الاين ااانا TT, r ‎PEPPY‏ ح ‎2 ‎A] ‏ارفا 670ھ ‎E ‎: ‏ا‎ ۹ 9 0 ‏ن ۱ ل‎ ‏َنام به ا ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ س ال الاس أ ربن سور ی رمہ اس المنوق-والیى 670 ھر ايء الشانbى‏ حممّه وام ارسےہ طا ي جميع الحقوق محفوظة 0 ل ا س سے ذكر طبقات المشائخ جيلا بعد جيل وسيرهم ومناقبهم رحمهم الله الطقة الأولى قد قدمنا فى الجزء الاول ان الطبقة الاولى هم آصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وان فضيلتهم آأشهر . ومزاياهم واسماءهم أظهر من أن تحتاج الى تسميتهم , فاقول الآن : ان الصحابة رضوان الله عليهم تحصل من سيرهم واخبارهم فی الدواوین ,. ومن آٹارهم محفوظا فى صدور الراوين , ما أغنى عن تكلف تصنيف وانتحال تأليف وحسبهم ان قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا یشقی من رآني » ٠ وقوله عليه الصلاة والسلام : « افضل امتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلو نهم» وأحاديث كثيرة من فضائلهم . فاذا ثبت هذا فاعلم ان من الصحابة من لا يخالفنا فى تقدمهم مغالف ء فقد امتلأت بذك فضائلهم الصحائف.ء ومنهم من لم يتل حظا من الانصاف ء عند كثير مسن آهل الخلاف , وهمم معدودون عند نا فى جملة آخيار الاسلاف , فلنذكر متهم من امكن ذکره . ووجب علینا وان عاب الغر شکره . عبد الله بن وهب الراسبى فمنهم عبد الله بن وهب الراسيبى الازدى العماتى 201 الاحادبث اللتعلة فيه . والرد عليها رحمه الله , لا كان من أمر ال حكمين ما كان , مسن تجى من تلك المحن والافتتان ,. وانحياز من انحاز من الفريقين , وتبين الاعتدال والعدل ,. عن كلا الطريقين ٠ ارادوا تولية رجل منهم يعتمدون عليه فی يطبق على طاعته رأى تجمهورهم . فعزموا على تولية عبد الله بن وهب . فتکره ذلك وآباه . فلم پریدوا غړه ولم پر سواه . فلما رأى ذلك منهم قال : يا قوم ا ستبیتوا الر آي ے آي دعوه ينيب وتات عليه ليلة . عواقبه . و کان يقول نعوذ بالله من الرآی الدبری .٠ فبايعوه و كان ذا رآي وحزم . ودين وعلم . وقع به الائثلاف وارتفع فی ايامه الاختلاف . فلم يزل يقول بالحق › ويحكم پالىدل . ويلطف بالرعية ويقسم بالسوية .٠ حتى قبض رحمة الله عليه . حرقوص بن زهي السمدى ومنهم حرقوص بن زهير السعدی . کان حر قوص من آهل النسك والعبادة والتقشف والزهادة , و كان ذا تحدة وبأس وشدة . وکان أحد آمراء الاجناد فی آیام عمر رضی الله عنه . وهو الذى فتح الاهواز فى آيام عمر , و کان له هناك أراء سديدة وآثار حميدة . وشکره عمر رحمه الله واستحسن ما کان منه حينئذ فانه صبر وصابر ء. حتی اظفره الله تعالى . واطلب ذلك فى اخبار فتوح العراق تجده . و کان حرقوص ممن شهد صفين . وابی تحکم الحمكمینء و کان فى اصحابه حتى قتل رحمه الله. وحرقوص هذا هو الذى ينتحل (1) احاديث لا يبعد ان تكون مصنوعة فان فيها ما يدل على سقمها لتناقض مثبوتها ولكن أكثرها مت‌حل. ورواها على طرق . فمنها ما نسب اليه انه قال (1) كذا فى النسخ لمل الصراب هر الدى يتتحل عير نا فيه احاديث . 202 لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم غنائم خييىس ( ما عدلت منذ اليوم ) ففضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر : آلا اقتله يا رسول الله ؟ فقال انه يكون لهذا أو لاصحابه نبا ء ومنها ما نسب اليه انه ا قال ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ويحك فمن يعدل ان لم اعدل ؟ . ثم قال لاصحابه واحدا بعد واحد : أيكم يقتله ؟ فقال له الاول وجدته راكعا وقال الثانى وجدته ساجدا , وقال الثالث لم أجده . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قتل‌هذا ما اختلف في الله اثنانءومنها انه قال وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا ورد عليه بين أربعة من الموّلفة قلوبهم › فزعموا انه قال : لقد رآيت قسمة لا آريد بها وجه الله . فغفضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتی تورد خداه , ثم قال : آمنتی. الله على آهل الارض ولا تأمننى ؟ ! ! فقام عليه عمر رحمه الله . فقال : ألا اقتله يا رسول الله ؟ فقال سيكون من ضئُضىء (۱) هذا آقوام تحقرون صلاتكم مع صلاتهم. وصیامکم مع يقر آون القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمر قون من الدين الى قوله ‏ وتتمارى فى الفوق .٠ ففى هذه الاخيار دلائل على سقمها من‌أوجه كشرة . أحدها انه لوصح عنه انه غير عدل اذ قال ما عدلت منذ اليوم ما آمن ولا اقام على دينه ولا صلى الى قبلته , الثانى لو صح عنه صلى الله عليه وسلم انه خاض بالطعن في التبوءة لا اهمله.ولكان هو المبتدر الى قتله ولم يكله الى غيره ء الثالث انه لو صح ذلك عتد عمر رضى الله عنه وانه من المأمورين بقتله . واعلمه انه مارق من الدين فكيف يستعين به على الجهاد , وهو اعظم () ضلضىء الشىء أصله . ومعدنه . ونسله الكثير . 203 ار كان الدين ء. فيجعله اميرا على جنوده الموّمنين . وظهيرا على قتال الكافرين , الرابع انه لو صح عند اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !نه قال ذلك وانهم مأمورون بقتله لم يتراخوا فی قتله بل يجعلونه آوكد فرائُضهم . فکيف تسامحوا حتی خرج ثم لم يکتر ٹوا به . الخامس انه صلى الله عليه وسلم منزه عن ان ينتسب الى كلامه الفلو والمجازفة » حتى يقول لو قتل هذا ما اختلف فى الله اثنان فيلزم على هذا ان تكون حياة حرقوص سببا لكفر اليهود والتصارى , والصابين والمجوسء وعيدة الاوڻان. والمعطلة والز نادقة وغرهمءوهذا من المحال الذى ینکره ال حس‌و يا باه المقل ويقوى الدليل على بطلانه . اذ لو شاء ربك لآمن من فى الارض كلهم جميعا ء وحرقوص حیا ولو شاء لضلوا جميعا قبل وجود حرقوص وبعد موته , لكنهم « لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم » فقد اتفقوا واختلفوا ء وبينهم من هو خير من حر قوص وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ء كما اتفقوا واختلفوا وفيهم شر مته وهو ابو جهل . لعنه الله . فهذا يبعد ان يكون من كلام من لا ينطق عن الهوی ,› السادس انه قد شهد من ضسُضه من حرق القرآن قلبه » وصدع كبده فضلا عن مجاوزة الحنجرة وشوهد من مغاليفهم من لا يصل لسانه فضلا عن الحنجرة ء أعنى فى العمل به والامشثتال لاوامره , والانتهاء عن مناهيه السابع , ذكر المروق . فرأيك أعلم بالمارق . و باللص السارق وقد حقق كثير منهم ممن عامل بالانصاف ان القوم انما قاتلوا هروبا من اتباع الهوی واطراحا لزهرة الحياة الدنيا ورغبة فيما يرجونه عند الله فى الدار الآخرة . وفيها أدلة كثرة غير ما ذكرناه , فحرقوص مبراً مما قالوه . وممااليه ٽسبوا.: 204 ») الطمة الناسة « 50 س 100 ‎A‏ جابر بن زیيد الازدی منهم چابر بن زید الازدی رحمه الله . بحر العلوم المجاج (۲) ء وسراج التقوى 4 ناهيك به من سراج 4 أصل المذهب واه الذى قام عليه نظامه , ومتار الدين وسن انتصبت به أعلامه . صاحب ابن عباس رضى الله عنه . وکان امهر من صحبه , وقرآ عليه , والمقدم ممن یشار فی الفيى اليه . ذكر ابو طالب المكي فى كتاب قوت القلوب قال ابن عباس رحمه الله : اسآلوا جابر بن زید فلو سأله أهل المشرق والمغرب لوسعهم علمه , وعن اياس بن معاوية قال : لقد رايت البصبرة وما بها مفت غير جاب بن زيد وعن احص بن حيللرانه قال : لا مات جابر بن زید بلغ موته انس بن مالك فقال : مات اعلم من على ظهر الارض أو قال مات خير أهل الارض ء وعن ابن عباس آيضا اته قال : جابر بن زید اعلم الناسءوعنه انه كان يقول عجيا لاهل العراق كيف يحتاجون الينا وعندهم جابر بن زيد ء لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه , وله آثار كثيرة مذكورة ء وكرامات ومقامات فى العلم تعلو المقامات سياتى ما امكن . ان شاء الله . )1( المحر او النهر المجاح الدى تمع له عححجا ای دو يا عظما . 205 حابر بن زيد يدعو الاس للاعتسار حابر بن زيد يسال عا و فب 1 فمن ذلك ما ذکر ابو سفیان (۲) قال : آصاب الناس على عهد جابر بن زيد ظلمة وريح ورعد . تفزعوا الى المساجد . قال فخرج ابو الشعتاء الى بعض المساجد فجلس فيه يذكر الله , والناس فى تضرع وضجة , قال فلما انجلت تلك الريح وتلك الظلمة أآخذ الناس ينصرفون الى اسواقهم ومنازلهم , قال فدعا قوما کانوا قریبا منه فقال لهم ما کنتم تظنون هذا الامر ؟ قالوا خفنا ان تكون القيامة قد قامت قال انما خفتم طي الدنيا والافضاء الى الآخرة قالوا نعم قال لقد خفتم امرا عظيما فحق عليكم ان تخافوه ء ثم قال اين تذهبون الآن ؟ قالوا الى منازلنا قال لقد خفتم امرا عظيما ففزعتم الى الدعاء . ولو جاء ما خفتم لم يفن عنكم ما کنتم فيه شيئا فالآن اذ رد الله عليكم دنياكم فاعملوا حين قبول العمل واما ما کنتم فيه فلو کان الام ما خفتموه لم يفن عنكم دعاؤٌكم من الله شيئا ٠ وذکر آبو سفیان : ان جابر بن زيد دخل المسجد الحرام فاا برجل من الحجاج يصلى على ظهر الكعبة قال فقال جابر بن زيد من المصلي ؟ لا قبلة له . قال . وکان ايبن عباس فى ناحية المسجد . فسمع قوله آو اخبن به . فقال ان کان جابر فى شيء من البلد فهذا القول منهء قال ء فنظ فاذا هو جایر بن زید . وقال ابو سفیان ان جاب بن زید وابا بلال دخلا على عائشة رضى الله عنها , فعاتباها على ما كان منها يوم ا جمل قال فاستغفرت الله تعایی , وتابت مما کانت قد دخلت فيه وقال ابو سفیان دخل جابر بن زيد على عائشة رضی الله عنها فاقبل يسألها. مسائل لم يسألها أحد عنها حتى سألها عن 206 جماع النبىء صلى الله عليه وسلم , كيف كان يفعل . وان , جبينه يتصبب عرقا . وھی تقول سل یا بنی ٠ ثم قالت فذ كرت شيئا له لم احفظه الا انى اظتها قالت : النبىء صلى الله عليه وسلم , قال : ليكٹرن وراد حوضی من آهل عمان. آو شبه هذا . ولا حضرت جابر بن زيد الوفاة اتاه ٹثابت البنانى وقال يا ابا الشعتاء هل تشتھی شیئا ؟ قال انی لا اشتهی الا ان آلقى الحسن قبل ان أموت , قال فخرج ثابت البنانى فدخل على الحسن فأعلمه بقول جابر بن زید قال وکان الحسن اذ ذاك مستخفيا ء فقال : كيف لى بذلك ؟ قال ارکب بغلتى على السرج وأنا اردف خلفك ٠ وأعطيك طيلسانى وارجو ان لا يعرض لنا . قال ففعل , ودخل عل آبی الشعتاء وهو مضطجع فانكب عليه الحسن وهو يقول : يا ابا الشعتاء قل لا اله الا الله فرفع جابر عينيه .٠ فقال : أعوذ بالله من غدو ورواح الى النار . فقال له الحسن يا ابا الشعتاء . قل لا اله الا الله . قال : فقال أعوذ بالله من غدو ورواح الی النار , ٹم قال یا ابا سعید « یوم یاتی بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ایمانها لم تکن آمنت مسن قبل أو کسبت فی ايمانها خرا » قال فقال الحسن هنذا والله الفقيه العالم . ثم قال يا ابا سعيد بحد یٹ ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فى الوّمن اذا حضرته الوفاة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ان الوّمن اذا حضرته الوفاة وجد على كبده بردا » فثال جاير الله اكبر ء. والله ائى لأجد بردا علي کېدی . 207 جار بتملى لقا: الحسن البصري فېل ۽ ان بموت يهس لکكى لا باهب الى الحج جار يحاجج اللستحلين لدماء هن خالفهم قال و کان جابر بن زيد يحج كل سنة . فلما کان ذات سنة بعث اليه والى البصرة ان لا يبرح العام فان الناس اليه محتاجون , فقال لا افعل : فحبسه , فلما كان غرة ذى الحجة جاءه الناس , فقالوا اصلحك الله قد هل هلال ذى الحجة ء فأرسل اليه واخرجه من السجن . قال فأتی الى داره وله ناقة قد اعدها للخروج فأخذ يشد عليها الرحل › ويقول : ا يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها . ثم قال : يا آمنة(:) عندك شیء ؟ قالت نعم , قال فاجملیه في جرابی. قال فهیئت له زادهء ثم قال من سألك فلا. تخبر یه پمسبر ی یومی هذا . قال فخرج من لیلته ء قال فانتھی الى عرفات والناس بالموقف قال فضر بت بجر انها الارض ء و تجلجلت فقال الناس : ذكها ذكها يا ابا الشعتاء . فقال حقيق لناقة رأت هلال ذى الحجة بالبصرة ان تفعل هذاء ثم سلمها اللهء قال و كان قد سافر عليها اربعا وعشرين سفرة ء فى.حجة وعمرة . وقد بلغنا عن جابر بن زید ان امرة كانت له جارية فقالت له يا ابا الشعتاء ان فلانا يخطب الي جاریتى فما تری ؟ قال : لا تزوجیه , فانطلقت فعاد اليها الرجل فعادت ا ى جابر . وقال لا تزوجيه فانطلقت فعاد اليها الرجل فقال ان لم تزوجيها وقمتها حراما . فأتت جابرا , فأعلمته بالذی كان من قول الرجل ,. فقال زوجيها الآن فهذا خوف العنت . وقال : حدث ضمام ان جایں بن زید کان یلقی الخوار ج (1) فی نسخ تذکر باسم : آمينة 208 فيقول : اليس اده دماءآهمل الحرب پدین بعد تحريمها بدين ؟ قال فيقولون بلي . قال : ويقولوا وحرم ولايتهم بدین بعد الامر بها بدین ؟ قال فیقولون بلی . فهل احل ما عدا هذا بدین ؟ قال فیسکتون ولا يجيبونه بشىء . قلت وهؤولاء اصحاب نافع بن الازرق ومن قال بقولهم . فى استحلال اموال المسلمين بدين . وقال : تكلمت‌نسناء من المسلمين بعد جابر في المالالذى تجمعه الجبابرة فقلن انه حرام قال ثم افشینه حت لقين رجلا يقال له ابو الوزير , فأجابهن الى ذلك فقال صدقتن قال وهممن ان يرفعن ذلك الى ضمام وابى عبيدة , قال فلم يزل بهن حتى لقين آبا حمزة الاشمث فكلمنه فى ذلك فقال لهن آبو حمزة ومن وافقكن على ما تقلن ؟ , قلن أبو الوزيرء فقال آبو حمزة أو قد بلغْمن ضعف أبى الوزير ما آرى ؟ قال . ثم نهاهن واعظم ذاك عليهن , فقال آما اذ زعمتن ذلك فانکن تتقدمن علی جابر بن زید وآبی بلال واصحايه . فانهم ماتوا وهم يأخذون اعطيتهم , قال وبلغ ذلك ضماما فاشتد فى ذلك واعظم قولهن قال فرجمن واستففرن الله . ولم يعدن الى ذكر شىء من ذلك .٠ قال ولا مات جابر بن زيد أتى قتادة وهو اذ ذاك قد عمی وقال ادنونی من قبره قال فادنوه حتی وضع يده علي قبره ثم قال اليوم مات عالم العربءوقال : لقي جابر امرأة من أهل الدعوة فوقف ساعة يكلمها وتكلمه قال فلما آرادا ان یفترقا قال لها انى احبك ثم افترقا فانطلق غير بعید ففكر فى قوله لها انى احبك , فانصرف اليها وقال فی الله قال فقالت له وما تظن انى حملت ذلك على غير الحب فى الله ؟ أي والله فى الله .٠ حکكم عطاء ل نكافىء الاساءة رای جابر فی الهرم العاجز عن الصوم وقال خرجت آمنة زوج جابر الى مكة ذات سنة . فاقام جابر تلك السنة قال ‌فلما رجعت سألها عن كر يها (1) فذ كرت منه سوء الصحبة , ولم تثن عليه بخير . قال فخرج اليه جابر قادخله الدار فأمر باشتراء لابله علفا . وعولج له طعام فلما تفدی خرج به الى السوق فاشتری له ثوبين فكساهما أياه › ودفع اليه ما كان مع أمنة من قربة وادات وغر ذلك من آلات السفرء قال فقالت له أمنةاخبر تك بسو ءِ الصحبة . ففعلت معه ما أرى قال أفنكافيه بمثل فعلهفنكون مثله ؟ لا بل تكافيه بسوء خبرا › وبالاساءة احسانا . وقال أبو سفيان كانت جدة أبى يقال لها أم الرحيل . والرحیل آبی وبه یسمی ء واسم جدی العنبر وکانت آم الرحيل قد كبرت حتى لم تطق الصيامء قال فأتى بها ابناها الرحيل والعنبر الى جابر فقالا يا ابا الشعتاء ان أم الرحيل قد كبرت فلا تطيق الصيام , قال : وانها ية بعد . قالا نعم . قال : قصوما عنها قال فتنافسا فى ذلك قال وكان الرحيل أكبر من العتبر ء فصام عنها الرحيل ٠ فلما كان فى العام الثانى أتياء فأعلماه أيضا بحالها . فقال ما كنت امرتكم به فى العام الاول قال امرتنا ان تصوم عنها . قال فأطعما عنها فطعم عنها العنبر . وقال جام آبو الحرالى أي عبيدة ذات سنة قال یا آبا عبيدة اقم للناس بعد الموسم خمسة يام فامتنع وقال لايى الحر عليك بضمام بن السائب فانه يفعلء قال أو عنده من‌العلوم ما يكتفى الناس به ؟ قال نعم : واكش من ذلك . قال فأتاه فاقام للناس فاجتمع اليه من حضر الموسم فجعلوا يسألو نه (1) الكرى بشسد الياء المكارى 210 عن اشياء كثيرة من مسائل دينهم . قال فکان جوابه ان يقول سألت جابرا . آو سئل جابر آو سمع جايرا . او قال جاپر ء. قال ابو سفیان و کان ضمام قد حفظ عن جابر ما لم يحفظه عنه ابو عبيدة ولا ابو نوح ولا احد من تلاميذه وقال بعثت هندة بنت المهلب الی جایر جزورا فی رمضان فتحرها وعالج جابر للناس طعاما , فلما غابت الشمس أتانا بالجغان فى المجلس فوضعت للناس وكان مؤذنه يقال له آبو هارون و کان فاضلا . و قال له یا با هارون آری ان تهبط فتأكل معهم ولا تمجلهم الاقامة . حتى يتفرغوا من طعامهم . وقال : اطلع ابو الشعتاء يوما فاذا برجل من الاکارین يبكى ويصيح . فقال مالك ويحك ؟ فقال ان فتيان دربکم هذا نزعوا منتى قنوي نخل جئت بهما الى صاحب الارض ء فأخاف ان لا یصدقنی . قال فبعث جابر الى رجل من اصحابه له نخل . فأخذ قنوين فدفعهما اليه . ووفد جابر بن زید فیما کان یفد فيه الی یزید بن ابی مسلم كاتب الحجاج . وکان به خاصا قال فأدخله ابو مسلم على الحجاج فکان فیما کان یسائله ان قال له : أتقر ا ؟ قال نع , قال أتفرض ؟ قال نعم ء فعجب الحجاج ثم قال ما ينبغى لنا ان نور بك احدا بل نجعلك قاضيا بين المسلمين , قال فقال جابر انى اضعف من ذلك . قال وما مبلغ ضعفك ؟ قال يقع بين المرأة وخادمها شر فلا احسن ان اصلح بينهما . قال ان هذا لهو الضعف , ثم قال فهل لك من حاجة؟ قال نعم وما هی؟ قال تعطینی عطائى وترفع عنى المكروه , فقال الحجاج هذا امر لا يستقيم ان اعطيك من بيت مال المسلمينء ولا نستعملك لهمء فقال له يزيد بن 211 جابر يتهرب من القضاء راي جابر فى القدر مما يؤر عن جابر ابى مسلم اصلحك الله ان هاهنا خصلة تخف على الشيخ وفيها عون للمسلمين , قال وما هى ؟ قال تجعله في اعوان صاحب ديوان البصرة , قال وذلك, قال فلما خرج من عنده قال له جابر : یا هذا ما صنعت شیئا آترانی ان آکون عونا لصاحب الديوان ؟ قال له يزيد اكتب الى صاحب الديوان ان لا يكلفك مؤُونة . ويعطيك عطاءك كاملا . قبل و كان عطاوه سبعمائة أو ستمائة درهم قیل وکان فی دیوان المماملة . وقال وقع فى نفس الحجاج شىء من أمر القدر . فدعا کاتبه یزید بن ابی مسلم قال ويحك یا یزید وقع فی نفسى شىء من القدر , فهل عندك من فرج ؟ قال ساکتب لك الى رجل بالبصرة عنده من ذلك علم . قال فكتب الى جابر بن زید , اما بعد › فان الامير وقع فی نفسه شىء من أمر القدر فاكتب اليه بما تفرج به عنه , قال قل للامير یکشر تردید خطبته فان فیها بیانا ما سال عنه , قال فاعلمه بذلك يزيد , قال فرددها مرارا كل ذلك لا ينتبه منها بشىء حتى اذا كان بعد ذلك انتبه . فقال من یهدی الله فلا مضل له » ومن يضلل فلا هادي له . فقال يا يزيد ويحك ما اعلم صااحبك ! وقال خرج جابر بن زيد وهو يريد الجممة فلما أتى الملسجد تلقاهء الناس متفرقين . قال فشق ذلك عليه مشقة عظيمة شديدة وقال اللهم لك على ان لا اعود ء وقال : استاذن عمارة بن حیان على جابر بن زید فقال له ارجع ٤ فلما ذهب قال ردوه فردوه فقال اراك وجدت فى نفسك اما انه ازكى لك اذ رجمت , وقال دخل المنبر على جابر فى 212 ليلة صافية مظلمة وآمنة قاعدة الى جانبه فى الدار . وقال فأخذت عليها صلاتها فحدثها جابر . وقال : ان الله جمل الليل لباسا ء قال : يقول ان الخمار والمقنعة بالليل يجزيان عن رداء . وقال قال جابر بن زيد ليس للعالم ان يقول للجاهل أعلم مل علمى والا قطمعت عذرك وليس للجاهل ان يقول للعالم اجهل مثل جهلى والا قطعت عذرك , فاذا قال العالم ذلك للجاهل قطع الله عذر العالم واذا قال الجاهمل ذلك للعالم قطع عذر الجاهل . وقال مر رجلان من آهل الدعوة على ابى الشعتاء وهو قاعد فى سقيفة باب داره ولم یریاه وهما يتذاکران رجلا فقالا عليه لعنة الله فقال أبو الشعتاء لعن الله من لعنتما › قال فانصرفا حين سمعا كلامه , فقالا ما رأيناك ولا علمنا بمكانك ثم قالا : يا ابا الشعتاء اتلعن رجلا ولم يثبت عندك آمره ؟ قال و آي شیء اثبت منكما وقد اجمعتما على لمعنه ؟ وعن الربيع بن حبيب عن شيخ من آهل البصرة . انه قال دخل جابر على عائشة رحمهما الله فسالها عن مسائل ثم انتصرف فقالت عائشة لقد سألني عن مسائل لم يسألني عنها مخلوق قط تعنى جابرا . وعن الر بيع بن حبیب عن بعضهم قال اتیت جایں بن زید فی بعض الفتی مما يبتلى به الناس فما أعلم انى كلمت فقيها ولا عالا ولا أميرا قط أعلم منه , ولاأعقل منه. وعن الحصین عن جابر بن زید آنه قال : ربی عن ثلاث فأعطا نيهن سالت زوجة مؤّمنة . وراحلة صالحة ورزقا 213 جابر تمنى عل الله ثلانا له ابو بلال وعروة الشاريان منی » لیس عندی درهم ولا علي دين وعن قتادة ان الحجاج أرسل الى جابر بن زيد يسأله عن الختثى كيف يورث ؟ فقال تحبسوننی وتستفتوننی ! ٹم قال يورث من قبل مباله قلت وعلى ذلك العمل . عبد الله بن أباض ومنهم عبد الله بن أباض المرى التميمى رحمه الله : كان عيد الله بن أباض امام أهل الطريق وجامع الكلمة لما 3قع التفريق . فهو العمدة فى الاعتقادات . والملبين لطظلرق الاستدلالات والاعتمادات ,. والمؤوسس لابنية هى مستندات الاسلاف , والهدم لا اعتمده آهل الخلاف وكان رأس العقدءورئيس من بالبصرة وغيرها من الامصار والمتقدم فى حلبة الفضل بين أولئك الاخيار , قعد عن اللحاق فاشتراه من غير اتكار ء. وقنع بالخمول من غير قصور ولا اقصار . وقل ما اعتقده ابن الازرق فى المحمدية (1) » وعدل عن طريقي البيهسية . والنجدية › وسلك محجة العدل , و كان قدوة لاهل الفضل , فأليه النسبة اليوم فى العقائد معدولا بها عن اسم الولد الى اسم الوالد . طلبا للتخفيف واختصاص الاشهر › وذلك فى اللفة معروف لا ينكر . ولابن أباض فضائل مشهورة فى الآفاق . وآثار حميدة مخلدة فى بطون الاوراق . أبو بلال وعروة ومتهم ابو بلال مرداس وعروة ابنا أدية رحمهما الله بلغا فى الورع والديانة , والعلم والصيانة الامد الاقصیى (1) يعنى امة محمد عليه السلام من تحلة دمائهم واموالهم مما يراه غلاة الخجوارج ء كالفرق التى ذكرها بعد . 214 ولكل منهما فضائل لا تحصى ء يعجن عن وصفها كل قائل فلا تكاد تحصى . ولكل منهما أيام الخروج . وايام القعود کل مو طن مرضي وکل مقام محمودء من آمر بالطاعة و نھی عن المحارم لا تأخذه لومة لائم » واما التشمير والتصميم في الدين , والانفة عن طريق الهادنين . فذلك عليهما وقف ء لا وهن ولا ضعف يدر . ثبت عندنا من طريق صحيح ان ابا بلال رحمه الله كان فى المسجد الجامع فسمع زيادا يقول على المتبر . والله لآخذن المحسن منكم بالمسيىء بالغائب والصحيح بالسقيم فقام رحمه الله اليه فقال : قد سمعنا ما قلت آيها الانسان وما هكذا ذكر الله عن نبيئه ابراهيم عليه السلام , اذ يقول (وابراهيم الذى وفى أن لا تزر وازرة وزر أآخرى . وأن ليس للانسان الا ما سعى ء وأن سعيه سوف يرى ء٠ ثم يجزيه الجزاء الاوفى) وانك تزعم أنك تأخذ المطيع بالعماصى» قيل وفي عقب ذلك اليوم كان خروجه رحمة الله عليه ٠ وروی ان غيلان بن خوشت الضبى سم ذات ليلة عند ابن زياد ومعه جماعة فذکر آمر بى بلال وأصحايه فأحنى عليهم غيلان ثم انصرف بعد الليل الى منزله فلقيه ابو بلال فقال له يا غيلان قد بلفنى ما كان منك الليلة عند الفاسق من ذكر هوّلاء القوم الذين يشرون انفسهم › ابتاعوا آخرتهم بدنياهم . ما يؤمنك ان يلقاك رجل أحرص والله على الموت منك على الحياة فينفف حصنك برمحه ء فقال غيلان لن يبلك أنى ذكرتهم بعد الليلة . وعن غير واحد من اصحاب التواريخ ان آول سيف سل للمحكمة سيف عروة بن أدية وذلك ان الاشعث بن قيس (2) راجع بعض اخبارهما فى كامل المبدر ٠ من 190 ج الثالث تحقيق أحمد محمد 215 ابو بلال يحذر غيلان الضبى اول سیف سل لصروة صراحة عروة وتقواه ا جاء بصحيفة دعوة أهل الشام فى صفين الى الحكمين جعل الاشعث يطوف بها فى منازل أهل عسكر العراق من منزل الى منزل حتی أتی بنى تميم فسل عروة سيفه وآقبل علي الاشعث ء فقال : ما هذه الدنية يا اشعث ؟ وما هذا التحكم ؟ أشرط أوثق من شرط الله ؟ ثم ضريه بالسيف والاشعث مولى فأصاب بالسيف عجز البغلة ء فشبت البغلة فنفرت اليمانية . وكانوا جل أهل العسكر , فلما رأى ذلك الاحنف قصد هو وحارثة بن قدامة ومسعود بن فدكيك(.:) وشيبة بن ربعى الى الاشعث ء فسألوه الصفح ففعل . وذكر المبرد أن عروة لم يزل باقيا مدة من آيام معاوية حتی آتی به زياد » ومع عروة مولی له فساآل زياد عروة عن أحوال الخلفاء والولاة حتى سآله عن نفسه ,. فقال : آولك لزنى وآخرك لدعوى ء وانت بعد عاص لربك ثم امر به فضربت عنقه . ثم دعا مولاه فقال صف لی آموره فقال أأطنب أم اختصر ؟ فقال : اختصر ,. فقال ما أتيته بطعام نهارا قط ولا فرشت له فراشا بليل قط , ومن كامل المبرد قال : و کان مرداس بن حدیر آبو بلال (۵) أحد بنی ر بيعة بن حنظلة يعظمه الخوارج وكان مجتهدا كشي الصواب فى لفظه . فلقيه غيلان بن خوشت الظبى فقال يا ابا بلال : انى سمعت البارحة الامبر عبد الله بن زياد يذ كر البيلجاء وأحسبها ستوخذ ء فمضى اليها ابو بلال فقال لها ان الله قد وسع عن المومنين فى التقية فاستترى فان هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك فقالت ان يأخذانى فهى (1) گذا بالنسخ 0 وذكره فى الكامل باسىم مسعسود بن فدکی بن عبد وذکر من بعده باسم : شيت بن الربعي الرياحى راجع الكامل ج الثالث ص 909 () هو اسم ابيه وما اضافتهما وهو واخوه الى أدية فهى جدتهما .٠ كما ذكر ذلك المبرد وتجد نسبهما كاملا عنده . 216 أآشقی به , فاما انا فما احب أن يعنت انسان بسیبی فوجه اليها عبيد الله بن زياد فاوتى بها فقطع يديها ورجليها ورمى بها فى السوق فمر بها ابو بلال والناس مجتمعون وقال ما هذا فقالوا البلجاء فعرج اليها ثم عض لحيته ء فقال لنفسه : لهذا أطيب نفسا على بقية الدنيا متها یا مر داس ؟ رن قال ثم ان عبيد الله اتبع ابا بلال و أصحابه يحبسهم ء فحيس مرداسا فرآى صاحب السجن شدة اجتهاده وحلاوة منطقه . فقال انى آرى مذهبا حسنا وانى لأحب ان وليك معروفا أفرآيت ان تركتك تنصرف الى بيتك ليلا اتروح الي ؟ قال نعم فكان يفعل ذلك فلج عبد الله فى قتلهم وحبسهم . فکلم فی بعضهم فابی . وقال اقمعهم قبل ان ينجموا كلام هؤوّلاء اسرع الى القلوب من التار الى اليراع (2) . قال : فلما کان ذات یوم قتل رجل منهم رجلا من الشرط فقال ابن زياد ما ادرى ما أصتع بهؤلاء كلما امرت رجلا يقتل رجلا منهم فتك بقاتله , لا قتلن من فى حبسى منهم , وقد أخرج السجان مرداسا الى متزله كما كان يفعل واتى مرداسا الخبر . فلما كان السحر تهياً للرجوع فقال له اهله اتق الله فى نفسك , فانك ان رجعت قتلت . فقال ما كنت لالقى الله غادرا ء فرجع الى السجان فقال : انى علمت ما عزم عليه صاحبك فقال أو علمت و رجعت ؟ ! قال ویروی ان مرداسا مر باعرابی هتا بعرا فهر ج البعير فسقط مرداس مغشيا عليه ء فظن الأعرابى اته () عبارة الكامل : لهذه اطيب نفسا عن بقية الدثيا منك يا مرداس . اليراع القصب . 217 مرداس ينجو مسن الوت فيعود اليه السكوت عن الظلمة وخروجهم عنهم ولكن رآيت بعرك هرج من القطران فذ‌ کرت به قطران جهنم , فأصابنی ما رآيت . فقال له لا جرم ء والله ما فارقتك ٠ قال فلما خرج من حبس ابن زیاد ورآی جده فی طلب الشراة عزم على الحروج ء فقال لاصحابه انه والله لا يسعنا المقام بين هؤلاء الظالين تجرى علينا احكامهم مجانفين للعدل , مفارقين للفضل , والله ان الصبى على هذا لعظيم ء وان تجريد السيف واخافة السبيل لعظيم ء ولكنا نشذ عنهم › ولا نجرد سيفا ء ولا نقاتل الامن قاتلنا . فاجتمع اليه اصحابه زهاء ثلائين رجلا منهم حريث بن حجل السدسى وكهمس بن طلق الصريمى ء فارادوا آن یولوا أمرهم حريشا فأبی , فولوا أمرهم مرداسا فلما مضى باصحابه لقيه عبد الله بن زياد الانصاری (1) . وکان له صدیقا . فقال له يا خی آين ترید ؟ فقال آرید ان آهرب بدینی وآدیان أصحابی مسن أحكام هؤّلاء الجورة ء فقال أعلم بكم أحد ؟ قال لا ء قال : فارجع , قال أتخاف علي مكروها ؟ قال نعم › وأن يؤتى بك قال : فلا تخف فانی لا أجرد سيفا ولا اخيف احدا ولا أقاتل الا من قاتلنی ثم مضى حتى نزل آسك وهو ما بين «رام هرمز » و 4 فم به مال يحمل الى ابن زياد وقد قارب أصحابه أربعين فحط ذلك الالء فأخذ منه عطاءه › ورد الباقى عل الرسل . وقال لهم : قولوا (1) حققه الشيح أحمد محمد شاکر فی الكامل يميد الله س رباح الاإانصارى قال اث من الثقاة مات 90 مجرية 218 لصاحبكم انما قبضنا اعطياتنا ء فقال بعض أصحابه خوج الشراة عن عبد الله بن زياد فعلام تدع لهم الباقى وهو فىء ؟ فقال لهم انما يقسمون الفىء كما يقيمون الصلاة . أفنقاقتلهم على الصلاة ؟ ولابى بلال اشعار فى الخروج اخترنا منها قوله : ابعد اين وهب فى الوفاء وفى التقى ومن خاض فی تلك الحخروب الهالكا احب لقاء أو أرجی سلامة وقد قتلوا زيد بن حصن ومالكا قال : ویروی ان رجلا من آصحاب ابن زیاد قال خر جنا فی جیش نريد خراسان ء فمررنا بسك“ فاذا نحن بهم ستة وٹلاثين رجلا . فصاح بنا ابو بلال : اقاصدين لقتالنا انتم ؟ و کنت انا واخی , فدخلنا زربا . فوقف اخی فقال السلام عليكم فقال مراس وعليكم السلام . فقال لاخى أجئتم لقتالنا ؟ قلنا لا انما نريد خراسان , قال : فابلغوا من لقيكم اننا لم تخرج لتفسد فى الارض ء› ولا لتروع احدا ء ولكن هربا من الظلم , ولسبنا نقاتل الا من يقاتلنا ولا تأخذ من النىء الا اعطياتنا ء ثم قال أتدب الينا أحد ؟ قلنا نعم اسلم بن زرعة الكلابى . قال فمتى ترون يصل الينا ؟ قلنا يوم كذا وكذا . فقال ابو بلال : حسبنا الله ونعم الوكيل . وجهز عبيد الله بن زرعة فی اسرع وقت ء. ووجهه اليهم فى الفين . وقد تتام أصحاب )2( روايه المبرد فبها تعض حلاف فراحعها ان اردت . 219 مرداس اريعين رجلا : فلما صار اليهم ابن زرعة صاح به ابو بلال : اتق الله يا مسلم فانا لا نريد قتالا ولا نحتجن نیئا ء فما الذی ترید ؟ قال آرید ان اردکم الی ابن زياد ء قال مرداس اذا يقتلنا , قال وان قتلكم ! قال تشرك فی دماثنا , قال آذن الله بانه محق وانتم ميطلون ء فصاح به حريث بن حجل : هو ممن يطيع الفجرة , وهو احدهم ويقتل بالظنة ويخص بالفىء » ويجور فى الحمكم اما علمت انه قتل بابن سعادة اربعة براء , وانا أحد قتلته ؟ ولقد وضعت فی بطنه دراهم كانت معه (:) . ثم حملوا عليه حملة رجل واحد , فانهزم هو وأصحابه بغير قتال ء قال و كان معبد أحد الشراة قد كاد أن يأخذه , فلما ورد على ابن زياد غضب عليه غضبا شديدا ء وقال ويحك اتمضى فى ألفين وتهزم لحملة من أربعين رجلا؟ وکان مسلم يقول لان یذمنی ابن زياد وانا حي أآحب الي من ان یمدحنی وانا میت . وکان اذا خرج الى السوق وس بصبيان صاحوا به ابو بلال وراءك , وربما صاحوا به یا ابا سعید (ع) خذه فشکی ذلك الى ابن زیاد قامس الشرط ان يكف الناس عنه ء ففى ذلك يقول عيسى بن فاتك التميمى من بنى تيم اللات بن تغلبة فى كلمة له : فلما اصبحوا . صلوا وقاموا الى الجسود العتاق مسويينا فظلل ذوو الحفنال يقاتلونا (1) هكذا فى النسخ التى بايدينا ).( عبارة امبرد : با معد خذه ٠ 220 بقية حتى اتاهم سواد الليل فيه يراوغونتا يقول ب بيهم لما أآتاهم بآن القوم ولوا هاربیينا أالشامؤمنين فيمازعمتم زهاءاربعينا؟ كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكرن اك وارج موىنوتنا هم الفئة القليلة غيب شك على الفئثة الكثرة ينصرونا قال ٹم ندب ابن زياد لهم الناس فاختار عباد بن اخضر فوجههه فى اربعة آلاف فنهد لهمء ويزعم آهل العلم : ان القوم قد كانوا تنحوا عن دار «بجرد» برض فارس فصار اليهم عباد وكان التقاوّهم فى يوم الجمعة , فناداهم ابو بلال . اخرج الي یا عباد . فانى أريد ان أحاورك فخرج اليه (فقال له آبو بلال) ما الذى‌تبفى؟ قال ان آخذ بأقفائكم ونردكم الى الامير عبد الله بن زياد قال او غير ذلك ؟ قال وما هو ؟ قال ان ترجع , فانا لا نخيف سبيلا › ولا نذعسر مسلما , ولا تحارب الامن حار بنا ء ولا. نجبى الاما حمينا. فقال له عباد الامر ما قلت لك . فقال له حريث بن حجل اتحاول ان ترد فئة من المسلمين الى جبار عنيد ؟ فقال لهم انتم اولى بالضلال منهء وما من ذلك بد. قال وقدم القعقاع بن عطية الباهلى من خراسان يريد الحج , فلما رآى ال جمعين قال ما هذا ؟ قيل له الشراة فحمل عليهم ونشبت الحرب فأخنذ القعقاع أسبرا , فاوتی به آبا بلال , فقال له 221 يقتلون غدرا لاجل محالطتهم عل الصلاة من انت ؟ قال لست من اعدائك وانما قدمت للحج فجهلت وغررت . فاطلقه فرجع الى عياد . فاصلح من شأنه ثم رجع فحمل عليهم ثانية وهو يقول : اقاتلهےم ولیس علي عتب نشاطا ليس هذا بالشسطاط اكر علي الحروريين مهرى فحمل عليه حریث و کھمس فأسراه فقتلا ه. ولم ياتيا به آبا بلال . فلم يزل القوم يتجلدون الى وقت الصلاة صلاة يوم الجمعةء فناداهم آبو بلال يا قوم هذا وقت الصلاة . فد عونا حتى نصلى وتصلوا صلاة الجحمعة , قالوا لك ذلك فرسى ومن معه . وآبو بلال و آصحابه بین راكع وساجد وقائم فی الصلاة وقاعد ء حتى مال عليهم عباد ومن معصه فقتلوهم وكان ابر الناس بأمه فقال يا أماه لولا مكانك لخرجث ء فقالت يا بنى قد وهبتك لله ففى ذلك يقول عيسى بن فاتك آلا فى الله لا فى الناس شالت بداوود واخوته الجنوع مضوا قتلا . وتشريحا . وصلبا توم عليهم طي . وقوع اذا ما الليل أظلم کابدوەه عنهم (هم ركوع 222 اطار الحوف نومهم فقَأاموا وآهمل فى الدنيا هجوع و قال عمران بن حطان : يا رب مرداس اجعلنى کمرداس تر کتنی هائماايكى لمرزئتى فی منزل موحش من بعد ايتاس انكرت بعدك ما قد كنت أعرفه يا رب مرداس اجعلتى کمرداس )1( قال › ثم ان عبادا لبث فى المصر محمودا ا كان منه , بقية الشراة تقتص حتى ائتمر به جماعة من الشراة ان يفتکوا به , وزبر ا بعضهم بعضا على ذلك , فجلسوا له فى جمعة . وقد اقبل على بغلة له » وابنه رديفه . فقام اليه رجل منهم . فقال اسألك عن مسأآلة .؟ قال . قل . قال أرآيت رجلا قتل رجلا بغر حق ء والقاتل ذوجاه وقدر . وناحية . عند السلطانء ألولى ذلك المقتول ان يفتك به ان قدر عليه ؟ قال . بل يرفعه الى السلطان ء قال : ان السلطان لا يعدى عليه لكانه منه . قال اخاف عليه من ان يقتله به . قال : دع ما تخافه من ناحية السلطان . أيلحقه من الله اثم ؟ قال , لا . فحكم هو واصحايه . وخبطوه باسيافهم . فرمی عباد بابنه فنجا . وتنادى الناس ء› قتل عباد › فأخذوا أفواه الطرق ء و کان مقتل عباد سکة بنی مازن فحارب بنو مازن قتلة عباد حتی قتلوهم . (1) انظر تنمة المقطوعة فى الكامل , 223 اخوار الدی دار بين ابن زياد وعروه قيل . وكان ذلك سببا لجد ابن زياد فى تتبعه الشراة حتى بعث الى خليفته بالبصرة , أن وجه الي بعروة بن آديه فلم يزل يطلبه حتى دل عليه فى سرب العلا بن سوية المنقرى . فكتب بذلك الى عبيد الله بن زياد فقرىء عليه الكتاب : انا اصبناه فی شرب (1) › فتهانف به عبيد الله ٠ ولوددت انه کان . انه ما كان ممن يشرب النبيذ قلت ء وهذا الخبر قد تقدم معناه . وفى الرواية بعض المخالفة للخبر المتقدم من ذكر عروة. قيل , فلما أقيم عروة بين يديه آخذ يحاوره وقد اختلف فى خبره واصحه عندنا انه قال له : اجهزت أخاك علي ؟ فقال والله لقد كنت به ضنینا و کان لی عری (2) ولقد اردت له ما أريد لنفسى . فعمزم عزما فمضى عليه ء وما أحب لنفسى الا المقام وترك الخروج , قال له فانت على رایه , قال کنا تعبد ربا واحدا قال آما والله لامئلن بك . اختر لنفشسك من القصاص ما شئت فامر به فقطعوا يديه ورجلیه ثم قال له كيف تری ؟ قال افسدت على دنياي وافسدت عليك آخرتك , ٹم آمر به فقتل ٹم صلب على باب داره » ثم دعا مولاه فسأله عنه فاجابه بجواب قد مضى ذكره › وقال ابو سفيان لا قطع الفاسق عبيد الله بن زياد یدی‌عروة و رجلیه . جاءه اعرابی , فقال من هذا ؟ قالوا رجل اراد الامير عذابه . قال هلم الى بسيف فاعطاءه سيفا فضرب عنقه . قال فاجتمع لذلك نفر من الشراة ء. فأتوا الى امرأة متهم فقالوا لها : قاتل عروة دلينا على (1) تهائف : ضحك وتسم , (2) فى نسخة کان لى عزا ٠ 224 موضعه , فقالت اقتلوه فی بیتی‌وعلی آن آتيکم به » فعمدوا الى موضع فى البيت فحفروا فيه حفرة ء ثم القوا عليها شیئا ثم ذهبت اليه فعرضت عليه شيئا يشتریه أو اشترت منه شيئاء وآقبلت فادخلته الدار عليها . فالقوه فى الحفرة فردوا عليه الحجارة والتراب‌ثم غيبوه . والحقه الله ا ىالتار و يئس المصر . وقال آبو سفيان مر ابو بلال يوما بجماعة من قومه فی ناديهم على فس له فوقف فسلم , قال فقال شاب متهم يا ابا بلال فرسك حروری . فتال آبو بلال وددت والله آنى أوطأته بطنك فى سبيل الله , قال فمضى أبو بلال وقد وقع فى نفس الفتى قولة أبى بلال قال فقال لاصحابه انى مقتول , قالوا لا تخف , قال دعونی انى مقتول . قال فمشت اليه جماعة منهم بالفتى . فقالوا : يا ابا بلال زلة كانت فاصفح عنها . قال : فعلت , ولکن یا فتی اذا وقال خرج ابو بلال مع صاحب له فبينما هو یسير فی الطريق اذ مر بحدادين فنظر اليهم , فغشي عليه , ولم يزل به الرجل يرش على وجهه الماء حتی آفاق . ٹم سار ء فبينما هما يسبران استقبلتهما امرأة جسيمة بهية .٠ عليها من الكسوة والهيئة ما الله به عالم . فلما نظ اليها غشي عليه . ولم يزل یرش على وجهه الماء حتی آفاق ثم سار حتى استقبلهما رجل على برذون فى نزهة وهينة عجيبة وخلفه غلمان , فلما نظر اليه غشي عليه فلم يزل يرش على وجهه الماء حتى أفاق فقال يا ابا بلال رحمك الله ما هذا ؟ قال اما المرة الاولى فقد علمت انك عاينت التار فحدثنى عنك حين رأيت المرأة والرجل فقال اما المرأة 225 ١ كلت في مجلس فاحسن حمل راسك خشية ابی بلال وخوفه من الله فأنى لا رأيت عظمها وحسنها وما هى فيه من الهيئة ذكرت تقلبها فی النار فکان ما رآیت» واما الرجل فانی کنت آراه كثرا يشهد مجالس المسلمين فذكرت سوابق الشقاء . فنسأل الله العافية , وذكر ابو سفيان لا رفع أهل الشام المصاحف قال عروة رحمه الله : أيحرم آهل الشام متا بشبهة ولیس علينا قتلهم قبلنتاه منتكم .والحوادث جمة فان تقبلوەه فا لهه ى ا كفنا. والا نا با لصفيحع الملصمم بضرب يزيل الهام عن مستقرەه وشيكا . وطعن شيج المقوم ومنهم عمران بن حطان الشارى رحمه الله ورضى عنه هو النهاية فى الورع والصلاح واطراح الدنيا كل الاطراح ما خصه الله عن وجل من فنون العلم والنزاهة والحلم وشهامة الجحنان , وفصاحة اللسان , ان خطب ابلغ وأطنب آو آوجز وان نظم سحر بيانه وأعجز فمن ذلك ما حکی المبرد قال لا قتل ايو بلال رحمه الله قال عمران بن حطان : 226 لقد زادالحياة الي بغضا وحبا للخروج ابو بلال وأرجو الوت تحت ذرىی العوالى فمن يك همه الدنيافانى وقال یرثیه فی آبیات قد تقدمت ء و آولها ( یا عین ابکی لمرداس ومصرعه ) وقالها ابو بلال قبل الخروج . وقد نسيت لغيه ء قيل والصحيح انها له . ذكرها ابن السيكت وغيره وهی قوله : لقد زادالحياة الى حبا وان يشربن رنقا بعد صاف وان يعرين ان کسی ال جوارى فتنبو العين عن كرم عجاف ولولا ذاك قد سومت مهری وفى الرحمان للضعشاء كاف أبانا من لناان غبت عنا وصار ال حى بدك فى اختلاف ومن هاهنا أخذ عمران قوله لقد زاد الحياة الى بغضا قال الميرد كان عمران رآس العقد وخطيبهم وشاعرهم ء قال و کان من حدیثه انه لا طردہ الحجاج کان ینتقل فی 227 تشنقل عمران فى احياء العرب مختلفيا القبائل , فكان اذا نزل فى حي انقسب نسبا يقرب مته ٠ وفى ذلك يقول : نزلنا فی بنی سعد بن زیيد وفی عاد وعامر عوثبان وفى لخم وفى آدد ابن عمرں وفى بكر وحي بنى المدان ثم خرج حتی نزل عند روح بن زتنباع الخدامی . و کان روح يقرى الاضياف وكان مسامرا لعبد الملك بن مروان اثيرا عنده . وانتمی له من الازد ؛ وفى غي هذا الحدايث ان عبد الملك ذكره وقال ما اعطى احد ما اعطى ابو زرعة اعطى فقه اهل الحجاز ودهاء آهل العراق , وطاعة أهل الشام . قال وكان روح بن زنباع لا يسمع شمرا نادرا . ولا حديثا غرييبا عند عبد الملك فيسآل عنه عمرات ابن حطان الا عرفه وزاد فيه . وذكر ذلك لعبد الملك بن مروان , وقال ان لی جارا من الازد ما اسمع من امير خبرا ولا شعرا الا عرفه وزاد فيه وقال : آخبر تی ببعض اخباره فخبره وانشده ؛ فقال ان اللفة عدنانية وانى لاحسب ضيفك عمران بن حطان ء حتى تذاكر الليلة بيتين من الشعر ء فلم يدر عبد الملك لمن هما ء فرجع روح فسآل عمران عنهما . فقال هما لمعمران بن حطان فرجع روح الى عبد الملك فاخبره فقال ضيفك عمران بن حطان اذهب فجئنى به فرجع اليه فقال ان امير قد احب ان يراك , فقال عمران قد أردت ان أسألك ذلك فاستحيت متك فامض فانى بالائر » فرجع روح الى عبد الملك .ء فأخبره فقال عبد الملك : اما انك سترجع فلا تجده فرجع وعمران قد ارتحل وخلف رقعة فيها : 228 ياروح کم من آخي مثوی نزلت به قد ظن ظتك من لخم وغسان حتی اذا خفته فارقت متنزله . من بعد ما قيل عمصران بن حطان قد كنت جارك حولا لا تروعنى فيه روائع من انس ومن جان حتی آردت بی العظمی فادركنى ما ادرك الناس من خوف ابن مروان فاعذر اخاك اين زنباع فان له فى النائبات خطويا ذات ألوان يوما يمان اذا لاقيت ذا يمن وان لقییت معديافعدنانى لو كنت مستففرا يوما لطاغية كنت الملقدم فى سرى واعلانى لكن آبت لي آيات مطهرزة عند الولاية فى طه وعمران ثم ارتحل حتى نزل بزفر بن الحارث الکلابی احد بنى عمرو بن كلاب فانتسب له آوزاعيا فکان عمران ممن يطيل الصلاة , و كان غلمان بنى عمرو يضحکون منه فأتاه رجل یوما » ممن رآه عند روح بن زنباع . فسلم عليه فدعاه زفر . فقال من هذا ؟ قال رجل من الازد . رآیته لروح بن زنباع . فقال له زفر : ما هذا , آزديامرة و آوزاعيا آخری ؟ ان کنت خائفا أمناك وان كنت فقيرا جبر ناك . فلما آمسى خلف فى‌منزله رقعة ‏ وهرب ‏ فيها: 229 ان التى اصبحت يعنى به زفر اعيت عياء على روح بن زتباع ما زال یسالنى حولا لأخره والناس من بين مخدوع وخداع حتی اذا انقطعت عنى مسائله كت السؤال ولم يولع باھلاعى فاكفف لسانك عن لومی وآسئلتى ماذا تريد الى شیيح لأوزاعی اما الصلاة فانى لست تاركها کل امسر بالذی یعتی به ساع اکرم بروح بن زنباع واسرته قوم دعا آو ليم للعيلا داع عرضی صحیح ونومی غير تهجاع فاعمل فاتك منعی بواحدة بلال ويظهرونه فاظهر أمره فيهم فبلغ ذلك الحجاج فكتب الى عمان فيه فهرب عمران حتی اتی قوما من الازد فلم يزل فيهم حتى مات رحمه الله . وهو يقول : نزلنا بقوم يجمع الله شملهم وليس لهم عود سوى المجد يعتصر 230 نزلنا بحمد الله فى خر منزل سر بما ضيه من الانس والخفر من الازد ان الازد أكرم معشر يمانية طابوا اذا انتسب البشر فا سحت م أمنالا كکمعشر أم الحي قحطان . فتلكم سشاهة كما قاله روح . وصاحبه زفر وما متهما الا يسر يتسبة تقر بنی نه وان کان ذا تضفر نحن بٽو الاسلام .والله واحد وأو لى عبادالله بالله من شكکر ومر عمران بالفرزدق على باب بعض اللوك الطائيين يتشد شعرا يمدحه به فسمعه قد تجاوز النهاية فى المدح وغلا غلوا عظيما فقال عمران : ايها السائل العباد ليمطى ان لله ما بايدى العباد فاسآل الله مارجوت لديهم وارج فضل ۱ مهيمن العواد لا تقل فى الجواد ما ليس فيه وتسمى البخيل باسم الجواد وذكر غير واحد من اهل التواريخ انه لا آوتى الحجاج 231 وفوده مع جماعة عل عمر بن عيد المزيز الزانية , فقال له عمران : « بئس ما ادبك به آهلك يا حجاج : ابعد الموت منزلة اصانعك عليها ؟ ما كان ان ألقاك بمثلها » ؟ ! فاستحى الحجاج , فأطلقه . وذكر ان اصحابه اجتمعوا اليه فقالوا انما أطلقك الله لا رأى فى رجوعك الينا هلم الى محاربة الحجاج . فقال هيهات غل يدا مطلقها . واسترق رقبة معتقها , والله لا احاربه آبدا › فجعل ينتقل فى الاحياء مختفيا كما تقدم . ومنهم جعفر بن السماك رحمه الله . شيخ الصيانة والتزاهة . وركن الديانة والفقاهة (1) , المحافظ على طريق الصديقين , والمطرح فى‌حرمة الخالق حرمة المخلوقين الآتى بيت الصلاح من بابه , الا فيما ليس باللائق با ضرا به له الكعب العالى فى آهل زمانه , والتقدم فى فضله ومكانه. قال ابو سفيان وفد جعفر بن السماك العيدى وكان شيخ ابی عبیدة » و کان ماحفظ عنه ابو عبيدة اکشر مما حفظ عن جابر قال فخرج جعفر بن السماك . والخباب بن كليب . وسالم الهلالى فى جماعة من اخوانهم الى عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة . قال فدخلوا عليه فكلموه ٠ فقال لهم : هل تنکرون من آمر الاحکام شیئا ؟ قالوا : لا .٠ قال . فكلما كلموه يفزع الى الاحكام . قال فبايموه ود کرو ا أمر الولاة قبله فأخنذ يعتذر عنهم . يريد ان ينصرفوا عنه قال فقال الخباب , فضربت على ركبته وقلت أو انك لهاهنا تعذر الظلمة ؟ وتفعل ؟ فقال عمر يا عبد الله امسك عليك يدك فانی لوامرت قال و کان (1) مصدر فقه يفقه فقها وفقامة كان الفقه سحية فيه . 232 الطفهم به قال فقال ما فيكم آرفق من الاشچ وکان چعشر مشجوجا فى جبهته . قال , فاجابهم عبد الملك بن عص وقبل ما دعوه اليه. قيلء وسئل جعفر واصحابه حين رجعوا من عند عمر عن عمر ء فقال : هو مثل الحسن يقدم رجلا ء ویؤٌخر آخری ». وذکر آبو سفيان عن الحسن انه کان يقول انهم وان قزنت بهم برادينهم فان ذل المعاصی فی رقا بهم ابی الله الا ان يذل من عصاه . )1( صحار العبدى ومنهم صحار العبدى رحمه الله . ذو المأش الأشيرة ‘ ومن كان يدعو الى الله على بصيرة . حمل فقها جزيلا ء وكان باعه فى العقائد طويلا . و كان احد الزهاد . واحد الزاهدين عن معتقد !س دى الاعتقاد , قال ابو سفيان کان ابو عبيدة يضعف امر القدر . ويقول : والله ما فيه نكاح ذات بعل ولا انتحال هجرة ء. ولا حكم بغي ما انزل الله . انما هو رآی احدثه الناس فيما بينهم ء فمن آقر بان الله علم الاشياء قبل ان تكون فقد آقر بالقدر . قال ابو سفيان وذلك ان صحارا يقول : كلمهم فى العلم فان اقروا به نقضوا أقوالهم وان انکروه كفروا. قريب بن مالك وزحاف للعبادة . وكانت عنهما هفوة كفرتها الشهادة . حدث ابو سفيان قال لا الح ابن زياد فى أخذ الشراة اخذ جماعة منهم فمتهم العرب والوالى ء قال فامر الوالى بضرب () يعنى الحسن . بهذا بنى اميه 233 راي ایی عبيده فى القدر اعناق العرب فابوا , وقالوا لا نقتل آهل ولايتنا وأهل نعمتنا . قال وامر العرب بضرب اعناق الموالى فضربوا اعناقهم فلما فعلوا ذلك خلى سبيلهم , قال فلما خرجوا من عنده قالوا ما صتعنا ! قتلنا اخواننا وأولياءنا ,. قال فأتوا الى آوليائهم وقالوا استقيدوا منا , قالوا تال لا نفعل عمدتم الى أوليائكم فقتلتموهم وقد دعوا الى مثل ما دعيتم اليه فآبوا ستلقونهم غدا عند الله. قال و كان فيهم قر يب وزحاف وآخر یسمی کعيا ء وغيرهم . فندموا أشد الندامة قال و کان أحدهم اذا تيمم مجلسا من مجالس المسلمين يستأاذن فلا يؤذن له ٠ ويخاطب بأقبح الخطاب ء فيقف يبكى ما شاء الله ثم يتصرف . قال فاما كعب فانه لم يذ كر ذلك الموقف قط الا صعق ء قال فخرج ذات مرة من البصرة الى مكة مع ابى عبيدة . قال وكان ذات ليلة فى مضجمه اذ انتبه » فتذ كر . فصعق ووقع عن الجمل . فأتاه آبو عبيدة فنزل اليه وجعل يرفع رأسه ویقول : انى لارجو ان لا يعذب الله كعبا , فكان هذا ما سمع فيه من ابى عبيدة ء واما قريب وزحاف فانهما لا اعياهما الامر خرجا فى بترو يهد“ سبيل الله ء فقاتلا ء حتى قتلا وكان فيما يزعمون يقول احدهما كلما ضرب عضو منه اللهم عضو بعضو . حتى قتلا » وحدث عن حاجب بن مسلم . عن جابر › والاسود ابن قيس بن أبی وقاص « آو آبی فقعس » انھما کانا يلقيان ابن عباس فى الموسم ء فجاء جابر وحده . فقال له ابن عباس ء اين صاحبك ؟ قال اخذه عبيد الله بن زياد فقال ابن عباس وانه لمنهم.. فقال له جایر نعم . آو ماانت 234 منهم ؟ قال اللهم لاء وذكروا ان « اشجع بن قرة » كان واليا عليهم بعد عيد الله بن حوش ء. حتى قتلوا جميماء وقد کانوا هزموا عدوهم مر تين . الناس بومند ثلائه اصناف حدثت أم نافع بن خليفة : ان الناس يومئذ على ثلاثة اصناف ء صنف جبابرة . واتباعهمء وصنف فساق يشر بون النبيذ ويضيعون الصلاة . ويعملون بالفواحش وليس هنالك يومئذف صفرية ولا أزارقة ولا شكاك , وانما الذى يسمون : القراء يدينون بقتال الجبابرة وبالامر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقمع الفساق عما يصنعون , فلما رآى ذلك زياد جعل يتخذ الادلاء عليهم , ويأخذهم فيقتلهم فلما رآوا ذلك منه خشوا ان يقتلهم على فر‌شهم . فحدثئنی من لا اتهم ان آول من خرج عليهم قريب وزحاف ابنا مالك و کان خال حصین بن عدی بن حاتم . فحدثٹ حصين بن همام الكندى عن يسرة أبى يسار , وكانت فاضلة قالت : لقد قالا شاعرا بتی دهل یومئذ تعنی قریبا وزحاف : وقالوا لتنا خلوالنتاعن طريقنا فقلنا لهم لاء والحلييم الكريم اى أن نجَرٍی فيكم بسيو فنا ونقطع فى الهامات كل قويم یجرون بالارسان من وسط دورنا الاحنف بن قيس ومنهم الاحنف بن قيس ء تضرب به الامثال فى الحلم ء واكش صفات الكمال , فسل عن انبائه من لقيت مسن 235 الر كاب , أو فاطلع على ما امكنك فى هذا الفن من ديوان تجدەه الشار اليه فى كرم الشمائل › والمعتمد عليه فى كثر من الفضائل .٠ اياس بن معاوية ومنهم اياس بن معاوية وتضرب به الامشال فى الذكاء . وتحرى الصواب فى القضاء , أو ما سمعت قول فى حلم احنف فى ذكاء اياس يتهرب مین تول ومن طرف ما یوش عنه ء ما حکی آبو الحسن على بن القضاء تعرجا ددد عبد الحسن التنوخى . انه لا استخلف عمر بن عبد العزين كتب الى والى البصرة ان يحضر اياس بن معاوية المدونى , والقاسم بن ربيعة الحونى , ولينظ ايهما أنفذ فى الحكم يقلده اياهء فلما وقف على الكتاب احضرهما . فقرآه عليهما فقال اياس اسآل عنی وعنه فقيهي المصر الحسن .وابن سيین ء واسمع منی ومنه , قال : قل . فقال بالله الذى لا اله الا هو وحلف يمينا مستوفية جامعة لمعانى الحلف ب ان اياس بن معاوية اصلح للحکم منی وآنفذ فیهء فان كنت عندك صادقا فقلده , وان كنت كاذبا فما يحل لك ان تقلد الحكم بين المسلمين من يبارز الله بمثل هذا اليمين كاذبا ء فقالڵ اياس : لا تسمع منه ايها الامير فانك حيث جئت به ا ى شفير جهنم فافتدى نفسه بيمين حلف بها كاذبا . ان 236 يقع فيها يكفر عنها ويستغفر الله وينجو . فقال الامير اوليس قد فطن بها ؟ انت لهايااياسء وقلده الحكم بين الناس ولکل من سمیناه فی طبقتهم مآثر . قد عمر بها صدور الرجال وسطور الدفاتر , ولكلهم فى اعلى الدرجات متاينء وان غيبت اشخاصهم المقابر ٠ 237 الطفقة الثالثة 150-100 ه أبو عبيدة مسلم متهم ابو عبيدة مسلم بن ابی کریمة رحمه الله ء تلامذة جاير » وسمن حسنت اخباره ء تملم العلوم وعلمها ء ورتب الاحاديث واحكمها . وحافظ فى خفية على الدين حتى ظهر على يد الخمسة الميامين ء حسب ما تقدم من ذكر دراستهم . وحملهم العلوم . وما شفى الله به وبهم من الكاوم . وكان عالما مع الزهد فى الدنياء والتواضع مع نيل الدرجات العلياء والاعتراف بضيق الباع على ما عليه من الاتساع . فمن ذلك ما حدث ابو سفيان قال كان ابو عبيدة يضعف أمر الشفمة ويقول لا تحبس على اليتيم حتى يكبر ولا علی غائب ء قال فابتلي بها رجل من أصحابه فجاءه يسآله فقال اذهب الى اشياخ البصرة فاسآل هل فیها لجار اثر ؟ فجاء الى منزل المحصر (1) , فاخبر ان جابرا كان يراها ويوجبها فامر هم ان يأخذوا بمقول جابر ‏ (1) كذا فى النسخ . 238 قال ابو سفيان شهد رجلان على شهادة ابى عبيدة ابو عبيده لقة قاضى البصرة قال فقال المشهود عليه اصلحك الله ان الذين شهدا انما شهدا عندك على شهادة فلان › قال ويحك انی به عارف ولو جاز لی ان احکم برجل واحد ل حکمت بشهادته . قال و كان رجل من المسلمين يقال له حيان بن سالم ء من آهل عمان من طي ء و کان فاضلا , و کان یقول لابی‌عبیدة اذا جاوزت نهر البصرة فانا آفقه منك ولو کنت انت نبيئا ما اجابك احد لا ترى من تشديد على الناس . فضحك أبوعبيدة من ‌قوله وقال يالها موتة كموتة حیان(:) ! وحکی المليح قال : دخلت انا وعبد الملك الطويل على ابى عبيدة وقلنا : يا ابا عبيدة . ما تقول فی رجل دخل على امرأة فادخل يده من تحت ثيابها فنهضت الرأة فانكرت ذلك انكار الحرة أله ان يتزوجها ؟ قال لاء قال فبینما نحن عنده اذ دخل آبو توح :صالح الدهان فقلنا من يسآله قال الفضل بن جندب انا أسأله . قال فسأله الفضل . فقال : نعم له ان يتزوجها ويعطيها ماله ان شاء . فقال له ايو عبيدة انها الفروج يا ابا توح : قال : صدقت . ثم قال ابو نوح يا معشر الفتيان ء ألم انهكم أو قال انی انهاکم ان تسآلو نی اذا کان ابو عبيدة حاضرا . وقال خرج ابو عبيدة ذات مرة الى مكة . ومعه سابق العطار و کان سابق من خیار من ادرکت , قال قبیتما هم نازلون فى بعض النازل اذ وقفت عليهم اعرابية معها لبن وسمن وجدی . فاشتری متها سابق اللبن والسمن والجدى (1) لعله يمنى ان حيانا كانت تنقصه حرارة القلب والاندفاع الى التمسك الشديد بالشرع . فشبه ذلك بالموت , فقال قولته . 239 لا يشك فيه بالتشدد حد الغبن فى البيع كما براه ابو بتارورة خلوف وقلادة قال ثم جاء باللبن الى ابى عبيدة ء قال , فقال : أخر عنا لېنك يا سابق قال لم يا ابا عبيدة ؟ قال ويحك يا سابق كم ثمن القلادة ؟ قال دانق أو نحوه ء قال فكم ثمن القارورة ؟ قال دانق أو نحوه ›. قال ويحك يا سابق » انما الفبن ان تكون العشرة باثنين أو العشرة بالحمسة أو الدرهم بالدرهم واما مل هذا فلا .٠ فآرسل سابق الى الاعرابية فباءت فقال لها ابو عبيدة : کم من اللبن عندكم ؟ فقالت : لا ثمن له عندنا . قال وبكم ثمن السمن قالت‌درهمانء قال بكم ثمن الجدی ؟ قالت : درهمان قال فاخرج سايق اربعة دراهم فدفمها اليها . قال . فقال ابو عبيدة هلم لبنك الينا يا سابق . وقال كان أصسحابنا من أكش الناس حجا , و كان لشير واحد نجائب يحمل عليها الى مكة . قال ركان جد سلامة يدعى بأبى سالم وكان من خيار المسلمين وفضلائهم وكان فيمن حبسه الحجاج مع أبى عبيدة وضمام في السجن وقال كان أبو سالم يذكر ذلك , قال قرمنا الى اللحم . قال و کان رجل يدخل علينا فساآلناه ان يشترى لنا دجاجة ويشبويها لنا . وياتينا بأاربعة أرغفة . قال و کان ايو سالم موسرا كثير الال ,. قال . فقال للرجل : صاتع فيها حتى توصله الينا . قال فصانع صاحب الحبس , فارسلها اليه ٠ قال . فلما جاءنا بها قسمناها على أربعة اجزاء , قال فاذا نحن بجلبة نحو البيت الذى نحن فيه , قال فخفنا ان يكون فطن بنا . فرمينا بالدجاجة والارغفة فى الكنيف . قال ولم يكن فطن بنا » قال وكان طرحنا اياها فى الكنيف بعدما عايناها اشد من قرم اللحم , ولا آمنوا استدر كوا خطایاهم . 240 قال وجاء رجل من المسلمين الى ابى عبيدة فقال يا ابا عبيدة انهم يتعرضون لنا فى المجالس قال ابو عبيدة هل سموا أحدا ؟ قال لا . قال فمن يعلم ما تقول ؟ فاشار الى شيخ يقال له ابو محفوظ وکان من خیار سن ادرکته ء قال فما تقول يا آبا محفوظ ؟ قال صدق؛فهل سموا أحدا ؟ قال لا قال ابو عبيدة وان القرآن يتعرض للناس › فمن عرف من نفسه شيئا فابعد الله من ابعده . اجتمع ابن الشيخ البصرى وابو عبيدة بمنى ء فال ابی بي ابن الشيخ له : يا ابا عبيدة هل جبر الله احدا على طاعته أو معصيته ؟ قال ما اعلم ان الله جبر العباد على طاعته أو معصيته , ولو كنت قائلا ان الله جبر احدا لقلت جيس هل التقوى على التقوى لعظم تخويفه لهم وشدة ترغيبهم به ایاه . قال يا ايا عبيدة فالعلم (1) هو الذى قاد العياد الى ما عملوا قال لاء ولكن سولت لهم انفسهم وزين لهم الشيطان اعمالهم . وكان منهم ما علم الله . وقال كان حمزة الكوفى يقول بشىء من القدر ء فهجره ابو عبيدة وآمر بهجرانه . فقال یوما عجبا بأبی عبیدة یآمر بهجرانی وهؤّلاء الفتيان يقول : اراد وشاء . واحب ,ء ورضى ء وهو يدنيهم . ولا يقول بمثل قولهم ! قال فبلغ قوله ابا عبيدة فقال قبح الله رآيه . ان هؤلاء أرادوا أثبات القدر فقالوا فيه وحمزة یرید ازالته ولیس مثبته كمزيله . وقال قيل لابى عبيدة لا يستطيع الكاف الايمان . فقال لا اقول ان من يستطيع ان يأتى بحزمة حطب من حل الى حرم لا يستطيع أن يصلى ركعتين . ولا اقول انه يستطيع ذلك الا أن يوفقه الله تعالى . (1) يعنى علم الله بالقدر وما سيق فى الاژل .٠ 241 ؛#ختلاف أبى عبيدة مع بعض اصحابه فى اراق احيانا فتيى أبى عبيدة فى ضمان الکتری وقال دخل سهل بن صالح و عبد بن زریق الهدأرى وجماعة من الفتيان على ابى عبيدة فقالوا يا ايا عبيدة ما تقول فى غربة من الارض ( وفيها زجل ) علي دين عيسى عليه السلام ولم تأته رسالة محمد صلى الله عليه وسم ؟ قال : مسلم ما لم تأته الحجة فيدفعها . قال فقالوا له : فما تری ان هو دعا رجلا من المجوس الى دیته فآجاب ؟ قال هو مسلم , فقالوا له : انظر فى هذا ٠ قال فما تقولون آنتم ؟ قالوا نقول : الرجل . وانستجيب كافر قال فقال لهم الشيخ الستم تزعمون ان الرجن مسلم على دين الله وطاعته ؟ قالوا بلي . قال فكيف يكون ويحكم الداعى الى دين الله وطاعته مسلما ويكون المستجيب لدين الله وطاعته كافرا ! ! تال فرادره الكلام . تال فنضب عليهم ويرىء منهم . فقال : أخر جوا عنى .٠ فخر برا عتنهء منکسرین ٠ قأتوا حاجبا , فقالوا له : اغثنا . فانه عجل علينا بالبراءة انما اردنا ان نستفهمه , قال نركب اليد حاجب فأعدمه انهم تائبون . قال فتال له اخرجهم فليا توا الر بيع وعبد السلام بن عبد القدوس فليعلمو هما بتو بتهم قال ففعلوا . قال الر بيع فأتونی وانا لا اعرف قصتهم فتابوا فاتينا آبا عبيدة فأعلمناء . تال فقبل منهم . وآمر بهم قدخلوا المجالس . وقال وائل کنا بمنی فی خباء ابى عبيدة .٠ وحاجب حاضر ء ومحمد بن سلامة المدنى › ومحمد ين خليفنة المدنى وكان محمد بن حبيب من العباد الاخيار . : ولم ير أبا عبيدة قام يسلم على أحد الا على محمد بن سلامة ء ومحمد بن حبیب , فاته اذا رآهما قام الهم ا واعتنقهما , قال وائل وفي الخباء مشائخ من آهل حضرموت 242 فقهاء علماء . قال فسألتهم عن رجل اكترى دابة الل موضع معلوم فجاوز الموضع ء فعطبت الدابة ء قال فأجمعوا كلهم انه ضامن للدابة . قال فقلت لهم فسا ترون فی الکراء ؟ قالوا لا تری عليه کراء » انما ضمناه الدابة . قال وکان ابو عبيدة غائبا أو نائما ظط فقال حاجب يا حضرمى اساأل الشيخ عن مسألتك . قال فسألته . قال : يضمن ثمن الدابة والكراء . قال فقال له ك محمد بن سلامة من اين يا ابا عبيدة ؟ قال مسن حيیث لا تعلم . وقال ابو جاء رجل من الازد يقال له التظسي بو محمد الى أبى عبيدة يسأله عن مسأآلة . نوجدەه فى شکاة غاجابه بجواب ثم قال اذهب الى الر بيع فائت به ء قال : فجاء الى بيع ودخل على ابی عبيدة وهو مستلق و على صدره صحفة فيها فتات خبز اکل منه . قال . فقال اسآل الربيع عن مسألتك ء. قال فسألته فأجاب بغير جواب آبى عبيدة , قال فقال له ابو عبيدة أليس المقوم فيها كذا و كذا يعتى الجواب الذى اجاب به الرجل آولا , فقال له الر بيع اما الذى حفظت عنك فغير هذا . قال : آو قد حفظت عنى قال نعم . قال . فقال للرجل فخذ به ء. فانه قد حفظ عنى قال آبو سفيان كأن الشيخ احس من نفسه لاجل تشاکیه آنه وهم فيها . وقال ابو سفيان جاء حمزة الكوفی الى ابی عبيدة فی منزله . فقال من جاء بك الي ؟ فقال : والی من اذهب يا آبا عبيدة ! انى اريد ان اذكرك بعض هذا الام قال فعليك بمنزل حاجب قال : وما آصنع به ولست حاضرا؟ قال فانی آتيك هناك قال فخرجا حتی آتیا منزل حاجب قال فد خلا 243 امره بهجران حمزة الكوفى لرايه فى القسدر البيت فتكلما كلاما كثرا , فکان آخر ما سمع من ابی عبيدة ان قال يا حمزة على هذا القول فارقت غيلان . قال فخرج ابو عبيدة ثم کلمه حاجب قال فکان هيبته من حاجب أعظم من هيبته من ابی عبيدة . قال فقال حمزة انما أآخذت هذا الكلام من عند المسلمين , قال . فقال له حاجب لم تدرك أحدا الا وقد ادركته ولقيته الا جابرا . فعن مسن أخذت هذا التول ؟ قال منك أخذته . قال , فتال له حاچجب فانی ارجع عنه , فارجع عنه كما رجعت . قال . فقال ارفق بی یا ابا مودود وأقبل منى ما أقول لك . قال : هات قال اقول : « ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من فمن نفسك » : فال حسنات من الله والسيئات من العباد واقول « لا يكلف الله نفسا الا وسعها» , قال فقال له حاچب اما من غيرك فمقبول سنه هذه الجملة , وأما سنك فانا اعرف مذهبك فيه أولا . قال فخرج حمزة من عنده . قال فسئل عنه حاجب فقال ارفقوا بحمزة , ولا تقولوا فيه الا خيرا , قال فمكث بذلك ما شاء الله ثم بلنهم انه مشى الى التساء فكلمهن فى ذلك والى الضعفاء . قال فلما بلغ ذلك ابا عبيدة وحاجبا أآمر بو عبيدة حاجبا ان يجمع له التاس فمشى اليهم وأعلمهم و وعدهم . فاجتمعوا ولا يعلمون ما يريد ابو عبيدة وحاجب قال فتكلم المتكلمون وحاجب ساکت لا يتكلم قال فلما فرغوا تكلم حاجب فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال ان حمزة وعطية والحارث احدثوا علينا احداثا فمن آواهم أو جالسهم فهو عندنا المتهم › قال . فتفرق الناس وطردوهم من المجالس ولم 244 قال ابو سفيان قال المعتمس بن عمارة قلت لابى عبيدة انك لأحب الى من ابى » قال ذلك يتبغى لك يا أن تكون لاتك بذلك بذلت لى ما تبذل لە»ءيعنى الولايةءوقال خبرنی بعض بنی یسر قال قدم الينا ابو عبيدة مر حاجا › ومعه امرآة من الهلبيات . قال وهى جدة «سعيدة» اد عم ۽ قال فلما فرغوا من حجهم . قالت : يا ابا عبيدة نى أريد المقام بمكة ء قال لا تقيمى ء الخروج أفضل قال ابن مسروق ء فقلت : وانا اخرج معکم یا ابا عبيدة : قال , فقال : آما انت فأقم . قال فقلت تأمر هذه باروج معك وتأمرنى بالقيام ؟ قال لانك انت قريب من مكة » و نحن بعيد منها . قال ومسكنهم اذ ذاك بزرة (1) ء قال ابو سفیان یمتى بقوله انتم قريب منها يعنى الطواف وبعيد من شر اهلها كانه يکش امقام بها لجار وقال لا بعث ابو عبيدة الربيع للنا س آیام مرضه قال له الر بيع : يا !با عبيدة قد كنت 7 تحضر آنت و حاجب ء وحافظ الوائلىي . فبا دكاد ولا تقومون ا یرد علیک فکیف بی ؟ فقال له ابو عبيدة . یا ربيع انه لیس بینی وبين الناس سوط ولا سيف ء من جاءك موافقا لك يقول بقولك فبها و نعمت , ومن آتاك مخالفا عليك فأبعد الله من أبعده وقل بما تعرف ودع الناس لا هم فيه . وقال جاء المختار ابن عوف ای منزلتا فخرج اليه آخ لی صغير کان اكش من « مجبر » فأخذه وقبله , فقال له الصبى : يا عمى زوجنى ابنتك . قال قد فعلت يا بني 4 وابنته يومنّف صغيرة ,. فلما خرج ابو حمزة وقع فی قلبه مما قال الفتی شیء . فمضی حتى دخل على ابى عبيدة » فقص عليه القصة فقال يا ابا () اسم قرية وقی نسح برزة (2) كذا فى النسخ ٠ وتعليق ابى سفيان يشير ال ان مناك جملة لم يثبتها النساح. 245 بعض ها سؤر عن أبلى ابو عبيدة يوی الربيع لينوب عنه فى الموسم ايو عبيدة يفحم واصل بن عطا. حمزة هما على تكاحهما حتى يبلغا . فيعلمان فان رضيا كان تکاحهما جائزا , وان كرها فلا شيء قال ابو حمزة يا ابا عبيدة فكيف القول فى الصداق , قال ما قال النلام , قال وكان أبو حمزة قد قال للغلام يا بتى فما تعطیها ؟ قال من سریر جدی الى !لباب دراهم قال ايو عبیدة فهو كما قال ان قال درهم ای درهم ای الباپ ء وان قال مرة وأحدة آو هكذ! لك , فالقول ما قال . قلت وهذا كله. فيه نظر غر ان أبا عبيدة لا يترك القول سدى . وحكى بعض اصحابنا ان واصل ين عطاء المعتزلى ماحب عمر‌و بن عبید کان یتمنی لقاء ابی عبيدةء ويقول : لو قطعته قطعت الاباضية قال فبينما هو فى المسجد الحرام ومعه اصحابه , اذ أقبل ابو عبيدة ومعه اصحابه . فقيل لواصل هنذا ابو عبيدة فى الطوأف ء قال فقام اليه واصل فلقيه › وقال انت ابو عبيدة قال نعم , قال : انت الذى بلفنى انك تقول : ان الله يعذب على القدر . فقال ابو عبيدة : ما هكذا قلت . لكن قلت ان الله يعذب على المقدور فقال ابو عبيدة . وانت واصل بن عطاء , قال : نعم , قال انت الذى بلغنى عنك انك تقول ان الله يعصى بالاستكراه قال فتکس واصل رآسه فلم یجب بشیء . ومضی ابو عبیدة و آقبل اصحاب واصل على واصل يلومونه يقولون كنت تتمنى لقاء ابى عبيدة فسألته فخرج وسألك فلم تجب ! فقال واصل : ويحكم بنيت بناء منذ أربعين سنة فهدمه وانا قائم فلم اقعد ولم ابرح مکانی . ومنهم ضمام بن السائب رحمه الله كهف اليتامى والارامل , المفزوع اليه فى النوازل فطال ما أوصى عليه 246 أ بو عبيدة في الفتاوى والمعضلات . فانكشفت باجو بته ظلم المشكلات و كان ذا رفق وتلطف واجتهاد وتقشف ›. حکى أبو سفيان قال : اشتكى ضمام بن السائب شكاة , فدخل عليه الر بيع يعوده ء فوجد رجلا من المسلمين يسمى « عمران » وهو يقول يا ابا عبد الله ان فى نفسى لشيئا وانى لأظيق عنه : ان يكون الله أمر العباد بأمر ثم يحول وعمر كترفيق الله وتسدیده واحسانه ومنه وفضله على الا ما ترى . وقال بلفنا عن ضمام حين سجنه الحجاج هو وايو عبيدة قال ادخلنا فى سجن قال فلم يكن يوصل الینا » ولا يدخل علینا حدیدة ولا جلم ء قال وانما کنا نقص شواربتا باسنانتا . وان كان الرجل منا ليتفض لحيته فيتساقط. منها القمل . قال وانما كان يطعمنا خبن الشعير والملح الجرش قال ويعمد الى مراكن عظام فيسكب فيها الماء ثم يؤٌتی بملح فيلقى فى تلك المراكن ثم يضرب ختی تخرج رغوته ثم يقال : يا اهل السجن خذوا ماءكم , قال فمن آخذ من وله كان امثل قليلا . واما من أخذ من اسفله فهو العذاب قال فكان ضمام ربما ضاق فيقول له ابو عبيدة ويلك ما هناك على من تضیق وعلی من تدل ؟ قال فلم يخرجوا مسن سجنه حتى مات الفاسق . قال و عمد الى ثلائة رجال من زؤساء الخوارج فبنى عليهم بيتا من قصب وطلى داخله وخارجه بالعذرة ثم 247 ادخلهم فيه . قال فقاموا ثلاثة ايام فماتوا » ثم وقع الموت فى أهل السجن فبلغ ذلك الحجاج فأرسل الى طبيب له مجوسى فقال له : ويحك ان أهل السجن وقع فيهم الموت وانى لأحب تعذيبهم . قال اجعل طعامهم الزيت والكراث قال ابو سفیان . قال ضمام : لا جاءنا بالزیت والكراث قوينا عليه وسمنا ء. قال فيقال للمجوسى . ويحك ماذا اردت بهذا لو تر كتهم فماتوا لكان أروح لهم , قال وأى راحة لهم فى الموت ؟ ولعل هذا ان يموت فيخر جوا . ومن مات فلا وكان رجل من أهل خراسان من المسلمين و کان بمنزلة عظيمة بأبی عبيدة وضمام والمشائخ . وله قدر فی آهل بلده ء اتاء يوما ضمام فذكر رجلا من المسلمين فتنقصه ء فقال ضمام : مه , لا تفعل فعاد فنهره ء قال فقال تبر الله منه قال بل يتبرا منك + قال فقال آتبرآ منی يا ضمام ؟ قال انت احللت لى ما ترى , والاتنى اليه » اترى انك تتبرآ من رجل نتولاه فأتولاك ؟ بئس ما ظننت قال » فانی استفغفر الله واتوب اليه , قال غفر الله لك . س حاچجب الطانى ومنهم ابو مودود حاجب الطائى رحمه الله , كان بالاجتهاد موصوفا . وبالزهد والورع معروفا . وفی ماله حق للسائل والمحروم على انه ليس بالأعلى فى تحصيل العلوم » بيد آنه فى الافاضل معدود . ورسمه فى أکثر اثارهم موجود . حکی ابو سفيان قال . قال المليح : بلغنا ذات ليلة ان فی متزل حاجب مجلسا للذ کر قال آبو سفيان و كان المشائخ 248 لا يحضرون معهم بالليل الفتيان , قال المليح , فقلت لرجل من آهل عمان انطثق بنا الى منزل حاجب فلعلهم يأذنون لنا . قال فسرنا حتى جئنا المنزل ء فأذن نا ء فوجد نا عنده المختار بن عوف ورجلين أو ثلاثة من المشائخ , قال . فقال ى حاجب : يا مليح اذهب انت وهذا العمانی الى بلج بن عقبة فأخبراه بمكاننا ء وقولا له يأتينا . قال ء فسرنا اليه فاعلمناه . فجاء . قال المليح فصلينا العتمة ثم أخذنا فى المذاكرة . قال ريما قام آحد هم قائما فيتكلم ما شاء الله ثم يجلس ء فيقوم الآخر كذلك حتى اضاء الصبح ء قال المليح فماارآيت أحدا بعد تلك الليلة , ولا رأيت تبلها متکلما قائما فی مجلس , قال و کان شعیب بن عمر مسن افاضل الفتيان يومئذ . وكانت اخته تحت حاجب . قال فجاءه تلك الليلة فاخبر به حاجب , فقال , ردوه . قالوا له : يا ابا موددد سبحان الله جاء من السماح فى هذه الساعة وترده ! فقال . ردوه ›. فردوه . قال و کان بين منزله ومنزل حاجب نحو ثلاثة أميال › قال وبلغ حاجبا ان فی منزل عبد الملك الطويل مجلسا بالليل تكثر فيه الجماعة ويكون لهم كلام يسمعه الجحيران قال فبعث اليهم › وقال : با عبد الملك ء ارفع عن نفسك ء ما هذا الذى بلغتااتكم تفعلونه ؟ قال انا لنتفعل , فان امر تنا بتر که تر کناه . قال فانكب طويلا , ثم قال والله لان تكونوا تخافون فتعمرون خبرا من ان لا تخافوا و تخر بون ء اعمروا مجالسكم فان الله يحفظکم قال فما بلغنا انه ظفر بهم فی مجلس قط . الا انهم کانوا ذات مرة فی عهد زياد آو ابنه اتاهم الخبر بان الخیل تریدهم , قال فخرجوا مسرعين ء. وتر كوا نعالهم على باب البيت الذى كانوا فيه . قال فجاء الشرط فنظروا الى 249 التعال ›. فقالوا لمحوز صاحبة البيت : ما هذه النعال ؟ قالت مكاتب لنا يسآل الناس فيعطى النعال وغيرها ,. قالوا تالله ما ذلك كما ذكرته وان بهذا الموضع ريبة . قال فقال بعضهم ويحكم قد ذكرت العجوز ما ذكرت فلا تعرضوها للبلاء . فلعلها ان تكون صادقة , قال فعافاها الله منهم قال ولقد بلغنى انهم كانوا يأتون المجالس آيام زياد وابته فى هيئة النساء فى النقاب وغير ذلك ٠ يتشبهون بالتساء قال وان كان احدهم ليحمل على ظهره جرة بماء . آو يحمل جملة مقشاع كأنه بياع حتى يدخل المجالس لا يدعونها لشىء . اخوانه بتحملون عه قال ايو سفيان مات حاجب وعليه دين مائتان وخمسون ألفا أو اكثر ء قال فدخل قرة بن عمر وجماعة من المسلمين ليفسلوه قال فقال لهم قرة : يا قوم . ما تقولون فى دين هذا الر جل ؟ قال فابتدر ثلاثة رجال وقرة رابعهم وضمنوا دینه . قال ء ودخل الفضل بن جندب و كان من خيار المسلمين و کان موسرا , فاخبره قال فقال لهم الفضل : دينه علي دو نكم حتى اعجز عنه ولا يبقى لى مال . فقالوا له شأنك فمات الفضل قبل ان عن حاجب .٠ و أوصى الى ابى عبيدة عبد الله بن القاسم . والى امرأته أم الصلت . والى حبيب ابن سابور ». والی ابی سنان البنانى ء و كان الفضل لا يولد له ولد ء ولم يدع وارڻا . و كان مولى للازد فلم يقبل حبيب بن سايور ولا ابو سنان الوصية . قال ومات ابو عببدة ورد الوصية الى م الصلت . وقال فباعت داره بالىصرة ء وداره بعمان . حتی اوفت ما کان ضمن الفضل مسن دين حاجب رحمه الله . 250 و كان للفضل بن جندب على رجال مال ء فوقع ماله عند قاضى البصرة عبيد الله بن الحسن بن أخى أبى الحر . قال فاردنا ان يثبت عنده ان آم الصلت وصي زوجها الفضل ابن‌جندب فلم يشهد شهودا الا شهودا يشهدون انه اوصی اليهاءوالی ابی‌عبيدةءوالی حبیب بن‌سابورءوالی ایی سنان البنانى قال و كان حبيب وابى سنان لم يقبلا الوصية قال فلما لم يقيلا الوصية خفنا ان يدخل القاضى من عنده رجلين فى الوصية مكان هذين اللذين لم يقبلاها ء فيفسد علينا الامر قال فجئنا الى البيع بن حبيب فسألناء هل يجوز للشهود ان يشهدوا ان الفضل أوصى الى امرآته آم الصلت ولا يذ كرون ابا عبيدة ولا صاحبیه ؟ قال ء نعم .»انها لوصي زوجها . ولا عليهم ان لم يذ غبرها !لا ان سئلوا فلا. بد لهم حينئُذ ان يأتوا بالشهادة كما استشهدوا . وان لم يسئلوا فلا بأس عليهم وان لم يسموا غبر‌ها ء. قال واما عبد الله بن القاسم فضاق من ذلك وقال لا يجوز ان يشهدوا الا كما استشهدوا . قال وقال وائل انما الفقيه الذى يعلم للناس ما يتسع الناس فيه مما سئل عته ء وآمامن يضيق عليهم فكل من شاء آخذ بالاحتياط . وحکی ابو سفيان عن وائل . قال : قد قدم حاجب مكة فى العام الذى وقع فيه بين آهل حضرموت ما وقع فى آمر عبد الله بن سعید , قال و کانوا قد انکروا عليه آشیاء حتی شدوه فى ال حدید . وبایموا رجلا يقال له حسن ء قال وخالفتهم طائفة يكرهون ما فعل بعبد الله بن سعيد ء الا ان ذلك موافقة من جماعتهم , قال فبعث هؤوّلاء رجالا ء وبعث هوّلاء رجالا . قال و!ئل وکنت غيمن خرج یومنذ ء قال فوافقنا حاجبا تلك السنة قد قدم . قال . فدخلنا عليه 251 انما الفقبه من يذكر لا الذدى يضيق علهم الخروج علي الظلمة لا بيعب الا علي من تطوع له يتاخر عن رفقته لشهد الحمعة ارفق بمن يخطی. فيما ينه وسين الله تمال وهو !رمد قال , فقال لقد خرجت من البصرة فما ابصر سھلا ولا جبلا ولا آخرجنی بعد ما ارجو من قضاء نسکی الا آمر كم يا آهل , فانكم قد غلبتمونا » قال وائل ؛ فقلت رحمك الله يا ابا مودود لا تعمل ,. فانا لا نخرج عن رآيك , قال فقال لی اسکت فوالله ما اريدك ولا أصحابك ,. قال ثم تكلم . قال فقال الذين انكروا علي عبد الله بن سعيد و بايعوا « حسنا» على الشراء : يا ابا مودود ءمن أحق بالةيام المدافع ام الشارى ؟ قال بل الشارى احق , قال فقال أصحاب ابن سعید : پا ابا مودود آما اذا شروا فليخر جوا عنا فانا لا طاقة لنا بالحرب , ولا بما يجرون علينا منها . قال فقال صدقوا اخرجوا عنهم , قال فقالوا يوجلوننا شهرا , قال . فقال لهم حاجب لا والله ولا ثلائة آيام الا برضاهم . قال ابو سفیان و کان حاجب هو القائم بأمور المسلمين فى مثل هذه الاشياء من أمر الدين والفتناوى . وقال : حبس حاجب ذات سنة فلم یخضرج حتی بقی للموسم ثمانية آيام , فاراد الخروج هو معه . قال وکانوا على نجائب لهم ووافق خروجهم يوم الجمعة ء فأتاه أصحابه فقالوا له : اخرج بنا یا ابا مودود , قال فی نفسی من الجمعة لشىء قالوا سبحان الله ! انما بقي للموسم ما تعلم قال اخرجوا أنتم وانا الحقكم , قال فخرج القوم وتخلف حاجب حتى صل الجمعة ثم ركب فلحقهم على مسيرة ليلتين من البصرة , قال وكان حاجب يقول لعبد الملك الطويل فيما يؤّدبه ثيه : « يا عبد الملك اذا كان احد يعيب عليه المسلمون أشياء تكون بينه وبين الله تمالى فتشاوروا فی آمره و عظوه , و أحضروه مجالسکم , وارفقوا به جهد کم 252 عسى الله أن يتوب عليهءواذا کان أحد يعيب عليه المسلمون فى خلافهم فى الدين 4 وارادته ان يشفب عليهم ویفتق بينهم فتقا , قا پدوا عورته . واهجروه . ولا تحضروه مجالسكم واعلموا الناس به ليكوثوا مته على حر أو يتوب ».٠ ¬ أيو عبيدة عبد الله بن القاسم ومنهم آبو عبيدة عبد الله بن القاسم رحمه الله . أحد فضلاء من اقام بالامصار ء وفقهاء تلك الاعصار.والمستعين على اقامة الدين من أولئك الانصار , لا مقصر ان بدا من احد الاقصار 4 وكان ممن طبع على القصد والاقتصار . قال ابو سفيان : اقام عبدالله بن‌القاسم بمكة زمانا وليست له امرآة , قال فقال له اصحابه يا ابا عبيدة لو تزو جت ؟ قال ما اريد ذلك قال فلم یزالوا به حتی فمل , قال و کانت امرأة سن المسلمين موسرة كثيرة الال , فقالوا له . تزوجها فانها تكفيك لا تكلفك مؤونة . قال اما اذا ابيتم الا ذلك فابلغوا مهر‌ها مهر جيلها ولا تنقصوها شيئا قال ففعلوا قال فتزوجها فلما دخلت عليه طابت له نفسها على الصداق کله وتر کته له . قال و کان یأتی منزل بن جندب ومعه قرصان من خبز وملح . قال و کان الفضل يطيب الطعام ویکٹره ء قال فيقول سبحان الله يا ابا عبيدة تفعل بی مشل هذا قال دعنى منك والا لم ادخل عليك منزلا . قال فتر که ولم يلح عليه بعد . ١ قال ابو سفيان و كان ابو عبيدة عيد الله بن القاسم تاجرا خرج الى الصين ثم رجع فى بعض ما يتجر به () من هن فی مکانتها 253 الربح من المال امراب يدعو عليه بكثرة المال لانه يراه شرا اشتری قوم عودا . قال فسآلهم ان یشتر كوه . ففعلوا . قال فاقبلوا يعيبون العود عند صاحبه حتى استنقصوه . عما کانوا قد اشتروا به . فظن اپو عبيدة انهم صادقون فیما قالوا . قال فلما خرجوا من عنده وكان نقدوا الثمن ء ونقد آبو عبيدة معهم عشرین دینارا . فأقبلوا يمدحون المود » ويقولون ما رآينا مثله قال ء فقال لهم ابو عبيدة سبحان الله ! تعيبون عود الرجل بلا عيب فيه » ردوا علي رآس مالی ولا حاجة لی فی مشار کتکم , قال . فاغتنموا مته فردوا عليه ماله . وقال غضب عبد الله بن القاسم بن سابور فى مس وصية الفضل بن جندب و كان سلفا للفضل , قال فقال له ابو عبيدة لأدعون الله عليك , ثم قال اللهم أدخل بيته قناطر الذهب والفضة . قال فقال يا ابا عبيدة انك انما دعوت له ! قال لا والله . ولكنى دعوت عليه ء وأى شر أشد عليه من أن يدخل بيته قتاطر الذهب والفضة ؟ وقال سمعت وائلا يقول : لا مات ابو جعفر اخذ الناس فى البيعة واخ عليهم ابواب المسجد الحرامء قال و كان عبد الله بن القاسم والفضل بن جتدب وعلي الحضرمى ووائل فى المسجد فلطف الله بهم فنجوا وخر جوا من المسجد , قال وائل . فقلت يا ابا عبيدة لو اخذت ما تراك صانعا ؟ قال تذهب والله نفسى دون أن أعطيهم هذه البيعة . ايو وح صالح الدهان 254 دعاوى الزائغين الجانحين , أخذ عنه الحديث والفروع ء٠ وكان ذا خشية لله وخضوع . ایو سفیان قال دخل ابو نوح على عاتکة بنت ابی صفرة وكانت من المسلمات ›. فوجد‌ها فی البیت , فقال کانی آرى مجلس رجل قالت نعم الآن خرج من عندی « الاحو ل » تعنی جابرا ء. قال و کان جابر یغمن باحدی عينيه من غير علة . قال فهل ظفرت منه بشیء ؟ قالت نعم سألته عن ثلاثة اشياء كن فى نفسى سألته عن لباس الخفين ء قال ان كنت تلبسينها من حر الارض وبردها وخشونتها فلا باآسء وان تلبسيها لا تبالين ان تنكشفى ء فلا . وسألته عن حلي عندى ليتيمة يقوم بمال فيستعار منى , قال ان اعر ته فانك ضامنة . وعن عبد کان من آنفس مال عندی وآوثقت فی نفسى أن اعتقته لوجه الله ثم استخلفته عن ضيعتى ء. قال اخرجيه ولا تدخليه فى شىء من منافمعك . قلت : هذه وان كانت لناقب جابر صولا فانما اثبتها هاهنا لتعلم حرص آبی نوح على تحصيل الفوائد من كل من يثق به . لا يانف عن التقاطها حيث وجدها والبحث عليها فى مغانيها .٠ . أبو روح ومازن ومنهم آ بو روح ومازن اني كنانة رحمهما الله . كانا مطبوعين على الصلاح ء وحب سلوك مسالك النجاحء وخدمة الاشياخ , وملازمتهم فى الغدو والرواح ء وانهما وان سبقتهما السوابق ء فكلاهما من غير فتور ء مدرك لاحق .٠ روی ابو سفیان عن یسار صاحب البکر ء قال ابو سفیان و کان من خیار من ادرکته انه اخبره عن والدتهء 255 عاتكة بشت ای صفر ٥ تىستقتى جابرا اجتهادها فى التفوى والعاده قال وهى يومئذ ابنة ثمانین سنة آنها قالت : « ادرکت اخوين من بنى راسب يقال لاحدهما يبرح (1) والآخس مازن ابنا كنانة . وکانا من خیار من مضی من آهل الدعوة وکانا من نظیری بى بلال وعروة ء. فی زمانهما . قال واما يبرح فكان رجلا عابدا مصليا لا يفتر عن العبادة حتى دبرت رکبتاه ويداه ورجلاه وجبهته كركبة البعبر . قال وکان قد اتخذ سربا فى الارض یعبد الله فيه . قال ابو سفیان قال يسار ادركت سربه ذلك . وکنا تلعب فيه ء قال فحضرت الوفاة يبرح فقعد مازن عند رآسه قال فر آه یجود بنفسه ٹم آفاق , قال : آی اخی این تراها تعمد ؟ يعنى النفس -. قال الذى كانت تعيد» قال وأما مازن فانه ا حضرنه الوفاة أقبل يجود بنفسه فصاحت بناته قال ء فاناق افاقة : وقال یا بناتی لا تبكين فان اباكن من ساعة هو الباكى , أو الضاحك . قال يسار اخبرتنى آمى قالت كنت في بعض المجالس وهم يذ كرون الله اذ ذاك دخل رجل مقنع بثو به فهوى ء وجلس ناحية من المجلس ء وهم لا يعرفونه قال فلما تفرغ المتكلم قام فتزع ثوبه عن رأسه فاذا هو مازن بن کنائة ٠ قالت فقام قائما فقال : انی لا اخبر کم الا بما رآث عینی آو سمعت آذنی ء. أو عن خيس من رأى وسمع , قالت , ثم اقتص الفتن المتقدمة واحدة بعد آخرى ء ونبه على من انجاه الله منها , قالت فما رأيت متكلما مثله » قلت ويبرح هو المکنی آبو روح فيما زعم لى بعض اصحابنا . (1) لعلهم يحرفرن اسمه الى يبرح فئطقت به كما جرت به السنتهم كما سينبه الى ذلك . 256 ايو محمد النهدى ومتهم أبو محمد التهدى رحمه الله , الظاهر , المعالن المجاهد غير المداهن الحافظ للتقىء المفارق للادناس الباينء بصر الله بصيرته الباصرة ء فلم تكن عن هذه قاصرةء ففاز بالصفقة الرابحة . ووقي الصفقة الخاسرة . حکی ابو سفيان قال کان رجل من المسلمين يقال له اپو محمد قال کان قد ابصر الاسلام من قبل نفسه . قال وكان بد ذلك انه كان يخرج الى المغازی فنظر الى ما يعمل الناس من الفغلول والجور ء. فقال ما هذا بفعل أولياء الله وآهل الايمان . ثم نظر الى صلواتهم وقيامهم بالتوحيید والاتقرار بالتبوءة قال وما هذا بقعل المشركين . فانصرف الى البصرة و كان له مسجد يجلس فيه ويحدث ويقص ويکر . قال وكان يصف الاسلام ویقول : ان آهل الاحداث من القبلة كفار ليسوا بمشر كين ولا مؤّمنين , قال فبلغ أمره جماعة من المسلمين فقال بعضهم لبعض : « هذا الرجل قد ترونه وما يصف , فهلموا بنا اليه لنواصفه هذا الامر . فلعله يقبل » , اتته منهم جماعة فواصفوه الامر ٠ ووصفوا له ما هم عليه . قال . فقال هذا هو الحق ومازلت علي هذا منذ دهر ولم اجد احدا یوافقنی عليه وما ظننت اذا ان أحدا يقول بهذا القول . قالوا بى , والله ان لك اعوانا على هذا واخوانا . قال فکان ابو محمد من افاضل السلمين ,. قال وكان يظهر هذا الشأن ويبرح به ء وكان يدعو فی مسجده على خالد بن عبد الله . وعلی هاشم بن عبد الملك , قال و كان على البصرة بلال بن ابى بردة بن 257 ان لك علي طربقتت اخوانا انت لا تدری ابی موسي , قال و کان طر يق بلال على مسجد ابی محمد قال فارسل اليه يأمره بالكف عن ذكرهما فلم يفعل . قال فقال له يا ابا محمد اذا رأيتنى مقبلا فكف حتى أمضى عنكڭ فلم يكن يلتفت الى قوله ولا يدع ما هو عليه . قال ابو سفيان قال ابو محمد النهدى : لا تذ كروا الحسن فى شیء من القدر فانی عاتبته فيه . فقال معاذ الله ان أقول ذلك . انما أفسد علي قلبى واصل بن عطاء أيام كنت عنده مستخفيا ء فاما ان اقول بالقدر فمعاذ الله . قال و کان ابو محمد يقول هو أ بعد الئاس من القدر ۰ ايو بزيد الخوارزمیى ومنهم ابو يزيد الخوارزمیى رحمه الله احد النبهاء الحاذقين والموصوفين جملة على الاطلاق , والمشار اليه فى مشيخة اعراق , و الواقع على اماتة الاصفاق ,. وعلى الرضی برآیه ودنه الاتفاق ذکر عن ابی يزيد : انه قيل له ما تقول لو ان رجلا لقي عالا يقول له ان الامر الذى انت عليه وانت فيه حرام ٠ فقال له الرجل ٠ فانا أترك هذا الحرام ء ولكن لا آخذ ذلك عنك حتی اسأل من هو اعلم منك فلم یسأل الرجل حتی مات ؟ قال ايو يزيد مات هذا مسلما , اذا كان فى طلب تائبا فمات على ذلك . عبد الله طالب الحق وابو حمزة الشارى ومنهم طالب الحق عبد الله بن يحيى واصحابه الشراة كأبى حمزة ومن معه من أولئك الشراة رحمهم الله : اما 258 اين يحیی فنعم الامام . الداعى الى نصرة دعوة الاسلام غير مأ كان حدث من الجور ء حتى عاد به العدل الى الكور بعد الحور ء. فانمحت به ظلم الظلم , فلم يبق حوله الا داع الى الاسلام أو السلم ء. كان اسدا فى نجدة وشجاعة فى دين الله . وخشية لله وطاعة , والبحر جودا وعلماء والعلود سموا وصيانة وحجلما . واما ابو حمزة فأشد فى الحرب ء المستعد للطعن والضرب» ليث فى الهيجاء ان ر كبء وغيث في الاراء اذا وهبء و بحر عجاج اذا وعظ و اختطبء إلحصر يعدوه قصر ارو سهب .ذو رفق ولين لاولياء الله الملتقين . وذو غلظة على الشاقين . وجميع اخوانهما على هذه الطرائقء متخلقون بمحمود الخلائقء ليس من الكل الا جامد أو مجاهد.. مخالف الارقء ساد ء قراطم ليله فی الهجود بالركوع والسجود , وتلاوة القرآن والضراعة الى الرحمان وال حراسة فى سبيل الله . وكف اعداء الله ء متفد ايام العمر فى احياء العلوم . وانجاد المظلوم 4 ومحو ما ارتسم للياطل من الرسوم . هاجروا فى سييل الله الاو طان والمال . وربوا با نفسهم على اتثاذ التشب و الال وآثروا أولياء الله . وقاتلوا أولياء الشيطان . وشرفوا انفسهم ابتفاء الرضوان ء فلم يلتفتوا الى زهرة الحياة الدنيا . حتى فارقوا ثوب المحيى فودع كل منهم حميدا واقل بعیدا . وسآثبت ما بلغتی من اخبارهم على انها ب من بعض اثارهم ٠ فذ کر النار وما اعد لاهلها ء وخوف بها ء ثم ذكر الجنة وما اعد فيها لاهلها ورغب فيها ء قال و كان ذلك ايام كذا بالنسخ التى بايدينا 259 نحن احوج الى العمل لا الى الوصف والقول عبد الله بن على › والمختار بن عوف قال و کان رجل مسن الملسلمين يقال له ابو الوزير قاعدا فى المجلس فلما سكت ابو عبيدة وفرغ من کلامه , وئب اليه ابو الوزیر فقال : يا ابا عبيدة لو اردنا الجحلوس الى ما كنت فيه لجلسنا الى من هو اوصف لا كنت فيه منكمن قومناء ألا ترى أمر اصحابك وتحض على نصرتهم والعون لهم ؟ فتحن الى ذلك احوج منا الى ما كنت فيه ٠ يعنى عبد الله بن يحيى وابا حمزة لمختار » قال فقال ابو عبيدة يا ابا الوزیر انما يتكلم الرجل بقدر ويسكت الى أجل . اخبار نورة طالب وروی عن وائل قال لا قدم عطية بن عبد الملك واصحابه عسل ئى اة حضرموت و کان مروان بن محمد قد بعثه الی ابی حمزة اللختار بن عوف حين ظهر على مكة والمدينة . قال فلقى بلجا بوادى القرى فقتله . و كان الفاسق فى عسكر فيه ستة آلاف فيما ذكر فتنحى ابو حمزة الى مكة . فلحقه بها فقاتله حتى استشهد ابو حمزة ومن استشهد معه من المسلمين رحمهم الله . قال ثم خر ج القاسم يريد اليمن فليقيه الامام عبد الله بن یحیی بمو ضع يقال له «حرش» وقاتله حتی استشهد رحمه الله ومن استشهد معه . قال ابو سفیان وکان بها رجل من بني كلاب يقال له نافع فجاء الى عطية بن عبد الملك فسأله ان يعطيه جشة فيسوب عليها نور ساطع فلما عاين ذلك آنزله وكفنه ودفنه . ثم 260 ذهب من «حرش» حتى وقع الى الحجاز بقرية يقال لھا «القوع» فسكنها ووافق بها قوما من الصفرية فاجابهم الى الصفرية . قال و كان الشقي يرى انهم على مشل ما مات عليه ابن یحیی ء قال و کان نافع ابن يقال له محمد وهو الذى يحدثنا بهذا الحديث عن ابيه و كان محمد قد ابصر ‏ ذلك قال ابو سفيان , قال وائل فقدم الفاسق عطية بن عبد الملك الى حضرموت , قال وائل فقاتلناء فتحصن فى قرية حصينة , فاقمنا عليه اربعا وعشرين ليلة تحاصره , فلما طال به الحصار وخاف على نفسه سآل الصلح فصالحناه على ان یرد کل ما کان فی عسکره مما اصابه اصحابه من أموال المسلمين , قال فدخل المسلمون عسكره فاخذوا كل ما کان لهم ویاتیه کتاب مروان بن محمد ان دع ما انت عليه والحق الموسم فصل بالناس , وأمره بالمعجل قال وتم الصلح بيننا وبينه قال فخرج منفردا فى ستة نفر فبادر الموسم وعسكره على أثره ء فنزل قرية من قرى اليمن ء فوافق فيها رجلين اخوين من المسلمين . يقال لهما « ابنا جمانة » فشعرا بمكانه وقالا والله ما جاء هذا الفاسق الا منهزما . فمشيا اليه فى نفر معهما ء فلم يشعر بهم حتى دخلوا عليه وقتلوه , وقتلوا من معه . وحزوا رؤُوسهم ء وانطلقوا يريدون عسكر المسلمين ء ولا يشكون ان عسكره قد مزق , وقتل آهله . فبینما هم سائرون اذ لقوا عسکكس عطية والرؤوس معهم قال فسألهم أهل المسكر عن غطية فقالوا قد تقدم ء فسلمهم الله منهم . ولقد كان احدهم قاعدا فى الجواليق الذى كان فيه رأس عطية ورؤوس أآصحايه . 261 ابو مدود حاحب يتجند ممع الاموال مددا للثورة لا تكون للرجل منهم مكانة ان لم يرحب فى الشراء ولوع ابى الحر فى الاسر وقال ابو سفيان لا خرج الامام عبد الله بن يحيى ووجه ابا حمزة المختار بن عوف آقام حاجب فجمع له آموالا كثيرة ليعينه بها . قال فكتب على كل موسر من المسلمين قدر ما یری قال فما امتنع عليه أحد قال ودعا ایا طاهس وكان شيغا فاضلا قال عليك بالنساء ٠ وأوسط فانا نکره ان نكتب عليهم ما لا يحملون . قال فانطلق ابو طاهر فيمن انطلق معه من المسلمين قال فلم يأتوا يومئذ امرآة ولا رجلا الا وجدوه مسرعا فيما سألوه . قال و كان رجل من المسلمين لم يکن احد یری انه صاحب مال فدفع اليهم ثلاثة آلاف درهم . قال فقال له ابو طاهر أي اخى العيال فقال الله لهم , والله ما رآيت منذ كنت وجها مثل هذا انفق فيه ء فاذا وجدته أفادعه ؟ ولا يرجع الي منها شىء ولکن يا عبد الله لا تخبروا باسمى ما بقيت , قالوا ففعلوا فلم تمس الليلة الا وجمع ابو طاهر عشرة آلاف درهم , قال فآتوا حاجبا فاخبروه فسر بذلك , وقال ان فى الناس لبقية بعد , قال فاشترى بتلك الاموال سلاحا ووجهه ووجه ما بقى الى ابى حمزة رحمه الله . وقال سمعت عبد الملك الطويل يحدث عن أبى حمزة المختار بن عوف الكندى قال ادر كت المسلمين ان كان الرجل متهم ما یستزاء فی صلاة ولا فی صیام ولافی حج ولا فی عمرة ولا فى وجه من الوجوه , ان عرف منه انه ليس بشديد احرص فى الشراء سقط من‌اعينهم ونقصت منزلته عتدهم . وقال ابو سفیان ادرکت عيسی بن عمر وهو شيخ کبير یحدثنا ان مروان بن محمد بعث الى ابی الحر اذ کان بمكة فأخذ فشد فى الحديد , واخذ رجل من الرافضية . يقال 262 له اصفر فشد فى الحدید ثم ساروا بهما نحو مروان قال عيسى فخر جنا فى اربعة عشر رجلا من المسلمين نتبعه قال فلما مشينا اياما اليه انا ناتيكم الليلة قال فقال لا تفعلواء مكة منكم قريبة والطلب سريعءفسرنا على طريق الساحل وغلامه يأتينا بخبره ويأتيه بخبرنا , فمازلنا نطلب اليه ونسأآله يدعنا حتى تخلصه من ايديهم . قال فكان يأبى ذلك عليناحتى جاوزنا المدينة بمراحل ء فأرسلنا اليه انا قد قربنا من الشام وقراها فدعنا نأتيهم الليلة ,. قال فأبى قال : فأرسلنا اليه انا نأتيكم على كل حال فتباطاً فى وضوئك حتى لا تعجل الرحيل لنقعد مقاعدنا . قال ففمل فتقدمنا فنزلنا عن رواحنا وعقلناها بعيدا من الطريق . ٹم جئنا امامه الى الطريق فجثمنا عليه فلما دنوامتاثرنافى وجوههم بالتحكيم والسيوف فى ايدينا مصلتة , فالقوا بآيديهم وقالوا الامان , الامانء قال فبادر رجل منا فاعطاهم الامان فشق ذلك علىابى الحرء قال آما اذا فعلتم فلا تختلجوا ولا تهيبوا منهم احدا , قال فأسر ناهم فأخرجنا بهم الطريق حتی أبعد‌ناهم ء خلينا سبيلهم واحتملتا صاحبنا وفککنا عنه جامعته وفككنا عن الرافضی , ٹم اقبلنا حتى دخلنا مكة ونحن مستخفون , قال وكان ذلك فی آیام ال حج . قال فخر‌جنا مع آبى ال الى منى ء ولم تحرم ثم صرنا الى عرفة ونحن غير محرمين , قال وكنا اذ ذاك ننتظر أبا حمزة يقدم علينا قال ولا كان فى وقت الرواح الى الموقف اذا نحن بنواصی خیل ابی حمزة وقد اطلعت , قال فلما راه ابو الحر آمر نا ان نفتسل ونحرم قال ففعلنا ء ٹم خر جنا حتی دخلنا عليهم فى عسكرهم , قال وكان علي الوسم اذ ذاك 263 اماع ابی حمزة بوفود فى الموسم رجل من بنی مخزوم يقال له عبد الواحد قال فارسل الخطباء الى ابى حزة من قريش وغيرهم ومنهم عبد الله بن الحسن , قال فاتوتا فى جماعة قال فخرج اليهم ابو حمزة وعمامته خضراء وازار متازر به منتكب قوسه ومتقلد سيفه ء قال فتكلم أولئك الخطباء فعظموا من آبى حمزة المج ويوم عرفة ما قدروا عليه واطنبوا فى الكلام قال فلما فرغوا من كلامهم ء تكلم ابو حمزة . فحمد الله وائنى عليه وص لى عل نبينا محمد صل الله عليه وسلم , ثم قال : آما ما ذكر‌تم من تعظيم هذا اليوم فانكم لم تبلغوا كنه ذلك ثم ذکر جور بنى مروان وما هم عليه من الظلم والفشسق والاعتداء قال فافحم القوم ء وسمعوا كلاما لا يعرفونه ء قال فرجعوا الى عبد الواحد فاعلموه بقوله وقالوا خصمنا الرجل وما قدرنا على اجابته وليس عندنا ما نجيبه به ء قال فارجعوا اليه واسألوا الموادعة فى هذه الايام على ان لا نمض له ولا يس‌ض لنا ء قال فرجعوا الينا فاعطيناهم ذلكء قال ووقفنا مع الناس حتىامضينا الى جمع ثم الى منتى فنزلنا مؤخر منى فى عسكر نا . قال و كانت حليمة المهلبية اذ ذاك قد حضرت الموسم . وكانت من خيار المسلمات وفضلاهن وهى أم سعيدة فعالجت لهم طعاما فبعثت به مع آبی وافد وابنه وکانا فاضلين, قال واخذهم الحرس» فقالوا معكم السلاحءففتشوهما فلم يجدوا معهما سلاحا , قال و کان طعاما كيرا قال فحبسوهما حتى أصبح فلما اصبح ابو حمزة ارسل الى الوالى فقال له ء قد كان نقض من قبلك فان شئت ناقضناك وان شت نوف بعهدك , قال فارسلهما وتم المهد حتى فرغ الناس من مناسكهم ,. وساروا الى مكة قال فخرج عبد الواحد ودخل مكة , قال ابو سفيان وكکان 264 بلج بن عقبة يأتى لرمي الجمار فى اليل والسلاح . قال وكان ابو حمزة يقول رحمك الله وما يدعوك الى هذا لو جئت متنکرا حتی ترمیء قال فکان يقول لاء لا افعل ولا آمن غدرهم بنا ونقضهم علینا , فان فعلوا کنا قد استمددنا قال فأقام ابو حمزة بذی طوی قال و کان يدخل فيجمع ثم يرجع الى ذی طوى , قال فاجتمع اليه من نواحى مكة رجال من خزاعة مسلحون فى نحو أربعمائة رجل . قال ولم يكن يريد ان بعرض لاهل المدينة قال فخرجوا اليه فقاتلوه بقديد › قال فمما يراجعهم فيه من الكلام ان يقول انا ندعو كم الى الله والی کتابه فالی من تدعوننا انتم . قال فيقولون ندعو كم الى طاعة مروان فيقول يا سبحان الله ؟ ٤۹ ندعوكم الى طاعة الله وتدعوننا الى طاعة الفاسق مروان ء قال فاقتتلوا فقتل منهم أربعة آلاف‌قالواصيبمع ابی حمزة يوم مكة ابو عمر وابنه وكانا من افاضل المسلمين . قلت وقد وقفت فى سيرة عبد الله بن يحيى على الخطبتين اللتين خطبهما بمكة والمدينة متطاولتين بابلغ ما ياتى به خطيب ثم وقفت عليهما أوجن من ذلك قليلافيما صححته عن بعض خطب من أهل الخلاف , فآثرت ان اثبتها هنا على نحو ما صححته عنهم لان شهادة خصمك لك أصح من شهادة اخيك ك 265 يتجه ابو حمزة ومن معه الى السام فيعترضهم اهل الدينة خطبة أبى حمزة بيمكة روی رواتهم قال خطب ابو حمزة الشارى بمكة حرسها الله فصعد المنبر متنكباقوسا عربية . فخطب خطبة طويلة . فقال : يا آهل مكة تعيروننى بأصحابی وتزعمون انهم شباب ء وهل كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا شبابا ؟ نعم ء شباب ء مكتهلون عمية عن الشر اعينهم ناكية عن الباطل أرجلهم انضام )1( عبادة ء واطلاح سھں من تظر الله اليهم فى جوف الليل مثنية اصلابهم بمٹشانى القرآن , اذا مر احدهم بآية فيها ذكر الحنة بکى تشوقا اليها واذا مر بآية فيها ذكر النار شهق شهقة , كأآن زفي جهنم فى أذنه وصلوا كلال ليلهم بكلال نهارهم ء. انضاء عبادة ء قد اكلت الارض جباههم , وايديهم . وركبهم ء مصفرة الوانهم , ناحلة أجسامهم من طول القيام . وكثرة صيامهم . يستقلون ذلك فى جنب الله » موفون بعهدەء متحزون لوعده, اذا رآوا سهام العدو قد فوقت.(2)ورماحهم قد اشرعت‌وسيوفهم قد اتصلتت وأبرقت‌الكتيبة وارعدت بصواعق الموت , استهانوا بوعيد الكتيبة لوعد الله » فمضى الشباب منهم قدما حتى تخلف رجلاه عن عنق فرسه ء وقد رمت (3) محاسن وجهه الدماء وعفر جبينه التراب ء اسرعت اليه سباع الارض واتخطف اليه سباع الطيرء فكم من عين فم منقار طائر طالا بکى صاحبها من خشية الله ! (1) جمع نضو وهر الضعيف الرقيق الجسم . واطلاح جمع طلح من خلا جوفه عن (2) من أفاق اسهم وفوقه وضع فوقه فی الوتر لږرمی به ١ ابلت رغمرت محاسن وحهه 266 وکم من کف بانت من معصمها , طالا اعتمد عليها صاخبها فی ر کوعه وسجوده ! وکم من خد عتیق رقیق قد فلق بعمد الحديد ! رحمة الله على تلك الابدان وادخلهم بُضله فى الجنان ‏ ثم قال الناس منا ونحن متهم , الا عايد وشن وكفرة الكتابء وامام جائر . قلت وقد حذف راويها متها كثرا مما خاطب به أهل مكة من انواع التقريع بما اقام عليهم الحجة وقطع العذر فاثبتت ما اثبته بحسبه . خطبة أبى حمزة بالدينة روي عن مالك بن انس قال خطبنا ابو حمزة بامدينة خطبة شككت المبصر وردت المرتاب قلت وهذه الفاظ فيها جفاء . و کان ينبغی ان اسقطلها . لکن حکيتها على ما هي عليه . للسبب الذى قدمته , قال فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيئنا محمد صلى الله عليه وسلم . ثم قال : أوصيكم بتقوى الله وطاعته والعمل بكتابه وسنة نبيئه محمد صلى الله عليه وسلم . وصلة الرحم وتعظيم ما صغرت الجبابرة من حق الله عز وجل .› وتصغير ما عظمت من الباطل واماتة ما احيوا من الجور ء واحياء ما اماتوا من الحقوق . وان يطاع الله ,. ويعصى العباد فى طاعته ء والطاعة لله عز وجل ولاهل طاعته , ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق . ندعوكم الى كتاب الله وسنة نبيئه والقسم بالسوية , والعدل فى الرعية . ووضع الاخماس مواضعها التى أمر الله بها . انا والله ما خرجنا اشرا ولا يطراء ولا لهواولالعياء ولالدولة ملك نريد ان نخوض فيها ولا لثار قد نيل ولكن ما رأينا الارض قد أظلمت ومعالم‌الجور قد ظهرت ء وکس 267 انها خرجلثا فة اقامة الحق الادعاء فى الدين . وعمل بالهوی , و عطلت. الاحكام « وقتل القائم بالتقسط ء. وعنف القائم بال حق . سمعنا مناديا ينادى الى الحق والى طريق مستقيم , فأجبنا الداعي الى الله « ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض ولیس له من دونه أولياء أولئك فی ظلال مبين » فاقبلنا من قبائ شتی قليلين مستضعفين , فآوانا الله وأيدنا بالنصرة فاصبحنا بنعمة الله اخوانا وعلى الدين اعوانا . يا آهل المدينة آولکم خير آول وآخر کم شر آخر .انكم اطعتم فقهاءكم وقراءكم فأحالوكم على كتاب الله عز وجل غب ذى عوج بتأويل الجاهلين , وانتحال المبطلين فأصبحتم عن ال حق ناكٹين , آموات غير احياء » وما يشعرون . يا أهل المدينة , يا ابناء المهاجرين والاتصار والذين اتبعوهم باحسان ما أصلح أصلكم وآفسد فرعكم ! کان آباؤكم أهل اليقين ء وأهل المعرفة بالدين والبصائر بالدين , والبصائر النافذة , والقلوب الواعية .وانتم أهل الضلالة والجهالة . استعبد تكم الدنيا فأذلتكم , وغرتكم الامانى فأضلتكم , فتح الله لكم بابا فى الدين فسددتموه وأغلق عليكم باب الدنيا ففتحتموه سراعا الى الفتنة ء بطاء عن السنة عمي عن البرهان ء صم عن القرآن ء عبيد الطمعء حلفاء الجزع ء نعم ما أورثتكم آباؤ كم لو حفظتموه وبئس ما تورٹون ابناءکم ان تمسکوا به , وأخذوه صر الله کم على الحق 4. وخذلكم على الباطل . کان عدد آبائکم قلیلا طیبا , وعددکم کثرا خبیثا . اتبعتم الهوی فارداکم . واللهو فالها کم . ومواعظ القرآن تزجر كم فلا.تزدجرون وتعبر كم فلا تمتبرون .٠ 268 سألناكم عن ولاتكم هؤلام فقلتم فهم الذين تعلمو نه ا ونعلمه , اخذوا المال من حله فوضعوه فى غير حقهء اروج فجاروا فی الحكم فحكموا بغر ما انزل الله عزن وجل واستائروا بالفىء فجعلوه دولة بين الاعنياء منهم,. وجملوا مقاسمنا وحقوقنا في مهور النساءء وفروج الاماء , وقلنالكم تعالوا الى هؤلاء الذين ظلمونا وظلموكم ء وجاروا في الحكم وحكموا بغي ما انزل الله , فقلتم لا نقوى على ذلك وددنا انا أصبنا من يكفينا . فقلنا : والله نحن نكفيكم ثم والله لئن ظفر نا لنعطين كل ذى حق حقه فجئنا , واتقينا الرماح بصدورنا , والسيوف بوجوهنا . فعرضتم لتنا دو نهم فقاتلتمو نا فا بعد کم الله عز وجل , فوالله لو قلتم لا نعرف الذى تقولون ء ولا نعلمه , لكان أعذر لكم على انه لا عذر فى الجهل . ولكن آبى الله الا ان ينطق بال حق على الستنكمء ويأخذكم به فى الآخرة , ثم قال : الناس متنا ونحن منهم الا ثلائة حاكم بغير ما انزل الله . ومتبع له وراض بعمله . ثم نزل . فالله يتولى السرائر من عباده . ويجازى عليها › فهذا کلام لا مطعن فيه لطاعن , والله یهدی من يشاء الى صراط مستقیم . الی هاهنا انتهی مارواه». وحکی عن عیسی بن علقمة اصری قال کان اپو الح ابو اشر وطریقتت بمكة و كان له غلة تأتيه من البصرة و كان موسراء قال فكان استصلاح الاحداث يأمرهم ان يجعلوا تلك الغلة نقرة واحدة ذهيا › قال فأوتى بها فقسمها تصفين ففرق نصفها فى فقراء المسلمين وربعها فی نفسه . وربعا يحبسه لنوائبه . ولن يمر به من اخوانه المسلمين . وفى معونتهم , قال فکان شاب قد لازم آبا الجر حتی کان هو صاحب أمره ء والذی یلی حوائجه , قال فاوتی 269 بفلة تلك السنة ء كما بها . فقسمها نصفين فاعطى الفقراء نصفا وبقي النصف عنده آياما . ٹم انه احتاج الى ثمنه فدعا الشاب فقال يا فلان اذهب بهذه القطعة فبىها قال فخرج الفتى بها فلما خلا به الشيطان , قال لو قلت لابی الحر انها ضاعت ما سألنى عنها . قال فأبطاً عنه ثم أتاهء , فقال : ما حيسك ؟ قال إلا ان القطعة نشلت وذهبت قال ابو الحر : ففى الله الخلف , قال ء ولم يسآله عن شىء ء ولم يعاتبه . قال فخرج ابو الحر يوما الى السوق › قمر بالصائغ فاذا القطعة بين يديه موضوعة فاستأذن الصائغ فى النظر اليها ء قال فتظر فعرفها › ثم وضعها , ثم قال من أين هذه القطعة ؟ قال ناس من بنى مخزوم دفعوها إلي لأصوغ منها حليا » قال فانطلق ايو ال الى المسجد . ثم مر بالصائغ مرة آخرى ء فقال له الصائغ : يا ابا ال حى انى سألت القوم عن القطمة فاخبرونى ان فلانا ‏ يعنى الشاب الذى يخدم ابا ار هو الذی باعها لهم . قال فبعث ابو الحر للمخزوميين فسألهم , فأخبروه أن الفتى باعها لهم قال فانصرف ابو الح وكان له مجلس يجلس فيه للذكر يوم الاثنين ويوم الخميس ء قال : فدعا الشيخ الشاب فقال له : يا فلان اذهب الى فلان وفلان عدة من مشائخ المسلمين فأمرهم ان يحضروا فى مجلسنا ء قال : ففعل فلما توافى القوم ء قال لهم ابو الحر لا يكون اكش كلامكم , الا فى تعظيم الامانة ما عظمها الله , فان صاحبا لكم قد ابتلي , قال ففعلوا وعظموا من أمر الامانة حتى انتهى الكلام الى ابى الحر ء فعظم من ذلك ما شاء الله قال والفتى جالس قد غمره العرق ودخله من ذلك ما شاء الله . قال ثم خرج القوم ولم يبق فى البيت الا ابو الحر 270 والفتى فوثب اليه الفتى فقال يا ابا الحر انى بالله ثم بك , قد والله هلكت انا. أخذت القطعة , قال فقال ابو الس الله أكبرءهذا الذى اردت هى لله ولك ولا حاجة لى فيها ء قال فاستفشر الله الفتى ٠ واقام مع ابى الح على احسن ما کان . وحسنت حاله حتی مات . قال واخبر نی على بن علقمة ان شابا کان ابا الح ويلزم مجلسه ثم فقده ء فأتى الى والدته , فسألها عنه فقالت يا ابا الحر قد والله خف فى السفه والبطالة . وما يأتينا الا من الليل الى اللي , ونصف النهار . وقد والله ذهب ما فی يده ء ولم يستتر بشيء , قال فقال لھا !یو الس اذا انا جئت وهو هنا فاذنی بی ولا تحبسینی على الباب , قال فلما كان نصف النهار اتى ابو الحر ومعه ستة اثواب وئلائمائة درهم حتى وقف على الباب فاستاذن فأذنت ثه المجوز ء فدخل فاذا بالفتى فى ناحية من البيت فى خلق له . قال و أقبل عليه ابو الحر ء ٹم قال له : ما آأرى منعك عن ان تأتينا الا العري ونحن اسنا ى أمرك ء فاعلم انا لا نعود الى مثلها . فخ هذه الاثواب فاكتس منها بثوبين ء ولوالدتك ثوبين . ولاختك ثويين وهذه الدراهم فانفقها على نفسك ء ثم خرج !بو الح قال فرجع الفتى الى احسن ما کان وحسنت حاله . فلم یزل مع ابی ار حتی قتل معه يوم مکة . وعن آیی سفیان ان ابا الحر اهدی له من انبصرة بساطا قال فوجد فيه تصاویر . قال فباعه قال فقال له وائل هذا مما يوطاً أو يتمهد فلا باس به , فلم یعتبر کلامه حتی باعهء ومن أحسن الاجوبة ما اجاب به ابو ار فیما آبو سفيان قال كان لابى الحر بمكة مجلس قال فقال له 271 الاخوة فى الاين أقوى من الاخوة فی السب بعض اصحابه يا ابا الحر انا لتخاف ان يظهر علينا , قال : ويحك اما سمعت الله يقول : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) والله يحفظكم . وذکر اہو سفیان ان اپا الجر کان فی المسجد جالسا فی حلقة فقدم أخوه الحسن من العراق , قال فاقبل ير يده حتى جاء الى الحلقة ظن انه يقوم اليه , فلم يقم اليه وأخذ أخاه بيده . وهو جالس ء قال ولم یکن يراه منذ زمان . قال نبينما هم كذلك اذ طلع اليه رجل من آهل عمان فلما تنظ اليه ابو الحر قام قائما وخرج من الحلقة فتلقاه , فاعتنقه وقبل صفحتی عنقه » ورحب به . قال فسقط فی ید اخیه فقال له مودة هذا على غير مودتك لان مودة هذا على الدين وآنت على النسب . 272 الطيبشة الرايعة 150 200 الربيع بن حبيب منهم الر بيع بن حبيب رحمه الله طود المذهب الاشم ء وعلم العلوم الذى اليه الملجاً فى معظمات الطب الاصم « ومن تشد اليه حبال‌الرواحل وتزم» صحب ابا عبيدة فاغترف من بحره الزاخر › ولزم مجلسه فكان الاول والآخر . روی عنه « المسند » المشهور ء المتعارف البركة على مر الدهور ء وله فى الفروع كل قول ومذهب » اجوبته من المتعمدة فى المذهب , باين من خالف من محاضريه آهل العدل والصواب ووقف فى الامامة والولاية والبراءة عند موافقة السنة والكتاب . والصواب عند نا فى كل ذلك جوابه . فان سمعت بأصحايه فنحن ‏ وال حمد لله اصحابه .٠ قال ابو سفيان اجتمع وائل بن ايوب ء والمعتس بن عمارة . وجماعة الى الربيع ء فسالوه ان يخرج الى الموسم قال فقال , لا اقدر وما عندی ما اتحمل به . فمشوا الى رجل من المسلمين يقال له النظر بن ميمون . وكان رجلا موسرا من تجار الصين , اعلموه بقوله , قال فأتاه بار بعين دينارا فقال حح بها فلم يقبلها منه و کان به خاصا ء قال فجاءه وائل والممتمر فقالا له : سبحان الله يا ابا عمرو تعلم حاجة 273 يتحرج من معونة تعدم اليه بشرط الناس اليك وكنت اعتلثت بانك لا تجد ما تحمل عليه . فلما جاءك الله بما تتمتع به آبیت ان تقبل ! قال : اته قال ى خذها على انك تحج بها . ولست اقيلها . على شرط ء قال فأتوا الى النظر فاعلموه بما كره من قوله فاعتذر . فقال والله ما علمت انه يكره ذلك , والآن فخذوهاانتم فادفموها اليه , قال فأبى ان يتبلها بعد ذلك . قال ابو سفيان کان ابو عبيدة عبد :نله بن القاسم ريما سئل عن مسألة فيقول : عليکم بوائل فانه اقرب عهدا بالربيع . قال ابو سفيان اخذ ابو جعنر رجلا من المسلمين من آهل الملوصل فاستحلفه بالطلاق ان ماله علم برجل اتهم انه عنده ولا له عنده مال , قال فحلف الرجل ماله عنده قليل ولا كثير فخلى سبيله قال فرجع الرجل الى منزله › فوجد نعلا للرجل فكتب بالمسالة الى الربيع فقال لا اجيبه فيها حتى اليمين انما تنمقد يأتى الرجل بنفسه ء قال فقدم عليه فأمر الر بيع ان يجمع ولخو اسل أصحابه قال فجمعهم فحضر شعيب بن المعروف وابن عبد العزيز وجماعة ممن حضره يومئذ قال فقص الرجل يمينه , فال فقالوا له الملوك لا يستحلفون على النعال ولا على ما يشبههاء انما حاجاتهم الاموال العينء قال و اجمعواعلى انه لاشیء عليه . قال والر بيع ساکت لا يتكلم . قال . فقال له الرجل ما تقول یا ابا عمرو؟ قال آرى فراقها . قال شميب يا ابا عمرر وانما الملوك لا يستحلفون على النعال » قال صدقت ولكن صاحبنا حلف ماله عنده قليل ولا كثر . وهل تخلو النمال من ان تكون من القليل أو من الكشير ؟ وفي هذه القضية وجوه منها انه استحضر محاضريه المذكورين وشاورهم فى الفتى وذلك لوجهين احدهما لعله ان يكون 274 ذلك قبل ان يبرا منهما , فأراد الاشمات بهما , أو انه استحضر هما بعد ان وقعا فيما وقعا فيه فاراد استعجازهما وعندى ان الربيع رحمه الله شدد فى جوابه ,› لان فى الجواب الذى اصاب صاحبه مخرجا من ذلك الضيق ,. فان يمينه انعقدت على علمه . ولا علم له بالتعل ,. وأيضا فان لفظه عندى ما يلزمه منها الا ما لزمه من ذلك , فان فيها تخصيصا لا يقتضيه قصر الحلف لكن لعل اخذه بالاحوط أسلم . وقال ابو سفيان اجتممعت یوما انا وحيان بن حاجب عند الر بيع بن حبيب ء فقلت يا حيان أخبرنى ما الذى فرض الله على محمد والمسلمين يوم الحميس ان يصلي للظهر ؟ قال أربعا ,. قال . فقلت له وما فرض الله عليه يوم ال جمعة ان صلی ؟ قال فر ض الله عليه ان يقيم العدل ويصلى فى وقته ركعتين › قال قلت له ولم ؟ أو لم يفرض عليه فى يوم الخميس ان يقيم العدل ويصلى أربعا ؟ قال فلم یجبنی بشیء قال فقال لى الر بيع اشدد يدك يا محبوب. قال ابو سفيان مات جدى من الرضاعة وکان یسمی المليح . وكان من المسلمين فاتانا الر بيع وكان المليح لم يوص فأرسلنى الى بنات له , فقال !قراهن السلام وعزهن عنى فى أبيهن وقل لهن : ان الملیح کان عند ن ممن یدين بالوصية ء ويراها حقا عليه واجبا , وانه قد مات وعليه الامر ولم يوص ء وانى أرى لكن ان تخرجن عته آلف دینار فی قراباته ووکرا من یر فی کشارات آیمانه . قال ابو سفیان وکنا نری تر کته تبلغ ثلاڻين آلف . قال ابو سفیان قال ابو الر‌ بیع , جاءتنی امرآة فی مسألة لم اسمعها من احد . فقالت , ما تقول فى مسجد 275 داي حيان فى صلاة الحمعة ورد الربيع عليه مات ولم يوص فاخرج عله وصة لاه بدين بها ابو عبيدة يقول : فى الريع كفاية عمن سواه عليه سلّم هل للحائض ان ترقى على السلم الذى على المسجد ؟ قال فقال الر بيع لا يسح ذلك , قال وكان الربيع يقول ليس لها ان تصل المسجد بید‌ها » ولا شیء من جسد‌ها وان ارادت ان تأخذ منه ثوبا فلتأخذه بعود ›. وبما شاءت غي جسد‌ها . وقال لا اصاب ابا عبيدة الفالح وحضر خروج الناس الى الموسم ومضى حاجب الى ابى عبيدة وعيد الله بن عبد العزين ليبعثه مع الربيع الى الموسم , قال فابی ابو عبيدة وقال لا افعل , فقيل له : فالمئنى بن المعرف , قال نعم الربيع , والربيع حاله فى فضله وسنه ومعرفته على ما تعلمون ! فما اشير عليكم ان تبعثوا غلاما حدثا مثلى مع الر بيع ء فيقال : لم تنجد من نبعث الى الموسم الا هذا الغلام وفى الربيع كفاية عمن سواه › قال فبلغ قوله ابا عبيدة فازداد فی نفسه له محبة وازداد عند هم بذلك رضى ء قال ابو عبيدة صدق المثنى قال ء٠ فتوجه الربيع للناس ذكر الربيع عند ابى عبيدة فقال فقيهنا وامامنا وتقينا ء قال و كان الر بيع اذا سئُل عن مسألة فقيل . يا ابا عمرو ممن سمعت هذه المسألة ؟ فيقول : انتما حفظلت هذا قول احدهم . لم يتن يکاد یخفی عليه قول واحد متهم الا انه ربما اشتبه عليه قول من المسالة قال ء وقل ذلك . وقال قدم أبرهة بن عطية من الجزيرة الى البصرة ء فنزل فى جوار الر بيع « بالحرسة » فدخل عليه وسلم , فقال 276 یا ابا عمرو رجل من اخوانك ۰ فقال من آی بلاد انت ؟ قال من أهل الشام , فلم يفتش الر بيع قال وكان يختلف اليه ويسأله عن الفته ولا يحرك شيئا من أمر القدر ء فلبث بذلك آياما حتى دخل على الربيع بعض المسافرين ء وقال له الربيع : سلم على اخينا هذا فسلم عليه . ثم قال ممن انت یا فتی ؟ قال من آهل الشام قال ما بالشام احد من أهل هذه الدعوة ء فمن أي الشام انت ؟ قال من آهل الجزيرة , قال لعلك ابن عطية , قال نعم . قال يا ايا عمرو هذا ابن عطية الذى آهلك آهل نجران هو وابوه مسن قبله (۲) فلا يدخلن عليك ولاتتعمه علينا . قال فقال له الر بيع اسرعت على الرجلء قال فقال ابن عطية يا ابا عمرو ما سألتك قط عن أمر تنكره . انما اريد ان أسألك عما يحتاج اليه الناس من الفقه من الال والحرام ء قال فخرج الرجل واتى ( وائل ) والمعتمس ء وعبد الملك . وجماعة من اصحابنا فاعلمهم بحال الرجل قال فمشوا الى الربيع مفتضيين , فدخلوا عليه فقالوا انزلت ابن عطية وقر بته ء قال فقال لهم لا یجمل بمٹلی ان ارد من یآتینی مع ان الرجل لم يسالني عن شيء اکرهه ولم اکن علمت به , قالوا فلا يدخل عليك ولا تفته فى مسآلة واحدة . قال فلما غلبوا عليه حمل نفسه علی رده . قال ابو سفیان فاتاه ابرهة کما کان یاتیه فلم یاذن له » قال فبکی وقال » ما کنت اظن ان الر بيع فى فضله وورعه وحاله یرد مثلى , واتما آسآله عما ينتفع به الناس من أمر دينهم , قال فارتحل من د الحرسة » الى داخل البصرة . (1) أورد القصة صاحب السير . رحمه الله , الا أنه ذكر أهمل خراسان عحوض آمل نجران . وهو أنسب للموضوع وابن عطية هذا ممن خالف أهل الدعوة «الاباضية» فی مسالة القضاء والقدر ومال فيهما الى رأى الممتزلة , وكان من تلامذة ابی عبيدة 277 انما اريد ان اسالك عما يحتاج اله الناس وائل بن ايوب الحصرمیى ومنهم وائل بن ايوب الحضرمى رحمه الله .٠ صنو الربيع وتلوه . ومن له فى حلية الفضائل مثواه , فانهما رضيعا لبن التفقه فى العلوم » وفيما ‏ هو ب خير ميراث ء فما منهما الا له فيه مقام معلوم ,. وان کان لايى عمرو فضل وزيادة وشهرة فى الافادة ,. والاستفادة . فان لوائل اتواعا من حميد الصفات أحيى الله بها على يده عظم الدين الرفات » من طیب شیم , وخلق کريم. واهتبال بالتعلم والتعليم . فكم من ضال هداه الله به ا ى صراط مستقيم وسافل آعاده الى احسن تقویم » فبرکته شاملة فی حياته » وبعد الموت , وآثاره المتقفات بالعراق ء والمغرب › وعمان , وحضرموت ,. فله الحظ الاوض فى طر يقه المتفقهين . وله فى مسالك الصلحاء رتية وقوانين قد تقدم ما رویناه عن وائل من قوله : انما الفقيه ا'لذى يعلم الناس ما يسع الناس فيه مما سألوه عنه , واما مسن يضيق عليهم فكل من شاء اخذ بالاحتیاط , قال ابو سيان كان عيد الله بن القاسم ربما سئُل عن مسألة فيقول عليكم بوائل فانه آقرب عهدابالر بيع رحمه الله ٠ محبوب بن الرحيل ومنهم محبوب بن الرحيل العبدى رحمه الله , احسد الاخيار الانجار » وممن سبق الى تخليد سي السلف الاخيار (1) واللف مما يحصل عنده عنهم من الآثار ‘ وجمع ذلك فى سلك واحد بين غرائب الفقه ٠ وعجائثب (1) يمنى بهذا سيرته التى كتبها فى التابمين ومن بمدهم من أيمة الاباضية رحمهم الله . وقد اعتمدها صاحب الطبقات . ونقل عنه كثيرا وهو المعنى بابي سفيان 278 الاخبار . وذكى مناقب المجتهدین من مجاهدین فی سبیل الله وأنصاره . ونبه عنى مثالب من بدا مته اقصار ء والمشعرين التدابر , والمولين الادبار . واعتذر عمن قام عذره واستحق قبول الاعتذار . هذا وهو ممن صحت عليه الفتاوى وانتفع به مصاحبه من مر حل وثاوى , وجملة الاس ان سناقب ابى سفيان ء مغنية شهرتها عن المشاهرة ء فقد قامت مقام العيان وانه لو لم يوش عنه الا عهده الذى جمع فيه المواعظ والحكم والآداب وجمل فيه تنبيها وذكرى لاولى العقول والالباب . لكان بذلك ما تؤدى التفس من المراقى والمناط ولكان كافيا فى معناهء . عما عداه (1) . فكتب به الى عيد الله بن يحيى . وعالج به القلوب الميتة فأحيى . ونصه : عهد محبوب بن الرحيل الى طالب الحق بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وله وسلم تسليماً . أما بعد : فان الله تيارك وتمالى جمل من طاعته طاعة ء من عمل بها كانت له درجة ونافلة ء وزيادة خير ء ومن لم يعمل بها لم يزله عن اسلامه ولا يضره شىء ولم يكفر بها . وعليه حقوق يسئل بلاغها ء وجعل مما نهى عنه زواجر من انتهك حرمتها لم يقبل الله له صنيعا حتى ينتقل عنها . ومن زواجره زواجر من اصاب منها شيئا لم يحبط عمله ولم يكن كافرا , ولم يحق عليه ا حق على راكب الكبائر الموبقات الهلكات ,٠ مالم يتخذ‌ها دينا . فيذكرها فيصر عليها » ولايتوب منهاء وجعل وظيفة طاعته ايمانا بالله واليوم الآخر واللائكة 279 ليست الطاعة فى هسوی واحد هن الاحر والمكانة الى آخر الآية (4) وصيام رمضان وحج البیت من استطاع اليه سبيلا ء والوفاء بالمهود , واداء الامانة , وملازمة آهل الحق وفراق أهل الباطل ء فهذه عرى الاسلام ء ووظائف الدين ,. واصل الايمان فمن رغبت عنه نفسه ويتبع غيره يكن من الخاسرين ء فهذه العزائم من الطاعة وجعل مسن طاعته الحج بعد الفريضة ء والعمرةء والصدقة , والصيام بعد رمضان ء وقيام الليل والانصات عند قراءة القرآن فمن بلفه الله هذه كانت له الفضيلة ومن لم يستطعها كان مسلما , ما استمسك بوظائف ما كان يعرف قبل ذلك من الحمق . وهذا التطوع من طاعته . وجعل مما نهى عنه أن لا تشرکوا به شيئا ء ولا تعبدوا الا اياه , ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بال حمق » ولا تنكحوا ما تكح آباؤكم من النساء , والزنا ء وقذف المحصنات , واكل مال اليتيم . فهذا كله موجب موبق بمن انتهك منه شيئا حتى يتوب الى الله متابا ». وكل معسية اصابها مما نهى الله عنه وأوجب الله فيها عذابا فى الآخرة ونكالا فى الدنيا فانه يصير بها كافرا لا يقبل الله منه عملا حتى يتوب الى الله متابا . ومما نهى عنه أن الله تبارك وتعالى قال : «يايها الذين ءامنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى» الاآية , وقال «ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها» «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض» . «ولا يآب كاتب ان يكتب كما علمه الله » . فهذا عيب ودنس مسن اصاب منه شيئا لم يبلغ الكفر ولم يزله عن اسلامه , ولم تخلع ولايته» ما اجتنب الكبار من المعاصى . وقال : «ان تجتنبوا کبائ ما تنهون عنه نكف عنكم سیئاتكم» . وقال «اولئك الذين يتقبل عنهم احسن ما عملوا ويتجاوز عن (4) يمنى آية البر من سورة البقرة 280 سيئاتهم » . وقال « يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله » ء فهذا اللمم من الذنوب من اصابه وهو مسلم يففره الله . وقال : «ان الله لا يفشر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء» . ما لم يتخن‌ها دينا يدعو الناس اليها » ويستتاب حين يصيبها فان ابى واخذته المزة بالاثم وحمية الجاهلية واصر على هذا فعند ذلك تخلع ولايته .٠ فاتقوا الله ولا تجملوا كل من نزل به بلاء من الله كافرا فليتب من انزله تلك المنزلة فانه يصب على ما ترك من طاعة الله فاسقا كافرا . فان العامل للمعصية كالتارك للطاعة . فاذكركم الله العظيم لانفسكم لا اعتقدتم ذلك ء فان لكل منزلة سيرة . ولكل شهادة حكما , ولكل حد عقوبة وقد بلفنا ان الرجل يكون فيكم زمانا لا ترون منه الا ما يعجبكم من الرآى , والاجتهاد , والنسك . ثم انه يصيب ذنبا فتخلعونه وتحقرونه من غير أن يعلم انكم قد پر نتم منه . ویری انکم عنه راضون ٹم ینکر منکم اشيا لم يكن یراها قبل منكم فياتيكم فینشدکم الله ویسالکم النصيحة وان تبينوا له ما يريبكم ولا يعجبكمء وان ترضوا عنه , فتكتمون عنه , ولا تنصحون له ولا ترضون عنه ء وأذكر كم الله لم لم تفعلوا ذلك ؟ فانه نقص لكم شديد وعيب فى دين الله . ولم يكن ذلك فى دين المسلمين قط ء وان كان مابكم من اجل الذى اصاب فان الله يفضر عند التوبة فاذكروا ما تصيبون من الذانوب فان لكم فى ذلك عبرة ان تمتبروا . وتقولون انا ان استتبناه متى يتب فانه يعود » وما يدريكم ما يحدث الله بين الليل والنهار وما يحدث فى القلوب ؟ فياتيكم تائبا فتردونه كما اتاكم 281 بينوا ئلمذدنبپ ذنبه قبل التبریء منه وابعاده ولا تتولون عند توبته فاذكر كم الله العظيم آلا تشرعوا شيئا لم ياذن الله‌بهءوآن لا تبتدعوا شيئا لم يکن فی دين الله ولا سنة رسوله عليه السلام , ولامن بعده › وقد اكمل الله الدين ورفع التنزيل وكمل الكتاب ولم تجدوا لذلك برهانا , لا آية محكمة , ولاسنة ماضية ء أن تردوا على تائب توبته . فاتقوا الله فان ذلك ليس بايديكم منه شىء , ولا تملكونه , وقال الله عز وجل : «قل لوانتم تملكون خزائن‌رحمة ربى اذا لأمسكتم خشية الانفاق»ء فان کان ما بكم تقولون یعنی اذا استتبناه من آمر عاد فيه ء فما يضركم من ضل اذا انتم مهتدون بولايتهم حين يتو بون واظهروا لكم المعروف تضلو نهم حين عادوا الى ما نهوا عنه . وتابوا منه ؟ قال الله تارك وتعالى : «من اهتدى فانما يهتدى لنفسه › ومن ضل فانما يضل عليها » وما انت‌عليهم بو كيل» «فان‌تابوا واقاموا الصلاةوآتووا الزكاة فاخوانكم فى الدين» وقال : «فان تابوا واقاموا الصلاة وآتووا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم» . وان کان ما بكم انکم تردون توبتهم فان تقولوا انهم يخدعو ننا فاتقوا الله فان من يخدع بالله يخدعء ومن يخادع الله فهو المخدوع وتخرج ضفنته لوليه . ولا تأخذوا بالظن فی ذلك . وتتر كوا اليقين ؛لذى ظهر لكم , ولا يكذ بن ظنكم 7 وان كان بكم ان لا تتولوا إلآ كل مجتهد حريص لا يفتر عن صيام وقيام ولا ترون فيه عيبا فان المرسلين والتبيئين لم يزل بعضهم افضل من بعض ء ولم يكن البشر لا پخسون الناس قط فيما مشى ولا فيما غبر اجتهادهم سواء 5 ولا اعمالهم سوام ء وقد قال الله تعالى : « الذين اصطفينا 282 من عباد‌نا ثمتهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالحرات باذن الله » وقال «ويوّت كل فضل فضله» وقال : «تلك فضلنا بعضهم على بعض ء٠ متهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات » . وقال : «ولکل درجات مما عملوا» فاعتبروا من الناس على عهد ذبیکم عليه السلام والخلفاء من بعده كل الناس کانوا مسلمين وولايتهم واحدة منهم الضعيف والقصي النظر ء وهم الذين تكرهون ولايتهم ء هم آعلم بالسنة وادرس للقرآن . واشد اجتهادا من هؤلاء الا ما شاء الله . ولا تجعلوا هؤّلاء الذين كانوا منكم زماتنا من آجسل ذنب یصیبونه فمن لم یکن منک غير ائه کیں ذنبا واعظم جرما من الذین کانوا منكم ثم تر كتموهم ء فلا يعرف دینکم أحد ولا تجالسونه ابدا وان کم مستجيبا فمتى تفعلوا . هذا الذى اخر بدينكم الى انتحلتموه لا یستجیب له احدء فكل دين لا يستجاب له فهو دين الضلالة , ان لم تصح فى الله ولا فراقكم ء فاذكر كم الله العظيم لا تضيقوا ما وسع الله تبارك وتعالى فانه «يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئاتء ويعلم ما يفعلون . ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ء ويزيدهم من فضله , والكافرون لهم عذاب شدیيد ». ین الله واسع يجب أن يدخل فيه ويدعو الله (2) ء فاحيوا ما احب الله . وارضوا بما رضي الله , واهتدوا بهدی من هدي قبلكم › ولا تشدوا من الامور عليكم فتکون لكم فيه سلكة وقد عاب الله تبارك وتعالى آقواما جمل “NEESER (1) لعل الصواب كمن لم يكن منكم (2) لعل الصواب وأآن يدعى اليه بالبناء للمجهول 283 محبوب يشسکو اهل زمانه صدورهم ضيقة حرجة كانما يصعد فى السماء الى آخس الآية ؟ . (4) اما بعد فان خير الاخوان الناصحون حين يتناصحون ء وافضل الاخلاء من عطف عن التقوى وافضل الاخوان الراشدون فى المضلات , المذكرون فى الففلات وهذا يوم تناصح الاحباء ء ان الاموات فى سكراتهم يعمهون ٠ حين عاد الدين غريبا مفقودا , وعاد أهله غر باء منفيين ء وقد استحوذ ابليس على العباد فهم له جند محضرون وقد تبذوا الكتاب جملة من شدة البلاء , وقد توارٹوا نبذه عن الآباء ». حين مالت بهم الاهواء وجعلوا مكانه تحريفا لكاتبه كذ‌با وتکذیبا . باعوه بالبخس وکانوافیهە من الزاهدين فقد أصح البلاء فى زماننا على الاتقياء ء فى الخاصة والعامة ء فسموا بصدقهم كاذبين › وبايمانهم كافرين , وبهداهم ضالين فقد بقوا وبقي الكتاب اليوم وأهله غريبين طريديين منفيين نافيين مستفنيين مع ذلك عمن استفنى عنهما , فيا حبذا ذلك الغريبان الطريدان النافيان المنفيان ٠ والناس اليوم قد اجتمعوا على الفرقة ء وتفرقوا عن الجماعةء فصار أس سلطانهم بينهم بعد ان کان شورى بينهم وفيئهم بعد قسم الرب دولة وغنيمة › ليس يلون أمر دينهم الرضى ولا عن رضى اهل الرضى اليهم فى فعلهم امام الكتاب وليس الكتاب له بامام ء يدخل الداخل بينهم ا سمع من حكم القرآن فما يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين › لانه يوضع فى يده خلاف القرآن اذا عمل به خرج من الدين فينتقل من ولاية ملك الى ولاية ملك ء (1) يعنى آية سورة الانعام عدد 125 « فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجمل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد فى السماء , كذلك يجمل الله (2) همكذا العبارة فى النسخ 284 ومن سلطان ملك الى سلطان ملك . فليس له امام يسوسه ولا على أمر الله يطيعه فيبقى متحيرا واشتبهت عليه الامور كما قال : لا بصر آهتدی به ولا بصبر یقودنی ء فان احتاج الى العلماء والقراء وجدهم يدينون بطاعة الحبايرةء وآخر استحكم حكم القرآن مثل ما عليه الصديقون فاظهر أمر الله » فصار عند علماء آهل زمانه ضالا اذ لم يوافقهم على خلافهم لله . وهو كاليتيم المفرد يستذله من لايتق الله. فالناس اليوم على ثلاثة : فرقة تميت الحق وهم علماء السوم طلبّا للدنيا وعلوا فيها فافتوا بغي الحق ء ودعوا الى أتفسهم فتسبوا أهل سنة وجماعة . وهم آهل بدعة وضلالة . وقد قال الله عزن وجل : « ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس غى الكتاب اولئك يلعتهم الله 4 ويلعنهم اللاعنون » . واما الفرقة الثانية فهو كما قال فيهم الحكيم الصادق : ان لله عبادا رسخ عظم جلال الله فى قلوبهم , وركدت شفقة هيبته فى صدورهم . وتمكن الحیاء منه فی ضمائرهم ء ووطنت الفكرة افئدتهم . العبرة بين أعينهم ء وجرت ينابيع الحكمة من دقائق سرائر اخلاص صدتقهم على اطراف ترجمة السنتهم , فأنار بهم الدين › وانحسرت بهم ظلم البدعة ء وبادت بهم سواد الضلال ء وارتعد بهم موارق الجهال , وابت عليهم دعاة العمى , وازدادت بهم هدي نصرة الهدى , اولئك الذين كفوا عن الدين تأويل الزائغين . وتحريف الملحدين . وشكوك الرتابين , واغلام المعتدين . وحيرة الملتحرين بالدين , الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا احيانا بمصرع الدنيا › والشراب بكاس 285 لاء اول يالاقتداء بهم الشىء يعرف ده سياسة غدراتها ء وتسليم الدين خشية آفاتها . فاتبع الذين صدقت أقاويلهم افعالهم ‏ أو قال اعمالهم ‏ وانقطعت من الدنيا آمالهم وكانما سمعوا بآذا نهم الى صراخ أهل النار فيها أو تشنیش غلیان جماجم آهلهاء فهم محزو نون وان ابتسموا الى اخوانهم › وهم المنعمون(1) بسرور الدنيا وان خانطوا هلها فيها فاولئثك الذين لا تعتريهم سآمة ولا تجتريهم رغبة . ولا ينظرون الى الدنيا بعين نقية ولا يعقدؤن لها على مودة , ولا يفرحون فيها على زينة › بل ضربوا نى السهم الاوفر ,. ولزموا الطريق الاقصد ء وسلكوا السبيل الا رشد , وهم ائمة التقى ونجوم الهدی , وامام الدين ء ومتار الاسلام, كلامێم حكمة ء وسكوتهم حجة ومباينتهم حسرة . ومخالطتهم غنيمة والاستنان بهم حياة والاقتداء بهم تجاة. فعليك ايها الزائغ عن طريقهم . والراغب عن سبيلهمء بالاتباع فاته ليس الاتباع كالابتداع . وعليك بطريق من كان يالله اعلم و بحلاله وحرامه منك ايصر › وسن طائفتك الشاذة وعصابتك المناكثة التى ليست بهادية ولا مهتدية بل ضالة مضلة › زائفة عن سبيل الرحمن ء سالكة لسبيل الشيطان .٠ اعلم يا قارىء القرآن انك لن تتلو القرآن حق تلاوته حتى تعرف الذى حرفه ء ولم تعرف الكتاب حتى تصرف الذى نقضه ولم تعرف الهدى حتى تعرف الضلال , ولم تعرف التقى حتى تعرف البدعة , فاذا عرفت البدعة فى (1) کذا فی النسخ لعل الصواب وهم الممتنعون عن سرور الدنيا 286 الدين والتكييف ,٠ عرفت الفرقة والتحريف وأن من هوى كيف هوى وان علم القرآن ليس يعلمه الا سين يخاقه ء فابصر به من عمی . وسمع به من صمم . واحيي به بعد اذ مات ونجا به من السيئات . واعلم يا قارىٌ القرآن ان العهد بالرسول قد طال ء ولم يبق من القرآن الا رسمه , ولا من الاسلام الا اسمه ء وان الله لم يجعل ما قسم بيننا نهبا , ولا لينلب قوينا ضعيفنا , ولا کثیرنا قلیلناء بل قسم غلینا برحمته بالاقسام وبالعطايا بالعدل والاحسان . فمن اجترآ على الله ممن زعم ان له اقساما بين العباد سوى ما حكم به الكتاب › فبيننا وبينه الحكم : والعدل والشاهد الذى لا تكذب شهادته ولا تبطل عدالته فلو كانت الاحكام كما حكم به أهل الجور والآثام لا کان بیننا خصام ء ولا تداعیتا الى حاکم کما لا يستآأذن بعضنا بعضا فى اللحا والالوان . درتمام الخغلق والنتصان , وقديما اتخذت الجبابرة عباد الله خولا ء ودينه دغلا . وماله دولا . واستحلوا الخمر بالنبيذء والملكس بالزكاة والسحت بالهدية ء يأخذونها من غضب الله زينفقو نها فى معصية الله .٠ واتخذوا على ذلك من خونة العىم اعواتا . ومن الوراع اعواتا . ومن الصناع اخوانا . ووجدوا على ذلك مسن المستأكلين اعوانا . فهوّلاء الاعوان خطبة أهل الجور على المنابر وبهؤلاء الاعوان قامت راية الفسق فى العساكر وبهؤلاء الاعوان اخيف العالم فلا ينطق ولا يفطن بذلك الجاهل فيسئل وبهؤلاء الاعوان مشى الؤّمن فى اطراف ارش بالتقية والكتمان . فهو كاليتيم المفرد يستذله من لا يتق اللهء واعلم بانك فى زمان وجد فيه من لا يوجب 287 اكام الحورة لا يقفون علد حدود الله جملة ما بدين به اهل الدعوة ويدعون اله الميعاد قد رفمت لهم الحبابرة اعلام التكاثر فتنافسوا فيها وتشاحنوا عليها حتى محلتهم الفتن بعبارات القرآن ء فتلك معالم الطفيان وأذت-همتلك المحلة بالعمداوة والهجران . (1) واعلم ان فى معاينتهم مشبة اشتعال النار . واحكامهم المرص والتحضيض على الشهوات وفى معاشرتهم ذم للقناعة وتصغير للنعم . وهو كما جاء فيهم الحديت مساجدهم فى ذلك الزمان عامرة وانه قد بدل على ما کان فيها من الهدى , سكانها وعمارها اجابت الى الخطيئة فى مساجدهم فهى اظهر متها فى الريبة لان آهل الريبة اذا رأوا من لا يريد ما عندهم اختفوا بالخطيئة فهؤلاء قد بارزوا بالمحاربة وكذ بوا على الله فى العلانية , فواحدنا يقول سمعت وما اكذب , ونطقت وما اكذب , وذلك انی لم ادرك من الاسلام الا رسما عافيا وعلما منقطعا باليا ء فصرت ميتا بين الاموات ء. وحيرانا بين المتحرينء فلو آمرت بممروف آو نهیت عن منکر لم اکن للظالين ظهيرا , ولا ان يدين بطاعتهم مواليا ولا كنت کامستمطى حتى یظهر حکم ربی . الحمد لله الذى جعل فى كل زمان وأوان اقواما يذ بون عن دينه . عارفين بحكمه تابعين لسنة نبيئه أحمد صل الله عليه وسلم , اخذ من الد نيا قوته كفافا . ولم ينازع آهله فيها عفافا , وقال يدعو لى الله وای كتايه والى سنة محمد صلى الله عليه وسلم ونجيب من دعانا اليها : الله ربناء ومحمد عليه السلام نبي نبيئناء والقرآن امامناء والكمبة (1) لملك تلاحظ ايها القارىء الكر بم شيئا من الغموض فى الفقرات الاخيرة , وهذا هو ما وجدنا فى النسخ التى اعتمدناها جميما . وما يوجد بين مطتين زيادة منا لتستقيم العمبارة ۰ 288 قبلتنا » رضينا بحلاله حلالا ء وبحرامه حراماء لا نبتفى به بدلا , ولا عنه حولا » وندعو الى فرائض وآيات محكمات وانا فى آثارها مقتدون بها ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم 4 ان الذى ندين لله به الدعاء الى سبيل المقتدين قبلنا . والاخذ منه بسبيلهم , والاعتراف فيه لهم بفضلهم الذى فضلهم الله به من سابقتهم ء. وفراق الناس جميعا على المعصية وانزالهم حيث أنزلوا أنفسهم ء والسيرة فيهم على قدر منازلهم , والامر بالمعروف والمعروف طاعة ء والنهى عن المنكر , والمنكر معصية الله , وفراق أهله كله مع شهادة ان لا اله الا الله فردا واحدا ليس كمثله شىء ومعرفة الموت , والبعث , والحساب , والحنة . والنتار والايمان بما انزل الله من كتاب وبما ارسل من رسول ء ونتولى الله ورسوله والذين آمنوا ونخلع ما سواهم , ونقر والطاعة ». وعنه آنه قال : کان رجل من «ضنو» هو ابن عم المسيب ابن زهير . و کان صفريا ء. و کان من اصحاب شبيب ۾ و کان المجاج بن يوسف طلبه فهرب الى البصرة فنزل عندنا فى دربنا فی الازد واكتتم عندنا , قال فدعاه المسلمون الى الاسلام , فاجابهم وكان يسمى مصقلة : ويسمى بعد ذلك بسطاما , آبا النظر . فغلب عليه بسطاما , قال .٠ فتكان يقول لهم ا ى من تدعوننى ؟ فقالوا له : انا ندعوك الى ولاية من علمته انه يقول الحق ويعمل به . وندعوك الى البراءة ممن علمت انه يقول بخلاف الحق ويعمل به ء وندعوك الى الوقوف عمن لا تملم حتى تعلم . قال ابو التظر ؟ فلما سمعت هذا من كلامهم علمت انه دين الله الذى ارتضاء .٠ 289 قال . فقبل الاسلام وكان خيرا فاضلا ء وله فضل فى المسلمين وشرف . قال ويحضر المجالس فأول من يتكلم هو . وقد قال الامام افلح رضى الله عنه : عليكم بدراسة كتب أهل الدعوة لا سیما کتب ابی سفيان ٠ _ ابو غسان مخلد ومنهم ايو غسان مخلد بن المعرد رحمه اله احد علماء علم الفروع والكلام , والمناضلين عن كلمة أهل دعوة الاسلام » وممن نجب من اصحاب ابى عبيدة . وضح يده فى العلوم وأيده , ان افتى فالشمس مشرقة الشعاع , وان ناظر فالقمر مقتد فى البقاع . وهو احد من فاد واستفيد منه . ورویت الاحادیث والفتاوی عنه .٠ قال ابو سفيان جا رجل الى مخلد بن المعرد فقال له : يا ابا غسان , ان عبد الله بن عبد العزيز وجماعة معمه يقولون من آفتى الناس بما لا يعلمونه حقا ء فان لهم ان يقفوا عنه ,. فقال له آبو سفیان : انت سمعته ؟ قال : نعم قال فارجع اليه وقل له : يا ابن عبد العزيز » ما تقول فيما افتیتنا به من آمر حجتنا , فانا لا تعلم ما تقول حقا آلسنا يجب لنا ان نقف ؟ قال , ففعل الرجل فقال له ابن عبد العزيز : انت رجل شخب ولم يجب بشیء فاتصرف الرجل الى ابى غسان فاعلمه بذلك , فقال ابو غسان : ان الذى قال لا يجوز فى الدين ولا يسع نقض ولاية آهل الدين الا بما يسع مفارقتهم . ومن هذه الطبقة حملة العلم الخمسة وقد تقدم من مناقيهم › وسيرهم واحوالهم فى اثناء ما بسط من الانباء للدولة الرستمية › ما فيه كفاية » رحمة الله عليهم اجمعين 290 الطلبشة الخامسة 250-200 ه متهم الامام اقلح بن عبد الوهاب رحمه الله هو ومن ولي من ذریته قد تقدم آیضا من اخبارهم فی مواضمها ما اغتی عن اعادته . ابو عبيدة عبد الحميد الجناونى ومنهم ابو عبيدة عبد الحميد الجناونى رحمه الله . قد ذكرنا من نفوذه فى الامور وامضائه وقيامه بالمدافمة عن نفوسة وضيانه . وادائه الامانة ووفائه احوالا مستحسنة المواقع مستحلات فى المسامع », الى ما طيع عليه من الورع واطراح احرص فى الد نيا وترك الطمع وهو احد علماء نفوسة ء الموصوفين بالاخلاق النفيسة . ابو زكرياء التكکوتى ومنهم ابو زكرياء التکوتی ؛ وابو مرداس مهاصر رحمهما الله , بلغا فى العلوم النهاية وجريا فى أمر الصلاح الى اقصى غاية , الا ان ابا مرداس ممن هربءوقنع بالخمول واعتمد على ان ما عدا أمر المعاد فضول . واما أبو زكرياء ء فكان علما لكل الفضائل ء ومعلما لکل ناهل 291 وذگر ان ابا مرداس کان يصلی فی المسجد اذ سمع قائلا يقول : من يعطينى شيئا الليلة ينجينى . وكان ذلك فى مجاعة عظيمة فلما قضی ابو مرداس صلاته ء قال : ما يقول هذا ؟ فاخبروه ء فقال لهم بادزوه فقد اقام عليكم الحجة فابتدروا اليه فوجدوه خلف جبار المسجد ميتا فقرضوا دیته . فادی آیو مرداس ما ینوبه منها . وذکر ابو الر بيع عن شیوخه ان ابا مرداس كان اذا اراد زيارة اخواتنه بتاهرت يجمع ما بالجبل من آموال الوصایا مما کان فيها من فضل عما عینت له فيحمله معه الى تاهرت لیقوی به بيت مال المسلمين . ويتوخى فى ذلك انتفاع أصحاب الوصايا . ايو مرداس مهاصر وذكر ان الامام عيد الوهاب رضى الله عنه قال › ذاكرت س ابا مرداس فى الوجوه التى يحل بها أو باحدها اراقة دماء الموحدین ,. فذ‌کرت احد‌ها فتنکر وکره . فامسکت عن باقيها ثم الامام أربعين وجها ء وقيل سبمين وجها يحل بھا دم من فعل شیئا فکیف ولو سمعھا ابو مرداس کلھا على تحرجه . وعن ابی مرداس انه رآی خطام‌ غير قصد امرآة مكشوفة الرآس فصام سنة . كفارة على ذلك لكشثرة اجتهاده . وكان ذلك فی ایام الر بيع و.قد خر ج الناس ولم يبق فى البلد الا ابو مرداس فنظرت الرأة فى البلد فقالت ما بقي فی البلد غير آبى مرداس ومثله لا أتحفظ عنه فرقت الدرج 4 فرآها وذکر ان ابا مرداس فرغ ما وضوئه فخرج يطلب الام فطلبه من سبعة آبیات من جيرانه فلما لم یجد رای أن قام عذره فعدل الى التيمم › وعنه انه قال قد كفرت جارتنا اليوم مرارا , وذلك انه سمع صوتها 292 من خيمة الى خيمة وبينهما سبع قامات ولعل الذى نسب اليها من الكف انما هو الفاظ لم يقصد بها الكش : وریما كانت ممن لا ينبفى مخاطبتها بالتعليم والارشاد ٠ فقال هذا القول منه ليسمعه من كان ينهاها ويعلمهاء وذكر عنه انه كان اذا قدم تاهرت فحصد التاس زروعهم ولقط اللقاطون السنابل التى تبقى بعد اللقاطين ورعي المواشى تعقبهم ابو مرداس فيلقط ما يقوم بقوت عام ء فيعتقد ان الذى بقي بعد اللقاطين ورعي الواشى انما هو متروك . وذکر عنه انه کان بتاهرت ذات مرة فسمع رجلا يدعو رجلا آخر الى الحق فلم يجب دعوته وأعرض عنه فجاء ابو مرداس الى دار الامام فجعل يضرب فيها بالحجارة ويقول : بهلة (1) الله اليوم على من سكن هذه البلدة فقال رجل للامام كيف نحن وهذه التی یذ‌کر آبو مرداس ء فقال تحن فى وسطها اذا لم نأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ء والامام حينئذ مشتغل بغفسل يوم الحمعةء و کان اپو مر‌داس اذا نزلت عنده نازلة من مسائل الدماء كتب بها الى عبد الخالق الفزانى يستفتيه . فيكون العمل بما يجاوبه به ء وذلك لكونه يرى عبد الخالق اعلم أهل زماته بالدماء واحكامها . وبلننا ان رجلا من اصحابنا من آهل المشرق آقبل من بلاده يريد زيارة آهل الدعوة بالمغرب , فاجتاز بجيل نفوسة فتصفح احوال اهل الجحبل واختبر کل من یاویه اليه منهم › ثم توجه الى الامام بتاهرت , ولما وصلها تصفح احوالها واحوال من بها فساله آهل تاهرت عن جبل نفوسة “EEE (1) البهلة : اللمنة . والطرد 293 ستشملنا اللعنة اذا سكتشا عن المنكر ابو مرداس فقال لهم الحبل هو آبو زكر ياء . وآبو زكرياء هو الجبل . كالغزال واما ابو مر داس فكالنزال ء ء نفسی , واما ابو العياس ففتى مقرعي ‏ يصفه بالشدة والتجدة ‏ فلما رجع الملشرقى الى الجبل سألته نفوسة عن أهل تاهرت ء فقال ليس بها احد غير الامام ووزیره مزور بن عمران ٠ وپلغنا ان ابا مرداس کلف بأمر آخر ته فاضاع آمر دنیاه وكان مقترا عليه.يذكر انه شاور بعض اخوانه في التزوج وسأله ان يخطب عليه امرآة تصلح به , فطاف بالحبل فلم يحد آيما الا واحدة مجنونة فاخبر‌ها آن ابا مرداس ارسله ليخطب عليه امرآة . فقالت له فانا اجبت غطبته . قال فاتی الرجل الی ابی مرداس فاعلمه بما کان من جوابپ المرأة . وعرفه بحالها , فقال ابو مرداس اما اذا اختارتنی فانا اتزوجها. فتزوجها ابو مرداس ومکث مها دهراو كانت من افضل نساء نفوسة واحسنهن وارتعهن ذكرا وذلك ببر كة الشيخ › وموافقته › قىت لعل الذى ذكر فى وصفها بالجنون انما هو الوسوسة وشراسة الاخلاق › أو ممن يجن ويفيق , والا فكيف ينعقد النكاح على مجنونة لا تفيق ؟ ء وأما ما آذهب الله عنها فلا ينكر . وهى أيضا من الكرامات نحو ما تقدم من امثال ذلك فى هذا الكتاب . ابو ميمون الجطالى ومنهم ابو ميمون من آهل ايجطال من نفوسة الجبل رحمه الله » ممن له فى الآخرة رغبة وترغيب , ولم يكن له فى دنياه [كش نصيب , وكان ذا جد في العلم , والاجتهاد وسعي فى العبادة . ومنافع العباد . وكان ممن يعد فى الشيوخ ء وممن قدمه فى العلم ذا رسوخ , وکان ذا تفقد 294 لمواضع المعروف وذا ايثار » على ما كان عليه من الاتلال والاقتار . ذكر جماعة من الشيوخ انه كان بجيل نفوسة بايجطال امرأتان ولكل واحدة منهما ابن صغير . فسالت كل واخدة متهما الاخرى ما ظنك بابنك وما ترین فيه ؟ فقالت احداهما اراه ان يكون مالا ء وقالت الاخری اراه ان يكون عابدا . فسالت كل وإحدة سنهماً صأحبتها بماذا استدللت على ما قلت ؟ فقالت آم العابد آری ذلك لانی اذا :كنت فى الصلاة سكن وترك البكاء والتتغص ء فاذا خرجت من الصلاة واشتفلت بغرها اكثر البكاء والتتغص , وقالت الاخرى آرى ذلك لانى اذا شهدت مجالس الذ كر والعلم سكن واطماآن قلبه لذلك ء ولم يتحرك ء واذا كنت فی غيره أكشر البكاء والقلق . فصدقت فراسة كل واحدة متهما فكان العالم منهما ابو ميمون المذكور ٠ قيل ء وكانت حلقة تجتمع على ابى ميمون يدرسون العلم ويأخذون السير أذ خطر ببال ابی ميمون ان ینظر فی التزویج من پلد غي بلده . فمضى ومضى معه تلامذته وهم متمادون على دراستهم واجتهادهم ولم یفتروا فی مقام ولا فی رحيل فتزوج ابو ميمون وابتنى بامرآته فكان التلامذة مواظبين على درسهم عاکفين على عزمهم . وذكر ان زوج الشيخ قالت : لا رأيتهم اقبلوا أبصرته أقصرهم قامة , فلما حلقوا عليه وأقبل كل واحد متهم يسآل والشيخ يجيب رأيت حينئن الشيخ أطولهمم وأعظمهم . وذكر ابو الربيع عن ابی محمد عبد الله بن محمد وسممته من غير واحد , آنه قال : استودع رجل عند ابی 295 ايو ممون تصدىق فسه فراسة امه ۲ مماذ الله ان اكون واجدا وتکونوا معصدمین ميمون و.ديعة 4 وساف عن جبل نفوسة وطالت غيبته . فوقعت فى جبل نفوسة مجاعة عظيمة . واشتدت عليهم الشدة.ء حتى اضطروا الى أكل الميتة » ثم ان صاحب الوديعة قدم . فقصد دار الشيخ أبى ميمون ء فسلم عليه ورحب به فوجد قدرا يفور باللحم فسآله الرجل عن الوديعة فقال له : هى حيث دفتتها . فاحغر عنها وارفقع وديعتك . فحفر فى الموضع الذى دفتها فيه : قال المخيس وفى اثناء ذلك وقع فى قلب صاحب الوديعة شىء مما يقع فى القلوب من التغير . وسام ظن نفسه بالشيخ , لا لم يعرض عليه المقام لتناول الطعام . وهو قادم بعد طول المغيب , وبعد عهد بالمزار » مع ما تعهده فى الشيخ مسن الايثار , فلم يتمالك ان تكلم يما فى قلبه » ولم يكف عن غر به (۲) فی عتبه حتی اذا استوفی ما عنده . قال له الشيخ , احمل وديعتك . وعد عما سواها فان الذى فى البرمة مباح لنا وليس لك بمياح , قال وما هو ؟ قال : الميتة . اضطرنا اليها الجوع والقرم . ولست انت بمعدم فقال معاذ الله ان أكون واچد!ا وتکو نوا معدسين حتى تستوجبوا أكل الميتة فدفع له عشرين دينارا . فقبلها منه و آم بانكفاء القدر . وعالج من العشرين دينارا ما آكلوا وأطعموا ضيفهم . ابو المنيب محمد بن پانس ومنهم ابو المنيب محمد بن يانس رحمه الله . المجالد لنفسه المتصف بالمآشر فى أهل جنسه , ذو الدعصوات المجابات » والخشوع والانابة » وكرامات تضاهى المعجزات )1( الغفرب الشضدة والحدة ومنه غرپ الشباب ای نشاطه وحدته 296 يخل بالدنيا » ويفرغ لاعمال الطاعات ء قد تقدم من وصف احواله وما كان عليه من المجاهدة , والقيام والصيام ء وخدمة اصحابه الذين‌ و فد تهم نفوسة مددا للامامء ما يدلك انه آهل لاجابة الدعاء , لاتسد دونه ابواب السماء . وهو ممن سمع العلم وسمع مته , وأآخذه عن أهله وأخذ عنه ء لدعائه المستجاب ء و كراماته التى هى العجب العجاب ء وسنذ‌كر من ذلك ما امکن وان آسره فقد ابی الله الا ان يعلن ذکر عن ابی زكرياء التکوتی ان محمدا بن ڀانس كانت له غنيمة لا راعى لها . فكان اذا اصبح واراد ان يرسلها الى المراعى يقول لها : انهاك ان تضرى احداء وانهى ان يضرك احد ء أمضى فى حفظ الله .٠ قال فتسرح فتمر فى آوساط الزرع فلا تضر شيئا . ولا تأكل غير المشيش والباح الذى لا حق فيه للناس حتى تروح على ربها سالمة » لا يطمع فيها سارق ء ولا يضرها ذئب ,ء ولا ضيع ولا سبع . قیل و کان دآبه الاس بالمعروف والنهى عن المنكرء و کان يتفقد المزارع والجنات والطرقات محتسبا ثواب الله ء فمتی وجد أحدا هم بافساد شىء من ذلك آم بادخال ضر على أحد من المسلمين صرفه عن ذلك , وحال بينه وبينه ء وكان لا تمسه غفلة عن هذا الشآن › ومع كثرة عبادته فقد جعل هذا من آوکد‌ها . قيل فلما كان ذات يوم وجد ثلائة اخوة وقد عزموا على ضرر قد قصدوا به غيرهم وقد اخذوا فى عمله ء. فنهاهم عن ذلك فقاموا اليه ونالوا منه وعاملوه اقبح معاملة . فسمعت قبيلته وآهل منزله بالذى ناله من القوم , وارادوهم بشر › فنهاهم محمد عن ذلك ء وقال ما نالوا منتى شيئا الا وقد نلت منهم أكثر واعظم ء 297 محمد ن بائس كرامة يظهرها الشيخ لرفيقه فسار احد الاخوة الثلاثة فطلع الى كبار رآها متعلقة بال جيل فوقع ء . فلم يصل الى الارض وقد تمزقته جروف الجبل ء فلم يجمع لحمه الا بالابرة فیما ذکر » ومضی الثانی الى بر یسقی منهاء فسقط فی البئر فوجدوا رأسه موشوقا کر آس بصلة بين الصخور , ودخل الثالٹ داره فبلاه الله بالانتفاخ فانتفخ حتی انشق بطنه ء. وكل ذلك فى يومهم الذى كان فيه ما كان منهم الى الشيخ نعوذ بالله ٠ من العقوق .٠ وذكر عنه أيضا انه كان له سبعة مسجد بعضها فى الجبل وبعضها فى السهل فان لا تفوته الصلاة ئي کل مسجد منها كل ليلة وهو شيخ کبير . وذکر عنه رافق رجلین لا ادری الى الحج ام ای تاهرت ء فلما كانوا ببعض الطريق قال احد.هما اتمنى الآن مساء عين کذا ‏ یعنی عینا ببلده ‏ وقال الآخر : آتمنى هاهنا لينا ,. فقال لهما محمد ان كتمتما ما تريانه يحضر ما تمنيتماه فحل فم سقاء فصب منه لبنا على الصفة التى تمناها صاحبه ثم صب للآخر ماء لا يشكون أنه ماء العين المذكورة التى تمتى ماءها . وكلاهما من سقاء واحد لم يتقدم فيه غير ماء من مياه المكان اذى كانوا فيه ء وذلك بقدرة الله عز وجل واكرامه وشرفه و.خدمته . قيل ودخلوا فى توجههم هذه مدينة من المدن فمرت بهم امرأة فى ايدى الشرط يغلونها . وهی تصيح : آغیثو نی معاشر المسلمين , محمد بن يانس . وسل سکینه ودافعهم حتى خلصها منهم . فحملوه الى السلطان وقد هرب أصحابه › فثال ما حملك على انتزاع المرأة من ایدی خدامى ؟ قال سمعتها تصيح بالله وبالمسلمين ء فلم اتمالك ولم أر فى ديتى ان اسلمها , فأمعن النظر فيه طويلا ء دم 295 قال : تر كناها لله واجلالا لحقك , يا حاج فرجع الى اصحابه فوجدهم مستخفين , فقال لهم ما حملكم على هذا ؟ الوا خفنا من سوء عاقبة ما اجترآت عليه , فقال انما کان نيامی فى الله وهو اعلم ء٠ فليس بمضيعى ولا خاذلتنى ء رلم اغضب لله قط الا ونصرنی ونجانی ثم تلا : « وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم ء لا يمسهم السوء ولاهم يحز نون » وفى هذه الحكاية ما یدل على انهم انما کانوا فی طريق الحج والله اعلم .٠ وذکر عنه انه کان اذا مضی الى غار يتعبد فيه يعد زادا قليلا فليبث فى الغار المذ كور المدة الطويلة التى يفنى فى بعضها أضعاف ذلك الزاد . فکانت هذه حالته حتى سا ظن امرآته وحسبت انه قد تزوج غبرها . وان التی تزوج هی التى تقوم بطعامه المدة التى‌يفنى فيها زاده فتوجهت‌امرأته الى الفار . فدخلته فى خفية على حين غفلة و كمنت بحيث لا يشعر بها بعلها وراقبت الى وقت افطاره , فلما صلى ما شاء الله كما كان يصلى قبل تلك الليلة تحول الى شجرة رتم آو تمام فأخذ منها فافطر عليه . وآکل منه ما اقتات به » حتی اکتفی فلما وجدت الامر على خلاف ما حسبت ء وعاینت ما عاینت . قالت له أو دآبك على هذا ؟ فقال لها كلى يا امة الله . فأكلت طعاما نهاية فى الحلاوة , ثم حملت ما قدرت عليه من ذلك الطعام واتت به الى البلد » واخبرت آهل البلد بما شاهدت وناولتهم وقالت لهم كلوا فلما ذاقوه وجدوه مرامضرا. ايو خليل اليدركلى ومنهم ابو خلیل من آهل ایدرکل رحمه الله 4 شيح الجماعة النفوسية الاخيار . وأول من اخذ عن الخمسة 299 يقول الشيخ لم يقتصر عل القليل من الزاد اثناء تفرغه للعادة شهادة الشائخ له عند احتصاره الحملة العلم الاخيار . ومن اثبتت اخباره في‌مشهور الاخبار ورويت عنه السر والآثار , ذكر ابو الربيع ان ابا خليل رحمه الله يقول : والله ما انتم الا على الجادة . ولاتر كتكم الا على الواضحة المنيرة وما بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ء غير ثلاثة لم ارهم , وذلك لانه أخذ عن ابن عباس وعن غيره من الصحابة رضى الله عنهم وروايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .٠ وذکر شیوخ من اصحابنا ان ابا خلیل لا حضر ته الوفاة اجتمعت عليه الشيوخ فقال لهم : كيف حالی عند كم ؟ فقالوا له : خير حال عبدت ربك العمر الطويل , وتعلمت العلم وعلمته وعلمت السير لهم : أبهذا تشهدون بى عند الله ؟ قالوا نعم , قال : اكتبوها هاهنا . فكتبوها في رقعة ء فقال لهم : اذا مت فاجعلوا الرقعة فیما یلی جسدی تحت الكفن ٠ فتوفي رحمه الله على مائة وعشرين سنة وعقله محفوظ , فلما جهزوه جعلوا الرقعة بان جسده وكفنه , فلما أصلحوا القبر وألحدوه ورمسوه , وخطوا عليه الحريم , فاذا كتابهم الذى فيه شهادتهم ملقى فوق تراب القبر , فرفعوه فاذا فيه غبر خطهم الذی كتيوه فقر آوه فوجدوا فيه : هو عند نا كما هو عندکم . وذكر ابو الربيع ان ولدا لابی خليل قتل وترك یتامی فأخذ الشيوخ قاتله . فقادوه لابی خليل , ثم سآلوه ان يعفو عنه . فقال لهم دعونى الليلة ادبر رآیی , فمضوا وتر كوه عنده , فامر بالجانى فأضجع وذبح ء فلما اصبح غدوا اليه فوجدوا القاتل مذ بوحا . فاستعظموا ذلك وأنبوه عليه . فکان مما خاطبوه به أن قالوا اجتمعت فى قصتك هذه ثلائة اشياء : ائتمناك عليه , وسألناك العفو . واستعنت 3C0 عليه بغيرك ! فقال لهم : آما قولكم امانة فمحال , والا فما يقتل الجانى خوفا عل اولاده ان يکونوا تقولون فی رجل اتی الى رجل بمال › فقال : هنذا مالك جناة امانة عندك ء هل يأكله ام لا ؟ واما سؤالكم العثو وهو خر . فصحیح , ولکنی خفت على آولادی ان یکو توا جناة بأن يقتلوا غب القاتل أو يقتلوه ء وليس ذلك لهم . واما قولكم استعنت عليه بغيرى فما تقولون فى شأن الضحية هل على من استعان عليها بغيږه من جناح . قلت لعل اليتامى الذى خلف ابنه اناثا لا ذكر معهن ء ولو كان معهن ذكر لكان أولى بالدم من آب المقتول ء ولا يصح غير هذا ء اذ لا ينسب الى آبى خليل هذه السقطة على جلالتهء وصلاح حالته » ومكانه فى العلم والدين أن يتعمد قتل من لا سبیل له عليه . وروی ان ابا خليل كان يقول للتلاميذ سيروا الى الحلقة و ل واقصدوها حیٹما کانت یا کسالی ,. فان رجلا قد سار من والبحث عله ` الحبل الى فزان والى غدامس ء والى الساحل رغبة فى الحلقة . وفيما يستفيده , فلقيه فى الطريق قطاع , فدافع عن نفسه حتی جرح سبعة عشر جر حا ء. فظنوا انه قد مات فتر كوه فوجد فى نفسه النتهوض فنهض , ودخل موضعا يقال له وعمان . ومكث فيه اربعين ليلة بلا طعام ولا شراب غير انه یری فی نومه من يطعمه ویسقیه وخرج من الملوضع وهو أصح شىء ء وكأنه لم يصبه ألم , وذلك بفضل الله وحسن نية الرجل وجميل قصده . ابان بن وسيم ومنهم ابو ذر آبان بن وسيم النفوسى . رحمه الله ء طلود العلم الشامخ وحصن الورع الباذخ 4 ودع 301 أهل الدنيا بعد حين . ورجع الى الله فهو فى حلبة المفلحين وأحیی المسمنة من البلى وذلك پیر که الصالحين وكان ذا سعة فى المال والعلم وممن وسع آهل زمانه ما لديه من المعروف والحلم ء . فكان آمضى من الحسام متی آفتی . جامعا من المحامد لمعان شتى , وقد أوتى من كرامات الاولياء ما أوتى أمثاله , لم تزل ملازمة الصلاح أحواله » مصدقة افعاله . کان ابان ممن قرآ على ابی خلیل وکان معه طالب آخر يعرف بابن مؤّنسة . يقرآن جميعا على ابى خليل . فكان أبان متى دخل على الشيخ فوجده مضطجعا أو متكئا أو مستفشيا ثيابه انحفز واستوفز (1) وجلس مستويا ء فاخرج رآسه من ثیابه احتفالا به » واهتبالا لشأنه ء واذا دخل عليه ابن مؤنسة فوجده على آی حال کان ء بقي عليه لم يتحرك ء ولم يتحول استخفافا به فكانوا على هذه الحالة الموصوفة مع كل واحد منهما حتى قال حفيد الشيخ آو ابن اخت له هل علمت یا شيخ ان قد تكلم فیما تقابل به كل واحد من تلاميذك ؟ قال له الشيخ بالبر برية «يا مېتلى» أفطنت لهذا يا بنى ان ابانا يتعلم العلم لله ء وابن مؤنسة انما يتعلم العلم ليؤذی به . ويؤذی. فكانا كما تفرس فيهما الشيخ رحمه الله .٠ وذكر ان ابانا تزوج امرأة فلما انعقد عليها نكاحها زارها فی بيتها » ورام ارخاء الستر عليها هنالك . فلما وصل بيتها استأذن عليها . ففتحت الباب فقالت من هذا فقال انا ابان قد زوجنيك وليك . فأغلقت الباب فى وجهه وقالت انك وان كنت أمينا لمحتاج الى آمتاء . قلت ولعمرك ان هذه لمن زلات العلماء ء وان (1) جلس مستويا متهيثا للقيام 302 لأولى بالصواب منه لوجوه كثيرة ولم نذكر هذه الحكاية لتطلع منها (على) عورة الشيخ بل لتعلم انها نظرت بمرآته واستضاءت بنوره . وشملتها بر كته , وكان الاولى آن يعلمها بذلك وليها . وشهود عقد النكاح . وحينئذ يحاول فی آهله ما شاء . ولئن فعل فانه لم ولا حاب حويا. ومما شكره عليه الشيوخ بجبل نفوسة انه رخص ‌للناس فى ثلاث مسائل : افتى فيها وشهد له فيها كلهم بالصوابء الاولى ان النساء قد كن فی رمضان متى كن فی انتظار آيام الحيض اذا اقبل الليل يوقدن النار الليل كله خشية ان يفاجئهن الامر ولا علم عندهن . فكان ذلك اشد شىء عليهن تعبا ونصيا , فقال لهن ابان ايما امرأة متكن حست شيئًا من ذلك فلتجمل علما فكل ما رآت على علمها بعد الصبح فاستدلت به . حكمت بذلك , ويجزيها. الثانية ان نساءهن المرضعات كن يرين ان وضوء هن منتقض بآفواه أولادهن فمتى ارضعن اعدن الوضوء فى كل وقت صلاة لاجل افواه الروضع ء فقال لهن ايما امرأة حفظت فم ولدهاأ ومسحته فار ضعت ‌و هی متو ضية فلاينتقض وضو و ها. الثالثة انهن اذا عملن غزلا قد صبغها اليهودي فمسته رأين ان وضوءهن قد انتقض لسه , لان اليهودى نجس ء فقال لهن ايما امرأة مست صباغ اليهودى فليس عليها الا غسل يديها وليس عليها اعادة وضوء .. ذکر غير واحد ان بدآ آمر ايان بن وسيم . ورجوعه الى الله وتر كه ما كان فيه من الخوض فى غمرات الدنيا , انه کان هو واخ له اسمه سعید یکنی ابا محمد مر يضین و کان أخوه أسن منه . وكان متقدم التوبة فاضطجعا فى غار واحد . و کان مضطجع آبی محمد داخل الغار . وابان مما 303 ابان سهل للناسر فى ثلاث مسائل نتنددوا فها مكانة اخه تحفزه عل التعلم والاجتهاد رغم الكبر لكل زمان ندذير وانت نذير زمانك تحفظط من المطر لطاعتها لزوجها يلي باب الغار وكان الشيوخ والعواد يدخلون لعيادة ابى محمد فیدخلون ء. ویتجاوزون آبان وینتهون الی سعید ء فیجلسون اليه . , ويحفون به ويختلفون اليه ویسالونه عن حاله » وعما یشتهیء فاذا کان عند انصرافهم دعوا الله أن يشفيه › ثم يتجاوزون على آبان لا يختلفون وغايتهم ان يقولوا كيف حالك يا ابان ؟ یا ضعیف ؟ وريما دعوا له بالشفاء . فكان ذلك لا اراد الله به من الحخي والصلاح زجرا له عما كان عليه . وردعا ء فاذا سآلوه هذا قال : فان فرج الله على آبان سبريكم ما يصتع وتقفون على خبره ء. ان شاء الله . وفرج الله عليه فوفى بما اعتقد ء وتاب ورجع الى الله ء فكان فى حلقة آبى خليل مواظبا للدراسة , عاكفا على القراءة والمطالمة ء حتی بلغ الغاية بالعلم والورع والاجتهاد فى العبادة . فبلغنا ان شیخه ابا خلیل قال له یوما وقد اعجبه ما هو عليه واستسر بما انتهی اليه اعلم ان لکل زمان نذیرا ء وانت نذیر زمانك ؛ یا ابان افت الناس ہما لا باس به من الرخص يكون ذلك لهم عذرا ء عند مولاهم ء رجل عمن آكل یوما يحسب انه آکل ليلا وهو صائم فاذا هو أكل بعد الصبح , فتجهم له واغلظ عليه . وشدد حتى بدا فى لسانه تلجلج والتواء . وقال يحمل احدكم الشره والنهم حتى يأكل صباحا ء ثم يطلب المخلص ء ٹم افتى له بأن صومه لا ينهدم , وأمره ان يقضی یوما مکانه . وذكر ان ابنة لابان جاءته زائرة قصب مطر غزیسں يمنع من التصرف , فقال لها بيتى الليلة عندنا . فقالت لم يأذن لى فى المبيت انما اذن لى فى الزيارة فقط تعنی بعلها قال فتمادى المطر يهطل وأقبل الليل ٠ فعلم الشيخ 304 ان الذى قالته هو الواجب . وان امتناعها من اجابته هو الصواب , فقال لها اذا فسيرى فى حفظ الله وسترەء فمضت الى زوجها ومنزله بعيد فأدركته والمطن يضرب ولم تقطر قطرة مطر ء. ولا وقعت على ثيابها فمرت بناس فی سباط المنزل قد حيسهم المطر ء وجمعهم هناك , فلما رآوها وكيف حفظها الله عز وجل بدعوة والدها ء جعلوا يتعجبون كرون الله عزن وجل ولطفه بعباده الصالحين . ومما حفظ من كلامه فى ذم الزمان واهله . انه قال : ( قد ادركنا الناس الذين هم الناس محادثتهم ذكر الله تعالى › وزيارتهم فى الله تعالى . ومعانقتهم فى الله تعالى ء ومحبتهم فى الله تعا ى . وبقینا حتی ادر کنا ناسا محادثتهم ذكر الدنيا » وزيارتهم لتقاضى الحوائج ومعانقتهم تنطاح ) (:) ومن کراماته ان ذئبا اذاه فی بستانه فدعا عليه . فوجده من الد منتفخا . وذكر ان ابانا قال يوما لابى عبيدة عبد الحميد علينا ولاية الاشخاص فاآبی له ابو عبيدة , فلما رآه ابان كذلك دخل بيته وأخنذ سلاحه وخرج , وقال له لتعتقدن هذا وتدين به . قال فلما رآیى آبو عبيدة صریمته وعزیمتهء قال من آین آخذ‌تها یا آخی ؟ قال : أخذتها من الذى آوجب علينا طاعتك يعنى الامام عبد الوهاب فقبل ابو عبيدة الحق وتبين له . __ ايو مهاصر موسی ين چعفر ومنهم ابو مهاصر موسی بن جعفر رحمه الله . شيخ النسك والتبتل < والمکرم بالدعاء المستجاب « المتقبل ٤ (1) يعنى انهم يتعانقون بابدانهم ,. ومشاربهم وأفكارهم مختلفة . فعناقهم كانه نطاح لا لمحبه وأخوة 305 كيف كان اللاس وكيف اصبحوا يلم البادية لانه لا يتمكن فيها من الطهارة رقض شهوا!ت النفس وباعدها . قبان بأستى المتازل ء واستو چب الرقى فی درجات الافاضس . ازدرى آهل الدنيا وهم یرون أن قد ازدروه . وباع حظه منها حين بذلوا فيها نفائسهم واشتروه رتحتق ان من اشتری الدنيا غين ء وجاء عليه الدرك : فمن عرف ما طلب هان عليه ما ترك ء وما هو فی تحصيل اللوم بذی تقصير . ولا باعه فیها بقصير ء الا ان النسك اغلب عليه , والمجاهدة أقوى يقينه . حدث جماعة من المشائخ ان ابا مهاصر خرج سنة من السنين الى البادية فى أوان الر بيع ء هو ء وعمروس بن فتح رحمهما الله , فلبثا اياما على غير ماء فى برية من الارض, لا يجدون ما يتوضاأون بهء انما کانوا اذا حضرات الصلاة تيمموا وصلوا .› وتكدر شاطر !بی مهاصر لذلك ء حتى قال ذاما لهذه الحال : قلوب تر بو عليها الشحوم مما سمنت ء ووجوه تعلوها الغبرة.ء قلت سلامة الدين مع آهل الو يى . انما الدين فى المدر . والله لا يجمل بنا ان نترك الدين لاتباع شهواتنا واتنى لاخاف ان اكون ممن عاب الله عز وجل فقال فيهم : « أضاءوا اأصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلون غيا » . فرد عليه عمروس بان قال له : ليس فى ذلك ما تخافه , فقد اباح الله التيمم الضرورة . فابان ذلك فى كتابه وعلي لسان تبيئه صلى الله عليه وسلم , وذلك فى ابتغاء الفضل . وقطلع القيافى المجاهل من الارض» وقال : «ابتغوا من فضل الله» وقال : «عابری سبيل» وقال «فلم تجدوا ماء» فلم يقنع ذلك جميعا ابا مهاصر بل ارتحل راجعا الی منزله قیل وانه استصحب معه من الزبد وغيره ما يتحف به آهل منزله , فلما وصل 306 جعل یهدی الی کل دار من ديار قریته ما امکن , حتی لم يبق بقريته احد الا وقد قات من ذلك ما قدر له , حتى يهودی ضعيف كان معهم ساكنا , فأناله من ذلك . وقال اليهودى : وانا آيضا لم ينسنى اللهم لا تنسه من رحمتك برحمتك ء فقال عند ذلك ء وهذا ما اردته منك يا پهودی يعنى الدعاء . قلت ولعله اراد ما يعطفه ويلين . فيدخل الاسلام › والا فمل ابی مهاصر لا يجهل قوله تعالی : « لا تجد قوما يؤُمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله » قيل وجمع ابو مهاصر من الصيران فاعطاهم حتی هرة كانت معهم ء وقد قيل جروة فدعا لء الصبيان ربهم ء ولقد شو هدت الهرة عند اختلافهم وهم فى الدعاء شائلة يدها معهم كهيئة الداعى الى الله تعالى فيما ذكروه . فقال من شاهد ما شاهد : ان الله خلق الرآفة والرحمة واسكنها قلوب الومنين . وخلق القسوة والجفوة وأسكنها قلوب آبی مهاصر قد حکی مثله عن ابی مسعود رضى الله عنه . 1 وحدث الشيخ آبو توح عن غير واحد ان ابا مهاصر كانت له أتان حج عليها سبع مسرات » وعادته اذا خرج متوجها الى الحجح ء سار حتی اذا وصل مصلى له كان يتعود الركوع فيه ء فيقف هناك يدعو الله , فتنهق الاتان هناك نهقة . فنهيقها يعرفه اهل قريته بانفصاله , ثم لا تنهق حتى يعود . فاذا عاد ووقف بذلك المصلى يصل فيدعو فتنهق ايضا › فيعرف اهل قريته انه قد رجع ء فيشحك عوامهم وجهالهم . ويقولون اتسمعون اتانه نهقت ؟ فيقول لهم ابو مهاصر : لم تضحكون بها وقد اقامت عليكم الحجة ء وانقطع عذركم فى استطاعة السبيل ؟ وذکر ان آبا مهاصر 307 لم تضحكون من اتسانى وقد اقامت عليكم الححة ؟ خرج ذات مرة فى بعض شوُونه فم بغزالة ترضع طلاها ء فلما راته ذعرت وفرت ء. وعزلت طلاها , فقال لها انا ايو مهاصر ء ارجعى الى ولدك ء فرجعت. وذكر انه سمع نقنقة ضفدعة فنزل اليها فوجد علقة متعلقة بعينها فنتزعها ء وقال آذتك يا ضعيفة ؟ فأومت براسها : ای نعم . ايو عثمان المزاتى ومنهم ابو عثمان المزاتى الدكمى رحمه الله . ذو الايثار والسخاء . وكرامات الاولياء ء الممشزع اليه لاستجابة الدعاء . المقصود فى الشدة والرخاء سلك فى النسك والزهد أنهج المسالك . وتحرى جهده فيما يبعدەه عن الهالك , واما العلم فليس هو هنالك . وابو عثمان هذا ممن سكن بجبل نفوسة . ولیس الجبل قدیما له بدار . لکنه نزله فاستقر خير استقرار . ووسعه ما وسعه فى الايسار والاعسار , ولمصيره كاحدهم غلب على اسمه ما غلب على ذلك اللسان , فكان اسمه مشهورا باللفة النفوسية , فاذا ذکروه قالوا ( باڻمان) . فمن كرامته ما ذكر ان مجاعة وقعت بجبل نفوسةءفکان عند باثمان غرفة موسوقة شعيرا ء فخرج یوما یستقی ء بايوان الق يسمي فلم یجد على البئر أحدا يستمين به , فنظر فاذا ذئب فقال وا يخر له باثمان بلسان البر برية كلاما ترجمته بالمربية . لم نجد اليوم على الماء سواك ء فهلم فامسك لى فم السقاء يا آفة الفنم . فانطق الله الذئب فاجابه باللسان ايضا بما ترجمته انا ساع فی تحصیل معیشتی ء. اذ لست مثلك يا باثمان ء تدخر الشعير الحولىء فذكر ان الذئب اقبل حتى ادخل رآسه بين علاقة السقاء . وأمسك بفمه فم السقاء ,. فمل باثمان 308 سقاءهء وسار الذئب وانقلب بائمان الى اليلد ء فالهم ان فتصدق بجميع ما فيها . وذكر ان الجبل اقحط سنة من السنين , ولباڻمان بستان , فجفت اغصانه وتساقطت اوراقه . فقالت امراة باثمان لاين له ء سر الى ابيك 4 فقل له يدعو الله ان يسقي بستاننا فقد هلك » وسار الصبى حتى قدم على ابيه فلما رآه قال أبعشتك امك لاستقى لكم البستان؟ من غير ان يعلمه الصيى شىم » فقال له ق دعا پاثمان ريه قارسل الله سحابة فحامت على بستان الشيخ فسقته حتى فاضت جسوره ء وسكوره (1) . فأصبح مهتزا ء مخضرا ء. ولم تجاوز السحابة بستان الشيخ ء فاجتاز به شخص كشي الاصابة بالمصين فنظر الى اخضرارهء فقال عجبا لهذا البستان كانه فى النيل ولم يلبث ان جف وذبلت اشجاره فبلغ الشيخ ذلك فدعا على العائن بان يميته الله فريدا بلا وصية ء فيل فخرج من منز‌له فندا الى الحصادین فوجد فی طریقه میتا » فریداء وقد كتب وصيته فتسفتها الريح . وقیل بل دخل فی سرب يحفر طفلا ء فاتهدم عليه » ومات . وعلى كلا الخبرين قد علم ذلك من تفسه متقدما فلم يغفض طرفه ء ولم يكف لسانه , والا فاى ذنب على من نظر مستحسنا خلق الله . أو وذکر الشيوخ ا ثلاث نسو صالحات مجتهدات اجتممن الت حتی قالت احدا هن : [تستي لو ان الله ساقتي ال قوم جهال (1) جمع يسكر بالكسر ما سد به النهر ,. أو ساقية الما . 309 شزو بت بائمان وامنينها المتعبة فأعلمهم ما يحتاجون اليه » من امور دينهم . فر حمنی الله بما اعلمهمء من فضل العلم والتعليم. وقالت الثانية اتمنى ان لوآوى الي نف من المسلمين فى ليلة ذات مط وبر‌د وقد بللهم المط ء وتمكن متهم البرد والجوع › فانهض فاعالج لهم ما يذهب عنهم البرد والجوع ء فيرحمنى الله بهم ء لفضل الصدقة وحرمة الصالحين . وقالت الثالثة اتمنى لو تزوجنى رجل ذو غلظة وفضاضة فيحملنى ما يعجز عنه مثلى . ويكلفنى من خدمة فوق طاقتى بانواع من سوء العشرة , فاصبر على ذلك واطيعه . فانال بذلك خيرا فير حمنى الله لفضل حسن التبعل . والصبر على الاذى قیل . فقضى الله عز وجل امنية كل واحدة منهن . وكانت المتمنية البعل السوء العشرة › منزو بنت بائمان فانکح باڻمان بنته رجلا من قومه مزاتيا , فلما تزوجها رکب عل جمل له ومضی حتی من پنسا على مام ۽ فقال ان كانت منزو فیکن فانی لا آذن لها في المقام بعدیء و كانت فیهن فقامت فاخذت رداء‌ها فارتدت وسارت فی ائر بعلهاء حافية » راجلةء فمشت حتی وجيت (1) » فصارت اذا رفعت قدما اذ الدم فى موضع القدم الى أن ينزلا . فاذا نزلا قامت وابتدرته بردائها فوسدته : فكان ذلك حاله , وحالها حتى وصلا وطنه ء فبنى لها بيتابنبذة عن الناس , فکان يسىء اليها ء وتحسن» ثم تزؤج عليها أمراة . فكکان ما تلقاه ابنة الشيخ من سوء العشرة فى زيادة . وكان الذى يبدو متها من الاحسان والصبر فى زيادة , فلما کان ذات يوم اذا قافلة لاھل جادوا قد سرت بها ء . فتکلمت بکلام له وزن فی غنام البر یں ء وترجمته (ألا احد يزورنی فى الله (1) رقت قدمها وأذاما المشى حافية 310 فيذهب غم النفوس ء ويزيل الوحشة ؟) فوقع كلامها فى مسامع بعض آهل القافلة فحدوا بها جمالهم » حتى و صلوا جادوا , وتذاكروا كلامها . ففطن بذالك ابو زکریا یحیی ابن يونس السدراتى فعلم انه كلام بنت الشيخ ء فمشوا فى جماعة من المشائخ يندبهم الى زيارتها » حتی تيسر له مراده من ذلك ء. فخرج اليها المشائخ . ومعهم باثشسان حتى وصلوا اليها فوجدوها منفصلة فى قميص تصلح خيمتها . خارجا من اليمة . فقال لها ابو زكرياء انى لأختار ان اجد جنازتك خارجا ولا اراك على هذا الحال واستتابها . فتابت مما کان منها . ومکٹوا عندها ثلاڻا فارادوا الانمصراف فرغبت اليهم فى اقامة ثلائة آيام أخرى فنملرا فلما مضت ست ليال , و آرادوا واجتمعرا لوداعها قالت لابی زكرياء : انتصب ئی هاهتا لاذكركم بها . وتذهب عنى الوحشة ء فقشعل ء فاكفأت عليها قدحا . فقالت له ازلت عنى الوحشة ء و علمتنى العلم يا سدراتى ء لا عطشت يوم المرورات ء فقال لها : لا تقولى يوم المرورات بل قولى يوم الشدائد ء لان المرورات المغفاوز فى الدنيا ‎ »‏ والشدائد ‏ ما يکون فى الآخرة . ٹم قال باڻمان یا بنتى سبق القضاء بان انتكحتك من لا احبه ولا تحبينه . فعاملك بما آرى فلا تجزعی . ولكکن اصبری فانى ارجو الله ان لا تنصرم عشرة أيام الا ويموت من يموت ء ويفرج الله عليك ء وينقطع عنك النصب . وهذا القول بكلام بربرى موزون أيضا , قال فودعوها ومضوا ء قيل : فلما كان العاشر من يوم وداعها آورد بعلها ابله على بئر لهم . فجملوا يمتحون ويسقون حتى انقطع الرشاء وسقط الدلو فى البشر ء فهم 311 احد عبيده بالنزول الى الدلو . فابى الا ان يكون هو الذى ينزل ء وذلك لا سبق فى علم الله فنزل وشدها. ثم قال لهم:ارفعونی فرفعوه الى ان حادی پحفر فى البش .ء فاذا حنش عظيم قد رصد له , فاغرفاه » بيض عیيناه › فناداهم : آنزلونی فانزلوه » فرجع الحنش فى غاره ء ثم قال لهم ارفعونی فرفعوه فلما حادى آيضا موضع الحنش اذ هو قد رصد له . فقال آيضا : آنزلونی فانزلوهء فلم یزل حاله : انزلونی , أرفعونی حتى آيقن بالهلاك وقال لهم : (رفعونی , فلما قابل مكان الحنش اخذه و چن به الى غاره ء فما سمعوا الا تضعضع عظامه وكفى الله المؤمنين القتال .٠ وقد ذكر الشيخ ابو نوح : انه حين جليها يسيبران نهارهما , فاذا نزلا قامت من حينها فعالحت العشاء بتفسها وأصلحت جميع شؤونها , ثم قامت الى التهجد فلا تزال راكعة ساجدة الى طلوع الفجر ء فتصلى الصبح , فكان هذا دأبها ا ى أن وصلت منزل بعلها . وذكر المشائخ ان باڻمان صحب ابا مهاصر موسی بن سوء تصرف العجائز جعشر يريدان التوجه الى الحج وابو مهاصر يتوهم انه خرج معه مودعا له حتى وصلا مصلى أبى مهاصر ء› فوقفت به اتانه قدعا الله ء فقال له : إبق فى حفظ الله يا باثمان فقال له باثمان : أو تقول ذلك يا موسى بن جعفر ؟ آو تری انی اقيم بدك ؟ لعلتا نرعى الابل والغتم فقال آبو مهاصر فاذا عزمت فتوكل على الله , فاصطحبا ومؤوُونة باثمان على ابی مهاصرء حتی قال له رجل ممن سار معهما الى الحج ء أترك باثمان الي لأقوم به ء ففعلوا ء (مضوا ء وباثمان يمونه الرجل المتكلف بمؤونته .٠ حتى 312 وصلوا آرض الححاز ء فقالت عجوز للمتكلف بباثمان : دع هذا فای متی تحمله ؟ فاخن بقولها . وخلی باثمان ء فعاد ا ی آبی مهھاصر . کما کان آولا ء فبقیت فی نفس باثمان مضاضة من كلام العجوزء فتكلم بما معناه : وصلنا أرض الحجاز ء وموضع كرب النفوس فذهبت المرآة وثبت الدين لن كان عليها فياسيل اياك ء اياك الرجال ٠ ودونك العجائز ‏ لا تدع منهن من يعبر . أو كما قال ء قيل فارسل الله سيلا فهلك فيه ثلاثمائة عجوز ء ولم يضر أحدا من الرجال ء قيل وقد حفظ من كلام عمر رضی الله عنه فى العجائز ما ينبغى معه الحذر منهن , روي عنه انه قال : لان اجد فی بیتی سبعين سارقا . احب الى مسن أن أجد فيها عجوزا واحدة . وان کان هذا من غير هذا الممنى . روی ان باڻمان زارته ابنته « تكفا » فلما آرادت الرجوع صحبها أبوها ليبلغها الى منزل بعلها ء وقد قيل ان ذلك انما كان فى وقت اهدائها لبعلها . فاصابها مط وکانت على اتان ‘ فقالت یا والدی انی اخاف على ٹیابی البلل . وانت تعلم حال العروس ء واحتياجها الى الثياب الجديدة . وما ينبفى لثلها من النظافة والنقاء , فما الحيلة ؟ قيل فدعا الله ان يحوطها ويسترها ء ولم يبتل شىء من ثیابها , وابتل باثمان وآتانه وما رکبت عليه ء قلت وما ذلك على الله بعزيز . مهدى النفوسى ومتهم مهدی التنفوسى رحمه الله . قوم الحدال. ومدره النضال . المقدم فى علم البرهان والاستدلال , المحتج على 313 امكان الممكن ء واستحالة المحال ء وعلى الفرق بين الحلال والحرام . ولتعم حشو الدرع اذا دعيت نزال . الرادع لقيام أهل البدع والضلال , قد مضى من ذكر انبائه فى وفوده على الامام 4 وما كان من ادحاضه حججح الملحدين ء فى ذلك المقام » ما هو مشهور فى الآفاق ومغن عن زيادة اعلام .٠ وذکر مشائخ ان مهديا هو أحد من صد من مکائد نفاث . وقمع أن يشيع فى نواحيه تلك الاحداث . حتى ضرب بعضهم الامثال ء فيما شوهد من تلك الاحوال ء٠ واستحسنت احوالهم وسارت مسي الشمس وان کان فی وضعها والفاظها بعض اليسير . فانا اعتذرنا عنها . انما وضعها واضعها باللسان البر برى ليتناقلها البر بر ء فكالهم بصاعهم لم يطفف ولم يبخس ولم يعد من الالفاظ ما يفهمونه › ولا اعرب ولا اغرب بحيث يتوهمونه . ذکروا عن ابی مهاصر بن جعفر رحمه الله و كان شديد الغضب فى الله وان كان فى العلم ليس بمنتهاه , انه ضرب مثلا فی نفسه فى نفاث . وقال تنبح جروة ابی مهاصر للا يأكل الذئب الغنم . وقد كاد يأكلها حتى اتت سلائق «ويغو» فهرب الذئب وأمنت الغنم . يعنى الجروة نفسه لضعفه فى العلم ء ويعتى بالذئب نفاث بن نصر . ويعنى بالفنم نفوسةء ويعنى بالسلائق مهديا . وعمروسا, وهما من منزل يقال له : ويفو ء يعنى باكل الذئب الفنم ء استحواذ نفاث على اهل الجبل ,. واستفزازه ايام بان يد عو هم الى ما احدث من التبديل . واعتقد من الاضاليل. فصادفت الفحلين فجعل الله بهما كيده فى تضليل وأرسل الله من بيانهما طبرا ترميه بحجارة من سجيل . 314 اپو مسور يصنیتن ومنهم ابو مسور يصنيتن النفوسى رحمه الله . احد الشيوخ المجتهدين فى آفعال البر , المخلصين فى العلانية والسر , أكل الدهر عليه وشرب وعمرت معانى قلبه ء وان كان بنيان جسمه قد خرب ء أفتى العمائم الثلاث ء وليس بغي محاسبة نفسه اكثراث , ولئن کان دون شيره فى درجة العلم » فقد فاق فى الورع ء والحلم . كان مما حفظ من اقواله : اذا وقعت الفتن امسكنا اإيدينا . واموالنا . والسنتنا . وعيوننا . وارجلتاء ووكلنا امر قلو بنا الى الله عز وجل , وفوضنا امرنا اليهء قيل وكان هذا الشيخ قد عمر حتى بلغ الغاية فى السن والهرم . و کان یقول عشت حتی لم اجد فى الايام ما آریده » ولا فی نفسی ء ولا فى الاخوان »› ولا فى الاولاد ء ولا فى القبيلة . فأدعو الله ان يريحنى مما انا فيه ء وقال : الشيخ آبو نوح لم يقل هكذا . وانما کان فی زمان الامام عبد الوهاب رحمه الله وعاش بعده زمانا فلعله ا ضعف جسمه وقل ما بيده وقصر عما کان یبدی من الصلات وفقد ما ادرك فى ريعان الشباب » من مرضي الحالات . لامه اولئك الاقارب ووخزوه بشبات ألسنة كاذناب العقارب , وانكروا ما عرفوا من معرفته وعرفانه ما عدموا مع العدم ما كانوا وجدوه حين الجدة من احساته وتغير الزمان بتقلب الحدثان . وكتم ما اصابه احتسابا ء واعتقد ان يدخر بکتمانه ثوابا . فغایته آن قال : لم أجد من نفسى ما أحب . ولا سمع المشائخ هذا الاعتذار استحسنوه . وحفظوه عنه . واتقنوه . وتحققوا صوابه ء وايقنوه . لان الشيخ فى غير جيله غريب . مخطىء ولو 315 ابن ال لشيخ انه مصيب . وكذلك آنا لما استحسنتها واستصوبتها اعطيتها حقها من التر تيب ء وهذ‌بتها . وذكر ان ابنتا له سألته عن مسألة من مسائل الحيض ء ووصفت له امارات من ذلك , ٹم قالت له آترانی ان اصلى بهذا آم لا ؟ فقال لها : الا تستحي منی یا ابنتی ؟ فقالت اخشی ان استحیت فی آمور دینی ان یمقتنی الله لی يوم القيامة ء فاستيقظ الشيخ فقال لا يمقتك الله يوم القيامة يا ابنتى ء قيل وكانت ابنته هذه عظيمة القدر فى آهل زمانها » وممن يروى عنها الفوائد الكثيرة . فمما روي عنها مع ابیها آيضا انها جلست معه ذات يوم . حتی قال الملسلمون افضل من اقوالهم , فقالت هى : أقوالهم افضل ء لان المسلمين يموتون وتبقى اقوالهم ء ينتفع بها بعدهم ء الا ان كنت تريد فضل الاجسام على الاعراضءوالا أفعالهم والدين افضل المخلوقات . قيل وجلسا يوما يتحدثان وقد غسلا ثيابهما ونشراها للشمس ء فنظر الشيخ الى صفاء الثياب فقال تمنيت ان الله عز وجل طهر قلبى كطهارة هذه الثياب , فقالت : تمنیت ان يکون بیدی تطهر قلبی فاطهره كهذه الثياب ء وارسله الى مولاه , فقال لها : انك لأبلغ منی حتی فی الامانى . ابو محمد عبد الله بن الخير ومتهم أبو محمد عبد الله بن الخير رحمه الله . شيخ التقى والاخلاص ء والمتحرى مسالك الخلاص ء المعمر فى الطاعة , الذى لم يخل من العبادة يوما ولاساعة . وكان عالما کبرا . فاضلا آثرا . كانت الامٹثال تضرب به فمنها انهم كانوا يقولون : من ضيع كتابا كمن ضيع خمسة عشر عالا مثل عيد الله بن الخ . 36 ذكر انه ذات مرة اصابه سعال فأمر ان يتداوی ناقة فكان يجیئه کل صباح بحلبها فجام یوما فرآی زيتا يسيل على ساق زيتونة . فقال ما هذا ؟ فقال حضر غدائی فاصابت یدی حديدة فرفعت یدی فاذا دم فاكفأت الاناء بما فيه على الزيتونة فقال له : أخطأت ولعل دمك لم النجس يتوجه من تسعة وتسعين وجها ء والطهارة من وجه واحد . غلبت الطهارة . فما جعل الله علينا فى الدين من حرج ٠ وكان اماما مسجد موضعه وكان ثقيل السمع فجعل يجهر فى صلاة الس ء حتى يسمع من خلفه قراءته وقال له يحيى بن يونس ما يسعنا فى الصلاة خلفك وانت لم تكلف الا ما تسمع ؟ فقال لم اكلف سماعك ياابن يونس , وتمادى على ذلك , فلما آسن وضعف صار يجلس جلوس قومنا , فقال له ما حال صلاتنا خلفك وانت لم تكلف الاطاقتك ؟ فلما سمع ذلك منه تاخر فلم يوم بعد‌ها رحمه الله. ابو زكرياء يحيی بن يونس ومنهم آبو زكرياء يحیی بن يونس رحمه الله . کان من أهل الورع والزهد ء وممن اخذ نفسه بالمعهود وال جهد ساعيا فى الصلاح , داعيا الى طرق الفشلاح , هاديا الى الرشاد .٠ مغيرا للفساد متحيز القطريات اين تصوب ء ليس لناهل بره غورولا نضوب .٠ الطهارة تغلب اللحجاسة مهما وجدت لها وجها ذکر ان آبا زكرياء كان من عادته اذا صلى صلاة المغرب س وصل بينهما وبين صلاة العشاء بالركوع والسجود حتى 317 تبتله ليلا يصلى العشاء ثم ينفل ما اعتاد التنفل به ء ثم يوتر ء شم يحتاط لجميع الصلوات . فكان هذا دآبه رحمه الله . وقد ذکی مثل هذا عن آبی زکرياء بن آبی مسور الیراستی رحمه الله . الشحيح محروم وذکر ان یحیی بن يونس زار عجوزا تدعی آم زکار ء من ك ا 7" وكانت صالحة مجتهدة فوجدها هالكة جوعا لیس فيها الارمقا ء وذلك فى سنة مجاعة وبؤس ء فسمع من تولها : آشتهی لبنا قیل ء فمضی آبو زکریاء الى شيخ يقال له باكبت فاستدعی منه لينا واعلمه بمحتاج أم زكار اليه وشهوتها فيه . وكان باكبت كور رچلا مكثرا ء ممسكا بخيلا . فقال : والله لا نبيض لها به مصرانا . وعنده أذ ذاك وضبان عظيمان مملوءان لبنا . لا يمخضها الا امتان تمسك كل واحدة منهما بعروة من عرى الوضب لعظمهما ء. فلما ايس آبو زكرياءء من خي باكيت رجع وعالج للعجوز حيسا وجاءها به وقد وجدها قد اختلفت اسنانها من الجوع وجعل يحتال فى تحصيل المساء فى فيها بعود شیئا فشيئا حتی عادت نفسها وقوي رمتها . نقالت من هذا الذى أنشذ عظامى من ال جوع ؟ أنقذ الله عظامه من النار فاستوت جالسة ثم ايتدرت الانتقال لصلاتها وطاعة الله ربها , فأنت ترى ما نسب الى أبى زكرياء فى هذه الحكاية من الفضائل فانها اشتملت على فصول من الصفات المحمودة . ذلك لتعلم ان الرجل ونظراءه انما كان همهم أمر آخرتهم , لا يعوقهم عنه عائق ولا يطرقهم من الاغترار بزهرة الحياة الدنيا طارق. 318 الطظبمفة السادسة 250 300 ه وهم الذين تجرعوا افاوق الغخنصص رغما ء. وتبدلوا بعد راحة الاتفس غما . وصاروا بعد صفو العيش الى كدره . وكل ذلك :تضاء الله وقدره , فانهم ادركوا عصر الظهور وهو احسن الاعصار ,. وبدلوا به وسلبوه ذلا فى آخر الاعصار ء وفيهم من قبض وشمس الامامة عند الطفل ء وبعضهم لم يافل الا وبدرها قد أفلء کانوا فى ظل عدل الامامة . فصاروا يفتيطون لساعة يجدون فيها السلامة . ومع ذلك فلم يضرهم ما هم فيه ء على الاجتهاد فى سخط ما أسخط الرب ء. و يذل الاجهاد فيما يرضیه ء فمنهم الامامان محمد ويوسف رضي الله عنهما وقد نبهت على ان مناقبهما جمة خطرة ء. وقد تقدم ذلك . مع ذكر اسلافهما عند التاريخ والسيرة . وهاهتا ندبت تعيين ايراد ما في فضائل افلح ومحمد و عبد الوهابء فانها على اتفرادهما في اصل الكتاب . الامامان محمد ين افلح وابنه ذکر أن محمذا رضي الله عنه لم يال الامامة الا بعد 319 الائمة الثللانة يجممون بين العلم وان اباء رضى الله عنه لم يلها حسب ما تقدم الا وقد جلس لثلاث حلق فى ثلاثة انواع من العلم وقام فى الامامة تسعة واربعين سنة ,. وماأعاد خطبة قط . واته قد كان اراد السفر الى (جوجو) فسأله أبوه رضى الله عنه عن مسائل الر با ء فتوقف فى مسألة واحدة لم يجب عنها ولم يعرفها فامره آبوه بالرجوع من السفن , فقال له أقم لئلا تدخل علينا الربا . فرجع ء بعد ان تجهز وآبرز رحله . وهذا على ما هو عليه من التناهى فى العلم خشي أبوه ان يرتطم فى الشيهات وفى ذلك كله ما يشعرك بفضيلة كل واحد متهم رضي الله عنهم . عمروس بن فتح ومنهم عمروس بن فتح رضى الله عنه . بحر العلوم الزاخر . المبرز أول السباق وهو الآخر . الضابط الحافظ المحتاط المحافظ , لم تشغله المجاهدة فى الله عن دراسة العلومء ولم يلهه التبحر في العلم عما تعين عليه من مصادفة تلك الهموم . فكايد وكابر » وصادر وصاير ء لازم الدرس والاجتهاد , ثم رابط على الجهاد يتلقى السيوف بالصدر والمنص يقيم هامته مقام المغشر , حتى انتظم فى سلك من ( تحسبهم آمواتا وهم احياء عند ربهم یر‌زقون ) « لا يحز نهم الفزع الاکیں وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون » فلحق بالنعيم المقيم بعد ان خلف شيعه واتياعه منتهجين الصراط المستقيم وهو الذى لولاه لداش معلم امذهب وانطمس .› وعفر اثره واندرس لتمسكه ببقية الحوائج العظائم وتصحيحه ما قيد عن الخراسانى ابى غانم (1) وله مصنفات فى الفروع والعقائد , تولت (1) يشي الى ما قام به من نسخڂځ مدونه ای غائم الحرسانی بمعونه أخحته وسیانی خبسر ذلك 320 فوائدها الصدور والقلائد ولم تزل الامثال مضروبة به ء بعلومه وآدابه . وحبال ذوى الآمال متعلقة باهدابه , أذ كان علم الدين يقتدی به وذكر ابو الربيع سليمان بن عبد السلام عن اشياخه ان عمروسا کان اعلم آهل زماته بلغنا انه هم ان يعلق تأليغا فى الفقه لم يسبق فى طريقته عزم أن يفرق العلم على ثلاثة اوجه : التنزيل . والسنة . والرآي .٠ وما يتعلق بكل واحد منها من المسائل فرتب كل باب من ابوابه ويبنيه على القواعد الثلائة وصرف الى ذلك وجه العناية والاكتراث . حتى يكون تاليفه طرازا لا صنف فى علوم شرائع الاسلام , فلم يقدر الله بذلك بل قضى له باعجال الحمام وتر به ان يكون له ثواب ما نواه فجزاه على الكمال والاتمام . وذکی عنه انه کان ذات یوم جالسا فی مجلس الحکم ایام أن ولاه القضاء ابو منصور الياس, اذ حضر مجلسه خصمان فطلب احدهما الآخر فى حق تعلق به عليه . فلما ادلى بحجته سكت المطلوب . فقال : للمطلوب اجبه فلم يجب ء فکرر عليه ٹلاثا , فلما رآه لا يجيب وتبین له لدده قام اليه فر کضه برجله . فقال له جلساؤٌه عجلت يا عمروس فجمع عمر‌وس اصابع يده ٹم اطلقها , وقال لهم کم هذه ؟ فقالوا خمس ء قال : هذه منكم عجلة اذ اجبتم قبل ان تعدوها ء ثم قال لالياس ان لم تأذن لى بقتل ثلائة فخذ خاتمك ء قتل مانع الحق والطاعن فی دين الله , والدال على عورات المسلمەن . وذكروا ان جماعة قطا ع اغاروا على رفقة فاستباحوها 321 عزم علي تاليف کناب فی الفقه يرد كل مسالة الل احد الاصول الثلائة فلما انتهوا جميعا الى الجبل . وايو منصور اذ ذاك وال . قال . وعمروس قاض . فتشاجر أصحاب الرفقة والقطاع وترافعوا الى ابى منصور ء فكلهم يدعى الرفقة › ويتسبها الى نفسه , فحار فى امرهم ورفعهم الى عمروس ء فقال احكم بينهم ء فعزل عمررس أهل الرفقة ناحية وجصل يسألهم واحدا واحدا . عن رحله وجملته وعددە. وصفته . وعلامة متاعه . وقيد مقالة كل واحد متهم بشهادة . ثم استحضر القطاع . فسألهم كما سآل الاولين وقيد مقالة كل واحد منهم أيضا بشهادة . ٹم آمر بحل الحمولة واستخراج ما فيها . فوجدوا وفق ما قال اصحاب الرفقة . ووجدوا قول القطاع مختلفا مخالغا . متناقضا ء فقال عمروس لالياس هؤّلاء اصحاب الرفقة . واولئثك اضيافك , فانزلهم . يعنى بذلك عن حبسهم ء. وتنكيلهم فحكم بحمولة الرفقة لاربابها . فردها عليهم .٠ وجلس معه ذات مرة داود بن ياجرین . وماطوس بن هارون رحمهم الله . فتحدثوا حتى جرى بینهم ذ کر آهل الصدق ء و آهل الكذب . وذكروا آهل شروس ,. فقال الشيخان ان أهل شروس لا يكذ بون فاظهر عمروس اجازة شهادة کل شروسي فعاتباه على ذلك فقال لهما انما حكمت بشهادتکما › اذ زکیتما جمیع آهل شروس ء فقالا : ما اردتا ذلك , فوقف عن الحكم بشهادة غير المعدلين , قلت وعمروس آجل من ان يتجاوز الى هذا القدر أو يتسب اليه هذا التهاور . ولعل الشيخين لا قالا فى آهل شروس ما قالاه ظهر له ان فى ذلك القول مجازفة اذ برءا من الكذب جميع آهل شروس جملة من غير تعديل , وتادب ان يواجهها بالمناقضة فسلك بهما طريقا يرجعان به :الى الصواب من 322 غر تخطنه ولا توبيخ . وهذه احدى فضائله › لا يتسب اليه غير هذا . وذکروا ان ابا غانم بشر بن غانم الخراسانی خرچ من المشرق متوجها الى المغرب ليفد على الامام عبد الوهاب رضي الله عنه . ومعه مدونته المشهورة التى رواها عن تلاميذة ابى عبيدة رحمه الله ء وقيد سماعها عنهم , فاجتاز على جبل نفوسة فاستودع عمروس الكتاب المذكور . وتمادی لى تاهرت بعد ان استأذنه عمروس فى انتساخ الكتاب المذكور فلم يآذن لهء وعمروس حينئذ حدث فحسن عمروس الظن وحمله الحرص في العلم على انتساخهء فواضيه وعكف على النسخ واخته تملى عليه . وكان اذا جلس للنسخ فى موضع لازمه حتى تدر كه الشمس» فينتقل الى الظل والاصل فى يدىی اختهء وعينه فى الكتاب لا يتحول حرصا فى احياء العلم فما رجع ابو غانم من تاهرت الا وقد. أكمل عمر وس انتساخ الكتاب . ورده فى المكان الذى وضمه فيه . فلما تناول الكتابء رآی فى احد اجزاءه نقطة حیں فقال آأسترقت هذه ؟ قال نعم » سمانی سارق علم . اخبارا لا آمرا وکان الکتاب فی ائتی عشر جزءا › وفی اٹر هذا کان ما کان من تلف ديوان تاهرت غصبا وحرقا . ولولا تمسك عمروس بهذا الكتاب لم يبق لاهل المذهب بجهات المغرب ديوان يعتمد عليه . وذلك بحسن نية عمروس ء وبر کته . ویمنه . وذکروا ان عمروسا کتب وصیته فی کتاب ودفعها لاولاده وورثته . فقال لهم : هذا کتاب وصیتی فاعملوا بمضمونه . وانا خصمکم بین یدی الله . وذلك ‏ والله 323 استنساخ غمروس لمدونة اہی غاتم اجتماع عمروس بالشيخ ابئ محبوب فى مكة ام عمروس توكله عل وصيتها وهو صغر اعلم ‏ عندما كان مرهقا الى الخروج للقاء العدو يوم وقعة قصر «ماتو » › وفيها استشهد:ء حسب ما تقدم ذکره . فلم يعقب من ورائه الا خيرا . وانتقم الله من اعدائه الاغالبة ومزقوا كل ممزق قتلا » وغرقا . وکان مصرع البغی مر تع وخيم . وذكروا ان عمروسا واصحابه توجهوا الى بلاد المشرق حجاجا فلما نزلوا مكة وجدوا بها محمد بن محبوب رحمه الله , فدخلوا عليه في مجلس فوجدوه مع فسلموا عليه › فهش بهم وقر بهم اجلالا للجنس › دون معرفة الاشخاص .٠ فلما تبوآوا مقاعد المذاكرة . سأل عمروس ابا عبد. الله عن مسألة . فقال : ابن محبوب ان کان ابو حفص فى شىء من هذه البلاد فلا يصدر هذا السوّال الا عنه ولا يرد الا منه . فقالوا له : انه هو السائل ء فرفع اين محبوب مجلس عمروس لا عرفه , وزاد دنوه من مجلسه ء ثم جعل عمروس يسال فى مسائل الدماء عن مسألة بد مسألة » حتى قال له ابن محبوب : هذا من مكنون العلم لا يعلن به فى قوم جهال . فعند ذلك قال عمروس لاصحابه احفظوا السوّال واحفظ لكم الجواب ء حتی نقدم على اخواننا فتخبرهم بما حفظنا , ففعلوا , فلما قدموا بلادهم قال لهم عمر‌وس : هلم ما تکلفتم به . فقالوا له : لم تحفظ شيئا سوى قولك احفظوا المسائل لتردبهاعلى اخواننا . ثم ان عمروسا اعادها مسألة . فمسألة . عن آخرها . وذكر ان ام عمروس الوفاة وعمروس رضيع فاوصت بوصايا وأشهدت بها شهود الوصية ء فقالوا لها الى من تفوضين تنفيذ هذه الوصية ؟ قالت الى ذلك الذى فى (1) لعل فى النسخ تحريفہ , والمؤلف يشير الى قول المتنبى : مرتع مبتفيه وخيم 324 مهدى . فاشارت الى عمروس . فكان خليفتها على الوصية قيل فلما كبر عمروس وبلغ مبلغ الرجال شرع فى وضع الوصايا مواضعها . وتنفيذها فى وجهها . حتى لم يبق منها شىء . قيل وانه لا وجد فى الوصية الحج توقف عنهء واشكل عليه الامر وجعل يسال فى جهات نفوسة عن احوال والدته فلم يجد من يعرف حالها وتولاها غير امرآة واحدةء. فتولاها لذلك وحج عنها ,. اخذ فى ذلك بقول من قال ان الحجة تقوم فى ولاية الدين يشهادة النساء والعبيد اذا كانوا ممن يقبل قوله . وتقوم به الحجة ء ولم يستجز ان يحح عنها اخذا بقول من يقول بان من يحج عن غير متولی فانه غير مرضى الفعل › ولا مشكور الحال , فهذا الذى اوجب توقفه لا انه استصعب الحج , ولا استعظمه , والا قالامر يسين . ذكر الاشياخ ان أهل جبل نفوسة كانوا فى ذلك الزمان اكثر الناس حجا فكانوا يحجون بنسائهم وذراريهم حتى انهم ولد لهم فى ركب واحد ثلاثمائة مولود ذكر , فما ظنك بمدد من لم یولد له ذکر ء ومن لم يولد له اصلا ومن ليس معهم . _ الشيخ ابو معروف ويدران بن جواد ومنهم آيو معروف ویدران (1) بن جواد رحمه الله .٠ ناهيك بابی معروف ذى الآثار والمعروف , الموصوف بدراسة العلوم والمطروف , الراقى ذراها البواذخ ء المتقن (1) اثبته صاحب السير باسم ابو معروف ويار بن حواد 325 فز فى مسالة ارثٹ يصون مال اليتيم وعلم , المصيب متى رقم أو تكلم . وله فى النوازل والاسئلة المعضلات اأاجوبة پد . كاشفة اشكال الملشكلات , وکان متی قصده آمل فاز بالامل لانه جمع ما بين العلم والعمل . ذکر ابو الربيع ان ابا مروف دخل عليه رجل يسال عن مسألة معضلة ,. فوجده مريضا مرضه المتصل بوفاته رحمه الله . فسآله الرجل عن المسآلة وهى : ثلائة رجال ونساؤّهم ٹلاٹ دخلوا بستتهم على مريض فقالوا له : آوص فى مالك › فقال بما ذا أآوصی ؟ ومالى يصير بينكم بالميراٹ اسداسا ء. لكل واحد متهم سدسه . فقال ابو معروف ذلك رجل ترك اما واختين لام وثلاثة بنی عم له ء وقد تزوج أحدهم الام وتزوج الآخران الاختين .٠ وعنه رحمه الله ان صبيا يتيما جاءه كالمستفيث › فقال له : یا عمی رآیت سیف ابی فی يدي دلال فى السوق ليبيعه › وانما ناوله اياء بعل اختى وحقى فى السيف باق فاستحضر ابو معروف الدلال فقال له : أشهر نصيب الابنة دون نصيب آخيها . ففعل , فلم يجد من يسومه بقلیل ولا كثير , فكان ذلك سببا لصونه على اليتيم .٠ وروي ان المعز امير القروان اهدى سيفا لمشائخ الجبل يريد تشتيت أمرهم ء واختلافهم , لا التحافهم والطافهم فلما وردت عليهم هدية عدو الله . اختلفوا . فقال بعضهم ردوه › فهو أولى به لان صاحب الريبة احق بالوقوع فيها ء وقال بعضهم : لا تفعلوا . فان ذلك عون له على ما هو عليه من الباطل والجور ,. وقال : آخرون اکسروه وادفنوه ۰ فهوّلاء كلهم رأيهم مقصور علىالتحرج والورع والخمود على 326 الوقوف دون الشبهات لان ذلك شأ نهم وما رابوا عليه لا یزیغون عنه . قیيل : و قال آخرون امسکوه . فان عطايا الملوك جائزة لمن يأخذها ما لم يلامس أمورهم الفاسدة . فهو المشهور عند جمهور الامة . قیل . واصیب من ادلی بهذا الرآي فى بصره لا جاءهم من الفتيا بما لم يعهدوا العمل به ء فقال ابن ماطوس الحمد لله الذى جازاه فى ان جعل له عقبوبة ذلك فی بدنه ء وما يختص بدنیاه.. ولم يجعل له عقوبة فى آخرته » قيل والمصاب بیصره هو آبو معروف . قیل ولا آصیب ابو معروف ببصره وجه کتابا الى الشيخ عبد الحميد الفزانى , وكان عالا كبيرا من أهل الدعوة ء وكان قاطنا ببلد السودان ‏ يستمد منه دواء العين . فلما ورد عليه كتابه قال عجبا لهذا الشيخ اعطأه الله دواء لداء الذنوب وهو يسأآل ما يزيله عنه . فبلغ قوله ابا مروف فقال : اترى الفزانى يهزاآ بى ويعدنى صبيا يرضع ابهامه ؟ . فعيد الحميد انما يعنى اجر المصيبة والسلامة مما يكتسب بالعين من الآثام » وابو معروف یری انه حرم بفقد البصر انواعا من الخ , كالاعتبار , والتعجب بصنع الله عل وجل , ومطالعة كتب العلم والمشي الى بيوت مجالس الذكر . وكلاهما ذهب مذ‌هبا حسنا ورآی رآيا مصيبا. قلت اما کو نهم اعتقدوا ان الذى اصابه عقوبة على فتياهء مع علمهم انه لم يخرج عن اقوال العلماء غي انه مال الى الاسهل وترك الاحوط فانهم عدلوا الى ما قاله قبل المشائخ فی امشالهم . وحقظ من أقوالهم ء حسنات‌الايرار سيئشات لمقر بينء فكونه تكلم بالعلم حسنة بالتسبة الى من ل يلتفت 327 ابو وف بفة صر يحسم النزاع والتهور بحسن تصرفه للعلم . وكونه ترك الاحوط سيئة بالنسبة الى احوال من اعتاد محاسبة نفسه . والا فحاشهم ان يعدوا كلام العلماء سيئة على الاطلاق . وذکر غير واحد من اصحابنا ان ابا معروف کان تاجرا حینا من الدهر جالسا فی دکان دآیه ایما وزن لاحد مسن الناس زاده من نفسه خروبة ء واذا اراد أن يأخذ لنفسه من احد نقص خروبة , فلما حضرته الوفاة أوصى بعشرين دينارا احتياطا من تباعة المیزان . وذکر ان ام ابی معروف مرضت فدخل عليها لتوصى فاستفتت شهود الوصية فى وصیتها . آی الوجوه آولی ان‌یصرف فيه اکثرها؟ فقالوا : كفارات الايمان . قيل : فاوصت بثلاثمائة كفارة , فانفذ بو معروف جميعها . وذكر ان رجلا رمى طائرا بحجر على غصن زيتونة. فتطاير بعض الحجر فاصاب رجلا فقتله . وذکر فی زمان ابی معروف فترافع اليه أولياء القاتل والمقتول فأخنذ آبو معروف القاتل اليه , فقال أولياوٌه يا شيخ ان صاحبنا لم يتعمد . انما رمى الطائر فقال لهم أيو معروف : امسكوا ء واصبروا لئلا ادفعه منكم ولا قدرة لكم على رده . قيل وكان اولياء المقتول يقولون ادفع الينا يا شيخ قاتل ولینا فانه قتل مظلوما . فيقول لهم : امسكوا واصبروا › والا دفعته الى اخوانه ولا تقدرون علی رده ء ثم حكم بالدية » فكان الذى خاطب به كل فريق من الخصماء قطعا للتشاجر والاختلاف . وكان توقفه لا علم فى المسآلة من الخلاف حتی حکم بينهم بما رآه آسد الاقوالء وتفرقوا على ايسر الاحوال . 328 ومما يذكر من تواضعه وبرائه من الكبر , ومحافظتهة يلوم شيخه لانه علي السير واتصاقه من تسه ء ما حكى ان ابا الراستى فى مدة قراءته علي شیخه ابی معروف ٠ تيممه یوما فوجده فی بستان له يعمل فيه بيده وهو محتزم سراویل لیس على بدنه غيره ء. فانه لا أخذ فى العمل خلع عنه ثيابه فحين عاين التلميف شيخه على هذه الحالة لم يرضها له . فاخر جه الخطة (1) فجعل الشيخ يتوب ويستغشفر معترفا بالخطا اعترافا استوجب به الرجوع . ثم ان ابا مسور آراد لومه , فقال له : قد كان اللوم متوجها قبلى قبل التوبة واما بعدها فقد ارتفع اللوم . اپو منصور الياس ومنهم ابو متصور الياس رحمه الله , اللاين المتخاشن الجامع اطراف المحاسن ء جمع الانفة والسيادة , والتواضع والزهادة فهو لأولياء الله اطوع من النعل و أخضع واحلى من العسل وانفع , وعلى اعدائه اشد من الجبل وامتع ء وآمر من الموت وافضع . وفى منازل الشرف استی مسن النجم وأرفع . وفى بحر العلم والجود افيض من اليم و أوسع . ان قام فى الله فالر ئبال حول الاشبال , وان دافع فالحمام للحمام (2)ء ولى فعدل , وقال ففصل؛ء يرعى حقوق الله حفظا › ولا يرى فى ذات الله لذى حظط حظا . وكانت له كرامة فى آهل مذهبه . فقد جعلها الله باقية وذريته ثلاثة اشياء . ولم تتبدل منذ فار قوا التصرانية ء (1) يبدو ان فى العبارة سقطا . فهى هكذا : فأخرجه الى الخطة . أو فالزمه الخطة (2) الحمام نبالضم ٠ السيد الشرايف 329 ثلاث مكارم لم يخل ورچعوا فی دين الاسلام الى الوقت الذى وقع فيه ذكرهم سما ا اب 7 ذلك , وهى : الصلاحية ء وزريعة القمح ٠ وتناسل الغنم الاولى بدعوة سابقة . والثانية والثالثة بالورع والتحرج وذلك كله,مساعدة وتوفيق من الله عزن وجل . وذكر ان رجلا تاجرا مات بفتة فى أيام ولاية الياس ء۰ فلم تمكنه الوصية . وكان معروفا بودائع الناس قيل ٠ فطلب الئاس ودائعهم . ورفعوا أمرهم الى ابى متصور الياس فسأل طريقا يتوصل به الى معرفة ما يدعيه كل مودع منهم فاشتدت عليهم طريق الشهادة . واستقبح ان يحكم بغير بينة » واستقبح ان يمنع المدعين , فطلب بتلطف رأيه وسياسته طريقا الى الحكم بدون الشهادةء فقال : هاتوا رحله وآرزمته فاحضروها . فكل من وجد له اسما على شىء حکم له به » والا متعه ء قلت وأراه انما حكم فى القضية بهذا الحكم لانه لا تعذر عليه اقامة البينة . رجع الى الحكم بالوجهين وفى احدهما ضعف فى المذهب لكنه رجع اليه عند الضرورة وهما العادة والشهادة على الخط . ومما يذ كر من اطراحةه حقوق الاآدميين . واسقاطه الام اول بالحضسانة حظوظ ذوى الحظوظ رعيا لحقوق الله تعالى , ما يذكر ان 0 امرآة عم لابی معروف رفعت ابا معروف الى مجلس ابی متصور طالبة نفقة ابنة لها هى ابنة عم ابى معروف يتيمة فتخاصما ء. فقال : ابو معروف لابی متصور : وانما آضم الي ابنة عمى , انها بعد كبرة . فقال له ابو متصور : لئن فعلت لانكلن بك حتى تكون لفتيان أهل ويغوى ء قلت وهذا علي ظاهره ليس بالمرضي فی جانب ابی معروف فانه اجل واورع من ان ينسب الى ان يعامله والى الامام بمثل هذه المعاملة . وهذا عندى اذا صح فانه محتمل اما 330 ان يكون وصيا على ابنة عمه , أو اتهم الكافلة بانها لا تحسن تر بية اليتيمة . ولا تحفظ عليها نفقتها ء ولا هي أهل لحظانتها . فهو أولى بكفالتها بالقرابة والايلاء وانه قد ثبت ذلك بالبينة فكان أبو منصور آراد تنزيه ابى معروف عن هذه القبيحة ورآى الستر على الحرائر اجمل . واما ان يكون ابو معروف اراد بذلك ان ينکحها نفسه ورآها ابو متصور صغيرة مع يتمها . وفى نکاحها خلاف . فآراد ابو معروف ارتكاب اضعف ما قيل وتحری ابو منصور الاخذ بالاحوط . فكلاهما قصد مقصدا جميلاوقد تقدم من وصف احواله السنية عند ذكر الدولة الرستمية . ما يدلك على علو شآنه ومكانته فى الفضائل ومكانه . الشيح يعفوب بن سهلون ومنهم ابو يوسف يعقوب بن‌يوسف بن ‌سهلون السدراتى المعروف بالطرفي رحمه الله ٠ العالم الفقيه ء القطن النبيه . اليقظان الذكى . الورع الزكى . ذو الجهادين الاكير ء والاجتهادين المصلبى والدفتر .كان يلقب شيخ الرآى الناصح وكانت قراءته على الائمة بتاهرت قبل انطفاء تلك المصايح . وهو الذى استشاره الشيخ عیسی بن‌برزکشن فی نزوله بتالا . وهى اذ ذاك عامرة . فقال تصلح للناس والعبادة . ولا يخلو من ذى حافر الى اريغ والى وارجلان . فنزلها وبلغ فيها ميلغا عظيما ء وذریته بعده . ولا حضرت الوفاة آبا يوسف قال له ابنه أوصنى قال له :لاأراك تقبل الوصية يا ابن الرديئة فتردد فى ذلك ثلائة أيام فلما رى جده قال له : لا يكن ندبك الناس الى 331 وصية الشيخ لانه ار آوكد من ندبيك نفسك اليه ء ولا يكن غيرك اسيق و كالسمار للماء . وقصده رجل من دمر فى مجاعة يسآله ما يتبلغ به ء فقال له عرفتى بارخص ما فى السوق , فاعلمه بر خص الجمال , وكانت بيده اربعة وعشرون دينارا وديعة . فقال له : اشتر بها جمالا . فاشترى بها ثلائة جمال , وأمره ان يعزبها فى أرض مزرعة مربية بين وارجلان واندرار موضع يقال له : « ایفد‌انن طوم » وزوده . ففى أيام قليلة صلحت احوال الجمال , فوافق ذلك قدوم رب الوديصة فقال له سق أحد الجمال‌فسومهء فبلفت‌قيمته أربعة وعشرين دينارا . فباعه ودفعها لصاحب الوديعة › وقال للدمرى بع احد الحمال واشتر بثمنه ما تحمل على الآخر الى اهلك وبادر أهلك . وسر فى حفظ الله .٠ قلت ومن شأن العزابة وأهل المذهب قديما اذا وضع عند احد منهم وديعة ان يستأذن ربها فى التصرف فيها فى المصالح بغير تعد فيها : فاذا آذن تصرف . وفعل أبى يوسف من هذا النوع . وذكر انه كان فى مدة قضائه كان يقضى بين الناس وهو يعمل اشغال داره لا يلهيه شىء عن شىء ء وذلك لذ کائه وقلة كبره . وكان منتهى الفتيا بوارجلان . وله مصلى معروف بوارجلان لاستجابة الدعاء . هو بين تينمصيون ء وتينماطوس بمقر بة من بر الاجر . ابو محمد ملي ومنهم ابو محمد ملي الايدرفى . رحمه الله . مسن 332 بقداح . آو اديت عليه من راح المذاكرة اقداح , الا ان التقوى اظهر حاله . « واتقوا الله ويعلمكم الله » . ذكر ان ابا محمد ملى كان يحفظ شهادة بحق رجل نفوسي » فلما اراد منه ان يؤٌديها عمل طعاما واستدعاءه اليه . فلما وضع بين يديه . ذكر له الشهادة واعلمه انه يريد اداء ها . فلما ذكره فيها وعلم ان الطعام انما كان بسبب الشهادة المذ كورة , قال له : ارفع طعامك فان عندى لك شهادة . فقال له كل يا شيخ . فابی عليه . فقال له کل واشهد انی ترکت لفریمی مالى عليه من حق شهادتك فانتصرف , فاحضر ابو محمد قمحا صالا واستدعی الرجل المذ كور . فقال له خذ هذا الطعام‌فاصرفه فيمن‌ تراه محتاجا والقمح انما احتاط به لا اتلف من الطعام بسبيه فحمل القمح مساعدة للشيخ وصنع منه طعاما ء وحمل ايو محمد معه.زيتا و كسى به الطعامء وقال للرجل كل انتء وعيالكء ومن عندك . و کان ابو محمد احد المستجابين‌دعاءهم الكثير اجتهادهم ورفعتهم فی درج الكرامات . وسنائها . فمن ذلك ما ذکر انه كانت له بقرة يحلبها وعادتها اذا اصبح قامت امر ته فتناولت القدح فتحلبها ساكنة لا تتحرك »› ولا تنفر , فلما كان ذات يوم قامت‌اليها لتحلبها على حسب العادةء فر كضتها بر جلها . فانتکب القدح , وتبدد اللبن . فقامت الملرأة فذ كرت ذلك لبعلها , فقال ما هذا الا لنازلة سوء شنيعة نزلت بالجبل › فأخذ عکازه . وخرج مبادرا . فآتی جمع أهل الجبل ء فوجدهم محتفلين على رجل ينكل ویجلد ء فسآلهم عن شأنه . فقالوا له : جاء فيه کتاب من الوالیى . فقال أبسواد فى بياض تهرق الدماء يا نفوسة ؟ أو قال 333 يابى ان ناکل طماھ لانه بحمل له شهاده يتحرج من اخذ غلة ارض حرثها بدون رضی صاحها يا معشر المسلمين , فقالوا لعمروس جاويه › فقال اذا قيل الحق بطل الجواب ء قال ثم سألوا فوجدوا الرجل المكتوب فيه غير هذا المظلوم , فلما علموا انهم قد تعدوا وانه بریء قوموا جنايتهم عليه وغرموها. وذكروا انه حرثذات‌سنة أرضا فلما حصدالزرع ودرسه وصي الحب فى التلاليس اذا برجل قد وقف على الشيخ ء ومعه ولده . فقال له الرجل : اللهم انك تعلم اتى لم أذن فى حرث أرضی › ولا بعت ولا وهبت . وانها لارضی لم تخرج عن ملكى فقال الشيخ لابنه افرغ الطعام لربه ففعل ومضى الشيخ وابنه راضيين بسلامة دينهما . الشيح سعد بن ابی يوسف ومٽهم بعد بن ابى يوسف رحمه الله . ذو الاخلاق الحميدة , والآراء السديدة , والاجتهاد فى طلب العلوم لا يعتاقه عنها الا ما ليس فيه بملوم قرا على الامام افلح وتخدم فاستفاد وافلح . وحافظ على طریق امامةه ء وتساوی حاله فی زمن رحیله عنه ومقامه , وفی بو اجب البيعة لما نكث الناكث ء ولم تمل به عن الطاعة علائق الشهوات وقد مضى فى السيرة الرستمية من ذكر صفته واخلاقه , ما يدلك على طيب شیمه وکرم اعراقه » ومن تمسكه بعصم الدين واسبابه » ما تصرف به سبقه فى ضروب من الفضائل على كثير من اضرابه وتقدم له من المناقب ء ما هو أضوى من النجم الثاقب . الشيخ ياكرين وداود بن ياکرين ومنهم الشيخ ياكرين وداود بن ياكرين رحمهما الله . شيخا نسك وزهد . واجتهاد فى العبادة وجد . ١ هكذا فى النسخ ٠ ولعل الصواب لا يعوقه عنها 334 وقد ذكر انهما خرجا ذات سنة من السنين الى البادية فى فصل الر بيع فكانا متوافقين , فلما عزما على الافتراق آو قبل ان یفتر قا قال یاکرین لداود . آوصنی یا آخیء قال لا تستنج بيمينك ء ولا تنزل أهلك الا فى موضع الدراء والسترة 4 ولا تسكن ازواجك فی بیت واحد . وغرهم کر اخقاهم الحمول وحب الاختصار . 335 الطشقشة السابعة 350-300 ه الشيخ ابو مسور يسجا منهم ابو مسور يسجا بن يوجين البراستی . رحمه الله الشريف المنصب الكريم المنسب , الطالب ارفع مطلبء الكاسب اتفع مكسب »› الناهج اوضح طريق ومذهب الماجز كنه أوصافه كل بليغ أوجزن أو أطنب خدم الدين فخدمته الدنيا . ورفضها فنال منها الدرجة العليا ». طلب العلوم فحوى عيونها : وورد متاهل الخير والصلاح فحاز معاٽيها . فکان مونلا للقاصد . ومنهلا للوارد , والقاطع سبيل الفساد › والهادى الى طريق الرشاد › بيته فى المذهب اكبر البيوتات لم تزل مذ لم يزل مخصوصا بالبر كات ء ولم يزل قط منهم نقات مقتفية آثار الآباء نجساء الاعقاب وقد مضی من مناقبهء وذکر کریم مذاهبهء فى اڻناء الكتاب ما هو كاف , ولو اقتصر منه على ادنی باب ء وسنذکر فی هذا الفصل نبذا من اخباره التى هى علم فى الفضل : دالة على ما كان عليه من السيادة والتبل . 336 فمن ذلك ما یذ کر اه حضر مجلسا حضره جمع وافقر من آهل جزيرة جربة وهبیتها ونکارتها . و کان فیمن اللخ ابو سور يعرض عن نامه ‎a‏ يقولون : رجل غریب ما عسی ان يکون له من القدر ؟ فى انواع من قبح القول . وضروب من الهمز واللمز. بحيث يسمع ء وبحيث لا يسمع . فكان يتغافل عنهم وینزه سمعه من ان يصغي اليهم. وينزه لسانه عن مجاو بتهم. فبلغ ذلك أهل المذهب فى الاقطار . فاستعظموا ذلك .٠ قيل وكان عينئف أهل الجزيرة اذا اختلفوا كان محفلهم واحدا. وهبيتهم ونکارهم . فبينما هم ذات يوم مجتمعين وقد احتفل مجلسهم . اذا بکتاب قد ورد الی ابی مسور من قبل زواغة البادية » ومن معهم من الوهبية ,. فقرآ الكتاب فاذا فيه قد سمعنا يا شيخ ان النكار يقعون فيك ويهمزون ويلمزون . ويتحر كون فى أمرك ويتحاولون اذاك فان صح ذلك فاخبر نا نلق عنا ثيابنا ونصرخك ٠ ولیس علينا غير الازر والسلاح رغبة فى نصرتك , وقرعا لمن يرومك ويحاول ضيمك ,. فقال : لم اسمع بهذا أو لا لى به علم . قيل ولم يفرغ من قراءة الكتاب المذ كور الا وكتاب خر قد ورد من جهة دمر , فقرآه آیضا فوجد فيه : يا شيخ بلغنا ان النكار يتحر كون ويسيئون اليك ويلوكون امرك ,. فان صح ذلك فاخبر نا نصرخك بعسكر يكون آوله عندك وآخره عندنا . فقال ابو مسور ما لی بهذا علم ولم يفرغ مسن قر اء الكتاب الثانى الا و کتاب ٹالٹ قد ورد من جهه جبل نفوسة فيه مثل ما فى المتقدمين , الا انهم قالوا فان صح ذلك فاخبر نا نكسرأغماد السيوف ونصلك 337 رای العالم له جانب هش الصواب ما يلبغى ان يقرا عل المحتضر الصبر الجميل وصفته والسيوف مصلتة فى ايدينا . فقال لا علم لى بذلك ولم اسمم به ء وکل ذلك فی مجلس واحد کما ذکر کانهم تواعدوا . وكل ذلك لرغبتهم فى نصرة الدين والذب عنه وكثرة الحزم والتحفظ عنه وعن القبيلة قيل فكان خلف ابن احمد بعد ذلك یقول : ابن اختی امامنا اجمعين ل حمی ودمى ء رئيس الكل . وجعل يكرر ذلك في مجالسه . وحيثما حضر , وكان عميد القوم وفقيههم . قيل اختلف ايو مسور والنكار فى مسأآلة وخلف غائب حينئذ عن جزيرة جربة , فلما قدم سأله عنها أصحابه واعملوه بما قالوه فيها , وبما قاله ابو مسوز فقال : اخطآتم واصاب يسجا . فبلغ ابو مسور قوله لهم فقال لهذا أو امثاله يقول العلماء : لا يعوج قول عالم ء ولو انه مالف . وسئل ابو مسور عما يقرا عند احتضار المريض .٠ فقال ما سألنى عنها احد منذ فارقت ابا معروف الى اليوم ثم قال : قول الله تعالى : (يا آيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلی فی عبادی وادخلی جنتی) . ومن حسن اخلاقه ودهاءته ما ذکر انه وضع طعاما بين يدي التلامذة بعد ان غسلوا ايديهم . وخرج ولم يقل لهم كلوا , فامسكوا عن الاکل حتی دخل عليهم بعد وقت فوجد ايديهم مرسلة ء. فقال ما لكم لم تأكلوا ؟ خشيتم ان اغرمکم . کلوا وان شئنا غرمناکم . ومات له ابن فجاءه الشيوخ يعزونه ء فجلسوا يتذاکرون ويوردون ما فيه تسلية . فقال لهم الشيخ : اخبرونى ما الصبر الجميل ؟ وكيف صفته ؟ فقالوا له الجواب من عندك : فقال : هو 338 ان لا تظهر المصيبة فى وجه صاحب المصيبة › ولا يبين من بين جلسائه . ٹم قال هذا صعب فهل ايسر منه ؟ فقالوا الجواب من عندك , فقال لهم : ما لم يتغير وجهه ويسدم ء ويوجم ء. ٹم قال وهذا صعب ء فهل آیسر منه ؟ فقالوا وما هو ؟ قال ما لم يصح ويدع بالويل والثبور ء لأن البكاء قد يكون بالرآفة والرحمة فى النفس .٠ الشيخ سحنون بن أيوب ومنهم حستون بن ايوب رحمه الله . فقيه أوانه ء وعمدة مکانه . علقت عنه مسائل . وفتاوی فى كث من التوازل .٠ ورويت عنه في العلوم روايات ءوكان يعد في آهل الداريات . وله آثار محفوظة غير منسية › بل منتشرة فى الجهات الطرابلسية الاانى لم احفظ له سيرةء ولا وقفت فى تعاليق له على مسألة من مسائله صغيرة ولا كبيرة . وليس ذلك بباخس حظه فى الفضل ء ولا قاعد به عن أولية السبق ء واولية الحصل ء فانه فى الائمة الثقات المثبتة اسماؤهم فى صدور الطبقاتء وقد اذنت بل رغبت لن يقف على هذا الكتاب من الفضلاء ء ان يثبت له فيما يحفظه عنه من طيب الانباء فليعلق فى حاشية الكتابء وهو ان شاء الله مأجور ابوالخطاب وسيل وكذلك ابو الخطاب وسيل بن ستتن الزواغى رحمه الله (2) معدود فى هذه الطبقة , مذ كور فيمن افنى بدنه فى العيادة وماله فى الصدقةء موسوم بسمة الصلاح )1( راجع سير الشيخ احمد الشماخى ص 292 ط البارونى 339 وتسميته مرسوم فيديوان علماء وقته . لا بطيئثافي السباق , ولا قاصرا عند اللحاق . هذا فيما أدركتهم يتداولون , ويتعاطون من أوصافه ويتناولون . وما يخرجنى الى الخطة اذ لم احفظ عنه رواية , فأطرز برد طبقته يما امكن عنه من ذلك ولو حكاية . فيكفی نهلها عن العمل » ويكون لى جهد المقل . (1) الشيخان ابو القاسم مخلد وابو خزر يغلا ومنهم ابو القاسم 4. وابو خزر ء الوسيانيان رحمهما الله .لا يمكن فيهما مزيد على ما قدمناه فى هذا التصنيف ولا يحتاج مع شهر تهما الى زيادة تعريف » فانهما اماما اهل التوحيد ٠ وفخر من نشاً بقسطيلية وغبرها من بلاد الجريد , ولكل واحد منهما اخبار ساردة وفضيعة , فاطلب ذلك فيما مضى من الشيعة . وسنذكر هاهنا مسائل وقع بينهما فيها اختلاف وكل اصاب سهمه الغرض وما ضاف ء (2) فمن هذه المسائل ما تيهنا عليه وسنذكره . وال خي لايسام من یکرره . الي يا ون" فمن ذلك رجل قال : لا اله فسكت , ولا حول ولا قوة ء اخملا ما الحكم فيه ؟ فقال : ابو خزر ›. أشرك لانا انما یلزمنا الحكم بالظاهر , وقال : ابو القاسم بل فى المسألة احتمال ء لعله يعنى لا اله فى الآوثان , واضمر فى نفسه تتميم الكلام . ولا نظن بالمسلم الا خيرا ء ولا نخرجه الى الشرك بالأحتمال . وهذا كما قيل عن الأمام افلح رحمه الله : أن (1) النهل بالتحريك مصدر نهل شرب أول مرة والعمل والعلل : الشرب مرة ثانية ٠ او تباعا (2) أخطاأ وعدل عنه 340 من دين الله ان احدا اذاجاء بوجه يحتمل وجوها حمل على أحسنها . واختلفا في الأبوين ايهما اعظم حقا قال ابو خزر الأب اعظم حقا , لانه المأخوذ بحقوق الولد . وقال ابو القاسم بل الأم اعظم حقا لأنها اعظم مؤوُونة ,. فقد قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم . لا سأله عن ذلك سائل : فقال التى حملتك بين الحنبين . وأرضعتك بالثديين ووسدتك الفخدين , قلت ,. وهذا انما هو مجرد حكاية › ولا ينبغى لكل واحد منهما على مكانه في العلم وجلالة التدر .ان ينكر ما قاله صاحبه او يعتقده خلافا . بل لكل وجهة يصدقها ما يجرى من أحكام الميراث وما قاله صلى الله عليه وسلم لا سأآله سائل يا رسول الله من أحق الناس منى بالصحبة ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟ قال : آمك ء. قال : ثم من ؟ قال : أبوك فالأول لأبی خزر » والثانى لابى القاسم أفترىان أحدهما يجهل ما تمسك به صاحبه ؟ ؟ . وذکر آیضا آن ابا خزر قال : من جاه نفسه من آهل الدعوة فاما نال خيرا ء واما لم ينله . وأما من لم يجاهد‌ها فلا ينال خبرا . فقال ابو القاسم فى الاول انه ينال خيرا على كل حال وفى الثانى محتمل . قلت : وهذا أيضا غير بعيد من الاول ولكل واحد منهما تاويل يحمل عليه لفظه ء لا يمكن ان ينكره الآخر , ولا ان يعتقد خلافه . ابو صالح جنون بن يمريان ومنهم ابو صالح جنون بن يمريان رحمه الله . ذو الورع والسغاء . وبركات صالح الدعاء . وهو احد 341 الام اول الابوين بالبر واحق حكم من لم يجاهد نفسه ولم يحملها على الجد وثمال اليتامى والمساكين ء ان لم يكن مقدما فى العلوم فمقدم في المعارف , وان لم يکاشف أجسام الدواوين فهو لا رواحها مکاشف ء بل ان قيس بسواه فی عمله ودرایته وجد سواه یقصر دون آدنی طلقه . فكيف بغايته . وقد مضت في هذا الکتاب جمل من آخباره » ونکت من حمید آثاره . وذكر ان ثلاثة من فقهاء جربة آحدھم ابو صالح بکر بن قاسم ء والثانی ابو موسى عيسى بن السمح ء والٹالٹ ابو زکریاء فصیل بن ابی مسور ء توجھوا الی جھهه ريغ حال اش سداق ووارجلان زائرين‌اخوانهم وآهل دعوتهم . قيل فوصلوا وارجلان ودخلوا على آبى صالح وصاقحوه وتر كوا بمشاهدته . ثم تساءلوا فيما بينهم عن حال آبی صالح ؟ فقال احدهم لا رآيته توليته . وقال : الثانى لا عانقته توليته . وقال الثالث لا تكلم توليته ‏ قلت وهذا مستحسن من وجه ومستقبح من وجه فوجه الاستحسان حسن التوسم من مثلهم فى مشله ووجه الاستقباح اذا حمل على ظاھےر ما رواه الراوی . کونهم انما تولوه بعد هذه المشاهدة من رؤّية وعناق واستماع كلام . أتراهم كانوا قبل ذلك يبرآون منه ؟ ويقفون فيه ؟ بل لم يزل قبل ذلك وبمده أهلا لتوليتهم ء فان حمل اللفظ على ظاهره لم يصدق عليه الممنى ء لكنهم آرادوا ‏ والله آعلم ‏ انهم لا شاهدوه مع ما كان متقدما عندهم من توليته شاهدوا منه مصداق ما تقشدم عندهم , فانه تقدم على طريق السماع , والاستفاضة ء فلما شاهدوه تحققوا ذلك عيانا لايحمل كلامهم على غير هذا . 342 قیل وآوصی بنیه بثلاث › وكل واحدة منهن تشتمل علي ثلاث » فتلك تسع , قال :یابنی اذا کان ابان غلتكم فولوها بأنفسكم ولا تولوها غیر‌كم » حتی توصلوها موضع حرزكم , فان لم تكونوا آصحاب غلة ولم يکن لکم بد من شرائها فاشتروها ما دامت في أصولها ولا تترکوها حتی تصل الحرز فيصعب اخراجها , فان لم تكونوا اصحاب غلة ولا قادرين على الشراء وتنزلتم الى طلبها فاطلبوها قبل دخولها الى الحرز ء يسهل اعطاؤها , والثانية ان کنتم فی بلد فاول ما تلتمسون لأنفسكم وأموالكم المسكن . فان من سکن في غير مسکنه فاما ان يکون غنیا , واما ان يیکون فقیرا . فان کان غنيا ووسع على نفسه سماه التاس مبذراء وان ضیق سموه مقترا ممسکا ,. وان کان فقیرا قالوا لیس ورا هذا الا الدخول والخروج , وان کان في مسکنه يستر علي‌غنائه وفقره ولا يعرف‌الناس له عيبا والثالثة اذا اقبل الشتاء فحصلوا كسوة شتوتكم , فان من بات مبیت سوء ليلة واحدة لايخلفها بدا والذی تخلفونه من مجر د ثيابكم وخلقها فيه بقية ومنفعة , فان أعين الناس والسنتهم متسلطة على من معهم . يتحسسون للكبيرة والصفغيرة ء وهذه الوصية ليس فيها من أمور الدين شىء الا النهي عن اضاعة الحال والمال . وفي ذلك مصالح كثيرة » ومناقفع جمه ۰ وذکر ان ابن عم له كتب اليه كتابا من المغرب : يا ابن عمى ايتنى › فانك قمت فى أرض الفقر فان عند نا آرضا كريمة ء قدر الكساء يحمل البعير وسقه حبا ء فاجابه ابو صالح : یا ابن عمی ایتنی ء فان عندنا أرضا قعدة الرجل يحمل البعير وسقه عسلا , وفي هذه الحكاية حسن الجواب 343 وصية الشيخ ابى صالح لبنيه منابت اللنخل أننى من مزراع القمح للرجل الفقير ان ياخد زكاة زوجته لا العكس تضربه المراة فيصبر لذلك احتسابا الملسكت , وفيها ما يدل على القناعة . وعلى الرصاتنةء. وعدم الطيش . وذکر ان رجلا من اهل قصر بكر آحد قصور وارجلان كان رجلا مقلا, وله امرأة كثيرةالمالء فسأآل ابا صالح .ء هل يجوز أن يأخن زكاة امرأته ؟ فتوقف عن المحواب تحرجا ء الى ان قدر الله بوصول أبى نوح سعيد بن زنغيل الى وارجلان حين فراره من أبى تميم الشيعى ء فسئل عن المسآلة , فاباح ذلك , وأعلمهم أن للرجل ان يأخذ زكاة مال امرآتهء وليس للمرأة ان تأخذ زكاة بعلها . وهذه المسألة مشهورة »ليس في هذه الحكاية ما يدل على قلة علم آبى صالح بل يدل على ورعه هه . وذکر ان ابنا له » اشتری کتابا , فکان یقر‌آه علی آبیه ء فكان آبو صالح يخاطب الكتاب ويقول : باعك من يعر فك واشتراك من لا يعرفك ء وهذه الحكاية تدل على ان هذا الكتاب كتاب عجيب , وان الولد ولد غير نجيب , ولكن خاطب ابنه بما يفهم من هذا الوجه , ولم يقابله بقبح الزجر . ومما يذكر من سعة صدره . وفله ضجره , ولشثرة صبره › انه جلس ذات مرة مع امرآته وهی تعجن عجينا ء فخاطبها بكلام لم يقع منها موقع الموافقة , فلطمته حتى ارتسمت آثار اصابعها فی خد آبی صالح ء فتکدر خاطرهء فلم يمكنه الشكوى الى احد › ولم يكن له بد من الشكوى الى شيخه آبى يوسف يعقوب الطرفى , فجاءه شاكيا فلما بشه حاله , قال الشيخ أترى هذه ؟ واشار الى زوجته , فقال : 344 ما لها ؟ قال : ضربتنى البارحة بمقلى فصيرته طوقا فى ثم والله لا اشكوها بعد اليوم . الشيح ابو محمد جمال المدونى ومنهم بو محمد المدونى رحمه الله , فقيه الاسلاف ء المتلافى فى سبرهم حين التلافى , الشامل ما اشرف على الشتات ء الموّلف للجمع بعد مأ صدر الاشتات . تدارك المريض فاقامه . وقد آراد ان ينقض فرده الى احسن حاله ء وعالجه بحسن رآیه وايالته , فاملمسك فيه به اقتدى . وهو من السباق فى العلم والورع والتدى وله فى معاملاته أمور سنية › وأحوال مرضية . ذكر آبو الربيع ان رجلا من مزاتة قارض رجلا بمال ذکان يتج به ,. فبینما هو ذات یوم فی بعض شوُونه , اذا بكتاب تفسير القرآن لهود بن محكم الهوارى يعرض للبيعء فاشترأه وجاء به الى رب الال , فقال له انى اشتريت هذا الكتاب وهو لى دونك وانما لك راس الال , فقال له رب المال : بل هو لى دونك , وانما لك نصيبك من الربح ء ان كان فى متجرك ربح فتخاصما وتشاتما ء حتی قامت مع كل واحد عشيرته متعصية . وتآمروا على القتال . وتواقف الفريقان وقد اشرفوا على ان يتفانوا ,. فبلغ ذلك أبا محمد جمالا . فجاء مبادرا . فقال : ایتونی بالکتاب الذی آراكم تریدون ان تقتتلوا عليه , فأتوه به ففتح وقصد موضما منه , فاذا بين التصفين ورقتان بيضاوان ففصل ما بين النصفين . وضم الى كل نصف ورقة بيضاء , وقطعه بسكين واعطى لكل واحد من الخصمين نصفا , وقال من شاء متكم 345 يختلفان لاجل کتاب فيفصل بينهما الشيخ برای مستبت وعساله . فطعمه الشيخ قىسرا الآن اكمال الكتاب فلينسخ التصف الذى فاته فاصطلح الفريقان , وافترقا على خي ء وزعم بعض الناس ان منتسمم الكتاب تفرس أو كشف أن امره يؤُول الى تفرق بالحدید . فاحتاط عليه ء وترك ورقتين غير مكتوبتين ٠ وهذا الذى زعموا لا حاجة بنا اليه وانما المقصود ما ذكرناه من بركة هذا الشيخ , وحسن سياسته . وذکر ان آبا محمد جمالا . کان جواره رجل من آهل البادية فى سنة مجاعة ء وللرجل صرمة , وقد أضر به الجوع ,. وشحه المطاع مانعه ان ينحر منها ناقة . فيطفىء سغب نفسه وعياله , فبلغ ذلك آبا محمد فجاءه فوجده فی خيمة لا حركة له من الم الجوع فقام آبو محمد احتسابا فى الرجل وفى يده حربة فدخل فى ابله فعمد الى ناقة کومام لم یں فی ابل الرجل احسن متها ء ولا اسمن منها ‏ يريد أن ينتحر‌ها , فرآه صاحب الابل , فقال : لعل غرها يا آبا محمد ؟ فأبى الا تلك التى تقصد اليها . فتحرها بحربته » فلما نحرها قال لهم : قوموا , وكلوا . فلما أصبح اغارت عليهم غارة . فاکتسحت آبل الرجل ,. فلولا ان الله عز وجل لطف بهم ببركة الشيخ لاتوا جوعا. قيل تبلغوا بشحم الناقة ولحمها . وسدوا فاقتهم تلك السنة الشديدة . وذکر ان عاملا خرج على عشبة آبی محمد من قبل السلطان , فكان هذا العامل يماكسهم ء. ويشدد عليهم ء فلما كان يوما من الايام قال لهم العامل : ان اعطیتمونى اليوم كذا وكذا مضيت عنكم . وان بت الليلة ضاعفت عليکم , وکلما بت ضاعفت . قيل فلم يدفعوا له شيئاء ولم يعباوا بقوله . فكان يضاعف عليهم فلما رأى أبو 346 محمد العامل يضاعف عليهم الغرامة كل ليلة . ورأى قومه غير مكترثين به حماقة . وخرقا لا قدرة وعزا . قال للعامل وخدامه : قفوا على ترع الاحياء › ولا 7 تتر کو ا مالهم يسرح ء. فلما رأى أصحاب الاموال ماشيتهم ياكل بعضها بعضا جوعا , آدوا الى العامل ما لزمهم ء وانصرف فجعل جهالهم يطعنون فى الشيخ ويعيبون فعله حتى قال قائلهم : ما هذا الا معمونة الظلمة الفجارء على الضعفاء والمساكين . فقال لهم آبو محمد : لله على العالم ان ينظر للجاهل ويدله على ما فيه سلامة دينه ودنياه .٠ وعنه انه كان يصلى بجماعة اكثرهم اهل الخلاف ممن يرى القنوت ذ فى الصيح . فکان آبو محمد يقنت باي القرآن التى فيها الدعاء الذى فى آخر سورة البقرة ء وكالآية من آل عمران › « ربنا لا تزغ قلوبنا » الآية , وما اشبه ذلك . لعلمه ان ذلك لا يفسد الصلاة على مذهب الامتناع من القنوت ٠ فكانوا يشكرونه ويثنون عليه وقيل : بل الذى فعل ذلك فتوح بن آبى حاجب الزاتی ء وهو ايضا من طبقشة أبى محمد فى العصر والتحصيل للعلوم . وعن فتوح رحمه الله انه سمع رجلا يطعن فى دين الوهبية من المخالفين فغضب , واخرجه ذلك واحنقه حتى قال ما ههنا احد من آولات المشومات ؟ فسمعه جماعة من شبان مزاتة وفتاكهم . ممن يغضب لفضبه . فعلموا انه عرض بفعلة تفعل بالرجل وانه رآی ان دمه مباحا ء فلما كان اليل نام الرجل فى أعلى داره فتسوروا اليه وخنقوه حتى مات , وذلك فى بعض قرى بعض الزاب ء فلما مات رموا به فى الزقاق فلما اصبح وجده التاس لا روح فيه . ففتشوا ليجدوا فيه اثر جرح او ضربة فلم 347 يقلت فى الصسلاة وهو لا يبسرى ذلك موافقة للجماعة يجدوه , فقالوا : والله ما قتله الا الملائكة , قيل ثم ان الفاعلين لذلك مروا بالشيخ بعد عام فوجدوه يدرس زرعا , فقالوا يا شيخ هل هنا أحد من أولاد المشومات ام لا؟ يذكرونه فعلتهم , فاثنى عليهم وشكر فعلتهم . وذكروا ان جماعة من المشائخ توجهوا نحو طرا بلس ء فر كبوا البحر ء ونزلوا بجزيرة جربة . وحضروا بها مجلسا › قد حضرته فقهاء آهل جربة » ومشیختهم ,. کابی حكم طهارة ما صنع مسور وامثاله , فتذاكروا فى الطهارة حتی وردت بينهم سن يسات الارضش مسألة فوقع فيها الاختلاف بينهم وهی : ما کان من نبات الارض من الثياب هل يطهره من النجس ما يطهر الارض والنبات ء لانها من جنسها ء ام لا؟ فاجتمعوا على ان الثياب كلها حكمها فى ذلك اذا نجست حكم واحد لايطهر‌ها الا الفسل بالماء » لا يطهره سواه , بخلاف العناصر , فخالفهم ابو محمد جمال وحده ,. فقال لهم : حكم الارض ونياتها وما يعمل منها من ثياب جميما واحد يطهر ها تداوم الشمس والرياح عليها اذا ابرزت المدة الطويلة .مالم تبق عين النجاسة قائمة . قيل فتبهه بعض اصحابه واعلمه بما كان من اتفاق الجميع وان اتفاقهم هو الصواب , فاقام ابو محمد الحججح على صحة مذهبه وقوله , ولم يرجع عنه ء فقال لهم ابو مسور کفوا عنه فان العالم كالاجدل اذا حلق ضرب . س ت وذكر انه توجه الى المشرق للحج فصحبه الشيخ طريقه ال اج مطكداسن وعيد الله بن الامير ء ومع ابی محمد جمال حینئذ اثنی عشر جملا . فاراد عند الر كوب ان يحملها (1) الاجدل المقاب . يريدان المقاب اذا حلق فى الجو ضرب فيه واوغل شبه به العالم يتوسع فى الحجج ٠ وذکر الملل . 348 فاستدعى مطكداسن ليعينه . فقال : ليس ذلك من شأنی ء قال وما شانك اذ ؟ قال الدواة والقلم , وحسبك بانى کتبت احد عشر کتابا فی عشرة ایام فاستحسن ما آجابه به ولم يکلفه شططا . وساروا حتی نزلوا مدین فرآی رجلا يطفف الكيل فلطمه , فقال « أوفوا الكيل ولاتكونوا من الخسرين » ٠ فرفع اليه رأسه وقال ٠ فينا والله تلت يا مغفربى › وانما خاطبهم ابو محمد بالآية لانهم المخاطيون بها ,. ولا قضوا مناسكهم . ورجعوا الى بلادهم کان فيمن جا لتهنئتهم عبد الله بن مانوج ,. فقال لابن الامير لا رآه سالا فى ماله ونفسه لعلك يا ابا محمد ما اصبت فى سفرك هذا بشىء ؟ فقال قد سلمنى الله وعفانى من ذلك , فقال له ابن مانوج : قد کنت اود لو احتسبت بشیء تصاب به فاصبح احد عشر جملا من جماله جيفا . وانما قصد ابن مانوج فى ذلك وجوها منها قوله صلى الله عليه وسلم : «من يرد الله به خبرا يصب منه»ءومنها خشية العين , ولم يكن ابن مانوج ممن يتمنى العطب لاخيه فى الله تعالى ء بل أراد ما يوفر به الاجر . سليمان بن زرقون وابن ماطوس ومنهم سلیمان بن زرقون واین ماطوس رحمهما الله . كانا بدرى الفراقد وكلاهما مطلب للناشد . ومعلم للراشد , ان تباعدت بقاعهما فق سد جمعهما أصل واحد , وعصر واحد , ولكل منهما تأليف فى علوم الدين کم هدی الله بهما من المهتدين . ونفی بهما من فساد الملفسدين › وقد تقدمت لابى زرقون فى هذا الكتاب اخبار وسير ء فيها مقنع لمن عليها اقتصر . وسنذکرهاهنا مسن أخبار كل واحد منهما ما مستملح مستحسن. 349 التعبد بدون علم ذكر ان سليمان بن زرقون رحمه الله كان مسافرا ومعه م رجلان من اصحايه » ممن ينتمى الى العلم والصلاح › وحضر وقت صلاة من الصلوات , فاجتازوا على غدير ماء وذلك في فصل يجمد فيه الماء من شدة البرد . فلما وقف عليه ابو الر بيع توقف وغلب على ظنه انه وجب عليه العدول الى التيمم › ولا يتعمد بالقاء نفسه الى التهلكة › ونزل احد صاحبيه الى الغدير ففسل يديه . واقتصر على الزيادة على غسل اليدين ء لا وجد من ألم برد الماء ء ونزل الثالث وغسل فى محزر فشج عصبه ء ووقع ملقى فنزلا اليه فلفاه فى ثيابه , وحملاه وقالا له : ألا تهون على نفسك التيمم لصلاة واحدة ؟ فتيمم الآن لصلوات فأى الاثنين الأفقه عندك ؟ وانی لاراه ابا الربيع واما صاحبهمافتعبد بلا علم. ‎ER‏ وذکر ان ابا صالح الیراسنی وابا موسی ومن معهما لا التمسك من التلامذة ء ساروا الى ابى الربيع سليمان بن ماطوس ء ليقرآوا عليه , فاقاموا يقرأون عليه ما شاء الله ثم انتقلوا الى موضع بافريقية يقال له « سلام ليك » فاقاموا به يدرسون الكتب زمانا . ثم انهم رجعوا الى ابن ماطوس ليعرضوا عليه ما قرأوا في تلك المدة فلقوا بكر بن آبی بكر بنفزاوة . وصحبهم . فساروا الى وقت صلاة الظهرء ومعهم رجل فقال لهم ما الذى‌آصلى أقصرا آم تماما ؟ فقالوا كلهم صل صلاة المقيم . حتی تجاوز ستة امیال . الا بکں بن آبی بكر فقال له صل صلاة المسافر اذا نویت خروج ستة أميال ء ثم مروا بامرأة تفسل صوفا نزع من شاة ميتة فقالوا لها , لا يطهر صوف اليتة حتى يترب فى سبعة امكنة بسبع أتربة ء وسبع قضبان ثم يغسل بعد هذا . فقال لها بكر اغسلى صوفك كما تفسلين غيره من الصوف , ولا 350 يلزمك مما قالوا شىء . وقالوا فى رجل تميم ويده منجوسة ان اليد تطهر وان التراب ينجس . فقال بكر ان اليد تطهر وان التراب لا ينجس , فقالوا له فأين ذهيت نجاسة اليد ؟ قال ذهبت بين الضربات . فساروا حتى وصلوا ابن ماطوس فاعلموه بالمسائل الثلاث . وبجواب بكر ء. فقال لهم : الفرسطائى عالم . ثم أآخذوا فى تصحيح ما قر آوه ونظروه على ابن ماطوس فصححوه فى ستة اشهر . ورچعوا الى اهاليهم . وهذا بمناقب بکی بن ابی بک اشبه ء واولی , وذکر ان ابن ماطوس قال لبعض من یرد عليه مسن بعض نواحی بلادهم . بلفتا عن رجال منكم انهم يأخذون‌الصدقات ویردون منها على من اخذوها منه , فأزجرهم فانه مما لا يرضى الله تعالى . الشيح أبو سهل الفارسى ومنهم ابو سهل الفارسى رحمه الله غلبت عليه هذه العمزوة الفارسية وليس بفارسي وانما هو نفوسي ء ولا شك ان امه رستمية من بيت الامامة ففلب نسبها عليه واشتهر به 4 وقيل هو رستمی ء ابا واما . وان اباه ولد مليمون بن عبد الوهاب رحمه الله ء تمسك من العلوم بسبب ء فليس برأس فيها ولا يذنب , الا ان الغالب من أحواله » همل الدموع › والتلهف على فائت ليس له رجوع ء فجعل هجراه مراثى الدين واهله . والبكاء عليه بوايل الدمع وطله . حتی دونت الدواوين من كلامه ,. فى الآفاق حسن نظامه وقد اعجز المراٹی بما اوعظ, فلها بذلك فى النفوس احسن موقع واوفر حظ ء وجميع ما حفظ من ذلك فانما هو بلسان البربر , واكشره بالصواب 351 الدبوان الذى نظمه بالبر برية وهو فى جزائر بنی مزغنه حدا . فقف على دواوینه تكن عليه مترجما , ولا ترمها اذا لد تجد لها مترجما . وعن ابی زکریاء یحیی بن ابی بكر ان رجلا من العرب من موالى لواتة قنطنار يسمى سعيدا اطلع الى البادية فانتھی الی موضع ابی سهل بمرسی الخزر . وقیل الدجاج . وهو الصحيح ء وهو بجزائر بنى مزغنان ء قال فاكرمه وسأله عن آهل الدعوة . فقال له أي فن يسرهم ان ادونه لهم ؟ قال انتظم لهم بلغة البربر كلاما يكون فيه وعظ وتذكير وتخويف , وكان ابو سهل فصيحا بلفة البرير ء. ولقد كان ترجمان جده الامام افلح ء وقيل بل ترجمان خاله یوسف الامام , قال فقید له اثنی عشر کتابا فى المواعظ . وفيها جمل من توأريخ أهل الدعوة ء فاختلس النكارى شطرها . وبقى له ستة اجزاء فكان اذا آراد قراءتها ادخل رآسه فی ثیابه وقرآها على الناس حذرا عليها ء فلما كان ذات يوم قرأ منها الفاظا دلت على انه اتحف بها أهل الدعوة , فأمر الشيوخ خلوف بن وحنين ان يخاصم ويطالب سعيدا محتسبا فى حق أهل الدعوة ء حتى يسترج لهم منه هديتهم ففعل فكتب منها العزابة ء ما كتبوا ,. فلما آخذت قلعة بنى درجين واحرقت احرق ما وجد من هذا الكتاب وحينئذ تلافى ابو عبد الله ما تحصل فى صدور العزابة فقيد منها اربعة وعشرين بابا ء فلذلك قد تجد فيها قلة الاتزان والزيادة والنتصان : وذكر ان قبر آبى سهل بالموضع المذکور ویزار حتی ان صنهاجة کانت حینئذ تزوره وربما قال قائلهم : انطلقوا بنا الى قبر النادب ذنبه ودينه ء وهذا مما يصحح انه بجزائر بنى مزغنان , لانها بلاد صنهاجة . 352 الطيضة التامنة 350 - 400 ه ابو توح سعيد بن زنغيل ومنهم ابو نوح سعید بن زنغیل » رحمه الله , لا مزيد له على ما تقدم فى الكتاب من المناقب فلكل فصل متها فى دجی العلم شهاب ثاقب . هو فى الاوصاف الحميدة نهاية ء فاطلبها فى موضعها ففيه كفاية . يو صالح بكر بن قاسم ومنهم ابو صالح بكر بن قاسم الراستى . رحمه الله ء آنجب من طالع ودرس » وأحد من احیی ما کان عفی ودرسء جبلته طلب الصلاحية والعلم ء وسمته الاعتصام بالوقار والحلم ء نوره یلتاح صامتا آو متکلما . وبر كته ظأهرة متعلما أو معلما . فبهمته انتشرت اخيرات , وتلاميذه المغفيضون للبركات ,. وكان احد من يوصف بالاجتهاد والتصميم , لا فرق فى الحق عنده بين العدو والحميم . ذکر ان ابا صالح تکل برجل من تلامذة ابی مسور ء فاقبل الرجل مستفیثا بابی مسور ء. شاکیا اليه ما لقى من آبی صالح . فقال له : الا تری ما بی ؟ فقال له ابو مسور وطن نفسك على ما تلقى من ابى صالح وامثاله . فان المسلم فى الحق كالحديدة المحماة ما أوقع عليها احرقته , وما 353 الصبر عل الح اول هده الشيح الجنساة فى المعاملات وقعت عليه أحرقته والحق أحق ان يتبع . وان كان مرا .٠ قيل : ثم تعين على الرجل المذكور حق من الحقوق مرة ثانية فعید به الى ابى صالح , فنكل به مرة ثانية . فجاء الى ابی زکریاء شاکیا اليه . کما شکی الی ابیه . وکان من قوله : الا تری ما فعل في وضربنی مبینا م فانتهره ابو زکرياء وتهجم فی وجهه وقال له : لا واخذ الله الشيخ فيما ترك قبلك من الحق . فان اباك جاءنى شاكيا بك ,. وذكر انك ء تنتف لحيته , وما ذلك بقليل . قيل وكان ابو صالح فى أول أمره بالبادية ٠ فی موضع يقال له « ازارق » وهو اذ ذاك شديد على العصاة . حديد على العتاة » ومع ذلك كان لا يضرب السراق من صنهاجة متى عش عليهم تقية » لا مداهنة . و کان متى وقع عليه جان بين يديه ء وثبت عليه حق ء أخذ خشبة عظيمة . قد اسردت فيها حلق ء وسلاسل فجمل رجل الجانی فى حلقة من تلك الحلق › ثم يقلب الخشبة على رجليه لئلا يهرب ء قیل فکانوا اليل يصيحون صياح التيوس ٠ من شد الحر والبرد » مع ما هم فيه . قيل , فلما اشتد الال فی البادية . وكثرت الزلازل . واضطرمت نيران الفتن ء انتقل الى جربة ء فعمد الى تلك الخشبة وما معها فرماها فى بر ء. فتكلم فى ذلك بعض العزابة ء وقال , ما دعاه الى رميها فى البئر ؟ فقال لهم ولده ابو محمد انما اتخف ذلك ليصرفه فى الوجه الذى آراده له . واذ تخلى عن ذلك فلا ینبغفی أن ينتفع بمافی غيره . وذكر ان رجلين اختصما اليه بجزيرة جرية . احدهما باع للآخر سلعة بستين ولم يسم أي الجنس هى من الاثمان فقال المشترى انما اشتريت بقراريط ال حندوس , وقال (1) فى نسخة ماثتين 354 البائع انما لى عليه ذهب . وقال المشترى لا اعرف الذهب فقال ابو صالح للبائع : خذ منه ما ذكر , والا فخ سلعتك لان آهل جر بة انما يعرفون التبايع با حندوس» ولا يعرفون الذهب . قلت وهذا الحكم شبيه بالصلح ء ولعله عرف أن البائع كان من بلاد جرى العرف فيها بالتبايع بالذهب › وعرف ان المشترى لا يعرف الا الحندوس ء فاكتفى عن البينة واليمين بما عرف والنظر الى اشبه قوليهما .. __ قیل وکان لرجل نکاری علي رجل وهبی دینار واحد دينا › فمات الذى عليه الدين فخلف ابنا عزابيا ولم يترك مالا يورث عنه ء سوى شاة واحدة . فطلب النکارى دينه من ولد الميت فقال : ان غريمك لم يخلف الا شاة ء فبعها وخذ منها دينك . فقال النكارى : بع انت , وادفع ى : فقال : بينى وبينك ابو صالح فترافعا اليه , فلما قربا من مجلسه قال النتكارى للعزابى سر اليه أنت ء وحدك , واستفتهء فما آفتى به أمضيته على نفسى»ء ورضيته فجاء العزابی وعرفه ما بينه وبين صاحبه . فقال ابو صالح صدق صاحبك بع وادفع اليه الثمن ء. فقال بعض من حضره من العوام هذه اعانة للتكارى على الوهبى , فقال لهم ان الحكم لا يختلف . فقال ابو محمد لو کان ابو صالح تتبدل فتياه لتبدلت فى هذه القضية . واخذ بقول من قال ان الورثة اذا اخلوا بين التركة وبين الفرماء فليس عليهم غير ذلك . قلت . والوجه فى المسألة ان كان المديون لا مسال له غير الشاة ء ان يجتهد الحاكم فى النداء » حتى تبلغ اقصى غاية قيمة الوقت ء ولا يكل ذلك الى احد من الخصمين , فانه أرايت ان باعها ولد المدین باقل من قیمتها , ثم قام عليه غریم آخر ء 355 احق لا بخلے باختلاف الناس فی مذاغبهم الحكم فيما اذا تخل الورثة عن التركة للغرماء لفقة الشيخ على اخغيوان فحاصص الغريم الاول فيما أخذ آليس قد ضيع بذلك حق النائب والحاضر اذا كانت فى البيع حطيطة اليهم ؟ اللهم الا ان تطو ع الوارث بقضاء جميع الدين سوأء كان فى التركة وفاء أو لم يكن . وذکر ان ابا صالح سار ذات مرة فی بعض شوُونه ومعه اينه ابو محمد , فلما كانا ببعض الطريق وجدا شاة لا يدرى أحد منهبا لمن هي والشاة علی آخر رمق . فقال آبو صالح لابنه : اذبحها , فامتنع فکرر عليه فامتتع . و کان الشيخ راكبا فنزل عن مركوبه ء فذبح الشاة فتركها , وانصرف فقال لابنه آبى محمد انتم أهل هذا الزمان لا تجزون على أحد صغيرة ولا كبيرة ثم قال لابنه : اقطلع لى قضيبا اسوق به الحمار . فقطع له قضيبا ,٠ فاستحستنه والقى الذی فى يده ٹم قال هكذا المتروك الذى يسميه العلماء متروكا. وذكر ان أهل الحى شكوا اليه شاة تشرب من الآنية ء٠ فقال ايتونى بها . فاتوه بها فضربها ضربة واحدة بين أذنيها » فصاحت صيحة منكرة , فلم تعد بعد ذلك الى شرب اللبن . وغاب عن أهله ذات مرة فى بعض شؤُونه وخلف ناقة له وعليها الصرار ,. فلم ينزعوه عنها , فلما قدم وجد خيط الصرار قد اثر فى غارب الناقة » حتى أحدث فيها قرحا فاستعظم ذلك ء واظهر غضبا , وايتدر ليحل النيط عن الناقة . والصديد يقطر علي کمی جبته , فقال ابو محمد : و كنت اضم كميه لئلا يصيبهما الصديد , فانتهر تى وقال : تنح عنى لا بأس بذلك . 356 وذکر ان ابا صالح سمع بالنكارة انهم استولوا على جبل دمر بحلقة كانت لهم تطوف فى الجبل فتکدر خاطره ء فتوجه اليهم بالحلقة , ومعه ابنه ابو محمد وذلك فى سنة ممحلة . وكان الشيخ يكابد الجوع والوعر . وصعود الجبل كل ذلك فى الله واحياء لسيرة المسلمين , وابقام لذكرى الصالحين . وفى ذلك كان ولده أبو محمد يرفده من وراميه لما صعد الحبل , لئلا يقع ء حتى وصل الى رئيسهم ومقدمهم « زیری بن کملين » فماتبه ابو صالح وقال له ما هذا الذى بلفنا عنكم يا زيرى من مرور النكار عليكم وحلقتهم بین اظهر کم وانت بالحیاة ؟ فقال له زیری : ان عذرنا يا شيخ بين أما سممت الئل السائر فى كلام البرير ؟ وخاطبه ببیت بر برى ترجمته : المرأة متى لم يزرها بعلها ابتفت السفاح . وهذا الكلام له بالبربرية وزن ,. وطلاوة ومساغ , غير ما يظهر من تر كيبه بالعربية . وقال له الشيخ منع من ذلك شجة الزمان , وما يدركنا من الشفقة عليكم ء فقال له زیری فترفعون ازوادكم ! فخصمه وأصاب , لان الله ائثنى على المؤّمنين فقال : « ذلك بانهم لا يصيبهم ظماً ولا تصب ,. ولا مخصمة فى سبيل الله ولا يطاون موطنا يفيض الكفار , ولا ينالون من عدو نيلا الا کتب لهم به عمل صالح , ان الله لا يضيع أجر المحسنين » . ومن اعظم الجهاد الجهاد فى الدين .٠ و کان ابو محمد يقر على ابنه مختصر ابن محبوب فکان ابو صالح يقول , هذا كلام محقق , فقيه , أصولى . ولم يقع منه هنا الا الجزء السادس وهو سبعون جزءا . هذا منه يتحمل الشيخ اشاق للإبقاء عل اسر تحريض على العلم , وعلى تحصيل الدواوين . وذكر عله اشغ يضل تايف انه كان يقرا عليه الكتاب الممروف بالنسخ الثلاث فى 357 اصل المشرق (عصان) الحيض , وكان كلما قرا فى النسخة الاولى . يقول : هذا الفقيه العالم وفى الثانية يسكت لم يمدح ولم يذم » وفى الثالثة يقول : خلط . خلط ذلك ليعلم ان تاليف آهل المشرق مفيدة . دون ما سواها . (2) وىن فضيلته ان رجلا من نفوسة يدعی ابا يخلف, و کان عندهم بجربة ء وكان هذا النفوسي متقنا لمسائل الحيض ء فمتيو زردت مسألة من مسائل الحيض على أي صالح رفعها ای ابی يخلف ء فتکكلم فيها بما عنده بعد ما یقول لا اری نفسى اهلا لذلك › ويسآل من ابى صالح الجواب .٠ وذكر انه لم تسمع منه لفظة شرقط الا مر تينء احداعها انه سنل عن بئر اذا کانت فی الجنان هل هی عیب ؟ فقال هی شر العيوب ء (۲) والاخری ذکر له رجل وکل رجلا ان يزوج له . فزوج له اربع نسوة . فقال : هو شر الوكلا ء وذكر ان رجلا ناريا سآل الشيخ ابا صالح هل تجوز الصلاة بثوب واحد ؟ قال : نعم , اذا كان ساترا . فقال التكارى انما عنيت الشاشية , فقال ابو صالح انما قلت لك اذا كان ساترا . وسأله مبكتا آيجوز صوم العيد ؟ فقال : لا . قال فلم تصومون يوم الجمعة وقد علمتم انه عید ؟ قال : آرایت ان کان فی رمضان ء فلم یجد جوابا . وذکر ابو صالح قال : ما افتی سليمان بن ماطوس قط الرحص العلات ال فى رخصة الا فى ثلاث مسائل : احدهما ان من باع سلعة بقراريط وهو يعتى دراهم الحندوس ان ذلك جائز , لان (1) كان وجود اليثر فى الجنان عيبا لان الناس يقصدونها للسقى ٠ ولا يمنع الماء عن الحتاج اليه . فيكون ذلك البستان عرضة لافساد الدواب ٠ ولا يمتنع عن الایدی . (2) هكذا العبارة فى النسخ ٠ فتامل 358 الثانية رجل تحقق فى اعضاء وضوئه نجاسة . أو فى عضو واحد منها فتوضاً حتى انتهى الى موضع النجاسة فجمل مرور الماء علي العضو التجس ازالة للنجاسة , واداء لفريضة الوضوء ء ان ذلك يجزيه , ولو لم يقصد . فقال له آبو محمد , لا أعلم هذا الا ان ترجعوا ای جواب غير كم . والثالثة رجل سأآل من رجل خمسين دينارا قراضا وخمسين سلفا , فآتاه بمائة دینار جميعا ودفعها له . ولم يبين ما للقراض ولا ما للسلف ان ذلك جائزن . وقال ابو صالح فى امرأة عقد نكاحها ولیها فانکت ء ثم رضيت , ان ذلك جائز لان لها ان ترجع الى الرضى بعد عبيدة رحمه الله , فقال له ابو محمد النتكار أولى بالصواب فى هذا الجواب › فقال له : النكار أولى من ابى عبيدة فر جحوه . وذکر ان رجلا من ولد ابی مسور متخلفا » خرچ من جربة الى بلاد آهل الدعوة » یستجدی ویستعين . فعظمت مصیبته على آبی صالح لکونه خرج فی شیء لم یخرج اليه سلفه . فعن على ابى صالح ان يجتمع عليه فيه مصيبتان الاستجداء وان لا يعرف قدره . فجعل یسال کل من يرد عليه من النواحى التى توجه اليها ويبحث عن منزلته عندهم . وهل عرف له حظ آم لا؟ وهل اکرم آجلالا لآبائه ؟ فقال له ابنه ابو محمد : ان فلانا لم يبلغ قدره هذا الاهتمام الذی اهتممت له , قال , فقال له أبو 359 يجوز الرجوع الى الرضى بعد الاإنكار لا العكس يهم به تقديرا اسه عادة اصل جبل دەر في اخ حزء هن الدية واستلكار ذلك ينفق ماله احتسابا فیشتکی منه انشازه قلت ذوى الفضل فى آخر اللأمان صالح يا هذا لا تقل هذا . فان ذلك ابن ابی مسور ء «و کان ابوهماصالا». وذکر ان تلميذا من تلامذة ابی صالح کان يقرآ عليه كتابا بحضور رجل نکاري یرد عليه , وآکشر الرد عليه فی غير موضع الرد . ففهم آبو صالح عن النكارى انه ينتفخ بما ليس عنده , فقال للتلميذ : ناول الكتاب من هو اجود منك قراءة فناوله النکاری , فلما اخذه بقى حائرا لم يحسن القراءة . ولو حرفا واحدا , فبهت . وخزي . وذکر ان رجلا یکنس مر بدا بجبل دمر ء. فرفع حجرا من المربد قرمی به وراء ستر فصادف رجلا فقتله , فترافع اولياء القاتل مع صاحب المربد الى ابی صالح فحكم فيه بالدية › فسر بذلك رئيسهم زيرى , لان عادة أهل الجيل متى وجبت دية على أحد واخذ‌ها مستحقها فانه يجیزها المقدم بثلثها . وزعم أهل جبل دمر أتهم أخذوا هذه السيرة عن الائمة ء ومعاذ الله ء قبلغ ذلك ابا صالح فانكره عليهم وغه , وكره ان يتخذوه سنة , فيشتهر ذلك عنهم فيز داد فى الشريعة ما ليس منها . وذکر ان رجلا من بنی يراسن تاب في آخر عمره ء. و کان موسرا وکان يتصدق بماله فجاء بنوه الی ابی صالح شاکين بابيهم ذکروا له آنه اتلف الال وتر کهم فقراء فیما زعموا فقال له ابو صالح مالك وبنيك ؟ زعموا انك اتلفت الال فقال له یا ابا بکی آفمل کفعل الذی نزلت فيه آية الکنز « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم » فكان ابو صالح يستحسن ذلك ویتمجب من کونه صدر من رجل عامی . وزاره جماعة من العزابة فى مرض اصابه . فدخلوا عليه فى عريش له ء٠ بمقربة من موضع وضوئه فجملوا يحفظون ثيابهم ان يصيبها شىء من ثرى موضع الوضوء فقال لهم : لا تحذروا . فانى لم آته قط بنجاسة . وكان من عادة ابى صالح اذا اكمل ركوع النوافل التى اعتاد رکوعها دعا من يقر عليه آيات سجدات القرآن , فكلما قرأ منها آية سجد . حتی آتی علی آخر‌ها . وذکروا عن ابی صالح انه قال ياتى على الناس زمان یود الرجل من یاکل طعامه فلا یجده . ویود من يستشير فلا يجده ويود من يرنع اليه أمر النازلة تنزل عليه فى أمر دينه , فلا يجده , لا لقلة الناس . بل لقلة الفضلاء ء فمن ادرك ذلك الزمان منكم فليتمسك بما حفظ من دين الله ». وليعض عليه النواجذ .٠ ابو زکریاء فصیل بن آبی مسور ومنهم ابو زكرياء فصیل بن ابی مسور رحمه الله ء الطيب موردا ومرعى ء الكريم اصلا وفرعا ء, الميارك عينا وآثارا المحمود خبرا واخيبارا . ورث المجد عن امجد الآباء , وأورڻه نجباء الابتناء . وأبقاه فيهم مخلدا لا يفنى الى يوم الفناء فهم شجرة الدين , لان اصلها ٹثابت وفرعها فى السماء ء ان ذكرت السباق فى حلبة العلم کان الميرز , وان ذكرت المخلصين وجدته لخصال الخير باسرها قد احرز › قد تقدم من ذكر احواله فى التعلم والتمليم ء وماله فى طريق الصلاح من رتب حديث وقديم . وفی کل مسموع طيب وثناء كريم ء وسنذكر ماله مسن المناقب ٠ وكريم المذاهب »› وما وهب الله على يده من المواهب ,ما 361 قلة ذوى الفضل فى آخر الزمان تسلط ابن وانموی عل الجزيرة فی زمن الشيخ يحسن مر ئيا عند الشاهد والغائب ء من فضائل مشهورة ء سائرة بها الركبان ء فلو سكت عنها لأثتت الحقائب .٠ ذكر ان قائدا من قواد السلطان يعرف بابراهيم بن وانموي ء مزاتي وهو من أهل المذهب من مزاتة القيروان الا انه كان جائرا , فاسقا ء توجه الى جزيرة جربة » و کتب قبل وصوله اليها الى ابى زكرياء فصيل , ان تنح باهلك وعشيرتك الى المسجد الكبير ء لئلا يدركهم مسن اضراره شىء أو تصيبهم من الجيش معرة ء ففعل ابو زكر ياء فاستباح القائد جربة نهبا وغصبا . ووقی شره بنی يراسن فانهم فى جنب الشيخ لم يصبهم شىء مما اصاب آهل الجزيرة . ببرکته . قيل فلما قضی ابن وانموي من آهل الجزيرة آربه » وصل الى ابی زكرياء فأعلمه ان آهل جر بة أفسدوا على السلطان رعيته , ولم يودوا حق طاعتهء فلذلك نزل بهم ما نزل . ولکن یا آبا زکرياء ما الذی تعلم من أحوال بنی يراسن ؟ قال ضعفاء , قال اما يقدرون على آدنی شىء ؟ قال یقدرون على دینارین . قال قد قنعت بدینارین منهم . وتقدم آبو زکرياء . وغرم له الدینارین من ماله › وقد تقدم له فى الكتاب نحو من هذا ء رحمه الله (×) قیل و کان ممن اتضم الى الشیخ آبی زکریاء من بنی یراسن رجل یسمی ابا ملدین . فاصیبت له جدې وعتز فاعلم بذلك اين وانموى › قال اما العنز فلك , واما الجدى فلا , فقال : بل كلاهما لى . فقال له القائد : يطلقان جميعا فان صحب الجدى امه فلك ,› والا فلا , فاطلقا فأخذ كل واحد منهما طريقا غير طريق الآخر , فقال له القائد (1) للشسيخ على معمر صاحب كتاب الاباضية فى موكب التاريخ كلام ونقد لوقف الشسيخ أبو زكرياء . فراجمه ان شئت ٠ ولعل الذى جعل الشيخ يقف هذا الموقف من القائد الظالم انه لا يستطيع ان يفمل شيثا فرضى ان ينجو بنفسه وبماثلته . 362 كيف ترى دعواك يا ملدين ؟ قال قد والله نالهما من رعبك ما نالنا فدهشا كما دهشنا ء فضحك حينئذ وسلمهما اليه وانما ذلك كله پیر که الشيخ . و کان ابو زکرياء رېما عامل ابن وانموي واشباهه بالاكرام وقابلهم باطعام الطعام فاذا فعل شيئا من ذلك تير ع باطعام مثله للعزابة . فالاولى وقاية للعرض وابقاء للحرمة , والثانية تكفرا عن الاو لى . على انه يقول: مسن حرث زرعا وحصده ودرسه , و طحنه . وعجنه ,. واطعمه الجبابرة ›ء بمنزلة من آطعمه الاولياء . فلكليهما حظ من الثواب , و كلاهما يكتب عند الله صدقة . كما روي فى المبر. وكان يقول : « منزل التلامذة كشجرة الخروب » يعتنى انه لا ينبت حول الخروب نیات , فان نبت کان ضعيفا لان الخروب يشتف ء وكذلك ما كان حول منزل التلامذة , فانه يكون اهتمام أهله لما يصلح شأآن التلامذة , فجهدهم مكابر تهم ,. والطافهم ,. والقيام بموُونتهم , وكأنى به رحمة الله عليه يخاطب بذلك أهله . وحشمه ء, ليكون لهم من الاهتمام والاهتبال بأمورهم , والقيام بحقوقهم ء ما لا يكون عند غيرهم من ذلك ء فيقتفون آثاره ء ولا يستعظمون ما ينفقون فى جانب التلامذة » وما يخرج من مصالحهم . وكان رحمة الله عليه يصرف الدناتير بالدراهم ء ويجعل الدراهم فى القراطيس ء والصرر ء› ثم يعلقها فى الواح التلامذة وربما يجعلها فى أوعية دفاتر هم , وربما جعلها بين التلميف وبين ثيابه » وهمم لا يشعرون ء وكل ذلك منه رغبة فى كتمان الصدقة , فلما مات ابو زكرياء رحمة الله عليه انقطع عن التلامذة ما 363 يبطمم البادرة تقية ويتبرع بمشثل ذلك لللقراء اهتمام الشيح بالطلة واعانتهم سرا كانوا يعتادونه من ذلك , فعلموا انه انما كان يفعل ذلك ابو زكرياء . وتحققوا ذلك . وبلنه عن ابی بكر الزواغی انه کان يقول : لسنا فى دفاع ولا فی ظهور ولا فی کتمان , ولا فی شراء . ولکن زماتنا سائب لتضييع الناس القيام باحق ولا يمعنى ان السائب وجه من الدين خامس , فقال الشيخ ابو زكرياء ا بلغه ذلك عنه : أخبروه ان مسالك‌الدين أربعة : الكتمات وهو الامر السابق لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ء ثم الظهور كحاله بامدينة ثم بعده ان اسر بالجهاد ثم الدفاع كدفاع أهل النهروان الراضين بحكم ابن الماص وعبد الله بن قيس ثم الشراء , كابى بلال رضى الله عنه (1) فلو رآيا زماننا وأهله لاستحالوا التمسك بشىء من الدين .٠ ايو عمرو النميلى ومنهم أبو عمرو النميلى › رحمه الله , الراسخ القدم 4 الموؤشس موسرا وذا عدم التارك الآثام والتباعات ء المعمر فى اكتساب البر و أفعال الطاعات , الذى كان الورع خدينه , والعلم فى كل وجهة قرينه وهو أحد اقطاب الجزيرة . وما يجرى فيها الفرض والسنة والسيرة. ذکر آبو الر بیع ان آبا محمد واسلان بن آبی صالح زار آبا عمرو النمیلی . بعد ما كبر » وعلت سنه , وقیل آبو عمرو لا كبر زار ابا محمد . فقال يا واسلان يا بني ء۰ ذاکر‌نی بشیء انتفع به » فسکت عنه ابو محمد فلم يجبه ٤ )1( راجع اخبار ذلك فی عروة قسىم التاريخ م الكتاب -_ اللحزه الارل 364 فقال مهلا عليك يا واسلانء مهلا عليك, ان كنت استشثقلت سؤالیى فانى اخفف عنك والا فعلام ترکت سؤالى , ولم تجبنی ؟ ولا رای آبو محمد تفب آبی عمرو أقبل عليه ء يذاکره » بما اعتقد انه ينتفع به فهکذا کانت احوال السلف واخلاقهم . وتسارعهم الى الخحي وسباقهم لا يضيعون الوقت , ولا يفوتون الغائب .٠ وكان ابو عمرو قد عاش مائة وعشرين سنة › وقتل جند المز ينكلون شهيدا قتله بنو وتران زويلة . وذکر انهم ذبحوه وخرج بع شاج کی جوب من مذ بحه شىء كاللبن يسيل وهؤلاء الذين قتلوه هم عسكر آخرجه المعن بن باديس فيما ذكر ء. فقتلوا عدة من مشائخ جربةء کابی عمرو . وآبی صالحء وابی موسی (1) وذكر ان رجلا خرج ليلا الى المقتلة ,٠ يتفقد القتلى ء همل فيهم من بقيت فيه بقية نفس ء فسمع قائلا يقول باللسان البربرى يا قاتل ابى عمرو النميلي › شتت الله شملك : وازال عزك فلم یلبٹ الا آیاما فخرج عليه پونس ہن يحیی الطنبری ومزق ملکه . وقتل رجاله » وخرب سلطانه ونفاهم من القيروان الى المهدية . ابو موسی عیسی الزواغی ومنهم آبو موسى عيسى بن السمح الزواغى رحمه الله ء (1) كان ذلك فى الحملات الارهابية . واعمال الفمع التى قام بها امراءء ليحمل الناس على اعتناق المذمب الالكى بعد ان تمذهب به هو , فعانت من جراء ذلك بقية الطوائف الاسلامية , وهذه الاعمال الوحشية قام بها فى الجنوب التونسى سىنة 431 365 المسائل الثلاث الى انتقدها مله الشائخ وجوابه علها الوصف والصناعة « وحسيك بآول من فخرت به زواغة « فانه صدق فی التحرد والانابة فأتاه الله مع العلم والاجتهاد الدعوات المستجابة . ذكر المشائخ ان ابا موسى كان يتحرى الصواب ويتحفظ بالجواب ء لكنهم انتقدوا عليه ثلاث مسائل احداها قوله له ان الأمر والنهى مرفوعان عن آهل الكتمان لايلزمهم مسن ذلك شىء › والثانية قوله : الرياء لايكون بين العبد والناس انما يكون بين العبد وربه . والثالثة انه لما أآصيب قومه ايرءبان ء لازم الفراش مضطجعا اغتماما لا أصابهم من اخوانهم «بنی تات تيتن» » عذروه على‌الأولى , انهم قالوا انما يعنى سقوط الأمر والنهى فى أهل الخلاف . فهذا لا باس به » وهو قریبمن جواب آبی محمد جمال ء وهو قوله کل ما أجازه آهل الخلاف فى مذهبهم , ولم يجز فى مذهبك ء فليس عليك انكاره ولا يسمى هذا تضييع بالمعروف والنهى عن المنكر . والجمهور من أصحابنا يأبون ذلك . ويوجبون النهى عن جميع المناكر ء ما لم يمتع من ذلك ضعف أو خوف ء فيسقطه عند ذلك , وعن الثانية ان قول من يقول لايكون فى الفرائض وانما يكون فی التوافل وعن الثالثة اعتذر عن نفسه وذلك انه لا سمع به الشيوخ جاءوه معاتبين فقالوا : حججت ء› وتصدقت , واعتقت وانفقت واتفدت وصيتك بيدك . ومع ذلك فان الوهبية غير راضين أحوالك » لكلفك بقومك حتى بلغ بك الى هذا الحال . وأظن التكلم منهم آبو صالح بكر بن قاسم ء فاجا بهم بان قال یا آبا بكر الستم تقولون ان من اذا نال خرا نلته معه › وان ناله شر نالك معه , فانه مهما أصابه مكروه فتوجهت وتوجعت شفقة عليه ان ذلك ليس بحمية ؟ 366 قد أجابكم بمخ العلم . وذکر عنه انه قال : خرجنا من ھؤلاء ‏ یعنی قومسه وآهله ‏ وتر کناهم أآصحاب شیاه وبقرات . آنا العلم ورجعنا و معنا مشل ما جمعوا من شیاه وبقرات لا آقول ان آبا موسى رحمه الله قال هذا القول فخرا وافتخارا . بل تحريضا على طلب العم والاجتهاد فى الخير والصلاح ٠ واعلاما بان طلب الدنيا مدرك لا يفوت ء وان المتعين طلب العلم والدين .٠ ابو نوح سعيد بن يخغلف ومنهم آبو نوح سعيد بن يخلف المزاتی رحمه الله . ممن سلك مسالك الاخيار , وحافظ على احياء السير والآثار . وأخذ نفسه بما تلقى عن ذلك الأبرار . و كان ذا سعة فى العلم والمال ء رحيب الصدر فيهما عند السوّالء ولا يضجر من المسائلء ولا ينيو عن أجوبة السائلء والورع فى كل ذلك دلیله , والرفق خليله .٠ ذکروا أن آبا نوح كان له أربمون فرساء. وكان يصطفى منها فرسا عتيقا , كان تبذل فيه الأثمان الجليلةء والاموال الجزيلة . فيضن به ٠ ولا يسمح بخروجه عن ملكه لا خبر من صبره وشدة أسره . و كان يعده للشدائد والمرامى البعائد حتى وصل به الى بلاد المشرق فقضى عليه فريضة الحج , وعليه سافر الى (تادمكت) ,› ولعمل كثرة ما اقتنى من الخيل لكثرة ما يآمله من الخير فى نصرة الدين . ومدافعة المعتدين . 367 تر کناهم وطلبنا العلم فرجعنا ولم بفتنا شىء رايه فى التصرف لی همال الأفسير وذكر ان آبا نوح لم يصل صلاة بالتيمم على كشرة سكناه بالبادية ء ولم يلبس الثياب المعدة للصلاة الى غرها قط ء بل اذا قضى الصلاة طواها واوعاها فى الخرج ء ولم تفته ركمات الضحى قط , ولم يفته نوم القائلة . فهذه خلال اعتادها لايقطعباعنه مايقوع به من الاسضار ولا یتر کھا بعذر من الأعذار , فكان اذا سافر وحان وقت المقيل نزل عن فرسه ثم نام › ثم يقف غلامه عند رآسه ممسكا له الفرسء ٠ ينتبه فيصلى ثم يركب فيدرك الناس ء لم يفوتوه ء وكذلك يفعل فى جميع الصلوات , فرضها ونفلها .٠ وكان كثير الال كثير الأضياف لا يرد بابه دون أحد ء وكان له أربع زوجات وكل واحدة منهن فى خيمة . فاذا نظرت الى خيامه رآيت جلود الشياه منشورة ,. وعليها لفائف قطن , لكثرة ما يفشاه من الأضياف فيكشر الذبائح . وكان يقول كلما تصرفت فى أموال الناس فى وجوه المصالح لتدخل عليهم بذلك نفماء أو تكف ضرراء فليس عليك فى ذلك تباعة , ذکرانه رأی بق الناس فى زرع فأخرج البقر وطرده عن الزرع وھو على فرس آنٹی يتبعها مهر , فلم یر على نفسه حرجا فی دخول فرسه ومهره فى الزرع › لا أنه انما قصد بذلك ازالة الضرر . وكان رحمه الله مطرحا حظوظ النفس , لا يقف عند مراعاة الظواهر ء. انما كان عنده القصد والاخلاص ء فذكر عتنه انه كان عند اهله فى ناحية من تواحى طرايلس فى عام الابراج وهو المام الذى وقع فيه الحرب بين زناتة وصنهاجة فهزمت صنهاجة , وكان بنواحى افريقية زلازل 368 عظيمة . وأحوال شديدة , فتشمر حینئذ من کان بنواحی افريقية من مزاتة فصاروا بجهات اخوانهم بنواحی بلاد ابلس فنزل اليه آبو نوح سعید بن زنفیلء و کان عنده ضيفا فلم يجد عنده غير الشعير واللبن , قيل , فكان اذا قدم اليه شيئا من ذلك قال له : کل یا شیخ فانی لا اعتذر لن أدعو له بالجنة . و أرجو ان يكون من آهلها , الا تری حسن هذه العبارة ولطافة هذه الأشارة ؟ رحمة الله عليهما . قیل وفی هذه السنة انضم عبد السلام بن أبى وزجون فيمن انضم من مزاتة الى جهة طرابلس . وفيها سئل عن السخط والرضى وعن تلك المسائل , فقال , انها صفات الله . فقميب هذا الجواب , وطرد , وسافر الى المشرق للحج , قلت : ولعل الجماعة رضوا عنه وحينئذ توجه الى الحج , والا فلا يمكنه ان يقصد الى الحج وهو فى وحشة الهجران بل بعد ان يتوب وتقبل توبته . ابو محمد واسلان بن يعقوب الزاتی ومنهم أبو محمد واسلان بن يمقوب المزاتیى رحمه الله لم يقصر عن مدی آصحابه , وان کان غير منتفع بشبابه ء وذلك أنة قضى آيام الشباب فى لا شىء ء ثم توجه الى الله فيدل الرشاد بعد الفى » فسعى وحفد , وجد واجتهدء حتى فتح الله عليه فى مدة يسيرة بما ناله غيره فى الأعوام الكبرة فكان بالمجاهدة مذ كوراء و بالعلم والورع مشهورا . ذگروا ان آبا محمد واسلان کان راعی غنم , فاتی عليه حين من الفمر وهو لم يدر ما الصلاح , ولا أهله , و كان عادته !ذا خرج فى رعاية ان تجتمع الرعاة فیغلی لهم ء و کان حسن , فاذا كان خر النهار ختم غداءه لا اعتذر لمن ادعو له ىالحنة يلتقل هن رعى الغنم ال طلب العلم فی طلب العلم واخماره فی ذلك بكلمات فيذ‌كر الله فيها ويدعوه , فکانوا اذا سألوه ان يفنى لهم بعد فراغه من‌الدعاء يقول لهم : اما بعد إذ ختمت فلا » ويمتنع فلا يعود الى الغناء علي کل حال وکانت له هذه خيرة ء فهداه الله الى الطريق المرضي ء فتاب ورجع الى الله ولحق بتلامذة القرءان فى ايام أبى القاسم يزيد بن مخلد ء. فابتد فى قراءة القرءان على تكلف شآن التعلم على الكبر كما فى كريم علمك و کان جهير الصوت فمر به رجل فوجده يعالج من ذلك ما يعالجه المبتدىءفقال له : يا واسلان هلا رجعت الى آهلك فلازمت الصلاح واصطناع المعروف ؟ فان ذلك أنفع لك وأجزى عنك وكأنه أيأسه من التعلم ء فساءه ذلك . فخرج من المسجد ولوحه فى يده وعبرته تخنقه . بل دموعه تسیل فوجده رجل آخر على هذا الحال فقال له ما شانك يا وسلان ؟ فاخبره بما قال له الرجل ء واياسه ایاه من روح الله , فقال له الرجل هات لوحك ء وکان قد رماه . فقال له اقرآ فقرآ فقال له اي عالم يخرج منك يا وسلان ! فارتاح لقوله » ورجع الى تعلم القرآن ء حتى حفظه ء ثم تعلم علم الكلام وحصل الاصول على شيخه أبى القاسم رحمه الله . فذکر انه کان فی آیام قراءته على آبى القاسم حضر یوماای منزله . فوجده راقدا فطفق يتناظر هو وزوج الشيخ فى مسأآلة من علم الكلام . قال فلما افاق قال له : هل سمعت ما نحن فيه ! قال نعم سممتکما تتراميان بالحزف ء يريد ضعف حجتهما فى المناظرة ,. فلما قضى واسلان من هذا الفن وطره شاقت نفسه الى تعلم الفروع فاستاذن امه فى السفر ء والفز عليها فى الاستيذان ء فقال لها اتاذنين لى فى الطلوع الى الجبل , فقالت نمم ء 370 فذهبت هي الى جبل بمقربة من منزلهم . وذهب هو الى جبل نفوسة ء فجمل يقرا العلم حتى حفظ فى الفقه كتبا كثيرة . وكان فى اثناء هذه المدة اذا وصله كتاب من تلقاء اهله رمى به فى الكوة لا يقرآه » حتی قضی وطره من علم الفروع وعقد النية على الرجوع الى أهله . فقرآ الكتب فوجد فى الاول التعزية بامه ووجد فى كل کتاب مالو اطلع عليه لكان شاغلا عما قصد اليه من الخير , قيل ولا خرج مسافرا عن جبل نفوسة شيعه المشائخ مودعين . فلما اراد الانتفصال قال لهم : اخبرونى يا معشر نفوسة عن رجل حلف بالله ثم حنث ما يجب عليه ؟ قالوا العتق أو الاطعام أو الكسوة هو مخير فى الثلائة ان کان مستطيعاء فقال لهم هو مخر ؟ قالوا نعم فقال : هناما كنت احاول ان اسمعه منکم , وقد ظفرت به منکم فانی متی سآلنى سائل عن مذهب أهل جبل نفوسة , قلت : التخيير فقالوا له : الى هذا كان قصدك . !! قیل : وکانت اقامته فيهم سبع سنين . فحصل دیو انا عظيما فکان يقرآ فيه ویدرس عند آهله. وکانوا اذا رآوه يقرأه فى الشتاء , قالوا له » يبتل كتابك ببلل أندية الشتاء » ويقول لهم : سيأتى الصيف ويجف . فان كان الصيف قالوا . يحترق كتابك ويتقبض بحر الشمس ء ويقول لهم : سیاتی الشتاء ويتيسط . و كان رحمه الله لايفتر عن القراءة فى كل زمان ٠ ومما يذكر عنه من رحب الصدر وكشرة الصبر . ما حكاه جماعة من آصحابنا ان قوما من آهل القیروان ذکروا آبا محمد واسلان وما وهب الله له من العقل والفضل ء والعلم والحلم . وسعة الصدر ء فتمجبوا ,. وقالوا : أيكون 371 يتعجبون من حمله فمتحنونه تهجد الشيخ وملازمتةه المسجدك بض ما ذکر من كرامات الشسبخ هذا من اخلاق بر بری ؟ قال : احدهم انا امتحنه لكم اليوم نقمد له فی طریقه حتی م فرفع احسدی رجلیه ليخطو فجذب رجله الاخرى فصرعه , ثم قام ومسح التراب عن وجهه , ثم قال : الحمد لله . ولم يكثرت بذلك .٠ ب ايو صالح الياجرانى ومنهم آبو صالح الياجرانى , رحمه الله . هذا الشيخ اعبد العباد , وازهد الزهاد , وكان لكثرة زهده يحسب ان ذلك بله , ولفرط حزنه على الآخرة يظن ان الذى به وله › لا يكترث الا بخدمة ربه . ولا يعمل لشىء غير حبه ء حت خصه بالكرامات التى خص بها الاولياء , وافاض هليه نور معرفته وكساه الآلاء. ذکر آبو الربيع عن خاله عبود بن منار , انه کان یذ کر عنده ان آبا صالح ينتقل فى كل ليلة فی جميع مساجد وارجلان , يطوف عليها مسجدا . بعد مسجد , قال ء فاتبيعته ليلة وقد قام لتهجده . فجمل كلما اتى مسجدا ركع ما شام الله ان يركع , فاذا انصرف قفوت اثره . وهو لا يشعر , ثم ياتى مسجدا آخر ء فير كع كذلك أيضا ء وانا خلفه اركع حتى مر ببعض المساجد واخذ بالر کو ع فلب علي النوم فاستندت الى بعض اساطين المسجد , فلم استيقظ الا وقد خرج , وغلب على ظنی انه اتی مسجدا آخر حتی يطوف على جميمها . فحققت ما کان يقال عنه . وكان هذا الشيخ يحضر مجالس بى عبد الله محمد بن بكر . فحضر مجلسه ذات یوم . فکان اکشر ما اورد فيه الوعظط والتخويف , واسهب ما امكنه , فقال له أبو صالح : يا محمد ء, اليس يقولون الجنة فى آخر الزمان 372 أرخص من حمار آدبر ؟ فقال نعم آرآیت اذا وجدت فی السوق جملا بقيراط واحد ,. أتكون لك قدرة بتحصيل الجمل ما لم تملك القيراط ؟ وذكر عيسى بن يرزكثن قال : مدنا بأبى صالح فى الفيران المعروفة « ببنى أجاج» بخارج وارجلان , وكنا فى جماعة من العزابة ء قال فاضافنا أبو صالح وبتنا عنده تلك الليلة . فلما كان وقت من الليلة واخ العزابة فى القراءة جعلت الجن ترد عليهم ء يسمعون الاصوات ء ولا يرون الاشخاص وذلك دأبهم مع آبى صالح ولعلهم من مؤمتى الجن ء تأتسوا بابی صالحء وتانس بهمء لان من هرب من الناس وتوحش منهم تنس بما يتو حشون . وذکی من کرامات آبی صالح انه اذا اتی لیلا الى الغار الذدى هو مصلاه من غيران «بنی أجاج» واراد الدخول ليتنفل على حسب العادة سرج له سراجان احدهما عن يمينه , فى الجانب الفغربى › والآخر عن شماله فى الجانب الشرقى ء٠ ولا يعلم ولا یری من يسرجهما له . ووقمت فتنة بوارجلان فلم يمكن آبا صالح المقام بها فخرج مهاجرا الى ناحية ادرج , وکانت له بها ابل ء فمكث عند ابله مدة سبع سنين حتى صرف الله الشس عن بلاد وارجلان ,. وانتشرت فيها العافية فاراد آبو صالح الرجوع الى الوطن وكان حينئذ ببلاد ادرج شيخ من المشائخ الكبار . وكانت عنده حلقة عظيمة فيها نحو تثلائمائة تلميذ يقر أون العلوم ». وسير اهل ألخير والصلاح فکان آبو صالح یستانس به . ویستفید منه . فلما خرج مسافر ا خرج الشيخ معه , وتلامذه مودعين . وجملوا يودعونه جماعة بعد أخرى ء حتى لم يبق غي الشيخ ء 373 خروج الشيخ من وارحلان اعتزالا للفتہ 4 الدعاء الصالح من خر الكاسسبت ور فدار بينهما من الكلام المغيد انواع , فكان آخر ما دار بينهما ان قال احدهما للآخر آخبر‌نی ما اعظم شىء یتال به خير الدنيا » وسعة الارزاق فيها آبالتجارة أم بالزراعة آم بالصناعة ؟ فلم يجبه طلبا لاخذ الفائدة وليكون الجواب من عند السائل , فقال : ان ‌أفضل ما ينال به ذلك دعام الصالحين , لا سيما اذا اغثت ملهوفا أو سددت فاقة مضطر . وذكر انه استسلف حينئذ من تلك النواحى عشرة دنانږ صرفها فیما لابد له منه فلما قدم على آهله واحضر الدناتير المذكورة واراد تبليغها مته ولم ير ما يخلصه منها الا ان يوديها بنفسه ,. فلما ارتحل عن هله اجتاز بقوم يعملون المعروف ويتطوعون به لسد خلة أو نفقة على انفسهم , فكل رجل منهم يتنفل بما عتده ء ويتطوع بما قدر عليه . فارتاح آيو صالح واهتز ورآها فرصة تنتهز . لكن تردد ما بين الفرصتين آداء الاتباعة لمستحقها او اصطناع المعروف فى محله , ثم انه رأى تقديم ما يخاف فواته على ما ليس بفائت واستخار الله عز وجل ء وتطوع لهم بدينار من العشرة دنانير . ودفعه لهم عازما على استئناف اغترامه لصاحب السلف فلم ير بذلك باسا لان ذمته كانت عامرة بالكل ء وتبقی عامرة بالبعض ء فبعد دفعه الدينار تمادی فى طريقه حتى وصل الى صاحبٍ السلف › فدفع له الصرة فعدها قوجد فيها عشرة دنانير ,. والشيخ لا يعرف اكش من تسعة ٠ فقال له أعد عدها , فأعاد , فوجد عشرة , فعلم أن ذلك من عند الله. ما ذکر انه جلب من ابله ابعرة ای وارچلان للبیع, فاشتری 374 وارجلانى منها بعرا فلما أراد ان ينقده الثمن قال له : ان تمن جملك فی تادمکت . و کان له جمل اراد المسير عليه فقال له رجل من أهل وارجلان أتحمل لى على جملك هذا حمل متاع الى تادمكت فتبيعه لى هناك ؟ فقال بكم ابيع حملك ؟ فْقال بكذا و كذا ,. و کان بعدد سماه له , فلما وصل تادمكت وسوق تلك الوديعة . نقص من العدد الذى سمی شىء يسير ء قيل قدر ثلاثة ارباع قراط . فقال لا يمكن البيع بدون ما سمی لى فرجع بال حمل الى وارچلان قالوا فلم یں حمل رجع من تادمکت الى وارجلان غيره ء ولا سمعنا به › وهذا فى التحرج شیء بعید . و کان لابى صالح ولدان احدهما یسمی صالحا وبه یکنی ». والآخر یسمی سلیمان . وکان اذا آراد ان يسآل عن ولديه يقول : ما فعل ابنی صالح ؟ واما سلیمان فقد رضى عنه المسلمون , وكان يقول : اذا نظرت الى ولدى سلیمان والی عمران بن زیری وسدری بن سلیمان احتر قت نفسى ء وعلمت انى محتاج الى التوبة والانابة واستئناف العمل . وكان هؤلاء النفر الثلاثة يقول بعضهم لبعض : سبروا بنا الى زيارة الاخيار . ودعونا من هذا الشيخ يعون ابا صالح ‏ فانه لو سكن بين اظهسر اللشركين ما تبدل . ولا تفي . وممايحكى أيضا من اطراحه الاستعمال انه کان ریما قصد مع ابی عبد الله محمد بن بكر رحمه الله حتى تذاكر معه فى الصغيرة والكبيرة . حتى كان مما ذكره ابو صالح ان قال له : یا محمد یا ولدی ما عسی ادر کت متی وشمےV‏ رآسی كالثفغامة . ولحيتى كالصفار › وجسدى هزيل , ولو علمت ما علي من القوة والشجاعة والعبادة , لو رأيتنى حينشذ 375 قوه ايمانه ويقشه لرآيت شيئا عجيبا تعجب ان تراه , أفتراهء رحمه الله يريد بذلك تفاخرا وسمعة ؟ حاشاه , ثم حاشاه ء انما ذلك دلیل على صفاء باطنه . وکونه لا يحذر شیئا يحذره آهل الدنيا رحمه الله . 376 الطبشة التاسعصة $00 450 ابو عبد الله محمد بن بكر منهم ابو عبد الله محمد بن بكر ء. رحمه الله , الطود الذى تظاءلت دونه الاطواد , والبحر الذى لا تقاس به الشّماد . بيت أهل المذهب والمشهور بالبر كات , والمعتمد عليه فيما أصل للحر كات والسكنات أسس قواعد السيرة وله فى كل فن تاليف كثيرة . وأكثر ها الحجج والبرهان لانه كان فيها ركن الاركان , وحفظ عنه فى الاخلاق حكم قد خلدت فى بطون الاوراق , وله الدعوات التى ترتجى وتتقى عواقبها . وهى باقية لذريته يتوارٹها بدورها وكواكيها. وصنوف فضائل ابى عبد الله اكثر من ان تحصى , لكن اذکر منها ما تیسر فمن کراماته انه أضاف جماعة من آهل الخير والصلاح ؛ ممن ينبفى معه الاحتفال , وممن لا يقابل بالمحال وكانت غنم الشيخ فى مرعاها بالبادية ولم 377 کرامات تحکی يحضر ما یستی به طعام أضيافه , ولا وجدوه له بوجه ابد له الشرام ء فقال لهم : انظروا العريش هل فيه شىء ام لاء وکان فی داره عریش فنظروا المریش", فاذا فيه كبش عظيم فجهز به ضيافة أضيافه ء فبعد ذلك قدم رعاء الغنم فسألهم عن حال الغنم فقالوا ما علمنا باسا الا ان الكبش الكبر الفلانى دارت عليه زوبعة ريح فى يوم كذا وكذا ء فتشنا عنه فلم نجده , وهذه الحكاية روتها جماعة ممن لا یرد ما ذکر , ومثلها لمثله , لا ینکر . ومن کرامته ما ذکں الفقيه ابو الربيع رحمه الله قال : كنت عنده ذات يوم وحوله‌ عمال يعملون ء فقدم لهم بسرا لیاکلوه . فقال لی : کل یا سلیمان , فامتنعت فقال کل یا سلیمان » ان مسن يطاوع لمشكور الحال ء محمود الخلائق , فاردت ان أقول ولو فیما لا ینبفیء فامسکت فاطلع على ما کتمت ؛ و کوشف بما عنه سترت فقال لى : يا سليمان ذلك لیس بمطاوع فنطق به قبل ان اظهره له . وكانت فى أيام ابى عبد الله امرأة كثيرة التخدم لتلامذته ء محسنة القيام بمعائشتهم ,. وكثير من مهماتهم ء فتزوجها رجل وغاب عنها فی نواحی طرابلس فی بض احياء مزاتة . فأضربها مغيبه عنها وبلغ ذلك فى الشيخ مبلغا عظيما لكثرة اهتباله بها فوجه رجلين الى ناحية طرابلس فى شأنها » احدهما على بن يعقوب , والآخس عمرو بن یحیی ء واشهدتهما على نفسها انه متی فارقها فقد اسقطت عنه المهر , فلما استوثقا منها سارا الى جهة ابلس ء فوصلا الى الرجل فاشهدهما انه خلی سپيلها فكرا راجمين الى أريغ , ثم انقلب على بن يعقوب الى جبل نفوسة ثم اراد الرجوع ء فمر بقرية خاملة الذكر , فيها 378 عجوز يجتمع اليها الناس سألونها عن مسائل دينهم , ولها مصلى تصلى فيه ٠ قال علي فصليت فيه صلاة الصبح مع آهل المنزل , فتفرقوا. ثم جلست أتلو القرآن حتى غلبتنى سنة . فما ایقظنى خير اجسني الا صوت قار ئى يقرا بازائی 4 اسمع صوته ولا أرى انه كلم الناس شخصه ء ثم سمعت صرير ثيابه لها تحرك وهی جديدة ء فارتعت ارتياعا شدیدا 4 فقال لى الصائت , لا تخف فانى جني ممن لا يخشى أذاه . فسألته عن كثير من الانبام فاعلمنى بما سألته عنه من الاشياء البعيدة عنا . ثم سالنى عن السبب الباعث لى على السفر الى ناحية طرابلس ء فذ كرت له خبر المرآة وبعلها وما كلفتى به الشيخ ابو عبد الله من اصلاح حالها › ثم وضع سؤالا فسالنى به ء فقال كيف ولايتنا لكم وولايتكم لنا ؟ فقلت الجواب من عندك قال نعم اما ولايتكم لنا فبالجملة , واما ولايتنا لكم فبالاشخاص ء فسمعت العجوز تجاوبنا . فجعلت تسبح وتكشر التعجب , ثم شكوت اليه ما استقبلته من الحركة وأتوقعه من خوف الطريقء فقال اقرآ هذه الآية : «قولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسياطء وما اوتی موسی وعیسیء وما اوتى النبيئون من ربهم › لا نفرق بين احد منهم . و نحن له مسلمونء فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدواء وان تولوا فانما هم فى شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم » فكررها علي‌حت‌حفظتهاء ولم تقنعه قراءتی معه حت قال لى: اقرأً وحدك؛ فقرأتءقال: الآن قد تحققت انك قد حفظتء ثم قال : ان لنا موعدا بالجزيرة اليوم » لا يمكننى المغيب عنه , فلا تغب عن هذا المكان حتى اعود اليك ان شاء الله . 379 فانا لنتحدث اذ طلعت الشمس , فقال لى : هذا وقت الختمة , فخذ بنا فى الدعام , فقلت له الدعاء من عندك ء فقال بل الدعاء منك لانكم فدعوت؛ ثم دعاء ثم قال زيدى من الدعاء يا عجوز . فدعت واكثرت التسبيح ء ثم مضى الجنى وانتشر الخبر فى القرية ان الجن تكلم وحار الناس وتنحيت عن الناس بحذاء القرية فى خربة ء ثم نمت فيها . فلما استیقظت اقبلت آنظر ميماد صاحبى ء وجئت الى المجوز فاعلمتنى ان الجتى أقبل ء وسأل عنك ٠ فلم يجدك فناولنى حصيات . وقال ادفمها اليه اذا جام . وقد اتنصرف وترك الحصيات برسمك , فهاكها , فاخذت الحصيات فوجدت عليها خطا رقيقاء لا اكاد أبينه » فعزمت على التوجه الى ناحية بلادنا » فسلكت على نفزاوة . ثم على تقيوس ء ثم قال , وقد اشتريت كساء طاقيا (:) من نفزاوة , فلما صرنا فى السبخة التى بين نفزاوة وبين تقيوس من طريق بشرى وتوسطنا السبخة واجهتنا خيل لا نستطيع الهروب منها . فقصد‌ناها وقصدتنا وانا فى ذلك اردد الآية التى علمنيها الجنى فلما وصلناهم حفوا بنا والكساء الطاقى علی عاتقیء فردد في آمير هم نظره وصعد فینا بصره و صو به وقد غشینی زبد فرسه › فقال لنا من انتم ؟ فقلنا عزابة تلامذة . فقال امضوا على طريقكم راشدين › قال ء وقد كنت اتوقع ان يقول ضع الكساء فسلمنى الله , وذلك بفضل الله وبركة الشيخ ابى عبد الله , فانى ما تحر كت الا مساعدة له وموافقة لمراده قال فكانت معى تلك (1) كذا فى النسخ , وفى الاصل كتاب « الموجز » كساءة انطاكية 380 الحمصيات فوصلت بها الى تادمكت لم ازل اتمرف بير كتها فلم ارز قلیلا ولا کثیرا مذ ظفرت بها . سے وذکر یعقوب بن ابی القاسم ان ابا الحسن افلح کان من اصحاب ابى عبد الله وكان ابو الحسن من تلامذة حمو بن الولو فاحتاج بنو ورتيزلن الى ان يقوم عليهم ابو الحمسن قاضيا ء فقدمه عليهم الشيخح ابو عبد الله قاضيا ء فمكث سنين فيهم قاضيا يحکم بالعدل » حتی ملوه وضجروا منهء فوقعوا فيه عند الشيخابى عبد الله واكثروا الشكوى وكرروا القول . فلما طال ذلك على ابى عبد الله وكان من جبلته الغرة على فاستحضر جماعة بنى ورتيزلن ومن يليهم من تلك النواحى وحضروا فى جمع جم ء وحضر ابو الحسن وحلق القوم حلقة واحدة عظيمة فسكتوا طويلا ء فقال لهم ابو عبد الله : ما الذى نقمتم من ابى الحسن ؟ فقال قائلهم ان آبا الحسن يحكم بين بعض منا دون بعض فقال الشيخ أكان ذلك يا ابا الحسن ؟ فقال نعم ء فقال لهم الشيخ ثم ماذا ؟ قالوا حكم على رجل بصداق امرأة بغر اقرار ولا شهادة . فقال له آكان ذلك يا ابا ال حسن ؟ قال نعم , فقال لهم ثم ماذا ؟ قالوا له اختصم عنده رجلان فى شفعة فابطلها من يد القائم فيها , فقال له أكان ذلك يا ابا ال حسن ؟ قال نعم . قال لهم ٹم ماذا قالوا مات رجل بقرانا فأوصى فى ماله بوصية فاستاثر بها أبو الحسن ء فقال أكان ذلك يا ابا ال حسن ؟ فقال له سأخبرك بما فملت فيها . قال لهم الشيخ ثم ماذا . فلم يجدوا زيادة . فقال له أيو الحسن : يا محمد أيثبت الحاكم الخصومة فى الارض المشاعة التى لم يتعين لها رب ؟ قال لا ء. قال فان هؤلاء القوم حين دخلت هذه البلاد قالوا ى : ما بين فلانة الى فلانة 381 جملة من الاحكام الشرعية استجوب يها القاضى ابا الحكم مشاعة لبنی ورتيزلن . فجعلوا يعمرون هذه الارض دون ان يسلم بعضهم لبعض ء فهو ما لم احكم فيه بينهم ء ثم قال : ما تقول فی‌رجل آقر بالتشوز هل‌يحکم عليه بالصداق آم لا؟ قال نعم , قال اختصم الي الخير وامرآته تازوراغة فاقر بالنشوز , فحكمت عليه بصداقها . ثم قال ابو ال حسن ما تقول فى نخل ثبت فى اعلى مجرى العامة هل يحكم فيها بالشفعة لبعض دون بعض ؟ قال لاء ثم قال ان رجلين اختصما عندى فى نخلة هى فى مجرى العامة . فطلبها رجل بالشفعة من مشتريها . وهو واحد من تلك العامة . فلم احکم له بها . واما آمر الوصية فان الرجل الذى مات من بتى ورتيزلن استخلف امرأته على تنفيذ الوصية , فقالت. لى ارسل معى من يعلمنى كيف انفذ هذه الوصية ء فارسلت معها ولدى فبغلنى انها تصدقت عليه بربع شاة لحما , ولم آره » ولم آکله , ثم قال ان عندی کلاما لا ارید ان القيه اليك , فقال دع كلامك , فحلف ابو الحسن ان لا يتكلف قضام بينهم سبع سنين . فصاح فيهم الشيخ فتفرق كل واحد على جهة , وقام ابو الحسن منصرفا فقال الشيخ ليعقوب بن ابى القاسم اردد آبا الحسن , فرده ومضیى معه الى الغار . فقال الشيخ ليعقوب أنظرنى , وذلك فى أول الليل . فلما اصبح لم يخرجا ثم الى غروب الشمس فلم يخرجا ء ثم الى الصبح فخرجا , فتوادعا . فقال يعقوب فقمت الى أبى عبد الله فقال من هذا ؟ فقلت أنا يعقوب ء فقال : آو انت قاعد هنا الى الآن ؟ فقلت أجل فقال ان آبا الحمسن لم يزل يسئلنى عن مسائل الاحكام , ولم يفتر عن السؤال الا اذا قمنا الى الصلاة , ثم قال ان جيرانك يصارعون من لايصرعونه . 382 ومن الكرامات ما ذکر على بن یعقوب قال : رایت فی منامی بعد موت ابی عبد الله کانی اتيت الى تين يسلى ء فسألت عائشة زوج الشيخ عنه , فقالت لى قد خرج , فاذا فى ذلك اذ آقبل علی فرس ادهم فنظرت اليه فاذا هو کحيل المينين . ناعم الجسم والوجه . فنظر الي فقال : امض بنا فقلت یا شیج انی غير ماض بعد ؟ فنظر الي فقال تر کته للناقضين الذين يموت الدين على ايديهم (1) ٠ فتوجه نحو المشرق . ومن فضائله ما ذكر ابو الربيع ان رجلا نفوسيا كان صاحبا لیکنول بن عیسی المزاتی , وکان بتاجدیت وكان لازمه ویسعی فی آموره وحاجاته . حتى ترتب للنفوسي على يكنول عشرون دينارا . فمات يكنول فى بلاد افريقية فى غير بلاده . فسار النفوسی فى طلب ماله قبل يكنول ء شاخ فلقى المشائخ بتاجدیت ء فقالوا له ان یکنول قد مات فی ټی درخ غبر بلده ولم يترك وارثا سوی بنتا له طفلة ولم يوص ہما ذكرت , فلما آيس النفوسى من الخلاص على ايديهم وسمع بمشائخ أهل الدعوة قدموا الى قسطالية ونزلوا قنطرار وفيهم الشيخ ابو عبد الله محمد بن بكر ومحمد بن الخ وداود بن یوسف وسعید بن ابراهيم رحمهم الله جميعا فى جماعة كبيرة قصدهم النفوسى . فأعلم الشيخ ابا عبد الله بقضيته وشكى اليه بعدم خلاصه ء فجمع آبو عبد الله اصحابه وقص عليهم قصة النفوسى ويكنول ء وما شکى به النفوسى , فقام داود بن يوسف فقال علي قضاء دين يكتول من مالى فقال له الشيخ ابو عبد الله اجلس.فلا (1) يبدو فى المبارة نقص ولعل الصواب هكذا : قلت : لن تركت المذهب؟ فنظر الى فقال الخ 383 الحجماعة اول واهم من الفرد ضوف الله اولي بالاکرام يصح لك الا نصيبك , ٹم قام سعید فقال کقول داود فقال له ابو عبد الله مثل ما قال لداود , فقام محمد بن الخير فقال علي دينه لسعة مالى , فاجابه ابو عبد الله بمثل جواب اصحا به . فلما رآى النفوسى تبر عهم ورغبتهم ومسارعتهم الى الخير واهتمامهم بقضاء دين يكتول . فقام فقال لهم تر کت لیکنول دینی عليه فقال له المشائخ اجلس فجلس فجمموا له دينه .٠ ومن تحرجه ما ذکر ابو بیع قال . دعانی ابو عبد الله محمد ذات مرة , فقال انى قمت البارحة فلم اجد ما أتوكا عليه الا هذه الجريدة ولا آدرى لمن هی فاخذ‌تها على وجه الدلالة عل المزابة عموما . فسل عن صاحبها وادفعها له . وتوجه ال ىوغلانة فوجد بين‌أهلها تنازعا وتدابرا وفيهم رجل من لواتة يسمى أبد الله من ذرية ابد الله السكاك ء يعنتهم فى الأمور وينزع الى الخلاف والتشاغب فقال له آبو عبد الله ا علم انه أحد أسباب الخلاف بين جماعتهم : أعلم ڀا آيد الله انه ليس واحد أفضل من جماعة غير النبىء عليه السلام . وأعلم يا أبد الله ان من يتكلم وقد أحتيج الى'كلامه فقد ابتلي ببلية ٠ ومن يتكلم ولم يحت الى کلامه ومن ایثاره وحسن آثاره ما ذکر انه قدم وغلانة ويها جماعة من التلامذة العزابة . فجلس أبو عبد الله فى ظل التخيل التى عند راس تغرمات , فأطرفه أبو عمران موسى بن کنون بر طب بنی باكور وقثاء » فعلم رحمه الله ان ذلك لايؤش به غيره وان العزابة الغرباء قد يكون بهم تشوق 384 ثل هذا مما يستفرب فلم ينفرد بذلك دونهم , فقال له یا موسی أعلی تجترآ بمثل هذا ء وتجهم فی وجهه , فقال وما ذلك ؟ قال تتحفنى بمثل هذه التحفة وممك أضياف الله لا يتحفهم أحد بمشثل هذه التحفةء وهم أولى من أوثر بها ء فاذهب وادفع ذلك اليهم وطب نفسا بما يقر عيونهمء فقال ان هذا شیء یسير لا يجزى فيهم ولا يقوم لهم مقاما فقال بل يقوم لهم أي مقام فجز القثاء على عددهم , أو أكشر من عددهم ء ثم ضعه على الرطب ء ثم ادفع اليهم , ففمل ولا يبعد انه تناول لنفسه مثل نصيب أحدهم لا زيادة . وکل ذلك ليبقيه سيرة يقتدی بها من رآه ء آو سمع به . ومن الكرامات ما ذكر أبو الربيع ان الجراد نزل « بتين يسلى » وكاد يتلف ضيعة الشيخ أبى عبد الله , فدعانى فقال لى : صل الى الضيعة فاقرآ هذه الآية : «سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من آمر الله , ان الله لا يفير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا آراد الله بقوم سوءا فلا مرد له , وما لهم من دونه من وال» . ٹم ناد ؛ يا من هنا من اخواننا يستمين بالل و بكم الشيخ الضعيف الاعمى › على دفع الجراد عن ضيعته , قال ففعلت ما امرنى به . فانكشف الجراد وانقشع باذن الله ء ونحو ذلك ما ذکر انه كان نازلا بالبادية فی فصل الر بيع بالناحية الغربية الى بلاد أريغْء فنفرت بغلة الشيخوصارت متوجهة اى بلاد آريغ فلم يستطیعوا ردها ء فقال : قوموا يا اخواننا ردوا على الشيخ الضعيف الاعمى بغلته . فشملوا فرجمت البفلة دون ان يردها احد . 38E خروج ايخ من اریخ ومن حکمه و آمٹاله فی ذم الزمان وأهله‌قوله : ان أهل زماننا هذا كالسبخة , ان آبتلت آزلقت , وان جفت خدشت وكالتيوس ان اجتمعوا تناطحوا . وان افترقوا تصايحواء وقال : قطيعة الرحم كقطع عضو من الجسد ء لا يخاط ء ولا ير بط ء ولا يناط . وذکروا ان بنی ورزمار طغوا واكثروا من الفساد وقطع الطرق وانواع الاذى , فاجتممت جماعة أهل ريغ عند الشيخ ابى عبد الله فوعظهم وذكرهم على حسب ما جرت به العادة فی مجالسه ء ٹم ذاکرھم فیما تدم به السالكون فى الطرق ء والمستضعفون فى الارض مسن آضرار بنی ورزمار بهم › وانهم ینبغی لهم التظر فى حسم هذه العادة . واكثروا القول فى ذلك . فاجاب قائلهم بان قال : لا طاقة لنا » وما عسى ان نقدر عليه ؟ فقال لهم الشيخ : نحن نقدر اذا على انفسنا , فارتحل باهله وعیاله ونزل ایفران من قری وارجلان فاقام فيهم عاما فضاعت أحوال أريغ لفقدهم ابا عبد الله , وما كان يصلح مسن أحوالهم وفسادهم « فاجتمعوا فى جمع كشي . وقصدوه ورغبوا اليه فى الرجوع الى موضعه , وكان من قولهم ان قالوا له : لم تركت ضيعتك وقد اقبلت منفعتها واقبل خبر‌ها ؟ فقال هی عندی وهذه « الزیتا واشار الى شجر « الزیتا » حوله كانه يراها ‏ وما الذ فى ضیعتى من فائدة اذا كنت منكم كالفريسة يعتادها السباع من كل مكان ؟ أو لا تروننى اقصد من الأآفاق؟ يقصدنى العزابة للاستفادة فيقتلون بنواحی اريغ ! وعدد عليهم اشياء قفىىحةه. (1) نوع من اشجار البرية قصير لا يصلح لشىء حتى للايقاد فهو كثير الدخان 386 فلما آيسوا من رجوعه معهم تلك المرة رجعواء فاجتهدو ا فى قطع الفساد جهدهم ء واستعملوا الصلاح ء بحلية الخ . وتعاونوا على البر حتى ارتدع عتاتهم ء وانقمع غواتهم . فلما بلغه ما هم عليه من الخير وسألوه الرجوع رجع . وقد کان محمد بن سلیمان زاره اذ هو بایفران ورغب اليه فى المسير اليه فقال : تصل الى وارجلان فترى الناس ويرونك ويتبر كوا بك .٠ فقال : مالى ولقوم عدوا الى مكتل عظيم فجعلوا فيه القدور واللاقى والشقشف والملاحف وخلطوا ما لا ينبقى ان يخلط قال الشاعر : لا تخلطن خبيثة بطيبة واخلع ثيابك منها وانج عريانا وعن آبى عبد الله رحمه الله أنه آوصی‌بعض تلامذ ته عند وداعه اياء متفصلا الى أهلهء فقال : اذهب الى منزلك‌وأهلك فان وجدت من تقدمه في الامور فتکتفی به فاتبعهء فان لم تجده ووجدت من تتعاون معه فتعاو نوا على‌البر والتقوى ء وان لم تجده ووجدت من يقتدى بك فى الخير فکن اماما ء وان لم تجد من هؤلاء أحدا قالزم الطريق وحدك , وجانب الناس . وعنه آيضا قال : خرجنا فى حلقة زائرين أهل الدعوة فلما صرنا فى بلاد الساحل خرج آهل المنزل فتلقونا ء فادخلو تا و أحسنوا تزولناء واذا فيهم رجل ممن کنت عر فه من تلامذة شیوخی وممن قرآ معی , واذا هو قد لبس 387 منشا الخلاف الاستبداد والعناد کساء حشمیا ( ‎x‏ ) وفی رجلیه قرق قلعی وعلی راسه شاشية حمراء › وفی يده مزراق يرفعه ويضعه , فأدخلو نی المنزل وقد عزمت عل هجران صاحبنا المذكورء ثم ان الرجل ادخلنا بيتا وأدخل معنا رجالا من أعوان الجبابرة قازددت عليه حنقا » وتضاعف غيظى عليه , وقلت لايد من الخطة فأكلنا طعاما الى آخره , وفرغت القصعة . وجعل الفور يتصاعد من قعرها . ولم ار قبلها قصعة تفور بعد قراغ الطعام . وذلك لشره الأعوان . وشدة .وقلة آد بهم و كان ذلك مما زاد فی حنقی وقوی عزمی على هجرانه . الا انه كان من‌لطف الله ان حبست نفسى ولم أعجل عليهء قال فبعد انصرافهم ادخلنا بيتا آخرليس الا فيه العزابةءواحضى طعاما حفيلا فقال كلوا فلعلنا نؤدى بعمض حقوق الأسلام وآهله . . . . . (2) ما تعلق بنا من طعام کنا ناکله من أموال أهل الدعوة فى حرمة هذا الاسم ء ثم قال ما دعانا الى ما ترون من مواكلة غير الجنس الا المداراة عليكم وعلى المذهب , قال فانحل بعض ما اعتقدت ثم دعونا وانفصلنا الى المسجد , فلما كان وقت الصلاة الأولى فاذا بالرجل قد جا وآذن فانحل بعض ذلك آيضا ثم جا وركع ما شا الله ء ثم أقام الصلاة فلم يجد من يقدمه فتقدم ء وأم بالجماعة , فانحل بمض ذلك أيضا . ثم دعا فقام وركع ما شام الله . ثم جلس وأخذ الكتاب وجعل يقرآ ويفسر ما اشكل منه , فانحل جميع ما اعتقد عليه , وحمدته واستحسنت حاله . وحمدت الله اذ لم تكن منى اليه عجلة بتشاط ولا مماملة بمکروه . (1) نسبة ال حشم الرجل اتباعه ومن اصطنمهم ويمنى بهم اتباع الظلمة وذوى الجور من الماكمين فلهم لباس يميزهم وفى نسخة جسيما (2) بياض فى الاصل وعن أبى عبد الله رحمه الله قال مثل الجماعة كالخشبة ومثل من يستغفنى برأيه كالوتد الذى يضرب فى الخشية فتفريق الجماعة انما يكون بسببه ء وذلك اذا استبد بر آیه فى أمر تنبغى فيه المفاوضة كان حريا بآن يخطء فاذا أخطاً فلابد من اجتماع الحماعة للنظر فى أمره فاذا اخذوا فى الكلام فى قضيته لم يعدموا من يقوم غضبا للخاطىء يدافع عنه فيكون خاطئا ثانيا . فهو كوتد ثان يضرب فى الخشبة فى سمة الوتد الاول , ثم اذا حاول الجماعة النظى فى أمر الوتد الثانى قام الثالث يدافع عنه فهو بمنز لته وتد ٹالٹثفي سمة الوتدين ء فعند قيام هذا الثالث تتفرق الجماعة › ألا ترى ان الخشبة بعد الوتد الثالث تصبر انين ؟ فلا ينبغى الأستبداد . فقد ورد عن النبىء صلى الله عليه وسلم‌انه قال «من استفنی بر أيه ضل » ومن هجم على الأمور عطب » . وبلفنا ان محمد بن سليمان النفوسى ومحمد بن غمرة زاراه حينئذ فسألهما عن مقدمهما . فاعلماه انهما قدما من غبران بنى « اجاج » وانهما بها يدرسان الكڌب كتب الفقه , فاستحسن عكوفهما على دراسة الكتب وقرر لديهما ان من يدرس كتب اللقط كمن يهيل أنواع الثمر الى غرارته وان كتاب ابی غانم قد أوضح قول کل عالم من مشائخه ء واسنده اليه وان اجوبة الائمة هى مخ الفقه . قلت انما يعنى ان ملتقطات العزابية مختلطة كمن يجمع فى غرارة واحدة من كل نوع من الثمر ء وكذلك هى قد تشتمل ورقة واحدة على مسائل شتی من ابواب شتی ء فلا مسئلة تنتظم مع اختها , ولا باب من ابواب الفقه يستوعب ويستقصى له فهى قليلة الفائدة جدا والغتناء ء كثيرة التعب والعناء . وان الغانمى قد نظمت مسائله (1) لعل الصواب القالى جمع مقلات . والشقف ندالتحر يك قطم المزف . ويعنى بهذا التشبيه اختلاط الاشياء المختلفة وتكدسها بدون نظام أو تصنيف رايه فى بعض كب الففة الآخرة تقوم اانا بالانا فى ابوابه منسوبة الى اصحابها . فمتی حفنلت بابا عرفت مسائله ومن قال بها ومستند كل قول منهم ء. فهى بالمصلحة عائدة , قنية باجتلاب الفائدة ء واجوبة الائمة مليحة فى معناها ء فانك تعرف متها وضع السوّال فتفرغ ذهتك لا فی جوابه كما فرغ المجاوب خاطره واستجم فکرته للجواب عن فصوله مستقصات فهى مح كما قال .٠ قیل وزار ابو محمد بعض اصحابه وقد کان عهده قبل ذلك على حالة سنية ورفاهية , فرآه فى حالة ركيكة وٹیاب ره ء فساه ما رءاه فيه من سوم الحال فقال له ما هذا ڀا أخی ؟ فقال له نحن فی زمان من فقد فيه دنیاه فقد آخر ته وكان السلف فى زمان من فقد دنياه لم يفقد آخرته . فالسعيد من احتاط على سلامة آخر ته . وقدم رجل من لمطة يسمى « منزو » الى اريغ وقصد ابا عبد الله وتاب على يديه . وتعلم السير ,. وسلك سبيل الصلاح فكان من حاشية ابى عبد الله ومن المقر بين عنده فذکر ان ابا عبد الله ارسله فى غنم له بجبال بنى مصعب سائمةء فخرج فکانت الغنم تحت يده وله فيها غنم قد جمعها فیها جمیعا , فاغارت خیل بنىی غمرة عليه . فاستاقوا الفنم كلها , فاتبعهم يطلب منهم ان يردوها له , فابوا ء فأالح عليهم ء فاخرج احدهم رجله من الر كاب فر كله بها ء فتيبست رجله ء بأذن الله , فلم يطق ردها فى الر كاب فلما رآی اصحابه ما نزل به رغبوا اليه ان يحالله فيفشس له » فامتنع فكرروا الرغبة ففعل بلا نيةء فقالوا لكن ترغب اليك ان يكون ذلك منك بنية . ففعل . فانطلقت رجله سوية . كما كانت أول حال , فلما تحققوا ما هو عليه صاروا يتجنبون أذاه › ولا يتعرضون له بمكروه , فلما 390 کان آيضا ذات مرة اغاروا عليه » وعنده غنم الشیخ ابی عبد الله أيضا . فقال لهم : خذوا غنمى › واتركوا غنم الشيخ , فانه افضل منتى وانما نالنى بعض بر کته فايوا عليه , فكان عاقبتهم خسرا . وذکروا ان ابا عمران موسی بن زكرياء رحمه الله ضاق فى الوقوف فى الحارث وعبد الجبار والذين وقع فيهم الاختلاف فقال فيهما عبد الله المدونى بالوقوف لانهما لم يبلغنا صلاحهما الا مقرونا بفسادهم , فتنازعا فيهما فورد عليهم يوسف بن نفاث فسألاه عتهما . قسمع مقالة المدونى فقال هذه نكارية بعينها واستحسن ما قال ابو عمران ء ٹم كان بعد ذلك بایام مجلس آخر حضره چل العزابة المشائخ ء فيهم ابو عمران فسألهم ابو عمصران ما تقولون فيمن وقف لكم فى ائمة المسلمين ؟ فاداروا السوّال بينهم حتى انتهى الى المدونى ء فقال من وقف فيهم دون أن تقوم عليه الحجة فلا شىء عليه . فلم يقنع السائل بهذا الجواب ء ثم قدم عليهم يوسف بن سهلون فسالوه عنها وعلم ما كان من جواب كلا الشيخين . فقال لهم كفوا عن منازعة الشيخ فلعله لم يبلغه ما تقوم به عليه الحجة فيهما قبل حدثهما , فكتب ابو عمران الى الشيخ ابى عبد الله سؤالا عن هذه المسئلة وكتب له اخبرنى بما حفظت فيها عن شیخنا ابی نوح رحمه الله فاجابه ما تصه ‏ الله أعلم ‏ فى الحارث وعبد الجبار ء واما رجل لم يبلقك صلاحه الا مقرونا بحدثه فليس عليك منه شىء والسلام » فلم يقتعهم الجواب ووقف عليه يعقوب بن آبی محمد واسلان فقال اما انا فقد ظفرت بهذا الجواب ولا آبالى في الحارث وعبد الجبار. 391 الغوض من حديد فی‌مسالة الحارت وعحبد الحبار تحرج اليح من اموال المامة وعن آبی يعقوب بن أبى عبد الله قال آوصی آبی ريالف دینار ثم استکش‌ها . وأوصی بخمسمائة دينار ء ثم قال يا يوسف يابنى هذه وصيتى فانفذ‌ها ولا جعلك الله فى حل ان دفعت زائدا على اربعة دراهم لشخص ء آی شخص کان ء فانما هى حوطة من أموال أهل الدعوة , وما اطعمتكم منها عشاء ولا غذاء الا آنهم ربما آرادوا وجها فصرفته فی غير الوجه الى أرادوه . ومن تواضعه ماذکر یاجر بن جعفر قال کنا فى حلقة أبى عبد الله نقراً عليه , فكان العزابة أرادوا كنس الغار فكنس معهم الشيخ أيو عيد الله وجعل يرقع معنا الكناس على عاتقه فقال له يوما بعضنا وهو ينقل معنا : اقعصد ياشيخ فان العزابة يكفونك قال أو يحملون علي ذنبی ؟ فکان یرفع قلیلا قلیلا جهد طاقته فقلت له ارفع اذا أكش من هذا , فقال لو كان رآيك يوّخذ لأخذنا به آنفا . و کان أبو الر بيع اذا شبه الشيوخ وضرب بهم المثل قال انما مثل أبى عبد الله كما قال : الله تمالى « ولوا الى قومهم منذرین » (2) وکان آبو عبد الله اذا سئل عن احد فان علم په خيرا قاله » وان علم غيره سكت , وتوفى رحمه الله سنة 440 اربعين واربعمائة ودفن فى مقبرة بمقر بة غاره فی اجلو وهو موضع معروف بالبركة (1). . (2) يعنی آيه سورة الاحقاف .٠ واذ صرفنا اليك نغرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضی ولوا ال قومهم منذرین (1) لا زال قبره رحمه الله معروفا الى الآن فى مسجد بقرية بلدة ة عمرو بدانرة تيقورت ٠ وهو مشهور عند الاهالی باسم سيدى محمد السائح ٠ والى هذا الوصف تنسب ذريته فى الناحية حسب ما افادنى به بعض الشيوخ الافاضل 392 أبو يحيى زكرياء ء وأبو القاسم يونس ومنهم الشيغان آبو يحيى زكرياء وآيو القاسم يونس بن آبی زکریا. فصیل بن آبی مسور البراسنی رحمهما الله ورضى عنهم اجمعين لما علم الشيخ أبو عمار نجابة هذين الشيخين وتصرفهما فى فنون المسائل وسبقهما فى حلبة الفضائل اثبتهما فى طبقة شيخهما الذى قرا عليه ء واستمدا فى رواية العلوم اليه , لعلمه بانهما لم يقصرا عن مداه , ولازاغا عن هداه ء بل الكل فرسان حلبة وكلهم سابق , والساعی فى اثرهم لاحق او متلاحق , ولكل واحد من هذين الشيخين مزايا . وسجايا الها من سجایا ء جود كالسحاب , ودعاء كالشهاب . وحسن سلوك الطريقة ء وحففڭ العلوم الحقيقية . والتمسك من عرى التقوى بالاسباب الوثيقة » وما عسى يقال فى هذين الشيخين وهما فرعا تلك الجر . والناميان فى اكرم ارومة , فطاب منها الخبر والمخبر وكيف لا والاب فصيل والجد آبو مسور وقد تقدم فى أول الكتاب من فضائلهما فصول كلها فضل وما عداها فضول . ذكر آيبو الربيع ان آبا زكرياء یحیی بن كرنان قدم الى ناحية طرابلس زائثراء وكان بها زكرياء بن فصيل فاجتمع الناس يوما على ابن کر نان يسألونه عن امر دينهم وذلك فی مجلس محفل عظيم . وكان ممن حضر هذا المجلس زکرياء بن فصیل فسآل ابن کر نان سائل عما يعمل من نبات الارض كالحصير وما اشبهها هل تطهره الشمس اذا اصابتها نجاسة؟ فقال نعم تطهره الشمس . فقال آبوزكريساء: 393 حگم طهمارة ما صنع من نات الارض ليس هذا الجواب من المعمول به يا شيخ , كانه لم يرض بهذا الجواب , فقال ابن كرنان بل المعمول به وکرر صحته وکرر ابن ابى زكرياء المنعء فقال ابن کر نان فان الذى يقال فى آولاد الشيوخ انهم غير منقادين صحيح ؟ فقال ابن ابی زكرياء هل علمت ان عقبة الملستجاب () قال لاولاده : اياكم والمرخصين لئلا تفارقوا دینکم وانتم لا تشعرون . اخوة تصل ال حد وذکروا ان ابا القاسم يونس بن ابی زكرياء وابا نوح ٠ الدلالة والتدلل صالح قدما علی ابی‌محمد عبد الله بن مانوج زائرین لهء فلما اديا حق الزيارة وانفصلا عن موضمه متوجهين الى موضعهما مرا بشجر تفاح قد أينع ثمره واحمر › والشجن لأبی محمد ء فقال له ابو نوح الم ترها يا يوٽس حمراء ؟ وکانا راكبين . فنزل ابو القاسم وخلع ما کان فی رجليه وجعل يمشى فى رمل هنالك , واكش المشی فى موضحع يتيس فيه بيان الاثر لئلا يقع الشك فى غيره ء فعمد الى الاغصان واجتنى من ثمارها ما رأى فيه كفاية ودفع الى ابی نوح فرد آبو نوح بعضه الى ابی القاسم وسارا الى أهليهما , فجاء ابو محمد فقال : هذا اثر ابى القاسم ء وهذه منه دلالة لم يستبدل عندىی ولم يزل مثله يدل فى مال اخيه له ولفيره , وذلك يثبت الودة بینهما فقد حکی عن ابی عبد الله رحمه الله , انه قال من كان له اخ كاخى حاجب فلياكل وليوفع . وكان ابو القاسم ممن يزور ابا محمد عبد الله بن مانوج فزاره مرة فتواردا ما یرد بين امثالهما . فقال ابو القاسم لابى محمد ان و كيلك على الحج قد اخذ واخذ‌تا معه (1) فى نسخة ب ب ب عقب المستجابة 394 فان اذنت لتنا ان ننظر اليك شيئا تستعين به فعلتء فنظر له خمسا وعشرين دينارا ليدخرها لقضاء فريضة الحج ء واراد ان يحدب عليه فلم يقبله 4 واستحسن آيو محمد ايثاره على نفسه , وذلك لحسن ظنه ولا عجب فى مٹلها من مثلهما رحمة الله عليهما . الشيوخ الشلانة الكنوميون ومنهم الشيوخ الثلاثة ابو عبد الله محمد بن سودرين وابو محمد عبد الله بن زورستن وميمون حمودی ابن زورستن الوسيانيون , ثلاثتهم من آهل كنومة رحمهم الله كان هؤّلاء النفر الثلاثة علماء زمانهم , وفخرا لاخوانهم ء وطرازا لمكانهم , درسوا علوم التظر وأتقنوهاء واحرزوا معانى الالفاظ بصيانة الكلام . ودونوها . فلم يقدم حينئف من المخالفين مجادل ولا نجم من خيالهم متاضل ء وهم لبنيان رتبة الحلقة دعائم . وعندهم ابتدآت وقامت › فكانو لها من القوائم بعد ان جالوا فى تحصيل العلوم وطلابها , واخذوها كما يجب عن اريابها . فکانوا پدورا بأفق تقيوس تميل بهيجة بهم النفوس . ذکر ابو الر‌بیع ان ابا محمد توجه الى ابی صالح فسار هو واصحايه حتى وصلوا وسط السيخة التى بين نفزاوة وقسطيلية فرأى ابو محمد فى السبخة شخصا اسود ء فحين رآه على بعدظن انه غراب فقال لأصحابه ما ذلك الشخص فيما تظنون ؟ فلما نظروا الى الشخص تسارعوا اليه فاذا الشخص أمة . فضموها ورفعوها , واظنها أبقت فذ‌ كر انه تکدر من اجلها خاطره وتنکر فلم يهنا له عيش وحار فی وجه تخلصه من هذه الورطة , فلما وصل جربة قصد أآبا شيخ برع من صالح الى المسجد , قال : وحان وقت صلاة الظهر وحلقت ` 1 395 الجماعة وناولونی کتابا . فکنت اقرآ و آفسر حتى جاء آبو صالح وامسكت عن التفسير فقالوا له فسر فجملت أقر أ الكتاب . فقال لى بعض من فى المجلس : فسر لنا . وكان فى المجلس ابو عمرو النميلى ولم اعرفه قبل ذلك , قال فطفقت اقرآ فقالوا له فسر لنا يا شيخ فاحال ابو صالح على ابی عمرو النمیلی , فکنت اقرآ ویفسر فاصابنی خجل لا فرط منى اذ تكلفت التشسير بمحضر منه ولم اعرف مكانه قال ابو محمد ثم سآلت ابا صالح عن مسألتی ‏ آعنی ‏ تلافى الامة وكنت السبب فى تلافيها (:) واوضحت له المسألة طلبا ان يدلنى على الخلاص فقال لى لا بأس عليك لانك لم ترد الا خبرا وما تعمدت اتلاف مال احد ولا اتلفته انت . وذکر عن ابی محمد انه فتى ابى نوح المقرب من تلامذته . صاحبه فی اسفاره و کان له مواتيا موافقا . کان المشهور من اسمائه ان يقال له فتی ابی نوح . کيوشع بن نون وموسی عليه السلامء فذکر انه صحبه ذات مرة الى بنۍ كطوف الذين حول تملى فالفاهم حين ظعنهم . وتمادوا فى رحيلهم فتبعهم الشيخ حين نزلوا ء فتزل الشيخ عن فرسه فارسلها فى المرعی ء فلها آهل الحي فى اشفالهم وغفلوا عن الشيخ حتى ضاق صدرا من قلة التفاتهم , فقال لفتاه : دين الله اعز من ها اردد الي فرسى فان دين الله اعز من هذا ء قال الفتى : فقمت الى الفرس لازاوله واصلح هيئة ركوب الشيخ ء وعينى ترمى الى آهل الحى , فرايتهم اجتمموا بجمع يسيرون الى الشيخ مسلمين معتذرين , فلما اقبلوا قدت الفرس واقبلت أمشى لمشيهم حتى التقينا عند الشيخ ء (1) تحرج من ذلك لانها آبقة والمبد الآبق لا يؤوى ولا تقدم له المعونة 396 وصافحوه واعتذروا فقيل عذرهم 4 ٹم آنی اخبر ته بما کان منتى من مماطلة وما اقتضته سیاستی فى ذلك فقال احسنت يابنى . وناهيك .٠ وذكر ان آبا نوح كان اذا سنل عن مسألة فى الفقه يجاوب بان يقول روى فيهاهذا الفتى عن اب بی صالح کیت وکیت ء ویشي الى ابی محمد عبد الله بن زوستن . وعن میمون بن حمودی قال کنت اقرا على بعض شیوخی حتی ظننت انى قد استفدت ووعيت ما عنده من العلم › حتى سمعته يوما يقول : رؤية المديان غريمه فيه تقاضى بعض دينه , فلما قال ذلك ولم اسمعه قبل ذلك قلت : لا تدرك للعلوم غاية . قلت : وهذا الكلام انما اخرجه فيما يلوح بخاطری ان المديانين انواع ء وطبائعهم تختلف ء. فبعضهم اذا اراد الفريم تقاضی دينه منه تقاضاه بعنتف واغلاظ ء هذا اذا علم فيه لددا . وبعضهم يتقاضاه منه بكلام لين دون التقاضى الذى وصفته . وبعضهم ينظر اليه الغريم نظرة يفهم منها التقاضى فتقوم عنده مقام مطالبة بابلغ قول واشد اقتضاء , هذا اذا كان ممن يستحی و يتة يتقى على عر ضه ودينهء فالدين الذى يکون على من هذه صفته هو الذی عنى الشيخ , وهذا مقصده والله اعلم , لا انه استوفى يعض حقه , والله اعلم . وذكر عن أبى يعقوب شيخ کان بنفوسة آمسنان انه كان مقصدا للمبتدئين فاذا انتظموا فى حلقته علمهم السب وآداب الصالحين › ثم ينقلهم الى محمد بن سودرين فيجرون قراءة القرآن ويتعلمون اللغة والاعراب ثم ينتقلون الى ابى عبد الله بن بكر فيعلمهم اصول الدين والفقه , فكان العزابة فى ذلك الزمان يشبهون الشيوخ الثلائثة بشلا 397 ئلمزماء طبائع مختلفة تماونهم عل تخريجح اختل الامن فى زمنهم حتى سقط فرض الج نجارين احدهم يحسن قطع الخشب من الشعراء › والثانى يصلح بين الادوات .٠ وعن ابی عبد الله محمد بن سودرین انه قال : بینما انا امشی فی بلاد الساحل اذ رآیت بابا مفتوحا ورآیت ناسا يدخلون ويخرجون فقصدت اليهم ودخلت ,. فوجدت بيتا مفتوحا واذا برجل جالس فی دکان فکل من دخل ناوله الرجل دينارا فدخلت فناولنى الرجل دينارا ء فاخذته فسرت غير بعید ثم راجمت نفسى لائما لها › مقبحا لفعلى ء ثم رجعت اليه فقلت له , انا على غير مذهبك فتظر الي متبسما وزادنی دینارا آخر , الا ترى انه لم يقبل صلة من ظن انه مخالف حتى تحقق بتلك الزيادة انه اهل لصلته. وذكر ان ابا يعقوب بن آبى عبد الله تذاكر مع آبى محمد فبسط آبو محمد القول فى ذم الزمان وعدم الاخوان فقال له اكسب يا أخى من الال نا شئت , فلا آری احج الا وقد سقط عنك لانقطاع السبيل . وجور اهل هذا الزمان ء قلت وقد صدق رحمه الله فان فريضة الحج الاستطاعة , فاذا انقطع السبيل فكان من الجور ما يجحف بالمسافر فى زاده فقد عدمت الاستطاعة . وسقط فرض الحج . ومیمون ابن حمودی هو الذی یروی عن هود بن محكم انه جاءه رجل من العزابة يستعين فى افكاك كتب له مرهونة عند رجل نکاري فى خمسة , قدعا هود رجلا فقال له سر مع هذا الرجل الى احياء مزاتة فاعلمهم بما جا به ء فأعلمهم وتسارع الرجال والنساء کل يجمع ما امکنه من دنانږ ودراهم حتی اجتمع مال کثیر . فجاء به الی هود . فقال له يا شيخ هذا ما فتح الله 398 على يديك , فانت اولى به واحوج اليه لكثرة مون من يقصدك ء فاخذ من ذلك كله خمسة دنانر وترك الباقى ء وزعموا انهم عند ما تداعوا لأعانة الرجل يسطوا بساطا وجعلوا يلقون فيه حتى كاد يضيق عن زيادة . حتى ناولوه وضموا اطرافه ,. وناولوه معه , فلا ادری آميمو نا آم هودا قال حينئذ : صدق الامام رضی الله عنه فى قوله الملشهور بقيام هذا الدين باموال مزاتة (:1) .٠ واجتمعت بوارجلان بالمسجد الكبير جماعة فيها اهل الدعوة منهم آبو عبد الله محمد بن بكر واين سودرين وابن زورستن وعبد الله المدونى فسألهم رجل عن مسئلة وهىء الاجرة هل توخذ على تعليم القرآن ام لا ؟ فتدافعوا السوّال بينهم فقال عبد الله المدونى اجب الرجل عن مسئلته فقال له نعم توخذ الاجرة على تعليم القرآن , فان لم توخذ عليه فعلى ماذا توخذ ؟ أعلى رعي البقر ؟ ! فسكت الفقهاء توقيرا له . مع انه لم يحسن العبارة تأدبا متهم وفضيلة . قلت وهذا الجحواب غير معروف بالمذهب ء والذى انكر من الاجارة على رعي البقر فهذه الاجارة لاخلاف فى جوازها . وكان ينبغى ان يقول بما فى المذهب من جواز الاجرة على تعليم الادب والخط . وصناعة الكتابة وادواتها دون ان يكون للقرآن ثمن , والعذر عنه رحمه الله كره أن يقول لا تجوز فيكون ذلك ذريمة الى ترك التعليم فيفضى ذلك بالناس ان يكونوا اميين لا يعلمون الكتاب ء يقول : فاذا جاز لراعى البقر الاجرة وهو ياخذ‌ها على اصلاح احوال الدنيا فالذدی ياخذ‌ها بسبب اصلاح الآخرة أوى . (1) راجع ذلك فى اول الكتاب فى الحديث عن امامة عبد الوهاب . 9 تسمارع مزاتة ال اخر ومساعدة اخوانهم حكم اخل الاجرة عل تملم القرآن ‎a‏ 7 ۰ سور فى ابن مانوج ويوجهه ‏أيو محمد عبد الله بن مانوج ‏ومنهم أبو محمد عبد الله بن مانوج اللمائى رحمه الله . احد من نظر (1) ء فايصر واستبصر وذکر حينا فتذكر تلافى الفوات بعد حين . واعتاض الاجهاد بما ضيع عدد سنين . واطمآن بعد الحزن الى السهولة . وعالج ما يعالج الشاب وهو فى الكهولة ء يسر الله له الورود من منهل الوعظ الفاظا فارتوى ويادر ولم يتباطاً » وجد ولم يثن عن طلب الخير عنانه , ولا أزاح من الاجتهاد فكرته ولاجثمانه . حتى أصبح من العلم مفعم الوعاء ء ومن القرب من ربه أهلا لاجابة الدعاء ٠ ‏ذکر آبو الر‌بيع ان آبا محمد عبد الله بن ماتوج تاب بعد الكير وسبب توبته انه لقى شيخا من لاية وهو يرعى غنما له . فقال له الشيخ : اعلم ان غنما ترعاها اللحية هى خير الغنم . وان لحية تتبع الغنم هى شر اللحا › فوقعت التوبة فى نفسه فتاب . وطلع حينئذ الى المشائخ : أي مسور , وآبی صالح وآبی موسی عيسى بن السمح ء فمكث عندهم فى الجزيرة ما شاء الله ثم رجع الى هله فلقى الشيخ المذكور فقال له : اعلم ان الجمال تبرك للحمل عليها . ولكن تتفاضل فى تبليغ الاحمال فر جع الى المشائخ فمكث عندهم ما شاء الله , ثم رجع فلقى الشيخ المذكور فقال الشيخ : اعلم ان الفدران كلها تاخذ الماء وانما التفاضل فيما يبقى فيها الماء ء فرجع ثالثة الى المشائخ فمكث عندهم ما شاء الله يقر العلم حتى تفقه. وهو أحد الفقهاء السبعة المشهورة نسبتهم الى غار أمجماج (2) . ‎ ‏() سياتى الحديث عنهم فيما بعد ‎400 ومما يذ كر من قناعة وقلة تعلقه بعلائق الدنيا ما اخبار عسن قناعة ذكر آيو الربيع ان عبد الله بن مانوج لم يستسلف من احد شيا قط غير دینار واحد . استسلفه مرة ورده بعينه الى الذى استسلفه منه . وليس منه هذا استغفناء بل رضى بما قسم الله له . قال ء ومع قلة ماله فان ضيافته لا تزال حفيلة لا فضل عليها لضيافة ذوى اليسار . ومن ذلك ما ذکر آبو الر‌ بیع ان راعی غنم آبی محمد بن مانوج قدم عليه فسأله عن حال الغنم فقال : هى صالحة الحال . وان وهب الله لها العافية الى قابل فستكمل مائة ٠ فقال أبو «سمد لا أحب ان تكون مائة . كما لا أحب ان أكون يهوديا . ومن اجتهاده ما ذکر انه لا كبر وضعفت قواه وكان أعمش وكان يضر بعينيه مرور الماء عليهما . فكان اذا وجب عليه الاغتسال غسل جسده كله الا وجهه , واذا توضاً امر الماء على اعضاء وضوئه الا وجهه . ويتيمم فى كلا الامرين فى مقابلة غسل الوجه , فكان دأبه على ذلك ء يتخف مستحما فى كل ناحية من نواحی خيمته: الار بع بسبب الرياح ء فقيل له فهلا اكتفيت بالتيمم ؟ فقال تلك مسئلة «العجزانين» لا أآخذ بها . وذکر انه زاره مرة آبو عمران موسی بن زكر ياء فتذاكرا فى أنواع من الفوائد » وصنوف من العلم › حتى افضت بهم المذاكرة الى ذم الزمان › وما صار الناس اليه من ضيق الحال والتحرج مما يدخل على الناس . وهمم لا يعلمون او يعلمون , فقال احدهما للاخر اكثر ما عاش الناس عليه اليوم حمل الاشياء على احسن وجهها . وقال الآخر اتما ينبغى ان يرتكب ذلك فى احوال الطهارة 401 اللسيح وجودە تعمرج الشيح من الاموال المجهوئة العبسادة هى التقوى والاخسلاص يزوره وعليه دين ماآتی به. وسئل عن العبادة ما هى ؟ فقال : النية والاخلاص لا ما يتخيلونه من الاجتهاد فى القراءة وغيرها , اذا لم يصحب ذلك تقوى الله . الا ترون ان داود يقيم الفتن ويقعدها وهو يحفظ ما بين الدفتين واكش قصده فى ذلك ما يقدم به ابنه عما هو ليس بسبیله › و کان ينهى بنيه عن معاضدة داود ومساعدته . خوفا ان يصييهم ما أصابه . ولم يزل متكدر النفس من أجله , لسلوكه غير طريقة ابیه » حتی عادت عليه بر كته , فالهمه الله الرشاد وتاب عما كان عليه , وحسنت توبته بهمة الشيخ . وذكر الشيخ ماكسن بن الخير قال لا توجهت الى جربة برسم الطلب كان طريقى على الشيخ أبى محمد عبد الله فاستشرته فى أى فن أبتدئى فيه القراءة , الكلام ام الفروع ؟ فقال : يا بنى اقرآ كليهما , فقلت : ارأيت ان كان ذهنى يقصر عن ذلك ؟ قال : فدينك اذا یا بنی يشي الى علم الفروع , والله اعلم . 1 وذکر ان عبود بن منار زار ذات مرة آبا محمد . فقال له يا عبود انك لعظيم القدر عتدى , فكيف حالك يا عبود ؟ فقال بخير یا شيخ الا انه علي ديون , قال له أيكون عليك الدين وتزورنى ؟ ابعد عنى يا عبودء فانفصل عنه واتى الى موضعه فقال لمعلى بن يخلف اخیى سلیمان الفقیه بادرنی یا على بما یخلصنی من هذا . فاتاه بمن اشترى منه قطعة غنم وعبداء أو مطمورة شمير ء فقضى دينه , فبعد ذلك بايام اغارت عليه غارة للنكار 402 خرج بها رجل منهم يعرف بمنصور بن فلديك یلقبوته فی «زريق» فدافع عبود عن نفسه وماله واهله حتى قتل شهیدا . فکانت زيارته لابى محمد فضلا من الله ونمعمة . قيل فرآه بعض اهل الصلاح فى منامه فقال مضيت وتر كتنا يا عمى . فقال لا تقل ذلك فانی تر کت فيكم سلیمان بن یخلف نذیرا بعدی . وزاره مرة عمروس بن عيد الله الزواغى فسأآله عن و و حاله فاعلمه انه صالح الحال ,. فکان مما قال له يا عمروس اجعل تقوى الله جنة فانها خر جنة , وأحسن معاشرتك للناس . فقال له أى الناس ؟ فقال أحسنت .› وفهمت ء الناس هم الصالحون .٠ الملماء من يقول ان العالم اذا أحس بعقله ضعفا لعلة 2 أو لكبر فلا يجوز له ان يفتي , وانا آخن بهذا القول وأترك الناس قبل ان يتر كونى ,. وكان قد اخر الله فى پو جعفر احمد بن خبران ومنهم آبو جعفر احمد بن خبران الوسیانی رحمه الله ذو الاجتهاد العظيم , والتشمير والتصميم . الثابت على الورع وملازمة المنهاج القويم , العامل بما يرجو فيه بكثير في العلم . ولكنه حاز من التقوى الخلاصة . كان أبو عبد الله محمد بن بكر يقول لاهل الدعوة من اهل فطع عبد با اهر قسطيلية : قطع عذركم أحمد بن خيبران أن زعمتم انكمم احمدبن خيان 403 مقلون فكذلك هو وان زعمتم انكم مسلك ومسکنكم فی بلاد قائمة الاسواق , فكذلك هو . اهتمام الشبخ بالضيف ‏ وكان من عادته تأخرالعشاء الى صلاة العتمة فاذا صلى واين اسيل تادى فى المسجد « أهاهنا ضیف ؟ آلا لا يبیتن احد دون عشاء , ثم لا يفته ذلك حتى ينتظر اتصراف التاس ء فاذا اتصرفوا طاف على زوايا المسجد بعكازه يفتش هل من طارق ؟ هل من ابن السبيل ٠ وذكر عنه انه دفع لجنان جنته فى ابان الزراعة زريعة على أنه يزرعها . فكان اذا اتى من الجنة يسآله كيف حال الزراعة ؟ فيقول : بخ يا عمی ابا جعفر , فلما كان یوما من الايام وقد فات وقت الزر!عة خن ج لیری زرعه فلم سما شيخ يجد شيئا ء فقال للجنان : ما هذا يا فلان ! ! فتلقاء بكلام مغضب قبیح؛ فقال له یا عمی یا ابا جعفر اتظن انی‌ازرع لك الزريعة ويموت آولادى جوعا؟ فخرج وهو يقول سلاا سلاما امتثالا لقوله تعالى : « واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» فلم يسمع منه الجنان ما يسوءه . قال ابو الر بيع سليمان بن یخلف‌مررت انا وخالی عبود بن منار بابی جعفر ء. فاخرج من جيبه صريرة فيها دراهم فقال : خذا هذه الصريرة فاذهيا بها الى السوق واشتريا بها خبزا نقيا لفذائكما . فقلنا : لا انا قد تفذينا واكتفينا ودعونا لهء فقال الحمد لله رب العالمين › ثم اعاد الصريرة ا لى جيبه . أبو الخطاب عبد السلام ومتهم آبو الخطاب عبد السلام بن منصور بن ابی وزجون المزاتى رحمه الله ممن انتفع بكشرة 'الاجتهاد 404 وانتفع به كثير من العباد ء احد نجيباء تلامذة ابن زنغيل والحادیى حدوده فى كثير من الفعل والقيل . وكان احد من رتب الحلقة وابتدآً الاساس ء واحكم لها الامراس وهجس الاهل رغبة فى العلم والدين . وخدم الهدی فكان مسن المهتدين .٠ ذكر ان عبد السلام كان مع التلامذة بكنومة فى آيام ابتداء ترتيب الحلقة على أبى عبد الله , فكان يتحرى مجالسة الصلاح ء. وينتهز الفرصة اينما سنحت . حتى عرفت له هذه الشنشنة ء وتناقلها عنه السنة , وكان بها الصا نال الصاطون الشيخ ابو محمد يوجين اليفرنى , فقال له : يا عبد السلام 4 يا بنى اريد ان يكون رقادك فی موضع اعرفه ليتأتى فيه ايقاظك عند خروجى الى الوضوء فكان عبد السلام يطيل القعود فى المحلس للقراءة . فاذا قام مسن الملجلس ذهب الى الموضع الذى يعتاده فيه الشيخ ء فاذا نام قليلا جاءه الشيخ فايقظه ٠ فيقول له يا عبد السلام يا بنى : انما نال الصالحون ما نالوا بتركاللذات , والنوم من اللذات . قال فلما ارتحل الشيخ ايو عبد الله باهله وتلامذاته اذية اشغ لمم الى ريغ قال لعبد السلام › يا عبد السلام كن معى ء فان من يقصده الناس بحاجاتهم کمن دخل فی الحرب لاغنۍ له عمن . ویر عاه ء ویر فده . ویداوی جراحه ء ويسد خلله , والا كان هلاكه وشكا . فاجابه الى ذلك . واتكحه ابنة ابى القاسم ء فمكث بذلك ما شاء الله . ثم سار الى عشيرته زائرا فلما وصل اليهم ء قالوا ل پهي رمه ان كنت تتر كنا فانا لا نتركك ء فكن معنا كما كان يوك بينهم ليحيى الدين 405 لتحيى ما كان احياهء من الدين والا كنت مسوولا عناء. واعلم انه لاغنى لنا عنك فاجاب رغبتهم . واعتقد المقام فيهم , فانکعوه زینب بنت ابی ال حسن ء واقام حینا ثم انحدر الى اريغ واستصحب ما يتسر من صداق بنت ابی القاسم , فقدم على الشيخ ابى عبد الله واعلمه بما كان من رغبة قومه فيه , وانه قد قضى الله بفراق ابنة الشيخ وقد جئت بما امكن من صداقها . والباقى ان شاء الله أوفيه . فاخبر ابو عبد الله ابا القاسم فقال معاذ الله ان نأخذ من عبد السلام عرضا من اعراض الدنيا وانما جمع بيننا وبينه الدين والتقوى , لا الطمع فيما نناله مته ء اشهدوا انی قد تحملت جميع ما وجب لها عليه . وتر کته له . فلم يقنعه ذلك حتى ابرآته المرأة من نفسهاء من جميع ما كان لها عليه من صداق , فلما تخلص بعضهما من بعض قال له الشيخ يا عبد السلام ما حصلت ؟ كأنه يشير عليه بالاقامة معه , فلم يمكنه ذلك ء فرجع الى آهله واقام فيهم حتى ارتحلت زناتة ا ى طرايلس , وارتحلت معه مزاتة . فكان عبد السلام معهم مدة اقامتهم . فلما انقلبوا الى افريقية قصد عبد السلام الى جبل نفوسة فاقام هنالك حينا ثم سافر الى المشرق للحج فقضى الفر يضة فلما رجع انتقل الى قسطالية فسكن قلعة بنى درجين ء فکان فيها مرفها . وكان حينئذ كثيرا ما يقول لزينب : يوشك ان غلب بنو العلم على بناتك يا زينب ء تعرض لها بالنظس الى زوجة ليهب الله له منها ولدا ذكرا وكان حينئذ كثير البنات فجرى من قدر الله ان وقعت مجاعة فى بلاد طرابلس وسنة شديدة ء تسمى سنة فرورار سنة ثلاثين واربعمائة 406 فانجلى اهل طرابلس فى الافاق ووقع رجل من ورغمة فى قلعة بنی درجين فنزل الورغمی فى جيرة دار عیيد السلام ء ومعه عياله وله ابنة » فاستحسنت زينب صورة بنت الورغمى , فخطيتها على بعلها , فتزوجها . وسکنوا معه فى دار واحدةء فطلع هو وزوجته الى افريقيةء ووصلا الى مزاتة ففى مغيبهما نزل عسكر لصنهاجة على قلعة بنى درجين فحاصرها حصارا شديدا . وذلا كسنة اربعين واربعمائة . فلما اشتد عليهم الحصار ولا صريخ لهم خرجوا عليهم خروج رجل واحد يقاتلون ٠ حتى قتلوا عن آخرهم . واستبيح ما فى القلعة » وهدمت فخرجت امرآة ابن ابی وازجون معها بناتها » وجعلت تنادی يا آل مزاتة فسمع دعوتها رجلان من العسكر فحاطاها وبناتها حتى تخلصن ولم ينكشفن ء فقدم عبد السلام فوجد احوالا لم يستقر له معها قرار . فاجمع على الارتحال الى سوف ء فتساممت به بنو ورتيز لن فسارعوا اليه با حمولات ٠ وارتحلوا به الى اجلو , فمنحوه ارضا عظيمة فعمرها . وولد له من الورغمية ولد فسماه سعيداء فلما بش به قال : ولد الشيخ يتيم , انما قال ذلك شفقة ورقة أو لعله كکوشف له بابن سيكون يتيما » ويمكن ان يكون قال ذلك لئلا يظهر عليه الاشر لانه سر به سرورا عظيما ء ومن هذا المولود تنوسلت ذرية هذا الشيخ . وکان حين قدومه اریغ وجد ابا عبد الله محمد بن بكر فی آخر ایامه › فزاره عند احتضاره فوجده فى السياق فجمل يتأسف ويظهر الجزع لفراقه . فقال له رحمه الله : يا اخى اقصر عن هذا , ولكن الدعاء الدعاء ء فصار يكررها حتى قبض رحمه الله .٠ 407 انتقال الشيخ ال اجلو بعد فتن وقحط في طرابلس محاصرة فلمة بى وتهديمها حزن الإمام وكان عبد السلام يقول بعد موت ابى عبد الله . انما مثلی کمٹل رجل یسير فی یوم شدید الحر › فبینما هو یمشی اذ وقعت له شجرة عظيمة فقصدها جاريا ليتفياً ظلهاء ويتقى بها حر الشمس ء فلما وصل اليها اقتطمت فازيلت فبقى ضاحيا . وذكر ان عبد السلام اشترى بافريقية خرافا من السوق فلما استوجبها وجاء بائعها ليقبض الثمن قال له : (ارا) ومعنى هذه الكلمة بلغة صنهاجة : هات . فغلب على ظنه انه صنهاجى ء فدفع له ثمن الخرفان ثم تصدق بها . ولم يستجز اقتناء غنم غلب على ظنه انه اشتراها من صنهاجی (7) . وذکر ابو نوح , ان اهل امسنان سآلوا عبد السلام عن رجل زنى بامرأة وأقر على نفسه بالزنا , ماالحكم الذى يجرونه عليه ؟ فقال ادخلوه المزبلة وارجموه , ففعلوا ء فلما فرغوا عنه ء وحضرت صلاة الجمعة صلى ركعتين بخطبة , ثم قال ان الكتمان يأخذ من الظهور , والظهور لا يأخذ من نفوذه فتدخل احكام الظهور حينئف فى ايام الكتمان , يعنون أهل الظهور لا ينبغى لهم ان يدخلوا تقية فى شىء من الاحكام التى تلزم أهل الظهور ففعلوا ما لا يحل فعله الا فى الكتمان , والكتمان حينئذ لا تدخل احكامه فى الظهور (1) .٠ (1) مما يذكره المؤرخون ان قبائل صنهاجة هى التى ايدت أمراء العبيديين وخلفائهم بشمال افريقيا . کال زیری وآل حماد . وکانوا لا يتورعون من مصادرة الاموال ونهبها وسلب من يرونه يستحق ذلك عن حق او باطل , ولو كان مسلما , فلذلك تورع الشيخ رحمه الله من التمامل مم الصىنهاجى . (1) صلى الشيخ ظهر يوم الجمعة ركمتى ( أى صلاة جممة ) لان الاباضية لا يوجبون صلاة الجممة الا مع الحليفة العادل الذى يقيم الاحكام الاسلامية , ويعتبرون صلاة الجمعة من حملة مظاهر الدولة المسلمة المرتبطة باحکام الاسلام . هذا رای القدامى دهم . 408 الشيخ أبو عمران المزاتى ومنهم ابو عمران موسی بن زکرياء المزاتی رحمصه الله » رأس من رووس المذهب واعلم علمائه . وشمس من شموسه الكاشفة لظلمائه ء العلم والادب حليته ء والكرم والصبر سجيته . شيمته تفوق الشيم , أدرك المشائخ وروى عنهم العلوم والآثار . وسادت تلامذته فكل منهم منر فى الدين ومنار . وله كرامات مذ . وبر كات مشهورة . ولنذكر معه هاهنا اهل غار امجاج السبمة اذ كان رأسهم على ان منهم حينئذ الشيوخ والشبان ء لكنهم لا ضمهم مضمار واحد . جری ذکرهم هنافی نسق ء وأجروا فى ميدان ء ولجميعهم فضيلة فی هذا الفن وشن من الشأن .٠ وهم ابو عمران موسی بن زکریاء هذا . وجابں بن سدرمام . وكباب بن مصلح , وابو جبير المزاتی وابو عمر و النميلى . وعبد الله بن مانوج اللمائى , وقد تقدم ذکر‌هما وآبو یحیی زكر ياء بن جر نان النفوسی رحمهم الله » وسيب نسبتهم الى غار امجاج انهم اجتمعوا به ء وصنفوا تصنيفا فى الفقه مشهورا . فى آثنى عشر جزءا ء فتول ی نسخه ابو عمران لا خصه الله من جودة الخط 4 اليه التصنيف وليس له ما عليهم فضل سوى فضل البتان والا فهو كأحدهم فى فضل البنیان شریکا فیما آودعوه شرکة عنان , ذکروا ان ابا عمران رآی فی منامه آن يده صارت مصباحا فقص رؤياه على معبر الرؤيا , الماهر فى تاويل الرؤیا . فقال له هذا رجل یحیی دين الله بيده ء فلم يبعد . 409 المشائخ السبعة و تاليفهم للديسوان يتاسف عسل ثلانة فاتته وقال ابو محمد لا اندم على شیء فاتنی من الدنیا کندمی على ثلاثة اشياء لتر كى اياها قراءة كتاب الجهالات ء وزيارة أهل الدعوة . ومجالسة ابى عمران سافر مرة زائرا لاهل الدعوة فاجتاز بقسطيلية فنتزل عند ابى جعفر احمد بن خيران , فقال له ابو جعفر هلم بنا الى زيارة الفاية زوجة الشيخ ابى القاسم , ففعلا , فلما دخلا اليها وسألا عن احوالها سألتهما عن نازلة نزلت بها وخصصت ابا عمران بالسؤال ء فقالت له ما تقول فى امرأة صحبت النساء الى الوادى فنزلت فى الماء فى ثيابها وجعلت على رأسها سترة ؟ فقال لها آيما امسر أة نزلت فى الوادى مكشوفة فانها ستقوم فى سبعة أودية من نار جهنم , قال فتفير لونها لا سمصت ذلك , فقالت له هل من رخصة ؟ فقال لھا اذا کان ما ذکرت من السترة فانه اشبه شىء واقرب الى السلامة ء ثم قلب عليها السؤال فقال لها ما تقولين انت فقالت نمم هكذا سمعته من سعيد بن. يو نس . وذکر ان ابا نوح سعيد ابن يخلف قدم ا ى وارجلان فجلس فی مسجد « تماواط » فرآی رجالا يغتسلون ويتوضأون من ساقيتها ويطلعون الى المسجد حفاة يطأون فى الطين , فانتهر هم ونهاهم عن ذلك وقال آرى ان الذى يقوله الناس حق : ان اهل وارجلان سيصيرون مخالفين للمذهب وانما حمله على هذا الكلام ما طبع عليه مسن التحرج والتنزه فيما طهر ونجىن › حتى ان ثياب صلاته غير ٹياب لباسه ویجعلها فی خرج حسيما تقدم . واجتمع بها فى مجلس هو وايو نوح سعید بن زنفيل فوقع بينهما كلام فى مسألة امة اخذت فى الصلاة مكشوفة الرأس فلما قضت بعض ركعات صلاتها . اعتقها ربها 410 ناتمت صلاتها كذلك , فقال احدهما عليها اعادة الصلاة لان حكمها أخيرا غير حكمها أولا , وقال الآخر ليس عليها اعادة لانها دخلت فی فعل عبادة على وجه جائز لها . فبینما هما فى هذا الاختلاف اذ طلع عليهم الشيخ ابو عمران موسی بن زکرياء ,. فلما رآیاه قال احدهما للآخر اسکت فقد جاء من هو اعلم منى ومنك ء ٹم سآلاهء عنها فاجاپ ہما حكم وافق احدهما , قلت هكذا حكى صاحب الكتاب مبهما ء والذى يغلب على الخاطر انه اجاب باسهل قوليهما وقياسا على غير هذا قلت والذی یظهر لى قول ٹالٹ بين قوليهما وهو انها لا تخلو ان تكون عالة بوقوع العتق عليها من سيد‌ها ام لا تعلم حتى خرجت من الصلاة , فان علمت وقد بقي عليها شىء من اركان صلاتها وتمت صلاتها مكشوفة الر آس فاو ى والاصح اعادة الصلاة . وان لم تعلم فاولى والاصح لا اعادة عليها ». فكيف ترى هذا الجواب ؟ . وعن ابی محمد ان ابا عمران قال مرارا فی مجالس كثيرة تعلم حرف واحد من العربية كتعلم ثمانية مسألة فى علم الفروع ء وتعلم مسألة واحدة كعبادة ستين سنة ء ومن حمل كتابا الى بلد لم يكن فيه ذلك الكتاب فكانما حمل آلف حمل دقيقا »ء وتصدق بها على اهل ذلك البلد . وهكذا فى فضل العلم وطلبه . وذکر ان جاب بن سدرمام اضاف اضيافا . فلما استدعاهم وكان ذلك بمحضر صاحب له يعرف بخليفة بن تزوراغت , فرغب اليه جابر فى ان يصحبهم فامتنع فالح عليه . فقال له : يعلم الله انى لا اصحبهم . فقال له جابر أما الآن فان شئت فاصحب وان شئت فامكث , فالكشفارة قد وجبت , قال الراوی وانما اوجبها لانه حتم فی شىء 411 صسلاة المراة مکشوفه الراس فضل تعلم العلم ونشره لا يحل البيت علشد قوم اظهروا المظالم . واعلنوا المناكر لا یدری ان یکون ام لاء قلت : وهذا تشدید لانه لم یذکر شيئا من الفاظ القسم . أبو اسماعيل البصير ومنهم أبو اسماعيل البصير ابراهيم بن ملال المزاتى رحمه الله شيخ عبادة وورع ء واجتهاد فى معرفة ما فرض الله وشرع كثر الملازمة لزوايا المسجد , لالتقاط الفوائد , يفدو اليها ويروح كما يفدو الطير ثم لا يروح الا بطينا باستفادة كل خر › وعنه یحکی ابو محمد ماکسن انه کان يعلمه فی درب بنی میدول من بنی راسین بتوزر . وانه اکتسب فیها خمسمائة دينار . وحفظ فيها خمسمائة کتاب , واكل فيها خمسمائة رأس ضانية سوداءءوعنه یحکی ابو محمد ماکسن انه قال وقد آب من سفر لقد استفدت فی سفری هذا ثلاث مسائل ء فذكى المسائل التى يذكرها العزابة ويرددونها كثيرا . وهى مسألة القراد المتعلق بالميت , والطريق فى المقبرة . ونخلة المقبرة . وغار المقبرة . وكذلك بكس المقبرة .٠ فالقراد ان أ يتيمم للميت ء وان لم يؤشر غسل قلت والفسل عندى على كل حال أولى . والمسائل الاخرى يعطى الحكم للمتقدم منها ايهما كان .٠ وحكى عنه انه زار اهل الدعوة فاجتاز على بلاد اريغ وعلى كدية بنى غمرة › وهم قوم ظلمة . فتاکون . آهل فساد وغارات وفى المنزل قوم صالحون فر غبوا اليه بان قوم اظهروا المظالمء واعلنوا بالمناكرء فاذا قيل لهم انقادوا الى الحق لا ينقادون . ولا يدعنون . فتجاوزهم ونزل 412 « بتمیرینت » فلم تکن‌الايام قلائل حتی نزل عليهم حماد پعمسکره فاجلاهم ودمر‌هم تدميرا . أبو محمد عبد الله بن الامير ومنهم ابو محمد عبد الله بن الامير اللمائى رحمه الله .٠ شعاره الدين والتقوىء مع صبر ورصانة تزری على رضوی ومحافظة على السر والآثار ,. والتحلى بالتواضع , والتخلى عن الاستكبار ء اذا رفع عينه الى السمام فتحت له ابوابها لاستجابة الدعاء . فكل من يعاشره يتقی عقوقه . وکل من يعرفه يعرف فى الصغرة والكبرة حقوقه. ذكر آبو الربيع ان آبا محمد عبد الله بن الامير زار ابا محمد عبد الله بن مانوج ء ومع ابن الامير لحم مطبوخ ء وذلك في يوم جمعةء واین مانوج حینئف صائم فتناول واکل منه ء وذكر ابراهيم بن يوسف ان ذلك بعد الظهر , لا علم ابن مانوج انه انما قصده به على جهة الود خشي ان يسخطه ويعقه ان امنتع من اکله , فار رضاه على تتميم صوم هو فضيلة من الفضائل , واعتقد ان رضى الشيخ لاحسق بالف ابض ٠ وحکی ابراهیم بن ابراهيم ان ابا محمد کان يعظ لاية ويحذرهم ولقد قال لهم یوما فيما آورده عليهم (يا لاية) احذروا ان بذ‌نوبکم ٹم قال من فم آبی صالح ا لى اذنى الويل لى ان ظلمته » سمعته يقول : السخطة تعم والرحمة تخص ء يهلك الصالح بذنب الطالح , قال الله عن وجل ( ثم صرفكم عنهم لیبتليکم ) وقال ( انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ء ولقد عفا الله عنهم ) .٠ وقال : ابو الر بيع جئت لزيارة عبد الله بن الامير فلم اجده فى منزله , فأعلمت انه فى الاندر فقصدته ء 413 يفطر من صوم النافلة ارضاء لاخيه فى اله فاته بعم علف دابسة الضف من حملة اکرامه فوجدته فى جبة صوف وقد وضع كساءهء وهویضم اطراف الاندر . فلما رآنی تنحی الی کسائه فلبسه فلاقانى ء فصافحته ثم اقبل يعتذر كأنه أساء فى وضع الكساءء وقلت له وهل فى ذلك من بأس ؟ آليس هو العمل فى الحلال ؟ فقال نعم ولكن اين من يحسن العمل فى الحلال ؟ انما يحسن ذلك ابو صالح . فقلت وکیف کان عمله . قال کان فی ايام الحصاد يحمل الزرع الى الأندرعلىناقة له ء فانا کان وقت صلاة الضحى اناخ ناقته وحط عنها حملهاء ثم عقلهاء وحل ازاره واخذ فى الصلاة ء حتى يصلى ما كان يصلى ذلك ء ثم يرجع لناقته . فهكذا العمل فى الحلال انما هو ما لم يضر بعمل الآخرة .٠ قال ابو الر بیع وجه الي سلیمان بن موسی شیئاء وام نی ان اشترى به طرفا من الكل ٠ والطافا فاتی بھا الى عبد الله ابن الامير ليأكلها , ففعلت من ذلك ما امكنتى ثم توجهت اليه » فمررت فی طریقی على كلا خصیب و كنت على حمار لى » فجمعت من ذلك ل حماری ما قدرت انه يكفيه ء فلما وصلت اليه قال لاولاده : اعلغوا حمار سليمان ء فقلت له يا شيخ انه ليس بحمار يعتاد العلف , وقد جمعت له فی طر‌یقی ما يکفیه . فقال : هکذا جرت قصتی مع عبد الله بن ماتوج جئته ذات مرة وانا على دابة وقد جمعت لها كلأ كثرا , فقال : اعلفوا دابة عبد الله ء فقلت له ما هو حمار علف , فقال لا بل يعلف ولا بد من ذلك ء فان علف دابة الضيف يا عبد الله أهم من اطعام الضيف ٠ وكان عبد الله بن الامير من امة سوداء وكان ذلك غالبا على لونه » فذ‌کر عنه انه صحب فی بعض تقلباته شیخا 414 يعرف بعزون . فلما كان فى بعض الطريق اراد عزون تكليف ابا محمد احد الكلفات الكبار المستثقلة ء فلم يساعدهء فقال عزون معرضا لسواده لو كان العيد من ديباج لکانت اطرافه من تلیس » فقال ابو محمد یا عزون انفترق بعد هذا الطريق ولابد ؟ قال نعم قال تعال فار کب على عاتقی .٠ بو زكرياء یعیی بن ویجمن ومنهم آبو زكرياء يحیی بن ویجمن الهواری رحمه الله .٠ (1) الورع الزكى , الفطن الذكى الين النقى امقر بفهمه كل شاف قمى , الكاشف بذ کائه کل غامض خفى ء المذلل بسياسته كل عاص قسى المعترف بفضله البدوى والحضرى , ان نطق جلا المبهم فى صورة جي وان صمت قله معتیں لی ڏل یم .:قوله عليه السلا ملكت فيك فتصان يا عل : حبك . ؤيفيضىك ؟ ققال صدق عليه السلام ‏ اما محيه * المغفرط ففرقة الشيعة الذين قالوا فيه مثل قول النصارى فى عيسى عليه السلام : انه نبىء » وانه حى لا يموت ء مانه فی جبال رضوی وانه الاه . وانه امام مطاع . ومن عصاه فهو کافر , وانه أمام يجوز له تبديل الكتاب والسنة ونسخهما وانه اولی من !بی بكر وعمر › وانه وصی ء وان الامة ارتدت اذ لم يولوه . واما بفيضه المقشرط فاصناف الصغرية الذين اتفقوا على ان كل معصية شرك ء وقال قوم كل كبيرة شرك فجعلوه مشرکا لانه حكم الضالين وقتل المسلمين , فافهم ذلك .٠ eS ‏اثبته صاحب السير باسم يحيى بن وجمين‎ )1( 415 اللاس فى شان على بن افراط وۋتفربط الشيح يابی علپه ان يبذكر الحديت يدون سدم يحاسب الله الميد عل مبلغ عقله وقال ابو محمد كنا فى اجلو فجلسنا يوما للمذاكرة ء وکان رجل عزابی يقرا آثار الربيع عن ضمام عن چاپر رواية عبد الله بن صفرة . قلت وکنت افسر بلسان البربرية ما يقرآه القارىء . فكنت كلما قرأ سند أش من اثاره تجاوزت السند فلم اتكلم عليه وتركته الى ان يصل الحديث , او الاش فاتكلم عليه فسمعنا ابو زكرياء وكان فى ناحية ‏ قال : مالك لا تذكر ايمتك ؟ فعدت اذكر كلما قر فاقول : روى ابو صفرة عن الربيع عن ضمام عن چاپن ٠ وقال ابو محمد كنت اذا سألت ماكسن عن مسألة عويصة توقف فيها , وقال : دعها الآن حتی نسأل عنها صاحب الغوامض ابا زكرياء یحی . وقال ايو محمد اجتمع الشيوخ ذات مرة فی مسجد الشيخ يكنول بن الطويل فى تمولست , وكان الاختلاف بين جماعة «تين وال» وأرادوا ان يصلحوا ذات بينهم و کانوا يقر آون کتابا فمروا فى الكتابء على خبر وهو : « ان رڃلا کان قی زمن موسى عليه السلام و كان للرجل حمار ,. فقال يا رب لو كان لك حمار لعلفته مع حمارى ء وربطته مع حماریء فهم به موسى عليه السلام فاوحى الله اليه : يا موسى ذلك مبلغ عقل عبدی فتر که موسى عليه السلامء» واجتممعت بائثر ذلك جماعة «تين وال» فجعمل الشيوخ يعاتبون رجلا يلى الام . يقال له أيوب بن حمو ء فقال لهم ابو زكرياء : اتر كوا عنكم البله الذين تمتليء بهم الجنة يعنى ‏ الآثر المروى - ألا ترون قصة صاحب الحمار ؟ دعونا من هوّلاء . وهلموا لمن يثقب الخرزة بکيسه . مثل ياتياسن ين حمو فجاءوه ولحوه . حتی تابوا واصطلحوا . 416 وذکروا ان آبا زکریاء یحیی بن ویجمن رآى ليلة القدر فى مصلى المسجد . عند موضع المحراب الذى يلى الحائط القبلى من مسجد أجلو , فبنوا محرابا ملصقا الى جدار قبلة المصلى , فى دار يحيى بن ويجمن وهو اليوم هنالك معروف مما يلي الجانب الغر بى » وهو من المواضع المزورة المعروفة بالبر که . وذكر وا ان رجلا ممن ينسب الى الديانة کان لابنه عليه دين . فماطله فدعاه الى المشائخ باجلو وفيهم يحیی بن ويجمن وغيره من جماعة عزابة اجلو . فجيروا الاب على الدفع وحبسوه وجعلوه فى الخطة ء واعلموه انه لا يبرح حتى يقضی دين ابنه او يسرح الابن سبيله ء فسمع بذلك ماکسن › وقدم من تين الى مشائخ اجلو . فقال لهم علام يحبس الاب فی مال ابنه ؟ فقال له ابو زكرياء یحیی بن ويجمن قد حكم بها آبو عبد الله بن بكر بوغلانة . وحكم بها هنا فى اجلو ونحن نحكم بها فلا يخرج من تلك الخطة حتی يوٌّدی ما عليه . أبو عبد الله محمد بن سليمان ومنهم ابو عيد الله محمد بن سليمان النفوسى رحمه الله » جال فى حلبة المتقين وجمع الله له بين‌الدنيا والدين فكان مرضى الحال موسعا عليه فی الال , فکان ینفق مما آتاه الله من سعة عطائه . حتی انسی کل ذی سخا بسخائه فانه يهب من کلتي الذخبر‌تين لا تفيب هباتهء ومهما بدرت آملا فی بدره فطيب یخرج نباته . یفید العلم ویکسو ويمون ء فنيله مأمولء وحرمانه مآمون ء. يحنو على التلامذة حنو أبيهم . ويقويهم دون قرابة ويجتبيهم . 417 الشيخ يسس الاب لیؤدی ديه عل ابنه ايخ بعلم طلبته وينفق علهمم رابسه فى السزواج واقتناء الحيوان ذكروا ان ابا عبد الله بن سليمان كانت عليه حلقة عظيمة ء يعلمهم › ويطعمهم ويكسيهم من ماله . و کان اذا اقبل الشتاء اشترى لهم اكسية جديدة فيها دفء فاذا اقبل الصيف اشترى لهم اكسية خفيفة برسم الصيف ء٠ ويدخر الاخرى للشتاء , وريما باعها بالثمن الذى اشتراها به ويخرج لهم كل يوم ما يقيم طعامهم وادامهم . وقال ابو عمرو قال لی ابراهیم بن یرموز ‏ وکان. شيغا صالحا ‏ : دعانی ابو عبد الله يوما فوجدته يلوت عمامته ويصلح نفسه ,. فقلت له : ما هذا يا شيخ ؟ فقال عزمت على الوصول الى « شروس » فان بى فيها شجرة زيتونة مشرفة على السوق ء٠ تضيع غلتها فلا انتفع متها بشىء ء فاردت بیعها . فقلت بكم ترید بیعها ؟ فقال : اذا وجدت عشرة دنانر فانا ابيعها , قال ابراهیم فساعدته فاقېلتا ماشیین حتی وصلنتا « شروس » فسیمت منه تشجر ته بار بعین دينارا ثم صر الُمن فى عمامته صرارا متفرقة ۰ فلما وصلنا الى موضعه يفرق الدنانر على العزابة لكل واحد منهم دينارا او اقل , او اکشر ودفع لی ستة دنانیں ء ففرقها حتی لم يبق لنفسه غير عشرة دنانږ . فقلت له : ما هذا ؟ قال كنت نويت البيع بعشرة دنانر . فكل ما زاد فهو لله لا آری له فيه شيئا , قال ابو عمر : سألت عن ذلك ابا العباس فقال . ان من العلماء من يقول الفقراء احق بتلك الزيادة » والذى فعله حسن جميل . وكان ابو عبد الله يقول ثلاثة لا اراها الا فی بیت عدو الفرس فى رأسه مطحنة ء وفى تحته مزبلة ء والكلب ينبح فيسمع نباحه » فيروع ولو مسلما واحدا وساق هنا خبرا قال : سرنا ذات مرة مع الشیخ ابی سلیمان ايوب فی بعض 418 الطريق حتى نبحنا كلب من احدى الدور , فذعر الشيخ . وقال ان دخلكم الروع مل ما دخلنى فان صاحب الكلب لا يدخل الحنة , والثالثة المرآة تفشى الاسرار وتهتك الاستار ٠ وروی انه لم يملك قط حيوانا ذا روح ولا تزوج قط ء فلما علت سنه قال لاصحابه ان آهلی وآبائی قد عرف من عادتهم انهم اڏا اعترضتهم حبسة باللسان ء توذنهم بفراق الدنيا . فاذا رايتم ذلك اصاینی فزوجونى امرآة تقوم بی فی مرضی ء فلما رآوا ذلك نزل به اتکحوه امرآة قامت عليه فى مرضه حتى توفى رحمه الله . قلت وفى هذه الحكاية مواضع تحتاج الى النظر منها : ما قال فى اقتناء الكلب ولعله علم انه كلب غير مباح الاقتناء » وكونه لم يتزوج قط فقد حكى ذلك عن غبره من الوّمنينء والتزوج افضل الا ان علم من نفسه انه غير قائم بحقوق الزوجة ء وکونه لا يقتنى حيوانا ‏ وقد قال عليه السلام ما من نبىء لا ورعى الغنم ‏ لا يلزم منه ان نقول مز يكتسب الحيوان مذموم . بل ريما اراد راحة خاطره وتفرغ باله الى ما هو او کد واولی , وقوله : اذا رأيتم ذلك فزوجونی . نظرا لأمرين ء احدهما : ان المريض يصير الى حالة يحتاج فيها الى من يطلع على عورتهء ويقلبه فی مضجعهء والثانى نظرا ا ى قوله عليه السلام:من مات عاز با مات شيطانا . فاخذ بالظاهر واراد ان لا يموت عازبا . وهذا اذا صح هذا الحديث . وکونه تزوج فی مرضه الذی مات فيه هو جائن عند تا خلافا من منعه اللهم الا اذا علم ان‌المر يض انما قصدالتزوج ليمنع ما لورثته من المراث ». فهاهنا وافقناهم على متع 419 حكم التزوج فى مسرض الوت التزوج واما ان قصد به شيئا مما يقصد بالتزوج غير الشيخ أبو مكدول الزنزفى ومتنهم أبو مكدول مطكو داسن الزنزفى المرشدين الى سبيل الفلاح ويحكى عنه الحكم والامثال ء والاصابة فى الاقوال والافعال ,. ان اكش ما يروى عنه انما هو باللسان البر بری ء صادر عن صدر رحب , وقلب جریء ء. وهو من کل غش بريء ذکر یحیی بن جعفر ان اپا وآله وسلم . الى ابی مكدول اطال الله بقاءه وادام عليه تعماوه . اما بعد فانى سمعت ان جماعة من النكار طلعوا قبلكم ء فایاکم . ثم ایاکم . ان یردوا ارضكم ولو للضيافة . فان القوم اخدع الامة » وانت ممن لا يحتاج الى ان يوصى ء والسلام؛ي فوقف عند ما حد له ,. وكان أهلا لصد ما يخشاه منه من هذا الداء (1) وذکروا ان ابا محمد ماکسن ويخلف التميجارى اضافهما آبو مكدول فقدم لهما طعاما حفيلا ضيافة كاملة . و على كمالها فانها دون قدرهما ,. وقال حين قدمها لهم : کلوا فقد مات من یسلم فی نفسه ويسلم معه غيره . فشکرا صنیعه ء وشکر هما حین رآهما شکرا ولم يذما . وحمد هو الله على اقتران الشكرين ,. وخطر بباله (1) فى نسخة من هذا الدعاء 420 اللضيف بحمد الله وشكره وقمعت على ابليس» لعنة الله عليه وان لام احدهما وضجر وقعت عليه .ء وقد وتقفت لابى مكدول على كلام كشي بالبرية لم احصل منه فائدة فاعلقها . ابو موسی یزید المزاتی ومنهم ابو موسی يزيد المزاتی وابنه ضمام رحمهما الله ممن تمسك بالورع بحبل وثيق . وسلك فى الصلاح أنهج واتقن مسائل الحلال والحرام , واشهر نفسه بعلامة المجتهدين من الخدام , وذللها وراضها حتى انقادت لموافقة أهل الاسلام ء وبث المعروف فى الاجانب وأولى الارحام ء وكان من افاضل تلامذة ابی خزر › واخذ عنه الآثار والسير . ذكر الشيخ ابو توح صالح بن ابراهيم ان بلاد افر يقية أصابتها سنةء فاشتدت احوال أهلها : وعدموا القوتء حتى ضمت أهل البوادی وغيرهم الى بلاد الجرید - مزاتة الى قابس ليمتاروا منها التمر بالدين والقرض فأتوا ضمام بن ابی موسى يدلون عليه بالقرابة والاخوة . وهو حينئذ عند أهل قابس معروف , وبالخر والصلاح موصوف فسآلوه ان يستقرض لهم ء ويستدين ء ويتحمل عنهم ء واعلموه بما هم فيه من شدة الحال . وان جاهه كفيل باستنقاذهم من الجوع , فشاور والده فى ذلك واعلمه ہما جا به قومه ,. وبما طلبوهء فقال له هل يعرفهم احد ؟ قال : لاء قال : وانت . هل يعرفك أهل قابس ويأمنونك ؟ قال نعم › ولا یعرفون غبری فقال له ابوه دخولك فى شىء يستنقذهم من الجوع اذا فرض من الفروض اللازمة ء 421 مساعدة الخ لقسائل مزاتة وانقاذهم يسال المرء. عن جاهه كما يسال عن ماله مصاب الشيخ ى لسانىه وسبب ذلك فما قيل اذ كانوا ينتفعون بجاهك اكشر مما ينتفعون باموالهم ء فقضى مار بهم اجمعين . وقال ابو نوح صدق آبو موسی ء وقد قيل : يسال المرء عن فضل جاهه كما يسآل عن فضل ماله ء وقد قيل من تبرم بجاهه فقد تعرض لزواله . قال فهو كقوله عليه السلام : «ان لله وجوها من خلقه يستخصهم بنعمته ما بذلوها خلقه , فاذا بخلوا بها بدلها الى غيرهم» فتحمل عنهم ضمام وانجز مآربهم فلما ايسروا قضوا ما عليهم الا اقلهم فقضاه عنهم ضمام وقد نسب اليه كلام فى ذم الحمالة ومنهم آيو يعقوب بن سهلون رحمه الله العظيم القدر , الكثير الغزير الحفظ فى فنونه ء المتحصن من كل روع بورعه ودينه , لا تهوله الاهوال ء ولا یفتر بما یری من حسن ال حال ٠ ذكر يعقوب بن آبى القاسم انه وصل ذات مرة الى وارجلان . قال : فرجعت ووجدت آبا عبد الله محمد بن بک » ومنين بن عبد الله عنده ء فقال لى أبو عبد الله : هل رآيت آبا يعقوب يوسف بن سهلون ؟ قال : فقلت لا فقال انظر يا مزين ! أولا تعجب لهذا الذى سافر الى وارجلان ولم يزر آبا يعقوب › فعظم على ذلك › ورجعت الى آبى عبد الله فاخبرته بحال أبى يعقوب ء وذلك بعد ما اصيب فى لسانه ومتع الكلام ء وسبب ذلك ان مسألة شنيعة نزلت فی و:ارجلان فاجتمع لها کل من بها من وجوه العزابة » ومن ينسب الى العلم والر‌آی . وکان دآبهم فی ذلك الزمان اذا نزلت مسألة ان يجتمعوا من شأنهم 422 الاجتماع للتشاور فى التوازل , فاجتمعوا بالموضع المعروف بمنبن وارجلان , فوضعوا المسألة , وذلك : ان امراة ادعی تزویجها رجلان واتى كل واحد منهما ببينة على صحة التزوج . فتراد الشيوخ المسألة حتى انتهت الى أبى يعقوب ء فقال حرمت على الاول والاخير . ورجال الدنيا . والآخرة الا ان تتوب فتحل لرجال الآخرة ,. فقال رجل من بنى ياجرين . هاج الفحل فتفرقت الفصلان ء فاصابته عين . فاحتبس لسانه حتى لا يستطيع كلاما . وكان آبو يعقوب كثي السياسة كثر الرفق وله اين یسمی آیوب وکان اذا اراد ان یأمره بشیء اشار اشارة او ساقه فى حكاية لئلا يفلق عليه الامر فيخالفه فيعق ء وکان اذا اشاره بشیء امتئله . واتی به على حسب مہا يرضيه ويجىء على وفقه ء حتى ضرب بهما امل فى بر الابن للاب والاب للابن , فقالوا : «الاب كابى يعقوب والابن کایوب» . وحكى الشيخ فلفول خلافا وقع بين ابى عبد الله بن بكر ء وبين الشيخ أبى يعقوب بن سهلون فى مسئلة وهو : الرجل يقول فيمن يتولاه : هو مسلم عندی ء أو مسلم عند الله وعندى . فقال أبو عبد الله لا يجوز الا ان يقول مسلم عندی ,. وقال آيو يعقوب کلاهما جائز سواء ء لا فرق بينهما › لانك اذا قلت عند الله فانك تعنى يعلم الله انه عندى مستحق لهذه المنزلة ٠ قلت اماما قاله أبو يعقوب فى المرأة التى ادعاها بعلان‌انها لا تحل للاول ولا للاخر فتصح على اصل تحر‌يم الزانية : وحرم ذلك على المومنين , وهذه المرأة قد تعمدت 423 كيف اعان الشيخ شه عل سره افم ي الزنا بادخالها بعلا فى عصمة آخر ء. وهذا اذا كانا مقرين الى يدعيها ر انها زوجته عقود اللكاح والطلاق تدفع الشك بالدخول وهى أيضا مقرة فان لم یکن اقرار بالدخولء ولم تقم به شبهة فلا تخلو البینتان ان تثبتا على تاريخ أحد النكاحين ام لاء فان تثبتا فهى للاول وان لم تثبتا او احدهما فسخ النكاح . ويتزوجها من شاءت منهما او من غرهما. ولاجل هذه الشنائع وامثالها تجدنى اتلهف واتاسف على شىء لو امكننى فعله والاشارة به هو . والله امسر سهل رافع للالتباس كاشف لهذا البأس وهو والله مما ينبفى ان يسعى فيه اهل الخير , وذلك : ان يؤّذن فى كل جهة من الجهات على ايدى القضاة او عن رأى الجماعات بان لا يشهد فى النكاح خاصة أو فى النتكاح والطلاق الارجال معلومون لا يعدوهم هذا الشأن .٠ يختارون اهل علم ودين . وسنن ويستلزمون كتب التاريخ ولو لم يكتبوا غبره ء فكيف والكتاب فى جميع فصول النتكاح والطلاق احوط , فانه اذا كان على هذا الوجه كان قطعا لاشتراك ما لا يشترك ورفعا للالتباس , والاختلاط فى الانساب والشك فى التوراث والعدد . وفى الخير : أن اولى ما احتيط عليه الفروج . واما ما اختلف فيه الشيخان فمسأآلة تضرب فى علم النتحو بنصيب . وآری آبا يعقوب فيها هو المصيب . 424 الطبمة العاشرة : 450 ه 500 منهم أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتى رحمه الله الاصولى الفقيه , الزكى النبيه . أفنى فى الدراسة أيام الشباب . وفى حفظ كتب الفقه كتابا بعد كتاب › حتى برز وبعدت عنه محائبه . وظهرت بين النجياء نجائبه. ولا بانت فضيلته سبقت بين السوابق , وحمدت منه الخلائق تصدر للتدريس ء وافادة كل جليس , فاحيى الله به طرق الصلاح , وفتح له أبواب الخيرات اى افتتاح ء وخرج من تلامذته کل وقید عنه كل جواب مصيبء وتصنیف عغحت ۰ ذكر ابو عمار ان جماعة عزابة اجتازوا على قرية من قرى نفزاوة فاذا هم مقدمها رجل یسمی « ابا على » . فقالوا له : « اخذر عقوق الوهبية » . فقال لهم ارغبوا اليهم وقولوا لهم يدعوا علي فوصلوا جربة يوم جمعة ء فوجدوا الشيوخ قد اقبلوا اليها بجماعة التلامذة ء وفيهم بلغ آهل الدعوة من ضرر المذكور ء. وقوله لهم , فقال ابو الربيع : رب كلمة سليت د نعمة , اللسان يلعب بالبلاء ء فاجتمعوا و بدا أ بو الر بيع بالدعاء فاداروا الدعاء , وختم 425 يستهزنى بدعوة الصالحين فيصاب بها الحكسم الشرعى فى الوصية للوارث يصيح من شدة الوجع › ويقول : « قتلنى الاعور ء يعنى ابا الر بيع » حتى مات ولم تماطله دعوة ابى الر بيع ٠ وروی عن ابی عبد الله محمد بن بكر رضى الله عنه ء انه لما حضرته الوفاة قال لمن حضره : « اشهدوا ان الجنان الذى على العيون لابنى يوسف » , فلما سمعت امرآته ذلك حسبت ان به غفلة او ذهاب عقل , فقالت له :ما هنذا یا شيخ ؟ تنبهه فكرر الاشهاد على نفسه ہما قال آولا ولم يرجع عنه , فقال لامرأته أنى اعتقدت له اكش من ذلك ء وعلمى ورأيى لا أرجع فيه الى علمك ورآيك . و کان ابنه احمد اذ ذاك عند ابى الربيع سليمان بن يخلف فبلغفه وفاة آبيه وقد بقيت بيده بقية من نفقته فكف عن الاكل متها ء ورآى ان ذلك قد صار ميراثا . فقال له ابو الر بيع : امسك ما بيدك ولا حرج عليك ولا تلزمه العدالة بينكما . قلت اما فعل ابى عبد الله فلا ينفد لوجوه : منها انه عطية فى المرض الذى توفي فيه فلا يجوز الا باجازة الورئة الثانى انه لم يذكر التسليم والحوز وذلك شرط عند جميع اهل العلم الا الشاذ ء والثالث انه لم يعدل فيما دل عليه اللفظ والعدل بين البنين واجب على الاب فى قول جماعة من اهل العلم . والیه مال کٹر اصحابنا فیما علمت والشيخ ابو الربيع رجح قول من قال لا تجب العدالة على الاب › واقول والله اعلم : ان ذلك انما جاز لاجازتهم له ایاه ابرارا بالتتيخ رحمه الله . وعن غير واحد من تلامذ‌ته قال لا کان عام احد وسبعين وار رجعنا من عنده فشیعنا الى المصلى الذى فوق 426 عيون تونين , فوقفنا لموادعته . فقال احدنا : اوصنا يا وصية الشيخ أبى شيخ › قال : قد عزمت على ذلك ولو لم تقله بى , ثم قال : « امضوا بالسلام . فاذا وصلتم ان شاء الله منازلكم فاياكم والدنيا ان تستقبلوها بوجوهكم . فان من استقبلها اغرقته ومن استد برها فلا بد ان تأخذ منه . وعليكم بالألفة والنصيحة . والتزاور . وحفظ مجالس الذكر ء واياكم وآمور الناس والتقصير فيمن يرد عليكم من آهل دعوتكم والسلام». وکنا قد اردنا اذ نحن بتمولست الطلوع الى جبل «دمس» برسم دراسة الكتب ء فلم يوافق ذلك ابا الربيع ولا ابا زکریاء یحیی بن ابی بکر فشیعنا ابو زکریاء یحیی ء فقال : اعلموا انكم ان رجعتم الى اهليكم على هذه الحال فانتم كمن ترك الاسلام عمداء وهذا منه تحرٴيض وتر غيب فى طلب العلم . وذکر ان تلميذين من تلامذة ابى الر بيع قال احدهما للآخر : « زوجتك اختى » › وقال الآخر : « قبلت » فلما لفظ بالقبول داخله ما وسوس عقله وشغل خاطره ء وجعل يسآل الطلبة واحدا بعد واحد هل عليه من هذا شىء ؟ وغلب على خاطره ان النكاح قد انعقذ ء فجمل يسآل العزابة الحل عازما على الانفصال › فقال أبو الر بيع ما رآی ما رآی من حاله : ما نال فلانا ؟ فاخبروه خبره ء فقال لهم : قولوا له فليقم وليشتغل بالقراءة . فانه لم ينعقد عليه نكاح , ولا عليه شىء ولو اجازته . قلت وهذه المسألة لها وجوه تقيد بها وليست بمطلقة وذلك ان اخا المرأة لا يخلو ان يکون وکیلا مع کونه ولیا أو لا يكون و کیلا . فان کان و کیلا فالتکاح قد انعقد بلا خلاف ,. وان 427 الربيع لتلامد ته نكاح الفضولل وحكمه هل العلم بالفرض واجحب کالممل به ؟ کان آنکح فضولا بغیر تو کیل ثم اجازته بقرب العقد فالاو لی جوازه . وقيل يكون موقوفا على قبولها وامتناعها , ولمل ابا الر بيع رحمه الله عرف فى هذه القضية بعينهنا ما اوجب امتناعها كترك وقع متقدما مع خاطب أو عقد تقدم مع ولي تقدم مع خاطب آخر . والله اعلم . وذکر آبو عمرو عثمان بن خليفة ان ابا يعقوب محمد بن یدیر سئل عن مسئلة فى مجسله , فاخطاً فى الجواب › وذلك انه قال : علينا العمل بالفرائض وليس علينا العلم بها . وكان يزيد بن يخلف الزواغى وابو الربيع سليمان بن يخلف فى المجلس حينئّذف , فلما سمع يزيد ذلك قال يا سليمان ما الذى اخذت عن ابى عبد الله بن بكر فى هذه المسئلة قال : اذا لزم فعل شىء لزم العلم به , وان له فى فعله الثواب , وانه فرض وعدل . وکان قد ياتا فى حلقته فلم يقل لهما رجمت عن قولى › ولا قالا له : ارجع عنه ولا ادناهما من المجلس ء وجوابه فى هذه المسئلة جوااب النكار وهو خطاً وجوابهما جواب أصحاينا وهو الصواب ان شاء الله » وهو قول جمهور الامة لانه كيف يمتثل الامر من جهله ؟ و كان هذا حال الشيخ أبى الر بيع لا يعجل بتخطئة احد ولا سمعه جفاء . وتوفى رحمه الله عام أحد وسيعين واربعمائةء فبلغ خي وفاته المشائخ ببلاد آریغ امثال ماکسن ومزین ء ویوسف بن ابى عبد الله بن بكر ء وغيرهم فجل عندهم الخطلب وسامر هم الرثاء والندب ء واجتمع اليهم اعيان تلك النتواحى يعزو نهمء وهيهاتء فقد لازموا العويل والاكتئاب الطويل ء حتى قال لهم ابو يعقوب كفوا عافاكم الله فان هذا لا يفنى عنكم شيئا . وعليكم بالتمسك ہما اخذ‌تموه 428 عنه » وعن غيره من الاشياخ , وکونوا لها کابراهيم بن أبى ابراهيم للامانة ء. وذلك ان رجلا أودع الشيخ اپراهيم ديتارا . وقال له : ادفعه الى فلان , واحذران يسقط , فقال له : « تسقط هاتان ولا يسقط يا عماه » ء واشار الى عينيه. ومنهم الشيخان أبو محمد ماكسن ين الخير وابو عبد الله مزين بن عبد الله الوسيانيان رحمهما الله كانا ممن تنسب اليهما انواع من الفضائل , وترفع اليهما عند وقوعها المسائل وترجى بدعائهما عند الله الوسائل » ويستشفى بر آيهما متى نزلت الخطوب النوازل ء وتتيممهم للبركة القنابل (1) والقبائل » وممن يفصل الحطة لا أعيت كل فاصل . فليس منها الا عائل . قال ابو عبد الله : كان مزين يقول : « الرآي اشارة واما الموارئة )2( فقتال , لا تدخلن بين العصا ولمائها » ء آبو محمد قال : دخل على ينجاسن بن حمو ذات يوم كانه ذاهل فاستلقى مضطجعا , فقلت له مالك ؟ وسن تباعة آین آقبلت ؟ قال : « من عند مزین جئته استفتیه فی تباعة تعلقت بذمتى فى قرية من قری وارجلان وسألته كيف الخلاص منها قال لى : اتمعرف الموضع ؟ قلت : نعم ء قال : أتمرف صاحب التباعة ؟ قلت لاء قال تجد من يشهد لك بان تلك التباعة لغلان بن فلان ؟ قال : لاء قال : فتصدق بها اذا فى موضمك ء وأقم ولا تتكلف حركة » . فحاربها والله اعلم ‏ انما بسبب کونه لا یدری من يصرف اليه (1) جمع قنبلة يفتح القاف : جمع من الناس (2) كذا فى النسخ ولعل الصواب الؤاربة 429 تلك الصدقة . فيكون لها أهلا , ولانه ذكر عنه انه قال حینئذ : خائن حازم » خير من آمين مضيع ء فداخله من ذلك شفل شاغل . وذکروا ان « ابا ويدران » الفطناسی استخلف على وصيته مزين فعمد الى خيار ماله وما تكش فيه رغبة اللشترى فباعه وجعل ينفذ منه الوصية ء فشكته زوجة ابی « ویدران » وبناته الى الشيخ ابی عبد الله » وقلن له : انه قد باع افضل الال ء ان فى التركة اطرافا لو باعها لم يصبنا لفقدها جزع . فقال له مالك ولهؤلاء ؟ قال : اعلم انى لم اشتفل بمصلحة هؤّلاء لكن بفكاك رقبتى ورقبة أخى فى الله . وذکر ابو الر بیع ان ابا محمد ماکسن کان من اعاجیب الزمان . وذلك انه اصيب فى بصره وهو ابن سبعة آعوام وقيل سبعة ايام فجاءت امه الى ام يوسف زوج المعز بن باديس فاعلمتها بما اصاب ابنها . فقالت لها رديه فى اكتب . فانه يستفید لا رأته من حدة فکره . وحضور ذهنه وذكائه . ففعلت ,. فحفظ القرآن تلقينا فى أسرع وقت ثم قصد جربة وحضر حلقة بی محمد واسلان ابن ابی صالح . فکان انجب تلمیذ حضرها . و کان کل من ا اة و رآه يستغرب ذكاءه وبراعته . وكثرة حفظه , الا انه کان شيخه به مع ذلك سريع الفضب حاد الكلام . فكان الطلبة يقولون لابى محمد : اطرد عتا هذا السريع الفضب ء الماد الكلام ء فيقول لهم : والله لا اسمع قولكم فيه ولا اقبله ولا اخرج عليه » لا تفرس فيه من الخير والبير › واحياء الدين والس ويقول لهم الم تعلموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ء قيل له : لم تكون الخفة فى المؤّمن ؟ فقال لغزارة فى قلبه ء 430 وقيل لابن عباس رضى الله عنه انك لخر لو لا خصلة فيكء قال وما هى ؟ قال الخفة . فقال ابن عباس : « عبتنی بخص الخصال » . وكان ماكسن اذا ذكر هذا القول يقول رحمه الله : ان !با محمد لو سمع في قولهم وطردنی لرفعت رأسی وکنت فی غير هذا المذهب , فأضل واهلك , فلم يكن الا مسدة يسيرة حتى تفقه وعظمت منزلته .٠ فاعجب بيتيم عديم مكفوف البصر ينتهى الى هذه الفاية فى اسرع وقت ! ولا جرم ان الشيخ أبا الربيع سليمان ابن يخلف کان مفتاح باب الخر عليه . لانه کان محاضره , فكان يتشطه ویدر به ويحرضه , ويقراً عليه الكتاب فاذا قرآ بابا رددا معا مسائله ء هکذا کانت عادتهما . وکان کل واحد متهما بارا بالخ ء حفیا به کان آبو الربیع کما ذکر نا لا ڀال جهدا فيما ينتفع به صاحبه , فلا يعرف له طريق مصلحة الا تحراه . و كان ماكسن على نحو ذلك فيما له عليه قدرة ء حتی ان ماکسن ید باخؤولة مع کو نه دونه فى السن ء وهذه الدعوة لان ام ماكسن مزاتية من قوم ابى الر بيع ٠ ولقد تنازعا يوما فى مسئلة حتی تفاضبا و کان ماکسن يصلی بثوب ابی الر بيع فحضر وقت ‌الصلاة ولم یں ماكسن انه تصح له صلاة بثوب ابى الر‌بيع » وحسب انه يجد منه فی نفسه شیئا ء واراد نزع ثوبه . فقال له صل عافاك الله فانه لم يحدث عندی شىء . وذكر ان أول مسكن الشيخ ماكسن بوارجلان وذلك بعد انفصاله عن‌القيروان ومجيئه من جر بةءفاقام بوارجلان حتى سافر منها الى الحج ء وقضى الفريضة وتنفل , وتزوج 431 اسو الصزيز يسدعو الشيخ ماكسن الى الاهتمام باولاده ثلاث مسائل والحکسم الشرعى فيها بوارجلان وقطن به . وجاءه رجل من آهل اجلو يقال له ابو العزيز داود فقال له :أقم هنا يأكل أولادك تحف آهل الدعوة , فاذا متت اقتسموا ريح الصبا فسمعت كلاما اذن واعية ووقع فی نفس ماکسن الانتقال الى اريغ , فلقى الشيخح عيسى بن ابی الحجاج فقال له : اجملنى يا اخى فى حل قانی عازم على الارتحال ٠ فقال : بل اسأل الحسل فی قولك لى اجعلنى فى حل › فقد ادخلت على روعة , فقال له : اعلم انه لا يصح لك انتقال عن وارجلان حتى اموت وتفسلنى وتكفننى ثم انتقل بعد ذلك أو اقم واما ‏ وانا حى فلا اذن لك فى المسير:ء فوافقه واقام حتى قضی الله يموت الشيخ عيسى ء فتولى عنه ما سآله ان يتولاه . واجمع على المسير الى أريغ , فقال له عبد الله بن عيسى الوسيانى من آهل « کر ناداش » الم تقدر فی سفر تنا یا ماکسن ؟ فقلت : قد عولت عليكم . وهيأت لكم . فساروا جميعا الى آريغ فاقام ماکسن باريغ مدة ولیس لاولاده فجاءه ابو العزیز داود فقال له : اقم هکذا یا ماکسن حتی تموت وتبيع أولادك كتبك , فأيقظه وعلم انما نبهه على أولاده ء فاستأجر يعلمهم . . و کان ابو محمد ماكسن يتعجب من ٹلات مسائل احدا ها قولهم « يموت الرجل ولا يقذف » , ثم اجازوا له اذا خاف ان يقول : ليس هذا بابن فلان , أو ليس من القبيلة الفلانية فينفيه , والثانية قولهم : « يموت ولا يتعرى » ء ثم اجازوا له ان يتعرى عند الاختتان وعتد الطبيب والقابلة ». وقياس الجراح والثالثة قولهم فى امرآة المفقود : « عدتها عدة المتوفى عنها زوجها » . ومع ذلك فالوا لا تخرج حتی یطلق عنه آولیاوٌه . قلت : اما الاولى 432 فمن باب الكذب الباح لا من باب القذف , والثانية ضرورة تعمارض فيها حكمان , فلا بد من أرجحهما والثالثة أخذوا فى العدة بالحوطة ونظروا فى تسريح المرآة خشية الضرار وجعلوا التطليق الى الاولياء » على انه لا حكم على غائب ٠ ومن تحرجه ما ذکر ان آولاده بنوا بابا وزادوا فی حائطه شيئا من الطريق فقال لهم : اهدموا هذا البنيان وردوا الشىء بحاله , فقالوا ان الطريق واسعة . بحيث لا يضرها ما نقصناه متها , فقال لهم : لا پد من هدمه ولا انصرف حتی يهدم » فهدموه . وحینئذف طابت نفسه على الاتصراف . وذکر ابو الر بيع قال : اغارت غارة « لبنی يو جين » على رأس وادى أريغ فساقت غنمهم فاتبعتهم عدة من المشائخ منهم ماكسن . وابو العباس الوليلى ء وعيسى بن ير صو كسن ء وعبد الله الدمرى , فلم يلتحقوا بهم الا بعد احيائهم . مدة یستردون . حتی استر دوا الغنتنم بجملتها . وما استردوها الا وقد نفدت ازوادهم أو کادت قيل وفيهم عجوز مرابطة . وقد اطلعت على حال المشائخ وعلمت ان ازوادهم نفدت , وان طعام قومها لا يرون آکله تورعا ء فرغبت اليهم ان يأذنوا لها فى ان تعالج لهم طعاما من مالها . فاجابوا . فاستعملت طعاما ولا حان وقت صلاة المغربوصلوا جاءتهم العجوز تسألهم عن مسائلهاء والشيخ ابو العباس الوليلى حينئذ يركع ولم يتفرع من ركوعه ء فعاد كلما سلم من رکعتين قال لهم : ابعدوا العجوز عنكم واطردوها عن اتفسكم ء ولم يفطنوا لما اراد ء حتى سالتهم ما تقولون فی قومی هؤلاء اذا غاروا غارة وغتموا واخذوا واعطونى زكاة ما اخذوا فهل فى ذلك من حرج ؟ 433 يعمل اولاده على احق يطلبون منه ان يرخص لهم فى اموالهم وازواجهم لإنها حرام قالوا اذا فانت على هذا الحال المذمومة يا عجوز ؟ ابعدى عنا . فقال لهم ابو العياس : ألم اقل لكم من قبل ؛ ابعتو ها عن انفسكم . فانصرفت ولم يذوقوا طعامها . فقالت ») بتویوجين » لماکسن : ان رخصت لنا فی ثلاث مسائتل رجعنا الى مذهبك ء وهی : اموالنا . و أولادنا . وازواجنا كلها حرام , فأذن لنا بالمقام فيها . فقال لهم : لا يحل ذلك فی مذهبی ء قالوا فانا تنجد من يرخص لنا فى ذلك کله . وغارت غارة لبعض العرب على وارجلان فساقوا عدة من الأماء فلحقهم الشيخ ماكسن «بالدرمون» فوق بى الكأهنة . فسألهم بالله ان يردوا عليه ما اخذوا من اموال المسلمين , فكان فى القوم رجل يعرف بابن يلبان . فقال لهم : اجيبوا سوال العزابى ء فردوا عليه جملة الاماء الا واحدة مولودةء )1( فزينها الشيطان في اعينهمء فر غيو ا فى الابتناء عليها فقال لهم : الشيخ انها حرة ء فقالوا : أعريقة ؟ قال لهم : نعم , قالوا له : أتحلف ؟ قال نمم ء قالوا بالطلاق ؟ قال لا يحلف بالطلاق مسلم , فلا احلف به قال › فردوها له ثم سئل بعد ذلك ما اردت بقولك حرة؟ قال أمى ء قيل وما اردت بقولك عريقة ؟ قال فخدی . وذكر عن الشيخ ماکسن انه قال آقبلت انا واصحابی من احج . وکنا فی اثنی عشر رجلا . کسلیمان بن موسی الزلفينى وعبد السلام بن عمران التكسى ء ومحمد بن ة یبتهجون عیسی بن ابر‌اهيم › وامثالهم . ووصلنا طرابلس فاشتر ينا متها كسوتنا ؛ كسوة سنية , ودخلنا جربة ء فشكروا ذلك منأ واستحسنوه › ودخل عليهم من السرور ما لا يتصف ء حتی قال لهم زکریاء بن الشیخ ابی زکریاء فصیل رضی (1) لمل الصحيح مولدة 434 الله عنه : لقد عأملتمونا فى زورتكم هذ« بما لا نستطيع ان نودى حقه وقلدتمونا عظيمة لا تقوم آلسنتنا بشکر‌ها . وان اختصاصكم ايانا بقدومكم علينا عند مقدمكم فى تلك المشاهدة الشريفة ومشاهر تكم لنا ليقوم عندنا مقام قدوم جميع من سلف من آئمتنا . واشياختا ء من لدن ابى عبيدة الى اليوم , فالله يتولى متوليكم ء وأآكش ما ادخل عليهم السرور قدومهم فى احسسن زى واشارة ء فانهم باهوا بهم جيرانهم النكارةء وظهر من جلالة اقدارهم ما زاد فى جيرانهم الحقارة .٠ وذکروا ان قافلة خرجت من وارجلان من آهل ريغ ء متوجهين الى آهل ريغ » فلما وصلوا الى « ونو » يعنى : البئر » ازدحموا عليه يستسقون حتى اقتتلوا ء فقتل رجل من بنی سيتتن رجلا من « وغلانة » ورآی الوغلانيون ان لا طاقة لهم ببنى سيتتن ء لكونهم جميعا يكون طر‌يقهم على بنى سيتتن ء فخافوهم على انفسهم , فافترقوا من هنالك ء وجعل الوغلانيون طر‌يقهم علی بنی ينجاسنء فعاهدو هم على ان يکونوا معهم آلبا على طلب حقهم فلما وصلوا متازلهم عيبوا ونهضوا الی بنی سیتتن ٹائرين بصاحبهم , فلما وصلوا قرية « خبران » خرج اليهم آهلها یریدون انزالهم ويحسيو نهم اضيافاء فقالوا لهم : مكنونا من القود بصاحبنا فقالوا : نعم لكم القود , فالقى الشيطان فى اسماعهم ؛ ان لا يصلح لكم قود ء فلم يلبثوا ان وثبوا عليهم بالسلاح فدافع يعقوب بن بسفا وامثاله حتی قتلوا فی ثمانين قتيلا من بنى سيتتن وكان رجل من وغلانة ادرك يعقوب على بفلة فعقرها , قال فادركته الرجالة , فقتلوه فاوصى عاقر البغلة بدية يعقوب واستخلف على وصيته يعلو بن 435 فتن اهلة فى وغلانة وتيلتلات وسوء الشيخ يعلو بن صالح يفر من وغلانة اعتزالا للفتنة صالح فدفعها الى ورثة يعقوب »› فلما رآی آهل تينتلات انفسهم فى قلة بعد موت العدد المذ كور عزموا على الر جوع الى أهل الخلاف , و كادوا يفعلون فبلغ ذلك ماكسن فقال : من ذا الذى يعرض لاهل المذهب من تنتلات ؟ فانتقل اليهم بحلقته فوجد اعلام الخلاف قد نصبت ء› فلم يزل يكف شرهم ء ويدحض عزمهم › حتى انقطع الاختلاف ولم يبق الا الائتلاف ء فحينئف ارتحل عنهم . ومدة اقامته عندهم ثلاث سنين . وسبب ارتحاله عنهم فیما ذکر انه کان ذات يوم هتف به هاتف : یا ماکسن اهرب اهرب الى حیث طاب الزمان ء فالجبن خير من الحرأة أذا الفتنة تمكنت عروقها . قيل ولا ارتحل عزم من بها من أهل الخلاف وهم فى غاية الحقارة والضعف على ان يبوا لانفسهم مسجدا , ورآوا ان الفرصة قد امكنتهم بعد انفصال الحلقة , فاستفزوا ضعفاء العقول من أهل الموضع ء وشاوروهم فى ذلك , فأذنوا لهم فى بنيانه » وكان ذلك فی مغیب ابی یوسف بن زیری وهو من اعيان القوم فاستحضروه للمشورة , فلما حضر تكلم متكلمهم . فقال : عزمنا على ان نبتنی هنا مسجدا لاخواننا قال : لا یبنی الا ان یبنی على رآسی فانحل عقدهم . ومن سمع بجواب ابی يوسف شکره ودعا له :. ويتصل بهذا ما ذكر ان يعلو بن صالح خرج فارا بنفسه غضبا لا فصل أهلها ببنى سيتتن وذلك انهم لا رجعوا من قتالهم دخلوا من باب وخر ج هو من باب آخر ء فمر بیعقوب بن ابی موسی الزواغى وكان بينهما قرابة » فصحبه وسارا حتى لقيا آبا عبد الله بن‌الخير . فقال له : يا يعلو بنى سيتتن صرعوا قتلىي لم يدفنوا بعد وانت تغدو وتروح عليهم . فقال له 436 يعقوب هذه منك سقطة يا ابا عبد اللهء اتخاطب بهذا رجلا خرج مهاجرا مراغما لاهل الظلم طلبا للسلامة فتلقاه بهذا القول وانت لا تقدر له على شىء ؟ فمن ذلك اليوم سار الي أجلو . ابو سلیمان داود بن أبى يوسف ومنهم ابو سلیمان داود بن ابی يوسف رحمه الله . احد المشائخ المذكورين . والفقهاء المشهورين استفاد وافاد ء وخدم حتى ساد ,. فكان شيخ حلقة . يعرف کل احد حقه ء وسعهم علما وخلقا ء وسيرا حميدة وتقى ء ولا يجتنبه الطالب , ولا يخيب امل الراغب .٠ ذكر ان جماعة من شيوخ العزابة توجهوا الى « تنومة » فيهم ابو عبد الله محمد بن بكر . وابو سلیمان داوود بن ابی یوسف ء و کان علی داوود دين لرجل من تنومة , فلما كانوا ببعض الطريق لقوا زنغيل بن نوح بن الشيخ ابى نوح فسألوه عن الرجل صاحب الدين ,. فقال : تر کته على آخر وقته . فرجع ابو سلیمان فشق عليه ما سمعه ء وتکدر خاطرهء فقال له ابو عبد الان لى علي صاحبك دینا اكثر مما له عليك وقد وهبت لك من ذلك مقدار ما له عليك ء فقاصصه بذلك فيما عليك , ففعل , وهذه الفضيلة لابى عبد الله رحمه الله .٠ وذكر ان الشيخ ابا عبد الله رحمه الله كان على جلالة قدره اذا اقبل الشتاء وفرغ من حرث ضيعته طلع بحلقته ا ی ابی سليمان يقر أون عليه فيقيمون حتى يسمعوا صي البعوض فينزل الى ضيعته . وجاء رجل من آهل وارجلان فسالوه عن حال ابی سلیمان فقال له : لا به اما ادر کتموه 437 واما لم تدركوه فمضى الشيخ ماكسن يجد السير فوجده على آخر وقته , فقال كيف تجدك فقال متمثلا : ولا يعرف الريان مسن طال عطشه ولا يعرف الشبعان من هو جائع فاقام عنده حتى توفي رحمة الله عليه . وذکر انه لا کان عام اثتين وستين وار بعمائهة توفی داود بن آبی يوسف وبلغ خبر وفاته المشائخ وهم اذ ذاك فى زنزفة عند اتحدار الشيخ ابى الربيع من زنزفة الى منزله بتمولسة فشيعه المشائخ الى قلعة بنى على منهم على ابن منصور › وابراهيم بن يوسف ء› وغيرهم ,. للرجوع فكرهوا مفارقة ابى الربيع الا وقد عزوه فی ابی سلیمان » فتناجوا آيهم یجسر على مخاطبته بذلك , وخشوا ان يدخلوا عليه روعة ء اذ لم يتقدم عنده علم . ابو اسحاق ابراهيم بن يوسف والشيخ حینئذ راکب على فرس لرجل من بنى زنزفة . فقال له : احسن الله عزاك فى الشيخ وآجرك فى المصيبة فيه . فقال له : ومن الشيخ ؟ قال : ابو سليمان داود بن يوسف ء فلما سمع ذلك نزل على الفرس , فقال : « انا لله وانا اليه راجعون » , فلما توادعوا وقضوا حق التعزية فرجعوا عنه , قال وسرنا معه تحن الى « تمولسة » فأخذ يحدثنا أخبار السلف ويذكر سبرهم ومناقبهم . وما صبروا عليه وما صابروا ء وکاپروا وكابدوا ويتوجع لا صار الناس اليه من فساد الزمان , وما نزل بهم من ذهاب الخير وأهله , وانقراض العلم وحملته ء حتى قال انقطعت آثارنا من المغرب .٠ 438 وذكر حديثا للرجلين الذين اقبلا من المشرق يريدان زيارة بكر بن حماد الشیعی ء فلما وصلا مصر سمعا بوفاته فقال احدهما للآخر انقطعت آثارنا من المغرب , فرجع من موضعه وقال الآخر اما انا فلا ارجع حتی آتی اولاده ء فتمادی به السير حتى انتهى الى تاهرت ء فسأل عمن خلف پکر بن حماد فقيل له خلف ولدا لا يستحق ان يسأل عنه ء فأبى الا رؤيته , فطلبه فوجده ينوح مع النساء فلما رءاه قال : « انا لله » مصيبة الاخيار فى آبنائهم » . وانما اورد هذا تفجعا وتوجعا , لفقد ابى سليمان . وكونه لم يخلف من يقوم مقامه .٠ وسرنا طريقنا كله وهو يكرر انقراض الخبرء واندراس الدين . وفقد العلماء وانطماس الآٹار 4 حتى قال : فقد التاس من مسائل الحلال وال حرام والفقه اكثر مما فقدوا من مسائل علم الكلام والجحدال ء ولا اعلم اليوم من يقرا عليه علم الفروع الا ان کون احد من تلامذة ابى سلیمان هذا « یعنی ابن ابی يوسف » فان منهم جماعة بوارچلان . بعد موته فقلت لعلك ظفرت يا شيخ ؟ قال : نعم . ثم قال فى سلك العلماء , وان كان السيمى مقصورة على شيم الصلحاء . 439 مصيبة الاخيسار تكون ‏ احیانا فی ابنانهم e ‏الشسريعة‎ ذكر ابو سليمان ان الو باء وقع فى اجلو سنة من السنين فاضر باهلها فی جناتهم . وآذاهم أذى كشيرا . واقتضی نظر هم ان يجتمعوا ويصوموا يوم الار بعاء والخميس والجمعة ولا صلوا صلاة العصر يوم الجمعة خر جوا الى محراب المقبرة . وهو موضع فعروف بالبركة . واستجاية الدعاء . واجتمعوا عنده . وقرأوا وتطوعوا بالمعروف ء وعادتهم أن يحضروه ويدعوا ء. ثم حضرت صلاة وصلى بهم امامهم يونس بن ابى الحسن فلما صلى دعا الله ان يرفع عنهم الوباء » ولم يصبح حتی لم يجدوا له اثرا .٠ وذكروا عنه انه كتب الى من بقسطيلية من طلبة مزاتة « اما بعد فاجعلوا حوائجكم بكر ياتء واذا وجد تم ما ترعون فارعوه رعى التهماء من الغنمء ولا تمجوه مج الريان الماء » فى كلام كثير يتشطهم به الى القراءة والاجتهاد فى الطلب . آبو الربيع سليمان الزلفينى ومنهم الشيخ ابو الربيع سليمان بن موسى الزلفينى رحمه الله .٠ ذو النفس الالفيةء والخلق‌المرضيةء والدعوات والدنيوية .٠ وعنه يحکی انه نظر فرج ابنته ففارق امها ء وعنه یحکی انه قال : ان آهل وارجلان اذا مات احد من فضلائهم فى اى قرية من قراهم بعثوا الى أهل القرى ليحضروا جنازته . فکانت هذه عادتهم › فلا يعجلون بدفن من يموت عندهم حتی يشهدوا جنازته جماعتهم . قال فمات رجل فى « يمطنون » یسمی « صالح الصادق » فبعنو أ الى آهل 440 « تينيماطوس » قالوا فحضرنا جنازة الرجل ء وکنا قد وجد ناه قبل ان تخرج جنازته وجدنا داره مشحونة بالناس قال . فقعد نا على باب الدار . فجىء بالنعش فاذا الباب ضيق قصير عنه . فجهزوا الميت › واخر جوا النعش , ولا وصلوا الى الباب خرجوا أسهل خروج ء فأختلف من حضر داخل الدار وخارجها فقال بعضهم انما خرج من العتبة ء وقال بعضهم بل اتسع الباب وخرج النعش ببركة الله تعالى . وذكروا ان ابا محمد بن سليمان العرجا ورد من القلعة (1) على اب بی الر بيع فقال له : انی تر كت عبد الله بن حسن وولده فى الحيش القلعى . فادع الله ان يهلكهما . فقال له کن فی غبرهما ء واما هما فقد هلکا . فکان کما قال ء وسمع ماکسن يدعو علی بنی ظافر فقال له ادع على غبرهم ء واما هم فقد هلكوا , فكان كما قال . و كان العزابة يقولون : اذا اردت ان تعرف عدد عيال أبى الر بيع فراقبه وقت التطوع بعمل المعروف ء› يعتى انه يتطوع على كل رأآس بمعروف ء وكانت له حركة فى جسده فيها دلالة يعرف بها امورا خفية . فكان الشيوخ اذا دعوا وحس بما يدله على استجابة دعائهم يقول لهم : قد اجيب دعاو كم . والا سکت . هذا من الكرامات لا تنكر . وعزم ابو الر‌بيع سلیمان بن موسی على ان یکنس عینا او يحفر‌ها ء وهی التى فى شرق مسجد تامولسة , فاعانه اخوانه بخدمة عبيدء فلما حضره العبيد وشرعوا فى الخدمة جعلوا يتفنون , ويقولون ما يقول امثالهم . فقال لهم « اطلعوا من عينى فان كانت لا تحفر الا بمعصية الله فلا 7 (1) يعنى قلعة بنى حماد بنواحى امسيلة 441 كان الشيخ مجاب الداعوة عند الله يابى من ارتكاب الکروه ولو انه اليح ابو الربيع یکرم ابن ابی وابدران تقديرا لابه حشرت ء قال ابو مرداس سلاك فى طاعة خير من نجاة فی معصية » فلما رآوا ذلك منه ترکواماکره. وذکر ان الشیخ معاذ بن ابی علي کان مسکنه بقصر بنی وليل من بلاد قبلة اریغ , فکان دآبه ان یاتی فی كل ليلة الجمعة الى اجلو فيبيت مع الحلقة ء يحيى ليلة ثم يقيم حتى يشهد مجلس يوم الجمعة ء ثم يصلى المعصر › ثم يتصرف الى أهله ء فصادف مجيئه ليلة من الليا ى مجىء فتى من ولد ابى ويدران الفطناسى المزاتى يسأل المعروف , و كان هذا الفتى اقرع وكان ابو ويدران المذکور اول غریب دخل هذه البلاد الريغية وهو الذى بنى مسجد تينسلمان › على مصلى حبيب بن زلفين , قيل فلما رأى معاذ المذ كور الفتى المذكور ازدراه وانتهره . فقال له , ما ها هنا الا التلامذة ابو الر بيع بحيث يسمع كلام معاذ فانتهره . وقبح عليه ما قابل به الفتى . وقال له : قال الله تعالى « و كان ابوهما صالحا » ثم التفت الى أهل الموضع فقال لهم اعطوه ما اعطاء وقته . فاعطوه ما أربى على مأموله ,. وانقلب شاكرا ء ثم ان الشيخ ابا الربيع قابل معاذا باشد من الوجه الذى قابل به الفتى ء وأئبه كل التأنيب بكلام طويل . ومنهم أبو العباس أحمد وأبو يعقوب يوسف ابنا الشيخ أبى عبد الله محمد بن بكر رضى الله عنهما كانا فى طلب الخي فرسي رهان ء. مشتر كين اعلم والآخر أزهد فلكلا الوصفين دلائل 442 والمنسوب الى الآخ دعاء مستجاب واستعداد لمآب وبينا انهما حائزان على هذا السباق ومن دون اغبارهما تقطعت الاعناق ولا غرو لامثالهما فى جميع احوالهما . فان مفيض ضيائهما بدر باهر النور بهيجه وهل ينبت الخطى الا وشيجه ؟ . قال ابو محمد اجتاز بنا ابو القاسم عبد الرحمان بن عمر فخر جنا معه مودعين . و كان فيما اورده من القول عند وداعنا ان قال : ان اقل ما نزل من السماء الى الارض التوفيق وقل ما يدعو به المرء الا استجيب له ثم قال : رحم الله احمد بن محمد ء فقد كان رحمة لاهل مذهبنا حيا وميتا . وذلك اته كان فى حياته بيت العلم يفيد به كل طالب و كل ذى حاجة , ولا دنت وفاته اودع علومه الكتب فصنف تصنيفات خمسة وعشرین کتابا وکتابا آخس تر که فى الالواح .٠ وذکر داوود بن يخلف عن ابی العباس انه قال : النتاس اذا اتاهم خبر خوف انتقلوا عن الحال التی کانوا عليها قيل ورود الخبر , ولو کاتوا فی حر وبرد ء. وآخذوا لانفسهم بالحذر والتحرز . ولعل ذلك الخبر يكون او لا يكون ء وليسوا مته على يقين ولقد انذرهم الله النار وخوفهم من الشيطان . وكان ذلك على لسان‌رسول الله صلى الله عليه وسلم › وصدقوا المرسل والمرسل , وأيقنوا بذلك وتر كوا التحرز . واغفلوا الاستعداد لذلك , والحذر من سوء ما يتوقع من ذلك ونسوا فقد اخوانهم وتفقد احوالهم ء يشير الى المؤلفات التى تركها الشي آبو المباس بعضها مفقود ء وبعضها لا ال ضمن المخطوطات ء ككتاب اصول الاراضين . فى ستة اجزاء ٠ والسيرة فى الاياء والجراحات ٠ والجامع المعروف « بابى مسئلة » افعال العباد فى ثلاثة اجرزاء وبعض هذه الكتب أصل لكتاب « النيل » وملخص لها . 443 فضل ابى العباس وخدمته للمدعب يتعجب من احوال الناس يفعلون خلاف ما بعتفدون سبب اقبال الشيخ على التاليف ويا عجبا الناس يكرمون اضيافهم خوفا من اللوم والذم واضياف الله الكرام الكاتبون معهم وهم يعلمون ويتيتقنون انه « ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد » . « له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله » ومع ذلك فلا يعبأون ولا يکتر ون .٠ وعن ابی محمد أن سبب تاليف ابى العباس كتابه الذى تسميه العزابة « ابا مسآلة » ان ابا عبد الله محمد النفوسى کتب اليه من « آبیدلان » یرغب اليه فی مختصر ء مشتمل على مسائل فى الفروع فتدبر كيف يضع هذا التأليف ء فنام فرآی فی منامه قائلا يقول له : اذكر ابا مسالة ء فجعله فى جزءين ء فسماه المزابة ابا مسألة . واما ابو محمد فكان يسميه جامع الشيخ ابى العباس .٠ وروی ابو محمد وا بو نوح عن ابی العباس قال : آتانی آت فی منامی رجل ابیض فتقدمنی واتبعته حتی دخل فی قرية « تنزاج » من قرى نفزاوة ثم أتى المسجد وقصد المحراب . فقال لى : احفر فحفرت حتى استخرجت قصعة كبرة ء فوجدت فيها دينارا فقال لى خن ارث والدك فسآلت « بقابس » عن تاویل رؤیای رجلا حاذقا بتشسي الرؤّيا . فقال لى : القصعة العلم والخر والدينار الصافى دين والدك فرجعت الى « تمولسة » قال فبلغ فيها فى العلم مبلفا عظيما . وصنف بها عشرين كتابا , وكتابين معروضين عليه وقد عرض جميع ما صنف غير كتاب واحد تر كه فى اجلو مبيضا فى الالواح ورغب اليه الاشياخ فى وصولها اليهم « بایفران » من قری وارجلان فعرضها عليهم ولده . وهم : اسماعيل وحمو بن المعن ء 444 وآيوب بن اسماعیل . وداود بن واسلان . وآبو سليمان الزواغى .٠ وروی ابو عمرو عن ابی العباس انه قال : کنت اقرآ على الشيخ سعدون واحضر مجالسه , فاول ما وقمت فيه المذاكرة عنده مسألة ذبيحة الاقلف ء هل تؤكل ام لا؟ وقال فى المسألة قولان ولم يزد على هذا شيئا . قال آبو العباس وكان الديوان فى نفوسة مشتملا على تصانيف فى المذهب ء فلازمت الدراسة اربعة اشهر لم اذق فيها نوما ليلا ولا نهارا الا فيما بين اذان الصبح الى طلوع الفجر . فنظرت فى اثناء ذلك فيما هناك من كتب المذهب التى وصلت من المشرق فاذا هى نحو ثلاثة وثلاثين الف جز , فتخرت‌اکثر ها فائدة فقرآتها حینئذ . وذکر انه وقعت فتنة ببلاد اريغ سنة احدى وسبمين واربعمائة 4 وھى فتنة « خبران » « وتاغمارت » وهی اول فتنة وقعت بين وهبية اريغ ء. فلم يمكن ابا يعقوب بن الشيخ مقام , فهرب الى وارجلان فكان « بتماواط » وهرب آبو صالح من «وغلانة» فقضى الله بوفاة آبی يعقوب بتماواط فاوصى واستخلف على تنفيد وصية الشيخ اخاه آبا العباس , فجاء آبو العباس الى محمد ين اخيه فلم يجد عنده ما ينفذ منه وصية والده غير دينار واحد , لانهم کانوا فی عسر شدید عظيم ء بعد رجوعهم الى عين يونس ء فقبض منه الدينار فصرفه فى اوكد وجوه الوصية . ولم يزل يستخرجها برفق حتى انفذ‌ها وبلغ آبا محمد ان با العباس احتضر وكان قد استخلف آبا موسی على وصیيته فجاء آبو محمد مبادرا الى 445 الكساب اليح عل الطالعة زمن التلمذة الفتنة التى وقعت بين اهل الدعوة باريغ ء وخروج المشائخ مها ساعة تحجل ظهرت لانی القاس «أجلو الغربی» فوجدوه فى دار يحیی بن جعفر فی السياق , فاعلم بقدومه هو ومن معه , فقال : ایتونی به وباصحابه فلم يدخلوا عليه الا وقد توفى , رحمه الله ء وکان قد اوصی بان یصلی عليه آبو محمد . فجهزوه وصلی عليه ودفنوه وكانوا قد ألقوا على القبر سترة فقال بعضهم انما هذا للنساء . وقال بعض نصنعها للرجال وللنساء 4 فهو احسن من ان لا تکون سترة فلما دفنوه دخلوا وعزی بعضهم بعضا ء وعزوا اهله فتمثل أبو محمد عند دفن الشيخ أبى العباس بقول الشاعر : كفى الخليلين ان الارض هذا عليها وهذا تحتها باألى و كان وفاة آبی العباس بذى الحجة سنة اربع وخمسمائة › رحمة الله عليه . أبو العباس أحمد الوليلى رحمه الله ممن رز على العيادة والطاعة طاقة . وأآيد بالرضا والصيسر على والفاقة . و كان ذا كرامات يتناقلها الراوون . وبرکات لم ير مثلها الراوون . وکان له حسن اعتقاد » وكثرة قناعة . واقتصاد . ذكروا ان آبا العباس أحمد الوليلى طلع سنة من السنين الى جبل بنى مصعب ء فى آيام الر بيع ء فصادفه هنالك شه رمضان فلازم ربوة (1) يتعبد فيها عاكفا على القيام والصيام . فلما كان فى الليلة السابعة والعشرين مسن رمضان و كانت ليلة جمعة اقبل على ركوعه وسجوده ء (1) وتعرف الربوه الآن فى ميزاب بجبل أبى العباس .٠ ومصلاء فيها معروف يقصد للدعاء والتبرك 446 فبينما هو كذلك اذرآی کل شیء معه ساجدا فلما سلم رأى نورا ساطعا وآبواب السماء مفتحة › واذا بحورتين (2) قد نزلتا من السماء فقصدتا نحوه وقد التفتا فى حاف ؤاحد , احداهما كبيرة ›. والاخرى دونها سفيرة .لم يس مثل صورتهما ولا مثل نورهما الذى اضاء الب ء فقمدتا امامه والصغيرة خلف الكبيرة , فخاطبتاهء وچرى بينهما كلام » حتى اعلمتاه انهما زوجتاه فى الجنة , فحاول الد نو منهما ء فقالت له الكبرى : اليك , اليك عناء فان فيك نتن الدنيا ء ولكن اليعاد بيننا وبينك فى العام القابل ليلة الجمعة . كدية الطبل من تينسلمان ء وهو منزل بى العباس , قال فصعدتا . ثم اتبعتهما ببصرى حتى غابتا فى السماء . وغلقت الابواب دونهما . فسار آبو العباس باثر ذلك الى وارجلان فاخبر بعض الشيوخ بما عاين ء فلما دنا الوقت جاء الى اريغ فمر بالشيخ آبى العباس ابن محمد بتينيسلا فرغب اليه هو والعزابة فى المبيت › فابىء وجاء الى أبى العباس واخبره ان الميعاد بينه وبين الحور العين ليلة الجمعة المقبلة ء فقال لهم ابو العباس : دعوه فان الدولة عنده الليلة المقبلة , فتوجه الى الرملة فاذا المورتان كاسفتا اللون كأن بهما كآبة , وكان آبو العباس اذا وصفهما يقول كأن العين منهما كالقدح , والاشفار كجتاح التسر ء وارنبتيهما كناحية قصر بتى يخلف ء فسألهما عن تغرهما فقالت لبوحك بسرنا ولان اولياء الله يقتلون على امرهم بالحق , وذلك حين قتل عبد الحميد الوليلى واستخف باهل دين الله وما كسن بن الخ يرجم بالحجارة لامره بالقسط ء قيل : وقد ذكرت له الا بدال asasê (1) هكذا ثناها الشيخ رحمه الله , والا فالقياس حوراوين 447 ما عله اهل وارجلان فى عهد الشيخ ای بعیسصی حينئذ ٠ ان ابدال وقتهم سبعة : عبد الله بن يحيى ء وابراهيم بن اسماعيل ء وابراهيم بن معاذ . ويحیی بن عيسى ء والنعيم بن الولى ٠ وقيل سليمان بن عبد الله ء وصالح بن محمد . وقیل یوسف بن ونماوای . وقيل عبد الله بن يعقوب › وهؤلاء كلهم رجال صالحون ثم قالت له ليلة الاثنين تبيت عندنا . وصعدتا الى السماء , فلما صلى صلاة الظهر يوم الاحد بعد ان ودع اهله وقضى جميع ما آراد قضاءه موقنا بما لا بدله منه . فقال لهم احسست صداعا فما هو الا ان صلى العصر فمات ء رحمه الله . ابو زکریاء یعیی واخوه زکرياء ومنهم آبو زکریاء یحیی بن آبی بكر واخوه آبو يحيى زكرياء رحمهما الله . كانا من الافاضل ء المقتفين آثار الاوائلء لم تزل نفس الديانة بحياتهما حيةء وطرق البر ناهجة والصلاحية . وطلب علوم المذهب وسييرمن تنسك او ترهب ولهما فى علوم النظر اطول باع , بادلة ذات اقناع ء وحجج تملا القلوب والاسماع , وتفنى عند المحاضرة ما لا تفنى المشرفية عند القراع , فكانا مراد الفارين ء على تباعد الدارين .٠ ذکروا ان آبا یحیی زکریاء بن آبی بکر توجه ذات سنة الى وارجلان زائرا ء ثم رجع فمر بجماعة من اصحابه بقنطرار . فسأآلوه عن احوال اهل وارجلان , وكان ذا فطنة وبصيرة فقال : ما انا ذهب بصری فلا آری شیئا » ولا رآیت احدا وآما وارجلان خلت فما بها احد. وحكى ان اهل وارجلان قالوا له حين وصل اليهم : أقم عندنا قليلا نتأنس بك فقال لهم : قولوا اقم عندنا 448 قليلا يمت قلبك ء وذلك لا اطلع عليه من سوء طريقتهم ٠ ورداءِة احوالهم )1( ۰ وذكر غير واحد من تلامذة آبى الربيع سليمان بن يخلف قال : اردتا الطلوع الى جبل دمر لدراسة الكتب ء ونحن جماعة نقرأ بتمولسة ٠ فلم يوافق ذلك أبا الربيع ولا أبا يحيى زكرياء » فمضينا على ذلك فشیعنا آبو یحیی فيه بالر جوع عنه , لا بالتمادى عليه . وقال لهم أيضا : انكم ان مضيتم الى اهليكم على هذه الحالة كنتم كمن تعمد و کان كثرا ما يوصيهم فيقول لهم : ایاکم والتسارع الى قبول صنائع الناس وهداياهم فانه قيل كن عبدا لله ولا تكن عبدا للناس , وانشد فى ذلك : لدينى واخلاقى . رجاء التقرب ويعتشاده قوم لقوم تجارة ويمنعتنیى من ذاك دینی ومنصبیى وكما قيل : اترك الطمع يتر كك الفقر , واحمل نفسك على مالك يحملك وارض بقليل من الرزق يرض الله عليك بقليل من العمل . احداهما خلع الفضول هل ينعقد ؟ وذلك مثل رجل يقول . (1) كان اولى بالشينخ رحمه الله ان يقيم بينهم فترة لينير لهم الطريق خير من الهروب . كما فعل من سبقه من المشائخ , ولعله رحمه الله ادرى بالاحوال ٠ فراى ذلك أاسلم . 449 يابی من تلامدته التوقف دون اكمصال المدراسة احكام شرعية فی الخلع والتصرف فى محال الاين والزوجة ينېفى للانسسان ان يتزوج کفاه للآخر قد رددت لك مالامرآته عليك على وجه الطلاق ء فيقول : قد تبلت فيبلغ ذلك المرأة فترضاه , فاجابه بان ليس فى ذلك شىء ولو اجازته لانه تقدم بغي امس ء والثانية الوالد والولد والزوج والزوجة هل يجوز لكل واحد منهما حوز مال الآخر ام لا ؟ فاجاب بانه يجوز ذلك للاب والزوجة ولا يجوز ذلك للابن والبعل لانهما خديمان وقيل فيهما غر ذلك قلت اما المسئلة الاولى فص قول أبى الشعثاء رحمه الله لا ينعقد الطلاق لذلك على کل حال لانه عنده فسخ نکاح , واما على قول آبی عبيدة فتخرج المسئلة على انه ان قال له تركت لك صداق امرآتك على ان يطلقها ء فيقول قبلت فتجيز المرأة الترك ويقبل الخروج من العصمة فهذا ينعقد , والا فتحتمل الخحلاف . واما الثانية فان الابن اذا کان فی حجر ابیه جاز له . وان كان غير محجور فله من مال آبيه النفقة والكسوة والمؤن ء وفى مذهبنا العتق فى الظهار , وليس له التصرف فى غير ذلك , وللمرآة فى مال بعلها ما للها على مثله فقط ٠ وشاور رجل آ پا سی زکرياء فی التزوج .وای امرأة يتزوجها ؟ فقال : اذا جئت الى شجرة فای ثمارها ايسر عندك ؟ ما مددت اليه يدك نحو فمك » ام ما اشرف اليه عنقك أم ما طاطات اليه رأسك ؟ فقال بل ما مددت اليه یدی وما کان امامی فلم احتج فيه الی مدیدی الى الاشرف» ولا ان أطاطئى اليه رأسىء قال عليك بقرينتك. وروی آبو عمرو عن آبی زکریاء بن بی بكر اته کان کثرا ما یردد قول یحیی بن معاد الرازی : للتوبة ثلاث مقامات , الندم ,. والاستففار , والحقيقة › ..فالندم عند التحول ‏ والشعور ‏ بمرارة المعاصى ء والاستففار طلب 450 الففران بصحة الارادة . والحقيقة الأوبة الى الله عزن وجل فافة الندم الامل , وآفة الاستغفار الغفلة . وآفة الحقيقة الشهوة ف فنستحسن فيعمر به مجالسه . ورودی بو عمرو عن آبی يحیی قال : قال الحواريون لميسى ابن مریم : من نجالس بعدك يا روح الله ؟ قال من يذ كر كم الله رؤيته ويزيد فى علمكم منطقه . ويرغبكم فى الآخرة عمله . قال ابو زکریاء » مثل ابی یحیی ء و قال ابو عمرو مثل ابی ز کر ياء . مصالة بن يحیی ء وفلفول بن يحبی لكل واحد من هذين الشيخين ماآثر ء وفضائل مخلدة فى بطون الدفاتر . ينقلها عن الاوائل الاواخر .٠ معدودين فى اهل العلم والديانة . ذكروا ان مصالة بن يحیى كان كثر الثقة بالله عزن وجل . وكان يقول : انما استدللنا على ان الله عز وجل قد استجاب دعاء تا الذى ندعوه به فی امس الاخرة . بما شاهدناه من اجابة دعائنا فيما نسأله فى الدنيا . وذکروا ان مصالة بن یحیی اوصی داود بن ابۍ يوسفت فقال : اذا عمل اهل وارجلان عملا مما لا تعلم فاحمل نفسك على انك لا تعلم , وان کان مما تعلم انه سوء عمل فاحمل نفسك على الكتمان , ودع عنك الاختلاف , وقد حکاه خن عن ابی عبد الله . وقال ابو نوح كان مصالة اذا سل بماذا تصلى هذه الفضيلة او هذه النافلة من القرآن ؟ يقول : القرآن كله قدح عسل فما والاك مته وجدت عسلا . 451 من ينلبفی ان تجالس كان الشيخ عظيم الثقه فى الله تعال بن آى الفرآن احتفاؤه بالتلامذة وعن جماعة من تلامذة ابى الربيع سليمان بن يخلف قال لا انفصلنا عن « تمولست » وتوجهنا الى بلادنا جز نا على ناحية اريغ . فسلكنا من « وغلانة » ومررنا بفلفول ذلك معتذرا قر يتنا صخر ة . ودراهمنا قليلة » و يد بالبيتين : ويقصر دون مبلغهن مسالى فلا نفسی تساعدنى بيخل واقبل تلك الليلة على مؤانستنا وافادتنا بغرائب الاخبار والسي ء حتى كاد الفج يطلع قمما حفظناه تلك الليلة أجوزة فى الوعظ اوردها علينا وهى قول اذا رآیت صلعا فی الهامة و > جذ يا بعد انتصاب القامة وعد الى التوبة والتندامة فقد عليك قامت القيامة « اقتفوا بنا آثاره مادات جديدة غر مندرسة , قالوا مهلا عليك فساعدتهم حتى عفا الاشر ء ودرست السير . وما انفصلنا شيعنا فقال له احدنا : ارجع , فقال آء , لا يقال 452 كذلك , انما يقال انظ فى الرجوع ء ولم یزد بعد هذا خطوة . لانه قال : انه ماجور ما لم يقل له ارجع . و کان هذا الشيخ شديدا فى الامر والنهى والدب عن دين الله ء فروی انه حين احتضر کان تمل بقول عمران بن حطان رحمه الله : حتی متی لا آری عدلا اسر به ولا آری لدعاة احير اعوانا فتح عليه بالقسم الاخير ء وعجز عن الاول , فطشق بسئل من حضر كيف القسم الاول من هذا البيت ؟ فكان آبو موسی عیسی بن يرصوکسن ومنهم ابو موسی عيسی بن ير صوكسن رحمه الله . الشريف منسبا , الطيب مكسبا , الرفيع مطلبا , الهاشمى حليته والحياء والكرم جبلته , والسخاء سجيته وهو ممن يتعلم منه الورع والعلم ء وممن يطعم ولا يطعم . فروی ان عیسی بن یر صوکسن شاور آبا يمقوب يوسف المعروف بالطرفى فى نزوله المنزل المعروف « بتلاعيسى › المنسوب اليه . فاخبره بحال البلد › فدله على ذلك , وشكره له . الا انه قال : اذا توطنت هذا الموضع فلا تمش راجلا ولا تشرب ماه الا ممزوجا ولا تشربه صرفا , واستخدم ولا تخدم بنفسك , وكن للناس كالسمار مع الاء ان علاه المأء خضع , وانا علا الماء سطع ء فبلغ فى هذا المنزل مبلفا عظيما هو » وبنوه من بعده ,. یحیی وداود , وعبد الله بن 453 وعمره فظهرت فيه البركة خير خسيل المیورقی عندما وصلت الوضع يحيى وانضم اليه الناس وسكنوها معهم . وغرس بها الشيخ عيسى الاشجار من النخيل , وصار فى النتخيل ودايا كثرة , وكان اذا قلع الودايا الراكبات فى الامهات يسلتها ویرفع جمارها الى « باماوط » مع لم ما يصیده من الوحش والظياء والارانب , والظلمان . والبيض والحبارى وغ ذلك , فيهدى ذلك الى المشائخ العزابة . فيأكلون اللحم والجمار . فكان يتبرك بذلك فبارك له ربه فى كل ما يحاوله » وسعى فى اصلاح فساد المفسدین من بنی وليل حتى اصلح الله فسادهم , فاستقامت عمارة هذا الموضع ء واشتهرت بر كته » وعمره جماعة معصه من المشائخ ء وانضافوا اليه » ومنهم من ضرب فى العقار بسهم وان لم يستوطن المنزل , والجماعة المذكورة هم : ابو عبد الله بن بكر » ومحمد بن الخير ء ومأكسن بن الخير ء. ومعاد بن على ء وعبد السلام بن ابى وزجوف ء وان آثارهم بها الى اليوم معروفة . ولقد حدثنى رجل ينتدي الى « لمتونة » يعرف بابن القابلة » ورد توزر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة , قال : وکنت فی خيل یحیی بن اسحاق المروقی متوجها بعسکره من اريغ ای وارجلان , آو قال من وارجلان الى اريغ ء فنزل « تلاعيسى » , وأراد الاجناد والاعراب ان يطلقوا خيلهم فى الزرع , فانذرهم بعض من معهم ممن عرف قديما حال الموضع واهله . وحذرهم , فقال :« هذا موضع منسوب الى رجال عزاية ء صلحاء مساکين ۽ يتقي عقوقهم , فاياكم واياهم » فمن الجند من تنحي ومنهم من توقف فقال لهم عمران كاتب الميروقى ؛ « أبكلام هذا السخيف أسنع فرسى هذا الخصب , قال لهم , فليدعوا على اثبتت تسيته النسخ الممتمدة 454 فرسی , واطلقها فى الزرع ترعی ء واقتدی به غره فی هذا الضلال , والاستخفاف بقدر أولياء الله . قال وكانت فرس عمران تسوى اربعمائة دينار , قال فوالله ما رفع مسن هناك الا رستها وسرجها . وانها السابقة سبعة وعشرين فرسا للمستخفين من الاعراب ء والاجناد , كلها صرعى هلكى عبرة لاولى الابصار . ویروی ان جماعة من دعار بنى وليل بلفهم ان الشيخ عيسى عزم على المسير الى اريغ »› فهموا بقتله » ورصدوه ء فر كب بغلته وصرف وجهها الى ناحية اريغ فشمست وامتنعت عن المشى , فضر بها فتولت وذبحت براسها , فلما رأى ذلك استخار الله تعالى فى الرجوع , فلما رجع الى اهله شع بمكر اعداء الله فقال : قد وقفت عند كل ما أوصانى به الشيخ ابو يعقوب الا الخدمة فانی لم اجد بدا من الخدمة بنفسی یرید لو لا سبب رکوبی ما نجوت مسن مكر اعدا الله . اسماعيل بن يدير ومنهم اسماعيل بن يدير رحمه الله ٠ لم يتأخر عن تلك معدود فى المبرزين , نقي من درن اعجاز المعجزين . واذا عد الحفاظ كان أولهم تحصيلا , أو سمى المجتهدون فهو ٠ الذى لا يفتر بكرة واصيلا . ذكر غير واحد من المشائخ ان جميع الطلبة العزابة ا اجتمعوا على تأليف كتاب فى المذهب ء٠ يسهل على المبتدئين حفظه , وجعلوه خمسة وعشرين جزءا , انفرد الشيخ اسماعيل بكتاب الصلاة , فجاء فيما نحوه احسنهم تاليا ء 455 ديوان المزاية والذاين تمصاونوا على تاليفه وجاء تاليفه أحسن من تلك التواليف رتبة . واكشر‌ها فائدة وقيل بل جمع اسماعيل كتاب الصلاة كما ذکر ء وجمع ابو العمباس بن بكر كتاب الحيض وجمع يخلفتن بن ايوب كتاب التكاح . وجمع محمد بن صالح کتاب « الوصايا » ولا مات ابو سلیمان داود بن ابی يوسف اجتمع تلامذته على تاليف الكتابين المنسوبين اليه وليس هو مؤلفهماء وقال ابو عمرو بل تركهما فى الالواح فعرضهما ابو العباس , واما الذين ألفوا كتاب العزابة فهم ثمانئية شيوخ عزابة طلبة مخلصون ء منهم من نفوسة : امسنات يخلفتن بن ايوب » ومحمد بن صالح ومن قنطرار : يوسف بن موسی . ومن تجدیت : یوسف بن عمران بن ابی عمران المزاتی ٠ ومن اریغ عبد السلام بن ابی سلام ء بن حمو وابراهیم بن ابی ابراهيم وعرضت هذه الاجزاء على ابى العباس وابى الربيع وماكسن , وقال ابو الر بيع لا يطعن فى هذا التأليف الا شيطان , ولست ادرى هل الاجزاء المتقدمة الذكر داخلة فى تكميل الخمسة والعشرين ام زائدة عليها . الطبقة الحادية عشرة 500 ه 550 عبد الرحمن بن معصلى منهم عبد الرحمن بن معلى رحمه الله ورضى عنه . ذو المقامات الكريمة , والكرامات العظيمة آول من أسس بمسجد تقورت الحلقة وانهج طرقها . واحكم عقودها واوثقها . وقيدها ووقتها . وحجر على تلامذته أزقتهاء وقسط موازينها . وحقق قوانينها . فتخلق كلهم بحميد هذه الاخلاق , وتيممها طلاب الخير مسن جميع الافاق ء يشاهدون البراهين . يشهدون النافع الكبيرة ء ويأخذون السنن عن الشثقاة والسين 4. ويصدقون المخيس والخير , فلا يكلفهم بمحمل العلوم حتى يتجاوزوا هذا المقام المعلوم حدث ابو الر بيع عن شيوخ عدة ان الشيخ عبد الرحمن رحمه الله لما حانت وفاته وبشر بلقاء الله وتحقق قربه استدعی اخوانه 4 وتلامذته , فاجتمعوا عنده فى جمع كبر . فاعلموا انه یروم سفرا , فاراد تودیعهم وان يوصيهم , قال : فحضروا بقلوب كليه غير كليلة . وكآبة كثيرة غير قليلة ء فقال لهم : اوصيكم بتقوى الله وملازمة ما انتم عليه ء وان لا تبدلوا ولا تغروا , فانكم والله على 457 رؤىی الشيخ وبشارته بالحنة طريقة الهدى , فان اهل هذا الطريق لمفلحون , واسمعوا أحدثكم ما رأيته البارحة , رآيت كان القيامة قد قامت والناس من قبورهم ينتشرون والى ربهم يحشرون ء فانتشرت من قبری , فرآیت جمعا کېيرا نظر الوجوه بيض الثياب باهر حسنهم . وجمالهم , صالحة شؤوُونهم واحوالهم , قد انتشرت من مقبرة بتجدیت . فقلت مسن هؤلاء ؟ فقيل لى : هؤلاء العزابة الوهبية فوهب الله لى جناحین فطرت بهما ء حتی اتصلت بهم فکنت احدهم ء فبشرت با خر , ٹم نظرت الى ناحية آخری فرآیت آناسا كال جذوع المحرقة . فقلت من هؤّلاء ؟ فقيل لى : هؤلام الاعراب وبنو « تاكسنيت » ولقد رأيت فى الجمع الاول رجالا اعرفهم بأعينهم ء من جباة بنی سیتتن ء فقلت لهم بم فارقتم اهل الشقاوة ؟ فقالوا بمخالطة اهل الدعوة ء فاذا كان بملازمة آولئك فما ظنك بالمجتهدين .› وبأاهمل الفضل والدين ؟ ثم قال : ومصداق كل ما قلت لكم: انى اذا مت وغسلتمونی وآردتم تکفینی فان طراز الکفن یجیء على عاتقی فتریدون تحویله . فتحولوه ثلاث مرات فيجىء على عاتقی فتبقونه حینئذ عل حاله. ثم اذا حملتم جناز تی وخرجتم تبعتكم عشر حمامات بيض ت تتبع التنعش .حتى تضعونى فى المصلى , لتصلوا علي فانكم تصطنون فتكون الحمامات صفا من ورائكم ء . فاذا هممتم بتقديم من يوم بكم فى الصلاة على فان جماعة من صلحاء اهل قرى قبلة اریغ سیقدمون برسم زیارتی فیعلمون بموتی وخروج جنازتى فيخرجون ليصلوا على , فيرونكم فى أهبة من تقدمون فيقولون لكم من بعد : رويدا ؛ لا تعجلواء فتنتظرونهم ,. فاذا وصلوكم كان الذى يوم بكم اإجد 458 القادمين وهو ولي من أولياء الله ء فساءهم وانالهم من المزع عليه كلما خدثهم , حتى اذا كان عند التكفين كان ما اعلمهم به , فتذکروه . ثم كان من شان الحمام والزائرين ما اعلمهم به ء فلما وصلوا قدم الجماعة ابا عبد الله محمد بن الخير , فهو الولي وانه لذلك لحرى , قلت لعل المذكورين من الجباة من لا يتقلد التباعات , وكذلك فيما بلغنا كانت تلك الجماعات , وان الجياة اذ ذاك محسنون عدول فى الجهات . ابو اسماعيل ايوب بن اسماعيل ومنهم ابو اسماعيل ايوب بن اسماعيل رحمه الله . بحر تتقاذف فى غواريه السفن , وبدر يقتدی به من اقتفى من المقتفين . ان سئل فى العلم اجاب فاقنع , وان استسيل غيث سمائه فى سماحة صاحب فاوسع ء وان استقسی فیهما معا اروی فانقع . وملا الآذان والايدىی ء بالافادتين وانزع . وهو ممن وقف على علاماته . وشوهد عجائب کراماته . شيخ شیوخ اکٹرهم ساد . وقل ما روی من تلامذ‌ته الا من استفاد ٠ حدث جدی يخلف بن يخلف التمیجاری رحمه الله قال : کان شیغنا ابو سلیمان ايوب بن اسماعیل كثير الابرار لتلامذته . وکانت له داران بوارجلان متقابلتان ٠ يفصل بينهما طريق , وفوق الطريق ساباط وصل بين الدارين من علو . فاحدی الدارین دار سکناه والاخرى مطلقة للتلامذة . والاضياف , فما كان فى دار سكناه من تحصف وضيافة يتحف بها تلامذته , أو یکرم بها اضيافه فاتينا يوما بجماعة من تلامذته الى الدار التى ابيح لنا فيها 459 ع دار الطظلية التصرف فوجدنا بابها مغلوقا , فقرعناه فلم يجينا احد : فوقفنا , فاذا الباب مفتوح ء فدخلنا فلم تجد احدا . فعجبنا لكلا الامرين , فانا لكذلك اذ نزل الشيخ من جهة الساباط فصادفنا عند دخولنا الدار . فقال من آين دخلتم ؟ وانا أغلقت الباب ؟ فقلنا : أو لست فتحته أو امرت من فتحه ؟ قال : لاء ولکنی اعلم ان فى الدار من فتحه لکم ممن لا ترونه › والا فليس فى الدار غير الهرة التى ترونهاء وكنا شاهدنا آيات ذلك مرارا . فمنها ان أحد عمار داره الذين اليهم يشير , وعنهم يكنى , وانالا تراهم , آنثى ذات ولد ,. كان يخاطبها وتجاو به اعلانا وكان یوما مسن الايام ملازما للدعاء , وكان الزوار يدخلون مثنى وفرادى لا يعرضهم مکروه ء. حتی دخل شخص غريب لا رفق معه ء فلما دخل صرخ ورآیناه فى اسو حال فقال الشيخ مالك ولهذا الشيخ المسكين الضعيف ؟ فسمعنا صوتا مجاوبا له يقول : انه ظلمنى , كنت عند عضادة الباب وابنى فى حجری فكل من دخل استاذن وبسمل فأنحی ابنی عن الطريق , فلا يؤذينى احد ولا ولدى , حتى دخل هذا الجافی فلم یستاذن ولم یبسمل حتی رکض ابنی برجله ء فآله , فجازيته على ذلك بمثله . فقال لها : ومع ذلك كله غريب مسكين قليل الحيلة قليل القدرة فازيلي عنه ما اصابه منك , قالت سمعا لك وطاعة يا شيخ ء. فذهب فى ال حال ما کان من سوم الحال ء ومٹل هذا کٹ . و كان والدى رحمه الله متالما ذات يوم لعلة كانت تعتاده فحاولت ما اسلى به نفسه , واريح به ألمه ء فناولت تعليقة فيها شع الشيخ ابى يمقوب يوسف بن ابراهيم السدراتى رحمه الله , فصادفت القصيدة البائية فجمعلت اسرد اپياتها 460 بحیث يسمع فاصفی الي سمعه وسلا ما کان به ء فقال : اعلم ان هذه القصيدة قالها ابو يعقوب يوسف بن ابراهيم یرٹی بها شیخه ابا سلیمان ايوب بن اسماعیل ء ٹم قال وان فيها الدلالة على صحة خبر کنت سممته فی صفری من ابی رحمه الله فقلت وما هو قال : کان ابی فی زسان شبیبته مهاجرا بوارجلان یقرآ على شیخه ابی سليمان ايوب بن اسماعیل حتى قضى حاجته من الطلب ۽ فاتفصل فجام الى قسطيلية فاقام بموضعه بكنومة ما شام الله ٠ فبلغه موت عم له کان مهاجرا بوارجلان قاطنا بها بتماواط ولیس له وارث سواه ء قال ابی فسافرت الى وارجلان سفرة ثانية طالب ورث لا طالب علم , فلما وصلتها سآلت عن شيخنا آبى سليمان لأزوره . فاخبرت بان الله قد ابتلاه فی جسده ببعض ما ابتلى به اولياءه فعم جسده الجذام ء ولازمه اشد لزام ولازم المضجع لا حركة له فجئت عجلان ولهان , فلما دخلت عليه نظر الي وعرفنى فتقدمت اليه لاسلم عليه , فخاطبنى خطاب محذر ان اعافه واتقذره ء فقال اليك اليك يا سليمان يا ولدی , فليس فی حالى ما تدنو منه . فقلت : حاشا لله ان اتقذرك , يا شيخنا ء وسقطت منکبا عليه اعانقه واقبله وابکی حتی شفیت بعض هیامی , قال سعید : ما علمت ان ابی حکاها قط الا بکی وابکی , قال احمد : ولا علمت ان سعیدا حکاها قط الا بکی وابکی , ولا علمت انی حکیتها قط الا بکیت وابکیت قال سلیمان : واقمت مدة اقامتی بها لا افتس عن الدخول عليه حتى‌اقتضيت ما كان یمن حقء فلما اردت السشر قافلا وودعت الشيخ‌وزودنی بالدعاء وعموم البر كة فانفصلت وقد بشرنى بان سيخلصنى الله من شدة عظيمة 461 زبمارة والد المؤولف للشح آي اسماعيل فلما صرنا من وارجلان واريغ وكنا فى رفقة كبيرة فيها أموال جليلة ومعى مال صالح ٠ مما خف وثقل . فاغارت علينا خيل كشثرة وقد نسی احمد من آي العرب هی . قال فبادرت ودفتت كل ما معى فعلمته بحربة کنت دفنت عودهاء وتر كت السن بارزا ليكون لى علامةء و كانت الحر بة صقلية . واستباح الاعراب جميع ما فى الرفقة من قليل وكثير وجليل وحقير . واسروا الرجال . فلطف الله تعالى به وعجل فرجه , قال فامنونی ولم يعرضتی احد منهم بمكروه . وصحبتهم كانى آخ لهم , فلما كان من الخد جددوا لی الامان في نفسی ومالی‌فاستاجرت احدهم وصحبنیى الى الموضع الذى دفنت فيه ما كان معى فرأآيت سنان الجر بة من بعید . فمشیت اليه واستخرجت كل ما دفنت فحملته وحملت الاجير والمتاع . وچئنا حتى وصلنا , والعجب للحربة اذ لم يرها احد من العرب بالامس , وهى ظاهرة تلمع . وقدمت الى اهلى سالا من جميع الآفاق . وما ذلك الا بفضل الله وبركة الشيخ رحمه الله . وال لقصيدة هى هنه: ايوب ماايوب لا ايوب أودى به قدر الردى المجلوب ثت آيامه رمت حينا عليه , وللردى تعقيب علقته اشراك الردى من بعدما اوفى على مائة . وجاب الجوب 462 حکمت لنية حكمها خطلوب ا ولوف د ا 4و ۰ ‎we ۱ :‏ ل « لم ر لبلاء بحسمهة لبلى . بعد أل | 6ن الا ربت ل 1 1 فله ب بذ > 9 شحوبپ و بن شد الق ا من بعد | تلوب | ۱ مته المحاسن د تو ايت ڃ ك ارد قشیب التشارة و 7 1 عند وفاتهء . الروح ۰ | سنين و ۱ ا ِ 2 ۰ 9 الد غ ِ س ی تذوب ‎J‏ ا اذ الايا بجا اذ ال فه ایسسسوب للوم ب االدهر ا 1 فاك كان قد كان ذكرى للعباد ورحمة للعالممين , وانةه لنيىىب فلئن اتی آيوب يطلب أجرەه يوم القيامة والاله مثيب ولئن أتى يحيى الحصور سيدا ء لهو الحمصور السيد المحبوب ولئن آتی عیسی بن مریم زاهدا لملى هداه وهديه المحبوب فلكان هذا کان ۱ عظم رشثشوة من مكلات جلهن رقوب بكت السماوات العلا ونجومها حزنا عليه ,. والفل والروب واستوحشت مته المساجد كلها ا خلت مشه . وحن النييب واستشعر التقوى شمارا خالصا ء الف التقى فاعتادەه حباله ٠ وجفا الذنوب › وقد جفته ذنوب 464 < سبق الخلائق كالجواد بشدة بد السوابق كلها متهللا . كيف السوّال اذا احتمى اليعبوب فضلت فضائله الفضائل كلهاء رجل أتاه الله ربى بسطة فى العلم ,ء والجسم الكريم لبيب لله عبد خالص , متخشع متهلل ء متهيىمء ء مشعصوب عبد دعاه الاهمه فاچابه لما تنيقن اته مربوب منحته ابصبار العباد محبة لما رآته . والوداد قلوب طاب الثناء به . فطاب رثاوه والمدعح والتبيين , والتقريب فى العالمين , وحاله مفلوپ والعمقل اوفر ما يكون , وانه کالشمس نور ثاقب وجه اغخر , وشيمة وجلالة من نور رب العرش ء› وهو مهيب 7 () الالهوب اسم من الهب الفرس اجتهد فى الجرى والعدو 465 يا غائبا ما تنقضى حسراتنا ابدا عليه . ولات حين يشوب يا غائبا سكن الثرى فى حفشرة تعلو الصفائح قبرە والطلوب ان غبت عن ابصارنا وسماعنا لم تحتجبك عن القلوب غيوب قد كان آن لك الجواب لسائل يدعو ویسئل کیف کنت تجیب ؟ ما كان ضرك لو اجبت نداءه فلئن رحلت وغبت عناميتا للحزن فى الدنيا على رقيب ولقد رآيت الخلق يوم مصابه حيرا سکاری « هائمين ‎u‏ بهم زمرا ء حیاری . مردهم والشيب عون النساءء وغضادة رعيوب فی حور المدامع قرح ء كادت تمزق اثوب وجیيوب واذا انتحبن تفرقت اكبادنا وتصدعت منه القلوب الهيب 466 خطب اجل « وعب رة مسفوحة « مهراقة , ان الخطلوب تئثوب وعلا النحيب على رؤُوس العالي ن الحاضرين وآين مته نحيب ! ! وترى العيون من الدموع كاتها ديم السماء تهمى الحا و تصوب واذا دعون ترنما وتفجعا منها النفوس وللقلوب وجيب يا يوم مات ولم است كمداله اعظم به حزنا علي ندب علم الهدى . وتعمذر الاسلوب سکنوا ذراه ء ورأسه لشحوب جعلوه تحت الارض ثم تنعموا يا للخلائق , ان ذا لمجيب ! لهنى على الظل الذى ضمنته بطن الشرى , والمستراد رحيب جادت به الدنيا وثم بد الهت 467 نسیت مناقبه التى سلبت له والباقيات الصالحات الطيب فالدین یبکی شجوه من فقده سکنا عل تقوی . ولا تصخيب ان الطيور على الرؤُوس رقيب لم يشنآوا فيه بغيبة غائب سفها, ولا نيز , ولا تقليب طوبی له ٠ عمرا طويلا خالصا فى طاعة الرحمن . وهو ادیب من للصلاة بجوف ليل مظلم والليل اسود حالك ؟ وامتد طرفاه وهاج لهيب ؟ أو لليتامى والارامل أو للامور اذا تفاقم همولهاء أهل النهى والرآي بمد غريب 468 فى المعظلات تلاحكت وتلابكت )5( واستعجمت ء. واستبهم المطلوب أو للجموع اذا اتت وتباينت والناس منهم مخطیء ومصيب يكفيك ء بل يشفيك مما ترتجی جمعت محاسنةه اللكارم كلها والمسلمون خلائق وضروب ما ضر تا ما فاتنا من بعدەه لم تيق الا روضة وكثيب ما يعبا الاعمى بظلمة ليلة أو حال مسن شمس النهار غروب فعليه رحمة ربه وسلامةه حتى القيامة والاله وهموب سبقت به الایام باقی دھرنا و فمضى وماادراك ماايوب (1) تلاحكت الحوادث تداخلت والتصق بعبها ببعض ٠ ومثله تلايك الامر أو الشىء اختلط وتلبس ١ 469 ابو زکریاء یحیی ومنهم ابو زکرياء یحیی بن ابی زکرياء رحمه الله ۰ كثير الفضب فى الله وعلى دينه ء شديد الغيرة مستشمس خشية الله عز وجل , لا يخشى غيره . وقف عندما حده المشائخ واعتقد ان طريقهم لجميع الطرق ناسخ ء فهو على بصيرة فی دين راسخ . قرآ العلوم واتقنهاء ووضحع الملشكلات وبينها . ورتب السير واحكمها . وتعلم العلوم وعلمها. روى ابو عمرو عن الشيخ ابیز كر ياء انه وجد الشيخين عبد الله بن عیسی ویوسف بن موسی متصارمين . فسعی بینهما حتی ازال ما وجد بينهما من وحشة , وما کان له علم بسبب ذلك ما هو فقال له یوسف اما تری یا اخی ما نالنى منه من العقوق وانا اقرا فى جزء من كتاب «الاشراف على مسائل الخلاف ؟ » فتوجه الى « تونين » فاجتمع بالمشائخح فاعلمهم بما رأى فبعثوا الي بالهجران , فاسرعت فى اللحاق بهم فلامونی ٹم قبلوا توبتی فسعی فی طیب نفس کل واحد منهما علي‌الآخر حتی طابت نفوسهم وله فى الادب نبذ تذكر فى مواضعها ان شاء الله . أبو محمد عبد الله اللواتى ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد اللواتى رحمه الله هو عبد الله بن محمد بن ناصر بن ميال بن یوسف وزیس الامام افلح رضى الله عنه وتربته القديمة « بمرقة» فيما ذکروه ء نجيب النجباء وامام الادباء ء المعتنى بحف ظط الاخبار » وتقييد سير الاخيار » درس العلوم زمانا وصحب الاشياخ ضروبا والوانا » حتى غدا وافر البضاعة فی کل )0( ق نسفذةا «برفقة» 470 ومدرو عوموزون قرآ عليه جماعة من التلامذة فنجبوا ء ذكر ابو الر بيع ان ابا محمد عبد الله قدم الى اريغ سنة خمسين واربعمائة وهو ابن ثمانى عشرة سنة . و کان فى حلقة الشيخ يزيد بن ‌يخلف الزواغى , وله لوح طويل فلما وصلوا الى « اجلو » خرج اليهم الشيخ « ماكسن » فصافح العزابة ورجع الى أهله فلحقته خارجا , فقلت له : يا شينم ان العزابة قد اتفقوا ان لا يفترقوا , فهل يجوز لى ان افارقهم ان رایت فى مفارقتهم مصلحة ؟ فقال لى انما جعلنا الله احرارا لنملك امرنا ء فصحبته , فكان هذا أمره مع ابی محمد ماکسن .٠ وذكروا ان سبب سفر أبى محمد الى القلعة فكان مما عرفه به مدوار ان قال له : تر کت کتابا فی تفسير القرآن من تأليف الامام عبد الرحمن ينادی عليه بالبيع فى سوق القلمة » فسافر وليس له هم ولا ارب غير الكتاب المذ كور ء واستبضع شيئا من الشب يظهر أنه تاجر » وغرضه ان يستتر به فيما اعتمدهء و كان وصوله اليها فى فصل الخريف فلما وصلها جمل يسأل عن الكتاب فى خفاء برفق وسياسة ء فبينما هو يسآل ذات يوم لقي رجلا نکاریا یدعی علم مسائل الفروع ء فسأله عن الكتاب المذ كور فقال له :متاسفا على فواته ؛ قد بيع قبل قدومك , قال ابو محمد و کان فی القلمة حينئذ رجل من أهلها يمرف « بمحمد بن عصسمة » ء متفقه مدرس عليه حلقة , فكنت أاحضر مجلسه واعد من جملة آهل حلقته . فحضرنا عنده ذات يوم فقال لابن له سممت بان آغناما لبتی ينجاسن دخلت السوق , وما ضرئا 471 اا حملا اننه احرارا لنملك امر نفوسنا سفر الشيخ الى القلعة بحا عن تفسير الامام عبد الرحمسن ان نجتنب الشراء من السوق ثلائة أيام فان من العلماء من يقول : اذا دخل السوق ريبة فدع الشراء ثلاثة أيام ثم لا حرج بعدها فی شراء » قال ابو محمد فاعجبنی ما قاله ‏ فجلسنا يوما عنده حتى تذاكروا الفقهاء . وذكروا ابا حنيفة فقلت : آليس قد قال مالك : ابو حنيفة شيطان قذفه الي ء ابو حنيفةاضل لهذه الامة من شيطان رجيم ؟ وذلك لوجهين احدهما كونه يقول بالارجاء › والآخر لتقضه السنن بالرآى › فلما قلت. لهم ذلك وقعت عليهم وجمة وعلتهم كآبة » ودهشوا فقام الى رجل منهم وفی لسانه ثقل فقال : ما حملك على ما قلت ؟ فقلت له انی لم اقل من عندی شيئا انما هو قول قاله مالك ء فقال لى : حسبك بالعليماء بینهم کالضرائر . قال آبو محمد فاشتریت کتبا ووجهتها فی رفقة فاصیبتء ٹم استآنفت النظر فی شراء کتب اخری فبلغ اصحابی ان کتبی التی وجهت قد اصیبت فقالوا لى : ألا تكلم السلطان فى حقك لتكون من قبله معونة فى الذى تحاوله من تحصيل الكتب › فانه شغل ليس بحقر ؟ فقلت لهم : لاء بل ان كانت لى حاجة فی شىء رجعت اليكم ٠ ثم استعنت بكم , قال ثم اشتریت کتبا اخری فلقینی الرجل النكارى فسلم علي فرددت عليه السلام , فلما اتصرف قالوا لى مالك تسلم على مثل هذا ؟ فقلت مالكم تسلمون على اليهود وهم مشركون ء ولا اسلم انا على رجل من امة محمد صلى الله عليه وسلم , فافحمتهم , ولم يجدوا جواباء ورآنی رجل منهم فى موقف الشب وهو مکان معروف باهل وارجلان . فقال لی وارجلانی والله ! فقلت له ايحل لك ان تخاطب بهذا رجلا مسلما ؟ فقال له آهل سوق ذلك الموضع بمُس ما قلت ! وكان ذلك فى مدة قتل فيها آهل وارجلان 472 جماعة من الاشعرية › وسمعت رجلا منهم يقول : قل لهم فليخر جوا او يظهروا او نقتلهم . فلما رايت ذلك اسرعت فى قضاء حوائجى ء ٹم ان السلطان اخرج عسكرا فخرجت معه ء فلما حضرت الصسلاة قال لى قائد المسكر : ماذا تصلى يا عبد الله . وقد علمت الذى خرجنا اليه ؟فقلت له اشتغل بتفسك يا انسان 4 وسرنا حتی وصلت «وغلانة» سالماء وسمع شیوح «وغلانة» بما اصابتی فی الكتب . فاجتمعوا واجمع رآيهم على ان ینظروا فی اعانتی بقدر ما اصيب منی لیخلفوه علي فالله يحسن عونهم , ويخلف عليهم ‏ فلما احسست بالذى عزموا عليه آردت الخروج فى خفية ء فخرجت بالهاجرة فلم يشعروا بى الا وآنا خارج البلد ء فوصلت «تنوال» سالا والحمد لله رب العالين ٠ فهذا الذى كان منه فى مواطن كثيرة من هذه الحكاية من تقية وستر حسن جميل , لا كما زعمه الحاسدون ونسبوه اليه » فانه وایاهم كما قال ابن آبى ربيعة شعرا : وذلك انهم زعموا اه بدل وغير . وطول وقصر . وحاشا فضيلته من ذلك . وذکر آيو الربيع عن أبى محمد ان آبا زعبل الخزرې حاصر «وغلانة» فاجتمع هو وامثاله من المشائخ قدعوا عليه ء فسلط الله على جنوده مطرا وابلاهطالا , فاوهنهم وآرکسهم حتی انه لا شیء لاحد منهم قبل منهم بشیء ء فتحققوا هذه العبرة . فقال آبو زعبل › أيكون لهذه الحوارج دولة بعد هذا وان فيها لدلائل استقامة احوالهم 473 قاثلد لبلنى حماد يحاصر وغلاته وايامهم ؟ فقال له وزراوٌه : انما ارسل الله اليهم هذا الط ليهدم الميطان ويکس شوكتهم . حتى ندخل عليهم بغر قتال . فدام المطر اياما فجعله الله على آبى زعبل عذابا واصبا ء وجعله لاهل وغلانة خصبا ورفقا وتشبيتا وآذل الله اعداءه وحيل بينهم و بين ما يشتهون , فلما ئسوا منها ارتحلوا صاغرین داحضين . عل الاب ان يمين قال آیو الر بیع تحدئت مع آبی محمد حتی ذکر اولاده اونظ فی امرهم فهونت عليه وقلت : انهم ذكران ٠ رجال , فلا يهمك امرهم فقال لا تقل هذا القول فان على الاب ان يعين ولده على ابراره ء وقد قال بعض المفسرين فى الذين سماهم الله ابرارا لانهم بروا الآباء والابتاء ء ثم قلت له : كيف حالك وابتك احمد ويوسف أذا جاءامن المكتب ؟ قال كيف يكون حال ولدى العجوز يعتى الدنيا وانشد : فمن لم يؤدبه آبوه وامه تؤدبه روعاته 6 وزلازله وقال آخر : كتاديب الدوائر اذ تدور ووجدته فى وقت الهاجرة یکنس غديرا له فقلت ما هذا ؟ فانشد : روح وتفدو لحاجتنا وحاجة من عاش لاتنقضی 474 - وت مع المرء حاجته وتبقى له حاجةمابقى وکان کثرا ما يتمثل اذا اصابه خوف آو مکروه بقول الشاعے : اذا ما خفت فی ارض مضيقا ۋ* ‌ اليعمسلات الي سواها فانك واجد ارضا بارض ۰ ء فز بها ان ا . ۱ وخل الدار تتنعی من بناها ويتمثل لن يتماطی ما لا قبل له بقول الشاعر : ومستعجل للحرب والسلم حظه فلما استدرات كل عنها محافره ايضا فى الخادعين الخالبين وفيما ينبغى ان يصحب به الزمان واهله بقول الشاعر : اذا اقتصد الفتى فى امال قالوا بخيل لا يهش الى المعالى خداعا يخلبون نداهەحتى أذا عر وه من نشب وبمال فعصادوا بعد تقديس بشتم وصار يعد مذموم الفنعال 475 وصية بى اللواتى لاهل الدعوة انااين الدهر تجربة وخبرا به , وباهله فى كل حال بلا سرف ولا اساك غال وقال آبو الر بيع قعدت انا وابو محمد على طريق فمرت بنا امرآة فالتفتت اليها . فقال لى لا يجوز قود على الصعدات الا لمن ادى حقها ,. قلت وما حقها؟ قال : قييل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما حقه ؟ قال : اغاثة الملهوف . وهداية الاعمى , وغض البصر عن المحرمات ء واماطة الأذى .٠ وله کلام وعظ فی اثر ما مضی یقول فيه : « ثم انی موصيكم اخوانی ونفسی بتقوی الله العظيم فى والاعلان . وباتباع آثار دعوة المسلمين . فان الاتباع اولى بالهدى من الابتداع , وعليكم بالائتمار لا اسن الله به من طاعته , والانتهاء عما نهى عنه من معصيته ء فاقتفوا آثارهم , فان الله اوعد بالنار من خالفهم . كما اوعد بها من خالفه وخالف رسوله , اذ قال تبارك وتعالی : «ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غي سبيل المومنين نوله ما تولیى ونصله جهنم وساءت مصيرا» فاتقوا الله اخوانى واحذروا مخالفة ائمتكم فى القليل والجليل . فانه قيل فى المثشل : حيئما مال الحمل وقع ء واحذروا كثرة مجالسة المخالفين ء ففى ذلك اشر مشهور عند المسلمين کالذی یروی عن آبی نوح وآبی خزر رضی الله عنهما . وتجنبوا مخالطتهم والميل اليهم . وكشرة مطالعة كتبهم › وحذروا من ذلك سواكم , الا ترون مسئلة 476 السخط والرضا قد وقمعت عند من وقعت من اهل الدعوة من كتاب احمد بن الحسن الضليل فرسخت فى قلو بهم ودانوا بها فضلوا واضلوا وكذلك خبر سليمان بن يعقوب بن الامام وما تفرس فيه ابوه انه سيضل بقراءته ديوان ابن الحسين فضل وقال بمسائل لم يوافقه عليها أحد من الائمة الا الشاذ الذى لا يخرج على قوله ,. حتى يرآ منه أبو صالح وكان معه من المباهلة ما هو مشهور ء واحذركم الترك بعد الجد . وعليكم بالحذر من الانهماك فى الشر والخلاف بعد الزجر عنه , فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وغضب منه وقال : أمتهمكون انتم فيها بعد ما جئتكم بها بيضاء نقية سمحة سهلة ؟ وقد قال الامام رضى الله عنه : بلغنا انه قد ألقى فى ديوان المسلمين آلف مسئلة من مسائل الزنادقة فكيف ديوان غبرهم ؟ وليس عليكم رحمكم الله الا الاتباع فاتهم سنوا لکم ما ترشدون به ولقد بلغنا عن بى عبيدة عبد الحميد الجناونى رحمه الله انه قال لاهل الجبل (والله ما تركتكم الا على الواضحة النرة » ما بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ثلاث رجال لم آرهم › وفى بعض الروایات ان آبا خليل هو المتكلم بهذا الكلام . وقال النفوسى (1) : (نحن اصحاب آثار لو سلكوا بنا على جدار لسكناه) فكيف يقول هذا بل قد سلکوا بنا على ظبات المرهفات , وسلكناها ء فكيف الجدار ؟ وبلغنا عن أبى عبد الله بن يزيد الفزارى قال : « انما غلبنا اصحاب الر بيع باتباع الآثار » وقال ابو صالح يعلو : « السبيل محفور الى الركبة فلا يۇخذ css )5( يعنى الشيخ ابی عبيده الجناونى رحمه الله . 477 منه مخرج الا بالوثبة » وقد حکی آبو سفيان رحمه الله عن عمر بن الخطاب رشضی الله عنه انه قال : « قد بینت الامور . وقامت الحجة , وانقطع المذر . فلا جهل ولا تجاهل فى الاسلام » وقد روی عن الامام افلح رضى الله عنه انه قال : « عليكم بدراسة كتب المسلمين لا سيما هذا الكتاب . یعنی کتاب آبى سفيان محبوب رحمه الله » فانا لله وانا اليه راجعون على موت الصلحاء والاولياء ء وذهاب سيرهم وآٹارهم ء وقد پلغنا عن آبی مسور رضی الله عنه انه قال : ما ارى رميات الاولين مخطئتكم , ولقد صدق نبينا عليه السلام حيث قال : « بدآ هذا الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغر باء فى ذلك الزمان قيل ومن الغر باء ؟ قال : الذين يصلحون انفسهم عند فساد الناس ویحیون من سنتی ما آماته الناس » .٠ وقد قال آبو محمد واسلان بن آبى صالح رضیى الله عنه : ما مر قط على هذا الدين شر من هذا الزمان . فقيل له ما يئس الناس ء بل نحن فى جموع وجماعات . وحلق وظهور ء غير مستخفين ولا خائفين من أحد , لم نكن كالاولين مختفين مكتتمين معتزلين فى الحبال والمغارات ء والبراری والقرى ء فقال لهم : هيهات لم يرزمان منذ قام هذا الدين الا ولهم امام . اما ظهور , واما دفاع واما شراء . يقتلون ويقتلون ولا يهابون القتل فى ذات الله تعالى , القتل عندهم آثر من الحياة فى رغد عيش ء ولا يريدون غير اظهار الدين ودعوة الاسلام «ليبين للناس ما نزل اليهم»«ولتستبين سبيل المجرمين» «ليهلك من هلك عن بينة » ويحيى من حيي عن بينة وان الله لسميع عليم» فهل حال اضعف من حال اهل هذا الزمان ؟ هذا قوله 478 رحمه الله فكيف بنا وقد قل العلماء . وكشر الجهال ء فلا تابع ولا متبوع ء الا من شام الله . وقد يلفنا فى بعض الاخبار : «انه لا يذهب الاسلام حتى يتدافعه الناس وكل مته خال ء فنعوذ بالله من اماتة مذهب المسلمين ء ورقض سيرهم . وقد بلفنا من سلیمان بن موسی انه قال : اثبتوا ٹلاڻا حرمة الاسلام » والحق ء وصلة الرحم ء خذوا لانفسكم اخوانى منها واتبعوا لها مجالس الذكر . واختاروا لها الارشد ء ولا تأخذوابمتروك العلم الذى جفاه المسلمون فقد قال جماعة من العلماء : «من عمل بمتروك العلم واخذ به لا يموت حتى يفارق الاسلام › ولا يموت الا محتاجا » تعوذ بالله من مخالفة المسلمين ونبذ سيرهم , وقالوا : لا يذهب الاسلام وتبقی سيره واعلامه ولكن تذهب سيره واعلامه ثم يذهب , واحذروا غمض الحق وتغميضه « فان من سفه مقالة المسلمين فقد طعن واباح دمه ء وتسفيه سيرهم واثارهم كل ذلك طعن فی الدین . روی عن آبى الر بيع سليمان بن يخلف رضی الله عنه : انه قلما يقوم من المجلس الا قال : نعوذ بالله من تهوين راي المسلمين وتخطئتهم ,. ومن الترك بعد الاجتهاد » ومن الحور بعد الكور ومن ذم ما يأتى › ومن تحسين القول وتقبيح الفعل . وقد قال ابن بركة العمانى رضى الله عنه : قلما تعسف احد مذاهب المسلمين بغر فهم الا حرم التوفيق . وقال أيضا : أعوذ بالله من مسامحة الآراء ء وتقليد الاباء والكبراء , واتباع الامراء. وبلغنا عن رجال من اهل هذا الزمان انهم قد صاروا الى ما حذر منه السلف الاولون من التعسف وقلة التعفف. 479 لا يموت الاسلام هله ويتدافعوه ولتد بلغنا عن بعض اهل العلم من اصحاينا انهم قالوا بقيت فرقة ستشرج من هذا المذهب . تعوذ بالله من سوابق الشقاء . ومما يعوق عن التقى , نعوذ بالله من اتباع الهوى المضل ومن قسوة القلب , وجقام الذكرء وعليكم اخوانى بالنظر لانفسكم مما يخلصها من نار عذابها طويل ء ليس لها من آخر ء ولا تغرنكم هذه الدار النانية الغرارة . ولا ترغبوا فيما يفتىء وتدروا ما يېقى فان الموت من قريب سيفاجئكم , ولا تغفلوا عن الاستعداد لحياة الآخرة , فانكم لم تخلقوا لهذه الفانية .٠ انما خلقتم للباقية » رخم الله عبدا اخذ من نفسه لرمسه ء ومن داره لفاره » ومن مره لحلسوه » ومن مر‌تحله لمنزله , قطنتم فظعنتم . ورجفتم ففجمتم , والدئيا قد اذنت بصرم ء وانذرت بکلم , یا اخوانی بیعوا ما یفنی تر بحوا ما یبقۍ فان الله لا يعذر جاهلا مر تكبا لمعاصيه ء وعليكم بان تعملو! ما يهديكم وينجيكم . اخوانى الم تروا التغيب فى الناس فاشیا ؟ وقد ذهب الاخيار قزالوا 4 وبقیى الاشرار فاستطالوا فلا مذكر يذ‌كر , ولا موقظ يوقظ فاتقوا الله وجنذوا ,. واجتهدوا . وعضوا بالنواجذ على ما ادرکتم عليه الاخيار . فان الدعاة الى الضلال كشير ء واستعینوا بالله . واصبروا › « وتزودوا فان خي الزاد التقوى » « واحستنوا ان الله يحب المحسنين » . وقيل ان الكلام لاسماعيل بن صالح رحمه الله , فالله أعلم . وذکر آبو عمرو عن آبی محمد عبد الله بن محمد انه تلقى جماعة عزابة «بایرغت» وقد قدموا من فحص «قسطيلية» فقال : لهم انما ينبنى ان نلقاكم في «سوف» والا ففى «وغلانة» ولكن الزمان غير مساعد . قال رسول 480 الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال امتى بخبر ما اذا قالت ` صدقت , واذا حکمت عدلت واذا استرحمت رحمت . عند هم هذا الكلام اشرف مقام . ايو محهدعبدائنه بن محمد ومنهم ايو محمد عبد الله بن محمد اللنثى رحمه الله شيخ المشائشخ واستاذهم . ومن اذا التحأوا فهو ملاذهم منه تقتبس الفوائد وفي منهله العذب تطيب الوارد ء نور هداه يكشف الغماء . وغيث حياته یروی فيشفى الظماء ء كثير الانبساط والانقباض ء والاقبال والاعراض ء أن احب فى الله انبسط واقبل › وان ابغض فى الله انقبض لا يتأول ولا يتأمل . قال آبو الر بيع لا أسن عبد السلام بن أبى وزجون جلس ذات يوم مجلسا يكلم فى العقائد › وقد حضر فيه جماعة ممن ينسب الى النهوض فى الفن الذى بسط فيه القول ء فقال : ان من رمى احدا من آهل الاسلام بالشرك فليس على من سمعه ان يشركه , الا ان يكون المرمی من اهل الولاية , فلما سمع الطلبة كلامه حملوه على الضعف والخرف والكير . ولم يردوا عليه فى مجلسه ذلك يكلا ي ييل لاسلا واحدة ,. وكان فى المجلس عبد الله بن فحمد باشرك دغيره » فاجمعوا بعد قيامهم من المجلس عل ان پتکلمو غدا عن المسئلة . ويصرحوا بتشريك الرامى , فلما كان الد جعلوا متهم من سال عن المسئلة فاتفقو | على ان الرامى مشرك ء لم يخالف احد من الطلبة فى هذا الجوابء وبلفه ما اتفْة تفقوا عليه وفطن انه تعریض ہما جری امس 481 فى المجلس ء فنما انتهى السؤال اليه اجاب كجواب امس , فلم يخجلوه أيضا اجلالا لسنته و تعظيما لقره , قال الشيخ أبو عمرو ان ادعى التأويل كأن الرامى مثافقا كالصفرية وان لم يدع التأويل كان مشركا . وکانت لابى محمد حلقة قى تينزارتين ولم تزل به الحلقة قأئمة . قد رتبت على الشيخ ابى محمد لا يخشون احدا ولا يمسهم سوءء حتى جعل الله لخفروجها سيباء وسبب ذلك فيما ذكر ابو الربيم فيما ساقه من هذه الحكاية ء قال : كان تلامذة ابى الربيع سليمان بن يخلف من اهل سوف ء واريغ . ووارجلان , ومزاب ء. وقسطيلية . حلقوا على ابی محمد فى تين زراتين ,. وكانت الفتنة حینئف بین بنی « تاكسينت : وهيبتهم ومالكيتهم , والوهبية منهم قبيلة يقال لها « بنو يريتن » والمالكية من عداهم من قبائل بنی تاكسينت , فكانت بينهم الفتنة , والعزاية منها فى آمان لا يخافون مكروها ولا يسمعونه . فقدر بن حضر بنو يريتن فرقى على السور رجل جاهل ممن شملته الحلقة ء يقال له : توزين من اهل قنطرار فقال لاهل العسكر : انصتوا واسكتوا , ففعلوا . فقال لهم : فلان وفلان وفلان حتى عد جماعة من ائمتهم عليهم اللعنة ولهم سوم الدار ء فلم سمعوا ذلك منه تر كوا القتال . واستدعوا شيخضا لهم . يقال له : مظهر بن نفاط , فاخبروه الخبر ء فقال أسمعتم ذلك حقا ؟ قالوا : نعم . فقال لهم : احرقواء واسبوا » واقتلوا ء فلما سمع المزابة ذلك خرجوا ليلا وتفرقوا الى اليوم , ولا حول ولا قوة الا بالله الملى العظيم . 482 پو عمرو عثمان بن خليفة ومنهم ابو عمرو عثمان بن خليفة السوفى رحمه الله . هو فى اهل هب احد الاعلام . الكاشف بحسن بيانه ونور منطق لسانه دياجى الظلام ٠ المفتى فى اللوم لا سيما علم الكلام ء المجاحش المدافع عن كلمة الاسلام ء حتی ان له فى مواطن اللين قراعا بلسان مخدام وربما كان فى محل هدنة فاشتعل الاضرام ولم يعباً بمن قال ء کل مقال له مقام . فمن ذلك ما حكیى آبى رحمه الله وقد سأله بعض الجلساء ما سيب انقراض المذهبمن الحامة ؟ قال : ان الحامة لم تزل فی ادبار منذ عهد ابی القاسم وابی خزر رحمهما الله وما طرا على كل واحد منهما وعلى من بعنهما ؛ حتى اذا كان فى زمان الشپخ عثمان بن خليفة فورد الحامة ء وليس فيها من اهل المذهب الا أطلال بالية » ومساجد عامرة كالالية . وکان ابو عمرو عابر سبیل فاراد ان یذاکی من هناك من آهل المذهب بما يثبتهم فى الدين ويمسكهم فى عقائدهم على يقين , و کان من اهل الموضع قد سكنت نفوسهم ,. واطمانت قلويهم بانقراض مذهبنا من بلدهم › وضعف من بقی من اهله . فلما سمعوا بقدوم آبى عمرو بما شرع فيه عضبوا عليه الانامل من الفيظ ء واجتمعوا فيما بينهم وارادوا ما يضح ابا عصرو اذا ناظروه ءفتشاوروا فى ذلك فجملٰ کل منھم یدلی بر‌آی ء فقال فريق منهم : اعلموا ان الرجل عالم ذو قدرة على المناظرة , ولا طاقة لكم به ان حاولتم اخذه فى الطريق امهيع ء لكن ان سلكتم معه بنات الطر يق وجادلتموه بالباطل 483 مجادلة تۇدى ال انقراض اهل الدعوة م حامة قاس أوقعتموه فى آذان العوام : وان طلتم فانكم تظفرون به ء فقالوا وكيف يمكن الظفى به من طريق الباطل ؟ قالوا: یسئله احدکم ء هل يجوز فی مذهبکم تزوج نسائنا ؟ فانه حينئذ يقول الحق ويجيب بأن يستعظم هذا ء ويقول : ياسبحان الله قد جاز عندنا تزوج‌اليهوديات‌والنصرانيات فكيف نساؤ كم ؟ فاذا قال هذ! الزمناه الذانب بان نقول تراك انزلتنا منزلة اليهود والنصارى . فتكفره و ء وان هو اجاب بنعم فقد استانفنا ثانيا فلما كان غدا اجليوا عليهم بخيلهم ورجلهم › وحضروه هو وتلامذ ته فسآله سائلهم بما اعد من مسأآلة النكاح ,. فآجاب بما کان خصمه ينتظره منه . فلما قال ذلك قال مدره القوم : آلا ان هذا انزلكم منزلة اليهود والنصارى , فقاموا عليه قيام رجل واحد شتما وصفعا وضربا . وطردا عن نفوسهم من البلد . واکرهوا کٹا ممن بقي من اهل المذهب على الرجوع اى مذهيهم . وعمدوا 1 المسجد الكبير من مساجد الوهبية » وغسلوه بمياء كثيرة حتى جرت انهارا وسالت في الطوقات وخرجت من البلبة هامية يمتقدون ان ذلك تطهيا للمسجد , قال : ودعوا عليهم فاجاب الله دعاءهم ولکن بعد حين فلما دخلها اسحاق الملروقى قتل فيها سبعمائة رجل حتی سالت دماؤۇهم واختلطت عجاجا شبهه من رآه بالوادی الذی اچجروه ليطهر وا به المىدجد فيما زعموا ء قال فلم يبق الا مستضعف لم یکن على بصيرة , أو هارب بدینه ای حیث آمکنه سن البلاد. وقال عثمان خرجت من وارجلان اريد ناحية بلادنا فخرج معی آیوب ابن اسماعیل وموسی بن على یودعانی ء 484 فقال لى ايوب « يا عثمان العلم والوطوطة لا يجتممان » وقال له موسى الحجر المتقلب لا يثبت على بناء , فرآيت ما اشار به هو الصواب . وقال آبو الر بيع قال لى الشيخ أبو عمرو عثمان : العطايا اربع : اثنتان جائزتان ؛ عطية لا عند الله وعطية لثواب الدنيا .٠ واثنتان غير جائز تين عطية اكراه وخوف , وعطية على وجه الركون .٠ الطبفة الثانة عشي 550 هف 600 هف ايو عمار عید الكافى منهم ابو عمار عبد الكافى رضى الله عنه .٠ هو ابن ابى يعقوب التناوتى . تدارك المذهب قد اقبر فانشره نشورا ونوه به وقد اتى عليه حين من الدهر لم يكن شیئا مذکورا , فاحیی الله به رفاته » وجمع ببر کته شتاته خدم العلم دهرا حتى وعاه , واوعى منه الاوعية » ثم أخنذ يفتيه ويعلمه . فسالت منه الاودية ٠ فى تصنيف کتاپ آو تهذیب جواب» أو تدرب متکلم. أو افادة متعلم وهو الذى ازرى بموجزه(۲) على الماضينء واتمب الحاضرين والآتين . فانه رتب مقدماته ارتب تقديم . وقوم قصوله احسن تقويم . وقسم الفرق ابين تقسيم . بالفاظ عذبة وقصد مستقيم . وله تصانيف يشفى بريها هيام النفوس اليم , واما الورع والسخاء فهما اقل صفات خلاله ء فذكرهما الشيخ بالنسبة الى جلاله . ذکر شيوخنا ان ابا عمار لا عزم على طلب العلوم رآى أن اهم ما يقدمه اصلاح اللسان ثم اصلاح الجنان بعلوم mese ED ‏يشير الى كتاب الموجر فى الكلام والمقائد , وقد تقدمت الاشارة اليه فى اول‎ )3( 485 الحكم فى العطايا ابي عمار وهو بتونس القوانين والبراهين ء, الى تونس فاقام فيه اعو!ما يدرس الليل والنهار , ولا يحضر يباه ذكر الاهل والدار ء والذی توخاه فى قصده تو نس شيئين أحدهما ملاقاة مسن يشغل خاطره عن ذکر اهله , والثانى اراد ان ينقطع عن اللسان البربرى بالبعد عمن يخاطبه به والتدرب على لسان العربية , بكثرة مخالطة من يخاطبه به . وكأن آبو عمار موسعا عليه . فکانت تأتیه من بلده فی کل عام آلف دينار . وبطاقة فيضع البطاقة فى موضع › ويقسم نصفين فيدفع النصف الى شيخه ويصرف النصف فى نفقته وكسوته › وشراء ما يحتاجه من الكتب , فلما كان عند عزمه على السفر وقد رأى انه قضى حاجته من طلب العلوم التى اعتمدها هنالك اعلم شيخه بذلك . واجمع على الارتحال , فأخذ فى قراءة الكتب الواردة من بلده كتابا بعد كتاب › فوجد فى الكتاب الاول اعلاما بوفاة أحد ابويه وفى الثانى وفاة الثانى ووجد شواغل لا علم له بهساء فاطلع على ذلك شيخه واصحاپه ف عزوهء وانفصل الى بلده ء ولقد حدثنى بعض الطلبة النفطين الذين قروا بتونس عن بعض اشياخه انهم قالوا : ادركنا اشياخنا يذ كرون طالبا من آهل وارجلان قرأ معهم على شيخهم اذ ذاك ء قالوا أدركناهم يتعجبون من فهمه وحفظه ومواظبته وورعه ء وسخائه ودلالة نفسه . وسعة خلقه , قالوا ولم ير مثله من العرب ولا من البربر ء قال لى وكانوا يذكرون انهم اطلعوا على کتاب معه فی علوم مذهبه , وکان نظما فى قصائد فما هذا الكتاب ؟ فقلت له : هو دعائم ابن النظر ء كانت منه فى بلادنا من قبل هذا نسخة غير محلولة وما 486 حله ابن صاف (۲) لم یرد بلادنا حتی ورد به الشيخ آبو موسی عیسی بن ز كر ياء واعلمته ان الطالب المذ كور هو آبو عمار . واطلعته علي‌كتاب الدعائم لا ذكره وسأل عته ء فلما رآه جعل يتعجب منه فنظر منه بعض قصائد المقائد وهى الرائية التى فى الرد على القدرية . فقال معرضا ما أرى هاهنا الا موافقة اهل السنة . فقلت له : وما خالف هذا الكتاب فهو خلاف السنة ,. وکان ابو عمار ذا کرامات فمن کراماته ما حدثنا به فى وارجلان شيخ من اهل الصدق والبر حكاه عن ثقات قال خرج ابو عمار فى سنة من السنين فى فصل الر بيع الى بادية بنى مصعب بغنمه فتوغلوا فى البرية ٠ تتبعا لطلب المرعی ء حتی قر بوا من جبال « بنی اشد » فلما کان یوما من الايام قال ابو عمار لاهله اشتفلوا بمشاء عمار الليلة المقبلة . و كان هذا القول منه غدوة , وكانوا قدعهدوا عمارا بوارجلان , الا انهم لم يمكنهم الا امتثال امس الشيخ , فوافق وقت اعلامه اياهم توجه عمار من وارجلان الى قصور بنى مصعب , فلما اصبح صباح يومئذ . قال لضيفه : انظر لى دليلا استأجره ان يصحبنى الى موضع الشيخ , بشرط ان يکون على نجپب مثل نجیبی ٠ ليکون مبيتى عند الشيخ فانی شدید الاشتياق اليه , فال له : ليس لها الا « فلان » فارسلوا اليه فوجدوه ينضح زرعا له بالطبق , فقال اخشى على زرعى ولا بد من موافقة ابن الشيخ , قال فاستاچره بدینار فر کب کل واحد منھما نجيبه..ء وصارا يرجفان ويجدان السير بجهدهما . قال هو محمد بن وصاف العمانى من مشائخ الاباضية بالمشرق شرح دعاثم احم بن النظر ‏ وهو مجموع قصائد فى العقيدة والاحكام الشرعية ب والشرح فى ثلاثة اجسزاء اهو من المخطرطات القيمة 487 وكان نجيب المصعبى أسبق من نجيب عمار ء. وكان اذا تقدم قال له : مالك يا هذا الوارجلانی ؟ هلکت زرعیى عطشا یعنی آجهد لیکون رجوعی الی زرعی سريعا . فقال وكان بين الموضع الذى فيه الشيخ وبين القصر الذى خرجا منه مسيرة ثلاثة ايام » فما صلى الشيخ الا عمار وصاحبه قد انا خوا عندهم ء وآکلوا العشاء معهم . وذکر عیسی بن آحمد ان آبا عبد الرحمن الکرٹی کتب الى جماعة الشيوخ بوارجلان كتابا يسئلهم سوال مسترشد قال : فلما ورد عليهم کتابه لم يروا نفوسهم اهلا لمجاو بته الا ابا عمار . فجاو به عن جميعها حسبما يفسر. (سؤال) ما اليقين والقدر وما النرق بينهما ؟ .٠ اشغ اى (الجواب) : اليقين صحة الاعتقاد . وهو من‌افعال القلب وسلم . اعبد الله على الرضى واليقين , والا ففى الصيس على ما تکره خر کشر » . وقال : لو ازداد یقینا مشی على الهواء . والقدر ما قدره الله قبل ان يكون قال عليه السلام فی الایمان : ( ان تومن بالقدر خبره وشره آنه من الله ) سوال هل يقال لله تعالى بالبر برية ايراد ؟ الجواب : ما سمعنا احدا اجازه الا ابو سهل ,. ولل هروبهم من جوازه اشتراك اللفظة فى لغة بر , فانهم يسمون الداجن من الطير والوحش « ايرادن » ولمن اخلف الوعد « يردى » وهذا على حسب اللات , والهروب من المشكل الى الواضح أولى . سوال : ما الحكم فيمن قال ان الله ليس بييكش ؟ 488 الجواب : ان کان بر پریا آو ممن يعرف اللسان البر پرى نهو کمن قال : «ان الله ليس بإلاه» ومن قال ذلك فهو مشرك ء فقال بعض من حضر اراك ادرجت المسئلة فقال أو تشکون فی ربكم ؟ فقال حینئذ عبد الله بن سجممان سمعت شیخنا ايوب بن اسماعیل یقول : من قال ان ایکش السلحافة فهو مشرك بالله العظيم .٠ سوال ما اعلام الساعة ؟ الجواب : انها خمس اثنتان منصوصتان وائتنان جتان من النص وواحدة من الحديث , فالمنصوصتان قوله تعا ی : حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج الآية وقوله في عيسى عليه السلام وانه لعلم للساعة الآية والمستخرجتان من النص طلوع الشمس من مغر بها قال الله تعالى : ( يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها ) والدابة قال الله تعالى : « واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون » والحديث قوله عليه السلام : « نار تخر ج من عدن تطرد الناس الى محشرهم » وحبشي يعلو على الكعبة بقاسه يهدمها » وخسف بجز يرة العرب .٠ قلت وهذه الاجوبة انها هى على قدر وسع السائل لا بكونه مقدار المجاوب بل انما عرض فى تلك السوق ما اشبهها من المتاع 4 وما ينفد فيها , وادخر الخز والديباج لاشكاله , اللهم الا فى جواب السؤال الاخير . وقال ابو عمار حضرت انا , وابو يعقوب يوسف بين ابراهیم . مجلس شیخنا ابی زکرياء یوما فقصصت رؤیا دأيتها , وذلك آنى رآيت ابراهيم عليه السلام نزل من 489 السماء إلى « تموصين » ء قرية من قرى وارجلان فتعلقتت نفس الشيخ ابى زكرياء الى الرؤيا : فجعل يقول كيف رؤياك يا عبن الكافى ؟ يحب ان اكررها عليه فالتفت الى ابى يعقوب فقلت له , لا اعلم احداكك نيه ذه الصفات غير النبوءة في هذا الزمان , الا هذا الشيخ وائى لاحسب انه سیموت فی هذا العام . فمات فيه بعد أاشهر . وهذه الحمكاية من مناقب آبی زکریاء الا ان لابی عمار فيها صدق الرؤيا واصابة التأويل .٠ وسأل الشيخ ابو يعقوب يوسف بن ابر!هيم ابا عمار حكم مال من اشتسهد رحمهما الله بمحضر من أصحابهما وذلك بجبال مكةء فقال بلغدة ۲ عببا بنا نتنزه من اموال العرب التى بايديهم وننهى عن الدنو منها . وعن الدنو ممن يدنو منها ,. ونتجيم فى وجوه من يصاحبهم اذ کناببلادنا ء ها نحن الآن تاکل متها ونحمل عليها . ونتزود منها . ونحن فى أكرم بقعة وابرك بلدة . و نحن عايناهم يأخذون اموال الحجاجء ويسلبو نهم ء ویقتلون من دافع منهم عن نفسه اضراب « بنى مجزية » وغيرهم ء ممن شهر بالنهب , فقال ابو عمار هذه جزير تهم الا قعد فيما بايديهم والاغلب عليه الحلال , و تلك جزيرة البربر انهم فيها غارة وكل ما بايدى الفارة ريبة ء الا من ابصر شيئا عيانا فلا يحل له الدتو منه فى بدو ولا حضرء فانهم فى بلادنا غارةء و نحن البر بر في جزیر تنا کالعرب فی جزير تهم . قلت هكذا وجدتها , واقول والله اعلم .ان الذى استثناء من قوله ( من ابصر شیئا عیانا فيجتنبه ) اتما ذلك (1) يعنى بهم قبائل الاعراب التى تميس على الاغارة والنهب ,. واتخذتها حرفة .٠ وعرفت بذلك . وخاصه دمن اضطراب نمال افريقيا فی عهود الؤلف ١ رزاجم ن 490 فى بلاد العرب وجزير تهم , والصواب ان يذ کر آولا قبل ذكر بلاد المغرب (2) ٠ وروى ان ابا عمار كان يقول : اذا وقعت الفتنة بين فئتين من المؤمنين فالاحب الى ان يصطلحوا , فان لم يفعلوا فالاحب الى ان لا تغلب فئّة فئة . فان من احب ان تغلب احداهما الاخرى فقد دخل فى الفتنة » ولزمه ما لزم اهل تلك , وكآن سيفه يقطر دما . وروی عنه عیسی بن احمد انه قال السلامة عندى ان يكونا فى‌البراءة سواء ء لا يرجح احدى الطائفتين , فانه متى رجح أثم ٠ ومنهم أيو يعشوب يوسف بن ابراهيم السدراتى وابنه أبو اسحاق ابراهيم رحمهما الله نیدآ بذکر آبى يعقوب فى صدر الاسلوب فنقول : هو بحر العلم الزاخر المسخر للنفع.فترى الفلك فيه مواخر الرفيْع القدر والهمة ء الجامع لفضائل كل امة , المحتوى على علوم جمة , كان التوحيدى ينظ اليه فى وصفه للقاضى أبى حامد , وما اشتمل عليه من صتنوف الشوائد اذ کان له فی کل جو منتفس ء ومن کل نار ء وهذا الشيخ له يد فى علم القرآن . وفى علم اللسان , وفى الحديث والاخبار .٠ وفى رواية السير والآثار . وعلم التظى والكلام ‘ والعلوم الشرعية عياداتها والاحكامء و علم فرائض المواريث ومعرفة رجال الاحاديث ولم يخل من اطلاع على علوم الاقدمين ء بل حصل مع ملازمة الستة قطعة من علم الحكماء المنجمين . (2) الاولى ان يكون الحكم عاما فكل من عاين وشاهمد ما لا حراما بعینیه بيد غاصبه او سارقه‌فلا تحل له معاملته فيه ٠ سواء فی وطنه او فی غير وطنه 491 راي السيخ فى اهل الف 2 واما ابو اسحاق ابراهيم فامام فى علم الادب ء وان ذاكر فى الفروع فيا للعجب لقد تمسك من الحديث ء والاصول بسبب أقوى سبب ء وعند كليهما من الورع والزهد والتواضع والاقتصاد , ما ليس يدرکه اد من المتنسكين وذوى الاجتهاد , وان تقاربا فى نظم القريظ فان للشيخ قدرة على تاليف التواليف وله من ذلك الصدر الفنسيح الفليظء وقد كان لا تهمه عظائم المهماتء الا خدمة العلم منذ نشا حتى مات .٠ خسدمة العصلم حرص اهل وارجلان على الاستفلدة منه فکان متی زاره احد من الزوار وجده اما يتسخ واما یدرس ء واما يقابل واما یبرئی الاقلام » واما طبخ الحير . واما يسفر كتابا , لا يعدل عن هذا الفن الى ما سواه الا ان قام لاداء فريضة وكان اذا اعتمد تأليفا أو نسخ ديوان لا يهوله ولا يستعظم فيه صعوبة ولا كثرة فان ثه على ذلك قدرة . ولقد حدثنا بعض الئقاة قال : وقفت ببلادنا قسطيلية وسوف واريغ ووارجلان على سبع نسخ آو ثمان من كتاب العدل والانصاف' تاليف آبی يعقوب كلها بخط يده واما اثا فرآیت متها ٹلاڻا. و کان اذا جاء الى موضع الوضوء فی مسجد فی وارجلان انتصرف كل من حول المتوضى ء فيضع من يده سفرا ومفتاحا ويضع عمامته و كساءه 4 ويقعد فی ثوب واحد فيدخل المطهرة , فيرجعون ويأخذ احدهم شيئا متها الخ شیئا آخض ء حتى يرجع الشیخ فلا یجد شيا فيقول ردوا علي علائقی › فيقول احدهم ارد بعوض فيسآل عن مسألة فى النحو ثم يجيب فبرد ما أخذ ء ثم يسأل الآخس (1) كتاب له قيم فى أصول العقاثد والفقه لا زال مخطوطا 492 عن فريضة ويسأل الآخر عن مسألة فقهية ويسآل الآخس عن تأويل آية ٠ ويسآل الآخر عن تأويل رؤيا وعن غير ذلك فيجيب كلهم فحينئف يردون عليه ما أخذوا . فکان هذا دأبه رحمه الله حتى لقي الله . وحدثنی ابی رحمه الله قال حدثنا بعض اصحاب ابی سلیمان ايوب بن نوح قال : سآلت ابا سلیمان عما حصل من علم النجامة قال : رحم الله شيخنا ابا يمقوب عمد الى العلوم النافعة كعلم القرآن والفقه وعلم اللسان فحملها اينه ابا اسحاق ووجد عند نا افهاما قابلة لعلم لا ينشع يعنى علم النجامة فعلمناها , وقلت له ما غاية المنجم المحقق. ايعلم يومه متى يكون ؟ قال اعلم ان غاية المنجم العالم يعرف أسعيد هو أم شقى . وكان أيوب هذا يقول يکون وحدثنا يعض اهل وارجلان ان آول داع وصل الى وارجلان من دعاة الدعوة المهدية العيتروسى وصلها فى خيل فلما قدم اليهم دعاهم الى اجابة الدعوة . فتشاوروا فیما یأتون وما یدرون فاجمع رآی اکشرهم على قتله واصحابه حتى لا يظهر لهم ذکر فقال علماؤٌهم ما ضر نا ان نصل الى الفقيه ابى يعقوب نعلمه بما وقع فى نفوسنا ونأخذ ما عنده . فجاؤُوه بجمعهم . فقالوا له ء ان هذه خیل تدعو الى سلطان قد ظهر . وقد اجمعنا على ان نقتلهم قبل أن يعر فوا بلدنا . فانا تخاف أن يخر بوا بلادناان عرفوها ء فقال لهم › هوّلاء لا يخر بون بلد کم بل تنالون في (1) لا يخفى ما فى هذا الكلام من مبالغة . ففى المشرآن الكريم « وما تدرى نفس 493 وصول الدعوة الموحدية الى وارجلان الحديث عن حجازية ايى يعقوب ايامهم عزا واقبالا . وتلقون منهم فى بلادهم خير لقاء واكراما واحسانا ء اكثر مما تلقونه فى بلادكم . فأجيبوا دعوتهم تفلحوا فليسوا بالذين يخر بون بلدكم › واما الذى يخرب بلدکم فیخرج من سلجماسة يموت فى البحر . وان خرج من البحر انه يموت فى سلجماسة ء وعو المتلٹم , فاذا ظهر قلا بد ان یرد بلادكم قاع صفصفا ء سمعت هذا الخيس سنة عشرين وستمائة فلما كان سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين دخلها يحيى بن اسحاق المروقى التلئم . فهدم كل ما دار عليه سورها الى المسجد , وعاد وارجلان كان لم تفن بالامس . (2) وبلفنا ان ابا يعمقوب کان فى عصر شبيبته يقرا بقر طبة ففيها آتقن هذا الفن ء وفيها حصل بضاعة وافرة من اللغة غير مزجاة . وفيها قرآ جملة من كتب الحديث ومما يدلك على سعة ما عنده من هذه الفنون قصيدته الحجازية المتطاولة . فانه أودعها فصولا على ما ذكرته مسن ذلك ء اپياتها عدد ايام العام بدآ فيها بفزل رقيق ثم الرحلة عن وارجلان والتنبيه عمن صحبهم فى ذلك الر كب ء. وذکر الطريق منزلة منزلة فى سيرهم حتى وصلواء وذكر لمناسك » ثم فمل كذلك حتى خرج ء ثم خرج الى شىء من علم الحدثان ثم وعظ احسن وعظ ء وتذكير . ففيها ما يشهد له باتساع الفن , فكنت اعتقدت ان اودعها هذا الكتاب واشرحها اجابة لرغبة من رغب الى ذلك ء لكن منعتنى العجلة فى تعليق هذا الكتاب . وكونى أيضا لم اجد من ير ويها عن ابى يعقوب فارويها عنه على صحة (2) يشي الى خراب سدراته على يد الميورقى وما أصاب وارجلان 494 واعرف مقاصده فأحدو حدوها . ولعمر الله ان فيها لفوائد كثيرة . ولابى يعقوب تاليف كثيرة . احسنها فيما ذکر لى آبو العباس ابن محمد كتاب الدليل والبرهان هو فى علم الاصول ء واما انا فلم اقف عليه لانى اذ كنت بوارجلان لم اعلق همتى بنظر هذا الفن , فلا قوة الا بالله . وآيضا فان الامهات منه قليلة . وسمعت فى وارجلان من جماعة شيوخ ان ابا اسحاق رآی فی منامه کان نخلتين صنوان احداهما باسقة والاخری قصيرة و كان والده فى الطويلة منهما يجتنى منها مارا وکأنه عالج الطلوع فقدر على الصغيرة , فلما صار اليها عالج طلوع الكييرة الى حيث كان ابوه فلم يطق ء فقصها على ابيه فقال يا بنى انك تحاول منزلة ابيك فى العلم وانت دونها. آيو يعفوب يوسف بن خلفون ومنهم ابو يعقوب يوسف بن خلفون المزاتى رجمه الله المحقق الوصول الى الناية فى علم الفروع والاصول ء ان درس فلقن أحسن تلقين . وان افتى فمغترف من عذب معين لا يخشى منه تعسف ء ولا يدرك الفاظه تكلف ء كثر الاطلاع على مسائل الاتفاق والاختلاف, وكثير الدفاع عما قيده فقهاء الاسلاف ء وله تعليقات عجيبة . واجوبة محافظ على بيضة الدين » محصن للمذهب امنع تحصين , مقنعة مصيبة . الا انه كان مع محافظتنه وكثرة حه . يعجب من ضعف بخته مع الاخوان , وقلة حظه , فانهم لم 495 يقيلوه فى المشرة انصافا › ولم يهبوه من اتفسهم أسعاقا ء بل قد أذاقوه العقوق اصنافا » وجرعوه مته مرا زعافا . حدثنى غير واحد من اصحابنا ان ابا يعقوب يوسف بن خلفون كان كثر المطالعة فى كتاب الاشراف (۲) وغيره من تصانيف علم الخلاف , فكان العزابة يكرهون ذلك وينتقمون عليه . وينهون عنه . حتی انه ربما شافهه بعضهم يقول « تركت المذهب , أو رغبت عن المذهمب » خير اختلاف الشسيخ واظهروا له الكيل بهذا الصاعء فلم يكن رغبة عمااكرهوه كنب الغالفن للمدعب ولا اقلاع ء قال فلم يروه معرضا عن سلوك ذلك المنهاج ورآوا منه التمادیى و اللجح فاوجيوا عليه كلمة الهجران وقالوا له لا تقربنا من الآن فانك اسهبت فى المناقضة أي اسهاب › ورغبت عن طريقة امامك عبد الوهاب ء فعند ذلك التفت اليهم وقد ولى فقال لهم : «والله ما فيكم وهبي غری » ومما نقموه منه اعلان القول بان يقول لهم والله ما علمت لکم کتابا غير کتاب «اختلاف الفتيا» و«والغانمى» فكانوا ينسبوه بذلك الى تعجيز الصزابة وذم تواليفهم ٠ والبحث عن معايبهم والتصريح عما يضع منهم . وحاشاه بل لو قال الآن احد هذا القول لم انسبسه الى نقص ولا تنقيص ء والذى يظهر فى هذا الشأن ان كلهم مصيب ء فان العزابة اذا فضلوا كتب العزابة وعصيوالتر‌جيح غبر‌ها عليها فوجه العذر لهم وللمولعين بين ظاهر , وهو ان الذى صنفه الاشياخ انما جاءوا به على حسب موافقة المبتدئين اهل اللسان البر برى . وذلك جهد طاقتهم . فاذا اوجيوا (1) لعل الكتاب هو كتاب الاشراف على مذاهب الاشراف , لابى بكر النيسابودرى الشافعى المتوفى سنة 318 ه جمع فيه المذاهب الاسلامية , وقد علق عليه الشضيخ أبو سعيد الكدمى العمانى وسمى كتابه زيادات الاشراف وكتابه هذا من ضمن المخطوطات اما انكار العزابة منه مطالعة مثل هذا الكتاب فراى شخصى , وقد وجهه المؤلف ٠ وليس رايا عاما لعلماء المذهب الاباضى ٠ كما يدل على ذلك صنيع الشيخ ابى سعيد الكدمى 496 الذنب على امثال ابى يعقوب فانما اقتدوا بقول من قال من المشائخ لا وقف على الخمسة والمشرين جزءا › لا يطعن فى هذا التأليف الا منافق يتخيلون ان قد حقت عليهم كلمة الخلاف , وانه لم يبلغه هذا القول , ولعله اذ جعل للمطمن وجها وللنفاق وجها غب الوجهين الذين ذهبوا اليهما » وينبغى ان يحمل ذلك على أحسن محتملاته , تزكية . وتقيامسا بحق أولياء الله العلماء. ووجه العذر له فى ترجيح الكتابين ظاهر ء. وهو انهما کلام عر بی غیں متکلف مع کٹیر ما تجد فی مسائلهم المسند اليه . والمعتمد فيهما غر المبتدئين . فكانهما ارفق لنفوس النجياء مشل انى يعقوب › ولقد حدثنى ابو الربيع عن أبى الحاج آبى عبد الله محمد بن سعيد رحمه الله ء انه يحکی عن جدى يخلف حكاية تدل على براءته مما قذف به . قال آبو عبد الله : خرجنا حجاجا مع شيختا يخلف بن یخلف حتی اذا کنا « بعقاب » قدم علینا فی وقت المساء رجل لا تعرفه ء فرآيناه يسال عنا فقال له يخلف من هذا السائل ؟ وممن هو ؟ قال انا ابن صباح المزاتی ء فاستحال ذلك شیخنا فبادره بان قال کذ‌بت ۽ قال ابو عبد الله وما رأيته قط عجل بسوء معاملة قاصدا الا تلك الليلة , ثم تدارك فساله ما شأنك ؟ وما وراءك ؟ قال قدمت مع عمى يوسف بن خلفون واعلمه بامور دلت على صدقه . فجعل يستغفر الله ويتوب مما فرط منه . فقال له وأين عمك يوسف ؟ قال يبيت عندكم الليلة المقبلة , قال أبو عبد الله فلما كان فى الليلة المقبلة لحق بنا هو ومن ممه ء فلما حل بنا آبو یعقوب لم یمکنا اقبال عليه لانا قد خرجنا من بلادنا والعلم عتدنا بانه فى الهجران ء ولا علم عندنا 497 بتو بته ولا غبرها . فجھد نا انا نتاسی بشیخنا فما تقدم فيه تقدمنا , قال فلما نزل الشيخان وضع شيخنا يده فی ید آبى يعقوب وتنحیا عنا غير بعید » فجمعل يشرب عليه ويعدد ما نسبوه اليه بتثريب , لم نفهم منه الا ما عايتنا الشيخ كلما ذكر خطيئة خط باصبعه في الارض فكلما عد عليه شیئا ذکر وجهه وسببه واعتذرء واستفغفرء حتی آتی على جميعها وظهرت براءته و كان الشيخ يخلف يقول له في تشر‌یبه یا ابن خلفون کیت و کیت ثم يخط . ويقول يا ابن خلفون كيت وكيت , واطال العتاب وابو يعقوب مطرق الا انه مهما عد عليه شينا ذكر عذره ووجهه . وسببه حتى توجه عند الشيخ عذره فسمعنا شيخنا يقول الحمد لله رپ العالمين .٠ وقاما معا واعتنقا وقمنا نحن أيضا وسلمنا على الفقيه ابى يعقوب وسلم علينا وتأنسنا به » وسرنا الى بلد الله الحمرام . فادركنا هنالك ركب اخواننا اهل عصان ومعهم فقيههم الذى حح بهم يسمى ناجية بن ناجية . قال ابو عبد الله فحججنا حجة لم يحججها مغر بى قيلنا ولا بعد نا وذلك انه لا يضيق الال باحد من اصحابنا آو تنزل عليه نازلة من مسائل المناسك أو غبرها من مسائل الدنيا الا والاها احد الفقهاء الثلاثة ء فيجد عنده الشفاء قيما يأتى آو يذر . ورجعنا الی بلادنا وابو يمقوب راض مرضی عنه وبلفنا عن بعض من عاصره انه قال قدمت من جهة ابلس بعد قراءتى فيها على الشيخين ابی محمد عبد الله وابى عمران موسى النفوسيين مسائل المذهب فقصدت جهة وارجلان لألاتى الشيخ « ابا رحمة اليكشى «» وأعرض عليه ما اخذت , قال فاجتزت على « تينيماطوس » وبها الشيخ ابو يعقوب ثم جئت الى ابى رحمة « بایفران » قلما 498 رآنی قال لى : على « تينبماطوس » كان طريقك ؟ قلت نعم قال هل سلمت على فلان ؟ قلت لا , قال لو سلمت عليه لم اسلم عليك فهذا الخبير وشبهه لعله كان قبل قصد أبى يعقوب الى الحج , أو كانت وحشة بين الشيخين لا ذنب فيها على احدهما , أو لا ذنب فيها على ابى يعقوب ء والا فلیکن صحيح اعتقادك على ما حكاه ابو عبد الله بن سعيد . ومما قيد من تعليقات ابى يعقوب للاجوبة عن المسائل التى سأله عنها سائل فكتب بها اليه وبين ما فى جميعها من آقاویل العلماء . فوجه ما قاله اصحاينا 4 واستدل على صحته بادلة قاطعة . رسالته الى اهل جبل نفوسة مشتملة على فقه ووعظ . أيو عبد الله محمد بن على ومنهم ابو عيد الله محمد بن على السوفى رحمه الله .٠ ذو السخاء والفتوة . والدين والمروءة , والقيام والصيامء والسهر اذا الناس نيام المتحرى الاورع , الوقور الاروع ء الحازم ولم يفرط ء الزاهد ولم يقرط ء سلمت له دنياء مع سلامة الدين › وكان يذ كر فى الهادين المهتدين وممن تجرى الصالحات على يديه . ويفزع نى الصغائر اليه ء فانه لحلیم آواب وذو دعاء مستجاب وله ید فی مسائل المذهب , وفى المواعظ اذا رغب أو رهب . وحدثونا انه وقعت فتنة ببلاد درجين السفلى الجديدة ء فافضت الى حرب الاوطان وذهاب الانفس والاموال ء٠ واشفى كلا فريقيها على التلاشى فبلغ ذلك أهل الدعوة فى الجهات الشرقية والغربية . فعظم عليهم ما نال اهل درجين من الضعف واستبدال احوالهم 4 واستبعدوا استصلاح 499 الصلح الذى تم عل يده ب اهل رجن حالهم بعدم الاسباب المعينة على ذلك فحرك الله سبحانه الى ذلك ابا عبد الله محمد ووفقه لا يحبه ويرضاهء من امتثال امره فى الاصلاح بين الفيئتين مسن اذا اقتتلوا ونصرة السبيل الذى منه يتوصل الى اصلاح ذات بينهم فقدم من سوف ا ی ان وصل «درجين» فتمادی الى خارج ربض « نفطة » ولم يدخل درجین فنزل اليه من ربط نفطة من العزابة فيهما الحاجان يخلف بن يخلف ومحمد ابن سعيد ء فرغب اليه يخلف فى التزول الى الضيافة فامتنع . وقال انا جئت لمهم ولا ابد بغخيره جتى يقضيه الله . وييسرەه ,. وانا آحب معاو نتکم بآن تستحضروا له كل مهاجر اليكم وفارق لوطنه بسبب هذه الفتنة وترغبوا اليهم فى الدخول فى هذا الصلح , فانهم عندی اشد ممن فی درجين . وارجوا ان اجد ممن فی درجين من المطاوعة ما لا اجده فیمن عند کم . فاغیثونی باحضارهم وهلموا بهم الى خارج درجين › فصحبه عزابة الر بض ومعهم من طاوعهم من اضيافهم من بنی درجين ء والا کشر قد طاوعوا او انابوا . ولا صاروا باجمعهم مع الشيخ أبى عبد الله حول مسجد قنطرار خرجت اليه جماعة بنى درجين من كلا الفريقين , فيهم والموتور . ورغب الى أولياء الدماء فعشوا عنها , وتدب جميعهم الى الصلح فاجابوا ء وعقد بيتهم الصلح , فلما اصطلح الفريقان استدعی سبع حصيات من ايدى سبعة رجال حجاج حضروا حینئذ . ٹم قال هذه حصیات تناولتها ايد قد استلمت الحج الاسود ء وحفر فى الارض علي قدر ذراعين حتى غاب عاتقه ودفن الحصيات › ثم قال هذه فتنة اهل درجين قد دفنت , فمن أثارها جعل الله بأسه فى 500 رآسه . فامنوا كلهم على دعائه . وقطع الله تلك الفتنة الى اليوم . وكان الذين تخلفوا بالر يض وآبوا ان يحضروا الصلح وآن يرجعوا الى البلد ثلاثة أشخاص , فدعا عليهم فلم يعقبهم خيرا ودعا على الذين عفوا عن الدماء وآنايوا الى الصلح فنموا وكثروا. وذكروا عنه انه قال : دعوى القبائل هى التى تحرك الفتن فادعوا الله على من دعا بها . ففعلوا , فلما انعقشد الصلح دخل وتضيف وحمد الله تعالى وشکره على ما جرى على يديه من الخير والصلح . وذكروا عنه انه ما عزم على المسير الى الحج اودع عند الشيخ افلح المرغنى مائتى دينار ء فلما قدم بعد عامين قال له ما فعلت الوديعة يا افلح ؟ قال اكلها الزمان يا محمد فلم يسأله عنها حتى لقي الله تعالى . و کان آبو عبد الله عظيم القدر فى اهل المذهب بحيٹ لا يجهل موضعه , ولا يجحد حخقه ولا ينكر فضله فمما يشهد بذلك قصيدة الشيخ أبى يعقوب يوسف بن ابراهيم ` السدراتى الحجازية وقد حضرت الفقيه أبى العباس احمد مرارا وفی يده دیوان شعر آبی يعقوب فاذا قرآ لنا القصيدة المذكورة وبلغ قوله فيها : خرجنا نوم الشرق من حيز وارجلان بفتيان صدق من وجوه المعشائس الى قوله : ومغراوة عليا زنانة كلها ء يقول لنا لم يسافر فى ذلك الر کب من مغراوة غير آبی ء یعنی الشيخ آبا عبد الله فيسلم له بذلك جميع من حضر من مغراوة , وناهيك 501 ما کان مله وهم فی الطظلريق الى نفزاوه ومعهم اموال بواحد يقوم مقام جماعة فى مثل تلك القصيدة التى بقیت تاريغا . أبو يحییى زكرياء الڕاسنى ومنهم الشيخ آبو یحیی زکریاء بن صالح الیراسنی رحمه الله ». علم المذهب ومناره › المحمود فيه عينه وآثاره وناصره متی قلت و کلت انصاره . وعامر ربعه متىی ولت واعتلت عماره , اتاه الله فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة . أشهره الله فى خدمته فاطال عن خدمة الدنيا وسنه 4 واوسع عليه فى الاخلاق والارزاق والاعمال والمال والعطام والئناء سعة تناقلتها الالسنة . ومنحه من البركة ويمن الحركة ما اقام فى ساعة من العصمر مقام سنة ء وهو الذى فضله الله باشياء فضل بها الاله الاموات والاحياء : الورع والسخاء . ولزوم السبرة ونفوذ عين البصيرة 4 وتساوی صلاح العلانية والسريرة . واليد العليا فى الكبيرة من الصلات والصغيرة . سمعت من غير واحد من المشائخ حکایات فی مناقب الشيخ آبى يحيى زكرياء بن صالح منها ما هو فی باب الجود والكرم . ومتها ما هو فى الكرامات وعجائب البطائن » ويمن الناصية , وبركة الرأي ء فمن ذلك ما سمعته مرارا عن أبى رحمه الله قال : وصل الشيخ آيو زكر ياء ذات مرة من سلجماسة الى وارجلان . ثم خرج من وارجلان متوجها الى جربة فى جماعة من اصحابه يکو نون خمسة وعشرین راکبا . أو عشرين راكبا ومعهم قريب من مائتين وخمسين مثقالا ذهبا تبرا ء لا صاروا بيعض الطريق بين وارجلان ونفزاوة وأصبحوا راحلين غادين 502 بین کثیان رمل اشرفوا من أعلی كشب فرآوا نعما کثیرا فی المرعى ء ومن ورائها احياء فأيسوا من السلامة , الا انهم تضاموا واخفوا شخوصهم قبل ان يراهم احد , ثم تشاوروا فيما بينهم . فقائل يقول (ندفع ما معنا) وقائل (ولى خلفنا) وقائل (ترسل اليهم من يجاعل على سلامتنا بجزء مما معنا) ثم قالوا لى ما عندك يا شيخ البركة ؟ فقال انتما مثلنا مثل أعمى سلم عينيه الى القادح ليقدحها رجاء انجلاء العمى فان ابصر نورا فبضل من الله ولطفه به » وان لم یبصر فانما کان اعمی ویقی اعمی و كذلك تحن . وعندی رأي هو بمنزلة القدح فان فعلنا ونجونا فبلطف من الله . وان عطبنا فتحن عاطبون من قيل ذلك ء قالوا وما رآيك اليارك ان شاء الل ؟ قال : آری ان تستدیں مع بعض الاحقاف الى اقرب قطيع يلينا من التمم الذى رأيناء . فتخرج الى القطيع على حين غفلة من ارباب الابل ورعاتها ,. ثم ندخل فى وسط القطيع ء ثم نقول لهم ء نحن دخلاء هذه الابل ء. ففعلوا فعند مروقهم من بين الكتيان ودخولهم فى الابل راتهم فرسان ,. فما کان پاسرع من اتيان الخيل اليهم مثنى وفرادى متوجهين مر جفين ء فاذا هم من «المفترف» وللمفترفين اذ ذاك احساب طيبة ء واذا برب القطيع من اشرف اول فارس » فقال لراعی ابله ما هذا ؟ قال لا ادری , الا آن الال كانت ترعى فلم الا والر کبان كانت فى وسطهاء وقالوا نحن دخلا لصاحب هذا الابل وقال الفارس لهم امان الله. واذا يالخيل تر كض فقال لهم : لا تتعبوا خيلكم فقد حرموا , قال : فانزلهم واکرم مثواهم ثم صحبهم آو اصحبهم من خيله من بلغهم ا ی مأمنهم من قرى « نفزاوة» . 503 مكانة الشيخ لدى وسمعت من جماعة منهم آبى رحمه الله ان الشيخ آبا 7 7 زکریام یحیی کان بمراکش فی آیام ولاتلها فبلفت عندهم منزلته مبلغا عظيما . وکان له بها جاه عظيم ما اشتهر من امانته وصلاحه . ومحافظته على دینه . ولا ظهر من کراماته وبر کاته , و کان مختصا بيعقوب (1) وهو اذ ذاك وزير أبيه ». وقبل أن يلي الوزارة , فکان یلبی له کل مطلب ء› ولا يكاد يحوجه فى كثير من المسائل الی آبیه الى ان قال یوما عرفتی بکل سبب تامله عند امي الؤمنين لأتكفل لك به عنده . واسعى لك فى كتاب كريم يكون لك ظهيرا › واتمشى لك به كلما تحب ء فقال له : بل ان عندی شىء آريد أن القيه اليك . قال وما هو ؟ قال صح عندی بدليل لاآرده انك الذى تل الخلافة بعد آبيك دون من سواك من بنيه . وأراك ان تکتب لی ظهرا بماذکرته فيكون منك »› ولا احب ان يكون من سواك ء. فقال له ان كتابى لا ينفعك شیئا ثم من اين لك ما ذکرته ؟ قال له ما ذكرت لك الا قولا صحيحا ء فكن منه على يقين , ولا اعتقد النفع الا فى كتابك , فاستبشر وکتب له بما احبء فلما وى اتحدر الى افريقية بعسا کره فوقف اليه وذکره الموطن واحضر كتابه ء فضاعف اكرامه وقضى مسائله واعلیى منزلته وشفعه فى كل من شفع فيه . وانتفع بعنایته جميع أهل الجزيرة بل أكش آهل المذهب الا ما شاء الله . ومنهم أبو يحیی فصیل بن مسعود رحمه الله شيخ الانبساط والانقباض . والعمزوب عن الدنيا والاعراض ء والاحتقار لما يستعظم الناس من (1) هو يعقوب المنصور من احفاد عبد المؤمن مؤسس الدولة الموحدية . وله أعمال 504 الاعر اض ء وسلامة الصدر من الشهوات والاغراض ء المجدد لا كان من السب قد أشفى على الانقراض ء المزرى بجنيل معرفته ومعوفه على البح الفياض ء المقنى [يام عمره فى الصلاح فتساوى. عنده مستقبل وماض , الموفى لله عز وجل بما تعين عليه من الافتراض ٠ الشيخان أبو عبد الله محمد , وأيو الربيع سليمان ومنهم الشيخان آبو عبد الله محمد بن داود وأيبو الر بيع سليمان بن داود رحمهما الله كلاهما بحر العلم والسماح . وعمادا آهل التقوى والصلاح ء فسيحا الجنان وان كان فى اللسان تعذر افصاح . نصيحان فى الله متى عدم التصاح , ان وعظا او ذكرا فنور الايمان يمتاح ء و كذا الزيغ والفساد يتكشف عن مستمعه اى انكشاف وينزاح ء لا يرى عند مرضاة الخالق بسط المخلوق من جناح . طالت آيام بی الر بيع فعمت السعادة غدو ها والرواح . وشملت بر کته آهل القرب والانتزاح . حدث آبو الربيع عن بيه قال حججنا وقفلنا الى بلادتا فتشبث رجال من اصحابنا من نفوسة الجبل بشیخنا يخلف رحمه الله . فلما وصلنا حيز طرابلس رغبوا اليه كل الرغية فى ان يصحبهم الى بلدهم » ليبين حدوداجهلوعا فى نسيهم ونشبهم › ورجوا ان يجدوا عنده حفظ ما يخلصهم في دينهم ومذ‌هبهم» قال فأجاب رغبتهم واذن لتا فى التقدم عنه فو دعناه وتقدمنا . فلما فارقته وجدت من الوحشة لفراقه اضعاف ما كنت وجدت من التأنس به , فكنت الملطلق المسجون , الوّالف الشجون . فما راقنى من لقيت بعده حتی قدمت على الشيخ سليمان بن داود رحمه الله 505 الشيخ او عبد الله يعظ امحل جربة عن المداينة وذلك بمنزله «بتونين» قال فلما لقيته لقيت شيخا جليلا عظيم القدر , متناهيا فى الصلاح ›. ووجدت منه تانيسا وافادة . حت سلوت عن کل هم وکان سما حفظت عب عند التسليم انى : ادع . فقال : بل ادع انت ففی لشي د لتوا اشاح ولديروا الفا ود الصلاة وهى رباعية وآظنها صلاة الظهر ء قال فأقام الصلاة وقدمتی . فقلت : انى مسافر فقال لى اعتقد الاقامة هنالك . وصل بنا , فامتنعت منه كل الامتناع . فقال ساعد , فما من ذلك بد , قال فلما قضيت الصلاة وحضرنا طعامه أوتى بزجاجة فيها شراب فعرض علي الشراب فامتنعت فلم يکرر علي ء وشرب هو , وقال هذا شراب حلاب اقتات به , اذ لا أقدر على الطعام لضعفى ولا اكلنا تناول باصبعه من الفضلة . فقال آكل هذا تبر كا وان كنت لا اقدر عليه . وحدث بعض اصحابنا ان أبا عبد الله محمد بن داود رحمه الله دخل جربة سنة من السنين زائرا فجلسوا عنده ذات يوم فجمل يعظهم ويذكرهم ويخصهم واحدا بعد واحد حتى افضت النوية الى الشيخ أبى مسعود فتال له ما هذا الذى بلفتى عنك يا أبا مسعود ؟ فقال له وما هو ؟ قال بلفنى عنك انك تداين ضعفاء اهل جر بة فى حال العسر ; ثم تاتيهم لتقاضى دينك . فاذا رأوك من بعيد ادخلت الروعة على المرأة والطفل , وأئمت فيي , ويرو ع المديان منك ء واستدعيت منه بذلك ضعف دينك وقلة مروءتك . وما هو الا أن يروك ويقولوا هذا ابن أبى زكرياء قد أقبل . فعل الله به وصنع . أترضى لتفسك ومنزلتك وأبويك ومنصبك ان تكون هذه منزلتك ؟ كلا 506 رجالا . فقال انی تائب یا شيخ ولا اعود . ومنهم أبو محمد عبد الله بن يحبى ين عيسى العباسى رحمه الله ممن يقدمونه اذا عد الاتقياء وينسيون اليه السخاء متى عد الاسخياء . و كان لتحرجه لا يتحرى من الطرق الا ما یجری فيه خلاصه ء ومن جوده الذی حيل عليه کان من الوّثرين على انفسهم ولو كان بهم خصاصة . حدثتى بعض العزابة عن الشيخ عبد الله عن على قال خرجت من أريغ أريد وارجلان فى جماعة من العزابة ء فسلكنا على تلا متنزل الشيخ عبد الله بن يحيى ¢ قال فخرج الى العزابة فسلم عليهم ء وانزلهم للضيافة . فلما دخلنا موضعه قدم لنا تمرا كبيسا معسلا ء ولبنا عجيبا ء فلما اكلنا من ذلك ما اشتهينا احضر صحفة ثريد ء يقدر کل واحد منا ان یأتی علی آخرها وحده آو هو وآخر حتی لا یبقی منها شيئا ولا يدره . قال وعلیها من الزید ما اخرجه من اللبن الذى شربناهء اولا مع التمر ›. قال فينظى کل واحد منا ای صاحبه تعجبا منه كيف قابلنا بالطمام القليل ونحن تسعة او عشرة . قال ووضعنا فيه ايدينا وكلنا قد استقله , قال فوالله لقد صدرنا شباعا غاية الشبع وفضلت منه فضلة صالة , قال فلما اراد الصزابة الحروج عدت اليه لأخبره بذلك فوجدته يفرق تلك الفضلة على الجبران , ثم دخلت عليه فصادفته على مرضخه وبين يديه حشف أحرش یایس وکوزماء . وکلما رقع حشفة رضخها وازال نواتها واكلها . واتبعها بجرعة ماء 507 الشيخ يدخر کرام ماله لاكرام الضيف عرض عليه الاقامة والنفقة ليحفظه القرآن من الكوز . وفض النواة لعلف الغنم , فقلت له ما هذا يا شيخ ؟ هلا اكلت من التمر الذى أطعمتنا منه ؟ فقال یا بتی ان من اكل خيار ماله فقد اكل دم وجهه , وذلك مدخر لا مثالكم , وان الذى بين يدى مع العافية كثير . ثم قال هل لك يا عبد الرحمن فى رأي هو خير لك من السفر ؟ قلت وما هو ؟ قال : ان تقيم هنا وتنتفع بتحصيل القرآن وفوائد . ولا تعدم ما تتزود به من الال . قال فقبلت بنصحه وأقمت عنده وكان قوي الحفظ لكتاب الله العزين فكنت عنده فى أرغد عيش وفى اجتهاد وعكوف على درس القرآن . قال واقبل فصل الر بيع وخرجت أغنامهم الى المنزل الموالى للبرية طلبا للمرعى ٠ ولينتفعوا بالبانها » وخرج بعض العيالات , وكان الشيخ مقيما نیمن اقام الا انه لابراره بی قال یا بنى انى لأكره ان يفوتك اللبن وهو فى هذا الفصل غنم , والاغتذاء به نعم وأرى لك ان تخرج مع العيال الى المنزل البرانى › وتخرج معك مصحفا ولوحك , فاذا حفظت محوت كلتي صفعتيه ثم كتبتهما من المصحف » ثم جئتنى فتصرضه على ثم تخرج وتكون هنالك حتى تحفظ ما تحصل فى اللوح , فلا يزال ذلك دأبك مدة الربيع , قال ففعلت وأمر من تكفل بمعيشتى أن يخرج تمرا طيبا برسمى وامر المتكلف بعيشى ان يجعل وصيبا مملوءا برسمی لا يتناو له غبری ء فكنت على ذلك حینا حتی نلت ما منانی به من حفظ القرآن والسير والفوائد , وافادة الال . عبد السلام بن عبد الكريم ومنهم عبد السلام بن عيد الكريم المزاتى رحمه الله ٠ 508 الورع الجواد الكثر الاجتهاد ء كم تردد على الخلق حتى استفاد ,. وقكرر فى زيارة الشیخ حتی فاز بالمراد . حكى عنه انه قدم أول قدومه من الحلقة فسأله يوسف بن ابی حسان عن ثلاث مسائل مما يستعجز به المبتدؤُون العماجزون , فلم يجبه عن واحدة . فقال عجلت بالر جوع يا عبد السلام وانت محتاج الى الحلقة فليت شعرى ما الذى جام بك ؟ قال وقد اخجله بكلام شافهه به فكان ذلك سببا لرجوعه الى الحلقة , قال فرجعت الى عيسی بن احمصد فقرآت عليه ما شاء الله ثم رجعت فاجبت السائل الذى سآلنی عن مسائله وعن . قیل و کان مفتیا لاهل مکانه يحتاج اليه اهل زمانه » وعنه يحكون انه قال : سافرت مرات فأحسن سفرة سافر تها انی‌سافرت‌مرة ومعی اصحابی عزابة قدر ثلاثين رجلا , فاذا دعا اهل الرفقة بالكلام الذى هو اشعار بالاكل حط العريف الزاد عن البعر , فما يحطه الا واصحابی محدقون به لم يغب منهم احد , واحسن کتاپ قرآته كتاب كتب الى به الشيخ ابو عبد الله محمد بن داود وكتب لى فيه اخبار اهل الدعوة كلهم . واحسن مر کوب رکبته حمار صحبت به خيل الاعراب ء. فکانوا يهمزون خيولهم بالاشابر وحمارى لم يتخلف عنهم . أيو نوح يوسف واينه أبو زكرياء یحیی ومنهم ابو نوح یوسف وابنه ابو زکریاء یحیی رحمهما الله . لكليهما فيضان فى العلوم يزرى بفيضان البحس ء ونظم یزری بالدر . یباهی قلائد النح ء. بل تزان به فوائد الدهر , ومأثر حميدة الذكر ,. لها انفاس نفيس العطر ء وهما اللذان احيا ما ورثاه عن جدهما محمد بن 509 قيام الميخ باحقاق الحق فى وغلانه بكر ء وبقيت فيهما بر كته تتوارث الى هذا العصر › بل هى باقية ان شاء الله الى يوم الحشر , وكان كل واحد متهما شديد الغضب فى الله متى قام فى انكار المنكر » معتمدا علي الحق فى السر والجهر ٠ فاما ابو نوح فقد كان ساعية دأبه فى تنمية الصلاح , ومحو آثار الفساد بحيث ما كان لا يفتر عن هذا الفن . و كان مطاعا مسخرا الى القوي والضعيف , والقريب والبعيد من اهل مذهبه وغيرهمم ء و کان اوسع بضائع حفظه سير اهل الدعوة واخبار السلف فمتی رآیت فی هذا الكتاب أو فى غبره من كتب المشائخ رواية عن آبی نوح ڦهو هذا الشيخ فاعرفه . وأما أبو زکرياء عنه انه کان اكثر حفظا من ابیه وله تأليف فى المذهب ء وله فضائل مشهورة منها القصيدة الحجازية .٠ وقصيدة فى الاعتقاد . ومخاطبته الى الفقيه ابی اسحاق وغيره ء امسكت عن تقييد لك كله اختصارا .٠ وحدثنا بعض تلامذته قال انتقل الشيخ أبو زكرياء وبعض آله من « تينيسلى » الى « وغلانة » فانزلهم اهل وغلانة . واكرموهم اكراما بليغا ووهبوا لهم انواع المؤاهب حتى ملكوهم انواع الاملاك العظيمة من مر كوب ومسكن وجنات وعيون , واكثر ذلك لابی زكرياء وکان فيها بحلقته على ابر الاحوال ء وکان متى سمع عن احد من اهل قرى اريغ فعلة شنيعة عن فساد آو فعل شىء من الکبائں أو ما يفضى الى الفتنة وتخريب العمار كائنا ذلك ما كان فانه ينهض اليه بالحلقة ء وان احتاج الى عسكر استنهضه حتى يتمكن من الفاعل , فاذا ثبت ذلك عليه واستحق ووجب حد ان قتل قتل . وان سجن سجن ء وان تعزیر بالحد آو النكال انفذ ذلك كله , قال فلقد كنت فى جملة تلامذة 510 حلقته مرة من المرات وكان فى فصل الشتاء و كان البرد فى ذلك العام شديدا . فنال التلامذة آلمه فآثره يعض اهل الموضع بقطيفة , فكانوا يتدئرون بها فى الليل فى بيت بالمدرسة مكان مبيتهم , و كان اذ ذاك ببلاد « تنتمر نت » رجل عات من افتك الفتاك , و.اشهر الدعار , فبات التلامذة ليلة من الليالى فنزع عنهم القطيفة . فقاموا ليدافعوه عنها فأصاب بعضهم بجراحات , فلما أصبح وقد عرف الفاعل استعظم اهل الموضع ذلك فخرج الشيخ وقد بلغت فيه هذه الفعلة مبلغا عظيما لتمديه على غر باء مساكينء منقطمين الى الله . وكان الفاعل ليس من اهل المذهب وفى بلد ليس فيه احد من اهل المذ هب فاجمع رآي جميعهم علىان يخر جوا بمسكر عظيم وينزلوا على البلد ويطلبوا من اهله ان يدفعوا لهم الجانى فان دفعوه لهم ارتحلوا عنهم وان أبوا قاتلوهم . فر حلوا بعسکرهم حتی نزلوا تنتمرنت فدفعوا لهم الجاتى وارتحلوا عنها . فلما صاروا بيعض الطريق ابتدره بعض العبيد فقتلوه . ميمون بن أحمد المزاتى ويوسف بن أحمد ومنهم ميمون بن أحمد المزاتى ويوسف بن أحمد الوسيانى رحمهما الله . كلاهما خلال الخير جامع ء وقد الجأهما الی سکنی درجین زمان غير مطاوع . فکان كل ما حفظاء من المسائل كالضائع , وان كان أحدهما أكثر حفظا بل الآخر افقه فى الشرائع واعلم بالاجوبة المقاطع . ذکروا ان الشيخ ميمون بن احمد كان ذا فطنة وذكاء . وعقل وذهن, و کان مصدرا بدرجين من قبل مقدمها مولاهم 511 احتفاء اهل وغلاية بالشسيخ وقيامه بالعدل والإملاح طال عمره حتى كف بصره ء فتخلى عن التشديد ء وكان يتمنى ان يلقى من يسأله عن المسألة سوال مستفيد فقلما ظفر بسائل , آو بلقاء عارف آو معترف ہما آوتی سن الفضائل . حدثنی ابی رحمه الله قال دخلت حلقة بنى درجين وانا صبى قبل ان اكمل حفظ القرآن فكان الشيخځ ميمون سيبا لتمرنى على قراءة الكتاب لانه كان يعظمنى اجلالا لوالدى ويخصنى بالفوائد , وذلك انه متى خرج الى المسجد دعانی وقال اقرا فأخذ الكتاب فاقرا فمتى توقفت فى بعض ما يشکل على قال لى حرك ولا ترهب ء فاذا قرآت حرفا فاصبت أو صحفت استحسن ذلك وکان يقول لى لا کف بصره اقرأ على سورة کذا وکذا . و کان لا یخلینی من فائدة وحدثنی من لا اتهم عن جدی یخلف انه کان متی حضرته تحفة ذكر عندها الشيخ ميمون وكان يحض على اکرامه ويقول : اكرموا ميمون بن احمدء قد اجتمعت‌فيه الصفات الثلاث عزيز ذل وغني افتقر , وعالم بين جهال . واما يوسف بن احمد فلا يبعد ان يکون حامل فقه الى من هو افقه منه , فانه كان حفاظا ,. ولكن لا يحسن التصريف بلفتی ان رجلا من آهل توزر قدم نفطه ثم حضر الى درجین فطلب مناظرا من آهل مذهینا فیمن نسب الى التفقه فابرزوا له يؤسف فذاكره فى مسألة يحفظها سردا فيها ولم يتكلم بفائدة تقنع ,. فبلغ ذلك الشيخ ميمون ففاظه واستقبحه . وقال : أقدمتم ذلك الجبان لمناظرة المخالف ؟ بئسما فعلتم و بئسما فعل , و كان الشيخ 512 يوسف كثي الورع والاجتهاد ذا خمول واقتصار ممن يتعلم مته ویستفاد . أبو الربيع سليمان بن عبد السلام ومنهم ابو الربيع سليمان بن عبد السلام الوسياتى رحمه الله . احد شيوخ الحلق الكبار ء الحافظ للسير والآثار › المروى عنه التواريخ والاخباز ء. لم تفته سيرة لاهل الدعوة فى كل الاعصار , وجملة أوصافه باختصار انك متى وجدت فى هذا الکتاب او غره رواية قديمة عن آبى الر بيع فهو راويها عن شيوخه الاخيار . يخلف بن يغلف وعلى بن يغلف ومتهم يخلف بن يخلف وابنه علي رحمهما الله . اما الشيخ فعلامة نسابة . ذو خشوع وانابة ء واجوبة فى فنونه معلنات بالاصابة ء وادعية سريعة الاجابة . وفتوة على دى الجنابة والغرابة ٠ يستطيب بذل المعروف كل الاستطاب ان كهم قلمه فاللسان قد حدت الآداب غرابه . واما الابن ففصيح اللسان , ذكي الجنان كثير الاصابة والبيان » ممن يقلد فى فنون الآداب وعلوم الاديان ٠ وحدثنی من لا اتهم انه كانت جماعة البربر وجماعة العرب من قبائل مختلفة . ومذاهب مفترقة يقصدون الشيخ يخلف فيجتمعون عنده افواجا يقضى بينهم فى الجراحات وغيرها ,. كلهم راضون بحكمه ء لا يرغب عنه احد لمخالفة مذهبه , ولا يرد عليه قولهء واما سكان الحاضرة فکانوا مفتقر‌ين الى علمه وحدثنی ابو عيد الله بن بهلول النفطى قال : ورد بعض الزوار على شیخنا ابی على حستون 513 مكانة الشيخ يخلف لدى اهل الدعوة وحسيرهم ولوع الشيخ والركب الذى مصه لى ضائقة عند رجوعهم من احج بن محمد بن عمران النفطى قال فأخف جلساوه من هل نفطة فى ذکر مناقب يخلف العزابی وبنیه . واهل بیته فاوسعوا فى القول والزائر الغريب يستحسن ويستغرب › حتى قال احد الجلساء للشيخ اترى يا سيدى أنهم يرجى لهم الخير عند الله لهذه الاوصاف ؟ وهم على ذلك المذهمب فلم يجبه بغير الصمت , فقال الزائ للشيخ يا سيدى وما مذهبهم ؟ قال الصلاح ,. وانقطع الكلام . وحدثنى ابو الر بيع عن‌ابيه قال : قبلنا يوما انا والشيخ يخلف من جنته بغابة نفطة فلقينا محمد بن عمران والد ابى على المرابطى فسلم ٠ وسآل عن الحال , ثم قال : يا يخلف ما منزلتى عندكم جملة العزابة ؟ قال منزلة مشمش وفشفش یعنی جلوازین حسینین کانا بین یدی قاضیى نفطة فاستعظم ذلك لا سمعه وكرهه ثم قال بماذا ؟ قال لانك تقول تدخل النار ثم تخرج منها . وهما يقولان انهما يدخلان النار ثم يخرجان منها فانبسط بعد الانقباض ء› فقال اهاهنا عدت ؟ قال نعم . قال والله انكم لمعذورون وان حجتكم لقاطعة . وحدثنى ابو الربيع عن ابيه قال لا قفلنا من أآرض الحجاز بعد قضاء الحج ووصلنا الاسكندرية وقد قل ما بايدينا فاجمع الرأى على الخروج فى زى هؤلاء المشاة ء لانا لا نقدر على ركوب البحر ولا نجد ما نشتری به ابعرة » فتحمل عليها , فاقتضى نظر الشيخ ان اشترينا بثمن ما بعناه من ثيابنا ومن فضلة ما بایدينا سقط التاع كالابر والمسلات وما خف من عطر ء ثم خر جنا متوجهين الى المغرب ونحن نسير فى قبائل الاعراب كل یوم , فاذا کان فى آخر النهار بعنا فيما والانا من الاحياء ہما نقتات به 514 من ذلك السقط , فما خرجنا من برقة الا وقد نفْذ الزاد وانقطع الاحياء من طريقنا ء ولیس لنا رفيق ولا دليل الا الله تعا ىء وقال لنا الشيخ يخلف تو كلوا على الله واستخيروه وسبروا ,. قال فسرنا فی مهامه لا شيء فیها , فر ہما وجد نا من المباح ما نقتات به مما تنبت الارض ء وسلکنا جرزا لانبات بها وليست بمسلك معتاد لسالك , فسرنا يومين أو ثلائة » ولیس منا من ذاق طعاماء فلما کان فی ضحی الئالٹ او الرابع‌قام امامنا شىء لونه مخالف للون الحمرةء فتيممناه حتى وقفنا عليه فاذا هو لبنة من جبن عجيب ء قال العزابة ما ترى فى هذا ؟ فقال الشيخ يخلف : ما هذه بأرض عمارة ولا بطريق فنقول لعل له ربا , وما هذه الا كرامة اكرمكم الله بها , فاقبلوا كرامته ء ثم تناول ذلك الجبن فقسمه بخنجر كان عنده على عددناء ثم تقدم يقطع الارض ء و نحن نتبعه . وقد اقتات کل واحد منا بنصیبه ء تم تمادینا نجد السير الى الغدء وقد كدنا نهلك جوعا فشكونا اليه ما اصابنا فاخرج من جیبه ما کان آخذ بالامس فاذا هو لم يذقه ء فقسمه علي عددنا واكل معنا سهمه من هذه القسمة الثانية ثم سرنا غير طويل فلطلف الله بنا ووصلنا ما والانا من البلاد على احسن حال , وال حمد لله .٠ وسمعت جماعة ممن ادرکه وممن ادرك مسن ادرکه يروون عنه الفاظا من منثور الحكم هو منشنها لو قيدت صارت دواوين كلها نافعة للدنيا والدين . و كان ابنه قد اسرع التنقل عن سلوك طريقة المتفحصين الى النظسر فى علوم الدين وبقى أصحابه جاعلين شعارهم الاشعار ء فربما عاتبهم على ذلك وبين ان فى الاستفراق فيها الغر والعار ء وهم يصدون عنه ولا يسمعون مته فمنهم الخلف 515 اشتل اشن با بن الخلف المتبوز بالز ناد الوارجلانى ء وعظه يوما فقال وميل بعض اصح“ إقلع من هذه الاشعار فقد اکشرت واشتغل بالفقه , فقال الي اشعصار مقابلسسة مع ابن العمودى المتصوف مر تجلا : دعنى بفقهك يا ابن يخلف اثتى ان التفقةه ك والتقى. آأنساك ذكر الخرد الابكار ولا أقول ان هذا فی الزناد مجون آو نقلته مما عبن عنه لسان شجون بل انما حنينه الى الادب فجعل له صفات الحجون .٠ وكان القاضى عمر بن غزوة النفطى يقول له : مارآيت مل على بن يخلف من الناس ء فمن عجیب ما رآيته منه ان آبا القاسم بن العمودى كان من مشائخ المتصوفين قدم من توزر ومعه طلبته . فاكرمه طلبة نفطة وصوفيتهم و بالغوا فی اکرامه فقلت لا ینبغی ان يفيب ابو ال حسن على بن العزابى عن مثل هذا الحضور , فاحضرته وقد حضروا ء فلما رآه ابن العمودى قال لى من هذا الجالس معنا ؟ قلت هذا الفقيه ابو الحسن ابن العزابى ء فقال أهو من الذين يبغظون عليا ؟ فلما قال ذلك رآيت ظلمة حالت بینی وبينه وندمت على الاشتغال باکرامهم آو اذا اشتغلت باکرامه ۰ لم جنیت على نفسی وعلی صاحبی فما اغناني واياه عن هذا المضور ء فلما سمع على منه هذا قال له : من انباك هذا یا شيخ ؟ قال کذا یذ کرون عنکم , قال : فهل رآیت احدا یسمی ولده باسم عدوه ؟ قال لا ء قال کان ابی من فقهاء الوهبية وقد سمانى عليا , قال ثم اخذ معه فى مذاكرة 516 تشفى الصدور . حتى استمال قلبه وملك لبه فجملت تلك الظلمة تنجلى حتى صرت فى ابتهاج عظيم . ولم يفترقا حتی قال له ابا ا حسن ارید ان لا تفارقنی مدة اقامتی بهذا البلد » وانفصل ابن العمودى يحمده ويحمد مذهبه . وحدث جماعة من اصحابنا ان على بن يخلف سافر الى غانة سنة خمس وسيعين وخمسمائة , فانتهى الى مدينة «مالی» فاكرمه ملكها غاية الاكرام وكان هذا الملك مشر كا وتحته مملكة عظيمة كل اهلها مشر كون ء وتحته اثنا عشر معدتا يستخرج منها الذهب التبر ,. فكان الملك قلما جلس مجلسا الا اجلسه معه اكراما له . وكان يتعجب من خلقه وخلقه . وكثرة عبادته ومحافظته على دینه . حتى عقد النية على الانفصال وقد قضى حاجته ,. وكان ذلك فى سنة قحط شديد فشكت الرعية ما أصابهم الى ملكهم ء فامر هم بالاستسقاء فجعلوا يستسقون ويتقر بون بيقر بانهم التى يمتادو نها فى ملتهم ٠ وذبحوا انواع الحيوان من البقر والفنم والحمير . حتى الاناسى والسناني , فلم يسقواء فقال الملك : «لعلى آلا تدعو الاهك الذى تعيد ان يسقينا ؟ فقال له لا يسعنى ذلك وانتم تكفرون به وتمصوته: وتمعيدون غبره . فان آمنتم به واطعتموه فعلت ذلك ورجوت ان يسقيكم , فقال له الملك علمنى الاسلام وفرائضه حتى اتابعك عليه . وتستقى لنا , .فملمه كيف يقر بالشهادتين فعلمهما . ثم قال اصحبنى الى نهر النيل ففمل ء فعلمه كيف يتطهر فتطهر ولبس ثيابا طاهرة ورقى به ربوة فوق النيل (1) (1) لمعله يقصد نهرا من انهار غانة كنهر النيجر مثلا لا النيل المعروف فهو بعية عن غانة 517 سفرة الشيخ ال غانه ودخول الاسلام الها عل يده فعلمه الصلاة فصلى , ثم قال ان انا صلیت فافعل ما ترانی افعل ء واذا دعوت فقل آمين فباتا ليلتهما فی ,عبادتهما وضراعة الى الله عز وجل ء. فلما كان بعد صلاة الصبح انشا الله سبحانه سحابة فما حاولا الانحدار من الربوة حتى حالت السيول بينهما وبين المدينةء فجاءهما زورق في النيل ء فركبا حتى دخلا المدينة ودامت السحابة سبعا غير مقلعة تسيح ليلا ونهارا » فزادت الؤّمن ايمانا واستدعت ايمان الكافر , فلما رأى الملك صنع الله تعالى دعا جميع أهل بيته الى الاسلامء فاجابوا ثم دعا أهل المدينة: فقالوا نحن عبيدك فاجابوا , تم دعا من دنا من المدينة من رعيته فأجاب اكشرهم ثم دعا الاقصين فقالوا نحن عبيدك ولك منا الطاعة وتتركنا على ما الفينا عليه اباءنا فسمح لهم , ثم حكم بان المدينة لا يدخلها الا من آمن بالله ورسوله ومتى روٌی فيها كافر قتل , تم قال له علمنى القرآن وشرائع الاسلام فجعل يعلمه حتى تعلم جملة ينتفع بها . فبينما هو عنده فى ذلك اذ ورد عليه كتاب ابيه يستدعی منه المجىء ويحجر عليه فى الاقامة فقال للملك اعلم انى على السضى فقال لا يحل لك ان تتر كنا نعود الى العمى بعد ان ابصر تنا دين الهدى , فقال أعلم ان من فرائض هذا الدين ابرار الوالدين وقد حجر علي والدی المقام . وهذا كتابه فلما رأی جده احسن منقلبه وانفصلء وبقوا على الاسلام وال حمد لله رب العالمين . ومن عجائب ما يحكى ان يخلف بن يخلف وجماعة من على وجه الدعابة والبسط والادلال من يغدينا اليوم 518 ونوليه الامارة على انفسنا ؟ أوما الى موسى بن الياس المزاتی فقال انا اغديکم . واکون امير کم , وکان قريب عهد بالقدوم من البادية وقد صحبه من غلة غنمه ما يجهز به غداءهم فقام فاحتفل لهم بالفداء , فلما آكلوا ودعوا بالبركة ,. قال له الشيخ يخلف اما امارتك فلا تمكن فانك واحد منا . ولكن ان شاء الله سيولد لك ولد من الذى عندكم . وتسميه افلح على !سم امام المسلمين ء ونرجوا ان یکون عنده غنی وتکون فيه بر كة ان شاء الله قال رواة هذا الحديث فقدر ان ولد له ولد من ذلك ال حمل ء هذا الشيخ المبارك ابو سعيد افلح ء فسرت فيه همة الشيخ يخلف واصحابه , فكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المتكر مطاعا متبعا فى كل ما تقدم فيه من افعال الخير ء. فهذا امسر شاهد ناه عيانا , الا ترى ان ذلك بفضل الله وبر الشيخ سليمان بن علي ومتهم سليمان بن علي رحمه الله . ذو سخاء ونزاهة ٿفس وورع ,. وكان فرضيا متقنا لمسائل الفروع فى المذهمب ناظما للقريظ الا ان بضاعته من النحو مزجاة . وان اتسع فى اللغة ء فلذلك قد يوجد فى شعره ما لا يجيزه آهل الصناعة , الا ان اشعاره فى الوعظ قد رويت وانتفع بها وله قصيدة وعظية بلسان البربر وهى مقفاة وانها لمن المجائب ء ومن اهم اموره المحافظة على المذهب وله كرامات. واما سخاوه فقد قال ابی رحمه الله : كان والدى رحمه فيه حتى انفذه ولم يبق لنفسه غير دويرة وبستانينء و کان 519 لله فان الله لا يضيعهم يرفض اعانته ويدعوه ان يغوم بالواجب بنفسه اعتزاله للفتنة والهروب منها كلما رآوا فيه من كثرة الاضياف وقلة البالاة بتلف الال يعدم ناصحا يقول : ابق لاولادك بقية . واتق الله فيهم ء فيقول ان يكونوا اولياء الله فان الله لا يضيعهم وان يكونوا غير ذلك فانا آولی بما لی منهم , قال و کان دآبه اذا قام من نومه الى صلاة الصبح يقول « اللهم . أرضنى بما قضيت على حتى لا احب تعجيل ما اخرت ولا احب تأخر ما عجلت » قال و كان كذلك . واما نزاهة نفسه فحدئونی انه لا قل ماله ولم تتقص افعاله أوصاه بياضة بن عزوز وصاية نصيح مشفق . قال له : يا شيخ ان مالك قد قل ٠ ومؤوُونتك قد كثرت › فهل فى خمسين ويية تمرا أو مائة شاة من أحمد تكون لك من ‌عندی فى كل عام تستعين بها على اضيافك , واضياف المسجد ء وضعفاء اهل الدعوة فقال له لا والله ان فيما ابقى الله لكفاية ودی منها حقوق من ذكرت ولو على عسر ء ولكن اذا كنت فاعلا فقم بحقوقهم كما قام به غيرك , وتولى ذلك بنفسك . ومالك . واما ورعه فان وهبية كنومة لا خرجوا منها لمكيدة کانت من نکارتها خرج جدی من البلد يلتحق باخوانه غير معلن فتنة ولا مسعرها . فقاموا اليه بجمع من آهل الفتنة من التكار . فقال قائلهم كيف نترك فقيه القوم ينجو وضر بوه بل طعنوه طعنة من آراد قتله . فنجاه الله منهم . وخرج جریحا و کان معه بعض اصهاره فافلتوه ء واستحوذوا على دور الوهبية فلم يدعوا فيها شيشا الا انتهبوه , وکانوا قد اصابوا له ذخرا کثرا , آفلا تری أنهم قد أذوه فى التفس والحصن والال والآل ؟ ومع ذلك 520 فلم يکن منه الی احد منهم اذى فى شىء من الاشياء قبل الفتنة ولابعدها. واما نظمه فقد سمعته من آبی وامتنع ان یروی لي شيئا من شعر ابیه آو شعر نفسه ء فانه کان یقول لی انت اشع منی وانا اشع من ابی ء وحدٹونی ان رجلا جاء الى جماعة فى «كنومة» بعد موته فشكا علة مزمنة اشرفت به على الموت لا يدرى ما هي ء ولم يدع علاجا الا عالها فلم يجد الشفاء فقال له رجل منهم هلم بثلاث بيضات من بيض الدجاج فآتاه بها . فقال له : اذا کان الند فجئنی فقال له اطبخ هذه البيضات فى ثلائة ايام كل يوم واحدة وكلها متواليات كل صياح واحدة . وفعل الرجل العلیل ما امره به فبرئی بأذن الله فى اسرع وقت ء فجعلوا يتمجبون ثم سألوا الرجل العالج ما زدت فى البيضة من الخصائص ؟ فقال ما زدت فیها شیئا » غر انی رأآيت علة اعيت الاطباء فعلمت انها لا تبر الا بمنة من الله الذى ابتلاه فناجتنى نفسى ان اتوسل الى الله ببعض أوليائه فخرجت الى قبر سليمان العزابى فلما كان الصباح استخرجتها فكان فيها ما رأيت من البركة . ومما حدئتی به ابی عنه رحمهما الله ان اهل قرى « تقیوس » کانوا يعمرون جنات غابتهم بالمناصفة فيكون لهم النصف من تمتها وللسلطان النصف» ثم يودون العش من النتصف فكانوا بذلك فی ضیق شدید ,. وکان کل واحد منهم يحتال فيما يتخلص به من ذلك قبل امتداد ید عامل السلطان , ولا كان سنة من السنين خرج الخراصون الى « تقيوس » يخرصون التمر فلما قربوا من جنة الشيخ وعلى انهم يدخلونها بعد غد وكان ذلك يوم الجمعة فتقدم 52] الشيخ الى الخدام فقال اريد تخفيف ما قدرنا عليه لتسىم من ان يخرص علينا فجعلوا يقتلعون العراجين من كل نخلة تصف غلتها والثلث والربع على حسب ما يأمنون غائلة العامل . فلما جمعوا ما آرادوا جمعه من التمس وجعلوا يحتالون فى تنقيله حتى يدخلوء البلد ليلا اذا بالخراصين قد دخلوا من طرف الجنة ء لانهم قالوا ترید ان تخرص هذه الجنة ونطلع لئلا تفوتنا صلاة الجمعة . فلما رآهم وبين ایدیهم کدس عظیم يراه الاعمش عن بعد فخاف ما يخاف امثاله . وقال ء. «اللهم لا تفضح شيبتى» قال فوالله لقد اجتازوا الى الحنة وخر صوا ثمر‌ها فاعماهم الله عن الكدس فلم يروه ولا خر صوا النخل‌التى هو فيها , فقال اما الآن فترفع تمر نا علانية والحمد لله رب العالين . ومنهم يوسف بن سدميمان رحمه الله .٠ من المعدودين فى القوامين بالليل . والصوامين بالقيل ,› والداعين المستجابين المصيبين والصابرين وان كانوا مصابين . حدث آبي رحمه الله قال كان هذا الشيخ آخر اشياخ اهل الدعوة من اهل « دقاش » یعنی منزله من قری ( تقیوس ) و کان في خر عمره قد اصيب بصره , وقل ماله فلم يزدد بذلك الا رضیى بقضاء الله . واجتهادا فى طاعته . و كان الزوار يقصدونه من كل ناحية تبر کا به , قال فقصده یوما عزابة كنومة يزورونه وفيهم أخى محمد . وكان حدڻا , وذلك بعد وفاة ابیه » قال محمد : فدخلنا عليه فصافحناه وسلمنا عليه › وقال للعزابة من هذا معكم اسمع صوته ولا اعرفه ؟ قالوا له ان هذا من أولاد الشيخ سليمان قال ثم بکى عند ذلك . وقال الي یا ابن الحبیب ثم انشد متمثلا : 222 کانهم لم يکونوا عارفين بنا ولم تكن لهم بالامس اخوانا قال ٹم آورد علينا من المواعظ والحكم والامثال . ما لم أسمعه من احد قبله ولا فى حلقة من الحلق . وحدٹنا آبو الر بيع ان یوسف بن سدميمان سار من درجین یرید توزر فصحب ناسا من العرب فکانوا فی ابلهم ووجدوا فى الطريق خصبا عظيما لم تسمح نفوسهم بان يتجاوزوه ولم ترعه ابلهم . فساروا ثلاثة ايام بين نفطلة وتوزر . قال والشيخ معهم لم يذق طعامهم ولا شرابهم ء قال فلم يدخل توزر الا وقد آذاه الجوع والعطش, فكان أول من لقى بها جماعة من اهل درجين فرغيوا اليه ان يتفدی معهم ء وقد عرفوا ما دلهم على شدة ما ناله من الجوع ۽ قال ومعهم صرة ينفقون منها ويقضون بها حوائجهم فأخذوا متها ما اشتروا به غذاءهم وغذاء الشيخ فأ كلوا ودعا لهم بالبركة وانصرف الى تقيوس , قال الدرجينيون فاقمنا آياما نتفق من تلك الصرة ونقضى منها حوائجنا وخر جنا من توزر والصرة بحالها لم ينتقص منها شىء . والحمد لله رب العالمين . تم كتاب الطبقات بحمد الله العظيم 523 الشيخ يابى من اكل امال الراب فهرس العناوين والمواضيع الواردة فی الجزء الثانى من كتاب الطبقات ذكر طبقات المشائخ وسيرهم 201 الطبقة الثانية 50 100 ه عبد الله بن وهب الراسبي 201 حرقوص بن زهير 202 الأحاديث المنتحلة فيه 202 جابر بن زید الازدي 205 جابر يدعو الناس الى الاعتبار 206 جابر يتمنى لقاء الحسن قبل أن يموت 207 يحبس لكى لا يذهب إلى الحج 208 حكم عطاء الجبابرة من الحكام 209 رأى جابرفي الهرم العاجز عن الصيام 210 لا نكافىء الاساءة بمثلها 210 جابر يتهرب من القضاء 211 رأي جابر فى القدر 212 عبد الله بن إباض التميمى 214 أبو بلال وعروة الشاريان 214 أول سيف سل للشراة 215 أبو بلال مرداس ينجو من الموت فيعود إليه 217 رأى الشراة وخروجهم على الظلمة 218 يقتلون غدرا لأجل محافظتهم على الصلاة: 222 بقية الشراة تقتص ممن حاربهم 223 حوار عروة مع ابن زياد وقد أخذ للقتل 224 خشية أبي بلال وخوفه من الله 225 عمران بن حطان 226 تنقل عمران فى أحياء العرب مختفيا 228 جعفر بن السماك 232 وفوده مع جماعة على عمر بن عبد العزيز 232 صحار العبدى 233 قريب وزحاف ابنا مالك 233 يكفرون عن خطئهم بالخروج للشراء 234 الناس بومئذ على ثلاث فرق 235 الأحنف بن قيس 235 إياس بن معاوية 236 إياس يتهرب من القضاء تحرجا ‏ 236 الطبقة الثالثة 100 - 150 هـ أبو عبيدة مسلم 238 أبو عبيدة يتسم بالتشدد 239 حد الغبن فى البيع كما يراه 239 حجة أبي عبيدة فى القدر 241 رای أبي عبيدة فی ضمان المكترى 242 يوصى أن ينوب عنه الربيع فى الموسم 245 أبو عبيدة يحاجج واصل بن عطاء 246 ضمام بن السائب 246 حاجب الطائی أبو مودود 248 إخوانه يتحملون عنه دينه بعد موته 250 الفقيه من يفتى الناس بما يسعهم 251 الخروج على الظلمة غير واجب الا على من تطوع 251 يتأخر عن رفقته ليشهد الجمعة 252 أبو عبيدة عبد الله بن القاسم 253 يترك نصيبه فى‌الربح من المال المراب 253 أبو نوح صالح الدهان 254 عاتكة تساأل جابر عن ثلاث مسائل 255 أبو روح ومازن ابنا كنانه 255 اجتهادهما فى التقوى والعبادة 255 أبو محمد النهدى 257 الحمسن البصرى ليس قدريا 257 إن لك إخوانا على مذهبك وأنت لا تندری 257 أبو زيد الخوارزمي 258 عبد الله طالب الحق وأبو حمزة المختار الشاري 258 نحن أحوج إلى العمل لا إلى القول 259 أخبار ثورة طالب الحق وأبي حمزة 260 يتعظ به ميتا فيتوب 260 لا تكون للرجل مكانة إن لم يرغب فى الشراء 262 وقوع أبي الحر فی الأسر 262 اجتماع أبي حمزه بوفود الحجيج 264 تعرض أهل المدينة لأبي حمزة 265 خطبة أبي حمزة بمكة 266 خطبته بالمدينة 267 أبو الحر وطريقته الحكيمة في استصلاح الأحداث 269 الطبقة الرابعة 150 - 200 هـ الربيع بن حبيب 273 اليمين تنعقد على العلم 274 مات فاخرجوا عنه الوصية لأنه يدين بها 275 في الربيع كفاية عمن سواه 276 وائل بن أيوب الحضرمي 278 محبوب بن الرحيل 278 عهد محبوب ورسالته الى طالب الحق 279 لست الطاعات فی مستوی واحد وكذلك المعاصي 279 البشر لا يخلون من عيب 282 محبوب يشكو أهل زمانه 284 هؤلاء أولى بالاقتداء بهم 286 الشىء يعرف بضده 286 الحكام الجورة لا يقفون عند حدود الله 287 علماء السوء يخدمون ركابهم 287 جملة ما يدين به أهل الدعوة ويدعون إليه 288 أبو غسان مخلد 290 الطقة الخامسة 200 - 250 هـ أبو عبيدة عبد الحمید الجناونی 291 أبو زكرياء التكوتی وابو مرداس مهاصر 291 سيشملنا غضب الله إن سكتنا عن المنكر 293 ‏أبو مرداس كالغزال يفر بنفسه ‎ 294 أبو ميمون الجطالى معاذ الله ان أكون واحدا وتكونوا معدمين 296 أبو المنيب محمد بن يانس 296 كرامة يظهرها الشيخ لرفيقه 298 لم يغضب لله قط الا نصره 299 الشيخ يقتصر على القليل من الزاد أثناء تفرغه للعبادة 299 أبو خليل اليدركلى 299 شهادة المشائخ له عند احتضاره 300 يحث أولاده على ملازمة مجالس الذكر والبحث عنها 301 الشيخ ابان بن وسيم 301 أبان سهل للناس فی ثلاث شددوا فيها 303 مكانه أخيه تحفزه علي التعلم والاجتهاد 303 الشيخ أبو مهاصر موسى بن جعفر 305 يذم البادية لأنه لا يتمكن فيها من الطهارة 306 لم تضحكون من أتاني وقد أقامت عليكم الحجة ؟ 307 أبو عثمان المزاتی « باثمان » 308 يتعظ بالحيوان الذي يسعى ولا يدخر 308 نساء يتمنين التفاني فى خدمة الغير رجاء ما عند الله 309 منزو بنت باثمان وأمنيتها المتعبة 310 مهدی النفوسى 313 أبو مسور يصلتين النفوسی 315 عمر الشيخ حتى صار غريبا فى أهله 315 ابنة الشيخ وآراؤها المصيبة 316 أبو محمد عبد الله بن الخير 316 الطهارة تغلب النجاسة ما وجدت لها وجها 317 صلاة الشيخ وتبتله 317 الشحيح محروم من خير الدنيا والآخرة 318 الطبقة السادسة 250 - 300 هـ الإمامان محمد بن افلح وابنه يوسف 319 عمروس بن فتح النفوسى 320 شدة عمروس فى الحق وصرامته 321 استنساخ عمروس للمدونة 323 التقاء عمروس بالشيخ محمد بن محبوب . 323 توكله أمه على وصيتها وهو فى المهد 324 أبو معروف ويدران بن جواد 325 يصون مال اليتيم بحيلة 326 يحسم النزاع والتهور بحسن ‌التصرف 328 يلوم شيخه لأنه رآه على هيئة غير لائقة - 329 أبو منصور الياس 329 ثلاث مكارم لم يخل منها بيت أبي منصور 330 الشيخ يعقوب بن سهلون الطرفى 331 وصية الشيخ لابنه 332 أبو محمد ملي 332 یأبى أن يأكل من طعامه لأنه يحمل له شهادة 333 تغير النعم من سوء تصرف الناس 333 الشيخ سعد بن أبي يوسف 334 الشيخ ياكر وداود بن يكرين 334 الطبقة السابعة 300 - 350 هـ الشيخ أبي مسور يسجا اليراسنى 336 رأى العالم له جانب من الصواب 338 الصبر الجميل وصفته 338 الشيخ سحنون بن أيوب 339 أبو الخطاب وسيل بن ستتن 339 الشيخان أبو القاسم مخلد وأبو خزر يغلا 340 لا تتسرع الى الحكم السىء ما وجدت محملا 340 الشيخ أبو صالح جنون بن يمريان الورجلانى 341 وصية الشيخ لبنيه 343 الشيخ أبو محمد جمال المدونى 345 يختلفان لاجل كتاب فيفصل بينهما الشيخ برأي مصيب 345 يشح على نفسه وعياله فيطعمه الشيخ قسرا 346 على العالم ان ينظر للجاهل ما يصلح له 346 يقنت فى الصلاة موافقة للجماعة 347 رأي الشيخ فى طهارة الثياب بمرور الزمن سلیمان بن زرقون وابن ماطوس 349 التعبد بدون العلم يوقع فى الخطأ 350 الفاهم لعلة الحكم هو الفقيه 350 الشيخ أبو سهل الفارسي 351 الديوان الذى نظمه فى جزائر بنی مزغنه 352 الطقة الثامنة 350 - 400 هـ أبو نوح سعيد بن زنغيل 353 أبو صالح بكر بن قاسم 353 شدة الشيخ على الجناة 354 العرف له اعتباره فى المعاملات ‏ 354 الحق لا يختلف باختلاف الناس 355 الحكم فيما إذا تخلى الورثة عن التركة 355 يتحمل الشيخ المشاق للإبقاء على أثر الصالحين 357 الرخص الثلاث التي أفتى بها 358 أبو زكریاء فصیل بن أبي مسور 361 تسلط ابن وانموى على الجزيرة 362 اهتمام الشيخ بالطلبة واعانتهم 363 أبو عمرو النميلى 364 جند المعز ينكلون بعدة مشائخ 365 أبو موسی عیسی الزواغی 365 أبو نوح سعيد بن يخلف 367 التصرف فى مال الغير جلبا للمنفعة 368 أبو محمد واسلان بن يعقوب المزاتی 369 اجتهاده فى طلب العلم 370 يتعحبون من حلمه فيمتحنونه 371 أبو صالح الیاجرانی 372 بعض ما ذكر من كرامات للشيخ 372 خروحه من وارجلان اعتزالا للفتنة 373 تحرج الشيخ وشدة ورعه يقينه وقوة إيمانه 315 الطبقة التاسعة 400 - 450 هـ أبو عبد الله محمد بن بكر 377 ذكر بعض كرامات للشيخ 379 خبر الجني الذي قيل إنه كلم الناس 380 جملة من الاحكام الشرعية مما استجوب فيه القاضى ابا الحسن 381 مشائخ يتسابقون الى قضاء دين أخيهم 382 الجماعة أهم وأولى من الفرد 383 ضيوف الله أولى بالإكرام 384 خبر خروج الشسيخ من أريغ 385 رأي الشيخ فى بعض كتب الفقه 386 الآخرة تقوم أحيانا بالدنيا 387 الخوض من جديد في مسألة الحارث وعبد الجبار 388 الاستبداد بالرأى يفرق الجماعة 389 وصيته رحمه الله لبعض تلامذته 390 تحرج الشيخ من الأموال العامة 391 أبو يحيی زكرياء وأبو القاسم يونس 393 حكم طهارة ما صنع من نبات الأرض 393 أخوة فى الله تصل الى الدلالة 394 الشيوخ الثلاثة من كنومة 395 يتحرج من تقديم مساعدة لعبد آبق 395 دين الله لا يرضى بالذلة 396 للغرماء طبائع مختلفة 397 اختل الأمن في زمنهم حتى سقط فرض الحج 398 تسارع مزاتة الى الخير 399 حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن 399 أبو محمد عبد الله بن مانوج 400 شيخ حكیم يؤثر فی ابن مانوج ‏ 400 أخبار عن قناعة الشيخ وجوده 401 تحرج الشيخ من الأموال المجهولة 401 العبادة هي التقوى والإخلاص 402 لا يرضی منه أن يزوره وعليه دين 402 وصيته لعمروس الزواغى 403 يختار أن يترك الناس‌ قب أن يتركوه 403 أحمد بن خيران 403 قطع عذركم يا أهل قسطيلية 403 أبو الخطاب عبد السلام 404 موازرة الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد 405 يهجر أهله ويقيم بينهم لإحياء دين الله 405 محاصرة قلعة بنى درجين وتهديمها 407 الشيخ أبو عمران موسى بن زكرياء المزاتى 409 المشائخ السبعة وتأليفهم للديوان 409 الشيخ يتأسف على ثلاثة فاتته 410 فضل تعلم العلم ونشره 411 أبو اسماعيل البصير ابراهيم بن ملال 412 لا يحل المبيت عند قوم أعلنوا بالمناكر 412 أبو محمد عبد الله بن الأمير 413 العمل فى الحلال فضيلة ما لم يضر بالآخرة 414 أبو زكرياء بحیی بن ويجمن 415 الناس فى شأن علي بين الأفراط والتفريط 415 الشيخ يأبى عليه أن يذكر الحديث بدون سند 416 يحاسب الله العبد على مبلغ عقله 416 الشيخ يحبس الاب ليؤدی دينه على ابنه 417 أبو عبد الله محمد بن سليمان 417 يعلم الطلبة وينفق عليهم 418 حكم التزوج فى مرض الموت 419 الشيخ أبو مكدول الزنزفى 420 أبو موسی يزید المزاتی 421 مساعدة الشيخ لقبائل مزاتة 421 يسأل المرء عن جاهه كما يسأل عن ماله 422 أبو يعقوب يوسف بن سهلون 422 مصاب الشيخ فی لسانه و سبب ذلك422 الحكم الشرعي في التي يدعى زواجها رجلان 424 كتابة عقود الطلاق والنكاح تدفع الشسك 424 الطبقة العاشرة 450 - 500 هـ أبو الربيع سليمان بن يخلف‌ المزاتی 425 يستهزىء بدعوة الصالحين فيصاب بها 425 الحكم الشرعي فى الوصية لوارث 426 وصية الشيخ أبي الربيع لتلامذته 427 هل العلم بالفرض‌واجب كالعمل به؟ 428 الشيخان ماكسن بن الخير ومزين الوسيانيان 429 الحكم فيمن عليه تباعة لا يعلم صاحبها 429 كيف كان الشيخ أيام التلمذة 430 أبو العزيز يدعو الشيخ ماكسن إلى الاهتمام بأولاده 432 يطلبون منه أن يرخص لهم في الأموال والأنساب إلى مذهبه 434 أهل جربة يبتهجون بمقدمهم 434 فتن فى وغلانة وسوء مصيرها 435 يفر من وغلانة اعتزالا للفتنة 436 أبو سلیمان داود بن أبي يوسف 437 الشيخ يشكو جهل الناس بالأحكام الشرعية 439 أبو القاسم يونس بن أبي الحسن 439 أبو الربيع سليمان الزلفينى 440 یأبی من ارتكاب المكروه ولو يجره إلى منفعة 442 أبو العباس أحمد وأخوه يوسف ابنا الشيخ أبي عبد الله 442 فضل أبي العباس‌ وخدمته للمذهب 443 عجبا لأحوال الناس يفعلون خلاف ما يعلمون 443 سبب إقبال الشيخ على التأليف 444 الفتنة التى وقعت بأريغ وخروج المشائخ منها 445 أبو العباس أحمد الوليلى 446 ساعه تجل ظهرت له ونزول حوراوين عليه 446 أبو زكرياء يحیی وأخوه زكرياء 448 يأبى من تلامذته التوقف دون إكمال الدراسة 449 أحكام شرعية في الخلع والتصرف في مال الابن والزوجة 450 ينبغى للإنسان أن يتزوج كفأه 450 من ينبغی أن تجالس 451 مصالة بن يحيى وفلفول بن يحیی 451 شدة ثقته فى الله 451 احتفاء الشيخ بتلامذته 452 أبو موسی عیسی بن يرصوكسن 453 الشيخ أحبى مواتا فظهرت فيه البركة 453 خبر خيل الميورقى عندما وصلت الموضع 454 إسماعيل بن يدير 455 دیوان العزابة والذين تعاونوا على تأليفه 455 الطبقة الحادية عشر 500 - 550 هـ عبد الرحمن بن معلا 457 رؤيى الشيخ وبشارته بالجنة ‏ 457 أبو إسماعيل أيوب بن إسماعيل 459 الخبر عن دار الطلبة والضيوف 459 زيارة والد المؤلف للشيخ أبي إسماعيل قصيدة أبي يعقوب يوسف فی رثاء الشيخ 462 أبو زكریاء یحیی بن أبي زكرياء 470 أبو محمد عبد الله اللواتى 470 إنما جعلنا الله أحرارا لنملك أمر نفوسنا 471 سفر الشيخ الى قلعة بني حماد 471 قائد بني حماد يحاصر وغلانة على الأب أن يعين ولده على بره 474 وصية الشيخ أبي محمد اللواتى لأهل الدعوة 476 أبو محمد عبد الله بن محمد اللنثى 481 تصرف أهوج يثير فتنة 482 أبو عمرو عثمان بن خليفة السوفى 483 مجادلة بالباطل تؤدى الى انقراض المذهب من حامة قابس 483 الطبقة الثانية عشر 550 - 600 هـ الشيخ أبو عمار عبد الكافى 485 ما كان من الشيخ أبي عمار وهو بتونس 485 أسئلة الشيخ أبي عبد الرحمن الكرتى والإجابة عنها 488 حكم مال من اشتهر بالإغارة والنهب 490 الشيخ أبو يعقوب يوسف السدراتى وابته 491 انقطاع الشيخ إلى خدمة العلم 492 حرص أهل وارجلان على الاستفادة 492 وصول الدعوة الموحدية الى وارجلان 493 الحديث عن حجازية أبي يعقوب 494 أبو يعقوب يوسف بن خلفون 495 خبر اختلاف الشيخ مع العزابة في مطالعة كتب المخالفين للمذهب 496 أبو عبد الله محمد بن علي 499 الصلح الذي تم على يده بين أهل درجين 499 أبو زكرياء يحيی بن صالح اليراسنى 502 ما كان منه وهم في الطريق إلى نفزاوة 502 مكانة الشيخ لدى العبيديين بمراكش 504 أبو يحیی فصیل بن مسعود 504 الشيخان أبو عبد الله محمد وأبو الربيع سليمان 505 أبو عبد الله ينهى أهل جربة عن المداينة 506 أبو محمد عبد الله بن يحيى العباسى 507 يعرض عليه الإقامة والنفقة ليحفظه القرآن عبد السلام بن عبد الكريم أبو نوح يوسف وابنه أبو زكرياء يحيى 509 احتفاء أهل وغلانة بالشيخL وقيامه فيها بالعدل والإصلاح ميمون ىن أحمد المزاتى ويوسف بن أحمد 511 أبو الربيع سليمان بن عبد السلام 513 يخلف بن يخلف وابنه علي 513 مكانة الشيخ يخلف لدى مواطنيه 513 خبر وقوع الشيخ فى ضائقة عند رجوعهم من الحج مقابلته مع ابن العمودى المتصوف 516 سفرة الشيخ علي بن يخلف الى غانة ودخول الإسلام إليها 517 الشيخ سليمان بن علي 519 إن كانوا أولياء الله فإن الله لا يضيعهم 520 الشيخ يوسف بن سد ميمان 522 الفهارس 524 4> ROO 4 ي 531 فهرس الاسماء والاعلام الواردة فى الجزء الثانى من كتاب الطبقات آمنة « زوج جابر » 210 213 أبرهة بن عطية 216 ب 217 ابراهیم بن ابراهيم 3 _ 428 _ 439 ابراهیم بن يوسف 413 ابو اسحاق ابراهيم س ای يعقوب يوسف 438 491 493 495 ابراهيم بن 418 ابراهيم بن ملال البصير 412 ابراهیم بن وانموی 462 الاإبدال السبعة 447 ابد الله السكاك 384 ابان بن وسيم 301 الى 303 أبو روح بن كنانة 255 _ 256 ب 269 ابو طالب مکی 205 ابو الحر 210 263 264 269 2710 ابو الوزير 208 260 ابو العباس احمد بن ابى عبد الله محمد 6 - 442 الى 451 و456 و495 و501 ابو العباسأحمد الوليلي 433 ب 434 ابو جعفر احمد بن خيران 403 405 احمد بن الحسين « المتنبى › 477 احمد بن الحسين 476 الاحنف بن قيس 216 235 اسلم بن زرعه 219 اسماعیل بن يدير 444 455 الاسود بن قيس 234 الاشعٽ بن قيس 215 235 ابو حمزة الاشعث 208 اشجع بن قرة 235 افلح بن العباس النفوسى 316 الامام افلح بن عبد الوهاب 291 302 8 - 519 افلح المرغنى 501 افلح بن موسی ابو سعید 519 ابو الحسن افلح 381 382 أم الرحيل 210 انس بن مالك 205 اباس بن معاوية 205 236 ابو منتصور الياس 321 _ 322 329 الى 331 ابو اسماعيل ايوب بن اسماعيل 445 9 الى 470 232 ابو سلیمان أيوب 418 _ 494 س لا سے ابن بر كه 479 ابو غانم بشر الخرسانی 322 323 ابو بكر الصديق 415 بكر بن حماد التيهرتى 439 ابو صالح بكر بن قاسم 342 الى 360 396 بلج بن عقبة 249 262 266 الىلحاء 216 . 217 ابو بلال الشاوى 214 الى 225 364 بلال بن بدرة 257 ساضة بن عزوز 520 ابن بهلول النفطى 513 باثمان (ابو عثمان) المزاتى 308 الى 313 سے ن - بنو تميم 215 س ن س ثابت البنانى 207 ED aD 349 ‏ابو محمد جمال المدونى 345 الى‎ 365 ابو صالح جنوف بن يمریان 341 الى 4 -_ 477 533 ابو الشضعتاء حابر بن زژبد 5 - 206 7 الى 214 232 234 238 - 243 5 -_ 450 - C= الحجاج بن يوسف الثقفى 211 213 7 - 229 _ 230 231 _ 240 247 8 - 289 حريث بن حجل الشاوی 218 219 0 - 222 حرقوص بن زھير 202 203 204 الحسىن البصرى 206 207 233 236 المصن بن عدى 235 حليمة المهلسة 264 حمزة الكوفى 241 حمودی بن زوریستن (انظر میمون ) حمو بن اللۇلۇ 381 حمو بن المعز 444 حماد الصنهاحى 413 حيان بن حاحب 275 حيان بن سالم 239 ابو مودود حاحب 242 245 250 الى 2 _ 262 276 _ 481 حاحب بن مسلم 234 حارثئة بن قدامه 215 1 الحباب بن کليپ 231 خلىفة بن تازوراغت 411 ابو خليل اليدركلي 300 301 302 .304 الحوارجح 208 247 خالد بن عبد الله القسري 258 ك ابو سلیمان داود بن بوسف 383 436 اى 439 455 داود بن بخلف 443 داود بن ابى يعقوب يوسف الطرقی 454 داود بن ين 321 داود بن واسلان 444 CW الربيع بن حىىبپ 213 242 243 ب 5 _ 250 271 الى 278 _ 416 ابو رحمة اليكشى 498 روح بن زنباع 7 الى 231 ‎u‏ د لے زحات بن مالك 232 233 ابو زعبل الحزری 473 زفر بن الحارث 229 230 ‏ابو یحیی زکریاء بن ابی زکرياء فصیل 3 394 395 434 448 الى 451 ‏ابو يحیی زكرياء بن صالح البراستی 02 _ 503 _ 504 ‎ ‏ابو زكرياء التكوتى 292 293 294 297 ‏زنفغيل بن نوح 436 ‏زيد بن حصن 218 ‏زیری بن کملين 356 ب 3571 زياد بن ابه 235 ‏زواغه ‏س س سے ‏سحنون بن يوب 340 ‏سعد بن أبی 334 ‏ابو نوح سعيد بن زنغيل 307 312 ب 5 - 353 - 369 - 390 - 396 - 397 5 - 411 . 483 - 462 ‏ابو نوح سعيد بن يخلف 367 410 سعيد بن يونس 410 ‏سعید بن ابراهيم 382 ‏ابن سعادة 218 ‏ابن السكيت 226 ‏ابو الربیع سلیمان بن داود 504 505 سلیمان بن زرقون 349 ‏سليمان بن عبد السلام الوسيانى 512 سليمان بن على بن يخلف 518 ‏سليمان بن موسى الزلفينى 414 434 0 - 441 _ 479 ‏ابو الر بيع سليمان بن يخلف 403 404 4 الى 427 - 430 - 451-437-431 0 461 _ 479 . 482 ‏ابو الربيع سليمان بن ماطوس 358 سليمان بن يعقوب الفرشى 477 ‏ابو سلیمان الزواغى 444 ‎534 سهل بن صالح 242 !بو سهل الفارسى 351 سايق العطار 240 سالم الهلالى 231 ابن سيرين 236 س هی س صحار العبدى 233 صالح الدهان ابو توح 210 240 ب 4 . 276 ابو نوح صالح بن ابراهيم 421 الصفرية 261 ابو صالح 350 ابو صالح الياجرانى 371 372 ب 359. E ‏ض‎ TB 248 ‏ضمام بن السائب 208 246 الى‎ 276 7 ع ‎ms‏ ‏ابو عبيدة عبد الحميد الجناونى 291 ب 5 - 477 الامام ابو عبيده ( انظر ملم ) عبد الحميد الفزانى 327 عبد الحميد الوليلي 447 535 عبد الالق الفزانى 294 عبد الرحمن بن رستم 471 ابو القاسم عبد الرحمن بن عمر 443 عبد الرحمن بن معلا 457 عبد السلام بن عبد القدوس 243 عند السلام بن عمران النكسى 434 ابو الطاب عبد السلام بن منصور المزاتى 5 الى 408 عبد السلام بن ابی وزجحون 369 481 عبد السلام بن عبد الكريم 508 عبد الله بن اباض 214 عبد الله بن زريق 242 عبد الله بن زياد الانصارى 217 عبد الله بن الحسىن بن على 264 عبد الله بن الامير 348 349 413 414 عبد الله بن زوريستن 395 الى 398 عبد الله بن عيسى الوسيانى 432 470 عبد الله بن على 261 عبد الله بن عباس 204 205 ب 235 ب 300 ابو عبيده عبد الله بن القاسم 250 ب 1 - 252 الى 254 274 278 عبد الله بن سعد 251 عبد الله النثى ( ابو محمد ) 481 482 عبد الله بن محمد 296 عبد الله المدونى 388 399 عبد الله بن مانوج 349 394 395 0 الى 403 413 عبد الله بن مسعود 12 عبد الله بن سحممان 488 عبد الله بن وهب الراسبى 201 218 عبد الله بن يحبى طالب الحق 258 الى 268 ابو محمد عبد الله بن يحيى 506 ب 507 عبد الله بن الخر 316 317 ابو عبد الله بن الحير 436 ايو عبد الله بن يزيد الفزارى 477 عبيد الله بن زياد 214 الى 221 عبيد الله بن الحسن 252 عبد الملك الطويل 240 249 252 62 _ 2717 عبد الملك بن مروان 227 228 ابو عمار عبد الكافى 393 425 ب 485 الى 494 الامام عبد الوهابپ 292 293 315 2 _ 496 عبود بن منار 372 402 _ 404 عباد بن أخضر 219 221 222 ابو العباس النفوسى 294 ابو عمرو عثمان بن خليفة 427 481 2 . 483 عروة بن أدية الشاوى 215 222 223 عطية بن عبد الملك 261 262 علی. بن ابی طالب 415 على بن عبد الحسن التنوخى 236 على بن علقمة 271 على الحضرمى 254 على بن يخلف 403 512 515 516 على بن بعقوب 381 3383 عمر بن الخطاب 202 203 415 417 عمر بن عبد العزيز 232 233 236 عمر بن غزوة النفطى 515 عمرو بن عبيد 246 ابو عمرو النميليى 364 ب 365 396 عمروس بن عبد الله الزواغى 403 عمروس بن فشح 306 314 _ 319 0 الى 324 - 333 عمار بن ابی عمار 487 عمران بن حطان 223 226 الى 232 453 العتبر (جد ابى سفيان محبوب) 212 ابن العمودى 515 عیسی بن احمد 488 491 508 عيسی بن ابي الحجاج 431 عیسی بن زکرياء (ابو موسی) 486 ابو موسى عيسى بن السمح 342 ابو موسی عیسی الزواغی 365 367 عیسی بن عمر 241 262 عيسى بن علقمة المصرى 269 عيسى بن فاتك التميمى 220 221 ابو موسی عیسی بن يرصوکسين 330 2 . 433 _ 453 الى 455 عائشة أم المؤمنين 206 213 عاتكة بنت ابى صفرة 255 536 غ س غيلان الضبى 214 216 سے ف س فتوح بن ابی حاجپ 347 الفرزدق 230 الفضل بن حندب 239 250 253 254 ابو زکرياء فصل بن ابی سور 318 32 _ 360 363 فلفول بن يحيى 423 451 = ق س قنادة 209 213 القعقاع بن عطية 220 قريب بن مالك 232 233 قرة بن عمر 250 القاسم بن ربيعة الحونى 236 ‎a‏ ك ‎e‏ ‎n‏ م ‎a‏ ابن مؤنسة 302 اللبرد 215 227 الملتنبى (انظر احمد بن الحسين) 537 المثنى بن المعروف 276 ابو سفيان محبوب بن الرحيل 278 9 -_ 477 _ 478 محمد بن أفلح 319 333 340 محمد بن حبيب 242 محمد بن خليفة المدنى 242 ابو عبد الله محمد بن الير 383 384 6 - 454 459 ابو عبد الله محمد بن بكر 295 352 7 الى 393 _ 404 _ 405 _ 407 _ 409 7 _ 422 - 423 - 425 - 427 - 436 0 - 451 470 الى 476 ابو عبد الله محمد بن داود 504 506 509 ابو عبد الله محمد بن سعيد 497 8 - 499 ابو عبد الله محمد بن سليمان النفوسى 7 - 417 - 418 -_ 444 محمد بن سلامه المدنى 242 243 ابو عبد الله محمد بن سودرين 391 3 - 404 محمد بن صالح 455 ابو عبد الله محمد بن على السوفى 9 الى 501 محمد بن عصمة 471 محمد بن عمران 513 محمد بن سليمان العرجاء 441 محمد بن عیسی بن ابراهيم 224 محمد بن محبوب 323 ب 357 ابو المثيب محمد بن بانس 297 ابو يعقوب محمد بن يدير 427 ابو محمد ملى 332 333 334 ابو محمد النهدى 257 258 258 ابو محمد بن بكر بن قاسم 354 359 ابو حمزة المختار بن عوف 245 249 8 الى 269 ابو غساف مخلد 290 مروان بن محمد الاموی 260 262 3 -_ 265 مزور بن عمران 294 مزين بن عبد الله 422 428 _ 429 المعتمر بن عمارة 244 272 277 معد الشارى 218 الملعز الفاطمى (ابو تميم) 326 ب 344 364 المعز بن باديس 429 معاد بن أبى على 442 معاوية بن ابی سفیان 215 ابو مسعود الجر بی 466 مسعود بن فد کی 215 ابو عبيدة مسسلم 210 238 الى 248 59 _ 272 - 276 - 290 - 322 - 358 450 مصالة بن يحبیى 451 ابو مكدول الزنزفى مط كداسن 348 421 المليح 248 الملتصور (ابو جعفر) 254 276 منصور بن خلدين 403 منزو بنت باثمان 310 311 312 اللنيب بن زهير 289 ابو مرداس مهاحر 32 _ 293 _ 442 ابو مهاحر موسی 5 _ 306 - 307 314 . 313 _ 32 مهدى النفوسى 313 314 ميمون بن أحمد المزاتی 511 ب 512 میمون حمودی بن زریستن 395 الى 399 بن عبد الوهاب 351 ابو ميمون الجطالى 295 296 الميورقی (انظر يحیی) موسی بن الياس المزاتى 518 ابو عمران هوسی بن زکرياء 388 401 7 - 410 - 411 موسی بن على 484 ابو عمران موسی بن کنون 384 ابو مودود (انظر حاحب) مازن بن کنانه 5 - 256 بتو مازن 222 ماطوس بن هارون 321 ابن ماطوس 330 349 مالك بن أنس 267 268 _ 472 ماكسن بن الجي 402 412 416 1 - 428 الى 433 435 437 47 _ 456 a ‏ن‎ n 314 ‏نفات بن نصر‎ 213 208 ‏نافع بن الازرق‎ 538 س ف س هشام بن عبد الملك 257 عهنده بنت المهلب 210 هود بن محم الهواری 345 398 ابو الخطاب وسيل الزواغیى 339 ابو معروف ویدران 325 326 327 الي 330 338 ابو ويدران الفطناسى 430 ابن ابی وىدران 442 ابو محمد واسلان 364 365 _ 369 0 _ 478 وامل بن عطاء 246 254 258 سای س بجی بن جعفر 421 يحيى بن اسحاق الميورقى 450 ب 484 495 أبو زكرياء يحیی بن آبی بكر 351 6 - 448 الى 451 - 489 - 490 أبو زكرياء يحیی بن آبی ذزکرياء 470 ابو زکرياء يحیی بن ابی عبد الله 509 ابو زكرياء يحيي بن کرنان 393 ابو زكرياء یحیی بن ویجمن 415 الی 417 ابو زكرياء يحيى بن يونس السدراتى 1 317 318 يحيى بن آبى يعقوب الطرفى 453 حى س معاد الرازى 44'7 539 يخلف بن يخلف 459 497 الى 499 5 512 518 يخلف التميجارى 421 يختلفن بن ايوب 455 يزيد بن ابی مسلم 211 212 يزيد بن يخلف الزواغى 427 471 ابو موسی يزيد المزاتی 421 ابو يزيد الخوارزمی 258 ابو القاسم يزيد بن مخلد 340 342 ابو مسور يسا 335 336 7 - 348 353 358 - 381 - 478 ابو مسور يصنيتف النفوسى 415 416 بعقوب بن ابی محمد واسلان 385 يعقوب بن ابى القاسم 381 383 422 يعقوب بن ابی موسی 427 يعقوب بن صالح 436 ابو يوسف يعقوب بن سهلون الطرفى 1 - 332 _ 344 - 453 ابو صالح يعلو 477 ابو خزر يغلا 339 340 341 421 483 . 4716 يكفول بن عيسى المزاتى 382 383 384 ينجاسن بن حمو 429 ابو يعقوب يبوسف بن ابراهيم 460 9 _ 490 . 491 - 493 - 494 - 495 501 ايو محمد يوحي اليفرنى 405 يوسف بن احمد 512 ابو يعقوب يوسف بن ابى عبد الله محمد بن بكر 398 - 401 - 425 428 2 - 445 أبو يعقوب يوسف بن خلفون 495 7 ب 498 _ 499 بو يعقوب بن سهلون 422 423 424 پوسف بن ابی حسان 508 ابو نوح يوسف بن ابی عبد الله 509 يوسف بن موسی 470 يوسف بن سد میمان 521 522 الامام ابو اليقظان يوسف بن محمد 319 352 E ۶ 1 ©9 9 © ۹ پوسف بن ثفاث 388 ايو پوسف بن زیری 435 ابو القاسم يونس بن ابی زكرياء 393 الى 6 - 421 أبو القاسم يونس ابن ابى الحسن 439 440 يونس بن يحيى الطنبرى 365 ڀاجر بن جعفر 391 FSO 540 فهرس اسماء القبائل والاماكن الواردة فى الجزء الثانى من كتاب الطبقات آسك ارحان » 218 أسدلان 444 أحلو 393 407 415 417 - 431 6 440 442 _ 444 - 471 ريغ ( وادی ريغ ) 331 342 _ 3719 5 405 - 407 - 428 - 431 - 432 4 _ 442 - 455 - 456 -_ 459 - 461 2 _ 482 412 _ 506 - 510 الازد 227 230 289 أفريقية ( تونس ) 350 367 369 6 - 407 421 - 504 ايفران « وارجلان » 385 386 _ 444 498 wÎ a بثر الكلهنة 434 برقه 514 البصرة 205 207 208 - 211 - 213 4 _ 237 238 - 251 - 251 - 252 6 _ 257 _ 269 - 271 - 276 54] س لسا س تفيوس 381 395 520 تمر ينت 413 تمولست 416 426 437 _ 441 444 تموصين 489 331 453 454 توزر 412 454 512 515 - 522 توزين 482 تون 470 505 تونس 485 تينزراتىن 482 تىنوال 416 417 تىنىماطوس 441 498 ئىنسىى 382 457 ناحدیت 382 458 تادمكت 367 374 381 تاهرت ه تبهرت » 292 294 295 3 -_ 322 330 439 ج - حال بنی مصعب د« مزاب » 387 482 487 حربه 397 342 347 354 - 357 1 _ 363 _ 400 - 402 - 425 - 429 01 . 434 502 504 506 الجريد 340 421 جزائر بنى مزغنة (الجزائر) 351 352 يوم الجمل « موقعة » 206 حوجو 319 حادو 310 7 CC a 260 227 ‏المجاز‎ ‎246 206 ‏الملسحد الحرام‎ 278 _ 261 251 242 ‏حضر موت‎ 483 ‏الحامه‎ ى درجىن 352 499 500 511 - 512 521 الدرمون 4 ` دقاش 521 دمر « حبل «» 331 337 - 356 _ 359 426 7 ذی طوی 265 س جبال بنی راشد 487 س لی س زناته 367 406 زوانحه 366 ساس س سلحماسة 502 بتو سیتتس 225 441 458 وادی سوف 480 482 _ 492 _ 499 بلاد الساحل 390 398 6 س س ۔ الشسام 215 224 س کی س صفين « موقعة » 202 صنهاجة 352 353 _ 367 407 408 بط طرابلس 9 347 _ 367 الى 369 9 _ 393 _ 406 -_ 407 _ 434 - 498 505 . a ‏ع‎ a 278 271 227 ‏العراق‎ ‎498 _ 278 _ 2713 _ 230 206 ‏عمان‎ 542 غ - بنو غمره 387 412 غانه 516 س ف س فزان 301 قى قرطبه 495 قديد 265 قسطيلية 350 382 395 _ 406 0 -_ 440 _ 459 _ 480 - 482 - 492 قصر بكر 343 قصر مانو 323 قلعة درجي 352 406 407 قلعة بنى حماد 441 ب 471 القيروان 326 361 364 371 431 قنطرار 383 482 ب 500 قابس 421 444 ك كدية بن غمرة (نظر عمرة) کنومه 395 5 459 519 - 520 | ل ‎an‏ ‏مطه 389 لماية 413 لواته 382 543 سمس المدينة المنورة 260 263 265 267 مرسی الدجاج 351 مصر 438 مرقه 470 مراکشس 503 مزاته 361 360 399 406 - 421 مغراوه 501 مزاب انظر (جبل بنی مصعب) مكهةه المكرمه 9 -_ 233 240 _ 242 -_ 245 6 - 252 260 - 262 الى 5 266 الى 1 323 _ 363 _ 490 مالى 516 ن س نفزاوة 350 381 395 435 . 444 503 2 جبل نفوسة 292 294 295 303 8 _ 309 314 - 321 - 322 - 324 1 -_ 345 370 - 371 - 499 نفطه 499 512 513 518 النهروان ( موقعة ) 363 ای س بنو براسن 361 البمن 260 بتو ينحاسن 224 472 بتو يوجىن 432 433 422 - 9 - وغلانة 382 417 434 473 - 480 وادی القرى 260 وارحلان 331 332 342 343 4 _ 373 - 374 - 386 - 399 - 410 2 - 429 - 431 - 433 - 434 - 437 4 ي 0۶ ©3 EO 482 - 472 460 459 454 _ 0 458 _ 495 _ 492 _ 487 _ 486 _ 44 506 502 بنو وارزمان 385 بنو وارتيزلن 381 382 391 407 بنو وليل 442 454 455 1 0 544 جدول التصوبات رغم اجتهادنا فی اصلاح الاخطاء فقّد بقی البعض نيه اليه القارىء فيما يل : ورد اسم مدينة قنطرار بالراء وبالنون قنطنار احيانا . مما تعذر على تحقيق اسمها ء وافادنى بعض المشائخ انها بالراء على المتداول. 106 106 114 113 116 118 السطر 7 13 22 21 7 17 9 12 25 6 12 22 13 5 22 1 الخطظا ٠ ابو فاره ابراهیم وبينك مولى بن العباس ثم ليعمن حثو المطى قد علمتوه فاملا السفر وكان فى القتى ثمانين رجل فی ابتداء اشفالهما ومدارستهما وتعلثم احداهما وحرصها 545 الصواب ابو. فاره محمد بن ابراهیم وبينك مولی بن عباس ثم ليعمين حثوا المطى قد علمتموه فأملى السفر وكان فى القتلى ثمانين رجلا فی ابتداء اشتفالهما ومدارستها ان يخلد فی کتاب و تلعثم احداها وحرصا السطر 120 125 126 127 128 130 131 139 140 153 154 162 166 169 173 178 186 194 . 9 22 16 18 20 19 18 18 19 17 22 20 14 16 15 14 الخطا مذكرة الطلبة الى القاسم واذا ادفعوه فازدادوا حنقا بتفیوس واورجلان حلدا وشامه الانتهاء فيه ومفرق سهمه ولم يثبوا فلما أبطوا هذه احد العمل بعد الموت قصرت عليهم الخطا عابر السبيل فى عونه على ما فعلنا وکان طريقه احذروا غمض الح وتغميضه بنی ویلیل 546 الصواب مذاكرة الطلية الى أبى القاسم واذا دفعوه فازداد حنقا ووارجلان جلدا وشهامة الانتهاء فيها ومفوف سهمه ولم يثبتوا فلما ١بطاوا هذه احدی العمل لا بعد الموت قصرت عليهم الخطى عابر السبيل فى کونه على ما فصلنا وکان طريقه قصعتين مملوءتين احذروا غمص الحق وتغمیصه بنى وليل