم ء وهى كلمة يقولونها مهما يدخل فيهم غير الصنف تحذيرا ان يطلع على ما ينتقد منهم . وان کان فی محل عزابی لم يتحفظوا كل التحفظ بل يميلون الى ضرب من الادلال ء ويتيبسطون يعض الانبساط ء ويحستنون الظتون ء ولا يحتشمون فى اقتراح طیب الطعام أو زيادة الأدام ‘ ونحو ذلك , فالمتعلق بالعريف فى كلا المجلسين أن ير تب جلوسهم فان غاب احدهم فی عذر ذکرهم بان يستوصوا غنه . وان كان فى غير عذر فالخطة ,. فاذا اعتدل جلوسهم استدعى بماء وغسلوا بعد اشتمالهم الشملة المتعارفة عند حضور الطعام . وهو ان يخرج طرفي ثوبه على صدره بعد أن يدير كل طرف فوق العاتق الذى يليه » فتبرز اليدان ولا ينكشف شىء من الجسد , ثم يأكلون آكلا معتدلا فمن آکل اکل تھم او آکل ذی کب ء عیب علیه٫فی غير ذلك الملوضع ء ونهي وقبح ء وحذر ان يعود فان عاد فالخطة ء فاذا طعموا تفقدهم العريف فان وجد منهم من يده فى الطعام انتظره حتى يقضوا حاجتهم منه . فاذا فر غوا اذن بالاتصات الى الدعاء ثم يؤّذن اسن من حضر فيدعو وان 175 عليهم ان يلتزموا آدابا فی اکلهم كان فى مالفهم فلا يخلو ان يكون مما يقدر على ترویحه ومعالجته وحده , أو مما يحتاج معينا , فان کان مما يحتاج فيه معینا استعان بمن استحسن ء فان استعان باحد فامتنع من غير عذر فالخطة . لكن ينبغئ ان لا يخص بذلك من يعلم مته كثرة الانقطاع الى المدارسة والمطالعة . فيضع الشىء فی غير موضعه ء, ( وان کان ) مما لا باس بقسمته قسم على ما جرى به العرف فى ذلك القطر . والذى تصلح فيه المواكلة فاما متكررا معلوما واما نادرا فالنادر يۇ كل بلا شريطة الا اطراح الحرص والشره ء والترتيب فى ذلك الى العريف والمتكرر كل يوم ( كالتمر ) والفاكهة فى آوقاتها فترتيب ذلك أيضا الى العريف ولها شروط يأتى ذكرها منها ان لها وقتين , احدهما وقت الضحى بعد استكمال اكتتاب الالواح ء وتصحيحها , والآخر بعد صلاة العصي › بقدر ما يقرا فيه قارىء اللوح مرة أو مرتين , فاذا استداروا طوائف فان من شروط ذلك الحضور ان يكون فى كل طائفة عریف یکون آسنهم آو آنبههم لا تعدو عرافته ذلك الال › فيبتدیء فیلقی ثلاث مسائل فی آى فن کان ثم كذلك ميامنة ثم على اليمين حتى يتم الدور فان وقف لحد أمسك الملبتدىء يده ومنعه الاكل تأديبا وردعا وتحريضا على تحصيل الفوائد . فان اتی بشىء قبل مته ولو بعد حين واطلقت. يده ء ومن شأن هذين الوقتين ان يتفقد العريف الالواح واذا صحح آخر لوح منها دعا الى الطعام ويعد العصر بقدر ما ذكر ناه ء فمن اجاب اكل ومن تأخر فلا ائم عليه , فانما ذلك على الاختيار الا ان يكون هناك نافلة فينبفى للعريف ان يعرف بها تعريفا ء لا يستخفى النطق به . فقد يكون من العزابة من به شوق 176 الى تلك النافلة , فان امتنع بعد هذا ممتنع فلا يتعلق منه بالمر يف ذم . س والعرفاء من حملة القرآن ترتبط بكل واحد متهم جماعة من اصحاب الالواح , طلبة القرآن يملى عليهم ويصحح الواحهم وياخذهم بالحفظ عن ظهر ء فالجماعة التى ترتبط بكل حافظ يكون اكثرهم عشرة واقلهم اثنين وهذا بحسب الاختيار وفى الامر الاشهر العام . واما مع الضرورات وعدم الرجال فلا حد لكثر تهم ولا لقلتهم . فاذا كان وقت الضحى و تأهبوا للكتب كان لكل جماعة نقيب من أنفسهم يحفن على أصحابه ويجمعهم . ويستدعى العريف فاذا حضر استاذنه ميامنة فی حفظ ما کتب آمس ء ثم يحفظون على الیمین فان حفظوا كلهم استاذنوه فى الاستملاء وآملى عليهم , وان توقف أحدهم دون الحفظ ء فان کان مبتدئا آقیل له خمس عثرات , وان کان فوقه الا انه فى أول قلم أقيل له ثلاث وان كان فى الاعادة فعشرة واحدة ,. فمن زاد فعلى ما يجتهد فيه العريف ء والمعروف الاشهر انه ان كان صغيرا فالزاوية والحلد : وان کان كيرا فالخطة والطردء فاذا ارتسم احد بعريف فليس له ان ينتقل عنه الى غبره الا باذنه » وان تخلف احدهم بفير عذر حتى يحفظ أصحابه ويکتبوا سطرا أو بعض سطر فالتآدیب قد تقدم تفصيله . وان كان قبل ذلك وبخه العريف ثم صفح عنه وعليه ان يختبر‌هم احسانا فیما قد حفظوه ليعلم کنه اشتغالهم ورغيتهم واجتهادهم . فان وجد حفظا رکیکا فان كان ذلك لعلة فى فهم التلميف وضيق باعه وعلم ان ذلك الامر كان سماويا عذرهء وأمره بالاعادةء وان كان التلميذ ذکيا فهما وعلم أن كان لحب البطالة وترك الدراسة اجتهد 177 مهام عريف الدراسة فى تعزيره ء ولذلك يسأله الشيخ حين التمحيص يوم الاجتماع فلا ينبفى له ان يقول الا ما علم من حال كل واحد منهم . واما عرفاء أوقات الدراسة قيتفقدون أصحاب الالواح بين الظهر والعصر فان ابطاً احدهم ابطاء لا يعصنذر فيه فالخطة , وان اشتغل بما يلهيه عن قراءة لوحه فالخطة , وان سمعه العريف يقرا خطاً وكان مع ذلك لاهم له بتصحيح لوحه فالخطة , وبين المغرب والعشاء . فان ابطا او غاب أو اشتفل بما يلهيه أو بشغل سواه فالخطة . وان قام الى الطعام اختيارا أو الى نجوى فالخطة . ووقت الاستفتاح أن نام او تناوم او اشتفل بغي الدراسة ولم يکن له عذر فالخطة , وبين صلاة الجمعة والعصر ان غاب عن الحضور لاستماع قراءة كتاب المواعظ فالخطة . وقد قلنا الا ثلائة على ما فعلنا فطلية القرآن يقر أون الواحهم بين الظهس والعصر حتما .٠ وبعد العصر استحبابا »ء وصفة هينُتهم حینئذ ان يشتملوا فلا يظهروا من اجسادهم شيئا ویسندوا الواحهم الى الاسشاطين , ويقابلوتنها خضي مستندين ولا مكثرين من الالتفات ›. وبين العشاءين فى وسط الساحة غ مستندين وقد أبيح لهم الاستناد في غير هذين الوقتين ان شاءوا . والافضل للاصفرين ترك الاستناد فلا يتعرضون الى ما ليس بشأنهم , غير دراسة القرآن الا ما قد عناهم من العبادة وفرائض الاسلام , كالطهارات والصلاة والصيام , وما اشبه ذلك . فان امتدوا الى غير ذلك كره شى الفواب مع الحمام على انه من کان فافهم وقلب ذکي ¢ ومن اعطاه الله قدرة على تحصيل هذا وهذا فلا باس فى الازدياد من الخ . 178 واما طلبة الادب فان اتفق ان يكون اصحاب لويحات وصغ فى السن فينبغى لهم التأسى بطلبة القرآن فى ترك الاستناد , واما أصحاب الكتب فشا نهم استناد الی ار کان الملسجد والابواب والى الاساطين وحيث يستحسن :› واستحسن منهم ولهم ان يجتمعوا للبحث والمذاكرة والمناظرة . ما لم تفض الى توغير الصدور , ويكون هذا دآبهم . ولا بد ان يكون لهم وقت معتاد يكون فيه الميعاد للحضور على الاساتيذ من غاب من التلاميذ فيآخذ کل منهم درسه وهی «دولته» على استاذه . ويجعل ما يتلقاه خير ملاذه ومعاذه , ثم اذا كانت ختمة غداة وحضر الشيخ فان هنالك طرقا كلها حميدة , وذلك انهم اما ان يتداولوا وضع السؤال فيبتدئون بالسؤال يوما (:) فمن أفضى اليه النوبة وغاب اجتهد فيه . واما ان يسأل أفصحهم لسانا واكشرهم بيانا . واما ان يسأآل اشدهم احتياجا للسراح فى ضرورة دعت أو لنازلة وقعت ء ثم اذا ألقى السوال فان كان الجمع حفيلا بد فسآل الشيخ ثم على من يمينه فيعيده الثانى الى الشيخ طلبا للتخفيف , والاختصار . وان كان الجمع دون احتفال بينهم سیما ان کانوا لمأئل فانه يدير السوّال أو يحيل كل سائل على میامنه حتی يدور السؤّال الى الشيخ . فان علم الشيخ ان فى الجمع أكفى منه فى تلك المسألة أذن له فى الكلام فيها , والا تكلم بما عنده. وللسائل ان ينيهه اذا غفل ویذ‌کره اذا نسيء ويفتح له ان ارتج عليه ويعترض ان احتاج الى زيادة ايضاح . أو علم من الحاضرين ارادة استزادة كشف ء ثم يسأل كذلك من شاء ویبحث كيف شاء . ومن آراد القيام فلا یقوم حتی () ذا بالتسخ والصواب مبامنة 179 یستاذن من یلیه , فان اذن له قام وان لم یاذن له آقام . واذا حضر غير الصنف فيكره ادارة ما يستشنع من المسائل الشواذ التى تضل الغبي : أو تجعله ينسب الرشد الى الفي ٠ فاذا هم الشيخ بالقيام ولم يستثقل تشييع من يختص به من طلبته ركع وركع اصحابه ركعات الضحى ء ويشیعوه تكرما له وتأنيسا به » وان ثقل عليه ذلك ركع ورکعوا وو دعوه ولم يشیعوه . القاصرون مسن .واما العاجزون فأنواع فالله حسيبهم فيعاقبهم 4 آو يثيبهم . فمنتهم الطرش والعميان والزمتى والهارمون وذوو الافهام القاصرة . وريما استعمل مستعمل فال حق نفسه بهؤولاء وفيه قدرة وعنده لو جد بعض الغناء , فهذه الانتواع شانهم الاصغاء والاستماع ليحصلوا الطلرق والاخلاق . ويظهروا التلهف والاشتياق . وعليهم حفشظ السيارات والمحافظة على الطرق والاوقات , وان اجهدوا انفسهم وزادوا ظفروا ببعض ما ارادوا , فاما الزمتى والعميان فقد نطق بعذرهم القرآن واما القاصرو الفهوم فمنهم القانط التارك للعلوم . ومنهم من الأياس عتده معدوم . وقد شاهدت منهم رجالا فلم اذمهم لاکٹر هم حالا. دخلت حلقة وارجلان حرسها الله وذلك فى ربيع الاخي سنة 616 ست عشرة وستمائة فی آول ما وجب علي الصوم والبال خال من الهم » وکنت اعجب ممن ينفرد فلا يجتهد ء ممن یمکنه الورود فلا یرد » ومن یخلو بالمفید » كيف لا يستفيد . وكان لى اذ ذاك فهم بزة الى ان اشتفل البال ء وتحولت الاحوالء وكنت ازدرى‌بأكثر اولائك وذلكلسنى فاستففر الله من ذلك فمنهم رجل یسمی ابو دو ناس من بعض قراء نفزاوة سبقنى الى الحلقة باعوام والغالب على AN ظنی انى وجدت الوحه فى سورة الفيل ومات فى سنة سبع عشرة ولم يستكمل سورة اخری ء ولم يدع من قدرته شيئا وهل سمعتم بابى يزمر المصعبی كنت اسمع به قبل دخولی وارجلان وما رزق من الاجتهاد مع فهم غير قليل , فوجد ته فی وارجلان وفی لوحه « أو أمر بالتقوی » يکررها اياما كثيرة حینئذ ترسخ فی صدره آية او لا ترسخ فیعید‌ها وأقمت بوارجلان حرسها الله حولين كاملين وشهرين ثم انفصلت وتر كت لوحه فى « والضحى والليل اذا سجى » وهو فى اثناء ذلك لم يال جهدا ء وقد سبقنى الى الحلقة بستة أعوام أو بثمانية أعوام لشك منى . وهل سمعت بسلمان بن حريز لم يزل يکرر ويعيد سورة الانبياء طول اقامتی بوارجلان . وخرجت وتر کت لوحه فيها . وبلغنى انه لم يزل كذلك يكررها منذ تمان وعشرين سنة قبل ذلك فاما هذا ففير بعيد أن ينسب الى التقصير والتضييع ٠ والغرض ان اعلمكم ان من لم يال جهدا فهو ما جور وان لم يحصلء وان المتضيع المقرط راض لنفسه بالقوت ال حرام واكتساب الآثام ومرتكب لسخط العلام . نسأل الله ان يسلمنا ويختم لنا بخواتم الاسلام ء وينبغى ان تكون خدمة الطعام من هؤوّلاء الذين لم يفتح الله عليهم , ولا شرح للعلم صدورهم لينفعهم بخدمة اهل الخير . ويوفيهم أجورهم . «الاوقات والآداب والاحوال قد تقدم ذكر كشي منها فيما مضى مندرجا فى غخيره» فاوقات الدراسة قد مضى ذكرها . ووقت الراحة والتصرف هو آخر النهار ٠ يتصرف الى المواضع التى لا ينكر التصرف فيها كمواضع الميساء ومواضع الاشجار وامثالها من الاماكن التى تنفرج فيها التفوس وتتفسح فيها الصدور ,. فان فى ذلك اجماعا 181 ادب العزاية والطظلاب فى العبادة للخواطر , وجلاء للتواظر , فلا بأس فى ذلك مالم تكن هذه الاماكن معروفة بان يستقر فيها مصادف الشبهات ء كالنساء والحساسات فلا سبيل حينئذ اليها . والاكثار من التصرف فى الطرقات والاسواق يكره وان دعت ضرورة ففى طريق نافذ . ووقت لا يظن به ريبة ووقت الاكل لمعاشهم التى تختص بكل واحد منهم اذا صلى العتمة فاما وحده واما مع من توافق طيائعهم طبعه ء ويشترط التخفيف وان لا ينفصل الا بعد الدعاء . ووقت تفييير المنكر متى ظهر لا ينحصر الى وقت ٠ ويشترط تقدم الشيخ آو باذنه . آو تقدم . والاوقات المستحب فيها التأهب للصلاة معروفة وهو ان يكون بمقدار ما يستبرىءو يتو ضا ثم يدرك صلاة الجماعة.ويشترط بعد الاش واعداد المدرء وآوقات نوافل الصلاة ليلا ونهارا معروفة فلا يحتاج الى زيادة فان احتیج فخمس تسلیمات بالليل ومثلها ضحیء هذا الافضل فان زدت فلك ء وان نقصت فلا ذنب عليك ء ولصلاة الليل شروط من اطالة القرآن والخلف فى اسرارها واعلانها . قيل الاعلان أفضل اذ فيه ايقاظ الناس وقيل الاسرار آفضل لبعده من رياء المخلوقين › وهذا بحسب الاحوال. والاولى اخفاء العبادات .٠ والر كعات التى تصحب الفرائض معلومة وأوقات الصوم المستحب كيوم الجمعة ء ويوم قبله . وتاسع ذی الججة ء ويوم عاشوراء والثلائة البيض من كل شهر وما شبه ذلك ومن آداب الطريق واحوالهم ان لا يتكبر على متواضع ولا يتواضع لمتكيس ء ولا يخالط أهل الدنيا ولا يجالسهم الا ان دعت ضرورة لا يوجد منها بدء ويجلسون لكى يستفيدوا مصلحة لدينهم من علم أو عمل ء والكبير أعذر فى مخالتطهم من الحدث ء 182 فان الكبير أهل لأن يهديهم والحدث أهل لان يضل :٠ ومن نهى عن الاكثار من ذلك فلم ينته فالخطة . ویتبغى ان يعلم ان الموّاخذة على العثرات والزام الذنب على الخطيئات انما هى بحسب أصحابها وهم طبقات ء فالكبير المبتهل حسن به الظن ء وحسن معه العبارة . وأدمج له تفسيح زلته فى اللطف قو بل باللطف اشارة (1) . ومن دونه فان کان فی الطريق راسخڂ القَدم وشامخ القدر أخذته على الكبرة والصغيرة واستعظمت نقيره من الخطايا وقطميره , وان يكن غير ذلك تجاف عن النقر والقطمير . واستكثرت من حسناته الشىء الحقي . وسلكت معه مسلك التأنيس لا التنفير . فرب قبيح من ذلك هو من هذا حسن . وكثٹيرا ما رآيت المشائخ يشبهون الصنفين بالماء واللبن . ومما ينبغى لشيخ الحلقة ان يتفقد أحوال التلاميذ , فمن كان منهم موسرا نظر له فيمن يخدم ما يقتات به من الطعام . ومن كان مقترا نظر له فيمن يتبرع له بالخدمة والاطعام . ولو استقصیينا ذكر جميع الحدود وقع السام دون بلو ع الغاية وفيما ذكر ناه كفاية ان شاء الله . ومن أخبار الشيخ ابى عبد الله رحمه الله : ما بلغنا ان ابا عبد الله كان يخرج للحلقة فى اوان خروج ابی عبد الله الر بیع ای بوادی بنى مصعب لآرب » منها انه کان يطلب بذلك راحة خاطره وخواطر التلاميف . واستصلاحها ء وتد بر قوی اجسادهم واستصلاحها , فانه علم ما فى بلاد ريغ من رداءة الهواء وقلة طيب الماء . وآيضا فان بنی مصعب كانوا واصلية فعمت عليهم بر کته , فرجعوا الى دين الحق , والطريقة المرضية ء وذلك كان اكثر قصده فى (1) كذا فى النسخ ٠ ويظهر فى العبارة خلل . 183 سنسويا: الى مزاب توجهه الي قسطيلية احتفاء اهل تملوست بابی عبد انتجاعهم وحلول رباعهم ,. وكان يبين لهم طرقا يتبعو نها ويضرب لهم أمثالا حسنة يعملونها . ذکی ان سائلا منهم ساله ما تقول فی حلال خالطه الحرام آیوکل منه ؟ قال ما تری فی جحر دخله جر يوع ودخلته حية كلاهما بمرأى منك , أتدخل فيه يدك طلبا للجر بو ع ؟ قال لا افعل 4 مخافة الحية . قال وكذلك ما سآلت عنه , وله معهم انواع من هذه الاجوبة . وبلفتا ان آبا عبد الله توجه الى قسطيلية فى جماعة من أصحابه فاجتمعت عليه جموع من الناس واشتهر ذکره حتى خاف ان يقال انما يحاول أمرا ء من قيام أو نحو ذلك وكان حينئذ عازما على المسي الى ناحية طرابلس فلما رأى من الاس ما يفضى الى المكروه وكان أهل الموضع على غفلة آمر بمض اصحابه بان يخرج البفلة من طريق , وأمر آخر أن يخرج السرج من طریق ٹم خرج هو من‌طریق آخر.وخرج آصحابه متوافقين من آبواب شتی وسلکوا طرقا شتی حتی اجتمعوا فی مکان تواعدوا على ان يجتمعوا فيه ء فشدوا سرج البغلة فر كب الشيخ وسار ومن معه من أصحابه حتى صاروا بقرب تملوسة ء فاذا بالفقيه بى الربيع سليمان بن يخلف ٠ ومحمد بن عیسی بن ابراهيم يم الهوارى قادمين من البادية ء من موصع يقال له ولهما به أهل وأنعام . وذلك فى فصل الربيع فلما كانا قريبا من البلد تأملا السيارة فعرفوا بغفلة الشيخ . فما كاد أن قصداه مسرعين ء فصافحاه وصافحا اصحابه . ونيهم عیسی بن ابراهيم والد محمد بن عيسى الذ كور فمالا بهم الى حيث اهلوهما نازلون فاحتفلا فى ضيافتهم . فدخل اهل المي سرور 184 عظيم بحلول هذه البركة فيهم , فلما اكتفوا من الطعام ء وصلواء أطاف التلامذة بالشيخ وأطاف به أهل الحي يسألون عن مسائل دينهمء حتى مضى وقت من الليل وقضوا حاجتهم من السؤّال والجواب ء وغلب عليهم النوم ٠ فتفرق مجلس الرجال واجتمعت نسوة الحي فاطفن بالشيخ يسألنه كما كان الرجال يسألونه , والشيخ يجيب ء٠ قيل وكان فى النسوة امرأة تسمى أم اليخت تنتحل قراءة الكتب وطلب مسائل الفقه . وتجيد السوّال . ومعها أخت لها قريب متها فى هذا المعنى فما برحتا وصاحبتاهما يسألن الشيخ وهو تارة يتكلم فى الفقه . وتارة يتكلم فى المواعظ حتى طلع الفجر . ولم يكل الشيخ عن الحواب ولا غشيه نوم . ذلك فضل الله يوتيه من يشاء فقالت حينئذ لابى الربيع وهی ابنة خاله لاجل هذه الفوائد طالت غيبتك عنا يا سليمان تعنى ملازمته شيخه آبا عبد الله اذ كان يقرا عليه . ولا جاء تكتيس بن سيد سلم على الشيخ وصافحه ء فسآل الشيخ من هذا فعرف انه تكتيس وكان تكتيس حينئذ قد تحولت صفته مما كان يعرف منها الشيخ , فقال هو صاحبنا قبل هذا ؟ فقال وانا صاحبكم الى الآن . فقال نعم لکن نت فی واد ونحن فی واد ء قیل ٹم تقدم آبو الر بيع وتكتيس الى لاية يبشرونهم بقدوم الشيخ وأصحابه فبشرهم . وتأهب المشائخ من لاية وغيرهم للمسير ليتلقوا الشيخ وأصحابه ء. فساروا وفيهم الشيخان ابو محمد عبد الله بن الامير وأبو محمد وارسفلاس ين مهدی . و کان وارسفلاس عالا كيرا فكان الشيخ فى مدة اجتماعهم اذا سل عن مسألة أحال على عبد الله بن الامير . وكان قليل الجوابوذلك بمحضرالشيخ هيبة له فيقول له وارسفلاس: 185 أجب الناس يا شيخ فليس لك عند آبى محمد جواب , و کان الشيخ يجيب عن المسائل . ولا دخلوا جربة أسرع الشيخ حتى قدم المسجد الكبي على بنى يراسن فصافحهم واقام فيهم ما شاء الله » ولم يزل كل من هنالك بين مشضيد ومستفيد حتى عزم الشيخ على الرحيل ولا اراد الخروج مسافرا قربت اليه دابته لركب فابتدر الناس ركابه لیمسكوه له وابتدر صالح بن آبى صالح ليمسك ركابه ء فأبوا عليه . وقال لهم الشيخ دعوه فأمسك رکابه حتى ركب »› وتذكر عند ذلك آیام شبابه وخدمته حينئذ لمشائخه وبره اياهم وما كان يجد لذلك من لذة وارتياح فتمشل بقول الشاعر : ولو استعي جديدها فيماز قيل . ولا خرج من الجزيرة وكان طريقة «بتبا جالت» اجتازوا على الشيخ عمروس فانزلهم للضيافة . فنزلوا ء فذبح لهم شاتين من أحسن ما يمكن ان يكون ء وما حضر الطعام جعل احد التلامذة يختار للشيخ أطيب اللحم ء وأسمنه فنظر الشيخ الى سمن ذلك اللحم , وقال كيف يكون قلب من ياکل هذا من ماله ؟ فکیف من مال غيره . ثم كر راجعا الى جهة ريغ ورجع معه أصحابه وكلهم لا يعدو موافقة قلب الشيخ . فبلغنا ان عبد الله بن الامير قال حينئذ:عجبا لهذا الشيخم وأصحابه انما مثلهم كمثل الحواريين لعيسى بن مریم . وبلغنا ان آبا عبد الله توجه 186 الى وارجلان فدخل على الشيخ ابى عبد الله محمد السدرات تى الذى كان آهل وارجلان قلدوه أمورهم قبل . دخل عليه وقد كبر وتنحی عن آمورهم ولم بيته . فقال السدراتى للبكرى (1) يا محمد الستم ت تقولون خير الرعاة راع ساوى بين القوية والعجفاء من غنمه ؟ فسكت عنه فقال السدراتى أو الستم تقولون ان الناس يصطحبون على المكروه لئلا يفترقوا ؟ فقال له ففيم , أفى امور الدنيا أم فى أمور الدين أم مطلقا ؟ فقال له السدراتى الى هاهنا انتهى علمى وليس عندى زيادة , فما عندك انت ؟ لت او قال انما ذلك فى مور الدنيا كنزول المسافرين ورحيلهم ء التفرقة وحسن المعاشرة وسيئها ء وصغائ الهفوات ء وآما فى أمور الدين ذ فلا » ولو كان يسع ذلك فی سور الدین لا فارق السلف ولاتهم . ان فارقوهم فى السدين - حتی اسرعوا بانفسهم الى الموت ء فماتوا فى مواطن شة شتی کاصحاب اين وهب واصحاب ابي يلال ء وعبد الله بن يحیی الکندی والمختار بن عوف وغيرهم , انما ماتوا اذ لم يرواالمقام والصب على يأتون وهم يأبونه رحمة الله عليهم أجمعين . ثم قال له الشيخ لا تركن الى كثير ممن يدخل عليك فانهم يقولون عليك ما لا ت تقول . فقال له من آتانی زائرا فاجره على الله . ومن قال على ما لم اقل فحسابه على الله . قلت انما اوردت هذه الحكاية فى هذا الموضع لا ذكر فيها الشيخ آبو عبد الله رحمه الله فى الصير والمعاشرة على المكروه ء وما تبين فيها من الفرق بين المكروهين وقوله انما ذلك فى أمور الدنيا واما آمور الدين فلا ء. لا أقول انه الآن قال مطلقا 4 بل على حسب الاستطاعة ومصداق (1) يعنى ابا عبد الله محمد بن بكر . 187 ودع الشيح واخلاقه الكريمة قولی قد مضى برهانه فيما تقدم من اخبار الشيخين ابى خزر وآبى نوح فى هذا الكتاب لا لم تبلغ بهما الاستطاعة الى أكثر من بذلهما الطاعة لن يدينان بالبراءة مته لينالا المعافاة فى أنفسهما › وينالاها من وراءهما , فوجد ناهما قد عاشرا الشيعة وصبرا على المكروه فى الدين تقية › ثم معاذ الله ان أجعل هذا التشبيه تزييفا لقول الشيخ رحمه الله ولا انه جهل هذا او اغفله ولعله أوما اليه حينئذ فنسیه الحاکی عنه آو ضرب عنه . ومما يذکر من نزاهته ما بلفتا انه ولد له مولود فس الناس بذلك قرييبا وبعيدا وهموا باهداء الهدايا والاحتفال بالولائم فمتعهم عن ذلك ونهاهم عنه ء. فانتهوا مراقبة له . فقالت امرأة أبى القاسم يوتس بن ويز كن . أو نحن أيضا يا شيخ تمنعنا عما منعت الناس وتقيسنا بغر نا ؟ وتكلمت كلام مدل بالاخوة مات بالصداقة القديمة فقال : والله لا أجد يدى هى العليا فأردها هى السفلى . يريد قوله صلى‌الل عليه وسلم : (اليد العليا خير من‌السفلى) أى المعطى والمعطى وهو مفسر فى‌الحديث.ونحو ذلك ماذكر محبوب بن آبى عبد الله السدراتى ان الشيخ ابا عبد الله وصل ایفران من قری وارجلان ومعه أصحابه , فاهتبلوا بتضييفهم , فلما حضر الطعام وقربت الموائد نظ الشيخ فرأى على المائدة التى قدمت اليه زيادة اختص بها ايشارا فحدثته نفسه أن غيبره ممن على تلك الاطعمة ريما قصر فى حقه عن ذلك . وكانت الجفنة التى قربت للشيخ عليها ورك شاة , فقال الشيخ لبعض من يليه تأمل الجفان لتری هل هی کهذه آم لا . فتامل فاعلمه انها دونها وليس فيها مثلها › ولا قريب منها . فنهض الشيخ عن الطمام 188 وانصرف ولم يأكله , ونحو ذلك ما بدغنا انه قدم (تين ابى مطوس) فاهديت له لفائف وجمار . فرد اللفائف وقال ما تحن والهدايا فرجع ذلك الى مهديه واما الجمار فأكله ومن ذلك انه وجه محبوبا وابا بکر بن محمد من (تين يسلى) الى وارجلان حرسها الله ليشتريا له آمة فلما ساماها من بائعها وعلم انها لإشيخ ابى عبد الله حط عنهما مسن الثمن خمسة دنانر . فقدما بالآمة الى الشيخ فاعلماء بما كان من بائعها فلم يأخذ‌ها . وأمر بردها تحرجا وعفة . وآخبار ما من کراماته سیآتى ذكرها فى المناقب ان شاء الله فذلك موضعها ء فلذلك لم اضعها هنا والله أعلم. ) ذکر شىء من احبار نجياء تلامذته ) وان کانوا كلهم نجاء فضلاء أخيارا ما منهم الا من عمت عليه بر كته ء وآينمت فى العلوم ثمرته ء ولكن نذذكر هنا من حاز قصب السبق وكان عليه الاعتماد فى الفتق والرتق ,. وكان له الاثر الكريم . واستحقاق درجة التقديم « فمنهم زکر ياء ویونس ابنا الشيخ ابی زكرياء رحمهم الله کان زکرياء ویونس من آفضل آهل زماتهما علما وورعا وخلقا وكرما , وكانا قد قرءا على الشيخ آبى عبد الله حتى برعا فلهما اخبار مأثورة فی كل فن , نذاکر منها ما تيسر . ومنها ما بلفنا اهما توجها الى المج فلما کاثا بيعش الطريق وقد أضربهما السب ولواهما السقى نام زكرياء فتخلف عن الرفقة , فلما انتبه من نومه وجد نفسه فى بيدا متقطعا عن الر كب , فدعا الله سيحانه وتعالى بهذا 189 زکبرياء ويونس وحید . ویا قریبا غير بعید .۰ اجعل لی من سفری هذا فر چا ومخرجا) . ثم رفع رآسه فتظر ء فاذا عمود من تور ساطع فى الهواء فيتممه فسار نحوه حتى أدرك الر كب فوجد اصحايه متحيرة خواطر‌هم ء ذاهلة قلوبهم ء ذاهبة عقولهم من اجله › فُذهب عنهم ما كانوا فيه من القلق . ونام يونس مرة أخرى فى طريقهما ذلك فما استيقظ الا وقد فاته اصحابه فسار فى اثر الركب فم بجماعة من آهل الر كب قد كانوا غشيهم النوم وتخلفوا ء فوجد فى نفسه قوة ونشاطا لم يجده فيهم فخلفهم . فسار مجدا فلم يزل یخلف أواخر الرکب ناسا بعد ناس حتی من برجل قد أدركه العياء فتخلف عن أصحابه وقد ورمت قدماه وانتفخت رجلاه . واشرف على الهلاك وقنط من الحياة ء ومعه صرة فیها دنانر فنظر الى يونس فتوسم په الخيرء فقال له انه قد أصابنى ما ترى ء ومعى هذه الصرة فخذنها. فانت أولى بها من غيرك ء فتناولها من يده وسار حتی لحق باصحابه ء ئم ان أهل الركب نزلوا فلم يزل صاحب الصبرة يتبع الاثر يمشى ساعة ویستریح آخری حتی لحق بالر کب فبات , فلما ارتحل الر كب وارتحل الرجل ووجد فی نفسه قوة تذ کر صرته فجعل یتامل الناس ویردد بصره فى وجوههم . ويکشف عن خبر صرته ء. ویبحث فنظر اليه يونس فعرفه , واذا هو قد ضمر وتفير لونه وتحول جسمه فقال له ما بالك ؟ فقال له من قصتی کیت و کیت , فقال له يونس : أعطيته اياها هبة أم متك غصبا ؟ فقال بل اعطيته اياها هبةء قال أتعرفه ؟ قال لاالا انه جسيم طويل مثلك فقال له أتعرف الصرة اذا رأيتها ؟ قال نعم . فاخرج اليه 190 الصرة فدفعها اليه وجعل يرفع صوته يقول : والله ما هو الا مسلم ء يكررها , وباتا ليلة فى طريقهما تلك وقد اشتمل زكرياء على سيوفهما ففشيتهم السلابة فانتهبوا فصاح يونس باخیه ان تناولنى السيف ء فناداء مرارا فلم يجبه فوضع يونس يده بين رجلی زکرياء فامکنه الله من قائم السيف فسله وقام يدافع عن نفسه وماله فضرب الذى قابله من السلابة بالسيف وقده نصفين فلم يتجرىء عليه احد منهم , وبلغنا ان الشيخ ابا القاسم يونس هذا قد كان عود نفسه القيام بالليل للتجهد فى المسجد الكبيبرء و كان منزله بعيدا من المسجد , فخرج من منزله ذات ليلة يريد المسجد فمر على مقبرة فى طريقه فأحس خلقفه حساء فالتفت فاذا صورة لا يعرفها فاقشعر جلده , ثم مضى ولم يكثرت‌فلما قربمن المقبرة ناداه ذلك الشخص يا ابا القاسم الى متى ننتظرك ء ولم تاتنا ء فمضى الى المسجد الكبير باكيا حازنا ولا وصل المسجد أخذ فى الصلاة . كما كان يفعل قبل ذلك , الى ان طلع الفجر فصلى الصيح وتقدم الى الحلقة . فلما اخذوا فىالقراءة أخذ يقرا معهم و الدموع تسيل على خديه وعلى لحيته » حتى طلعت الشمس , فلما ختموا سأله بعض من معه فى الحلقة فاخبرهم بالقصة وقال لهم ما اظن اجلى الا قد اقترب.. فأخذ فى تنفينذ وصيته ووداع اخوانه ولم يعش الا اياما يسيرة رحمة الله عليه . «ومنهم أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتیى رحمه الله» علم الاصول ء والنظر , وبلغ فى ذلك مبلغا عظيماء ثم انتقل ا جر بة ليقرآ بها علم الفروع على فقهاء بتى يراسن 191 ابو الربيع سليمان بن بخغلف اعتناء ا الريع آبی محمد ویسلان بن ابی صالح وایی زکریاء وزکرياء ویونس , وآبو بک بن یحیی فوافاهم فی وقت اشتغالهم باسباب لا یجدون بدا من مباشرتها ثم قالوا فيما بينهم لا ينبغى لنا ان ندع ميل هذا وحده ء عاطلا من القراءة وقد علمنا انه قاصد الينا . وعلمنا فيما قصد لكن نقعد له يوما بعد يوم . فلا هو يتعطل , ولا أشغالتا ء فاذا تفرغت اشغالنا تفرغنا لصاحبنا . فصار يقر عليهم يوما یوما فکان على خير . واستفاد حتى تفرغوا . واجتمع التلامذة وقصدوا ابا محمد ويسلان ورغبوا اليه فى ان يجلس لهم ليقرأوا عليه الفروع . وسألوه ان ير تبوا عليه الحلقة , فاجاب . وجلس لهم . وكانوا يقر آون عليه الفقه فلما ترتبت الحلقة كثرت الطلبة ء وجلهم ممن تقدمت له قراءة علم الاصول والنظر على الشيخ ابى عبد الله محمد ابن بكر.وانما انتجعوا جربة لقراءة الفروع كأبى الر بيع المذكور ويعقوب بن يعدل ومصالة بن يحیی وغرهم واجتمع أيضا تلامذة من بلاد شتى يريدون علم الكلام ء وكانوا يأخذون الدرس على ابن الشيخ ابى زكرياء » و على ابى بكر بن يحيى وكان طلبة علم الكلام ناحية عن طلبة علم الفقه . وتسامع الناس فى الجهات يجلوس حلقتين ٠ فجاءوا من كل مكان رغبة فى العلم فكشر طلبة علم الكلام فرغب‌مشائخ بنى يراسن الىتلامذة أبى عبد الله المذ‌کورین أبى الربيع وأصحابه فى الجلوس لاقراء طلبة علم الكلامء فقالوا لهم انما جئنا لنتعلم الفروع , فكيف نعلم غخيرنا الاصول؟. الجواب بهذا الى الشيو خ قالوا للطلبة جدوا واجتهدو! والله 4 1 192 معينكم ويمشل لهم بقول القائل : ان لم يخفرونى فسيخفرونى , فأخذوا فى الاجتهاد فلم يعدموا من شيوخ بنى يراسن معونة على طلب العلم بالافادة ورقع الكلف والموؤونة . و كان جلوس هاتين الحلقتين بالموضع المعروف «يأتيجان» من الجزيرة وهناك شجر تان‌من الخروب عظیمتان فكان جلوس طلبة الفقه عند الشجرة القبلية متهما وطلبة الاصول عند الجوفية ء فاقاموا على هذا مدة , ثم انتقلوا بجملتهم الى المسجد الكبير ء لا كثر طلبة علم الكلام , فلما رآى أبو محمد ويسلان قلة عدد التلامذة الذين يقر أون عليه الفروع انتقل بهم الى بيته قبالة المسجد الكبسير ء فكانوا يأخذون الدرس ن هناثم انتقل ابوالر يم بتلاميذە الذين يقر أون علم الكلام ا ى موضعه « بتمولسة » وكاتوا هناك فى عريش عملوه عند عيون تمولسة . فكشروا واجتهدوا وحسنت احوالهم . و كانت زنزفة .ولماييةء ومزاتة ء ومما حولهم من القبائل يبذلون الجهد فى معونة الطلبة بالهدايا . والتحف , والعطاء واللطف ,. فكانوا فى أبر حال الا انهم لحقهم خوف من العرب , فان الموضع الذى هم به هو ممر لاعراب اذا رحلوا من طرابلس الى افريقية أو متى رجعوا . والطلبة بهذا فى حذر . فبلغ الشيخ آبا القاسم يونس بن زكرياء ما هم فيه من الخوف , فقال نحن فی آمان وسلیمان واصحابه فی خوف ؟ فوجه اليهم رسولا يعلمهم بانه يحجر عليهم المقام بذلك الموضع فلم يسعه المقام مع نهي الشيخ فتفرقوا فى بلاد لماية وزنزفة . ثم اجتمعوا على شيخهم بعد ذلك ء فقصد بهم جبل زنزفة ويعرف بقلمعة أبى على , وكان اجتماعهم للدرس فى غار هناك , ثم كر الطلبة فضاق عليهم الغار ء 193 ابو الربيع سليمان الاصسول فانتقلت منهم جماعة الى غار آخر . فكان الشيخ ليلة عند هؤّلاء وليلة عند » حتى استفادوا خيرا كثيرا ء والذی صح من اخبار آبى الربيع انه لم يتصدر حتی تبصر فی النقه فحينئذ جلس للحلقة قيل ثم ان ابا الربيع وتلامذته ومن هناك من المشائخ أرادوا زيارة أهل الدعوة ليفيدوا ويستفيدوا , وسياتى ذكر الزيارة بعد هنذا مستقصيا ان شاء الله تعالى . وكانت سنة الزيارة سنة 9 تسع واربعين واربعمائة فلما رجعوا الى جبل زنزفة ء ولم يبق مع ابى الر بيع الا تلامذته انتقل بهم الى تمولسة ثم انتقلوا الى الجبل , فکانوا فی اجتهاد عظيم . ثم ان التلامذة رغبوا الى ابى الربيع ان يوّلف لهم کتابا فى علم الاصول ليرووه عنه , فامتنع كل الامتناع و كرروا الرغبة حتی اجاب على کره , وذکر ان ابراهیم بن ابراهيم و کان آحد تلامذ‌ته رآی فی منامه انه واصحابه نظروا بطن ابی الر بيع واستخرجوا منه قطعتين مملوّتين عسلا , فهاله ما رآى وخاف ان يكون ذلك‌مکروها ينال منهم شيهم فدخل مدينة قابس فسآل عن منامه رجلا مشهورا بانه يعبر الرؤياء فقال ان كان الرجل ذا مال فمال يۇؤٌخذ منه کر‌ها قال لیس بذی مال . فان کان عالا فعلم يۇخ منه كرها قال هو . فاعلم التلامذة بذلك فسروا سرورا عظيما فشرع فى التأليف فكان يملى على التلامذة كل يوم بابا فبابا . فكانوا يعلقون ذلك عنه فى آلواح حتى تمم التاليف ثم عرض الالواح على ترتيبها . فاثبت وأسقط ء وزاد ونقص ء وصحح وبدل . حتی لم يبق فیها اشکال وحتی صحت عنده كلها فاستنسخها وجعلها دیوانا فی مجلدين ء الاول والثانى وعرضهما بعد ذلك على آبى عبد الله محمد 194 بن سودرين فلم يزد فيهما الا حرفين , ومكث الشيخ بتمولسة ما شاء الله , ثم انتقل الى موضع بالجبل يعرف « بتونين » » ورتب فيه الحلقة فصار مأوى للعزابة وموضعا للدرس معروفا بالبركة . مخصوصا هو وأهله بالخي ء والصلاح . واليمن الى يومنا هذا . فلقد سمعت من غي واحد من المشائخ أن قراءة شهر بحلقة تونين تقوم فى تحصيل الفائدة قيام آشهر فی غيرها فهو منبر من متاپر الدعوة . فى الافاق مذ كور , وبالعلم والدين مشهور ء لم تخل قط من جماعة مجتهدين . فى تحصيل علوم الدين وجماعة موفقين . بحفظ طرق التقين , وجماعة من وراءهم موهلين بخدمة الحلقة بالمال والنفوس والاهلين ء آيد الله الجميع وقواهم وآتاهم تقواهم . « كمل بحمد الله ما يقابل الجزء الاول من كتاب الشيخ أبى زكرياء رحمه الله » والحمد لله رب العالمين . ويتلوه ذكر الطيقات و سير هم ومناقبهم ان شام الله تعالى والله ولى التوفيق ».٠ كمل الجزء الاول من كتاب الطبقات ويتدلوه الجزء الثانى وهو جزء التراجہ 195 فهرس العناوين والموضوعات الواردة في الجزء الاول تقديم الكتاب سبب تأليفه 1 ذكر الفاظ اصطلح عليها العزابة 3 ذكر طبقات المشائخ وقائمة في اسمائهم 6 أول داع لمذهب الإباضية بالمغرب 11 ذكر فضائل الفرس من العجم 12 قصه سقوط شرافات ابوان کسری 13 فضل البربر من العجم 15 کانوا يقاتلون ليقيموا دين الله 18 تفضيل البربر لا يعنى تفضيلهم على العرب 19 خبر الخمسة نفر حملة العلم إلى لغرب 19 انتقال عبد الرحمن إلى المشرق للتعلم 20 يدرسون فی سرب خفية 20 امامة أبي الخطاب عبد الاععلى في طرابلس 21 مبایعته خارج طرابلس 23 بيان مسألة الحارث وعبد الجبار 24 اليقن هل بدفعه الشك ؟ 24 أبو الخطاب يهاجم القيروان 27 تخيير أبي الخطاب جنده بين الجهاد أو الرجوع : 28 استشهاد أبي عاصم السدراتى 28 انه لا يشبه من ولی عليكم من قبل 29 المحارب الموحد لا يحل سلبه 30 قدوم ابن الاشعث من طرف العباسيين 31 مباغتة ابن الاشعث لأبي الخطاب 33 مقتل أبي الخطاب وأصحابه 34 خروج عبد الرحمن إلى المغرب الأوسط 35 ولايه أبي حاتم الملزوزی 36 تحصن عبد الرحمن في سوفجج 36 حصار أبي حاتم للقيروان 38 ذكر وقعه مغْمداس 38 مقتل أبي حاتم وأصحابه 39 قدوم يزيد بن حاتم بجیش 39 إمامة عبد الرحمن بن رستم 40 انشاء مدينة تاهرت 41 اختيار عبد الرحمن للإمامة 42 وصف مدينة تاهرت وعمرانها 42 امداد من إباضية المشرق 45 عبد الرحمن يجعل الإمامة شوری 46 إمامة عبد الوهاب 47 أول افتراق في الإباضية 47 استفتاء علماء المشرق فی خلاف ابن فندين 49 توجه شعیب من مصر إلى تاهرت 50 أصل تسمية النكار ومبدأ أمرهم 51 مؤامرة تدبر للامام 52 هجوم ابن فندين علي تاهرت 54 مكانة الرستميين في المغرب 56 محاربة الامام للواصلية 57 الامام يستمد نفوسة 57 مهدى يقنع عددا من المعتزلة 60 بطولات أيوب بن العباس 63 زهد مهدی وورعه 64 انتقال الامام عبد الوهاب إلى طرابلس الامام يهتم فی دروسه بمسائل الصلاة تولية السمح بن أبي الخطاب على الجبل الافتراق الثانى في الإباضية استعمال أبي عبيدة الجناونی على الجبل 70 الهروب من المسؤولية اثم 71 إمامة أفلح بن عبد الوهاب تعطيل أحكام الله أعظم وزرا من إراقة الدماء 75 أخبار القتال الذي جرى بين الطائفتين 75 أیام الامام أفلح كانت أيام استقرار 77 الافتراق الثالث في الإباضية وخروج نفاث بن نصر 77 آراء نفاث الغريبة 79 نفاث في بلاط العباسيين 80 يظفر بديوان جابر بن زيد ثم يتلفه 81 وفاة الامام أفلح وولاية أبي بكر 82 امام محمد بن افلح 83 امامة يوسف بن محمد 84 أبو منصور إلياس (عامل نفوسة) وأخباره 84 وقعة مانو وانقراض الإمامة اثر وقعة مانو على نفوسة إبراهيم بن الاغلب يتتبع بقية الإباضية بإفريقيا (تونس) أخبار عبيد الله الشيعى وظهوره في المغرب سقوط تاهرت على يد الفاطميين 94 حصار عبيد الله لوارجلان أخبار أبي يزيد مخلد (صاحب الحمار) التجاء أبي يزيد إلى أوراس أبو يزيد يفك الحصار بحيلة الإباضية الوهبية تعتزل فتنة أبي يزيد 100 أبو يزيد يحاصر القيروان والمهدية 100 ابن أبي يزيد يخلف أباه فی بقية جيشه 102 أخبار أبي يعقوب بن الامام أفلح وهروبه إلى وارجلان الافتراق الرابع في الاباضيه سليمان بن أبي يعقوب وآراؤه الغريبة أخبار أبي الربيع سليمان بن زرقون وأبي الخطاب وسیل وأبي أيوب أبو الربيع مع شيخه ابن الجمعى لو كان مرادى طلب الدنيا لنلتها بعلمي أخبار أبي الخطاب وسيل أخبار أبي أيوب بن كلابة الزواغی 115 الافتراق الخامس في الإباضية وخبر السكاك اللواتى أخبار أبي القاسم يزيد بن مخلد وأبي خزر يغلا الوسيانيين مكانة أبي القاسم لدى الفاطميين قوة مزاتة فی افريقيا 124 تخوف أبي تميم (المعز الفاطمى) مر أبي القاسم وقتله 125 ثورة أبي نوح وأبي خزر على أبي تمیم 126 حصار أبي خزر لباغای 128 انهزام أبي خزر 129 القاء القبض على أبي نوح 131 أبو نوح بين يدى المعز 133 شفاعه ابن بلكين الصنهاجی فيه 134 أبو تميم المعز يعطى الامان للاباضية 135 العفو عن أبي خزر ومقدمه للقروان 136 قصة انتقال المعز إلى القاهرة واستصحاب أبي خزر مكانة أبي خزر العلمية 142 أخبار أبي نوح وانتقاله إلى وارجلان 143 رجوع أبي نوح إلى قسطيلية 145 مناظرة أبي نوح في مجلس المنصور بلکین بن زیری 145 مناظرة تودی إلى فتنه بتوزر 149 ثلاث مسائل سئل عنها الشيخ ابو عبد الله محمد بن بكر 153 أبو نوح ينتقد اهل وارجلان 154 أبو نوح فی مجلس والی زويلة 155 ذکر شیء من أخبار أبي مسور وابنیه 157 شهادة المشائخ على فضل أبي مسور 159 مآثر وحکم عن أبي زکرياء فصیل 160 الوساس وما يخطر في القلب لا يفسد الايمان 162 ادخال السرور على قلب المؤمن أفضل من العبادة 163 ذکر جمل من أخبار الشیخ أبي عبد الله محمد بن بكر 166 مبدأ تأسيس الحلقة 17 ذكر لمع من سير الحلقة 170 ما ينبغى لأهل الطريق أن يلتزموه 170 أعضاء الحلقة ومهامهم 171 المهام التي يتولاها الشيخ 171 المهام التي يقوم بها العريف 173 مهام عريف الدراسة 176 أدب العزابة والطلاب في العبادة 181 خروج الشيخ أبي عبد الله إلى میزاب 183 احتفاء اهل تمولست به وزيارته لجربة 184 لا يسع السكوت عن الباطل خوف التفرقة 186 ورع الشيخ وأخلاقه الكريمة 187 ذكر شىء من أخبار نجباء التلاميذ 188 زکرياء ویونس أبناء فصیل 188 أبو الربيع سليمان بن يخلف 191 اعتناء أبي الربيع بطلبته 192 فهرس الاماكن الواردة فى الكتاب ا ریغ 8 150 170 أفريقية (تونس) 38 95 101 111 145 159 160 ايدوف 73 ایفغران 96 187 ايكجان (بميلة) 92 ایوان کسری 13 اپ س بداد 31 8&0 81 83 87# المصرة 11 12 20 باغای 93 128 129 130 البكرات 143 ‎a‏ ت ‎ED‏ ‏ترشوين 109 تطاوين 97 تقيوس 96 97 128 149 ۔. 168 تمزرت 114 تمولست 167 168 توزر 97 98 109 149 150 تیسر سرين 107 تیمتى 72 - 73 76 تينسىلى 170 188 تینماطوس 145 تابديوت 109 تاحدیت 150 168 تاصورت 92 تاهرت 13 40 الى 45 س 50 51 54 60 64 67 77 ب 82 83 87 4 - 104 127 تاورغا 34 38 - E - جزيرة جرب 77س 85 86 114 115 1 139 158 ال ى 162 166 185 ‎I9I‏ حبل دمر 65 جل نفوسة 58 59 64 66 67 ‎9W 85 83 79 73 - 71 0‏ 32 116 117 131 136 157 201 a C a 137 ‏الحجاز‎ ‎168 98 ‏الحامة‎ ‎124 123 120 119 ‏حامة قسطىلية‎ 17 س س درجي 98 س لے ےه رقادة 29 30 94 ريزة 112 س ى س الزاب 128 a ‏س‎ a ‏سدراته م3‎ 109 94 93 ‏سلجماسة‎ ‎36 ‏سوفجج‎ ‎156 152 ‏وادی سوف‎ 13 ‏بحيرة ساوة‎ ےش س الشام 137 ص -- صفاقس 164 165 صياد 23-22 202 ط س طراپلس 23 س 26 ب 27 ب 31 الى 39 65 اڵ ى 71 س 82 87 - 93 - 183 192 طنة 93 ع - العراق 19 عزلاتة اليمن 92 ف س الفسطاط 142 ق س قصر بكر 93 القصر القديم 129 فسطىلىية 35 97 99 110 119 5 س 183 قفصة 93 قتطنار 77 88 90 145 150 51 153 - 156 القروان 11 20 26 الى 33 35 6 س 38 س 39 44 87 ب 91 - 92 ‎1I6 114 102 101 100 6‏ 7 122 123 135 136 س 137 17 168 قايىس 28 ب 35 ‎10I‏ 102 130 193 - 7 ‎e‏ ك کدیه کر يمة 95 س 107 ‏1 ع ‎a‏ ‏مطماطه 82 ‏المرب (العربى) 11 17 19 20 2 32 35 87 92 141 ‎ ‎ ‏ميلة 92 مانو 87 78 - 126 ‏ق = وارجلان 93 س 94 95 س 105 106 9 125 128 138 143 145 14 س 159 179 182 188 ‎203 فهرس الاعلام واسماء القبائل ابراهیم بن انی ابراهیم 135 ابراهیم بن ابراهيم 193 ابراهيم بن أحمد الاغلبی 87 89 90 ابد الله السكاك 118 119 ابو آيوب بن کلابه 109 115 116 117 أبو بكر الصديق 18 50 ابو بكر بن يوسف تو ابو بكر بن محمد 188 ابو بكر بن افلح 82 83 أبو حمزة الشارى 74 أبو الحسن أيوب 70 ابو جعفر احمد بن خيران 149 أبو زكرياء بن ابی عبد الله 136 ابو زكرياء اللالوتى 78 ابو على 191 ابو سليمان بن أبى يعقوب الفرنى 006 107 ابو منصور الياس 80 84 85 ب 86 ابو نوح البصتر 150 204. آبو نوح ( انظر سعید ) ابي بن کعب 50 اسماعیل بن درار 21 اسماعیل بن القاسىم الفاطمى 104 102 ‎IOI‏ اسماعيل بن صالح 48 افلح بن العباس 87 88 89 90 افلح بن عبد الوهاب 11 س 54 س 55 ب 62 72 بتو 127 133 البرير 17 18 أبو القاسم البغطورى 89 112 البكرى ( أبو عبيدة ) 42 بکر بن حماد 43 بلکين بن 130 134 138 5 الى 148 يدنه 129 ب ب تکتیس بن سید 184 - a 130 ‏جعفر بن على‎ 30 128 ‏بو محمد حمال‎ 130 ‏ابن الجمعى 109 س‎ ‏أبو صالح جنون 105 106 143 الى‎ 159, 154 ‏س‎ 45 - CC = ‏الحسن بن أحمد بن أبى زكرياء الكوفى‎ 92 92 ‏أبو القاسم الحسين بن فرج‎ 131 ‏حسن بن ورميكوك‎ 155 154 105 ‏حمو بن اللؤلۇ‎ 153 24 22 ‏الحارث وعبد الحبار‎ ‏يخ س‎ 130 ‏خزرون بن فلفول‎ 158 ‏خلف بن أحمد‎ 73 71 69 68 ‏خلف بن المح‎ 2 دوسره بنت الامام 94 سل س الربيع بن حبیب 49 55 66 ابن الرقيق القروانى 91 92 رستم 19 دنو رستم 43 س رژ س زکریاء بن آبی زکرياء فصیل 167 205 8 189 190 191 192 بتو زلفين 155 زنزفة 192 193 زناتة 23 27 97 138 169 زويشه 23 34 16I 115 ‏زواغه‎ زويله 155 الزيدية 24 زيد بن اسلم 13 اس س سحنون بن ابی ايوب 119 سعد بن وسيم 78 79 80 88 ابو نوح سعید بن زنفیل 126 الى 139 2 الى 157 166 167 187 سلمان الفارسى 12 آبو الربيع سليمان بن زرقون 97 109 الى 113 119 أبو الربيع سليمان بن يخلف 36 167 3 184 191 192 193 ابو سلیمان صاحب ابی خزر 140 ت14 سلامه بن سعد 11 ينو سلاوة 116 السمح بن عبد الاعلى 67 68 69 اش س شعيب بن المعروف 49 س 50 س 51 س 54 55 ص س صفرية 12 صنهاجة 44 151 169 صالح بن أبی صالح 185 أبو صالح الراسنى 127 - ع = أبو الخحطاب عبد الاعملى 21 22 23 5 الى 33 - 37 44 - 74 عبد الحميد الجناونى ( أبو عبيدة ) 70 1 72 - 73 - 75 - 76 عبد الرحمن بن رستم 12 س 19 20 1 س 28 س 29 س 34 س 35 س 36 40 الى 46 عبد الرحمن بن حبيب 35 عبد الله بن الامير 185 186 عبد الله بن الير 89 عبد الله بن زرتين (أبو القاسم) 155 عبد الله بن عباس 13 151 عبد الله بن مسعود 18 47 عبد الله بن مانوج 159 عبد الله بن يحيى 74 186 عبد الله بن يزيد 24 148 عبد الوهاب بن عبد الرحمن (الامام) 5 س 46 47 48 52 س 56 ب 57 66 60 عد الله بن وهب 21 186 أبو عبد الله الشيعى 43 95 104 206 عبيد الله الشضيعى 91 95 عبد المسيح بن تفيلة 14 ابن عباد المصری 66 العباس بن أيوب 76 77 العباس بن مرداس 17 العز بن محمد 105 أبن عرفة 83 عزین بن عیسی 150 عكرمة مولی بن عباس 11 عمروس بن فتح 84 89 عمر بن الخطاب 12 16 17 18 ب 46 عمرد بن بحر الجاحظ 13 عمرو بن مطکود 39 عمرو بن العاص 17 18 أبو عمرو التناوتى 144 أبو عمار عبد الكافى 6 9 ب 10 48 أبو عاصم السدراتى 28 29 عون بن عبد الله 126 عیسی بن عمير 49 عیسی بن ابراهيم الهواری 184 عیسی بن مریم 186 عائشة أم المؤمنىن 15 16 19 لے 4 ‎an‏ ‏الغاية زوجة أبى القاسم 120 ب 121 سے ف ¬ فارس 11 ابو زکریاء فصیل 139 157 الى 163 164 166 165 الفضل ابن أبى يزيد 102 لے س 92 کسری انوشروان 13 14 15 س ل س لمابة 185 192 193 لواتة 17 31 سم ¬ المتوكل العباسى 87 ابو المتو كل 49 محبوب بن الرحيل 70 محبوب بن أبى عبد الله 187 188 أبو عبد الله محمد بن بكر 153 159 6 167 168 169 170 174 ‎19I — 188 187 186 184 3‏ أبو محمد الجر بی 162 163 الامام محمد بن أفلح 82 83 أبو عبد الله محمد بن سودرين 193 أبو عبد الله محمد السدراتى 186 محمد بن عیسی الهواری 184 محمد بن الاشعث 31 الى 35 محمد بن يوسف 44 محمد ن پائس 58 59 ب 61 س 62 مخلد بن المعرد 49 المختار بن عوف 186 مىزات 87 112 127 128 138 192 193 مسعود الاندلوسى 46 أبو مسور الىراسىنى 116 117 س 158 أبو .ملم 11 ب 20 س 21 س 24 45 مشارة بن غنی 99 س 103 مصالة بن يحیی 191 المعتزله 60 62 16 المعز الغاطمى أبو تميم 123 124 126 7 130 132 الى 140 المعيز بن فضالة 156 معاد ٻن جبل 50 المغيرة بن شعبة 12 مغر اوة ريغ 169 أبو معروف 90 157 158 مليلة ( قبيلة ) 39 منداس 44 اللنتصور أبو جعفر 26 31 37 ب 39 مهدى الويغمى 58 60 61 62 . 64 آبو عحمران موسی بن زکرياء 159 168 میمون بن عبد الوهاب 43 س 56 سن س أاصحاب النخيلة 74 نزار بن أبى تميم المعز 142 نفاث بن نصر 112 نغزاوة 90 91 ب 150 207 نفوسة 23 34 57 87 و وحن بن وريغول 145 ب 146 147 ورفحومة 26 27 الواصلية 45 57 - 59 183 وارسفلاس بن محمد 185 بتو وسيان 97 أبو الخطاب وسيل 109 الى 115 أبو محمد ويسلان 126 ب 127 ب 191 192 بتو وليل 170 208 سای س یحی بن يحیی 114 يحيى بن يونس السدر تى 157 أبو زكرياء يحیی 48 س 105 يزيد بن حاتم الازدی 39 يزيد بن فندين 46 س 47 48 49 0 الى 56 أبو القاسم يزيد بن مخلد 101 109 60 ]11 119 الى 123 125 126 أبو يزيد (صاحب الحمار) 96 الى 102 بتو براسن 86 185 ب 191