 


 

 طريق 
الجنة 


 


إعداد 


سعيد بن مطر بن سعيد المسقري )أبي معاذ( 

 

 


 


المقدمة 


الحمد لله الذي جعل طريق الجنة محفوفا بالمكاره والصعوبات، مليئا بالأشواك والعقبات، 
على جنباته قطًاع الطرق والشهوات، وما أكثر المعوّقين عن سلوكه، والمثبطين عن دخوله، 
والناعقين المخوفين من سلوكه، ولذلك كثر المحجمون عن دخوله ، وكثر ال ا رجعون 
والمتساقطون على جنباته، وكثر أعداء س لَ كه، وكثرت الوسائل في الصد عن دخوله؛ ومن 
هنا لا يسلكه إلا قوي العزم حائز على درجة اليقين بكل ما أخبر به الله تعالى أو رسوله 
صلى الله عليه وسلم، فت ا ره يمشي في هذا الطريق غير عابئ بنباح النابحين، وتثبيط 
المثبطين، إنه يحد وه اليقين، وكأنه يرى جنات الخلود، إن خيال الجنان لا يغيب عنه في 
كل لحظة، ت ا ره يمشي بعزم قوي لا يتردّد، ولو أ رى المتساقطين حوله. 


 



أخي العزيز: إن هذا هو السبيل الوحيد إلى السعادة الأبدية، أنت هنا في هذه الدنيا في 
سجن، وهذا الطريق هو الذي يوصلك إلى خارج السجن، يوصلك إلى ا رحة لا شقاء معها، 
إلى شباب ليس بعده شيب، إلى فاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة، إلى زوجات في قمة الجمال 
والطهر والعفاف والمحبة، إلى قصور تجري تحتها الأنهار وليس المجاري، إلى حياة تجد 
فيها كل ما تشتهي وتشاء، إلى حياة لا نهاية لها، إلى حياة ليس فيها مشاكل أو أح ا زن، 
ألا تستحق تلك الحياة أن نتعب من أجلها؟ ألا تستحق أن نبذل مالنا وعلمنا ووقتنا في 
سبيل الوصول إليها؟ نعم هو طريق محفوف بالمكاره، ولولا ذلك لسلكه كل حقير، فقل لمن 
كان ضعيف العزم واليقين بالآخرة: ابتعد فليس هذا طريقك. ومع هذا فهو طريق سهل 
يسير على الصادقين في الإخلص والعزم، لا مشقة فيه لمن اجتهد وجاهد، وآيس نفسه 


ولو قلّ الرفيق يقول الله تعالى: وكه من الرجوع بعد سل ﴿     
            ﴾ 1 


. 1 سورة العنكبوت، الآية 96 

. 2 سورة الكهف، الآية 00 


 فأبشر يا من سلكته بهمة قوية وعزم ا رسخ لا يتردد، أبشر بأن الله معك، إنه معك بالتوفيق 
والتيسير والمعونة والهداية، إنه معك على مقدار صدقك في الإخلص وجهاد النفس؛ إنها 
الثمرة فإذا حققت الشرط حصلت على وثمرة، مقدمة ونتيجة، شرط ﴿      
      ﴾ 2 . 



فهل عرفت ما هذا الطريق الذي يوصلك إلى السعادة الأبدية؟ إنه مخالفة هوى النفس. 
فل تطمع في الوصول إلى ال ا رحة الأبدية من غير هذا الطريق. من أجل توضيح هذا 
الموضوع أعددت لك أخي العزيز هذا الكتاب الذي أسميته )طريق الجنة( سوف تجد في 
هذا الكتاب خط ورة هوى النفس، وموقف القرآن العظيم منه، وكيف تحمي نفسك من الوقوع 
فيه، وأن اتباع الهوى هو طريق النار وأنه الباب الوحيد للشيطان إلى قلبك وسوف ترى 
أسبابا كثيرة تعينك على إغلق هذا الباب والسيطرة على النفس وسوف يكون الكتاب 
قسمين: 

 
، القسم الأول في الهوى والتحذير منه  
والقسم الثاني: في الأسباب التي تجعلك  
تسيطر على هوى نفسك. 



سعيد بن مطر بن سعيد المسقري )أبو معاذ( 
 


 


 


 


 


 



القسم الأول 


ما هو هوى النفس؟ 
 


أصل الهوى ما تميل إليه النفس، وهو ثلاثة أقسام: 
 


-1 ما يوافق شرع الله تعالى وذلك مثل أن يكون الإنسان يهوى كثرة ذكر الله، طلبا لرضاه، 
وهذا قليل وهذا هو المطلوب من الإنسان. 
-2 ما يخالف شرع الله مثل أن يهوى الإنسان شيئا من المحرمات، وهذا لابدّ من عصيان 
النفس فيه. 
-3 ما كان أصله مباحا مثل أن يهوى الإنسان كثرة الكلم أو غير ذلك من المباحات، وهذا 
أيضا لابد من رفضه، لأنك إذا أكثرت الكلم فسوف تقصّر في دينك، فإذا تك لمت في غير 
فائدة ربع ساعة مثل، فانظر كم تسبيحة تستطيع أن تسبّح فيها؟ 



وبهذا يتضح أن أكثر هوى النفس مذموم فما هو الهوى المذموم؟ 
 


 


، الهوى المذموم هو ميلان النفس إلى ما تستلذّه من الشهوات من غير داعية الشرع 1  
وهو قسمان: 


. 1 علي الجرجاني، التعريفات، ص 252 


2 هو الإمام العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن قيس بن سليمان الهمداني الحضرمي، ولد في حضرموت باليمن، استعان 
بأئمة عمان ليبني دولة قوية بحضر موت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فاستجاب له الإمام العماني الخليل بن 
شاذان فأقام إمامته في حضرموت، وكان لدولته شوكة قوية وبأس، وكان عالما فقيها، وشاعرا بليغا فصيحا، له ديوان 
مشهور باسم )السيف النقاد(، توفي في أواخر القرن السادس الهجري 

. 3 إب ا رهيم بن قيس الحضرمي، السيف النقّاد، ص 84 


ما تهواه النفس من المحرمات 
 


ما تهواه النفس من المباح الشاغل عن طاعة الله تعالى مثل حب الزينة، وهذا تدخل 
فيه أشياء كثيرة، زينة اللباس، زينة المسكن، زينة الأثاث، زينة السيارة وغير ذلك كثير يقول 
الإمام الحضرمي 2 -رضي الله عنه -: 


 
لا كالذي سلبت دنياه مهجته يزهو إذا سطعت أثوابه الجدد 3 



 فإن أردت السلمة لدينك والصفاء لعبادتك، فعليك بمغالبة هذين القسمين شاءت النفس أم 
كرهت، وإلّا فأنت في خسارة من دينك فانتبه قبل فوات الأوان. 



وقد يتساءل متسائل: إذا كان الهوى هكذا مذموما فما الحكمة من خلقه؟ 
 


من الأمور المقررة في عقيدة المؤمن أن الله –جل جلله- لم يخلق شيئا عبثا، ولم يأمر 
لأنه الحكيم سبحانه وهو القائل إلا لحكمة بشيء، ولم ينه عن شيء ، ﴿   
                  ﴾ لأنك لم ، فإياك أن تعيب شيئا من خلق الله 1 
تعرف الحكمة من خلقه ، والخالق – سبحانه- خلق الهوى لحكمة بالغة، فإنه لو لم يخلق 
الهوى لم تستقم الحياة؛ فميل الإنسان إلى الخير وإلى عمارة الحياة كما أمر الله في أصله 
هوى ومحبة وبه تقوم الحياة وتستقيم، بل يقوم عليه خي ا ر الدنيا والآخرة، وما عدا ذلك من 
الهوى فإن وجوده امتحان واختبار للإنسان، كما هو حال الدنيا المذمومة بأسرها؛ الله خالقها 
وهو الذي ذمها وحذر منها؛ ابتلء واختبا ا ر للإنسان، هل ينهى نفسه عن هواها ويحكمها 
بشرع الله، أم ي تبعها هواها فيخسر داريه اختيارا منه ﴿            ﴾ 2 
؛ فالإنسان مأمور أن يجعل الهوى تحت حكم الشرع، فل يطيع هواه فيما حرم الله، ولا فيما 
يشغله في دينه. 


. 1 سورة المؤمنون، الآية 115 


. 2 سورة الأنفال، الآية 32 

. 3 سورة آل عم ا رن، الآية 18 



وقد يقول قائل: ما هي الشهوات التي تهواها النفس؟ 
 


الشهوات التي تميل إليها النفس كثيرة، ومتعددة تعدد ملذات الدنيا بأنواعها وأشكالها، وهي 
سلح الشيطان، فإذا جعلتها خاضعة لشرع الله تعالى عجز عنك الشيطان؛ لأنه لم يبق 
ما جاء في قوله تعالى من الشهوات ، و عنده سلح : ﴿      
          
                            ﴾ الأشياء هذه 3 


تهواها النفس، فإذا أعطى الإنسان نفسه ما تهوى ولم يحكّم شرع الله في سلوكه جمحت به 
نفسه ورمته في هاوية سحيقة؛ فقد يوقعه حبه للنساء– مثل - فيما حرم الله تعالى. والنساء 
ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من " : أعظم فتنة للرجال قال رسول الله 
النساء" 1، وهكذا بقيّة المشتهيات، فعليك أخي أن تلجم نفسك بلجام التقوى، فل تطعها فيما 
يخالف أمر الله سبحانه، أمّا من أعطى نفسه ما تهوى فإنه يعبد هواه. 


.) 1 متفق عليه؛ أخرجه البخاري برقم ) 5905 (، ومسلم برقم ) 2289 

. 2 سورة الجاثية، الآية 23 


3 هو الشيخ العلمة أمحمد بن يوسف إطفيش، من علماء الإباضية في المغرب العربي، ولد في بني يسجن بغرداية 
بالج ا زئر عام 1235 ه/ 1429 م، له أكثر من ثلثمائة مؤلف في العقيدة والتفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها، 
توفي – رحمه الله – عام 1332 ه/ 1018 م. 

.105 – 8 أمحمد بن يوسف أطفيش، تيسير التفسير، ج 13 ، ص 108 

من يعبد هواه؟ 
 


قد تتعجب أخي من العنوان، متسائل: وهل يعبد أحد هواه – عياذا بالله -؟!!؛ فإليك 
قال تعالى: الله، الجواب في كتاب ﴿          
               
    ﴾ ؛ فهناك من الناس من يعبد هواه بحق، فكل من يقدم هواه على مرضاة ربه 2 
وطاعته إنما هو عابد لهواه، وما أكثرهم! 


قال القطب 3: “قال ابن عباس: ما ذكر الله تعالى الهوى إلا ذمه! قال وهب بن منبه: إذا 
شككت في أيّ أمرين، فانظر أبعدهما عن هواك فهو الخير. قلت: فإن كانا شرّين فأق ربهما 
إلى هواك هو شر من الآخر. وقال سهل التستري: هواك دا ؤك )مرضك(، وإن خالفته 
فدوا ؤك أي فمخالفته دوا ؤك. قلت: تضمّن أن حضور الهوى داء، فإن اتبعته فقد ح ققته. 
وأحاديث الهوى وآياته وأخباره كثيرة، وهو غالب مع كثرتها، لأنه ملئم للنفس، وهي عدو 
. من داخل، وأعوانه كثيرة من الجن والإنس" 8 



 وهوى النفس إما أن يكون مح رما فهذا مرفوض قطعا. وإما أن يكون غير محرّم، ولكنه 
فضول مثل فضول الطعام، والش ا رب ال ا زئد عن الحاجة، وفضول النوم وال ا رحة والدعة 
والكسل، وفضول الزينة والمظاهر، وفضول الكلم، فتجد مثل بعض الناس يتكلم في 
موضوع يحتاج خمس دقائق، ويبقى يلف حول الموضوع ويتكلم فيه نصف ساعة، هذا 
فضول. وفضول النظر فتجد بعض الناس يمشي في الطريق، ولا تسمح نفسه أن يمر على 
شيء إلا وينظر إليه هذا فضول. وكذلك فضول اللقاءات مع الأصدقاء وغيرهم، فتجد 
الواحد كثي ا ر من أوقاته لقاءات ، فلم يبق عنده وقت لق ا رءة القرآن العظيم ، ولا لذكر الله، 
وعبادته، واغتنام الأوقات في طاعة الله، بل لم يبق له وقت ولا جهد ولا طاقة حتى للتفكير 
فيما ينفعه يوم القيامة؛ فهو يعيش في دوامة من الفضول لا تنتهي، يدور حولها كما يدور 
الحمار ح ول الرحى؛ فانظر حولك ترَ الكثير من هذا، وكله على حساب الدين ولا ريب، 
ولا يقتصر الأمر على الشباب، بل تجد بعض كبار السن، يكبر سنة ويكبر فضوله ده ا ر؛ 
يقضي أوقاته متنقل في أنواع الفضول، وهو أحوج ما يكون لاغتنام ما تبقى من عمره فيما 
ينتظره من أمر آخرته، فأي غفلة هذه؟ وأي خس ا رن ارتضاه لنفسه؟ 


 وهناك نوع من الهوى قد لا يتفطن له كثير من الناس، وهو الانتقال من الأفضل للمفضول؛ 
لأن النفس تميل إليه وتشتهيه، وتجد فيه منطقة ا رحتها، فيعمد إلى المفضول ويقصر فيما 
هو أفضل وهذا يقع حتى في أ عمال الخير، وذلك حين يضيع س لم الأوليات، ولا يتفطن 
الإنسان إلى تنظيم المهمات، والعناية بالأهم في جدول أعماله، حين، فتجد – مثل - 
بعض أهل العلم في الإجازة الصيفية يترك تعليم الأولاد ، ويذهب إلى العمرة ، وهو قد أدّى 
فريضة العمرة م ا ر ا ر وتك ا ر ا ر، وهو يعرف أن ذهابه يوهن عزيمة الطلب، ويفقدهم علما كثي ا ر، 
وتربية هم بحاجة إليها، وهي اهم من تك ا رر العم ا رت فيذهب ولا يبالي، ولو سأل نفسه: لماذا 
يقدم تك ا رر العم ا رت على إفادة طلبة العلم وهم في أمس الحاجة إليه؟! لوجد الهوى حاض ا ر 
في الجواب؛ فهوى نفسه الميالة للخروج والسياحة – وإن كان في عمل خير – هو الذي 
قلب المي ا زن، وجعله يقدم المفضول على الأفضل. 


 وقد يكون هوى النفس في عبادة غير مؤقتة ويفوّت عبادة مؤقتة كمثل الذي يشتغل بذكر 
الله ويفوّت تشييع الجنازة. هذه خمسة أنواع من الفضول، سمّاها بعض العلماء: سموم 


القلب، وكل أسبابها اتباع الهوى وهناك أنواع كثيرة من الفضول، وضابط الفض ول هو كل 
مباح يزيد عن الحاجة. وكله اتّباع لهوى النفس. 


ولو أدرك الإنسان حقا أن عمره ينقص كل يوم، بل كل دقيقة، بل كل ثانية، وأن من 
المستحيل أن تذهب ثانية إلا بجزء من أعمارنا، أون متاع الدنيا قليل، وأن بعد الموت حياة 
دائمة إما شقاء وإما سعادة، وأن متبع الهوى – فيما حرم الله -تصحبه نعم الله إلى الموت 
فقط، فإذا لفظ آخر نفس كان في شقاء ليس له نهاية، وأن من يرفض متابعة الهوى ويتبع 
دين ربه تتحول النعم لديه في الآخرة إلى خلود أبدي لا تفارقه أبدا وأن كل إنسان إذا حاول 
سلوك هذا الطريق يجد التوفيق من الله الرحمن الرحيم اللطيف. لو وعى كل هذا بحق 
وأيقن به بصدق لكان شحيحا على وقته أن يمضي في التفاهات، ولما هان عليه عمره أن 
يضيع سدى. 


 
فاسلك –عافاك الله-طريق النور فإنه ميسّر لمن اجتهد في طلبه، وأيقن أن مخالفة  
النفس هو باب الجنة الوحيد ولا طمع في الجنة من غير هذا الباب، فإياك أن ترقَّ لها إذا 
الخير: ، واستحضر دائما قول خالقك الذي يعلم مصلحتك، وينير لك دروب بكت ﴿  
                      .         ﴾ القطب ، قال 1 
– رحمه الله -: "نهى النفس: زجرها فلم يغلبها الهوى. والهوى ما تهواه، أي: تحبه وتميل 
إليه لزهرته وزينته، علما بأن السم في الدسم، فإذا دعته إلى المعصية تذكر الحساب عند 
الله تعالى فيتركها، وسمي بالهوى لأنه يهوي بصاحبه إلى النار، فهو يؤدّي في الدنيا إلى 
كل داهية، وفي الآخرة إلى الهاوية. والآيتان على العموم ولو خص سبب النزول" 2 


.81- 1 سورة النازعات، الآيتان 89 

. 2 تيسير التفسير، ج 15 ، ص 51 


واعلم أخي – أعانك الله -أن جهاد النفس مستمرٌّ طول الحياة، وأنك سوف تجد صعوبة 
عند فطام النفس عن هواها، ولكنه الطريق الوحيد إلى الجنة، وعند قوة العزم وإخلص النية 
لله تعالى، وعدم التردّد سوف تجده سهل يسي ا ر بحول الله، فدع النفس تيأس من إعطائها 


هواها، وهذا هو فطامها، فالأم -حين تفطم ولدها – هل تفكر أن تعود لترضعه؟ هكذا 
النفس. 



تأمل معي: لو استدعاك الملك ليعطيك مباني كبيرة، ومحلت وعقا ا رت قيمتها مئة 
مليون ريال، ولكن الطريق إلى هناك فيها سباع مفترسة، ومشقة كبيرة، وقيل لك: هذا هو 
الطريق الوحيد إلى عند الملك فهل سوف تترك هذا المال الكبير وتركن إلى ال ا رحة؟ لا، 
سوف تغامر؟ لماذا؟ لأن لك هدفا غاليا يلوح بين عينيك، فتستسهل المشاق، وتستهين 
بالصعاب، وتبذل كل طاقتك، وتغامر وتخاطر من أجل ذلك؟ 


فما نسبة مئة مليون ريال مع الخلود في ال ا رحة الأبدية؟ لا شيء. أفل تستحق جنة عرضها 
السماوات والأرض ذات نعيم أبدي لا ينفد أن تبذل لها هوى نفسك وتمسك زمامها؟ بلى 
والله. 


 


الهوى في كتاب الله تعالى 
 


لو تأملنا في كتاب الله تعالى، لوجدنا أنه ذكر الهوى كثي ا ر، ولكنه لم يذكره إلا مذموما في 
كل تلك الآيات، وما ذاك إلا لعظيم خطر اتباعه، والأهمية البالغة لترويضه وكبح جماحه، 
وفي هذا ما يكفي العاقل لأن يرتدع عن اتباع هوى النفس بل آية واحدة تكفي. 


تأمل هذه الآيات وفكّر فيها جيدا بوعي المؤمن، وحرصه على سلمة دينه: 


يقول الله تعالى: ﴿        ﴾ 1 ، ﴿               ﴾ 2 ، 
﴿                ﴾ 3 ، ﴿           ﴾ 8 ، ﴿     

. 1 سورة ص، الآية 25 

. 2سورة الكهف، الآية 24 


. 3 سورة الجاثية، الآية 14 

. 8 سورة الأنعام، الآية 21 



          ﴾ 1 ، ﴿          ﴾ 2 ، ﴿             
                ﴾ 3 ، ﴿                  
  ﴾ 8 


. 1 سورة المائدة، الآية 22 


. 2 سورة الأنعام، الآية 55 


. 3 سورة الشورى ، الآية 15 

. 8 القصص 59 

5 متفق عليه؛ أخرجه البخاري برقم ) 5842 (، ومسلم برقم ) 2422 (، واللفظ لمسلم. 



هذا هو الهوى في القرآن الكريم، لا ترى آية إلا تذمه. فهل ترجو خي ا ر من اتباعه؟ 
 


وإذا كان هذا موقف القرآن من الهوى فكيف هو في السنة النبوية؟ 


الهوى في السنة الطاهرة 
 


 قد عرفت – يا أخي-موقف القرآن العظيم من الهوى، وكما اعتنى الكتاب العزيز بموضوع 
الهوى وذمه، التفتت السنة المطهرة لهذا الأمر، ويكفينا في ذلك تأمل حديث واحد: عن أبي 
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حفّت النار بالشهوات، 
و حفّت الجنة بالمكاره" 5. انظر وتأمل هذا الحديث تعرف أن الشهوات حجاب النار وأن ما 
تكرهه النفس حجاب الجنة؛ فمن صبر على المكاره من طاعة الله وصل إلى الجنة، ومن 
منع نفسه عن الشهوات المحرمة أيضا وصل الجنة، أما من اتبع الشهوات فليعلم أنه سلك 
طريق النار، فالهوى جرعة تستلذها النفس، ويعقبها شقاء دائم، ورفض رغباتها مرّ يعقبه 
خلود مؤبد في السعادة فكن قوي الإ ا ردة في دين الله تعالى. 


إذن ما دامت النفس تكره الأعمال التي توصل إلى الجنة، وترغب فيما يوصل إلى النار 
فل بد من الصبر. 


الصبر كله مخالف لهوى النفس، يعني أن رفض هوى النفس هو الصبر، والصبر هو: 
رفض هوى النفس! 



 لا تعجب من هذا فإن الصبر كله ثلاثة أقسام: 


-1 صبر على أداء أوامر الله ولا بد في هذا من مخالفة النفس. 
-2 صبر عما حرم الله تعالى، ولا بد في هذا من مخالفة النفس أيضا. 
-3 صبر على ما يقدّ ر الله عز وجل على الإنسان من المصائب، ولابد في هذا أيضا من 
مخالفة النفس حتى لا تجزع. 


فاتضح بهذا أن مخالفة النفس هي الصبر، وأنت ترى في القرآن العظيم أكثر من سبعين 
آية تأمر بالصبر أو تحث عليه أو تمدح الصابرين، وكذلك في السنة المطهرة، وهذا يعني 
أن أدلّة الصبر كلها أدلة لمخالفة هوى النفس، وأن طاعة الله تعالى كلها في مخالفة هوى 
النفس إلا ما أحبته النفس من الطاعة بعد ترويضها، ولأن الصبر تكرهه النفس، والعقل 
يلزمها به فالص ا رع مستمرّ. 


ص ا رع بين العقل والهوى 
 


صاحب العقل يسعى فيما فيه المصلحة في الدار الباقية، أما من أتبع نفسه هواها فإنه يلحّ 
ويسعى في اللذة الحاضرة، وإن كان عاقبته الدمار يوم النشور من القبور، ولهذا يبقى 
الص ا رع مستم ا ر بين العقل والهوى طول الحياة، أو يستولي أحدهما على الآخر، والأصل 
أن العقل هو الملك، وليس الجسم المحسوس وهوى النفس إلا خدم مسخرون للعقل، ولكن 
هوى النفس موافق لرغباتها، ومطالب العقل تكرهها النفس ولذلك كان الص ا رع. 


 فإذا غلب العقل على هوى النفس كان صاحبه أفضل من مَ لك من الملئكة، وإن غلب 
الهوى وسيطر على العقل كان صاحبه ش اًّ ر من البهيمة. يقول الإمام نور الدين السالمي 1 
-رحمه الله -: 


1 هو الإمام العلمة نور الدين عبدالله بن حميد السالمي، من أبرز علماء عمان، ولد بقرية الحوقين بالرستاق عام 
1248 ه، له مؤلفات عديدة منها معارج الآمال وجوهر النظام وطلعة الشمس وتلقين الصبيان وغيرها، توفي – رحمه 
الله – عام 1332 ه، ودفن ببلدة تنوف بنزوى. 


من العقول ركّبت ملئكة 
من شهوة بغير عقل ركّبت 


 


من غير شهوةٍ عليهم سالكة 
بهائم ما ذبحت أو ركبت 





 ومن جميع ذلك ابن آد م 
من عقله شهوته قد غلبا 
وضده شر من البهائم 


مركب من جاهل أو عال م 
فاق على ملئكٍ محتسبا 
إذ أهمل العقل وفعل اللزم 1 




.240 – 1 عبدالله بن حميد السالمي، جوهر النظام، ج 8، ص 244 


. 2 المرجع السابق، ص 355 


الحب يعمي و يصمّ 
 


إذا أحببت شيئا فإن هذا الحب يعميك عن عيوبه ويصمّك، فترى قبيحة جميل، وللخروج 
من هذا العمى عليك أن تحب ما يحبه ربك وهو دين الله، فإن هذا هو الذي يبقى عندك 
يوم القيامة، أما غيره فأحبب ما شئت وسوف تفارقه شئت أم أبيت يقول الإمام نور الدين 
السالمي: 


حبك للشيء يغطي عيبه 
حبك يعمي ويصمّ فاحذر 
بل حبّ ما يحبّه مولاكا 
فأنت عبد للذي تح ب 


 


ويسترنّ عيبه وريبه 
من الهوى فإنه لم يذر 
من دينه فهو الذي هداكا 
تجري على وفق الذي يح ب 2 




 


ما خطورة الهوى؟ 
 


الهوى م ه ل ك 


 سمَي الهوى هوى بهذا الاسم لأنه يهوي بصاحبه في النار، ولولا الهوى لم تَ ح ل المعصية 
والفسق عند أصحابها، لكن هوى النفس – إذا سيطر على العقل – قاد صاحبه إلى شر 
هاوية، والهوى آفة العقل، لأن العقل مطالبه تك رهها النفس بعكس الهوى، فيكون الإنسان 
بين العقل والهوى مثل السيارة التي يتنازع قيادتها اثنان مجنون وعاقل، كلٌ إلى جهة تخالف 
الآخر، فما حال تلك السيارة في الشارع؟ إذا غلب العاقل وطرد المجنون سلمت السيارة، 


 ولكن إذا كان العكس ماذا يحصل؟ هكذا الإنسان بين الهوى والعقل، بل إن الهوى أخطر 
من الجنون، لأن المجنون -إذا قاد السيارة-قد يقع في حادث يؤدي إلى موته ومن معه 
فتف وتهم الحياة الدنيا، أما الهوى المتّبَع فيفوت الحياة الباقية السعيدة، يقول الإمام نور الدين 
السالمي -رحمه الله-: 


لولا الهوى لم يه و في الني ا ر ن 
ولا حل عند أولي العصيان 
لكن هوى النفس يكون مهلكا 
وقد أتى في الأثر المنقول 
وجنة المأوى تكون مأوى 


 


خلق من الإنس ولا من جان 
كفرٌ من الفس ق أو الكف ا رن 
لكل من في عقله تملّكا 
بأنه الآفة للعقول 
لمن نهى النفوس عما تهوى 1 




. 1 جوهر النظام، ج 8، ص 352 

2 هو الشخ العلّمة خلفان بن جميّل بن حرمل السيابي، أحد علماء عمان، ولد ببلدة سيما بولاية إزكي عام 1394 ه، 
عمل في التدريس وتثقيف الناشئة والشباب، وتولى القضاء في الرستاق ومطرح وسمائل، من مؤلفاته سلك الدرر 
الحاوي غرر الأث، وفصول الأصول في أصول الفقه، توفي بسمائل عام 1302 ه. 

. 3 خلفان بن جميّل السيابي، سلك الدرر الحاوي غرر الأثر، ج 2، ص 849 


وكيف حال من أعطى نفسه ما تهوى وعاش ي سَمن جسمه ويلمعه مع خ ا رب قلبه بالمعاصي. 

ويقول الشيخ خلفان بن جميل السيابي 2– رحمه الله -: 


يا خادمًا للجسم كم تسعى إلى 
أقبل على إصلح هذي النفس 
وألبسنها حلل الفضائل 
فأنت إنسان بها إذا زكت 
والنفس في ثلثة أقسام 
وغيرها لوامةٌ تلوم 
ومطمئنّة هي الزكية 


 


خدمته وسوف يمضي للبل 
وزكّها من دَنَسٍ ورجس 
و ذدها عن موارد الرذائل 
لا بجسومٍ سَ منت وأودكت 
أمارة بالسوء والآثام 
صاحبها فيما أتى فيندم 
وإنها ال ا رضية المرضي ة 3 




إذن لا يشغلك تلميع الجسم الظاهر عن تزكية النفس، فعليك بها أقتل هواها. 



قتل النفس  

كثي ا ر ما يعبّر علماء السلوك في السير إلى الله تعالى بقولهم: قتل النفس أو ذبحها، ويعنون 
: بذلك مخالفتها فيما تهوى بسيف المجاهدة المستمرّة يقول العلمة سعيد بن خلفان الخليلي 1 

1 هو الإمام العلّمة سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي، من أبرز علماء عمان، يلقب بالمحقق، ولد بمسقط عام 
1225 ه، له مؤلفات عديدة منها التمهيد ومقاليد التصريف وغيرها، توفي – رحمه الله -عام 1242 ه. 

2 ديوان الشيخ الرباني سعيد بن خلفان الخليلي، من أجوبة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، ص 202 


. 3 من أجوبة الإمام محمد الخليلي ص 49 


لكأنما في قتله لنفسه 
وإن يكن ليس لها قاتل 
فاقتل ففي القتل لها نصرة 
فإن شهيدا متّ تحيا بها 
يا عجبا من صد عن قتلها 
إن كان لا يصبر في قتلها 
فليجعلنها بعض قربانه 
وإن تكن ثَمّة مقبولة 
أو كنت لا تفهم ما قلته 


 


بسيفه قتل أولي ال فجر 
تقتله الأعداء بالصبر 
وهزم حزب البغي والخسر 
أسعد حيٍّ في عصر 
والقتل أهنى عيشة العصر 
أنّى له عن ذاك بالصبر 
بين يدي مولاه بالشكر 
بش ا رك بالقدرة والقدر 
فسلّ م الأمر لمن يدر ي 2 




تَجرّد 


يقول الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله: 

تجرد أخي عن حظوظ الهوى 
وذق من ش ا رب الهوى نغبةً 
وعرّج إلى رتب يا لها 
هداة الورى و حداة السري 
وعرّج وقوفا على باب من 


 


عسى عن حظيظ الثرى تعرج 
من الحب من كأسه تملج 
أناس قبيلك قد عرجوا 
طريقهم واضح أبلج 
على بابه الرسل قد عرجو ا 3 





فارق عادات النفس  

أتعب نفسك في طاعة ربك ، فل سعادة لها بغير ذلك، واهجر عاداتها من كثرة الكلم 
وكثرة النوم وكثرة الأكل وكثرة التجوال لغير فائدة، والتوسَع في الشهوات المباحة، فإن ذلك 
كله يك دّر قلبك ويبعده عن الله تعالى، لا توافق نفسك إذا رفضت شيئا من طاعة ربك، بل 
أ ذبها وأصبرها و قدها رغم أنفها، فإنه لا ا رحة – يوم القيامة - لمن رَكَنَ إلى ا رحة الدنيا، 
إن للنفس مك ا ر خفيا وكيدا، فمرّة تدعوك إلى التقصير في العبادة والاستعجال في الصلة 
من غير ترك، ومرة تدعوك إلى التسويف )التأخير(، ومرة تتعلل بالمشقة؛ فانتبه لمكرها، 
وتلفت لجميع حيلها، عليك بها انحرها بالمخالفة كل يوم، وإن هي ولولت، يعني صاحت: 
يا ويلي لقد عذّبتني، إن في بذلها لربها صونٌ لها من الهلك يوم القيامة فأنت – في 
إتعابها – تريد ا رحتها. وإن أطاعتك في السير إلى الله فهنيئا لها يقول العلمة ناصر بن 
سالم بن عديم الرواحي 1 رحمه الله: 

1 هو العلّمة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديّم الرواحي، شاعر وفقيه عماني لقب بشاعر العلماء وعالم الشع ا رء، 
ولد في وادي محرم بولاية سمائل عام 1222 ه، له قصائد كثيرة بلغت في القوة مبلغا لا يبارى، وله مؤلفات عديدة 
منها نثار الجوهر والنشأة المحمدية وغيرها، توفي – رحمه الله – عام 1330 ه بزنجبار بتن ا زنيا. 

تَعَنَّ ولا تستبق للنفس عادة – أتلقى إذا لم تشق فيه سعادة؟ 

 أذبها وأصبرها وسقها مقادة – فل ا رحة ترجى لمن ا رم ا رحة 


ومها بذلت الروح صادفت مغنما 


تَلَفّت لها من حيث ولّت وأقبلت – فإن لها كيدا وإن هي أجملت 


عليك بها انحرها وإن هي ولولت – ففي بذلها صونٌ لها إن تقبلت 


وإلا فقد سيقت إلى ذلك الحمى 


 وإن هي عما يوجب البعد أعرضت – وسلّم ت الأطوار فيه وفوّضت 


وشدّت بعزم في السلوك وقوّضت – هنيئا لها فخ ا ر بما قد تعرضت 



لذاك الحمى لو كان مطلبها احتمى 1 


1 ناصر بن سالم بن عديّم الرواحي، النَفَس الرحماني، ص 398 . )وقد ق أ ر هذه القصيدة ال ا رئعة الفاضل مسعود 
المقبالي ق ا رءة ا رئعة مؤثرة في القلوب الحية لم أر مثل ق ا رءته -ج ا زه الله خي ا ر-، ومطلع القصيدة: هو الله فاعرفه(. 


. 2 من أجوبة الإمام محمد الخليلي، ص 204 


اتباع الهوى ظلمة  

 يقول الشيخ الرباني سعيد بن خلفان الخليلي -رحمه الله-: 

 وعن ليل نفسك فاخرج إلى 
فمن ظلمة النفس عنه انجلت 
ومن كان من نورهم كاسيا 
كساه جمالهم حلّة 


 


نهارٍ لهم عنه لا تخرج 
ففيه لأنوارهم أبرج 
فذا الكون عبد له أحوج 
غدا الكون من طيبها يأرج 2 




 

القسم الثاني: كيف تسيطر على هواك؟  

لقد علمت أنه لا سعادة للإنسان إلا بمخالفة النفس وكبح جماح الهوى، فل شك أنك تتساءل 
عن الوسائل المعينة على ذلك، والأسباب المؤدية إلى تحقيق هذه الغاية العظيمة الموصلة 
إلى غاية الغايات، ومنتهى الم ا ردات، جنة عرضها الأرض والسماوات، فهيا بنا نستع رض 
شيئا مما يعيننا على ذلك: 


 

الخوف من العقاب فأنت لو أ ريت ام أ ر ة حسناء مطيعة لك في الح ا رم، ولكن رجال الأمن 
لك بالمرصاد، وعرفت أنك لو اقتربت منها فسوف تسجن سنة كاملة وتضرب كل يوم فهل 
سوف تفعل معها الح ا رم؟ لا 



إذن هكذا كن كما تركت الم أ رة خوفا من السجن فاترك المعاصي خوفا من السجن المؤبد 
في نار جهنم، هل ترضى أن تسجن في النار من أجل لذة عابرة؟! كل وحاشا؛ فاتق الله 
تعالى فإن الدنيا إلى زوال عما قريب، وسوف يندم من أطاع هواه وعصى مولاه. 


تذكر أن متابعة الهوى تسقط منزلتك عند الله تعالى، ا رزقك وخالقك والعليم بأحوالك 
والقادر عليك والمتصرف فيك كما يريد، وإذا سقطت منزلة الإنسان عند ربه سقطت عند 
المخلوقين لا محالة، وكل هذا من أجل هوى النفس! 


 أنت لو كنت تعمل عمل وقيل لك: هذا العمل يكرهه الملك فسوف تتركه أليس كذلك؟ وها 
أنت باتباع الهوى تعرض نفسك لأن يكرهك ربك ورب كل الكون فانتبه قبل أن تقول: ﴿ 
           ﴾ 
أسأل الله لي ولك التوفيق. .1 


. 1 سورة الفجر، الآية 28 


. 2 سورة فاطر، الآية 19 

. 3 سورة التوبة، الآية 129 

إذا تذكرت أن العفة عن الح ا رم عزة للإنسان، واتباع الهوى ذلة هان عليك الأمر، ولا تنال  
العزة إلا بطاعة الله تعالى قال الله تعالى: ﴿                ﴾ 2 . 


إذا تذكر الإنسان أن السيطرة على هوى النفس تجعله يغلب عدوه ويقهره ويغيظه ويغمّه  
ويرغمه هان عليه مخالفة النفس. والله تعالى يريد من عبده أن يغيض عدوه قال الله 
تعالى: ﴿             
          ﴾ 3 . 


لا تنس أن الله – جل جلله -لم يخلقك لتتبع هوى النفس وإنما خلقت للآخرة.  

قد هيأوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل 


 


 ولقد أعطاك ربك النعم لتتقرب بها إلى ربك وإلى جنات الخلود؛ ألا تعجب من رجل يدعوه 
الملك ليكرمه ويريحه وهو يتابع أعداء الملك؟ هكذا متبع الهوى يتابع أعداء ربه؟! 


إن متبع الهوى قد نزّل نفسه منزل الحيوان؛ فإن الحيوان لا يستطيع مخالفة الهوى وهذا 
الإنسان كذلك، لا بل الأمر أشد من ذلك، فالبهيمة معذورة لأنها ليس لها عقل، والإنسان 
له عقل يردعه عن هوى نفسه، ولديه شرع الله النور المبين ينير له طريق الخير وهذا 
الإنسان يترك النور ويبحث عن الظلمة. لا تعجب من هذا فأنت إذا تأمّلت آيات القرآن 
العظيم والسنة النبوية؛ وجدتها كثي ا ر ما تصف الكفر والعصيان بأنه ظلمات، وتصف دين 
الله تعالى بأنه نور، فكن على يقين أن دين الله تعالى نور معنوي يكشف لك المعاني 
وحقائق الآخرة كما أن النور الحسي نور الشمس وغيرها يكشف لك الأجسام المرئية بالعين 
المحسوسة، واتباع الهوى ظلمة وعلى قدر اتباع الهوى تكون الظلمة؛ فابحث عن النور ما 
دمت حيا -أعانك الله -. 


أن يفكر في عواقب اتباع الهوى، فكم أفات من فضيلة وكم أوقع في رذيلة، وكم أدخل 
صاحبه السجن، وكم أورث ذمّا، وكم أزهقت بسببه أرواح؛ اسأل التاريخ يخبرك بما لا تسعه 
المجلدات من الكتب والواقع يشهد، فإذا تذكر الإنسان ذلك سهل عليه ترك الهوى. 


يكفي لرفض الهوى أن تعلم أنه الباب الوحيد الذي يدخل منه الشيطان إلى قلب الإنسان. 
ألا تعجب من إنسان يدخل عليه عدوّه من باب واحد لا غير، وهو قادر على اغلقه ولم 
يغلقه؟ وكيف تكون نهاية هذا الإنسان وعدوه متمكن من قلبه؟ 


 : إن اتباع الهوى مضاد لشرع الله تعالى تماما قال الله تعالى ﴿     
              ﴾ أوقع وهل لهواه، فالإنسان إما متبّع لشرع الله أو متبع 1 
المسلمين – اليوم- في هذا الذل الذي ت ا ره والهوان إلا اتباع الهوى؟ حتى أصبحوا يطلبون 
الرحمة من أعدائهم، ويخافون بعض أعدائهم ويتوكلون على آخر، فإذا غضب عليهم من 
يتوكلون عليه بحثوا عن سيد آخر! وكأنّ الذل صار لذيذا لديهم، انظروا الحروب الدامية 

. 1 سورة القصص، الآية 59 


في بلد المسلمين، حتى بات أعداؤنا ليسوا في حاجة إلى أن يغزونا؛ بل يضربوننا ببعضنا 
ويضحكون علينا! قارن بين هذا وبين عزة المسلمين حينما طبقوا دين الله وخالفوا هواهم، 
اق أ ر تاريخ المسلمين تعرف ذلك وترى عزتهم بأم عينيك. 


إذا علم الإنسان أن الله تعالى شبّه أتباع الهوى بأخسّ الحيوانات قال الله تعالى: 
﴿                             ﴾ إذا علم ذلك هان 1 
عليه ترك الهوى. 


. 1 سورة الأع ا رف، الآية 125 


. 2 سورة الكهف، الآية 24 


 قال الله تعالى: ؛ إن متبع الهوى ليس أهل لأن يطاع ﴿       
         ﴾ 2 


أن يتذكر الإنسان أن مخالفة الهوى هو حجاب النار، فمن اتبعه فقد مزق الحجاب  
ووصل إليها. 


إذا تذكر العبد أن مخالفة الهوى تورثه قوة في بدنه وقلبه هان عليه تركه. 
 


أن يعلم أن الهوى مضاد للعقل وذلك أن العقل ينظر المصالح والعواقب، أما اله وى  
فإنه يريد اللذة الحاضرة ولا يهمه عاقبتها. 


إن من عجز عن جهاد نفسه عجز عن جهاد غيره. 
 


إن متبع الهوى قد أغلق على نفسه باب التوفيق وفتح باب الخذلان. 
 


إن اتباع الهوى يفسد العقل؛ لأنه يأمر بضدّ ما يأمر به العقل. 
 


إن من وسّع على نفسه في اتباع الهوى ضيّق عليه في القبر، والعكس بالعكس. 
 


إن اتباع الهوى يضعف عزيمة الإنسان في طاعة الله والعكس بالعكس. 
 



إن من ركب هواه كمن ركب دابة جموحا بل لجام ولا زمام. 
 


إن اتباع الهوى يجلب الداء للقلب والجسم. 
 


إن اتباع الهوى يجلب الحسد والأحقاد بين الناس ولو خالف الناس الهوى ل ا زلت الأحقاد. 
 


إذا سيطر الهوى غاب العقل؛ لأن الهوى أصبح هو المسيّر لسلوك صاحبه وبات العقل  
أسي ا ر. 


إن الله عز وجل جعل القلب ملكا والجوارح خدم له، فإذا سيطر الهوى كان القلب خادما  
للجسم خادما للهوى، همّه رغبات النفس. 


إن من اتبع هواه أعطى عدوه الزمام يقوده حيث شاء وأشمته به. 
 


إن صاحب الهوى عبد له، فإذا خالفه كان ح ا ر، يقول الإمام نور الدين السالمي -رحمه 
الله-: 


فإن أردت أن تكون ح ا ر 
إن الهوى به يصير الحر 


 


دع الهوى وكل ما قد ض ا ر 
عبدا فل يهواه قط حر 1 




. 1 جوهر النظام، ج 8، ص 329 


. 2 سورة المائدة، الآية 22 


إن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة ما وصلوا إلى هذه المنزلة إلا بمخالفة  
الهوى. 


إن متبع الهوى – في الح ا رم -تحبط أعماله، يعني أن الله تعالى لا يتقبل أعماله، قال  
الله تعالى: ﴿           ﴾ 2 


إن متبع الهوى يحرم العلم النافع الذي ينفعه يوم القيامة؛ لأن هذا العلم ن ور، والهوى 
ظلمة فإذا دخل النور ان ا زحت الظلمة والعكس بالعكس ولابد من التخلية قبل التحلية. فل 
يجتمعان أبدا. 



إن متبع الهوى يجد وحشة بينه وبين ربه؛ لأن كل مسيء مستوحش، أنت إذا أسأت  
إلى إنسان؛ هل تستأنس معه؟ ولله المثل الأعلى. 


أسأت إلي فاستوحشت مني 


 


 ولو أحسنت آنسك الجميل 




إن متبع الهوى يجد وحشة بينه وبين المؤمنين؛ لأن الله تعالى قد وعد المؤمنين بأن  
ة في قلوب الناس قال الله تعالى يجعل لهم مود : ﴿      
           ﴾ 1 


. 1 سورة مريم، الآية 05 

. 2 سورة الحج، الآية 14 


إن متبع الهوى تتعسر عليه أموره؛ لأن الله تعالى قد وعد المتقين بتيسير الأمور قال 
الله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يس ا ر" الطلق 8. وصاحب الهوى ليس من 
المتقين. 


إن اتباع الهوى يصد صاحبه عن الحق، فيصبح الإنسان ليس له همة إلا في رغبات  
النفس. 


إن اتباع الهوى يجعل العمر ليس فيه بركة، فيمضي عمره في المعاصي والغفلة. 
 


إن متبع الهوى يرى قبيح المعاصي حسنا؛ لأن الشيطان يزينها له، والنفس تساعده. 
 


 ﴿ : إن متبع الهوى مهان حقير عند الله تعالى ولو ملك المليين قال الله تعالى 
                     ﴾ 2 . 

إن متبع الهوى – فيما حرم الله – قد يدخل تحت لعنة الله تعالى فإن الله تعالى قد 
لعن في كتابه العزيز أناسا، منهم من أفسد في الأرض، ومن قطع رحمه، ومن آذى رسوله 
ولعن من كتم ما أنزل الله من البينات والهدى، ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلت 
المؤمنات بالفاحشة، ولعن من جعل سبيل الكافرين أهدى من سبيل المؤمنين. وقد لعن 


 أناسا على معاص ارتكبوها مثل الواشمة والنامصة والواصلة وآكل الربا وغير  رسول الله 
ذلك. فالذي يتبع هواه معرض نفسه إلى لعنة الله تعالى. 


 قال الله تعالى: ؛ الهوى متسبّب في ظهور الفساد في الأرض إن متبع ﴿   
                                ﴾ 1 


. 1 الروم، الآية 81 


. 2 الأنعام الآية 85 

. 3 طه الآية 128 

. 8 سورة الحج الآية 32 


5 الشورى الآية 39 


 تعالى قال الله إن متبع الهوى متعرّض لأن يختم الله على قلبه : ﴿     
                   ﴾ 2 


 قال الله تعالى: ضنكا، إن متبع الهوى يسعى في أن تكون معيشته ﴿    
                         ﴾ 3 


 ولو عظّمه لأطاعه قال الله تعالى تعالى، إن متبع الهوى يضعف تعظيمه لله : ﴿  
                  ﴾ 8 


إن متبع الهوى يعيش محتق ا ر مع الناس. وانظر الواقع تعرف. 
 


إن متبع الهوى قد فاتته كل ثم ا رت التقوى، يعني خير الدنيا والآخرة.  

 قال الله تعالى: إن متبع الهوى معرض لسلب النعم وجلب النقم ﴿    
             ﴾ أما ما أصاب الأنبياء ونحوهم ممّن لا ذنب له والصالحين ، 5 
فهو لرفع الدرجات، أو لتأديب عن شيء ما. 



إن اتباع الهوى يورث مرض القلب؛ لأن عافية القلب هي الإيمان بالله عز وجل يقول  
الإمام نور الدين السالمي: 


عافية القلب هي الإيمان 
فأي قلب سكنته العافية 


 


بالله وهو الواحد المنان 
أم ا رضه تصبح عنه نائية 




 تعالى: قال الله ؛ إن الشيطان يتسلط على متبع الهوى فيقوده حيث شاء ﴿   
                     ﴾ 1 


. 1 الحجر الآية 82 

. 2 الحشر الآية 10 

. 3 ابن الجوزي، صيد الخاطر، ص 58 

. 8 أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي، الأنس في شرح عيوب النفس، ص 83 

إن متبع الهوى يجلب لنفسه الأسماء القبيحة، فهو العاصي الفاسق الظالم المنافق إلى  
غير ذلك، ويبعد عن نفسه الأسماء الجميلة مثل المؤمن الصالح الطائع المتقي. 


إن متبع الهوى يبعد نفسه عن ربه باختياره، ويقترب من عدوه حتى يقوده من أنفه وهو 
ا رض بذلك، وهو يعلم أنه يخطو كل يوم خطوات إلى النار إذا لم يتب، أسأل الله لي وله 
الهداية. 


إن متبع الهوى نسي الله تعالى فأنساه الله نفسه، أي أنساه مصالح نفسه يوم القيامة قال  
الله تعالى: ﴿                                ﴾ 2 


إن متبع الهوى يسعى في القطيعة بينه وبين ربه ووليّ نعمته، ويا خيبته إذا مات على  
ذلك، فهو الذي اختار أن يقاطع ربه ويواصل عدوه! 


قال ابن الجوزي البغدادي: تأملت في شهوات الدنيا، ف أ ريتها مصائد هلك، وفخوخ تَلَف  
. فمن قوي عقله على طبعه )هواه( وحكم عليه سل م، ومن غلب طبعه فيا سرعة هلكته 3 


. الجهاد هو القيام على النفس بسيف الشرع القويم، ومن جهادها مخالفة هواها 8  



عدم الإس ا رف في الطعام والش ا رب، يقول أحد الحكماء: كل الطعام وأنت تشتهيه وقف  
عنه وأنت تشتهيه؛ يعني قف قبل الكفاية بقليل، وهذا يجعلك نشيطا في أعمال الآخرة والدنيا 
ويبعد عنك الأم ا رض كثي ا ر؛ فاعمل بهذه الحكمة وداوم عليها تعرف فوائدها، ومن فوائدها 
أنها تجعلك تغلب هوى النفس وكفى بها فائدة. 


غض البصر عن المحرمات وعن فضول النظر؛ يجعلك تغلب هوى النفس. 
 


إذا تذكرت أن الله تعالى ي ا رك في كل زمان ومكان هان عليك مخالفة النفس، أنت هل 
تستطيع أن تعصي الحاكم وهو ي ا رك؟ فكيف بمن يملك روحك وسمعك وبصرك وكل 
أمورك؟ احذر قبل فوات الأوان. 


إذا تذكرت أن كل خير عندك هو من فضل الله تعالى أحببته؛ لأنه المنعم عليك بكل  
شيء وإن القلوب تحب من يحسن إليها، ومحبتك لله تعالى –إذا كانت صادقة -تستلزم ألا 
تعصيه بنعمه وتتبع هواك، ولا يمكن لأي إنسان أن يعصي الله إلا بنعمه مستحيل. 


قصة/ لقي رجل ام أ ر ة في خلوة فقال لها: إني أحبك. فقالت له: و ا رءك من هي أجمل 
مني فالتفت إلى و ا رئه فلم ير أحدا، فقالت له: يا كذاب لو كنت صادقا في محبتي ما التفتّ 
إلى غيري ، وهكذا أنت إذا كنت صادقا في محبة الله تعالى فسوف ترفض كل ما يشغلك 
عن دينك، ولله المثل الأعلى. 

إذا تذكرت أن اتباع الهوى سبب لغضب الله تعالى وعقوبته هان عليك مخالفة النفس. 
 


إذا تذكرت ما يفوّته عليك اتباع الهوى من خير الدنيا والآخرة هان عليك رفض الهوى. 
 


اجعل مخالفة النفس مثل شرب الدواء؛ فكما أنك لا تشتهي الدواء ولكن تشربه من أجل  
الفائدة هكذا خالف نفسك من أجل الفائدة بل إن مخالفة النفس أعظم فائدة؛ لأن هذه المخالفة 
لا ت ا زل تقربك من ربك حتى تدخلك دار السعادة الدائمة، فل تكن ضعيف العزم اولإ ا ردة، 
ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خي ا ر منه. 


إذا صبرت على مخالفة النفس تذكر أن الله تعالى معك يحفظك ويوفقك وييسر أمورك  
وإذا كان الله معك فماذا تريد ومن ماذا تخاف؟ 



إذا تذكرت أن الإنسان قد يفجأه الموت وهو غارق في الشهوات فيكون مصيره نا ا ر  
حامية، إذا تذكرت ذلك هان عليك مخالفة النفس. ومن عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل. 


إذا تذكرت أن اتباع الهوى هو مرض القلب الذي ليس له علج إلا مخالفة النفس سهل 
عليك رفض الهوى . 


تعوّد مخالفة النفس حتى في المباحات غير الضرورية تسيطر على النفس. 
 


كل عمل تعمله لابد أن يخطر على بالك أولا كان خي ا ر أو ش ا ر، فإذا خطر على قلبك 
اتباع الهوى فاصرف ذلك الخاطر عن قلبك وإلا فإن الخاطر يصير أمنية، والأمنية قد 
تصير همّ ا، والهم قد يصير إ ا ردة، ثم تصير الا ا ردة عزما، فادفع الخاطر الأول ترح قلبك 
وجسمك، كن بوابا على باب قلبك لله تعالى. 


اصرف هواك في طاعة ربك، فإذا تعودت على ذلك فإن الله يقيك اتباع النفس في  
الشر. 


صرف الفكر إلى عجائب آيات الله تعالى المقروءة والمبصرة يدفع عنك الوساوس التي 
تسقطك في اتباع الهوى ؛ لأنك لا يمكن أن تفكر في شيئين في آن واحد. 


التفكر في سرعة زوال الدنيا يجعلك تحذر أن يكون ا زدك من اتباع الهوى وعاقبته  
عذاب دائم. 


لا بد من الاستعانة بالله جل جلله لكي تسيطر على هوى النفس؛ وذلك بالدعاء  
والتذلل لله عز وجل كل يوم وخاصة وقت السحر. 


تذكر أن عندك جاذبين، جاذب يجذبك إلى الاستقامة إلى أعلى هذا هو الجانب الديني،  
وجاذب يجذبك إلى أسفل إلى مرتبة البهائم إلى اتباع الشهوات والغفلة عن دين الله فاختر 
لنفسك يا عبد الله. 



إن تفريغ المحل )القلب( من كل ما يخالف أمر الله تعالى لا بد منه. ف رّغه إولا فكيف 
يجتمع الإخلص مع الرياء وحب الدنيا مع حب الآخرة؟! لا بد من التخلية قبل التحلية 
وبهذا تغلب النفس إن شاء الله تعالى. 


إذا تذكرت أن الله تعالى إنما خلقك لبقاء لا فناء له وعز بل ذل و ا رحة بل شقاء وإنما  
وأنت في هذه الدنيا تستعد لتلك الحياة الطيبة تستعد بما يقربك إلى ربك؛ إذا تذكرت ذلك 
هان عليك أن تخالف النفس. 


إذا عرفت الأسباب التي تساعدك على السيطرة على هوى النفس فل بد من العمل بها، 
وإلا فما الفائدة من ق ا رءتها؟ قال بعض علماء القلوب: لن تعطى النفس مناها حتى تصل 
إلى مولاها، ولن تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة، ولن تكون صحيحة سليمة 
حتى تخالف هواها. 


تنبيه : إن مما يساعدك على السيطرة على هوى النفس الإيمان القوي ، اولإيمان يقوى  
بأمور، منها : أ- كثرة ذكر الله تعالى ، فعلى مقدار كثرة ذكرك لله تعالى يقوى إيمانك؛ 
قال أحد طلب العلم : كان تصديقي في أمور الآخرة ضعيفا وكأنني مقلد لغيري فقط، 
وطالما ق أ رت عن أوصاف الجنة و أوصاف النار والبعث وكتابة أعمال العباد وإن ربي 
عليم بكل شيء ولو حاولت إخفاء أعمالي السيئة ومع هذا بقي تصديقي بالآخرة ضعيفا ثم 
منّ الله عليّ بكثرة ذكره سبحانه وتعالى فصرت كأنني أرى الجنة بعيني وكذلك النار وكذلك 
البعث والملئكة الذين يكتبون أعمال العباد وأرجو أنني وصلت إلى اليقين وإلى درجة أقوى 
مما أشاهده بعيني أ رسي وكل ذلك بكثرة ذكر الله تعالى انتهى كلمه، أسأل الله تعالى أن 
يزيده إيمانا. 


هذا ما وصل إليه هذا الطالب بكثرة ذكر الله، أونت – يا أخي – ماذا يمنعك من كثرة ذكر 
ربك؟ اذكر ربك سواء كنت في المسجد أو في البيت أو في الشارع أو في الطائرة أو في 
السفينة أو في أي مكان، أكثر من ذكر الله إذا كنت خاليا أكثر ولا يلزم أن تعدّ فإن الملك 
الذي على يمينك لن ينسى ولا يظلمك بل سوف يكتب لك كل تسبيحة أو تكبيرة أو تهليلة 
أو غير ذلك، إون شئت أن تعرف فوائد ذكر الله تعالى فارجع إلى كتاب: نثار الجوهر 


للشيخ العلمة أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي - رحمه الله تعالى- فإن فيه 
قصيدة ا رئعة في فوائد الذكر و تذكر أنه لا بد من النيات و المداومة على الذكر حتى يقوى 
إيمانك فداوم تجد إيمانك يقوى و تعرف ذلك يقينا كما عرف ذاك الطالب، واعلم أن أعظم 
الذكر ق ا رءة القرآن فاق أ ره متمهّل متدبّ ا ر من غير استعجال ، و كذلك الإنصات للق آ رن يقوي 
الإيمان قال الله تعالى : ﴿                  ﴾ 1 . 


1 سورة الأنفال، الآية 2 


2 هذه الحكم انتقيتها من كتاب موسوعة الحكم والعظات، لعبد الرحيم ش ا رقي، وغيث المواهب العلية في شرح الحكم 
العطائية لمحمد بن إب ا رهيم بن عباد النفزي الرندي والفوائد لابن قيّم الجوزية. 

 الزم ذكر الله تعالى وسوف ترى حقائق الآخرة بعين عقلك أكثر مما ترى الأجسام في 
الدنيا بعين أ رسك، إن قوة الإيمان أهم قوّة تغلب بها هوى نفسك بل جميع الأسباب بغير 
قوة الإيمان سوف تفشل أمام رغبات النفس. 


تنبيه: 
 


إن من أهم الكتب التي تساعدك على السيطرة على هوى النفس ما يلي: 


عدّة الصابرين للعلمة ابن قيّم الجوزية. 
 


حياة المهج للشيخ العلمة جاعد بن خميس الخروصي. 
 


ايضاح نظم السلوك إلى حض ا رت ملك الملوك للشيخ ناصر بن جاعد الخروصي. 
 


كتاب الفوائد ابن قيم الجوزية. 
 


الحكم العطائية لابن عطاء السكندري ، وهذه الحكم شرحها أكثر من ثلثين عالما. 
 


صيد الخاطر ابن الجوزي البغدادي. 
 


تزكية الانفس/ سعيد حوى . 
 


مدارج السالكين لابن القيّم 
 


مدرسة الدعاء لعبدالله ناصح علوان، وغيرها كثير. 
 


 


ح كم في مخالفة هوى النفس 2  


كثرة الأخلّ ء من رقة الدين، والم ا رد الأصدقاء الذين يشغلونك ويضيعون الأوقات. 
 


من اشتغل بما لا يحتاج إليه ضيع ما يحتاج إليه. 
 


إن الله يخلص إلى القلوب من برّه على حسب ما تخلص له القلوب من ذكره وطاعته،  
فانظر ماذا خالط قلبك. 


ما أ ريت أحدا عظّم الدنيا فقرّت عينه فيها أبدا، إنما تقر فيها عين من حقّرها أوعرض  
عنها. 


على قدر إ ع ا زز الم رء لأمر الله تعالى يلبسه الله تعالى من عزّه ويقيم له العز في قلوب  
المؤمنين. 


إنما ابتلي الخلق بالف ا رق لئل يكون لأحد سكون مع غير الله تعالى. 
 


من المحال أن تحبه ثمّ لا تذكره، ومن المحال أن تذكره ثم لا تجد حلوة ذكره تعالى،  
ومن المحال أن تجد لذّة ذكره ثمّ يشغلك بغي ره. 


أ رس مالك قلبك ووقتك فل تضيع وقتك وطهر قلبك. 
 


لا يقطعك شيء عن شيء إلا إذا كان القاطع أتم وأكمل وأعلى عندك، فإن كان مثله  
أو دونه فل يقطعك؛ فالحكم لما غلب على القلب، يعني أن كل ما يشغلك عن دينك فهو 
أعظم في قلبك من الله. 


عليك بنفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر. 
 


علمة ركون القلب إلى الله تعالى وسكونه إليه أن يكون قويا إذا ا زلت عنه الدنيا أودبرت  
وفقد الرغيف، يعني هذا حال المتوكل على الله تعالى. 


الدنيا: ما دنا من القلب وشغلك عن دينك، يعني أن الدنيا المذمومة هي كل شيء شغلك  
عن دينك. 


كن ب وابا على باب قلبك لله تعالى، أدخل فيه أوامر ربك وأخرج منه نواهيه. 
 


من لم يعرف من نفسه النقصان )التقصير( فكل أوقاته نقصان.  


ليس للقلب إلا وجهة واحدة متى توجّه إليها ح جب عن غيرها فاختر يا عبد الله إحدى  
الوجهتين. 


إذا امتلأ القلب من النور دك كل حجاب بين العبد وبين الله تعالى. 
 


النور: نور الذكر والعبادة، والحجاب: كل شيء يشغل قلبك عن دينك. 


لا يصل العبد إلى المحبوب )الله( وهو بغيره محجوب 
 


ارفض كل ما يحجبك )يشغلك( عن مولاك. 
 


لا ينال الشيطان من آدمي نيل إلا أن نزل إلى أرض شهواته؛ لأن الشهوات سلح  
الشيطان. 


كلما قلّت الحيلة من المخلوق كثر العون من الخالق. 
 


متى ظننت أنك وصلت فما وصلت، ومتى ظننت أنك ظفرت فمتى ظفرت، يعني  
وصلت إلى إكمال دينك وإحسان العمل. 


كثرة العمل مع عدم الحسن فيه كالثياب الكثيرة الوضيعة الثمن، وقلة العمل مع حسنه  
كالثياب القليلة الرفيعة الثمن أو كالياقوتة: صغير حجمها كثير ثمنها؛ فمن اشتغل قلبه بالله 
وعالجه من الهوى كان أفضل ممن يكثر من الصلة والصوم. الحسن في العمل بالإخلص 
وموافقة السنة وإلا فتعب من غير فائدة. 


كيف يشرق قلبٌ صوّر الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو منكبّ  
على شهواته؟ 


أتريد أن تجاهد نفسك وأنت تقوّيها بالشهوات حتى تغلبك؟! إذن العلج أن تقلل من  
الشهوات وإلا جمحت بك النفس إلى الهاوية. 


إذا قطعت طمع نفسك في اتباع زينة الحياة الدنيا وغلبت هواها وآيست من إعطائها  
رغباتها، رجعت بطمعها في أسباب الآخرة. 



من لم يلزم نفسه )بالطاعة لله( لزمته )بالمعصية( ومن لم يطالبها طالبته فلو جعلت  
عليها الأثقال بالطاعة لما طالبتك بالمعصية. 


أصل كل معصية وغفلة: الرضا عن النفس، وأصل كل طاعة ويقظة عدم الرضا عنها. 
 


من رضى عن نفسه تذكر حسناتها ونسي ذنوبها وهذا يجعله لا يبالي بالمعصية، يقول:  
إن أعمالي كلها تمام. 


لو كنت كيّسا فطنا لكانت حقوق الله عندك أحظى من حظوظ نفسك. 
 


إذا طلبت النفس الشهوات ألجمها بلجام الشرع؛ فمثالها كالدابة إذا مالت إلى زرع غيرك. 
 


من عاملته بالمعاصي، وعاملك بالنعم فكيف لا تحبه؟ من عاملك بالكرم وعاملته باللؤم  
فكيف لا تحبه؟ 


ما أكثر تودّدك للخلق وما أقل توددك للخالق، لو فتح لك باب التودد ل أ ريت العجائب؛  
طاعة الله تعالى كلها تودد إليه جل جلله. 


لو أنست بذكر الله ما طلبت الأنس بغيره ولو كرمَت عليه ما رماك لغيره. 
 


غيّب نظر الخلق إليك بنظر الخالق إليك، وغب عن إقبالهم عليك بشهود اقباله عليك. 
 


من علم قرب الرحيل أسرع في تحصيل ال ا زد. 
 


أيها الشيخ قد أفنيت عمرك، فاستدرك ما فاتك، قد لبست البياض والبياض لا يحمل  
الدنس. 


قيمتك قيمة ما أنت مشغول به. 
 


الفكرة على خمسة أوجه: أ-فكرة في آيات الله القرآنية والكونية وهذه تثمر المعرفة بالله 
تعالى ب-فكرة في آلاء الله )نعمه( تثمر المحبة لله ج-فكرة في وعد الله تعالى تثمر 
المسارعة إلى الطاعة د-فكرة في وعيد الله تعالى تثمر الخوف من الله تعالى ه-فكرة فيما 
جنى العبد من الذنوب ومقارنتها بإحسان الله إليه تثمر الحياء من الله تعالى. 



من لم يصبر لم يظفر. 
 


صيانة القلوب عن الالتفات إلى الأغيار )غير الله( من علمات الاقبال على الله. 
 


است ا رح من أسقط من قلبه محبة الدينا. 
 


إذا فتح الله عليك طريقا من طرق الخير فالزمه. 
 


علمة محبة الله تعالى متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم. 
 


الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب. 
 


ما أقبح الغفلة عن طاعة من لا يغفل عن الاحسان إليك. 
 


ف ا رغ القلب في ترك الفضول. 
 


سكون القلب إلى غير المولى تعجيل عقوبة من الله تعالى. 
 


لن يصفو قلبك إلا بتصحيح النية لله تعالى بالإخلص. 
 


كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك. 
 


الشهوة زمام الشيطان، فمن أخذ بزمامه قاده حيث شاء. 
 


فرّغ قلبك مما لا يعنيك )يهمك وتحتاجه( وإلا ضيّعت ما يعنيك. 
 


من قال: الله أكبر، وفي قلبه شيء أعظم من الله، فقد كذّب نفسه بلسانه، إذا شغلك  
شيء عن دينك كان ذلك الشيء أعظم في قلبك من الله فاحذر. 


كم من مسرور )بالمعاصي( سروره بل هؤ. 
 


لا تضيع أوقاتك فإنها أعز شيء لديك، ولا تتصدّر ما أمكنك، فكم تسبّبت الشهرة في  
تضييع الدين. 


العاقل يتكلم على قدر الحاجة ويدع الفضول، وهذا في جميع المباحات وليس خاصا  
بالكلم. 



من أعطى نفسه الأماني، قطعها بالتسويف والتواني. 
 


من لم يؤثر الله على كل شيء لا يصل إلى قلبه نور المعرفة. 
 


إني أستحي من الله تعالى أن ي ا رني مشتغل بغيره. 
 


من منع القرب من الله تعالى أنس بالآثار )المخلوقات(. 
 


إذا ترك القلب الشهوات )غير الضرورية( ألف العلم. 
 


احذر أن تشغلك الأكوان عن مك ونها. 
 


كن لله اليوم كما تحبّ أن يكون لك غدا. 
 


انتظار الشفاعة بل سبب نوع من الغرور، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق. 
 


الزم عبادة مولاك تأتك الدنيا ا رغمة، والجنة عاشقة، ولكن لا تطلب بعبادتك الدنيا. 
 


إذا كنت تريد أن تعصي الله فاعصه في موضع لا ي ا رك فيه. 
 


القلوب جوالة، إما أن تجول في طاعة مولاها، واما أن تجول في المعاصي وما يلهيها. 
 


على قدر حبك لله تعالى يحبك الخلق. 
 


المحبوب اليوم من الشهوات مكروه غدا، والمكروه اليوم من الطاعات محبوب غدا. 
 


من شغله طلب الدنيا عن الآخرة ذلّ، إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما. 
 


من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبته في دينه، بل صارت مصيبتين. 
 


من اشتغل بذكر الناس انقطع عن ذكر الله. 
 


سلمة النفس في مخالفتها وبلءها في متابعتها. 
 


إن استطعت ألا يسبقك أحد إلى مولاك فافعل، ولا تؤثر على مولاك شيئا. 
 


لا تغتمّ إلا من شيء يضرك غدا، ولا تفرح إلا بشيء يسرّك غدا. 
 



أنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي. 
 


إذا أنس المسلم بعبادة الله أنس به كل أحد. 
 


أنفع الرجاء ما دفعك إلى العمل الصالح. 
 


لا يكون المسلم عبدا لله وهو عبد لهواه أبدا. 
 


الوقت إذا فات لا يستدرك. 
 


أنت في سجن إذا اتبعت هواك. 
 


يتولد الاعجاب بالعمل من نسيان رؤية م نة الله تعالى. 
 


خفة المعدة من الشهوات والفضول قوّة على العبادة. 
 


لأهل التقوى تقوى ما لم يروها فإذا أ روها فل تقوى لهم. 
 


علمة الركون إلى الباطل التقرب من المبطلين. 
 


من أحب أن يطلع الخلق على ما بينه وبين الله فهو غافل. 
 


هلك الأمة من أربعة: أ-أقوام لا يعملون بما يعلمون ب-يعملون بما لا يعلمون ج-لا 
يتعلمون ما لا يعلمون د-يمنعون الناس من التعلم، يعني لا يعلّمون غيرهم. 


كفى بالمرء عيبا أن يسرّه ما يضرّه من المعاصي. 
 


المؤمن كلمه ذكر، وصمته تفكر في طاعة الله ونظره عبره، وعمله بر. 
 


من طلب الشهرة بين الناس فمن لازمه أن يرضيهم بما يسخط الله تعالى، أون يصحبهم  
لهواه. 


لا تكن ممن يعبد ل يعبد، ولا ممن يسود الجباه للجاه. 
 


اتباع شهوات النفوس هي التي تنكس الرؤوس. 
 



ثلث تقسي القلب: كثرة الأكل وكثرة النوم وكثرة الكلم. 
 


إذا صحّ اليقين في القلب صحّ الخوف فيه. 
 


من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله  
ساء عمله. 


اترك التصنع للناس فإن التصنع يلهيك عن طاعة مولاك. 
 


كل الدنيا فضول، إلا خمس خصال: خبز يشبعه، وماء يرويه، وثوب يستره، وبيت  
يكنه، وعلم يستعمله. الفضول هو ما ا زد عن حاجة الانسان من المباحات، وكأني أسمع 
.-  - بعض المترفين ينتقد هذه الحكمة لأنه لم يعلم كيف عاش سيدنا رسول الله 


آثر الله تعالى على رغبات نفسك تفز. 
 


من علمات الاستد ا رج، العمى عن عيوب النفس. 
 


من لم يشكر الله على النعمة فقد استدعى زوالها. 
 


احذر أن تهلك بالدنيا أو تهتم؛ فإن رزقك لن يعطى لأحد سواك. 
 


جعل الله أهل الطاعة أحياء حتى في مماتهم، وأهل المعاصي أمواتا في حياتهم. 
 


لا تلهك النعمة عن طاعة المنعم. 
 


من عرف الله فإنه يزهد في كل شيء يشغله عنه. 
 


ليت قلبي نق يا نظيفا كثوبي. 
 


إذا سكنت الدنيا في قلب ترحلت منه الآخرة. 
 


من أ ا رد أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وقس على هذا قدرك  
عند الله. فإن أقامك في طاعته فأبشر أنت كريم عنده ولكن لا تغتر. 



الدنيا طريق، والآخرة وطن فاطلب م ا ردك في الوطن فإن م ا ردك في الطريق سوف تخليه  
شئت أم أبيت. 


اجتماع الأصدقاء قسمان: أ-اجتماع مؤانسة وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من  
منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت. ب-اجتماع على التعاون والتناصح 
فيما يرضي الله تعالى والتواصي بالحق والصبر فهذا غنيمة ولكن فيه ثلث آفات: أحدها: 
تزيّن بعضهم لبعض ثانيها: الكلم والخلطة أكثر من الحاجة، ثالثها: أن يصير ذلك شهوة 
وعادة قاطعة عن المقصود. 


إذا عملت خي ا ر فتذكر منّ ربك وفضله عليك حيث وفقك. 
 


اخسر الناس من اشتغل عن الله بهوى نفسه واخسر منه من اشتغل بالناس عما ينفعه. 
 


ذنب يحدث ذلا وانكسا ا ر وتوبة لله عز وجل خير من طاعة تحدث غرو ا ر واستكبا ا ر. 
 


لا يكرم العبد نفسه ولا يعزّها بمثل إهانتها واتعابها في طاعة مولاها ولا ي ؤمنها بمثل 
خوفها من الله، ولا يؤنسها بمثل وحشتها من كل ما سوى الله أو من يدل عليه ولا يحييها 
بمثل اماتتها بمخالفة رغباتها. 


اشتغل بما يرضي ربك في الدنيا يكفك ما بعد الموت. 
 


أخي ما تسلط عليك الشيطان إلا بعد أن بعدت عن الرحمن. 
 


لو صدقت محبتك لله لاستوحشت ممن لا يذكرك بالحبيب. 
 


اعرف قدر ما ضاع منك في الزمن الماضي من طاعة مولاك واستدرك الباقي. 
 


من عرف قدر الجنة هانت عليه لذات الدنيا. 
 


من لم يكن عبدا لله بطاعته كان عبدا لهواه أو غيره من الخلق ولا بدّ. 
 


إذا كنت عبدا لله حقا فبه تسمع وبه تبصر وبه تتكلم وبه تمشي وبه تفكر، أما من  
يستعمل هذه حسب هواه فهو المخذول. 



المعصية تثمر المعاصي وكذلك الطاعة تثمر الطاعات فاختر يا عبد الله. 
 


الذنوب ج ا رحات وربّ جرح وقع في مقتل. 
 


لو تحرر عقلك من أسر الهوى عادت القيادة للعقل. 
 


ما أكرم من كان في قبره تؤنسه أعماله، وما أتعس من كان قبره سجنا بما كسبت يداه. 
 


اشتر نفسك بعمل صالح مادام السوق قائما والبضاعة متوفرة. 
 


نور العقل يهديك في ليل الهوى فأطعه وخالف الهوى تسعد في الدارين. 
 


لا تستعمل النعمة فيما يكره المنعم فيسلبها. 
 


هذه الدنيا تزينت لنا اختبا ا ر من الله لنا أيّنا يؤثرها وأيّنا يؤثر الآخرة فاختر يا عبد الله  
ما يبقى فإن السفر قريب. 


ما مضى من عمرك مثل الأحلم، والمستقبل غير مضمون لديك فاغتنم الوقت الحاضر  
فيما يقربك إلى ربك. 


لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة وهان عليهم أمر الله هانوا على الله ومن  
يهن الله فمن يستطيع إك ا رمه؟ فصاروا كما ترى في هذه الذلة يسومهم أعدائهم سوء العذاب 
فمن يلومون؟ 


تعب بل فائدة فاحذر. 
-  - العمل بل اخلص لله وموافقة سنة رسول الله  


من تذكر حلوة الجنة ونعيمها وخلودها هان عليه الصبر. 
 


الدنيا سباق، والسابق لا يعرف في الدنيا فسابق في السير إلى ربك. 
 


البخيل فقير لا يؤجر على فقره. 
 


الخلوة في طاعة الله تثمر الأنس بالله. 
 



يظهر صدق التوكل من عدمه عند فقد الأسباب، فالمتوكل لا يقلق عند فقدها بل يلجأ  
إلى الله وهو مطمئن. 


من أ ا رد صفاء قلبه فليؤثر أوامر الله على شهواته. 
 


اتباع الهوى وطول الأمل سبب كل فساد؛ فإن اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة  
وقصداً وطول الأمل ينسي الآخرة. 


عشرة أشياء ضائعة: علم لا يعمل به، وعمل لا إخلص فيه ولا اقتداء، ومال لا يستفيد 
منه صاحبه، وقلب خالٍ من محبة الله والأنس بذكره، وبدن معطّل عن العبادة، ومحبة لا 
تتقيّد برضاء المحبوب، ووقت معطل، وفكر يجول فيما لا يفيد، وخدمة من لا تقربك إلى 
الله خدمته، وخوف ممّن ناصيته بيد الله تعالى، وأعظم هذه الإضاعات إضاعة القلب 
وإضاعة الوقت. 


إن المعصية حجاب على القلب يمنع النور من الانتشار، فيبقى القلب مظلما، والقلب 
المظلم قلب سيء جدا، ويزداد سوءا كلما ازداد الحجاب )الحجاب هو كل ما شغلك عن 
دين الله سواء كان محرما أو مباحا أو مكروها(. 


لو اطلع العصاة على عذاب النار لما عصوا، ولو اطلعوا على ما أعد الله لأهل الجنة  
لما تركوها طرفة عين. 


يجب أن تكون همة المؤمن متعلقة بالآخرة فكل ما في الدنيا يحركه إلى ذكر الآخرة. 
يعني أنه إذا أ رى ما يسره تذكّر سرور الجنة الدائم، وإذا أ رى ما يكرهه تذكّر عذاب النار. 


ما أرخص نفسك عليك! لولا هوانها عليك ما عرضتها لعذاب الله تعالى. 
 


إذا أردت أن تعصي الله تعالى فل تعصه بنعمه عليك، أتأخذ نعمه وتعصيه بها؟ 
 


من خان هان، لا ت ا زل لك قيمة عند الله تعالى حتى تعصيه، فإذا عصيته فل قيمة  
لك. حتى تتوب 



أربعة تعينك على جلء قلبك: كثرة ذكر الله تعالى ولزوم الصمت )إلا من خير( والخلوة 
)في طاعة( وقلة المطعم والمشرب، كن وسطا. 


مثال الجوارح كالسواقي تجري إلى القلب فإياك أن تسقي قلبك بالرديء من المعاصي. 
 


مدمن الشهوات صريع الآفات. 
 


أغلب الشهوة تكمل لك الحكمة. 
 


أول الشهوة طرب وآخرها عطب 
 


لن يهلك العبد حتى يؤثر شهوته على دينه. 
 


الجاهل عبد شهوته. 
 


عبد الشهوة أسير لا ينفك أسره. 
 


إذا أبصرت العين الشهوة عمي القلب عن العاقبة. 
 


الهوى عدو متبوع. 
 


الهوى هوي إلى أسفل سافلين. 
 


الهوى إله معبود )بغير حق( 
 


الهوى قرين مهلك. 
 


سبب فساد الدين الهوى. 
 


من قوي هواه ضعف عزمه. 
 


من ركب هواه زل. 
 


من أطاع هواه باع آخرته بدنياه. 
 


من ملكه هواه لم يقبل من نصوح نصحا. 
 



نعم عون الشيطان اتباع الهوى. 
 


مخالفة الهوى شفاء العقل. 
 


من اتبع هواه أعماه وأصمه وأذله. 
 


لا ينبغي أن يعد عاقل من يغلبه الغضب والشهوة. 1  


 


كيف يكون عاقل من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟ 
 


المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والخالق إذا خفته أنست به واقتربت منه. 
 


لو نفع العلم بل عمل لما ذمّ الله أحبار أهل الكتاب ، ولو نفع العمل من غير إخلص  
لما ذمّ الله تعالى المنافقين. 


التقوى ثلث م ا رتب: / حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات / حميتها عن 
المكروهات / حميتها عن الفضول وما لا يغني فالأولى تعطي القلب حياته، والثانية تفيده 
صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته. 


قلة التوفيق، وفساد ال أ ري، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، 
ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة 
في الرزق والعمر، وحرمان العلم ، ولباس الذل ، وإهانة العدو ، وضيق الصدر، والابتلء 
بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت ، وطول الهم والغم ، وضنك المعيشة 
،وكسف البال، كل هذه الأشياء تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله تعالى كما يتولد 
الزرع من الماء، والإح ا رق عن النار وأضف هذه تتولد عن الطاعة من عظم وقار الله في 
قلبه أن يعصيه وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه . 


إذا غرست في قلبك شجرة الإيمان والتقوى أثمرت حلوة الأبد، وإن غرست شجرة الجهل 
والهوى أثمرت م ا ر ا رت لا تزول. 


لا يخاف عليك إن تلتبس الطرق عليك، وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك ص 114 ، يعني 
أن الطريق إلى الله واضحة فل تخف أن تلتبس عليك وإنما الخوف من اتباع هوى النفس. 


أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلوة الأبد، وإن  
غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مرّ. 

 


 


عوائق في الطريق إلى الله 


إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى وإ ا ردته، عَرَضَت له الخوادع والقواطع، فينخدع 
أولا بالشهوات والرئاسات والملذّ والمناكح والملبس. فإن وقف عندها انقطع، وإن رفضها 
ولم يقف معها وصدق في طلبه، ابتلي بوطء عقبه، وتقبيل يده، والتوسعة له في المجالس، 
والإشارة إليه بالدعاء، ورجاء بركته، ونحو ذلك. فإن وقف معه انقطع به عن الله تعالى 
وكان ذلك حظه. وإن قطعه ولم يقف معه ابتلي بالك ا رمات، فإن وقف معها انقطع بها عن 
الله وكانت حظه وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلّي ولذة الجمعية وعزة الوحدة والف ا رغ 
من الدنيا. فإن وقف معها انقطع عن ربه، وإن لم يقف معها، وسار ناظ ا ر إلى م ا رد الله 
تعالى منه، وما يحبه منه، بحيث يكون عبده الموقوف على محابه أين كانت وكيف كانت 
تعب بها او است ا رح، تنعم بها أو تألم، أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم، لا يختار لنفسه 
غير ما يختاره له ربه، واقف مع أمره ينفّذه بحسب الإمكان، ونفسه أهون عنده أن يقدم 
ا رحتها ولذتها على مرضاة سيده وخالقه. فهذا هو العبد الذي قد وصل ونفذ، ولم يقطعه 
. عن سيده شيء البتة 1 


.284 – 1 ابن قيم الجوزية، الفوائد، ص 282 


 


الحادي  

يا من يعيش على المعاصي ومع هذا يتمنى أن ينال السعادة يوم القيامة، أنت كمن يطالب 
المجاهدين بأن يعطوه من الغنائم، وهو لم يقاتل معهم فل تغتر. يا ا رقدا رقاد الغفلة عن 
رحيل الذين سبقونا إلى الدار الآخرة ألا تعتبر؟ وتذكر أن مصيرك مثلهم، ألا تفكّر ماذا 


 حدث لهم في القبور وما أخبارهم؟ ألا تذكر أنهم كانوا عندنا يفرحون ويضحكون ويأملون 
آمالا طويلة، فقطع الموت حبل أملهم؟ ألا تذكر أنهم كانوا في عز ومنعة واليوم أكل الدود 
لحومهم؟ ألا تذكر أنهم بعد سرورهم في الدنيا هاهم سال صديد تحتهم؟ ألا تذكر أنهم كانوا 
في خفر )حرس( واليوم هم في حفر مظلمة ضيقة إذا لم ينورها العمل الصالح؟ أخي إذا 
لم تعتبر بغيرك فسوف يعتبر بك غيرك، تخيّل وأنت في حفرة مظلمة أنزلك فيها أعز الناس 
عندك غير مأسوف عليك. يا من يلعب بحياته مضيّعا أوقاته فيما لا ينفعه يوم القيامة، 
ويأمل أن يعيش طويل، ألا تعرف أن الأمل سوف يقطعه الأجل؟ وإن الأجل يستقبح 
الأمل؟ أخي أعد ال ا زد ليوم التناد أعد ا زدا ثقيل لكي تلحق السابقين إلى الجنات العالية، فلو 
علمت ما سوف تلقاه من الأهوال يوم القيامة لم يزل طرفك منهلّ بالدموع، ولكنها الغفلة، 
فاحذر هناك إما سرور دائم وإما بكاء دائم. أخي ألا تعلم أن التكاثر والتفاخر ب ا زد التقوى 
لا بالأموال، فالأموال سوف نتركها. يا قاعدا في لهو ولعب، وجيش السابقين قد حمل ال ا زد 
إلى الدار الآخرة، ها هم ينادونك لكي تلحق بهم. مالي أ ا رك نائما غافل؟ ألا تريد ال ا رحة 
هناك كما تريدها في الدنيا؟ هيا تهيأ فإن الدنيا ذاهبة الله يعينك. 


يا من يطالب جيش الغانمين بأن 
لا تغترر إنما الأنفال يحرزها 
يا ا رقدا عن مسير القوم اذ رحلوا 
بالأمس عندك في عزّ وفي ترف 
بالأمس هم في سرور تحتهم سرر 
بالأمس في خفر واليوم في حفر 
إن لم تكن حذ ا ر بالغير معت ب ا ر 
يا لاعبا بحياة كلها أمل 
أعدد ل ا زدك إن الركب مرتحل 
فلو علمت بما تلقاه يوم غد 
إمّا سرور وإما حسرة أبدا 
إن التكاثر والفخر الجميل غدا 


 


يقاسموه من الأنفال ويحك لا 
من يشهد الحرب لا من كان منعزلا 
هل اعتبرت بوفد حلّ فارتحل 
واليوم دود الثرى من لحمهم أكل 
واليوم سال صديد تحتهم هطل 
لو كشفت لحميم فر مجتفل 
أصبحت معتبَ ا ر للغير حين تل 
من خلفه أجل يستسمج الأمل 
فاحرص لتلحقهم وال ا زد قد ثقل 
ما ا زل طرفك بالتسكاب منهمل 
وكل هذين مبكٍ كل من عقل 
بفاخر ال ا زد مهما ا زد أو ج مل 




يا قاعدا وهو في لهو وفي لعب 
يدعوك داعيه م نحو اللحاق بهم 


والجيش قد حمل الأزواد وارتحل 
مالي أ ا رك كمن قد نام أو غف ل 1 


 




.121 – 1 خلفان بن جميل السيابي، بهجة المجالس ص 129 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


الخاتمة 

الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى من اتبع هداه أما بعد: فقد تم بفضل الله 
وعونه كتاب )طريق الجنة(، والذي تناولت فيه موضوع اتباع الهوى، وذمه في كتاب الله 
وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وخطورته على الإنسان في الدنيا والآخرة، مع 
بيان سبيل ضبطه والتحكم فيه، وأن مرد ذلك للصبر الذي ذكر في القرآن الكريم في أكثر 
من سبعين موضعا، وأن السيطرة على هوى النفس ومسك زمامها وإل ا زمها بشرع الله هو 
طريق الجنة كما هو مقرر في الحقيقة القرآنية الخالدة: " وأما من خاف مقام ربه ونهى 
النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى"، بل إن خيري الدنيا والأخرى مرهونان بالتحكم 
في هوى النفس وضبطه والسيطرة عليه. 


 أسأل الله تعالى أن ينفع به قارئه ومستمعه وكل من ساهم في إعداده ونشره وتوزيعه ليكون 
صدقة جارية. 


 إعداد/ سعيد بن مطر بن سعيد المسقري )أبي معاذ( 

 


 


 


 


 


 


 


 


 



الفهرس 


 القسم الأول من الكتاب 

المقدمة .......................................................................... 2 

هوى النفس ...................................................................... 8 

 من يعبد هوا ه .................................................................... 5 

 الهوى في كتاب الله .............................................................. 0 

 الهوى في السنة الطاهرة ........................................................ 19 

 
ص ا رع بين العقل والهوى ......................................................... 11 


 الحب يعمي ويصم ............................................................ 12 

 قتل النفس .................................................................... 18 

 فارق عادات النفس ........................................................... 15 

 الهوى ظلمة................................................................... 15 

القسم الثاني من الكتاب 


- من أسباب السيطرة على الهوى ............................................... 15 


- حكم في ذم الهوى ........................................................... 22 


 
الحادي........................................................................ 89 


- الخاتمة ..................................................................... 83 

- قصيدة في ذم الهوى ......................................................... 85 


 



ملحق 


 ) )من قصيدة: جرّد النفس 1 

1 من ديوان الشيخ العلامة ناصر بن سالم بن عديم الرواحي ص 450 ، وقد قرأها الفاضل مسعود المقبالي قراءة جميلة – جزاه الله خيرا - 
. 


ج رد النفسَ وانهها عن هواها 
ز كها بالتقوى فما ت فل ح النف 
واستم لها عن الم ا رعي الوَبيّا 
واتّخ ذ في م ا رص د الكي د منها 
فلها مع العصيا ن ميلٌ عظيمٌ 
ولها في المتا ب شدّة عجزٍ 
ولها في المتا ب مَكرٌ خفيٌ 
إن كَيد الشيطان كان ضعيفًا 
فَتَيقَّظ لها وقد أمكن الأم 
فاعت قلها في مَبرَ ك ال زه د بالخو 
فإذا انحَلَّ ت ال قوى فأ ثرها 
وإذا أرزَم ت وحَنَّ ت لأ ل ف الطب 
فمرو ج اليقي ن فيها زهورٌ 
ما رعاها حيٌ فعاشَ ولامَ ي 
ومتى هَبَّ للقَبو ل قَبول 
فأَس ر بالدَهس لا الحَزو ن بليلٍ 
ما سَر ت للأ وطا ن نف سكَ إلا 
أنت في هذه الرسو م العتيقا 


 


لا تذرها في غيّها تتلهى 
س بحالٍ إلا على تقواها 
ت إذا استَرسل ت إلى مرعاها 
حرساً يكسرون صعبَ قواها 
لو نَفَ ته عن طب عها ما عداها 
بعدا ت التسوي ف نيطَت ع ا رها 
جَعَلت ه تَلَبُّسا من حلها 
ودواهي النفوس لا تتضاهى 
ر فما الحز م تَر كها و مناها 
ف إلى أن تبدو ه ا زلا كلها 
لم ا رعي اليقي ن تَشفي طواها 
 ع فَار فض ح نينَها و بكاها 
مع ص ا ر ت التوفيق تسقي رباها 
تٌ فلم يَحيَ رَ يثَما يرعاها 
بين روضا تها وفَاحَ شَذاها 
آمنًا من كَلل ها...وحفاها 
حَمَدَ ت غبَّ ص ب ح ه مَس ا رها 
ت غريبٌ فَخَلّ ها وبَلها 





وال بدارَ البدارَ للموط ن الدا 
قد ت ا رءَت لك ال خيا م فما عج 
شَ مّ ر الذيلَ وارك ب الليلَ واصح ب 
وعلى الأي ن فاحتم ل كلَّ خطبٍ 
وإذا شَقَّ ت المَسال ك طال ت 
ما الكَرَى وال برو ق ساهرةٌ إن 
خَلّ ف العالَمَ الطبيعيَ وارح ل 
هذه مَعبَرٌ وتلك مقامٌ 
عَجَبًا من محجوبةٍ في كَثيفٍ 
نَ سيَ ت أ ن سها بمقع د صدقٍ 
ح بسَ ت في ضَ نكٍ ووَحش ة طبعٍ 
لَيتَها حَلَّقَ ت إلى الرفر ف الأخ 
رَ جّ عي يا ورقا ء نَوحَ ك للإل 
واندبي المَعهدَ القديمَ عسى الرج 
وان ف ذي من أش ا ر ك س ج ن ك شَو قا 
جَا ذبي كفةَ الحبالة فالحا 
واسرَحي في الريا ض من ملكوت 
لو شجا ك ال تّذكا ر من لَوعَ ة 
عالَم الكون و الفساد بَليَّا 
رَشَّحَ ت ك الألطَا ف للحضر ة ال علي 
لَهفَ نفسي على الن فو س النَّفيسا 
بَرَزَ ت من مضار ب الح ق في أفض 
تأن ف الواديَ المقدسَ رَعيًا 


ئ م حَي ث الحياة أَلقَ ت عَصاها 
زك عن أن تَحلَّ وسطَ فَناها 
ذاتَ صبرٍ فما ال سلو ك سواها 
سوف تَحلو ال خطو ب في عقباها 
قَصَّرَ الشَّو ق للحبي ب مَداها 
كان في الشو ق صادَقًا دعواها 
للتي لم ت خل ق لدارٍ سواها 
فاع بروها لا تعَمروا مَغناها 
عنص ر العَالَ م اللطي ف رَماها 
وتَجاف ت لويل ها وشَقاها 
فَتَمَنَّ ت أن لا يحولَ عَناها 
ض ر حَي ث الأنوا ر ت غ ذو قواها 
 ف فانَّ الولهى تَ بثُّ جَواها 
ع ة قد آذَنَ ت إلي ه عَساها 
لرياضٍ نَشأ ت بي ن رباها 
ب ل موفٍ ب مديَةٍ قد نَضاها 
الله تَ ر عينَ فَيضَه في فَضاها 
البي ن لَمَزَّق ت القلبَ آهًا وواهًا 
ت لَ ك الاختيا ر فيما عَداها 
ا أمَا تَرغَبينَ في ل قيَاها؟ 
ت أضاعَ ت أَ قدارَها و علها 
ية الأم ر فاستباها هواها 
ورَع ت حَي ث الأ س د تَفري فَ ا رها 





 لو تَمَنَّ ت خَلصَها أَدرَك ته 
ما أ ا رد ت من جيفَ ة ال زخ ر ف الحا 
تَتَجلى لها الحقا ئ ق لاغَ ي 
باه ا ر ت الجما ل يَد عينَ للوص 
غرَّها الجه ل فاطمأنَّ ت إليه 
أيها النَّ ف س عل م مَ عنا ك بحرٌ 
لو شَ ه د ت المسطورَ في نسخ ة 
وكشف ت المستورَ في ك لأيقن 
أن ت في هيكلٍ خبيئ ة أمرٍ 
فَأَميطي قَذاةَ عي ن ك من بين 
فالخَفايا علي ك في لو ح ك 
آ ه يا نف س والبقي ة م ن ع م ر 
آ ه يا نف س أَد ر كيها فل مَط 
وَ دّ عيها بالصالحا ت عسى نف 
لَ س ت في هذ ه الحيا ة على شي 
فاصدري عن غما ر باطل ها عط 
ومسي ر ال عطا ش أقط ع للب  
فاطمئ نّي وأ وبي وأنيبي 
آ ه يا نف س والعَلئ ق أعدا 
ين دبون اللّوى وأند ب نجدًا 


وغَد ت لا ت ا رعَ وَسَ ط حماها 
ئ ل لو أبصر ت سَبيلَ هداها 
نٌ ولا غَ يمٌ ساترٌ مَ جلها 
ل فتأبى النُّ فو س أ ن تَهواها 
إنَّ جهلَ النفو س أص ل شَقاها 
في عميقا ت غم ره العَق ل تَاها 
الغي  ب معنا ك ما حوت دَفَّتاها 
 ت بأن الوجودَ في ك تَناهى 
من حكيمٍ لحكمةٍ أ مضَاها 
زواياه ت دركي إياها 
المحفو ظ لوما كَشَف ت عنها غطاها 


ك قد أشرفَ ت على منتَهاها 
مَعٌ بعد ال ف ا ر ق في لقياها 
ح ة توبٍ ورحمةٍ تَغشاها 
ء سوى ما تَ ل فينَ في عقباها 
شى فأصدى عطا شها أرواها 
ي د وخي ر الأظما ء ما أ حفاها 
واخ ل صي من آفا تها وبَلها 
ءٌ شدادٌ وأن ت من أ س ا رها 
كلُّ عينٍ تَبكي على ما شجاها 




 


 الم ا رجع 


علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، التعريفات، دار الكتب  
العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى - 1893 ه / 1043 م. 
أمحمد بن يوسف أطفيش، تيسير التفسير، مطبعة البابي الحلبي، مصر، نشر  
و ا زرة الت ا رث القومي والثقافة – سلطنة عمان، الطبعة الثانية - 1042 م. 
عبدالله بن حميد السالمي، جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام، تعليق  
الشيخين: أبو إسحاق إطفيش وإب ا رهيم العبري ، نشر ا زرة الأوقاف والشؤون 
الدينية، الطبعة الثانية - 1834 ه / 2914 م. 
خلفان بن جميّل السيابي، سلك الدرر الحاوي غرر الأثر، و ا زرة الت ا رث القومي  
والثقافة – سلطنة عمان، 1044 م. 
ديوان الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، مكتبة الضامري للنشر والتوزيع – مسقط،  
2993 م. 
النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلني، مكتبة مسقط، الطبعة الثالثة –  
1830 ه/ 2914 م. 
عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، صيد الخاطر، دار القلم – دمشق،  
الطبعة الأولى - 1825 ه / 2998 م. 
أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي، الأنس في شرح عيوب النفس، دار  
الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى - 2911 م. 



عبد الرحيم ش ا رقي، موسوعة الحكم والعظات، مكتبة ابن كثير – الكريت،  
2995 م. 
محمد بن إب ا رهيم بن عباد النفزي الرندي، غيث المواهب العلية في شرح الحكم  
العطائية، دار الكتب الحديثة – القاهرة. 
ابن قيم الجوزية، الفوائد، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الثانية، 1303  
. ه / 1023 
خلفان بن جميل السيابي، بهجة المجالس، و ا زرة الت ا رث القومي والثقافة – سلطن  
عمان، الطبعة الثانية – 1890 ه / 1040 م.