‫جامعة الزيت‬ ‫الجمهورية التونسية‬ ‫العضد الإعلو لإجوز الحيد‬ ‫ارة التعليم العالو‬ ‫علور‬ ‫الندنة عند الإباضية‬ ‫أطروحة دكتوراه‬ ‫في العلومر الإسلامية‬ ‫إعدايد الطالب‬ ‫اجمد بن يحو بر اجمد الهنو‬ ‫السنة انجامعبة‬ ‫‪-6‬۔‪ 72414/5002-6002‬م‬ ‫اس‪.‬‬ ‫ست‬ ‫علوم السنةعند الا‪ .‬ضيه‬ ‫ححح<ح‬ ‫المندمة‬ ‫الحمد لله المنعم علينا بشريعة الهدى" المتوج لهذه النعمة بصاحب النطق الذي‬ ‫لا ينطق عن الهوى‪ ،‬ذي السنة الغراء العاصمة من الهوى‪ ،‬صلى الله وسلم عليه‬ ‫وآله أهل النهى وعلى أصحابه والسالكين منهجه إلى يوم المنتهى‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فإن الستة النبوية تمثل المصدر الثاني للهداية والتشريع لامة المسلمةض‬ ‫ولا عجب في ذلك لذ هي تمثل منهج المقتدى به وسلوكه لجميع أفراد الأمةؤ إذ‬ ‫أمروا بالاقتداء به وتتبع مسلكه لأنه‪.‬مفتاح باب الهداية‪ ،‬ومشكاة نور طريق السعادة‪.‬‬ ‫ووسيلة نبليغ الحجة والرسالةث فجاءت عناية الأمة بسنته تلبية لهذه الحجة وشكرا‬ ‫وعرفانا لهذه الكرامة والنعمةث ورغبة في نيل الهداية والرحمة‪ ،‬وثمة دافع آخر لهذه‬ ‫العناية تمثل في تكفل الله بحفظ الكتاب دون السنة\ فقد ترك لامة حفظها وصونها‬ ‫بجهدهم في مقصد متوج بالحكمة‪.‬‬ ‫ولقد تنوعت طرق العناية بالسنة النبويه‪ ،‬فمن عناية بحفظها ونقلها وإدراك‬ ‫طرقها وإسنادها‪ ،‬إلى عناية بفهمها وفقهها وإدراك ضبط متونها واستنباط أحكامها‪.‬‬ ‫فأنمرت هذه العناية مع تطورها عبر الزمن علوما تخصتص كل علم في فن من‬ ‫فنون رواية السنة ودرايتهاء وتسابقت فنون الرواية في تمحيص الأخبار وتدقيقهاء‬ ‫وعني العلماء بتطوير هذه العلوم وثنميتهاێ وتوظيفها في خدمة السنة ونقدها وفهمها‪.‬‬ ‫ورأينا تنوع هذه العلوم يأخذ مسميات عدة‪ ،‬فمن فن نقد السند للرواية ومتنها‪ ،‬إلى‬ ‫العلوم التي تعنى بفنون السند وصناعتها‪ ،‬إلى العلوم التي تعنى بفنون المتون وفقهها‪.‬‬ ‫هذا ءولما كان الحبيب المصطفى ‪ -‬صلى الله وسلم عليه وآله أهل الوفاء‪-‬‬ ‫قدوة لكل منتسب إلى أمتك‪ .‬مصدق به وبما جاء به‪ ،‬فقد مثلت سنته مصدرهم جميعا‬ ‫وموردهم‪ ،‬وطريق هدايتهم ومحط نظرهم‪ ،‬بكل فرقهم وطوائفهم‪ ،‬مع تنوع طرقهم‬ ‫إليه ومصادرهم عنهغ فكان طبيعيا أن تسعى جميع فرق الأمة في طلب سنته‪.‬‬ ‫وتعرض ما تراه صح عندها من هديه‪.‬‬ ‫ومن بين فرق هذه الأمة الإباضية‪ ،‬وهي فرقة كان روادها الأوائل من التابعين‬ ‫)_‬ ‫‪|..‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫صح‬ ‫اللرواةث وممن تلقوا عن مصدر نقل الرواية وهم الصحابة واعتنى علماؤها وفقهاؤها‬ ‫بالستة رواية ودرايةء وجعلوا ما صح من السنة مقصدهم وغاية مرامهمء في‬ ‫تصحيح الأقوال وترجيحها‪ ،‬وتحقيق المسائل وتوجيهها‪.‬‬ ‫بيد أن ظروف نشأة هذه الجماعة أحاطتها بسياج من العزلة‪ ،‬فرجالها نحوا‬ ‫منحى الكتمان طلبا للسلامة وضمانا لنجاح دعوتهم‪ ،‬مما جعل غيرهم يجهلهم‪ ،‬بل‬ ‫ويظن الظنون بهم ويتهمهم‪.‬‬ ‫ولقد ظلت قلة الدراية والمعرفة بتراث أفراد هذه‪ .‬الفرقة عند غيره من أبناء‬ ‫الأمة ردحا طويلا من الزمن‪ ،‬فولد ذلك غموضا أحاط بهم وضبابية في معاملة‬ ‫غيرهم لهم أو تعاملهم هم أنفسهم مع غيرهم‪ .‬ويأتي هذا القصور في فهمهم نتيجة‬ ‫تقصيرهم أنفسهم في بيان ما عندهم‪ ،‬والكشف عن تراثهم وفكرهم‪ ،‬فهم يتحملون‬ ‫تبعة الجهل بفكرهم وآر همش وكذلك يشاركهم هذه التبعة من ألصق بهم التهم جهلا‪.‬‬ ‫فزاد هذا السياج المحيط بفكرهم‪ ،‬ونفر من التقرب من تراثهم ودراسته والتعرف‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫وقد بدأت في عصر التفتح العلمي هذا دراسات جاة‪ ،‬لفهم هذه الفرقة ودراسة‬ ‫آرائها وتراثها وفكرها كغيرها من المدارس هادفة إلى التقارب الفكري بين‬ ‫المسلمين‪ ،‬منطلقة من أن فهم‪ .‬الآخر وإدراكه يقربك منه‪ ،‬ويزيل الغشاوة العالقة‬ ‫حوله‪ ،‬ومن ثم ينسج ذلك التقارب نسيج الترابط والتكامل والتراحم المنشود‪.‬‬ ‫غير أن هذه الدراسات انصبت على جوانب دون أخرى‘ ومن هذه الجوانب‬ ‫التي لم تجد العناية موضوع علوم السنة عند هذه الفرقةش فلم يبحث هذا الموضوعض‬ ‫ولم يجد من يعتني به ويجليه ويبرزه‪ ،‬فلما رأيت ذلك القصور جعلت تلافيه ‪-‬وإن‬ ‫في جانب منه‪ -‬أملا لي" وبيانه ومحاولة تجليته هدفا لأطروحتي‪ ،‬فإن أوفق في‬ ‫عرضه وبيانه فلله الحمد والمنة‪ ،‬وإلا فلعلي أفتح ولو بعض آفاقه‪ ،‬و أكشف للباحثين‬ ‫أهمية العناية به‪ ،‬عل منهم من يكون فارس ميدانه‪ ،‬فيثني عليه عنان همته وثاقب‬ ‫فكره‪ ،‬ويعطف عليه جواد عزيمته‪ ،‬ويسرج له أفراس ميدانه‪.‬‬ ‫هذا ولم أجد من تعرض قبلي لهذا الموضوع وبحثه‪ .‬وما سبق من دراسات‬ ‫مقاربة له لم تعن بهذا الموضوع ومادته‪ ،‬بل عنيت بجوانب أخرى وإن دار بعضها‬ ‫__‬ ‫ححححح=ح علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫قريبا من إطار فنه‪ ،‬فمن الدراسات السابقة التي نرى لزوم بيانها في هذا المقام‪.‬‬ ‫اعترافا بفضل أصحابها في سبقهم رسالة " الربيع بن حبيب محدثا وفقيها" لأبي‬ ‫القاسم عمرو بن مسعود الكباوي‪ ،‬وهو ليبي نفوسي‘ قدمها رسالة ماجستير إلى‬ ‫جامعة الفاتح بليبيا‪ .‬سنة ‪3041‬ه ‪3891‬م‪ ،‬وهي دراسة مهمة عنيت بالتعريف‬ ‫بالإمام الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي ولادة ونشأة وهجرة وطلبا للعلم‬ ‫وشيوخاً وتلاميذا‪ ،‬كما عنيت بالربيع بن حبيب محدثا‪ ،‬كاشفة هذا الجانب من خلال‬ ‫روايته ومسنده‪ ،‬وكذلك عنيت بالربيع فقيها من خلال آرائه وأقواله الفقهية‪ .‬وما‬ ‫استفدناه من هذه الرسالة هو الإحالة على الدراسات التي عنيت بمسند الإمام الربيع‬ ‫وتأتي دراسة القنوبي سعيد بن مبروك بن حمود معتنية أيضا بمسند الربيع‬ ‫أخرجها في كتاب بعنوان "الإمام الربيع بن حبيب مكانته ومسنده"‪ ،‬طبع سنة ‪6141‬‬ ‫‪5991‬م وهذه الدراسة جليلة القدر عظيمة النفع في موضوعها‪ ،‬عني فيها‬ ‫ه‬ ‫مؤلفها أيضا ببيان حياة الربيع ولادة ونشأة وطلبا للعلم وشيوخا وتلاميذاء وكشف عن‬ ‫توثيق علماء الحديث للربيع‪ ،‬كما نافح عن المسند وفند الدعاوي الموجهة إليه‪.‬‬ ‫وخرج الأحاديث المعترض بها على المسند من باقي كتب الحديث والرواية‪ ،‬وتعقب‬ ‫الاعتراضات المعترض بها على المسند وناقشها مناقشة علمية موضوعية ورة عليها‬ ‫بما يقيم الحجة على أصحابها‪ ،‬وكانت استفادتنا منها في مواضع قليلة مشار إليها في‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫وجاءت رسالة صالح بن أحمد بن سيف البوسعيدي وهي بعنوان " رواية‬ ‫لحديث عند الإباضية" معتنية بموضوع رواية الحديث وبيان بعض كتب الرواية‪.‬‬ ‫وقد قدمها مستكملا بها متطلبات الماجستير في جامعة آل البيت بالأردن سنة‬ ‫‪ 8‬وهي دراسة مهمة‪ ،‬بدأها ببيان موقف الإباضية من السنة وعرض بعض‬ ‫المصطلح باختصار ودار أكثر الدراسة على بيان بعض كتب الرواية كمسند الإمام‬ ‫الربيع والتعريف به ومدونة أبي غانم الخراساني والتعريف به‪ ،‬وذكر بعض‬ ‫المحدثين الإباضبين الواردين في الكتب الستة والتعريف بهم وذكر نماذج رواياتهم‬ ‫فيها وقد تجنبت بيان موضوع الرواية وكتبها خشية تكرار ما عرضه \ وما استفدته‬ ‫‪.‬‬ ‫‪......‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضيه‬ ‫ححح=‬ ‫من هذه الدراسة كان في موضعين مشار إليهما داخل البحث‪.‬‬ ‫أما رسالة المنذري خلفان بن محمد بعنوان'مختلف الحديث وأثره في الفقه‬ ‫الإباضي" وهي أطروحة دكتوراه قدمت لكلية دار العلوم بالقاهرة سنة ‪9141‬ه‬ ‫‪8‬م فقد عنيت بمختلف الحديث عموما وعرض أثره الفقهي في الفقه الإسلامي‬ ‫مقارنا مع الفقه الإباضي‘ وقد نحوت في فصل مختلف الحديث في أطروحتي منهجا‬ ‫آخر في معالجته ذلك لأني اعتنيت بإبراز قواعد درء التعارض من خلال عرض‬ ‫‪ .‬أوجه الجمع وقواعد الترجيح والتمثيل‪.‬لها بنماذج من الروايات المتعارضة فاختلفت‬ ‫أكثر المادة المطروحة ومنهج دراستها وإن تقارب الاسم وكانت استفادتي من هذه‬ ‫الرسالة في مواضع قليلة مشار لها في البحث‪.‬‬ ‫فهذه الدراسات المتقدمة دارت في إطار فن الحديث‘ لكنها لم تَعْنَ بعلوم‬ ‫الحديث ونقده سندا ومتنا ولم تفصتل موضوع مصطلح الحديث‘ وهذه الجوانب هي‬ ‫التي عنيت بها هذه الأطروحة‘ بما يكشف عن تميزها بهذا الجانب وتفردها ببعض‬ ‫الجوانب تفصيلا وبسطا‪ .‬على أن هناك دراسات عنيت بطرح بعض الجوانب المهمة‬ ‫في تراث الإباضية وفكرهم يجدر بنا الإشارة إليها لأهميتها ولكوننا استفدنا بعض‬ ‫الأمور منهاث وتأتي في مقدمة ذلك دراسة عمرو بن خليفة النامي النفوسي الليبي‬ ‫بعنوان" دراسات عن الإباضية" وقد قدمها أطروحة دكتوراه في جامعة كمبردج في‬ ‫بريطانيا سنة ‪1791‬م وهي مترجمة إلى العربيةء ومن خلال عنوانها يفهم القارئ‬ ‫أنها قدمت دراسة متكاملة عن الإباضية‪ ،‬فاتصفت بالشمول فكان عرض كل جانب‬ ‫مختصراءؤ ومن هذه الجوانب إسهام الإباضية في رواية الحديث ونقلك‘؛ وكانت‬ ‫استفادتنا من هذه الأطروحة في مواضع محدودة مشار إليها داخل البحث‪.‬‬ ‫وتأتي دراسة مصطفى صالح باجو بعنوان "منهج الاجتهاد عند الإباضية" وهي‬ ‫أطروحة دكتوراه قدمت لجامعة الجزائر سنة ‪9141‬هے ‪9991‬م‪ ،‬من الدراسات‬ ‫المهمة التي بسطت القول في جوانب الاجتهاد ومصادر التشريع‘ وقد تعرض‬ ‫لمبحث السنة باعتباره مصدر تشريع‪ ،‬واستفدنا من هذه الدراسة في مواضع مشار‬ ‫إليها خلال البحث‪.‬‬ ‫وما يهمني التأكيد عليه هنا هو أن هذه الدراسات لم تعنَ بفنون علوم الحديث‬ ‫_‪_-‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫ح‬ ‫عند الإباضية سندا ومتنا ونقده وبيان علم المصطلح وتفصيله كما هو وارد في هذه‬ ‫الأطروحة‪ ،‬على أني قد استفدت من خلال اطلاعي على هذه الدراسات في فتح‬ ‫بعض الآفاق البحثية‪ ،‬والدلالة على جانب من المصادر والمراجع التي بالبحث فيها‬ ‫أو عنها فتحت آفاق مصادر أخرى وهكذا‪.‬‬ ‫ويتبين لنا مما تقدم طرافة هذا الموضوع وجدته‘ فهو ضمن الدراسات التي‬ ‫تهدف إلى إزاحة غطاء الجهالة بفكر المدرسة الإباضية وتجلية الحقائق المغمورة‬ ‫عبر تراكمات الزمن وتقلبات الدهرث خاصة في فنون الحديث وعلومه‘ كما أنه‬ ‫يسعى لتلافي النقص بدراسة هذا الجانب وبيانه وكشفه‘ فهو رغم الحاجة العلمية‬ ‫الأكاديمية إليه لم يخدم قبل ولم يُعتنَ بهؤ ولم يقدم في دراسة جامعة له‪ ،‬أضف للى‬ ‫ذلك أن كشفه لجوانب عناية الإباضية بالسنة يرة القول بإهمالهم للسنة والرغبة عنها‬ ‫ويفتد هذه التهمة وبذلك تشارك هذه الأطروحة غيرها من الأطاريح التي تعنى‬ ‫بإذكاء الفهم المشترك بين المسلمين‪ ،‬وتوليد الثقة‪ ،‬والدفع باتجاه التقارب بين المسلمين‬ ‫والتلاقح الفكري بينهم‪.‬‬ ‫والمنهج الذي سلكته في هذه الأطروحة لعله جامع بين المنهج الوصفي‬ ‫التحليلي والمنهج التاريخي مع المنهج المقارن قدر ما يسمح به المقام في هذه‬ ‫الدراسة‪ ،‬فالمنهج الوصفي استعنت به في عرض أقوال العلماء وبيان آرائهم‪ ،‬وإبراز‬ ‫ما عندهم وكشفه‘ عرضا جعلته سُنهبَ الطرح في أحيان‪ ،‬وفي أخرى موجزا حسب‬ ‫ما‪ .‬كنت أقدره من حاجة لهذا أو ذاك‪.‬‬ ‫وقد جاء الطرح من خلال هذا المنهج الوصفي في إطار المنهج التاريخي‪ ،‬إذ‬ ‫حاولت عرض جل مادة البحث إن لم يكن كلها في إطار التسلسل الزمني ابتداء‬ ‫بالسابق فاللاحق في محاولة لفهم تدرج المادة العلمية وتطورها عبر مراحل الزمن‬ ‫الممتدة‪ ،‬وذلك لإدراك الأقوال والآراء وفق إطارها الزمني لفهم أكبر وتمييز أكثر‪.‬‬ ‫وأما المنهج المقارن فقد وظفته ليكسب المادة العلمية القوة‪ ،‬وليكشف وجوه‬ ‫الخلاف أو الوفاق‪ ،‬غير أني عمدت إلى المقارنة أولا داخل المدرسة الإباضية‪ ،‬بين‬ ‫علمائها قديمهم وحديثهم‪ ،‬ثم قارنت خارجها سواء مع الفقهاء أو الأصوليين أو‬ ‫المحدثين‘ وكان من الصعب استيعاب المسائل بالمقارنةش فالاستطراد في المقارنة‬ ‫= عار السنة عند الإناضيه ___‬ ‫يلقي بعبء ثقيل على البحث واتساع حجمه‘ كما أن كثرة المسائل يعسر عندها‬ ‫ما ر أيت الحاجة‬ ‫ا لأحو ال وحسب‬ ‫المقارنات وفق مقتضيات‬ ‫التوسع الكبير فجا عت‬ ‫اليه‪.‬‬ ‫وقد جاء التحليل و المناقشة و الترجيح في مواضعها المقدرة وفق الحاجة‬ ‫تكملة لتلك المناهج وبلورة لطرحها‪.‬‬ ‫وهذه الأطروحة جاعت مرتبة على الأبواب فالفصول فالمباحثث ابتدأتها‬ ‫بالمقدمة التي حوت إيراز أهمية الموضوع وغايته‘ ومنهج عرضه ودراسته‪ ،‬وذكر‬ ‫مراحله وخطته وأهم صعوباته وعوائقه‘ وبيان ما تقدم من دراسات سابقة مع‬ ‫عرض أهم المصادر ونقدها‪.‬‬ ‫ولما كانت تجلية مدلول السنة ومعناها وتقسيماتها وحجيتها من الأهمية بمكان‬ ‫كبير ‪ -‬خاصة لأنها تمل حجر الأساس في التعامل مع السنة ويقع لما بعده ‪-‬‬ ‫جعلت ذلك في الباب الأول بعنوان السنة معناها ومكانتها عند الإباضية‪ ،‬وقسمت هذا‬ ‫الباب إلى فصول ثلاثةڵ عالج الأول "السنة المعنى والمدلول" معاني السنة لغة‬ ‫الثاني‬ ‫والفصل‬ ‫السنة الفقهية والأصولية والحديثيةءه‬ ‫ومدلولات‬ ‫واصطلاحا‪،‬‬ ‫'تقسيمات السنة" عني ببيان أقسام السنة قولية وفعلية وتقريرية‪ ،‬وأوجه ورودها مبية‬ ‫أو مؤكدة أو مستقلة الحكم أو ناسخة والثالث "حجية السنة مع الإباضية وعالج‬ ‫موضوع هذه الحجية وأدلتها وبيان مكانة السنة في الاستدلال والتشريع عند‬ ‫الإباضية‪.‬‬ ‫ويكتسب فن نقد الحديث سندا ومتنا أهميته لكونه يعنى بتنقية الحديث وتمحيصه‬ ‫فهو يشكل الهدف الأهم لفن الحديث عموما‪ ،‬فكان من المهم بيانه ومن اللائق وضعه‬ ‫سابقا لغيره‪ ،‬لذلك ضمنته الباب الثاني بعنوان"منهج نقد الحديث عند الإباضية"‪ ،‬وفيه‬ ‫ليراز هذا الباب في فصول أربعة‪ ،‬الأول" ظهور عنايتهم بنقد الحديث وتصحيحه"‬ ‫عني بإيراز بدايات ظهور النقد عند أئمتهم المتقدمين فمن بعدهم‪ ،‬وبيان ظهور صيغ‬ ‫التصحيح والتضعيف ولعل هذا الفصل يحقق غرضا آخر كالمدخل لموضوع النقد‪.‬‬ ‫والثاني'من قواعد نقد السند عند الإباضية" وحاولت فيه تلمس الضوابط وقواعد نقد‬ ‫السند الحاضرة في تراثهم مع التمثيل لها بقدر ما يتيحه المقامث والثالث وهو"من‬ ‫تا_‬ ‫عار السنة عند الا ضيه ___‬ ‫ح‬ ‫قواعد نقد المتن عند الإباضية" وضمنته ما رأيته حاضرا من القواعد وضوابط نقد‬ ‫المتن مع التمثيل لذلك‪ ،‬وأما الرابع'منهجهم مع الروايات الواردة من غير طرقهم"‬ ‫ففيه بدا أن الإباضية آخذون من هذه الروايات في شيئ من المرونة والانفتاح‪،‬‬ ‫وراتون لما لم تضبطه ضوابط القبول فتعذر فيه القبول‪ ،‬ومتوقفون في رواية ما‬ ‫عسر فيه على الناقد ترجيح جانب القبول على الرد أو العكس‪.‬‬ ‫أما علوم الحديث التي تعنى بالسند أو بالمتن فقد جعلتها صلب الرسالةء‬ ‫فضمَنت الباب الثالث أهم ما يعتنى به في علوم السند بعنوان"علوم الحديث التي تعنى‬ ‫بالإسناد" في فصول أربعة‪ ،‬جاء الفضل الأول منها"عناية الإباضية بعلم الإسناد"‬ ‫مبرزا لجوانب الإسناد عند الإباضية مع ذكر نماذج لحضور الإسناد في مؤلفاتهم‪،‬‬ ‫مبينا سلاسل حملة العلم وحلقات الإسناد بين علمائهم؛ وسلاسل ما سموه نسب‬ ‫الإسلام أو نسبة الدين‪ .‬ثم جاء الثاني" الجرح والتعديل" وفيه بيان صفة العدالة وصيغ‬ ‫التعديل وتعارض الجرح والتعديل وغيرها من مسائل الجرح والتعديل المطروحة‪.‬‬ ‫وأما الثالث"الشروط العامة للتحمل والأداء عند الإباضية وكتابتهم في الطبقات‬ ‫والتراجم" فقد عني بذكر الشروط العامة التي تشترط في الراوي مقبول الرواية أخذا‬ ‫وأداء وما يتفرع عنها من مسائل وأحكام كما عني ببيان فن الطبقات والتراجم وما‬ ‫كتبه علماء الإباضية في هذا الجانب‪ ،‬والأخير هو الفصل الرابع'موقف الإباضية من‬ ‫عدالة الصحابة وآثارهم" وفيه تجلية لآراء علماء الإباضية في مسألة عدالة الصحابة‬ ‫وحجية قول الصحابي‪.‬‬ ‫وفي الباب الرابع جعلت أهم علوم الحديث التي تعنى بدراسة المتن‬ ‫بعنوان'علوم الحديث التي تعنى بالمتن في فصول ثلاثة‪ .‬الأول هو'مختلف الحديث'‬ ‫وقد عني بالروايات‪ .‬المتعارضة وقواعد درء التعارض كالجمع والترجيح وبيان‬ ‫وجوه الجمع وقواعد الترجيح وأمثلة ذلك ونمانجه‘ وأكمل الفصل الثاني"النسخ في‬ ‫الحديث" بيان قاعدة النسخ وشروطه وطرق معرفته ونماذج من ناسخ الحديث‬ ‫ومنسوخه مبوبة وفق الترتيب الفقهي‪ ،‬والفصل الثالث"غريب ألفاظ الحديث" فيه بيان‬ ‫تفسير علماء الإباضية لغريب ألفاظ الحديث‪ ،‬ذكرت في بداية الفصل حضور‬ ‫الغريب بأقسامه في تراثهم؛ ومصادرهم في تفسير الغريب‪ ،‬ثم عرضت نماذج من‬ ‫(‪__) :‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضيه‬ ‫ححصحح‬ ‫تفسير الغريب مع بيان آثاره الفقهية وغيرها من الآثار وسلكت في الحاشية بيان‬ ‫تفسير علماء غريب الحديث لمزيد الندقيق في كشف معاني الألفاظ وإبراز وجه من‬ ‫وجوه المقارنة‪.‬‬ ‫ويأتي عرض بعض جوانب مصطلح الحديث وتقسيماته عند الإباضية مكملا‬ ‫لموضوع علوم الحديث عندهم‪ ،‬وخاتمة أبواب الرسالة‪ ،‬جاء ذلك في الباب الخامس‬ ‫بعنوان'مصطلح الحديث عند الإباضية" في فصول أربعة الأول وهو" تقسيم الحديث‬ ‫بتعدد طرقه" عني بعرض المتواتر والآحاد والعزيز والغريب والثاني وهو "الحديث‬ ‫المقبول" فيه بيان الصحيح والحسن والمرسل وزيادة الثقةث والثالث وهو"الخبر‬ ‫المردود" وفيه عرض لأنواع الحديث المردود وأما الرابع'الحديث المشترك بين‬ ‫القبول والرد" ففيه بيان أنواع من الحديث لا توصف بالصحة أو الضعف وحدها‬ ‫بصفة خارجة عن حدها‪.‬‬ ‫وفي نهاية مادة البحث كانت وقفتنا مع خاتمة البحث التي ضمناها أهم نتائج‬ ‫البحث وتوصياته؛ عرضنا فيها خلاصة الحقائق المتوصل إليها من خلال هذه‬ ‫الدراسة بإيجاز وتركيز‪.‬‬ ‫وأما عن الملحقات المكملة لإطار البحث كالتعريف بالأعلام فقد ترجمت لعلماء‬ ‫الإباضية فقط لدوران البحث في دائرتهم وحاجة القارئ إلى ذلك‪ ،‬وجاء تخريج‬ ‫الأحاديث سالكا مسلكا وسطا بين الإطالة والإيجاز حسب ما رأيته من الحاجة‬ ‫وكذلك التعليقات في الهامش جعلتها حسب الحاجة خاصة في كشف المقارنة وبعض‬ ‫التعقيبات التي رأيت أهميتها‪.‬‬ ‫لقد كان إتمام هذا العمل أملا قف معاناته‪ ،‬وبلوغه أمنية هانت عندها مشاقه‪.‬‬ ‫ودفعت بالعزيمة على تذليل صعوباته‪ ،‬وتأتي صعوبة الشمول الزمني والموضوعي‬ ‫في ميدان مصادر مادة موضوعة\ فكان على الباحث مسح كتب المذهب الحديثية‬ ‫والفقهية والعقدية والتاريخية قديما وحديثاء خاصة أن الإباضية لم يبوبوا لمادة‬ ‫موضوعات هذه الأطروحة مفردة مستقلة بل وردت مبعثرة وسط كلامهم وبسطهم‬ ‫في تصانيفهم‪ ،‬ثم إن أكثر مؤلفات الإباضية لا تزال مخطوطة ومنتشرة في الشرق‬ ‫والغرب‪ ،‬مما ألزم الباحث السفر لها والتنقيب عنهاء ويكفي أن مسح مكتبات‬ ‫يز س‪.‬‬ ‫عام السنةعند ال ضيه‬ ‫ح‬ ‫المخطوطات بحثا عن مظان المادة استهلك وقتا طويلا فضلا عن مسح مادة تلك‬ ‫المخطوطات بحثا وتنقيبا‪ ،‬وذلك ليعلم الواقف على هذا البحث أن مصادره التي جمع‬ ‫منها تم تتبعها واستقرأوها للقط مسائله كاملة‪ ،‬إذ أعيتني الحيلة في الحصول على‬ ‫مادته إلا بتتبعها حيثما كانت‪ ،‬ومن المصادر مجموعة تتبعتها فخرجت خالي اليد من‬ ‫مادة البحث وهي علم الله لا تقل عددا عن المصادر التي وجدت فيها ضالتي‪ ،‬وهذا‬ ‫يكشف عن جانب من مكابدة هذا البحث لا نذكره إلا ليقتر القارئ هذا العمل‬ ‫فيجازينا برأي ناقد بناء‪.‬‬ ‫لقد كان علي في البحث أن أعطي الصورة عن الإباضية المشارقة والمغاربة‬ ‫متكاملةش ولزم من ذلك البحث في مكتبات مخطوطاتهم عبر الرحلة العلمية إلى‬ ‫بلدانهم‪ ،‬فقمت برحلة إلى وادي ميزاب ووارجلان بالجزائر وقمت بمسح عشرين‬ ‫مكتبة من مكتباتهك متوزعة على بلدانهك وتأتي في مقدمة هذه المكتبات‪ ،‬مكتبة‬ ‫لقطب‪ ،‬وصالح بن عمر لغلي‪ ،‬والاستقامة‪ ،‬وآل خالد‪ ،‬وأوزكري‪ ،‬والحاج سعيد‪.‬‬ ‫وجمعية أبي إسحاق‪ ،‬والبكري‪ ،‬وإروان‪ ،‬والشيخ بالحاج‪ ،‬ومعهد الحياة وغيرها‪.‬‬ ‫وكذلك قمت بالرحلة إلى جربة في تونس‘ وعمل المسح في المكتبة البارونيةث وسالم‬ ‫بن يعقوب الجربي‪.‬‬ ‫وأما في مكتبات المخطوط في عمان فقد قمت بمسح شامل لمكتبة وزارة‬ ‫التراث القومي والتقافةش ومكتبة السيد محمد البوسعيدي‪ ،‬ومكتبة الشيخ السالمي‬ ‫ومكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي وغيرها‪.‬‬ ‫ولم أرد بهذا التفصيل إلا كشف حقيقة الصعوبة الأهم في الوصول إلى مظان‬ ‫الماة ثم جمعها‪ ،‬وخلال هذه الرحلات كنت أضطر لتصوير هذه المظان للعمل فيها‪.‬‬ ‫وأحمد الله على تسهيل أهل هذه المكتبات وتمكيني من الوصول إلى المخطوطات‬ ‫فأثابهم الله على صنيعهم وأجزل لهم الأجر خاصة جمعية أبي إسحاق التي فتحت‪.‬‬ ‫لي آفاق وادي ميزاب‪.‬‬ ‫ثم ي أكملت جانب الرحلة العلمية لتعزيز البحث بحثا عن الدراسات وكتب‬ ‫علوم الحديث في عدد من الجامعات كجامعة أم القرى بمكة والجامعة الإسلامية‬ ‫بالمدينة وجامعة محمد بن سعود بالرياض والجامعة الأردنية واليرموك وجامعة آل‬ ‫ز )‪.‬‬ ‫‪|-‬‬ ‫= عار السنة عند الاإناضيه ح‬ ‫البيت با لأردن ‪.‬‬ ‫هذا وإذا ما أضفنا الجهد المسحي للكتب المطبوعة الكثيرة تبين مدى الصعوبة‬ ‫أما ما عدا ذلك من الصعوبات التي واجهتني فهي هينة‬ ‫في عمل هذا البحث‪،‬‬ ‫بالنسبة إلى ما ذكر فلا نطيل بها الذكر‪.‬‬ ‫عن ميدان عمل هذا البحث وتنوع مصادره وتعددهاء‬ ‫ولعل ما نقدم يكشف‬ ‫ويمكننا عرض بعض المصادر عبر التسلسل الزمني في إطار نقدي مراعين في‬ ‫الاختيار القدم وظهور الاستفادة في أغلب الأبواب‪:‬‬ ‫‪ -1‬مسائل أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة(‪ :)541/367‬يحتوي الكتاب على‬ ‫أجوبة فقهية متضمنة بعض الروايات والإشارات الاصطلاحية أصولية كانت أم‬ ‫حديثية‪ ،‬ومن فوائده ذكر حجية السنة وقول الصحابي واتباع الأثر‪ ،‬والعمل بالحديث‬ ‫الضعيف في الرغائب وغير ذلك‪ .‬وهذا الكتاب صغير الحجم لكنه كان كبير الفائدة‬ ‫لنك غير أنه مبتور من أوله‪ ،‬وبه أخطاء في النسخ‪ ،‬ولم ينظم على نسق فقهي معين‬ ‫والنسخة المخطوطة التي اعتمدت عليها ضمن مجموع‪ ،‬محفوظة في مكتبة الحاج‬ ‫محمد بن سعيد بغرداية بالجزائر‪ ،‬وللكتاب نسخ أخرى كنسخة مكتبة الحاج صالح‬ ‫آلي‪.‬‬ ‫‪ -2‬مدونة أبي غانم الخراساني بشر بن غانم (ق ‪ 4 (2/8‬كتاب يقع في مجلدين‪،‬‬ ‫أفاد هذه الأطروحة بالكثير‪ ،‬ويعتبر الكتاب أكثر مصادر القرن الثاني جمعا لمرويات‬ ‫جابر وأبي عبيدة وتلاميذهما وأقوالهم؛ وجاعت مادة الحديث وعلومه منبثة بين‬ ‫مسائل هذا الكتاب‪ ،‬وهو مطبوع‪ ،‬ولكن في تقديري أن المطبوع ناقص©‪ ،‬فحجم‬ ‫المخطوط الذي وقفت عليه في مكتبة صالح بن عمر لعلي أكبر وتسميته" ديوان أبي‬ ‫غانم"‪ ،‬وكذلك النسخة المخطوطة في دار الكتب المصرية‘ والكتاب محتاج إلى تتقيح‬ ‫وتدقيق‪ ،‬ولا يخلو من بعض التكرار والتداخل بين مسائل أبوابه‪٬‬‏ وبه أخطاء‬ ‫‪ -3‬كتاب المستأنف للرحيلي أبي المنذر بشير بن محمد بن محبوب‬ ‫ويسمى بالرضف ‘ رسالة صغيرة الحجم عظيمة النفع » حوت مادة جيدة‬ ‫) ‪(2/788 37‬‬ ‫حول السنة وحجيتها وتقسيماتها ونماذج من رواياتها وبعض مصطلحاتها‪ ،‬غير أنها‬ ‫)_‬ ‫حححح= علور السنة عند الإناضيه س(‪,‬‬ ‫لا تنزال مخطوطة محدودة الانتشار ثم إن مادة الكتاب انصبت على بيان الأضول‬ ‫وخاصة في علم التوحيد وما أفادنا في علم الحديث جاء في ثناياه وكذلك اتصفت‬ ‫الرسالة بالاختصار في المواضع التي كنا نتمنى فيها التفصيل للحصول على بغينتا‪.‬‬ ‫‪ 4‬بدء الاسلام وشرائع الدين لابن سلام لواب بن سلام(‪ ،)372/788‬وهذا‬ ‫الكتاب تعاون في تحقيقه الشيخ سالم بن يعقوب الجربي والمستشرق فيريز شفارتس‬ ‫يتميز الكتاب بمادته المستقاة من رواية شيوخ ابن سلام؛ وقد أفادنا في بعض‬ ‫مدلولات السنة وصيغ التعديل وبعض الروايات والمصطلحات الحديثية وغيرها من‬ ‫الفوائد‪ ،‬غير أن هذه المادة المستفادة جاءت ضمن مادة الكتاب التاريخية التي توسع‬ ‫فيها المؤلف‪ ،‬أضف إلى ذلك أن المؤلف اختصر الإسناد‪.‬‬ ‫‪-5‬جامع ابن جعفر لأبي جابر محمد بن جعفر(حي في ‪ :) 772/198‬وهو‬ ‫كتاب شامل لكثير من أبواب العقائد والفقه طبع منه ستة مجلدات ثلاثة منها بتحقيق‬ ‫عبد المنعم عامر والأخرى بتحقيق جبر فضيلات‘ وللكتاب نسخ مخطوطة وقفت‬ ‫عليها كالنسخة المحفوظة في مكتبة القطب ببني يسجن بالجزائر‪ ،‬ونسخة أخرى في‬ ‫مكتبة الشيخ أحمد بن ناصر السيفي صورت قطعة منها‪ ،‬وقد تعددت فوائد هذا‬ ‫الكتاب لهذه الأطروحة في أغلب فصول الرسالةء غير أن هذا الكتاب احتاج الأخذ‬ ‫منه مزيدا من التدقيق للفصل بين مادة الكتاب الأصلية والإضافات زد على ذلك‬ ‫وجود الأخطاء في طباعته وهو ما عقد إشكال الأخذ منه‪ .‬ولاحظنا هناك تفاوتا في‬ ‫أحجام نسخ الكتاب المخطوطة فهو محتاج إلى مزيد من المقارنة والتدقيق‪ :‬وفي‬ ‫بعض هذه النسخ يسمى" الجامع المضاف لابن جعفر"‪ ،‬ويلاحظ ورود التكرار في‬ ‫الكتاب ووجود بعض‪ :‬التداخل في مادته‪ ،‬إذ ترد مسائل في غير مواضعها‪.‬‬ ‫‪ -6‬جامع ابن بركة للسليمي أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة‬ ‫(ق‪ : )4/01‬يعتبر هذا الكتاب أحد أهم المصادر التي أمدت هذه الأطروحة بالمادة‬ ‫المفيدة في كل فصولها‪ ،‬والكتاب يقع في مجلدين كبيرين‪ ،‬حققه عيسى بن يحيى‬ ‫البالروني‪ ،‬جرى تنظيمه وفق التبويب الفقهي بشكل دقيق‪ ،‬واتسم تصنيفه بالعمق‬ ‫والرصانة والتدليل مع الوضوح وكشف عن تبحر ابن بركة العلمي‪ ،‬ومن ذلك علوم‬ ‫الحديث‪ .‬وبدا ابن بركة في الكتاب مجتهدا محققا مستنبطا‪ ،‬يتعقب كبار الأئمة كأبي‬ ‫_‬ ‫‪/].‬‬ ‫حيححححح علوم السنةعند الا ضيه ح(‬ ‫عبيدة وجابر وغيرهماؤ لكن في بعض تعقيباته كما لاحظت نظر إذ يمكن أن يتعقب‬ ‫فيها‪ ،‬ويلاحظ أن الكتاب لم يخل من تكرار في مواضع‘ ومن خلال استفرائيى له‬ ‫وجدت ورود عدد من الأخطا ء اللغوية التي ترجع إلى النسخ‪ ،‬كما أنالكتاب محتاج‬ ‫إلى عناية أخر ى بمقابلته بمخطوطاتهش وأتمنى لهذا السفر الجليل عظيم النفع ذلكذ‬ ‫وقد أفادنا الكتاب مع باقي مؤلفات ابن بركة المتعددة التي اعتمدنا عليها كالتقييد‬ ‫والمبتدأ والموازنة والتعارف وغيرها‪.‬‬ ‫دمي الناعبي أبي سعيد محمد بن سعيد(حي في‪:)272/688‬‬ ‫‪ -7‬المعتبر‬ ‫قيل‬ ‫طبع في أربعة مجلدات بتح بتحةقيق أبي الحسن شحاته كتاب فقهي جليل القدر‬ ‫شرح فيه الكدمي جامع بن ‪.‬جعفر غير أن الناظر في مادة الكتابين ومنهجهما يرى‬ ‫فرقا بيناء فالذي أميل إليه هو القول باستقلالية هذا الكتاب‪ ،‬وقد أفاد الكتاب هذه‬ ‫الأطروحة في عدد من فصولها‪ ،‬مبعاقي تصانيف أبي سعيد كالاستقامة والجامع‬ ‫من أبواب الكتاب أن حجمه الحقيقي أكبر من ذلك ى إذ غطى الكتاب‬ ‫المفيد‪ ،‬ويظهر‬ ‫بعض الأبواب‪ ،‬ثم إذه جاء مرتبا على الأبواب الفقهية مع تعرضه لبعض المباحث‬ ‫العقديةث غير أن الكتاب يبدو كما قلت غير مكتمل‘ وقد استفاض في بعض أبوابه‬ ‫دون بعضع ولم يخل من التكرار وبعض التداخل في مادته‪ ،‬وشارك غيره في وجود‬ ‫الأخطاء الطباعية والنسخية‪.‬‬ ‫‪ 8‬كتاب الضياء للعوتبي أبي المنذر سلمة بن مسلم الصحاري (ق‪:)5/11‬‬ ‫يعتبر هذا الكتاب أول موسوعة فقهية عقدية شاملة صنفها الإباضية تميز بالتبويب‬ ‫وهو يقع في عشرين مجلداء‬ ‫والرصانة والتوسع‪ ،‬وكشف عن جلالة علم أبي المنذر‪،‬‬ ‫ثماني مجلدات منه كانت‬ ‫وقد أفاد الكتاب هذه الأطروحة في جل أبوابها من خلال‬ ‫فيه‪ ،‬غير أنه محتاج إلى‬ ‫ميدادًا للمسح والتنقيب‪ ،‬وقد خلا هذا الكتاب من الزيادات‬ ‫مزيد من العناية تصحيحا وتنقيحا‪ ،‬ويلاحظ فيه الاستطراد في بعض المواضع ولم‬ ‫يخل من التكرار‪.‬‬ ‫‪ 9‬بيان الشرع الجامع للأصل والفرع للكندي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم‬ ‫بن سليمان السمدي النزوي (‪ ،)805/5111‬وهو موسوعة كبيرة جليلة القدر‬ ‫عظيمة النفع تقع في اثنين وسبعين جزءا‪ ،‬شاملة لكل أبواب علوم الشريعة أفاد هذه‬ ‫()_‬ ‫علوم السنة عند الإناضيه س‬ ‫ححص=‬ ‫الأطروحة في أكثر الفصول وتم اختيار خمسة عشر مجلدا ميدانا للمسح تنقييا‬ ‫عما يفيد البحث‘ وقد عني مؤلفه بجمع أثار من قبلهس وهو كتاب ظلت بركته على‬ ‫طلبة العلم ممتدة عبر العصور وعني به علماء المذهب خاصة المشارقة قرونا إلى‬ ‫يومنا وهو لذلك رغم كبر حجمه له نسخ كثيرة مخطوطة‘ غير أن الكتاب محتاج‬ ‫إلى خدمة علمية بتصحيحه وتحققيقه وفرز المضاف إليه‪ ،‬ويحتاج إلى تنظيم وترتيب‬ ‫لمسائله وأبوابه‪ ،‬فهو بصورته الحالية تتداخل فيه المادة الأصلية والإضافات ويظهر‬ ‫فيه التكرار‪ ،‬وتوجد به أخطاء الطباعة والنسخ ما يحوج إلى خدمته وإعادة طبعه‪.‬‬ ‫‪ 0‬المصنف للكندي أبي بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪:)755/2611‬‬ ‫هذا الكتاب موسوعة يقع في اثنين وأربعين جزغا‪ ،‬أفاد هذه الأطروحة في جل‬ ‫أبوابها من خلال مجموعة الأجزاء العشرة التي جعلت ميدانا للبحث عما يفيد‬ ‫الأطروحة منهاؤ ويتميز هذا الكتاب بحسن الترتيب والتصنيف والرصانة والعمصق©‬ ‫وبدا أبو بكر الكندي فيه عالما مجتهداء واعتمد على المصادر التي تقدمته‪ ،‬لكنه كان‬ ‫في أخذه مدققا‪ ،‬والكتاب يحتاج إلى عناية بتصحيحه وتحقيقه وتلافي الأخطاء الواردة‬ ‫فيه‪ ،‬ولم يخل من وجود بعض التداخل والتكرار‪.‬‬ ‫السؤالات للسوفي أبي عمرو عثمان بن خليفة المارغني(ق‪.)6/21‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كتاب ما زال مخطوطا في سفر ضخم ‪ -‬تزيد صفحاته المخطوطة عن‪ 005‬صفحة)‬ ‫فلو طبع لبلغ الثلاثة أجزاء‪ ،‬وهو عبارة عن أسئلة أجابهاث دارت أكثرها في أبواب‬ ‫العقيدة‪ ،‬ويتميز بوفرة مادته اللغوية وشواهدهاء وقد وجدنا فيه فوائد كثيرة خدمت‬ ‫جل أبواب الرسالة‪ ،‬والكتاب رغم استفادتنا منه مادته متوزعة غير منظمة أو مبوبةة‬ ‫ولذا يصعب على أي باحث الوصول إلى بغيته منها بسهولة‪ ،‬واعتنى بمسائل العقيدة‬ ‫أكثر‪ ،‬وهو محتاج إلى خدمة كبيرة لإخراجه‪.‬‬ ‫العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف للوارجلاني أبي‬ ‫‪2‬‬ ‫يعقوب يوسف بن إبراهيم (‪ :)075/5711‬يقع هذا الكتاب في مجلدين‪ ،‬أفاد هذه‬ ‫الأطروحة كثيرا في كل أبوابها طبع بلا تحقيق وهناك تحقيق لعمرو بن خليفة‬ ‫النامي لا يزال مرقونا‪ .‬وهذا الكتاب أصولي في إطاره‪ ،‬وأصولي فقهي عقدي في‬ ‫محتواه‪ ،‬دقيق في تبويبه وتنظيمه‘ رصين عميق في طرحه‘ كشف جلالة علم‬ ‫تر ‪..-‬‬ ‫علم السنة عند الا‪ .‬ضيه‬ ‫ححححح‬ ‫مؤلفه‪ ،‬لكن تمنينا في مواضع منه أن يبسط فيها القول فنخرج بفوائد أكثر‪ ،‬ونسخته‬ ‫المطبوعة تحتاج إلى تدقيق وتصحيح ففيه عدد من أخطاء اللغة والنسخ‪ ،‬وتحتاج‬ ‫بعض ألفاظه إلى بيان وشرح‪.‬‬ ‫‪ 3‬البحث الصادق والاستكشاف عن معاني العدل والإنصاف للبرادي أبي‬ ‫القاسم بن إيراهيم(حي في‪ :)018/7041 :‬يعتبر الكتاب شرحا لألفاظ كتاب العدل‬ ‫والانصاف للوارجلاني وبيانا لبعض موضوعاته‘ وهو مخطوط كبير الحجم صعب‬ ‫الخط‪ ،‬أفادنا في مواضع متعددة من فصول الأطروحة‘ يقع في ‪ 882‬ورقة(‪675‬‬ ‫صفحة) بالحجم الكبير‪ ،‬ورغم أن الكتاب في مادته مفضل لما اتسم به من التحقيق‬ ‫العلمي؛ فإن البرادي استطرد في المباحث الكلامية وأطال وترك جوانب لم يعن‬ ‫بها‪ ،‬وبذلك خرج عن عنوان الكتاب‪ ،‬فمقتضى عنوانه أن يكون كتابه شرحا لكل مادة‬ ‫كتاب العدل‪ ،‬والكتاب بحاجة إلى مقابلة مخطوطاته وتحقيقه وإخراجه مع التبويب‬ ‫والفهرسة‪ ،‬إذ يصعب الوصول إلى شيع منه إلا بقراعته كاملا‪.‬‬ ‫فتاوي وأجوبة فقهية للجربي سعيد بن علي(‪ :)898/2941‬وهذا الكتاب‬ ‫‪4‬‬ ‫مخطوط أفادنا بمادته في عدد من فصول البحث‘ ويكشف عن سعة اطلاع مؤلفه‬ ‫الذي اشتهر بإحيائه العلم في وادي ميزاب لما رحل إليه من جربة‘ لكن الكتاب‬ ‫محتاج لإلى التبويب والترتيب وكذلك إلى مقابلة نسخه وتصحيحه‪.‬‬ ‫‪ 5‬شرح مختصر العدل والإنصاف للشماخي أبي العباس أحمد بن‬ ‫سعيد(‪ :)829/2251‬وهو كتاب شرح فيه الشماخي مختصره على كتاب العدل‬ ‫والانصاف©‪ ،‬وتدور مباحثه على أصول الفقه إذ اختصر الشماخي المباحث‬ ‫الأصولية لكتاب العدل ثم شرحها‪ ،‬وقد أفاد هذا الكتاب مادة الأطروحة وأثراها في‬ ‫كل الفصول‘ والكتاب حقق ودرس في رسالة علمية قدمت في الدراسات المعمقة‬ ‫بجامعة الزيتونة من قبل مهني التويجني‪ ،‬وله نسخ مخطوطة رجعت إلى إحداها‬ ‫والكتاب جليل النفع‪ ،‬لكنه يوجز في مواضع كنا نتمنى تفصيله فيها ليعم النفع‪.‬‬ ‫‪ 6‬رفع التراخي في مختصر الشماخي للتلاتي أبي حفص عمرو بن رمضان‬ ‫الجربي (‪ :)7811/7471‬شرح فيه مختصر الشماخي على العدل والانصاف‪ ،‬وهذا‬ ‫الكتاب أفادنا في أكثر فصول الرسالةث خاصة في المصطلحات‘ وقد كشف الكتاب‬ ‫= عالور السنة عند الإناضيه‬ ‫عن سعة اطلاع وتبحر عند التلاتي الذي استفدنا بمجموعة من كتبه في هذا البجحث‘‬ ‫والكتاب لا زال مخطوطاء ومخطوطته التي عثرنا عليها سيئة الخط أجهدتنا في بلو غ‬ ‫المرام‪ ،‬والملاحظ أن الكتاب لم يفصل شرحه عن كتاب الشماخي فجاء كلامهما‬ ‫متداخلا يحتاج إلى عناية لفرزه‪ ،‬كما أضاع علينا عددا من الفوائد بهذا التداخل‪.‬‬ ‫وهناك مصادر جاءت مع هذه المصادر وبعدها لا تقل الاستفادة منها عما‬ ‫سبق ولكن قدمنا المتقدم زمنيا وحسب وفرة الفائدة‪.‬‬ ‫هذاء وإني لآمل أن أكون بهذه الأطروحة للعلم وأهله قدمت ولو بعض الخدمة‬ ‫لموضوع هذه الأطروحة‘ شاكرا ومعترفا بفضل كل ‪.‬من مد يد العون إلي لإتمام‬ ‫دراستي وإنجاز مشروعي وفي مقدمة ذلك جامعة السلطان قابوس التي أتاحت لي‬ ‫فرصة إتمام الدراسة‪ ،‬خاصة رئيس الجامعة سعادة الدكتور سعود الريامي ونائبه‬ ‫الدكتور حمد السالمي‪ ،‬وأخي الدكتور عبد العزيز الكندي عميد كلية العلوم‪ ،‬وكذلك‬ ‫سفارة سلطنة عمان خاصة سعادة السفير علي العيسائي والأخ المستشار صالح‬ ‫المسكري‪.‬‬ ‫وفي تونس الخضراء الغراء جامعة الزيتونة العزيزة‪ ،‬خاصة رئيس الجامعة‬ ‫الدكتور سالم بويحيى ومدير المعهد الأعلى الدكتور العروسي الميزوري‪.‬‬ ‫وأشكر أساتذتي الذين كان لي منهم شرف الإشراف على هذه الأطروحة‪.‬‬ ‫والذين تتابعوا عليها‪ .‬الدكتور عيسى الزيتوني والدكتوز ناصر الزعايري اللذين‬ ‫رعياني حق الرعاية‪ ،‬وأماني بالنصائح والتوجيهات التي أثرت‪ .‬الرسالة‪ ،‬ثم مسك‬ ‫الأمر ختامهم أستاذي الجليل‪ ،‬الدكتور الصادق كرشيد الذي اكتنففي برعايته‪.‬‬ ‫وأحاطني بمزيد عنايته ووسعني بخلقه فضلا عن علمه‪ ،‬فكان لمراجعته الرسالة‬ ‫وحسن توجيهه‪ ،‬أثر كبير في خروج هذه الأطروحة‪ ،‬في صورتها التي نرجو أن‬ ‫تكون المشرقة المشرفة‪ .‬فلهؤلاء جميعا جزيل شكري وعظيم امتناني‪.‬‬ ‫ثم إنى وأشكر أستاذي الجليل الدكتور فرحات الجعبيري" الذي فتح من خلال‬ ‫استشارته كثيرا من الآفاق‪ ،‬وسهل الحصول على عدد من المصادر لهذه الأطروحة‬ ‫أو أرشد إليها وكان لنصائحه عظيم النفع لهذه الرسالة‪ ،‬وكذلك أقدم شكري وامتناني‬ ‫إسحاق بغرداية وجمعية التراث بالقرارة في الجزائر الشقيق التين فتحتا‬ ‫لجمعية أبى‬ ‫هه‬ ‫هم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬ا‬ ‫= علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫أخي العزيز محمد‬ ‫لي آفاق وادي ميزاب وخزائن كتبه ودرره المكنونه‪ ،‬وأخص‬ ‫ايمنالسن حفظه الله‪.‬‬ ‫والشكر موصول لأفراد أسرتي الصغيرة الذين كان لهم الأثر الكبير في إنجاز‬ ‫هذا المشروع بصبرهم وتهيئتهم الظروف المواتية للعمل والإنجاز‪ ،‬وأخص الزوجة‬ ‫الوفية المخلصة أم يحيى فأحسن الله ثوابها كما أحسنت إلي‪ ،‬وأجزل لها بصبرها‬ ‫النواب الو افي‪.‬‬ ‫كما وإني أهدي هذا العمل إلى شجرة العلم الطيبة في أسرتي التي آتت ثمرها‬ ‫وآمل في استمراره‘ وفي مقدمة ذلك جدا وأبواية وعمي فجدي الأول الشيخ‬ ‫العلامة القاضي سعيد بن أحمد الكندي وهو جد والدي لأمه‪ ،‬والثاني جدي لأمي‬ ‫الشيخ العلامة القاضي سعود بن سليمان الكندي‪ ،‬وأبي الشيخ العلامة يحيى بن أحمد‬ ‫الكندي وأمي عائشة الحافظة لكتاب الله‘ رب ارحمهما كما رياني صتغيرأي“ه‪٥‬‏‬ ‫وعمي الدكتور العلامة إيراهيم بن أحمد الكندي‪ .‬وإني ما ذكرتهم تسلسلا إلا لأثر‬ ‫كل منهم في من بعده وصولا إلى أثرهم في هذه الأطروحةا اللهم ارحم ميتهم‬ ‫واحفظ ا لأحيا ء منهمؤ و أحسن مثوبتهم ‪ 0‬وبارك في أثر هم‪.‬‬ ‫وأختم مقدمتي بثلاثة أبيات اخترتها من قصيدة نظمتها في جامعة الزيتونة في‬ ‫أول عام سجلت فيها ومنها(من الكامل)‪:‬‬ ‫حلل العلوم رقين بالأفهام‪.‬‬ ‫يا جامع الزيتون أنت كسوتها‬ ‫وخصوب تربك منبت الأعلام ‪.‬‬ ‫لا زال غصنك يانعا في فكره‬ ‫من أرض نزوى ترب كل إمام‪.‬‬ ‫ذكرتني في أرض قومي جامعا‬ ‫وأدعو الله أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬إته السميع‬ ‫العليم‪.‬‬ ‫عار السنةعند الاناضيه‬ ‫حجح=‬ ‫الرموزالمستعملة‬ ‫مدلوله‬ ‫مخطوط‬ ‫دون تاريخ‬ ‫دون ترقيم الصفحات‬ ‫محفوظ دون رقم‬ ‫ظهر ورقة المخطوط‪.‬‬ ‫مخطوط ضمن مجموع‬ ‫وجه ورقة المخطوط‪.‬‬ ‫رمز لمحذوف أو اختصار‬ ‫علوم السنةعند الا صية‬ ‫الفصل الأول‪ :‬السنة المعنى والمدلول‬ ‫عند الإباضية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تقسيمات السنة‬ ‫عند الإباضية‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬حجية السنة‬ ‫‪+%٠‬٭‪‎+‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪) :‬ج‬ ‫اراء الزاب‪ :‬ح(‬ ‫ح‬ ‫الفصل الأول الوسناة اللممعنىدلول عند الإباضية‬ ‫المبحث الأول المعنى اللغوي‪:‬‬ ‫أولا السنة‪ :‬أصل اشتقاق المئة من ستنئ("ء ووردت السنة في لغة الصرب‬ ‫مستعملة في معان عدة منها الطريقة( والسيرة؛ وشاهد ذلك قول الهذلئ(لمن‬ ‫الطويل)‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪ ٥-‬۔‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ن‬ ‫‪7‬‬ ‫يسير ها )‪. (3‬‬ ‫من‬ ‫سنه‬ ‫ر اض‬ ‫فاول‬ ‫سرتها‬ ‫سير هة أنت‬ ‫من‬ ‫فلا تجزَ عن‬ ‫وقول ابن فارس وهو من أئمة اللغة‪ " :‬سئنة رسول الله قه سيرته"“ا‪.‬‬ ‫وجاء فايلقرآن الكريم لفظ السنة بمعنى لطريقة و الشريعة في آيات منها‬ ‫قوله عز وجل‪ «:‬ريد الله لين لَكُم وتهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم‬ ‫والله عليم حكيم ‪(4‬النساء‪ 4/62)6‬ويراد بالسئنن في الآية‪":‬الطرق ووجوه الأمر‬ ‫وأنحاؤها" (ةا‪.‬‬ ‫{"ا القزويني أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا( ‪ 593/4001)0‬معجم مقاييس اللغةث تح‪:‬‬ ‫عبد السلام هارون‪ ،‬ط‪ \1‬دار الجيل‪ ،‬بيروت\ لبنانث ‪1141‬ه ‪1991‬م‪.3/16 ،‬‬ ‫(ا العوتبي سلمة بن مسلم الصحاري (ق‪ 5/11)6‬كتاب الإبانة في اللغة العربيةث تح‪ :‬عبد‬ ‫الكريم خليفةك نصر عبد الرحمن‘ صلاح جرار محمد حسن عواد جاسر أبو صفية ث‬ ‫ط‪ ،1‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان‪ ،‬مسقط‘ ‪0241‬هے ‪9991‬م ‪.3/522‬‬ ‫ا ابن منظور محمد بن مكرم(‪ ،)117/,1131‬لسان العربث دار صادر‪( .‬د‪.‬ت)ث ‪.31/622‬‬ ‫والبيت من قول خالد بن عتبة الهذلي وجاعت روايته في معجم مقاييس اللغة (وهو من‬ ‫الطويل)‪:‬‬ ‫فأول راض مسننة مَن سيرها‪.‬‬ ‫فلا تجزعن من سنة ة أنت سرتها‬ ‫ر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغةث ‪.3/16‬‬ ‫( ام‪.‬س‪.3/16٤‬‏‬ ‫ثا ابن عطيّة أبو محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي(‪")145/6411‬تفسير ابن عطية'‬ ‫المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ،‬تح‪:‬عبد الله بن إبراهيم ا لأنصار ‪ 3‬السيد عبد العال‬ ‫السيد إيراهيم‪ ،‬محمد الشافعي العنانئث ط‪ 1‬؛مؤستسة دار العلوم" قطر‪ ،‬الدوحة‘ ‪2041‬ه‬ ‫‏‪) :١‬‬ ‫علوم السنة عند لا ضية‬ ‫ح‬ ‫كما وردت السئة بمعنى الطريقة في السنة النبوية أيضا في أحاديث منها‬ ‫قوله ه " من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مل أجر من‬ ‫عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء‘‪ ،‬ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها‬ ‫بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء "فا‪.‬‬ ‫ومن معاني السنة أيضا الوسط والجادة كفولهم خذ على سنن الطريق‬ ‫وسنته‪ :‬أي على وسطه وجائته غا‪.‬‬ ‫والسنة ما سن المرء من عمل أو أمر ليقتدى به اء قال نصيب(من‬ ‫الطويل)‪.::‬‬ ‫من الناس إذ أحببت من بينهم وتحدي“ا‬ ‫كأني ستنت الحب أول عاشق‬ ‫وعنصر الاتباع والاقتداء يبدو أكثر جلاء ووضوحاً في معنى الستة في قول‬ ‫لبيد(من الكامل)‪:‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬ ‫س‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‪,.‬‬ ‫؟‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫۔‬ ‫‪.‬‬ ‫) )‬ ‫ولكل قوم سنه وإمامها‬ ‫لهم اباؤ هم‬ ‫سدت‬ ‫من معشر‬ ‫‏‪21/4. ٬.. 2‬‬ ‫"[ أخرجه مسلم ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬في صحيحه في كتاب العلم‪ ،‬باب من سن سنة حسنة أو سيئة‬ ‫‪ ،)950(101/ 4‬وابن خزيمة في صحيحه في جماع أبواب الصدقة‪ ،‬باب التغفيظ في‬ ‫الرجوع عن‪ ،)4/211(4742:..‬والنسائئ في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب التحريض‬ ‫على الصدقةش ‪ 2/93(5332)6‬وفي المجتبى‪ .‬كتاب الزكاة} باب التحريض على الصدقة‪.‬‬ ‫وابن ماجة في سننه في فضائل الصحابة‪ ،‬باب من سن ستة حسنة أو سيئة‪.‬‬ ‫‪)/‬‬ ‫‪)1/5(792‬ء والدارمي في سننه‪ ،‬في المقدمة باب من سن سنة حسنة أو سيئة‬ ‫‪1/141(415).‬‬ ‫ار‪ :‬العوتبي‪ ،‬كتاب الإبانة‪.3/662 :‬‬ ‫)‪ (3‬ر‪ :‬م‪.‬س‪.3/662 ،‬‬ ‫{ثا ابن منظور لسان العرب‘ مادة سنن ‪.31/522 .0‬‬ ‫ا الأيوبي ياسين‪ ،‬الهواري صلاح الدين(معاصران)‪ ،‬شر ح المعلقات العشر ط‪1‬ء‪ ،‬عالم‬ ‫الكتب‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت ‪5141‬هث‪5991‬م؛ ص‪. 912‬‬ ‫=حححح<‬ ‫علوم السنة عند الا صية ==‪,‬‬ ‫ح‬ ‫و" استن الرجل إذا مضى على أمر لا يرده عنه راة‪ ،‬قال الشاعر(من‬ ‫الطويل)‪:‬‬ ‫فأصبح بي يستر حيث يري ‪.).‬‬ ‫دعاني إلى ما يشتهي فأجبته‬ ‫وتأتي الستة بمعنى العادة‪ ،‬قال الله تعالىسئنة من قأذرسلتا قبلك من رأسئلتا‬ ‫ولا تجذ لسئنتتا تخويلا»(الإسراء ‪)71/77‬؛ ومما قيل في تفسير هذه الآية "أي‬ ‫هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويظهر أن هذه المعاني اللغوية للفظ السنة تتضمنها معاني السنة‬ ‫الاصطلاحية ومفهوم حجيتها؛ فهي تشكل أساس هذه المعاني ودلالتها‪ ،‬إذ السنة‬ ‫في حقيقتها تعبر عن طريقة حياة النبي ة وسيرته وعادته‪ ،‬وقد سنها لأمته‪.‬‬ ‫ووجههم ليقتدوا بها ويترسموا خطاها‪ ،‬ويتتبعوا وجهتها‪ ،‬وهي تمثل الجادة‬ ‫والوسطية في مراعاتها لمطالب الروح والجسد في حياة الإنسان‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحديث والخبر والأثر‪ :‬الحديث لغة الجديد وهو نقيض القديم‪ ،‬كما‬ ‫يراد به الخبر قليله أو كثيرها‪ ،‬ومن شواهد ذلك قول الرسول ة" يا عباس؛ يا‬ ‫عماه؛ ألا أعطيك؛ ألا أحبوك‪ ،‬ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر‬ ‫وحديثه"ا ‪.‬‬ ‫قديمه‬ ‫اله لأك ذنبك أوله وآخره‬ ‫() العوتبي‪ ،‬كتاب الإبانة‪ 3/6620 .‬والبيت من قول مجنون ليلى ولفظه(من الطويل)‪:‬‬ ‫فأصبح بي يَستَن حيث يُريذ‬ ‫دعاني القوى من تحوها فأجبته‬ ‫ثا ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن كثير(‪ ،)747/2731‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ط‪ ‘4‬مؤسسة‬ ‫الريان‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت ‪8141‬ه ‪8991‬مض ‪.3/57‬‬ ‫() الفيروز أبادي مجد الدين محمد بن يعقوب(‪)718/4141‬ءالقاموس المحيط‘ دار المعرفة‪.‬‬ ‫بيروت\ لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬باب التاء فصل الحاء‪ ، 1/461 ،‬وكذلك‪ :‬ابن منظور لسان العربث؛‬ ‫مادة حدث‘ ‪.331 2/1310‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في مستدركه‪ ،‬كتاب صلاة التطو ع ‪ ،)1/364(2911‬وابن خزيمة في‬ ‫صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب ذكر الأخبار المنصوصة والدالة على‪..‬ث ‪ ،)2/,322(6121‬وأبو‬ ‫داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاةء باب صلاة التسبيحش ‪)2/92(7921‬ء وابن ماجه في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫)‬ ‫عار السنة عند الإباضية س(‪:‬‬ ‫ح‬ ‫ويجمع حديث على أحاديث كقطيع وأقاطيع جمعا شاذاً على غير قياس‪ ،‬كما‬ ‫أن مصدر حث هو التحديث‘ أما الحديث فليس بمصدر وذهب الزمخشري إلى‬ ‫أن الأحاديث اسم جمع("اء وذهب بعضهم إلى أن الأحاديث ليس اسم جمع‪ ،‬بل‬ ‫هو جمع تكسير لحديث على غير قياس كأباطيل‪ ،‬واسم الجمع لم يأت على هذا‬ ‫الوزن‪ ،‬بل سميت هذه الكلمات وهذه العبارات أحاديث كما قال الله تعالى فأتوا‬ ‫بحديث ممثله إن كانوا صادقين( الطور ‪ )25/43‬وذلك لأن الكلمات تتركب من‬ ‫الحروف المتعاقبة المتوالية‪ .‬وكل واحد من تلك الحروف يحدث عقيب صاحبه؛‬ ‫أو لا يحث حال سماعها في القلوب من العلوم والمعاني(ث)‪.‬‬ ‫كما اختلف في واحد أحاديث فذهب الفراء إلى أن واحد الأحاديث أحدوثة ثم‬ ‫جعلوها جمعاً للأحاديث‪ ،‬وتعقبه ابن بري بقوله‪ " :‬ليس الأمر كما زغم الفراء‪.‬‬ ‫لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة‪ ،‬يقال ‪:‬قد صار فلان أحدوثة‪ ،‬فأما أحاديث النبي‬ ‫فا فلا يكون واحدها إلا حديثا‪ ،‬ولا يكون أحدوثة "()‪ .‬وفي حقيقة الأمر ورد في‬ ‫كلام العرب قولهم ‪":‬صار فلان أحدوثة وصار حديثا؛ إذا ضرب به المثل‬ ‫وأكذرت فيه الأحاديث "‪ 5‬ولفتة الفراء لا تخلو من حسن نظر خاصة وأن لها ما‬ ‫يمكن عده شاهدا وهو قول الشاعر‪:‬‬ ‫‪ 2‬۔۔ ‪4{.‬۔“ ث‬ ‫‏‪,( ٨‬غ‬ ‫‪ 5‬ه‬ ‫‏‪ ٨٦‬‏ء‪١‬۔‬ ‫‏‪ ٤‬هه ‪2‬‬ ‫م ‪.‬‬ ‫به يضرب الأمثال من يتمثل‬ ‫أحدوثة مثل قائل‬ ‫ولا تصبحوا‬ ‫الصلاة‪ ،‬باب ما جاء في صلاة التسبيح‪،)1/344(7831٬‬‏ والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب‬ ‫الصلاةض باب ما جاء في صلاة التسبيح‪.)3/15(5964 ،‬‬ ‫("ا الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر(‪٠)835/9801‬‏ الكشاف تح‪ :‬عبد الرزاق المهدي‪.‬‬ ‫دار إحياء التراث‪ ،‬بيروت‘ (د‪.‬ت)‪.2/914 ،‬‬ ‫ا القاسمي جمال الدين بن محمد(‪ ،)2331/4191‬قواعد التحديث‪ ،‬ط!س دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت‪9931 ،‬ه ‪1/16‬‬ ‫لسان العرب‘ مادة حدث‘ ‪.2/331‬‬ ‫ا ابن منظور‬ ‫“ام‪.‬س‪.2/431 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية ت_‬ ‫حح‬ ‫فقول الشاعر يشير إلى ترادف المش والأحدوثة "ث وهذا البيت يمكن جعله‬ ‫شاهدا لما تقدم ذكره من ترادف الحديث والخبر؛ وذلك لأن معنى الإخبار وارد‬ ‫في الأحدوثة‪ ،‬وممن أشار إلى هذا الترادف أبو البقاء في قوله في معنى الحديث‬ ‫"اسم من التحديث وهو الإخبار ا‪.‬‬ ‫وورود لفظ الحديث بمعنى الخبر متكرر في القرآن الكريم‪ ،‬من ذلك قوله‬ ‫تعالى هل أتاك حديث الجنود »(البروج ‪ )58/71‬وقوله عز وجل‪:‬ط الة تزل‬ ‫أضتن الحديث»(الزمر ‪ )93/32‬يقول الطبري معلقا على هذه الآية "أرادوا الحديث‬ ‫فدلهم على أحسن الحديث‪ ،‬وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص')‪.‬‬ ‫والأثر ‪:‬الخبر وجمعه آثار وسنن النبي فة آثاره (“ا‪ ،‬وفي حديث قصة أبي‬ ‫سفيان مع هرقل ‪':‬والله لولا الحياء أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين‬ ‫سألني‪ ،‬ولكني استحيت أن يأثروا الكذب عني فصدقته"ا‪ ،‬وذهب جماعة من‬ ‫"ا الأصفهاني أبو الفرج علي بن الحسين(‪ ،)653/769‬الأغاني‪ ،‬مطبعة التقدم‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫(د‪.‬ت)‪. 01/021 ،‬‬ ‫(‪2‬ا أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني(‪ ،)4901/3861‬كليات أبي البقاء تصحيح عدنان‬ ‫درويش ومحمد المصري‘ ط‪2‬ے دار الكتاب الإسلامي‘ القاهرة‪3141 .‬ه ‪2991‬م‪.2/202.‬‬ ‫ا الطبري محمد بن جرير(‪ 013/329)6‬تفسير الطبري» دار الفكر لبنان‪ ،‬بيروتث‬ ‫‪ 5‬ه ‪.21/051‬‬ ‫ا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب مادة أثرث ‪.4/6‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب دعاء النبي قة‬ ‫ومسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب كتاب النبي قة إلى‬ ‫‪3‬‬ ‫هرقل‪ )3/3931(3771.‬والنسائي في السنن الكبرى في كتاب التفسير‪ ،‬باب قوله تعالىقل يا‬ ‫أهل الكتاب‪ )46/903(46011‬والبيهقي في السنن الكبرى في جماع أبواب السير‪ ،‬باب‬ ‫إظهار دين النبي ه ‪)9/871(8381‬ء وأبو عوانة في مسنده‪ ،‬كتاب الطلاق باب ذكر الخبر‬ ‫الدال‪..‬ث ‪ )4/962(7276‬وأحمد في مسنده‪٬‬‏ مسند عبد الله بن عباس" ‪)1/262(0732‬‬ ‫والطبراني في المعجم الكبير‪ ،‬مما أسند أبو سفيان‪ )8/02(2727 ،‬وأبو يعلى في مسنده‬ ‫مسند أبي سفيان ‪ )5/7(7162‬وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني‪ ،‬في ومن ذكر بني أمية‬ ‫‏‪/) 7١‬ہ۔‬ ‫عوام السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫المفسرين في بيانهم لقوله تعالىإوتكتبْ ما قتَمُوا وآثارَهمْه»( يس ‪ )21 /63‬إلى‬ ‫أه يعني ما أثروا ‪:‬أي ما سنوا من سنة فعمل بها قوم بعدهم‪ ،‬إن كانت خيرآ فلهم‬ ‫مثل أجورهم‪ ،‬وإن كانت شرا فعليهم مثل أوزار هه(‪.'.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬الدلالة اللغوية والفقهية والأصولية‪:‬‬ ‫إن المتتبع للفظ السنة في ما دونه الإباضيةث وصنفوه‪ ،‬يلمس في ورودها‬ ‫تنوع الدلالة من لغوية أو فقهية أو أصولية أو حديثية علما أن تحديد مفهوم السنة‬ ‫وتعريفه جاء متأخرا شأن كل المصطلحات والمفاهيم في الغالب‪.‬‬ ‫وسنحاول تتبع ألفاظ السنة من خلال نصوص من عبارات علماء الإباضية؛‬ ‫علماء‬ ‫السنة عند‬ ‫دلالات‬ ‫تطور‬ ‫إطلاقهم للسَّة كي ندرك‬ ‫دلالات‬ ‫مستنطقين‬ ‫الإباضية منذ بدايات تعبيرهم بها وصولا إلى تحديد المفهوم فالتعريف‪.‬‬ ‫ففي قول أبي المؤثر مثلا (ثا‪ ":‬وقد جرت بذلك سنة المسلمين"(" نلمح معنى‬ ‫الطريقةث وهو ما نستشفه أيضا في عبارة أبي سعيد الكدمي(ا" يعجبني أن يقتفي‬ ‫بن عبد شمس‪.)1/663(884 ،..‬‬ ‫العمادي‬ ‫أبو السعود محمد بن محمد‬ ‫)‪ (1‬ر‪:‬ابن كثير ‪:‬تفسير القرآن العظيم ‪3‬‬ ‫(‪)159/5451‬ء تفسير أبي السعودك دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروتث (د‪.‬ت)"‪.7/,161 ،‬‬ ‫(‪2‬ا الخروصي أبو المؤثر الصلت بن خميس (‪:)872/298‬عالم وفقبه‪ ،‬ولد ببهلا في عمان‬ ‫كان من رؤؤس أهل الحل والعقد في اختيار الإمام الصلت أخذ العلم عن محمد بن محبوب‪،‬‬ ‫ونبهان بن عثمان وغيرهما‪ ،‬له كثير من الأجوبة والفتاوى تزخر بها كتب الفقه والتاريخ‬ ‫الله بن مداد‬ ‫ابن مداد عبد‬ ‫الإياضي من رسائله كتاب "الأحداث والصفات"‪.‬ر‪:‬‬ ‫النزوي(ق‪ ،)21/71‬سيرة ابن مداد‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة؛ سلطنة عمان‪،‬‬ ‫ص‪22‬ے السالمي نور الدين أبو محمد عبد الله بن حميد(‪)2331/4191‬ءتحفة الأعيان‬ ‫‪.4‬‬ ‫بسيرة أهل عمان‪ :‬تصحيح وتعليق‪ :‬اطفّش أبي إسحاق إيراهيم(‪ 5691)6 /5831‬ط‪ ‘2‬مطبعة‬ ‫اللشباب‪ ،‬القاهرة‪ 0521 :‬ه ‪1/242-342‬ے البطاشي سيف بن حمود بن‬ ‫حامد(‪ :)0241/9991‬إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء غمان‪ ،‬طا ‪3141‬ه_‬ ‫‪2991/‬مء مطابع النهضة\ سلطنة غمان‪. .1/102 ،‬‬ ‫عارم السنةعند الا صية‬ ‫ح‬ ‫السنة المدروكة في الشحب©ثا "ؤ و قوله أيضا‪ ":‬حمل على السنة المدروكة"ةا‬ ‫حيث أراد بالستة الطريقة المعهودة المتبعة في ذلك‪ ،‬وهذا الإطلاق أقرب إلى‬ ‫المدلول اللغوي‪.‬‬ ‫وقد نجد المزاوجة بين الدلالة اللغوية والاصطلاحية أحيانا أخرى كما في‬ ‫قول أبي المؤثر‪ ":‬فمن لم يتقيد بكتاب الله ولم يكن على سنة رسول الله يل ولا‬ ‫سنن المسلمين فليس هو من المسلمين بإمام‪ ،‬وليس الإمام في الدين من خطب‬ ‫وفق سنن‬ ‫ودعا ورغب وإنما الإمام في الدين من علم التأويل‪ ،‬وسنة الرسول ي‬ ‫المسلمين وآثار أهل الفضل في الدين" ا‪.‬‬ ‫() الكندي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪ ،)755/2611‬كتاب الاهتداء والمنتخب من‬ ‫سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأئمة وعلماء عمان‪ ،‬تح‪:‬سيدة إسماعيل كاشف‪٬‬ط‪..‬مطبعة‏‬ ‫دار إحياء الكتب العربيةث نشر وزارة التراث القومي والثقافة ‪:‬مسقطاسلطنة عمان‬ ‫‪60‬ه‪55891‬م‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد محمد بن سعيد الناعبي قبيلة والكدمي مسكنا وهي إحدى قرى بلدة‬ ‫الحمرا بعمان (حي في‪ ،) 272/688 :‬لقب بإمام المذهب‘ وعد واحدا من كبار علماء عمان‬ ‫المحققين في تاريخها‪ ،‬أخذ العلم عن محمد بن روح الكندي‪ ،‬ورمشقي بن راشد‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬ ‫تلقيت أقواله وكتبه بالقبول ممن جاء بعده‪ ،‬من كتبه‪ :‬المعتبر‪ ،‬والاستقامة وكتاب الجامع‬ ‫المفيد‪ ،‬والزيادات على كتاب الأشراف لابن المنذر النيسابوري الشافعي‪ ،‬ر‪ :‬السالمي؛ تحفة‬ ‫الأعيان‪ 1/4910 ،‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيانث ‪1/512-912‬غ‪ 0‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام‬ ‫عمان‪ ،‬ط‪ ‘1‬جامعة السلطان قابوس‪2141 ،‬ه‘؛‪1991‬م‪ ‘،‬ص‪.641‬‬ ‫ا الشحب(مصطلح عماني)‪ :‬هو عملية تنظيف مجرى الفلج‪.‬‬ ‫‏‪ )٨‬الكدمي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪ 6) 272/688 :‬الجامع المفيد من أحكام أبي‬ ‫سعيد‪ ،‬مطابع سجل العرب نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪٬‬‏ سلطنة عمان‘ ‪6041‬ه‬ ‫‪61‬مغ ‪.3/991‬‬ ‫() م‪.‬س‪.3/712٥‬‏‬ ‫©ا الخروصي أبو المؤثر الصلت بن خميس(‪ ،)872/298‬كتاب الأحداث والصفات ‪( 0‬مخ)‬ ‫ضمن مجموع السير العمانية محفوظ بمكتبة الإمام غالب بالدمام" السعوديةض (د‪.‬ر)‪ ،‬بيد‬ ‫‪.122‬‬ ‫الباحث صورة منه ص‬ ‫عار السنة عند الإباضية ___‬ ‫ح‬ ‫ومرادنا في هذا المقام مجرد التمثيل لظهور الدلالة اللغوية في إطلاق‬ ‫الإباضية؛ إذ قد سبق الحديث عن المعنى اللغوي وإذ أن مورده معاجم اللفة‬ ‫ودلالات الكتاب والسنة كما تقد‬ ‫أما الدلالات الأصولية للسنة فنجدها حاضرة في إطلاق الإباضية منذ بداية‬ ‫تدوينهم‪ ،‬من ذلك مدلول اعتماد السنة مفزعا للأحكام الفقهية‪ ،‬ومعتمد لها في‬ ‫مفردات الأعمال وفقا لما ورد في إحدى رسائل جابر بن زيد("ا‪":‬وأما ما ذكرت‬ ‫من رجل س المغرب والعشاء والصبح ولم يقرأ فيهن بشيء من القرآن‪ ،‬فإن‬ ‫أحب إلي أن يعيد صلاته فيقرأ منهاء فإنه قد ترك السنة فيها‪ ،‬إلا أن يكون رجلا‬ ‫أسيا لا يقرأ أو أغتم(‪2‬ا‪ ،‬فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها "ثا‪.‬‬ ‫وتوجد شواهد أخرى عند الإمام جابر في رسائله منها قوله‪ ":‬وأما الذي‬ ‫ذكرت من أن إماما يؤم الناس في الصلاة الواجبةء ولكنه ترك فيها الركوع وتبعه‬ ‫"ا الأزدي أبو الشعثاء جابر بن زيد(‪ :)39/217‬ولد بقرية فرق من ولاية نزوى بعمان‪ ،‬تنقل‬ ‫في رحلته العلمية بين البصرة والحجاز‪ 0 ،‬كان من أئمة التابعين ومفتي البصرة وإمام‬ ‫التفسير‪ ،‬شهد له الصحابة وأئمة التابعين برسو خ العلمى روى عن جمع كبير من الصحابة‬ ‫عبر عنهم بقوله ‪":‬أدركت سبعين بدريا فحويت ما عندهم إلا البحر الزاخر يعني عبد الله بن‬ ‫عباس" وعن ابن عباس‪':‬لو أأنهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما‬ ‫في كتاب الله‪ ،‬أهم آثاره‪ :‬ديوان كبير مفقود‪ ،‬كتاب الصلاة(مخ)‪ ،‬كتاب النكاح(مخ)" بجربة‬ ‫بالمكتبة البازونيةث جواباته ورسائله" ر‪ :‬الذهبي أبو عبدالله محمد بن أحمد(‪.)847/8431‬‬ ‫تذكرة الحفاظ‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحمن بن يحيى المعلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬ ‫‪1/27‬ض السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪.1/21 ،‬‬ ‫‪4‬ه‬ ‫ا الغمة‪ :‬غجمة في المنطق‪ 6‬ورجل ) أَغتَم لا يفصح شيئا‪.‬ر‪ :‬ابن منظور لسان العرب مادة‬ ‫غتم ‪.2‬‬ ‫) الأزدي أبو الشعثاء جابر بن زيد(‪ 39/217)6‬رسائل جابر بن زيد‪ ،‬ترتيب أحمد كرومء‬ ‫عمر بازين‪ ،‬مرقون‪ ،‬بيد الباحث صورة منه( النسخة المرقونة التي اعتمدنا عليها تحوي ‪81‬‬ ‫رسالة)» رقم ‪. 5‬ص‪. 41‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫في ذلك المأمومون فالأفضل لهم إعادة صلاتهم تلك لأنهم بذلك خالفوا السنة "ا‪.‬‬ ‫وفي كتاب جابر بن زيد أيضا (ا نجد شواهد أخرى متعددة‪ ،‬وهي تكشف‬ ‫جانبا من الدلالة الأصولية للسنة؛ إذ جاء جواب إمام المذهب مصرحا ومعبرا‬ ‫بدلالة لفظ السنة باعتباره معتمدا للحكم على أفراد المسائل‪ ،‬ومثل هذا كثير لمن‬ ‫يطالع مدونات المذهب ومصنفات‪.‬‬ ‫وقد تكون عبارات علماء الإباضية التي جاءت معبرة بمدلول مصدرية‬ ‫السنة في التشريع أبلغ في الدلالة الأصولية لها؛ فقد بين جابر بن زيد أن الحكم‬ ‫في من أوصى بجور في وصيته هو"أن يردها الولي أو إمام المسلمين إلى كتاب‬ ‫الله وسنة نبه "()‪.‬‬ ‫( ا م‪.‬س‪ ،‬رقم ‪ 66‬ص ‪.02‬‬ ‫(‪ 7‬ا الأزدي أبو الشعثاء جابر بن زيد(‪ 39/217)6‬كتاب جابر بن زيد روايات عمرو بن‬ ‫هرم‪ ،‬مرقون من أصل مخطوط بدار الكتب المصرية‪٬‬القاهرة‏ ترقم ‪28512‬ب‪ ،‬صر‪.6‬‬ ‫{ثا الزواري أبو زيدت عبد الرحمن بن سليمان(مجهول التاريخ)ءالوصايا والرقبة والسكنى‬ ‫والعمرى والشفعة(فتاوي لبعض أئمة الإباضية المتقدمين)‪( ،‬مخ) ضمن مجموع جمعه‬ ‫عبدالرحمن الزواريڵ المكتبة البارونيةى جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪( 1110‬صورة لدى الباحث)‪.‬‬ ‫ص‪.2‬‬ ‫__‬ ‫ا‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ويقرر خليفته أبو عبيدة(" نقض كل رأي أو قياس مخالف للمصدرين‬ ‫الأصيلين بقوله معلق على قياس مردود‪":‬هذا جدال وقياس بخلاف كتاب الله وسنة‬ ‫رسول الله ز فهو الذي يحره"(‪2‬ا‪ ،‬ويؤكد سالم بن ذكوانثا تقليده واتباعه لأتمته‬ ‫المتقدمين بموجب فضل زيادة علمهم بالكتاب والسنة في قوله‪":‬ورأينا اليوم لرأيهم‬ ‫تبع يومئذ‪ ،‬وتأويلنا القرآن اليوم لتأولهم يومئذ تبع؛ لسنا ممن يزعم أنه أفاد اليوم‬ ‫("ا التميمي أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة(‪ ))541/367‬إمام الإباضية بعد جابر‪ ،‬كان عالما‬ ‫متبحرا‪ ،‬وفقهيا محدثا‪ ،‬كما كان زعيما محنكا‪ ،‬وداعية مربياء فبفضل دوره الرائد وحسن‬ ‫تدبيره وحكمته نجحت الدعوة‪ :‬الإباضية في إقامة دول لها في المشرق والمغرب روى عن‬ ‫عدد من الصحابة و التابعين‪ ،‬أخذ عنه حملة العلم إلى المشرق والمغرب‘ ترك جملة آثار‬ ‫وأراء تزخر بها كتب الإباضية له كتاب المسائل وكتاب في الزكاة ومجموعة رسائل ‪ ،‬قال‬ ‫عنه يحيى بن معين‪':‬ليس به بأس"‪ ،‬وذكره البخاري في تاريخه‪ ،‬ولم يذكر له جرحا أو‬ ‫تعديلا‪ .‬ر‪ :‬الشيباني احمد بن حنبل (‪)142/658‬ء العلل ومعرفة الرجال؛ تح‪:‬وصي الله بن‬ ‫محمد عباس‪:‬طاؤ المكتب الإسلامي‪ ،‬الرياض السعودية‪8041 .‬ه‪8891‬م‘ ‪3/11‬‬ ‫ترجمة‪2293‬؟ البخاري أبو عبد الله محمد بن اسماعيل(‪652/07‬گ‪)8‬ء التاريخ الكبير تع‪:‬‬ ‫العباس أحمد بن‬ ‫السيد هاشم الندوي‪ ،‬دار الفكر (د‪.‬ت)‪ :7/172 ،‬الدرجيني أ‬ ‫سعيد(‪ 0 )076/2721‬طبقات المشايخ بالمغرب‪ :‬تح‪ :‬إبراهيم طلاي‪ ،‬مطبعة البعث‪ :‬قسنطينة‬ ‫الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪)1/91-0212/832-642٬‬‏ ابن مداد‘ سيرة ابن مداد ث ص‪.8109-91‬‬ ‫ليفتسكي تادوز‪ ،‬جماعة المسلمين بالبصرة (محاضرة) مترجمة عن البولونية مرقونة لدى‬ ‫الباحث صورة منهاثء ‪4891‬م‪ ،‬ص‪.4-5‬‬ ‫)‪ (2‬التميمي أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة(‪ :)541/367‬مسائل أبي عبيدة‪,( ،‬مخ) ضمن‬ ‫مجمو عض مكتبة الحاج محمد بن سعيد‪ ،‬غرداية‘ الجزائر‪ ،‬د‪.‬رث ص كو‪.‬‬ ‫)‪ (3‬الهلالي سالم بن ذكوان (حي في‪ :)101/027 :‬من بلدة توام (البريمي الآن) من عمانك‬ ‫أحد علماء الإباضية المبرزين‪ ،‬أخذ عن جابر بن زيد وصاحب أبا عبيدة وأخذ عنه‪ ،‬كان‬ ‫ضمن وفد الإباضية الذي وفد على الخليفة عمر بن عبد العزيزث وطلب منه أمورا منها قطع‬ ‫عادة سب علي على المنابر ث له سيرة تكشف عن تبحره وتضلعه وعمق فقهه؛ ر‪ :‬الشماخي‬ ‫أبو العباس أحمد بن سعيد بن عبد الواحد(‪ ،)829/2251‬كتاب السيرك تح‪ :‬أحمد بن سعود‬ ‫السيابي‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪7041.‬ه‪7891/‬م‪.1/901٠‬‏‬ ‫دليل أعلام عمان ‪.57‬‬ ‫مجموعة باحثين‬ ‫__‬ ‫تا‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح=‬ ‫علما في القرآن والسنة حتى غلبهم"(;‪ ،‬وتأتي قريبا من هذا المعنى الذي ذكره‬ ‫ابن ذكوان عبارة أبي مودود(‪2‬ا ‪-‬مع الترتيب في دلالة الحجية في قوله‪':‬وكل‬ ‫قائل على الله بخلاف الحق الذي أنزله في كتابه‪ ،‬أو في سنة نبيهق‪ ،‬أو في سنة‬ ‫أوليائه‪ ،‬وما دانوا به ضال كافر حتى يتوب"ثا‪ ،‬وحيثما تتأكد عندهم دلالة الحجية‬ ‫يلزم التفقه في الكتاب والسنة(“ا‪.‬‬ ‫والذي نلمسه من دلالة السنة في إطلاق جابر وأبي عبيدة وابن ذكوان أنهم‬ ‫عنوا بها سنة الرسول قق‪ ،‬بينما نجد أن محمةأ ابن محبوبا استخدم مصطلح‬ ‫السنةش وعنون به كتابه وتوسع في مدلول السنة كثيرا("ا‪.‬‬ ‫"ا الهلالي سالم بن ذكوان(‪ ،)101/027‬سيرة سالم بن ذكوان مطبوعة ضمن كتاب‪ :‬محمد‬ ‫صالح ناصر منهج الدعوة عند الإباضية‪ ،‬ط‪2‬ؤ المطبعة العربيةث غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نشر‬ ‫جمعية التراث بالقرارة في الجزائرثء‪9141‬ه‪9991:‬مث ص ‪. 663‬‬ ‫لا الطائي أبو مودود حاجب بن مودود(‪ :)051/867‬عالم جليل‪ ،‬وفقيه داعية‪ ،‬ولد بالبصرة‪.‬‬ ‫أخذ العلم عن أبي عبيدة مسلم‪ ،‬وكان ساعده الأيمن في نشاطه‘ تولى مهمة الإشراف على‬ ‫متابعة سير الدعوة الإباضية خارج البصرة‘ وإدارة الشؤون المالية والعسكرية لهاث كان‬ ‫خطيبا ومناظرا‪.‬ر‪ :‬ابن سلام لواب بن سلام(‪ :)372/788‬بدء الإسلام وشرائع الدين‪ :‬تح‪:‬‬ ‫بيروت‪ 68910 :‬ص‪.511‬‬ ‫الشيخ سالم بن يعقوب وفيريز شفارتس؛ مطابع دار صادر‬ ‫الدلرجينيث طبقات‘ ‪ ،252 2/2420‬ابن مدادث سيرةش‪.91-02‬‬ ‫{‪7‬ا السيجاني هاشم بن غيلان(ق‪ ،)2/8‬مسائل عن هاشم بن غيلان‪( ،‬مخ مج)‪ ،‬مكتبة الاستقامة‬ ‫ببني يسجن بالجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)ث ص‪.6‬‬ ‫() ابن فتى جناو‪ ،‬بن خلف عبد القهار (ق‪ ،)3/9‬أجوبة علماء فزان‪ ،‬المجموعة الأولىغ‬ ‫تح‪:‬عمرو خلفية النامي‪ ،‬إيراهيم محَس طلاي‪1141 ،‬ه‪1991٬‬م‪،‬‏ ص ‪.15‬‬ ‫ا القرشي الرحيلي أبو عبد الله محمد بن محبوب بن الرحيلس(‪ 062/478)6‬إمام من أئمة‬ ‫الإباضيةش وقطب من أقطابهم‪ ،‬تزخر كتب المذهب برواياته وآثاره وأقواله صارت له‬ ‫الريادة العلمية في عصره' كان ممن عقد على الإمام الصلت ‪ ،‬تولى القضاء فكان مبرزا فيه‪.‬‬ ‫من آثاره ‪:‬مختصر من السنة‪ ،‬ومجموعة من السير ر ‪:‬الازكوي سرحان بن سعيد (ق‬ ‫‪ (21/81‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة ‪( .‬مخ) ‏‪ ٠‬مكتبة السيد محمد بن أحمد بن سعود‬ ‫البوسعيدي برقم ‪175‬ث ص‪362‬ح السالمي‪ ،‬تحفة الأعيانث ‪.051 1/8410‬‬ ‫_‬ ‫آ‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ونلاحظ أن هذه الدلالة الأصولية للفظ السنة جاءت في كلام أقرب إلى‬ ‫التعبير بحجية السنة‪ ،‬وبيان‪ .‬الأصول المعتمدة في التشريع‪ ،‬مما يعني مزيدا من‬ ‫التطور في عبارات الإباضية ودلالاتها‪ ،‬ويكفينا في هذا‪ :‬المقام التذكير ببعض‬ ‫الشواهد‪ ،‬من ذلك قول بشير بن محمد( في مسألة أنها لم تقم" مقام المفروض من‬ ‫كتاب الله ولا سنة ولا لإجماع"ا‪ ،‬وقوله أن‪ ":‬لا حجة اضعف ولا أوهى من‬ ‫دعوى لا برهان لها ولا أدلة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيهية"“ا ولعل بعض‬ ‫أقواله تبدو الأكثر تحديدا والأقعد دلالة كقوله ‪":‬فبكتاب الله وسنة رسوله ة‬ ‫وإجماع المسلمين تثبت الأسماء وتحث الأحكاء"ةا‪.‬‬ ‫("ا نجد أن محمدا بن محبوب الرحيلي يتوسع في معاني السنة ومدلولاتها فيطلق حتى على ما‬ ‫ثبت من الكتاب أو بالاجتهاد أو الرأي ويسميه السنة فلعل مقصده في تلك المواضع المعنى‬ ‫اللغوي‪ .‬ر‪ :‬الرحيلي القرشي أبو عبد الله محمد بن محبوب بن الرحيل‘(‪.)062/478‬‬ ‫المختصر من أبواب السنةش (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‘ غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ر)‬ ‫صورة لدى الباحث‘ (د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫وقد أشار أيضا مصطفى باجو إلى توسع ابن محبوب في استعماله للفظ السنة‪ :‬ر‪:‬‬ ‫باجو مصطفى(معاضر)إ تطور علم الأصول في المصادر العمانية‪ ،‬الملتقى العلمي الأول‬ ‫حول تراث سلطنة عمان الشقيقة قديما وحديثا‪ ،‬جامعة آل البيت المملكة الأردنية الهاشمية‪.‬‬ ‫‪3‬ه ‪2002‬م ص‪.321‬‬ ‫‪ 2‬الرحيلي أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب بن الرحيل (حي في‪ )372/788 :‬أحد‬ ‫أقطاب علماء عمان في عصره وظلت أقواله واجتهاداته موردا لمن كان بعده‪ ،‬تزخر بها‬ ‫بطون كتب المذهب‘ ترك آثارا منها كتاب المحازبة (مخ)ء؛ وكتاب الرصف(مخ)‪ ،‬وكتاب‬ ‫أسماء الدار وأحكامها(مخ)‪ ،‬ومن مصنفاته المفقوده كتاب الخزانة‪.‬ر‪ :‬الأزكوي سرحان بن‬ ‫سعيد‪ ،‬كشف الغمة(مخ)ى ص‪362‬ؤ السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ 1/4910 ،‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل‬ ‫أعلام عمان‪ ،‬ص‪.33-43‬‬ ‫{ا الرحيلي أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب(حي في‪ 372/788)6:‬سيرة بشير في‬ ‫الحدث الواقع بعمانس(مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪ .‬ص ‪.31‬‬ ‫”ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 11‬‬ ‫ا الرحيلي أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب(حي في‪ ،)372/788:‬كتاب المستأنف‪(٠‬مخ)‏‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وتظهر الدلالة الأصولية للسنة بشكل أوضح وبصورة أجلى بعد ذلك عند‬ ‫ابن بركة(" والعوتبي(ا بما يكشف تطورا مع استمرار الزمن‪ ،‬يقول ابن بركة‬ ‫"والتقليد لا يجوز عند دخول الدليل الصحيح من الكتاب والسنة والإجماع أو‬ ‫حجة العقل"(ثا‪ ،‬ويؤكد العوتبي هذا بقوله‪" :‬الحق يعرف من أربعة أوجه من‬ ‫الكتاب والسنة والإجماع وحجة العقل"“ا‪.‬‬ ‫ورغم ظهور الدلالة الأصولية لمصطلح السنة عند الإباضية منذ فترة مبكرة‬ ‫فإن بروز تعريف يكشف هذه الدلالة ويظهرها جاء متأخرا‪ ،‬وأول تعريف عثرنا‬ ‫ضمن مجموع السيرث ص‪.252-352‬‬ ‫(‪ (1‬السليمي ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة (ق‪:)4/01‬علامة مجتهد‪ .‬وأصولي‬ ‫محقق‪ ،‬ومصنف مدقق‪ ،‬بلغ مكانة علمية عالية وظلت مؤلفاته مورد العلماء والمصنفين بعده‪.‬‬ ‫أخذ العلم عن أبي مالك الصلاني‪ ،‬وسعيد بن عبد الله‪ ،‬ترك آثارا ضاع كثير منها‪ ،‬مما بقي‬ ‫من كتبه‪ :‬جامع ابن بركة‪ ،‬ومنثورة أبي محمدێ والتقييد والتعارف والمبتدأء وسيرة ابن‬ ‫بركة‪ .‬تتلمذ عليه الكثير في مدرسته التي أنشأها ببهلا وأوقف عليها الأموال‪ .‬ر‪ :‬العوتبي أبو‬ ‫المنذر سلمة بن مسلم الصحاري‘ (ق‪5‬ه‪1 1/‬م)الأنساب‘ مطابع جريدة عمان للصحافة‬ ‫والنشر‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪ ،‬مسقط‘ ‪4041‬ه_‪4891/‬م‪.‬‬ ‫‪ ُ2-912‬السالمي© تحفة الاعيان‪.1/613 ،‬‬ ‫{‪2‬ا العوتبي أبو المنذر سلمة بن مسلم الأزدي الصحاري (ق‪٧)5-6/11‬‏ ينسب إلى عوتب‬ ‫بصحار في عمان‪ ،‬وبها ولد وعاشغ كان علامة مجتهدا‪ ،‬ولغويا مبرزا ومؤرخا نسابة‪ .‬ترك‬ ‫آثارا عديمة النظير أهمها‪ :‬موسوعته الفقهية "الضياء" في أربعة وعشرين جزءا‘ ومعجم‬ ‫الإبانة وكتاب الأنساب‪ ،‬وأنس الغرائب في النوادر والأخبار والفكاهات والأسمار‪ ،‬والحكم‬ ‫والأمثال‘ ومعجم الخطابة‪.‬ر‪ :‬العوتبي‪ ،‬مقدمة كتاب الأنساب‘ البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‬ ‫‪.1/32-572‬‬ ‫{"ا السليمي ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد البهلوي (ق‪)4/01‬؛ كتاب الجامعء‬ ‫تح‪:‬عيسى يحيى الباروني‪ ،‬المطبعة الشرقية ومكتبتهاء سلطنة عمان‪ ،‬مطر حض نشر وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة بسلطنة عمانء(د‪.‬ت)‪,/1٠‬‏ ‪.345‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ العوتبي سلمة بن مسلم الصحاري(ق‪ ،)5-6/,11‬الضياء‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة عمان ومكتبتها‬ ‫المحدوة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪1141 ،‬ه‘‪1991‬مض ‪. 3/9‬‬ ‫حج‬ ‫علم السنة عند الإباضية ح‪)::١‬‏‬ ‫ححح=‬ ‫عليه كان لأبي العباس الشماخي”"ا وقد بين أن الستة في اصطلاح أهل‬ ‫الأصول"ما صدر عن النبي فة من قول أو فعل أو تقرير"ثاء ويزيد عمرو‬ ‫التلاتيا ذلك إيضاحا فيقول‪ ":‬السنة أقوال مُحمّد ق وأفعاله وهسه وعزمه‬ ‫وتقريره"ا‪ ،‬ويذكر نور الدين السالميةا أن السنة في اصطلاح المحدثين‬ ‫والأصوليين "ما صدر عن النبي ه غير القرآن من قول أو فعل أو تقرير'(‪.‬ا‪.‬‬ ‫"ا الشماخي أبو العباس بدر الدين أحمد بن سعيد (‪ ،)829/2251‬ولد بجبل نفوسة بليبيا‪.‬‬ ‫علامة أصولي وفقيه مؤرخ‪ ،‬أخذ العلم عن صالح بن نوح التندميرتي‪ ،‬وغيره‪ ،‬عني بالتأليف‬ ‫فأجاد‪ ،‬كتبه كثيرة أهمها‪ :‬شرح العدل والإنصاف وسير المشايخ‪ ،‬وإعراب القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ر‪:‬الشمتاخي‪ :‬مقدمة السير‪ ،‬السالمي نور الدين أبو محمد عبد الله بن حميد(‪.)2331/4191‬‬ ‫اللمعة المرضية من أشعة الإباضيةش مطابع سجل العرب القاهرة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪3891 ،‬مث ص‪ ‘82‬معمر علي يحيى (‪)0041/0891‬ء الإباضية في‬ ‫موكب التاريخ‪ ،‬الحلقة الثالثة‪ :‬الإباضية في ليبياء ط‪ ‘2‬مكتبة وهبه‪ ،‬القاهرة‪4141 .‬ه‪/‬‬ ‫‪.031 {3/521 ‘.3‬‬ ‫ا ثا الشماخي أبو العباس أحمد بن سعيد بن عبد الواحد(‪ ،)829/2251‬شرح مقدمة التوحيد ه‬ ‫تصحيح وتعليق أبي إسحاق إبراهيم اطفيش‘ مسقط سلطنة عمان‪9041 ،‬ه‘ ص‪. 29‬‬ ‫{ثا التلاتي أبو حفص عمرو بن رمضان الجربي(‪ ،)7811/7471‬ولد في جربة بتونس‪ ،‬أخذ‬ ‫العلم عن سليمان الحيلاتي‪ ،‬رحل إلى القاهرة‪ ،‬فتعلم وعلم في الطولونية والأزهر‪ ،‬جمع علم‬ ‫المعقول والمنقول‪ ،‬أف كتبا كثيرة منها‪ :‬شرح نونيَة أبي نصر‪ ،‬رفع التراخي شرح‬ ‫مختصر الشماخي في الأصول وغيرها‪ .‬ر‪ :‬ابن تعاريت سعيد بن الحاج علي(‪)9821/2781‬‬ ‫رسالة في تراجم علماء جربةش (مخ) مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪ ،‬جربة‪ ،‬تونسس (د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫ص‪ 111-3110‬أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي(‪ ،3931/3791)6‬ملحق سير الشماخي‬ ‫(مخ)‪ ،‬مكتبة أبي اليقظان‪ ،‬القرارة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)ث ‪.1/65‬‬ ‫{ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي(‪ ،)7811/7471‬العقد النضيد على نكتة التوحيدس(مخ)ء‬ ‫مكتبة القطب‪ ،‬بني يسجن‘غرداية‪ ،‬الجزائرث صورة لدى الباحث‪ ،‬رقم و‪( 040/‬د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫{ا السالمي نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم (‪ ،)2331/4191‬ولد ببلدة الحوقين بالرستاق‬ ‫في عمان‪:‬علامة مجتهد‪ ،‬و أصولي محقق ولغوي ومؤرخ ‪ ،‬كان آية في الذكاء والحفظ‬ ‫ورجاحة العقل؛ صار قطب عمان في عصره وسمي بزعيم النهضة العمانيةث عني بالإصلاح‬ ‫الاجتماعي والتأليف والتعليم" قام ببعث الإمامة في عمان في عصر‘ ألف كثيرا في كل‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫وهو ما ارتضاه أبو أحمد الكندي ا بزيادة قيد'في الأمور الطبيعية"(‪.‬‬ ‫وفي تقديري أن التعريف الذي ارتضاه سعيد القفوبي“ا يعتبر التعريف‬ ‫الأوفى والأدق وهواما ثبت عن النبي ه من قول أو فعل أو تقرير‪ ،‬واستفيد منه‬ ‫حكم شرعيَ‪ ،‬وقال‪":‬وتدخل فيه الصفة أيضا إذا استفيد منها حكم شرعي على‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الأصص۔"ح(‪5‬ا)‬ ‫وأما الدلالة الفقهية للسنة أو ما يسمى النظرة الفقهية للسنة عند الفقهاء‬ ‫فهي موجودة في إطلاق الإباضية ومعبر عنها في كلامهم؛ إذ أن جابرا بن زيد‬ ‫ن أن الختان من المسلمين سنة واجبة لا يجوز تركهاثا‪ ،‬وعندما سئل الربيع بن‬ ‫العلوم ومن كتبه‪ :‬معارج الأمال في الفقه‪ ،‬شرح طلعة الشمس في أصول الفقه؛ شرح الجامع‬ ‫الصحيح في الحديث مشارق الأنوار في التوحيد‪.‬ر‪ :‬السالمي عبد الله بن حميد (‪2331‬‬ ‫‪)4191/‬ء مشارق أنوار العقول‪ :‬تعليق أحمد بن حمد الخليلي‪ ،‬تح‪ :‬عبد المنعم العاني‪ ،‬ط‪©1‬‬ ‫دار الحكمة دمشق‪ ،‬سوريا‪6141 ،‬ه ‪3991‬مإ المقدمة ص‪7-8‬ء السالمي عبد الله بن‬ ‫حميد (‪ ،)2331/4191‬معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال‪ ،‬تح‪ :‬محمد‬ ‫محمود إسماعيل ‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة غمان‪3041 ،‬ه _ ‪.03891‬‬ ‫(المقدمة) ‪1/3-9‬ا الجعبيري فرحات بن عليس البعد الحضاري للعقيدة الإباضية مطبعة‬ ‫الألوان الحديثة‪8041.‬ه_‘‪7891‬م‪ ،‬ص‪.002‬‬ ‫(السالمي أبو محمد عبد الله بن حميد(‪ ،)2331/4191‬شرح طلعة الشمس‪:‬ط‪٬2‬‏ المطبعة‬ ‫سلطنة عمان‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ‪.‬‬ ‫الشرقية ى مطرح‬ ‫‪ 5‬ه‪ 5891‬م‪.02/2٬‬‏‬ ‫على قيد الحياةى وهو عم الباحث‪.‬‬ ‫ا عالم فقيه‪ .‬وأصولي ولغوي‪ ،‬وأديب شاعر‬ ‫ثا الكندي إيراهيم بن أحمد بن سليمان(معاصر)‪ 6‬أصول الفقه والأدلة النصية ط‪ ،1‬مكتبة‬ ‫الضامري للنشر والتوزيع‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان‪9141 ،‬هے ‪8991‬مث ص‪.611‬‬ ‫ا عالم أصولي‪ ،‬وفقيه محدث‪ ،‬يعد الشخصية العلمية الثانية في الساحة العلمية الإباضية‬ ‫الآن على قيد الحياة‪.‬‬ ‫ا القنوبي سعيد بن مبروك (معاصر)‪ ،‬مقدمات في علوم الحديثؤ (مخ)‪ ،‬بيد الباحث صورة‬ ‫منك‘؛ ص ‪.1‬‬ ‫‪ 0‬الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬رسائل جابر‪ :‬بن زيدغ ص ‪.7‬‬ ‫‪:::‬‬ ‫عار السنة عند الاناضية ح‬ ‫حححح=‬ ‫حبيب("ا عن المضمضة والاستنشاق أهما فريضتان؟‪ ،‬قال"هما من السنة'(ثا‪ ،‬ونجد‬ ‫أشباه هذه العبارات كثيرا في كتبهم‪ ،‬ولعل أول محاولة تحديد بصورة أكثر دقة‬ ‫وجلاء لهذه الدلالة نجدها عند بشير بن محمد بن محبوب وعمروس بن فتحا في‬ ‫يقسم السنة إلى قسمين ‪:‬‬ ‫فعمروس‬ ‫تقسيمهما للسنةء‬ ‫=‪ -‬سنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة‪.‬‬ ‫"م الفراهيدي الربيع بن حبيب بن عمرو الأزدي (‪ ،)071/787‬ولد بغضفان في عمان‪ ،‬رحل‬ ‫لى البصرة‪ ،‬أخذ العلم عن الإمام جابر وأبي عبيدة وغيرهما من أئمة التابعين" كان حجة‬ ‫حافظا محدثا وفقيهاء صار الإمام الثالث للإباضية بعد أبي عبيدة‪ ،‬ترك عددا من الآثار‪ ،‬منها‬ ‫مسنده‪ ،‬وآثار الربيع‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وثقه بعض أئمة الحديث كيحيى بن معين وابن حبان‪ ،‬وابن‬ ‫شاهين‪ ،‬ر‪ :‬الدرجيني‪ ،‬طبقات المشايخ ‪2/272‬ح ابن معين يحيى(‪ 032/548)6‬التاريخ برواية‬ ‫الدورري‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد نور سيف نشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي‬ ‫بجامعة الملك عبد العزيزث ط‪1‬ء‪٬‬‏ ‪9931‬ه ‪9791‬م‪ 4/942 ،‬ترجمة ‪ 60240‬ابن الجنيد أبو‬ ‫إسحاق ليراهيم بن عبد الله الختلي (‪ ،)062/478‬سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين تح‪:‬‬ ‫أحمد محمد نور سيف© ط‪1‬س‪ ،‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة‪8041 ،‬ه ع ‪8891‬م‘ ص‪223‬‬ ‫ترجمة ‪ 8910‬البغدادي ابن شاهين عمر بن أحمد(‪ ،)583/699‬تاريخ أسماء الثقات‘ الدار‬ ‫‪4891‬م‪ ،‬صر‪ ،72‬الذهبي أبو عبد الله محمدبن‬ ‫اللسلفية‪ ،‬الكويت‘ ‪4041‬ه‬ ‫احمد(‪ ،)847/8431‬ميزان الاعتدال‪ ،‬ط‪٬1‬‏ دار الكتب العلمية‘ بيروت‪ ،‬لبنان‬ ‫‪591‬مء‪.3/26‬‬ ‫{‪ 2‬الفراهيدي أبو عمرو الربيع بن حبيب (‪)071/787‬ء مسائل سئل عنها الربيع بن حبيبث‬ ‫(مخ)ء مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‘ غردايةا الجزائر‪ ،‬رقم ب‪‘74‬‬ ‫‪1‬ص‪.87‬‬ ‫(ا المساكني أبو حفص عمروس بن فتح (‪ 382/798)0‬عالم مجاهد من جبل نفوسة في ليبيا‬ ‫بلغ بجده أن صار أعلم أهل زمانه‪ ،‬تولى القضاءء فكان عادلا جريئا في الحق‪ ،‬كان له فضل‬ ‫نسخ مدونة أبي غانم الخراساني وروايتها‪ ،‬مما بقي من كتبه‪:‬الدينونة الصافية‪ ،‬والرد على‬ ‫الناكثةث ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات‪2/023-523 ،‬ء الشماخي‪ :‬السيرث ‪.691 1/2910‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح‬ ‫‪ -‬سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويقول بشير ‪":‬والقول في السنة عن رسول الله ية أنها ضربان فرض‬ ‫وفضيلة‪ ،‬فالفرض لازم فعله ويخرج من الإيمان تاركه وأما الفضل فغير مؤثم‬ ‫تركه ولا لازم فعله"(ا‪ ،‬ويكمل بشير بيان تقسيمه ببيان أحكام أخرى لكل من‬ ‫التسمين ‪:‬‬ ‫فما كان فرضا فعله فالأمر بفعله والنهي عن تركه فرض وغير واسع جهله بعد‬ ‫قيام الحجة‪ ،‬وما كان فضلا ففضل فعله والأمر به والنهي عن تركها‪.‬‬ ‫وجرى على تقسيميهما أبو الحواري(“ا بعدهما مع الإشارة إلى مغاير‬ ‫الفضيلة؛ إذ جعل السنة‪ :‬فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة؛ وسنة ليست‬ ‫بفريضة والأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئةا‪ ،‬وتظهر عبارته‪ -‬والله‬ ‫أعلم_ حكم تارك الفضيلة إلى غيرها أي عكسها ولعله يريد ما اصطلح عليه‬ ‫["ا المساكني أبو حفص عمروس بن فتح النفوسي(‪ 382/798)6‬أصول الدينونة الصافية‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫أحمد كروم‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة عمان ومكتبتها المحدودة‪ ،‬مسقط‘ سلطنة عمان‪ ،‬نشر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة بسلطنة عمان ‪0241‬ه_‪9991.‬مث ص ‪.621/721‬‬ ‫)‪ (2‬الرحيلي بشير بن محمد‘ كتاب المستانف (مخ)ى ص ‪.352‬‬ ‫‪.32‬‬ ‫ص‬ ‫سؤ‬ ‫م‬ ‫(‪)3‬‬ ‫القري أبو الحواري محمد بن الحواري بن عثمان (‪ 272/688)6‬ولد بنزوى في عمان‬ ‫وبها نشأ‪ ،‬علامة فقيهس وصف بأكثر أهل زمانه فقها وعلماء خاصة في الحلال والحرام‪ ،‬أخذ‬ ‫العلم عن محمد بن محبوب وأبي المؤثر وغيرهما‪ ،‬من آثاره‪ :‬جامع أبي الحواري (مطبوع‬ ‫في خمسة أجزاء)‪ ،‬تفسير أبي الحواري‪ ،‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ 1/4910 ،‬البطاشيء‬ ‫إتحاف الأعيان ‪.1/902-012‬‬ ‫(ثا القري أبو الحواري محمد بن الحواري (‪ ") 272/688‬الرواية وكنز الغناية في منتهى‬ ‫الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية‪( .‬مخ) مصورة دار اليقظة العربية للتأليف‬ ‫والترجمة والنشرغ لبنان نشر وزارة التراث القومي والثقافةى سلطنة عمان‪4931 ،‬ه _‬ ‫‪4‬ممء ص‪.631:531‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫صمم "ا‪ ":‬سنته ه‬ ‫فيما بعد بالسنة المكروهة‪ ،‬كما تضيف عبا ررةة أبىابي عبد الله الأص‬ ‫منها ما هو فريضة ومنها ما هو سنة وتأديب"(خا أي ‪:‬ما يسمى بسنن الأدبغ‬ ‫والثانية على ما يبدو أقرب إلى الدلالة الحديثية‬ ‫إن من ذكرنا سلفا في إطلاقهم بالواجب أو الفرض لا يريدون به إلا السنة‬ ‫الواجبة أو المفروضة\ وأما الفضيلة فهي المندوبة‪ ،‬ولعل ابن جميعا أكثر‬ ‫إيضاحا وجلاء لهذه المصطلحات في تقسيمه"السنة على وجهين‪ :‬ما فعله النبي ‪%‬ة;‬ ‫ولم يأمر به فهو نافلة والعمل بها فضيلة وتركها لا عقاب عليه‪ ،‬والسنة التي فعلها‬ ‫وأمر بهاء العمل بها فريضة وتركها يعاقب عليه"(ا‪ ،‬لكنه رغم قربه من الألفاظ‬ ‫الاصطلاحية لم يصرح بها‪.‬‬ ‫") الأصم أبو عبد الله عثمان بن أبي عبد الله العزري ‏(‪ ٬)1137/631‬علامة فقيه‪ ،‬تضلع في‬ ‫علم الكلام والفقه‪ ،‬تولى القضاء فكان مثالا للورع والعفةث كان من المؤلفين الكبار من أهم‬ ‫كتبه‪:‬كتاب التاج في خمسين جزءا مفقود إلا الأول والسادس والعشرين‪ ،‬والنور في علم‬ ‫التوحيد والبصيرةض ر‪:‬البطاشيء إتحاف الأعيانث ‪.563 1/0530‬‬ ‫ا الأصم أبو عبد الله عثمان بأنبي عبد الله (‪ ،)136/7311‬البصيرة‪ ،‬مطابع دار جريدة‬ ‫عمان للصحافة والنشر روي‪ ،‬سلطنة عمان‪4891 ،‬م‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫سلطنة عمان ‘‪4041‬ھه ‪4891‬م‪.2/71 ،‬‬ ‫_) ابن جميع أبو حفص عمرو بن جميع (ق‪ :)7/21‬أخذ العلم عن أبي العباس الدرجيني‪.‬‬ ‫إمام متكلم مشهور‘ وعالم منظور ‪ 4‬كان من كبار المدرسين بجامع تيفروجين بجزيرة جربة‬ ‫ترجم عقيدة التوحيد المشهورة ‪ 4‬من البربرية إلى العربية‪ .‬ر‪:.‬الشمَّاخي‪ ،‬السير‪2/0020 .‬‬ ‫معمر علي يحيى‪ :‬الإباضية في موكب‘ ‪.3/741-941‬‬ ‫ا ابن جميع أبو حفص عمرو(ق‪ ،)7/21‬عقيدة العزابة‪ ،‬تح‪:‬عمر بن أحمد بازين‪ ،‬ط‪١2‬‏‬ ‫المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائرث ‪1241‬ه‘ ‪0002‬مش ص‪.64:54‬‬ ‫= علم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ونجد أبا ستة محمد بن عمر(" في حاشيته على مختصر العدل عند حديثه‬ ‫عن المندوب باعتباره قسما من أقسام الحكم كما أورده الشماخي في الأصل؛ يذكر‬ ‫أن المناسب للمصنف ‪-‬أي الشماخي‪ -‬حينما اقتصر على المندوب وأراد به ما‬ ‫ليس بواجب مما يثاب على فعله‪ ،‬أن يقول‪ " :‬والمندوب والمستحب والتطوع‬ ‫والسنة مترادفة‪ ،‬ولعله يعني إنما لم يتعرض لذلك لأن كلام أصحابنا في كتب‬ ‫الفقه يشعر بعدم الترادف"“ا‪ ،‬ويبين أبو ستة في كتاب آخر الجمع بين ما قيل من‬ ‫ا‪.‬‬ ‫أنم الاستطابة واجبة وسنة فيرى أنها سنة واجبة‬ ‫وأول تعريف فقهي للسنة نجده عند الشماخي؛ فقد قال‪ ":‬أما في اصطلاح‬ ‫الفقهاء فهي المندوب أو العبادات النافلة وما ليس بواجب؛ أو ما يقابل البدعة"“اء‬ ‫ثم نجد عند عمرو التلاتي بيان السنة المؤكدة في تعريفه لها بأنها "المطلوبة طلبا‬ ‫"ا السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪ )8801/8761‬ولد بجربة في تونس أخذ‬ ‫العلم عن والدهك وعمه أحمد بن محمد نزل مصر متعلما ثم معلما بالمدرسة الإباضية‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬ثمً مدرسا بجامع الأزهر‪ ،‬وبقي فيها مدة ثمان وعشرين سنة ثم عاد إللى جربة‬ ‫فترأس الحلقة فيها بعد شيخه عبد الله بن سعيد ترك تآليف كثيرة‪ :‬منها حاشية التريتب شرح‬ ‫ترتيب مسند الربيع؛ حاشية كتاب قواعد الإسلام‪ ،‬حاشية كتاب الوضع وغيرها‪.‬ر‪ :‬ابن‬ ‫تعاريت‪ :‬رسالة في تراجم علماء جربة (مخ) ‪ ،77-87‬الجعبيري‪ ،‬البعد الحضارني‪ ،‬ص‬ ‫‪.7-841‬‬ ‫ثا السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪ ،)8801/8761‬حاشية أبي ستة على‬ ‫مختصر العدل‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد‘ غرداية‪ ،‬الجزائر (د‪.‬ر)ء لدى الباحث‬ ‫صورة منهاء ‪7‬ص‪.3‬‬ ‫"ا السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪ ،)8801/8761‬حاشية كتاب الوضع ‪8‬‬ ‫طبعة حجرية‪ ،‬لدى الباحث صورة منها ص‪.641‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ الشماخي شرح مقدمة التوحيدء ص‪.29‬‬ ‫عارم السنة عند الاناضية __‬ ‫حجح=‬ ‫قويا غير واصل إلى الجزم"(;ا‪ ،‬ويوجز السالمي تعريف الشماخي المتقدم‬ ‫بقوله‪":‬أنها العبادات النافلة"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وتعريفا الشماخي والسالمي يدوران حول النفل أو المندوب أو غير الواجب‬ ‫لكن الحصر على العبادات فيه نظر‪ ،‬وكذلك التعرض للبدعة عند الشماخي‬ ‫استطراد لا حاجة له هنا‪.‬‬ ‫ونجد لعمرو التلاتي أيضا تعريفا أكثر عمومية؛ إذ ذكر فيه أن السنة في‬ ‫عرف أهل الشرع " الأحكام المبعوث بها النبي الكريم وا( وهذا التعميم يدخل‬ ‫فيه الواجب مع العلم أنه لا محل له هنا‪ ،‬وذلك لأن الأحكام فيها الواجب وغيره‪.‬‬ ‫ولعل جانبا من التعميم يستشف أيضا من تعريف الكندي إذ يرى أنها" ما ثبت عن‬ ‫النبي ه من غير افتراض ولا وجوب‪ ،‬ونقابل الواجب وغير‪ ,‬من الأحكام‬ ‫وفي تديري اأنانلتعريف الذي مال‬ ‫الخمسةء وقد تطلق على ما يقابل البدعة"(‬ ‫إليه القنوبي تعريف يفي بمفهوم السنة بمدلولها الفقهي إذأكدأنهااما في فعله‬ ‫ثواب وفي تركه عتاب لا عقاب"ةا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الدلالة الحديثية‪:‬‬ ‫توسعت طائفة من المحدثين في دلالة السنة لتشمل كامل حياة النبي ة أكثر‬ ‫من الأصوليون؛ فقد ذهبوا إلى شمول السنة أقوال النبي ه وأفعاله وتقريراته‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي(‪ 7811/7471)0‬رفع التراخي في مختصر الشامخي‬ ‫(مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬د‪.‬ر‪ ،‬لدى الباحث صورة منها ‪ 4‬ص‪. 27‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/2‬‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي(‪)7811/7471‬ء نتيجة الأفكار في تعليق عقيدة الأبرار ©‬ ‫(مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي في بني يسجن بالجزائر‪ ،‬رقم م‪94.‬ث ص‪.63‬‬ ‫[ الكندي إيراهيم‪ ،‬أصول الفقه والأدلة النصيةث ص‪.021‬‬ ‫ا القنوبي سعيد‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث (مخ)‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫_‬ ‫لآ‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجحصح‬ ‫وصفاته خلقية كانت أم خلقية‪ ،‬وكذلك سيرته‪ ،‬ومنهم من أطلق السنة على الحديث‬ ‫و الخبر والأثر جميعا‪ ،‬بل وعلى مانقل عن الصحابي و التابعي "ا‪.‬‬ ‫والسؤال في هذا المقام هو هل وجدت هذه الدلالات في نظرة الإباضية‬ ‫للسنة ؟ ولإدراك ذلك لا بة من وقفة مستنطقة لتراثهم‪ ،‬وأول ما يطالعنا من تعليق‬ ‫وقول للإمام جابر في كثير من الأمور"هكذا السنة"(‪2‬ا‪ ،‬كما يمكن فهم اتساع الدلالة‬ ‫في قول أبي عبيدة‪" :‬إن المسلم إمامه القرآن‪ ،‬ودليله سنة رسول الله ة لا يحب‬ ‫إلا ما أحب الله ورسوله "ثا ث وما ورد في وصية ابن ذكوان "وعليكم بالسمت‬ ‫الحسن والسيرة المعروفة في الإسلام التي سار بها نبي الله فق وأولياء الله" (“ا‪.‬‬ ‫ويبين بشير بن محمد عموم التأسي بالرسول ة وأنه لا يمكن أن يخص؛‬ ‫إذ الأصل عموم التنسي برسول الله يلة إلى أن نتبين ما يخص بها‪ .‬وهذه النظرة‬ ‫به النبي قلة دون أمته يؤكدها أبو يعقوب‬ ‫لعموم الاقتداء إلا ما خص‬ ‫"ا للوقوف على تفصيل ذلك‪ ،‬ر‪ :‬أبو شهبة محمد بن محمد ‪ ،‬الوسيط في علوم ومصطلح‬ ‫الحديث ط‪ ،.‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت) ص‪.51-71‬‬ ‫ثا الأزدي جابر بن زيد (‪ 39/217)0‬من جوابات الإمام جابر بن زيد‪ ،‬ترتيب سعيد خلف‬ ‫الخفروصي‘ ط‪2‬ؤ نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪4891 ،‬مش ص‪.921‬‬ ‫(‪ )3‬أبو عبيدة‪ ،‬مسائل أبي عبيدة (مخ)‪7 ،‬ظ‪.‬‬ ‫‪.033‬‬ ‫(‪ )4‬ابن ذكوان‪ ،‬سيرة (ضمن‘ محمد ناصر منهج الدعوة)ى ص‬ ‫ا الرحيلي بشير بن محمد المستأنف‪( ،‬مخ مج)ء ص ‪.652‬‬ ‫([ ‪/;;:‬حہ۔‬ ‫علم السنة عند لاا ضية‬ ‫ححح۔=‬ ‫الوارجلاني‪"/‬ا في قوله‪':‬بأن الشرع قد ورد بالاقتداء به واتباعه إلا أن يدل الدليل‬ ‫على اختصاصه‪2‬ا‪.‬‬ ‫ولعل قائلا يقول‪ :‬إن مرادهم بهذا ربما الأفعال الخاصة به تلا والأفعال‬ ‫التي تشاركه فيها أمته فقط} والجواب أن مدلول عبارتهم أعم من ذلك‪ ،‬وفي‬ ‫تقديري المراد عموم الاقتداء والتأسي‪ ،‬ويؤيده ما اشتهر من حرص من تقدم‬ ‫الاستشهاد بكلامهم على العناية الشديدة بالتأسي به يل إذ يذكر صالح بن عمر‬ ‫لغلي"ا أن المتلف كانوا في غاية من الحرص على الاقتداء به يل في الأخلاق‬ ‫والأقوال والأفعال‪ ،‬كما يبحثون عنها بجد ليتأستوا به تبركا وتيمنا كما فعل جابر‬ ‫"ا اللوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم (‪ )075/5711‬ولد بسدراتة‪ ،‬من وارجلان‬ ‫بالجزائر أخذ العلم عن أيوب بن إسماعيل ويحيى بن أبي زكرياء ورحل إلى الأندلس لطلب‬ ‫العلم} وأقام بها سنينَ‘كما استفاد من رحلته إلى المشرق‪ ،‬برززعلامة موسوعي ؤ و إإماما‬ ‫أصولياً محققاى وفقيهأ ومؤرخا‪ ،‬ومفسراً ومتكلماً وعالماً بالحديث والسير له تآليف كثيرة‪.‬‬ ‫منها‪ :‬تفسير القرآن الكريم‪ ،‬الدليل والبرهان‪ ،‬والعدل والإنصاف‘ ر‪:‬الدرجيني‪ :‬الطبقات ة‬ ‫‪ .2-594‬الشماخي‪ :‬السير ‪.601 2/5010‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم (‪ ،)075/5711‬العدل والإنصاف في معرفة‬ ‫أصول الفقه والاختلاف‪ ،‬دار نوبار للطباعة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬سلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬مسقط ‪4041‬ه ‪9891‬م‪.1/97 ،‬‬ ‫ث لغلي صالح بن عمر بن داود(‪ )7431/8291‬ولد ببني يسجن في الجزائر‪ ،‬علامة جليل‪،‬‬ ‫جمع التفسير والحديث والفقه‪ ،‬كان آية في الحفظ فحفظ القرآن ابن تسع سنوات أخذ عن‬ ‫أكار علماء عصره ومنهم قطب الأئمة اطفيشن‪ ،‬كانت له رحلات علمية إلى تونس ومصر‬ ‫والحجاز‪ ،‬خلف شيوخه في الريادة العلمية‪ ،‬مؤلفاته كثيرة منها‪ :‬القول الوجيز في كلام الله‬ ‫العزيز حاشية على كتاب الإيضاح‪ .‬ر‪ :‬بابا عمي محمد‪ ،‬بحاز إيراهيم؛ باجو مصطفى‪.‬‬ ‫شريفي مصطفى(معاصرون)} معجم أعلام الإباضية(قسم المفرب الإسلامي)‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار‬ ‫الغرب الإسلامي‪ ،‬نشر جمعية التراث بالقرارة‪ ،‬الجزائر‪1241 ،‬ه ‪0002‬م‪.2/922 0‬‬ ‫ترجمة(‪.)605‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫جج‬ ‫ابن زيد رحمه الله وغيره(" وكان مما جاء في وصيته للعزابة(‪2‬ا قوله‪":‬وبالجملة‬ ‫فالاقتداء به قل في جميع أخلاقه وأقواله وأفعاله ‪-‬إل ما اختص به‪ -‬ورؤية‬ ‫الكمال فيها جملة وتفصيلا بلا ترتد ولا توقف أصلا‪ ،‬مما غلم من عادة الستلف‬ ‫ضرورة‘ فقد قالوا‪ :‬إن من علامات محبته قلن الاقتداء به واستعمال سنته واتتاع‬ ‫أقواله وأفعاله في جميع أحواله‪ ،‬وامتثال أوامره وجوباً وندبا‪ ،‬واجتناب نواهيه‬ ‫حرمة وكراهة بقدر استطاعته‪ ،‬والتأدب بآدابه في خسره ويسره ومنشطه‬ ‫ومكر هه"ةا‪.‬‬ ‫ولذا كان ما تقدم يكشف جانبا من وجود الدلالة الحديثية في تعبير الإباضية‬ ‫بالسنةث فمن مدونات تراثهم ما يزيد بيان هذه الدلالة‪٬‬‏ من ذلك ما نجده من‬ ‫تسميتهم للسنة بالسيرة والعكس‪ ،‬يقول وائل‪ ":‬فهذه سيرة نبي الله يل في أهل‬ ‫هذه الأديان؛ فسار بها أئمة العدل بعده بسنة تامة ماضيه ثابتة في الدين يعمل بها‬ ‫خلفاء الله في أرضا وتجد مثل هذا متكررا عند وائل وغيره‪7‬ا‪ ،‬ويؤكد‬ ‫عمروس على هذا المعنى حين يربطه بالاتباع بقوله‪" :‬وسار فيها نبي الله ةة‬ ‫[" لعلي صالح بن عمر (‪ ،)7431/8291‬وصية الشيخ صالح بن عمر لعلي للعزابة(لمخ)ء‪.‬‬ ‫محفوظة في مكتبته" بني يسجن غرداية‪ ،‬الجزائر ‪( 0‬د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منهاء ص‪.9‬‬ ‫)‪ (2‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫الحضرمي أبو أيوب وائل بن أيوب (حي في ‪ ،)291/808‬من حضرموت باليمن‪ ،‬أخذ‬ ‫العلم عن أبي عبيدة‪ ،‬كان من طبقة الربيع ثم خلفه على رئاسة الإباضية بعد وفاته‘ كان‬ ‫متبحرا في الفقه وعلم الكلام‪ ،‬له سيرة ضمن السير‪ ،‬وأخزى في التوحيد‪.‬ر‪ :‬الدرجينيء‬ ‫طبقات‪ ،2/87 ،‬الشماخي‪ ،‬سير‪.1/79 ،‬‬ ‫ثا الحضرمي وائل بن أيوب(‪ ،)291/808‬سيرة وائل بن أيوب" (مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانيةى ص ‪. 83‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫سؤ‬‫ر ‪ :‬م‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪7‬ار‪ :‬الخراساني هلال بن عطية(‪ 431/257)0‬سيرة هلال بن عطية (مخ) ضمن مجموع‬ ‫السير العمانية ص‪. 97‬‬ ‫_‬ ‫لآ‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫بسيرة معروفة\ فكنا أتباعا غير مبتدعين"(‪.‬ا‪ ،‬ويتكرر مثل هذا عنده في أكثر من‬ ‫موضع( ‪ 0‬كقوله'ولم يسن بسيرته نبي اله عليه الصلاة والسلام‪ ....‬ثا‪.‬‬ ‫وللإباضية رؤيتهم حول اشتمال مدلول السنة على ما أضيف إلى الصحابي‬ ‫أو التابعي ونجد نظرتهم تتخذ طابعين‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬ما اصطلحوا عليه بسنة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع سنة‬ ‫الرسول يل‪ .‬وفيه إعطاء لعهدهم خصوصية لا يرقى إليها أي عهد جاء بعدهم‪.‬‬ ‫كما أن هذه النظرة ما هي في حقيقة الأمر إلا مفردة من مفردات توقيرهم‬ ‫والمتتبع لتراث المذهب وفكره يجد أثر ذلك في مختلف‬ ‫للشيخين بعد النبي ة‬ ‫مجالاته‪ ،‬ومن المعلوم أن التعبير بسنة أبي بكر أو عمر أوهما معا نجده منذ أيام‬ ‫أول تدوينهم كما في سيرة ابن ذكوان على سبيل المثال(ا‪ ،‬ولعل قوله"ين رسول‬ ‫الله فق أنزل عليه الكتاب ‪ ،‬وبين له فيه السنن ‪ ،‬بعده أبو بكر ‪ ،‬فأخذ بسنته ث بعده‬ ‫عمر ‪ ،‬فأخذ بسنة صاحبيه" اخير شاهد على ذلك‪ ،‬وهذا ما ورد في رسالة(ةا عبد‬ ‫الله بن إياض"ا إلى عبد الملك بن مروان‪ ،‬وهلال بن عطية" في سيرته غا‪.‬‬ ‫"ا المساكني عمروسس أصول الدينونة الصافيةء ص‪.26‬‬ ‫)‪ (2‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(‪ )3‬مس ‪6‬ص‪.9‬‬ ‫ا الهلالي سالم بن ذكوان‪ ،‬سنيرة سالم بن ذكوان (ضمن منهج الدعوة)» ص ‪.443‬‬ ‫(ثام‪.‬س‪ ،‬ص‪.083‬‬ ‫كا التميمي عبد الله بن إياض(‪ ،)68/507‬رسالة عبد الله بن إباض للى عبد الملك بن مروان‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(مخ) ضمن مجموع السيرالعمانية ص‪4130‬‬ ‫"التميمي عبد الله بن إياض بن تيم المري (‪ 68/507)6‬يعث من التابعين أدرك كثيرأ من‬ ‫الصحابة وأخذ عنهم؛ كما أخذ عن شيخه جابر بن زيد‪ ،‬ينسب اليه الإباضية نسبة غير‬ ‫حقيقية‪ ،‬إذ يجمع الإباضية على أن إمام المذهب الذي وضع قواعده هو جابر بن زيد الأزدي‬ ‫العماني‪ ،‬لكن متطلبات المرحلة تقتضي إخفاء جابر خوفا عليه‪ ،‬فظهر ابن‪ :‬إياض منافحا علنيا‬ ‫لوجود قوة تميم التي تحميه‪ ،‬له مراسلات وحوار مع عبد الملك بن مروان‪ ،‬كما أن له‬ ‫= عار السنة عند الإباضية‬ ‫ويستمر مثل هذا التعبير عند من جاء بعدهم كالعوتبي في تعليقه على إحدى‬ ‫المسائل قائلا‪":‬وإنما سنها عمر "(‪3‬ا‪.‬‬ ‫الصحابة‬ ‫الثاني‪ :‬عموم إطلاقهم السنة على جملة هدي السلف من‬ ‫والتابعين والأئمة المهتدين العاملين كقولهم‪ ":‬الرضا بسبيل من هدى الله قبلنا‬ ‫والاقتداء بصالح سنتهم"“ا و" في سنة نبيه قه أو في سنة أوليائه"اء ومن أوضح‬ ‫ما رأيناه مبينا ذلك تقسيم أبي نوح سعيد بن زنغيل©ا السنة إلى مأثورة عن النبي‬ ‫ف" ومستسنة استنوها بعده "ا‪.‬‬ ‫مناظرات مع نافع بن الأزرق وغيره من زعماء الخوارج‪ ،‬شارك في الدفاع عن مكة حين‬ ‫هاجمها الحجاج‪.‬ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات‪ 1/7 ،‬؛ ‪ 2/4120‬الشماخي‪ :‬السيرش ‪.27-37‬‬ ‫"ا الخراساني هلال بن عطية (‪ 431/257)0‬عالم فقيه وقائد عسكري۔أصله من خراسان‬ ‫أخذ العلم غن أبي عبيدةث كان أحد رجال دولة الإمام طالب الحق عبد الله بن يحيى باليمن‪،‬‬ ‫كما كان أحد قادة الإمام الجلندى بن مسعود في عمان له سيرة مشهورة‪.‬ر‪ :‬السالمي ‪ 4‬تحفة‬ ‫الأعيان‪ ..1/59 ،‬‏‪٠‬‬ ‫(‪2‬ا ابن عطية‪ ،‬سيرة هلال بن عطيةش مخ مجث ص‪.76‬‬ ‫(ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.4/061 ،‬‬ ‫ا ابن ذكوان سيرة سالم بن ذكوان (ضمن منهج الدعوة)ى ص ‪. 663‬‬ ‫ثا السيجاني هاشم ابن غيلان‪ ،‬مسائل عن هاشم بن غيلان‪( ،‬مخ)ء ص‪.6:5‬‬ ‫ا أيو نو ح سعيد بن زنغيل (ق‪ 4/01)6‬هو أحد أقطاب العلم عند إباضية المفرب‪ ،‬نشأ‬ ‫بالجريد التونسي وبه سكنچ تم استوطن وارجلان بالجزائر‪ ،‬أخذ العلم عن أبي القاسم‬ ‫يزيد بن مخلد‪ ،‬وأبي خزر يغلا بن زلتاف‪ ،‬سجنه المعز الفاطمي بعد معركة باغاي ثم تشفع‬ ‫فيه المنصور الصنهاجي‪ ،‬فقال له المعز؟‪ ":‬إن القيود دخلت رجلك بالعلم ولا تخرج إلا بالعلم"‬ ‫وقابله مع علماء الفرق ببلاطه فأفحمهم جميعا ثم عفا عنه‪ .‬ر‪ :‬اليهراسني أبو زكرياء يحيى‬ ‫بن أبي بكر بن سعيد (‪ ،)174/8701‬كتاب السيرة وأخبار الأيمة‪ :‬تحقيق عبد الرحمن أيوب‪،‬‬ ‫الدار التونسية للنشر‪1/791-891 58910 :‬س الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ" ‪7210 1/6210‬‬ ‫)‬ ‫‪.23-793‬‬ ‫ا أبو نوح سعيد بن زنغيل(ق‪ ،)4/01‬الرد على من زعم أن الله استوى على العرش على ما‬ ‫يعقل‪( .‬مخ)‪ ،‬مكتبة آل خالد ببني يسجن في الجزائر رقم م‪671 2510‬ظ‪.‬‬ ‫‏‪);;:١‬حج۔‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬صضية‬ ‫ح‬ ‫وإتماما للحديث عن الطابع الأول سالف الذكر نقف مع شاخت(طعطحك)‬ ‫في فكرته حول استعمال المدلول السياسي الأصلي بين لفظ "سنة الرسول ة "‬ ‫وسنة أبي بكر وعمر والقرآن الذي مثل رابطة عقدية بينهاء وأنه ورد في رسالة‬ ‫عبد الله بن إياض إلى عبد الملك بن مروان(‪.‬ا‪ ،‬ولسنا في هذا المقام ننكر على‬ ‫شاخت استنتاجه ‪ -‬بعد تقصيه ورود لفظ السنة كما يبدو‪ -‬من تراث الأمة بكل‬ ‫فرقها وخلوصه لما وصل إليه؛ وهو ما يكشف عن رقي وتطور عال لنظرة‬ ‫الإباضية للسنة لعلهم سبقوا بها غيرهم‪ ،‬لكننا نضيف إليه أن الإباضية نظروا إلى‬ ‫السنة نظرة شاملة بجميع مدلولاتها من بداية تكون فكرهم‪ ،‬بل سعوا إلى التطبيق‬ ‫العملي لجميع هذه المدلولات‪ ،‬وهذا يفسر لنا سعيهم الدؤوب فيما بعد لإقامة أعظم‬ ‫سنة ‪ -‬في تقديري ‪ -‬تركها الرسول فوقه لأمته وهي الخلافة الشرعية‪ ،‬كما أنهم‬ ‫بذلك لم يقبلوا الفصل بين هذه المدلولات التي يرونها مع شمولها متلازمة‪.‬‬ ‫بقي لنا أن ننظر في مفاهيم الحديث والخبر والأثر في استعمالهمث وعلاقتها‬ ‫بالسنة‪ ،‬ونبدأ بالأثر لكثرة استعمالهم هذه اللفظةء والناظر في مصففاتهم يلاحظ‬ ‫وجود طريقتين في إطلاقهم‪ :‬طريقة تجعل الأثر مطابقا للسنةث بل والحديث‬ ‫والخبر؛ وطريقة أخرى تجعل السنة قسما‪ ،‬والأثر قسما آخر وهذا لا يعني‬ ‫بالضرورة وجود اتجاهين أو رأيين في ذلك‪ ،‬فقد تجد أحيانا العالم الواحد يعبر‬ ‫بالطريقتين في كلامه‪.‬‬ ‫والتعبير بالأثر كأنه قسيم للسنة؛ نجده عند علماء الإباضية المتقدمين‬ ‫كمحبوب بن الرحيل(ا في بيانه أن دين المسلمين قائم على كتاب وسنة وأثر ()‪.‬‬ ‫خوريكؤ‬ ‫ا لإاباضية ‪ 0‬ترجمة ميخائيل‬ ‫عن‬ ‫النامي عمرو بن خليفة(معاصر ( ‪ 4‬دراسات‬ ‫)‪ (1‬ر‪:‬‬ ‫د ار‬ ‫باجو ‪ .4‬ط‪،1‬‬ ‫ناصر ومصطفى صالح‬ ‫جر ار ‘ المر الجعة و التصحيح لمحمد صالح‬ ‫ما هر‬ ‫الغرب الإسلامي بيروت» لبنان ‪1002‬م؛ ص‪321‬ء وانظر ايضا‪:‬‬ ‫) ‪, ].‬م‬ ‫آ‬ ‫آ م‬ ‫‪,1‬ج‪,‬‬ ‫‪4 81.‬‬ ‫‪ .‬القرشي الرحيلي أبو سفيان محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة( ق‪ ،)2/8‬كان إماما‬ ‫فقيها حافظاً مؤرخا ومحدثا‪ ،‬قيل إنه من التابعين‪ ،‬وقيل من تابعي التابعين‪ ،‬كان ربيبا للربيع‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫وعبد الله بن عبد العزيزاثا في قوله معلقا على مسألة ما‪ ":‬ولا سائغ في كتاب ولا‬ ‫سنة ولا أثر"ا‪ ،‬ووائل بن أيوب في قوله المتقدم إن أوحش الأمور مما لا شاهد‬ ‫له من الله في كتابه ولا في سنة نبيه ة ولا أثر من أفاضل أصحابه(“اء ومحمد‬ ‫بن محبوب في بيانه أن الأحكام حكم الله في كتابه وسنة نبيه يل وآثار أئمة الهدي‬ ‫العلماء بكتاب الله وسنة رسوله فة اء وكذلك نجده عند الكدمي©ا وغيره‪.‬‬ ‫ونجد أن العوتبي أول من بد تحديد مفهوم الأثر والسنة وتمييز كل واحد‬ ‫على حدة في قوله‪':‬وما جاء عن الرسول فه فهو سنة‪ ،‬وما جاء عن أئمة العدل‬ ‫بن حبيبؤ فتتلمذ في بداية أمره على أبي عبيدةض ثم لازم الربيع‪ ،‬وأخذ عنه وقيل إنه كان آخر‬ ‫أليمة الكتمان عند الإباضية في البصرة بعد الإمام الربيع‪ ،‬بينما تذكر بعض المصادر أنه صار‬ ‫زعيم الإباضية بالبصرة بعد وفاة وائل بن أيوب ثم انتقل إلى عمان؛ فهو يعد من حملة العلم‬ ‫إلى عمان‪ ،‬وله ذرية فيها‪ ،‬ظهر منهم أئمة العلم وشموس الهدى‪ ،‬تزخر كتب الإباضية‬ ‫برواياته وأقواله‪ ،‬له سيرة مدونة ضاع أكثرهاء وله رسالة الرد على هارون بن‬ ‫اليمان‪.‬ر ‪:‬السالمي تحفة الأعيان‪ ،1/6516551 ،‬البطاشي‘ إتحاف الأعيان‪.1/561٬‬‏‬ ‫ا العوتبي ‪٬‬الضياء‏ ‪.3/62‬‬ ‫)‪ (2‬أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز (ق‪ ،)2/8‬عالم فقيه ومحدثث أخذ العلم عن أبي عبيدة‬ ‫عاش في البصرة‪ ،‬كان شغوفا بالعلم وكتابته‪ ،‬وهو أحد شيوخ أبي غانم وممن دون عنه في‬ ‫مدونته‪ ،‬توسع في القياس في المسائل الفقهية‪ .‬مما جعل الإباضية يقدمون رأي الربيع‬ ‫عليه‪.‬ر‪:‬الشماخي‪ ،‬السير ‪79 /1.‬ا الجعبيري‪ ،‬البعد الحضاري‪.07 ،‬‬ ‫{ثا أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز (ق‪ 2/8)6‬كتاب النكاح والشغار‪( ،‬مخ) ضمن مجموعض‬ ‫مكتبة الشيخ بابانو ببني يسجن بالجزائر ث رقم ب‪74‬ث ص ‪.17‬‬ ‫() الحضرمي وائل بن أيوبچ سيرته‪ (.‬مخ مج)ى ص ‪.53‬‬ ‫ا الرحيلي القرشي أبو عبد الله محمد بن محبوب بن الرحيلء(‪ ،)062/478‬سيرة الشيخ‬ ‫محمد‪.‬بن محبوب ‪( 0‬مخ) ضمن مجموع السير العمانيةه ص ‪. 2210:121‬‬ ‫© الكدمي الناعبي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪ 6) 272/688:‬الاستقامة! مطابع دار‬ ‫جريدة عمان للصحافة والنشر‪ ،‬روي بسلطنة عمان‪5891،‬م‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة بسلطنة عمان‪5041 ،‬ه‪5891.‬م‘‪.1/741‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫فهو الأثر"( ثم نرى ظهور هذا الطريق من الفرز بينهما عند من جاء بعده‬ ‫كأبي عبد الله الكندي(‪2‬ا في البيان(ا وغيره‪ ،‬و نجد في مثل هذه الطريقة من‬ ‫الفرز تحديدا أكثر أحياناى من ذلك إطلاق بعض علماء الإباضية الأثر على ما‬ ‫نقل عن الصحابي فقط كعبارة وائل الحضرمي‪':‬ولا أثر من أفاضل أصخابه"“ا‪.‬‬ ‫وتسمية أبي غانم الخراسانيا ما بلغه عن عمر أثرااء كما سمى ابن عبد‬ ‫العزيز ما نقله عن علي أثرا(‪7‬ا‪ ،‬ونجد مثل ذلك عند ابن بركة في نقله عن بعض‬ ‫الصحابة©ا‪.‬‬ ‫("ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.3/51،‬‬ ‫(ا الكندي أبو عبد الله محمد بن إيراهيم بن سليمان(‪ ،)805/5111‬علامة محقق وفقيه بار عض‬ ‫ومؤلف موسوعيس كان من أجلة علماء القرن الخامس الهجري في عمان‪ ،‬اشتهر بالفضل‬ ‫والورعض تولى القضاء في عهد ثلاثة من أئمة عمان‪ ،‬أمضى حياته بين التأليف والفتوى‬ ‫والقضاء‪ ،‬له جملة تآليف أبرزها موسوعته بيان الشرع في اثنين وسبعين جزَا‪ ،‬جمع فيها‬ ‫أصول الشرع والأحكام والأديان‪ .‬ر‪:‬تحفة الأعيان‪ ،1/,181 ،‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام‬ ‫عمان‪ ،‬ص‪341‬س البطاشيء إتحاف الأعيان‪.1/632-642 ،‬‬ ‫‏(‪ ٨)1115/508‬بيان‬ ‫(‪ )3‬الكندي أبو عبد الله محمد بن إيراهيم بن سليمان السمدي النذزوي‬ ‫الشرع الجامع للثصل والفرعؤ المراجعة والتصحيح لسالم بن حمد الحارثي‪ ،‬مطبعة عمان‬ ‫ومكتبتها‪ .‬مطرحؤ سلطنة عمان‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪4‬هھ ‪4891‬م‘ ‪.3/872‬‬ ‫[ثا الحضرمي وائل بن أيوب‪ ،‬سيرته (مخ مج)ى ص‪.53‬‬ ‫ا الخراساني أبو غانم بشر بن غانم (ق‪ )2/8‬خراساني رحل للى البصرة للعلم‪ ،‬أخذ عن أبي‬ ‫عبيدة و تلامذته‪ ،‬كان إماما حافظا محدثا وفقيهاء رحل إلى المغرب جامعا للعلم؛ من آثاره‬ ‫كتاب مدونة أبي غانم وتعتبر مصدرا عظيم الأهمية ‪.‬ر‪ :‬الدرجيني‪ ،‬الطبقات‪.2/323 ،‬‬ ‫‪٨‬ا‏ الخراساني أبو غانم بشر بن غانم(ق‪ ،)2/8‬المدونة الصغرى‘ أمون للتجليد والطباعة‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫القاهرة‘ مصر نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط؛ سلطنة عمانك ‪4‬‬ ‫‪491‬مء ‪.1/74-84‬‬ ‫"ا ابن عبد العزيز‪ ،‬كتاب النكاح والشغار(مخ) ص‪.31‬‬ ‫(‪ )8‬السليمي أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة (ق‪ ،)4/01‬كتاب التقييد (مخ)ء مكتبة‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وكذلك مثل هذا الاطلاق نجده عند ابن خلفور‪ !( :‬الذي يسمي ما ينقله عن‬ ‫بعض الصحابة أثر ‏‪ (١‬ا‪ .‬ومثل هذا متكرر عند علماء المذهب حتى من‬ ‫متأخريهم‬ ‫ثم توسع إطلاق الأثر ليشمل قول التابعي؛ فعندما سئل أبو عبيدة عن الشفعة‬ ‫اء بل‬ ‫وكان يضتَعّفها قال لسائله‪ :‬اذهب إلى المشايخ فاسأل هل لجابر فيها أثر؟‬ ‫نجد الأثر تتسع دائرته لتشمل الأئمة المقتدى بهم والسلف من علماء المذهب‬ ‫على حد تعبيرهم‪ ،‬فعبد الوهابا يقول‪ ":‬الذي رأيناه في آثار أصحابنا ‪.).( "...‬‬ ‫السالمي‪ ،‬بدية؛ سلطنة عمانء رقم ‪ 020‬لدى الباحث صورة منه‘ ص‪.71٬12‬‏‬ ‫{"ا الوارجلاني ابن خلفون أبو يعقوب يوسف بن خلفون (ق‪ ،)6/21‬ولد بوارجلان في‬ ‫الجزائرؤ يعتبر من أئمة القرن السادس ببلاد المغرب كان و لسع‪ .‬الأفق‪ ،‬مولعا بالدراسات‬ ‫المقارنة له تآليف عدة تكشف غزارة علمه‪ :‬منها‪ :‬أجوبته الفقهية ‪ 4‬رالدرجيني‪ :‬طبقات‘‬ ‫الشمَّاخي‪ :‬السيرش ‪.701 6010 ,/2‬‬ ‫‪.2-994‬‬ ‫لا ابن خلفون أبو يعقوب يوسف بن خلفون المزاتي (ق‪ ،)6/,21‬أجوبة ابن خلفون‪ ،‬تح‪:‬عمرو‬ ‫خلفية النامي دار الفتح‪ ،‬بيروت‪( :‬د‪.‬ت)‘ ص‪.72‬‬ ‫(‪ )3‬ر‪ :‬أبو ستة محمد بن عمر ‪ 0‬حاشية كتاب الوضع ‪ 0‬ص ‪ 7010‬اطفيش محمد بن‬ ‫يوسف(‪ 2331/4191)6‬رسالة محمد بن يوسف اطفيش لبعض علماء غمان في الرد على‬ ‫الصفرية والأزارفة ث طبعة حجرية‪ ،‬طبعه داود بن إبراهيم اليسجني‪4131 ،‬ه بيد الباحث‬ ‫صورة منك ‪3‬ص‪.‬‬ ‫() الكدمي‪ ،‬الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد ‪.3/152‬‬ ‫ث الرستمي عبد الوهماب بن عبد الرحمن بن رستم‪( ،‬حكم‪ ،)171-802/887-428 :‬ثاني‬ ‫اليمة الرستميَين‪ 4 ،‬تتللقىى العلم بالقيروان ثمً بتاهمرت عن أبيه عبد الرحمن وغيره من‬ ‫حملة العلم‪ ،‬كان عالما من أكبر علماء زمانه‘ تصر للتدريس في حلقات العلم بتاهرت‬ ‫وجبل نفوسة في وقت مبكر‪ ،‬من آثاره‪ :‬كتاب مسائل نفوسة الجبل‪ ،‬وهو كبير الحجم وبقي‬ ‫جزء منه‪ ،‬يكشف عن سعة علم هذا الإمام؛ جمع في عهد إمامته بين العدل والعمران وحسن‬ ‫العلاقة بين الدول المجاورة‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات ‪ \94 -1/74‬المراكشي أبو عبد الله‬ ‫محمد بن عذاري(‪)596/5921‬؛ البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب‘ تح‪ :‬ج‪.‬س‪.‬‬ ‫كلوان© إليفي بروفنصال‪ ،‬دار الثقافةش بيروت‪4891 ،‬م‪. 1/872 ،‬‬ ‫‪})::‬۔‬ ‫حجحح<= علوم السنة عند الا ضية س(‬ ‫كما أن ابن محبوب يقول‪ ":‬الأحكام إنما هي حكم الله في كتابه وسنة نبيه يلة وآثار‬ ‫أئمة الهدى العلماء بكتاب الله وسنة رسولهققة اخا ويسمي محمد بن جعفرا ما‬ ‫ينقله عن موسى بن أبي جابرا أثراء ا‪ ،‬ويعبر ابن روح بما جاء من الأذر‬ ‫عن أسلافنا(”ا‪ ،‬كما يتوب ابن سلام(" ‪:‬باب ما جاء في الأثر من تفسير دين الله‬ ‫الذي هو دين الجماعة أخا ومن يطالع كتب المذهب يجد أمثال هذا كثير ا(ةا‪.‬‬ ‫"ا الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم(‪ ،)802/428‬كتاب مسائل نفوسةء‬ ‫‪. 64‬‬ ‫تح‪:‬إيراهيم بن محمد طلاي‪ ،‬المطبعة العربية ث غرداية الجزائر‪ ،‬د‪.‬ت‘ ص‬ ‫ا الرحيلي محمد بن محبوب‘ سيرته‪( ،‬مخ مج) ص ‪.121‬‬ ‫{ا الإزكوي أبو جابر محمد بن جعفر الأصم( كان على قيد الحياة سنة ‪ 0) 772/198‬من أهل‬ ‫إزكي بعمان‪ ،‬علامة فقيه كان أحد ثلاثة رجعت عمان إلى علمهم؛ وهم أصم وأعر ج وأعمى‪،‬‬ ‫وكان هو الأصم‪ ،‬ولاه الإمام الصلت صحار‪ ،‬وهو ممن عقد البيعة لعزان بن تميم‪ ،‬ألف‬ ‫كتاب "جامع ابن جعفر" الذي يعة من أجل ما ألف في عصره‪.‬ر‪:‬السالميءتحفة الأعيان‪،‬‬ ‫‪1/791491‬ء البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.1/702 ،‬‬ ‫ا الإزكوي موسى بن أبي جابر (‪ ،)181/897‬من أهل لزكي بعمان‪ ،‬كان إماما عالما محققا‪.‬‬ ‫وزعيما محنكا موفقاء كان أحد حملة العلم‪ ،‬وآلت إليه الريادة العلمية بعد محبوب‘ جمع‬ ‫بحنكته العمانيين بعد الفرقة ونصب محمد بن أبي عفان إماما ثم الوارث بن كعب‬ ‫الخروصي من آثاره‪ :‬سيرته المشهورة‪.‬ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ ،‬‏‪ ٬109/1‬البطاشي‪،‬‬ ‫إتحاف الأعيانش ‪.1/861‬‬ ‫{ا الإزكوي ابن جعفر أبو جابر محمد بن جعفر(حي في‪ 0) 772/198‬جامع ابن جعفر‪.‬‬ ‫مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة‬ ‫عمان‪(٠‬د‪.‬ت)‪،‬‏ ‪.4/77‬‬ ‫(‪ )6‬الكندي أبو عبد الله محمد بن روح بن عربي (ق‪ . ) 4/01‬من أهل نزوى بعمان ‪ 4‬علامة‬ ‫فقيه" كان أحد أقطاب عصرد‪ ،‬أخذ عن أبي الحواري ومالك بن غسان من تلاميذه أبي سعيد‬ ‫الكدمي الذي شهد له بجلالة العلم والقدر‪ ،‬من آثاره سيرة مشهورة‪ ،‬كما أن أقواله تزخر بها‬ ‫الكتب التي ألفت بعده‪ ،‬ونادى مع رمشقى بن راشد بالوقوف في مسألة عزل الصلت‘ و عنهما‬ ‫أخذ أبو سعيد ‪.‬ر‪ :‬ابن مداد‪ ،‬السيرةى ص‪51‬أ إتحاف الأعيانث ‪.1/012-312‬‬ ‫ا الكندي أبو عبد الله‪ .‬محمد بن روح بن عربي (ق‪) 4/01‬ث كتاب سيرة الشيخ محمد بن‪.‬‬ ‫روحغء (مخ)ء مكتبة السالمي‪ ،‬بديةش سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪ .3‬ص‪.042‬‬ ‫(‪::‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ونحن نجد في عبارة عمرو التلاتي أقرب إلى التحديد والتعريف لاأذر‬ ‫امتدادا لهذا الطريق في قوله‪ ":‬وكشيء من آثار‪ ،‬أي‪ :‬ألفاظ مخصوصة دالة على‬ ‫معان مخصوصة منقولة عن غير النبي ة من الصحابة والتابعين ومن‬ ‫بعدهم"ا‪ 8‬وقد حوى كلام التلاتي تعميما للأثر لما عدا المرفوع عن النبي ة‬ ‫غير أن القطب اطفيشا حدد الأثر بقوله‪ ":‬والأثر‪ :‬الحديث الذي وقف على‬ ‫الصحابي وهو معمول بها‪.‬‬ ‫وأما الطريقة التي تجعل الأثر مطابقا للسنة والحديث والخبر عند الإباضية‬ ‫فمنها ما عبر عنه أبو قحطان”"ا بقوله‪" :‬يطؤون آثار النبي ياء ومنها ما يفيد‬ ‫) المزاتي لولب بن سلام (ت بعد ‪ ،)372/788‬من بلدة جادو جبل نفوسة بليبياى كان إماما‬ ‫عالما بالأصول والفروع‪ ،‬كما كان عالما في علم الكلام من مؤلفاته‪:‬كتاب بدء الإسلام‬ ‫وشرائع الدين‪.‬ر‪ :‬ابن سلام‪ ،‬بدء الإسلام وشرائع الدين‪ ،‬مقدمة المحقق‘ ص‪.63-44‬‬ ‫(ثا ابن سلام‪ ،‬بدء الإسلامء ص ‪.79‬‬ ‫"ار‪ :‬ابن جعفر‪ ،‬الجامعض ‪ &.5/443‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامة‪.1/741 840 /1،‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬نتيجة الأفكار ‪(.‬مخ)ءص‪.2‬‬ ‫بقطب الأئمة (و‪ 7321/1281:‬ت ‪:‬‬ ‫ا اطفيّش محمد بن يوسف بن عيسىع الشهير‬ ‫أشهر عالم إياضئ بالمغرب الإسلامي في العصور الحديثة‪ ،‬حفظ القرآن ابن‬ ‫‪'23‬ض'ئ))‬ ‫ثماني سنوات ففتح له مجال العلم‪ ،‬قعد للتدريس والتأليف في السادسة عشرةض فلسا بلغ‬ ‫العشرين أصبح عالم الإباضية في الجزائر‪ ،‬ثم بلغ بعد ذلك درجة الاجتهاد المطلق‪ ،‬تلاميذه‬ ‫كثيرون ومؤلفاته تبلغ الثلاثمائة مؤلف في مختلف فروع المعرفة‪ .‬ر‪ :‬أبو اليقظان‪ :‬ملحق‬ ‫السير (مخ)‪ ،2/351 ،‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪8 ،‬ص‪.3‬‬ ‫© اطفيش محمد بن يوسف(‪ ،)2331/4191‬كتاب جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‘‬ ‫المطبعة الشرقية مطر ح‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة مسقط سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪2‬هے ‪2991‬م‪ ،‬ص ‪.924‬‬ ‫) أبو قحطان خالد بن بن قحطان(ق‪ 4 )3/9‬علامة فقيه‪ ،‬كان أحد أبرز علماء عصره‘ أخذ‬ ‫عن محمد بن جعفر وعبد الله وبشير ابني محمد بن محبوب تزخر كتب المذهب بأقواله‬ ‫ومروياته‪ ،‬من آثاره سيرة سميت جامع أبي قحطان‪.‬ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪1/1610 ،‬‬ ‫البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان ‪.1/501‬‬ ‫‪4‬‬ ‫_‬ ‫لآ‬ ‫عالور السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الترادف بين السنة والأثر في عبارة الكدمي‪":‬أما معنى حكم جزاء الشجر فقد ورد‬ ‫في السنة النبوية إذ ورد في الأثر من سنة رسول الله "ثا ث وكذا عند أبي بكر‬ ‫الكنديافي عبارته‪ ":‬إذا تعارض الأثر والنظر‪ ،‬كان الحكم للأثر وسقط اعتبار‬ ‫النظر )‪(4‬‬ ‫ويكثر إطلاق علماء الإباضية الأثر على اللفظ المروي عن النبيةفة ؛‬ ‫كقولهم "جاء الأثر عن النبي يل'‪ ،‬ثم يسوق المعبر منهم لفظا قاله النبي يَل؛ و هذا‬ ‫)‪ (7‬ؤ و الكدمي‬ ‫وابن روح‬ ‫جعفر( ‪)6‬‬ ‫محبوب( ‪ (5‬وابن‬ ‫الكنير كابن‬ ‫متكرر ا عند‬ ‫نجده‬ ‫وأبو العباس بن بكر«“"ا في تبيين الأفعال(" ولواب‬ ‫في الاستقامةا والمعتبرا‪،‬‬ ‫("ا أبو قحطان خالد بن قحطان(ق‪ 3/9)6‬سيرة الشيخ أبي قحطان (مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانية‪ .‬ص ‪.971‬‬ ‫)‪ (2‬الكدمي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪ 6) 272/688 :‬المعتبر دار جريدة عمان‬ ‫للصحافة والنشر؛ سلطنة عمان‪ ،‬روي‪4891 ،‬ه نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫بسلطنة عمان‪.4/411 ،‬‬ ‫"ا الكندي أبو بكر أحمد بن عبد ا له بن موسى(‪ ،)755/2611‬من نزوى بعمان‪ ،‬علامة‬ ‫مجتهد‪ ،‬وفقيه متكلم ولغوي ومصنف© أخذ العلم عن العلامة أبي بكر النزوي وغيره‪ ،‬تتميز‬ ‫تصانيفه بالعمق والرصانة والسعة‪ ،‬نصب الإمام محمدا بن خنبش إماما وكان عونا له وسنداء‬ ‫ترك آثارا في شتى العلوم والفنون أهمها‪ :‬كتاب المصنف في الأديان والأحكام يقع في اثنين‬ ‫وأربعين جزعءا‪ ،‬وكتاب التخصيص‪ %‬والجوهر المقتصر‪.‬ر‪:‬البطاشي“ إتحاف الأعيان‪،‬‬ ‫‪ .1/732‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان‪.82 ،‬‬ ‫(ا الكندي أبو بكر‪ ،‬كتاب الاهتداء ص ‪.82‬‬ ‫ا الرحيلي‪ ،‬محمد بن محبوب ‪ ،‬سيرة‪( ،‬مخ مج) ص ‪.631‬‬ ‫©ا ابن جعفر‪ ،‬الجامع ‪.5/713‬‬ ‫”ا الكندي محمد بن رو حض سيرة محمد بن روح (مخ) ص‪.042‬‬ ‫"ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/38‬‬ ‫(ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬كتاب المعتبر ‘‪.4/,21‬‬ ‫"ا الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفوسي(‪ 0111)6 / 405‬علامة جليلغ‬ ‫وحبر فقيه‪ ،‬من علماء وارجلان بالجزائر‪ ،‬أبوه مؤسس نظام حلقة العزابة‪ ،‬أخذ العلم عن أبيه‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ابن سلام في كتابه حيث بوب بقوله‪ ":‬باب ما جاء في الأثر عن النبي ه في ‪"...‬‬ ‫اغا‪ .‬كما علق أبو الربيع المزاتيا على نص حديث بقوله‪" :‬يأثنزون ذلك عن‬ ‫النبي عليه الصلاة والسلام "“ا‪.‬‬ ‫وإذا كان إطلاق الحديث على لفظ روي عن النبي ية عَبر عنه من تقدم‬ ‫ذكرهم‪ ،‬فإننا نجد ابن بركة يطلق الحديث والأثر معا على مثل هذا اللفظا‪ ،‬كما‬ ‫نرى إطلاق الخبر على مثل هذا اللفظ عند عبد الله بن محمد بن محبوبا حيث‬ ‫يقول‪ ":‬جاء الخبر عن الرسول ها ‪"("...‬ا‪ ،‬وعند ابن جعفر‪" :‬أما الخبر فقول‬ ‫وعن أبي الربيع المزاتيث صنف خمسة وعشرين كتابا منها‪:‬الألواح والقسمة وأصول‬ ‫السير ‪.2-19 ,‬‬ ‫‪2-644 /2‬ءالثىماخي‪:‬‬ ‫الأرضين ‪.‬ر ‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات‬ ‫)‪ (1‬الفرزسنطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفويسي (‪ )0111 / 405‬تبيين‬ ‫العباد‪ ،‬تح‪ :‬باحمد بن محمد خلفاوي‪ ،‬مرقون‘ لدى الباحث نسخة منه‬ ‫أ فعل‬ ‫‪1‬ص‪.741+84‬‬ ‫‪.541‬‬ ‫الإسلام‪ ،‬ص‬ ‫بد‬ ‫( ‪ (2‬ابن سلام‪،‬‬ ‫{ثا أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي (‪)174/9701‬ء علامة مجتهد‪ ،‬وأصولي بار ع‪ ،‬وفقيه‬ ‫نبيه أكثر من الرحلة في ربوع المغرب طلبا للعلم ونشرا له‪ ،‬أخذ العلم عن أبي عبد ا له‬ ‫محمد بن بكر النفوسي‪ ،‬و أبي محمد ويسلان وغيرهم‪ ،‬ممن جازت عليهم سلسلة نسب الدين‪.‬‬ ‫له جملة آثار منها‪ :‬كتاب التحف المخزونة في إجماع الأصول الشرعية‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني‪:‬‬ ‫طبقات‪.2/524-944‬‬ ‫ا المزاتي أبو الربيع سليمان بن يخلف (‪)174/9701‬إ التحف المخزونة‪ ،‬تح‪ :‬محمود‬ ‫الأندلوسي‪ ،‬مرقون؛ ص ‪.162‬‬ ‫ا السليمي أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة (ق‪ :)4/01‬كتاب المبتدأث (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ‬ ‫صالح بن عمر لعلي بني يسجنع الجزائر ؤ رقم م‪ 7310‬بيد الباحث صورة منهء‪6‬ظ ‪.‬‬ ‫©ا الرحيلي عبد الله بن محمد بن محبوب بن الرحيل القرشي (حي في‪ ،)772/198 :‬كان‬ ‫أحد كبارأئمة العلم في عمان في القرن الثالث الهجري‪ ،‬وقد بلغ الغاية في العلم والفضل‬ ‫كأخيه بشير آنذاك‪ ،‬عاصر الإمام الصلت بن مالك كما كان خطيبا للإمام عزان بن تميم‪.‬‬ ‫تزخر الكتب برواياته وأقواله وفتاويه‪ .‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الاعيان‪ ،342 1/4910 ،‬الأزكوي‪،‬‬ ‫كشف الغمة(مخ) ‪.374‬‬ ‫_‬ ‫ححح=ح عارم السنة عند الإباضية حلآ‬ ‫رسول الله يل‪2(".....‬ا والفضل بن الحوارية إذ يقول‪ ":‬وقد جاء في الخبر‬ ‫بالنص عن رسول ققا أنه قال‪....:‬ا ‪ 3‬ومثله نجاد بن موسىا في الأكلةا‪.‬‬ ‫والمتتبع يجد مثل هذا في كتبهم كثير( (‪.)7‬‬ ‫وهكذا يتبين لنا مما سبق عرضه ظهور الدلالة الحديثية في إطلاق الإباضية‬ ‫لمصطلح السنة حتى قبل استقرار المصطلح ودلالته عند المحدثينث وحرصنا أن‬ ‫نمثل بالمتقدم في غالب الأحوال لتأكيد ذلك‪ ،‬ولأنهم يمثلون فترة التأسيس‪ ،‬وإلا‬ ‫فإن من جاء بعدهم تزخر كتبهم بشواهد أكثر من ذلك‪..‬‬ ‫لقد وقفنا خلال العرض السابق على وجود الدلالة الحديثية لمصطلح السنة‬ ‫عند الإباضية\ غير أننا ما زلنا محتاجين للوقوف على تعريفهم للسنة منطلقا من‬ ‫فتر ة مبكر ‏‪ ٥‬فإن‬ ‫منذ‬ ‫الدلالة ظا هر ة الوجود‬ ‫ولئن كانت‬ ‫الدلالة‬ ‫هذه‬ ‫منظور‬ ‫("ا ابن جعفر ‪ .‬الجامع ث ‪.3/032‬‬ ‫ا أبو يعقوب الورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.1/4‬‬ ‫ا السامي أبو محمد الفضل بن الحواري من بني سامة بن لؤي (‪)872/298‬ء من أهل إزكي‬ ‫في عمان‪ ،‬علامة فقيه! أخذ العلم عن محمد بن محبوب وغيره‪ ،‬كان يضرب به المش في‬ ‫الفضل والعلم قبل وقوع فتنة عزل الصلت‘ من أثاره‪ :‬كتاب جامع الفضل بن الحواري‪ ،‬ر‪:‬‬ ‫السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪1/4510431‬س البطاشيعء إتحاف الأعيان ‪.1/791‬‬ ‫ا السامي أبو محمد الفضل بن الحواري(‪ ،)872/298‬جامع الفضل بن الحواري‪ ،‬مطابع‬ ‫سجل العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةى مسقط‘ سلطنة عمان‘ ‪6041‬ه‬ ‫‪ 5‬ع ‪.2/532‬‬ ‫ا المنحي أبو محمد نجاد بن موسى‪ 315/0211)6( .‬من بلدة منح في عمان‪ ،‬علامة فقيه‪.‬‬ ‫وأصولي محقق‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬كتاب الأكلة وحقائق الأدلة و كتاب الإمامة‪.‬ر‪ :‬الشماخي‬ ‫السيرش ‪2/725‬ء ابن مداد‪ ،‬السيرة ‪.23-33‬‬ ‫ا المنحي نجاد بن موسى (‪ ،)315/0211‬كتاب الأكلة وحقائق الأدلةش (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ‬ ‫سالم بن حمد الحارثي د‪.‬ر‪ ،‬المضيرب سلطنة عمان‘ لدى الباحث صورةث ص‪.761‬‬ ‫‪7‬ار‪:‬المديوني جناو بن فتى‪ ،‬بن خلف عبد القهار‪ ،‬كتاب أجوبة علماء فزان ص ‪201‬س ابن‬ ‫خلفون ‪ :‬أجوبة ابن خلفون؛ ص‪.72-82‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫التعريفات جاءت متأخرة‪ ،‬وأول ما عثرنا عليه من محاولة تحديد للسنة عبارة أبي‬ ‫نوح سعيد بن زنغيل‪" :‬فالسنة سنتان‪ :‬سنة مأثورة وسنة مستسنة‪ ،‬أما المأثورة‬ ‫فالتي أثروها عن النبيتك وأما المستستة فالتي استتوها بعده "(" ث ونجد محاولة‬ ‫أخرى عند العوتبي مفاده أن ما جاء عن النبي يلة سنة وما جاء عن الأئمة‬ ‫أثراا‪ ،‬ويورد أبو عبد الله الكندي العبارة نفسها في موضةا‪ ،‬وفي آخر أن‬ ‫الآثار من السالفين(“ا‪ ،‬ثم نجدها عند أبي بكر الكندي لكنه يقيد الأثر بما جاء عن‬ ‫أئمة العدل (ةا‪ ،‬كما نجد من عبارات أبي بكر الكندي أيضا مزجا بين المعاني‬ ‫اللغوية وبعض المدلولات الاصطلاحية في قوله‪ ":‬وإنما قيل للسنة في الدين سنة‬ ‫لأنها طريقة ومثال وسيرة ووجه وعلامة ورسم من الأنبياء صلوات الله عليهم‬ ‫يقتدي بها من بعدهم ويجري الناس عليها في دينهه"‪6‬ا‪.‬‬ ‫ويعرف السالمي السنة بتعريف يذكر أنه مشترك في اصطلاح الأصوليين‬ ‫والمحدثين وهو أنها‪":‬ما صدر عن النبي قه غير القرآن من قول أو فعل أو‬ ‫تقرير"(‪7‬ا ويعرفها أبو أحمد الكندي بالتعريف القائل‪":‬ما أثر عن النبي ه من قول‬ ‫أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة سواء كان قبل البعثة أم‬ ‫بعد ها"گ)‪.‬‬ ‫بقي لنا أن نذكر حد الخبر عندهم؛ فحد الخبر هو ما يدخله الصدق والكذب‬ ‫(" أبو نوح سعيد بن زنغيل‪ ،‬الرد على من زعم‪(...‬مخ)ء ‪671‬ظ‪.‬‬ ‫(‪2‬ا العؤتبي سلمة بن مسلم‪ ،‬الضياءء‪.3/01‬‬ ‫"ا الكندي أبو عبد الله محمد بن إيراهيم‪ .‬بيان الشر ع ؛‪.1/42‬‬ ‫() م‪.‬س‪.082/621‬‬ ‫ا الكندي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪ ،)755/2611‬المصنف تج‪:‬عبد المنعم‬ ‫عامر‪ ،‬جاد الله أحمد‪.‬مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة بسلطنة عمان‪ ،‬د‪.‬ت‘ ‪.1/05‬‬ ‫©ثام‪.‬س‪.2/81 ،‬‬ ‫‪ 7‬السالميء شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/2‬‬ ‫(‪ ()8‬الكندي إبراهيم بن احمد بن سليمان‪ ،‬أصول الفقه والأدلة النصية؛ ص‪.021‬‬ ‫‪}/٫:,:‬۔‏‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫عند أبي بكر الكندي(" والوارجلاني(ا‪ ،‬أو ما احتمل الصدق (اعند سعيد‬ ‫الجربي“ا‪ ،‬أو ما احتمل الصدق أو الكذب عند الشماخيا‪ ،‬أو ما احتمل الصدق‬ ‫والكذب لذاته عند التلاتي'‪ ،‬ونجد القطب محمد اطفيش يحده بقوله‪ ":‬والخبر الذي‬ ‫احتمل الصدق والكذب من جهة المخبر أو من جهة المخبر عنه"‪.‬‬ ‫وهكذا يتبين لنا مما سبق تناول علماء الاباضية للسنة مصطلحا له دلالته‬ ‫اللغوية والفقهية والأصولية والحديثيةث ورأينا حضور هذه الدلالات‪ ،‬سواء‬ ‫بالتعبير الفني عنها ابتداء‪ ،‬أو بالتعريف الاصطلاحي لاحقا‪ .‬وهذا التطور من‬ ‫التعبير بالدلالة إلى التعريف‪ ،‬منه ما كان ذاتيا داخل مدرستهم‪ ،‬ومنه ما استفادوه‬ ‫من غيرهم‪.‬‬ ‫وكذلك رأينا بيان المعنى اللغوي عند من اعتنى بالمفردات اللغوية منهم‬ ‫كالعوتبي الذي كان لغويا كبيرا‪ ،‬كما رأينا أن الدلالة الأصولية معبر عنها عند‬ ‫كجابر وأبي عبيدة فضلا عمن جاء بعدهما‪ ،‬وإن كان تعبير المتقدمين عن‬ ‫أئمتهم‬ ‫هذه الدلالة أخذ طابع العموم‪ ،‬وانطلق من كون السنة مرجعا للأحكام الفرعية‪.‬‬ ‫() الكندي أبو بكر ‪ ،‬المصنف‘‪.1/44‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف ‪.1/931‬‬ ‫{ا الجربي سعيد بن علي(‪ )898/2941‬فتاوى فقهية‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف© الجزائر‬ ‫(ذ‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منه؛ ص ‪.6‬‬ ‫ا الجربي أبو صالح سعيد بن علي بن يحيى (‪ ،)898/2941‬ولد في أجيم‪ ،‬بجربة في‬ ‫تونس أخذ العلم عن أبي النجاة يونس بن سعيد وغيره‪ ،‬كان له فضل إحياء العلم بوادي‬ ‫ميزاب بعد ذهابه إليه‪ ،‬وقام بالإصلاح الاجتماعي والعلمي والديني‪ ،‬من أثاره‪ :‬منظومة في‬ ‫الفقه‪ ،‬الفتاوي الفقهية ر‪:‬أبو اليقظان‪:‬ملحق السير‪1/5-7٬‬ؤ‏ الجعبيري‪:‬البعد الحضاري‬ ‫‪.1/561‬‬ ‫"ا الشماخي أبو العباس أحمد بن سعيد(‪ 829/2251)6‬شرح مختصر العدل والإنصاف‬ ‫دراسة وتحقيق مهنى التويجني‪ ،‬مرقون‪ ،‬لدى الباحث صورة منكء ص‪.924‬‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان الحربي رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ)‪ ،‬ص‪.481‬‬ ‫‪7‬ا اطفيش محمد بن يوسف‘ جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ‪ 4‬ص ‪.924‬‬ ‫= علم السنة عند الإباضية‬ ‫لكن هذه الدلالة بدت أكثر تطورا عند ابن بركة والعوتبي ومن جاء بعدهما‬ ‫في التعبير بدلالة حجيتها‪ ،‬ثم كان الاتنقال بهذه الدلالة إللى مرحلة التعريف‬ ‫والاصطلاحح وكلما امتد الزمن أخذ التعريف طابع الإحكام والدقة‪ ،‬وهنا لا يخفى‬ ‫عنصر الاستفادة من الغير‪ ،‬والحال نفسه في الدلالة الفقهية وجدنا بداية ظهورها‬ ‫مثلا عند جابر وأبي عبيدة‪ ،‬ثم تطورها عند بشير وعمروس ومن جاء بعدهما‪ ،‬ثم‬ ‫ظهور التعريف والاصطلاح بعد ذلك‪.‬‬ ‫أما الدلالة الحديثية فقد ظهرت في تعبيرهم بالسنةث وفي تقديري كانت ذاتية‬ ‫وإن كانت بروح الشمول والاتساع نفسها التي نادى بها المحدثون في شمول السنة‬ ‫لكل ما دارت عليه حياة النبي ة وكذلك في شمولها للأذر والخبر وتداخل‬ ‫مدلولات المصطلحات الثلاثة السنة والأثز والخبر عند من عبر بترادفهيا في‬ ‫الدلالة‪ ،‬بل وجدنا تميزا للإباضية في تعبيرهم بسنة أبي بكر وعمر لخاصية‬ ‫عهدهما‪ ،‬وكذلك في شمول استعمال دلالة السنة لجميع مناحي الحياة‪ ،‬وفي‬ ‫مقدمتها السياسية‪ ،‬على أننا وجدنا من الإباضية من أفرد كل واحدة بدلالتها‪ .‬هذا‬ ‫ومع قولنا بذاتية ظهور هذه الدلالات‪ ،‬لكن علامات الاستفادة من تراث باقي الأمة‬ ‫واضحة في بعض الجوانب من تطور هذه الدلالة‪٬‬‏ وخاصة في مرحلة التعريف‬ ‫والاصطلاح‪.‬‬ ‫وإذا كان ما تقدم عرضه يكشف مفهوهم السنة ودلالتها عند الإباضيةء فإن‬ ‫هذا المفهوم يتكامل ظهوره وبيانه بعرض أقسام السنة وأوجه ورودها عندهم‪.‬‬ ‫وهو ما سنتعرف عليه في الفصل التالي‪.‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫الفصل الثانى تقسيمات السنة عند الإباضية‬ ‫المبحث الأول ‪:‬الستة القولية والفغلية والتقريرية‪:‬‬ ‫يتفق الإباضية مع غيرهم" في تقسيم السنة إلى قولية وفعلية وتقريرية‪.‬‬ ‫ويعبر بعضهم عن القول بالأمر نصاء كبشير بن محمد في عبارته‪ ":‬فإن هذه‬ ‫السنن نقلت عن رسول الله ه على وجهين أحدهما الأمر نص" (ا‪ ،‬أو بالأمر عند‬ ‫أبي سعيد الكدمي في بيانه أن الغسل ثبت من سنة رسول الله فقه أمر وفعلا(ةا‪.‬‬ ‫وورد التعبير بالأمر أيضا عند ابن بركة‪.‬‬ ‫ونجد عندهم التعبير بالقولية‪ ،‬فابن بركة مثلاأ“ا عبر بالقولية ومثل لها‬ ‫واستشهد على حجيتها في‪ ":‬قوله عليه الصلاة والسلام؛ (هذا وضوء لا تقبل‬ ‫الصلاة إلا به)ثا‪ ،‬ومع فعله له ا في موضع واحد ليدلل على أن النبي قة‬ ‫مقتدى به في قوله وفعلها‪ ،‬كما يدلل ابن بركة أيضا بقوله تعالى‪:‬لز لق كان لكم‬ ‫في رسول الله أسوة حَسنَةه(الأحزاب‪ )33/12‬على وجوب الاقتداء بالنبي فلة في‬ ‫القول والعمل ("ا‪.‬‬ ‫)‪ (1‬لمزيد البيان والتفصيل‪ .‬ر‪ :‬أبو زهرة محمد بن أحمد(‪ 4931/4791)6‬أصول الفقه دار‬ ‫الفكر العربي‪ ،‬القاهرةث مصر & (د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.79-89‬‬ ‫ثا الرحيلي بشير بن محمد كتاب المستأنف‘ مخ مج ص ‪.452‬‬ ‫(‪3‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ث ‪.4/63‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع‪.1/233،‬‬ ‫الفظ الحديث‪( :‬أنه توضأ مرة فقال هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به‪ ،‬ثم توضأ اثنتين‬ ‫اثنتين فقال‪ :‬من ضاعف ضاعف الله له‪ ،‬ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال‪ :‬هذا وضوئي ووضوء‬ ‫الأنبياء من قبلي أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده‪ ،‬من طريق ابن عباس‪.)98( 1/35‬‬ ‫وأخرجه باللفظ نفسه النسائي في السنن الصغرى‘ في جماع أبواب الطهارة‪ ،‬من طريق ابن‬ ‫عمر وأنس بن مالك ‪ ،)211( 1/49‬وأخرجه غيرهما بألفاظ مختلفة‪.‬‬ ‫كا ابن بركةش الجامع‪.1/472،‬‬ ‫‪7‬ام‪.‬س ‪.561-661 /2‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫يح‬ ‫ويعبر أبو عمرو السوفي("ا عن هذا التقسيم بالطرق التي تعرف بها السنة‬ ‫وهي عنده أوجه ثلاثة‪ :‬القول والفعل والترك(ثا‪ ،‬ويبين التلاتي القول بأنه‪ ":‬اللفظ‬ ‫الذي قاله أي تلفظ به النبي زة كقوله‪( :‬إنما الأعمال بالنيات) ا الحديث" "بينما‬ ‫يحد السالمي السنة القولية بأنها ما صدر عن رسول الله ق من أقوالةا‪.‬‬ ‫ويحدد بشير السنة الفعلية بما وجده أهل عصره فاعلا له وغير تاركه في‬ ‫طول العمر وعلى وجه الدهر ليلا ونهارا وسفرا ا ويستشهد ابن بركة في‬ ‫حجية المضمضة والاستنشاق بما نقل عن النبي فة من فعله مواظبا عليه وبأنه‬ ‫ا السوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة المارغني (ق‪ )6/21‬من بلاد سوف بالجزائر‪ ،‬علامة‬ ‫أصولي فقيه‪ ،‬يعد أحد أعلام الإباضية البارزين في عصر‘ برز في التدريس والتأليفث‬ ‫وامتازت مؤلفاته بالدقة والتدليل‪ ،‬كان كثير الرحلة في طلب العلم ونشره‪ ،‬أهم آثاره‪ :‬كتاب‬ ‫السؤالات ورسالة في الفرق ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات ‪ ‘2/384-584‬الشماخي‪ :‬السيره‬ ‫‪.2/301‬‬ ‫ا السوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة (ق‪ 6/21)6‬كتاب السؤالات‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة جمعية أبي‬ ‫إبنحاق‪ ،‬غرداية الجزائر (د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منها ص‪.742‬‬ ‫(ا الحديث بهذا اللفظ أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬باب في النية ‪ ،)1( 1/32 .‬وبلفظ (إنما‬ ‫الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة‬ ‫ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الوحي‪ ،‬باب بدء‬ ‫الوحي ‪ )1( 1/3 0‬وابن حبان في صحيحه‘ كتاب السير باب الهجرة‘ ‪-11/012‬‬ ‫‪1‬ئ)) وأبو داود في السنن‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬باب نسخ المراجعة‪)2/262(1022 0 ..‬‬ ‫وابن ماجه في السنن‪ ،‬كتاب الزهد باب النيةى ‪ )2/3141(7224‬والطحاوي في شرح معاني‬ ‫الآثار ى كتاب الطلاق باب طلاق المكره‘‪.3/69‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬نتيجة الأفكار‪( ،‬مخ)ى ص‪.63‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪.2/2‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ الرحيلي بشير ‪ ،‬كتاب المستأنفث (مخ مج) ص ‪.452‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ححصح‬ ‫كان يبدأ بهما قبل الأعضاء ثم يقول‪ ":‬فهذه سنة منقولة إلينا عنه عملاً منه في‬ ‫الليل والنهار " ("ا‪.‬‬ ‫ا مستدلا بقولة‬ ‫ويؤكد ابن بركة أن النبي ه مقتدى به في قوله وفعله‬ ‫تعالى‪«:‬إلقذ كان لكم في رسول الله أسوة حَسنَةه (الأحزاب ‪.)33/12‬‬ ‫وبحديث(خذوا عني مناسككم) اعلى وجوب الاقتداء بالنبي ة في القول‬ ‫والعملاء ونجد عند تلميذه أبي الحسن البسيويا مثل هذا التدليل في قوله‪ ":‬فقد‬ ‫ورد قول النبي فقها وفعله أنه كان يصوم لرؤية الهلال وإن لم يمكن رؤيته أتم‬ ‫ثلاثين يومأ وقد قال‪(:‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)ا} فيجب الاقتداء برسول‬ ‫الله ‪ 8‬في أفعاله وأقواله قال الله تعالى‪(«:‬وا آتاكمْ الرسول فخذوه وما تَهَاكمْ عنة‬ ‫فانتَهُوا ‪ (4‬الحشر ‪"")95/7‬ا‪ .‬ويؤكد الكدمي على لزوم الغسل من الجنابة وأن هذه‬ ‫("ا ابن بركة‪ ،‬الجامعؤ‪.052 /1‬‬ ‫”ام‪.‬س‪.472 /1 ،‬‬ ‫ا الحديث بلفظ(خذوا عني مناسككم لعلي لا أراكم بعد عامي هذا) أخرجه البيهقي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب الدفع من المزدلفة‪ ،)5/521(7039...‬وبلفظ خذوا مناسككم ‪...‬الخ‬ ‫أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب فرض الوقوف‪ ،)2/524(6104 ...‬وأبو‬ ‫يعلى في مسنده‘ مسند جابرث ‪.)4/,111(7412‬‬ ‫ا ابن بركة‘\ الجامع ‪.561-661 ,/2‬‬ ‫{ثا البسيوي أبو الحسن علي بن محمد (ق‪)4/01‬من قرية بسيا ببهلا في عمان‪٬‬‏ علامة جليلغ‬ ‫وفقيه مجتهدث ومؤلف محقق‪ ،‬أخذ عن والده وابن بركة وأبي مالك الصلاني‪ ،‬يعد أحد أقطاب‬ ‫القرن الرابع له عدد من المؤلفات منها‪ :‬كتاب "الجامع"‪ ،‬والمختصر‪ ،‬ر‪ :‬الأزكوي‪ ،‬كشف‬ ‫الغمة ‪ ‘784‬ابن مدادغ سيرة ابن مدادغ ص‪42‬ے البطاشيء إتحاف الأعيانث ‪.1/922-232‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصيام؛ باب الصوم لمن خاف‪.)2/476(0181...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الصيام‪ ،‬باب وجوب صوم رمضان‘ ‪ ،)2/267(1801‬والحاكم في‬ ‫المستدرك‘ كتاب الصوم‘ ‪ ،)1/785(7451‬وابن حبان في صحيحه‘ء كتاب الصوم باب رؤية‬ ‫الهلال‪.)1/622(2443 ،‬‬ ‫ا البسيوي أبو الحسن علي بن محمد(ق‪ ،)4/01‬جامع أبي الحسنع دار جريدة عمان‬ ‫للصحافة والنشر‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪ ،‬سلطنة غغمان‪4041 ،‬ه‬ ‫علوم السنة عند ل‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫الحجية مستفادة من كتاب الله نصا ومن سنة رسول الله قه أمرا وفعلا ("‪ .‬وهكذا‬ ‫نجد ذكر السنة الفعلية عند علماء الإباضية وأن حجيتها كحجية القولية وأن الفعل‬ ‫يضارع القول والعكس (ةا‪ ،‬بل فعل النبي فقة حجة باهر ة(‪.)3‬‬ ‫ويؤكد السوفي أنه إذا فعل فقه فعلا وغلم أنه فعله على وجه الوجوب أو‬ ‫على وجه الندب" فهو شرع لنا قال الله تعالى‪ :‬لق كان لَكم في رسول الله‬ ‫منوة حَسَنَة‪4‬ه (الأحزاب‪٧)33/12‬‏ ومعنى أسوة أي قدوة‪ ،‬قالت الخنساء تبكي‬ ‫أخاها(من الوافر )‪:‬‬ ‫وما يبكون مثل أخي ولكن } أعزي النفس عنة يالتلستي' ث‬ ‫ويقول الوارجلاني‪":‬وأما إثبات السنة بفعل رسول الله يلة فظاهر‪ ،‬وبدلالة‬ ‫قوله يل (خذوا عني مناسككم)"ا‪ ،‬و(صلوا كما رأيتموني أصلي)ا‪ ،‬فهذا يدل‬ ‫على أن أفعاله من سنته فمن اقتدى بها فعن أمره ("ا‪ ،‬ونجد البرادي يؤكد على‬ ‫‪. 4‬م ‪.2/422‬‬ ‫() الكدمي المعتبر ى ‪.4/63‬‬ ‫ثا ابن بركةش الجامع‪.1/233،‬‬ ‫ا الحضرمي أبو إسحاق إبراهيم بن قيس(ق‪ )6/11‬مختصر الخصال\ دار نوبار للطباعةض‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ ،‬مسقط سلطنة عمان‪4041 ،‬ه_‪4891/‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ السوفي ءالسؤالاتس(مخ) ص‪.084‬‬ ‫‪.04‬‬ ‫تقدم تخريجه‘ ص‬ ‫(‪)5‬‬ ‫©ا أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة باب فرض متابعة الإمام‪.‬‬ ‫‪ )5/(1312‬والدارقطني في سننه‘ كتاب الصلاةء باب ذكر الأمر بالأذان‪...‬‬ ‫‪ »)1/372(2‬والبيهقي في السنن الكبرى‘ كتاب الصلاة‪ ،‬باب من سها فجلس‪2/543...‬‬ ‫(‪.)2763‬‬ ‫‪ 7‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنخصاف©‪.1/121 ،‬‬ ‫ث البرادي أبو الفضل أبو القاسم بن إيراهيم الدمّري(حي في‪ )018/7041 :‬ولد بجبل شمر‬ ‫جنوب تونس(جبل الحواية الآن) أخذ عن يعيش الزواغي وأبي ساكن الشمًاخي وغيرهما‪.‬‬ ‫أكثر من الرحلة لطلب العلمى ومن رحلاته رحلته إلى جامع الزيتونة وحاز على إعجاب‬ ‫= عارم السنة عند الإباضية‬ ‫هذا الجانب التأصيلي فيجعل أفعال رسول الله فقه الواقعة موقع البيان أصلاً مسن‬ ‫أصول الفقه الخمسة(;ا‪ ،‬ويطلق أبو نبهان الخروصي ©ا هذا التأصيل بتعميم كل‬ ‫أفعال الرسول قل في حق الأمة ويذكر أن فعل النبي يلة يقتضي الإباحة باستغراق‬ ‫الجنس في الكل من الأمة عموما إذا لم تثبت معه قرينة التخصيصس ويؤكد أن‬ ‫الأمة داخله معه فيما لم يصح أنه بخصوصه اس ونجد ممن عزف السنة الفعلية‬ ‫السالمي فذكر أنها ما صدر عن رسول الله تلة من أفعال(“ا‪.‬‬ ‫أما السنة التقريرية فهي ما علمه من فعل الناس في الجاهلية وفي الإسلام‬ ‫فلم يزجرهم عنه كما حدها بشير بن محمدك (ا ثم يقول مؤكدا حجيتها‪ ":‬فتفهموا‬ ‫ذلك بعلله حجة على من زعم أن لا حجة فيما لم يوقف الرسول عليه الصلاة‬ ‫والسلاما‪ ،‬وأنكر سنن العمل وعذر بتركها وزعم أن لا شيء على من‬ ‫شيوخه فيها‪ ،‬كان عالما فقيها‪ .‬ومجتهدا محققا‪ ،‬ونبيلا كريما عني بنشر العلم وتولى‬ ‫رئاسة حلقة العزابة‪ ،‬وألف فأجاد وترك عددا كبيرا من المؤلفات منها‪ :‬البحث الصادق و‬ ‫أحمد(‪.)9901/9861‬‬ ‫شفاء الحائمث والجواهر المنتقاةى وغيرها‪ .‬ر‪ :‬الحيلاتي سليمان بن‬ ‫رسائل الحيلاتي(علماء جربة)‪ ،‬تح‪ :‬محمد قوجه‪ ،‬ط‪ \1‬دار الغرب الإسلامي‘ بيروت‘‬ ‫‪. 8‬مع ص‪36‬س ‪67-77‬س ابن محمد محفوظ(معاصر‪ ،).‬تراجم المؤلفين التونسين‪ ،‬دار‬ ‫الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‘ ‪2891‬م‪1/501-601 ،‬ء الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪ ،‬ص‪.521‬‬ ‫[" البرادي أبو الفضل أبو القاسم بن إبراهيم الدمري(حي في‪ : )018/7041 :‬رسالة الحقائق‪٥‬‏‬ ‫طبعة حجرية ضمن مجموع في الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫الخروصي أبو نبهان جاعد بن خميس(‪ ،)7321/2281‬علامة محقق جليل‪ ،‬وحبر رباني‬ ‫نبيل‪ ،‬يصفه السالمي بأنه كان مقدم زمانه افي العلم والفضل والشرف‘ وقد لقب في عمان‬ ‫بالشيخ الرئيس أو السيد الرئيس‘ له تآليف جليلة القدر‪ ،‬منها‪ :‬مقاليد التنزيلى وجامع أبي‬ ‫نبهان‪ .‬ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪2/091‬ء مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان ص‪.54‬‬ ‫{االخروصي أبو نبهان جاعد بن خميس (‪ ،)7321/2281‬رسالة الشيخ جاعد ضمن الصحيفة‬ ‫القحطانية(مخ)‪ ،‬جامعة أكسفورد بانجلتراء رقم ‪ 61210350‬صورة لدى الباحث ص ‪. 535‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ السالمي شرح الطلعة ‪. 2/2‬‬ ‫(ثا الرحيلي بشير المستأنف‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص ‪.552‬‬ ‫ا هكذا وردت في المخطوط ولعله يريد ما لم يوقف الرسول قه العمل به مما رأى الناس‬ ‫= علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫أضاعها""ا‪ ،‬ولعل حد السوفي أكثر شمولا حين قال‪ ":‬وإذا سمع رسول الله هة‬ ‫الشيء ولم ينكره‪ ،‬أو رأى فعلا ولم ينكره هل يكون شرعا؟ قال‪ :‬هو شرع‬ ‫لنا‪(...‬خا‪ ،‬وإذا فعل في زمانه شيء ولم يحضر له فبلغه ولم ينكره فهو شرع‬ ‫لناا فحده يشمل ما رأى وما سمع من فعل‪ .‬ويمثل السوفي(“ا لما رأى بما روي‬ ‫عنه فقه (أنه رأى قيسا يصلي ركعتي الفجر بعدما صلى صلاة الصبح فقال‪ :‬ما‬ ‫هاتان الركعتان؟ فقال‪ :‬ركعتا الفجر‪ ،‬فسكتاء كما مثل لما سمع بما نقل عن‬ ‫(معاذ أنه كان يصلي مع رسول الله ه صلاة العشاء فيذهب إلى قومه فيصلي‬ ‫بهم تلك الصلاة)(ا‪.‬‬ ‫ويبين الوارجلاني الإقرار بأنه كل شيع أقر عليه أمته وتركهم وفعلوه بين‬ ‫يديه سواء كان ذلك واجباً أو ندب أو مباح فهو سنة"ا‪ ،‬و يذكر الوارجلاني في‬ ‫يعملون به‪.‬‬ ‫‪.52‬‬ ‫ص‬ ‫مخ مج‬ ‫)‪ (1‬الرحيلي بشير ۔ المستأنف‘‬ ‫ص‪.084‬‬ ‫)‪ (2‬السوفي ءاللسؤ لات‪،‬‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.184‬‬ ‫“ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.184‬‬ ‫كا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الصلاةض باب التأمين ‪ ")7101( 1/904‬وابن خزيمة‬ ‫في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب الرخصة في أن يصلي ركعتي الفجر ‪.)2/461(6111...‬‬ ‫والدارقطني في سئنه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب قضاء الصلاة بعد وقتهاء ‪ ،)1/383(9‬والحميدي‬ ‫في المسند حديث أبي رمثة‪.)2/383(768 ،‬‬ ‫ا حديث معاذ (ما روي أن معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله فة العشاء الآخرة ثم‬ ‫يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة) أخرجه مسلم واللفظ له في صحيحه‘ كتاب‬ ‫الصلاة‪ ،‬باب القرآن بعد العشاءث ‪)1/043(564‬ء وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة‬ ‫باب إعادة الصلاة‪ ،)6/,361(2042 ،‬وابن خزيمة في صحيحه؛ كتاب الإمامة في الصلاة‪.‬‬ ‫باب إباحة إتمام المصلي فريضةء ‪ ،)3/56(5361‬والنسائي في المجتبى‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب‬ ‫اختلاف نية‪.)1/323(655...‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصافت ‪.1/84‬‬ ‫= عام السنة عند الا ضية‬ ‫موضع آخر التخصيص بمثل هذا النوع من السنة بقوله‪ ":‬وإذا رأى النبي ة أحدا‬ ‫يفعل غير مقتضى العموم فأقره فذلك تخصيص العموم"(‪٨‬ا‪،‬‏ ويذكر التلاتي مثالا‬ ‫للتقريرثا هو ما فعله معاذ بن جبل في الاستدراك إذ صلى مع النبي تلة بض‬ ‫الصلاة وصلى البعض الباقي بعد سلامه قة منها‪ ،‬وقوله فقه للصحابة ‪-‬رضي ا له‬ ‫عنهم‪ -‬إقرارا لفعل معاذ‪( :‬سَن لكم معاذ سنة حسنة فاصنعوا مثل ما صنع)(ةا‪.‬‬ ‫ونرى جل من تقدموا يجعلون الإقرار في الفعل وكأنهم يحصرونه فيه‪.‬‬ ‫ومنهم عمرو التلاتي في رفع التراخي(“ا‪ ،‬بينما ينحو المتأخرون إلى شمول‬ ‫الإقرار للفعل والقولؤ فنجد السالمي يحد السنة التقريرية بما رآه © من فعل أو‬ ‫قول صدر من أمته أو من بعضهم فلم ينكره وسكت عليه مع القدرة على إنكار (ثا‬ ‫فيجمع بين القول والفعل في حده‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الأوجه التي ترد بها السنة‪:‬‬ ‫ترد السنة في علاقتها بالقرآن بأوجه متعددة عند الإباضية كما هي الحال‬ ‫عند غيرهم‪ ،‬لكننا سنجد تسلسل الاعتماد على الكتاب أولا فالسنة بعده واضحا‬ ‫(م‪.‬س‪.1/921-031 ،‬‬ ‫ثا التلاتي أبو حفص عمرو بن رمضان الجربي(‪ 7811/7471)0‬الأزهار الرياضية على‬ ‫المنظومة الرائية(منظومة فتح بن نوح النفوسي)‪( ،‬مخ)‪ ،‬المكتبة البارونية‪ ،‬الحشان‘ جربة‬ ‫تونس‪ ،‬رقم ‪ ،13‬ص‪.28‬‬ ‫الم أجده مخرجا‪ .‬بهذا اللفظ‪ ،‬وقد ورد بألفاظ مقاربة فأخرجه البيهقي في السنن الكبرى بلفظ‬ ‫مختصرا (قد سن لكم معاذ فهكذا فافعلوا)‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب المسبوق‪.)2/692(3343 ...‬‬ ‫وقريب منه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه؛ كتاب الصلاة‪ ،‬باب ما يقرأ فيما يقضى‪.‬‬ ‫وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ (سن لكم معاذ فاقتدوا به إذا جاء أحدكم وقد سبق‬ ‫بشيء من الصلاة فليصل مع الإمام صلاته فإذا فرغ الإمام فليقخض ما سبقه) في حديث عبد‬ ‫الرحمن بن أبي ليلىث ‪.)172( 2/431‬‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان رفع التراخي في مختصر الشماخي (مخ)ء ص‪.641‬‬ ‫ثا السالمي شر ح طلعة الشمس ‪.2/2.‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫جليا في كل جوانب التشريع عقدية كانت أم فرعية عملية‪ ،‬وهذا الترتيب لا شك‬ ‫أنه مستوحى من الكتاب من أكثر من موضعع من ذلك قوله تعالى‪<:‬و الذكرن ما‬ ‫تى في بيوتكن من آيات الله والحكُمَة»(الأحزاب‪ )33/43‬وقوله تعالى‪ :‬وتسهم‬ ‫لكتاب والحكمة ه(الجمعة ‪ ،)26/2‬ويفسر الملشوطي("ا والسوفي الحكمة‬ ‫بالسنةاا‪ ،‬وللبرادي كلمة جامعة في بيانه للحكمة الواردة في القرآن يقول فيها‪:‬‬ ‫وهي‪ :‬السنة‪ ،‬فإن الدين إنما أخذ من كلام الله كى ومن كلام رسول اللله ة‬ ‫وكلاهما باللحن و العربية‪ ،‬فيكون خطاب الله ك كأنه لسان‪ ،‬وخطاب رسول الله‬ ‫ف كأنه لسان‪ ،‬وهما لسانا الدين ومفتاحاه وركناه"‪(.‬ةا‬ ‫هى‬ ‫ونجد ا لأوجه التي ترد بها السنة كما يعددها الإباضية لا تختلف عما‬ ‫عند غير هه(“ا‪:‬‬ ‫") الملشوطي تبغورين بن عيسى بن داود (ق‪ )6/21‬من ملشوطة بأريغ في الجزائر‪ ،‬أخذ‬ ‫علمه عن أبي الربيع المزاتي وغيره‪ ،‬علامة محقق‪ .‬وأصولي متكلم‪ ،‬نشط في التدريس وكان‬ ‫له غار اتخذه حلقة للتعليم في تين يَسئلي‪ ،‬من تآليفه‪ :‬كتاب أصول الدين‪ ،‬والأدلة‬ ‫والبيان‪.‬ر‪:‬الشماخي‪:‬السير‪2/98 ،‬ش ‪ 69‬معمر علي يحيى‪ ،‬الإباضية في موكب التاريخ‪.‬‬ ‫الحلقة الرابعة‪ ،‬الإباضية في الجزائرث تصحيح‪ :‬أحمد عمر أوبكة‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.‬‬ ‫الجزائر ‪6891‬مش ‪.4/321‬‬ ‫ا الملشوطي‘ تبغورين بن عيسى(ق‪)6/21‬ء الأدلة والبيانث (مخ) ضمن مجموعض مكتبة‬ ‫السالمي بديةى سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪ 20‬لدى الباحث صورة‘ ص‪ ،592‬السوفي السؤالات‬ ‫ص ‪.172‬‬ ‫ثا البرادي أبو القاسم بن إيراهيم(حي في‪ ،)018/7041 :‬البحث الصادق والاستكشاف عن‬ ‫معاني العدل والإنصاف (مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد غردايةا الجزائر د‪.‬ر‘ لدى‬ ‫`‬ ‫الباحث صورة ص‪02‬و‪..‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ لمزيد من بيان ذلك وتفصيله انظر‪ :‬أبو زهو محمد محمد(معاصر)‪ ،‬الحديث والمحدثون؛‬ ‫مطبعة مصر نشر دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ .‬مصر (د‪.‬ت)ء ص‪ ‘73-54‬الخطيب محمد‬ ‫عجاج(معاصر)‪ ،‬أصول الحديث‘ علومه ومصطلحه‘ دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانس ‪9041‬ه‬ ‫‪ 91‬ص‪.64-05‬‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫فالوجه الأول للسنة أنها جاءت مؤكدة لحكم الكتاب وعبر الكدمي‬ ‫ه‬ ‫عن ذلك ب" سنن مصدقة للكتاب محكمة'(‪.'.‬‬ ‫والوجه الثاني أنها وردت بأحكام مستقلة زاد الله بها أهل الإسلام‬ ‫ه‬ ‫فروضا وأحكاما على لسان محمدة(‪2‬ا‪ ،‬يقول أبو بكر الكندي‪":‬والوجه الثالث ما‬ ‫سن من الزيادة في أحكام اللهث فسن الرجم على المحصصن& وسن في قاذف‬ ‫المؤمنين‪ ،‬وإنما الحة في الكتاب في قاذف المحصنات‘ وسن القصر في الصلاة‬ ‫في السفر ‪..‬الخ"اء وهم يؤكدون أن الأصل في أحكام هذا الوجه سنن زاد الله‬ ‫تعالى بها أهل الإسلام أحكاما بلسان النبي ة“ا وتوجد أمثلة كثيرة غير ما تقدم‬ ‫ذكره كستة الأذان والإقامة وما سن في الجراح من ديات حسب أثرها في‬ ‫الجسم وتحريم الحرير والذهب على الرجال وتحريم نكاح الشغار("ا وغيرها‬ ‫من السنن التي لا يَسنَع المقام التفصيل فيهاا‪.‬‬ ‫والوجه الثالث أنها جاءت مبينة وعبر عنها بشير بن محمد بالمفسرة‬ ‫ه‬ ‫إذ فيها تفسير لجملة ما فرض القرآن مما لا يعرف تأويله بلفظ تنزيله ولا يصل‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامة ‪.1/11‬‬ ‫ا الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬المستأنف‪ ،‬مخ مج ص ‪.352‬‬ ‫{ة) الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف ث‪.2/02‬‬ ‫(‪ (4‬الأصم أبو محمد بن أبي عبد الله‪ ،‬البصيرة‪.2/51 ،‬‬ ‫{ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‪ 2/02.‬والأصم أبو محمد بن أبي عبد الله‪ ،‬البصيرة‪.2/71 ،‬‬ ‫ا الحضرمي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله(ق‪)6/21‬ء الدلائل والحجج" تصحيح أحمد‬ ‫كروم مرقون بيد الباحث صورة منه‘ ص‪ ، 402 ‘302‬السوفي‪ ،‬السؤالات ‪ 6110‬الأضم‬ ‫البصيرة ‪.2/51‬‬ ‫”ا الشغار‪ :‬هو تزويج الرجل اكريمته على أن يزوجه الآخر كريمته ولا مهر إلا ذلك‪.‬ر‪:‬‬ ‫البركتي محمد عميم الإحسان(معاصر)ء التعريفات الفقهية ط‪ ،1‬دار الكتب العلميةث بيروت‪،‬‬ ‫‪3002‬م‪0‬؛ ص‪.321‬‬ ‫‪4‬هغ‬ ‫ثا لمزيد من التفصيل ر‪ :‬الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‪'2/02٬‬‏ الأصم أبو محمد بن أبي عبد‬ ‫اللهء البصيرة ‪. 2/71‬‬ ‫عل السنة عند الإباضية‬ ‫يح‬ ‫أحد إلى علمه بدون الترجمة والتوقيف عليه مثل قوله «إوأقيسوأ اللصئلاة وآتوأ‬ ‫‪-‬‬ ‫الزكاة (البقرة‪ )2/34‬أو « وأتموا الحج والغنة لله (البقترة‪"()2/691‬ا‪ .‬وجا‬ ‫التعبير بالمفسرة عند عمروس في معرض حديثه عن الزكاة وأن السنة فسرت‬ ‫كيف كان قسمها‪ ،‬ومن كم تجب ؟ ومن أي نوع تجب ؟ وعلى كم ؟ والحول‪...‬كل‬ ‫ذلك من السنة لثا‪ ،‬ونقل ابن جعفر(ثأوابن بركة عن بشير من كتابه الخزانة‪:‬أن‬ ‫افترض الصلاة والزكاة جملة وفسرهما رسول الله ة بالسنةا“اى وقريب من هذا‬ ‫تعبير محمد بن روح في قوله‪":‬والسنة كلها تأويل لكتاب الله تبارك وتعالى"ةا‪.‬‬ ‫وجاء المفسر عند أبي الربيع المزاتي في مقابل السُجمل من أوامر السنةاء‬ ‫بينما عبر عنها الكدمي قبله بالشر ح فقال‪" :‬أصلها من كتاب الله وشرح الكتاب‬ ‫عند‬ ‫ورد‬ ‫الوصف‬ ‫النص ه )‪ . (7‬ووصفها بأنها مبينذةا ‪ 6‬ومثل هذا‬ ‫السنة بوجوب‬ ‫ابن بركةثا‪.‬‬ ‫وقد ذكرت أمثلة كثيرة لفرائض ورد الأمر بها مجملاً في القرآن وبينت‬ ‫الستة هذا الإجمال‪ ،‬فمما ذكر ‪-‬غير ما تقدم‪ -‬ما ورد من أن رسول الله يل ظل‬ ‫المشعر الحر ام قبيل طلو ‪4‬‬ ‫من‬ ‫الفجر ‘ ثم أفاض‬ ‫صلى‬ ‫حتى‬ ‫المزدلفة‬ ‫في‬ ‫الشمس(""ا‪ ،‬قال الكدمي معلقا على ذلك‪ ":‬فثبت ذلك في شعائر الحج سنة‬ ‫للمسلمين‪ ،‬وقد جاء في ذلك عن الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬وبينته الستة النبوية"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫‪.352‬‬ ‫(!ا الرحيلي بشير ‪ ،‬المستأنف‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‬ ‫"ا المساكني عمروس بن فتح الدينونة الصافية‪ .‬ص‪.59-69‬‬ ‫"ا اين جعفر الجامع ‪.2/51‬‬ ‫ا ابن بركة الجامعء‪.1/554‬‬ ‫ا الكندي محمد بن روح ‪ -‬كتاب سيرة الشيخ محمد بن روح‘ ص ‪.21‬‬ ‫©ا المزاتي أبو الربيع سليمان بن يخلف‪ ،‬التحف المخزونة ص ‪.38‬‬ ‫‪ 7‬الكدمي أبو سعيد ‪ ،‬الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد‪.1/07 ،‬‬ ‫ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ‪.461 4/3610‬‬ ‫(ثا ابن بركة\ الجامع" ‪.1/554-654‬‬ ‫(‪ )01‬حديث الإفاضة من جمع(روي أن عمر رضي الله عنه صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال‪:‬‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫صحصح‬ ‫وقد فصلت السنة فرائض الصلاة وسننها وأحكامها بعد أن فرضت في‬ ‫القرآن جملة ثا‪ ،‬وبينت السنة هذه الجملة(ةا‪ ،‬يقول ابن بركة في بيان أحد‬ ‫فروعها‪ ":‬وقد ذهب بعض أصحابنا إلى أن لا يقرأ خلف إمامه‪ ،‬واحتجوا بقول الله‬ ‫تعالى‪« :‬إولا قرئ القرآن فاشتمغوأ ة وأنصتوا لعلكم ئرنحشون»‬ ‫(الأعراف‪ )7/402‬فاعتل من ذهب إلى هذا القول بظاهر الآيةء والحجة عليهم‬ ‫ببيان النبي ي‪(:‬لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب) اء وخبر النبي يلة هو المعترض‬ ‫على الآية‪ ،‬لأن النبي تلة هو الموكل بالتبيان"(ةا‪ ،‬ولما كانت مسألة بيان السنة‬ ‫للقرآن من أكثر الأوجه التي تداولتها المصنفات والكتب عند علماء المذهب رأيت‬ ‫إفرادها بمزيد من البيان في المبحث التالي‪.‬‬ ‫الوجه الرابع أنها ترد ناسخة للقرآن يقول بشير بن محمد‪":‬وقد قيل‬ ‫ه‬ ‫أيضا بوجه ثالث إن من سنة رسول الله خ ما هو لأحكام القرآن ناسخ نحو‬ ‫إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير‪ ،‬وإن النبي قا خالفهم‬ ‫ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس) أخرجه البخاري واللفظ له في صحيحه‘ كتاب الحج" باب‬ ‫متى يدفع من جمع‪)2/402(0061 ،‬ء وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب المناسك‘ باب الدفع‬ ‫من المشعر الحرام‪)9582( 4/172...‬ء والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب وقت‬ ‫الإفاضة من جمعغ ‪ 2/334(4504)6‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب ما جاء في تقديم‬ ‫الضعفة‪.)598( 3/142...‬‬ ‫‪1‬بر‪.461 4/3. 6‬‬ ‫"ا الكدمي أبو سعيد ال‪0‬معت‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامعء‪.1/554‬‬ ‫(‪ )3‬الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.01/6 ،‬‬ ‫ا أخرجه النسائي في السنن الصغرى‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب فرض الصلاة وسننهاث ‪1/632‬‬ ‫(‪)553‬ء والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الصلاة‪ ،‬باب ما جاء في افتتاح القراءة‪2/52.‬‬ ‫(‪)742‬ء والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة‪ ،‬باب من قال يقرأ خلف الإمامض ‪2/761‬‬ ‫(‪)8572‬ء والطبراني في مسند الشاميين‪ ،‬ما أسند سعيد بن عبد العزيز التتنوخي‘‪،‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫{ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع“‪.1/905‬‬ ‫|‬ ‫عارم السنةعند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫قوله‪ (:‬لا وصية لوارث)(‪.‬ا بجد نطق الكتاب بهالإللوالتين‬ ‫والأقربين»(البقرة‪ 2/081)6‬وما سنه في من أسلم من نساء المشركين أنهن لا‬ ‫عوض لهن على أزواجهن السابقين الكفار إذا أتين المسلمين بعد قوله «(قآتوا‬ ‫للذين ذهبت أزواجهم مقل ما أنقفوامه (الممتحنة‪ ) 06/11‬ا مع ما أخرج بسنته ما‬ ‫تشتمله الآية لعموم قول الله تعالى للذكر مثل حظ الأنتَيْن“ (النساء‪ )4/11‬بقوله‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسندهؤ كتاب الأيمان والنذور‪ ،‬باب في الديات والعقل‘ ‪1/162‬‬ ‫(‪ »)766‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الوصايا باب ما جاء لا وصية لوارث‘‪ 4/434‬‏(‪٨)2121‬‬ ‫وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬باب لا وصية لوارث‘ ‪ )4172( 2/609‬والدارقطني في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،)4/79(98 ،‬وسعيد بن منصور في سننه‪ ،‬كتاب الوصايا بباب هل‬ ‫يقضي الحي النذر عن الميت‪.)1/941(524 ،‬‬ ‫(ا بيان هذه المسألة أن حكمها الأول جاء في سياق التبادل بين المسلمين والمشركين خاصة‬ ‫بعد الحديبة؛ فشرع الله رة مهر المرأة المسلمة إذا صارت إلى المسلمين وطلب منهم أن‬ ‫يسألوا مهر المسلمة إذا انقلبت إلي المشركين‪.‬‬ ‫وقد وقى المؤمنون بحكم الله بينما أبى المشركون تأدية ذلك؛ فنزل قول الله تعالى «زوين‬ ‫فاتكم شيئ من أزوَاجكُم إى الكفار عاقبت فاتوا الذين ذهبت أزواجهم مل ما أنقفوا واتقوا‬ ‫اللة الذي أنثم به سُومنون» (الممتحنة‪ ،)06/11‬وهذا التعويض جعل مسّا يقع في أيدي‬ ‫المسلمين من الغنيمة والفيئ وغيره‪ ،‬أو مما يؤديه الكافر إن قبل الأداء لمهر المرتدة أو غير‬ ‫ذلك‪ :‬ثم نسخ هذا الحكم كما نص علماء الأمة على ذلك‪.‬‬ ‫وانظر لمزيد من التفصيل في هذه المسألة‪ :‬الشافعي أبو عبد الله محمد بن‬ ‫إبريس(‪ ،)402/028‬أحكام القرآن‪ ،‬تح‪:‬عبد الخالق عبد الغني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ :2/170‬الرازي الجصاص أبو بكر أحمد بن علي(‪ 073/289)6‬أحكام القر آن‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫‪ 0‬ه‬ ‫‪ 5/2330‬الكرمي مرعي بن‬ ‫محمد الصادق قمحاوي‘ دار إحياء التراث‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬ه‬ ‫يوسف بن أبي بكر(‪))3301/3261‬ء الناسخ والمنسوخ‪ ،‬تح‪ :‬سامي حسن عطاء دار القرآن‬ ‫‪1/09‬ا ابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد(‪.)/795‬‬ ‫الكويت‪0041 ،‬ه‬ ‫نواسخ القرآن ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬هے ‪1/242‬ے المرادي النحاس أحمد‬ ‫بن يسماعيل(‪ ")933/259‬الناسخ والمنسوخض تح‪:‬محمد عبد السلام محمد‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الفلاح‪.‬‬ ‫الكويت‘ ‪8041‬ه ‪.1/347‬‬ ‫‪::١:‬س۔‏‬ ‫= عار السنة عند الا ضية ح‬ ‫ل‪(:‬لا وارث بين ملتين) "ا و(يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) ("‬ ‫و(المرأة على عمتها وخالتها) ( بعد قولهلزإوأحل تكم ما وراء ذلكم»‬ ‫(النساء‪ " )4/42‬ا‪.‬‬ ‫واعتبار النسخ وجها من أوجه ورود السنة يذكره أبو بكر الكندي أيضاء‬ ‫فيبين أن من أوجه السنة ما كان من السنن ناسخا لأحكام القرآن ويمثل الكندي‬ ‫اء‬ ‫زيادة على ما تقدم ذكرها بما سته النبي ه من أن الوصايا لا تجاوز الثلث‬ ‫[" لفظ (الحديث لا يتوارث أهل ملتين)‪.‬أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب التفسير أول‬ ‫كتاب التفسير‪ ،)4492( 2/262 ،‬والنسائي في السنن الكبرىء كتاب الفرائض‪ ،‬في سقوط‬ ‫الموارثة بين المنتين‪ 1836-4836)6( 28 ,/4 ،‬وأبو داوود في سننه‪ ،‬كتاب الفرائنض‘ باب‬ ‫هل يرث المسلم الكافرث ‪ ،)1192( 3/521‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الفرائض‘ باب لا‬ ‫يتوارث أهل ملتينش ‪.)4/424(8021‬‬ ‫‪2‬ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الشهادات باب تعديل كم يجوز ‪.)2/539(2052 ،‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يجوز في النكاح ‪ 524)6( 1/012...‬والنسائي في‬ ‫السنن الكبرى‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬ما يحرم من الرضاعة‪ ،)3/592(5345 ،‬وابن ماجه في سننهض‬ ‫كتاب النكاح‪ ،‬باب يحرم من الرضاع ما‪.)7391( 1/326 ...‬‬ ‫ا من ألفاظه(لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها)! أخرجه البخاري في‬ ‫صحيحه كتاب النكاح‪ .‬باب لا تنكح المرأة على عمتها‪ ،)9184-1284( 5/5691.‬ومسلم‬ ‫في صحيحه‘ كتاب النكاح‪ .‬باب تحريم الجمع بين‪ ،)8041( 2/9201...‬وابن حبان في‬ ‫صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬ذكر الزجر عن تزويج‪ 9/724(7114)6...‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫النكاح‪ ،‬باب ما يكره أن يجمع‘‪.)2/422(5602‬‬ ‫ا الرحيلي بشير ‪ ،‬المستأنف‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص ‪.352‬‬ ‫{ةا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘ ‪.2/91‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه( الثلث والثلث كثير‪ ،‬أن تدع ورثتك‪ ،)...‬كتاب النفقات‪ ،‬باب‬ ‫فضل النفقة‪ ،)5/7402(9305...‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الوصاياء باب الوصية‬ ‫بالشث‪ 4/401(0646)6 ،‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الوصاياء باب ما جاء في الوصية‬ ‫بالثلث‪ 4/034(6112)0 .‬والبزار في مسنده‪ ،‬حديث الزهري عن عامر ‪.)3/392(5801‬‬ ‫‪);::‬جہ۔‬ ‫علوم السنةعند الا ضية س(‬ ‫ح‬ ‫ولا يرث الحر من العبد ولا العبد من الحر(‪.‬ا‪ ،‬وقد جرى على ذكره وتمثيله من‬ ‫بعده أبو عبد الله الأصم في البصير ة(‪2‬ا‪.‬‬ ‫على أن النسخ في تقديري لا يخرج عن كونه وجها من وجوه البيان وبذلك‬ ‫يدخل ضمن وجه ورود السنة مبينةث وسيرد مزيد بسط في مبحث ناسخ الحديث‬ ‫ومنسوخه‪٠ ‎‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬البيان بالسنة‪:‬‬ ‫اليان لغة إظهار المقصود بأبلغ لفظ ‪ 3‬وأصله الكشف والظهور("‪ .‬أطلق‬ ‫الكلام‪ ،‬والبيان‪ :‬ما يتبين به الشيء من الدلالة وغيرها‬ ‫على الفصاحة ووضوح‬ ‫ومعنى تبن الشيء ظهر ثا‪.‬‬ ‫() الأصل في هذه المسألة عموم حديث ابن عمر أن رسول الله يل قال‪(:‬من باع عبدا له مال‬ ‫فماله للبائع إلا أن يشترطه المبتاع) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرائض‪ ،‬باب‬ ‫لا يرث المملوك‪ 6/912(5021)6 ،‬وعبد الرزاق في مصنفه كتاب البيوع‪ ،‬باب بيع العبد‬ ‫وله مال‪ 8/631(32641)6 ،‬وأبو يعلى في مسنده‪ ،‬مسند عبد الله بن عمر‪.)9/183(8055 .‬‬ ‫يقول الشافعي معلقا على هذا الحديث‪ ":‬فلما كان بنا في سنة النبي فق أن العبد لا يملك‬ ‫مالاك وأن ما يملك العبد فإنما يملكه سيده‪ ،‬ولم يكن السيد بابي الميت؛ ولا هو بوارث؛ سميت‬ ‫له فريضة‘ فكنا لو أعطينا العبد بأنه أب إنما أعطينا السيد الذي لا فريضة له‪ ،‬فورثنا غفير‬ ‫من ورث الله‪ ،‬فلم نورث عبدا لما وصفت" ر‪ :‬البيهقي السنن الكبرىس ‪.6/912‬‬ ‫على أن مسألة جواز تملك العبد لشيء من المسائل المختلف فيها فلا تؤخذ على‬ ‫إطلاقهاء وقد أورد ابن عبد‪ .‬البر الخلاف في هذه المسألة‪ ،‬وأورد حجج الفريقين‪ ،‬أي القائلين‬ ‫بجواز تملكه وعدم جوازه‪ ،‬يقول ابن عبد البر‪ :‬واستدل من قال إن العبد يملك بأن عبد الله‬ ‫بن عمر كان يأذن لعبيده في التسري‪ ،‬ولولا أنهم يملكون ما حل لهم التسرم‪ .‬لأن الله تعالى‬ ‫لم يُحل الفرج إلا بنكاح" فقال‪" :‬و للفريقين في هذه المسألة ضروب من الاحتجاج يطول‬ ‫ذكرها ليس كتابنا هذا بموضع لها" ر‪ :‬القرطبي ابن عبد البر يوسف بن عبد الله‬ ‫(‪ »)364/1701‬الاستذكار‪ ،‬تح‪ :‬سالم محمد عطا؛ محمد علي معحوضکس ط!‘ دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانش ‪0002‬م‪.6/572-672٥‬‏‬ ‫‪ 2‬الأصم البصيرة‪.2/61 ،‬‬ ‫‪_ ;::(:‬‬ ‫= علوم السنةعند الا‪ .‬ضية ح‬ ‫ويورد السوفي للبيان تعريفين اصطلاحيين‪ :‬الأول بمعنى الدليل الذي‬ ‫يتوصل بصحيح النظر فيه إلى ما هو دليل عليهؤ والثاني‪ :‬إخراج الشيء من حيز‬ ‫الإشكال إلى حيز التجني(ةا‪.‬‬ ‫ويستدل الوارجلاني والبرادي على تأصيل البيان من السنة بقول الله عز‬ ‫وجل‪«:‬ومَا أرسلتا منقبلك إنا رجالا نوحي إلنهم قاسنألوا أهل الذكر إن كنتم لا‬ ‫تَعلَمُون؛ بالتتات و الأثر ونزنتا يك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم‬ ‫َتفكَرُون)(النحل‪)1/44.34 6‬ء وقال‪(«:‬وما أنزننا عليك الكتاب إلا لتبين لَهُمْ الذي‬ ‫احتلفُوأ فيه وهى ورحمة لقوم يُومنون)(النحل‪) 61/46‬ء وقال‪«:‬وَمَا آتَاكم‬ ‫الرسول فخذوه وما هاكم عنه فانتهُوا» (الحشر ‪ )95/7‬فاقتضى ذلك أن بيان‬ ‫الرسول يل لما في القرآن بيان وهو سنته“ا‪.‬‬ ‫وينقسم البيان إلى بيان القول والفعل والترك‪ ،‬ونرى من علماء الإباضية من‬ ‫يذكر البيان بالقول والفعلةا‪ ،‬ومنهم من يذكرهما مع التركثاء ومنهم من تفيد‬ ‫عبارته أشمل من ذلك كالبرادني في قوله‪ ":‬وإن كان البيان في سنة رسول الله ة‬ ‫قولا وفعلا‪ ،‬وإرسالا وكتباء وإقرارا وإشارة ورمزا"‪7‬ا‪ ،‬لكنه في موضع آخر‬ ‫("ا ابن منظور لسان العرب مادة بَيَنَى ‪ 0 31/96‬الجزري ابن الأثير أبو السعادات المبارك‬ ‫بن محمد(‪)606/0121‬۔ النهاية في غريب الأثر‪ ،‬تح‪ :‬طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد‬ ‫طناحيس المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت لبنانس ‪9931‬ه ‪.1/471‬‬ ‫ا الرازي محمد بن‪ :‬أبي بكر بن عبد القادر(‪ ،)127/2231‬مختار الصحاح تح‪ :‬محمود‬ ‫خاطر مكتبة لبنان ناشرون بيروت‪5141 ،‬ه ‪5991‬مإ مادة بين‪.1/92 ،‬‬ ‫() السوفي ءالسؤالات‪ 742 ،‬و‪.‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‏‪ 47 /1٤‬البرادي‪ ،‬البحث الصادق(مخ)ث ص‪671‬و‪.‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ )561-661 /2 ،‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف ص‬ ‫‪ 6‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ى ص‪.46‬‬ ‫© السوفي‪ ،‬السؤالات ص‪7420‬‬ ‫{ا البرادي‪ ،‬البحث الصادق‪( ،‬مخ)ى ص‪571‬و‪.‬‬ ‫_ علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جعل بيان رسول الله قه سُنحَصرا في أربعة أقسام‪ :‬قول وفعل وإقرار وتركلأا‪.‬‬ ‫وقصره الملشوطي على القول والفعل والتركة‪.‬‬ ‫أما البيان القولي والفعلي فيستدل عليه ابن بركة بقول النبيقق ‪(:‬خذوا عني‬ ‫مناسككم)ا وبأعماله التي نقلت في المناسك واتبعه الصحابة فيها؛ ويقول‪ ":‬ففي‬ ‫هذا دليل على أن البيان قد يقع مرة قولا وتارة يقع فعلا"“ا‪.‬‬ ‫على أنه في حقيقة الأمر اشترك البيان القولي والفعلي هنا في بيان الحج‪.‬‬ ‫ومن أمثلة البيان بالسنة القولية والفعلية أيضا قوله قه ‪(:‬صلوا كما رأيتموني‬ ‫أصلي)ا وما نقل عنه من أفعال الصلاة المخصوصة حيث بين القول والفعل‬ ‫قوله تعالى‪:‬ل(أقيسوا الصئلاةه(البقرة‪ )2/34‬وهو بيان إجمالي ابتدائي كما يقول‬ ‫عمرو التلاتيا‪.‬‬ ‫ويفصتل السوفي والبرادي أوجه البيان القوليا إلى أوجه ثلاثة‪ :‬الأول كونه‬ ‫ابتداء كقوله ه‪( :‬لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها) ا ‪ 5‬والثاني ما‬ ‫كان جوابا عن سؤال‪ ،‬كقوله فقه في البحر‪(:‬هو الطهور ماؤه والحل ميتته) ثا‪.‬‬ ‫(ام‪.‬س‪ ،‬ص‪771‬و‪.‬‬ ‫ثا الملشوطي‪ ،‬الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج) ص‪.492‬‬ ‫() تقدم تخريجه‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫ا ابن بركةء الجامع ‪.561-661 /2‬‬ ‫ا تقدم تخريجهێ ص ‪.14‬‬ ‫كا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ى ص‪.46‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ) ص‪742‬ے البرادي‪ ،‬البحث الصادق‘ (مخ)» ص‪.592‬‬ ‫ا تقدم تخريجه؛ ص ‪.05‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب في أحكام المياهء ‪ ،)1/27(061‬وابن حبان‬ ‫في صحيحها كتاب الطهارة‪ ،‬باب المياهء ‪ ،)4/15(4421‬وابن خزيمة في صحيحه‪ ،‬كتاب‬ ‫الورضوء باب الرخصة في الغسل‪ ،)1/95(111...‬وابن ماجة في سننه؛ كتاب الطهارة‬ ‫وسننهاء باب الوضوء بماء البحر‪.)1/631(683 ،‬‬ ‫‏‪) ١‬ج‬ ‫عارم السنة عند الإباضية ح‬ ‫ح‬ ‫وكان سئل عن الوضوء بمائه‪ ،‬ويذكر البرادي أمثلة أخرى لهذا الوجه فمن ذلك‬ ‫ما روي في شاة ميمونة حين سئل عن إهابها؛ فقال ف‪( :‬كل إهاب دبغ فقد‬ ‫طهر)(‪٨‬ا‏ ‪ 0‬وقوله ه في بئر بضاعة( حين سئل عن الوضوء بمائها؛ فقال‪(:‬خلق‬ ‫الله الماء طهورا لا ينجسه إلا ما غير لونه أو طعمه) ا؛ يقول البرادي ‪ ":‬فحملناه‬ ‫على ما سئل عنه عن ماء تلك البئر‪ ،‬وما كان مثله من الماء الكثير؛ فهذا الحديث‬ ‫يحمل على السبب"ا‪ ،‬والثالث أن يكون الجواب لا يستقل بنفسه ولا به عندئذ من‬ ‫ذكر السؤال معه حتى يتم الكلام؛ مثل جوابه لما اقتطع ملح مأرب ا فقيل له‪ :‬إنه‬ ‫كالماء العة فقال هه‪( :‬فلا إذا) ©ا ‪.‬‬ ‫(!ا أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الطهارةى باب جلود الميتة‘ ‪.)4/301(7821‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب اللباس‪ ،‬باب ما جاء في جلود الميتةث ‪ ،)4/122(8271‬والنسائي‬ ‫في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرع والعتيرة ث باب جلود الميتةى ‪ 3/38(7654)0‬والدارمي في‬ ‫سننه‪ ،‬من كتاب الأضاحي باب الاستمتاع بجلود الميتة‪.)2/711(5891 .‬‬ ‫ا بضاعة‪ :‬دار بني ساعدة بالمدينة‪ .‬وبئرها معروفة كانت تلقى فيها خرق الحيض‬ ‫والقاذورات والنتن‪ .‬ر‪ :‬المباركفوري أبو العلاء محمد بن عبد الرحمن(‪ ،)3531/7391‬تحفة‬ ‫الأحوذي شرح جامع الترمذي‘ ضبط وتوثيق‪ :‬صدقي محمد جميل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروتث‬ ‫لبنانث ‪5141‬ه‘ ‪5991‬م‪.1/081 ،‬‬ ‫ا أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة ‪ ،‬باب ما جاء في بئر بضاعة ‪})1/71(66‬‬ ‫والترمذي في كتاب أبواب الطهارة‪ ،‬باب ما جاء أن الماء‪ ،1/59(66)6...‬والدارقطني في‬ ‫سننه كتاب الطهارة‪ ،‬باب‪ .‬الماء المتغير‪ ،)1/92(01 ،‬والنسائي في المجتبى‪ ،‬كتاب المياه‬ ‫باب ذكر بئر بضاعة‪.)1/471(623 ،‬‬ ‫[ البرادي‪ ،‬البحث الصادق‪( ،‬مخ)ءص‪.592‬‬ ‫“امنسوب إلى مأرب‪ :‬بلد باليمن‪ :‬ر‪ :‬المباركفوري‪ :‬تحفة الأحوذي‪.4/925 ،‬‬ ‫(استقطعت رسول الله هزه معدن الملح الذي بمأرب‬ ‫ا هو حديث أبيض بن حمال قال‪:‬‬ ‫فأقطعنيه‪ ،‬فقيل إنه بمنزلة الماء العد" فقال رسول الله هة ‪ :‬فلا إذا) أخرجه النسائي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب إحياء الموات‪ ،‬باب الإقطاع‪ 3/604(6675)6 .‬وتحت رقم(‪ )8675‬قال‪ :‬يعني‬ ‫بالماء الكثير‪ ،‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الأحكام" باب ما جاء في القطائع ‪)3/466(0831‬ء‬ ‫وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الخراج والإمارة والفيء‘ باب في إقطاع الأرضين‬ ‫عار السنةعند الا ضية‬ ‫ححح‬ ‫وَأمَا بيان الفعل‪ :‬فمن الأصول كما يذكر الوارجلاني أن أفعاله بيان للقرآن؛‬ ‫ودليل ذلك(" أحديث أم سلمة عن امرأة سألتها عن القبلة للصائم فقال لها رسول الله‬ ‫قل‪ (:‬ألا أخبرتها أني أفعل ذلك وأنا صائم) (ثا‪ ،‬ومثلوا لبيان الفعلا بقوله قه‪:‬‬ ‫(خذوا عني مناسككم)‪ ،‬و(صلوا كما رأيتموني أصلي)“ا‪ ،‬يقول الوارجلاني‬ ‫أيضا‪ ":‬وأما أفعال النبي ة فإنها بيان يُخصآ به العموم إلا إن دل الدليل على‬ ‫خلافه كنهيه عن الوصال‪-‬أي في الصوم‪ -‬ثم هو يواصل"ا وبيان الفعل يكون‬ ‫تفسيرا لما في كتاب الله تعالى كما يذكر البرادي ويجب اتباعه وإن كان ابتداءع©ا‪.‬‬ ‫ولما كان الفعل وجها من أكثر وجوه البيان مثار خلاف أخذا أو رداء فإننا‬ ‫في هذا المقام في حاجة إلى وقفة إزاء تفصيل الإباضية لأفعال الرسول قة‪.‬‬ ‫إن أفعال الرسول فقه إن كانت بشرية الطابع مثل الأكل والشرب والقيام‬ ‫والقعود مما لا بة منه‪ ،‬فهي عامة مباحة له ولناا‪7‬اى وهذه الأفعال واضحة بينة لا‬ ‫يظهر فيها أي إشكال‪.‬‬ ‫‪)3(4603‬ء وابن ماجة في سننهؤ كتاب الرهون‪ ،‬باب إقطاع الأنهار والعيون‪،‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫"ا الوارجلاني العدل والإنصاف ‘‪.1/97‬‬ ‫(‪7‬ا حديث أم سلمة أخرجه مالك في الموطأؤ كتاب الصيام‪ ،‬باب ما جاء في الرخصة في القبلة‬ ‫للصائمث ‪ ،)1/192(146‬والشافعي في مسنده‘ ‪ 1/0420‬والطحاوي في شرح معاني الآثاره‬ ‫كتاب الصيام باب القبلة للصائمث ‪ 2/490‬وحديث جواز القبلة للصائم ورد من طريق عائشة‬ ‫وقد أخرجته جل مصادر الحديث؛ كالربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصوم باب ما يفطر الصائم‬ ‫‪.)1/0(13‬‬ ‫{ا السوفي‪ ،‬السؤالات س(مخ)مص‪٬742‬‏ الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصافث ‪.1/97‬‬ ‫ا تقم تخريجهماى ص‪.14 ‘04‬‬ ‫ا الوارجلاني ‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.921 /1.‬‬ ‫كا البر ادي‪ ،‬البحث الصادق‪( ،‬مخ)ء ص‪.592‬‬ ‫”ا الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪ ،863‬أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة على‬ ‫‪-::‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ‪-‬‬ ‫ح‬ ‫ومن أفعال الرسول قه ما كان بيانا لواجب أو مندوب أو مباح‘ سواء‬ ‫بالقول كقوله قا(خذوا عني مناسككم) وأشباهه أو بقرينة كقطع يد السارق من‬ ‫الكوع بعد آيقالوالسئارق وَالسئارقة قاقطَغوأ أنديَهْمَا‪(4‬المائندة‪ 5/83)6‬وغسل‬ ‫المرفقين في الوضوء مع آيقلإفاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المَرَافق‪(4‬المائدة‪)5/6‬‬ ‫فهذا مما لاشك أنه مبين خاصتا كان أم عاما("ا‪.‬‬ ‫وقد يكون من الأفعال ما لا يرد مورد البيان لاختصاصه به قه؛ كتزوج‬ ‫تسعة نسوة‪ ،‬ووجوب الضحى© والتصفية من الغنيمة‪ ،‬وقيام الليل وغيرها‪ ،‬يقول‬ ‫أبو الحواري‪" :‬وقد يجوز للنبي قه ما لا يجوز للناس‘ ويجوز للناس ما لا يجوز‬ ‫للنبي ثة وقد يحل للنبي ة ما لا يحل للناس وقد يحل للناس ما لا يحل للنبي‬ ‫ا! وقد حرم على النبي قة الصلاة على المنافقين وحل ذلك للناس"‪2‬ا‪.‬‬ ‫أو ندب أو‬ ‫أما ما كان غير مختص به؛ فما عرفت صفته من وجوب‬ ‫إباحةش فأمته مثله فيهؤ وقيل لاث وصحح الشماخي الأول مستدلاً بأن الصحابة‬ ‫يرجعون إلى فعله المعلوم صفته‪ ،‬ومستدلأ بعموم التلسيا في قوله تعالى‪:‬لإلقدذ‬ ‫كان لَكُمْ في رسول الله أسوة حسنه (الأحزاب ‪ 33/12)6‬وقد سبق بشير بن‬ ‫محمد الشماخيمً إلى تقرير ذلك مبينا أن الأصل التأسي برسول الله ية إللى أن‬ ‫نتبين ما نخص به ولا بة من حجة تبين ذلك؛ كالصدقه بين أنها لا تحل له ثم‬ ‫قال‪":‬فكل ما لم يكن مبينا أنه خاص لرسول الله فه أو أنه نقل فعلى الناس فعله‬ ‫مختصر العدل‪(،‬مخ)‪041 ،‬ظ‪.‬‬ ‫"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص ‪ '863‬أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة على مختصر العدلء‬ ‫(مخ)‪041 ،‬ظ‪.‬‬ ‫(‪2‬ا القري أبو الحواري محمد بن الحواري(‪ 272/688)0‬سيرة أبي الحواري‪( ،‬مخ) ضمن‬ ‫‪.012‬‬ ‫مجموع السير العمانيةكه ص‬ ‫[‪7‬ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف‘ ص ‪963‬ا أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة على‬ ‫‪1 14‬و ‪.‬‬ ‫مختصر العدل ص‬ ‫ح عذر السنة عند الإاضية‬ ‫بقوله تعالى‪:‬إلَمن كان يرجو اللة واليوم الآخر وذكر اللة كثير»‬ ‫(الأحزاب‪;")33/12‬ا‪.‬‬ ‫وهذا الذي صححه الشماخي هو نفس قول الوارجلاني في العدل(ثا‪ ،‬ويعقب‬ ‫أبو ستة على ذلك بقوله‪" :‬والحاصل أن أفعال الرسول فقة إما أن تقوم قرينة على‬ ‫اختصاصها به أو لاؤ فإن قامت قرينة على الاختصاص فهي مختصة بهز ‪-‬‬ ‫كقيام الليل في حقه‪...‬إلخ‪ -‬أو لم تقم قرينة على الاختصاص بل قامت على‬ ‫العموم فهي عامة في حق غيره‪ ،‬وشاملة لسائر أمته"ا‪ ،‬وهذا التقسيم المتقدم‬ ‫لأفعال النبيقةة "عام في جانب العبادات والمعاملات على المشهور "ا‪.‬‬ ‫وأما البيان بالترك فهو كما حةه السوفي والبرادي‪ :‬كل شيء تركهم وفغله‬ ‫سواء كان واجبا أو مباحا أو ندبا أو حظرا فتركهم على ذلك فهم على ما كانوا‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫وإذا تقرر عندهم بيان السنة للقرآن فكذلك القرآن للسنة والسنة للسنة كما‬ ‫صححه بعضه( ‪ )6‬وذلك لأنهما من عند الله‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬لوما تنطق عن‬ ‫هوى" إن هو إنا وي وحى‪(4‬لنجم‪ 35/3-4)6‬ويدل على الجواز قوله تعالى‪:‬‬ ‫«وَزلَا عليك الكتاب تبيان لكل شَئءه(النحل‪.)61/98)(7‬‬ ‫إن أوجه بيان السنة للقرآن متعددة‪ ،‬ونجد ذكرها والتمثيل لها في كتب‬ ‫الإباضية كثيرا‪ ،‬وأهم هذه الوجوه‪:‬‬ ‫{"ا الرحيلي بشير‪ ،‬المستانف‪( ،‬مخ مج) ص ‪.652‬‬ ‫(‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/97.‬‬ ‫{ثا أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة (مخ)‪931 ،‬ظ‪.‬‬ ‫(ام‪.‬س‪ 0‬ص‪041‬ظ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)ء ص‪742‬ے البرادي‪ ،‬البحث الصادق(مخ)‘ ص‪.592‬‬ ‫ثا أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة على مختصر العدل(مخ)ى ص‪46‬وث ص‪66‬ظ‪.‬‬ ‫ص‪46‬و ‪ .‬ص‪66‬ظ‪.‬‬ ‫)‪ (7‬م‪.‬س؛‬ ‫علرم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫ما ورد بيانا لمجمل القرآن‪ ،‬وله أمثلة كثيرة سبق التمثيل بها كبيان‬ ‫ه‬ ‫أحكام الصلاة والزكاة والحج وغيرها وردت مجملا في القرآن وفصتلته السنة("‪.‬‬ ‫بل إن السنة في أغلبها بيان لمجمل القرآن والنبي قل قد أمر بتبيين ما في القرآن‬ ‫ثا‪ .‬يقول يوسف بن محمد المصعبيا في تعليقه على إحدى المسائل في رسالة‬ ‫رد على أحد مخالفيه‪':‬وهذه في كتاب الله إجمالا‪ ،‬وهو يتلى لدينا ليلا ونهارا كبارا‬ ‫‪ 0‬ونقل ذلك إلينا وإليكم الصحابة والتابعون‬ ‫وصغارا‪ ،‬وتولى بيانه سيدنا محمد‬ ‫والأئمة الراشدون‪ ،‬حتى نصوا فيه جميع الأحكام نصا واستنباطاء قال تعالى‪:‬‬ ‫«إوآنزنتا إيك الذكر لتبين للتاس ما نزل نهيه (النحل‪.)“)61/44‬‬ ‫ومنها ما ورد مخصصا لعموم القرآن‪ ،‬ونجد ذكر تخصيص السنة‬ ‫ه‬ ‫للقرآن عند المتقدمين من علماء الإباضية كبشير بن محمد وغيرها كما نجد عند‬ ‫ابن بركة مثالا لمثل هذا التخصيص؛ فالعموم الوارد في قوله تعالى‪« :‬إوالذينَ هم‬ ‫لفزوجهخ حافظون“ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أمانه فره غر منَومين»‬ ‫(المؤمنون‪ )32/5-6‬عموم مبيخ للزوجة و المملوكة في كل حال وإن خصص باية‬ ‫أخرى وهي «قاعتزلوأ السنَاء في التحيض؛(البقرة‪ )2/222‬فإنه أيضا خصص‬ ‫("ار‪:‬البرادي‪ ،‬البحث الصادق(مخ)ى ص‪271‬ظ‪.‬‬ ‫ا الوالرجلكني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/87،‬‬ ‫(ا المصعبي أبو يعقوب يوسف بن محمد المليكي (‪ 7811/4771)6‬ولد بمليكة في ميزاب‬ ‫بالجزائر‪ ،‬انتقل الى جربة وأخذ العلم فيها رخل إلى تونس ومصر للعلم‪ ،‬ثم عاد إلى جربةء‬ ‫فصار مفتيها وكبير علمائها‪ ،‬له تآليف كثيرة حتى في الفلك والكيمياء‪ ،‬أهمها‪ :‬حاشية على‬ ‫تفسير الجلالين‪ ،‬حاشية على شرح مختصر العدل وغيرها‪.‬ر‪ :‬بن تعاريت‪ :‬تراجم علماء‬ ‫جربة ص ‪00‬ا‪1‬أ أبو اليقظان‪ :‬ملحق السير‪.1/25 ،‬‬ ‫[‪٨‬ا‏ المصعبي أبو يعقوب يوسف بن محمد المليكي (‪ 7811/4771)6‬رد يوسف المصعبي على‬ ‫أحد المخالفين‪(،‬مخ) ضمن مجموع ‪ 0‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف©‘ الجزائر؛د‪.‬رث صورة لدى‬ ‫الباحث‪٬‬ص‪.92‬‏‬ ‫{‪٨‬ا‏ الرحيلي بشير المستأنف‪( ،‬مخ مج)ى ص ‪.052‬‬ ‫علوم السنة عند لاا ضية‬ ‫حح‬ ‫بما ورد عن النبي قة أنه سئل عن سبايا أوطاس من الإماء‪( ،‬قنهيى عن وطء‬ ‫الحوامل منهن حتى يضعن وعن الحوائل حتى يحضن) "اء يقول ابن بركة‪:‬‬ ‫اوالحائل التي يأتيها الدم حالأ بعد حال‪ ،‬والله أعله"ثا‪.‬‬ ‫ويشير الوارجلاني إلى أن التخصيص يقع بدلالة أمور‪ :‬منها السنة وأخبار‬ ‫الآحاد‪" ،‬اويمثل لما خصصته السنة من عموم بقول الله عز وجل‪«:‬وَالسئارق‬ ‫والمئارق قَاقطَغُوأ أنديَهمَا جزاء بما كسبا تكلا من اله واللة عزيز‬ ‫العموم هنا فعفت من القطع من سرق ما‬ ‫حكيم»(المائدة‪ )5/83‬والسنة خصصت‬ ‫دون ربع الدينار لقوله ققه‪(:‬ليس فيما دون ربع دينار قطع) “ا‪ ،‬ولقوله‪ (:‬لا يقطع‬ ‫السارق في أقل من ربع دينار) ا وأيضا بقول الله عز وجل‪:‬ل«وقاتلوا الششركين‬ ‫"ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب في الرضاع‪ ،)1/112(625 ،‬والحاكم في‬ ‫المستدرك كتاب النكاح" ‪ ،)2/212(0972‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب وطء‬ ‫السبايا‪ ،)2/842(7512 .‬والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬باب في استبراء الأمة‬ ‫‪...22‬‬ ‫لا ابن بركةش الجامع‪.541 /1 ،‬‬ ‫(ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ث‪.1/021.‬‬ ‫() أخرجه البيهقي قريبا من هذا اللفظ ولفظه عنده( لا يقطع في دون ربع دينار)‪ ،‬السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب السرقة‪ ،‬باب ما يجيء فيه القطع‘ ‪.)8/552(04961‬‬ ‫{ثا لفظ الحديث عند مسلم( لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا) أخرجه مسلم في‬ ‫صحيحه‘ كتاب الحدود باب حد السرقة ونصابهاث ‪ 3/313(4861)0‬والنسائي في السنن‬ ‫لكبرى‪ ،‬كتاب قطع السارق‪ ،‬باب ذكر اختلاف أبي بكر بن محمد‪ 4/043(3247)6 ،‬وابن‬ ‫ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب حد السارق‪ ،)2/268(5852 ،‬والدارقطني في سننه‬ ‫كتاب الحدود والديات‪ ،)513( 3/981...‬وحديث القطع المشهور أخرجته جل كتب الحديث‬ ‫من طريق عائشةش ولفظه عند البخاري‪ (:‬قال النبي فقة‪ :‬تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا)‬ ‫ولفظ آخر عنده‪ (:‬تقطع يد السارق في ربع دينار )‪ 0‬ر‪ :‬البخاريث صحيح البخاري‪ ،‬كتاب‬ ‫الحدود باب قول الله تعالى‪:‬لوالسارق والسارقة“‪.)6/2942(7046...‬‬ ‫عالور السنة عند الإباضية‬ ‫حج‬ ‫كافة كَمَا يُقاتلُونكُم كَاقة‪(4‬التوبة‪ )9/63‬فخصت السنة النساء والولدان والرهبان‬ ‫وأهل العهد لقوله فه‪(:‬لا تقتلوا امرأة ولا وليدا )"اء ونهى أبو بكر الصديق ‏‪:٨%‬‬ ‫عن قتل الرهبان فقال‪(:‬دعوهم وما حبسوا إليه أنفسهم)غ) ()‪.‬‬ ‫وقد تشترك السنة مع القرآن في تخصيص القرآن؛ من ذلك ماذكره‬ ‫إسماعيل الجيطالي(ا في حكم ميتة البحر فهي مخصصة من عموم حرمة‬ ‫"الفظ الحديث من رواية أنس بن مالك قال كنا إذا استنفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخر ج‬ ‫إلينا رسول الله فه فيقول انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في سبيل الله لا‬ ‫تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا)‪ .‬أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‘‬ ‫كتاب السير‪ ،‬باب ترك قتال من لا قتال فيهش ‪ ،)9/09(23971‬وابن أبي شيبة واللفظ له في‬ ‫مصنفه في كتاب السير‪ ،‬باب من ينهى عن قتله‪ ،)6/384(81133 ،..‬وابن عبد البر في‬ ‫الاستذكار‪ ،‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب النهي عن قتل النساء والولدانث ‪.5/13‬‬ ‫ولابن عمر رضي الله عنهما حديث قال‪ (:‬وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله‬ ‫فق فنهى رسول الله ق عن قتل النساء والصبيان)ء وهذا الحديث أخرجته كثير من كتب‬ ‫الحديث‪ ،‬فالبخاري أخرجه في صحيحه كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب قتل النساء في الصرب‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الجهاد والسير؛ باب تحريم قتل النساء‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.)3/4631(4471...‬‬ ‫‪ 2‬هذا جزء من حديث طويل أوصى فيه أبو بكر يزيد بن أبي سفيان وغيره من أمراء‬ ‫الجيوش«‪ ،‬ومنه‪ ...(:‬لا تغرقن نخلا ولا تحرقنها‪ ،‬ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا‬ ‫تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في‬ ‫الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له‪ )....‬أخرجه البيهقي ‪-‬واللفظ المتقدم له‪ -‬في السنن‬ ‫الكبرى© كتاب السير باب من اختار الكف عن‪ ،)9/58(40971...‬ومالك في الموطأ‪ ،‬كتاب‬ ‫الجهاد‪ ،‬باب النهي عن قتل النساء‪ ،2/744(569)6....‬وعبد الرزاق في المصنف‘ كتاب‬ ‫الجهاد‪ ،‬باب عقر الشجر بأرض العدو ‪ ،)5/991(739‬وابن أبي شيبة في المصنف‪ ،‬كتاب‬ ‫السير‪ ،‬باب من ينهى عن قتله في‪.)6/484(43133...‬‬ ‫(;ا الاورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ث‪.1/121.‬‬ ‫{ا الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى (‪ })057/0531‬ولد بجبل نفوسة في ليبيا‪ .‬أخذ‬ ‫العلم عن أبي موسى عيسى الطرميسي ‪ 3‬اشتهر بحافظته القويةش كان عالما وفقيها مجتهدا‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الميتة"ا بقوله تعالى‪« :‬أحل لكم صتيذ الخر وَطَعَاسشذ)(المائدة‪ ،)5/69‬وبقول‬ ‫الرسولفقة‪(:‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته) اء وبقوله فقه أيضا‪(:‬أحلت لكم ميتتان‬ ‫ودمان‪ ،‬فالميتتان‪ :‬السمك والجراد والدمان‪ :‬الكبد والطحال) (‪.‬ا‪.‬‬ ‫إن تخصيص عموم القرآن بالسنة له أمثلة كثيرة‪ ،‬أوردها علماء الإباضية‬ ‫في ثنايا بسطهم للمسائل الفقهية ذفي أبوابها؛ ؛ ونكتفي بما تقدم ذكره‪ .‬وهذا‬ ‫غير‬ ‫التخصيص كما يقول الشماخي يكون بالسنة المتواترة اتفاقاء والخلاف في‬ ‫ؤ بينما ينقل التلاتي خلافا لما اعتبره الشماخي اتفاقا فيه‬ ‫المتواتر‪ ،‬كخبر الواحد‬ ‫بقوله‪ ":‬وقيل لا يجوز التخصيص بالسنة المتواترة والفعلية بناء على القول بأن‬ ‫أفعال الرسول ئ لا تخصص ويكون المخصص المنفصل بخبر الو احدا‬ ‫أتهم‬ ‫الفول‬ ‫وجملة‬ ‫المسألة ‘‬ ‫في هذه‬ ‫هذا‬ ‫أكثر من‬ ‫و لا يتسع المقام لدلبسط‬ ‫للسنة‬ ‫نصو ‏‪ ١‬على تخصيص السنة للقر آن ‘ بل وتخصيص القر آن للسن ةة و السنة‬ ‫وغيرهما‬ ‫وهذا ما عبر به الشماخى ©ا والتلاتي("ا والملشوطي(ا ل‬ ‫ومؤلفا محققا يعتبر ممن أثروا المذهب بتصانيفهم‪ ،‬وكان ينهج المقارنة العلمية في تآليفه‪.‬‬ ‫ومن‪ .‬أهمها‪ :‬قناطر الخيرات‘ شرح نونية أبي نصر قواعد الإسلام‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السير‬ ‫الجربي سالم بن يعقوب(‪ ،)8041/8891‬تاريخ جزيرة جربة‪ ،‬دار الجويني‬ ‫‪2-891‬‬ ‫‪6041‬ه ‪6891‬م{ ‪.311-411‬‬ ‫للنشر تونسث‬ ‫أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪ ،)057/0531‬قواعد الإسلامى تح‪ :‬بكلى عبد‬ ‫"ا الجيطالي‬ ‫عمر‪ ،‬ط‪ ‘3‬مكتبة الاستقامة‪ .‬مسقط‘ سلطنة عمان‘ ‪6141‬هے‪5991 ،‬م‪.‬‬ ‫الرحمن بن‬ ‫‪.10141‬‬ ‫( تقدم تخريجه‘ ‪5‬ص‪.3‬‬ ‫{ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأحكام‪ ،‬باب الذبائح" ‪ ،)1/342(816‬وابن ماجة في‬ ‫السنن ‪ 0‬كتاب الأطعمة باب الكبد والطحال‪،)2/2011(4133٬‬‏ وعبد بن حميد في مسنده‪.‬‬ ‫أحاديث ابن عمر‪ 1/062(028)6 ،‬وأحمد في مسنده‪ ،‬مسند عبد الله بن عمر‪.)2/79(3275 ،‬‬ ‫( الشماخي؛ شرح مختصر العدلث ص ‪.404-504‬‬ ‫(ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ)ى ص‪.961‬‬ ‫كا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.404-504‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية =۔_۔_‬ ‫حححح‬ ‫ويورد المصعبي مثالا لتخصيص القرآن للسنة يقول فيه‪ ":‬مثله أي المصنف‪-‬‬ ‫بتخصيص قوله ه‪( :‬ما قطع من حي فهو ميتة)(“ا بقوله تعالى‪:‬لإومن أصئوافهَا‬ ‫وأونتار هامه (النحل‪ 61/08)0‬هكذا كتبه عن بعض مشايخناء والله أعلم"اء وجلهم‬ ‫يستشهدون في تخصيص القرآن للسنة بقوله تعالى‪ « :‬تنتانا لكل‬ ‫شي؛ء‪(4‬النحل‪٠)61/98‬‏ وسيأتي بسط الحديث عن تخصيص السنة للسنة في محله‬ ‫عند الحديث عن مختلف الحديث‪.‬‬ ‫كانت لنا فيما تقدم وقفة مع تقسيمات السنة عند الإباضية وجدناهم يوافقون‬ ‫فقهاء الأمة في تقسيمهم السنة إلى قولية وفعلية وتقريرية‪ ،‬والقولية يعبر بعضهم‬ ‫عنها تارة بالقول أو بالأمر ويستدلون بالقرآن والسنة على تساوي حجية القول‬ ‫والفعل‪ ،‬وكذلك التقريرية فما أقر الرسول فه عليه الناس من فعلهم مما علمه فهو‬ ‫حجة‪ .‬وبدا أن المتقدمين جعلوا الإقرار في الفعل‪ ،‬ونحا المتأخرون إلى شموله‬ ‫القول والفعل‪.‬‬ ‫أما عن أوجه ورود السنة فهي إما أن ترد مؤكدة لحكم قرآني أو مبينة له‪.‬‬ ‫وقد عبر بعضهم عن البيان بالشرح أو التأويل‪ ،‬ولما ترد مستقلة الحكم أو‬ ‫ناسخة\ ومع ذلك فالنسخ وإن أفرده البعض بالذكر فإنه لا يخرج عن كونه بيانا‪.‬‬ ‫والإباضية في هذه الأوجه هم كباقي الأمة في هذا التحديد‪.‬‬ ‫(" التلاتي‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ص‪.961‬‬ ‫{‪2‬ا الملشوطي تبغورين الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج)ى ص‪.992‬‬ ‫ا المصعبي يوسف بن محمد(‪ 7811/4771)6‬حاشية المصعبي على مختصر العدل(مخ)‪.‬‬ ‫مكتبة جمعية أبي إسحاق‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر د‪.‬ر‪ ،‬لدى الباحث صورة‪ ،‬ص‪391‬و‪.‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الذبائحث ‪ ،)4/762(8957‬والدارمي في سننه؛ كتاب‬ ‫الصيد‪ ،‬باب في الصيد يبين منه العضو ‪ ،)2/821(8102‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصيد‬ ‫باب في صيد ما قطع منه‪ 3/111(8582)0 ،‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الصيد‪ ،‬باب ما قطع‬ ‫من البهيمة وهي حيةش ‪.)2/2701(6123‬‬ ‫(‪ )5‬المصعبي حاشية المصعبي(مخ)‪ .‬ص ‪391‬و‪.‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫وكان إفراد بيان السنة بمزية التفصيل توافقا مع حضوره والإشارة إليه‬ ‫بكثرة في التراث الإباضي سواء بالاستدلال عليه وعلى حجيته من القرآن‬ ‫والسنة‪ ،‬أو بوفرة الأمثلة المندرجة تحته‪ ،‬أو بتقسيمه إلى بيان قولي وفعليئ‬ ‫وتركي‪ ،‬وزيادة الإقرار عند بعضهم‪ .‬وهم في التعبير عنه ليسوا على نسق واحد‪،‬‬ ‫فمنهم من يجعله في القول والفعل‘ ويجعل ما عداهما داخلا فيهما‪ .‬ومنهم من‬ ‫يفصله إلى الأقسام الثلاثة أو الأربعة المشار إليهاث ومثل ذلك تعبيرهم في أوجه‬ ‫بيان السنة للقرآن‪ ،‬كالبيان القولي في وروده ابتداء أو جوابا لسؤال مستقلا كان أم‬ ‫غير منفصل‪ ،‬أو غير ذلك‘ فهم بين مفصل في ذلك وموجز ‪.‬‬ ‫وأما البيان بالفعل فعةه الإباضية أحد أوجه بيان الستةغ ورأينا عناية منهم‬ ‫بتأصيله وبيانه؛ وضتتنوا فيه تفصيلهم وخلافهم في أفعال الرسولققة؛ هل الأصل‬ ‫في الفعل خصوصيته للنبي ه فلا بة من دليل يكشف العموم‪ ،‬أم الأصل فيها‬ ‫على أن هناك من الأفعال ما لا يرد‬ ‫العموم فلا بة من دليل يكشف الخصوص‬ ‫مورد البيان كما تقدم‘ وكذلك وجدنا ذكرهم للبيان بالترك‘ ولبيان القرآن للسنة‬ ‫وحجته‪.‬‬ ‫وتتعتد أوجه البيان التي ترد السنة بها عند علماء الإباضية؛ فهي إما أن‬ ‫تكون مبينة لمجمله أو مخصصة لعامه‪ ،‬أو مقيدة لمطلقه‪ ،‬أو غير ذلك من الأوجه‬ ‫التي ذكروها في ثنايا عرضهم لكثير من المسائل‪ ،‬وقد تقدم التفصيل وبيان‬ ‫البعض من هذه الأوجه والاستدلال على أصلها من القرآن والسنةث مع ذكر‬ ‫الأمثلة والنماذج المبينة لذلك‪' .‬‬ ‫وإذا كان فيما عرضناه بعض الإشارات حول حجية السنةش فإن بيان حجية‬ ‫السنة ومكانتها في التشريع لا تكفيه الإشارة‪ ،‬بل هو محتاج إلى مزيد التفصيل‬ ‫وهو ما سنعرض خلال المبحث الآتي وهو حجية السنة ومكانتها عند الإباضية‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫ح‬ ‫اصللالثسالثنحجةيةعند الإباضية‬ ‫الف‬ ‫المبحث الأول أدلة حجَيّة الستة‪:‬‬ ‫يورد علماء الإباضية عددا من الآيات يستشهدون بها على حجية السنة‬ ‫النبوية ويأتي قول الله تعالى‪(«:‬لقذ كان لَكُم في رسئول الله أسوة حسنة لمن كان‬ ‫ترجو اللة واليوم الآخر وذكر اللة كثيرأه(الأحزاب ‪ )33/12‬شاهدا على وجوب‬ ‫التأستي بالرسول فقه والاقتداء به ودعوة لمن آمن بذلك‪ ،‬وهو أمر بالاقتداء به كما‬ ‫أمر هو بالاقتداء بمن هدى ا له قبله فقيل له فيما أنزل عليه‪««:‬أوَئك الذين دى‬ ‫الله فبهداهُم اقتدةه(الأنعام‪ )6/09‬كما يذكر ابن ذكوان(‪ .)1‬ويبين بشير بن محمد‬ ‫أن الخطاب للمسلمين عامّة‪ ،‬ودل آخر الكلام على فرض التأستي‪ ،‬وأنه عام فلا‬ ‫يجب أن نخص هذا التأستي في بعض الشريعة دون بعض؛ إذ الأصل في ذلك‬ ‫التأستي برسول الله ق إلى أن نتبين ما نخص به؛ وعلى الناس وجوب عموم‬ ‫لتلسي لقوله تعالى‪ :‬لمن كان يرجو اللة واليوم التخرهث)‪.‬‬ ‫وتحمل الآية الكريمة‪ :‬ومن يشناقق المسئول من بعد ما تبين ه المدى‬ ‫يتيخ غير متبيل المؤمنين نوله ما ولى وتصله جَمَتم وساءت مشصيرا»‬ ‫(النساء‪ )4/511‬معنى سلب الهداية لهذا المشاقق إذ أنه لا يهتدي أحد بخلافهمث)‪.‬‬ ‫وكل راغب عن سنة رسول الله ة هو متبع فيه غير سبيل الهدى(“ا بدلالة هذه‬ ‫الآية‪.‬‬ ‫‪.343‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪243‬‬ ‫الدعوة)‪ ،‬ص‬ ‫منهج‬ ‫(ضمن‬ ‫سالم بن ذكوان‬ ‫سيرة‬ ‫)‪ (1‬ابن ذكوان؛‬ ‫‪.652‬‬ ‫مخ مج‪ .‬ص‬ ‫)‪ (2‬الرحيلي بشير ى المستأنف‘؛‬ ‫‪.033‬‬ ‫(‪ )3‬ابن ذكوان‪ ،‬سيرة سالم بن ذكوان (ضمن منهج الدعوة)ء ص‬ ‫(“ام‪.‬س‪3 ،‬ص‪.74‬‬ ‫|‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حصح‬ ‫ويكشف لنا أبو سعيد الكدمي مزيدا من البيان حول هذه الآية؛ بأن من‬ ‫قامت عليه الحجة وبلغته المعرفة فخالف بعد بلوغ الحجة والمعرفة‪ ،‬فقد شاقق الله‬ ‫ورسوله فة والمسلمين‪ ،‬ولا عذر له ثم يبين الكدمي أنه يبرأ منه بذلك(" إن لم‬ ‫يتب‪ ،‬وأنه أي هذا الفعل‪ -‬من الكبائر‪ ،‬و قيل إنه لا يبرأ منه حتى يستتاب‘ وقد‬ ‫قيل يبرأ منه ثم يستتاب‪ ،‬ويكمل الكدمي بيانه بقوله‪ ":‬معنا أن الله تعالى يعذبه على‬ ‫مشاققته ومشاققة رسوله قق‪ ،‬واتباع غير سبيل المؤمنين بالصلاة التي نهى عنها‪.‬‬ ‫كما يعذبه على ترك الصلاة التي أمر بهاء ولا فرق في ذلك إذا فعل ذلك من بعد‬ ‫ما تبين له الهدى‪ 6‬وقامت عليه الحجة\ ببيان الحق من الباطل‪ ،‬والضلال من‬ ‫الهدى‪ ،‬ففعل ما قد نهي عنه كان مشاققاً لله ولرسوله ة ومتبعاً لغير سبيل‬ ‫المؤمنين؛ فأحكام السنة ثابتة في الدين كأحكام الكتاب" (‪2‬ا‬ ‫ونجد آيتين يكثر الاستشهاد بهما في هذا الموضوع قوله تعالى‪:‬إوا آتاك‬ ‫لرسول فخذوه وما هاكم عنة فانتهوا‪(4‬الحشر ‪ )95/7‬وقوله تبارك وتعالى‪:‬قل‬ ‫أطيغوا اللة وأطيغوا الرسئول فإن تونوا فلما عنه ما حمل وعليكم مًا ملم وين‬ ‫تطيعُوه دتهتذوا وَمَا على الرسول إلا بلاغ المبينه (النور ‪ .)42/45‬فهما عند ابن‬ ‫روح وأبي سعيد الكدمي من أدلة ثبوت السنة من كتاب الله(اى وهما من شواهد‬ ‫تصديق قول النبي فقه كما يذكر ابن روحأا‪ ،‬ويستشهد ابن جعفر بآيةلإومَا آتاك‬ ‫الرسول قخوه(الحشر ‪)95/7‬على أنه يجوز للنبي فقه أن يجيز لبعض شيئا ولا‬ ‫يجيزه لبعضا‪ ،‬وهو ما استشهد به البسيوي على حجية السنة أيضا‪.‬‬ ‫"ا الكدمي أبو سعيد } المعتبر ‪.2/402‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.602 {.2/502 ،‬‬ ‫{ثا الكندي ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح (مخ) ص ‪ 21‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.1/51‬‬ ‫( الكندي ابن روحض سيرة محمد بن روح (مخ) ص ‪.21‬‬ ‫() الأزكوي ابن جعفر‪ ،‬الجامع‘ ‪.3/493‬‬ ‫)‪ (6‬البسيوي‬ ‫أبو الحسن علي بن محمد(ق‪ ،)4/01‬سيرة ة الشيخ أ‪,‬بي الحسن علي بن محمد‬ ‫البسيوي»(مخ) ضمن مجموع السير العمانيةى ص ‪.24‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫يقول أبو عبد الله الكندي" وإن قال‪ :‬فما الدليل على أن السنة يعرف الحق‬ ‫من قبلها ؟ قيل له‪ :‬قوله تبارك وتعالى‪(«:‬ومَا أتاكم الرسول فَخذو‪(4‬الحشر ‪)95/7‬‬ ‫"ا ويذكر أبو عبد الله الأصم أن "الدليل على أن السنة حجة قوله تعالى‪:‬للإ وما‬ ‫آتاكُمْ الرسول فخذوه وما نَعَاكُمْ عنه فَانتَهُوا‪(4‬الحشر ‪(')95/7‬ثا‪ ،‬ويذكر الشماخي‬ ‫أن مما دخل فيما جاء به ه اتباع كتاب الله وسنة رسولهةة وما آتَاكُمْ الرنشول‬ ‫فخذوه (الحشر ‪ )95/7‬ة)‪.‬‬ ‫ويذكرون مع الآية المتقدمة التي صرح فيها بالأمر بطاعة الرسولقة آيات‬ ‫أخرى ورد فيها الأمر بالطاعة أيضا مثل قوله تعالى‪ :‬من يطع الرنشول فقذ‬ ‫أطاع الة (النساء‪ 4/08)6‬وا أرنتلتا من رول إلا لاع بإذن‬ ‫لَهه(النساء‪(« 4/46)6‬وأطيغوأ اللة وأطيغوأ الرسئول“‪(4‬المائدة‪٬)5/29‬لإومسن‏ طف‬ ‫اللة ورَسئولة فَقذ قاز فوزا عظيما (الأحزاب‪)23/17‬؛ فمن هذه الآيات وغيرها‬ ‫كما تقدم ثبوت السنة من كتاب الهاء كما أنها شاهد على أن السنة مأخوذة من‬ ‫الكتابةا‪ ،‬فالمقصد الإلهي من الرسالة هو طاعة الرسول المرتبطة بطاعة الله‬ ‫وعليه فمن لازم تبليغ الرسالة تَحَقق هذه الطاعة‪ ،‬ولذلك ورد التأكيد عليها بلفظ‬ ‫الطاعةش المقتضي الاتباع وقرنت الطاعتان معا‪ ،‬وجعل الفوز العظيم ثمرتهيما‬ ‫معا‪.‬‬ ‫"ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشرع‪.3/313 ،‬‬ ‫"ا الأصم عثمان بن أبي عبد الله(‪ ،)136/7311‬كتاب النور‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪،‬‬ ‫القاهرة؛ مصرع نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪4041 ،‬هے ‪4891‬م‪.‬‬ ‫ص ‪.391‬‬ ‫{ثا الشماخي أحمد بن سعيد(‪ ،)829/2251‬الرد على الغدامسيس(مخ) ضمن مجموعض مكتبة‬ ‫إروان‪ ،‬العطفؤ الجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫(ا الكندي محمد بن رو حض سيرة محمد بن روح (مخ)ء ص‪.21‬‬ ‫ا السليمي ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/972 ،‬‬ ‫عاور السنة عند الإناضية‬ ‫جح=‬ ‫إن الوصف في هذا ‪ -‬أي في سرد آيات الطاعة وحجية السنة‪ -‬يطول‪،‬‬ ‫وهو مما به تصديق قول النبي ي على حد وصف ابن روح لاء وهذه الآيات‬ ‫تؤكد وجوب طاعة الرسول فق مع طاعة الله على كل حال فالسمع والطاعة لله‬ ‫ولرسوله فه على العسر واليسر والمنشط والمكر ها‪.‬‬ ‫و يفسر ابن سلام طاعة الرسول فقه الواردة في الآيات باتباع سنتها} وبهذا‬ ‫‪ .‬فسرها أيضا أبو عبد الله الكندي(ا‪ ،‬وهذه الطاعة تعني قبول أمر ونهي الرسول‬ ‫فؤاةا‪ .‬ويؤكد ذلك هذا التلازم الثنائي بين طاعة الله والرسولة‪ ،‬فكل منهما‬ ‫لازم ومقتض للآخر‪ ،‬يقول عمرو التلاتي‪ ':‬قوله‪ «:‬أطيغوا اللة وأطيئوا‬ ‫الرنسُول“»ه(محمد‪ )74/33‬أي‪ :‬امتثلوا أمر كل واحد منهما واجتنبوا نهيه؛ فإنها آية‬ ‫قرن فيها طاعة الله بطاعة الرسولقَ(‪6‬ا‪.‬‬ ‫ويذهب صالح بن عمر النزويا إلى أبعد من تلازم الكتاب والسنة‪ ،‬يذهب‬ ‫إلى مجال أفسح بتلازم المصادر الأصلية الثلاثة؛ مستشهدا بالكتاب والسنة على‬ ‫هذا التلازم فيقول "قواعد الشريعة وأحكامها مأخوذة من طريق واحدة وأصل‬ ‫واحد‪ ،‬وهو الكتاب والسنة والإجماع وهو قوله هن‪(«:‬اتبعغوأ ما أنزل إليكم مُن‬ ‫ربكم ولا تتبعُوأ من ذونه أولياء قليلا سا تذكرون (الأعراف‪ ،)7/3‬والسنة‪ :‬قوله‬ ‫("ا الكندي بن روح حسيرة محمد بن روح (مخ)ء ص ‪.152‬‬ ‫(‪2‬ا ابن سلام ‪ ،‬بدء الإسلام وشرائع الدين ص ‪.29‬‬ ‫( تام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫( الكندي محمد بن لإبراهيم‪ ،‬بيان الثترع‪.3/53 ،‬‬ ‫ا التلاتي عمرو ‪ ،‬نتيجة الأفكار في تعليق عقيدة الأبرار(مخ) ص‪.63‬‬ ‫©ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪7‬ا لعله صالح بن عمر بن مفر ج(ق‪ )9/61‬أصل أسرته من بهلا وأقام في نزوى‪ ،‬كان عالما‬ ‫جليلا‪ ،‬وقاضيا فقيهاى عاصر جملة من العلماء الكبار؛ كصالح بن وضاح المنحي‪ ،‬ومحمذ بن‬ ‫علي بن عبد الباقي" وله ابن كان من أجلة الفقهاء وهو أحمد بن صالح‪ ،‬وقد طالت كتب‬ ‫التراجم والسير فلم أجد باسم صالح بن عمر غيره‪ .‬ر‪ :‬البطاشي ‪ 4‬إتحاف الأعيان‪-2/51 ،‬‬ ‫‪.6-71‬‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ق«ن«‪(:‬أطيغوا اللة وأطيعوا الرسئوليه (محمد‪ )74/33‬والإجماع‪ :‬قوله قة (لا‬ ‫تجتمع أمتي على ضلال) ("ا"(‪.)2‬‬ ‫ونجد للآيات التي تدعو إلى تحكيم الرسول قه فيما شجر بين العباد ورد‬ ‫التنازع إلى الله والرسول ة وقت الخلاف موقعا في ا لاستشهاد على حجية السنة‪.‬‬ ‫منون حتى يُحَكَموك فيمَا شجر بَتَهُمْ ثم لا‬ ‫ومنها قوله تعالى‪«:‬إفلا وربك لا‬ ‫يجدوا في أنفسهم حرجا سما قضيت وَيسَموأ تسليما (النساء‪ 4/56)6‬وقوله‬ ‫تعالى‪ « :‬فإن تا زَعتُم في شيئ ِ فروه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله‬ ‫واليوم الآخر ه(النساء‪ . .)4/95‬فليحذر الذين يخالفون عَن أمره أن دتصيبَهُمْ فتنة‬ ‫أو يْصيبَهُمْ عذاب أليه( النور ‪)42/36‬؛ فهي تشارك غيرها في إثبات حجية السنة‬ ‫من كتاب الله وباتفاق أهل القبلة في ثبوت هذه الحجية(ةا‪.‬‬ ‫ويؤكد ابن بركة أن الستة مأخوذة من الكتاب مستشهدا بهذه الآيات وأن‬ ‫واجبات السنة كواجبات القرآن( مفسرا قول الله تعالى‪ :‬فإن تَتَازَعتم في شيء‬ ‫فرندوه إلى الله وَالرًسئول»‪(4‬النساء‪ )4/,95‬بقوله ‪":‬يعني إلى كتاب الله وسنة نبيه ة‬ ‫فمن سنة النبي فق وأمره (إن وليكم حبشي مُجَدة ثا فأقام فيكم كتاب الله وسنتي‬ ‫(" أخرجه لربيم في مسنده‪ ،‬بلفظ( ما كان الله ليجمع أمتي على ضلال) في باب في الأمة‬ ‫أمة محمد قل‪ 1/63(93)6 .‬والحاكم في المستدرك" بلفظ( فإن الله لا يجمع هذه الأمة على‬ ‫الضلالة)ث في كتاب العلمث ‪ 1/002(293)0‬وفي كتاب الفتن والملاحخ‘ ‪.)4/255(6458‬‬ ‫والدارقطني في سننه بلفظ(لن الله تعالى أجارني على أمتي من ثلاث لا يجوعوا ولا‬ ‫يستجمعوا على ضلال‪ )..‬في كتاب الأقضية والأحكام باب المرأة تقتل إذا ارتدتث‬ ‫)» وابن أبي عاصم في السنة‪.)1/93(08 ،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ثا النزوي صالح بن عمر (ق‪ )9/61‬قواعد الهداية في تفسير الآية والرواية والإجماع من‬ ‫أهل الهداية (أو سقط الزند)‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة السالمي‪ ،‬بدية؛ سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪41‬ث ص‪72‬و‪.‬‬ ‫ا الكندي محمد بن روح سيرة محمد بن روح (مخ) ص ‪ 210‬الكدمي‪ ،‬المعتبر‪.1/51 ،‬‬ ‫ام‪.‬س‪.962 /1 ،‬‬ ‫(ثامُجَدع‪ :‬مقطو ع الأنف والأذن‪ .‬ر‪ :‬المباركفوري‪ :‬تحفة الأحوذي‪.589 .‬‬ ‫عارم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫فاسمعوا له وأطيعوا)("ا؛ فحق الطاعة مشروط بواجب الرجوع إلى كتاب الله‬ ‫وسنة نبيه ون"(‪,)2‬‬ ‫ونجد أبا الحسن البسيوي يستشهد بآية‪ :‬فيخر‪ ,‬الذين يخالفون عن‬ ‫أمره (النور ‪ )42/36‬دليلا على حجية السنةأا ويقول الإمام راشد بن سعيدا‬ ‫ايختلفون إلى كتاب الله المنزل وسنة نبيه المرسل قه فهتدى بعدلهما‪ ،‬وقت دى‬ ‫بمن اقتدى بهما امتثالا في ذلك لما أمر الله به في عدل ما نزل من كتابه حيث‬ ‫يقول‪ «:‬فإن تنَارَعتم في شيء فرئثوُإى الله والرسئول إن كنت ُومُون باله‬ ‫واليوم الآخر ذلك خيور"أحسر‪ ) :‬تأويلا‪(4 :‬النساء‪.)©")4/95‬‬ ‫ويأتي قول ا له تعالى‪ « :‬وا تنطق عن الْهَوّى‪ ،‬إن هو إلا وَخئ ُوحى»‬ ‫(النجم‪ )35/403‬دليلا ناطقا ومؤكدا حجية السنة النبوية يستشهد به الكثيير من‬ ‫علماء الإباضية كابن بركة مثلاكا ذفي أكثر من موضع"ا‪.‬‬ ‫لا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء‬ ‫في‪ ،)3/8641(8381...‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب اللباس‪ })4/602(1837 ،‬والنسائي في‬ ‫السنن الكبرى‪ ،‬كتاب البيعة باب الحض على طاعة الإمامش ‪ ،)4/134(5187‬والترمذي في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب ما جاء في طاعة الإمامش ‪.)4/902(6071‬‬ ‫)‪ (2‬السليمي ابن بركة عبد الله بن محمد(ق‪ 4/01)0‬سيرة الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن‬ ‫بركة‪( ،‬مخ) ضمن مجموع ‪ 7‬العمانية‪ .‬ص‪.843‬‬ ‫(ثا البسيوي أبو الحسن‪ ،‬سيرة أبايلحسن البسيويس(مخ) ص ‪.24‬‬ ‫ا اليحمدي أبو غسان راشد بن سعيد‪ })544/4501( ،‬إمام بويع بالإمامة في عمان سنة‬ ‫وقد سار فيها سيرة أيمة العدل في نصرة الحق وإعلاء كلمة الله‘ كان عالما فقيها‪.‬‬ ‫‪5‬هع‬ ‫أديبا شاعرا‪ ،‬من آثاره سيرته المشهورة‪ .‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪.1/211-313‬‬ ‫مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان{ ‪.76‬‬ ‫ا اليحمدي راشد بن سعيد (‪)544/4501‬ء سيرة الإمام راشد بن سعيد‪( ،‬مخ) ضمن مجموع‬ ‫السدير العمانيةى ص ‪.325‬‬ ‫_{‪٨‬ا‏ ابن بركةش الجامع ‪.1/962‬‬ ‫‪٤1/972.‬س‪.‬ما”‪‎‬‬ ‫_‬ ‫لا‬ ‫عذر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫إن القرآن والسنة وحي‘ وما صح على لسان رسول الله ثا فهو مثل ما‬ ‫صح عن الله في كتابه‪ ،‬لا فرق في صحة ذلك ولا علمه كما يقول الكدمي;ا‪ ،‬كما‬ ‫أن أمر النبيققة ونهيه هو أمر الله ونهيه على حد وصف الشماخئَ؛ "قال الشيخ ‪-‬‬ ‫أبا الربيع المزاتي‪:-‬لأنه عن أمر الله كان وعن نهيه‪ ،‬قال المصنف‪ :‬هذا الاحتراز‬ ‫منتف عنه لأن أمر النبيقق خلقه الله وأمر به‪ ،‬وكذا الأمر بالطاعة مطلقا"فا‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا التلازم الوثيق بين ما شرعه الله بوحي من عنده وهو القرآن‬ ‫وبين ما شرعه في ما ورد عن نبيه ثقه وهو السنة فإن الله لم يقبض نبيه ة حتى‬ ‫عَرف المسلمين بشرائع الهدى وعمل فيهم نبيه فقه بأمر الله حتى أكمل الله »‬ ‫دينهم وتمّت عليهم نعمته(ثا مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأ‬ ‫عليكم نغمتي ورضيت لكم الإسنلامَ دين»(المائدة‪.)5/3‬‬ ‫وستظل حجته ممتدة مهما تطاولت الأزمان والدهور‪ ،‬وتوالت السنون‬ ‫والشهور‪ ،‬يقول ابن ذكوان‪ ":‬فسبيل من أخذه به بعده‪ ...‬كسبيل من أخذه به على‬ ‫عهده‪ ،‬وسبيل من كفر به بعده‪ ...‬كسبيل من كفر به وأحل عليه القتال‪....‬وحكم‬ ‫الله على من تمسك به بعد محمد واتخذه دينأ فمن لم يجب فيه البراءة ممن فعل‬ ‫ذلك حتى يعرفه قال الله لمن آمن‪( :‬لقَذ كان لكم في رسئول الله أسوة حسنة لمَن‬ ‫كان يرجو اللة واليوم الآخر وذكر اللة كثيره(الأحزاب ‪ )33/12‬فأمرهم بالاقتد‬ ‫به وأمره باقتداء من هدى الله قبله فقال فيما أنزل عليه‪«:‬إأوتنك الذين هدى الله‬ ‫قبهُدَاهم اقتدةه(الأنعام‪.)٨")6/09‬‏‬ ‫ويؤكد بشير على هذه الحقيقة التي نطق بها القرآن؛ حقيقة حجية الرسالة‬ ‫عبر العصور فالله أقام الحجة على الخلق ببعثه محمدا ف رسولا له وداعيا إليه‬ ‫("ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.1/001‬‬ ‫‪.823-923‬‬ ‫)‪ (2‬الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شر ح مختصر العدل؛ ص‬ ‫"ا ابن ذكوان‪ ،‬سيرة اين ذكوان(ضمن منهج الدعوة)ى ص ‪.243‬‬ ‫“ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.343 - 243‬‬ ‫_‬ ‫[ ‪/;;:‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫بالآيات النيرة والحجج الظاهرة وأية دعوته بالدلائل البينة القاهرة‪ ،‬وقطع‬ ‫باتصال دعوته وقيام حجته غُذرً من شاهده أو مَن غاب عنه في كونه الصادق‬ ‫في دعوته وأن ما جاءهم به عن الله حق لا مرنيّة فيه("‪ .‬وهكذا فإن الحلال اليوم‬ ‫هو الحلال يومئذ والحرام هو الحرام يومئذ‪ ،‬والسنة اليوم سنته التي توفي عليها‬ ‫النبي فه لا تبديل لكلمات الله كما يقول أبو الحواري(ةا‪.‬‬ ‫إن هذه الحجية قائمة في جميع دين الله بعد أيام النبي ه ا كما أن الحجة‬ ‫تكون لازمة لكل من بلغته‪ ،‬وعلى حة وصف ابن روح‪" :‬لو قبل أحد من المؤمنين‬ ‫أمرا من دين الله؛ سواء كان من لوازمه أو من محارمه وهو من دين الله الذي‬ ‫تقوم به الحجة\ أو مما يسع قبوله من دين الله أو مما هو عدل قبله من النبي ة‬ ‫كان ذلك‬ ‫أو غيره ممن أخبره به عنه‪ ،‬أو خرج إلى بلده وأخبر بذلك في بلده؛‬ ‫حجة معنا لهم وعليهم ولو اقتدوا به كلهم و كان ذلك معنا هدى وعدل"“ا‪.‬‬ ‫ويذكر أبو سنة تأصيل هذا الأمر في بيانه أن الخطاب الوارد شفاها في‬ ‫عصر النبي قا ويسمى خطاب المواجهة‪ ،‬لا خلاف في شموله لمن بعدهم من‬ ‫المعدومين حال صدوره‘ لكن هل هو باللفظ أم بدليل آخر من إجماع أو قياس؟‬ ‫ويذكر أيضا أن طائفة ذهبت إلى الأول وذهب الأكثرون إلى الثاني وأورد‬ ‫استدلال بعضهم على الثاني بقوله تعالى‪:‬ط لأنذركم بهه(الأنعام‪ )6/91‬إذ الرسالة‬ ‫راجعة إلى سائر القرون فهم في الإنذار سواء‪ ،‬ويعقب أبو ستة على ذلك بقوله‪":‬‬ ‫وأصرح منها قوله تعالى‪««:‬هو الذي بعث في الأمتين رسشولأًه (الجمعة‪.)26/2‬‬ ‫والثاني هو الأليق بأصولناء تأمل‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الرحيلي أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب(حي في‪ 372/788)6 :‬كتاب‬ ‫المحاربةس(مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪ .‬ص ‪.262‬‬ ‫لا أبو الحواري محمد بن الحواري‪ ،‬الرواية وكنز الغناية(مخ)ء ص‪.971‬‬ ‫{ثا اين روح‪ ،‬سيرة الشيخ محمد بن روح (مخ)ء ص ‪.99‬‬ ‫‪٨‬ام‪.‬س‪،‬‏ ص ‪.99‬‬ ‫"ا أبو ستة محمد بن عمرك حاشية أبي ستة على مختصر الشماخي‪( ،‬مخ)» ص‪96‬ظ‪.‬‬ ‫;ہ۔‬ ‫< علوم السنةعند الا ضية س(‪:‬‬ ‫وكأني بهؤلاء العلماء المجتهدين وهم يقررون حقيقة حجية السنة من‬ ‫القرآن‪ ،‬وأن هذه الحجية لازمة مهما امتد الزمن‪ ،‬يسابقون هذا الزمن في الرة‬ ‫على الأصوات التي تتعالى طاعنة في الستة أو حجيتها سواء ما كان خافتا في‬ ‫عصورهم‪ ،‬أو ما أصحابه رافعون عقيرتهم بهذه الدعوى في زماننا هذاێ وهم مع‬ ‫حضور حقيقة هذه الحجية يؤكدون على جانب آخر ينطلق من تعظيم النبي ثقة‬ ‫وولايته ومحبته فالولاية للرسول محمد © كما يقول أبو عبد الله الكندي هي‬ ‫"التولي لتعظيمه وتوقيره والصلاة عليه والعمل بسنته والمحبة له"(" وهو ما أكده‬ ‫الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم بأن حرمته عليه الصلاة والسلام في‬ ‫حياته وبعد مماته سواء‪ ،‬وأن من أراد تصغير النبي ة أو تحقيره فهو كافر‪ ،‬وأن‬ ‫الإساءة إليه غير جائزة حيا كان أو ميتا‪,‬ا‪.‬‬ ‫ولعمري ما رفض سنته أو الإعراض عنها إلا وجه من وجوه الإساءة إللى‬ ‫جنابه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الليل‬ ‫والنهار وتوالت الدهور والأعصار‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حكم رد السنة أو حكم منها أو عدم العمل به‪:‬‬ ‫يمكننا القول إن الاستدلال على حجية السنة يمثل جانبا نظريا سبق الحديث‬ ‫عنه في المبحث السابق‪ ،‬وسنقف في هذا المبحث على ما يمكن وصفه عناية‬ ‫عملية بتطبيق السنة واستلهام هديها وترستم خطاها والالتزام بمنهجها‪.‬‬ ‫والمتتبع لكتب المذهب يجد الكثير من الجوانب التي تبرز هذه العناية من‬ ‫ذلك تصريح أهله بإقتدائهم بالسنة في كل موقف“ وتكثر عبارة وافق السنة أو‬ ‫وافق أصحابنا القول من ذلك السنةا‪ ،‬أو السنة أحق أن تتبع إذا كانت سنة عن‬ ‫("ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشرع‪.35 .‬‬ ‫ا الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن ابن رستم‪ ،‬كتاب مسائل نفوسةء ص‪.14‬‬ ‫(‪ )3‬البسسيوي أبو الحسن علي بن محمد (ق‪ 4 )4/01‬رسالة لأبي الحسن البسيوي‪(،‬مخ) ضمن‬ ‫‪.011‬‬ ‫مجموع السير العمانية‪٬‬‏ ص‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫عحج=‬ ‫النبيةنا"اء وكان السلف جر بن زيد رحمه الله وغيره في غاية من الحرص‬ ‫أقواله وأفعاله‪ ،‬للتأستي به تبركا وتيسناا‪.‬‬ ‫على الإقتداء بالنبي فوه في أخلاقه و‬ ‫ويحمل عمروس في رسالته "الرد على الناكثة" بشدة على من ترك حجة‬ ‫رسول الله قه ولم يقند بهاء ويقول سعيد الجربي‪ ":‬ونحن قلدنا كتاب الله اللذي‬ ‫هو الحجة البالغة والمعجزة القائمة على وجه الزمان وسنة رسوله فقه المبينة له‬ ‫بوسيلة أئمة راشدين مرشدين هادين مهتدين من لدن أصحاب رسول الله فة‬ ‫ورضي الله عنهم الذين هم الحجة على الأمة ثم التابعين ثم التابعين لهم بإحسان‬ ‫إلى هلم جرًاؤ فهمنا الله عز وجل من كتابه العزيز الذي جاءت به أئمتنا من‬ ‫الدين وهو دين الله الذي ارتضاه واصطفاه لنا‪ ،‬فقلدنا ما حققنا من كتابه وسنة نبيه‬ ‫محمد قه وعرفناه بوسيلتهم أنه هو الحق وخلافه هو الباطل"“ا‪.‬‬ ‫وخلاصة القول أنهم جعلوا من علامات محبته فقه الاقتداء به واستعمال‬ ‫ستته واتباع أقواله وأفعاله في جميع أحواله‪ ،‬واجتناب نواهيه‪ ،‬والتأدب بآدابه ا‪.‬‬ ‫وتأتي عناية الإباضية تتبع السنة والالتزام بها وجها من وجوه الاقتداء‬ ‫المشار إليه آنفا ودرجة تنحو منحى التطبيق العملي أكثر من التعبير بالرأي‬ ‫النظري‪ ،‬ونجد هذه العناية بارزة عند المتقدمين والمتأخرين على حة سواء؛ فأبو‬ ‫ؤ أو‬ ‫عبيدة يقول ‪ ":‬والمسلمون أشذ اجتهادا فيما جاءهم عن الله وعن رسول الله‬ ‫‪.3 2/4‬‬ ‫)‪ (1‬الخر الساني أبو غانم بشر بن غانم ‪ 4‬المدونة الصغرىء‬ ‫ثا للي صالح بن عمر‪ ،‬وصية الشيخ صالح بن عمر لعلي للعزابة(مخ)ى ص‪.9‬‬ ‫ا المساكني عمروس بن فتح النفوسي(‪ 382/798)0‬الرد على الناكثة‪( .‬مخ) ضمن مجموع‪.‬‬ ‫مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجنع‪ ،‬الجزائر رقم ‪ 2910‬صورة لدى الباحث‘‬ ‫ص ‪.39‬‬ ‫ا الجربي سعيد بن علي‪ ،‬أجوبة سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.23-33‬‬ ‫{"ا لغظلي صالح بن عمر‪ ،‬وصية صالح بن عمر للعزابة(مخ)‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪);:‬ح۔‬ ‫علم السنة عند الإباضية ح(‬ ‫ح‬ ‫ما وافق ما جاء عنهما أن يعملوا به"(;ا‪ ،‬ويؤكد ابن ذكوان أنم شعار الأئمة‬ ‫المتقدمين الحكم بما أنزل الله في كتابة مع اتباع سنة نبيه ق وسنة الصالحين من‬ ‫عباد اللهاا ث ويحذر ابن جعفر من أي قول مجانب للسنة في العمل بقوله‪ ":‬فاحذر‬ ‫هذا المذهب؛ وتمسك بصحيح الكتاب والسنة" اس وكذلك يجعل موافقة السنة من‬ ‫الأربعة التي لا يكون الإيمان إلا بها وهو في ذلك يستشهد بالأثر‪ ":‬الإيمان قول‬ ‫وعمل ونية وموافقة السنة" ويصفه بأنه الأثر المجتمع عليه من قول أهل المعرفة‬ ‫من المسلمين؛ ولعله يروى عن النبي ه ( ‪.‬‬ ‫وهذه النظرة الساعية إلى جعل موافقة السنة جزءا أصيلا من الإيمان تكشف‬ ‫عناية أصحابها بجلاء في تتبع السنة والعمل بها‪ ،‬بل لا يتم إيمان بقول أو عمل‬ ‫إلا بصدق نية لله صادقة في اتباع سبيل سنة رسول الله قه في جميع الأمور كما‬ ‫يقول ابن روحا والكدميا‪ ،‬وهذا المعنى من بذل الجهد لموافقة السنة داخل في‬ ‫نية العمل أي قبل الشروع فيه؛ ويرى أبو العباس بن بكر أن أصل النية ومعناها‪':‬‬ ‫أن يجعل العبد جهده وطاقته في فعله إذا كان العمل على السئنة‪ .‬وأًا مَا عمل‬ ‫على غير السئنة‪ ،‬فلا يقال‪ :‬إن فيه النية وإن استعمل فيه جهده وطاقته"‪7‬ا‪ .‬بل نجد‬ ‫تمثل الاتباع للرسول قه رفيعا جدا عند السوفي في احتراز التعبير باللسان حين‬ ‫ينته على أنا يقل القائل‪ :‬دين الرسول فق دينناء بل يقول ديننا دين الرسول ‪%‬ةة‬ ‫من جهة الاتباعا‪.‬‬ ‫( أبو عبيدة‪ ،‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)ء صكو‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ابن ذكوان‪ ،‬سيرة ابن ذكوان( ضمن منهج الدعوة)ء ص‪.173-273‬‬ ‫() ابن جعفر‪ ،‬الجامع‪.2/64 ،‬‬ ‫( ‪٤1/931.‬س‪.‬م‪‎‬‬ ‫("ا ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح(مخ)ى ص‪.66‬‬ ‫©‪6‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ‪.621 ,/1‬‬ ‫ا الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر‪ ،‬تبيين أفعال العباد ص‪.721‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات ص‪.734‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫إن هذا التمثل والاتباع واضحان جليّان في مفردات المسائل وأحكام‬ ‫الإباضية عليها؛ فعندما سئل جابر بن زيد عن إمام لم يركع في صلاة مكتوبة ؟‬ ‫أجاب بأن يعيد ما خالف فيه السنة من صلاته إذ لا يستقيم للناس ما خالفوا فيه‬ ‫السنةا"ا‪ ،‬وفي جواب آخر في رجل يصلي المغرب والعشاء والصبح ولم يقرا‬ ‫فيهن بشيء من قراءة قال ‪ ":‬فإن أحب ذلك إلي أن يعيد صلاته فيقرأ فيهن‪ ،‬فإنه‬ ‫قد ترك السنة فيها‪ ،‬وأحب إلي أن يعيدوا ما خالفوا فيه السنةا“اوترد عبارة " يعيد‬ ‫صلاته‪ ،‬فإنه قد خالف السنة" متكررة عنده في أكثر من موضوأا‪.‬‬ ‫وتوجد مسائل كثيرة مثل التي نقلت عن الإمام جابر أجاب فيها علماء‬ ‫المذهب مصرحين بفساد العمل لمخالفة السنة؛ منها ما ذكره ابن جعفر‪":‬وإن صلى‬ ‫رجل عن يمين الإمام ثم جاء قوم فصفوا خلف ذلك الرجل ولم يتأخر إليهم؛ فإن‬ ‫وفي من ترك‬ ‫تعمد لذلك بعد أن علم أن السنة غير ذلك فسدت صلات"‪.‬‬ ‫الجماعة متعمدا بلا عذر فإنه يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإلا برئ منه لأنه قد ترك‬ ‫السنةةاث والتعمد في ترك السنن الواجبة يفضي للى الإثم؛ ويؤكد الكدمي ذلك‬ ‫وهو يعلق على سنة حلق العانة وأنها من السنن التي ابتلى الله بها خليله عليه‬ ‫السلامث و جاعت السنة بحلقها‪ ،‬وأنه يوجد فيما رفع عن النبي قه في النهي عن‬ ‫تركها قول شديد فلا يتركها متعمدا‪ ،‬فمن تركها متعمدا من غير عذر له في تركها‬ ‫فقد خالف السنة وأثم في ترك السنةا‪ ،‬ومن ترك واجبا من واجبات السنة مع‬ ‫") الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيدغ ص‪.54‬‬ ‫‪.32 ‘22‬‬ ‫(‪ )2‬لأزدي جابر بن زيد رسائل جابر بن زيدث ص‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪2 ،‬ص‪.72:6‬‬ ‫() ابن جعفر الجامع" ‪.2/942‬‬ ‫(”ام‪.‬س‪.1/251 ،‬‬ ‫©ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الجامع المفيد ‪.1/87‬‬ ‫_‬ ‫< علوم السنة عند الإباضية _ا‬ ‫إيمانه أنه من السنة فهو راغب عن سنة رسول الله يلة وآثار الصالحين‘ وهو قد‬ ‫تعرض للهلاك‪ ،‬ولا ولاية له إلا أن يتوب ("ا‪.‬‬ ‫وما ذكرناه مجرد تمثيل؛ فمن طالع كتب المذهب وقف على الكتير مما‬ ‫يكشف عناية أصحابه بتتبع السنة والالتزام بهاء بل إن علامة المسلمين المحقين‬ ‫أنهم للسنة موافقون ولمن خالف الحق بالحق مفارقون في وصف ابن رحوا‪.‬‬ ‫وإن من ثمرات عنايتهم بالالتزام بالسنة رفض مخالفتها؛ ومن العبارات‬ ‫الجامعة المعبرة عن ذلك ما تكرر عن الإمام جابر مما أشرنا إليه سلفا‪ ":‬فإنه لا‬ ‫يستقيم للناس ما خالفوا فيه السنة"ا‪ ،‬وقوله‪ ":‬وما كان أمر خولف فيه السنة‬ ‫نقض"“ا‪ ،‬وقول جناو بن فتىةا‪" :‬وكل ما خولف فيه السنة في السنة نقضه"اء‬ ‫ويتفرع عن ذلك أحكام من شك في السنة أو من أنكرها أو أنكر حكما منها‪ ،‬يقول‬ ‫هاشم بن غيلان ‪":‬فمن رد ما قال النبي ه كفر" (‪7‬ا‪ ،‬ويرى أبو خزر يغلى بن‬ ‫زلتافا أن من دفع السنة أو الرأي فهو منافق ("ا‪.‬‬ ‫() ابن جعفر‪ ،‬الجامع‘ ‪.1/342‬‬ ‫ا ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح(مخ) ص ‪.654‬‬ ‫{ا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيد ص‪.54‬‬ ‫ثا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬رسائل جابر بن زيدغ ص‪.72:62‬‬ ‫ا المديوني أبو الحسن جناو بن فتى (أوائل ق‪ ،)3/9‬من فزان بليبيا علامة محقق فقيه} أخذ‬ ‫العلم عن حملة العلم إلى المغرب‪ ،‬وأخذ عنه عبد القهار بن خلف وغيره‪ ،‬له أجوبة متنوعة‬ ‫تكشف عن جلالة علمه وقدره جاءت على شكل رسائل موجهة إلى المستفتي‪ .‬ر‪:‬الشماخي‪:‬‬ ‫السير ‪ ‘1/561‬عمرو النامي‪ :‬مقدمة أجوبة علماء فزان‪.‬‬ ‫{ا المديوني جتاو بن فتى‪ ،‬بن خلف عبد القهار ‪ ،‬كتاب أجوبة علماء فزان؛ ص‪.87‬‬ ‫"ا السيجاني هاشم بن غيلان‪ ،‬مسائل عن هاشم بن غيلان(مخ)‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫ا الوسياني أبو خزر يغلا بن زلتاف (‪ 083/199)0‬من الحامة بقسطيلية في بلاد الجريد‬ ‫بتونسؤ إمام من أئمة الإباضية في المغرب‘ وعالم من كبار علمائهم أخذ العلم عن كبار‬ ‫علماء عصره‘ تصتر للتدريس فأخذ عنه من صاروا أعلاما فيما بعد‪ ،‬قاد ثورة مسلحة ضة‬ ‫جور العبيديين لما قتلوا رفيقه الشيخ أبا القاسم يزيد بن مخلد وكان عالم الإباضية حينذاك‪،‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ويؤكد محمد بن روح أن من رد الكتاب أو السنة ‪-‬على حد سواء‪-‬۔ نصا‬ ‫مشرك يقتل إن لم يتب‪ ،‬ويقيد هذا الحكم بما إذا كان رده على غير تأويل ضلال‬ ‫من تأويل كتاب بالسنة أو السنة بالكتاب أو السنة بعضها ببعض‪ ،‬فمن تناوله على‬ ‫غير تأويل الحق من تأويله بالدين بعضه ببعض فلا حض له في الإسلام إلا أن‬ ‫يتوب‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد عند أبي سعيد الكدمي مزيد بيان لهذا الأمر يربط بين رد الأصول‬ ‫الثلاثة الكتاب والسنة والإجماع حيث يقول‪" :‬وكل جاحد لقول الله ‪ -‬تبارك وتعالى‬ ‫‪ -‬أو لقول رسوله ثقه نصا لا يتعلق في ذلك بتأويل ولا مخرج له في ذلك في‬ ‫الدين أنه يخرج قوله في ذلك على تأويل شيع من دين الله فهو بذلك مشركڵ و أما‬ ‫راد الإجماع والشاك فيه‪ ،‬فإنما رد التأويل لكتاب الله والتأويل لسنة رسول الله ةة‬ ‫لم يرد الكتاب ولا السنة إلأ أن يقول إن رسول ا له ة لم يقل‪( :‬إن الله لا يجمع‬ ‫أمتي على ضلال) (“ا‪ ،‬ولا يتأول في ذلك تأويلا يكون له في ذلك عذر ومخرج‬ ‫من الجحود‘ فذلك راد لقول رسول الله ة نصا‪ ،‬والراد لقول رسول الله قة‬ ‫كالراد لقول الله‪ ،‬إذا لم يتأول في ذلك تأويلا لقول رسول الله ا نصا فهو بذلك‬ ‫مشرك"( اء بل إن من رد السنة كمن رد التنزيل‪ ،‬ومن رد التنزيل أشرك كما ينقل‬ ‫السوفي عن المشائخ (‪ )5‬‏‪ ٠‬ونجد من المتأخرين محمد اطفيش يذكر أن من دفع سنة‬ ‫لكنه أخفق فهرب إلى جبل تلتماجرت في الجزائر‪ ،‬وبقي مستخفيا حتى أعطاه المعز الفاطمي‬ ‫الأمان وأخذه معه إلى مصر ليأمن جانبه‪.‬من آثاره‪:‬الرث على جميع المخالفين‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني‪:‬‬ ‫طبقات‪٬1/631-341 ،‬الشماخي‪:‬‏ السير‪.2/33-14 ،‬‬ ‫‏(‪ )٢‬أبو نوح سعيد بن زنغيل‪ ،‬الرد على من زعم(مخ)‪671 ،‬ظ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ص‪60‬‬ ‫(مخ)‬ ‫بن روحغؤ‬ ‫سيرة محمد‬ ‫)‪ (2‬ابن روحء‬ ‫ا تقدم تخريج هذا الحديث‘ ص‪.86‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ الكدمي أبو سعيدث الاستقامةث ‪.1/402‬‬ ‫ا السوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة المارغني(ق‪ ،)6/21‬رسالة في فرق النكار الست وما‬ ‫زاغت به عن الحق وبعض الفرق الأخرى‪ :‬تح‪ :‬ونيس عامر‪ ،‬ط‪ \1‬مكتبة الضامري‪ ،‬سلطنة‬ ‫عمان‪2002 .‬م‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حج‬ ‫النبي قا فهو مشرك‘ واختلف في الشاك في شركه("ا‪ ،‬وقد حكم الإباضية على‬ ‫السنكاكيةا‪2‬ا بالشرك لأنهم أنكروا السنة والرأي؛ وزعموا أن الدين كله مستخرج‬ ‫آرنا‪.‬‬ ‫من الق‬ ‫ويماثل الحكم بالكفر أو الشرك الحكم بالهلاك على من رد السنة أو حكما‬ ‫من أحكامها فمن أنكر السنة فهو هالك(‘ا كما يذكر زكرياء بن فصيل اء ونجد‬ ‫عند السوفي لفتة من لفتاته الحسنة في أحكام رد السنة فمن قال‪" :‬تبرأت من‬ ‫الدين أو تبرأت من الستة كفر؛ إذ الدين هاهنا دين الله والسنة سنة النبي ها‪.‬‬ ‫ترتيب نوازل نفوسة‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الاستقامةض‬ ‫") اطفيش محمد بن يوسف (‪2331/4191)0‬‬ ‫بني يسجن غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ج‪8‬ث ص قو‪.‬‬ ‫(ا السكاكية فرقة تنسب إلى عبد الله بن السكاك اللواتي‪ ،‬كان من قنطرار بالجريدث انفصلت‬ ‫هذه الفرقة عن إياضية المغرب‘ خالفت الإباضية في عدد من المسائل‪ ،‬منها ما نادت به من‬ ‫إنكار السنة والرأي فتبرأ منها الإباضية‪ ،‬وقد انقرضت هذه الفرقة‪ .‬ر‪:‬ابن باجيه صالح‪.‬‬ ‫الإباضية بالجريد‪ ،‬ط‪ ‘1‬دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع‘ تونس ‪6931‬هے ‪6791‬م‪8‬‬ ‫ص‪.93‘83‬‬ ‫"ا الوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة المارغني (ق‪ ،)6/21‬رسالة في بيان الفرقس(مخ)ء‬ ‫مكتبة الحاج سعيد محمد غرداية الجزائر‪ ،‬رقم ‪ .67‬ص‪..6‬‬ ‫( ابن رقوش‪ ،‬كتاب ابن رقوش (مخ) ضمن مجموع‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطظف‪ ،4‬الجزائر‪.‬‬ ‫رقم‪ .83‬ص‪031‬ظ‪.‬‬ ‫ا اليهراسني أبو يحيى زكرياء بن فصيل بن أبي مسور‪ 805/5111)6 (:‬من أفذاذ علماء‬ ‫جربة بتونس نشاء في أسرة علمية‪ ،‬كان أبوه عالما مشهورا فتلقى عنه العلم وعن غيرهء‬ ‫و أرسله أبوه ليتعلم عند أبي عبد ا له محمد بن بكر مؤسس نظام العزاب ومن ثم كان معه من‬ ‫مؤسسي هذا النظام‪ ،‬كما كان من زعماء الإباضية الذين يشار إليهم بالبنان‪ ،‬وقام بدور نشر‬ ‫العلم في جربة وغيرها من البلدان التي انتشر فيها الإباضية آنذاك في الجنوب التونسي‪،‬‬ ‫الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪2-493 .‬االشماخي‪ :‬السير ‪.2/86 0‬‬ ‫‪٨‬ا‏ السوفي‪ ،‬السؤالات (مخ)ى ص‪.223‬‬ ‫عار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫ويقترن حكم رد السنة مع حكم الشك فيها فمن شك في الله ‪ -‬تبارك وتعالى‬ ‫غ فهو هالك مشرك على حد‬ ‫‪ -‬أو في رسوله قة أو فيما جاء به رسول الله‬ ‫وصف الكدمي("اء ونجد عنده في كتابه الاستقامة بيانا وتفصيلا أكثر فهو يين‬ ‫الشك فيها وقد صحت عن رسول الله ة‬ ‫أن من شك في السنة التي لا يمكن‬ ‫فشك في قول رسول الله ثا شكا منه في قوله بغير تأويل فهو مشرك‘ وذلك لأن‬ ‫من شك في قول رسول الله ق فقد شك في قول الله‘ ومن شك في قول الله فقد‬ ‫أشرك‘ وأما إن كان الشك في ثبوت ذلك عنه‪ ،‬دون القصد إلى رة قول رسول‬ ‫الله ق أو الشك في قوله‪ ،‬لكن شكه حاصل من طريق الرفع عنه والقول عنه؛‬ ‫فالشاك في ذلك فيما لا يسعه الشك فيه‪ ،‬أو رده على غير الجحد لقول رسول الله‬ ‫فق فهو بذلك يكون منافقا كافر نعمة‪2‬ا‪.‬‬ ‫ولا شك أن مراد أبي سعيد الكدمي هنا في ما ثبتت صحته عن الرسول قة؛‬ ‫ولا مجال للبحث في تصحيحه أو تضعيفه؛ فهو مقطوع بصحته أو مما اجتمعت‬ ‫الأمة على صحته وإن كان أحاديا‪ ،‬وإلا فإن غير هذا هو مجال البحث في‬ ‫التصحيح والتضعيف والاختلاف فيه بين الأمة ويؤيد ذلك ما عرف عن أبي‬ ‫سعيد فقد اشتهر عنه أنه " عندما يجد الدليل من السنة النبوية لا يتجاوزه إلى‬ ‫غيره؛ ومن أجل هذا كانت له آراء لم يسبق إليها في المذهب"“ا‪ ،‬ولهذا رأينا‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.1/,16-26‬‬ ‫(‪2‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاسنقامةش ‪.1/,302‬‬ ‫ا عرضت بعض المصادر مناهج التصحيح والتضعيف عند علماء الحديث‘ ومنها ما‬ ‫عرضت ذلك عن طريق عرض شروط قبول الخبر‪ ،‬ومنها ما عرضت شروط أئمة الحديث‬ ‫التي وضعوها في إخراج الحديث‘ ومنها ما عرض علوم مصطلح الحديث عموما‪ .‬لمزيد من‬ ‫التفصيل أنظر‪ :‬الشافعي محمد بن إدريس(‪ ،)402/028‬جماع العلم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪5041‬ه ‪ 1/53‬وما بعدها‪ ،‬مسلم‪ ،‬مقدمة صحيح مسلم ‪ 1/5‬وما بعدها‬ ‫ابن مندة محمد بن إسحاق بن محمد(‪٨)593/5001‬‏ شروط الأئمة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحمن عبد‬ ‫الجبار الفريائي؛ ط‪ \1‬دار المسلم‪ ،‬الرياض» السعودية ‪4141:‬هے ‪.1/86-08‬‬ ‫(ا الخليلي أبو سليمان أحمد بن حمد(معاصر)‪ ،‬التأصيل الفقهي عند الإمام أبي سعيد‬ ‫عذر السنة عند الإباضية‬ ‫ج‬ ‫التلاتي يقيد أحكام الشرك لمن رة السنة بقوله‪" :‬لعل المراد السنة المتواترة؛ لأنها‬ ‫بمنزلة القرآن"("ا؛ وعلى هذا يحمل حكم الإباضية بالشرك لمن رد قول النبي ة‬ ‫وسنته أو شك فيهما بعد ثبوتهما ردا منه أو شكا في القول ذاته بما يسس حجية‬ ‫السنةث وهو مجال حديثنا هناث وليس مجال حديثنا ما يكون منه مجال البجث‬ ‫صحة أو ضعفا فله محله إن شاء الله‪ ،‬على أنه حتى في هذا النوع من المروي‬ ‫الذي لم تثبت صحته لديه يعذر على حد تعبير أبي سعيد الكدمي في ما لم يبصر‬ ‫ما اشتبه عليه من أمر السنة‪ ،‬ويسعه الإمساك عنه بالشهادة ‪ 0‬بتصويب كل ما قاله‬ ‫رسول الله يلة وحقيقة كل ما سنه إذا لم يبصر حقيقة ما أبصره العلماء من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ومما يكشف عناية الإباضية بتتبع السنة والعمل بها أيضا رفضهم التقليد أو‬ ‫الاتباع المصادم للسنةث ويؤكد ابن بركة أن التقليد لا يجوز عند دخول الدليل‬ ‫الصحيح من الكتاب والسنة اء ويعلق على قول مروي عن معاذ بن جبل‬ ‫ومعاوية بن أبي سفيان بتوريثهم المؤمن من الكافر لا العكس لأن الإسلام يعلو‬ ‫ولا يعلى بقوله ‪":‬وهذا القول منهما حسن في الظاهر ولكن القدوة بالنبي هل‬ ‫والاتباع لسنته أولى من اتباع قولهما"“'‪.‬‬ ‫وقد يرد البعض قولا لأحد علماء المذهب كما رة ابن عبد العزيز قولا‬ ‫لجابر لَمّا صح عنده دليل من السنة يضعفه وقال‪ ":‬السنة أحق أن تتبع إذا كانت‬ ‫الكدمي‪ ،‬قراءات في فكر أبي سعيد الكدميس(حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء بذكرى أبي‬ ‫سعيد الكدمي(‪11-21‬صفر‘ ‪1241‬ه ‪ 51-61‬مايو ‪0002‬م‪ ،‬ط[ء نشر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪2241‬ه‘ ‪1002‬م‪ ،‬ص‪. 45‬‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي(‪ ،)7811/7471‬روضة المشتاق على زهرة الإشراقغ‬ ‫المطبعة العربيةث غرداية‪ ،‬الجزائرءد‪.‬ت‪ ،‬ص‪.64‬‬ ‫(‪2‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ء‪.1/86‬‬ ‫ا ابن بركةڵ الجامع‪.1/345 ،‬‬ ‫) م‪.‬س‪.472 /2 ،‬‬ ‫علم السنة عند ال ضية‬ ‫ح‬ ‫سنة ثابتة عن النبي قةث"("اء ويذكر أبو نبهان أن العدل لا يصاب في رأي أودين‬ ‫مع مخالفة الثابت من حكم الكتاب والسنة أو الإجماعخا‪ ،‬ويؤكد هذا المعنى أبو‬ ‫محمد الخليليثا إذ يقول‪ " :‬ومن العجب أن أنص لك عن رسول الله ه وأنت‬ ‫تعارضني بعلماء بيضة الإسلام بغير دليل ولا واضح سبيل"(‪.‬‬ ‫ولأبي سليمان الخليلي كلمة جامعة في هذا المعنى يقول فيها‪" :‬فالواجب‬ ‫يُحَم أن يكون الأصل الذي يرجع إليه ما دل عليه صريح الكتاب العزيز والسنة‬ ‫الصحيحة‘ ولا يجوز اتباع أحد بدون دليل إلا من كان قوله نفسه دليلا؛ وهو‬ ‫المحفوف بالعصمة الذي وصفه العلي الأعلى بقوله‪:‬لإوما تنطق عَن الْهَوَى" إن‬ ‫هو إلا وي يُوحَى&ه (النجم‪ )35/4:3‬وأما من عداه فكل منهم ‪ -‬وإن علا قدره‬ ‫وارتفع شأنه‪ -‬را ومردوة عليه وآخذ ومأخوذ عليها‪.‬‬ ‫() الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘‪.2/522 ،‬‬ ‫ا الخروصي أبو نبهان جاعد بن خميس(‪)7321/2281‬ء رسالة للشيخ جاعد (ضمن‬ ‫الصحيفة القحطانية) (مخ)‘ ص‪. 935‬‬ ‫(‪ )3‬الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد (‪ ،)7821/1781‬علامة محقق‪ ،‬وفقيه مدقق‪،‬‬ ‫ولغوي بارع كان قطب عمان في عصره‘ ولقب بالمحقق لشهرته في تحقيق المسائل‬ ‫وتأصيلها وقرنها بالأدلةش نجح في بعث الإمامة بمبايعته عزان بن قيس إماماء كان كثير‬ ‫مات شهيدا مجاهدا‪ ،‬له تآليف كثيرة‬ ‫الخلوة والتبتل إلى الله‪ ،‬وله في السلوك مناظيم رائعة‪،‬‬ ‫منها‪ :‬النواميس الرحمانية‪ ،‬وتمهيد قواعد الإيمان‪ .‬ر‪ :‬مقدمة كتاب التمهيد‪ ،‬مجوعة باحثين‪،‬‬ ‫دليل أعلام عمان‘ ‪7‬ص‪.9‬‬ ‫تمهيد قواعد الإيمانء دار‬ ‫)‪ (4‬الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد (‪)7 7821/1‬‬ ‫إحياء الكتب العربية القاهرةث نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ ،‬مسقط‘ سلطنة‬ ‫عمان‪7041.‬ه ‪7891‬م‪.3/683 ،‬‬ ‫ا هو سماحة أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي‪ ،‬مجتهد وعلامة موسوعي جليل‪ ،‬وهو قطب‬ ‫الإباضية الآن‪ ،‬ويشغل منصب مفتي سلطنة عمان حاليا‪.‬‬ ‫ا الخليلي أبو سليمان أحمد بن حمد(معاصر)‪ ،‬الحق الدامغ" مطابع النهضة‘ مسقط‘‬ ‫ص‪.351‬‬ ‫‪ 9‬ه‬ ‫_‬ ‫لآ‬ ‫علم السنةعند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬منزلة السنة عند الإباضية ومكانتها في التشريع‪:‬‬ ‫للسنة عند الإباضية مكانتها السامقة ومنزلتها الرفيعة وهي مصدر من‬ ‫مصادر التشريع ودعامة من دعائم الهدى‪ .‬ولا غرو أن تتبوأ السنة عندهم هذه‬ ‫المكانة والمنزلة وإمامهم جابر يقول‪" :‬أدركت ناسا من الصحابة أكثر فتياهم‬ ‫الله‬ ‫حديث النبي فؤن"("ا‪ ،‬ثم هو الذي سمع نصيحة شيخه عبد الله بن عمر رضي‬ ‫عنهما‪ ":‬يا جابر إنك من فقهاء البصرة وإنك تستفتى‪ ،‬فلا تفتين إلا بقرآن ناطق أو‬ ‫سنة ماضية‘ فإن لم تفعل هلكت وأهلكت" ا‪.‬‬ ‫ويمكننا استشراف نظرة الإباضية إلى هذا لهذا الجانب من السنة من خلال‬ ‫أمور منها عموم نظرتهم للقرآن والسنة باعتبارهما مصدرين أصيلين وفرض‬ ‫قبولهما؛ وما قرن السنة والقرآن في كلامهم عن مرجعية الأحكام ومصدر الهداية‬ ‫إلا لكونهما مصدري التشريع الأصيلين‪ ،‬وقد سبقت عبارة أبي عبيدة المبينة أن‬ ‫إمام المسلم هو القرآن‪ ،‬ودليله هو سنة رسول الله ه (ا‪ ،‬كما سبق ذكر إنكاره‬ ‫القياس المخالف لكتاب الله وسنة رسول الله فقه وأنه محره“ا‪.‬‬ ‫ونفهم من بعض عبارات ابن بركة أن الإيمان بالكتاب والسنة موجب‬ ‫للإيمان بحكم الكتاب وحكم السنة وأن المؤمن بهما عالم بأن له خالقا قد تعده‬ ‫بقبول الكتاب والسنة اء وهذا القبول المتفرع عن الإيمان يبرز أنهما حجة‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الربيع بن حبيب ‪ ،‬المسند‪ ،‬أول الكتاب‪ ،‬باب في العلم وطلبه وفضله‘‪.)1/23(92‬‬ ‫ا الأصبهاني أبو نعيم‪ ،‬أحمد بن عبد الله(‪ 034/9301)6‬حلية الأولياء‪ ،‬ط‪ ‘4‬دار الكتساب‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬ه۔‪.3/5‬‬ ‫ا أبو عبيدة‪ ،‬مسائل أبي عبيدةء (مخ)‪7 ،‬ظ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5‬و‬ ‫ص‬ ‫‪6‬‬ ‫م اس‬ ‫(‬ ‫)‬ ‫ضمن‬ ‫المو ازنة ‘ (مخ)‬ ‫عبد الله بن محمد (ق ‪ .4 ( 1 4/0‬كتاب‬ ‫ابن بركة أبو محمد‬ ‫(‪ )5‬السأ يمى‬ ‫‪.‬‬ ‫‪33 1‬‬ ‫ص‬ ‫السير العمانية‬ ‫مجموع‬ ‫حجححححح علوم السنةعند الا‪ .‬ضية‬ ‫فلا حجة إذا إلآ الكتاب المبين والسنةا"اء وهذه الحجة المتمثلة في الكتاب‬ ‫والسنة هي التي يعتصم بها العباد من الضلال والكفر‪ ،‬وهذا ما أكده أبو الربيع‬ ‫المزاتي“ا والسوفيا وهذه الحجة هي الأصل على حد وصف أبي مهدي أا‪.‬‬ ‫فكل ما جاء في كتاب الله تعالى نصا أو مستخرجا منه مجمعا عليه‪ ،‬أو في سنة‬ ‫رسول الله ه مقطوعا فيها وأجمعت عليه الأمة يعتبر أصلا وحجة يقول‬ ‫الوارجلاني‪ ":‬ولكن تزن كل ما قلته لك بميزان الهند ( السنة ) إلى عين الشمس‬ ‫(القرآن) فمن استعمل هذه الاثنتي عشرية‪ ،‬ووزن بميزانها سلم من الطغيان‬ ‫والخسران وأدياه للى حقيقة الدين والإيمان"©ا‪ ،‬ولأبي سليمان التلاتيا بيت (من‬ ‫الرجز)في إحدى منظوماته يقول فيه‪:‬‬ ‫"ا سعيد الجربي أجوبة سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ء ص ‪.23‬‬ ‫{‪2‬ا المزاتي‪ ،‬التحف المخزونة ص ‪.012‬‬ ‫(ا السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ) ص‪.432‬‬ ‫ا أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى(‪ ،)179/4651‬من بلدة مليكة بميسزاب في‬ ‫الجزائر‪ ،‬أخذ عن الشيخ سعيد الجربي‪ ،‬وأخذ عنه ظلة صاروا من أجلة العلماء‪ ،‬اشتهر أبو‬ ‫مهدي بالعلم والفهم والاجتهاد والورع‪ ،‬وأوتي ذكاء وعارضة قوية‪ .‬له جملة من الكتب‬ ‫والرسائل‪ ،‬وكان له شعر رائق جميل‪ .‬ر‪ :‬علي معمر‪ :‬الإباضية في موكب‪4/432-632 ،‬‬ ‫؛الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري" ‪.561-961‬‬ ‫ا أبو مهدي عيسى بن إسماعيل بن موسى(‪ ،)179/,4651‬جواب أبي مهدي على رسالة أهل‬ ‫غمانس(مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‘ جربة‪ ،‬تونس‘ د‪.‬ر‪ ،‬صورة لدى الباحث ص‪.71‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف‘‪.1/7‬‬ ‫‪ 7‬التلاتي أبو سليمان داود بن إيراهيم الجربي (‪ 769/0651)6‬علامة من أعلام جربة بتونس‬ ‫وقادتها‪ .‬كان كثير الرحلة في طلب العلم‪ ،‬تنقل بين جربة ونفوسة ومصر والجزائر جمعا‬ ‫للعلم وأخذا عن أكابر علماء تلك البلاد حتى صار عالما موسوعيا مبرزاء ثم عني بالتدريس‬ ‫والتأليف‪ ،‬كان له دور في محاربة درغوث باشا التركي لما استولى على جزيرة جربة‪ ،‬بعد‬ ‫أن تفاوض مع حكومة تونس لإرجاع جزيرة جربة إلى رحابها‪ ،‬لكن درغوث سجنه شهراء‬ ‫ثم قتله فمات شهيدا‪ ،‬من تأليفه‪ :‬شرح عقسيدة التوحيد وشرح متن ليساغوجي‪.‬ر‪ :‬ابن‬ ‫تعاريت سعيد‪ :‬رسالة في علماء جربة ص‪ ، 34-44‬ابن محمد محفوظ‪ :‬تراجم المؤلفين‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫تح‬ ‫)‪.‬‬ ‫وسسنة النبي الهادي المرسل‬ ‫ندين لله با في المنزل‬ ‫وقد وظف أصحاب المذهب هذه النظرة الشاملة في رد الأمور إلى الكتاب‬ ‫الله ثنا فانه لا يكون‬ ‫رسول‬ ‫الله وعن‬ ‫النجا ‪ :‬فيما جا ء عن‬ ‫فاذ ا كانت‬ ‫و السنة؛‬ ‫‪-‬‬ ‫أبي‬ ‫مستقيما إلا من وافقهما؛ والمخالف من خالف الله ورسوله ثقة في وصف‬ ‫عبيدةاا‪ 5‬بل نجد عنه في حكم يحكم به الإمام‪ :‬هل يمكن للعلماء أن يغيروه أم لا‪6‬‬ ‫قال أبو عبيدة مسلم‪ ":‬إذا كان حكمه معارضا لما في الكتاب والستة‪ ،‬وكان الحكم‬ ‫على هذه القضية معروفا في القرآن وفي الستة‪ ،‬فإن عليهم أن يغيروا ما هو‬ ‫مناقض للكتاب وللستةثا‪ ،‬وعليه فالخير فيما اختار الله ورسوله ة‪ ،‬والضرر في‬ ‫معارضتهما‪ ،‬لا يمكن لأحد أن يكون مصيباً إلا إذا كان موافقاً لهماا‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يكون مررد الأحكام إلى كتاب الله أو السنة النبوية وما يوجبه الكتاب والسنة يقضى‬ ‫بها‪.‬‬ ‫وينطلق اشتراط العلم بالسنة للفتوى من كونها مصدر تشريع ومرجعية؛ فلا‬ ‫يسع أحدا أن يفتى بالرأي إلا من علم ما في كتاب الله وسنة نبيه فكه وآثار أئمة‬ ‫ابن‬ ‫وابن روحا ‘ ويعلق أحدهم على عبارة‬ ‫جعفر ()‪.‬‬ ‫العدل ‘ وقد أكد ذلك ابن‬ ‫‪/‬‬ ‫)‪ (1‬التلاتي أبو سليمان داود بن إيراهيم(‪)769/0651‬ء قصيدة مدح المذهب‪(.‬مخ) ضمن‬ ‫مجموع مكتبة البكري" العطف© الجزائر‪ ،‬رقم م‪ ،92‬ص‪.2‬‬ ‫(‪2‬ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)ث كو‪.‬‬ ‫{ثا الزواري عبد الرحمن بن سليمان(مجهول التاريخ)ء كتاب العمال مما اتفق عليه علماء‬ ‫الإباضية (كتاب الممتنعين من الحدود)‪ ،‬مجموعة روايات وفتاو لعلماء الاباضية المتقدمين‪.‬‬ ‫جمع عبد الرحمن الزواري‪ ،‬مخ مجح مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‘ رقم ‪ 420‬بني‬ ‫يسجن‪ ،‬الجزائر؛ صورة لدى الباحث ص ‪.44‬‬ ‫() أبو عبيدة‪ ،‬مسائل أبي عبيدة‪ .‬ص‪.01‬‬ ‫() ابن خلفون ‪ :‬أجوبة ابن خلفونث ص‪.74‬‬ ‫ا ابن جعفر ‪ ،‬الجامع‪.1/64 ،‬‬ ‫ا ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫روح ‪-‬ولعله فيما يظهر لي الكدمي۔ بأنه صحيح عنده "إذ لا يجوز القول بالرأي‬ ‫في شيء إلا لمن كان عالما بأصول الدين فيه؛ وأصول الدين ما جاء في كتاب‬ ‫الله وسنة رسوله قه وإجماع المهتدين من الأمة في كل وقت وزمان'"ا‪.‬‬ ‫إن العلم بهذه الأصول الثلاثة ‪-‬والعلم بها فقط‪ -‬يعطي مزية الاقتداء‬ ‫والاتباع إذ لا قدوة إلا لأهل العلم بكتاب ايله وسنة نبيه ة وآثار السلف وهؤلاء‬ ‫هم أولو الأمر الذين حملهم الله الحكمة وجعلهم للناس أئمة كما يذكر أبو‬ ‫المؤثراا‪ ،‬ونجد تأكيد ذلك عند أبي الربيع سليمان بن يخلف فلا اجتهاد إلا لمن‬ ‫كان حافظا لكتاب الله عز وجل ولجميع معانيه وكان حافظا لسنة رسول الله ةه{‬ ‫ولجميع معانيها وكان حافظا لآثار من كان قبلها ومثل هذا ما أوضحه صالح‬ ‫بن عمر النزوي من أن الواجب على المتفقه أن يعرف أصول الشريعة‪ :‬الكتاب‬ ‫والسنة والإجماع من الأمة(“ا‪.‬‬ ‫لن تصحيح الأقوال وقوتها قائم على اعتمادها على صحيح السنة‪ ،‬والقول‬ ‫ضعيف مردود إذا خالف السنةث ويكشف لنا ذلك أحد الحوارات بين أبي غانم‬ ‫الخراساني وشيخه ابن عبد العزيز يورده أبو غانم في مدونته بقوله‪ ":‬وكيف يكون‬ ‫هذا وهنا وضعفاؤ وقد قال رسول الله فقة‪(:‬من عمر شيئا فهو له حياته وبعد‬ ‫مماته)ةاء قال‪ :‬فقال‪ :‬لي يا عاجز لو اتفق الناس على هذا الحديث من رسول الله‬ ‫)‪ (1‬مسن ص‪.6‬‬ ‫ا أبو المؤثر ‪ ،‬كتاب الأحداث والصفات‘ مخ مج ص ‪.212‬‬ ‫"ا الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصافث‪.2/02‬‬ ‫ا النزوي صالح بن عمر قواعد الهداية(مخ)ى ص ‪31‬و‪.‬‬ ‫( لفظه عند بعضهم(من عمر أرضا ليست لأحد فهو أحق بها)‪ ،‬أخرجه البيهقي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب إحياء الموات‘ باب من أحيا أرضا‪ ،)6/141(1511 ...‬وأحمد في مسنده‬ ‫حديث السيدة عائشة‪ 6/021(72942)0 ،‬وابن الجارود في‪ .‬المنتقى‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬باب ما‬ ‫جاء في الأحكام" ‪.)1/352(4101‬‬ ‫وورد هذا الحديث بلفظ آخر( من أحيا أرضا ميتة فهي له‪ ،‬وليس لعرق ظالم حق) أخرجه‬ ‫النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب إحياء الموات‪ ،‬باب من أحيا أضا ميتة‪...‬وأبو داود في‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫ح‬ ‫فا لم يخالفه أحد من الفقهاء ولم يجاوزه بالقياس ولا الرغبة عنه لأن كل ما كان‬ ‫من رسول الله قا لا ينبغي لأحد أن يخالفه"( ‪.)1‬‬ ‫وهكذا فإن أضعف الحجج وأوهى الدعاوى تلك التي لا برهان لها ولا أدلة‬ ‫من كتاب ا له عز وجل وسنة نبيه وق ‪ 6‬فقوة القول مبنية على قوة دليله‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ابن بركة مبينا ذلك في تعليقه على أحد الأقوال قائلا ‪'":‬وهذا القول مع قلة‬ ‫استعمالهم له عندي أنظر لأن السنة تشهد بصحته لما روي عن النبي قه اتكأ‬ ‫على يده نائما حتى نفخ فقام فصلى فقيل له‪ :‬إنك نعست‪،‬ڵ فقال ة‪ ( :‬تنام عيني‬ ‫و لا ينام قلبى(ا)"(‪ .)2‬وفي موضع آخر يعلق على قول أحدهم‪':‬وسنة النبي ة‬ ‫قاضية علبه"‪2‬ا‪.‬‬ ‫سننه كتاب الخراج والإمارة والفيء‪ ،‬باب إحياء الموات‪ 3/871(3703)0 ،‬وأورد البخاري‬ ‫هذا الحديث معلقا بزيادة (في غير حق مسلم)‪ ،‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب المزارعة‬ ‫باب من أحيا أرضا مواتاش‪.2/,228‬‬ ‫"ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/843‬‬ ‫ا الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬سيرة بشير بن محمد‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫"ا هنا كما يظهر حديثان جمعهما ابن بركة في استشهادهس الأول حديث نوم النبي يل ثم‬ ‫صلاته دون أن يتوضأء وحديث أخر هو تنام عيني‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫فأما لفظ (تنام عيني ولا ينام قلبي)‪ ،‬فأخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب المناقب‪،‬‬ ‫باب كان النبيلة تنام عينه‪)3/8031(6733...‬ء وابن حبان في صحيحه كتاب التاريخ‪.‬‬ ‫ذكر البيان أن المصطفى‪ 41/792(6836)0...‬وابن الجارود في المنثقى‪ ،‬باب في الوضوء‬ ‫من النومش ‪.)1/61(21‬‬ ‫وأما خبر نومه وصلاته دون أن يتوضأ فقد ورد بروايات متعددة‪ ،‬ولفظه عند البخاري من‬ ‫رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ (:‬بت عند ميمونة فقام النبي ي فأتى حاجته ففسل‬ ‫وجهه ويديه ثم نام‪ ،‬ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين وضوعين لم يكثر‬ ‫وقد أبلغ‪ ،‬فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أتقيه فتوضأت‘ فقام يصلي فقصت‬ ‫عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام‬ ‫حتى نفخ وكان إذا نام نفخ‪ ،‬فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ‪ ،‬وكان يقول في دعائه اللهم‬ ‫اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا‬ ‫ح _‬ ‫‪3‬آ‬ ‫علوم السنة عند الا صضية‬ ‫ح‬ ‫إن ميزان القبول قائم على موافقة الكتاب والسنة متفرع عن كونهما مصدر‬ ‫تشريع‪ ،‬وهذه الموافقة كما تشترط على المقتدي أو المُقلدث فهي كذلك على المُقتََى‬ ‫أو المقلة على حد سواء‪ ،‬يقول جناو بن فتى‪ ":‬ولم أجعلهم في حل من فتوى ما‬ ‫كتبت به إليهم إلا ما وافق كتاب الله وسنة نبيه و "ثا‪.‬‬ ‫وهذا الميزان لا يستثني قول أحد مهما عظم شأنه؛ ولهذا كان جواب أبي‬ ‫بكر أحمد بن مُحمّد بن صالح (“ا في آثار المسلمين المعروضة عليهم المشهورة‬ ‫في كتبهم المصنفة‪ ،‬أن العمل جائز بما فيهن إلا أن يصح شيء مخالف لكتاب‬ ‫الله وسنة نبيه ث وإجماع المسلمين‪ ،‬فحينئذ لا يسع العمل بما خالف‬ ‫الأصولا‪ ،‬وفي هذا الأمر أيضا يقول أبو نبهان الخروصي‪':‬ومن أفتى بما‬ ‫خالف كتاب الله وسنة محمد قا و إجماع المسلمين فقد أفتى بغير الحق"‬ ‫وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا) أخرجه البخاري في‬ ‫صحيحه‪ .‬كتاب الدعوات‘ باب الدعاء إذا انتبه من الليلء ‪ ،)5/7232(7595‬ومسلم في‬ ‫صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرهاء باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه‪.‬‬ ‫‪ ))1/0(367‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب التطبيق‘ في الدعاء في السجود‬ ‫ء ثم لم أجد من الروايات لفظ اتكأ بل كلها‬ ‫‪)1/732(807‬ء وهذا الأمر من خصوصياته‬ ‫اضطجع أو نام‪ ،‬فلعل ابن بركة وقف على رواية ولم أجدها والله أعلم‪.‬‬ ‫"ا ابن بركة الجامع‪.1/623،‬‬ ‫ثا م‪.‬س‪.1/582٤‬‏‬ ‫اا المديوني جناو بن فتى بن خلف عبد القهار ‪ ،‬كتاب أجوبة علماء فزان ص‪.15‬‬ ‫ا الأزدي أبو بكر أحمد بن محمد بن صالح العقري النزوي(‪ ،)645/2511‬من نزوى‬ ‫بعمان‪ ،‬العلامة الفقيه‪ ،‬كان من أجل الفقهاء علما وفضلا في عصر وكان من أسرة علمية‪.‬‬ ‫يعد العلامة محمد بن إيراهيم الكندي صاحب بيان الشرع أحد أساتذته‘ كما تتلمذ على يديه‬ ‫أبو بكر الكندي صاحب المصنف‘ له سيرة معروفة‪.‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيانش ‪-1/472‬‬ ‫‪ 6‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.1/714 ،‬‬ ‫(ثا الخروصي أبو نبهان جاعد بن خميس (‪)7321/2281‬ء أجوبة الشيخ أبي نبهان (‪,‬مخ)‪.‬‬ ‫مكتبة وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪ }172‬ص‪.3‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫صحح‬ ‫وهو بفتواه ذلك كافر كفر نعمة فاسق منافق ضال} يشهد بذلك كتاب الله وسنة‬ ‫رسوله قله وإجماغ المسلمين"(;ا‪.‬‬ ‫إن هذه الأصول الثلاثة التي عرفت بمصادر التشريع فيما بعد وهي‪ :‬الكتاب‬ ‫والسنة والإجماع والمعبر عنه بالأثر أو الرأي عند بعضهم تأتي مرتبة حسب‬ ‫الأولوية‪ ،‬فما لم يكن فيه حكم في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ه فأثنز من‬ ‫أهل الهدى من أوائل المسلمين في قول هلال بن عطية(ثا‪ ،‬وهذه المصادر ضمنها‬ ‫أوائل الإباضية في شعار دعوتهم؛ يقول شبيب بن عطيةا‪ ":‬إنا ندعو إلى كتاب‬ ‫الله وسنة نبيه ثقه وهدي الذين من بعده أبي بكر وعمر وأثر أهل التنزيل عند‬ ‫التأويل"(“ا‪ ،‬وتأمل في تعبيره بهدي الشيخين بما يؤكد ما سبق بيانه من تمييز‬ ‫الإباضية لعهدهما‪.‬‬ ‫وتجد أنهم ينكرون على أي عالم منهم لا يتفيد بالدقة بهذا النهج إذ أتكر‬ ‫محبوب ابن الرحيل على هارون بن اليمان(ا اتباعه القياس وتوسعه فيه مؤكدا أن‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 6‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫سل ؛‬ ‫( م‬ ‫)‬ ‫ثا الخراساني هلال بن عطية‪ ،‬سيرة هلال بن عطيةش (مخ مج )ص ‪.38‬‬ ‫{‪7‬ا العماني شبيب بن عطية (ق‪)2/8‬ء أحد العلماء وقادة عمان افي القرن الثاني الهجري‪ ،‬كان‬ ‫أحد رجال مجلس الشورى في إمامة الجلندى بن مسعود قام بدور كبير محاولة منه لسد‬ ‫الفراغ الناجم عن سقوط الإمامة‪ ،‬فكان يجبي القرى‪ ،‬ويوزع الصدقات احتساباء كان ذا مكانة‬ ‫علمية مرموقة‪ ،‬له سيرة تنبئ عن معرفته القوية بكتاب الله وسنة نبيه فقه وتبحره فيهما‪.‬ر‪:‬‬ ‫السالمي تحفة الأعيان‪ ،1/401 ،‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيانث ‪.1/721‬‬ ‫(‪ )4‬العماني شبيب بن عطية(ق‪ ،)2/8‬سيرة شبيب بن عطية‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانية‪ .‬ص ‪.282‬‬ ‫ا هارون بن اليمانس(حي في‪ ،)622/148‬عالم فقيه متكلم؛ عاصر الإمام المهنا بن جيفر‬ ‫حكم (‪)622-732/148-258‬ء له مسائل خالف فيها جمهور الإباضيةك وقد كتب فيها إللى‬ ‫الإمام المهنا وبين له فيها رأيه‪ ،‬من آثاره سيرته المعروفة‪ .‬ر‪ :‬السالمي تحفة الأعيان‪،‬‬ ‫‪.1/551‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫دين المسلمين هو كتاب الله وسنة نبيه فقكه؛ وآثار المسلمين تتبع ويقتدى بها‪.‬‬ ‫ويقول محمد بن محبوب‪" :‬إن الأحكام إنما هي حكم الله في كتابه وسنة نبيه ةه{‬ ‫وآثار أئمة الهدي العلماء بكتاب الله وسنة رسوله ف "اء وليس إنكار محبوب‬ ‫المتقدم على هارون يعني أن الإباضية ينكرون القياس ولكن من باب ترتيب‬ ‫الحجة يقول نور الدين السالمي(من الرجز )‪:‬‬ ‫على قيا نسا ولا مرااء(ثا‬ ‫نقدم الحديث مهما جاء‬ ‫ونحتاج في هذا المقام إلى مزيد إيضاح لبيان ترتيب هذه الأصول عند‬ ‫أصحاب المذهب‘ وورود أكثر من تسمية للإجماع؛ فقد جاء تعبيرهم بالأثر أو‬ ‫بالرأي أو بالإجماع فهل يريدون بها أمرا واحدا أم لا؟‬ ‫لفهم ذلك علينا تتبع عباراتهم؛ وقد سبقت عبارات المذكورين أنفاغ فبعضهم‬ ‫عبر بآثار أئمة الهدى أو آثار المسلمين أو أثر أهل التنزيل‪ ،‬والذي يظهر لي والله‬ ‫أعلم أن التعبير بالأثر في مثل هذا يرد على وجهين‪:‬‬ ‫وجه يكون فيه الأثر ما ينقل عن الصحابة وأئمتهم المتقدمين ممن كانوا‬ ‫سلفا لهم وقدوة؛ يؤكد هذا قول الإمام الصلت بن مالكا ‪ ":‬وأنا أدعوه إلى كتاب‬ ‫"ا القرشي الرحيلي محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة( ق‪)2/8‬ء سيرة محبوب بن‬ ‫الرحيل إلى أهل غمان‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير العمانيةس ص ‪.624‬‬ ‫ثا القرشي محمد بن محبوب سيرة محمد بن محبوب‘ (مخ مج)ى ص‪.121‬‬ ‫(ا السالمي نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم(‪ ،)2331/4191‬جوهر النظام تصحيح أبي‬ ‫إسحاق إيراهيم اطفيش‪ ،‬مطبعة النصر‪4931 ،‬ه ‪4791‬م‪.1/32 ،‬‬ ‫ا الخروصي الصلت بن مالك (‪ )572/988‬يعد أشهر أئمة عمان الذين حكموا في القرن‬ ‫الثالث الهجري‪ ،‬كان عالما زاهدا متواضعا‪ ،‬كما كان عادلا حسن السيرة‪ ،‬ازدهر العلم في‬ ‫عهده وكثر العلماءء حرر جزيرة سقطرى من يد النصارى واسترجعها منهم‪ ،‬ابتليت عمان‬ ‫بعزله من ثلة قامت عليه فأدى عزله إلى فرقة ظل العمانيون يعانون منها فترة طويلة‪ .‬ر‪:‬‬ ‫السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ 1/031 ،‬وما بعدها‪ ،‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمة ص‪.462‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫حجحح‬ ‫الله وسنة نبيه فه وآثار أئمة المسلمين وما يجتمع عليه رأي المسلمين"("اى فآنار‬ ‫أئمة المسلمين هنا أثار العمل من الأئمة المبايعين قبلهس كما يمكن الاستشهاد بما‬ ‫تقدم ذكره عن هلال بن عطية‪ ،‬ولأبي مسلم الرواحيلا بيت(من البسيط) يؤكد هذا‬ ‫المعنى يقول فيه‪:‬‬ ‫وسنة الحق والإجماع والتر ثا‪.‬‬ ‫قا جَاعَنَا الله بالقرآن بينة‬ ‫وأما الوجه الثاني فأن ترد بمعنى الإجماع ففي ما نقل مثلا عن أبي‬ ‫اء‬ ‫قحطان وأبي سعيد أن الحق مصدره كتاب الله وسنة نبيه قه وآثار المسلمين‪.‬‬ ‫وأنه يجب لزوم حكم الكتاب والستنة والأثرأةا‪ .‬ويبين أبو سعيد أن الأثر هنا هو‬ ‫الإجماع وتكشف إحدى عباراته ذلك حين يقول‪":‬إن الحق كله إنما يدرك من كتاب‬ ‫"ا أبو قحطان‪ ،‬سيرة أبي قحطان‪ ،‬مخ مج" ص‪.481‬‬ ‫ا الرواحي أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم (‪ ،)9231/1191‬أصله من وادي بني رواحة‬ ‫بسمائل في عمان‪ ،‬علامة محقق‪ ،‬وأديب شاعر مفلق‪ ،‬لقب بشاعر العلماء وعالم الشعراء‪ ،‬ولد‬ ‫في أرومة علم وفضل انتقل إلى زنجبار في شرق إفريقيا تولى منصب رئاسة القضاء بها‬ ‫وأسس بها جريدة النجاح ظل على اتصال بعمان من خلال كتاباته وقصائده التي كان يبعثها‬ ‫لى عمان؛ وبرع الرواحي في الكتابة شعرا ونثرا‪ ،‬له تأليف تكشف عن عمق ورصانة وبيان‬ ‫وأسلوب‪ ،‬ومنها‪ :‬نثار الجوهر والنشأة المحمدية وديوان أبي مسلم‪.‬ر‪ :‬الرواحي أبو مسلم‬ ‫ناصر بن سالم بن عديم (‪ ،)9231/1191‬نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر‪( ،‬مخ) بخط‬ ‫المؤلف‪ ،‬التصوير والنشر لسالم بن محمد الرواحي؛ زنجبار نسخة لدى الباحث‪ ،‬مقدمة نثار‬ ‫الجوهر‪ ،‬ص ا!ؤ السيابي أحمد بن سعود(معاصر)‪ ،‬أبو مسلم البهلاني الرواحي حياته‪.‬‬ ‫شيوخه‪ ،‬قراءات في فكر أبي مسلم البهلاني الرواحي(حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء‬ ‫بذكرى أبي مسلم البهلاني الرواحي (‪41-61‬رجب‪5141 ،‬ه ‪71-91‬ديسمبر‪4991‬م‪.‬‬ ‫ط‪1‬ء نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪8141 ،‬ه‘‪8991‬مث ص(‪.4‬‬ ‫"ا الرواحي أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم (‪ ،)9231/1191‬ديوان أبي مسلم ث تح عبد‬ ‫‪6891‬م‪.‬‬ ‫الرحمن الخزندار‪ ،‬نشر صالح بن عيسى الحارثي مطابع دار المختار ‪6041 4‬ه‬ ‫ص‪.43‬‬ ‫( أبو قحطان‪ ،‬سيرة أبي قحطان( مخ مج) ص ‪.791‬‬ ‫{ةا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامة‪.2/96 .‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫"اى وقوله أيضا‬ ‫الله تعالى‪ ،‬أو سنة رسوله ة! أو إجماع المحقين من أمة محمد‬ ‫"وأصول الدين ما جاء في كتاب الله ‪ 0‬أو سنة رسوله قه ث أو إجماع المهتدين‬ ‫الأمة"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫من‬ ‫وأما التعبير عن الإجماع بالرأي فقد ورد عند المتقدمين والمتأخرين‪ ،‬وتؤكد‬ ‫هذا التفسير عبارة قاسم الشماخي(ا ‪-‬وإن كان من المتأخرين‪" :-‬العلم الأساسي‬ ‫من شرع ربنا‪ ،‬فقواعده قد قامت على ثلاثة أوجه التنزيل والسنة ورأي المسلمين‬ ‫(الإجماع) فمن أنكر وجها واحدا من هذه الثلاثة فقد كفر"“ا‪.‬‬ ‫وخلاصة الأمر أن علماء الإباضية ‪-‬سواء كانوا من متقدميهم أو‬ ‫متأخريهم‪ -‬عبروا عن المصادر الثلاثةث وأن تعبيرهم بالإجماع جاء معبرا عنه‬ ‫بهذا اللفظ أحيانا كما هو عند بشير بن محمد وابن رو ح(‪ )3‬و أبي سعيد الكدمى©ا‬ ‫وابن بركةا"أوأبي الحسن البسيويا وغيرهم وبلفظ الأثر كما سبق ذكره‬ ‫("ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرش ‪.1/62‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.1/62 ،‬‬ ‫ا الشمَاخي قاسم بن سعيد بن قاسم(‪ 4331/6191)6‬أصله من جبل نفوسة بليبيا‪ ،‬عالم‬ ‫وكاتب جليل‪ ،‬رحل إلى مصر وصاحب الأديب الصحفي‪ :‬مصطفى بن إسماعيل المصري‬ ‫والإمام محمد عبده‪ ،‬نصب قنصلاً عاما لدولة تونس بمصر قبل الاستعمار الفرنسي من‬ ‫مؤلفاته‪ :‬الحكمة في شرح رأس الحكمة لعثمان كمال الدين القول المتين‪ .‬ر‪ :‬أبو اليقظان‪:‬‬ ‫ملحق السير (مخ) ‪ 5920 /2‬معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪.4/523 0220 /3 ،‬‬ ‫ا الشمَاخي العامري قاسم بن سعيد بن قاسم (‪ 4331/6191)6‬كتاب القول المتين‪ ،‬ط‪20‬‬ ‫مكتبة الضامري‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان ‪3141‬ه ‪ 29910‬ص ‪.14‬‬ ‫ا ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح‪( ،‬مخ)ث ص ‪.21‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.1/62‬‬ ‫”ا ابن بركةش الجامعء‪.1/,345‬‬ ‫‪. 24‬‬ ‫ص‬ ‫مح‬ ‫أبو الحسن ‪ 6‬سير ة أبي الحسن البسيوي ‘ مخ‬ ‫(‪ )8‬البسيوي‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫)‪(1‬‬ ‫كالو ار ‪ :‬لا‬ ‫دمين‬ ‫المةة‬ ‫غير‬ ‫المتقدمين ‘ بل حتى عند‬ ‫وبالر أي أيضا عند‬ ‫والسوفي(خا وابن جميعا والبرادي(ا وغيرهم‪.‬‬ ‫وليس قصدنا هنا التوسع في أمر الإجماع أو ذكر حجية الكتاب إلا لأنها‬ ‫متلازمةث والراة لوجه منها بمنزلة الراة لجميعهاا‪ ،‬ولحاجة المقام إللى بيان‬ ‫حتى لا يتداخل مفهوم الأثر هنا بمفهومه الذي سبق طرحه وبيانه‪ ،‬وأيضا للحاجة‬ ‫إلى مزيد بيان عن ترتيب هذه المصادر سيرد‪.‬‬ ‫وقد تعددت تسميات هذه المصادر فهي مجاري الدين الثلاثة وهي الحجة‬ ‫‪ 0‬أو التي‬ ‫في الحلال والحرام‪7‬ا‪ ،‬وهي الأوجه الثلاثة التي جاء عليها الدين‬ ‫درك بها الحلال والحراما‪ ،‬وهي الثلاثة التي بها كمال الدين""اموهي الأصول‬ ‫الثلاثة كما يعبر عنها الكثير ("‪.‬ا‪.‬‬ ‫إن ترتيب الحجة للأصول الثلاثة المشار إليه سلفا يقتضي تقديم الكتاب‬ ‫فالسنة فالإجماع‪ ،‬وكل منها أصل للأول؛ فالكتاب أصل للسنةء والسنة أصل‬ ‫(‪ )1‬الوالرجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف ‪.1/3‬‬ ‫{‪2‬ا السوفي‪ ،‬السؤالات‪(،‬مخ)ى ص‪. 863‬‬ ‫("ا أبو حفص عمرو بن جميع‪ ،‬كتاب عقيدة العزابةك ص ‪.21‬‬ ‫() البرادي‪ ،‬البحث الصادق‪(.‬مخ) ‪21‬ظ‪.‬‬ ‫"ا الشماخي قاسم بن سعيد ‪ ،‬كتاب القول المتين؛ ص ‪.14‬‬ ‫ا الجناوني أبو زكريا يحيى بن الخير(ق‪ ،)5/11‬كتاب الوضع مختصر في الأصول والفقه‪.‬‬ ‫تعليق إبراهيم اطفيش‪ ،‬دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪ .‬ت)ء ص‪.92‬‬ ‫)‪ (7‬السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ) ص‪.732‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪863 ،‬‬ ‫{"ا الملشوطيء الأدلة والبيان‪ ،‬مخ مج ص‪.592‬‬ ‫"!ا أبو حفص عمرو بن جميع كتاب عفيدة العزابةك ص ‪.21‬‬ ‫الاهتداء‪.‬‬ ‫‪21‬ء الكندي أبو بكر‪،‬‬ ‫)‪ (11‬ر‪ :‬محمد بن روح ‪ 0‬سيرة محمد بن روحؤ(مخ) ص‬ ‫ص ‪14:72‬ے الوارجلاني‪ ،‬كتاب العدل والإنصاف ‪.1/3‬‬ ‫علوم السنةعند ال ضية‬ ‫حححح‬ ‫للإجماع لقوله فه‪(:‬لا تجتمع أمتي على الضلال) (" كما يقول أبو ستةث)‬ ‫والملشوطيأثا‪ ،‬وذلك لأن حجية السنة مأخوذة من الكتاب والإجماع من السنة‪.‬‬ ‫ويتفرع عن ذلك أنه لا يمكن تقديم المتأخر على المتقدم في رتبة الحجية‪ ،‬ومن‬ ‫تطبيقات ذلك قولهم‪" :‬لا حظ للنظر مع ورود الخبر"(ا‪ ،‬وورد بصيغة أخرى‪ ":‬لا‬ ‫حظ للنظر مع ورود النص ةا‪ ،‬و"وإذا ورد التوقيف لم يكن معه للنظر حظ ©)‪.‬‬ ‫فالاجتهاد بالر أي في الدين إنما يجوز للعلماء إذا لم يجدوا بغيتهم في الكتاب ولا‬ ‫في السنة ولا في آثار من كان قبلهم من العلماء كما يقول أبو الربيع المزاتي اء‬ ‫ومسألة رد المتأخر إلى المتقدم في رتبة الحجية كالسنة للقرآن عني الإباضية‬ ‫بتأكيدها وسنجدها بارزة عند الحديث عن نقد الحديث وفي محله إن شاء الله‪.‬‬ ‫لقد ظهر لنا من خلال وقوفنا على ما تقدم عرضه من التراث الإباضي‬ ‫المكانة العالية للسنة وحجيتها ومنزلتها في التشريع عندهم‪.‬‬ ‫وأكثر ما اعتمدوا عليه في ذلك هو مصدر التشريع الأول؛ ألا وهو القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬وقد استدل فقهاؤهم بعدد من الآيات منها الآيات التي أوجبت التأسي‬ ‫بالرسول قة مؤكدين أن هذا التأسي عام لا يقتصر على جانب من الشريعة دون‬ ‫جانب ومنها ما يؤكد سلب الهداية للمخالف للرسول قق فهو مشاقق له بمخالفقته‬ ‫ومتبع غير سبيل المؤمنين؛ إذ من لازم الإيمان عدم مخالفة النبيفقة‪.‬‬ ‫ومنها الآيات التي حملت دعوة صريحة لطاعة الرسول ثق وخصوصا تلك‬ ‫التي قرنتها بطاعة الله‪ ،‬فأوجبت تلازم الطاعتين‪ ،‬فكل منهما لازمة ومقتضية‬ ‫(ا تقدم تخريج هذا الحديث‘ ص‪.86‬‬ ‫(‪2‬ا أبو ستة محمد بن عمر‪ ،‬حاشية كتاب الوضع ص‪.72‬‬ ‫(ا الملشوطيء الأدلة والبيان ص‪.192‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/173‬‬ ‫( م‪.‬س‪.2/004.‬‬ ‫‪٤1/‬س‪.‬ما©‪983. ‎‬‬ ‫‪7‬ا المزاتي‪ ،‬التحف المخزونة ص‪.851 7510‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫حح=‬ ‫للأخرى‪ .‬ومن الآيات ما أوجب أخذ ما أتى به الرسول قه والانتهاء عما نهى‬ ‫عنه‪ ،‬وكذلك الآيات التي دعت إلى تحكيم الرسول ثقه فيما شجر بين العباد‪،‬‬ ‫وأوجبت على المسلمين رد التنازع إلى الرسول ق وحذرت من عواقب‬ ‫مخالفته‪.‬‬ ‫وكل الآيات التي أوردها فقهاء الإباضية في استشهادهم يرون أنها من دلائل‬ ‫ثبوت السنة من الكتاب‪ ،‬وأنها تثبت حجية السنة وتؤكدها‪.‬‬ ‫إذ النبي ق لا ينطق عن الهوى‪ ،‬ومن هذا‬ ‫إن كلا من القرآن والسنة وحي‬ ‫الثنائي المتلازم الوثيق تأتي مقولة بعض الفقهاء الإباضية بأن أمر النبي قا ونهيه‬ ‫هما أمر الله ونهيه؛ إذ أمر النبي ة خلقه الله وأمر به‘ ومن هذا المنطلق تظل‬ ‫هذه الحجية ممتدة مهما تطاول الزمن‪ ،‬كما أن المحبة للرسول ة وتعظيمه ليست‬ ‫أنشودة تعَنى‪٠‬‏ ولكن محبته ولوايته باتباعه والعمل بسنته‪ ،‬وعليه فالإعراض عن‬ ‫سنته ثقه يمثل إساءة إلى جنابه الشريف ثة‪.‬‬ ‫وإذا كان الاستدلال لثبوت حجية السنة يمثل جانبا نظريا‪ ،‬فإن هذا الجانب‬ ‫النظري يدعمه جانب تطبيقي نجده في التراث الإباضي من خلال ظهور العناية‬ ‫بالجانب التطبيقي للسنة والالتزام بها وبمنهجها‪.‬‬ ‫ويكشف هذا الجانب التطبيقي مظاهر عدة‪ ،‬منها تصريح الإباضية بالالتزام‬ ‫بالسنة واتباعهاء ودعوتهم لترسم خطاها من سلفهم إلى خلفهم‪ ،‬مؤكدين تقليدهم‬ ‫للسنة وتقيدهم بهاغ وكان من ثمرة ذلك أنهم أفتوا في أفراد المسائل حال ظهور‬ ‫أي مخالفة للسنة فيها بالبطلان وإعادة العمل‪ ،‬وكذلك أثمرت تلك العناية بالالتزام‬ ‫بالسنة رفض أي مخالفة لها؛ ففرع الفقهاء أحكامهم على الراة للسنة المخالف لها‪.‬‬ ‫سواء كان على وجه الإنكار أم التهاون‪ ،‬وكذلك أثمرت العناية بالسنة رفضهم لأي‬ ‫تقليد مصادم لها‪ ،‬فلا تقليد إلا لما وافق الكتاب والسنة مهما كبر المقلد وعظم‪.‬‬ ‫ثم إن اعتماد السنة مصدرا ثانيا للتشريعض لا يقل عما قبله أهمية في كشفه‬ ‫عن مكانة السنة عند الإباضية‪ ،‬وهو يتمثل في التأصيل وتقعيد كون السنة‬ ‫ر‪,‬‬ ‫=(‬ ‫= علم السنة عند الإباضية‬ ‫المصدر الثاني للتشريع وتطبيق ذلك ميدانياى ويتجلى اعتبار ذلك من خلال‬ ‫جوانب؛ منها ا عتبارها مشاركة للقرآن فهما المصدران الأصيلان للتشريع ومن‬ ‫ثم توظيف هذه النظرة في رد الأمور إلى الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫ومنها أن تصحيح الأقوال وقياس قوتها قائم على صحيح السنة‪ ،‬وما انبنى‬ ‫على أصل صحيح قبل ؛ وما انبنى على ضعيف رأة‪ ،‬وتبعا لذلك فإن ميزان القبول‬ ‫مبني على موافقة الكتاب وصحيح السنة‪ ،‬وهذه الموافقة مشروطة على المقلد‬ ‫والمُقلد‪.‬‬ ‫ومنها اشتراطهم العلم بالسنة في الفتوى والاجتهاد فلا تقتحم حياض الفتوى‬ ‫إلا ممن كان عالما بالسنة‪ ،‬ومن ثم لا تقبل الفتوى إلا من عالم بالسنةء هذا مع‬ ‫علمه بباقي أصول التشريع كالقر آن والإجماعغ بل العلم بكل أصل يقتضيه الأصل‬ ‫الآخر‪ .‬ثم إن كل أصل يؤسس لحجية الآخر وهذه المصدر الثلاثة مرتبة‬ ‫الحجية وعليه لا يتقدم المتأخر في رتبة الحجية على المتقدم‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪,:(:‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية س‬ ‫الباب الثاني‬ ‫منهج نقد الحديث‬ ‫عند! لإاباخية‪.‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬ظهور عناية الإباضية بنقد‬ ‫الحديث وتصحيحه‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬مو قواعد نقد السند‬ ‫عند الإباضية‪.‬‬ ‫نقد‬ ‫الفحل التالث‪ :‬مر قواعد‬ ‫امتن عند الإباضية‪.‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬منهج الإباضخيه مج‬ ‫الروايات الواردة مد غير طرقهم‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ححجححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫الفصل الأول ظهور عناية الإباضية بنقد الحدث وتصحيحه‪:‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬معنى النقد وبدايات ظهوره‪:‬‬ ‫ورد لفظ النقد بمعاني عة في اللغة اخترنا منها ما يوافق مدلول النقد‬ ‫الحديثي فنقد الدراهم ‪:‬تمييز جيدها من رديئهال"ا‪ ،‬وناقئتُ فلاناً‪ ،‬لذا ناقشته في‬ ‫الأمراا‪ ،‬ونقد الدراهم أي وزنها‪ ،‬والدرهم نقش أي وازن جيّذ"ا‪ ،‬وقد نقد‬ ‫الرجل الشي بتظره ينقده تفداك وما زال فلان ينقد بصترَه إلى الشي‪ ،‬إذا واصل‬ ‫اؤ ونقد الشيء ينفذه نقدا إذا نقره بإصبعه كما تنقر‬ ‫لنظر إليه أو نظره خلسة‬ ‫الجوز ة(‪.‬‬ ‫وهذه المعاني المتقدمة داخلة في مفهوم نقد الحديث ففي النقد تمييز الصحيح‬ ‫من الضعيفؤ وفيه مناقشة الرواية وبحثها ووزنها بموازين النقد التي لا تتأتى إلا‬ ‫للعالم المجرب الذي أطال نظره في الرواية‪ ،‬ونقر جوزتها فكشف بذلك ما خفي‬ ‫من عللها وأبان ما صح منها‪.‬‬ ‫ثم إن الحروف المؤلفة لكلمة نقد وهي النون والقاف والدال هي أصل‬ ‫صحيح يدل على إبراز الشيء وبروزه كما يقول ابن فارس©ا‪ ،‬وهل النقد في‬ ‫حقيقته إلا عملية إبراز لصحيح الحديث ليتجلى لنا بروز الصحة من خفائها‪.‬‬ ‫"ا ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬باب النون والقاف وما يثلٹهماێ ‪.5/764‬‬ ‫ثا الجوهري إسماعيل بن حماد(‪ ،)393/3001‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ تح‪:‬‬ ‫أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬ط‪2‬ا دار العلم للملايين‪ ،‬بيروتڵ لبنان ‪9931‬ه ‪9791‬م‪.‬‬ ‫‪.244‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.2/445 ،‬‬ ‫ار‪ :‬ابن مظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة نقدش ‪ ،{3/624‬الجوهري الصحاح‘ ‪.2/545‬‬ ‫ا ابن منظور لسان العرب‪ ،‬مادة نقدش ‪.3/624‬‬ ‫ا ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬باب النون والقاف وما يظلثهماث ‪.5/,764‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫حححح‬ ‫وإذا ما انتقلنا عن بيان معنى النقد إلى بيان بدايات ظهور النقد عند‬ ‫الإباضية‪ ،‬وجدنا عناية الإباضية بنقد الحديث وتمييز صحيحه من سقيمه ظهرت‬ ‫مبكراؤ ومن أمثلة ذلك قول جابر بن زيد معلقا على رواية بلغته‪" :‬لو نجد هذا عن‬ ‫ابن مسعود عن ثقة أخذنا به"(‪ .) .‬كما يبين علة ما روي عن عبد الله بن مسعود‬ ‫ليلة الجن في إجازة النبي قة له الوضوء بالنبيذاثا فقال‪ ":‬سمعت جملة من‬ ‫تلك الليلة والذي رفع عنه كذب والله أعلم‬ ‫الصحابة يقولون ما حضر ابن مسعود‬ ‫بالغيب"ا‪ ،‬وهذا يكشف إلمام جابر بالرواية وحال الرواة وتوظيفه ذلك كله في‬ ‫نقده الروايات‪.‬‬ ‫ويدعو أبو عبيدة إلى التثبت في الأخذ فلا يسلم لرجل يحدث بكل ما سمع‪.‬‬ ‫ولكن لا بة من تميز المعتمد عليه من الأقاويل والروايات وأن يسأل المتلقي عمن‬ ‫هو أفضل منه ‪-‬أي ذلك المحدث علماء وهذه دعوة صريحة من أبي عبيدة‬ ‫(‪ )٧‬الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيد؛ ص‪38. ‎‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود في سننه بلفظ ( عن عبد الله بن مسعود أن النبي قت قال له ليلة الجن ما‪‎‬‬ ‫في إداوتك؟ قال‪ :‬نبيذ‪ ،‬قال‪ :‬تمرة طيبة وماء طهور)‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء بالنبيذ‪‎،‬‬ ‫وأخرجه ابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الطهارة وسننها‪ ،‬باب الوضوء بالنبيذ‪‎.‬‬ ‫)(‪1‬‬ ‫‪)483( 1/531‬ء والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الطهارة‪ ،‬باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ‪‎.‬‬ ‫‪ (88)6 1/741‬وعبد الرزاق في مصنفه كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء بالنبيذ‪‎.)1/971(396‬‬ ‫وقد علق أبو عيسى الترمذي على الحديث بقوله‪ ":‬وإنما روي هذا الحديث عن أبي زيد‪‎‬‬ ‫عن عبد الله عن النبي ء وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير‪‎‬‬ ‫هذا الحديث وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ منهم سفيان الثوري وغيره‘ وقال‪‎‬‬ ‫بعض أهل العلم لا يتوضأ بالنبيذ وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق‘ وقال إسحاق إن ابتلي‪‎‬‬ ‫رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ والتيمم أحب إلي‪ ،‬قال أبو عيسى وقول من يقول لا يتوضأ بالنبيذ‪‎‬‬ ‫أقرب للى الكتاب وأشبه لأن الله تعالى قال « فلم تجدو أ ماء فتَتتشوأ صعيد أ طبيا‪‎‬‬ ‫(النساء‪ .")4/34‬الترمذي" السننش‪1/741-841. ‎‬‬ ‫ا الفراهيدي الربيع بن حبيب‪ ،‬المسند‪ ،‬كتاب الطهارةض باب في المياهف‪1/44(561) ‎‬‬ ‫ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‪21 ،‬ظ‪‎.‬‬ ‫ححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫لنقد الحديث‘ ونجده يقيد العمل بالفتوى بشرط معرفة الحق حتى في مثل ما أفتاه‬ ‫التقة بما رواه عن الصحابة("اء وهو في هذا يخط منهج البحث والتعرف على‬ ‫الحق في نقده‪ ،‬ونجد من أمثلة تطبيقات النقد عنده تضعيفه لخبر تحريم الحمر‬ ‫الأهلية‪ .‬وكل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير(ثا‪ ،‬طعناً في بعض رجاله‬ ‫("ام‪.‬س‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬أخرج البخاري في صحيحه هذا الخبر بلفظ (نهى النبي ة عن كل ذي ناب من السباع)‬ ‫وقال معلقا بعده تابعه يونس ومعمر وابن عيينة والماجشون عن الزهري‪ ،‬في كتاب الذبائح‬ ‫والصيد‪ ،‬باب النهي عن أكل كل ذي ناب‪ 5/2012(0125)0 ،..‬وأخرجه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‪ ،‬باب تحريم أكل كل ذي‪)3/3351(2391 ،..‬ءوأخرجه مالك في‬ ‫الموطأء كتاب الذبائح‪ ،‬باب تحريم أكل كل ذي ناب‪)2/694(9501)(0601...‬ء قال مالك‬ ‫‪:‬وهو الأمر عندنا"‪ ،‬وأخرجه الربيع في مسنده بلفظ رواه من طريق أبي هريرة عن النبيققة‬ ‫أنه قال‪ (:‬أكل كل ذي ناب من السباع وذي مخالب من الطير حرام)ى في كتاب الزكاة‬ ‫والصدقة‪ ،‬باب أدب الطعام والشراب‪.)1/351(783 ،‬‬ ‫وأما حديث النهي عن الحمر؛ فأخرجه البخاري في صحيحه بلفظ (نهى النبي قا عن‬ ‫لحوم الحمر الأهلية)ى في كتاب الذبائح والصيد‪ 6‬باب لحوم الحمر الإنسية‪...‬‬ ‫وأخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬في كتاب الزكاة والصدقة‪ ،‬باب أدب الطعام‬ ‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫والشراب‘ ‪.)1/351(883‬‬ ‫وهنا لا بة من وقفة متسائلة حول الكلام المنقول عن تضعيف أبي عبيدة ومالك لهذا‬ ‫الخبر‪ ،‬أما مالك فقد أخرج الحديث في الموطأء وكذلك أخرجه عنه البخاري ويؤكد ابن عبد‬ ‫البر في الاستذكار على أن مذهب مالك هو تحريمها‪ ،‬وأن مذهبه في النهي عن أكل كل ذي‬ ‫ناب من السباع هو نهي تحريم‪ ،‬ويقول‪ ":‬لا نهي ندب وإرشاد كما زعم أكثر أصحابنا ويشهد‬ ‫على ذلك قوله‪-‬أي المعلق به على رواية النهي‪" :-‬وهو الأمر عندناء روى هذا يحيى عن‬ ‫مالك وهو آخر من سمع عليه الموطا "‪.‬‬ ‫وينقد ابن عبد البر مَن فهم عن مالك غير هذا فيقول ‪":‬وإنما احتج الأبهري لرواية ابن‬ ‫القاسم" فقوله إن الذكاة عاملة في جلود السباع وإن لحومها ليست بحرام على أكلها إذا ذكيت‬ ‫وإنما هي مكروهة\ فقد تناقض ابن القاسم فيما ذهب إليه من هذا الباب ورواه عن مالك‪ ،‬لأنه‬ ‫لا يرى التذكية في جلود الحمير تعمل شيئا ولا تحل جلود الحمير عنده إلا بالدباغ كجلود‬ ‫‪.5/88. 2‬‬ ‫‪-‬كار‬ ‫‪9‬ستذ‬ ‫‪2‬ر‪8‬الا‬ ‫الميتات"‪.‬ر‪ :‬ابن عبد الب‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫على حد ما نقل عنه اا‪ ،‬ويذكر ابن بركة اتفاق أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة‪.‬‬ ‫ومالك بن أنس على تضعيف هذا الخبر وأنهما طعنا في بعض رجاله؛ وتبعا لذلك‬ ‫أجازا سؤر الكلب وطهارة فضل مائه وكذلك سائر السباع وأكل لحومها وهذا‬ ‫كلام فيه نظر كما هو مبين في حاشية البحث مع تخريج الحديث غا‪.‬‬ ‫ونجد أمثلة متعددة لنقد علماء الإباضية المتقدمين وتعليقهم على روايات‬ ‫صحت عندهم غيرهاء فقد سأل أبو غانم الخراساني شيخه أبا المؤر جا عما‬ ‫وهكذا يتبين لنا خطأ من نقل عن مالك ذلك ويظهر أن ابن بركة وقف على من نقل‬ ‫عن مالك غير التحريم‪ .‬لكنني في هذا المقام أميل إلى القول إن هناك خطأ آخر وقع في النقل‬ ‫عن أبي عبيدة‪ ،‬إذ أن الربيع روى عنه رواية النهي والتحريم" فلعل النقل عن مالك وأبي‬ ‫عبيدة بالتحريم جاء بعد النقل عنهما بالإباحة‪ ،‬ويظهر لي أن خبر تحريم الحمر وكل ذي ناب‬ ‫لم يشتهر أول الأمر ثم اشتهر‪ ،‬بدليل أن البخاري في المكان الذي أخرج فيه خبر التحريم‪.‬‬ ‫أخرج رواية عن جابر بن زيد هذا نصها‪' :‬حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو‬ ‫قلت لجابر بن زيد‪ :‬يزعمون أن رسول الله قا نهى عن الحمر الأهليةإ فقال قد كان يقول‬ ‫ذاك الحكم بن عمرو الغفاري عندنا بالبصرة ولكن أبى ذاك البحر ابن عباس وقرأت قل لأ‬ ‫أجذ في ما أوحي إلي مُحَرماًه (الأنعام‪ .)6/541‬ر‪ :‬البخاري؛ الصحيح‪ ،‬كتاب الذبائح‬ ‫والصيد باب لحوم الحمر الإنسية‪..‬س ‪.)5/,2012(0125‬‬ ‫وهناك دليل آخر أراه أورده البخاري ومسلم‪ ،‬وهو عبارة الزهري عقب روايته خبر‬ ‫التحريم‪:‬عند البخاري " ولم أسمعه حتى أتيت الشام"ء وعند مسلم‪ ":‬قال ابن شهاب ولم أسمع‬ ‫ذلك من علمائنا بالحجاز حتى حدثني أبو إدريس وكان من فقهاء أهل الشام"‪ .‬ر‪ :‬البخاري ‪،‬‬ ‫الصحيح مسلم‪ ،‬الصحيحء موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫() ابن جعفر الجامع‪.372-473 /1 ،‬‬ ‫(ا ابن بركةش الجامع‪.1/793.004 ،‬‬ ‫{ثا القدمي أبو المؤر ج عمر بن محمد(ق‪ ،)2/8‬من قدم في اليمن‪ ،‬أحد حملة العلم إلى مصر‬ ‫في القرن الثاني الهجري" وأحد الفقهاء الكبار ورواة الآثار السبعة الذين روى عنهم أبو غانم‬ ‫مدونته‪ ،‬أخذ العلم عن أبي عبيدة‪ ،‬لكنه خالفه في مسائل‪ ،‬قدم إلى عمان؛ فناقشه فقهاؤها في‬ ‫المسائل التي خالف فيهاء فحاجوه فرجع ثم مات وهو في طريقه إلى اليمن‪ .‬ر ‪:‬الشماخي‪.‬‬ ‫السسيرث ‪.1/6‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح<ح‬ ‫يروى عن معاذ بن جبل (أن رسول الله قه أمر أن يؤخذ من كل ثلاثين من البقر‬ ‫تبيع أو تبيعه ومن كل أربعين مسنة وأمر أن لا يؤخذ من الأوقاص شيء)ل"ا‪.‬‬ ‫وكان جواب أبي المؤرج بأن السنة المروية عن فقهائهم الذين يأخذون منهم‬ ‫ويعتمدون عليهم في زكاة البقر كالسنة في زكاة الإبلثا‪ ،‬يؤخذ منها ما يؤخذ من‬ ‫(" لفظ الحديث( في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي أربعين مسنة) أخرجه ابن الجارود في‬ ‫كتاب‬ ‫وابن ماجة في سنن؛‬ ‫المنتقى‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب أول كتاب الزكاه ‪.1593‬‬ ‫الزكاة‪ ،‬باب صدقة البقرث ‪ ،)1/775(4081‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما جاء في‬ ‫زكاة البقرث ‪ 3/91(226)0‬وأبو يعلى في مسند عبد الله بن مسعود‪ ،)8/334(6105 ،‬وأما لفظ‬ ‫الأوقاص فورد في رواية لفظها‪ (:‬عن معاذ بن جبل قال لم يقل لي رسول الله فقه في أوقاص‬ ‫من البقر شيئا) أخرجها الطبراني في المعجم الكبير‪ ،‬حديث العلاء بن زياد العدوي عن معاذ‪،‬‬ ‫وأحمد في المسندث حديث معاذش ‪ 5/032(3602)0‬والأوقاص هي ما بين‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫الفريضتين‪ .‬ر‪ :‬الخراساني أبو غائم ‪ ،‬المدونةش ‪.2/522‬‬ ‫كا وردت روايات تعضد هذا الرأي وتقويه كخبر جابر بن عبد الله (في كل‪ .‬خمس من البقر‬ ‫شاة وفي عشر شاتان وفي خمس عشرةثلاث شياه وفي كل عشرين أربع شياه؛ قال‬ ‫الزهري فإذا كانت خمسا وعشرين ففيها بقرة إلى خمس وسبعين فإذا زادت على خمسة‬ ‫وسبعين ففيها بقرتان إلى عشرين ومائة‪..‬الخ) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة‪.‬‬ ‫باب كيف فرض صدقة الفطر‪ 4/99(0907)0 .‬وعبد الرزاق في مصنفه‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب‬ ‫البقرى ‪ ،)4/42(2586‬وابن حزم في المحلى‪ ،‬في زكاة البقرث ‪.6/2‬‬ ‫وروى أبو عبيد القاسم بن سلام قال‪ :‬حدثنا يزيد عن حبيب بن أبى حبيب عن عمرو‬ ‫بن هرم عن محمد بن عبد الرحمن أن في كتاب صدقة النبي ة وفي كتاب عمر بن الخطاب‬ ‫أن البقر يؤخذ منها مثل ما يؤخذ من الإبل‪ ،‬قال‪ :‬وقد سئل عنها غيرهم فقالوا‪ :‬فيها ما في‬ ‫الإبل) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأفوال‪ ،‬في كتاب الصدقة وأحكامه وسننهاث باب صدقة‬ ‫البقر‪)1/964-074(999 .‬ء وأخرجه ابن حزم في المحلى أنه من كتاب عمر زكاة البقر ‪6‬‬ ‫‪.62‬‬ ‫وقد ذكر أبو سليمان الخليلي شاهدا مع هذين الشاهدين‪ ،‬وفصل الكلام في أقوال الأمة‬ ‫في زكاة الإبل وأدلة هذه الأقوال‪ .‬لمزيد من التفصيل أنظر‪ :‬الخليلي أ بو سليمان أحمد بن‬ ‫حمد(معاصر)‪ ،‬زكاة الأنعامث ط‪ ،1‬مكتبة الاستقامةث روي‪ ،‬مسقط‘ سلطنة عمان‪3241 ،‬ه‬ ‫ص‪341‬ء وتفصيل الأقوال من ص‪.431-951‬‬ ‫‪3‬م‪.‬‬ ‫;‪/‬ج‪-‬۔‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح(‪:‬‬ ‫ح‬ ‫الإبل ويعمل فيها ما يعمل في الإبل‪ ،‬وأنهم ليس بينهم اختلاف في ذلك‘ وأما‬ ‫حديث معاذ بن جبل عن النبي فة فالله أعلم به‪ .‬ثم قال‪ ":‬ولو نعلم أن ذلك حق‬ ‫لأخذنا به واعتمدنا عليه؛ غير أن أصحابنا أبا عبيدة وجابرًا بن زيد لا يأخذون‬ ‫بما ذكرت‪ ،‬وقد بلغهم قول مَن وصفت"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫وتتكرر هذه العبارة‪":‬ولو نعلم أن النبي فا فعل ذلك لأخذنا به‘ غير أن‬ ‫أصحابنا الذين نأخذ عنهم ونعتمد عليهم لا يرون ذلك‘ ولا يأخذون به والله أعلم‬ ‫بهذا الحديث‪/‬ةا‪ ،‬وهي تؤسس نهجا نقديا سنتعرف عليه عندهم لاحقاى وهو نقد‬ ‫الحديث بما صح عندهم من روايات‪ .‬على أن هذه العبارات يمكن وصنها‬ ‫بالعبارات النقدية اللطيفة المتأدبة ‪.‬التي تحوي اعتذارا عن رة تلك الروايات‪ ،‬وقد‬ ‫يرد التعليق مقتضبا كتعليق أبي المؤرج أيضا على رواية بعض الرواة عن ابن‬ ‫مسعود أنه إذا توضأ المتوضي ثم لمس أو قبل جاريته أو امرأته أنه يعيد‬ ‫الوضوء وقوله مضعفا روايتهم‪':‬ليس فيما يقولون شيع والله أعلم"("ا‪ .‬وهذه‬ ‫العبارة لا تتضمن تعليلا للرد ولا اعتذارا كسابقتها وبالتالي يمكن أن تكون هي‬ ‫نفسها محل نظر ونقد‪.‬‬ ‫وقد يحوي نقدهم العام على طريقة بعض نقلة الروايات ذكر أنموذج لذلك‬ ‫بما يراه الناقدث من ذلك نعي هلال بن عطية على بعض نقلة الروايات‪ ،‬ووصفه‬ ‫لهم بأنهم ليس لهم علم نافذ يبصرون به الحق من العلم‪ ،‬يتبعون الروايات الكاذبة‬ ‫التي يدحضها كتاب اللهێ وهم يستمدون مثل تلك الأحاديث عن أمثالهم من البشره‬ ‫وتركوا كتاب اللها“ا‪ .‬ويذكر أنهم قد يقتطعون من الرواية بعضها ويتركون البعض‬ ‫)‪ (1‬الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/751-851‬‬ ‫”ام‪.‬س‪.1/561-661 ،‬‬ ‫‪٤1/61.‬س‪.‬ما“(‪‎‬‬ ‫{ا الخراساني هلال بن عطية عسيرة هلال بن عطية‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫حححححح علوم السنةعند الا ضية‬ ‫الآخر ويمثل لذلك بقوله‪ :‬يقولون أطعه وإن كان عبدا حبثيا مُجَدعا أقنا(ا وهم‬ ‫يسندون هذه إلى رسول الله ؤ وإنما أمرني الله بطاعة من أقام كتاب الله وإن‬ ‫كان عبدا حبشيا فأطيعوه ما أقام كتاب اثه(ا فتركوا من هذا الحديث بعضه‬ ‫وأخذوا بعضه‘ ويؤكد ابن عطية عقب ذلك أن الله أمر بطاعة من أطاع الله‪ ،‬وأن‬ ‫هؤلاء تركوا محكم كتابه‪ ،‬واتبعوا روايات كاذبة ليس لها أصل مخالفة لكتاب الله‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫وسنة نبيه ‪4‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬النقد عند ابن بركة ومن جاء بعده‪:‬‬ ‫ينطلق ابن بركة في نقده من خلال تأصيل هذا النقد ومحاولة ذكر أسباب‬ ‫الخلاف في الروايات والدعوة إلى لزوم البحث وتصحيح المروي كما سيتبين لنا‪.‬‬ ‫فحول التأصيل نجده يستشهد على حجية النقد للروايات بفعل ابن عباس حين‬ ‫روى له أبو سعيد الخدري عن النبي © في الصرف أنه قال‪(:‬الذهب بالذهب مثلا‬ ‫بمثل‪ ،‬والفضتة بالفضتة مثلا بمثل‪ ،‬والبر بالبر مثلا بمثل‪ ،‬حتى ذكر الأصناف‬ ‫الستة‪ ،‬فمن زاد أو ازداد فقد أربأ)“ا‪ ،‬فرة ابن عباس بقوله‪ " :‬نحن أعلم بهذا وفينا‬ ‫نزلت آية الربا" فأجابه أبو سعيد‪ :‬أحدثك عن رسول الله ة وتقول لي‪ ،‬ما تقول‪،‬‬ ‫والله لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا"‪.‬‬ ‫("ا تقدم تفسير المجدع صک وأما الأقنا فهو من القنا وهو احديداب في الأنف ولذلك يقال‬ ‫رجل أقنَى‪ .‬ر‪ :‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح ‪.1/132‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريج الحديث‘ ص ‪.86‬‬ ‫ا الخراساني هلال بن عطية‪ ،‬سيرة هلال بن عطية ص ‪.18‬‬ ‫ا حديث أبي سعيد في الصرف‘ أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب البيو ع‪ ،‬باب بيع‬ ‫الزبيب بالزبيب‪)2/167(7602 ،..‬ء ومسلم في صحيحها كتاب المساقاة‪ ،‬باب الصرف وبيع‬ ‫الذهب بالورق‪ ،)3/1121(4851 ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب البيوعض باب بيع الملح‬ ‫بالملحث ‪ 4/82(8516)0‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب تحريم التفاضل في‬ ‫الجنس‪..‬ش ‪.)4/872(76201‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/413 ،‬‬ ‫حححححح=ح علوم السنة عند ال ضية‬ ‫يقول ابن بركة‪ " :‬فقد رة ابن عباس رواية أبي سعيد مع كثرة روايته‬ ‫وشهرته بالرواية‪ ،‬وأبو سيعد يقسم لا يساكنه لعظيم ما رماه به من الكذب على‬ ‫رسول الله فقة والإنكار عليه‪ .‬ومخالفونا ينكرون منا أنا لا نقبل أحاديثهم ونقلدهم‬ ‫فيها‪ .‬وفيهم عبد الملك بن مروان وأعوانه والمهلب بن أبي صفرة وأبو هارون‬ ‫العبدي وأمثالهم""ا‪ 8‬ولعل هؤلاء الذين ذكرهم ابن بركة لا يمثلون أنموذج المثل‬ ‫عند جميع مخالفي ابن بركة‪ ،‬وفي تقديرنا كان يمكنه طر ح منهجه النقدي دون‬ ‫هذا الكلام وليس هؤلاء ممن اعتمد عليهم في نقل الأخبار‪ ،‬على أنه لا يعني هذا‬ ‫الموقف النقدي من ابن بركة رده لكل روايات مخالفيه وسيتبين لنا غير ذلك في‬ ‫محله إن شاء الله‪.‬‬ ‫ويوجز ابن بركة سبب اختلاف الأخبار بينه وبين مخالفيه إلى أنه عائد‬ ‫إلى تأويلها‪ ،‬أو انقطاع بعض الأخبار واتصالها‪ ،‬أو قلة ضبط ناقليها(‪2‬ا‪.‬‬ ‫على أنه من الجدير بيانه هنا أن نقد ابن بركة قد يتعقب به حتى تصحيح‬ ‫أحد أئمة المذهب المتقذمين أو تضعيفهء كمثل تعقبه أبا عبيدة في تضعيفه ما روي‬ ‫عن النبي ق من طريق ابن عباس (أنه نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع‬ ‫وكل ذي مخلب من الطير)ةا‪ ،‬ويذكر ابن بركة أن أبا عبيدة مسلما بن أبي كريمة‬ ‫ومن تابعه من أصحابنا يجوتز أكل ذلك‘ متعلقين بالآية التي في سورة الأنعام‬ ‫وهي قوله تبارك وتعالى‪(«:‬على طاعم يَطعَمُة إل أن يكون مَيقَة أو تم سشتفوحاً أو‬ ‫لحم خنزير )(الأنعام‪ )6/541‬وأن أبا عبيدة ضعف هذا الخبر كما سبق ذكر ذلك‬ ‫ويعقب ابن بركة بحجج منها أن الخبر مستفيض من أهل النقل والحديث‪ ،‬والخبر‬ ‫كان بخيبر‪ ،‬وسورة الأنعام مكية والخبر بعدها‪ ،‬وأن الناس في الخبر إذا ورد بعد‬ ‫نزول الآية من القرآن على قولين‪ :‬إذا كان الخبر معارضا للآية يرفع به بض‬ ‫حكمهاێ ففريق منهم قال‪ :‬إن الخبر ناسخ لاآية‪ ،‬والثاني‪ :‬إن الخبر إذا ورد‬ ‫(!ام‪.‬س‪.2/413 ،‬‬ ‫)‪ (2‬الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع{‪.1/49 ،‬‬ ‫(ا تقدم تخريجه ص‪.99‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية _‬ ‫ححح=‬ ‫معارضا للآية فإنما يرد بيانا لها ولأحكامها‪ ،‬ثم يقول ابن بركة‪" :‬وإذا كان الناس‬ ‫على قولين خرج قول أبي عبيدة من جملة أفاويلهم"(‪٨‬ا‪،‬‏ وقد سبق الكلام المنقول‬ ‫أن أبا عبيدة ضعف الخبر وطعن على بعض قائله‪ ،‬ويقول ابن بركة في موضع‬ ‫آخر مبينا حكمه في الخبر‪ ":‬والنظر عندي يوجب صحة الخبر لأن إسناده ثابت‬ ‫ورجاله معهم عدول وانتشارا الخبر في المخالفين وقولهم به كالمشهور فيهم'(ةا‪.‬‬ ‫وأقول إن الخبر مروي عند الإباضية أيضا واشتهر عندهم؛ ولعل ابن بركة لم‬ ‫يقف عليه أو غفل عنه‪.‬‬ ‫إن مبنى النقد قائم على طلب الصحة للرواية‘ ولا يتوصل للصحة إلا‬ ‫بالبحث والطلب‘ والسنة المجتمع على صحتها استغنت بهذا الإجماع عن طلب‬ ‫صحتهاء أما السنة المختلف في صحتها‪ ،‬ولم يبلغ الكل علمها‪ ،‬فهي التي تتازع‬ ‫الناس في صحتهاء ولذا يجب البحث عن صحتها وطلب أسانيدها كما يذكر ابن‬ ‫بركة‪3‬ا ‪.‬‬ ‫وهذه الدعوة لطلب التصحيح والحث عليه من ابن بركة نجدها واردة عند‬ ‫من جاؤوا من بعده كأبي سلمة العوتبي في الضياء“'‪ ،‬وأبي عبد الله الكندي في‬ ‫لبيان ‪ 5‬وأبي بكر الكندي في المصنف“أوصالح بن عمر النزوي في قواعد‬ ‫الهداية("ا و الشنقصىثا في المنهج("‪ ).‬وغيرهم‪.‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.38 - 2/28‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.004 /2.‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.1/082٤‬‏‬ ‫ا العوتبي سلمة بن مسلم ءالضياء ‪.3/11‬‬ ‫ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع ‪.1/52‬‬ ‫©) الكندي أبو بكر ءالمصنفث‪.5 1/1‬‬ ‫"ا النزوي صالح بن عمر‪ ،‬قواعد الهداية(مخ) ‪51‬ظ‪.‬‬ ‫(ق‪ )11/71‬ولد بنزوى وقيل بهلا ثم انتقل إللى‬ ‫ا الشقصي خميس بن سعيد بن علي‬ ‫الرستاق في عمان‪ ،‬تزوج من أم الإمام ناصر بن مرشد اليعربي بعد وفاة زوجها فتربى‬ ‫الإمام في رعايته‪ ،‬كان قطب عمان في عصر يعود له الفضل الأكبر في بعث إمامة‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫ويرى ابن بركة أن البحث عن صحيح الأخبار أمر ضروري وينعى على‬ ‫من قال‪ :‬إن الأخبار اختلفت عليه في النقل‪ ،‬ولم ترد ورودا تفوم الحجة به وتقطع‬ ‫عذر من غاب عنها مثل ما قامت على من شاهدها(ثا‪ ،‬لذا وجب التوقف فيها وأن‬ ‫لا يبحثوا عن صحيحها من سقيمها‪ ،‬ثم يبين ابن بركة أن هذا مذهب البيهيشيةةا‬ ‫الذين أنكروا علم الأخبار وزعموا أن الأخبار لا توجب عملا ولا يوجب العلم إلا‬ ‫ما شاهدوه(“ا‪ ،‬ويستشهد ابن بركة في رده على قول البيهشية بقول الله جل ذكره‬ ‫اليعاربة بعقده على الإمام ناصر في حركة لتوحيد عمان وتخليصها من الاستعمار البرتغالي‬ ‫آنذاك‪ ،‬كان الشقصي من العلماء الموسوعيين‪ ،‬له تآليف عدة أهمها منهج الطالبين وبلاغ‬ ‫الراغبين في عشرين مجلدا‪ .‬ر‪ :‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمة ص‪ 9430‬مجموعة باحثين دليل‬ ‫أعلام عمان‘ ‪5‬ص‪.9‬‬ ‫"ا الشقصبي خميس بن سعيد بن علي(ق‪ ،)11/71‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ ،‬تح‪ :‬سالم‬ ‫بن حمد الحارثي‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةث سلطنة عمان‪.1/48 97910 :‬‬ ‫"ا أورد ابن بركة هذا الكلام في رسالته الموازنةس وهو وإن كان أراد به الرد على الفريق‬ ‫الذي خالفه في عدم وجوب البحث في قضية عزل الإمام الصلت بن مالك‪ ،‬وما أحاط بها من‬ ‫أحداث وأنه يسع الوقوف فيها ءفإنها ‪-‬في تقديري۔ حوت منهجية نقدية عامة في تتبع الأخبار‬ ‫وتصحيحهاء وتأتي في مقدمتها أخبار السنة النبوية‪.‬‬ ‫لمزيد من معرفة قضية عزل الإمام الصلت بن مالك وما أحاط بها من أحداث‘ وما‬ ‫خلفته من حوار وجدل فكري بين المدرسة الرستاقية والنزوانيةث ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪،‬‬ ‫‪ 1/01‬وما بعدها‪ ،‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمةش ص‪ 462‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)‪ (3‬كذا في الأصل ولعل تصحيفا وقع في الكلمة والمراد البَيْهَسنيةث والبيهسئية هم طائفة تنسب‬ ‫إلى أبي بيهس بن الهيصم وافقوا القدرية في إسناد الأفعال إليهم كذا في التعاريف‪ ،‬وذكر في‬ ‫اللباب أنهم من الخوارج‪.‬‬ ‫التعاريف‪ ،‬تح‪ :‬محمد رضوان الداية‬ ‫))))‬ ‫ر‪ :‬المناوي محمد عبد الرؤوف(‪3 1‬‬ ‫‪ ،1/451‬الجزري ابن الأثير أبو الحسن علي‬ ‫ط‪1‬ء دار الفكر المعاصر ‪ ،‬بيروت‘ ‪0141‬ه‬ ‫محمد بن محمد الشيباني (‪ ،)036/3321‬اللباب في تهذيب الأنسابغ دار صادر بيروتث‬ ‫‪.1/202‬‬ ‫‪ 0‬ه‬ ‫ا السليمي ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة (ق‪ ،)4/01‬كتاب الموازنةش (مخ)‬ ‫)حج_۔‬ ‫= عاور السنة عند الإاضية ح(‪:‬‬ ‫على لسان نبيه محمد ه وهو يخاطب المؤمنين أجمعين‪ «:‬يا أيها الذين آسُوأ‬ ‫أطيغوا الة وأطيغوأ الرسئول»ه(النساء‪ 4/95)6‬إذ أوجب طاعة نبيه ة على من لم‬ ‫يره كوجوبها على من حضردهؤ ولا شك أنه لا يصل غير المشاهد للنبي فقه إللى‬ ‫علم طاعته إلا بخبر من يخبره عنه(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويستشهد ابن بركة على وجوب التبين لتمييز خبر الفاسق بقوله جل ذكره‬ ‫ا أيها الذين آمنوا إن جَاعكُم فاسق بنا نواه (الحجرات‪ 94/6)6‬كما يخلص‬ ‫ابن بركة إلى قاعدة نقدية مستوحاة من هذه الآية يعبر عنها بقوله‪ ":‬فلما أمر‬ ‫بالتبين عند خبر الفاسق؛ علمنا انه قد أمرنا بترك التبين عند خبر العدل"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعلل ذلك بأنه لو كان الأمر بالتبين عند خبر الفاسق وغير الفاسق لم يكن لذكر‬ ‫الفاسق دون غيره معنى‪ ،‬فصَح على حد وصفه‪ :‬أن نقل العدول للأخبار الشرعية‬ ‫توجب العلم لذا كثر ناقلوها‪ -‬أي بلغت حد التواتر‪ -‬و توجنب العمل إذا قل‬ ‫ناقلوها_ أي ما كان أحادياا كما سيأتي‪.‬‬ ‫تقصي‬ ‫وإذا كان ما تقدم مما عرضناه عن ابن بركة يمكن إدراجه ضمن‬ ‫العدالة في تصحيح الرواية‪ ،‬فإننا نجده في موضع آخر ينبه إلى ما يعرض للرواة‬ ‫من أمور تخل بالضبط فيها؛ مثل عدم اطلاع الراوي على الخبر كاملا فيرويه‬ ‫ناقصاؤ وقد يغير ذلك معناه‪ ،‬إذ يجوز أن يعلم البعض من الصحابة بالخبر أو‬ ‫بعض الأخبار ولا يمكنهم أن يستقصوا الكل‪ ،‬كما أنه قد يصل بعض الصحابة إلى‬ ‫النبي ثقه أو الرجل يصل إلى الصحابي وقد ذكر بعض الخبر فيروي الخبر تبعا‬ ‫لذلك ناقصا\ ومنهم من يعرض عليه النسيان فينسى من الخبر شيئا يغير معناه‪.‬‬ ‫أو يزيد فيه‪ ،‬وهناك من الأخبار ما ينقل على وجه القصص أو لفائدة الأدب أو‬ ‫‪.7‬‬ ‫مجمو ع السير العمانية ‪ 4‬ص‬ ‫ضمن‬ ‫(!ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.713‬‬ ‫‪. 3 1 7‬‬ ‫)‪ (2‬م اس ؛ ص‬ ‫(ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.713‬‬ ‫علوم السنة عند الاباضية‬ ‫صحح‬ ‫لغير ‪ . )1(.‬ولعل ابن بركة يريد أن هذه قد لا تخضع لدقة المقاييس النقدية كغيرها‬ ‫ويمثل لسماع بعض الرواة جزءا من الخبر دون آخر بما روي عن عائشة لما‬ ‫بلغها حديث أبي هريرة (الشؤم في ثلاثة في الدار والدابة والخادم) فقالت غلط أبو‬ ‫هريرة دخل على النبي فقه وهو يقول‪(:‬لعن الله اليهود تقول‪:‬إن الشؤم في ثلاثة)(‪2‬‬ ‫فأبو هريرة سمع آخر الخبر ةا‪.‬‬ ‫إن هذه الدعوة إلى النقد والتصحيح والتدقيق للرواية التي وجدناها عند ابن‬ ‫بركة ومن قبله من المشارقةء نجدها عند المغاربة على حد سواء كالوارجلاني‬ ‫مثلا في قوله‪':‬ويحتاج في السنة والآثار إلى طريقهما فإنه لا غنى للسنة والآثار‬ ‫عن تصحيح طرقهم"( ويذكر في موضع آخر أن السنة في حاجة إلى ثلاثة‬ ‫أوجه منها‪ :‬تخريج المتون وتصحيح نقلة الحديث‪ ،‬ثم يبين أنه وقع الخلل وعظم‬ ‫"ا ابن بركة ‪ ،‬الجامع ‪.1/745‬‬ ‫"ا خبر استدراك عائشة أخرجه الطبراني في مسند الشاميين حديث مكحول عن عائشة‬ ‫وأبو داود الطيالسي في مسنده حديث الأفراد عن عائشة‪ ،‬من طريق محمد‬ ‫‪)4‬‬ ‫ابن راشد عن مكحول عن عائشة‪ ،)1/512(7351 ،‬وقد علق بدر الدين الزركشي في كتاب‬ ‫الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة بقوله‪ ":‬ومحمد بن راشد وثقه أحمد وغيره‬ ‫ولكن الشك في الواسطة بين مكحول و عائشة"‪ .‬ر‪ :‬الزركشي بدر الدين (‪.)497/9431‬‬ ‫الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابةش تح‪ :‬سعيد الأفغانيء ط‪ ‘2‬المكتب الإسلامي‬ ‫بيروت‪4931 ،‬ه‘ ‪.1/411‬‬ ‫وأما حديث (الشؤم‪ )...‬فأخرج بطرق أشهرها طريق ابن عمر‪ ،‬أخرجه البخاري في كتاب‬ ‫الجهاد والسير‪ ،‬باب ما يذكر في شؤم الفرس‘ ‪ ،3/9401(3072)6‬ومسلم في كتاب السلام‬ ‫باب الطيرة والفأل وما‪..‬ش ‪ 4/7471(5222)6‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الأدب‪ ،‬باب ما جاء‬ ‫في الشؤم‪ 5/621(4282)0 ،‬ومعمر في كتابه الجامع‪ ،‬في باب الشؤم ‪.)01/114(72591‬‬ ‫وقد ذكر معمر تفسيره فقال‪ ":‬سمعت من يفسر هذا الحديث يقول شؤم المرأة إذا كانت غير‬ ‫ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه في سبيل انله وشؤم الدار جار السوء"‪.‬‬ ‫لا ابن بركة الجامع ‪. 1/745-845‬وانظر‪ :‬العوتبي ءالضياء ‪.2/752‬‬ ‫(ا الوارجلاني أبو يعقوب" العدل والإنصاف ‏‪.4/2٥‬‬ ‫‪_})::١‬۔‏‬ ‫( ‪01‬‬ ‫ح‬ ‫علم السنة عند الإباضية ح‬ ‫ح‬ ‫الزلل في هذه الأمة من هذه الوجو ‪ ).(.‬ويقول أيضا‪ ":‬وأما سنة رسول الله يلإ فلم‬ ‫يحفظها الله تعالى كحفظه القر آن‪ ،‬ولم يصنها من أقاويل أهل البهتان'ث)‬ ‫ويستشهد الوارجلاني على كلامه بقوله يَلا‪ (:‬إنه سێكذب علي من بعدي كما كذب‬ ‫على من قبلي‪ ،‬فما أتاكم عني من حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني‬ ‫وما خالفه فليس عني) "‪ 0‬و بقوله يلإ‪(:‬من كذب علئ متعمدا فليتبوأ مقعده من‬ ‫"ام‪.‬س‪.2/791-891 ،‬‬ ‫"ما‪.‬س‪.2/791-891 ،‬‬ ‫اخبر عرض الحديث على القرآن ورد بألفاظ مختلفة‪ ،‬فأخرجه الدارقطني ولفظه في السنن‬ ‫عن أبي هريرة عن النبي يلة ‪(:‬سيأتيكم عني أحاديث مختلفة فما جاعكم موافقا لكتاب الله‬ ‫ولسنتي فهو مني وما جاءكم مخالفا لكتاب الله ولسنتي فليس مني) في كتاب الأقضية‬ ‫والأحكام‪ ،‬في كتاب عمر إلى أبي موسى‪)02( )71( 4/802 ،..‬ء والخطيب البغدادي في‬ ‫كتاب الكفاية بمثل هذا اللفظ أيضا عن أبي هريرة في تعارض الأخبار‪ ‘1/034/‬وكذلك‬ ‫أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬في أحاديث من اسمه صالح‪.4/96 ،‬‬ ‫وورد هذا الحديث بلفظ آخر من طريق علي بن أبي طالب قال قال رسول الله ول‪(:‬إنها‬ ‫تكون بعدي رواة يروون عني الحديث فاعرضوا حديثهم على القرآن فما وافق القرآن فخذوا‬ ‫به وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به)‪.‬‬ ‫أخرجه الدارقطني أيضا في كتاب الأقضية والأحكام‪ ،‬في كتاب عمر إلئ أبي موسى‪...‬‬ ‫‪ ()02( )71( 4802‬ثم قال الدارقطني هذا وهم والصواب عن عاصم عن زيد عن علي بن‬ ‫الحسين مرسلا عن النبي ية‪.‬‬ ‫وورد من طريق ابن عمر بلفظ (وإنه سيفشو عني أحاديث فما أتاكم من حديثي‬ ‫فاقر أوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فم أقله)‬ ‫أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في حديث سالم عن ابن عمر‪.)21/613(42231 ،‬‬ ‫وأخرجه الربيع في مسنده من طريق ابن عباس بلفظ( عن النبي ة قال‪ :‬إنكم‬ ‫ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس‬ ‫عني)‪ ،‬باب في الأمة أمة محمد ة ‪.)1/63(04 .‬‬ ‫وقد أخرج هذا الحديث غير هؤلاء‪ ،‬وذكر سعيد القنوبي‪ ،‬أن البيهقي أخرجه في‬ ‫المدخل‘ وفي المعرفة‪ ،‬والهروي في ذم الكلام وجاء عند أحمد ما يشهد لمعناهء وذكر‬ ‫القنوبي بعد تخريجه الطرق أنها ضعيفة‪ ،‬ولكن الأمة "متفقة على مقتضى دلالته وذلك دليل‬ ‫علوم السنة عند لاا صية ح_۔(‪:١‬اإج‏ _‬ ‫ح‬ ‫النار ) (‪ ).‬‏‪ ٠‬وقوله يلة‪ ( :‬لتتبعن آثار من كان قبلكم‪..٬‬‏ حذو النعل بالنعل والقذة‬ ‫بالقذة) الا ثم يبين أن رسول الله يل عقب بعد هذا الحديث بقوله يل‪(:‬يحمل هذا‬ ‫العلم من كل خلف عدوله) ثا & "إشارة لطلاب العلوم فإن للعلوم أربابا وجهابذة‬ ‫كما قال الأوائل‪ :‬إن للعلوم جهابذة كجهابذة الورق‪ ،‬والجهبذ الناقد البصير "“‘‪.‬‬ ‫ونجد لأبي عبد الله الكندي تعليقا يتضمن دعوة لدقة النقل للرواية في تعليقه‬ ‫على حديث(من كذب علي متعمدا‪ ،‬فليتبوأ مقعده من النار)أةا‪ ،‬يقول فيه‪" :‬والكذب‬ ‫هو الإخبار عن النبي ة بخلاف ما هو به‪ ،‬فالواجب على المسلم أن يتورع عند‬ ‫على صحتهء وبيان ذلك‪ :‬أن الأمة متفقة على رد الحديث إذا خالف نص الكتاب؛ ولم يمكن‬ ‫الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع المعروفة" ثم استشهد القنوبي بعبارات كثير من العلماء‬ ‫التي تنص على اعتماد رد الحديث المصادم للقرآن‪.‬‬ ‫لمزيد من التفصيل راجع‪ :‬القنوبي سعيد بن مبروك (معاصر)‪ ،‬الإمام الربيع مكانته‬ ‫ومسنده‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الضامري‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان‪ 6141 ،‬ه ‪5991‬م‪ ،‬ص‪ 211‬وما‬ ‫بعدها‪.‬‬ ‫["ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم‪ ،‬باب إثم من كذب‪ ،)1/25(701 ...‬ومسلم في‬ ‫صحيحه كتاب التوحيد باب تغليظ الكذب‪ ،)1/01(3 ،..‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب العلمء‬ ‫باب ما جاء في تعظيم الكذب‪)5/53(9562 ،..‬ء والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأيمان والنذور ©‬ ‫باب إثم من كذب‪.)1/382(837 ،..‬‬ ‫ا ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة متقاربة المعنى‪ ،‬فأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث‬ ‫طويلغ كتاب الفتن والملاحم‪ ،)8448( 4/615 ،‬وعبد الرزاق في مصنفه؛ في كتاب‬ ‫الجامع‪ ،..‬باب سنن من كان قبلكم ‪ ،)11/963(5702)(6702‬والطبراني في مسند الشاميين‬ ‫حديث صفوان عن راشد بن سعد‪.)2/001(789 ،‬‬ ‫{ا لفظه( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين‬ ‫وتأويل الجاهلين) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب الرجل من أهل‬ ‫الفقه يسأل‪ ،)01/902(00702 ...‬والطبراني في مسند الشاميين‪ ،‬مسند عبد الرحمن بن يزيد‬ ‫بن جابر‪.)1/443(995 ،‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف“‪.1/141٬‬‏‬ ‫ا نفس التخريج السابق‪.‬‬ ‫‪) ::‬ح‬ ‫حجححححص<= علوم السنة عند الا صية حح(‬ ‫ء وعن الإخبار عن أفعاله‪ ،‬وأن ينقل كل شيع منه على‬ ‫رفع الأخبار عن النبي‬ ‫صفته ولفظده';)‪.‬‬ ‫ويفسر قاسم الويراني(ا عند حديثه عن نقد السنة و تنقيتها أثرا عن عمر‬ ‫بن الخطاب ههه يقول فيه‪" :‬جرآدوا الحديث وأنا شريككم في الأجر"ا مبينا أن هذا‬ ‫الأثر يحتمل روايتين على ما في النسخ‪ ،‬إحداهما بالراء من التجريد ويعني‬ ‫التجريد هنا التمييز والتخليص عن غيره لكي يكون حديثه يل خالصا له متميزا‬ ‫عن غيره منقولا بلفظه يلة ومختلفا عن لفظ غيره‪ ،‬وهذا متوجه إلى النقلة‬ ‫والرواة الآخذين‪ ،‬فعليهم أن لا يزيدوا في الحديث ولا ينقصوا منها ولا يبدلوا‬ ‫لفظه بغيره فالنبي ي أوتي جوامع الكله“ا‪.‬‬ ‫أما الرواية الأخرى‪" :‬جودو" بالواوث وهي قريبة من الأولى ولعلها تصحيف‬ ‫لها‪ .‬فمعناها صححوه (‪5‬ا وحسنوه ونثبتوا في نقله وكتابته وتأديته وتفسيره‪.‬‬ ‫فالتجويد هنا في الكتابة والنقل والتفسير وعليه يكون الاعتناء بالحديث أكثر من‬ ‫غيره‪ ،‬ثم يذكر الويراني أن هذا معنى قوله يلة‪( :‬نضتر الله امرأ سمع مقالتي‬ ‫فوعاها فأداها كما سمعها‪ ،)..‬ثم يقول‪" :‬قوله‪" :‬وأنا شريككم في الأجر"‪ :‬يشير‬ ‫)‪ (1‬الكندي محمد بن إبراهيم بيان الشر ع‪.9/82 ،‬‬ ‫‪ :‬الويراني قاسم بن يحيى (‪ )3701/3661‬من جزيرة جربة بتونس‪ ،‬عالم جليل‪ ،‬جمع علوما‬ ‫ومعارف فمع فقهه تضلع في علم المنطق والكلام‪ ،‬ألف عددا من المؤلفات ضاع معظمها‬ ‫ومما بقي منها‪ :‬شرح نونية أبي نصر‪ ،‬وسؤالات في المنطق و شرح الرائيَة‪ .‬ر ‪:‬سعيد بن‬ ‫تعاريت‪ :‬رسالة في تراجم علماء جربةث ص‪ \55-65‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري ‪.064‬‬ ‫{ثا الويراني قاسم بن يحيى (‪ ،)3701/3661‬شرح قاسم على متن أبي يعقوب الوارجلاني‪،‬‬ ‫(مخ) ضمن مجموعع مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬رس ص ‪.9‬‬ ‫(‪٨‬ام‪.‬سص‏ ‪.9‬‬ ‫(ا م‪.‬س‪٬‬ص‏ ‪.9‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب العلمث ‪ 1/261(492)0‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫العلم‪ ،‬باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع‪)5/43(7562 ،‬ء والدارمي في سننه‪ ،‬باب‬ ‫الاقتداء بالعلماءء ‪ 1/68(822)0‬والحميدي في المسند؛ أحاديث عبد الله بن مسعود‬ ‫علو‬ ‫ح‬ ‫_‬ ‫م السنة عنل الا ضية ح[‪;:‬إج‬ ‫به إلى تصويبهم واستحسان فعلهم إذا جودوا أو جرآدوا حديث رسول الله ا عن‬ ‫غيره فيحصل لهم بذلك الأجر الجزيل‘ وقوله‪ :‬وهذا صيانة لحديثه لئلا يلتبس‬ ‫بغيره‪ ،‬أي‪ :‬يختلط بغيره فيكون مثل كلام غيره أو يكون غيره مثل كلامه'")‪.‬‬ ‫ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن هذا التصحيح والنقد الذي أكدوا على‬ ‫و أنه نسبي في الوقت ذاته‪ ،‬فما ينقل من‬ ‫ضرورة توخيهك أكدوا على أنه ظنَئَ‬ ‫قد يكون صحيحا عند بعض‪ ،‬وفاسداً عند آخرين‪ ،‬إلى أن‬ ‫خبر عن الرسول ي‬ ‫تقوم حجة الفاسد‪ ،‬كما يقول ابن بركة‪ .‬ولهذا فالصحيح في حقيقة الأمر مثل‬ ‫الشاهد يكون عدلا عند معل‪ ،‬ساقط الشهادة عند معدل آخرلثشا‪ ،‬ويرى إيراهيم‬ ‫الحضرمي"ا أنه حتى لو عدل خبر المخبر بالشريعة ثم لزم المخبر القول والعمل‬ ‫به‪ ،‬فان هذا اللزوم لا يمكن القطع على معينه كما يذكر“ا فالتصحيح يبقى ظنيا‪.‬‬ ‫‪.)1/74(88‬‬ ‫(" الويراني قاسم‪ ،‬شرح قاسم على متن أبي يعقوب(مخ)‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫(‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/793 ،‬‬ ‫{"ا الحضرمي أبو إسحاق إبراهيم بن قيس بن سليمان (ق‪ )6/11‬من حضرموت باليمن‪ ،‬إمام‬ ‫علامةث وقطب فهامة‪ ،‬يعد أحد أعلام الإباضية الذين برزوا خاصة في اليمن كان مع جلالة‬ ‫علمه قائدا محاربا شجاعا‪ ،‬كما كان شاعرا لانت له قوافي الشعر وطاوعته فنظم من خرائد‬ ‫الأدب وحدائق المعاني ما يبهر اللب‪ ،‬ويسبي القلب‪ ،‬ولذلك سمي بأمير السيف والقلم اتصل‬ ‫بالإمام الخليل بن شاذان في عمان‪ ،‬وطلب معونته لمواجهة الصليحي داعية الفاطميين في‬ ‫اليمن فأمةه بجيش استطاع به حماية حضرموتڵ التي كانت حتى وقت ذاك من معاقل‬ ‫الإباضية في المشرق من آثاره‪ :‬كتاب جليل هو ‪:‬مختصر الخصال وديوانه "السيف النقاد"‬ ‫ر‪:‬مقدمة كتاب مختصر الخصال‘ الزركلي خير الدين(معاصر)‪ ،‬الأعلام( قاموس تراجم‬ ‫لأشهر الرجال والنساء)‪ ،‬ط‪ \7‬دار العلم للملايين‪ ،‬بيروت لبنانش ‪.1/85 68910‬‬ ‫ا الحضرمي أبو إسحاق‪ ،‬مختصر الخصال‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫_‬ ‫علوم السنة عند ال ضية ح‪:١:‬ج‏‬ ‫ححح<=‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬صيغ التصحيح والتضعيف والتوقف‪:‬‬ ‫يمكن القول إن النقد ‪ -‬حسب ما رأيناه في التراث الإباضي‪ -‬في حكمه‬ ‫على الرواية يتوزع بين التصحيح والتضعيف والتوقف عنهما‪ ،‬فأما التصحيح‬ ‫فتتنو ع صيغه وألفاظه ويمكن‪.‬حصر أهم عباراته في أربع صيغ ترد هي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬صيغ تفيد الإجماع على التصحيح ومن أمثلتها قولهم‪ ":‬الروايات المجتمع‬ ‫على قبولها"("اء و" أجمعت العلماء أن من سنة"(ثا} و" إجماعنا عن رسول الله‬ ‫محمد قل أن"(ثا‪ ،‬و"من السنة المجتمع عليها"(“‪ ،‬و"وقد اجتمعت الأمة على هذه‬ ‫الأحاديث عن رسول الله ةم‪٬‬‏ يؤثره عنه عامة العلماء من الموافقين والمخالفين‬ ‫"ثا و" وقد صح على لسان رسول الله قل فيما أجمع عليه عامة أهل القبلة"ا‪ ،‬و‬ ‫و"من السنة المجتمع عليها أن رسول الله "اء و"الأثر عنه قة المجمع عليه مع‬ ‫المسلمين‪ ،‬ومع أهل القبلة‪ ،‬أنه"ا‪ ،‬و" أجمع الناس على صحة الرواية عن النبي‬ ‫قز أناء و"السنة المجمع عليها من المسلمين المحقين‪"٥‬ا‪،‬‏ و"في الأثر المجتمع‬ ‫عليه من أهل القبلة أنها سنة ثابتة عن النبي يا "("‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫ويظهر لي أن مثل هذه الصيغ جاءت تبعا لاصطلاحهم في تقسيم السنة إلى‬ ‫{"ا الرحيلي بشير بن محمد‘ كتاب المحاربة‪ .‬مخ مجث ص ‪.762‬‬ ‫)‪ (2‬م‪.‬س‪0٥‬‏ ص‪.762‬‬ ‫الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬سيرة بشير بن محمد‪ ،‬مخ مجغ ص‪.11‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫{ا الرحيلي بشير بن محمد كتاب المستأنف‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‪.652‬‬ ‫{"ا المساكني عمروس بن فتح ‪ ،‬أصول الدينونة الصافية‪ .‬ص‪.57‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةث ‪.1/29‬‬ ‫ا الرحيلي بشير بن محمد‘ كتاب المستأنف‪ ،‬مخ مجث ص ‪.652‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/78-88‬‬ ‫ا ابن بركةڵ الجامع‪.1/101 ،‬‬ ‫") الكدمي أبو سعيد المعتبر ‪.4/091‬‬ ‫"!ا ابن جعفر ‪ ،‬الجامعث ‪.3/852‬‬ ‫)ج‬ ‫علم السنة عند الا ضية ح(‪::‬‬ ‫ح‬ ‫مجتمع على تصحيحها ومختلف في تصحيحها والذي سبقت الإشارة إليه‪ ،‬كما أن‬ ‫هذه الصيغ فيما يبدو لي من أقوى صيغ التصحيح‪ ،‬وهذا الإجماع في غالب‬ ‫عباراتهم يعتر عن اتفاقهم مع مخالفيهم على التصحيح كما يظهر في أكثر‬ ‫العبارات السابقةث وهو يكشف مظهرا من مظاهر المرونة والانفتاح الفكري‪.‬‬ ‫ومجانبة الانغلاق والتعصب المذهبي‪ ،‬وقل أن يكون قصدهم بالإجماع اتفاقهم‬ ‫وحدهم على التصحيح وفي بعض الصيغ المتقدمة ما يمكن عده مثالا لذلك‪.‬‬ ‫ب‪ -‬صيغ تفيد ثبوت الرواية وثبوت صحتها كقولهم‪ " :‬والثابت عن رسول‬ ‫الله يلا أنه"("ا و"ثبت أن رسول الله هه "ا واللرواية الثابتة عن النبي ة أنه‬ ‫قال"ثا‪ ،‬واثبت أن النبي يا "اء و" الدليل على صحة هذه السنة الثابتة"ا‪ ،‬وثبت‬ ‫في السنة أنه"ا‪ ،‬و" تركوا السنة التي ثبتت عن رسول الله يلة ث أنه سنها لهم ‪.‬‬ ‫وثبوت سنته لا يختلف فيه أحد من أهل العلم "(ا‪ ،‬و" فيما أعلم أنه سنة ثابتة‬ ‫وإجماع صحيح لا نعلم فيه اختلافا بين أهل القبلةه"(ا و" مما جاء عن رسول‬ ‫الله يلا من ثبوت ذلك وإثباته عنه وعن الأئمة المهتدين عنه ياا "ا‪ ،‬و" فثبتت‬ ‫الرواية‪ ،‬ولا نعلم في ذلك اختلافاً بين أصحابنا "ا وهذه الصيغ كما يظهر لعلها‬ ‫("ا الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬كتاب المحاربةءمخ مج ص ‪.462‬‬ ‫)‪ (2‬الكدمي الناعبي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪) 272/688‬ء التعقيب على كتاب‬ ‫الأشراف۔(مخ)ء مكتبة الشيخ السالميء بديةث سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪.1/71 90‬‬ ‫(ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/784-884 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س‪.1/855 ،‬‬ ‫)( ‪٥2/831.‬س‪.‬م‪‎‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ‘‪.1/961‬‬ ‫‪7‬ام‪.‬س‪.1/991 ،‬‬ ‫"ما‪.‬س“‪.1/702 ،‬‬ ‫كما‪.‬س‪.4/881 ،‬‬ ‫"!) ابن جعفر الجامع ث ‪.3/384‬‬ ‫علوم السنةعند الا‪ .‬ضية‬ ‫صحح‬ ‫تكون أقل من سابقتهاء على أنها لا تعني تصحيحها من قبلهم فقط إذ يمكن أن‬ ‫يعتمدوا فيها ما صخ عند غيرهم فيقبلونه ويصححونه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬صيغ يعبر فيها بالصحة والتصحيح كقولهم ‪ ":‬وجاءت الرواية عنه‬ ‫الصحيحة أنه(" و" قال أبو سعيد‪ :‬صحيح" (‪2‬ا و" قال أبو سعيد‪ :‬هذا كله أصول‬ ‫صحيحة ثابتة عند أصحابنا(ثاء" و" أن الخبر قد صح عن النبي يإا(ثا‪ ،‬و" وجاءت‬ ‫الأخبار الصحيحة عن محمد قة قال"ا و" روي من وجه وطريق صحيحة"‪.‬‬ ‫د‪ -‬صيغ يذكر فيها التصحيح ويعزى إلى من نقل عنه‘ وغالبا ما تكون‬ ‫مثل الصيغ في الروايات التي ينقلونها من كتب الحديث فيعزون تصحيحها إلى‬ ‫من خرجها مثل قول الوارجلاني‪ ":‬الحديث الصحيح الذي أخرجه الصحاح”"ا أن‬ ‫رسول الله قه قال‪(:‬أربع من كن فيه أو واحدة منهن فهو منافق حقا؛ وإن صلى‬ ‫وصام وزعم أنه مسلم‪ :‬إذا حدث كذب وإذا أؤتمفن خان وإذا عاهد غدر وإذا‬ ‫خاصم فجر)"ا‪ ،‬ويعلق على حديث معاذ بن جبل خه حين قال له رسول الله يلا‬ ‫لما بعثه إلى اليمن‪ ،‬فقال‪( :‬بماذا تقضي يا معاذ؟ فقال بكتاب الله عز وجل‪ ،‬قال‬ ‫فإن لم تجده‪ ،‬قال فبستة رسول الله ة} قال فإن لم تجده ‪ 0‬قال أجتهد رأيي ‪ ،‬فقال‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/78-88‬‬ ‫(ا الكدمي أبو سعيد{ التعقيب على كتاب الأشرافس(مخ)‪.1/71 ،‬‬ ‫(”ام‪.‬س‪.1/18 ،‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.753 /1‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوبس العدل والإنضاف‘ ‪.2/211‬‬ ‫‪ ٨‬ابن بركة‪ ،‬الجامع‪2/002. ‎‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصافت ‪.2/401‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب المظالم‘ باب إذا خاصم فجر ‪.)2/868(7232‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الإيمان‪ ،‬باب بيان خصال المنافق‪ ،1/87(85)6 ،‬وابن حبان في‬ ‫صحيحه كتاب الإيمان‪ ،‬ذكر إطلاق اسم النفاق‘ ‪ ،)1/884(452‬والترمذي في سننه كتاب‬ ‫الإيمان باب ما جاء في علامة المنافق؛ ‪.)5/91(1362‬‬ ‫;إج _‬ ‫(‪:‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫رسول الله يلة ‪:‬الحمد لله الذي وفق رسول رسوله) (;ا‪ ،‬يقول أبو يعقوب‬ ‫الوالرجلاني ‪":‬وهذا الحديث قد تلقته الأمة بالقبول واستفاض وإن كان الراوي ابن‬ ‫أخ المغيرة بن شعبة وهو مجهول وهو حديث صحيح في مسند الداودي "ثا ‪.‬‬ ‫إن هذا التنوع في ألفاظ التصحيح لم أجد تنوعا يماثله في ألفاظ الضعيف‬ ‫ومن ألفاظ التضعيف وصيغه‪ ":‬هذا خبر ضعيف قد تكلم فيه بعض حملة‬ ‫"‪ 0‬و" فنقل حديثه ضَعَفَ حملة‬ ‫الأخبار "() و وروايته ضعيفة عن النبي‬ ‫الحديث"(ا‪ ' .‬وضَعَفا الخبر وطعنا في بعض رجاله "ا و" ولم يصح ذلك في‬ ‫السنة أبدا )‪,(6‬‬ ‫ويظهر من بعض العبارات المتقدمة أنهم قد يذكرون سبب التضعيف أو‬ ‫يذكرون التضعيف مجردا‪ ،‬وأنهم قد ينقلون التصحيح أو التضعيف ويعزونه إلى‬ ‫من قال به كما في بعض العبارات المتقدمة أو يسوقون ذكر ذلك خلال عرض‬ ‫الأدلة في بسطهم للمسائل الفقهية ومن أمثلة ذلك تعليق ابن بركة في مسألة‬ ‫اشتراط الطهارة في الصلاة على احتجاج بعضهم بخبر أبي نعامة (أن النبي ف‬ ‫صلى بنعليه بعض صلاته وفيهما قذر‪ ،‬ثم علم فخلعهما وبنى على صلاته)")‪.‬‬ ‫"ا أخرجه أبو داود في سننه‘ كتاب الأقضية باب اجتهاد الرأي في القضاء‪.‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الأحكام‪ ،‬باب ما جاء في القاضي كيف يقضي‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫وعبد بن حميد في مسنده‪ ،‬مسند معاذ بن جبل‪ ،)1/27(421،‬والطبراني في‬ ‫‪)) 3‬‬ ‫المعجم الكبير ث مسند معاذى ‪.)02/071(263‬‬ ‫(ثا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/351‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/773 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س‪.2/841 ،‬‬ ‫ثا ابن جعفر‪ ،‬الجامع‪.1/372-473 ،‬‬ ‫ا الخروصي جاعد بن خميس رسالة للشيخ جاعد (ضمن كتاب الصحيفة القحطانية)‪( ،‬مخ)‪٠‬‏‬ ‫ص ‪. 253‬‬ ‫‪7‬ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه‘ كتاب الإمامة وصلاة الجماعة باب التأمين‬ ‫‪ »)1/193(559‬وابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬ذكر الأمر لمن أتى المسجد للصلاة‬ ‫< علم السنة عند الا ضية‬ ‫ويعلق ابن بركة على هذا الخبر بقوله ‪":‬وهذا القول فيه نظر‪ ،‬والحجة توجب‬ ‫ليطاله‪ ،‬ولأن الخبر أيضأ واه عند أصحاب الحديث" وقد أمر النبي ية أن يصلى‬ ‫في الثوب الطاهر كما أمر أن يصلي المأمور بالصلاة وهو طاهر‪ ،‬وليس عدم‬ ‫علمه بنجاسة في ثوبه يوجب عذره لأداء الفرض الذي عليه"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫وأما التوقف عن التصحيح أو التضعيف فهو ضرب من التعامل الحذر‬ ‫مع الروايات التي لا يتمكن الواقف عليها من تصحيحها أو تضعيفها وهو موجود‬ ‫في مصنفاتهم‪ ،‬فابن بركة مثلا يتوقف عند الحديث الذي روي أن النبئ ين (نهى‬ ‫عن الصلاة في الثوب الواحد‪ )..‬لا ويقول‪ ":‬فإن سلم طريق الخبر فهو يدل على‬ ‫قول أصحابنا أن المصلي إذا صلى بنوب ولم يتوشح به أولم يستر ظهره وصدره‬ ‫من غير عذر أن صلاته باطلة'("ا‪.‬‬ ‫أن‪ 5/065(5812)6...‬وعبد بن حميد في مسنده‪ ،‬مسند أبي سعيد الخدري‪.)088( 1/872 ،‬‬ ‫والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة‪ ،‬باب من صلى وفي ثوبه أو نعله أذى‪2/304 ،‬‬ ‫(‪.)0983( )9883‬‬ ‫يقول البيهقي بعد إحدى روايات هذا الحديث" وكان الشافعي رحمه الله رغب عن حديث أبي‬ ‫سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة وكل واحد منهم‬ ‫مختلف في عدالتهؤ وكذلك لم يحتج البخاري في الصحيح بواحد منهم{ ولم يخرجه مسلم في‬ ‫كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية ويحتمل أن يكون رغب عنه لأنه جعل إعلام‬ ‫جبرائيل عليه السلام إياه بذلك ابتداء شرع أو حمل الأذى المذكور عنه على ما يستقذر من‬ ‫الطاهرات والله أعلم" ر‪ :‬البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب من صلى وفي ثوبه أو‬ ‫نعله أذى‪.2/,304 ،‬‬ ‫("ا ابن بركة\ الجامع‪.1/914-124 ،‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ(قال النبي ث‪ :‬لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس‬ ‫على عاتقيه شيعء)‪ ،‬كتاب الصلاة باب الصلاة في الثوب الواحد‪ ،‬ومسلم في كتاب الصلاةء‬ ‫باب الصلاة في نوب واحد وصفة لبسه‪)1/863(615 ،‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاةء‬ ‫باب جماع أثواب ما يصلى فيه‪)1/961(626 ،‬ء والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب‬ ‫الصلاة فايلثوب الواحدث ‪.)1/763(1731‬‬ ‫ا ابن بركة الجامعض ‪.664 ,/1‬‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫إن المتأمل قول ابن بركة يلمس حذره في التعامل مع السنة ونقدها حتى لو‬ ‫كان فيها ما يؤيد قولا فقهيا مشتهرا في المذهب‘ وقد تكون دلالة الرواية سائغة‬ ‫من خلال تأويلها لكنه يتوقف في التصحيح مثل تعليقه على ما روي عن النبي‬ ‫ل من أته قال‪(:‬شاهدا عدل خير من يمين فاجرة)(;ا فقال‪" :‬وهذا الخبر إن ص‬ ‫طريقه فيحتمل التأويل";)‪.‬‬ ‫وقد يقف ابن بركة على رواية لكنه لم يتأكد من صحتها ويرى من خلال‬ ‫نظره عدم قبولها‪ ،‬لكنه في الوقت ذاته لا يضغفها‪ ،‬مثل رأيه فيما روي (أن النبي‬ ‫لا توفى ودرعه مرهونة بثلاثين صاعأ من شعير‪ ،‬وأنها كانت مرهونة مع‬ ‫يهودي)“ا‪ ،‬قال ابن بركة‪ ":‬والله أعلم بصحة الخبر لأن النبي يلة مات عن أوفاق‬ ‫وسعة\ وقد كان الضيق قبل ذلك"“ا‪ ،‬بل إنه قد يفرع على الرواية قولا فقهيا لكنه‬ ‫يبقى معلقا على ترجح صحة الرواية مثل تفريعه على ما روي عن النبي يل أنه‬ ‫قال‪(:‬من اقتنى كلبأ لا لضرع ولا لزرع نقص من أجره كل يوم قيراط) ا فإنه‬ ‫"الم أجد من خرجه‘ ولكن ذكر ابن حجر في الفتح أن ابن حبيب في الواضحة أسند إلى‬ ‫عمر قوله‪ (:‬البينة العادلة خير من اليمين الفاجرة)‪ .‬ر‪ :‬العسقلاني ابن حجر أحمد بن علي‬ ‫العسقلاني(‪)258/9441‬ء فتح الباري شر ح صحيح البخاري‪ ،‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬ ‫محب الدين الخطيبڵ دار المعرفة‪ ،‬بيروت ‪9731‬ه ‪.5/882‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامعؤ ‪.671 /1‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الجهاد والسير ‪ 0‬باب ما قيل في درع النبي ية‬ ‫(‪)9572‬ء والنسائي في السنن الكبرى" كتاب البيوع مبايعة أهل الكتاب‬ ‫‪3‬‬ ‫وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الرهون‪ ،‬باب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‬ ‫‪))4‬‬ ‫‪) 28942‬ء وعبد بن حميد في مسنده‪ ،‬مسند بن عباس‪.)1/202(785 ،‬‬ ‫(ا ابن بركة\ الجامعء‪.2/533‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحها كتاب المزارعة\ باب اقتناء الكلب‪ ،)2/818(8912 ،‬ومسلم‬ ‫في صحيحه \ كتاب المساقاة‪ ،‬باب الأمر بقتل الكلاب وبيان‪ &)3/4021(6751 }..‬ومالك في‬ ‫الموطأء كتاب الاستئذان‪ ،‬باب ما جاء في أمر الكلاب‘ ‪ ،)2/969(0471‬والدارمي في سننه‪.‬‬ ‫كتاب الصيدك باب في اقتناء كلب الصيد أو الماشيةث ‪.)2/421(5002‬‬ ‫< عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ذكر إن كان طريق الخبر طريقا صحيحا فلا يجوز لمسلم أن يقتني كلباً إلا بما‬ ‫أباح النبي ‪%‬لإ("ا‪.‬‬ ‫لن هذا التعامل الحذر في نقد الرواية التي لم تتبين صحتها أو ضعفها نجده‬ ‫عند كثيرين غير ابن بركة لا يتسع المقام لبسط ذكرهم‪ ،‬غير أننا نكتفي بالمثال‬ ‫الذي يكشف المراد في هذا المقام ونحب أن نؤكد أنه ليس كون ابن بركة توقف‬ ‫ما ورد منها في الصحيحين‪ -‬أنها غير موجودة‬ ‫في الروايات المتقدمة ‪ -‬وأخص‬ ‫أو معتمدة عند غيره من علماء المذهب‪ ،‬بل هي موجودة ولا يمكننا بسط ذكر من‬ ‫اعتمدها‪.‬‬ ‫م‬ ‫وكل ما أردناه هو تتبع طرق النقد والتمثيل بما ذكروه‘ حتى لو كان الحديث‬ ‫مصححا عند آخر إذ لا يمكن إيراد كلام كل أصحاب المذهب على الروايات‬ ‫الممثل بهاء فإن الأمر يحتاج إلى رسائل‪ ،‬ولذلك فمن المشاريع التي أقترحهاث هو‬ ‫دراسات نقدية تطبيقية‪ ،‬تتتبٌع فيها أقوالهم في الروايات وتقارن بينها ثم تقارن مع‬ ‫مدرسة المحدثين‪ ،‬ولتكن فترة القرون الستة الهجرية الأولى ميدان عمل هذه‬ ‫الدراسات‪ ،‬ولعلي مستقبلا أعمل ولو في قليل من هذا الاتجاه‪.‬‬ ‫وفي نهاية هذا الفصل يجدر بنا التأكيد على أمور تجلت لنا خلاله‘ منها‬ ‫ظهور عناية أئمة الإباضية المتقدمين بنقد الحديث‘ فكان لجابر بن زيد وأبي‬ ‫عبيدة مسلم فضل تأسيس بعض الخطوات النقدية‪ ،‬إذ بنوا نقدهم على معرفة‬ ‫الروايات وإدراك أحوال الرواةث وعلى نهجهما مضى من بعدهما كأبي المؤرج‬ ‫وغيره‪.‬‬ ‫وابن بركة يوصل نقده من خلال استدلاله بفعل الصحابة في نقدهم الرواية‪.‬‬ ‫كما أنه يؤكد على عدد من أسباب الاختلاف بين الرواة في نقلهم‪ ،‬تلك الأسباب‬ ‫الني تحيط بالرواية فتقضي إلى تعليلهاء وتصبح محل نظر الناقد وبحثه‪.‬‬ ‫("ا ابن بركةش الجامعء‪.2/87‬‬ ‫__‬ ‫صضية‬ ‫صحححصحح علوم السنة عند الا‬ ‫إن الناقد لا يستثني أحدا في روايته مهما جل علمه وهذا مطبق حتى على‬ ‫أعلام علماء المذهب أنفسهم‪ ،‬كفعل ابن بركة في تعقيبه على أبي عبيدة فيما نقل‬ ‫عنه في خبر الحمر الأهلية‪ ،‬كما أن هدف عملية النقد هو طلب الصحة للرواية‬ ‫وهذا الهدف نفسه لا يتوصل إليه إلا بالبحث وطلب الأخبار الصحيحة‘ وقد نادى‬ ‫علماء المذهب بذلك‪ .‬وهذه الصحة ترتكز على أسس أهمها طلب عدالة الراوي‬ ‫والتأكد من ضبطه وسلامة مرويه‪ ،‬وقد وجدنا التأكيد على ذلك عند ابن بركة‬ ‫والبسيوي وغيرهما من المشارقة‪ ،‬وكذلك المغاربة على حد سواء‪ ،‬كانوا يستدلون‬ ‫من القرآن أو السنة أو الآثار بما يؤصل الأمور النقديةث على أنهم أكدوا أيضا‬ ‫على ظنية هذه العملية النقدية ونسبيتها لكونها قائمة على اجتهاد بشري قاصر‪.‬‬ ‫فلعل ما يتوصتل إليه أحد بالتصحيح يكون غير ذلك عند آخر‪.‬‬ ‫وتأتي صيغ التصحيح والتضعيف التي عرضناها أثرا من آثار هذه العملية‬ ‫النقدية‪ ،‬وقد رأينا من الصيغ ما يعبر عن الإجماع في التصحيح‪ ،‬سواء ما كان‬ ‫داخل المدرسة الإباضية أو ما شارك أهلها باقي الأمة في تصحيحه وهو الغالب‬ ‫في هذه الصيغ‪ ،‬وهذه الصيغ جاعت أثرا لتقنيمهم السنة إلى مجتمع عليها أو‬ ‫مختلف فيها ومنها ما يؤكد ثبوت التصحيح‘ ومنها ما يعزو التصحيح إلى قائله‪.‬‬ ‫وقد رأينا تعدد صيغ التصحيح مقارنة بصيغ التضعيف التي هي أقل وإذا كان‬ ‫التصحيح أو التضعيف ‪ -‬أي منهما بَينَا؛ حكم به فإذا لم يظهر رأينا منهم‬ ‫التوقف عن التصحيح أو التضعيف©“ وذلك ما يدل على حذر شديد في‪ .‬تعاملهم مع‬ ‫السنة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة والتسليم‪.‬‬ ‫وإذا كان ما عرضناه مدخلا للنقد يكشف عن بدايات ظهور النقد فإن‬ ‫محاولة استكمال البحث والعرض للنقد تأتي من خلال محاولة فهم أكبر للنقد‬ ‫عندهم‪ ،‬وذلك بمعرفة منهجهم النقدي من خلال القواعد النقدية التي عملوا عليها‬ ‫في نقد الروايةث وهو الأمر الذي سنطرحه في المبحثين التاليينث ووقفتنا نبدأها مع‬ ‫قواعد نقد السند في المبحث القادم‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح_<‪;٫:١‬حج‏ _‬ ‫ح‬ ‫نقد السند عند الإباضية‬ ‫عد‬‫اي من‬ ‫ولثان‬ ‫قصل ا‬ ‫الف‬ ‫توطئة‪:‬‬ ‫تقدم طرف من الكلام عن النقد وظهوره عند الإباضيةث ودعوة علمائهم إلى‬ ‫ضرورة البحث وتصحيح المرويات ونقدها في الفصل السابق‪ ،‬وفي هذا الفصل‬ ‫والفصل التالي له سنحاول إتمام الحديث عن بعض جوانب النقدث مستوحين من‬ ‫نصوص تراثهم بعض الضوابط النقدية التي يمكن التعبير عنها بالقواعد أو‬ ‫الأسس النقدية‪.‬‬ ‫على أنه من المهم الإشارة هنا إلى أن الصورة النقدية لا تتكامل إلا بعد‬ ‫الوقوف على الفصول اللاحقة في الرسالة‪ ،‬ولعل ما يمكننا عرضه هنا يكشف‬ ‫جانبا من الصورة النقدية العامة للروايةث سواء ما تعلق منها بالسند في هذا‬ ‫الفصل أو ما تعلق بالمتن في الفصل التالي‪.‬‬ ‫ويمكننا القول ابتداء إن النقد الحديثي عند فقهاء الإباضية لم يطابق نقد‬ ‫المحتثين كاملا‪ ،‬كما أنه لم ينهج عين طريقة الفقهاء‘ بل جاء بينهماء يقترب من‬ ‫المحتثين في جوانب‘ وأخرى يتآخى مع منهج الفقهاء ولعل ذلك مرجعه إلى أن‬ ‫أئمة الإباضية خاصة الأوائل منهم كانوا فقهاء مع تضلعهم في الرواية‪ ،‬ومع‬ ‫قربهم من مدرسة الرأي في العراق كانوا شديدي الصلة بأئمة الصحابة الذين‬ ‫كانوا بحور الرواية ومصدر الأثر لما عرف فيما بعد بمدرسة الأثر؛ كما أن من‬ ‫جاؤوا بعدهم ممن وجدنا في آثارهم ظهور النقد الحديثي‘ وحضوره في كتاباتهم‬ ‫جمعوا مع علمهم بالفقه وأصوله إلماما بالحديث وإدراكا لنقده‪ ،‬ولعل ما سنعرضه‬ ‫في هذين الفصلين والفصول القادمة ما يؤكد قولنا هذا ويقنع من يقف على كلامنا‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫(‪::‬‬ ‫صضية‬ ‫< علوم السنة عند الا‬ ‫ويظهر من تتبع تراث الإباضية عناية فائقة بنقد المتن يقابلها صورة أقل في‬ ‫نقد السند لا نملك إلا الإقرار والاعتراف بهاء ولسنا ممن تميل به العاطفة فيكيل‬ ‫الإطراء‪ ،‬ولا ممن يجنح به شطط الجهل بآثار هم فيجحد فضلهم فيضل عن طريق‬ ‫السواء‪ ،‬ولكننا سنعرض ما تمكنا من الوصول إليه من تراث الإباضية‪ ،‬لعله‬ ‫يكشف ولو جانبا من دورهم وأثرهم‘ ولعل ما ضاع من تراثهم وتباعد أقطارهم‬ ‫وما أصيبوا به من بلاء ومحن في عهودهم وعصورهم معتذر لهم‪.‬‬ ‫هذا وإنه من الإنصاف أيضا أن لا نحاكم المدارس الفقهية بمنهج المحدثين‪.‬‬ ‫والمدرسة الإباضية واحدة من هذه المدارسچ وقد كان المحدثون والفقهاء على‬ ‫خلاف في منهج التصحيح والتضعيف‘‪ ،‬وممن كشف النقاب عن هذه المسألة أبو‬ ‫عبد اله الحاكم وابن دقيق العيد‪ ،‬فقد ذكر الحاكم أن من أقسام الخديث الصحيح‬ ‫المختلف في صحته خبرا يرويه ثقة من الثقات‪ ،‬عن إمام من أئمة المسلمين‬ ‫يسنده‪ ،‬ثم يرويه عنه جماعة من الثقات فيرسلونه‪ ،‬قال الحاكم‪ ":‬وهو صحيح على‬ ‫مذهب الفقهاء‪ ،‬والقول فيه عندهم قول من زاد في الإسناد أو المتن إذا كان ثقة‪.‬‬ ‫وأما أهل الحديث فالقول عندهم قول الجمهور الذين وقفوه أو أرسلوه لما يخشى‬ ‫من الوهم على الواحد'"ا‪.‬‬ ‫وقد كشف ابن دقيق العيد جانبا آخر من المسألة‪ ،‬فنقل عن الفقهاء أنهم لا‬ ‫يشترطون في صحة الحديث سلامته من الشذوذ والعلة كالمحتثين وذلك لأن كثيرا‬ ‫من العلل التي يعلل بها المحتثون لا تجري على أصول الفقهاء(ا‪ ،‬على أن الكثير‬ ‫من المحدثين لا يقبلون منهج الفقهاء‪ ،‬والعكس كذلك‪.‬‬ ‫"ا الجزري ابن الأثير أبو السعادات مبارك بن محمد(‪)606/0121‬ء جامع الأصول من‬ ‫أحاديث الرسول‪ ،‬تصحيح محمد حامد الفقي ط‪ ‘1‬مطبعة السنة المحمديةا القاهرة‪.‬‬ ‫‪8‬ه ‪8491‬مض ‪.1/99‬‬ ‫ثا القشيري ابن دقيق العيد أبو الفتح محمد بن علي بن وهب(‪ ;)207/2031‬الإلمام في‬ ‫أحاديث الأحكام؛ مراجعة محمد المولوي‪ ،‬ط‪ ‘1‬مطبعة دار الفكر‘ دمشق‘ ‪8831‬ه‪.‬‬ ‫‪3‬م ص‪.2‬‬ ‫<_م السنةعند الا ضية‬ ‫علو‬ ‫ونجد ابن دقيق العيد وهو محةث وفقيه في كتابه "الإلمام" يشترط على نفسه‬ ‫ألا يورد إلا ما كان حديثا صحيحا على طريقة أهل الحديث الحفاظ أو أئمة الفقه‬ ‫النظار‪ ،‬ويقول بعد بيان اختلاف الطريقتين‪ ":‬فإن لكل مغزى قصده وسلكه‪.‬‬ ‫وطريقا أعرض عنه وتركه‪ ،‬وفي كل خير"("ا‪ ،‬ولسنا في هذا المقام معنيين ببيان‬ ‫الفوارق بين منهج المحدثين والفقهاء‪ ،‬ولكن أردنا أن نشير إلى ذلك هنا بما يسمح‬ ‫به المقام‪ ،‬ولتكون هذه الإشارة عند بداية الكلام عن نقد السند عند فقهاء الإباضية‪.‬‬ ‫ويمكننا بيان أهم الضوابط والقواعد النقدية للسند التي نرى وجودها عند فقهاء‬ ‫الإباضية من خلال تراثهم؛ وحصرها من خلال المطالب التالية‪:‬‬ ‫المبحث الأول نقد الحديث بالعدالة والضبط‪:‬‬ ‫أ)العدالة‪:‬‬ ‫تعتبر العدالة من أهم الشروط التي شتد عليها الإباضية لقبول الرواية‬ ‫وسيرد مزيد بيان لها في فصل التعديل والتجريح وهم في دقة اشتراط العدالة‬ ‫كالمحدثين بل أشد‪ ،‬واختط أئمتهم المتقدمون طريقا حازما في توخي العدل ليقبل‬ ‫منه وسبقت عبارة جابر بن زيد‪ " :‬لو نجد هذا عن ابن مسعود عن ثقة أخذنا‬ ‫به"‪2‬اء ويؤكد أبو عبيدة بعده أن العلم لا يؤخذ إلا عن الثقة اء ويقول أبو مالك‬ ‫الصلاني(“ا ‪":‬العلم لا يؤخذ إلا من الثقات" ةا‪ ،‬ويذكر أبو سعيد الكدمي أن الحجة‬ ‫لا تقوم إلا بأهل الثقة من المسلمين‪ ،‬ويشترط في من يكون حجة أن يكون من‬ ‫("ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫"ا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيدءص ‪.38‬‬ ‫ا أبو عبيدة‪ ،‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫ا الصلاني أبو مالك غسان بن محمد بن الخضر (حي في ‪ )023/239‬ولد ببهلا في عمان‬ ‫يعد أحد أئمة العلم والفقه في عمانء أخذ العلم عن محمد بن محبوب‬ ‫ثم نزل صلان بصحار‬ ‫وولديه بشير وعبد الله أشهر تلاميذه ابن بركة‪ ،‬تزخر كتب الإباضية برواياته وأقواله‪ .‬ر‪:‬‬ ‫السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪1/491 ،‬ء البطاشي‪ ،‬الإتحاف‪.1/234 ،‬‬ ‫(ةا الكندي أبو بكر ‪ ،‬المصنف ‪.1/33‬‬ ‫بيس‬ ‫ح‬ ‫حجح= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫أهل الثقة والأمانة ث فلا يكون أهل الخيانة حجة ولا أهل التهمة من أهل الشرك‬ ‫كانوا أم من أهل الإقرار ("ا‪.‬‬ ‫ولا بة من تحقق العدالة عند كل الرواة؛ فإذا تحقق ذلك قبل‪ ،‬فالخبر إذا‬ ‫نقله عدل عن مثله جاز القول به إذا سلم من وجود معارض له ومن أي دلالة‬ ‫على فساده كما يقول ابن بركةاثا‪ ،‬وعنده مع ما تقدم أن النظر يوجب تحقيق‬ ‫التصحيح للخبر إذا كان إسناده ثابتا ورجاله عدولاؤ وانتشر الخبر وصار‬ ‫مشهور اا‬ ‫على أنه لا يفوتنا التأكيد هنا على نظرة التصحيح والتعديل الظني التي‬ ‫بينها ابن بركة كما سبق ذكره إذ شبه حال الخبر المنقول عن الرسول قلة بكونه‬ ‫ساقط‬ ‫صحيحا عند بعض وفاسدا عند آخرين وبالشاهد يكون عدلا عند معدل‬ ‫الشهادة عند معدل آخر ("‪.‬‬ ‫ويضع ابن بركة شرطا بين الحزم للكشف عن العدالة وضابطا لمعرفتها‬ ‫فيذكر أن أصحابه أجمعوا على أن التولي لا يكون إلا لمن وافقهم بالقول والعمل‬ ‫وأن الولاية لا تثبت إلا بالرفيعةةا والموافقة من العدل والولي أو بشهرة الولاية‬ ‫(! الكدمي أبو سعيد المعتبر ۔‪.1/77‬‬ ‫(‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.233 -133 /2 ،‬‬ ‫(ثا ابن بركةش الجامع‪.1/004 ،‬‬ ‫) م‪.‬س‪.793 /1 ،‬‬ ‫ثا الرفيعة إحدى طرق إثبات الولاية عند بعض علماء الإباضية‪ ،‬ويقصد بها رفع العالم‬ ‫الواحد ما يوجب الولاية لشخص معين‪ ،‬والولاية في أبسط معانيها الحب في الدين وما‬ ‫يستلزمه‪ ،‬والبراءة البغض في الدين وما يستلزمه‪ ،‬ويعتبر نظام الولاية والبراءة عند الإباضية‬ ‫عقدي الأساس حوى جملة من المسائل وفروعها تبحث ضمن مباحث علم العقيدة‪ ،‬وللولاية‬ ‫والبراءة آثار فقهية تذكر ضمن المباحث الفقهية وقد عني الإباضية به عناية فائقةى وصنفوا‬ ‫فيه كتبا كثيرة‪ ،‬بل لا يوجد كتاب صنف في العقائد أو الفقه إلا وتجد باب الولاية والبراءة‬ ‫فيكس وقد صار عندهم لكثرة دراسته أشبه بالنظام أو النظرية‪ ،‬لمعرفة تفصيل أكثر عن هذا‬ ‫النظام يراجع‪ :‬عمرو الناميء دراسات عن الإباضية‘ ص‪.932-3720‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫من المسلمين‪ ،‬وأن هذه الموافقه لا تثبت إلا بعلم المتتبع لتلك الموافقة من حال‬ ‫الموافق في دينه بقوله وعمله وأن الطالب لا يصل إلى علم ذلك إلا بالسؤال عنه‬ ‫أو يسأل مَن هو افقه حتى يعلم ذلك من لفظه‪.'.‬‬ ‫ويستشهد ابن بركة بقوله تعالى‪:‬إيا أيها الذين آمَنو ا إن جَاعكم فاسق بنبأ‬ ‫فتبينوا (الحجرات‪ )94/6‬على أن الحجة لتاقوم إلا بالعدل الصادق‪ ،‬فالله تبارك‬ ‫وتعالى لم يجعل حجته على عباده إلا الصادق ‏‪ ٠‬وقد نهى الله تبارك وتعالى‬ ‫المؤمنين أن يقبلوا من الفاسقين حتى يتبينوا ذلك‪ ،‬وأمره بالتبێن عند خبر الفاسق‬ ‫يدل أنه ليس بحجة‪.‬‬ ‫ويقول ابن بركة متمما تدليله ‪ -‬وقد سبق ذكر شيء قريب من ذلك‪ ":-‬ولو‬ ‫لم يكن بين الفاسق وغير الفاسق فضل لم يكن لذكر الفاسق معنى في قوله‬ ‫تعالى‪«:‬ن جَاعكُم فاسق ببا فبنوا ه(الحجر ات‪.)94/6‬‬ ‫ويستشهد ابن بركة أيضا بقول الله تبارك وتعالى‪ :‬ولا تتبعوا أهواء قوم‬ ‫لسئبيل»(المائد‪ )5/77:‬على أن‬ ‫قد ضل أ من قل وأضتو أ كثيرا ‪7‬‬ ‫الملحد والموحد الفاسق ليسا بحجة كما يؤكد على عدم تساوي العدل وغيره في‬ ‫الأخذ عنه وضرورة القبول بقول الله تعالى في كتابه «(أمْ حسب الذين اجتَرَخوا‬ ‫الستينات أن نَجعَلَهُمْ كالذين آمنوا وَعَملوا الصالحات سواء سَحيَاهم وَسَمَاتَهُْ ستاء ما‬ ‫َحكُمُون»(الجائية‪ 6) 54/12‬وينهي كلامه بالتدليل على عدم جواز القبول إلا من‬ ‫الصادقين بقول الله تعالى‪:‬يا أيها الذين آمنوأ اتفوأ الة وكونوأ مع الصئادقين»‬ ‫(التوبة‪)9/911‬ويقول ‪":‬فقد أ مر باتباع الصادقير "() ‪.‬‬ ‫ونجد أبا الحسن البسيوي عند حديثه عن وجوب البحث عن العدالة وقبول‬ ‫خبر العدل ورد الفاسق ينهج نهج شيخه ابن بركة ويستدل كاستدلاله في كون‬ ‫الأمر بالتبيين عند خبر الفاسق موجبا لقبول خبر العدل‪ ،‬وأن الفاسق ليس بحجة‬ ‫ص‪.633‬‬ ‫مخ مج‬ ‫عبد الله بن محمد بن بركة‬ ‫سيرة الشيخ أبي محمد‬ ‫(‪ (1‬ابن بركة‬ ‫‪ 3 3 6‬‏‪٠‬‬ ‫ك‪٤‬ء‏ ص‬ ‫)‪ (2‬م س‬ ‫‏‪) ١‬ج‬ ‫حس‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫فهما ليسا سواء‪ ،‬فلو كان خبر الفاسق والعدل سواء‘ لم يكن لقوله عز وجللإإن‬ ‫جاءكم فاسق بنا ف(تباينلواحجرات‪)94/6‬معنى‪ ،‬ويضيف أن تنزيه الله يقتضي‬ ‫أنه لا يأمر بشيء ليس له معنى‪ ،‬وفي هذا دليل على القول بقبول خبر العدل‪.‬‬ ‫يرسلهم دليلا إذ لم يكن ثلا‬ ‫وينتز ع البسيوي من حال من كان الرسول ة‬ ‫يرسل إلا من كان صادقا عدلا مرضيا معه في دينه‪ ،‬كما أنه لم يول واليا ولا أمر‬ ‫أميرا إلا عدلا مرضيا معه في دينها‪ .‬والاقتداء بفعله يلة يوجب أن لا نحمل ديننا‬ ‫إلا عن أهل الولاية والعدالة الصادقين في دينهم ولا تقوم لنا حجة إلا بهه‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويؤكد أبو الحسن البسيوي أيضا أن هذه العدالة لا يمكن الوصول إليها إلا بالطلب‬ ‫والسؤال عنها وعن أهل العدالة‪ ،‬وبتمييز من هم حجة‪ ،‬ليحمل الدين عنهم‪.‬‬ ‫وتولوا وعرف عدلهم ويميّزون عن أهل البدع المخالفين للحقا‪ ،‬ويستدل بقوله‬ ‫عز وجل‪ «:‬وممن حقنا أ هثون بالحق وبه يَغلون»(الأعراف‪ )7/81‬على‬ ‫وجوب طلب الأمة الذين يهدون بالحق‪ ،‬كما يستشهد بمقتضى قوله عز وجل‪:‬‬ ‫لإوكرزوأ الذين حثون في أمنمآئه(الأعراف‪ )7/081‬فإن معرفة ذلك لا تتأتى إلا‬ ‫بالطلب والسؤال والتبين(“ا‪.‬‬ ‫وفي إطار هذا التين يؤكد البسيوي أن بيان فسق الفاسق مع الحاجة إليه لا‬ ‫حرج فيه مستدلا ببراءة الله تعالى من أهل المعصية ولعنهم ووعيده لهم بعذاب‬ ‫السعير الذي أعده لهم ‪ 4‬ومستدلا أيضا بما روي عن رسول الله يل من أنه قال‪:‬‬ ‫(مالكم وللمنافق قولوا ما فيه) ا وقوله قلة ‪(:‬أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس‬ ‫‪.44‬‬ ‫‪4‬ص‪.3‬‬ ‫(‪ )1‬البسيوي أبو الحسن‘ سيرة أبي الحسن البسيوي‪ ،‬مخ مج‬ ‫‪ 4 4‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫) ‪ ( 2‬م مس؛‬ ‫(”ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫البسيوي أبو الحسن علي بن محمد (ق‪ 4/01)6‬في الرد على محمد بن سعيد‪( ،‬مخ) ضمن‬ ‫‪.‬‬ ‫مجموع السير العمانية ‪6‬ص‪3‬‬ ‫ا أخرج الخطيب مقاربا له بلفظ(ليس للفاسق غيبة) في الكفاية في علم الرواية‪ ،‬باب وجوب‬ ‫تعريف المزكى ما عنده من حال المسؤول عنه؛‪ 1/24‬والطبراني في المعجم الكبيرث حديث‬ ‫عام السنة عند الا ضية‬ ‫جحح=‬ ‫منه) ا" كما استدل بإجماع الأمة على أن المنافق لا غيبة له‪ ،‬نم قال ابن‬ ‫بركة‪":‬وإذا كان هذا هكذا فلا لوم على من أظهر خبر الفاسق‪ 0‬وبرىء منه وأظهر‬ ‫حدثه"‪.)2‬‬ ‫وحيثما تثبت العدالة يجب القبول‪ ،‬إذ لما كان العدل حجة فإنه إذا رفع الخبر‬ ‫وجب العمل به عندئذ‪ ،‬والتزام حكمه أمرا كان أم نهيا كما يرى العوتبيا‪ ،‬يقول‬ ‫إبراهيم بن قيس الحضرمي" فإذا أخبر بالشريعة وعدل عنه لزم المخبر القول‬ ‫والعمل به دون القطع على معينه؛ وجاز الاستدلال به على غهير"“ا‪.‬‬ ‫وهكذا نجد جل فقهاء الإباضية يؤكدون على العدالة؛ فأحمد الشماخي يعةد‬ ‫‪6‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫شروط الراوي وفي مقدمتها أن يكون عدلاا‪ ،‬وابن أبي نبهان الخروصيأا‬ ‫بهز بن حكيم عن أبيه عن جده‪)91/814(1101 ،‬إ والبيهقي وعلق بتضعيفه في شعب‬ ‫الإيمان‪ ،‬في الباب التاسع والعشرين‪.)7/901(5669 ،‬‬ ‫ن أخرج الخطيب مقاربا له بلفظ (أترغون عن ذكر الفاجر حتى يعرفه الناس اذكروه بما فيه‬ ‫حتى يحذره الناس)ء في الكفاية في علم الرواية‪ ،‬باب وجوب تعريف المزكي ما عنده من‬ ‫حال المسؤول عنه‪1/240٬‬‏ وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الشهادات‪ ،‬باب الرجل‬ ‫من أهل الفقه يسأل عن ‪ )01/012(30702...‬وعلق عليه بالتضعيف له ولسابقه ونقل عن‬ ‫بعض العلماء تقييد ذلك بالفاجر المعلن الفجور‪ ،‬والطبراني في المعجم الكبير؛ حديث بهز بن‬ ‫حكيم عن أبيه عن جده‪.)91/814(0101 ،‬‬ ‫{‪2‬ا البسيوي أبو الحسن سيرة الشيخ أبي الحسن البسيوي‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫{ا العوتبي سلمة بن مسلم‪ ،‬الضياء ‪.2/652‬‬ ‫ا الحضرمي أبو إسحاق كتاب مختصر الخصال‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫(‪ )5‬الشنماخي أحمد بن سعيد‘ شرح مختصر العدل والإنصاف ‪4‬ص‪.94‬‬ ‫‪٨‬ا‏ الخروصي أبو محمد ناصر بن جاعد بن خميس (‪ )3621/7481‬ولد في بلدة العليا من‬ ‫وادي بني خروص بعمان‪ ،‬تتلمذ على أبيه العلامة جاعد بن خميسس انتقل إلى زنجبار‬ ‫اشتهر بابن أبي نبهان‪ ،‬كان علامة محققا‪ ،‬وفهامة مدققا‪ ،‬متنوع العلوم والمعارف‪ ،‬له عدد من‬ ‫التليف الجليلة منها‪ :‬التهذيب وقيد الأسفار وكتاب الإخلاص‪.‬ر‪ :‬مجموعة باحثين؛ دليل‬ ‫أعلام عمان‘ ص‪.951‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫يقرن بين اشتراط العدالة وموافقة الحق(;اء ويقول أيضا ‪":‬والعدالة يةعيها أهل كل‬ ‫مذهب في نقل مذهبه عن أهل عدل من أهل مذهبه‘ ولم ينج من الضلال إلا أهل‬ ‫الاستقامة في الدين الذين يعرضون كل علم وكل قول وكل رأي وكل حديث على‬ ‫أحكام الكتاب وأحكام السنة الصحيحة" ‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد جْمَيّل بن خميس السعدي( يدعو إلى التحرز في الحكم على الرواة‬ ‫وفي قبول المروي إذ يقول "كل من روى باطلا عن راو لم يجز أن يصدق أنه‬ ‫عنه وإن كان عثله‪ ،‬إذا لم يصح فسق ذلك المروي عنه‪ ،‬ولا يصخ تكذييه ولا‬ ‫يجوز قبوله" ولعل ما عرضناه عن العدالة هنا كاف في بيان اعتبار الإباضية‬ ‫للعدالة أساسا نقديا وسيرد مزيد بيان عن معنى العدالة وصفتها عند الحديث عن‬ ‫التعديل في محله إن شاء الله‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الضبط‪:‬‬ ‫يؤكد الإباضية على أهمية العناية بالضبط في نقل الروايةث وفي دعوة أبي‬ ‫عبيدة المنادية بوجوب التقبت في الأخذ تأكيد على أهمية الضبط في الرواية‪ ،‬كما‬ ‫نه أبو عبيدة من أوهام الرواة وأخطائهم وقلة ضبطهم حين حذر من الرجل الذي‬ ‫يحدث بكل ما سمع؛ فنادى بأن لا يسلم له بكل ما حةث ا‪.‬‬ ‫("ا السعدي جميل بن خميس بن لافي (ق‪ 31/91)6‬قاموس الشريعة‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم‬ ‫بن حمد الحارثي‪ ،‬المضيرب سلطنة عمان د‪.‬ر‘ث ‪.78/901‬‬ ‫ا السعدي جميل بن خميسع قاموس الشريعة(مخ)‪.78/011.‬‬ ‫من بلدة القرط بالمصنعة في عمان‪ ،‬علامة‬ ‫ا السعدي جْمَيّل بن خميس بن لافي(ق ‪)3‬‬ ‫من أجلة علماء عمان في القرن الثالث عشر الهجري‘ كان عالما فقيها واسع الإطلاع‬ ‫والمعرفة كما كان مصنفا موسوعيا‪ ،‬ألف كتاب قاموس الشريعة وهو في تسعين مجلدا‬ ‫شامل لكل أبواب الشريعة‪ ،‬وهو أشبه بدائرة معارف‪ .‬ر‪ :‬مجوعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان‪،‬‬ ‫ص‪.64‬‬ ‫ا السعدي‪٬‬جميل‏ بن خميسع قاموس الشريعة(مخ)‪.78/901،‬‬ ‫ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ال‬ ‫ح۔۔۔۔‬ ‫ومن أمثلة نقد الروايات لقلة ضبطها عند المتقدمين نقد أبي المؤرجغ فبعد‬ ‫عرضه لما روي عن أبي هريرة من أن رجلا سأله فقال له‪ :‬علي أيام من‬ ‫رمضان‪ ،‬أفأ صوم العشرة؟ قال‪" :‬لا تصم تطوعا حتى تفرغ من الفرض"("ا‪ ،‬وما‬ ‫روي عن عمر بن الخطاب من أته يستحب قضاء رمضان في عشرة من ذي‬ ‫الحجةخا‪ .‬سئل عما رو بعض الرواة عن علي من أنه قال‪ :‬لا يقضى رمضان‬ ‫في العشرةا فقال أباولمؤرج ‪":‬أسوأأ'الرواية‪ ،‬ولقد كان علي ‪-‬لعمري ‪-‬‬ ‫يقول ذلك على غير ما قالوا‪ ،‬إنما قال علي ذلك لئلا يوخروا رمضان إلى‬ ‫العشرة كذلك حدث عنه الحسن فهم يروون الرواية ولا يعرفون وجهها ولا‬ ‫معانيها" ثم يعقب أبو المؤرج بأن السنة أن رمضان فرض من الله والمشرة‬ ‫صيامها تطوع‪ ،‬وأنه ينبغي المسارعة في أداء الفرض قبل التطو عا‪.‬‬ ‫"ا أخرجه عبد الرزاق بلفظ(سأله رجل قال إن علي أياما من رمضان أفأصوم العشر تطوعا؟‬ ‫قال‪ :‬لا ولكن ابدأ بحق الله ثم تطوع بعد ما شئت) في مصنفهء كتاب الصيام‪ ،‬باب القضاء في‬ ‫العشر‪ )4/752(5177 ،‬وأخرج مثله عن عائشة وذكر البخاري في صحيحه عن سعيد بن‬ ‫باب وعلى الذين‬ ‫المسيب في صوم العشر أنه لا يصلح حتى يبدأ برمضان‘ في كتاب الصوم‬ ‫يطيقون‪.)2/886(8481 0‬‬ ‫ثا أخرجه عبد الرزاق‪ ،‬في مصنفه‘ كتاب الصيام‪ ،‬باب القضاء فايلعشر ‪.)4/652(4177 ،‬‬ ‫وابن أبي شيبة بلفظ(عن عمر قال لا بأس بقضاء رمضان في العشر) في كتاب الصيام؛ باب‬ ‫ما قالوا فى قضاء رمضان فايلعشر‪.)2/423(5159 ،‬‬ ‫ا أخرجه ابن أبي شيبة بلفظ(منكان عليه صوم من رمضان فلا يقضيه في ذي الحجة فإنه‬ ‫شهر نسك) في مصنفه‘ في كتاب الصيام‪ ،‬باب ما قالوا في قضاء ‪.‬رمضان في العشر‪.‬‬ ‫‪ ))) 20‬قال ابن حجر في الفتح‪ ":‬وروى بن المنذر عن علي أنه نهى عن قضاء‬ ‫‪.‬رمضان في عشر ذي الحجة وإسناده ضعيف قال وروي بإسناد صحيح نحوه عن الحسن‬ ‫والزهري وليس مع أحد منهم حجة على ذلك" ر‪:‬ابن حجر الفتح‪.4/981 ،‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ كذا في الأصل‪ ،‬ولعل الصواب‪ :‬أساؤو ا‪.‬‬ ‫{ثا القدمي أبو المؤرج عمر بن محمد(ق‪ 2/8)6‬كتاب الصيام روايات أبي المؤرج وغيره‬ ‫(مخ) ضمن مجموع المكتبة البارونية‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪ 240‬صورة لدى الباحثث ص‪.63‬‬ ‫‪. 3 6‬‬ ‫سل ؛ ص‬ ‫)‪ ( 6‬م‬ ‫‏‪; :١‬ہ _‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫وينعى عبد الله بن عبد العزيز على من رضي بروايات الرجال‘ واتباعهم‬ ‫فيما وهموا فيه وخالفوا كتاب الله" مؤكدا رد روايات الرجال بعلة الوهم‪.‬‬ ‫ويحدد ابن بركة أسباب اختلاف الأخبار بين الرواة‪ -‬كما أسلفنا ذلك‪-‬‬ ‫ويذكر منها قلة ضبط ناقليهالاء ونرى عنده ما يشبه القاعدة النقدية المتفرعة عن‬ ‫دقة مراعاة الضبطك وتقديم ما كان أقرب إلى أعلى درجات الضبط‘ وكل ما كان‬ ‫أبعد عن الوهم والخطاء يقول فيها‪ ":‬والثقة بخبر من علمه النبي يلة وسمع منه‬ ‫وأخذ منه وأخذ عنه‪ ،‬أولى بالقبول ممن أخذ من صحابي وغير النبي يا‪.‬‬ ‫ويطبق عليها ترجيح رواية أذان أبي محذوره الذي علمه النبي ةلة الأذان‬ ‫بنفسها على أذان بلال الذي لم يعلمه النبي قلة الأذان وإنما علمه عبد الله بن زيد‬ ‫الأنصار يا‪.‬‬ ‫"ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/212‬‬ ‫ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.1/49 ،‬‬ ‫( ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.244-344 ,/1‬‬ ‫‪٨‬ا‏ أخرجه مسلم في صحيحه؛ كتاب الصلاة‪ ،‬باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة‬ ‫وابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب الخبر المصرح بأن النبي‬ ‫‪)])))1‬‬ ‫و‪)4/475(0861 ...‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‘ باب كيف الأذانش ‪.)1/631(005‬‬ ‫وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب الصلاةض باب الترجيع في الأذانث ‪ )1/591(773‬ولفظه‬ ‫عند ابن خزيمة(فعلمه الأذان‪ :‬ايله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر‪ ،‬أشهد أن لا إله إلا الله‬ ‫أشهد أن لا إله إلا اللهث أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله‬ ‫إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله‪ ،‬أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله‪٬‬‏ حي‬ ‫على الصلاة حي على الصلاة‪ ،‬حي على الفلاح حي على الفلاحض الله أكبر الله أكبر لا إله إلا‬ ‫الله وعلمه الإقامة مثنى)‪.‬‬ ‫ا خبر رؤية عبد الله بن زيد الأذان وتعليمه لبلال بأمر النبي } أخرجه ابن ماجة في سننهض‬ ‫كتاب الأذان والسنة فيه‪ ،‬باب بدء الأذان‪)1/232(607 ،‬ء والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب‬ ‫الصلاة‪ ،‬باب من قال بإفراد قد قامت الصلاة ‪ ،)7181( 1/414‬والطحاوي في شرح‬ ‫معاني الآثار ‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب الأذان كيف هو‪.1/131 ،‬‬ ‫ويوجد اختلاف في ألفاظ الروايات في أذان بلال وما كان عليه آخر أذانهء وكذلك روايات‬ ‫سر‬ ‫علوم السنة عند ‪ 1‬صية‬ ‫حح‬ ‫ونجد ابن بركة ينحو منهج التحرز في نقد ضبط الرواية‪ ،‬فلا يقبل ذلك دون‬ ‫دلالة أو حجة فيقول "والذي عندي أن الخبر إذا روي عن رجل فمجموعه‬ ‫منسوب إليه إلا أن تقوم دلالة"("ا ويطبق ذلك خلال مناقشته لرواية(لمن أعتق‬ ‫شقصا له في عبد قوم عليه ) ويذكر أن هذه الرواية من طريق نافع عن ابن عمر‬ ‫باللفظ المتقدم ويذكر رواية أبي هريرة‪ ..(:‬استسعى بالقيمة)‪ ،‬ويعقب بأن قوما‬ ‫قالوا‪ :‬هذا قول لأبي هريرة وفتياه‪ .‬وليس من لفظ الخبرك إذ لفظ الحديث هو قوم‬ ‫رواها من طريق بشير بن نهيك عن أبي هريرة‬ ‫عليه‪ ،‬ويورد رواية قتادةو‬ ‫عن النبي ثلا قال‪ (:‬من عتق شقصا في عبد قوم عليه إلا أن يجده معسراً‬ ‫ستسعى العبد )(ا ويقول معقبا على ذلك‪ ":‬قال بعض الفقهاء‪:‬هذا قول قتادة‬ ‫أذان أبي محذورة‘ وخلاصة الأمر أن هناك اختلافا في مسائل عند العلماء منها إفراد الإقامة‬ ‫أو تثنيتهاء ومسألة التثويب وهو عبارة‪(:‬الصلاة خير من النوم" الصلاة خير من النوم)‬ ‫ومسألة الترجيع‪ (:‬وهو رفع الصوت بكلمتي الشهادة بعد الخفض بهما)‪ ،‬وذكر السالمي كراهة‬ ‫الإباضية لذلك وليس هذا محل بسط ذلك‘ إذ المقام به يطول‪.‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬معارج الآمال‪،‬‬ ‫‪.7708-902‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/942،‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العتق‪ ،‬باب تفويم الأشياء بين الشركاء بقيمة عدل‪،‬‬ ‫ومسلم في صحيحه كتاب العتق‪ ،‬باب ذكر سعاية العبدث ‪1411 /2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‪)3051‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب ذكر السعايةش ‪.)4/42(0493‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الشركة باب الشركة في الرقيق‪ 2/588 ،‬‏(‪٠)2370‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب العتق‪ ،‬باب ذكر سعاية العبدش ‪ 3051)6( 2/0411‬وأبو داود في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب ذكر السعاية‪.)4/42(8393 ،‬‬ ‫وقد اختلف العلماء في مسألة السعاية‪ ،‬فمنهم من صححها كالبخاري ومسلم من خلال‬ ‫تصحيح الأحاديث الواردة فيها السعاية‪ ،‬ومنهم من ذهب خلاف ذلك‘ وسبب الخلاف اختلاف‬ ‫الرواة في ورودها‪ ،‬يقول أبو داود‪ ":‬ورواه روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة لم يذكر‬ ‫السعايةى ورواه جرير بن حازم وموسى بن خلف جميعا عن قتادة بإسناد يزيد بن زريع‬ ‫ومعناه وذكرا فيه السعاية"‪ .‬ر‪ :‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب العتق‘‪ ،‬باب ذكر السعايةء‬ ‫‪.)4/42(9393‬‬ ‫‪);:‬۔‬ ‫علوم السنة عند الاناضية ح(‬ ‫حح=ح‬ ‫وليس في الخبر ذكر السعاية‪ ،‬والذي عندي أن الخبر إذا روي عن رجل‬ ‫فمجموعه منسوب إليه إلا أن تقوم دلالة" (;'‪.‬‬ ‫وهكذا خرج ابن بركة من خلال جمع الروايات والتأمل فيها وفي نقد‬ ‫الناقدبن لها بذلك الضابط النقدي‪.‬‬ ‫ويحدد أبو العباس أحمد الشماخي أن أدنى درجات الضبط في ناقل الأخبار‬ ‫بأن يترجح ضبطه على سهوه‪ ،‬كما يشترط على الراوي أن يكون ضابطا مميزا‬ ‫عند السماع (‪2‬ا‪.‬‬ ‫وهكذا فإن الإباضية يجعلون الضبط ضابطا نقديا يجب مراعاته وسيرد‬ ‫بعض بيان في شروط الراوي في محله‪.‬‬ ‫المبحث الثاني نقد الحديث باتصال السند وخلوه من بعض العلل‪:‬‬ ‫اتصال السند‪:‬‬ ‫يعتبر اتصال السند مما اتفقت الأمة على أهميته وجعله أساسا من أسس‬ ‫تقويم الرواية ونقدهاء غير أنه اختلف في بعض الجوانب التطبيقية والإجرائية‬ ‫فيه‪ ،‬فبينما شدد المحتثون في ظهور الاتصالء نهج الفقهاء مسلك التخفيف في‬ ‫ذلك‪ ،‬وتبعا لذلك قبلوا المرسل إذا ثبتت روايته من طريق الثقات‪ ،‬وكذا تدليس‬ ‫الثقة ومفهوم الاتصال لدى غالب الفقهاء هو أن يكون الأداء على وجه تسكن‬ ‫وقال محمد بن نصر المروزي‪ ":‬وضعف أحمد حديث أبي هريرة في السعايةث وقال‬ ‫رواه شعبة وهمام ولم يذكرا فيه السعاية‪ ،‬وقد اختلفوا في إسناده وصل بعضهم ولم يوصل‬ ‫بعضهم"‪ .‬ر‪:‬المروزي أبو عبد الله محمد بن نصر(‪)492/709‬ء اختلاف العلماء‪ ،‬تح‪ :‬صبحي‬ ‫‪.1/622‬‬ ‫السامرائي‪ ،‬ط‪٬2‬‏ عالم الكتب‪ ،‬بيروت‘ ‪6041‬ه‬ ‫وقد ذكر البيهقي مع تخريجه الحديث أن الشافعي ضعف السعاية ولم يرها‪ .‬ر‪ :‬سنن البيهقي‬ ‫كتاب العتق‪ ،‬باب من قال في المعسر يستسعي‪ 6) 01/182(16112 ،‬هذا وفي المسألة حوار‬ ‫طويل بينهم وحجج ونقاش لا يتسع المقام لبسطها‪.‬‬ ‫("ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/942 .‬‬ ‫(‪2‬ا الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف‪ ،‬ص ‪.944‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ححصح‬ ‫إليه النفس‪ ،‬واطمئنان النفس بوقوع الاتصال بين الراوي ومن روى عنه بأي‬ ‫طريق من طرق تحمل العلم المعتبر ة (;'‪.‬‬ ‫فإذا ما نظرنا إلى نهج المدرسة الإباضية وطريقة فقهائها رأينا أوجه شبه‬ ‫لهم مع باقي الفقهاء وعند الحديث عن السند واتصاله معهم لا بة من طرح‬ ‫ه‬ ‫هم‬ ‫قضيدين ‪:‬‬ ‫الأولى تتعلق بالسند وظهوره وعنايتهم به وليس هذا الفصل محلها‪ ،‬فبسطها‬ ‫والثانية تتعلق بمراعاة اتصال السند في نقد الروايةء قبتتبع تر انهم نجد‬ ‫شواهد لذلك‪ ،‬فقد خالف أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز أحد شيوخه في مسألة‬ ‫وجوب الغسل على المرأة المحتلمة وترى الماء وذكر معتمده الحديث الذي بلغه‬ ‫عائنشة‬ ‫وعن‬ ‫النبي ا‬ ‫أصحاب‬ ‫وجما عة منن‬ ‫العلما ء و التابعين‬ ‫غير و احد منن‬ ‫عن‬ ‫وغيرها عن النبي يل يروون أنه قال‪(:‬إذا رأت المرأة في نومها ما يرى الرجل‬ ‫فأنزلت فإن عليها من ذلك مثل ما على الرجل من الجنابة) غا‪.‬‬ ‫ثم قال أبو سعيد‪":‬ولم أخالف في هذا لرأي رأيئه‪ ،‬ولكن أخالفه للحديث الذي‬ ‫ار‪ :‬ابن الأثير‪ ،‬مقدمة جامع الأصول‘ ‪.1/99‬‬ ‫(‪2‬ا أخر ج الربيع في مسنده حديثين في هذا ولفظهما(جاعت امرأة إلى رسول الله زه فقالت‬ ‫برح الخفاء يا رسول الله المرأة ترى في النوم ما يرى الرجل فقال رسول الله فة عليها‬ ‫الغسل إذا أنزلت) (أن أم سليم امرأة أبي طلحة الأنصاري جاعت لإلى رسول الله ة فقالت يا‬ ‫رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا‬ ‫رأت الماء)‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب فيما يكون منه الغسل من الجنابة‪.)1/412(631)(731.‬‬ ‫وهي مخرجة في كتب الحديث‘ ونكمل التخريج للفظ الثاني‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الأدب باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين‪ ،)5/8622(0775 ،‬وأبو داود في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الطهارة باب الماء من الماء ‪ 1/412(367)0‬والنسائي في المجتبى كتاب‬ ‫الطهارة‪ ،‬باب غسل المرأة‪ ،‬ترى في منامها‪.)1/411(791...‬‬ ‫_تت_ص‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫جاء مسندا‪ ،‬وإسناده متصل'(‪٨‬ا‪.‬‏ على أن هذا الحديث صح عند غير أبي سعيد من‬ ‫أئمة الإباضية المتقدمين‪ ،‬فقد أخرجه الربيع في مسنده كما هو واضح في‬ ‫التخريج‪.‬‬ ‫ونجد أن ابن عبد العزيز هذا نفسه يطالبه تلميذه أبو غانم الخراساني ببيان‬ ‫سنده وتحديثه حين يسأله في مسألة ما‪ ":‬أبرأيك قلت في هذه المسألة أم أثرا‬ ‫اتبعته؟ قال‪:‬أثرا اتبعه‪ ،‬قلت حدثني عمن هو؟‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو عبيدة عن جابر بن‬ ‫زيد عن ابن عباس في‪ "..‬غا‪.‬‬ ‫وتنقل كتب السير عن أم شهاب وهي امرأة من الإباضية‪ -‬أنها سألت‬ ‫صالحا بن كثير‪ ،‬وهو من تلاميذ أبي عبيدة‪ ،‬فسألتهما عن مسألة فأجابها صالح‪.‬‬ ‫فقالت له‪":‬عمن أخذتها ؟ فقال‪:‬هو رأيي فقالت له‪ :‬اضرب برأيك عرض الحائط‘‬ ‫لا حاجة لي فيه'(‪3‬ا‪.‬‬ ‫وقد يكون إسناد راو معين محل بحث ونظر فيبحث فيه هل يقبل أم لا؟‬ ‫وذلك بسبب أمور تؤخذ عليه؛ خاصة في التأكد من العدالة؛ من ذلك ما سئل عنه‬ ‫الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن عن إسناد أحد تلامذة أبي عبيدة ‪-‬الذين‬ ‫خالفوه‪ -‬هل يرفع إسناده ويعتمد ؟ وهل هو من أئمة العدل ؟ فذكر أنه كانت منه‬ ‫خصال لم يحمد عليها‪ ،‬وهو للبراءة أقرب عندهم من الولايةث لكنه يقبل منه‬ ‫إسناده ورفعه ويؤخذ عنه في ما لم يخالف المسلمين(“ا‪.‬‬ ‫وينبه هلال بن عطية خلال نقده لبعض الروايات على التدقيق فيما يسند‪،‬‬ ‫فهناك من يسندون إلى رسول الله ؤ روايات أحاديث‪ ،‬يتركون من الحديث بعضه‬ ‫(‪٧‬ا‏ أبو المؤرج‪ ،‬كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره‪ ،‬مخ مجث ص‪.52‬‬ ‫(‪ (2‬الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/173‬‬ ‫{"ا الشماخي ‪ ،‬السيرش ص‪.121 - 021‬‬ ‫( الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم (‪)802/428‬ءالرستمي أح بن عبد‬ ‫الوهاب (‪ 852/178)6‬جوابات الإمام عبد الوهاب والإمام أفلح‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح بن‬ ‫عمر لعلي‪ ،‬بني يسجنع الجزائر رقم‪ 310 1‬ص‪.1 1‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية صحح‬ ‫ححح<‬ ‫ويأخذون بعضه فيظهر اللفظ مخالفا لكتاب الله و سنة نبيه غ (‪1‬ا‪.‬‬ ‫إن تلك الشواهد المتقدمة تظهر جانبا من عناية المتقدمين من الإباضية‬ ‫باتصال السند في العملية النقدية ويظل من جاء بعدهم على نهجهم‪ ،‬وقد تقدم أن‬ ‫انقطاع بعض الأخبار واتصالها أحد أسباب اختلاف الأخبار بين ناقلي الأخبار‬ ‫ورواتها كما يذكر ابن بركةاا‪ ،‬وهو يؤكد في موضع آخر أن كون الإسناد ثابتا‬ ‫وصحيحا وسلسلة رجاله متصلة بالعدول فذلك موجب لصحة الخبر وقبولها‪.‬‬ ‫ونجده يصحح رواية الأعمى إذا كان مسلما صالحاً‪ ،‬ومع كونه عدلا مرضيا‬ ‫موثوقا بسماعه عن فقيه فإن هذا الفقيه الآخذ منه أيضا موثوق بسماعه ممن قبله‬ ‫وهكذا(‪ .‬كما نجده كثيرا ما يذكر أن الخبر إذا نقله عدل عن مثله جاز القول‬ ‫به‪ .‬إذا لم يكن معارضا له ولم تقم الدلالة على فساده (ةا‪ ،‬وهذا الكلام متضمن‬ ‫التأكيد على اتصال السند في نقد الرواية قبولا أو ردا‪.‬‬ ‫وإن من مقتضيات الاتصال للسند التلقي المباشر عن الشيخ الراوي‪ ،‬وقد‬ ‫يختلف الرواة في كثرة الملازمة وطول الصحبة فتتباين الدقة والصحة تبعا لذلك‪٠‬‏‬ ‫ولهذا نجد أبا العباس الشماخي يعتبر رواية المجالس للعلماء مقدمة ومرجحة على‬ ‫غير المجالس©اء ونجده أيضا في أحد ردوده يؤكد أن المذهب أسست قواعده من‬ ‫قبل رجاله على التنزيه والاحتياط ما أمكن‪ ،‬آخذين لها أكابر عن أكابر إللى أن‬ ‫بلغت سلسلة الإسناد إلى الصحابة("ا‪.‬‬ ‫"ا الخراساني هلال بن عطيةش سيرة هلال بن عطية‪ ،‬مخ مجس ص‪.18‬‬ ‫(‪2‬ا الكندي محمد بن إبراهيم‪٬‬‏ بيان الشر ع‪.1/49 ،‬‬ ‫ثا ابن بركة الجامع‪.1/004٬‬‏‬ ‫‪،‬س‪.‬ما‪513. 2/ ‎٨‬‬ ‫(ثام‪.‬س‪.233 -2/133 ،‬‬ ‫©ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف ص ‪.754‬‬ ‫{ا الشماخيء الرد على الغدامسي‪( ،‬مخ)ى ص‪.8‬‬ ‫۔۔۔‬ ‫ر)‬ ‫==(‬ ‫‪-‬‬ ‫ححححص= علوم السنة عند الا اضن = =‬ ‫ويعلق أبو محمد الخليلي على أحاديث وردت عند بعض المغاربة في كتبهم‬ ‫بقوله‪" :‬ولكن هذه الأحاديث لم تصح عند أصحابنا المشارقه أوائل وأواخر ولم‬ ‫تقم لها شهرة التواتر‪ ،‬ولا سند متصل و لا استقر عليها إجماع‪ ،‬ولا اتفاق من أهل‬ ‫الاستقامة والعدلؤ فهي من الأحاديث التي يجب رتها إلى شواهد أحكام الأصول‪،‬‬ ‫العقول الذين يقدرون على‬ ‫فيجب تسليمها إلى أولي الأمر‪ ،‬وهم ذوو العلم‬ ‫استنباط الغامض الصحيح وتمييز الحق الواضح من الالتباس"("اء وهكذا نجد‬ ‫التأكيد على مسألة مراعاة اتصال السند‪ ،‬إلا أن الأمر كما أسلفنا؛ فجملة من فقهاء‬ ‫الإباضية ينحون في الأسانيد طريقة الفقهاءث ومع التواصل بينهم وبين مدرسة‬ ‫الحديث منذ فترات مبكرة نجد أن تيار اعتماد منهج المحدثين يقوى يوما بعد يوم‬ ‫فقد ظهر من بينهم من تبحر في علم الحديث ومنهجه النقديا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬خلو الحديث من علل يرد بها الخبر‬ ‫كمخالفة القرآن والسنة والإجماع‪:‬‬ ‫يرى الإباضية وجود علل يرد بها الخبر من أهمها مخالفة الأصول المتفق‬ ‫عليها كالقرآن والسنة والإجماع‪ ،‬وهذه المسألة وإن تداخلت مع نقد المتن فإننا‬ ‫أردنا طرح بعض مناقشتها هنا لكونها حاضرة معهم دائما حتى عند مناقشة‬ ‫الروايات ونقدها من خلال نقد السندث وسيرد مزيد تفصيل لها في نقد المتن‪.‬‬ ‫{"ا الخليلي" التمهيد‪.5/781 .‬‬ ‫ا يمكن لمن أراد الوقوف على ذلك مطالعة كتب الوارجلاني ككتاب العدل والإنصافث‬ ‫والشماخي أحمد بن سعيد ككتاب شرح مختصر العدل‪ ،‬وأبي ستة محمد بن عمر ككتاب‬ ‫حاشية الوضع وحاشية الترتيب ‪ 0‬وعمرو التلاتي ككتاب رفع التراخي‪ ،‬والقطب اطفيش‬ ‫ككتاب جامع الشمل ووفاء الضمانة وشرح النيل‪ ،‬ونور الدين السالمي ككتاب شرح مسند‬ ‫الربيع ومعار ج الآمال‪ ،‬وأحمد بن حمد الخليلي ككتاب جواهر التفسير وأجوبته المطبوعة في‬ ‫ثلاثة أجزاء وزكاة الأنعامث وسعيد بن مبروك القنوبي ككتاب الطوفان وكتاب السيف الحصاة‬ ‫وكتاب الربيع مكانته ومسنده وصلاة السفر وغيرها من كتبهم وكذلك عند غيرهم من علماء‬ ‫المذهب قديما وحديثا‪.‬‬ ‫صضية‬ ‫حححححح علوم السنة عند ال‬ ‫ويظهر أن كلام الإباضية حول هذه العلل جاء مبكرا‪ ،‬وفي الوقت الذي‬ ‫كانت فيه الساحة الفكرية الإسلامية تموج بكثرة الروايات التي كانت محل بحث‬ ‫ونظر من النقاد‪ ،‬وتعج بوقوع الرواة في الوهم والغلط في الرواية‪ ،‬فاتخذ نقاد‬ ‫الإباضية منهجا صيرفيا أمام هذه العلل كغيرهم من أبناء الأمة"ا؛ فحرروا قواعد‬ ‫نقدية ل تبع أوهام الرجال ومنها قاعدة خلو المروية من علل مخالفة الأصول‬ ‫ولعل هذا ما جعلنا ندرجها في هذا الموضع من نقد السند‪.‬‬ ‫ويعتبر علماء الإباضية منهج رد روايات الرجال بعلل الوهم المفضية إلى‬ ‫مخالفة الأصول والتحذير من مثل تلك الأوهام الخطرة مسلكا معتنيا بالشريعة‬ ‫وصونا لها عن الوقوع في مزالق التناقض ومن هذا المنطلق جاءت محاورة ابن‬ ‫عبد العزيز التي أوردها أبو غانم الخر‪:‬اساني في نقده لبعض الروايات‪ ،‬حيث حمل‬ ‫ابن عبد العزيز على من رضوا بروايات الرجال واتباعهم" واتباع آرائهم فيما‬ ‫وهموا فيه‪ ،‬فقادهم ذلك إلى أن تركوا كتاب الله واتبعوا الروايات التي تنقض‬ ‫اا عرضت بعض المصادر خطوات معينة قام بها علماء الحديث في هذا الجانب‘ كطلب‬ ‫الإسناد والتثبت منه‪ ،‬وسيرد بيان بعض ذلك أول فصل الإسناد‪ ،‬وقد رقى علماء الحديث‬ ‫بطرق البحث في الرواية من تطور علوم المصطلح إلى ابتكار علم علل الحديث‘ وهو فن‪.‬‬ ‫عظيم الأثر في غربلة الرواية وتنقيتها‪ .‬ومن نماذج الكتب المصنفة الكاشفة لهذا الجانب كتاب‬ ‫المحدث الفاصل للرامهرمزي“ وكتاب الوهم والإيهام لابن القطان‪ ،‬وإحدى الرسائل الحديثة‬ ‫وهي "أسباب اختلاف المحدثين" لخلدون الأحدب‘ وغيرها من المصادر والمراجع التي سيرد‬ ‫ذكرها تباعا عند أي موضع للمقارنة في هذا البحث سو اء في علوم المصطلح أو العلل‪.‬‬ ‫أنظر‪ :‬الرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن(‪ 063/179)6‬المحدث الفاصل بين الراوي‬ ‫والواعي‪ ،‬تح‪ :‬محمد عجاج الخطيب ط‪ ‘3‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانس ‪4041‬ه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫كل الكتاب‪ ،‬الفاسي ابن القطان أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك(‪ )826/1321‬بيان‬ ‫الوهم والإيهام في كتاب الأحكام‪ ،‬تح‪ :‬الحسين آيت سعيد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طيبة المدينة المنورة‬ ‫السعودية‪8141 .‬ه ‪7991‬م‪ ،‬كل الكتاب‪ ،‬الأحدب خلدون(معاصر)ء أسباب اخستلاف‬ ‫المحدثين‪ ،‬ط‪ '2‬الدار السعودية للنشر والتوزيع‪ ،‬جدةغ السعوديةى ‪7041‬ه‘ ‪7891‬م‪ 0‬كل‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫ححححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫كتاب الله‪ ،‬وأكد أن رأي الرجال ورواياتهم المصادمة لأحكام كتاب الله الجلية‬ ‫الواضحة مردودةء وأن أي قول أو رأي لا بة من استناده إلى البرهان والحجة‬ ‫الواضحة من كتاب الله وسنة النبي قان المعروفة(ثا‪ ،‬التي لا تصادم ما ذكر‪.‬‬ ‫ونجد مثل هذا عند هلال بن عطية ‪-‬وقد سبق ذكر طرف من نقده۔ في‬ ‫نقده لمن ساروا في ركاب أهل الجور يتولاهم ‪ 4‬ويتمحل الحجج في ذلك‘ ليس لهم‬ ‫في الناس رأي ثابت‪ ،‬ولا علم نافذ‪ ،‬يتبعون الروايات الكاذبة التي يدحضها كتاب‬ ‫اله وقول الرجال‪ ،‬استمدوا تلك الأحاديث عن بشر مثلهم وتركوا كتاب الله (ثاء‬ ‫كما تركوا محكم الكتاب واتبعوا روايات كاذبة لا أصل لها تخالف كتاب الله و‬ ‫سة نيه ثمقنا (‪.)3‬‬ ‫وقد يعبر بعضهم عن المخالفة لهذه الأصول بمخالفة الحق؛ فنجد في كلام‬ ‫محمد بن روح ما يشير إلى أنالسنة الصحيحة المجمع عليها تظل موافقة للحق‪6‬‬ ‫مفارقة لما خالف الحق بالحق‪ ،‬وهي علامة المسلمين المحقين الذين هم للسنة‬ ‫موافقون ثم يقول‪ :‬ولا معنى في اتباع من خالف الحقؤ ولا من قصر دون موافقة‬ ‫الحق"‪.‬‬ ‫ونجد في كلام أبي سعيد الكدمي ما يشفي الغليلث ويؤكد ما قلناه من‬ ‫حضور مثل هذا الضرب من النقد عند بحث الإباضية الأسانيد الصحيح منها أو‬ ‫العليل‪ ،‬فهو يبين أن مقياس القبول هو موافقة ما يروى للحق ولو ظهر أنه‬ ‫صحيح الإسناد فما كان موافقا للحق قبل ولو قيل بضعف إسنادهء وما خالف‬ ‫الحق أبطل ورة ولو قيل بصحة إسناده “ا‪ ،‬ويؤكد على أن هذا المنهج هو الأصل‬ ‫ث مستشهدا بقولهققة‪( :‬ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب‬ ‫الثابت عن النبي‬ ‫)‪ (1‬الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/212‬‬ ‫{‪2‬ا الخراساني هلال بن عطية سيرة هلال بن عطية ص‪.18‬‬ ‫‪ 8 1‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫) ‪ (3‬م مس‬ ‫(‪ )4‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ه ‪.1 4/09‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ .‬التعقيب على الأثشراف(مخ) ص ‪.63‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫وح‬ ‫الله وسنتي فما وافق الحق فهو عني ‪ "()...‬ويذكر أن هذا هو الصحيح من‬ ‫الألصول‪2‬ا‪.‬‬ ‫وأرجح أن كلام أبي سعيد المتقدم محمول على المختلف في تصحيحه هنا‬ ‫وإلا فإن المشتهر تضعيفه أو ما غلب الظن بضعفه لضعف إسناده لا يمكن قبوله‬ ‫بأية حال‪ ،‬لكن أبا سعيد أراد التأكيد على منهج إخضاع المروي لنقد عدم مخالفة‬ ‫الأصول فكأنه يقول‪ :‬لا يغرنك صحة الإسناد مادام المروي مخالفا للصق‬ ‫والأصول وهذا في حقيقة الأمر منهج نقدي شديد الاحتراز‪ ،‬ويشهد لذلك بيانه‬ ‫في كتاب الاستقامة حول جواز الأخذ من المخالفين الثقات منهم في دينهم فيما‬ ‫يوافقون فيه في أصول الدين(ا‪ ،‬وهذا التقييد لموافقة الحق والأصول مشترط‬ ‫أيضا في أخذه عن علماء مذهبه(‪.‬‬ ‫وقد يبحث أبو سعيد عن مخرج وتأويل لما ظاهره المخالفة لأي أصل إن‬ ‫أمكن ذلك ومن الأمثلة التطبيقية لهذا النهج من النقد‪ ،‬مناقشته لما ذكره المنذري‬ ‫في تعقيباته على كتاب الأشراف لحديث ذكر المنذري أنه ثبت عن النبي ثقة (أنه‬ ‫أتي بجنازة ليصلي عليها فقال أعليه دين‪ ،‬فقالوا نعم‪ :‬ديناران‪ ،‬قال أترك لهما‬ ‫وفاء؟ قالوا لاؤ قال فصلوا على صاحبكم‪ ،‬فقال أبو قتادة هما علي يا رسول الله‬ ‫صلى الله عليك وسلم فصلى عليه رسول الله ه)ثا‪ ،‬ويعقب أبو سعيد بأن الرواية‬ ‫ص‪.801‬‬ ‫هذا الحديثث‬ ‫)‪ (1‬تقدم تخريج‬ ‫ص‪.63‬‬ ‫(‪2‬ا م‪.‬س‪،‬‬ ‫أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.1/241‬‬ ‫ا الكدمي‬ ‫‪.1/241‬‬ ‫ام‪.‬س“‪،‬‬ ‫البخاري بلفظ(أتيَ بجنازة فقالوا صل عليها‪ ،‬فقال هل عليه دين؟ قالوا لاس قال فهل‬ ‫(ةا أخرجه‬ ‫ترك شيئا؟ قالوا لاء فصلى عليه‪ ،‬ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا يا رسول الله صل عليهاغ قال‬ ‫هل عليه دين؟ قيل نعم قال فهل ترك شيئا؟ قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليهاؤ ثم أتي بالثالثة‬ ‫فقالوا صل عليها‪ ،‬قال هل ترك شيئا؟ قالوا لا قال فهل عليه دين؟ قالوا ثلاثة دنانير‪ ،‬قال‬ ‫صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة صل عليه يا رسول الله وعلي دينه‪ .‬فصلى عليه)‪ ،‬في‬ ‫صحيحه‘ كتاب الحوالات‪ ،‬باب إن أحال دين الميت على رجل جاز ث ‪.)2/997-087(8612‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫الميت‪ ،‬كما أنه ليس كل من كان عليه‬ ‫إن كانت صحيحة فان ذلك خاص في ذلك‬ ‫دين ولم يترك له وفاء ختم أمره بالكفر والنفاق حتى لا يصلي عليه النبي ء‬ ‫وعليه فظاهر هذا الحديث مخالف لكتاب الهل لا يكلف الله نفسا إلا وشعها»‬ ‫(البقرة‪ 2/682)0‬ثيمذكر أبو سعيد تخريجا آخر يقول‪ ":‬ولا يصح معنا أن النبي‬ ‫ا يحكم على الهالك بعصيان الموضع إن لم يترك وفاء} وهذا خلاف الكتاب‬ ‫والسنة إلا أن يخص ذلك بعينه لعلم قد علمه النبي قه منه أو لمعنى""ا‪.‬‬ ‫ونجد في كلام ابن بركة ما يؤكد ما سبق من حمل مقال أبي سعيد على‬ ‫الصحة المختلف فيها‪ ،‬إذ يؤكد ابن بركة على أن قسيمة السنة المجتمع على‬ ‫صحتها هي المختلف في صحنها والتي يجب فيها طلب الأسانيد والبحث عن‬ ‫صحتها‪ ،‬فإذا اختلفوا في حكم صحتها أو تنازعوا في تأويلها إن صح نقلها كان‬ ‫مرجعهم إلى الكتاب(‪.‬‬ ‫على تصحيحه ويسلم منن نقده‬ ‫هو متفق‬ ‫ما‬ ‫لا يعني اأنن هناك‬ ‫على أن هذا‬ ‫ومسلم بلفظ(عأنبي هريرةأن رسول الله فه كان يؤتى بالرجل الميت عليه الدين فيسأل هل‬ ‫ترك لدينه من قضاء فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه وإلا قال صلوا على صاحبكم فلما‬ ‫فتح الله عليه الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه‬ ‫ومن ترك مالا فهو لورثته)في صحيحه‘ كتاب الفرائض باب من ترك مالا لورته‪.‬‬ ‫الجنازة‬ ‫الصلاة على‬ ‫‪)1(9161‬ء وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة في‬ ‫‪33‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما جاء في الصلاة على المديون‪،‬‬ ‫))‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.)3/13(9601‬‬ ‫ويبدو من التخريج المتقدم أن لفظ البخاري أبان أن رسول الله قه فعل ذلك مرارا‬ ‫وليس لشخص واحد كما أول أبو سعيد‪ ،‬ولعل في لفظ مسلم ما يسوغ نظرة أبي سعيد‬ ‫واستشكاله‪ ،‬ثم لعل أبا سعيد لو كان وقف على رواية مسلم لم يطرح إشكاله‪ ،‬لكون هذا العمل‬ ‫أول الأمر ثم تركه رسول الله ء ولربما كان يهدف إلى تربية المسلمين على تعظيم حقوق‬ ‫الغير خاصة أنهم في أول العهد كانوا في ضيق حال‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬ ‫[" الكدمي أبو سعيد‪ ،‬التعقيب على الأشراف (مخ)ث ص ‪. 412‬‬ ‫غا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/082 ،‬‬ ‫علوم السنةعند الا صضية‬ ‫ح‬ ‫ولو خالف الأصول فالصحيح من السنة لا يخالف الكتاب وأي شيء صح من‬ ‫وبها دلالات التصحيح‬ ‫السنة‪ ،‬وهذه الأصول مصادر يستكشف بها الصحيح‬ ‫والتضعيف‪ ،‬وما ينقل من الأخبار‪ ،‬مما لا تعلم صحته ولا دلالة على عدم صحته‬ ‫من كتاب ولا سنة ولا إجماع يوجب صدق ناقليه وقبوله خاصة إذا زكوه‬ ‫وصححو ها‪.‬‬ ‫وقد سبق أنمثلنا بتصحيح ابن بركة لخبر تحريم الحمر الأهليه وكل ذي‬ ‫الطير‪ ،‬متعقبا أبا عبيدة فايلقول بتضعيفه ومعللا‬ ‫ناب من السباع ومخلب من‬ ‫ذلك بقوله‪ ":‬والروايات عن النبي يل تدل ا عل العدول عن قول أبي عبيدة؛ لما قد‬ ‫ثبت به النقل الكثير‪ ،‬والخبر إذا نقله عدل عن مثله جاز القول به‪ ،‬إذا لم يكن‬ ‫معارضا له ولم تقم الدلالة على فساده‪ ،‬والخبر قاض على الآية التي تعلق‬ ‫بظاهرها أبو عبيده في سورة ا لأنعام ‪ 4‬لأن الخبر لا يخلو أن يكون ناسخا أو مبينا‬ ‫لمعناها لأنه ورد بعد نزولها"غا‪.‬‬ ‫ونجد من أمثلة نقد ابن بركة الرواية لمخالفتها أحد الأصول نقده لما نقل‬ ‫عن علي من أنه خطب قبل الزوال‪ ،‬فضعف هذه الرواية لمخالفتها إجماع الأمة‬ ‫على أن خطبة الجمعة بعد الزوال ومنهم الصحابةش ثم يقول أيضا في تعليقه على‬ ‫خبر علي‪:‬الم يرد الخبر مجيء الأخبار التي ينقطع بها العذر‪ ،‬وإن صح ففعل‬ ‫غيره من الصحابة أولى أن يتبع لأن الحجة تؤيده"ثا‪.‬‬ ‫ولقد رأينا حضور هذا النوع من النقد عند غير من ذكرنا‪ ،‬فلزوم القول‬ ‫والعمل بخبر العدل مثلا‪ ،‬وجواز الاستدلال به على غيره لا يكون إلا إذا لم يكن‬ ‫ذلك الخبر مخالفا للكتاب والسنة المأثورة كما يشير إيراهيم بن قيس‬ ‫الحضرمي“ا‪ ،‬ويستشهد ابن أبي نبهان الخروصي على حجية نقد الرواية‬ ‫‪.43 - 33‬‬ ‫(‪ (1‬م‪.‬س‘ ‪ /2‬ص‬ ‫"ام‪.‬س‪.233 -2/133 ،‬‬ ‫ام‪.‬س‪.1/965 ،‬‬ ‫)‪ (4‬الحضرمي أبو إسحاق‪ ،‬كتاب مختصر الخصالءص ‪.61‬‬ ‫علوم السنة عند الا صضية‬ ‫ححجججح‬ ‫وتضعيفها بمخالفتها الكتاب وصحيح السنةا"أبحديث‪(:‬إني تارك فيكم بعدي شيئين‬ ‫إن عملتم بهما لم تضلوا أبدا؛ كتاب الله وسنتي فإنهما لن يفترقا إلى يوم‬ ‫القيامة)(ا‪ ،‬مع استشهاده بالحديث المتقدم الذي استشهد به أبو سعيد الكدمي‪.‬‬ ‫و يدعو أبو محمد الخليلي إلى رد الأحاديث إلى شواهد أحكام الأصول‘ وأن‬ ‫يتولى ذلك أولو الأمر من العلماء القادرين على تمييز الصحيح“اء وسيرد في‬ ‫فصل نقد المتن مزيد تفصيل عن عرض السنة على القرآن ونقد الحديث‬ ‫بالحديث‪ ،‬ولعل ما ذكرناه هنا يكفي لإعطاء صورة عن تعليل علماء الإباضية‬ ‫للرواية لمخالفتها الأصول‪ ،‬ورأينا ذلك مع المتقدمين والمتأخرين وما بسطناه هنا‬ ‫أردنا به التمثيل على هذا المنهج؛ وإلا فمن يطالع كتب المذهب يجد أمثلة كثيرة‬ ‫واستفاضة واسعة‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نقد الإباضية الحديث بما صح عندهم من طرق‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مخالفته لما صح عندهم من روايات‪:‬‬ ‫يرى الإباضية أن مخالفة الرواية لما صح عندهم من الروايات وجه من‬ ‫وجوه العلة التي يتوقفون بموجبها في قبول الخبر‪ ،‬فيخضعونها لمقاييس نقدية‬ ‫عندهم ليخرجوا بتضعيفها أو تخريجها تخريجا لا يصادم الصحيح عندهم‪.‬‬ ‫وهذه القاعدة النقدية كسابقتها قد تتداخل مع نقد المتن ‪-‬الذي سيرد بيانه‬ ‫لاحقا‪ -‬عندهم‪ ،‬غير أنها حاضرة معهم حتى في تعليقهم على بعض الروايات‬ ‫انطلاقا من نقد روايات الرواة‪ ،‬أو تضعيفهم‪ ،‬أو أي وجه من وجوه النقد التي‬ ‫تراعي مخالفة ما صح من طريق إسنادهم الذي يصححون به فأبو غانم‬ ‫(" السعدي جميل بن خميس" قاموس الشريعة(مخ)‪.78/801 ،‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم بلفظ قريب في المستدرك‘ كتاب العلم ‪ ،)1/,271(913‬والدارقطني في‬ ‫السنن‪ ،‬كتاب في الأقضية والأحكام‪ ،‬باب في المرأة تقتل إذا ارتدت‪ ،)4/542(941 ،‬والبيهقي‬ ‫في السنن الكبرىء كتاب أداب القاضي باب ما يعطي به القاضي‘ ‪.)01/411(42102‬‬ ‫ا الخليلي سعيد بن خلفان التمهيدش ‪.5/781‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الخراساني يسأل شيخيه أبا المؤرج وأبا سعيد عبد الله بن عبد العزيز عن رواية‬ ‫بعض الرواة عن عائشة نه (أن النبي قه كان يغتسل من الجنابة ثم يخرج من‬ ‫عندها إلى صلاة الصبح ورأسه يقطر ماءَ‪ ،‬ثم يصبح صائما)ا'} فيجيبان بأنهما‬ ‫يعلمان بهذه الرواية عمن ذكر ولو يعلمان أن النبي فه فعل ذلك لأخذا به غير‬ ‫أن أصحابهما الذين يأخذان عنهم ويعتمدان عليهم" لا يروون ذلك ولا يأخذون به‬ ‫بل يروون خلاف ذلك(فا‪.‬‬ ‫ويسأل أبو غانم عبد الله بن عبد العزيز عن زواج الرجل وهو محرم‪٬‬‏‬ ‫فيجيبه بجواز ذلك‘ ثم يذكر أبو غانم رواية من يروي عن بعض الفقهاء أن‬ ‫الرجل لا يتزوج وهو محرم فيجيبه‪" :‬ليس فيما يقولون شيء وقد حدثني أبو عبيدة‬ ‫عن جابر بن زيد عن ابن عباس أنه قال تزوج رسول الله قا ميمونة الهلالية‬ ‫قال وكذلك حدثنا أبو المؤرج عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد‬ ‫وهو محرما‪.‬‬ ‫عن ابن عباس في تزوج رسول الله ك وهو محره"(“ا‪.‬‬ ‫لكن هذه الرواية التي رجحها أبو المؤرج وضغف الأخرى بدلالتهاء نجد‬ ‫بعده ابن بركة يرجح رواية عثمان أن النبي يل قال‪(:‬لا ينكح المحرم ولا ينكح‬ ‫("ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب صيام من أصبح جنبا‪2/771 ،‬‬ ‫(‪)9292‬ء والطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الصيام باب الرجل يصبح في‬ ‫يوم‪ 2/4010...‬والطبراني في المعجم الأوسط‘ باب من اسمه ابراهيمش ‪ ،)1/06(961‬وفي‬ ‫مسند الشاميين‪ ،‬حديث برد بن سنان عن محمد بن مسلم الزهري‪.)1/902(173 ،‬‬ ‫ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‪.1/561-661 ،‬‬ ‫{ا هذا الحديث ورد بطرق منها طريق عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباسؤ‬ ‫أخرجه من هذا الطريق‘ البخاري في صحيحه كتاب النكاح‘ باب نكاح المحرم‪.‬‬ ‫‪ .)5/6691(4284‬و مسلم في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم نكاح المحرم وكراهية‬ ‫خطبتهش ‪ ،)2/2301(0141‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب معرفة الصحابةش ذكر أم المؤمنين‬ ‫ميمونة بنت الحارث ‪ 4/43(8976)0‬والربيع في مسنده من طريق ضمام عن جابر ابن زيد‬ ‫عن ابن عباس‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يجوز للمحرم وما لا يجوز‪.)1/902(025 0‬‬ ‫( الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‪.1/891 ،‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫ولا ينكلم ولا يخطب)("ا على رواية ابن عباس‪ ،‬ويقول‪ ":‬وأما رواية ابن عباس‬ ‫أن النبي يلة تزوج ميمونة وهو محرم ففي خبره نظر وتنازع الناس في تأويله‬ ‫والصحيح رواية عثمان"فا‪.‬‬ ‫ويدعو أبو سعيد الكدمي إلى هذا النوع من النقد بعرض ما يرد من‬ ‫الروايات على صحيح الآثار‪ ،‬مع الاجتهاد في ذلك‪ ،‬بجهد الناصح المستعين بكل‬ ‫القدرات والأفكار‪ ،‬المتجنب لتتبع ظواهر الأمور‪ ،‬ففي ذلك الهلاك‪ ،‬إلا كل ما‬ ‫وافق الحق من ظواهر الأمور‪ ،‬مما ليس في حاجة إلى تفسير ثا‪.‬‬ ‫ونجد عددا من التطبيقات لهذا المنهج النقدي عند ابن بركة فيعلق على‬ ‫أثر ورد في الوضوء وهو‪(:‬واحدة لمن قل ماؤه واثنتان لمن استعجل وثلاث‬ ‫عليهن الوضوء)‪ ،‬ويذكر أن هذا خبر لم يعرفه في صحيح الرواية وأن النظر لا‬ ‫يوجبه‪ ،‬وتشهد السنن بفساده‪ ،‬ثم يؤكد أن الخبر لو كان صحيحا‪ ،‬لحدد الرسول‬ ‫ف قدر القليل والكذير‪ ،‬والمفروض من المسنون‪ ،‬ولم يتركنا في عماية‬ ‫وإشكال“)‪.‬‬ ‫ويناقش ابن بركة ما روي من ترخيص النبي فه للحائض والنفساء عن‬ ‫الطواف بالبيتةا‪ ،‬ويذكر أن ذلك لم يصح عند أصحابنا("‪ .‬ويستدل بالرواية‬ ‫)‪ (1‬أخرجه مسلم في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬باب تحريم نكاح المحرم وكراهية خطبته‪.‬‬ ‫)) وابن خزيمة في صحيحه\ كتاب المناسك‪ ،‬باب الزجر عن تزويج‬ ‫‪2‬‬ ‫المحرم‪ 4/381(9462)6 ،..‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب المناسك باب المحرم يتزوج‪.‬‬ ‫‪ »)2(]1‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب النكاحغ باب المهر ‪.)3/062(75‬‬ ‫‪2‬ا ابن بركة الجامع‪.2/94 ،‬‬ ‫(‪7‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.1/601‬‬ ‫ا ابن جعفر الجامع‪.1/883 ،‬‬ ‫‪٨‬ا‏ خبر(ترخيص النبي فق للحائض والنفساء عن الطواف بالبيت) أخرجه البخاري عن ابن‬ ‫عباس بلفظ(رخص للحائض أن تنفر إذا حاضت) في صحيحه‘ كتاب الحائض باب المرأة‬ ‫تحيض بعد الإفاضة‪ 1/521(323)0 ،‬مسلم في صحيحه‘ كتاب الحج‪ ،‬باب وجوب طواف‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الصحيحة المتفق عليها أن رسول الله فقها قال‪ (:‬لا ينفر أحدكم حتى يكون آخر‬ ‫عهده بالبيت ) (ا على تضعيف ما رووه‪ ،‬كما يستدل(ا بما صح من الرواية‬ ‫عنده عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة وعن النبي قة أنه لم يجز‬ ‫للحائض ومن كان في معناها أن تنفر حتى تطوف طواف‪ .‬الصدر وأنه لم يخص‬ ‫حائضاً من غيرها‪ ،‬كما اعتمد في نقده على الرواية التي اتفق عليها الإباضية مع‬ ‫أهل الحديث عن النبي يل و‪.‬التي جاءت من طريق الحارث بن عبد الله بن أوس‬ ‫أنه( نهى الحائض أن تنفر حتى يكون آخر عهدها بالبيت وتطوف)‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫والمتأمل يلمس من طريقة ابن بركة أنه قد ينقد حديثا ورد من طريق‬ ‫ويستشهد بأكثر من حديث صح عنده من طرق أخرى مستدلا على تضعيف ذلك‬ ‫الحديث‘ ويطرح مجموعة من الحجج تؤيد ما ذهب إليه‪ ،‬حتى يتخذ نقده طابع‬ ‫الوداع‪ ،)2/369(8231...‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب ما جاء في المرأة‪...‬‬ ‫‪.)43‬‬ ‫"افي قول ابن بركة "لم يصح عند أصحابنا" نظر‪ ،‬فقد صح الحديث عند طائفة منهم وأفتوا‬ ‫بمقتضاه من القديم فقد نقل الترخيص للحائض والمريض عن طواف الوداع عن الربيعء‬ ‫وهذا هو القول المعتمد الذي عليه العمل والفتوى الآن‪ ،‬وهو فرع عن العمل بمقتضى هذا‬ ‫الخبر ر‪ :‬اطفيش محمد بن يوسف المصعبي(‪ 2331/4191)0‬شرح كتاب النيل وشفاء‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫العليل‪ ،‬مطبعة أمون للتجليد والطباعة\ القاهرةى مصر‬ ‫بسلطنة عمان‪6041 .‬ه ‪6891‬م‪ .4/662 .‬الخليلي أحمد بن حمد بن سليمان(معاصر )‪.‬‬ ‫الفتاوى (الكتاب الأول)‪ ،‬مطبعة عمان ومكتبتها المحدودة‪ ،‬نشر دار الأجيالث روي‪ ،‬سلطنة‬ ‫عمانش ‪3241‬ه‘ ‪3002‬م{ ‪0‬ص‪.372 172‬‬ ‫"ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب وجوب طواف الوداع‪.)2/369(7231...‬‬ ‫وابن خزيمة في صحيحا كتاب المناسك‪ .‬باب الأمر بطواف الوداع‪.)4/723(0003...‬‬ ‫والترمذني في سننه‪ ،‬كتاب الحجغ باب ما جاء في المر أة‪.)3/082(449...‬‬ ‫(ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/112 .‬‬ ‫ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الحج" باب النهي عن صيام أيام منى ‪2/364‬‬ ‫(‪)5814‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب المناسك‪ ،‬باب الإقامة بالحج" ‪ ،)2/802(4002‬وابن أبي‬ ‫شيبة‪ ،‬في مصنفه كتاب الحج‪ ،‬في المرأة تحيض قبل أن تنفرش ‪.)3/471(18131‬‬ ‫= علم السنة عند الا ضية‬ ‫القوة في الاستدلال ونفسا في الطرح والعرض‘ فإذا ما بلغ ما يعتمد عليه درجة‬ ‫القوة المرتضاة نقدياى وجدناه صارما في حكمه على تلك الروايات المعارضة‬ ‫للصحيحة عنده فينقد رواتها ويضغفهم‪ ،‬ويبين أن مثل هذه الأحاديث المخالفة‬ ‫التي يروونها تؤكد في نفسه تكذيباً لهم في مثلها‪.‬‬ ‫ونجد أن ابن بركة بالمقابل يحترز في الأخبار التي ينقلونها مما لا يعلم‬ ‫صحته ولا دلالة عنده عليها من كتاب ولا سنة ولا إجماع تصحيحا أو تضعيفا‬ ‫فيقبلها ويذكر أنها توجب صدقهم فيها("ا‪ ،‬كما أنه يدافع عن الراوي ولو كان‬ ‫مخالفا له إذا اشتهر بأنه ثقة نفهم هذا من مواقف نقدية له‪ ،‬منها ما أورده خلال‬ ‫كلامه عن قول الحسن بن أبي الحسن البصري‪" :‬خطبنا ابن عباس بالبصرة‬ ‫فذكر في خطبته (أن رسول الله يلة أوجب صدقة الفطر من شهر رمضىان)'غا‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة فإن قال قائل‪" :‬ين الحسن لم يكن في أيام ابن عباس بالبصرة قيل‬ ‫له‪:‬أراد بذلك ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أنه خطب أهل البصرة والحسن من أهلها فلذلك قال‪:‬‬ ‫خطبنا"‪ ،‬ثم يعقب ابن بركة بعد إيضاح بعض الأحكام الفقهية لهذه الرواية مرة‬ ‫أخرى حول ما أثير على رواية الحسن بكلام يفهم منه أن مثل هذا الفعل ‪ -‬أي‬ ‫ادعاء الرواية من الحسن لقوله خطبنا وهو لم يكن معهم‪ -‬لا يتجاسر عليه سفهاء‬ ‫"ا ابن بركة الجامع" ‪.43 - 2/33‬‬ ‫"ا أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ .‬باب من روى نصف صاع من قمح‪.‬‬ ‫والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب من قال يخرج من‬ ‫‪)(2‬‬ ‫الحنطة‪ 4/861(1057)6...‬وابن أبي شيبة في مصنفه‪ ،‬كتاب الزكاة} باب مم أوجب صدقة‬ ‫الفطر‪.)2/134(85701 .‬‬ ‫وقضية رواية الحسن عن ابن عباس وهل سمع منه مباشرة أم لا؟ مثار نقاش عند علماء‬ ‫علل الحديث يضيق المقام عن طرحها لمزيد من التفصيل فيها انظر‪ :‬العسقلاني ابن حجر‬ ‫أحمد بن علي(‪ 258/9441)0‬تهذيب التهذيبث تح‪ :‬مصطفى عبد القادر عطاء ط‪1‬ء دار الكتب‬ ‫العلميةث بيروت لبنانث ‪5141‬ه ‪4991‬م‘ ‪.2/542‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫أهل عصر ابن بركة مع خساسة أقدارهم وانحطاط درجاتهم‪ -‬على حد وصفه۔‪-‬‬ ‫عن درجة من ذكرنا أي كالحسن وغيره من أئمة التابعين(;ا‪.‬‬ ‫إن اعتماد منهج نقد الروايات من خلال ما صح من طرق الإباضية ينافح‬ ‫عنه ابن بركة مؤكدا أن لهم طرقهم التي صحت عندهم ولا عبرة بجهل غيرهم‬ ‫لها‪ ،‬فقد ذكر أنه أجمع أصحابنا فيما علم‪ ،‬فيما تناهى إليه منهم من أهل عمان‬ ‫خاصة على إجازة شرب النبيذ المتخذ في الأديم للخبر الوارد عن النبي ي من‬ ‫إجازته لوفد عبد القيس من البحرين(خا‪ ،‬واتفاقهم على تحريم سائر الأشربة‬ ‫المتخذة في الأواني لما صح من النهي بالسنة عنها من الجرار‪ ،‬ونقير النخل‬ ‫ونقير القرعأا وما جرى هذا المجرى في الأواني لما صح من النهي بالسنة عن‬ ‫رسول الله ي‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة متمما احتجاجه‪ ":‬فإن قال قائل‪ :‬لم ادعيتم السنة في تحليل‬ ‫النبيذ على ما وصفت وتخريجه على وصف آخر وقد خالفكم في هذا كثير من‬ ‫الناس وأنكروا هذه الرواية عن الرسول ة ؟ قيل له ‪:‬إن الحق قد يكون حقأ في‬ ‫نفسه وإن جهله من جهله ‪ .‬وليس جهل من خالفنا بصحة هذه الرواية حجة علينا‬ ‫ودفعاً لنا عما صح عندنا ولو كان جهل الجاهل بتحريم ما نبت عند العلماء‬ ‫تحريمه وتحليل شيء خفي على غيرهم يكون حجة لهم‪ ،‬وجب أن تكون الخوارج‬ ‫لما نفت سنة الرجم وزعمت أنها لا تعرف الرجم في السنة مروية معروفة‪ ،‬فلما‬ ‫"ا ابن بركة‪ .‬الجامعء‪.43 /2‬‬ ‫كا أخرجه ابن حبان في صحيحه‘ كتاب السير‪ ،‬ذكر ما يستحب للإمام أن يعلم الوفد‬ ‫([‪)1454‬ء والنسائي في السنن الكبرى» كتاب الأشربة‪ ،‬باب الإذن في‬ ‫‪0‬‬ ‫الإنتباذ‪)6515( 3/422...‬ء والطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬باب ما يحرم‬ ‫من النبيذ ‪ ،4/122‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬باب في الأوعيةض ‪.)3/133(5963‬‬ ‫ولفظه عند أبي داود(لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء ولا حنتم واشربوا في الجلد‬ ‫الموكأ عليه فإن اشتد فاكسروه بالماء فإن أعياكم فأهريقوه)‪.‬‬ ‫ا سيرد تفسير هذه الألفاظ في فصل غريب الحديث‪.‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫حج=‬ ‫كانوا مع الكل مخطئين ولا يلتفت إلى جهلهم لما صح من أهل العلم به‪ ،‬علمنا أن‬ ‫من جهل هذه الرواية والسنة الثابتة عندناء وإن جهلها من جهلها مخطئ أيضا‬ ‫ذاهب عن الصواب بتخطئته إياناء ومخالفته لنا ورده علينا ما قد صح عندنا إن‬ ‫رام أن يجعل بما جهله من السنة إلزاما لنا""'‪.‬‬ ‫وهذه الثقة والاعتداد بما صح عندهم نجدها أيضا عند أبي يعقوب‬ ‫الوارجلاني فقد ذكر‪-‬خلال مناقشة من احتج على منع القياس‪ -‬أن الأحاديث التي‬ ‫رووها ليس فيها حديث صحيح إلا حديثا واحدا ثم قال‪ " :‬ولولا ما رواه الإمام‬ ‫أفلح بن عبد الوهاب ما اهتبلنا بة‪ ،‬وإن صح ليس فيه ما يقابل آثارنا ولا‬ ‫استدلالنا" ثم يخرج الوارجلاني بقاعدة مفادها‪" :‬أن الأحاديث إذا تعارضت وجبت‬ ‫كلهاء وإن تقاومت طرحت©ا‪ ،‬ورجع الناس إلى أدلة غيرها"( و يمكن عد هذا‬ ‫تتميم للنهج السابق‪ ،‬يطبق على الروايات التي تتساوى في درجة صحتها‪ ،‬ولا‬ ‫يمكن ترجيح رواية على أخرى‪.‬‬ ‫هذه نبذ من تطبيق هذا المنهج النقدي في غربلة المرويات‪ ،‬وإحدى طرق‬ ‫هذا المنهج وزن المرويات بما صح عندهم؛ ونجد مثل هذا عند كثير منهم‪ ،‬فسأبو‬ ‫بكر الكندي يعلق على رواية بأنه لا يعلم أنها توجد في آثار المسلمين الصحيحة‬ ‫المشهورة المعروفة‪ ،‬وأما الآثار التي تذكر حديثا فلا يلتفت إليها إلا إذا وافقت‬ ‫آثار المسلمين“اء وابن أبي نبهان الخروصي يقبل ما انساغ قبوله في العقل ولم‬ ‫"ا ابن بركة الجامعث‪.545 - 445 ,/2‬‬ ‫ن مراد أبي يعقوب هنا إذا تعارضت وهي صحيحة وجبت أي ثبتنت‪ ،‬وذلك‬ ‫)‪ (2‬الذي يظهر‬ ‫لأن الصحيح هو الذي يصدق عليه هذا الوصف فالضعيف لا يقوى على المعارضة إذ هو‬ ‫ساقط من أصله ثم بعد ذلك يجب النظر في المتعارضين لحل إشكال تعارضهما وهذا يدخل‬ ‫ضمن فن مختلف الحديث‘ أما المتقاومة فلعله يريد الأدلة التي تتضاد فيما بينها وهي غير‬ ‫صحيحة فلذلك تطرحح والله أعلم ‪.‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف© ‪.2/91‬‬ ‫ا الكندي أبو بكر‪ ،‬الاهتداءء ص‪.27‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫مح‬ ‫يعارضه حديث صحيح("'‪ ،‬وأبو محمد الخليلي يعلق على الحديث المصروف‬ ‫بكتاب الصتدقةا عن النبي يلة في رواية سالم عن أبيه‪ ،‬بأنه صحيح ثابت مواطئ‬ ‫لما عند أصحابنا من روايات الأخبار وتصانيف الآثار ثا‪.‬‬ ‫‪ -2‬التصحيح بتلقي الأمة للخبر بالقبول أو بما أيده العمل والإجماع‪:‬‬ ‫يعتبر تلقي الأمة للخبر بالقبول مزية من المزايا التي يستحق بها الخبر حكم‬ ‫الصحة عند الإباضية‪ ،‬وهو وإن كان درجة أقل مما اجتمعت الأمة على‬ ‫تصحيحها فإن ذلك التلقي أمارة قوية وعلامة جلية تكشف عن حكم الأمة عموما‬ ‫بالتصحيح لذلك الخبر‪ ،‬ويعتبر العمل بالخبر أحد الوجوه التي يؤخذ منها تلقي‬ ‫الأمة للخبر بالقبول‪ ،‬فالصحيح ما أيده العمل أو وقع عليه الإجماع كما يقول ابن‬ ‫بركة‪.‬‬ ‫ومن شواهد تلقي الخبر بالقبول والتي تميل كفة تصحيحه انتشار الخبر‬ ‫وذيوعه‪ ،‬وشهرة القول به بين الرواة كما يشير ابن بركةاء وكذا لا بد من‬ ‫استفاضته في الأمة بالشهرة بين العلماء كما يقول جميل السعدي(" ا‪.‬‬ ‫ونجد من خلال تتبع المنهج النقدي ما يمكن اعتباره ضوابط نقدية أخرى‬ ‫غير الضوابط النقدية المتقدمةث من ذلك ما نجد الإباضية يعبرون عنه بالرجوع‬ ‫إلى الأصل‘ ويعنون به اعتماد الأصل حال الاختلاف‪ ،‬ومن أمثلته ما ذكره ابن‬ ‫بركة عند مناقشته روايات الرفع في الصلاة‪ ،‬حيث ذكر أنه ليس في تلك‬ ‫() السعدي جميل بن خميسح قاموس الشريعة (مخ)‪.78/701 ،‬‬ ‫ا كتاب الصدقة من رواية سالم عن أبيه‪ ،‬أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الزكاة‪.‬‬ ‫(‪)3441‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة باب في زكاة السائمةى ‪ 2/89‬‏(‪٨)1568‬‬ ‫‪19‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما جاء في زكاة الإبل والغنم‪.)126( 3/71 .‬‬ ‫{ثا الخليلي سعيد بن خلفان‪ ،‬التمهيد ‪.6/,681‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع ‪.1/745-845‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.1/004 ،‬‬ ‫ا السعدي جميل بن خميسس قاموس الشريعة(مخ)ء‪.78/111‬‬ ‫۔۔_‬ ‫_‬ ‫صحح علوم السنةعند الانا صية‬ ‫الروايات أن النبي قلة أمر برفع اليدين مع التكبير‪ ،‬فلو صح ذلك قمنا به‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫أن المخالفين رووا أنه رفع ولم يرفع‪ ،‬فلو كانت الرواية صحيحة كان العلم على‬ ‫} ويقول‪ " :‬وإذا لم يكن مع مخالفينا خبر لقطع العذر بأنه‬ ‫ما مات عليه الرسول‬ ‫كان الرفع آخر عمله واحتمل أن يكون أولأ‪ ،‬واحتمل أن يكون آخراً لم يكن بة‬ ‫من العمل بأحدهما‪ ،‬وكان المرجوع إلى الأصل وهو أنه لم يرفع"("ا‪ ،‬فاعتبر ابن‬ ‫بركة عدم الرفع هو الأصل واستشهد بدليل آخر يؤيد رأيه‪ ،‬مبينا أنه قد ثبت من‬ ‫الخبر ما يعارض رواية الرفع المردودة لديه وهو ما روي عنه قلة من أنه نهى‪.‬‬ ‫عن رفع اليدين في الصلاة بقوله ية‪(:‬ما بالكم ترفعون أيديكم في صلاتكم كأنها‬ ‫أذناب خيل شمس) حاء ثم يقول ابن بركة معلقا على الرواية‪" :‬فلم يختلف معنا من‬ ‫خالفنا في رفع اليدين في صحة هذه الرواية‪ ،‬وإنما خالفونا في تأويل الخبر ثا‪.‬‬ ‫وكذلك وجدنا عبارة "لاحظ للنظر مع وجود السنة أو ورود الأثر" كثيرا ما‬ ‫ترد؛ فمن ذلك تعقيب ابن بركة على رواية عائشة( أن امرأة استحيضئت على عهد‬ ‫رسول الله يلا فسألت النبي يله فقال هو دم عرق وأمرها أن تؤخر الظهر وتعجل‬ ‫العصر وتغتسل لها غسلا واحدا وتصلي وتغتسل لصلاة الصبح غسلا واحدا)“اء‬ ‫‏‪ ٠‬و‬ ‫() ابن بركة‪٬‬الجامع‏ ‪.1/294‬‬ ‫ثا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الصلاة‪ ،‬باب الأمر بالسكون في الصلاة‪1/223(034)6 .‬‬ ‫وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة ذكر الخبر المدحض قول‪.)9781( 5/891...‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب في الإمامة والخلافة في الصلاة‪.)1/29(312 ،‬‬ ‫(ا ابن بركةءالجامع ‪.294-394 ,/1‬‬ ‫‪٨‬ا‏ أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب من قال تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما‬ ‫غسلا‪)492)(592 (1/97 ،‬ء والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الحيض‘ باب غسل‬ ‫المستحاضة‘ ‪ ،)1/253(1451-4451‬والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الطهارةء باب غسل‬ ‫المستحاضةء ‪ 1/022(777)6‬والطحاوي في شرح معاني الآثار كتاب الطهارة‪ ،‬باب‬ ‫المستحاضةء ‪ .1/001‬وقد روي عن عائشة رواية أخرى أخرجتها الصحاح وذكرت‬ ‫وأنها كانت تغتسل لكل صلاة‪.‬‬ ‫استحاضت أم حبيبة بنت جحش‬ ‫_‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا صية ح_(إ‪;::‬إہ‬ ‫وذكر أن بعضا ذهب أن على السنتحَاضَة الوضوء وضوء الصلاة ‏‪ 0٠‬ولا غخسل‬ ‫عليهاى وطعن في خبر عائشة‪ ،‬وذهب غيرهم إلى أن على السُنتحَاضَة الغسل لكل‬ ‫صلاة غسل ولا تجمع‪ ،‬وهذا فيه ضرب من الاحتياط‪ ،‬ثم يقول ابن بركة‪ ":‬والذي‬ ‫ذهب إليه أصحابنا أنظر من قول مخالفيناا‪ ،‬لأنه بالسنة أشبه‪ ،‬على أنا إن سلمنا‬ ‫الطعن في خبر عائشة من طريق النظر والجمع للمسافر وجب باتفاق لمشقة‬ ‫السنفر‪ -‬فالمستحاضة أولى بذلك لأن المشقة عليها في حال استحاضتها أعظم‪.‬‬ ‫وإن كان خبر عائشة صحيحا فالتسليم للسنة أولى من النظر ة ولا حظ للنظر مع‬ ‫وجود السنة فإن عدمت السنة كانت المستحاضة متروكة على حكم الظاهر للزوم‬ ‫العبادة لها والاغتسال لها عند كل صلاة أحوط"‪.2‬‬ ‫كانت الوقفة المتقدمة في هذا الفصل محاولة تأطير وبلورة لبعض الضوابط‬ ‫والقواعد النقدية المتعلقة بالسند‪ ،‬تلك التي وجدنا حضورها في التراث الإباضي‬ ‫تطبيقيا وإن لم يكتب عنها من حيث هي قواعد نقدية‪.‬‬ ‫ويبدو أن المدرسة الإباضية ‪ -‬في تقديري‪ -‬امتزج عند علمائها منهج‬ ‫الفقهاء ومنهج المحتثين النقدي‪ ،‬فهي بحكم الإطار الفقهي لها عكست منظور‬ ‫الفقهاء‪ ،‬كما أنها بحكم التلقي المباشر عن الصحابة والتابعين وأهل الرواية تأثرت‬ ‫بمنهج أهل الروايةش وهي أيضا بحكم تنقل أئمتها الأوائل ؤ تقلبهم بين الراقى‬ ‫حيث مدرسة الرأي‪ -‬والحجاز حيث مدرسة الأثر تأثرت بهما معا‪.‬‬ ‫"ا يجدر التنبيه هنا أن المذهب ليس على قول واحد كما هو ظاهر كلام ابن بركة بل في‬ ‫المسألة أقوال أخرى مبنية على ترجيح رواية على أخرى‪ .‬لمزيد من التفصيل انظر ‪:‬الشماخي‬ ‫أبو ساكن عامر بن علي(‪)297/9831‬ء الإيضاح مطابع أمون للتجليد والطباعةء القاهرة‪.‬‬ ‫نشر وزارة التراث القومي بسلطنة عمان‪3041 ،‬ه ‪1/262 38910‬س السدويكشي أبو ستة‬ ‫محمد بن عمر القصبي (‪ ،)8801/8761‬حاشية أبي ستة على كتاب القواعد تح‪ :‬بشير‬ ‫موسى الحاج‪ ،‬مطبوع مع الأصل قواعد الإسلام للجيطالي‪ ،‬ط‪ ،1‬المطبعة الغربية‪ ،‬غرداية‬ ‫الجزائر‪2241 ،‬ه‘ ‪1002‬م‪.872 2/6720 ،‬‬ ‫ا ابن بركةءالجامع‪.832 - 2/732 ،‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔۔_‬ ‫= عالم السنةعند الاباضية‬ ‫وتأتي العدالة في مقدمة ضوابط الرواية عند الإباضيةش فمن كان ثقة قبلذ‬ ‫وهذه الصفة لا بة من تحققها في كل رجال السند‪ ،‬لكن هذه العدالة تبقى ظنية‬ ‫الحكم‪ .‬ويستدل ابن بركة والبسيوي وغيرهما بأدلة على شرط تحقق العدالة‬ ‫مؤكدين عدم تساوي العدل والفاسق في الخبر حسب مدلول هذه الأدلة التي منها‬ ‫آيات الكتاب وفعل النبي يل‪ .‬وبمقابل ذلك أيضا الاستدلال على شرعية بيان‬ ‫الفاسق وكشفه ورة خبره‪ .‬وإذا ما تحققت العدالة وجب قبول الخبر ما لم يدل أي‬ ‫شيء على فساده‪ ،‬ولكن يجب التدقيق في إطلاق الحكم في العدالة أو الفسق‪.‬‬ ‫أما الضبط فيراه الإباضية أمرا ضرورياء ويؤكدون عليه لكونه يحمي‬ ‫الرواية من الخلل والخطأ ورأينا تأكيد أبي عبيدة وتلاميذه من بعده على ذلك‬ ‫بما يكشف عن إلمام بالرواية وفنونها‪ ،‬كما يؤكد ابن بركة ومن جاء بعده على‬ ‫الضبط وأن الاختلاف فيه أحد أسباب الاختلاف في رواية الأخبار‪ ،‬ونجد لابن‬ ‫بركة عددا من الضوابط النقدية المستنبطه يرجح من خلالها بين ضبط الروايات‬ ‫كترجيح من علمه النبي ة وسمع منه على غيره‪ ،‬وترجيح أن يعد كامل المروي‬ ‫لراويه ما لم يقم دليل قوي يميز الإدراج‪ .‬ولقد أكد الإباضية على اعتبار أدنى‬ ‫درجات الضبط بترجيح ضبط الراوي على سهوه‪.‬‬ ‫ويعد اتصال السند ضابطا نقديا مهما‪ ،‬وقد وجدنا شواهد تكشف عناية‬ ‫الإباضية باتصال السند‪ ،‬وترجيح الرواية الظاهرة الاتصال على غيرها حتى لو‬ ‫خالف فيها المرجح رأي أستاذه وإمامه؛ كما رأينا فعل ابن عبد العزيز‪ ،‬وكذلك‬ ‫رأينا عناية بعضهم بطلب الإسناد عند التحديث ليظهر الاتصال‘ مؤكدين أن من‬ ‫أسباب اختلاف الرواية وقوع الاختلاف في اتصال السندك وأن الاتصال يقطع‬ ‫بالتلقي المباشر ويكشف كثرة الملازمة وطول الصحبة وغير ذلك من مرجحات‬ ‫الرواية‪.‬‬ ‫على أنه مما يجدر ذكره هنا أن كثيرا من الإباضية مالوا في الاتصال إلى‬ ‫نهج الفقهاء بكون الأداء على وجه تسكن إليه النفس‪ ،‬واطمئنان النفس بوقوع‬ ‫الاتصال بين الراوي ومن روى عنه بأي طريق من طرق تحمل العلم المعتبرة‪.‬‬ ‫ضية‬ ‫< علوم السنة عند الا‬ ‫ومن الضوابط النقدية التي وجدناها حاضرة أيضا كون الخبر خاليا من أي‬ ‫علل يرة بها؛ كعلة مخالفته أحد الأصول القرآن أو السنة أو الإجماع‪ ،‬وهذه وإن‬ ‫كانت إلى نقد المتن أقرب وجدنا لها تطبيقات عند أحكامهم على بعض الأسانيد أو‬ ‫الرواة فاستلزم ذكرها هناث وذلك لأنهم فرعوا أحكامهم على الرواة ورجال السند‬ ‫على وجودها‪.‬‬ ‫على أن إطلاق الحكم على الرواية المخالف ظاهرها للأصول يتم بعد تعر‬ ‫وجود أي تخريج لها أو تأويل أو درا لمعارضة أو حل لإشكال‪.‬‬ ‫ومن القواعد النقدية نقد الحديث بما صح من طرق وهي حاضرة أيضا حتى‬ ‫عند نقدهم رواة الروايات ونتيجة لذلك عرضنا طرفا منها في نقد السند‪ ،‬وهذا‬ ‫التداخل بين نقد السند والمتن في بعض الجوانب ‪ -‬عائد في تقديري‪ -‬إلى أن‬ ‫كتاباتهم النقدية لم تتخذ شكل التخصص بحيث نجد لهم كتابة مستقلة في النقد وما‬ ‫وجدناه تم ببحث وتنقيب في تراثهم‘ فوجدناه مبعثرا ضمن هذا التراث‪.‬‬ ‫وقد نافح ابن بركة عن نقد الرواة بما صح من طرقهم مؤكدا أن لهم طرقا‬ ‫وروايات صحت عندهم ولا عبرة بجهل غيرهم لها‪ ،‬فليس جهله بما عندهم حجة‬ ‫تلزمهم تضعيف ما لديهم‪ ،‬وهذا يعبر عن التميز والاعتداد بما صح عندهم‪ ،‬ولكل‬ ‫مدرسة الحق في الدفاع عما صح عندها دون تجاوز ذلك إلى تنقيص الرأي‬ ‫الآخر‪.‬‬ ‫وهذا الاعتداد كما وجدناه عند المشارقة هو كذلك عند المغاربة كأبي يعقوب‬ ‫الوارجلاني وغيره‪.‬‬ ‫هذا ويرتبط بهذا الضابط النقدي ضابط آخر هو تصحيح طرق الخبز بتحقق‬ ‫أمارات توجه ذلك وتعضده كتلقي الأمة له بالقبول‪ ،‬وتأييده بالعمل أو الإجماعض‬ ‫ومن الضوابط النقدية الأخرى ضابط الرجوع إلى الأصل‘ وضابط تقديم النص‬ ‫على الرأي فلا حظ للنظر مع وجود السنة أو ورود النص‪.‬‬ ‫_‬ ‫آ‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح=‬ ‫إن الصورة النقدية العامة محتاجة إلى تكامل لفهمها وإدراكهاى فلا يكفي‬ ‫بيان نقد السند لبلوغ هذه الغاية} إذ الرواية قائمة على المتن مع الإسنادء ولذلك‬ ‫فالمقام يحتاج إلى تكامل معرفة الصورة النقدية بعرض قواعد نقد المتن‪ ،‬وهذا ما‬ ‫سنقف عليه في الفصل التالي الذي يدور حول قواعد نقد متن الحديث عند‬ ‫الإباضية‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حح<=‬ ‫الفصل الثالث من قواعد نقد المن عند الإباضية‬ ‫يكشف لنا التراث الإباضي عناية فائقة بنقد المتن شأن باقي تراث الأمة‬ ‫ولا غرابة في انصباب عناية الإباضية بالمتن؛ إذ عليه مدار نظرهم واستنباطهم‬ ‫واستدلالهمش ومنشأ أصولهم‪ ،‬ومستند تفريعاتهم؛ ومعتمد قواعدهم‪ .‬ولئن عتب‬ ‫المحدثون على الفقهاء قصرهم عنايتهم على المتن" فقد عتب الفقهاء على‬ ‫المحدثين تضييق نظرتهم على الإسناد‪.‬‬ ‫والخير في تقديري الجمع بين الطريقتين والمنهجين بما يوفي الغرض من‬ ‫عملية النقد برمتها‪ ،‬ويعطي السعة مع التدقيق‪ ،‬والشمول مع التعصق‘ وبلوغ‬ ‫التدقيق مع جودة التحقيق‘ وسنعرض أهم الضوابط أو القواعد النقدية للمتن التي‬ ‫رأيناها حاضرة في التراث الإباضي من خلال المباحث التالية‪:‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬نقد الحديث بعرضه على القرآن‪:‬‬ ‫يأتي نقد المتن بعرضه على القرآن الكريم في مقدمة قواعد نقد المتن‪،‬‬ ‫فالقرآن أصل التشريع‪ ،‬والمفزع عند الاختلاف‪ 0‬والمنهج المحفوظ من كل خلل‬ ‫أو تحريف ولذا تبوأ أن يكون الفيصل لكل دليل أو برهان‪ ،‬والكاشف لكل علة‪.‬‬ ‫وتكشف لنا بعض الروايات عن الأئمة المتقدمين البدايات الأولى لنقد المتن‬ ‫بدلائل آيات القرآن‪ ،‬فيعطي جابر بن زيد رأيه في المسح على الخفين فينقل رأي‬ ‫شيخه ابن عباس بأنه كان ينهى عن ذلك ويقول‪ ":‬سبق الكتاب الخفين""ا‪ ،‬ويخرج‬ ‫الربيع ما رواه مسروق بن الأجدع في رد السيدة عائشة قول من قال إن النبي ة‬ ‫[" الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬كتاب جابر بن زيد روايات عمرو بن هرم ص‪. 11‬‬ ‫و هذا الأثر من طريق عكرمة عن ابن عباس أخرجه ابن أبي شيبة في مصففه‘ كتاب‬ ‫الطهارات‪ ،‬باب من كان لا يرى المسح ‪ 1/961(7491)6‬وأخرج هذا اللفظ عن علي في‬ ‫نفس الموضع السابق ح(‪. )6491‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية آ‬ ‫ح‬ ‫رأى ربه‪ ،‬بقولها‪(:‬من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية) (;)‬ ‫مستشهدة بقوله تعالى‪ :‬لا تذركُه الأإصتار وهو ذرك الإصتارَ وهو اللطيف‬ ‫الخبيره(الأنعام‪ ،)6/301‬وهذان المثالان يكشفان أن أئمة الإباضية الأول اكتسبوا‬ ‫هذا المنهج النقدي من الصحابة‪.‬‬ ‫وفي مناقشة بعض ما روي من إباحة الصيام بدون نيّة من الليل يورد أبو‬ ‫المؤرج روايات أخرى لا تبيح الصيام بدون نية من الليل فيذكر رواية عن‬ ‫حفصة ‪-‬زوج النبي فة¡‪ -‬أنها قالت‪( :‬لا صيام لمن لم يعزم على الصوم من‬ ‫الليل) ثا ورواية عن ابن عمر قال‪( :‬لا صيام لمن لم يعزم عَلَّى الصوم من‬ ‫اللي) ثا ثم يورد رواية يذكر رفعها الى النبي ه أنه قال‪( :‬لا صوم لمن لم‬ ‫يعزم على الصيام من الليل) ا‪.‬‬ ‫["ا أخرجه البخاري‪ ،‬في صحيحه‘ كتاب بدء الخظلق‪ ،‬باب إذا قال أحدكم‬ ‫آمين‪ 3/1811(2603)6...‬الربيع في مسنده باب في الإيمان والإسلام والشرائع‪.‬‬ ‫‪)1/34(16‬ء وفي باب السنة في التعظيم للهش ‪.)1/903(428‬‬ ‫ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬ذكر اختلاف الناقلين عن حفصة‬ ‫‪ 6462)6 .5462( 2‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب في فرض الصوم من‬ ‫الليلث ‪ ،)1/245(0071‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الصوم باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم‬ ‫من الليلث ‪ ،)3/801(037‬والدارقطني‪ ،‬في سننه‪ ،‬في كتاب الصيام‪ :‬باب تبييت النية من‬ ‫الليلث ‪.)2/271(2)(3)(4‬‬ ‫{‪7‬ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب الصيام ذكر اختلاف الناقلين عن حفصة‪.‬‬ ‫(‪.)2562 .1562‬‬ ‫‪2‬‬ ‫[ا أخرجه عبد الرزاق بهذا اللفظ من رواية حفصة أيضاؤ كتاب الصيام‪ ،‬باب إفطار التطوع‬ ‫وصومه‘ ‪)4/572(6877‬ء وأخرج الدارقطني رواية من طريق الواقدي عن محمد بن هلال‬ ‫عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد تقول ‪ (:‬سمعت رسول الله قه يقول‪ :‬من أجمع الصوم من‬ ‫الليل فليصم‪ ،‬ومن أصبح ولم يجمعه فلا يصم )ء في سننه‪ ،‬في كتاب الصيام‪ ،‬باب تبييست‬ ‫النية من الليلث ‪.)2/,371(4‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫حح=‬ ‫ويعتمد أبو المؤرج في ترجيحه للروايات التي لا تبيح الصيام بدون نية من‬ ‫الليل على دلائل القرآن مبينا أنه الفيصل في حال الاختلاف في الأدلة مستشهدا‬ ‫على حجية ذلك(" ببعض الأحاديث المحذرة من تفشي الحديث والكذب على النبي‬ ‫ف وأحاديث العرض على القرآن كالخبر الذي جاء عن رسول الله ‪( :‬أن‬ ‫الحديث سيفشو بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله) لا ثم يقول‪":‬‬ ‫فهذه الأحاديث قد صتقها القرآن لقول الله‪:‬ء ثم أتشوأ الصيام إى اللذل“»‬ ‫(البقرة‪ 2/781)6‬فكما أنه لم يجز الإفطار قبل الليل كذلك لا جزئه الصوم إذا لم‬ ‫يعقد قبل الفجر (ثا‪.‬‬ ‫ويذكر وائل بن أيوب أن علينا ألا نقول على النبي ت إلا ما وافق كتاب‬ ‫لله‪ ،‬إذ أن ستة النبئ ية موافقة لكتاب الله تعالى لا تخالفه! وعليه يجب أن يعلم‬ ‫أن ما جاء مناقضا للكتاب هو من الروايات الكاذبة والأحاديث المبتدذعة‘ وهي‬ ‫كذب وباطل(“ا‪.‬‬ ‫ونجد من تطبيقات هذا المنهج عند الإباضية ما ورد في كتاب الحجج‬ ‫والبراهين فقد نهج مؤلفه في بناء أصول المسائل‪ :‬على نصوص القرآن الكريم‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك يخضع كل حديث مخالف لآيات القرآن للنقدث ومن أمثلة ذلك احتجاجه‬ ‫رةا على من روى‪(:‬أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن سفك التماء وأكل‬ ‫أموال التاس ظلما اثا‪ ،‬بقوله تعالى‪ «:‬يا أيها الذين آمنوأ لا تأكلوا أموالكم بنتكم‬ ‫باطله (النساء‪ )4/92‬‏(‪.)٨‬‬ ‫"ا أبو المؤرجغ الصيام من روايات أبي المؤر جج(مخ) ص‪.72‬‬ ‫تاقدم تخريجه؛ ص ‪.801‬‬ ‫ا أبو المؤرجغ الصيام من روايات أبي المؤر ج(مخ) ص‪.82‬‬ ‫ا ابن جعفر ‪ 0‬كتاب الجامع ‘ ‪.1/901-011-111‬‬ ‫ثا أخرج ابن جبان في صحيحه (عن أبي ذر قال قال رسول الله قه من قال لا إله إلا الله‬ ‫دخل الجنة فقلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق) في كتاب الإيمان‪ ،‬باب فضل‬ ‫الإيمان‪)1/493(071 ،‬ء والطبراني في المعجم الأوسط‘ باب من اسمه إيراهيم‪823 /2 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ححح=‬ ‫وقد سبق ذكر استدلال أبي سعيد الكدمي على هذا المنهج بحديث عرض‬ ‫} وأنه الصحيح من‬ ‫السنة على القرآن ووصفه له بالأصل الثابت عن النبي‬ ‫الأصولل(ةا‪ .‬ومن تطبيقات هذا المنهج عنده نقده لأحاديث المسح على الخف إذ‬ ‫يرى مخالفتها بعض آيات من القرآن‪ ،‬ويقول "والرواية إذا لم تقم الحجة بصحتها‪.‬‬ ‫وتخالفت الأمة فالرتجوع إلى قول الله أحزم وأولى‪ ...‬فما بالي أترك حكم التنزيل‬ ‫المصرح به صريحاؤ وأميل إلى العمل بروايات اختلف المسلمون في صحتها‬ ‫ومننها"(ا‪.‬‬ ‫ويطرح الكدمي حوارا في مناقشته لرواية‪(:‬الأئمة من قريش) ( خلاصته‬ ‫أن من لازم هذه الرواية أنه لا تلزم طاعة أي لإمام إلا أن يكون منهم ولئن كان‬ ‫الأمر كذلك فهذه دعوى على كتاب الله‪ ،‬فالله تبارك وتعالى خاطب المؤمنين‬ ‫كافة ( يَا أيها الذين آمنوا أطيغوا الة وأطيعوا الرسول وأولي الأشر‬ ‫منكم‪(4‬النساء‪ ،)4/95‬وثبت بالإجماع أن الأئمة يكونون من سائر المؤمنين‪ ،‬فلو‬ ‫(‪)4212‬ء وفي مسند الشاميين؛ حديث رجاء عن أبي أمامة الباهليث ‪ ،)3112( 3/412‬وفي‬ ‫لفظ مسند الشاميين عن أبي الدرداء‪ ،‬فقال أبو الدرداء وين زنى وإن سرق فقال رسول الله‬ ‫قه وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء وعلى كل حال حين يتوب المرء فلا‬ ‫كبير مع استغفار ورحمة الله واسعة تعم التائبين‪ ،‬ولكن لا بة مع القول العمل‪ ،‬فلا‪.‬ليمان دون‬ ‫اقترانهما‪ ،‬وهو ‪.‬الذي نبه عليه ابن حبان حتى في تبويبه للحديث حين خرجه‪.‬‬ ‫"ا الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬الحجج والبراهين‪,( .‬مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطظف© غرداية‪.‬‬ ‫الجزائر (د‪.‬ر)ى ص ‪.12-42-52‬‬ ‫‪2‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬التعقيب على كتاب الأشراف(مخ)" ‪.1/63‬‬ ‫(ةا الكدمي أبو سعيد المعتبر ث ‪.276‬‬ ‫)‪ (4‬أخرجه الحاكم في المستدرك وصححها كتاب معرفة الصحابةى ذكر فضائل القبائلء‬ ‫وأخرجه النسائي في السنن الكبرىء كتاب العلم» الأئمة من قريش‪،‬‬ ‫‪))4‬‬ ‫والطبراني في المعجم الأوسط‘ باب من اسمه حفخص‘ ‪ ،)4/62(1253‬وأبو‬ ‫‪))_3‬‬ ‫يعلى في مسنده‪ ،‬مسند أنس بن مالك‘ ‪.)6/,123(4463‬‬ ‫عل السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫انلأئمة من قريش فإن المخاطبة تقع على قريش خاصة؛وغيرهم خارج‬ ‫من معنى الطاعة؛ وهذا باطل لا يدعيه أحد علمه‪ ،‬كذلك يحرم على غير القرشي‬ ‫معارضته والدخول في الإمامة‪ ،‬ويستشهد الكدمي لتدعيم نقده بقول النبي ( لو‬ ‫وليكم حبشي مُجَع الأنف فأقام فيكم فرض الله وسنتي فاسمعوا له وأطيعوا) (;)‬ ‫ومحال أنيكون الحبشي من قريش وكذلك يستشهد بما صح عن أبي بكر‬ ‫الصديق رضي الله عنه دليلا آخر فقد روي عنه أنه لما ولي الخلافة قام خطيبا‬ ‫وكان مما قاله‪( :‬يا أيها الناس إني وليتكم ولست بخير منكم‪ ،‬فأطيعوني ما أطعت‬ ‫الله ورسوله‪ ،‬فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم) (‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويؤكد ابن بركة أن علينا الرتجوع إلى حكم القرآن مستدلين عليه باللنفة‬ ‫التي خوطبنا بهاء في حال الاختلاف في الأخبار( ومن هذا المنطلق يناقش‬ ‫مسألة جمع القرآن فيستدل على ردها بما روي من أنالنبي يل لم يجمع القرآن‬ ‫حتى جمعه أصحابه بعده بقول الله جل ذكره‪ :‬وه لكتاب عزيز ناا يأتيه لتظل‬ ‫من بين ي ه ونا من خلفه تنزيل من حكيم حميده (فصلت‪ )14/14-24‬وبقوله‪«:‬‬ ‫إن تحر تَزتلنَا الذكر وذا أله َحافظون» (الحجر ‪ )5‬وقوله‪ :‬ستأصلرف عر‬ ‫آتاتي الذين يكبرون في الأرنض بغێر الحق“‪( 4‬الأعراف‪ )7/641‬مؤكدا أن نحو‬ ‫هذا في القرآن كثير‪ ،‬ويقول ابن بركة أيضا‪ ":‬وإني لأعجب ممن يقبل من‬ ‫المسلمين قول من يزعم أن رسول الله يلة ترك القرآن الذي هو حجته على أمته‪.‬‬ ‫والذي تقوم به دعوته والفرائض التي جاء بها من عند اللهء وبه يصح الذي بعثه‬ ‫الله داعيا إليه‪ ،‬مفرقاً في قطع الحرف الذي لم يجمعه ولم يضمه ولم يحصه ولم‬ ‫يحكم الأمر في قراءته وما يجوز من الاختلاف فيها وما لا يجوز‪ ،‬وفي إعرابه‬ ‫() تقدم تخريجهێ ص‪.86‬‬ ‫(ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الجامع المفيدس ‪ ،2/71-81‬وخطبة أبي بكر يوم البيعة وهذا جزء منها‬ ‫أخرجها عبد الرزاق في مصنففه؛ كتاب الجامعغ باب لا طاعة في معصية‪.‬‬ ‫‪.)1/633(20702 1‬‬ ‫(‪ )2‬ابن بركة؛ الجامع ‪ .1/733‬وانظر المصدر نفسه‪.2/0430013 :‬‬ ‫= علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ومقداره وتأليف سوره‪ ،‬وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين؛ فكيف‬ ‫برسول الله يذ"(‪.).‬‬ ‫ويستشهد ابن بركة في تتمة كلامه بقول بعض أهل العلم بالقرآن بأن مما‬ ‫يدل على خطأ هؤلاء هو أن ا له جل ذكره أنزل القرآن على رسوله يلة في ثلاث‬ ‫وعشرين سنة فكان يقرأ على أصحابه كلما أنزلت آية وسورة‪ ،‬و كانوا أهل عناية‬ ‫به وتعظيم له وحرص عليه‘ يدرسونه نهارهم وليلهم‪ ،‬ويتفقهون فيه ويتفهيمون‬ ‫معانيه‪ ،‬ويقرئه بعضهم بعضأ في مسجد رسول ا له يل وفي غيره من مساجدهم‬ ‫ومشاهدهم والنبي يلة يحثهم على تعلمه وتعليمه ويرغبهم فيه مبينا فضل تعلمه‬ ‫وتعليمه وأنه الأولى في كل ذلك قائلا‪( :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ا ويقول‬ ‫قل أيضا‪(:‬إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته) (ةا‪.‬‬ ‫ويؤكد أبو الحسن البسيوي على هذا المنهج منطلقا في حجيته من حديث‬ ‫عرض السنة على القرآن خلال نقده لما روي من أن النبي يلة قال الأصحاب‬ ‫بدر ‪(:‬اعملوا ما شئتم فقد غفر الله لكم) “ا محتجا عليهم بما نزل من آيات خبر‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪1/95-06 ،‬؛ وانظر مناقشته المسألة‪ .‬ص ‪.85-95-06‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب فضائل القرآن باب خيركم من‬ ‫تعلم‪ 4/9191(9374)6...‬وابن حبان في صحيحه\ كتاب العلم؛ ذكر البيان بأن خير الناس‪...‬‬ ‫‪ :)1/43(811‬والنسائي في السنن الكبرى" كتاب فضائل القرآن‪ ،‬فضل من تعلم القر آن‪،‬‬ ‫‪ ))5/(7308‬والترمذي كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب ما جاء في تعليم القرآن‪،‬‬ ‫‪.)5/571(9092‬‬ ‫ا هذا اللفظ جزء من حديث أطولءأخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب‬ ‫أخبار في فضائل القرآن جملة‪)1/147(0402 ،‬ء والنسائي في السنن الصغرى كتاب‬ ‫الصلاةض باب الترغيب في تعلم القرآن‪ ،)1/145(389 ،‬والدارمي في سننه‪ ،‬في كتاب فضائل‬ ‫القر آن‪ ،‬باب فضل من قرأ القرآنش ‪.)2/325(5133‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه في أكثر من موضع ضمن خبر حاطب بن أبي بلتعة ومنها‬ ‫بلفظ(فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم‬ ‫فقد غفرت لكم)‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬باب غزوة الفتح‪ ،)4/7551(5204...‬ومسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫ح‬ ‫الحح‬ ‫ح‬ ‫قذف السيدة عائشة والحكم بالجلدث فذلك يدحض حجتهم إذ أن مسطحا قذف عائشة‬ ‫فجلده النبي يله وكان مسطح بدريا ولو كانت ذنوب أهل بدر معفوة على‬ ‫الإصرار لما جلد مسطح وهو بدري‪ ،‬ثم إن ا له يقول« إن الذين يرنشون‬ ‫الخصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الأنا والآخرة ولهم عذاب عَظِيم»‬ ‫(النور ‪;()42/32‬ا‪.‬‬ ‫ولئن رأى البسيوي في حديث أهل بدر هذا الرأي فإننا سنتعرف على رأي‬ ‫مخالف له عند بعض علماء الإباضية في موضعه عند الحديث عن ذكر فضل‬ ‫الصحابة‪.‬‬ ‫ويورد العوتبي نقد السيدة عائشة لحديث أبي هريرة الذي يرفعه‪(:‬الطيرة‬ ‫في الدابة والمرأة والدار) اء مستشهدة بقول الله عز وجل‪ :‬مَا أصاب من‬ ‫مصيبة في الأرض ونا في أنفسكم إذا يي كتاب سُن قنل أن ننرأقا‬ ‫(الحديد‪ )75/22‬ثا‪.‬‬ ‫وهكذا نجد جل فقهاء الإباضية يطبقون هذا المنهج‪ ،‬فالسوفي يستشهد‬ ‫بحديث عرض السنة على القرآن ويطبقه ويذكر أن تطبيق هذا الحديث في غير‬ ‫المتواتر أي الأحادي المختلف في صحته‘ ولعل مرد ذلك إلى أن المتواتر لا‬ ‫يصادم النص القرآني( وأبو عبد الله الأصم يقول‪" :‬كل سنة موافقة للكتاب فهي‬ ‫سنة رسول الله ه وما خالف الكتاب فهو بدعة لأن الكتاب والسنة متفقان‬ ‫مقرونان"ا‪ ،‬ونجد عند عثمان الأصم جملة من التطبيقات خلال مناقشته لبعض‬ ‫كتاب فضائل الصحابةش باب فضائل أهل بدر‪ 4/1491(4942)0 .‬والترمذي في سننه كتاب‬ ‫تفسير القرآنء باب ومن سورة الممتحنةث ‪.)5/014(5033‬‬ ‫() البسيوي أبو الحسن‪ ،‬سيرة الشيخ أبي الحسن البسيوي‪ ،‬مخ مج ص‪.77‬‬ ‫ثتاقدم تخريجه؛ ص ‪.701‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء ‪.2/752‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)إص‪.634‬‬ ‫(ثا الأصم أبو عبد الله‪ ،‬البصيرة‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الروايات في مسألة الشفاعة وغيرها من الروايات في أبواب التوحيد(‪).‬‬ ‫ويجيب أبو ستة محمد بن عمر سائله عن رواية ذكر له أنه رفعها بعض‬ ‫المفسرين إلى ل ف‪(:‬لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده) فا‪.‬‬ ‫بقوله‪":‬اعلم ياأخي ان ظاهر هذا الحديث لا يناسب ظاهر القرآن‪ ،‬قال الله‬ ‫تعالى‪ :‬وَمَا ر بظن م للعبيد (فصلت‪ 14/64)6‬وقوله‪ :‬ونا يظلم ربك أحد‬ ‫(الكهيف‪ 1/94)6 8‬وقوله‪ :‬وما ظلمتاهم ولتكن كانوا هم الظطالمين»‬ ‫(الزخرف‪ ،)34/67‬إلى غير ذلك‘ ومعناه أنه لا يؤاخذهم بغير ما اكتسبوا‪ ،‬ولا‬ ‫يعذبون بغير ما اجترموا‪ ،‬ولو أدخلهم النار مع موتهم صغارا أو كبارا موفين‬ ‫بدين الله لكان مؤاخذتهم بما لم يفعلوا"(ةا‪.‬‬ ‫ونجد البرادي خلال حديثه عن النظر والاستدلال والاستنباط والبحث عن‬ ‫العلل عند من كانت له القدرة على الاجتهاد يبين أنه لا يجوز له تقليد غيره‪ ،‬بل‬ ‫عليه أن يعرض أقوال العلماء على القياس المَحَجٌ وهو صحيح السنةى ويحرض‬ ‫السنة على القآرنا‪.‬‬ ‫ويعرض عمرو التلاتي لطائفة من الأحاديث الموضوعة في كتابه نزهة‬ ‫اللبيب ‪-‬كما وجدته منقولا عنه في أحد المخطوطات ‪ -‬و يعلق عليها بقوله‪ ":‬هذه‬ ‫الأحاديث كلها موضوعة على رسول الله قة" ونسبت إليه باطلا وزورا"‪ ،‬ثم يورد‬ ‫أحاديث أخرى صحيحة ترها قائلا‪":‬وأسمع ضدها من الأحاديث التي توافق‬ ‫القر آرت "(‪)5‬‬ ‫"ا الأصم عثمان بن أبي عبد الله‪ ،‬النورء ص‪.742‬‬ ‫لالم أشتغل بتخريجه فظاهره ساقط‪ ،‬فقاعدة العدل الإلهي تقتضي أن«زإولاً تزر وازرة وزار‬ ‫أخرَى‪4‬ه(الأنعام‪ ،)6/461‬وهؤلاء لا جرم لهم بما كسبته أيدي آباؤهم‪.‬‬ ‫ثا الندويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪ ،)8801/8761‬أجوبة أبي ستة(مخ) ضمن‬ ‫مجموعع مكتبة أوزكري‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائرث رقم ح‪3 }99‬ص‪.‬‬ ‫() البرادي أبو القاسم إبراهيم ۔البحث الصادق‪( ،‬مخ) ص‪22‬ظ‪.‬‬ ‫ثا الجربي سالم بن يعقوب(‪ ،)8041/8891‬مدونات سالم بن يعقوب‪( ،‬مخ) محفوظة في‬ ‫‪ :‬اان‪ :‬ح( )ح‬ ‫ونجد هذا المنهج حاضرا عند المتأخرين كابن أبي نبهان الخروصي فيما‬ ‫تقدم ذكره من استشهاده على حجية نقد الرواية وتضعيفها بمخالفتها الكتاب‬ ‫بأحاديث عرض السنة على القرآن (")‪ .‬وكأبي محمد الخليلي الذي يذكر أنه لا‬ ‫يجوز القطع بالغيب على إثبات أي رواية عنه ثقه من دون صحة شهرة توجب‬ ‫‏‪ ٧‬بعد عرضه‬ ‫العلم به من التواتر‪ ،‬إلا على معنى ما يجوز من نسبة الحق إليه‬ ‫على كتاب الله تعالى‪ ،‬فان وافقه فهو عنه ومنه‪ ،‬كما صح في الحديث الشريف‬ ‫المشهور عنه فقه اا‪ ،‬يقول القطب اطفيش‪ ":‬والحديث الموافق للقرآن مقبول‪ ،‬و‬ ‫ث وبعض الأحاديث‬ ‫كذا المُجمع عليه ويرة ما خالفه لأنه مكذوب فيه عنه‬ ‫صحتها تحتمل التأويل"ةا‪.‬‬ ‫وهكذا تبين لنا أحد الأوجه من منهج نقد المتن عند الإباضية من خلال‬ ‫عرض السنة على القرآن‪ ،‬إذ جعلوا القرآن ميزانا للنقد‪ ،‬مقياسا للقبول والرنة فكل‬ ‫ماوافق القرآن من الحديث كان صحيحا مقبولاء وكل ما خالفه كان ضعيفا وباطلا‬ ‫مردودا‪.‬‬ ‫على أن ما عرضناه هنا هو جزء يسير مما طرحه الإباضية في كتبهم حول‬ ‫هذه القاعدة ولم يكن في بغيتنا إلا بيان حضور هده القاعدة في نقدهمچ ولا‬ ‫يتعارض هذا مع توجيه الروايات ضمن ما يُْنى بدرء التعارض سواء بالنسخ أو‬ ‫الجمع أو الترجيج‪ ،‬فهذا الفن حاضر في تعامل الإباضية مع النصوص ولكن‬ ‫تنصب القاعدة فيما لم يمكن توجيهه ضمن ذلك‪ ،‬وظهر تعارضه جليا ولايمكن‬ ‫جمعه أو تأويله‪.‬‬ ‫مكتبته جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ر‪( ،‬د‪.‬تر) ‪ ،‬نقلتها منها‪.‬‬ ‫[!ا السعدي جميل بن خميسس قاموس الشريعةء(مخ) ‪.78/801‬‬ ‫ا الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان‪ ،‬التمهيد‪.3/42 .‬‬ ‫() اطفيش محمد بن يوسف(‪ ،)2331/4191‬شامل الأصل والفرع‪ ،‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة سلطنة غمان‪4041 ،‬ه ‪4891‬م‪.1/9 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫حج‬ ‫المبحث الثاني‪:‬نقد الحديث بالحديث الصحيح‪:‬‬ ‫يأتي نقد الحديث بالحديث الذي صح وجها من وجوه نقد المتن‪ ،‬ونجد له‬ ‫تطبيقات وشواهد كثيرة عند المتقدمين والمتأخرين من الإباضية على حد سواء‪.‬‬ ‫ومن أمثلة هذا الضرب من النقد عند المتقدمين نقد أبي المؤرج‬ ‫لحديث‪(:‬أفطر الحاجم والمحجوم)("ا فقد أورد عدة روايات تعارض هذه‬ ‫الروايات منها رواية عن ابن عباس أنه قال‪(:‬مر بنا أبو طيبة اليماني لعشر من‬ ‫رمضان بقين أو مضينع فقال له ابن عباس‪ :‬من أين أقبلت؟ فقال‪ :‬احتجمت‬ ‫لرسول الله هة)(‪2‬ا‪ ،‬وما ذكر عن ابن عمر أنه كان يحتجم" فلما كبر خاف‬ ‫الضعف فأخر الحجامة إلى المساء‪ ،‬وعن أنس بن مالك قوله ‪:‬ما كنا نرى أكره‬ ‫منها إلا الضعف©‘ وعن سعيد بن جبير أنه احتجم صائماء وكان يقول‪" :‬صام‬ ‫الحاجم والمحجوم"‪ ،‬ويعقب أبو المؤرج بأن السنة في الصيام إنما نهوا عن‬ ‫الطعام والشراب وغشيان النساء‪ ،‬و ليست الحجامة شيئا من ذلك‪ ،‬فالحجامة لا‬ ‫تمنع إلا بخوف الضعف "فإن احتجم فقد تم صومه فبهذا كله نأخذ وعليه نعتمد‬ ‫وهو قول أبي عبيدة والعامة من فقهائن"ةا‪.‬‬ ‫"ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الصوم ‪ ،)1/095(8551‬وابن خزيمة في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الصيام‪ ،‬باب ذكر أن الحجامة‪ 3/622(3691)6...‬والنسائي في السنن الكبرى" كتاب‬ ‫الصيام‪ ،‬الاختلاف على أيوب‪ ،)2/812(1413 ،‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصوم باب‬ ‫الصائم يحتجم‪.)2/803(7632 .‬‬ ‫"اخبر حجامة أبي طيبة للنبي فة وهو صائم ورد بأكثر من صيغة‪ ،‬أخرجه الطحاوي في‬ ‫شرح معاني الآثارث كتاب الصيام‪ ،‬باب الصائم يحتجمض ‪2/101‬أ وعبد الرزاق في مصنفه‬ ‫الصيام ‪ 4‬باب الحجامة للصائم‪ 4/212(6357)0 ،‬وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانيى حديث‬ ‫جد طلق بن علي‪)5/022(0572 ،‬ء والطبراني في المعجم الكبير‪ ،‬في حديث أبي الدرداء‪٠‬‏‬ ‫وأبو يعلى في مسنده‘ حديث أبي عمران الجوني عن أنس‪،‬‬ ‫‪»)(2‬‬ ‫‪.)7(4‬‬ ‫{ا بو المؤرجؤ الصيام من روايات أبي المؤر ج(مخ) ص‪.63‬‬ ‫جحح۔<= عام السنة عند الا ضية‬ ‫ونجد شبيبا بن عطية في نقده لرواية‪(:‬اطلع اله على أهل بدر‪....‬للخ) (‪).‬‬ ‫ينقدها اا برواية أخرى (والذي نفس محمد بيده ليدن الصوضَ رجال فإذا‬ ‫عرفوني وعرفتهم اختلجوا من دوني فأقول يا رب أصحابي أصحابيع فيقال إنك‬ ‫لا تدري ما أحدثوا بعدك) ثا‪.‬‬ ‫ومن نماذج هذا النقد عند ابن بركة تصحيحه لرواية‪(:‬النميمة الكاذبة‬ ‫اء ثم ذكر الاختلاف في‬ ‫والكذب والغيبة ينقضن الصيام وينقضن الوضوعء)‬ ‫أنه قد تأوله‬ ‫ابن بركة‬ ‫و أثبته بعضهم ‪ 4‬ويرى‬ ‫بعمصهم‬ ‫فجحده‬ ‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫صحة‬ ‫معه‬ ‫قالو ا‪ :‬إن معناه أنه ل يستحق‬ ‫حين‬ ‫غير صحيح‘‬ ‫أثبته تأويلا‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫وأ ما رفع الشي ع دبكليته‬ ‫وطهارته ما يستحقه لو لم يفعل ذلك‬ ‫النو أانب على صومه‬ ‫ابن بركة على تصحيح هذا الحديث بروايات‬ ‫إعادة الفعل به فلاث ويستدل‬ ‫وإيجاب‬ ‫("ا تقدم تخريجه ص ‪.951‬‬ ‫ا العماني شبيب بن عطية ‪ ،‬سيرة شبيب بن عطية مخ مج ص ‪.982‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحهؤ كتاب الأنبياء} باب قول الله واحد اله إنراهيم خليلاً»‪.‬‬ ‫ومسلم في صحيحهش كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب إثبات حوض نبينا‪...‬‬ ‫‪31‬‬ ‫_) والحاكم في المستدرك‘ كتاب التفسيرك تفسير سورة الزخرف‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ )2(753‬وابن حبان في صحيحه كتاب التاريخ ذكر الخبر الدال على‬ ‫أن‪.)61/343(7437...‬‬ ‫جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي هه قال‪:‬‬ ‫ا أخرج الربيع في مسنده حديثا من طريق‬ ‫(الغيبة تفطر الصائم وتنقض الوضوع) في كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب منه الوضوء‘ ‪1/85‬‬ ‫(‪ ،)501‬وفي كتاب الصوم‪ ،‬باب ما يفطر الصائمش ‪ 1/031(713)6‬والخرج البيهقي في شعب‬ ‫الإيمان ما يشهد لمعناه‘ عن ابن عباس‪(:‬أن رجلين صليا صلاة الظهر أوالعصر وكانا‬ ‫صائمين‪ ،‬فلما قضى النبي ؤ الصلاة قال ‪:‬أعيدا وضوعكما وصلاتكما وامضيا في صومكما‬ ‫واقضياه يوما آخر قالا لم يا رسول الله؟ قال اغتبتم فلانا)ءفي الباب الرابع والأربعين‪ ،‬فصل‬ ‫فيما ورد من الأخبار‪ ،)5/303(9276 ...‬وأخر ج الطبراني ما يشهد لهذا المعنى عن جابر بن‬ ‫زيد عن ابن عباس قال‪(:‬الحدث حدثان حدث اللسان وحدث الفرج وأشدهما حدث اللسان) في‬ ‫المعجم الأوسط كتاب الطهارة‪ ،‬ذكر الوضوء من الغيبة والنميمة وأذى المسلم‬ ‫‪ 1/23(731)6‬وأخرج مثله عن ابن مسعود وعائشة في الباب نفسه‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫أخرى صخت عن النبي هة منها‪ (:‬من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله‬ ‫حاجة أن يدع له طعامه وشرابه) ا وقوله يل (ربً صائم حظه من صيامه‬ ‫الجوع والعطش“ ورب قائم حظه من قيامه السهر) خا‪ ،‬كما يستشهد("ا في نقده‬ ‫لرواية‪(:‬الإمامة في قريش) (“ا بقول عمر رضوان الله عليه مع أنه أحد من ذكروا‬ ‫في رواة تلك الرواية‪(:‬لو كان سالم حياً ما خالجني فيه الشكوك) ا فلو كانت‬ ‫الرواية صحيحة لم يكن لعمر حتى أن يفكر في مخالفتها‪.‬‬ ‫ونرى نموذجا نقديا آخر لابن بركة يظهر فيه نفسه البحثي الواسع‬ ‫المتعسّق‪ ،‬ونظره المحلل المحقق في مسألة جمع القرآن‪ ،‬والتي سبق ذكر استدلاله‬ ‫بدلائل من القرآن يردها بهاء فقد بحثها في موضع آخر وردها بأدلة مما صح‬ ‫عنده من الأخبار‪ ،‬واصفا في نقده بعض أصحاب الحديث بأنهم لا يبالون ما رووا‬ ‫عن أصحابهم حين رووا أن القرآن كان مفرقاً فجمعه أبو بكر الصديق‪ ،‬وروى‬ ‫بعضهم أن عثمان جمعه‪ ،‬طاعنا في طريقة الجمع التي ذكروها في أخذ آية من‬ ‫هاهنا وأخرى من هناك‪ ،‬وأن الرجل كان يجيء بالآية ويسأل عنها الشهود ثم‬ ‫[" أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الصومإ باب من لم يدع قول الزور ‪5/1522‬‬ ‫(‪ 0175)6‬وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب الصيام‪ ،‬باب النهي عن قول الزور والعمل به‪.‬‬ ‫)) وابن حبان في صحيحهء كتاب الصوم باب ذكر الخبر الدال على أن‬ ‫‪30‬‬ ‫الصوم إنما يتم باجتناب‪.)8/652(0843...‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الصوم‘ ‪ ،)1/695(1751‬وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الصوم ذكر الزجر أن يخرق المرء صومه‘‪ ،)8/752(1843‬وابن خزيمة في‬ ‫صحيحه كتاب الصومءباب نفي ثواب الصوم‪.)3/242(7991 ،..‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/8 ،‬‬ ‫(‪٨‬تا‏قدم تخريجه ص ‪.751‬‬ ‫ثا أورد ابن الأثير قول عمر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة بلفظ‪ (:‬لو كان سالم حيا ما‬ ‫جعلتها شورى)‪ .‬ر‪ :‬الجزري ابن الأثير أبو الحسن علي بن محمد(‪ 036/3321)6‬أسد الغابة‬ ‫في معرفة الصحابة تح‪ :‬علي محمد معوض وعادل أحمد موجودث دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت لبنان‪ ،‬توزيع مكتبة الباز بمكة المكرمة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.2/383 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حج‬ ‫تكتب‪ ،‬وأن زيدا بن ثابت لما أمره عثمان بكتابة المصحف فقد آيتين ثم وجدهما‬ ‫عند رجلين من الأنصار وتولى زيد وغيره من الصحابة تأليف السور والآيات‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة متعقبا ذلك بقوله‪ ":‬وهذه أخبار مطعون عليها‪ ،‬ويقال إن‬ ‫الزنادقة قد دسوا الزيادات والأحاديث في أحاديث الأمة"(" ثم يؤكد ابن بركة أن‬ ‫الأدلة قائمة أن السور كانت معروفة مؤلفة في زمان رسول الله يلث وأن القرآن‬ ‫قد كان فرغ من جمعهءويستشهذ على ذلك بروايات عدة منها ما روي من (أن‬ ‫النبي يلة قال لعبد الله بن مسعود‪ :‬اقرأ علئ فقال عبد الله‪ :‬أقرأ وعليك أنزل؟ قال‬ ‫أحب أن أسمعه من غيري فقرأ سورة النساء حتى إذا بلغ‪ :‬قَكَيْف لا جئنا من‬ ‫كل أمة بشتهيد وجئنا بك على هولاء شَهيدً (النساء‪ ،)4/14‬استعبر رسول الله‬ ‫ل فكف عبد الله) (‪,)2‬‬ ‫ويستدل ابن بركة أيضا بما روى عبد الله بن عمر قال‪( :‬أرسل إلي رسول‬ ‫الله يل فقال له‪:‬ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قال‪ :‬قلت بلى يا رسول‬ ‫الله‪ ،‬قال‪ :‬اقرأ القرآن في شهر قلت‪ :‬إني أطيق أكثر من ذلك فقال‪ :‬اقرأه في‬ ‫عشرين‪ ،‬فقلت‪ :‬إني أطيق أكثر من ذلك‘ فقال‪ :‬اقرأه في سبع لا تزد على ذلك)‬ ‫ا‪ .‬وكذلك يستدل ابن بركة في هذه المسألة أيضا بما روي عن الشعبي قال‪(:‬لم‬ ‫تجمع القرآن على عهد رسول الله يلة إلا ستة كلهم من الأنصار)‪ ،‬وما روي عن‬ ‫أبي‬ ‫الأنصار‬ ‫قتادة عن أنس قال‪(:‬قر أ القرآن على عهد رسول الله ية من‬ ‫("ا ابن بركة الجامع‪.1/46 ،‬‬ ‫(‪2‬ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب من أحب أن يسمع القرآن من‬ ‫غيرهؤ ‪ 4/5291(2674)0‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب صلاة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب فضل‬ ‫استماع القرآن‪ ،)1/155(008...‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب معرفة الصحابةء مناقب عبد‬ ‫الله بن مسعود‪.)3/063(4935 ،‬‬ ‫(ةا أخرجه النسائي في السنن الصغرى" كتاب الصبلاة‪ ،‬باب في ترتيل القرآن‪...‬‬ ‫‪ »)1/1(301‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬أبواب قراءة القرآن‪.)2/45(8831...‬‬ ‫وأحمد في مسنده‪ ،‬مسند عبد الله بن عمر‪.)2/261(6056 ،‬‬ ‫علوم السنةعند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫ومعاذ‪ ،‬وزيد‪ ،‬وأبو زيد‪ ،‬وأبو أيوب) () فلو كان القرآن غير مجموع لما تمكن‬ ‫الستة أن يجمعوه ويحفظوه‪.‬‬ ‫عبد الله من قراءته في شهر أو سبع ‪ .0‬ولما أمكن‬ ‫ويستشهد ابن بركة مع ما تقدم أيضا بما روي من(أن جبرائيل عليه السلام‬ ‫كان ينزل كل عام قُقرئ رسول الله يلة القرآن مرة حتى إذا كان العام الذي قبض‬ ‫فيه رسول الله لة عرضه ذلك العام مرتين) ا كما يستشهد بدلالة الأحاديث التي‬ ‫ذكرت الوعيد على من تعلم القرآن وحفظه ثم نسيه ويقول‪ ":‬لو لم يكن القرآن‬ ‫مجموع محفوظا على عهد رسول الله ي لم يكن لذكر هذا الوعيد معنى"ة)‪.‬‬ ‫ويعرض أبو عبد الله الكندي رواية من يروي عن النبي فقه أنه قال‪(:‬ولو‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ح حدبشي ( فاسمع له و أطع)‬ ‫وليك عبد‬ ‫النبي ن‬ ‫ويقول ‪" :‬وقد جا ء في الحديث عن‬ ‫"ا الروايات التي ذكرت جمع القرآن على عهد الرسول فق بعضها ذكر أربعة وبعضها ذكر‬ ‫ورواية ذكر الأربعة أخرجها مسلم في صحيحه‘ كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب من‬ ‫فضائل أبي بن كعب وجماعة‪ 4/4191(6542)0 ،..‬وابن حبان في صحيحها كتاب التاريخ‪.‬‬ ‫ذكر البيان بأن معاذ‪..‬ش ‪.)61/27(0317‬‬ ‫ورواية أنهم ستة أخرجها الحاكم في المستدرك‘ كتاب معرفة الصحابة! ذكر سعد‬ ‫القارئ‪ {)3/192(4315 ،‬والربيع في مسنده‪ ،‬باب في ذكر القرآن‪.)1/52(6 ،‬‬ ‫كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب تأليف السور‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‬ ‫‪ ))4/,191(1174)(2174‬وابن أبي شيبة في كتاب فضائل القرآنث في درس القرأن‬ ‫وعرضه‘ ‪ .6/451(29203).(39203)6‬وأبو يعلى في مسنده‪ ،‬مسند ابن عباس‪،‬‬ ‫‪.)4(2652‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/36-66 ،‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الأحكام‪ ،‬باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن‬ ‫معصية‪ 6/2162(3276)0 ،‬وابن ماجة في سننه؛ كتاب الجهاد باب طاعة الإمام‪،‬‬ ‫‪.)2/9(0682‬‬ ‫وقد سبق تخريج حديث آخر مقيد للطاعة بإقامة كتاب الله ثم كما ترى أن البخاري‬ ‫بوب عليه "بما لم تكن معصية'‪ ،‬وابن ماجة أخرج الحديث الآخر المقيد للطاعة‪.‬‬ ‫ححححح علم السنة عند الا ضية‬ ‫خلاف وتكذيب لما قالوا إنه قال لابن مسعود‪(:‬ولا طاعة لمن عصى الله) ("ا وقال‬ ‫النبيققغ‪(:‬ن وليكم حبشي مُجَ‪٥‬ع‏ فأقام فيكم كتاب الله وسنتي فاسمعوا له‬ ‫وأطيعوا)(ا ففي هذا نقض لحجتهم ودحض لبدعتهه"ثا‪.‬‬ ‫ونجد عند عثمان الأصم نماذ ‪ :‬من هذا النوع من النقد عند نقده لبعض‬ ‫أحاديث العقائد منها نقده لما روي أانلنبيققة قال‪(:‬شفاعتي لأهل الكبائر من‬ ‫أمتي) (“ا ويذكر أن هذه الرواية عارضتها رواية أخرى‪ ،‬محبطة لها‪ ،‬وهي موافقة‬ ‫للكتاب وهي قوله فق‪(:‬لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي) أةا ثم يذكر أن‬ ‫الرسولقةه قال‪(:‬ما منكم من أحد يدخل الجنة يوم القيامة إلآ بفضل الله‪ ،‬ثم بعمله‪.‬‬ ‫ثم بشفاعتي) ا ويفسر الأصم الشفاعته بأنها زيادة للمؤمن في أجرده‪ ،‬ورفع‬ ‫درجته")‪.‬‬ ‫{"ا أخرجه لبن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب لا طاعة في معصية اللهش ‪.)2/659(5682‬‬ ‫والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصلاة‪ 3/421(6905)6 .‬والطبراني في المعجم الكبيره‬ ‫مسند عبد الله بن مسعود‪.)01/371(6301 ،‬‬ ‫كتاقدم تخريج هذا الحديثث ص‪.86‬‬ ‫(ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر عض ‪.3/414-514‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه كتاب الإيمان‪ &)1/931(822 ،‬وابن حبان في‬ ‫صحيحه‪ .‬كتاب التاريخ" ذكر البيان بأن الشفاعة‪ 41/783(8646)0 ،..‬وأبو داود في سننه‬ ‫كتاب السنة‪ ،‬باب في الشفاعة‪.)4/632(9374 ،‬‬ ‫‏‪ ٧‬ثميقول الربيع‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده من طريق جابر بن زيد يرفعه إلى النبي‬ ‫يحلف جابر عند ذلك ما لأهل الكبائر شفاعة لأن الله قد أوعد أهل الكبائر النار في كتابه‪.‬‬ ‫وإن جاء الحديث عن أنس بن مالك أن الشفاعة لأهل الكبائر فوالله ما عنى القتل والزنى‬ ‫والسحر وما أوعد الله عليه النارث وذكر أن أنس بن مالك يقول‪ :‬إنكم لتعملون أعمالا هي أدق‬ ‫في أعينكم من الشعر ما كنا نعدها على عهد رسول الله فقه إلا من الكبائر" ر‪ :‬الربيع‪ ،‬مسند‬ ‫الربيعث ‪.)1/973(4001‬‬ ‫ا أخرج مسلم في صحيحه حديثا بلفظ( لن ينجى أحدا منكم عمله‪ ،‬قال رجل ولا ياك يا‬ ‫رسول الله‪ ،‬قال ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا) وذكر رواية مثله بنفس‬ ‫الإسناد وفيه قالققة ‪ (:‬برحمة منه وفضل) ولم يذكر (ولكن سددوا)ى في كتاب صفة القيامة‪.‬‬ ‫‏‪) ١‬حج‬ ‫عار السنة عند الاباضية ح‬ ‫ح‬ ‫ويقول أبو محمد الخليلي‪..." :‬إن روايتهم بإثبات الشفاعة لأهل الكبائر‬ ‫تضادها رواية أصحابنا بنفيها عنهم‪ ،‬وإذا تنافت الروايتان فالمرجع فيهما إللى‬ ‫أحكام القرآن المبين"(خا‪ ،‬هذا ولا يرد الإباضية أحاديث الشفاعة عموما لكنهم‬ ‫يتأولوها للمؤمنين الموفين بزيادة أجرهم أو بتعجيل الحساب يوم العرض وكشف‬ ‫الغمة عن الخلائق كرامة لرسول الله ن(‪3‬ا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نقد الحديث بمخالفة العقل والحق وصحيح الحقائق‪:‬‬ ‫أ‪ -‬نقد الحديث من خلال قرائن العقل‪:‬‬ ‫العقل أداة التمييز ومناط التكليف‪ ،‬وهو وسيلة إدراك الخطاب ومعرفة‬ ‫الحجة وفهم الأدلةك كما أنه المعين على الكشف عن خفي العلل‪ ،‬وبواطن الإشكال‬ ‫وسط النص والدليل‪ ،‬فيخرج الإنسان عند سلامة تمييز عقله مع اهتدائنه بنور‬ ‫الوحي المنزل من ربقة الخيرة وظلام الشك وعمى الجهل‪ ،‬ولذا كان العقل أحد‬ ‫طرق نقد المتن‪ ،‬ووسائل كشفها‪ ،‬إذ المتن الصحيح المنقول لا يأتي بما يعارض‬ ‫مسلمات العقول‪ .‬ونجد أمثلة كثيرة لهذا النوع من النقدث في معالجة الإباضية‬ ‫لنصوص الحديث أخذا أو ر‪٥‬اء‏ من ذلك جواب ابن عبد العزيز عندما سأله أبو‬ ‫غانم عن رواية من روى عن النبي ققه (أنه نهى أن يخلط تمر ببسر وزبيب ببسر‬ ‫وزبيب بتمر‪ ،‬وقال انبذوا كل واحد منهما على حدة تمرا فرادى وبسرا فرادى) ()‬ ‫‪4...‬‬ ‫(‪ )1‬الأصم عثمان بن أبي عبد الله‪ :‬النور‘ ص‪.742‬‬ ‫ثا الخيلي‪ ،‬التمهيدش ‪.2/241‬‬ ‫المزيد من التفصيل ر‪:‬الأصم عثمان بن أبي عبد الله‪ :‬النورس ص‪ ،'742‬السالمي‘ مشارق‬ ‫أنوار العقولث ص‪.473-873‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة‪ ،‬باب من رأى أن لا يخلط‪...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الأشربة‪ ،‬باب كراهة إنتباذ التمر والزبيب‬ ‫()‬ ‫‪5‬‬ ‫مخلوطين‪ ،)6891)(7891 (3/4751 ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬الرخصة‬ ‫في‬ ‫انتباذ البسر وحده‪ ،)3/902(0805...‬وأخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬باب‬ ‫_‪;٫‬إ‏ ج‬ ‫‪:١‬‬ ‫_‬ ‫__‬‫ح‬ ‫حجححصح علوم السنةعند الا ضية ص‬ ‫فبين أن هذه الرواية بلغته لكن من أخذ عنهم واعتمد عليهم في هذا لم يختلفوا في‬ ‫أن لك أن تنبذ أيا من ذلك وحده فهو حلال أو أن تخلطه بغيره من الحلال‪ ،‬ثم‬ ‫يعقب بقوله‪':‬كيف يجوز أن يكون تمر فرادى حلالا وبسر فرادى حلالا وإذا‬ ‫اختلط صار حراما؟ وإنما اختلط الحلال بالحلال‪ ،‬ونبيذ التمر وحده حلال وكذلك‬ ‫نبيذ الزبيب وحده حلال‪ ،‬فمن أين يدخل عليه الحرام في الاختلاط وكلاهما في‬ ‫التمر والزبيب حلال و نبيذهما مثل ذلك؟""ا‪.‬‬ ‫ويكشف لنا نقد ابن عبد العزيز لهذه الرواية أنها لم تصح عنده كما لم يقبلها‬ ‫في تحليله العقلي‪ ،‬رغم أنه قدم قبل كلامه المتقدم أن الحق فيما نقله من حلية ذلك‬ ‫وأنه موافق للقياس العقلي لكنه لا يستخدم هذا القياس لو كانت الرواية صحيحة‬ ‫فيقول‪ ":‬غير أنا لا نقيس عن النبي ق بل نقبل ذلك عنه لو نعلم أنه قال"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وفي حقيقة الأمر أن في نقد ابن عبد العزيز لهذه الرواية نظراؤ أولا‪ :‬لأن‬ ‫الرواية رواها بعض علماء المذهب وأخرجها الربيع من رواية جابر بن زيد عن‬ ‫أبي سعيد الخدري وقد صححوهاؤ فهو إما إنه لم يأخذ هذه الرواية من طريق من‬ ‫أخذ عن جابر أو أنه وهم وغفل عنها‪ ،‬وقد روى ابن حزم في المحلى جوابا عن‬ ‫جابر بن زيد يفهم منه القول بالتحريم(ةا‪.‬‬ ‫على أن العلة التي كانت سبب النهمي وردت في بعض الروايات‪ ،‬ومنها أنه‬ ‫تحريم بيعها وشربها‪ ،‬وقد ذهب بعض إلى القول بعدم التحريم‪ ،‬ولعله لم ير صحة هذه‬ ‫الأحاديث أو لم تبلغه‪ ،‬فقد نقل ذلك عن ابن عمر وأبي حنيفة والنخعي وأبي يوسف ومثلهم‬ ‫‪(1‬‬ ‫بن حزم(‪654/460‬‬ ‫أحمد بن سعيد‬ ‫علي بن‬ ‫أبو محمد‬ ‫الظاهري‬ ‫ابن عبد العزيز‪.‬ر‬ ‫هنا‬ ‫المحلىؤ تح‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي‪ ،‬دار الأفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‘ لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)ء‬ ‫‪ ،‬العيني بدر الدين محمود بن أحمد(‪ ،)558/2541‬عمدة القاري‪ ،‬دار إحياء‬ ‫‪7115‬‬ ‫‪. 12/381‬‬ ‫لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫التزراث‪ ،‬بيروت‬ ‫() الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘ ‪.45 /2‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.45 /2 ،‬‬ ‫{‪7‬ا الظاهري ابن حزم‪ ،‬المحلىض ‪.7/015‬‬ ‫_‬ ‫علم السنةعند الا ضية ح_۔‪):١‬ہ‏‬ ‫ح‬ ‫(سكر رجل فحده النبي قا ثأممر أن ينظر ما شرابه فإذا هو تمر وزبيب فنهى‬ ‫النبي فقه أن يجمع بين التمر والزبيب‪ ،‬وقال يكفي كل واحد منهما وحده) ("‬ ‫والظاهر أن الجمع يقوي حدة الشراب فيجعله مسكراء وثانيا أن هذا التوسع في‬ ‫استخدام العقل في النقد يبقى محل نظر ولعل عبارته التي تفيد أنه لا يقيس إن‬ ‫صح عنده شيء عن الرسول قة تعتذر له‪ ،‬وتكشف لنا أن هذا النوع من نقده هو‬ ‫في ما لم يصح من الروايات‪.‬‬ ‫ونجد مثل هذا النقد مطبقا حتى فايلسير والأخبار‪ ،‬حيث ينقد أبو المنذر‬ ‫بشير بن محمد ما ذكر من أن عليا كان أول التاس إسلاماً؛ بأن ذلك كيف يكون‬ ‫وهو ابن سبع سنين قد رفع عنه التكليف‪ ،‬والرسول فقه يشاور أصحابه البالغين‬ ‫العقلاء دون الصتبيان ‪.2‬‬ ‫إن الكشف عن صحيح الآثار محتاج‪ :‬إلى استعمال الفكر دون تتبع ظواهر‬ ‫الأمور‪ ،‬ففي ذلك الهلاك إلا كل من وافق الحق من ظواهر الأمورث على حد‬ ‫قول الكدمي(ثاء ونجد ابن بركة يقرن بين موافقة الكتاب وقبول العقل في نقده‬ ‫لبعض الروايات فيقول معلقا على بعضها‪ ":‬وهذا خبر غير موافق لكتاب الله‪ ،‬ولا‬ ‫توجب صحته العقول"اء ويقف عند رواية قيل إنها عن‪ .‬النبيةقة‪( :‬يجزي الغسل‬ ‫من الجنابة صاع من ماء) اء ويعقب بأنه لا يحفظ هذا الخبر‪ ،‬وأن الذي جاءت‬ ‫به الأخبار ونقل عن حملة الآثار ‪(:‬أن النبي ه توضأ بمد من ماء‪ ،‬واغتسل من‬ ‫"ا أخرجه عبد الرزاق في المصنف© كتاب الأشربة‪ ،‬باب الجمع بين النبيذ‪.)9/212(7961 .‬‬ ‫ابشير بن محمد‪ ،‬الحجج والبراهينس(مخ)ى ص ‪.22‬‬ ‫ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ت‪.1/601‬‬ ‫ا ابن بركةش الجامع‪.1/924-034 ،‬‬ ‫{ثا أخرج موقوفا على جابر بن عبد الله‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬في صحيحه\ كتاب الغسل‘ باب‬ ‫الغسل بالصاع‪ ))1/10(42 .‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارةض باب القدر من‬ ‫‪)1/611(332....‬ء والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب استحباب أن لا‬ ‫ينقص‪.)1/591(198 ،..‬‬ ‫‏‪; :١‬إحج _‬ ‫= عار السعد الإناضية ح‬ ‫الجنابة بصاع) لاء ثم يذكر أن الرواية عنه فه أنه قال‪ :‬يجزي الصاع غير‬ ‫للرواية عنه أنه اجتزى بصاعع ثم يعلل نقده بناء على تباين أحوال الناس فمنهم‬ ‫من يحسن اقتصاد صب الماء‪ ،‬ومنهم من درايته في ذلك أقل‪ ،‬ومنهم قليل البدن‪،‬‬ ‫وآخر غليظ البدن‪ ،‬وبعضهم كثير الشعر‘ كما أن فيهم الجرد ومن لا شعر له على‬ ‫رأسه‪ ،‬والنساء في ذلك يختلفن عن الرجال‪ ،‬فلذلك كما يرى ابن بركة لا يجوز أن‬ ‫يظن في النبي فقها أنه يأمر بالصاع لكل من لزمه الاغتسال مع علمه باختلاف‬ ‫أحوال الناسا‪.‬‬ ‫ويستشهد ابن بركة أيضا بما روي من عائشة من أتها قالت‪(:‬اغتسلت أنا‬ ‫واحد منا‬ ‫إناء واحد ‪ 4‬كل‬ ‫كنا نتناز ع الماء من‬ ‫ونصفیڵ‬ ‫بصاعين‬ ‫‪:1‬‬ ‫ورسول‬ ‫يقول لصاحبه‘ أبق لي) ثا} يقول ابن بركة‪" :‬فهذا يدل على أن الماء الذي يتطهر‬ ‫وأخرجه بعضهم مرفوعا من غير طريق جابر‪ ،‬فأخرجه ابن ماجة من طريق عبد الله‬ ‫بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده‘ كتاب الطهارة وسننها‪ ،‬باب ما جاء في‬ ‫مقدار الماء للوضوء والغسل‪ })1/99(072...‬والطبراني في المعجم الأوسط\ حديث من اسمه‬ ‫الحسين‪ ،‬من طريق المعافى بن سليمان‪ ،‬عن الحكم بن نافع عن موسى بن عقبة عن‬ ‫نافع‪...‬إلخ‪ ،‬وذكر تفرد المعافى عن الحكم وتفرد موسى عن نافع‪.)4/6(7643 ،‬‬ ‫وقد وردت روايات اختلف العلماء في تحديد كمية الماء من خلالها‪ ،‬ولذلك نقل البيهقيى عن‬ ‫الشافعي تصحيحه أن لا وقت فيه إلا كماله‪ ،‬ثم قال البيهقي‪ ":‬قد روي عن النبي ة أنه قال‬ ‫في الجنب فإذا وجدت الماء فامسسه جلدك بغير توقيت شيع منه" ر‪ :‬البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى‬ ‫‪/1‬ء ولذلك فإن كلام ابن بركة له ما يشهد له ويقويه‪.‬‬ ‫(!ا أخرجه البخاري في كتاب الوضوء‘ باب الوضوء بالمدث ‪ 1/48(891)6‬ومسلم في كتاب‬ ‫الحيضع باب القدر المستحب من الماءث ‪ ،)1/852(623‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‬ ‫باب ما يجزي من الماء في الوضوء‪ ،)1/32(29 ،‬وابن ماجة في سننه كتاب الطهارة‬ ‫وسننها ‪ ،‬باب ما جاء في مقدار الماء للوضوء والغسل‪.)1/99(762...‬‬ ‫)‪ (2‬الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.9/,82 ،‬‬ ‫({ا أخر ج مسلم حديثا لفظه(عن عائشة قالت كان رسول الله قه يغتسل في القدح وهو الفرق‬ ‫وكنت أغتسل أنا وهو في الإناء الواحد وفي حديث سفيان من إناء واحد قال قتيبة قال سفيان‬ ‫والقرق ثلاثة أصوع) في صحيحه كتاب الحيض باب القدر المستحب من الماء في غسل‪...‬‬ ‫۔_‬ ‫لا‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫ح‬ ‫به غير موقت مقداره ولو كان مؤقتا لكان المتجاوز لذلك مخالفا لسنة الرسول‬ ‫عليه الصلاة والسلام" ("ا‪.‬‬ ‫وقد يعبر علماء الإباضية في نقدهم بدلائل العقل بعبارة "والنظر كذا"‪ ،‬كما‬ ‫في تعليق ابن بركة على خبر في الوضوء (واحدة لمن قل ماؤه واثنتان لمن‬ ‫استعجل‪ ،‬وثلاث عليهن الوضوعء) وقد سبق ذكر هذا الخبر وذكر طرف من نقده‪6‬‬ ‫يقول ابن بركة ‪":‬هذا خبر لم نعرفه في الروايةؤ والنظر لا يوجبه‪ ،‬والسنن تشهد‬ ‫بفساده لأن في إثباته إيجاب فرض التحديد لذلك‪ ،‬وأن من قل ماؤه لا يجب أن‬ ‫يتجاوز الواحدة‪ ،‬وإن كان كل ما في مائه فضلاء لأن قليل الماء يقع على ما‬ ‫يغسل به ثلاثا أو أكثر‪ ،‬وقد يكون ما يقع عليه اسم قليل عند بعض هو كثير‪ ،‬ولو‬ ‫كان الخبر صحيحا لبن الرسول هة مقدار القليل والكثير‪ ،‬كما بين عدد المفروض‬ ‫في المسح من المسنون‪ ،‬وكان من استعجل لا تجزئه الواحدة ‪ -‬أي المرة‪-‬۔‪ ،‬وإن‬ ‫زاد عن الاثنتين فهو مخالف‘ وأما قوله ثلاث عليهن الوضوء‪ .‬قال لا أدري ما‬ ‫أراد أنه واجب أو غير واجب في حال الاستعجال أو غير الاستعجال‪ ،‬وعند‬ ‫الأمن والخوف وكثرة الماء وقلته ؤغير ذلك والله أعلم بوجه مراده"‪2‬ا‪.‬‬ ‫إن نقد الحديث من خلال إخضاع المروي وعرضه على العقل فيرد ما لا‬ ‫يقبله العقل ويقبل ما لم يعارضه إنما يكون في ما لم يظهر تصحيحه‘ أو صادم‬ ‫مسلمات العقول‪ ،‬أو ما اختلف في تصحيحها فكان للعقل مجال للبحث فيه عن‬ ‫‪ .)1/5(913‬وأخرجه البيهقي في السنن الكبرىء كتاب الطهارة‪ ،‬باب لا وقت فيما‬ ‫يتطهر ‪.)1/491(488 ،&)1/391(188...‬‬ ‫وقد ذكر البيهقي اختلاف العلماء في تحديد مقدار الفرزق‪ ،‬فذهب سفيان بن عيينة على‬ ‫رواية مسلم عنه أنه ثلاثة أصوعع ونقل هذا عن الشافعي في رواية عنه‪ ،‬ونقل عن أحمد بن‬ ‫حنبل قوله‪ :‬الفرق ستة عشر رطلا‪...‬وغيرها من الأقوال التي ذكرها‪ .‬ر‪ :‬البيهقي السنن‬ ‫الكبر ى©‪.1/491 ،‬‬ ‫"ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر عض ‪.9/82‬‬ ‫ا ابن جعفر ‪ ،‬كتاب الجامع" ‪.983 - 1/883‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جححح=‬ ‫قرائن لتصحيحه أو تضعيفه‪ ،‬حينها يقبل ما" انساغ قبول ذلك في العقل ولم‬ ‫يعارضه حديث صحيح"( ‪ ).‬كما يقول ابن أبي نبهان‪.‬‬ ‫ويقول أبو محمد الخليلي في هذا الضرب من الروايات‪..":‬وأسًا نحن فقد‬ ‫التقطنا أحاديث الأقوام فقمنا نتكلم على قياس ما ذكروا من ذلك من غير تجرد‬ ‫ولا تجربةؤ لكن دلتنا شواهد العقول وصحة التقول على أتها من المقبول" ا‪.‬‬ ‫‪ 2‬النقد بمخالفة الحق والعدل‪:‬‬ ‫إن مخالفة المروي وجوه الحق والعدل إشكال يحمل على تضعيف الخبر‬ ‫ورده‪ ،‬فإذا كان "الإنصاف في الحق قبول الحق ممن جاء به"ا كما يقول أبو‬ ‫عبيدة فإن من مقتضى ذلك أن رفض ما خالف الحق إنصافؤ ويؤكد الكدمي على‬ ‫أن لا اعتماد ولا قبول إلا لما وافق العدل‘ وجميع ما نقل أو روي لا يقبل منه إلا‬ ‫ما وافق العدل‪ ،‬وأنه لا فرق بين قول أي قائل موافقا كان أو مخالفا بل الجميع في‬ ‫ذلك سواء " فمن وافق قوله العدل فهو العدل‪ ،‬وإياه نعتمد وبه نأخذ وإليه نستندض‬ ‫ومن خالف قوله العدل فلا يجوز قبول غير العدل فيه""“ا‪ .‬و‬ ‫يبين الكدمي أيضا أته لا أحد من علماء المسلمين المهتدين في حقيقة الأمر‬ ‫يقول غير ما وافق العدل ولا ما خالف العدل إلا ما كان على وجه الغلط أو الزلة‬ ‫فيتوب منها‪ ،‬أو نتيجة غلط أو خطأ ممن نقل عنه ذلك‪ ،‬أو في الأثر الذي جاء‬ ‫عنه في ذلك‘ ولذا ينبغي أن لا يرة على أحد من الخليقة شيئأ من العدل‪ ،‬فلا‬ ‫يجوز ذلك‘ كما لا يقبل من أحد من الخليقة ما يخالف العدلة)‪.‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ السعدي جميل بن خميس‪ ،‬قاموس الشريعة(مخ)‪.78/701.‬‬ ‫ا الخليلي‪ ،‬التمهيدش ‪.1/44‬‬ ‫ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدوتةش ‪.1/743‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرء ‪.3/012‬‬ ‫(ام‪.‬س‪.3/012 ،‬‬ ‫۔ح_۔‪;77١‬إ‏ ج‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ححصحح‬ ‫يقول أبو نبهان الخروصي" معي أنه علي الاجتهاد لإصابة الصدل في‬ ‫مخصوص كل شيء من الإسلام ومعموم‪ ،‬بأنه في حال كان في أمر الدين‬ ‫والرأي‪ ،‬ولا توفيق إلا باله‪٬‬‏ ولا يصاب العدل إلا بفضله ومن فضل"("ا‪ ،‬وهذا‬ ‫المعنى يؤكده ابن أبي نبهان الخروصي أيضا إذ يبين أنه يجوز قبول المروي‬ ‫والعمل به بقيود منها العدالة وموافقة الحق‪ ،‬وإن خالف الحق فلا يجوز غا‪.‬‬ ‫ج‪-‬مخالفة الحقائق المشتهرة الصحة‪:‬‬ ‫قد ترد بعض الروايات بأمور تخالف ما اشتهرت صحته‘ فيتوقف الناقد في‬ ‫قبولها‪ .‬ويعرضها لمقاييسه النقديةث من ذلك نقد ابن بركة لما وقف عليه من نقل‬ ‫من نقل (أن أبا بكر الصديق قال لغلامه وهو يتسحر‪ :‬أوثق علي الباب ألا يفاجئنا‬ ‫الصبح)‪ ،‬وما نقل أيضا عن ابن عباس أنه قال لغلاميه‪ (:‬أسقياني الماء‪ ،‬فقال‬ ‫أحدهما‪:‬أصبحت‪ ،‬وقال الآخر‪ :‬لا‪ ،‬فقال ‪:‬اسقياني فإني أشرب إلى أن‬ ‫تصطلحا)(ةا‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة معلقا على تلك الرواية وذلك النقل مضغفا لهما‪':‬وحاشا لأبي‬ ‫بكر وابن عباس مع ورعهما وزهدهما وعلمهما‪ ،‬وما يعلمان من اقتداء الناس‬ ‫بهما أن تكون فيهما شراهة الأنفس‪ ،‬وقلة الصبر على فضل الأكل أو شرب ماء‪،‬‬ ‫ولا يصبران على طاعة الله وطلب رضاه وخوف عقابه"“ا‪.‬‬ ‫(! الخروصي أبو نبهان‪ ،‬رسالة للشيخ جاعد (ضمن الصحيفة القحطانية) (مخ)ى ص‪. 835‬‬ ‫"ا السعدي جميل بن خميسس‪ ،‬قاموس الشريعة(مخ)‪.78/901 ،‬‬ ‫(ثا أخرج البيهقي خبرا لفظه(قال أرسل بن عباس رجلين ينظران إلى الفجر فقال أحدهما‬ ‫أصبحت وقال الآخر لا قال اختلفتما أرني شرابي) وقال‪":‬وروي في هذا عن أبي بكر‬ ‫الصديق" في السنن الكبرى كتاب الصيام‪ ،‬باب من أكل وهو شاك في طلوع الفجر‬ ‫‪.) 48287‬‬ ‫(ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.22 /2 ،‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ويتوقف ابن بركة أيضا في حديث بيع جمل جابر بن عبد الله" وينقل‬ ‫قول البعض أن في هذا الخبر نظراؤ ويعلل التوقف في هذا الخبر بأن رسول الله‬ ‫يلا لا يمكن أن ينهى عن شيء ثم يدخل فيه‪ ،‬وذكر تأويلات للحديث لو صح‪.‬‬ ‫مبينا أن طريقه طريق الأخبار ك)‪.‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬النقد بالتأويل ومنهج الاحتياط‪:‬‬ ‫‪ 1‬تأويل الحديث‪:‬‬ ‫في‬ ‫عن حذر‬ ‫يأتي التأويل أحد أوجه التعامل مع ‏‪ ١‬لأخبار ونقدها‘ وهو يكشف‬ ‫هذا التعامل‪ ،‬ويكشف لنا أبو عبد الله محمد ابن روح الكندي ثلاثة وجوه للتعامل‬ ‫مع الأخبار تعتبر من الخطورة بمكان كبير إذ يهلك فيها ويضل من لم يعصمه الله‬ ‫"ا هذا الحديث أخرجه أصحاب الصحاح والسنن بألفاظ مختلفة وبعضها ضمن خبر طويل‬ ‫ومن ألفاظه المختصرة لفظ مسلم‪ (:‬جابر بن عبد الله أنه كان يسير على جمل له قد أعيى‬ ‫فأراد أن يسيبه قال فلحقني النبي فة فدعا لي وضربه فسار سيرا لم يسر مثله قال‪ :‬بعنيه‬ ‫بوقية قلت لا ثم قال بعنيه فبعته بوقية واستثنيت عليه حملانه إلى أهلي فلما بلفت أتيته‬ ‫بالجمل فنقدني ثمنه ثم رجعت فارسل في أثري فقال أتراني ما كستك لآخذ جملك خذ جملك‬ ‫كتاب المساقاة‪ ،‬باب بيع البعير واستثناء‬ ‫ودراهمك فهو لك) أخرجه مسلم في صحيحه‬ ‫ركوبه‪ })3/1221(517 ،‬والبخاري في صجيحه‘ كتاب الشروط‪ ،‬باب إذا اشترط البائع ظهر‬ ‫الدابةش ‪ 2/869(9652)6‬وابن حبان في صحيحه‘ كتاب البيوع‪ ،‬ذكر الخبر الدال على أن‬ ‫البيع يقع‪.)11/872(1194 ،..‬‬ ‫وهذا الحديث اختلف فيه الرواة في عدد من الأمور منها‪ :‬وجود شرط ركوب الجمل إلى‬ ‫المدينة فمنهم من أثبته في الرواية ومنهم من لم يثبته وكذلك اختلفوا في القيمةث ومنهم من‬ ‫ذكر هبة النبي فز الجمل لجابر بعد ذلك ومنهم من لم يذكره‪ ،‬وغيرها من الأمور التي بقيت‬ ‫محل خلاف بين العلماء‪ .‬وقد ذكر البخاري بعض وجوه الاختلاف وأدلى بترجيخه فيها‪ .‬كما‬ ‫فصل ابن حجر الكلام فيها ورجح ما رآه‘ ويصعب علينا عرض الخلافات حول هذا‬ ‫الحديث‪ ،‬غير أننا أردنا الإشارة إلى ذلك ليعلم منشأ الإشكال الذي أورده ابن بركة حول هذه‬ ‫فتح الباري‪ 5/613 ،‬فما بعدها‪.‬‬ ‫الرواية هنا‪ .‬لمزيد من التفصيل راجع‪ :‬ابن حجر‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/703 ،‬‬ ‫ضية‬ ‫علم السنة عند ال‬ ‫ح‬ ‫في تلك الوجوه‪ ،‬فمنها التأويل الذي يقول فيه‪ ":‬ووجه ثان يهلك بتكلفه للتأويل فيها‬ ‫بغير هدى على سبيل القطع لها""ا‪ ،‬ويذكر أن الأخبار والأحاديث والكتاب والآثار‬ ‫إذا صحت إنما تصح على تأويل الحق‪.‬‬ ‫ويحذر أبو سعيد الكدمي من خطورة رة الأخبار دون حجة أو دليل فلا‬ ‫يجوز رة الآثار والأخبار على حال كهذا‪ ،‬فإنه لا يكاد يصح منها شيث ولا‬ ‫يؤخذ منها شيء إلآ وله تأويل صحيح عند من عرف الحقَ‪ ،‬كما يذكر الكدمي‪.‬‬ ‫ويقول أيضا ‪':‬وليس لجهل الجاهل تأويل الحق رة الرواية والأثر‪ ،‬ولا تضعيفهما‬ ‫‪. .‬و عليه الإمساك عن ذلك كله حتى يتبين له الحق من الباطل""ثا‪ ،‬ويقول في‬ ‫موضع آخر" و لسنا نرة الروايات على حال‪ ،‬وأهل الروايات أولى بما رووا‪ ،‬فإن‬ ‫صدقوا فلنفسهم‪ ،‬وإن كذبوا فعليها ولكن اعتبرنا الحديثين‪ ،‬فوجدناهما‪ :‬إن كانا‬ ‫صحيحين من قول النبي ه مخرجهما عندنا‪ "..‬ثم يذكر تأويله للحديثين اللذين‬ ‫تعرض لهما(ثا‪.‬‬ ‫ونجد عند ابن بركة عددا من التطبيقات لهذا المنهج‪ ،‬من ذلك عند طرحه‬ ‫لحديث(لا يتوضأ أحدكم من طعام أحل الله أكله) اء ذكر رواية من روى(أن‬ ‫النبي يلة أمر بالوضوء مما مست النار) ا‪ ،‬ثم ذكر أنه إذا ثبت هذا الخبر فهيو‬ ‫"ا ابن روح‪ ،‬سيرة الشيخ محمد بن روح(مخ)‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫ثا الكدمي المعتبر ‪.2/63‬‬ ‫"ام‪.‬س‪.1/15 ،‬‬ ‫(ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب منه الوضوء‘ ‪ ،)401( 1/75‬ومن‬ ‫شواهده حديث بن عباس قال‪(:‬انتشل النبي فق عرقا من قدر فأكل ثم صلى ولم يتوضا)‬ ‫أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الأطعمةش باب النهش وانتشال اللحم‪.)5/4602(9805 ،‬‬ ‫(ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الحيض باب الوضوء مما مست النار‪)1/172(353 .‬ء‬ ‫وبوب بعده بباب نسخ الوضوء مما مست النار وأخرج الحديث المتقدم تخريجه‘ وأخرجه‬ ‫النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارةض الأمر بالوضوء مما مست النار‪)971( 1/401 .‬‬ ‫(‪ »)081‬ثم بوب بعده باب نسخ ذلك‪ ،‬وأخرج في حديث جابر بن عبد الله‪ (:‬آخر الأمرين من‬ ‫رسول الله فق ترك الوضوء مما مست النار) ث ‪.)1/501(281‬‬ ‫= علم السنة عند الا ضية‬ ‫يحتمل تأويلات؛ منها أنه ربما أمرهم بتنظيف أيديهم من الدسم‪ ،‬فالوضوعء أخذ في‬ ‫كلام العرب من الوضاء؛ وهي تعني النظافة والحسن‪ ،‬وذكر من معانيها قولهم‪:‬‬ ‫فلان وضيع الوجه معناه‪ :‬حسن نظيف© واستشهد بقول الشاعر(من الوافر)‪:‬‬ ‫مراجيخ وأوجههم وضاء‬ ‫مساميح الفعال ذوو أناة‬ ‫ثم قال أيضا‪ ":‬والأمر إذا ورد بالوضوء كان ظاهره يوجب على المتعبد أن‬ ‫يأتي بفعل يسمى به متوضياء وإذا وضأ يده من الزهومةا‪.‬ا سمي بذلك‬ ‫متوضياً";)‪.‬‬ ‫لن التأويل ليس محصورا في ما اختلف في صحته وإنما قد يستعان به في‬ ‫فهم الأدلة والجمع أو الترجيح بينها‪ ،‬وهنا يقرب من مختلف الحديث أو فقهه‪ ،‬من‬ ‫ذلك ما ذكره ابن بركة من إجماع أهل الحديث ونقلة الأخبار من أصحابنا أن‬ ‫النبي ة نهى عن الصلاة بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر‪ ،‬ثم ذكر تفسير‬ ‫علماء المذهب بأن النهي منه ة عن صلاة النفل‪ ،‬حملا على الحديث الذي صح‬ ‫عندهم وهو قول النبي يل‪(:‬من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها) ثا‪.‬‬ ‫وعليه يصلي الصلاة التي نسيها أو نام عنها في كل الأوقات كما بين الرسول ا‬ ‫إلا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها باتفاق‪ ،‬وهي عند طلوع الشمس وغروبها‪ ،‬أو‬ ‫عند ما تكون الشمس في كبد السماء قبل الزوال“ا‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة‪ ":‬والأخبار كلها صحيحة والقول بها جائز والعصل بها‬ ‫ثابت‪ ،‬والغلط يقع في التأويل"‪ ،‬وتتميما لكلامه يناقش ابن بركة بعض الروايات‬ ‫{"اجاء في اللسان‪ ":‬زَهمَة أي تسمَة‪.‬والزهم‪ :‬السمين ويقال للسمين زَهم والزأهَمُ‪ :‬باقي الشحم‬ ‫في الدابة وغيرها"‪.‬ر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب مادة زهم‪.01/741-841 ،‬‬ ‫كا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/503 ،‬‬ ‫ا أخرجه ابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب النائم في الصلاة وقضاء الفوائت‘ ‪ 1/07‬‏(‪٠)239‬‬ ‫والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة باب من نام عن صلاة أو نسيها‪ 1/503(9221)0 ،‬وأبو‬ ‫عوانة في مسنده كتاب الصلاة باب في آخر وقت صلاة العصر ‪.1/583‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/645 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫محاولا التوفيق بينها من خلال تأويلها وجمعها‪ ،‬فيذكر الرواية المروية عن النبي‬ ‫قل أنه قال‪( :‬لا تصلوا بعد صلاة العصر إلا أن تكون الشمس مرنفعة) (‪٨‬ا‪،‬‏ و(أنه‬ ‫كان إذا صلى فريضة صلى بعدها ركعتين إلا صلاة الصبح وصلاة المصر )فاء‬ ‫ثم ما روي عن علي بن أبي طالب( أنه صلى بأصحابه في بعض أسفاره صلاة‬ ‫العصر ثم دخل فسطاطه وصلى ركعتين) اء وما روي أيضا عن علي عن النبي‬ ‫ولة أنه قال‪(:‬لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس ولا صلاة بعد صلاة الصبح‬ ‫حتى تطلع الشمس) (‪, )4‬‬ ‫ثم يعلق ابن بركة على من روى هذه الأخبار ولم يجمع بينهاءؤ وينقدها‪.‬‬ ‫ويبين الراجح منها بقوله‪ ":‬فانظر إلى تناقض أخبارهم‪ ،‬وتركهم النظر في تأويلها‬ ‫لن كانت صحيحة في تأويلهم عندهم كما رووها‪ ،‬وكيف يكون علي هو الذي‬ ‫روى الخبر عن النبي يلة بالنهي عن الصلاة في ذلك الوقت ثم هو الفاعل لما‬ ‫"ا أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬ذكر الخبر الدال على أن النهي عن‬ ‫الصلاة‪ 4/414(7451)6...‬وابن خزيمة في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب ذكر الخبر المفسر‬ ‫لبعض اللفظة المجملة‪ ،)2/562(8521...‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب مواقيت الصلاة‪.‬‬ ‫ذكر الرخصة في الصلاة بعد العصر‪.)1/584(2551 ،‬‬ ‫"ا أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة حديث عامر الشعبي عن علي‪)425( 2/051 ،‬ء‬ ‫والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصلاة الأول ‪ 4‬باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبي‬ ‫بسحاق‪ ،)1/841(143 ،‬والبزار في مسنده‪ ،‬في ما روى الأعمش عن أبي إسحاق‘ ‪2/272‬‬ ‫(‪.)986‬‬ ‫"أاخرج مثله الطبراني في الأوسط‘ كتاب المواقيت‪ ،‬ذكر الخبر الدال على إياحة‪2/293...‬‬ ‫(‪.)533‬‬ ‫{ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب صلاة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب الأوقات التي نهي عن‬ ‫الصلاة فيهاى ‪ ،)1/765(728 1/665(628)0‬وابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬ذكر‬ ‫البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد‪)4/614(9451...‬ء والربيع في مسنده‘ كتاب الصلاة‬ ‫ووجوبها‪ ،‬باب جامع الصلاة‪.)592 (1/321 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫صحصح‬ ‫روي من النهي عنه‪ ،‬وهذه الأخبار إن كانت صحيحة فلها تأويل عندنا صحيح إن‬ ‫شاء الد("ا‪.‬‬ ‫ويذكر ابن بركة بعد ذلك تأويله لهذه الأخبار فقوله يلي‪ (:‬لا تصلوا بعد‬ ‫صلاة العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة) يعني‪ :‬بعد غيابها فارتفاعها هو‬ ‫ذهابها كما في قول الناس‪" :‬ارتفعت البركة‪ ،‬وارتفع القحط عن الناس‪ ،‬وارتفع‬ ‫الغلاء عن المسلمين" ثم يقول‪":‬هذا يبين معنى الخبر الذي رواه أصحابناث ويؤيده‬ ‫إلخ)"‪.‬‬ ‫ويدل عليه ما رواه علي (لا صلاة بعد‪...‬‬ ‫وأما رواية علي أنه صلى بأصحابه في السفر صلاة العصر ثم دخل‬ ‫فسطاطه وصلى ركعتين‪ ،‬فذكر ابن بركة أن هذا يدل على أنه صلى صلاة كانت‬ ‫عليه ذكرها في ذلك الوقت‪ ،‬خاصة أنه الذي روى الخبر عن النبي ي أنه قال‪(:‬‬ ‫لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس) (‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد حضور منهج التأويل في نقد الأخبار عند ابن بركة في أكثر من‬ ‫شاهد ودليل‪ ،‬فهو يعلق على حديث‪(:‬شاهدا عدل خير من يمين فاجرة) ثا‬ ‫بقوله‪":‬وهذا الخبر إن صخ طريقه فيحتمل التأويل‪ ،‬والقول بما قاله أصحابنا إن‬ ‫اليمين جعلت لقطع الخصومة"“ا‪ ،‬ويعقب على رواية اللقطة واللفظ الوارد في‬ ‫بعض طرقها وهو‪...(:‬هي لك وهي مال الله يؤتيه من يشاء) ‪٨‬ا‏ بأن هذا زيادة‬ ‫") ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/745 ،‬‬ ‫لا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/845 ،‬‬ ‫(تثاقدم تخريجه‪ .‬ص ‪.711‬‬ ‫ا ابن بركةش الجامع‪.1/671 ،‬‬ ‫ثا القطة‪ :‬المال الذي تجذه ملئ على الأرض ولا يعرف له مالك‪ .‬ر‪ :‬الجرجاني أبو الحسن‬ ‫علي بن محمد(‪)918/7141‬إ‪ ،‬التعريفات‘ فهرسة محمد باسل‘ ط!‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنان‪1241 ،‬ه ‪0002‬م‪ ،‬ص‪.391‬‬ ‫كا أخرجه الربيع بلفظ(عن ابن عباس عنه قل أنه سأله إعرابي عن لقطة التقطها فقال‪ :‬عرفها‬ ‫سنة فإن جاء مدعيها بوصف عفاصها ووكائها فهي له وإلا فانتفع بها) في مسنده‪٬‬كتاب‏‬ ‫حص‬ ‫ح(ح‪::١‬‏ ) ححج‬ ‫ص_۔‬ ‫عالور السنةعند الإاضين ح‬ ‫ح‬ ‫ولم تصح معه هذه الزآيادة‪ ،‬ويؤولها بأنه يحتمل أن الأعرابي فقير لذا أمره‬ ‫الرسول يلا بالانتفاع بهاء فهو أحق بها بسبب فقره(" وفي موضع آخر يضع‬ ‫أكثر من احتمال في تأويله فيقول‪...":‬و هذه الأخبار التي وردت مختلفة‪ ،‬أحتمل‬ ‫أن يكون بعضها ناسخ لبعض و يحتمل أن يكون لاختلاف أحكام الضتوال"‪2‬ا و‬ ‫اختلاف المواضع وإذا لم يعلم المتقتم منها من المتأخر و لا التاسخ منهما من‬ ‫المنسوخ‪ ،‬جائز أن يكون لاختلاف أجناس الضتوال‪ ،...‬لأن التعبد جائز بمثل هذا‬ ‫كله"(‪.)3‬‬ ‫ونجد إبراهيم الحضرمي في إطار مفهوم التأويل ومنهجه يعدد بعض أنواع‬ ‫من الخبر؛ فيذكر الخبر الذي يكون فيه متأولا لا يجوز خلافه ممثلا له بما روي‬ ‫عن النبي يلة (أنه نهى عن الصلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد‬ ‫صلاة العصر حتى تغرب الشمس)(“ا وكذلك ما روي عنه من أنه قال‪ (:‬إذا بلغ‬ ‫الماء قلتينا لم يحتمل خبثا)ا ويبين الحضرمي حكم أمثال هذه الأخبار أتته لا‬ ‫يعمل فيها بكل ما يتضمنه الخبر وإنما العمل من خلال تخريجه وتأويله‘ وعليه‬ ‫الأحكام‪ ،‬باب في الضالة‪ 1/242(616)»0 ،‬والبخاري في صحيحه‘ كتاب في اللقطظة‘ باب‬ ‫كيف تعرف لقطة أهل مكة‪ 2/858(4032)6 ،‬ومسلم في كتاب اللقطة‪ ،‬أول كتاب اللقطة‪.‬‬ ‫وأما الرواية التي وردت بزيادة( وهي مال الله يؤتيه من يشاء) فأخرجها‬ ‫‪3‬‬ ‫اين ماجة في سننه‪ ،‬كتاب اللقطة‪ ،‬باب ضالة الإبل والبقر والغنمش ‪.)5052( 2/738‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/312 ،‬‬ ‫(‪2‬ا الضتوال جمع ضالة أي المملوك الذي ضل الطريق إلى منزل مالكه‪ ،‬ويراد بها هنا‪ .‬ضالة‬ ‫الغنم والإبل‪ .‬ر‪ :‬الجرجاني‪ ،‬التعريفاتث ص‪.041‬‬ ‫ثا المصدر نفسه‪.1/632 ،‬‬ ‫(ا تقدم تخريجه ص ‪.971‬‬ ‫{_ا ذكر أبو ساكن الشماخي أن أكثر الإباضية ذهبوا إلى تحديد القلة بالجرة التي تحملها‬ ‫الخادم في العادة الجارية ونقل عن الشافعي أن القلتين نحو خمسمائة رطل‪ .‬ر‪ :‬الشماخي‬ ‫الإيضاح ‪.1/69‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الطهارة‪ ،‬أول كتاب الطهارةس ‪ ،)1/522(954‬وابن‬ ‫= علم السنة عند الا ضية‬ ‫فيجب قبوله دون القطع والعمل به حتى يعلم وجه تأويله‪ ،‬ومبين تأويله كما يقول‬ ‫الحضرمي!" إجماع المسلمين على أن الصلوات المكتوبات تقضى في هذين‬ ‫الوقتين وكذلك صلاة الجنازة وعلى أن الماء إذا كان قلتين فغيرته النجاسة بلون‬ ‫أو طعم أو ريح كان نجس"(;ا‪.‬‬ ‫ويتمم إبراهيم الحضرمي بيانه بأنه يوجد نوع أخر من الأخبار يحتمل وجه‬ ‫تأويل وحكمه أنه يجوز فيه الخلاف‪ ،‬وقد مثل له بما روى عنه ه من ( أنه نهى‬ ‫عن أكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير) تاوبقوله فقة‪ (:‬من مس‬ ‫فرجه فليتوضأ) ا وحكم أمثال هذا وجوب قبوله و العمل به كما أنه لا يسع‬ ‫المسلم العمل بخلافه بعد ثبوت صحته عنده على سبيل الاجتهاد إلا إذا كان في‬ ‫درجة من يستنبط القول ويجتهد في الرأي فهذا يسعه ذلك‪ ،‬أو ما ليس فيه وجه‬ ‫تأويل فلا يصح الخلاف فيه ()‪.‬‬ ‫وينبه أبو يعقوب الوارجلاني الباحث في الرواية وناقدها إلى الحذر في‬ ‫التعامل مع الرواية مبينا له في منهج التأويل مخرجا لجملة من إشكالاته فيقول‪:‬‬ ‫‪ ...‬وينبغي أن يستعمل الإصغاء والقبول‪ ،‬ولا يقابله بالرتة والعدول‪ ،‬ولا يضرب‬ ‫بين أقواله‪ ،‬ولا يناقضها بأفعاله‪ .‬و لكن ليؤمن و ليصق‪ ،‬وليتوقف حتى يُحققغ‬ ‫ولا يستقبلها بالتكذيب‪ ،‬إذا ظهر فيه شيء من التشبيه‪ ،‬بل يطلب لها تأويلاً يحملها‬ ‫خزيمة في صحيحه كتاب الوضوء‘ جماع أبواب ذكر الماء‘ ‪ 1/94(29)6‬والربيع في‬ ‫مسنده كتاب الطهارة‪ ،‬باب جامع النجاسات‘ ‪.)1/17(751‬‬ ‫"ا الحضرمي أبو إسحاق‪ ،‬مختصر الخصال‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫ا تقدم تخريجه‘ ص‪.89‬‬ ‫"ا أخرجه ابن حبان في صحيحة‘ كتاب الطهارة‪ ،‬ذكر الخبر الدال على أن عروة‪...‬‬ ‫ا‪1‬ا!)» والدارقطني في سننه كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما روي في لمس‪1/641(1)6...‬‬ ‫‪3‬‬ ‫والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء من مين الذكر‪.)1/991(527 .‬‬ ‫ثا الحضرمي أبو إسحاق ‪ ،‬مختصر الخصال‪ ،‬ص ‪.61‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ل‬ ‫عليه تحميلا‪ ،‬ويقول‪ :‬إن صح الحديث‪1( "...‬ا‪.‬‬ ‫وكأبي يعقوب يعلق أبو محمد الخليلي على رواية من الروايات بقوله‪ :‬وإن‬ ‫احتمل لها تأويل على الحق فلا يجوز رتهاء ومعي أن هذه الرواية يصخ أن‬ ‫يكون لها وجوه حق من التأويلات‪ "...‬ثا‪.‬‬ ‫‪ -2‬منهج الإحتياط في النقد‪:‬‬ ‫يعتبر منهج الأخذ بالأحوط‪ ،‬من الأمور التي نراها متجذرة في التراث‬ ‫الإباضي واضحة الأثر في أصوله وفروعه‪ ،‬مأخوذا بها عند غالب المجتهدين‬ ‫والمصنفين‪ ،‬ولذا لا غرابة أن نجدها بارزة عند الإباضية في دراستهم للحديث‬ ‫ونقدهمش ومن نماذج ذلك مسالة الطهر للصائم إذ اشترطوا أن عليه الطهر قبل‬ ‫الفجر لصومه وصلاته ويذكر أبو المؤرج حوارا حول هذه المسألةء مفاده أن‬ ‫الطهور يجب على الصائم لصومه وصلاته‪ ،‬لكن مخالفه اعترض عليه بأنه يلزم‬ ‫من القول بأنه لا يجوز الصوم إلا بالطهور أن لا يجوز الصوم إلا على وضوء‪،‬‬ ‫فلما جاز الصوم لغير المتوضئ جاز لغير المتطهر أيضااث ويجيبه أبو المصؤر ج‬ ‫بأنه لو كان الأمر على وجه القياس لكان كذلك‪ ،‬لكن الحديث جاء بأن الصوم لا‬ ‫يكون إلا على طهارة من الليل‪ ،‬فمن أصبح جنبا أصبح مفطرا ‏‪ 0٨‬ويبين أنه حتى‬ ‫لو عارضه ما يروى من حديث عائشة أنها قالت‪(:‬إن النبي ه كان يخرج إلى‬ ‫ا فالأحوط اشتراط‬ ‫الصلاة ورأسه يقطر بالماء من جماع لا من احتلام)‬ ‫الطهارة‪.‬‬ ‫() الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/31‬‬ ‫ا الظيلي‪ ،‬التمهيد‪.1/472 ،‬‬ ‫)‪ (3‬أبو المؤرج‪ ،‬الصيام من روايات أبي المؤر ج(مخ)ءص ‪.33‬‬ ‫ا أخرجه مرفوعا النسائي في السنن الكبرى" كتاب الصيام صيام من أصبح جنبا وذكر‪...‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصوم" باب ما يفطر الصائم‪٠)1/921(513...‬‏‬ ‫_)‬ ‫‪2‬‬ ‫والحميدي في المسند‪ ،‬أحاديث أبي هريرة‪.)2/344(8101 ،‬‬ ‫ثا تقدم تخريجه؛ ص‪.241‬‬ ‫_ علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫يقول أبو المؤرج في تتمة حواره‪":‬لأنه إن كانت الأحاديث التي قلنا هي حق‬ ‫وهو الفرض كان كل من خالفنا هالكا لتركه الفرض‪ %‬وإن كان الأمر كما قلتم إن‬ ‫الطهور للصلاة لا للصوم لم يهلك من أخذ بقولنا؛ لأ فيه احتياطا وهو أسلم‬ ‫وأجمع الأمرين جميعاء فهذا الذي اعتل به أصحابنا وهو أحوط وفيه الثقة"("ا‪.‬‬ ‫ومسألة الاحتياط في اشتراط الغسل هذه علق عليها أبو الحسن البسيوي‬ ‫أيضا بقوله ‪ ":‬ورأينا قول من أوجب الاغتسال بالليل أحوط"(ا مرجحا رواية أبي‬ ‫هريرة (من أصبح جنبا أصبح مفطرا)(ةا على خبر عائشة المتقدم‪ ،‬متأولا‬ ‫خبرهابأنه لعله كان ناسيا جنابته“اء ونجد عند أبي الحسن جملة من القضايا‬ ‫الخلافية وردت فيها روايات متعارضة يناقش روايتها ويخرجها مخرج‬ ‫الاحتياط‪ ،‬ومنها قضية المسح على الخفين يقول فيها‪...":‬فنحن على الاحتياط في‬ ‫الوضوء‘ والخروج من الاختلاف‪ ،‬حتى يتفقوا فيما بينهما‪.‬‬ ‫ومن أمثلة المسائل التي ناقشها البسيوي ضمن منهج الاحتياط مسألة‬ ‫القنوت إذ قال في آخر بحثها بعد عرض الروايات فيه‪":‬وتركه أحوط"اء وكذلك‬ ‫مسألة قول آمين في الصلاة إذ يقول في آخر بحثها‪ ":‬وقول آمين في الصلاة من‬ ‫كلام الآدميين وليس ذلك نصا ولا ستة مجتمعا عليهاء وقد جاء النهي عن الكلام‬ ‫في الصلاة} وقد أخذنا بترك قول آمين في الصلاة‪ ،‬إذ لم ينقص شيئا من شروطها‬ ‫!( أبو المؤرج‪ ،‬الصيام من روايات أبي المؤر ج(مخ)ى ص‪.43‬‬ ‫ثا البسوي أبو الحسن الجامع‪:2/032 ،‬‬ ‫ا أخرجه مرفوعا النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصيام صيام من أصبح جنبا وذكر‪...‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصومء باب ما يفطر الصائم‪)1/921(513...‬ء‬ ‫)‪).‬‬ ‫‪2‬‬ ‫والحميدي في المسند‪ ،‬أحاديث أبي هريرة‪.)2/,344(8101 ،‬‬ ‫(ا البسيوي أبو الحسن ‪ 9‬الجامع‪.2/032 ،‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪.2/43 ،‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.2/931٥‬‏‬ ‫ححححح= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ولم يدخل في شبهة"("ا‪ ،‬ولا يتسع المقام لذكر كل المسائل التي خرجها بمنهج‬ ‫الاحتياط ولا لبسط مناقشته لرواياتها والخلاف الذي دار حولهالا‪ ،‬يقول أبو عبد‬ ‫الله الحضرمي في الةلائل والحجج‪...":‬و نهى ه عن الكلام في الصتلاةء فلهذا‬ ‫الخبر كره علماؤنا‪ ،‬قول " آمين" في الصتلاة‪ ،‬وقالوا إنها من كلام الآدميين و‬ ‫رأوا تركها لا ينقض شيئا من فرائض الصتلاةء وقالوا تركها أشبه"ث)‪.‬‬ ‫وفي ختام وقفتنا مع نقد المتن كما رأيناه في التراث الإباضي يجدر التأكيد‬ ‫على ما بدا حاضرا من قواعد أو ضوابط نقدية للرواية في هذا الجانب‪.‬‬ ‫فقد كان نقد المتن بعرضه على القرآن من أهم قواعد نقد المتن التي عني‬ ‫بها الإباضية تنظيرا وتطبيقاى ووجدنا تطبيقاته عند أوائل أئمتهم كجابر بن زيد‬ ‫وأبي عبيدة والربيع بن حبيب وتلاميذهم فمن جاء بعدهم‪ ،‬ويستدلون في نظرتهم‬ ‫لصواب هذا المنهج بأدلة يؤصلون بها هذا النهج من النقدث وهم ينطلقون في ذلك‬ ‫من أنم الأصل أن ترد السنة موافقة للكتاب لا مصادمة‪ ،‬و الكتاب هو الفيصل حال‬ ‫الاختلاف‪ ،‬فهو المحفوظ قطعا من قبل الله‪ ،‬كما أن تطبيق هذه القاعدة النقدية‬ ‫يحمي الشريعة من مزالق ورود التناقض على نصوصها المعتمدة في التشريع‬ ‫ونجد جملة من التطبيقات لهذا النوع من النقد‪.‬‬ ‫ومن هذه القواعد‪ :‬النقد بالحديث الصحيح فما اجتمع على تصحيحه أو ثبت‬ ‫تصحيحه يصبح مرجعا تقاس عليه الروايات‘ وعليه ففي حال مصادمته ترة‬ ‫الرواية المصادمة‪ ،‬ونجد لمثل هذا النوع من النقد جملة من التطبيقات‪ ،‬وقد يعمد‬ ‫الناقد إلى الاستعانة بعدد من الأحاديث التي صحت عنده‪ ،‬فيستعين بدلالتها في‪.‬‬ ‫نقده لحديث لا يرى صحته ونجد هذا عند ابن بركة متكررا وكذلك عند غيره‪.‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.2/201-301.‬‬ ‫(‪ )2‬لمزيد من التفصيل في هذه المسائل راجع‪ :‬أبو الحسن البسوي‪ ،‬الجامعض ‪.2/99043‬‬ ‫‪.931. 8831 3201‬‬ ‫اا الحضرمي أبو إسحاق إيراهيم بن عبد الله(ق‪ 6/21)6‬الذلائل والحجج‪٬‬‏ ص ‪( 840‬مخ)‪٠‬‏‬ ‫مكتبة الحاج مسعود الغرداوي‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪.41‬‬ ‫‏‪¡١:8‬‬ ‫علوم السنةعند الإباضية حجححے‪.‬م‬ ‫ومن هذه القواعد أيضا‪ :‬النقد لمخالفة العقل والحق وصحيح الحقائق‪ ،‬فالنقد‬ ‫بمخالفة العقل ينطلق من اعتبار العقل أداة التمييز ووسيلة فهم الخطاب‘ فصحيح‬ ‫المنقول لا يتعارض مع مسلمات العقول‪ ،‬بشرط اهتداء هذه العقول بنور الشريعة‪.‬‬ ‫فلا يعني إعمال العقل هنا رة الرواية به جزافاء كما أن مثل هذا النقد إما يقع‬ ‫على ما يظهر تصحيحه أو اختلف فيه فكان للعقل مجال في البحث فيه عن قرائن‬ ‫تصحيحا أو تضعيفاء وكذلك ما خالف الحق الجلي الواضح لا يقبل بل يرة‪.‬‬ ‫ويأتي استخدام منهج التأويل في حل الإشكال الواقع في الرواية مقاربا للنقد‬ ‫بالعقل من حيث استخدام القدرة العقلية في النظر لكليهما‪ ،‬لكنه يفارقه من حيث أن‬ ‫الأول يرةه العقل وينفيه‪ ،‬أما الثاني فيفستره العقل ويدرأ عنه الإشكال‪ ،‬وقد وقفنا‬ ‫على تطبيقات لعدد من علماء الإباضية في تخريجهم للروايات بالتأويل‪ ،‬كمحمد‬ ‫بن روح وأبي سعيد الكدمي وابن بركة وغيرهم‪ .‬ويكشف التأويل عن حذر لديهم‬ ‫في التعامل مع الخبر احترازا من رده‪ ،‬لكن هذا التأويل مقيد بضوابط كما ظهر‬ ‫لذا من خلال كلامهم وتطبيقاتهم‪.‬‬ ‫ونجد لمنهج الاحتياط الحاضر الوجود في التراث الإباضي أثره في نقد‬ ‫الحديث‘ فقد وجدنا تطبيقاته عند علمائهم منذ فترة مبكرة‪ ،‬وفيه يرجحون تصحيح‬ ‫رواية على أخرى يظهر في الغالب تساويهما‪ ،‬لكنهم لتغليب جانب الاحتياط‬ ‫يرجحون إحداهما‪.‬‬ ‫وهكذا بعد هذه الوقفات مع النقد وظهوره في التراث الإباضي والوقوف‬ ‫على بعض القواعد النقدية سواء ما تعلق بالسند أو المتن أجد أن البحث في حاجة‬ ‫إلى استجلاء أكثر لقضية مهمة جداء ألا وهي موقف الإباضية من الروايات‬ ‫الواردة من غير طرقهم‪ ،‬وسنحاول بلوغ هذه الغاية من خلال الفصل التالي‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححض<=‬ ‫المصل الرابع‪ :‬منهب الإباضية مع الروايات الواردة من غير طرقهم‬ ‫المبحث الأول‪ :‬قبولهم لهذه الروايات‪:‬‬ ‫سنحاول في هذا الفصل فهم حقيقة موقف الإباضية من روايات باقي الأمةء‬ ‫فهل قبلوا هذه الروايات أم ردوها؟ وإن كان أحد الأمرين أي القبول أو الرد‪ ،‬فهل‬ ‫كان ذلك مطلقا أم مقيدا بقيود ؟ وهل عاش الإباضية منغلقين على أنفسهم أم‬ ‫اتسموا بمرونة وانفتاح فكري ؟ فإن كانوا طرحوا الانغلاق الفكري فهل طرحوا‬ ‫معه فكر التعصب وتخلصوا من هذا الداء الذي أضر بفكر الأمة الإسلامية‬ ‫ووحدتها‪ ،‬وعلاقتها بين فرقها ومذاهبها؟ ثم هل موقفهم من روايات مخالفيهم‬ ‫متشكل ضمن أسلوب ممنهج واضح الطريقة؟ أم على نهج لا يمكن وصفه‬ ‫بالمنهج المحدد المعالم الواضح الكيفية في إطار هذه المدرسة‪.‬‬ ‫والسؤال الملح الذي يطرح نفسه على حملة العلم من الإباضية ‪-‬وهو يدور‬ ‫في خلدي باعتباري باحثا وطالب علم مبتديء ولعله يدور في خلد غيري‪ -‬لماذا‬ ‫لم يؤطر إلى يومنا هذا منهج للأخذ من الغير أو الرد‪ ،‬يكون واضح المعالم بين‬ ‫المسلك يفهمه طالب العلم البسيط ويمكنه فيه العبور؟ ولا يفهم من هذا الطرح أني‬ ‫قادر في هذا الفصل على البيان الكافي‪ ،‬أو أن يكون لدي من الجواب على الأسئلة‬ ‫الآنفة الجواب الوافي‪ ،‬لكنني سأعرض ما تمكنت من الوصول إليه من تراث‬ ‫الإباضية‪ ،‬فلعله أن يجيب بعض التساؤلات‪ ،‬ويبين بعضا من جوانب منهجهم‪.‬‬ ‫وإن المتتبع بدايات النشأة الأولى للإباضية الأولين‪ ،‬ليجدهم قد تعايشوا مع‬ ‫جميع المسلمين‪ ،‬ورفضوا منهج الإقصاء والعداء والتكفير‪ ،‬بل جابهوا من أعلبن‬ ‫على المسلمين النفير ث وفارقوا منهج الغلاة من الخوارج المحاربين ونهجوا نهج‬ ‫المحكمة المعتدلين(" وعليه فإن بذرة هذه الجماعة قامت في أساسها على‬ ‫الاعتدال‪ ،‬ونشأ فكرهم في جو من التلاقح الفكري مع جميع الموحدين المتعددي‬ ‫"ار‪ :‬النامي‪ :‬دراسات عن الإباضيةث ص‪38‬ء لفيتسكي تادوز(معاصر)‪ ،‬الإباضية بحث عن‬ ‫دائرة المعارف الإسلامية حول كلمة‪" :‬ا لإباضيّة' ‪ :‬ترجمة من الفرنسية‪ :‬يحيى بكوش‘ ‪48910‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫المقال‪ ،‬فكان طبيعيا أن يأخذوا ويعطواء‪ ،‬وأن يقبلوا ويرتوا‪ ،‬وأن يعمدوا في ما‬ ‫يرد إليهم من وسط ذلك الزخم الفكري‘ إلى التضعيف أو التصحيح والمناقشة‬ ‫والنقد والترجيح‪.‬‬ ‫وإن المتتبع لهذه القضية يلمس أيضا أنهم جعلوا الأصل فيها القبول عن‬ ‫مخالفهم‪ ،‬والأخذ عنه من بدايات نشأتهم؛ فقد كتب جابر بن زيد إلى عكرمة مولى‬ ‫ابين عباس ‪-‬مع أن عكرمة كان صفريا مخالفا لجابر في مسائل يسأله فيها إذ‬ ‫يروى عنه عمرو بن دينار قال‪" :‬أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل سأل‬ ‫عنها عكرمة‪ "( .‬وتذكر بعض كتب الرواية إنكار جابر على عمرو عدم مبادرته‬ ‫في ذلك إذ يقول عمرو‪ ":‬أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل‪ ،‬فقال‪ :‬سل‬ ‫عنها عكرمة فجعلت كأني أتباطأ فانتنزعها من يدي فقال هذا عكرمة مولى ابن‬ ‫عباس هذا أعلم الناس"غا‪.‬‬ ‫إن إمام المذهب يخط في هذا منهج القبول من المخالف ويؤسسه‘ وهو في‬ ‫إنكاره على عمرو وكلامه الموجه إليه إنما يؤكد على أحقية عكرمة في الأخذ‬ ‫عنه بموجب فضل علمه إذ هو أعلم الناس‪ ،‬وهذا يكشف لك أحد سمات منهج‬ ‫الإباضية في أخذهم عن مخالفهم ما لم يكن معهم‪ ،‬فهم لا يجمدون على ما معهم‪.‬‬ ‫ويعزز موقف جابر المتقدم روايته عن عكرمة\ فقد روى عنه أن (أم حبيبة‬ ‫‪77‬‬ ‫الأصول التاريخية للفرقة الإتاضيَّة‪ :‬نشر الجامعة‬ ‫ص‪2‬ے خليفات عوض محمد(معاصر)‪.‬‬ ‫الأردنية‪ ،‬عَمان‪ ،‬الأردن‪ .‬دت‪.‬ص ‪.8‬‬ ‫() ابن خلفون ‪ :‬أجوبة ابن خلفون‪ ،‬ص‪.64‬‬ ‫( البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬التاريخ الكبير ‪ 7/940‬القرطبي أبو عمر يوسف بن عبد الله‬ ‫بن عبد البر(‪ ،)364/1701‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيدث تح‪ :‬مصطفى أحمد‬ ‫‪ 0‬المغربؤ‬ ‫الإسلامية‬ ‫عبد الكبير البكري ‪ .4‬نشر وزارة الأوقاف والشؤون‬ ‫العلوي ومحمد‬ ‫ى العقيلي أبو جعفر محمد بن عمر بن موسى(‪ 223/439)0‬كتاب‬ ‫‪7‬ه۔‪7691‬م‪2/92 .‬‬ ‫بيروتغ‬ ‫العلميةء‬ ‫المكتبة‬ ‫دار‬ ‫ط‪1‬ء‪،‬‬ ‫قلعجيث‬ ‫أمين‬ ‫المعطي‬ ‫تح‪:‬عبد‬ ‫الضعفاء‬ ‫‪ 41‬ه‪.3/573.‬‬ ‫== علوم السنةعند ال ضية‬ ‫ويسأل عبد الله بن عبد العزيز عما روي من ( أن رسول الله ة تزوج‬ ‫عائشة وهي ابنة تسع سنين) (ا‪ ،‬هل أصحابنا حدثوا بهذا الحديث أم قومنا ؟‬ ‫فيقول‪" :‬قومنا‪ -‬أي المخالفين لهم_ حدثوا به وأصحابنا لم يغيروا عليهم‪ ،‬هذا أمر‬ ‫مجتمع عليه"اث وقوله مجتمع عليه يفيد أن الإباضية وافقوا مخالفيهم في تصحيح‬ ‫هذه الرواية‪ ،‬وقبلوها منهم لصحتها‪ ،‬فالقبول أثر من آثار التصحيح‪ ،‬كما يدل على‬ ‫أن أئمة الإباضية رووا هذه الرواية أيضا‪.‬‬ ‫وقبول الحق ممن جاء به شعار رفعه أبو عبيدة خليفة جابر في إمامة‬ ‫المذهبا‪ ،‬ويؤكد تلميذه أبو المؤرج هذا مع ذكر قيود القبول في جوابه لتلميذه‬ ‫أبي غانم الخراساني إذ نقل له قول أبي عبيدة‪(:‬كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن‬ ‫فهي ضاح) (ثاؤ فذكر له أبو غانم‪ .‬أن هذا قول قومنا فأجابه أبو المؤرج بقوله‪":‬‬ ‫‪ (1‬الأزدي جابر بن زيد ‪ :‬كتاب جابر بن زيد روايات عمرو بن هرم ص‪ ‘31‬وقد تقدم‬ ‫تخريج الحديث‪.‬‬ ‫لا وردت الرواية بالعقد في الست والبناء في التسع‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه كتاب‬ ‫فضائل الصحابة‪ ،‬باب تزويج النبي ‪)3/5141(3864‬ء ومسلم في صحيحه كتاب النكاح‪.‬‬ ‫النكاح‪ ،‬باب‬ ‫‪ .) 1 224( 301 2/8‬والربيع في مسنده كتاب‬ ‫البكر الصغير ةء‬ ‫باب تزويج الب‬ ‫النكاح‪ ،‬باب‬ ‫كتاب‬ ‫وابن ماجة في سننه‬ ‫‪.)2(25 1 1/0‬‬ ‫النكاح وما لا يجوز‬ ‫ما يجوز من‬ ‫نكاح الصغار يزوجهن الآباءث ‪.)1/306(6781‬‬ ‫{ا الفراهيدي الربيع بن حبيب‪ ،‬مسائل سئل عنها الربيع بن حبيب(مخ)ء ص‪.402‬‬ ‫‪٨‬ا‏ تقدمت عبارة أبي عبيدة في ذلك‘ ص‪.‬‬ ‫ثا أخرج أصحاب الرواية حديثا بلفظ(كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)‪ ،‬أخرجه‬ ‫ابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة‪ ،‬ذكر إيقاع النقض على الصلاة‪.)5/98(8871 ...‬‬ ‫والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬فضائل القر آن‪ ،‬فضل فاتحة الكتاب‪ ،)5/21(3108 ،‬وابن ماجة‬ ‫‪‘ ()1/42(048‬‬ ‫القراءة خلف الإمامء‬ ‫إقامة الصلاة والسنة فيها‪ ،‬باب‬ ‫في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫من‬ ‫وقد بحثت في عدد‬ ‫ذكر قوله‪.)1/(9 7 .‬‬ ‫باب‬ ‫كتاب الصلاةء‬ ‫والدارقطني في سنن‬ ‫معاجم اللغة تفسير لفظ ضاح ولم أجد ما يربطه بمعنى خداج فلعل كلمة ضاح الواردة في‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫قومك يقولون حقا كثيرا‪ ،‬لم يخالفهم أصحابنا فيما أصابوا‪ ،‬ولكن إنما خالفوهم فيما‬ ‫أخطؤوا فيه"‪ 4 ).‬ويسأل أبو غانم عبد الله بن عبد العزيز أبلغه ما روى بعض‬ ‫مخالفيه ويرفعونه إلى النبي فق أنه قال‪ (:‬حريمغا العين مئة ذراع والطريق سبعة‬ ‫أذرع والنخلة خمسة أذرع) ثا فيجيبه أنه قد بلغته وأنه لا يستنكر أن يكون ذلك‬ ‫كذلك‪ ،‬وما قال رسول الله ا هو حق(‪.‬‬ ‫إن هذه الأمثلة المتقدمة الذكر تكشف بجلاء قبول أئمة الإباضية المتقدمين‬ ‫رواية المخالف والأخذ عنه‪ ،‬على أن هذا الأخذ أو القبول لا ينحو منحى التقليد‬ ‫دون تمييز‪ ،‬فالقبول مقيد بموافقة الحق‪ ،‬وفيما سلم من عيوب الخطأ وتنزه عن‬ ‫الكذب كما هو واضح من كلامهم المتقدم‪.‬‬ ‫وهناك قيد آخر يضيفه الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن وهو من‬ ‫المتقدمين‪ ،‬فقد سئل عن إسناد بعض من كانوا تلاميذ لأبي عبيدةث نم أظهروا‬ ‫خلافا في بعض المسائل بعده فكان جواب عبد الوهاب أنهم كانوا من أهل‬ ‫دعوتهم لكن مسائل معروفة وقعت منهم فلم يؤخذ بقولهم فيها‪ ،‬وأما غيرها ففيهيا‬ ‫عبيدة تفسير لها والله أعلم‪.‬‬ ‫قول أبي‬ ‫"ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘ ‪.83 /1‬‬ ‫‪2‬ا "الحريم‪ :‬الحمى"‪ ،‬أي أن حريم كل شيع حماه‪ .‬ر‪ :‬البركتي‪ ،‬التعريفات الفقهية‪ .‬ص‪.97‬‬ ‫ثا حول حريم الطريق بسبعة أذرع‪ ،‬أخرج البيهقي رواية مرفوعة\ في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب‬ ‫إحياء الموات‪ ،‬باب القوم يختلفون في سعة الطريق‪.)6/551(24611)(34611 ،‬‬ ‫وحول حريم النخل بسبعة أذرع فقد ورد في رواية أخرجها البيهقي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب إحياء الموات‪ ،‬باب النخل يغرس‪.)6/651(44611...‬‬ ‫وأما حريم العين فقد اختلفت الروايات منها خمسمائة وأخرى ثلاثمائة وورد في رواية‬ ‫مائتان أخرجها البيهقي في السنن الكبرى كتاب إحياء الموات‪ ،‬باب ما جاء في حريم الآبار‪،‬‬ ‫))) وورد في رواية للدارقطني في سننه‪ ،‬بثلاثمائة ذراع‪ ،‬في كتاب الأحباس‪،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫باب المرأة تقتل إذا ارتدت‪.)4/022(36 ،‬‬ ‫ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى" ‪.1/053-153‬‬ ‫حجحح= علوم السنة عند ال ضية‬ ‫الاختلاف حتى عند أصحاب التبيقق؛ "أس وجوابه يكشف أن القبول مقيد فيما كا‬ ‫الخلاف‘ فما صح عندهم من مسائل واستقر عليها عملهم وبنو‬ ‫نرطجاق‬ ‫خا‬ ‫على أدلة صحيحةا لا يقبلون من المخالف نقله أو روايته المناقضة لهاء و لا‬ ‫يمكن في حقيقة الأمر عة هذا من قبيل التعصب والجمود‪ ،‬وذلك لأنهم حتى طبقوه‬ ‫على من خالف وهو معدود من داخل المدرسة فضلا عمن كان خارجها؛‬ ‫فالمقياس واحد‪ ،‬ومن جهة أخرى لا بة لكل مدرسة صح عندها أمر أرن تنافح‬ ‫عنك وتظهر تميزها واستقلاليتها فيه دون التنقيص من آراء المدارس الأخرى‪.‬‬ ‫ونجد في مقدمة القيود التي يضبط بها القبول مسائل الأصول فالقبول من‬ ‫فقهاء قومنا الثقات منهم في دينهم مقيد كما يذكر أبو سعيد الكدمي فيما يوافقون‬ ‫فيه في أصول الدين( ‪ 0 (2‬ويلمح من كلام أبي سعيد أكثر من ضابط فمن ذلك أن‬ ‫الأخذ من الفقيه‪ ،‬وأن يكون ثقة‪ ،‬وأن يكون المأخوذ عنه في الموافق من ا لأصول‪.‬‬ ‫ويؤكد الكدمي مثل أسلافه أن قاعدة القبول قائمة على كون المأخوذ حقا‪ ،‬فما‬ ‫كان حقاًء فالحق يجب الأخذ به‪ ،‬والقول القائل أنه لا يجوز لأحد أن يأخذ بما في‬ ‫الأثر‪ ،‬إن صح أن ذلك من قول المسلمين من أهل البصر فهو محمول على ما‬ ‫كان باطلا‪.‬‬ ‫ويذكر أن لعلماء القوم ما يكون من صحيح القول‘ وما يوافقون فيه‬ ‫الأصحاب‪ ،‬في معنى الدين والرأي‪ ،‬ولهذا لا يرد على أحد من الخليقة شيئا من‬ ‫العدل(‪.‬‬ ‫ويقول الكدمي أيضا في لزوم الحجة في الفتيا لمن لزمه السؤال عما وجب‬ ‫عليه السؤال من أمر دينه‪ ":‬وقال من قال‪ :‬لا تقوم عليه الحجة في ذلك إلا بأهل‬ ‫لا الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن‪ ،‬مسائل نفوسة ص ‪.04 - 93‬‬ ‫ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.1/241‬‬ ‫ا الشقصيء منهج الطالبين‪.1/141 ،‬‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.012 /3‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫حج‬ ‫الثقة من المسلمين‪ ،‬وقد قيل في هذا الفصل‪:‬إنه يلزمه القبول‪ ،‬من أهل الثقة من‬ ‫قومنا‪ ،‬إذا عرف منهم الموافقة في ذلك الشيء الذي لزمه‘ مما لا يسعه تركه ولا‬ ‫ركوبه إلا باعتقاد السؤال إذا لم تبلغه حجة العلم به‪ ،‬فأهل الثقة من قومنا في مثل‬ ‫هذا يكونون حجة عليه في الفتياء مع من قال‪:‬إنه لا يكون حجة عليه إلا أهل الثقة‬ ‫والأمانة‪ ،‬ولا يكون عليه حجة أهل الخيانة‪ .‬ولا أهل التهمة من أهل الشرك‪ ،‬ولا‬ ‫من أهل الإقرار "()‪.‬‬ ‫إن النص السابق للكدمي حوى التأكيد على القيود المتقدمة الذكر لكنه أكد‬ ‫على الأمانة مع الثقة ورفض كل من يشم منه رائحة الخيانة كما أكد أن القبول‬ ‫فيما عرفت موافقتهم فيه‪ ،‬وهذا المعنى الأخير هو الذي أكده الإمام عبد الوهاب‬ ‫كما تقدم‪ ،‬ونجد تأكيده عند أبي القاسم البرادي إذ يذكر مجيبا من سأله بأنه لا‬ ‫في هذه‬ ‫خصهم‬ ‫يؤخذ بقول أهل الخلاف في المسائل التي خالفوا فيها ولا بر‬ ‫المسائل‪ ،‬ويذكر أنه قول الإمام عبد الوهاب نيه في جواباتك‪ ،‬وأنه يجوز الأخذ‬ ‫بقولهم في غير هذه المسائل المذكورة المختلف فيها(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد عند التلاتي مزيد إيضاح في هذه المسألة فهو يذكر أن أقوال ابن عبد‬ ‫العزيز وأصحابه ‪ -‬ممن ظهرت بعض مخالفة منهم في بعض المسائل بعد أبي‬ ‫عبيدة مقبولة في المسائل الاجتهادية مثل قول باقي أصحابناى وقد عزى هذا‬ ‫القول إلى البدر الشماخي أيضاا‪ ،‬ويفهم من هذا أن من قيود القبول أن يكون في‬ ‫المسائل الاجتهادية التي ليست من المسائل المختلف فيها‪.‬‬ ‫وإذا تتبعنا تطبيقات الإباضية في أخذهم عن غيرهم نجد نماذج كثيرة‘ من‬ ‫ذلك ما ذكره ابن بركة من رواية النعمان بن بشير( أن أباه أتى به إلى النبي ية‬ ‫(")م‪.‬س‪.1/77 ،‬‬ ‫ا البرادي أبو الفضل أبو القاسم ابن إيراهيم الدمّري(حي في‪ ،)018/7041 :‬جوابات‬ ‫البرادي(مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف الجزائر‪ ،‬مج‪81‬ث ص‪[ 01‬ظ‪ /‬و‪.‬‬ ‫‪.71‬‬ ‫(ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي ءروضة المشتاق على زهرة الإشراق‪،‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حح=‬ ‫فقال يا رسول الله‪ :‬إني نحلت"ا ابني هذا غلاماًء فقال النبي قل‪ :‬أكل أولادك‬ ‫نحلت‘ قال‪:‬لا‪ ،‬قال‪:‬فأرجعه) لاء ويعرض رواية أخرى ذكر أنها من طريق‬ ‫الشافعي (أن النبي ملة غضب من ذلك إذ جاءه يشهد بمثل هذه الشهادة) (ةا‪.‬‬ ‫ويعقب ابن بركة مفرعا عليها بعض الأحكام بأنه إن كان خبر الشافعي الذي‬ ‫رواه صحيحا مع قوله بشهرته مع أصحاب النقل للحديث ففيه دلالة على‪...‬ويذكر‬ ‫بعض الأقوال التي يفرعهاء يقول ابن بركة‪ ":‬وفي الخبر عن النبي ة من طريق‬ ‫صحيح ما يدل على صحة الخبر الذي رواه الشافعي وإن كنت لم أجده في رواية‬ ‫أصحابنا"( “ا‪ ،‬ثم يذكر هذا الخبر‪( :‬أن النبي ي قال لرجل من أصحابه قد نحل‬ ‫ولده نحلأً وله غيره من الأولاد‪ ،‬أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء‪ ،‬قال‬ ‫نبلى قال ‪:‬فأردده أو تساوي بينهم)(ةا‪.‬‬ ‫ويَرة ابن بركة على من احتجوا في تجويز شرب النبيذث برواية يرونها من‬ ‫طريق أبي بردة ويرفعونها وهي( اشربوا ولا تسكروا ) ا بأن هذا كما قيل خبر‬ ‫{"ا النحل‪ :‬العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق‪ ،‬وهو مصدر نَحَل‪.‬ر‪ :‬ابن‬ ‫منظور لسان العرب‪ ،‬مادة نحل‪.11/056 ،‬‬ ‫كا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهية تفضيل بعض الأولاد في الهبة‬ ‫‪ »)321 (3‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب النحل ذكر اختلاف الناقلين‪...‬‬ ‫وأبو عوانة في مسنده‪ ،‬باب ذكر الخبر‪ .‬المبين‪.)3/354(7665 ...‬‬ ‫‪) 41‬ع‬ ‫{ثا اللفظ الذي وجدته في مسند الشافعي هو‪( :‬إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم أكل ولدك نحلت مثل هذا فقال لا فقال رسول الله ية فارجعه)‬ ‫ر‪:‬الشافعي‪ ،‬مسند الشافعي‪ ،‬من كتاب اختلاف الحديث‘ ‪.1/471‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.124 - 2/024‬‬ ‫( أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الهبات‪ ،‬باب كراهية تفضل بعض الأولاد في الهبة‪.‬‬ ‫‪ »)3((3261‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الإجازة‪ ،‬باب في الرجل يفضل بعض ولده في‬ ‫النحل‪ 3/292(2453)6 ،‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب البيو عض ‪.)3/24(171‬‬ ‫© أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬ذكر الأخبار التي اعتل بها من‪...‬‬ ‫)) وعلق غليه بقوله‪ ":‬قال أبو عبد الرحمن وهذا حديث منكر غلط فيه أبو‬ ‫‪3‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫لم تنقله جماعة الأخبار‪ ،‬بل يذكر(" أن أصحاب الحديث نقلوا عن بريدة عن أبيه‬ ‫عن النبي يل أنه قال‪ ( :‬لا تشربوا مسكرا )غا‪.‬‬ ‫وينقل أبو يعقوب الوارجلاني أحاديث من كتب الصحاح يستشهد بها ويقول‬ ‫عن أحدها‪ ":‬الحديث الصحيح الذي أخرجه الصحاح" (أن رسول الله ة‬ ‫قال‪:‬أربع من‪ .‬كن فيه أو واحدة منهن فهو منافق حقا وإن صلى وصام وزعم أتته‬ ‫مسلم إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) ا‪.‬‬ ‫ويذكر في موضع آخر الاستدلال بحديث معاذ بن جبل فه حين قال له رسول الله‬ ‫يلة لما بعثه إلى اليمن‪ (:‬بماذا تقضي يا معاذ؟ قال بكتاب الله عز وجل ى قال فإن‬ ‫‏‪ ٢‬قال فإن لم تجده‪ ،‬قال أجتهد رأيي ‪ 0‬فقال‬ ‫لم تجده‪ ،‬قال فبسنة رسول الله‬ ‫رسول الله يلة الحمد لله الذي وفق رسول رسوله) (ا يقول أبو يعقوب‪ ":‬وهذا‬ ‫الحديث قد نقلته الأمة بالقبول واستفاض وإن كان الراوي ابن أخ المغيرة بن‬ ‫‪١‬‬ ‫شعبة وهو مجهول‪ -‬وهو حديث صحيح في مسند الداودي"ا‪.‬‬ ‫الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أن أحدا تابعه عليه من أصحاب سماك بن حرب وسماك ليس‬ ‫بالقوي وكان يقبل التلقين قال أبو عبد الرحمن قال أحمد بن حنبل كان أبو الأحوص يخطيء‬ ‫في هذا الحديث خالفه شريك في إسناده وفي لفظه" وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب‬ ‫الأشربة‪ ،‬باب ما يحتج به من رخص في المسكر ‪ )8/892(58171 ،‬وأورد تضعيف النسائي‬ ‫لهذا الحديث‪.‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.635 ,/2‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الأشربة‪ ،‬باب النهي عن الانتباذ في‪.)3/5851(779...‬‬ ‫وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الأشربة‪ ،‬باب في الأوعية‪ ،)3/233(8963 ،‬وابن الجعد في‬ ‫مسنده‪ ،‬من حديث إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق‪.)1/392(0991 ،‬‬ ‫{ثا الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف ث‪.2/401.‬‬ ‫(‪٨‬تا‏قدم تخريجهێ ص ‪.411‬‬ ‫ت اقدم تخريجه‪ ،‬ص ‪.511‬‬ ‫كا الوارجلانى أبو يعقوب العدل والإنصاف“‪.1/351‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫ونجد عند عمرو التلاتي نماذج من اعتماده على أحاديث من كتب الحديث‬ ‫يعبر عن أحدها بقوله‪':‬كالنهي من حديث الصحيحين""ا(لذا دخل أحدكم المسجد فلا‬ ‫يجلس حتى يصلي ركعتين) ثا ومن حديث بن ماجه وغيره (لا تصلوا في‬ ‫أعطان(ةا الإبل‪,)4( )..‬‬ ‫إن النماذج المتقدمة الذكر تكشف حقيقة مرونة الإباضية وأخذهم من‬ ‫مخالفهم‪ ،‬وقد مثلنا بنماذج منهم ابتداء من المتقدمين كالإمام جابر فخليفته أبي‬ ‫عبيدة‪ ،‬ثم من جاء بعدهم كالكدمي وابن بركة في القرن الرابع‪.‬‬ ‫عبيدة فتلاميذ أبي‬ ‫وأبي يعقوب الوارجلاني في القرن السادس الهجري وعمرو التلاتي في القرن‬ ‫الثاني عشر الهجري‪ ،‬وغيرهم ممن عاصروهم أو كانوا قبلهم أو جاءوا بعدهمء‬ ‫ممن لا يمكننا عرض استشهادهم بكتب الرواية والحديث للكثرة الكاثرة من نماذج‬ ‫ذلك وما قصدنا هنا إلا التمثيل العشوائي المتوزع فقط بما يكشف حقيقة اعتمادهم‬ ‫كتب الرواية والحديث والأخذ من غيرهم‪ ،‬ومن شاء معرفة ذلك ما عليه إلا أن‬ ‫يقلب صفحات كتبهم ومصنفاتهم ليجد ذلك واضحا جليا‪.‬‬ ‫هذا ولم يقتصر الأمر على الاستشهاد والأخذ في التدوين والكتابة‪ ،‬بل إن‬ ‫[") التلاتي عمرو رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ى ص‪.27-37‬‬ ‫كا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أبواب التطوع باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى‪...‬‬ ‫‪)1/193(9011‬ء ومسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب استحباب تحية‬ ‫المسجد‪)1/594(317 ،‬ء والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة ووجوبها‪ ،‬باب في المساجد وفضل‬ ‫المسجد ‪)1/901(852‬ء والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء إذا دخل‬ ‫أحدكم المسجد‪.)2/921(613 ...‬‬ ‫{ا الأعطان جمع عطن‪ ،‬والعطن للإبل كالون للناس وغلب إطلاقه على مَنركها حول‬ ‫الحوض ر‪:‬ابن منظور لسان العرب‘ ‪.31/682‬‬ ‫ا أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‘ باب شروط الصلاة‪ ،)4/995(0071 .‬وابن‬ ‫ماجة في سننه‪ ،‬كتاب المساجد والجماعات باب الصلاة في أعطان الإبل‘ ‪.)1/252(867‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الصلاة‪ ،‬باب ما جاء في الصلاة في‪.)2/081(843 ،..‬‬ ‫والدارمي في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب الصلاة في‪..‬ث ‪.)1/573(1931‬‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫علماء الإباضية كانوا يأخذون عن رجال الرواية ولو كانوا مخالفين لهمث فجابر‬ ‫والربيع وتلاميذهم أخذوا عن محدثي عصرهم ورواته"ا‪ ،‬وأبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني تلقى وتعلم فن الحديث والرواية عن محدثي الأندلس(ثاء وأبو ستة‬ ‫محمد بن عمر عن محدثي مصر وعلمائها اء وعمرو التلاتي أيضا عن علماء‬ ‫ومحدثيها ‪.‬‬ ‫مصر‬ ‫ووجدت في مدونات سالم بن يعقوب الجربي المخطوطة عبارة ينقلها عن‬ ‫ومنه أنه قرأ الأربعين النووية بجامع‬ ‫التلاتي أنه قرأ الحديث وتلقاه في مصر‬ ‫المؤيد بمصر ا‪.‬‬ ‫وإن القبول لم يقتصر على الأخذ والتلقي والاستشهاد للرواية وحدها فقط‬ ‫ولكن تعدى ذلك أيضا إلى اعتماد النقد ومقاييس القبول والرد للرواية نفسها‘ ومن‬ ‫أمثلة ذلك ما أورده ابن بركة في مسالة مسح الرأس‘ وقول من قال بأنه يجزي‬ ‫للماسح مسح بعض الرأس من مقدمه‪ ،‬وذكر حجتهم في ذلك ما روي عن النبي‬ ‫لة من أنه(مسح بعض ناصيته) وأن الناصية بعض الرأس وهي مقدمه‪ ،‬وما روي‬ ‫ر أسه ( (‪. )5‬‬ ‫أذه ) مسح بعض‬ ‫النبي ‪ :‬من‬ ‫عن‬ ‫"المعرفة ذلك ر‪ :‬عمرو النامي‪ ،‬دراسات عن الإباضية‪ 8010 590 47-670 ،‬القفوبي‪،‬‬ ‫الامام الربيع مكانته ومسنده؛ ص‪ 93 82.0 ‘72‘32‬فما بعدها‪.‬‬ ‫"ا انظر ترجمة أبي يعقوب في‪ :‬الدرجيني‪ :‬الطبقات ‪ »2/984-594 ،‬الشماخي‪ :‬السير‬ ‫‪.601 .201‬‬ ‫"ار‪ :‬ابن تعاريت‪ :‬رسالة في تراجم علماء جربة (مخ) ‪ ،77-87‬الجعبيري‪ :‬البعد‬ ‫الحضاري ص‪.741-841‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ الجربي سالم بن يعقوب(‪ 8041/8891)6‬مدونات سالم بن يعقوب حول تآليف‬ ‫التلاتيس(مخ) بخط يده في مسودات محفوظة في مكتبته‘ غيزن‘ جربة تونس‘‪(:‬د‪.‬ر)‬ ‫(د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫الم أجد من رفعه بهذا اللفظ‪ ،‬وقد أخرج عبد الرزاق اللفظ الأول بسنده قولا عن ليراهيم‬ ‫النخعي في مصنفه‘ كتاب الطهارة‪ ،‬باب المسح بالرأس‪ ،)1/8(41 ،‬وأخرج الربيع في مسنده‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ثقمال ابن بركة‪":‬في هذين الخبرين مع أصحاب الحديث ضعف"'"اء ويذكر‬ ‫ما روي عن معاذ حين ولي على جباية صدقات أهل اليمن فقال لهم‪( :‬هاتوا‬ ‫سديسا وخميساً فإنه أخف عليكم وأنفع للمهاجرين ‪ 3‬أوكلام هذا معناه)(‪2‬ا‪ ،‬قال ابن‬ ‫بركة‪":‬فإن سلم هذا الخبر ممن عارضه من متفقهي مخالفينا قلت به وبالله‬ ‫التوفي‪4‬ق «(‪.)3‬‬ ‫وقد ينقل ابن بركة نقد أحد وهو لا يراه ولكنه يسوقه ويذكره كذكره نقد‬ ‫مالك لأخبار الإشهاد على النكاح وأنه ذهب لإلى أن "أخبار الإشهاد على النكاح‬ ‫مضطربة‪ ،‬ومن قول مالك ‪ :‬إذا استكتم الشاهدان عقد النكاح فرق بين الزوجين‬ ‫وطعن في الخبر المروي عن النبي يل وضعف"(“ا وهو ( لا نكاح إلا بولي‬ ‫وشاهدين )("‪.‬‬ ‫حديثا عن جابر بن زيد عن ابن عباس( عن النبي يلة أنه مسح ببعض رأسه في الوضوعء)‬ ‫كتاب الطهارةض باب في آداب الوضوء وفرضه‘ ‪.)1/55(69‬‬ ‫ومسألة مسح بعض الرأس اختلف فيها العلماء‪ ،‬يقول نور الدين السالمي‪':‬والأصل مسح بعض‬ ‫رأسه‘ وفيه بيان لقوله تعالى طلوَاسْتَحُوا بر غُوسكم(المائدة‪ .)5/6‬قال‪ :‬فإن معناه أشكل على‬ ‫الناس‪ ،‬فمنهم من أوجب الاستيعاب‪ ،‬فجعل الباء للإلصاق‪ ،‬فأوجب مسح الكل‪ ،‬ومنهم من‬ ‫جعلها للتبعيض‪ ،‬وأوجب مسح البعض فقط\ ثم اختلفوا في ذلك البعضع فمنهم من لم يُقثره‬ ‫بقدر‪ ،‬وهم الشافعية‪ ،‬ومنهم من قره بربع الرأس وهم الحنفية‪ .‬والمستحب عندنا مسح‬ ‫الجميع خروجا من الخلادف“ ويجزي البعض لهذا الحديثڵ فإنه يل إنما فعله بيانا للجواز‬ ‫وأقل ما قيل‪ :‬أنه يجزي من ذلك مسح ثلاث شعرات بثلاثة أصابع"‪.‬ر‪ :‬السالمي نور الدين‬ ‫أبو محمد عبد الله بن حميد(‪ ،)2331/4191‬شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن‬ ‫حبيب‪ ،‬تقديم عز الدين التنوخيء مكتبة الاستقامة سلطنة غمان‪ ،‬د‪.‬ت‘‪.1/151‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/642،‬‬ ‫الم أجد من خرجه‪.‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/,304 ،‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.731 - 2/631 ،‬‬ ‫(‪ )5‬أخرجه ابن حبان في صحيحه‘ كتاب النكاح‪ .‬ذكر نفي إجازة عقد النكاح بغير‪...‬‬ ‫والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب النكاحث باب ما جآء لا نكاح إلا بوليث‬ ‫‪)9‬‬ ‫)ح ___‬ ‫___ علوم السنةعند الا ضية ح(‬ ‫ويشير عمرو التلاتي إلى الحديث الذي أخرجه أبو داود وغيره‪ (:‬أنه صلى‬ ‫الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة) (" وأنه قد ضعفه أهل‬ ‫الحديث‪.",‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ردهم للرواية الواردة من غير طرقهم أو توقفهم فيها‪:‬‬ ‫بعد أن وقفنا على قبولهم وأخذهم للوارد من غير طرقهم‪ ،‬مع عرض نماذج‬ ‫من ذلك بما يسعف به المقام‪ ،‬وبما لا يكون فيه إسهاب وطول كلام وبقدر ما‬ ‫يكشف ويجلي ذلك للعقول والأفهام‪ ،‬لا بة لذا من وقفة لعرض ردهمح لعلنا أن‬ ‫نفهم مسلكهم‪ ،‬فيما ردوه ورفضوه من روايات غيرهم‪.‬‬ ‫ومن أمثلة الرد ما ذكره أبو غانم الخراساني إذ سأل شيخه عما يرويه بعض‬ ‫مخالفيهم عن فقهائهم عن النبي قة‪(:‬أنه أتى برجل زان وهو ضعيف الخلق فأمر‬ ‫بميله من أثاكيلا فقال اجلدوه بها) "اء فأجاب بقوله‪ ":‬لسنا نأخذ بهذا في أحاديثهم‬ ‫‪ »)11 3/704‬والدارقطني في سننه‘ كتاب النكاح‪)3/022(9 ،‬ء والشافعي في مسنده‪ ،‬ومن‬ ‫كتاب اختلاف مالك والشافعي ‪.1/022‬‬ ‫("ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه؛ كتاب الصوم‪)7851( 006 /1 ،‬ء وابن خزيمة في‬ ‫صحيحهء كتاب الصيام‪ ،‬باب ذكر خبر مفسر للفظتين‪)3/292(1012...‬ء والنسائي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب النهي عن صوم يوم عرفة بعرفةث ‪ ،)0382( 2/551‬والطبراني‬ ‫في المعجم الأوسط باب من اسمه لإبراهيم‪.)6552( 3/18 .‬‬ ‫وهذا الحديث أخرجوه من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري قال حدثنا‬ ‫عكرمة قال حدثنا أبو هريرة وقد أعله الطبراني وقال‪ ":‬لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا‬ ‫مهدي تفرد به حوشب"‪.‬ر‪ :‬الطبراني‪ ،‬المعجم الأوسط موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫ويقول ابن حزم في المحلى‪ ":‬وأما حديث أبي هريرة في النهي عن صوم يوم عرفة‬ ‫بعرفات فإنه رواية حوشب بن عقيل وليس بالقوي عن مهدي الهجري وهو مجهول ومثل هذا‬ ‫لا يحتج به" ر‪ :‬الظاهري ابن حزم المحلى‪.7/81 ،‬‬ ‫ا التلاتي عمرو بن رمضان الجربي» رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ)‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫(‪ | )3‬لأخاكل هي ‪ :‬العتاكل قلب العين همزة ويعني ‪ :‬الشر اخ‪ .‬وهو ما عليه السر من عيد ان‬ ‫وهو في النخل بمنزلة العنقود من الكرام‪ .‬ر‪ :‬ابن منظور لسان العرب‪.11/01‬‬ ‫حجحح= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ولا نصدقهم فيه‪ ،‬ولو نعلم أن النبي ه فعل ذلك لأخذنا به"(ثا‪ ،‬ويسأل أيضا عما‬ ‫رووه عن أتي من أته روى عن الرسول ة في أن نهاية العدة للحامل المتوفى‬ ‫عنها بالوضعا فيجيبه أبو المؤرج أنهم لا يأخذون بحديٹهم هذا مؤكدا أنهم لو‬ ‫يعلمون أن النبي فقه فعل ذلك لأخذوا به واعتمدوا عليه‪ .‬والأمر عندهم على ما‬ ‫جاء عن ابن عباس وغيره من الصحابة أنها تعتد بآخر الأجلين“ا‪ ،‬وهذا قول أبي‬ ‫‪ 01‬خرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الرجم‪ ،‬باب الضرير في الخلق يصيب في‬ ‫الحدود واختلاف الناقلين لخبر‪..‬ث ‪ )4/,113(1037)(2037‬وابن حزم الظاهري في المحلى©‬ ‫‪.1-571/ 1‬‬ ‫وقد وردت روايات تفيد التشديد في أمر الزنا والتغليظ في فعله على خلاف ظاهر هذه‬ ‫الرواية ومنها ما أخرجه مسلم في صحيحه كقوله ة (لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به)‪.‬‬ ‫كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا‪ 3/0231(4961)0 .‬وأبو عوانة في مسنده‬ ‫كتاب النكاح‪.)4/131(2826 ،‬‬ ‫ثا أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى‪.2/67 ،‬‬ ‫"ا أخرجه أحمد في مسنده‪ ،‬حديث سهل بن سعد عن أبي بن كعب‘ ‪ ،)5/611(64112‬وأبو‬ ‫يعلى في معجم أبي يعلى‪ ،‬كتاب المعجم‪ ،)1/93(3 ،‬والمقدسي في الأحاديث المختارة وقال‬ ‫عنه سنده ضعيف حديث عبد الله بن عمرو‪.)3/614(3121 ،‬‬ ‫قول ابن عباس وفتواه أخرجها البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬تفسير« وأونَات‬ ‫الأحمَال‪(4..‬الطلاق‪ ،)4/4681(6264 ،)4/‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب الطلاق‪ ،‬باب انقضاء‬ ‫عدة المتوفى عنها زوجها‪)2/2211(5841...‬ء وابن حبان في صحيحه كتاب الطلاق‪ ،‬ذكر‬ ‫وصفة العدة للحامل ‪ 01/231(5924)0‬وسعيد بن منصور في سننه‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬ما جاء‬ ‫في عدة الحامل‪ ،1/793(8151)6...‬والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬باب الحداد والعدة‬ ‫‪.)1/812(045‬‬ ‫ويعلق الربيع عقب تخريجه الحديث على حديث سبيعة الأسلمية قائلا‪" :‬قال أبو عبيدة‪:‬‬ ‫وهذه رخصة من النبي وا للأسلمية‪ ،‬وأما العمل فعلى ما قال ابن عباس وهو المأخوذ به‬ ‫عندنا"‪ .‬ر‪ :‬الربيع‪ ،‬المسند! موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫وقد أخرجت كتب الرواية هذا القول عن عليم أيضا إذ أخرجه البيهقي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب العدد‪ ،‬باب عدة الحامل‪ ،)7/034(5251...‬وسعيد بن منصور في سننهء كتاب‬ ‫صضية‬ ‫علوم السنة عند الا‬ ‫ح‬ ‫عبيدة " وقد سبق لنا عرض نقد أبي المؤرج لرواية من يروي عن علئ (أنه‬ ‫قال‪ :‬لا يقضى رمضان في العشرة) (ا۔ ووصفه لروايتهم بأنها أسوأ الرواية‬ ‫بسبب عدم ضبطهم لها ومعناها‪ ،‬وذكر أبو المؤرج ما يعارضها من الروايات‬ ‫التي صحت عنده ا‪.‬‬ ‫إن هذه الأمثلة المتقدمة تكشف أن رة الإباضية لروايات المخالف لهم جاء‬ ‫نتيجة تضعيفهم لتلك الروايات لمعارضتها ما صح عندهم من الروايات‪ ،‬إذن هي‬ ‫بذلك تخالف ما صححوه واعتمدوه‪ ،‬وثمرة ذلك الرةث وكما لا يجوز رة ما وافق‬ ‫الحق والعدل‪ ،‬فإنه لا يقبل ما خالف الحق والعدل من أي أحد من الخليقة وهذا‬ ‫في كل أمور الدين‪ ،‬ما كانت أحكامه أحكام البدعض أو ما يقع فيه تحليل الحرام‬ ‫وتحريم الحلال‪ ،‬أو ما يكون حكمه حكم الدعاوي من الأمور المختلف فيها‪ ،‬فكلها‬ ‫لا يجوز قبول أي باطل فيها على حة وصف أبي سعيد الكدميأا‪.‬‬ ‫على أن هذا الرد لا بة من الحذر فيه‪ ،‬إذ يبين لنا محمد بن روح شيخ‬ ‫الكدمي أن الأخبار والأحاديث والكتاب والآثار إذا صحت فإنما تصح على تأويل‬ ‫الحق‪ ،‬وأن الأخبار يلازمها الاختلادف‘ بل فيها أكثر ما يكون التشابه والاختلافث‬ ‫ثم يذكر ابن روح ثلاثة وجوه هي مدعاة الهلكة في التعامل مع الأخبار؛ أحد هذه‬ ‫الوجوه رتها‪ ،‬فينبغي أن لا يرةها المتعامل معها إذا لم يقف على صوابها على‬ ‫وجه الإنكار‪ ،‬إذ لا يجوز له رة الروايات ولا الآثار على وجه الإنكار ولو كانت‬ ‫في الأصل باطلاء فمن فعل ذلك فقد كذب على الله وعلى رسوله قه وعلى أوليائه‬ ‫الطلاق‪ ،‬باب ما جاء في عدة الحامل‪ 1/693(6151)0...‬وعبد الرزاق في مصنفه‘ كتاب‬ ‫الطلاق‪ ،‬باب المطلقة يموت عنها زوجها‪.)6/174(41711 ،‬‬ ‫("ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘‪.1/342 ،‬‬ ‫ا تقدم تخريجه‪ .‬ص ‪.821‬‬ ‫"ا أبو المؤرجض كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره(مخ)ص‪. 63‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرس ‪.3/012‬‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫فيها‪ ،‬وذلك لأن رته لما لا يعلم أنه كان أو لم يكن ضلال وباطل"(")‪.‬‬ ‫إن الرة للخبر اجتهادي مبني على انكشاف وجوه خلل تسب رةه عند من‬ ‫ره ومن هنا يأتي حذر علماء الإباضية في تعاملهم مع الخبر‪ ،‬فالرد أو القبول‬ ‫محتاجان إلى احتراز وحذر وأن يبنيان على أساس ونظر‪ .‬ويكشف لنا ابن بركة‬ ‫أن ردهم أو قبولهم اجتهادي‪ ،‬وأنه لا يخرج عن دائرة الظني فيما تبن لهم من‬ ‫فساد ما ردوه من أخبار غيرهم‪ ،‬دون إنكار أن يتفرد رواة بخبر عن غيرهم‪٬‬‏‬ ‫معددا بعض أسباب اختلاف الرواة بين بعضهم‪.‬‬ ‫يقول ابن بركة مفصلا أسباب الخلاف‪':‬ولسنا ننكر أخبار مخالفينا فيما‬ ‫تفردوا به دون أصحابنا من غير أن نعلم فسادها‪ ،‬لأنا قد علمنا فساد بعضهاء‬ ‫ويجوز أن يكون ما لم يعلم بفساده أن يكون صحيحا ‪ -‬وإن لم ينقلها معهم أصحابنا‬ ‫لما يجوز أن يكون البعض من الصحابة علم بالخبر أو بعض الأخبار ‪ ،‬ولم‬ ‫يستقص في الكل علم ذلك الخبر ولم يشتهر بينهم‪ .‬وقد تختلف الأخبار بيننا‬ ‫وبينهم لتأويلها أو لانقطاع بعض الأخبار أو اتصالها وقلة حفظنا فيهاء وقد كان‬ ‫بعض الصحابة يصل إلى النبي يؤ أو الرجل يصل للى الصحابي{ وقد ذكر بعض‬ ‫الخبر‪ ،‬ومنهم من ينسى من الخبر شيئاً فيغير معناه أو يزيد فيه‪ ،‬ومنها ما ينقل‬ ‫على وجه القصص أو لفائدة الأدب أو لغيره‪ ،‬والصحيح منها ما أيده العمل أو‬ ‫وقع عليه الإجماع لذلك وكذلك اختلفت الأخبار وأحكامهاء واله أعله"(غا‪.‬‬ ‫وقد سبق لنا عرض استدلال ابن بركة على جواز رد الخبر‪ ،‬للعالم المتيقظ‬ ‫ا الذي‬ ‫الحذر‪ ،‬بصنيع ابن عباس في رده خبر( لا تبيعوا الذهب بالذهب‪...‬إلخ)‬ ‫رواه أبو سعيد الخدري‪ ،‬وغضب أبو سعيد من رة ابن عباس روايته‪ ،‬إذ من لازم‬ ‫ث يقول ابن‬ ‫الرة ‪-‬حسب ما يرى أبو سعيد‪ -‬اتهامه بالكذب على رسول الله‬ ‫‪.2‬‬ ‫(مخ) ص‬ ‫بن روحؤ‬ ‫سيرة محمد‬ ‫بن روحغء‬ ‫)‪ (1‬الكندي محمد‬ ‫‪. 1/745‬‬ ‫الجامع‪.‬‬ ‫)‪ (2‬ابن بركة‬ ‫ثتاقدم تخريجه‪٬‬‏ ص ‪.201‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫بركة‪ ":‬فقد رة ابن عباس رواية أبي سعيد مع كثرة روايته وشهرته بالرواية‪...‬‬ ‫ومخالفونا ينكرون منا أنا لا نقبل أحاديثهم ونقلدهم فيها‪ ،‬وفيهم عبد الملك بن‬ ‫مروان وأعوانه والمهلب بن أبي صفرة وأبو هارون العبدي وأمثاله ")‪.‬‬ ‫إن ما تقدم عن ابن بركة يكشف لنا جانبا من رؤية ابن بركة النقدية‬ ‫لروايات غير الإباضية‪ ،‬وفيها يطرح بعض الأسباب في اختلاف الرواية ومع‬ ‫الأسباب العامة لهذا الاختلاف‪ ،‬يطرح أسبابا خاضة برؤيته وأصحابه للرجال‬ ‫الذين يعتمدهم مخالفوهم ويأخذون عنهم‪ ،‬وهو يمثل بالثلاثة الذين ذكرهم‘ وكأنه‬ ‫يشير إلى بعض الفوارق المنهجية بينهم مخالفيهم تجعلهم يتوقفون في قبول‬ ‫روايتهم‪.‬‬ ‫ويضيف ابن بركة ‪-‬كما يرى۔ مع ما تقدم من بيانه بعض الفوارق المنهجية‬ ‫أمرين آخرين يشير إليهما‪ .‬خلاصة أحدهما‪ -‬على حد وصف ابن بركة‪ -‬أن‬ ‫مخالفيهم قالوا‪ :‬لو اجتمع ألف رجل ولو من شتى الملل كاليهود والنصارى وأهل‬ ‫الهند والروم‪ ،‬والفستاق والمخالفين والمنتحلين وجاؤوا معا يخبرون عن النبي ة‬ ‫بخبر واحد‪ ،‬وكانوا متفرقين‪ ،‬لا مواعدة بينهم ولا تلاقي من بعضهم لبعض ولا‬ ‫تراسل‪ ،‬قالوا‪ :‬فقد علمنا أن ذلك الخبر لا يجوز أن يجيء ويخرج مخرج‬ ‫الكذب"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ثم يذكر ابن بركة رفضه لذلك‪ ،‬محتجا بأن الله تعالى نهانا عن تصديق‬ ‫أمثال هؤلاء وإن كثروا‪ ،‬وأن الإجماع موجب أن لا نفوض شيئا من الدين إليهم‪.‬‬ ‫وذلك لأن المخبر شاهةس وكل شاهد غير عدل ترد شهادته عقوبة له على فسقه‬ ‫وفجوره‪ ،‬وليكون ذلك زاجرأ له عن عمله‪ ،‬وأن هذا ليس من قبيل الرأي‪ ،‬بل هو‬ ‫فمن تلحقه التهمة لا يرتضى في خبر إطلاقاء ويكمل ابن بركة احتجاجهم بأن الله‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.413 /2 ،‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.413 /2 ،‬‬ ‫حححصح علوم السنةعند الا ضية‬ ‫جل ذكره قال‪:‬زوكذلك جَعَلتَاكُمْ أمة وسطا لَتكمونوأ شهداء عى‬ ‫الناس“‪(4‬البقرة‪)2/341‬فأخبر الله أن الخيار هم الشهداء وهم الحجة لله على‬ ‫خلقه(‪.).‬‬ ‫وفي تقديري أن ابن بركة عمم الكلام هنا فلا ندري من أراد بكلامه هذاء‬ ‫فالأمة من فقهائها وأصولييها ومحدثيها اشترطوا العدالة وردوا خبر غير العدل‬ ‫فضلا عن غير المسلم فإذن لا فارق بين الإباضية وغيرهم في هذا الأمر الذي‬ ‫احتج له ودلل عليه(‪2‬ا‪.‬‬ ‫والأمر الثاني الذي طرحه ابن بركة يتعلق بحجة المرأة وذلك أن الله تبارك‬ ‫وتعالى لم يجعل النساء حجة وحدهن في الشهادة حتى ولو كن كثيرات‘ وإن شهد‬ ‫منهن ألف امرأة من المسلمين على درهم واحد لم تقبل هذه الشهادة متفرقات جئن‬ ‫أم مجتمعات‪ ،‬عرف صدقهن أم لم يعرف وهذا الحكم شامل لكل النساء حتى‬ ‫زوجات النبي قل( ويكمل ابن بركة بقوله‪":‬وإن كان يجب على الناس ألا يظن‬ ‫بهن‪ -‬أي أمهات المؤمنين أنهن لا يشهدن على درهم إلا بالحق‪ ،‬ولأن الله تعالى‬ ‫لما ذكر الشهادة في الحقوق قال‪ «:‬فجل وامرأتان)وكذلك قال‪«:‬ممّن ترضون‬ ‫لامس" ‪.513 /2‬‬ ‫كا لمزيد من التفصيل لمعرفة شرط العدالة في قبول رواية الراوي وبعض أحكامها أنظر‪:‬‬ ‫ابين حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‘ مقدمة الكتاب الفصل الثاني (أقسام السنن)‪ 1/1510 ،‬البيهقي‬ ‫أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي (‪ .)854/6601‬القراءة خلف الإمامث تح‪ :‬محمد السعيد بن‬ ‫بسيوني زغلول‪ ،‬ط‪ \1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬ه ‪1/302‬س البغدادي الخطيب‬ ‫أحمد بن علي بن ثابت(‪ ،))364/1701‬الجامع لأخلاق الراوي والسامع‪ ،‬تح‪:‬محمود الطحان‪،‬‬ ‫الكفاية في علوم الروايةث تح‪ :‬أبو عبد‬ ‫مكتبة المعارف الرياض‘ ‪3041‬ه ‪721 ‘1/29‬‬ ‫الله السورقي‪ ،‬إيراهيم حمدي المدني‪ ،‬المكتبة العلميةء المدينة المنورة‘ (د‪.‬ت)‪1/0010 ،‬‬ ‫المنذري أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي(‪ )656/2611‬رسالة في الجرح والتعديل‘ تح‪:‬‬ ‫‪.1/82‬‬ ‫عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة دار الأقصىع الكويت‪6041 ،‬ه‬ ‫ابن حجر‪ ،‬مقدمة فتح الباري‪1/90 ،‬‬ ‫امس" ‪.......513 /2‬‬ ‫علوم السنة عند الا صضية‬ ‫ححح<ح‬ ‫من الشهداء (البقرة‪ )2/282‬فجمع في هذه الآية رد شهادة غير العدول وشهادة‬ ‫النساء وإن كثرن‪ ،‬ولأن الحديث عن رسول الله يلة شهادة عليكم والله أعلم"("ا‪.‬‬ ‫ومرة أخر ى نقول إن هذا رأي ابن بركة ولعلنا لا نوافقه في ذلك فكل عالم‬ ‫يؤخذ منه أو يرد‪ ،‬على أننا سنتعرف فيما بعد على رأي آخر عند الإباضية في‬ ‫هل الرواية بمثابة الشهادة في بعض أحكامها أم لا؟ وكذلك على قبول أكثرهم‬ ‫لعدالة المرأة وروايتها خلافا لابن بركة في فصل الجرح والتعديل‪.‬‬ ‫ويطرح ابن بركة أمرا آخر من نقده لمخالفيه في شهادتهم يبنيه على وجود‬ ‫مرويات موضوعة شاعت بينهم وراجت وصارت كالمسلمات عندهم‪ ،‬حتى تلقفها‬ ‫العدول منهم ورووها‪ ،‬ويمثل بما رووه في أحاديثهم عن النبي يلة بنقل من عدلوا‬ ‫عندهم أن النبي يل قال‪ (:‬إذا كان معك عشرة أسهم‪ ،‬فارم في الخوارج بتسعةش و‬ ‫في المشركين بسهم) لا‪ ،‬يقول ابن بركة‪ ":‬فمن كان يعتقد في المسلمين هذا‬ ‫الاعتقاد‪ ،‬كيف يجوز أن يكون عدلاً على المسلمين‪...‬غير متهم عليهه'ةا‪.‬‬ ‫وهذه النظرة التي يطرحها ابن بركة نجدها عند غيره من فقهاء الإباضية‪.‬‬ ‫يقول خميس بن سعيد الشنقصي ‪" :‬وإن كان أحد من أهل الخلاف ثقة في دينه‪ ،‬فلا‬ ‫قبل منه ما رفع أهل الفتوى من المسلمين‪ ،‬فلا يُصتق فيما يروي من الأخبار عن‬ ‫رسول الذ قل إلآ أن توم الحجة بصحة ذلك‪ ،‬لأنهم يستحلون تحريف الكلام‬ ‫ليثبتوا به مذاهبهم‪ ،‬و لا يرفع خبرا يوجب تصويب مخالفيهد"(“)‪.‬‬ ‫("ام‪.‬س‪.513 /2 ،‬‬ ‫"الم أجد تخريجا للحديث بهذا اللفظ‪ ،‬لكن هناك أحاديث وردت تقرب من هذا وقد قام الأخ‬ ‫الزميل ناصر السابعي بدراسة الأحاديث الواردة في الخوارج ‪ -‬في رسالة ماجستير‪ -‬فوجدها‬ ‫ضعيفة وفق منهج المحدثين‪ .‬ر‪ :‬السابعي ناصر بن سليمان(معاصر)‪ ،‬الخوار ج والحقيقة‬ ‫الغائبة‪ .‬ط‪ ‘2‬مطابع النهضة\ نشر مكتبة الجيل الواعد‪ ،‬سلطنة عمان‪4241 ،‬ه ‪3002‬م‪.‬‬ ‫ثا ابن بركةش الجامع‪.2/962 ،‬‬ ‫ا الشقصيع منهج الطالبينث ‪.1/141‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ويقول القطب محمد بن يوسف اطفيّش‪":‬و لا يحسن الأخذ بقول المخالف‬ ‫ولو ثفة عالما‪ ،‬إلآ إن ظهر أنه حق ولا حقَ معهم فيما خالفونا فيه‪ ،‬فيما لا يجوز‬ ‫فيه الاختلاف‪ ،‬و لا يصدق ثفة منهم فيما نسبه للينا‪ ،‬أو إلي النبي قل أو لبى‬ ‫الصتحابة أو إلى التابعين ‪ 3‬كما ينسبون إلى جابر بن زيد‪ ،‬وعتوه في القفات‪ ،‬إن لم‬ ‫تعرف صحته‪ ،‬وإن غرفت‪ ،‬أو عضتده حديث عندنا جاز الأخذ بها و لا يجوز‬ ‫الأخذ بأحاديثهم إل أحاديث الترغيب والترهيب ما لا يخالف القرآن‪ ،‬والأحاديث‬ ‫التي لا تخالفه‘ و لا تخالف ما صح عندنا من الأحاديث بأن وافقت ما عندنا‪ ،‬أو‬ ‫وردت فيما ليس لنا فيه حديث صحيح وليسوا طالبين فيه تصحيح ما زاغوا به‪.‬‬ ‫وإنما يؤخذ العلم من عدل ومن ضابط عدل راو عن عدل"‪.‬ا‪.‬‬ ‫وقفنا فيما تقدم على شواهد يظهر منها موقف الرد وعدم قبول الإباضية‬ ‫لمرويات غيرهم‪ ،‬وتحوي النصوص الأخيرة التي عرضناها لبعض علماء‬ ‫الإباضية نبرة قوة في الرد وعدم القبول‪ ،‬لكن لا ينبغي فهم تلك العبارات على‬ ‫عمومهاء فهؤلاء الذين عرضنا كلامهم لم يرفضوا روايات مخالفيهم جملة‪ ،‬فقد‬ ‫سبق لنا أن عرضنا للمتقدمين نماذج قبولهم لروايات غيرهم‪ ،‬كما عرضنا لابن‬ ‫بركة نماذج لذلك‪ ،‬وأما الشقصي خميس بن سعيد فيكشف كتابه منهج الطالبين(“)‬ ‫وجود مرويات غير الإباضية فيه‪ ،‬كما أن في كتب القطب محمد بن يوسف‬ ‫اطفيش نماذج وشواهد كثيرة في أخذه عن غير الإباضية‪ ،‬وكتبه كثيرة جدا وأهم‬ ‫كتبه التى يظهر فيها ذلك كتاب شرح النيل وشفاء العليل( وكتاب شامل الأصل‬ ‫() اطفّضش محمد بن يوسف© شامل الأصل والفر ع‘ ‪.1/51‬‬ ‫{ثا الكتاب يقع في عشرين مجلدا وهو عبارة عن موسوعة متكاملة في الفقه والعقيدة وغيرها‬ ‫[‬ ‫{"ا كتاب طبع في خمسة عشر مجلدا كبيرا‪ ،‬شرح فيه القطب اطفيش متن النيل للشيخ عبد‬ ‫العزيز الثميني اليسجني الجزائري‪ ،‬وقد اعتمد الكتاب على أته مصدر ومرجع لأراء‬ ‫الإباضية الفقهية‪ ،‬والكتاب يحوي الفقه المقارن مع أراء الإباضية ر‪ :‬اطفيش محمد بن يوسف‬ ‫المصعبي (‪)2331/4191‬ء شرح النيل وشفاء العليل‪ ،‬مكتبة الإرشاد‪ ،‬جدة‪.5891 ،‬‬ ‫علام السنةعند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫والفر ع(" وكتاب الذهب الخالص(ةاء وكتاب جامع الشمل وكتاب وفاء‬ ‫الضمانة(“ا وغيرها‪.‬‬ ‫بقي لنا أن نبين أنهم بجانب القبول أو الرد نجدهم قد يتوقفون عن بعض‬ ‫الأحاديث فلا يميلون إلى واحد منهماء ومن أمثلة ذلك توقف عبد الله بن عبد‬ ‫العزيز فيما روي عن النبي قلة أنه قال( من حاز شيئا وعَسّره عشرين سنة فهوله)‬ ‫ا فقد توقف في هذا الحديث لم يصححه ولم يرده فقال‪ ":‬الله أعلم بوجه حديث‬ ‫النبي يللا غير أن الفريقين من أهل المدينة وأهل العراق قد جاؤوا بهذا الحديث‬ ‫يحملونه ويؤثرونه وما قال النبي يلة فهو حق والسنة أحق أن تتبع إذا كانت سنة‬ ‫عن النبى غلاة"( ا‪.‬‬ ‫ويتوقف الإمام عبد الوهاب في حديث( النهي عن أكل ذي مخلب من الطير‬ ‫وأكل ذي ناب من السباع) )‪ (7‬ويقول‪" :‬والله أعلم بفا روى الناس عن النبي فة إن‬ ‫"ا كتاب فقهي مقارن‪ ،‬حوى في بدايته بعض الأبواب العقدية طبع في مجلدين تقدمت‬ ‫بياناته‪.‬‬ ‫(‪2‬ا كتاب فقهي من مجلد واحد‪ ،‬لكنه عميق في طرحه‪ ،‬اختصر فيه اطفيش كتاب قواعد‬ ‫الإسلام للجيطالي وحاشية أبي ستة عليه‪ ،‬كما نهج فيه المقارنة والتدليل مع التفريع‪ .‬ر‪:‬‬ ‫اطفيش محمد بن يوسف المصعبي (‪ 2331/4191)6‬الذهب الخالص المنوه بالعلم القبالص‬ ‫‪.‬ط‪ 2‬مكتبة الضامري ‪ ،‬سلطنة عمان‪9141 ،‬ه_ ‘‪8991‬م ‪.‬‬ ‫ا كتاب في الحديث الشريف وفي مصطلحه يقع في مجلد واحد‪ ،‬سبقت بياناته‪.‬‬ ‫ا كتاب طبع في ثمانية أجزاء‪ ،‬في الحديث الشريف‪ ،‬جمع فيه القطب اطفيش في كل باب‬ ‫أربعين حديثا‪ ،‬وكأنه مصنف في الحديث الموضوعي ر‪ :‬اطفيش محمد بن يوسف المصعبي‬ ‫(‪ ،)2331/4191‬وفاء الضمانة بأداء الأمانة في فن الحديث‪ ،‬ط‪ ‘2‬مطبعة عمان ومكتبتهاء‬ ‫القرم‪ 6‬مسقط\ نشر وزارة التراث القومي والثقافةث سلطنة عمان‪9041 ،‬ه‪8891/‬م‪.‬‬ ‫(ثا تقدم تخريج مثل هذا الحديث‪ ،‬ص‪ ،‬واقرب لفظ له أخرجه الطبراني في المعجم الكبيرث‬ ‫حديث الحسن بن أبي الحسن البصري‪.)7/802(3686 ،‬‬ ‫©ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‪.2/432 ،‬‬ ‫‪ 7‬تقدم تخريج هذا الحديث ص‪.89‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫كان كما روو"("ا‪ ،‬ويعلق ابن بركة على ما روي من أن النبي تلة (نهى عن‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫الصلاة في الثوب الواحد‪( )..‬ا‪ ،‬بما يوحي بتوقفه فيه فيقول‪":‬فإن سلم طريق‬ ‫الخبر فهو يدل على قول أصحابنا" ()‪.‬‬ ‫وتوقف أبو عبد الله محمد بن لإبراهيم الكندي في حديثين الأول ما روي‬ ‫من (أن النبي هه قال في أطفال المشركين‪:‬هم خدم أهل الجنة) (“‪٨‬ا‏ والآخر ما‬ ‫روي من أن خديجة زوج النبي قه سألته‪ :‬أين أولادي منك؟ قال ‪:‬هم في الجنة‬ ‫قالت ‪:‬أين أولادي من غيرك ؟ هم في النارث وإن شئت أسمعتك صياحهم في‬ ‫النار ) (ا‪ ،‬يقول أبو عبد الله‪ ":‬وما قال النبي © فهو كما قال‪ ،‬ولكن وقع الاختلاف‬ ‫فيما روى عنه قه فرأينا أن نقف عنهم وقولنا فيهم قول المسلمين‪ ،‬ردوا أمرهم‬ ‫"ا الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن‪ ،‬مسائل نفوسة‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريجه‘ ص‪.611‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.664 ,/1 ،‬‬ ‫ا أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط باب من اسمه ابراهيم‪ ،)2/203(5402 ،‬وأبو يعلى‬ ‫في مسنده‪ ،‬حديث يزيد الرقاشي عن أنس‪ 7/031(0904)6 ،‬والروياني في مسنده‪ ،‬حديث أبي‬ ‫رجاء عن سمرة ‪.)2/46(838‬‬ ‫اما وجدته رواية عن عائشة قالت سألت رسول الله ه عن ولدان المؤمنين أين هم؟ قال‬ ‫في الجنة يا عائشة وسألته عن ولدان المشركين قال إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النذار)‬ ‫ترجه ابن الجعد في مسنده‪ ،‬حديث مسلم بن خالد الزنجيث ‪ 1/634(9692)6‬وأحمد في‬ ‫[‬ ‫مسنده‪ ،‬حديث السيدة عائشة‪ 6/802(48752)6 .‬وابن عبد التر في التمهيد‪.81/221 .‬‬ ‫وقد علق ابن عبد الر بتضغيف هذا الخبر فقال‪ ":‬أبو عقيل‪ -‬يريد أحد رواته‪ -‬هذا‬ ‫صاحب بهية لا يحتج بمثله عند أهل العلم بالنقل‪ ،‬وهذا الحديث لو صح أيضا احتمل من‬ ‫الخصوص ما احتمل غيره في هذا الباب‪ ،‬ومما يدل على أنه خصوص لقوم من المشركين‬ ‫قوله لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار‪ ،‬وهذا لا يكون إلا فيمن قد مات وصار في النار‬ ‫وقد عارض هذا الحديث ما هو أقوى منه من الآثار والحمد لله" ر‪ :‬ابن عبد البرث التمهيد‪،‬‬ ‫‪.8‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫حصحح‬ ‫إلى انله هو المتولي الحكم فيهم"("ا‪ ،‬ومثل هذا التوقف يجد له الناظر في كتبهم‬ ‫نماذج كثيرة ومتعددة‪.‬‬ ‫وهكذا وقفنا على القبول أو الرة أو التوقف عند الإباضية في تعاملهم مع‬ ‫الروايات الواردة من غير طرقهم لكن موضوع القبول والرد في تقديري محتاج‬ ‫إلى تتبع في تراثهم أكبرس وعرض لنصوصهم بشكل أوفر‪ ،‬وبيان لتطبيقات ذلك‬ ‫بعدد أكبر‪ ،‬حتى يجلى ذلك ويكشف عنه ولكي يمكن أن يستخلص منهجهم في‬ ‫ذلك ويؤطر‪.‬‬ ‫وما عرضناه هنا حسب تقديري غير كاف لذلك‪ ،‬فعسى أن يقيض الله همة‬ ‫أحد الباحثين لذلك‪ ،‬أو ييسر لي مستقبلا بلوغ شيء من ذلك الأمل‪ ،‬بمزيد بيان‬ ‫لمثل هذا الموضوع الجلل ففي ذلك خدمة للتقارب بين المسلمين‪ ،‬ولفهم أعمق‬ ‫لأسباب الخلاف ومن ثم لمنهجية جامعة مقربة تتخطى هذا الخلافؤ فإن لم يكن‬ ‫ممكنا تخطي الخلاف فعلى الأقل فهم كل طرف لاآخر ليكون دافعا للتقارب‬ ‫والتأكيد من خلال ذلك الفهم على ما اصطلح عليه بأدب الخلاف‪.‬‬ ‫ولعله من الجدير بنا في نهاية هذا الفصل أن نؤكد على بعض الحقائق بدت‬ ‫جلية خلاله وفي مقدمتها سمة المرونة والاعتدال في أخذ الإباضية ما ورد من‬ ‫غير طرقهم من الروايات‪ ،‬إذ جعلوا الأصل قبولهم الأخذ عن مخالفهم‪ ،‬وهذا‬ ‫النهج بدا مطبقا منذ تأسيس المذهب عند أئمته الأوائل حتى يومنا هذا‪ ،‬فهيم لم‬ ‫يجمدوا على ما عندهم على خلاف ما يظن البعض بهم‪.‬‬ ‫وقد رأينا أمثلة تطبيقية متعددة كشفت ذلك عند جابر بن زيد وأبي عبيدة‬ ‫وتلاميذه فضلا عمن جاء بعده‪ ،‬وقد جعلوا شعارهم قبول الحق ممن جاء به كائنا‬ ‫من كان غير أن هذا القبول كما أسلفنا لم يتخذ طابع التقليدك بل قام على قواعد‬ ‫من التمحيص ووفق ضوابط تَظروها ثم طبقوا عليها‪ ،‬كالأخذ من الثقة‪ .‬وخارج‬ ‫(" الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‘ ‪.3/363-463‬‬ ‫(‪:‬إج۔‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح‬ ‫حححج۔‬ ‫مسائل الأصول التي بنيت على أصول صحيحة واستقرت‘ وكذلك خار ج مسائل‬ ‫الضو ابط ‪.‬‬ ‫عذد هم و استقر عليها عملهم ‘ وغير ذلك من‬ ‫الخلاف التي صحنا‬ ‫وقد وجدنا عددا من الأمثلة والتطبيقات للقبول والأخذ عن الغير‪ ،‬بل التلقي‬ ‫عنه ومن ثم التحمل والأداء عنه‪ ،‬وهذا القبول لم يقتصر على الروايات فقط‪ ،‬بل‬ ‫تعداها إلى النقد واعتماد الأحكام والمقاييس النقدية على بعض الرواة‪ .‬وقد وجدنا‬ ‫أمثلة ذلك ونمانجه منذ فترات مبكرة في تاريخ المذهب ورجاله‪.‬‬ ‫وجاء الرد معبرا ومنذ أوائل أئمتهم‪ -‬عن منهجية نقدية كشفت دراية‬ ‫بالرواية إذ لم يكن الرد أو التوقف دون حجة ودليل‪ ،‬فهم من الحذر بمكان أن لا‬ ‫يردوا الحق أبدا؛ إذ الحق يجب قبوله‪.‬‬ ‫صرحوا أن القبول أو الرة اجتهادي ظني! وقد كشف ابن بركة‬ ‫على أنهم‬ ‫عن أسباب اختلاف في نقل الرواية‪ ،‬أدى تبعا لذلك إلى خلاف بين أبناء الأمة في‬ ‫القبول والرد‪ ،‬وذكر كذلك بعض أوجه اختلاف في بعض الضوابط النقدية أنشر‬ ‫خلافا في القبول أو الرد‪.‬‬ ‫أما التوقف في الرواية فهو نهج وسط بين القبول والرد وهو ضرب من‬ ‫التعامل الحذر مع السنة‪ ،‬وقد رأينا نماذج وأمثلة لذلك‪.‬‬ ‫علوم السنةعند الإباضية‬ ‫الباب الثالث‬ ‫علومر الحديث التي تع‬ ‫بالإسناد عند الإباضية‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عناية الإباضية‬ ‫بعلر الإسناد‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الجرح و التعديل‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الشروط العامة‬ ‫والأداء‬ ‫عند الإباضية وكتابتهر فو‬ ‫الطبقات والتراجم‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬موقق الإباضية من‬ ‫عدالة الصحابة وآثارهم‪.‬‬ ‫ر‬ ‫حس‬ ‫= عالم السنة عند الإباضية حد‪١‬‏‬ ‫الفصل الأولعناية الإباضية بعلم الإسناد‬ ‫المبحث الأول‪ :‬حقيقة الإسناد وتطوره‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حقيقة الإسناد في اللغة والاصطلاح‪:‬‬ ‫السئنذ‪ :‬يطلق على ما ارثفع من الأرض في قبل جبل أو واد ()‪ .‬و يقال‪":‬‬ ‫ناقة سناة أي طويلة القوائم مُسنَدَة الستنام"ا وجاؤوا متساندين أي متعاضدينةا‪.‬‬ ‫والتانة‪ :‬المكافاة‪ ،‬و يقال‪" :‬هو يستانذه وهما مُتساندان‪ :‬إذا كان هذا على قومه‬ ‫وهذا على قومه ليس لأحد منهما رياسة على الآخر" ؤ والسنة‪" :‬معتم الإنسان‬ ‫كالمُسنتند وهو مجاز"تا‪.‬‬ ‫وقال الزجاج‪" :‬سنة في الجبل يسند سئنودا‪ :‬صتعة ورقي"“ا‪ ،‬ويمكن إطلاق‬ ‫المساندة على تقوية الشيء كأنما سوند بعضه إلى بعض"ا‪ ،‬ويقال‪":‬الأستانيذ‪ :‬قوائم‬ ‫الأحاديث"ثا‪ ،‬وإسناث الحديث أي رفعه إلى قائله"‪ ،‬ويقال‪ ":‬أسند في الشعر إسنادا‬ ‫"ا الفراهيدي أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد(‪ 071/687)0‬كتاب العين‪ ،‬تج‪ :‬مهدي‬ ‫المخزومي‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬دار ومكتبة الهلال‪ ،‬بيروتث (د‪.‬ت)‪.7/822 ،‬‬ ‫ا الزمخشري جار الله محمود بن عمر(‪ ،)835/3411‬أساس البلاغة دار بيروت للطباعة‬ ‫والنشر‪ ،‬بيروت لبنان ‪4041‬ه‘ ‪4891‬م‘ ص‪.013‬‬ ‫(ثام‪.‬س‪ ،‬ص‪.013‬‬ ‫ا الصاحب اسماعيل بن عباد(‪ ،)583/599‬المحيط في اللغة‪ ،‬تح‪ :‬محمد حسن آل ياسين‬ ‫عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان (د‪.‬ت)‪.8/682 ،‬‬ ‫ا الزبيدي محمد مرتضى الحسني (‪ ،&)5411/1971‬تاج العروس من جواهر القاموسغ‬ ‫منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.2/,183 ،‬‬ ‫كا الزبيدي‪ ،‬تاج العروس“ ‪.2/283‬‬ ‫)‪ (7‬الزمخشريء أساس البلاغةث ص‪.3 01‬‬ ‫)تاج العروس" ‪.2/283‬‬ ‫العربية دار‬ ‫(‪ )9‬الجوهري إسماعيل بن حماد(‪ )1 393/300‬الصحاح تاج اللغة وصحاح‬ ‫الحضارة العربية بيروت‪ ،‬لبنان‪(.‬د‪.‬ت)‪.1/716 ،‬‬ ‫ح‬ ‫اان ح‬ ‫ح‪:‬‬ ‫بمعنى سان مثل إسناد الخبر""ا‪ ،‬وفي لسان العرب‪":‬السُنتد من الحديث ما اتصل‬ ‫إسناده حتى يسنند إلى النبي ة'‪2‬ا‪.‬‬ ‫الراوين‬ ‫الرز جال‬ ‫التلاتي هو عبارة عن‬ ‫كما يبينه عمرو‬ ‫اصطلاحا‬ ‫والسند‬ ‫للمتن الذي هو الحديث أو الخبر الذي روي عنهاء أما الإسناد كما يذكر عمرو‬ ‫التلاتي أيضا فهو حكاية الرجال أو رواة المتن الذي قاله ة أو الخبر الذي روي‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬توطئة تاريخية لموضوع الإسناد‪:‬‬ ‫هناك قضيتان مهمتان في الطرح والمناقشة عند الحديث عن الإسناد والعناية‬ ‫بهك ولزوم مراعاته والعناية به‪.‬‬ ‫الأولى تتعلق بأصل تحديث الصحابة عن بعضهم‘ ومعهم بعض كبار‬ ‫التابعين إذ كان الغالب في تحديثهم‘ ذكر الحديث دون ذكر إسنادهم‘ على أن هذا‬ ‫لا يعني كما زعم بعض المستشرقين أن قضية الإسناد مخترعة من قبل المحتثين‬ ‫عليهم ‪.‬‬ ‫إطلاقا فكلامهم هذا مردود‬ ‫والثانية مرجع إلحاح المحتثين ورواة الأخبار في طلبهم للإسناد وتفتيشهم‪.‬‬ ‫ومن ثم فهم سبب نمو العلوم الإسنادية عندهم‪ ،‬وفي تقديري أن تجلية هاتين‬ ‫القضيتين يساعدنا في تفسير بعض الأمور المتعلقة بالإسناد عند الإباضية‬ ‫ورواتهم‪.‬‬ ‫وبيانا للقضية الأولى فإن الصحابة لم يلتزموا ذكر الإسناد عندما حتثوا‬ ‫بالحديث الذي سمعوه من بعضهم ولم يفرقوا في تحديثهم بين ما سمعوه من النبي‬ ‫فقها مباشر ة أو من بعضهم ‪ 4‬بل كانوا يحتجون على طريقتهم ونهجهم‪ ،‬ببراءتهم من‬ ‫‪.3‬‬ ‫العرب ‪ 4‬مادة سند‬ ‫)‪ (1‬ابن منظور ‘ لسان‬ ‫"ا م‪.‬س‪ ،‬مادة سندش ‪.3/,122‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫(مخ) ‪ 6‬ص‪09‬‬ ‫الشماخي‬ ‫رفع التر اخي في م ه‬ ‫ختصر‬ ‫)‬ ‫) خلاد‬ ‫(‪ (3‬عمرو‬ ‫“ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.091‬‬ ‫_‬ ‫علم السنة عند الإباضية ح‪;:١‬ج‏‬ ‫ح‬ ‫الكذب وسلامتهم‪ ،‬يسأل رجل أنس بن مالك عن حديث حدث به أأنت سمعته من‬ ‫رسول ا له لك فيغضب أنس غضبا شديدا ويقول‪(:‬والله ما كل ما نحدثكم به‬ ‫سمعناه من رسول الله ة ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ولا يتهم بعضنا‬ ‫بعضا)ل"ا‪ ،‬ويرد مثل هذا عن البراء بن عازب إذ يقول‪ (:‬ليس كلنا كان يسمع‬ ‫ث كانت لنا صنعة وأشغال‪ ،‬ولكن كان الناس لا يكذبون‬ ‫الحديث من النبي‬ ‫فيحدث الشاهد الغائب) (اث ومع أن ابن حجر يضغف سند خبر البراء لكنه‬ ‫معتضد بخبر أنس‪.‬‬ ‫وهكذا يظهر لنا أن هناك علاقة بين عدم بيان الإسناد والكذب‘ فلما كان‬ ‫الصحابة بعيدين كل البعد عنه‪ ،‬قل بيانهم للإسناد‪ ،‬وكانوا يفضبون ممن يسألهم‬ ‫عنه‪ ،‬إذ في سؤاله مثار تهمة يرفضونها‪.‬‬ ‫ونجد هذا النهج عند كبار التابعين‪ ،‬فالحسن البصري يجيب الرجل الذي قال‬ ‫له في حديث لم يسنده‪ :‬لو كنت تسنده إلى من حدثك‪ ،‬فيقول‪( :‬أيها الرجل ما كذبنا‬ ‫ولا كذبنا ولقد غزونا غزوة إلى خراسان ومعنا فيها ثلاثمائة من أصحاب محمد‬ ‫وزة‪...‬الخ) اء فالحسن يدافع عن عدم ذكره الإسناد‪ ،‬وأنه تلقى عن كثرة كاثرة‬ ‫من الصحابة‪ ،‬ويرى أن عدم ذكره الإسناد لا يقلل من قيمة روايته ولامن‬ ‫أهميتها‪ .‬ومدار الأمر على الصدق والأمانة والنزاهة‪ ،‬ولم يكونوا يرون في عدم‬ ‫ذكر الإسناد ما يقلل من روايتهم‪ ،‬ولا ما يضعفها‪ ،‬وشاع الإرسال عندهم وانتشر‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين كتاب معرفة الصحابة‪ ،‬ذكر أنس بن‬ ‫مالك‪.)3/566(8546 ،‬‬ ‫)‪ (2‬أخرجه أبو عبد الله الفهمري في السنن الأبين‪ ،‬الطبقات‪ 1/3310 ،‬وانظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح‬ ‫الباري ‪.31/123‬‬ ‫"ابن حجر أحمد بن علي فتح الباريث ‪.123/ 31‬‬ ‫ا المزي" جمال الدين أبو الحجاج يوسف(‪ ،)247/2431‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪،‬‬ ‫تح‪ :‬بشار عواد معروف ط‪ ‘3‬مؤسسة الرسالة ‏‪ ٧‬بيروت‪5141 ،‬ه‪.421/ 6 49910 /‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫واختلف المحتثون في مرسلات الحسن بين قبول ورد‪2‬ا‪.‬‬ ‫وظاهر قول من ردها ليس مبنيا على عدم ذكره عند تحديثه للسند‪ ،‬وإنما ‪-‬‬ ‫على حد قولهم‪ -‬أخذوا عليه بعض التساهل في أخذه‪ ،‬وحسن ظنه وتصديقه لمن‬ ‫معاصريه‪.‬‬ ‫والا فإنهم قبلوا مرسلات غير ه من‬ ‫حدك‬ ‫(‪ )1‬اختلف المحتثون في مراسيل الحسن البصريس ولست في مقام بسط هذه المسألة وتتبعها‪.‬‬ ‫لكني أردت أن أبين ولو قليلا منها لحاجة الاستشهاد بهاء وممن نقل عنه قبولها يحيى بن‬ ‫سعيد القطان‪ ،‬إذ أورد الترمذي في العلل عبارة ابن القطان التي يقول فيها‪ ":‬ما قال الحسن‬ ‫في حديثه قال رسول الله فقه إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين" ر‪ :‬الترمذي أبو عيسى‬ ‫محمد بن عيسى(‪ ،)972/398‬العلل الصغير تح‪ :‬أحمد محمد شاكر وأخرين‪ ،‬دار إحياء‬ ‫التراث العربي" بيروت‘ د‪.‬ت‘ ‪.457/ 1‬‬ ‫ونقل قبول مراسيل الحسن أيضا عن أبي زرعة الرازي إذ ذكر العلائي أن الترمذي‬ ‫روى عن أبي زرعة قوله‪':‬كل حديث قال فيه الحسن قال رسول الله ا وجدت له أصلا إلا‬ ‫أربعة أحاديث" ر‪ :‬العلائي أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي(‪ ،)167/0631‬جامع التحصيل في‬ ‫أحكام المراسيل‪ ،‬تح‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفيء ط‪ ،2‬عالم الكتب بيروت‘ ‪7041‬ه‬ ‫‪.09/ 1 ...6‬‬ ‫ومال أكثر المحدثين لى تضعيف مراسيل الحسن فذكر العلائي أن ابن عبد البر‬ ‫حكى عن الجماعة تصحيح مرسلات محمد بن سيرين كمراسيل النخعي وأن مراسيل عطاء‬ ‫والحسن البصري لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد‪ ،‬ر‪ :‬العلائي‪ ،‬جامع التحصيل‪.‬‬ ‫كما أورد أحمد عن محمد بن سيرين تضعيفه لمراسيل الحسن وقول ابن سيرين‪ ":‬كان‬ ‫‪1‬‬ ‫أربعة يصدقون من حدثهم أبو العالية والحسن و‪...‬الخ"‪ .‬ر‪ :‬ابن حنبل‪ ،‬العلل ومعرفة الرجال‬ ‫‪24/ 1‬ء ويعلق الخطيب البغدادي على عبارة ابن سيرين بقوله‪ ":‬أراد ابن سيرين أنهم كانوا‬ ‫يأخذون الحديث عن كل أحد ولا يبحثون عن حاله لحسن ظنهم به‪ ،‬وهذا الكلام قاله بن‬ ‫سيرين على سبيل التعجب منهم في فعلهم وكراهته لهم ذلك" ر‪ :‬الخطيب‪ ،‬الكفايةش ‪.1/273‬‬ ‫ويقول أحمد بن حنبل‪ ":‬ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي‬ ‫رباح فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد" ر‪ :‬العلائي جامع التحصيل‪.1/09 ،‬‬ ‫إن المضعفين لمرسل الحسن كما بدا مما تقدم يبنون تضعيفهم على مؤاخذة المسن‬ ‫التضعيف مبنيا على‬ ‫بعدم تحرزه في روايته عمن يروي‪ ،‬وحسن ظنه وتصنيقه‪ ،‬وليس أمر‬ ‫كونه يرسل‪ ،‬وإلا فإنهم قبلوا مرسلات غيره كما هو واضح من كلامهم‪.‬‬ ‫;‪;:‬حج ‪-‬‬ ‫ححححح= عارم السنة عند الا ضية ح(‬ ‫ونحن إذا أمعنا النظر في معاصريه‘ وجدنا الإرسال وعدم ذكر الإسناد أو‬ ‫عدم ذكر كامل الإسناد سمة كثير منهم وكأنه نهج متعارف بين التابعين خاصة‬ ‫كبار هم‪.‬‬ ‫أما عن القضية الثانية وهي دافع الطلب للإسناد والتفتيش عنه‘ فمرجع ذلك‬ ‫إلى ظهور الكذب والوضع في الحديث" وتأتي مقالة ابن سيرين في هذا السياق ل‬ ‫يقول‪ ":‬لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم‬ ‫فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديٹهة"(‪.).‬‬ ‫لقد أحدثت الفتنة هزة فكرية‪ ،‬وخللا كبيراء صار ذلك باعثا لضعاف‬ ‫النفوسؤ إلى الانزلاق في مزالق خطيرة‪ ،‬وأهواء مردية‪ ،‬وباعثا على الكذب‬ ‫والوضعع وبمقابل ذلك كانت باعثا أيضا للنظر والتحقيق في الرواية‪ ،‬ولذلك نجد‬ ‫عند محمد ابن سيرين عبارتين أخريين تكشفان ذلك فهو يقول‪ ":‬إنما هذا الحديث‬ ‫العله"(‪ .‬على أ ن محمد بن‬ ‫دين فانظروا عمن تأخذونه"‪ )2‬ويقول‪ ":‬التثبت نصف‬ ‫سيرين الذي نقل عنه هذه العبارات‪ ،‬والذني عاب على الحسن البصري وبعض‬ ‫معاصريه ما عابه‪ ،‬وقع في الإرسال وقد صحح بعض المحةثين مراسيله لتثبته‬ ‫ولكن يبقى أنه شارك أقر انه من التابعين في منهج الإرسال هذا‪.‬‬ ‫["ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ مقدمة صحيح مسلم باب بيان أن الإسناد من الدين‪.1/51 ،‬‬ ‫ا الخطيب البغدادي الكفاية في علم الروايةش‪.121 ,/1‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪.1/661 ،‬‬ ‫( تقدم فيما سبق ذكر تصحيح بعض المحتثين لمراسيل محمد بن سيرين‪ ،‬وقد ذكر بض‬ ‫المحتثين بعض الصحابة أو غيرهم روى عنهم ابن سيرين ولم يلتق بهم‪ ،‬فقد ذكر أحمد بن‬ ‫حنبل وعلي بن المديني‪ :‬أنه ‪-‬أي ابن سيرين لم يسمع من بن عباس شيئا‪ ،‬وقال شعبة‪ ":‬ما‬ ‫أرى محمدا بن سيرين سمع من عقبة بن عبد الغافر شيئا" وقال البخاري‪ :‬لم يسمع بن سيرين‬ ‫من معقل بن يسار" وقال أبو حاتم‪ ":‬لم يسمع بن سيرين من عائشة شيئا‪ ،‬ولم يلق أبا ذر‪ ،‬ولا‬ ‫أظنه سمع من أبي الدرداء ذلك بالشام وهذا بالبصرة‪ ،‬ولم يسمع من عبيد الله بن عبد الله بن‬ ‫عباس‪ ،‬ولا أعلم أنه سمع من أبي برزةس وابن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل"‪ ،‬وسئل بن‬ ‫معين عن حديث محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب‪ :‬كنا‪ .‬عند المغيرة في ذكر المسح على‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫وهكذا فإن طلب علماء الأمة للإإسناد كان دافعه الكذب والوضع الذي بدأ‬ ‫حينذاك‘ فتطورت علوم الإسناد تلبية لغاية الوقاية منهما‘ لا سيما حين كثر الكذب‬ ‫والوضع بعد ذلك‘ ويذكر بعض المحدثين أن عامرا الشعبيمً أول من فتش عن‬ ‫الإسناد(‪.‬ا‪.‬‬ ‫على أن الإرسال بقي منهجا متبعا‪ ،‬ووجدت لابن عبد البر‪ .‬تعليقا على خبر‬ ‫الشعبي يؤكد ما ذكرته من منهجهم‪ ،‬يقول ابن عبد البر‪ :‬فعلى هذا كان الناس على‬ ‫البحث عن الإسناد‪ ،‬وما زال الناس يرسلون الأحاديث‘ ولكن النفس أسكن عند‬ ‫الخفين فقال‪ ":‬بينهما رجل وقد ذكر بعضهم الرجل أيوب"‪ ،‬ويذكر ابن أبي خيثمة حديثا رواه‬ ‫ابن سيرين عن عبادة بن الصامت أنه عن مسلم بن يسار عن عبادة‪ ،‬وقال الدارقطني‪ ":‬لم‬ ‫يسمع بن سيرين من عمران بن حصين‘ وعلق العلائي على ذلك بأن روايته عنه في‬ ‫الصحيح قال خالد الحذاء كل ما قال محمد بن سيرين ثبت عن بن عباس فإنما أخذه عن‬ ‫عكرمة وكان لا يسميه لأنه لم يكن يرضاه وما ذكرناه هنا جزء مما ذكره المحدثون ث ر‪:‬‬ ‫أحمد بن حنبل‪ ،‬العلل ومعرفة الرجال ‪265/ 1 ‘1/784‬ء الدارقطني أبو الحسن علي بن‬ ‫أحمد(‪ &)583/699‬العلل الواردة في الأحاديث النبويةث تح‪ :‬محفوظ الرحمن زين الله السلفي‪،‬‬ ‫ط‪ ،1‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعوديةێ ‪5041‬ه ‪5891‬م‪7/3510٬‬‏ العلائي‪ ،‬جامع التحصيل‬ ‫في أحكام المراسيل ‪ ،1/462‬ابن حجر مقدمة فتح الباري‪.1/724 ،‬‬ ‫وهكذا يتبين أن المنادين بالبحث والتثبت من التابعين‪ ،‬أرسلوا ولم يلتزموا بالإسناد‪،‬‬ ‫وهذا مما يدل على كون ذلك منهجا متبعا لديهم‪ ،‬على أنني أقف متعجبا في هذا المقام مسن‬ ‫إمام جليل القدر ‪ ،‬كبير المنزلة عظيم الخطر ‪ ،‬كمحمد بن سيرين حين يروي عن عكرمة مولى‬ ‫ابن عباس الحبر ولا يذكره وهو يأخذ عنه مرويات رواها عن البحر‪ ،‬ويظهر أن الخلاف‬ ‫بين هذين العالمين سبب ذلك الإعراض عن الذكر ‪.‬‬ ‫(" تذكر بعض المصادر أن الربيع بن خيثم حدث الشعبي بحديث‪ ،‬فقال الشعبي للربيع بن‪.‬‬ ‫خثيم‪ :‬من حدثك بهذا الحديث؟ فقال عمرو بن ميمون الأودي‪ ،‬فلقي الشعبي عمراأ بن ميمون‬ ‫فقال له‪ :‬من حدثك بهذا الحديث؟ فقال‪ :‬عبد الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬فلقي ابن أبي ليلى فقال‪:‬‬ ‫من حدثك؟ قال‪ :‬أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله هه‪ .‬ر‪ :‬الخطيب البغدادي‪ ،‬الكفاية‬ ‫في علم الرواية ‪ '1/112‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيدث ‪.1/55‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الإسناد وأشد طمأنينة""ا‪.‬‬ ‫وبعد هذه التوطئة لعل سائلا يقول‪ :‬ما علاقة ما تقدم ذكره بموضوع الإسناد‬ ‫عند الإباضية؟ والجواب أن ما تقدم بيانه في تقديري يفسر بعض ملامح الإسناد‬ ‫عند الإباضيةء فقد كانت فترة عهد الصحابة والتابعين تمثل على الدوام عهد النشأة‬ ‫لفكر الأمة كلها‪ ،‬والإباضية جزء أصيل منها‪ ،‬ارتبطت نشأتهم بالصحابة بشكل‪.‬‬ ‫مباشر وكان لمنهج الصحابة في كيفية الأخذ والأداء عندهم واضح الأثر‪ ،‬كما أن‬ ‫أئمة المذهب الأوائل كانوا من رجالات التابعين‪ ،‬بل كانوا فيهم من أولي‪ .‬النظر‬ ‫ولذلك رأينا ظلال أثرهم في موضوع الإسناد‪ ،‬فبقي الإرسال وعدم الإسناد في‬ ‫جانب من روايتهم للسنة والأثرث ولعل هذا يفسر وجود الكثير من الروايات‬ ‫المتناقلة بدون ذكر الأسانيد‪ ،‬إذ لما كان ذلك نهجا لكثير من الصحابة والتابعين‪،‬‬ ‫وكان التحديث بتلك الطريقة كما رأوه لا يسيء إلى السنة نفسها‪ ،‬اقتدى بهم‬ ‫الإباضية في ذلك‪.‬‬ ‫وإذا ما ربطنا هذا التفسير بالقضية الثانية التي طرحناهاء وهي علاقة طلب‬ ‫الإسناد بظهور الكذب وانتشاره‪ ،‬وإلحاح المحدثين على الإسناد وتفتيشه‪ ،‬لحماية‬ ‫السنة من الوضع والكذب وأهله ‪ -‬والعلاقة في حقيقة الأمر طردية بين الكذب‬ ‫وطلب الإسناد‪ ،‬فكلما انتشر الكذب وزاد‪ ،‬زاد الطلب والتفتيش عن الإسناد ‪-‬‬ ‫وجدنا خلو ساحة الإباضية من مثل هذا الكذب أو الوضع وباعتراف مخالفيهم‪2‬ا‪.‬‬ ‫وكيف لا يكون كذلك وهم يرون الكذب كبيرة من الكبائر ث ويعتقدون في صاحبه‬ ‫إن لم يتب الخلود في النارا‪ ،‬وهذا في الكذب عموما! فكيف بالكذب على‬ ‫الرسول فقه فهو عندهم من أعظم الجرائر‪.‬‬ ‫ا ابن عبد االبلر ءتمهيد ‪.1/55‬‬ ‫ثا الخطيب البغدادي‪ ،‬الكفايةء ‪.1/031‬‬ ‫المزيد من التفصيل حول مسالة خلود مرتكب الكبيرة إن لم يتب‪ .‬ر‪ :‬السالمي؛ مشارق‬ ‫أنوار العقولى ص‪ ،873‬الجعبيري‪ ،‬البعد الحضاري‪ ،‬ص‪.617‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وقد أدى ذلك التنزه عن الكذب عندهم‪ ،‬إلى خلو ساحتهم من الوضع‬ ‫وخلوص ما تناقلوه من السنة فيما بينهم‪ ،‬فلم يكن ذلك الإلحاح على طلب الإسناد‪.‬‬ ‫طالما أن السنة تناقلها فيما بينهم أئمة حفاظ فقهاء كانوا أنوار دهرهم‪ ،‬وهذا كله‬ ‫في تقديري أدى إلى ضمور علوم الإسناد بين علومهم‪ .‬ونحن إن قومنا هذا الأمر‬ ‫وفق منهج المحدثين‪ ،‬فعندئذ يكون هذا الضمور قصورا منهجيا لا يمكننا إلا‬ ‫الإقرار به والاعترافث وإن حاولنا فهم دافعه وتفسيره‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬الإسناد في ما دونه الإباضية‪:‬‬ ‫إن ما سبقت الإشارة إليه من ضمور علوم الإسناد لا يعني عدم وجود‬ ‫الإسناد عند الإباضية\ فقد وجد في روايتهم ونقلهم‪ ،‬لكنه لم يكن عاما لكل نقولهم‪،‬‬ ‫وسنحاول في هذا المقام عرض نماذج من أسانيدهم والحديث عنها‪.‬‬ ‫ويأتي في مقدمة ما نقل بواسطة الإسناد‪ ،‬ما رواه الحافظ الحجة الربيع بن‬ ‫حبيب المحدث الثقة عند النقاد("‪ ،‬وقد سمى كتابه المسند وهو مسمى له دلالته‬ ‫عند أهل الإسناد كما أنه حوى شرف ثلاثيات الإسنادث وفي مقدمة هذه الثلاثيات‬ ‫ثلاثية ذهبية كل مقطع من مقاطعها علم منير للفضل والرشاد وهي سلسلة الربيع‬ ‫عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة عن جابر بن زيد عن عبد الله بن عباس ويعد‬ ‫هذا السند عند الإباضية في الذروة العليا من مراتب الإسناد‪ ،‬ويصفه القطب محمد‬ ‫اطفيش بأنه أصح أسانيد ابن عباسل©ثا‪ ،‬ويعتبر أن "أصح الأحاديث ما رواه الربيع‬ ‫بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد غن الصحابي عن رسول الله قا لمزيد‬ ‫ورع هذا السند وضبطها‪.‬‬ ‫ولم يكتسب الإسناد المتقدم هذا الحكم ويتبوأ هذه المكانة السامقة عندهم إلا‬ ‫عن رجاله من علو كعبهم ‪ .‬وسعة حفظهم وإتقانهم ‪ 4‬وظهور دقتهم‬ ‫بسبب ما عرف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صر‬ ‫ذلك‬ ‫بيان‬ ‫)‪ (1‬تقدم‬ ‫"ا اطفيش محمد بن يوسف© جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.214‬‬ ‫(ا اطفيش محمد بن يوسف وفاء الضمانةء‪.1/7‬‬ ‫‪...‬ا إ‪......‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ححح۔=‬ ‫وضبطهم‪ ،‬وهم مع جلالة قدر علمهم وفقههم ضربوا المثل العالي في نزاهتهم‬ ‫وتسنموا أرفع المنازل في ورعهم‪ ،‬ودرجوا في أرقى درجات السالكين بعدالتهم؛‬ ‫ووصلوا إلى أعلى المعار ج بتقواهم وعملهم‪ ،‬فاستحقوا رفيع الولاية لظهور‬ ‫فضلهم‪ ،‬ثم إن كل قطعة من مقاطع ذلك الإسناد مترابطة مع الأخرى برباط وثيق‬ ‫لا انفكاك فيه‪ ،‬رباط كثرة التلقي والأخذ من أدناها إلى أعلاهاى وطول الصحبة‬ ‫وعمق الملازمة بين رجالاتها‪ ،‬ودقة إتقان الرواية وظهور الثقة عند كل راو عن‬ ‫شيخه بين رواتها‪ ،‬وهذا ما جعل نور الدين السالمي يؤكد على أن ما ورد من‬ ‫رواية المسند بطريق معنعن؛ فعنعنته مقطوع باتصالهاء لأن الربيع بن حبيب أخذ‬ ‫أدرك‬ ‫عن الصحابة ‪ .‬وقد‬ ‫عن جابر ‪ .‬وجابر أخذ‬ ‫أخذ‬ ‫و أبو عبيدة‬ ‫عن أبي عبيدةںث‬ ‫غفير ‏‪ ١‬منهم (‪. )1‬‬ ‫جما‬ ‫وهناك جملة أسانيد أخرى في المسند يمكن لطالبها الوقوف عليها من‬ ‫الكتاب نفسه‘ أو الوقوف على بعض الدراسات التي تكشف له مزيدا من جلاء‬ ‫الصورة حول مسند الإمام الربيع(‪2‬ا‪ ،‬ومن هذه الأسانيد على سبيل المثال إسناد‬ ‫ا السالمي نور الدين‪ ،‬شرح الجامع الصحيح‘ ‪.1/8‬‬ ‫"ا يمكن لمن أراد مزيد بيان حول مسند الإمام الربيع الوقوف على الدراسات التالية التي‬ ‫عالجت جملة من موضوعاته وسأذكرها وفق الترتيب الزمني وهي كالتالي‪:‬‬ ‫‪ 1‬حاشية الترتيب‪ ،‬لأبي ستة محمد بن عمرالسدويكشي الجربي‪ ،‬وهي شرح لغالب‬ ‫الأحاديث الواردة في المسند وفق ترتيب أبي يعقوب الوارجلانيث مطبوعة عدة‬ ‫آخر ها في خمسة أجز اء تحقيق إبر اهيم طلاي ‘ طبع بمطابع دار البعث‘‬ ‫طبعات‬ ‫الجزائر ء د‪.‬دتا‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -2‬نزهة اللبيب في شرح الترتيب‘ لعمرو بن رمضان الجربي‪ ،‬وهو مخطوط ولم أر‬ ‫من أشار إليه قبلي‪ ،‬وقد عثرت على جزء منه في المكتبة البارونية بجربه‪ ،‬ويضخهر‬ ‫أنه شرح لأحاديث المسند‪ ،‬وما عثرت عليه محفوظ في المكتبة البارونية برقم ‪.985‬‬ ‫‪ -3‬شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع‪ ،‬لنور الدين أبي محمد عبد الله بن حميد‬ ‫ا لإشارة إلى طبعة منها‪.‬‬ ‫السالمي ‘ طبع عدة طبعات ‪ .‬تقدمت‬ ‫الكباوي ‘‬ ‫بن مسعود‬ ‫محدثا وفقيها ‘ رسالة ماجستير ‘ قدمها عمرو‬ ‫الربيع بن حبيب‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪;:‬إجہ_۔‬ ‫< علوم السنة عند الا ضية ح(‬ ‫ضمام بن السائب(" عن جابر بن زيد عن ابن عباس‪ ،‬فمنه ما كان من طريق‬ ‫الربيع عن ضمام‪ ،‬ومنه ما كان عن أبي عبيدة عن ضمام‪ ،‬وهناك إسناد ليحيى بن‬ ‫عن ابن عباس‪،‬‬ ‫كث‏‪.‬ير(‪2‬ا‪ ،2‬من‪٠‬ه طري هق يحيى ب ‪.‬ن كث"ير عن‪” .‬شعيبا‪ 3‬عن‪ .‬ق‪-‬تادة(‬ ‫‏‪4 ٠‬‬ ‫وطريق يحيى بن كثير عن عطاء بن السائب(ا عن عبد الله بن الحارث‪..‬‬ ‫جامعة الفاتح‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬قسم اللفة العربية والدراسات الإسلاميةء ليبيا‬ ‫‪3‬ه ‪3891‬مس المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪ 5‬الإمام الربيع مكانته ومسنده‪ ،‬ألفه سعيد بن مبروك القنوبي‪ ،‬وهو رسالة جليلة القدر‬ ‫في الموضوعات التي عالجتهاء عرف فيها المؤلف بالربيع وشيوخه وعرف بمسنده‬ ‫ونافح عنه ضد من طعنوا في المسند وصاحبه‘ وقد تقدمت بيانات طبعته‪.‬‬ ‫‪ 6‬رواية الحديث عند الإباضية‪ ،‬رسالة ماجستير قدمها صالح بن أحمد البوسعيدي‪،‬‬ ‫جامعة آل البيت‪ ،‬المفرق‪ ،‬الأردن‪8991 ،‬م© مرقونةة ولدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الندبي أبو عبد الله ضمام بن السائب‘(حي في‪ )001/917‬أصله من أزد عمان يعد أحد‬ ‫أبرز أئمة الإباضية الأوائل‪ ،‬كان من التابعين‪ ،‬تزخر كتب المذهب برواياته‪ ،‬وله كتاب الحجة‬ ‫على الخلق في معرفة الحق‪ ،‬ر‪:‬الدرجيني‪ ،‬طبقات ‪842 -2/642‘801‬ؤ الشماخي‪ ،‬سير‬ ‫‪.28 .17 /1‬‬ ‫{‪2‬ا العنبري أبو غسان يحيى بن كثير بن درهم (‪ )602/228‬قال عنه النسائي‪':‬ليس به بأس"‪.‬‬ ‫تهذيب التهذيب‪،‬‬ ‫وقال أبو حاتم‪" :‬صالح الحديث" وذكره ابن حبان في الثقات‪ .‬ر‪ :‬ابن حجر‬ ‫‪.1332‬‬ ‫{ثا الأزدي أبو صالح شعيب بن الحبحاب المعولي مولاهم البصري(ت‪031‬ه) قال عنه‬ ‫أحمد والنسائي ثقة وقال ابن سعد كان ثقة وله أحاديث‪ ،‬ذكره ابن حبان في الثقات‪ .‬ر‪ :‬ابن‬ ‫حجر‪ ،‬تهذيب التهذيب ‪.4/603‬‬ ‫ا السدوسي أبو الخطاب قتادة بن دعامة البصري(‪)311/237‬ء إمام من الأئمة الإعلام قال‬ ‫ابن المسيب ما أتانا عراقي أحفظ من قتادة وقال ابن سيرين قتادة أحفظ الناس‪ ،‬اتهم بالتدليس‪.‬‬ ‫ر‪ :‬ابن حجر تهذيب التهذيب‪.8/513 ،‬‬ ‫ثا أبو يزيد عطاء بن السائب بن زيد الثقفي(‪ ،)631/457‬قال يحيى القطان‪ :‬ما سمعت أحدا‬ ‫من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئا في حديثه القديمى قيل ليحيى ما حدث سفيان‬ ‫وشعبة أصحيح هو قال نعم إلا حديثين‪ .‬ر‪ :‬البخاري‪ ،‬التاريخ الكبير ض ‪.6/,564‬‬ ‫ج‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح‪٫١‬ر;‏‬ ‫ح‬ ‫وقد ذكر سعيد القنوبي أن الأحاديث المرسلة أو المنقطعة في مسند الإمام‬ ‫الربيع قد ثبتت متصلة بطرق أخرى من رواية غير الربيع بأسانيد منها صحيحة‬ ‫أو حسنة)‪.‬‬ ‫ولا يمكننا تفصيل الحديث حول أسانيد هذا المسندث سواء ما اتفق على‬ ‫كونه من المسند نفسه‘ أو ما دار عليه الخلاف هل هو من المسند أم ألحق ككتاب‬ ‫العقيدة للربيعث وروايات أبي سفيان محبوب بن الرحيل‘ أو روايات الإمام أفلح‬ ‫بن عبد الوهاب‪ ،‬أو روايات الإمام جابر التي سماها الوارجلاني الأخبار المقاطيع‬ ‫عن جابر بن زيد‪ ،‬ومقصدنا هو عرض نماذج من الإسناد‪ ،‬ويمكن لمن شاء‬ ‫المزيد من بيان ذلك العودة إلى الدراسات التي أشرنا إليها آنفا‪.‬‬ ‫ويكشف لنا أبو غانم الخراساني في مدونته عنايته بالإسناد وقد سبق لنا أن‬ ‫أشرنا إلى ذلك‪ ،‬فقد طلب من عبد الله بن عبد العزيز عندما أجابه عن مسألة أن‬ ‫يكشف إسناده قائلا له‪":‬أبرأيك قلت في هذه المسألة أم أثرا اتبعته قال أثرا اتبعه‪.‬‬ ‫قلت حدثني عمن هو؟ قال‪ :‬حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس‬ ‫‪..‬الخ"ا‪ ،‬والإسناد المتقدم يتكرر كثيرا عند أبي غانم الخراساني في مذونته‪ ،‬تارة‬ ‫من طريق عبد الله بن عبد العزيز عن أبي عبيدة‪ ،‬وأخرى من طريق أبي المؤر ج‬ ‫عن أبي عبيدة‪ ،‬وأيضا من طريق الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة‪.‬‬ ‫وقد يجمع أبو غانم بين بعض شيوخه في ذكره الرواية وإسناده ومن أمثلة‬ ‫ذلك قوله‪ ":‬مما سألتهم عنه وأخبرني من سألهم عنه‪.‬سألتهما عن التكبير والركوع‬ ‫والجود فحدثوني عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي‬ ‫"ا المراد به هنا‪:‬الصحابي عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب(‪.)48/407‬ر‪:‬‬ ‫السالمي عبد الله بن حميد‪ :‬شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب ‪3/3060‬‬ ‫وأنظر ترجمة عبد الله بن الحارث في‪ :‬الجزري ابن الأثير‪ ،‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪.‬‬ ‫‪.30‬‬ ‫كا القنوبي‪ ،‬الإمام الربيعث ص‪.741‬‬ ‫{‪7‬ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘ ‪.1/173‬‬ ‫صضية‬ ‫علوم السنة عند الا‬ ‫صح‬ ‫وه‪("...‬ا‪ 5‬وقد يسأل أبو غانم شيوخه عن مسألة فقهية فيذكر جواب أحدهما ثم‬ ‫تبع جواب الأول بجواب الثاني‪ ،‬ويورد إسناد شيخه في الاستدلال على الجواب‬ ‫بالسنة المروية عن الرسول ثة وفي ذلك يقول ‪":‬سألت الربيع أوَأرة السلام على‬ ‫الرجل إذا سلم علئ وأنا في الصلاة قال‪ :‬لا‪ ،‬وكذلك قال أبو المؤر ج وروى لي‬ ‫عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي قه كان إذا سلم عليه‬ ‫أحد وهو في الصلاة رة عليه السلام‪ ،‬فسلم عليه رجل وهو يصلي فلم يرة عليه‬ ‫شيئا‪ ،‬فظن أن النبي فقة إنما منعه من رة السلام عليه مسخطا له‪ ،‬فجلس الرجل‬ ‫حتى انصرف النبي © فقال أعوذ بالله ونبيه من سخطهما‪ ،‬سلمت عليك يا نبي‬ ‫الله فلم ترة علئ شيئا فقال ثقه (إن في الصلاة لشغلا)ا"(ا‪.‬‬ ‫ويذكر أبو غانم أنه قد يره شيخه عليه برواية مسندة‪ ،‬من ذلك لما سأل أبا‬ ‫المؤرج عن التقصير في السفر‪ ،‬فأجابه أبو المؤرج بقوله‪ ":‬حدثني أبو عبيدة عن‬ ‫جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي فق أنه خرج من المدينة عامدا مكة فصلى‬ ‫ركعتين ركعتين غير صلاة المغرب"(“ا‪ .‬ونجد أسانيد أخرى عند أبي غانم كرواية‬ ‫عبد ا له بن عبد العزيز عن أبي عبيدة عن أبي حيان الأعرجا عن أبي الشعثاء‬ ‫"ما‪.‬س‪.1/52 ،‬‬ ‫كتاب الصلاة‪ ،‬باب نسخ الكلام في الصلاة وحظره؛‬ ‫ثا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه‬ ‫‪)2‬ع وأبو داود في سننه كتاب الصلاةء باب رة السلام في الصلاة‪...‬‬ ‫‪ »)1/342(329‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب إقامة الصلاة والسنة فيهاء ‪.)1/523(9101‬‬ ‫ثا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‪.74-84 /1 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س‪.1/97 ،‬‬ ‫االبصري أبو حيان مسلم بن عبد الله الأعرج ويكنى بأبي حسان أيضا(‪ ،)031/847‬قال‬ ‫الأثرم عن أحمد‪ :‬مستقيم الحديث أو مقارب الحديث‘ وقال ابن معين‪ :‬ثقة‪ ،‬وقال أبو زرعة‪:‬‬ ‫لا بأس به؛ وذكره ابن حبان في الثقات‪ ،‬وقال العجلي بصري تابعي ثقة وقال ابن سعد كان‬ ‫ثقة إن شاء الله تعالى كان ضمن وفد الإباضية الذين وفدوا على عمر بن عبد العزيز‪ .‬ر‪:‬‬ ‫البستي التميمي ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد (‪ ،)569/8551‬كتاب الثقات‘ ط‪٬1‬‏ دائرة‬ ‫‪;:‬إ حج‬ ‫علرر السنة عند الإاضية ح(‬ ‫ح‬ ‫جابر بن زيد‪.‬ا‪ ،‬كما نجده يفسح مجالا لإسناد مخالفه‪ ،‬ولذلك أمثلة عديدة في‬ ‫كتابه‪ 4 )2‬وكما جرى في منهجه مع شيوخه في جمعه طرقهم نجده أيضا يطبق‬ ‫هذا المنهج من جمع الروايات حين يورد روايات بعض مخالفيهةا‪.‬‬ ‫إن وجود الأسانيد لم يقتصر على المصادر المتقدمة الذكر وإنما وجد في‬ ‫غيرها‪ ،‬فالمصادر المؤلفة المشرقية والمغربية حتى القرن الخامس الهجري حوت‬ ‫جملة من الأسانيد تم من خلالها نقل جانب من الروايات‪ ،‬وهذه الروايات منها‬ ‫المرفوعة إلى النبي قه أو الموقوفة على الصحابة‪ ،‬أو أقوال التابعين وأئمة‬ ‫المذهب المتقدمين‪ .‬وفي تقديري أن التنقيب عن هذه الأسانيدث ودراستها محتاج‬ ‫لدراسة مستقلةش وكذلك تتبع الأحاديث النبوية الواردة في هذه المؤلفات ودراستها‬ ‫محتاج لأكثر من مشروع دراسي‘ وسنحاول هنا عرض بعض هذه الأسانيد‬ ‫حسب ما يتسع له المقام‪ ،‬وبقدر ما يكشف هذا الأمر للأفهام‪.‬‬ ‫ففي جوابات الإمام جابر بن زيد التي حوت أجوبته الفقهية وروايات‬ ‫موقوفة ومرفوعة أيضاء نجد إسنادا لأبي صفرة‪ ،‬يقول أبو صفرة عبد الملك بن‬ ‫المعارف العثمانية‪9931 .‬ه ‪9791‬م‪3935 ،‬ا ابن حجر تهذيب التهذيب ث ‪.67 /21‬‬ ‫الدرجيني‪ ،‬طبقات‪/1٬‬‏ ‪.48 -78‬‬ ‫() الخراساني أبو غانم المدونة الصغرى ‪.1/162-262‬‬ ‫ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘ ‪ 2/010‬من ذلك ما أورده من طريق شيخه ابن‬ ‫عبد العزيز عن حاتم بن منصور عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غانم عن عمر‬ ‫بن خارجة قال‪ (:‬خطبنا رسول الله ق ‪ ،)...‬وهناك أمثلة متعددة منتشرة في ثنايا الكتاب‪.‬‬ ‫"ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‘ ‪.2/1320‬‬ ‫ومن أمثلة إيراد رواية أبي غانم رواية المخالف له ما نقله عن ابن عباد عن عبد‬ ‫الجبار بن عمر عن ربيعه عن ابن المسيب رفع الحديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام أنه‬ ‫قال‪ (:‬من حاز شيئا وعمره عشر سنين أو عشرين سنة فصاعدا فهو له) ثم يقول أبو غانم‪:‬‬ ‫"قال ابن عباد‪ :‬قال عبد الجبار‪ :‬وحدثني عبد العزيز بن عبد المطلب عن زيد بن أسلم عن‬ ‫النبي عليه الصلاة والسلام مثل الأول‪ ،‬وقد سبق تخريج هذا الحديث ص‪.58‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ج‬ ‫صفرة(;‪٨‬ا‪:‬‏ حدثنا الهيثم( عن الربيع بن حبيب عن ضمام بن السائب عن أبي‬ ‫الشعثاء قال‪( "...‬ةا‪ ،‬ويقول حبيب بن أبي حبيب صاحب الأنماط“ا‪ :‬حدثنا عمرو‬ ‫ابن هرما قال‪ :‬سئل جابر بن زيدا‪ ،‬ويسند حازما مرة عن تميم(" قال‪:‬‬ ‫"ا أبو صفرة عبد الملك بن صفرة‪( ،‬ت أوائل ق‪ ،)3/9‬إمام من أئمة الإباضية المتقدمين‪.‬‬ ‫وأحد حفاظهم الثقات‪ ،‬أخذ عن الربيع بن حبيب وله روايات كثيرة عنه‪ ،‬وكذلك روى عن‬ ‫محبوب بن الرحيل‪ ،‬كما عاصر محمدا بن محبوب وتبادلا الأجوبة والمراسلات الكثيرة‪ ،‬قيل‬ ‫إنه انتقل إلى عمان آخر حياته‪ ،‬تزخر كل كتب المذهب المشرقية والمغربية برواياته وآثاره‪6‬‬ ‫ومن آثاره‪ :‬روايات أبي صفرة‪ .‬ر‪:‬الشماخيع السيرش ‪.1/661‬‬ ‫(‪ )2‬الهيثم (بين ق‪ 2‬وق‪ )3/8‬هو أحد الرواة الذين رووا عن الربيع آثاره وأقواله وقد أخذ‬ ‫عنه أبو صفرة عبد المللك بن صفرة‪ .‬ر‪ :‬مجموعة باحثين‪ ،‬معجم أعلام الإباضية(قسم‬ ‫المغرب)‪ ،‬ترجمة ‪ 425‬ترجمة ضمام بن السائب‪ ،‬ص‪.732‬‬ ‫ا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيدس صك‪.‬‬ ‫ا البصري الأنماطي حبيب بن أبي حبيب يزيد الحرمي (‪ )261/977‬روى عن قتادة‬ ‫وعمرو بن هرم وغيرهما‪ ،‬كان بن مهدي يحدث عنه‪ ،‬وقال بن عدي أرجو أنه لا بأس به‬ ‫وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج له مسلم متابعة‪.‬ر‪ :‬الجرجاني ابن عدي أحمد بن عبد الله‬ ‫بن عدي(‪ )563/679‬الكامل في ضعفاء الرجال تح‪ :‬يحيى مختار الغزاوي‪ ،‬ط‪3‬ء دار الفكر‪.‬‬ ‫بيروت‪9041 ،‬ه ‪8891‬م‪ ،2/004-304 ،‬ابن حبان الثقات‪ ،6/871 ،‬ابن حجر تهذيب‬ ‫التهذيب ‪.2/851‬‬ ‫ثا الأزدي عمرو بن هرم البصري(حوالي ‪ ،)211/137‬روى عن أبي الشعثاء وغيره‪ ،‬قال‬ ‫أحمد‪ .‬وابن معين وأبو حاتم وأبو داود ثقة وقال النسائي ليس به بأس‪ ،‬وقال العجلي عمرو بن‬ ‫هرم ثقة لا بأس به‪ ،‬وذكره ابن حبان في الثقات‪ .‬ر‪:‬الرازي أبو محمد عبد الرحمن بن أبي‬ ‫حاتم الحنظلي(‪ ،)723/939‬كتاب الجرح والتعديل‪ ،‬مصورة ط!‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية‪.‬‬ ‫الدكن‪ ،‬الهندء(د‪.‬ت)‪ 6/762 ،‬ابن حبان‪ ،‬الثقات‪7/512.‬س ابن حجر‪ ،‬تهذيب التهذيب ‪.8/99‬‬ ‫)‪ (6‬الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيدث ص‪.12‬‬ ‫"العله حازم بن همام(بين ق‪ 2-3/8-9)6‬كان قائدا وجهه الإمام الصلت بن مالك على رأس‬ ‫جيش إلى سقطرى لاستردادها من أيدي النصارى بعد اعتدائهم عليهاء وذكر في بعض‬ ‫المصادر أن حازما من الرواة عن تميم‪ .‬ر‪ :‬تحفة الأعيانث ‪ 1/9220‬مجموعة باحثين‘ دليل‬ ‫أعلام عمان‪ ،94 ،‬ابن خلفون‪ ،‬أجوبةش ‪.311-411‬‬ ‫_‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ست‬ ‫ححصح‬ ‫سمعت جابرا بن زيد يقولثا‪ ،‬ومرة أخرى حازم عن تميم‪ ،‬عن أبي حيانا قال‬ ‫‪ :‬سألت أبا سفيان(محبوبا) عن ‪ ...‬قال محبوب بن الرحيل ‪ :‬كان الربيع بن‬ ‫حبيب يقول ‪ :‬كل دم ‪.)4 ....‬‬ ‫وفي كتاب آثار الربيع يقول جميل الخوارزمي ا حدثنا أبو أيوب وائل بن‬ ‫أيوب عن الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس‪.6 ...‬‬ ‫ويورد ابن خلفون للإمام أفلح بن عبد الوهاب( عدة أسانيد‪ ،‬ويقول‪":‬أخبر‬ ‫الإمام أفلح بن عبد الوهاب حمنها‪ -‬أخبرني أبو غانم الخراساني عن حاتم بن‬ ‫‪ (1‬آبو المنذر تميم بن حويص الأزدي اليحمدي روى عن ابن عباس وأبي الشعثاء وغيرهماء‬ ‫قال أبو حاتم صالح وقال ابن حبان في الثقات عداده في أهل البصرةؤ قال العجلي تابعي ثقة‪.‬‬ ‫ووثقه النسائي أيضاء ابن حجر ء تعجيل المنفعةث ‪.1/06‬‬ ‫ش الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات الإمام جابر بن زيدث ص‪.6‬‬ ‫ثا تقدمت ترجمته‪.‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ الأزدي جابر بن زيد من جوابات الإمام جابر بن زيدس ص‪.61‬‬ ‫ا الخوارزمي جميل (ق‪ )2/8‬أصله من خوارزم يعد أحد تلامذة الإمام الربيع بن حبيب الذين‬ ‫رووا عنه ونقلوا آثاره‪ ،‬وممن نقل وروى عنهم أبو غانم الخراساني في مدونته‪ ،‬وكان من‬ ‫علماء الإباضية المتقدمين‪.‬ر‪ :‬مجموعة باحثين‪ 0‬معجم أعلام الإباضية في المشرق‪( ،‬مرقون)‪.‬‬ ‫ص ‪. 34‬‬ ‫ا الفراهيدي أبو عمرو الربيع بن حبيب (‪)071/787‬ء آثارأو فتيا الربيع عن ضمام عن‬ ‫جابر بن زيد‪( ،‬مخ) ضمن مجموعع المكتبة البارونيةث جربة‪ ،‬تونس‘ رقم ‪ 242‬صورة لدى‬ ‫الباحث‘‪1/471‬و‪.‬‬ ‫ا الرستمي أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم (حكم بين ‪-802-852/328‬‬ ‫‪ )1‬ثالث الأيمَة الرستميين‪ ،‬أخذ عن أبيه وجده‪ ،‬كان علامة زمانه‪ ،‬فقيها شاعراى وله‬ ‫أربع حلق‪ :‬في الفقه‪ ،‬والأصول واللغة وعلم الكلامى خرجت جمعا من العلماء‪ ،‬وكان له‬ ‫اهتمام بالحديث وروايته‪ ،‬تزخر الكتب برواياته بلغت الدولة الرستمية في عهده من الرقي‬ ‫مبلغا كبيراء ووصلت إلى أوج ازدهارها‪ .‬ر‪ :‬المالكي ابن الصغير(ق‪ :)3/9‬أخبار الأئسّة‬ ‫الرستميين‪ ،‬تح‪ :‬محمد ناصر لإيراهيم بحاز‪ ،‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنانث ‪6041‬ه‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حجح=‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫منصور الخراساني!" عن أبي يزيد الخوارزمي عن عيسى بن علقمة‬ ‫المصري) عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس‪ ....‬وأخبر‬ ‫الإمام أيضا قال‪ :‬حدثنا بشر بن غانم الخراساني عن حاتم بن منصور عن عمارة‬ ‫بن حيار () عن أبي الشسعثاء جابر بن زيد أذه سئل عن ‪...‬؟ فقال‪,)5( "... :‬‬ ‫ويظهر أن بعض هذه الأسانيد ظل يتناقل شفاها بين أجيال العلماء‪ ،‬فأبو‬ ‫العباس أحمد بن محمد بن بكر يقول‪ :‬حكى أفلح بن عبد الوهاب عن أبيه‪٨ ...‬ا‏‬ ‫وأبو عمرو السوفي يقول‪ ":‬قال أبو رحمة" حكاها أبو زكريا يحيى بن زكريا")‬ ‫عن أبي العباس مشافهة«تا‪. . .‬‬ ‫‪6‬مم‪ .‬ص‪ )75-95‬الشماخي‪ :‬السيرش ‪.761 1/6610‬‬ ‫["ا الخراساني أبو منصور حاتم بن منصور (ق ‪ )2/8‬أخذ العلم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي‬ ‫كريمة‪ ،‬قال عنه محبوب‪:‬كان فقيها عالما وهو مسن روى عنهم أبو غانم الخراساني في‬ ‫مدونته ر‪ :‬ابن سلام‪ :‬بدء الإسلام‪ 411،‬ءالشماخي‪ :‬السير ‪.1/601.‬‬ ‫ا الخوارزمي أبو يزيد (ق‪ )2/8‬أحد تلاميذ أبي عبيدة‪ ،‬كان علامة ضليعاء شهد له فقهاء‬ ‫زمانه باليد طولى في علم الكلام والفقه‪ ،‬ألف في السير كتابا ذهب مع ما احترق بمكتبة‬ ‫تيهرت‪ .‬ر‪:‬ابن سلام بدء الإسلامث ص‪ ،531‬الشماخي‪ ،‬السير‪.1/88 ،‬‬ ‫ثا المصري عيسى بن علقمة (‪ )051/867‬أصله من مصر كان أحد علماء الإباضية‬ ‫ورجالاتهاء وأحد مشايخ المغرب‘ وداعية من دعاتهم ألف كتاب التوحيد الكبير وهو أقدم‬ ‫تأليف في العقيدة في شمال إفريقيا‪ .‬ر ‪:‬الشماخي‪ :‬السير‪.1/211 ،‬‬ ‫ا عمارة بن حيان (ق‪ )1/7‬عده الشمَاخي في طبقة تابعي التابعين‪ ،‬أخذ عن جابر بن زيدض‬ ‫وممن أخذ عنه أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة قال عنه الربيع‪« :‬كان الشيخ عمارة عالما‬ ‫صادقا‪ .‬ر‪:‬الدرجيني‪ :‬طبقات‪ ،2/212 ،‬الشمَاخي‪ :‬السير ‪.88‬‬ ‫ا ابن خلفون ‪ :‬أجوبة ابن خلفونث ص‪.1[4-24‬‬ ‫©ا الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفوسي (‪ 0111)6 / 405‬كتاب‬ ‫الألواح(مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ر‪ ،‬صورة لدى الباحث‘ ص‪4‬و‪.‬‬ ‫ا أبو رحمة حنيني بن القاسم(ق‪ )6/21‬علامة من علماء وارجلان في عصر‬ ‫نهضتها‪ ،‬أخذ عن أبي زكرياء يحيى بن زكرياء وغيره وصفه الشماخي بأنه من أهل‬ ‫التحقيق‪ .‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيرش ‪.2/051‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ويذكر محمد بن جعفر بعض أسانيد في كتابه‪ ،‬منها ما ذكره عن أبي علي‬ ‫أنه قال‪ :‬أخبرنا بن المعلى( عن الربيع عن جابر أنه‬ ‫الحسن بن أحمد‬ ‫قال‪(...‬ةا‪.‬‬ ‫ويشير ابن جعفر أيضا إلى حفظهم عن بعضهم الروايات بما يبين أخذهم‬ ‫الروايات عن بعضهم وتدوينها في كتبهم الفقهية فيقول)؟ا‪':‬حفظ سعيد بن‬ ‫الحكم( ‪".)7‬اعن‪. .‬ب«شير بن محمد بن مح _بوب عن ع ‪.‬زان بن الص ‪.‬قرا ‪.‬قال‪:‬روي عن‬ ‫(‪ )1‬اليهراسني أبو زكريا يحيى بن زكريا (أواخر ق ‪5‬ه وأوائل ق‪ ،)6/21‬علامة جليل من‬ ‫أسرة علمية‪ ،‬أخذ عن أبيه وأبي العباس أحمد بن محمد بن بكر وغيره‪ ،‬وأخذ عنه جملة من‬ ‫طلبة العلم في عصره‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني‪ ،‬طبقات ‪.244-644 /2.‬الشماخي‪ :‬السير‪.2/98-19 .‬‬ ‫السوفي‪ ،‬السؤلات ص‪.244‬‬ ‫ا‬ ‫() أبو علي الحسن بن أحمد (ق‪ 4 )3/9‬أحد أعلام عمان وعلمائهاث كان عالما متبحرا شهد له‬ ‫علماء عصرا وقد أثنى عليه أبو سعيد الكدمي وذكر أنه أخذ عنه له فتاو‪.‬وأجوبة كثيرة‪ .‬ر‪:‬‬ ‫ابن مداد‪ ،‬سيرة ابن مداد ص ‪3 1‬؛‬ ‫‪٨‬ا‏ الكندي محمد بن المعلى الفشحي(ق‪2‬ه وأوائل ق‪) 3/9‬إ أحد المبرزين من علماء عمان‬ ‫وأحد حملة العلم إليها‪ ،‬أخذ عن الربيع بن حبيب وغيره‪ ،‬ينسب إلى فشح وهي بلدة بوادي‬ ‫النحتن من ولاية الرستاق‪ ،‬رشح لمنصب الإمام لكنه تعلل بأنه لن يستطيع أن يعلن الشراء‬ ‫تنتشر رواياته وأقواله في الكتب المؤلفة بعده‪.‬ر‪ :‬البطاشيء إتحاف الأعيانث‪.1/961‬‬ ‫ا ابن جعفر‪ ،‬جامع بن جعفر ث ‪.6/533-633‬‬ ‫©ا م ‪.‬س‪6/341٥‬‏‬ ‫{ا أبو جعفر سعيد بن الحكمس( ق ‪ )3/9‬علامة فقيه‘ وهو أحد الذين تتلمذ على يديهم محمد‬ ‫ابن جعفر صاحب الجامعك وله روايات عنه‪ .‬ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.1/524 ،‬‬ ‫الفارسي ناصر بن منصور(معاصر)‪ ،‬نزوى عبر الأيام معالم وأعلام ط‪ ،1‬مطابع النهضة‬ ‫نشر نادي نزوى‪5141 ،‬ه ‪4991‬م{ ص‪.89‬‬ ‫{ا اليحمدي أبو معاوية عزان بن الصقر ‪ )862/288(.‬كان علامة فقيها وراوية نبيها‪ ،‬أخذ‬ ‫عن محمد بن محبوب وكان أحد المبرزين من أهل الرأي والحل والعقد بنزوى‪ ،‬له آثار‬ ‫كثيرة يرويها عن ابن محبوب تزخر الكتب برواياته وأقواله‪.‬ر‪ :‬البطاشيء إتحاف الأعيان‬ ‫‪.1/591-691‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫النبي فقه أنه قال‪( :‬تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأقنع‬ ‫بالبضع اليسير ) ‏(‪.)٨‬‬ ‫تثبتهم في الأخذ ويقول‪":‬وحفظ محمد‬ ‫صور‬ ‫أيضا بعض‬ ‫ابن جعفر‬ ‫ويكشف‬ ‫عن موسى بن علي(ة) ‪ ...‬قال محمد بن جعفر‪:‬‬ ‫بن جعفر عن عمر بن ‪7‬‬ ‫قرأت المسألات على عمر بن محمد‘ وقلت له أآخذ عنك هذا ؟ قال‪ :‬نعه"ا‪.‬‬ ‫ونجد عند أبي الحواري في جامعه نماذج للإسناد منها ما نصته‪":‬وأخبر أبو‬ ‫عن موسى بن علي رحمهم اللهث أنه‪ 6) ¡ "...‬ا‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الحواري عن‪. .‬نبهان‬ ‫("ا أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في المعجم الكبير أحاديث عبد الله بن عباس؛‬ ‫‪.)0/041(44201‬‬ ‫ا الضبي عمر بن محمد بن القاسم(‪ 772/198)6‬من إزكي بعمان كان أحد علماء عمان‬ ‫الأجلاء ومن قضاة الإمام الصلت بن مالك وممن كره عزله‪ ،‬ينسب إليه قوله يوم وفاة‬ ‫الصلت‪ :‬اليوم مات إمامكم‪ ،‬فتمسكوا بدينكم ‪ .‬ر‪ :‬السالمي تحفة الأعيان‘ ‪1/142‘3910‬‬ ‫البطاشيسإتحاف الأعيان‪.1/234 ،‬‬ ‫{ث العزري أبوعلي موسى بن علي بن عزرة(‪ 032/548)6‬من إزكي بعمان‪ ،‬علامة فقيه‪.‬‬ ‫وإمام نبيه‪ ،‬انتهت إليه رئاسة العلم بعد محمد بن محبوب‪ ،‬أخذ عن والده وابن محبوب‬ ‫وغيرهم‪ ،‬لقب بشيخ الإسلام‪ ،‬كان رأس العلماء والحل والعقد في عهد الإمام عبد الملك بن‬ ‫حميد و المهنا بن جيفر وتولى القضاء لهما‪ ،‬وفي مبايعة الصلت بن مالك‪ .‬تزخر كتب المذهب‬ ‫بأقواله ورواياته‪ .‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‘ ‪ 2410 0410 1/3310‬البطاشي‪ ،‬إتحاف‬ ‫الأعيانش ‪.1/181‬‬ ‫ا ابن جعفر‪ ،‬جامع بن جعفر ث ‪.6/915‬‬ ‫"ا النزوي السمدي أبو عبد الله نبهان بن عثمان (ق‪ ،)3/9‬من نزوى في عمان‪ ،‬كان علامة‬ ‫فقيها جامعا‪ .‬وخطيبا مصفعاء وهو أحد الأقطاب الثلاثة الذين رجعت عمان آنذاك إليهم وهم‬ ‫الأعرج‪ .‬أخذ عن محمد بن محبوب وغيره‪ ،‬وروى عنه‬ ‫أصم وأعمى وأعرج وكان هو‬ ‫كثيراء وحفظ عنه ونقل أبو الحواري محمد بن الحواري‪ .‬تزخر الكتب برواياته وأقواله‪.‬‬ ‫ر‪:‬البطاشيءإتحاف الأعيان ‪.1/802‬‬ ‫كا أبو الحواري محمد بن الحواري ‪ :‬جامع أبي الحواري‪.2/891 ،‬‬ ‫‪;:‬ج ‪-‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ح(‪:‬‬ ‫صحح‬ ‫و يذكر لفضل ‏‪ ٢‬الحواري في جامعه أن محمدا بن محبوب قال‪ :‬أخبرني‬ ‫عن الربيع أنه قال‪ّ( ...‬‬ ‫محمد بن هاشم("ا عن أبي المعلى(‬ ‫الله ‪ -‬عن‬ ‫فيقول ‪" :‬أخبرنا أبو الحو ار ي ‪ -‬رحمه‬ ‫بن روح‬ ‫محمد‬ ‫ويسند‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫محبوب‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫أخبر ه عن‬ ‫الله أه‬ ‫رحمه‬ ‫بن خميس‬ ‫الصلت‬ ‫أنه‪"...‬ث)‪.‬‬ ‫بن‬ ‫} ومحمد‬ ‫ونجد أبا سعيد الكدمي يذكر(ا أنه روى عن سعيد بن محرز ©ا‬ ‫هاشم عن هاشم بن غيلانا عن عبد الله بن نافعا عن بشير‪"( ...‬ا(أن الرسول‬ ‫‪.)...‬‬ ‫{"ا السيجاني محمد بن هاشم بن غيلان(ق‪ )3/9‬من سيجا بسمائل في عمان‪ ،‬علامة جليل أخذ‬ ‫عن أبيه وموسى بن علي له روايات تناقلتها الكتب التي جاءت بعده‪.‬ر‪ :‬السالمي تحفة‬ ‫الأعيان‪ 8 1/651 ،‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.1/834 ،‬‬ ‫"ا هو محمد بن المعلى الكندي المتقدمة ترجمته‬ ‫{ا السامي الفضل بن الحواري‪٬‬ءجامع‏ الفضل بن الحواري‪.2/531 ،‬‬ ‫(‪ )4‬الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشرع‪.361 .‬‬ ‫{ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الجامع المفيدش ‪.239‬‬ ‫ا أبو جعفر سعيد بن محرز بن محمد‪( ،‬ق‪ 3/9)6‬من نزوى بعمان‪ ،‬علامة جليل‪ ،‬ورجل‬ ‫صلب في مواقفه كالسيف الصقيل‘ عاصر الإمامين عبد الملك والمهناث تزخر الكتب بمواقفه‬ ‫وفتاويه‪ .‬ر‪ :‬البطاشي‘ إتحاف الأعيان‪.1/624 ،‬‬ ‫ا السيجاني أبو الوليد هاشم بن غيلان (في ق‪ 2/8‬وأوائل ق‪ )3/9‬من سيجا بسمائل في‬ ‫عمان‪ ،‬علامة جليل يعد أحد كبار العلماء فايلقرنين الثاني والثالث الهجريين‪ ،‬أخذ عن‬ ‫موسى بن أبي جابر وغيره وأخذ عنه ابنه محمد و موسى بن علي وغيرهما‪ .‬له سيرة‬ ‫مشهورة‪ .‬ر‪:‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.1/671-971 ،‬‬ ‫ا عبد الله بن نافع(ق‪ )3/9‬علامة جليل من علماء القرن الثالث الهجري‪ ،‬أخذ عنه هاشم بن‬ ‫غيلان وغيره‪ ،‬تنقل رواياته وأقواله في بطون الكتب‪ .‬ر‪ :‬الكندي" بيان الشرع ‪1/560‬‬ ‫السيابي سالم بن حمود بن شامس(‪1 4‬ه_‪4991/‬م) عمان عبر التاريخ‪ ،‬ط‪ ‘4‬المطبعة‬ ‫الشرقية‪ ،‬سلطنة عمان‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪1241‬هے‬ ‫‪102‬م‪.1/612 .‬‬ ‫‪;;:‬ج۔‬ ‫عارم السنةعند الا صية ح(‬ ‫ح‬ ‫وينقل ابن بركة عن شيخه أبي مالك الصلاني يخبر عن أبي عبد الله محمد‬ ‫بن محبوب رحمة الله أن أبا معاوية عزان بن الصقر ‪.2 ...‬‬ ‫ويورد أبو عبد الله الكندي إسنادا لابن المسبح( يقول فيه‪" :‬أخبرنا هاشم‬ ‫بن الجهم( ‪ )4‬عن‪ .‬جابر بن النعمان( اعن بن المعلى عن الربيع رأنه‪.66)" "...‬‬ ‫ويورد أبو عبد الله الكندي بعض الأسانيد لمخالفيه ‪ -‬وهذا منهج متبع وسبق‬ ‫المتقدمين فيه۔ نجد ذلك في كتابه في مو اضع كثيرة منها ما‬ ‫التمثيل ببعض‬ ‫ذكره("أمن الرواية بإسنادها عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي‬ ‫أخبره أته قال استعمل رسول الله فة ابن التيه ‪ -‬رجل من الأزد ‪ -‬على صدقة‬ ‫بني سليم‪...‬إلخ اء ومنها ما ذكره"اعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال‪:‬‬ ‫('ا الرحيلي بشير بن محمد بن محبوب تقدمت ترجمته؛ ص‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫‪..,‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪1‬‬ ‫‪ (2‬السليمي ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة (ق‪)4/01‬ء كتاب التعارف‪ ،‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة‪4041 .‬هے ‪4891‬مث ص ‪.02‬‬ ‫{ا ابن مسبح محمد بن القاسم بن المسبج(ق‪ ،)3/9‬قيل أصله من هيل بسمائل في عمان وقيل‬ ‫من نزوى عالم جليلث من علماء القرن الثالث ورجالاته البارزين‪ ،‬تنتشر رواياته وأقواله‬ ‫في بطون الكتب‪.‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ )1/962 ،‬السيابيث عمان عبر التاريخ‪.2/202 .‬‬ ‫ا هاشم بن الجهم (حي في‪ )732/258‬علامة فقيه‪ ،‬كان أحد رجال الحل والعقد في بيعة‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ 0610 4310 /1،‬السيابي‪ ،‬عمان عبر التاريخ‬ ‫‪.20‬‬ ‫ا جابر بن النعمان بن الغلىء(حي في‪702:‬ه_ )علامة وفقيه عاصر الإمام عبد الملك بن‬ ‫حميد (‪802-622‬ه) وهاشم بن غيلان وموسى بن علي‪.‬ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪.1/531‬‬ ‫(‪ )6‬الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‘ ‪.311‬‬ ‫‪7‬ام‪.‬س“ ‪.82/202‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الحيل‪ ،‬باب في احتيال العامل ليهدى له‪.‬‬ ‫ومسلم في صحيحه؛ كتاب الإمارةس باب تحريم هدايا العمال‪.‬‬ ‫‪)6‬‬ ‫‪.)331(2381‬‬ ‫ثا الكندي محمد بن إبراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.92/02 ،‬‬ ‫۔‬ ‫‪٫‬ر;‏ ‪_ .‬‬ ‫_[‬ ‫علوم السنة عند لاا ضية‬ ‫وح‬ ‫قال رسول الله ة ‪ :‬لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلآ من كان فيه ثلاث‬ ‫خصال‪ :‬رفيق بما يأمر‪ ،‬رفيق بما ينهى‪ ،‬عدل فيما يأمر عدل فيما ينهى‪ ،‬عالم بما‬ ‫يأمر عالم بما ينهى) ("‪.‬‬ ‫وينقل لنا أبو يعقوب الوارجلاني في كتابه العدلا رواية أثر بإسناد إلى‬ ‫أبى خزر يغلى بن زلتاف؛ فالوارجلاني قال حدثنيه الشيخ أبو صالح نوح بن ياقي‬ ‫رضي الله عنه عن أبي سليمان صاحبه إلى مصر عن أبى خزر‪.‬‬ ‫(" ورد ذكره في كتاب الورع لأحمد بن حنبل أنه قول لسفيان الثوري‪ ،‬ر‪ :‬الشيباني احمد بن‬ ‫حنبل (‪ ،)142/658‬الورع تح‪ :‬زينب إبراهيم القاروط‪ ،‬ط‪ \1‬دار الكتب العلميةث بيروتث‬ ‫‪3891‬م‪.1/451 ،‬‬ ‫‪ 3‬ه‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.2/72‬‬ ‫لا تتبعت كتب السير والتراجم بحثا وتنقيبا لمعرفة العلمين اللذين ذكرهما أبو يعقوب في‬ ‫روايته هذه عن أبي خزر فلم أظفر بما يشفي الغليل في شأنهما‪ ،‬وقد وجدت إشارة الشماخي‬ ‫في سيره أيضا إلى أبي سليمان صاحب أبي خزر إلى مصر ولم يذكر اسمه كاملا‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الشماخي‪ ،‬السير‘ ‪ 2/140‬فيا ترى من هو أبو سليمان هذا؟ `‬ ‫وبحثت عمن كنيته أبو سليمان وهو معاصر لأبي خزر فلم أجد‪ ،‬وأقرب من جاء بعده ممن‬ ‫يحمل كنية أبي سليمان هو أبو سليمان داود بن إلياس أبو يوسف اليرتاجني‬ ‫الوارجلاني(‪ )264/9601‬فلعله أدرك أبا خزر وأخذ عنه وصحبه‘ وكان أبو سليمان داود‬ ‫فقيها عالماى شهد له علماء عصره بجلالة القدر وسعة العلم وقدمه أكابر علماء عصره‬ ‫وأميل إلى أن هناك عالما آخر صحب أبا خزر إلى مصر غير أبي سليمان داود والله أعلم‪.‬‬ ‫الطبقات‘ ‪.2734‬‬ ‫ر‪ :‬الدرجيني‬ ‫أما أبو صالح نوح فقد أشكل علي أيضا ولم أر في أشياخ أبي يعقوب من يحمل هذا‬ ‫الاسم؛ ووجدت قريبا من هذا الاسم ومن يعد من رواة السير والأخبار وعاش في تلك‬ ‫الفترةث وهو عالم اسمه نوح بن نامي الزئلقيني‪ ،‬أشار اليه تادوز ليفتسكي في دراسته عن‬ ‫المؤرخين الإباضيين في شمال أفريقياێ ويظهر أنه عالم وراوية كبيرث وكان له نشاط ودور‬ ‫عظيم‪ ،‬عاش أواخر القرن الخامس إلى أوائل السادس الهجري‪.‬‬ ‫ر‪ :‬ليفيتسكي تاديوس(معاصر)‪ ،‬المؤرخون الإباضيون في أفريقيا الشمالية ترجمة‬ ‫ماهر جرار‪ ،‬ريما جرار‪ ،‬ط‪ \1‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪0002 ،‬مث ص‪.461-561‬‬ ‫إح‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حح=ح‬ ‫إن ما تقدم عرضه نماذج لذكر الإباضية الإسناد حال النقل والرواية سواء‬ ‫لروايات مرفوعة أو آثارا‪ ،‬و إن هذا الأمر كما قلت محتاج إلى رسالة مستقلة‬ ‫يجمع فيها الباحث مثل هذه الأسانيد في كل ما كتبوه خلال القرون المتقدصة ثم‬ ‫يصنفها وينظمها ليتوصل إلى خرائط النقل ومفاصل التلاقي في كل ما دونوهء‬ ‫وذلك لأن التدوين عندهم أخذ طابع الشمول في كل الأبواب فهم يوردون‬ ‫الروايات التي يتناقلونها ضمن ذلك التدوين‪.‬‬ ‫ونجد أنهم قد يلجأون إلى حذف السند أو اختصاره أو اختصار بعضه وهو‬ ‫نهج درج عليه حتى المتقدمون منهم‪ ،‬وله أمثلة متعددةث من ذلك ما أورده أبو‬ ‫غانم الخراساني عن حاتم بن منصور يقول حاتم‪ ":‬حدثني غير واحد من أهل‬ ‫العلم رفع الحديث إلى النبي يا أنه لما قدم عليه وفد بني عبد القيس‪...‬الخ"("ا‪.‬‬ ‫ونجد عند ابن جعفر مثل هذا النهج في قولها‪ ":‬محمد بن المسبح وأسند‬ ‫عن النبي قل( من أفضى بيده إلى ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ) (ثا‪.‬‬ ‫ويبين لنا ابن بركة أنه اتخذ هذا منهجا في أحد كتبه فيقول‪ ":‬واعتمدت في‬ ‫ذلك على حذف الأسانيد وشرح الأخبار"(ا‪ ،‬ويقول في أحد مواضع الكتاب‪ ":‬ومن‬ ‫حديث آخر بإسناد عن النبي هه أنه قال‪"...‬ا‪ ،‬ويذكر مثل ذلك في جامعه فيقول‪:‬‬ ‫اأوسند في ذلك قوله يلا‪ "...‬ث ونهج اختصار الإسناد أو حذفه نجده أيضا عند‬ ‫غير من ذكرنا من العلماء والفقهاء‪.‬‬ ‫(‪٧‬ا‏ الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‪.2/55 ،‬‬ ‫ا ابن جعفر ‪ 0‬جامع ابن جعفرش ‪.1/293‬‬ ‫(ا أخرجه بمثل هذا اللفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬الطهارة‪ ،‬باب مس الفرج هل‬ ‫يجب‪ 1/470...‬وأحمد في المسند مسند أبي هريرة‪.)2/333(5838 ،‬‬ ‫)‪ (4‬ابن بركة المبتدأث (مخ)ى هصو‪.‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬المبتدأ(مخ)‪31 ،‬و‪.‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.694 /1 ،‬‬ ‫۔۔‬ ‫_‬ ‫۔=[ زر)‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح=ح‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬حَمَلّة العلم وسلاسل نسب الدين‪:‬‬ ‫تأتي البعثات العلمية وهي ما عرف بحملة العلم إلى المشرق أو المفرب‬ ‫جسورا في الإسناد الذي عبر به العلم ‪ -‬والرواية جزء أصيل فيه‪ -‬من مركز‬ ‫نشأة الإباضية إلى الأقطار التي انتشر فيها المذهب في شمال أفريقيا وعمان‬ ‫واليمن‪ ،‬وتألفت مجموعة حملة العلم المتجهة إلى شمال أفريقيا من خمسة‬ ‫أشخاصا هم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمنيل©ثاء وعبد‬ ‫الرحمن بن رستمةا وعاصم السدراتي(ا‪ ،‬وأبو المنيب إسماعيل بن درار‬ ‫)‪ (1‬أبو زكرياء يحيى بأنبي بكر‪ ،‬كتاب السيرة وأخبار الأيمة‪ ‘1/75 ،‬النامي ‪:‬دراسات عن‬ ‫الإباضية ‏‪ ٠‬ص‪.521‬‬ ‫اا المعافري الحميري أبو الخطاب عبد الأعلى بانلسمح بن عبيد (‪ )441/267‬أصله من‬ ‫اليمن‪ ،‬أحد حملة العلم إلى المغرب أخذ عن أبي عبيدة وغيره من أئمة المذهب شهد له‬ ‫أستاذه بجلالة العلم فاباح له الفتوى بما سمع منهؤ وأشار على الباقي مبايعته إن قدروا على‬ ‫إقامة الدولة‪ ،‬فبويع بعد ذلك فكان عادلا حسن السيرةء ظل في إمامته أربع سنوات حتى قثل‬ ‫في معركة تاورغا سنة ‪441‬ه‪ .‬ر‪ :‬الشمَاخي‪ :‬السير ‪.421-521 1/3110‬‬ ‫(‪ (3‬الرستمي عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن كسرى(حكم من ‪.)061-171/777-887‬‬ ‫علامة وعلم من أكبر أعلام الإباضية‪ .‬اعتبر من بين «مائة أوائل» في لتاريخ والتراث‬ ‫الإسلامي‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة مسلم وغيره‪٬‬قال‏ له شيخه ‪":‬افت بما سمعت مني ومالم‬ ‫تاورغا‬ ‫تسمع" عين واليا وقاضيَا على القيروان في دولة أبي الخطاب‪ ،‬نجا من موقعة‬ ‫واتجه مع باقي ا لإباضية إلى المغرب الأوسط وأسسس تيهرت وبه قامت دولة‬ ‫‪4‬هھ‬ ‫الاباضية الرستمية‪ .‬ر‪ : :‬الشنمَاخي‪ :‬السير‪ 931-7610 1/421-5210 ،‬ابن الصغير‪ .‬أخبار‬ ‫الأئمة الرستميين‘ ص‪ (82-24‬بحَاز إيراهيم بن بكير (معاصر )‪ .‬الدولة الرستميَةء مطبعة‬ ‫لافوميك‪ ،‬الجزائر؛ ‪5891‬م‪ ،‬ص‪ 29‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ا السدراتي عاصم (‪ )141/957‬أصله من جبال الأوراس فايلجزائر‪ ،‬أحد أيمَّة المغرب‬ ‫وأقطاب علمائه‪ ،‬وهو أحد حملة العلم إليه‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة مسلم وغيره كان له دور كبير‬ ‫في الدعوة والتعليم‪ ،‬وتنقل بين البلدان معلما ومفقها وأخذ عنه علماء أجلاء‪ . .‬ر‪:‬الدرجيني‪:‬‬ ‫طبقات‪2/092 ،‬۔ الشماخي‪ :‬السير‪.1/621 .‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الغدامسي(‪٨‬ا‪،‬‏ وأبو داود القبلي(ا‪ ،‬وقد استمرت ملازمتهم لشيخهم أبي عبيدة‬ ‫خمسة أعوام أخذوا عنه العلم والرواية وعن غيره من أئمة المذهب وقد أشار أبو‬ ‫عبيدة عليهم بتقديم أبي الخطاب المعافري إن كانت لهم قوة ووجدوا من أنفسهم‬ ‫طاقة لإقامة الدولة وتولية أحدهم منصب الإمامة(ةا‪.‬‬ ‫وتكشف لنا المصادر متانة الإعداد والتكوين العلمي الذي حققته هذه البعثة‬ ‫العلمية إلى درجة أن أحد أفرادها ألقى على شيخه أبي عبيدة ثلاثمائة مسألة وهو‬ ‫إسماعيل بن در‪:‬ارالغدامسي فمازحه أبوعبيدة بقوله‪":‬أتريد أن تكون قاضيًا يا ابن‬ ‫درًار؟"(“ا‪ ،‬علما بأن ابن درار لم يكن الأمكن علميا بين أفراد هذه البعثة‪ ،‬كما‬ ‫تشير بعض المصادر ‪.‬‬ ‫ولا عجب في تمكن هذه البعثة علميا وقد خصص إمامهم أبو عبيدة لهم‬ ‫مجلسا مستقلا لتعليم العلم وتدريبهم للدعوة‪ ،‬وهو أحد ثلاثة مجالس كانت للشيوخ‬ ‫وللعاسّة ولحملة العلها‪.‬‬ ‫وقد سبق حملة العلم هؤلاء في نقل العلم شخصيتان فذتان‪ ،‬إحداهما الداعية‬ ‫"ا الغدامسي أبو المنيب إسماعيل بن درار (حي في‪ )112/728‬من طرابلس الغرب‪ ،‬علامة‬ ‫جليل وهو أحد حملة العلم إلى المغرب‪ ،‬أخذ العلم عن أبي عبيدة مسلم وغيره‪ ،‬وعند وداعه‬ ‫شيخه سأله ثلاثمائة مسألة من مسائل الأحكام‪ ،‬ولي القضاء لأبي الخطاب‘ وقام بدور في‬ ‫العلم خاصة بعد قتل زميله عاصم وأخذ عنه عدد جم من حملة العلم بعده‪ .‬ر‪:‬الشمّاخي‪:‬‬ ‫السدير‪.1/721 .‬‬ ‫ا النفزاوي أبو داود القبلي (ق‪ ،)2/8‬أصله من نفزاوة بتونس‘ يعتبر أحد الأعلام الكبار‬ ‫وأحد حملة العلم‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة مسلم وغيره؛ عني بالتدريس ونشر العلم‪ ،‬أخذ عنه جمع‬ ‫كبير قيل إن عبد الوهاب مع غزارة علمه كان إذا جلس معه كأنه صبئ يجلس مع معلمه‪.‬ر‪:‬‬ ‫الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‘ ‪.1/91‬‬ ‫ثا أبو زكرياء‪ :‬سير الأيمة‪ 1/060 :‬الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‘ ‪.1/02‬‬ ‫ا أبو زكرياء‪ ،‬سير الأيمةث ‪.1/06‬‬ ‫اراجع تفصيل دور هذه المجالس في‪ :‬النامي‪ ،‬دراسات عن الإباضية‪ ،‬ص‪.101-301‬‬ ‫_‬ ‫علم السنةعند الا ضية ح۔‪;٫;١‬ہ‏‬ ‫حح۔۔۔‬ ‫الشهير سلمة بن سعد الحضرمي" الذي قام بدور رائد‪ ،‬وكان كثير الاجتهاد لنشر‬ ‫مبادئ المذهب وقيام العدل‘ و كان له أيضا دور التحميس لبعض من صاروا‬ ‫حملة العلم للسفر وتلقي العلم من مصدره في المشرق في مدرسة أبي عبيدة؛ فقد‬ ‫ذكر الشماخي أن سلمة أشار على عبد الرحمن بن رستم بالتوجه نحو البصرة‬ ‫لذلك(‪.)2‬‬ ‫والشخصية الثانية هي محمد بن عبد الحميد بن مغطير النفوسي الجناوني(ةا‪.‬‬ ‫وتشير المصادر إلى أخذ بن مغطير العلم عن أبي عبيدة‪ ،‬وسفره لأخذ العلم قبل‬ ‫حملة العلم وقبل مجيء سلمة بن سعد‪ ،‬فقد ذكر الشماخي أن ابن مغطير تعلم على‬ ‫يد الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة“ا‪.‬‬ ‫ونجد من الدراسات الحديثة ما يؤكد أن دور ابن مغطير العلمي سبق حملة‬ ‫") الحضرمي سلمة بن سعد ابن علي (ق‪ ،)2/8‬أصله من اليمن‪ ،‬عالم عامل وداعية مناضل‪،‬‬ ‫عده الدرجيني في طبقة تابعي التابعين‪ ،‬أخذ عن جابر بن زيد‪ ،‬وأبي عبيدةس عرف عن سلمة‬ ‫جده في الدعوة حتى قال‪ ":‬وددت أن لو ظهر هذا الأمر من أول النهار إلى آخره فلا أبالي‬ ‫إن مت بعد ذلك"‪ .‬ر‪ :‬الشمَاخي‪ :‬الستيرش ‪.1/19‬‬ ‫( الشماخي‘ السيرث ‪.1/,321‬‬ ‫(ا الجناوني النفوسي محمد بن عبد الحميد ابن مغطير (ق‪ )2/8‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬علامة‬ ‫جليل‪ ،‬وفقيه متبحر‪ ،‬أول إباضي رحل إلى المشرق‪ ،‬فأخذ عن أبي عبيدة مسلم وغيره‪ ،‬وعاد‬ ‫إلى موطنه وصار علماً ومرجعاً للفتوى‪ ،‬غمر ابن مغطير طويلا‪ ،‬واتخذه الإمام عبد‬ ‫الرحمن ابن رستم مرجعا للفتوى في نفوسة‪ ،‬وحضر مجالس علمه‪ .‬ر‪ :‬الشماخيءالسير‬ ‫‪.1/821‬‬ ‫(‪ )4‬الشماخي‪ ،‬السير‪ 8210 /1:‬النامي‪ ،‬دراسات عن الإباضية‪ ،‬ص‪ ،511‬وقد علق مصطفى‬ ‫‪ ،‬ر‪ :‬ابن‬ ‫بن دريسوا أن ذلك لعله كان عقب خروج أبي عبيدة من سجن الحجاج في ‪59‬ه‬ ‫دريسو مصطفى(معاصر)‪ ،‬الآراء العقدية عند الإباضية حتى نهاية القرن الثالث الهمجري©‪٠‬‏‬ ‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بغداد ‪8991‬م‪ 0‬مرقونة‪٬‬‏ ص‪.64‬‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫__‬ ‫العلم(‪ .‬بل إنه أول مبعوث علمي اء فقد قام ابن مغطير بدور رائدس وجهد علمي‬ ‫عظيم‪ ،‬وكان أحد الجسور التي عبر من خلالها العلمى حتى صارت بلاده جبل‬ ‫نفوسة بفضل تلك الجهود له ولغيره قلعة من قلاع المذهب الثابتة من الثلث الأول‬ ‫من القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذاا‪.‬‬ ‫وإذا كان السبعة المتقدمون يشكلون كما أسلفنا جسر عبور للرواية والعلمء‬ ‫من خلال اتصالهم بعلماء المشرق وأخذهم عنهم‪ ،‬فإنهم صاروا موارد للطبقة التي‬ ‫ظهرت بعدهم‪ ،‬وأساتذة الجيل الذي تربى في أحضانهم مستفيا من ينبوع علمهم‪.‬‬ ‫فقد برز عدد من العلماء الكبار بين إباضية المغرب عرفوا بطلبة حملة العلمء‬ ‫وأشهرهم‪:‬عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم‪ ،‬وأبو خليل الدركلي“ا ومحمد‬ ‫بن يانس وغيرهم©ا‪ ،‬ثم يتواصل الإسناد العلمي بعد هؤلاء ليتشكل ما عرف‬ ‫بنسبة أو نسب الدينا أو ما يبوب له البعض بباب ذكر من اقتدينا("ا‪.‬‬ ‫لاذكر عمرو النامي أن ابن مغطير صار مفتيا بجبل نفوسة قبل عودة حملة العلم الذين بعثهم‬ ‫سلمة إلى البصرة انظر‪ :‬النامي‪ ،‬دراسات عن الإباضية‪.421 :‬‬ ‫اذكر علي يحيى معمر أن ابن مغطير يعتبر أول منفذ لفكرة البعثات العلمية لى البصرة‬ ‫انظر‪ :‬الإتاضيّة في موكب التاريخ‪ :‬الحلقة الثانية الإتاضيّة في ليبيا‪ :‬القسم الأول والقسم‬ ‫الثاني‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ .4691 :‬ص‪.1/34 :‬‬ ‫ا صالح محمد بن ناصر(معاصر)‪ :‬منهج الدعوة عند الإباضية؛ ط‪ ‘2‬المطبعة العربية‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر ث نشر جمعية التراث بالقرارة في الجزائر‘ ‪9141‬ه‪9991.‬مث ص‪.051‬‬ ‫ا الدركلي أبو خليل صال (ق‪)3/9‬ء علامة جليل‪ ،‬وعلم من أعلام نفوسة‪ ،‬أخذ عن حملة‬ ‫العلم الخمسة وأخذ عنه خلق كثير ‪.‬ر‪ :‬الدرجيني‪ ،‬طبقات‘ ‪.2/992-403‬‬ ‫ا الدركلي أبو المنيب محمد بن يانس (ق‪)3/9‬علامة متبحر خاصة في التفسير وأحد أقطاب‬ ‫نفوسة‪ ،‬أخذ عن عاصم السدراتي وإسماعيل بن درآار‪ ،‬وأخذ عنه جم غفير‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪.‬‬ ‫السير‪.1/541-841 .‬‬ ‫ا النامي عمرو ‪ ،‬دراسات عن الإباضية ص‪.711‬‬ ‫)‪ (7‬ر‪ :‬الباروني أبو عبد الله محمد بن زكريا الجربي(‪ ،)799/9851‬نسبة دين المسلمين‪.‬‬ ‫رسالة صغيرة محفوظة ضمن مجموع برقم‪:‬م‪ 55‬ى المكتبة البارونية بجربةءص‪561‬و‪-‬‬ ‫الشماخي‪ ،‬السير ث‪.2/312‬‬ ‫حجحححححح علم السنةعند الا ضية‬ ‫وإذا كان إسناد نسب الدين عند إبياضية المغرب كشف عن تسلسل الأخذ‬ ‫بصورة متسلسلة ضيقةء فإن ترتيب طبقات العلماء أخذ صورة موسعة عند‬ ‫الدرجيني إذ جعل كل طبقة في خمسين سنة‪ ،‬وكل طبقة أخذت في الغالب عمن‬ ‫قبلهاء فكشف الدرجيني بطبقاته عن تسلسل أوسع للأخذ والتلقيث كل طبقة تأخذ‬ ‫عمن قبلها وتؤدي لمن بعدها‪ .‬وهو يؤكد أن هذا النهج اكتسبه من أبي عمار عبد‬ ‫الكافي في بداية كلامه في ذلك;اء ويمكن وصف عمل الدرجيني بأنه كان جامعا‬ ‫لمنهج إبراز الإسناد ومنهج الكتابة في علم الرجال حتى وإن كان عمله مختصرا‪.‬‬ ‫وسنقصر الحديث هنا على سلسلة نسب الدين‪ ،‬أما موضوع الطبقات فسنشير إليه‬ ‫عند الحديث عن الكتب التي تعرضت للطبقات والسير والتواريخ‪.‬‬ ‫تتصدر سلسلة نسب الدين عبارة تقول‪":‬هذه نسبة دين المسلمين واحدا عن‬ ‫واحد‘ ثقة عن ثقة‪ ،‬من زماننا إلى نبينا محمدا‪.‬‬ ‫وسنذكر رجال هذه السلسلة مبتدئين بالأعلى إلى الأدنىث عكس ما أوردوه‬ ‫هم من الأدنى إلى الأعلى‪ ،‬حتى نربط الحديث بمن تقدم ذكرهم‪ ،‬وقد تبين لنا أخذ‬ ‫جابر ومن في طبقته عن الصحابة‪ ،‬وأخذ أبي عبيدة عنه وعن الصحابة‪ ،‬ثم أخذ‬ ‫حملة العلم عنه‪ ،‬وأخذ طلبة حملة العلم عنهم‪.‬‬ ‫ومن أشهر طلبة حملة العلم الذين جاز عليهم نسب الدين الإمام عبد الوهاب‬ ‫بن عبد الرحمن‪ ،‬وأبو المنيب محمد بن يانس‪ ،‬ونجد في رسالة نسب الدين أن أبا‬ ‫خليل صال الدركلي أخذ عن ابن يانس‪ ،‬وأخذ عن أبي خليل أبو عيسى أبان بن‬ ‫"رسالة بعنوان باب ذكر من اقتديناى مخطوط محفوظ ضمن مجموع في البارونية برقم‬ ‫م‪( "36‬د‪.‬تر)‪ ،‬لم يذكر اسم مؤلفه‪.‬‬ ‫{‪2‬ا الدرجيني الطبقات‪.1/6 ،‬‬ ‫(ا الشماخيء السيرث‪.2/312‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫الحسين )‪ ‘ (2‬وأخذ‬ ‫بن‬ ‫أبو القاسم سدر ات‬ ‫أخذ‬ ‫أبي عيسى‬ ‫وسيد( ‪ (1‬‏‪ ٠0‬وعن‬ ‫ا‪.‬‬ ‫القاسم أبو هارون الجلالميا‪ ،‬وأخذ عن أبي هارون أبو يحيى الفرسطائي‬ ‫وأخذ عن أبي يحيى أبو محمد خصيب بن إبراهيم التمصمصيةا‪ ،‬وأخذ عن أبي‬ ‫محمد عمنا يحيى بن سفيان©ا‪ ،‬وأخذ عن عمنا يحيى أبو الربيع سليمان بن أبي‬ ‫هارون موسى بن هارون الملوشائي(‪7‬ا‪ ،‬وأخذ عن يحيى أبي الربيع أبو زكريا‬ ‫يحيى بن الخير الجناونيا‪ ،‬وأخذ عن أبي زكريا أبو سليمان داود بن هارون(ا۔‬ ‫{"ا الويغوي النفوسي أبو ذر أبان بن وسيم بن نصر (ق‪ ،)3/9‬كان فقيهَا مفتي ثقة أجازه‬ ‫شيخه أبو خليل للفتوى‪ ،‬تولى جبل نفوسة للإمام أفلح‪ ،‬تزخر الكتب برواياته وفتاويه‪ ،‬أخد‬ ‫عنه جمع منهم سدرات التغطوري‪.‬ر‪ :‬الدرجيني طبقات ‪.2/103-503‬‬ ‫"ا البغطوري أبو القاسم سدرات بن الحسن (‪ 313/629)0‬علامة من أعلام جبل نفوسة‪ ،‬أخذ‬ ‫عن أبان بن وسيم عمر حتى بلغ مائة وثلاثين‪ ،‬وكان مرجع الفتوى ‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السير‬ ‫‪. 1000-1102‬‬ ‫("ا الجلالمي أبو هارون موسى بن يونس (حي بعد‪ )382/798 :‬أخذ عن سدرات‘ عالم جليل‬ ‫وزعيم نبيل ؤ أسئس مدرسة خرجت علماء كبارا وكان ينفق عليها ثلث ماله‪ .‬ر‪ :‬الشمًاخي‪:‬‬ ‫السير ‪.1/502‬‬ ‫(ا الفرسطائي أبو يحيى زكرياء بن يونس (بين ‪)053/798-269- 382‬ء عالم جليل نشأ‬ ‫يتيماث أخذ عن الجلالمي ‪ ،‬وأخذ عنه خلق كثير‪ ،‬ر‪:‬الشمَّاخي‪ :‬السيرش ‪.2/6-8‬‬ ‫("ا التمصمصي أبو محمد خصيب بن إيراهيم (ق‪ 4/01)6‬عالم عة من أعلام نفوسة} أخذ عن‬ ‫زكرياء الفرسطائيك كان مرجع الفتوى‪ ،‬أسس مدرسة شهيرة في بلده خرجت فطاحل العلماء‬ ‫ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيرث ‪.1/,152-252‬‬ ‫ا اللالوتي النفوسي أبو زكرياء يحيى بن سفيان (ق‪ ،)4/01‬عالم جليل وحاكم عادل‪ ،‬أخذ‬ ‫عن خصيب التمصمصي وغيرها وأخذ عنه خلق كثير‪ ،‬تولى حكم جبل نفوسة باتفاق أهل‬ ‫الحل والعقد من علماء الجبل‪.‬ر‪:‬الشمًاخي‪ ،‬السيرث ‪. 1/052-151‬‬ ‫”ا الملوشائي أبو الربيع سليمان بن موسى بن هارون (ق ‪ ،)4/01‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬عالم فقيه‬ ‫راوية‪ ،‬أخذ عن يحيى بن سفيان وغيره‪ ،‬كان مفتيا ذا عزيمة‪ ،‬جَة في تلقي العلم وأدائه‪ ،‬أخذ‬ ‫عنه جملة من أقطاب العلم" له مراسلات فقهية وفتاو ‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السير‪.2/1-4 ،‬‬ ‫الجناوني أبو زكرياء يحيى بن الخير (ق‪ ،)5/11‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬قطب من أقطاب‬ ‫المذهب وعلم من أعلامه‪ ،‬كان علامة محققا جامعا للرواية والعلوم‪ ،‬أخذ عن أبي الربيع‬ ‫‏‪::: ١‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫وأخذ عن أبي سليمان أبو يوسف وجدليش بن يعقوب الأمللي‪٧‬ا‏ ى وأخذ عن أبي‬ ‫يوسف أبو يحيى زكريا بن إبراهيم البارونىا ‪ .‬وأخذ عن أبي يحيى يحيى بن‬ ‫‪4) .‬‬ ‫وجدليش(ا‪.‬‬ ‫و أخذ عن يحيى بن وجدليش عيسى الطرميسيثاء وأخذ عن عيسى‬ ‫الطرميسي عمنا أبو عزيز البارونيا‪ ،‬وأخذ عنهما أبو ساكن عامر بن علي‬ ‫الملوشائي وغيره‪ ،‬وأخذ عنه جمع غفير‪ ،‬كثرت مؤلفاته وتميزت بالعمق وقوة الاستدلال‬ ‫خاصة بالسنةءومنها كتب الأحكام والنكاح والوضع‪.‬ر‪ :‬الشمَّاخي‪. 2/871-971 :‬‬ ‫("ا الباروني أبو سليمان داود بن هارون (ق‪ ،)5/11‬من نفوسة بليبياى سليل أسرة علمية‪ ،‬أخذ‬ ‫عن يحيى بن الخير وغيره كان عالما ومتكلما‪ ،‬وله حلقة علم أخذ عنه الكثير ءأسندت إليه‬ ‫المشيخة الكبرى وله تآليف‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيرش ‪.1/971-481‬‬ ‫ا الأمللي أبو يوسف وجدليش بن يعقوب (ق‪ )6/21‬من نفوسة بليبيا كان عالما تقيا ورعاء‬ ‫أخذ عن أبي سليمان بن داود وغيره وأخذ عنه بعض الأعلام‪.‬ر‪ :‬الشمَاخيءالسير‪.2/581 ،‬‬ ‫{ثا الباروني أبو يحيى زكرياء بن إيراهيم بن زكرياء (ق‪ )7/31‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬عالم جليل‬ ‫وحاكم عادل أخذ عن وجدليش الأمللي وغيرهؤ كان غاية في العلم والعمل‪ ،‬رزق ثروة طائلة‬ ‫فكان ينفق منها على الأقسام الداخلية في مدرسته التي شارك بالتدريس بها فخرجت جمعا‬ ‫كبيرا‪.‬ر‪ :‬الشمًاخي‪ :‬السير ‪.2/881‬‬ ‫أبو زكرياء يحيى بن وجدليش(قبل ق‪ )8/41‬من نفوسة بليبيا كان عالما عاملاش أخذ عن‬ ‫زكرياء الباروني وغيره كانت له حلقة علم‪ ،‬أخذ عنه خلق كثير‪.‬ر‪ :‬الشمَاخي‪ ،‬السيره‬ ‫‪.2091‬‬ ‫"ا الطرميسي أبو موسى عيسى بن عيسى(‪ )227/5231‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬أخذ عن أبي يحيى‬ ‫وجدليشؤ يعتبر أحد المجدين للعلم‪ ،‬لقب بشيخ الإسلام‪ ،‬يعتبر تلاميذه من المجددين‬ ‫المجتهدين الذين أحيوا المذهب علما وعملا كأبي طاهر الجيطالي وأبي ساكن الشماخي‬ ‫وغيرهم‪ ،‬كما تعتبر مدرسته من أعظم المدارس التي اهتمت بالتأليف‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيره‬ ‫‪.591-/2‬‬ ‫©ا الباروني أبو عزيز بن إيراهيم بن أبي يحيى زكرياء (‪ ،)647/6431‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬أخذ‬ ‫عن عيسى الطرميسي‘ تولى المشيخة الكبرى بعد وفاة أستاذه‪ ،‬كان عالما فقيها‪ ،‬له تأليف‬ ‫سمي لقط أبي عزيز‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السير‪.2/491 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا صضية‬ ‫حص‬ ‫الشماخي(ا‪ .‬ويتواصل إسناد نسب الدينا إلى أبي سليمان بن داود التلاتيةا‪.‬‬ ‫والذي أخذ عنه محمد بن زكرياء الباروني“ا‪ .‬كاتب هذه السلسلة من نسب الدين‬ ‫وقد ابتدأ ذكر سلسلته بقوله‪":‬أخذت ديني أنا وأكثر طلبة زماننا هذا عن الشيخ أبي‬ ‫سليمان داود بن إبراهيم التلاتي الجربي وأخذ هو عن شيوخ عدة وقلت له إلى من‬ ‫تسند فقال إلى كل منهم الأول فالأول‪...‬إلخ"ا وساق ذكر من تقدم من الأدنى إلى‬ ‫"ا الشمَاخي أبو ساكن عامر بن علي بن عامر (‪ )297/0931‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬علامة محقق‬ ‫وقطب مجتهد‪ ،‬أخذ عن عيسى الطرميسي وأبي عزيز‪ ،‬كان من الحفاظ الكبارض وممن عني‬ ‫بحفظ السنة النبويَة‪ ،‬انتصب للتدريس خلقا لأستاذه في أكثر من بلدس وعكف أيضا على‬ ‫التأليف‪ ،‬تعد تآليفه من الروائع في عمقها ومنهجها المقارن‪ ،‬ومنهج الاستدلال والاستنباط‬ ‫ومنها كتاب الإيضاح في ‪ 8‬مجلدات‪ .‬ر‪ :‬الشمًاخي‪ :‬السير ‪.2/891-002‬‬ ‫لا فقد أخذ عن أبي ساكن أبو الربيع سليمان بن موسى بن عامر‪ ،‬وأخذ عن أبي الربيع عبد‬ ‫الله بن عبد الواحد الشماخي وأخذ عن عبد الله كل من صالح بن نوح التندميرتي وعمنا‬ ‫يعقوب“ وأخذ عن صالح أبو النجاة يونس بن سعيد كما أن أبا النجاة أخذ عن زكريا بن أفلح‬ ‫وأخذ عن أبي النجاة كل من ابراهيم بن أحمد ‪ -‬من ذرية أبي منصور‪-‬۔ ويعقوب بن صالح‪.‬‬ ‫وممن أخذ عن يعقوب بن صالح أبو القاسم بن يونس السدويكشي‪ ،‬وقد أخذ أبو العباس أحمد‬ ‫بن سعيد الشماخي عن صالح بن نوح التندميرتي المتقدم ذكره‪ ،‬وتتواصل حلقة إسناد عبد الله‬ ‫بن عبد الواحد الشماخي المتقدم الذكر عبر طريق آخرك إذ أخذ عنه أيضا أبو يوسف يعقوب‬ ‫بن أحمد اليفرني المديوني‪ ،‬وأخذ عن أبي يوسف أبو زكريا يحيى بن أبي يحيى الباروني‪ ،‬ثم‬ ‫أخذ عنه عمنا أبو زكريا بن عيسى الباروني‪ ،‬وأخذ عن أبي زكريا بن عيسى أبو سليمان بن‬ ‫داود التلاتي‪ .‬ر‪ :‬الباروني محمد بن زكريا الجربيغ نسبة دين المسلمينث (مخ) ص‪561‬و‬ ‫الشماخي‪ ،‬السير‪.0.2/,312‬‬ ‫ا تقدمت ترجمته‘ ص‪.‬‬ ‫ا الباروني أبو عبد الله محمد بن زكرياء بن عبد الرحمن (‪ )799/9851‬أصله من نفوسة‬ ‫ثم سكن جربة‪ ،‬علامة ومؤرّخ‪ ،‬أخذ عن داود التلاتي‪ ،‬ورحل إلى ميزاب فأخذ عن أبي مهدي‬ ‫المليكيء له عدد من المؤلفات ر‪ :‬ابن تعاريت‘ رسالة في تراجم علماء جربة(مخ)‪34-44 ،‬‬ ‫الجربي سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جزيرة جربةث ص‪.511-611‬‬ ‫[ار‪ :‬الباروني محمد بن زكريا بن عبد الرحمن(‪ &)799/9851‬نسبة دين المسلمين‪,( ،‬مخ‬ ‫مج)‪ ،‬المكتبة البارونيةێ جربة‪ ،‬تونس‘ رقم ‪(»421‬د‪.‬ت)‪ ،‬وبعنوان رسالة الشيخ محمد‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫الأعلى ‪ 4‬وقد عرضنا نصف السلسلة بدون تفرعاتها إذ يضيق المقام عن عرضها‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫في بعض‬ ‫ويذكر الحيلاتي في رسالته نسبة الدين سلسلة تتفق مع هذه‬ ‫أعلامها في مواضع وتختلف في مواضع أخرى إذ يذكر أن محمدا بن يانس أخذ‬ ‫عن أبي خليل ياسين بن صالح(" وأن ياسين أخذ عن حملة العلم" وأنه أخذ عن‬ ‫‪:‬أبو‬ ‫معروف‬ ‫أ ابي‬ ‫عں ‪.‬‬ ‫أخذ‬ ‫(‪ .)2‬و‬ ‫ابن يانس أيضا أبو معروف ويدرن بن جواد‬ ‫مسور يسجا بن زلتاف"ا‪ ،‬وأخذ عن أبي مسور ابناه موسى ا وأبو زكريا‬ ‫فصيل بن أبي مسور اليهراسنيةا‪ ،‬وأخذ عنهما أبو نوح سعيد بن زنغيل‪ ،‬وأخذ‬ ‫الباروني في نسبة الدين (مخ مج) مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‘ جربة تونس(د‪.‬ت)ءوقد‬ ‫رأيت في مكتبات وادي ميزاب بالجزائر مجموعة من النسخ المخطوطة لهذه الرسالة‪ ،‬وهذه‬ ‫الرسالة أيضا مطبوعة ضمن كتاب السير للشماخي‪.2/412 ،‬‬ ‫(! هكذا ورد في أصل المخطوط‪ ،‬ولم أعثر على ترجمة من يحمل هذا الاسم في تلك الفترة‪.‬‬ ‫ولعل هناك تصحيف وأن المراد أبو خليل صال الدركلي المتقدم ترجمته‪.‬‬ ‫ثا أبو معروف ويدرن بن جواد (حي بعد‪ )382/798 :‬عالم وقاض من العلماء المقثمين‪.‬‬ ‫أخذ عن ابن يانس وأبي خليل الدركلي‪ ،‬وغيرهم يقول عنه أبو زكرياء‪ :‬كان محا‬ ‫شهيرًا‪.‬ر‪:‬أبو زكريا‪ ،‬السيرة س ‪ ،451 1/3510‬الدرجيني طبقات‘ ‪.2/523-133‬‬ ‫ا اليهمراسني أبو مسور يسجا بن يوجين زلتاف (أواخر ق‪ )3/9‬من عظماء جربة بتونس‬ ‫وقطب من أقطاب الإباضية‪ ،‬أخذ عن يحيى السدراتي وأبي معروف وغيرهم‪ ،‬ورحل إلى‬ ‫نفوسة وغيرها للعلم‪ ،‬كان مرجعا للفتوى وزعيما اجتمع الناس عليه في جربة‪ ،‬أخذ عنه عدد‬ ‫كبير من العلماء‪ ،‬بنى المساجد وأسس حومة السوق في جربة وغيرها من المآثر التي لا‬ ‫تزال قائمة‪ .‬ر‪:‬الشمَاخي‪ ،‬السيرش ‪.643 -543 2/23-330‬‬ ‫( اليهراسني موسى بن يسجا بن يوجين(ق‪ )4/01‬هو ابن أبي مسور أخذ عن أبيه وعن‬ ‫غيرهؤ وصف بأنه كان ورعا عابدا زاهدا مجتهدا‪ ،‬توفي وهو شابا صغير‪ ،‬ورد ذكره مع‬ ‫أبيه ‪.‬ر‪ :‬ر‪:‬الشمَاخي‪.643 -543 2/23-33.0 ،‬‬ ‫"ثا اليهراسني أبو زكرياء فصيل بن أبي مسور يسجا (ت بين‪.)024-044/0301-9401‬‬ ‫من أفذ اذ علماء جربة في تونس‪ ،‬أخذ عن أبيه وأبي خزر وغيرهم كان علامة فقيها حافظاء‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫مح‬ ‫عن أبي نوح أبو عبد الله بن بكر ثم ذكر الحيلاتي أن إسناد أهل جربة‪ ،‬مر عبر‬ ‫أبي زكريا فصيل‘ وأما إسناد أهل المغرب فمر عبر أبي نوح سعيد بن زنغيل‪،‬‬ ‫ويبين الحيلاتي أن عبد الوهاب أخذ عنه أفلح بن عبد الوهاب وأخذ عن أفلح‬ ‫‪..‬‬ ‫؟ ‪..‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سعد بن أبي يونس (‪ )1‬واخذ عن سعد سحنون بن أيوب ‪2‬ا‪ .‬وأخذ عن سحنون أبو‬ ‫القاسم الحامي"ا‪ ،‬وأخذ عن أبي القاسم أبو خزر يغلى بن زلتاف© وأخذ عن أبي‬ ‫خزر أبو نوح سعيد بن زنغيل‪ ،‬وأخذ عن أبي نوح أبو عبد الله بن بكر‪ ،‬وأخذ عن‬ ‫ابي عبد الله أبو الربيع سليمان بن يخلف المزاتي‪ ،‬وأخذ عن أبي الربيع أبو‬ ‫العباس احمد بن محمد بن بكر‪ ،‬وأخذ عن أبي العباس أبو عمرو عثمان بن خليفة‬ ‫السوفي‪ ،‬وتستمر سلسلةا“ا نسب الدين هذه" إلى سليمان الحيلاتي‪/‬اء وهناك‬ ‫وزعيما مجاهدا مرابطا‪ ،‬أخذ عنه جملة من العلماء‪ ،‬يعتبر صاحب فكرة نظام العزابةى وحث‬ ‫تلميذه محمد بن بكر لتطبيقها‪ .‬ر‪:‬أبو زكرياء‪ :‬السيرة‪.442 0420 .812 ،1/612 .‬‬ ‫(" الويغوي أبو محمد سعد بن وسيم أبي يونس بن نصر(ت بعد‪ )382/798‬من نفوسة بليبيا‪.‬‬ ‫رحل إلى تيهرت فأخذ عن الإمامين عبد الوهاب وأفلح‪ ،‬بلغ مبلغا عظيما من العلم والفضل‬ ‫فلما رأى الإمام نبوغه وفضله ولاه قنطرارة فأحسن السيرةء أخذ عنه جمع غفير‪.‬ر‪:‬‬ ‫الشماخي‪ :‬السير ‪.1/481-581‬‬ ‫)‪ (2‬سحنون بن أيوب(ق‪ )1 4/0‬كان عالما متكلما بارعاء وكان فقيه أوانك'‪٬‬‏ وعمدة مكانه‪.‬‬ ‫كثرت عنه الروايات أخذ عن وسيم بن نصر وسعيد بن يونس وأخذ عنه جمع كبير‪ ،‬له‬ ‫فتاوى ومسائل كثيرة‪ ،‬كما يع من اليمة الثقات الحفاظ‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫() الوسياني الحاسي أبو القاسم يزيد بن مخلد (‪ ،)853/969‬من الحامة في تونس‪ 6‬أخذ عن‬ ‫سحنون بن أيوب و سليمان بن زرقون‪ ،‬رقي حتى صار من كبار الأيمَة وبلغ درجة‬ ‫الاجتهاد عظمت منزلته لدى الناس والأمراءث يروى أن القيروان كانت تضطرب لمقدمه‬ ‫فيخف الناس للقائه من موافق أو مخالف لجلالة علمه وعظم قدره أمر المعز الفاطمي بقتله‬ ‫بعد أن سمع الوشاة من حاشيته فمات أبو القاسم شهيد الظلم‪ ،‬وقامت الثورة لمقتله لكنها لم‬ ‫تفلح‪.‬ر‪ :‬الشمَّاخي‪ :‬السيرث ‪. 2/33-63‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ وأخذ عن أبي عمرو ميمون بن تكتيس الورغمي‪ ،‬وخذ عن ميمون يسفا والأبدلاني‪ ،‬وأخذ‬ ‫عنهما أبو سعيد عثمان الزاراتي‪ ،‬وأخذ عن أبي سعيد أباولبر صالح بن نجم المغراوي‪،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫تتميم لإسناد أهل المغرب بعد الحيلاتي نجده في رسالة لأحد علماء‬ ‫المعاصر ين ) ‪. ( 3‬‬ ‫ونجد في رسالة معنونة بعنوان "باب في ذكر من اقتدينا"ء ذكر سلسلة‬ ‫لسناديةاا تتفق في بعض مقاطعها مع السلاسل المتقدمة؛ وتنفرد في أخرى؛‬ ‫وأخذ عن أبي البر أبو الحياة يعيش بن موسى‘ ى وأخذ عن أبي الحياة أبو عمران موسى بن‬ ‫أيوب ‪ -‬وأخذ عن أبي عمران أبو زكريا بن أفلح الصدغياني‪ ،‬وأخذ عن أبي زكريا أبو النجاة‬ ‫يونس بن سعيد بن تعاريت‪ ،‬وأخذ عن أبي النجاة أبو يوسف يعقوب بن صالح التندميرتيء‬ ‫وأخذ عن أبي يوسف أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الحيلاتي‪ ،‬وأخذ عن أبي زيد أبو الفضل‬ ‫قاسم بن سعيد الصدغياني ‪ 4‬وأخذ عن أبي الفضل كل من محمد بن عمر أبي ستة القصبي‪.‬‬ ‫وسليمان بن أحمد الحيلاتي‪ ،‬وأخذ عنهما أبو عبد الله محمد بن يوسف المصعبي المليكي‪ .‬ر ‪:‬‬ ‫الحيلاتي أبو الربيع سليمان بن أحمد (‪ ،)9901/8861‬نسبة الدين للحيلاتيث (مخ مج) المكتبة‬ ‫البارونية‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‘ رقم ‪4558‬ث ص ‪.92-03‬‬ ‫(!ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.03‬‬ ‫ا الحيلاتي أبو الربيع سليمان بن أحمد (‪ )9901/8861‬من جربة بتونسس عالم مؤرخ ه‬ ‫سليل أسرة عريقة في العلم‪ ،‬أخذ عن قاسم الصدغياني وغيره‪ ،‬يعد أحد العلماء الذين أحيوا‬ ‫معالم الدين بمؤلفاتهم المختلفة في‪ .‬التاريخ والفقه ومنها‪ :‬نسبة الدين ورسالة مشاهد علماء‬ ‫الجعبيري‪:‬‬ ‫جربة وغيرها‪ .‬ر‪ :‬سعيد بن تعاريت‪ :‬رسالة في تراجم علماء الجزيرة ‪27-37‬‬ ‫البعد الحضاري‘ ‪.341‬‬ ‫"ا يكشف أبو اليقظان إبراهيم عن سلسلسة إسناده إلى الحيلاتي في رسالة في ذلك‪.‬ر‪:‬أبو‬ ‫اليقظان إيراهيم بن عيسى حمدي(‪ ،)3931/3791‬نسب الدين للشيخ أبي اليقظان‪( ،‬مخ) مكتبة‬ ‫أبي معقل الوارجلاني‪ ،‬وارجلان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬وقفت عليه في مدونات أبي معقل كراس رفم ‪62‬‬ ‫خلال رحلتي البحثية إلى وارجلان‪.‬‬ ‫(ثا ابتدأ كاتبها بقوله‪ :‬أخذنا ديننا على الفقيهين التقيين أبي محمد عبد الله بن محمد المجدلي‬ ‫وأبي يحيى توفيق بن يحيى الجناوني‪ ،‬وأخذه أبو محمد عن أبي سليمان داود بن زهرون©‪،‬‬ ‫وأخذه أبو سليمان عن أبي زكريا يحيى بن الخير الجناوني‪ ،‬وأخذ أبو زكريا عن أبي الربيع‬ ‫سليمان بن موسى الملوشائي‪ ،‬وأخذ أبو الربيع عن أبي زكريا بن رسفين اللاوتي وأبي سهل‬ ‫البشر بن محمد التندميرتي وأبي يوسف وجدليش‪ ،‬ثم افترقت النسبة فأخذ أبو سهل وأبو‬ ‫يوسف عن أبي يحيى يوسف بن زيد الدرقي وأبي نصر زار بن يوسف©“ وأخذ أبو يحيى‬ ‫صية‬ ‫_ علوم السنة حنر ال‬ ‫وتنتهي إلى حملة العلم‪ ،‬إما من طريق عبد الوهاب الذي أخذ عن أبيه عبد‬ ‫الرحمن وباقي حملة العلم‪ ،‬أو من طريق أبي خليل الدركلي وأبي المنيب محمد‬ ‫بن يانس اللذين أخدا من إسماعيل بن درار وعاصم السدراتي وغيرهما من حملة‬ ‫العلم‪ ،‬ثم تستمر السلسلة إلى الصحابة وفي آخرها‪":‬وإنما أخذنا هذا الدين عن‬ ‫التفات ثقة عن ثقة من يومنا هذا إلى جابر بن زيد‪...‬الخ‪.‬ا‪.‬‬ ‫وجملة القول أن ما عرضناه هنا لعله جزء مما كانوا يذكرونه أسانيد لنسب‬ ‫الدين عندهم‪ ،‬وقد نقل الدرجيني عن أبي عمار عبد الكافي أنه وجد العزابة‬ ‫يسندون أمر دينهم واحدا عن واحد‪ ،‬أكابر عن أكابر‪ ،‬وثقة عن ثقة فرأى من‬ ‫حسن نظره أن يكون ذلك جملة عن جملة(‪2‬ا‪ .‬فهذه الإشارة دالة على أن هناك‬ ‫جملة من السلاسل الإسنادية‪ ،‬وما تقدم مجرد أنموذج لها فقط‪ ،‬وقد انتقل أبو عمار‬ ‫ومن بعده الدرجيني بهذه السلاسل من الصورة المفردة إلى الجملة والجمع على‬ ‫شكل طبقة عن طبقة وهكذا؛ وفي هذا تطوير في التعاطي لفن الرجال والكتابة فيه‬ ‫وأبو نصر عن أبي محمد يصليطن بن مامد الكباوي‪ ،‬وأخذه أبو محمد عن أبي هارون موسى‬ ‫بن يونس الجلالمي‪ ،‬ثم ذكر صاحب الرسالة أأنبا زكريا أخذ عن أبي محمد التمصمصي‬ ‫وأبي عبد الله محمد بن جلداسن اللالوتي‪ ،‬وأخذ أبو محمد عن أبي حبى زكريا بن يوسف‬ ‫الفرسطائي وأبي الربيع سليمان بن هارون اللالوتي وأخذه أبو يحيى وأباولربيع عن أبي‬ ‫هارون بن يونس الجلالمي وزاد أبو يحيى بأخذه عن أبي حسان خيران بن ملال الفرسطائيء‬ ‫وهنا أخذ كل من طريق فأخذ أبو حسان عن أبي يونس أيدين الفرسطائيك وأخذ أبو يونس‬ ‫عن أبي ذر صدوق الفرسطائيك وأخذ أبوذر عن أبي مرداس مهاصر السدراتي‪ ،‬وأخذه أبو‬ ‫مرداس عن الإمام عبد الوهاب‪ ،‬وأما أبوهارون الجلالمي فأخذ عن أبي القاسم سدرات بن‬ ‫الحسن البغطوري‪ ،‬وأخخذذ ابو القاسم عن أبي ذر أبان بن وسيم الويغوي وأخذ أبو ذر عن أبي‬ ‫خليل صال الدركلي وأخذ أبو خليل عن أبي المنيب محمد بن يانس‪ ،‬وأخذ أبو المنيب عن أبي‬ ‫الزاجر إسماعيل بن درار الغدامسي‪..‬إلخ‪ .‬ر‪:‬مؤلف مجهول رسالة باب ذكر من اقتدينا (مخ‬ ‫مج) المكتبة البارونيةى جربة‪ ،‬تونس رقم م‪(٠36‬د‪.‬تر‏ )‪.‬‬ ‫("ام‪.‬س‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫ثا الدرجيني‪ ،‬الطبقات ‪.1/6‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫عندهم على شكل طبقات وهو جزء من الكتابة في السير والتاريخ وطبقات‬ ‫الرجال‪.‬‬ ‫أما عن المشارقة في غمان فقد وفر نفي الحجاج بن يوسف الثقفي("ا الإمام‬ ‫جابر بن زيد إلى غمان‪ ،‬فرصة لنشر العلم‪ ،‬وامتزاجه بقومه مما أدى إلى أذر‬ ‫كبير في أهل غمان‪ ،‬خاصة إذا ما وضعنا التعاطف القبلي نحوه لكونه ينتسب إلى‬ ‫اليحمدؤ وهي قبيلة لها مكانتها بين قبائل أزد غمان‪ ،‬وإضافة إلى مكانته العلمية‬ ‫العالية فكان لذلك أثره الكبير‪.‬‬ ‫وجاء بعده دور حملة العلم من البصرة إلى عمان سواء من تلاميذ أبي‬ ‫عبيدة كالربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي‪ ،‬أو من تلاميذ الربيع وهم منير بن‬ ‫النير الريامي ا وبشير بن المنذر النزويأا ومحمد بن المعلا الكندي‪ ،‬ومحبوب‬ ‫بن الرحيل(ا‪ .‬وقد عَة الرقيشئ هاشم بن غيلان السيجاني منهم اء والذي يظهر‬ ‫لي أن أعداد حملة العلم إلى عمان أكثر من هؤلاء فقد تكونت طبقة كبيرة في‬ ‫() الشماخي‪ :‬السير ‪.1/18:‬‬ ‫"ا الريامي الجعلاني منير بن النير (حي في‪ )732/258‬من جعلان بعمان‪ ،‬علامة جليل من‬ ‫حملة العلم إلى عمان أخذ عن الربيع وأخذ عنه الكثير؛ حضر بيعة الجلندى‘‪ ،‬له سيرة‬ ‫معروفة‪ ،‬عمر طويلا‪ .‬ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪1/171،‬ء السيابي عمان عبر التاريخ‬ ‫‪.22-272‬‬ ‫"ا السامي أبو المنذر بشير بن المنذر (ت‪ )871/597‬من نزوى بعمان أحد العلماء الأعلام‬ ‫من حملة العلم إلى عمان‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة والربيع كان مرجع العلم في زمانه وسمي‬ ‫بالشيخ الأكبر‪ .‬ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪1/661،‬ء السيابي سالم بن حمود(‪.)2141/0991‬‬ ‫طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الإباضي‘ مطابع سجل العرب‪ ،‬القاهرة‘ نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة! سلطنة عمان‘ ‪0041‬ه‘ ‪4 08910‬ص‪.3‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح المسند‪.1/4 ،‬‬ ‫ا الرقيشي أحمد بن عبد الله الأزكوي(ق‪ ،)11/71‬مصباح الظلام‪( :‬القطعة الخامسة من‬ ‫كتاب شرح دعائم الإسلام شرح لامية ابن النظر) مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‘ بني‬ ‫يسجنس الجزائر رقم‪ :‬م‪ 4510‬صورة لدى الباحث ص ‪3 1‬ب‪.‬‬ ‫ححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫البصرة سواء كما قلنا على يد أبي عبيدة أو الربيع أو غيرهما وعليه يبقى‬ ‫الحصر في خمسة أو أربعة محل نظر ونلمح ذلك من عبارة نور الدين السالمي‬ ‫في ذكره المساندين للإمام الجلندى بن مسعود" ‪ -‬الذي هو نفسه تكون في‬ ‫البصرة‪ -‬إذ يقول‪" :‬خف الإمام بجملة من الأعلام والعلماء الذين آزروا إمامته‬ ‫وناصروها وهم من تلاميذ الربي"‪2‬ا‪.‬‬ ‫من‬ ‫بض‬ ‫وقد سمى سرحان بن سعيد الأزكوي ونور الدين السالمي(‬ ‫عطية الخراساني‬ ‫جاؤوا معاضدين لهذ ا الإمام ومساندين له‪ ،‬فذكرا هلال بن‬ ‫ويحيى بن نجيح“ا‪ ،‬وذكر السالمي في باب من أخذ عنه أهل عمان دينهم‬ ‫الصحيح غير من ذكرنا طبقة من رجالات العلم وحملته والذين كان لهم الدور‬ ‫الكبير والشرف الباذخ الذي يقل فيه النظير منهم الجلندى بن مسعود الإمام الولي‬ ‫الشهير‪ ،‬وموسى بن أبي جابر الأزكوي ومحبوب بن الرحيل القرشي‪ ،‬وهاشم بن‬ ‫('ا الجلندى بن مسعود بن جيفر(‪)431/157‬أخذ عن أبي عبيدة فهو من حملة العلم إلى إللى‬ ‫عمان‪ ،‬بويع أول إمام في عمان سنة‪231‬ه كان عالما جليلا وإماما عادلا حسن السيرة‬ ‫مات شهيدا خلال دفاعه عن عمان ضد جيش خازم بن خزيمة في جلفار ‪.‬ر‪ :‬السالمي تحفة‬ ‫الأعيان‪ 970 1/270 ،‬محمد قرقش(معاصر)‪ ،‬عمان والحركة الإباضية ط‪ ،1‬مؤسسة علوم‬ ‫القر آن بعجمانء الإمارات‪ ،‬ومكتبة مسقط‘ روي‘ سلطنة عمان‪0141 ،‬ه_ ‪0991‬م‪.‬‬ ‫ص‪ 502‬وما بعدها‪ .‬مجموعة باحثين‪ ،‬عمان في التاريخ‪ ،‬نشر وزارة الإعلام بسلطنة عمان‬ ‫بالتعاون مع دار إميل للنشر المحدودة بلندنث ‪5991‬مث ص ‪.351‬‬ ‫(‪2‬ا السالمي‪ :‬تحفة الأعيانث ‪.1/27‬‬ ‫(ا الإزكوي سرحان بن سعيد(ق‪ ،)11/71‬كشف الغمة مخطوط محفوظ بمكتبة وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة بسلطنة عمان‪ ،‬مسقط‘ لدى الباحث صورة منهاى ص‪263‬ح‪ ،‬السالمي‪ ،‬تحفة‬ ‫الأعيان للسالميث‪.27 ,/1‬‬ ‫“ايحيى بن نجيح (ت‪ )431/257‬علامة رباني ورع من تلاميذ أبي عبيدة‘ كان يجمع‬ ‫التبرعات ويوزعها على الفقراء‪ ،‬التحق بالإمام الجلندى فكان قائد الحملة لرد شيبان الصفري‬ ‫عن عمان وانتصر لكنه قتل إذ سأل ربه الشهادة قبل المعركة ر‪ :‬الشماخيع السير‪1/8010 ،‬‬ ‫السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان للسالميث‪.1/46‬‬ ‫حجحح=ح علم السنة عند الإباضية‬ ‫المهاجر (") وعبد الله بن أبي قيس(ا‪ ،‬وسعيد بن المبشرأةاء وعلي بن عزرها‪.‬‬ ‫وسليمان بن عثمانةا‪ ،‬وعبد المقتدر بن حكما‪ .‬ومحمد بن هاشم بن غيلان‪.‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪7). ..‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫محبوب ‪ .‬فلقد‬ ‫بن‬ ‫( ومحمد‬ ‫عقبة(‬ ‫بن‬ ‫محرر ث و الوضتاح‬ ‫بن‬ ‫علي وسعيد‬ ‫بسل‬ ‫وموسى‬ ‫العلماء ‘ وامتد‬ ‫وتلقى عنهم جملة منن‬ ‫العلم و الرواية‬ ‫في نقل‬ ‫هؤ لاء‬ ‫ساهم كل‬ ‫دورهم زمنا طويلا‪ ،‬وشاركوا في كثير من الأحداث الواقعة في عمان آنذاك‪.‬‬ ‫يقول نور الدين السالمي بعد ذكره هؤلاء الأعلام المتقدمين‪ ":‬ثم امتاثت‬ ‫عمان بالعلماء الفضلاء أهل الثقة والورع والإخلاص وصدق النية حتى ضرب‬ ‫("ا الحضرمي أبو المهاجر هاشم بن المهاجر (ق‪ )2/8‬من حضرموت باليمن‪ ،‬علامة فقيه من‬ ‫كبار الفقهاء‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة وصفه ابن سلام‪ :‬بالفقيه المفتي‪ ،‬وتنتشر رواياته وأقواله في‬ ‫كتب المذهب‪ .‬ر‪ :‬الشماخيء‪ ،1/711 ،‬ابن خلفون‪ ،‬الأجوبة‪.011 ،‬‬ ‫‪ 2‬عبد الله بن أبي قيس(حي في‪ )272/688‬علامة وفقيه جليلغ عاش في القرن الثالث‬ ‫الهمجري‪ ،‬كان ممن أجمع على التمسك بإمامة الصلت ورفض عزله‪.‬ر‪ :‬الكندي بيان الشر ع‪.‬‬ ‫‪ 1/566‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان‘ ص‪.211‬‬ ‫"ا سعيد بن المبشر(ق‪ )2/8‬من إزكي بعمان‘ من العلماء والفقهاء الأجلة وأحد رجال دولة‬ ‫الإمام غسان وممن يرجع إليهم في النوازل‘ وله ولدان كانا من العلماء هما مبشر وسليمان‪.‬‬ ‫ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيانث ‪.1/524‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ السامي علي بن عزرة (ق‪ )2/8‬من إزكي بعمان علامة جليل وأبو بيت أنجب فطاحل‬ ‫العلماء‪ ،‬كان فقيها حكيما يرجع إليه في الملمات وإليه تنسب قبيلة العزور في عمان‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الأزكوي‪ ،‬كشف الغمة ص‪.725‬‬ ‫ا العقري أبو عثمان سليمان بن عثمانس(ق‪ )2/8‬من نزوى بعمان‪ ،‬علامة فقيه وقاض نبيه‪.‬‬ ‫ولي القضاء للإإمامين الوارث وغسان‪ ،‬وكان من أهل الحل والعقد‪ ،‬تزخر الكتب برواياته‬ ‫وأقواله ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان ‪.1/824‬‬ ‫‪٨‬ا‏ عبد المقتدر بن الحكم(ق‪)2/8‬عالم وفقيه" يعد أحد العلماء المتقتمين المبرزين في عمان‪.‬‬ ‫ر‪ :‬الكندي" بيان الشر ع‪ 1/460 ،‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان‪.611 ،‬‬ ‫ا النزوي أبو زياد الوضاح بن عقبة(حي في ‪ )732/258‬علامة وفقيه من كبار علماء‬ ‫عصره‘ أخذ عن موسى بن علي وكان من أهل الحل والعقد كما كان مبجلا مسموع الكلمة‬ ‫يرتضيه الناس‪ .‬ر ‪:‬البطاشي‪ ..‬إتحاف الأعيان‪.1/,424 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫بذلك المثل فشبهوا العلم بطائر باض بالمدينة وفرخ بالبصرة وطار إلى عمان‪.‬‬ ‫وإنا ذكرنا من علماء المسلمين قليلا من كثير ث وبعضهم يتولى بعضاء ليس فيهم‬ ‫من ينقم عليه شيء من سيرته ولا من يعاب عليه شيء من خليقته‪ ،‬كلهم أهل‬ ‫بصائر وهدى‘ مانوا على ما أبصروا من الحق فرحم الله تلك الأرواح ونور‬ ‫تلك المضاجع ورزقنا حسن الاقتداء بهد'("ا‪.‬‬ ‫ويضاف لما ذكر من أسماء العلماء التي لمعت آنذاك الفقيه محمد بن عبد‬ ‫الله بن جستاسا و اشتهر عنه هو وموسى بن أبي جابر الأزكوي تجويزهما‬ ‫الخروج مع الظالم لإزالة ظلم ظالم أشد في ظلمها‪ .‬وبرز أيضا العالم شبيب بن‬ ‫عطية‪ ،‬وكان له دور قيادي في عهد الجلندى وبعدهأ“ا‪ ،‬ومن علماء ذلك الصر‬ ‫أيضا المعتمر بن عمار ةأةاوعبد الوهاب بن جيفر ©ا‪.‬‬ ‫لقد كان لهؤلاء العلماء دور كبير في النهضة العلمية‪ ،‬وأخذ اللاحق من‬ ‫السابقث وقد عمر بعضهم طويلا‪ ،‬فمن ذلك أن موسى بن أبي جابر الأزكوي‬ ‫(" السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪.1/95 ،‬‬ ‫"امحمد بن عبد الله بن جساس( ق‪ ،)2/8‬عالم جليل‪ ،‬كان أحد فقهاء عمان البارزين في‬ ‫القرن الثاني الهجري‪ ،‬وكان له دور في رة طغيان بعض الطغاة الذين ابتليت بهم عمان‬ ‫آنذاك‪.‬ر‪ :‬ابن رزيق حميد بن محمد بن بخيت (‪)5721/8581‬ء الشعاع الشائع‘ تح‪ :‬عبد‬ ‫المنعم عامر نشر وزارة التراث القومي سلطنة عمان‪،‬ث ‪8791‬م‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫() السالمي‪ :‬تحفة الأعيان‪.1/88 :‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪.1/78 ،‬‬ ‫ا الهلالي المعتمر بن عمارة بن سالم ( ق‪ )2/8‬علامة جليل وشيخ بلغ من الفضل منتهاه‪،‬‬ ‫أخذ عن أبي عبيدة‪ ،‬فهو أحد حملة العلم ‪ .‬قال عنه محبوب‪ :‬من خيار من أدركه من‬ ‫المسلمين‪ .‬ر‪ :‬مجموعة علماء‪ ،‬الشماخيء السير‪ \1/101 ،‬الراشدي مبارك بن عبد‬ ‫الل(معاصر)‪ ،‬أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وفقهه‪ ،‬مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‪ ،‬سلطنة‬ ‫عمان‪5991 ،‬م؛ ص‪.822-922‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ عبد الوهاب بن جيفر(ق‪)2/8‬عالم جليل من فقهاء عمان في القرن الثاني الهمجري‪ ،‬ومن‬ ‫أهل الحل الذين عقدوا البيعة للإمام الجلندى‪ .‬ر‪ :‬مجموعة باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان ‪.611‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية ح_۔(‪;:١‬ہ۔‏‬ ‫حج‬ ‫الذي كانت له الرئاسة العلمية في بعض عهود تلك الفترةء جيء به محمولا عندما‬ ‫هموا بتجديد الدولة وإعادة الإمامة بعد استشهاد الجلندى بن مسعود ووقوع بعض‬ ‫الفتن بعده(‪.).‬‬ ‫وقد ساعدت بعض عهود القوة في عهد بعض الأئمة‪ ،‬في انتشار العلمء‬ ‫وظهور دعوة المسلمين كعهد(ثا الإمام الوارث بن كعب الخروصيأاء وعهد‬ ‫الإمام غسان بن عبد الله اليحمدي ا‪ ،‬الذي قام كسالفه "بالحق وعمل به وعز‬ ‫الحق في أيامهء وظهرت دعوة المسلمين بعمان"ةا‪.‬‬ ‫ويظهر أن الزعامة العلمية قبل موسى بن أبي جابر كانت لمحبوب بن‬ ‫الرحيل‪ ،‬ومحبوب صار زعيما بعد الربيع بن حبيب©ا‪ ،‬ثم برز بعد موسى بن‬ ‫أبي جابر موسى بن علي بن عزرة الذي صار في فترة بروزه رأس أهل الحل‬ ‫"ار‪ :‬الرقيشي‪ :‬مصباح الظلام (مخ)‪74 ،‬ظ‘ السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪ 190 1/090‬أبو‬ ‫قحطان‪ ،‬سيرة أبي قحطان (ضمن السير والجوابات لمجوعة علماء وأئمة عمان‪ ،‬تح‪:‬نسيدة‬ ‫إسماعيل كاشف©‘ مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرةى نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة بسلطنة عمان‪6041 ،‬ه‪6891.‬م)‪1٬‬‏ ‪ ،121/‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمة(مخ)ء ص‪.263‬‬ ‫(‪2‬ا أبو قحطان سيرة أبي قحطان (ضمن السير والجوابات)‪.221 /1 ،‬‬ ‫{ثا الخروصي الوارث بن كعب (‪ )291/808‬إمام عالم جليل‪ ،‬وهو أحد أئمة العدل بعمان‬ ‫أحسن السيرة ونهض بالعلم والعمران منذ حكم ‪ 771/497‬إلى وفاته غرقا في سيل الوادي‬ ‫وهو يحاول إنقاذ السجناء وهو يقول"أمانتي"‪.‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪11/811 0‬أ السيابي؛‬ ‫عمان عبر التاريخ‪.2/02-43 ،‬‬ ‫ا الفجحي اليحمدي غسان بن عبد الله (‪ )702/328‬إمام عالم فقيه عامل‪ ،‬بويع سنة (‪/291‬‬ ‫‪ )8‬سار سيرة مرضية‪ ،‬نهض بالزراعة والعمران‪ ،‬وبنى أسطولا كبيرا فأمن البحر من‬ ‫القرصنة‪ ،‬شهدت عمان في عهده ازدهارا‪ ،‬ونهض بالعلم حتى سميت عاصمته نزوى بيضة‬ ‫الإسلام ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪1/321 ،‬س السيابي‪ ،‬عمان عبر التاريخ‪.2/73-96 ،‬‬ ‫ا الرقيشي‪ :‬مصباح الظلام (مخ)‪14 ،‬و‪ ،‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمة (مخ)‪563 ،‬س السالمي‪ ،‬تحفة‬ ‫الأعيان ‪.1/99‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ أبو زكرياء‪ ،‬سير الأيمةش ‪.221 /1‬‬ ‫= علوم السنة عند الإاضية‬ ‫والعقد‪ ،‬والمفتي والمرجع لذلك العهد("‪ .‬ثم صار‪-‬بعد ذلك‪ -‬محمد بن محبوب‬ ‫إمام العلم والدين(‪2‬ا‪.‬‬ ‫الدين وجد عند المشارقة ما‬ ‫ومثنيل ما تقدم ذكره عند المغاربة من نسب‬ ‫عرف عند العلماء العمانيين بنسب الإسلام‪ ،‬وقد ذكر أبو الحسن البسيوي سلسلة‬ ‫سند المذهب وسماها رفع المذهب‪ ،‬فقد رفعه أبو الحسن البسيوي وشيخه أبو عبد‬ ‫الله محمد بن بركة وسعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوبا ومن بعصرهم ممن‬ ‫لم يذكر‪ ،‬عن أبي مالك غسان بن الخضر الصلاني وبشير وعبد الله ابني محمد‬ ‫بن محبوب وأبي قحطان وأبي إيراهيم ا ومن بعصرهم ممن لم يذكر‪ ،‬عن‬ ‫محمد بن محبوب وموسى بن علي وهاشم بن غيلان وسعيد بن محرز والوضاح‬ ‫بن عقبة وعزان بن الصقر ومن بعصرهم ممن لم يذكرث عن موسى بن أبي جابر‬ ‫ومنير بن النير وسليمان بن عثمان ومحبوب بن الرحيل وخلف بن زياد‬ ‫البحر اني(ةا وشبيب بن عطية ومن بعصرهم ممن لم يذكر عن الجلندى بن‬ ‫"ا ر‪ :‬أبو قحطان‪ :‬سيرة أبي قحطان (ضمن السير والجوابات)‪ ، 1/321-421 :‬السالمي‪:‬‬ ‫تحفة الأعيان‪.1/901-011 :‬‬ ‫‪2‬ا أبو قحطان‪ :‬سيرة أبي قحطان (ضمن السير والجواابات)‪ 4210 /1 :‬الأزكوي‪ :‬كشف‬ ‫الغمة (مخ)ى ص‪ ،763‬الرقيشي‪ :‬مصباح الظلام (مخ)‪44 ،‬و‪.‬‬ ‫{ا الرحيلي أبو القاسم سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب(‪ )823/049‬إمام عالم فقيه‪.‬‬ ‫سليل أسرة علمية بويع بإمامة الدفاع سنة ‪ ،023/239‬سار سيرة الحق والعدل‪ ،‬أثنى عليه‬ ‫العلماء وسطروا أحسن العبارات فيه‘ له آثار علمية وتزخر الكتب برواياته وأقواله‪.‬‬ ‫ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪ ،1/291-591‬السيابي‪ ،‬عمان عبر التاريخ‪.2/722-932 ،‬‬ ‫{ث الازكوي أبو إبراهيم محمد بن سعيد بن أبي بكر (بين ق‪) 4/9-01- 3‬من إزكي في‬ ‫عمان‪ ،‬كان عالما جليلاێ وحبرا فقيها عاصر الكثير من العلماء وكانت بينه وبينهم مكاتبات‬ ‫وأسئلة وردودك يذكر أنه أحد أساتذة أبي سعيد الكدمي‪.‬ر ‪:‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان ‪.1/434‬‬ ‫ا البحراني خلف بن زياد (ق‪ )2/8‬أصله من البحرين( الإحساء حاليا) لقي أبا عبيدة وأخذ‬ ‫عنه‪ ،‬وانتقل إلى عمان‪ ،‬كان عالما جليلا لازم الإمام الجلندىء له سيرة تكشف عن سعة علمه‬ ‫واطلاعه‪ .‬ر‪:‬ابن مداد سيرة ابن مدادث ص‪9-01‬ڵ السالمي‪ .‬تحفة الأعيان؛ ‪.27 .13‬‬ ‫_‬ ‫لت‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫مسعود والربيع بن حبيب وطالب الحق عبد الله بن يحيى(" وعبد الرحمن بن‬ ‫وهلال بن عطية‬ ‫رستم والمختار بن عوفأ‪},‬ا وأبي الحر علي بن الحصين‬ ‫وجعفر بن السماك!" ومن بعصرهم ممن لم يذكر‪ ،‬عن أبي عبيدة مسلم بن أبي‬ ‫"ا الكندي أبو يحيى عبد الله بن يحيى بن عمر الشهير بطالب الحق(‪٨)031/847‬‏ من‬ ‫كان أحد أقطاب المذهب في عهود تأسيسه‪.‬‬ ‫إمام الشراة العالم الجليل‬ ‫حضرموت باليمن‪،‬‬ ‫أخذ عن أبي عبيدة وضمام وغيرهما‪ ،‬تولى القضاء ولما رأى الجور ظاهرا والعسف الشديد‬ ‫سأل شيوخه القيام بالإمامة فشجعوه و أمدوه وبويع في اليمن‪ ،‬تكشف كتب السير والتاريخ‬ ‫حسن معاملته لخصومه وعدله وأمانته وتقواه وجلالة قدره بما يجعله أحد عمالقة التاريخ‬ ‫الإسلامي‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ ،‬السير ‪ ،1/19‬الأصفهاني‪ ،‬الأغاني‪ 32/85101110 .‬الجزري ابن‬ ‫الأثير أبو الحسن علي بن محمد(‪)036/,3321‬ء الكامل في التاريخ تصحيح محمد يوسف‬ ‫الدقاق ط‪2‬ا دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنانى ‪5141‬ه‘ ‪5991‬م‪ 150 5/930 ،‬الحارثي‬ ‫سالم بن حمد(معاصر)‪ ،‬العقود الفضية في أصول الإباضية دار اليقظة العربية بسورية‬ ‫ولبنان‪( ،‬د‪.‬ت) ‪1‬ص‪ 78‬وما بعدها‪.‬‬ ‫{‪2‬ا السليمي أبو حمزة المختار بن عوف الشاريس(‪)031/847‬ء عالم علم من أعلام تابعي‬ ‫التابعين‪ ،‬أصله من مجز بصحار في عمان‪ ،‬أخذ عن أبي عبيدة‪ ،‬يعد من فصحاء الخطباء في‬ ‫الإسلام ‏‪ ٠‬بعثه أبو عبيدة مددا لطالب الحق فقاد الجيوش‪ ،‬ودخل الحجاز فأذعنت له وسار في‬ ‫أهلها سيرة حسنة شهدت بها كتب السير والتاريخ ‪ ،‬لكن مروان بن محمد سير له جيشا‬ ‫عظيما فقتل أبو حمزة رحمه الله في وادي القرى سنة‪031‬ه۔‪ .‬لمزيد من التفصيل‬ ‫ر‪:‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ ،1/331 ،‬ابن الأثير‪ ،‬الكامل؛ ‪ ،5/94-15‬ابن كثير أبو الفداء‬ ‫إسماعيل بن كثير (‪ ))747/2731‬البداية والنهاية‪ .‬ط‪ ‘9‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانء‬ ‫‪4991‬م‪01/63 ،‬ح الحارثي‪ ،‬العقود الفضية ص‪ 981‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪4‬ه‬ ‫{ا أبو الحر علي بن الحصين العنبري‪( ،‬ت‪)131/947‬عماني الأصل‪ ،‬عالم من أشهر علماء‬ ‫الإباضية في الحجاز ‪ 0‬وهو من تابعي التابعين ومن أئمة الإباضية الأوائل‪ ،‬كان أبوه من‬ ‫أبي الشعثاء وأخذ عنه عدد من العلماء‪ ،‬ذكره البخاري في‬ ‫رجال خالد بن الوليد‪ ،‬أخذ عن‬ ‫التاريخ الصغير وأورد ثناء سفيان الثوري فيه‪ ،‬قتل رحمه الله بعد موقعة وادي القرى وهو‬ ‫أسير‪ .‬ر‪ :‬البخاري محمد بن إيراهيم بن إسماعيل(‪ ))652/968‬التاريخ الصغير ‪ ،‬تح‪ :‬محود‬ ‫‪7791‬م‘ ‪2/61‬أ ابن مداد‪.‬‬ ‫براهيم زايد ط‪ ،1‬مكتبة دار الوعي‪ ،‬حلب والقاهرة‪7931 ،‬ه‬ ‫السيرة‪8 ،‬ث‪ \91‬السيابي سالم بن حمود(‪)2141/0991‬إ الحقيقة والمجاز في تاريخ الإباضية‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫بحح=‬ ‫كريمة وفروة بن نوفل( وحوثرة بن وداعا ومن بعصرهم ممن لم يذكر‪ ،‬عن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫)‪2‬‬ ‫}‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ .‬د‬ ‫ومن بعصر هم ممن‬ ‫عبد الله بن إياض وعروة بن حدير“ا والمرداس بن حدير (ةا‬ ‫لم يذكرث عن أبي الشعثاء جابر بن زيد ومن بعصره ممن لم يذكر عن‬ ‫الصحابة‪.‬‬ ‫في اليمن والحجاز ‪ ،‬مطابع سجل العرب القاهرة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةء سلطنة‬ ‫عمان ‪0041‬ه ‪0891‬م؛ ‪9‬ص‪.7‬‬ ‫() العبدي جعفر بن السماك (حي بين‪)99-101/817-027‬علامة من التابعين‪ ،‬و فقيه‬ ‫جليل‪ ،‬أخذ عن أبي الشعثاء وغيره‪ ،‬وهو أحد شيو خ أبي عبيدةث وكان ضمن الوفد الإباضي‬ ‫الوافد على عمر بن عبد العزيز‪ ،‬قال الدرجيني عنه‪" :‬هو شيخ أبي عبيدةث وكان ما حفظ عنه‬ ‫أبو عبيدة أكثر مما حفظ عن جابر"‪ .‬ر‪ :‬الدرجيني طبقات‪2/232-332 ،‬ؤ الشماخي‪ ،‬السير‬ ‫‪.1/47-57‬‬ ‫(ا الأشجعي فروة بن نوفل (ق‪ )1/7‬عالم جليل وفقيه وداعية عاش في القرن الأول‬ ‫الهمجري‪ ،‬وهو واحد ممن كان لهم الفضل في نقل العلم والفقه إللى عمان‪ .‬ر‪ :‬مجموعة‬ ‫باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان ‪.62‬‬ ‫{"ا الحوثرة بن وداع (ق‪ 1/7)6‬أحد الأعلام الذين برزوا بعد موقعة النهروان‪ ،‬سير لهم‬ ‫معاوية جيشا قتلهم في مكان يسمى النخيلة‪ .‬ر‪ :‬مجموعة علماء‪ ،‬السير والجوابات‪.1/102 ،‬‬ ‫ا التميمي عروة بن حدير أو ابن ادية التميمي (‪ )85/876‬وأدية أمهء حبر راهب عابد‬ ‫جليل‪ ،‬كان جريئا في قول كلمة الحق©‪ ،‬شهد له بالورع والتقوى‪ ،‬انتقد عبيد الله بن زياد علنا‬ ‫أمام الملاك ودعاه إلى العدل وحسن السيرة فانتقم منه ابن زياد فأمر بقطع يديه ورجليه‪ ،‬ثم‬ ‫قال له‪ ":‬ما رأيت؟"‪ ،‬قال‪" :‬أفسدت علي دنياي‪ ،‬وأفسدت عليك آخرتك"ں فقتله وقتل بنيه‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الشماخي‪ ،‬السير ‪.1/56-66‬‬ ‫{ةا أبو بلال مرداس بن حدير التميمي‪ (،‬ت ‪ )16/187‬تابعي من أئمة المذهب الأوائل‘ لازم‬ ‫الإمام جابرا وأخذ عنه‪ ،‬وأخذ عن عدد الصحابة‪ ،‬يعتبر من عظماء الشراة وقادتهم‪ ،‬كما يعد‬ ‫أحد الخطباء الأبطال العباد سجنه عبيد الله بن زياد وفر من السجنك لكنه رحمه الله قتل‬ ‫بأسك‪ .‬اشتهر أبو بلال بالعلم والورع‪ ،‬وكان عالما مجتهدا‪.‬ر‪:‬ابن الأثير الكامل في التاريخ‪.‬‬ ‫الدرجيني طبقات‪2/,412-622 ،‬ح‪ ،‬الشماخي‪ ،‬السير‪.1/46 0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫احول سلاسل نسب الإسلام‪ ،‬ر‪ :‬ابو الحسن البسيوي‪ ،‬رسالة الحجة على من أبطل‬ ‫السؤال(مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪ .‬ص‪06-15‬ك) القلهاتي الأزدي أبو عبد الله محمد‬ ‫علوم السنةعند الا ضية __‬ ‫صح‬ ‫وقد أكمل ابن مداد ذكر سلسلة نسب الإسلام من عصره إلى عصر أبي‬ ‫الحسن البسيوي‪ ،‬ولا يتسع المقام لذكرها وفي ما ذكر الكفاية‪.‬‬ ‫وبعد أن وقفنا هذه الوقفة وتعرفنا على جوانب مهمة حول الإسناد عند‬ ‫الإباضية يمكننا القول إن المنهج العام لنقل الرواية وفق ضابط الإسناد بقي‬ ‫لفترات طويلة كما تلقوه عن الصحابة والتابعين فلم يتطور عندهم كنيرا‪ ،‬ولعمل‬ ‫ذلك مرجعه إلى غياب الدواعي إلى تطور علم الإسناد من انتشار الوضع والكذب‬ ‫عندهم وغير ذلك‪.‬‬ ‫هذا ومع بعض الضمور الملموس لعلوم الإسناد عندهم‪ ،‬وجدنا أنهم لم‬ ‫يتركوا الإسناد‪ ،‬إذ نجده حاضرا في نقل جانب كبير من تراثهم‪ ،‬فهم بذلك شاركوا‬ ‫باقي الأمة في مزية الإسناد بالقدر الذي حضر عندهم‪ .‬فقد وجد الإسناد في مسند‬ ‫الإمام الربيع ومدونة أبي غانم الخراساني ووجدت بعض الأسانيد في رسائل‬ ‫الإمام جابر وفي أجوبته أيضاؤ وفي آثار الربيع بن حبيب وأجوبة الإمام عبد‬ ‫الوهاب وابنه أفلح وغيرها من الكتب والرسائل المصنفة من قبل أو ائلهم‪.‬‬ ‫ووقفنا على نماذج من الإسناد وجدت منبثة وسط الكتب الفقهية والمؤلفات‬ ‫القديمة المختصرة منها والمطولة‪ ،‬كأجوبة ابن خلفون‪ ،‬وجامع ابن جعفر‪ ،‬وجامع‬ ‫ابن بركة‪ ،‬وجامع أبي الحواري‘ ومؤلفات أبي سعيد الكدمي‪.‬‬ ‫كما وجدت بعض الأسانيد في الموسوعات الفقهية الكبيرة مثل الضياء لأبي‬ ‫المنذر العوتبي‪ ،‬بيان الشرع لأبي عبد الله الكندي والمصنف لأبي بكر الكندي‬ ‫وغيرهماء‪ ،‬والمتأمل لهذه المصنفات يجد أنه قد تم نقل جانب كبير من الروايات أو‬ ‫الأحكام على الروايات عبرها‪ ،‬ولذلك فمن الأهمية بمكان كبير دراسة حركة‬ ‫الرب ‘‬ ‫مطابع سجل‬ ‫إسماعيل كاشف‬ ‫والبيان ‘ تح ‪ :‬سيدة‬ ‫بن سعيد (ق ‪ » ( 11 /6‬الكشف‬ ‫الةقاطهر‪0041،.‬ه‪ \2/874-974 08910.‬الأزكوي‪ ،‬كشف الغمةث ص‪482‬ح التلاتي أبو‬ ‫سليمان داود بن إيراهيم ‪ 0‬قصيدة مدح المذهب(مخ)؛ ص‪.7‬‬ ‫علر السنة عند الإناضية‬ ‫حح=‬ ‫المرويات ونقلها عبرهاؤ فإن مثل هذه الدراسة مع مقارنتها وتخريجها من كتب‬ ‫الرواية ستقدم لنا الكثير من الفوائد والنتائج‪.‬‬ ‫وهناك جانب مهم عند الإباضية معبر عن نموذج لفن الإسناد والنقل عبر‬ ‫حلقات متصلة قائمة على الأخذ والتلقي والأداء يتمثل في حملة العلم وسلاسل‬ ‫نسب الدين أو نسب الإسلام‪.‬‬ ‫فحملة العلم إلى المغرب والمشرق هم مجموعات علمية حفظت العلم‬ ‫والرواية من مواطنها في الحجاز والعراقؤ ونقلتها إلى الأقطار التي اتجهت إليها‪.‬‬ ‫وكان ذلك مصاحبا لدورها الدعوي الذي تبنى فكر المذهب الإباضي ودعا له‪.‬‬ ‫كما كان هناك دور مكمل لسلسلة نسب الدين عند إياضية شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫وسلسلة نسب الإسلام عند إياضية المشرق‪ ،‬وهؤلاء كان لهم دور في نقل‬ ‫الروايات والآراء وسائر العلوم‪ ،‬وقد تلقى أوائل هذه السلاسل عن حملة العلم‬ ‫وتم نقل العلم عبر هذه السلاسل إلى الأجيال المتعاقبة‪.‬‬ ‫إن ما تقدم يكشف عن عناية بالإسناد لا يمكن تجاهلها عند الإباضية‪ ،‬على‬ ‫أن هذه العناية ‪ -‬في تقديري لا تزال محتاجة إلى مزيد من العناية والإبراز‬ ‫والدراسة والتحقيق‪ ،‬وكذلك إلى دراسة جملة الروايات المنقولة عبر تراثهم‬ ‫ومقارنتهاى وذلك محتاج إلى رسائل عدة‪ ،‬ولعل مثل هذه الدراسات أن تزيد من‬ ‫جلاء الحقائق المغمورة بما يخدم التقارب بين المسلمين‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا الفصل كشف عن جانب من العناية بعلوم الإسناد وهو ما‬ ‫يتعلق بالإسناد وتسلسله‪ ،‬فهناك جانب أخر مكمل له‪ ،‬ومدقق لرجال الإسناد‪ ،‬يعنى‬ ‫بصفة مهمة فيهم‪ ،‬ألا وهي العدالة والأمانة ثم لما كان التعديل فنا مستقلا في‬ ‫علوم الإسناد عولنا على الوقوف عليه‪ ،‬وجعلنا تمام ذلك في الفصل القادم‪ ،‬الذي‬ ‫هو بعنوان" الجر ح والتعديل"‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح(‪:‬‬ ‫حح<=‬ ‫الفصل الثاني الجرحوالتعديل‬ ‫المبحث الأول‪ :‬صفة العدالة وتقسيم المعدلين‪:‬‬ ‫قبل الشروع في الحديث عن‪ :‬مسائل التعديل والتجريح عند الإباضية لا بة‬ ‫من الإشارة هنا إلى أن رؤية غالب علماء الإباضية إلى التعديل عامة للشهادة‬ ‫وأحكام الولاية والبراءةء والرواية والنقل للأخبار‪ ،‬وقد سبقت إشارة ابن بركة إلى‬ ‫اعتبار نقل الخبر والرواية كالشهادة‪ .‬في قوله‪":‬ولأن الحديث عن رسول الله ة‬ ‫شهادة "ا على أن هذا لا يعني أن كلهم اشترطوا في الخبر ما اشترطوه في‬ ‫الشهادةث وسيرد مزيد بيان لهذا الربط بين الشهادة والأخبار في محله إن شاء الله‪.‬‬ ‫نبدأ أولا بمعرفة بيانهم للعدل والعدالة‪ ،‬فالعدل عند أكثرهم هو الولئ‪ ،‬ولذا‬ ‫تأتي عباراتهم موجزة ذلك في مثل قول محمد بن جعفر‪ ":‬والعدل هو الولي الذي‬ ‫له الولاية"(ا‪ ،‬وفي مثل عبارة أبي سعيد الكدمي‪':‬وإنما العدل الولي الذي له‬ ‫الولاية" وتتكرر هذه العبارة في كتبه كالجامع المفيدا او الاستقامة(“ا‪.‬‬ ‫ويذكر محمد ابن محبوب أن العدل عنده وعند شيوخه الذين أخذ عنهم هو‬ ‫المسلم الولي الموافق العدل ورضا الله الذي له الولاية مع أحد من المسلمين‬ ‫الذين يعرفون ما تثبت به الولاية والبراءةك فمن كان وليا فهو العدلث ومن كان‬ ‫عدوا فهو غير عدل مطروح ساقطا‪ ،‬وهذا البيان من ابن محبوب يوجز تحديد‬ ‫العدل وغير العدل المجروح‪.‬‬ ‫") ابن بركةڵ الجامع‪.2/513 ،‬‬ ‫(‪ )2‬ابن جعفر‪ ،‬الجامع‪.4/001 ،‬‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الجامع المفيدش ‪.2/83‬‬ ‫() الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةى ‪.1/061‬‬ ‫‪.431‬‬ ‫ص‬ ‫مخ مج‬ ‫(‪ )5‬الرحيلي محمد بن محبوب‘ سيرة محمد بن محبوب‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ويوجز موسى بن علي بيان الولي والعدو المجر ح بقوله‪ ":‬ولينا كل من‬ ‫أوفى بكل أمر ألزم الله فيه طاعته؛ وحق أوجب الله على العباد تأديته في تقوى‬ ‫من الله؛ وورع عن حرماته‘ وعدونا الناكث بميوله إلى هواه وشهوته وفتنته وغيّه‬ ‫المستحل لما حرم الله وما نهاه الله عنه استخفافاً بما وعده الله ونقضاً لما عاهد الله‬ ‫علبه";‪.).‬‬ ‫ه‬ ‫ويميز ابن جعفر بين العدل وغيره مشيرا بأن الذي يعرف بخير ولم يعلم‬ ‫أما الذي يعرف بالمعاصي والحرام فهو الذي لا ولاية‬ ‫منه أي سوء فهو عدل‬ ‫له(‪.)2‬‬ ‫ونجد في كلام ابن بركة في بيانه صفة العدل مزيد إيضاح وتحديد؛ فالعدل‬ ‫عنده يجب أن يكون موافقا في القول والعمل" مجتنبا للكبائر والصغائر فلا يقع‬ ‫منه إلا الهفوات‪ ،‬ويروى عنه أيضا القول بأن الصغائر إذا كثرت من العدل أو‬ ‫كان قليل التقوى لم يعتبر في عداد من تقبل شهادتها‪.‬‬ ‫ويكشف كلام أبي الحسن البسيوي في بيانه ما تثبت به العدالة والولاية مع‬ ‫ما ذكروه من صفات للعدل صفة البعد عن الابتداع‪ ،‬فقد ذكر أن الولاية ومثلها‬ ‫العدالة تثبت بالوفاء في كل أمر أوجب الله فيه طاعته‪ ،‬وجعل حقا على العباد‬ ‫تأديته سواء كان قولا أو عملا أو نيةء فالإيمان قول وعمل واتباع للسنة وموافقة‬ ‫لأهل الحق المستقيمين على الكتاب والسنة دون من خالفهم من حملة الأحداث‬ ‫والبدع“ا‪ .‬وجملة من تقدم كلامهم عن العدالة يجعلون العدالة والولاية كالأمر‬ ‫الواحد‪ ،‬وهناك قول يجعل العدالة دون الولاية وممن عرض هذا القول أبو سعيد‬ ‫الكدمي فقد نقل قول القائلين بأن العدل والثقة من أهل النحلة والعدالة هو دون‬ ‫() ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفر ‪.1/,181‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.4/101 ،‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.164 - 2/064 ،‬‬ ‫ا البسيوي أبو الحسن‪ ،‬سيرة أبي الحسن البسيوي‪ ،‬مخ مج ص‪.09‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫حح=‬ ‫الولي‪ ،‬من عرف بالأمانة في ظاهر أمره‪ ،‬وأداء الفرائض والانتهاء عن المحارم‪.‬‬ ‫صغير ة ؤ و لا تظهر عليه تهمة فيما د ان‬ ‫على‬ ‫مصر‬ ‫مو اقع كبير ة و ل‬ ‫غير‬ ‫المسلمون بتحريمه من دين‪ ،‬وظهرت أخلاقه وسيرته وأعماله‪ ،‬بموافقة قول أهل‬ ‫النحلة("‪.'.‬‬ ‫ويعدد أبو بكر الكندي الأقوال في العدل‪ ،‬فقيل هو المقر بجملة الإسلام أو‬ ‫أنه الثفة أو أنه الولي‪ ،‬ويذكر أنه قد يفرق بين العدل والثقة والولي‪ ،‬إذ يحة‬ ‫بعضهم العدل بأنه المؤتمن على الأمانات‪ ،‬المسارع إلى الخيرات‘ لا يصرف‬ ‫بإصراره على شيء من الجنايات‪ ،‬كما أنه يجانب الشبهات‘ ويؤمن على ما يحمله‬ ‫من الشهادات وإن لم يعرف منه الموافقة أو انتحال غير دين المسلمين فإذا كان‬ ‫يظهر التمسك بقول المسلمين‪ ،‬في صلاته وزكاته وولايته وبراعته فإن هذا عدل‘‬ ‫وقيل‪ :‬هذا عدل وليا‪.‬‬ ‫أما الثقة ‪-‬كما يذكر أبو بكر الكندي‪ -‬فضابطه أن يكون مأمونا على ما‬ ‫حمل من الشهادة التي شهد بهاء متصفا بصدقه في الحديث‘ ووفاء عهده إذا‬ ‫عاهد‪ ،‬وأمانته إذا اؤتمن‪ ،‬وإنصافه من نفسه إذا عامل وانقطاعه إلى الخيرات‬ ‫واجتنابه للشبهات‪ ،‬فهذا هو الثقة فيما حمل من الشهادة‪ .‬وقيل‪ :‬إن هذا ولئ تنبت‬ ‫ولايته أيضا‪.‬‬ ‫وأما الولئ ‪-‬كما يبين الكندي‪ -‬فهو من عرف منه ما ذكر آنفا ‪ 4‬مع موافقته‬ ‫للمسلمين‪ ،‬في جميع ما يستحق به الولاية‪ ،‬ولذلك قالوا‪ :‬يكون عدلا وثقة ووليا“ا‪.‬‬ ‫ويذكر أبو بكر الكندي فرقا آخر بين العدل والثقة من جهة والبولي من جهة‬ ‫أخرى؛ فمن كان في حال العدل والثقةش وإن أجيزت شهادته على هذا الحال‪ ،‬فإنه‬ ‫"ا الكدمي أبو سعيد ‪ 0‬الاستقامة ‪.1/061‬‬ ‫ثا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصتف“ ‪.51/66‬‬ ‫() م‪.‬س‪.51/151 ،‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.51/251 ،‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫يح‬ ‫عنه ء‬ ‫صحت و لايته لا برجع فيسأل‬ ‫في كل شهاد ة شهد بها ‪ 64‬و أما من‬ ‫عنك‬ ‫يسأل‬ ‫حتى يعلم منه غير تلك الولاية(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ونجد عند عمرو التلاتي تمييزا بين العدل والولئ أيضا إذ يصف المخبر‬ ‫العدل بأنه الثقة الواضع للأشياء في مواضعها‪;/‬اء وعند بعض المتأخرين يمت ز‬ ‫بينهما بأن العدل قد يكون بمعنى الشهادة في الحقوق دون الولي في دينه(ةا‪.‬‬ ‫وفي حقيقة الأمر يظهر من كلام المتقدمين شكل من التعميم في بيان العدلؤ‬ ‫ولا أخالني أقطع بأن ما أوردته عن أبي بكر الكندي محاولة أكثر تدقيقا في تحديد‬ ‫العدل والثقة والولي‪ ،‬وكأنها نوع من الترقي والتطور في عرض كل من الثلاثة‪.‬‬ ‫لكن عرض أبي بكر الكندي وبيانه على كل حال بدا واضحا في نهجه نحو الفرز‬ ‫والتمييز وإن لم يتخلص من التعميم الذي أشرت إليه‪.‬‬ ‫وقد سبق ذكر صفة العدل عند ابن بركة وفيه بعض دلالة تحديد للعدلغء‬ ‫لكننا نجد عند أبي يعقوب الوارجلاني في كلامه عن صفة العدل المقبول الخبر‬ ‫تحديدا وبيانا أكثر يقول فيه‪':‬وصفة العدل الذي يجب قبول خبره أن يكون ظاهر‬ ‫العدالة غير ساقط المروءة أما ظهور عدالته فأن يدين بدين الحق وينطق بلسان‬ ‫الصدق في حديث الخلق وملاك الأمر الورع‘ والدين غير المبتد ع"(ا‪.‬‬ ‫ويبين البرادي في أجوبته بأن الفسق نقيض العدالةث وأن العدالة توجب‬ ‫قبول الشهادة لقوله تعالى‪ « :‬وأشهذوا ذوي عدل منكم»(الطلاق‪ ،)56/2‬وأن من‬ ‫لم يكن فاسقا فهو عدل‪ ،‬وأن العدالة عند الإباضية وصف زائد عن الإسلاها‪.‬‬ ‫() م‪.‬س‪.51/251 ،‬‬ ‫ا التلاتي عمرو‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي‪ ،‬مخ ص‪.191‬‬ ‫ا البشري موس بن عيسى(ق‪ ،)41/02‬كتاب في الفقهش (مخ)‪ ،‬مكتبة سالم بن حمد الحارثي‪.‬‬ ‫المضيرب سلطنة عمان د‪.‬ر“ث ص‪.321‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف‘ ‪.1/551‬‬ ‫() البرادي أبو القاسم‪ ،‬جوابات البرادي‪ ،‬مخ مجث ص‪ 41‬اظ‪.‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫ويأتي تعريف العدالة الذي يمكننا اعتماده تعريفا متأخرا‪ ،‬فقد عرف أبو‬ ‫العباس الشماخي العدالة بأنها "محافظة دينيّهء تحمل صاحبها على ملازمة التقوى‪.‬‬ ‫والمروعة"("اء ويذكر في بيان التعريف أن هذه العدالة هيئة راسخة في القلبث‬ ‫يستقر بها خوف الله في نفس صاحبها‪ ،‬فتمنعه من المعاصي وتحضته على‬ ‫الطاعة‪ ،‬وترفع من همته فلا يكون ساقط المروعءةاثا‪ ،‬مؤكدا أن الكافر يخرج بقيد‬ ‫(الدينية)‪ ،‬والفاسق ب(ملازمة التقوى)ثا‪ ،‬ويزيد تعريفه إيضاحا ببيان علامة‬ ‫العدالة فهي وإن كانت هيئة خفية نفسانية‪ ،‬فإن علامتها التي تمتاز بها هي‬ ‫اجتناب الكبائر والإصرار على الصغائر ث ويذكر اختلافهم في حد الكبائرس ويوجز‬ ‫الكبيرة بأنها كل ما نهي الشرع عنه وأوعد عليه العذاب“ا‪.‬‬ ‫ويحد عمرو التلاتي العدالة بأنها‪":‬ملكة مانعة له عن اقتراف الكبائر‬ ‫وصغائر الخسة؛ كسرقة لقمة وتطفيف تمرة‘ والرذائل المباحة؛ كمعاشرته‬ ‫الأراذل والحرف الردية كالحجامة وخدمة اليهود والنصارى"اء مبررا في‬ ‫الموضع نفسه بأن العدالة ملكة تكسب صاحبها الرفق وهي دينية تنسب إلى دين‬ ‫الإسلام‘ فهي تدور في دائرته وتحمل على خصاله‪ ،‬وهي تبعث صاحبها على‬ ‫عدم مفارقة التقوىؤ التي هي عبارة عن امتثال المأمور واجتناب المنهي كما‬ ‫تحمل على المروءة وهي كمال الرجوليّةا‪.‬‬ ‫ومع أن عمرا التلاتي بين حد العدالة وشرح تعريف الشماخي لها إلا أنه‬ ‫عقب بعد ذلك باختياره تعريف ابن السبكيا وشار ح كتابه فقال‪ ":‬والأولى في‬ ‫‪.944‬‬ ‫( ‪ ) 1‬الشنماخي أحمد بن سعيدێ شر ح مختصر العدل‘ ص‬ ‫‪2057‬‬ ‫( ‪ ) 3‬م‪.‬س‪ 0‬ص ‪.944‬‬ ‫‪.944‬‬ ‫م سؤ ص‬ ‫( (‪4‬‬ ‫(‪ )5‬التلاتي عمرو‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ‪ .‬ص ‪.391-491‬‬ ‫م ا‪.‬س‪ ،‬ص‪.391-491‬‬ ‫)‪ (7‬أنظر ذلك في كتاب الابهاج‪ .‬ر‪ :‬السبكي علي بن عبد الكافي(‪ ،)657/5531‬السبكي تاج‬ ‫عارم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫تعريفها قول العلامة ابن السبكي وشارحه‪ :‬العدالة ملكة أي هيئة راسخة في‬ ‫النفس تمنع من اقتراف الكبائر وصغائر الخسة كسرقة لقمة وتطفيف تمرة‬ ‫والرذائل المباحة أي الجائزة كالبول في الطريق الذي هو مكروه والأكل في‬ ‫السوق لغير سرقة" ثم يعقب التلاتي بقوله‪":‬إلا أن السرقة والتطفيف والبول‬ ‫المذكورات من الكبائر عندنا ‪ -‬أي الإباضية‪"«-‬ا‪.‬‬ ‫ويرى الإباضية تقسيم الناس بالنسبة للتعديل والولاية إلى ثلاثةى معروف‬ ‫الو لاية ومعروف البراءة وغير معروف بواحدة منهما يحكم فيه بالوقوف عنه‘‬ ‫يقول محمد بن محبوب‪ ":‬جاء الأثر عن أئمة المسلمين الأولين أن الناس ثلاشة؛‬ ‫معروف فتثبت ولايته ومعروف فتثبت عداوته‪ ،‬ومن لا يعرف فذاك ممسك عنه‬ ‫حتى يعلم منه ما يستحق أحد الحالين"ا‪.‬‬ ‫ويرى الإباضية أن المنعطف الذي على أساسه بدأ تتبع الناس لمعرفة‬ ‫أحوالهم هو الأحداث التي حصلت في عهد الخليفة عثمان بن عفان وما تبع ذلك‬ ‫من فتن‪ ،‬ويذكر أبو المؤثر الخروصي أن الدار كانت في زمان أبي بكر وعمر‬ ‫دار إسلام‪ ،‬استغنى الناس عن محنة البحث والسؤال يتولون كل من ظهر منه‬ ‫الصلاح والورع على ظاهر أمره‪ ،‬و يبرؤون ممن ظهر منه الكفر‪ ،‬ويقفون عن‬ ‫فاحتاج‬ ‫الذي لم يعرف قوله ولا عمله؛ حتى حدث ما حدث عهد عثمان بن عفان‬ ‫المسلمون حينئذ إلى معرفة الموافق لهم والمخالف لهمث وبنوا عليها الولاية‬ ‫والقبول والأخذ أو البراءة والرة أو الوقوف"ا‪.‬‬ ‫إن هزة الفتنة العظيمة التي امتحنت بها الأمة الإسلامية جمعاء انقسم الناس‬ ‫بها وتشعبواء وهي هزة طالت فكر أبناء الأمة وتوجهاتهم فعليها اختلفوا‪ ،‬فكان‬ ‫الدين عبد الوهاب بن علي(‪ &)177/0631‬الإبهاج شرح المنهاج‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫لبنان ‪6141‬ه ‪5991‬م‪.2/413-513 ،‬‬ ‫"ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.391-491‬‬ ‫)‪ (2‬الرحيلي محمد بن محبوب‘ سيرة محمد بن محبوب مخ مج ث ص‪.431‬‬ ‫{ثا الخروصي أبو المؤثر ‪ ،‬سيرة أبي المؤثر الصلت بن خميس مخ مج‪ ،‬ص ‪.561‬‬ ‫ہ‪:‬‏ _‬ ‫(‪::;٫‬‬ ‫(‬ ‫_۔‬ ‫ح‬‫= علوم السنة عند الإباضية ح‬ ‫هذا دافعا للبحث والتنقيب والكشف وتمييز الخالص من فكر الأمة من الدخيل‬ ‫الغريب ويستشهد أبو يعقوب الوارجلاني على حجية منهج التدقيق عقب الفتنة‬ ‫فيقول‪ ":‬فلما وقعت الفتنة أصبح الناس وقد مزجت عهوتهم وأمانائهم فوجب‬ ‫التوقف والبحث ليأخذ الناس بما يعرفون‪ ،‬ويدعو ما ينكرون كما قال رسول الله‬ ‫يلا لعبد الله بن عمر بن العاص‪(:‬كيف بك إذا مزجت عهود الناس وأماناتهم‪ ،‬قال‬ ‫ما تأمرني به يا رسول الله قال‪ :‬تأخذ بما تعرف وتدع ما تنكر؛ ولو أن تعض‬ ‫بأصل شجرة حتى يأتيك الموت)" ("‪.‬‬ ‫وإذا كانت الأمة جمعاء ابتليت بتلك الفتنة‪ ،‬فقد وقع لأهل عمان بعد فترة‬ ‫منها فتنة أخرى وابتلاءء حين عزل إمام من أئمتهم الصلحاءء وأحد قادتهم‬ ‫العظماء‪ ،‬فكان لذلك العزل أثر هز وحدتهم" وجدل فكري عمق خلافا بينهم‪.‬‬ ‫وأنبت نزوعا إلى البحث والتفتيش عن الرجال عند طائفة منهم‪.‬‬ ‫وفي هذا الجانب يذكر أبو المؤثر الخروصي أن أهل عمان عندما أخطؤوا‬ ‫في عزل الصلت بن مالك إمامهم‪ ،‬وتتابعت أحداثهم‪ ،‬لم تول أحد ظهر منه‬ ‫الصلاح والورع إلا بمعرفة موافقته للمسلمين في جميع الأحداث‘ فمن ظهر منه‬ ‫موافقة المسلمين فيما دانوا لله به من القول والعمل ثبتت ولايته ومن عرف عنه‬ ‫مخالفة ذلك بُرئَ منه‪ ،‬ومن لم يتبين قوله وحاله ولم يظهر منه كفر يبرأ منه به؛‬ ‫وأقف عنه ووكل علمه إلى الله(;ا‪.‬‬ ‫ويرى أبو سعيد الكدمي تقسيم الناس حسب أحوالهم إلى أقسام أربعة(ةا‪:‬‬ ‫الأول‪:‬من كان ظاهر الأمانة وقد زالت عنه الخيانة بصحة هذه الأمانةك وعليه‬ ‫يجب له الحكم فيما ظهر له الاسم‪ ،‬الثاني‪ :‬من كان ظاهر الخيانة قد زالت عنه‬ ‫الأمانة بظهور الخيانة! فهو أيضا يكون حكمه على اسم ما ظهر منه‪ ،‬الثالث‪ :‬من‬ ‫‪.5 5/ 1‬‬ ‫أبو يعقوب < العدل والإنصاف‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الو ار ج لاذ‬ ‫{‪2‬ا الخروصي أبو المؤثر سيرة أبي المؤثر الصلت بن خميس‘ مخ مج‘ ص ‪.561‬‬ ‫{ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامة ‪.2/65‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫لم تصح له الأمانة ولا الخيانةث وأشكل أمره‪ ،‬وهو ليس بمجهول الحال وإنما‬ ‫متناقض الأحوال فهذا حكمه حكم الظن والتهمة" فلا يلحقه حكم الأمانة أو‬ ‫الخيانةث فهو مشكل مشتبه حالك الر ابع‪ :‬من كان مجهولا وحاله لا يعرف‪ ،‬فحكمه‬ ‫أنه لا يسمى ولا يوصفت‘“ وفق قاعدة "المجهول لا يعرف والمعدوم لا‬ ‫)‪(1‬‬ ‫يوصف‬ ‫المبحث الثاني‪:‬الصيغ والعدد في التعديل والتجريح‪:‬‬ ‫يرتبط بموضوع التعديل أمور منها صيغ التعديل وألفاظه وكذلك عدد‬ ‫المعتلين والمجرحين‪ ،‬وقد تعددت صيغ ألفاظ التعديل المستعملة عند الإباضية‬ ‫لبيان العدالة‪ ،‬منها الوصف بصيغ ألفاظ التوثيق‪ ،‬وقول أبي المؤرج‪ ":‬ورووه عن‬ ‫الثقات"(‪2‬ا وقول أبي غانم الخراساني‪" :‬حدثني بعض من أثق به"اى وقول أبي‬ ‫المؤثر "حدثني‪ ...‬وكان ثفة من ثقات المسلمين"(“ا‪ ،‬و" حدثنا‪...‬وهو ثقة‬ ‫مأمون"ا‪ ،‬وقول أبي قحطان‪":‬حدثني بها ثقة من المسلمين من أهل العلم‬ ‫والور ع"ا‪ ،‬وقول محمد بن جعفر‪ ":‬أن يمن علينا بقة مثل أبي الشعثاء"(' وقول‬ ‫ابن سلام‪":‬وإنما يؤخذ بقوله‪...‬فهو الثقة عندهم"‪.‬‬ ‫وهناك صيغ تبين علم المعدل وفقهه وفضله كقول ابن سلام' وهو من أكبر‬ ‫فقهاء أصحابنا كان عالمًا مقتصدا مرضيا فقيها مفتي" "‪ 0‬وقوله‪':‬فقية مفت وهو‬ ‫("ام‪.‬س‪.2/65 ،‬‬ ‫{‪2‬ا أبو المؤورج‪ ،‬كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره‪(.‬مخ)ص‪.72‬‬ ‫‪.1/163‬‬ ‫(‪ )3‬الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة الصغرى‬ ‫() الكندي محمد بن إبراهيم‪ ،‬بيان الشر ع{ ‪.92/65‬‬ ‫ا أبو المؤثر الصلت بن خميسس‪ ،‬كتاب الأحداث والصفات‘ مخ مج ص‪.822‬‬ ‫© أبو قحطان خالد بن قحطان سيرة أبي قحطان‪ ،‬مخ مجث ص‪.081‬‬ ‫ا ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفر؛ ‪.3/295‬‬ ‫(ثا ابن سلام ‪ ،‬بدء الإسلام وشرائع الدينى ص ‪.031‬‬ ‫‪ 1 3 0‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫) ‪ (9‬م ‪.‬هل ؛‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫من أورع الناس"(‪٨‬ا‪،‬‏ وقوله‪':‬وهو رجل فقيه عالم فارض ناقد"ا‪ ،‬وقوله‪":‬عالم فقيه‬ ‫بصير واسع العلم"ا‪ ،‬وقول ابن بركة‪":‬وهو الغاية في باب الورع والزهد‪ ،‬ومكانه‬ ‫في العلم لا ينكره إلآ جاهل به" وقول أبي عبد ا له الكندي‪":‬فإن كنت وجدته‬ ‫عند‪ ...‬فهو الفقيه"(‪.‬‬ ‫وورد في كتاب جامع ابن جعفر من التعاليق المضافة للكتاب مجموعة من‬ ‫الصيغ وهذه الصيغ بعضها يفيد الولايةث أو قبول الشهادة فقط حسب رأي‬ ‫المضيف ولعلها من تعليقات مهنا بن خلفان البوسعيدي الذي حشى على الكتاب‬ ‫وعلق عليه كما ورد في مقدمة الكتاب فمن الصيغ مثلا' فلان من خيار الناس'‬ ‫أو'من خيار المسلمين" أو "من خيار أهل بلده" أو "من أفاضل المسلمين" أو "من‬ ‫المسلمين" أو "من الصالحين "أو"في صالح الناس" أو "أصلح أهل بلده" أو "من‬ ‫صالحي أهل بلده"‪ ،‬فهذه الصيغ تثبت بها الولاية وتجوز بها الشهادة("ا‪.‬‬ ‫ع‬ ‫به"‬ ‫أنق‬ ‫فلان‬ ‫‪7‬‬ ‫"‬ ‫و"عدل‬ ‫دينه"‬ ‫في‬ ‫عدل‬ ‫و"فلان‬ ‫دينه"‬ ‫في‬ ‫اقذة‬ ‫صيغ‬ ‫أما‬ ‫هم‬ ‫أو"أمين عندي أأتمنه" أو"أمين مع فلان" فتقبل بها الشهادة ولا تثبت بها الولايةا‪.‬‬ ‫( (‪ 1‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.131‬‬ ‫( (‪ 2‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.951‬‬ ‫( (‪ 3‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.951‬‬ ‫‪.91‬‬ ‫(‪ )4‬ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد‪ ،‬التعاررف‪ ،‬ص‬ ‫ثا الكندي محمد بن لإيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.3/58 ،‬‬ ‫ا البوسعيدي أبو زهير مهنا بن خلفان بن محمد‪ ،)0521/5381(.‬عاش بمسقط مع والده‬ ‫الذي كان وكيلا للإمام أحمد بن سعيد‪ ،‬كان طالب علم مجتهدا حتى غدا ممن يشار إليه‬ ‫بالبنان فقها وعلماث عاصر العلامة جاعدا بن خميس الخروصي“ رتب كتاب جامع ابن جعفر‬ ‫وحشى عليه نسب البعض إليه تأليف كتاب "لباب الآثار" ر‪ :‬البوسعيدي أبو زهير مهنا بن‬ ‫خلفان بن محمد‪ ،)0521/5381(.‬كتاب لباب الآثار‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‪4891 ،‬مغ‪ ،‬مقدمة كتاب لباب الاثارص‪.2‬‬ ‫”ا ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفر‪.4/401 ،‬‬ ‫لام‪.‬س‪.401 /4 ،‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح=‬ ‫وأما صيغ‪":‬فلان معي في الولاية" أو "في ولاية المسلمين" أو "ولي‬ ‫للمسلمين" أو "يتولاه المسلمون" أو'ولي لي في ديني" أو "ولي لله" أواولي لأهل‬ ‫الحق" فكل هذا تثبت به الولاية وتجوز به الشهادة("ا‪ ،‬فهذه الصيغ المتقدمة تعة‬ ‫أنرا لقول من جعل الولاية مرتبة أعلى من العدالة‪.‬‬ ‫ويذكر ابن جعفر بأنه لا يقبل التعديل من المعتل حتى يقول إنه عدل‪،‬‬ ‫وقيل إذا قال‪ :‬إنه ثقة قبل‪ ،‬لكن ابن جعفر لا يح الاكتفاء بلفظ'التقة' وحدها في‬ ‫التعديل ويرى الاكتفاء في ثبوت الولاية بقول القائل‪:‬إن فلانا في الولاية (‪2‬ا‪.‬‬ ‫أما أبو يعقوب الوارجلاني فيرى أن التزكية لا بة فيها اجتماع وصفين‬ ‫بحيث يقال في المزكى إنه عدل رضا فلا بة من الكلمتين معا‪ ،‬ؤذلك حسب تفسير‬ ‫الوارجلاني أنه قد يكون عدلا لا رضاء أو رضا لا عدلاء وعليه فلا بد من‬ ‫اجتماع الأمرين جميعاء ويستشهد على رأيه بالقرآن‪ ،‬بقول الله عز‬ ‫وجل‪[«:‬واشهدوا ذوي عدل منكم»(الطلاق‪ )56/2‬وبقوله جل وعلا في موضع‬ ‫آخر‪ «:‬ممن ترضون من الشُهَةاءه(البقرة‪{)2/282‬ثا‪ ،‬ومثل الوارجلاني ذهب‬ ‫أبو العباس الشماخي يقول‪':‬ويكفي في العدالة‪ ،‬أن تقول‪ ،‬عدل رضاؤ وفي التجريح‬ ‫أن تقول‪ :‬فاسق مطلقا‪ ،‬أي من غير شرط فلا يحتاج إلى ذكر السبب"“ا‪.‬‬ ‫وتأتي مسألة العدد من المسائل المهمة في التعديل والجر ح‪ ،‬وهي مسألة قد‬ ‫يتداخل كلام كثير منهم عنها في الخبر والشهادة وأحكام الولاية وقد يفرق‬ ‫بعضهم بينها‪ ،‬والأصل في التعديل أنه يقبل بواحد‪ ،‬يقول محمد بن جعفر ‪":‬ويقبل‬ ‫التعديل في الواحد والولاية"ا‪ .‬ويرى محمد بن روح أن هذا القبول على وجه‬ ‫لام‪.‬س‪.401 /4 ،‬‬ ‫() م‪.‬س‪.4/412 ،‬‬ ‫ثا الوارجلاني أبو يعقوب‘ العدل والإنصاف ‪.1/651‬‬ ‫‪.454‬‬ ‫(‪ (4‬الشنماخيء شرح مختصر العدل ث ص‬ ‫(‪ )5‬ابن جعفر ء جامع ابن جعفر ‪.01 4/1 ،‬‬ ‫___ علوم السنة عند الا صضية‬ ‫الجواز لا على وجه اللزوم فهو مخير في قبول الولاية بالواحد وبشرط أن يكون‬ ‫الواحد مسلما ثقة في دينه بصيرا بأحكام الولاية والبراءة ("ا‪.‬‬ ‫وهذا القيد أكده أبو سعيد الكدمي(اء وفي موضع آخر قيده بأن يكون ثقة‬ ‫مأمونا عالما ثا ويرى محمد بن روح كما يظهر من كلامه أنه لا يلزم المرفوع‬ ‫إليه إلا بقول اثنين إلا إذا سأل هو عن ولاية المرفوع إليه ولايته فرفع إليه‬ ‫ولايته واحد ممن "صح وصفه أنه مسلم ثقة في دينه بصير بأحكام الولاية‬ ‫والبراءة لزمه أن يتولاه"“ا‪ ،‬بينما ذهب أبو سعيد الكدمي إلى أنها تلزم بالواحد‬ ‫على كل حال‪ ،‬سأل أو لم يسأل ولا يجعل له التخيير ا‪.‬‬ ‫ومن الإباضية من شرط التعديل بالاثتنين وبعضهم أكثر من ذلك‪ ،‬وقد ذكر‬ ‫‏‪ ١‬سعيد الكدمي أقوالهم إذ يقول‪ ":‬وقال من قال‪ :‬لا تقوم إلا بعبارة الشاهدين‬ ‫وقال من قال‪ :‬بأربعةث عليهم الغلط‪ ،‬وتقوم بمثلهم حجة الشهرة من الخمسة إلى‬ ‫العشرة‪ ،‬وقال من قال‪:‬لا تقوم الحجة إلا بعلمه هو الذي لا يشك فيه أو يلزمه‬ ‫التعبد في شيء من ذلك‘ بفعل أو ترك‘ فتقوم عليه حينئذ الحجة على غير وجه‬ ‫ما يسعه جهله"‪.‬‬ ‫أما التجريح فنرى اتفاق الإباضية على وجوب أن يوجد فيه اثنان وشذ من‬ ‫قبل الجر ح بواحد وفي التعاليق المضافة إلى جامع ابن جعفر قول من قال بذلك‬ ‫إذ قيل قد يقبل التعديل بواحد والجرح بواحد‘ واحتج هذا القائل إذ أنه كما قبل‬ ‫التعديل بواحد كان الجرح بواحد لأن ذلك إنما هو في الأحكام")‪.‬‬ ‫("ا الكندي محمد بن روحء سيرة محمد بن روح‪( ،‬مخ) ص‪.241‬‬ ‫"ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ‪.2/91‬‬ ‫(“ام‪.‬س‪.07- 1/96.‬‬ ‫)‪ (4‬الكندي محمد بن روح سيرة محمد بن روح‪( ،‬مخ) ص‪.241‬‬ ‫ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر‪.2/91 ،‬‬ ‫© ‪٤1/‬س‪.‬م‪-07. 96 ‎‬‬ ‫ا ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفر‪.4/,101 ،‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫لكن القول المعتمد هو اشتراط رجلين عدلين للتجريح‪ ،‬ويذكر محمد بن‬ ‫روح أن الذي حفظه عن المسلمين أنه لا تبطل ولاية الولي إلا بشهادة رجلين‬ ‫عدلين (‪,)1‬‬ ‫ويقبل الاباضية تعديل المرأة لواحدة أيضا‪ ،‬يقول محمد بن جعفر‪ ":‬ويقبل‬ ‫التعديل من المرأة الثقة التي تبصر ما تثبت به الولاية والبراءة إذا ل يوجد من‬ ‫يعرفه من ثقات الرجال"ثا‪ ،‬ويظهر أن بن جعفر قيد قبول المرأة في هذا بكونها‬ ‫روحاتاوأبا سعيد‬ ‫ثقة تميز الولاية وعند عدم وجود الرجل‪ ،‬ونجد محمد بن‬ ‫الكدمي“أيقيدان قبول المرأة بما إذا كانت تعرف الولاية والبراءةء وهي تشارك‬ ‫الرجل في التجريح فبطلان الولاية يجوز بشهادة رجل وامرأتين من العدول كما‬ ‫يذكر الكدمي(آا‪.‬‬ ‫إن أقوال علماء المشارقة التي عرضناها آنفا والتي بينت عدد من يكونون‬ ‫حجة في التعديل والتجريح" نجدها لا تختلف في غالبها عند علماء المغاربة‬ ‫وممن عرض هذه الأقوال أبو الربيع المزاتي وقد ذكر الخلاف في التعديل وأنه‬ ‫قيل في هل يكتفى في الولاية برجل واحد قولان‪ ،‬وأن بعضهم قال‪ :‬إذا كان أمينا‬ ‫مسلما‘ و بعضهم قال لا يكتفى إلا برجلين متوليين مسلمين‪ ،‬أو رجل وامر أتين‬ ‫ممن تجوز شهادتهها‪.‬‬ ‫بريء‬ ‫المسلمين‬ ‫أمينان أن رجلا من‬ ‫إن شهد‬ ‫دي‬ ‫والتبريء‬ ‫و أما الجر ح‬ ‫من ذلك الرجل فإنه يبرأمنه(‪7‬اء ومن طرائف الخبر في هذه المسألةء ما أورده‬ ‫)‪ (1‬الكندي ابن روح سيرة محمد بن روح‘ (مخ) ص‪.241‬‬ ‫ثا ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفرث ‪.4101‬‬ ‫ا ابن روح‪ ،‬سيرة محمد بن روح‪( ،‬مخ) ص‪.241‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر ث ‪.2/91‬‬ ‫_) م‪.‬س ‪.2/91 ،‬‬ ‫©ا المزاتي أبو الربيع‪ ،‬التحف المخزونة ص‪.75‬‬ ‫‪7‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.85‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫=ححصح<د‬ ‫أبو عمرو عثمان بن خليفة السوفي في كتاب السؤالات‪ ،‬حيث ذكر اختلاف جواب‬ ‫معاصر‬ ‫بني مركاس‬ ‫سدر اتي من‬ ‫شيخ‬ ‫و هو‬ ‫مناد ي‬ ‫ابي الربيع المز اتي و الشيخ‬ ‫لأبي الربيع‪ ،‬في رجل من أهل الجملة شهد عليه متولى أنه فعل كبيرة‪ ،‬ثم شهد‬ ‫عليه متولى ثان بعد ذلك لكن الثاني لم يشهد إلا وقد نسي شهادة الأول‪ ،‬فكان‬ ‫جواب منادي‪" :‬ليس علي أن أكون حافظا لا أنسى" وقال أبو الربيع‪" :‬بل اثنان‬ ‫حجة'‪ ،‬وبلغ خبر المسألة وجوابهما أبا عبد الله محمد بن بكر("ا فقال أبو عبد الله‪:‬‬ ‫اثنان حجة"‪ ،‬ولما وصل خبر جواب أبي عبد الله إلى منادي نزع قوله‪ ،‬فقال أبو‬ ‫عبد الله‪":‬ما بال منادي نزع قوله؟ من العلماء من يقول ذلك'‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعقب السوفي بمسألة أخرى فرق فيها بين تغير عقل الشاهد أو رجوعه‬ ‫وذلك بعد الشهادة‪ ،‬إذ بين أنه إذا شهد اثنان ثم تغيرا‪ ،‬أو تغير أحدهما فإنه يحكم‬ ‫بشهادتهما‪ ،‬ولكن إن شهدا ث رجعا‪ ،‬أو رجع أحدهما فلا يحكم بشيء ا‪.‬‬ ‫الشهادة‬ ‫ويذكر الو ارجلاني الخلاف في عدد المزكين والخلاف في عذ‬ ‫كالخبر أو التفريق بينهما فيقول‪ ":‬واختلفوا في عدد المزكين فقال بعضهم اثنان في‬ ‫المخبرين وفي الشاهدين‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬واحد فيهما جميعأ‪ ،‬وفرق بعضهم فقال‬ ‫اثنان في الشاهدين وواحد في المخبرين"( ويستشهد على قبول شهادة الواحد‬ ‫بقبول الرسول قلة شهادة أعرابي في استهلال الهلال‪.‬‬ ‫(! الفرسطائي أبو عبد الله محمد بن بكر النفوسي‪)044/9401(:‬ء قطب من أقطاب‬ ‫َاضيَة المغرب‪ ،‬بل طود من أطواد المذهب‪ ،‬كان إماما عالما فقيها مصلحا ألمعياء يعود‬ ‫إليه الفضل في إنشاء نظام العزابة عند إياضية المغرب بعد ذهاب دولتهم‪ ،‬أخذ عن سعيد بن‬ ‫زنغيل وغيره‪ ،‬كما أخذ عنه جل من صاروا بعده أعلام المذهب‘ كان كثير الرحلة طالبا‬ ‫ومعلما‪ ،‬له الكثير من المنجزات التي أوردتها كتب السيرك ورواياته وأقواله وأجوبته تزخر‬ ‫بها كتب كل من جاء بعده‪.‬ر ‪:‬الدرجيني‪ ،‬طبقات‘ ‪2/773-304:293-804‬ء الشماخي‪.‬‬ ‫السيرش ‪.2/,16-76‬‬ ‫(‪2‬ا الوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة ‪ 9‬كتاب السؤالات (مخ) ص‪202‬و‪.‬‬ ‫(تام‪.‬س‪ ،‬ص‪202‬و‪.‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/651‬‬ ‫علار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫وأيضا يذكر الوارجلاني ‪ :‬قبول المرأة في التزكية واحدة على واحدة في‬ ‫الموضع الذي تشهد فيه المرأة‪ ،‬وقبول تزكية العبيد للعبيد في تزكية الأخبار ("ا‪.‬‬ ‫ويعبر عن العدد في التجريح بما يفيد أنه لم يقطع بعدم قبول التجريح دون الاثنين‬ ‫ويقول ‪":‬وأما التجريح فالأولى أن لا يقبل فيه إلا اتنان"(“ا‪.‬‬ ‫ويورد أبو يعقوب الوارجلاني أيضا مسألة تعديل الصبي وأن الصبي لا‬ ‫يقبل تعديله وتجريحه على أي حال(ة)‪.‬‬ ‫ونجد أبا العباس الشماخي يفرق بين الخبر والشهادة‪ ،‬فيرى أنه يكفي في‬ ‫الخبر معدل واحد‪ ،‬وأما في الشهادة فلا بة من اثنين‪ ،‬لأن كل واحد يتبع أصله‪.‬‬ ‫محتجا في ذلك بأن رواية العدل الواحد مقبولة بينما شهادته لا تكفيك مبينا أنه‬ ‫المختار عنده‪ ،‬وأنه لذلك تجب الولاية بالعدل الواحد(“‘‪.‬‬ ‫أما التجريح‪ ،‬فنجد الوارجلاني تارة يعبر بأن الأحسن فيه اثنانةا‪ ،‬وتارة‬ ‫يقول‪":‬والتجريح باثنين على الأصح"©اء ويذكر أن التزكية أو تجريح الاثنين‬ ‫أربعة‪ ،‬وفي الأربعة ثمانية وفي الثمانية ستة عشر ("ا‪.‬‬ ‫ومثل هذا التعديد في التجريح نجده عند أبي ستة محمد بن عمر في تعليقه‬ ‫على مثل هذا الكلام عند أبي زكريا الجناوني في حاشية كتاب الأحكاها‪.‬‬ ‫("ام‪.‬س‪.1/651 ،‬‬ ‫(‪2‬ام‪.‬س“‪.1/651 ،‬‬ ‫م ا‪.‬س‪.1/651 ،‬‬ ‫شر ح مختصر العدلث ص‪.454‬‬ ‫)‪ (4‬الشنماخي‬ ‫( ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.454‬‬ ‫‪. 4 5 3‬‬ ‫ص‬ ‫؛‬ ‫)‪ (6‬م سل‬ ‫‪ 4 5 4‬‏‪٠‬‬ ‫سل ؛ ص‬ ‫)‪ (7‬م‬ ‫ا السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر(‪ 8801/8761)6‬حاشية كتاب الأحكام‘ نشر وزارة‬ ‫الأوقاف والشؤون الدينية‪ .‬سلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.3 -1/2،‬‬ ‫‪_ :‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ونجد التلاتي في بيانه للتعديل يذكر ما يراه في ذلك فيقول "التزكية لشخص‬ ‫ثبتت له بتعديل عدل واحد" ثم يذكر نفس رأي الشماخي وحجته المتقدمة في‬ ‫التفريق بين الخبر والشهادة ثم يذكر قول من قال يثبت التعديل للشخص بتعديل‬ ‫معدلين اثنين في الخبر وذلك نظرا إلى أنه شهادة فلا بة فيه من التعدداى وهذا‬ ‫النظر في جعل الخبر كالشهادة في عدد المعدلين باعتباره شهادة سبق ذكره عن‬ ‫ابن بركة_)‪.‬‬ ‫وقد أورد التلاتي حجة لقول من قال بثبوت التعديل بعدل واحد في الخبر‬ ‫والشهادة‪ ،‬وذلك لأنهما خبر والخبر لا يشترط فيه التعدد“ا‪.‬‬ ‫ونجد للتلاتي تعريفا للتجريح بأنه القدح الموجب لسقوط العدالةث ويقول‪":‬‬ ‫يثبت بقدح قادحين اثنين في الخبر والشهادة بناء على القول الأصح أي الأشة‬ ‫قوة"ا‪ ،‬كما نجده في أحد كتبه أيضا يؤكد على التفريق بين الخبر والشهادة‬ ‫فيقول‪" ":‬ومن الرواية الأخبار‪...‬الخ"‪ ،‬يعني‪ :‬وليس من باب الشهادة‪ ،‬و إلا لم يَجُز‬ ‫فيها إلا عدلان كما في الشهادة في الأموال‪ ،‬ولكن ما ذكر من باب الدين والعسل‬ ‫بالأحاديث كما هو معلوم وبينه صاحب الإيضاح رحمه الله‪ -‬في رواية الهلال‬ ‫فليراجع قو لد"(‪)6‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مسائل وأحكام أخرى في التعديل والتجريح‪:‬‬ ‫بعد أن عرفنا صفة العدل وألفاظ التعديل وعدد من يكون حجة في التعديل‪،‬‬ ‫يطرح سؤال نفسه يا ترى ما صفة المعدل ومن هو الحجة في التعديل؟ والجواب‬ ‫تقييد‬ ‫ذكر‬ ‫وقد تقدم‬ ‫التعديل أو التجريح ‘‬ ‫يقبل منه‬ ‫من‬ ‫أنهم حددو ‏‪ ١‬وصف‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫!ا عمرو التلاتي‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ص‪.791‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.791‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/513 ،‬‬ ‫() التلاتي عمرو رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ)ى ص‪.791‬‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.791‬‬ ‫‪ 0‬التلاتي عمرو‪ ،‬روضة المشتاق على زهرة الإشراق‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫_‬ ‫‪;,,‬بجہ‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح‬ ‫صحح‬ ‫محمد بن روح (;) وأبي سعيد الكدمي(ا من يقبل منه ذلك بأن يكون ثقة مأمونا‬ ‫عالما وأن يكون المعدل مسلما ثقة في دينه بصيرا بأحكام الولاية والبراءة كما‬ ‫يقول محمد بن رحو(‪3‬ا وأبو سعيد الكدمي(“ا‪.‬‬ ‫ويذكر الكدمي مسألة من مسائل هذا الباب‪ ،‬وخلاصتها لو قال عالم ممن‬ ‫اشتهر له اسم في شيء من فنون العلم‪ ،‬وكان عالما في ذلك الفن حجة في فتيا‬ ‫ذلك‪ ،‬ممن يبصر الولاية والبراءة‪ :‬إن فلانا عالم حجة فيه أو إتّه يبصر الولاية‬ ‫والبراءة‪ ،‬اختلف في قوله ذلك‪ ،‬فقيل‪ :‬إن ذلك قوله حجة‪ ،‬ويصح له ذلك‪ ،‬ويلزم‬ ‫قبول قوله‘ ويكون حجة في جميع ذلك‪ ،‬كما يكون حجة في رفع الولاية‪ ،‬وقيل‪ :‬لا‬ ‫يكون ذلك حجة ولا يصح ذلك إلأ بالشهرة‪ ،‬وقيل لا يصح ذلك إلا بقول الانين‬ ‫ممن هم حجة\ وقيل‪ :‬يجب في ذلك قبول قول الواحد الحجة في ذلك من طريق‬ ‫الأمانة‪ ،‬كما يقبل قوله في الولاية من طريق التصديق والأمانة ةا‪.‬‬ ‫إن ما يعنينا من المسألة السابقة ‪-‬وإن ذكر فيها الخلاف إنما هو التأكيد‬ ‫على صفات من يكون حجة في التعديل أو التجريح فهو لا بة أن يتحلى بالعلم‪.‬‬ ‫ويكون حجة يؤخذ منه فيه‪ ،‬ويكون ممن يدرك أحكام الولاية والبراءة ويعرفها‪.‬‬ ‫وتعبير علماء الإباضية بمن يبصر الولاية أو البراءة دقيق جدا في بيان ذلك‪ ،‬وقد‬ ‫بين أبو الحواري أن المبصر الها لا بةأن يكون من هم أهل الموافقة في قوله‪':‬فلا‬ ‫تسأل عن التعديل إلا أهل الموافقة للمسلمين الذين يبصرون الولاية والبراءة" ©)‪.‬‬ ‫ففي كلام أبي الحواري تأكيد على قيد أخأذحكام التعديل من الموافق‪ ،‬على‬ ‫جعفر‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫لذا ذلك‬ ‫حزما ‪ 4‬يبين‬ ‫‪.‬‬ ‫التجريح أكثر تحرززا‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لإباضية‬ ‫أن‬ ‫ن الكندي محمد بن روح سيرة محمد بن رو حض (مخ) ص‪.94‬‬ ‫ثا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرض ‪.07 - 96 /1‬‬ ‫(‪ )3‬الكندي محمد بن روح سيرة محمد بن روح‪( ،‬مخ) ص ‪.241‬‬ ‫ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرض ‪.2/91‬‬ ‫(‪ )5‬لكم أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/36-46‬‬ ‫©ا القري أباولحواري‪ ،‬الجامع‪.5/58 ،‬‬ ‫علم السنة عند الا صية _‬ ‫ح‬ ‫في قوله‪ ":‬ولا تبرأ منه في شهادته بشهادته حتى يصح ذلك فتلزمك فيه الحجة‬ ‫بشهرة حكمها حكم العيان‪ ،‬أو بشهادة عالمين من أهل البصر بالكتاب والسنة‬ ‫والأثر مع شرحهما بما به العبد قد كفر‪ ،‬الذي شهدا عليه‪ ،‬وأنه لم يتب من ذلكث‬ ‫وقد أصر فهنالك يلزمك حكم الحجة\ وأن تقتفي في ذلك سبيل المحجة" ("ا‪.‬‬ ‫لن التزكية أو التجريح يقبلان من الثقة الحجة في ذلك كما تقدمێ إلا أن‬ ‫الشخص الذي زكي عنده شخص ما وهو لا يعرفه قبل‪ ،‬فعليه الإطلاع على حاله‬ ‫عليه والتعرف عليه‪ ،‬وأنا يكتفي بتزكية غيره كما يظهر من جواب الإمام عبد‬ ‫الوهاب فقد أجاب سائله بأن "التزكية لا تجوز إلا بإخبار الرجل والاطلاع على‬ ‫حالته وأمانته‪ ،‬ليس يكون ذلك بالخبر{ ولا تزكية من زكاه لك؛ حتى تعلم ما‬ ‫وصفت لك من حسن حاله وأمانته‪2‬ا‪.‬‬ ‫وهكذا نجد تأكيد الإباضية على أن المعدل لا بة أن يتصف بصفات تؤهله‬ ‫لذلك‪ ،‬ونجد بعضهم يوجز ذلك في وصف جامع كأبي يعقوب الوارجلاني حين‬ ‫يقول‪":‬والأصل لا تقبل إلا تزكية عارف بوجوه التزكية"ا‪ ،‬ويعلق الشماخي على‬ ‫عبارة الوارجلاني بأن الوارجلاني يصحح أنها لا تقبل إلا من عارف “'‪ ،‬ويبقى‬ ‫أن الحكم بالتعديل والتجريح مع الاحتراز بما تقدم من ضوابط لمن يتولاه‪ -‬هو‬ ‫ظني بحسب الظاهر فأحكام الولاية والبراءة والتعديل والتجزيحغ والتزكية و‬ ‫أحكام أخرى غير ذلك لم يكلفنا الله فيها إلا أحكام الظاهر كما يقول أبو القاسم‬ ‫إبراهيم الابرديا‪.‬‬ ‫(" ابن جعفر‪ ،‬جامع ابن جعفرش ‪.1/,361‬‬ ‫ثا الرستمي عبد الوهابءالرستمي أفلحءجوابات الإمام عبد الوهاب والإمام أفلج(مخ)‪.‬ص‪.71‬‬ ‫"ا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/651‬‬ ‫‪.554‬‬ ‫(‪ (4‬الشنماخي شرح مختصر العدل والإنصاف ص‬ ‫(‪ )5‬البرادي أبو القاسم إيراهيم‪ ،‬البحث الصادق(مخ)‘ ص‪.652‬‬ ‫حححصح<= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫وإذا كان المعدل يشترط فيه ما ذكر فإن نقل التعديل لا بة له من مثل‬ ‫ذلك‘ يقول ابن جعفر ‪":‬وقد قيل إذا أشهد شاهد عن شهادة آخر وكان الحامل‬ ‫للشهادة ممن يقبل تعديله فعدل الذي شهد عنه قبل ذلك‘ وقيل‪ :‬إذا قال‪ :‬المعدل في‬ ‫الشاهد إتي لا أعرفه ولكن قد عدله من أثق به لم يقبل منه حتى يقول من عدله‬ ‫فلان فهو عندي عدل"}‪.).‬‬ ‫ومن مسائل هذا الباب مسألة التعارض بين الجرح والتعديل‘ ويرى أبو‬ ‫يعقوب الوارجلاني تغليب التجريح إذا اجتمع المجرحون والمعدلون لاء وهذا‬ ‫رأي أبي العباس الشماخي أيضاء يقول مبينا ذلك‪":‬وإذا تعارض التعديل والتجريح‪.‬‬ ‫قم التجريح على الأصح جمعا بينهما (ثا لكن الشماخي يجعل التعديل أولى إن‬ ‫انتفى سبب التجريح المعين (“ا‪ ،‬وإلى عموم ترجيح التجريح على التعديل حسال‬ ‫التعارض والتنافي ذهب عمرو التلاتي أيضاا‪.‬‬ ‫ويذكر الشماخي أنموذجا لمثل هذا التعارضڵ فلو قال المجرح مثلا‪ :‬هذا‬ ‫قتل فلانا بموضع كذا‪ ،‬وقال العدل معارضا لقوله‪ :‬رأيته حيا بعد ذلك اليوم أو‬ ‫رأيته ذلك اليوم بموضع كذا‪ ،‬بما يدل على أنه كان بعيدا عن موضع التهمة‪ ،‬ففي‬ ‫هذا الحال يصار إلى التجريح‪ ،‬لكن إن ثبتت الحياة بعد ذلك‘ قم التعديل وبطل‬ ‫التجريح (‪, )6‬‬ ‫إن لبلوغ التعديل ودرجة العدل آثارا عدة‪ ،‬منها ما يتعلق بروايته حين‬ ‫تصير روايته مقياسا يستشف منها حكمه على من يروي عنه‪ ،‬ومن ذلك مسألة‬ ‫رواية العدل عن مجهول الحال هل يمكن عدها تعديلا له‘ يذكر الوارجلاني‬ ‫(‪ )1‬ابن جعفر‪ ،‬جامع بن جعفرش ‪.4/601‬‬ ‫العدل والإنصاف ‪.1/651‬‬ ‫ا الوارجلاني أبو يعقوب‬ ‫‪.554‬‬ ‫)‪ (3‬الشماخي؛ شرح مختصر العدل والإنصاف‘ ص‬ ‫‪٨‬ام‪.‬س‪،‬‏ ص ‪.354‬‬ ‫{ا التلاتي عمرو‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪.891‬‬ ‫‪.604‬‬ ‫ص‬ ‫شر ح مختصر العدل‬ ‫)‪ (6‬الشماخي‬ ‫عارم السنة عند الإباضية __‬ ‫ح‬ ‫الخلاف في ذلك فيقول‪":‬وإذا روى العدل المقبول الرواية عن رجل مجهول هل‬ ‫هو تعديل أم لا قال بعضهم تعديل وبعضهم يقول ليس بتعديل" (" ويظهر من‬ ‫كلام الوارجلاني بعد الكلام المتقدم ميله إلى ترجيح أن يكون ذلك تعديلا لقوله إن‬ ‫التعديل بالفعل أقوى من القول خا‪ ،‬ويشير أبو العباس الشماخي إلى القولين‬ ‫المتقدمين ويذكر معهما ثالثا وهو إن كانت عادة الراوي لا يروي إلآ عن عدل‬ ‫فتعديل ا ونجد عمراًا التلاتي يذكر الأقوال الثلاثة دون ميل لترجيح أحدها (“ا‪.‬‬ ‫ويلتحق بما سبق مسألة أخرى‪ ،‬هي‪ :‬هل عمل الراوي برواية المجهول‬ ‫تعديل له‪ ،‬وقد ساق أبو يعقوب الوارجلاني الخلاف في هذه المسألة‘ فبعض‬ ‫قال‪:‬هو تعديل لهما‪ ،‬وذهب بعضهم إلى أنه ليس بتعديل‪ ،‬يقول الوارجلاني ‪":‬وأما‬ ‫إن ظهر في الحديث مذهب يذهب إليه الذاهب غير الحديث فليس العمل به تعديلا‬ ‫له‪ ،‬والصحيح أن التعديل بالفعل كالتعديل بالقول"(ةا‪.‬‬ ‫ويرى أبو العباس الشماخي أن عمل الراوي برواية المجهول يعتبر تعديلا‬ ‫بشرط أن يكون ممن يرى العدالة شرطا في قبول الرواية‪ ،‬وإلآ فلاس وكذلك حكمه‬ ‫بشهادته بشرط أن يكون ممن يرى العدالة شرطا في قبول الشهادة )‪ 5‬و"أسَا إذا‬ ‫كان لا يرى العدالة شرطا في قبول الرواية والشهادة والعمل فليس بتعديل" ()‪.‬‬ ‫ويرى عمرو التلاتي أن العمل برواية الراوي تعديل له ويقول‪":‬ومثل ما لن كان‬ ‫العلم عن مجهول الحال تعديلا له يكون عمله‪ ،‬أي عمل العدل برواية مجهول‬ ‫() الوارجلاني أبو يعقوب العدل والإنصاف‘ ‪.1/651‬‬ ‫("ام‪.‬س‪.1/651 ،‬‬ ‫‪.354‬‬ ‫)‪ (3‬الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‬ ‫ا التلاتي عمرو رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪.891‬‬ ‫{ثا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف© ‪.1/651-751‬‬ ‫(‪ )6‬الشنماخي أحمد بن سعيدث شرح مختصر العدل‘ ص‪.654-754‬‬ ‫(‪7‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.654-754‬‬ ‫علم السنةعند الا‪ .‬صضية‬ ‫ح=‬ ‫الحال تعديلا له وإلا لما عمل بروايته" (‪.).‬‬ ‫ويقابل مسألة العمل برواية الراوي ترك العمل بها‪ ،‬فهل ترك العمل تجريح‬ ‫للراوي أم لا رواية له‪ ،‬يرى أبو يعقوب الوارجلاني المسألة من جانبي الرواية‬ ‫والراوي‪" ،‬فإن كان ترك الراوي استعمال الحديث إلى غيره من أجل الحديث‬ ‫فجرحه للحديث‘ وأما إن كان الترك لأجل الراوي فهو تجريح للراوي " ‪.)2‬‬ ‫ويذهب أبو العباس إلى بعض التفصيل في المسألة فيقول‪ ":‬وإذا علم أن‬ ‫الراوي ترك العمل بالحديث لأجل الراوي فهو تجريح‪ ،‬وإن كان لأجل الحديث‪،‬‬ ‫فجر ح في الحديث‪ ،‬وأما إذا كان عدلا لمن لا يجالس العلماء فليس بتجريح‪.‬‬ ‫وتقبل روايته‪ ،‬وكذا رواية الأمين وإن لم يكن فقيها ما لم نتكر“ا‪.‬‬ ‫ونجد كلام عمرو التلاتي هو نفس كلام أبي يعقوب الوارجلاني المتقدم “اء‬ ‫ونجد لجميل بن خميس السعدي ‪-‬حصاحب قاموس الشريعة‪ -‬كلاما لعله قريب من‬ ‫هذه المسألة يقول فيه‪':‬ومعي إن كل من روى باطلا عن راو لم يجز أن يصدق‬ ‫أنه عنه وان كان عتله‪ ،‬إذا لم يصح فسق ذلك المروي عنه‘ ولا يصح تكذيبه ولا‬ ‫يجوز قبولها‪.‬‬ ‫ومن مسائل هذا الباب من التعديل مسألة شهادة المخالف‪ ،‬ورأي الإباضية‬ ‫فيهاث وقد سبق بيان رأيهم في روايتهم‪ ،‬لكننا وجدناهم عند كلامهم في الشهادة‬ ‫والتعديل يذكرون ذلك‪ ‘،‬فأحببنا ذكر ذلك‘ ويظهر من كلامهم عموم قبول شهادة‬ ‫المخالف وبالتالي تعديله‪ ،‬فحديثهم كما ذكرنا سلفا عن التعديل في الشهادة وقبولها‬ ‫متداخل مع الخبر وأحكام الولايةث و لعل الصورة تظهر في شهادة المخالف‬ ‫('ا التلاتي عمرو‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ى ص‪.891‬‬ ‫غا الوارجلاني أبو يعقوب‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/651-751‬‬ ‫‪.754‬‬ ‫(‪ (3‬الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‬ ‫ا التلاتي عمرو‪ ،‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ) ث ص‪.891‬‬ ‫(ةا السعدي جميل بن خميس‪ ،‬قاموس الشريعة(مخ)‪.901 /78 ،‬‬ ‫‪;٫;١‬حجہ‏ ‪-‬‬ ‫عام السنة عند الا ضية س‬ ‫ح‬ ‫وقبولها أكثر من خلال عرض كلامهم في ذلك‘ ويذكر أبو الحواري محمد بن‬ ‫الحواري"أنه نقبل شهادة العدول من قومنا في دينهم في الحقوق‪ ،‬ولا تقبل شهادتهم‬ ‫على المسلمين فيما خالفوهم‪ ،‬فإذا كان الرجل من قومنا ثقة في دينه فهو عدل في‬ ‫دينه‪ ،‬وذلك إنما فارقوا بتأويل تأولوه من كتاب الد" ‏(‪.)٨‬‬ ‫ويرى أبو سعيد الكدمي جواز شهادة المخالفين العدول منهم والثقات في‬ ‫دينهم‪ ،‬في جميع ما وافقوا فيه أصول دين المسلمين ولجميع الحقوق في ما يتعلق‬ ‫)‪ ‘ (2‬ويقول‬ ‫والعنق‬ ‫والفرو ج‬ ‫والحدود‬ ‫المكفرات‬ ‫دون‬ ‫خاصة‬ ‫الأموال‬ ‫حكمه في‬ ‫ليضا‪":‬وقد قال من قال من أهل العلم‪ :‬إن شهادة العدول من أهل النحلة‪ ،‬تجوز‬ ‫على المسلمين في جميع الأحكام‪ ،‬من الحقوق والحدود والمكفرات ولا يخرج ذلك‬ ‫من أحكام العدل‪ ،‬لثبوت حكمهم في جملة أهل الاستقامة في التدين"ا‪.‬‬ ‫القبول من أهل الثقة من قومناث فيما وجب على المرء السؤال فيه بقيد معرفة‬ ‫الموافقة منهم في ذلك الشيء الذي لزمه‪ ،‬خارج مسائل الخلاف التي ثبتت صحتها‬ ‫ولا يسعه فيها اتباع المخالفة (“ا‪.‬‬ ‫ويرى أبو محمد ابن بركة قبول شهادة المخالفين في الأموال دون ما يتعلق‬ ‫ا‪ ،‬لكن ابن بركة‬ ‫بالذمم لأنهم لا يدينون بأخذ الأموال من مخالفيهم بغير حقها‬ ‫يرى قبول رواية المخالف وكذا تعديلهش وفق الضوابط التي سبق الحديث عنها في‬ ‫فصل رواية المخالفء ورأينا أنه اعتمد توثيق المخالفين وتضعيفهم وفق ذلك©ا‪.‬‬ ‫وهناك كما أسلفت تداخل أحيانا في حديث الإباضية عن التعديل بحيث يعسشّمونه‬ ‫"ا أبو الحواري‪ ،‬الجامع‪.5/07 ،‬‬ ‫{‪2‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.1/161‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪.1/161 ،‬‬ ‫(‪ )4‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبرث ‪.77 /1‬‬ ‫{ةا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.072 - 962 /2 ،‬‬ ‫كا أنظر ص من هذا البحث‪.‬‬ ‫حجححح علوم السنة عند الإباضية __‬ ‫فايلشهادة وغيرها حتى عند بعض المتأخرين‪ ،‬وقد اعتبر ابن بركة أن "شهادة‬ ‫التقات من قومنا الذين هم‪ ....‬ثقات فيما يدعون به‪ ،‬تجوز شهاداتهم على بعضهم‬ ‫بعض بالاتفاق في كل شيء‘ وتجوز على المسلمين في أكثر قول أهل العلم في‬ ‫الحقوق"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ونكتفي هنا بذكر مثال واحد في قبول الإباضية تعديل غيرهم أو تجريحه‬ ‫من بين كثير من الأمثلة الموجودة في كتبهم" مثال ذكره أبو العباس الشماخي‬ ‫حيث يقول‪":‬فإن قلت كيف جعلت الأشقاء تحجب إخوة الأب من الأب من الرأي‬ ‫‪(-‬أي من مسائل الرأي)‪ -‬وقد وردت السنة بذلك؟ قلت‪ :‬قالوا راوي السنة‬ ‫الحارث الأعور وقد رماه الشعبي بالكذب"غا‪.‬‬ ‫إن الأقوال الآنفة الذكر تبين لنا قبولا من الإباضية لشهادة مخالفيهم‬ ‫وتعديلهم لكن ذلك القبول مقيد وفق ما سبق ذكره من قيود لقبول المخالف‘ على‬ ‫أن هذا القبول لا يعني تعديلهم مطلقا لمخالفيهم‪ ،‬فكما أن مخالفيهم لم يطلقوا‪ :‬تعديل‬ ‫فكذلك الإباضية في حكمهم عليهم‪.‬‬ ‫>‬ ‫الإباضية فيها‪ ،‬ويذكر ما أجمع الناس عليه في هذه المسألة وما اختلفواا ذفيه‘ فقد‬ ‫أجمعوا على أن الكفر والشرك مما يجرح به الراوي‪ ،‬واختلفوا في التفسيق‬ ‫فذهب الإباضية والقدرية اإلى أنالفسوق يجرح به الراوي سواء كان من‬ ‫المعاصي أو كان من البدع‪ ،‬وذكر الوارجلاني أن من الإباضية من يجيز عدالة‬ ‫أهل الفسق من جهة البدع لا من جهة المعاصي في ا أحكام خصوصاء بشرط أن‬ ‫يكونوا بمنزلة من يتولى عندهم لولا البدعة\ لكنهم منعوا عنهم الولاية والسبب‬ ‫أن الولاية جعلوها عندهم من الديانة(‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص ‪421- 321‬‬ ‫(مخ)‬ ‫في الفقهء‬ ‫ابن عيسى ‪ 4‬كتاب‬ ‫)‪ (1‬البشري موس‬ ‫)‪ (2‬الشنماخيء شرح مقدمة التوحيدى ص‪.56‬‬ ‫‪.1/151‬‬ ‫(‪ )3‬الوالرجلاني أبو يعقوب» العدل والإنصاف‬ ‫علم السنة عند الاناضية ت_‬ ‫ح‬ ‫ومن مسائل هذا الباب مسألة إطلاق التعديل أو التجريح إذ نجد أكثر‬ ‫الإباضية يرون الوصف بالتعديل أو التجريح مطلقاء دون لزوم ذكر السبب‪ ،‬فأبو‬ ‫يعقوب الوارجلاني مثلا يؤكد كما تقدم على جمع الوصفين عدل ورضىع ويظهر‬ ‫أنه لا يرى لزوم ذكر السبب ‪٨‬ا‪،‬‏ وأبو العباس الشماخي يقول‪":‬ويكفي في العدالة‬ ‫أن تقول‪ ،‬عدل رضاء وفي التجريح أن تقول‪ :‬فاسق مطلقاء أي من غير شرط‬ ‫فلا يحتاج إلى ذكر السبب" أخا وعمرو التلاتي يذكر أيضا أنه بجزئ في التعديل‬ ‫والتجريح الإطلاق وعدم ذكر سببهما اكتفاء بعلم الجارح والمعدل به(ةا‪.‬‬ ‫ويفسر عمرو التلاتي الألفاظ التي وردت في كلام الشماخي المتقدم‪ ،‬فعدل‪:‬‬ ‫"أي ثقة واضع للأشياء في مواضعه"ث ورضا أي'مقبولة أفعاله وأفواله‪ ،‬وفاسق‪:‬‬ ‫"أي خارج عن الطاعة بفعل المعصية‪.‬‬ ‫تبنت لنا مما تقدم بيانه بعض الجوانب المتعلقة بالتعديل والتجريح عند‬ ‫الإباضية ومن هذه الجوانب تحديد صفة العدالة وصفة العدل الذي يعتمد عليه في‬ ‫الأخذ عن الراوي والتلقي منه‪ ،‬وبدا لنا من خلال كلامهم التقارب بين العدل‬ ‫والولي والثقة‪ ،‬فمنهم من يعمم الوصف فيها فتتداخل المصطلحات الثلاثة عنده‬ ‫ومنهم من ينحو منحى الفرز ويميز كل مصطلح منها على حدة‪.‬‬ ‫على أن أقوالهم بينت صفة العدل أو الولي أو الثقة وبأي شيع تثبت هذه‬ ‫الصفات‘ وخلاصة وصف العدل عندهم هو الموفي بكل ما ألزمه الله إياه‪ ،‬البالغ‬ ‫في وفائه درجة الورع‪.‬‬ ‫ولعل التداخل في المصطلحات جاء نتيجة عموم النظرة في التعديل للرواية‬ ‫والشهادة وأحكام الولاية والبراءة‪ ،‬ويظهر من تتبع المصطلحات أنها مرت بعملية‬ ‫(”"ام‪.‬س“ ‪.1/651‬‬ ‫ثا الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.454‬‬ ‫‪.81‬‬ ‫» ص‬ ‫)‪ (3‬التلاتي عمرو ‪ 6‬رفع التر أخي قي مختصر الشامخي (مخ)‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.791‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجي‬ ‫تطوير ولم يَخل بعضها من استفادة حيث يأتي تعريف العدالة عند الشماخي‬ ‫ومن جاء بعده مستفيدا من مدرسة الأصوليين ومضيفا عليه بما يعبر عن أخذ‬ ‫ونقل منهجي‪.‬‬ ‫وقد قستم الإباضية الناس بالنسبة للتعديل والولاية إلى ثلاثةث معروف الولاية‬ ‫ومعروف البراءة وغير معروف بواحد منهما يحكم فيه بالوقوف عنه ورأوا أن‬ ‫الفتنة التيى حدثت في عهد عثمان هي التي حدت بالناس إلى البحث عن العدالة‬ ‫والتمحيص فيها‪ ،‬كما أن إباضية عمان وقع فيهم مثل ذلك بعزل الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫وقد كشفت لنا نصوص التراث التي وقفنا عليها صيغا للتعديل والتجريح‪.‬‬ ‫يظهر استنباط بعضها من القرآن أو من السنة أو من دلالات اللغةث ومنها ما عبر‬ ‫عنه بصيغة واحدة أو بأكثر من صيغةء كما رأينا اختلاف علماء الإباضية في‬ ‫شرط العدد في التعديل بين واحد أو اثنين أو أكثر بخلاف التجريح الذي كادوا أن‬ ‫يتفقوا فيه على الاثنين‪.‬‬ ‫وقد رأينا قبولهم لتزكية المرأة إلا ابن بركة ومن ذهب مذهبه فجعلوا أحكام‬ ‫الأخبار كالشهادة‪ ،‬لكن أكثر الإباضية ذهب إلى التفريق بين الخبر والشهادة‪.‬‬ ‫ورأينا أيضا صفة من يتولى التعديل والتجريح ومن يعتبر مؤهلا لخوض هذا‬ ‫الأمر وصفاته سواء ما عبر عن دينه وعدالته أو ما عبر عن علمه ونظره في‬ ‫هذا الفن الجليل الخطير فلا بة لمن يكون حجة في هذا الباب أن يتصف بصفات‬ ‫تؤهله لذلك؛ وهذا يصدق على نقل التعديل أيضا‪.‬‬ ‫وفي مسألة التعارض بين الجرح والتعديل نرى الخلاف في ذلك فمن العلماء‬ ‫من مال إلى تغليب الجرح ومنهم من جعل الأولوية للتعديل وهكذاء وقد رأينا‬ ‫بيانهم أيضا لبعض آثار التعديل والتجريح كبيان خلافهم في مسألة رواية العدل‬ ‫عن المجهول أهي معدلة له أم لا؟ ومسألة عمل الراوي برواية المجهول أتعديل‬ ‫له أم لا؟‪.‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫وتأتي مسألة شهادة المخالف مما يتعلق بالتعديل‪ ،‬ورأينا عموم قبول‬ ‫الإباضية لشهادة المخالف المعدل الموثوق به في دينه وكذلك تعديله لكن هذا‬ ‫القبول مقيد بما كان خار ج مسائل الخلاف وقيد بعضهم قبول الشهادة في ما دون‬ ‫المكفرات والحدود والفروج والعتاق‪ .‬ومن المسائل المهمة هنا مسألة إطلاق‬ ‫التعديل أو التجريح وجدنا خلافهم فيها والأكثر منهم على قبولها مطلقا ولو لم‬ ‫يذكر سببه‪.‬‬ ‫وإن بيان التعديل والتجريح يخدم شرط العدالة الذي هو من أهم ما يراعى‬ ‫في بحث الرواية ويشترط فيها‪ ،‬وهناك مع العدالة شروط أخرى يجب مراعاتها‬ ‫في أخذ الرواية وأدائها‪ ،‬كما أنها تدور ضمن العناية بعلوم الإسناد‪ ،‬وهذه الشروط‬ ‫كالعدالة وغيرها مهمة جدا بحيث أنها تعد شروطا في قبول الرواية! وهي في‬ ‫حاجة إلى وقفة تبرزها كشروط للروايةث وهو ما نأمل تحققه في الفصل التالي‪.‬‬ ‫= علم السنة عند الإباضية‬ ‫الفصل الثالث الشروط العامة للتحمل والأداء‬ ‫عند الوإكبانضياةبنهمفي الطبقات والتراجم‬ ‫توطئة‪:‬‬ ‫نتناول في هذا الفصل موضوعين يرتبطان بعلوم السند‪ ،‬أحدهما يتعلق بالتأليف‬ ‫في موضوع ‪.‬تراجم الرجال والطبقات والسير وسيرد في المبحث الثالث والرابع‪.‬‬ ‫والآخر يعنى بشروط الراوي المقبول الرواية وهو الذي نبدأ به الحديث في‬ ‫المبحثين الأوليين‪ ،‬وقد سبقت الإشارة إلى بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها في‬ ‫قبول الحديث خلال الكلام عن نقد الحديث‪ ،‬وفي هذا الفصل نحاول التركيز ببيان‬ ‫شروط الراوي المقبول الخبر وفق ما رأى الإباضية من شروط‪.‬‬ ‫وتأتي عبارة أبي عبيدة مؤسسة لهذا الأمر في قوله‪ ":‬لا يؤخذ العلم عن‬ ‫أربعة؛ لا يؤخذ عن مبتدع يدعو إلى بدعته‘ ولا عن سفيه مشتهر سفهه ولا‬ ‫عمن يكذب وإن كان يصدق في فتياه‘ وعمّن لا يعرف بين مذهبه ومذهب‬ ‫غيره"("ا‪ ،‬ويورد مثل هذه العبارة مع بعض التنقيح لها السوفي في السؤالاتث‘‬ ‫والجيطالي في شرح النونيةثا‪ ،‬ونجد أبا عبيدة في موضع آخر يؤكد على أخذ‬ ‫العلم عن الثقة“اء وقد سبق لنا طرح طرف من كلام العلماء ومنهم ابن بركة في‬ ‫تأكيده على اشتراط العدالة والثقة وغير ذلك في قبول الخبر ا‪.‬‬ ‫‪21‬ظ‪.‬‬ ‫!ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‬ ‫‪ (2‬السوفيك السؤالات ص‪.42‬‬ ‫(‪ )3‬الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪ 0 )057/0531‬شرح النونية‪(.‬مخ) المكتبة‬ ‫البارونية‪ ،‬الحشان‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم‪. 1/74 430‬‬ ‫(ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫ا ر‪ :‬ابن بركة الجامع‪.2/513،‬‬ ‫حححص= علوم السنةعند ال ضية‬ ‫ويمكننا القول إن أهم شروط الراوي أو صفات الراوي المقبول الرواية التي‬ ‫ذكرها علماء الإباضية هي الإسلام والبلوغ والعقل والعدالة والضبط والمروءة‬ ‫وعدم الندليس("ا‪ ،‬وهذه الشروط متفق عليها ونجد عند بعضهم شروطا لا نجدها‬ ‫عند غيره فلعلها من المختلف فيه وهي‪ -1 :‬عدم عمل الروي بخلاف ما يروي‪،‬‬ ‫‪ 2‬أن لا يترك الأخذ بروايته غيره من العلماءث ‪ -3‬أن لا يتأول الرواية راويها‪.‬‬ ‫‪ 4‬أن لا يكذب الراوي أصله الذي روى عنها‪ .‬لكن الناظر إلى هذه الشروط‬ ‫يرى بعضها يدخل في بعض فتتفرع العدالة مثلا عن الإسلام‪ ،‬وهكذا‪ .‬ويمكننا‬ ‫تنظيم هذه الشروط وفق المبحثين التاليين‪:‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬الإسلام والعدالة وما يتفرع عنهما من شروط‪:‬‬ ‫يأتي شرط الإسلام( في مقدمة شروط مقبول الرواية ولذلك لا تقبل رواية‬ ‫كافرا“ا‪ ،‬وعدم قبول رواية الكافر متفق عليه حتى ولو علم منه التدين و التحرز‬ ‫عن الكذنبا‪ ،‬والسبب في ذلك رفعة شرف منصب الرواية والكافر لا يمكن‬ ‫الوثوق به في الجملة على أنه لا يصدق عليه هذا الحكم إن هو أدئ بعد التوبة‬ ‫والإسلام؛ فيقبل منه عندئذ على الصحيح("ا‪.‬‬ ‫وقد عبر السالمي عن هذا الشرط بقوله‪ ":‬أن يكون الراوي متصفا بصفات‬ ‫المسلم من الإقرار بالشهادتين والتصديق بما جاء به محمد ية فلا نقبل رواية‬ ‫") ر‪:‬الوارجلاني‪ ،‬العدل ‪ -2/491‬الملشوطي الأدلة ‪4‬ظغث سعيد الجربي جواب‬ ‫‪41‬و‪421/‬ظ‪.‬‬ ‫ا السالمي شر ح طلعة الشمس‪. 2/03-73 ،‬‬ ‫(ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.724‬‬ ‫(‪ )4‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪.944‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪ ،391‬اطفيش‘ جامع الشمل‘ ص‪. 124‬‬ ‫©‪0‬ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ص ‪ 391‬اطفيش‪ ،‬جامع الشملغ ص‪. 124‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ث ص‪ ،391‬اطفيش‘ جامع الشملث ص‪. 124‬‬ ‫صضية‬ ‫علوم السنة عند ال‬ ‫ح‬ ‫المشرك إجماعا"(" كما ذكر أيضا حكم رواية من يلحقه الشرك بوقوعه في‬ ‫تأويل أو عمل يخرجه من الإسلام مع أنه كان أسلم وصدق‪ ،‬وذكر الخلاف في‬ ‫روايته فقيل تقبل وقيل لا(غا‪.‬‬ ‫ويتفرع عن شرط الإسلام حكم رواية الفاسق‪ ،‬فالفاسق هو" الخارج عن الطاعة‬ ‫بفعل المعصية" لا تقبل روايته بناء على القول المختار‪ ،‬يقول التلاتي‪ ":‬وهو قول‬ ‫أئمتنا رحمهم الله؛ فلا يقبل الفاسق في الرواية عندهم سواء كان قوي الفسق‬ ‫كالزاني أو ضعيفه كشارب النبيذ المعتقد حله"ا‪.‬‬ ‫يقول أبو مالك المالكي(من الرجز )“)‪:‬‬ ‫في المذهب المختار فما يُنقلّةا‬ ‫وقاسق العصنيان لنس قبل‬ ‫ويقابل الفسق العدالة كما ترتبط بالفسق مسألة الابتداع؛ ولذلك لا بة من بيانهما‬ ‫هنا‪ .‬فأما العدالة فقد تقدم الحديث عنها‪ ،‬وما نريده هنا بإيجاز هو بيان تأكيد‬ ‫الإباضية على اعتبارها شرطا للراوي المقبول الرواية‪.‬‬ ‫وقد سبق أن ذكرت أن الإباضية تشددوا في مسألة عدالة الراوي حتى أكثر من‬ ‫"ا السالمي شر ح طلعة الشمس‘‪.2/23٥‬‏‬ ‫"ا م‪.‬س‪.2/23٥‬‏‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪(.‬مخ)‪ ،‬ص‪. 491‬‬ ‫ا المالكي أبو مالك عامر بن خميس (‪ ،)6431/7291‬من وادي بني خالد بشرقية عمان‪،‬‬ ‫علامة جليل‪ ،‬وفقيه محقق‪ ،‬وأديب شاعر يعتبر أبرز تلاميذ العامة السالميس وصار مرجع‬ ‫عمان ومفتيها بعده تولى القضاء للإإمامين سالم الخروصي ومحمد الخليليىء كان له دور‬ ‫كبير في عمران بيت المال في نزوى كما كان له دور آخر في نشر العلم‘ فأخذ عنه جمع‬ ‫كبير‪ ،‬وفي التأليف فأخرج تآليف قيمة‪.‬ر‪ :‬الخصيبي محمد بن راشد بن عزيز(معاصر)‪:‬‬ ‫شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عغُمان‪ ،‬ط‪ ‘2‬المطبعة الوطنية‬ ‫روي‪٬‬سلطنة‏ غمانك نشر وزارة التراث القومي والثقافة تء‪9891‬م‪.3/52 ،‬‬ ‫ا المالكي أبو مالك عامر بن خميس (‪ 6431/7291)0‬موارد الألطاف‪ ،‬نشر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافةش سلطنة عمان‪5041 ،‬ه ‪5891‬م؛ ص‪.53‬‬ ‫(‪;:‬حس۔‬ ‫حح_= عار السنة عد الإاضية ح‪-‬‬ ‫المحدثين‪ ،‬وبرز منهم خط أكثر تشددا فجعلوا الرواية كالشهادة‪ ،‬ومنهم ابن بركة‬ ‫فقد قال‪":‬المخبر شاهذ؛ وكل شاهد ليس بعدل فهو مردود الشهادة عقوبة على فسقه‬ ‫وفجوره"("ا‪ ،‬وقد تقدم كلام ابن بركة واحتجاجه‪ ،‬على أن شرط العدالة عندهم بعد‬ ‫تحققه يفضي إلى وجوب قبول الخبر؛ "فالعدل إذا رفع الخبر وجب العمل به‬ ‫والتزام حكمه أمرا كان أم نهيا لأن العدل في هذا حجّة"(ا‪ ،‬وقد سبق بيان صفة‬ ‫العدالةء وذكر تعريفها عند أبي العباس الشماخيةا وعمرو بن رمضان‬ ‫الجربي(“ا‪ .‬وعلى كل حال فإن شرط العدالة لقبول الراوي مؤكد عليه عند الجميع‬ ‫متقدمين أو متأخرينةا‪.‬‬ ‫وهناك تقارب بين علماء الإباضية في مفهوم العدالة والأمانة في الأداء تجدر‬ ‫الإشارة إليه‪ ،‬فالوارجلاني يقول في إحدى عباراته‪":‬وين كان الرجل عدلا ولم‬ ‫يعرف بمجالسة العلماء فإن خبره مقبول ما لم يكن منكرأ‪ ،‬ويقبل خبر الرجل إذا‬ ‫كان مأموناً ولو لم يكن فقيهاً لقول الرسول قة (رب حامل فقه ليس بفقيه) ‪.)7« )6‬‬ ‫فالمأمون في نص الوارجلاني هنا ‪-‬فيما يظهر يريد به المأمون على النقل‪،‬‬ ‫فتقرب الصورة من الضبط‘ وهذا أمر يؤكد الإباضية عليه فهم يعتبرون الأمانة‬ ‫في ضبط نقل الرواية شرطا في قبولها‪ .‬ويكشف ذلك لنا نص آخر عند أبي سعيد‬ ‫الكدمي إذ يقول‪ ":‬وقال من قال‪ :‬لا يكون حجة‘ ولا يلزم قبول قوله إلآ من أبصر‬ ‫عدل قوله‪ ،‬حتى يكون مأمونا ثقة من المسلمين‪ ،‬ويكون له حجة من ذات نفسه‪.‬‬ ‫("ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ث ‪.413 ,/2‬‬ ‫(‪2‬ا العوتبي‪ ،‬الضياء ‪.2/652‬‬ ‫ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪.944‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.491‬‬ ‫ار‪ :‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل ص‪ 224‬السالمي‪ ،‬شرح الطلعةث‪ ‘2/32-33‬المالكي؛ موارد‬ ‫الألطاف‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫ا أخرجه أحمد في مسنده من حديث أطول ‪ ،‬مسند أبي ذر‪ })5/381(03612 0‬والطبراني‬ ‫في المعجم الأوسط‪ ،‬حديث من اسمه محمد ‪.)5/332(9715‬‬ ‫‪7‬ا الورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف©‘ ‪.1/751‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫حح=ح‬ ‫يفرق بذلك النظر من ذات نفسه من الزلل عن نقصان الحروف التي يدفعها‬ ‫والزيادة فيهاء ويكون له رأي من نفسه يحجزه عن الزيادة والنقصان في ذلك‬ ‫ويفرق به بين الحق والباطل‪ ،‬وهذا هو بمنزلة العالد"‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويقول الكدمي في موضع آخر‪ ":‬كذلك العالم المأمون فيما حمل من العلم‬ ‫وعلى ما حمل من العلم المتظاهر له في ذلك الأمانة‪ ،‬البريء في ذلك من التهمة‬ ‫ح‬ ‫من محال بلده الذي يسكن فيهؤ ولم يشهر ذلك ولم يصخ مع جميع أهله في بلده‪٬‬‏‬ ‫وحجّة كل من صحت له حجة في الإسلام" خا‪ ،‬وهكذا يظهر لنا مدلول التعبير‬ ‫بالأمانة في النقل وكأنها مشتركة بين الضبط والعدالةث فالضبط من حيث هو قيمة‬ ‫عقليةث والعدالة من حيث هي قيمة دينية روحية سلوكية يشتركان في مفهوم‬ ‫الأمانة هنا‪.‬‬ ‫ثم إن الإباضية قد يعبرون أحيانا بالأمانة على أنها مساوية للعدالة‬ ‫واشتهار عالم أو راو في مصر معين بالعدالة والأمانة يجعل منه حجة في ذلك‬ ‫المصر خاصة إذا لم يختلف فيه أهل ذلك المصر في علمه وفضله وأمانته‬ ‫وصدقه وعدله‪ ،‬وقد لا يكون حجة على سائر أهل الأمصار الذين لم يصخ معهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫علمه ولا فضله وأمانته وعدلهةا‪.‬‬ ‫وفضله‬ ‫بشهر ة علمه‬ ‫جميع أ هل ‏‪ ١‬الأمصار‬ ‫على‬ ‫وقد يشتهر عالم بكونه حجة‬ ‫وعدله‪ ،‬إذا شهر له ذلك في جميع الأمصار‪ ،‬مثل عبد الله بن عباس وجابر بن‬ ‫زيدث وغيرهما من علماء المسلمين‪ ،‬المشهورين في الأمصار والآفاق(“ا‪.‬‬ ‫() الكدمي‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/87-97‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.65-75/ ،‬‬ ‫ام‪.‬س‪.2/75-85 ،‬‬ ‫(“ام‪.‬س‪.2/85 ،‬‬ ‫عارم السنةعند الا صية‬ ‫ح‬ ‫ومن المسائل المرتبطة بالعدالة مسألة البدعةث وحكم رواية المبتدع‪ ،‬وفي‬ ‫تقديري أنها من المسائل التي شغلت الأمة عن التقارب والتلاقي فقد أطلقت كل‬ ‫فرقة حكم التبديع على الفرق الأخرى‘ وبالغ فئة من العلماء في كل الفرق في‬ ‫إطلاق الأحكام‪ ،‬ومحاكمة كل فرقة مخالفة لهم وفق معتقدهم ومنهجهم‪ ،‬ومهما‬ ‫يكن فلم يكن الإباضية بمعزل عن ذلك‪.‬‬ ‫ولمحاولة التعرف على مفهوم البدعة يجدر بنا الإشارة إلى ورود هذه اللفظة‬ ‫عند المتقدمين‪ ،‬نجد ذلك في أجوبة جابر بن زيد‪ ،‬تارة يعبر عن بعضن المسائل‬ ‫الني لم ترد في السنة بأنها بدعة ابتدعها الناس("ا‪ ،‬وقد يعبر عنها بقوله‪ ":‬هو‬ ‫شيء أحدثه الناس لم يكن على عهد رسول الله يلؤا(‪2‬ا‪ ،‬أو بقوله‪":‬هذا أمر محدث‬ ‫مما أحدث الناس"ا‪ ،‬كما يرد وصف بعض المسائل التي لم ترد في السنة بالبدعة‬ ‫عند أبي عبيدةا‪ ،‬فكلام جابر وأبي عبيدة يفيد إطلاق لفظ البدعة على الأمور‬ ‫التي لم ترد في السنة وأحدثها الناس‪.‬‬ ‫ونجد هذا المفهوم للبدعة عند من جاء بعث كهلال بن عطية في سيرتها‪.‬‬ ‫وسالم بن ذكوان©ا‪ ،‬بل إن إظهار السنة يقابله إخفاء البدعة وإزالتهااء وعكس‬ ‫ذلك من غير السنة فقد أحدث البدعة(ا‪ ،‬إذن فإن ذلك وجه من وجوه الضلال إذ‬ ‫أبو غانم ‘ المدونة‬ ‫‪.18 / 1‬‬ ‫الربيع بن حبيب ‪ 4‬المسند‬ ‫‪5-6©0‬‬ ‫‏)‪ ١ (1‬لأزدي جابر ‌ كتاب الصلاة‬ ‫‪.6‬‬ ‫ا الأردي جابر بن زيدءأجوبة الإمام جابر ص‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫؟‬ ‫م ‪.‬اس‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)ى ص‪9‬ظ‪.‬‬ ‫ا الخراساني هلال بن عطية‪ ،‬سيرة هلال بن عطية‪( ،‬مخ)ى ص‪.87‬‬ ‫ا الهلالي سالم بن ذكوان‪ ،‬سيرة سالم بن ذكوان(ضمن منهج الدعوة)» ص‪.853‬‬ ‫”ا الريامي الجعلاني منير بن النير (حي في‪ ،)732/258‬سيرة منير بن النير‪(.‬مخ) ضمن‬ ‫مجموع السير العمانيةى ص ‪.493‬‬ ‫ثا الهلالي سالم بن ذكوان‪ ،‬سيرة سالم بن ذكوان(ضمن منهج الدعوة)ء ص‪.543‬‬ ‫‪882‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ح=ح<۔_‪'٫‬ے<‏‬ ‫يضل المحدثون بخلاف سنة نبيهم } كما يضلهم ما أحدثوا من البدع(‪ .‬ولذلك‬ ‫يذكر أبو غانم أن على المسلمين مفارقةأهل الأهواء المضلة والبدعة(ثاء وعلي‬ ‫المسلم الاتباع والبعد عن الابتداع‪ ،‬يقول أبو الحواري‪ ":‬وإنما علينا أن نتبع ولا‬ ‫نبتدع ولا نضيق على الناس ما وسعهم" وفي طرف كلمة أبي الحواري مفهوم‬ ‫عميق جداء إذ لا يعني الاتباع حمل الناس على الشدة في الدين وتضييق ما‬ ‫يسعهم في دين الله‪.‬‬ ‫ولم يقصر الإباضية الابتداع في أمور العبادات أو المعاملات أو ما يتعلق‬ ‫بالأفراد‪ ،‬بل نبهوا إلى ما هو أخطر على الأمة من ذلك كله‪ ،‬فنادوا على حة قول‬ ‫وائل إلى" تغيير آثار الظلمة وما أحدثوا من منكر وابتدعو"(“ا‪ ،‬ويقول شبيب بن‬ ‫عطية أن البدعة يبتدعها قوم ويتخذونها ديناء يدعون إليها كلما قامت بدعة‬ ‫وضلالة أفنى انله أرواحهم" جاءت بدعة أخرى؛ أشباه من قدراتهم على البدع؛‬ ‫الظلمة والدعاة إلى الظلم والجور والعلو والعدوان والجبرية"ةا ومن صور‬ ‫البدعة استحلال الحرام بالدين أو تحريم الحلال بالدين في قول أبي بكر‬ ‫الكنديا‪ ،‬وكذلك"من نصب رأيه دينا ودعى إليه وخطأ من خالفه عليه كان‬ ‫ميتدعا"(‪7‬ا‪.‬‬ ‫ان خطورة البدعة تتعدى مجرد إحداث الحدث\ بل كما يقول شبيب بن‬ ‫أو‬ ‫أو تقصير‬ ‫ك‬‫شكك‬ ‫عطية ‪" :‬ووقد يعلم أولو ‏‪ ١‬لألباب أر كل محدثة بدعه ة بتأويل أو ش‬ ‫‪ 3 5 8‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫اسس ؛‬ ‫) ‪ ( 1‬م‬ ‫(‪ )2‬الخراساني أبو غانم الخراسانيءالمدونة الصغرى©‪.1/443 ،‬‬ ‫(ثا أبو الحواري" الجامع‪.5/99 ،‬‬ ‫() الحضرمي وائل بن أيوب‪ ،‬سيرة وائلء مخ مج ص‪.43‬‬ ‫{ثا العماني شبيب بن عطية\ سيرة شبيب بن عطية‪ ،‬مخ مج‪ ،‬ص‪.682‬‬ ‫كا الكندي أبو بكر‪ ،‬الاهتداءء ص‪.43‬‬ ‫‪7‬ا مؤلف مجهول رسالة من آثار المسلمين‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير العمانيةء صك‪.‬‬ ‫صبة‬ ‫علوم السنة عند الا‬ ‫صححح_<‬ ‫غلو أو عمل بمعصية يهدم بها حق""ا‪ ،‬ومن هذا المنطلق أحدث عزل الإمام‬ ‫الصلت بن مالك في عمان ما أحدث‘ وكان جواب بعض أهل المغرب ووصفهم‬ ‫لفعل من أحدث ذلك بدعة هتمت صرحا من الحق يقول أهل المغرب في نص‬ ‫من نصوص رسالتهم‪ ":‬إنها بدعة وخطاء وإنها لا تزيل إمامته‪ ،‬علموا أنهم‬ ‫مخطئون مبتدعون‪ ،‬فدعوهم إلى ترك ما دخلوا فيه من البدعة ومراجعة الحق‬ ‫فأبو"(‪2‬ا‪.‬ومن الجدير بالذكر في هذا الجانب أن نشير إلى أمور مهمة‪:‬‬ ‫الأول منها وقد سبق ذكره يتعلق بتفسير الجماعة إذ يرى الإباضية أن تفسير‬ ‫الجماعة هو‪":‬ما أجمع عليه المهاجرون والأنصار من السنن والشرائع قبل افتراق‬ ‫الأسةث فمن خالف ذلك في الحال والسيرة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه لأنه‬ ‫يقال‪ :‬نجا من اتبع وهلك من ابتدعض ولا يوجد الهدى في خلافهد'(ثا‪.‬‬ ‫أما الثاني فيتتعلق بالربط بين الكتاب والسنة؛ إذ'كل سنة موافقة في الكتاب‬ ‫فهي‬ ‫سنة رسول الله ة وما خالف الكتاب فهو بدعة\ لأن الكتاب والسنة متفقان‬ ‫مقرونان"(ا‪.‬‬ ‫وأما الثالث‪ :‬في رأي كثير من علماء الإباضية فإته ليس كل ما استحدث مما‬ ‫لم يكن في عهد رسول الله قه هو بدعة ضلالة؛ إذ من الأمور المستحدثة ‪-‬وإن‬ ‫تجوز بتسميتها بالبدع لغويا لا شرعيا‪ -‬ما ليس بالضلال‪ ،‬بل منها ما هو حسن‬ ‫محموداثا؛ بدليل أنه صح عن النبي ه أنه قال‪(:‬من سن سنة حسنة فله أجرها‬ ‫") العماني شبيب بن عطية\ سيرة شبيب بن عطية ث مخ مج ص‪.392‬‬ ‫ا مجوعة علماء من أهل المغرب‪ ،‬سيرة من أهل المغرب إلى الإمام الصلت بن مالكس(مخ)‬ ‫ضمن مجموع السير العمانيةس ص‪.483‬‬ ‫( ثا ابن سلام ‪ ،‬بدء الإسلامى ص ‪.29-39‬‬ ‫() الأصم أبو محمد بن أبي عبد الهك البصيرة‪.2/51 ،‬‬ ‫(‪3‬ار‪ :‬العوتبي‪ ،‬الضياءء‪.1/131‬‬ ‫ححححجح علوم السنة عند الانا ضية <وح<_‬ ‫وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة ستّئة فعليه وزرها ووزر من‬ ‫عمل بها إلى يوم القيامة)"'‪.‬‬ ‫وقد ذكر بعض علماء الإباضية مسألة توبة المبتدع إذ سئل الربيع ووائل عن‬ ‫توبة الداعية للبدعة فذهبا إلى أنهما يثبتان له الإسلام بمجرد التوبة‪ ،‬ولكن لا‬ ‫يثبتان له الولاية حتى يأتي من دعاهم إلى ضلال ما فيبين لهم أنه كان يدعو إللى‬ ‫غير الحقل اء و سئل الإمام أفلح بن عبد الوهاب عن ذلك فأجاب‪ ":‬أن عليه أن‬ ‫أبو سعيد‬ ‫يظهر توبته ويدعو إليها كما ظهرت بدعته ودعا إليها"(ا‪ .‬وذهب‬ ‫الكدمي إلى أن عليه أن يتوب شهرة ويدعو إلى تضليل الدين الذي كان يدعو إليه‬ ‫كما دعا إلى تصويبه‪ ،‬مستدلا“ا بما روي عن رسول الله قه في وصيته لمعاذ‬ ‫بن جبل حين بعثه إلى اليمن من أنه قال‪( :‬أحدث لكل ذنب توبةا السريرة‬ ‫بالقول‪ :‬إن عليه أن يرجع عن‬ ‫باللسريرة و العلانية العلاية (ثا‪ .‬واكتفى ‪.‬‬ ‫مقالته والتوبةا‪ ،‬غير أانلجيطالي ذكر أنهلال بن عطيّة كان على مذهب‬ ‫الصفرية ثم تاب‪ ،‬ولم يقبلوا منه‪ ،‬فخرج إلى القوم الذين كان يدعوهم وعراآفهم‬ ‫ضلالتهم وما دعاهم به‪ ،‬ثم رجع إلى عمان فقبلوا منه‪ ،‬وكان عند الجلندى بن‬ ‫مسعود‪7‬ا‪ ،‬ويظهر أن تمييز الحكم قائم على كونه داعية أم لا؟ فمن كان داعية‬ ‫ألزموه بيان بدعته لمن دعاهم‪ .‬ومن لم يثبت له ذلك اكتفوا منه بالتوبة وهذا‬ ‫الحكم على المبتدع ولزوم توبته ينسحب على من يتولاه‪ ،‬يقول أبو بكر الكندي‪:‬‬ ‫‪3‎.‬‬‫)‪ (٢‬تقدم تخريجه ص‬ ‫غا العوتبي الضياء‪‎.4/94،‬‬ ‫ثاالرستمي أفلح بن عبد الوهاب(‪ 852/178)6‬جوابات الإمام أفلح»(مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‪‎.‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم‪ 2020‬صورة لدى الباحث؛ ص‪‎.65‬‬ ‫)( الكدمي‪ ،‬الجامع المفيد من أحكام أبي سعيدش‪032. 22 1/ ‎‬‬ ‫ا أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب ما ذكر عن نبينا‪‎7/87(52343)6...‬‬ ‫والطبراني في المعجم الكبير؛ حديث عطاء عن معاذ بن جبل‪02/951(133). ‎‬‬ ‫ا الجيطالي‪ ،‬شرح نونية أبي نصر ‪(٬‬مخ) ص‪‎.11‬‬ ‫‪. 1 2‬‬ ‫ص‬ ‫) ‪ (7‬م اسس ؛‬ ‫علوم السنة عند الا صضية‬ ‫حححح‬ ‫وذلك أن المتولي للمبتدع على بدعته به عنه مبتدع لأن من تولى المبتدع فقد‬ ‫وخطأ‬ ‫صوبه وصوب بدعته ومن برئ من المبتدع على بد عته فقد خطاه‬ ‫بدعته""ا‪.‬‬ ‫إن السؤال للأخذ من أهل العدالة لا البدع أمر لازم كما يقول البسيوي ولا‬ ‫يصل أحد إلى ذلك إلا بطلبه والسؤال عنه وعن أهله وعن الحجة فيهث وعن أهل‬ ‫العدالة الذين هم حجة ليحمل دينه عنهم ويتولاهم ويعرف عدلهم دون أهل البدع‬ ‫والمخالفين للحق(“ا‪ ،‬لكن هذا الحكم الحازم في أمر الأخذ يوازيه موقف قبول عام‬ ‫في التعايش مع المخالف المبتدع يبينه قول ابن ذكوان‪ ":‬ونرضى من البدعة أن‬ ‫يتقوا الله وأن يعملوا بسنة رسول الله قق‪ ،‬ويتولوا على العمل بها وإن ضعفوا‬ ‫) ‪1‬‬ ‫عنها"(‬ ‫لن حكم رواية المبتدع من حيث القبول والرد مختلف فيه عند علماء الإباضيةء‬ ‫وقد تقدم كلام أبي عبيدة في من لا يؤخذ عنهم العلم ومنهم المبتدع الذي يدعو إلى‬ ‫اء ويظهر أن أبا عبيدة لم يقبل من الداعية‪ ،‬بينما يرى الشماخي إطلاق‬ ‫بدعته‬ ‫الرة فهو يقول "ومذهبنا رة الجميع"ا‪ ،‬مع أنه في موضع آخر حكى الخلاف إذ‬ ‫يذكر أن من شروط الراوي أنه "ليس بمبتدعض‪ ،‬وفي المبتدع المظنون الصدق‬ ‫خلاف وأما فسوق المعاصي‪ ،‬فلا يقبل على المختار(‪ .‬ويقول التلاتي معلقا على‬ ‫كلام الشماخي‪" :‬عندنا وأن يكون ليس بمبتدع أي مبتدع في الدين شيئا بعده قة‬ ‫قال المصنف في الشرح وروايته عندنا مردودة مطلقا ولم أجد فيه خلافا ونص‬ ‫('ا الكندي أبو بكر الاهتداء ص ‪.16‬‬ ‫[ا البسيوي أبو الحسن سيرة أبي الحسن‪ ،‬مخ مجث ص‪.65‬‬ ‫ا ابن ذكوان‪ ،‬سيرة ابن ذكوان(ضمن منهج الدعوة)ى ص ‪.173‬‬ ‫ا أبو عبيدة ‪ :‬مسائل أبي عبيدة‪( ،‬مخ)‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫(‪ )5‬الشنماخي؛ شر ح مختصر العدلث ص‪.944‬‬ ‫ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.544-644‬‬ ‫صية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫=‬ ‫عليها ابن بركة في الجزء الثالث من ديوانه""ا‪.‬‬ ‫وقد تعقب السالمي كلام البدر الشماخي في أنه لم يحفظ خلافا في قبول رواية‬ ‫المبتدع في المذهب‘ وأن المذهب رة روايته‪ ،‬بوجود الخلاف في هذه المسألة عند‬ ‫أصحابه حتى أن الربيع أجاز شهادتهم‪-‬أي أهل البدعة‪ -‬في الأحكام‪ ،‬فذلك يدل‬ ‫على ثبوت القول بقبول روايته عند الإباضية ثا‪ ،‬إن غلبة الظن بالصدق لوجود‬ ‫قرينة التدين بالتحرز من الكذب مفضية إلى قبول الخبر من المبتدع فكما يقول‬ ‫السالمي في حال "نا نعلم أنه ‪-‬أي المبتدع يدين بالتحرز من الكذب كما يدين‬ ‫المؤمنون الخلص؛ فيحصل ظن صدقه من الطريق الذي حصل منه فيه ظن‬ ‫صدق المؤمنين الخلص وهو التحرز من الكذب فوجب قبول خبرهما‪-‬أي المؤمن‬ ‫الموفي والمبتدع‪ -‬لاستوائهما في ذلك"("ا‪.‬‬ ‫إن اشتراط العدالة في الراوي يسقط رواية من لا يعرف حاله أعدل هو أم‬ ‫لا؟‪ .‬وعليه فضرورة تحقق العدالة تقتضي رد رواية المجهول‪ ،‬ولذلك رأينا‬ ‫اتفاق علماء الإباضية على عدم قبول رواية مجهولا‪ ،‬إذ المجهول غير معلوم‬ ‫حاله‪ .‬وغير معلومة عدالته من عدمهاا‪ ،‬يقول السالمي‪ ":‬الشرط في قبول خبر‬ ‫الواحد ظن صدقه‘ ولا يظن بصدق خبر المجهول بل يستوي فيه الحالان؛ ظن‬ ‫صدقه وظن كذبه‪ ،‬وأيضا فلو ظن] السامع صدقه مثلا من جهالة حالة ما صح له‬ ‫قبول خبره لأن الأدلة السمعية منعت من الظن كما في قوله تعالى‪«:‬إن يتبعون إلأ‬ ‫الظنه(الأنعام‪(« )6/611‬ولاً تقف ما نس لك به علْمه»(الإسراء‪ )71/63‬ونحوهما‬ ‫") التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.391-491‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.2/43.‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.2/33٤‬‏‬ ‫‪٤2/53.‬س‪.‬ما“ل‪‎‬‬ ‫ار ‪:‬الشماخيء شرح مختصر العدل والإنصاف‘ ص'‪ 254‬التلاتيء رفع التراخي في‬ ‫مختصر الشامخي (مخ)ى ص ‪ ،891‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشنمس‘‪.2/43‬‬ ‫كا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ث ص‪.791‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية ح_‪;:١‬ج۔‏‬ ‫حححح‬ ‫الإجماع من ذلك العموم قبول خبر‬ ‫من الآيات فحرم اتباع الظن عموماث وخصص‬ ‫العدل لظن صدقة فيبقى ما عداه في حكم التحريم"(‪.).‬‬ ‫أما شرط المروءة فهو ألصق بمعنى العدالة فمن العجب إفراد بعض العلماء له‬ ‫إلا إذا كان من باب ذكر بعض أفراد العموم وخصها بالذكر لمزيد التأكيد عليها‪.‬‬ ‫فالشماخي كما سبق في تعريفه العدالة جعلها محافظة دينيه تحمل على أمور منها‬ ‫المروءة"“ا‪ ،‬وفي بيان تعريفه ذكر أنها ‪-‬أي العدالة ترفع من همته أي المرء‪-‬‬ ‫حتى لا يكون ساقط المروءةثاء والسالمي بعده رغم أنه أفردها شرطا مستقلا‬ ‫كشرط العدالة إلا أنه قال‪ ":‬أن يكون الراوي ذا مروءة تحفظه من فعل ما يهلكه‬ ‫من المعاصي ومن فعل ما يشينه عند ذوي المروآت وهذه الحالة عندهم‪-‬أي‬ ‫العلماء‪ -‬معروفة بالعدالة‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬شروط أخرى في قبول الرواية‪:‬‬ ‫البلوغ شرط مهم من شروط الراوي المقبول الرواية‪ ،‬فلا يقبل خبر الصبي‬ ‫عند الأكثر حتى وإن كان مميزا ضابطا وأجازه الأقلأةا‪ ،‬وعلة ذلك عائدة إلى أنه‬ ‫قد لا يحترز عن الكذب لعلمه بعدم تكليفهش ولذلك لا يوثق بهاء وذهب البعض‬ ‫إلى أنه يقبل إن علم منه التحرز عن الكذب("ا‪ ،‬وذكر السالمي تقييد البعض قبول‬ ‫رواية الصبي بما إذا كان مميزا ضابطا لما يحدثا لكنه صحح عدم قبوله للعلة‬ ‫شر ح طلعة الشمس ‪.3 2/5.‬‬ ‫)‪ (1‬السالمي‪،‬‬ ‫( ‪ | )2‬لشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪.944‬‬ ‫( ‪ ) 3‬م‪.‬س‪0٤‬‏ ‪4‬ص‪.94‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس ‪.2/43،‬‬ ‫‪.944‬‬ ‫(‪ )5‬الشماخي أحمد بن سعيد‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف ص‬ ‫)‪ (6‬النلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ء ص ‪.391‬‬ ‫(‪7‬ا م‪.‬س‪1 ،‬ص‪.39‬‬ ‫(‪ )8‬الدالمي؛ شر ح طلعة الشمسث‪.3 2/1‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫المتقدمة‪ ،‬ولأن من شروط الراوي العدالة وهي غير متحققة في الصبي(")‪.‬‬ ‫وهذا الحكم المتقدم إذا أدى الصبي حال صباها أما إذا سمع الخبر في صباه‬ ‫وأد اه حال بلوغه فالقول في ذلك مختلف©‪ ،‬فقيل‪ :‬لا يقبل لأن السماع من شرطه‬ ‫البلوغ أيضا وهذا قول الأقل(ا‪ ،‬وذهب الأكثر إلى قبول روايته‘ واختلف‬ ‫الوارجلاني والشماخي في هذه المسألة فذهب الوارجلاني إلى تصحيح عدم‬ ‫القبول‪ ،‬وذهب الشماخي إلى تصحيح القبول فقال‪":‬وما فهم من كلام المصنف‪-‬‬ ‫الوارجلاني‪ -‬أنه شرط أي السماع في البلوغ‪ ،-‬لأنه جعله من العوارض التي‬ ‫تعترض العدل‘ والصحيح قبول روايته‪ ،‬وشهادته‪ ،‬ولو تحملها قبل البلو غع إذا‬ ‫كان ضابطا"(اء وجرى التلاتي على تصحيح الشماخي وأيده قائلا عنه‪':‬والأكذر‬ ‫على عدم اشتراط بلوغه عند سماعه وعلى صحة روايته وقبول شهادته لو تحملها‬ ‫قبل البلوغ إذا كان ضابطا كما قال المصنف في شرحه"ا‪ ،‬ويقول أبو مالك(من‬ ‫الرجز) معمما شرط البلوغ للسماع والأداء‪:‬‬ ‫وحين يروي ما روى ويرافة(ا‪.‬‬ ‫۔ ه‪ .‬ه(‪5‬‬ ‫۔‬ ‫‪7‬‬ ‫ِ‬ ‫وشرطة البلوغ حين ينغ‬ ‫ه ۔‬ ‫۔‬ ‫ه ۔‬ ‫‪/‬‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫ى‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ى‬ ‫‪1‬‬ ‫أما العقل فهو شرط أساسي لقبول رواية الراوي‪ ،‬ويؤكد أبو محمد القلهاتي‬ ‫على صفة العقل والنباهة لناقل الرواية وأن الأئمة الذين تلقى عنهم الدين عبر‬ ‫بسنادهم اتصفوا بذلك سلفا عن سلف وخلفا عن خلفاء ولذلك لا تقبل رواية‬ ‫مجنون‪ ،‬وإن بقي معه بعض عقله(”اء واستثنوا من ذلك إذا روى حال صحوه‬ ‫ه‪.‬‬ ‫(")م‪.‬س‪.2/13 ،‬‬ ‫(‪2‬ار‪:‬الشماخي ‪ 0‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪٬944‬‏ التلاتي‪ ،‬رفع التراخي في‪( ،‬مخ)ى ص‪3910‬‬ ‫السالميث شرح طلعة الشمسث‪.3 2/1‬‬ ‫{"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ث ص‪.944‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ص‪.391‬‬ ‫ا المالكي‪ ،‬موارد الأنطاف‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫ا القلهاتي‪ ،‬الكشف والبيان ‪.2/774‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ؤ‪2/130‬‬ ‫‪7‬ار‪ :‬اطفيش محمد‘ جامع الشمل ص‪‘224‘124‬‬ ‫علور السنة عند الاإناضية‬ ‫ح‬ ‫وزال أثر الجنون منه بالكليّة‪ ،‬فعندئذ تقبل لو أدى الرواية بعد ذهاب جنونه وكان‬ ‫لها ضابطا(" يقول السالمي‪ " :‬أن يكون عاقلا ‪-‬أي الراوي‪ -‬فلا تقبل رواية‬ ‫المجنون والمعتوه اتفاقا لأن المعتبر من النوع الإنساني حصول العقل فعند عدمه‬ ‫ترتفع الأحكام عنها‪.‬‬ ‫أما الضبط فقد تقدم بعض الإشارة إليه في نقد الحديث‘ وما يهمنا هنا هو بيان‬ ‫تأكيدهم على شرط الضبط لقبول رواية الراوي‪ ،‬ولا شكة أن مسألة ضبط الرواية‬ ‫من أهم شروط النقل وهذا الضبط لا بة أن يتوفر عند السماع والإخبار على حد‬ ‫سواء‪ ،‬فيكون الراوي ضابطا مميزا عند السماع‪ ،‬وعند الإخبار‪ ،‬كما أنه لا بد أن‬ ‫يرجح ضبطه على سهوه"ا؛ فمن رجح سهوه على ضبطه عة من أهل الأوهام‬ ‫والعلل الذين يتوقف في قبول روايتهم فلا تقبل روايتهم اتفاقا كما يقول‬ ‫السالمي(“‪ ،‬ويعبر التلاتي عن هذه الصفة المشترطة بالضبط والإتقان‪ ،‬فلابد‬ ‫للراوي " أن يكون ضابطا متقنا لمرويها‪.‬‬ ‫ويقول السالمي مبينا شرط الضبط‪ ":‬أن يكون ضابطا والمراد بالضبط هاهنا‬ ‫إتقان المعنى عند السماع والمحافظة على حفظه حتى يؤديه كما سمعها‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي الخلاف في حالة من يعتريه السهو ولم تكن حالة ضبطه أغلب‬ ‫على حالة سهوه‘ وفيها أقوال‪ :‬قيل بقبول روايته‪ ،‬وقيل بردها‪ ،‬وقيل هي موضع‬ ‫اجتهاد؛ ينظر فيها‪ ،‬فإن وجد دليل يرجح صدقه فيها قبلت وإلا رتت‘ وهذا الذي‬ ‫المالكي‪ ،‬موارد الألطاف‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫اطفيش محمد‘ جامع الشمل؛ ص‪.224 ‘124‬‬ ‫"ا‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس ‪.3 2/1.‬‬ ‫لا‬ ‫الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.944‬‬ ‫()‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس ۔‪.3 2/1.‬‬ ‫ا‬ ‫التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ‪1‬ص‪.39‬‬ ‫{ثا‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.2/13‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫صححه السالمي(‪.‬ا‪ ،‬كما يذكر السالمي أمورا أخرى تتعلق بالضبط كالخلاف في‬ ‫أداء الرواية باللفظ أو بالمعنى‪ ،‬وأن الخلاف مبني على جواز الأداء بالمعنى أو‬ ‫عدمه‪ ،‬والذي يراه هو جواز الرواية بالمعنى لمن أتقن ذلك إتقانا تاما‪.‬‬ ‫إن الضبط تؤثر فيه بعض الأمور المحيطة بالرواية؛ منها كثرة المجالسة‬ ‫ومباشرة التلقي‪ ،‬والعلم والفقه وغير ذلك‘ ولذلك فإن رواية الفقيه مقدمة على غير‬ ‫الفقيه إذا تعارضتا لمزية الفقه والفهم المعين على الضبط\ كما أن رواية المجالس‬ ‫للعلماء مقدمة على غير المجالس‪ ،‬وذلك لأن كثرة المجالسة تعين الراوي على‬ ‫مزيد الضبط والإتقان‪ ،‬وقد أكد الشماخيثا والتلاتي“ا على هذين الجانبين‪.‬‬ ‫ومن شروط الراوي المقبول الرواية أن لا يكون مدلسا‪ ،‬وموضوع التدليس‬ ‫سيرد مزيد بيان له في مصطلح الحديثا‪ ،‬وما يعنينا هفا هو بيان شرط‬ ‫الإباضية لقبول رواية الراوي أن لا يكون مدلسا‪ ،‬فرواية المدلس غير مقبولة©ا‪.‬‬ ‫لخطر التدليس على الرواية فهو يخفي عيوبها‪ ،‬ولأن التدليس ضرب من التلبيسء‬ ‫فحيث أن رواية الملبس غير مقبولة فكذلك رواية المدلس("ا‪.‬‬ ‫وهناك شروط أخرى ليست محل اتفاق‪:‬‬ ‫منها شرط أن لا يعمل الراوي بخلاف ما روى‪ ،‬وذلك لأن من روى رواية ثم‬ ‫عمل بخلاف مدلولها فإن ذلك يوجب التهمةث وهي إما أن تكون في الرواية أو في‬ ‫التساهل في العمل وكلاههما مخل بقبول الرواية‪ ،‬وقد لا يحكم بسقوط عدالة هذا‬ ‫‪/‬‬ ‫)( ‪٤2/13-23.‬س‪.‬م‪‎‬‬ ‫‪٤2/13.‬س‪.‬ما‪‎2‬‬ ‫العدل ص‪.754‬‬ ‫ختصر‬ ‫(‪ (3‬الشنماخي‪ ،‬شمر ح‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.991‬‬ ‫() انظر ص‪.‬‬ ‫ار‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪ 7510 /1‬الشماخي ‪ 0‬شرح مختصر العدل؛ ص‪254‬ء‬ ‫التلاتيء رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪791‬س السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.2/53‬‬ ‫‪7‬ا السالمي شرح طلعة الشمس‘‪.2/53‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الراوي‪ ،‬وذلك تغليبا لحسن الظن به أن يكون قد اطلع على ناسخ لها("'‪.‬‬ ‫ومن هذه الشروط أن لا يترك الأخذ برواية الراوي غيره من العلماءث وذلك‬ ‫لأن ترك العلماء الأخذ بروايته مع أنهم سمعوا بها منه لا يخلو من أمرين؛ إما أن‬ ‫يكون طعنا في الراوي أو طعنا في الروايةث وفي حال ثبوت عدالة الراوي دل‬ ‫الترك للعمل بها على نسخها بدليل آخر‪ ،‬وذلك لأن العلماء لا يجتمعون على ترك‬ ‫حق سمعوه إطلاقاء وهذا يدخل الشك في تلك الروايةااء على أن ترك الأخذ‬ ‫والعمل بالحديث لأجل الراوي يعد تجريحا له‪ ،‬وأما إن كان لأجل الحديث فهو‬ ‫جرح في الحديث كما يقول الشماخيا‪.‬‬ ‫ومن هذه الشروط أن لا يتأوّل الرواية راويهاء فقد رأى العلماء أن تأولها‬ ‫يؤدي إلى وقوف عن قبولها وعن ردها\ وذلك لأن ذلك التأويل إنما يكون من‬ ‫الراوي لشيء في تلك الرواية كأن يكون لها حديث معارض أو مثل ذلك‪ ،‬وهنا‬ ‫يحسن الظن بالر اوي ويتوقف عن قبول روايتها‪.‬‬ ‫ومن هذه الشروط أيضا أن الراوي لا يكذب أصله الذي روى عنه؛ فإذا روى‬ ‫راو عن ابن عباس مثلا رواية ماء ولكن ابن عباس قال‪ :‬لم أرو هذه الرواية ولا‬ ‫حدثت بها أحدا؛ فحكم تلك الرواية أنها لا تقبل حتى وإن كان الراوي عدلاؤ وذلك‬ ‫لحصول الشك فيها‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ضعف الظن في صدق الراوي فيهاء ولذلك‬ ‫لا تقبل رواية من شك في صدقه كما لا يجرح في عدالة الراوي وأصله الذي‬ ‫أنكر الرواية عنه‪ ،‬إلا إذا صرح أحدهما بتكذيب الآخر فالذي يصرح بالتكذيب‬ ‫ابتداء تسقط عدالته(ةا‪.‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.2/53٤‬‏‬ ‫"ا م‪.‬س‪.2/53٤‬‏‬ ‫ثا الشماخيء شرح مختصر العدلث ص‪.754‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/53.‬‬ ‫() م‪.‬س‪.2/63-73،‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ويذكر السالمي قول من قال من علماء الأمة في هذه المسألة بقبول هذه‬ ‫الرواية‪ .‬محتجا بأن المعتبر في قبول الرواية هو العدالة‪ ،‬وهذا الإنكار من‬ ‫المروي عنه لأنه نسي ما رواه‪ ،‬ويعقب عليه بقوله ‪':‬قلنا لا نسلم أن المعتبر في‬ ‫قبول الرواية العدالة فقط{ بل المعتبر العدالة ومعها أمور أخر منها أن يرجع‬ ‫الظن بصدق الراوي وضبطها ولذا رة أبو بكر وعمر قول عثمان في أن رسول‬ ‫الله فقه أذن له في رده الحكماء ولذا أيضا لم يقبل أبو بكر رواية المغيرة بن‬ ‫شعبة في ميراث الجَةة حتى رواها غيره(‪2‬ا ونحو ذلك مما مر ذكره‪ ،‬على أن‬ ‫الصحابة في ذلك اليوم كانوا جميعا عدولا‪ ،‬وأيضا فالتدليس عيب في الرواية‬ ‫اتفاقا وإن كان من عدل وإن اختلف في قبول بعض أنواعه‪...‬فظهر‪ .‬اعتبار أمور‬ ‫غير العدالة في قبول الرواية فلا تقبل رواية أنكرها من رويت عنه"(ةا‪.‬‬ ‫ويستثني السالمي من الحكم السابق حالة يعذر فيها الراوي لصفة النسيان التي‬ ‫تلازم البشر‪ ،‬فإذا قال المروي عنه‪ :‬لا أدري هذه الرواية أولا أعلم أني رويتها‬ ‫أولا أحفظ ذلك؛ وكان الراوي جازما بروايتها عنه فإن تلك الرواية تقبل منه اتفاقا‬ ‫لصحة الذهول‪ .‬والنسيان‪ ،‬وعليه يحتمل أن يكون من رويت عنه نسي ذلك‪ ،‬وأما‬ ‫الراوي عنه فتقبل منه لأنه عدل مظنون الصدق(“ا‪.‬‬ ‫بقي أن نشير هنا إلى قبول أكثر علماء الإباضية لخبر المرأة والعبد خلافا‬ ‫لابن بركة الذي اشترط مع المرأة وجود رجل آخر راو وجعل خبرها كالشهادة‬ ‫(" خبر نفي النبي أبا الحكم بن أبي العاص إلى الطائف‪ ،‬أخرجه الطبراني في المعجم الكبيره‬ ‫حديث أبي صالح عن ابن عباس‪ 21/841(42721)6 ،‬ورفض أبي بكر رده لما كلم فيه‪.‬‬ ‫أخرجه الطبراني في المعجم الكبير في خبر الحكم بن أبي العاص" ‪.)3/412(8613‬‬ ‫كا أخرجه الترمذي في سننه؛ كتاب الفرائض‘ باب ما جاء في ميراث الجدة‪.‬‬ ‫)ع وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الفرائضع باب ميراث الجدة‪.)2/909(4272 ،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫{ثا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/73.‬‬ ‫)( ‪٤2/73.‬س‪.‬م‪‎‬‬ ‫ححجححح علوم السنة عند الا صية‬ ‫وقد تقدمت الإشارة إلى رأيه" وقد ذكر الوارجلاني والشماخي الجواز‪ ،‬يقول‬ ‫الوارجلاني‪":‬ويقبل أخبار من لم تقبل شهادته كالمرأة لا تجوز شهادتها بانفرادها‬ ‫وكذلك العبد وكذلك الظنين في الولاء والنسب تجوز أخباره‪( "...‬ا ويقول‬ ‫الشنماخي‪ ":‬لا يشترط في الراوي أن يكون حراء بل تقبل رواية العبد& ولا‬ ‫الذكورية بل تقبل المرأة وحدها‪ ،‬وأيضا نقبل رواية الظنين في النسب والولاء‪،‬‬ ‫بخلاف الشهادة في الأربعة"(ةا‪.‬‬ ‫وقد ذكر التلاتي مسألة التعدد للراوي لقبول مرويهك وبين أنه لا يشترط التعدد‬ ‫للراوي في القبول لمرويه وإن ذهب إليه بعضهم إذ الراوي الواحد مقبول‪ ،‬وكذلك‬ ‫لا يشترط تعدد الراوي أيضا في قبول ما رواه من الحديث الوارد فيما تعم به‬ ‫البلوى عند غالب الناس‪ ،‬وأيضا لا يشترط تعدد الرواي في قبول ما رواه من‬ ‫الحديث الوارد في الحدود خلافا لمن شرط ذلكا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث كتب الطبقات والتراجم‪:‬‬ ‫مر الإباضية خلال مرحلة تكونهم ونشأتهم بفترة كتمان فرضوها على أنفسهم‬ ‫استلزمت إخفاء أعلامهم وندرة الكتابة عن علمائهم‪ ،‬وقلة الترجمة لهم‪ ،‬بل حتى‬ ‫بعد قيام دول الإمامة الإباضية في عمان وشمال إفريقيا بقيت هذه الإمامة في‬ ‫حروب مع العباسيين وغيرهم من القوى التي ظلوا في صراع معها‪ ،‬ولذلك فإن‬ ‫أخبار هم بقيت محدودة الانشار محصورة عند عدد ضيق من رجالات الإباضية‬ ‫وحملة العلم بينهم بصفة خاصة‘ وهؤلاء كانوا مشغولين عن التصنيف بما يحيط‬ ‫بهم من ظروف وأحوالةا‪ ،‬وهناك سبب آخر يكشف عن ضياع كثير مما كتبوه‬ ‫() ر‪ :‬ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪. 513 /2 0‬‬ ‫(‪2‬ا الوالرجلانيء العدل والإنصاف ‪.1/751‬‬ ‫(‪ (3‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪.754‬‬ ‫ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي" (مخ)ى ص‪.402 -302‬‬ ‫النامي‪:‬‬ ‫“ا لمعرفة تلك الحقبة من تاريخهم وأثرها‪ ،‬ر‪ :‬الدرجيني‪ :‬طبقات المشايخ‪2/052 :‬؛‬ ‫جهلان عدون(‪ ،)9041/8891‬الفكر السياسي عند‬ ‫دراسات عن الإباضية ص‪5‬ه؛‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ودونوه إذ تعرض جانب كبير من تراث الإباضية إلى التلف والدمار بسبب‬ ‫الحدروب‪ ،‬وحرق خصومهم لمكتباتهم خلالها‪ ،‬وأبو عبد الله الشيعي مثلا أحرق‬ ‫المكتبة المعصومة بتيهمرت بعد سقوطها في يده فأتى على مئات المدونات‬ ‫والمصنفات التي كانت فيها في القرن الثالث الهجر ي‪/‬التاسع الميلادي("اء كما‬ ‫أحرقت مكتبات في عمان‪ ،‬ومنها المكتبة الكبيرة التي أحرقت أثناء الحرب الأهلية‬ ‫في بداية القرن الثاني عشر الهجري ‪ /‬الثامن عشر الميلادي‪ ،‬والتي تضم الآلاف‬ ‫من الكتب والمصنفات‪ ،‬احترق الكثير منها وفيها الكثير من الكتب النادرة غا‪.‬‬ ‫وهناك عامل آخر لعله وجد عند إياضية عمان أكثر من شمال إفريقيا أشار إليه‬ ‫السالمي في كتابه التحفة حيث نجده يبدي أسفه من غياب الأخبار وتقطعها في‬ ‫تاريخ عمان خلال القرون الإسلامية الأولى قائلا‪":‬ين أهل عمان لا يعتنون‬ ‫بالتاريخ فلذلك غابت عنا أكثر أخبار الأئمة""ا‪.‬‬ ‫ومهما يكن فقد بقي فيما وصل إلينا اليوم تراث جيد يحسن بنا عرض أهمه‬ ‫حتى تتبين للقارئ مظان تراجم علماء المذهب ومواضع ذكر رجاله‪.‬‬ ‫الإتاضيّة‪ :‬من خلال آراء الشيخ محمد بن يوسف بن اطفيّش‪ ،‬ط‪ '2‬مكتبة الضامري للنشر‬ ‫السيب‪ ،‬سلطنة عمان ‪1141‬ه‘ ‪1991‬ص ‪ 330‬عوض خليفات‪ :‬الأصول‬ ‫‪7‬‬ ‫التاريخية للفرقة الإباضية‪.23 :‬‬ ‫(!ا لمعرفة خبر سقوط تبهرت عاصمة الرستميين‪ ،‬وما فعله أبو عبد الله الشيعي في تلك‬ ‫ر‪ :‬الباروني‬ ‫المدينة العظيمة من خراب وحرقس والحروب‪ .‬التي دارت قبل سقوط تيهرت‬ ‫سليمان بن عبد الله بن يحيى (باشا)(‪ 9531/0491)6‬الأزهار الرياضية في أئمة وملوك‬ ‫الإباضية‪ ،‬تح‪ :‬محمد علي الصليبي‪ ،‬المطابع العالمية‪ .‬روي‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬نشر وزارة‬ ‫التراث القومي‪ ،‬سلطنة عمان‪7041 ،‬هے ‪7891‬م‘ ص‪853‬ءُ بحاز‪ :‬الدولة الرستمية‪7210 :‬‬ ‫‪.821‬‬ ‫"ا لمعرفة تفاصيل خبر الحريق وتلك الحرب‪ .‬ر‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان ‪.2/89‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪.1/4،‬‬ ‫عذر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫أولا‪ :‬كتب الطبقات والتراجم ‪:‬‬ ‫ه كتاب السيرة وأخبار الأيمة‪ :‬ألفه أبو زكرياء اليهراسني أحد علماء القرن‬ ‫الخامس الهجري("ا‪ ،‬ويعتبر من أقدم كتب الطبقات الإباضية(ا‪ ،‬أرخ للإباضية‬ ‫وأئمتهم في شمال إفريقيا في القرون المتقدمة خصوصا فترة الدولة الرستمية‪.‬‬ ‫وتعرض لذكر الدعوة الإباضية في البصرة وبعض أئمتها في المشرق يعتبر هذا‬ ‫ا لأيمسة‬ ‫سير‬ ‫‏‪ ٥‬وكتاب‬ ‫بعد‬ ‫عليه من كتب‬ ‫اعتمد‬ ‫الكتاب مصدر ‏‪ ١‬في مادتكء‘‬ ‫وأخبارهم( والكتاب مطبو ع (“‬ ‫ه سيرة أهل نفوسة ألفه مقرن بن محمد البغطوريةا‪ :‬وسمي أيضا بسير‬ ‫مشايخ جبل نفوسة‪ ،‬عني في كتابه بتراجم علماء المذهب وسيرهم خاصة أهل‬ ‫أئمة المذهب المتقدمين دون أن يف _صتل الحديث ففييههمم‪،‬‬ ‫ننفوفوسة ابتدأ الكتاب بذكر‬ ‫وذكر أوائل علماء المغرب وحملة العلم‪ ،‬ثم تكلم عن جبل نفوسة وفضائل أهلهء‬ ‫ثم ‪+‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ اليهراسني أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر بن سعيد (‪ )174/8701‬من وارجلان بالجزائر‪.‬‬ ‫أخذ عن أبي الربيع المزاتي وغيره وأخذ عنه أبو عمرو السوفي ؤغيره‘ كان عالما جليلاذ‬ ‫جامعا لعدد من العلوم والمعارف" وبرز مؤرخا عالما اعتمد عليه من جاء بعده من المؤلفين‬ ‫في فن التراجم والسير‪ ،‬عني ببث العلم فكانت له حلقة علم‪ .‬ر‪ :‬الشمَاخي‪ :‬السير‪.2/,29-39 .‬‬ ‫ا فاروق عمر فوزي (معاصر)‪ ،‬الإمامة الإباضية في عمانء نشر جامعة آل البيت‪ ،‬المفرق؛‬ ‫الأردنش ‪7141‬ه ‪7991‬م‪ ‘،‬ص‪.31‬‬ ‫ا أنظر‪ :‬اليهزاسني‪ ،‬أبو زكرياء كتاب السيرة وأخبار الأيمة‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫“ا طبع أكثر من طبعة\ ومنها بتحقيق عبد الرحمن أيوب‪ ،‬وقد نشرته الدار التونسية للنشر‬ ‫سنة ‪5891‬م‪.‬‬ ‫االبغفطوري النفوسي مقرن بن محمد (حي؟ في‪ )995/3021: :‬م نن أجلاء علماء جبل نفوسة‬ ‫أخذ العلم عن أبي محمد المجدلي‪ ،‬وتوفيق الجناوني } كان عالما فقيها وراوية ألمعياء‬ ‫يعتبر أحد رجال سلسلة نسب الدين‪ ،‬له تآليف في الفقه والسير‪ .‬ر‪ : :‬الشمًاخي‪ :‬السير ‪1 291‬‬ ‫الباروني عبد الله بن يحيى(‪ :)2331/4191‬رسالة سلم العامة والمبتدئين في معرفة أيمة‬ ‫الدين‪ ،‬تج‪ :‬سليمان بن عبد الله الباروني‪ ،‬مطبعة النجاحث‪2431‬ه‘ ‪3 60910‬ص‪.73:1‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حج‬ ‫وهي كسائر السير تحوي بعض الآراء الفقهية والعقدية‪ ،‬واستمر المؤلف متتبعا ما‬ ‫قبله حتى القرن السادس الهجري الذي عاش فيه يعتبر كتاب البغطظوري من‬ ‫المصادر المهمة في مادته وقد اعتمد عليه الشماخي وترجم لصاحبه‘ والنسخة‬ ‫التي وقفنا عليها واعتمدناها مخطوطةءا‪ ،‬ومادته مستقاة من روايات سمعها مقرن‬ ‫عن شيوخه عن شيوخهم‪ ،‬لكنه اختصر الإسناد طلبا للاختصار كما هو مذكور في‬ ‫آخر المخطوط\ وفيه التصريح بأنه لم يأخذ ما كتبه إلا برواية ثقة عن ثقةفا‪.‬‬ ‫ه سير المشائخ‪ :‬ألفه أبو الربيع سليمان بن عبد السلام الوسيانيا عاش في‬ ‫القرن السادس الهجري‪ ،‬ولد بقصطيلية من بلاد الجريد بتونس ونشأ في آجلو‪،‬‬ ‫جل ما دونه في كتابه أخبار رواها عن شيوخه‘ وقد يذكر بإسنادهاء وقد يختصر‬ ‫الإسناد كما أشار في مقدمة سيره‪ ،‬وهذه السير حوت مع أخبار رجال الإباضية‬ ‫مسائل منقولة عنهمث وهي أحاديث أو مسائل فقهية وعقدية وغير ذلك‘ عذ‬ ‫(" النسخة التي لدي مخطوطة وقفت عليها في مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب الجربي بجربة‪.‬‬ ‫نسخها سالم بن يعقوب بنفسه سنة ‪5831‬ه ‪5691‬م‪ ،‬من نسخة قديمة كما ذكرك وقد‬ ‫صورت صورة منها‪ ،‬وذكر عمرو النامي أن الذي عثر على هذا الكتاب هو ‪.‬الشيخ سالم بن‬ ‫يعقوب في مكتبة البغطور في جربة وكان يظن أن هذا الكتاب مفقود‪ .‬ر‪ :‬النامي عمرو بن‬ ‫خليفة(معاصر) وصف مخطوطات إباضية مكتشفة حديثا في شمال إفريقية} مقال منشور في‬ ‫مجلد‪ 51‬مجلة "الدراسات السلمية"‪ ،0791 .‬ترجمة سلطان بن مبارك الشيباني مرقون‪،‬‬ ‫ص‪.52‬‬ ‫"ا أنظر‪ :‬البغطوري النفوسي مقرن بن محمد (حي؟ في‪ ،)995/3021:‬كتاب سيرة أهل‬ ‫نفوسة؛ (مخ) ‪ 3‬مكتبة سالم بن يعقوب الجربي‪ ،‬غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫"ا الوسياني أبو الربيع سليمان بن عبد السلام بن حسان (حي في ‪ )755/2611‬أصله من‬ ‫قصطيلية في تونس‪ ،‬أخذ عن أبي محمد العاصمي بوادي أريغ‪ ،‬كما رحل إلى وارجلان‪ ،‬كان‬ ‫عالما جليلا ومؤرخا دقيقا‪ ،‬اعتنى بجمع الآثار والأخبار وشرط أن يضع في كتابه كما قال‪":‬‬ ‫‪ 0‬فأحببت أن ألف لكم منها كتابا مما بلغفي وصح عندي‪ ،‬ولم تخالجني فيه الشكوك"‪ ،‬وكان‬ ‫مصدره روايات جملة من العلماء الكبار الذين لقيهم خلال رحلاته‪.‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيرث‬ ‫الدرجينيء الطبقات‪.2/315 ،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫لا يزال الكتاب‬ ‫بالقرون الهجرية الثلاثة الأولى‪ ،‬وما بعد ها إللى عصر‬ ‫مخطو طا(‪. ).‬‬ ‫ه كتاب طبقات المشايخ غا‪ :‬لأبي العباس أحمد بن سعيد الدرجينيا الذي‬ ‫عاش في القرن السابع الهجري‘ وينسب إلى درجين في بلاد الجريد جنوبي‬ ‫تونس‪ ،‬رتب على طبقات رجال الإباضية كل طبقة في خمسين سنة عني الكتاب‬ ‫بطبقات علماء الإباضية في المغرب‪ ،‬وترجم للعلماء وأئمة الإباضية في‬ ‫المشرق‪ ،‬خلال القرون الهجرية الأولى معتمدا على رواية أبي سفيان محبوب بن‬ ‫الرحيل القرشي الذي كان من أبرز علماء الإباضية في المشرق بعد الربيع‪.‬‬ ‫والكتاب يعتبر حلقة مهمة في الإسناد للرواية عند المشارقة أو المغاربة‪.‬‬ ‫وبذلك تكون مادته مصدرا لجمعه الروايات التي تقدمته وإن جاء متأخرا عن أئمة‬ ‫الإباضية من المتقدمين كما عني الدرجيني بعلماء المغرب في تلك القرون‬ ‫المتقدمة حتى عصر‘ وقد نحا في هذا الكتاب منحى التراجم‪ ،‬واستفاد من كتابة‬ ‫"ا|وصورة المخطوطة التي لدي نسخة من مخطوطة محفوظة في مكتبة الحاج سعيد محمد‬ ‫غرداية‪ .‬الجزائر وقد صورها الحاج سعيد من أصل مخطوط محفوظ بمكتبة كاراكوف‬ ‫ببولونيا تحت رقم ‪ 77200‬وعدد أوراقها ‪802‬ورقة‪ ،‬وعدد أسطرها‪ 02‬سطرا وهناك نسخ‬ ‫أخرى رأيتها في مواضع أخرى‘ منها صورة مخطوط في مكتبة جمعية أبي إسحاق بغرداية‪.‬‬ ‫ومخطوط آخر وقفت عليه في المكتبة البارونية بجربة يقع في ‪992‬صفحة‪ ،‬محفوظ برقم‪.1‬‬ ‫ر‪ :‬الوسياني أبو الربيع سليمان بن عبد السلام ابن حسان (حي في ‪:)755/2611‬نسير‬ ‫المشائخ‪( ،‬صورة مخطوط)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد غرداية‪ ،‬الجزائر‘ مصورة من مكتبة‬ ‫كاراكوف‪ ،‬ببولونيا رقم ‪ + 772000‬نسخه مخطوطة بالمكتبة البارونيةس جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم‪1‬‬ ‫(‪2‬ا كتاب طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس أحمد بن سعيد الدرجينيء‪ .‬مطبوع بتحقيق‬ ‫ليراهيم طلاي في جزأين‪ ،‬تقدمت بيانات طبعته‪.‬‬ ‫"ا الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد بن سليمان (‪ )076/1721‬من درجين جنوب تونس؛‬ ‫كان عالما فقيهاى ومؤرخا مدققا نبيها‪ ،‬وأديبا شاعرا‪ ،‬تعلم في درجين ثم رحل إلى وارجلان‬ ‫فأخذ عن أبي سهل يحيى بن لبراهيمإ يعتبر كتابه الطبقات من المصادر المهسّة في تاريخ‪.‬‬ ‫وتراجم علماء المذهب‪ .‬ر‪ :‬الشماخي‪ :‬السيرش ‪.2/811‬‬ ‫يحح۔= عارم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫من قبله كأبي زكريا في سيره‘ لكنه في نقله لا ينقل نص أبي زكرياء ولعله يجمع‬ ‫بين ما رواه عن شيوخه من معلومات وبين ما كتب في كتب من قبله‪ .‬ولم يترجم‬ ‫الدرجيني للصحابة معللا ذلك في مقدمة كتابه باشتهارهم ‪ 0‬فكأن ذلك يغني عن‬ ‫كتابته عنهم‪ ،‬ولعل الدرجيني أراد أن هناك من علماء الأمة من كتب فيهم‪ ،‬والأمة‬ ‫كلها تعتبر الصحابة حلقة وصلهم بالنبي ;("ا‪.‬‬ ‫ه الجواهر المنتقاة لما أخل به كتاب الطبقات(ا‪ :‬ألفه أبو القاسم بن إيراهيم‬ ‫البرادي‪ ،‬ولد في دمر في تونس‪ ،‬عاش في النصف الثاني من القرن الثامن وأوائل‬ ‫القرن التاسع الهجري‪ ،‬ويظهر من عنوانه أنه جعله مكملا لعمل الدرجيني في‬ ‫كتابه الطبقات للفترة التي جاعت ما بينهماغ مستدركا عليه ما زأى أنه لم يُعنا به‪.‬‬ ‫فمما استدركه عليه ذكر الصحابة وخاصة أئمة الصحابة‪ ،‬كما تكلم عن الأحداث‬ ‫والفتن التي وقعت في عهدهم وذكر المواقع والحروب التي دارت بينهم‪.‬‬ ‫هذا ورغم أن البرادي عة ذلك استدراكا على الدرجيني فإن الدرجيني ‪-‬في‬ ‫تقديري‪ -‬اكتفى في موضوع الصحابة بما كتب عنهم من قبل غيره‪ ،‬وذلك لأنه‬ ‫أراد أن ينأى بنفسه عن فتنة الصحابة وما وقع بينهمى وعلى كل حال فكتاب‬ ‫البرادي عني بأحداث القرون الإسلامية الأولى وفصل عهد الصحابة وأخبار أئمة‬ ‫الصحابة وبحور العلم فيهم؛ حتى أنه كان يبوب لكل سنة هجرية بادئا مادته‬ ‫التاريخية بابتداء الوحي ى وأحداث القرون الأولى ومواقف أئمة الإباضية إزاءهاء‬ ‫كموقف عبد الله ابن أباض من الأمويين خلال رسائله المتبادلة مع عبد الملك بن‬ ‫مروان وغير ذلك‘ وقد ضتمَّن البرادي آخر كتابه قائمة بأشهر أسماء الكتب‬ ‫المشرقية والمغربية التي ألفها الإباضيةةا‪.‬‬ ‫("ا أنظر‪ :‬الدرجيني‪ ،‬كتاب طبقات المشايخ بالمغرب‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫ا الكتاب طبع طباعة حجرية دقيقة الخط في ‪ 832‬صفحة‘ كل صفحة في‪ 32‬سطرا‪ ،‬وتوجد‬ ‫للكتاب نسخ مخطوطة منها مخطوطة اطلعت عليها محفوظة في مكتبة الحاج محمد سعيد‪.‬‬ ‫{ا أنظر ‪ :‬البرادي أبو القاسم بن إيراهيم(حي في‪ ،)018/7041‬الجواهر المنتقاة لما أخل به‬ ‫كتاب الطبقات‪ ،‬طباعة حجرية طبع بعناية محمد بن يوسف الباروني وسليمان بن مسعود‬ ‫علوم السنة عند الا ضبة‬ ‫جحجح=‬ ‫ه كتاب السيرا لأبي العباس أحمد بن أبي عثمان سعيد الشماخي‪ ،‬ولد بجبل‬ ‫نفوسة في ليبيا عاش في أواخر القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر يُعة‬ ‫كتابه من أجل ما كتب في تراجم علماء الإباضية‪ ،‬ويتميز بالمادة العلمية الغزيرةة‬ ‫وذلك عائد إلى تنوع مصادره المكتوبة قبله وتعدد طرقه في نقل الأخبار‬ ‫وروايتها‪ ،‬ولذلك جاء في مقدمة الكتابات التي كتبت في هذا الجانب‪.‬‬ ‫اعتنى المؤلف في أول كتابه بتاريخ القرون الإسلامية الأولى مبينا وجهة‬ ‫نظر الإباضية في كثير من أحداثها‪ ،‬وترجم لأئمة الإباضية وحملة العلم بينهم‪،‬‬ ‫ونشاطهم في البصرة معتمدا ‪-‬كالدرجيني‪ -‬على روايات أبي سفيان محبوب بن‬ ‫الرحيل وغيرها من روايات علماء المذ هب‪ ،‬كما أنه اعتمد على مصادر إياضية‬ ‫مكتوبة لا يزال بعضها مخطوطا إلى يومنا هذاء ويجد الباحث فيه ذكرا لأكثر‬ ‫علماء الإباضية في المغرب إلى عصر الشماخي الذي ترجم لجلهم({ا‪.‬‬ ‫كتاب الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان ومالهم في العدل من‬ ‫ه‬ ‫الشأنا‪ :‬ألفه حميد بن محمد بن رزيق“ا‪ ،‬من بلدة نخل بعمان؛ كان من علماء‬ ‫عمان خلال القرن الثالث عشر الهجري؛ حوى الكتاب تراجم لأئمة عمان‪ ،‬منذ‬ ‫الإمام الجلندى بن مسعود إلى الإمام سلطان بن مرشد اليعربي‪ .‬وطريقة تصنيف‬ ‫الكتاب قائمة على وضعه منظومة شعرية ضمنها ذكر هؤلاء الأئمة وأجل‬ ‫المجدلي‪ ،‬مصر سنة ‪2031‬ه كل الكتاب‪( +‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية الجزانر؛‬ ‫رقم‪ 120‬كل المخطوط‪.‬‬ ‫() كتاب السير لأبي العباس أحمد بن سعيد الشماخي‪ ،‬مطبوع بتصحيح أحمد بن سعود‬ ‫السيابي في جزأين‪ ،‬تقدمت بيانات طبعته‪.‬‬ ‫‪2‬ا أنظر‪ :‬الشماخيء السير‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫(‪7‬ا كتاب الشعاع الشائع لابن رزيق حميد بن محمد‪ ،‬مطبوع في مجلد واحد‪.‬‬ ‫{أ النخلي حميد بن محمد بن رزيق بن بخيت (‪ ،)5721/8581‬مؤرخ وأديب وشاعر من‬ ‫بلدة نخل‪ ،‬يعد أحد أبرز المؤرخين العمانيين‪ ،‬ألف عددا من الكتب في التاريخ والتراجم‬ ‫والسير‪ ،‬منها الشعاع الشائع‪ ،‬الصحيفة القحطانية كتاب الفتح المبين وغيرها من الكتب‬ ‫التاريخية‪ .‬ر‪ :‬الخصيبي‪ ،‬شقائق النعمان‪ 1/8210 ،‬مجموعة باحثين دليل أعلام عمان‪.35 ،‬‬ ‫< علار السنة عند الإباضية‬ ‫صفاتهم وأهم الأحداث التي كانت بعصرهم‪ ،‬ثم يشرح كل مقطع متعلق بإمام‬ ‫شرحا يفصل فيه الأحداث التاريخية المرافقة له ويذكر أنساب الأشخاص الذين‬ ‫يذكرهم قدر ما يتيح له المجال‪ ،‬وينحو في طريقة تصنيفه لهذا الكتاب طريقة‬ ‫التراجم‪.‬‬ ‫وقد عني المصنف بأخبار عمان وأئمتها خلال القرون الإسلامية الأولىء‬ ‫وهو يفصتل في بعض الأحداث تفصيلا يميزه عن غيره من المصادر التاريخية‬ ‫الأخرى التي عنيت بتاريخ عمان وسير أئمتها وعلمائهاء ويظهر من النظر في‬ ‫هذا كتاب أنه اعتمد على روايات شفوية وأيضا مصادر مكتوبةش غير أنه لا يبين‬ ‫مصادره كلها‪ ،‬إذ يكتفي أحيانا بقوله‪.. :‬عن الثقات من أهل عمان أو أخبرني‬ ‫غير واحد من المشايخ‪ ،‬على أنه يشيز أحيانا إلى أسماء بعض من يروي عنهم‬ ‫وينقل‪ ،‬وكتاب شعاع الشائع مطبو عل‪).‬‬ ‫ه كتاب غصن البان في تاريخ وارجلان©ا‪ :‬ألفه أبو معقل أعزام الحاج‬ ‫إبراهيم بن صالحا عاش فيالقرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬وقد ألفه في تاريخ‬ ‫وارجلان الجزائرية‪ ،‬وهذا لكتاب يمكن أن يعة تاريخا لمنطقة سدراته‬ ‫("ا أنظر‪ :‬ابن رزيق حميد بن محمد كتاب الشعاع الشائع‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫ا اطلعت على هذا الكتاب عند ورثة أبي معقل في وارجلان خلال زيارتي البحثية عن‬ ‫مظان كتب المذهب‪ ،‬وصورت جانبا منه ولكن النسخة التي رأيتها هناك مدونة في كراسات‬ ‫غير منظمةء واطلعت أيضا على مخطوطة أخرى محفوظة في مكتبة الحاج سعيد بن محمد‬ ‫وعدد أسطرها‪32‬سطرا‪ ،‬والمخطوطة مفهرسةذ لم‬ ‫صفحة‬ ‫بغرداية بدون رقم‪ ،‬وتقع في ‪8‬‬ ‫يذكر اسم ناسخها ولا تاريخ النسخ‪.‬‬ ‫ا الوارجلاني إبراهيم بن صالح‪ ،‬بابا حمو أعزام(و ‪ ‘1131/39810‬ت‪ )4831/5691‬ولد‬ ‫بتونس‪ ،‬ونتلمذ بوارجلان واستقر بهاء كما أخذ عن أكابر علماء وادي ميزاب كالشيخ صالح‬ ‫بن عمر لَغلي‪ ،‬اشتغل بالتدريس وكان مغرما بالمطالعة و لقب باُأغزَام‪ ،‬ويعني بالبربرية‬ ‫القراءة‪ ،‬له مجموعة من الرسائل من أهمها مؤلفه حول تاريخ وارجلان وعلمائها‪ .‬ر‪ :‬علي‬ ‫معمر‪ :‬الإباضية في موكب التاريخ‪ 4/8320 .‬مجموعة باحثين؛ معجم أعلام الإباضية‬ ‫ترجمة رقم ‪.72‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ووارجلان‪ ،‬وقد تميزت وارجلان بأن حظيت بعدد كبير من علماء الإباضية على‬ ‫مدى تاريخها‪ ،‬ولذلك كتب أعزام في تاريخ وارجلان كل ما يتعلق بتاريخها‬ ‫مفصلا ذلك ومبينا كثيرا من أخبار علماء الإباضية وتاريخهم فيهاى ووضع أيضا‬ ‫في جانب من كتابه تراجم لعلماء الإباضية الذين ظهروا في وارجلان منذ القديم‬ ‫وإلى القرن الرابع عشر جاعلا لكل واحد ترجمته الخاصة‘ والكتاب متنوع‬ ‫المصادر‪ ،‬منها المصادر المكتوبة أو الشفهية‪ ،‬ويشير إلى مظان مادته‬ ‫ومصادرها وكتاب غصن البان مخطوط("‪.‬‬ ‫ه كتاب ملحق سير الشماخيا غا‪ :‬ألفه أبو اليقظان إيراهيم؛ عاش في القرن‬ ‫الرابع عشر الهجري" من القرارة بالجزائرؤ كتبه في تراجم علماء الإباضية‬ ‫وأخبارهم‪ ،‬ابتدأه بالفترة التي تلت أبا لعباس الشماخي‪ ،‬فبدأ أول تراجمه بالشيخ‬ ‫سعيد بن علي الجربي الشهير بعمي سعيد الذي عاش في القرن العاشر الهجري‪،‬‬ ‫وقد تتبع أبو اليقظان علماء الإباضية بالذكر إلى عهده‪ ،‬وكتابه حوى تفصيلا‬ ‫لأخبار الفترة التي عالجهاء وجمع بين المصادر الكتابية والشفهية‪ ،‬وهو في أغلبه‬ ‫يشير إلى مصادره‪ ،‬والكتاب مخطوطا‪.‬‬ ‫ه إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان(“ا‪ :‬ألفه سيف بن حمود‬ ‫البطاشي("اء عاش في النصف الثاني من القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس‬ ‫{"ا أنظر‪ :‬الوارجلاني لإيراهيم بن صالح بابا حمو أعزام(‪ 4831/5691)6‬كتاب غصن البان‬ ‫في تاريخ وارجلان‪( ،‬مخ) مكتبة ‪.‬أبي معقل‪ ،‬وارجلان‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬كل الكتاب‪( + ،‬مخ)‬ ‫مكتبة الحاج سعيد بن محمد‘ غرداية‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫ا المخطوط محفوظ لدى ورثة الشيخ أبي اليقظان بالقرارة في الجزائر‪ ،‬وقد اطلعت عليه‬ ‫أثناء رحلتي العلمية للبحث عن كتب المذهب‘ ويقع في ‪395‬صفحة‘ ‪ 22‬سطرا‪.‬‬ ‫(ا أنظر‪ :‬أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي(‪ 3931/3791)6‬ملحق سير الشماخي (مخ)‪٠‬‏‬ ‫مكتبة أبي اليقظان‪ ،‬القرارة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫ا كتاب إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء غمان لسيف بن حمود البطاشي‪ ،‬مطبوع في‬ ‫ثلاثة مجلدات كبيرة الحجم‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جححح‬ ‫عشر قام بجهد علمي كبير فتتبع الموسوعات العلمية التي ألفها علماء الإباضية‬ ‫وكتبهم التاريخية والفقهية فاستخرج منها مادة علمية غزيرة في أخبار علماء‬ ‫الإباضية العمانيينى ووضع كتابه في صورة تراجم مرتبة حسب تسلسلها الزمني‬ ‫منذ دخول الإسلام إلى عمان لكن البطاشي لم يكمل عمله إلى عصرنا الحاضر‬ ‫إذ وافته المنية قبل إتمام هذا العمل الجليل‪ ،‬وقد كشف جهده عن مادة في بطون‬ ‫مدونات علماء المذهب بما يؤكد ما ذكرناه سابقا من أن التصنيف في المذ هب ظل‬ ‫قرونا طويلة ينحو منحى التصنيف الشامل في كل الفنون الشرعية والتاريخية‪2‬ا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬كتب الخنساب‪:‬‬ ‫ه أنساب العرب‪ :‬لأبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري‘ من‬ ‫صحار بعمان‪ ،‬عاش في القرن الخامس الهجري وهو كتاب تاريخ نظم على‬ ‫أساس النسب وليس كتاب أنساب يقتصر على تتبع النسب‘ فهو مشابه لكتاب‬ ‫أنساب الأشراف للبلاذري في طريقة تصنيفه!“ا‪ ،‬وتظهر قيمة مادته الني وردت‬ ‫عن علماء الإباضية وأئمتهم لكون مصنفه من أئمتهم وأعلامهم الكبار‪ .‬على أن‬ ‫(" البطاشي سيف بن حمود بن حامد(و ‪ .7431/9291‬ت‪ )0241/9991‬مونادي الطائيين‬ ‫بشرقية عمان عالم فقيه‪ ،‬ومؤرخ أديب‪ ،‬ولي القضاء‘ واشتغل بالتأليف له عدد من الكتب‬ ‫والرسائل في العلوم الشرعية والتاريخية‪ .‬ر‪:‬الخصيبي‘ شقائق النعمان‪ ،1/161 ،‬البطاشي‬ ‫مقدمة كتاب إتحاف الأعيان‪ ،‬وأنظر تفصيل حياة البطاشي في‪ :‬المحروقي عبد الله بن سلطان‬ ‫بن راشد(معاصر)‪ 6‬تحفة الودود في ترجمة وأسئلة الشيخ سيف بن حمود‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة السيد‬ ‫محمد بن أحمد البوسعيدي‪ ،‬مسقط سلطنة عمان‪8041 ،‬هے ‪0002‬م‪.‬‬ ‫(ا انظر‪ :‬البطاشي سيف بن حمود‪ ،‬كتاب إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء غمان‘ كل‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫ا كتاب الأنساب للعوتبي سلمة بن مسلم مطبوع في مجلدين‪ ،‬وقد وقفت على صورة‬ ‫لمخطوطه أصلها محفوظ في دار الكتب المصرية القاهرة‪ ،‬رقم ‪ 198350‬مصنفة ضمن قسم‬ ‫التاريخ ‪ 4‬ويظهر من حجم مادة المخطوط أن المطبوع أقل‪ ،‬فلعل النسخة المطبوع منها‬ ‫ناقصة‪.‬‬ ‫ا فاروق عمر فوزي‪ ،‬الإمامة الإباضية في عمان‘ ص‪.11‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الكتاب منه جانب في ذكر قبائل العرب وأنسابها‪ ،‬مع بيان أهم حروبها وأشهر‬ ‫شخصياتها‪.‬‬ ‫وقد تكلم العوتبي عن الفتوح الإسلامية ودور القبائل العمانية في تلك‬ ‫الأحداث‪ ،‬وفصل الحديث عن تاريخ عمان عموما حتى قبل الإسلام‪ ،‬وتكلم عن‬ ‫بداية الدعوة الإباضية في عمان وذكر أسماء حملة العلم الذين توجهوا من البصرة‬ ‫إلى عمان و المغرب‘ وتكلم عن أئمة عمان ممن كانوا قبله والأحد اث التي كانت‬ ‫بعصورهم‪ .‬وقد ترجم العوتبي لعلماء الدعوة الإباضية وأئمتهم‪ ،‬لكن مادة العوتبي‬ ‫في ذكر ذلك منتشرة وسط ترتيب الكتاب القائم على أساس الأنساب كما أسلفنا‪.‬‬ ‫ثم نه في تعرضه للنساب اعتنى بأنساب العرب القحطانية أكثر‪ ،‬ولعل‬ ‫مرجع ذلك إلى أنه أراد بيان‪ .‬قبائل عمان التي تعود جذور أكثرها إلى القحطانية‪.‬‬ ‫كما نجده يستطرد في أخبار بعض القبائل حتى في الجاهلية‪ ،‬ولعل عذره في ذلك‬ ‫أن الكتاب صنف في الأنساب؛ ولذلك ذكر تفاصيل بعض أخبار تلك القبائل عند‬ ‫ذكر أصولها وتفرعاتها(;)‪.‬‬ ‫ه الصحيفة العدنانية‪ :‬ألفه حميد بن محمد بن رزيق المتقدم الذكر عند بيان‬ ‫كتابه الشعاع الشائع‪ ،‬عني فيه بذكر أنساب الغرب العدنانية خصوصا القبائل‬ ‫المقيمة منهم في عمان‪ ،‬مفصلا أصولها وبطونها ذاكرا طرفا من أخبارها‪.‬‬ ‫وكذلك عني بذكر سير وأخبار رجالات العدنانية وترجم لعلماء الإباضية من‬ ‫تلك القبائل وأئمتهم‪ ،‬فقد كان لبعضهم دور بارز‪ ،‬ومنهم أبو سفيان محبوب بن‬ ‫الرحيل‪ ،‬وابنه محمد بن محبوب© وابناه عبد الله وبشير‪ ،‬والإمام سعيد بن عبد الله‬ ‫وغيرهم من الأعلام وأئمة الإباضية ممن ينتسبون إلى العرب العدنانية‪ ،‬كما تكلم‬ ‫ابن رزيق عن الأحداث التي عاصرتهم‪ ،‬ويبقى أن الكتاب كسابقه‪ ،‬تنتشر مادته‬ ‫‪( +‬مخ) ) د ار الكتب المصرية ‘‬ ‫الكتاب‬ ‫ا لأنساب ‪ 4‬كل‬ ‫العوتبي سلمة بن مسلم »‪ .‬كتاب‬ ‫)‪ (1‬انظر‬ ‫رقم ‪.15‬‬ ‫القاهرة{ قسىم التاريخ‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫ل‬ ‫وسط تنظيم الكتاب القائم على النسب‪ ،‬والصحيفة العدنانية لا تزال مخطوطةا‪.‬ا‪.‬‬ ‫الصحيفة القحطانية(‪ :‬ألفها حميد بن محمد بن زريق المتقدم الذكر‪ ،‬وقد‬ ‫ه‬ ‫نهج فيها نهج الصحيفة العدنانية إذ ذكر السير وأخبار رجالات القحطانية‪.‬‬ ‫ورغم أن المادة التاريخية عامة منبثة وسط الحديث عن أنساب القبائل في‬ ‫الكتاب فإننا نجد أن ابن رزيق خصص بابا لعلماء اليمانية من أهل عمان وللأئمة‬ ‫حتى عصر ه‘ و الصحيفة القحطانية لا‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫من‪ .‬الجلند ى‬ ‫اليمانية في عمان‬ ‫تزال مخطوطةةا ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬كتب التاريخ والسير العامة‪:‬‬ ‫ه كتاب الكشف والبيان(‪ :‬ألفه أبو سعيد محمد بن سعد الأزدي القلهاتي‪.‬‬ ‫وهو أحد العلماء العمانيين والمؤرخين الكبار‪ ،‬عاش في القرن السادس الهجري‪.‬‬ ‫قسم القلهاتي كتابه إلى قسمين تحدث في أحدهما عن التاريخ الإسلامي‬ ‫عموما‪ ،‬وتاريخ علماء الإباضية وأخبارهم ونشاط حركتهم خصوصا في عمان‪،‬‬ ‫ويعد القسم المتعلق بالتاريخ أقدم كتابة تاريخية عامة كتبها العمانيون وصلت إليناء‬ ‫كما أن كتابته التاريخية مضمنة رأيه ورأي بعض علماء الإباضية في أحداث‬ ‫"ا محفوظة بالمكتبة البريطانية بلندن‪ ،‬ولم أقف عليها‪ ،‬وإنما وقفت على من ذكرها‪ .‬ر‪:‬‬ ‫فاروق عمر فوزي‪ ،‬الإمامة الإباضية في عمان ص‪.68‬‬ ‫(ا تتكون مخطوطة الصحيفة القحطانية من ‪ 974‬ورقة من الحجم الكبير‪ ،‬ولدي صورة منهاء‬ ‫وأصلها محفوظ في جامعة أكسفورد بإنكلتراء وهناك نسخة أخرى منها تقدم ذكر بياناتها‪.‬‬ ‫"ا أنظر‪ :‬ابن رزيق حميد بن محمد بن بخيت(‪ ،)5721/8581‬الصحيفة القحطانية(مخ)‪.‬‬ ‫جامعة أكسفورد بانجلتراء رقم ‪ 61210350‬صورة لدى الباحث كل الكتاب‪.‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ كتاب الكشف والبيان للقلهاتي محمد بن سعيد الأزديءمطبوع بتحقيق سيدة لإسماعيل كاشف‬ ‫في مجلدين كبيرين‪ ،‬تقدمت بيانات طبعته وللكشف والبيان جملة نسخ مخطوطة منها نسخة‬ ‫محفوظة في مكتبة صالح بن عمر ببني يسجن بالجزائر اعتمدت عليها أيضا وسبق ذكر‬ ‫بياناتهاى ويعمل في تحقيق الكتاب ودراسته الآن الدكتور محمد عبد الجليل‪ ،‬الأستاذ في جامعة‬ ‫تونس‪ ،‬وقد أنهى العمل في أحد جزئيه‪.‬‬ ‫;ج۔‬ ‫ضية ح(‪:‬‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫صحح‬ ‫التاريخ الإسلامي في القرون الأولى("ا‪ ،‬وقد تعددت مصادر القلهاتي؛ فهو يجمع‬ ‫بين الرواية الشفوية وما دون قبله في بعض السير والكتب الفقهية والعقائدية‪.‬‬ ‫وهو يشير إلى أكثر تلك المصادر (ة‘‪.‬‬ ‫كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة(ثا‪ :‬ألفه سرحان بن سعيد الإزكوي‬ ‫ه‬ ‫العماني‪ ،‬من إزكي بعمان‪ ،‬عاش أواخر القرن الحادي عشر الهجري وبداية القرن‬ ‫الثاني عشر الهجري‪ ،‬وتغطي مادته تاريخ عمان من الجاهلية مرورا بالإسلام‬ ‫وعهوده المتتابعة حتى بداية القرن الثاني عشر الهجري‘ ويحوي التراجم وسير‬ ‫علماء عمان‪ ،‬وهو يجمع مع تاريخ عمان مادة مختصرة في التاريخ الإسلامي‬ ‫العام وبعض موضوعات تتعلق بالعقائد‪.‬‬ ‫لكن كتاب الأزكوي لا يمضي في سرد أخبار القرون على وتيرة واحدة‬ ‫فبينما نجد تفصيلا مشبعا لبعض الفترات؛ نجد شحا في المادة في فترات أخرىء‬ ‫خاصة تلك الفترات التي اشتهرت في تاريخ عمان بظهور الفتن‘ ودخول قوى من‬ ‫خارج عمان للسيطرة عليها‪ .‬وعلى كل فإن الأزكوي أكثر من النقول من‬ ‫المصادر التي سبقته كالسير التي كتبها علماء عمان أو تحدثت عن تاريخ عمان‬ ‫فمن ذلك كتاب الكشف والبيان للقلهاتي‪ ،‬وكتاب السير لأبي زكرياغ وسيرة ابن‬ ‫مداد‪ ،‬وبعض كتب الأنساب كأنساب ابن الكلبي وأنساب العوتبي‪ ،‬وكذلك بعض‬ ‫فاروق عمر فوزي‪ ،‬الإمامة الإباضية في عمانث ص‪.51‬‬ ‫ا أنظر‪ :‬القلهاتي‪ ،‬الكشف والبيان‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫ا كتاب كشف الغمة لسرحان بن سعيد الإزكوي‪ ،‬تتألف مخطوطته من ‪ 214‬ورقة لدي‬ ‫صورة منه‪ ،‬وأصل الصورة التي لدي محفوظ في مكتبة وزارة التراث والثقافة بسلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬ورأيت نسخة أخرى في مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي أثناء عملي باحثا في‬ ‫موضوع هذه الأطروحة كما أن الأستاذ أحمد عبيدلي البحريني حقق جزءا من كشف الغمة‪.‬‬ ‫لكنه للأسف نسبه‪ .‬إلى مجهول رغم اشتهاره في المصادر بأن مؤلفه هو سرحان الإزكوي‪،‬‬ ‫وقد طبع هذا الجزء‪ ،‬ر‪ :‬مجهول‪ ،‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪ :‬تحقيق ودراسة وتعليق‪:‬‬ ‫أحمد عبيدليء دلمون للنشر‪ ،‬نيقوسيا قبرص‪ ،5891 :‬سلسلة الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫‏‪;:١‬حج ‪-‬‬ ‫< عار السنة عند الإباضية‬ ‫المصادر الفقهية‪ ،‬بالإضافة إلى نقله من كتب التاريخ العامة كالطبري وغيرها‬ ‫وحوى كتابه كذلك مادة من مصادر شفهية‪ ،‬بطريق الرواية غير أنه يلجأ إلى‬ ‫اختصار الإسناد فيها‪ ،‬أو يقول ذكر بعض أصحابنا دون تعيين من حدثته وأخذ‬ ‫عنه وكتاب كشف الغمة لا زال مخطوطا‪.‬ا‪.‬‬ ‫ه كتاب قصص وأخبار جرت بعمان ا‪ :‬ألفه أبو سليمان محمد بن عامر‬ ‫المعولي(ثا‪ ،‬عاش في القرن الثاني عشر الهجري‪ ،‬عني بسرد تاريخ عمان وذكر‬ ‫علمائها وأئمتها بطريقة حولية‪ ،‬ويظهر أن أكثر مادته مستفادة‪ ،‬ولم يزد على‬ ‫الفترة التي غطاها كشف الغمة إلا بفترة بسيطة(“ا‪.‬‬ ‫ه الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيدين‪ :‬ألفه حميد بن محمد بن رزيق‬ ‫مؤرخا لتاريخ دولة البوسعيد‪ ،‬لكنه لم يقصره على عهدهم‪ ،‬إذ تعرض لتاريخ‪.‬‬ ‫عمان فابتدأ بنسب كبرى قبائل أهل عمان خاصة الأزدية؛ وذكرها من أيام‬ ‫الجاهلية قبل الإسلام‪ ،‬وأر خ للفترات المتقدمة من تاريخ عمان‪ ،‬وقد ذكر الصحابة‬ ‫والصحابيات والعلماء من التابعين‪ ،‬وتكلم عن علماء عمان وفقهائهاء كما عرض‬ ‫باختصار لذكر أئمة عمان المتقدمين‪ ،‬ثم أرخ لعهد الأسرة الالبوسعيدية إلى سنة‬ ‫وتعددت مصادره سواء كانت كتابية أم شفوية‪ ،‬وقد يذكر مصادره‬ ‫‪ 3‬ه‬ ‫") أنظر‪ :‬الإزكوي‪ ،‬كشف الغمة (مخ)ء كل الكتاب‪.‬‬ ‫)‪ (2‬الكتاب محقق ومطبوع في قطعة صغيرة ضمن منشورات وزارة التراث القومي بسلطنة‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫{‪7‬ا المعولي محمد بن عامر بن زاشد (‪ )0911/7771‬من وادي المعاول بعمان‪ ،‬كان فقيها‬ ‫شاعراء ولي القضاء حيث عينه الإمام أحمد بن سعيد قاضيا له بمسقط‘ وأحيانا كان‬ ‫يصطحبه في جولاته‪ ،‬له عدد من المؤلفات منها كتاب المهذب في الفرائض ويعتبر أوسع‬ ‫كتاب في الميراث‪ .‬ر‪:‬الخصيبي" شقائق النعمان‪.1/87 ،‬‬ ‫(‪ )4‬ر‪ :‬المعولي محمد بن عامر بن راشد (‪ .)11/7771 09‬قصص و أخبار جرت في عمان‪،‬‬ ‫تح‪ :‬عبد المنعم عامرءط‪ ‘2‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪3891 ،‬م‘ كل‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫(‪::‬إج ‪-‬‬ ‫ضية ح‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫ححححح‬ ‫لكنه أحيانا لا يذكر ها(;‪.‬ا‪.‬‬ ‫ه كتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان;ا‪ :‬ألفه نور الدين عبد الله بن حميد‬ ‫السالمي‪ ،‬عاش في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجري‪،‬‬ ‫لقد كان السالمي قطب عمان في عصره‘ وألف في شتى العلوم ورأى أن الكتابة‬ ‫في السير العمانية تعاني من نقص كبير فأراد بكتابه تحفة الأعيان محاولة لسد‬ ‫ذلك الخلل والنقصع كما أن السالمي أراد تعليم أبناء عصره ومن يأتي بعدهم‬ ‫سيرة الفضل التي كان عليها أسلافهم‪.‬‬ ‫ويبين لنا السالمي الهدف من كتابه فيقول في مقدمته‪ ":‬لما كان العدل وسيرة‬ ‫الفضل في عمان أكثر وجودا بعد الصحابة من سائر الأمصار تشوقت نفسي إلى‬ ‫كتابة ما أمكنني الوقوف عليه من آثار أئمة الهدى؛ ليعرف سيرتهم الجاهل بهم‪.‬‬ ‫وليقتدي بها الطالب لأئرهم مع قلة المادة في هذا الباب إذ لم يكن التاريخ من‬ ‫شغل الأصحاب بل كان اشتغالهم بإقامة العدل وتأثير العلوم الدينية وبيان ما لا‬ ‫بة من بيانه للناس أخذا بالأهم فالمهم؛ فلذلك لا نجد لهم سيرة مجتمعة ولا تاريخا‬ ‫شاملا فتتبعت ما أمكنني تتبعه من كتب السير والآثار والتواريخ""ةا‪ ،‬وهذا النص‬ ‫يكشف الجهد الذي قام به السالمي لجمع السيرة‪ ،‬وأخبار العلماء والأئصسة‪ ،‬كما‬ ‫يكشف النص تنوع المصادر التي اعتمدها السالمي‪ ،‬إذ اعتمد على من قبله من‬ ‫المؤرخين‪ ،‬كالإزكوي وابن رزيق والمعولي‪ ،‬واعتمد على كتب الآثار والفقه التي‬ ‫تضمنت في داخلها مادة تاريخية‪ ،‬و كتب التاريخ الإسلامي العام ككتب ابن الأثير‬ ‫وابن خلدون وغيرهما\ ثم اعتمد على الروايات الشفهية أيضا ويذكر مصادره‬ ‫"ار‪ :‬ابن رزيق حميد بن محمد(‪)5721/8581‬ء الفتح المبين في سيرة السادة البويسعيدين‪،‬‬ ‫تح‪ :‬عبد المنعم عامر ومحمد مرسي عبد الله‪٬‬‏ نشر وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫عمان‪7931 ،‬ه ‪7791‬م‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫"ا كتاب تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للعلامة عبد الله بن حميد السالمي‪ ،‬مطبو ع بتصحيح‬ ‫وتعليق‪ :‬أبي إسحاق إيراهيم اطفبض في مجلدين‪ ،‬وقد تقدمت بيانات طبعته‪.‬‬ ‫ا السالمي تحفة الأعيان‪ ،‬المقدمة‪.1/2 ،‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫فيها‪ .‬ويظهر أنه حاول تتبع الدقة العلمية في أخذه الشفهي‪ .‬وجملة القول إن كتاب‬ ‫التحفة من أجل ما كتب في تاريخ عمان‪ ،‬خاصة أن مؤلفه عة من المبرزين في‬ ‫التصنيف والتأليف في مستوى المدرسة الإباضية خصوصا وفي المدرسة‬ ‫الإسلامية عموما("ا‪.‬‬ ‫ه الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضيةاثا‪ :‬ألفه سليمان بن عبد الله‬ ‫الباروني عاش في القرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬ولد بجبل نفوسة في ليبيا‪.‬‬ ‫أرخ الباروني في هذا الكتاب لأئمة الإباضية الذين بويعوا في شمال أفريقيا ابتداء‬ ‫من إمامة عبدالله بن سعيد التجيبي‪ ،‬إلى آخر الدولة الرستمية وذكر أخبار علماء‬ ‫الإباضية خلال تلك العهود‪ ،‬كما تكلم عن أئمة الدعوة في البصرة‪.‬‬ ‫وقد تنوعت مصادر الباروني‪ ،‬وتتميز كتابته بمناقشة بعض القضايا‬ ‫التاريخية خلال طرحه لها ‏‪.٨‬‬ ‫بعد هذه الوقفة التي وقفناها مع الشروط العامة للرواية عند الإباضية ومع ما‬ ‫دونوه في فن السير والطبقات يجدر بنا التأكيد على أمور مهمة مرت بنا‪.‬‬ ‫"ار‪ :‬السالمي‪ ،‬تحفة الأعيان‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫"ا الكتاب مطبوع بنشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪ ،‬وتقدمت بيانات طبعته‪.‬‬ ‫(ةا الباروني سليمان بن عبد الله بن يحيى (باشا)(و ‪ ،7821/0781‬ت‪ )9531/0491‬يعد أحد‬ ‫أفذاذ العلماء في العالم الإسلامي‪ ،‬وأحد قادة النضال الوطني ولد بجبل نفوسة بليبيا‪ ،‬أخذ عن‬ ‫أبيه ورحل إلى جامع الزيتونة بتونس‪ ،‬ثم الأزهر الشريف بمصر ثم إلى ميزاب بالجزائر‬ ‫ليدرس على يد قطب الأيمة اطفيش؛ قام بدور بارز في محاربة الاستعمار الإيطالي‪.‬‬ ‫اعتقل وسجن ثم حكم عليه بالنفي ورفضت كل الدول الاستعمارية استقباله‪ ،‬رحل إلى مصر‬ ‫وإستانبول والحجاز والعراق وعمان واستقبل من قبل حكامها له إنجازات وكتابات‬ ‫ومراسلات لا يتسع المقام لذكرها‪ .‬لمعرفة دوره وحياته راجع‪ :‬ر‪ :‬مجموعة باحثين؛ معجم‬ ‫أعلام الإباضية\ ترجمة رقم ‪ (754‬الباروني‪ ،‬الأزهار الرياضية‪ ،‬مقدمة كتاب‪.‬‬ ‫ار‪ :‬الباروني سليمان بن عبد الله‪ ،‬الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية‪ ،‬كل الكتاب‪.‬‬ ‫‪ );:‬ج‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية ح(‬ ‫من ذلك شرط العدالة التي يمثل أهم شرط في قبول الرواية من الراوي في‬ ‫نظر الإباضيةء وهو يتداخل مع شرط الإسلام‪.‬‬ ‫ونلمس حزمهم في شرط العدالة عند المتقدمين فالمتأخرين‪ ،‬ويتفرع عن‬ ‫الإسلام رة رواية الكافر‪ ،‬لكن يقبل منه بعد التوبة والإسلام‪ ،‬كما يتفرع عنه رة‬ ‫رواية فاسق العصيان‪.‬‬ ‫وفي تقديري أن الفسق ألصق بتفرعه عن العدالة وقد ظهر في بيان الإباضية‬ ‫للعدالة شرطا للرواية أنهم قد يعبرون عنها بالأمانة‪ ،‬أو أن هناك تداخلا بين‬ ‫العدالة والأمانةث ويتفرع عن العدالة حكم رواية المبتدع‪ ،‬ووقفنا على رأي جابر‬ ‫وأبي عبيدة وغيرهما في أن البدعة هي ما أحدث مما لم يرد في سنة رسول الله‬ ‫! كما رأينا أن الإباضية لم يحصروا البدعة في جانب دون آخر ‪ 4‬سواء في‬ ‫العبادات أو المعاملات أو الأحكام أو غير ذلك‪ ،‬ثم إنهم لم يميلوا إلى التشدد في‬ ‫كل محدث‘ إذ أن كل محدث لا يعارض روح الشريعة لا إشكال فيه‘ وإنما‬ ‫الإشكال في معارضة الشريعة أو نقض عراها‪ ،‬وهم يشتدون في المبتدع الداعية‬ ‫الذي يلزمونه مع الرجوع إبلاغ توبته من دعاهم إلى بدعته‪ ‘،‬كما يؤكدون على‬ ‫وجوب البحث عن العدالة عند الأخذ والأداءث وشرط المروءة رغم إفرادهم له هو‬ ‫ألصق بمعنى العدالة فهو داخل فيه‪.‬‬ ‫الصبي‬ ‫ويعد البلو غ شرطا مهما مرتبطا بالضبط و العدالة معا ‪ .‬فلا يقبل سماع‬ ‫عند أكثر الإباضية فالصبا مظنة عدم الضبط وعدم تحقق العدالةث كما أن العقل‬ ‫المعتو ‏‪ .٥‬لكنهم‬ ‫أو‬ ‫أساسي مرتبط بالضبط ‪ .‬و عليه لا تقبل رو اية المجنون‬ ‫شرط‬ ‫فصلوهما في ذكر الشروط من باب التأكيد عليهما‪.‬‬ ‫أما الضبط فهو من أهم الشروط لإبلاغ الرواية سالمة من كل خلل وهو‬ ‫صفة تتلازم مع الإتقان‪ ،‬فلا بة للراوي أن يكون ضابطا متقناء وهناك أمور‬ ‫مؤثرة في الإتقان والضبط ذكرها الإباضية ككثرة المجالسة وغيرهاء ويرتبط‬ ‫بالضبط مسألة خلافهم في الرواية بالمعنى‪.‬‬ ‫جححح= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ومن شروط الرواية السلامة من التدليس ويشدد الإباضية في هذا العيب حتى‬ ‫عدوه تلبيسا في الرواية‪.‬‬ ‫وهذه الشروط المتقدمة متفق عليها بين أعلام الإباضية وهناك شروط أخرى‬ ‫لم يتفقوا عليها كلهم كشرط أن لا يعمل الراوي بخلاف ما روى‘ وأن لا يترك‬ ‫الأخذ بروايته غيره من أهل العلم ‪ 3‬وأن لا يتأول الرواية راويهاء وأن لا يكذب‬ ‫الراوي أصله‪ ،‬ولم يجعل الإباضية الذكورة والحرية شرطا فقبلوا رواية المرأة‬ ‫والعبد‪.‬‬ ‫أما عن كتابة الإباضية في فن السير والتراجم فقد عانى هذا الجانب بعض‬ ‫المعوقات‪ ،‬كضياع جانب مما كتبوه بسبب الحروب والعزلة التي فرضوها على‬ ‫أنفسهم‪ ،‬واحتراق مكتباتهم‪ ،‬لكن ما وصل منه إلى اليوم تراث حسن جيد‪.‬‬ ‫وتأتي كتب الطبقات والتراجم في مقدمة هذا التراث‪ ،‬ككتاب السير وأخبار‬ ‫الأئمة لأبي زكريا يحيى بن أبي بكر‪ ،‬وسير نفوسة لمقرن البغظوري‘‪ ،‬وسير‬ ‫المشايخ لأبي الربيع الوسياني‪ ،‬وكتاب الطبقات لأبي العباس أحمد بن سعيد‬ ‫الدلرجيني‪ ،‬والجواهر المنتقاة لأبي القاسم البرادي وكتاب السير لأبي العباس‬ ‫الشماخي وغيرها‪.‬‬ ‫وتعد كتب الأنساب من مصادر السير والتراجم بما حوته من مادة مهمة في‬ ‫ذكر علماء المذهب وأنسابهم وبيان بعض أخبارهم‪ ،‬لا سيما أن بعضها ألف من‬ ‫قبل علماء كبار في المذهب‪ ،‬ككتاب الأنساب للعوتبي والصحيفة القحطانية أو‬ ‫العدنانية‪.‬‬ ‫وكذلك تشكل كتب التاريخ العام والسير التي ألفها علماء المذهب موردا خصبا‬ ‫لتراجم علمائه وذكر أخبارهم وسلاسلهم في الأخذ والأداء ككتاب الكشف‬ ‫والبيان للقلهاتي وكشف الغمة لسرحان الإزكوي‪ ،‬وكتاب تحفة الأعيان لنور الدين‬ ‫السالمي وغيرها من الكتب ‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية _‬ ‫ح‬ ‫ومن المهم التنويه به هنا أن جانبا كبيرا من هذه المصادر مفتقر إلى الدراسة‬ ‫العلمية والتحقيق‪ ،‬بل الكثير منها ما زال مخطوطا؛ ونسخ بعضها محصور بين‬ ‫أهل العلم‪ ،‬وهناك عناوين كثيرة لم نذكرها لأنها مفقودة لعل العتور عليها يتم‬ ‫بهمة الباحثين كما عثر الشيخ سالم بن يعقوب الجربي على مخطوط سير مشائخ‬ ‫نفوسة بعد أن كان يظن فقده‪.‬‬ ‫وإذا كانت جولتنا المتقدمة في ضوابط الرواية وشروطها وفي الكشف عن‬ ‫مظان ذكر تراجم علماء المذهب وسلاسل فقهائه من القديم إلى الأخير تخدم علوم‬ ‫السند فإن هناك حلقة مهمة في الإسناد وهي جسز التواصل بين النبي تلة ومن‬ ‫جاء بعده‪ ،‬وحلقة الوصل هذه هي الصحابي فلا بة من وقفة تورد نظرة الإباضية‬ ‫إليه عدالة وآثاراء وهو ما نأمل بلوغه في الفصل الآتي‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جح=‬ ‫ثارهم‬ ‫ادالة‬‫ون ع‬ ‫ةة م‬ ‫بباضي‬‫حقفاالإ‬‫صع مو‬‫للراب‬ ‫اصل ا‬ ‫الف‬ ‫المبحث الأول تعريف الصحابئ وعدالته‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تعريف الصحابئ‪:‬‬ ‫والصاحب‪ : :‬المعاشر"اءوأصلحَب‬ ‫صحبه صحبة وصحابة وصحابَة عاشره‪.‬‬ ‫الرجل واصطحبه أي حفظهثا‪ ،‬وأصنْحَب فلانا‪ :‬مَتَعَه‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ونا هم متا‬ ‫ُصنحبُون‪4‬ه(الأنبياء ‪ (12/34‬قال الزجًاج‪ ':‬غني الآلهة لا تمنع أنفسها‪ .‬ولاً هم منا‬ ‫لُصنحبون‪ :‬يُجَارئون أي الكقار"ا‪ ،‬وقال قَتَادةة‪":‬لا يصنحبون من الله بخذر ‪(4‬‬ ‫وقيل‪":‬هو من قوله‪ :‬صَحبك الل أي حفظك وكان لك جَارأ"ا‪ ،‬قال أبو عبيدة‪:‬‬ ‫وقوله جل ثناؤه‪:‬لإولا هم منا خت‪ © :‬أي‪ :‬لا يحفظون" اء وفي كتاب العين‬ ‫"أصحَب الرجل‪ :‬إذا كان ذا صاحب ‪ .‬وكل شيء لاعَمَ شيئا فقد استصنحبه"‪.)7‬‬ ‫ابن منظور ‪ :‬وصحب‬ ‫و انقاد )‪ ‘ (8‬يقول‬ ‫أطاع‬ ‫التي وردت‬ ‫صحب‬ ‫ومن معاني‬ ‫وصتحابة وصحابة‪ ،‬حكاها جميعا الأخفش‪ ،‬وأكثر الناس على الكسر دون الهاء؛‬ ‫وعلى الفتح معها‪ ،‬والكسر معها عن الفراء خاصّةثا‪ ،‬والأصحاب جمع‬ ‫"ا ابن منظور لسان العرب مادة صحب‘‪.1/915‬‬ ‫"ا م‪.‬س‪.1/915٤‬‏‬ ‫ا الزبيدي محمد مرتضى الحسني (‪ ،)5411/1971‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫عبد الستار أحمد فرج مطبعة حكومة الكويت الكويت‪5831 .‬ه ‪5691‬م‪` ` .3/881 ،‬‬ ‫ام‪.‬س‘ طبعة الكويت‪.3/881 ،‬‬ ‫ام‪.‬س‪ ،‬طبعة الكويت‪.3/881 ،‬‬ ‫)‪ (6‬الأزدي ابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (‪ .)2/339 1‬كتاب جمهرة اللغةث تح‪:‬‬ ‫رمزي منير البعلبكي دار العلم للملايين‪ 0‬بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)ء‪.1/082 ،‬‬ ‫ا الخليل بن أحمد‪ ،‬العين ‪.3/521‬‬ ‫كا الزمخشريع أساس البلاغة‪ ،‬مادة صحب ص‪.843‬‬ ‫)‪ (9‬ابن منظورء لسان العرب مادة صحب‘ ‪.15 1/9‬‬ ‫ححجحح=< عارم السنة عند الا ضية‬ ‫صحب(‪.‬ا‪ ،‬وأما الصحابة فمصدر ويجمع الأصحاب على أصاحيب كما يقول‬ ‫الجوهري لثا‪ ،‬ويقول ابن دريد‪":‬والصتّضب والصتحاب والأصحاب والصحابة‬ ‫واحد؛ فإذا قالوا صحابة فهم الأصحاب‪ ،‬وإذا قالوا صحابة فهم القوم الذين‬ ‫يصحبونه‪ .‬وربما كانت الصحابة مصدراء يقولون‪ :‬فلان حسن الصتحابة‪ ،‬أي‬ ‫الصحبة"‪.‬‬ ‫وهذه المعاني اللغوية المتقدمة واضحة بينة في الصحابي فهو المعاشر لرسول‬ ‫الله يلة والمدافع عنه والحامي المانع عنه المحافظ عليه الموافق والملائم له‪.‬‬ ‫وإذا ما انتقلنا عن المعنى اللغوي إلى الاصطلاحي نجد أبا عمرو السوفي يورد‬ ‫عن يحيى بن ويجمن“ا تعريفه للصحابي بأنه كل من أدرك النبي يلة وآمن به‬ ‫وأخذ عنه؟ا‪ ،‬ثم يذكر السوفي في حده أقوالا أخرى فقيل‪" :‬من آمن به ورآه'‪٥‬‏‬ ‫وقيل‪" :‬من آمن به ورآه ومات على الإسلام لم ينكث ولم يرتة‪ ،‬فمعنا أنه مات‬ ‫حميدا فقيدا" ا وقد أبرز الفرق بين الصحابي والتابعي بأن حة الصحابي من‬ ‫صحب النبي يل} والتابعي من صحب الصحابي(")‪.‬‬ ‫"ام‪.‬س‪.1/915 ،‬‬ ‫(ا الجوهري الصحاحض طبعة دار الحضارة‪.1/507 ،‬‬ ‫(ا ابن دريد جمهرة اللغةك ‪.1/082‬‬ ‫(ا الهواري أبو زكرياء يحيى بن ويجمن بن محمد (‪:)764/4701‬هو العلامةالورع الذكئ‪.‬‬ ‫الفطن التق؛‪ ،‬الذي سمي صاحب الغوامض الكاشف بذكائه كل غامض خفي‪ ،‬كان من سكان‬ ‫آجلو بوادي أريغ بالجزائر‪ ،‬أخذ العلم عن أبي محمد ويسلان وغيره كان راسخ القدم في‬ ‫العلم مدونا لكل ما يجمعه‪ ،‬وكانت له حلقة علم تخرج منها جمع من الجهابذه‪ ،‬يع من الرواة‬ ‫‪2/073‬ء الشمَاخي‪:‬‬ ‫الحفاظ لاآثار‪ ،‬رونى عنه الوسياني والسوفي‪ .‬ر‪:‬أبو زكرياء‪ :‬السيرة‬ ‫السير ‪.2/77 .‬‬ ‫{ا السوفي السؤالاتس(مخ) ص‪.381‬‬ ‫صر ‪ 1 8 4‬‏‪٠‬‬ ‫سل <‬ ‫(‪ )6‬م‬ ‫‪7‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.481‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ال‬ ‫حححصح‬ ‫الصحابي حيث‬ ‫مزيد تفصيل في بيانه حد‬ ‫أبي يعقوب‬ ‫عند‬ ‫ونجد‬ ‫يقول"والصحابي كل من أدرك رسول الله ية ورآه وآمن به وأما إن كان رآه قبل‬ ‫أن يبعث أو بعد ما بعث ولم يؤمن به إلا بعد موته فهو من التابعين‪.‬‬ ‫وأما الأعمى الذي لا يبصر وقد سمع كلامه‪ ،‬أو كان بموضع لا يسمع كلامه‪.‬‬ ‫|‬ ‫من‬ ‫هديه شيئا‬ ‫كلهم عقلو ه ور أو ‏‪ ١‬من‬ ‫هؤ لا ء‬ ‫الا أن‬ ‫أو ر ‪ 5‬لكنه أصم لم يسمعه‬ ‫أقواله وأفعاله فإن هؤلاء صحابة‪ ،‬ومن رآه من الأطفال وعقله أو عقل عنه شيئا‬ ‫من أقواله وأفعاله فهو من الصحابة'(‪.‬ا‪ ،‬وهذا التعريف يقرب من تعريف‬ ‫المحتثين(‪2‬ا غير أن تعريف الشماخي والتلاتي أقرباء حيث يقول الشماخي‪':‬‬ ‫أو سمعه مؤمنا به"“ا ‪ 0‬ويقول التلاتي‪":‬الصحابي‬ ‫والصاحب من رأى النبي ت‬ ‫أي المجتمع بالنبي يلة مؤمنا بها‪.‬‬ ‫"ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.1/941‬‬ ‫ا باجو مصطفى بن صالح ‪ ،‬منهج الاجتهاد عند الإباضية‪ ،‬أطروحة دكتوراه قدمت في‬ ‫جامعة الجزائر‪9141/0241 .‬ه‪8991/9991-‬م مرقونة‘؛ ص‪ ‘735‬وانظر تعريف‬ ‫المحتثين للصحابيئ في‪ :‬الشهرزوري ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبد‬ ‫الرحمن(‪ ،)346/6421‬علوم الحديث تح‪ :‬نور الدين عتر دار الفكر؛ دمشق وبيروتث‬ ‫‪6891‬م‪ ،‬ص‪ .392-492‬وانظر بحثا نفيسا في تعريف الصحابي وطرق معرفته‬ ‫‪ 6‬ه‬ ‫عند‪ :‬اللكنوي أبو الحسنات محمد بن عبد الحي(‪ 4031/7881)0‬ظفر الأماني في مختصر‬ ‫الجرجاني‪ ،‬تح‪ :‬تقي الدين الندوي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلم للنشر والتوزيع دبي‪ ،‬الإمارات العربية‬ ‫المتحدة‪5141 .‬ه ‪5991‬م‪ ،‬ص‪.494-315‬‬ ‫"ا نجد المحققين من المحدثين كالعراقي وابن حجر يعرفون الصحابي بأنه من لقي النبي ي‬ ‫مؤمنا به ومات على ذلك‪ .‬لمزيد من التفصيل ر‪:‬العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين‬ ‫بن عبد الرحمن (‪ ،)608/4041‬التبصرة والتذكرة( شرح ألفية العراقي)‪ ،‬تصحيح محمد بن‬ ‫الحسين العراقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنانء(د‪.‬ت)‪ ،‬‏‪ ٬7-2/3‬العسقلاني ابن حجر‬ ‫أحمد بن علي(‪ 258/9441)6‬نخبة الفكر(مطبوعة ضمن سبل السلام)‪ ،‬دار إحياء التراث‪،‬‬ ‫بيروتث (د‪.‬ت)ء‘ ‪.1/032‬‬ ‫ا الشماخي ‪ 3‬شرح مختصر العدل ص‪.054‬‬ ‫{‪٦‬ا‏ التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)» ص‪. 291‬‬ ‫‏‪;:'١‬ج _‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح‬ ‫حححح‬ ‫ورغم ذكر التلاتي التعريف المتقدم نجده في موضع آخر يعتبر تعريف‬ ‫الشماخي المتقدم هو الأولى لكنه أضاف له قيودا مهمة في تقديري فيكون‬ ‫الصحابي الشخص الذي رأى النبي محمدا يلة وسمعه‘ وأدرك كلامه‪ ،‬ولم يرتتة‪.‬‬ ‫وبحال يكون فيها مؤمنا مصدقا بالنبي } سواء كان ذكرا أم انثى‪ ،‬حرا أم عبدا‪.‬‬ ‫ثم ذكر التلاتي أن من اجتمع به كافرا يخرج بذلك فليس بصاحب له لعداوته‪.‬‬ ‫وأن من رآه أو سمعه يسمى صحابيا وإن لم يرو عنه شيئا ولم يطل اجتماعه‬ ‫يه(‪.)2‬‬ ‫ونجد من المتأخرين من عرف الصحابي كالقطب محمد اطفيش فقد عرفه‬ ‫بأنه من لقي النبي يلة ولو لحظة وآمن بهاء ويعرفه خلفان بن جميل السيابيةا‬ ‫بقوله‪ ":‬الصحابي من اجتمع بالنبي ملة مؤمنا به‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬ولا يشترط‬ ‫طول الصحبة ولا الرواية"“ا‪.‬‬ ‫وهناك ألفاظ تفيد الصحبة ذكرها العلماء‪ ،‬فالوارجلاني يذكر بعض ألفاظ تثبت‬ ‫الصحبة وأخرى لا تثبتها فمثلا فإذا قال صحبت رسول الله ية فإن قوله وخبره‬ ‫يقبلك ومثل ذلك إن قال صحبنا رسول الله يل أو قال نحن أصحاب رسول الله‬ ‫ة! أو أنه ذكر شيئا في مشهد من مشاهد رسول الله يلة مما يدل على أنه أمر به‬ ‫(ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.591‬‬ ‫ا اطفيش محمد بن يوسف(‪ 2331/4191)0‬شرح النيل وشفاء العليل‪ ،‬ط‪٬2‬‏ مكتبة الإرشاد‬ ‫‪.9/‬‬ ‫‪31‬‬ ‫جدة دار الفتح‪ ،‬بيروت لبنان ‪3‬ه_‪/‬‬ ‫(ا السيابي أبو يحيى خلفان بن جميل(‪ )2931/2791‬من سمائل بعمان‪ ،‬علامة جليل‪ ،‬وفقيه‬ ‫وأصولي‪ ،‬وأديب شاعرك يعتبر أحد أجلاء علماء عمان في القرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬كان‬ ‫مجدا في طلب العلم شغوفا به كما كان كثير العبادة‪ ،‬أخذ عن أكابر علماء عصره مثل نور‬ ‫الدين السالمي ولي القضاء والتدريس وعني بالتأليف وله عدد من الكتب‪ .‬ر‪ :‬الخصيبي‬ ‫محمد بن راشد شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عمان ‪ 3/150‬مجموعة‬ ‫باحثين‪ ،‬دليل أعلام عمان‪.85 ،‬‬ ‫ا السيابي خلفان بن جميل(‪ ،)2931/,2791‬فصول الأصول نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافةش سلطنة عمان ‪2041‬هے ‪2891‬م‘ ص‪.653‬‬ ‫_‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية ح‪;;:١‬حج‏‬ ‫ذلك الوقت فإن قوله يقبل("اء ونجد الشماخي لا يقطع بمثل الصيغ المتقدمة وإن‬ ‫مال إلى القبول فهو يقول‪ ":‬وإذا قال من عاصر النبي يَة» وهو مسلم عدل‪:‬‬ ‫صحبت رسول الله يلة أو أنا صاحب‪ ،‬قبل‪ ،‬لأن ظاهره الصدق‘ ولم تكن صحبته‬ ‫مقطوعا بها‪ ،‬لأنه مةع رتبة"ا‪ ،‬وأما الصيغ التي لا تفيد الصحبة عند الوارجلاني‬ ‫فمثل قول الصحابي‪ :‬أرسلني رسول الله ي ث أو كنت في الغزوة الفلانية أو‬ ‫لقيته بالمدينة أو بمكة‪ ،‬أو رأيته في الموضع الفلاني‪ ،‬أو عاملته أو أهديت إليه‬ ‫فقبل أو رة‪ ،‬فهذا ليس فيه مما يدل على صحبته إلا مع وجود قرينة قارنته‬ ‫عنده إن قال أنا عبده فأعتقني أو مولاه أو‬ ‫على حد قول الوارجلاني ‪ ،‬ومثل ذلك‬ ‫نسيبها‪ ،‬أما الشماخي فيرى في من قال‪ :‬أرسلني‪ ،‬أو كنت في غزوة كذا! أو‬ ‫لقيته‪ ،‬فإنه يحتمل الصحبة وغير هاا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدالة الصحابي‪:‬‬ ‫هنا قضيتان من المهم التمييز بينهما في التراث الإباضي في تقديري‘ قضية‬ ‫الحكم في عدالة الصحابة ومناقشتها من الناحية الأصولية‪ ،‬وقضية الثناء على‬ ‫الصحابة‪.‬‬ ‫وتلازم القضية الأولى أو تتفرع عنها مسألة الاحتجاج بقول الصحابي وعليه‬ ‫فمن المهم عدم الخلط بين القضيتين في تقديري‪ ،‬وذلك لأننا حينا نجد عالما يرى‬ ‫أن التعديل ليس مطلقا وحينا آخر نجد له ثناء حسنا عاطرا على جملة الصحابة‬ ‫دون تفريق مما يعطي انطباعا بتناقض في الكلام‪ ،‬والأمر في حقيقته يحمل تنزآها‬ ‫عند جمهور علماء الإباضية عند معالجتهم لموضوع الصحابة فتجدهم يجرون‬ ‫الثناء العاطر على جملة الصحابة وفي الوقت ذاته التدقيق العلمي لحكم التعديل‬ ‫يرون ‪.‬‬ ‫كما‬ ‫() الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.1/061‬‬ ‫"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص ‪.154‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘‪.061 /1 ،‬‬ ‫(‪ (4‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪.254‬‬ ‫حححح= علوم السنةعند الا ضية __‬ ‫فإذا ما نظرنا مسألة تعديل الصحابة أصوليا وجدنا الأمة تذهب فيها إلى أقوال‬ ‫عدة‪ ،‬فقيل إن حكمهم في العدالة حكم من بعدهم في لزوم البحث عن عدالتهم عند‬ ‫الروايةى وقيل هم عدول على الإطلاق‪0‬ث وقيل إنهم لم يزالوا عدولا إللى حين‬ ‫وقوع الاختلاف والفتن فيما بينهم‪ ،‬وبعد ذلك فلا بة من البحث عن العدالة في‬ ‫الراوي أو الشاهد منهم إذا لم يكن ظاهر العدالةك وقيل عن البعض بأن كل من‬ ‫قاتل عليا عالما منهم فهو فاسق مردود الرواية والشهادة لخروجه عن الإمام‬ ‫الحق‪ ،‬ومنهم من قال برد رواية الكل وشهادتهم لأن أحد الفريقين فاسق وهو غير‬ ‫معلوم ولا معين وقال آخرون بقبول رواية كل واحد منهم وشهادته إذا انفرد‬ ‫لأن الأصل فيه العدالة‪ ،‬وقد شككنا في فسقه‘ ولا يقبل ذلك منه مع المخالفة لتحقق‬ ‫فسق أحدهما من غير تعيين‪.‬‬ ‫هذه أشهر الأقوال التي أوردها علماء الأصول في كتبهم؛ ولست في مقام‬ ‫البسط لها ومناقشتها وذكر استدلال كل فريق على قوله‪ ،‬ولا بيان قول من هذا‬ ‫ولا ذاك وقد أوردته المصادر باستفاضة(;ا‪ ،‬ولكنني أردت ذكرها إجمالا دون‬ ‫الخوض في تفاصيلها وأصحابها ثم الحديث عن رأي الإباضية في ذلك‪.‬‬ ‫وابتداء يمكن القول إن الإباضية تعددت الأقوال معهم فمنهم من ذهب إلى‬ ‫التعديل المطلق كبيوض ليراهيم بن عمرا‪ ،‬إذ يقول‪":‬أما الكلمة الجامعة في حقهم‬ ‫(!) انظر لمزيد من التفصيل حول مسألة عدالة الصحابة ‪ :‬ر‪ :‬الآمدي أبو الحسن علي بن‬ ‫محمد(‪ 036/3321)6‬الأحكام؛ تح‪ :‬سيد الجميلي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروتث‬ ‫‪ 2/201‬الغزالي أبو حامد محمد بن محمد(‪ ،)505/2111‬المستصفى‘ تح‪ :‬محمد‬ ‫‪4‬ه‬ ‫عبد السلام عبد الشافي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلميةء بيروت‪3141 ،‬ه ‪031/ 1‬س المالكي أبو‬ ‫بكر بن العربي المعافري (‪ ،)345/9411‬المحصول‘ تح‪ :‬حسين علي اليدري‪ ،‬سعيد فودة‪.‬‬ ‫دار البيارق عمان ‪0241‬ه ‪9991‬م ‪ 4/7340‬وغيرها من كتب الأصول‪.‬‬ ‫لبايوض ليراهيم بن عمر (و ‪ 3131/99810‬ت‪ )1041/1891‬من القرارة بالجزائر‘ علامة‬ ‫مجتهد‪ ،‬وداعية مصلح‪ ،‬وزعيم مبجل‪ ،‬تمتع بذكاء وحافظة قوية أهلته ليتبوأ أرفع المكانة بين‬ ‫علماء الجزائر‪ ،‬تبني الحركة العلمية والنهضة الإصلاحية في ميزاب‪ ،‬وترأس مجلس‬ ‫العزًابةث أسس معهد الحياة الذي خرج أجيالاءعني بالتدريس وفي مقدمة ذلك التفسير والحديث‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫فهي الرضا عنهم جميعا والاستغفار لهم كما أمرنا الله تعالى والوقوف فيما‬ ‫شجر بينهم‪ ...‬فأنا أرضى عن الصحابة أجمعين"("ا‪ .‬ومحمد بن حاج سليمان‬ ‫مطهري‪2‬ا إذ يقول‪":‬فلا نسأل عن عدالة أحدهم‪ .‬لكونهم على الإملاق معدلين‬ ‫بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأئمة"(ا ث فعبارتا‬ ‫بيوض ومطهري واضحنا التصريح بالإطلاق في تعديل الصحابة‪ ،‬وفي غيرهما‬ ‫نجد ميلا إلى مثل هذا النوع من التعديل‪ ،‬من ذلك بعض عبارات أبي مهدي في‬ ‫أحد أجوبته وردوده حيث يقول في وصف الصحابة‪':‬لهم السهم الأوفرى وسلكوا‬ ‫الطريق الأقصدث ولزموا السبيل الأرشدث فهم أئمة السناء‪ ،‬ونجوم الهدى‪ ،‬أعلام‬ ‫الدين ومنار الإسلامث وكلامهم حجّة؛ وسكوتهم حجَة‘ ومخالطتهم غنيمة‪.‬‬ ‫والاستئناس بهم حياة} والاقتداء بهم نجاة‪ ،‬ويل للزائغ عن طريقهم‪ .‬الراغضب عن‬ ‫سنتهم‪....‬كان أبي رحمه الله ينهى من يذكر ما جرى بينهم إلا من يذكر عنهم‬ ‫خيرا‪ ،‬رضي الله عنهم ورحمهم‪ ،‬فهذا اعتقادنا في الصحابة رضي الله عنها‪.‬‬ ‫حيث درس فتح الباري لابن حجر العسقلاني بعد تدريسه شرح مسن الإمام الربيع‬ ‫للسالمي‪ ،‬ودرس كتب الأصول والفقه؛ له دور كبير في النضال ضد الاستعمار الفرنسي كما‬ ‫كان له مشاركات فعالة مع إخوانه من علماء الجزائر في كل أدوارهم‪.‬ر ‪:‬مجموعة باحثين‬ ‫معجم أعلام الإباضية في المغرب‘ ‪ 2/020‬ترجمة رقم ‪.33‬‬ ‫"ا بيوض إبراهيم بن عمر(‪ :)1041/1891‬فضل الصحابة والرضا عنهم ‪ :‬تح‪ :‬بهون بن‬ ‫يوسف بهون‪ ،‬طبع بالقرارة‪ ،‬معهد الحياة‪ ،‬الجزائرث ‪7141‬ه ‪6991‬م‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫"ا المطهري محمد بن سليمان بن بكير (‪ )9141/8991‬من مليكة بغرداية في الجزائرث‬ ‫علامة جليل‪ ،‬تبحر في علوم اللغة والشريعة وفي مقدمتها علم الحديث حيث ألف فيه كتابه‬ ‫فتح المغيث‘ لا تزال أغلب أعماله تراثا مخطوطا‪.‬ر‪ :‬المطهري محمد بن سليمان‪ ،‬فتح‬ ‫ص [‪.‬‬ ‫مقدمة فتح لمغيث‘‬ ‫‏‪١‬لم خغريثك‬ ‫() المطهري محمد بن سليمان بن بكير (‪ ،)9141/8991‬فتح المغيث‘ تح‪ :‬أحمد كروم و‬ ‫ص‪.401‬‬ ‫‪91‬مء‬ ‫اه‪.‬‬ ‫الجزائر ه ‪9‬‬ ‫غرداية‬ ‫المطبعة العربية‬ ‫عمر بازين ط‪1‬ء‬ ‫ا المليكي أبو مهدي عيسى بن إسماعيل (‪ ،)179/4651‬جواب أبي مهدي على سؤال أبي‬ ‫‪61‬ظ‪.‬‬ ‫(مخ) ضمن مجمو عث‪ .‬مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ء رقم ‪3‬‬ ‫علي البهلولي‬ ‫;;بحس‬ ‫حس(‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫صحح‬ ‫وقال محمد بن أبي القاسم المصعبي"ا ‪":‬وندين لله تعالى باتباع كتابه واتباع‬ ‫سنة نبيه محمد يلة وما عليه الصحابة من المهاجرين والأنصار والتابعين وتابعي‬ ‫التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬واعتقادنا في الصحابة رضي الله عنهم أنهم‬ ‫ألا إن حزب اله هغ النشخون»‬ ‫عدول وأنهم أولياء الله وحزبهءلط‬ ‫(المجادلة‪ 85/22)0‬فهذا اعتقادنا وعليه اعتمادنا‪ ،‬فالله ربنا ومحمد نبينا والقرآن‬ ‫إمامناء والكعبة قبلتناء والصحابة قدوتناك وقد مدحهم الله في كتابه في غير‬ ‫موضع"ثا‪.‬‬ ‫ونلمح في تلك العبارات المتقدمة ميلا إلى عموم التعديل وإطلاقه دون تفريق‬ ‫وهو نهج يتجلى أكثر ويبرز مع مرور الزمن خاصة مع التلاقح الفتكري‬ ‫والتقارب المذهبي بين المسلمين؛ ولذلك وجدنا من ثمرات ذلك توجه كثير من‬ ‫العلماء خاصة المتأخرين إلى الوقوف في مسألة الصحابة‪ ،‬وهذا النهج له أنصاره‬ ‫داخل المدرسة الإباضية حتى من المتقدمين‪ ،‬يقول أبو حفص عمرو بن عيسى‬ ‫لتتدميرتيةا ناظما(من الطويل)‪:‬‬ ‫سوى أن مَا ين آلصَحَابّة قه جَرَى‬ ‫قن التماس الغذر في ذاك ألم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫)‪ (1‬المصعبي محمد بن الحاج أبي القاسم بن يحيى الشهير ب«حمُو والحاج»(‪)9211/7171‬‬ ‫عالم جليل من عائلة علمية عريقة أخذ عن أبيه‪ ،‬ترأس الحلقة و مجلس عمي سعيد‪ ،‬كانت له‬ ‫حلقة علم خرجت علماء كبارا‪ ،‬اشتغل بالتأليف فأكثر وأجاد‪ .‬ر‪ :‬أبو اليقظان‪ :‬ملحق السير‬ ‫(مخ) ‪ .1/75 1/740‬الجعبيري‪ :‬البعد الحضاري‪1 ،‬ص‪.37‬‬ ‫(‪7‬ا المصعبي محمد بن الحاج أبي القاسم(‪ ،9211/7171)6‬جواب أبي القاسم على بعض‬ ‫‪ 91‬ضمن مجموعض ‪3‬‬ ‫الطاعنينث (مخ) مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪21.31‬ث‬ ‫ظ‪ 4-‬و‪.‬‬ ‫(ثا التتندميرتي أبو عثمان عمرو بن عيسى»(‪ )1231/4291‬من نفوسة بليبيا‪ ،‬أخذ عن عبد الله‬ ‫بن يحيى الباروني وغيره‪ ،‬كان عالما فقيها‪ ،‬ولغويا كاتباء وشاعرا بارعا‪ ،‬شهد له شيوخه‬ ‫بنبوغه‪ ،‬قام ببث العلم والتأليف‪ .‬ر‪ :‬أبو اليقظان‪ :‬ملحق السير (مخ) ‪ 1/3110‬معمر علي‬ ‫يحيى‪ ،‬الإباضية في موكب‪ ،‬الحلقة الثانية القسم الثاني ص‪231‬؛ ‪.4/432‬‬ ‫حححح=ح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫فذي فتن قد حار فيها ذوو الذهى‬ ‫وأشكل وجة الحق فيها عليهم‬ ‫لذلك كل الناس فيها تَوَرَضُوا‬ ‫ولا فرقة من ذي الوقيعة تسلم‬ ‫فكل ترى تصويب رأي جَمَاعَة‬ ‫ق في الأخرى عنادا وشتم‬ ‫تقول في الشيخين بالإفك عُصنبَة‬ ‫أتاس تَكَلّموا‬ ‫وحيدرة فيه‬ ‫سلامة‬ ‫فإن كنت ذا حزم ‪7‬‬ ‫بيوم به عنة المقيمن تقدم‬ ‫فالك إياك التعصب خوف أن‬ ‫لدى الله كر‬ ‫تنقص ذندتانا‬ ‫ولا تقف أمرا لمنت تَعلَمْ علْمَه‬ ‫لم‬ ‫ولا تتهوئر فالتوقف أن‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫۔‬ ‫وقف عنة نفي الهائيمئ وأنر‪.‬‬ ‫ولا تك وتاب برأيك تَضكُم‬ ‫‪.‬‬ ‫رحم عليهم وارض عَنهم فإنما‬ ‫حقوقهم مَخضً الرضتا الترم("‬ ‫ويقول أبو ستة محمد بن عمر‪ ":‬وإذا تقرر في ذهنك ما حكيناه‪ ،‬واتضح لك ما‬ ‫استدللنا به ونقلناهء علمت أن التعلق بما شجر بينهم رضوان الله عليهم أجمعين‬ ‫تكف وفضول لمن لا يعلم ذلك‪ ،‬حيث كان مما يسع جهله‘ وقد وأجد في‬ ‫الإعراض عن ذلك سبيل منقول عن العدولء فلم يبق في حقهم حينئذ إلا الجزم‬ ‫بالعدالة لأصلها فيهم‪ ،‬من كونهم كلهم أئمة عدولا يقتدى بهم كما نقل ذلك عن‬ ‫["ا معمر الإباضية بين الفرق الإسلامية‪.2/24-34 .‬‬ ‫حجحححح علوم السنة عند الاناضية ___‬ ‫الرسول يلة والإعراض عما شجر بينهه"("ا‪ .‬وعبارة أبي ستة تجمع بين النهي عن‬ ‫الخوض في ما شجر بين الصحابة والإمساك والوقوف في ذلك‘ وبين التصريح‬ ‫وتعميمها ‪.‬‬ ‫بإطلاق العدالة‬ ‫ويقول أبو إسحاق لإيراهيم اطفيشغا‪":‬أما الصحابة فلهم مزية عظيمة وهي‬ ‫مزية الصحبة والذب عن أفضل الخلق يل وإراقة دمائهم في سبيل إعلاء كلمة الله‬ ‫تعالى فيختار الكف عن الحوادث المشؤومة" ويقول أيضا‪ ":‬وإن أمسك لعموم‬ ‫الأحاديث الواردة فيهم وترك الأمر إلى الله فهو محسن"“اء ويقول علي يحيى‬ ‫معترأثا‪ ":‬إن موضوع الصحابة رضوان الله عليهم أجل من أن يكون موضوعا‬ ‫(ؤ التعاريتي سعيد بن يونس(‪ })6531/6391‬المسلك المحمود في معرفة الردودى مرقون‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪.46‬‬ ‫"ا الطفش أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (و‪ 5031/68810‬ت‪ ،)5831/5691‬من بني يسجن‬ ‫بالجزائر‪ ،‬أخذ عن عمه قطب اليمة اطفيش وغيره ورحل إلى تونس فأخذ عن الطاهر‬ ‫بن عاشور وغيره‪ ،‬شارك في تأسيس حزب الدستور التونسي» أبعدته فرنسا عن تونس فتوجه‬ ‫إلى القاهرة‪ ،‬وبها استقر‪ ،‬كان علامة محققا ولغويا أديبا مفلقا‪ ،‬آية في النشاط فكثرة إنجازاته‪.‬‬ ‫حيث أصدر مجلة المنهاج‪ ،‬وألف الكثير من الكتب والرسائل‪ ،‬وحقق العشرات من الكتبث‬ ‫وحرر الردود على المستشرقين‪ ،‬ونشط في دعم النضال ضد المستعمر‪ ،‬ووثق الصلات‬ ‫بالمفكرين والعلماء‪ ،‬وشارك في تأسيس عدد من الجمعيات علاوة على كونه مرجعا للفتوى‬ ‫والعلم‪ ،‬وبالجملة يندر مثله في تنوع نشاطه رحمه الله‪ .‬ر‪ :‬أبو اليقظان‪ :‬ملحق السير (مخ)‬ ‫‪2/3‬ء مجموعة باحثين‪ ،‬معجم أعلام الإباضية(المغرب) ‪ 2/420‬ترجمة ‪.73‬‬ ‫{" معمر علي يحيى ‪ ،‬الإباضية بين الفرق الإسلاميةش ‪.2/54‬‬ ‫“امعسّر علي يحيى (و‪٬7331/9191‬ت‏ ‪ ،)0041/0891‬من نالوت بنفوسة في ليبيا‪ ،‬بدأ‬ ‫تعليمه في ليبيا في حلقات العلم وفي المدارس العصرية‘ رحل إلى جربة للعلم ثم إلى جامع‬ ‫الزيتونة فاغترف منه ثم رحل إلى القرارة في الجزائر وتتلمذ على الشيخ بيوض وغيره‪ ،‬ثم‬ ‫عاد للى ليبيا عالما جليلا متضلعاء ومفكرا تربويا لامعا‪ ،‬ومؤرخا أديبا كاتباى تنوعت أنشطته‬ ‫بين تأليف الكتب والمقالات‪ .‬والنشاط الصحفي والتدريس وبث العلم والفكر يعتبر بحق من‬ ‫أعلام الإباضية في العصر الحديث ولقيت كتاباته قبولا بين الإباضية وغيرهم فهو ممن‬ ‫حملوا لواء التقارب والوحدة بين المسلمين‪.‬ر‪ :‬أمانة الإعلام‪ :‬دليل المؤلفين العرب الليبيين منذ‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫حح=‬ ‫فأصحاب رسول‬ ‫للمهاترات‘ وحديثا للمشاغبات‪ ،‬ودعوة من دعوات العصبيات‬ ‫الله يل هم أولياء كل مؤمن صادق{ وهم أعداء كل منافق‪ ،‬وكما لا يحل لمؤمن أن‬ ‫يحمل لهم ذرة من البغضاء لا يحل له كذلك أن يحارب المسلمين بهم ويزرع‬ ‫الفتنة بين صفوف المؤمنين بدعوى محبتهم والغيرة عليهم‪ ،‬وإذا كان في المسلمين‬ ‫من أي مذهب كان من يحمل لأصحاب رسول الله يل أو لأحدهم أي معنى لا يليق‬ ‫بجلال مركزهم وشرف صحبتهم‪ ،‬فإن عليه أن يطهر قلبه بالتوبة والاستغفار وأن‬ ‫يغسل دنس البغضاء بمحبتهم وولايتهم‪ ،‬فإنه لا ألأم ولا أشد كفرانا ومعصية من‬ ‫إنسان يتطرق إلى قلبه شيء من بغض من أحبه الله ورسوله يل قبل ثلاثة عشر‬ ‫قرنا" إن هذه العبارات مع كونها تنشر عبق تعديل الصحابة‪ ،‬فهي تحمل نيران‬ ‫صواعقها على من حمل في قلبه بغض الصحابة وهكذا يتبين لنا أن الرأي‬ ‫المتخذ الوقوف عما شجر بين الصحابة صار منهج أكثر علماء الإباضية بل‬ ‫يقترب أن يتفق عليه داخل هذه المدرسة‪.‬‬ ‫وأما التعديل فكما رأينا ميل طائفة إلى التعديل المطلق‪ ،‬ونحت طائفة أخرى‬ ‫منحى التقييد في هذا التعديل‪ ،‬فأبو يعقوب الوارجلاني بعد أن ذكر فضل عموم‬ ‫الصحابة قال‪ ":‬والصحيح أن الصحابة كلهم بالحالة الأولى التي ذكرناها‪-‬أي من‬ ‫الفضل والعدالة‪ -‬إلا من ظهر منه ما يخرج به‪ ،‬وقد صدرت منهم أمور من سفك‬ ‫الدماء‪...‬ما لا يخفى على ذي عقل متواتر تواترا يحصل به العلم الضروري ولا‬ ‫بد أن يجعل للتعديل والتجريح مكانا وإن كانوا صحابة"‪.‬‬ ‫ويقول الشماخي "إعلم أن الصحابة كلهم عدول‪ ،‬إلآ من ظهر تجريحها أو‬ ‫ارتدادهثا ث ويقول عمرو التلاتي‪":‬الصحابة‪ ...‬كغيرهم مثل من ليسوا صحابة في‬ ‫الفتح الإسلامي لليبيا لى غاية ‪6931‬ه_‪6791/‬م دار الكتب‪ ،‬طرابلس‪7931 ،‬ه ‪7791‬م‪.‬‬ ‫مجموعة باحثين‪ ،‬معجم أعلام الإباضية‪ 2/692،0 ،‬ترجمة ‪.046‬‬ ‫‪6‬‬ ‫"ماعمر الإباضية بين الفرق الإسلاميةش ‪.2/25‬‬ ‫{‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.941 -1/741‬‬ ‫(‪7‬ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.054‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫عدم تيقن عدالتهم فيبحث عنها في الرواية والشهادة إلا من يكون ظاهر العدالة‬ ‫ومقطوعها كالشيخين رضي الله عنهما"("اويقول في موضع آخر‪':‬وقلنا الصحابة‬ ‫كغيرهم في عدم الجزم بعدالتهم‪ ،‬فإن كانت الواسطة عادلة أو قلنا بعدالة الصحابي‬ ‫قبلؤ وإلا توقف من قبوله'ا‪ ،‬ويقول القطب محمد اطفيش‪":‬الصحابة كلهم في‬ ‫الولاية لأنهم تحت الإمام العدل وهو النبي تلة وتحت الصديق والفاروق‪ ،‬إلا من‬ ‫حضر الفتن وزل فيها ولم يتب"ا وقال ف ىي موضع آخر"‪...‬وهم في الولاية إلا‬ ‫الفتن‬ ‫تحت أيمة العدلث ومن حضر‬ ‫من تبينت منه كبيرة ولم يتب منها‪،‬لأنهم‬ ‫فصوب الضلال برئ منه""‪.‬‬ ‫وقد ناقش نور الدين أقوال الأمة المختلفة في عدالة الصحابة مناقشة حسنة فقد‬ ‫رد قول القائلين بتجريح جميع الصحابة أو قول من قال بجرحهم إلا من قدم عليا‬ ‫في الخلافة وقال‪ ":‬فإن هذين القولين أشنع أقوال المسألة وأبعدها من الحمق‬ ‫لمضادتها قوله تعالى‪ :‬لقد رضي ‪ :‬الأ عن المؤمنين إذ يبَايعُونك تتحت الشَجَر‪ 3‬ة‬ ‫(الفتح‪ )84/81‬وقوله‪ («:‬مُحَسَّة رسول الله والذين مَعَهأشداء عَلى الكفار رحَمَاء‬ ‫َنتَهُمْه(الفتح‪ )84/92‬وكثير من آي الكتاب يقضي بثبوت الفضل والعدالة على‬ ‫الجملةء ولقوله يلة ‪(:‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (ةا"“ا‪.‬‬ ‫وتعقب السالمي القول القائل بإطلاق التعديل سواء قبل الفتن أو بعدها‪ ،‬ناقلا‬ ‫عن صاحب المنهاج أن ذلك مبني على قاعدتين باطلتيد الأولى أن الإمامة مسألة‬ ‫وجاهل مبينا‬ ‫اجتهادية وليست قطعية والثانية كونها تثبت بالغلبة ولو لفاسق‬ ‫"ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.491-591‬‬ ‫”ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.991‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانةث ‪.3/604‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬شرح النيل۔‪.1/9‬‬ ‫{ثا أورده بهذا اللفظ ونسبه إلى النبي ة كل من ابن عبد البر في الاستذكار‪ 4/70 ،‬وأبو عبد‬ ‫الرحمن السلمي في آداب الصحبة۔‪ ،)1/711(291‬وابن حجر في فتح الباري‪.4/75 ،‬‬ ‫ا السالمي شر ح طلعة الشمس‘‪.2/24-34‬‬ ‫عارم السنةعند الا ضية‬ ‫حح<=‬ ‫بطلان ذلك ومؤكدا رأي من ذهب إلى أن هذا القول يبطل ثبوت البغفي وفسق‬ ‫الباغي‪ ،‬والكتاب العزيز مصرح بثبوت البغي وفسق الباغي بقوله‪ :‬وإن طائفتان‬ ‫ن المُؤمذين اقتَتلوا فأصلحو ا بَْنَهْمَا فإن بغت إد اهما على الأخرى فَقَاتلو لتي‬ ‫الله (الحجرات‪ )94/9‬فبين الله حكم الباغية الخارجة‬ ‫تبغي حتى ‪:‬‬ ‫عأنمر الله بأن حكمها القتل‪ ،‬وينهي نقله بعبارة‪ ":‬وكل خارج عن أمر الله حده‬ ‫القتل فهو فاسق قطعا كالكافر فإنه خارج عن أمر الله وحةه القتل حتى يرجع‪.‬‬ ‫وفي هذا كفاية لمن أنصف ولم تجذبه أمراس‪"/‬ا التعصب والهوى إلى التدهده‪)2‬‬ ‫في مهاوي الردى"(ةا‬ ‫ثم يقول السالمي مبينا ترجيحه والقول الذي يتبناه‪ ":‬والقول الفاصل بين‬ ‫الخصوم في هذا المقام؛ وهو المطابق لظاهر الكتاب والسنة أن نقول إنهم جميعا‬ ‫عدول إلا من ظهر فسقه منهم قبل الفتن‪ ،‬أما بعد الفتن فمن علم منه البقاء على‬ ‫السيرة التي كان عليها رسول الله يلة فهو عدل مطلقاث ومن لم يعلم منه البقاء على‬ ‫تلك السيرة فلا يسارع للى تعديله حتى يمتحن ويختبر لكثرة اختلاط المفتتنين‬ ‫واختلاط الموفين بغيرهم‪ ،‬ولكن هذا في من لم يعلم بقاؤه على‪ :‬العدالة فلا معنى‬ ‫لامتحان من علم منه البقاء على العدالة“ا‪.‬‬ ‫واستدل نور الدين السالمي على قوله الذي يراه جامعا للأقوال؛ فصلا فيها‪.‬‬ ‫بظواهر الكتاب والسنةث فمن الكتاب قوله تعالى‪ :‬لمُحمَُحمَسََة رسول اله و الذين مَعَهُ‬ ‫أشداء على الكفار رحَمَاء بَيْنهْمه(الفتح‪ )84/92‬وغيرها من الآيات المقتضية‬ ‫تعديل الصحابة\ وأما السنة فكقولهيل‪(:‬أصحابي كالنجوم ‪ ،)...‬وبفعل النبي فة‬ ‫"ا يطلق أمراس على الحبال لتمرس اليد عليهاث ولعل مراد السالمي هنا حبال التعصضب‬ ‫وروابطه‪ .‬ر‪ :‬ابن منظور لسان العرب مادة مرس‘ ‪.6/612‬‬ ‫كا أي السقوط والتدحرج والوقوع من الأعلى إلى الأسفل‪ .‬ر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان الصرب‬ ‫مادة دهدهش ‪.31/984‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس على الألفية‪.2/34 .‬‬ ‫ام‪.‬س‪.2/44 ،‬‬ ‫۔۔۔۔‬ ‫!)‬ ‫علوم السنة عند لاا ضية ===(‬ ‫يصحح‬ ‫فإنه كان يقضي بشهادتهم وأبو بكر في خلافته وعمر في صدر خلافته‪ .‬فلولا‬ ‫ثبوت العدالة لهم ما حكموا بشهادتهم من غير تعديل‪ ،‬ثم يقول السالمي‪ ":‬ثم نصب‬ ‫عمر المزكين بعد أن كثرت الخيانات في الناس وظهرت شهادات الزور‪ ،‬أخذا‬ ‫بالاحتياط وتمسكا بالحزم ونثبتا في أمر الله فعلمنا أن حكمهم قبل الفتن مخالف‬ ‫لحكمهم من بعدها والله أعله"‪).‬ا‪.‬‬ ‫ونرى هذا القول عند بعض من جاء بعد السالمي كخلفان بن جميل السيابي‬ ‫الذي يختصره بقوله‪":‬والصحيح أنهم قبل الفتن عدول‘ إلا من ظهر منهم ما يقدح‬ ‫في العدالة وبعد الفتن كذلك"(ا ‪ 9‬وهذا التقييد أيضا مبني على جواز التبدل في‬ ‫حياة الإنسان عموما والصحابة كسائر البشر في ذلك‪ ،‬يقول أبو ستة‪ :‬ومن كفر‬ ‫بخ لك (النور ‪ )42/55‬استدل بهذه الآية في كتاب الستير على جواز التبديل‬ ‫والتغيير في حق الصحابة ‪-‬رضي الله عن الموفين منهم إلى الممات"ة‘‬ ‫وهؤلاء‪ .‬الذين نقلنا عنهم تقييد التعديل المتقدم نجد لهم حسن الثناء على جملة‬ ‫الصحابة‪ ،‬وهذا ما أردته في إثنارتي في بداية الحديث فإنه لا ينبغي الخلط بين‬ ‫قضية التعديل وتقييده فذلك منهج أصولي‪ -‬عني بعض العلماء بتفصيله“ا‪ -‬وبين‬ ‫حسن تنائهم العاطر على الصحابةء بل ونهيهم عن الوقوع في تجريح الصحابة‬ ‫وسنقف على بعض عباراتهم المعبرة لذلك‪.‬‬ ‫(م)‪.‬س‪.2/44 ،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪2‬ا السيابي‪ ،‬فصول الأصول ص‪.653‬‬ ‫( السدويكشي القصبي أبو ستة محمد بن عمر(‪ 8801/7761)6‬حاشية أبي ستة على رسالة‬ ‫تلميذه علي بن سالم بن بيان الجربي في التوحيد‪(،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪ ،‬غيزن‪،‬‬ ‫جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ت)ى ص‪.05‬‬ ‫“اممن عني بهذا الجانب وفصل فيه الحديث‪ ،‬وعرضه عرضا علميا دقيقا وبحثه بحثا‬ ‫عميقا‪ .‬وبنقس علمي مؤصل ‪ ،‬العلامة أبو بكر الكندي في كتابه التخصيص‘ ومن خلال‬ ‫وقوفي عليه رأيت أنه بحث نفيس‪ ،‬ولا يزال مخطوطا! لعل همة أحد الباحثين تتصرف إليه‪.‬‬ ‫فتكشف الكنز العلمي الذي فيه‪ .‬ر‪ :‬الكندي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪)755/2611‬‬ ‫التخصيص (مخ) مكتبة سالم بن حمد الحارثي" (د‪.‬ت) صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫‪;٫:‬جہ_۔‏‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ح(‬ ‫حح=‬ ‫على أن هذا لا يعني عدم وجود خط متحمس لبعض الأحداث التي وقعصتث‬ ‫فمالوا إلى العبارة المتشددة في هذه المسألة فخرجت منهم عبارات لا نقبلهاء‬ ‫وأنكر عليه غيرهم من العلماء ذلك لكن هؤلاء قليلوا العدد‪ ،‬وإن كان لايمكن‬ ‫عند الطرح الموضوعي أن لا نشير إليهم‪ ،‬كما أننا لا نقبل بالمقابل محاكمة جملة‬ ‫هذه المدرسة من خلال مواقف لا تعدو كونها عبارات أفراد عند مقارنتها بباقي‬ ‫عبارات رجال هذه المدرسة وعلمائها‪.‬‬ ‫ومن هولاء أحمد بن النضر" في لاميته‪ ،‬وفيها كلام قاس في حق عثمان‬ ‫وعليثا‪ ،‬كما وجد كلام عند القلهاتيثا والبرادي ويندر وجود كلام عن غيره‬ ‫بمثل مستواه‪ ،‬فنجد عند إسماعيل بن موسى الجيطالي إشارة في مسائل الولاية‬ ‫() السمائلي أحمد بن سليمان بن عبد الله بن النضر(‪ )096/1921‬من سمائل بعمان‪ ،‬كان‬ ‫علامة عصره ووحيد دهره نشأ في بيت علم وفضل‪ ،‬اشتهر ابن النضر بحافظته القوية‬ ‫وذهنه الوقاد‪ .‬وتبحره الواسع في علوم الشريعة واللغة‪ ،‬يروى أنه كان يحفظ من شعر‬ ‫العرب المتفرق أربعين ألف بيت غير القصائد الطوال‪ ،‬أوتي براعة في النظمث حتى أطلق‬ ‫عليه لقب أشعر العلماء وأعلم الشعراء‪ ،‬قتله أحد ملوك بني نبهان الجورة وهو خردلة بن‬ ‫سماعة النبهاني‪ ،‬وأحرق مكتبته‪ ،‬ولم يبق من كتبه إلا اليسير‪ .‬ر‪ :‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪.‬‬ ‫‪. .1‬‬ ‫(‪2‬ا السمائلي بن النضر احمد بن سليمان بن عبد الله(‪ ))096/1921‬لامية ابن النظرس(مخ)‪٠‬‏‬ ‫مكتبة سالم بن حمد الحارثي‪ ،‬المضيرب‪ ،‬عمان‪ ،‬د‪.‬ت‘ لدى الباحث صورة منها ص‪.2‬‬ ‫(‪ (3‬القلهاتي ا لأزدي أبو عبد الله محمد بن سعيد (ق‪ )6/21‬يعد أحد أبرز علماء النصف الثاني‬ ‫من القرن السادس الهجري في عمان‪ ،‬كان علامة فقيها‪ ،‬وأصوليا متكلماء ومؤرخا شاعرا‪.‬‬ ‫ولغويا أديبا‪ ،‬ألف عددا من المؤلفات أهمها كتاب الكشف والبيان‪ ،‬تتسم مؤلفاته بالعمق و‬ ‫التوسع‪ ،‬وتصدر للمنافحة عن كثير من القضايا العلمية والردود ‪ .‬ر‪:‬البطاشي‪ ،‬إتحاف الأعيان‪،‬‬ ‫‪1/213‬ء الخصيبي‪ ،‬شقائق النعمان‪.1/92 ،‬‬ ‫ار‪ :‬القلهاتي الأزدي أبو عبد الله محمد بن سعيد (ق‪ ،)6/21‬الكشف والبيان‪( ،‬مخ) مكتبة‬ ‫الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪23‬ك‪ .‬ص‪341‬و‪351٠‬ظ۔‏ البرادي أبو‬ ‫القاسم بن إبراهيم‪ ،‬الجواهر المنتقاة في ما أخل به كتاب الطبقات‪ ،‬ص‪ 45‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)حج‬ ‫عار السنة عند الاإناضية ح(‬ ‫حح=‬ ‫والبراءة‪ ،‬لكنه لم يزد أن أورد رواية أخرجها الطبراني وغيرها" ولم يعلق‬ ‫عليها(‪2‬ا ‪.‬‬ ‫ومن العلماء الإباضية من يتجنب الخوض في أمر عثمان وعلي ولكنه لا يقبل‬ ‫اتباع النهج ذاته في معاوية وعمرو بن العاص فينقدهما في ما حصل بسببهما ‪-‬‬ ‫كما يراه‪ -‬من فتنة وفرقة وخلاف ومن أمثلة هؤلاء العلماء ابن سلام وغيرها‪.‬‬ ‫ومع هذا فإن ما يوجد في التراث الإباضي من كلام في قضية الصحابة لو جمع‬ ‫كلها لا يساوي شيئا مما تكلم به غيرهم "© بل نجد أن بعض علماء الإباضية‬ ‫!ا الرواية هي حديث لفظه ‪ ":‬لعن الله الراكب والقائد والماشي" ولا نحب الكلام عنها ولا‬ ‫التعليق‪ ،‬فمن شاء التبين لها فليراجع‪ :‬الطبراني‪ ،‬المعجم الكبير ‪‘3/170.‬ح(‪)8962‬‬ ‫(‪2‬ا ينظر‪ :‬الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪ :)057/9431‬قواعد الإسلام‪ ،‬تح‪ :‬حاج‬ ‫موسى بشير‪ ،‬المطبعة العربيةى ط‪8141 ،1‬ه‪8991/‬م‪.1/171،102٠‬‏‬ ‫(‪ )3‬من ذلك قول ابن سلام‪ ":‬وظهر أهل الباطل من أصحاب معاوية على أهل الحق‪ ،‬فاختفى‬ ‫المسلمون بالحق الذي تمسكوا به"‪ .‬ر‪ :‬ابن سلام‪ :‬بدء الإسلامء ص‪.621‬‬ ‫ا يمكن للباحث المنصف نتبع كتب المذهب الإباضي التي تعرضت للفتنة التي وقعت بين‬ ‫الصحابة‪ ،‬وسيجد أن ما ذكروه قليل وهين بالنسبة لما ذكره غيرهم من الفرق‪ ،‬ولعل كثيرا‬ ‫منه مستقى من مصادر غيرهم‪ ،‬ونحن اليوم نقف في هذه المسألة‪ ،‬ولا ندافع عن مقالات‬ ‫قيلت‪ ،‬وكذلك لا نغطي ما قيل زاعمين بأنه لم يقل‪ ،‬كما أننا لا يمكننا تخطئة أحد ولا تصويبه‬ ‫ولا البحث عن اعتذار لقول قيل هنا أو هناك‪ ،‬بل نقول بالقول القائل بالإمساك عن الخوض‬ ‫في هذه المسألة برمتها فلا يحاسبنا أحد عليها‪ .‬وهو نهج جميع علماء الإباضية وباحثيهم‬ ‫اليومؤ كما أنه نهج خط واسع منهم من قبل‪ ،‬وبقدر ما نحب التزام موضوعية الطرح نأمل‬ ‫من مخالفي الإباضية البحث في كتبهم بعين الإنصاف‪.‬‬ ‫ومن المصادر التي تعرضت لموضوع الصحابة أيضا‪ :‬الخروصي أبو المؤثر الصلت‬ ‫بن خميس(‪ ،)872/298‬سيرة أبي المؤثر‪ ،‬مطبوعة ضمن السير والجوابات‘ تحج‪ :‬سيدة‬ ‫إسماعيل كاشفث مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪ .‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪6041‬ه ‪6891‬م‪ .2/113: 22703 .‬الكندي أبو بكر أحمد‬ ‫بن عبد الله بن موسى كتاب التخصيص» (مخ) ص‪ 51‬وما بعدها‪ ،‬الإزكوي سرحان بن عمر‬ ‫بن سعيد‪ ،‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء من ص ‪ ،112-922 212-8120‬الرقيشي أحمد‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫حين يتعرض لهذا الموضوع يطرحه بأسلوب المعاتبة ومن أمثلة ذلك أبو مسلم‬ ‫الرواحي )‪(2‬‬ ‫بن عبد الله مصباح الظلام شر ح دعائم الإسلام‪(،‬مخ)‪21 ،‬و‪42-‬ظ‪.‬‬ ‫ا لن الباحث في كتب الفرق يجد الكثير من الكلام في هذا الموضوع حتى في كتب بعض‬ ‫علماء الأشاعرة‪ ،‬فقد أوردت جملة من مصادرهم أحداثا كثيرة وقعت بين الصحابة ولا نحب‬ ‫الخوض في هذه المسألة وإنما نورد أسماء المصادر التي استفاضت في هذا الموضوعح ليعلم‬ ‫الواقف عليها أن كل الأمة تكلمت في هذا الموضوع‪.‬‬ ‫ومن هذه المصادر‪ :‬الزهري محمد بن سعد بن منيع( كان حيا في‪.)3521/7381:‬‬ ‫الطبقات الكبرى‪ ،‬دار صادر بيروت‘ د‪.‬ت‘ ‪ 3/46‬وما بعدها‪ ،‬الدينوري ابن قتيبة أبو محمد‬ ‫عبد الله بن مسلم(‪ ))672/098‬الإمامة والسياسة‪ ،‬تح‪ :‬علي شيري‘ ط‪1‬ء دار الأضواءء‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنانث ‪0141‬ه‘ ‪0991‬مث ص‪ 521-441 88-3010 {64-85‬وما بعدها‪ ،‬ابن‬ ‫الأذير الكامل في التاريخ ‪ 03/24‬فما بعدها ‪3/3064/432-242‬ے الذهبي شمس الدين محمد‬ ‫بن أحمد (‪)847/4731‬ء سير أعلام النبلاء(سير الخلفاء الراشدين) تح‪ :‬بشار عواد معروف‪،‬‬ ‫ط‪ ‘2‬مؤسسة الرسالةث ‪8141‬ه_‪7991‬مث ص‪581‬س‘ ‪.102 5910 4910 8810 6810‬‬ ‫وغيرها من الكتب الكثيرةالتي لا يتسع المقام لعرضها‪.‬‬ ‫يعتبر أبو مسلم ناصر بن سالم الرواحي أحد الذين تناولوا قضية أهل النهروان‪ ،‬ولقد‬ ‫رثاهم في عدة قصائد وبأسلوب راق‪ ،‬بعيد الأثر‪ ،‬عميق الفكرث صادق الذكر‪ ،‬بليغ النظمء‬ ‫ووجه عتابا لسيدنا علي كرم الله وجهه‪ ،‬ومع أن مصاب الإباضية جلل بأهل النهروان‪ ،‬إلا أن‬ ‫أبا مسلم طالعنا بعتاب لطيف مؤثر للغاية‪ ،‬في قصدية طويلة حوت ثلاثين ومائتي بيتث‬ ‫اقتطفنا منها بعض أبياتها بغير ترتيب وهي(من الطوين) ‪, :‬‬ ‫ندور‬ ‫بالمَششعرين‬ ‫قت‬ ‫عَقَائر !‬ ‫النهرو ان‬ ‫على جنبات‬ ‫جزور‬ ‫لسيرين‬ ‫كما حرت‬ ‫بضحوة‬ ‫أبد خيار المسلمين‬ ‫تطير‬ ‫جون بالتحكيم لله وخةه ‪ 3‬وهاسُهُم تحت المَجاج‬ ‫فن شب ةالله فه غيور‬ ‫قيا أمة المختار هل فيك غيرة‬ ‫قير‬ ‫وتاصره بالنهروان‬ ‫وا لرجال الله أن مُحَمد‬ ‫لما قر عينا أو يزول ثبير‪:‬‬ ‫ولووقعَة كانت بعين محمد‬ ‫ولله في تلك الصشثذور بخور‬ ‫فمن لصنثور الخيل فوق صدور هم‬ ‫ه‬ ‫ء | ‪.‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫ه‬ ‫‪4 2¡3‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وأنت أخو ه و الغدير خدير‬ ‫غودرت‬ ‫الستوابق‬ ‫أي‬ ‫أبَا حخسن ن‬ ‫‪;٫:١‬ج‏‬ ‫عالور السنة عند الا ضية ح‬ ‫حح<=‬ ‫ونحن في هذا المقام لا ندافع عن الإباضية قدر ما نحاول وضع القضية في‬ ‫حجمها الحقيقي من خلال ما رأيناه في فكر هذه المدرسة وتراثها ونرد التضخيم‬ ‫لهذه المسألة عند مخالفيهم الذين حملوا عليهم بأنهم يطعنون في الصحابة‪ ،‬وإن كنا‬ ‫ننتسب لهذه المدرسة‘ فإننا نشهد من خلال تربيتنا فيها أننا لم نسمع صوت من‬ ‫يسب الصحابة أو يطعن فيهم‪ ،‬لا من عوام الناس فيهم فضلا عن حملة العلم فيهم‪.‬‬ ‫وقد أكد هذه الحقيقة قطب عمان في عصره نور الدين السالمي إذ يقول‪:‬‬ ‫فهذه بلاتتا لا تقى فيها لسب الصتخب قط طة‬ ‫مع كل عالم ومع كل غبية"‬ ‫وهكذا كل بلاد المذهب‬ ‫وإذا كان النهج السائد عند علماء الإباضية اليوم هو التوقف والسكوت في هذه‬ ‫المسألة‪-‬وهو الموقف الذي نراه أسلم وأحوط وأقرب إلى التقارب بين المسلمين‬ ‫ومد جسور الثقة بينهم‪ -‬فإن الإباضية يطالبون غيرهم من مخالفيهم احترام أهل‬ ‫النهروان وفيهم عدد كبير من الصحابة لذا فإن على الأمة معاملة جميع الصحابة‬ ‫كأنك زتراغ وهن بذور‬ ‫فمَالك والأبرَار تنثر هَامَهم‬ ‫‪.‬‬ ‫بالئكا ع جدير‬ ‫بلى فانك خطب‬ ‫وتنكي علنهيم‬ ‫ذروتهم حَصفاً‬ ‫كأن دماء الشؤمنين خمور‬ ‫عليا ا أبيرالشؤمنين ببقية‬ ‫انت على أي الذنوب تكير‬ ‫سمعناك تنفي شركهم ونفاقهُم‬ ‫ومنهم جَحُوة بالإله كفور‬ ‫وما الناس إلا مُؤمن أو نافقة‬ ‫ينكر‪:‬‬ ‫هم‬ ‫شحكم‬‫جحُوة وهذا ال‬ ‫ومذ قلت ما فينهمفاق ولا بهم‬ ‫وأنت ببأهأخكام الدماء تصير‪:‬‬ ‫يل أوجب الإيمان سفك دمائهم‬ ‫خطير‬ ‫مَا له‬ ‫دما ء‬ ‫بحفظ‬ ‫مُحَمد‬ ‫عم‬ ‫حَفيا يا ابن‬ ‫‪7‬‬ ‫لمزيد من معرفة ا لأبيات العتابية ضمن القصيدة النهروانية انظر‪ :‬الرواحي أبو مسلم‪ ،‬ديوان‬ ‫‪.3‬‬ ‫ص‪82-1‬‬ ‫أبي مسلم‪،‬‬ ‫"ا السالمي نور الدين أبو محمد عبد الله بن حميد(‪ ،2331/4191)6‬منظومة كشف الحقيقة‬ ‫‪.3‬‬ ‫ا ه‪.-‬‬ ‫‪324‬‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫سلطنة‬ ‫السيب‬ ‫مكتبة الضامري‪،‬‬ ‫ط‪.2‬‬ ‫الطريقة‪،‬‬ ‫جهل‬ ‫لمن‬ ‫ص‪.92‬‬ ‫علوم السنة عند ‪ .1‬ضية‬ ‫ح‬ ‫بمعيار واحد(‪.‬ا‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪:‬‬ ‫سبق أن ذكرنا أن الثناء الحسن العاطر ظاهر في كتابات علماء الإباضية بارز‬ ‫في ما دونوه وذكرنا طرفا منه‪ ،‬واستكمالا لبيانه وكشف هذا الجانب تجنبا للبس‬ ‫الحاصل عند بعض المسلمين بأن الإباضية يطعنون في الصحابة‪ ،‬نحب إيراز هذا‬ ‫الجانب بمزيد من التفصيل‘ وقد سبق أن ذكرنا بعض العلماء الذين قالوا بالتعديل‬ ‫المقيد‪ ،‬ففننببدأدأ بعباراتهم التي تبين ثناءهم وإجلالهم للصحابة‪ ،‬يقول أبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني‪ ":‬اعلم أن أصحاب رسول الله يل هم بالحالة التي ذكرهم الله عز وجل‬ ‫عليها من العدالة والطهارة والنزاهة والثناء والمدحة قال الله عز وجل ‪:‬لإكنتم‬ ‫خير ألة أخرجت للناس تَأسرون بالمعروف وتنمون عَن النكر»(آل‬ ‫عمران ‪)11 30‬وقال عز من قائل‪:‬لإوكذلك جَعلَْاكُمْأمة وستطاً لتكونوا شهداء على‬ ‫الناس ويكون الرسول عيكم شهيد آه(البقرة‪ )2/341‬وقال «سُحَّة رسول الله‬ ‫والذين مَعَةأشداء على الكفار رحَمَاء تهم (لفتح‪ )84/92‬وقال أيضا‪ :‬لقد‬ ‫رضي ] الل عن المؤمنين ذ يُبَايعُونك تتخت الشْجَرَةة فعلم ما في قلوبهم فأنزل‬ ‫السكينة عليهم وأثابهُمْ فنحاً قريباًه(الفتح‪. 7 84/81‬‬ ‫(" للتفصيل في معرفة المشاركين في النهروان من الصحابة انظر‪ :‬السابعي ‪ ،‬الخوارج‬ ‫والحقيقة الغائبة‪ .‬ص‪.57-58‬‬ ‫وللدكتور محمود إسماعيل دراسة مَحّص ]فيها الرو ايات التاريخية حول قضية أهل‪.‬‬ ‫النهروان وخلص إلى الظلم التاريخي الذي ألحق بهم‪ ،‬وقنة جل التهم المنسوبة إليهم؛ وهذه‬ ‫الدراسة وغيرها من الدراسات جديرة بالإشهار‪ ،‬دفعا لظلم تاريخي ظل يلقى على أهل‬ ‫النهروان‪ ،‬لا لشيء إلا أنهم لم يكن لهم قوة سياسية تدافع عنهم‪ ،‬كما كان لأنصار الإمام علي‬ ‫من شيعته‪ ،‬وكما كان لحزب معاوية من أنصار‪ .‬ر‪ :‬ابن إسماعيل محمود (معاصر)‪ ،‬قضايا‬ ‫في التاريخ الإسلامي(منهج وتطبيق)‪ ،‬ط‪ ‘2‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬نشر دار الثقافة‪ ،‬الدار‬ ‫البيضاء المغرب ‪1041‬ه ‪1891‬م" ص‪.43-19‬‬ ‫(‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.941 0 741 /1‬‬ ‫۔ح_[‪;::‬ہ۔‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫غير ما‬ ‫ويقول الشماخي‪ ":‬والصحابة قدوتنا وقد مدحهم الله في كتابه في‬ ‫موضع قال الله تعالى‪ « :‬السابقون الأوَنون من المهاجرين والأتصار والذين‬ ‫اتتشوهم بلإخستان‪( 4‬التوبة‪ 001)6/‬وقال تعالى‪ « :‬مُحَئة رئول‬ ‫لله‪ ....‬ه(الفتح‪ 84/92)6‬وقال‪ « :‬تكن الرسول والذين آشوأ مَمَة جاهذوا‬ ‫بأموالهم وأنفسهم‪( ...‬التوبة‪ 9/88)6‬إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة‬ ‫في مدحهم خصوصا وعموم"("‪ 8‬ويقول أيضا"'ونعتقد فيهم أنهم عدول يهتدى بهم‪،‬‬ ‫وأنهم أولياء الله وحزبه ««أنَا إن حزنب الله هم الملحون (المجادلة‪85/22)"2‬ا‪.‬‬ ‫ويقول سعيد بن علي الجربي‪ ":‬ونحن قلدنا كتاب الله الذي هو الحجة البالفة‬ ‫والمعجزة القائمة على وجه الزمان وسنة رسوله فة المبينة له بوسيلة أنسة‬ ‫راشدين مرشدين هادين مهتدين من لدن أصحاب رسول الله ة ورضي الله عنهم‬ ‫الذين هم الحجة على الأمة ثم‪ "...‬ة)‪.‬‬ ‫ويقول يوسف بن مُحسّد المصعبي‪":‬المذهب مسند بالتسلسل للصحابة ‪-‬رضي‬ ‫الله تعالى عنهم‪ -‬وإلى النبي © وقد علمتم ما ورد في فضلهم؛ مثل قوله‬ ‫‪(:‬خير القرون قرني ثم الذين يلونهم) “ا‪ ،‬وقوله فة‪( :‬لا تسبوا أصحابي فلو أن‬ ‫أحدكم أنفق مثل جبل أحد ما بلغ ‪ )...‬ا‪ ،‬وقوله فه‪( :‬الله الله في أصحابي لا‪.‬‬ ‫تتخذوهم غرضا بعدي؛ فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم؛‬ ‫() الشماخي‪:‬الرد على الغدامسي»(مخ)ى ص‪.7-8‬‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.8‬‬ ‫(ثا الجربي سعيد بن علي‪ ،‬أجوبة سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص ‪. 23-33‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب فضائل أصحاب النبي‪...‬‬ ‫‪ 1543)6( (33310543‬ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب فضل الصحابة‬ ‫ثم الذين يلونهم‪.)4/4691(5352...‬‬ ‫ثا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب فضائل الصحابة؛ باب قولا النبي‪3/3431 ...‬‬ ‫(‪ 0743)6‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب فضائل الصحابةش باب قوله‪.)4/7691(0452 ...‬‬ ‫عذر السنة عند الإباضية‬ ‫يح‬ ‫ومن آذاهم فقد آذاني‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى الله) (;ا‪ ،‬في أحاديث كثيرة في عمومهم‬ ‫وخصوصيم تركتها خوف الإطالةث فنسأل الله أن يثبتنا على طريقتهم التي عليها‬ ‫نحيا ونموت"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويقول أبو مهدي عيسى بن إسماعيل في رسالة ردا على متهم الإباضية‬ ‫فيها‪":‬فنبدأبمسألة الصحابة رضوان الله عليهم‪ ،‬وذلك قولك بلغفا عنكم أنكم‬ ‫تبغضون الصحابة\ فيا سبحان الله! كيف نبغض الصحابة مع ورود النصوص‬ ‫في فضائلهم‪ ،‬والثناء عليهم كتابا وسنة‪ ،‬يأبى الله ذلك والمسلمون‪ ،‬بل هم عندنا في‬ ‫الحالة التي ذكرهم النه عليها من العدالة والتنزيه والطهارة والثناء والمدحة"(اث ثم‬ ‫استشهد أبو مهدي بالآيات التي تقدمت‘ كما استشهد ببعض الأحاديث قائلا‪ ":‬وهم‬ ‫بالحالة التي وصفهم‪ .‬بها رسول الله فقة إذ قال‪ (:‬إن الله قد اختار لي أصحبباء‬ ‫فجعل لي منهم أصهارا وأختاناى فمن سبهم فعليه لعفة الله والملائكة والناس‬ ‫أجمعين) (ا وقال فقه أيضا‪(:‬لا تؤذوني في أصحابي‪ ،‬فلو انفق أحدكم ملء‬ ‫الأرض ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة) اء وقال فه أيضا‪ (:‬عليكم بسنتي‬ ‫وسنة الخلفاء من بعدي) ا‪ ...‬وغير ذلك من المدح والثناء عليهم‪ ،‬اللهم زدنا‬ ‫‪(7) .‬‬ ‫حبهم‪ ،‬واحشرنا في زمرتهم‪ ،‬يا أرحم الراحمين‬ ‫("ا أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬كتاب المناقب‪ 5/696(2683)0 ،‬وأحمد في المسند في بقية‬ ‫حديث مالك بن الحويرث‘ ‪.)5/45(86502‬‬ ‫{‪2‬ا المصعبي يوسف بن محمد ‪ 0‬الرد على أحد المخالفين‪(.‬مخ) ص‪.03‬‬ ‫() أبو مهدي" جواب أبي مهدي على البهلوليث ‪61‬ظ‪.‬‬ ‫(‪ )4‬أخرجه الحاكم في المستدرك‪ ،‬كتاب معرفة الصحابة؛ ذكر عويم بن ساعدة‪3/237 .‬‬ ‫(‪ 6566)6‬وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني‪ ،‬حديث عويم بن ساعدة‪.)4/(6491...‬‬ ‫{ث) تقدم تخريج مثيل هذا الحديث وهو(لا تسبوا أصحابي‪ )..‬ص‪.533‬‬ ‫©ا أخرجه الحاكم في المستدرك ضمن حديث طويل كتاب العلمث ‪ ،1/571(133)6‬وابن ماجة‬ ‫في سننه‪ ،‬أول كتاب السنن‪ ،‬باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين‪ ،)1/61(34 ،‬وأخرجه محمد بن‬ ‫نصر المروزي في السنة مختصرا بهذا اللفظ‪ ،‬باب حدثنا محمد بن يحيى ‪.)1/72(27‬‬ ‫ا أبو مهدي‪ ،‬جواب أبي مهدي على البهلولي‪61 ،‬ظ‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححجح‬ ‫‪ .‬ويقول أبو الربيع الحيلاتي‪ ":‬وأما الإنكار على بعض الصحابة فكذب وفرية‬ ‫النبي‬ ‫محمد‬ ‫سيدنا‬ ‫وسلم على‬ ‫النبي ن ‪ :‬اللهم صل‬ ‫على‬ ‫كيفية صلاتنا‬ ‫علينا ‪ 06‬و هذه‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫و أصحابه"‬ ‫وعلى آله‬ ‫الأمي‬ ‫الله عنهم‬ ‫ويقول الدرجيني ‪'":‬أصحاب رسول الله ث وفضيلتهم رضي‬ ‫وأسماؤهم ومزاياهم أشهر‪ ،‬من أن نحتاج إلى تعدادهم‪ ،‬فهم نجوم الهدى"‬ ‫ومصابيح الدجى إلخ'‪2‬ا‪.‬‬ ‫وجاء بعد هؤلاء الأعلام الذين نقلنا طرفا من كلامهم عالم جليل القدر هو‬ ‫بيوض بن إيراهيم؛ بحث هذه المسألة بنفس طويل‪ ،‬وبكلام نفيس‪ ،‬جعل منهجه‬ ‫لوقوف عما شجر بين الصحابة والرضى عنهم سالكا سبيل التدليل على عظيم‬ ‫‪ 6‬في مجموعة من الدروس‬ ‫فضلهم‪ ،‬وحميد ذكرهم من كتاب الله وسنة رسوله‬ ‫أخرجت في كتاب مطبوع‘ ويجدر بنا عرض بعضا من تحليله وبيانه فهو مع‬ ‫كونه نفيسا ملائم في هذا المقام‪ ،‬وقد ذكر في بداية كلامه مجموعة من الآيات‬ ‫استدل بها في بيان فضل الصحابة‪ ،‬منها الآيات الدالة على فضل المهاجرين‬ ‫والأنصار‪ ،‬وقد ربط بيوض بين قول الله‪ (:‬إن الذين آمنوأ وَهاجرئوأ وَجَاهذوأ‬ ‫بأموالهم وأنفسهم في ستبيل الله والذين آووأ وتصتروأ أوتئك تخصهم أولياء‬ ‫تغض (الأنفال‪ 8/27)6‬وقوله تعالى‪ :‬والذين آمنوأ وَهَاجَروأ وَجَاهئوأ في سبيل‬ ‫اله والذين آووأ تصتروأ أولئك هغ المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق‬ ‫كَريمه(الأنفال‪ 8/47)6‬ثم يقول‪":‬فالجماعة التي ذكرناها في الآية الأولى هي نفسها‬ ‫التي كرتر ذكرها في الآية الثانية ليحكم عليها بهذا الحكم الذي لا ينقض أبداً‪ ،‬لأن‬ ‫لل تعالى لا يبدل القول لديه'(ةا ثم بين بعض اللفتات والمعاني يجدها المتأمل‬ ‫للآية ث منها أنه تعالى وصفهم بقوله‪ :‬لأولئك هم المؤمنون حقه فأشار إليهم‬ ‫بلفظ يدل على البعيد «(أوَئكه تشريفاً لهم وتعظيماً وهذا أبلغ وأعظم من مثل‬ ‫"ا معمر‪ :‬الإباضية بين الفرقث ص‪.082‬‬ ‫كا الدرجيني‪ ،‬طبقات المشائخ بالمغرب‘‪.1/6‬‬ ‫الصحابة والرضا عنهم‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫لير اهيم بن عمر ‪ 4‬فضل‬ ‫)‪ (3‬بيوض‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫لفظاهؤلاء"‪ ،‬كما أنه عظمهم بضمير الفصل «[هميه‪ ،‬وعظمهم بقوله «(المُؤمنونيه‪.‬‬ ‫فحكم عليهم بالإيمان بلفظ التعريف‪ ،‬في جانب من الروعة والبلاغة والإشارة إلى‬ ‫عظمتهم وفضلهم‪ ،‬ثم زاد على الوصف لفط«حتام وهي كلمة لها وزنها ودلالتها‪.‬‬ ‫فالله حكم عليهم بالإيمان الحق‪ ،‬حكما لا معقب له‪ ،‬وقضاء لا نقيض له" وجزاء‬ ‫الإيمان المغفر ة("ا‪.‬‬ ‫ويقول بيوض إبراهيم‪ ":‬ثم بين جزاءهم بقوله‪ :‬طله مغفرة ورزق كريمه‪.‬‬ ‫والمغفرة تكون ‪ -‬فيما نفهم؛ وفيما تدل عليه كلمة حقا ‪ -‬لما مضى ولما يأتي‪.‬‬ ‫وتنبهوا جيدا لهذه النكت‪2( "...‬ا ثم يبين بيوض ليراهيم أنه بذلك يمكن إدراك قول‬ ‫العلماء‪ :‬إرم البدريين لا تقع ذنوبهم إلا مغفورة‪ ،‬وقال‪':‬فقد وعدهم الله تعالى‬ ‫بالمغفرة مسبقاًى ولو كان ما ارتكبوه يستلزم التوبة ما وعدوا المغفرة فإن الله‬ ‫يتوب عليهم كما قال‪ :‬ثم تاب عليهم لوبو ه(التوبة‪ )1 ,9/8‬يعني‪ :‬يوفقون ل‬ ‫التوبة والاستغفار‪ ،‬ولا يصرون على ذنب؛ فالمغفرة حقت لهم‪ ،‬وكأنها حق‬ ‫من حقوقهم كما أنه ينبغي أن لا ننسى تنكير كلمة لمخفر ة‪ .‬فهو سبحانه‬ ‫وتعالى لم يقل‪" :‬أوللك يغفر لهم ذنوبهم' أاولهم الغفران'‪ .‬وإنما قال‪ :‬أمم‬ ‫مغفرة وللتنكير في هذا المقام روعتها‪.‬‬ ‫ويكمل بيوض إيراهيم في فضل السابقين منطلقا من قوله تعالى‪ «:‬والذين‬ ‫آمنوأ من بع وَهَاجَروأ وَجَاهذوأ مَعَكُمْ فَأوتَئك منكم»(الأنفال‪ 8/57)6‬ويبين أن‬ ‫النكتة المستفادة من قوله‪ « :‬فأولئك منكم يفهم منها أن الجماعة الأولى الني‬ ‫تكونت‪ ،‬قواعدها وأصولها هم المهاجرون والأنصار وهم السابقون الأولونغ‬ ‫والذين جاؤوا بعد هؤلاء الجماعة وآمنوا وهاجروا معهم قبل الفتح فأولئك منهم‪.‬‬ ‫وهذه الآيبةة تفسترها ووةتيها اية ‪.‬سور ةالحديد ‪ -‬من اقوله تعالى ف يستويي منكم‪ .‬من‬ ‫سم‬ ‫لو‬ ‫۔ م‬ ‫۔‬ ‫۔‬ ‫‪. 1 4‬‬ ‫م مسس ؛ ص‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪. 1 5‬‬ ‫ص‬ ‫م سؤ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪. 1 7 7 1 6‬‬ ‫ص‬ ‫م س؛ء‬ ‫(‪(3‬‬ ‫علم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫وعد الله للخضننى»(الحديد‪ 75/01)6‬وآية سورة التوبة «والمئابقون الأونون من‬ ‫المُماجرين والأنصار والذين اتتغوهم بإخضستان رضي الله عَنهمْ ورضئوأ عنه وأعَة‬ ‫لهم جنات تجري تَحتَها الأنقار خالدين فيها أبدا تبك القوز‬ ‫العَظيمْ(التوبة‪.)9/001‬‬ ‫يقول بيوض معلقا‪':‬وعبر بالستق والأولوية وهما وصفان قد يغني أحذهما‬ ‫عن الآخر‪ ،‬كأن يقول‪« :‬والسابقون من المهاجرين والأنصار» أو «الأولون‬ ‫منهم»‪ ،‬ولكن الله تعالى جمع الوصفين معا‪« ،‬إالسابقون الأولونهه‪ :‬الأوائل الذين‬ ‫سبقوا إلى الإيمان بالنبي ه وإلى الهجرة والنصرة وإلى تقبل المهاجرين بينهم‪.‬‬ ‫فهؤلاء هم السابقون الأولون‪ ،‬والذين اتبعو هم في الإيمان والهجرة هم الذين قال‬ ‫فيهم‪:‬لإوالذين آنوأ من بغد وَهقاجرنوأ وجاهذوأ مَتكم فأوتئك‬ ‫منكم»(الأنفال‪ 8/57)6‬وهذه الآية تعتر بصريح العبارة أن الهجرة لا تزال‪ ،‬وبابها‬ ‫لا يزال مفتوحاًء ولا يزال من فر بدينه من مكة في هذا العهد قبل الفتح يعتبر‬ ‫مهاجرأ‪ ،‬ولكن ليس فضله كالأول السابق'("ا‪.‬‬ ‫نا يستوي‬ ‫ويستشهد بيوض في بيان من هم السابقون الأولون بقوله تعالى‪:‬‬ ‫منكم من أنقق من قبل القتح وقال أومنك أعظم ترجَة سن الذين أنفقوا مين بَضذ‬ ‫وقاتلوا وكن وع الله لنى والله بما تَعملُونَ خبيره (الحديد‪ 75/01)6‬وأنه‬ ‫قيل‪ :‬الفتح صلح الحديبيةء والجمهور على أنَه فتح مكةش يقول بيوض‪':‬فالنص‬ ‫القرآني إذن ينص على أفضلية الجماعة التي أسلمت وهاجرت قبل الفتح وأنفقت‬ ‫وقائلت‪ ،‬وهذه الجماعة منها السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار‪ ،‬ومنها الذين‬ ‫آمنوا وهاجروا وجاهدوا قبل الفتح؛ فهذا هو ترتيب طبقات الصحابة"‪.‘2‬‬ ‫ويذكر بيوض الآيات الدالة على المغفرة والرضوان للصحابة مبينا أنها‬ ‫َغَفرَة ورزق‬ ‫آيات عديدة متنوعة الأساليب ‪ 4‬وبعبارات مختلفة‪ ،‬منها قوله‪ :‬ي ل‬ ‫!ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.81-02‬‬ ‫‪ 2 3‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫)‪ (2‬م اس؛‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫۔ ‏‪ ٠‬م ‏‪٥‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫‏‪. .٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪+‬‬ ‫‏‪ ,٤‬ث‬ ‫ود‬ ‫‪...‬۔‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫الله عنهم ورضوا‬ ‫حقائه(الانفال‪ } ‘ )8/47‬رضي‬ ‫هم المؤمنون‬ ‫كريمه‪ .‬لأولئك‬ ‫عنه (التوبة‪“)9/001‬ه‪ ،‬مؤكدا أن الله تعالى لا يعود في رضاه وقد منحه‬ ‫المهاجرين والأنصار‪ ،‬والذين اتبعوهم بإحسان‪.‬‬ ‫للمهاجرين‬ ‫ومن الآيات أيضا قوله تعالى‪ « :‬لقد تاب الله عََللَىَى النبئ‬ ‫والأنصار الذين لوه في ساعة الضرة من بغد مَا كاد زيغ قلوب فريق منهم ثم‬ ‫وير‬ ‫مم‬ ‫ح‏‪٤‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫م‬ ‫اب عه إنه بهز روف رحيم»(التوبة‪٧)9/711‬‏ حيث خص الله تعالى ذكر‬ ‫المهاجرين والأنصار‪ ،‬الذين كانوا في جيش العسرة‘ كما أنه ذكر النبي قه إللى‬ ‫جانبهم تشريفا لهمإ "والله تعالى أعلن توبته على النبي ة والمهاجرين والأنصار‬ ‫الذين اتبعوه في ساعة العسرة وهو بهم رؤوف رحيم؛ ومن توبته عليهم أن يغفر‬ ‫لهم ذنوبهم‪ ،‬وأن يوفقهم إلى التوبة مسا بدر منهم؛ ويحفظهم من الوقوع والإلمام‬ ‫بشيء‪ ،‬وإن ألمُوا بشيء ذكرهم فإذا هم مبصرون فتابوا وأنابو"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ومن الآيات أيضا ما ورد في بيعة الرضوان يوم صلح الحديبية إذ يقول الله‬ ‫\ عن المومنين إذ لبَايعُونكت تدخت الشجرة فةَعَلمَ ما في‬ ‫تعالى ‪ «:‬لقذ رضي‬ ‫قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأتابهُم فتحا قريبك ومعان كثيرةيَأخذونَهَا وكان الة‬ ‫عزيزا حكيماه(الفتح‪ 84/81-91)6‬ويحلل بيوض هذه الآية‪ ،‬فاللام في لقد مشعرة‬ ‫بقسم محذوف© فكأن الله قال‪ :‬وعزمتي وجلالي‪ ،‬وزاد هذا التوكيد ب'قد" التي هي‬ ‫للتحقيق‪ ،‬ثم ذكر أنه رضي عنهم‪ ،‬وأك الرضى بإنزال السكينة عليهم وذكر ا له‬ ‫بأنه أثابهم فتحاً قريبك ومغانم كثيرة يأخذونها‪.‬‬ ‫يقول بيوض ابراهيم‪ ":‬يقول الذين يطعنون في الإمام عثمان‪ :‬به لم يشهد بيعة‬ ‫سما وقعت بسبب عثمان‪. ..‬حتى إذا انتهى المسلمون من‬ ‫الرضوان وبيعةالرضوان‬ ‫المبايعة ضرب النبي ه يمناه على شماله فقال‪( :‬هذه عن عثمان)‪2‬ا""ا‪.‬‬ ‫( م س" ص‪.62-72‬‬ ‫ا أخرجه ابن حبان بلفظ قريب في صحيحهء؛ كتاب التاريخ ذكر بيعة المصطفى‪...‬‬ ‫(‪ )9096‬والترمذي في سننهؤ كتاب المناقب‪ ،‬باب مناقب عثمان‪.)5/626(2073 ،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫"ا بيوض إبراهيم بن عمر‪ ،‬فضل الصحابة والرضا عنهم‘ ص ‪.82-92‬‬ ‫‪;::١:‬ج۔‏‬ ‫علم السنة عند الإباضية ح‬ ‫ح‬ ‫وحول قوله تعالى‪ «:‬لذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهل ة‬ ‫قأنزل الذه ستكينتة على رسوله وَعَلى المؤمنين والمهم كلمة التقوى وكانوا أحق‬ ‫بها وأهلها وكان الأث بكل شيء عليما ه(الفتح ‪ .8462‬يكشف بيوض جملة من‬ ‫المعاني؛ منها‪ :‬فألزمهم كلمة التقوى أي كأنه لصقها بهم‪ ،‬وغرزها في قلوبهم‬ ‫فالتزموها في أقوالهم و أفعالهم‏‪ ١‬وحركاتيم وسكناتهمى وكلمة التقوى هي‪ :‬لا إله إلا‬ ‫لل‪٧‬‏ وشجرة التقوى المتمكنة تؤ تي أكلها كل حين‪ ،‬كما ضرب الله بها المثل‪.‬‬ ‫ويكمل بيوض بيان ذلك بقوله‪ ":‬وإذا تأملنا قوله تعالى‪« :‬وألْزَمَهُم كلمة التقوَى“‪4‬‬ ‫ثم قوله‪ « :‬وكانوا أحق بها وهامه‪ .‬نرى العجب والعظمة في ثلاثة أمور‪:‬‬ ‫أولا‪ -‬لألزمَهم كلمة لقوى‪: :‬ومن ألزمه الله شيئا لا يمكن أن ينفك عنه ولا‬ ‫أ نن يفكه عنه أحد‪ ،‬لا شيطان إنس ولا شيطان جن‪.‬‬ ‫ثانيا‪ « -‬وكانوا أحق بها يعني‪ :‬هؤلاء هم أحق بالتقوى فقد يصف الناس‬ ‫أنفستهم بالنقوىض فيقول أحدهم‪ :‬أنا متق‪٠‬‏ أو عندي تقوى‪ ،‬ولكن الأحق بالتقوى هم‬ ‫هؤلاء وهم أحق بحقيقة الائصاف بها من غيرهم‪ ،‬ولا يوجد من يماثلهم فيهاء‬ ‫والصبغة جاءت على صورة اسم التفضيل‪.‬‬ ‫ثالتا‪ « -‬وأهلَهَايه‪ :‬لم يكتف الله تعالى بما تقم فزاد قائلا‪ « :‬وأهلهَا“‪.‬‬ ‫وكأنه يقول‪ :‬هؤلا هأمهل التقوى‪ ،‬فإذا سألتهم عأنهل التقوى؟ فهم هؤلاء‬ ‫وإذا سألتهم‪ :‬من احق بالتقوى؟ فهم هؤلاء‪ .‬وإذا سألتهم عمن ألزمهم النقوى© لا‬ ‫تنفك عنهم ولا ينفكگون عنها فهم هؤلاء فلله ما أعظم هذه الأوصاف""ا‪.‬‬ ‫ومن الآيات التي استشهد بها بيوض قول ا له تعالى‪ « :‬ف ن رك للذين‬ ‫هاجراوأ من بغد ما فتنوأ تم جاهدوا وصَبرئوأ إن رك من بدها لْققور‬ ‫رَحيم»(النحل‪ 61/011)6‬ويبين أن التعبير بلفظ‪ :‬ثم إن ربك للذين أن الله تعالى‬ ‫جعل نفسته لهم وأن هذا التعبير أقوى وأعظم من المعية المستفادة من قوله‬ ‫تعالى‪ (:‬إن اللة مَع الذين اتقوأ والذين هم مُضسنون»(النحل‪ 61/821)6‬فإن لم يكن‬ ‫‪.03-13‬‬ ‫عنهم ‪ 6‬ص‬ ‫الصحابة والرضا‬ ‫براهيم بن عمر فضل‬ ‫(‪ )1‬بيوض‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ححح‬ ‫أعظم منه فهو في درجته كما يذكر بيوض‪ ،‬ويبين أسباب استحقاقهم ذلك كما في‬ ‫الآية بقوله‪":‬فالمحنة أولا والهجرة ثانياء والجهاد ثالثاغ والصبر في ذلك الجهاد‬ ‫رابعا‪ ...‬والتعبير بقوله‪« :‬إمن بعدها لَعَفور رحيمْه‪ 6‬يبين أن هؤلاء بمحنهم هذه‬ ‫المتتالية لا يستحقون من الله تعالئ إلا المغفرة والرحمة‪..٬‬والتتصيص‏ بقولة‪ :‬من‬ ‫هاه وقوله‪ :‬لَعَفُور رحيمه يدل على كثرة المغفرة وعظمتهاء لما لكثرة الننوبض‬ ‫والله تعالى لا يستكثر ذنوبا فلا يغفرها؛ فإذا كان الإخلاص وكانت التوبك وكانت أسباب‬ ‫المغفرة متوفرة‪ ،‬يغفرها على كثرتها‪ .‬ولما أن يكون الذنب عظيما فإئ ا له تعالى لا‬ ‫يتعاظم عنده ذنب إذا كانت التوبة من بابها المشرو ع'‬ ‫ويستشهد بيوض مع الآيات المتقدمة الذكر بعدد من الأحاديث الدالة على‬ ‫فضل الصحابة‪ ،‬منها حديث(دعوا لي أصحابي‪ ,)( (. ...‬وقد تقدم ذكره ومنها‬ ‫(الله الله في لصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي" فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن‬ ‫أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى الله سبحانه‪.‬‬ ‫ومن آذى الله يوشك أنيأخذه) (ا‪ ،‬ومنها ما روي عن عائشة رضي الله عنها‬ ‫حيث قيل لها‪(:‬إن أناسا يتناولون الصحابة حتى أبا بكر وعمر فقالت‪ :‬وما‬ ‫تعجبون! انقطع عنهم العمل‪ ،‬وأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر) ثا ويعلق على‬ ‫كلام عائشة ببةقوله "هذا كلام جميل لعائشةش معناه‪ :‬إن هؤلاء السابقين الأولين الذين‬ ‫ذهبوا إلى ربهم وانقطعت أعمالهم‪ ،‬أحب الله تعالى أن لا ينقطع الأجر عنهم‪.‬‬ ‫من جهة الذين يسبُونهم ى ومن جهة الذين يستغفرون لهم‪ ،‬وقد قالت عائشة في‬ ‫حديث آخر‪( :‬أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبُو هم) (“) ‏"‪.)٨‬‬ ‫"( لفظه (دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم‬ ‫أعمالهم) أخرجه أحمد في المسند‪ ،‬مسند أنس بن مالك‪ 3/662(93831)0 ،‬وعبد بن حميد في‬ ‫مسنده‪ ،‬مسند أبي سعيد الخدري‪.)1/782(819 ،‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريجه ص‪.633‬‬ ‫)‪ (3‬أورده القطب اطفيش‪ ،‬في كتابه وفاء الضمانة‪.6/851 ،‬‬ ‫(ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب التفسير‪ ،‬أول كتاب التفسير‪)4/7132(2203 ،‬ء وإسحاق‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫وننقل عبارة بيوض لبراهيم في ختام بحثه النفيس حيث يقول‪ :‬وبعد هذا‬ ‫اللله‬ ‫لنخرج من هذا المقام الصعب الخوض فيه بنتيجة هي‪: :‬الرضا عمن رضي‬ ‫عنهم‪ ،‬وعمّن رضي عنهم رسوله فقة وبشرهم بالجنة‪ .‬والوقوف فيما شجر‬ ‫بينهم‪ ،‬وعدم الخوض فيه وعدم الحكم عليهم بشيء أبداء إذ لسنا مكلفين بهذا ولا‬ ‫ملزمين و لن يسألنا الله تعالى عنهم‪ ،‬بل يسألنا إذا لم نستغفر لهم ونلتزم طريقهم‬ ‫حتى نلحق بهما ونلتزم قوله تعالى‪ :‬و الذين جاؤوا من بعد دهم¡ تقولون رنا‬ ‫اغفر ل ولإخو انتا الذين ستبقونًا بالإيمان ونا تجعل في قلوبنا غنا للذين آمنوا ريتا‬ ‫نك رووف ا رَحيم» (الحشر ‪ )95/01‬حتى ندخل في جملة هذه الطوائف‬ ‫المتتابعة والقوافل المتلاحقة وراء هذا الر عيل الأولى حتى ندخل الجنة معهم‬ ‫‪ -‬إن شاء الله "ا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬حجية قول الصحابي وعمله‪:‬‬ ‫اختلف علماء الإباضية في مسالة حجية قول الصحابي وعمله وثقليده شأنهم في‬ ‫ذلك شأن باقي الأمةأثا‪ ،‬وحين نتتبع هذه المسألة عندهم‪ ،‬نجد المتقدمين يميلون‬ ‫إلى القول باتباع قول الصحابي وتقديمه على اجتهادا تهم فجابر يقول‪ ":‬ورأي‬ ‫من قبلنا أفضل من رأينا الذي نرى‪ ،‬لم يزل الآخر يعرف لاأول‪ ،‬وكانوا أحق‬ ‫بذلك المهاجرين مع رسول الله يل والتابعين ‪ .‬بإحسان ‪ ،‬فقد شهدوا وعلموا ‏‪٠‬‬ ‫فالحق علينا وطء أقدامهم واتباع أثرهم‪ ،‬وأعلم أنه لم يهلك قوم قط حتى نازع‬ ‫بن راهويه في مسنده‘ ما يروى عن عروة بن الزبيرش ‪2/123(74‬گ‪.)8‬‬ ‫("ا ر‪ :‬بيوض لإبراهيم بن عمر فضل الصحابة والرضا عنهمى ص‪.74-05‬‬ ‫‪2‬ا ر‪ :‬م‪.‬س‘ ص‪.69‬‬ ‫ا لمعرفة مزيد من التفصيل حول أراء علماء الأمة في حجية قول الصحابي انظر‪ :‬الدبوسي‬ ‫أبو زيد عبيد الله بن عمر بن عيسى(‪ ،)034/9301‬تقويم الأدلة في أصول الفقه‪ ،‬تح‪ :‬خليل‬ ‫‪1002‬مث ص‪852‬‬ ‫محي الدين الميس‪ ،‬ط‪1‬س دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانى ‪ 1241‬ه‬ ‫وما بعدها‪ ،‬الشيرازي أبو إسحاق إبراهيم بن علي(‪ ،)674/4801‬التبصرة فأيصول الفقه‪.‬‬ ‫ص‪004- 593‬‬ ‫‪01‬م‪.‬‬ ‫سورية‬ ‫دمشق‬ ‫دار الفكر‬ ‫هينتو ‪ .‬ط‪٠1‬‏‬ ‫حسن‬ ‫تح محمد‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫الآخر الأول في العلم إذا تمسك أهل العلم بعلمهم"("ا‪ ،‬وتبعا لهذا نجده يقدم اجتهاد‬ ‫الصحابة في عدد من المسائل‪ ،‬منها حكم المطلقة في مرض الموت فقد قضى فيها‬ ‫عبد الله بن عباس أن لا صداق لها ولا ميراث ويقول في ذلك‪ ":‬ولولا قول ابن‬ ‫عباس في ذلك لسرني‪ ،‬وإن تزوجت إذا عرف الضرر أن تستوجب الأمر كله ما‬ ‫لم يذهب ميراتها"ثا‪.‬‬ ‫واعتمد جابر في المنكوحة وقت العدة الفرقة الأبدية إن كان دخل الرجل بهاء‬ ‫ولزوم تمام العدتين بحيث تقضي بقية عدة الأول وتعتد عدة أخرى من الثاني‪ ،‬فإن‬ ‫كان لم يدخل بها فرق بينهما وليس لها عليه صداق‘ وأتمت عدتها‪ ،‬ويصبح هذا‬ ‫الزوج أحد الخطابڵ وقد بين جابر أن اعتماده هذا القول لأنه قول عمر بن‬ ‫الخطابا‪ ،‬وقريبا من هذه المسألة يسأل في رجل خطب امرأة في عدتهاء غير‬ ‫كتما ذلك‪ ،‬وأظهراه بعد انتهاء العدة وتزوجهاء فذكر جابر أن ابن عباس‬ ‫أنهما‬ ‫كان يقول‪ ":‬بدأ أمرهما بمعصية الله‪ ،‬فأحب إلي أن يفرق بينهما‪ ،‬وأن لا يجتمعا‬ ‫أرد ‏‪.)4"١‬‬ ‫ويسأل جابر في إحدى رسائله هل لأهل النعمة نصيب إذا جيء بالميراث ؟‬ ‫فيجيب بقوله‪ ":‬وأما ابن عمر فقد بلغني أنه أتي بميراث مولاه فأعتق عنه به‬ ‫وتصدق وأما ابن عباس فكان يقول‪ :‬لا أرى أهل النعمة ‪ -‬إذا لم يكن غيرهم‬ ‫وجوعلل لهامية ‪ -‬إلا لحق به ")‪.‬‬ ‫إن هذه المواقف المتقدمة وغيرها مما لم يذكر يكشف منهج جابر بن زيد في‬ ‫تقديمه رأي الصحابة واعتماده عليه‘ وعلى هذا النهج مضى خليفة جابر وهو أبو‬ ‫("ا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬رسائل جابر بن زيدث ص‪.66‬‬ ‫‪. 6 6‬‬ ‫ص‬ ‫ماس ؛‬ ‫) ‪ (2‬م‬ ‫ار‪ :‬الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬من جوابات جابر بن زيد‪٬‬‏ ص‪.941-051‬‬ ‫‪. 1 3 0‬‬ ‫)‪ (4‬م اس ؛ ص‬ ‫ا الأزدي جابر بن زيد‪ ،‬رسائل جابر بن زيدث ص‪.76‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫عبيدة الذي جعل من التتلمذ على الصحابة‪ ،‬والأخذ عنهم‪ ،‬والاعتماد عليهم مصدر‬ ‫فخر واعتزاز‪ ،‬ومورد شكر وعرفان لهذه النعمة التي يقول فيها بأوضح بيان‪":‬من‬ ‫لم يكن له أستاذ من الصحابة فليس هو على شيع من الدين وقد من الله علينا بعبد‬ ‫الله بن عباس بن عبد المطلب وهو بن عم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ثقة‬ ‫وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وهم الراسخون في العلم فعلى آثارهم‬ ‫اقتدينا وعلى سيرتهم ‪:‬اعتمدنا وعلى منهاجهم سلكنا والحمد لله كثير إ"("ا‪.‬‬ ‫ويؤكد أبو عبيدة على إعطاء عهد الصحابة مزية لا يتسنم ذراها أي عهد‬ ‫بعدهم‪ ،‬فيبين أن كل ما لم يكلف الله الناس إياه فالناس في غنى عنه‪" ،‬وكل مسألة‬ ‫حدثت بعد الصحابة ليس يرغب فيها من له عقل ولب"ثا وينظر أبو عبيدة إلى‬ ‫اجتهادات الصحابة بنظرة الإجلال ويسوقها مستشهدا بها كقوله معلقا على مسألة‬ ‫من المسائل‪ ":‬كره بعض أصحاب رسول الله قه ترك العمل يوم الجمعة خلافا‬ ‫لليهود من تعظيم السبت بترك العمل وتعظيم النصارى" (ةا‪ ،‬على أن أبا عبيدة كما‬ ‫سبق الذكر لا يرى الأخذ عن كل ما ينقل إلا بشرط التثبت‪ ،‬ومن ذلك ما ينقل عن‬ ‫الصحابة بما يؤكد جلالة قدر ما ينقل عنهم عنده فقد سئل فقيل له‪" :‬يرحمك الله يا‬ ‫أبا عبيدة أيعمل بما أفتاه الثقة إذا كان إنما رواه عن الصحابة؟ قال إن عرفت‬ ‫الحق عملت به‪...‬ولا تسلم لرجل يحتث بكل ما سمعك ولكن تميز المعتمد عليه‬ ‫من الأقاويل ويسأل من هو أفضل منه علما"‪.‬‬ ‫وعلى هذا النهج سار ابن سلام في تقديم رأي الصحابي ونقليد قوله‪ ،‬يقول ابن‬ ‫سلام معلقا على رواية عن ابن مسعود‪ ":‬وقال عبد الله بن مسعود‪( :‬كل حدث‬ ‫بدعة)‪ ،‬ومن كان منكم مستنا فليستن بمن كان مات" أولئك أصحاب محمد‪ ،‬كانوا‬ ‫أفضل هذه الأمة؛ أبرها قلوبا‪ ،‬وأقومها هديا‪ ،‬وأقلها تكليفاء قوم اختارهم الله لمحمد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 8‬اظ‬ ‫(مخ)‪٠‬‏‬ ‫مسائل أبي عبيدة‬ ‫)‪ (1‬أبو عبيدة‬ ‫‪5‬ؤظ ‪.‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫م مس‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪ 1 4‬و ‏‪٠‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫م مس‬ ‫) ‪(3‬‬ ‫‏‪ ٨‬م‪.‬س‪21 ،‬ظ‪.‬‬ ‫حجحح= عام السنة عند الا ضية‬ ‫فا نبيه وإقامة دينهش فاعرفوا لهم فضلهم‪ ،‬واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما‬ ‫استطعتم من أخلاقهم وسيرهم‪ ،‬فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"( وهذه دعوة‬ ‫من ابن سلام إلى التقيد بمنهج الصحابة وتقليده‪ ،‬نجده يستشهد“ا لها بحديث (‬ ‫عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضتوا عليها بالنواجذث وإياكم‬ ‫ومحدثات الأمور)ةا‪ " ،‬لكن هذه الأدلة لا تفيد حجية قول الصحابي في مجال‬ ‫الاجتهاد‪ ،‬بل تعم ما رووه من السنن‪ ،‬وما اتفقوا عليه و أجمعو "ا‪.‬‬ ‫ونجد أبا نوح سعيدا بن زنغيل يجعل قول أهل الفقه والرأي من الصحابة سنة‬ ‫حين سئل عن قول الصحابي هل هو سنة؟ ( ولعل مراده تعميم لفظ السنة‬ ‫ليدخل فيه ما نقل عن الصحابي‪ ،‬وهو أمر تقدم ذكره وأنه يراه بض علماء‬ ‫الإباضيةء لكننا نجده يميل إلى التشدد في حكمه‘ حين يرى كفر النعمة يلحق من‬ ‫يخرج عن أقوال الصحابة وأحكامهم ويعة من كان هذا حاله مرتكبا لكبيرة‬ ‫ومتبعا غير سبيل المؤمنيناء ولعل مراد أبي نوح هنا من يخالف الصحابة في‬ ‫نهجهم‪ ،‬وما خطوه من منهج العمل بكتاب الله وسنة رسوله ة مخالفة عمل لا‬ ‫جحد‪ ،‬فإن كان الأمر كذلك فلا إشكال‪ ،‬وأما إن كانت المخالفة لرأي رأوه‪ ،‬ولنظر‬ ‫اجتهدوا فيه فإن هذا الحكم فيه من المغالاة ما فيه‪ ،‬وإني أميل إلى أن أبا نوح‬ ‫أراد الأمر الأول إذ هو الأليق بعلمه وإدراكه‪.‬‬ ‫ونجد من أتباع هذا الخط المنادي بتقليد الصحابة أبا طاهر إسماعيل بن موسى‬ ‫الجيطالي‪ ،‬وقد سلك مسلك التأصيل لذلك حين جعل الأصول أربعة هي الكتاب‬ ‫والسنة والإجماع وآثار الصحابة مبينا أن الآثار دالة على السنةث ومعللا ذلك‬ ‫)‪ (1‬ابن سلام‪ ،‬بدء الإسلام وشرائع الدين‘ ص ‪.18‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫(تاقدم تخريجه ص ‪.633‬‬ ‫‪٨‬اباجو‏ مصطفى منهج الاجتهاد عند الإباضية ص‪.53‬‬ ‫(ا أبو نوح سعيد بن زنغيل‪ ،‬الرد على من زعم‪..‬ء ص‪.291‬‬ ‫‪6‬ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.291‬‬ ‫= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫بقوله‪ ":‬لأن الصحابة شاهدوا الوحي والتنزيل‪ ،‬وأدركوا بقرائن الأحوال ما غضاب‬ ‫عن غيرهم عيان فمن هذا الوجه رأى العلماء الاقتداء بهم‪ ،‬والتمسك بآثار هم؛‬ ‫وذلك بشرط مخصوص وعلى وجه مخصوص'‪٨‬ا‪.‬‏ ويقول أيضا في بيان‬ ‫ذلك‪":‬وإنما فضل الصحابة لمشاهدتهم قرائن أحوال رسول الله ة واعتلاق‬ ‫قلوبهم أمورا تدرك بالقرائن‪ ،‬فيسدد لهم الصواب‘ من حيث لا يدخل في الرواية‬ ‫والعبارة‪ ،‬إذ أفاض عليهم من نور النبوة ما يحرسهم في الأكثر عن الخطذ‪2(١‬ا‪.‬‏‬ ‫وهل ظاهر تأصيل الجيطالي السابق وتعليله اللاحق‪ 0‬أنه يرى حجية قول‬ ‫الصحابي إذ جعل قول الصحابي أصلا كالكتاب والسنة والإجماع؟ أم أنه يرى‬ ‫رفع منزلته فقط ؟ من غير أن يرى حجية قوله ولزومه‪ ،‬إز حتى مع عبارته‬ ‫"الأصول أربعة‪."...‬‬ ‫لم يأت أبو طاهر بكلام بين يقطع بالحجية ولزوم قول الصحابة‪ ،‬وكان المقام‬ ‫يقتضي منه إيضاح ذلك وبيانه‪ .‬خاصة أنه أورد في كتابه الذي ذكر فيه ما تقدم‬ ‫عبارة ذكر أنها عن بعض السلف تقول‪ ":‬ما جاء عن رسول الله قه قلناه على‬ ‫الرأس والعين‪ ،‬وما جاعنا عن الصحابة فنأخذ ونترك‘ وما جاعنا عن التابعين فهم‬ ‫رجال ونحن رجال"ا‪ ،‬ولم يعلق على هذه العبارةس فلعله أراد عموم التقليد لا‬ ‫اعتبار قول الصحابي حجة كباقي الأصول‪.‬‬ ‫وهكذا يمكن أن تفسر أقوال من تقدموا على أساس " تفضيل رأي الصحابة‬ ‫على رأي غيرهم لا إلزام الناس به"“ا‪ ،‬أو من باب التقيد بالحكم الذي وضعه‬ ‫الصحابةا‪ ،‬واختياره على أي اجتهاد آخر‪.‬‬ ‫() الجيطالي إسماعيل بن موسى قناطر الخيرات؛‪.1/67‬‬ ‫"ام‪.‬س‪.1/281-381٤‬‏‬ ‫‪٤1/281-381.‬س‪.‬ماث(‪‎‬‬ ‫ا باجو مصطفىع منهج الاجتهاد عند الإباضية ص‪.245‬‬ ‫دراسات عن الإباضية؛ ص‪.09‬‬ ‫)‪ (5‬النامي عمرو‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫وهكذا يحمل كلام من تقدموا على أنه لا يفيد أن أقوال الصحابة لها حجية‬ ‫ثابتة‪ ،‬فذلك يقود للى رفع درجة أقوال الصحابة إلى مستوى الأصول المتفق على‬ ‫جعلها مصادر وأصولاً‪ .‬اللهم إلا إن كان الأمر يتعلق بإجماع الصحابة فذلك مما‬ ‫يبحث في موضوع الإجماع وحجيته‪.‬‬ ‫ونرى ابن بركة ممن مال إلى القول بتقليد قول الصحابي في باب الأحكام‬ ‫شرط أن لا يخالفه صحابي أخر‪ ،‬فعنده أن الصحابة هم الحجة التامةث وقد قوئ‬ ‫احتجاجه بدلائل من الكتاب العزيز("ا‪ .‬ويقول أبو سليمان الخليلي معلقا عليه‪':‬‬ ‫وهذا رأي خالفه فيه العلماء الذين جاؤوا من بعده‪ ،‬وناقشوه فيه كما ناقشوه في‬ ‫كثير من المسائل التي كان له‪-‬أي ابن بركة فيها رأي منفرد" غا‪.‬‬ ‫لكن ابن بركة حين فصل في هذه القضية ذهب إلى أن تقليد الصحابة في‬ ‫الأحكام وما كان طريقه طريق السمع جائزثا‪ ،‬فهو في مثل ذلك يذهب إلى جواز‬ ‫تقليد الصحابي‪ ،‬فلعل قوله بالوجوب في الأحكام ليس على وجه الحجية‘ ويذكر‬ ‫ابن بركة معللا حكم الجواز أنه قد يحكى الإجماع عنهم‪ ،‬بنقل الخبر عن بعضهم‬ ‫وليس بنقله عن جميعهم‪ ،‬وهذا بالطبع في حال لم ينقل خلاف عن أحد منهم في‬ ‫ذلك(ا‪ ،‬فإذا نقل خلاف في ذلك فللمسألة رأي آخر عند ابن بركة إذ يقول‪ ":‬يجوز‬ ‫تقليد الواحد منهم أيضا إذا قال قولاً ولم ينكر عليه غيره‪ ،‬ؤإن علم له مخالف في‬ ‫الصحابة فلا"(اء ويفسر أبو العباس الشماخي كلام ابن بركة بقوله‪" :‬وتفسير‬ ‫() ابن بركةث الجامع ‪.1/22‬‬ ‫‪ )2‬الخليلي أبو سليمان أحمد بن حمد(معاصر)ء ابن بركة ودوره في أصول الفقه ث قراءات‬ ‫في فكر أبي سعيد الكدميس(حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء بذكرى ابن بركة البهلوي(‪-41‬‬ ‫‪ 11-21‬مايو ‪8991‬م‪ ،‬ط‪ \1‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫‪5‬محرم‪9 .‬ه‬ ‫بسلطنة عمان ‪2241‬ه ‪1002‬م‘ ص‪.63‬‬ ‫() ابن بركة\ الجامع ‪.22 /1‬‬ ‫(ث) م‪.‬س‪.22 /1 ،‬‬ ‫ثا م‪.‬س“‪.22 /1 ،‬‬ ‫حج‬ ‫عارم السنة عند الإباضية ح‪:١‬ر;‏‬ ‫ح‬ ‫بيرن أقو الهم ‏‪ ٤6‬و لا تحدث‬ ‫إذ ‏‪ ١‬اختلفوا ‘ تختار‬ ‫الصحابة‬ ‫ن‬ ‫و الله أعلم _‬ ‫" قولا وغير الصحابة إذا اختلفوا تجتهد لنفسك وحدك"(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ومع ذلك جعل ابن بركة لعهد الصحابة مزية أعلى من أن يطولها أي عهد‬ ‫التابعي على الصحابة‬ ‫بعدهم حتى لو كان عهد التابعين؛ فيؤكد على أ نخلاف‬ ‫ليس كخلاف بعض الصحابة على بعضڵ فالتابعي لا يبلغ طبقتهم؛ ويعلل ذلك‬ ‫باعتبار الصحابة الحجة التامة‪ ،‬فالله جعل شهادة الصحابة على الناس مثل شهادة‬ ‫الرسول ة عليهم؛ واستشهد ابن بركة على ذلك بقوله تعالى‪:‬لوكذلك جَعلْنَاكمْ أمة‬ ‫وستطاً لتَكونوأ شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيده (البقرة‪.)2/341‬‬ ‫"فلا يجوز وقوع الخطأ في شهادتهم إذا كانت شهادتهم كشهادة الرسول قة‬ ‫عليهم"(‪2‬ا‪ ،‬ويظهر من هذا الاستدلال حجية نقلهم ولزوم تصديقهم أكثر من تقليدهم‬ ‫في أقوالهم‪ ،‬ولعل مراد ابن بركة هو هذا الجانب والله أعلم‪.‬‬ ‫ويرى ابن بركة أن في تقليد الصحابة اتباعا لسبيل المؤمنين مستشهدا بقوله‬ ‫تعالى‪(« :‬ومَن شاقق الرسول من بعد ما تبين لاهلهى ويتبع غير سبيل المُؤمنين‬ ‫وله ما قولى وصله جَهَنمَوستاعت مصير أه(النساء‪} (11 4/5‬والخارج من قول‬ ‫الصحابة متبع لغير سبيل المؤمنين«ةا‪` .‬‬ ‫ونبقى في حيرة من عبارة ابن بركة المتقدمة فإن كان أراد بها اتباع ما افق‬ ‫حتى ما‬ ‫كا لاإجما ع عندهم‬ ‫فصار‬ ‫عليه بين الصحابة وجر ى به العمل قي عهدهم‬ ‫كان منه سكوتيا فلا إشكال في ذلك‪ ،‬وأغلب الظن أنه أراد ذلك بدليل أنه استشهد‬ ‫بعد العبارة السابقة بالحديث الذي يعد دليل حجية الإجماع‪ ،‬وهو قول النبي ‪:%‬‬ ‫ء وأما إن كان المراد غير ذلك فقد صرح‬ ‫(لا تجتمع أمتي على ضلال )‬ ‫() الشنماخي؛ شرح مختصر العدل؛ ص‪.125‬‬ ‫ا ابن بركةش الجامع ‪.22 /1‬‬ ‫() م‪.‬س‪.22 /1 ،‬‬ ‫‪٨‬ا‏ تقدم تخريجه ص‪.76‬‬ ‫‏‪ ; ,١‬حس‬ ‫عار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫ابتداء بجواز التقليد والاتباع("ا‪.‬‬ ‫على أننا نجد لابن بركة ما يدل على أن الصحابة كفوا الاجتهاد وحالهم فيه‬ ‫كباقي الناس‪ ،‬فهو يذكر أن أصحاب رسول الله ة كلفوا أن يجتهدوا في حكم‬ ‫الحوادث التي كلفهم الله الحكم فيهاء و قد كان الواحد منهم يحكم بإباحة فرج‪ ،‬أو‬ ‫تمليك حالؤ ثم يقف في ذلك على خبر عن رسول قله بعد اجتهاده‪ ،‬فيرجع إليه‬ ‫ويعمل به‪ ،‬ويترك ما كان عمل به قبل‪ ،‬وفي ذلك ما يدل على أن الإنسان إتما‬ ‫كلف أن يأتي بما هو حق عندها وهذا الذي ذكره ابن بركة يدل على أن قول‬ ‫الصحابي عنده ليس بحجة ملزمة‪.‬‬ ‫وهذا الرأي القائل إن قول الصحابي ليس حجة أكذه ابن خلفون بقوله‪ ":‬ولا‬ ‫يجوز لمن له أدنى تحصيل من النظر تقليد عالم وإن عظم قدره وجلت منزلته‪.‬‬ ‫صحابيا كان أو غيرهم ممن دونهمإ لقوله تعالى‪ « :‬فإن تَنَازَعتمْ في شيء قلو‪:‬‬ ‫لى الله والرسول (النساء‪)4/95‬ء ويدل نور الدين السالمي في ترجيحه كون‬ ‫قول الصحابي ليس حجَّة‪ ،‬بأن من لازم القول بحجيته أن لا يختلف الصحابة؛‬ ‫والحال ليس كذلك‘ فالخلاف بين الصحابة قد وقع واشتهر‪ ،‬مع أنهم لم يروا لزوم‬ ‫أن يتبعهم في رأيهم من جاء بعدهم وصار ذلك كالإجماع بينهم‪ ،‬وقد نقل الإجماع‬ ‫على عدم حجية قول الصحابي على صحابي مثله‪ ،‬كما نقل الخلاف على حجيته‬ ‫على من بعده ويرى نور الدين السالمي أنه إذا لم يكن قول الصحابي حجة على‬ ‫صحابي مثله فكذلك على غير الصحابي إذ لا فرق بينهما(ا‪.‬‬ ‫ومن المسائل المصاحبة لحجية الصحابي" مسألة التخصيص بقول الصحابي‬ ‫ويذكر الوارجلاني أن مذهب الصحابي لا يصح أن يخصتص به العلم حتى لو‬ ‫كان راوياء وذكر من شواهد ذلك فتيا أبي هريرة في إناء ولغ فيه الكلب إذ ذهب‬ ‫"ار‪ :‬ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.22-32 ,/1‬‬ ‫)‪ (2‬ابن بركة‘ التعارف ص‪.8‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.256 ،‬‬ ‫علرمرالسنة عند الا صية ح(‪):‬خح۔‬ ‫وحج‬ ‫إلى أنه تجزيه ثلاث غسلات‘ مع أأنن أبا هريرة روى عن رسول الله يلا‬ ‫قوله‪(:‬فاغسلوه سبعاً)‪ .‬ويقول الوارجلاني أيضا‪ ":‬وأما فعل الصاحب إن كان‬ ‫يخص به العام أم لا‪ ،‬والجواب هو أولى بمعرفة ذلك‪ ،‬والأصل أن الصحابئً‪ -‬إذا‬ ‫كان يروي عن رسول الله يلة شيئا ثم ترك فعله أو حمل معنى حديثه على بض‬ ‫محتملاته‪ -‬أنه يسوغ لنا إتباعه وترك إتباعه‘ ونحمله على حسن الظن في فعله‬ ‫وفي تركه إذ نأخذ بعموم حديثه(‪٨‬ا‪،‬‏ أما الشنماخي فيرى أن الصحابيم‪ ،‬إذا كان‬ ‫راويا لخبرؤ وحمله على بعض محامله‪ ،‬فإنه يتبع‪ ،‬وذلك لأنه لا يحمله إلآ بقرينة‬ ‫في ظاهر الأمر‪ ،‬مثل القرء إذا حمله على الحيض(ة)‪.‬‬ ‫وتبعا للشماخي يرى التلاتي ذلك في تعليقه على كلام الشماخي مع بعض‬ ‫تفصيل؛ وعبارته الممتزجه بكلام الشماخي يقول فيها‪ ":‬وإن حمل أي صرف‬ ‫الصحابي‪...‬قوله يلة على ظاهره أي المعنى المتبادر منه‪...‬اقتدي به في ذلك‬ ‫الحمل لأن الظاهر أنه إنما حمله عليه بقرينة دلت على مراد الشارعث وإن حمله‬ ‫على غيره أي على خلاف ظاهره كان حمل اللفظ على البعض المجازي دون‬ ‫الحقيقي‪ ،‬والأمر على الندب دون الوجوب؛ فيه ‪-‬خلاف أي تغاير أقوال العلماء‬ ‫و آرائهم‪ -‬فقال الأكثر منهم‪ :‬يحمل على ظاهر لا على محمل الصحابي"ة)‪.‬‬ ‫ويذكر أبو ستة محمد بن عمر أمثلة لعدم سماع المخصص السمعي وقعت‬ ‫لبعض الصحابة‪ ،‬وأنهم لم يسمعوها إلآ بعد حين“ا‪ ،‬و منهم‪ :‬السيدة فاطمة بنت‬ ‫رسول الله ه حين طلبت ميراثها‪ ،‬فاحتج عليها أبو بكر فه بقول رسول الله‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‪.1/821-921 ،‬‬ ‫)‪ (2‬الننماخي ‘ شر ح مختصر العدل‘ ص‪. 646‬‬ ‫{ثا التلاقي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.402‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(مخ) ‪6‬ص‪9‬و‬ ‫(‪ (4‬أبو ستةث حاشية أبي ستة على مختصر العدل‬ ‫__ علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ا‬ ‫فة‪(:‬نحن معاشر الأنبياء لا نورث‪ ،‬ما تركناه صدقة‪ ""( ) ...‬وهذا الحديث لم‬ ‫يسمعه كثير من الصحابة ومنهم‪ :‬عمر ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬لم يسمع الخبر‬ ‫المخصص في حكم المجوس من عموم قوله تعالى‪« :‬قاقتلوأ الششركين حنث‬ ‫وَجَدتمُوهم» (التوبة‪ ،)9/5‬فقال‪ ":‬ما أذري كيف أصنع؟ فذكر له عبد الرحمن بن‬ ‫عوف ما سمعه من قول رسول الله فه ‪(:‬سنوا بهم سنة أهل الكتاب)(‪2‬‬ ‫وتجد العلماء يوردون بعض طرق أداء الصحابئ على أنها داخلة ضمن قوله‬ ‫فالوارجلاني يعتبر قول الصحابي‬ ‫وحده‪ ،‬ومنها ما يعتبرونه سنة عن النبي قة‬ ‫أمر النبي ة بكذا سنة يجب العمل بها إذا كان مما التزم الناس العمل به‪ ،‬ومثله‬ ‫إذا قال امرنا النبي قلة بكذا وكذا‪ ،‬ويذكر عن بعضهم قولا آخر بأنه لا يجب‬ ‫العمل به حتى يروي لفظ الأمر ثا‬ ‫و تعتبر عبارة الصحابي وقوله‪" :‬سمعت رسول الله يلة يأمر بكذا وينهى عن‬ ‫كذا" أقوى من الصيغ المتقدمة‪ ،‬وفيها ذهب أهل التعميم مذهبهم وأهل الوقف على‪.‬‬ ‫وقفهم(ا‪ ،‬وإذا قال الصحابي‪':‬السنة كذا وكذا ومن سنة رسول الله ي كذا وكذا‬ ‫فهي سنة ولا كلام في ذلك كما يذكر الوارجلانيا‪.‬‬ ‫ومما يعتبر سنة أيضا قول الصحابي‪":‬كنا نفعل هذا على عهد رسول الله يل ‪.‬‬ ‫غير أنه يستثنى ما لم يظهر لرسول الله يل من الأفغال‪ ،‬وقد سأل عمر بعض‬ ‫{"ا أخرجه الربيع في مسنده كتاب الأيمان والنذور‪ ،‬باب في المواريث ‪.)1/162(966‬‬ ‫والبخاري في صحيحه‘ كتاب الفرائض باب قول النبي لا نورث‪ ،)6/4742(6436..‬ومسلم‬ ‫في صحيحها كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب قول النبي لا نورث‪.)3/9731(8571...‬‬ ‫ا أخرجه مالك في الموطأ‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب جزية أهل الكتاب والمجوس‘ ‪1/872(616)6‬‬ ‫والبزار في مسنده‪ ،‬مسند عبد الرحمن بن عوف" ‪.)462(6501 /3‬‬ ‫{ا الورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‪.1/061٬‬‏‬ ‫“ام‪.‬س‪.1/061 ،‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪.1/061 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪;:١‬حج‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫_‬ ‫الصحابة عن عمل ماء فقال‪(:‬هل رآكم رسول الله ي ‪ ....‬فأقركم) (‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫ويعلق أبو ستة على عبارة الشماخي‪ " :‬قول الصحابي‪ :‬نهى رسول الله ة‬ ‫عن أشياء ثم ينبه بعد ذلك" بقوله‪ ":‬يكون هذا من قبيل البيان بعد الإجمال كسابقه‪.‬‬ ‫إلا أن هذا من قول الراوي وذلك من قول المصطفى ققء وانله أعلد"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعرض عمرو التلاتي بعض صيغ تحديث الصحابي عن النبي ة وشرحه‬ ‫لها في شرحه على مختصر العدل‪ ،‬ومنها قول الصحابي‪ ":‬سمعته"‪ ،‬أو قال‪":‬‬ ‫أخبرني أي أعلمني النبي يلة بكذا"‪ ،‬أو'حدثني أي كلمني بكذ" أو قال‪ :‬أنبأني‬ ‫وأمرني ونهاني" وحكم هذه الصيغ قبول قوله والرضى به والعمل بمقتضاه‬ ‫والاحتجاج به بلا خلاف على حد قول عمرو التلاتي(ةاء ويعلق التلاتي على‬ ‫إحدى الصيغ المتقدمة الذكر عند الوارجلاني وهي قول الصحابي‪" :‬سمعته يأمر‬ ‫بكذا وينهى عن كذا" فيقول‪ ":‬يقبل بناء على القول المختار المستحسن‪ ،‬لأن‬ ‫الظاهر أنه سمعه بلا واسطة"‪.‬‬ ‫بعد هذه الوقفة المبينة لموقف الإباضية من الصحابة نخلص إلى القول إن‬ ‫الإباضية وقروا الصحابة‪ .‬وأعطوهم حقهم‪ ،‬واعتبروهم طريق هدايتهم ومشكاة‬ ‫نور في حلقة إسنادهم إلى النبي يل‪٬‬‏ وقد غنوا بموضوع الصحابة في تدوين‬ ‫تراثهم‪ ،‬وجاء تعريفهم لصحابي مقاربا لتعريف المحتثين وليس نفسه‘ ويبدو أنهم‬ ‫تناقلوا تعريفا لأحد علمائهم ثم أضافوا عليه قيودا تضبطه‘ وذكروا تبعا لذلك‬ ‫بعض صيغ تفيد الصحبة وأخرى لا تفيدها‪.‬‬ ‫وتأتي مسألة عدالة الصحابة من مهمات مسائل هذا الباب‪ .‬والذي يظهر هو‬ ‫أن الإباضية اختلفوا في هذه القضية\ فمنهم من ذهب إلى التعديل المطلق‪ ،‬ومنهم‬ ‫ل"ام‪.‬س‪.1/061 ،‬‬ ‫"ا أبو ستة‪ ،‬حاشية أبي ستة على مختصر العدل‘(مخ) عص‪041‬و‪.‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫(مخ) ‘ ص‪99‬‬ ‫‏‪ ٠.‬رفع التراخي‬ ‫)‪ (3‬التلات‬ ‫(“ام‪.‬س‪ ‘،‬ص‪.991‬‬ ‫علو السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫من ذهب إلى التعديل المقيد على أننا وجدنا من العبارات الكثيرة المعبرة عن‬ ‫فضل الصحابة والثناء عليهم والذكر الحسن لأفضالهم وفضائلهم ما يرفع عن‬ ‫كاهل الإباضية ما يقال هنا وهناك عن موقفهم من الصحابة‪.‬‬ ‫ولقد كثرت عبارات الثناء العاطر على الصحابة‘ ومنذ فترات طويلة‬ ‫ووجدنا علماء كبارا يعدون من أقطاب المذهب يلهجون بالذكر الحسن للصحابة‬ ‫ومن هؤلاء أبو مهدي عيسى بن إسماعيل‪ ،‬وأبو العباس الدرجيني ومحمد بن‬ ‫القاسم المصعبي‘ وأبو حفص عمر بن عيسى التندميرتي‪ ،‬وأبو ستة محمد بن‬ ‫عمر القصبي الجربي وأبو الربيع الحيلاتي وأبو إسحاق اطفيش‪ ،‬وعمه محمد بن‬ ‫يوسف© ونور الدين السالمي‪ ،‬وبيوض إبراهيم بن عمر‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وهؤلاء نجوم‬ ‫لامعة في مذهب الإباضية بل هم فيهم شموس ساطعة‪ ،‬ومن ذكرناهم نماذج فة ط‬ ‫فمن طالع تراث المذهب وجد أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫ويكفي أن مذهب المتأخرين نادى بالسكوت والكف عنافتنة الصحابة‪ ،‬وما شجر‬ ‫بينهمؤ كل ذلك لا لدنيا أو لطلب رضا طائفة أو فلان وعلان‪ ،‬وإنما المقصد هو‬ ‫رضا الله وقد رأينا الإبداع والنفس العلمي في كلام بيوض إيراهيم الذي كان في‬ ‫المتأخرين من مجتهدي المذهب ومن علمائه الأفذاذ‪.‬‬ ‫على أن الذين تكلموا في فتنة الصحابة من علماء الإباضية لم يقصدوا الإساءة‬ ‫إليهم بل أنكروا بعض الأمور التي وقعت‘ فهم كما يرون لم يطلبوا بذلك إلا رضا‬ ‫الهه ونحن لا ننكر وجود من تشدد في هذه المسألة فليته سكت عنها وابتعد‪ ،‬ولكن‬ ‫قرب بعضهم من أحداث وقعت جعلهم يتأثرون بها‪ ،‬لا‪ .‬سيما وقعة النهروان حيث‬ ‫اعتبر أئمة الإباضية أهل النهروان سلفا لهم‪ ،‬على أن من أهل النهروان صحابة‬ ‫والإباضية ينادون في هذه المسألة بعدم الكيل بمكيالين‪ ،‬فينبغي احترام‬ ‫معروفون‬ ‫كل الصحابة‪.‬‬ ‫وجملة القول أنه ينبغي أن لا يحاكم الإباضية جميعا لرأي جماعة منهم أو لكلام‬ ‫جماعة منهم‪ ،‬فإن في باقي الفرق والمذاهب من تكلم في هذه المسألة بكلام رفضه‬ ‫أصحابه من علماء تلك الفرقة وهكذا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪ ١‬‏ہجح;ر‪٫‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ح‬ ‫حح=‬ ‫أما مسألة حجية قول الصحابي فالذي رأيناه عند بعض المتقدمين كجابر وأبي‬ ‫عبيدة وغيرهما ميل إلى تقديم اجتهاد الصحابي على اجتهادهم‪ ،‬لكنه لا يفيد القول‬ ‫باعتماد قول الصحابي حجة‘ وعلى هذا النهج سار ابن سلام وأبو طاهر اسماعيل‬ ‫بن موسى الذي وإن أفاد بعض كلامه حجية قول الصحابي نجد أن لديه ما يفيد‬ ‫أنه ليس بحجة‪ .‬وهكذا نجد علماء الإباضية يرون أن قول الصحابي ليس حجة‬ ‫وإن مال بعضهم إلى تقليده والعمل به وتقديمه على اجتهادهم‪.‬‬ ‫ومن المسائل المتفرعة عن حجية الصحابي مسألة التخصيص بقول الصحابي‪.‬‬ ‫وقد ذهب البعض إلى أن قول الصحابي لا يخصص به العلمى ويذكرون أمثلة‬ ‫لسماع الصحابي رواية متأخرة فيغيرون اجتهادهم لذلك‪ ،‬وقد وقفنا على نماذج‬ ‫وصيغ للأداء تعبر عن قول الصحابي وحده فلها حكم الوقف لا الرفع ذكروها‬ ‫عند بحثهم موضوع الصحابي‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫علوعر الحديث التي تعنى بالمتر‬ ‫عند الإباضية‪.‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬مختلف الحديث‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬النسخ في الحديث‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬غريب ألفاظ الحديث‪.‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الفصل الاول علم مختلف الحديث‬ ‫المبحث الأول‪ :‬مقدمات في المختلف‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬تعريف المختلف‪:‬‬ ‫مختلف اسم فاعل من اختلف‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬إنكم لفي قول‬ ‫مُختلف‪(44‬الذاريات‪ ،)15/8‬قال صاحب القاموس‪":‬اختلف ضد اتفق"(‪٨‬‏ و" تخالف‬ ‫القوم‪ ،‬واختلفوا لذا ذهب كل واحد منهم إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر"(‪2‬اء ومعنى‬ ‫تخالف الأمران واختلفا أي لم يتفقاى "وكل ما لم يتساو فقد تخالف واختلف"ةا‪.‬‬ ‫قال صاحب مفردات القرآن‪ ":‬والاختلاف والمخالفة‪ :‬أن يأخذ كل واحد‬ ‫طريقا غير طريق الآخر في حاله أو قوله‪ ،‬والخلاف أعم من الضد؛ لأن كل‬ ‫ضدين مختلفان‪ ،‬وليس كل مختلفين ضدين"(“ا‪ ،‬وأكثر المحدثين على ضبط كلمة‬ ‫مختلف بضم الميم وكسر اللام‪ ،‬وبذلك تكون اسم فاعل من اختلف كما تقدم‪ ،‬وأما‬ ‫من ضبطها بضم الميم وفتح اللام فعلى أنها مصدر ميمي بمعنى الاختلافةا‪ ،‬أو‬ ‫اسم مفعول من اختلف في الأمر يختلف في الأمر فهو مختلف فيه‪.‬‬ ‫وأما المعنى الاصطلاحي فنجد أول من عَبَرَ من الإباضية عنه ابن بركة في‬ ‫قوله‪ ":‬وأما الأخبار المتعارضةء فمثل ذلك أن يروى عن النبي قل خبر بإباحة‬ ‫شي ؤ ويروي خبر آخر فيحظر ذلك فيوقفا جميعاء وينظر ‪.0 "....‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫آ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫"ا الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيطء مادة خلفث ‪.3/31‬‬ ‫ثا ابن منظور لسان العربث مادة خلف‪.1/19 ،‬‬ ‫(ام‪.‬س‪ ،‬مادة خلف ‪.9/09-19‬‬ ‫ا الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد (‪ })205/9011‬المفردات قي غريب القرآنض‬ ‫تح‪:‬محمد سيد كيلاني؛ دار المعرفة‪ ،‬بيروت لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬مادة خلف‘ ‪.1/651‬‬ ‫ا أبو شهبة محمد‪ ،‬الوسيط في علوم الحديث ومصطلحه‘ ص ‪.144‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ ابن بركة الجامع‪ ،1/81 ،‬الكندي أبو عبد الله بيان الشرع‪.1/91 ،‬‬ ‫علم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫وقد ذكر أبو سعيد الكدمي ‪ -‬وهو معاصر لابن بركة‪ -‬الاختلاف بين‬ ‫اء‬ ‫الروايات فقال‪ ":‬قد اختلف في تعريف اللقطة في ما جاء به الأثر عن النبي‬ ‫في بعض الأخبار أته أمر أن تعرف اللقطة سنة مجملا‪ ،‬وفي بعض الأخبار أن‬ ‫تعرف ثلاثة أيام مجملا ‪ 0‬وقيل‪.(...‬ا‪.‬‬ ‫ونجد بيان مفهوم المختلف عند أبي محمد الخليلي في قوله!" وأما‬ ‫المعارض فكروايتين اتحد معناهما وتعارض حكمهما كنهيه ة عن الشرب قائما‬ ‫وقد شرب هو قائما"ا‪ ،‬ويحد القطب اطفيش المختلف‪ :‬بأنه ورود حديثين‬ ‫مختلفين (‪3‬ا ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أسباب التعارض والمختلف‪:‬‬ ‫أول من وجدناه يعدد أسباب الخلاف عموما هو ابن بركةا ولا شك أن‬ ‫أسباب المختلف جزء من أسباب الخلاف ويمكن تحديد تلك الأسباب كما يلي‪:‬‬ ‫ه كون البعض من الصحابة أو الرواة علم بخبر ما أو بعض الأخبار فقط دون‬ ‫استقصاء للكلث وعليه فهناك من الأخبار ما ليس لهم علم به ولم يشتهر بينهم‪.‬‬ ‫ه الاختلاف في الأخبار بسبب الاختلاف بين الرواة في انقطاع بعض الأخبار‬ ‫أو اتصالها‪.‬‬ ‫ه تفرد بعض الأمة ببعض الأخبار عن غيرهم‘ وقد‪ .‬يرى ذلك الغير ضعف ما‬ ‫لم يبلغهم‪.‬‬ ‫ه الاختلاف في الحكم بالتصحيح والتضعيف على بعض الروايات والأخبار ‪،‬‬ ‫وكذلك الاختلاف في مناهج التصحيح والتضعيف‪.‬‬ ‫(! الكدمي‪ ،‬التعقيب على الأشراافس(مخ) ص ‪933-043‬ء تقدم تخريج الحديث ص‪.081‬‬ ‫ثا الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد (‪ ،)7821/1781‬كرسي أصول الدين (مخ)‪٠‬‏‬ ‫مكتبة الشيخ أحمد بن ناصر السيفي‪ ،‬نزوى عمان‪ ،‬د‪.‬ت‘ صورة لدى الباحث‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫(ثا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪.824٬924‬‏‬ ‫عوام السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ه الاختلاف في الأخبار بسبب الاختلاف في تأويلها‪.‬‬ ‫ه الاختلاف في الأخبار بسبب الاختلاف في حفظها وضبطها‪.‬‬ ‫ثم يقول ابن بركة في آخر كلامه‪":‬وقد كان بعض الصحابة يصل إلى النبي‬ ‫ل أو الرجل يصل إلى الصحابي‪ ،‬وقد ذكر بعض الخبر‪ ،‬ومنهم من ينسى من‬ ‫الخبر شيئاً فيغير معناه أو يزيد فيه‪ ،‬ومنها ما ينقل على وجه القصص أو لفائدة‬ ‫الأدب أو لغيره‘ والصحيح منها ما أيده العمل أو وقع عليه الإجماع لذلكء وكذلك‬ ‫اختلفت الأخبار وأحكامهاء والله أعلد'("ا‪.‬‬ ‫هذه أسباب الخلاف التي أشار إليها ابن بركة وهي أشهر أسباب الخلاف التي‬ ‫ذكرها العلماء الذين بحثوا أسباب الخلاف"‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬طرق دفع التعارض‪:‬‬ ‫يرى الإباضية أن دفع التعارض الواقع بين الروايات يتم من خلال مسالك‬ ‫وطرق أربع هي‪ :‬النسخ و الجمع و الترجيح و التوقف يقول ابن بركة مشيرا‬ ‫إلى بعض هذه الطرق‪":‬فإذا ورد خبران‪ ،‬وثبت صحتهما عند أهل العلم‪ ،‬ولم يعلم‬ ‫المتقدم منهما من المتأخر ولا الناسخ منهما من المنسوخ فالواجب عندي‬ ‫استعمالهما إذا أمكن ذلك ولم يعارضهما أو يعارض واحدا منهما دلالة تمنع من‬ ‫استعمالهما أو استعمال واحد منهماء ولا يطرح منهما شيء"“اء كما يشير إلى‬ ‫"اراجع عبارات ابن بركة قي ذكر أسباب الخلاف في‪ :‬ابن بركة\ الجامع‪.645-745 ,/1،‬‬ ‫ا بحث علماء الأصول في المذاهب الإسلامية المختلفة موضوع أسباب الخلاف في عدد من‬ ‫المصادر والمراجع ومنها‪ :‬البطليوسي عبد الله بن محمد بن السيد(‪ )125/8211‬الإنصاف في‬ ‫مسائل الخلاف تح‪ :‬محمد رضوان الداية ط‪ 2‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪3041 ،‬هے من ص‪-33‬‬ ‫الشاطبي اللخمي الغرناطي إبراهيم بن موسى(‪ { )097/8831‬الموافقات في أصول‬ ‫‪9‬‬ ‫الشريعة تح‪ :‬عبد الله دراز‪ ،‬محمد عبد الله دراز ط‪3‬ء دار الكتب العلمية بيروت‪ ،‬لبنانء‬ ‫‪3002‬م‪ ،4/521 0‬السالمي عبد الله بن حميد‪ ،‬معار ج الآمالث ‪.1/21-91‬‬ ‫‪4‬ه‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.75- 2/65 ،‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫قاعدة الجمع بأن استعمال الخبرين أولى من إلغاء أحدهما("ا‪ ،‬ويبين بعض طرق‬ ‫الجمع بأنه إذا ورد خبران متعارضان أحدهما عام والآخر خاص[آ أو كان‬ ‫أحدهما مفسترأ(ا فإن الخاص والمفسر يقضيان على العامةا‪ ،‬ويشير إلى الطرق‬ ‫الثلاث بقوله‪ ":‬فإن أمكن الجمع حمل عليه؛ وإلا فالمتأخر ناسخ ‪ ،‬وإن جهل‬ ‫التاريخ صرنا إلى الترجيح "(“ا‪.‬‬ ‫ويذكر التلاتي النسخ والجمع فيرى أنه إن لم يعلم و يعرف المتأخر منهما‬ ‫من المتقدم منهما طلب ما يحصل به الجمع بين الدليلين إن لم يمتنع"ا‪ ،‬ويذكر‬ ‫عمرو التلاتي أيضا حفي حاشيته‪ -‬الترجيح والتوقف بقوله‪ ":‬فإن جهل ولم يعلم‬ ‫عين المتأخر منهما أي الواقع بعد الأول منهما فالوقف أي الإمساك عن ترجيح‬ ‫أحدهما على الآخر‪....‬إلى تبين التاريخ أولى أي أحسن‘ من ذلك الترجيح‬ ‫لاستوائهما في احتمال تقدم كل منهما على الآخر ا‪.‬‬ ‫ونجد عند القطب اطفيش ذكرا لطرق دفع التعارض كالجمع والنسخ‪ ،‬فهو يقدم‬ ‫النسخ فان لم يعلم المتأخر وأمكن الجمع فالجمع‪.)7‬‬ ‫بقي أن نشير هنا إلى أتهم اختلفوا إذا تعذر الجمع أو الترجيح بعد عدم تبين‬ ‫النسخ؛ فمنهم من ذهب إلى التخيير وعدم التساقط للأدلة كأبي سعيد الكدمي وابن‬ ‫بركة بحيث يختار بأي المتعارضين يعملا‪ ،‬وظاهر عبارة الشماخي جواز‬ ‫الاثنين إذ يقول في موضع‪':‬وإن أشكل التاريخ‪ ،‬وعجزنا عن دليل آخر توقففا أو‬ ‫”"ام‪.‬س‪.1/415-515 ،‬‬ ‫ثسايرد تفسير اللفظ ص‪.‬‬ ‫(ةام‪.‬س‪.2/123 ،‬‬ ‫() الشماخي‪ ،‬شر ح مختصر العدلث ص‪.606‬‬ ‫ث التلاتيؤ رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪.551‬‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.841‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪.9240824‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫الأصول‘ص‪95‬‬ ‫فصول‬ ‫السيابي‪،‬‬ ‫طلعة الشنمس‘‪1 2/,39‬‬ ‫شرح‬ ‫(‪ )8‬السالمي‪،‬‬ ‫علار السنة عند الاإاضية‬ ‫ح‬ ‫تخيرنا"(" وفي موضع آخر ذهب إلى التخيير فقال‪" :‬فإن أشكل التاريخ‪ ،‬طلبنا‬ ‫الدليل المرجح من خارج‪ ،‬وإن لم نجد‪ ،‬اخترنا إز لسابيل إلى إسقاطهما‪ ،‬ولا إلى‬ ‫فلم يبق ‪ .‬ةالتخيير"ثا‪ .‬وقد جرى‬ ‫العمل بهماء والترجيح من غير مرجح <‬ ‫على قول الشماخي بالاختيار عمرو التلاتي عند شرحه لكلام الشماخي(ةا‪.‬‬ ‫ونجد مثل ذلك عند القطب اطفيش في قوله‪ ":‬فان لم يعرف‪-‬أي التاريخ‪ -‬فإن‬ ‫مكن ترجيح أحدهما بوجه من وجوه الترجيح متنا أو إسنادا لكثرة الرواة وصفتهم‬ ‫تعين المصير؛ وإلا فيجمع بينهما فان ليممكن توقف على العمل بأحدهما‪ .‬ويقرب‬ ‫المختلف من الناسخ والمنسو خ "ا‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬من طرق الجمع في مختلف الحديث‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬الجمع بالتخصيص‪:‬‬ ‫الجمع يطلق على ضم الشيء بعضه ببعض ومنه قولهم‪ :‬جمعته فاجتمع"ثا‪.‬‬ ‫و"جَمَعَ الشيءَ عن تفرقة يَجْمَعُه جمعا لذا ضمه وألقه"ا‪ ،‬و'جسّفت الشيء إذا‬ ‫جئت به من ههنا وههنا"ا‪ ،‬وورد في القرآن هذا لمعنى ذفي قوله تعالى‪:‬‬ ‫أَضتب الإنسان أن نَجمَع عظامَة(القيامة‪ 57/3)6‬قال الزمخشري‪ ":‬والمعضى‬ ‫نجمعها بعد تفرقهاء ورجوعها رميماء ورفاتا مختلطا بالتراب بعد ما سفتها الريح‬ ‫وطيرتها في أباعد الأرض"ثا‪.‬‬ ‫[" الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪.606‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪،‬ث ص‪.683‬‬ ‫(ةا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪.551‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشملث ص ‏‪.434٬435‬‬ ‫(ثا ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغةء مادة جمع‘‪.1/974‬‬ ‫‪.1/876‬‬ ‫)‪ (6‬القاموس المحيط مادة جمع‬ ‫)‪ (7‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب مادة جمع ‪.8‬‬ ‫ثا الزمخشري‪ ،‬محمود بن عمر الكشاف ‪.4/952‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وقاعدة الجمع تعتبر ‪ -‬في تقديري‪ -‬من أكثر طرق دفع التعارض ظهورا في‬ ‫باب مختلف الحديث في كتب التراث الإباضيع ولذلك تعددت طرق الجمع‘ ويأتي‬ ‫الجمع بالتخصيص من أكثرها ورودا‪.‬‬ ‫ويرى ابن بركة أن التخصيص محتاج إلى حجة! فمةعي التخصيص لأي‬ ‫خبر لا بة له من إقامة دليل لذلك "والخبر إذا ورد فالواجب إجراؤه على عمومه‬ ‫ولا يخص إلا بحجة""ا‪ .‬وفي حالة التعارض والاختلاف فإنه إذا اورد خبران‬ ‫أحدهما عام والآخر خاص[آ ومفستر كان الخاص والمفستر قاضيين على العاد"غا‪.‬‬ ‫ومن أمثلة الخالص والعام من الأخبار ث خبر ‪ (:‬حيث ما أدركتك الصلاة فصل) ()‪.‬‬ ‫وخبر( نهي عن الصلاة في المقبرة والمجزرة والمزبلة والحمام وقارعة الطريق‬ ‫ومعاطن الإبل) اء ويذكر ابن بركة أن الأول يفيد عموم جواز الصلاة في كل‬ ‫موضع بينما ورد الثاني خاصتا خص بعض ما اشتمل عليه عموم الخبر الآخره‬ ‫فيقول ‪ ":‬فالخاص] يعترض على العام ولا يعترض العام على الخاصَ"(اى ويورد‬ ‫للخبر العام المتقدم مخصصا آخر هو قول النبي ي‪( :‬جعلت لي الأرض مسجدا‬ ‫(" ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/036‬‬ ‫(‪2‬ام‪.‬س؛ ‪.123 ,2‬‬ ‫(ثا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء‪ ،‬باب قول الله تعالى وَوهننا لداووة‪»...‬‬ ‫‪ 3 342) 302‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب المساجد ومواضع الصلاة‪ ،‬أول كتاب المساجد‪.‬‬ ‫‪.)1/073(025‬‬ ‫ا أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬كتاب أبواب الصلاة‪ ،‬باب ما جاء في كراهية ما يصلى إليه‬ ‫وفيهش ‪)2/771(643‬ء وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب المساجد‪ ،‬باب المواضع التي يكره فيها‬ ‫الصلاة‪ .)1/642(647 .‬والطحاوي في شرح معاني الآثارث كتاب الصلاة‪ ،‬باب الصلاة‬ ‫في‪.1/383...‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.1/81‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫وترابها طهورا) ("ا‪ ،‬ويبين أن هذا الخبر الأخص معترض على خبر (حيثما‬ ‫أدركتك الصلاة فصل) الأعم‪" ،‬والأخصآ يقضي على الأعمء فإذا أخذنا بالخبرين‬ ‫جميعاً ولم يسقط أحدهما كان قوله يل‪ ( :‬حيثما أدركتك الصلاة فصل إلا في‬ ‫موضع ليس بطاهر "‪.2‬‬ ‫النبي قة (الثنب أحق بنفسها‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع من الجمع الجمع بين حديث‬ ‫وليها فنكاحها باطل ) ‏‪.٨٩‬‬ ‫من ولتها )ا وحديث‪ ( :‬أما امرأة نكحت بغير رأي‬ ‫الثيب‪ ،‬بل هي مالكة ذلك‬ ‫فظاهر الخبر الأول أن الولئ لا حق له في عقد نكاح‬ ‫أو ثيبأ في اشتراط الوليء‬ ‫دونه‪ ،‬وأما الرواية الثانية فعامة لكل امرأة كانت بكرا‬ ‫اوالخبر الذي ذكر‪ ...‬أن الثب أحق بنفسها مخصوصأ‪ 6‬وخرجت التب بالخبر‬ ‫المخصوص وبقي الأبكار على العموم"ةا‪.‬‬ ‫ومن نماذج الروايات التي ناقشها ابن بركة وعمد إلى الجمع فيها دفعا‬ ‫للتعارض حديث النبي قل‪ (:‬لا تنتفعوا من الميتة بشيء) ا وقوله يل‪( :‬أيما إهاب‬ ‫{"ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة ووجوبهاء باب في المساجد‪.)1/801(552...‬‬ ‫والبخاري في صحيحه ‪.‬جزءا من حديث\ كتاب الصلاة‘ باب قول النبي‬ ‫جعلت‪.)1/861(724...‬‬ ‫(‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/81 ،‬‬ ‫(ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب النكاح‪ ،‬باب استئذان الثيب‪ 2/7301(1241)0...‬وابن‬ ‫حبان في صحيحها كتاب النكاحض باب الولي‪.)9/893(8804 ،‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب النكاحث ‪ ،)2/281(6072‬وابن حبان في صحيحه‬ ‫كتاب النكاح‪ ،‬ذكر بطلان النكاح‪.)9/483(4704...‬‬ ‫(ثا ابن بركةش الجامع‪.2/021 ،‬‬ ‫ا أخرجه ابن حبان في صحيحه‘ كتاب الطهارة‪ ،‬باب جلود الميتة‪ ،)4/49(8721 ،‬والنسائي‬ ‫في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرع والعتيرة‪ ،‬جلود الميتةش ‪ ،)3/58(5754‬والترمذي في سننه‬ ‫كتاب اللباس باب ما جاء في جلود الميتة‪.)4/222(9271 .‬‬ ‫قال أبو عيسى الترمذي معلقا بعد تخريجه‪ ":‬سمعت أحمد بن الحسن يقول كان أحمد‬ ‫بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث لما ذكر فيه قبل وفاته بشهرين‪ ،‬وكان يقول كان هذا أخر‬ ‫ححححح= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫دبغ فقد طهر) "ا! وخلال مناقشته جَمعَ هذه الروايات ذكر القول بتضعيف الخبر‬ ‫الأول لنقده من حملة الأخبار؛ فإذا ثبت هذا الخبر نظر فيه فما كان خاصا فإنه‬ ‫يعترض العام‪ ،‬لا العكس‪ ،‬يقول ابن بركة‪':‬فقوله ي‪ ( :‬لا تنتفعوا من الميتة‬ ‫بشيء) لا يفيد أكثر مما أفاد في الآية خربت عليكم الْمَيتَةه (المائدة‪ )5/3‬وقول‬ ‫النبي قلة‪( :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر)‪ ،‬فقد خص بعض تلك الجملة فأدخلها في خبر‬ ‫الإباحة‪ .‬وإذا كان هذا هكذا وجب أن يعترض بقوله قل‪ (:‬أما إهاب دبغ فقد‬ ‫طهر) على قوله (لا تنتفعوا من الميتة بشيع) ‪ 0‬لأن هذا عام وذلك خاص‪.‬‬ ‫ويورد ابن بركة حوارا يحاور فيه من خالفوه في حمل الخاص على العام في‬ ‫المثال السابق‪ ،‬ويبدأ بحجتهم وخلاصتها‪ :‬إن قال بعض من يحتج بعدم تجويز‬ ‫الانتفاع بالإهاب بعد الدباغ بأن الخبر ورد ههنا لا عموم فيه؛ وصمد الرسول قا‬ ‫إلى الجلد بعينه‪ ،‬وهو قوله قل‪( :‬لا تنتفعوا من الميتة بشيء بإهاب ولا عصب)‬ ‫فالتعارض قد وقع‪ ،‬وإن تعارض الخبران وجب أن يوقفاء ورجعنا إلى قول الله‬ ‫جل ذكره‪ :‬حرمت عليكم الميته (المائدة‪ ،)5/3‬والآية توجب تحريم الميتة في‬ ‫جميع جهاتها‪ ،‬فلو كان خبرك يبيح الجلد وخبرنا يمنع منه علمنا أن هذا طريقه‬ ‫الخصوص والعموم‪.‬‬ ‫ثم يورد ابن بركة الرد على ذلك فيقول‪":‬هذا خبر قد تكلم فيه بعض أهل النقل‪،‬‬ ‫ولو كان ثابتا ما لزمنا ما ألزمت وذلك أن خبرك ورد بتحريم الإهاب‪ ،‬ونحن فلا‬ ‫نبيح استعماله مع استحقاق اسم الإهاب‪.)(" ...‬‬ ‫يقول أبو بكر الكندي‪ ":‬وتنازعوا في استعمال جلد الميتة إذا دبغ‪ 6‬واختلف‬ ‫أصحابنا أيضا‪ :‬على قولين‪ ،‬فجوزه بعضهم‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬الميتة لا يطهرها‬ ‫أمر النبي ياء ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لمَا اضطربوا في لسناده"‪ .‬ر‪ :‬الترمذي"‬ ‫السنن‪ .‬موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫"ا تقدم تخريجه ص‪.37‬‬ ‫"ا نفس الحديث المتقدم تخريجه‪.‬‬ ‫("ا ابن بركة‪ ،‬الجامع“‪.1/773-973‬‬ ‫علور السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫الدباغ‪ .‬والحجة لمن لا يجوز قول النبي ه‪ (:‬لا ينتفع من الميتة بشيعء)‪ ،‬والحجة‬ ‫لمن أجاز قوله فة‪(:‬أيما هاب دبغ فقد طهر)‪ ،‬ومن طريق عائشة رضي الله عنها‬ ‫قالت‪( :‬ذكاة الميتة دباغها) (" ومن طريقها أيضا عنه ق‪(:‬دباغ الجلود‬ ‫طهورها)(“ا‪ ،‬والذي نذهب إليه ونختاره إجازة الانتفاع بجلد كل ميتة بعد الدباغ‬ ‫إل جلد الخنزير والإنسان‪ ،‬فلا يحل أبداء ولا نبيح استعماله مع استحقاقه اسم‬ ‫الإهاب حتى يزول عنه اسم الإهاب‘ لأن العرب إنما تسمي الجلد إهابا ما لم‬ ‫يدبغ‪ ،‬فإذا دبغ سمي أديما‪ .‬الدليل من اللغة قول الشاعر حيث عير رجلا(من‬ ‫البسيط)‪:‬‬ ‫قصرت تَخْطْر في تغل من الأتم"ا‪.‬‬ ‫فذ كان تغل قبل آليوم من أهب‬ ‫ومن أمثلة الجمع بالتخصيص ما أورده أبو العباس الشماخي فقد ذكر أنه في‬ ‫حال تعارض العام والخاصآ "فالصحيح أن الخاص قاض على العام" ومن أمثلة‬ ‫ذلك حديث‪(:‬لا صدقة فيما دون خمسة أوساق(أ) (ةا‪ ،‬فهو مخصتص لعموم ©‬ ‫ا( أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرع والعتيرةى جلود الميتة‪)3/48(2754 .‬‬ ‫والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الدباغث ‪.)1/44(9‬‬ ‫ا الحديث أخرجه‪ :‬النسائي في السنن الصغرى بلفظ (دباغ الأديم ذكاته) وفي رواية أخرى‬ ‫(دباغها طهورها) وبلفظ (طهور كل أديم دباغه) في جماع أبواب الطهارة‪ ،‬باب الآنية‪.‬‬ ‫‪1/261‬ء (‪)212( )112‬ء وأخرجه البيهقي بلفظ (دباغ الأديم ذكاته) في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب‬ ‫لطهارة‪ ،‬باب اشتراط الدباغث ‪)1/12(96‬ث وأخرجه الدار قطني بلفظ (دباغ كل إهماب‬ ‫طهوره) في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الدباغث ‪. )61( ،1/64‬‬ ‫(ةا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصتف‘‪.3/701 ،‬‬ ‫() الوسق مقياس يساوي ستين صاعا‪ .‬ر‪ :‬البركتي‪ :‬التعريفات الفقهية‪ .‬ص‪.732‬‬ ‫ا أخرجه النسائي جزءا من حديث في السنن الكبرى كتاب الزكاةء باب زكاة الورقغ‬ ‫وابن ماجة في سننه‪٬‬‏ كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما تجب فيه الزكاة من‪...‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.)1/175(3971‬‬ ‫©‪0‬ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل والإنصاف ص ‪.683‬‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫حديث‪(:‬فيما سقت السماء والعيون العشر )"ا‪.‬‬ ‫ثانيا الجمع بحمل المفستر على المجمل (ث)‪:‬‬ ‫من طرق الجمع‪ :‬الجمع بحمل المستر على المجمل‪ :‬يقول ابن بركة‪":‬الخبتر‬ ‫المفسر يقضي على المجمل‪ ،‬ولا يقضي المجمل على المفسر"(اء ومن أمثلة ذلك‬ ‫حديث‪ ( :‬لا يجزي ولة والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه ثم يعتقه ) ( وحديث‪:‬‬ ‫( من ملك ذا رحم مَخرم عتق عليه ) ا وقد اختلف في تأويل الخبر الأولء‬ ‫والخبر الثاني يعتبر مفسراء وعليه"إذا صح الخبران كان المفستر أولى باتباعه‬ ‫والعمل به أولى من العمل بالمجمل للتأويل"(ا‪.‬‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع من الجمع‪ ،‬الجمع بين حديث‪ ( :‬يدرأ المصلي عن نفسه‬ ‫ما استطاع فإن أبى أن يمتنع المار فليقاتله فإنما هو شيطان) "اء وحديث‪( :‬لا‬ ‫(‪ )1‬أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة؛ باب في النصاب ‘ ‪.)1/521(133‬‬ ‫والبخاري في الصحيح‘ كتاب الزكاة ‪ ،‬باب العشر فيما يسقى من ماء ‪ ‘)2/045(3141‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه‘ كتاب الزكاة ‪ ،‬باب العشر‪.)8/08(5823 .‬‬ ‫لك المفستر اسم يطلق على المكشوف الذي يعرف المراد به على ‪.‬وجه لا يبقى معه احتمال‬ ‫التأويلء فهو لا يكون محتملا إلا وجها واحدا فقط‪ .‬ر‪ :‬السرخسي أبو بكر محمد بن أحمد بن‬ ‫أبي سهل(‪ ،)094/7901‬أصول السرخسيس دار المعرفة‪ .‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.1/561،‬‬ ‫والمجمل عكس المفسر فهو لفظ لا يفهم المراد منه إلا ببيان وجه الإجمال فيه حتى يعرف‬ ‫المراد به ر‪ :‬السرخسي‘ أصول السرخسي‘‪.1/561‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ .‬الجامع‪.1/81،‬‬ ‫ا أخرجه أبو عوانة في مسنده كتاب البيوعغ باب الخبر الدال‬ ‫على‪٨)3/442(1384)(2384...‬‏ والطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب العتاق‪ ،‬باب‬ ‫الرجل يملك ذا رحم‪.3/901...‬‬ ‫{_ا أخرجه ابن الجارود في المنتقي‪ ،‬باب ما جاء في العتاقة‪ ،)1/442(279 .‬والحاكم في‬ ‫المستدرك وآخره(‪...‬فهو حر)إ كتاب العتق‘ ‪.)2/332(1582‬‬ ‫©ا ابن بركةش الجامع‪.2/542 ،‬‬ ‫ا أخرجه الربيع بلفظ(ين أحدكم إذا كان في الصلاة فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأ ما‬ ‫عامر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‪-‬صح‬ ‫يقطع الصلاة شيء وادرؤوا ما استطعتم) ‏‪ " 0٨‬فإذا صح الخبران لم يكن أحدهما‬ ‫ناقضاً للآخر فكأنه قال قه‪ :‬إن الصلاة لا يقطعها شيع إلا ما أمرنكم بقتاله أو‬ ‫إصر افد";ا‪.‬‬ ‫ونجد في تراث الإباضية ضربا من الجمع بين الأدلة المتعارضة استخدموا فيه‬ ‫التأويل والتفسير‪ ،‬ويمكن أن نسميه الجمع بالتأويل ‪ 4‬فمن الجمع الذي استعين فيه‬ ‫باللغة في التأويل والتفسير الجمع بين حديث‪( :‬لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بأم‬ ‫القرآن) اء وحديث‪ ( :‬كل صلاة لم يقرا فيها فاتحة الكتاب فهي خداج) ا‪.‬‬ ‫ووجهة نظر المحتجين بالحديث الثاني أن النبي ملة أنبتها صلاة ناقصة‘ بينما يفيد‬ ‫الحديث الأول نفي أن تكون صلاة بدون الفاتحة‪ .‬وقد فسر ابن بركة الخداج‬ ‫بمعنيين‪ :‬خداج ينتفع به وهذا الذي يسمى أخدج‪ ،‬وهو الذي في أطرافه نقصان‬ ‫وخداج لا نفع فيه‪ ،‬واستشهد عليه بقول أهل اللغة‪" :‬خدجت الناقة إذا ألقت جنينها‬ ‫ميتأ"‪ ،‬ثم قال " فهذا نقصان لا ينتفع به‪ ،‬فالخداج الذي أراده النبي يلة هو الذي لا‬ ‫ينتفع به لأنه نفى أن يكون له صلاة في الخبر الأول" )‪.‬‬ ‫ومن الجمع بالتأويل أيضا‪:‬الجمع بين الأخبار التي ورد فيها النهي عن الصلاة‬ ‫بعد العصر والفجر وبين الأحاديث التي تبيح في ظاهرها الصلاة في أي وقت‬ ‫استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة ووجوبها‪ ،‬باب الجواز‬ ‫بين يدي المصلي‪ 1/301(342)0 ،‬وأخرجه البخاري بلفظ مقارب‘ في كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب‬ ‫صفة إبليس وجنوده‪ ،)3/3911(0013 ،‬ومسلم في صحيحه؛ كتاب الصلاة‪ ،‬باب منع‬ ‫المار ‪.)1/263(505...‬‬ ‫("ا أخرجه بهذا اللفظ أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب من قال لا يقطع الصلاة شي‘؛‬ ‫‪ »)1/19(911‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب صفة السهو في الصلاة‬ ‫وأحكامه‪.)1/863(5)(6 ...‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/,194 ،‬‬ ‫(‪7‬ا تقدم تخريج مثيل هذا الحديث ص‪.34‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ تقدم تخريجه ص‪.981‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/415-515 ،‬‬ ‫علار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫كقول النبي ق‪( :‬من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها) (" وقد جمع‬ ‫علماء الإباضية بينهما بحمل النهي على أه خاص بصلاة النفل‪ ،‬وقد ناقش ابن‬ ‫بركة أصحاب الرواية في روايتهم لحديث‪( :‬لا تصلوا بعد صلاة المصر إلا أن‬ ‫تكون الشمس مرنفعة) ا ث وما رووه عن النبي يل‪( :‬أنه كان إذا صلى فريضة‬ ‫صلى بعدها ركعتين إلا صلاة الصبح وصلاة العصر ) (ةا‪ ،‬وما رووا عن علي‬ ‫أيضا (أنه صلى بأصحابه في بعض أسفاره صلاة العصر ثم دخل فسطاطه‬ ‫وما رووا عن علي أيضا عن النبي يل أنه قال‪ ( :‬لا صلاة‬ ‫وصلى ركعتين) (‬ ‫بعد العصر حتى تغيب الشمسع ولا‪ .‬صلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع‬ ‫الشمس)؟ا ث وقد سبق لنا ذكر نقد ابن بركة لهذه الروايات وتفصيله الحديث في‬ ‫بعض جوانبه)ا‪ ،‬وقد أول لفظ الشمس مرتفعة بأنه بعد أن تغيب وارتفاعها هو‬ ‫ذهابها "كما تقول الناس‪ :‬ارتفعت البركة‪ ،‬وارتفع القحط عن الناس ى وارتفع الغلاء‬ ‫عن المسلمين"‪ ،‬وأما صلاة علي في فسطاطه بعد العصر" فهذا يدل على أنه‬ ‫صلى صلاة كانت عليه ذكرها في ذلك الوقت‪ ،‬ألا ترى أنه هو‪ .‬الذي روى الخبر‬ ‫عن النبي م أنه قال‪ ( :‬لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس) "")‬ ‫وهكذا جمع ابن بركة بين تلك الروايات بالتأويل‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الجمع بحمل المطلق على المقيد‪:‬‬ ‫ومن طرق الجمع‪ :‬الجمع بالتقييدث وفيها يحمل المطلق على المقيد‪ ،‬ومن أمثلة‬ ‫ذلك الجمع بين قول النبي يل‪ ( :‬في سائمة الغنم الزكاةء وفي خمس من الإبل‬ ‫"ا تقدم تخريجه ص‪.871‬‬ ‫ثا تقدم تخريجه ص‪.971‬‬ ‫() تقدم تخريجه ص‪.971‬‬ ‫( تقدم تخريجه ص‪.971‬‬ ‫ا تقم تخريجه ص‪.971‬‬ ‫© انظر ص ‪.971 8710‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/645-845 ،‬‬ ‫= عار السنة عند الإباضية‬ ‫سائمة زكاة شاة) ("ا‪ ،‬مع الروايات التي لم يرد فيها لفظ السائمة (“ا وحديث‪(:‬ليس‬ ‫في القتوبة ا صدقة ولا في الإبل الجارة صدقة) (ا‪ ،‬فلفظ السائمة قيد يخرج غير‬ ‫السائمةةا‪ ،‬وبذلك يجمع بين الروايات التي ورد فيها ذكر السائمة والتي لم يرد‬ ‫فيهاء وذلك بحمل الرواية المطلقة على المقيدة‪.‬‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع من الجمع أيضاء الجمع بين رواية ابن عباس عن النبي‬ ‫قلة أنه قال‪( :‬إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفين) ا وما روي من طريق‬ ‫() أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة} باب ما‪ .‬يسقط الصدقة عن الماشية‬ ‫‪)4/51(1817‬ء وأخرجه ابن حبان جزءا من حديث طويل‘ كتاب التاريخ‪ ،‬باب ذكر‬ ‫كتبه‪.)41/205(9556...‬‬ ‫من ذلك حديث (ليس فيما دون خمس ذود صدقة) الحديث أخرجه‪ :‬البخاري في صحيحه‬ ‫كتاب الزكاة باب زكاة الورق ‪)8731( 2/42.‬ء مسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬أول‬ ‫كتاب الزكاة‪ 979)6( 2/276 .‬ابن حبان في الصحيح‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب العشر ‪8/17‬‬ ‫(‪.)5723‬‬ ‫{ثا القتوبةء بالفتح‪ :‬الإبل التي توضتغ الأقتَاب على ظهورها‪ ،‬والمراد بها هنا الإبل‬ ‫لسان‬ ‫العوامل فليس فيها صدقة وأصل القتب‪ :‬الرحل للبعير أو الحمل ‪.‬ر‪ :‬ابن منظور‬ ‫ك‬ ‫العربث مادة قتنب‪.1/166٬‬‏‬ ‫() أخرج الربيع حديثابلفظ (ليس في الجارة ولا في الكسعه ولا في النخعه ولا في الجبهة‬ ‫صدقة) وقال الربيع‪ :‬الجارآه الإبل تجر بالزمام وتذهب وترجع بقوت أهل البيت‪ ،‬في مسنده‬ ‫الربيع‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة ‪ 0‬باب ما عفي عن زكاته‪ 0 )1/731(833 .‬ووردت أحاديث‬ ‫تشهد لمعناه‪ ،‬منها (ليس في الإبل العوامل صدقه) أخرجه الدارقطنى في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة ‪9‬‬ ‫باب ليس في العوامل صدقة ‪ ،)1( 2/301 0‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة ث باب‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ليس في العوامل صدقةش ‪.)4/611(3817‬‬ ‫(ثا ستامّت الماشية أي رعت‘ وأسامّها صاحبها أخرجها إلى المرعى‪ .‬ر‪ :‬الرازي‪ ،‬مختار‬ ‫الصحاح‪..1/531 ،‬‬ ‫ا أخرجه ابن حبان في صحيحه‘ كتاب الحج" باب الإحرام‪ ،)9/29(1873 ،‬والنسائي في‬ ‫السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬الرخصة في لبس الخفين‪.)2/633(9563 ،‬‬ ‫‪;٫٫١‬حج‏ _‬ ‫= عارم السنة عند الإباضية ح‬ ‫بن عمر عن النبي ية أنه قال‪ ( :‬فليقطعهما أسفل من الكعبين) (" فقد ورد في‬ ‫رواية ابن عمر شرط قطع الخفين من أسفل الكعبين‪ ،‬وهذا الشرط قيد لم يرد في‬ ‫رواية ابن عباس والتي وردت مطلقة‪ ،‬وبذلك تصبح رواية ابن عمر مقيدة لمطلق‬ ‫رواية ابن عباس‪.‬‬ ‫ويعطي ابن بركة مزيد بيان في جمع الروايات المتقدمة فيقول بعد إيرادها‪':‬‬ ‫وعندي۔ والله أعلم أن ذكر السائمة يسقط الزكاة في غير السائمة لأن أحد‬ ‫الخبرين فيه بيان غير الآخر وأحد الخبرين أسقط فيه الراوي زيادة لفظة لم‬ ‫يحفظها الآخر‪ ،‬ولا يوجب إسقاط الزيادة لأن فيها معنى ليس في الخبر الآخر‬ ‫وهكذا يعمل في سائر الأخبار نحو هذاء وروي عن ابن عباس عن النبي قة أنه‬ ‫قال‪( :‬إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفين)‘ وروي من طريق ابن عمر عن‬ ‫النبي ة أنه قال‪ ( :‬فليقطعهما أسفل من الكعبين) وكان الخبران يرجعان إلى خبر‬ ‫واحد لأنه بيان عما يلبس المحرم عند عدم النعلين ومن أوجب في العوامل‬ ‫الزكاة فلا بة من ترك أحد الخبرين"غا‪.‬‬ ‫رابعا‪:‬الجمع بحمل الأمر على الندب‪:‬‬ ‫ومن طرق الجمع‪ :‬الجمع بحمل الأمر على الندب‪ ،‬ومن أمثلته ما في الأحاديث‬ ‫التي ذكرت عدد التسبيحات في الركوع والسجود‪ ،‬فحديث أنس بن مالك حين‬ ‫صلى خلف عمر بن عبد العزيز قال‪ (:‬ما صليت وراء أحد أشبه برسول ا له لا‬ ‫من هذا الشاب‪ ،‬قال‪ :‬فكنا نسبح وراءه عشرا عشرا) ا فهذا الحديث يفيد أن‬ ‫التسبيح عشر وحديث حذيفة بن اليمان‪(:‬أن النبي يلة قال‪ :‬سبحان ربي العظيم‬ ‫["ا أخرجه ابن حبان في صحيحهء كتاب الحج باب الإحرام‪ ،)9/89(8873 ،‬وابن خزيمة في‬ ‫ضحيحها كتاب المناسك باب ذكر الخبر المفسر ‪.)4/002(3862...‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.1/016-116‬‬ ‫(‪7‬ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب التطبيق‪ ،‬في عدد التسبيح‘ ‏‪٠)721(241/1‬‬ ‫والمقدسي في الأحاديث المختارةء حديث سعيد بن جبير عن أنس‘ ‪.)6/541(0412‬‬ ‫علم السنة عند الإناضية ت_‬ ‫حح=‬ ‫ثلاث مرات) ("ا‪ ،‬وهذه الرواية تفيد أن السنة في العدد ثلاث‪.‬‬ ‫ويقول أبو طاهر الجيطالي في جمعه لمسألة العدد الواردة في الروايات ومعلقا‬ ‫على العشر تسبيحات ابتداء بقوله‪'":‬وهذا حسن‪ ،‬ولكن الثلاث إذا كثرت الجماعة‬ ‫أحسن وأما إذا لم يحضر إلا المتجردون للدين فلا بأس بالعشر‘ هذا وجه الجمع‬ ‫بين الروايات"(ثا‪ .‬وهذا الجمع حمل ما زاد عن الثلاث على الاستحباب والندب‬ ‫كما لا يخلو وجه الحمل من مراعاة الحال أيضا‪.‬‬ ‫وممن ذكر هذا الجمع ‪ -‬وإن عزاه إلى الجيطالي‪ -‬أبو ستة محمد بن عمر في‬ ‫حاشية الوضعء وقد ذكره مستحسنا لها وكذلك عزا أبو ساكن الشماخي إلى‬ ‫الربيع القول بالاجتزاء بالثلاث‪ ،‬وحمل ما زاد على الاستحسان أي الندب"‪.‬‬ ‫ومن أمثلة الجمع بالحمل على الندب‪ ،‬الجمع بين الروايات المتعارضة في‬ ‫مسألة ولوغ الكلب كحديث غسل السبع‪ (:‬طهور إناء أحدكم إذا ولغ الكلب فيه أن‬ ‫يغسله سبع مرات)أةا وما روي من طريق ابن المغفل (والثامنة بالتراب) ثا‬ ‫وحديث الثلاث عن أبي هريرة قال‪ (:‬في الإناء يلغ فيه الكلب‪ :‬يغسل ثلاث‬ ‫ا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الضلاةض باب التسبيح في الركو ع‘ ‪1/503(406)6‬‬ ‫وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب إقامة الصلاة والسنة فيهاء باب السجودث‪.)1/782(888 ،‬‬ ‫والدارقطني في سننه‘ كتاب الصلاة‪ ،‬باب صفة ما يقول ‪.)1/,143(1...‬‬ ‫(‪2‬ا الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪ ،057/0531)6‬كتاب قناطر الخيرات(القتطظضرة‬ ‫الثالثة‪ :‬قنطرة‪ .‬الصلاة ووظائفها من الطهارات)‪ ،‬تح‪ :‬طلبة قسم الشريعة بمعهد عمي سعيد‪.‬‬ ‫بغرداية بالجزائر‪ ،‬ط‪1‬ءالمطبعة العربية‪ .‬غردايةش الجزائرء‪9141‬ه ‪8991‬مءص‪.842-942‬‬ ‫(‪7‬ا السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر حاشية كتاب الوضع ث ص‪.813‬‬ ‫() الشماخي‪ ،‬عامر بن علي الإيضاح دار الفتح‪ ،‬د‪.‬ت‪.1/005 ،‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الطهارةس باب حكم ولوغ الكلب" ‪ ،)1/432(972‬والحاكم‬ ‫في المستدرك‪ ،‬كتاب الطهارة‪ )1/562(275 .‬وأخرجه الربيع بلفظ(إذا ولغ الكلب في إناء‬ ‫أحدكم فليغسله سبع مرات) في مسندهؤ كتاب الطهارة‪ ،‬باب جامع النجاسات‪.)1/17(551 ،‬‬ ‫©ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الطهارة باب حكم ولوغ الكلب‪ ،)1/532(082 ،‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه كتاب الطهارةء باب الأسآرش ‪.)4/411(8921‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫مرات) (‪ )2‬وقد أورد ابن بركة الروايتين الأوليين‪ ،‬وذكر فتوى أبي هريرة وقوله‬ ‫في موضعينا‪ .‬وذكر أن التطهير يقع لكل النجاسات بالثلاثا‪ ،‬لكن ابن بركة‬ ‫لم يصرح في جمعه بحمل ما زاد عن الثلاث على الندبث وإن دل اختياره وقوع‬ ‫الطهارة بالثلاث‪ ،‬ومعنى ذلك أن الوجوب بالثلاث‪ ،‬وما زاد فهو على الاستحباب‪،‬‬ ‫وقد سبق ضمام وجابر بن زيد وغيرهم ابن بركة بالقول في أنه يكتفى بالثلاث“اء‬ ‫واعتبر نور الدين السالمي قولهم بالثلاث إشارة منهم تدل على أن الأمر بالسبع‬ ‫() أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب سؤر الكلب ‪.1/321‬‬ ‫وقال الطحاوي عقبه‪ ":‬فلما كان أبو هريرة قد رأى أن الثلاث يطهرن الإناء من ولوغ‬ ‫الكلب فيه وقد روي عن النبي ؤ ما ذكرنا ثبت بذلك نسخ السبع لأنا نحسن الظن به فلا‬ ‫نتوهم عليه أنه يترك ما سمعه من النبي ق إلا إلى مظه وإلا سقطت عدالته فلم يقبل قوله ولا‬ ‫روايته ولو وجب أن يعمل بما روينا في السبع ولا يجعل منسوخا لكان ما روى عبد الله بن‬ ‫المغفل في ذلك عن النبي ثقة أولى مما روى أبو هريرة لأنه زاد عليه"‪ .‬وأخرج عبد الرزاق‬ ‫الفتوى بالثلاث عن الزهري‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الكلب يلغ في الإناء‪ 1/79(633)6 .‬وأخرج‬ ‫الدارقطني حديثا من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبي الزناد عن‬ ‫الأعرج عن أبي هريرة عن النبي يلة (في الكلب يلغ في الإناء أنه يغسله ثلاثا أو خمسا أو‬ ‫سبعا) في سننه‪ ،‬كتاب الطهارةض باب ولو غ الكلب ‪ )1/56(31‬ولكن الإشكال يلحق هذه‬ ‫الرواية في تقديري وذلك لتعليل النقاد رواية ابن عياش غير الشامية وهي هنا من إسناد‬ ‫مدني‪ .‬لمعرفة تفصيل تعليل أئمة النقد والرواية لإسماعيل في غير روايته الشامية انظر‪ :‬ابن‬ ‫عدي" الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،1/192 ،‬الجوزجاني‪ ،‬أحوال الرجال‪ ‘1/471 ،‬البستي ابن‬ ‫حبان محمد بن حبان(‪ ،)453/569‬المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين‪ ،‬مراجعة‬ ‫محمود إيراهيم زايد‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬حلب‘ سورية‪6931 ،‬ه‘‪ ‘1/421 ،‬ابن عساكر علي بن‬ ‫حسن بن هبة الله(‪ )175/6511‬تاريخ مدينة دمشق تح‪ :‬محب الدين العمري دار الفكر‪.‬‬ ‫بيروت ‪5991‬م‪ 9/54 0‬وما بعدهاء الذهبي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن‬ ‫احمد(‪ 847/8431)6‬ذكر من تكلم فيه وهو موثوق‪ ،‬تح‪ :‬محمد شكور أمرير الميادينيث ط‪،1‬‬ ‫‪ .‬مكتبة المنار‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬الأردنث ‪6041‬ه ‪.1/74‬‬ ‫‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/104-204 1/793-893.0‬‬ ‫ام‪.‬س“ ‪.1/104‬‬ ‫ار‪ :‬الفراهيدي الربيع بن حبيب‪ ،‬المسند ‪.1/17‬‬ ‫;;;ہ۔‬ ‫عار السنة عند الإباضية ح(‬ ‫ح‬ ‫للندب(;اث وذكر السالمي والقطب اطفيش أن الإباضية قالوا بالنذب في ما زاد‬ ‫على الثلادث(‪2‬ا‪ .‬يقول نور الدين السالمي معلقا على فتوى أبي هريرة‪":‬الغزض من‬ ‫ذكر إفتائه بالثلاث بيان المراد من الحديث وأن السبع ليست بواجبة بل مندوبة‬ ‫"(‪. )3‬‬ ‫ؤة‬ ‫خامسا الجمع بحمل النهي على الكراهة‪:‬‬ ‫من طرق الجمع‪ :‬الجمع بحمل النهي على الكراهةش ومن أمثلة هذا النوع الجمع‬ ‫بين حديث( نهى رسول الله يلة أن تغتسل المرأة بفضل الرجل‪ ،‬أو الرجل بفضل‬ ‫المرأة وليغترفا جميعا) “ا وحديث ميمونة (أن رسول الله يل كان يغتسل بفضل‬ ‫ميمونة) (ا‪ ،‬فالحديث الأول يقتضي النهي عن الاغتسال بفضل الماء الباقي من‬ ‫اغتسال المرأة‪ ،‬والثاني يقتضي الإباحة‪ ،‬يقول نور الدين السالمي بعد إيراده عددا‬ ‫من الأحاديث في ذلك مبينا الجمع بينها‪ " :‬فهذه الأحاديث دالة على جواز الوضوء‬ ‫من فضل المرأة‪ ،‬والاغتسال مثله‪ ،‬فيحمل النهي على الكراهة‪ ،‬وفعله على بيان‬ ‫الجواز‪...‬ويمكن حمل النهي على فضل الوضوء من الأجنبية والأجنبي دون‬ ‫الزوجين حينئذ خوف إثارة الشهوة الطبيعية وهذا معنى لم أظفر به عن أحد‬ ‫وأرجو أن يكون صحيحا إن شاء الله"‪.'٨‬‏‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع من الجمع الجمع بين الروايات التي ذكرت حكم شهود‬ ‫المرأة الجنائزث فوردت روايات تبيح ذلك كحديث أبي هريرة (أن رسول الله ة‬ ‫"ا السالمي ‪ 0‬شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيعث ‪.1/112‬‬ ‫ار‪ :‬اطفيش‪ ،‬شرح النيل‪ ،1/311 ،‬السالمي‪ ،‬معارج الآمال‪.5/43 ،‬‬ ‫(ثا السالمي‪ ،‬شرح الجامع الصحيح ث‪.1/212‬‬ ‫ا أخرجه أبو داود في سننه كتاب الطهارةض باب النهي عن‪ ،)1/12(18...‬والنسائي في‬ ‫السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب النهي عن الاغتسال بفضل الجنب‘ ‪.)1/711(042‬‬ ‫ا أخرجه مسلم من طريق أبي الشعثاء في صحيحه‘ كتاب الحيض© باب القدر المستحب من‬ ‫الماء‪ 1/752(323)6...‬وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب الوضوء‪.)1/75(801 ،‬‬ ‫انور الدين السالمي‪ ،‬شرح الجامع الصحيح ص‪ 0020 /1‬ر‪:‬الشماخي‪ ،‬الإيضاح ‪.1/111‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح==‬ ‫كان في جنازة‪ ،‬فرأى عمر امرأة فصاح بها عمر‪ ،‬فقال‪:‬دعها يا عمر ‪.( )...‬ا‪.‬‬ ‫وروايات تنهى عن ذلك كحديث أم عطية قالت‪ (:‬نهينا عن اتباع الجنائز ولم‬ ‫)‪2‬‬ ‫‪,.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يعزم علينا) غا‪.‬‬ ‫وقد اختلف الناس في الجمع بين النهي والإباحة الواردين في الروايات؛‬ ‫فظاهر رواية أبي هريرة الأولى الجواز‪ ،‬وظاهر الرواية الأخرى النهي وهذا‬ ‫الخلاف موجود عند الإباضية أيضاء ومع أن نور الدين السالمي ذهب إلى حمل‬ ‫النهي على الكراهة فإنه أورد رأي بعض أئمة المذهب المتقدمين وقولهم بالجواز‬ ‫كالربيع وجابر بن زيد فقال‪ ' :‬ومنها‪ -‬أي من آداب تشييع الجنازة‪ -‬ألا تكون في‬ ‫المشيعين امرأة‪ ،‬لأنه يكره لها أن تتبع الجنازة"‪ ،‬ويعلق على لفظ‪ (:‬ولم يعزم‬ ‫علينا) الوارد في حديث أم عطية بقوله‪":‬أي نهينا نهيا غير متحتم‪ ،‬فكأنها قالت‪:‬‬ ‫كره لنا اتباع الجنائز من غير تحريم"ثا‪.‬‬ ‫سادسا الجمع باختلاف الأحوال‪:‬‬ ‫هناك ضرب من الجمع يمكن أن نسميه الجمع باختلاف الأحوال ومن الأمثلة‬ ‫التي وجدتها ويمكن فهمها ‪ -‬في تقديري۔ من خلال هذا الضرب من الجمع‪ ،‬ما‬ ‫أورده ابن بركة من أحاديث في مسألة البيع والشرط‪ ،‬وقد صدر المسألة بذكر‬ ‫حديث النبي ل‪ (:‬أنه نهى عن شرطين في بيع) اء وأورد حديث بيع جمل جابر؛‬ ‫إذ روي عن النبي ةلفء (أنه اشترى من جابر بن عبد الله بعيرا وشرط جابر ظهره‬ ‫" أخرجه ابن ماجة في سننهؤ كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما جاء في البكاء على الميت‪.‬‬ ‫‪)1/505(7851‬ء وأحمد في مسنده‪ ،‬مسند أبي هريرة‪.)2/444(9279 ،‬‬ ‫‏‪٨)1219(429/1‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الجنائز باب اتباع النساء الجنائزث‬ ‫ومسلم في صحيحه كتاب الجنائز ث باب نهي النساء عن اتباع الجنائز‪.)2/646(839 .‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬معار ج الآمال ‪.21/202‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيوع باب ما ينهى عنه من البيو عض ‪.)1/722(965‬‬ ‫والدارمي في سننه‘ كتاب البيو عض باب في النهي عن شرطين في بيع ‪.)2/923(0652‬‬ ‫عارم السنة عند الإباضية ح‪;٫٫١‬حج‏ _‬ ‫ححح=‬ ‫من مكة إلى المدينة فأجاز صلى الله عليه وسلم البيع والشرط )"ا وما روي من‬ ‫(أن عائشة اشترت بريرة لتعتقها فاشترط البائع ولاءها لنفسه فأجاز قل البيع‬ ‫وأبطل الشرط\ وقال‪ :‬الولاء لمن أعتق) ( وما روي من (أن تميما الداري باع‬ ‫دارا واشترط سكناها فأبطل النبي ا البيع والشرط) اء وقد فسر ابن بركة كل‬ ‫رواية على أنها حالة مستقلة فقال‪ ":‬والذي عندي ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن خبر بريرة‬ ‫كان غير جائز؛ لأنه اشترط ما لا يجوز تملكه وهو الولاء الذي جعله النبي ة‬ ‫كالنسب لقوله (لحمة الولاء كلحمة النسب)“ا والنسب لا يجوز تملكه لهذا الخبر؛‬ ‫} وأما خبر جابر بن عبد الله في بيع البعير إذ اشترط ركوبه‬ ‫فلذلك أبطله النبي‬ ‫من مكة إلى المدينة لم يكن في نفس عقد البيع وإنه كان على وجه العارية وقد‬ ‫روي هذا أيضاةا‪ ،‬وأما خبر تميم الداري فإنه يحتمل أن يكون الخبر الذي روي‬ ‫أنه اشترط في البيع سكنى الدار أيام حياته فان الجهالة بمدة أيام حياته لا يصع‬ ‫البيع معها لأن ذلك غير معلوم؛ ولذلك بطل البيع والشرط‘ ولو كان شرط السكنى‬ ‫(ت)قدم تخريجه ص‪.671‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب البيو ع‪ ،‬باب إذا اشترط‪ 2/067(1602)6...‬والربيع‬ ‫في مسنده‪ ،‬كتاب الطلاق باب الحداد والعدة‪ 1/612(535)6 .‬ومسلم في صحيحه كتاب‬ ‫العتق‪ ،‬باب إنما الولاء‪.)2/3411(4051...‬‬ ‫(ا أخرجه الربيع من طريق ابن عباس في مسنده كتاب البيوع‪ ،‬باب ما ينهى‬ ‫عنه‪ 1/722(075)0...‬وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه‪ ،‬من طريق عون بن عبد الله عن‬ ‫عتبة‪ ،‬ولم يذكر إيطال البيع‪ ،‬كتاب البيوع والأقضية‪ ،‬باب في الرجل‬ ‫يبيع‪.)4/645(21032...‬‬ ‫(ا أخرجه البيهقي مرفوعا بلفظ(الولاء بمنزلة النسب لا يباع ولا يوهب أقره حيث جعله الله)‬ ‫في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬باب من أعتق مملوكا لهش ‪ 01/492(13312)0‬وأخرج مثله‬ ‫البيهقي وغيره موقوفا عن عدد من الصحابة‪.‬‬ ‫( يشير إلى رواية الربيع التي ذكر فيها ‪-‬بعد ذكر رواية جابر‪ -‬أن ابن عباس قال‪ ":‬وإنما‬ ‫أجاز النبي فا ذلك لأن الشرط لم يكن في عقدة البيع"‪ .‬ر‪ :‬الربيع بن حبيب المسندث كتاب‬ ‫البيو ع‪ ،‬باب ما ينهى‪.)1/722(075...‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫مذة معلومة لكان البيع جائزا لأن البيع إذا شرط فيه شرط له قسط من الثمن‬ ‫معلوم جاز البيع والله أعلد" (‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫سابعا‪ :‬الجمع باعتبار الزيادة‬ ‫ومن طرق الجمع للروايات الجمع باعتبار الزيادة و الأخذ بها‪ ،‬والأخذ بالزيادة‬ ‫إذا صحت في أحد الخبرين معمول ومأخوذ بها لاسيما إذا كانت لها فائدةثا‪ ،‬ومن‬ ‫أمثلة هذا الجمع‪ ،‬الجمع بين حديث عائشة عن النبي قلاإ‪(:‬من اقتنى كلبا لا لزرعض‬ ‫ولا لضرع نقص من أجره كل يوم قير اط(ة') (‪ )4‬وحديث ابن عمر ‪(:‬من اقتنى‬ ‫كلبا إلا كلبا ضاريا لصيد أو كلب ماشية فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان)‬ ‫(ةا‪ .‬وحديث أبي هريرة قال‪:‬قال رسول الله ة‪( :‬من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو‬ ‫صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط)©ا‪ ،‬فحديث أبي هريرة زاد فيه‬ ‫صيد الزرع عن حديث ابن عمر بينما اقتصر حديث عائشة على الضرع‪-‬أي‬ ‫الماشية كما في الحديقين ‪-‬والزرع‘ وقد جمع بين حديث ابن عمر وأبي هريرة‪.‬‬ ‫بقبول زيادة أبي هريرة‪ .‬وقد أورد أبو ستة ذكر الجمع بين الروايتين والجمع‬ ‫يقضي بقبول زيادة أبي هريرة لأنه حافظ ثقة‪ ،‬بل أول بعضهم ما قاله ابن عمر‬ ‫"ار‪:‬ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.02 - 1/91‬‬ ‫كا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/793-893‬‬ ‫ا القيراط قياس هو نصف دانق‪ ،‬والدانق يساوي نصف درهم‪ .‬ر‪ :‬البركتي‪ ،‬التعريفات‬ ‫الفقهية‪ .‬ص‪.971 ،49‬‬ ‫(‪٨‬تا‏قدم تخريجه ص‪.711‬‬ ‫[ثا أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب الذبائح والصيد باب من اقتنى كلبا‬ ‫ليس‪)5/8802(3615...‬ء ومسلم في صحيحه‘ كتاب المساقاةش باب الأسر بقتل الكلاب‬ ‫وبيان‪.)3/1021(4751...‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاةء باب الأمر بقتل الكلاب‬ ‫وبيان‪)3/3021(5751...‬ء وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصيد‪ 6‬باب في اتخاذ الكلب‬ ‫للصيد‪.)3/801(4482 ...‬‬ ‫ا أبو ستة محمد بن عمر‪ ،‬حاشية الترتيب‪.4/521‬‬ ‫علار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫لما ذكر قول أبي هريرة‪ (:‬يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع )"ا أن في‬ ‫ذلك نثبيتا لرواية أبي هريرة‪" ،‬وأن سبب حفظه لهذه الزيادة دونه أنه صاحب‬ ‫زرع دونه‪ ،‬ومن كان مشتغلا بشيء احتاج إلى تعرف أحكامه" (غا‪.‬‬ ‫ثامنا الجمع بجواز الأمرين‪:‬‬ ‫ومن طرق الجمع‪ :‬الجمع بجواز الأمرين‪ ،‬ومن أمثلته الجمع بين الروايات‬ ‫الواردة في محل سجود السهو‪ ،‬وقد وردت عدة أحاديث في ذلك نقتصر على ذكر‬ ‫حديثين‪ ،‬حديث عبد الله ابن مسعود( أن رسول الله يل صلى الظهر خمساء فقيل‬ ‫له أزيد في الصلاة‪ ،‬فقال وما ذاك قالوا صليت خمسا؛ فسجد سجدتين بعد ما‬ ‫سلم)(اء وحديث أبي سعيذ الخدري قال‪ :‬قال رسول الله م‪ (:‬إذا شك أحدكم في‬ ‫صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطر ح الشك وليبن على ما استيقن ثم‬ ‫يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى‬ ‫إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان) (ا‪ ،‬فحديث ابن مسعود يفيد أن محل سجود‬ ‫السهو بعد التسليمث وحديث أبي سعيد يفيد أن محله قبل التسليم‪ ،‬وقد اختلف علماء‬ ‫الإباضية في هذه المسألة كغيرهم‪ ،‬فذهب كثير منهم إلى أن محل السجود بعد‬ ‫التسليم وهو الذي صححه أبو ساكن الشماخي(ةا‪ ،‬وعليه فتوى المذهب كما نص‬ ‫نور الدين السالمي(‪ .‬وهناك تفصيل في هذه المسألة مبني على تعدد الروايات لا‬ ‫ورد في رواية مسلم المتقدم تخريجها‪.‬‬ ‫‪2‬ا أبو ستة محمد بن عمر حاشية الترتيب۔‪.4/521‬‬ ‫أخرجه البخاري في صحيحه؛ أبواب السهو في الصلاةء باب إذا صلى خمسا‪.‬‬ ‫‪ 1/114(8611)6‬وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب الصلاةى باب ذكر المصلي يصلي‬ ‫خمس‪.)2/131(6501...‬‬ ‫السهو في‬ ‫الصلاة باب‬ ‫المساجد واضع‬ ‫كتاب‬ ‫(‪ (4‬أخرجه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫الصلاة‪ ،)1/004(175...‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬صفة السهو في الصلاة‬ ‫وأحكامه‪.)1/173(02 .‬‬ ‫ثا الشماخي‪ ،‬الإيضاح طبعة دار الفتح ‪.1/846_946‬‬ ‫ا نور الدين السالمي‪ ،‬معار ج الأمال ‪.8/403‬‬ ‫علوم السنةعند الا‪ .‬ضية‬ ‫ححح‬ ‫يمكننا في هذا الإيجاز تفصيله‪ ،‬وما يعنينا هنا هو الجمع من خلال جواز الأمرين‪،‬‬ ‫وممن ذكر هذا القول أبو محمد الخليلي في كرسي الأصول حيث يقول‪ ":‬فإن لم‬ ‫يقبل التأويل جاز الوجهان كسجود السهو ففيه روايتان من فعله يلة إحداهما قبل‬ ‫التسليم والأخرى بعده وإن كانت الثانية أحوط لأنها زيادة في الصلاة"("ا‪.‬‬ ‫ونجد نور الدين السالمي يرى إمكانية الجمع على الجواز ويقول‪ ":‬ويمكن‬ ‫الجمع من جهة أخرى؛ وهو أن تحملها على جواز الأمرين‪ ،‬وكيف لا يجوز ذلك‬ ‫وقد جوزوا الدعاء قبل التسليم بما ليس من القرآن حتى قال بعضهم بجوازه في‬ ‫أمر الدنياء فكيف لا يجوز سجدتان وجبتا عليه بسبب تلك الصلاة؟ ولعل الخلاف‬ ‫في الأولى من ذلك"‪.2‬‬ ‫المبحث الثالث الترجيح في مختلف الحديث وبعض أوجهه‪:‬‬ ‫تعريف الترجيح‪ :‬الترجيح مصدر من رجح‪ :‬وورد هذا اللفظ بجملة من المعاني‬ ‫كالتقوية والتفضيل والتمييل والتثقيل والتغليب ومنه رجحت الشيء أي وزنته‬ ‫بيدي ونظرت مقدار ثقله‪ ،‬ورَجَح الميزان يَرجَح ويرجح ويرجح رأجحاناً‪ :‬يضي‬ ‫مالَ‪ ،‬ومن المجاز قولهم‪ :‬رجح أحد قولێه على الآخر ثا‪ .‬وورد في اللسان أيضا‬ ‫أن "الراج‪ :‬الوازن"‪".‬ورَجَح في مجلسه‪ :‬تقل" و" رجحت الشيء بتشديد الجيم‪-‬‬ ‫أي فضلته وقويته"“ا‪.‬‬ ‫وأما في الاصطلاح فيعرفه الشماخي" اقتران أمارة بما تتقوى به على‬ ‫معارضة"ا‪ ،‬ويعرفه نور الدين السالمي بأنه" عبارة عن اقتران الأمارة التي‬ ‫يستدل بها على الحكم بما تقوى به على معارضتها""ا‘‬ ‫)‪ (1‬الخليليث سعيد بن خلفان‘ كرسي أصول الدينس(مخ)ء ‪.121‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬معار ج الآمال‪.8/503-603 ،‬‬ ‫اراجع ورود هذه المعاني في‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان الصرب‘ مادة رجح ‪.2/544‬‬ ‫الفيروز أبادي؛ القاموس المحيط مادة رجح‪‘1/122٬‬‏ ‪ 0‬الصحاح مادة رجح‪.1/664 ،‬‬ ‫ثا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة رجح‪.2/544 ،‬‬ ‫(‪ )5‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ‪.‬ص‪.506‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫وقد ذكر العلماء أن الترجيح لا يصح بين بعض الأدلة مثل كون الدليلين‬ ‫قطعيين أو فيما لا دلالة له على الحكم أصلاك ولا بين قطعي وظنيع ولا بين‬ ‫علتين قطعيتين‪ ،‬وفي حال وقوع التعارض بين الدليلين الظنيين‪ ،‬فإنه يجب العمل‬ ‫بأقواهما ويترجح بوجوه كثير ة(ثا‪.‬‬ ‫ونجد الترجيح والاختيار منهجا متبعا عند علماء الإباضية من البدايات الأولى‬ ‫لتكونهم‪ ،‬من ذلك سؤال أبي غانم الخراساني عبد الله بن عبد العزيز عن روايتين‬ ‫في مسألة اختار واحدة منهما فيقول له‪ ":‬قلت‪ :‬هذا القول الذي زويتَ عن عمر بن‬ ‫الخطاب ورغبت في القول الآخر الذي أخذت به عن من رويته؟ أتأثزه عن أحد‬ ‫من أصحاب النبي فه ؟ قال‪ :‬نعم القول الذي أخذت به قول علي بن أبي طالب©‬ ‫وهو أحب إلي من قول عمر بن الخطاب وبه نأخذ"ا‪ ،‬وأمثال هذا كثير مدون‬ ‫وقد تعددت وجوه الترجيح‪ ،‬وسنعرض لأهمهاى مع عرض بعض الأمثلة‬ ‫لجانب من هذه الوجوه إذ يصعب عرض أمثلة لكل الوجوه فذلك محتاج لدراسة‬ ‫مستقلة‪ .‬ووجوه الترجيح تتوزع كالأتي‪:‬‬ ‫أولا الترجيح من خلال السند أو بحال الراوي وله وجوه عدة‪:‬‬ ‫ه منها الترجيح بعدالة الراوي" من حيث قوة عدالته وثقته وذلك "بأن يكون‬ ‫أشد تورعا وتحفظا في دينه"“ا‪ ،‬يقول القطب اطفيش‪ ":‬وان لم يعلم‪-‬أي المتقدم‪-‬‬ ‫ولم يمكن‪-‬أي الجمع‪ -‬رجح أحدهما وعمل به إن وجد‪ -‬أي مرجحا۔ صريحا‬ ‫ككثرة الرواة وزيادة عدالتهم"اء ويرجح ما كان أعدل وأتقى أو أشهر ‪ -‬أي في‬ ‫(" السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.2/291 ،‬‬ ‫كا ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪506-606‬س السالمي شرح طلعة الشمسغ‬ ‫‪.2-491‬‬ ‫ا أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز‪ ،‬كتاب النكاح والشغار؛ ص‪.741‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫ثا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل ص‪.924‬‬ ‫= علم السنة عند ال ضية‬ ‫العدالة (‪٨‬ا‪،‬‏ وبذلك يترجح من طرقهم ما كان أكثر تزكية ومن أمثلة ذلك حديث‬ ‫بسرة بنت صفوان قالت قال رسول ا له ه‪(:‬من مس ذكره فليتوضأ)) ا على‬ ‫ش فجاء رجل فقال يا نبي الك‬ ‫حديث طلق بن علي قال‪( :‬خرجنا وفدا إلى النبي‬ ‫ما تقول في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ فقال هل هو إلا مضغة أو بضعة منه)‬ ‫( وعلق نور الدين السالمي مبينا سبب ترجيح رواية بسرة لرجحان طريقها في‬ ‫التعديل وشهرته فقال‪ " :‬إن رواية نقض الوضوء بمس الذكر أكثر وأشهر" وبين‬ ‫أن" الأشهر من الخبرين مقدم على غدير"“ا‪.‬‬ ‫ه ومنها الترجيح للأحفظ على من دونه‪ ،‬يقول الشماخي‪ ":‬أو أشد تيقظا أو‬ ‫يعتمد على حفظه‪-‬أي يرجح‪ -‬على من يعتمد على نسخه" وكذلك تقدم" رواية‬ ‫من علم ضبطه على من لم يعلم منه ذلك وكذا الترجيح بفقه الراوي‪ ،‬وعبر‬ ‫عنه الشماخي بالأعلم("ا‪ ،‬وقال السالمي‪":‬ومنها علم الراوي وفقهه فإن رواية العالم‬ ‫الفقيه مقدمة على رواية غير الفقيه وإن كان أمينا إذ الظن بضبط العالم الفقيه‬ ‫أرجح )‪.(8‬‬ ‫[" الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪.606‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب من الوضوء‘ ‪1/06(611)6‬‬ ‫والحاكم في المستدرك‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬أول كتاب الطهارة ‪ 1/032(374)6‬وابن الجارود في‬ ‫المنتقى‪ ،‬باب الوضوء بمس الذكرس ‪.)1/71(61‬‬ ‫{ثا أخرجه ابن حبان في صحيحه؛ كتاب الطهارة‪ ،‬باب نواقض الوضو‘ ‪.)3/204(9111‬‬ ‫والدارقطني في سننه‘ كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما روي في لمس‪.)1/941(71...‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬معار ج الآمالث‪.2/531‬‬ ‫(ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلء ‪.‬ص‪.606‬‬ ‫©ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪.606‬‬ ‫ث السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/302 ،‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫ه ومنها الترجيح لخبر الراوي المباشر لسبب الروايةأ"ا بكونه صاحب‬ ‫الواقعةااء وقد مثل الشماخي والسالمي لذلك بترجيح حديث ميمونة في تزوج‬ ‫النبي ف بها وهو محل ولفظه عنها‪ (:‬أن رسول ا له ه تزوجها وهو حلال) ثا‬ ‫على رواية ابن عباس وهو محرم ولفظه عن ابن عباس‪ (:‬أن النبي فة تزوج‬ ‫ميمونة وهو محرم) اء ومع ترجيح رواية ميمونة بسبب أنها صاحبة الأسر‬ ‫فالزواج وقع معهاؤ فهناك مرجح آخر إذ رويت رواية ميمونة من طريق أبي‬ ‫رافع وكان السفير بينهما وهو الذي خطبها للنبي قة ا وقد ذكر ترجيح رواية‬ ‫تزوج النبيقق ميمونة وهو حلال ابن بركة وساق حديث نهي المحرم عن النكاح‬ ‫وهو محرما‪.‬‬ ‫ومنها الترجيح لرواية من أخذ بالمشافهة عمن لم يأخذ مثله‪7‬ا‪ ،‬ومثاله‬ ‫ه‬ ‫ترجيح حديث عروة والقاسم عن عائشة في خبر عتق بريرة قالت‪(:‬وكان زوجها‬ ‫عبدا فخيرها رسول الله ة فاختارت نفسها ولو كان حرا لم يخيرها) ا على‬ ‫(" م‪.‬س‪.2/302 ،‬‬ ‫‪2‬ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ‪.‬ص‪.706‬‬ ‫( أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬ذكر شهادة الرسول قا الذي كان بين‬ ‫المصطفى وبين ميمونة‪ ،)9/244(5314...‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب المهر‪،‬‬ ‫‪.)326(76‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.241‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس“ ‪.2/302‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/27 ،‬‬ ‫”ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ‪.‬ص‪ ©606‬عمرو التلاتي‪ ،‬حاشية على شرح مختصر‬ ‫العدل(مخ)‪.‬ص‪662‬ے السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫‏‪٠)1504(1143/2‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب العتق‪ ،‬باب إنما الولاء لمن أعتق"‬ ‫وابن حبان في صحيحه كتاب الطلاق ذكر البيان بأن زوج بريرة‪.)01/39(2724...‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫خبر الأسود عنها‪ (:‬كان زوج بريرة حرا فخيرها رسول اللهثقة) ("‪ .‬يقول نور‬ ‫الدين السالمي في ترجيح رواية القاسم‪ ":‬لأنها عمة القاسم فهو محرم لها ويشافهها‬ ‫وهو ينظر إليها فروايته عنها أكثر تحقيقا ممن روى عنها وهو لا يراه"غا‪.‬‬ ‫ه ومنها الترجيح لرواية أكابر الصحابة على غير الأكابر ا فرجحت رواية‬ ‫ابن عمر‪ (:‬أن رسول الله ه أهل بالحج مفردا) اء على رواية أنس التي تفيد أنه‬ ‫كان قارنا وفيها يقول أنس‪ (:‬سمعت رسول الله ة يقول لبيك عمرة وحجا) ثا‪.‬‬ ‫يقول نور الدين السالمي‪":‬لأن الظن بأن أكابر الصحابة أضبط للشريعة وأخبر‬ ‫بأحوال النبي فه فخبرهم مقدم علئ خبر غيرهم عند التعارض"‪.‬‬ ‫ه ومنها الترجيح للمتواتر على ما دونه"ا‪ ،‬يقول السالمي‪ ":‬يرجح المتواتر‬ ‫وإن لم يذكر سنده على الخبر الآحادي")‪.‬‬ ‫وفي تقديري أن في اعتبار هذا الوجه من وجوه الترجيح تجوزًا؛ وذلك لأن‬ ‫المتواتر قطعي الدلالة وهم قد قرروا أن لا ترجيح بين قطعي وظني‪ ،‬إذ الظني لا‬ ‫(" أخرجه الترمذي في سننهؤ كتاب الرضاعء باب ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج‬ ‫!)! وسعيد بن منصور في السنن‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬ما جاء في خيار الأمة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.)1/043(9521‬‬ ‫(‪2‬ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫مختصر‬ ‫(‪ (3‬ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ض‪ )605‬التلاتي؛ حاشية على شرح‬ ‫العدل(مخ)ى ص‪662‬ح نور الدين السالمي شر ح طلعة الشمس‪.2/302 ،‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الحج باب الإفراد والقران بالحج ‪.)2/409(1321‬‬ ‫والدارقطني في سننه‘ كتاب الحج باب المواقيت‪.)2/832(31 ،‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الحج باب إهلال النبي وهديه‪ ،)2/,519(1521 :‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه كتاب الحج‪ .‬باب ما جاء في حج النبي‪.)9/042(0393 ،..‬‬ ‫©ا السالميء شر ح طلعة الشمس‪.2/302 ،‬‬ ‫‪7‬ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. 0‬ص‪ ‘606‬التلاتي‘ رفع التراخي (مخ)ءصر‪6620‬‬ ‫السالمي شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/202‬‬ ‫علم السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫يمكن أن يعارض القطعي‪.‬‬ ‫ه ومنها الترجيح بكثرة الرواة‪ ،‬يقول الشماخي معللا ذلك‪ ":‬لأن العدد الأكثر‬ ‫أبعد من الخطأؤ من العدد الأقل‪ ،‬وأيضا كل واحد من الرواة يفيد ظنا‪ ،‬فإذا انضم‬ ‫إلى الأخر ازداد";)‪.‬‬ ‫ه ومنها ترجيح المتصل على المرسل‪/‬ثا مثل ترجيح حديث علي الذي رواه‬ ‫أبو جحيفة قال‪ :‬سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء ما في القرآن مما‬ ‫ليس عند الناس فقال‪ (:‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا‬ ‫فهما يغطى رجل‪ .‬وما في الصحيفة‪ ،‬قلت وما في الصحيفة؟ قال العقل وفكاك‬ ‫الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر ) ا على حديث عبد الرحمن بن البيلماني‪ (:‬أن‬ ‫رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الكتاب فرفع إلى النبي ة فقال رسول الله‬ ‫& وكذلك يرجح مرسل التابعي على‬ ‫ف أنا أحق من وفى بذمته ثم أمر به فقثل)‬ ‫غيرها‪ ،‬وأيضا ترجيح المتفق على رفعه على المختلف فيها‪ .‬كترجيح حديث‬ ‫أم سلمة( أن النبي هه قال إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي‬ ‫() الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ‪.‬ص‪.606‬‬ ‫ا ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ‪.‬ص‪ »)806‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ءص ‪.762‬‬ ‫{ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الديات‘ باب العاقلة‪ 6/,1352(7056)»6 .‬والنسائي في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب القسامة؛ باب القودش ‪.)4/022(6496‬‬ ‫ا أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب جماع أبواب تحريم القتل‪ 8/03(69651)6 ،‬وقد‬ ‫أخرج عبد الرزاق وغيره حديثا بفلظ(أن رسول الله يل فرض على كل رجل مسلم قتل رجلا‬ ‫من أهل الكتاب أربعة آلاف درهم وأنه ينفى من أرضه إلى غيرها) في مصنفه؛ كتاب‬ ‫العقول باب دية أهل الكتاب‪.)01/29(47481 ،‬‬ ‫(ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪705‬ك© التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ءص‪.662‬‬ ‫السالميء شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/402‬‬ ‫‪٨‬ا‏ ر ‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪ )806‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ءص ‪.7562‬‬ ‫علور السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫فليمسك عن شعره وأظفاره) (;) على حديث أبي هريرة قال‪(:‬من وجد سعة فلم‬ ‫يضَح معنا فلا يقربن مُصلانا ( (‪,)2‬‬ ‫ه ومنها الترجيح بعلو الإسنادةا‪ ،‬فما كان بينه وبين الرسول فقه واحد لا شك‬ ‫أنه يرجح على ما بينه وبين الرسول فق اثنان وقريب من هذا ترجيح من علمه‬ ‫الرسول على قه غيره؛ فرجح ابن بركة رواية أذان أبي محذورة على رواية‬ ‫بلال(ا‪ ،‬وقد ذكر ابن بركة أن أبا محذورة لم يرو التثاوب مع أنه هو الذي علمه‬ ‫النبي ق الأذان‪ ،‬وأما بلال فروي انه كان يتثاوب في أذان الصبحء ولم يكن النبي‬ ‫يله علمه الأذان بل علمه عبد الله بن زيد الأنصاري» "والثقة بخبر من علمه النبي‬ ‫يلا وسمع منه وأخذ منه‪ ،‬أولى بالقبول ممن أخذ من صحابي وغير النبي ة"ةا‪.‬‬ ‫ه ومنها الترجيح لبعض صيغ الأداء على بعض‘ كترجيح من قال ‪'":‬سمعت‬ ‫رسول الله يلة على من قال ‪ :‬قال رسول الله يلة أو عن رسول الله يؤ‪ .‬لاحتمال‬ ‫الإرسال وأن يكون سمعه من غيره في مثل هذاا وترجح رواية من يروي‬ ‫معنعناى مثل فلان عن فلان‪ ،‬على رواية من يروي إسنادا إلى كتاب حديث ولو‬ ‫كان مشهوراءؤ ورواية الراوي عن كتاب مشهور بالصحة على رواية ما كان‬ ‫["ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الأضاحي باب الفرع والعتيرة ‪ 3/5651(7791)6‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه كتاب الأضحيةء ذكر الخبر الدال على أن الأضحية‪.)31/732(6195 ...‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه في كتاب الأضاحي‘ ‪ )4/852(6657‬وابن ماجة‬ ‫في سننه‪ ،‬كتاب الأضاحي باب الأضاحي واجبة أم لاى ‪.)2/4401(3213‬‬ ‫ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪ »)805‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ) ص‪.7562‬‬ ‫ا تقدم تخريج الروايتين ص‪.921‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع‪.1/244-344 ،‬‬ ‫© ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ‪.‬ص‪ »)806‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ء ص‪8620‬‬ ‫السالميء شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/202‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫على‬ ‫الراوي‬ ‫رواية قراءة‬ ‫على‬ ‫عليك‬ ‫الشيخ‬ ‫بقراءة‬ ‫يروي‬ ‫ورواية من‬ ‫دونك‬ ‫الشيخ("ا‪.‬‬ ‫فا لأبعد قد‬ ‫مجلسا عند الرو اية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬ومنها ترجيح رو اية الر الوي ‏‪ ١‬لأقرب‬ ‫يضطرب سماعه والأقرب يظن في سماعه القوةأا‪ ،‬وترجيح رواية الراوي إذ‬ ‫تحمل الرواية بالغاء على من تحملها صغيراةا‪ ،‬والسبب عائد إلى أن البالغ أقوى‬ ‫ضبطا وأصح عقلا وأكمل (‪,)4‬‬ ‫ثانيا الترجيح من خلال المتون ويمكن تقسيمه إلى‪:‬‬ ‫‪ 1‬الترجيح باعتبار لفظ الحديث وله أوجه كثيرة أهمها‪:‬‬ ‫ه ترجيح ما روي باللفظ على المعنىاء أو ما اتفق على لفظه على ما اختلف‬ ‫في لفظه©ا‪ .‬ومن أمثلة ذلك ترجيح من رجح رواية ابن مسعود في لفظ التشهد‬ ‫حيث يقول‪ (:‬علمني رسول الله يلة وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من‬ ‫القرآن؛ التحيات لله والصلوات والطيبات‪ ،‬السلام عليك أيها النبي ورحمة الله‬ ‫وبركاته‪ ،‬السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين‪ ،‬أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد‬ ‫أن محمدا عبده ورسوله وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام يعني على‬ ‫لار ‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪ ‘806‬التلاتيں رفع التراخي(مخ)ى ص‪.762-862‬‬ ‫”ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪ )806‬التلاتيث رفع التراخي(مخ)‪ ،‬ص‪.862‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/302‬‬ ‫ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪ )706‬التلاتي‘ رفع التراخي (مخ)‘ ص‪862.0‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/402‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/,402‬‬ ‫( ام‪.‬س‪.2/202 ،‬‬ ‫‪:‬اارلشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪ '706‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ى ص‪.862‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/202 ،‬‬ ‫‪:88‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية صحح'ے<‬ ‫) (" على رواية غيره من الصحابة كرواية ابن عباس وفيها قال‪( :‬كان‬ ‫النبي‬ ‫رسول الله يلة يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات‬ ‫المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته‬ ‫السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا‬ ‫رسول الله و) (ا‪ ،‬وقد اختلف الإباضية في مسألة لفظ التشهد‪ ،‬والصيغة التي‬ ‫بينما‬ ‫ذكر نور الدين أنها اختيار المشارقة أقرب إلى لفظ رواية ابن مسعود‬ ‫اختار المغاربة تشهد ابن عباسا‪ ...‬وقد ذكر القطب في شامله الألفاظ المختلفة‬ ‫في ذلك وتنوع اختيار فقهاء الأمة لها(“ا‪.‬‬ ‫ه ومنها ترجيح ما كان متنه سالما من الاضطراب مثل ترجيح رواية عبد الله‬ ‫بن عباس قال‪( :‬سمعت رسول الله قل يقول‪:‬إذا دبغ الإهاب فقد طهير)ا على‬ ‫رواية عبد الله بن عكيم( أن رسول الله ية كتب إلى جهينة قبل موته بشهر أن لا‬ ‫ينتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب) اء وقد سبق لنا عرض مناقشة ابن بركة‬ ‫لهاتين الروايتين وبيانه وجه ترجيح رواية ابن عباس على الأخرى وأن من بين‬ ‫الأسباب الضعف الوارد على الرواية الأخرى ونكل نقلة الأخبار فيه(‪.)7‬‬ ‫يكؤن‬ ‫فقد‬ ‫استد لالا‬ ‫على ما كان‬ ‫قو لا صريحا‬ ‫ما كان‬ ‫ترجيح‬ ‫ومنها‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫النبي‬ ‫نصا عن‬ ‫أن يكون‬ ‫الصريح أقرب‬ ‫الناقل بينما القول‬ ‫الاستد لال اجتهاد ‏‪ ١‬من‬ ‫(! أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الاستثذان‪ ،‬باب الأخذ باليدين‪.)5/1132(0195...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب التشهد في الصلاةث ‪.)1/203(204‬‬ ‫)‪ (2‬أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬باب التشهد في الصلاة‪ )304( 1/203 ،‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه كتاب الصلاةء ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد‪.)5/282(2591...‬‬ ‫(ا السنالمي‪ ،‬المعار جش ‪.8/302‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬شامل الأصل والفر ع‘ ‪.2/511-811‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ‪5‬ص‪.3‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ‪3‬ص‪.36‬‬ ‫‪7‬ار‪:‬ابن بركة‪ ،‬الجامعء‪.1/773-973‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح<=‬ ‫قلا؛ مثل ترجيح حديث ابن عمر( أن النبي يلة نهى عن بيع أمتهات الأولاد وقال‬ ‫لا يبعن ولا يوهبن ولا يورثن يستمتع بها سيدها ما دام حيا فإذا مات فهي حرة )‬ ‫"ا على رواية أبي سعيد قال‪ (:‬كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله‬ ‫)لا‪ .‬وقد ذكر ابن بركة طرفا من هذه المسألة ووجه النهي الوارد عن عمر‬ ‫بأنه نهي أدب لا نهي تحريما‪.‬‬ ‫ه ومنها ترجيح الخبر المومئ إلى علة الحكم لأن ما حوى العلة أقرب إلى‬ ‫البيان‪ ،‬يقول نور الدين السالمي‪":‬لأن المعلل أقرب إلى انقياد سامعه لمضمونه‬ ‫ولدلالته على الحكم من جهتين؛ من جهة لفظه ومن جهة دلالته عليه بواسطة‬ ‫دلالته على علته" ومن الأمثلة هنا ترجيح رواية عدي بن حاتم قال‪( :‬سألت‬ ‫رسول الله يلة قلت إنا قوم نصيد بهذه الكلاب فقال إذا أرسلت كلابك المعلمة‬ ‫وذكرت اسم الله فكل مما أمسكن عليكم وإن قتلن إلا أن يأكل الكلب‪ ،‬فإني أخاف‬ ‫أن يكون إنما أمسكه على نفسه‪ ،‬وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل) (ا على‬ ‫رواية أبي ثعلبة الخشني قال‪ :‬قال رسول الله يل‪ :‬في صيد الكلب (إذا أرسلت‬ ‫ا‪.‬‬ ‫كلبك وذكرت اسم الله فكل وإن أكل منه‪ ،‬وكل ما ردت عليك يداك)‬ ‫اا أخرجه الدارقطني في سننه مرفوعا‪ ،‬كتاب المكاتب‪ ،)4/431(43 ،‬وأخرجه في الموضع‬ ‫نفسه عن عمر موقوفاێ ‪ ،)4/431(53‬وأخرج ابن حبان في صحيحه عن جابر أن عمر هو‬ ‫الذي نهى‪ ،‬كتاب العتق‪ ،‬ذكر البيان بأن عمر‪.)01/661(4234...‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب البيو ع‘ ‪ 2/22(0912)0‬والدارقطني‪ ،‬كتاب المكاتب‬ ‫‪.)453(83‬‬ ‫ثار ‪:‬ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/642 .‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.2/802 ،‬‬ ‫{ثا أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب النبائح والصيد‪ ،‬باب إذا أكل الكلب‪5 ،‬‬ ‫‪ )9802(6615/‬ومسلم في صحيحه كتاب الصيد والذبائح‪ ،‬باب الصيد بالكلاب المعلمة‪.‬‬ ‫‪.)3(9291‬‬ ‫©ا أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصيد‪ ،‬باب في اتخاذ الكلب للصيد‪)3/901(2582 ،‬‬ ‫وأحمد في مسنده‪ ،‬مسند أبي ثعلبة الخشني‪.)4/591(38771 ،‬‬ ‫ححح=ح عارم السنةعند ال ضية‬ ‫ه ومنها ترجيح القول على الفعل(" ومن أمثلته ترجيح حديث أبي هريرة‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله يل ‪(:‬لذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه‬ ‫قبل ركبتيه) لا لأنه قول‪ ،‬على حديث وائل بن حجر قال‪(:‬رأيت النبي قيل إذا سجد‬ ‫وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه) "ا لأنه فعل‪ ،‬وذلك لأن‬ ‫القول" أقوى دلالة من الفعل بوضعه لها‪ ،‬والفعل إنما يدله بقرينة‪...‬ولأن دلالته ‪-‬‬ ‫أي القول متفق عليها دون دلالة الفعل"“ا‪ ،‬ولذلك رأينا بعض فقهاء الإباضية في‬ ‫تناولهم الأحاديث الواردة فايلنهي عن استقبال القبلة عند قضاء الحاجة يرجحون‬ ‫النهي لأنه ورد بالقول في حديث‪ (:‬لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا‬ ‫غائط) (ا على حديث ابن عمر(أنه وجده فقه بين لبنتين مُستدب "را للقبلة مستقبلا‬ ‫لبيت المقدس) “ا‪ ،‬هذا مع أقوال من ذهبوا فيها مذهب الجمع كما هو مبسوط في‬ ‫كتبهم (‪,)7‬‬ ‫الإشراق <‬ ‫على زهرة‬ ‫المشتاق‬ ‫روضة‬ ‫التلاتي‪،‬‬ ‫ص‪.862‬‬ ‫رفع التراخي(مةخ(‬ ‫التلاتي‪،‬‬ ‫ر‪:‬‬ ‫‪.143‬‬ ‫ص‬ ‫التوحيد‬ ‫عقيدة‬ ‫شر ح‬ ‫ء‬ ‫اطفيش‬ ‫ص‪.05‬‬ ‫ا أخرجه النسائي فايلسنن الكبرى‪ ،‬كتاب التطبيق‪ ،‬باب أول ما يصل إلى الأرض من‬ ‫يضع‬ ‫كيف‬ ‫باب‬ ‫الصلاة‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫في سننه‬ ‫وأبو د اود‬ ‫‪.)922(876/ 1‬‬ ‫سجودهك‬ ‫‏‪ ١‬لإنسان في‬ ‫ركبتيه قبل‪.)1/,222(048...‬‬ ‫ا أخرجه النسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب التطبيق‪ ،‬باب أول ما يصل إلى الأرض من‬ ‫‪ 1/922(676)&0‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب كيف يضع‬ ‫الإنسان في سجوده‬ ‫ركبتيه قبل‪.)1/,222(838...‬‬ ‫(ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.841-941‬‬ ‫ثا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب‪ :‬الصلاة‪ ،‬باب قبلة أهل المدينة وأهل‪)1/451(683...‬‬ ‫وابن حبان في صحيحهك كتاب الطهارة‪ ،‬ذكر الزجر عن استدبار القبلةث ‪4/562‬ر)‪. ( 141 7‬‬ ‫©ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة باب في الاستجمار‪ ،)1/05(87 ،‬والطبراني في‬ ‫المعجم الكبيرة حديث يونس مولى الزبير عن ابن عمر‪.)21/943(21331 ،‬‬ ‫كتاب‬ ‫عمر ‪ 6‬حاشية‬ ‫محمد بن‬ ‫أبو ستة‬ ‫‪1 59‬و ‪.‬‬ ‫المصعبي(مخح( ) ص‬ ‫المصعبي ‪ .4‬حاشية‬ ‫)‪ (7‬ر‪: :‬‬ ‫شرح‬ ‫اطفيشء‬ ‫ص‪.055‬‬ ‫الإشراق©‬ ‫زهرة‬ ‫على‬ ‫المشتاق‬ ‫روضة‬ ‫‪ .‬التلات )‬ ‫ص‪641‬‬ ‫الوضع‬ ‫المسند ‪. 1/331-431‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح‬ ‫‪.143‬‬ ‫ص‬ ‫عقيدة التوحيد‬ ‫حجححح= عالور السنة عند الإباضية‬ ‫ه ومنها ترجيح رواية القول على التفرير‪ ،‬مثل ترجيح حديث عائشة أم‬ ‫المؤمنين أنها قالت‪(:‬صلى رسول الله يلة في بيته وهو شاك‪ ،‬فصلى جالسا وصلى‬ ‫وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا‪ ،‬فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم‬ ‫به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا) (" ومثله‬ ‫حديث أنس وهما من الحديث القولي على حديث عائشة التقريري الذي ذكرت فيه‬ ‫مرضه وأمره ليصلي أبو بكر بالناس وأنه خرج بعد إقامة الصلاة‪(..‬فأراد أبو‬ ‫بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي يلة أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه‪ ،‬قيل‬ ‫للأعمش وكان النبي يلة يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلا‬ ‫أبي بكر فقال برأسه نعم‪ ،‬وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر‬ ‫يصلي قائما) ا وقد اختلف النقل عن بعض أئمة الإباضية كجابر بن زيد في هذه‬ ‫المسألة فروي عنه تقيده الجواز للصلاة خلف القاعد لأئمة العدل فقط ونقل عنه‬ ‫الجواز مطلقا وإن رجح السالمي نقل القول الأول عنه‘ وأيد القول بتنزيل الأمر‬ ‫بين لروايتين على حالتين مختلفين‪ ،‬وذكر أن" تقريره لهم على القيام دال على‬ ‫أنهم لا يلزمهم الجلوس في تلك الحالة لأن أبا بكر ابتدأ الصلاة قائما‪( "..‬ثا‪.‬‬ ‫ه ومنها ترجيح الفعل على التقرير(“ا مثل ترجيح حديث عدم الزيادة في التلبية‬ ‫على ما قاله الرسول قه وإن سكت عنه كما روى جابر بن عبد الله قال عن تلبية‬ ‫النبي قل‪ (:‬فخرج حتى إذا استوت به راحلته على البيداء أهل بالتوحيد لبيك اللهم‬ ‫!ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الجماعة والإمامة‪ ،‬باب إنما جعل الإمام ليؤتم‬ ‫به ‪ )1/442(656‬وابن حبان في صحيحه كتاب الصلاة‪ ،‬ذكر البيان بأن القوم صلوا‬ ‫خلف‪ )5/264(4012...‬وأخرج الربيع مقاربا له في مسندهض كتاب الصلاة ووجوبهاء باب في‬ ‫القعود في الصلاة والتحيات‪.)1/201(042 ،‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحهء كتاب الجماعة والإمامةى باب حد المريض أن يشهد‬ ‫الجماعة ‪ 1/632(336)0‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب الصلاة‪ ،‬باب استخلاف الإمام‬ ‫إذا‪.)1/313(814...‬‬ ‫(ا السالمي‪ ،‬شرح المسندث ‪.1/453-553‬‬ ‫ا السيابي خلفان بن جميل فصول الأصول‪ ،‬ص‪.263‬‬ ‫عار السنة عند الاباضية‬ ‫ح‬ ‫لبيك‪ ،‬لبيك لا شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لكث قال‬ ‫وأما الناس يزيدون ذا المعار ج ونحوه والنبي قة يسمع لا يقول شيئا)‪.‬ا‪...‬‬ ‫وقريب من هذا النوع من الترجيح؛ ترجيح ما جرى بحضرة النبي يلة وسكت عنه‬ ‫على ما جرى في زمانه ولم ينكره غا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الترجيح باعتبار دلالة الحديث‪:‬‬ ‫ه ومنه ترجيح المنطوق على المفهوم كترجيح حديث ابن عمر المقتضي‬ ‫منطوقه قبول شهادة الواحد العدل في رؤية هلال شهر رمضانء فعن بن عمر‬ ‫قال‪(:‬تراءى الناس الهلال‪ ،‬فأخبرت رسول الله يلة أني رأيته فصامه وأمر الناس‬ ‫بصيامه) ا على حديث الحارث بن حاطب وفيه قال‪(:‬عهد إلينا رسول ا له ي أن‬ ‫ننسك للرؤيةش فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما) ا المقتضي مفهوم‬ ‫مخالفته أنه لا تقبل شهادة الواحد العدل لدخول رمضان‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫۔‪١.‬إ“‪‎‬‬ ‫‪ ٠‬ه‪6 ‎.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ .‬مه هم‪‎‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫م‪‎.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫أمثلته درجيح‪‎‬‬ ‫( ‪ 4‬ومن‬ ‫المخالفة(‬ ‫المو افقة على معهوم‬ ‫مفهوم‬ ‫ومنه درجيح‬ ‫‪٥‬‬ ‫حديث أبي هريرة‪ (:‬أن النبي يل قال‪:‬لا تنكح الأَيّم حتى تستأمر‪ ،‬ولا تنكح البكر‬ ‫حتى تستأذن‪ ،‬قالوا يا رسول الله وكيف لذنها؟ قال‪ :‬أن تسكت) (‪7‬ا على حديث ابن‬ ‫!ا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه‪ ،‬كتاب المناسك‪ ،‬باب إياحة الزيادة في التلبية‪.‬‬ ‫‪ )( 4‬وابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب المناسك‘ ‪.)1/,121(564‬‬ ‫التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)ث ص‪.862‬‬ ‫)‪ (2‬ر‪:‬الشماخي؛ شر ح مختصر العدل‘ ص‪‘806‬‬ ‫السالميء شر ح طلعة الشمس‪.2/302 ،‬‬ ‫{ثا السيابي خلفان بن جميل‪ ،‬فصول الأصول‪ ،‬ص‪.263‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححها كتاب الصوم‪ )1/515(1451 ،‬وأبو داود في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الصومك باب شهادة الواحد ‪.)2/,203(0432...‬‬ ‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصومء باب شهادة الرجلين ‪.)2/103(8332...‬‬ ‫والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب الشهادة على رؤية الهلالؤ ‪.)2/761(1‬‬ ‫ا السيابي خلفان بن جميل‪ ،‬فصول الأصول‪ ،‬ص‪.263‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب النكاح‘ باب لا ينكح الأب ‪.)5/4791(3484...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬باب الوفاء بالشروط في النكاح‪.)2/6301(9141 ،‬‬ ‫حجححجحح علوم السنة عند الا ضية‪.‬‬ ‫عباس( أن النبي ي قال‪:‬الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وإذنها‬ ‫سكوتها) ()‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح الأقوى دلالة مثل ترجيح حديث أبي أمامة الباهلي(أقل‬ ‫الحيض للجارية البكر والثێب ثلاثة أيام ولياليهاك وأكثره عشرة أيام) اا على‬ ‫حديث‪(:‬إن الله جعل في كل شهر حيضة وطهرا) ا وحديث‪(:‬إنهن ناقصات عقل‬ ‫ولا‬ ‫ودين فقيل وما نقصان دينهن؟ فقال‪ :‬تقعد إحداهن شطر عمرها لا تصوم‬ ‫تصلي) (ا فالحديث الأول دلالته أقوى لنص العبارة قال القطب اطفيش‪':‬فإن‬ ‫الحديث الأول نصآ في الأقل والأكثر فلا يقاومه الحديثان بعده"ةا‪.‬‬ ‫"ا تقدم تخريجه ص‪.093‬‬ ‫ا أخرجه الدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الحيض‘ ‪ 1/812(95)0‬والربيع من طريق أنس في‬ ‫مسنده‪ ،‬كتاب الطلاقء باب الحداد والعدةث ‪.)1/812(145‬‬ ‫ا أورده القطب اطفيش في كتابه شامل الأصل والفرع ولم أعثر على تخريج له‪ .‬ر‪:‬‬ ‫اطفيش‪ ،‬شامل الأصل والفر ع‪.1/632 ،‬‬ ‫فقد طلبته كثيرا فلم أجده في شيء‬ ‫(‪ )4‬قال البيهقي‪ :‬اشطر عمرها أو شطر دهرها لا تصلي"‬ ‫من كتب أصحاب الحديث ولم أجد له إسنادا بحال والله اعلم"‪ .‬ر‪ :‬البيهقي أبو بكر أحمد بن‬ ‫الحسين(‪ ،)854/6601‬معرفة السنن والآثارث تح‪ :‬سيد كسروي حسن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت د‪.‬ت‘ ‪.1/563‬‬ ‫وقال الزيلعي ‪ " :‬قال بن الجوزي في التحقيق‪ :‬واستدل أصحابنا وأصحاب مالك‬ ‫والشافعي على أن أكثر الحيض خمسة عشر يوما بحديث رووه عن رسول الله يل قال‪:‬‬ ‫(تمكث إحداكن شطر عمرها لا تصلي)‪ ،‬قال وهذا حديث لا يعرف‪ ،‬وأقره صاحب التنقيح‬ ‫عليه"‪.‬ر‪ :‬الزيلعي أبو محمد عبد الله بن يوسف(‪ ،)267/1631‬نصب الراية‪ ،‬تح‪ :‬محمد‬ ‫يوسف البنوري‪ ،‬دار الحديث‘ مصر ‪7531‬ه ‪.1/291‬‬ ‫(ةا اطفيش‪ ،‬شامل الأصل والفر عش ‪.1/632‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ب)‬ ‫صضية ‪:‬ح(‬ ‫ل____________ علوم السنة عند ال‬ ‫‪ 3‬الترجيح باعتبار مدلول الحديث‪:‬‬ ‫ه ومنه ترجيح الإثبات على النفي("ا‪ ،‬قال ابن بركة‪ ":‬وإذا ورد خبران أحدهما‬ ‫ينفي الفعل والآخر يوجب إثباته كان الإثبات أولى إذا لم يعلم المتقةم منهما من‬ ‫المتأخر ولا الناسخ من المنسوخ وهذا على أصول أصحابنا يصح إلى ما يذهبون‬ ‫إليه من الحظر والإباحة والأوامر‪ ،‬وقد وافقنا الشافعئ في هذا المعنى"(خاء ومن‬ ‫أمثلته ترجيح حديث عائشة المثبت للجهر في صلاة الكسوف على حديث ابن‬ ‫عباس المعارض لذلك فعن عائشة‪(:‬أن النبي يلة جهر في صلاة الخسوف‬ ‫بقراءته فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات) ( وعن ابن عباس‬ ‫قال‪(:‬كنت إلى جنب رسول الله يلة يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة)“ا‪ ،‬قال‬ ‫نور الدين السالمي‪ ":‬ورة على تقدير صحتة ذلك بأن مثبت الجهر معه قدر زائد‬ ‫فالأخذ به أولى‪ ،‬وإن ثبت التعدد فيكون ثلة فعل ذلك لبيان الجواز"‪ ،‬ويعلل السالمي‬ ‫سبب ترجيح المثبت على النافي وذلك" لاشتمال المثبت على زيادة علم ولأن‬ ‫المثبت يفيد التأسيس والنافي يفيد التأكيد‪ ،‬والتأسيس أولى من التأكيد""ةا‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح ما يدرأ به الحة على ما يوجبها‪ ،‬فالحدود تدرأ بالشبهات‬ ‫والخطأ في ترك الحد أهون من الخطأ في فعله‪7‬ا‪ ،‬مثل ترجيح روايات العشر‬ ‫"ار ‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪ ‘116‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)ء ص‪.962‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.2/702 ،‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/02،‬‬ ‫{‪7‬ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الكسوف©ؤ باب الجهر بالقراءة في الكسوف‪1/163 ،‬‬ ‫(‪ 6101)6‬ومسلم في صحيحه؛ كتاب صلاة الكسوف‘ باب صلاة الكسوف ‪.)2/026(109‬‬ ‫ا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير حديث عكرمة عن ابن عباس‪.)11/042(21611 ،‬‬ ‫ثا السالمي شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/702‬‬ ‫ا ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪. ،‬ص‪116‬ؤس التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ص‪.962‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/502‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/502‬‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫دراهم في القطع كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله‬ ‫يلإ‪(:‬لا قطع فيما دون عشرة دراهم) "ا على ما دون ذلك كحديث عائشة أنها‬ ‫سمعت رسول الله يلة يقول‪(:‬لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا)(‪٧‬ا‪.‬‏‬ ‫ه ومنه ترجيح ما أفاد التخفيف على ما اقتضى الثقل والتشديد(ةا مل ترجيح‬ ‫حديث عائشة في غسل المستحاضة مرة واحدة عند حصول ظن زوال الحيض إذ‬ ‫قالت عائشة‪ (:‬إن أم حبيبة بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف‬ ‫شكت إلى رسول الله يلة‪ :‬الدم فقال لها امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم‬ ‫اغتسلي فكانت تغتسل عند كل صلاة) (“ا على حديث أبي سلمة المقتضي وجوب‬ ‫الاغتسال لكل صلاة فعن أبي سلمة قال أخبرتني زينب بنت أبي سلمة‪( :‬أن امرأة‬ ‫كانت تهراق‪ .‬الدم وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف وأن رسول الله ية أمرها أن‬ ‫تغتسل عند كل صلاة وتصلي) (‪5‬ا‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح النهي على الأمرا مثل ترجيح حديث النهي في الأوقات‬ ‫المنهي عنها على حديث الأمر بتحية المسجد الذي روي فيه‪ (:‬أن رسول الله ي‬ ‫قال‪ :‬إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس) (" وحديث النهي‬ ‫رواه مجموعة من الرواة وبألفاظ مختلفة منها رواية أبي سعيد يقول‪ (:‬سمعت‬ ‫رسول الله يلة يقول‪(:‬لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس ولا صلاة بعد‬ ‫["ا أخرجه الدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الحدود ‪.)3/291(623‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريج مثل هذا الحديث ص‪.95‬‬ ‫{ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/602-702‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ تقدم تخريجه ص‪.941‬‬ ‫(ا أخرجه ابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب الحيض ‪ ،)1/93(511‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫الطهارة‪ ،‬باب من روى أن المستحاضة‪.)1/87(392 ...‬‬ ‫ار ‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪ ‘905‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)ء ص‪7620‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/502‬‬ ‫ا تقدم تخريج هذا الحديث ص‪.591‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫العصر حتى تغيب الشمس) ("'‪ ،‬يقول نور الدين السالمي‪ ":‬فمقتضى مذهبنا أنها لا‬ ‫تصلى في ذلك الوقت‪ ...‬والحجة لنا على المنع عموم النهمي عن الصلاة في تلك‬ ‫الأوقات وحديث أبي قتادة لا يخصتصه؛ إذ ليس في الحديث في أي وقت دخل‬ ‫فنحمله على وقت تجوز فيه الصلاة"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح المحرم على المبيح والوجوب على ما سوى الحرمة كترجيح‬ ‫الوجوب على الندب وغيرها ومن أمثلة ذلك ترجيح وجوب العمرة المستفاد من‬ ‫خبر زيد بن ثابت قال‪ :‬قال رسول الله يل‪(:‬إن الحج والعمرة فريضتان لا يضرك‬ ‫بأێهما بدأت) ا على القول بأنها ندب المستفاد من خبر جابر بن عبد الله( أن‬ ‫اء وقد‬ ‫النبئً ة سئل عن العمرة أواجبة هي ؟ قال‪ :‬لا وإن تعتمروا هو أفضل)‬ ‫اختلف الإباضية في هذه المسألة فمنهم ذاهب إلى الوجوب ومنهم إلى الندب لكن‬ ‫جمهورهم على الوجوبا‪ ،‬وعلق القطب اطفيش على الوجوب بقوله‪ ":‬وهو‬ ‫مذهبنا"("اء مرجحا بذلك روايات الوجوب‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح ما لا تعم به البلوى‪ ،‬يقول الشماخي‪" :‬وإذا روى أحدهما‬ ‫بالآحاد ما تعم فيه البلوى‪ ،‬والآخر ما لا تعم فيه البلوى فالذي لا تعم فيه البلوى‬ ‫مقدم"ا‪ ،‬ومنه أيضا ترجيح موجب الطلاق والعتاق على نافيهما"‪ ،‬وترجيح ما‬ ‫"تاقدم تخريج مثله ص‪.971‬‬ ‫(ثا السالميء المعار ج‪.6/87.‬‬ ‫ا ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل؛ ص‪ ‘216‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ء ص‪.862‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس©‘ ‪.2/502‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‪ ،‬كتاب المناسك‘ ‪ )1/346(0371‬والدارقطني في سننه؛ كتاب‬ ‫الحج‪ ،‬باب المواقيت‘ ‪.)2/482(712‬‬ ‫ا أخرجه الترمذي في سننه‪ /‬كتاب الحج‪ ،‬باب ما جاء في العمرة‪.)3/072(139...‬‬ ‫والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الحجغ باب المواقيت‪.)2/582(322 ،‬‬ ‫©‪6‬ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘‪ ،8/381‬الشقصي‪ ،‬منهج الطالبين‪7/,251 .‬‬ ‫‪7‬ا اطفيشء شرح النيلث ‪.4/6‬‬ ‫"ا ر‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل؛ ص‪ 806)0‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ) ‪2‬ص‪.76‬‬ ‫عارم السنة عند الإباضية‬ ‫يح‬ ‫أفاد حكما تكليفيّا على ما أفاد حكما وضعتا(ا وترجيح ما اقترن بالتأكيد على‬ ‫غيره مثل ترجيح حديث عائشة المفيد اشتراط الولئ في النكاح إذ قالت رضي الله‬ ‫عنها سمعت رسول الله ية يقول‪( :‬أما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل‬ ‫فنكاحها باطل فنكاحها باطل) ثا‪ .‬على خبر ابن عباس( أن النبئ قلة قال الأم أحق‬ ‫بنفسها من وليها‪ ،‬والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها) اء وللسالمي تعليق‬ ‫فيه يقول‪ ":‬المراد أحق بالرضى دون العقد‪ ،‬وأن حق الولي بالعقد‪ ،‬ودل أفعل‬ ‫التفضيل المقتضي المشاركة أن لولتها حقا؛ لكن حقها آكد‪ ،‬وحقها لا يتم دون‬ ‫رضاهاةا‪ ،‬وقد ذكر أن فساد التزويج بغير ولي منقول عن الصحابة ومنهم ابن‬ ‫عباس وعليه جمهور أهل العلها‪.‬‬ ‫المبحث الرابع الترجيح بأمر خارجي‪:‬‬ ‫ه ومنه ترجيح ما وافقه دليل آخر كترجيح ما وافق الكتاب وأيده ) "ا‪ .‬وقد سبق‬ ‫الذكر أن الإباضية جعلوا موافقة القرآن أساسا نقدياء وليست مجرد أمر مرجح‪.‬‬ ‫وذكرنا في ذلك أمثلة متعددة فلنكتف بما تقدم ذكرها ومنه ترجيح ما وافقه‬ ‫حديث آخرا من أمثلة ذلك ترجيح طهارة سؤر الهرة وذلك لأنها لا يستطاع‬ ‫الامتناع من سؤرها(“"‪ ،‬لقول النبي ها‪( :‬إنهن من الطوافين عليكم والطوافات)‬ ‫"ؤ السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/602‬‬ ‫"ا م‪.‬س‘ ‪.2/602‬‬ ‫(تاقدم تخريجه ‪3‬ص‪.36‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ تقدم تخريج مثله ص‪.093‬‬ ‫{ةا السالمي‪ ،‬شرح المسندث ‪.3/7‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.3/5-6 ،‬‬ ‫"ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪ ،2/602‬اطفيش‘‪ ،‬جامع الشمل‘ ص ‪.924 8240‬‬ ‫ار‪ :‬فصل نقد الحديث ص‪.451‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.2/602 ،‬‬ ‫") الكندي المصنف ‪.3/471-571‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حج‬ ‫ا‪ .‬يقول أبو بكر الكندي‪ ":‬فإن عارض في سؤرها بالتنجيس معارضڵ فاحتج بما‬ ‫روى عن أبي هريرة عن النبي ؤ أنه قال‪( :‬طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الهر‬ ‫أن يغسل مرة أو مرتين) (‪2‬ا‪ ،‬قيل له‪ :‬لو ثبت هذا الخبر لزم ما قلت إلآ أته قد‬ ‫وردت أخبار صحيحة في طهارة سؤر الهرة معارضة‪ .‬لهذا الخبر‪ ،‬فإن قيل‪ :‬لم‬ ‫ثبت خبر سؤر الكلب ولم يثبت خبر الهرة ؟ قيل له‪ :‬خبر الكلب لم يرد له‬ ‫معارض فثبت حكمها‪ .‬ويدل على أن الهرة ليست بنجسةأ“ا ما روي عن‬ ‫عائشة‪(:‬أن النبي هة كان يتوضأ بفضل سؤر الهر ة) (ةا‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح ما وافق الإجماع مثل ترجيح حديث أم حبيبة في تحديد عدة‬ ‫الوفاة بأربعة أشهر وعشر ليال إذ قالت أم حبيبة‪ (:‬سمعت رسول الله ة يقول‪ :‬لا‬ ‫يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على‬ ‫زوج أربعة أشهر وعشرا) ©ا على حديث أسماء بنت عميس المقتضي أن حدها‬ ‫("ا أخرجه ابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب في طهارة الماء و‪ )1/62(55...‬وابن خزيمة في‬ ‫صحيحه كتاب الوضوء‘ باب الرخصة في الوضوء بسؤر‪.)1/55(401...‬‬ ‫"ا أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب سؤر الهر‪ 1/910 ،‬قال ابن‬ ‫عبد البر‪ ":‬وهذا الحديث لم يرفعه إلا قرة وحدهؤ وقرة ثقة ثبت إلا أنه خالفه فيه غيره فرووه‬ ‫عن ابن سيرين عن أبى هريرة قولهذ وذكر أن أبا قتادة احتج على المرأة التي تعجبت من‬ ‫إصغاته الإناء للهر بأن رسول الله فقة قال‪ (:‬إنها ليست بنجس) فلو كانت عند تنجس ما‬ ‫أصغى لها الإناء لأنها كانت تفسده" ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬الاستذكارث ‪.1/661‬‬ ‫() الكندي‪ ،‬المصنف ‪.3/471‬‬ ‫(“ام‪.‬س‪.3/571 ،‬‬ ‫ثا لفظ الحديث عن عائشة قالت (كنت أتوضأ أنا ورسول الله ف من إناء قد أصابت منه‬ ‫الهرة قبل ذلك) أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارةض باب أحكام المياه‪)1/27(061 ،‬‬ ‫وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الطهارة وسننها‪ ،‬باب الوضوء بسؤر الهرة‪)1/131(863...‬‬ ‫والدارقطني في سننه‘ كتاب الطهارةض باب سؤر الهرث ‪.)1/96(71‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الطلاق‪ ،‬باب تحة المتوفى عنها زوجها‪.‬‬ ‫‪ )5 (500‬والربيع في مسنده كتاب الطلاق‪ ،‬باب الحداد والعدةث ‪.)1/612(735‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حح=ح‬ ‫ثلاث إذ قالت‪(:‬لما أصيب جعفر أتانا النبئ ه فقال‪ :‬تسلبي ثلاثا ثم اصنعي ما‬ ‫شئت) (" وذكر السالمي أن قوله (لا يحل) هو" نفي بمعنى النهي على سبيل‬ ‫التأكيد" كما بين أن العشر من الليالي عند الجمهور (غا‪.‬‬ ‫ه ومنه ترجيح ما وافق القياس مثل ترجيح الحديث المقتضي تكرر الإقرار‬ ‫أربعا لإقامة حد الزنا‪ :‬فقد روى أبو هريرة خبر المقر بالزنا وفيه‪ (:‬فلما شهد‬ ‫على نفسه أربع شهادات دعاه النبي قه فقال‪ :‬أبك جنون؟ قال‪ :‬لا يا رسول الله‬ ‫ا على خبر أبي‬ ‫فقال أحصنت؟ قال‪ :‬نعم يا رسول الله‪ ،‬قال اذهبوا به فارجموه)‬ ‫هريرة أيضا وزيد بن خالد الجهني الدال على أنه يكفي الإقرار مرة واحدة‪ ،‬وهو‬ ‫خبر العسيف وزناه بامرأة الرجل الذي أستأجره ثم حكم النبي قق بينهم‬ ‫بقوله‪(:‬والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله‪ ،‬الوليدة والغنم رة‪ ،‬وعلى ابنك‬ ‫جلد مائة وتغريب عام‪ ،‬واغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله ه فرجمت) أ“ا حيث يؤيد الرواية‬ ‫الأولى القياس على شهادة الزنا‪ ،‬وقد ذكر ابن بركة الخلاف عند الإباضية في‬ ‫نبوت الحة بالإقرار مرة‪ ،‬فمنهم من ذهب إلى ثبوته‪ ،‬ومنهم من ذهب إلى أنه لا‬ ‫يثبت إلا بالإقرار أربعا مرجحا رواية الإقرار أربعاةا‪.‬‬ ‫" أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الطلاق‪ ،‬باب المتوفى عنها‪ 3/87...‬وقال‬ ‫عقبه‪ ":‬وكل قد أجمع أن ذلك منسوخ" وتعقبه ابن حجر بأنه لا دليل على النسخ وذكر نقدا‬ ‫وتوجيهات للحديث يضيق المقام عن بسطها‪ .‬ر‪ :‬ابن حجر" فتح الباري‪.784/ 9 ،‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.3/401-501‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب المحاربين من‪ ...‬باب رجم المحصصن؛‬ ‫م)) ومسلم في صحيحه كتاب الحدود‪ ،‬باب رجم الثيب‪.)3/8131(1961 ،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المحاربين‪...‬باب رجم المحصن‘ ‪.)2052(0446/ 6‬‬ ‫ار ‪:‬ابن بركة‪ ،‬الجامعث‪.2/725‬‬ ‫ححجححصح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ه ومنه ترجيح ما عمل به الصحابةا‪.‬ا؛ "لأن الظن بثبوت ما عمل به الصحابئ‪:‬‬ ‫أقوى منه فيما لم يعمل به"(ا؛ مثل ترجيح حديث أبي هريرة في عدد تكبير صلاة‬ ‫الجنازة فقد روى‪ (:‬أن رسول الله ه نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه‬ ‫وخرج بهم إلى السُصلى فصف بهم وكتر عليه أربع تكبيرات) ا على حديث زيد‬ ‫بن أرقم إذ يقول‪ (:‬صليت خلف رسول الله © على جنازة فكتر خمسا فلن ندعها‬ ‫لأحد)(‪ ،‬يقول نور الدين السالمي‪ ":‬وهي أربع تكبيرات اتفاقا منا ومن قومنا"‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي أيضا أن اجتماع الصحابة على العمل بالأربع تكبيرات ليس‬ ‫إجماعا يقطع العذر لكته حجة للتستك بهاء ويعني كلامه أنها حجة مرجحة‬ ‫لاربع‪.‬‬ ‫ه ومن وجوه الترجيح ترجيح ما عمل به راويه )"‪.(6‬‬ ‫أحد‬ ‫التأخر ‘ كأن يقترن‬ ‫أيضا ترجيح ما اقترنت به بعض ‪ :‬أمار ات‬ ‫ه ومنه‬ ‫الخبرين بقرينة تدل على تأخيره كتضييق التاريخ أي يوم كذا أو في شهر كذاا‬ ‫لأن التوسيع يظن فيه أن يكون السماع قبل وقت التضييق‪ ،‬وكذا تأخير إسلامه‬ ‫وكالتشديد لأن التشديد واقع في آخر زمان النبي فقه إن كان أصل أحدهما في‬ ‫‪ . (7‬ويرجح‬ ‫فيه‬ ‫لا خلاف‬ ‫قدم ما‬ ‫خلاف‬ ‫منسو ح و ‏‪ ١‬لآخر في نسخه‬ ‫كونه غير‬ ‫ر"ا‪:‬الشماخي؛ شرح مختصر العدلث ص‪ &216‬التلاتي‘ رفع التراخي(مخ)ث ص‪.862‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/902‬‬ ‫(‪2‬ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/902‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز‪ ،‬باب التكبير على الجنازة أربعا‪...‬‬ ‫‪.)1/744(8621‬‬ ‫(ا الدارقطني في سننه؛ كتاب الجنائز‪ ،‬باب التسليم في الجنائز والتكبير ‪.)37(5).(6/ 2...‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬المعار ج‪.31/641-941،‬‬ ‫ار‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل؛ ص‪ )706‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‘ (مخ)ث ص‪.762‬‬ ‫السالمي شرح طلعة الشمس‘ ‪:2/302‬‬ ‫(ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪316‬س التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ص‪.862‬‬ ‫صضية‬ ‫عار السنة عند ال‬ ‫صحح‬ ‫الخبر المصرح بسبب وروده على غيره؛ "لأن ذكر السبب يدل على زيادة‬ ‫اهتمامه بما رواه"(‪.).‬‬ ‫ه وقريب من هذا ترجيح العام الوارد على سبب خاصآ[ على العام المطلق‪،‬‬ ‫فيرجح في ذلك السبب دون ما عداها ومثل له الشماخي والسالمي بحديث شاة‬ ‫ميمونة‪( :‬أيما إهاب دبغ فقد طهر) (‪.)3‬‬ ‫وبالجملة فإن وجوه الترجيح كثيرة‪ ،‬وننهي الكلام في وجوه الترجيح بقول‬ ‫نور الدين السالمي‪":‬والمرجحات باعتبار الراوي وغيره كثيرةث وضابطها أن ما‬ ‫كان أقوى في الظن كان أرجح في القبول‪ ،‬وما كان أضعف ظتا كان مرجوحا‬ ‫وإن أكثروا في تفصيل المرجحات‪ ،‬فإن من كان ذا خبرة بأحوال الرجال وقواعد‬ ‫الألفاظ وأحوال النبي ة وأحوال الشرع الشريف فلا يخفى عليه ترجيح الراجح‬ ‫منها وتضعيف الضعيف"“ا‪.‬‬ ‫التوقف عن الترجيح‪:‬‬ ‫يعتبر التوقف المرحلة النهائية لدارس التعارض ومحاول التوفيق بين الأدلة‪.‬‬ ‫ويصطلح ابن بركة على تسمية هذا النوع بالأخبار الموقوفة لتعارضهاء ويمثل لها‬ ‫بما روي من أن النبي يلة "(نهمى عن الشرب قائماً) ثا‪ .‬وروي ( أنه شرب من‬ ‫زمزم قائماً) اء ويقول‪ ":‬فوجب اتفاق الخبرين‪ ،‬وكان المرجوع إلى قول الله‬ ‫(ر"‪:‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪21‬ك‘ التلاتي‪ 0‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪8620‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشنمس‘‪.2/012 ،‬‬ ‫‪:‬اارلشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ‪.‬ص‪21‬ك)‪ 0‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪,( ،‬مخ)ى ص‪.862‬‬ ‫السالمي شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/012‬‬ ‫(ا تقدم تخريجه ‪5‬ص‪.3‬‬ ‫(‪ (4‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/402‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الأشربة‪ ،‬باب كراهة الشرب قائماش ‪)3/1061(4202‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة‪ ،‬باب في آداب الطعام والشرابث‪.)1/151(183‬‬ ‫©ا أخرجه البخاري في صحيحه‪٬‬‏ كتاب الأشربة‪ ،‬باب الشرب قائماێ ‪.)5/0312(3925‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫تعالى‪(«:‬وكلوأ واشْرو أمه (الأعراف‪ )7/13‬فهذه الآية تبيح الأكل والشرب على أي‬ ‫حال كان عليها الآكل والشارب إلا أن تخص دلالة في بعض الأوقات وبعض‬ ‫الأحوال" ويمثل أيضا بما روي عنه ثلة أنه ( نهى عن الشرب من فم السقاء)(")‬ ‫ا‪ ،‬ويورد علة نقلت في النهي بقوله‪" :‬وأما‬ ‫وروي( أنه خنث السقا وشرب منه)‬ ‫الشرب من فم السقا الذي ورد النهي عنه فقيل إنه للإشفاق أن تكون فيه دابة"(ثا‪.‬‬ ‫لكنه يتوقف في الترجيح ويقول معلقا عليهما في موضع آخر‪"':‬وإذا تعارض‬ ‫الخبران ولم يعلم الناسخ منهما من المنسوخ ولا المتفتم منهما من المتأخر وجب‬ ‫اتفاقهما ث وكان المرجوع إلى الإباحة وقوله تبارك وتعالى‪ «:‬وكلوا‬ ‫واشربوأ"هه“)‪.‬‬ ‫ويذكر عمرو التلاتي في حاشيته بأنه إن جهل التاريخ فلم يعلم عين المتأخر‬ ‫منهما‪ ،‬وأي منهما واقع بعد الأول‪ ،‬فإن الوقف والإمساك عن ترجيح أحدهما على‬ ‫الآخر في حقه ة أولى إلى تبين التاريخ من الترجيح؛ وذلك لاستوائهما في‬ ‫احتمال تقدم كل منهما على الآخر ا ‪.‬‬ ‫ويقول القطب‪':‬فان لم يمكن‪-‬أي الجمع۔ توقف على العمل بأحدهم"ا‪.‬‬ ‫("ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة‪ ،‬باب في آداب الطعام والشراب‪،‬‬ ‫‪ )1/21(283‬والبخاري بلفظ(‪...‬عن الشرب من في السقاء) في صحيحه‘ كتاب الأشربة‪.‬‬ ‫باب الشرب من فم السقاءث ‪ 5/2312(5035)(6035)0‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب‬ ‫المناسك‪.)1/216(8261 ،‬‬ ‫(‪2‬ا أخرجه أبو داود بلفظ(أن رسول الله ه دعا بإداوة يوم أحد فقال‪ :‬أخنث فم الإداوة‪ ،‬ثم‬ ‫شرب من فيها) في سننه كتاب الأشربةش باب اختناث الأسقيةث ‪.)3/,733(1273‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/12 ،‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/013 ،‬‬ ‫(ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.841‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ اطفيش‪ ،‬جامع الشمل ص ‪. 5340434‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫كشف لنا ما تقدم بيانه في فصل مختلف الحديث هذا عن جانب من عناية‬ ‫الإباضية بمتن الحديث ودرايته‪ ،‬ووقفنا خلاله على ما يعبر عن فقههم للحديث‬ ‫وفهمهم لاستدلاله واستنباطه‪.‬‬ ‫ويأتي فهم أسباب الخلاف وبيانها بيانا للمختلف وأسبابه كما عرضها ابن‬ ‫بركة‪ ،‬وهذا الفهم معين في الوقت ذاته في درء التعارض ودفعه‪.‬‬ ‫ويرى الإباضية أن دفع التعارض يتم من خلال مسالك تتمثل ‪-‬مرتبة حسب‬ ‫الأولوية‪ -‬في النسخ و الجمع و الترجيح فإن تعذر كل ما سبق فالتوقف لاستواء‬ ‫الأمرين‪ ،‬وفي التوقف يقع التخيير ؤ أو جواز الاتنين على خلاف بينهم في ذلك‪.‬‬ ‫والنسخ يقع إذا عرف ما يدل عليه‪ ،‬فإن تعذر فالجمع أولى لأن إعمال الدليلين‬ ‫أولى كما يظهر من أقوال العلماء‪ ،‬ثم الترجيح بمرجَح‘ ومنهم من يقدم الترجيح‬ ‫على الجمع ثم التوقف بعد ذلك‪.‬‬ ‫وللجمع طرق كثيرة أهمها الجمع بالتخصيصکڵ وقد رأيت قاعدة الجمع في‬ ‫التراث الإباضي من أكثر مسالك دفع التعارض حضورا‪ ،‬والجمع بالتخصيص‬ ‫من أكثر طرق الجمع ورودا‪.‬‬ ‫وللجمع بالتخصيص كما رأينا أمثلة كثيرة‪ ،‬غير أن التخصيص محتاج إلى‬ ‫حجة تثبته‪ ،‬ومنها ضرب من الجمع رأينا فيه الاستعانة بالتأويل وقد سميته الجمع‬ ‫بالتأويل‪ ،‬وله أمثلة كثيرة منبثة في التراث لكنه منضبط بضوابط من العلم‬ ‫والدراية والفهم والإدراك للرواية وما يحيط بها‪ ،‬ومنها أيضا الجمع بحمل المفسر‬ ‫على المجمل وبحمل المطلق على المقيد وبحمل الأمر على الندب أو على‬ ‫الكراهة‪ ،‬أو باختلاف الأحوال‪ ،‬أو باعتبار الزيادة‪ ،‬أو بجواز الأمرين‪ .‬وكل هذه‬ ‫الطرق من الجمع لها أمثلة وشواهد مثلنا ببعضها‪ ،‬بما يكشف حضورها في تراث‬ ‫الإباضية‪.‬‬ ‫أما الترجيح فقد كشف لنا عن جانب أخر من إدراك الرواية وفهمها‪ ،‬فالترجيح‬ ‫مرحلة أقوى من سابقها‪ ،‬إذ من لازم الترجيح إدراك المرجحات وأوجه الترجيح‪.‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫حح‬ ‫وفهم تطبيق ذلك بين الأدلة المتعارضة وقد عرضنا أهم أنواع الترجيح التي‬ ‫رأينا حضورها في التراث الإباضي منها الترجيح من خلال السند أو بحال‬ ‫الراوي‪ ،‬والترجيح من خلال المتون‪ ،‬ومنها طلب الترجيح بأمر خارجيغ ولكل‬ ‫منها أنواع وأمثلة كثيرة‪.‬‬ ‫فالترجيح من خلال السند أو بحال الراوي‪ ،‬واضح من مسماه اعتماده على نتبع‬ ‫الإسناد ومعرفة أحوال الرواة‪ ،‬وتأتي العدالة في مقدمة المرجحات‘ وكذلك الضبط‬ ‫واتصال السند وصيغ الأداءث وغيرها من المرجحات التي تلقي بظلالها على‬ ‫السند والراوي قوة أو ضعفا‪.‬‬ ‫أما الترجيح من خلال المتون فرأينا تقسيم العلماء له إلى أقسام‪ ،‬فمنه ما ترجح‬ ‫بالنظر إلى لفظه‪ ،‬أو ما ترجح بدلالة الحديث‘ أو ما اعتبر فيه مدلول الحديث‪.‬‬ ‫أما الترجيح بالأمر الخارجي ففيه يلجأ المرجح إلى دلائل و أمارات يستعين‬ ‫بها في ترجيحه‘ كموافقة الكتاب أو الإجماع أو القياس‪ ،‬أو ما تأيد بعمل الصحابة‬ ‫وغير ذلك من المرجحات الخارجية‪.‬‬ ‫ويبقى التوقف عن الترجيح موقفا نهائيا حين يتعذر دفع التعارض بأي وجه من‬ ‫الوجوه المتقدمة‪.‬‬ ‫ولئن كشف لنا فن مختلف الحديث عن منهجية راقية في التعامل مع المتن‬ ‫وفهمه متمثلا في التعرف على قاعدة الجمع أو الترجيج؛ فإن هناك ما يكمل‬ ‫معرفة طرق دفع التعارض متمثلا في قاعدة النسخث وهي متداخلة مع فن ناسخ‬ ‫الحديث ومنسوخه‘ ولذلك كان لابد من وقفة مستقلة لبيان النسخ في الحديث عند‬ ‫الإباضية إذ نأمل تحقيق ذلك في الفصل الأتي‪.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫علوم السنة عند الاناضية =ح۔ص'ے<‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النست في الحديث‪:‬‬ ‫المبحث الأول تعريف النسخ وذكر شروطه وحقيقة ثبوته‪:‬‬ ‫أولا تعريف النسخ‪:‬‬ ‫ورد النسخ في اللغة بأكثر من معنى‪ ،‬فقد ورد بمعنى الإزالة ومنه قول الله‬ ‫تعالى‪ :‬فَينسخ الل ما يلقي الشَيطَان»(الحج‪ 22/25)6‬أي يزيله ويبطله؛ ومنه‬ ‫نسخت الريح آثار القوم إذا عفت عليها وأزالتهاى ومما ورد بمعنى الإزالة قولهم‪:‬‬ ‫نسخ الشيب الشباب ونسخت الشمس الظل‪ .‬وينسخ الشيء تسئخاً أي يزيله ويكون‬ ‫مكانها على أن وروده بمعنى الإزالة كما يظهر من المعاجم يكون تارة بمعفى‬ ‫الإزالة فحسب وتارة بمعنى الإزالة مع البدل‪ ،‬إذ ورد‪ :‬السنخ هو إزالتك أمرأ كان‬ ‫يعمل بهش ثم ينسخ بحادث غيرهث)‪.‬‬ ‫وورد النسخ بمعنى النقل ومنه قوله تعالى‪ :‬إنا كنا نسنتتسخ ما كنتم‬ ‫تعملون (الجاثية‪ ،)54/92‬والمعنى‪ :‬نستكتبهم‪-‬أي الملائكة‪ -‬أعمالكم(ةا‪ .‬وتقول‪:‬‬ ‫نسخت الكتاب إذا نقلت ما فيه إلى كتاب آخر‘ ونجد ورود النسخ بمعنى النقل‬ ‫متعدد الاستخدام في المعاجم اللغوية“ا‪.‬‬ ‫"ار‪ :‬تاج العروس مادة نسخ‪ ،‬طبعة مكتبة الحياة‪2/282.‬س لسان العرب‪ ،‬مادة نسخ‪.3/16 ،‬‬ ‫{‪2‬ا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة نسخ‘‪.3/16‬‬ ‫(ثا الزمخشري‪ ،‬الكشاف © ‪.4/392‬‬ ‫اراجع مع المصادر المتقدمة‪ :‬الزبيدي تاج العروس طبعة مكتبة الحياة‪/‬ه مادة نسخ"‬ ‫الفيومي أحمد بن محمد بن علي( ‪ 077/8631)6‬المصباح المنير في غريب الشرح‬ ‫‪2‬‬ ‫الكبير (للرافعي)‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬مادة نسخ‪.1/206-306 ،‬‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫وهناك خلاف بين علماء الأصول في ورود النسخ بمعنى الإزالة أو النقل‬ ‫هل هو على وجه الحقيقة أم على وجه المجاز‪ ،‬فقد ذهب أكثرهم إلى أن النسخ‬ ‫حقيقة في الإزالة مجاز في النقل‪ ،‬بينما ذهب طائفة منهم إلى عكس ذلك فجعلوه‬ ‫حقيقة في النقل مجازا في الإزالة‘ وقيل هو مشترك بينهما فيكون إطلاقه حقيقة‬ ‫في المعنيين(;‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫وقد تعرض علماء الإباضية لمعاني النسخ اللغوية عند حديثهم عن النسخء‬ ‫ولعل ابن بركة من أوائل من تعرض لذلك فذكر أن النسخ يرد بأوجه ثلاثة‪.‬‬ ‫أولها‪ " :‬انتساخ الشيء من كتاب قبله إلى كتاب آخر"‪ ،‬وهذا هو النقل لكنه لم‬ ‫يسنَسَّه بذلك‪ ،‬والثاني‪ :‬التحويل والتبديل‪.‬‬ ‫وقد بَيّن ابن بركة أن هذين المعنيين هما المفهومان عند العامة‪ ،‬ثم ذكر الوجه‬ ‫الثالث وهو الإحصاء فقال‪ ":‬والوجه الثالث‪ :‬أن يحصي الشيء على عامله‬ ‫ويحتفظ به نحو قول ا له جل ذكره « هذا كتابنا تنطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ‬ ‫ما كنتم تَغْمَلون»(الجاثية‪.2 ")54/92‬‬ ‫ويأتي العوتبي بعد ابن بركة فيذكر معنى واحدا من معاني النسخ وهو النقل‬ ‫ويضيف بجعل هذا المعنى هو الأصل في معنى النسخ“ا‪ ،‬لكننا نجده في معجم‬ ‫الإبانة مع إيراده النسخ بمعنى الكتابة من الكتاب إلى غيره ‪-‬وهو النقل وإن للم‬ ‫يسمه بذلك كابن بركة‪ -‬يورد المعنى الثاني وهو الإزالة مع التبديل‬ ‫فيقول‪":‬والنسخ‪ :‬أن تزيل أمرا كان من قبل عمل به ثم تنسخه بحادث غي‪.‬ر"“ا‪.‬‬ ‫"ار ‪:‬الآمدي الأحكام‪ ،3/311-411 ،‬الرازي محمد بن عمر بن الحسين(‪)606/0121‬‬ ‫المحصول‪ ،‬تح‪ :‬طه جابر فياض العلواني‪ ،‬ط‪1‬؛ جامعة الإمام محمد بن سعود‘ ‪0041‬ه ‪.‬‬ ‫‪.3-324‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/72‬‬ ‫(ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.2/812 ،‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الإبانةس ‪.4/924‬‬ ‫حححح= علم السنة عند الإباضية‬ ‫ويذكر أبو يعقوب الوارجلاني بعدهم أوجها ثلاثة للنسخ‪ :‬الإزالة والإبطال‬ ‫والنقل‪ ،‬وهو يفرق بين الإزالة والإبطال‪ ،‬فالإزالة عنده أخذت من قول‬ ‫العرب‪':‬نسخت الشمس الظل" ويستنتج منه أن الإزالة تتم بزوال المنسوخ وثبوت‬ ‫الناسخ مثلما يزول الظل بمجيء ضوء الشمس مكانه("‪ .‬وبذلك تكون الإزالة‬ ‫جامعة بين زوال الشيء وحلول شيء محله‘ بخلاف الإبطال فهو يقتضي ذهاب‬ ‫الشيء كنسخ الريح للأثر وذلك بذهابه‪2‬ا‪.‬‬ ‫وهذا التحديد لمعنى الإزالة والتفريق بينه وبين غيره لا نراه عند أحد‬ ‫معاصري الوارجلاني وهو أبو عمرو السوفي؛ الذي جعل الرفع والإزالة سواء إذ‬ ‫يقول‪ ":‬والنسخ في اللغة‪ :‬الرفع والإزالة‪ ،‬يقال‪ :‬نسخت الشمس الظل وتتسحت‬ ‫ويظهر‬ ‫الريح الآثار‪ :‬إذا أزالتها ومحتها وأذهبتها وأعقبت في أماكنها غيره"‬ ‫من تمثيل السوفي أنه جرى في معنى الإزالة كأبي يعقوب في حصول الإزالة مع‬ ‫حلول شيء آخر محل المنسوخ المزال‪ ،‬لكنه لم يقصر هذا المعنى على الإزالة بل‬ ‫أشرك الرفع في المفهوم‪.‬‬ ‫ونجد البرادي بعد ذلك يجري على نهج اللغويين الذي تقدم ذكره في جعل‬ ‫النسخ يعني نقلا وإزالة‪ ،‬والإزالة على ضربين‪ ،‬إزالة على التلاشي تنتهي بإزالة‬ ‫الأثر كنسخ الريحؤ وإزالة على المعاقبة وفيها لا بة من إحلال شيء مكان المزال‬ ‫كنسخ الشمس للظلّ‘)‪.‬‬ ‫ويصحح أبو العباس الشماخي اعتبار النسخ مشتركا بين الإزالة والنقلء‬ ‫ويعقب على الوارجلاني في تفريقه بين الإزالة والإبطال بأن الإزالة تعم‬ ‫الإبيطالا ‪.‬‬ ‫"ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/161‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.1/161 ،‬‬ ‫{‪7‬ا السوفي‪ ،‬السؤالاتث ص‪.032‬‬ ‫() البرادي‪ ،‬رسالة الحقائق‘ ص‪.34-44‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪ 6‬ص‬‫‪4‬دل‬‫(‪ )5‬الشماخي‪ ،‬شر ح مختصر الع‬ ‫‪8104‬‬ ‫علوم السنة عند الاناضية =حححع‪٬‬ے‪١‬‏‬ ‫وعلى القول بالاشتراك جرى عمرو التلاتي في حاشيته‪ ،‬لكننا نجده يعتبر‬ ‫الإزالة للشيء تنحيته عن مكانه‪ ،‬ويسمي النقل تحويلا فيقول‪ ":‬والنقل للشيء أي‬ ‫تحويله عن مكانه نحو نسخت الشجرة"("ا‪ ،‬ويبين معنى اشتراكهما بقوله‪ ":‬ومعنى‬ ‫اشتراكه بينهما دلالته على كل منهما بوضعه له منفردا عن الاخر"‪2‬ا‪ ،‬وقد ساق‬ ‫التلاتي باقي الأقوال في المسألة وهما القولان المتغايران فذهب أحدهما إلى أن‬ ‫النسخ موضوع لمعنى الإزالة حقيقة ولمعنى النقل مجازا‪ ،‬وذهب الآخر إلى أن‬ ‫النسخ موضوع لمعنى النقل حقيقة ولمعنى الإزالة مجازاثا‪.‬‬ ‫وتتبع نور الدين السالمي عند تناوله لمعنى النسخ تطور دلالة اللفظث من ورود‬ ‫الكلمة بمعنى الإزالة الحسية إذ"النسخ في لسان العرب إزالة الأعيان"‪ ،‬واستعماله‬ ‫في النقل لأن النقل مزيل للمنقول عن مكانه‪ ،‬وكذلك استعمل في نسخ الكتاب‬ ‫لمشابهته المنقول من هذا الوجها ويرث على من ذهب لإلى أن النسخ مشترك بين‬ ‫الإزالة والنقل‪ ،‬سواء من قاله بدون تغليب أحدهما على الآخر كالشماخي أو‬ ‫بتغليب أحدهما كما تقدم ذكره‪ ،‬والحجة التي طرحها السالمي في ذلك هي أنه إن‬ ‫أريد نسخ الكتاب حقيقة فهو باطل إذ لم تحصل إزالة ولا نقل حقيقي‪ ،‬وكذلك في‬ ‫عبارة" نسخت الريح الآثار"‪ ،‬ليس معنى النقل حقيقة هنا أولى من كونه حقيقة في‬ ‫إزالتها من عرصاتهاء ثم يقول السالمي‪":‬و الأصل عدم الاشتراك فلا وجه له"(“ا‪.‬‬ ‫وينهي السالمي بيان تطور دلالة اللفظة بأن العرب استعملوا النسخ للإزالة‬ ‫الحسية وهو إزالة الأعيان‪ ،‬فلما عرضت في إزالة المعاني سموها نسخا مجازاء‬ ‫ثم لما صار السابق لاأذهان والأفهام في إطلاق لفظ النسخ على إزالة الأحكام‬ ‫ص‪.502‬‬ ‫(‪ )1‬التلاتي؛ رفع التراخي(مخ)‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.502‬‬ ‫‪ 2 0 5‬‏‪.٠‬‬ ‫ا؛ ص‬ ‫) ‪ ( 3‬م اس‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/862‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫الشرعية وليس إزالة الأعيان تبين أن الشرع أطلق النسخ على مثل هذه الإزالة‬ ‫فصار فيه حقيقة شرعية("ا‪.‬‬ ‫وإذا ما انتقلنا إلى التعريف الاصطلاحي وجدنا الوارجلاني يحة النسخ‬ ‫بأنه"إزالة حكم ثابت شرعا بشرع متقدم بشرع متأخر عنه لولاه لكان ثابت"‪2‬ا‪.‬‬ ‫بينما ذهب السوفي إلى أن "حة المنسوخ كل حكم رفع من غير أن يذكر فيه شرط‬ ‫إلى مةة أو غاية"اء وجرى على هذا الحة الملشوطي في الأدلة والبيان“اء‬ ‫وعرفه البرادي بقوله‪ ":‬إزالة شرع ثابت متقدم بشرع متأخر عنه لولاه لكان ثابتا"‬ ‫وساق أقوالا أخرى في تعريفه فقال‪ ":‬وقيل هو بيان انقضاء مدة العبادة وقيل‬ ‫رفع الحكم الأول بأمر ثان لولاه لكان ثابتا"ا‪ ،‬واقتصر أبو العباس الشماخي فيه‬ ‫على أنه إزالة حكم شرعي بشرع متأخرا وجرى على هذا عمرو التلاتي في‬ ‫شرحه لتعريف الشماخي‪"/‬ا‪ ،‬وعرفه نور الدين السالمي بقوله‪':‬رفع حكم شرعي‬ ‫بعد ثبوته بحكم شرعي آخر "ثا‪.‬‬ ‫)‪8‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫»‬ ‫‪.‬‬ ‫ثانيا شروط النسخ‪:‬‬ ‫وضع العلماء عددا من الشروط لا بة من وجودها في النسخ هي‪:‬‬ ‫أونا‪ :‬أن يكون الناسخ خطابا وحكما شرعياا‪ ،‬فيخرج بذلك القياس إذ'القياس‬ ‫يخصتص ولا يقع ناسخا ولا منسوخا‪٨‬ا‪،‬‏ وكذلك لا يكون الإجماع ناسخا لأنه‬ ‫(”")م‪.‬س‪.1/962،‬‬ ‫(‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنضاف© ‪.1/,161‬‬ ‫(ا السوفي‪ ،‬السنؤالات(مخ)ى ص ‪.132‬‬ ‫ا الملشوطي‪ ،‬الأدلة والبيان(مخ مج)‪.‬ص‪.892‬‬ ‫ا البرادي ‪ :‬رسالة الحقائق‪ ،‬ص ‪.34-44‬‬ ‫)‪ (6‬الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪.904‬‬ ‫"ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ث ص‪.502‬‬ ‫(‪ )8‬ر‪ :‬نور الدين السالميء شر ح طلعة الشمس‘‪.1/962‬‬ ‫ثا م‪.‬س‪.1/482٤‬‏‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫_ س س س س‬ ‫حادث بعد الرسول ة‪ .‬ولا يمكن أن ينسخ ما ثبت في عهد رسول الله يه (غا‪.‬‬ ‫ويمكن فهم كون القياس أو الإجماع خارج دائرة النسخ بكون النسخ مرتبطا‬ ‫بعصر الرسالة‪ ،‬إذ هو عصر التشريع لنزول الوحي فيه دون سواه‘ ولا سلطة‬ ‫لأحد في نسخ حكم إلا المصطفى يلا المتلقي لشرع الله المبلغ له‘ ومنه جاء‬ ‫الناسخ والمنسو خ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أن يرد الناسخ متراخيا عن المنسوخ أي متأخرا عنه منفصلا‪ ،‬وذلك‬ ‫من لازم الرفع للحكم المنسوخ يقول الوارجلاني‪":‬أما النسخ فرفع حكم قد ثبت‬ ‫واستقر‪ ...‬والنسخ لا بد وأن يكون متراخيا عن زمان المنسوخ"ا‪ ،‬فيخر ج بذلك‬ ‫ما لم يصدق عليه هذا الوصف© يقول نور الدين السالمي‪":‬ومنها كون الناسخ‬ ‫منفصلا ومتأخرا عن المنسوخ فإن الاستثناء والغاية لا يسميان نسخ"“ا‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬أن يتساوى الناسخ والمنسوخ في درجة الثبوت وقوة الدلالة أو بكون‬ ‫الناسخ أقوى‘ ومن مسائل هذا الشرط هل ينسخ الآحاد المتواتر وهي مسألة‬ ‫اختلف فيها وسيرد مزيد بيان لها في أقسام النسخ‘ ومن مسائله نسخ الأثقل‬ ‫بالأخف والعكس‪ ،‬وقد صرح الوارجلاني بجواز ذلكةا‪ ،‬كما صر أبو العباس‬ ‫الشماخي القول بجواز نسخ الأثقل بالأخف والمساوي‪ ،‬وأما نسخ الأخف بالأتقل‬ ‫فذكر الخلاف فيه وأن الجمهور على جواز©ا‪ ،‬ومن مسائل هذا الباب المختلف‬ ‫فيها أن يكون الناسخ والمنسوخ من جنس واحد؛ أي من الكتاب أو السنة("ا‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الشماخيء شر ح مختصر العدل‘ ‪4‬ص‪.37‬‬ ‫‪ (2‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.474‬‬ ‫() الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.1/661‬‬ ‫ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/482‬‬ ‫(‪ )5‬الوالرجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1 1/86‬‬ ‫)‪ (6‬الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪.084‬‬ ‫‪7‬ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.1/482٬‬‏‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫رابعا‪ :‬أن يكون المنسوخ حكما شرعيا‪ :‬وعليه لا يقع النسخ في الحكم العقلي‬ ‫وهذا من الشروط المتفق عليها‪ ،‬يقول نور الدين السالمي‪ ":‬فأما الشروط المتفق‬ ‫عليها فمنها كون الناسخ والمنسوخ حكمين شرعيين‪ ،‬فإن العجز والموت كل منهما‬ ‫يزيل التعبد الشرعي مع أنه لا يسمى ذلك نسخاء وكذلك إزالة الحكم العقلي‬ ‫بالحكم الشرعي لا يسمى نسخا""ا‪.‬‬ ‫أن يقع النسخ في الأحكام العملية الفرعية‪ ،‬ولذلك خص النسخ بباب‬ ‫خامسا‪:‬‬ ‫الأمر والنهي(ا‪ ،‬ويخرج من ذلك الأخبار وأحكام العقائداى وسيرد تفصيل ما يقع‬ ‫فيه النسخ‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬وقوع التعارض بين الناسخ والمنسوخغ إذ تمثل قاعدة النسخ إحدى‬ ‫قواعد حل التعارض ودفعه‘ ويعتبر تبين النسخ لحل التعارض أولى خطوات حل‬ ‫التعلرض‪ ،‬ويذكر ابن بركة أن الأخبار المتعارضة مثل أن يروى عن النبي لة‬ ‫خبر بإباحة شيء‪ ،‬ويروى خبر آخر فيحظر ذلك" يوقفا جميعا‪ ،‬وينظر المتقدم‬ ‫منهما من المتأخر بالتاريخ ليعلم الناسخ من المنسوخ"(“ا‪ ،‬ويقول أبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني ‪":‬ولذا ورد خبران عن الله عز وجل وعن رسول الله يلة متعارضانك‬ ‫نظر الناس في التاريخ ولا غناء عنه؛ وإن كان أمر التاريخ ليس سهلا فلو كلففا‬ ‫معرفته لضاق الحال‪ ،‬فإن عرفوا الآخر منهما نسخوا به الأول‪ ،‬وإن لم يعرف‬ ‫لار‪ :‬م‪.‬س‪.1/482٤‬‏‬ ‫لار‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪ 1/3610‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ث ص‪174‬ء‬ ‫أبو الربيع المزاتي‪ ،‬التحف المخزونة ص‪ )556‬الأصم عثمان بن أبي عبد الله‪ :‬النذور‪،‬‬ ‫ص‪.502‬‬ ‫ار‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪1/461-561‬؛ الشماخي؛ شرح مختصر العدل‪،‬‬ ‫ص‪.274‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/81 ،‬‬ ‫علور السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الأول من الآخر اجتهدو"("ا ‪ .‬وهكذا نجد التأكيد على قاعدة النسخ عند فقهاء‬ ‫الإباضية ممن جاؤوا بعدهم كأبي العباس الشماخياوعمرو التلاتيا‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬ ‫‪-3‬حقيقة ثبوت النسخ حكم النسخ‪:‬‬ ‫يؤكد علماء الإباضية على حقيقة ثبوت النسخ‪ ،‬فأبو سعيد الكدمي يذكر ما تقوم‬ ‫به الحجة من الكتاب والسنة‪ ،‬وأن فيها ما يخرج مخرج الأمر والنهمي‪ ،‬والناسخ‬ ‫والمنسوخ وغيرهاا‪ ،‬ويذكر في كتاب آخر أن شريعة نبينا ل ناسخة لما قبلها من‬ ‫الشرائع‪ ،‬وأما هي فلا ناسخ لها ولا لشيء من أحكامها بعد النبي قل إذ لا نبئَ‬ ‫بعده‪" ،‬فأحكام شريعته المحكمة محكمة أبدا إلى يوم القيامة! وما مات عليه من‬ ‫منسوخ شريعته فهو منسوخ إلى يوم القيامة"(ةا‪.‬‬ ‫و يرى ابن بركة أن القرآن والسنة حكمان لله ينسخ كل واحد منهما بالأخر‬ ‫مستدلا على ذلك بقول الله تعالى‪« :‬وما ينطق عن الهوى" إن هو إلا وَخئ‬ ‫يُوحَى؟ه (النجم‪ ")35/403‬فأخبر جل ذكره أن الكل من عنده وبأمره"ة'‪ ،‬ويقول في‬ ‫موضع آخر‪ ":‬والحجة لمن أجاز نسخ القرآن بالسنةء قالوا‪ :‬لأن القرآن حكم الله‬ ‫جل ذكره‪ ،‬والسنة حكم الله ينسخ أحدهما بالآخر واحتجوا بقول الله جل‬ ‫ذكره‪:‬للوما ينطق عن الهوى" إن هو إلا وحي يُوحَى‪ ،4‬فالكتاب دال على أته‬ ‫يخبر عن الله جل ذكره فهو ينسخ أحكامه بعضها ببعض ‪ ،‬مرة من الكتاب‪ ،‬ومرة‬ ‫على لسان نبيه عليه الصلاة والسلاء"(")‪.‬‬ ‫)‪ (1‬الوررجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/671‬‬ ‫(‪ )2‬الشنماخي‘ شرح مختصر العدل‘ ص‪.683‬‬ ‫(‪ )3‬التلاتيث رفع التراخي‪( ،‬مخ)‘ ص‪.551‬‬ ‫(‪ (4‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الاستقامةش ‪.1/91‬‬ ‫(‪ )5‬الكدمي أبو سعيد‪ ،‬المعتبر‪.1/481 .‬‬ ‫كا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.44 /1 ،‬‬ ‫() م‪.‬س‪.66-76 /1 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫ويذكر ابن بركة أيضا أن الذي عليه جل فقهاء الإباضية هو أن القرآن ينسخ‬ ‫بالقرآن والسنة‪ ،‬والسنة دتسع بالسنةش ويقول أيضا‪ ":‬وقد وجدت لبعض أصحابنا‬ ‫أن السنة لا تنسخ القرآن"(" ويورد في موضع آخر حجة من قال بهذا القول‪.‬‬ ‫وخلاصتها أنه لم تقم دلالة من وجوه الدلالة المعتة بها كخبر من الله تبارك‬ ‫إجماع الأمة على نسخ الستة للقرآن‪ ،‬بل قال الله جل‬ ‫وتعالى أو الرسول ‪::.‬‬ ‫مظهَا“‪( 4‬البقر ة‪)2/601‬‬ ‫ذكره ل مَا تنسخ من آيَة او ننسهَا تأت بخير ‪7‬‬ ‫و السنة ليست مثل القرآن‪ ،‬وهي وإن كانت حكما من الله تعالى ليست كالقر آن في‬ ‫كونه معجزةؤ قال الله جل ذكره‪(« :‬قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا‬ ‫بمڵ هذا القرا آن لا يأتون بمثله ولوكان بَنضئهُمْ لبغخض ظهير ‪4‬‬ ‫(الإسراء‪ ")71/88‬فإذا لم تكن مثل القرآن لم يجز أن تنسخ القر آن"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد الوارجلاني بعد ذلك يناقش القائلين بنفي النسخ وإنكاره‪ ،‬ويذكر أن‬ ‫اليهود أنكروا النسخ؛ كما ينسب هذا القول إلى أحد التابغين وهو عبيد بن عمر‬ ‫الليثي الذي فستر النسخ بالانتساخ وجعله محصورا في تسجيل الملائكة عمل ابن‬ ‫آدم‪ ،‬وفستر قوله تعالى‪:‬ط يَمْحُو الله ما يَشَاءغُ وثب ت»(الر عد‪ .)31/93‬بقوله‬ ‫تعالى‪:‬إنًا كنا تستنسخ ما كنت تَخمون»(الجانية‪٠)54/92‬‏ فبعد تسجيل الملائكة‬ ‫عمل ابن آدم ورفعه‘ يثبت الله ما يشاء ويمحو ما يشاء ا‪.‬‬ ‫ثم يقول الوارجلاني‪ ":‬قالمعنى الذي ذهبنا إليه من النسخ هو المعنى الذي ذهبوا‬ ‫ليه وسموه بيانا للقرآن‪ ،‬فاتفقنا في المعنى واختلفنا في اللفظء وأبطلسوا اللفظ‬ ‫وأطلقوا المعنى فهؤلاء أهون عذرا من الأولين"“ا‪ .‬ويقول السالمي في شمس‬ ‫الأصول مبينا جواز النسخ بقوله(من الرجز)‪:‬‬ ‫(”ام‪.‬س‪.66 /1 ،‬‬ ‫”ام‪.‬س‪.66-76 /1 ،‬‬ ‫(‪ )3‬الوارجلانيء العدل والإنصافث ‪.1/361‬‬ ‫(“ام‪.‬س‪.1/361 ،‬‬ ‫جححححح=ح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح وقوغه بنقل وسنتد("ا‬ ‫ولا خلاف في جوازه وقذ‬ ‫ثم يورد ما يدل على جواز النسخ عقلا ونقلا‪ ،‬فتجويز العقل من حيث كون‬ ‫النسخ فعلا لله سواء اعتبرت فيه مصالح العباد تفضلا من الله أو لا تعتبر وفي‬ ‫حال اعتبار المصالح فالجواز ظاهر وذلك لاختلاف المصالح باختلاف الأزمان‬ ‫ثم تتبدل هذه المصلحة‬ ‫المصلحة في تشريع حكم في وقت‬ ‫إذ تجوز‬ ‫والظروفت‘‬ ‫بعد ذلك فيقتضي الأمر نسخ الحكم المتقدم ومرة الأمر إلى الله العالم الخبير‬ ‫البصير بما يصلح العباد في كل وقت وحال‘ وكذلك إن لم تعتبر المصالح‬ ‫فالجواز ظاهر لكون الله فاعلا مختارا يفعل ما يشاء ويريد فلا يسأل عسا‬ ‫بفعل (‪,)2‬‬ ‫وأما أدلة النقل فمتعددة‪ ،‬منها حل الاستمتاع بالأخت في شريعة آدم ثم تحريمه‬ ‫في الشرائع بعده ومنها جواز الختان في شريعة إبراهيم ثم وجوبه في شريعة‬ ‫ومنها جواز الجمع بين الأختين في شريعة يعقوب ثم تحريمه في سائر‬ ‫موسى‬ ‫الشرائع‪ .‬وقد تتبع السالمي مقالات المنكرين ورد على حججهم‪ ،‬وفند كلامهها‪.‬‬ ‫المبحث الثاني التفريق بين النسخ وغيره وذكر ما يقع فيه‪:‬‬ ‫‪-1‬الفرق بين النسخ و التخصيص ‪:‬‬ ‫يفرق العلماء ين النسخ و التخصيص ويمكن ذكر بعض الفوارق من خلال‬ ‫كلامهم عنهما ‪:‬‬ ‫{"ا السالمي نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم (‪ ،)2331/4191‬شمس الأصول ط‪٬1‬‏‬ ‫مكتبة الضامري‪ ،‬السيب سلطنة عمان ‪3241‬هے ‪3002‬م{ ص‪.03‬‬ ‫"ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/072‬‬ ‫ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘؛‪٬1/172-272‬‏ معارج الأمال‪.1/54-25‬‬ ‫ححح=ح علم السنة عند الإاضية‬ ‫أولا‪ :‬جواز أن يقع التخصيص بدليل نقلي أو عقلي‪ ،‬والنسخ لا يمكن أن‬ ‫يقع إلا بخطاب شرعي وقد تقدم ذكر ذلك ولذلك جوزوا كون القياس‬ ‫مخصصا"! 'ا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يشترط في النسخ أن يقع بدليل متراخ عن زمان المنسو خ(ةا‪ ،‬بينما‬ ‫التخصيص يقع بالسابق و اللاحق والمقارن‪ ،‬ولذلك" إذا ثبت عموم الأزمان‬ ‫والأعيان بقول‪ ،‬ثم نسخ بعض تلك الأعيان والأزمان كان تخصيما لا‬ ‫نسخا"ا‪ ،‬ومن عباراتهم الدالة على التفريق في هذا الأمر‪ ":‬التخصيص بيان‬ ‫الأعيان‪ ،‬والنسخ بيان الأزمانا‪ ،‬ومعنى العبارة‪ ":‬أن التخصيص استثناء‬ ‫بعض الأفراد من حكم العام‪ ،‬والنسخ تحديد زمان الحكم وإنهاؤه"اء غير أن‬ ‫هناك من أوجه التخصيص ما كان ضابطه الزمان‪ ،‬كتقييد الصوم بشهر‬ ‫رمضان والحج بأشهره المعلومات‘ فهذا مجرد تقييد للحكم ببعض الأزمنة‬ ‫وليس المراد رفع الحكم بل إن" من لوازم التكليف أن يقع في الزمان إما‬ ‫ممتدا كوجوب الإيمان وتحريم الكفر والمعاصي أو محددا كوجوب الفرائض‬ ‫من الصلاة والصيام والحج"ا‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النسخ يخرج حكم الدليل المنسوخ عن العمل به في مستقبل الزمان‬ ‫ويبطل حجيته‪ ،‬إذ النسخ رفع لذلك الحكم وإن كان قبل قد ثبت واستقر(اء‬ ‫)‪ (1‬ر‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪ ،1/661‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.374‬‬ ‫)‪ (2‬االورجلاني‪ ،‬العدل والإنخصاف©‪.1/661 ،‬‬ ‫)‪ (3‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصافت ‪ ،1/661‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.1/482‬‬ ‫(‪ (4‬العوتبي‪ ،‬الضياء‪ '2/812،‬الملشوطي‪ ،‬الأدلة والبيان(مخ)ء ص‪.892-992‬‬ ‫(‪ )5‬باجو مصطفى‘ منهج الاجتهادس ص‪.805‬‬ ‫)‪ (6‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.805‬‬ ‫)‪: (7‬رالوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪.1/661‬‬ ‫حجححح= علم السنة عند الإباضية‬ ‫بخلاف التخصيص الذي لا يخرج العام من الاحتجاج به؛ بل يبقى العمل به‬ ‫تخصيصه( ‪. (1‬‬ ‫أفر أد ه بعد‬ ‫فيما بقي من‬ ‫رابعا‪ :‬يدل النسخ على كون المنسوخ مرادا‪ ،‬أما التخصيص فيدل على أن‬ ‫ما خرج عن العموم ليس مرادا‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ":‬التخصيص يدل على أن‬ ‫المخرج غير مراد بالحكم ابتداء‪ ،‬وإن دل عليه اللفظ وضعاء والنسخ يدل على‬ ‫أن المنسوخ كان ماردا"‪2‬ا‪.‬‬ ‫النسخ على العام وإن لم يبق تحته شي ء بخلاف‬ ‫خامسا‪ :‬يجوز ورود‬ ‫ء من‬ ‫لا يبقى تحته شي‬ ‫العام بحيث‬ ‫ورود ‏‪ ٥‬على‬ ‫لا يجوز‬ ‫التخصيص ؛ إذ‬ ‫الأفر اد(‪.)3‬‬ ‫الفرق بين النسخ والبداء‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫دا الشيءغ يَبدو بدوا وبدوًا وبداء وبدا بمعنى ظهرا اء وكل شيء ظهر لك‬ ‫فقد بدا لك‪ .‬قال الشاعر(من الكامل)‪:‬‬ ‫يقد ك>ن‪ .‬حيخبأن‪ -.‬الوجوة ‪74‬تستترا ‪ 3‬فاالآ‪.‬ن حين‪ . . .‬بتک‪.‬وثن‪ .‬للالن‪.‬آظ‪0‬ار(ث (‪5‬ا‬ ‫فالبداء يرد بمعنى الظهور بعد الخفاء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وبذا لَهُم سن الله مَا لَم‬ ‫يكونوا يَحتسبُون‪(4‬الزمر ‪ )93/74‬أي‪':‬وظهر لهم من الله ما لم يكن في حسابهم‬ ‫ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/,131-231‬‬ ‫ثا الكندي إبراهيم بن احمد ‪ 0‬أصول الفقه والأدلة النصيةث ص‪.891‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.891‬‬ ‫ار‪ :‬ابن منظور السان العرب‪ ،‬مادة بدا‪ )41/46 ،‬القاموس المحيط‪ ،‬مادة بدا‪ 4/,2030.‬ابن‬ ‫عباد‪ ،‬المحيط في اللغة" مادة بدو ‪.9/373‬‬ ‫{ةا البيت للربيع بن زياد الحارثي العبسي من قصيدة له يرثي مالكة بن زهير العبسي حين‬ ‫قتلته ذبيان‪ :‬ر‪ :‬البجاوي علي ‪ 4‬محمد أحمد محمد أبو الفضل (معاصرون ( ‘ أيام العرب في‬ ‫ص ‪.752‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪1‬ه۔‪.‬‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫التراث‬ ‫الجا هليةغ دار إحياء‬ ‫عاور السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫من عدم إخلاف الوعيد‪ ،‬ومن كتابة ما فعلواء ومن عدم الإهمال والنسيان"ا‪.‬‬ ‫ويرد البداء بمعنى التكون أو نشوء رأي جديد لم يكن موجودا من قبل ومنه قول‬ ‫لله تعالى‪ :‬ثم بذا لم سن بغد ما رأوا الآتات لَيسنجننّه حتى‬ ‫حينه (يوسف‪ .)1/53 2‬ومعناه نشأ لهم رأي جديد في سجن يوسفت© إذ أصرت‬ ‫امرأة العزيز من أجل حماية نفسها من كثرة الكلام‪ ،‬أو للضغط على يوسف‬ ‫ليستجيب عن سجنهلةا‪ ،‬ويلزم من معنيي البداء السابقين لمن اتصف به ظهور‬ ‫العلم وحدوته بعد الجهل‪ ،‬وهذا لا يليق بجلال الله وعظمته‪ ،‬فصفة العلم له عزت‬ ‫وجل يراد بها نفي الجهل عنه عز وجل‪ ،‬وهذه الصفة قديمة أزلية‪ ،‬تعني إحاطة‬ ‫الله بالأشياء وانكشافها له وظهورها له وإدراكه لها‪ ،‬وهو عالم بما كان وما يكون‪6‬‬ ‫وعلمه متعلق بكل معلوما وهكذا يستحيل إطلاق وصف البداء على الله‪ ،‬وإذن‬ ‫يسقط تعلق من أنكر النسخ بزعمه أن النسخ من لازمه البداء‪ ،‬كما يسقط قول من‬ ‫قال إن النسخ يجوز على سبيل البداء‪.‬‬ ‫وقد وصف ابن بركة القائلين بهذا القول بالتجاوز والإفراط حتى خرجوا من‬ ‫الدينث ووجه البداء عندهم أنهم قالوا‪:‬ن اله يأمر بالشيء وهو لا يريد وقت أمره‬ ‫تغييره أو تبديله ثم يبدو له عقب ذلك تبديله ونسخه‘ و"أنه لا يعلم الشيء حتى‬ ‫يكون إلا ما يقدره فيعلمه على تقديره"(“ا‪ ،‬تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا‪.‬‬ ‫ويستدل ابن بركة في الرة على هؤلاء في موضع آخر‪ ،‬بآيات يذكر أنها حجة‬ ‫"ا اطفيش محمد بن يوسف بن عيسى(‪)2331/4191‬ء تيسير التفسير‪ ،‬تح‪ :‬إيراهيم بن محمد‬ ‫طلايس المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪2241‬ه‘ ‪1002‬مش ‪.21/282‬‬ ‫ا انظر تفسير هذه الآيات في‪ :‬الألوسي البغدادي أبو الفضل شهاب الدين السيد‬ ‫محمود(‪ 0721/4581)6‬روح المعاني‪ ،‬دار إحياء التراث‘ بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.21/723 ،‬‬ ‫"ار‪ :‬الثميني ضياء الدين عبد العزيز بن إيراهيم بن عبد الله(‪ 3221/8081)6‬كتاب النور‪.‬‬ ‫المطبعة العربيةث غرداية؛ الجزائرض ‪1891‬م‘ ص‪ ،801‬الجعبيري فرحات بن علي البعد‬ ‫الحضاري‘ ص ‪.132-232‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعء‪.1/54-64‬‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫عليهم كقول ا له تعالى‪ :‬ولوا ترّئ إذ وقفوأ على النار فقالوأ يا ليتا ذرة ولأ‬ ‫نكذب بآتات رنا وتكون من المؤمنين (الأنعام‪ 6/72)6‬وقوله تعالى‪ :‬ولوا رنثوأ‬ ‫لعَاوأ لمَا نهوأ عَنةه(الأنعام‪ ،)6/82‬ثم يقول معقبا‪ ":‬فأخبر بما يقولون قبل أن‬ ‫يقولوا‪ ،‬وأخبر أنهم لو روا كيف يكون‪ ،‬ونظائر هذا كثير في القرآن"")‬ ‫أن‬ ‫مفادها‬‫دبعد إير اده له‪ -‬حجه ة‬ ‫ابن بركة۔‬ ‫على جواب‬ ‫زيادة‬ ‫العوتبي‬ ‫ويطر ح‬ ‫وصحه ما دامت‬ ‫الحياة خيرا له بتدبيره ثم يميت‬ ‫‏‪ ١‬لإنسان طالما كانت‬ ‫ألذله يحيي‬ ‫الصحة أفضل له في تدبيره ثم يسقمه(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويورد أبو يعقوب الوارجلاني شبهة بعض من قال بالبداءء وزعم أنه قال‬ ‫بالبداء لينفي عن الله أن يصير طبيعيا‪ ،‬وأفعاله أفعال الطبيعة‪ ،‬وأنه أراد أن يثبت‬ ‫له الاختيار في أفعاله‪ ،‬زاعما أنه يتأول في قوله هذا قول الله تعالى‪ « :‬يَمْخو اللة‬ ‫ما يشاء وثبت (الرعد‪ )31/93‬وأته لولا البداء لكان أمر الله الذي أمر به‘ ثم‬ ‫نهيه الذي نهى به عنه عبثا‪ ،‬تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا‪.‬‬ ‫وقد فند أبو يعقوب هذه المقالةث وذكر أن شبهتهم هذه أوقعتهم في أمر أعظم‬ ‫فوصفوا الله بالجهل وهو محال عليه‘ وهو متصف بالحكمة والعلم‪ ،‬وقد علم ما‬ ‫يصلح العباد في وقت الأمر‪ ،‬وما سيصلح لهم في وقت النهي‪" ،‬وليس بمستنكر‬ ‫في لطف الئه تعالى استصلاح العباد بما علم‪ ،‬وأننهه صلاح لهم بدليل قول الله‬ ‫تعالى‪ :‬فبظلم م ¡ الذين هاذوأ حرمنا ل‪ :‬طيبات أحلت ن وبصتهم عَن ستبيل‬ ‫الله كثير أه (النساء‪ )4/061‬وبقوله‪ « :‬ما تنستخ من آية أو ننسهَا تأت بخير سنها‬ ‫ه مثلها (البقرة‪ )2/601‬ولا ينسب إليه في الحالتين جهلا ولا عبثا"ة)‪.‬‬ ‫وقد تقدم ذكر بعض الأدلة التي أوردها نور الدين السالمي على جواز النسخ‬ ‫وقد فصل في الرد على القائلين بإنكاره‪ ،‬ومن قالوا بالبداءء ومن كلامه‪ ":‬أن الفعل‬ ‫الجامع‪.1/8-94 .‬‬ ‫)‪ (1‬ابن بركة‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.2/922 ،‬‬ ‫("ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘‪.1/261‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ومفسدة في وقت فالأمر في وقت المصلحة والنهي في‬ ‫يكون مصلحة في وقت‬ ‫وقت المفسدة‪ ،‬فلا بداء ولا جهل"("‪ ،‬ويتبين مما تقدم أن هناك فوارق بين النسخ‬ ‫والبداء ويمكننا تلخيصها في نقاط‪:‬‬ ‫‪ -‬النسخ وجه من وجوه الحكمة عند المشرع الحكيم‪ .‬وهو لا‬ ‫يكون إلا من الله عز وجل بخلاف البداء الذي هو وجه من وجوه الجهل‬ ‫وهو يلازم البشر‪ ،‬ويستحيل على الله عز وجل‪.‬‬ ‫في النسخ يكون الآمر متصفا بالعلم الأزلي فيعلم ما يكون‬ ‫‪-‬‬ ‫عليه الأمر وقت لزومه وصدوره على المكلفين‪ ،‬بخلاف البداء فالآمر لا‬ ‫يعلم فيه من أمره شيئا إلا عند صدوره‘ وفي أحيان قد يأمر بالشيء‬ ‫فيتبين له الخطأ فيه‪ ،‬فيرجع عنه في ذلك الحال لظهور عدم المصلحة‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫في النسخ يعلم الآمر بوقت الحكم المشرع‪ .‬وأنه سيرفعه عن‬ ‫‪-‬‬ ‫العباد في وقت كذا إلى بدل آخر هو كذا‪ ،‬أو يرفعه بدون بدل‪ ،‬وعليه فكل‬ ‫ما يتعلق بالنسخ كالعلم بالحكم المنسوخ وأمده والحكم الذي يحل محله‬ ‫يعلم بها المشرع الحكيم؛ عكس البداء الذي لا يعلم صاحبه من مستقبل‬ ‫ما يقع فيه النسخ ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫تقدم في شروط النسخ أنه لا يقع إلا في الأحكام العملية الفرعية ولذا كان‬ ‫النسخ مختصا بباب الأمر والنهيلخا‪ ،‬ولا يقع في الأخبار وأحكام العقائدا‪ ،‬يقول‬ ‫"ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/172‬‬ ‫ار‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف©‘ ‪ 1/3610‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘‪ ،‬ص ‪.174‬‬ ‫أبو الربيع المزاتي‪ ،‬التحف المخزونة ص‪ ،56‬الأصم عثمان بن أبي عبد الله‪ :‬النورث‬ ‫ص‪.502‬‬ ‫لار‪ :‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘ ‪ 1/461-5610‬الشماخي؛ شرح مختصر العدل‪،‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫أبو سعيد الكدمي‪":‬التناسخ بين الشرائع إنما كان في الأمر لا في الإيمان والوعد‬ ‫والوعيد والأخبار ‪ ،‬فإن كل ذلك ثابت محكم لا يجوز عليه النسخ من قبل الله‬ ‫تبارك وتعالى في شريعة نبي ولا رسول'‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويذكر الكدمي في موضع آخر أن أصل الدين واحد لا يختلف ولا يجوز فيه‬ ‫الاختلاف‘ ويستدل على كون الدين واحدا عند كل نبي ورسول بآيات من القرآن‬ ‫لكريم منها قوله تعالى‪ (:‬شرع لكم مسن الين مَا وصى به نوحا والذي أوْحَبتا‬ ‫إليك وَمَا وَصينا به إبراهيم وَمُوسنى وعيسى أن أقيموا الدين ونا تفرقوا فيه كر‬ ‫على المشركين ما تذغوهم إنه الله تجتبي إنه مَن يشاء غ وفدي إآنه من‬ ‫ثنيبا»(الشورى‪ 24/31)6‬وقوله تعالى‪ «:‬ومن يبتغ غير الإمنلام دينا قن يقبل مذ‬ ‫وهو في الآخرة من الخَاسرين»(آل عمران‪ })3/58‬وقوله تعالى‪ (:‬إن الين عند‬ ‫الله الإسنلاْ وما اختلف الذين أوتوأ الكتاب إلاً من بغد ما جَاءهم العلم بغي بنتهم‬ ‫ومن يكفر‪ :‬بآيات الله قإن اله تريغ الحستاب»(آل عمران‪ 3/91)6‬وقوله‬ ‫تعالى‪(«:‬إن هذه أمَتكم أمة واحدة وأنا رنكم قاعنُذون»(الأنبياء‪ 12/29)6‬فتلك‬ ‫الآيات المتقدمة تنص على أنالدين واحد(ا لا يتبدل‪ ،‬لكن التبدل والنسخ يلحق‬ ‫الشرائع والأحكام‪ ،‬وعليه‪ ":‬إنما تختلف من أمور النبيين والمرسلين الشرائع إذا‬ ‫اختلفت"( مصداقا لقوله تعالى‪ :‬لكل جَعَلْنَا منكم شراعَة ومنهاجاً ونو شاء اللة‬ ‫َجَعَلَكُمْ أمة واحدة وتكن ليلكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مَرنجعغكم‬ ‫جميعا فينكم بما كنتم فيه تلفون (المائد‪ .)5/84:‬ويحدد الكدمي الشريعة‬ ‫با لأحكام الواردة أمرا أو نهيًا‪ ،‬ما كان منها مُحلا أو مُحرماء فهذه فقط التي يلحقها‬ ‫النسخ (‪,)4‬‬ ‫ص‪.274‬‬ ‫(") الكدمي‪ ،‬المعتبر ‪.1/381-481‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪.1/581-681 ،‬‬ ‫(ةام‪.‬س‪.1/681 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س‪.1/581-681 ،‬‬ ‫عارم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫ويؤكد ابن بركة على جواز النسخ في الأمر والنهي فحسب‪ ،‬وأن الخبر لا‬ ‫يلحقه النسخ‪ ،‬فالله متعال عن الكذب و'ليس يجوز أن يقول الصادق جل ذكره إنه‬ ‫يكون كذا وكذا‪ ،‬ثم ينسخ ذلك بأن يقول‪ ،‬إنه لا يكون‪ ،‬أو يقول‪ :‬إنه لا يكون تم‬ ‫يقول‪ :‬إنه يكون‪ ،‬وكذلك في الماضي هذا هو‪ .‬الكذب‪ ،‬والله يتعالى عنه علوا‬ ‫كبيرا"" ويلحق العوتبي مسائل الوعد والوعيد بالأخبار فلا يصح النسخ فيها"قال‬ ‫إن اللة لا يغفر أن يُشرك‬ ‫جابر بن زيد من زعم أن الوعيد منسوخ بقوله تعالى‪:‬‬ ‫به ويغفر ما ون ذلك لمن يَشَاءه(النساء‪ )4/84‬فقد كذب لأن الناسخ والمنسوخ‬ ‫في الأمر والنهي أن يأمر عباده بأمر ثم يخفف عنهم أو ينهى عن أمر ثم يرخص‬ ‫لهم فيه‪ ،‬فالله عز وجل لم ينسخ الأخبار وإنما نسخ الأحكام" غا‪.‬‬ ‫إن القول بالنسخ في الأخبار يفضي إلى الإشراك على حة رأي أبي الربيع‬ ‫المزاتي حيث يقول‪":‬وأمر الله ونهيه يتناسخان‪ ،‬ولا يجوز التناسخ في الأخبار ‪،‬‬ ‫ومن زعم أن الخبر ينسخ أشرك بالله العظيم""ا‪.‬‬ ‫ويفسر أبو يعقوب الوارجلاني رأي المزاتي مبينا أن في هذا الكلام عموما؛‬ ‫فيجوز أن المزاتي أراد بذلك قول من قال بجواز نسخ أخبار الله عز وجل مثل‬ ‫قوله‪ «:‬إنما الله إلة وَاحذة»(اللساء‪ )7 4/1‬وقوله‪ «:‬تا إَة إلا اللث»‬ ‫وأخبار الآخرة وأمور الدنيا الكائنةش وما أخبر به عن النبيين‬ ‫(محمد ‪)7‬‬ ‫والمرسلين وأخبار الأمم السالفة فمن أجاز النسخ في مثل هذا فهو مشركأاء‬ ‫ويخرج من حكم الشرك من "أجاز النسخ على الأخبار التي تتعاقب على الأمر‬ ‫والنهي إذا وجب أو زال بإيجاب الثواب مع الأمر وسقوطه بعد الأمر‪ ،‬وإيجاب‬ ‫العقاب مع النهي وسقوطه بعد الأمر‪ ،‬وأن الخبر الأول الذي قال هذا فرض‬ ‫والخبر الأخر الذي قال ليس بفرض خبران مختلفان بإجماع الأمة‪ ،‬وإنما اختلفا‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/24 ،‬‬ ‫(ثا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.2/512 ،‬‬ ‫{ثا المزاتي‪ ،‬التحف المخزونة ص‪.56‬‬ ‫ا الوارجلانيء العدل والإنصاف ‪.1/561‬‬ ‫حجحح< عار السنة عند الا ضية‬ ‫في التسمية فمن أجاز النسخ فلا حرج وإن كان مخطنا فإنما أخطأ في اللغة وقد‬ ‫أتى بالمعنى‪ ،‬وإن كان مصيبا فذاك"‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويذكر الوارجلاني مع ما سبق ذكره أمورا أخرى لا يقع فيها النسخ كمعرفة‬ ‫الله والإباحة والندب والأمور العقلية كلها إذ الشرع لا يأتي بخلافها‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونرى السوفي يذكر أيضا ما لا يجوز فيه النسخ ويضيف فيه‪ ،‬فمع الأخبار‬ ‫والتوحيد يذكر الفرائض التي هي دون التوحيد من أفعال القلب‪ ،‬ويقول‪ ":‬وأما‬ ‫أفعال الجوارح فالنسخ فيها جائز"‪ ،‬ومما لا يجوز فيه النسخ أيضا خصال الشرك‬ ‫والكبائر التي هي دون الشرك من أفعال القلوب‪ ،‬أما أفعال الجوارح سواء ما كان‬ ‫من الدماء أو الفروج أو الأموال فيجوز فيها النسخ(ةا‪.‬‬ ‫ونجد لنور الدين السالمي تفصيلا للكلام فيما يقع فيه النسخ وما لايقع‪.‬‬ ‫وخلال ذلك التفصيل يؤكد على أمور منها‪ :‬أنه يشترط في صحة النسخ الواقع في‬ ‫الأمر والنهي أن يكونا فرعيينا‪ ،‬ومنها أن لا يقيد الأمر والنهي بقيد محكم‬ ‫يقتضي التأبيد؛ فإن تقيد بما يقتضي تأبيد الحكم فلا نسخ والتأبيد يعني "أن يؤبد‬ ‫بكلام محكم لا يصح أن يتطرق عليه رفع في وقت من الأوقات كما إذا قال‬ ‫الشارع هذا الحكم دائم مستمر إلى يوم القيامة"ا‪ ،‬ومنها تقسيمه للأخبار إلى‪:‬‬ ‫أخبار عن الأحكام الشرعية ‪ -‬وهذه يصح فيها النسخ‪ -‬وأخبار عن الأحكام‬ ‫العقلية متل قولهم‪ :‬العالم حادث‘ وأخبار عن الأحكام الحسية مثل قولهم‪ :‬النار‬ ‫حارةا‪ ،‬وهناك تفصيلات يضيق المقام عن الاستطراد فيها‪.‬‬ ‫("ا م‪.‬س‪.1/561٤‬‏‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‏“‪.166/1٬‬‬ ‫ثا السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ) ص‪.722‬‬ ‫ار‪ :‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة النمس؛‪.1/372‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.1/672٤‬‏‬ ‫© ‪٤1/472.‬س‪.‬م‪‎‬‬ ‫علار السنة عند الاإناضية‬ ‫ح‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬أقسام النسخ وطرق معرفته‪:‬‬ ‫أقسام لنسخ ‪ :‬إن ما يعنينا هنا من أقسام النسخ هو نسخ السنة‬ ‫[‪-‬‬ ‫إللى‬ ‫و هدذان القسمان يتفر عان‬ ‫للسنةء‬ ‫السنة‬ ‫ونسخ‬ ‫القر آن للسنةة‬ ‫أو‬ ‫للقر آن‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫أقسام‬ ‫أولا‪ :‬نسخ القرآن للمننة‪:‬‬ ‫اختلف ا لإباضية في نسخ السنة بالقرآن فذهب أكثرهم إلى الجواز ("ا‪ ،‬بينسا‬ ‫مبينة‬ ‫جا ءت‬ ‫السنة‬ ‫كون‬ ‫تنطلق من‬ ‫المانعين‬ ‫وحجة‬ ‫إلى منع ذلك( ‪‘ (2‬‬ ‫البعض‬ ‫ذ هب‬ ‫للقرآن‪ ،‬قال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لبن للناس ما نزل (لنايلنحل‪.)61/44‬‬ ‫والمبين لاأ يمكن أن ينسخ بيانها ثا‪ .‬وكذلك مرد البيان إلى رسول الله يه والنسخ‬ ‫ضرب من البيان(“ا‪.‬‬ ‫والحجة الثانية لهم"أنه لو وقع نسخ الكتاب بالسنة لكان ذلك منفرا للسامع إذ‬ ‫خالف ما جاء به"(ا‪ ،‬وقد رد عليهم في الحجة الأولى بأن المراد بالبيان البلاغ‪.‬‬ ‫وحتى مع توجه البيان إلى الرسول يل فلا يعني هذا عدم صحة البيان بغيرها‪.‬‬ ‫خاصة في حالة خطاب القرآن الموجه من الله‪ ،‬وأما الحجة الثانية فجوابها أنه"إذا‬ ‫غير‬ ‫‪6‬‬ ‫علم أن جميع ما جاء به الرسول يلة من الله وأنه وحي يوحى فلا تنفير «"‬ ‫أنهم محجوجون بوقوعه‘ مثل مسألة تحويل القبلة‪ ،‬فقد نسخ التوجه في الصلاة‬ ‫العدل والإنصاف ‪ 1/0710‬السوفيء‬ ‫الورجلاني‪،‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪{1/44-54 ،‬‬ ‫العدلث ص‪.184‬‬ ‫شرح مختصر‬ ‫السؤالات(مخ)ى ص ‪222‬ے الشماخي‪،‬‬ ‫العدل والإنصاف ‪ ،1/071‬السوفي‪،‬‬ ‫الورجلاني‪،‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪‘1/44-54‬‬ ‫العدلءص‪.284‬‬ ‫شرح مختصر‬ ‫السؤالات(مخ)ى ص ‪222‬ے الشماخي‪،‬‬ ‫‪ '222‬الورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/071‬‬ ‫(‪ )3‬الوفي السؤالات(مخ)ى ص‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/,192‬‬ ‫{_ا م‪.‬س‪.1/192٤‬‏‬ ‫©ا م‪.‬س‪.1/192٤‬‏‬ ‫(‪7‬ا م‪.‬س‪.1/192٤‬‏‬ ‫علوم السنة عند ‪ 1‬ضية‬ ‫صحح‬ ‫إلى بيت المقدس ‪-‬وقد كان الرسول يل يفعله بدون خطاب من القرآن فيه‪ -‬بقوله‬ ‫تعالى‪ (<:‬فول وجهك شطر المسنجد الحَرام‪(4‬البقرة‪ ،)2/941‬وقد فعله‬ ‫الرسولێؤا"ا‪ .‬وكذلك نسخ صوم عاشوراء‪ ،‬إذ كان واجبا بالسنة‪ ،‬فنسخ(‪2‬ا بقوله‬ ‫تعالى‪ (:‬قمن شهد منكم الشهر فيصئمنة»(البقرة‪ )1 2/58‬وكذلك استدل القائلون‬ ‫بنسخ السنة بتر آن بقوله تعالى‪«« :‬أحل لَكُم يلة الصيام الرقث إلى نسائكم شن‬ ‫لباس لكم وأ نت لباس لَعن‪( 4‬البقرة‪)2/781‬؛ وكان ذلك بعد أن نهى رسول الله عل‬ ‫عن مباشرة النساء ليلة الصيام بعد ما كان فرض الصوم من العتمة إلى الغروب‬ ‫فنسخ ذلك بقوله‪:‬أحل لكم ليلة الصيام الرقث إلى نستائكُمْي ثا يقول نور الدين‬ ‫السالمي مضيفا في احتجاجه‪ ":‬وأيضا فإن القرآن أقوى من السنة؛ فيصح نسخها‬ ‫به‪ .‬ووجه كونه أقوى منها هو أنه معجز بخلافها‪ ،‬وأيضا فرسول الله ية أقر‪:‬‬ ‫معاذا ا في تقديمه الحكم بالكتاب على الحكم بالسنة"ةا‪.‬‬ ‫ثانيا نسخ السنة للقرآن‪:‬‬ ‫إذا كانت مسألة نسخ السنة بالقرآن قد وجد فيها درجة من الخلاف فإن مسألة‬ ‫نسخ القرآن بالسنة قل فيها الخلاف وإن لم ينعدم‪ ،‬وقد ذهب جل فقهاء الإباضية‬ ‫لى جواز نسخ القرآن بالسنةا‪ ،‬ووجد القليل ممن رأى غير ذلك(‪٨‬ا‪،‬‏ يقول ابن‬ ‫"ا ابن جعفر؛ جامع ابن جعفر‪ 2/70.‬ابن بركة الجامعض ‪ )1/74-84‬العموتبي‪.‬‬ ‫الضياء‪٬‬ء‪2/032‬ؤ‏ الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪ 1/0710‬السوفيء السؤالات(مخ)ء ص‪.222‬‬ ‫الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪٬184‬‏ التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ء ص‪.212‬‬ ‫(‪2‬ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/192‬‬ ‫(ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‘‪.1/071‬‬ ‫)‪ (4‬تقدم تخريج حديث معاذ ص‪.411‬‬ ‫{ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/,192‬‬ ‫ار‪ :‬أبو الحواري محمد بن الحواري‪ ،‬سيرة أبي الحواري(مخ مج) ص ‪ 8 902-012‬ابن‬ ‫بركة‪ ،‬الجامع‪ ،1/74-84 ،‬العوتبي‪ ،‬الضياءث‪ 2/0320‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‬ ‫‪ 1/81‬السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)ى ص‪222‬ؤ التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ) ى ص‪.312- 212‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫ححح=‬ ‫بركة‪":‬والذي عليه جل فقهاء أصحابنا أن القرآن ينسخ الستةث وينسخ بالستة‪...‬‬ ‫وقد وجدت لبعض أصحابنا أن السنة لا تنسخ القرآن‪ ،‬ولعل هذا مذهب بعض‬ ‫البصريين"( ثا‪ ،‬ولعل من هؤلاء "الذين أشار إليهم ابن بركة" أبو غانم الخراساني‬ ‫فقد جاء في مدونته‪ ":‬ولا نعلم في كتاب الله شيئا نزل نسخه إلا من القرآن ولا‬ ‫ينسخ القرآن إنا القرآن‪ ،‬ولا نعلم رواية نسخت القرآن‪ ،‬إتما ينسخ القرآن‬ ‫الآقنر"(ا‪.‬‬ ‫وقد أورد ابن بركة حجة من حجج القائلين بهذا القول‪٬‬‏ وخلاصتها أن نسخ‬ ‫القرآن لا يعلم إلا بواحد مما يلي‪ :‬إما خبر عن الله تبارك وتعالى أو رسوله ة‪.‬‬ ‫أو إجماع من الأمة على النسخ‪ ،‬أو أن دلالة النسخ تقوم من الخطاب نفسه ولم‬ ‫تقم أي دلالة من وجه من هذه الوجوه ثم ن الله جل ذكره قال‪« :‬إمَا ننسخ من‬ ‫ة أو ننسها تأت بخير منها أو مفهَاه (البقرة‪ )2/601‬ولا شك أن السنة ليست‬ ‫مثل القرآن وهي وإن كانت حكما من الله تعالى لكنها ليست مثل القرآن في كونه‬ ‫معجزة في نفسها يقول ا له جل ذكره‪ « :‬قل لئن اجتمعت الإنس والجن عَلَى أن‬ ‫بأتوأ بمش هذا القرآن لاً يأتون بمثله وو كان بَغْضُهُمْلبغخض ظهيرا (الإسراء‬ ‫‪ )7‬ولما كانت السنة ليست لقرآن في إعجازه لم يجز نسخها للقر آناء‬ ‫ولا يقتصر عدم المماثلة على الإعجاز إذ السنة مظنونة‪ .‬والقران متيقنث ثم إن‬ ‫لنا آبة مكان‬ ‫انه صرح بأن التبديل يكون بالمثل فقال‪ «:‬وإذا‬ ‫آية (النحل‪)1/101 6‬ء ومعلوم أن السنة ليست آية من القرآنا‪ ،‬وقد أجيب على‬ ‫(" ابن بركة\ الجامع‪ ،1/74 ،‬العوتبي‪ ،‬الضياءث‪ 2/0320‬الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف‬ ‫‪ ،1/171‬السوفي‪ ،‬السؤالات (مخ)ء ص ‪.222‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/66 ،‬‬ ‫{‪7‬ا الخراساني أبو غانم‪ ،‬المدونة‪.1/62،‬‬ ‫(ثا ابن بركة{ الجامع‪.66-76 /1 ،‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ الو رجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/171‬‬ ‫)حج‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح‪١‬‏‬ ‫صحح‬ ‫استدلالهم بهذه الآية بأن ا له عز وجل لم يقل‪ :‬إنا لا نبتل الآية إلا بآية فقد وقع‬ ‫النسخ بدون آية كاملة‪ ،‬بل ببعض آية(‪.‬ا‪.‬‬ ‫وقد أورد ابن بركة بعض حجج المجيزين‪ ،‬من ذلك أن القرآن والسنة حكمان‬ ‫ينسخ كل منهما الآاخر‪ ،‬وحجة ذلك قول الله جل ذكره‪« :‬وَمَا تنطق ع=ن الهوى‪.‬‬ ‫إن هو ‪ -‬إنا وحي يُوحَى (النجم‪ ")35/413‬فالكتاب دال على أنه يخبر عن الله جل‬ ‫ذكره فهو ينسخ أحكامه بعضها ببعض ‘ مرة من الكتاب‪ ،‬ومرة على لسان نبيه‬ ‫عليه السلام"(ا ث فالسنة تنسخ ما في الكتاب والسنة تصديق الكتاب كما يقول أبو‬ ‫الحواريا‪ ،‬يقول ابن بركة‪ ":‬فأما نسخ القرآن بالسنة فقد قال به أكثر أصحابناء‬ ‫واحتجوا بأن الله فرض علينا سبع عشرة ركعة في كل يوم وليلة‪ ،‬ثم إن النبيئ ف‬ ‫سن على المسافر بعض ذلك جميعها(‪.‬‬ ‫ويقول الوارجلاني‪":‬وجائز نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة ونسخ السنة‬ ‫بالقرآن ونسخ القرآن بالسنة "اء وفي موضع آخر يقول‪":‬اعلم أن القرآن ينسخ‬ ‫السنة والسنة تنسخ القرآن كل واحد منهما ينسخ صاحبه""ا‪.‬‬ ‫بقي أن هناك من علماء الاباضية من فصل في هذه القضية ففرق بين النسخ‬ ‫للقرآن بالمتواتر أو الآحادي‪ ،‬ومن هؤلاء العلماء أبو العباس الشماخي ونور الدين‬ ‫السالمي اللذين ذهبا إلى عدم جواز نسخ الآحاد للمتواتر سواء كان هذا المتواتر‬ ‫"ا م‪.‬س‪،‬ؤ ‪.1/171‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬كتاب الجامع‪.66-76 /1 ،‬‬ ‫ثا أبو الحواري سيرة أبي الحواري‪ ،‬مخ مج ص‪.902-012‬‬ ‫ا أخرج الربيع عن ابن عباس عن النبي ثلة قال‪ (:‬على المقيم سبع عشرة ركعة وعلى‬ ‫المسافر إحدى عشرة ركعة يعني بها الصلوات الخمس) في مسنده كتاب الصلاة ووجوبهاء‬ ‫باب في فرض الصلاة في السفر والحضر ث ‪.)1/28(881‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعؤ‪.1/74‬‬ ‫ا الورجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.861 /1‬‬ ‫”ام‪.‬س‪.1/071 ،‬‬ ‫ححجح<= علوم السنة عند ‪ .1‬ضية‬ ‫قرآنا أم حديثاى وعندهما أن نسخ المتواتر بالآحادي لا يصتح لأن المتواتر دليل‬ ‫قطعي بينما الآحاد دليل ظني والظنئ لا يمكن له أن يعارض القطع ة(")‪.‬‬ ‫واستدل السالمي على قوله برة عمر خبر فاطمة بنت قيس(ما وقوله‪ (:‬لا ندع‬ ‫كتاب ربنا وسنة نبينا لخبر امرأة لا ندري أصدقت أم كذبت‪ ...‬لها النفقة‬ ‫والسكنى)(ا ‪.‬‬ ‫يقول عمرو بن رمضان الجربي التلاتي‪ ":‬ويجوز على الصحيح النسخ بالسنة‬ ‫متواترة أو آحاد للقرآن‪ ،‬وقيل لا يجوز لقوله تعالى‪ :‬قل ما يكون لي أن أبتَث‬ ‫من تلقاء نفسي (يونس‪ 01/51)6‬والنسخ للسنة تبديل منهؤ قلنا ليست تبديلا من‬ ‫لتبينَ للناس مَا‬ ‫تلقاء نفسه وما ينطق عن الهوى والدال على الجواز قوله تعالى‪:‬‬ ‫نزل إلَنهم»(النحل‪ )61/44‬وقيل يمتنع نسخ القرآن بالحادية لأن القرآن مقطوع‬ ‫والآحادئ مظنون‪ ،‬قلنا محل النسخ الحكم ودلالة القرآن عليه ظنية والحق لم يقع‬ ‫نسخ القرآن إلا بالمتواترة وقيل وقع بالآحاد لحديث(لا وصية لوارث) أ‪٨‬ا‏ بأنه‬ ‫ناسخ لقوله تعالى‪ (:‬كتب عليكم لا حضر أحكم الموت إن ترك خيرا الوصية‬ ‫لوالدين (البقرة‪ )2/081‬قلنا لا نسلم عدم تواتر ذلك ونحوه للمجتهدين الحاكمين‬ ‫بالنسخ لقربهم من زمان النبي ية ثا‪.‬‬ ‫ولابن بركة رأي في النسخ هنا إذ ذهب إلى أن هذا الحديث ليس نسخا للآية‬ ‫بل هو بيان لحكمها؛ لأنه من ليس بوارث من والدين وأقربين فإن الوصية واجبة‬ ‫"ار‪ :‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص‪٬284‬‏ السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/292‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/292‬‬ ‫[ا خبر فاطمة بنت قيس ومفاده لا نفقة ولا سكنى للمطلقة ثلاثاء أخرجه مسلم في صحيحهة‬ ‫كتاب الطلاق‪ ،‬باب في الإيلاء واعتزال النساء‪ 2/411(0841)6 .‬وقول عمر أخرجه ابن‬ ‫حبان في صحيحه‘ كتاب الرضاع‪ .‬باب النفقةث ‪)01/36(0524‬ء والدارمي في سننه كتاب‬ ‫الطلاق باب المطلقة ثلاثا‪.)2/,812(4722 ...‬‬ ‫ص‪.84‬‬ ‫(‪ (4‬تقدم تخريجه‬ ‫ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ى ص‪.212-312‬‬ ‫ححصحد<= علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫لهم ومن لم يقل إنها واجبة ذهب إلى أنها جائزة؛ فهذا يدل على أن النبي ي بن‬ ‫أنآ الوصية لا تجب لمن كان وارتا (‪.‬ا‪.‬‬ ‫ثالثا نسخ السنة للسنة‪:‬‬ ‫صرح علماء الإباضية بجواز نسخ السنة للسنةاا‪ ،‬لكنهم اختلفوا في نسخ‬ ‫المتواتر بالاحادي‪ ،‬فذهب بعضهم إلى جواز نسخ المتواتر بالآحاديى وقد ذكر‬ ‫الشماخي أنه ظاهر كلام ابن بركة وصرح بهذا القول أبو يعقوب الوارجلاني‬ ‫فقال‪ ":‬وجائز نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة ونسخ السنة بالقرآن ونسخ القرآن‬ ‫بالسنة وأخبار الآحاد بأخبار الآحاد وأخبار الآحاد بالتواتر والأخبار المتواترة‬ ‫بأخبار الآحاد"اء وذهب أكثر الإباضية إلى عدم جواز نسخ الآحاد للمتواترة وقد‬ ‫صرح بذلك أبو عمرو السوفي وأبو العباس الشماخي ونور الدين السالمي‬ ‫وغيرهما يقول السوفي‪ ":‬ويجوز نسخ السنة بالسنة والتواتر بالتواتر والآحاد‬ ‫بالآحاد والآحاد بالتواتر‪ ،‬وأما التواتر بالآحاد فلا يجوز" واحتج القائلون بجواز‬ ‫نسخ الآحاد للمتواتر بحجج منها‪:‬‬ ‫"ا ابن بركةش الجامع‪.1/54 ،‬‬ ‫ار‪ :‬أبو الحواري جامع أبي الحواري ‪ ،1/77‬سيرة أبي الحواري مخ مج‪ .‬ص‪-902‬‬ ‫‪ 0‬ابن بركة الجامع ‪ 1/81-910‬العوتبي‪ ،‬الضياءث‪ 2/7120‬الوارجلاني‪ ،‬العدل‬ ‫والإنصاف ‪ 1/8610‬السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)‪٬‬‏ ص ‪ 2320‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلء‬ ‫ص‪ \284‬التلاتي‘ رفع التراخي(مخ) ص‪ 212‬‏‪ ٬213-‬السالمي؛ شرح طلعة‬ ‫النمس؛‪.1/192‬‬ ‫ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪284‬؛ التلاتي‘ رفع التراخي(مخ)ى ص‪2120‬‬ ‫السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/292‬‬ ‫(ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/861‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات‘ ص‪ '232‬الشماخي‘ شرح مختصر العدلث ص‪ )284‬التلاتيث رفع‬ ‫التراخي(مخ)ى ص‪٬212‬‏ السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/292‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)‘ ص‪.232‬‬ ‫عالم السنة عند الا ضية‬ ‫ح۔۔۔‬ ‫ه أن النبي يلة لم ينكر على أهل قباء لما استداروا حين سمعوا مناديه ألا إن‬ ‫القبلة قد تحولت‘ والمنادي كان واحدا‪ ،‬وأجاب معارضوهم على هذه الحجة‪ ،‬بأن‬ ‫الخبر الذي وصل إلى أهل قباء حفته قرائن؛ فإن الرسول ة كان يقلب وجهه إلى‬ ‫السماء طالبا ربه توجيهه للكعبة لتكون قبلته‪ ،‬والمسلمون كانوا ينتظرون ذلك‬ ‫ويتوقعونه‪ ،‬وكذلك فإن المنادي بمثابة مخبر عن جماعة وقع عندهم خبره وبذلك‬ ‫يخرج عن حالة الآحاد‪ ،‬ثم إن النسخ في حقيقة الأمر واقع بقوله تعالى‪:‬قول‬ ‫وجهك شطر الصنجد الْحَرام‪(4‬البقرة‪)2/941‬ء وبخبر النبي يلة للجماعة(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ه إرسال النبي يل الآحاد مبلغين عنه للأحكام سواء كانت مبتدئة وناسخةة‬ ‫وأجيب عن هذا بأنه مسلم لو لم تقم القرائن والشواهد على صدق ذلك المبلغغاء‬ ‫ومع أن نور الدين السالمي ذهب إلى القول بعدم جواز نسخ المتواتر بالاحادي‬ ‫فإته علق على هذا الجواب بأنه لا يقاوم هذا الاحتجاج‪ ،‬وذلك لأنه لم ينقل أن أحدا‬ ‫ممن كان يرسله الرسول تلا إلى الأمصار للتبليغ أجاز للناس رة ما جاء به ووستع‬ ‫لهم ترك قبوله‪ ،‬وكان الواحد يرسل إلى أماكن وأقطار بعيدة ولا قرائن أو شواهد‬ ‫تدل على صدقه(‪.‬‬ ‫ه وقوع النسخ وثبوته بالآحادي كنسخ وصية الوالدين من قوله تعالى« إن‬ ‫رك حَيرا الوصية للوالدين وَالأقربين؛ (البقرة‪ )2/081‬بحديث‪ (:‬لا وصية‬ ‫لو ارث) ‪ (4‬ى وكنسخ حبس الزواني في البيوت الثابت بقوله تعالى‪ :‬فأسُسكوهن‬ ‫فايلبيوت حتى يَتَوَفاهُرمً الموت أو يجعل الله لهن ستبيلا»(النساء‪ )4/51‬بحديث‬ ‫الذب ق‪(:‬قد جعل الله لهن سبيلا‪ :‬الذيب بالثێب الرجم و‪ )...‬ا وكذلك احتجوا‬ ‫{"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلءص‪ ،284-384‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/,292‬‬ ‫ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلءص‪ ‘284-384‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘‪.1/292‬‬ ‫(ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس؛‪.1/292‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ تقدم تخريجه ‪5‬ص‪.3‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الحدود‪ ،‬باب حد الزاني‪ ،)3/6131(0961 ،‬وابن حبان‬ ‫في صحيحها كتاب الحدود‪ ،‬ذكر الأخبار عن حكم البكر والثيب‪.)01/172(5244 ،..‬‬ ‫علار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫‪ْ.‬ه إلاع أن‬‫ب‪.‬نسخ‪ .‬م‪.‬قوله ‪-‬تعالى‪:‬ء( قل لا مأجث ‪. .‬في مى‪.‬ا هأوحي ۔ إحإلهي مهُ۔حَهرما ‏‪ ٤‬عل‪٦‬ى ط ‪٩‬اعم ي۔َطو‏‪٨٨‬ع اَ۔س‬ ‫يكون ميتة‪“..‬ه (الأنعام‪ )6/541‬بحديث (النهي عن كل ذي ناب من السباع أو‬ ‫مخلب من الطير) (‪ .‬وأجيب عن الآيتين الأولتين بالجواب عن نسخ آية استقبال‬ ‫القبلة وأيضا لعدم اختلاف الأمة فيهما صارا مقطوعا بهماخا‪ ،‬أما الآية الثالذة‬ ‫فأجيب عنها بأن الحديث مخصتص لها لا ناسخ(ةا‪.‬‬ ‫بمنع نسخ‬ ‫القول‬ ‫هو‬ ‫‏‪ ١‬لاحتجاج‬ ‫مع قو ة‬ ‫ويتلا عم‬ ‫النفس ‪6‬‬ ‫إليه‬ ‫تطمئن‬ ‫و الذ ي‬ ‫الأحادي للمتواتر خاصة أن قوة القطعي لا يرقى إلى معارضتها الظنيئ‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ذلك قول جمهور الأمة أن نسخ المتواتر بالآحادي لم يقع شرعا وإن أجازه كثير‬ ‫منهم عقلا‪.‬‬ ‫طرق معرفة النسخ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫تتعدد الطرق التي يعرف بها الناسخ من المنسوخ في الحديث‪ ،‬وأهمها‪:‬‬ ‫ه خبر النبئ تلة وبيانه للنسخ وتصريحه به ا وقد مثلوا له بحديث"“ا‪ (:‬كنت‬ ‫نهيتكم عن زيارة القبور فزروها) "ا وحديث"ا‪ (:‬كنت نهيتكم عن ثلاثؤ وأنا‬ ‫آمركم بهن‪ :‬لحوم الأضاحي بعد ثلاث ألا فكلوا واتخروا‪ ،‬ونهيتكم عن الأشربة‬ ‫!ا تقدم تخريجه؛ ص‪.89‬‬ ‫لا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪.‬ص ‪.384-484‬‬ ‫(ثا السالميء شر ح طلعة الشمس‘‪.1/392‬‬ ‫اراجع تفصيل المسألة في‪ :‬الرازي‪ ،‬المحصول ‪ ‘3/894‬الأمدي‪ ،‬الإحكام‪ ،3/951 ،‬السبكي‬ ‫علي عبد الكافيؤ السبكي عبد الوهاب بن علي‪ ،‬الإبهاج شرح المنهاج‪ 2/,152 ،‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ )1/66-756 ،‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪ '212‬اطفيش‘ جامع‬ ‫الشملث ص ‪.434‬‬ ‫كا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ث ص‪ '212‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪.434‬‬ ‫)‪ (7‬أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب صلاة الجنائزث ‪ 1/491(184)0‬والحاكم في‬ ‫المستدرك‘ كتاب الجنائز ‪.)1/035(5831)(6831‬‬ ‫(‪ )8‬ر‪ :‬السوفي‪ ،‬السؤالاتث ‪2‬ص‪.33‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫إلا في ضروب الأديم فاشربوا في كل وعاء غير ألا تشربوا مسكرا‪ ،‬وعن زيارة‬ ‫القبور ألا فزوروها ولا تقولوا هجرا أي لا تدعو بالويل والعويل وبما يسخط‬ ‫اله)(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ه تصريح الصحابي وذكره للنسخ وجزمه بها وذلك مثل قول جابر‪ (:‬كان‬ ‫آخر الأمرين من النبي ة ترك الوضوء مما مسته النار)ثا‪ ،‬يقول‬ ‫الوارجلاني‪":‬وأما إذا روى الصحابي عن الرسول ن وقال نسخت آية كيت‬ ‫وكيتؤ فقوله مقبول"“ا‪ ،‬وهذه المسألة غير متفق غليهاء ويشير السالمي إلى‬ ‫الخلاف في ذلك بقوله" أما قول الصحابي بأن هذا الحكم منسوخ بكذا فلا يقبل عند‬ ‫الأكثر إذا كان المنسوخ قطعيا‪ ،‬أما إذا كان المنسوخ ظنيا فلا خلاف في قبوله"ةا‪.‬‬ ‫وذهب أبو مالك إلى تصحيح قبول قول الصحابي بالنسخ في قوله(من الرجز )‪:‬‬ ‫عن النبي تسنح شيئ قبلاا‪.‬‬ ‫نم الصحابي لا مَا تقلا‬ ‫ه العلم بالتاريخ أحد الأهم من طرق معرفة النسخ إن لم يكن أهمهاێ خاصتة أن‬ ‫ترتيب التشريع تقل معرفته كلما ابتعد عهد الناس بالرسالة وتطاول عليهم الزمن‪،‬‬ ‫فلما ذهب عن الناس ترتيب التشريع والنزول احتاجوا للتاريخ(" ليتبتنوا المتقتم‬ ‫"ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنائزث باب استئذان النبي ةاة‪ )2/276(779...‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه‘ كتاب الأشربةش ذكر البيان بأن اباحة‪.)21/212(0935...‬‬ ‫‪2‬ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)ى ص‪ ‘212‬اطفيش‘ جامع الشمل‘ ص‪.434‬‬ ‫(‪ )3‬أخرجه ابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب ما جاء في ترك الوضوء‘ ‪ ،)1/91(42‬وابن حبان‬ ‫في صحيحه‪ :‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب سنن الوضوء‘ ‪.)3/614(4311‬‬ ‫() الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنتصاف‘‪.1/371 ،‬‬ ‫{ةا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس ‪.1/992‬‬ ‫©ا المالكي أبو مالك‪ ،‬موارد الألطاف‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‪.1/571‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫من المتأخر‪ ،‬فبمعرفة المتقتم من المتأخر يمكن الحكم بالنسخ ("ا؛ وعند العلم‬ ‫بالمتقتم من الدليلين المتعارضين من المتأخر يحكم بنسخ المتأخر للمتقده(‪2‬ا‪.‬‬ ‫يقول نور الدين السالمي" وتكون ‪ -‬أي الحكم بالنسخ‪ -‬بمعرفة التاريخ بأن‬ ‫يقال نزل هذا في سنة كذا وورد هذا في سنة كذا‪ ،‬أو يقال بأن هذا في الغزوة‬ ‫الفلانية وهذا في الغزوة الفلانية"(ةا‪.‬‬ ‫ه الإجماع وهو إحدى طرق معرفة النسخ‪ ،‬وقد نص ابن بركة على اعتباره‬ ‫طريقا لذلك في قوله‪ ":‬أو إجماع الأمة على النسخ"“ا‪ ،‬فالنسخ يعرف بإجماع‬ ‫الأمة أن هذه الآية أو الخبر أو الحكم منسو خا وهو طريق من طرق معرفة‬ ‫النسخ المعتبرة‪.‬‬ ‫وصورة الإجماع من حيث هو طريق لمعرفة النسخ أن يُجْمَع على أن "هذا‬ ‫الدليل متأخر عن ذلك لما قام عندهم من دليل على تأخره"“‪ ،‬وينبغي التأكيد على‬ ‫مسألة أخرى في هذا المقام هي أن الإباضية مع باقي الأمة ذهبوا إلى عدم جواز‬ ‫نسخ الحديث بالإجماع وهي مسألة سبق ذكرها‪.‬‬ ‫ه وجود أمارات دالة على النسخ كتأخر إسلام الراوي "اء ومثل ذلك صغر‬ ‫وحداثة سن الراوي‪ ،‬ولكن في حقيقة الأمر يمكن جعل مثل هذه الأمارات وسيلة‬ ‫يستدل بها في البحث عن النسخ؛ وهي ضمن طريق معرفة النسخ بالتاريخث فإذا‬ ‫"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.684‬‬ ‫ر ا‪:‬السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)ث ص‪332‬ے التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ث ص‪ 412‘0‬اطفيش‪،‬‬ ‫جامع الشمل ص‪ ‘534‬السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘‪.1/992‬‬ ‫(ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس ‪.1/992‬‬ ‫“ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/66 ،‬‬ ‫ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪ ‘684‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)‪ ،‬ص‪.412‬‬ ‫السيابي‪ ،‬فصول الأصول‘ ص‪.232‬‬ ‫كا السيابي فصول الأصول‘ ص‪.232‬‬ ‫‪7‬ا الكندي إبراهيم بن أحمد‪ ،‬الأدلة النصية ص‪.802‬‬ ‫|‬ ‫عام السنة عند الاإاضبة‬ ‫ح‬ ‫كان الراوي أكبر سنا رجح خبره لرجحان ضبطه‘ وهذا داخل ضمن إطار‬ ‫الترجيح كما تقدم ويمكن جعله هنا أمارة للنسخ‪ ،‬وكذلك إذا تأخر إسلامه وقد مثلوا‬ ‫لذلك بخبر طلق بن علي في الوضوء من مسرآ الفرج وخبر أبي هريرة;ا‪.‬‬ ‫بيان راوي الحديث للنسخ‪ ،‬وذلك بأن يذكر أن حديث كذا سابق عن‬ ‫ه‬ ‫حديث كذا(ا‪ ،‬ويعقب أبو يحيى السيابي على ذلك بقوله‪ ":‬وأما قول الراوي إن هذا‬ ‫الحديث ناسخ لذلك فلا أثر له ولا يثبت به النسخ خلافا لزاعميه‘ قالوا إن كان‬ ‫عدلا فعدالته تصونه من أن يقول بخلاف ما ثبت عنده‪ ،‬قلنا‪ :‬ثبوته عنده يجوز أن‬ ‫يكون باجتهاد منه ولا يلزمنا تقليده في اجتهاده"(ا‪.‬‬ ‫المبحث الرابع نماذج من ناسخ الحديث ومنسوخه‪:‬‬ ‫نجد جملة من الأمثلة المذكورة حول ناسخ الحديث ومنسوخه في الكتب‬ ‫الإباضية ويمكننا عرض بعض منها حسب ما يتسع له المقام مرتبة حسب تبويبها‬ ‫الفقهي ‪:‬‬ ‫أولا بعض نماذج في أبواب الطهارات‪:‬‬ ‫ه نسخ حديث(الماء من الماء) ا بحديث(الغسل واجب إذا التقى الختانان) (")‬ ‫وحديث(إذا قعد الرجل من المرأة بين شعبها وجب الغسل) (ا‪ ،‬يقول أبو عبد الله‬ ‫(أ) تقدم تخريج هذه الأخبارى ص‪.083‬‬ ‫ا السيابي" فصول الأصول ص‪.232‬‬ ‫(_ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.232‬‬ ‫‪.) 31 56(5/ 1‬‬ ‫الجنابةء‬ ‫فيه غسل‬ ‫ما يكون‬ ‫باب‬ ‫الطظهارة‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫الربيع في مسنده‪٥‬ء‏‬ ‫(‪ )4‬أخرجه‬ ‫وابن حبان في‬ ‫إنما الماء من الماء‪.)1/96(343 ...‬‬ ‫باب‬ ‫الحيض©‬ ‫كتاب‬ ‫ومسلم في صحيحه‪:‬‬ ‫صحيحها كتاب الطهارة‪ ،‬باب الغسل‪ ،)3/344(8611 ،‬وقد ورد عند مسلم الخبر وسببه‬ ‫إذ ‏‪١‬‬ ‫إلى قباء »‪ .‬حتى‬ ‫الاثنين‬ ‫الله فقت يوم‬ ‫خرجت مع رسول‬ ‫قال‬ ‫ولفظه(عن أبي سعيد الخدري‬ ‫كنا في بني سالم وقف رسول الله ا على باب عتبان فصرخ بهؤ فخرج يجر إزاره‪ ‘6‬فقال‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الكندي وأما ما رواه‪...‬وساق رواية( الماء من الماء) فالذي روينا عنه يدل على‬ ‫نسخ ما رواه وعلى ترك قوله عمل أكثر الناس"(ا‪ ،‬وقد نص على النسخ أئمة‬ ‫الإباضية المتقدمون ومن بعدهم(“ا‪.‬‬ ‫ه نسخ حديث أبي هريرة (سمعت رسول الله يل يقول‪ :‬توضؤوا مما مستت‬ ‫النار) ا بحديث عبد الله بن عباس( أن رسول الله فقة أكل كتف شاة ثم صلى ولم‬ ‫يتوضأ) ا وبحديث جابر بن عبد الله كان (آخر الأمرين من النبي ة ترك‬ ‫رسول الله ه ‪:‬أعجلنا الرجل‪ ،‬فقال عتبان يا رسول الله أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم‬ ‫يمن ماذا عليه؟ قال رسول الله ثقة‪ :‬إنما الماء من الماء)‪.‬‬ ‫!ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يكون فيه غسل الجنابة ‪.)1/46(331‬‬ ‫وابن حبان في صحيحه كتاب الطهارة‘ باب الغسل‘ ‪)3/654(3811‬ء وابن ماجة في سننه‬ ‫كتاب الطهارة وسننهاء باب ما جاء في وجوب الغسل إذا‪.)1/991(806...‬‬ ‫"ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يكون فيه غسل الجنابة ‪.)1/46(431‬‬ ‫والبخاري في صحيحه‪٬‬وفيه(‪..‬وجهدها‪)..‬؛‏ كتاب الفسل‘ باب إذا التقى الختانان؛‬ ‫‪)1/011(782‬ء وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الطهارةض باب الغسل‘ ‪.)3/654(2811‬‬ ‫{"ا الكندي محمد بن إبراهيم‪ ،‬بيان الشر ع{ ‪.9/49‬‬ ‫لار‪ :‬ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ &1/323 ،‬الشماخي‪ ،‬الإيضاح ‪ ،1/861‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي©‬ ‫(مخ)‘ء ص‪.212‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحيض‪ ،‬باب الوضوء مما مست النارث ‪.)1/272(253‬‬ ‫وابن حبان في صحيحه كتاب الطهارة‪ ،‬باب نواقض الوضو‘ ‪)3/424(6411‬ءوأخرجه‬ ‫النائي في السنن الكبرى كتاب الطهارة‪ ،‬الأمر بالوضوء مما مست النارث ‪)581( 1/501‬‬ ‫(‪.)681‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الوضوء‘ باب من لم يتوضاء من لحم الشاة‬ ‫و‪)1/68(402...‬ء ومسلم في صحيحه‘ كتاب الحيض» باب نسخ الوضوء مما مست النار‬ ‫الوضوء‬ ‫كتاب الطهارة‘ باب نواقض‬ ‫‪)1/3(453‬ء وابن حبان في صحيحه‬ ‫‪.)4(0411 3‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫صحح‬ ‫الوضوء مما مسته النار) (" وبحديث (لا يتوضأ أحدكم من طعام أحل الله‬ ‫أكله)ا وقد نص علماء الإباضية على نسخ الوضوء مما مستت النار مطلقا دون‬ ‫تمييز بين نوع وآخر طالما أنه طعام حلالا‪.‬‬ ‫ه نسخ الحديث الذي أفاد عدم نقض الوضوء بمس[ الذكر؛ وهو حديث طلق بن‬ ‫علي قال‪(:‬خرجنا وفدا إلى النبي ة فجاء رجل فقال يا نبي الله ما تقول في مس‬ ‫الرجل ذكره بعد ما يتوضأ فقال هل هو إلا مضغة أو بضعة منه) أ بحديث‬ ‫بسرة بنت صفوان‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول الله ية‪(:‬من مس ذكره فليتوضأ) (‪)5‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫وحديث(إذا مست المرأة فرجها فلتتوضأ)‬ ‫النقض في هذه المسألة؛ فمنهم من ذهب للى أن المس الناقض هو المس] بباطن‬ ‫الكف مستدلا بقوله قة (أيما رجل أفضى بيده إلى ذكره انتقض وضووه) ا؛ إذ‬ ‫("ا أخرجه ابن حبان في صحيحه كتاب الطهارة‪ ،‬باب نوا قض الوضوء‘ ‪)3/614(4311‬‬ ‫وابن خزيمة في صحيحه كتاب الوضوء‘ باب ذكر الدليل على أن ترك النبي قة الوضوء‬ ‫مما مست النار أو‪ ..‬ناسخ لوضوئه كان مما مست النارث ‪ )1/72(24‬وأبو داود في سننه‪.‬‬ ‫كتاب الطهارة‪ ،‬باب في ترك الوضوء مما مست النارث ‪.)1/94(291‬‬ ‫"ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب منه الوضوء‘ ‪.)401( 1/75‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ 503 1/782‘0 ،‬الشماخي‪ ،‬الإيضاح ‪ 1/0410‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‬ ‫ص‪ 434‬‏‪ 435٤‬السالمي‪ ،‬معار ج الأمالث‪.2/882‬‬ ‫‪٨‬ا‏ تقدم تخريجه ص‪.083‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.083‬‬ ‫ا أخرجه الربيع مرسلا من قول النبي قه في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب منه‬ ‫الوضوء‪ 1/85(701)6 ،‬والحاكم في المستدرك موقوفا على عائشة وصحح الرواية لليهاء‬ ‫كتاب الطهارةش ‪ )1/332(974)(084‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة‘ باب‬ ‫الوضوء من مسآ المرأة فرجهاث ‪.)1/331(926‬‬ ‫(‪7‬ا أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب ترك الوضوء من مس الفرج بظهر‬ ‫الكف‘ ‪)1/331(036‬ء‪ 0‬والطحاوي في شرح معاني الآثار ء كتاب الطهارة‪ ،‬باب مس الفرج‬ ‫عار السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الإفضاء لا يتحقق إلا بالمباشرة‪ ،‬ومنهم من شتد في المسألة كأبي عبيدة فكان‬ ‫يتخذ جوارب ليصلي فيها يتقي بذلك أن يصيب مذاكيره مواضع الوضوء من‬ ‫رجليه‪ ،‬وقد علق عليه أبو حيان الأعرج بقوله‪ ":‬لقد أشقانا الله في ديننا إن كان‬ ‫الأمر كما يقول أبو عبيدة"( وذهب أبو نوح صالح الدهان إلى أنه لا ينقض‬ ‫الوضوء إلا مس الثقبة التي يخرج منها البولء وعورض بأن الرواية وردت في‬ ‫الذكر فيقتضي أن يكون كله‪ ،‬ونقل عن أبي سفيان محبوب بن الرحيل بأن الدبر‬ ‫والانثيين وموضع الشعر لا ينقض مستهن عندهم“ا‪.‬‬ ‫وفي حقيقة الأمر أن الذي تطمئن إليه النفس هو النقض بمسآ الذكر سواء كان‬ ‫بباطن الكف أو بظاهرها إذ المس بظاهر الكف لا يخرج عن كونه مستا وإن ورد‬ ‫أن الأصل في الإفضاء هو المس بباطن الكفثا‪ ،‬ويؤكده لفظ المس في (من مس‬ ‫فرجه‪ )..‬حيث عبر بالمسَ‪ ،‬ويلحق بهذا الحكم مس موضع النجاسة من الدبر لعلة‬ ‫التوقي للوضوء‘ ولأنه يقع عليه مسمى الفرج؛ وقد وردت روايات بنقض‬ ‫الوضوء من مس الفرج (“ا فتعم الذكر والدبر ‪.‬‬ ‫نسخ حديث(أن رسول الله يلة كان متخذا منديلا يمسح به بعد الوضوء‬ ‫ه‬ ‫ا بحديث ابن عباس عن ميمونة‬ ‫وكان بعض أزواجه يناوله إياه فيجفف به)‬ ‫هل يجب فيه الوضوء‪..‬؛ ‪ ،1/47‬وأحمد في مسنده‪ ،‬مسند أبي هريرة‪.)2/333(8538 ،‬‬ ‫() السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.3/661‬‬ ‫ا لمعرفة هذه الأقوال والتفصيل فيها‪ .‬ر‪ :‬ابن جعفر‪ ،‬الجامع‪1/983 ،‬؛ الكدمي‪ ،‬المعتبر ‪،‬‬ ‫‪ 21‬السالمي‪ ،‬المعار جى ‪2/431‬ث‪ 2210‬شرح المسند‪ 3/661-7610 ،‬اطفيش‪ ،‬شرح‬ ‫النيلث ‪.1/331‬‬ ‫ا جاء في لسان العرب‪ :‬أفضى بيده إلى الأرض أي مسها بباطن راحته‪ .‬ر‪ :‬ابن منظورة‬ ‫لسان العرب‪ ،‬مادة فضاء ‪.51/851‬‬ ‫ا كالحديث المتقدم تخريجه(إذا مست المرأة فرجها فلتتوضأ) وغيره من الأحاديث‪.‬‬ ‫{ةا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب في آداب الوضوء وفرضه‘ ‪.)1/55(59‬‬ ‫وأخرج البيهقي حديثا عن عائشة( أن رسول الله يل كانت له خرقة يتنشف بها بعد الوضوعء)‬ ‫في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب التمستح بالمنديلث ‪ )1/581(248‬لكته ضعفه لأن أحد‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫قالت‪ (:‬صببت للنبي يلة غسلا فأفرغ بيمينه على يساره فغسلهماء ثم غسل فرجه‬ ‫ثم قالا بيده الأرض فمسحها بالتراب‪ ،‬ثم غسلها ثم تمضمض واستنشق‪ ،‬ثم‬ ‫غسل وجهه وأفاض على رأسه ثم تنتى فغسل قدميه ثم أتي بمنديل فلم ينفض‬ ‫بها)(‪2‬ا‪ ،‬وقد ذهب أئمة الإباضية المتقدمون إلى القول بالنسخ واستحبابه؛ إذ أورد‬ ‫الربيع بعد روايته الحديث الدال على المسح قول أبي عبيدة" المعمول به عندنا أن‬ ‫لا يمسح أعضاءه بعد الوضوء‘ وهو استحباب من أهل العلم وترغيب منهم في‬ ‫نيل الثواب ما دام الماء على أعضائه" (ا‪.‬‬ ‫ويعلق السالمي على قول أبي عبيدة بقوله‪ ":‬وكأنهم علموا النسخ بحديث ابن‬ ‫عباس عند البخاري"(“ا‪ ،‬ولأبي ستة توجيه آخر لقول أبيى عبيدة مفاده احتمال أنه‬ ‫ثبت عندهم أنه إنما فعله عليه الصلاة والسلام لبيان الجواز فقط‪ ،‬وأن المستحب‬ ‫خلافه خاصة أنه من قواعدهم أنه لا حظ للنظر مع وجود الأثراةا‪ ،‬لكن السالمي‬ ‫رواته متروك ونقل عن ابن عدي بأن إسناده غير قوي وأخرجه الترمذي في سننه وضغفه‬ ‫أيضاء كتاب أبواب الطهارة‪ ،‬باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء ‘‪ ،)1/47(35‬وهذا الحديث‬ ‫أخرجه البيهقي من طرق لم تخل عنده من إشكال عن أبي بكر عن النبي يلا وعن أنس بن‬ ‫مالك عن النبي لك‪ .‬واخرج البيهقي أيضا حديثا عن معاذ بن جبل( رأيت رسول الله قلل إذا‬ ‫توضتا مسح وجهه بطرف ثوبه) لكنه ضعفه أيضا‪ ،‬في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطهارة باب‬ ‫طهارة الماء المستعمل‘ ‪ )1/632(5501‬والترمذي في سننه‘ كتاب أبواب الطهارة‪ ،‬باب ما‬ ‫جاء في التمتندل بعد الوضوء‘ ‪.)1/57(45‬‬ ‫(" (قال بيده الأرض) تعني ضرب بيده الأرض»والعرب تجعل القول عبارة عن جميع‬ ‫الأفعال كما أنها تطلقه على غير الكلام‪ .‬ر‪ :‬العيني‪ ،‬عمدة القاري‪.3/602 ،‬‬ ‫كتاب الغسل؛ باب المضمضة والاستنشاق في الجنابة‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‬ ‫‪ )1/201(652‬ومسلم في صحيحه كتاب الحيض& باب صفة غسل الجنابة‘ ‪)1/452(713‬‬ ‫والنسائي في السنن الكبرى كتاب الطهارة‪ ،‬باب صفة الغسل من الجنابةش ‪.)1/911(152‬‬ ‫() الربيع‪ ،‬المسند ‪.)55(59/‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ السالمي شرح المسند ‪.1/051‬‬ ‫ا أبو ستة محمد بن عمر حاشية الترتيب‘ ‪.1/511‬‬ ‫عذر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫تعقب هذا التوجيه بأن الحال يقتضي أن ذلك كان قد اتخذه عادة ولهذا جاعته به‬ ‫ميمونة رضي الله عنها‪ ،‬فالأظهر القول بالنسخ(" هذا مع أن جل الروايات التي‬ ‫أخرجها غير الربيع ضغفها أصحابها‪ ،‬لكنها وردت من طرق متعددة عن عدد من‬ ‫الصحابة‪ ،‬وتعدد الرواية عن أكثر من صحابي؛ يقوي ما ذهب إليه السالمي من‬ ‫أن ذلك كان عادة له قبل ثم تركها فوقع النسخ بتركه‪.‬‬ ‫ه نسخ وجوب الاستجمار المستفاد من حديث أبي هريرة عن النبي ق أنه‬ ‫قال‪( :‬أنا لكم مثل الوالد أعلمكم أمر دينكم‪ ،‬وأمر أن يستنجى بثلاثة أحجار ‪ 0‬ونهى‬ ‫عن الروث والرمة وهي العظام البالية) ثا بحديث أفاد حمل دلالة الأمر‬ ‫بالاستجمار على الندب وهو حديث أبي هريرة عن النبي فة أنه قال‪ (:‬من توضأ‬ ‫فليستنثر ومن استجمر فليوتر) ؤ يقول السالمي معلقا على الحديث الأول‪ ":‬قوله‪:‬‬ ‫(أعلمكم أمر دينكم)‪ :‬إشارة إلى المأمور به في هذا الموضع والمنهي عنه من أمر‬ ‫الدين الذي لا بد منه‪ ،‬ولعل هذا كان قبل نسخ وجوب الاستجمار فإنه بقي بعد‬ ‫سنة مندوبة“ا ‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫ثانيا نماذج من أبواب العبادات‪:‬‬ ‫ه نسخ الإباحة للكلام المستفاد من حديث ذي اليدينث فعن أبي هريرة رضي‬ ‫الله عنه (أن رسول الله يلة انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة‬ ‫أم نسيت يا رسول الله‪ ،‬فقال رسول الله يلة ‪:‬أصدق ذو اليدين؟ فقال الناس‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫(! السالمي شرح المسند‪.1/051 ،‬‬ ‫(‪2‬ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارةض باب الاستجمار‪ 1/05(08)0 ،‬وابن حبان في‬ ‫صحيحه\ كتاب الطهارة باب الاستطابة ‪ ،)4/972(1341‬وابن خزيمة في صحيحه كتاب‬ ‫الوضوء‪ ،‬باب النهي عن الاستطابة بدون ثلاثة أحجار‪.)1/24(08 ،‬‬ ‫{ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الوضوء‘ باب الاستنثار في الوضوء‪٨)1/17(951...‬‏‬ ‫ومسلم في صحيحها كتاب الطهارة‪ ،‬باب الإيتار في الإستنثار والاستجمار‪1/212(732)6 0‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الاستجمارض ‪.)1/15(28‬‬ ‫ا السالمي شر ح المسند ‪.1/431‬‬ ‫= عار السنة عند الإناضية‬ ‫فقام رسول الله يلة فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كتر فسجد مثل سجوده أو‬ ‫أطول ثم رفع) ("ا بحديث(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس‪ ،‬إنما‬ ‫هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) ث وقد ذهب الإباضية ‪-‬مع قولهم بنسخ‬ ‫ياحة الكلام‪ -‬إلى القول بنقض الصلاة بالكلام عمدا كان أم سهوا ثا‪ ،‬يقول‬ ‫السالمي معلقا على رواية ذي اليدين‪ ":‬وحاصله أن الحديث عندهم‪ -‬أي‬ ‫الإباضية۔ محمول على الحال الذي كان قبل نسخ الكلام كما صرح به غير‬ ‫واحد منهم وهو الذي يقتضيه كلام الزهري‪ ،‬وكون أبي هريرة قد شهد القصئَة لا‬ ‫ينافي‪ .‬وإن كان إسلامه عام خيبر لاحتمال أن يكون نسخ الكلام بعد ذلك"“ا‪.‬‬ ‫ه نسخ الصلاة بالنعل الوارد في خبر أبي نعامة (أن النبي ة صلى بنعليه‬ ‫بعض صلاته وفيهما قذر‪ ،‬ثم علم فخلعهما وبنى على صلاته) ا بقوله هه (لا‬ ‫صلاة إلا بطهور) “ا‪ ،‬وقد عه السوفي من باب نسخ الفعل بالقول(‪.'.‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه في أبواب السهو‪ ،‬باب من لم يتشهد في سجدتي السهو‬ ‫وسلم‪ )1/214(0711 ..‬ومسلم في صحيحه‘ كتاب المساجد ومواضع الصلاةض باب السهو‬ ‫في الصلاة والسجود له‪ )1/304(375 ،‬والربيع في مسندهؤ كتاب الصلاة ووجوبهاء باب‬ ‫السهو في الصلاة‪.)1/501(842 ،‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب المساجد ومواضع الصلاة‪ ،‬باب تحريم الكلام في الصلاة‬ ‫ونسخ ما كان من إباحة‪ )1/183(735 ،‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الصلاة‘ باب‬ ‫الكلام في الصلاة على وجه السهوؤ ‪ )2/063(4373‬والطحاوي في شرح معاني الآثارث‬ ‫كتاب الصلاة‪ ،‬باب الكلام في الصلاة لما يحدث في السهو‪.1/644...‬‬ ‫ار‪ :‬الشماخي‪ ،‬الإيضاح ‪ '1/272‬السالمي‪ ،‬معار ج الأمال‘‪ 11/9710‬السالمي شرح‬ ‫المسندث ‪1/863‬أ اطفيش‪ ،‬شرح النيلؤ ‪.2/714‬‬ ‫ا السالمي شر ح المسندش ‪.1/863‬‬ ‫{تاقدم تخريجه‪ ،‬ص‪.511‬‬ ‫(‪ )6‬أخرجه مسلم بلفظ‪(:‬عن ابن عمر قال‪ :‬إني سمعت رسول الله فقها يقول‪ :‬لا تقبل صلاة بغير‬ ‫طهور‪ )..‬في صحيحه‘ كتاب الطهارة‪ ،‬باب فضل الوضوء‘ ‪ 1/042(422)6‬وابن الجارود‬ ‫في المنتقى‪ ،‬باب لا تقبل صلاة بغير طهور‪ 1/82(56)6 ،‬وابن حبان في صحيحه كتاب‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ه نسخ حديث( أفطر الحاجم والمحجوم) (“ا بحديث ابن عباس (أن النبي ة‬ ‫احتجم وهو صائم) ا‪ .‬وقد ذهب الإباضية إلى القول بنسخ حديث( أفظضر‬ ‫الحاجم‪ )...‬بحديث ابن عباس©ا‪ ،‬كما كان لهم تأويل لهذا الحديث‪ ،‬يقول ابن بركة‬ ‫في ذلك" وذلك أن النبي يلة مر برجل بين يدي حجام يحجمه وهما يغتابان رجلا‬ ‫امنلمسلمين‪ ،‬فقال تلة ‪ (:‬أفطر حاج والمحتجم) وهذا الغبو يؤيد ماقال‬ ‫أصحابنا من صحة الخبر الذي قلنا أن غيبة المسلم تفطر الصائم" (؟أوينقل أبو عبد‬ ‫الله الكندي قول أبي سعيد الكدمي معلقا عل هذه الرواية" وإما قيل تأول أصحابنا‬ ‫قول النبي هه ‪( :‬أفطر الحاجم والمحجوم) لمعنى أنهما كانا يغتابان‪ ،‬وهذا خبر‬ ‫خاص في معنى الغيبة يخرج ظاهره في معنى الحجامة اء على أن الإباضية‬ ‫كرهوا الحجامة حال الخوف من الضعف”"ا‪.‬‬ ‫ه قول من قال بنسخ صدقة الفطر والتي وردت فيها أحاديث منها‬ ‫حديث(عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت سن رسول الله يل زكاة الفطظر‬ ‫على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير صاعا من تمر أو صاعا من‬ ‫زبيب أو بر أو شعير أو من أقط) "ا وحديث ابن عمر رضي الله عنهما‬ ‫الصلاة باب شروط الصلاة‪.)4/406(5071 .‬‬ ‫("ا السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)ى ص‪.232‬‬ ‫تخريجه‘ ‪1‬ص‪.36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫"ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الصوم‘ ‪ )1/395(6651‬وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الصوم باب حجامة الصائم ‪ )8/003(1353‬والنسائي في السنن الكبرى‘ كتاب‬ ‫الصيام‪ ،‬ذكر اختلاف الناقلين على عبد الله بن عباس في‪.)2/,322(5123...‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪ 6/330 ،‬الشماخي‪ ،‬الإيضاح‘ ‪ ،2/661‬الجيطاليء قواعد الإسلام ‪.2/68‬‬ ‫ا ابن بركة{ الجامع‪.2/74 ،‬‬ ‫‪٨‬ا‏ الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع{ ‪.02/372‬‬ ‫التفصيل المسألة‪ .‬ر‪ :‬ابن بركةء الجامع‪ \2/74 ،‬الكدمي‪ ،‬التعقيب على الأشراف‪(.‬مخ)‪.‬‬ ‫ص ‪213‬؛‪113‬ے الكندي محمد بن إبراهيم‪ ،‬بيان الشر ع‪.02/372 ،‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب في النصاب‘ ‪.)1/631(333‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ححصح‬ ‫قال‪(:‬فرض رسول الله ية زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على‬ ‫العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) ("اء وأنها نسخت‬ ‫بزكاة الأموال‪ ،‬محتجين بحديث قيس بن سعد بن عبادة قال‪( :‬أمرنا رسول الله كلل‬ ‫بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة‪ ،‬فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن‬ ‫نفعله) (‪2‬ا‪.‬‬ ‫وقد ذهب بعض الإباضية إلى القول بنسخ زكاة الفطر‪ ،‬وذهب جمهورهم إلى‬ ‫عدم النسخ لكنهم اختلفوا فيها على قولين‪ ،‬فذهب المشارقة إلى القول بأنها فرض‬ ‫وهو قول جمهور الأمة أيضاء وذهب المغاربة إلى أنها سنةا‪ ،‬وذكر أبو طاهر‬ ‫الجيطالي في القواعد أن أصحابنا من أهل الجبل( وأهل المغرب ذهبوا إلى أنها‬ ‫سنة الأخذ بها فضيلة وليس تركها خطيئةةا‪ ،‬لكن الجيطالي قال عند تفصيل‬ ‫حديثه في أحكام زكاة الفطر‪ " :‬واتفقوا على أنها تجب على المرء في نفسه‪ ،‬وأنها‬ ‫زكاة بدن لا زكاة مالء وأنها تجب عليه في أولاده الصغار إذا لم يكن لهم‬ ‫مال‪."© "...‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب فرض صقة الفطر ‏‪٠)1432(547/2...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة‪ ،‬باب زكاة الفطر ‪ )2/876(489...‬وابن حبان في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الزكاة‪ ،‬باب فرض صدقة الفطر ث ‪.)8/49(1033‬‬ ‫(‪2‬ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وقال ‪ ":‬على شرط الشيخين ولم يخرجاه"‪ ،‬في كتاب‬ ‫الزكاة ‪ 1/865(1941)6‬وابن خزيمة في صحيحه‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب ذكر الدليل على أن‬ ‫الأمر بصدقة الفطر كان قبل فرض زكاة الأموال‪ )4/18(4932 ،‬والنسائي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب فرض صدقة الفطر قبل نزول الزكاةث ‪.)2/62(6822‬‬ ‫ار‪ :‬السالميء شرح المسند ‪ ،2/85‬أبو ستة حاشية الترتيب‘ ‪2/87-18‬ء الجيطاليء‬ ‫قواعد الإسلام‪2/9.‬ك‪ &5‬الجناوني أبو زكرياء كتاب الوضع‘ ص‪.391-291‬‬ ‫ا يريد أهل جبل نفوسة بليبيا‪.‬‬ ‫(ةا الجيطالي‪ ،‬قواعد الإسلام‪.2/95،‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.2/06 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ج‬ ‫ويعلق أبو ستة على ذلك بقوله‪ :‬وفي حكايته رحمه الله الاتفاق على الوجوب‬ ‫تأمل مع ما تقدم عن أصحابنا المغاربة‪ ،‬اللهم إلا أن يقال المراد بوجوبها مطلقا‬ ‫إخراجها وهو ماش على ما ذهب إليه المشارقة"("ا؛ وعلى هذا فإن إياضية‬ ‫المغرب لم يتفقوا كلهم على سننيّة زكاة الفطر ومنهم من ذهب إلى فرضيتهاء‬ ‫والمسألة تحتاج إلى تتبع لكل أقوالهم وتحقيق لها‪ ،‬وقد علل السالمي قول من ذهب‬ ‫من الإباضية إلى سنتها بأنهم جروا على ظاهر لفظ رواية عائنشة‪(:‬سَرة‪2( )..‬ا‪.‬‬ ‫على أن القول بسنيّة زكاة الفطر موجود عند غير من ذهب إليه من الإباضية من‬ ‫فقهاء الأمة(ةا‪.‬‬ ‫وأما القول بالنسخ فذكر السالمي أنه ذهب إليه إبراهيم بن عليّة وأبو بكر‬ ‫بن كيسان الأصم وأنه قول في المذهب أيضناء ودليلهم على ذلك ما رواه النسائي‬ ‫‪٠‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫في‬ ‫بأ ‏‪٠‬‬ ‫ذلك بقوله‪:‬‬ ‫السالمي على‬ ‫وعقب‬ ‫عبادة؛‬ ‫بن‬ ‫سعد‬ ‫قيس بن‬ ‫عن‬ ‫وغيره‬ ‫إسناده راويا مجهولاًث وعلى تقدير الصحة فلا دليل على النسخ لاحتمال الاكتفاء‬ ‫هذا وإن القول‬ ‫بالأمر الأول لأن نزول فرض لا يوجب سقوط فرض آخر"(‬ ‫بالفرضية هو قول الجمهور ا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أبو ستةث حاشية الترتيبث ‪.2/18‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح المسندش ‪.2/85‬‬ ‫ممن أشار إلى الخلاف في هذه المسألة أبو عمر بن عبد البر إذ ذكر اختلاف المتأخرين‬ ‫من أصحاب مالك في وجوبها؛ حيث ذهب بعضهم إلى أنها سنة مؤكدة وقال بعضهم إنها‬ ‫فرض واجب كما نقل اختلاف أصحاب داود على القولين‪ ،‬ورجح ابن عبد البر الفرضية‬ ‫مؤكدا أنها قول جمهور الأمة‪ .‬ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬الاستذكارش ‪.3/652‬‬ ‫() السالمي‪ ،‬شر ح المسند‪.2/85 ،‬‬ ‫ا يقول ابن عبد البر‪":‬اختلفوا في نسخها فقالت فرقة هي منسوخة بالزكاةء ورووا عن قيس‬ ‫بن سعد بن عبادة أن‪...‬إلخث وقال الجمهور من أهل العلم من التابعين ومن بعدهم هي فرض‬ ‫واجب"‪ .‬ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬الاستذكارث ‪.3/652‬‬ ‫علرر السنة عند الاناضية‬ ‫ح‬ ‫ثالذا نماذج من أبواب فقهية أخرى‪:‬‬ ‫ه نسخ حديث إباحة نكاح المتعةث وهو حديث جابر بن عبد الله وسلمة بن‬ ‫الأكوع قالا (لن رسول الله يلة قد أذن لكم أن تستمتعوا يعني متعة النساء) (")‬ ‫بحديث علي بن أبي طالب قال‪ (:‬نهى رسول الله يلا عن متعة النساء يوم خيبر (‪2‬ا‪.‬‬ ‫وقد خالف بعض علماء الإباضية المتقدمين جمهور علماء الإباضية فذهبوا إللى‬ ‫الترخيص في المتعة‪ ،‬ومنهم أبو صفرة عبد الملك بن صفرة ومحمد بن محبوب‘‬ ‫ولم يلتفت علماء المذهب إلى قولهم‪ ،‬والقول المعتمد في المذهب منذ القدم بتحريم‬ ‫المتعة والحكم بنسخها يقول السالمي‪ ":‬وأكثر القول أنه منسوخح قيل نسخته‬ ‫ية الميراث‘ وقيل نسخه هذا الحديثف"“ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ه نسخ حكم وجوب الهجرة بحديث بن عباس رضي اللله عنهما‘ قال‪ :‬قال‬ ‫النبي فة يوم افتتح مكة‪(:‬لا هجرة ولكن جهاد ونيّة وإذا استنفرتم فانفروا) (‪.)5‬‬ ‫بن سعد بن عبادة أن‪...‬إلخث وقال الجمهور من أهل العلم من التابعين ومن بعدهم هي فرض‬ ‫واجب"‪ .‬ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬الاستذكارث ‪.3/652‬‬ ‫"ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب النكاح‪ ،‬باب ما نهى رسول الله هه عن نكاح المتعة‬ ‫آخراس ‪ )5/7691(7284‬ومسلم في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬باب نكاح المتعة وبيان أنه‬ ‫أبيح‪...‬ثم نسخ‪ )2/2201(5041 ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب النكاح باب المتعة‪.‬‬ ‫‪.)32(9935‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يجوز وما لا يجوز من النكاح‪.‬‬ ‫‪ )1/902(815‬والبخاري في صحيحه‘ كتاب المغازي‪ ،‬باب غزوة خيبر‪)4/4451(9793 .‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب النكاح‪ ،‬باب نكاح المتعة وبيان أنه أبيح‪...‬ثم نسخ‪.‬‬ ‫‪.)2/7201(7041‬‬ ‫() السالمي شرح المسندث ‪.3/62‬‬ ‫‪،‬س‪.‬ما‪3/62. ‎(٨‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحجؤ باب لا يحل القتال بمكة‪.)2/156(7371...‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الحج‪ ،‬باب تحريم مكة وصيدها‪ )3/689(3531...‬وابن الجارود‬ ‫في المنتقى‪ ،‬باب الهجر ة‪.)1/752(0301 ،‬‬ ‫حجحصح= علوم السنة عند الا ضبة‬ ‫يقول أبو سعيد الكدمي بعد بيانه حكم الهجرة أول الإسلام‪ ":‬ثم نسخ ‪ -‬أي وجوب‬ ‫المجرة ‪ -‬على لسان رسول الله ثقه يوم فتح مكة‪ ،‬وأجمع على ذلك أهل القبلة لا‬ ‫نعلم اختلافا بينهم أتها منسوخة وأن نسخها إنما جرى على لسان رسول الله‬ ‫فز("‪ .‬ويذكر ابن حجر أن الهجرة كانت فرض عين ثم نسخت بقوله ه‪ (:‬لا‬ ‫هجرة بعد الفتج)ا‪ ،‬و يذكر السالمي أن الهجرة وإن نسخت فإن الفرار بالدين‬ ‫فساده (‪)3‬‬ ‫خيف‬ ‫إن‬ ‫و اجب‬ ‫ه نسخ النهي عن ادخار اللحم فوق الثلاث؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت‬ ‫دف ناس من أهل المدينة حضرة الأضحى في زمان النبي ه فقال رسول الله ة‬ ‫‪( :‬كلوا وتصدقوا بما بقي بعد ثلاثة أيام‪ ،‬قالت فلما كان بعد ذلك قيل لرسول الله‬ ‫فا ‪ :‬كان الناس ينتفعون بضحاياهم ويجعلون جم الودك ويتخذون منها الأسقية‬ ‫فقال رسول الله وما ذلك؟ فقالوا يا رسول الله نهيت عن إمساك الضحايا بعد ثلاثة‬ ‫أيامك فقال إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم فكلوا وتصدقوا واآخروا)‬ ‫قال الربيع الدافة القادمون(ا‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي في شرح قوله (فكلوا وتصدقوا وادخروا) أنه أطلق الأمر‬ ‫بالادخار بعدما كان ممنوعا إلا إلى ثلاث مبيحا لهم ذلك‪ ،‬وذكر اختلاف الناس‬ ‫فى هذه الإباحةك فذهب الجمهور ومنهم الإباضية إلى القول بأنها مستمرة‬ ‫وجعلوا ذلك من نسخ الستة بالستة ولذلك أجاز أبو الشعثاء بيع جلود الأضاحي‬ ‫() الكدمي‪ ،‬الاستقامةش ‪.2/761‬‬ ‫(‪ )2‬ابن حجر } فتح البار ي‪.07/952‬‬ ‫(‪7‬ا السالمي‪ ،‬شرح المسند۔‪.1/213‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الفرع والعتيرةء باب ما جاء في ادخار لحوم الأضاحي‬ ‫والانتفاع بجلودها‪ )1/442(126 ،‬وابن حبان في صحيحه كتاب الأضحية‘ ذكر العلة التي‬ ‫من أجلها نهي عن لحوم الأضاحي‪ ،)31/052(7295...‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الضحايا‪.‬‬ ‫باب حبس لحوم الأضاحي ‪.)3/99(2182‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حح‬ ‫كما نقل عنه الربيع" وقد عة السوفي هذا النسخ أنموذجا لنسخ القول بالقول(‪2‬اء‪.‬‬ ‫وهناك من علماء الأمة من ذهب إلى القول بأن الإباحة لعلة عدم وجود الداقة‪.‬‬ ‫فإذا وجدت ثبت النهي عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث وإن لم توجد‬ ‫فال رخصة ثابتتةة بالك والتزود والاتخار والصدقة‪ ،‬قال القرطبي‪ ":‬حديث أم سلمة‬ ‫الأخذ‬ ‫وعائشة نص على أن المنع كان لعلَةغ فلمًا ارتفعت ارتفع موجبه فتعين‬ ‫بش ويعود الحكم بعود العلة"ا‪ ،‬قال ابن حجر‪" :‬والتقييد بالثلاث واقعة حال‪ ،‬فلو‬ ‫لم نست الخلة إل بتفرقاةلجميع للزم على هذا التقرير عدم الإمساك" ويعلق‬ ‫السالمي على ذلك بقوله‪" :‬قلت وما أشبه هذا الخلاف بالخلاف الواقع في سهم‬ ‫المؤلفة من الزكاة‪ ،‬وهل هو منسوخ أم باق معلق على احنياج الإمام إلئَ تأليفهم؟‬ ‫والظاهر من سياق الحديث بقاء الحكم عند وجود مقتضيه والله أعله"ا‪.‬‬ ‫في نهاية هذا الفصل يجدر بنا التأكيد على بعض الجوانب التي تعرفنا عليها‬ ‫خلالهێ حيث وجدنا عناية الإباضية بموضوع النسخغ ببيان تعريفه اللغوي‬ ‫والاصطلاحي‘ ورأينا التطور والتكامل في بيان هذه المعاني حتى استقرار‬ ‫المصطلح‪.‬‬ ‫ويأتي ذكر شروط النسخ مبينا ضوابط القول بالنسخ‪ ،‬ومحددا ما يدخل في باب‬ ‫لنسخ مما لا يدخل‪ ،‬فلا بد للناسخ أن يكون خطابا وحكما شرعيا وأن يتراخضى‬ ‫عن منسوخه‘ مع تساويهما في قوة الثبوت‪ ،‬فيكون المنسوخ حكما شرعيا إذ لا‬ ‫يقع في العقلي وأن يقع التعارض بينهما ويتحقق‪.‬‬ ‫() السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.3/443-543‬‬ ‫(ا السوفي‪ ،‬السؤالات (مخ)‘ ص‪.232‬‬ ‫(‪7‬ا ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪ ،01/72 ،‬ولتفصيل القول بالنسخ‪ ،‬ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬الاستذكار‪.‬‬ ‫‪ 53‬التمهيدش ‏‪٠215/3‬‬ ‫ا ابن حجر فتح الباري‪.01/72 ،‬‬ ‫{‪٦‬ا‏ السالمي‪ ،‬شرح المسند‪.3/543 ،‬‬ ‫علار السنة عند الا ضية‬ ‫حجح=‬ ‫عدة‬ ‫ويؤكد ا لإباضية على ثبوت حقيقة النسخ ‏‪ ٠4‬مستدلين على وقوعه بدلائل‬ ‫مفندين دعوى من أنكره‪ ،‬محتجين عليهم بدلائل من الكتاب العزيز وغيره‪.‬‬ ‫ويفرق الإباضية بين النسخ والتخصيصع فالتخصيص قد يقع بدليل عقلي‬ ‫والنسخ بالشرعئ فقط والتخصيص لا يشترط فيه التراخي كالنسخض و النسخ يبطل‬ ‫حجية المنسو خ‪ ،‬بخلاف التخصيص فلا تنتفي حجيّة العام المخصص« وغير ذلك‬ ‫لوازمه‬ ‫على الله إذ من‬ ‫النسخ والبداء‪ ،‬فالبداء محال‬ ‫كما يفرقون بين‬ ‫مما ذكر‬ ‫الجهل‪ ،‬بينما تتجلى في النسخ الحكمة والعلم بما يصلح العباد؛ وغير ذلك من‬ ‫فوارق‪ ،‬ويحدد الإباضية ما يقع فيه النسخ‪ ،‬فميدانه الأحكام العملية الفرعية فقط‪.‬‬ ‫أما أقسام النسخ فهي نسخ القرآن للسنة ووقع الخلاف بينهم فيه وأكثرهم على‬ ‫جوازه‪ ،‬ونسخ السنة للقرآن وجمهورهم على جوازه‪ ،‬ومنهم من فصل ففرق بين‬ ‫المتواتر والآحاد في نسخ القرآن‪ ،‬ونسخ السنة للسنة وقد صرح الإباضية بجوازه‬ ‫لكنهم اختلفوا في نسخ المتواتر بالآحادي‪ ،‬وقد رأينا بيانهم لتلك الأقسام وأمثلة ذلك‬ ‫والأدلة المحتج بها في كل موضع والخلاف في مواضع الاختلاف‪.‬‬ ‫وتكشف لنا طرق معرفة النسخ التي بينا عن مزيد من التدقيق العلمية مع ذكر‬ ‫شروط النسخ المتقتمة وهي تعبر عن الحجج التي يستدل بها على النسخ" كبيان‬ ‫النبي ق للنسسخ‘ وتصريح الصحابئ بالنسخ‪ ،‬والعلم بالتاريخ وهو من أهم طرق‬ ‫معرفة النسخ والاستدلال على النسخ بالاجماع‪ ،‬ووجود أمارات دالة على النسخ‪.‬‬ ‫وكذلك بيان راوي الحديث للنسخ‪.‬‬ ‫ويأتي ذكر نماذج من ناسخ الحديث ومنسوخه تطبيقا لمعرفة لفن ناسخ الحديث‬ ‫ومنسوخه‪ ،‬ومؤكدا الحاجة الفقهية لمعرفة الناسخ والمنسوخ‘ ومبينا أوجه‬ ‫الاختلاف بين من يرى النسخ من عدمه في تلك النماذج والآثار الفقهية المترتبة‬ ‫على ذلك‪ ،‬وما ذكرناه مجرد أمثلة ونماذج مبوبة حسب السياق الفقهي الذي‬ ‫وردت فيه‘ ولعل تبويبها الفقهي يؤكد ثمرات معرفة الناسخ والمنسوخ الفقهية‬ ‫المتقدمة الذكر‪.‬‬ ‫بحح۔= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫وإذا كان المختلف والنسخ يصبان في فهم وفقه المتن من جهة الاستنباط‬ ‫والاستدلال وجمع الأدلة وفهم ما بينها بما يعين في فقه الحديث وإدراكه من خلال‬ ‫نص المتن كاملا فإن هناك فتا يبين الألفاظ‪ ،‬ويزيح ما يمنع عن فهمها من غرابةة‬ ‫ويجليها بما يعين على معرفة النص ومن ثم على فقهه وإدراكه ليكون فقهه سليما‬ ‫دقيقاء وهذا الفن يتمثل في بيان غريب ألفاظ الحديث‘ ولنا معه وقفة في الفصل‬ ‫الآتي‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪-‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬غريب ألافالظحديث‪:‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬معنى الغريب وبعض ملامحه في تراث الإباضية‪:‬‬ ‫الغريب هو الغامض من الكلام‪ ،‬والكلمة الغريبة الغامضة(‪.‬اء وقال صاحب‬ ‫لقاموس‪" :‬غراب ككرام‪ :‬غمض وخفي"“ا‪ ،‬وقال العوتبي‪ ":‬الغريب من الكلام‪:‬‬ ‫الغامض تقول‪ :‬غربت هذه الكلمة فهي تغرب غرابة وصاحبها مغرب‪ ،‬وفلان‬ ‫يغرب في كلامها‪.‬‬ ‫وعلم الغريب وفنه كما يذكر أبو عبد الله الحاكم هو معرفة الألفاظ الغريبة في‬ ‫المتون وعرف أبو شهبة الغريب‪ :‬بأته ما وقع في متون الأحاديث من ألفاظ‬ ‫غامضة بعيدة عن الفهم لقلة استعمالها‪ ،‬أو لكونها من كلام العرب الضاربين في‬ ‫البداوة البعيدين عن المدن والأمصار ا‪.‬‬ ‫[‪٧‬ا‏ ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة غرب‪.1/046 ،‬‬ ‫(‪ )2‬الفيروز أبادي ‪ 4‬القاموس المحيط‘ مادة غرب‘ث ص‪.451‬‬ ‫"ا العوتبي‪ ،‬الإبانة‪.3/675 .‬‬ ‫() الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري(‪ ،)504/,5101‬معرفة علوم الحديث‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫السيد معظم حسين ط‪ ُ2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروتچ لبنانش ‪7931‬ه ‪.1/88‬‬ ‫الوسيط في علوم الحديث‪ ،‬ص ‪.34 1‬‬ ‫(‪ )5‬أبو شهبة محمد‬ ‫‪811‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية _<‬ ‫وإذا ما انتقلنا من المعنى إلى وروده في تراث الإباضية نجده حاضرا في‬ ‫معالجتهم لنصوص الأحاديث النبويةث ولم يصنفوا فيه كتابة مستقلة‪.‬‬ ‫وقبل ذكر نماذج من تفسيرهم للغريب يجدر بنا الوقوف على بعض ملامح‬ ‫معالجة الغريب عندهم‪ .‬وعند تتبع الأمثلة والنماذج التي ستأتي يمكن القول إنها‬ ‫تمثل أهم أقسام الغريب ويتضمن بعضئها أمثلة له ونماذج‪:‬‬ ‫ه فمن أقسامه بيان الكلمة المفردة وبيان معناهاێ ومن أمثلة ذلك تفسير أبي‬ ‫عمرو السوفي‪ :‬الجعظري بالسيئ الخلق‪ ،‬والجواظ أو الجظ‪ :‬الجافي الكثير‬ ‫اللحم المختال في مشيته‪ ،‬وقيل‪ :‬الجواظ الذي يخوض في الأمور بالإثم ("ا‪.‬‬ ‫وسيرد النص الذي فسر فيه هذه الألفاظ في موضعه كما سترد أمثلة أخرى‬ ‫مثله‪.‬‬ ‫ومنها تفسير المؤتلف والمختلف من الألفاظ‪ ،‬وذلك بأن تأتي اللفظتان‬ ‫ه‬ ‫متفقتين في لفظهماء مختلفتين في نطقهما فيختلف معناهماث ومن ذلك تفسير‬ ‫العوتبي للفظ لَحَنَ‪ ،‬فلَحَنَ بفتح الحاء يَلْحَن أي‪ :‬يفسد‪ ،‬ولحن يلحن بكسر الحاء‬ ‫أي‪ :‬أصاب‘ ورجل لحن أي فطن ‪ 3‬ولحن القول أي ‪ :‬مذهبه ووجهها والڵخن‬ ‫أي‪ :‬الفطنة لثاء‪ ..‬وهكذا تعددت معاني اللفظة مع تغير حركاتها‪ ،‬وقد اختصرنا‬ ‫تفسير العوتبي وسيرد مع النص المفسر ‪.‬‬ ‫ومنها ورود الغريب متفقا ومفترقاء وذلك بورد الكلمة لأكثر من‬ ‫ه‬ ‫معنى كتفسير الفدادين بالزراع أصحاب البقر(ا‪ ،‬أو بالذين تعلوا أصواتهم في‬ ‫حروثهم‪ ،‬أو بالمكثرين من الإبل‪ ،‬أو بالثورين في القران اء وسيرد تفصيل‬ ‫الأقوال مع النص المفستر ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٨‬السوفي ءكتاب السؤالاتس(مخ)ء ص‪.524‬‬ ‫‪.1 1/1 1‬‬ ‫الضياء‬ ‫)‪ (2‬العوتبي‪،‬‬ ‫‪. 1‬‬ ‫‪30- 1‬‬ ‫‪1/20‬‬ ‫الجامع‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ابن بركة‬ ‫)‪ (4‬العوتبي‪ ،‬الإبانةث ‪.3/186‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجحح=‬ ‫ومنها ما يرد مخففا أو مْضتقفا ومشدا ويكون بمعنى واحد‪ ،‬من ذلك‬ ‫ه‬ ‫تفسير الزناء بتشديد النون بأنه الحاقن الجامع للبول في مثانته("'‪ ،‬أو يرد لفظ‬ ‫زناء ممدودا غير مشدد النون‪ ،‬وفستروه أيضا بالحاقن وهو الذي يجمع البول‬ ‫في مثانته حتى يضيق به “ا‪.‬‬ ‫وتتنوع مصادر تفسير الغريب عند الإباضية كما ستكشف النماذج الواردة فيما‬ ‫بعدؤ ونجمل الإشارة إلى هذه المصادر كما يلي‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬القرآن الكريم‪ :‬فالقرآن معين لغة الضاد‪ ،‬ومفستر لكثير من الألفاظ التي‬ ‫أصبحت مع اختلاف الأزمان والعصور غريبة‪ ،‬ولا عجب في ذلك فقد حظيت‬ ‫اللغة العربية بحفظ دائم لكونها صارت وعاء الكتاب الخالد المحفوظ من قبل‬ ‫الحافظ العلي القدير‪ ،‬ونجد لذلك أمثلة متعددة‪ ،‬منها بيان العوتبي أحد أوجه تفسير‬ ‫اللحن مستنبطا من قوله تعالى‪ « :‬ونتَعْرقنَهُمْ في تحن القول (محمد‪ )74/03‬بأن‬ ‫المراد مذهبه ووجهه حتى كان رسول الله قل بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين‬ ‫لذا سمع كلامهم‪ ،‬مستدلا بلحنه وميله في كلامه ثا‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نصوص الستة النبوية نفسها‪ ،‬وخير ما فستر به الشيء من داخل البيت‬ ‫لا سيما أن المصدر واحدا وتتعدد الألفاظ بتعدد الأماكن والأشخاص المخاطبينء‬ ‫ولكون صاحب النطق الشريف ة فصيح العرب ومشكاة بيانهم؛ ومن ذلك‬ ‫الحديث الذي أخرجه الربيع من طريق أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن‬ ‫مالك قال‪ (:‬نهى النبي يلة عن بيع الثمار حتى تزهو فقيل له يا رسول الله يلة وما‬ ‫تزهو قال تحمر ) (‪.‬‬ ‫"ا الربيع المسندث ‪.)1/421(792‬‬ ‫‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ 1/421-5210 ،‬العوتبي‪ ،‬الإبانة ‪.3/891‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.11/11 ،‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيو عض باب ما ينهى عنه من البيو عث ‪.)1/422(855‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫ححححح‬ ‫ثالثا‪ :‬من خلال تفسير الصحابة مثل استشهاد أبي بكر الكندي حكما سيأتي‪-‬‬ ‫في تفسير الإرب بالتقطيع بقول عمر(أربت من يد)‪ :‬أي قطعها الله ( أو تفسير‬ ‫التابعين أو أحد الأئمة المتقدمين‪ ،‬وذلك عبر رواية تفسير الغريب عنهم كرواية‬ ‫تفسير الحنتم بالجرار الخضر والبيض‪ ،‬فقد روى ذلك أبو غانم الخراساني عن‬ ‫أبي المؤرج قال حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد ‪...‬إلخ (ا فهؤلاء هم الأعلم‬ ‫بمعنى اللفظة من غيرهم لاشتغالهم بفهم نصوص الحديث النبوي‪ ،‬وإدراك مرمى‬ ‫المعنى‪ ،‬وذلك للتوصتل إلى المعنى المراد من خلال فهم المبنى الوارد للألفاظء‬ ‫حتى يتقنوا فقه الحديث‘ ويحسنوا الاستدلال به‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الاستعانة بمصنفات علماء الغريب‪ ،‬وذلك من باب التسليم لأهل كل فن‬ ‫واختصاص في فنهم‪ ،‬والأخذ عنهم بطمأنينةث وذلك لتتبعهم لهذا العلمث وإيرادهم‬ ‫وأشعار هم و أقو الهم ونجد أنهم ينصون على الكتاب أو‬ ‫شواهده من لغة العرب‬ ‫عالم الغزيب الذي يأخذون عنه‘ ومن هؤلاء أبو عبيد القاسم بن سلام فقد نص‬ ‫ابن بركة‪ ،‬في أخذه عنه حين يأخذ وكذلك غير ابن بركة‪ ،‬كما في تفسير العجماء‬ ‫مثلا بالبهيمة لأنها لا تتكلم‪ ،‬قال‪ :‬كذا وجدت عن أبي عبيد القاسم بن سنام" ثا‪.‬‬ ‫وأخذ أبو بكر الكندية وجها من وجوه تفسير الشغار عن ابن قتيبة ونصآ بأخذه‬ ‫عنه فذكر أن الشغار مأخوذ من إشغار الرجل المرأة عند المباضعة و الجماع“ا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬الاستعانة بمعاجم اللغةؤ والكتب المصنفة لبيان الألفاظ العربية‪ ،‬وكلام‬ ‫أئمة اللغةؤ من أمثلة ذلك نقل العوتبي عن علماء اللغة في تفسيره الغريب؛ كنقله‬ ‫عن الكسائي تفسير الخة بضم النون بالبقر العوامل‪ ،‬وبيان الخليل للتَخّة والتَّة‬ ‫أنهما لغتان وأنه اسم يقع على الحميراء وسيرد تفصيله‪.‬‬ ‫(أا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف© ‪.4131‬‬ ‫(‪2‬ا أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى‘ء ‪.45 /2‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/444 .‬‬ ‫() الكندي أبو بكر ‪ ،‬المصنف ‪.23/301‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‘ ‪.6/,45-55‬‬ ‫حججحج= علم السنة عند الإباضية‬ ‫سادسا‪ :‬الاستعانة بمأثور كلام العرب‘ وأشعارهم وأقوالهم التي يستنار به‬ ‫لكشف الحيرة‪ ،‬في تفسير الكلام الغريب‪ ،‬كتفسير أبي بكر الكندي‪ :‬للفظ "الدائم"‬ ‫وأن معناه ‪-‬في النص الذي سيرد الساكن‪ ،‬مستشهدا بقول الشاعر(من الطويل)‪:‬‬ ‫ومن دونها الأهوال والجج الخضر")‪.‬‬ ‫حلى دائم لا يغير الفلك موجة‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج من تفسير الغريب في الطهارات‪:‬‬ ‫ه حديث أسماء بنت أبي بكر( أنها سألت رسول الله قه فقالت‪ ،‬يا رسول الله‬ ‫ؤ إن دم الحيض قد يصيب الثوبڵ فقال ة‪ :‬أقرصيه بالماء) ثا‪ .‬قال أبو بكر‬ ‫الكندي‪" :‬والقرص يرجع معناه إلى العصر بأصبعين‪ ،‬فدم الحيض قد يصيب‬ ‫القليل والكثير"ا‪ ،‬فأفادنا هذا اللفظ وتفسيره أن دم الحيض محتاج إلى مزيد عناية‬ ‫منتن )‪. (4‬‬ ‫‪ ،‬ولعل مرجع ذلك إلى صفة دم الحيض © إذ هو "ثخين نجس‬ ‫في غسله‬ ‫["ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف“ ‪.3/923-033‬‬ ‫"ا أخرجه ابن خزيمة في صحيحهء كتاب الوضوء‘ باب حت دم الحيض من الثوب‬ ‫و‪ )1/931(572...‬والنسائي في السنن الكبرىء كتاب الطهارة‪ ،‬باب دم الحصيض‬ ‫يصيب‪ )1/721(582...‬والدارمي في سننه؛ كتاب الطهارة‘ باب دم الحيض‬ ‫يصيب‪.)1/812(277...‬‬ ‫(‪2‬ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘ ‪ .3/682‬ضبط أبو عبيد اللفظ بالتضعيف قرص‪ :‬وفسر‬ ‫(قرّصيه بالماء)‪ :‬أي قطعيه‪ ،‬الهروي أبو عبيد القاسم بن سلام(‪ .)422/838‬غريب الحديث‬ ‫وبنص كلامه فسر‬ ‫ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان ‪6041‬ه‘ ‪6891‬م‪1/032 0‬‬ ‫الحميدي فقال "قرصت الدم من الثوب بالماء أي قطعته‪ ،‬وقرصته بالماء أي قطعته كأنها‬ ‫تقصد إليه من سائر الثوب فتغسله وكأنه قطع وحيازة'‪.‬ر‪:‬الحميدي الأزدي محمد بن أبي‬ ‫نصر فتوح بن عبد الله(‪ ،)884/7501‬تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫زبيدة محمد سعيد‪ ،‬ط‪ ‘1‬مكتبة السنة‪ ،‬القاهرة مصر ‪5141‬ه ‪5991‬م‘ ‪ 1/8450‬وقال‬ ‫الزمخشري "القرص‪ :‬القبض على الشيء بأطراف الأصابع مع نتر"‪.‬ر‪ :‬الزمخشري محمود‬ ‫بن عمر(‪ )1 835/441‬الفائق‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد البجاوي‪ ،‬محمد أبو الفضل إيراهيم؛ ط‪ ‘2‬دار‬ ‫المعرفة‪ ،‬لبنانث (د‪.‬ت)‪.171/ 3 ،‬‬ ‫ا الشماخي‪ ،‬الإيضاح‪.1/081 ،‬‬ ‫ححح۔< عاور السنة عند الا ضية‬ ‫ه حديث أبي هريرة عن النبي فة‪ (:‬لا يبولن أحدكم في الماء الدائم‪ ،‬ولا‬ ‫يغتسل فيه من جنابة) (ا‪ .‬قال أبو بكر الكندي‪" :‬الدائم معناه هاهنا الساكن‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫أدمت الشيء أسكنته حتى دام هو قال أبو صخر الهذلي(من الطويل)‪:‬‬ ‫} ومن ذونهَا الأهوال والأجج الخضر‬ ‫على دائم ا يغير الفلك موجة‬ ‫يريد بالدائم الساكن هاهنا‪ ،‬ويقال دائم وراكد وواقف وصائم بمعنى& والدائم‬ ‫الذي لا يجري‪ ،‬يقال أدمت القدرة أي أسكنت فورها بالماء‪ .‬وقال آخر(من‬ ‫الطويل)‪:‬‬ ‫فهنا غداة العنين تديمه"(ث‬ ‫سَعَرنَا عليك الحرب تغلي قذورها‬ ‫فأفادنا هذا اللفظ وتفسيره خصوصية حكم مثل هذا الماءث حيث أفرده بالنهي‬ ‫عن البول فيه وإن ورد عموم النهي من البول في أي ماء مستعمل قل أو كثرثا‪.‬‬ ‫وزاده نهيا آخر بمنع غسل النجاسة فيه حتى لو كانت على مستوى غسل الجنابة‬ ‫خشية تنجس هذا الماء‪ ،‬وذلك لمزيد من الحفاظ على هذه الثروة القيمةى ولكون‬ ‫هذا الماء غير متجدد فتزول هذه النجاسة‪.‬‬ ‫("ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الوضوء باب البول في الماء الدائمث ‪)1/49(632‬‬ ‫والربيع في مسنده عن ابن عباس‪ ،‬في كتاب الطهارة‪ ،‬باب في أحكام المياهف ‪.)1/37(261‬‬ ‫ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف ‪ .3/923-033‬فسر أبو عبيدة والأصمعي الدائم بمعضى‬ ‫الساكن‪ ،‬نقل عنهم ذلك أبو عبيد وقال‪' :‬دام الماء يدوم وأدمته أنا إدامة إذا سكنته‪ ،‬وكل شيء‬ ‫سكنته فقد أدمته" واستشهد أبو عبيد بقول الشاعر(من الطويل)‪:‬‬ ‫تجيش علينا قدراهم فنديمُها } ونقثؤها عنا لذا حَمها غلا‬ ‫ر‪ :‬الهروي أبو عبيدس غريب الحديث‪ ،1/731 ،‬وبتفسير أبي عبيد نفسه فسره الزمخشري‬ ‫ر‪ :‬الزمخشري ى الفائقء‪ ‘1/144‬وقال الحميدي‪ " :‬الماء الدائم الثابت المحصور في مكان‬ ‫واحد لا مخرج له منه" الحميدي‘ تفسير غريب الصحيحين ‘‪.1/073‬‬ ‫ص‪.64‬‬ ‫(‪ )3‬الجناوني‪ ،‬الوضعغ‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حجح=‬ ‫ه حديث (أيما إهاب ذبغ فقد طهر) ("ا‪ ،‬قال أبو عمرو السوفي‪" :‬والإهاب هو‬ ‫الجلد ما لم يدبغ‪ ،‬فإذا دبغ فهو أديم‪ ،‬وجمعه‪ :‬أدم بفتح الألف والدال كقضيم‬ ‫وقضتم‪ ،‬قال الشاعر(من البسيط)‪:‬‬ ‫قصرت تخطر في نعل من الكتم‬ ‫قا كان تَعلك قبل أليوم من أهب‬ ‫والأهب‪ :‬جمع إهاب ‪-‬بفتح الهمزة والهاء‪ -‬وضمهما معا والأم بضم الهمزة‬ ‫وإسكان الدال‪ :‬تيوس الجبال والظبا واحدها إدمانة‪ ،‬قال ذو الرمة(من البسيط)‪:‬‬ ‫تسمو إلى الشرف الأقصى كما نظرت } أدم أحن لهن القانص الوترا‬ ‫والأثم ‪-‬بضم الهمزة والدال‪ :-‬جمع إدام الطعام"(ا‪ .‬فأفادنا لفظ الإهاب وتفسيره‬ ‫إباحة الانتفاع بالجلد بعد دباغه وأن التباغ مطهر له‪ ،‬وهذا ما يكشف عن سعة‬ ‫الشريعة ومراعاتها لمصالح العباد‪ ،‬وقد ذهب الإباضية إلى أن التباغ يعتبرمطهرا‬ ‫لجلود ميتة الحيوان إلا الخنزير‪ ،‬ووقع اختلافهم في السباع ا‪.‬‬ ‫ه حديث أتى رجل إلى رسول الله ة فقال‪ :‬يا رسول الله تا نركب أرماثا لنا‬ ‫في البحر فتحضرنا الصلاة وليس معنا ماء إلا لشفاهنا أي‪ :‬لمعاشنا‪ ،‬أفنتوضأ‬ ‫‪( :‬هو الطهور ماؤه والحل ميتته) أأ‪ .‬قال أبو عمرو‬ ‫بماء البحر؟‪ ،‬فقال‬ ‫السوفي‪ ":‬والأرماث واحدها رمث‪ :‬خشبة يشة بعضها إلى بعض فيركب عليها‪.‬‬ ‫قال جميل(من الطويل)‪:‬‬ ‫("ا تقدم تخريجه ‪5‬ص‪.3‬‬ ‫كا السوفي‪ ،‬كتاب السؤالات‪( ،‬مخ)ء ص‪ 55‬ظ‘ وفسر الحميدي والزمخشري وابن الأثير‬ ‫الإهاب بالجلد قبل دباغه‪ ،‬واختلفوا في ضبط جمعه‘ فضبطه الحميدي "أهب" على وزن فعل‬ ‫بالفتح‪ ،‬وقال ابن لأثير‪ ":‬الأب بضم الهمزة والهاء وبفتحهما جمع إهاب وهو الجلد وقيل إنما‬ ‫يقال للجلد إهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا" أنظر‪ :‬الحميدي‘ تفسير غريب الصحيحين!‬ ‫‪ 81/‬الزمخشري الفائق‘‪ 2/1810‬ابن الأثير ‪ ،‬النهايةش‪.1/38‬‬ ‫ثا الشماخي أبو ساكن‪ ،‬الايضاح‪.1/953 ،‬‬ ‫(" تقدم تخريجه ص ‪.35‬‬ ‫عالور السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫تت من حتي بقية أنتا © على رمتث في التخر ليس لنا وكره "ا‬ ‫وقال أبو بكر الكندي‪ ":‬والأرزماث جمع رمَث‘ وهو خشب يضم بعضه إلى‬ ‫بعض فيركب عليه في البحر‪ .‬قال جميل‪...‬واستشهد بالبيت السابق(خا‪ ،‬وقد تقدم‬ ‫ابن بركة السوفي والكندي بتفسير الأرماث بأنها" الخشب المضموم بعضها على‬ ‫بعض" واستشهد بقول جميلا‪.‬وقال العوتبي الأرماث‪ :‬جمع رمَث وهو‬ ‫المركب"(“ا‪.‬‬ ‫لقد جاء لفظ الأرماث في سؤال الصحابي معبرا عن الضرورة التي تعتريهمء‬ ‫فهم مضطرون لهذا العمل‪ ،‬كما أنهم لا يمكنهم حمل الماء في هذا النوع من‬ ‫الأخشاب البسيطة فأقرهم رسول الله قه ووستع لهم في الإباحة بتقريره لهم ذلك‬ ‫وبإعطائه للبحر هذا الحكم سواء لمائه أو لدوابه‪ ،‬ليكشف عن عظمة هذا‬ ‫التشريع‪ ،‬فالصحابي طرح سؤاله لبعض التخفيف فجاء التشريع بأورسع الإباحة‪.‬‬ ‫؟ حديث( لا يصلي أحدكم وهو زنتاء) اء قال الربيع "الزناء بتشديد النون‬ ‫يعني الحاقن الذي يجمع البول في مثانته(ا ث وقال ابن بركة‪( ":‬زناء) ممدود غير‬ ‫مشدد النون‪ ،‬يريد والله أ علم؛ الحاقن‪ ،‬يعني بذلك الذي يجمع البول في مثانته حتى‬ ‫!) السوفي‪ ،‬كتاب السؤالات‪( ،‬مخ)ى ص‪6‬كو‪.‬‬ ‫{‪2‬ا أبو بكر الكندي‪ ،‬المصتففء ‪.3/363‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .142-242 /1 ،‬وقد نقل أبو عبيد هذا التفسير عن الأصمعيس واستشهد‬ ‫له أبو عبيد بقول جميل أيضاؤ كما فسر الأرماث بهذا التفسير كل من الزمخشري وابن الأثير‬ ‫قال الزمخشري‪ :‬وهو فعل‪-‬أي رمّث‪ -‬بمعنى مفعول من رمثت الشيء إذا أصلحته ولممته"‪.‬‬ ‫ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/63‬الزمخشري‪ ،‬الفائق ‪ ،2/48‬ابن الأثير ‪ ،‬النهاية‪.2/162 .‬‬ ‫() العوتبي‪ ،‬الإبانةك ‪.3/723‬‬ ‫[‪٨‬ا‏ أخرجه الربيع في مسنده كتاب الصلاة‪ ،‬باب جامع الصلاةض ‪ )1/421(792‬وأخرج‬ ‫أيضا(لا يصلي أحدكم وهو يدافع الأخبثين) ح(‪ (892‬وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة‬ ‫باب فرض الجماعة ‪.)5/034(4702‬‬ ‫كا الربيع‪ ،‬المسندث ‪.)1/421(792‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ال‬ ‫وصحح‬ ‫يضيق به" ونقل ابن بركة عن الكسائي و أبي عبيدة نفس التفسير (;ا‪ .‬قال العوتبي‪":‬‬ ‫زناء‪ :‬أي حاقن بوله‪ ،‬وأزنا الرجل بوله إزناء‪ :‬إذا احتقنه"(ا‪ .‬وقال أبو بكر‬ ‫الكندي‪ ":‬قال الكسائي‪ :‬هو الحاقن بوله‪ ،‬يقال عنه قد زنا بوله يزنا زنء إذا‬ ‫احتقن‪ ،‬فأزنا بوله إذا حقنه‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬وهو الزناء ممدود‘ والأصل من‬ ‫المضيق‪ ،‬وكل شيء ضيق فهو زناءةا‪ ،‬قال الأخطل(من الكامل)‪:‬‬ ‫غَبْرَاءَ مظلمة من الأحفار‬ ‫وإذا ذفغت إلى زتاء قغرها‬ ‫سمي الحافر زناء؛ لأن البول يجتمع عليه فيضيق عليه "ا‪.‬‬ ‫أفاد لفظ زَناء وتفسيره التنبيه إلى حالة لا تصح معها الصلاة وهي صورة من‬ ‫صور مدافعة الأخبثين المنهي عنهاا‪ ،‬فهذه الحالة تتنافى مع مطالب الصلاة من‬ ‫الراحة الجسمانية‪ .‬المفضية إلى الاستقرار فالراحة النفسية‪ ،‬ومن ثم تحقق الخشوع‬ ‫الذي هو عمود الصلاة‪ ،‬وبهذا العمود تتحقق المناجاة مع الخالق‪ ،‬ومن ثم‬ ‫الحصول على المدد الروحي الذي يرقى بالنفس عبر تلك المناجاة‪.‬‬ ‫حديث أبي هريرة (أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به‬ ‫ه‬ ‫فقال لهم رسول الله يلة ‪ :‬دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء‪ )...‬اء قال أبو‬ ‫بكر الكندي‪ ":‬الذنوب هي الدلو الضخمة" وقال أيضا‪ :‬قال أصحابنا‪ :‬الذنوب‪:‬‬ ‫ملء دلو من الماء‪ ،‬والذنوب‪ :‬الدلو العظيمة‪ ،‬والذنوب أيضا النصيبتقال الله‬ ‫‏(‪ )٧‬ابن بركة؛ الجامع‪ .1/421-521 ،‬أورده أبو عبيد عن الكسائي‪ ،‬وهو تفسير أبي عبيد‬ ‫وابن الأثير‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪1/49‬۔ ابن الأثير ‪ 0‬النهاية ‪.2/413 .‬‬ ‫ثا العوتبي‪ ،‬الإبانة ‪.3/891‬‬ ‫ا أورده أبو عبيد هذا التفسير‪ .‬ر‪ :‬الهروي غريب الحديث‘ ‪.1/49‬‬ ‫() الكندي أبو بكرؤ المصنف ‪ .4/583‬استشهد أبو عبيد والزمخشري بهذا الشاهد‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الفائق‪ .2/421 ،‬قال ابن الأثير‪" :‬والزناء في‬ ‫الهمروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/49‬الزمخشري‬ ‫الأصل الضتيق فاستعير للحاقن لأنه تضيق بوله" ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.2/413‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.1/544-644‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه؛ كتاب الأدب‪ ،‬باب قول النبي قة يسروا‪5/0722...‬‬ ‫(‪ )7775‬والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب في المساجد وفضل المسجد‘ ‪.)1/11(362‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫تعالى‪(«:‬قإن للذين ظلَمُوا ذنوباً مَل‪(4‬الذاريات‪ )15/95‬أي نصيباء قال علقمة (من‬ ‫الطويل)‪:‬‬ ‫فحق لس من نَدَاك دنو (فا‪.‬‬ ‫وفي كل حي قد خبطت بنغمَة‬ ‫أفادنا لفظ الذنوب حجم الماء المشروع لتطهير البقعة من البول وكيفية‬ ‫التطهير‪ ،‬كما كشف هذا الحديث عن سعة قلب النبي قلة ولطفه وحسن تربيته‬ ‫للنفوس وتوجيهها‪ ،‬وتعليمه لأصحابه وتدريبه لهم ليكونوا هداة رفيقين‪.‬‬ ‫ه حديث(من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر) (ا‪.‬قال ابن بركة‬ ‫"الاجتمار إزالة النَجْو بالحجارة الصغار‪ ،‬ويسسّى حصى أيضاً‪ ،‬وتسمى جمار مكة‬ ‫حصى لصغرها‪ .‬ألا ترى إلى قول الشاعر(منالطويل)‪:‬‬ ‫هايلشمس إلآ أنها تَسحَرُ الفتىو ‪ 3‬ولم أرَ شمساً قبلها حسن السّحرا‬ ‫بعيني وأرةًالله حولة جمرا‬ ‫رَمّت بالحصى يوم الجمار فليدَه‬ ‫ويقال للمستنجي بالحجارة‪ :‬استطاب الرجل ومنه قيل‪ :‬استطاب‪ ،‬فهو مستطيب‬ ‫نفسه بإزالة الأذى عنها"وقال ابن‬ ‫إذا استنجى؛ يريد بذلك أنه طب‬ ‫بركة‪":‬والاستنشاق من الاستنثار؛ مأخوذ من النثرة‪...‬والنثرة في اللغة الأنف"“ا‪.‬‬ ‫("ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘ ‪3/88‬ء وقد فسر الحميدي الذنوب بالدلو العظيمة والزمخشري‬ ‫بالدلو الملأى‪ ،‬قال‪ ":‬واستعير للنصيب كما استعير له الذنوب"‪ .‬ر‪ :‬الحميدي تفسير غريب‬ ‫الصحيحين‘ ‪ ،1/542‬الزمخشري الفائق ‪.2/551‬‬ ‫‪.634‬‬ ‫)‪ (2‬تقدم تخريجه ص‬ ‫ثا ابن بركةء الجامع‪ .1/382-482 ،‬وقد نقل أبو عبيد عن الأصمعي أن مالكا فسر‬ ‫الاستجمار بالاستنجاء‪ ،‬وذكر أبو عبيد أن محمدا بن الحسن والكسائي وأبا عمرو فستروه‬ ‫بذلك‪ ،‬ونقل تفسير من فستر الاستجمار بالاستنجاء بالحجارة‪.‬ر‪ :‬الهروي‘ غريب‬ ‫الحديث‪،1/96٬‬‏ قال ابن الأثير ‪":‬الامنتجمار‪ :‬التَسَئُح بالجمار وهي الأحجار الصتغار"‪ .‬ابن‬ ‫الأثير ءالنهاية‪.01/292‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪ .1/192‬وفي رواية أبي عبيد( إذا توضأت فأنثر‪ )...‬وفسرها‬ ‫بقوله‪":‬فأنثر يعني ما يسقط من المنخرين عند الاستنشاق‪...‬أمره أن يستنشق في وضوئها‬ ‫الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/966‬قال الزمخشري‪":‬استنشق الماء ثم استخرج ما في أنفه‬ ‫ححححصح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جاء ورود لفظي الانتثار والاستجمار مؤكدا على طهارة موضعيهما ضمن‬ ‫التهيؤ للصلاةء ففي الانتثار تأكيد المبالغة في الاستنشاق لمزيد النظافة والطهارة‪.‬‬ ‫وهذه المبالغة مؤكد عليها إلا في حال الصيام("‪ .‬وفي الاستجمار الاستطابة بإزالة‬ ‫النجس‘ وقد وقع الخلاف بين علماء الإباضية في حكم الاستجمار ث فمال بعضهم‬ ‫إلى وجوبه وهو ظاهر عبارة الجيطاليخاء وذهب غيرهم إلى ندبيّته حيث نسخ‬ ‫وجوبه بفرض الغسل بالماء وهو الذي رجحه السالمي (‪.‬‬ ‫ه حديث (ابن عباس عن النبي قة قال لا صلاة في المقبرة ولا في المنحرة‬ ‫ولا في معاطن الإبل ولا في قارعة الطريق)‪“(:‬ا وحديث( نهى عن الصلاة في‬ ‫المقبرة والمجزرة والمزبلة والحمام وقارعة الطريق ومعاطن الإبل) (ا؛ قال‬ ‫أبوبكر الكندي‪ :‬فأما المجزرة‪ :‬فحيث يصل موج البحر نم يجزر ‪ . .‬وفي‬ ‫الانقطاع جزرا جزراء وهما يجزران©ا‪ ،‬وأما المَنْحَرَة‪:‬فمَتحَرَة الإبل وغيرها من‬ ‫الدواب‪ ،‬ويقال هي مَزبلة(مزبلة) بفتح الباء و ضمها‪ ،‬وأما المقبرة فالموضع الذي‬ ‫يقبر فيه‪ ،‬يقال مقبرة ومقبرة بفتح الباء وضمهاء وهي المقبرى‪ ،‬والمقر المصدر‬ ‫والمتقبرى موضع القبر‪ ،‬يقول‪ :‬قبرته فأنا أقبره قبرا ومقبرا""'‪ ،‬وقال عبد الله بن‬ ‫ونثره وقال الفراء‪ :‬هو أن يستنشق ويحرك النثرة " الزمخشريع الفائقث ‪.3/604‬‬ ‫"ؤ الجيطالي‪ ،‬قواعد الإسلامش ‪.1/671‬‬ ‫لتام‪.‬س‪.1/661 ،‬‬ ‫{ة) السالمي‪ ،‬المعار ج‪.2/47 ،‬‬ ‫لا أخرجه الربيع في مسنده كتاب الصلاة باب في فضل الصلاة وخشوعهاء‬ ‫‪.)1/22(392‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.263‬‬ ‫©‪0‬ا قال ابن الأثير‪ :‬قال في المصباح المجزر ‪:‬موضع الجزر مثل جعفر‪ ،‬وربما دخلته الهاء‬ ‫فقيل‪ :‬مجزرة ‪ 0‬وفي الصحاح بكسر الزاي في الدر النثير‪ :‬قلت هذا أصح ‪ ،‬وبه جزم ابن‬ ‫الجوزي"‪ .‬ر‪:‬ابن الأثير ث النهاية‪.1/762 .‬‬ ‫ا أبو بكر الكندي‪.5/413 ،‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح‬ ‫سعيد السدويكشي("ا‪" :‬المجزرة بكسر الميم موضع الجزر وهو الذبح والنحر‬ ‫وتفتح زاؤها وتكسر‪ ،‬معاطن الإبل جمع سَنطن بكسر الطاء وهو مباركها عند‬ ‫الماء لتشرب عللا وهو الشرب الأول‪ ،‬عَطتت الابل تعطن بضم الطاء وكسرها‬ ‫عطونا إذا روت ثم بركت"ثا‪ ،‬وقال السالمي‪( :‬معاطن الإبل) "جمع معطن وهو‬ ‫مبرك الإبل حول الماء‪ ،‬وقيل الموضع الذي تبرك فيه الإبل عند الرجوع عن‬ ‫الماء‪ ،‬ويستعمل في الموضع الذي تكون فيه الإبل أيضا‪.‬‬ ‫أعطت الألفاظ الواردة في الحديثين صفة بعض المواضع التي نهي عن الصلاة‬ ‫فيهاء وهي داخلة ضمن حسن اختيار المكان اللائق للصلاة‪ ،‬الجامع بين الطهارة‬ ‫والنظافةش مع مراعاة حقوق الغير دون اعتداء‪ ،‬لتصبح مواضع الصلاة مصونة‬ ‫عن كل شبهةش محققة طمأنينة النفس لتلك الرحلة المعراجية الإيمانية‪.‬‬ ‫ه حديث(ابن عباس أن رسول ا له يلة أتي بكتف مُوَربّة فأكل ثم صلى ولم‬ ‫يتوضأ) (“ا‪ .‬قال الربيع‪ ": :‬السورية‪ :‬المُوفرة"("ا‪ ،‬وقال أبو بكر الكندي‪':‬المُوَرة‪:‬‬ ‫هايلموقرة غير الناقصة في اللغة‪ ،‬ويدل عليه قول الكميت(منالطويل)‪:‬‬ ‫(" السدويكشي أبو محمد عبد الله بن سعيد بن أحمد بن عبد الملك (‪ )8601/8561‬علامة‬ ‫جليل‪ ،‬وزعيم نبيل‪ ،‬من أعلام جربة بتونس" تولى زعامة مجلس العزابة سنة ‏‪٠1625;/1034‬‬ ‫كان مفتيا للناس‪ ،‬مصلحا يفصل بين المتخاصمين في مسجد لاكين‪ ،‬وكان له حلقة يجتمع إليه‬ ‫الفقهاء وا الطلبة لأخذ العلم ومن تلاميذه أبو ستَّة محمد بن عمر ترك عددا من التآليفث‬ ‫توقي بمكة المكرمة ودفن بها‪ .‬ر‪ :‬ابن تعاريت‪ :‬رسالة في تراجم علماء جربةث ص‪.68-78‬‬ ‫سالم بن يعقوب‪ :‬تاريخ جربة‘ ص‪.15‬‬ ‫كا السدويكشي أبو محمد عبد الله بن سعيد بن أحمد بن عبد الملك (‪ ،)8601/8561‬حاشية‬ ‫على كتاب الإيضاحء طبعة دار الفتح(مع الإيضاح)‪.1/434 ،‬‬ ‫(ثاالسالمي‪ ،‬شر ح المسندؤ‪ .1/144‬فسر ابن الأثير العطن بمَنرك الإبل حول الماء وقال‪:‬‬ ‫"عَطتنت الإبل فهي عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعد إلى الشرب مرة‬ ‫أخرى"‪ .‬ر‪:‬ابن الأثير‪ ،‬النهايةث ‪ .3/852 0‬وفسر الزمخشري العطن بالموضع الذي تناخ فيه‬ ‫الابل‪ .‬الزمخشريڵ الفائق‪.3,16 .‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده كتاب الطهارة‪ ،‬باب ما يجب منه الوضوء‪ )1/06(411 ،‬وسبق‬ ‫تخريج لفظ آخر له في معناه‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح‬ ‫والانتشلت عضوين منها يُحايرة وكان لعبد القيس عضو مُورتب‬ ‫يعني تاما غير ناقصسؤ يقال قطعت اللحم إرزتا إزاء والواحد إرنب‪ ،‬وفي‬ ‫الحديث(أرنت من يد) اا‪ :‬أي قطعها الله‪ ،‬والإرب بالتثقيل‪ :‬الحاجة المهمة‪.‬‬ ‫والمواربة مداهات الرجل ومخاتلته"(ةا‪.‬‬ ‫أكد لفظ المُوربّة هنا دلالة الحديث في نفي وجوب الوضوء مما مسته النار‪،‬‬ ‫وأن الوجوب منسوخ كما تقدم في فصل النسخ‪ ،‬وعليه "لا ينقض الوضوء بأكل ما‬ ‫مسته النار أخذا بما صح عنه يه(‪.‬‬ ‫؟ حديث( العينان وكاء السئة) ا‪ .‬قال الربيع‪" :‬الوكاء الخيط الذي يشة به فم‬ ‫الفربة"("'‪ ،‬وقال ابن بركة "الوكاء هو الخيط الذي يشة به رأس القربة‪ ،‬فجعل ة‬ ‫(أا الربيع‪ ،‬المسندث ‪ .)1/06(411‬وقد فسر أبو عبيدة وأبو عمرو وأبو عبيد والزمخشري‬ ‫وابن الأثير المؤربة بالموفرةء وإنما اختلفوا في أصل أخذ المعنى‪ ،‬فقال أبو عبيد‪ ":‬ولا أراه‬ ‫أخذ إلا من الإرب وهو العضو يقال قطعته إرباً إرا ى واستشهد بقول الشاعر(منالطويل)‪:‬‬ ‫وظلم بعضاً أو جميعا مُوَرابا‬ ‫وأعطي فوق النصف ذو الحق منهم‬ ‫كما استشهد بقول الكميت المذكور في الأعلى‪ ،‬وأما الزمخشري فيقول‪":‬الموفرة التي لم يؤخذ‪.‬‬ ‫شىء من لحمها فهي متلبسة بما عليها من اللحم متعقدة به‪ ،‬أرب من أرت العقدة إذا أحكمت‬ ‫شدها من الناس" انظر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‪٬‬؛‪،1/52‬‏ الزمخشري الفائق‪.1/33،‬‬ ‫ا قول لعمر يرة على سائل سأله وكان قبل سأل رسول الله فقه عنها‪( :‬أرثت عن يديك‬ ‫سألتتي عن شيء سألت عنه رسول الله قلة لكيما أخالف) أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫المناسك‘ باب الحائض تخرج ‪ )3002 (2/802...‬وابن أبي شيبة في المصنف©‪ ،‬كتاب الحج‪.‬‬ ‫المرأة تحيض قبل‪ ،)3/471(18131 ...‬وفسر أبو عبيد وابن الأثير قول عمر‪(:‬أرنت) أي‬ ‫سقطت آرابك من اليدين خاصتة‪ .‬ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب الحديثؤ ‪ ،2/28‬ابن الأثير‪.‬‬ ‫النهاية‪.63 1/330 .‬‬ ‫ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف©‪.4/,131 ،‬‬ ‫[‪٨‬ا‏ السالمي‪ ،‬شر ح المسند‪.1/461 ،‬‬ ‫ثا أخرجه الدارمي في سننه؛ كتاب الطهارة‪ ،‬باب فضل الوضوء‘‪ )1/891(227 ،‬وأخرجه‬ ‫الربيع بلفظ(العينان وكاء الدبر) في مسنده‪ ،‬باب النوم الذي ينقض الوضوء‪.)1/16(811 ،‬‬ ‫ك _۔_۔۔۔۔۔۔ _ علوم السنة عند الا ضية‬ ‫العينين وكاء التبر من طريق المجاز وأن السئ في اللغة‪ :‬حلقة التبر على ما يرى‬ ‫العرب‪ ،‬ويسمى أصل كل شيء المهاء ومنه قول النبي قة في الوكاء في‬ ‫‪307‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ِ‬ ‫شه ۔ ۔‬ ‫اللقطة‪(:‬اعرف عفاصها ووكاءها)ثأيريد بذلك الخيط‪ ،‬والعفاص‪ :‬الوكاء"“)‬ ‫جاء التعبير بكون العين وكاء للىئه مبينا علاقة متلازمة بينهما مؤثرة في‬ ‫المحافظة على الوضوء فإذا نامت العينان انطلق الوكاء وذهب الوضوء أدراج‬ ‫الرياح‪ ،‬وبذلك فصلت هذه الألفاظ النعاس الناقض من النوم عن غيره‪ ،‬والضابط‬ ‫هو انطلاق الوكاء المقيد بحضور الحاسة وبيان ذلك أن النوم المذهب للحواس‬ ‫ينطلق معه الوكاء فينتقض الوضوء‘ فمن ذهب إلى تحقق ذلك بالنوم مطلقا أطلق‬ ‫النقض‬ ‫قرد‬ ‫فة ط‬ ‫‏‪ ١‬لاضطبجاع‬ ‫حدوثه في‬ ‫حقق‬ ‫النأقض ‪ 0‬ومن‬ ‫النوم‬ ‫الحكم في‬ ‫بالاضطجاع‘ ومن جعل نوم الساجد كالاضطجاع أعطاه حكمه ومن فرق بين‬ ‫الثقيل والخفيف حكم بالتفريق في حكم النقض‪ ،‬إلى غيرها من أوجه الخلاف"ا‪.‬‬ ‫المبحث الثالث نماذج من تفسير الغريب في العبادات‪:‬‬ ‫"ا الربيع‪ ،‬المسندس‪ .)1/891(227‬فسرالأصمعي وأبوعمرو وأبوعبيد والزمخشري وابن‬ ‫الأثير الوكاء‪:‬الخيط الذي يشد فم القربة‪ .‬ر‪ :‬الهرويغ‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/713‘5410‬‬ ‫الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين ‪ 1/160‬الزمخشريڵ الفائق‪ 1/593،‬ءابن الأثير ‪ ،‬النهاية‪.‬‬ ‫‪.1/95‬‬ ‫ا أورد الزمخشري الرواية بلفظ(إن العين وكاء السئَه‪ ،‬فإذا نامت العينان استطلق الوكاء‪ ،‬فإذا‬ ‫نام أحدكم فليتوضأ)وفسرها بقوله"جعل اليقظة للإست كالوكاء للقربة‪ ،‬والسئه‪:‬الإاست أصلها‬ ‫ستة فحذفت العين كما حذفت من مذ وإذا صغرت ردت فقيل‪ :‬ستيهة"‪.‬الزمخشري؛الفائق‪.‬‬ ‫‪.477‬‬ ‫ا أخرجه البزار في مسنده‪ ،‬ما أسند زيد بن خالد الجهني‪.)9/132(3773 ،‬‬ ‫(ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .682 /1 ،‬فسر ابن الأثير العفلص بالوعاء الذي تكون فيه النفقة من‬ ‫جلد أو غيره‪ ،‬مأخوذ من العفص وهو الني والقطف‪ ،‬ولذلك سي الجلد الذي يجعل على‬ ‫رأس القارورة أوغلاقها عفأصاء‪.‬ر‪ :‬ابن الأثير‪ ،‬النهاية ‪.3/362.‬‬ ‫ا أنظر اختلاف الأقوال في النوم الناقض في‪ :‬السالمي‪ ،‬شر ح المسندش ‪.1/571-671‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫ه حديث( كل صلاة لم يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خداج) ("ا‪ .‬قال ابن بركة‪:‬‬ ‫الخداج هو النقصانثا‪ ،‬والخداج على ضربين‪ ،‬فخداج ينتفع به وهذا الذي يسسَّى‬ ‫أخدج إذا كان فأيطرافه نقصان‪ ،‬وخداج لا ينتفع به وكما يقال‪ :‬خَجت الناقة إذا‬ ‫ألقت جنينها ميتس هكذا وجدت في كتب أهل اللغةث فهذا نقصان لا ينتفع به‬ ‫فالخداج الذي أراده النبي قلة هو الذي لا ينتفع به"(“ا‪ ،‬وقال العوتبي‪ ":‬قال الخليل‪:‬‬ ‫في الحديث(‪...‬فهي خداج)‪ :‬أي بمنزلة السقط من الولد لغير تمام‪ ،‬وأخةج صلاته‪.‬‬ ‫وهي مُختجة‪ ،‬وكل ناقص مُخدّج؛ كقولهم مُخدّج إليك‪ ،‬وتقول خدَجَت الناقة فهي‬ ‫خادج‪ .‬وأخجَت فهي مُخجؤ والولد خديج ومُخةج ومخدوج؛ وذلك إذا ألقته وقد‬ ‫استبان خلقه‪ ،‬ويقال إذا ألقته دما‪ :‬ختجت وهي خداج‪ ،‬وإذا ألقته قبل أن ينبت عليه‬ ‫الشعر‪ :‬قيل أجهضت‪ ،‬وهو الجهاض'"ا‪.‬‬ ‫جاء لفظ الخداج دالا على أهمية قراءة الفاتحة مؤكدا فرضيتهاث فلا قيمة‬ ‫للصلاة دوني كما لا قيمة للخداج‪ ،‬وقد أكد لفظ "كل" و"خداج" عموم هذا الحكم‬ ‫افتقرت إلى فاتحة الكتاب‪ ،‬ويوحي لفظ خداج بمعان متعددة كعدم تمام‬ ‫لأي صلاة‬ ‫الصلاة ونقصانها‪ ،‬وعدم الانتفاع بهاء كما يحمل هذا التشبيه على التنفير من هذا‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫(ت!قدم تخريجه‘ ص‪. 981‬‬ ‫)‪ (2‬فسر الأصمعي و أبو عبيد والحميدي والزمخشري الخداج بالنقصان‪ .‬ر‪ :‬الهروي‘ غريب‬ ‫الحديث‘‪ ،1/74‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين ‪ 1/0730‬الزمخشريء الفائق ‪.1/653‬‬ ‫{ثا أورد أبو عبيد والحميدي هذا المعنى‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث؛‪ '1/74‬الحميدي‪ ،‬تفسير‬ ‫غريب الصحيحين ‪.1/073‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع‪.1/415-515 ،‬‬ ‫ثا العوتبي‪ ،‬الضياءء ‪ 5/0710‬وقال الحميدي‪ ':‬قال ابن الأنباري فهي خداج أي فهي ذات‬ ‫خداج أي ذات نقصان فحذف ذات و أقيم الخد اج مقامه على مذهبهم في الاختصار قال ويجوز‬ ‫أن تكون خداج بمعنى مخدجة أي ناقصة فأحَلً المصدر محل الفعل كما قالوا عبد الله إقبال‬ ‫وإدبار وهم يريدون مقبل ومدبر"‪ .‬ر‪:‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين‘ ‪.1/073‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫حديث( ليس في النوم تفريط؛ وإنما التفريط في اليقظة أن تؤخر الصلاة‬ ‫حتى تدخل وقت الأخرى) (‪٨‬ا‪.‬‏ قال ابن بركة‪" :‬التفريط في اللغة هو أن المتقدم في‬ ‫الشيء يسمى مقرا لأنه قدم التقصير فيه‪ ،‬ومنه قول الشاعر(من البسيط)‪:‬‬ ‫كما تَعَجَلَ فرًاط لورًاد ‪.)2‬‬ ‫فَاسنتَعْجلُونَا وكانوا من صتحابتنا‬ ‫أكد التعبير بعدم تفريط النائم حال نومه سعة الشريعة وعذرها لصاحب العذر‬ ‫وبمقابل ذلك جاء وصف مؤخر الصلاة إلى دخول وقت الأخرى بالتفريط مؤكدا‬ ‫كما حمل ذلك‬ ‫خطورة هذا العمل‘ فهو تهاون في الواجب واستخفاف بالفرض‬ ‫الوصف التنفير من الوقوع في مثل هذا التهاون‪.‬‬ ‫ه حديث جابر بن عبد الله قال‪ (:‬نهى رسول الله هل أن يأكل الرجل بشماله أو‬ ‫يمشي في نعل واحدة أو يشتمل الصماء أو يحتبي في ثوب واحد)<ثا‪ .‬قال‬ ‫الربيع‪ ":‬الصماء أن يرمي بطرفي إزاره على عاتقه الأيسر ويبقى مكشوفا‬ ‫عورتها ومعنى الاحتتاء أن يرمي بطرف إزاره علي عاتقه الأيمن والآخر‬ ‫على عاتقه الأيسر فتبقى عورته مكشوفة إلى السماء"ةا‪ ،‬وقال ابن بركة‪":‬وأما‬ ‫الصَمًاء التي نهى النبي ي عنها في الصلاة فهو أن يلبس الرجل ثوبه ويشده‬ ‫"ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب قضاء الصلاة‬ ‫الفائته‪ ،)1/374(186...‬وابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب مواقيت الصلاة ‪.)1/48(351‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامعء ‪ .51615 /1‬جاء في اللسان 'قَرَطَ في الأمر يفرط قرنطا أي قصر‬ ‫فيه وضيّعه حتى فات"‪ .‬ر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة فرطؤ ‪.7/863‬‬ ‫(ا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب النهي عن اشتمال‬ ‫الصماء‪ 3/1661(9902)6‬والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب الثياب في الصلاة‪1 1/21‬‬ ‫(‪.)072‬‬ ‫ا ذكر أبو عبيد الهروي أن هذا التفسير هو تفسير الفقهاء‪ ،‬وأنهم أعلم بتأويل الكلام فهو‬ ‫أصح المعاني‪ .‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪.1/172‬‬ ‫"ا الربيع‪ .‬المسندث ‪ .)1/211(072‬فسر ابن الأثير الاحتباء بأنه ضائلإنسان رجله إللى‬ ‫بطنه بوب يَجْمَعُهُما به مع ظهره‪ 7 .‬ه عليها " قال‪ : :‬و |نما نهى عنه لأنه إذا لم يكن عليه‬ ‫ال ثوب واحد ريما تحرك أو زال لوب فتو عورته" ر‪ :‬ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.1/533‬‬ ‫عارم السنة عند الا صية‬ ‫ح۔<=‬ ‫على بدنه ويديه هكذا عند العرب صفة الصماء إذا تخلل به ولم يرفع منه‬ ‫جانباك وإنما سميت صتمًاء لأنه يشد على بدنه‪ ،‬وبدنه كالصخرة الصَمًاء التي‬ ‫ليس فيها صدع ولا خرق("ا‪.‬‬ ‫ه وحديث (أبى هريرة أن رسول الله يلة نهى عن السئذل في الصلاة)ثا‪ .‬قال‬ ‫ابن بركة‪" :‬وأما الستدل الذي نهى عنه النبي يلة في الصلاة وهو أن يرسل الرجل‬ ‫اء فأفاد بيان معنى الصماء و الاختباء معرفة‬ ‫بثوبه على جانبيه ولا يضم طرفيه‬ ‫بعض هيئات اللباس المنهي عنها في الصلاة إذ لا تصح الصلاة بهاء فعلى تفسير‬ ‫الربيع يكون المحذور من الهيئة انكشاف العورة لأنه لا تصح الصلاة بانكشافهاء‬ ‫وعلى تفسير ابن بركة للصماء لا تتلاءم تلك الهيئة مع استقرار النفس في‬ ‫الصلاة‪ ،‬ولذلك رجح السالمي نقضها للصلاة خلافا لمن قال بكراهتها" لأنه يمنعه‬ ‫من أدائها على التمام فلا يتمكن من ركوع ولا سجود"ا‪ ،‬أما السدل فهو أيضا‬ ‫منهي عنه خوف انكشاف العورة؛ فجاء النهي في هذه الهيئات سدا لذريعة‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .585 /1 ،‬أورد أبو عبيد هذا التفسير عن الأصمعي فهو من تفسير أهل‬ ‫اللغةث ونقل الحميدي عن الأصمعي والقتبي تأويل تسمية هذه الهيئة بالصماء وذلك لأن‬ ‫اللابس إذا اشتمل مد على يديه ورجليه المعاقد كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق‬ ‫ولا صدع‪ .‬الحميدي تفسير غريب الصحيحين‪.1/712٠‬‏‬ ‫(‪2‬ا أخرجه ابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاة‪ ،‬باب الحدث في الصلاة‪)6/76(9822 .‬‬ ‫وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاة‪ ،‬باب ما جاء في السدل في الصلاة‪.)1/471(346 ،‬‬ ‫ثا ابن بركة الجامع‪ .585 /1 ،‬فسره أبو عبيد والزمخشري بهذا التفسير‪ ،‬لكن أبا عبيدة زاد‬ ‫لن ضتَمٌ جانبيه فليس بسدل‪.‬ر‪ :‬الهروي غريب الحديث‘ ‪ ،2/651‬الزمخشري‪ ،‬الفائق‪.‬‬ ‫وفسر ابن الأثير السدل‪ :‬أن يلتحف الرجل بثوبه ويدخل يتيه من داخل فيركع ويسجد‬ ‫‪2‬‬ ‫على هذا الحال‪ ،‬قال‪" :‬وكانت اليهود تفعله فنهُوا عنه‪ ،‬وذكر تفسيرا آخر‪:‬أن يضع وسط‬ ‫الإزار على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله ولا شيء على كتفيه‪.‬ر‪:‬ابن الأثير النهاية‪.‬‬ ‫‪.23‬‬ ‫( السالمي‪ ،‬شر ح المسند ‪.1/593‬‬ ‫عار السنة عند الاباضية‬ ‫حح=‬ ‫انكشاف العورة‪ ،‬على أن فقهاء الإباضية لم يتفقوا جميعا على نقض الصلاة بهذه‬ ‫الهيئات ما لم تنكشف العورة("ا‪.‬‬ ‫ه حديث(أبي هريرة أن رسول الله يلة قال إذا اشتد الحر فابردوا بالظهر فإن‬ ‫شدة الحر من فيح جهنم)(ا‪ .‬قال الربيع فيحها نفسها"اء وقال أبو غانم‬ ‫الخراساني‪ :‬أبردوا‪ :‬أخرو"ا‪ ،‬فأفادنا لفظ "فيح" و"أبردوا" بتوسعة الشارع الحكيم‬ ‫في وقت أداء الظهر حال شدة الحر‪ ،‬وتبقى علة هذا الحكم الخاص محل بحث‬ ‫ونظر إذ" هل الحكمة فيه رفع المشقة لكونها قد تسلب الخشوع‘ أو لكونها الحالة‬ ‫التي ينشر فيها العذاب"ةا‪.‬‬ ‫ه حديث(عائشة رضي الله عنها أن رسول الله يل كفن في ثلاثة أثواب بيض‬ ‫سَحولية ليس فيها قميص ولا عمامة) ا‪.‬قال الربيع‪":‬السَحولية ثياب من موضع‬ ‫("ا الشماخي‪ ،‬الإيضاح‪ \1/324-424 ،‬الجيطالي‪ ،‬قواعد الإسلام‪.1/842 ،‬‬ ‫ثا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة ووجوبها‪ ،‬باب في الأذان‪ )1/87(971 ،‬والبخاري‬ ‫في صحيحه‘ كتاب مواقيت الصلاة‪ ،‬باب الإيراد بالظهر‪..‬س ‪.)1/991(315‬‬ ‫() الربيع" المسندث ‪ .)1/87(971‬فسر الحميدي فيح جهنم بغليانها واشتعالها وانتشار حرها‬ ‫وشتته‪ .‬ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب ما في الصحيحين‘ ‪ .532 1/8610‬قال ابن الأثير‪:‬‬ ‫الفيح‪ :‬سطوع الحر وفورانه‪ ...‬وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في‬ ‫حره" ابن الأثير ‪ ،‬النهاية في غريب الأثر ‪ .3/484‬هذا وتفسير الربيع أخذا من أصل لفظ‬ ‫فاح أو الفوح الذي هو نشر الرائحة ونفسهاء وفي حقيقة الأمر ما نفس جهنم إلا شدة حرارته‬ ‫وغليانها‪ .‬حول معنى فاح وفوح انظر‪ :‬ابن منظورء لسان العرب مادة فحو‘‪.2/055‬‬ ‫‪٨‬ا‏ اطفيش محمد بن يوسف(‪ ))2331/4191‬المدونة الكبرى‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫سلطنة عمان ‪4041‬ه ‪4891‬م‪ .1/53 ،‬قال الزمخشري ‪ ":‬فأبردوا ‪:‬اي صلوها إذا انكسر‬ ‫وهج الشمس بعد الزوال" ر‪ :‬الزمخشريڵ الفائقث ‪.1/19‬‬ ‫"ا السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.1/352‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الجنائز‪ ،‬باب الكفن ولا عمامة‘ ‪)1/824(4121‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الجنائزى باب الكفن والغسل‘ ‪.)1/391(474‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫حح=<‬ ‫يسمى ستحولا وهو موضع بأرض اليمن"(‪٨‬ا‪،‬‏ لعل لفظ سحولية كما فستر الربيع أفاد‬ ‫إباحة استعمال الثياب المجلوبة للكفن‪ ،‬فيجوز التوسع بما استورد وإن من بعيد‪.‬‬ ‫ه حديث أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول الله يل‪( :‬جر ح العَجْمَاء جبار‬ ‫والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس) ف فر عبد الله بن عبد العزيز‬ ‫الجار بقوله‪ ":‬ليس على صاحبها شيء أي مهدور" والركاز بقوله‪ ":‬الكنز‬ ‫يجده صاحبه فيعطى خمسه وله سائره"ا‪ ،‬وقال ابن بركة‪ :‬فستر أصحابنا‪ :‬الرأكاز‬ ‫كنوز الجاهلية( والقول عندي ما قاله أصحابنا‪ ،‬لأن اسم الركاز مأخوذ من‬ ‫أركز الرمح فأثبت أصلها‪ ،‬وكذلك فستر أبو سعيد الركاز بكنوز الجاهلي ة'("ا‪.‬‬ ‫وقال ابن بركة‪ :‬العجماء‪ :‬البهيمة لأنها لا تتكلم كذا وجدت عن أبي عبيد القاسم‬ ‫ا"الربيع‪ ،‬المسندش ‪ .)1/391(474‬وقد اختلف فتيفسير المتحوليةث ففسرها ابن الأعرابي‬ ‫بالبيض القطنية‪ ،‬والقتبي بالبيض« وقيل‪ :‬السّحولية المتصور‪ :‬كأنها نسبت إلى الستحول وهو‬ ‫القصار لأنه يسحلها‪ ،‬وقيل إنها ثياب منسوبة إلى سّحول وهي قرية باليمن وصحح الحميدي‬ ‫هذا التفسير‪ ،‬وذكر الزمخشري رواية أخرى‪ :‬فى ثوبين حضوريين قال‪":‬ستحول وحضور‪:‬‬ ‫قريتان من قرى اليمن"‪ ،‬واستشهد بقول طرفة(من الطويل)‪:‬‬ ‫مان وشته ريدةوستحول‪.‬‬ ‫وبالسقح آيات كأن رسومها‬ ‫ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين ‪1/72‬ك' الزمخشريء الفائق‪.2/951 ،‬‬ ‫"ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة‪ ،‬باب في النصاب ‪)1/631(433‬‬ ‫والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب زكاة المعدن‪.)2/32(4722 ،‬‬ ‫ا تفسير الجبار بالهدر فتره أبو عبيد والحميدي والزمخشري‪ .‬ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث‪1/071 .‬س الحميدي" تفسير غريب الصحيحين‪1/192 ،‬ؤ الزمخشري‪ ،‬الفائق‪.2/693 ،‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى‪.2/9610861 ،‬‬ ‫)وبهذا فسره أهل الحجاز‪ ،‬وأما أهل العراق ففسروا الركاز بالمعادن كلها فما يستخرج منه‬ ‫فيه الخمس لبيت المال كما أن أهل الحجاز لا يعتبرون المعادن ركازا؛ فهي كأموال المسليمن‬ ‫الزمخشري‪ ،‬الفائقث ‪.2/693‬‬ ‫في زكاتها سواء‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/171‬س‪،‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.026 /1 ،‬‬ ‫(‪7‬ا الكدمي أبو سعيد‪ ،‬الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد ‪.5/86‬‬ ‫عار السنة عند الإاضية‬ ‫ح‬ ‫بن سلام(" وجبار أي‪:‬هدر لا ضمان وإنما يكون جرح العجماء جبار إذا كانت‬ ‫منفلتة"(ا‪ ،‬وفسر ابن بركة البئر جبار بأكثر من تفسير منها‪ ":‬إن البئر جبار أنه‬ ‫تستأجر عليها صاحبها ويحفرها في ملكه‘ فتنهار على الحافر فليس على صاحبها‬ ‫ضمان"‪.‬‬ ‫جاء لفظ الجبار معبرا دالا على المعنى المراد بأوجز لفظ‘ ولا عجب فالناطق به‬ ‫أفصح العرب لسانا تلة‪ .‬وعبر بالعجماء تأكيدا لصفة الدابة التي لا تبعة لما تحدثه‬ ‫أو تتلفه بشرط عدم تسبب صاحبها في ذلك‘ ومثل ذلك سقوط التبعة في من‬ ‫استؤجر في خدمة بئر فانهارت عليه‘ أو في خدمة معدن فهلك‪ ،‬أو في خدمة‬ ‫جدار فسقط عليه أو فلج قأنهار عليهؤ أو ما شابه ذلك‪ ،‬وذلك لاتحاد المعنى كما‬ ‫يذكر السالميا‪ ،‬وجاءت تسمية المعادن المدفونة بالركاز مبرزة صورة هذا‬ ‫النوع ومميزة له متلائمة مع تميز حكمه عن كل معدن في زكاته‪ ،‬ومعبرة بأوجز‬ ‫لفظ ‪.‬‬ ‫ه ما روي عن عمر أنه بعث أحد سعاة الصدقة وقال له‪ (:‬أخبرهم أنه لا تؤخذ‬ ‫منهم الأكولة والرى والماخض والفحل) ا‪ .‬قال الإمام عبد الوهاب‪ ":‬الأكوله من‬ ‫الغنم‪ :‬السمينة المحروسة للشحم‪ ،‬والربى التى تربى ولدهاء والماخض الحامل©اء‬ ‫"ا أورده أبو عبيد في الغريب‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪.1/071‬‬ ‫{‪2‬ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/444 .‬‬ ‫‪٥02/544.‬س‪.‬ماق(‪‎‬‬ ‫( السالمي‪ ،‬شر ح المسندش ‪.2/06-16‬‬ ‫ا أخرجه مالك في الموطأ ضمن حديث طويلء كتاب الزكاة‪ ،‬باب ما جاء فيما يعتد به من‬ ‫النخل في الصدقة‪ )1/562(106 ،‬وعبد الرزاق في المصنف‘ كتاب الزكاةش باب ما يعد‬ ‫وكيف تؤخذ الصدقةش ‪.)4/,11(8086‬‬ ‫ا الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن كتاب مسائل نفوسة ص‪ .07‬وفسر الزمخشري‬ ‫الماخض بأنها التى ضربها المخاض وهو الطلق ر‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الفائق‪ 2540 ،‬وفسر‬ ‫الأكولة بالتي ربيت لاكل‪ ،‬والرتى بالتي جعلت للبن أو الحديثة النتاج على قول‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الزمخشريع الفائقث ‪.375‬‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وقال أبو زكريا يحيى بن الخير" الربى‪ :‬هي التي تربي ولدها‪ ،‬والماخض‪:‬‬ ‫الحامل‪ ،‬والأكولة‪:‬المعلوفة للذبح"("ا‪ .‬لقد جاء الاستثناء لاكولة والرأى و‪...‬إللخ‬ ‫مؤكدا يسر الشريعة ومرونتهاء حيث يصاحب تطبيق الفرض مراعاة من يطبق‬ ‫عليهم بما ييسر معيشتهم فلا يضارهم وبما يكفل تجدد هذه الثروة ونموها لتعطي‬ ‫قدرا أكبر في إنتاجها‪ ،‬وبما يؤكد عظمة هذا التشريع في نظرته العاجلة والآجلة‪.‬‬ ‫فهو لم يفرض إلا لصلاح العباد وإصلاحهم‪.‬‬ ‫ه حديث معاذ بن جبل قال‪( :‬لم يقل لي رسول الله يلة في أوقاص من البقر‬ ‫شيئا)(‪2‬ا‪ .‬قال أبو غانم الخراساني‪" :‬الأوقاص وهي ما بين الفريضتين"ا‪ .‬ويأتي‬ ‫الترخيص في ما بين الفريضتين أيضا ميسرا للعباد في تطبيق الأمر ومراعيا‬ ‫سهولة التطبيق على المصدق في هذه المرة‪ ،‬وأيضا لدفع اجتهادات التطبيق حيث‬ ‫يعسر التقدير حال عدم ضبط العة بما يدفع التنازع والاختلاف بين الطرفين‪.‬‬ ‫ه حديث ابن عباس عن النبي هة قال‪ (:‬ليس في الجارة ولا في الكسنعة ولا‬ ‫في النْخَّة ولا في الجَبهَة صدقة) “ا‪ .‬قال الربيع‪ " :‬الجارة الإبل التي تجر بالزمام‬ ‫"ا الجناوني‪ ،‬الوضعء ص‪.091-191‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريجه ص‪.001‬‬ ‫ثا الخراساني أبو غانم‘ المدونة الصغرى‘ ‪ .2/522‬فسر علماء الغريب الوقص بالتحريك‬ ‫بأنه ما بين الفريضتتين أيضا‪ ،‬وخالف أبو عمرو في تفسير الوقص بأنه ما وجبت الغنم فيه‬ ‫من فرائض الإبل ما بين الخمس إلى العشرين وتعقبه أبو عبيد بأنه لو كان كما فستر لم يقل‬ ‫معاذ لم يأمرني رسول الله ث فيه بشيء وسنة النبي فة ناصتة أن في كل خمس من الإبل‬ ‫شاة‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،2/442‬الزمخشري الفائق؛‪ 1/610‬ابن الأثير ءالنهاية‪.‬‬ ‫‪.5/312‬‬ ‫[‪٨‬ا‏ أخرجه الربيع في مسنده كتاب الزكاة والصدقة ‪ ،‬باب ما عفي عن زكاتهش ‪ )1/731(833‬‏‪٠‬‬ ‫ووردت أحاديث تشهد لمعناه‪ ،‬منها (ليس في الإبل العوامل صدقة) أخرجه الدارقطنى في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الزكاة ‪ 0‬باب ليس في العوامل صدقة ‪)1( 2/301 .‬ء والبيهقي في السنن‬ ‫الكبرى© كتاب الزكاة ‪ 0‬باب ليس في العوامل صدقة‪.)4/611(3817 ،‬‬ ‫‪8561‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية =_۔='ے<‬ ‫وتذهب وترجع بقوت أهل البيت‪ ،‬و الكسنعَة الحميرلما‪ ،‬والنْخّة الرقيق(ةا‪ ،‬و‬ ‫الجَبهَة الخيده!‪ .‬قال الربيع قال أبو عبيدة‪ ":‬ليس في شيء من هذا صدقة ما لم‬ ‫والبقر والحميره‬ ‫تكن للتجارة"“ا‪،‬وقال ابن بركة‪ :‬الكسئعة هي العوامل منالإبل‬ ‫وإنما سميت كسنعَة لأنها تكسع أي تضربڵ و الكسئع أن يضرب الضرع باليد بعد‬ ‫أن ينضج بالماء البارد ليصعد اللبن‪ ،..‬و الجَاررة التي تجر بأزمتهاث وسميت جَارة‬ ‫في معنى مجرورة كما يقال أرض عامرة إذا عمرها الماءءمفعولة في معنى‬ ‫فاعلة"(‪.‬‬ ‫قال العوتبي‪':‬الجبهة‪ :‬الخيل‪ ،‬و الة‪ :‬الرقيق‪ ،‬و السنعة‪ :‬الحمير قاز‬ ‫الكسائي وغيره‪ :‬النْخَة بضم النون‪ ،‬وفسروها بالبقر العوامل‪ ،‬وقال الخليل‪ :‬النَكَّة‬ ‫والتخة لغتان؛ وهو اسم يقع على الحمير وقال العوتبي أيضا‪ ":‬النخة و النْخّة‬ ‫لغتان‪ :‬اسم جامع للحمر""ا‪ .‬وقال أبو عبد الله الكندي‪ :‬الكسئعة‪ :‬هي سائر الدواب‬ ‫التي تساق عليها في الأعمال"ا‪ .‬أفاد الحديث التأكيد بعدم إيجاب الزكاة في‬ ‫بعض الأصناف©ڵ فالجارة عبرت عن الإبل أو البقر المستخدمة في بعض‬ ‫"ا فسر أبو عبيدة والكسائي وأبو عبيد والزمخشري الكسعة بالحمير‪ .‬ر‪ :‬الهروي غريب‬ ‫لحديث‪ 1/61-710 ،‬الزمخشري الفائق‪.1/481.‬‬ ‫"ا اختلف علماء الغريب في تفسير النّخَّة فيبنما فسرها أبو عبيدة والزمخشري بالرقيق‪.‬‬ ‫فسرها الكسائي بالبقر العوامل‪ ،‬ونسب هذا المعنى إلى أهل الحجاز واليمن‪ ،‬وقد نقل أبو عبيد‬ ‫عن الكسائي هذا التفسير‪ ،‬كما أورد الزمخشري أنه مأخوذ من النخ وهو السوق الشديد‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الهمروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/61-710‬الزمخشري الفائق‘‪.1/481‬‬ ‫ا فسر أبو عبيدة والكسائي وأبو عبيد والزمخشري الجبهة بالخيل‪ ،‬وأورد الزمخشري تفسير‬ ‫بعضهم بكرام الخيل‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ ،1/61-71‬الزمخشريڵ الفائق؛‪.1/481‬‬ ‫(ثا الربيع المسندء ‪.)1/731(833‬‬ ‫(ةا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.916 /1 ،‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء ‪.6/,45-55‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الإبانة ‪.4/724‬‬ ‫ا أبو عبد الله الكندي بيان الشر ع‘ ‪.81/801‬‬ ‫حجحححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫الأعمال‪ ،‬وفي ذلك تأكيدا لرفع الزكاة عن العوامل وكذلك أفادت تلك الألفاظ‬ ‫الواردة عدم وجوب الزكاة في الرقيق والحمير والخيل لكن هذا الترخيص في‬ ‫عدم زكاتها محمول على ما لم يستخدم للتجارة‪ ،‬فما توجر به لحقته الزكاة من‬ ‫باب عروض التجارة‪ ،‬كما تقدم من كلام أبي عبيدة‪.‬‬ ‫ه حديث(عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله يل لا تحل الصدقة لغني‬ ‫ولا لذي مرة ستو ولا لمتأش مالا)("ا‪ .‬قال الربيع‪" :‬ذو المرة السوي‪ :‬القوي‬ ‫المحترفؤ والمتأثل الجامع للمال"ثا‪ ،‬وقال ابن بركة‪":‬المرة‪ :‬الةقو"ا‪.‬‬ ‫تكشف ألفاظ هذا الحديث عناية الرسول ية بحث أبناء المسلمين على الكسب‬ ‫والعمل وتنمية المهارات والقدرات في مسعى لحث الأمة على الإنتاجغ وتنبيها‬ ‫مواطن الحاجة فلا يرمي بصدقته عند من لا يستحق‪،‬‬ ‫منه ةلة للمتصدق إلى تل‬ ‫يقول السالمي‪ ":‬لأن ا له شرعها لأصناف مخصوصين لا تحل لغيرهم ولو حلت‬ ‫لمن يجمع الأموال ويتأصتلها لأفضى إلى استبداد الأغنياء بها‪.‬‬ ‫ه حديث(أبي هريرة قال قال رسول الله يلة الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما‬ ‫فلا يرث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم) "ا‪ .‬قال أبو‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده كتاب الزكاة والصدقة ث باب من تكره له الصدقة والمسألة‪.‬‬ ‫‪ )1/441(653‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب الزكاةى ‪.)1/565(7741‬‬ ‫غا الربيع‪ ،‬المسندش ‪.)1/441(653‬‬ ‫{ا ابن بركة‪ .‬الجامع‪ .826 /1 ،‬فسر أبوبكر السجستاني المرة بالقوة‪ ،‬والزمخشري بالقوة‬ ‫و الشدة‪ ،‬وقال السجستاني ‪ ":‬وأصل المرة الفتل ويقال إنه لذو مرة إذا كان ذا رأي محكم "‪ .‬ر‪:‬‬ ‫السجستاني أبو بكر محمد بن عزيز(‪ 033/249)6‬غريب القرآن‪ ،‬تح‪ :‬محمد أديب عبد الواحد‬ ‫‪5991‬م‘ ‪ ،1/754‬المصري شهاب الدين أحمد بن محمد‬ ‫جمران دار ابن قتيبةء ‪6141‬ه‘‬ ‫الهائم(‪ ،)518/3141‬التبيان في تفسير غريب القرآن‪ ،‬تج‪ :‬فتحي أنوار الدابولي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫الصحابة للتراث‪ ،‬مصر ‪2141‬ه ‪2991‬م‘‪1/493 ،‬ء‪ ،‬الزمخشري الفائق‪.03/263‬‬ ‫() السالمي شرح المسند ‪.2/79‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب فضل رمضان‘ ‪ )1/431(033‬والدارمي في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الصوم‘ باب في فضل الصيام؛ ‪.)2/04(1771‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫اليقظان محمد بن الحاج قاسم‪( ":‬جنَة)‪ ،‬أي‪ :‬سترة لأن الصائم تضعف شهوته‪.‬‬ ‫فكأن الصوم حافظ للدين وحرز له" وفسر أبو اليقظان لغز من ألغز سائلا ما‬ ‫أما عفاصه فهو الصوم‪ ،‬والعفاص في اللغة الوعاء‪ ،‬وإنما‬ ‫عفاص الدين بقوله‪":‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ه حديث( الصوم مَجفرة ) ("ا‪ .‬قال ابن بركة‪...( :‬سْجفرَة)‪ :‬يريد بذلك مقطعة‬ ‫للنكاح وأنه ينقص الماء والله أعلد"(“ا‪.‬‬ ‫أبان وصف االجنّة وامَجقر" للصيام عن بعض فوائد الصوم وآثاره التهذيبية‪ ،‬فهو‬ ‫معين لتحقيق الدين بعض أهدافه ككونه سترة ووقاية وحماية للنفسءوكسراا‬ ‫لبعض قوتها وحدتها‪ ،‬بما يساعد هذه النفس لتنضوي في رتبة المتهذبين المترتين‬ ‫بعبادات هذا الدين وفرائضه‘ وبما يؤكد أن العبادات شرعت لصلاح العباد‬ ‫وإصلاحهم‪.‬‬ ‫ه حديث(أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله يل ‪ :‬خلوف فم الصائم أطيب عند الله‬ ‫من ريح المسك فارق عبدي شهوته وطعامه من أجلي‪ ،‬فالصيام لي‪ ،‬وأنا أجازي‬ ‫به) ا‪ .‬قال العوتبي‪ ":‬يقال‪ :‬خلف الفم والطعام يخلف خلوفا إذا تغير«"ا‪ .‬وفي‬ ‫(‪٧‬ا‏ أبو اليقظان إبراهيم بن عيسى حمدي(‪ ،)3931/3791‬جواب أبي اليقظان‪( 0‬مخ)‪ ،‬مكتبة‬ ‫أبي اليقظانغ‪ ،‬القرارة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت) ‪1‬ص‪.3‬‬ ‫{‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.31‬قال الحميدي‪ ":‬الصيام جنة أي ستر حائل عن القبائح زاجر عنها والجنة ما‬ ‫استترت به من سلاح أو غيره ومن ذلك المجن وهو الترس وهو أيضا جنة من عذاب الله"‪.‬‬ ‫ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين‘ ‪.1/472‬‬ ‫ا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير حديث عثمان بن مظعون الجمحي‘ ‪.)9/83(0238‬‬ ‫() ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .2/821 ،‬ممن فسر المجفرة بهذا التفسير أيضا أبو عبيد الهروي‬ ‫والزمخشري وابن الأثير‪ ،‬قال الزمخشري" مجفرة أي مقطعة للنكاح يقال ‪ :‬جفر الفحل عن‬ ‫الضراب جفورا ‪ :‬إذا انقطع عنه"‪ .‬ر‪ :‬الهروي‘ غريب الحديث؛‪ 1/8420‬الزمخشري‪.‬‬ ‫الفائق‪ ،01/912‬ابن الأثير ‪ ،‬النهايةش ‪.1/872‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصوم باب فضل رمضان‘ ‪ )1/331(723‬والبخاري‬ ‫في صحيحه كتاب الصوم باب فضل الصوم ‪.)2/076(5971‬‬ ‫ححح== علار السنة عند الإاضية‬ ‫وو‬ ‫وور‬ ‫الحديث بيان فضل الصائم‪ ،‬إذ خلوفه أطيب من المسك فضلا عن باقي عمله كما‬ ‫حوى ترغيبا للصيام‪ ،‬فالمرء ينفر من رائحة تغيير الفم بينما هي مزية للصائم‪.‬‬ ‫المبحث الرابع نماذج تفسير الغريب من البيوع والأحكام والمحرمات‪:‬‬ ‫ه حديث ابن عباس (عن النبي قه أنه نهى عن بيع الملامسة والمتابذة وعن‬ ‫بيع حبل الحلة وعن المَلاقيح والمَضتامين)(ا‪ .‬قال الربيع‪ ":‬الملامسة‪ :‬أن يلمس‬ ‫الرجل طرف الثوب ولا ينشره ولا يعلم ما فيه فيلزمه البيعةاث والمنابذة‪ :‬أي‬ ‫يرمي الرجل ثوبه للآخر ويرمي له الآخر ثوبه ولم ينظر كل واحد منهما ثوب‬ ‫صاحبها‪ .‬وحبل الحَبلة‪ :‬وهو حبل ما في بطن الناقةا‪ ،‬و المَلاقيح‪ :‬ما في‬ ‫ظهور الفحول‪ ،‬والمَضتامين‪ :‬ما في بطون الإناث"(ا‪ ،‬ويقول العوتبي‪ ":‬الملامسة‪:‬‬ ‫("ا العوتبي‪ ،‬الإبانة ‪ .3/35‬فسر الأصمعي والكسائي وأبوعبيد والزمخشري والحميدي‬ ‫الخوف بتغير رائحة فم الصائمإ قال الهروي‪ ":‬خلف يخلف خأوفا"‪.‬ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث‘‪1/791-891‬س الزمخشري‪ ،‬الفائق‪،'1/472٬‬‏ الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين‘ ‪.1/783‬‬ ‫ثا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيوعض باب ما ينهى عنه من البيوعض ‪)1/322(755‬‬ ‫وأخرج البخاري (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ه نهى عن الملامسة‬ ‫والمنابذة) في صحيحه‘ كتاب البيو ع‪ ،‬باب النهي عن الملامسة والمنابذةس ‪ )2/457(9302‬كما‬ ‫أخرج حديث النهي عن بيع حبل الحبلة عن ابن عمر في كتاب السلم‪ ،‬باب السلم إلى أن تنتج‬ ‫الناقة‪ )2/587(7312 .‬وأخرج الطبراني النهي عن الثلاثة عن المضامين والملاقيح وحبل‬ ‫الحبلة! في حديث عكرمة عن ابن عباسغ‪.)11/032(18511 0‬‬ ‫ا أورد الحميدي للملامسة معنى قريبا من هذا‪ .‬ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين‪.1/722 ،‬‬ ‫(ا أورد الحميدي هذا التفسير للمنابذة كتفسير الربيع مقيدا بنبذ الثوب بينما فسرها آخرون‬ ‫غير مقيد وإنما بأي متاع ينبذ‪ .‬ر‪ :‬الحميدي تفسير غريب الصحيحين‘ ‪.1/722‬‬ ‫ا فسره بذلك أبو عبيد والحميدي والزمخشري‘ وسماه ابن الأنباري‪ :‬نتاج النتاج‪ ،‬فالحدبل‬ ‫الأول هو ما في بطون النوق‪ ،‬والحبل الآخر هو حبل الذي في بطون النذوق‪ ،‬قال‬ ‫الزمخشري‪ ":‬مصدر سمى به المحمول كما سمى بالحمل وإنما أدخلت عليه التاء للإشعار‬ ‫الحميدي‘ تفسير غريب‬ ‫بمعنى الأنوثة فيه"‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/8210‬‬ ‫الصحيحين ‘‪ ،1/784‬الزمخشريڵ الفائق ‪.1/,152‬‬ ‫‏‪ ٨‬الربيع‪ ،‬المسندث ‪ .)1/322(755‬فسر أبو عبيد والزمخشري والحميدي وابن الأثير الملاقيح‬ ‫= عار السنة عند الإناضية‬ ‫أن يقول إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا وكذا‪ ،‬ويقال بل‬ ‫معنى المُلامَتَة‪ :‬هو أن المشتري يلتمس الشيء بيد من وراء الثوب‪ ،‬ولا ينظر‬ ‫إليه بعينه فيقع البيع("اء وهكذا كانت الجاهلية تفعل‪ ،‬والمتابذة‪ :‬هو أن يقول أحد‬ ‫المتبايعين لصاحبه انبذ الثوب أو غيره من المتاع إلي‪ ،‬فإذا ألقاه إليه وجب‬ ‫البيعا‪ ،‬فهذه بيوع بين العرب كانت جائزة فجاءت الشريعة بتحريمها"ةا‪.‬‬ ‫ه حديث(أبي هريرة أن رسول الله ي قال لا تَتاجَشوا ولا تتلَقوا الركبان للبيع‬ ‫ولا بخ حاضر لباد ولا تصئرثوا الإبل والغنم) ا‪ .‬قال الربيع في تفسير(لا‬ ‫تصئر؛وا)‪" :‬أي لا تحولوا بين الشاة وولدها وتتركوا اللبن في ضرعها حتى يعظم‬ ‫فيظن المشتري كذلك هي"ةا‪ ،‬وقال ابن بركة‪ ":‬ومعنى قوله‪ (:‬لا تصئروا) بمعضنى‬ ‫لا تحقنوا الألبان في ضروعها لتغروا بها المشتري"(ا وقال أيضا"‪7‬ا فأما الجش‪:‬‬ ‫فهو أن يزيد الإنسان في السلعة غيره عند البيع ليزداد المشتري رغبة فيها فيزيد‬ ‫بأنه ما في بطون النوق‪ ،‬وأما المضامين فهو ما في أصلاب الفحول من الإبل وقد فسرها‬ ‫مالك كتفسير الربيع ‪ 4‬كما ذكر ابن الأثير أن الأز هري حكاه عن مالك عن ابن شهاب عن ابن‬ ‫المسيّب‪ ،‬وحكاه أيضا عن ثظب عن ابن الأعرابي‪ .‬ر‪:‬مالك‪ ،‬الموطأء كتاب البيوع‪ ،‬باب ما لا‬ ‫يجوز من بيع الحيوان ‪ )2/456(3431‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ 1/8210‬الحميدي‪،‬‬ ‫غريب الصحيحين‪1/241٠‬س‪،‬‏ الزمخشري‪ :‬الفائق‪ ،3/423 ،‬ابن الأثير النهاية ث ‪.3/201‬‬ ‫{"ا أورد أبو عبيد والزمخشري هذين المعنيين في الملامسة وأورد ابن الأثير المعضى‬ ‫الأول‪.‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث؛‪1/241‬ء الزمخشري‪ ،‬الفائق‪ 3/0040.‬ابين الأثير‬ ‫النهاية‪.4/962 .‬‬ ‫ا راجع التفسير نفسه عند‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘؛‪ ،1/241‬الزمخشري الفائق‪.3/993 .‬‬ ‫"ا العوتبي‪ ،‬الضياءث ‪.71/711‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيو ع‪ ،‬باب ما ينهى عنه من البيو عض ‪)1/522(265‬‬ ‫والطبراني في مسند الشاميين‪ ،‬حديث شعيب عن أبي الزناد‪.)4/492(4433 ...‬‬ ‫ا الربيع‪ ،‬المسندث ‪.)1/522(265‬‬ ‫‏‪ ٨‬فسره أبو عبيد والزمخشري بهذا المعنى ولكن بعبارة أخرى‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‪،‬‬ ‫الزمخشري الفائق‪.3/993 .‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/392 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫في ثمنها""ا وقال العوتبي‪ ":‬الجش‪ :‬أن يزيد على ثمن السلعة ولا يريد شراءها‬ ‫ليزاد عليها لزيادته"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ه حديث أبي سعيد الخدري قال‪ (:‬نهى رسول الله يلة عن المُزابنة والسُحاقلة‬ ‫فالمزابَنة بيع التمر بالتمر على رؤوس النخلا والمُحَاقلّة كراء الأرض) “ا‪ .‬قال‬ ‫ابن بركة‪ ":‬المزابنة‪ :‬هو بيع الثمر من رؤوس النخل إلى أجل معلوم وكذلك إذا‬ ‫كان عنبا بزبيب معلوم إلى أجل معلوم‪ ،‬وهو الذي تسميه أهل العراق القراحا‪.‬‬ ‫والمُحَاقلة‪ :‬هو أن يبيع الرجل سنبل زرعه بحب معلوم كيله إلى أجل‪ ،‬وقال بعض‬ ‫الفقهاء‪ :‬الحقل هو الزرع" وفي موضع آخر من كتابه قال‪ :‬وجدت من طريق‬ ‫اللغة أن المُزابتنة مأخوذ من طريق الدين وهو التدافع والتخاصمء فنهى النبي ‪%‬ةة‬ ‫عن المزابنة؛ لأن المتبايعين إذا وقفا على الغبن وأراد المغبون أن يفسخ‪ ،‬والآخر‬ ‫يريد أن يمضي البيع تزابنا؛ أي تدافعا واحتكما\ والزئْن هو الدفع‪ ،‬يقال‪ :‬زنت‬ ‫الناقة برجلها‪ :‬أي دفعتها‪ .‬ويفصل ابن بركة بيان المُحَاقلة في قوله‪ ":‬فأما‬ ‫المُحَاقلة التي ورد النهي عنها من رسول الله يل‪ ...‬فإن الناس اختلفوا في تأويل‬ ‫ذلك إلى ثلاثة أقوال‪ :‬فقال قوم‪ :‬المُحَاقلة‪ :‬بيع الزرع بالحب‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬هو‬ ‫لام‪.‬س‘ ‪ .2/523‬فسره أبو عبيدة والزمخشري والحميدي بهذا التفسير‘ قال‬ ‫الزمخشري‪':‬و أصل النجش الإثارة يقال نجش الصيد إذا أثاره"‪ .‬ر‪ :‬الهروي غريب‬ ‫الحديث ‪ ،1/412‬الزمخشري؛ الفائق‪ ،0.3/704‬الحميدي تفسير غريب الصحيحين‪.1/291،‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الإبانةش ‪ 3/60‬وانظر‪ :‬العوتبي‪ ،‬الضياءث ‪.71/811‬‬ ‫"اقصر علماء الغريب تفسير المزابنة على هذا المعفنى‘ ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث‪‘1/041٬‬‏ الزمخشري‪ ،‬الفائق‪‘1/892٬‬‏ الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين‘‪1/502‬ءابن‬ ‫الأثير ءالنهاية‪.2/492.‬‬ ‫‪٨‬ا‏ أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب ما ينهى عنه من البيو ع‪)1/622(665 ،‬‬ ‫والبخاري في صحيحه كتاب البيو عض باب بيع المزابنة‪.)2/367(4702...‬‬ ‫ا أورد أبو عبيد عن أهل العراق تسميتهم للمحاقلة بذلك‪.‬ر ‪:‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪.1/041‬‬ ‫©ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‘ ‪.1/236‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح‬ ‫اكتراء الأرض بالحب وقال آخرون‪ :‬هي المزارعة على الثلث والربعلأ)ء‬ ‫والأول هو الذي يذهب إليه أصحابنا والنظر يوجبه‪ ،‬والحَقل مأخوذ اسمه من‬ ‫المراح‪ ،‬والمُحاقلة مفاعلة‪ .‬والمفاعلة لا تكون إلا من اثنين مل مضاربة معاملة‬ ‫ومخاصمة"ثا‪.‬ويقول العوتبي‪ :‬المُزابنة بيع ثمرة النخلة بمكيله من التمر‪.‬‬ ‫والممزابنة‪ :‬هو زبن الثمرة في الأوعية فأجري عليه هذا الاسم" يقول لا يجوز بيع‬ ‫زئنين بزتننين ثةمر'ثا‪.‬‬ ‫أكدت تلك الألفاظ في الأحاديث المتقدمة مع ووردها في سياق النهي حرمة بعض‬ ‫التعاملات التي كانت موجودة ولكن الشريعة نهت عنها‪ ،‬وجاء تأكيدها بما حملته‬ ‫معانيها من دلالات التحريم‪ ،‬إذ تظهر فيها صور الجهالة والغرر في المعاملة‬ ‫وعدم العلم بجنس المبيع وغير ذلك‘ وعليه لم يستوف البيع شروطه ولم يسلم من‬ ‫أي محذور مفض لإلى الحرمة‪ .‬والشريعة جاءت بضوابط تكفل حق البائع‬ ‫والشاري وتبتعد بالمعاملات عن كل لبس‪.‬‬ ‫كما كشفت الأحاديث الجانب الخلقي الإسلامي في المعاملات بما يؤكد عظمة هذا‬ ‫الدين وأنه ينأى بالمتعامل عن الانزلاق في نظره إلى الجانب الربحي والمنظور‬ ‫النفعي فقط في معاملاته‪ ،‬وأيضا كشفت لنا النصوص الثلاثة المتقدمة بما حملته‬ ‫من تنوع صور المعاملات شمول النظرة الإسلامية في تنظيم المعاملات وضبطها‬ ‫سواء ما يتعلق بالبيوع أو الكراء أو بعض ضروب الشركة أو حتى ما يمكن‬ ‫وصفه بأخلاقيات المعاملة في السوق وغير ذلك‪.‬‬ ‫ه حديث أبي سعيد‪( :‬أن رسول الله ل رخص لصاحب العَرَاتّا أن يبيعها‬ ‫بخرصها تمرا) وقال الربيع‪ :‬قال جابر‪ :‬بلغنا ذلك أيضا عن زيد بن ثابت رفعه‬ ‫(!ا أورد علماء الغريب هذه التفسيرات التي ذكرها للمحاقلة‪ .‬ر‪ :‬الهروي غريب‬ ‫الحديث؛‪1/931‬س‪ 0‬الزمخشري‪ ،‬الفائق؛‪ ،1/892‬الحميدي تفسير غريب الصحيحين؛‪1/5110‬‬ ‫ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.2/492‬‬ ‫لا م‪.‬س‪٧‬‏ ‪.2/773‬‬ ‫(ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.81/442 ،‬‬ ‫= عالور السنة عند الإباضية‬ ‫إلى رسول الله ل (‪٨‬ا‪.‬‏ قال الربيع‪" :‬العَرَايَا نخل يعطي الرجل ثمرها للآخرين ثم‬ ‫يقول له بعد ذلك لا طريق لك علي فرخص له رسول الله يلة أن يبيعها بخرصها‬ ‫تمر"(ثا‪ ،‬وقال العوتبي‪ ":‬والنخلة العَريّة‪ :‬التي تعول من جملة النخل عند البيع‬ ‫وهو أن تجعل ثمرتها لمحتاج عامها ذلك أو لغير محتاج والجميع‪ :‬العرَاّاء‬ ‫ومنه الإغرَاء‪ ،‬قال فيها(من الطويل)‪:‬‬ ‫والفعل‪ :‬عرا‪،‬‬ ‫ليست بسنهَاء ولا رأجبيَة ‪ 3‬ولكن عرايا في السنين الجوائح"(ةا‪.‬‬ ‫فقد جاء الترخيص في العرايا مبينا مرونة الشريعة ومراعاتها لما يحيط بالعباد‬ ‫من ظروف تحتاج من الشارع الحكيم إلى عناية‪ ،‬فيشرع لهم ما ييسر طرق‬ ‫معيشتهم دون إضرار يقع بهم‪ ،‬ودون خلل في المطالب الموجهة إليهم من أمر أو‬ ‫نهي‪.‬‬ ‫ه حديث أبي هريرة‪ (:‬أن رسول الله يلة قال لا تجوز شهادة ذي الظنة وذي‬ ‫الحنة وذي الجنّة) ا‪ .‬قال أبو غائم الخراساني‪ ":‬قلت لعبد الله بن عبد العزيز‬ ‫أبلخك أن رسول الله ي قال‪(:‬لا تجوز شهادة ذي الظنة وذي الحنة وذي الجتة)‬ ‫(!ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب البيو ع‪ ،‬باب في الربا والانفساخ والغفشس ‪)1/032(085‬‬ ‫والبخاري في صحيحه‘ كتاب البيوع‪ ،‬باب بيع الزبيب بالزبيب والطعام بالطظعامء‬ ‫‪.)2/067(4602‬‬ ‫ثا الربيع المسندش ‪.)1/032(085‬‬ ‫{ا العوتبي‪ ،‬الإبانةش ‪ .3/115‬أورد أبو عبيد للعَريّة تفسيرين أحدها‪ :‬النخلة يعريها صاحبها‬ ‫رجلا محتاجا فيجعل له ثمر عامهاث ورخص له بيع ثمرها بتمر لموضع حاجتها والثاني‪:‬‬ ‫النخلة في وسط نخل كثير لرجل آخر فيتأذى هذا بدخول صاحب النخلة الواحدة نخله فرخص‬ ‫له شراء ثمر نخلته بتمر‪ ،‬واختار أبو عبيد المعنى الأول لدلالة البيت‪...‬ولكن عرايا‪...‬لخ‪.‬‬ ‫المروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ 1/0410‬قال الزمخشري‪" :‬سميت عرية لأنه إذا وهب ثمرتها فكأنه‬ ‫جردها من الثمرة وعراها منها ثم اشتق منها الإعراء"‪.‬ر‪:‬الزمخشريس الفائق‪.1/892-992 .‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وقال‪ ":‬على شرط مسلم"‪ ،‬كتاب الشهادات‬ ‫وعبد الرزاق في المصنف© كتاب الشهادات‘ باب لا يقبل متهم ولا جار إلى‬ ‫‪4‬‬ ‫نفسه ولا ظنين‪.)8/023(66351...‬‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنةعند ‪1‬‬ ‫حج‬ ‫قال بلغنا ذلك عن الثقةك قلت‪ :‬فما الظنة؟ قال ‪:‬المتهم("ا‪ ،‬قلت‪ :‬وما الحنّة؟ قال‪:‬‬ ‫الحنة التي تكون بين رجلين قلت‪ :‬وما ذو الجنة؟ قال‪ :‬الجنونة)‪.‬‬ ‫ه حديث(لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا ذي غمر على أخيه‘ ولا ظنين‬ ‫في ولاء ولا قرابةش ولا القانع مع أهل البيت لهم) (“ا‪ .‬قال أبو عمرو السوفي‪:‬‬ ‫'(ذي غمر) حبكسر الغين‪ -‬وهي العداوةةا‪( ،‬ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)‪:‬‬ ‫هو المتهما‪ ،‬و(لا القانع مع أهل البيت لهم)ؤ والقانع‪ :‬الخادم السائل‪ ،‬فلا لمال‬ ‫المرء يصلحه فيغني مَفاقره أعني‪ :‬من القنو ع("ا‪ .‬و(الظنّة)‪-‬بكسر الظاء۔‪ -‬التهمة‪.‬‬ ‫و(الحنة) ‪-‬بكسر الحاء‪ -‬التَحنْن‪ ،‬ومن رواه الإحنّة ‪-‬بكسر الهمز‪ -‬وهي العداوة‬ ‫والبغضاء‪ ،‬قال الشاعر(من البسيط)‪:‬‬ ‫"ا أخذت من ظن يظنع‪ ،‬قال الزمخشري‪ ":‬الأصل يظتن ثم يظطن بقلب التاء طاء لأجل‬ ‫الظاء ثم قلبت الطاء ظاء فأدغمت فيها ويجوز قلب الظاء طاء وإدغام الطاء فيها وأن يقال‬ ‫يظن"‪ .‬را‪:‬لزمخشري‪ ،‬الفائق‪ ،02/183‬قال ابن الأثير‪ ":‬وقد تكرر ذكر الظن والظنَة ث بمعنى‬ ‫الشك والتهمة"‪ .‬ر‪ :‬ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.3/,361‬‬ ‫"ا أخذ اللفظ من الاجتنان وهو الاستتار؛ وسميت الجنة لكون شتةالتقافها يستر ما تحويه‪.‬‬ ‫والجن لاسنتتارهم عن الأبصار و الجنون لأنه استتار العقل واختفاؤهءوفي حديث ماعز سأل‬ ‫الرسول تلة عنه أشتكي أم به جنة؟ أي جنون ‪.‬ر‪ :‬ابن الأثير النهاية ‪.3/703-903‬‬ ‫{ثا أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى‘‪.2/901 ،‬‬ ‫ا أخرجه الترمذي في سننه‘ كتاب الشهادات‪ ،‬باب في من لا تجوز شهادته‪.‬‬ ‫‪ ) 48922‬وعبد الرزاق في مصنفه‘ كتاب الشهادات‪ ،‬باب لا يقبل متهم ولا جار إللى‬ ‫نفسه ولا ظنين‘ ‪.)8/023(46351‬‬ ‫ا فسر أبو عبيد وابن الأثير الغمر بالعداوة والشحناء‪ .‬ر‪ :‬الهيروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/0920‬‬ ‫ابن الأثير ‪ ،‬النهاية‪.3/483 .‬‬ ‫ا أورد أبو عبيد أكثر من تفسير للظنين ففسر بالمتهم بالاةعاء إلى غير أبيه أو المتولي‬ ‫غير مواليه‪ ،‬أو المتهم في شهادته لأقاربه كالوالد للولد أو العكس وغيرهما من الأقارب‪ ،‬أو‬ ‫المتهم في دينه وإليه مال أبو عبيد‪.‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪.1/092-192‬‬ ‫{ا فسر أبو عبيد القانع بالرجل يكون مع القوم في حاشيتهم كالخادم والتابع والأجير ونحوه‪.‬‬ ‫وأصله الرجل يكون مع رجل يطلب فضله ومعروفه‪.‬ر‪:‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪.1/192‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫=صح_<د‬ ‫أت العداوة والفضاء والإحن"")‪.‬‬ ‫لا تجعلني كمن في صتذره لَكُم‬ ‫أوجزت الألفاظ الواردة في الحديثين المتقدمين صفة بعض من ترد شهادتهم‬ ‫فلا تقبل‘ وأوحت من خلال دلالتها ومعانيها بعلة دفع شهادة هؤلاء‪ ،‬فمن العلل ما‬ ‫يرجع إلى صفة عاطفية نتمثل في العداوة والحقد كالحنة‪ ،‬ومنها ما يرجع إلى‬ ‫صفة عقلية كالجنّةؤ أو يرجع إلى مظنة الخيانة والتهمة كذي الغمئر والظنة وغير‬ ‫ذلك‪ ،‬وفي ذلك يكشف دقة التشريع في إحقاق الحق وحمايته‪.‬‬ ‫ه حديث زيد بن خالد الجهني ( أن رجلا سأل النبي ة عن اللقطة فقال احفظ‬ ‫عفاصها ووكاءَها ثم أعرضها سنة ثم إن جاء صاحبها فردها إليه) (ةا‪.‬‬ ‫قال ابن بركة " عفاصها ووكاؤها ‪ :‬هو الوعاء الذي يكون فيه من خرقة أو‬ ‫جلدة أو غير ذلك يقوم مقامه‪ ،‬أو يكون في معنى ذلك‘ وكذلك سمت العرب ما‬ ‫يشة به راس القارورة عقاصتها‪ ،‬لأنه كالوكاء ‪ :‬شيء كالوعاء‪ ،‬والصمام ما يدخل‬ ‫في فم القارورة فهو سة به رأسها وليس ذلك عفاصتها‪ ،‬والوكاء هو الخيط الذي‬ ‫يشد به يقال‪ :‬أوكنيت إيكاء وعقصنتها اعقاصنا إذا شة العقاص عليها‪ ،‬وإذا جصل‬ ‫لها الجاعل‬ ‫عفاصاً‪ .‬فقال‪ :‬عقصننها"ا‪.‬‬ ‫جاء جواب النبي فة للسائل مؤكدا حقوق الناس وأملاكهم‪ ،‬فعبر بالعفاص‬ ‫والوكاء مبالغة في ذلك‪ ،‬إذ على اللاقط حفظ ما تشة به تلك اللقطة فضلا عما‬ ‫بداخلها أضف إلى ما يحمله لفظ الوكاء من دلالات الحفظ والضبط والصون‘‬ ‫وكلها تخدم المعنى الفقهي المراد في حكم اللقطة والمحافظة عليها بما يؤكد حزم‬ ‫الشريعة في حماية ملك الغير وتربيتها أتباعها على النزاهة والأمانة‪.‬‬ ‫(ا السوفي‪ ،‬السؤالات(مخ)ى ص‪ .702‬قال ابن الأثير‪ ":‬الحنة العداوه وهي لغة قلييه في‬ ‫الإحنه وهي على قلتها قد جاءت في غير موضع من الحديث"‪.‬ر‪ :‬ابن الأثير النهاية‪.‬‬ ‫‪.1/354‬‬ ‫)‪ (2‬أخرجه البزار في مسنده‪ ،‬ما أسند زيد بن خالد الجهني ‪.)9/132(3773‬‬ ‫ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .1/712 ،‬وقد تقدم بيان العفاص والوكاء‪.‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫ه حديث(عن ابن عباس عن النبي ق قال إنما أنا بشر مثلكم تختصمون إلي‬ ‫فأحكم بينكم ولعل بعضكم أَلْحَنم بحجته من بعض فأقضيمَ له على نحو ما أسمع‬ ‫منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من‬ ‫نار) (‪٨‬ا‪.‬‏ قال الربيع‪ " :‬أَلْحَن‪:‬أقطع وأبلغ وأحق"(ثاء وقال العوتبي‪ ":‬ألْحن بحجته‪:‬‬ ‫يعني أفطن لها وأجدلثا‪ ،‬واللحن أيضا‪ :‬الفساد‪ ،‬يقال لَحَنَ بفتح الحاء لحنا فهو‬ ‫لاحن إذا يلحن‪ :‬يفسد‪ ،‬ويقال‪ :‬فلان يلحن‪ :‬أي يفسد‪ ،‬وقد لحن فلان من القرآن‪:‬‬ ‫أي أفسد‪ ،‬وقد جاء في كلام العرب‪ :‬اللحن بمعنى الصواب يقول لحن يلحن‬ ‫بكسر الحاء فهو لحن بكسر الحاء من الصواب ويقال منه‪ :‬رجل لحن إذا كان‬ ‫فطناء‪ ، ..‬قال بعضهم‪ :‬الرجل إذا فطظن لحجته يلحن لحنا‪ ،‬ومنه قوله‬ ‫تعالى‪ (:‬ونتَعْرفنَهُمْ في لحن القول‪(4‬محمد‪ )74/03‬أي في مذهبه ووجهه‪ ،‬وكان‬ ‫رسول الله قة بعد نزول هذه الأية يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم‪ ،‬يستدل بذلك‬ ‫على ما يرى من لحنه؛ أي من ميله في كلامه‪ ،‬واللحن لعله الفطنة بفتح الحاء‬ ‫أيضا‪ ،‬ومنه قول عمر بن عبد العزيز‪ .:‬عجبت ممن لاحَن الناس كيف لا يعرف‬ ‫جوامع الكلم ويقال منه رجل لحن إذا كان فطناؤ قال لبيد يذكر رجلا كاتبا(رمن‬ ‫الكامل)‪:‬‬ ‫تعول نحن يعيد بقه ‪ .‬قلما على غئب ذبل وبان‪.)٨‬‏‬ ‫("ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأحكام‪ ،‬باب الأحكام‪ )1/322(885 ،‬والبخاري في‬ ‫صحيحه‪ .‬كتاب الشهادات‪ ،‬باب البينة بعد اليمين‪.)2/259(4352...‬‬ ‫‪2‬ا الربيعؤ المسندش ‪ .)1/322(885‬وأورد الزمخشري قريبا من هذا المعنى وقال‪ ":‬يلحن‬ ‫معناه أنه يحسن الفهم ويبين الحجة"‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الفائقء‪.2/773‬‬ ‫"ا أورد الزمخشري والحميدي وابن الأثير مثيلا لهذا المعفى‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري‪.‬‬ ‫الفائق‪ ،2/773.‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب الصحيحين؛‪ ©1/065‬ابن الأثير ‪ 0‬النهايةش ‪.4/142‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪ .11/11 ،‬وانظر تفصيلا حسنا في معاني لحن في‪:‬القالي البغدادي أبو‬ ‫علي إسماعيل بن القاسم(‪ ،)653/769‬كتاب الأمالي‪ ،‬تصحيح وتعليق عبد الجواد الأصمعي؛‬ ‫ص ‪.5‬‬ ‫لبنان‪( ،‬د ‪.‬ت)‬ ‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫فقد أفاد لفظ لحن في الحديث التحذير من استخدام المرء منطقه وحسن بيانه‬ ‫لحيازة الآخرين‪ ،‬ووجه المتخاصمين في مجلس القضاء إلى نطق الحق وحذر هما‬ ‫من استخدام حسن المنطق في التأثير على القاضيع وحمل النص[ تنبيها للنلضي‬ ‫‪.‬وأيضا عذرا له إذ هو يحكم من خلال ما يرى ويعلم‪ ،‬وغير ذلك من الفوائد‪.‬‬ ‫ه حديث(أبئ بن كعب أن رسول الله ه قال ليس في الإكسال إلا الطهور )("ا‪.‬‬ ‫قال ابن بركة‪" :‬الإكسال هو انكسار الذكر قبل الإنزال كذا ذكر ثعلب"(ثا‪ ،‬وقد‬ ‫سبق ذكر وبيان نسخ مثل هذا الحديث بأحاديث أخرى تفيد وجوب الغسل وقد‬ ‫اتفقت الأمة على ذلكاء جاء لفظ الإكسال هنا معبرا عن المعنى المراد بإيجاز‬ ‫مع حسن اختيار للفظ المكتسي بأدب الإسلام في مثل هذه الأمور‪ ،‬ولا عجب فهو‬ ‫تعبير النبي الفصيح المؤدب المري ة‪.‬‬ ‫ه حديث ابن عباس (أن النبي ققة نهى عن وطء السبايا من الإماء فقال لا‬ ‫تطئوا الحوامل حتى يضعن ولا الحَوائل حتى يَحضنن) (“ا‪ .‬قال الربيع‪" :‬الال‬ ‫التي يأتيها الحيض حالا بعد حال"ا‪ ،‬وقال ابن بركة‪ :‬الحائل التي يأتيها الدم حالأ‬ ‫‪٨‬ا‏ أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الذي يجامع و‪1/45...‬ء‬ ‫وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الطهارات‘ باب من كان يقول الماء من‪.)1/78(469...‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .1/423 ،‬ذكر ابن قتيبة و ابن الجوزي أن الإكسال مأخوذ من أكسل‬ ‫الرجل إذا جامع ثم أدركه فتور منعه الإنزال‪ .‬ر‪ :‬الدينوري أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن‬ ‫قتيبة(‪ 672/098)6‬غريب الحديث‘ تح‪:‬عبد الله الجبوري‪ ،‬ط‪ ‘1‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪،‬‬ ‫‪ ‘1/561‬ابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد(‪795/1021)6‬‬ ‫‪ 7‬ه‬ ‫غريب الحديث‘ تح‪ :‬عبد المعطي أمين قلعجي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‘ بيروتڵ لبنان‬ ‫وهذا تفسير الزمخشري وابن الأثير أيضا‪.‬ر‪:‬الزمخشري‪.‬‬ ‫‪5891‬م‪.2 .‬‬ ‫‪ 5‬ه‬ ‫الفائق‪ 03/9522‬ابن الأثير ‪ ،‬النهايةش ‪.4/471‬‬ ‫ار‪ :‬ص ‪ 134‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.85‬‬ ‫ا الربيع‪ ،‬المسندش ‪.)1/112(625‬‬ ‫‪01‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية =_‪٬‬ے<۔‏‬ ‫بعد حال"(‪٨‬ا‪.‬‏ وقال العوتبي‪ ":‬الحوائل في اللغة‪ :‬هي التي تغير عما كانت عليه‬ ‫من الحمل‘ وكأنها في كل عام عليها تغيير‪ ،‬وكذلك الحائضس ويدل على ذلك قول‬ ‫النبي ه‪ (:‬نعوذ بالله من الحول بعد الكون)؛ فكأنه يتعوذ من أن يكون على حالة‬ ‫فينتقل إلى غيرهاء قال الخليل‪ :‬الناقة الحائل‪:‬التي لا تحمل تلك السنةث وكذلك كل‬ ‫حامل ينقطع عنها الحمل سنة أو سنوات وهي حائل حتى تحمل‪ ،‬يقال حالت‬ ‫تحول حيالا وحوولا ‪...‬قال الشاعر(من المتقارب)‪:‬‬ ‫طوال الخذود قحولاً وَحول"ث)‪.‬‬ ‫وراداً وَحواً كون الرود‬ ‫فهنا أبان لفظ الحائل والحامل صفة بعض من شرع فيهن الاستبراء وهو‬ ‫"استكشاف براءة الرحم من حصول الحمل'(ثا‪ ،‬كما دل على حزم الشريعة في‬ ‫حماية السلالة والأنساب‪ ،‬والذي عليه أكثر الإباضية أن "الاستبراء تعبةمٌ وأنه‬ ‫يجب في حق الصغيرة وكذا في حق البكر والآيسة"“ا‪.‬‬ ‫؟ حديث(أنس بن مالك قال قال رسول اله هة ‪(:‬لا شغار ولا جلب ولا جنب‬ ‫ولا إسعاد في الإسلام) (ا‪ .‬قال أبو المؤثر‪" :‬الشغار أن يقول الرجل للرجل‪:‬‬ ‫زوجني أختك وأزوجك بأختي ‪ .‬ويجعل كل واحد منهما صداق أخته نكاحها ولا‬ ‫يفرضان لهما صداقا سوى ذلك"©'‪.‬‬ ‫(" ابن بركة\ الجامع‪.541 /1 ،‬‬ ‫‪ 2‬العوتبي‪ ،‬الضياء‪ .01/333 ،‬وأصل الحائل المتغير من البلى " وكل متغير اللون حائل"‪.‬‬ ‫فلعل غير الحامل سميت بذلك لتغير عادتهاء وقد فستر أبو عبيد وابن الأثير الحائل بالتي لم‬ ‫‏‪ ٬407/1‬ابن الأثيرث‬ ‫تحمل أو وطئت ولم تحمل‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‬ ‫النهايةش‪.1/364‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شرح المسند‪.3/03 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س“‪.3/03 ،‬‬ ‫ا أخرجه عبد الرزاق في مصنفه‘ كتاب النكاح‪ ،‬باب الشغار‪ )6/481(73401 ،‬والطبراني‬ ‫في المعجم الأوسط‪ ،‬حديث من اسمه إسحاق‘ ‪.)3/822(9992‬‬ ‫{©‪0‬ا أبو ستة مُحمّد بن عمر‘ حاشية أبي ستة على مختصر العدل‪( ،‬مخ)‘ ص‪041‬و‪ .‬فسر‬ ‫علماء الغريب الشغار بهذا التفسير كأبي عبيد وابن قتيبة والزمخشري وابن الأثير وابن‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫ححح‬ ‫وقال ابن بركة‪ " :‬يجعلون صداق هذه صداق الأخرى يقول أحدهما لصاحبه‪:‬‬ ‫أشغرني أختك على أن أشغرك ابنتي‪ ،‬وأصل الشغر مأخوذ من شغر الكلب‪ ،‬وهو‬ ‫أن يرفع رجله فيبول‪ ،‬كنى بذلك عن هذا الاسم‪ ،‬وجعله علما له"("ا‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الكندي‪ ":‬وقال القتيبي‪ :‬سمي الشغار من إشغار الرجل المرأة عند‬ ‫المباضعة والجماع"فا‪.‬‬ ‫وقال أبو ستة محمد بن عمر‪ ":‬وأما نكاح الشّغار فتر بأن يزوج الرتجل أخته من‬ ‫رجل آخر على أن يزوجه أخته بلا مهر يجعلانه لهما‪ ،‬يقال‪ :‬شغرنيه فلان‬ ‫فأشغر‪ ...‬والجلب‪ :‬هو جذم الأنفأةاء والجنب‪ :‬هو الرهان‪ ،‬وهو سباق الخيل؛‬ ‫حرام‪.‬‬ ‫كله‬ ‫و هذا‬ ‫)‪(1‬‬ ‫فمن سبق فرسه كان له القمار وهو شيء يجعلونه للمسابق‬ ‫‏‪١‬بكى معهم‬ ‫و السعاد وال‪,‬إسعاد‪ :‬ههوو المعاودوهنة فىفي البكاء(خا‪ ،‬ف إإداذا دنرزلت مصيبة بأهل‬ ‫آخرون ) ‪. (3‬‬ ‫أناس‬ ‫الجوزي وغيرهم" قال أبو عبيد‪ ":‬وأما الشغار فالرجل يزوج أخته أو ابنته على أن يزوجه‬ ‫الآخر أيضا ابنته أو أخته ليس بينهما مهر غير هذا وهي المشاغرة"‪ .‬ر‪ :‬الهروي غريب‬ ‫الحديث‪،1/534٬‬‏ الزمخشري الفائق‪1/710٬‬‏ ابن قتيبة غريب الحديث‘‪ 1/7020‬ابن‬ ‫الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/745‬الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين‪1/812‬ے ابن الأثير ‪ ،‬النهاية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫("ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ .2/061،‬أورد ابن قتيبة وابن الجوزي طرفا من هذا المعنى وذكر ابن‬ ‫الجوزي أيضا أنه من شغر المهر أي رفعه‪ .‬ر‪ :‬ابن قتيبة‪ .‬غريب الحديث‘‪ 1/7020‬ابن‬ ‫الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪.1/745‬‬ ‫(‪2‬ا أبو بكر الكندي‪ ،‬المصنف©“ ‪.23/,301‬‬ ‫ا فسره علماء الغريب بمعان‪ :‬أحَذها عند قدوم المُصتَّق على أهل الزكاة فينزل موضعا ثم‬ ‫رسل من جلب ليه الأموال من أماكنها لأخذ صدقتها فنهي عن ذلك وأمر بأخذ صدقاتهم‬ ‫على مياههم وأماكنهم‪ .‬الثاني في الساق ينبع الرجل فرسته فيزجره وتجلب عليه ويصيح‬ ‫حياله على الجرى قنهي عن ذلك وفسره الزمخشري بالجلبة بمعنى التصويت‪.‬ر‪ :‬الهروي"‬ ‫غريب الحديث‪1/434-534٬‬‏ الزمخشريڵ الفائق‪ ،1/422 ،‬ابن الأثير النهاية ‪.1/,182‬‬ ‫ح‬ ‫‪ =-‬علوم السنة عند الا ضية س‪:(:‬‬ ‫بمن الحديث بعض الأفعال التي كان أهل الجاهلية يعملونها فجاء الإسلام‬ ‫بتحريمها‪ ،‬وأكد الشرع من خلال التحريم مراعاته لمصالح العباد‪ ،‬ففي الشغار‬ ‫إجحاف بحق المرأة التي كرمها الإسلام فلا يقبل جعلها كالسلعةث كما أن في‬ ‫تحريمه سذا لأبواب النزاع الذي قد يفضي إلى هدم أسرتين معا في حال‬ ‫ترابطهما‪ ،‬وفي تحريم الجلب والجنب إبعاد عن كل ما يفضي إلى العداوة‬ ‫والضغائن‪ ،‬ففي ذلك بُعة عن مقصد إسلامي نبيل يتمثل في الألفة والوحدةث وفي‬ ‫الإسعاد صورة عدم الصبر على المصاب وإذكاء المصيبة بما لا يتفق وتسليم‬ ‫المسلم ورضاه بقضاء الله وقدره‪.‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬نماذج تفسير الغريب في أبواب أخرى‪:‬‬ ‫ه حديث وفد بني عبد القيس وفيه (‪..‬وأنهاكم عن أربع‪ :‬عن الحنتم والثباء‬ ‫والنقير والمزفت‪.) )..‬‬ ‫تفسير الحَنتَم‪ :‬قال أبو غانم الخراساني‪" :‬سألت أبا المؤورج عن نبيذ الجر قال‬ ‫حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أنه سئل عن الحناتم فقال‬ ‫الجرار الخضرا والبيض"‪٨‬ا‪،‬‏ وقال الربيع الحنتم هي الجرار وهو كل ما كان‬ ‫والأخضر (‪.)2‬‬ ‫الأبيض‬ ‫في فخار‬ ‫("ا قال أبو عبيد‪ " :‬وأما الجنب فهو أن يجنب الرجل خلف فرسه الذي سابق عليها فرسا غُرنيا‬ ‫ليس عليه أحد فإذا بلغ قريبا من الغاية ركب فرسه العري فسبق عليه‪ ،‬لأنه أقل إعياء وكلالا‬ ‫‪ .‬ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ .1/534‬وأنظر قريبا منه في‪ :‬الزمخشري الفائقش ‪.1/422‬‬ ‫ابن الأثير‪ ،‬النهايةث ‪.2/663‬‬ ‫ا انظر مثل هذا التفسير في‪ :‬الزمخشريڵ الفائق‪،2/871 ،‬‬ ‫(ثا أبو ستة مُحمّد بن عمر حاشية أبي ستة على مختصر العدل‪( ،‬مخ)ى ص‪041‬و‪.‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان‪ ،‬باب فضل من استبرأ لدينه‘ ‪.)1/92(35‬‬ ‫وأبو عوانة في المسند‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب بيان إيطال سن العاض‪.)5/711(4308 ،‬‬ ‫ا فسرها الأكثرون بالجرار الخضر‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/503‬ء الزمخشري‬ ‫الفائقىث ‏‪ ٬407/1‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪1/642‬ؤ ابن الأثير‪ ،‬النهاية في غريب الأثر‪،‬‬ ‫‪ .1/8‬وفسرها ابراهيم النخعي وابن أبي ليلى بالجرار الحمر كما رواه عنهما أبو إسحاق‬ ‫الحدربي في كتابه الغريب ونفى ابن أبي ليلى أن تكون خضراءؤ وروى عن غيرهما تفسيره‬ ‫ححححح= علور السنة عند الإباضية‬ ‫تفسير المُزفت‪ :‬قال أبو غانم الخراساني‪" :‬والمزفت التي يؤتى بها من مصر‬ ‫قلت لأبى عبيدة ما ألد به قال القرثع"(ةا‪.‬‬ ‫تفسير القير‪ :‬ورد تفسير النقير في رواية مسلم للحديث المتقدم وفيه أن أحد‬ ‫وفد بني عبد القيس قال‪ :‬يا رسول ا له ما يدرينا بالنقير‪ ،‬قال‪( :‬جذع ينقرونه ثم‬ ‫يقذفون فيه من القطيعا والماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى أن أحدكم‬ ‫يضرب بني عمه بالسيف)ء قال الربيع القير ما كان في عوداة)‪.‬‬ ‫لها بالخضر ‪ .‬ر‪:‬الحربي أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق(‪ 582/998)0‬غريب الحديث تح‪:‬‬ ‫سليمان إبراهيم محمد العائدث ط‪ ،1‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمةش ‪5041‬ه ‪ .2/766‬وقال‬ ‫القاضي عياض" فسره أبو هريرة في الحديث الجرار الخضر وقيل هو الأبيضس وقيل‬ ‫الأبيض والأخضر وقيل هو ما طلي بالحنتم المعلوم من الزجاج وغيره وقيل هو الفخار كله‬ ‫وقيل هو معنى قوله هنا الخضر أي السود"‪ .‬ر‪ :‬اليحصبي القاضي أبو الفضل عياض بن‬ ‫موسى بن عياض السبتي(‪ ،)445/0511‬مشارق الأنوار‪ ،‬المكتبة العتيقة (د‪.‬ت)‪.1/202 ،‬‬ ‫(ا أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى‪.45 /2 ،‬‬ ‫ثا م‪.‬س‪.2/99 ،‬‬ ‫فقد‬ ‫(ا أبو غانم الخراساني‪ ،‬المدونة الصغرى ‪ .2/85‬لعلها كانت تجلب من مصرا‬ ‫فسترعلماء الغريب المزفت بالأوعية التي طليت بالزفت وهو القار‪.‬ر‪ :‬الهروي‘‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث ‪1/503‬ح الزمخشري الفائق‪ ،1/704 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/7240‬قال‬ ‫الزمخشري‪ ":‬وهي أو عيه تسر ع بالشدة فايلشراب وتحدث في التغير ولا يشعر به صاحبه‬ ‫الفائق‪ .1/704 ،‬وقال القاضي عياض‪":‬‬ ‫فهو على خطر من شرب المحرم'‪.‬ر‪:‬الزمخشري‬ ‫نهي عنه لأنه يسرع فساد الشراب ويعجله للسكر"‪ .‬ر‪ :‬القاضي عياض‘ مشارق الأنوار‪،‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫ا أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الإيمان‪ ،‬باب الأمر بالإيمان بالله‪.)1 .1/848 .‬‬ ‫(‪ )5‬أبو غانم الخراساني ‪ .‬المدونة الصغرى" ‪ .2/99‬أصل النقير هو أنالنخل يقر وستطه ثم‬ ‫نبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء لتصير تبيذاً نكراء قال ابن الأثير ‪ :‬والنهي واقع على ما‬ ‫يمل فيه‪ ،‬لا على اتخاذ التقير فيكون على حذف المضاف تقديره عن نبيذ لنتير' ‪.‬ر‪ :‬ابن‬ ‫الأثير ؛ النهاية؛ ‪ ،5/301‬وانظر تفسيره في‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ 1/503‘0‬الزمخشري‪.‬‬ ‫الفائق‪ ،3/431 ،‬ابن الجوزي‘ؤ غريب الحديث‘ ‪ 2034‬الحميدي‪ ،‬تفسير غريب‬ ‫الصحيحين‘‪ \1/571‬القاضي عياضع مشارق الأنوارث ‪.2/72‬‬ ‫<۔ ‪4‬‬ ‫علوم السنة عند الاناضية حص‬ ‫ه حديث عائشة( قالت سئل رسول الله قا عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو‬ ‫حرام) ("‪ .‬قال أبو عمرو السوفي‪ :‬البتّع ‪:‬تبيذ العسل"‪.‬‬ ‫تنوعت طرق تحضير النبيذ عند العرب وبآنية ومواد عدة‪ ،‬فجاء النهي عن‬ ‫هذه الأنواع الواردة في الأحاديث المتقدمة مؤكدا حرمة تلك الأنواع والتي ‪-‬كما‬ ‫يظهر۔ يبلغ الانتباذ بها بالشراب إلى درجة قوية من الإسكار قد لا يفطن لهاء‬ ‫ولذلك ورد النهي مؤكدا قويا بصيغة النهي الجازمةء وجاء وصف شارب أحد تلك‬ ‫الأنواع من قبل الرسول فقه بنفي الحاسة عنه حال شربه حتى إنه يضرب بني‬ ‫عمه بالسيف‘ وكشفت بعض تلك النصوص عمق معرفة النبي ثقة ببيئة العرب‬ ‫ومصطلحاتها أكثر مما يعلمه بعضهم عن بيئته الخاصة ولذلك سألوه عن النقير ‪.‬‬ ‫حديث(إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فأمقلوه فإن في أحد جناحيه داء وفي‬ ‫ه‬ ‫الآخر شفاء وأنه يقدم الداء ويؤخر الدواء ) ا‪ .‬قال الربيع‪" :‬أمقلوه ‪:‬أي‬ ‫اغمسوه(ا وقال العوتبي‪ ":‬فأمقلوه‪ :‬أي اغمسوه ليخرج الشفاء كما خرج الداء"تا‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الكندي‪" :‬المقل هو الغمس‪ ،‬وهو الغط‪ ،‬والتماقل في النعاظط"‪.‬‬ ‫(!ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربة‪ ،‬باب الخمر من العسل‪)5/,1212(3625...‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأشربة من‪ ،..‬باب تحريم بيعها وشربهاش ‪.)1/742(926‬‬ ‫ثا السوفيس السؤالات(مخ)‪ ،‬ص‪ .55‬فسره أبو عبيد والزمخشري والقاضي عياض وابن‬ ‫الجوزي وابن الأثير وغيرهم بأنه نبيذ العسل‪ .‬ذكر القاضي عياض البتع بكسر الباء وسكون‬ ‫التاء أنه شراب العسل‘ وأن أهل اللغة ذكروا فيه فتح التاء ولم يختلفوا في كسر الباء‪ .‬ر‪:‬‬ ‫القاضي عياضع‪ %‬مشارق الأنوارث‪ ،77/ 1‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪1/203‬ء الزمخشري‪،‬‬ ‫الفائقث ‪ ،1/27‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪1/3‬ك‪ ،‬لبن الأثير‪ ،‬النهاية‪.1/49 .‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاة والصدقة‪ ،‬باب أدب الطعام والشراب‪،‬‬ ‫‪ )1/841(173‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الأطعمة‪.)3/563(4483 ،‬‬ ‫(ثا الربيع‪ ،‬المسندث ‪.)1/841(173‬‬ ‫() العوتبي‪ ،‬الإبانةه ‪.4/982‬‬ ‫ا الكندي‪ ،‬المصتف‘ ‪ .3/361‬ورد تفسير المقل بالغمس‪.‬ر‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الفائق‪3/0830 ،‬‬ ‫ابن الأثير النهايةش ‪.4/743‬‬ ‫حححح== علوم السنة عند الإباضية‬ ‫أفاد الأمر بمقل الذباب كما ورد في الحديث طهارة الذباب حتى ولو مات إذ قد‬ ‫يموت حال المقل("ا‪ ،‬كما أشار الحديث إلى الضرر الحاصل من الذباب إذ يحمل‬ ‫جانب منه الداء‪ ،‬ففي ذلك دعوة عامة إلى النظافة والحذر منه‪.‬‬ ‫ه حديثابن عمر رضي الله عنهما قال‪( :‬نهمى رسول الله ه عن ثمن عَسنيب‬ ‫الفحل) (‪2‬ا‪.‬قال ابن بركة‪" :‬قال أكثر أهل اللغة‪ :‬إنه إنما نهى عن الكراء الذي‬ ‫يؤخذ على ضراب الفحل‪ ،‬فذكر العسنب وأراد ما يؤخذ عليه من كسب المالء‬ ‫وقال أحد الشعراء (من الوافر )‪:‬‬ ‫وشر منيحة عسب مُعار“ة)‪.‬‬ ‫وولا عنبة لرتتدتموة‬ ‫أفاد الحديث حكم التكسب بمثل هذه الطريقة وأنها حرام‘ وجاء تعبير النبي قة‬ ‫عن ذلك مؤكدا بلاغته وعلمه بمفردات اللغة وطرق مجازها‪.‬‬ ‫حديث(عن أبي مسعود الأنصاري قال أشار النبي قة بيده نحو اليمين فقال‬ ‫ه‬ ‫ألا إن الإيمان ها هنا وإن الفتنة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل‬ ‫حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر) اء وحديث( الجفاء والقسوة في‬ ‫لقادين)"ا‪.‬قال ابن بركة‪(:‬في القَادين) يعني الزراع أصحاب البقر التي يُصرث‬ ‫عليها والفةادون هي البقر‪ ،‬واحدها فدان بالتخفيفاء فأجرى على أربابها‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح المسند ‪.2/711‬‬ ‫ا أخرجه ابن الجارود في المنتقى‘ باب في التجارات‘ ‪ )1/051(285‬والدارقطني في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب البيو ع‪.)3/74(591 ،‬‬ ‫ا ابن بركة‪ .‬الجامع‪ .1/201-301 ،‬فسر العسب بضراب الفحل أو بالكراء عليه‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪،1/79٤‬‏ الزمخشري الفائق‪ 2/8240 0‬الحميدي‘ غريب‬ ‫الصحيحين‪1/9910٠‬‏ ابن الأثير ‪ ،‬النهايةش ‪.3/432‬‬ ‫{ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬باب الإيمان والشرائع‪ )1/34(85 ،‬والبخاري في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب بدء الخلق‪ ،‬باب خير ما المسلم غنم يتبع به‪.)3/2021(6213 ،..‬‬ ‫اأخرجه الطبراني في الكبير؛ حديث قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود‪/71٬‬‏ ‪.)465( 802‬‬ ‫(‪ )6‬هكذا ضبطها ابن بركة‪ ،‬وكضبطه للفدادين ضبطها أبو عمرو بن العلاءء وضبطها آخرون‬ ‫بالتشديد(القدادين)‪.‬ر‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مشارق الأنوار‪ 2/8410 ،‬ابن الأثير النهاية‪.3/914 .‬‬ ‫‪61‬‬ ‫علوم السنة عند الإاضية ‪<-‬‬ ‫اسمها"‪٠‬ا‪،‬‏ وقال العوتبي‪ :‬الفداد‪ :‬مختلف فيه؛ قال الأصمعي‪ :‬هم الذين تعلوا‬ ‫أصواتهم في حروثهم‪ ،‬وبه قال الأحمر لاء يقال منه‪ :‬فة الرجل يفة‪ ،‬قال الشاعر(‬ ‫من الرجز)‪:‬‬ ‫ظلما علينا لهم فديد‬ ‫أنبئت أخوالي بني يزيد‬ ‫وهم الفدادون‪ ،‬قال أبو عمرو‪ :‬الفةادين مخففة واحدها فدان مشددة‪ :‬هي البقر‬ ‫التي تحرثڵ قال أبو عبيد‪ :‬وليس الفدادون من هذا في شيئ‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬هم‬ ‫المكثنرون من الإبل يملك أحدهم منها المائتين إلى الألف واحدهم فدادأا‪ ..‬وقيل‬ ‫هي البقر التي يحرث عليها فأجري على أربابها اسمها‪ ...‬وقال الخليل‪ :‬الفدان ‪:‬‬ ‫‪ .‬جمع أداة ثورين في القران‪ ،‬وكل هذا تفسير الحديث‪ (:‬إن الجفاء والقسوة في‬ ‫الفدادين) وكل ذهب في تفسيره إلى وجه""ا‪.‬‬ ‫أبان لنا ربط النبي وة بين الفدادين والجفاء أو القسوة عن نظرة تربوية مهسّة‬ ‫جداء تبدي أثر المال والثراء في إضعاف الإيمان وزيادة قسوة القلب وكأنه يحذر‬ ‫من آثار ذلك لينتبه له‪ ،‬وهناك جانب آخر يتمثل في طبيعة رعاة الإبل أو البقر أو‬ ‫(‪ )1‬ابن بركةڵ الجامع‪ .1/201-301 ،‬نقل تفسير الفدادين بالبقر عن أبي عمرو بن العلاء ر‪:‬‬ ‫الحميدي غريب الصحيحين‘ ‪ ،1/021‬القاضي عياض&‪ ،‬مشارق الأنوار‪ 2/8410 ،‬الهروي‪،‬‬ ‫غريب الحديث‪،1/521٬‬‏ ابن الجوزي" غريب الحديث‘ ‪ .2/181‬وتعقب أبو عبيد تفسير أبي‬ ‫عمرو فقال‪ ":‬ولا أرى أبا عمرو يحفظ هذا وليس الفدادين من هذا في شيء ولا كانت العرب‬ ‫تعرفها إنما هذه للروم وأهل الشام وإنما افتتحت الشام بعد النبي ة ولكنهم الفةادون ‪-‬‬ ‫بالتشديد ‪ -‬وهم الرجال واحدهم فداد قال الأصمعي ‪..‬الخ"‪ .‬ر‪ :‬الهمرويغ غريب‬ ‫الحديث‘‪.1/521‬‬ ‫ا انظر ورود قول الأصمعي والأحمر‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘‪ 1/5210‬ابن الجوزي‪،‬‬ ‫غريب الحديث‘ ‪.2/081‬‬ ‫ا أنظر ورود قول أبي عبيد‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‪،1/521٬‬‏ القاضي عياض‘ مشارق‬ ‫الأنوارش ‪ ،2/841‬ابن الجوزي" غريب الحديث‘ ‪.2/081‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الإبانة ‪ .3/186‬وللزمخشري تفسير أورده وأطال‪ .‬بيانه والاستشهاد له‪ ،‬ففسر‬ ‫الفدادين بالجلبة الحاصلة من الفلاحين والرعاة من عملهم‪.‬ر‪:‬الزمخشري‪ ،‬الفائقث ‪.3/39‬‬ ‫;‪ ):‬ح‬ ‫علوم السنة عند الا صية ح(‬ ‫ححححح‬ ‫ملاكها فلعلهم يكتسبون تلك القسوة‪ ،‬ومع انشغالهم الدائم يبتعدون عن الجوانب‬ ‫الروحية التي توفر التوازن فأراد النبي قه أن ينبه لذلك‪.‬‬ ‫حديث قبيصة بن مخارق قال‪(:‬تحَمَلت حمالة فأتيت رسول الله فقه أسأله‬ ‫ه‬ ‫فيها‪ ،‬فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بهاء قال ثم قال يا قبيصة إن المسألة‬ ‫لا تحل إلا لأحد ثلاثة‪ :‬رجل تَحَسّل حَمَالَة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم‬ ‫يمسك‘ ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما‬ ‫من عيش أو قال سندَادا من عيش‘ ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوى‬ ‫الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من‬ ‫عيش أو قال سندَادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحنا يأكلها‬ ‫صاحبها سحتا) "ا‪ .‬قال ابن بركة‪" :‬الفاقة ‪ :‬الفقراخا‪ ،‬والسداد‪ :‬كل شيع ستتذنت به‬ ‫حالاً فهو سداد بكسر السين‪ .‬ولذلك سمي سنَداد القارورة وهو صمامها لأنه يَسئذ‬ ‫رأسهاء وأما الستداد بفتح السين فإنه الإصابة في المنطق‪ ،‬يقال‪ :‬إنه لذو ستداد في‬ ‫منطقة وتدبير ه(‪.‬‬ ‫أفاد الحديث جملة من الفوائد منها مشروعية تحمل الحمالة والسعي فيها‪.‬‬ ‫مواضع وضع‬ ‫ورغب النبي ثق فيها بإباحة وضع الصدقة فيهاء وبين بض‬ ‫الصدقة‪ ،‬لكنه قيد إعطاء الصدقة بسد الحاجة ولتبلغ سداد العيش‪ ،‬وجاء استعماله‬ ‫بعض الألفاظ الدالة على ذلك مثل"ستداد" و"الفاقة" وغيرهما مؤكدا هذه المعاني‪.‬‬ ‫‪ (0‬أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب من تحل له المسألة‪ )2/227(4401 .‬وابن‬ ‫حبان في صحيحه‘ كتاب الزكاة‪ ،‬باب المسألة والأخذش ‪.)8/091(6933‬‬ ‫ا تسمى الفاقة فقرا وحاجة‪ .‬ر‪:‬الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين ؛‪ ،1/94‬ابن الأثير ‪:‬النهايةة‬ ‫‪.3‬‬ ‫{"اورد أن السداد بالكسر كل شيء متتدت به خللا‪.‬ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬غريب الصحيحين‘‪.1/75‬‬ ‫ابن الأنير‪ ،‬النهايةث ‪.2353‬‬ ‫ا ابن بركة\ الجامع‪.1/806 ،‬‬ ‫‪88‬‬ ‫علوم السنة عند الإاضبة =_‪٬‬ے<‏‬ ‫ه حديث(أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال نهى رسول الله ه عن اختتاث‬ ‫الأسنقية) ("ا‪ .‬قال ابن بركة‪ ":‬ال اختتَاث للأسنقية كسر أفواهها وتعطف ليشرب‬ ‫منها‪ ،‬و الاختتاث مأخوذ من التكسير ‪ ،‬ولذلك سمي المتكسر في مشيه وتعطفه‬ ‫مخنث"(‪2‬ا‪ .‬قد أفاد الحديث النهي عن الشرب من أفواه الأسقية‪ ،‬وجاء اللفظ الدال‬ ‫على كسر أفواهها ليشرب منها مقويا النهي عن صورة منفرة من طرق الشرب‬ ‫ضارة بالشارب وربما ملوثة لفم السقاء ومنفرة لمن يشرب بعد ذلك‪.‬‬ ‫ه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي فقة قال‪(:‬إن الرحم شُجنَة من‬ ‫الرحمن فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته) (ا‪ .‬قال ابن بركة‪ :‬قال‬ ‫أبو عبيد‪ :‬يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق‪ ،‬قال أبو عبيد‪ :‬إنما قوله "الحديث‬ ‫نما يمسك بعضه بعضا وهو من هذا‪ .‬وقال غيره من أهل العلم‪ :‬هذا‬ ‫ذو ثشُجُون'‬ ‫واشجة أي‪:‬‬ ‫شجن مُشتجُن إذا التف بعضه ببعض وهو من هذا‪ .‬ويقال‪ :‬رحم‬ ‫مختلطة"(‪ .‬وقد جاء وصف الرحم بالشُجنَة معبرا عن تشابك الأرحام بما يحث‬ ‫على معرفة هذا التشابك لأداء حقه وأكد النبي ه على هذا الحق بذكره وصل‬ ‫(" أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأشربةش باب اختتاث المسقية‪)5/2312(2035 .‬‬ ‫ومسلم في صحيحه‘ كتاب الأشربةش باب آداب الطعام والشراب‘ ‪.)3/0061(3202‬‬ ‫ا ابن بركةش الجامع‪ .2/013 ،‬فسر علماء الغريب كأبي عبيد والزمخشري والقاضي عياض‬ ‫وابن الجوزي وابن الأثير الاختناث بهذا التفسير وأنه مأخوذ من ختث أي ثنى أفواهها إلى‬ ‫خارج‪ ،‬وذكروا وجهين لعلة النهي وذلك لأنه ينتنها أو لكراهة أن تكون فيها دابة‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الهروي‪ ،‬غريب الحديث‪1/2630٬‬‏ الزمخشريس الفائقء ‪1/993‬ے القاضي عياض مشارق‬ ‫الأنوار ‪ 1/142‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/903‬ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.2/28‬‬ ‫ثا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الأدبغ باب من وصل وصله اللهش ‪)5/2322(2465‬‬ ‫وابن حبان في صحيحه\ كتاب البر والإحسان‘ باب صلة الرحم وقطعها‪.)2/881(444 ،‬‬ ‫ا ابن بركة؛ المبتدأ‪( .‬مخ) ص‪822‬و‪ .‬وضبط أبو عبيد اللفظ‪ :‬جنة أو شيجنة بالضم أو‬ ‫بالكسر وحكى القاضي عياض فيها الفتح‪.‬ر‪:‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘؛‪1/921‬ء القاضي‬ ‫عياض‘ مشارق الأنوار‪٬2/542 ،‬ابن‏ الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/125‬ابن الأثير‪ ،‬النهاية‪.‬‬ ‫‪.2744‬‬ ‫و‪:‬‬ ‫علوم السنة عند الاباضية حححح=۔د۔‬ ‫الله واصل الرحم وقطعه قاطعها‪ ،‬كما جاء التعبير بالوصل والقطع ملائما جذا‬ ‫للموقف‪.‬‬ ‫ه حديث جابر بن عبد الله قال‪ (:‬ذبح النبي قه يوم الذبح كبشين أقرني نن أملحَين‬ ‫مَوجُوعَين فلما وجههما قال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض‬ ‫على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي‬ ‫لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن‬ ‫محمد وأمته باسم الله والله أكبر ثم ذبح)(‪٨‬ا‪.‬‏ فسر الربيع الوجَاء‪ :‬يعني خصاءء‬ ‫وقال‪ ":‬والأملحان‪ :‬الابلقان"‪ .‬قال ابن بركة‪ ":‬الأملحان اللذان فأيعينهما بياض‬ ‫على ما رفع إلي"‪( ...‬مَوجُوعمين)‪ :‬والتوجوء من الإل هو الذي تضرب أنثياء‬ ‫وئرضتان بالحجارة حتى يذهب الضتراب منه‘ ووجدت عن أبي زيد وغيره في‬ ‫الوجاء أنه يقال للفحل إذا ضرب أنثياه قد وج وَجتاً وقد وَجَأه‪ ،‬فإذا نزغن نزغاأ‬ ‫فهو خصتاءا‪ ،‬وقوله (فإنه وجَاء) في حديث الصوم يعني أنه يقطع النكاح لأن‬ ‫الوجاء لا يضرب'"‪.‬ا‪.‬‬ ‫"ا أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الضحاياء باب ما يستحب من الضحاياش ‪)3/59(5972‬‬ ‫والحاكم في المستدرك‘ كتاب الأضاحي‪.)4/352(7457 ،‬‬ ‫ا اختلف في تفسير الأملحين فذهب الأصمعي أن الأملح الذي يشوب بياضه شيء من سواد‬ ‫كلون الملح وقال أبو حاتم الذي يخالط بياضه حمرةض وقيل الذي يعلو سواده حمرة‪ ،‬وفسره‬ ‫ابن الأعرابي بالنقي البياض والكسائي بالذي فيه بياض وسواد والبياض أكثر وفسره‬ ‫الخطابي بالذي في بياضه طاقات سود& وقال الداودي‪ :‬هو مثل الأشهب‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث‪،1/023٬‬‏ القاضي عياضع مشارق الأنوارث ‪ ،1/973‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‬ ‫لابن الأثير ؤ النهايةش ‪.4/453‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫فسر لفظ الموجوعين بالخصتين‪ ،‬والوجاء بالخصاء‪ .‬ر‪ :‬الحميدي‪ ،‬غريب‬ ‫الصحيحين ‏‪ 93/1٬‬ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪ ،5/151‬ابن منظور‪ ،‬لسان العصرب‘ مادة وجأ‬ ‫‪ 1/1910‬واختلفوا في ضبط الكلمة\ قال ابن الأثير ‪ ":‬بكنشين مَوجُوعَين أي خصيًين ومنهم من‬ ‫يرويه مُوجَأين بوزن مكرمتين وهو خطاؤ ومنهم من يرويه مَوْجيْن بغير همز على التخفيف‬ ‫ويكون من وَجيئَه وجا فهو مَوجية"‪0‬وقال الخطابي‪ ":‬وأصحاب الحديث يقولون مَجوبين‬ ‫‏‪ ١‬لأثير ‪ .‬النهاية في غريب‬ ‫الوجا ء"‪ .‬رر‪ : :‬ابن‬ ‫وَجَأته أجَؤه وا لاسم من‬ ‫موجو عين من‬ ‫والصواب‬ ‫عحححح علوم السنة عند الإباضية‬ ‫وقد جاء لفظ جابر في روايته محددا صفة أضحية النبي © وهديه فيها وفي‬ ‫‪٠٨٨‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كيفية ذبحها وما قاله ليقتدى به‪ ،‬وبيان تلك الألفاظ بيان لهديههة‪.‬‬ ‫ه حديث(التوحيد جب لما قبله) ا‪ .‬قال أبو عمرو السوفي‪( :‬جَب ) بفتح الجيم‬ ‫أي‪ :‬قطعع يقال للناقة جبا إذا لم يكن لها سنام وكذلك دكاء‪.‬‬ ‫والجباجب‪:‬المنازل"ا‪ .‬أفاد الحديث رحمة الله وقبوله الراجع إليهث وأن الإسلام‬ ‫يمحو ما قبله من ظلمات الكفر وآثاره‪ ،‬فيقبل المسلم إلى دينه بعزيمة لفضل هذه‬ ‫التوبة كأنه‪ .‬ولد يوم ذاك‪.‬‬ ‫ه حديث‪ :‬قال رسول الله فقه لرجل بعد أن سأله فأجاب بكلام غريب‪( :‬أعوذ‬ ‫باقه من خمسة من العَيمّة والغيمَة والأيْمَة والقرم والكزآم) ثا‪ .‬قال أبوعمرو‬ ‫السوفي‪ ":‬العَيْمَة ‪-‬غير معجمة‪ :‬شدة الشوق إلى اللبنا‪ ،‬والغَية ‪-‬معجمة‪:-‬‬ ‫الأثرش ‪5/151‬ء الخطابي البستي حمد بن محمد بن إيراهيم(‪ 883/89)0‬إصلاح غلط‬ ‫المحدثين‪ ،‬تح‪ :‬محمد علي عبد الكريم الرديني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المأمون للتراث‪ ،‬دمشق‘ ‪7041‬ه‬ ‫‪.1/89‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.2/821 ،‬‬ ‫{‪2‬ا لفظ الحديث المخرج( الإسلام يجب ما قبله) أخرجه البيهقي ضمن خبر طويل‘ في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬كتاب السير باب ترك أخذ المشركين‪ )9/,221(96081 ،‬وأحمد في المسندث حديث‬ ‫عمرو بن العاص‪.)4/981(218171 ،‬‬ ‫{ثا السوفي‪ ،‬كتاب السؤالات‪ ،‬ص ‪ .35‬الجَب هو القطع والمراد في الحديث وأمثاله أن الإسلام‬ ‫أو التوبة أو التوحيد يَجْب ما قبله‪ ،‬أي يقطع ويَمْحُوَ ما تقدم من كفر ومعصية‪.‬ر‪:‬ابن الأثير‪.‬‬ ‫النهايةث ‪ ،1/432‬ابن منظور لسان العرب مادة جبب‪ .1/942 ،‬قال النووي‪ ":‬والذي وقع في‬ ‫المهذب يَجُب بالجيم والباء الموحدة وروينا في كتاب الأنساب للزبير بن بكار يَحت بالحصاء‬ ‫والتاء المثناة وهو صحيح أيضا بمعنى الأول"‪.‬ر‪:‬النووي يحيى بن شرف(‪.)676/8721‬‬ ‫تهذيب الأسماء‪ ،‬تح‪ :‬مكتب البحوث والدراسات‘ ط‪ ،1‬دار الفكر بيروت‘ لبنان‪6991 ،‬مء‬ ‫‪.3‬‬ ‫اذكره السوفي في كتاب السؤالات‘ ص‪.452‬‬ ‫ثا فسرها بهذا ابن قتيبة والزمخشري والحسن العسكري وابن الجوزي وابن الأثير‪ .‬ر‪:‬‬ ‫الزمخشري الفائقث ‪ ،3/,24‬ابن قتيبةش غريب الحديث‘‪1/833‬ح ابن الجوزي غريب الحديث‘‬ ‫ححجححح علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫شدة الشوق إلى الماء(‪٠‬ا‪،‬‏ والأمة‪ :‬شدة الشوق إلى النكاحثا‪ ،‬والقرّم‪ :‬شدة الشوق‬ ‫إلى اللحم(ا‪ ،‬والكزآم‪ :‬البخل‪ ،‬وقيل الكزم‪ :‬الأكل(“ا"(‪5‬ا‪.‬‬ ‫ه حديث أنس بن مالك قال‪ (:‬قال رسول الله ثة لست من دد ولأ الذ مني) ا‬ ‫قال أبوعمرو السوفي‪ ":‬التد‪ :‬اللهو واللعب"ا‪ ،‬يقال‪ :‬تدن‪ ،‬قال الشاعر (من‬ ‫الرمل)‪:‬‬ ‫ابن الأثير النهاية‪ 3/1330 .‬العسكري أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد (‪/283‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪ )3‬تصحيفات المحدثين‪ ،‬تح‪ :‬محمود أحمد ميرة‪ ،‬ط‪ ،1‬المطبعة العربية‘ القاهرة‬ ‫‪ 2‬ه ‪.1/373‬‬ ‫"ا ورد تفسير الغيمة بشدة العطش وكثرة الاستسقاء للماء‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الفائقىث ‪3/240‬‬ ‫لسان‬ ‫ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 2/0710‬ابن الأثير ‪ ،‬النهاية‪ 3/304‘0 .‬ابن منظور‬ ‫العرب‪ ،‬مادة غيم‪.21/844 ،‬‬ ‫ا فستر علماء الغريب كابن قتيبة والزمخشري وابن الجوزي وابن الأثير الأيمة بطول‬ ‫التعزب‪ .‬ر‪:‬الزمخشري الفائق‪3/,24 ،‬؛ ابن قتيبة‪ .‬غريب الحديث ‪2/851‬س ابن الجوزي‘‬ ‫غريب الحديث‘ ‪ )1/94‬ابن الأثير ؤ النهاية‪ &1/68 .‬ابن منظور لسان العرب‘ مادة أيمء‬ ‫‪.2104‬‬ ‫ا فستره أهل الغريب بهذا التفسير‪ .‬ر‪ :‬ابن قتيبةث غريب الحديث‘ ‪1/933‬ء الزمخشري‪.‬‬ ‫الفائق‪ ،3/34 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪2/732‬أ ابن الأثير النهايةء‪ 4/0710‬ابن‬ ‫منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة قرم‪.21/374 ،‬‬ ‫ا ورد تفسير الكزم بالمعنيين البخل أو بشدة الأكل‪ .‬ر‪ :‬الحربي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪.2/673‬‬ ‫الزمخشري الفائق‪ 3/240 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪2/882‬أ ابن الأثيرة‬ ‫النهايةش‪.4/94‬‬ ‫ا اللسوفي‪ ،‬كتاب السؤالات(مخ)ى ص‪.452‬‬ ‫كا أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الشهادات‘ باب من كره كلما لصب‬ ‫الناس‪ )01/712(45702...‬والطبراني في العجم الأورسط‘ باب من اسمه إيراهيم‬ ‫‪.)1/231(314‬‬ ‫‪7‬ا هكذا فسره أهل الغريب‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/430‬الزمخشري الفائقض‬ ‫‪1/14‬ء ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ‘1/923-033‬ابن الأثير‪ ،‬النهاية‪ .2/901.‬وقد نقل‬ ‫أبو عبيد عن الأحمر أن في الدد ثلاث لغات‪ :‬يقال هذا تد على مثال يد ودم‪ ،‬وهذا تا على‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫صحح‬ ‫إن همي في سماع وأذن("‬ ‫أها القلب تعلل بدَدر‘‬ ‫ه حديث سراقة بن مالك عن النبي ©ةة ( أن أهل الجنة الضعفاء المغلوبونؤ‬ ‫وأهل النار كل جَفظري جَواظ جَظ مستكثر جماع ) ثا‪.‬‬ ‫قال أبو عمرو السوفي‪ ":‬الجَغظري‪ .:‬السيئ الخلق‪ ،‬وقيل‪ :‬الفظ الغليظا‪ ،‬والجواظ‬ ‫والجَظ‪ :‬الجافي الكثير اللحم المختال في مشيته(“ا‪ ،‬وقيل‪ :‬الجَوًاظ الذي يخوض في‬ ‫الأمور بالإثما‪ ،‬تفول‪ :‬جَاظ يجُوظ جَوظانا"(ةا‪.‬‬ ‫مثال قفا وعَصتا‪ ،‬وهذا تتن على مثال حزن‪ .‬وقال ابن الأثير‪ ":‬وهي ‪ -‬أي دد۔ محذوفة اللام‬ ‫وقد استعملت ممَسَّمة ددأً كنى وتتن كبن‪ ،‬ولا يخلو المحذوف أن يكون ياء كقولهم ية في‬ ‫يَذي أو نونا كقولهم‪ :‬لذ في لئن ‪ -‬ومعنى تنكير الد في الجملة ا لأولى شياع والاستغراق‬ ‫وأن لا يبقى شيع منه إلا وهو منزه عنه‪ ،‬أي ما أنا في شيء من اللهو و اللعب"‪ .‬ر‪ :‬الهروي‪،‬‬ ‫غريب الحديث‘ ‪ ،1/43‬ابن الأثير النهاية‪.2/901.‬‬ ‫"ا السوفي ءكتاب السؤالات‪(.‬مخ)ء ص‪ 423‬و‪.‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم‪ ،‬كتاب التفسير تفسير سورة‬ ‫ن والقلم‪..‬ث‪)2/,145(4483‬والطبراني في الأوسط حديث من اسمه بكر ‪.)7513( 3/382‬‬ ‫{"ا فسر الجعظري بهذين التفسيرين‪ ،‬وقيل هو الفظ الغليظ المتكتر أو المنتفخ المتصاظم‬ ‫بنفسه‪ ،‬أو الأكول الغليظ‪ ،‬أو القصير المنتفخ بما ليس عنده‘ أو الذي يتمةح وينتفخ بما ليس‬ ‫عنده وفيه قصر‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري‪ ،‬الفائق‘ ‪ 3/,37!0‬ابن قتيبة‘ غريب الحديث‘ ‪.1/652‬‬ ‫القاضي عياض مشارق الأنوار‪ 1/8510 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/9510‬ابن‬ ‫الأثير ۔النهاية؛ ‪.1/672‬‬ ‫ا فسر الجظ بالضخم المنتفخض أو الكثير اللحمؤ أو السمين القصير‪.‬ر‪ :‬ابن قتيبة‘ غريب‬ ‫الحديث‘ ‪1/852‬ؤ ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/751‬ابن الأثير‪ ،‬النهاية ‪ 41/4720‬ابن‬ ‫لسان العرب‘ مادة جظظث ‪.7/834‬‬ ‫منظور‬ ‫ا اختلف في تفسير الجواظ‘ ففسر بالجموع المنوعض أاولكثير اللحم المختال في مشيته‪ ،‬أو‬ ‫الغليظ الرقبة و " ‪ 3‬أو الفاجر‪ ،‬أو الذي لا يستقيم على أمر واحد يصانع هنا وهناءأو‬ ‫الصخاب المهذار‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري الفائق‪0‬؛ ‪ ،1/742‬ابن قتيبة‘ غريب الحديث‘‪1/652.0‬‬ ‫القاضي عياضع مشارق الأنوار؛ ‪1/561‬ؤ ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ ،1/081‬الحميدي‪،‬‬ ‫تفسير غريب ما في الصحيحين‪1/07٤‬‏ ابن الأثير ‪ ،‬النهاية في غريب الأثر‪.1/613 .‬‬ ‫االسوفي ءكتاب السؤالاتء(مخ)ء ص‪.524‬‬ ‫‪;٫‬إ‏ ج‪-‬‬ ‫علور السنة عند الا‪ .‬صية ح(‪:‬‬ ‫حححح‬ ‫ه حديث‪(:‬اللهم إني أعوذ بك من الكبر والأثق والسئخيمة والگنس)("ا قال أبو‬ ‫عمرو السوفي‪":‬النس‪:‬الخيانة‪ ،‬وقيل‪:‬إنه اختلاط العقل(‪2‬اءقال الشاعر (من البسيط)‪:‬‬ ‫إني إذا ضعيف الرأي مألوس‬ ‫فإن تلت من قومي عَديكمْ‬ ‫والألق‪ :‬الكذبثاءقال الله تعالى‪(«:‬إذ ملونة بألستتكمهه(النور ‪) 42/51‬را عائشة‬ ‫بكسر اللام وتخفيف القاف(تلقونه) من الولق“اوهو‬ ‫الكذب هو السخيمة‪:‬العداو ة(ةا(ا‪.‬‬ ‫تكشف النصوص الحديثية المتقدمة علم النبي ثق بغريب ألفاظ العرب‪ ،‬فحين‬ ‫كلمه الوافد إليه ببعض الكلام الغريب أجابه حسب منطقه وأكد في النص الأول‬ ‫استعاذته باله من كل سلوك يحمل على الشراهة سواء لطعام أو شراب أو شهوة‬ ‫أو غير ذلك‘ كما أكد في النص الثاني أن ليس من خلق النبئ قه الميل إلى اللهو‬ ‫واللعب‘ وكشف في النص الثالث عن صفات بعض من تميل بهم هذه الصفات‬ ‫)‪(1‬انكر‪ .‬السوفي في كتاب السؤالات‪(٠‬مخ)ى‏ ص ‪.354‬‬ ‫ثوارد التفسيران عند علماء الغريب‪ .‬ر‪ :‬الهروي ‪ 0‬غريب الحديث‘ ‪ )2/954‬ر‪:‬‬ ‫الزمخشري الفائق‪ ،1/55 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪ 1/430‬ابن الأثير‪ ،‬النهاية في‬ ‫غريب الأثرث ‪ .1/06‬وفسر صاحب اللسان الألس بجملة من المعاني منها‪ :‬الخداع والفش‬ ‫والسرق والأصل السوء والغدر والكذب وذهاب العقل وتذهيله‘ وغيرها من المعاني‪ .‬ر‪ :‬ابن‬ ‫منظور‪ ،‬لسان العربڵ مادة ألس‪.6/7 ،‬‬ ‫"ا فسر علماء الغريب الق بالجنون أو الكذب‪ .‬ر‪ :‬الهروي ‪ ،‬غريب الحديث‪ ‘2/954 ،‬ر‪:‬‬ ‫لزمخشري‪ .‬الفائق ‪ ،1/55‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث ‪1/53‬ح ابن الأثير ث النهايةث‪.1/06‬‬ ‫اذهب إلى هذا القتيبي وأن الألق من الولق فأبدل الواو همزة‪ ،‬ورة عليه ابن الأنباري‬ ‫يتكلم بما سمع‬ ‫محتجًا بأن إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أصلا يقاس عليه وإنما‬ ‫منه‪ .‬ر‪ :‬ابن الأثير النهايةث ‪ ،1/16‬ابن منظور لسان العرب‪. 01/9‬‬ ‫‏‪ ٨‬فسرت الستخيمة أيضا بالحقد أو الموجدة فايلنفس أو الضغينة‪ .‬ر‪ :‬الهمروي‪ ،‬غريب‬ ‫الحديث‘ ‪ ‘2/064‬ر‪ :‬الزمخشري الفائق‪ 2/660 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديثث‘ ‪1/964‬ء‬ ‫ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪.2/,053‬‬ ‫كا السوفي‪ ،‬كتاب السؤالات(مخ)ى ص ‪.354‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫ح‬ ‫للى النار والعياذ بالله‪ 6‬ليتحسس المرء خلقه وصفاته فيبتعد عن تلك الصفات‪ ،‬وفي‬ ‫النص الرابع استعاذ النبي قة من بعض الصفات واوالاخلاق السيئة كالخيانة‬ ‫والكذب وغيره من خلال ذكر ألفاظها كما عبر بعض العرب في غريبهم عنها‪.‬‬ ‫ه حديث‪( :‬أربعة دوا لكل داء إلا السام‪ :‬السنا والنقاء و السئنوت والحبة‬ ‫السوداء)(;ا‪ .‬قال أبو عمرو لسوفي‪" : :‬التقاء ثا‪ :‬الحرف وهو حب رسا‬ ‫والسئنا‪ :‬العتالقة اهجُرجر(ثا‪ ،‬و السئنوت‪ :‬الكَمُون‪ ،‬وقيل السمن‪ ،‬وقيل العسل(“ا"‬ ‫("ا أخر ج المقدسي حديثا بلفظ(أنس بن مالك عن النبي ق قال ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا‬ ‫السام السنا والسنوت قالوا هذا السنا قد عرفناه فما السنوت قال لو شاء الله لعرفكموه قال‬ ‫محمد ونسيت الثالثة) في الأحاديث المختارة‪ ،‬حديث عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن‬ ‫أنس‪0‬؛ ‪ )6/732(5522‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب السنا والسنوت‘ ‪2/4411‬‬ ‫(‪ )7543‬وأما حديث الحبة السوداء فأخرجه البخاري بلفظ( عن عائشة أنها سمعت النبي هة‬ ‫يقول إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت وما السام قال المصوت) في‬ ‫صحيحها كتاب الطب‪ ،‬باب الحبة السوداءث ‪.)5/3512(3635‬‬ ‫{‪2‬ا لم أجد اللفظ في الروايات والمعاجم وكتب الغريب التي نظرتها فلعل العبارة فيها إدراجا‪.‬‬ ‫ا هكذا ورد في كلام السوفي فلعلها لغة بربرية‪ .‬والسنا نبت يتداوى به أو ورق هذا‬ ‫النبت‪.‬ر‪ :‬الزمخشريڵ الفائق‪ ‘2/102 ،‬العسكري‘ إصلاح غلط المحدثين‘‪ 1/5610‬ابن‬ ‫الجوزي" غريب الحديث ‪ 1/1050‬وضبطه ابن الأثير مقصورا(الستنى)‪.‬ر‪:‬ابن الأغيره‬ ‫النهاية‪.2/704 .‬‬ ‫ا فسر السئنوت بالعسل أو الرب أو الكَمُون وقيل ‪ :‬ضرب من التمر‪ ،‬وأورد ابن قانع قول‬ ‫من فسره بالشُونيز‪ ،‬وضبطه ابن الأثير بضم السين وذكر أن الفتح أفصح‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري‪.‬‬ ‫الفائق‪ ،1/742 ،‬ابن قتيبةش غريب الحديث‘ ‪1/853‬ے ابن الأثير‪ ،‬النهايةش ‪ ،2/704‬أبو الحسين‬ ‫عبد الله بن قانع(‪ ،)153/369‬معجم الصحابة‪ ،‬تح‪ :‬صلاح بن سالم المصراتي‪ ،‬ط‪ 10‬مكتبة‬ ‫الغرباء الأثرية‪ ،‬المدينة المنورة ‪8141‬ه ‪.2/701‬‬ ‫االسوفي‪ ،‬كتاب السؤالات(مخ)ى ص‪.254-354‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫أبان الحديث عن علم النبي ‪ 6‬بالأدوية والنباتات التي يمكن استخدامها أنوية‪.‬‬ ‫ودل الحديث على شرعية طلب الدواء والعلاج مما يصيب المرء وحثه ثا على‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬حديث(ابن عباس قال قال رسول ا له ه من تعلم القرآن ثم نسيه حشر يوم‬ ‫القيامة أجذم) ("ا‪ .‬قال الربيع‪ " :‬الأجذم المقطوع اليد"ا وقال العوتبي‪ ":‬قال أبو‬ ‫عبيد‪ :‬الأجُذم‪ :‬مقطوع ليد واحتج بقول المتلمس‪(:‬من الطويل)‪:‬‬ ‫بكف له أخرى فأصبح أجذماةا‪.‬‬ ‫وهل كنت إلا مثل قاطع كَقّه‬ ‫أفاد لفظ "أجذم" التحذير من إهمال القرآن ونسيانه ودل الحديث على"الوعيد‬ ‫الشديد على نسيان القرآن بعد تعلمه"( وفي ذلك حث على العناية بالقرآن تلاوة‬ ‫وعملا بما يناسب كونه دستور المسلم ومشكاة هدايته وسبيل نجاته وسعادته‪.‬‬ ‫ه حديث أبي هريرة عن النبي قه من حديث أطول وفيه (‪ ..‬بل أنتم أصحابي‬ ‫وإنما إخواني الذين يأتون من بعدي وأنا فرطهم على الحوض قالوا يا رسول الله‬ ‫() أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬باب في ذكر القرآن‪ )1/52(6 ،‬والدارمي في سنه‘ كتاب فضائل‬ ‫القر آن‪ ،‬باب من تعلم القرآن ثم نسيه‪.)2/925(0433 ،‬‬ ‫ثا الربيع المسندش ‪.)1/52(6‬‬ ‫ثا العوتبي‪ ،‬الإبانةش ‪ ،2/073‬وانظر‪ :‬الهروي ‪ 0‬غريب الحديث‘ ‪ .1/993‬وهذا التفسير‬ ‫للأجنم أي مقطوع اليد من الجذم أي القطع استدل له أبو عبيد بحديث علي (مننكث بيعته‬ ‫لقي الله وهو أجذم ليست له يد)‪ ،‬وذهب القتيبي إلى أن الأجذم هنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها‬ ‫فليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الأعضاء‘ يقول عبد الكريم الرافعي‪ ":‬ونصر الأكثرون أبا‬ ‫عبيد منهم ابن الأنباري وأبو الحسين بن فارس وأبو سليمان الخطابي وغيرهم وذكروا أن‬ ‫سويدا بن جبلة الفزاري سبق أبا عبيد إلى تفسيره وأجابوا إلى الاحتجاج لمشاكله"‪ ،‬أقول‬ ‫وليس سويد هو الوحيد الذي تقدم أبا عبيد وفستره؛ فها هو الربيع أيضا فستره بهذا التفسير‬ ‫وأول ابن الأعرابي الحديث بأن من نسي القرآن لقي الله خالي اليد من الخير والثواب فكتى‬ ‫باليد عما تحويه اليد‪ .‬ر‪ :‬الرافعي القزويني عبد الكريم بن محمد(‪)326/6221‬ء التدوين في‬ ‫أخبار قزوين‪ ،‬تح عزيز الله العطاريء دار الكنب العلمية‪ ،‬بيروتث‘ ‪1/361 78910‬ء ابن‬ ‫الأثير‪ ،‬النهاية‪.1/152 .‬‬ ‫() السالمي‪ ،‬شر ح المسندث ‪.1/71‬‬ ‫علار السنة عند الإناضية‬ ‫ح‬ ‫كيف تعرف من يأتي بعدك قال أرأيتم لو كان لرجل خيل غر مُحَجّلة في خيل‬ ‫ذهم بُهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون يوم القيامة غر‬ ‫مُحَجَلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على الحوض وليذاتن رجال عن حوضي‬ ‫قَسُحقا‬ ‫كما يُذذاذ البعير الضال فأناديهم ألا هل فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول‬ ‫فسئحقا) (‪٨‬ا‪.‬‏ قال العوتبيا‪:‬لذهنم‪ :‬السوداء و البهئم‪ :‬التي لا يخالط سوادها لون‬ ‫أخر(ا‪ ،‬يقال‪ :‬أسود بهيم وكميت بهيم‪ ،‬قال أمية(من الخفيف)‪:‬‬ ‫وسنجا الليل بالظلام البهيم‬ ‫زارني مُوهنا وقد نام صحبي‬ ‫ويقال أمر أغر محجّل‪ :‬إذا كان واضحا بينا‪ ،‬قال الجعدي(من الطويل)‪:‬‬ ‫فقردكبت أمرأ أغر محجَلا‬ ‫لها هلا‬ ‫لا‬ ‫ويلى‬‫قَا ل‬ ‫و حَيِ‬‫ألا‬ ‫وغرة الهلال‪ :‬ليلة يرى‪ ،‬والغرر‪ :‬ثلاثة أيام من أول الشهر "(“ا‪.‬‬ ‫قال العوتبي‪ :‬أنا فرطكم على الحوض‪ :‬أي أنا أتقدمكم إليه حتى تردوه علئ"اء‬ ‫وقال أبو ستة محمد بن عمر‪" :‬غرا بالضم على وزن فعل جمع أغرً؛ كمر جمع‬ ‫أحمر‪ ،‬وهو مأخوذ من الغرة بالضم وهي في اللغة بياض في جبهة الفرس فوق‬ ‫"ا أخرجه الربيع‪ ،‬باب الأمة أمة محمد‪ 1/73(34)6 ،‬ومسلم في صحيحه كتاب الطهارة‪.‬‬ ‫باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء‘ ‪ )1/812(942‬وأخرجه البخاري‬ ‫مختصرا بلفظ ( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء) في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب الوضوء‘ باب فضل الوضوء‪. )1/36(631 ،..‬‬ ‫ثاالذهم‪:‬السود أوالجمع الكثير ‪.‬ر‪ :‬اليحصبيعء مشارق الأنوارث ‪1/262‬ؤ ابن الأثير‪ ،‬النهاية‬ ‫‪.2/541‬‬ ‫ثا نقل هذا التفسير عن عمرو بن العلاء‪ ،‬ولأبي عبيد تأويل للمراد وهو أنهم يحشرون‬ ‫بأجساد‪ .‬مصححة لخلود الأبدء بلا آفة من عمى وعر ج وغيره‪ ،‬وقال الزمخشري‪ ":‬ليس معهم‬ ‫شيء من أعراض الدنيا شبه خلو جسد العاري من عرض يكون معه بخلو نقبة الفرس‪-‬أي‬ ‫بوجه من دوائره۔ عن شية مخالفة لها"‪ .‬ر‪ : :‬الهروي‘ غريب الحديث‘ ‪1/2210‬‬ ‫الزمخشري الفائق‪ ،1/731 ،‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث‘ ‪.1/39‬‬ ‫[ العوتبي‪ ،‬الإبانةشه ‪.3/,195‬‬ ‫(ام‪.‬س‪.3/645 ،‬‬ ‫= عار السنة عند الإباضية‬ ‫الدرهم استعيرت للنور الذي يكون في وجه المؤمن يوم القيامة من أثر الوضوء‪،‬‬ ‫(محجلين) جمع محجل وهو مأخوذ من التحجيل‪ ،‬قال في الصحاح والتحجيل‬ ‫بياض في قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في رجلين قال أو أكثر بعد أن يجاوز‬ ‫الأرساغ ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل‬ ‫والقيود‪...‬إلخ ثم استعير التحجيل للنور الذي يكون في أرجل المؤمنين يوم القيامة‬ ‫من أثر الوضو "‪.).‬‬ ‫ه حديث ابن عباس عن النبيةق قال‪ (:‬لن يدخل الجنة أحد بعمله قيل ولا أنت‬ ‫يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله برحمته) (‪2‬ا‪.‬‬ ‫قال الربيع‪" :‬يعني يكسوني برحمته ويغمدني بها كما يغمد السيف في‬ ‫جفند"ةا‪.‬‬ ‫قال العوتبي‪ ":‬يتغمدني‪ :‬يسترني‪ ،‬أخذ من غمدت السيف في غمده‪ :‬إذا سترته‪.‬‬ ‫قال الشاعر (من الطويل)‪:‬‬ ‫كَظل السماء كل أرض تَعَمَّدا‬ ‫نصبا رمَاحاً فوقها ج عامر‬ ‫أي ظل السماء يستر كل أرض ويظلهاء وكذلك نحن نقهر ونغلب كل مناز ع"‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫أفاد الحديثان المتقتمان عددا من الفوائد‪ ،‬منها فضل الوضوء وجاء التعبير‬ ‫بالغرة والتحجيل في وصف الرسول ‪ 8‬مؤكدا ذلك‪ ،‬وأنهما علامة يميز بها النبي‬ ‫فا بني أمتته يوم العرضس وجاء التعبير بالهم والذهم في الصورة العامة مقوريا‬ ‫صورة إشراق المؤمنين خلافا لباقي الخلائق‪ ،‬غير أنه أكذ أن ذلك مرهون‬ ‫(ا أبو ستة محمد بن عمر‪ ،‬كتاب الوضع‘‪.1/021-121‬‬ ‫ا أخرجه الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الأيمان والنذور‪ ،‬باب الآداب‪ )1/282(637 ،‬وابن حبان‬ ‫في صحيحه‘ كتاب البر والإحسان‪ ،‬ذكر الأمر بالتشديد في ‪.)2/06(843....‬‬ ‫() الربيع‪ ،‬المسندث ‪.)1/282(637‬‬ ‫العوتبي‪ ،‬الإبانةك ‪ .3/895‬والتأويل ليتغني برحمته أي يسترني بها ويلبسنيها كمثل غمد‬ ‫السيف الذي يصونه ويستره‪ .‬ر‪ :‬الزمخشري الفائقث ‪ ،3/67‬القاضي عياض©‘ مشارق‬ ‫الأنوارث ‪ ،2/531‬ابن الجوزي‪ ،‬غريب الحديث ‪ 2/2610‬ابن الأثير ء النهايةث ‪.3/383‬‬ ‫‪8‬ر‬ ‫علوم السنة عند الاراضة حححص"صے۔‬ ‫بالخاتمة؛ فمن بتل وغير حتى لو كان من أصحابه فلا مكان له عند الشرب من‬ ‫حوضه ثم إن الحديث الثاني أكد أن الأمر قائم على رحمة الله فلا يعتبر المرء‬ ‫نجاته بعمله فحسب‪.‬‬ ‫أبان لنا الفصل المتقدم عن جوانب من إدراك اللغة وفهم مقتضى ألفاظها‬ ‫ودلالاتها لدى علماء الإباضية وجاءت معرفتهم بالغريب متنوعة‪ ،‬فمنها ما هو‬ ‫ذاتي ومنها ما هو مستفاد من علماء الغريب الذين اشتغلوا بهذا الفن واعتنوا به‪.‬‬ ‫وقد رأينا حضور الغريب بأقسامه؛ من بيان للكلمة المفردةى وتفسير لما‬ ‫اختلف أو أتلف من الألفاظ ولما ورد متفقا أو مفترقاء وما ورد مخففا أو مضغّفا‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫وقد رأينا أيضا تنوع مصادر تفسير الغريب عندهم‪ ،‬كالقرآن الكريم‪ ،‬والسنة‬ ‫النبوية نفسها‪ ،‬وتفسير الصحابة لدرايتهم بمعاني الألفاظ التي نطق بها النبي ة‬ ‫لمباشرتهم الرواية وقربهم منها مع كونهم عربا أقحاحا يعرفون هذا الغريب‪،‬‬ ‫والاستعانة بمعاجم اللغة ومصنفات علماء الغريب‪ ،‬والاستعانة بمأثور كلام‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫وتكشف لنا النماذج المتقدم عرض بعضها عن ثروة لفظية هائلة وعن آثار‬ ‫فقهية وتربوية بدت أكثر وضوحا بجلاء معاني ألفاظ الغريب‘ وجاء ترتيبها وفق‬ ‫التبويب الفقهي مؤكدا تعلق الكثير من الآثار الفقهية بتفسيرهاء فتفسير "القمرص'‬ ‫لدم الحيض علم المرأة كيفيّة التختقص من نجاسة دم الحيضع ولفظ "الدائم" في‬ ‫وصف الماء‪ ،‬أعطى للماء القليل الساكن حكما خاصاء وتفسير "الدباغة' بن حكم‬ ‫الجلد بعد تحققها فيه‪ ،‬وبذلك استبان التيسير للعباد في أمور معاشهم‪ ،‬كما أن‬ ‫تفسير "الزتاء" بالحاقن كشف عن صفة هذه الحالة المنافية للخشوعع وتفسير‬ ‫"المؤربة" في وصف اللحم أكد المعنى الفقهي المراد من النص وأنه لا وضوء من‬ ‫طعام أحل أكله‪ .‬وجاء تفسير الوكاء والسئه مبينا ضابط النوم الناقض للطهارةض‬ ‫كما جاء وصف الخداج مؤكدا فرض قراءة الفاتحة وأهميتها في الصلاة‪.‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫وهكذا فإن بيان هذه الألفاظ مفيد لكشف الكثير من الدلالات الفقهية والمعاني‬ ‫الشرعية التي ينبغي للمتعبد الالتفات إليها‪.‬‬ ‫‪500‬‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫الفصل الأول‪:‬تقسيمر الحديث‬ ‫بتعدد طرقه‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬الحديث المقبول‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬الحديث المردود‪.‬‬ ‫الفصل الرابح ‪:‬الحديث امشتر‬ ‫بين القبول والرد‪.‬‬ ‫حححح= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫توطئة‪:‬‬ ‫يعنى فن المصطلح بالجانب الاصطلاحي للحديث وأنواعه وسنعرض في‬ ‫فصول هذا الباب هذه الأنواع وفق تقسيم يجمع أنواعها المتعتدة قدر ما يمكن‬ ‫وسيشمل الفصل الأول تقسيم الحديث من خلال تعدد طرقه كالمتواتر والآخاد‬ ‫وغيرهما‪ ،‬وأما الفصول الأخرى ستعالج أقسام الحديث من حيث القبول وعدمه‪.‬‬ ‫فالفصل الثاني في أنواع الحديث المقبول كالصحيح والحسن وما التحق بهما‪.‬‬ ‫والثالث في أنواع الحديث المردود كالضعيف وأنواعه المتفرعة عنه‘ ويأتي‬ ‫الرابع مكملا لهما ببيانه الأنواع المشترك بين القبول والرة‪.‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬تنسيم الحدث بتعدد طرقه‬ ‫المبحث الأول ‪ :‬المتواتر‪:‬‬ ‫معنى المتواتر لغة واصطلاحا‪:‬‬ ‫ورد التواتر لغة بمعنى التتابع مطلقا أو بمعنى نتابع الأشياء وبينها قَجَوات‬ ‫وفترات قال اللحياني‪" :‬تواترت الإبل والقطا وكل شيء إذا جاء بعضه في‬ ‫إثر بعض ولم تجئ مُصنطقَّة' وقال الأصمعي‪" :‬واترت الخبر‪ :‬أتبصت‬ ‫وبين الخبرين هتَنيهة‪ ،‬وأصله من الوتر‪ ،‬وهو الفرك فسمي المتعدد متواترا‬ ‫إز جعل كل واحد بعد صاحبه فردا قرزداً ولكن بشرط أن لا تكون المواترة‬ ‫بينها فترة؛ وإلا تكون مُداركة ومواصلة (‪٨‬ا‏‬ ‫أما المتواتر اصطلاحا فنجد أن أول من عرفه أبو عبد الله الكندي إذ يقول‪":‬‬ ‫وأمتا أخبار التواتر فهو أن يخبرنا جماعة عن جماعة لا يجوز عليهم التواطؤ على‬ ‫الكذب‪...‬ويكون عن مشاهدة يستند إليها "اء وتأتي عبارة أبي بكر الكندي‬ ‫مقتضبة لعبارة أبي عبد ا له فيقول‪ :‬التواتر أن تخبر جماعة لا يجوز عليهم‬ ‫)‪ (1‬ابن منظورء لسان العربس مادة وترث ‪.572/ 5‬‬ ‫ا الكندي أبو عبد الله‪ ،‬بيان الشر عض ‪.1/12‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫بحح<=‬ ‫التواطؤ على الكذب و يكون عن مشاهدة يستند اليها "" لكن عبارة أبي عبد الله‬ ‫أدل على المراد إذ اقتضت حضور التواتر طبقة عن طبقة‪.‬‬ ‫ويعاصر أبا عبد الله وأبا بكر كل من الملشوطي وبعده السوفي من المغاربة‬ ‫لكن تعريفهما يكون أجمع وأدل فيعرفان المتواتر بأنه "ما نقلته جماعة عن جماعة‬ ‫متصلة فيما بين المخبر والمخبر عنه مما لا يصح عليهم التواطؤ ولا التساعي‬ ‫ولا اتفاق الهمم ولا دعاهم إلى ذلك اعتقاد مذهب ولا إلحادث ويكون أصل علمهم‬ ‫بذلك المشاهدة"(“ا‪ ،‬ونجد سعيدا الجربي حين يحاول تعريف التواتر يبينه من خلال‬ ‫بيان ضابط من ضوابطه فيقول‪ ":‬وأهل التواتر جماعة يستحيل تواطؤهم على‬ ‫الكذب عادة‪ ،‬فاستحالة الكذب مستندة إلى العادة لا إلى العقل" وفي موضع آخر‬ ‫يقول‪ ":‬المتواتر إخبار جماعة عن جماعة يستحيل عادة تواطئهم على الكذب"“ا‬ ‫ويعرفه أبو العباس الشماخي بأنه "خبر جماعة عن جماعة يفيد العلم بنفسه العلم‬ ‫بصدقه"( ولم يخرج عمرو التلاتي عن تعريفه واقتصر في حاشيته على شرح‬ ‫التعريف©ا ‪.‬‬ ‫أما تعريف السالمي المتواتر بأنه" ما رواه جماعة لا يمكن تواطؤ مثلهم على‬ ‫الكذب عادة عن جماعة مثلهم‪ ،‬بحيث أنه لا يمكن تواطؤ مثلهم على الكذب عادة‬ ‫أيضا حتى ينتهي به النقل كذلك إلى الرسول "ا فهو تعريف حسن‪ ،‬لكنه كرر‬ ‫عبارة لا يمكن تواطؤ مثلهم على الكذب عادة بلا حاجة إلى ذلك في تقديري‪.‬‬ ‫[") الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف ‪ ،1/44‬وانظر الشقصي‪ ،‬المنهاج ‪ ،1/08‬فقد أورد تعريف أبي‬ ‫بكر عينه‪.‬‬ ‫‪.642‬‬ ‫(‪ )2‬الملشنوطيء الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج)‪ :‬ص‪592‬ح‪ ،‬السوفي‪ ،‬السؤالات‘(مخ)ء ص‬ ‫(‪ )3‬الجربي سعيد‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ث ‪421‬و‪.‬‬ ‫)مسس ‪.721-821‬‬ ‫(‪ )5‬الشماخيء شرح مختصر العدل؛ ص‪.434‬‬ ‫كا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.681‬‬ ‫”ا السالميء شرح الطلعة ‪.2/8‬‬ ‫علوم السنةعند الا صية‬ ‫ح‬ ‫وقد تلافى القطب اطفيش مثل هذا في تعريفه المتواتر بأنه" الذي يرويه عدد‬ ‫تحيل العادة تواطؤهم على الكذب من ابتدائه إلى انتهائه‪ ،‬وينضاف إلى ذلك أن‬ ‫يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه"("ا‪ ،‬وليت القطب اطفيش أكمل لنا التلافي‬ ‫فاكتفى في آخره‪ ":‬مع إفادة العلم لسامعه‪.‬‬ ‫ويعرف خلفان السيابي المتواتر بأنه‪ ":‬ما رواه جماعة عن جماعة يمتنع‬ ‫تواطؤهم على الكذب عادة ويفيد العلم مع اجتماع شارئطه'غا‪.‬‬ ‫ويقيد أبو أحمد الكندي تعريفه المتواتر بأن يمتنع التواطؤ على الكذب في‬ ‫العصور الثلاثة الأولى وذلك لأن النقل بعدئذ صار بطريق التدوين‪ ،‬وكأنه جرى‬ ‫في ذلك على نهج بعض الأصوليين(ةا‪.‬‬ ‫ويعرفه سعيد القنوبي بأنه الذي روته جماعة عن جماعة تمنع العادة تواطؤهم‬ ‫أو توافقهم على الكذب إلى أن يصل النقل إلى رسول الله ة وكان مستندهم‬ ‫الحسر“"(ا‪.‬‬ ‫والتعريف الذي أرتضيه تعريف القطب اطفيش مع بعض التعديل بحيث يكون‬ ‫الكذب من‬ ‫كالتالي‪ :‬المتواتر هو الذي يرويه عدد تحيل العادة تواطؤهم على‬ ‫ابتدائه إلى انتهائهس ويكون مستندهم الحس ويفيد العلم لسامعه‪ ،‬وذلك لأن قيد‬ ‫"تحيل العادة تواطؤهم على الكذب" يغني عن لفظ "جماعة"‪ ،‬وقيد "من أول ابتدائه‬ ‫إلى انتهائه" يؤكد وجود التواتر في كل طبقاته ويغني عن شرط القرون الأولى إذ‬ ‫إن غالب النقل كان فيما بعدها بالتدوين لكن بقي جانب من النقل شفويا بعدهاء‬ ‫ومن جهة أخرى فإن تحقق التواتر في أول السند يحمل تحققه في الغالب في آخر‬ ‫السندث وذلك لكثرة انتشار الروايات وكثرة حملة علم الإسناد على امتداد الزمان‪.‬‬ ‫"ا اطفيش‘ وفاء الضمانة ‪.1/11‬‬ ‫كا السيابي‪ ،‬فصول الأصول ص‪.832‬‬ ‫(ا الكندي إيراهيم ‪ 0‬أصول الفقه والأدلة النصيةث ص‪.241‬‬ ‫(‪ (4‬القنوبي سعيد‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ صك‪.‬‬ ‫حححح۔۔۔= علم السنة عند الا ضية‬ ‫أضف إلى ذلك أنه لا اعتبار لمتواتر الأخبار بعد القرن الثالث فكثير من أخبار‬ ‫الآحاد دخلت حد التواتر بعد ذلك كما ذكر السالمى(;‪).‬‬ ‫أقسام التواتر‪:‬‬ ‫يقسم الإباضية المتواتر كالجمهورخا إلى‪:‬متواتر لفظي ومعنوي‪:‬‬ ‫فالتواتر اللفظي مفهومه وضابطه " إن اتفق ذلك العدد ‪ -‬أي الراوي للمتواتر‪-‬‬ ‫في اللفظ والمعنى فهو التواتر اللفظيةا‪ ،‬يقول السالمي‪ ":‬فإن نقل اللفظ بعينه‬ ‫يسمى تواترا لفظي"(“ا‪ ،‬ونجد منهم من يمثل للفظيَ بمقادير الزكاة‪ ،‬ومواضع‬ ‫المناسك ووقت الصيام من السنة ونحو ذلك كما مثل بعضهم بحديث (من كذب‬ ‫علئ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) ا وغير ذلك من الأمثلة‪.‬‬ ‫والتواتر المعنوي يكون إن اختلف الرواة للتواتر في اللفظ مع وجود معنى‬ ‫كلئً جامع لروايتهم”ا يقول السالمي‪ ":‬وإن نقل المعنى فقط سمي توترا‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫‪.٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ل‬ ‫ه‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫"ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪.2/31‬‬ ‫"ا لمعرفة مزيد من التفصيل حول تقسيم المتواتر عند جمهور المحتثين والأصولتين‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫السيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر(‪ 19/6051)6 1‬تدريب الراوي‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬ ‫الوهاب عبد اللطيف مكتبة الرياض الحديثة‪ .‬الرياض (د‪.‬ت) ‪ 2/0810671‬وما بعدهاء‬ ‫الكتاني أبو عبد الله محمد بن جعفر (‪ »)5431/7291‬نظم المتناثر في الحديث المتواتر‘ تح‪:‬‬ ‫شرف حجازي دار الكتب السلفية مصر (د‪.‬ت) ‪1/9-81‬س القاسمي محمد جمال الدينض‬ ‫قواعد التحديث‘ ‪.1/1720641‬‬ ‫ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.781‬‬ ‫(‪ )4‬السالميث شرح طلعة الشمس ‪ .2/8‬وانظر قريبا‪ .‬من ذلك‪ :‬الجربي سعيد بن علي‘ؤ‬ ‫أجوبةس(مخ)ء ‪421‬و‪.‬‬ ‫ار‪ :‬السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ)ى ص ‪ 0 642‬التلاتيث رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪7810‬‬ ‫اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‪ ،‬ص‪.034‬‬ ‫كا تقدم تخريجه ص‪.901‬‬ ‫‪ 1 8 7‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫)‪ (7‬م سك‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫معنويّا"("ا‪ 8‬ويمثلون للمعنوي بشجاعة علي بن أبي طالب وشجاعة عمرو بن‬ ‫معدي كرب‘ وسخاوة حاتم بن عبد الله الطائي( غا‪.‬‬ ‫شروط التواتر‪:‬‬ ‫اشترط الإباضية شروطا لا بة من وجودها في المتواتر حتى ينال درجته‬ ‫ومنزلته وهي كالاتي‪:‬‬ ‫‪-1‬العقل وهو شرط مهم في قبول كل الأخبار لكن الوارجلاني جعله شرطا‬ ‫للمتواتر لمزية التأكيد عليه؛ إذ المجانين والصبيان والذين لا يعقلون لا يوثق‬ ‫تأكيده‬ ‫على‬ ‫الشماخي(‪٨‬ا‏ ‪ 4‬وجرى‬ ‫وشرطه‬ ‫بأخبار هه(‪3‬ا ‪ 6‬وقد أكد على ضرورته‬ ‫عمرو التلاند‪.‬تي دفي هشرحه لكلامها‪.5‬‬ ‫‪ 2‬المشاهدة بحيث يستند خبر الناقلين عليها؛ فأخبار من لم يشاهد لا يوثق‬ ‫بهاكا‪ ،‬فلا بة أن يكون الرواة في خبرهم مستندين إلى المشاهدةى مثل الإخبار‬ ‫عن البلدان والملوك والأصوات والمطعومات والمشمومات؛ ويخرج بذلك الإخبار‬ ‫عن الأمور العقلية؛ مثل لو أخبر جمع كثير من جهات العالم المختلفة أن العالم‬ ‫حادث وما أشبه ذلك‪ ،‬فخبرهم يخرج عن مفهوم التواتر المصطلح عليه؛ وذلك‬ ‫لأن الأمور العقلية مما يمكن النظر فيها لكل عاقل‪ ،‬وليس لكثرة المخبرين فيها‬ ‫‪.‬‬ ‫أ ي ‪= .‬در (‪)7‬‬ ‫{"ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪ .2/8‬وانظر قريبا من ذلك‪ :‬سعيد الجربي‪ ،‬أجوبة‪(.‬مخ)‪421 ،‬و‪.‬‬ ‫"ار‪ :‬السوفيء السؤالات‪( ،‬مخ)‘ ص ‪ ، 642‬التلاتيث رفع التراخي‘ (مخ)‪0 ،‬ص‪781‬‬ ‫اطفيش‘ جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.034‬‬ ‫(ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‏‪139. /1٤‬‬ ‫‏ا‪ (٨‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.434‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫(مخ)‪ .‬ص‪78‬‬ ‫(‪ )5‬التلاتي‪ ،‬رفع التر اخيؤ‬ ‫©‪0‬ام‪.‬س‪.931 /1 ،‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪ 2/010‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل؛ ص‪ ْ434‬التلاتي؛ رفع‬ ‫التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪ ،781‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫وقد عبر الشماخي وغيره عن المشاهدة بما هو أعم وهو الحس؛ فذكر أن من‬ ‫شرطه استناده إلى الحس]("ا‘ على أن عمرو التلاتي فستر الحس الذي ذكره‬ ‫الشماخي أيضا بالمشاهدة وإن عمم تفسيره في قوله‪ ":‬أي المشاهدة بأن يكون‬ ‫خبرهم عن أمر محسوس بإحدى الحواس الخمسة الظاهرة‪ ،‬كجود حاتم ولو في‬ ‫الطبقة الأولى فيكون عن حسؤ بواسطة الأولى""خا وفي تقديري أن تعبير‬ ‫الشنماخي بالحس أجمع وأشمل من المشاهدة‪ ،‬وتبقى الحواس التي أشار إليها‬ ‫التلاتي مجرد أدوات للحس‪.‬‬ ‫وينطلق القطب اطفيش إلى مجال أرحب بالحس حين يذكر أن المراد‬ ‫بالمحسوس هو ما كان محسوسا ولو بواسطة أو محسوسا في الأصل‪ ،‬فيشمل‬ ‫وأخبروا جماعة‬ ‫الطبقات المتعدده ويمثل لذلك بما إذا رأى مكة جماعة‘‬ ‫بوجودها‪ ،‬وتلك الجماعة أخبروا جماعة‪ ،‬فإنه يصدق عليه باعتبار ما بعد الطبقة‬ ‫الأولى أنه محسوس بواسطة الطبقة الأولىث وفي الأصل أي بالنظر لاثولى(ةا‪.‬‬ ‫‪ -3‬العدد وضابطه أن يكون من عدد يستحيل تواطؤهم على الكذب‘ و يكونون‬ ‫كثرة عن كثرة للى من شاهد ورأى ممن يؤمن عليه الخطاء ويبقى تحديد العدد‬ ‫محل اجتهاد ونظر وقد أكة السوفي أته لا حة للعدد في قوله‪':‬ليس للتواتر عندنا‬ ‫حة"ا وهذا التأكيد نص عليه الملشنوطي أيضا قبلهثا‪ ،‬ونلمس من عبارة الشماخي‬ ‫التأكيد على ذلك بقوله‪" :‬وشروطه العدد غير المتواطئين على الكذب‪ ،‬المستوون‬ ‫في الطرفين والوسط‪...‬خلافا لمن قال بتعيين العدد""ا‪.‬‬ ‫العدل‘ ص‪.434‬‬ ‫)‪ (1‬الشنماخي‪ ،‬شر ح مختصر‬ ‫ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪.781‬‬ ‫ثا اطفيش‘ جامع الشمل في حديث خاتم الرسل؛ ص ‪.134‬‬ ‫[ الوارجلاني‪ ،‬العدل والإنصاف ‘‪.931 /1‬‬ ‫(‪ )5‬السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ)ث ص‪.611‬‬ ‫)‪ (6‬الملشوطيع الأدلة والبيانث (مخ مج) ص‪.592‬‬ ‫)‪ (7‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪.434‬‬ ‫‏‪٢7‬‬ ‫(‬ ‫علار السنة عند الا‪ .‬ضية ح‬ ‫ح‬ ‫وقد شرط الملشوطي والسالمي أن لا يقل عن أربعة؛ وذلك لأن ما نقله‬ ‫الأربعة ليس بمتواتر قطعا؛ إذ الأربعة ليس بكثرة"ا‪ ،‬ثم إنه لا يحقق الشرط‬ ‫والصفة في الناقلين‪ ،‬إذ لا بة أن يكون عدد الناقلين لا يمكن في العادة أن يتواطأ‬ ‫مثلهم على الكذب‪ ،‬على أن هذه الصفة مرتبطة بأحوالهم من كثرة أو غيرهاثا‪.‬‬ ‫ويعلق القطب اطفيش على قول بعضهم يستحيل تواطؤهم على الكذب عقلا؛‬ ‫بأن ذلك إما وهم أو يؤول بأن العقل يحكم بالاستحالة بالنظر إلى العادة لا بالنظر‬ ‫لى التجويز العقلي مجردا عن العادةا‪.‬‬ ‫ونجد عند البعض التأكيد على شروط أخرى مثل‪:‬‬ ‫‪ 4‬أن يتوافق الطرفان في الخبر كما يذكر اطفيش“ا‪ ،‬وهذا الذي ذكره اطفيش‬ ‫تقتمه الشماخي في الإشارة إليه بقوله‪ ":‬وأن يستوي طرفا المخبرين‪ ،‬ووسطهم أي‬ ‫يبلغ كل من الأعلى والأوسط والأخير عدد التواتر "اء ويعلق عمرو التلاتي على‬ ‫كلام الشماخي في شرحه بقوله‪ ":‬في الطرفين أي بالنظر إلى الطبقة الأولى‬ ‫والأخيرة وبالنظر إلى الوسط أي ما بين الطبقة الأولى والآخرة من الطبقات بأن‬ ‫يكونوا ذلك الجمع من كل الطبقات من هذا يتبين أن التواتر في الطبقة الأولى قد‬ ‫يكون آحادا فيما بعدها‪...‬وبهذا علمت أن ذاك الاستواء شرط في إفادة التواتر‬ ‫العلم لا في وجوده كما هو ظاهر كلام المصنف رحمه الله‪-‬يريد الشماخي۔‪-‬‬ ‫والأولى أن يقول المستوي طرفاهم ووسطهم كما يفيده كلامه في الشر ح"‪0‬ا‪.‬‬ ‫‪ 5‬يشترط في التواتر الداخل في المفهوم الاصطلاحي في إفادته الاضطرار ؛‬ ‫أن يكون هذا الاضطرار ضروريًا ومحتاجا إليه في علم من أخبر به‪ ،‬وفي هذا‬ ‫"ا الملشوطي‪ ،‬الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج)‪ ،‬ص‪592‬۔ السالمي شرح الطلعة ‪.2/8‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعةث ‪.2/8-9‬‬ ‫)‪ (3‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‘ ص‪.034‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‘ ص‪.034‬‬ ‫(‪ )5‬الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.634‬‬ ‫ا التلاتيء رفع التراخي‪( ،‬مخ) ص‪.781‬‬ ‫حححح=ح عارم السنة عند الا ضية‬ ‫احتراز عن أمر لم يضطروا إلى العلم به كإخبار اليهود عن قتل المسيح‪ ،‬وبلوغ‬ ‫"بل هذا مذكور في‬ ‫المخبرين عذد من يستحيل تو اطؤ هم على الكذب قال اطفيش‪:‬‬ ‫الحس وزاد أصحابنا ‪ -‬شيخنا ومن تقدمه ‪ -‬أن لا يدعوهم إلى تصحيح مذهب‬ ‫إلى ما تواطؤوا عليه"("‬ ‫‪-6‬أن لا يكون السامع على علم بالخبر كما أنه لا يكون له علم نقيضه(فا‬ ‫‪-7‬أن يكون المخبرون مع استنادهم للى الحس عالمين بما أخبروا به(ثا‬ ‫حجية المتواتر وحكمه‪:‬‬ ‫ذهب الإباضية مثل جمهور الأمة إلى أن المتواتر حجّة‪ ،‬وأنه يوجب العلم‬ ‫والعملث بل إن خبر التواتر يوجب العلم ضرورةأةا‪ ،‬ويؤكد على ذلك أبو المنذر‬ ‫بشير بن محمدا©اء ويسمي أبو سعيد الكدمي علم التواتر علم الشهرة‪ ،‬ويقول‪ ":‬إن‬ ‫علم الشهرة أوجب من علم العيان وأوجب من علم ما وعته الآذنان من المتكلم‬ ‫باللسان"! ويقول أيضا‪ ":‬هذه الحجّة أوجب العلوم وأثبتها وأورضحها محجة ولا‬ ‫نعلم في الإسلام أوضح من علم الشهرة لأنها توجب علم ما سلف من الدهور وما‬ ‫مضى عليه السنوات والشهور"‪ ،‬كما يسميه علم التواتر أيضاا‪ ،‬ويؤكد في كتابه‬ ‫"ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‪ ،‬ص‪.034‬‬ ‫)‪ (2‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.034‬‬ ‫(‪ )3‬م‪.‬س‘ ص‪.034‬‬ ‫ا حول حجية المتواتر‪ .‬ر‪ :‬الكتانيؤ نظم المتناثرس ‪ 1/,210‬السيوطيؤ تدريب الراوي‪،‬‬ ‫‪ 1/321‬القاسمي‪ ،‬قواعد التحديث‘ ‪.1/641‬‬ ‫‪.73‬‬ ‫(‪ )5‬ابن بركة التعارف‘ ص‬ ‫‪٨‬ا‏ الرحيلي بشير بن محمد‪ ،‬المحاربة‪( .‬مخ)‪3 ،‬و‪.‬‬ ‫‪7‬ا الكدمي‪ ،‬المعتبر ‪.1-68-78‬‬ ‫م ا‪.‬س‪.1-68-78 ،‬‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫الاستقامة على علم اليقين المستفاد من التواتر("اء ويذكر عمرو التلاتي الجربي‬ ‫أيضا أن التواتر يوجب العلم اليقين "ا‪.‬‬ ‫إن العلم الحاصل من التواتر هو علم ضروري يحصل في النفس بداهة‪.‬‬ ‫لكن اختلف في العلم الحاصل أهو ضرورم أم نظري فذهب كثيرون إلى أنه علم‬ ‫ضروري دون الحاجة إلى أي مقتمات نظرية كما نصًآ على ذلك علماء الإباضية‬ ‫قديما وحديثاا‪ ،‬يقول السالمي!" العلم المستفاد منه ضروري فلو كان نظريا‬ ‫لافتقر إلى مقدمتين كسائر النظرريات‪ ،‬ولاختلاف العقلاء في العلم به والحال‬ ‫خلاف ذلك فدل على أنه علم ضرورية"(ا‪.‬‬ ‫ونجد أن الوارجلاني مع اتفاقه مع باقي علماء المذهب في حصول العلم‬ ‫الضروريس يفصتل في ذلك؛ فيذكر أن معرفة من حصل له العلم بالخبر المتواتر‬ ‫من جهة الضرورة هي ضرورية‪ ،‬لكن من لم يسمعه إلا نادرا كان في حقه‬ ‫كسبيّاێ ومع ذلك فصفة الكسبيّة تكون على حة قوله ابتداء‘ ومن ثم يكون عنده‬ ‫ضرورياا‪.‬‬ ‫ويستدل الشماخي على إفادة المتواتر للضروري بما نجده من أنفسنا من‬ ‫العلم بوجود مكَة‪ ،‬وبغداد‪ ،‬والأنبياء‪ ،‬والرسل‪ ،‬والصحابة ضرورة‪ ،‬ويقول بعد‬ ‫ذلك‪ ":‬يفيد العلم ضرورة مطلقا وهو قول الأكثر" ولكن يظهر من كلام‬ ‫() الكدمي‪ ،‬الاستقامة‪1 1/21 .‬‬ ‫ا التلاتيث روضة المشتاق على زهرة الإشراقس(مخ) ص‪.83‬‬ ‫"ار‪ :‬ابن بركة المبتداء(مخ)ى ص‪ 0 601‬الكدميك المعتبر‪1-68 ،‬ء الكندي‪ ،‬المصنف‬ ‫‪ 1/44‬الملشوطيع الأدلة والبيان‪(،‬مخ مج)" ‪592‬ؤ الوارجلاني العدل ‪ 2/9310‬التلاتي‘‬ ‫رفع التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪ ،781‬السالميءشرح الطلعة‪.2/21-31 ،‬‬ ‫() السالميءشر ح الطلعةش ‪.2/21‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدلث ‪.1/241‬‬ ‫)‪ (6‬الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪.534‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ج‬ ‫الشماخي المتقدم أنه لا يميل إلى الإطلاق في إفادة المتواتر العلم الضروري وأنه‬ ‫يحصل في النفس بد اهة‪.‬‬ ‫ويؤكد الجيطالي والسالمي من بعده على أمور مستفادة من المتواتر‪ ،‬فهو‬ ‫يتفرع عن كون الخبر المتواتر مفيدا للقطع واليقين؛ أمور كوجوب الاعتقاد في ما‬ ‫كان من الأمور الاعتقاديةء وجوب الاتباع في ما كان من المسائل العملية("ا‪.‬‬ ‫ويطر ح‪ .‬البسيوي بعض الحجج الدالة على حجية تواتر الأخبار باعتبار‬ ‫الناس وقبولهم ما اشتهر من أخبار المدن والبلدان البعيدة المشتهرة‪ ،‬وكذلك أخبار‬ ‫النبي قة وأصحابه‪ ،‬بنقلها وتصديقهاێ فمن هذه الوجوه تقوم حجة التوتر على‬ ‫العقلاء المكلفينا‪ ،‬يقول أبو عبد الله الكندي‪ ":‬فإن قيل‪ :‬فما الدليل على أن تواتر‬ ‫الأخبار يفيد علما؟ قيل له‪ :‬ما يعلمه من البلدان التي لم يشاهدها والأشياء التي لم‬ ‫يعلمها إلا بنقل المخبرين لها وإن لم يعاينهاى نحو الحروب الكائنة في المواضع‬ ‫البعيدة والمحن النازلة في البلدان القاصية وما نعرفه من أحوال الناس الواردة‬ ‫إلينا"(ةا‪.‬‬ ‫ويعتبر اطفيش أن حصول العلم من خبر بمضمونه يعتبر علامة اجتماع شرائط‬ ‫التواتر في ذلك الخبر ا‪.‬‬ ‫إن المتواتر يوجب العلم والعملا‪ ،‬لكنه يثبت بنفسه و بذاته العلم لا بقرينةء‬ ‫كما أن العلم المستفاد ‪-‬كما تقدم ذكره‪ -‬يقينئّ؛ أي إنه علم اعتقاد غير قابل‬ ‫(" الجيطالي‪ ،‬القواعد ‪ )1/74‬السالمي‪ ،‬شرح الطلعة‪.2/21 ،‬‬ ‫)‪ (2‬البسيوي‪ ،‬سيرة أبي الحسن البسيوي‪( ،‬مخ مج)‘ ص‪.24‬‬ ‫ثا الكندي محمد بن لبراهيم‪ ،‬بيان الشرع‪ ،3/413 ،‬وانظر مثل ذلك في‪ :‬الأصم عثمان بن‬ ‫أبي عبد الله‪ :‬النورى ص‪.391-491‬‬ ‫(‪ (4‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.234‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪1/341 ،‬أ الجربي سعيد بن علي‪ ،‬أجوبة فقهية (مخ)‪ ،‬ص ‪820‬‬ ‫الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص‪.534‬‬ ‫علوم السنة عند الاب ضية ح_‪:١‬ا;إحج۔‏‬ ‫حجحح‬ ‫للتغير يجزم بصدقه و مطابقة حكمه للواقع كما يعبر التلاتي("ا‪ ،‬يقول اطفسيش‪':‬‬ ‫المتواتر مجزوم به‪ -‬أي مقطو ع‪ -‬ومفيد للعلم بلا قرينة متصلة( فا‪.‬‬ ‫وقد ذكروا أمثلة كثيرة للتواتر‪ :‬فابن بركة يقول‪" :‬والرواية متواترة (أن النبئ‬ ‫لا صلى صلاة العيد) "ث وأبو سعيد الكدمي يذكر أن في فرضية الصلاة‬ ‫ووجوبها تواترت الأخبار النبوية ا وسعيد الجربي يمثل للتواتر ا بتواتر‬ ‫حديث (بني الإسلام على خمس) ا وحديث( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا‬ ‫إله إلا الله‪ )...‬ثأوغير ذلك من الأمثلة التي ذكروها‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬خبر الآحاد‪:‬‬ ‫يشير لفظ الآحاد إلى الإنفراد ويقال‪ ":‬استأحد الرجل‪ :‬انفرد"ثا‪ ،‬قال ابن‬ ‫أحد عشر‬ ‫تقول ‪ :‬أحد و اثنان و‬ ‫العدد‬ ‫و هو أول‬ ‫‏‪ ١‬لأحد ‪ :‬بمعنى الو احد‬ ‫منظور " و‬ ‫وإحدى عشرة"( ‪٨‬ا‪،‬‏ يقول أبو أحمد الكندي‪ ":‬والآحاد جمع أحد كأبطال جمع بطل‪،‬‬ ‫() التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)ى ص‪.681‬‬ ‫(‪2‬ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.534‬‬ ‫ا حديث(عبد الله بن عمر أن رسول الله فقة كان يصلي في الأضحى والفطر ثم يخطب بعد‬ ‫الصلاة)أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العيدين‪ ،‬باب المشي والركوب إلى العيد‬ ‫والصلاة‪.)1/623(419 ...‬‬ ‫ثا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.095 /1 ،‬‬ ‫ا الكدمي‪ ،‬المعتبر ‪.4/381‬‬ ‫ا الجربي سعيد بن علي فتاوى فقهية‪( .‬مخ)» ص‪.72-82‬‬ ‫”ا أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان ‪ ، )1/21(8‬ومسلم في صحيحه‘ في كتاب‬ ‫الإيمان‪)1/54(61 ،‬ءوابن حبان في صحيحه‘ في كتاب الإيمان‪ })4/492(6441،‬وابن خزيمة‬ ‫في صحيحه‘ في كتاب الصلاة ‪.)1/951(803‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير ث باب دعاء النبي‪)3/7701(6872...‬‬ ‫والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب جامع الغزوض ‪.)1/881(464‬‬ ‫ا ابن منظور لسان العرب‘ ‪.07/ 3‬‬ ‫")م‪.‬س‪.07/ 3 ،‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية __‬ ‫ح‬ ‫وهمزة أحد مبدلة من واو الواحد‪ ،‬وأصل آحاد‪:‬أأحاد بهمزتين‪ ،‬أبدلت الثانية ألفا‬ ‫تخفيفا كآدم وأصله أأده"(‪).‬‬ ‫وحةه الشماخي بقوله‪":‬والآحاد غير المتواتر"( ويعرف التلاتي الآحاد بقوله‪:‬‬ ‫والخبر الآحاد هو خلاف المتواتر وهو خبر من لا يفيد خبره بنفسه العلم بصدقه‬ ‫واحدا كان راويه أو أكثر"ا‪ ،‬ويحةه أبو محمد الخليلي بما كان الرافع فيه فردا“ا۔‬ ‫ويعرفه اطفيش بقوله‪ ":‬خبر الآحاد ما لم يستكمل عدد التواتر" وهذا تعريف‬ ‫مقبول بخلاف تعريفه الذي أورده في كتاب النيل‪" :‬الحديث الذي رواه جماعة عن‬ ‫القات واستوى في معرفته الخاص والعاةاء وهذا لا يصدق على حة الآحاد‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي خبر الآحاد بأنه الخبر غير المستكمل لشروط المتواتر وأن تسميته‬ ‫بالآحاد نسبة له إلى آحاد النقلةء ويراه خبرا غير متصل اتصالا كاملا‬ ‫كالمتواتر‪7‬ا‪ ،‬وهذا الكلام أقرب إلى بيان المفهوم منه إلى التعريف‪ ،‬وجرى على‬ ‫تحديد السالمي محمد البطاشي"ا في منظومته'‪.‬‬ ‫["ا الكندي إبراهيم‪ ،‬الأدلة النصية ص‪.641‬‬ ‫ثا الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.934‬‬ ‫ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.981‬‬ ‫{ثا الخليلي‪ ،‬كرسي الأصول‘ (مخ)ء ص ‪.021‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص‪.534‬‬ ‫كا اطفيش‪ ،‬شرح النيل ‪.2/463‬‬ ‫ا السالميءشرح الطلعة‪.2/21 ،‬‬ ‫ثا البطاشي محمد بن شامس بن خنجر (‪ )0241/8991‬من مسفاة بني بطاش بعمان‪ ،‬علامة‬ ‫جليل‪ ،‬وفقيه نبيه‪ ،‬تعلم ابتداء ببلده ثم رحل إلى نزوى فتلقى العلم على أكابر علماء عصره‬ ‫فيها‪ .‬ولي القضاء فكان أحد رجالاته اللامعين‪ ،‬نظم الشعر في عدد من الفنون الأدبية‬ ‫والفقهية‪ .‬له عدد من المؤلفات‪ .‬ر الخصيبيء شقائق النغمان‪ ،3/89 ،‬البطاشي‪ ،‬مقدمة كتاب‬ ‫سلاسل الذهب‪.‬‬ ‫ا البطاشي محمد بن شامس (‪ 0241/8991)6‬سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب‬ ‫عار السنة عند الإباضية ح(‪)::‬خج۔‬ ‫ح‬ ‫ونجد عند أبي مالك المالكي تعريفا للآحاد في قوله(منالرجز )‪:‬‬ ‫في الأصل واحذ صحيح نقلة")‬ ‫وخبر الآحاد ما نقلة‬ ‫ويعرفه السيابي بقوله" خبر الواحد‪ :‬وهو ما لم ينته إلى التواترى كان راويه‬ ‫واحدا أو أكثر"(ا‪ ،‬وهذا التعريف مجز في تعريف خبر الآحاد‪.‬‬ ‫أقسام خبر الواحد‪:‬‬ ‫يقسم الإباضية خبر الآحاد إلى مستفيض وغير مستفيض©‘ ومنهم من يسمى‬ ‫المستفيض بالمشهور‪ ،‬وقد حة الوارجلاني وسعيد الجربي الخبر المستفيض بما‬ ‫نقله الصحابة عن رسول الله ل واستفاض به الخبر‪ ،‬وأنه دون المتواتر(ا‪ ،‬يقول‬ ‫القطب اطفيش‪ ":‬والمستفيض من الآحاد"(“اء وعرف الشماخي الخبر المستفيض‬ ‫بأنه ما زاد على ثلاثة وتلقته الأمة بالقبولا‪ ،‬كما يعرفه التلاتي بمثل تعريفه‬ ‫فيقول "خبر زاد رجال نقله أي روايته أو ناقلوه على ثلاثة رجال وتلقته الأمة‬ ‫بالقبول"ا‪ ،‬وحده اطفيش بأنه "ما شاع من أصلس وهو الإمام الذي يرجع إليه‬ ‫الناقلون"‪ ،‬قال‪ ":‬وقد يسمى مشهور "")‪.‬‬ ‫والمستفيض يعبر عنه السالمي بالمشهور ويحده بقوله(من الرجز)‪:‬‬ ‫وكون ذاك رتبة المشهورُ‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫لم تتصف بشرطه المصون‬ ‫وهو الذي فأيول القرون‬ ‫وقبلوه عنة ذاك واستمر‬ ‫لكن استَقَاد ‪ :‬فيهم واشتهر‬ ‫نشر وزارة التراث القومي (د‪.‬ت)‪.2/,122 ،‬‬ ‫(" المالكي‪ ،‬موارد الألطاف‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫ا السيابي فصول الأصول‪ ،‬ص‪.242‬‬ ‫ا الوارجلانيء العدل ‪ 2/2410‬سعيد الجربي‪ ،‬جوابات الجربي(مخ)‪421 ،‬و‪.‬‬ ‫(‪ (4‬اطفيشء جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.534‬‬ ‫(‪ )5‬الشنماخي؛ شرح مختصر العدل‘ ص‪.934‬‬ ‫)‪ (6‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي (مخ)‘ ص‪.981‬‬ ‫‪7‬ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسلث ص‪.733/833‬‬ ‫علم السنة عند الإناضية‬ ‫صحح‬ ‫ثم يقول معلقا ‪ ":‬وحاصله أن المشهور من الأخبار هو الذي لم يتصف في‬ ‫القرن الأول وهو قرن الصحابة بشرط التواتر‪ ...‬ثم اشتهر ذلك الخبر في القرن‬ ‫الثاني والثالث فقبلوه واستمر معهم على القبول"(‪)1‬‬ ‫ويعرفه أبو يحيى السيابي بقوله‪ ":‬ومنه المستفيض وهو الشائع عن أصلع وقد‬ ‫يستى مشهورا وأقل رواته اثنان وقيل ثلاثة'‪2‬ا‪.‬‬ ‫وللملشوطي والسوفي تقسيم آخر للآحاد‪ ،‬فقد قسما خبر الآحاد إلى‪ :‬ثلاثة مسند‬ ‫ومرسل ومنقطعا‪.‬‬ ‫يقول أبو يعقوب الوارجلاني‪ ":‬وأما أخبار الآحاد فعلى ضربين‪ :‬ضرب نقلته‬ ‫الصحابة عن رسول الله يلة واستفاض به الخبر وهو دون المتواتر‪ ،‬فبعض قصره‬ ‫إلى المسند وبعض جعله من نفس المتواتر حين كانت فيه مزية استفاضة'“اء‬ ‫ويفصل هذه العبارة سعيد الجربي بقوله‪ ":‬وأخبار الآحاد على ضربين ضرب‬ ‫نقلته الصحابة واستفاض به الخبر دون التواتر‪ ،‬فبعض عزاه إلى المسند الصحيح‬ ‫ما نقلته الثقات عن الثقات من طريق أو طرق إلى رسول الله ء لم يدخله وهن‬ ‫من جهة السند ولا من جهة المتن‪ ،‬ولا ذكر فيه مجهول ولا ضعيف ولا مختلف‬ ‫فيه‪ ،‬فالمتواتر يوجب العلم والعمل وهذا العمل دون العلم"اى وقد أشار‬ ‫الوارجلاني والجربي إلى الضرب الثاني وهو ما دون المستفيض من الآحاد(‪.‬‬ ‫وقد تبين مما تقدم أن تحديد عدد الرواة في خبر الآحاد إنما كان لتميز‬ ‫المستفيض أو المشهور ولم أجد من حدد للآحاد عددا إلا ما ذكره عمرو التلاتي‬ ‫("ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة‪.2/31 ،‬‬ ‫لا السيابي‪ ،‬فصول الأصول‪ ،‬ص‪.242‬‬ ‫(‪ )3‬الملشنوطيء الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج)‪ .‬ص‪592‬عُ السوفيء السؤالات(مخ) ‪.611‬‬ ‫(ا الوارجلاني ءالعدل ‪.2/241‬‬ ‫"ا الجربي سعيد بن علي فتاوى فقهية(مخ)ى ص ‪.82‬‬ ‫©ا الوارجلاني ءالعدل ‪ ،2/241‬الجربي سعيد بن علي فتاوى فقهية(مخ)ى ص ‪.82‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية ح‪:[:‬ا;إحج‪-‬۔‬ ‫ححح۔<‬ ‫في قوله " كأن يكون أقل من خمسة رواة على قول في عدد التواتر ")‪.‬‬ ‫حكم خبر الآحاد وحجيّته‪:‬‬ ‫ذهب الإباضية إلى الاحتجاج بخبر الآحاد في المسائل العمليةش وأنته موجب‬ ‫للعمل‪ ،‬ولم يقبلوا الاحتجاج به في المسائل الاعتقادية‪ ،‬وذهبوا إلى أه لا يوجب‬ ‫العله(‪2‬ا ‪.‬‬ ‫واستدلوا على حجيته في المسائل العملية بعدد من الأدلةث كاستدل ابن بركة بما‬ ‫روي عن ابن عمر قال‪ (:‬بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ أتاهم‪ .‬آت فقال‪:‬‬ ‫إن رسول الله يل أنزل عليه القرآن وأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها) ا قال‬ ‫ابن بركة‪":‬وفي هذا الخبر دليل على وجوب العمل بخبر الواحد" ا يقول ابن‬ ‫جعفر معلقا على هذا الخبر‪ ":‬وفي الحديث دليل على وجوب العمل بخبر الواحده‬ ‫وكانت وجوههم نحو الشام‪ ،‬فاستداروا إلى الكعبة"ة'\‪.‬‬ ‫ويستدل الوارجلاني على وجوب الأخذ بخبر الواحد بحديث عمرثةة‪(:‬ما‬ ‫أدري ما أصنع بالمجوس» أنشد الله مرا سمع فيهم شيئا إلا رفعه إلينا ‪ 0‬فقال‬ ‫عبد الرحمن بن عوف ‪ :‬أشهد أني سمعت رسول الله يل يقول‪ :‬سنوا بهم سنة‬ ‫أهل الكتاب ‪ 0‬فأخذ عمر الجزية منهم وأقرآهم على دينهم وفرق بينهم وبين أهل‬ ‫الكتاب فيما سوى ذلك) ("ا‪.‬‬ ‫() التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.961‬‬ ‫"ار‪ :‬ابن بركة الجامع ‪ 1/9844‬العوتبي‪ ،‬الضياء ‪ 0 2/262-462‬الوارجلاني‪ ،‬العدل‬ ‫‪1/351‬ء ‪ 451‬السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪.2/51-02‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫(ث) تقدم تخريج خبر تحويل القبلة‪. .‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع ‪.1/984‬‬ ‫ثا ابن جعفر‪ ،‬الجامع‪.2/11 ،‬‬ ‫©ا الوارجلاني‪ ،‬العدل ‪.1/351‬‬ ‫(‪7‬ا تقدم تخريج هذا الحديث ص ‪.353‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫إن الواحد حجة في المسائل العملية الفرعية؛" فكل ما كان مخرجه مخرج‬ ‫الشريعة ونقل الشريعة‘ فذلك تقوم به الحجة في الفتيا من الواحد" لكن ذلك مقيد‬ ‫بالواحد العالم الثقة المسلم المأمون كما يقول الكدمي("ا‪ ،‬ومع ذلك لم تخلو المسألة‬ ‫من خلاف في تحديد العدد في الحجّة‪ ،‬فابن بركة ذهب إلى أنه لا يكون الواحد‬ ‫حجة حتى يكونا اثنين ورفع محمد بن روح عن أبي الحواري أنه قال ‪ :‬العالم‬ ‫حجّة‪ ،‬وفسر ابن روح ذلك بالعالم الذي يكون عالماً بجميع أحكام الكتاب والسنة‬ ‫وما اختلفت فيه الأمة فذلك هو الحجّة‪2‬ا‪.‬‬ ‫وهذا الكلام في الحجة في الفتياء لكن ابن جعفر يجعل الفتيا والخبر واحدا‬ ‫فيقول‪ ":‬وقد قبل المسلمون الكتاب في جميع الأحكام بيد العدل الثقة الواحد وينفذه‬ ‫ويقبل قول الواحد الثقة"ا ث ويزيد الوارجلاني هذا الأمر تأكيدا باستدلاله إذ يقول‪:‬‬ ‫"الدليل الدال على قبول خبر الواحد توجيه السعاة إلى الصدقات بكتبه وأخباره‬ ‫وأوامره‪ ،‬وقبول أهل النواحي عن الرسل بما جاعت به عن رسول الله ها‪.‬‬ ‫ويذكر عبد الله الفزاري في مسائل مستاوة أن الواحد حجة في دين الله إذا‬ ‫كان من أهل دين الله‪٬‬‏ مستدلا على ذلك من الأصل ومن الفرع جميعاا أسا‬ ‫الأصل‪ :‬فإن الله حاج عباده فيما تعبةهم به برسول واحد وقطع بذلك عذرهم‪ ،‬فلو‬ ‫(! الكدميءالاستقامةش ‪.1/02‬‬ ‫{‪2‬ا ابن جعفر ‪ ،‬الجامع۔‪.1/491‬‬ ‫(ام‪.‬س" ‪.2/74‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل ‪.1/351‬‬ ‫ا الفزاري عبد الله بن يزيد (ق‪ )3/9‬عالم مغربي من المتقئمين‪ ،‬مال إلى أقوال النكار‪ -‬وهم‬ ‫جماعة خالفوا جمهور الإباضية فانشقوا عنهم ‪ -‬وصار مدافعا لهاء‪.‬له مقالات وفتاوى وكتب‬ ‫في الفقه وله كتاب في علم الكلام‪ ،‬عنوانه‪ :‬الر على الروافض» ولهذا الرة ره ألفه زيدي‪.‬‬ ‫وله أيضا كتاب التوحيد وكتاب الرة على المعتزلة ر‪ :‬ابن النديم أبو الفرج محمد بن‬ ‫إسحاق(‪)583/699‬ء الفهرست دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪8931 ،‬ه۔ ‪8791‬م ‪ 1/8520‬ابن‬ ‫سلام‪ :‬بدء الإسلامى ص‪ 3310 270 710‬الدرجيني‪..2/774 :‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية __‬ ‫ح‬ ‫كان الواحد لا يكون حجة لما أقام الله به حجته على خلقه‘ وكذلك من فعل رسول‬ ‫الله يلة إذ أنه يرسل إلى الناس في آفاقهم رسولا واحدا يحتج به عليهم‪ ،‬وأما من‬ ‫وتستقفضي‬ ‫وتستعمل و حداء‬ ‫وتستفتي و احدا‬ ‫تولي و احداا‬ ‫‏‪ ١‬لأمة‬ ‫الغز ع ‪ :‬فإن‬ ‫يَا‬ ‫واحدا‪،‬ؤ فيكون ذلك الواحد حجة عندهم في كل ما هو فيه‪ ،‬والله تعالى يقول‪:‬‬ ‫ها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا (الحجرات‪ )94/6‬فدل قوله عز‬ ‫وجل على أنه لو كان غير فاسق ما وجب عليهم التثتت‪ ،‬وفي الآية إشارة إلى أن‬ ‫الواحد حجّة إذا كان غير فاسق(;ا‪.‬‬ ‫الحجية‬ ‫تعليق‬ ‫لازم‬ ‫بأنه من‬ ‫خص ] التو اتر بالحجة‬ ‫على من‬ ‫الو ارجلاني‬ ‫ويره‬ ‫على التواتر فقط إيطال جل أحكام الشريعة لعدم التواتر في جلها وإذا أبطل‬ ‫أخبار الآحاد فقد أبطل ما بنيت الشريعة وأحكامها عليه‪2‬ا‪.‬‬ ‫وفي مسألة قبول خبر الواحد في ما تعم به البلوى يقول الشماخي "اعلم أن‬ ‫رواية العدل الواحد تقبل مطلقاث أي سواء كان مما تعم فيه البلوى‪ ،‬أو في الحة‪ ،‬أم‬ ‫غيرهما"ا‪ ،‬ويستشهد الشماخي بأمثلة لمثل هذا القبول خاصة برجوع الصحابة‬ ‫إليه ‪ -‬أي خبر الواحدح‪ ،‬في مواطن كثيرة‪ ،‬مثل خبر السيدة عائشة (إذا التقى‬ ‫الختانان وجب الغسل) ( والخبر الوارد في نقض الوضوء من مسا[ الذكرثاء‬ ‫وخبر أبي هريرة في غسل اليدين عند القيام من النوما‪ ،‬قال الشماخي‪" :‬وهذا‬ ‫مما تعم فيه البلوى‪ ،‬وقد قبلوه"‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫(‪٨‬ا‏ الفزاري عبد الله بن يزيد (ق‪ ،)3/9‬مسائل مستاوةء(مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪،‬‬ ‫غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ر) ص‪.81-02‬‬ ‫‪ 2‬الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/87-97 ،‬‬ ‫(ا الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.564‬‬ ‫(‪ )4‬نتقدم تخريجه ص‪.234‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.183‬‬ ‫‪٨‬ا‏ حديث(أبي هريرة عن النبي فه أنه قال‪ :‬إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في‬ ‫الإناء حتى يغسلها ثلاثا لأنه لا يدري أين باتت يده) أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب‬ ‫عارم السنة عند الا ضية‬ ‫=‬ ‫ح‬ ‫وإذا كانت حجَيّة الآحاد في مسائل العمل مسلمة لا نقاش فيها فإن القضية‬ ‫تختلف في مسائل العلم‪ ،‬فقد ذهب الإباضية كغيرهم ممن ذهب معهم من الأمة(‪2‬‬ ‫إلى عدم الاحتجاج بالآحاد في مسائل الاعتقاد‪ ،‬فخبر العدل وإن كان مقبولا‬ ‫ويجب العمل به حكما‪ ،‬لا يوجب علماً كما يقول ابن بركة (ثا‪ ،‬ويوطئ ابن بركة‬ ‫بتنظير للمسألة حين يذكر أن شهادة الشاهدين لا توجب علما بالحقيقة‪ ،‬ولكن يمكن‬ ‫اعتماد نقلهما تقليدا لهما من طريق الشريعة؛ بل إنا لو تركنا وصحة اليقين ما‬ ‫وعليه فجواز شهادة‬ ‫صح لنا علم بشهادة الشاهدين ولا بشهادة عشرة عدول؛‬ ‫الشاهدين من جهة الشريعة لا من طريق العلم(“ا‪.‬‬ ‫و شبيه بهذا الذي ذكره ابن بركة ما أشار إليه البرادي فذكر أن أخبار الآحاد‬ ‫لا تدخل في الأصول‘ من حيث أنها لا توجب علما ولا تثبت حكما مقطوعا بها‬ ‫بنفسها بل بقطع قبلها‪ ،‬وهو قول ا له عز وجل‪:‬ولوما آتَاكمْ الرسول فخذوه وا‬ ‫ََاكُمْ عنه فانتهوا‪(4‬الحشر ‪ 95/7)6‬فإذا غلب على ظننا أنها ما أتى به الرسول‬ ‫الوضوء‘ باب الاستجمار وتراث ‪)1/27(061‬ء والربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب في‬ ‫آداب الوضوء وفرضه‘ ‪.)1/35(78‬‬ ‫("ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.646‬‬ ‫كا لمعرفة مزيد من التفصيل حول آراء الأمة في حجيّة الواحد‪ .‬ر‪ :‬الظاهري ابن حزم علي‬ ‫بن أحمد(‪ )654/4601‬الإحكام في أصول الأحكام‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحديث‘ القاهرة‪ 4041 .‬ه‬ ‫‪ 111‬الغزالي أبو حامد محمد بن محمد (‪ )505/2111‬المستصفي في علم الأصول‘ تح‪:‬‬ ‫‪8991‬مغء ‪1/7110‬‬ ‫محمد عبد السلام الشافعي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‘ بيروت‘ ‪9141‬ه۔‬ ‫الدين عبد‬ ‫الحراني ابن تيميه أحمد بن عبد الحليم(‪ )827/8231‬المسودة ‪ :‬تح‪ :‬محمد صبحي‬ ‫الحميد‪ ،‬دار المدني‪ ،‬القاهرة‪1/023٬‬ء‪:‬‏ المقدسي أبو محمد عبد لله بن أحمد بن‬ ‫قدامة‪ ،026/4221)6(.‬روضة الناظر وجنة المناظر تح‪ :‬عبد العزيز بن عبد المحسن السعيد‬ ‫ط‪ ‘2‬نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الرياض‘ ‪9931‬هے ‪.1/111‬‬ ‫(ا ابن بركة الجامع ‪.2/02‬‬ ‫ا السليمي أبو محمد عبد الله بن محمد ابن بركة (ق‪)4/01‬ء تقييدات ابن بركة‪(.‬مخ مج)‪.‬‬ ‫مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬م‪71 280‬و‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫لا أو نهى عنه‪ ،‬فقد وجب علينا العمل به(‪.‬اء ويطرح البرادي تساؤلا كأنه موجه‬ ‫إليه فكأن سائلا قال له‪ :‬لقد قلت إن أخبار الآحاد من الأصول وأنت ذكرت أنها لا‬ ‫تفيد علما ونفيت أصالتها فهذا كالتناقض‪ ،‬فيقول مجيبا‪ ':‬إنها وإن كانت لا تفيد‬ ‫العلم ولا تعة من الأصول فالذي تثبت به أدلة على الأحكام يفيد العلم وهو من‬ ‫الأصول"ثا ويقول في موضع آخر‪ :‬الآحاد ضعيفة عند أهل الأصول توجب‬ ‫العمل دون العلم والقطا‪.‬‬ ‫ويؤكد الشماخي وعمرو التلاتي على أنه لا يحصل بخبر الواحد العلم والاعتقاد‬ ‫الجازم الذي لا يقبل التغيير مستدلا بقوله تعالى‪ (:‬ولا تقف ما ليس لك به علَمْ»‬ ‫(الإسراء‪ )71/63‬وقوله عز وجل « إن يبغون إلا الضه (الأنعام‪ )6/611‬وأن‬ ‫الطلب والأمر الوارد في هذه الآيات في العلم من أصول الدين كوحدانية الله‬ ‫تعالى وتنزيهه عما لا يليق به‪ ،‬وذلك لأته ثبت من العمل بالظن في الفروع بأدلة‬ ‫أخرى أفادت ذلك"‪.‬‬ ‫ويعلل السالمي القول برة الاحتجاج بخبر الآحاد في مسائل العلم والاعتقاد بأنه‬ ‫يؤدي إلى الوقوع في التناقض؛ إذ لم يمتز أصحابه في الشريعة بين الأمور‬ ‫الاعتقاديّة الواجب فيها اليقين‪ ،‬وبين الفرعيّات التي يكفي فيها غلبة الظن‬ ‫ورجحان الصدق وبالتالي تختلط أصولهم الدينية بفروعهم العملية"اء ويذكر‬ ‫السالمي أيضا‪ :‬أننا أمرنا باتباع خبر الواحد ووجوب العمل به للأدلة التي دت‬ ‫على ذلك واقتضت‪ ،‬ونهينا في الوقت ذاته عن اتباع الظن فيما يكون فيه العلم‬ ‫وهو المسائل الاعتقادية‪ ،‬فمسائل الاعتقاد تبنى على اليقين؛ لذلك نهينا فيها عن‬ ‫[" البراديء البحث الصادق»(مخ)ى ص‪86‬و‪.‬‬ ‫”ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪86‬و‪.‬‬ ‫(ةام‪.‬س‪ ،‬ص ‪312‬ظ‪.‬‬ ‫() الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلص‪:044-244‬التلاتيءرفع التراخي‪(٬‬مخ)‪٬‬ص‪-091‬‏‬ ‫‪.1‬‬ ‫ا السالميء شر ح الطلعة ‪.2/02‬‬ ‫عار السنة عند الإاضية‬ ‫ح‬ ‫اتباع الظن‪ ،‬بينما مسائل العمل غير مبنيّة على اليقين فقط بل تكون بالدليل القاطع‬ ‫وتكون بالظنيئَ‪ ،‬ثم قال‪ ":‬وحاصل الرة إن مسائل أصول الدين إنما يؤخذ فيها‬ ‫باليقين‪ ،‬وخبر الآحاد لا يثمر اليقين؛ فلا يجوز ترك ما يثمر العلم لأجل ما ينشر‬ ‫الظن‪ ،‬كما لا يقبل أخبار مخبر اقتضى خلاف ما نشاهده'(;‪.‬ا‪.‬‬ ‫يقول سعيد القنوبي‪" :‬الإباضية لا يرون إثبات العقائد بأخبار الآحاد؛ لأن‬ ‫العقائد مبناها اليقين‪ ،‬وخبر الآحاد مبناه الظن؛ إذ قد يعرض لرواته الغفلة‬ ‫والنسيان وإن كانوا عدولا تقات‪ ،‬ولورود التعارض بين أخبار الآحادث وهذا ما لا‬ ‫يكون في الخبر المتواتر مما يدل على أنها لا تفيد القطع فلا يعتمد عليها في‬ ‫قضايا العقائدث ولأن الصحابة ردوا بعض الأحاديث لما اعتراها من مخالفة‬ ‫لقطعيات القرآن ومتواتر السنة"(ثا‪ ،‬ويقول أيضا‪" :‬كما أن تصحيح الأخبار‬ ‫وتضعيفها والحكم بالوضع فيها ونحو ذلك أمور ظنيّة فلا يمكن بناء قطعي على‬ ‫أمر قائم على الظرة"(ةا‪.‬‬ ‫ويضيف أيضا بأن الكثير من الأحاديث رويت بطريق المعنى ‪ 3‬وأنه مع‬ ‫اختلاف الرواة في ذلك وتفاوتهم في ضبط المعاني باختلاف مداركهم وإتقانهم لغة‬ ‫الآحاد مظنة لاحتمالات المعاني؛ ولذلك لا يحتج به في‬ ‫العرب يكون حديث‬ ‫القطعبات“ا‪.‬‬ ‫ولم نجد فيما وقفنا عليه من أقوال علماء المذهب من قال بقبول خبر الواحد في‬ ‫مسائل الاعتقاد إلا إشارة واحدة عند أبي العباس الشماخي تذكر قبوله بشرط أن‬ ‫تحقه قرينة وعبارة الشماخي التي ذكر فيها ذلك هي قوله" وأعلم أن الفعل يجب‬ ‫(")م‪.‬س‪.2/81-91 ،‬‬ ‫(ثا القنوبي سعيد بن مبروك(معاصر)‪ ،‬السيف الحاة‪ ،‬ط‪ ،3‬مطابع النهضة؛ مسقط سلطنة‬ ‫عمان‪8141 ،‬ه ص ‪ ،9!1‬القنوبي‪ ،‬الإمام الربيع مكانته ومسندهء ص‪.31‬‬ ‫(‪ )3‬القنتوبي ‪ 4‬الإمام الربيع مكانته ومسنده‘؛ ص ‪.31‬‬ ‫‪. 1 3‬‬ ‫ص‬ ‫)‪ (4‬م س‬ ‫‪-‬۔۔۔۔۔۔۔‬ ‫ر‬ ‫علوم السنة عند الإباضية حد(‬ ‫يصحح‬ ‫ولا‬ ‫بهما بيانا‪ .‬أي بالمستفيض وغيره من الآحاد إذا اتصل سنده‘ ورواه عدل‬ ‫يوجبان علما إلا بقرينة كما إذا أخبر السلطان عن موت ابنه مشرفا على الموت‬ ‫مع صراخ وجنازة‪ ،‬وخروج المخدرات على حال منكرة غير معتادة فلا يفيدنا‬ ‫علما لجواز موت ابن له آخر والعلم هو الذي لا يتطرق احتمال إلى متعلقه مع‬ ‫أنا لا نقطع بصدقه كما تقدم‪ ،‬ولا بغير قرينة خلافا لمن قال‪ :‬يفيد مطلقا ولمن قال‬ ‫يفيد بقرينةا‪ ،‬ويظهر أن هناك اضطرابا في عبارته‪ ،‬إذ يصرح في أخرها بأنه‬ ‫لا يقطع بالتصديق فعلى مفهوم آخر كلامه أنهما ولو احتفا بالقرائن لا يقطع‬ ‫بهما‪.‬‬ ‫هذا ويذكر أبو الحواري صورة يتوسع فيها‪ ،‬يذكر أنه قد تتسع دائرة خبر‬ ‫الآحاد فيعمل به في باب التوحيد عند الضرورة وحد هذه الضرورة ومثل لها‬ ‫بكون رجل في معزل من الأرض على دين آخر كدين عيسى عليه السلام ولم‬ ‫يسمع بمحمد يلة فلقيه أعرابي جاف أو امرأة جافية فأخبروه بمبعث الرسول ة‬ ‫يقول أبو الحواري!" فقد بلغته الدعوة ولزمته الحجة وانقطع عذره فيجب عليه‬ ‫الإيمان بمحمد ة والعمل بما جاء به" غا‪.‬‬ ‫بقي أن نذكر هنا قيدا في قبول خبر العدل في مسائل الاعتقاد أو العمصل أكد‬ ‫عليه ابن بركة ففرق في القبول بين خبر العدل الذي للعقل فيه مدخل وما لا‬ ‫مع‬ ‫مدخل للعقل فيهء فالتوحيد لا يكون فيه العدول حجة دون العقل وهم حجة‬ ‫العقل‪ ،‬كما لا يكون الواحد حجة ولا الاثنان إذا كان الخبر يدفعه العقل فإن قبله‬ ‫العقل جاز العلم به والتدين بها‪.‬‬ ‫(" الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص‪.934-044‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫جامع أبي الحواري‬ ‫)‪ (2‬أبو الحواري‬ ‫(مخ)ء ص‪.633:0433‬‬ ‫التقييد‬ ‫(‪ )3‬ابن بركة‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ت_‬ ‫صح‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬العزيز والفرد والغريب‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬العزيز‪:‬‬ ‫العزيز هو القوي وأخذ من عَز يَعَز‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬فعزئزنا بثالث»‬ ‫(ليس‪ )63/41‬يخفف ويشدد أي قوينا وشتاناك وترد بمعنى القليل قالو‪ :‬عزة الشيء‬ ‫فهو عزيز إذا قل فلا يكاد يوجد(;ا وعليه يجري المعنى الاصطلاحي فهو لقلته‬ ‫عزيز‪ ،‬وهو لوروده من طريق آخر صار قويا أقوى من الفرد أو الغريب‪.‬‬ ‫وعرفه اطفيش بأنه‪" :‬ما تفرد به راويان" وقال‪ ":‬سمي ما تفرد به راويان‬ ‫عزيزا لعزته أي قوته لمجيئه من طريق آخر ولقلة وجوده""ثا‪ ،‬وقد ذكر اطفيش‬ ‫أن هذا التعريف هو تعريف أهل الحديثةا‪.‬‬ ‫وعرفه السالمي‪ :‬بقوله‪ ":‬العزيز ما انفرد بروايته اثنان أو ثلاثة دون سائر‬ ‫رواة الحفاظ المروي عنه"“ا‪ ،‬وقد جعله السالمي قسما من أقسام الشاذأا‪.‬‬ ‫وعرفه أبو عبيد السليمي بأنه ما رواه اثنان عن اثنين‪7‬ا‪ ،‬وذكر مثاله حديث‬ ‫الشيخين المروي من طريق أنس‪ ،‬إذ رواه قتادة وعبد العزيز عن أنس‘ وهو قول‬ ‫الرسول ة ‪ (::‬لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس‬ ‫(" الرازي مختار الصحاحء ‪.1/081‬‬ ‫{‪2‬ا اطفيش‘ جامع الشمل؛ ص‪.224‬‬ ‫("ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.224‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ السالميء شرح الطلعةف ‪.2/15‬‬ ‫”ام‪.‬س‪.2/15 ،‬‬ ‫ا السليمي أبو عبيد حمد بن عبيد بن مسلم (‪ )0931/8691‬أصله من إزكي بعمان علامة‬ ‫فقيه‪ ،‬وأصولي نبيه‪ ،‬وأديب شاعر‪ ،‬ولي القضاء والتدريس‪ ،‬أخذ عن النور السالمي وغيره‬ ‫وأخذ عنه جمع كبير له مؤلفات قيمة‪.‬ر‪ :‬الخصيبي‘ شقائق النعمان ‪.3/572‬‬ ‫{ا الئلمي أبو عبيد حمد بن عبيد بن مسلم (‪ ،)0931/8691‬مشكاة الأصولس(مخ)" وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافةى سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪35‬ب فقه ص ‪.31‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية ت_‬ ‫جحح<ح‬ ‫أجمعين) (‪٨‬ا‪،‬‏ وساق السليمي أقوالا أخرئ‪ :‬فقال‪ :‬وقيل هو ما انفرد بروايته اثنان‬ ‫أو ثلاثة دون من حفظ عنه‪ ،‬وقيل ما رواه اثنان عن واحد كحديث ضمرة ابن‬ ‫سعيد وتفرد به عبيد الله عن واقد الليثي أنه يلة‪ :‬قرأ في الفطر والأضحى بقاف‬ ‫اقتربت وكحديث الفضل بن طاهر من طريق سفيان بن عيينة عن وائل بن‬ ‫داود عن أنس( أنالنبي قه أولم على صفية بسويق وتم)ر(" )‪.‬‬ ‫وذكر القنوبي ثلاثة تعريفات للعزيز ‪:‬‬ ‫‪ 1‬قيل ما تفرد بروايته اثنان ولو في طبقة واحدة من الطبقات شرط أن لا‬ ‫يقل الرواة عن اثنين في كل الطبقات‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقيل ما تفرد بروايته اثنان أو ثلاثة ولو في طبقة واحدة من الطبقات و إليه‬ ‫ذهب ابن منده وتابعه ابن الصلاحةا‪.‬‬ ‫‪ 3‬وقيل ما تفرد بروايته أربعة ولو في طبقة واحدة من الطبقات‪.‬‬ ‫عن اثنين لا توجد أصلا"ا‪.‬‬ ‫وذكر أن ابن حبان ذهب إلى أن رواية اثنين‬ ‫وعقب على ذلك بقوله‪ ":‬فإن كان يريد رواية اثنين فقط عن اثنين فقط‪ ،‬وهكذا إلى‬ ‫!ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الايمان‪ ،‬باب حب الرسولققه‪ )1/41(41...‬ومسلم في‬ ‫صحيحه كتاب الايمان‪ ،‬باب وجوب محبة الرسولققة‪.)1/76(44.. .‬‬ ‫ا أخرجه ابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب إقامة الصلاة‘ باب ما جاء في القراءة للعيدينث‬ ‫‪.)1/80(2821‬‬ ‫ا أخرجه ابن حبان في صحيحها كتاب النكاحض ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر ندب لا‬ ‫حتمش ‪.)9/863(1604‬‬ ‫ا السليمي ‪ 0‬مشكاة الأصولس(مخ)ى ص‪.311-411‬‬ ‫"ا انظر تعريف ابن مندة وابن الصلاح للعزيز إذ حَداه بما رواه اثنان أو ثلاثة واشتركا فيه‪.‬‬ ‫ر ‪:‬ابن الصلاح علوم الحديث‘ ص‪.072‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫ا انظر دعوى ابن حبان في أن رواية اثنين عن اثنين غير موجودة ورد المحتثين عليه‬ ‫وذكر أمثلة أخرجها الشيخان في‪ :‬السيوطي تدريب الراوي‪.2/,181 ،‬‬ ‫عارم السنة عند الا صضية‬ ‫حجححح‬ ‫النبي ث سلمنا له‪ ،‬وإن كان يريد صورة العزيز فمردود عليه لوجودها في بعض‬ ‫الأحاديث(‪٨‬ا‪.‬‏‬ ‫وذكر محمد المطهري عددا من تعريفات العزيز وارتضى ما رواه اثنانا؛‬ ‫وهذا التعريف هو الذي تميل النفس إلى اعتماده لا سيما أن ابن حجر رجحه‬ ‫واعتمدها‪ ،‬وخلاصة القول أن من تقتم النقل عنهم في بيانهم للعزيز لم يخرجوا‬ ‫المتقدمين ؤ و إذن‬ ‫من‬ ‫عرفه منهم‬ ‫الحديث ‘ ولم نجد من‬ ‫كلام علما ء مصطلح‬ ‫عن‬ ‫يمكن القول إنهم استفادوا ذلك من علماء مصطلح الحديث‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الغريب‪:‬‬ ‫يرى يحيى بن أبي بكر أن الغرابة "إما أن تكون في الصحة وهو أن تكون‬ ‫روايته عن غاية العدالة"“ا‪ ،‬ويشهد لقوله قول العرب في لغتهم‪ ":‬أغرب الفرس‬ ‫في جَرنيه‪ :‬وهو غاية الإكثار"ا‪ ،‬وكأن الإغراب هنا في بلوغ الغاية في‬ ‫الصحة‪" ،‬ولما في الشيخ وهي أن يروى عمن لم تجر العادة بالرواية عنه"ةا‬ ‫وعليه فالغرابة هنا مأخوذة من الأمر الغريب غير المتوقع قالوا‪ ":‬أغرب جاء‬ ‫بشي غريب وأغرب أيضا صار غريبا""ا‪.‬‬ ‫وأما الغرابة التي يميل المحتثون إلى الاصطلاح عليها‪ ،‬فيشهد لها حديث‪ (:‬إن‬ ‫الإمئلام بدأ غريبا وسيعود غريباً كما بدأء فطوبى للغرباء) قال ابن منظور‪ :‬أي‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 7‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫سل ‪4‬‬ ‫) ( م‬ ‫امحمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.572‬‬ ‫(ثا ابين حجر نخبة الفكر‪.1/1 ،‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشملث ص‪.914‬‬ ‫ثا ابن منظور لسان العرب‘‪.1/146‬‬ ‫‪٨‬ا‏ اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.914‬‬ ‫ا الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪.1/791 ،‬‬ ‫<= علوم السنة عند الا ضية ح_(‪;٫٫١‬إج‪-‬۔‏‬ ‫إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذني لا أهل له عنده‪ ،‬لقلة المسلمين‬ ‫‪1 ( 1‬‬ ‫يومئذ )‬ ‫ويعرف اطفيش الغريب بأنه‪" :‬ما تفرد به راو" وذكر أنه عن أهل مصطلح‬ ‫الحديث"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعرف السالمي الغريب بأنه "ما انفرد راو بروايته أو برواية زيادة فيه عن‬ ‫يجمع حديثه كالزهري أحد الحفاظ في المتن أو السندث)‪.‬‬ ‫ويقسم السالمي الغريب إلى ‪:‬‬ ‫غريب صحيح كالأفراد المخرجة في الصحيحين‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫غريب ضعيف قال‪" :‬وهو الغالب على الغرائب"‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪:‬غريب حسن"‪.(4") .‬‬ ‫_‬ ‫ويعرفه القنوبي بقوله‪" :‬قيل هو ما تفرد بروايته راو واحد ولو في طبقة واحدة‬ ‫من الطبقات"؟ا‪.‬‬ ‫ومما يشار إليه أن تعريفات المتأخرين لا تخرج عن تعريفات علماء‬ ‫المصطلح‪.‬‬ ‫"ا ابن منظور لسان العرب مادة أغرب‘‪.936/ 1‬‬ ‫(ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪ .224‬وانظر تعريف الغريب هذا وغيره عند علماء مصطلح‬ ‫الحديث في‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديث‘ ص‪072‬س ابن حجر نخبة الفكزث ‪ 1/10‬الحاكم‪.‬‬ ‫معرفة علوم الحديث ‪ ،1/49‬ابن جماعة محمد بن إيراهيم بن جماعة(‪ )337/3301‬المنهل‬ ‫‪.1/55‬‬ ‫الروي‪ ،‬تح‪ :‬محي الدين عبد الرحمن رمضان ط‪2‬ا دار الفكر‪ ،‬دمشق‪6041 ،‬ه‬ ‫وغيرها من كتب المصطلح‪.‬‬ ‫(ثا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة‪.2/15 ،‬‬ ‫“ام‪.‬س‪.2/15 ،‬‬ ‫(ةا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.7‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫ثالثا‪ :‬الفرد‪:‬‬ ‫القر ‪:‬الوثر والجمع أفراد‪ ،‬و جاؤوا فراداً و فراى منونا وغير منون أي‬ ‫واحدا واحدا‪ ،‬و قرد بمعنى انفرد ويقال‪ :‬قر برأيه و أفر و قربة و استفرد‬ ‫بمعنى انفررة به;)‬ ‫وقد استخدم ابن بركة لفظ التفرد بمدلوله الاصطلاحي في قوله معلقا على‬ ‫حديث‪ (":‬قال‪ :‬هل تسمع النداء؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أجب النداء) (ا وقيل‪ :‬إنه أمر أن‬ ‫يشد له حبل للى المسجد‪ ،‬وخبر شة الحبل انفرد به أصحابنا وفيه نظر ()‪.‬‬ ‫ويعرف السالمي الفرد المطلق بقوله‪ ":‬الفرد يكون مطلقا بأن ينفرد الراوي‬ ‫الواحد عن كل واحد من الثقات وغيرهم ويكون بالنسبة إلى صفة خاصة"“ا‪.‬‬ ‫ويحة اطفيش التفرد المطلق بالحديث الفرد الذي لم يوجد ما يشاركه من وجه‬ ‫بلفظه أو معناها ويذكر أن الكتب المصنفة في الاطراف هي مظان معرفة‬ ‫الطر مق والكش ‪.‬ف عن‪.‬ها‪ ،‬وبمعرف ‪.‬ة‪ .‬هذ‪.‬ه الطر مقه ‪.‬ت‪.‬ن‪..‬تفي ا ‪.‬لفردية۔‪-‬۔ )‪ 6‬ا‪.‬‬ ‫"ار‪ :‬ابن منظور لسان العرب مادة وتر‪ ‘333/ 3.‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‘ ‪.1/802‬‬ ‫"الفظ الحديث عن أبي هريرة قال‪ (:‬أتى النبي ق رجل أعمى‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ا له إنه ليس‬ ‫لي قائد يقودني إلى المسجد‪ ،‬فسأل رسول الله فا أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له‬ ‫فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم قال فأجب) أخرجه مسلم في صحيحه‪.‬‬ ‫كتاب المساجد ومواضع الصلاةض باب يجب إتيان المسجد على من سمع النداء‬ ‫‪ )14(56‬والحاكم في المستدرك‘ كتاب معرفة الصحابة‪ ،‬ذكر عمرو بن أم مكتوم‬ ‫المؤذن‪ )3/637(3766 ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الإمامة في الجماعة‪ ،‬باب التشديد‬ ‫في التخلف عن الصلاة‪ )1/792(129 ،‬وأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الصلاةء باب التشديد في‬ ‫ترك الجماعة ‪.)1/151(355‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.505 /1‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعةش ‪.2/15‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.424‬‬ ‫كا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.424‬‬ ‫( ‪;:٫‬إحج‏ _‬ ‫ححححصح= علوم السنة عند الا ضية‬ ‫واحد‬ ‫ويعرف محمد المطهري الفرد بقوله ‪ ":‬هو الذي تفرد بروايته شخص‬ ‫عن آخر من أوله إلى منتهاه‪ ،‬وهو الفرد المطلق الذي لم يقيّد بقيد م"(")‬ ‫ويقول المطهري مبينا حكمه‪ ":‬ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب‬ ‫الحال فإذا كان المنفرد به غير بعيد من درجة الضابط الحافظ المقبول تفرده‬ ‫استحستا حديثه لذلك‪ ،‬ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف‘ وإن كان بعيدا مسن‬ ‫ذلك رددنا ما انفرد به"‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي واطفيش أن الحكم بالتفرد يكون بعد تتبع طرق الحديث الذي‬ ‫يظن أنه فرد هل شاركته رواية أخرى أه لاا‪.‬‬ ‫ه من المهم جدا في نهاية هذا الفصل إعادة التأكيد على بعض الحقائق‬ ‫المتقدمة الذكر خلاله‪ ،‬من ذلك أن تقسيم الحديث بتعدد طرقه إلى متواتر وآحادي‬ ‫جاء وفق منهج الفقهاء‪ ،‬فالفقهاء هم الذين عنوا بهذا التقسيم أكثر من المحدثين‬ ‫ورأينا عناية علماء الإباضية بالمتواتر تعريفا له وبيانا لشروطه‘ وذكرا لحكمه‬ ‫وما يترتب عليه منذ فترة مبكرة‪ ،‬ويأتي تعريف أبي عبد الله الكندي في القرن‬ ‫الخامس أول تعريف عثرنا عليه للمتواتر‪ ،‬وبعده ابن عمه أبو بكر الكندي في‬ ‫الفترة نفسها‪ ،‬والتعريف المختار للمتواتر هو أنه الذي يرويه عدد تحيل العادة‬ ‫تواطؤهم على الكذب من ابتدائه إلى انتهائه‘ ويكون مستندهم الحس ويفيد العلم‬ ‫لسامعه‪ ،‬وهذا التعريف جامع لشروط المتواتر التي رأوا ضرورة تحققها فيه‪.‬‬ ‫كالعقل والمشاهدة والعدد الذي يستحيل تواطؤه على الكذب وتوافق الطرفين وإفادة‬ ‫التواتر الاضطرار والاستناد إلى الحس وغيرها من الشروط وجاء تقسيمهم‬ ‫المتواتر إلى لفظي ومعنوي كتقسيم الجمهور وكذلك في حكمهم لحجيّة المتواتر‬ ‫بكونه موجبا للعلم والعمل‪.‬‬ ‫)محمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.272‬‬ ‫‪ 2 7 2‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫)‪ (2‬م سك‪٤‬ث‏‬ ‫(ثا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة‪2/1 ،‬ك‪ 50‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل ص‪.424‬‬ ‫ححجحح= علم السنة عند الإباضية‬ ‫أما خبر الآحاد فهو ما لم يستكمل شروط التواتر‪ ،‬وسمي بذلك لآحاد نقلته‪.‬‬ ‫ويقسمه الإباضية إلى مستفيض وغيره ويسمي بعضهم المستفيض بالمشهور ‪.‬‬ ‫وأكثرهم على عدم تحديد العدد المقيد للآحاد‪ ،‬بل إن كل ما نزل عن درجة‬ ‫المتواتر صار أحادياء وكذلك لا تحديد لعدد عندهم في المتواتر إذ الضابط‬ ‫الطمأنينة بعدم التواطؤ على الكذب‪.‬‬ ‫وخبر الآحاد عند الإباضية موجب للعمل لكنه لا يفيد العلمث لأن قصارى فائدة‬ ‫الآحاد الظن لا القطعؤ وبذلك لا يستدل به في مسائل الاعتقاد التي تبنى على‬ ‫الأدلة القطعية التي لا تقبل الاحتمال لا الأدلة الظنيّة الدائرة في إطار الاحتمال‪،‬‬ ‫ويرى الإباضية أن مثل هذا النهج يصون المعتقد من مزالق التناقض‪ ،‬كما أن فيه‬ ‫تمييزا لمسائل العقيدة عن الفرعيات‘ وذلك لأن مسائل العقيدة تمثل الأصول‬ ‫بخلاف غيرها مما يمثل الفروع‪.‬‬ ‫ويمثل العزيز والغريب والفرد بعض أنواع من الآحاد لكن يجري فيها تحديد‬ ‫العدد فالعزيز ما رواه اثنان أو ثلاثة على خلاف هل في كل طبقاته أم بعضهاء‬ ‫وقل من جعل العزيز في الأربعة‪ ،‬أما الغريب فهو ما تفرد بروايته واحد ولو في‬ ‫إحدى طبقاته‪ ،‬أما الفرد فظاهر من تسميته بأنه ما انفرد بروايته واحد‪ ،‬فإن تحقق‬ ‫التفرد بالواحد في كل حلقات السند فهو الفرد المطلق وإلا فالفرد النسبي‪.‬‬ ‫بقي أن نؤكد أن استفادة علماء الإباضية في تعريف العزيز والفرد والغريب‬ ‫من مدرسة مصطلح الحديث واضحة‘ وهم ينسبون ما يأخذونه عنها بكل دقة‬ ‫وأمانةش وهذا يصب في منحى التقارب والأخذ بين المسلمين بعضهم من بعض‪.‬‬ ‫لقد كانت وقفتنا هذه مع تقسيم الحديث وفق طرقه تمثل جزءا من موضوع علم‬ ‫مصطلح الحديث‘ ولا زلنا في حاجة إلى بيان وعرض تقسيم الحديث على أساس‬ ‫القبول أو الرد‪ ،‬فهو يمثل عمق فن مصطلح الحديث‘ ولعل وقفاتنا في الفصول‬ ‫القادمة تحقق هذا الغرض وأولها عرض الحديث المقبول في الفصل القادم‪.‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫الفصل الثانى الحديث المقبول‬ ‫المبحث الأول‪ :‬الحديث الصحيح والحسن‪:‬‬ ‫أولا الصحيح‪:‬‬ ‫تعريف الصحيح‪ :‬يسمي الوارجلاني الحديث المقبول بالمسند الصحيح ويعرفه‬ ‫} ولم يدخله‬ ‫بأنه" ما نقلته الثقات عن الثقات من طريق أو طرق إلى رسول الله‬ ‫وهن من جهة السند ولا من جهة المتن ولا ذكر فيه مجهول ولا ضعيف ولا‬ ‫مختلف فيه"}‪.‬ا‪.‬‬ ‫وعرف الصحيح بمثل هذا التعريف أبو عمرو السوفي‪“/‬ا وسعيد بن علي‬ ‫الجربي(‪.‬ا ‪.‬‬ ‫ويعرف اطفيش الصحيح بأنه‪" :‬ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله‬ ‫وسلم من شذوذ وعلة" ويعلق شارحا تعريفه بأنه يعني بالمتصل‪ :‬هو ما لم يكن‬ ‫مقطوعا بأي وجه من وجوه القطع كان‪ ،‬وبالعدل يعني‪ :‬هو من ظهرت عدالته‬ ‫ولم يكن مجرحا“ا‪ ،‬وفي كتاب آخر يقول‪ ":‬ومعنى كونه صحيحا‪ :‬أن إسناده قوئ‬ ‫لا أه مقطوع به في نفس الأمر لجواز خطا الضابط الثقة ونسيانه نعم يقع إذا‬ ‫تواتر "()‪.‬‬ ‫هم‬ ‫ويظهر من كلام أبيى محمد الخليلي أن حة المسند صحيح عنده هو الذي عدل‬ ‫"ا الوارجلاني‪ ،‬العدل ‪.1/241-341‬‬ ‫ا الملشوطي الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج) ‪.592‬‬ ‫{ثا الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪421 ،‬و‪421/‬ظ‪.‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانة ‪.1/7‬‬ ‫ثا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.14 1‬‬ ‫عار السنة عند الإناضية‬ ‫حح=‬ ‫مسندوه ويكون مرفوعا إلى النبيه (;)‪.‬‬ ‫وعرفه محمد المطهري بأنه‪ ":‬الذي ينقله عدل ضابط عن مثله من أوته إلى‬ ‫منتهاه‪ ،‬وهو الرسول فق أو الصحابي أو التابعي غير شاة ولا معلل"(اء وهذا‬ ‫لتعريف جمع بين منهج المحتثين والفقهاء‪ ،‬إذ راعى الجمع بين نظرة كل منهم‬ ‫في تصحيح الحديث‪.‬‬ ‫وعرفه القنوبي بقوله‪ :‬الحديث الصحيح‪ :‬هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط‬ ‫عن مثله إلى منتهاه‪ ،‬من غير شذوذ ولا علة قادحة" وذكر أن‪ ":‬قيد ما اتصل‬ ‫سنده‪ :‬قيد يخرج رواية المدلس تدليس الإسناد‪ ،‬والمرسل بناء على القول القائل‬ ‫بعدم تصحيح المرسل والمنقطع‘ والمعلق‪ ،‬والمصضل‘ والمرسل الخفة“ا‪.‬‬ ‫والتعريف الذي ذكره القنوبي هو التعريف المرتضى‪ ،‬خاصتة أنه تعريف المحققين‬ ‫من علماء مصطلح الحديثا‪.‬‬ ‫الصحيح‪:‬‬ ‫أقسام‬ ‫نجد أن أول محاولة لتقسيم الحديث جاءت عند ابن بركة إذ يقول‪" :‬باب في‬ ‫الأخبار المروية عن النبئ فش وهي التي تتعلق الأحكام بها‪ ،‬ويختلف الفقهاء في‬ ‫معانيها؛ فمنها أخبار المراسيل وأخبار المقاطيع والأخبار الموقوفة وأخبار المتن‬ ‫"ا الخليلي‪ ،‬سعيد بن خلفان‪ ،‬كرسي أصول الدين‪(.‬مخ)ى ص ‪.021‬‬ ‫ثا المطهري محمد ‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.771‬‬ ‫{ثا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫() م‪.‬س‪ ،‬صن‪.01‬‬ ‫ابن جماعة المنهل الروي‘‪.1/33‬‬ ‫ار‪ :‬ابن الصلاحء علوم الحديث‪ ،‬ص‪11-210‬‬ ‫العراقي‪ ،‬التبصرة والتذكرة‪ ،1/21-31 .‬العراقي زين الدين عبد الرحيم بن‬ ‫الحسين(‪ )608/4041‬ى التقييد والإيضاح لما أطلق أو أغلق من مقدمة ابن الصلاح‪ ،‬ط‪3‬ء‬ ‫مؤسسة الكتب الثقافيةى بيروت‪ ،‬لبنانێ ‪5141‬ه ‪5991‬م‪ ،‬ص‪ '42‬البيقوني طه بن محمد‬ ‫فحتو(‪ ،)0801/9661‬منظومة البيقوني‪ ،‬تح‪ :‬فواز أحمد زمرلي‪ ،‬ط‪ \4‬دار الكتاب العربي‪،‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنانث ‪7141‬ه ‪.1/1-2‬‬ ‫‏‪;٫:‬ج‬ ‫علوم السنةعند الا ضية ح(‬ ‫حححح‬ ‫وخبر الصحيفة والخبر الزايد والخبر الناقص والخبر المعارض لغيره من الأخبار‬ ‫والخبران يردان من طريق أو طريقين يكون أحدهما خاصا والآخر عاسّا‬ ‫والخبران يكون أحدهما ناسخا والآخر منسوخا" ثم شرح كل قسم على حدة ومثل‬ ‫لها‪ .‬وهذا التقسيم يحوي عموما وإن كان ابن بركة يميل إلى جعل هذه الأقسام‬ ‫تدخل في باب الحديث المقبول عنده‪ ،‬خاصتة أن من هذه الأقسام ما جعله العلماء‬ ‫ضمن فنون عامة في الحديث كمختلف الحديث والناسخ والمنسوخ وغير ذلك مما‬ ‫يدخل فيه الصحيح والحسن وفي تقديري أن ابن بركة أراد بهذه الأقسام المقبولة‬ ‫عنده‪.‬‬ ‫وجرى على هذا التقسيم بعض من جاء بعد ابن بركة من المشارقة‪ ،‬كأبي عبد‬ ‫لله الكندياء والعوتبيا وأبي بكر الكندي“ا‪ ،‬بل حتى خميس الشقصيةا‪ .‬الذي‬ ‫تأخر عنهم عددا من القرون وظل بعض العلماء على هذا التقسيم‪ ،‬فلم يخضعوه‬ ‫إلى تعديل أو تطوير‪ ،‬ولكن لا يعني هذا أن هذا التقسيم ظل السائد فقد جاء من‬ ‫العلماء بعد ذلك في المشرق من قسم غير هذا التقسيم‪.‬‬ ‫وأما عند المغاربة فنجد أن أبا يعقوب الوارجلاني كان أكثر دقة في تقسيمه‬ ‫وأقرب إلى الفن الإصطلاحي فقد قستم الأخبار صحاحا وضعافا؛ وذكر في تقسيمه‬ ‫للحديث عشرة أقسام‪ :‬والصحاح منها خمسة‪ :‬وهي الخبر المتواتر‪ ،‬وأخبار الآحاد‬ ‫‪ -‬ووصف هذين القسمين بالأخبار المسندة ‪ -‬وأخبار المراسيل وأخبار الصحيفة‬ ‫والموقوفة(ا‪.‬‬ ‫على تقسيمه ‘ منهم سعيد الجربي‬ ‫بعده‬ ‫المغرب‬ ‫علماء‬ ‫عدد من‬ ‫وقد جرى‬ ‫(‪ )1‬ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ 1/61 ،‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)‪ (2‬الكندي محمد بن لإيراهيم‪ ،‬بيان الشر عض ‪ 1/71‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(ا العوتبي‪ ،‬الضياء ‪.2/352‬‬ ‫( الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف© ‪.1/93‬‬ ‫{ا الشقصي‪ ،‬المنهاج ‪.1/57-67‬‬ ‫كا االورجلاني‪ ،‬العدل ‪.1/241‬‬ ‫‏‪) ١‬ج‪-‬‬ ‫حححححح علم السنة عند الا ضية‬ ‫ويقول‪ ":‬اعلم أن الأحاديث الواردة عن النبئ هه على عشرة أنواع‪ ،‬ونوعها بعض‬ ‫الفقهاء إلى أربعة وعشرين وكلها راجعة إلى عشرة أنواع خمسة صحاح وخمسة‬ ‫ضعاف ساقطة\ والصحاح المتواتر ثم أخبار الآحاد ثم المرسل ثم أخبار‬ ‫الصحيحة ثم الموقوفة‪);( "...‬‬ ‫إن هذا التقسيم الذي جرى عليه فقهاء الإباضية المتقدمون جاء وفق نظرتهم‬ ‫الفقهية القائمة على أن التقسيم يراعى فيه المقبول عندهم من المردود‪ ،‬غير أن‬ ‫منهج المحدثين ينطلق منطلقا آخر في تقسيم الصحيحثا‪ ،‬ووجدنا هذا النهج من‬ ‫التقسيم عند بعض علماء الإباضية المتأخرين؛ إذ يقسم محمد المطهري الصحيح‬ ‫إلى‪ :‬صخيح بنفسه‘ وصحيح بغيره ويكون بمصحح آخر وارد عليها‪.‬‬ ‫وأورد القنوبي تقسيم المحتثين الحديث إلى مقبول ومردود‪ ،‬وتقسيم المقبول إلى‬ ‫صحيح وحسن» وتقسيم الصحيح إلى صحيح لذاته؛ وصحيح لغيره‪ ،‬وهناك من‬ ‫قسم الحديث إلى صحيح وضعيف© وذكر القنوبي اعتراض من اعترض على‬ ‫تقسيم الحديث إلى صحيح وضعيف وأن الحسن مندرج ضمن الصحيح بكون‬ ‫الحسن والصحيح يتشاركان؛ وفي حالة القبول لا إشكال‪ ،‬ولكن الإشكال يظهر في‬ ‫حالة التعارض فعندئذ لا بة من الفصل بينهما‪ ،‬وأنه أجيب بكون الصحيح يشمل‬ ‫"ا الجربي سعيد‪ ،‬جوابات سعيد الجربيث ص ‪.72‬‬ ‫ا يقسم المحتثون الصحيح إلى صحيح لذاته وهو مقصودهم في تعريف الصحيح وصحيح‬ ‫لغيره وذلك مثل الحسن فإذا روي من غير وجه ارتقى بما عضده من درجة الحسن إلى‬ ‫منزلة الصحة وغير ذلك من الوجوه التي يعتضد بها الخبر فيبلغ درجة الصحّة‪ ،‬ويسمي‬ ‫بعضهم ذلك رتب الصحيح يقول القاسمي!" تتفاوت رتب الصحيح بسبب تفاوت الأوصاف‬ ‫المقتضية للتصحيح في القوة فإنها لا كانت مفيدة لغلبة الظن الذي عليه مدار الصحّة اقتضت‬ ‫أن يكون لها درجات بعضها فوق بعض بحسب الأمور المقوتية؛ ولذا كان كذلك فما يكون‬ ‫رواته في الدرجة العليا من العدالة والضبط وسائر الصفات التي توجب الترجيح كان أصح‬ ‫مما دونه"‪ .‬لمزيد من التفصيل انظر‪ :‬ابن حجر‘ نخبة الفكر؛‪ ،1/1‬السيوطي‪ ،‬تدريب‬ ‫الراوي ‪ 1/86‬وما بعدها‪ ،‬القاسمي‪ ،‬قواعد التحديث‪.1/08 ،‬‬ ‫(ةا المطهزي‪ ،‬فتح المغيثث ص‪.671‬‬ ‫)حج‬ ‫علوم السنة عند الا صضية ح(‬ ‫بح‬ ‫أنواعا وله رتب متفاوتة؛ فيكون الترجيح مبنيا على هذا التفاوت(ا‪ ،‬وهذا التفاوت‬ ‫أشار إليه القطب اطفيش!" فلو قيل هذا حديث حسن الإسناد أو صحيحه فهو دون‬ ‫الإسناد‬ ‫أو يحسن‬ ‫قولهم حديث حسن صحيح أو حديث حسن؛ لأنه قد يصح‬ ‫لاتصاله وثقة روايته وضبطها دون المتن كشذوذ أو علة'ثا‪.‬‬ ‫و يذكر اطفيش مسألة أصح الأسانيد إذ يرى أن المختار عدم الجزم في‬ ‫سند بأنه أصح الأسانيد مطلقا غير مقيد بصحابئَ‪ ،‬وذلك لعسر الاطلاع إذ يتوقف‬ ‫ذلك على وجود درجات القبول في كل فرد ممن روى ذلك السند المحكوم له‪.‬‬ ‫لكنه إن قيّد بصاحبها جاز ذلك " فيقال أصخ أسانيد ابن عباس رضي الله عنه‪:‬‬ ‫الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس“ (ا‪ ‘)3‬وقد صرح بعض‬ ‫المحققين من أئمة المحتثين التوقف عن القول بالإطلاق في أصح الأسانيد“‘‪.‬‬ ‫إن عملية الحكم بالتصحيح تستلزم علما ودراية بفن الرواية ودربة في طرق‬ ‫الكشف عن الصحيح من السقيم‪ ،‬ويطرح اطفيش الخلاف في الحكم بالتصحيح‪.‬‬ ‫النقاد وقيل‬ ‫فلا يحكم بتصحيح ‏‪١‬الا أن يخص ] على صحته من يعتمد عليه من حقاظ‬ ‫لدر اكه وقد صححه اطفيش( (‪.)5‬‬ ‫معرفته وقرب‬ ‫تمكنت‬ ‫بجو از تصحيح من‬ ‫() القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.01‬‬ ‫كا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.314-414‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.214‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ يقول العراقي في ألفيته‬ ‫بانه أصخ مطلقا وقذ‪.‬‬ ‫إمستاكُا عن حكما على سنا‬ ‫را‪:‬لعراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين(‪ )1 608/404‬ألفية العراقي في مصطلح‬ ‫الحديث‘ ط‪ \1‬المطبوعات الأهلية‪ ،‬الرباط‪ ،‬المغرب‪5431 ،‬ه‘‪ ،‬ص‪ ‘2‬وقد علل رأيه في‬ ‫الشرح وذلك لأن "تفاوت مرتبة الصحة مرتب على تمكن الإسناد من شروط الصحتة‪ ،‬ويَعّز'‬ ‫وجود أعلى درجة القبول في كل فرد من ترجمة واحدة بالنسبة لجميع الرواة" وقد أورد كلام‬ ‫الحاكم وغيره ممن يرى عدم الإطلاق‪ .‬ر‪ :‬العراقي شرح ألفية العراقيث ‪.1/51-61‬‬ ‫‪5‬ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.214‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضية‬ ‫ح‬ ‫شروط الصحيح وحكمه‪ :‬تتلخص شروط الحديث الصحيح في خمسة شروط‪:‬‬ ‫التعرض‬ ‫والاتصال ك وعدم الشذوذ } وعدم العلة(‪٨‬ا‪.‬‏ وقد سبق‬ ‫العدالة‪ ،‬والضبط‬ ‫لبعض هذه الشروط في الفصول السابقة‪ ،‬والباقي سيرد بيانها في محله‘ ويمكن‬ ‫القول إن شروطهم للحديث الصحيح هي الشروط نفسها التي اشترطها المحتثون‬ ‫في الحديث الصحيح(غا‪.‬‬ ‫أما حكم الصحيح فهو الاحتجاج به في الأمور العملّة‪ ،‬إلا إذا بلغ درجة‬ ‫التواتر فصار حجة في العقائدا‪ ،‬وقد سبق ذكر ما يكون حجة في العقائد في باب‬ ‫المتواتر بالتفصيل‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحديث الحسن‪:‬‬ ‫تعريف الحسن‪ :‬عرف اطفيش في كتابه جامع الشمل الحديث الحسن وهو‪ :‬ما‬ ‫عرف مخرجه واشتهر رجاله قال‪":‬أي واتصل سنده"‪ ،‬وقد أضاف لفظ واتصل‬ ‫سنده‪ ،‬وعلق على التعريف‪" :‬قاله ابن الصلاح وقوم"‪ ،‬فكأن اطفيش على حد‬ ‫وصفه جمع في تعريفه قول ابن الصلاح وغير ه(‪.‬‬ ‫هذا وفي نسبته هذا التعريف إلى ابن الصلاح نظر فإن ابن الصلاح رواه عن‬ ‫الخطابي والمعروف عند المحدثين أته تعريف الخطابية وأنه أورده في معالم‬ ‫السنن (‪)6‬إ‬ ‫(‪ )1‬ر‪ :‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪ ،‬ص‪871‬س القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛ ص‪.01-31‬‬ ‫"ا انظر تفصيل كلام المحدثين في‪ :‬ابن الصلاح" علوم الحديث‘ ص‪ ‘21‬العراقي" شرح‬ ‫ألفيته‪ ،1/21-31 .‬العراقي‪ ،‬التقييد والايضاح‪ ،‬ص‪42-52‬ے القاسمي قواعد التخديثث‬ ‫‪ .108‬وغيرها من كتب المصطلح‪.‬‬ ‫قار‪ :‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪871‬س القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛ ص‪.91‬‬ ‫(‪ (4‬اطفيش‘‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.314‬‬ ‫(‪ )5‬ر‪ :‬ابن الصلاح معرفة علوم الحديث‘ ص‪03‬غ‪ ،‬ابن جماعة‘ المنهل الروي ‪.1/53‬‬ ‫©‪6‬ا الخطابي البستي حمد بن محمد بن سليمان(‪ ،)883/899‬معالم السنن‪ ،‬دار المعرفة‪.‬‬ ‫(د‪.‬ت) ‪.1/11‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية ح‪;٫:١‬ج۔‏‬ ‫جححح‬ ‫وقد اشتهر تعريف الخطابي وبعض تعريفات المحدثين للحديث الحسن("ا‪.‬‬ ‫وعرف اطفيش الحسن أيضا في كتاب وفاء الضمانة بتعريف آخر كأنه وضعه‬ ‫بنفسه فقال‪ ":‬الحسن هو مسند من قرب من درجة الثقة أو مرسل ثقة‪ ،‬وروي‬ ‫كلاهما من غير وجه وسلم عن شذوذ وعلة" ثم ذكر أنه لو عرف الحسن بهذا‬ ‫التعريف لكان "أجمع الحدود وأضبطها وأبعدها عن التعقيد"“ا‪.‬‬ ‫ويشرح اطفيش تعريفه للحسن الذي ذكره في جامع الشمل‪ :‬فقوله‪" :‬عرف‬ ‫مخرجه" أي‪ :‬من كونه حجازيا أو شامي أو عراقيا أو مكيَاً أو كوفتاً‪ ،‬مثل أن‬ ‫يكون الحديث عن راو صار مشتهرا برواية أهل بلده وذلك كقتادة في البصريين؛‬ ‫فحديث البصرتين إذا جاء عن قتادة ونحوه فإنه مخرجه يكون معروفاً بخلافه من‬ ‫غيره‪ ،‬وقيد "اتصل سنده" يفيد بأن المراد والمعتبر هو الاتصال؛ وعليه فكل واحد‬ ‫من المنقطع والمرسل والمعضل يخرج من دائرة الحسن بقيد الاتصال؛ فلا بة من‬ ‫وجوده لأنه بغيبة بعض رجاله لا يعلم مخرج الحديث منها؛ فلا يسوغ الحكم‬ ‫بمخرجه‪ ،‬ولذلك فالمعتبر الاتصال ولو لم يعرف المخرج متصلا لا العكس وأما‬ ‫(‪٨‬ا‏ ومن هذه التعريفات تعريف الترمذي وعبر عنه بقوله‪ ":‬كل حديث يروى لا يكون في‬ ‫إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذالك فهو عندنا‬ ‫حديث حسن" ر‪ :‬الترمذي‪ ،‬العلل الصغير‪.1/857 ،‬‬ ‫وقد تعقب ابن الصلاح تعريف الخطابي والترمذي واصفا تعريفهما بأنه لا يشفي الغليل وأنه‬ ‫ليس في كلامهما ما يفصل الحسن من الصحيح وحاول أن ينقح جامعا تعريفات من تقم‬ ‫فطرح للحسن قسمين لكته أطال في بيان صفة القسمين وحدهما بما يجعله أقرب إلى التفريع‬ ‫والشرح منه إلى التعريف المختصر الموجز‪.‬‬ ‫لمزيد من التفصيل أنظر‪ :‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديث‪ ،‬ص‪ ،03-13‬وقد تعقب علماء‬ ‫الحديث بعد ابن الصلاح عليه في تعقيبه وتعريفه‪ .‬لمزيد من التفصيل انظر‪ :‬العراقي‪ ،‬التقييد‬ ‫والإيضاح ص‪ ‘84‬ابن جماعة\ المنهل الروي‪ 1/53 ،‬وما بعدهاء الطيبي الخلاصة‪.‬‬ ‫ص‪.24-64‬‬ ‫ثا اطفيشؤ وفاء الضمانة ‪.1/01‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجحح=‬ ‫شهرة رجاله‪ :‬فبالعدالة والضبط دون الصحيح(‪.‬ا‪.‬‬ ‫وعرف أبو عبيد السليمي الحسن بأنه" ما عرف مخرجه‘ واشتهرت رجاله‬ ‫عدالة وضبطا اشتهارا دون رجال الصحيح'‪.)2‬‬ ‫وعرفه محمد المطهري‪ :‬بأنه "ما اتصل سنده بعدل خف ضبطه من غير شذوذ‬ ‫و لا علة"‪3‬ا)‪.‬‬ ‫وعرفه القنوبي بتعريفين فقال‪ ":‬الحسن هو ما توافرت فيه شروط الصحيح إلا‬ ‫تمام الضبط‘ أو هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه قليلا من غير‬ ‫شذوذ ولا علة قادحة"(“ا‪ ،‬والتعريف الذي أرتضيه وأراه أقرب إلى الدلالة على‬ ‫الحسن هو التعريف الثاني من هذين التعريفين‪.‬‬ ‫والذي يظهر لي أن علماء الإباضية في تعريفاتهم للحسن استفادوا من جملة‬ ‫تعريفات المحتثين‪ ،‬وهذا يصدق على غير الحسن من التعريفات الاصطلاحية‬ ‫أيضاؤ غير أن كل واحد منهم نقح التعريف حسب ما يراه وأضاف عليه وعدل‪،‬‬ ‫ويصعب في مقامنا هذا التوستع والتقصي في مقارنة التعريفات والقيود المستفادة‬ ‫أو المضافة لكون ذلك يطول كثيرا ويحتاج تتبع مثل هذا إلى رسالة مستقلة‪.‬‬ ‫حكم الحسن‪:‬‬ ‫ذكر القطب اطفيش أن الحسن بأنواعه سواء ما قيل فيه حسن صحيح بإسناده‬ ‫أو حسن بآخر‪ ،‬أو حسن ‪-‬أي لذاته‪ -‬هو ما قبله أكثر العلماء واستعمله الفقهاءةا‪.‬‬ ‫وقال في وفاء الضمانة‪ " :‬والحسن حجة كالصحيح©ا‪ ،‬ويرى اطفيش أن الحسن‬ ‫‪.314‬‬ ‫)‪ (1‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص‬ ‫)‪ (2‬السليمي حمد بن عبيد‪ ،‬مشكاة الأصولس(مخ)ء ص‪.811‬‬ ‫(‪ )3‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ‪1‬ص‪.38‬‬ ‫(‪ )4‬القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.91‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.414‬‬ ‫كا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانة ‪.1/01‬‬ ‫‪;٫٫١‬حج‏ _‬ ‫حححححح=ح عارم السنة عند الا‪ .‬ضية ح‬ ‫إذا ما روي من وجه آخر ترقى من الحسن إلى الصحيح لقوته من الجهتين‪ ،‬فكل‬ ‫منهما يعضد الآخر‪ ،‬قال‪" :‬ونعني بالترقئ أنه يلحق في القوة بالصحيح لا أته‬ ‫عبنه"}ا‪.‬‬ ‫ومذهب الجمهور قبول الحسن لذاته في الأمور العملية‪ ،‬وكذلك ذهب الجمهور‬ ‫في الحسن لغيره أنه حجة إلا ابن القطان الفاسي(ا‪ ،‬إذ ذهب إلى أنه ليس بحجة‬ ‫إلا ما وافق ظاهر الكتاب أو الستة الصحيحة أو كان له شاهد صحيح أو حسن‪.‬‬ ‫أو جاء من وجوه كثيرة جداء وهذا القول اعتمده القنوبي وصححه ا‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الحديث المرسل‪:‬‬ ‫تعريف المرسل‪ :‬ورد في لغة العرب قولهم‪":‬أرسل الشيء‪ :‬أطلقه وأهم_ه"ا‪.‬‬ ‫والخبر المرسل أي المطلق لأنه من الإرسال وهو الإطلاق كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫«(ألم تر أنا أرسلا الشياطين على الكافرين تَوزأهم أزأ‪(4‬مريم‪)91/38‬؛ فكأن‬ ‫المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده بجميع رواتهةا‪.‬‬ ‫("ام‪.‬س ‪.1/01‬‬ ‫ثا حول حجية الحسن‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح" علوم الحديث‪ ،‬ص‪ 23‬وما بعدها‪ ،‬ابن جماعة‪.‬‬ ‫المنهل الرويث ص‪ '63-73‬الطيبي الحسين بن عبد الله(‪ ،)347/3431‬الخلاصة في أصول‬ ‫الحديث‪ ،‬تح‪ :‬صبحي السامرائي ط‪1‬ؤ عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪5041 ،‬ه ‪5891‬م؛‬ ‫ص‪ \34-74‬الحنبلي ابن رجب(‪ 597/3931)6‬شرح علل الترمذي‪ ،‬تح‪ :‬همام عبد الرحيم‬ ‫سعيد‪ ،‬ط‪ \1‬مكتبة المنار‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬الأردن‪7041 ،‬ه ‪ 2/606‬وما بعدها‪ ،‬العراقي‪ ،‬التقييد‬ ‫والإيضاح‘ ص‪.06-16‬‬ ‫و لأبي الحسنات اللكنوي بحث نفيس حول حجية الحسن جمع فيه أقوال المحدثين‬ ‫والعلماء وتعقيبات بعضهم على بعض ومناقشاتهم‪ .‬ر‪ :‬اللكنوي‪ ،‬ظفر الأماني ص‪-781‬‬ ‫‪.89‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث ص‪.91‬‬ ‫ا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب مادة رسل‘ ‪.11/582‬‬ ‫_ التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ى ص‪ 19!10‬الكندي إبراهيم‪ ،‬الأدلة النصيّةء ص‪.951‬‬ ‫جححححصح علوم السنة عند الا صضية‬ ‫عرف ابن بركة المرسل‪ :‬بكونه "أن يروي التابعي الخبر عن النبي ي ولم‬ ‫يشاهد النبي يل" وقال‪" :‬ويجب أن يكون بينه وبين النبي ة صحابي فلا يذكره‬ ‫إما أن يكون قد سمع من الصحابي فاقتصر على ما روى له ولم يحتج إلى ذكر‬ ‫من أخبره أو أن يكون صح عنده الخبر عن النبي ية بالإخبار عن ذلك الصحابئ‬ ‫ويسنده إلى النبي وذ"("ء وجرى على هذا التعريف أبو عبد الله الكندي(ا‪ ،‬وأبو‬ ‫المنذر العوتبي(اء وأبو بكر الكندي(ا‪.‬‬ ‫الرواة في سنده"(‪.‬‬ ‫وقال يحيى بن أبي بكر ‪ ":‬سمي مرسلا لإهمال ذكر بعض‬ ‫وعرفه الوارجلاني بأنه" خبر أسنده الراوي إلى رسول الله يل ومعلوم أن‬ ‫الراوي الذي أسنده لم يصحب ولم يدرك ولم تقع له صحبة مع رسول الله "ثا‪.‬‬ ‫وبمثل هذا التعريف عرفه سعيد الجربي("ا‪.‬‬ ‫وعرفه الملشوطي والسوفي بأنه‪ ":‬ما روي عن النبي ثلة ولم يتصل سنده لترك‬ ‫الراوي رجلا في الوسط أو أكثر ثا‪.‬‬ ‫وعرفه الشماخي بقوله‪ ":‬المرسل قسيم المسند‪ ،‬وهو ما أخبر به عن الرسول ة‬ ‫من لم يسمع عنه الخبر ثا‪.‬‬ ‫وعرفه عمرو التلاتي‪ :‬بأنه"قول غير الصحابم تابعيا كان أو من بعده‪ :‬قال‬ ‫النبي لة كذا مسقطا الواسطة بينه وبين النبي ةل"("ا‪ ،‬قال ‪'":‬وهذا في اصطلاح‬ ‫(" ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/61‬‬ ‫ا الكندي محمد بن إيراهيم‪ ،‬بيان الشر ع{ ‪.1/61‬‬ ‫ثا العوتبي‪ ،‬الضياء ‪.2/352‬‬ ‫() الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف ‪.1/93‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص‪.704:604‬‬ ‫كا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/241 ،‬‬ ‫ا الجربي سعيد بن علي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.82‬‬ ‫ى السوفي‪ ،‬السؤالات‘ ‪2‬ص‪.64‬‬ ‫)‪ (8‬الملشنوطيء الأدلة والبيان‪( ،‬مخ مج) ص‪692‬‬ ‫)‪ (9‬الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص ‪.344‬‬ ‫عالور السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫االأصوليين‪ ،‬وأما في اصطلاح المحتثين فهو قول التابعئ قال النبي ا‪2 ("..‬ا‪.‬‬ ‫وأما السالمي فقد قال في نظم الطلعة(من الرجز )‪:‬‬ ‫وئرنسل الأخبار فَهوَ الفصيل ‪ 3‬فين يكن من الصحابي قبل‬ ‫في التابعي والصتحيخ لا رة‬ ‫بلا خلاف والخلاف قد ورا‬ ‫من كل من يرزري عن القات‬ ‫كذاك ين أئمة المئراة‬ ‫ثم في شرح الأبيات ذكر الاختلاف في حة المرسل على أقوال ثلاثةء الأول‬ ‫قول الأصوليين وعرآفوه بأنه "ما سقط من إسناده راو واحد فأكثر من أي موضع‬ ‫كان" والثاني قول المحتثين وعرفوه بأنه‪ ":‬ما رفعه التابعي إلى النبي قلة سواء‬ ‫كان من كبار التابعين كجابر بن زيد وسعيد بن المسيب و‪...‬أو من صغار‬ ‫التابعين كالزهري و‪ "...‬والثالث لبعض أهل الحديث‪ ":‬وهو ما رفعه التابعئ‬ ‫الكبير إلى النبي ةل"ا‪ ،‬ولم يذكر السالمي التعريف المختار عنده‪ ،‬وذكر أبو أحمد‬ ‫الكندي التعريفات نفسها التي عرضها السالمي‪ ،‬لكنه مال إلى تعريف‬ ‫الأصوليين(ا لكونه أعم فيشمل تعريف المحدثين(;ا‪.‬‬ ‫"ا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)ى ص‪.191 9810‬‬ ‫"ما‪.‬س‪.191 ،‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شرح الطلعة‪ .2/44-54 ،‬وانظر تفصيل تعريفات المرسل عند العلاتي في‬ ‫جامع التحصيل‪ ،‬فقد ذكر هذه التعريفات‪ ،‬وأفاض في ذكر تعريفات المحتثين والفقهاء‬ ‫والأصوليين‪ .‬ر‪ :‬العلائي أبو سعيد بن خليل بن كيكلدى‪ ،‬جامع التحصيل في أحكام المراسيلء‬ ‫ص‪.52-13‬‬ ‫ا فصلت بعض المصادر الأصولية الحديث عن المرسل معناه وحجيته ومنها راجع‪:‬‬ ‫الرازي‪ ،‬المحصول ‪ :4/056-564‬البصري أبو الحسين محمد بن علي بن‬ ‫الطيب(‪)634/5401‬ء المعتمد‪ ،‬تحقيق خليل الميسؤ ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫عبد‬ ‫‪2/341-151‬ء السمعاني أبو المظفر منصور بن محمد بن‬ ‫ه‬ ‫‪3‬‬ ‫الجبار (‪)984/6901‬ء قواطع الأدلةث تح‪ :‬محمد حسن الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلميةى بيروتث‬ ‫لبنانث ‪8141‬ه‘ ‪.1/673-683 79910‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫وعرفه محمد اطفيش بأنه" قول التابعئّ‪ :‬قال رسول الله يلة كذا أو فعل كذا"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وعرفه محمد المطهري بأنه‪ ":‬ما سقط منه الصحابي مطلقا"‪.‬‬ ‫وعرفه القنوبي‪ :‬بأنهما أضافه الصحابي أو التابع إلى النبئ ي مما سمعاه‬ ‫من غيره"“ا‪ .‬وأميل إلى اختيار هذا التعريف؛ لشموله كل أقسام السنة‪ ،‬فقد أفاد‬ ‫ذلك لفظ أضاف ولشموله ما سمي بمرسل الصحابي فيدخل في التعريف وإن‬ ‫خص[آ في الحكم‪.‬‬ ‫تقسيمات المرسل‪:‬‬ ‫المرسل وفق التعريفات المتقدمة نوعان‪ :‬مرسل الصحابي ومرسل التابعئ؛‬ ‫وهذا ينقسم إلى مرسل كبار التابعين وإلى صغارهم‪ ،‬وهذا التقسيم مبني على‬ ‫اختلافهم في أحكامها‪.‬‬ ‫إن المراسيل تقع في أخبار الصحابة وإن صحبواء ويظهر ذلك خاصتة إذا علم‬ ‫منهم أنهم لم يسمعوا من رسول الله يل‪ .‬وقد يقول الصحابي حدثني صحابي عن‬ ‫رسول الله يل وقد يرفعه إلى النبي يلة مباشرة ومنه ما يفهم أنه لم يسمعه من‬ ‫النبييل؛ كالذي يجري لأصاغر أصحاب رسول الله يلة إذ يروون أمورا لم‬ ‫يشاهدوها‪ ،‬ولعلهم وهم بحال الصغر ممن لا يضبط ذلك‪ ،‬أو أن الواحد منهم‬ ‫غائب عن القصة التي وقع فيهاێ ومن أمثلة ذلك رواية ابن عباس عن رسول الله‬ ‫يز أزه قال لبني النضير حين أجلاهم وذكروا ديونهم عند الأنصار ‪(:‬ضعوا‬ ‫وتعجلوا) ا وكان ابن عباس إذ ذاك بمكة صغيراء ولهذا قال ابن عباس‪( :‬نحن‬ ‫("ا الكندي إبراهيم الأدلة النصيةى ص‪.951‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬الضمانة ‪.1/51‬‬ ‫{‪7‬ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.091‬‬ ‫"ا القنوبي‪ ،‬الإمام الربيع ‪.651‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك وقال‪ :‬صحيح الإسناد ولم يخرجاه' كتاب البيوعء‬ ‫والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب من عجل له أدنى من حقه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪) ٠٩286‬والدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب البيو عث ‪ )3/64(091‬والطبراني في المعجم‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ححححح‬ ‫أصحاب رسول قة نروي عن رسول الله يلة ما سمعناه من بعضنا ولا يكذب‬ ‫(‪,)2))(2‬‬ ‫ا و لا نكذب‬ ‫بعضنا بعض‬ ‫ويرتب الملشوطي المرسل حسب درجاته مبتدئا بالأعلى درجة منها وهو‬ ‫مرسل الصحابة‪ ،‬فيذكر أن أقوى المراسيل إرسال الصحابة بعضهم عن بعض‬ ‫فهي والمسند سواء‪ ،‬مستدلا بقول الرسول قق‪(:‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم‬ ‫اهتديتم)ثا‪ ،‬ثم يلي مرسل الصحابي إرسال التابعي عن النبي اتت وذهب‬ ‫الملشوطي إلى أنه كالأول يحتج به‪ ،‬معللا حكمه بما علم من حال التابعي أته لا‬ ‫يروي إلا عن صحابي‪ .‬ولعل الملشوطي أراد هنا مرسل التابعي الكبير فهو الذي‬ ‫في الغالب لا يروي إلا عن الصحابي ثم يليه إرسال من يروي عن صحابي‬ ‫وغيره‪ ،‬وعن تابعي وترك فيه واسطته فلم يذكره‪ ،‬وذكر الخلاف في قبولها‪.‬‬ ‫الفرق بين المرسل والمقطوع ‪:‬‬ ‫يذكر الوارجلاني الفرق بين المرسل و المقطوع من حيث إن المرسل مجهول‬ ‫الصحابي الراوي عن الرسول الله ة‪٬‬‏ فالساقط من السند أعلاه وهو الصحابئ‪.‬‬ ‫أما في المقطوع فيكون الراوي عن الرسول لل معلوما‪ ،‬غير أن القطع في واقع‬ ‫الأوسطك في حديث من اسمه إبراهيمث ‪.)1/942(718‬‬ ‫("الم أعثر على هذا الأثر‪ ،‬وقد تقدم مثله عن البراء بن عازب‪.‬‬ ‫(‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‘ ‪1/341‬ء ر‪ :‬سعيد الجربي‪ ،‬جوابات الجربي‪( ،‬مخ)ء ص ‪421‬ظ‪.‬‬ ‫ا أخرجه ابن عبد البر‪ ،‬وقال‪ :‬هذا إسناد لا تقوم به الحجة؛ لأن في سنده الحارث بن غصين‬ ‫وهو مجهول‪ .‬وقال البزار‪ :‬هذا الحديث لا يصح‪ .‬انظر‪ :‬ابن عبد البرث جامع العلم وفضله‪.‬‬ ‫‪.209‬‬ ‫‏‪٨)11(29/1‬‬ ‫وأخرجه محمد بن إسحاق بن محمد في الفوائدس في الصحابة كالنجومث‬ ‫وقال‪ :‬إسناده ساقط والحديث موضوع‘ وأخرجه ابن حجر في الأمالي المطلقة‪ ،‬في المجلس‬ ‫الثامن والتسعين‪ 1/060 ،‬وقال بعد أن ذكر إسنادين لهذا الحديث وقع لنا بإسناد أمش من‬ ‫هذين من طريق جابر بن عبد الله‪ ،‬فكأنه يصحح طريفه إليه والله أعلم‪.‬‬ ‫ا الملشوطي‪ ،‬الأدلة والبيانث (مخ مج)ى ص‪. 692‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫الوسط ومن ثم فهو ليس متصل السند(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويشير السوفي في ثنايا كلامه عن المرسل إلى هذا التفريق وأن القطع قد‬ ‫يكون بترك الراوي رجلا في الوسط أو أكثراثا وقد ذكر سعيد الجربي هذا‬ ‫التفريق الذي قال به الوارجلاني(ةا‪.‬‬ ‫حكم العمل بالمرسل‪:‬‬ ‫ذهب أكثر الإباضية إلى القول بالعمل بالمرسل والاحتجاج بها‪ .‬وقد ترد‬ ‫د عنده تفصيلا‬ ‫عبارات بعضهم معبرة بالعمل به دون تفصيل‘ وهناك من ذ ج‬ ‫وبيانا أكثر‪ ،‬يقول الوارجلاني‪ ":‬وأكثر العلماء على أن العمل بالمراسيل واجبا‪.‬‬ ‫وجاءت عبارة الشماخي مثله في قوله‪ ":‬والأكثر على وجوب العمل بهاء وبنفس‬ ‫عبارتيهما قال سعيد الجربي("ا‪.‬‬ ‫(ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫ثا السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ)ى ص‪.642‬‬ ‫ا الجربي‪ ،‬أجوبة سعيد الجربي‪( ،‬مخ) ص ‪.82‬‬ ‫ار‪ :‬ابن بركة‪ ،‬الجامع‪ 1/610 ،‬العوتبي‪ ،‬الضياء ‪ 3/9910‬الوارجلاني‪ ،‬الصدل ‪.2/241‬‬ ‫الملشوطي الأدلةء(مخ مج) ءص‪692‬ح السوفي‪ ،‬السؤالاتث ص‪ ‘642‬الشماخي‘ شرح‬ ‫مختصر العدل‪ ،‬ص‪ ‘244‬اللاتي" رفع التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪291‬ء الجربي‪ ،‬أجوبة سعيد‬ ‫الجربي‪( ،‬مخ)ء ص ‪82‬ے السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪2/44-64‬؛ القنوبي‪ ،‬الإمام الربيع‘ ص‬ ‫‪»( 6‬ؤ مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪٬32‬‏ الكندي إيراهيم‪ ،‬الأدلة النصية‘ ص ‪1610‬‬ ‫بكوش يحيى محمد(معاصر)‪ ،‬فقه الإمام جابرث ط‪ ،1‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‘ لبنان‪،‬‬ ‫‪6891‬م‪\1/34٬‬‏ المنذري خلفان بن محمد‪ ،‬مختلف الحديث وأثره في الفقه‬ ‫‪ 7‬ه‬ ‫الإباضي‘ أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم الشريعة بكلية دار العلوم بالقاهرة‪9141 ،‬ه ‪8991‬م‪.‬‬ ‫مرقونه‪٬‬‏ ص ‪.624‬‬ ‫كا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫©ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص‪.244‬‬ ‫{ا الجربي‪ ،‬أجوبة سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.82‬‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫يقول الشماخي‪ ":‬إرسال الأئمة كجابر بن زيد والحسن وغيرهما كان مشهورا‬ ‫مقبولا فيما بينهم ولم ينكره أحد فكان إجماعا أعني إجماعا بالاستدلال'(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويذكر عمرو التلاتي أن الجمع الأكثر متفقون على الوجوب وتحتم العمل به‬ ‫والإتيان بمقتضاه مطلقا؛ وذلك لأن العدل لا يسقط الواسطة بينه وبين النبي يلة إلا‬ ‫وهو عدل عنده‪ ،‬لكن التلاتي بعد ذلك صحح القول بقبول مرسل كبار التابعين‬ ‫و أئمتهم ؛ وذلك لأن إرسال الأئمة جابر بن زيد والحسن وغيرهما كان مشهورا‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬كما أنه كان مقبولا عندهم لم ينكره واحد منهه(غا‪.‬‬ ‫إن مرسل الصحابي هو أعلى المراسيل وهو حجَة\ يقول السالمي‪" :‬فالصحابي‬ ‫العدل يتحاشى عن أخذ الرواية من الفاسق‪ ،‬فوجب الأخذ بمراسيل الصحابي"اء‬ ‫ولأن الصحابة قد أرسلوا ولم ينكره أحد منهم‪ ،‬بل كانوا فيه بين عامل به‬ ‫ومصوب لها‪.‬‬ ‫يقول اطفيش‪" :‬وأما مرسل الصحابي كابن عباس وابن عمر وابن الزبير‬ ‫والحسين بن علي من صغار الصحابة عنه يلة مما لم يسمعوه منه ةإإفهيو‬ ‫حجة"‪0‬ا‪.‬‬ ‫ولم أجد من ذكر إطلاق عدم الاحتجاج بمرسل الصحابي عند علماء الإباضية‬ ‫إلا عبارة عند خلفان بن جميل السيابي يقول فيها" والصحيح رد الاحتجاج‬ ‫بالمرسل إن لم يوجد معه عاضد‘ وعليه الأكثر'‪ ،‬والقاضي أبو بكر الباقلاني‪.‬‬ ‫"ا الشماخي‪ ،‬شرح المختصر ص‪.244‬‬ ‫(ثا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)‘ ص‪.291‬‬ ‫{ثا السالمي‪ ،‬شرح الطلعةء ‪.2/54‬‬ ‫ثا م‪.‬س‪.2/64 ،‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانة ‪.1/41‬‬ ‫©ا لم يتفق المحتثون كلهم على رة المرسل فمنهم من ذهب إلى قبوله‪ ،‬وممن ذهب إلى‬ ‫قبوله منهم مالك وروي قولا عن أحمد‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬والأوزاعي‪ ،‬وهؤلاء من أئمة‬ ‫المحدثين وغيرهم‪ ،‬وذهب أكثرهم إلى رده‪ ،‬وذهب الشافعي إلى قبول مرسل التابعي الكبير‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححححح‬ ‫وهو الظاهر من كلام مسلم‘ في صدر صحيحه أنه مذهب أهل العلم بالأحادييث‪،‬‬ ‫وذلك للجهل بعدالة الساقط‘ وإن كان صحابيا لاحتمال أن يكون طرأ له قاد ح"")‪.‬‬ ‫وعبارة السيابي تحوي بعض الغموض فإنه بدأ الكلام حول حكم المرسل مطلقا‬ ‫ونقل قول من ذهب إلى رة المرسل ولكن هؤلاء روا المرسل دون مرسل‬ ‫الصحابئ‪.:‬‬ ‫ويفصل محمد اطفيش في مسألة الاحتجاج بالمرسل‪ ،‬لكني أرى في تفصيله أنه‬ ‫لم يسلك مسلكا واحدا فهو تارة يقول‪" :‬وعلى الاحتجاج بهء وهو أضعف من‬ ‫المسند الذي اتصل سنده‪ ،‬ولم يسقط منه أحد خلافاً لقوم"اء ثم يقول‪ ":‬فإن كان‬ ‫المرسل لا يروى إلا عن عدل ‪ -‬كأن عرف ذلك من عادته كابن المسيب فإنه لا‬ ‫يروي إلا عن أبي هريرة وهو صهر أبي هريرة ‪ -‬قبل مرسله لانتفاء الجهل‬ ‫بعدالة الساقط وهو حينئذ مسند حكما لأن إسقاط العدل كذكره"(اى ويقول‬ ‫أليضا‪':‬والصحيح رة الاحتجاج بالمرسل إن لم يوجد معه عاضد وعليه الأكثر‬ ‫ويذكر اطفيش في ثنايا كلامه عن المرسل تحديد كبار التابعين ورصغارهم‪:‬‬ ‫فالمراد بكبار التابعين من أكثر روايتهم عن الصحابة} والمراد بصغار التابعين‬ ‫مثل سعيد بن المسيب بشرط أن يسند من طريق آخر أو يتقوى بمرسل مقبول‪ ،‬أو قول‬ ‫لمزيد من التفصيل ر‪ :‬الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس(‪ ،)402/028‬الرسالة‪.‬‬ ‫تح‪ :‬أحمد محمد شاكر ‘ القاهرة‪8531 .‬هے‘ ‪9391‬م‪ .1/074 .‬السجستاني أبو داود سليمان‬ ‫بن الأمشعث(‪ 572/988)0‬رسالة أبي داود تح‪ :‬محمد الصباغ" دار العربية‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)ء‬ ‫‪ 1/42‬ابن جماعة المنهل الروي‪ ‘1/34 ،‬الخطيب‪ ،‬الكفايةش ‪ ،1/483‬الحاكم‪ ،‬معرفة علوم‬ ‫الحديث‪ 1/620 ،‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪.1/4‬‬ ‫"ا السيابي‪ :‬فصول الأصول ص‪.852‬‬ ‫(‪2‬ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.704‬‬ ‫”ةام‪.‬س‪ ،‬ص‪.804‬‬ ‫‪٨‬ام‪.‬س‪،‬‏ ص‪.704‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية ت_‬ ‫ح‬ ‫من أكثر روايتهم عن التابعين("ا‪.‬‬ ‫إن المرسل قد يعتضد حتى بالضعيف كما يقول اطفيش؛ وهذا العاضد الضعيف‬ ‫يشترط فيه أن يكون صالحا للترجيح وضعفه ليس شديداء ويمثل اطفيش لهذا‬ ‫النوع من العاضد بقول الصحابي أو فعله‪ ،‬أو قول الأكثر من العلماء وإن ليس‬ ‫فيهم صحابي وكذلك من أمثلة العاضد الضعيف التي ذكرها اطفيش وجود مسند‬ ‫آخر ضعيف ورد من طريق مرسله واشتمل المسند على ضعف‘ ومن أمثلة ذلك‬ ‫أيضا أن يرسله راو آخر يروى عن غير شيوخ المول(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ومن أنواع عاضد المرسل أيضا القياس المؤيد للمرسل‘ وانتشار هذا المرسل‬ ‫بلا نكير وإن لم يصل إلى حد الإجماع‪ ،‬وعمل أهل العصر على وفقه وإن لم‬ ‫يصل إلى حد الإجماع أيضا مع كون المرسل وحده ليس حجة\ وذلك العمل وحده‬ ‫ليس حجة أيضا؛ لضعف كل منهما منفردا ثا‪.‬‬ ‫ويذكر اطفيش أيضا في تفصيله حكم مرسل صغار التابعين بقوله‪ ":‬وأما مرسل‬ ‫صغار التابعين فلا يحتج به ولو عوضد لشدة ضعفه كالزهري" (“ا‪ ،‬لكن اطفيش‬ ‫يطبق قاعدة العمل بالاحتياط المعمول بها عند علماء المذهب‪ ،‬في المرسل المجرد‬ ‫من العاضد‘ ولا يوجد دليل في الباب سواه لكن مدلوله المنع من شيء فيرى أن‬ ‫الأظهر الكف عن ذلك الشيئ لأجله احتياطا(ا‪.‬‬ ‫إن المرسل لا يقدح فيه إلا حفظ في عدالة الواصل على الصحيح كما يقول‬ ‫اطفيش‪ ،‬والحكم عنده يكون للرافع لكونه مثبتا لا للواقف لأنه ساكت ولو نفىء‬ ‫ويبني اطفيش رأيه على قاعدة أن المثبت مقئمء وعلى كون زيادة الثقة تقبل على‬ ‫‪ 4 0 8‬‏‪٠‬‬ ‫ص‬ ‫م اس‪٤‬ء‏‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(‪ )2‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.804‬‬ ‫(ثام‪.‬س‪ ،‬ص‪.804‬‬ ‫“ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.804‬‬ ‫‪.904‘804‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص‬ ‫ححجحححح علوم السنة عند الإباضية‬ ‫الصحيح سواء كانت من واحد بأن يرويه مرة ناقصا ومرة أخرى فيه تلك‬ ‫الزيادة‪ ،‬أو كانت تلك الزيادة من غير من رواه ناقصاأ(‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويذكر اطفيش أيضا أن الترجيح بالمرسل جائز مبينا بعض قواعد الترجيح من‬ ‫خلال درجات الأدلة؛ فمرسل الصحابي كابن عباس وابن عمر وغيرهما من‬ ‫صغار الصحابة حجة والمتصل يقدم على المرسل والحكم به إذا ما استوى‬ ‫السند‪ ،‬ومن أمثلة ذلك حديث (لا نكاح إلا بولئَ) اخا رواه الورى وشعبة عن أبي‬ ‫إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن النبي تلة ورواه إسرائيل وجماعة بذلك السند‬ ‫عن أبي موسى عنه ث ولا يسمى ‪ -‬إن ترجح رواية متصلا كجابر بن زيد‬ ‫إذ رواه متصلاًؤ واكلما كانت العدالة والضبط كان أدخل في التقةم على‬ ‫المرسل"("ا‪ .‬وهذه الضوابط والقواعد الترجيحية التي ذكرها اطفيش أقرب إلى‬ ‫منهج الأصوليين والفقهاء منها إلى منهج المحثين‪.‬‬ ‫الوضع‬ ‫يقول السالمي‪ ":‬رد المرسل بدعة حدثت بعد المائتين لما تسرب‬ ‫والكذب إلى الروايةث ومن ثم فلا وجه لدفعه وبخاصة مراسيل كبار التابعين‬ ‫كجابر بن زيد وسعيد بن المسيب"(“‪ ،‬ويقول أيضا‪ ":‬القول بأن مرسل العدل‬ ‫مقبول مطلقا هو الصحيح عندي لما ذكرته من إجماع الصحابة و التابعين"(ةا‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫مرسل غير الصحابي ‘ يقول‬ ‫ا لإباضية إلى تضعيف‬ ‫علماء‬ ‫بعض‬ ‫وذ هدب‬ ‫مطهري‪ ":‬وأما حكمه فحكم الحديث الضعيف؛ لجهلنا برواية الحديث عن رسول‬ ‫الله يلة مشافهة أو حكماء ذاتا أو صفة‘ وهو المشهور عند أكثر المحدثين©ا‪.‬‬ ‫ومال القنوبي إلى الإطلاق في الاحتجاج بمرسل الصحابي فقط‘ وأما غيره ففصل‬ ‫(! م‪.‬س‪ ،‬ص‪.014‬‬ ‫(‪2‬ا تقدم تخريج مثل هذا الحديث ص‪.891‬‬ ‫{ةا اطفيش‘ جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.904‬‬ ‫) السالمي‪ ،‬شرح الطلعة ‪.2/74‬‬ ‫ا م‪.‬س‪.2/74 ،‬‬ ‫‪٦‬ا‏ المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.091-191‬‬ ‫ححححح=ح علوم السنة عند الابا صية‬ ‫فيه‪ ،‬حيث يقول‪':‬وأقوى ما يقال في المرسل أنه ليس بحجة مطلقا إلا إذا كان‬ ‫مرسل صحابي‪ ،‬أما مرسل التابعي إذا كان صغيرا فليس بحجة حتى ولو تأتد‬ ‫بمؤيدات؛ كأن يأتي من طرق متعددة ولو كانت مسندة صالحة للاعتضاد لاحتمال‬ ‫أن يكون المرسل أسقط نفس الشيخ الذي روى عنه في الرواية المتصلة إذا احتمل‬ ‫اللقاء بينهما لكونه من شيوخه فلا يكون المرسل قويا باعتضاده بتلك‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫التابعي كبيرا ونأيد بمؤيدات فهذا قد تطمئن إليه النفس""'‪.‬‬ ‫وخلاصة القول من خلال عرض الأقوال المتقدمة‪ ،‬أن الإباضية اختلفوا في‬ ‫مسألة الاحتجاج بالمرسل فالكثير منهم ذهب إلى الإطلاق في الاحتجاج بالمرسلء‬ ‫ومنهم من فصل في المسألة فجعل القبول لمرسل الصحابي وقيد القبول لمرسل‬ ‫التابعي بقيودث ومنهم من رة مرسل التابعي‪.‬‬ ‫وهذا الخلاف في تقديري مبني على اختلاف المنهج في تناول هذه المسألة‬ ‫فمن غلب منهج الفقهاء قبل المرسل مطلقا ومن غلب منهج المحتثين رة المرسل‪.‬‬ ‫إلا مرسل الصحابي‪ ،‬ومن جمع بينهما قبل مرسل غير الصحابي بقيود‪ ،‬و أجدني‬ ‫أميل إلى قبول مرسل الصحابي مطلقا وقبول مرسل كبار التابعين ممن اشتهروا‬ ‫بالحيطة في الأخذ والدقة في الرواية وإن لم نجد لبعض رواياتهم مؤيدات‘ فكونهم‬ ‫اشتهروا بالضبط والدقة والحزم في الرواية في عموم رواياتهم كاف في تسويغ‬ ‫القبول منهم‪،‬علاوة على أنهم وكما قدمت في بعض الفصول اكتسبوا هذا المنهج‬ ‫من الصحابة‪ ،‬ولم يروا في العمل به إخلالا بالرو اية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬زيادة الثقة‪:‬‬ ‫مفهوم زيادة الثقة‪:‬‬ ‫نجد أول ذكر للزيادة فاي‪:‬لخبر عند ابن بركة‪ ،‬وسمى مثل هذا الضرب بالخبر‬ ‫الزائد والناقص إذ يقول‪" :‬وأما الخبر الزائد والناقص‪ :‬فإنه إذا ورد خبر عن النبي‬ ‫تلا من وجه‪ ،‬وروي ذلك الخبر أيضاً من وجه آخر إلا أن أحد الخبرين فيه زيادة‬ ‫(‪ (1‬القنوبي » مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫يححححصح علوم السنة عند الا صية‬ ‫لفظة استعمل الزائد من الخبرين‪ ،‬لأن فيه فائدة لم تذكر في الخبر الآخر ولم‬ ‫يوردها الراوي الثاني معه لما قد يجوز أن يكون أحدهما شاهد القصة إلى آخرها‬ ‫فذلك استعمل الزائد من‬ ‫فيسمع ما لم يسمع الآخر ويشاهد ما لم يشاهد الآخر‬ ‫الأخبار "‪.).‬‬ ‫ونجد هذا الكلام المتقدم عند من جاء بعد ابن بركة كأبي عبد الله الكندي في‬ ‫بيان الشر علاء وسلمة العوتبي في الضياءا‪ ،‬وأبي بكر الكندي في المصنف"ا‪.‬‬ ‫يقول أبو محمد الخليلي‪ ":‬والزائد في أحد الخبرين كخبر قام بنفسها ويقول‬ ‫السالمي مبينا زيادة الثقة‪ ":‬الزيادة في الخبر إذا رواها الثقة بمعنى أنه إذا روى‬ ‫الحديث ثقةث ورواه ثقة آخر وفيه زيادة على رواية الثقة الأول فإن تلك الزيادة‬ ‫من ذلك الثقة مقبولة"“'‪ ،‬فزيادة الثقة من خلال حدهم هي الزيادة الواردة في‬ ‫رواية ما بنقل ثقة وتكون في المتن والإسناد وإن اقتصر ظاهر كلامهم على‬ ‫المتن‪.‬‬ ‫حكم زيادة الثقة و نماذج منها‪:‬‬ ‫يذكر ابن بركة مسألة نجاسة سؤر الكلب والدليل لمن قال بتنجيسه وهو‬ ‫الحديث المروي من طريق أبي هريرة عن النبي يلا أنه قال‪( :‬طهور إناء أحدكم‬ ‫ذا ولغ الكلب فيه أن يغسل سبع مرات أولاه وأخراهن بالتراب) "© ثم يذكر‬ ‫الزيادة المروية من طريق ابن المغفل (‪...‬والثامنة بالتراب) ثا ويعتق بعدها‬ ‫"ا ابن بركةش الجامع‪.1/71 ،‬‬ ‫كا الكندي محمد بن ابراهيم‪ ،‬بيان الشر عض ‪.1/71‬‬ ‫(‪3‬ا العوتبي‪ ،‬الضياء‘ ‪.2/,352‬‬ ‫(ثا الكندي‪ ،‬المصنف©“ ‪:1/04‬‬ ‫{ثا الخليلي سعيد بن خلفان كرسي أصول الدين‪( ،‬مخ) ص‪.221‬‬ ‫كا السالمي‪ ،‬شر ح الطلعة ‪.2/72‬‬ ‫{ا تقدم تخريج هذا الحديث ص‪.273‬‬ ‫(‪ )8‬تقدم تخريج هذا الحديث ص‪.273‬‬ ‫حححح=ح علوم السنة عند الإباضية‬ ‫قائلا‪":‬والزيادة عند أصحاب الحديث معمول بها إذا صحت في أحد الخبرين كانت‬ ‫عندهم فائدة"(‪.).‬‬ ‫ويذكر ابن بركة في خبر صدقة الفطر ‪(:‬أن النبي يلة أوجب صدقة الفطر على‬ ‫الصغير والكبير والحر والعبد والذكر والأنثى من المسلمين) أ“ا ثم يقول‪':‬ومن‬ ‫طريق محمد بن جعفر أن النبي ية قال‪( :‬من تمونون©ا) (‪٨‬ا‏ وكان هذا الخبر‬ ‫زائدا على الأول‪ ،‬والزيادة مقبولة في الأخبار والأخذ بها أوجبا‪ ،‬ويقول في‬ ‫موضع آخر مبينا حكم الزيادة في الخبر ومعللا قبوله الزيادة في أحد الأخبار‪":‬لأن‬ ‫الأخذ بالخبرين بما فيهما من الزيادة أولى من إسقاط أحدهما‪.‬‬ ‫ويذكر التلاتي بعض قيود قبول الزيادة في الحديث ومنها أن الزيادة تخرج عن‬ ‫زيادة الكذب فإن هذه مردودة‪ ،‬وضابط الزيادة المقبولة أن يرويها العدل فإن‬ ‫رواها ونقلها راو عدل ثقة قبلت وعمل بهاؤ إلا إذا دلت قرينة على ضعلنهاء‬ ‫واطلع على أمر خارج عنها دال على سقوطها؛ فعندئذ لا تقبلا‪.‬‬ ‫"ا ابن بركة الجامعث ‪.793-893 /1‬‬ ‫(ا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة‪ ،‬باب صدقة الفطر على العبد وغيره من‬ ‫المسلمين‪ )2/745(3341 ،‬وابن حبان في صحيحه كتاب الزكاة باب صدقة الفظر©‬ ‫موأبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب من لم يؤدي صدقة الفطر‪...‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪.)1‬‬ ‫‪(2‬‬ ‫(ثا ماته يَمُونه منا إذا احتمل مئونته وقام بكفايته‪ ،‬وعن ابن السكيت‪ :‬مان الرجل أهله يَُونْهُم‬ ‫مونا و مونة‪ :‬كفاهم وأنفق عليهم وعالهم وقال ابن الأعرابي‪ :‬التون كثرة النفقة على‬ ‫العيال"‪ .‬ر‪ :‬ابن منظور مادة مون‪ ،‬لسان العرب“‪. .31/524 ،‬‬ ‫ا أخرجه البيهقي في السنن الكبرىغ كتاب الزكاة} باب إخراج زكاة الفطر بنفسه‪.‬‬ ‫والدارقطني في سننه؛ كتاب زكاة الفطر‪)2/141(21 ،)2/041(11 ،‬‬ ‫‪40‬‬ ‫والشافعي في مسنده‪ ،‬كتاب الزكاةش ‪.1/39‬‬ ‫ا ابن بركة الجامع‪.23 - 2/13 ،‬‬ ‫كا ابن بركةش الجامع ‪.1/126‬‬ ‫” التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ) ى ص‪.202‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫حد‬ ‫ويفصل التلاتي بيان ما يوجب عدم قبول الزيادة؛ كمثل بلوغ عدد غير‬ ‫الر اويين للزيادة كثرة لا يتصور معها غفلة مثلهم عن مثل تلك الزيادة خاصة إذا‬ ‫كان المجلس واحدا وكذلك إذا توفرت دواعي نقلها وكانت من عادة الرواة عن‬ ‫الشيخ المروي عنه يتتبعون روايته ولا يغفلون عن مثل تلك الزيادة("'‪.‬‬ ‫ومما يوجب رة الزيادة أن يرة الشيخ المروي عنه رواية الراوي الذي زاد‬ ‫في الخبر وينكر الرواية عنه بتلك الزيادة؛ فحكم الزيادة في الحديث المروي‬ ‫السقوط‪ ،‬وإذا كذبه كانت المسألة أبلغ ولكن بشرط أن يكذب المروي دون قدح‬ ‫في الراوي لأنه إن قدح عظمت المسألةث و جرح المتقتم بالتجريح فيهما إن كانا‬ ‫عدلين متساويين؛ إذ في تكذيب الرواية دون جرح تسقط الرواية‪ ،‬وتبقى عدالتهما‬ ‫لأنها متيقنة} والكاذنب غير معين واليقين لا يزول بالشك‘ وإن قال الشيخ لا أدري‬ ‫ولا أعلم قبلت الرواية والزيادة؛ لجواز الذهول والغفلة فالقبول هنا أرجح منه فيما‬ ‫قبله وأأكد(‪2‬ا‪.‬‬ ‫يقول محمد اطفيش‪ ":‬وتقبل زيادة الثقة على الصحيح‘ كانت من واحد بان‬ ‫يرويه مرة ناقصا ومرة فيه تلك الزيادة أو كانت الزيادة من غير من رواه‬ ‫ناقصاً"ةا‪.‬‬ ‫لكن اطفيش يؤكد اشتراط بعض القيود منها أن ذلك مبني على معرفة أن لا‬ ‫يكون المجلس واحدا‪ ،‬فإن جهل تعتد المجلس فالأولى عندئذ القبول من صورة‬ ‫اتحاده‪ ،‬وان تعدد يقينا قبلت اتفاقأ(“ا‪.‬‬ ‫وهذه القيود التي نبه عليها التلاتي واطفيش نجد مثيلها عند السالمي‪ ،‬فهو يقد‬ ‫القبول لزيادة الثقة في حال لم يدل دليل يرجح أن الراوي غافل في روايته تلك‬ ‫(”"ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.202‬‬ ‫‘ ص‪.202-302‬‬ ‫(مخ)‬ ‫< رفع التر اخي‪،‬‬ ‫)‪ (2‬التلا‪٦‬‏‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.014‬‬ ‫ا اطفيش‘ جامع الشمل في حديث خاتم الرسل ص ‪.014‬‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا‪ .‬ضية ت_‬ ‫الزيادة أو أنه واقع في الوهم‪ ،‬فلو أن جماعة كبيرة حضرت المجلس‪ ،‬ولا تقضي‬ ‫العادة باجتماعهم على الغفلة عن رواية تلك الزيادة فيرويها واحد من بينهم‬ ‫فالعادة هنا تقضي بغفلة ذلك الواحد من دون الجماعة("ا‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي خلاف العلماء في مسألة قبول زيادة الثقة إلى أقوال ثلاثة‪:‬‬ ‫القول بقبولها مطلقا بشرط أن يكون الراوي ثقة ونسبه إلى‬ ‫‪-‬‬ ‫الجمهور (ة‘‪.‬‬ ‫القول بعدم القبول بهاء ونسبه إلى بعض أهل الحديثثا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(" السالمي‪ ،‬شر ح الطلعة‪.2/72 ،‬‬ ‫ثا فصلت بعض المصادر الحديث عن زيادة الثقة وأوردت أقوالا عدة ذهب إليها العلماء من‬ ‫المحتثين والأصوليين سواء ما أفاد القبول المطلق أو الرفض المطلق أو القبول المقيد وفي‬ ‫القبول المقيد ذكر جملة من قيود القبول‪ .‬انظر منها‪ :‬الخطيب‪ ،‬الكفايةش ‪ 1/424‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ابن الصلاح علوم الحديث‪ ،‬ص‪ ،58-88‬ابن رجب‘ شرح علل الترمذي" ‪ 2/536‬وما‬ ‫بعدها‪ ،‬الشيرازي» التبصرة‪ ،‬ص‪123-523‬ء الغزالي المستصفى‪.1/331 ،‬‬ ‫يقول النووي في المجموع‪ ":‬قد تقرز وعلم أن المذهب الصحيح الذي عليه الجمهور من‬ ‫أصحاب الحديث والفقه والأصول قبول زيادة الثقة"‪ .‬ر‪ :‬النووي محي الدين يحيى بن شزف‬ ‫(‪ ،)279/5651‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت©‪ ،‬لبنانث ‪7991‬م‪..4/,412 }،‬‬ ‫ثا ذكرت بعض المصادر قول من قال بعدم اعتبار زيادة الثقة‪ ،‬وأن التفرد علة من العللغ‬ ‫ونسب ابن كثير القول برتها إلى أكثر المحتثين‘ وفي كلامه نظر؛ وذلك لتصريح ابن‬ ‫الصلاح بأن الجمهور من الفقهاء وأصحاب الحديث قبلوا زيادة الثقة خلافا لمن رةها من‬ ‫المحتثين‪ ،‬فهذا يدل على أن البعض من المحتثين ذهب إلى ردها وقبلها جمهورهم‪ :‬لمعرفة‬ ‫مزيد من التفصيل حول قول من قال بردها‪ .‬ر‪ :‬ابن كثير عماد الدين أبي‬ ‫الفداء(‪ ،)477/3731‬الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث‘ شرح أحمد محمد شاكر‬ ‫تحقيق وتعليق‪ :‬ناصر الدين الألباني‪ ،‬علي بن حسن الأثري الحلبي ط‪ ،1‬دار العاصمة للنشر‬ ‫‪ ،1/091‬ابن الصلاح‘ علوم الحديث‘ ص‪.58‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬الرياضع السعوديةێ ‪5141‬ه‘‪،‬‬ ‫ابن رجب شرح علل الترمذي‪ 2/5360 ،‬الزرعي ابن القيم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر‬ ‫أيوب (‪)157/1531‬ء حاشية ابن القيم‪ ،‬ط‪٬2‬‏ دار الكتب العلمية بيروت لبنان‘ ‪5141‬ه‬ ‫‪.1/781‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‪; ::‬جہ۔‬ ‫ححححححصحح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫والقول بالتفصيل في المسألة وقبولها بالقيود" التي سبق ذكر‬ ‫‪-‬‬ ‫أهمها‪.‬‬ ‫وحجة المانعين مطلقا تتلخص في أن الحقاظ إذا شاركوا الراوي للزيادة؛ فإن‬ ‫ذلك يورث التهمة في حقهؤ ثم إنه يجوز أن يكون قد سها‪ ،‬وأجيبوا بأن عدالته‬ ‫وضبطه مع احتمال وقوع الغفلة والسهو من الآخرين رافع للتهمة عنه‘ وكذلك‬ ‫فإن إمكانية سهوه في أنه سمع ما لم يسمع أبعد من احتمال وقوع السهو عنده‬ ‫بعدم سماع ما سمعا‪.‬‬ ‫يقول السالمي‪ " :‬لنا على قبولها ما لم يقم دليل يقتضي غفلة الراوي هي أن‬ ‫المعتبر في قبول الرواية العدالة‪ ،‬فإذا كان العدل يجب قبول خبره لعدالتهء وجب‬ ‫قبول زيادته أيضا لأن الزيادة مع المزيد عليه بمنزلة خبرين‪ ،‬ولو روى واحد‬ ‫خبرين؛ وروى غيره أحدهما؛ قبلت راويته الخبرين بالاتفاق؛ كذلك هذاء ولأن‬ ‫الزيادة يتعلق بها حكم ورواية الثقة كالخبر المبتدأ"ا‪.‬‬ ‫وفي ختام هذا الفصل الذي كشف لنا بعض أنواع الحديث التي تعتبر من‬ ‫الحديث المقبول عند الإباضية لا يفوتنا التأكيد على أمور منها أن الحديث‬ ‫الصحيح في أعلى هرم أنواع الحديث المقبول‪ ،‬وتعريف الحديث الصحيح بأنه "ما‬ ‫اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه دون شذوذ أو علة قادحة'‬ ‫تعريف جامع‪ ،‬وهو بقيوده مفصح عن شروط الحديث الصحيح التي ذكروها‪ ،‬كما‬ ‫أنه لم يخرج عن تعريف علماء مصطلح الحديث بل يمثل تعريف المحققين منهم‪.‬‬ ‫ويظهر أن فقهاء الإباضية في بيان أقسام الحديث المقبول عكسوا منظورهم‬ ‫الفقهي فجاء شرط الاتصال بما يفيد اطمئنان النفس وسكونها لهذا الاتصال ولذلك‬ ‫قبلوا المرسل‘ وقبل بعضهم الموقوف أو المنقطع وخبر الصحيفة‪ ،‬وغير ذلك من‬ ‫("ا السالمي شر ح الطلعةش ‪.2/92‬‬ ‫‪ 2/92‬‏‪٠‬‬ ‫)‪ (2‬م مس‬ ‫ام‪.‬س‪.2/03 ،‬‬ ‫)حج‬ ‫‏‪١‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححجحح‬ ‫أصناف لم يتجل اتصالها بدقة كاملة على أن من نهج منهم طريق أهل الحديث لم‬ ‫يقبل مثل هذه الأقسام في المقبول من الحديث‪.‬‬ ‫وعَبّر تعريف الحسن عندهم عن استفادته من علماء المصطلح" والتعريف‬ ‫الذي اخترناه فايلحسن هو أنه "ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه قليلا‬ ‫من غير شذوذ ‪ :‬ولا علة قادحة"‪ ،‬وقد ذهبوا إلى أن للحسن حجية كالصحيح‪.‬‬ ‫أما المرسل فوجدنا عناية ببيانه وتعريفه عند المتقدمين منهم‪ ،‬فابن بركة عنى‬ ‫بتعريف المرسل وبيانه وجرى على تعريفه طائفة بعده‘ والتعريف المختار‬ ‫بأنهما أضافه الصحابي أو التابعي إلى النبي قلة مما سمعاه من غيره" هو الأجمع‬ ‫بين باقي التعريفات لشموله أنواعه من مرسل الصحابي أو‪ .‬التابعي‪.‬‬ ‫والذي رأيناه في التراث الإباضي قبول أكثرهم للمرسل والعمل به‬ ‫والاحتجاج به‪ ،‬وذهب القليل منهم إلى رة المرسل وعدم الاحتجاج به ما عدا‬ ‫مرسل الصحابي الذي يكادون يتفقون على قبوله والاحتجاج به‪ ،‬على أن المرسل‬ ‫عندهم أيضا قد يعتضد ويتقوى بأدلة تقويه‪ .‬وهو كما ذكر اطفيش قد يعتضد‬ ‫بالضعيف الصالح للترجيح‪ ،‬وقد ذكر بعض الضوابط والقواعد الترجيحية التي‬ ‫يعتضد بها المرسل لكنها ‪-‬في تقديري‪ -‬أقرب إلى منهج الأصوليين والفقهاء منها‬ ‫إلى منهج المحدثين‪.‬‬ ‫و الخلاف حول المرسل كما أسلفت مبني على اختلاف المنهج في تناول‬ ‫المسألة فمن غلب منهج الفقهاء قبل المرسل مطلقا ومن غلب منهج المحتثين رد‬ ‫المرسل إلا مرسل الصحابي‘ ومن جمع بينهما قبل مرسل غير الصحابي بقيود‪.‬‬ ‫ويأتي قبول زيادة الثقة فرعا عن تسميتها؛ فبتحقق صة الثقة لراوي‬ ‫الزيادة وإتقانه قبلت‪ ،‬ولذلك قبل فقهاء الإباضية الزيادة المنضبطة بذلك‪ ،‬وجرت‬ ‫أقوالهم على ذلك من ابن بركة فمن بعده‪ ،‬على أن علماء الإباضية الذين فصلوا‬ ‫بيان هذه المسألة وضعوا قيودا وضوابط أخرى‪ ،‬على أنها من التدقيق في قبولها‪.‬‬ ‫وإن كان الأصل قبولها عندهم‪ ،‬ومن هذه القيود عدم اتحاد المجلسس ودلالة‬ ‫= علوم السنة عند الإناضية‬ ‫الدلائل على عدم غفلة من زاد أو سهوه أو وهمه أو غلطه‘ وغير ذلك من القيود‬ ‫الضابطة التي تحمي الرواية من الأوهام وتدرأ عنها الخطأ والخلل‪.‬‬ ‫هذا‪ ،‬ولما كانت صورة أقسام الحديث ضمن مصطلح الحديث لا تكتمل بذكر‬ ‫المقبول منها دون المردود عولنا على ذكر أقسام المردود في الفصل الآتي عسل‬ ‫صورة بيان الأحاديث تكتمل بذاك‪.‬‬ ‫‪)::‬ح‪-‬۔‬ ‫علوم السنة عند الا ضية ح(‬ ‫ح‬ ‫الفصل الثالث الحديث المردود‬ ‫المبحث الأول الحديث الضعيف وتقسيمه‪:‬‬ ‫تعريف الحديث الضعيف‪:‬‬ ‫عرف الشماخي الضعيف بأنه" ما وقع وهن في روايته‪ ،‬أو متنه'‪.‬ا‪.‬‬ ‫وعرآفه التلاتي‪ :‬بأنه ما حصل وهن و ضعف في نقله كعدم عدالة أو ض بط‬ ‫التعريف شر ح به‬ ‫أصحابها أو في متنه و لفظه كأن يسقط منه شي ء )‪ . (2‬وهذا‬ ‫تعريف الشماخي‪.‬‬ ‫وعرفه اطفيش بأنه "ما لم تجتمع فيه صفات الصحيح أو الحسن" ثم قال" قاله‬ ‫ابن الصلاح(ةا ‏‪ ٠‬وعرفه في كتاب وفاء الضمانة بتعريفين فقال‪" :‬والضعيف ما لم‬ ‫يجتمع فيه شروط الصتحة والحسن"‪ ،‬ثم قال‪ ":‬وإن شئت فقل الضعيف ما قصر‬ ‫عن درجة الحسن"“ا‪.‬‬ ‫"ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.244‬‬ ‫‪ 2‬التلاتي‪ ،‬رفع التراخي(مخ)‪ ،‬ص‪.291‬‬ ‫{ثا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشملؤ ص‪ .514‬وانظر‪ :‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديث‘ ص‪14‬ء‬ ‫وجرى على تعريف ابن الصلاح كثير ممن دونوا في علم المصطلح من علماء الحديث كابن‬ ‫جماعة في المنهل الروي والطيبي في الخلاصة والعراقي والنووي والسيوطي وغيرهم‪ .‬ابن‬ ‫جماعة المنهل الرويث ص‪ ‘83‬الطيبي‪ ،‬الخلاصة ص‪ 84‬العراقي‪ ،‬التقييد والإيسضاح‪.‬‬ ‫ص‪25‬ا السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪.1/971 ،‬‬ ‫وقد ع السيوطي شروط الصحيح والحسن ستة وعبر عنها بصفات القبول الستة و"هي‬ ‫الاتصال والعدالة والضبط والمتابعة في المستور وعدم الشذوذ وعدم العلة"‪ .‬ر‪ :‬السيوطي؛‬ ‫تدريب الراوي‪.1/971 ،‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانة‪ ،1/11 ،‬ومن المحتثين من عرف الضعيف بأنه ما لم يجمع صفات‬ ‫الحسن‘ وقد حده بذلك ابن دقيق العيد ومال إليه السيوطي في التدريب‪ .‬ر‪ :‬السيوطي‘ تدريب‬ ‫الراوي" ‪.1/971‬‬ ‫بحححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫يقول نور الدين السالمي (من الرجز )‪:‬‬ ‫وهن كَطَعْن جَاءَ في سُستَتَدة‬ ‫أما الضعيف فَهُو ما في ستتدهة‬ ‫وعرفه في شرح البيت بأنه‪ ":‬ما قصر عن درجة الحسن بسبب وهن في سنده‬ ‫كالطعن في بعض رواته"("ا‪.‬‬ ‫وعرآفه أبو مالك المالكي بقوله(من الرجز )‪:‬‬ ‫في تقله ومتنه لم يتصل‘ا‪.‬‬ ‫والخبر الضعيف ما الوهن حصل‬ ‫وعرفه القنوبي بأنه‪ ":‬ما لم تتوفر فيه شروط القبول" وهو تعريف أراه‬ ‫بضابط القبول وعدمه‪.‬‬ ‫الحسن‬ ‫على الضعيف ‘ ويميز ه عن‬ ‫حسنا يصدق‬ ‫تقسيمات الضعيف‪:‬‬ ‫أول تقسيم للأخبار الضعيفة وجدناه عند الوارجلاني فقد ذكر خمسة أنواع‬ ‫ووصفها بأنها خمسة ضعاف ساقطة وعَ‪٥‬دها‏ بقوله‪ " :‬وأما الخمسة الأخر فالخبر‬ ‫الضعيف ثم المقاطيع ثم الشوا ثم المناكير ثم الكذب"(“اء وجرى على تقسيمه‬ ‫سعيد الجربي(ا‪.‬‬ ‫ومما يستغرب له أن الشماخي ‪ -‬وقد اختصر كتاب العدل للوارجلاني ثم‬ ‫شرحه ‪ -‬لم ينصآ] على تقسيم الضعيف وإن ذكر بعض تعريفات أنواعه وكذلك‬ ‫عمرو التلاتيى في حاشيته على شرح الشماخي‪ ،‬وعلى كل حال فإن هذا التقسيم‬ ‫الذي ذكره الوارجلاني ناقص ولم يستوف كل أنواع الضعيف‪.‬‬ ‫ل"ام‪.‬س‪.2/05 ،‬‬ ‫{‪2‬ا المالكي‪ ،‬موارد الألطافث ص‪.73‬‬ ‫(‪7‬ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛ ص‪.02‬‬ ‫(‪ (4‬الوارجلاني‪ ،‬العدلش ‪.1/241‬‬ ‫(" الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ء ص‪.72‬‬ ‫ت_‬ ‫علوم السنة عند الا صية‬ ‫ح_‬ ‫وقد ذكر محمد المطهري أقسام الضعيف وهي كما عددها‪ :‬المرسل والمنقطعء‬ ‫والمعضل‘ والمدلس‪ ،‬والمعلل‪ ،‬والمسضطرب© والمقلوب©“ والشاذ والمنكر‪.‬‬ ‫والمتروك‪ ،‬وهذه الأقسام عدها الإباضية ضعيفة وإن لم نجد ترتيبها من حيث هي‬ ‫أقسام للضعيف ماعدا المرسل وقد تقدم خلافهم حوله‪ ،‬وسبق ذكر رأي محمد‬ ‫المطهري في المرسل وأنه ذهب إلى تضعيفه تبعا لمنهج المحدثين(;ا‪.‬‬ ‫ويذكر القطب اطفيش أنه من أنواع الضعيف‪ :‬المهمل‘ ويحة المهمل بأنه" ما‬ ‫روى من غير العدل" اء قال‪ ":‬ويسمى المردود"ا‪ ،‬وأكد على أن الضعف تارة‬ ‫يكون في السند وتارة يكون في الكلام المروي‪.‬‬ ‫ويذكر السالمي واطفيش المُضئَعَف ويعرفانه بأنه ما لم يجتمع على ضعفه‪ ،‬بل‬ ‫في متنه أو سنده تضعيف لبعضهم وتقوية للبعض الآخرلةا‪ ،‬قال اطفيش‪ ":‬وهو‬ ‫أعلى من الضعيف" ا‪.‬‬ ‫حكم الضعيف‪:‬‬ ‫نجد أول ذكر للضعيف وحكمه في التراث الإباضي عند أبي عبيدة مسلم بن‬ ‫أبي كريمة‪ ،‬إذ يكشف لنا عن احتجاجه بالضعيف في الرغائب‪ ،‬ويروي في ذلك‬ ‫رواية عن ابن عباس يقول فيها‪ :‬بلغني عن ابن عباس ضل أنه قال‪ :‬من بلفه‬ ‫حديث في الرغائب والفضل في العمل‘ واجتهد فيه؛ فإن كان الحديث كما بلغه‬ ‫كان له أجران‪ ،‬وإن كان الحديث على غير ما بلغه كان له أجره على نحو ما‬ ‫بلغه‪ ،‬لأن الله لا يضيع أجر المحسنين فلا يذهب أجر اجتهاده في بدعة"ا‪ ،‬وهكذا‬ ‫("ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.881‬‬ ‫‪.724‬‬ ‫كتاب جامع الشنمل؛ ص‬ ‫)‪ (2‬اطفيش©‪،‬‬ ‫(‪3‬ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.724‬‬ ‫(ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.514‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس ‪ ،2/05‬اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.414‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫جامع الشمل ‘ ص‪4‬‬ ‫)‪ (6‬اطفيش ‪ -‬كتاب‬ ‫‪ 5‬و‪.‬‬ ‫(مخ)‬ ‫أبي عبيدة‬ ‫‪ :‬مسائل‬ ‫)‪ (7‬أبو عبيدة‬ ‫تححجححح علوم السنة عند الإباضية‬ ‫تحصل لنا القول الأول في حكم الضعيف وهو جوازه في الفضائل والرغائبث‬ ‫وقد مال القطب اطفيش إلى هذا القول وعزاه إلى العلماء دون تحديد من هم‪.‬‬ ‫فلعله اطلع على قول بعض علماء المذهب في ذلك‪ ،‬لكنه أكد على منعه وعدم‬ ‫جوازه في أحكام الحلال و الحر اه(‪.‬ا‪.‬‬ ‫وهناك من ذهب إلى عدم الاحتجاج بالضعيف والعمل به إلا أن يقويّه ما يرفع‬ ‫ضعفه ويزيله‪ ،‬يقول محمد مطهري‪ ":‬أنواع الأحاديث الضعيفة التي لا تصلح لأي‬ ‫منهما‪ -‬أي الاحتجاج والعمل‪ -‬وهي عشرة إلا إن ورد ما يقويها من شاهد أو‬ ‫متابع أو مثال"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وقد ذكر القنوبي أقوال جمهور الأمة في الحديث الضعيف وأهمها‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬الضعيف الشديد الضعف كالمتروك والمطروح‪ ،‬ليس حجة باتفاق‬ ‫الأمة‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ما لم يكن ضعفه شديدا؛ فإنه ليس بحجة إلا إذا جاء من طرق كثيرة‬ ‫فلعلها تجبر بعضها‪ ،‬وأما ما جاء من طريقين متساويين فحكمه يدخل ضمن حكم‬ ‫لغير ه(‪..‬‬ ‫الحسن‬ ‫("ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانةث ‪.1/11‬‬ ‫ثا المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.881‬‬ ‫ثا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.02‬‬ ‫يمكن القول إن علماء الحديث اختلفوا في هذه المسألة إلى أقوال أهمها‪:‬‬ ‫القول الأول‪ :‬عدم الاحتجاج بالضعيف مطلقاء ونقل هذا القول عن يحيى بن معين‪.‬‬ ‫نسبه إليه ابن سيد الناس اليعمري في عيون الأثر كما أنه قول البخاري ومسلمث وصرح به‬ ‫أبو إسحاق الجوزجاني في أحوال الرجال‪ ،‬وذهب إليه ابن حزم الظاهري وأبو بكر بن‬ ‫العربي وغيرهما‪ .‬ر‪ :‬الجوزجاني أبو إسحاق إيراهيم بن يعقوب(‪ ،)952/378‬أحوال الرجال‪،‬‬ ‫‪.1/33‬‬ ‫تح‪ :‬صبحي البدري السامرائي‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪5041 ،‬ه‬ ‫اليعمري بن سيد الناس أبو الفتح محمد بن محمد(‪ ،)437/4331‬عيون الأثر في فنون‬ ‫المغازي والشمائل والسير ؛ تح‪ :‬محمد العيد الخطراوي‪ ،‬محي الدين مستو ط‪ ‘1‬دار ابن‬ ‫ترس‪...‬‬ ‫علوم السنة عند الإاضية‬ ‫ححح=‬ ‫وذكر القنوبي الخلاف في الاحتجاج به في الوعظ والرغائب؛‬ ‫‪-‬فقد قيل بعدم الاحتجاج به وصوب هذا القول وقال "وهو قول البخاري‬ ‫ونسب إلى مسلم و‪ ....‬وإليه ذهب بعض المتأخرين كأحمد شاكر وهو‬ ‫الصواب"("ا‪ ،‬وهو قول يحسن العمل به الآن لبلاء التساهل الذي عم الأمة‬ ‫اليوم؛ وحاجتها إلى ما يقوي دينهاث وأن تبنى كل أعمالها على القوي‬ ‫الثابت‪.‬‬ ‫كثير‪ ،‬بيروت‘ لبنانى ‪3141‬ه ‪2991‬م‪ 1/566 ،‬السيوطي‘ تدريب الراوي‪1/9920 ،‬‬ ‫القاسميء قواعد التحديث‘ ‪.1/311-411‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬أنه يعمل به مطلقاء قال السيوطي في موضع من كتابه‪ ":‬وقيل يعمل به‬ ‫مطلقا وتقدم عزو ذلك إلى أبي داود وأحمد وأنهما يريان ذلك أقوى من رأي الرجال"‪ .‬ر‪:‬‬ ‫السيوطي تدريب الراوي‪1/992 ،‬‬ ‫القول الثالث يعمل به بشرط أن لا يرد خلافه؛ وقد ذكر ابن رجب الحنبلي أن أحمذ بن‬ ‫حنبل حين ذهب إلى الاحتجاج بالمرسل بنى احتجاجه على قاعدة معروفة عنه وهي العمل‬ ‫بالحديث الضعيف ما لم يرد خلافه‪ ،‬وهذا القول عزي أيضا إلى أبي داود ومرجع ذلك أن أبا‬ ‫داود وأحمد يريان الضعيف أقوى من رأي الرجال‪ .‬ر‪ :‬ابن رجب‪ ،‬شرح علل الترمذي‪،‬‬ ‫‪ 1/291‬القاسمي قواعد التحديث‘ ‪1/311-4110‬‬ ‫القول الرابع‪ :‬يعمل به في الفضائل بشروطك وهو القول المعتمد عند عدد من الأئمسةء‬ ‫نسب إلى عبد الرحمن بن مهدي وابن المبارك‘ وحكاه الحاكم عن أبي زكريا العنبري‪ ،‬ونقل‬ ‫عن أحمد ما يدل عليه‪ ،‬ولا يتسع المقام لبيان كامل الشروط وذكر أصحابها‪ .‬فليراجع الأسر‬ ‫في مواضعه‘ ومنها بحث نفيس لأبي الحسنات اللكنوي في الأجوبة الفاضلة حول قبول‬ ‫الضعيف في الفضائل‪ ،‬وقد فصل في الموضوع وذكر الشروط في ذلك‪ .‬ر‪ :‬اللكنوي أبو‬ ‫الحسنات محمد بن عبد الحي(‪ ،)4031/7881‬الأجوبة الفاضلة في الأسئلة العشرة الكاملة‪.‬‬ ‫تعليق عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪3‬ا دار البشائر الإسلاميةث بيروت‪ ،‬لبنانش ‪4141‬ه‘ ‪4991‬م‪.‬‬ ‫السيوطيء تدريب الراوي ‪ 1/892‬وما بعدهاء القاسميء قواعد التحديث‘ ‪.1/311-411‬‬ ‫() القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛ ص‪.02‬‬ ‫حححح= عارم السنة عند الإباضية‬ ‫‪-‬وقيل يجوز العمل به وروايته في الفضائل بشرط أن لا يكون‬ ‫وقد قدمت أنه قول أبي عبيدة ومال إليه اطفيش‪.‬‬ ‫موضوعا("‬ ‫منها ‪ :‬عدم كونه موضوعا ‪.‬‬ ‫في ‏‪ ١‬لاحتجاج يه شروط‬ ‫‪-‬وقيل تشترط‬ ‫وأن يندر ج تحت أصل عامؤ وأن لا يعتقد العامل به أنه ثابت عن الرسول وة )‪.‬‬ ‫المبحث الثاني الحديث الشاذ والمنكر‪:‬‬ ‫تعريف الحديث الشاذةا‪:‬‬ ‫جاء لفظ شاذ اسم فاعل من شذ عنه يشذ و يشذ بالضم والكسر شذوذاً بمعضى‬ ‫‪7:‬‬ ‫انفرد عن الجمهور وندر‪ ،‬فهو شاذ‪ ،‬وسَسّى أهل النحو ما فارق عليه بقية‬ ‫بابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاةا(ا‪ ،‬يقول البرادي‪ ":‬والشواذ أي‪ :‬الأمر‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫{ا اشتهر عند علماء مصطلح الجديث تعريفات ثلاثة للشاد هي‪:‬‬ ‫تعريف الشافعي‪ :‬إذ نقل عنه أن "ليس الشاة من الحديث أن يروي الثقة حديثا لم يروه‬ ‫غيره إنما الشاذ من الحديث أن يروي الثقات حديثا فيشذ عنهم واحد فيخالفهم"‪ .‬قال ابن‬ ‫الصلاح‪ ":‬أو انفرد به من ليس له من الضبط والثقة ما يجبر تفرده"‪.‬‬ ‫تعريف أبي يعلى الخليلي‪ :‬وذكر أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ به شيخ ثقة‬ ‫كان أو غير ثقة‪.‬‬ ‫تعريف الحاكم‪ :‬الشاا هو ما انفرد به ثقة وليس له أصل متابع‪.‬‬ ‫ر‪ :‬الخليلي أبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني(‪ ،)644/4501‬الإرشاد‪ ،‬تح‪ :‬محمد سعيد‬ ‫‪ ،1/671‬الخطيبڵ الكفاية‪.‬‬ ‫عمر إدريسغ ط‪1‬ؤ مكتبة الرشد‪ ،‬الرياضع السعودية‪9041 .‬ه‬ ‫‪1/141‬س الحاكمش معرفة علوم الحديث‘ ‏‪ ٬119/1‬ابن الصلاح علوم الحديث ص‪67-770‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ابن حجر ؛ نخبه‬ ‫‪.232/ 1‬‬ ‫الر اوي‪،‬‬ ‫تدريب‬ ‫‪ .‬السيوطي‬ ‫المنهل الروي ‘ ص‪05‬‬ ‫ابن جماعة‬ ‫الفكر‪.1/922 .‬‬ ‫«‪.1 04/ 1‬‬ ‫الصحاح‬ ‫الرازي‪ ،‬مختار‬ ‫‪.494/ 3‬‬ ‫مادة شذث‬ ‫)‪ (4‬ابن منظور ‪ 4‬لسان العرب‬ ‫‪......‬‬ ‫== علوم السنةعند الإباضية‬ ‫القليلث وشة بالدال الموسومة بمعنى قل"("ا وهذا المعنى اللغوي واضح الأثر في‬ ‫الإطلاق الاصطلاحي‪.‬‬ ‫ونجد أن الإباضية استخدموا لفظ الشاة بمدلوله الاصطلاحي في فترة مبكرة‪.‬‬ ‫فعبد الله بن عبد العزيز يقول‪" :‬إن الأحاديث التي كانت مشهورة بين الصحابة‬ ‫والتابعين هي التي يجب أن تعتمد‪ ،‬أما الشواآ فينبغي ألا تؤخذ بعين الاعتبار "(ثا‪.‬‬ ‫ويرد مثل هذا عند أبي المؤرج إذ يعلق على المسألة بقوله‪ ":‬ولا يترك ما اجتمعوا‬ ‫عليه من سنة الصيام‪ ...‬لرأي ولا لحديث شاد"ا‪.‬‬ ‫ويبين أبو المؤثر في تعليقه على مسألة من المسائل‪ ،‬أنه علمها من القرآن‬ ‫والسنة وآثار المسلمين المجتمع عليها غير الشاذة وأن الشاة من الآراء والرواية‬ ‫والأقوال غير معمول به (‪,)4‬‬ ‫ويسنأل أبو العباس بن بكر عن الرواية الشاذة فيمقل لها برواية انفردت وخالف‬ ‫فيها صاحبها ما رواه الناس وذكروه وقالوا به ونقلوها‪ ،‬ويعبر أبو يعقوب‬ ‫الوارجلاني عن الشذوذ بانفراد أحد الرواة بخبر فيقول‪ ":‬وأما الشذوذ فأخبار ترد‬ ‫عن عالم من وجه شاذ‪ ،‬وقد كانت له تلامذة فلم يرو ذلك الخبر أحد غير ذلك‬ ‫الر اوي"‪6‬ا‬ ‫ويعرف الشماخي الشاة بأنه‪ ":‬ما قلت رواته" ويجري التلاتي على تعريف‬ ‫(") البر ادي‪ ،‬البحث الصادق‪( ،‬مخ)ى ص‪21‬ظ‪.‬‬ ‫ا الزواري أبو زيدت عبد الرحمن بن سليمان(مجهول التاريخ)‪ ،‬الديوان المعروض من قول‬ ‫قتادة‪ ،‬كتاب أبواب البيوع‪( ،‬مخ) ضمن مجموع جمعه عبد الرحمن الزواري" المكتبة‬ ‫البارونية‘ جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪ 1110‬صورة لدى الباحث ص‪.5‬‬ ‫ا أبو المؤرج‪ ،‬كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪.93‬‬ ‫() الكندي أبو عبد الله‪ ،‬بيان الشر ع‪.82/441 ،‬‬ ‫ا الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر‪ ،‬كتاب الألواح‪( ،‬مخ) ص‪ 5‬ظ‪.‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫)‪ (7‬الشنماخيء شرح مختصر العدل‘ ص ‪.244‬‬ ‫علوم السنة عند الاناضية‬ ‫صح‬ ‫الشماخي فيقول في شرحه عبارة الشماخي‪":‬والخبر الشاة هو خبر قلت أي‪:‬‬ ‫ندرت رواته‪ :‬أي ناقلوه("اء وقد جاء تعريفا الشماخي والتلاتي مستوحيين من أحد‬ ‫معاني الشاة اللغوية لكنه في تقديري غير دال على المدلول الاصطلاحي ولعل‬ ‫كلام الوارجلاني ‪-‬وإن جاء طويلا وليس على شكل تعريف موجز دال على‬ ‫المعنى الاصطلاحي أكثر منهما‪.‬‬ ‫ويعرف اطفيش الشاذ بأنه‪ ":‬ما انفرد به الراوي مخالفا لما رواه من هو أحفظ‬ ‫منه"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وعرفه السالمي بقوله‪ ":‬الشاة ما قلت رواته وينقسم إلى غريب وعزيز‬ ‫)‪(3‬‬ ‫وفرد‬ ‫يقول أبو مالك المالكي(من الرجز )‪:‬‬ ‫رواية لو صح فيه النقل"“ا‬ ‫ل‬ ‫والشاذ قيل هو مَا يَة‬ ‫‪.‬وعرفه القنوبي بقوله‪":‬والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه بحيث لا‬ ‫يمكن الجمع بينهما"(ةا‪.‬‬ ‫تقسيم الحديث الشاذ‪:‬‬ ‫يقسم الشاة إلى شاة في المتن وشاآ في السندس ويعرف محمد المطهري الشذوذ‬ ‫بسند‬ ‫أوثق منه‬ ‫هو‬ ‫في السند بأنه ‪":‬ما رو أه الفرد بسند ه مخالفا لما رو ‏‪ ١‬ه من‬ ‫آخر )‪. (6‬‬ ‫[" التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.391‬‬ ‫ا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل؛ ص‪.714‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/05‬‬ ‫[ا المالكي‪ ،‬موارد الألطافث ص‪.73‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث ص ‪.31‬‬ ‫©ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.812‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫ويذكر اطفيش أن الشذوذ يكون في السند(" ويمثل مع المطهري لشاة المتن‬ ‫برواية الترمذي والنسائى وغيرهما من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار‬ ‫وعن عوسجة عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ (:‬أن رجلا توفي على عهد رسول‬ ‫الله يلة ولم يدع وارثا إلا مولى هو أعتقه) فحماد بن زيد رواه عن عمرو مرسلا‬ ‫بدون ذكر ابن عباس‪ ،‬لكن ابن عيينة رواه موصولا وتابعه على وصله‬ ‫ابن جريج وغيرهةا‪ ،‬وإذن تكون رواية حماد المرسلة شاذة‪.‬‬ ‫أما الشذوذ في المتن فيقع بمخالفة الرواي من هو أحفظ وأوثق وأضبط منه في‬ ‫لفظ الرواية(“ا‪.‬‬ ‫"ا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل ص‪.714‬‬ ‫ار‪ :‬اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪ 714‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.022‬‬ ‫"الفظ الحديث للحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما‪ (:‬أن رجلا مات فقال النبي فة‬ ‫التمسوا له وارثا فلم يوجد إلا مولى له هو الذي أعتقه فقال رسول اله قة أعطوه إياه)‪.‬‬ ‫أولا الطريق الموصولة من طريق ابن جريج أو ابن عيينة‪:‬‬ ‫أخرجه موصولا الحاكم من طريق ابن جريج وابن عيينة في المستدرك وقال فيه‪ ":‬هذا حديث‬ ‫صحيح على شرط البخاري"‪ ،‬كتاب الفرائض‘ ‪ )4/583(3108‬والنسائي أيضا من طريقهما‬ ‫في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرائضع باب إذا مات العتيق وبقي المعتق‪)4/88(9046)(0146 ،‬‬ ‫والترمذي في سننه من طريق سفيان‪ ،‬كتاب الفرائنضع باب في ميراث المولى الأسفل‪،‬‬ ‫‪.)4/324(6102‬‬ ‫‪ .‬ثانيا طريق حماد المرسل‪:‬‬ ‫أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الفرائض باب الميراث بالو لاءثء ‪)6/242(67121‬‬ ‫وعلق عليه البيهقي بقوله‪ ":‬قال القاضي هكذا رواه حماد بن زيد مرسلا لم يبلغ به ابن‬ ‫عباس"‪.‬‬ ‫ثالثا طريق حماد الموصول‪:‬‬ ‫أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الفرائض‘ ‪ )4/583(3108‬وأبو داود في سننه‘ كتاب‬ ‫الفرائلض‪ ،‬باب ميراث ذوي الأرحام‪)3/421(5092 ،‬‬ ‫ار‪ :‬اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪٬714‬‏ محمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪-022‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫ححجججحجحح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ومثل له اطفيش بحديث (أام التشريق أيام أكل وشرب) ا‪٨‬ا‏ فقد روي في جميع‬ ‫طرقه بهذا اللفظ‪ ،‬ورواه بزيادة (يوم عرفة) (ا موسى بن غلي ‪-‬بالتصغير‪ -‬بن‬ ‫رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر‪ ،‬قال اطفيش‪ ":‬أشار إليه ابن عبد البر على أنه‬ ‫قد صحح حديث موسى هذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال على شرط‬ ‫مسلما وقال الترمذي حسن صحيحا وكان ذلك لأنها زيادة ثقة غير منافية‬ ‫لإمكان حملها على حاضري عرفة'ةا‪.‬‬ ‫وقد يقع الشذوذ في السند والمتن ومثل له المطهري©ا بحديث عائشة الذي‬ ‫أخرجه الدارقطني(")‪.‬‬ ‫"ا أخرجه طائقة من طرق عدة منهم مسلم في صحيحه كتاب الصيام‪ ،‬باب تحريم صوم أيام‬ ‫التشريق‪.)2/008(1411 ،‬‬ ‫لا لفظ هذا الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال‪( :‬قال رسول الله ه يوم عرفة‬ ‫ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهن أيام أكل وشرب) أخرجه الحاكم في‬ ‫المستدرك وقال‪":‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"‪ ،‬كتاب الصوهء‬ ‫‪ )1/00(6851‬وابن حبان في صحيحه كتاب الصوم في ذكر العلة التي من أجلها‬ ‫نهى‪ )8/863(3063...‬وابن خزيمة في صحيحه كتاب الصيام؛ باب فضل صوم يوم‬ ‫عرفة‪ )3/292(0012...‬والترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الصوم باب ما جاء في كراهية الصوم‬ ‫في أيام التشريق‪.)3/341(377 ،‬‬ ‫{ا أخرج ابن عبد البر هذا الحديث في التمهيد‪ .‬ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‪.32/07 .‬‬ ‫ا عبارة الترمذي في تصحيحه‪ ":‬قال أبو عيسى وحديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح‬ ‫والعمل على هذا عند أهل العلم"‪ .‬ر‪ :‬الترمذيء السننء كتاب الصوم باب ما جاء في كراهية‬ ‫الصوم في أيام التشريق‪.)3/341(377 ،‬‬ ‫ا ا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل؛ ص‪.714‬‬ ‫{©ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪٬‬‏ ص ‪.122‬‬ ‫)‪ (7‬حديث عائشة قالت‪ (:‬كان رسول الله ه يقبل في شهر رمضان) قال الداقطني‪":‬هذا إسناد‬ ‫صحيح وتابعه أبو بكر النهشلي عن زياد بن علاقة مثل لفظه‘ وهو من التقات"‪ ،‬أخرجه‬ ‫الدارقطني في سننه‪ ،‬كتاب الصيام باب القبلة للصائمث ‪ ،)2/,081(1‬ولعل الشذوذ مرجعه أن‬ ‫الرواة رووه (كان قبلني‪ »)..‬وورد هنا (ثقبل‪.)..‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حكم الحديث الشاذ‪:‬‬ ‫رغم إدراج العلماء ذكر الحديث الشاذ ضمن الحديث الضعيف©‪ ،‬واعتبار أحد‬ ‫شروط الصحيح المقبول خلوه من الشذوذ‪ ،‬إلا أنهم لم يتفقوا على رته‪ ،‬وقد ذكر‬ ‫الوارجلاني‪ :‬حالة يقبل فيها الشاة وهي إذا كان الراوي ثقة عالماً معروفاً بصحبة‬ ‫العالم فربما يقبل الخبر على شذوذه‪ ،‬ومثل لذلك بالخبر الذي رواه جابر بن زيد‬ ‫ه عن ابن عباس أن رسول الله يل قال‪( :‬ثماني وسبعا وأربعاً وأربعاً وثلاثأ‬ ‫وأربعاً في غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر) "ا قال الوارجلاني‪ ":‬ولم‬ ‫يروه أحد من أصحاب ابن عباس إلا جابرؤ وقال مالك‪ :‬إن جابرأ ثقة‪ ،‬فقال له‬ ‫رجل أترى رسول الله يل فعل ذلك‪ ،‬فقال مالك‪ :‬أراه تخفيفأ على أمته" ا وقد‬ ‫ذكر سعيد الجربي هذا المثال وقبوله أيضا(ةا‪.‬‬ ‫ويذكر الوارجلاني مثالا آخر قبل فيه الشااث وهو الحديث المروي أيضاً عن‬ ‫رسول الله يل ‪" :‬من قتل عبده قتلناهء ومن جدع عبده جدعناه في أمثالها) (“ا «‪5‬ا‪.‬‬ ‫"الفظ الحديث الذي وجدته عن ابن عباس ‪(:‬أن النبيه صلى الظهر والصصر جميعا‬ ‫والمغرب والعشاء الآخرة جميعا في غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر) أخرجه‬ ‫الربيع في مسنده‪ ،‬كتاب الصلاة ووجوبها‪ ،‬باب السهو في الصلاةث ‪ )1/601(152‬ومسلم في‬ ‫صحيحه‘ كتاب صلاة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب الجمع بين الصلاتين في الحضر‬ ‫‪ )1/984(507‬وابن حبان في صحيحه‘ كتاب الصلاةء باب مواقيت الصلاة‬ ‫‪.)4/174(6951‬‬ ‫‪2‬الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫(‪ )3‬الجربيؤ جوابات سعيد الجربي؛ (مخ)» ص‪.82-92‬‬ ‫ا أخرجه الحاكم في المستدرك‘ كتاب الحدود‪ ،)4/804(8908 .‬والنسائي في السنن الكبرى‬ ‫كتاب القسامة‪ ،‬باب القود بين الأحرار والمماليكث ‪ 4/812(8396)(9396)0‬وأبو داود في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب من قتل عبده أو مثل به أيقاد منه‪ ،)4/671(5154 ،‬وابن ماجة في‬ ‫سننه‪ ،‬كتاب الديات باب هل يقتل حر بعبدش ‪.)2/888(3662‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫حجح=‬ ‫ويبين الوارجلاني حكم ظهور الخبر الشاذ بعد الإجماع فيقول‪ ":‬وأما الخبر‬ ‫الشاذ إن ظهر عن رسول الله فه بعد الاجتهاد والإجماع‪ ،‬فإن كان ما ثبت به‬ ‫قواعد الدين نظر إلى الصحابة فإن تمادوا علئ رأيهم صار منسوخاً وإن رجعوا‬ ‫ليه كان إجماع كما قدمنا‪ ،‬وإن اختلفوا كان قولة‪ .‬وقلما ينعقد إجماع فيظهر‬ ‫للرسول بعده شيء يحله أو ما يخالفه وربما يقع الاجتهاد قيل وقوع الإجماع‬ ‫وظهور الخبر ا‪.‬‬ ‫ويعطي السالمي حكمه على الشاآ من خلال تقسيمه المتقتم الذكر‪ ،‬فقد قسمه‬ ‫إلى غريب صحيح ويمثل له بالأفراد المخرجة في الصحيحين‪ ،‬وإلى غريب حسن‬ ‫وحكمه حكم الحسن‪ ،‬وإلى غريب ضعيف قال‪':‬وهو الغالب على الغراتب""ثا‪.‬‬ ‫والذي ذهب إليه السالمي مقارب لما ذهب إليه بعض أئمة المحدثينةا‪.‬‬ ‫("ام‪.‬س‪.2/41 ،‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‪.215 ،‬‬ ‫ا هناك خلاف بين المحدثين في حكم الشاذ‪ ،‬فشد بعضهم فيه كأبي يعلى الخليلي إذ ذهب‬ ‫إلى أن ما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل وما كان عن ثقة يتوقف فيه وذهب غيرهم كابن‬ ‫الصلاح إلى تصحيح التفصيل في المسألة؛ فذكر أن ما خالف مفرده من هو أحفظ منه‬ ‫وأضبط فهو شاذ مردود وإن لم يخالف ‪ -‬وهو عدل ضابط فصحيح‘ أو يكون صاحبه غير‬ ‫ضابط ولا بعيد عن درجة الضابط۔ فحكمه حكم الحسن‘ غير أنه إن بعد فشاذ منكرث ومع‬ ‫ذلك لم يخلو تفصيل ابن الصلاح من تعقيب المعقبين عليه‪ ،‬لمزيد من التفصيل في المسألة‬ ‫أنظر‪ :‬الخليلي‪ \1/671‬الخطيب‪ ،‬الكفايةش ‪ 1/141‬وما بعدها‪ ،‬الحاكم‪ ،‬معرفة علوم الحديث‪.‬‬ ‫‪ .1911‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديثث ص‪ \67-77‬ابن جماعة المنهل الرويث ص‪.05‬‬ ‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪ 1/232 ،‬ى القاسمي‪ ،‬قواعد التحديث ‪.1/001‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫ححجححح علوم السنةعند الا ضية ‪.‬‬ ‫الحديث المنكر‪:‬‬ ‫تعريف الحديث المنكر وحكمه‪:‬‬ ‫أصل المعنى الإنكار هو الجحوذا والنكرة‪ :‬إنكارك الشيء‪ ،‬وهو نقيض‬ ‫المعرفة أو خلاف المعرفة‪ ،‬وتقول نكر الأمر تكيراً و أنكره إنكار و نكرا‪:‬‬ ‫جهله("ا‪.‬‬ ‫يقول الوارجلاني مبينا الأخبار المنكرة‪ ":‬وأما المناكير فأخبار ترد من عند‬ ‫رسول الله ية لا يقول بها أهل العلم العارفون بطرق أهل الحديث وجميع ما يذكر‬ ‫عن رسول الله ي في تشبيه الباري سبحانه بعباده"ثا‬ ‫ويحة الشماخي الحديث المنكر‪ :‬بأنه ما لا يقبله العلماءاء وجرى عمرو‬ ‫التلاتي على حده‘ إذ يذكر أن االأخبار المناكير ‪-‬أي المنكرات والمردودات‪ -‬هي‬ ‫الأخبار التي لا يقبلها ولا يرضى بها علماء الأخبار؛ لأمور تقتضي عدم قبولها‬ ‫كالوضع لها‪ ،‬والجهل براويها وغير ذلك“ا‪.‬‬ ‫يقول سعيد الجربي‪ " :‬وأما المناكير فأخبار ترد عن رسول الله ه لا يقول بها‬ ‫[ هل العلم العارفون بطرق الحديث؛ كجميع ما يذكر عن رسول الله قة في تشبيه‬ ‫الباري جل وعلا وما لا يليق بذاته جل وعلاةا‪.‬‬ ‫ويظهر من خلال كلام من عرضنا كلامهم أنهم أرادوا بالحديث المنكر بمعناه‬ ‫العمومي الذي استخدمه علماء الحديث للدلالة على رة حديث ماا‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫"ا ابن منظور لسان العرب‘ مادة نكرس ‪.5/332‬‬ ‫(‪2‬ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/541 ،‬‬ ‫ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‪ ،‬ص ‪.244‬‬ ‫{ا‪0‬التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ‪1‬ص‪.39‬‬ ‫(ثا الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص‪.92‬‬ ‫ا استخدم بعض علماء الحديث التعبير بالمنكر ووصفوا بعض الرواة بأنهم منكرو الصديث‬ ‫معبرين بذلك عن رة روايتهم؛ ومن هؤلاء البخاري في إطلاقه المنكر على من لا تحل‬ ‫حححححح علور السنة عند الإباضية‬ ‫بالمعنى الاصطلاحي الذي اصطلح عليه علماء مصطلح الحديث("اء ونجد رأيا‬ ‫من الآراء الاصطلاحية التي ذكرها علماء المصطلح في حة المنكر عند اطفيش‬ ‫إذ حة المنكر بقوله‪ ":‬والمنكر الصواب فيه أته بمعنى الشاذ"(‪.'.‬‬ ‫الرواية عنه‪ ،‬كما نص على ذلك اللكنوي في الرفع والتكميل‪ ،‬وقد عبر ابن حجر في كتابه‬ ‫الإمتاع بمثل ذلك فسمى المردود بالمتكر الذي لا يجوز العمل به بحال‪.‬ر‪ :‬اللكنوي أبو‬ ‫الحسنات محمد عبد الحي(‪ ،)4031/7881‬الرفع والتكميل في الجرح والتعديل؛ تح‪ :‬عبد‬ ‫الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الأقصى للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‘ لبنان‪7041 ،‬ه ع ‪7891‬م‪.‬‬ ‫ص‪012‬ؤ العسقلاني ابن حجر أحمد بن علي بن محمد(‪)258/9441‬ء الإمتاع بالأربعين‬ ‫المتباينة السماع‘ تح‪ :‬محمد حسن محمد الشافعي‘ ط‪ \1‬دار الكتب العلمية‘ بيروت‘ لبنان‬ ‫اه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫"ا يمكننا إعتبار أهم أقوال علماء مصطلح الحديث في حة المنكر كالتالي‪:‬‬ ‫القول الأول‪ :‬إطلاق النكارة على التفرد مطلقاء وخلاصة حده الذي حده أبو بكر أحمد‬ ‫بن هارون البرديجي في تعريفه له بأنه الحديث الذي انفرد به راويه‪ ،‬ولا يعرف متن ذلك‬ ‫الحديث إلا من ذلك الطريق الذي رواه به فقط‪ .‬وعلى إطلاق النكارة للتفرد جرى بعض‬ ‫المحدثين ومنهم أحمد بن حنبل وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫القول الثاني‪ :‬ما انفرد الراوي الضعيف به‪ ،‬وممن ذهب للى هذا الذهبي في الموقظة‬ ‫لكنه ذكر أنه قد يعة ما انفرد به الصدوق منكرا‪.‬‬ ‫يقول محمد شمس الحق الآبادي في عون الفعبود‪ ":‬اعلم أن المنكر‪ .‬ينقسم إلى قسمين‬ ‫الأول ما انفرد به المستور أو الموصوف بسوء الحفظ أو الضعف في بعض مشائخه خاصة‪.‬‬ ‫أو نحوهم ممن لا يحكم لحديثهم بالقبول بغير عاضد يعضده بما لا متابع له ولا شاهد وعلى‬ ‫هذا القسم يوجد إطلاق المنكر لكثير من المحدثين كأحمد والنسائي‪ ،‬وإن خولف مع ذلك فهو‬ ‫القسم الثاني من المنكر وهو المعتمد على رأي أكثر المحدثين"‪.‬‬ ‫القول الثالث‪ :‬ما انفرد الراوي الضعيف به وخالف الثقة‪ ،‬ويفهم هذا من كلام ابن‬ ‫حجر إذ يظهر من كلامه في النخبة أنه شرط في تسمية المنكر شرطين؛ الأول‪ :‬أن يكون‬ ‫راويه ضعيفاء والثاني‪ :‬أن يخالف بذلك الثقة‪.‬‬ ‫الذهبي شمس الدين محمد‬ ‫لمزيد من التفصيل‪.‬ر‪ :‬ابن رجب‘ شرح علل الترمذي‪2/36 ،‬ك‪50‬‬ ‫بن أحمد(‪ ،)847/8431‬الموقظة في علم مصطلح الحديث تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫البشائر الإسلامية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪5041‬ه‘‪ ،‬ص‪ ‘24‬ابن حجر نخبة الفكر ‪1/9220‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حح‬ ‫ويذكر السالمي في منظومته تعريفا وفي الشرح تعريفا أخر يقول في النظم(من‬ ‫الرجز )‪:‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫مالا يقبل"‬ ‫كرُ الحديث‬ ‫ذ‬ ‫وم‬ ‫متنه من غير جهة راويه فلا متابع‬ ‫ويقول في الشرح‪ ":‬المنكر الذي لا ير‬ ‫له ولا شاهد"ثا‪ ،‬ويمثل له السالمي بحديثةا أبي زكير يحيى بن محمد بن قيس‬ ‫عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها‪ (:‬كلوا البلح بالتمر ) (“ا‪.‬‬ ‫القاسمي‪ ،‬قواعد التحديث‘ ‪ ،1/131‬الآبادي محمد‬ ‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪1/832-932 ،‬أ‬ ‫شمس الحق العظيم(‪ .)191 9231/1‬عون المعبود شرح سنن أبي داودثك ط‪ ‘2‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪5991 ،‬م‪.. 1/092 ،‬‬ ‫وللسخاوي كلمة مبينة للمنكر ومفرقة بينه وبين الشا يجدر ذكرها إذ يقول‪":‬إن‬ ‫الصدوق إذا تفرد بما لا متابع له فيه ولا شاهد ولم يكن عنده من الضبط ما يشترط في‬ ‫المقبول فهذا أحد قسمي الشاذ‪ ،‬فإن خولف من هذه صفته مع ذلك كان أشد في شذوذه‪ ،‬وربما‬ ‫سماه بعضهم منكراء وإن بلغ تلك الرتبة في الضبط لكنه خالف من هو أرجح منه في القفة‬ ‫والضبط فهذا القسم الثاني من الشاذ‪.‬‬ ‫وأما لذا انفرد المستور أو الموصوف بسوء الحفظ أو الضعف في بعض مشائخه‬ ‫خاصة أو نحوهم ممن لا يحكم لحديثهم بالقبول بغير عاضد يعضده بما لا متابع له ولا شاهد‬ ‫فهذا أحد قسمي المنكر وهو الذي يوجد إطلاق المنكر لكثير من المحدثين كأحمد والنسائيء‬ ‫ولن خولف مع ذلك فهو لس الثاني من المنكر فالحاصل أن كلا من الشاذ والمنكر قسمان‬ ‫يجتمعان في مطلق التفرد أو مع قيد المخالفةش ويفترقان في أن الشاذ راويه ثقة أو صدوق‬ ‫غير ضابط والمنكر راويه ضعيف لسوء حفظه أو جهالته أو نحو ذلك"‪ .‬ر‪ :‬السخاوي محمد‬ ‫بن عبد الرحمن(‪ ")209/6941‬فتح المغيث بشرح ألفية الحديث‘ مطبعة لكنو‪٬‬‏ الهند‬ ‫‪ 3‬ه ‘ ص‪.261‬‬ ‫("ا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.714‬‬ ‫ثا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/05‬‬ ‫(قام‪.‬س‪.2/05 ،‬‬ ‫ا لفظ الحديث عن عائشة قالت‪ (:‬قال رسول الله ه كلوا البلح بالتمر كلوا الخلق بالجديد‬ ‫فإن الشيظان يغضب ويقول بقي ابن آدم حتى أكل الخلق بالجديد) أخرجه الحاكم في‬ ‫= علور السنة عند الإباضية‬ ‫ويذكر أبو عبيد السليمي القول بالتفريق بين المنكر والشاذ؛ فالمنكر ما رواه‬ ‫ضعيفتؤ والشاذ ما رواه ثقة أو صادق‪ ،‬قال‪" :‬وقيل هما بمعنى واحد"‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويعرف محمد المطهري الحديث المنكر بأنه " الذي تفرد به راو فحش غلطه‬ ‫أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه أو نحو ذلك‘ ويشترط فيه كذلك مخالفة غيره من‬ ‫الحفاظ‪ ،‬وهو كالشاذ في المخالفة"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وأما حكمه فقد تبين من خلال كلام بعض من تقدم كلامهم رةه وإنكاره‪ ،‬يقول‬ ‫محمد المطهري مفصلا في حكمه!" فإن كان على الوصف الأول ‪ -‬أي الذي‬ ‫ذكره في تعريفه‪ -‬فمنكر مردود‪ ،‬وأما إن لم يكن عدلا ضابطا أو وهم في السند‬ ‫فقط‪ ،‬أو تفرد به متنا أو سندا ووجد له مرجح من المتابعات قبل شرعا وإن‬ ‫أطلق عليه اسم المنكر لغة لأنه محفوظ عمن هو أكثر أو أعدل""ا‪.‬‬ ‫المستدرك‘ كتاب الأطعمة‪ )4/531(8317 ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الوليمة‪ ،‬البلح‬ ‫بالتمرش ‪ )4/661(4276‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب الأطعمة باب أكل البلح بالتمر‪.‬‬ ‫‪ )211(0333‬وأبو يعلى في مسنده‪ ،‬مسند عائشةش ‪.)7/563(9934‬‬ ‫هذا الحديث تكلم فيه النقاد ففي إسناده أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس وهو ضعيف‬ ‫وقال النسائي‪ ":‬هذا حديث منكر"‪ ،‬وقال ابن الصلاح‪" :‬تفرد به أبو زكير وهو شيخ صالح"‪.‬‬ ‫وبمثله قال أبو يعلى الخليلي وضعفه ابن معين وابن حبان والعقيلي‪ ،‬وعد ابن الجوزي هذا‬ ‫المتن في الموضوعات‘ وقال الدارقطني‪ ":‬تفرد به يخيى بن محمد أبو زكير بن هشام‪ ،‬وقال‬ ‫ابن حبان ‪:‬أبو زكير لا يحتج به يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل روى هذا الحديث ولا أصل‬ ‫له ومدار‪ .‬الحديث"‪.‬‬ ‫والمنكر نوع من الضعف‬ ‫فكلام هؤلاء النقاد يبين أن متنه منكر وفي سنده ضعفاء‘‬ ‫‪ .‬فالحديث على هذا ضعيف إن سلم بعدم وضعه‪ .‬ر‪ :‬الكناني أحمد بن أبي بكر بن‬ ‫إسماعيل(‪ 048/7341)0‬مصباح الزجاجة‪ ،‬تح‪:‬محمد المنتقى الكشناوي‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار العربية‬ ‫‪ ‘1/922‬المناوي عبد الرعوف بن تاج العارفين بن‬ ‫بيروت‘ ‪3041‬ه‬ ‫علي(‪ :)1301/1261‬فيض القدير‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتبة التجاريةى مصر‪6531 ،‬ه ‪.5/44‬‬ ‫("ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪.511‬‬ ‫"ا المطهري» فتح المغيث‘ ص‪.322‬‬ ‫صية _‬ ‫علوم السنةعند ال‬ ‫صحصح‬ ‫ويمثل المطهري لمنكر السند بحديث مالك عن الزهري عن علي بن الحسين‬ ‫عن عمر بن عثمان عن أسامة بن زيد عن الرسول قه قال‪ (:‬لا يرث المسلم‬ ‫الكافر ولا الكافر المسلم)(ا‪ ،‬فقد خالف مالك في ضبط اسم عمر وكل من رواه‬ ‫عن الزهري رواه عن عمرو ثم يقول المطهري‪ ":‬والحديث مقبول لأن النتكارة‬ ‫جاعت في السند فقط‪ ،‬ومن عالم حافظ ضابط عدل‘ والمتن محفوظ صحيح وهو‬ ‫الحجة"(ا ‪.‬‬ ‫(”"ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.422‬‬ ‫لا الحديث رواه تلاميذ الزهري بضبط عمرو ما عدا مالكا‪ ،‬فأخرجه البخاري من طريق ابن‬ ‫جريج عن الزهري في صحيحه‘ كتاب الفرائض باب لا يرث المسلم الكافر‪.‬‬ ‫ومسلم في صحيحها كتاب الفرائض‘ ‪ )3/3321(4161‬وابن حبان في‬ ‫‪6‬‬ ‫صحيحه ا كتاب الفرائضع ذكر البيان بأن الله جل وعلا ‪.)31/493(3306 ....‬‬ ‫وأما طريق مالك‪ ،‬فأخرجه مالك في الموطأء كتاب الفرائض‪ ،‬باب ميراث أهل الملل‬ ‫)والنسائي‪ ،‬في السنن الكبرى في الموارثة بين المسلمين والمشركين‬ ‫‪2‬‬ ‫_) لكنه أخرج روايات أخرى من طريق مالك كروايات زملائه من تلاميذ‬ ‫‪4‬‬ ‫الزهري‘ ‪.)4736( )4/18(3736‬‬ ‫قال أبو عبد الرحمن النسائي معلقا على هذه الروايات‪" :‬والصواب من حديث مالك‬ ‫عمرو بن عثمان‪ ،‬ولا نعلم أن أحدا من أصحاب الزهري تابعه على ذلك‘ وقد قيل له فتثبت‬ ‫منه قال‪ :‬هذه داره"‪.‬ر‪ :‬النسائيث موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫قال ابن عبد البر‪ ":‬لم يتابع أحد من أصحاب ابن شهاب مالكا على قوله في الحديث‬ ‫الأول المسند عن عمر بن عثمان‪ ،‬فكل من رواه عن ابن شهاب قال فيه عمرو بن عثمان إلا‬ ‫مالكا فإنه قال فيه عمر بن عثمان‪ ،‬وقد وافقه على ذلك يحيى القطان والشافعي وبن مهدي‬ ‫وأبى إلا عمر بن عثمان‪ ،‬وذكر ابن معين عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي مالك‪:‬‬ ‫تراني لا أعرف عمر من عمرو وهذه دار عمر وهذه دار عمرو" وقال أبو عمر‪ :‬لا يختلف‬ ‫أهل النسب أنه كان لعثمان ابن يسمى عمر وابن يسمى عمرواؤ إلا أن هذا الحديث لعمرو‬ ‫عند جماعة أهل الحديث لا لعمر وله أيضا من البنين أبان والوليد وسعيد‪ ،‬ولكن صليبة أهل‬ ‫بيته في ذلك عمرو بن عثمان"‪ .‬ر‪ :‬ابن عبد البر ‪ 4‬الاستذكار ‪.5/763 4‬‬ ‫ثا المطهري‪ ،‬فتح المغيث؛ ص‪.322‬‬ ‫_‬ ‫ححححححح علوم السنة عند ال ضية ح‬ ‫المبحث الثالث الحديث المدلس والمنقطع والمعضل والمعلل ‪:‬‬ ‫تعريف التدليس‪:‬‬ ‫ورد لفظ دلس بمعنى الخديعة ويقال‪" :‬تلسَ لي سلعة ستواء‪ ،‬و انتلسَ الشيء‬ ‫إذا خفي و دلسنته فتلسَ و تدلسنته أي‪ :‬لا تشعر به" والتئليس‪ :‬إخفاء‬ ‫العيب("‪.‬‬ ‫وعرف الوارجلاني الحديث المدلس‪ :‬بأنه الحديث على من لم تره أو تأته ولم‬ ‫يحدثك‪2‬ا‪.‬‬ ‫وعرف الشماخي التدليس بقوله‪ ":‬أن يروي عمن لم يسمع منه‪ ،‬موهما أنه سمع‬ ‫منهك أو يذكر الراوي بغير اسمه المشهور لنقص في اسمه المشهور‪ ،‬أو يكون‬ ‫السما واحذا لعدل ومجرحغ فيروي عن هذا الاسم‪ ،‬ولم يعينه‪ ،‬ولم يبينه" وقال‪:‬‬ ‫"اعلم أن التدليس عيب في الرو اية"(ةا‪.‬‬ ‫وبمثل تعريف الشماخي جرى التلاتي فذكر أن التدليس هو أن يروي الراوي‬ ‫وينقل الراوي الحديث عن شيخ لم يسمعه و لم يدركه موهما أنه سمع مرويه‪ ،‬أو‬ ‫أنه يجريه على لسان الراوي للحديث بخلاف اسمه المنتشر بين الناس لعيب فيهء‬ ‫أو أن يذكر الراوي شيخه باسم علم شيخ عدل ثقة مستفيدا من مشاركة غير العدل‬ ‫في ذلك الاسم‪ ،‬ولم يوضح ذلك الاسم بتعين مسماها‪.‬‬ ‫وجعل سعيد الجربي حديث المدلسين من المكاذيب وذكر أنهم الذين يزيدون في‬ ‫الحديث وينقصون منهةا‪ ،‬وفي هذا الكلام تعميم بعيد عن الفن الاصطلاحي‪.‬‬ ‫("ا ابن منظور‪ ،‬لسان العربث مادة دلس‪.6/68 ،‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدلش؛ ‪.1/751‬‬ ‫{ثا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪( ‘254‬مخ) ص‪.691‬‬ ‫) التلاتيں رفع التراخي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪.791‬‬ ‫{ا الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫جح=== علوم السنة عند الإباضية مرسم‬ ‫ويعرف اطفيش التدليس بقوله‪ ":‬والتدليس أن يروي عن الثقات ولم يسمع‬ ‫عنهم أو أن يروي عن قوم يحتثون عن قوم مجهولين أو عن قوم مخرجين بغير‬ ‫أسمائهم وبكناهم حتى لا يعرفو‪ ،‬أو عن شيوخ لم يرهم ولم يسمع منهم" أو أن‬ ‫يسمع الكثير وفاته اليسير فيدلس بهاء أو أن يقول‪ :‬قال فلان فإذا نوقش وسئل هل‬ ‫سمعته من فلان قال لا ولكنه أخرج كتابا فدفعه إلرة"(;ا‪ ..‬وقد ذكر اطفيش هنا عددا‬ ‫من صور التدليس وأنواعه فصار كلامه أقرب إلى الشرح منه إلى التعريف‬ ‫الموجز‪.‬‬ ‫وتأتي عبارة السالمي في بيان معنى التدليس بنفس منهج اطفيش على صورة‬ ‫الشرح والتفصيل إذ يقول‪ ":‬وصفة التدليس أن يروي الراوي الرواية ويوهم أنها‬ ‫عن غير من أخذها عنه ليقبل السامع ما روى‘ كما إذا روى عنه اسم مشهور‬ ‫يدل على نقصان فيه فيترك ذلك الاسم ويسميه باسم آخر عن الاسم الذي شهر‬ ‫به‪ ،‬أو كان من روى فلان ولم يبينه بصفة تميزه عن ذلك الفاضل المشهور ليقبل‬ ‫السامع الرواية‪ ،‬إذ المتبادر من ذلك الاسم هو الرجل المشهور الفاضل‘ فأنواع‬ ‫التدليس ثلاثة كلها عيب في الرواية"غا‪.‬‬ ‫والأولى في تعريف التدليس تعريف كل نوع على حدة وفق أقسامه‪:‬‬ ‫تدليس الإسناد وحكمه‪ :‬و عرفه عمرو التلاتي بقوله‪ " :‬وهو أن يحدث عن‬ ‫الشيخ الأكبر ولعله ما رآه‪ ،‬وإما سمعه ممن هو دونه أو ممن سمعه منه‪ ،‬ونحو‬ ‫ذلك(ة)‪.‬‬ ‫وعرفه محمد المطهري مبينا أخذه عن أهل الفن كما مثل له بعد التعريف‪":‬‬ ‫وهو أن يروي عمن لقيه ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه‪ ،‬أو عمن عاصره و‬ ‫لم يقله موهما أنه قد لقيه وسمعه منه‪ ،‬وقد يكون بينهما واحد‪ ،‬وقد يكون أكثر "ا‪.‬‬ ‫[" اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪.624‬‬ ‫(‪2‬ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/63‬‬ ‫ص‪.691‬‬ ‫(مخ)‬ ‫(‪ )3‬التلاتيء رفع التر اخي‪،‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية‬ ‫صحح‬ ‫وهذا التعريف الذي عرف به المطهري التدليس تعريف شهير بينا علماء‬ ‫مصطلح الحديث أورده القنوبي أيضا وذكر معه تعريفات أخرى نذكر أولها فقط‬ ‫لضيق المقام‪:‬‬ ‫رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه بصيغة‬ ‫تحتمل السماع وعدمه"‪.‬‬ ‫وأما حكم تدليس الإسناد فمختلف فيه فمن المحتثين والفقهاء من جعله جرحا‬ ‫ومنهم من قال تقبل روايتها‪ ،‬قال المطهري‪ ":‬والصحيح التفصيل؛ وأن ما رواه‬ ‫المدلس بلفظ محتمل لم يبن فيه السماع والاتصال فحكمه حكم المرسل وأنواعه‪.‬‬ ‫وما رواه بلفظ مبين للاتصال نحو سمعت وحدثنا وأخبرنا وأشباههما فهو مقبول‬ ‫به " ) ‪. ( 5‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تدليس الشيوخ‪ :‬والتعريف الذي عرفه به المطهري ( هو أن يروي عن‬ ‫شيخ حديثا سمعه منه فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كي لا‬ ‫يعرف"©‪6‬ا‪.‬‬ ‫وعرفه القنوبي بقوله‪ " :‬وهو أن يسمي المدلس شيخه أو يصفه بغير ما شهر‬ ‫به فيتبادر إلى الذهن خلافه" قال‪ ":‬وحكمه أن ينظر في مقصده فإن كان حسنا ولم‬ ‫تكن فيه مضرة لأحد قبل‪ ،‬وإن كان مقصده خبيثا كإيهام ونحوه لم يقبل"‪.).‬‬ ‫امحمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪ ،‬ص‪.002‬‬ ‫)‪ (2‬وهو تعريف ابن الصلاح لتدليس الإسناد‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديث‘ ص ‪.37‬‬ ‫(ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪ .23‬وأنظر‬ ‫اراجع أقوالهم في‪ :‬ابن الصلاحض علوم الحديث ص‪47-67‬س ابن رجب‘‪ 0‬شرح العلل‪،‬‬ ‫‪2-685‬ا الفسوي أبو يعقوب يوسف بن سفيان(‪ ،)772/198‬المعرفة والتاريخ‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫خليل المنصور دار الكتب العلميةث بيروت‪ ،‬لبنان ‪9141‬ه‘ ‪9991‬م‘‪.3/49031 0‬‬ ‫ا محمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.202‬‬ ‫امحمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪ ،102‬وانظر هذا التعريف في‪ :‬ابن الصلاحغ علوم‬ ‫الحديث ص‪.47‬‬ ‫إ‪......‬‬ ‫‪....‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫وهناك أقسام أخرى للتدليس ذكرها المطهري والقذنوبي وذكرا تفصيلاتها‬ ‫كتدليس السكوت والقطع وتدليس التسوية(ثا‪ ،‬لا يتستع المقام لعرضهاء وذلك لأن‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫طرحه في خصل و احد‬ ‫المصطلح برمته لا يمكن‬ ‫موضوع‬ ‫الحديث المنقطع‪:‬‬ ‫عرف ابن بركة المنقطع وسماه أخبار المقاطيع بقوله‪ ":‬أن يروي الرجل الخبر‬ ‫عن النبيقةا فيسقط في الوسط رجلا فلا يذكره في إسناده‪ ،‬فإذا ترك الرجل‬ ‫وجرى على تعريفه من بعده بعض‬ ‫انقطع الخبر إلى حيث ترك الرجل"‬ ‫المشارقة كأبي عبد الله الكندي والعوتبي وغير هما“ا‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫سند‬ ‫‪ 5‬او من‬ ‫أبي بكر بأنه ‪ ",‬إسقاط‬ ‫بن‬ ‫= و عرفه أبو زكريا ء يحيى‬ ‫الوصول إلى التابعي"ةا‪.‬‬ ‫وعرفه التلاتي بأنه‪ ":‬ما سقط منه راو واحد غير الصحابة" ا‪.‬‬ ‫وعرفه اطفيش بأنه‪ ":‬ما سقط منه راو فأكثر" ثم قال‪ ":‬ولا حة لاأكثر‪ ،‬فإن‬ ‫أو من‬ ‫موضعين‬ ‫موضع ؤ و ‏‪ ١‬لا سمي منقطعا من‬ ‫منقطعا من‬ ‫تو الى السقوط سمي‬ ‫ثلاثة أو أكثر‪ ،‬وسواء كان الساقط صحابيا أو تابعي أو غيرهما"‪7‬ا‪ ،‬وبمثل تعريف‬ ‫() القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث ص‪.43‬‬ ‫"ار‪ :‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪ 302‬وما بعدها‪ ،‬القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪،‬‬ ‫ص‪ 33‬وما بعدها‪ ،‬وانظر أيضا تفصيلات أقسام التدليس ومراتب المدلسين عند علماء‬ ‫أحمد بن‬ ‫المصطلح في‪ :‬العلائي؛ جامع التحصيل‘‪ 1/79.0‬العسقلاني ابن حجر‬ ‫علي(‪ ،)258/9441‬طبقات المدلسين‪ ،‬تج‪ :‬عاصم بن عبد الله القريوتي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة المنار‪.‬‬ ‫عمان الأردن‪3041 ،‬ه ‪3891‬م‘ ‪ 1/31‬إلى آخر الكتاب حيث عرض مراتبهم وأحكامهم‪.‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع ‪.1/71‬‬ ‫ار‪ :‬الكندي أبو عبد الله‪ ،‬بيان الشرعغ ‪ 1/710‬العوتبيء الضياء‪.2/352 ،‬‬ ‫{ةا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل؛ ص‪.014‬‬ ‫كا التلاتي‪ ،‬رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.981‬‬ ‫‪7‬ا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.014‬‬ ‫‪ ):‬حج‬ ‫ححح=ح علوم السنة عند الإباضية _(‬ ‫وعرفه اطفيش في كتاب وفاء الضمانة‬ ‫اطفيش عرفه أبو عبيد السليمي("‬ ‫بأنه‪":‬ما سقط من رواته واحد قبل الصحابي وكذا من مكانين وأكثر بحيث لا‬ ‫يزيد ما سقط من كل مكان على راو واحد أوآلا أو وسطا أو آخرا"(;‪2‬ا‪.‬‬ ‫وعرفه السالمي بقوله‪ :‬أما المنقطع وهو ما سقط من رواته واحد من مكان‬ ‫واحدث أو من مكانين وأكثر لا يزيد‪ ،‬كلها سقط منها راو واحد فقط"ثا‪.‬‬ ‫وعرفه المطهري بأنه "الحديث الذي سقط من إسناده رجل‪ ،‬أو ذكر فيه رجل‬ ‫مبهد"( ))‪.4‬‬ ‫وعرفه القنوبي بأنه‪ ":‬ما سقط منه راو فأكثر لا على التوالي من وسط‬ ‫الإسناد"ا‪.‬‬ ‫أما عن حكمه فقد اختلف‪.‬فيه عند الإباضية فمنهم من نظر إلى حالة الاطمئنان‬ ‫في الانقطاع الخاصل فيه وجعله كالمرسل في الحكم فقبله‘ وقد صحح السالمي‬ ‫قبولها‪ ،‬ومنهم من عامله معاملة الضعيف فلم يحتج به إلا بشرط تقويته ووصله‬ ‫من طريق آخر يقول المطهري‪ ":‬ولا يحتج به إلا إن وجد موصولا بمتابع أو‬ ‫شاهد أو نحوهم"(‪7‬ا‪.‬‬ ‫الحديث المعضل(ا وحكمه‪:‬‬ ‫"ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‪( ،‬مخ)ث ص‪.621‬‬ ‫ثا اطفيش» وفاء الضمانة ‪.1/51‬‬ ‫{‪7‬ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‘ ‪.2/25‬‬ ‫امحمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.491‬‬ ‫() القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫©‪٨‬ا‏ السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/25 ،‬‬ ‫امحمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪ ،‬ص‪.591‬‬ ‫ا حده الخطيب بأنه ما رواه تابعي التابعين وذكر أنه أخفض من المرسل أما الحاكم فذكر‬ ‫أن المعضل من الروايات أن يكون بين المرسل إلى رسول الله قة أكثر من رجل‪ ،‬وحه ابن‬ ‫الصلاح بأنه ما سقط من إسناده اثنان فصاعدا‪ ،‬وقيده بعض المحتثين بتوالي الانقطاع‪ .‬ر‪:‬‬ ‫‪};٫7١‬ج‏ ‪-‬‬ ‫= عارم السنة عند الا ضية ح‬ ‫أعغضل الأمر اشتة وغلظ واسنتغلّق‪ ،‬وأمر مُفضل لا يهتدى لوجهه‪.‬‬ ‫والفضلات الشدائد" ولعل تكرر الانقطاع أعضل الحديث وغلظً الإشكال فيه‪.‬‬ ‫سمي‬ ‫لوجهه ؛ فلذلك‬ ‫لا يهند ى‬ ‫الذ ي‬ ‫العضل‬ ‫‏‪ ١‬لأمر‬ ‫صور‬ ‫صور ة من‬ ‫فصار‬ ‫الحديث بالسُغضتل‘ ويقول اطفيش‪ ":‬وسمى مُغضتلا لأن الراوي مال عن الحديث‬ ‫ميلا كثيرا بسبب ما اسقط من سنده فأعضله؛ أي كأنه عطله ومنعه"‪2‬ا‬ ‫ويان‬ ‫ر‬ ‫منه‬ ‫ما سقط‬ ‫وهو‬ ‫التلاتي بقوله ‪ ",‬المُعضل بفتح الضاد‬ ‫وقد عرفه عمرو‬ ‫فأكثر )‪. (3‬‬ ‫وعرفه اطفيش بأنه‪ ":‬ما سقط منه راويان أو أكثر ويشترط توالي السقوط"“اء‬ ‫وجاء تعريف السالمي مثله وبعبارة أوجز‪ ":‬ما سقط من رواته اثنان فأكثر مع‬ ‫ا‪.‬‬ ‫التوالي"ا‪ ،‬وعرآفه القنوبي بهذا التعريف نفسه‬ ‫وعرآفه اطفيش أيضا في كتاب وفاء الضمانة فقال‪ ":‬والسُغضل ما سقط من‬ ‫رواته قبل الصحابي اثنان فأكثر مع التو الي"("ا‪.‬‬ ‫وعرفه المطهري بأنه‪" :‬ما سقط من إسناده اثنان فصاعدا بشرط الاتولي"©ا‪.‬‬ ‫والفرق بين المنقطع والسُغضتل كما يقول اطفيش أن الانقطاع إذ توالى فهو‬ ‫سُخضتل وإن لم يتوالَ فمنقطع؛ وعليه فالمنقطع أعم مطلقا من الُفضتل؛ وذلك‬ ‫الخطيب‪ ،‬الكفاية‪ ،1/12 .‬الحاكم‪ ،‬معرفة علوم الحديث‪ ،1/63 ،‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديث‪،‬‬ ‫صل‪95‬ا ابن جماعةذ المنهل الرويث ص‪75‬؛ السيوطيؤ تدريب الراوي‪.1/112 ،‬‬ ‫"ا ابن منظور لسان العرب‘ ‪ ،254/ 11‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪.1/481.‬‬ ‫ثا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل ص‪.014‬‬ ‫(ا التلاقي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص ص‪.191-291‬‬ ‫() اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل؛ ص‪.014‬‬ ‫(ا السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/25 ،‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪7‬ا اطفيش‪ ،‬وفاءالضمانة ‪.1/51‬‬ ‫(‪ )8‬محمد المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.891‬‬ ‫علور السنة عند الانا ضية‬ ‫ححح‬ ‫لانفراده في سقوط راو واحد وفي سقوط راويين على غير التواليء فكل مُغضل‬ ‫منقطع ولا عكس(‪.‬ا‪ ،‬يقول المطهري‪ ":‬وهو لقب لنوع خاص من المنقطع فكل‬ ‫مُعغضل منقطع‘ وليس كل منقطع مُغضنَلا"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫وجعلهما السالمي من المرسل وأعطاهما حكمه عنده يقول السالمي‪ ":‬فهما من‬ ‫نوع المرسل والصحيح قبولهما"ا‪ ،‬وقد نهج السالمي فيه نهج الفقهاء فمن الفقهاء‬ ‫من سمى المعضل مرسلا(“ا‪.‬‬ ‫وجعلهما أبو عبيد السليمي فرعا عن المرسل‪':‬فإن كان المرسل من تابع‬ ‫التابعين فهو منقطع‘ وإن كان من بعد تابع التابعين فهو مُغضيل"ةا‪.‬‬ ‫ويلحق المعضل من حيث حكمه الخلاف السابق في السُفضتل‪ 6‬بل السُفضتل‬ ‫أسوأ حالا من المنقطع‪ ،‬وإذا كان الانقطاع في موضع واحد أسوأ حالا‪ ،‬فانقطاعه‬ ‫["ا اطفيش ‪ -‬كتاب جامع الشمل ص‪.014-114‬‬ ‫("ا محمد المطهري‪ ،‬فتح المغيثث ص‪.891‬‬ ‫(;ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/25‬‬ ‫انقل بعض أئمة الحديث تسمية الفقهاء للمعضل مرسلاش وعزا ابن الصلاح إلى الخطيب‬ ‫تسميته له في بعض كلامه مرسلا لكن لم يذكر موضعه‘ ولم أقف على قوله‪ ،‬وما تقدم ذكره‬ ‫عن الخطيب في حة المعضل وجعله له أخفض من المرسل غير أن غير ابن الصلاح أيضا‬ ‫عزا مثل هذا القول إلى المتقدمين‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديثء ص‪ ‘06‬ابن جماعة‪.‬‬ ‫المنهل الروي‪ ،‬ص‪٬74‬‏ السيوطي تدريب الراوي‪.1/112 ،‬‬ ‫وللعلائي كلمة يحسن ليرادها يمكن أن يتعقب بها ابن الصلاح يقول فيها‪ ":‬وأما‬ ‫المعضل وهو ما سقط من إسناده رجلان فأكثر فهو والمرسل سواء عند الحنفية وإمام‬ ‫الحرمين ومن تابعه وعند الجمهور هو أخص من المنقطع والمرسل‪ ،‬فكل مضل منقطع‬ ‫وليس كل منقطع معضلا‪ ،‬ومن قصر المرسل على ما سقط منه الصحابي فقط دون ما إذا‬ ‫سقط ذكر الصحابي والتابعيئ كما حكاه الخطيب عن أكثر أهل الحديث فهما عنده أعني‬ ‫المرسل والمعضل متباينان لا يطلق أحدهما على الآخر والله أعلم" ر‪ :‬العلائي أبو سعيد‬ ‫جامع التحصيل‘ ‪.1/23‬‬ ‫ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‪( ،‬مخ)ث ص‪.621‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫في موضعين أسوأ منه‪ ،‬ولذلك لا تقوم به الحجة كما قال المطهر ي("ا‪.‬‬ ‫الحديث المعلل‪:‬‬ ‫معنى العلة ومفهومها‪:‬‬ ‫العلة تعني المَرضأء يقال‪" :‬عل يعل و احتل أي مرض فهو عليل ولا‬ ‫علككالله أي لا أصابك بعلة‪ .‬والعلة‪ :‬الحث يشعل صاحبه عن حاجته‪ ،‬كأن‬ ‫تلك العلة صارت شُغلاً ثانيا متعَه عن شغله الأول"(ثاء وهذان المعنيان واردان‬ ‫في معنى العلة الاصطلاحي فهي وهن كالمرض يضعف الرواية‪ .‬وهو حدث منع‬ ‫الرواية وحولها عن حالها الأول‪ ،‬فنقلها من الصحة إلى الضعف‪.‬‬ ‫ونجد في كتب التراث الإباضي استخدام لفظ العلة والتعليل وأن المراد به‬ ‫الحديث ففي سيرة محمد بن روح تعليل يذكر أ نالدليل على تعليل‬ ‫تضعيف‬ ‫لحديث في أولاد خديجة من غيرهؤة فيما يروى عنه ية من قوله‪(:‬إن شئت‬ ‫أسمعتك ثغاءهم في النار) ث ثم ساق وجه التعليل كما يراه‪ ،‬وقد تقدم بعض ذلك‬ ‫في فصل النقد(‪.‬‬ ‫وجاء التعبير عند أبي إسحاق الحضرمي بالمعلول للإشارة إلى علة الاختلاف‬ ‫في قوله‪ ":‬فأما الأصل المعلول المختلف في صحته عند وروده فما ورد به‬ ‫أخبار ‪)5"...‬‬ ‫ويعرف اطفيش الحديث المعلل بقوله‪ ":‬المعلل عبارة عما فيه سبب قادح‬ ‫ث ويقول أيضا‬ ‫غامض مع أن الظاهر السلامة منه‪ ،‬أشار إليه ابن الصلاح"‬ ‫() المطهري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.891‬‬ ‫ا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب" مادة عللؤ ‪ \174 / 11‬الرازيؤ مختار الصحاح‘ ‪.1/981‬‬ ‫ثا تقدم تخريج هذا الخبر ص‪.802‬‬ ‫‪.22-32‬‬ ‫‪ (4‬الكندي محمد بن روح سيرة محمد بن روحغ (مخ) ص‬ ‫ا الحضرمي أبو إسحاق إبراهيم بن قيس‪ ،‬كتاب مختصر الخصال‘ ص ‪.61‬‬ ‫ا اطفيش» كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪ .914‬وأنظر‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديث؛ ص‪.09‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫حححصح‬ ‫ااولمعلول ما دخله قدح في بعض رواته("ا‪.‬‬ ‫وعرف المطهري العلة وذكر أنها في اصطلاح المحتثينخا‪':‬اسبب غامض‬ ‫خفي يقدح في الحديث مع ظهور السلامة منها‪.‬‬ ‫وجاءت عبارة القنوبي بأن العلة‪" :‬شيء خفي يقدح في صحة الحديث وظاهر‬ ‫الحديث السلامة منه"(‪.‬‬ ‫من أسباب العلة وأنواعها‪:‬‬ ‫يكشف لنا الوارجلاني عددا من الأسباب التي تؤدي إلى العلة والوهم والضعف‬ ‫في الحديث بصورة مجملة؛ فمنها العوارض التي يتعرض لها العدل فإنه وإن كان‬ ‫صالحا لحمل الأخبار في حال من الأحوال قد يأتي عليه حال لا يحسن حملان‬ ‫الحديث وتأويله وتصريفه‪ ،‬وأيضا بما كان "من كبر السن والنسيان والذهول‬ ‫والضعف‘ والتأويل الذي يخرجه من الدين‪ ،‬والانتصار لمذهبه‪ ،‬ويكون أعرابتا‬ ‫من أهل البوادي ليس له طول دراية بالفقه وما يتعلق به من الأحكام‘ وبالوهم في‬ ‫الحديث‪ ،‬وسماع بعض‪-‬أي من الرواية وفوات بعض"ثا‪.‬‬ ‫ويذكر اطفيش أنواعا من العلل بصورة مجملة مركزة متل‪" :‬مخالفة راوي‬ ‫الحديث غيره ممن هو أحفظ وأضبط وأكثر عدداء أو تفرده وعدم المتابعة عليه‬ ‫مع قرائن منه على وهمه في وصل مرسل أو رفع موقوف أو إدراج حديث في‬ ‫() اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل؛ ص‪.914‬‬ ‫ا تعريف الحديث المعلل بأنه ما اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع ظهور السلامة هو‬ ‫تعريف ابن الصلاح وجرى عليه علماء المصطلح من بعده‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديث؛‬ ‫ص‪009‬ء ابن جماعة\ المنهل الروي‪ ،‬ص‪ ،25‬السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪1/252 ،‬ؤ القاسميء‬ ‫قواعد التحديث‘ ‪.1/131‬‬ ‫(ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث؛ ص‪.502‬‬ ‫( القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص ‪.31‬‬ ‫ثا الوارجلانيء العدل‪.1/551 ،‬‬ ‫= عار السنة عند الإباضية‬ ‫حديٹ‪ ،‬أو لفظة ما أو جملة ليست من الحديث أدرجها فيه‪ ،‬أو وهم بإيدال أو‬ ‫‪.)1‬‬ ‫بثقة(‬ ‫ف‬ ‫ويمثل اطفيش للعلة الواقعة في المتن أو في الإسناد‪ ،‬فمثال العلة الواقعة في‬ ‫المتن )‪ : (2‬حديث مسلم من جهة الأوز اعي عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس‬ ‫أنه حدثه أته قال‪(:‬صليت خلف النبي يل وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا‬ ‫أول‬ ‫الرحيم في‬ ‫ألله الرحم نن‬ ‫بسم‬ ‫لا يذكرون‬ ‫العالمين ‪4‬‬ ‫بالحمد لله رلبا‬ ‫يستفتحون‬ ‫قراءة ولا في آخرها) (‪,)3‬‬ ‫وذكر اطفيش أنالشافعي قرأ بالبسملة‪ ،‬وأما غيره فعةها زيادة‪ ،‬لكن كثيرا من‬ ‫الرواة اتفقوا على أن الاستفتاح بالحمد له رب العاملين‪ ،‬ولم يذكروا البسملة“اء‬ ‫‏(‪ )٨‬اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشملء ص‪.914‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.914‬‬ ‫() هذا اللفظ أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب الصلاة‪.)1/992(993 ،‬‬ ‫رواية البخاري‪ :‬عن قتادة عن أنس أنالنبي قه وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا‪.‬‬ ‫يفتتحون الصلاة ب ««(الحمد لله رب العالمين » أخرجها البخاري في صحيحه؛ كتاب صفة‬ ‫الصلاة باب ما يقول بعد التكبيرش ‪ )1/952(017‬وابن الجارود في المنتقى؛ باب صفة صلاة‬ ‫رسول اللهقةة‪ )1/55(181...‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬في جماع أبواب صفة الصلاةض باب‬ ‫افتتاح القراءة في الصلاة‪.)2/15(4422 ،‬‬ ‫قال البيهقي معلقا على هذه الرواية بعد تخريجها‪ ":‬وهذا اللفظ أولى أن يكون محفوظا‬ ‫فقد رواه عامة أصحاب قتادة عن قتادة بهذا اللفظ‪ ،‬منهم حميد الطويل وأيوب السختياني‬ ‫وهشام الدستو ائي وسعيد بن أبي عروبة وأبان بن يزيد العطار وحماد بن سلمة وغيرهم‪ .‬ر‪:‬‬ ‫البيهقي‪ ،‬السنن الكبرى موضع التخريج السابق‪.‬‬ ‫قال أبو الحسن الدارقطني‪ :‬وهو المحفوظ عن قتادة وغيره عن أنسؤ قال الشيخ‬ ‫رحمه الله‪ :‬وكذلك رواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثابت البناني عن أنس بن مالك‪٬‬‏‬ ‫وكذلك رواه أبو الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها عن النبي فقة كان يفتتح الصلاة بالتكبير‬ ‫والقراءة بالحمد لله رب العالمين" وقال معلقا على رواية مما ثلة بعدها برقم(‪" :)5422‬قال‬ ‫الشافعي يعني يبدؤون بقزاءة أم الكتاب قبل ما يقرأ بعدها والله أعلم‪ ،‬ولا يعني أنهم يتركون‬ ‫بسم الله الرحمنالرحيم'‪.‬‬ ‫عالور السنة عند الإباضية‬ ‫حج‬ ‫قال اطفيش مبينا أصل جواب أنس‪":‬والمعنى أنهم يبدؤون بقراءة أم القران قبل ما‬ ‫يقرأ بعدها‪ ،‬ولا يعني أنهم يتركون البسملة وحينئذ فكأن بعض رواتهم فهم ذللك‬ ‫من الاستفتاح‪ ،‬فصرًح بما فهمه وهو مخطئ في ذلك";ا‪.‬‬ ‫وذكر اطفيش ما يؤيد تفسيره بما صح عن أنس أته سئل أكان النبي قل يستفتح‬ ‫بالحمد لله رب العالمين أو بسم الله الرحمن الرحيم فقال للسائل‪ (:‬انك سألتني عن‬ ‫شيء ما أحفظه‘ وما يسألني عنه احد قبلك) (‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويستدل اطفيش في تعليله من حال الراوي وهو قتادة فقد كان أكمة‪ ،‬وكاتبه لا‬ ‫يعرف©ؤ قال‪ ":‬وهذا أعم في التعليل‪ ،‬وهذا من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقهاء‪.‬‬ ‫ولا يقوم به إلا ذو فهم ثاقب وحفظ واسعؤ ومعرفة تامة بمراتب الرواية وملكة‬ ‫قوية بالأسانيد والمتون‪ ،‬وقد تقصر عبارة المعلل عن إقامة الحجّة على دعواه في‬ ‫نقد الدينار والدرهم"ا‪ ،‬وفي نقده لضبط قتادة بهذه الطريقة نظر إذ الإشكال الذي‬ ‫أراد اطفيش بيانه لم يكن من قتادة كما كشف عنه التخريج بل مشن زوى عن‬ ‫قتادة‪ ،‬فالحفاظ عن قتادة رووه دون ذكر موضوع البسملة‪ ،‬كما هو واضح من‬ ‫كلام البيهقي في تعليقه على الرواية المخرجة‪.‬‬ ‫وأما مثال العلة في السند فحديث يعلى عن عبيد عن الثوري عن عمرو بن‬ ‫دينار ‪(:‬البيعان بالخيار)‪ 6‬إذ صرح النقاد بأن يعلى غلط‘ فقال‪ :‬عن عمرو بن‬ ‫دينار؛ والصحيح إنما هو عبد الله بن دينار( لا عمرو بن دينار‪ ،‬وقد شذ بذلك‬ ‫ص‪.914‬‬ ‫)‪ (1‬اطفيش ه كتاب جامع الشمل؛‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.914‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.024‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ا الطريق الصحيح فيه من طريق الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي ة‬ ‫أخرجه ابن الجارود في المنتقى‪ ،‬باب القضاء في البيوع‪ )1/751(716 ،‬والنسائي في السنن‬ ‫الكبرى‪ ،‬باب وجوب الخيار قبل افتراقهاء ‪ )4/9(2706‬وهذا الحديث له طرق أخرى‪.‬‬ ‫علر السنة عند الإباضية‬ ‫حح=‬ ‫عن سائر أصحاب الثتورى‘ ويعود سبب الاشتباه إلى اتفاقهما في اسم الأب وفي‬ ‫غير واحد من شيوخهما‪ ،‬وتقارب وفاتهما("ا‪.‬‬ ‫المبحث الرابع الحديث المدرج والمقلوب والمضطرب والمكذوب‪:‬‬ ‫يطلق الإئراج على لف الشيء في الشيء؛ و"ترًج الشيء في الشيء‬ ‫وأدرجه‪ :‬طواه وأدخله‪ ،...‬وأذرّج الكتاب في الكتاب‪ :‬أدخله وجعله فني‬ ‫ترنجه؛ أي في طيه وترأج الكتاب‪ :‬طيه وداخله" ثا وهذه المعاني أخذ منها‬ ‫معنى الإدراج في الحديث‘ فهو إدخال لفظة وضمها ولفها في داخل الحديث وفي‬ ‫وقد حة اطفيش الحديث المدرج بأنه" ما أدرج فيه كلام الصحابي" وذكر منه‬ ‫قول عبد الله بن مسعود‪(:‬علمنا رسول الله ي التشهد وهو التحيات‪...‬فإذا قلت هذا‬ ‫فقد تمت صلاتك‪ ...‬إلخ) (ا فلفظ‪ ":‬فإذا قلت هذا فقد تمت صلاتك " من كلام ابن‬ ‫مسعود‪،‬ث وقد يتوهم المتوهم أن ذلك من تمام الحديث ويظن سامعه أتنه من‬ ‫الحديثا‪ ،‬على أن الإدراج يعم قول الصحابي أو غيره من الرواة‪ ،‬فيمكن حده‬ ‫بما أدرجه الراوي ضمن الرواية متنا أو إسنادا‪.‬‬ ‫والإدراج يقع في المتن والإسناد؛ ويمثل اطفيش بما يقع في المتن ففي أوله‬ ‫وقع في حديث أبي هريرة‪ (:‬ثم أسبغوا الوضوء فان أبا القاسم يل قال ويل‬ ‫للأعقاب من النار )ةا‪ ،‬قال‪":‬فأسبغوا من كلام أبي هريرة والباقي مرفوع" كما يقع‬ ‫في داخل الحديث ووسطه وفي آخره‘ قال‪":‬وهو الأكثر" ومثاله حديث ابن مسعود‬ ‫)‪ (1‬اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.024‬‬ ‫كا ابن منظور لسان العرب ‪.962/ 2‬‬ ‫(‪ )3‬تقدم تخريج حديث ابن مسعود في التشهد ص‪.683‬‬ ‫)‪ (4‬اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.724‬‬ ‫ثا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الوضوء‘ باب غسل الأعقاب‪..‬ث ‪ )1/37(361‬ومسلم‬ ‫في صحيحه كتاب الطهارة‪ ،‬باب وجوب غسل الرجلين بكمالهماء ‪ )1/412(242‬وابن حبان‬ ‫في صحيحه‘ كتاب الطهارة‪ ،‬باب سنن الوضوء‘ ‪.)3/863(8801‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫أنه يلة علمه التشهد في الصلاة فقال التحيات لله‪...‬إلخ)ث قال اطفيش‪ ":‬أدرج فيه‬ ‫أبو خيثمة زهير بن معاوية أحد رواته عن الحسن بن الحر كلاما لابن مسعود‬ ‫وهو قوله‪ ":‬فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وان شئت أن‬ ‫نقعد فاقعد"(;‪.‬ا‪.‬‬ ‫الحديث المقلوب‪:‬‬ ‫جاء لفظ قلب بمعاني متعددة في لغة العرب‪ ،‬منها قولهم‪" :‬قلبه عن وجهه‪:‬‬ ‫صترفه؛ و قلب الثوب‪ ،‬والحديث وكل شيع أي‪ :‬حولها‪.‬‬ ‫وأول ذكر لقلب الحديث وجدناه عند أبي المؤرج فقد ذكر في تعليقه على‬ ‫رواية‪(:‬لأن أفطر يوما من رمضان أحب إلي من أن أصوم اليوم الأخير من‬ ‫شعبان) أن في هذا الحديث قلبا‪ ،‬يقول أبو المؤرج‪ ":‬ولسنا نرى أن النبي فق يقول‬ ‫هذا! لأن صوم رمضان فريضة فرضها الله عليه ولم يحرم عليه صوم شعبان أو‬ ‫آخر يوم منه‪ ،‬حدثنا هارون بن اليماني في هذا الحديث أنه قال‪ :‬حديث مقلوب‬ ‫اللفظ‪ ،‬قال رسول الله فقة‪(:‬لأن أصوم آخر يوم شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما‬ ‫من رمضان) اء حدثنا هارون بن اليماني رفع الحديث إلى أبي عبيدة عن جابر‬ ‫بن زيد عن ابن عباس أن النبي ه قال‪( :‬صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته فإن‬ ‫حال النتحاب دونه في صومه فعتوا له‪ ،‬وإن حال السحاب دونه في فطره فأكملو‬ ‫العدة ثلاثين يوما) (ا" (‪5‬ا‪.‬‬ ‫(ا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشملث ص‪.724-824‬‬ ‫ثا ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب مادة قلب‘‪.1/686‬‬ ‫ا هذا الحديث أخرجه البيهقي موقوفا على عائشةء كتاب الصيامء باب الخبر الذي ورد في‬ ‫صوم سرر شعبان ‪.)4/112(0677‬‬ ‫ا تقدم تخريج حديث (صوموا لرؤيته) ص‪.04‬‬ ‫ثا أبو المؤرج‪ ،‬كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره(مخ) ص‪.23‬‬ ‫علار السنة عند الإاضية‬ ‫حج‬ ‫ويعرف اطفيش الحديث المقلوب بأنه‪ ":‬ما تقلب أسانيده فيكون مشهورا عن‬ ‫الحديث‬ ‫غير شائع فهو القلب ويصير‬ ‫فلان فيجعا ) عوضه غيره لم يعرف؛ فيصير‬ ‫مرغوبا فيه بسبب رو ايته عن غير من شهر عنه("ا‪.‬‬ ‫بر او كسالم ‘‬ ‫متنه مشهور‬ ‫اطفيش في موضع آخر ‪ ":‬المقلوب كحديث‬ ‫ويقول‬ ‫أبدل بواحد من الرواة نظيره في سبقه كنافع ليرغب فيه لغرابته‪ ،‬أو قلب مسند‬ ‫لمتن آخر مروي بسند آخر بقصد امتحان المحدث كقلب أهل بغداد على البخاري‬ ‫مئة حديث امتحانا فرةها على وجوهها"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعرفه أبو عبيد السليمي بأنه‪ ":‬تبديل من يعرف بروايته حديثا بغيره" وهذا‬ ‫أقرب إلى تعريف عملية القلب نفسه"اء ويمكن اختيار تعريفه مع تعديل فنقول‪:‬‬ ‫هو الحديث الذي لحقه تبديل لحديث معروف بحديث غيره متنا أو سندا‪.‬‬ ‫وعرفه المطهري بأنه في اصطلاح أهل الفن](“ا‪ ":‬حديث دخله القلب في متنه‬ ‫أو سنده‪ ،‬وإنما يقع القلب في السند كما يكون في المتن"ا‪.‬‬ ‫وقد يقع القلب في المتن أو الإسناد‪ ،‬والقلب في الإسناد قد يقع خطأ من بعض‬ ‫الرواة في اسم الراوي أو نسبه‪ ،‬وقد يقع سهوا لا عمدا‪ ،‬ولكنه كما يؤكد مطهري‬ ‫موجب لضعف الحديث‪ ،‬فإذا وقع عمدا كان ذلك من ضروب الوضع والكذب‬ ‫(!ا اطفيشؤ كتاب جامع الشمل‘ ص‪.524-624‬‬ ‫ثا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص ‪.334‬‬ ‫{ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول (مخ)ى ص‪.911‬‬ ‫ا الحديث المقلوب في تعريف أهل فن الإصطلاح هو حديث أبدل فيه راويه شيئا بآخر‪.‬‬ ‫سواء في السند أو المتنث سهوا أو عمدا‪ .‬ر‪ :‬القاسمي‪ ،‬قواعذ التحديث‘ ‪ .1/231‬ورأيت أن‬ ‫الصنعاني ومحقق كتابه محمد محيي الدين كتبا عن المقلوب وفصتلا القلب وعرفاه وبينا‬ ‫أقسامه كأحسن ما رأيته في هذا الموضوع‪ .‬ر‪ :‬الصنعاني الحسني محمد بن‬ ‫إسماعيل(‪ 2811/9671)6‬توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار‪ ،‬تح‪ :‬محمد محي الدين عبد‬ ‫الحميد‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ت)ء ‪.2/89-701‬‬ ‫ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث؛ ص‪.412‬‬ ‫__‬ ‫_‪:‬‬ ‫حد علوم السنة عند الا ضية‬ ‫والاختلاق("ا‪ ،‬يقول المطهري أيضا‪ ":‬الحديث المقلوب موصوف بالضعف حتى‬ ‫يصححؤ وذلك لقلة الحفظ وسوء الفهم والوهم؛ لأن تقديم المؤخر وتأخير المقدم‬ ‫ناشئ عن ذلك"(اء ويعلق أبو عبيد السليمي على المقلوب بأنه من أقسام الحديث‬ ‫الضعبفةا ‪.‬‬ ‫المنقلب وأنه "الذي ينقلب بعد لفظه على الراوي فيتغير معنا"“)‬ ‫ويذكر اطفيش‬ ‫ومثل له بحديث البخاري في باب إن رحمة الله قريب من المحسنين حيث روى‬ ‫البخاري عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا‪ (:‬اختخصمت‬ ‫الجنة والنار إلى ربهما‪...‬إلخ الحديث) (ةا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.412‬‬ ‫م‪.‬س‪ ،‬ص‪.712‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(ا‪7‬السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‘ (مخ)ى ص‪.911‬‬ ‫(ثا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪.434‬‬ ‫وقد أورد ابن حجر رأي ابن القيم والبلقيني‪ ،‬يقول في ذلك‪ ":‬وقد قال جماعة من الأئمة إن‬ ‫هذا الموضع مقلوبث وجزم بن القيم بأنه غلط‘ واحتج بأن انله تعالى أخبر بان جهنم تمتلئ‪.‬‬ ‫من ايليس وأتباعه‪ ،‬وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله تعالى‪ « :‬ونا يظلم رك‬ ‫أحدا‪ .‬ر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري ‪.31/734‬‬ ‫وكذلك نقل العيني هذا الرأي عن الكرماني حيث يقول‪ ":‬قال الكرماني‪ :‬واعلم أن هذا الحديث‬ ‫مر في سورة ق بعكس هذه الرواية‪ ،‬قال ثمة وأما النار فتمتلىء ولا يظلم الله من خلقه أحداء‬ ‫وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقا‪ .‬كذا في صحيح مسلم‪ ،‬وقيل هذا وهم من الراوي"‪ .‬ر‪:‬‬ ‫العينيث عمدة القاري‪.52/731 ،‬‬ ‫ثا لفظه عن أبي هريرة عن النبي فقه قال‪( :‬اختصمت الجنة والنار إلى ربهما‪ ،‬فقالت الجنة‬ ‫يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم‪ ،‬وقالت النار‪ :‬يعني أوثرت بالمتكبرين‪،‬‬ ‫فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي‪ ،‬وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء‪ ،‬ولكل واحدة‬ ‫منكما ملؤها‪ ،‬قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا‪ ،‬وإنه ينشئ للنار من يشاء فيلقون‬ ‫فيها‪ )...‬أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب التفسير‪ ،‬باب ما جاء في قول الله تعالى « إن‬ ‫رحمت الله قريب سن المُضنين“‪.)6/1172(0107 ،‬‬ ‫علم السنة عند لاا ضية‬ ‫ح<ح‬ ‫يقول اطفيش!" وفيه (انه ينشئ النار خلقا)ء صوابه كما رواه في موضع آخر‬ ‫من طريق عبد الرزاق‪..‬عن أبي هريرة بلفظ‪ (:‬فأما الجنة فينشئ الله لها خلقا) ("‬ ‫فسبق لفظ الراوي من الجنة إلى النار وصار منقلباێ ولذا جزم ابن القيم أنه غلط؛‬ ‫ومال البلقيني إلى القول بوقوع الغلط في الرواية فأنكر هذه الرواية واحتج بقوله‬ ‫تعالى‪ (<:‬ونا يظلم ربك أحدأه (الكهيف‪.81/94)(2‬‬ ‫["الفظه عن أنس عن النبي قله قال لا يزال يلقى فيها « وتقول هل من مزيد حتى يضع‬ ‫فيها رب العالمين قدمه‪ ،‬فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قة قة بعزتك وكرمك‘ ولا تزال‬ ‫الجنة تفضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة) أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب التوحيدء‬ ‫باب قول الله‪:‬لو هو العزيز الحكيم“؛‪.)6/9862(9496...‬‬ ‫وأعلم أن القدم هنا مؤول بما يليق بجلال الله‪ ،‬فقيل المراد به التقتم والمعنى يضع الله‬ ‫فيها من قدمه لها من أهل العذاب‘ وقيل وضع القدم عبارة عن الزجر والتسكين لها كما يقال‬ ‫جعلته تحت رجلي ووضعته تحت قدمي يقول "القدم الذي أضيف إليه في هذا الخبر بمعضنى‬ ‫الخلق والملك على أحد الوجهين اللذين ذكرنا تأويلهماء أو على معنى ما قاله النضر بن‬ ‫شميل‪ :‬أن ذلك على معنى ما تقتم في علم الله ممن يكفر به من خلقه‪ ،‬وعليه يتأول قول من‬ ‫روى في هذا الخبر حتى يدلي فيها رب العالمين قدمه فتنزوي بعضها إلى بعض وتقول قط‬ ‫قط‪ ،‬وذلك بإدلاء الخلق فيها‪ ،‬وهم القدم على معنى أنهم هم الذين تقدم لهم العلم من الله جل‬ ‫ذكره أنهم يدخلونها" لمزيد من التفصيل انظر‪ :‬الأصبهاني ابن فورك أبو بكر محمد بن‬ ‫الحسن(‪ ،)604/6101‬مشكل الحديث وبيان‪ ،‬تح‪ :‬موسى محمد علي ط‪ ‘2‬عالم الكتب‬ ‫بيروت\ لبنان‪5891 ،‬م‪ 1/6830 ،‬العيني" عمدة القاري‪ 52/7310 ،‬السالمي" مشارق الأنوار‬ ‫ص‪.672-772‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل ص‪.434‬‬ ‫وقد أورد ابن حجر رأي ابن القيم والبلقيني‪ ،‬يقول في ذلك‪ ":‬وقد قال جماعة من الأئمة إن‬ ‫هذا الموضع مقلوب‪ ،‬وجزم بن القيم بأنه غلط واحتج بأن الله تعالى أخبر بأن جهنم تمتلئ‬ ‫من إيليس وأتباعهؤ وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله تعالى‪ « :‬وا يظل رك‬ ‫أحدأ“ه‪ .‬ر‪ :‬ابن حجر فتح الباري‪.31/734 ،‬‬ ‫وكذلك نقل العيني هذا الرأي عن الكرماني فقال‪ ":‬قال الكرماني‪ :‬واعلم أن هذا الحديث مر‬ ‫في سورة ق بعكس هذه الرواية‪ ،‬قال ثمة وأما النار فتمتلىء ولا يظلم الله من خلقه أحدا‪ ،‬وأما‬ ‫‪885‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضية =<‬ ‫الحديث المضطرب‪:‬‬ ‫ورد الوصف بالاضطراب للأحاديث عند الكدمي في قوله‪ ":‬إن الأخبار في‬ ‫القسامة مضطربة ونفاها بعضهد'"ا‪.‬‬ ‫وح اطفيش المضطرب بأنه‪ ":‬ما اختلط به الرواة فيرويه بعض على وجه‪.‬‬ ‫وبعض على وجه آخر"ا‪ ،‬وبمثل هذا التعريف عرفه أبو عبيد السليمي(ثا‪.‬‬ ‫ويعرفه المطهري باصطلاح أهل الفن بأنه‪ ":‬الحديث الذي يروى من قبل راو‬ ‫واحدا أو رواة متعددين على أوجه مختلفة متساويةش لا يمكن الترجيح بينه"(“ا‪.‬‬ ‫يقول اطفيش‪ ":‬وقد يكون الاضطراب في المتن وقل أن يوجد مثال سالم‪ ،‬قيل‬ ‫كحديث نفي البسملة إذ زال الاضطراب عنه بحمل نفي القراءة على نفي السماع‪.‬‬ ‫ونفي السماع على نفي الجهر "ا‪.‬‬ ‫وأما حكم المضطرب فإنه ضعيف؛ إذ الاضطراب سواء كان في السند أو في‬ ‫المتن موجب للضعف© لأنه مشعر بعدم ضبط الرواياء ويستثني محمد‬ ‫المطهري من ذلك حالة واحدة‪ ،‬وهي وقوع الاختلاف في اسم الراوي أو اسم أبيه‬ ‫أو نسبته‪ ،‬بشرط أن يكون الراوي ثقة؛ فإنه يحكم للحديث بالصتحةض ولا يضر‬ ‫الاختلاف فيما ذكر مع تسميته مضطربا؛ وذلك لورود أحاديث كثيرة في‬ ‫الجنة فإن الله ينشيئ لها خلقا‪ ،‬كذا في صحيح مسلم وقيل هذا وهم من الراوي"‪ .‬ر‪ :‬العيني‪،‬‬ ‫عمدة القاريث ‪.52/731‬‬ ‫("ا الدمي الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد‪ ‘5/613 ،‬الاستقامةش ‪.1/211‬‬ ‫ثا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.924‬‬ ‫ثا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‪( ،‬مخ)ى ص‪.521‬‬ ‫(‪ (4‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪ .012‬وانظر تعريفه في‪ :‬ابن الصلاحء علوم الحديث‘‬ ‫ص‪39-49‬ا ابن جماعة المنهل الرويغ ص‪ ،25‬السيوطي تدريب الراوي‪1/2620 ،‬‬ ‫القاسمي‪ ،‬قواعد التحديث‘ ‪.1/231‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشملث ص‪.924-034‬‬ ‫‪٩‬ار‪:‬‏ اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص‪ 034‬المطهريس فتح المغيث‪٬‬‏ ص‪.012‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الصحيحين بهذه الصفة\ وقد جرى العمل بها‪٨‬ا‪،‬‏ وهذا الذي استثناء نص عليه‬ ‫الحديث"‪2‬ا‪.‬‬ ‫علماء‬ ‫بعض‬ ‫وقد عد أبو سليمان أحمد بن حمد الخليلي حديث الرؤية مضطربا‪ ،‬فيو من‬ ‫أمثلة الأحاديث المضطربة المشكلة(ةا‪.‬‬ ‫الحديث المتروك ‪:‬‬ ‫حة اطفيش المتروك‪ :‬بأنه الذي لا يعول عليه من حديث غير العدل ومن شهر‬ ‫بالكذب أو بكثرة السهو ومن كان دون العدالة وليس مجهولا‪ ،‬فحديثه متروكأا‪.‬‬ ‫ويذكر المطهري أنه يسمى المطروح والترك والطرح بمعنى واحد وهو‬ ‫الإسقاط والإبطال‪ ،‬ويعرفه بأنه‪ ":‬الحديث الذي يرويه متهم بالكذب في الحديث‬ ‫النبوي أو كذاب في كلامه‪ ،‬أو من ظهر فسقه بالقول أو بالفعل أو من كثر‬ ‫فحشه وغلطه‘ أو كثرت غفلته أو جهالته أو بدعته‘ فحةث على خلاف المعروف‬ ‫عن النبئ و "(‪)5‬إ‬ ‫["ا المطهري‘ فتح المغيث‪ ،‬ص‪.012‬‬ ‫ا قد يجتمع الاضطراب والصحة ويقع الاختلاف في اسم رجل واحد أو أبيه أو نسبته ونحو‬ ‫ذلك ويكون ثقة فالحديث يحكم فيه بالصحةا قال الزركشي‪" :‬قد يدخل القلب والشذوذ‬ ‫والاضطراب في قسم الصحيح والحسن"‪ .‬ر‪ :‬السيوطي تدريب الراوي" ‪ 0 1/262‬القاسمي‪.‬‬ ‫قواعد التحديث‘ ‪.1/231‬‬ ‫"ار‪ :‬السالمي‪ ،‬مشارق الأنوار‪ ،‬تعليقات أبي سليمان الخليلي على مشارق الأنوار للسالميء‬ ‫‪1/763‬ے وأنظر مناقشته لهذا الحديث‘ وإيراد بعض أقوال علماء الحديث واختلافهم فيه في‪:‬‬ ‫الخليلي أحمد بن حمد بن سليمان‪ ،‬الحق الدامغث ص‪ 55-060‬وانظر أيضا مناقشة أحاديث‬ ‫الرؤية عند حسن السقاف فقد درسها وفق ضوابط المحتثين وخلص إلى وجود الإشكال فيها‪.‬‬ ‫ر‪ :‬السقاف حسن بن علي(معاصر)‪ ،‬صحيح شرح العقيدة الطحاوية‘ ط‪ ‘2‬دار النوويء‬ ‫عََان‪ ،‬الأردن‪9141 ،‬ه‘ ‪8991‬م‘ ص‪.685-785‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫{‪٨‬ا‏ المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ص‪.622‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح‬ ‫الحديث المكذوب أو الموضوع‪:‬‬ ‫أصل الكذب هو الإخبار بغير الواقع وسمي الحديث المكذوب بذلك لكونه في‬ ‫الواقع لم يقله الرسول قة ثم صار علما واسما للأحاديث التي انتشرت ويرى‬ ‫الناظر والمدقق استحالة أن تكون من قول الرسولققة‪.‬‬ ‫وقد وصف هلال بن عطية الروايات المخالفة للقرآن المصادمة للكتاب‬ ‫بالروايات الكاذبة التي ليس لها أصل" ونعى في موضع آخر على من ليس لهم‬ ‫علم نافذ يتبعون الروايات الكاذبة التي يدحضها كتاب الله‪٬‬‏ استمدوا تلك الأحاديث‬ ‫عن بشر مثلهم وتركوا كتاب الهلا‪ .‬وبذلك نفهم أن الاستخدام الفني للفظ الحديث‬ ‫الكاذب أو المكذوب ‪ -‬كما وصف هلال بن عطية‪ -‬هو المصادم للكتاب بحيث لا‬ ‫يمكن الجمع بينهما‪.‬‬ ‫وهذا المعنى أكده وائل بن أيوب حين حذر من بعض الروايات الكاذبة‬ ‫والأحاديث المبتدعة وبين أها كذب وباطل‘ ليخلص إلى قاعدة مفادها أن سنة‬ ‫النبي موافقة لكتاب الله تعالى لا تخالفه وزؤ(ةا‪.‬‬ ‫ونجد هذا المعنى عند عمروس في قوله‪ ":‬ألجأهم ثقل كتاب الله واستوحشوا‬ ‫منك ونفروا عن الحق واستأنسوا بالروايات الكاذبة" وقد عرضنا طرفا من هذا‬ ‫الموضوع في الفصول المتقدمة‪ ،‬وما أردنا التأكيد عليه هنا هو المدلول الفتي‬ ‫للحديث المكذوب أو الكاذب‪ ،‬وأن أحد وجوه الدلالة على الحديث المكذوب' التي‬ ‫["ا الخراساني هلال بن عطية بسيرة هلال بن عطية(مخ مج) ص‪.08‬‬ ‫(‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫{‪7‬ا الحضرمي وائل بن أيوب(‪ ،)291/808‬صفة الإسلام ( مطبوع ضمن جامع ابن جعفر)‬ ‫مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪،‬‬ ‫(د‪.‬ت) ‪.011 1/9010‬‬ ‫ا المساكني عمروس بن فتح أصول الدينونة الصافيةث ص‪.76‬‬ ‫ا لمحمد ضياء الرحمن الأعظمي بحث حسن ضمن كتابه دراسات في الجرح تكلم عن‬ ‫الدلالات التي يعرف بها الكذب في الرواية‪ .‬ر‪ :‬الأعظمي محمد ضياء الرحمن(معاصر ‏)‪٠‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صحح‬ ‫يرذ التأكيد عليها عند الإباضية هو المصادمة للكتاب مصادمة لا يمكن معها‬ ‫الجمع‪ ،‬فعندئذ يحكمون على الحديث بالكذب أو الوضع‪.‬‬ ‫يقول أبو يعقوب الوارجلاني مبينا أحد وجوه أخبار الكذب‪" :‬وأما الكذب في‬ ‫الحديث فأخبار الزنادقة مما يرونه عن رسول الله يل وإشاعته في أيدي الأمة‪.‬‬ ‫فقبلتها العامة وانتشرت على أيدي ضعفاء الأمة وجهاله"("ا‪.‬‬ ‫يقول سعيد الجربي‪ ":‬وأما المكاذيب فأخبار الزنادقة مما يروونه عن رسول الله‬ ‫وإشاعته في أيدي الأمة فقبلته العامة وأهل البدع والأهواء‪ ،‬وانتشرت على‬ ‫أيدي ضعفاء الأمة وجهالها كابن أبي العوجاء وأبي شاكر الديصاني‪ ،‬وفر ع من‬ ‫هذا حديث المدلسين وهم الذين يزيدون في الحديث وينقصون منه بعد قوله‬ ‫فغا‪(:‬من كذب علئ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) لاء وقوله‪ (:‬ما أتاكم عني من‬ ‫حديث فاعرضوه على كتاب الله) ا الحديث"ا‪.‬‬ ‫ويظهر من كلام الوارجلاني والجربي عموم تسمية المكذوب ودخول‬ ‫الموضوع في مسماه‪ ،‬وأما التدليس المشار إليه في عبارة الجربي فهو تعمد‬ ‫التدليس واعتماده طريقة للكذب والوضع فهذا لا شكة في دخوله حة المكذوب أو‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫وعلى هذا فالحديث الموضوع والمكذوب واحد‪ ،‬لكن لفظ الوضع أشنع في‬ ‫الدلالة والتعبير‪ ،‬ولذك قد يرد الحديث ويتهم بالكذب صاحبه‘ لكن لا تصل عبارة‬ ‫الناقد القول بأنه موضوععء ولذلك يكون الوصف بالوضع أبلغ وأقوى‪ ،‬وقد يسمون‬ ‫دراسات في الجرح والتعديل‪ ،‬ط‪٬1‬‏ عالم الكتب‘ بيروت‪ ،‬لبنان‪5141 ،‬ه ‪5991‬م‪.‬‬ ‫ص‪.58-09‬‬ ‫"ا الوارجلاني‪ ،‬العدلؤ ‪.1/541‬‬ ‫ا تقدم تخريجه ص‪.901‬‬ ‫{‪7‬ا تقدم تخريجه ص‪.011‬‬ ‫() الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ) ص ‪.92‬‬ ‫حححصح علور السنة عند الا صضية‬ ‫الموضوع بالمكذوب أو العكس‘ وهناك من لا يسمي الموضوع حديثا أصلا‘ وفي‬ ‫الحقيقة هو ليس حديثا‪ ،‬لكن تجوزوا في تصنيفه وتسميته‪.‬‬ ‫يذكر اطفيش الموضوع ويبين لنا بعض طرق معرفته‪ ،‬فيصفه بالمكذوب؛ وأنه‬ ‫يعرف بركاكة القول أو إقرار الواضع أو قرينة في الراوي والمروي";\‪.‬‬ ‫ويقول مبينا حكمه وسببه‪ " :‬ويسمى الموضوع المختلق‪ ،‬وتحرم روايته مع‬ ‫العلم به إلا مبينا والعمل به مطلقاًث وسببها نسيان أو افتراء أو نحوهم"ةاء‬ ‫ويسمي اطفيش الموضوع في موضع آخر بالمزوتر الذي لا يقبل لأنه وقف على‬ ‫من وضعه وأنها يعرف أيضا بإقرار واضعه أو بركاكة لفظه وما أشبه‬ ‫ذلكا‪ ،‬وفيه تكرار لبعض كلامه السابق‪.‬‬ ‫المصطلح بأنه ‪",‬‬ ‫أهل فن‬ ‫تعريف‬ ‫وفق‬ ‫الموضو ع‬ ‫المطهر ي‬ ‫محمد‬ ‫ويعرف‬ ‫الكلام المختلق المصنوع من الكذابين"ا‪.‬‬ ‫"ا اطفيش‪ ،‬كتاب جامع الشمل‘ ص‪.024‬‬ ‫ا ذكر بعض العلماء أسباب الوضع راجع بيان ذلك وتفصيله في‪ :‬الصنعاني‪ ،‬توضيح‬ ‫الأفكار ‪2/47‬ؤ القاسمي" قواعد التحديث‪1/051 ،‬وما بعدها‪.‬‬ ‫( ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.024‬‬ ‫ثا ذكر ابن القيم جملة ضوابط يعرف بها الحديث الموضوع في كتاب نقد المنقول‪ ،‬منها ما‬ ‫يتعلق بتضلع الناقد وسعة علمه‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالحس وتكذيبه للموضوع ومنها مناقضة‬ ‫الموضوع للسنة الصحيحة أو مصادمته للقرآن‪ ،‬ومنها أنه لا يشبه كلام الأنبياء وغير ذلك‪٬‬‏‬ ‫كما أته أورد نماذج وأمثلة للموضوع‪ .‬ر‪:‬الزرعي ابن القيم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر‬ ‫أيوب(‪ 157/1531)6‬نقد المنقول‪ ،‬تح‪ :‬حسن السماعي السويدان‪ ،‬ط‪1‬س‪ ،‬دار القادري‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫لبنانى ‪1141‬ه ‪1991‬م‪ 84 .14 .1/23 ،‬ث‪.86 .35‬‬ ‫)‪ (5‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪624‬‬ ‫ا المطهري" فتح المغيث‪ ،‬ص‪922‬ؤ وأنظر تعريف الموضوع في‪ :‬السيوطي‪ ،‬تدريب‬ ‫الراوي‪ '1/472 ،‬الصنعاني‪ ،‬توضيح الأفكار ‪ 2/96.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ويقول أيضا‪ ":‬وهو شر الضعيف‘ بل هو ليس بحديث أصلا‪ ،‬وتحرم روايته‬ ‫مع العلم به في أي معنى كان إلا مبينا وضعه("ا‪ ،‬وقد ذكر أسباب الوضع وبعض‬ ‫طرق الكشف عن الموضوع بما لا يتسع المقام لبسطها‪.‬‬ ‫وقد وقفت على رسالة مخطوطة لعمرو التلاتي تعرض فيها لطائفة من‬ ‫الأحاديث الموضوعة ضمن كتاب متنوع أسماه نزهة اللبيب وريحانة الأديب أورد‬ ‫جملة من الأحاديث الموضوعة خاصتة في أبواب العقائد والتي علق عليها‬ ‫بقوله‪":‬هذه الأحاديث كلها موضوعة على رسول الله قة ونسبت إليه باطلا‬ ‫ثم أورد أحاديث أخرى صحيحة تردها قائلا‪ ":‬واسمع ضدها من‬ ‫وزورا‪"..‬‬ ‫الأحاديث التي توافق القرآن ‪("..‬ةا‬ ‫وضمن أقسام الخبر يذكر القنوبي الأخبار المقطوع بكذبهاى ومنها المخالف‬ ‫للواقع ضرورة أو استدلالا‪ ،‬أو المخالف لدلالة العقل السليم‪ ،‬أو المخالف لكتاب‬ ‫الله العزيز بحيث لا يمكن الجمع بينهما بأي وجه من أوجه الجمع‪ ،‬أو المخالف‬ ‫للسنة المتواترة عن الرسول ثة مخالفة ولا مجال للجمع بينهما من خلال وجوه‬ ‫الجمع أو المخالف للإجماع القطعي لكن هذا مبني على قطعية الإجماع‪ ،‬أو خبر‬ ‫ش وغير ذلك مما عدده من الأخبار المقطوع بكذبها“ا‪.‬‬ ‫من كذبه الله ورسوله‬ ‫إن ما تقدم بيانه يؤكد رفض الإباضية للوضع والوضتاعين للحديت‘ ويشهد‬ ‫لرفضهم هذا سلوكهم المشهود له ببعدهم عن الكذب أو الوضع في الحديث‪ ،‬ولا‬ ‫أحب الإطالة في هذا الجانب فقد نأيت بأطروحتي عن سلوك منهج الرد‬ ‫والمقارعة لما أعي فيه على الإباضية في هذا الجانب أو غيره وأردت أن أقدم‬ ‫"امس ص‪.922‬‬ ‫ثار‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.032-532‬‬ ‫{ةا التلاتي أبو حغخص عمرو بن رمضان الجربي(‪ ،)7811/7471‬نزهة اللبيب وريحانة‬ ‫الأديب‪( ،‬مخطوط ضمن مدونات سالم بن يعقوب) مكتبة سالم بن يعقوب الجربي‪ ،‬غيزن‪،‬‬ ‫جربة تونس‪( ،‬د‪.‬ر)‪( ،‬د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛(ببعض تصرف)‪ ،‬ص‪.3-4‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الطرح العلمي الذي هو كفيل ببيان الحق وإثبات الحجة‪ .‬كما أن مسألة تتزه‬ ‫الإباضية عن الكذب والوضع وبراعتهم منه يحتاج بيانها إلى تفصيل لا يتسع‬ ‫المقام لعرضه‘ ومن شاء معرفة شهادة من شهد بخلو ساحة الإباضية من الكذب‬ ‫والوضع فليعد إلى مظان ذلك("‪.‬‬ ‫كشفت لنا الوقفة المتقدمة أنواع الحديث المردود عند الإباضية‪ ،‬وفي مقدمة هذه‬ ‫الأنواع الحديث الضعيف‘ على أن هذا النوع جامع لأنواع أخرى مردودة‪ ،‬وذلك‬ ‫يؤخذ حتى من تعريفه بكونه " ما وقع وهن في روايته‪ ،‬أو متنه" أو "ما لم تتوافر‬ ‫فيه شروط القبول" وقد ذكروا أقساما عدة للضعيف‪.‬‬ ‫وعكس اختلافهم في أنواعه اختلافا في منهج نظرتهم‪ ،‬فالذين غلبوا منهج‬ ‫المحدثين حكموا بضعف بعض الأنواع بينما ذهب المغلبون لمنهج الفقهاء إللى‬ ‫قبولهاێ وعليه دار خلافهم في المرسل والمعضل وحتى الشاذ‪ .‬لكنهم اجتمعوا على‬ ‫تضعيف المدلس والمضطرب والمنكر و المتروك والمعلل وعلى رد المكذوب‪.‬‬ ‫وكذلك اختلفوا في حكم الضعيف فمنهم من مال إلى رده‪ ،‬ومنهم من احتج به في‬ ‫الر غائب‘ ومنهم من ذهب إلى العمل به بقيود وشروط‪.‬‬ ‫ا حين يعالج العلماء والباحثون هذا الموضوع يذكرون الإباضية ضمن رأيهم في الخوار ج‪.‬‬ ‫وقد حقق عدد من العلماء والباحثين في هذه المسألة وشهدوا للخوارج بتنزههم عن الكذب‬ ‫والوضع‘ وفدوا دعوى وقوع الخوارج في الوضع التي اآعاها بض خصومهم؛ ومن‬ ‫العلماء الذين وجدنا في كتبهم هذه الشهادة الخطيب البغدادي وأبو داود وابن تيمية والدكتور‬ ‫مصطفى السباعي ومحمد عجاج الخطيب وغيرهم‪ ،‬ونكتفي بعبارة واحدة في هذا المقام وهي‬ ‫قول الخطيب البغدادي واصفا سبب قبول المحدثين لروايات الخوار ج‪ ":‬لما رأوا من تحريهم‬ ‫الصدق وتعظيمهم الكذب وحفظهم أنفسهم عن المحظوارت من الأفعال"‪ .‬لمزيد من التفصيل‬ ‫انظر‪ :‬الخطيبڵ الكفاية‪ 0310 1/5210 .‬السباعي مصطفى(معاصر)‪،٠‬‏ السنة ومكانتها في‬ ‫‪5991‬م‪.28-38 ،‬‬ ‫التشريع الإسلامي‪ ،‬ط‪ ‘4‬المكتب الإسلامي بيروت‪ ،‬لبنان‪5141 .‬ه‬ ‫الخطيب محمد عجاج(معاصر)‪ ،‬السنة قبل التدوين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانث ‪8891‬م‪.‬‬ ‫علم السنة عند الا ضية‬ ‫حححح‬ ‫ولقد رأينا خلال الكلام عن الشا استعمال علماء الإباضية للفظ الشاة بمدلوله‬ ‫الاصطلاحي الذي يدور حول الانفراد ومخالفة الثقةث والتعريف المختار للشاذ هو‬ ‫أنه "مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه بحيث لا يمكن الجمع بينهما"‪ ،‬وقد اختلف‬ ‫الإباضية في حكمه‘ فمنهم من رده‪ ،‬ومنهم من قبل بعض صوره‘ ومنهم من‬ ‫قسنمه إلى غريب صحيح وغير صحيح كالسالمي‪.‬‬ ‫أما الحديث المنكر فهو مردود عندهم‪ ،‬سواء من جرى على حة المنكر‬ ‫بالمردود الذي ينكره العلماء ولا يقبلونه‪ ،‬أو على من حةه وفق حة أهل المصطلح‬ ‫فكلا النوعين مردود‪.‬‬ ‫بالضعيف المخالف‬ ‫والمدلس نوع من الضعيفؤ وقد رأينا تشديد علماء الإباضية في قضية‬ ‫التندليس‪ ،‬وإنكارهم إياه على أصحابه‪ .‬والذي يظهر أن تعريف التدليس وتقسيماته‬ ‫إلى تدليس الإسناد أو القطع أو التسوية أو غيرها وتعريفات هذه الأقسام مزج فيها‬ ‫علماء الإباضية بين كلامهم والكلام المستفاد من علماء مصطلح الحديث‪.‬‬ ‫والمنقطع سماه بعضهم بالمقطوع ورأينا تعريفه عند ابن بركة بما سقط منه‬ ‫رجل في وسطه‘ وجرى على تعريفه من جاء بعده‘ وعرفه يحيى بن أبي بكر بما‬ ‫سقط راو من سنده قبل الوصول إلى التابعي‪ ،‬وآخر تعريف من تعريفاتهم هو‬ ‫تعريف القنوبي وهو "ما سقط منه راو فأكثر لا على التوالي من وسط الإسناد"‪،‬‬ ‫ويظهر أن الإباضية استفادوا من بعضهم في تطوير المصطلح أكثر من أخذه من‬ ‫غيرهم‪ ،‬وقد اختلفوا في حكمه فمنهم من ضعفه ومنهم من نظر إلى حالة‬ ‫الطمأنينة فقبل ما يطمئن إليه كالسالمي‪ ،‬وقريب منه خلافهم في المعضل كذلكث‬ ‫وأما في حده فدار قولهم على ما سقط منه راويان فأكثر مع توالي السقوط‪.‬‬ ‫وأما الحديث المعلل فيظهر استخدامهم المبكر للفظ العلة بدلالتها المفيدة‬ ‫للتضعيف© لكن دلالتها على التضعيف الخفي ‪-‬وكذلك التعريف الاصطلاحيئ‪-‬‬ ‫جاعت متأخرة مستفادة من أهل مصطلح الحديث‘ وقد ذكر الوارجلاني أسباب‬ ‫العلة في محاولة ذاتية لبيان تلك الأسباب على ما يبدو‪.‬‬ ‫حجحح= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ومن أنواع الضعيف الأخرى المدرج والمقلوب والمضطرب‘ وقد حكم‬ ‫الإباضية بضعفها‪ ،‬والذي يظهر وجود استعمال هذه المصطلحات عندهم وحتى‬ ‫عند المتقدمين منهم لكن التعريفات الاصطلاحية أخذت منحى التطور مستفيدة‬ ‫من معالجة علماء المصطلح لهذه الموضوعات‪.‬‬ ‫وأما الحديث المكذوب ويعبر عنه بعضهم بالموضوع فقد ورد التعبير عنه‬ ‫والاصطلاح عليه من فترات مبكرة لديهم" وجاء حكمهم عليه حازما مبينا رفضهم‬ ‫لنهج الكذب والوضع في الحديث متبرئا منه‪ ،‬وقد بينوا بعض أصناف من كذبوا‬ ‫وبعض طرق الكشف عن الكذب والوضع وبعض الضوابط التي يمكن الاستدلال‬ ‫من خلالها على الوضع والكذب‪.‬‬ ‫ولعل صورة أقسام الحديث من مردود أو مقبول لا تتكامل إلا ببيان بض‬ ‫الأنواع المشتركة بينهما وهو ما نأمل بلوغه في الفصل الآتي‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح‬ ‫الفصل الرابعالحديث المشترك بين القبول والرد‪:‬‬ ‫المبحث الأول الحديث المرفوع والموقوف‪:‬‬ ‫الرفع‪ :‬ضة الوتضنع‪ ،‬يقال‪" :‬رفغته فارتفع "ء والرفع نقيض الخفض في‬ ‫ما يرفعه من قصته ويبلغهاء‬ ‫على العامل رفيعة ‪ :‬وهو‬ ‫رقع فلاان‬ ‫وورد‬ ‫شي ء‬ ‫كل‬ ‫وبمعنى أذاع خبره‪ ،‬وفي الأثر ( كل رافعة رفعت علينا من البلاغ ‪ )..‬بمعنى كل‬ ‫جماعة مبلغة تبلغ عنا فلتبلغ(اء وهكذا فإن المعنى اللغوي موجود في معنى الرفع‬ ‫في الاصطلاع؛ إذ الرفع إلى النبي قه هو بلوغ بالحديث إليه وتبليغ عنه‪ ،‬وإذاعة‬ ‫للخبر عنه‪ ،‬ورفع للحديث إلى أعلى منازله برفعه إليه‪.‬‬ ‫ونجد ورود لفظ الرفع في التراث الإباضي كالتعبير بالرفع بمعنى البلوغ‬ ‫‏‪ ٧‬مثل قول عبد الوهاب بن عبد‬ ‫بالمرفوع إلى الصحابي أو إلى النبي‬ ‫الرحمن"‪:‬رفعوا ذلك إلى عمر بن الخطابير"(ا“ وكقول ابن جعفر‪" :‬الحديث‬ ‫المرفوع في الرواية‪ ،‬أن النبي يل ‪("...‬ا‪ ،‬ويعبر ابن بركة بالحديث الذي يرفعه‬ ‫الصحابي إلى النبي ه مبينا حكمها دون أن يعطي تعريفا للحديث المرفوع‬ ‫رغم أنه عرف الموقوف كما سيأتي‪.‬‬ ‫ويعرف اطفيش المرفوع بأنه" ما أضيف إلى النبي ة خاصة قولا أو فعلا‬ ‫ويدخل فيه المتصل والمنقطع والمرسل" قال‪ ":‬كذا قال ابن الصلاح"ةا‪.‬‬ ‫ويعرفه أبو عبيد السليمي بأنه" ما أضيف إليه قلة قولا أو فعلا"“ا‪.‬‬ ‫ار‪ :‬ابن منظور لسان العرب“ ‪ 13109210/ 8‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح ‪.501/ 1‬‬ ‫ا عبد الوهاب بن عبد الرحمن ابن رستم ‪ -‬كتاب مسائل نفوسة ‪ 4‬ص ‪37‬‬ ‫{ا ابن جعفر ‪ 2‬كتاب الجامع‪.2/98 ،‬‬ ‫ا ابن بركةء الجامعث ‪.1/62‬‬ ‫(‪ )5‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪ .514‬وأنظر التعريف عند ابن الصلاح في‪ :‬ابن الصلاح‘ علوم‬ ‫الحديث‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‘ (مخ)ى ص ‪.321‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجح=‬ ‫ويعرفه المطهري بأنه‪ ":‬ما أضيف إلى رسول الله قلة خاصةء ولا يقع لقائله‬ ‫على غير ذلك‪ ،‬ويكون قولا وفعلا وتقريرا‪ ،‬سواء أضافه صحابي أو تابعي أم‬ ‫بعدهما"( ‪. ).‬‬ ‫ويعرفه القنوبي بأنه‪ ":‬ما أضيف إلى النبي ة سواء كان متصلا أو غير‬ ‫متصل"(“ا‪ .‬وهذا التعريف حسن خفي تقديري إذ قيد "ما أضيف" يشمل القول‬ ‫والفعل وحتى الصفة لأن "ما" تفيد العموم‪ ،‬وقيد "غير المتصل" يشمل المرسل‬ ‫والمنقطع وغيره وبذلك لا حاجة إلى تفصيلها في التعريف‪.‬‬ ‫وتتفق التعريفات السابقة على أن المرفوع هو المضاف إلى النبي يي سواء ما‬ ‫ورد مفصلا أم موجزا‪ ،‬وتبقى استعمالات بعض الأقدمين للفظ المرفوع‬ ‫كاستعمال عبد الوهاب للرفع إلى الصحابيء واستعمال ابن بركة المرفوع لما‬ ‫يرفعه الصحابي وهو في ذلك مماثل لبعض المحدثين(ةا‪.‬‬ ‫ث قال ابن‬ ‫وحكم الحديث المرفوع أنه حجة في حالة صحة رفعه إلى النبي‬ ‫بركة‪" :‬وإذا رفع الصحابي خبرا عن الرسول ة بإيجاب فعل وجب العمل به‬ ‫على من بلغه من المكلفين إلى أن يلقى خبرأ غيره ينسخ ذلك الخبر وكان على‬ ‫"ا الهمري‪ ،‬فتح المغيث ص‪.062‬‬ ‫(‪2‬ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫ا أكثر المحتثين على أن المرفوع هو ما أضيف إلى النبي ة خاصة من قول أو فعل أو‬ ‫تقرير سواء أكان متصلا أو منقطعاء ومنهم من يوجز العبارة ومنهم من يفصتل‪ ،‬وذهب‬ ‫الخطيب إلى أنه ما أخبر به الصحابي من قول النبي فة أو فعله‪ ،‬فقد خصته بالصحابي‪.‬‬ ‫وهناك من المحدثين من جعل المرفوع في مقابله المرسل‪ ،‬وأول ابن الصلاح ذلك بأنهم عنوا‬ ‫ابن جماعة‪ ،‬المنهل الروي ‪،‬‬ ‫بالمرفو ع المتصل‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاحء علوم الحديث‘ ص‪‘54‬‬ ‫ص‪ ْ04‬السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي ‪.1/381‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حح۔۔‬ ‫وهكذا فهو‬ ‫من عمل بالخبر الأول الرجوع إلى الثاني وترك العمل بالأول("‬ ‫احجة إذا توافرت فيه شروط القبول"غا‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫هم‪‎‬‬ ‫ويذكر اطفيش صورا لها حكم الرفع وبعضها اختلف فيهاء منها إن أضاف‬ ‫الصحابي إلى عهد النبي فه مثل قول جابر‪ (:‬كنا نعزل على عهد رسول الله‬ ‫)ا فمثل هذا من قبيل المرفوع وإن كان لفظه موقوفا؛ وذلك لأن غرض‬ ‫الرواي هنا بيان الشرع وقيل لا يعة مرفوعا‪ ،‬ومنها "قول الصحابي من السنة‬ ‫كذا‪ ،‬أو أمرنا بضم الهمزة‪ ،‬أو كنا نؤمر‪ ،‬أو نهينا‪ ،‬أو أبيح‪ ،‬فحكمه الرفع أيضا‬ ‫كقول الصحابي‪ (:‬أنا أشبهكم صلاة به ية)“ا‪ ،‬و(يقرعون بابه بالأظافر ) ة'‪.)6‬‬ ‫"ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/62 ،‬‬ ‫لا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث ص‪.72‬‬ ‫ثا أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح‪ ،‬باب العزل" ‪ )5/8991(1194‬ومسلم في‬ ‫صحيحه كتاب النكاحض باب حكم العزل‪ )2/5601(9341 ،‬وابن ماجة في سننه‪ ،‬كتاب‬ ‫النكاح باب العزل‪.)1/026(7291 ،‬‬ ‫ا (قول أبي هريرة إني أشبهكم صلاة برسول الله) أخرجه مسلم في صحيحه‘ كتاب‬ ‫الصلاة‪ ،‬باب إثبات التكبير ‪ 1/492(293)0...‬والطحاوي في شرح معاني الآثار كتاب‬ ‫الصلاة‪ ،‬باب الإمام يقول سمع الله لمن حمده‪ ،1/042 ،‬وأبو يعلى في مسنده مسند أبي‬ ‫هريرة‪.)01/753(9495 ،‬‬ ‫[‪٩‬ا‏ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان‪ ،‬فصل في الاستئذان ثلاث مرات فإن أذن له وإلا رجعض‬ ‫‪(62441288‬‬ ‫‪٨‬ا‏ اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.614‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫الحديث الموقوفف(ز‪:).‬‬ ‫نجد في التراث الإباضي اتجاهين في تحديد الموقوف فمن العلماء من يحصر‬ ‫الوقف فيما وقف على الصحابي! ومنم من يجعله فيما وقف على الصحابي‬ ‫و التابعئ‪.‬‬ ‫ويعرف ابن بركة الموقوف بقوله‪ ":‬وأما الخبر الموقوف من الأخبار‪ ،‬فهو أن‬ ‫يُروى الخبر عن الصحابي والتابعية فيوقف الخبر عليهماث‘‪.‬‬ ‫وقد تبع ابن بركة في هذا التعريف أبو عبد الله الكندي في البيانا‪ ،‬والعوتبي‬ ‫في الضياء(“ا‪ ،‬وأبو بكر الكندي في المصنفا‪.‬‬ ‫ويعرفه الوارجلاني بقوله‪ " :‬وأما الموقوف من الأخبار فما وقف به على‬ ‫الصحابئ ولم يبلغ به رسول الله يل "ا‪.‬‬ ‫ويعرفه الشماخي بأنه‪ ":‬ما أخبر به عن الصحابي"("ء وجرى عمرو التلاتي‬ ‫‪.‬‬ ‫وبيانه‬ ‫على تعريفه ولم يزد عن شرحه‬ ‫!) حده أهل المصطلح عند الإطلاق بما روي عن الصحابي من قوله أو فعله أو نحو ذلك‬ ‫متصلا كان أو منقطعاء وذهبوا إلى أنه قد يستعمل في غير الصحابي مقيدا مثل وقفه على‬ ‫فلان‪ ،‬أو وقفه فلان وهكذا‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديث ص‪ ‘64‬السيوطي‘ تدريب‬ ‫الراوي‪.1/481 ،‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/71 ،‬‬ ‫() الكندي‪ ،‬بيان الشر ع‘ ‪.1/71‬‬ ‫(ا العوتبي‪ ،‬الضياء‪.2/352 ،‬‬ ‫{ةا الكندي أبو بكر ‪ ،‬المصنف‘ ‪.1/93‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫ا الشنماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل ص ‪.244‬‬ ‫(مخ)ء ص‪.291‬‬ ‫(‪ )8‬التلاتي رفع التراخي‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ويعرف سعيد الجربي الموقوف بقوله‪ " :‬والموقوف فما وقف به على صحابي‪:‬‬ ‫"(" وتعريف الجربي مثل تعريف الوارجلاني مع تغيير‬ ‫ولم يبلغ به رسول الله‬ ‫ويعرفه اطفيش بأنه "ما أضيف إلى صحابي خاصة قولا أو فعلا ولو‬ ‫منقطعا"(ا‪ ،‬ويجعله قسما من المسند إذ يقول‪ :‬والمسند ما اتصل إسناده من راويه‬ ‫إلى منتهاه لقال رسول ؤ قيل فإن لم يذكر رسول تن فهو الموقوف"‪ .‬لكته‬ ‫يقول في الموضع نفسه‪ ":‬وهو من أقسام المرسل‘ قيل منه ما يتصل بالإسناد إلى‬ ‫الصحابئ‪ ،‬ومنه ما لا يتصل ويسمى الأثرأا‪ ،‬ويؤكد على تسميته بالأثر فيقول‪':‬‬ ‫وهل يسمى أثرا؟ نعم ومنه قول الصحابي كنا نفعل ما لم يضفه إلى النبي ة"‬ ‫(‪)5‬‬ ‫ويعرفه السالمي بقوله‪ ":‬الموقوف ما قصر على الصحابي قولا ولو منقطع"©"‪.‬‬ ‫ويعرفه أبو عبيد السليمي بأنه " ما وقف به إلى صحابي قولا أو فعلا""ا‪.‬‬ ‫والتعريف الذي مال إليه القنوبي من تعريفات أهل المصطلح‪" :‬هو ما أضيف‬ ‫إلى الصحابي وخلا مما يدل على الرفع"‪ ،‬قال‪ ":‬وهذا الشرط لا بة من توافره لأن‬ ‫بعض الأحاديث موقوفة لفظا مرفوعة معنى‪ ،‬وذلك كالأحاديث التي لا يمكن أن‬ ‫يقولها الصحابى"ا‪.‬‬ ‫صگ‪.8:2‬‬ ‫(مخ)‬ ‫الجربي‪،‬‬ ‫(‪ )1‬الجربيؤ جوابات سعيد‬ ‫"ا اطفيش‪ ،‬جامع الشملث ص‪.514‬‬ ‫ا م‪.‬س‪ ،‬ص‪.514‬‬ ‫(‪٨‬ام‪.‬س‪،‬‏ ص‪.514‬‬ ‫( م‪.‬س‪ ،‬ص‪`.614‬‬ ‫(‪ )6‬السالميء شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/05‬‬ ‫ا السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‪( ،‬مخ)ء ‪1‬ص‪.32‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‪ ،‬ص‪ .72‬وانظر ورود هذا التعريف عند ابن الوزير‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫حكم الموقوف("ا‪:‬‬ ‫الأخبار‬ ‫ذهب الوارجلاني إلى أن حكم الموقوف صحيح لإدراجه ضمن‬ ‫الصحيحة ويعلل الوارجلاني رأيه بأن الظن بالصحابة أن لا يكذبوا على رسول‬ ‫لا يدركونه بعقولهم ولا يبلغونه‬ ‫" وبخاصة إذ ا كان ما روو ه مما‬ ‫‪ .‬ثم قال‪:‬‬ ‫ادله ل‬ ‫إلا بتوقيف من الرسول ث أو ممن أخذ عنه"(ثاء لكن مقتضى كلامه الأول‬ ‫التعميم ومقتضى آخر كلامه التفصيل فيعطى حكم المرفوع ما دلت الدلائل أنه‬ ‫ليس من قولهم‪.‬‬ ‫ويدلل الوارجلاني على قوله بمزيد كلام وتوجيه فيقول‪":‬ومعلوم أن الصحابة‬ ‫بالأمس أهل جاهلية جهلاء لا ينسب إليهم من العلم شيء‪ ،‬فأتاهم الله بالقرآن‬ ‫وبمحمد ثلة فتعلموا من القرآن ومن الستة فوقفوا الحديث على أنفسهمى فحدثوا‬ ‫بما لا يظن به فيهم إلا خير ولم يكن ما رووا مما يدركونه بعقولهم ولا يبلغونه‬ ‫إلا بتوقيف من الرسول يلة أو عن أصحابه أيضا الذين أخذوا عنه‘ وجل حديث‬ ‫ابن مسعود عن رسول الله يل موقوفؤ ولقد قال ذات يوم حدثني رسول الله يل ‪:‬‬ ‫فذكر الحديث ثم بدا له فقال‪" :‬دون هذا أو فوق هذا أو مثل هذا ما شاء الله ‪("..‬ا‬ ‫وقد عرض القنوبي تفصيلا للقول بحكم الموقوف على أقوال هي‪:‬‬ ‫ما كان من قبيل الرأي المحض وأمكن أن يقولوا به مع عدم‬ ‫ه‬ ‫)‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وجود دلالة على رفعه فهو ليس بحجة وهو قول جمهور الإباضية“ا مع‬ ‫اليماني والصنعاني شارح كتابه‪ .‬ر‪ :‬الصنعاني‪ ،‬توضيح الأفكار‪.1/162 .‬‬ ‫(" يقول ابن جماعة مبينا حكمه‪ ":‬الموقوف وإن اتصل سنده ليس بحجة عند الشافعي وطائفة‬ ‫من العلماء وهو حجة عند طائفة"‪ .‬ر‪ :‬ابن جماعة المنهل الرويث ص‪.24‬‬ ‫ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/441 ،‬‬ ‫(‪3‬ام‪.‬س‪.1/441 ،‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ تقدم بيان ذلك في فصل الصحابي في مسألة حجية قول الصحابي ص‪.‬‬ ‫علم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫جمهور الأمة(" وفي تقديري يكون هذا من قول الصحابي وقد سبق‬ ‫تفصيل مسالة حجية قول الصحابي في فصل الصحابي‪.‬‬ ‫ما لا يمكن عته من قبيل الرأي‪ ،‬كما أنه ليس له دخل‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫بالإسرائيليات‪ ،‬فهذا حكمه الرفع حتى لو كان الصحابي يروي‬ ‫الإسراتيليات‪.‬‬ ‫ما كان محتملا الرفع وعدم الرفع مع كونه لهدخل‬ ‫ه‬ ‫بالإسرائيليات‪ ،‬فالحكم أن ينظر فإن كان الصحابي يروي الإسرائيليات فلا‬ ‫يقبل‪ ،‬ولا يحكم عليه بالرفع‪ ،‬وإذا لم يكن يروي عن الإسرائيليات فيقبل‪.‬‬ ‫ما كان محتملا الرفع وعدمه ولا دخل له بالإسرائيليات فحكم‬ ‫ه‬ ‫هذا النوع كل حديث على حدة‪.2‬‬ ‫المبحث الثاني الحديث المقطوع والمتصل والمسند والمسلسل‪:‬‬ ‫يوجد تداخل بين تعريفات المقطوع والمنقطع عند بعض العلماء‪ ،‬وقد سبق ذكر‬ ‫الخبر المقطوع عند ابن بركة ولكنه عرآفه بتعريف المنقطع وقد سبق ذكر ذلك‬ ‫في الفصل السابق‪ ،‬و ذكر من جرى بعد ابن بركة على تعريفها‪.‬‬ ‫وعرفه الوارجلاني بقوله‪" :‬المقاطيع هي كل خبر منقطع في الوسط‪ ،‬وذلك أن‬ ‫يحتث عن رسول الله يلة من لم يره و لم يتصل إسناده‪ ،‬بانقطاع واحد أو اثنين أو‬ ‫أكثر بين الراوي وبين من روى عن رسول الله قا وتعريف الوارجلاني جمع‬ ‫بين تعريف المقطوع والمنقطع‪ ،‬فوجود الإشارة إلى التابعي الراوي لكون من‬ ‫ا لمزيد من التفصيل في هذه المسألة انظر‪ :‬الصنعاني‘ توضيح الأفكار‘ ‪.1/262-462‬‬ ‫الدبوسي‪ ،‬تقويم الأدلةك ص‪852‬ے الشيرازي‪ ،‬التبصرةء ص‪ 593‬وما بعدها‪ ،‬القاسمي‪ ،‬قواعد‬ ‫التحديث‘ ‪.1/031‬‬ ‫ثا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.72‬‬ ‫ار‪ :‬الفصل السابق ص‪.‬‬ ‫(ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/,441 ،‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫يحتث عن الرسول يلة هو من لم يره‘ ولكونه منقطعا بواحد أو أكثر صار‬ ‫منقطعا‪ ،‬ومع ذلك سماه الوارجلاني مقطوعا‪.‬‬ ‫ونجد الملشوطي والسوفي عكس الوارجلاني وابن بركة في مسلك تسميتهما‬ ‫لهذا النوع من الأحاديث‘ فقد سميا هذا النوع بالمنقطع‪ ،‬وتعريف المنقطع عندهما‪:‬‬ ‫غ بل بصحابي أو تابعي أو من دونهم("ا‪.‬‬ ‫هو ما لم يتصل برسول الله‬ ‫ويأتي تعريف يحيى بن أبي بكر أقرب تعاريف المتقدمين إلى تعريف أهل‬ ‫المصطلح فهو يحة المقطوع بأنه الذي ينتهى إلى التابعية غا‪.‬‬ ‫ويحة الشماخي المقطوع بأنه‪":‬ما لا يتصل فيه طريق النقل"اء وجرى على‬ ‫تعريفه التلاتي فلم يزد على شرح تعريفه(‪.‬‬ ‫ويعرف اطفيش المقطوع‪ :‬بأنه" ما وقف به على التابعي قولا أو فعلاً فهو غير‬ ‫المنقط"ةا‪.‬‬ ‫ويعرفه السالمي بقوله‪" :‬المقطوع ما جاء عن تابعي من قوله أو فعله موقوفا‬ ‫عليه"(‪.).‬‬ ‫"ا الملشوطيء الأدلة والبيانث (مخ مج)ى ص‪692‬ح السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ)ى ص‪.742‬‬ ‫ويظهر أن إطلاق المقطوع على المنقطع أو العكس مسلك اتبعه بعض علماء الأمة وقد‬ ‫ذكر ابن الصلاح أزه قد استعمله الشافعي وأبو القاسم الطبراني ‪ .‬وأقول إني وجدت إشارة في‬ ‫الكفاية‪.‬‬ ‫استعمال ذلك أيضا نقلها الخطيب عن عبد الله بن الزبير الحميدي‪ .‬ر‪ :‬الخطيبڵ‬ ‫‪1/092‬ے ابن الصلاحض علوم الحديث ص‪.74‬‬ ‫ثا اطفيش‘ جامع الشمل ص‪.14 1‬‬ ‫وأنظر تعريف علماء مصطلح الحديث للمقطو ع بأنه ما جاء عن التابعين من أقوالهم‬ ‫وأفعالهم موقوفا عليهم في‪ :‬ر‪:‬ابن الصلاح‪ ،‬علوم الحديث‘ ص‪ ،74‬الطيبيس الخلاصةء‬ ‫ص‪45‬كا ابن كثير‪ ،‬ابن جماعة المنهل الروي‪ ،‬ص‪ 24‬الباعث الحثيث‘ ‪.1/741‬‬ ‫(ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدل‘ ص ‪.244‬‬ ‫[ التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.291‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‪ ،‬ص‪.14 1‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح‬ ‫أقوالهم‬ ‫ويعرفه المطهري بأنه ‪ ":‬ما جاء عن التابعين موقوفا عليهم من‬ ‫و أفعالهد"(‪2‬ا‪.‬‬ ‫ويعرفه القنوبي بأنه‪ ":‬ما أضيف للى التابعي أو من هو دونها‪.‬‬ ‫أما عن حكم المقطوع فنجد خلافا بين الإباضية في قبوله فقد ذهب‬ ‫الوارجلاني إلى القول بجواز العمل به اء وتبعه على هذا القول سعيد‬ ‫الجربيا‪ ،‬وذهب التلاتي إلى أن حكم المقطوع أنه ضعيف غير مقبول إلا‬ ‫بقرينةڵ وأورد قولا قيل فيه إنه كالمرسل©ا‪ ،‬والأكثر على أنه ليس بحجّة‪ ،‬يقول‬ ‫اطفيش‪ ":‬وليس المقطوع حجة اء ويقول السالمي في ألفية الأصول(من الرجز )‪:‬‬ ‫وآيس بالمقطوع والموقوف تَقوم حجة ولا الضتعيفا‪.‬‬ ‫و‬ ‫وقال في الشرح عن المقطوع إنه ليس بحجَةث)‪.‬‬ ‫ويفرق الوارجلاني بين المرسل والمقطو ع بكون المرسل مجهول الصحابي‬ ‫الراوي عن رسول الله يلة بينما الراوي عن الرسول قلة في المقاطيع معلوم‪ ،‬غير‬ ‫أن القطع في الوسط ولم يتصل السند "اء وهذا مبنئً على حده المقطوع كما‬ ‫تقم‪.‬‬ ‫‏(‪ )٨‬السالمي‪ ،‬شرح طلعة الشمس‪.2/05 ،‬‬ ‫(‪2‬ا الهمري‪ ،‬فتح المغيث‪ .‬ص‪.691‬‬ ‫{‪7‬ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث؛ ص‪.72‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ الوارجلاني‪ ،‬العدلث ‪.1/441‬‬ ‫ا الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص‪.82‬‬ ‫ا التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ء ص‪.291‬‬ ‫‪7‬ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.14 1‬‬ ‫ا السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/94‬‬ ‫ام‪.‬س‪.2/05 ،‬‬ ‫"ا الوارجلاني العدلء ‪.1/441‬‬ ‫|‪:١‬هإحہ‏‬ ‫علوم السنة عند ‪ .1‬ضية ح‬ ‫حححح‬ ‫ويذكر اطفيش بعض صور من المقطوع؛ مثل لو قال تابعي كنا نفعل فهذا ليس‬ ‫بمرفوع ولا موقوف إن لم يضفه لزمان الصحابة بل مقطوع‘ لكنه إن أضافه لزم‬ ‫احتمال الوقف؛ وذلك لأن الظاهر إطلاعهم عليه وتقريرهمء ويحتمل عدمه وذلك‬ ‫لان تقرير الصحابي قولا ينسب إليه بخلاف تقريره يه (‪.‬ا‪.‬‬ ‫الحديث المسند والمتصل‪:‬‬ ‫يراد بالإسناد في الحديث رفعه إلى قائلهثا‪ ،‬ولفظة الاتصال بنفس دلالتها‬ ‫الحديثية لها ما يشهد لها مما عبر عنه العرب في كلامهم‪ ،‬فالوأصئلة‪ :‬ما اصل‬ ‫بالشي قال الليث‪':‬كل شيء اتصل بشيء فما بينهما وأصئلة‪ ،‬والجمع‬ ‫وصل" و" الوصل‪ :‬وتصل الثوب والخف" والموصل‪ :‬ما يوصل من الحبل"‪.‬‬ ‫قال ابن سيده‪ :‬و الموصل معقد الحبل في الحبل"(‪.‬‬ ‫ونجد وجود التعبير الفني للاتصال والإسناد عند الإباضية من بداياتهم الأولى‪،‬‬ ‫إذ يعتر أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز عن اعتماده في مسألة على حديث‬ ‫مخالفا به رأي أحد أساتذته فيقول‪ ":‬ولكن أخالفه للحديث الذي جاء مسندا‪ ،‬وإسناده‬ ‫متصل" “ا‪.‬‬ ‫ويظهر من تعبير عبد الله بن عبد العزيز أنه أراد بالمسند المسنة إلى الرسول‬ ‫ل! وبالمتصل كون سلسلة الرواة ظهر فيها الاتصال بحيث كل راو أخذ عسّن‬ ‫فوقه‪ ،‬وهذا يعني أن الاتصال والإسناد كل له معناهء على أن هناك من ذهب إلى‬ ‫التداخل والتماز ج بين المعنيين كما سنرى‪.‬‬ ‫ويعرف الوارجلاني المسند الصحيح بأنه‪":‬ما نقلته الثقات عن الثقات من طريق‬ ‫أو من طرق إلى رسول الله يل} لم يدخله وهن من جهة المسند ولا من جهة‬ ‫)‪ (1‬اطفيش‘ جامع الشملث ص ‪.14 1‬‬ ‫"ا ابن منظور لسان العربس مادة سند‪022/ 3 ،‬س الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‘‪.1/331‬‬ ‫{ثا ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة وصل‘ ‪.727-827/ 11‬‬ ‫{‪0‬ا أبو المؤورج‪ ،‬كتاب الصيام روايات أبي المؤر ج وغيره‪( ،‬مخ)ء ص‪.52‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح‬ ‫المتن‪ ،‬ولا ذكر فيه مجهول ولا ضعيف ولا مختلف فيها‪ .‬وهذا التعريف‬ ‫صادق في أكثر حدوده على الحديث الصحيح وقد تقتم في حة الصحيح لكن ما‬ ‫يعنينا فهمه هنا هو عبارة(من طريق أو من طرق) فكأن الوارجلاني أراد وكما‬ ‫ذكر بعد التعريف وإن لم يبينه بشكل جلي ‪ -‬وضع تقسيم للمسند الأحادي على‬ ‫ضربين ضرب نقلته الصحابة عن رسول الله ثق واستفاض به الخبر وهو دون‬ ‫المتواترء وضرب دون المستفيض(خا‪ ،‬وتبع الوارجلاني في مثل هذا الطرح سعيد‬ ‫بن علي الجربي(ثا‪.‬‬ ‫ويعرف الملشوطي المسند بأنه‪ ":‬ما رواه الثقات المعروفون فيما بين رسول الله‬ ‫فق والسامع له‪ ،‬ولا يعتبر في ذلك عدة بحال‪ ،‬بل تعتبر العدالة والاتصال"‪.‬‬ ‫ويقسم السوفي أخبار الآحاد إلى ثلاثة أقسام‪ :‬مسند ومرسل ومنقطع‪ ،‬ويعرف‬ ‫المسند بأنه‪" :‬ما رواه التقات المعروفون فيما بين رسول الله ثق والسامع له"ةا‪.‬‬ ‫ويحة الشماخي المسند بأنه‪" :‬ما اتصل فيه طريق النقل"‪ ،‬أو" ما اتصل فيه‬ ‫طريق المتن"‪.‬‬ ‫ويحة التلاتي المسند بأنه خبر وصل فيه طريق النقل إلى النبي ه كأن يقال‬ ‫عن فلان عن فلان عن فلان عنه هه أنه قال كذا أو فعل كذا) ("ا‬ ‫ويعرف اطفيش المسند بأنه‪" :‬ما اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه لقال رسول‬ ‫واا‪ .‬وهذا التعريف يجمع بين المسند والمتصل‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫") الوالرجلاني‪ ،‬العدل‪.1/241 ،‬‬ ‫(‪2‬ام‪.‬س“‪.1/241 ،‬‬ ‫{‪7‬ا الجربي‪ ،‬جوابات سعيد الجربي‪( ،‬مخ)ى ص‪.82‬‬ ‫(‪٨‬ا‏ الملشوطيء الأدلة والبيانث (مخ مج)ى ص‪.692‬‬ ‫ا السوفي‪ ،‬السؤالات‪( ،‬مخ) ص‪.642‬‬ ‫ا الشماخي‪ ،‬شرح مختصر العدلث ص ‪.934‬‬ ‫‪ 7‬التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص‪.091‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.514‬‬ ‫‪816‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية ح۔۔‬ ‫وعرف اطفيش الحديث المتصل بقوله‪":‬والمّوصل ويسمى المتصل وهو ما‬ ‫أتصل سنده رفعا ووقفا‪ ،‬لا ما اتصل بالتابعئ‪ ،‬نعم يسوغ أن يقال متصل إلى‬ ‫سعيد بن المسيب أو إلى الزهري مثلا""ا‪ ،‬وكأن اطفيش يريد أن التعبير بالاتصال‬ ‫إنما يكون للمرفوع والموقوف‪ ،‬أما المقطوع على التابعي فمن دونه يقال فيه‬ ‫متصل إلى فلان‪.‬‬ ‫وعرف اطفيش المتصل في وفاء الضمانة بأنه " ما اتصل سنده من راويه إلى‬ ‫منتهاه رفعا إلى النبي قه أو وقفا دونه" (‪2‬ا‪.‬‬ ‫ونجد السالمي في بيانه للحديث المتصل قد ذكر أن الحديث المنقول عن النبي‬ ‫قللا إما أن يتصل نقله به وذلك بأن يرويه الراوي حتى ينهيه إلى النبيةة‪ ،‬أو أن‬ ‫ينفصل في روايته عنه فلا ينتهي الراوي به إلى النبي يلة بل يقتصر به على‬ ‫الصحابي أو ‪...‬إلخ ما ذكره السالمي‪ ،‬ثم يقسم المتصل إسناده بالنبي ثقه إلى‬ ‫نوعين‪ :‬المتصل اتصالا غير كامل وهو المستفيض وباقي الآحادي‘ والمتصل‬ ‫اتصالا كاملا وهو المتواتر( ولم أجد من قسم هذا التقسيم غير السالمي‪ ،‬ولعله‬ ‫راعى في المتصل كاملا القطع بهذا الوصف والمتواتر يفيده‪ ،‬أما المتصل غير‬ ‫كامل فلكونه ظنئ] الاتصال‪ ،‬وعلى كل حال فالسالمي كان آية في الذكاء والابتكار‬ ‫فأحرى به ذلك‪.‬‬ ‫والتعريف الذي اختاره المطهري للمسند هو التعريف المختار من ابن الصلاح‬ ‫كما يذكر( وهو‪ ":‬ما اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه مرفوعا إلى النبي‬ ‫تي" (‪,)5‬‬ ‫("ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.414‬‬ ‫"ا اطفيشس الضمانةث ‪.1/21‬‬ ‫() السالمي‪ ،‬شر ح طلعة الشمس‘ ‪.2/8‬‬ ‫ا عرفه ابن الصلاح بذلك قال ‪ ":‬وأكثر ما يستعمل ذلك فيما جاء عن رسول الله دون ما‬ ‫جاء عن الصحابة وغيرهم"‪ .‬ر‪ :‬ابن الصلاح‘ علوم الحديث‪ ،‬ص‪.24-34‬‬ ‫{ةا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪.162 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫جحح=‬ ‫وعرف المتصل بأنه" هو ما اتصل سنده‪ ،‬سواء كان مرفوعا إلى النبي تا أو‬ ‫)‪,)1( 1‬‬ ‫‪..‬‬ ‫موقه‪.‬وف ‪.‬ا على الصحابي ‪2‬او من دونه‬ ‫وعرف القنوبي المتصل بأنه‪ ":‬ما رواه كل راو عمن فوقه من أوله إلى منتهاه‬ ‫حتى يصل إلى قائله"‪2‬ا‪.‬‬ ‫وساق أكثر من تعريف لأهل المصطلح للمسند‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ " -‬مرفوع صحابي بسند ظاهرا‪.‬‬ ‫‪ "-‬ما اتصل سنده إلى قائله" وذكر أنه قول أهل التحقيق من المحةثين(ا‪.‬‬ ‫وعليه فهو مرادف للمتصل‪.‬‬ ‫ا"(‪. )5‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.,‬‬ ‫أو‬ ‫لا كان‬ ‫تس‬ ‫النبي ‪1‬‬ ‫إلى‬ ‫بؤ‬ ‫" ما ا ‪.‬‬ ‫_‬ ‫("ام‪.‬س‪.162 ،‬‬ ‫(‪2‬ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.62‬‬ ‫وهناك بعض تعريفات لعلماء المصطلح قريبة من هذا التعريف‪ ،‬كتعريف ابن جماعة أنه "ما‬ ‫اتصل سنده بسماع كل راو له ممن فوقه إلى منتهاه"‪ ،‬والسيوطي بأنه" ما اتصل إسناده‬ ‫مرفوعا كان أو موقوفا على من كان" وغيرهما‪ .‬ر‪ :‬ابن جماعة‘ المنهل الروي‪ ،‬ص‪04‬ء‬ ‫النسيوطيء تدريب الراوي‪.1/381 ،‬‬ ‫ولمزيد من التفصيل حول تعريف المتصل انظر‪ :‬ابن الصلاح علوم الحديث‘ ص‪‘44‬‬ ‫العراقي‪ ،‬التبصرة والتذكرةث ‪ 1/210‬التقييد والإيضاحث ص‪5‬ك© الصنعاني‪ ،‬توضيح الأفكار ه‬ ‫الطيبي‪ ،‬الخلاصة‘ ص‪ ،!91‬الذهبي الموقظةث ص‪ ْ24‬اللكنويث ظفر الأماني‬ ‫‪10‬‬ ‫ص‪.622‬‬ ‫ا عرفه ابن حجر في النخبة بقوله‪ ":‬والمسند مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال" ر‪ :‬ابن‬ ‫حجرا نخبة الفكرث ‪.1/132‬‬ ‫ا بمثله عرف الخطيب ولكن ذكر أن أكثر ما يستعمل فيما أسند إلى النبي ة وقد عزاه‬ ‫أيضا إلى أهل الحديث‪ .‬ر‪ :‬الخطيب‪ ،‬الكفايةش ‪ 1/120‬ابن جماعة\ المنهل الروي ص‪.93‬‬ ‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪.1/281 ،‬‬ ‫ا وذهب إليه ابن عبد البر كما هو ظاهر كلامه في التمهيدث وكما عزاه إليه علماء الحديث‪.‬‬ ‫ر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيدش ‪ ‘1/12-22‬ابن جماعةك المنهل الروي‪ ،‬ص‪ ،93‬السيوطي تدريب‬ ‫ضية‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫ح‬ ‫‪" -‬ما اتصل سنده إلى النبي نلإ(") "(‪2‬ا‪.‬‬ ‫وهكذا يتبين تداخل النظرة إلى المتصل والمسند معا عند بعض العلماء ولذلك‬ ‫جعلناهما معا‪.‬‬ ‫الحديث المسلسل(‪:‬‬ ‫من معاني يَتلسلُ الماء التي وردت‪ :‬أنه إذا جرى أو ضربته الريح يصير‬ ‫كالسلسلة والشيء المسلسل هو‪ :‬متصل بعضه ببعضع ومنه سلسلة الحديد‪ ،‬قال‬ ‫حسان بن ثابت في مدح آل جفنة ملوك الغساسنة (من الكامل)‪:‬‬ ‫بردى يصفق بالرحيق الستلسل‪.‬‬ ‫سنقون من ور التريص عليهم‬ ‫وقال الليث‪ " :‬هو الدئلستل وهو الماء الغذب الصافي إذا شرب تسلسل‬ ‫ا‪.‬‬ ‫في الحلقؤ وتسلسل الماء في الحلق جرى سلسلته أنا صتببته فيه"‬ ‫من‬ ‫المسلسل و ارد كما سيتبين‬ ‫الحديث‬ ‫في مفهوم‬ ‫و هكذا فوجود ‏‪ ١‬المعنى اللغو ي‬ ‫الراويث ‪.1/281‬‬ ‫وقد نص عليه الحاكم‘ وقال أيضا به غيره‪ ،‬يقول الحاكم‪ ":‬والمسند من الحديث أن يرويه‬ ‫المحتث عن شيخ يظهر سماعه منه لسن يحتمله وكذلك سماع شيخه من شيخه إلى أن يصل‬ ‫الإسناد إلى صحابي مشهور إلى رسول الله"‪ .‬ر‪ :‬الحاكم‪ ،‬معرفة علوم الحديث‘ ‪ 1/710‬ابن‬ ‫جماعة المنهل الروي" ص‪ ‘993‬السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي‪.1/281 ،‬‬ ‫ثا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص‪.72‬‬ ‫ا ذكر الحاكم أن للمسلسل أنواعا ثمانية وأورد أمثلتهاء وتعقبه ابن الصلاح بأن ذلك صور‬ ‫وأمثلة للمسلسل وأنها لا تتحصر في ثمانية‪ .‬وصورة المسلسل كما عرفها ابن الصلاح‬ ‫وطائفة من علماء المصطلح‘ وهي ما تتابع رجال إسناده عند روايته على صفة أو حالة‬ ‫سواء في الراوي أو في الروايةث وصفة الراوي إما أن تكون قولا أو فعلا أو غير ذلك‘‬ ‫وذكروا أن أفضل المسلسل هو ما دل على اتصال السماع‪ ،‬كما ذكروا أن لهذا النوع فوائد‬ ‫منها زيادة الضبط للمروي‪ .‬ر‪ :‬الحاكم؛ معرفة علوم الحديث‘ ‪1/03-33‬ء ابن الصلاح علوم‬ ‫الحديث ص‪ '572‬السيوطيس تدريب الراوي‪.2/781 ،‬‬ ‫") ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب‘ مادة سلسل‘ ‪443/ 11‬ح الرازي‪ ،‬مختار الصحاح ‪.1/031‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية ح‪-‬‬ ‫ح‬ ‫تعريف‘ وذلك لأن المسلسل تظهر فيه مؤكدات الأخذ وتسلسل الأخذ من الأدنى‬ ‫إلى الأعلى فكأنه بتلك المؤكدات صار في قوة تماسك طريقه كسلسلة الحديد‬ ‫القوية المتسلسلة‪.‬‬ ‫ويقسم المطهري المسلسل إلى قسمين‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬وهو حديث اتفق رواته في وصف من الأوصاف‘ سواء كان قوليا أو‬ ‫فعليا أو هما معا‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لأد اء وكيفيته ولفظه ‪. (1‬‬ ‫اتفق رواته في وصف‬ ‫حديث‬ ‫و الثاني ‪ :‬وهو‬ ‫ثم ساق فيه المطهري تعريفات منها تعريف ابن حجر إذ يقول‪ ":‬وإن اتفق‬ ‫الرواة في إسناد من الأسانيد في صيغ الأداء؛ كسمعت فلانا‪ ،‬أو حدثتني فلان‪ ،‬أو‬ ‫قال‪ :‬حدثنا فلان وغير ذلك من الصيغ‪ ...‬أو غيرها‪-‬أي غير الصيغ۔‪ -‬من‬ ‫الحالات القولية؛ كسمعت فلانا يقول‪:‬أشهد بالله لقد حدثني فلان'غا‪.‬‬ ‫ويحد اطفيش المسلسل بقوله‪ ":‬والمسلسل سماع الظاهر الذي لا غبار عليه مثل‬ ‫أن يقول سمعت فلانا إلى آخر السند ويحكى في الرواية فعلا من الأفعال يذكره‬ ‫كل واحد منهم عن صاحبه بعينها‪.‬‬ ‫علي‬ ‫ويمثل اطفيش لذلك بمثل قول أبي أيوب الأنصاري لإنسان‪ (:‬صب‬ ‫فصَب فغسل رأسه) إجابة لسوأل رسول ابن عباس كيف كان يغسل رسول نف‬ ‫رأسه وهو محرم) ‪,‬‬ ‫("ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ‪.182‬‬ ‫"ا هريس فتح المغيث‪ ،‬ص‪ .182‬وأنظر وروده في‪ :‬ابن حجر‪ ،‬نخبة الفكرث ‪.1/132‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.214‬‬ ‫ا أخرجه البخاري في صحيحه‘ كتاب الحج باب الاغتسال للمحرم‘ ‪ )2/356(3471‬ومسلم‬ ‫في صحيحه‘ كتاب الحج‪ ،‬باب جواز غسل المحرم بدنه ورأسه‪ )2/468(5021 ،‬وابن حبان‬ ‫في صحيحه‘ كتاب الحج باب الإباحة للمحرم أن يغسل رأسه‪.)9/462(8493 ،‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضية‬ ‫حح‬ ‫ومثل قول الربيع‪ (:‬صب علي حتى أريك وضوء جابر بن زيد فإن جابرا‬ ‫قال صبا علئ حتى أريك وضوء ابن مسعود فإن ابن مسعود قال صب علئ‬ ‫حتى أريك وضوء رسول قل ) يقول اطفيش‪ ":‬سواء كانت الزيادة بعد ذلك؛ مش‬ ‫أن يقول فإن رسول الله ق قال لي صب علي حتى أريك وضوء جبريل عليه‬ ‫السلام‪ ،‬أم لم تكن"ل‪.‬ا‪.‬‬ ‫ويعطي اطفيش صورة إجمالية للمسلسل مبينا تعد صور العبارة التي تندرج‬ ‫تحته فيقول‪" :‬وحاصله أن الحديث الذي اشتمل على مزيد الضبط؛ كقوله أشهد‬ ‫باله لقد حتثنى فلان‪...‬الخ‪ ،‬أو يقول سمعت فلانا يقول سمعت فلانأآً‪...‬إلخ‪ ،‬أو‬ ‫يقول حدثني فلان بعد صلاة الجمعة قال حتثني فلان بعد صلاة الجمعة‪ ،‬أو يأتي‬ ‫بصفة لزمها كل راو‪ :‬كقوله حدثني فلان ورأيت خاتمه في يمينه أو يقول أضافنا‬ ‫فلان على الأسودين التمر والماء‪...‬إلى علي قال‪( :‬أضافنا رسول قة على‬ ‫الأسودين‪ :‬التمر والماء وقال من أضاف مؤمنا فكأنما أضاف آدم عليه السلام)‬ ‫ونحو ذلكك"‪.2‬‬ ‫المبحث الثالث أقسام أخرى في الحديث المشترك‪:‬‬ ‫الحديث المعلق‪:‬‬ ‫ورد العلق بمعنى الحبل الذي في أعلى البكرة التي يجذب بها الماء؛‬ ‫وعلق القربة هو السير الذي تَعلقً به‪ .‬و كل شيء غلق به شيء فهو مغلق ها‪.‬‬ ‫ولعل لفظ الحديث المُعق أخذ من تعليق الجدار أو تعليق الطلاق لاشتراك هذه‬ ‫المعاني مع المعاني اللغوية في دلالة عدم نتابع الاتصال واستمراره؛ وعليه فلا‬ ‫يبعد أن تكون المعاني اللغوية السابقة تشكل جزءا من أصله اللغوي‪.‬‬ ‫(!ا اإطفيش‪ ،‬جامع الشمل ص‪.314 -214‬‬ ‫‪2‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.314‬‬ ‫ا ابن منظور لسان العرب مادة علق‪ '01/662 ،‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‘ ‪.1/981‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫صح‬ ‫مأخوذ من تعليق‬ ‫ويعرفه اطفيش بأنه "ما حذف من أول إسناده لا وسطه‪،‬‬ ‫الجدار لقطع اتصاله"("اء وبمثل هذا التعريف عرفه في وفاء الضمانة(ثا‪ ،‬غير أنه‬ ‫حةه في موضع آخر بقوله‪ ":‬فإن لم يتصل بأن حذف من أول سنده أو جميعه لا‬ ‫وسطه فمعلق"(ا‪ ،‬فالقطع وفق التعريف الأول في أول السند فقط‪ ،‬والقطع وفق‬ ‫الحة الآخر يمكن أن يكون في الأول أو غيره مما عدا الوسط‪.‬‬ ‫ويعرآفه أبو عبيد السليمي بأنه‪ ":‬ما حذف بعض الرواة في أول سنده"“ا‪.‬‬ ‫ويعرفه محمد المطهري بتعريف أهل المصطلح بأنه" ما حذف من مبدأ سنده‬ ‫واحد فأكثر على التوالي ويعزى الحديث للى من فوقه من رواته"ةا‪.‬‬ ‫ويعرفه القنوبي بأنه‪ ":‬ما سقط منه راو فأكثر على التوالي من أول الإسناد")‬ ‫وهو التعريف السابق مع بعض تصرف‪.‬‬ ‫يقول المطهري‪ ":‬والمعلق في كتاب البخاري على نوعين‪ :‬أحدهما ما يكون في‬ ‫موضع آخر من كتابه موصولا‪ ،‬فهو يتصرف في إسناده باختصار والآخر ما لا‬ ‫!ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.824‬‬ ‫وقد أورد ابن حجر في تغليق التعليق رواية رواها عن ابن الصلاح في بيان أصل معناه؛‬ ‫فكأنه أخذ من تعليق الجدار وتعليق الطلاق ونحوه‪ ،‬وذلك لما يشترك الجميع فيه من قطع‬ ‫لاتصال‪ .‬ويعلق ابن حجر بقوله‪ ":‬قلت أخذه من تعليق الجدار وأما أخذه من تعليق الطلاق‬ ‫وغيره فهو أقرب للسببيه لأنهما معنوتان"‪ .‬ر‪ :‬العسقلاني ابن حجر أحمد بن‬ ‫علي(‪ 0 )258/9441‬تغليق التعليق‘ تح‪ :‬سعيد عبد الرحمن موسى القزقي‘ طا‪ ،‬المكتب‬ ‫الإسلامي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانش ‪5041‬ه ‪.1/7‬‬ ‫"ا اطفيش‪ ،‬وفاء الضمانة ‪.1/61‬‬ ‫(‪7‬ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ص‪.214‬‬ ‫() السليمي‪ ،‬مشكاة الأصول‘ (مخ)ى ص‪.421‬‬ ‫ا المطهري محمد فتح المغيث‪ .862 ،‬وانظر ورود عين هذا التعريف في‪ :‬القاسمي‪،‬‬ ‫قواعد التحديث‘ ‪1/4210‬‬ ‫ا القنوبي‪ ،‬مقدمات في علوم الحديث‘ ص ‪.12‬‬ ‫عار السنة عند الإاضية ح‬ ‫ححح<‬ ‫يكون إلا معلقا فهو يورده بصيغة الجزم ويستفاد منه الصتحة إلى من علق‬ ‫عنه("ا‪ .‬وينقل المطهري عن النووي قوله في حكم المسلسل‪" :‬فما كان منه بصيغة‬ ‫الجزم؛ كقال وفعل وأمر وروى وذكر معروفا فهو حكم بصحته من المضاف‬ ‫إليه(‪2‬ا‪ ،‬ثم يعلق على ذلك بقوله‪ ":‬وعلى كل فعلى المدقق إذا رام الاستدلال به أن‬ ‫ينظر في رجاله وسنده وتخريجه في المستخرجات ليرى صلاحيته للحجة‬ ‫وعدمها‪ ،‬والمحققون من أهل الفن يدرجون المعلقات في المنقطع"ةا‪.‬‬ ‫معرفة الاعتبار والمتابع و الشاهد‪:‬‬ ‫يبين اطفيش أن الاعتبار هو البحث عن الحديث الذي انفرد به راويه وهل هو‬ ‫ثقة(‪.‬‬ ‫ويفسر المطهري الاعتبار بأن يعمد الباحث أو الناقد إلى حديث لبعض الرواة‬ ‫يظن أنه فرد‪ ،‬فيقوم بتتبع طرقه من مظاتها كالجوامع والمسانيد والأجزاء‪٠‬‏‬ ‫ويسمى هذا التتبع عند علماء الحديث بالستبر ا‪.‬‬ ‫وقد يكون هذا التتبع أيضا لمعرفة ما إذا كان هذا الحديث لفرد قد رواه راو‬ ‫أخر غيره باللفظ أو بالمعنى أم لا‪ ،‬فإذا وجد باللفظ أو المعنى كان للحديث عندئذ‬ ‫أصل يرجع إليه‪ ،‬وإلا كان فردا مطلقاث أو غريباء وما يجده الناقد قد يكون متابعا‬ ‫وقد يكون شاهدا‪.‬‬ ‫يقول اطفيش مبينا عملية التتبع ومعنى التابع والشاهد" والحكم بالتفرد يكون‬ ‫بعد تتبع طرق الحديث الذي يظن أنه فرد هل شارك راويه آخر أم لا‪ ،‬فإن وجد‬ ‫("ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‘ ‪.072‬‬ ‫(‪ )2‬انظر ورود كلام النووي في تدريب الراوي‪ .‬ر‪ :‬السيوطيء تدريب الراوي‪.1/711،‬‬ ‫{‪7‬ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪.072 ،‬‬ ‫(‪ )4‬اطفيش‪ ،‬جامع الشمل‘ ‪4‬ص‪.92‬‬ ‫ا المطهريء فتح المغيث‪.932 ،‬‬ ‫©ام‪.‬س‪.042 ،‬‬ ‫عار السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫بعد كونه فردا أو راويا آخر ممن يصخ أن يخرج حديثه للاعتبار والاستشهاد‬ ‫وافقه؛ فان كان التوافق في اللفظ سمي متابعاء وإن كان بالمعنى سمي شاهدا‬ ‫وان لم يوجد من وجه بلفظه أو معناه فانه يتحقق فيه التفرد المطلق حينئذ‬ ‫ومظتته معرفة الطرق التي يحصل بها المتابعات والشواهد وتنتفي بها الفردية‬ ‫الكنب المصنفة في الأطر اف'"‪.).‬‬ ‫فالحديث المتابع كما يعرفه المطهري هو الحديث الذي يرويه بلفظ الحديث‬ ‫الأول راو يصلح حديثه عمن روى عنه الراوي الأول‪ ،‬فيقال‪ :‬هذا حديث له‬ ‫متابع‪ ،‬رواية فلان عن فلان‪ ،‬أو تابعه يعني الراوي فلان"غا‪.‬‬ ‫ويعرف الشاهد بأنه‪ ":‬حديث يروى بمعنى الحديث الأول وذلك بأن يروى متن‬ ‫الحديث الأول من رواية صحابي آخر فيقال له شاهد من رواية فلان "(‪3‬ا‬ ‫قال المطهري‪ ":‬وإطلاق المتابع على ما يكون باللفظ‪ ،‬والشاهد على ما يكون‬ ‫بالمعنى هو غالب الاستعمال‪ ،‬وقد يطلق المتابع على الشاهد و العكس“ا‪.‬‬ ‫الحديث النازل والعالي‪:‬‬ ‫يعرف اطفيش النازل بأنه‪ " :‬ما روي عما دون الثقات المشهورين‪ ،‬وربما يقع‬ ‫فيه خلل"ةاؤ أما العالي فيعرفه بأنه‪ ":‬ما روي عن الثقات المشهورين“ا‪.‬‬ ‫ويمثل بالإسناد العالي المطلق بقوله‪ :‬وبالنسبة لمطلق الأسانيد كرواية الربيع بن‬ ‫حبيب فلته أقرب إلى رسول الله هه ممن جاء بعده من مصتفي كتب الحديث"ا‪.‬‬ ‫"ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل ‪4‬ص‪.42‬‬ ‫ا المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪.042 ،‬‬ ‫(تام‪.‬س‪.042 ،‬‬ ‫ل“ام‪.‬س‪.042 ،‬‬ ‫ا اطفيش‪ ،‬جامع الشمل؛ ص‪.924‬‬ ‫©ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.924‬‬ ‫‪7‬ام‪.‬س‪ ،‬ص‪.334‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ح‬ ‫ويعرف المطهري العالي بأنه‪ ":‬الذي قلت رجال إسناده أي عدد رجاله بالنسبة‬ ‫إلى غير ه"( ‪ (1‬‏‪ ٠0‬ويورد تقسيمه الى خمسة أقسام ‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬العلو المطلق‪ :‬وهو قرب الراوي من رسول الله فقه بعدد قليل‬ ‫ه‬ ‫مقارنة بسند آخر‘ يرد بذلك الحديث بعينه بعدد كثير أو بالنسبة لمطلق‬ ‫الأسانيد‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬قرب الراوي من الإمام وذلك مثل أئمة الحديث بصفة عالية‬ ‫ه‬ ‫مثل الحفظ والضبط كمالك والشافعي وأبي عبيدة وضمام‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬قرب الراوي من رواية الشيخين والربيع وأصحاب الصحاح‬ ‫ه‬ ‫والسنن‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬العلو بتقتم وفاة راو عن شيخ على وفاة راو آخر عن الشيخ‬ ‫ه‬ ‫أو قبله ‪.‬‬ ‫واحد‬ ‫سماعه مع تأخر الوفاة في وقت‬ ‫سو ا ء كان‬ ‫نفسك‬ ‫الخامس‪ :‬العلو بتقتم السماع من الشيخ‪ ،‬فالذي تقتم سماعه من شيخ ما‬ ‫ه‬ ‫يعد أعلى ممن سمع ذلك الشيخ نفسه من بعد (‪,)2‬‬ ‫ويعرف المطهري النازل بأنه" الحديث الذي كثر رجال إسناده بالنسبة لإلى‬ ‫غيره"اء ويورد المطهري أقسامه الخمسة‪:‬‬ ‫بعدد كثير‬ ‫الأول‪ :‬النزول المطلق‪ :‬وهو بعد الراوي من رسول الله ق‬ ‫ه‬ ‫من الأشخاص الرواة مقارنة بسند آخر يرد بذلك الحديث بعينه بعدد قليل‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬بعد الراوي من إمام من أئمة الحديث متصف بصفة عالية من‬ ‫ه‬ ‫الحفظ والضبط مثل مالك والشافعئَ وأبي عبيدة وضمام‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬البعد بالنسبة لرواية الربيع والشيخين وأصحاب السنن‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪.8‬‬ ‫فتح المغيث‘‬ ‫)‪ (1‬المطهر ي‬ ‫‪.8-972‬‬ ‫فتح المغيث‘‬ ‫ر ‪ :‬المطهري‪،‬‬ ‫تصرف‬ ‫)‪ (2‬ببعض‬ ‫‪.082‬‬ ‫)‪ (3‬المطهر ي‪ ،‬فتح المغيث‘‬ ‫علوم السنة عند ال‪ .‬ضية‬ ‫ححححصح‬ ‫الرابع‪ :‬النزول الحاصل بتأخر وفاة الراوي عن شيخ ما عن وفاة راو‬ ‫ه‬ ‫أخر عن ذلك الشيخ‪.‬‬ ‫ه الخامس‪ :‬النزول بتأخر السماع من شيخ ماؤ فالذي تأخر سماعه من‬ ‫الشيخ يعد أنزل ممن سمع من ذلك الشيخ نفسه قبل ذلك(‪.).‬‬ ‫خبرالمتن‪:‬‬ ‫ورد ذكر خبر المتن بداية عند ابن بركة وعرفه بقوله‪ ":‬وأما أخبار المتن‪ ،‬فهي‬ ‫التي تروى عن النبي تلة ولا يذكر من رواها من الصحابة‪ ،‬ويعتمد على‬ ‫صحتها‪ ،‬وتسمى مثل هذه الأخبار المتن‪.2.‬‬ ‫ويظهر من كلام ابن بركة أتها أخبار تعورف على صحتها وتنوقلت باختصار‬ ‫إسنادها‪ ،‬إذ أن قوله واعتمد على صحتها يقتضي أنها صحيحة وقبلت وتنوقلت‬ ‫باعتبارها متونا‪.‬‬ ‫والموتبي‬ ‫وقد تبع ابن بركة في هذا التعريف أبو عبد الله الكندي في البيان‬ ‫في الضياء(“ا‪ ،‬وأبو بكر الكندي في المصنفا‬ ‫ويحة الشماخي المتن بأنه‪ ":‬ما تضمنه الكلام من خبر‘ واستخبار‪ ،‬وأمر‪ ،‬ونهي‬ ‫ومنطوق ‪ 0‬ومقعهوم؛‬ ‫وعام ‘ وخاص ئ ومجمل ومبين‬ ‫س‪‎‬‬ ‫(‪.‬‬ ‫ونحوها‬ ‫ُ‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ويعرف أخبار المتن بأنها‪ " :‬ما أخبر به من غير سند اعتمادا على صحتها‪.‬‬ ‫( ببعض تصرف ر‪ :‬المطهري‪ ،‬فتح المغيث‪.082 ،‬‬ ‫كا ابن بركة‪ ،‬الجامع‪.1/71 ،‬‬ ‫ثا الكندي أبو عبد الله‪ ،‬بيان الشرع ‪.1/81‬‬ ‫(‪ (4‬العوتبي‪ ،‬الضياء‘ ‪.2/352‬‬ ‫(‪ )5‬الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘ ‪.1/93‬‬ ‫‪.934‬‬ ‫)‪ (6‬الشماخيء شرح مختصر العدل‘ ص‬ ‫”ام‪.‬س‪ ،‬ص ‪.244‬‬ ‫حححص=ح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ويؤكد ما قلناه إن مرادهم بأخبار المتون هي متون الأحاديث التي ثبتت‬ ‫صحتها قول عمرو التلاتي شارحا تعريف الشماخي فيقول‪":‬أخبار المتن أي‬ ‫الأحاديث المسماة بهذا الاسم‪ ،‬هي "ما" أي‪ :‬شي من الأخبار‪" ،‬أخبر" أي‪ :‬أعلم به‪.‬‬ ‫راويه"‪ :‬سامعه‪" ،‬من غير سند" أي‪ :‬من غير ذكر رواته وإنما لم يذكرهم؛‬ ‫"اعتمادا" إي ‪ :‬لأجل استناده في عدم ذكرهم على "صحته" أي ‪ :‬ثبوته عنه يل وعدم‬ ‫احتياجه إلى ذكرهم كأن يقال‪ :‬قال يَل‪ (:‬إنما الأعمال بالنيات الحديث) (" ()‪.‬‬ ‫خبر الصحيفة‪:‬‬ ‫يذكر ابن بركة خبر الصحيفة بقوله‪" :‬وأما خبر الصحيفة‪ ،‬فهو أن يروي‬ ‫الراوي الخبر إلى أن ينتهي به إلى رجل فيقول‪ :‬عن أبيه عن جةه ولم يذكر ذلك‬ ‫المذكور النبي يل فإذا كان هذا الخبر على هذا الوصف ونحوه سمي خبر‬ ‫الصحيفة"ةا‬ ‫ويظهر من كلام ابن بركة أنه يشير إلى مثل صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه‬ ‫فلعله أر اد‬ ‫أن عبار ة ابن بركة التي نقلت في كتابه ناقصة\‬ ‫وفي تقدير ي‬ ‫جدها‬ ‫عن‬ ‫التمثيل بصحيفة عمرو بن شعيب التي نقلها وهي صحيفة جده عبد الله بن عمرو ‪6‬‬ ‫وتبقى عبارة ابن بركة لا تخلو من إشكال في صياغتها الحالية؛ ويظهر الإشكال‬ ‫أيضا في نقل من نقل عنه من العلماء‪ ،‬فقد جرى على تعريف ابن بركة أبو عبد‬ ‫الله الكندي في البيانا‪ ،‬و العوتبي في الضياءا‪ ،‬وأبو بكر الكندي في‬ ‫المصنفأ؟ًا‬ ‫!ا تقدم تخريجه ص‪.93‬‬ ‫{‪2‬ا التلاتي رفع التراخي‪( ،‬مخ)ى ص ‪.391‬‬ ‫(ا ابن بركة‪ ،‬الجامعث ‪.1/71‬‬ ‫(ا الكندي أبو عبد الله‪ ،‬بيان الشر ع ‪.1/71‬‬ ‫ا العوتبي‪ ،‬الضياء‘ ‪.2/,352‬‬ ‫ا الكندي أبو بكر‪ ،‬المصنف‘ ‪.1/04‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫ححح=‬ ‫ويبين الوارجلاني مسألة أخبار الصحيفة بقوله‪" :‬وأما أخبار الصحيفة فناس‬ ‫كانوا يكتبون كلما سمعوا عن رسول الله يلة كعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‬ ‫عن رسول الله ة‪ .‬وذلك (أن عبد الله بن عمرو بن العاص استأذن رسول الله ة‬ ‫أن يكتب كل ما سمع منه ‪ ،‬فقال عليه الصلاة والسلام‪ :‬اكتب فقال‪ :‬أكتب ما‬ ‫سمعت منك ولو في حال الغضب يا رسول الله؟ فقال له‪ :‬اكتب فوالذي نفسي بيده‬ ‫لا يخرج منه إلا حق يريد لسانه(")) "(غا‪.‬‬ ‫ثم يذكر التلاتي اسم بعض من اشتهر بالصحائف مثل عمرو بن شعيب بن‬ ‫محمد بن عبد الله بن عمرو ابن العاص وبهز بن حكيم بن معاوية بن حمدة‬ ‫القنسيري كان يحدث عن أبيه عن جده في مثل هذا" ا‪.‬‬ ‫ويذكر الوارجلاني أنهم ‪ -‬يريد جملة المحدثين(“ا‪ -‬لم يقوتوا خبر الصحيفة‪.‬‬ ‫كما أنهم لم يطرحوه‘ ولكن استثني من الصحائف صحيفة عمرو بن حزم فهي‬ ‫"ا أخرجه الحاكم في المستدركث كتاب العلمى ‪ 1/781(953)0‬والدارمي في سننه‘ في‬ ‫المقدمة‪ ،‬باب من لم ير كتابة الحديث ‪ ،)1/631(484‬والخطيب البغدادي" في تقييد العلم‪.‬‬ ‫القسم الثالث‪ ،‬الفصل الأول‪ ،‬باب ذكر الروايات عن عبد اللهث‘ ‪.1/18‬‬ ‫ثا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/341 ،‬‬ ‫(ا الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/341 ،‬‬ ‫ا دار الخلاف بين العلماء في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬قيل بعدم سماع‬ ‫عمرو عن أبيه‪ ،‬وقيل إنه سمع منه‪ ،‬وإنما رواية عمرو عن أبيه عن جده كتابا وليس سماعاء‬ ‫ومنهم من ذهب إلى توثيق رواية عمرو عن أبيه عن جده‪ ،‬بل ذهب بعضهم إلى أن رواية‬ ‫عمرو عن أبيه عن جده هي سماع وليس كتابا‪.‬‬ ‫ووجدنا تصحيحا لروايات معينة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حتى عند‬ ‫علماء فن علل الحديث‪ ،‬وهم من أكثر الناس تدقيقا كيحيى بن معين والدارقطني وابن‬ ‫الجوزي وغيرهم‪ ،‬وصوب ابن أبي حاتم رواية سئل عنها فذكر أن صوابها جاءت من طريق‬ ‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وتبقى صورة روايتهم كتابا هي محل نظر النقاد‪.‬‬ ‫ومع ذلك فقد اختلف النقل حتى عند هؤلاء العلماء الذين نقل عنهم التصحيح لرو ايتهم‬ ‫فنقل عنهم التعليل أيضاء فنقل الدوري مثلا عن يحيى بن معين أن روايتهم كتابا ولذلك جاء‬ ‫ححجحجحح عالم السنة عند الا ضية‬ ‫وسبب ذلك أن رسول الله ة كتب لعمرو بن حزم هذه الصحيفة‘ ثم‬ ‫صحيحه‘‬ ‫بعثه بها إلى اليمن عاملاًك وهي تحوي جملة من سنن رسول ا له يل ذكر أن‬ ‫فيها سنن العقول والديات وغيرها("ا‪.‬‬ ‫ويذكر الوارجلاني أن ابن عبد البر ذكر في بعض كتبه أن جابرا بن زيد ة‪:‬‬ ‫رحل إلى صحيفة عمرو بن حزم‪ ،‬وتوسل إلى آل خزم ليوقفوه عليها فأوقفوه‬ ‫عليها فقرأها كلها‪ ،‬وأشهر ما فيها عند العلماء حتى كادت أن تعد من المسند(;ا‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فسبب تضعيف خبر الصحائف كما ذهب إليه من ذهب من‬ ‫المحتثين راجع إلى أن هذه الصحائف قد توارثها الأبناء عن الآباء ولذلك‬ ‫ضعفوها‪ ،‬فلعلها لم يتحقق فيها السماع"ا‪.‬‬ ‫ضعفه‘ بينما نقل عن يحيى في مصادر أخرى توثيقه‪ ،‬وورد اختلاف القول عند أحمد كما‬ ‫ورد الاختلاف عن غيرهما‪ ،‬ولا يتسع المقام للإطالة‪.‬‬ ‫لمزيد من تفصيل الأقوال معزوة إلى أئمة المحدثين وعلماء العلل انظر‪ :‬ابن معين‪،‬‬ ‫التاريخ‪ ،4/264 ،‬ابن معين أبو زكريا يحيى بن معين(‪ 032/548)0‬من كلام أبي زكريا في‬ ‫الرجال‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد نور سيفؤ دار المأمون للتراث دمشق‘ ‪0041‬ه‪٬‬ص‪،84‬‏ الرازي‬ ‫ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد (‪ ،)042/558‬علل الحديث‘ تح‪ :‬محب الدين الخطيب‬ ‫‪ ،1/964‬الشيباني أبو عبد الله احمد بن حنبل‬ ‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت لبنان ‪5041‬ه‬ ‫(‪ 142/658)6‬سؤالات أبي داود لأحمد بن حنبل تح‪ :‬زياد محمد منصور ط‪ ،1‬مكتبة العلوم‬ ‫البغدادي ابن شاهين عمر بن أحمد بن‬ ‫‪©1/032-132‬‬ ‫والحكم‪ ،‬المدينة المنورةء ‪4141‬ه‘‬ ‫عثمان بن أحمد(‪ ،)583/599‬ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه تح‪:‬حماد بن محمد‬ ‫الأنصاري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة أضواء السلف‪ ،‬الرياض السعوديةث ‪9141‬ه‘ ص‪06‬س ابن الجوزي‬ ‫عبد الرحمن بن علي(‪ )795/1021‬العلل المتناهية‪ ،‬تح‪ :‬خليل الميس ط!اس دار الكتب‬ ‫الدارقطني ‘ العلل الواردة في الأحاديث‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانث ‪3041‬ه ‪،2/127‬‬ ‫النبويةش ‪.. 2/6510451‬‬ ‫() الوارجلاني‪ ،‬العدل‪.1/341 ،‬‬ ‫"امس ‪.1/441‬‬ ‫(“ام‪.‬س‪.1/441 ،‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضية‬ ‫ح‬ ‫ونجد عند الشماخي تعريفا لأخبار الصحيفة بأنها‪ ":‬ما يرويه الراوي عن أبيه‬ ‫عن جده‪ ،‬من صحيفة عندهم‪ ،‬كأخبار عمرو بن شعيب وكصحيفة عمرو بن‬ ‫حزم"("ا‪ .‬وجرى على تعريفه عمرو التلاتي"ا‪.‬‬ ‫كانت هذه الوقفة المتقدمة مع الأخبار التي تشترك بين القبول والرة‪ ،‬وفكرة هذا‬ ‫التشارك أن القبول لا يعتمد على وصفها وحدها ولكن بصفات أخرى تؤثر فيها‪.‬‬ ‫وتبعا لهذه الصفات يجري حكم قبولها من عدمها فما توفرت فيه صفات الصحة‬ ‫صح‪.‬‬ ‫ويأتي الحديث المرفوع في مقتمة هذه الأنواع‪ ،‬وقد عبر أئمة الإباضية‬ ‫المتقدمون عن الرفع بمعناه الاصطلاحي‘ وتدور تعريفاته على ما أضيف إلى‬ ‫النبي ل ويحكم له بالحجيّة في حال صحته‘ وهناك صيغ تقتضي الرفع وأخرى‬ ‫لا تقتضيه بيّنوها وذكروها‪.‬‬ ‫أما الموقوف فحةه عندهم على قولين؛ قيل ما وقف على الصحابي‘ وقيل ما‬ ‫وقف على الصحابي والتابعي‪ ،‬وقد وجد تعريفه مبكرا؛ فعرفه ابن بركة وجاءت‬ ‫تعريفات المتأخرين آخذة منه ومن تعريفات أهل المصطلح‪ ،‬واختلفوا في حجيته‬ ‫وتصحيحه‘ فمنهم من صححه وقبله ومنهم من قيد قبوله بقيود وفصل في هذا‬ ‫القبول‪.‬‬ ‫أما المقطوع فمنهم من جعل مسماه والمنقطع سواء كابن بركة والملشوطي‬ ‫والسوفي‪ ،‬ومنهم من حده بما أضيف للتابع أو للتابعي ومن دونه على قول آخر‬ ‫والقول الصحيح المعتمد في المذهب تضعيفه وإن أجاز الوارجلاني وسعيد‬ ‫الجربي العمل به‪ ،‬ولعل إجازتهما له إذا لم يوجد في المسألة قول غيره‪.‬‬ ‫‪.544‬‬ ‫شر ح مختصر العدلء ص‬ ‫)‪ (1‬الشنماخي‪،‬‬ ‫(مخ)‪ .‬ص ‪.391‬‬ ‫)‪ (2‬التلاتي رفع التراخي‪،‬‬ ‫علور السنة عند الإباضية‬ ‫ححح=‬ ‫أما المسند أو المتصل فهو معبر عن وصف للإسناد يقتضي تحقق صفة من‬ ‫صفات الصتحة لكن لا بة من تحقق باقي صفات الصتحة‪ ،‬وقد رأينا التعبير الففي‬ ‫للمسند أو المتصل موجودا عند أئمة الإباضية المتقدمين‪ ،‬وجاء التعريف بهما عند‬ ‫من جاؤوا بعدهم كالوارجلاني ومن بعده‪ ،‬وقد رأينا تداخل النظرة للمسند‬ ‫والمتصل عند بعضهم فجمعناهما في العرض والاتصال يقتضي الرفع لذلك‬ ‫جاءت بعض التعريفات معبرة عن ذلك‘ وقد استفاد المتأخرون في تعريفاتهم‬ ‫للمسند والمتصل من مدرسة المصطلح استفادة ملحوظة‪.‬‬ ‫أما المسلسل والمعلق والعالي والنازل نجدها أكثر عند المتأخرين فيي‬ ‫وتعريفاتها مأخوذة من أهل الاصطلاح وقد عزاها العلماء الذين ذكروها إليهم‪.‬‬ ‫بقي أن نشير أنا وجدنا ذكرا لأخبار المتن والصحيفة عند المتقدمين‬ ‫فأوردناهما‪ ،‬ومرادهم بأخبار المتن ما صح منها ولذلك صححها من ذكرها‪ ،‬وأما‬ ‫أخبار الصحائف فالذي يظهر أنها المدونة في الصحائف‘ كصحيفة عمرو بن‬ ‫حزم وصحيفة عمرو بن شعيب‘ وهذه اختلف فيها علماء الأمة‘ ولعل من‬ ‫صححها من علماء الإباضية لم يكن وحده الذي صححها والله أعلم‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضية‬ ‫ح‬ ‫الخامة‬ ‫عني الإباضية بالستة وتناولوها بالتراسة والتدقيق والاستنباط‪ ،‬وقد كشفت لنا هذه‬ ‫الدراسة عن جوانب متعددة لهذه العناية‪ .‬وقد تجلى من خلال هذه الدراسة الكثير‬ ‫من الحقائق والمعارف التي ظلت دفينة التراث الإباضي الواسع المخطوط‬ ‫والمطبوع على السواء؛ إذ كان نهج التدوين الشامل لهذا التراث مخفيا لهذه‬ ‫الحقائق‪ ،‬وأبرزت هذه الدراسة التواؤم ونسيج الترابط بين الإباضية وباقي الأمة‬ ‫في أخذهم وعطائهم بما يسكت الأصوات التي تحاول عزل هذه الفرقة عن باقي‬ ‫الأمة جماعة وأفراداء هذه الأصوات التي جعلت من فرقة المسلمين هدفا ومرادا‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فإن الكثير من الحقائق التي تجلت خلال الدراسة يصعب عرضها‬ ‫لكننا سنختار في قطافنا هذا بعضا من ثمرها الحلو‪ ،‬ونتعرض لبعض من شذا‬ ‫أريجها الطيب‪.‬‬ ‫«» استعمل الإباضية مصطلح السنة بدلالاته الفقهية والحديثية والأصولية‪.‬‬ ‫وعنوا بتعريفه وتحديده‪ ،‬ونظروا إلى السنة نظرة الشمول لكل جوانب‬ ‫الحياة ومناحيها‪ ،‬واختلفت نظرتهم في توسع دلالة السنة في علاقتها‬ ‫بالخبر والأثر بين شمولها لهما وبين تحديد كل على حدة‪.‬‬ ‫«» قستم الإباضية السنة إلى قوليّة وفعلبّة وتقريريّة‪ ،‬وتعددت أوجه ورؤودها‬ ‫عندهم مؤكدة أو مبينة أو ناسخة أو مستقلة الحكم‪ ،‬وظهرت عنايتهم بهذه‬ ‫التقسيمات والأوجه خاصة البيان الذي تنوع عندهم إللى بيان القول‬ ‫والفعل والترك‪ ،‬وتعددت أوجه البيان من تخصيص لعام أو تقييد لمطلق‬ ‫أو غير ذلك بما يجلي عنايتهم بهذه الأقسام وإدراكا منهم لفهم السنة‪.‬‬ ‫‪ 4‬مثلت السنة مصدر الهداية والتشريع الثاني عند الإباضية‪ ،‬وقد أصتلوا‬ ‫ذلك بالتدليل على حجية السنة من القرآن‪ ،‬وفرعوا تبعا لذلك أصولا‬ ‫فرعية كوجوب الالتزام بالسنة والتقيد بهاغ وجاء من ثمرة ذلك الفتوى‬ ‫برد كل ما خالف السنة والحكم ببطلانهى ورفض التقليد غير الموافق‬ ‫علوم السنة عند الا ضية‬ ‫حجححح‬ ‫للسنة واعتبارها قرينة القرآن في الاستدلال واشتراط العلم بها في‬ ‫الفتوى‪.‬‬ ‫«» اعتنى الإباضية بنقد الحديث طلبا لتصحيحه وصونه‪ ،‬وكان لأئمتهم من‬ ‫التابعين كجابر بن زيد وأبي عبيدة مسلم فضل تأسيس نقد الحديث‬ ‫عندهم‪ ،‬وبنى هذان الإمامان نقدهما على معرفة الروايات وإدراك أحوال‬ ‫الرواةث وجاء دور ابن بركة النقدي ومن بعده من العلماء مكملا لأئمة‬ ‫المذهب قبله‪ ،‬وقام نقدهم على أساس القبول ثمرة للتصحيح‘ والرد ثمرة‬ ‫للتضعيف© والتوقف عند عدم تحقق أي واحد منهما‪.‬‬ ‫"‪ +‬بدت سمة التداخل واضحة بين جوانب من نقد السند والمتن في تراث‬ ‫الإباضية‪ ،‬ولعل مرجع هذا التداخل إلى معالجتهما معا ضمن تعاليقهم‬ ‫على الروايات‪ ،‬وعلى كل حال فقد كان النقد منطلقا ضمن ضوابط‬ ‫وقواعد تظهر من خلال كلامهم على الروايات وإن لم تفرد كقواعد‬ ‫مصطلح عليها‪ ،‬وقد كشفت الدراسة وجود عدد من قواعد نقد الإسناد‬ ‫كالعدالة والضبط واتصال السند وخلو المروي من العلل كعلة مخالفة‬ ‫الأصول من القر آن وصحيح السنة والإجماع‪.‬‬ ‫« كشفت الدراسة عن بعض خصائص المدرسة الإباضية النقدية‪ ،‬ففي‬ ‫شرط العدالة كانت كالمحدثين بل أشد وفي اتصال السند اقتربت من‬ ‫منهج الفقهاء ومالت إلى حالة الطمأنينة في الاتصال‪ ،‬وهذا عائد إلى‬ ‫امتزاج منهج الفقهاء والمحتثين النقدي لديها‪ ،‬فبحكم الإطار الفقهي لها‬ ‫عكست منظور الفقهاء‪ ،‬وبالتلقي المباشر عن الصحابة والتابعين وأهل‬ ‫الرواية تأثرت بمنهج أهل الرواية وهي أيضا بحكم تنقل أئمتها الأوائل‬ ‫و تقلبهم بين العراق ‪-‬حيث مدرسة الرأي‪ -‬والحجاز ‪ -‬حيث مدرسة‬ ‫الأثر ‪ -‬تأثرت بهما معا‪.‬‬ ‫"‪ +‬عكست قواعد نقد المتن عند الإباضية عناية فائقة بالمتن ترجمت‬ ‫المنظور الفقهي لهذا النوع من النقد وفي مقدمة هذه القواعد نقد الحديث‬ ‫ضية‬ ‫يحححححح علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫بعرضه على القرآن وصحيح السنة والنقد بمخالفة العقل والحق وصحيح‬ ‫الحقائق المشتهرة‪ ،‬ورأينا معالجة المتن من خلال منهج التأويل والأخذ‬ ‫بالاحتياط معتنى به بشكل واضح في تراثهم‪.‬‬ ‫«» أبرزت الدراسة بعض الدقائق المعتنى بها في النقد عند الإباضية ككون‬ ‫الحكم صحة أو ضعفا هو ظني‘ واعتبار المجمع على تصحيحه مع‬ ‫غيرهم من أبناء الأمة أعلى أنواع الصحيح إذ أفرزوه بمسمى "المجمع‬ ‫على تصحيحه"‪ ،‬ورفض أي صورة مصادمة للكتاب العزيز‪.‬‬ ‫«» أفرز جو الاعتدال الذي اتسم به الإباضية في نشأتهم وتعاملهم مع‬ ‫غيرهم اعتدالا في التلقي والأخذ عن مخالفيهم فلم يوصدوا باب الأخذ‬ ‫من غير طرقهم كما فعلت بعض الفرق‪ ،‬ومال منهجهم إلى تغليب‬ ‫القبول‪ ،‬وكان شعار أئمتهم قبول الحق ممن جاء به كائنا من كان‪ .‬لكن‬ ‫هذا القبول لم يتخذ طابع التقليد بل قام على قواعد من التمحيص نظرها‬ ‫الإباضية ثم طبقوا عليها‪ ،‬فما لم يحظ بشرط القبول وقع بين الرة أو‬ ‫التوقف‪.‬‬ ‫" كشفت الدراسة عن بعض جوانب من عناية الإباضية بفن الإسنادث غير‬ ‫أن بعض الضمور يكتنف هذه العناية ولعل مرجع ذلك إلى خلو ساحتهم‬ ‫من الكذب والوضع إذ كان تطور هذه العلوم ثمرة لذلك‪ ،‬أضف إلى‬ ‫ذلك وجود التحديث بدون إسناد عند الصحابة والتابعين‪ ،‬على أر‬ ‫الدراسة أبانت عن جانب كبير من النقل تم بواسطة الأسانيد وحملة العلم‬ ‫إلى المشرق والمغرب الذين نقلوا العلم والرواية من الحجاز والعصراق©ؤ‬ ‫وسلاسل نسب الدين ونسب الإسلام التي تلقت عنهم مغربا ومشرقا‪.‬‬ ‫« أخذت عناية الإباضية بفن الجرح والتعديل جانب العموم في الرواية‬ ‫والشهادة وأحكام الولاية والبراءة‪ ،‬وأثمر هذا العموم تداخل مصطلحات‬ ‫العدل والولئ والثقة في التعبير بها في الجوانب المتقدمةث وكشفت وجود‬ ‫حححححح علوم السنة عند الا ضية‬ ‫فرعيات مسائل الجرح والتعديل داخل تراث الإباضية لكنها غير مفردة‬ ‫وحدها‪.‬‬ ‫«» عبرت الشروط العامة للراوي عن مزيد التدقيق في قبول الرواية‪.‬‬ ‫وتعددت هذه الشروط بين متفق عليها بين الإباضية ومختلف في‬ ‫بعضهاا فالإسلام والعدالة والبلوغ والعقل والضبط والمروءة وعدم‬ ‫التدليس متفق عليها‪ ،‬وتندرج تحت بعضها فرعيات أخرى فالبدعصة‬ ‫والجهالة مثلا تتفرع عن العدالةث وقد شدد الإباضية في شرط العدالة‬ ‫وعدم التدليس أكثر حتى من المحدثين‪.‬‬ ‫"‪ +‬جاءت كتابة علماء الإباضية في تراجم علمائهم وتاريخهم معتنية بتقييد‬ ‫أخبارهم وآثارهم‪ ،‬لكنها اتخذت شكلا عموميا في بيان حياة كل مترجم‬ ‫له وتاريخه وأخباره‪ ،‬ولم تأت على نسق ما كتبه المحدثون في تراجم‬ ‫الرجال‪ ،‬ولعل سبب ذلك عائد إلى نهج التدوين التاريخي العام لكتابات‬ ‫علماء المذهب واتسمت هذه الكتابات بالاختصار وحذف الأسانيد‬ ‫تخفيفاى ورغم ضياع الكثير مما كتب في هذا الجانب فقد كشفت الدراسة‬ ‫عن عدد كبير من المصادر في الطبقات والتراجم والتاريخ والسير‬ ‫وكتب الأنساب وكثير منها مخطوط يحتاج إلى عناية وإبراز‪.‬‬ ‫"ه أبرزت الدراسة توقير الإباضية لأهم حلقة في الإسناد إلى النبي ق وهم‬ ‫الصحابة وأكدت حقيقة تنزه علماء الإباضية في ذلك‘ وأن علماعءهم‬ ‫اليوم اتخذوا الوقوف عن الخوض فيما شجر بين الصحابة مسلكاث وهذا‬ ‫المسلك امتداد لمسلك طائفة كبيرة من متقدميهم‪ .‬على أن وجود أناس من‬ ‫الإباضية تكلموا في قضية الفتنة بين الصحابة حقيقة أشارت إليها‬ ‫الدراسة‪ ،‬لكن ليس من العدل محاكمة مدرسة كاملة بمقالة عدد قليل‬ ‫ّ‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫«» وفي مسألة حجية قول الصحابي قل الخلاف‪ ،‬إذ ذهب جمهور الإباضية‬ ‫إلى أن قوله ليسوا حجة‪ ،‬وذهب البعض منهم إلى اعتباره حجة‪ ،‬فيبقى‬ ‫ححح= علوم السنة عند الاإناضية‬ ‫تقليد قول الصحابة على الاختيار وإن صرح جملة من الإباضية باعطاء‬ ‫عهدهم مزية لا يرقى إليها أي عهد بعدهم‪.‬‬ ‫«» كشفت الدرسة عناية الإباضية بمتن الحديث ودرايته‪ ،‬ووقفنا خلالها على‬ ‫ما يعبر عن فقه الحديث استدلالا واستنباطاء ويأتي في مقدمة ذلك فن‬ ‫مختلف الحديث الذي أبدى منهجية عميقة في التعامل مع المتون‬ ‫المتعارضة من خلال قواعد درء التعارض بالجمع أو الترجيح‪.‬‬ ‫"٭ وبرز فن ناسخ الحديث ومنسوخه مكملا جانب العناية بالمتن وفقهه مقيدا‬ ‫بضوابطه وشروطها وقد وجدنا عناية الإباضية به وتأكيد شرعيته‪.‬‬ ‫وجواز نسخ السنة للقرآن عندهم والعكس عند جمهورهم‪ ،‬وأكدوا على‬ ‫الأمارات التي يستدل بها على النسخ؛ وحوت مكنونات تراثهم على بيان‬ ‫واسع للنسخ ونماذجه وصوره‪.‬‬ ‫«» وتتكامل صورة العناية بالمتن بفن غريب ألفاظ الحديث‘ الذي عني به‬ ‫الإباضية في الإفصاح عن معاني الألفاظ ليعين في فقه المتن وإدراكه‪.‬‬ ‫وجاءت تفسيرات الغريب عندهم متوافقة مع تفسير علماء الغريبث‬ ‫وحوى تراثهم بيان ألفاظ المتون بحيث لو تتبع لشكل مادة واسعة‬ ‫لأطاريح ودراسات عدة‪.‬‬ ‫«» أبرزت الدراسة عناية الإباضية بعلم مصطلح الحديث وتقسميات الحديث‬ ‫وأحكامها؛ وتجلت العناية بعدد من مصطلحات هذا الفن الجليل منذ فترة‬ ‫مبكرة سواء ما كان على صورة الاستعمال الففي للمصطلحات أو‬ ‫التحديد والتعريف والحكم‪ .‬وبدا فن المصطلح مترجما لتنوع منهج الأخذ‬ ‫به داخل المدرسة الإباضية‪ ،‬فمن مال إلى منهج الفقهاء انعكس في بعض‬ ‫`‬ ‫أحكامه الاصطلاحية‪ ،‬ومثله من غلب منهج المحدثين‪.‬‬ ‫«» كشفت لنا فصول مصطلح الحديث عن تطور المصطلحات وتنقيحها‬ ‫عبر العصور من الاستعمال لدلالة اللفظة إلى المفهوم والتعريف‘ وجاء‬ ‫هذا التطور معبرا عن حراك فكري وعلمي‪ ،‬منه ما كان ذاتيا داخل‬ ‫ححجحح= علوم السنة عند الإباضية‬ ‫التلاقح‬ ‫إطار المدرسة الإباضية ومنه ما كان مستفادا من الغير عبر‬ ‫والتكامل المعرفي خاصة مع مدرسة علم مصطلح الحديث‪.‬‬ ‫"‪ +‬لا زال فن المصطلح ‪ -‬في تقديري ‪ -‬محتاجا لمزيد من الدراسة وليس‬ ‫أقل من أطروحة تتبع مصطلحات علماء الإباضية الحديثية من بداية‬ ‫تدوينهم حتى اليوم آخذة بالحسبان تطور هذا العلم كاشفة مادته مقارنة‬ ‫بينه وبين علم المصطلح ومبينة جوانب الاستفادة من هذا الفن‪.‬‬ ‫«» وتحتاج نصوص الأحاديث التي تمتلئ بها مصنفات الإباضية وجوامعهم‬ ‫القديمة إلى دراسة وتتبع لكيفية ورودها وتخريجها وهو عمل ضخم‬ ‫يستوعب عددا كبيرا من الدراسات والأطاريح‪.‬‬ ‫«» كما تحتاج رواياتهم الشفهية التي دونوها في كتبهم إلى دراسة وجمع‬ ‫لطرقها وسلاسلها حتى تظهر خريطة النقل الشفهي مشرقية كانت أم‬ ‫مغربية وهو عمل في تقديري ومن خلال وقوفي على التراث الواسع‬ ‫يستوعب دراسات وأطاريح‪.‬‬ ‫" إن موقف الإباضية من الروايات الواردة من غير طرقهم محتاج إلى‬ ‫مزيد تتبع وبيان بدراسات تتعمق في التراث الإباضي لتكشف لنا حجم‬ ‫المرونة والانفتاح الذي تميزت به هذه المدرسة من القديم بما يكشف عن‬ ‫جوهر التعددية الفكرية وقبول الآخر‘ وبما يؤكد ما قلناه من مرونة هذه‬ ‫المدرسة‪ ،‬هذا‪ ،‬وما وقفت عليه من تتبع تراثهم الكثير من ذلك‬ ‫والأعجب أن مدرسة هذا منهجها وما يزال يظن بها وتوصف بسمات‬ ‫التعصب والانغلاق وذلك لعمري حكم ظالم‪ ،‬يكشف عن انغلاق قائله‬ ‫فلو أنه فتح كتابا من كتبهم لرأى خلاف ما قاله رأي العين‪.‬‬ ‫وهكذا في ختام هذه الوقفة أدعو الله أن ييسر من يعتني بما اقترح للدراسة سائلا‬ ‫الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه‪ ،‬وأن يفض علينا من أنوار‬ ‫حكمته‪ ،‬ويفتح لنا أبواب رحمته‪ ،‬ويغمرنا بسحائب فضله وكرمه‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضيه‬ ‫حجححح‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬ ‫أولا‪ :‬القرآن الكريم‪:‬‬ ‫‪ -1‬برواية حفص عن عاصم‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المخطوطات‪:‬‬ ‫ابن تعاريت سعيد بن الحاج علي(‪:)9821/2781‬‬ ‫‪ -2‬رسالة في تراجم علماء جربة (مخ) مكتبة الشيخ سالم بن يعقوبث‬ ‫غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس (د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫ابن رزيق حميد بن‪ .‬محمد بن بخيت(‪:)5721/8581‬‬ ‫‪ -3‬الصحيفة القحطانية(مخ)‪ ،‬جامعة أكسفورد بانجلتراى رقم ‪.6121035‬‬ ‫صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫ابن رقوش(مجهول التاريخ)‪:‬‬ ‫‪ 4‬كتاب ابن رقوش (مخ) ضمن مجموعع مكتبة إروان‪ ،‬العطفف‪8‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬رقم‪.83‬‬ ‫أبو سعيد عبد الله بن عبد العزيز (ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ 5‬كتاب النكاح والشغار‪( ،‬مخ) ضمن مجموعح مكتبة الشيخ بابانوس بني‬ ‫يسجن‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر رقم ب‪.74‬‬ ‫أبو اليقظان إيراهيم بن عيسى حمدي(‪:)3931/3791‬‬ ‫‪ 6‬جواب أبي اليقظان‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة أبي اليقظانغ القرارة‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪ -7‬ملحق سير الشماخي (مخ)‪ ،‬مكتبة أبي اليقظان‪ ،‬القرارة‪ ،‬الجزائر‬ ‫(د ‪.‬ر )‪.‬‬ ‫‪ 8‬نسب الدين للشيخ أبي اليقظان‪( ،‬مخ) مكتبة أبي معقل الوارجلاني‪.‬‬ ‫وارجلان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬وقفت عليه في مدونات أبي معقل كراس رقم ‪.62‬‬ ‫حجحححح علوم السنة عند الا ضيه‪:‬‬ ‫أبو قحطان خالد بن قحطان(ق‪:)3/9‬‬ ‫‪ -9‬سيرة الشيخ أبي قحطان‘ (مخ) ضمن محموع السير العمانية؛ محفوظ‬ ‫بمكتبة الإمام غالب بن علي الهنائي‪ ،‬الدمام‪ ،‬السعودية‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫أبو نوح سعيد بن زنغيل(ق‪:)4/01‬‬ ‫‪ 0‬الرد على من زعم أن الله استوى على العرش على ما يعقل‪.‬‬ ‫(مخ)‪ ،‬مكتبة آل خالد‪ ،‬بني يسجن“ غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم م‪.251‬‬ ‫اطفيش محمد بن يوسف (‪:)2331/4191‬‬ ‫‪ 1‬ترتيب نوازل نفوسة‪( .‬مخ)إ مكتبة الاستقامة‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬غرداية‪.‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬رقم ج‪.8‬‬ ‫الإزكوي ابن جعغر أبو جابر محمد بن جعفر (حي في‪:) 772/,198‬‬ ‫الجزائر‬ ‫الجامع المضاف لابن جعفر‪ .‬مكتبة القطب‘ بني يسجن‬ ‫‪-2‬‬ ‫رقم ‪.54‬‬ ‫‪ 3‬جامع ابن جعفر(جامع الأحكام)‪( ،‬مخ)إ مكتبة الشيخ أحمد بن ناصر‬ ‫السنيفي‪ ،‬نزوى‘ سلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ر)ث صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الازكوي سرحان بن سعيد (ق ‪:)21/81‬‬ ‫‪ 4‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة السيد محمد بن أحمد‬ ‫بن سعود البوسعيدي‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان رقم ‪ +175‬نسخة وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ .‬صورة منها لدى الباحث‪.‬‬ ‫الباروني أبو عبد الله محمد بن زكريا الجربي(‪:)799/9851‬‬ ‫‪ 5‬رسالة الشيخ محمد الباروني في نسبة الدين (مخ مج) مكتبة الشيخ‬ ‫سالم بن يعقوب‪ ،‬غيزن‪ ،‬جربة تونس(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ 6‬رسالة نسبة دين المسلمين‪( ،‬مخ مج)" المكتبة البارونيةث الشان‪.‬‬ ‫جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم م‪.55‬‬ ‫‪ 7‬نسبة دين المسلمين‪( ،‬مخ مج)‪ ،‬المكتبة البارونيةى جربة‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫رقم ‪421‬؛(د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫البرادي أبو القاسم بن إيراهيم(حي في‪:)018/7041 :‬‬ ‫علم السنة عند الا‪ .‬ضيه‬ ‫حححح‬ ‫البحث الصادق والاستكشاف عن معاني العدل والإنصاف‘ (مخ)‪.‬‬ ‫‪898‬‬ ‫مكتبة الحاج سعيد محمد غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ر‪ ،‬لدى الباحث صورة‪.‬‬ ‫الجواهر المنتقاة لما أخل به كتاب الطبقات (مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج‬ ‫‪9‬‬ ‫سعيد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬رقم‪.12‬‬ ‫‪ -0‬جوابات البرادي(مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف الجزائر‪ ،‬مج‪.81‬‬ ‫البسيوي أبو الحسن علي بن محمد(ق‪:)4/01‬‬ ‫‪ -1‬سيرة الشيخ أبي الحسن علي بن محمد البسيوي‪(.‬مخ) ضمن‬ ‫مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬رسالة الحجة على من أبطل السؤال(مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانية‪.‬‬ ‫‪ -3‬رسالة لأبي الحسن البسيوي‪(.‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫‪ -4‬في الرد على محمد بن سعيد (مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫البشري موس ابن عيسى(ق‪:)41/02‬‬ ‫‪ -5‬كتاب في الفقه‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة سالم بن‪ .‬حمد الحارثي‪ ،‬المضيرب‪.‬‬ ‫سلطنة عمان د‪.‬ر‪.‬‬ ‫البغطوري النفوسي مقرن بن محمد (حيئة في‪:)995/3021:‬‬ ‫‪ -6‬كتاب سيرة أهل نفوسة (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‬ ‫الجربي‪ ،‬غيزن‘ جربة‪ ،‬تونسس (د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫التلاتي أبو حفص عمرو بن رمضان الجربي(‪:)7811/7471‬‬ ‫‪-7‬الأزهار الرياضية على المنظومة الرائيةش (مخ)إ المكتبة البارونية‪.‬‬ ‫الحشان‘ جربة تونس‪ ،‬رقم ‪.13‬‬ ‫‪ -8‬رفع التراخي في مختصر الشامخي (مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد‬ ‫(د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪ -9‬العقد النضيد على نكتة التوحيد(مخ)‪ ،‬مكتبة القطب بني يسجن‪،‬‬ ‫(د تر ) ‪.‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر ‏‪ ٠‬صورة لدى الباحث‘ رقم و ‪.04/‬‬ ‫علوم السنة عند الإاضيه‬ ‫ححح=‬ ‫‪ -0‬نتيجة الأفكار في تعليق عقيدة الأبرار‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح‬ ‫بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬رقم م‪.94.‬‬ ‫‪ 1‬نزهة اللبيب في شرح الترتيب‘(مخ) المكتبة البارونية‘ الحشان‬ ‫جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪.985‬‬ ‫نزهة اللبيب وريحانة الأديب‪( ،‬مخطوط ضمن مدونات سالم بن‬ ‫‪2‬‬ ‫يعقوب) مكتبة سالم بن يعقوب الجربي‪ ،‬غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫التلاتي أبو سليمان داود بن إبارهيم(‪:)769/0651‬‬ ‫‪ 3‬قصيدة مدح المذهب(مخ) ضمن مجموعح مكتبة البكري‪ ،‬العطضف©‬ ‫الجزائر‪ ،‬رقم م‪.92‬‬ ‫التميمي عبد الله بن اباض(‪:)68/507‬‬ ‫‪ 4‬رسالة عبد الله بن إباض إلى عبد الملك بن مروان‘ (مخ) ضمن‬ ‫مجموع السير العمانية‪ ،‬بيد الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الجربي سالم بن يعقوب(‪:)8041/8891‬‬ ‫‪ 5‬مدونات سالم بن يعقوب‪( ،‬مخ) محفوظة في مكتبته جربة‪ ،‬تونس؛‬ ‫(د‪.‬ر)) (د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫‪ 6‬مدونات سالم بن يعقوب حول تآليف التلاتي‘(مخ) بخط يده في‬ ‫مسودات محفوظة في مكتبته‘ غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس (د‪.‬ر)‬ ‫الجربي سعيد بن علي(‪:)898/2941‬‬ ‫‪ 7‬فتاوي وأجوبة فقهيةش (مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف‘ الجزائر‪ ،‬د‪.‬ر‪6‬‬ ‫لدى الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الجعلاني الريامي منير بن النير (حي في‪)732/258‬‬ ‫‪ 8‬سيرة منير بن النير‪(.‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪..‬‬ ‫الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪:)057/0531‬‬ ‫‪ -9‬شرح النونية‪(.‬مخ) المكتبة البارونيةث الحشان‘ جربة‘ تونس‪،‬‬ ‫رقم‪.43‬‬ ‫== علوم السنة عند الإاضيه‬ ‫الحضرمي أبو إسحاق إيراهيم بن عبد الله(ق‪:)6/21‬‬ ‫‪ 0‬الدلائل والحجج‪ ،‬ص ‪( ‘84‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج مسعود الغفرداوي‪،‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪.41‬‬ ‫الحضرمي وائل بن أيوب(‪:)291/808‬‬ ‫‪ 1‬سيرة وائل بن أيوب‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪ ،‬مكتبة‬ ‫الإمام غالب بن علي الهنائي‪ ،‬الدمام‪ ،‬السعودية‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬بيد الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الحيلاتي أبو الربيع سليمان بن أحمد (‪:)9901/8861‬‬ ‫‪ -2‬نسبة الدين للحيلاتي‪( ،‬مخ مج) المكتبة البارونيةث الحشان‪ ،‬جربة‪.‬‬ ‫تونس‪ ،‬رقم ‪.455‬‬ ‫الخراساني أبو غانم بشر بن غانم(ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ -3‬ديوان أبي غانم؛ (مخ مج)‪ ،‬مكتبة الشيخ صال بن عمر لعلي‪ ،‬بني‬ ‫يسجن الجزائر‪ ،‬رقم ج‪.53‬‬ ‫الخراساني هلال بن عطية(‪:)431/257‬‬ ‫‪ 4‬سيرة هلال بن عطية‘ (مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪ ،‬بيد‬ ‫الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الخروصي أبو المؤثر الصلت بن خميس(‪:)872/298‬‬ ‫‪ -5‬كتاب الأحداث والصفات‘ (مخ) ضمن مجموع السير العمانية بيد‬ ‫الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الخروصي أبو نبهان جاعد بن خميس (‪:)7321/2281‬‬ ‫‪ 6‬رسالة الشيخ جاعد ضمن الصحيفة القحطانية(مخ)ء جامعة‬ ‫أكسفورد بانجلتراى رقم ‪ 61210360‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫‪ 7‬أجوبة الشيخ أبي نبهان (مخ)‪ ،‬مكتبة وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪.172‬‬ ‫الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد (‪:)7821/1781‬‬ ‫‪ 8‬كرسي أصول الدين (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ أحمد بن ناصر السيفي‪.‬‬ ‫عمان ‪ 4‬د‪.‬ت‘ صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫نزوى‪،‬‬ ‫حححح=ح علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫التميمي أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة(‪:)541/367‬‬ ‫‪ 9‬مسائل أبي عبيدة} (مخ) ضمن مجموع‪ ،‬مكتبة الصاج محمد بن‬ ‫سعيد‪ ،‬غرداية‪ .‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ر)‪( +‬مخ مج)‪ 6‬مكتبة الشيخ صالح لعلي" بني‬ ‫يسجن‪ ،‬غرداية الجزائر ‪ ،‬رقم م‪.28‬‬ ‫الرحيلي أبو المنذر بشير بن محمد بن محبوب(حي في‪:)372/788:‬‬ ‫الحجج والبراهين‪(0‬مخ)‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطف©‘ غرداية الجزائر‬ ‫‪0‬‬ ‫(د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫‪ 1‬سيرة بشير في الحدث الواقع بعمان‘(مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب المحاربة‪(.‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫كتاب المستأنف‪(.‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الرحيلي القرشي أبو عبد الله محمد بن محبوب بن الرحيل‘(‪:)062/,478‬‬ ‫‪ 4‬سيرة الشيخ محمد بن محبوب‘ (مخ) ضمن مجموع السير‬ ‫العمانية‪.‬‬ ‫المختصر من أبواب السنة‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‘‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫الرستمي أفلح بن عبد الوهاب(‪852/,17‬گ‪:)8‬‬ ‫جوابات الإمام أفلح‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫رقم‪ 2020‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن(‪)802/428‬ءالرستميأفلح بن عبد الوهاب‬ ‫(‪:)852/178‬‬ ‫‪ -7‬جوابات الإمام عبد الوهاب والإمام أفلح‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح‬ ‫بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم‪.131‬‬ ‫الرقيشي أحمد بن عبد الله الأزكوي(ق‪:)11/71‬‬ ‫تاا _‬ ‫___‬ ‫علوم السنة عند الإ اضبه ح‬ ‫ح‬ ‫‪ 8‬مصباح الظلام (القطعة الخامسة من كتاب شرح دعائم الإسلام‬ ‫شرح لامية ابن النظر) مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‘ الجزائر‬ ‫رقم‪ :‬م‪ 4510‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الرواحي أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم (‪:)9231/1191‬‬ ‫‪ 9‬نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر‪( ،‬مخ) بخط المؤلف‘ تصوير‬ ‫ونشر سالم بن محمد الرواحي‘ زنجبار‪ ،‬نسخة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الزواري أبو زيدت عبد الرحمن بن سليمان(مجهول التاريخ)‪:‬‬ ‫الديوان المعروض من قول قتادة (مخ) ضمن مجموع جمعه عبد‬ ‫‪0‬‬ ‫الرحمن الزواري‪ ،‬المكتبة البارونيةى جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪ 111‬صورة لدى‬ ‫الباحث‪.‬‬ ‫‪ 1‬الوصايا والرقبة والسكنى والعمرى والشفعة(فتاوي لبعض أئمة‬ ‫الإباضية المتقدمين)‪( ،‬مخ) ضمن مجموع جمعه عبد الرحمن الزواري‪ ،‬المكتبة‬ ‫البارونيةك جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم ‪ 1110‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫‪ 2‬كتاب العمال مما اتفق عليه علماء الإباضية (كتاب الممتنعين من‬ ‫الحدود)‪ ،‬مجموعة روايات وفتاوي لعلماء الإباضية المتقدمين‪ ،‬جمع عبد الرحمن‬ ‫الزواري مخ مج مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعليث رقم ‪ 420‬بني يسسجن‪،‬‬ ‫الجزائرث صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الندويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪:)8801/8761‬‬ ‫‪ 3‬حاشية أبي ستة على مختصر العدل والإنصاف(مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج‬ ‫سعيد محمد‘ غردايةؤ الجزائر ‪( ،‬د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫‪ 4‬أجوبة أبي ستة‪(،‬مخ) ضمن مجموعغ مكتبة أوزكري‪ ،‬بني يسجن‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر ث رقم ح‪.99‬‬ ‫حاشية أبي ستة على رسالة تلميذه علي بن سالم بن بيان الجربي‬ ‫‪5‬‬ ‫في التوحيد‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪ ،‬غيزن‪ ،‬جربة‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫السعدي جميل بن خميس بن لافي (ق‪)31/91‬‬ ‫علم السنة عند الا ضيه‬ ‫حححح‬ ‫‪ 6‬قاموس الشريعة (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثيض‬ ‫المضيربت سلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫السلمي أبو عبيد حمد بن عبيد بن مسلم (‪:)0931/8691‬‬ ‫مشكاة الأصول‪(.‬مخ)ء وزارة التراث القومي والثقافةث سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫رقم ‪35‬ب فقه‪.‬‬ ‫السليمي أبو محمد عبد الله بن محمد ابن بركة (ق‪:)4/01‬‬ ‫لعلي ؤ‬ ‫تقييدات ابن بركة‪(.‬مخ مج)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح بن عمر‬ ‫‪8‬‬ ‫م‪.28‬‬ ‫سيرة الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن بركة‪( ،‬مخ) ضمن‬ ‫‪9‬‬ ‫مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫‪ 0‬كتاب التقييد‪( .‬مخ)‪ ،‬مكتبة السالمي‪ ،‬بدية‪ .‬سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪.02‬‬ ‫لدى الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫‪ -1‬كتاب المبتدأ‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن‪،‬‬ ‫الجزائر رقم م‪731‬؛ بيد الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتاب الموازنة‪(.‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫السمائلي بن النضر احمد بن سليمان بن عبد الله(‪:)096/1921‬‬ ‫‪ 3‬لامية ابن النظر‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة سالم بن حمد الحارثي‪ ،‬المضيرب ث‬ ‫عمان؛ د‪.‬ت‪ ،‬لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫السوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة المار غني(ق‪:)6/21‬‬ ‫‪ 4‬رسالة في بيان الفرقؤ(مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد محمد‘ غرداية‪.‬‬ ‫الجزائرءرقم ‪.67‬‬ ‫غرداية‬ ‫‪ -5‬كتاب السؤالات‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة جمعية أبي إسحاق‘‪،‬‬ ‫الجزائرءد‪.‬ر‪ ،‬لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫السيجاني هاشم بن غيلان(ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ 6‬مسائل عن هاشم بن غيلان‪ ،‬مخ ضمن مجموع‪ ،‬مكتبة الاستقامة‬ ‫ببني يسجن بالجزائر ‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫حجححح=ح علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫الثنماخي أبو العباس أحمد بن سعيد بن عبد الواحد(‪)829/2251‬‬ ‫الرد على الغدامسي‪(.‬مخ) ضمن مجموع‪ ،‬مكتبة إروان‪ ،‬العطضفف©‬ ‫‪7‬‬ ‫الجزائر ث د‪.‬ر‪ ،‬لدى الباحث صورة‪.‬‬ ‫رفع التراخي شرح مختصر الشماخيء‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‬ ‫‪8‬‬ ‫محمد غرداية؛ الجزائر ث رقم‪.6‬‬ ‫العماني شبيب بن عطية(ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ 9‬سيرة شبيب بن عطيةش (مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫العوتبي أبو المنذر سلمة بن مسلم الصحاري (ق‪:)5'/,11‬‬ ‫‪ -0‬كتاب الأنساب‪( ،‬مخ)‪ ،‬دار الكتب المصرية القاهرة‪ ،‬قسم التاريخ‪.‬‬ ‫رقم ‪.19835‬‬ ‫الفراهيدي أبو عمرو الربيع بن حبيب (‪:)071/787‬‬ ‫‪ -1‬آثار أو فتيا الربيع عن ضمام عن جابر بن زيد‘ (مخ) ضمن‬ ‫مجموعغ المكتبة البارونية‘ جربة‪ ،‬تونس رقم ‪ 240‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫مسائل سئل عنها الربيع بن حبيب (مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ صالح بن‬ ‫‪2‬‬ ‫عمر لعلي‪ ،‬بني يسجن غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ب‪.74‬‬ ‫الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفوسي (‪:)0111 / 405‬‬ ‫‪ 3‬كتاب الألواح‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة الحاج سعيد‪ ،‬غرداية‘ الجزائرك د‪.‬ر‪،‬‬ ‫صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الفزاري عبد الله بن يزيد (ق‪:)3/9‬‬ ‫‪ -4‬مسائل مستاوة‪(.‬مخ)إ مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‪ ،‬غيزن‪ ،‬جربة‪.‬‬ ‫تونسس‪( ،‬د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫القدمي أبو المؤر ج عمر بن محمد(ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ -5‬كتاب الصيام روايات أبي المؤرج وغيره‪( ،‬مخ) ضمن مجموع‪.‬‬ ‫صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫رقم ‪.2‬‬ ‫تونس؟‬ ‫المكتبة الباررونيةء جربة‬ ‫ححححصح علم السنة عند الا ضيه‬ ‫القرشي الرحيلي محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة( ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ -6‬سيرة محبوب بن الرحيل إلى أهل غمان‘ (مخ) ضمن مجموع‬ ‫السير العمانية‪.‬‬ ‫القري أبو الحواري محمد بن الحواري (‪:) 272/688‬‬ ‫‪ -7‬الرواية وكنز الغناية في منتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير‬ ‫خمسمائة آية‪( .‬مخ) مصورة دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافة؛ سلطنة عمان‪4931 ،‬ه‘ ‪4791‬م‪.‬‬ ‫‪ 8‬سيرة أبي الحواري‘ (مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫القلهاتي الأزدي أبو عبد الله محمد بن سعيد (ق‪:)6/21‬‬ ‫‪ -9‬الكشف والبيانؤ (مخ) مكتبة الشيخ صالح بن عمر لعلي‪ ،‬بني‬ ‫يسجن‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬رقم ‪23‬ك‪.‬‬ ‫القنوبي سعيد بن مبروك (معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -0‬مقدمات في علوم الحديث‘ (مخ)‪ ،‬بيد الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الكدمي الناعبي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪:) 272/688‬‬ ‫‪ -1‬التعقيب على كتاب الأشراف۔(مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ السالمي‪ ،‬بدية‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪.9‬‬ ‫الكندي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪:)755/2611‬‬ ‫‪ -2‬التخصيص« (مخ) مكتبة سالم بن حمد الحارثي‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬صورة لدى‬ ‫الباحث‪.‬‬ ‫الكندي أبو عبد الله محمد بن روح بن عربي (ق‪:) 4/01‬‬ ‫‪ -3‬كتاب سيرة الشيخ محمد بن روح (مخ)‪ ،‬مكتبة السالمي‪ ،‬بدية‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‪٬‬رقم‏ ‪.3‬‬ ‫المساكني عمروس بن فتح النفوسي(‪:)382/798‬‬ ‫‪ -4‬الرد على الناكثةإ (مخ) ضمن مجموعح مكتبة الشيخ صالح بن عمر‬ ‫لعلي‪ ،‬بني يسجن الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 2910‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫مح‬ ‫المصعبي محمد بن الحاج أبي القاسم(‪:)9211/7171‬‬ ‫‪ -5‬جواب أبي القاسم على بعض الطاعنين‪( ،‬مخ) مكتبة الحاج سعيده‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 91 21.310‬ضمن مجموع‪.‬‬ ‫المصعبي يوسف بن مُحمَّد (‪:)7811/4771‬‬ ‫‪ -6‬حاشية المصعبي على مختصر العدل (مخ)‪ ،‬مكتبة جمعية أبي‬ ‫إسحاق‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ر لدى الباحث صورة‪.‬‬ ‫‪ -7‬رد يوسف المصعبي على أحد المخالفين‪(،‬مخ) ضمن مجموعخ ‪.‬‬ ‫مكتبة إروان‪ ،‬العطف© الجزائرءد‪.‬ر‪ ،‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫الملشنوطيع تبغورين بن عيسى(ق‪:)6/21‬‬ ‫‪ -8‬الأدلة والبيانث (مخ) ضمن مجموعح مكتبة السالمي‪ ،‬بديةء سلطنة‬ ‫عمان‪ ،‬رقم ‪ ‘2‬لدى الباحث صورة‪.‬‬ ‫المليكي أبو مهدي عيسى بن إسماعيل (‪:)179/4651‬‬ ‫‪ -9‬جواب أبي مهدي على رسالة أهل غمان‪(.‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم‬ ‫بن يعقوب‪ ،‬غيزن‘ جربة‪ ،‬تونس‘ د‪.‬ر‪ ،‬صورة لدى الباحث‪.‬‬ ‫‪ -0‬جواب أبي مهدي على سؤال أبي علي البهلولي‪( ،‬مخ مج)‪ ،‬مكتبة‬ ‫الحاج سعيد‪ ،‬غردايةش الجزائرث رقم ‪.31‬‬ ‫المنحي نجاد بن موسى (‪:)315/0211‬‬ ‫‪ -1‬كتاب الأكلة وحقائق الأدلة‪( .‬مخ)‪ ،‬مكتبة الشيخ سالم بن حمد‬ ‫الحارثي‪ ،‬د‪.‬ر“ المضيرب سلطنة عمان‪ ،‬لدى الباحث صورة‪.‬‬ ‫النزوي صالح بن عمر (ق‪:: 9/61‬‬ ‫‪ -2‬قواعد الهداية فتيفسير الأية والرواية والإجماع من أهل الهداية‬ ‫(أو سقط الزند)‪( ،‬مخ)‪ ،‬مكتبة السالمي ى بدية سلطنة عمان‪ ،‬رقم ‪.41‬‬ ‫الوالرجلاني إبراهيم بن صالح بابا حمو أعزام(‪:)4831/5691‬‬ ‫‪ -3‬كتاب غصن البان في تاريخ وارجلانؤ (مخ) مكتبة أبي معقل‪.‬‬ ‫وارجلان‪ ،‬الجزائر ‪( ،‬د‪.‬ر) ‪( +‬مخ) مكتبة الحاج سعيد بن محمد‘ غرداية (د‪.‬ر)‪.‬‬ ‫علور السنة عند الإناضيه‬ ‫ح‬ ‫الوسياني أبو الربيع سليمان بن عبد السلام ابن حسان (حي في ‪:)755/2611‬‬ ‫سير المشائخ‪( .‬صورة مخطوط)ء مكتبة الحاج سعيد محمد‬ ‫‪-3‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائرث مصورة من مكتبة كاراكوف© ببولونيا رقم ‪ + 772000‬نسخه‬ ‫مخطوطة بالمكتبة البارونيةث جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬رقم‪.1‬‬ ‫الويراني قاسم بن يحيى (‪:)3701/3661‬‬ ‫‪ -4‬شرح قاسم على متن أبي يعقوب الوارجلاني‪( ،‬مخ) ضمن‬ ‫مجموع مكتبة الشيخ سالم بن يعقوب‘ جربة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ر‪.‬‬ ‫اليحمدي راشد بن سعيد (‪:)544/4501‬‬ ‫سيرة الإمام راشد بن سعيد‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫لعلي صالح بن عمر بن داود(‪:)7431/8291‬‬ ‫‪ -6‬وصية الشيخ صالح بن عمر لغلي للعزابة‪( ،‬مخ)‪ ،‬محفوظة في‬ ‫مكتبته‪ ،‬بني يسجن‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر (د‪.‬ر)‪ ،‬لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫مجوعة علماء من أهل المغرب‪:‬‬ ‫‪ -7‬سيرة من أهل المغرب إلى الإمام الصلت بن مالك‪(.‬مخ) ضمن‬ ‫مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫مؤلف مجهول‪:‬‬ ‫‪ -8‬رسالة بعنوان "باب ذكر من اقتدينا"‪( ،‬مخ مج)‪ ،‬المكتبة البارونية‪.‬‬ ‫الحشان‪ ،‬جربةء تونس‘ رقم م‪( 360‬د‪.‬تر)‪.‬‬ ‫‪ -9‬رسالة من آثار المسلمين‪( ،‬مخ) ضمن مجموع السير العمانية‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المطبوعات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المصادر والمراجع العامة‪:‬‬ ‫ابن إسماعيل محمود (معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -0‬قضايا في التاريخالإسلامي(منهج وتطبيق)ى ط‪ ‘2‬مطبعة النجاح‬ ‫‪.1891‬‬ ‫الجديدة‪ ،‬نشر دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‘ المغرب‘‪1041 ،‬هء‬ ‫ابن الجنيد أبو إسحاق إيراهيم بن عبد الله الختلي (‪062/,47‬گ‪:)8‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫ححجح‬ ‫‪ -1‬سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد نور سيف‬ ‫ط‪1‬ؤ مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة‪8041 ،‬ه ‪8891‬م‪.‬‬ ‫ابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد(‪:)795/1021‬‬ ‫العلل المتناهية‪ ،‬تح‪ :‬خليل الميس ط‪1‬س دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫بيروتی لبنان ‪3041‬ه‪.‬‬ ‫غريب الحديث‘ تح‪ :‬عبد المعطي أمين قلعجيك ط‪ ،1‬دار الكتب‬ ‫‪-3‬‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪5041‬ه ‪5891‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬نواسخ القرآن‪ ،‬ط‪ \1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬ه‪.‬‬ ‫ابن النديم أبو الفرج محمد بن إسحاق(‪:)583/699‬‬ ‫‪ -5‬الفهرست دار المعرفةش بيروت‪8931 ،‬ه ‪8791‬م‪.‬‬ ‫ابن باجيه صالح(معاصر )‪:‬‬ ‫الإباضية بالجريد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار بو سلامة للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫‪-6‬‬ ‫تونس‪6931 ،‬ه ‪6791‬م‪.‬‬ ‫ابن جماعة محمد بن إيراهيم بن جماعة(‪:)337/3301‬‬ ‫‪ -7‬المنهل الروي‪ ،‬تح‪ :‬محي الدين عبد الرحمن رمضان‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار‬ ‫الفكرى دمشق‘ ‪6041‬ه‪.‬‬ ‫ابن جميع أبو حفخص عمرو(ق‪:)7/21‬‬ ‫‪ -98‬عقيدة العزابة‪ ،‬تح‪:‬عمر بن احمد بازين‪ ،‬ط‪2‬ے المطبعة العربية‪.‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر ‪1241‬ه ‘ ‪0002‬م‪.‬‬ ‫ابن خلفون أبو يعقوب يوسف بن خلفون المزاتي (ق‪:)6/21‬‬ ‫أجوبة ابن خلفون‪ ،‬تح‪:‬عمرو خلفية النامي‪ ،‬دار الفتجغ بيروتث‬ ‫‪-9‬‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ابن رزيق حميد بن محمد بن بخيت(‪:)5721/8581‬‬ ‫‪ -0‬الشعاع الشائع‪ ،‬تح‪ :‬عبد المنعم عامر‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي‪،‬‬ ‫سلطنة عمان‘ ‪8791‬م‪.‬‬ ‫= علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫ابن سلام لواب بن سلام(‪:)372/788‬‬ ‫‪ -1‬بدء الإسلام وشرائع الدين‪ ،‬تح‪ :‬الشيخ سالم بن يعقوب‬ ‫والمستشرق فيريز شفارتس‘ مطابع دار صادر ‪ ،‬بيروت‪.6891 :‬‬ ‫ابن عساكر علي بن حسن بن هبة الله(‪:)175/6511‬‬ ‫تاريخ مدينة دمشق تح‪ :‬محب الدين العمري‪ ،‬دار الفكر بيروت‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪| 5‬م‪.‬‬ ‫ابن عطية أبو محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي(‪:)145/6411‬‬ ‫‪ -3‬اتفسير ابن عطية"المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‬ ‫تح‪:‬عبد الله بن إبراهيم الأنصاريع السيد عبد العال السيد إبراهيم محمد الشافعي‬ ‫العناني‪ ،‬ط‪ 1‬مؤسسة دار العلوم‪ ،‬قطر الدوحة‪2041 ،‬ه‪2891-‬م‪.‬‬ ‫ابن فتى جناو‪ ،‬ابن خلف عبد القهار (ق‪:)3/9‬‬ ‫‪ -4‬أجوبة علماء فزان‪ ،‬المجموعة الأولى‪ ،‬تح‪:‬عمرو خلفية الناميء‬ ‫إبراهيم محَنَد طلاي‪1141 ،‬ه۔‪1991‬م‪.‬‬ ‫ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن كثير (‪:)747/2731‬‬ ‫‪ -5‬الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث‘ شرح أحمد محمد‬ ‫شاكر تحقيق وتعليق‪ :‬ناصر الدين الألبانيث علي بن حسن الأثري الحلبيث ط‪©1‬‬ ‫دار العاصمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ %‬السعودية ‪5141‬ه‪.‬‬ ‫‪ -6‬البداية والنهاية‪ .‬ط‪ \9‬مكتبة المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪4141 .‬ه‬ ‫‪...4‬‬ ‫‪ -7‬تفسير القرآن العظيم؛ ط‪ ‘4‬مؤسسة الريان‪ ،‬لبنانغ بيروتث‬ ‫‪8991‬م‪.‬‬ ‫‪8‬ه‬ ‫ابن محمد محفوظ(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -898‬تراجم المؤلفين التونسين‘ دار الغرب الإسلامي بيروت‘‬ ‫‪...2‬‬ ‫ابن مداد عبد الله بن مداد النزوي(ق‪:)21/71‬‬ ‫حجححجح= عارم السنة عند ‪ .1‬ضيه‬ ‫‪ -9‬سيرة ابن مداد‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةش سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪41‬م‪.‬‬ ‫ابن معين أبو زكريا يحيى بن معين(‪:)032/548‬‬ ‫‪ -0‬التاريخ برواية الدوري‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد نور سيف‘ نشر مركز‬ ‫البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬ط[ء‬ ‫‪9791‬م‪.‬‬ ‫‪91‬ه‬ ‫من كلام أبي زكريا في الرجال‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد نور سيف دار‬ ‫‪1‬‬ ‫المأمون للتراث‪ ،‬دمشق‪0041 ،‬ه‪.‬‬ ‫ابن مندة محمد بن إسحاق بن محمد(‪:)593/5001‬‬ ‫شروط الحمة‪ .‬تح‪ :‬عبد الرحمن عبد الجبار الفريائي‪ 0‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪-2‬‬ ‫المسلم‪ ،‬الرياض السعودية ‪ 34141‬ه ‪.‬‬ ‫اطفيش قطب الأئمة محمد بن يوسف المصعبي (‪:)2331/,4191‬‬ ‫‪ -3‬الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص ‪.‬ط‪0 ‘2‬ءمكتبة الضامري ‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‪9141 ،‬ه ‪8991.‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬المدونة الكبرى‪ ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪4891‬م‬ ‫‪41‬هے‬ ‫‪ -5‬تيسير التفسير{ تح‪ :‬إبراهيم بن محمد طلاي‪ ،‬المطبعة العربية‪.‬‬ ‫‪1002‬م‪.‬‬ ‫غرداية‪ ،‬الجزائر ‪2241‬ه‘‬ ‫‪ -6‬جامع الشمل في حديث خاتم الرسل‪ ،‬المطبعة الشرقية‪ .‬مطرحض‬ ‫‪2991‬م‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط سلطنة عمان‘ ‪2141‬ه‬ ‫‪ -7‬رسالة محمد بن يوسف اطفيش لبعض علماء عمان في الرد على‬ ‫والأزارفة‘ طبعة حجرية طبعه داود بن إيراهيم اليسجني‪4131 ،‬ه‪.‬‬ ‫الصفرية‬ ‫بيد الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫‪ -8‬شامل الأصل والفرعء وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫غُمان‪4041 ،‬ه‘ ‪4891‬م‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫ح‬ ‫‪ -9‬شرح كتاب النيل وشفاء العليل‘ مطبعة أمون للتجليد والطباعة‪.‬‬ ‫القاهرة مصر نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪6041‬ه‪.‬‬ ‫‪ +‬طبعة مكتبة الإرشاد‪ ،‬جدة‪.5891 ،‬‬ ‫‪6‬م‬ ‫‪ -0‬وفاء الضمانة بأداء الأمانة في فن الحديث‘ ط‪ ‘2‬مطبعة عمان‬ ‫ومكتبتها‪،‬ؤ القرم‪ ،‬مسقط‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة‘ سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪9‬ه_‪8891/‬م‪.‬‬ ‫أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني(‪:)4901/3861‬‬ ‫كليات أبي البقاءث تصحيح عدنان درويش‪ ،‬محمد المصري ‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫دار الكتاب الإسلامي‪ ،‬القاهرةث ‪3141‬ه‘ ‪2991‬م‪.‬‬ ‫أبو الحسين عبد الله بن قانع(‪:)153/369‬‬ ‫‪ -2‬معجم الصحابة‪ ،‬تح‪ :‬صلاح بن سالم المصراتي ط‪ ‘1‬مكتبة‬ ‫الغرباء الأثرية‪ ،‬المدينة المنورةث ‪8141‬ه‪.‬‬ ‫أبو السعود محمد بن محمد العمادي (‪:)159/5451‬‬ ‫‪ -3‬تفسير أبي السعود‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيروتث (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أبو زهرة محمد بن أحمد(‪:)4931/4791‬‬ ‫‪ -4‬أصول الفقهش دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أبو زهو محمد محمد(معاصر )‪:‬‬ ‫الحديث والمحدثون‘‪ 0‬مطبعة مصر نشردار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫مصر ‘(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أبو شهبة محمد بن محمد(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -6‬الوسيط في علوم ومصطلح الحديثؤ دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫أبو قحطان خالد بن قحطان(ق‪:)3/9‬‬ ‫‪ -7‬سيرة أبي قحطان (ضمن السير والجوابات لمجوعة علماء وأئمة‬ ‫عمان‪ ،‬تح‪ :‬سيدة إسماعيل كاشف‪ ،‬مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪6041‬ه ‪6891‬م‪.‬‬ ‫حجحج== علور السنة عند الإناضيه‬ ‫الآبادي محمد شمس الحق العظيم(‪:)9231/1191‬‬ ‫عون المعبود شرح سنن أبي داود‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫بيروت ‪5991‬م‪.‬‬ ‫الأحدب خلدون(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -9‬أسباب اختلاف المحدثين‪ ،‬ط‪2‬ا الدار السعودية للنشر والتوزيعء‬ ‫جدة السعوديةش ‪7041‬ھه ‪7891‬م‪.‬‬ ‫الإزكوي ابن جعغر أبو جابر محمد بن جعفر (حي في‪:) 772/198‬‬ ‫نشر وزارة‬ ‫جامع ابن جعفر مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه‬ ‫‪0‬‬ ‫التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الأزدي أبو الشغثاء جابر بن زيد (‪:)39/217‬‬ ‫‪ -1‬من جوابات الإمام جابر بن زيد‪ :‬ترتيب سعيد خلف الخروصي‪،‬‬ ‫ط‪ ‘2‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةث سلطنة عمان‘ ‪4891‬م‪.‬‬ ‫الأصبهاني ابن فورك أبو بكر محمد بن الخحسن(‪:)604/6101‬‬ ‫‪ -2‬مشكل الحديث وبيانه‪ ،‬تح‪ :‬موسى محمد علي ط‪ ‘2‬عالم الكتبث‬ ‫بيروتڵ لبنان‘ ‪5891‬م‪.‬‬ ‫الأصبهاني أبو نعيم‪ 6‬أحمد بن عبد الثه(‪:)034/9301‬‬ ‫‪ -3‬حلية الأولياءث ط‪ \4‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‘ ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫الأصفهاني أبو ‪.‬الفر ج علي بن الحسين(‪:)653/769‬‬ ‫‪ -3‬الأغاني‪ ،‬مطبعة التقدم‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‬ ‫الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد (‪:)205/9011‬‬ ‫المفردات في غريب القرآن ‪ 4‬تح‪:‬محمد سيد كيلاني‪ ،‬دار المعرفة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫بيروتس لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الأصم أبو عبد الله عثمان بن أبي عبد الله (‪:)136/7311‬‬ ‫‪ -6‬البصيرة‘ مطابع دار جريدة عمان للصحافة والنشر روي سلطنة‬ ‫عمان{‪4891‬م‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةسلطنة عمان‬ ‫‪4041.‬ه_‪04891.‬م‪.‬‬ ‫‪816‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضره حححححصجصے'_۔۔__۔__۔۔۔==<<‬ ‫ح‬ ‫‪ -7‬كتاب النور‪ ،‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪ ،‬القاهرةء مصر نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان‪4041 ،‬هے ‪4891‬م‪.‬‬ ‫الأعظمي محمد ضياء الرحمن(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -8‬دراسات في الجرح والتعديل‘ ط‪ ،1‬عالم الكنب‪ ،‬بيسروت‘ لبنان‪،‬‬ ‫‪5991‬م‪.‬‬ ‫‪ 5‬ه‬ ‫الألوسي البغدادي أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود(‪.:)0721/4581‬‬ ‫روح المعاني‪ ،‬دار إحياء التراث‘ بيروتڵ لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪--9‬‬ ‫الآمدي أبو الحسن علي بن محمد(‪:)036/3321‬‬ ‫‪ -0‬الأحكامش تح‪ :‬سيد الجميلي ط‪ ،1‬دار الكتاب العربي‘ بيروتث‬ ‫‪41‬ه‪.‬‬ ‫الأيوبي ياسين‪ ،‬الهواري صلاح الدين(معاصران)‪:‬‬ ‫‪ 16‬شرح المعلقات العشر‪ .‬ط[{‪ 0‬عالم الكتب لبنان‪،‬‬ ‫‏‪ ٠‬بيروت‘‪05141‬ه۔‪5991‬م‪.‬‬ ‫الباروني سليمان بن عبد الله بن يحيى (باشا)(‪:)9531/0491‬‬ ‫‪ -2‬الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضيةء تح‪ :‬محمد علي‬ ‫الصليبي المطابع العالميةث روي‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫سلطنة عمان‪7041 ،‬ه ‪7891‬م‪.‬‬ ‫الباروني عبد الله بن يحيى(‪:)2331/4191‬‬ ‫‪ -3‬رسالة سلم العامة والمبتدئين في معرفة أيمة الدين‪ ،‬تح‪ :‬سليمان‬ ‫بن عبد الله الباروني‪ ،‬مطبعة النجاحث ‪2431‬ه ‪.6091‬‬ ‫البجاوي علي ‪ 4‬محمد أحمد‪ ،‬محمد أبو الفضل(معاصرون)‪:‬‬ ‫‪ -4‬أيام العرب في الجاهلية‘ دار إحياء التراث العربي« بيروتث‬ ‫‪2491‬م‪.‬‬ ‫‪1‬ه‬ ‫البخاري أبو عبد الله محمد بن اسماعيل(‪:)652/078‬‬ ‫التاريخ الكبير تح‪ :‬السيد هاشم الندوي‘ دار الفكر‪( ،‬د‪.‬ت)‬ ‫‪5‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫حححح‬ ‫التاريخ الصغير تح‪ :‬محود إبراهيم زايدغ ط‪ ،1‬مكتبة دار الوعي‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪7791‬م‪.‬‬ ‫حلب والقاهرة‪7931 .‬ه‬ ‫البرادي أبو القاسم بن إبراهيم(حي في‪:)018/7041‬‬ ‫‪ --7‬الجواهر المنتقاة لما أخل به كتاب الطبقات‘ طباعة حجرية طبع‬ ‫بعناية محمد بن يوسف الباروني وسليمان بن مسعود المجدلي‪ ،‬مصر سنة‬ ‫‪ 2‬اه‪.‬‬ ‫‪ -8‬رسالة الحقائق‪ 0‬طبعة حجرية ضمن مجموع في الجزائر ‪( 0‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫البرركتي محمد عميم الإحسان(معاصر)‪:‬‬ ‫التعريفات الفقهية‪ ،‬ط‪1‬ء دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪4241‬ه ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪...3‬‬ ‫البستي التميمي ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد (‪:)453/569‬‬ ‫‪ -0‬المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين‪ 0‬مراجعة محمود‬ ‫إبراهيم زايد‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬حلب‘ سورية‪6931 ،‬ه‪.‬‬ ‫‪ -1‬كتاب الثقات‘ ط‪1‬ش دائرة المعارف العثمانية‪9931 .‬هے ‪9791‬م‪.‬‬ ‫البسيوي أبو الحسن علي بن محمد(ق‪:)4/01‬‬ ‫‪ -2‬جامع أبي الحسن البسيوي‪ ،‬دار جريدة عمان للصحافة والنشر‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافةث مسقط سلطنة عُمان‪4041 ،‬ه‘ ‪4891‬م‪.‬‬ ‫البصري أبو الحسين محمد بن علي بن الطيب(‪:)634/5401‬‬ ‫‪ -3‬المعتمد{ تحقيق خليل الميس ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‘ بييروتث‬ ‫لبنان‪3041 ،‬ه‪.‬‬ ‫البطاشي سيف بن حمود بن حامد(‪:)0241/9991‬‬ ‫‪ -4‬اتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان‪ .‬ط! ‪3141‬ه _‬ ‫‪2991/‬م‪٬‬‏ مطابع النهضة‪ ،‬سلطنة غمان‪.‬‬ ‫البطاشي محمد بن شامس (‪:)0241/8991‬‬ ‫‪ -5‬سلاسل الذهب في الأصول والفروع والأدب‪ ،‬نشر وزارة التراث‬ ‫القومي‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪ .‬ضيه‬ ‫صح‬ ‫البطليوسي عبد الله بن محمد بن السيد(‪:)125/8211‬‬ ‫الإنصاف في مسائل الخلاف‘ تح‪ :‬محمد رضوان الداية! ط‪ ،2‬دار‬ ‫‪-6‬‬ ‫الفكر ‪ ،‬بيروت‪3041 ،‬ه‪.‬‬ ‫البغدادي الخطيب أحمد بن علي بن ثابت(‪:)364/1701‬‬ ‫‪ -7‬الجامع لأخلاق الراوي والسامع‪ ،‬تح‪:‬محمود الطحان‪ ،‬مكتبة‬ ‫المعارف الرياض‘ ‪3041‬ه‪.‬‬ ‫إيراهيم‬ ‫الكفاية في علوم الرواية‪ ،‬تح‪ :‬أبو عبد الله اللسورقي©ؤ‬ ‫‪-8‬‬ ‫حمدي المدني‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬المدينة المنورة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫البغدادي ابن شاهين عمر بن احمد(‪:)583/699‬‬ ‫‪ -9‬تاريخ أسماء الثقاتؤ الدار السلفية‪ ،‬الكويت‪4041 ،‬ه ‪4891‬م‬ ‫‪ -0‬ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه‪ ،‬تح‪:‬حماد بن محمد‬ ‫الأنصاري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة أضواء السلف© الرياض‪ ،‬السعوديةش ‪9141‬ه_‪.‬‬ ‫البوسعيدي أبو زهير مهنا بن خلفان بن محمد‪:)0521/5381(.‬‬ ‫‪ -1‬كتاب لباب الآثار نشر وزارة التراث القومي والثقافة‘ سلطنة‬ ‫عمان‘ ‪4891‬م‪.‬‬ ‫البيقوني طه بن محمد فتحو(‪:)0801/9661‬‬ ‫‪ -2‬منظومة البيقوني‪ ،‬تح‪ :‬فواز أحمد زمرلي‪ ،‬طه‪ \4‬دار الكتاب‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانش ‪7141‬ه‪.‬‬ ‫الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى(‪:)972/398‬‬ ‫‪ -3‬العلل الصغير‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد شاكر وأخرون دار إحياء التراث‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫التلاتي عمرو بن رمضان الجربي(‪:)7811/7471‬‬ ‫‪ -4‬روضة المشتاق على زهرة الإشراق المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.‬‬ ‫الجزائر ‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫النميني ضياء الدين عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله(‪:)3221/8081‬‬ ‫‪ -5‬كتاب النور‪ ،‬المطبعة العربيةث غرداية‪ ،‬الجزائر‪1891 ،‬م‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫جحد‬ ‫التاج على المنهاج‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة‬ ‫‪-6‬‬ ‫عمان‘ ‪3002‬م‪.‬‬ ‫الجربي سالم بن يعقوب(‪:)8041/8891‬‬ ‫‪ 7‬تاريخ جزيرة جربة دار الجويني للنشر ث تونسث ‪.6041/6891‬‬ ‫الجرجاني ابن عدي أحمد بن عبد الله بن عدي(‪:)563/679‬‬ ‫الكامل في ضعفاء الرجال‪ ،‬تح‪ :‬يحيى مختار الغفزاوي‪ ،‬ط‪3‬ء دار‬ ‫‪-8‬‬ ‫الفكر ‪ ،‬بيروت‪9041 ،‬ه ‪8891‬م‪.‬‬ ‫الجرجاني أبو الحسن علي بن محمد(‪:)918/7141‬‬ ‫التعريفات‘ فهرسة محمد باسل ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‘‬ ‫‪-9‬‬ ‫لبنانث ‪1241‬ه‘ ‪0002‬م‪.‬‬ ‫الجزري ابن الأثير أبو الحسن علي محمد بن محمد الشيباني (‪:)036/3321‬‬ ‫أسد الغابة في معرفة الصحابة{ تح‪ :‬علي محمد معوض‘ عادل‬ ‫‪-0‬‬ ‫أحمد موجود دار الكتب العلميةث بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬توزيع مكتبة الباز بمكة‬ ‫المكرمة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ -1‬الكامل في التاريخ‪ ،‬تصحيح محمد يوسف الدقاق‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروتچ لبنان‘ ‪5141‬ه‘ ‪5991‬م‪.‬‬ ‫اللباب في تهذيب الأنساب‪ ،‬دار صادر بيروت‘ ‪0041‬ه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫الجزري ابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمد(‪:)606/0121‬‬ ‫‪ -3‬جامع الأصول من أحاديث الرسول‘ تصحيح محمد حامد الفقي‪.‬‬ ‫ط‪ ،1‬مطبعة السنة المحمدية‘ القاهرة ‪8631‬ه‘ ‪8491‬م‬ ‫النهاية في غريب الأثرث تح‪ :‬طاهر أحمد الزاوي محمود محمد‬ ‫‪-4‬‬ ‫طناحيع‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت» لبنانث ‪9931‬ه‪.‬‬ ‫الجعبيري فرحات بن علي(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -5‬البعد الحضاري للعقيدة الإباضية‘ مطبعة الألوان الحديثة‬ ‫‪ 1 9 8 7‬ح‪.‬‬ ‫‪ 1 4 0 8‬ه‪-‬ك‬ ‫= علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫‪ -6‬نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة‪ ،‬المطبعة المصرية‪.‬‬ ‫نشر المعهد القومي للآثار والفنون‪ ،‬المكتبة التاريخية تونس‪.5791 ،‬‬ ‫الجناوني أبو زكريا يحيى بن الخير(ق‪:)5/11‬‬ ‫‪ -7‬كتاب الوضع مختصر في الأصول والفقه‪ ،‬تعليق إيراهيم اطفيش۔‬ ‫دار بو سلامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬ ‫الجوزجاني أبو إسحاق إيراهيم بن يعقوب(‪:)952/378‬‬ ‫‪ -8‬أحوال الرجال‪ ،‬تح‪ :‬صبحي البدري السامرائي‪ ،‬ط‪1‬ء‪ 0‬مؤسسة‬ ‫الرسالة‘ بيروت لبنان ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫الجيطالي أبو طاهر إسماعيل بن موسى(‪:)057/0531‬‬ ‫‪ -9‬قواعد الإسلام‪ ،‬تح‪ :‬بكلى عبد الرحمن بن عمر‪ ،‬ط‪ ‘3‬مكتبة‬ ‫الاستقامة‪ .‬مسقط‪ ،‬سلطنة عمان ‪6141‬ه ‪5991‬م‪ +‬تح‪ :‬حاج موسى بشير‬ ‫المطبعة العربيةش ط‪1‬ش ‪ 8141‬ه ‪8991‬م‪.‬‬ ‫‪ -0‬كتاب قناطر الخيرات(القنطرة الثالثة‪ :‬قنطرة الصلاة ووظائفها من‬ ‫الطهارات)‪ ،‬تح‪ :‬طلبة قسم الشريعة بمعهد عمي سعيد بغرداية بالجزائر ‪ ،‬ط‪10‬‬ ‫المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائر ‪39141‬ه ‪8991‬م‪.‬‬ ‫الحارثي سالم بن حمد(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -1‬العقود الفضية في أصول الإباضية‪ .‬دار اليقظة العربية بسورية‬ ‫ولبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري(‪:)504/5101‬‬ ‫‪ -2‬معرفة علوم الحديث‘ تح‪ :‬السيد معظم حسين‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار الكتب‬ ‫العلمية‘ بيروت لبنانث ‪7931‬ه‪.‬‬ ‫الحراني ابن تيميه أحمد بن عبد الحليم(‪:)827/8231‬‬ ‫المسودة تح‪:‬محمد صبحي الدين عبد الحميدث‪ ،‬دار المدني‬ ‫‪-3‬‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫الحربي أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق(‪:)582/998‬‬ ‫علم السنة عند الإاضيه‬ ‫ححصح<‬ ‫‪ -4‬غريب الحديث‘ تح‪ :‬سليمان إبراهيم محمد العائدث ط‪ ،1‬جامعة أم‬ ‫القرى‪ ،‬مكة المكرمة ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫الحضرمي أبو إسحق إيراهيم بن قيس بن سليمان(ق‪:)6/,11‬‬ ‫‪5‬مختصر الخصالع دار نوبار للطباعة نشر وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط‘ سلطنة عمان‪4041 ،‬ه_‪4891/‬م‪.‬‬ ‫الحضرمي وائل بن أيوب(‪:)291/808‬‬ ‫‪ -6‬صفة الإسلام ( مطبوع ضمن جامع ابن جعفر) مطبعة عيسى‬ ‫البابي الحلبي وشركاه نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الحميدي الأزدي محمد بن أبي نصر فتو ح بن عبد الله(‪:)884/7501‬‬ ‫‪ -7‬تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم‪ ،‬تح‪ :‬زبيدة محمد‬ ‫سعيد‪،‬ؤ ط‪ ،1‬مكتبة السنة\ القاهرةث مصر ‪5141‬هے ‪5991‬م‪.‬‬ ‫الحنبلي ابن رجب(‪:)597/3931‬‬ ‫شرح علل الترمذي‪ ،‬تح‪ :‬همام عبد الرحيم سعيد‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬ ‫‪-8‬‬ ‫المنار ث الزرقاء‪ ،‬الأردن‪7041 ،‬ه‪.‬‬ ‫الحيلاتي سليمان بن أحمد(‪:)9901/9861‬‬ ‫رسائل الشيخ سليمان الحيلاتي(علماء جربة)‪ ،‬تح‪ :‬محمد قوجه‪.‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫ط‪ ،1‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪8991 ،‬م‪.‬‬ ‫الخراساني أبو غانم بشر بن غانم(ق‪:)2/8‬‬ ‫‪ -04‬المدونة الصغرى أمون للتجليد والطباعة القاهرةث مصر نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والتقافةث مسقط‘ سلطنة عمان‪4041 ،‬ه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫الخروصي أبو المؤثر الصلت بن خميس(‪:)872/298‬‬ ‫‪ -1‬سيرة أبي المؤثر؛ مطبوعة ضمن السير والجوابات‪ ،‬تح‪ :‬سيدة‬ ‫إسماعيل كاشف‪ ،‬مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرةث نشر وزارة التراث‬ ‫‪6891‬م‪.‬‬ ‫القومي والثقافة بسلطنة عمان‪6041 ،‬ه‬ ‫عار السنة عند الاإاضيه‬ ‫=‬ ‫حح‬ ‫الخصيبي محمد بن راشد بن عزيز (معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -2‬شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء غمان‘ ط‪‘2‬‬ ‫المطبعة الوطنيةث روي‪ ،‬سلطنة غمان‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫‪9891.‬م‪.‬‬ ‫الخطابي البستي حمد بن محمد بن إيارهيم(‪:)883/899‬‬ ‫إصلاح غلط المحدثين تح‪ :‬محمد علي عبد الكريم الرديني ط‪©1‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫دار المأمون للتراث‪ ،‬دمشق‘ ‪7041‬ه‪.‬‬ ‫‪ -4‬معالم السنن دار المعرفة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الخطيب محمد عجاج(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -5‬أصول الحديث‘ علومه ومضطلحة‘ دار الفكر‪ ،‬بيروتڵ لبنان‬ ‫‪9‬ه۔‪9891.‬م‪.‬‬ ‫‪ -6‬السنة قبل التدوين‪ ،‬دار الفكر بيروتچ لبنانش ‪8891‬م‪.‬‬ ‫الخليلي أبو سليمان أحمد بن حمد بن سليمان‪:‬‬ ‫‪ -7‬الحق الدامغ‪ ،‬مطابع النهيضة\ مسقط‘ ‪9041‬ه‪.‬‬ ‫‪ -898‬الفتاوى (الكتاب الأول)‪ ،‬مطبعة عمان ومكتبتها المحدودة‪ ،‬نشر دار‬ ‫الأجيال‪ ،‬روي سلطنة عمان‘ ‪3241‬ھه ‪3002‬م‪.‬‬ ‫‪ -9‬زكاة الأنعامى ط‪ ،1‬مكتبة الإستقامةث روي‪ ،‬مسقط سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪3002‬م‪.‬‬ ‫‪3‬هھه‬ ‫الخليلي أبو محمد سعيد بن خلفان بن أحمد (‪:)7821/,1781‬‬ ‫‪ -99‬تمهيد قواعد الإيمان‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية" القاهرة‪ ،‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‘ سلطنة عمان‘‪7041.‬ه ‪7891‬م‪.‬‬ ‫الخليلي أبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني(‪:)644/4501‬‬ ‫الإرشاد‪ ،‬تح‪ :‬محمد سعيد عمر إدريس ط‪1‬إ مكتبة الرشد‘‬ ‫‪-0‬‬ ‫الرياض السعودية ‪9041‬ه ‪.‬‬ ‫علار السنة عند الإناضيه‬ ‫ححح=‬ ‫الدارقطني أبو الحسن علي بن أحمد(‪:)583/699‬‬ ‫‪ -1‬العلل الواردة في الأحاديث النبوية‪ ،‬تح‪ :‬محفوظ الرحمن زين الله‬ ‫السلفي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طيبة‪ ،‬الرياضع‪ ،‬السعودية ‪5041‬ه ‪5891‬م‪.‬‬ ‫دبوسي أبو زيد عبيد الله بن عمر بن عيسى(‪:)034/9301‬‬ ‫‪ -2‬تقويم الأدلة في أصول الفقه تح‪ :‬خليل محي الدين الميس‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروتچ لبنانى ‪1241‬هے ‪1002‬م‪.‬‬ ‫الدرجيني أبو العباس أحمد بن سعيد(‪:)076/2721‬‬ ‫طبقات المشايخ بالمغرب‪ :‬تح‪ :‬إبراهيم طلاي‘ مطبعة البعث‪:‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫قسنطينة الجزائر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الدينوري ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم(‪:)672/098‬‬ ‫‪ -4‬الإمامة والسياسة تح‪ :‬علي شيري‘‪ ،‬ط‪ \1‬دار الأضواء‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫لبنانث ‪0141‬ه ‪0991‬م‪.‬‬ ‫‪ -5‬غريب الحديث‪ ،‬تح‪:‬عبد الله الجبوري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪،‬‬ ‫‪71‬ه‪.‬‬ ‫الذهبي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن احمد(‪:)847/8431‬‬ ‫‪ -6‬الموقظة في علم مصطلح الحديث‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬ط‪10‬‬ ‫دار البشائر الإسلامية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانث ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫تذكرة الحفاظ‘ تح‪ :‬عبدالرحمن بن يحيى المغلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬ ‫‪-7‬‬ ‫العلمية بيروت لبنانء‪4731‬ه‪.‬‬ ‫‪ -8‬ذكر من تكلم فيه وهو موثوق‪ ،‬تح‪ :‬محمد شكور أمرير المياديني؛‬ ‫ط‪ ،1‬مكتبة المنار‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬الأردنش ‪ 6041‬ه‬ ‫سير أعلام النبلاء(سير الخلفاء الراشدين)ث تحج‪ :‬بشار عواد‬ ‫‪-9‬‬ ‫معروف ط‪ ‘2‬مؤسسة الرسالةث ‪8141‬ه۔‪7991‬م‪.‬‬ ‫‪ -0‬ميزان الاعتدال في نقد الرجال‪ ،‬ط‪ \1‬دار الكتب العلمية بييروتث‬ ‫لبنان‪5991 ،‬م‪.‬‬ ‫الرازي الجصاص أبو بكر أحمد بن علي(‪:)073/289‬‬ ‫عذر السنة عند الاإناضيه‬ ‫ح‬ ‫أ‪ -132‬حكام القرآن‪ ،‬تح‪ :‬محمد الصادق قمحاوي“ دار إحياء التراث‪،‬‬ ‫بيروت‪ 5041 ،‬ه‪.‬‬ ‫الرازي أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد الحنظلي(‪:)723/939‬‬ ‫‪ -2‬علل الحديث‘ تح‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ،‬دار المعرفة‘ بيروتث‬ ‫لبنانى ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫كتاب الجرح والتعديل مصورة ط‪ \1‬دائرة المعارف العثمانيةء‬ ‫‪-3‬‬ ‫الدكن‪ ،‬الهند‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الرازي محمد بن عمر بن الحسين(‪:)606/,0121‬‬ ‫‪ -4‬المحصول تح‪ :‬طه جابر فياض العلواني‪ ،‬ط‪ ،1‬جامعة الإمام‬ ‫محمد بن سعود ‪0041‬ه‪.‬‬ ‫الراشدي مبارك بن عبد الله(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -5‬أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وفقهه‘ مكتبة الضامري للنشر‬ ‫والتوزيع‪ ‘،‬سلطنة عمان‪5991 ،‬م‪.‬‬ ‫الرافعي القزويني عبد الكريم بن محمد(‪:)326/6221‬‬ ‫التدوين في أخبار قزوين‪ ،‬تح عزيز الله العطاري‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪-6‬‬ ‫العلمية" بيروت‘ ‪.7891‬‬ ‫الرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن(‪:)063/179‬‬ ‫‪ -7‬المحدث الفاصل بين الراوي والواعي‪ ،‬تح‪ :‬محمد عجاج الخطيب‬ ‫ط‪ ‘3‬دار الفكر بيروت لبنان‘ ‪4041‬ه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫الرستمي عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم(‪:)802/428‬‬ ‫‪ -8‬كتاب مسائل نفوسة تح‪ :‬إيراهيم بن محمد طلاي‪ ،‬المطبعة‬ ‫العربيةث غرداية‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الرواحي أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم (‪:)9231/1191‬‬ ‫‪ -9‬ديوان أبي مسلم‪ ،‬تح عبد الرحمن الخزندار‪ ،‬نشر صالح بن عيسى‬ ‫الحارثي‪ ،‬مطابع دار المختار‪6041 .‬هے ‪6891‬م‪.‬‬ ‫حححح= علر السنة عند الإناضيه‬ ‫الزرعي ابن القيم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر أيوب (‪:)157/1531‬‬ ‫لبنان‪،‬‬ ‫‪ -0‬حاشية ابن القيم‘ ط‪ ‘2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‬ ‫‪ 5‬ه ‪.5991‬‬ ‫‪ -1‬نقد المنقول‪ ،‬تح‪ :‬حسن السماعي السويدان‪ ،‬ط‪ ‘1‬دار القادري‪،‬‬ ‫‪1991‬م‪.‬‬ ‫بيروت‘ لبنانث ‪1141‬ه‬ ‫الزركشي بدر الدين (‪:)497/9431‬‬ ‫‪ -2‬الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة‪ ،‬تح‪:‬سعيد الأفغانيء‬ ‫ط‪2‬ؤ المكتب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪4931 ،‬ه‪.‬‬ ‫الزركلي خير الدين(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -3‬الأعلام( قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء)‪ ،‬ط‪ ،7‬دار العلم‬ ‫للملايين بيروتڵ لبنان ‪.6891‬‬ ‫الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر(‪:)835/9801‬‬ ‫‪ -4‬الفائق‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد البجاوي‪ ،‬محمد أبو الفضل إيراهيم؛ ط‪‘2‬‬ ‫دار المعرفة‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ -5‬الكشاف ‪ ،‬تح‪:‬عبد الرزاق المهدي‪ ،‬دار إحياء التراث‘ بيروتث‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الزهري محمد بن سعد بن منيع( كان حيا في‪:)3521/7381:‬‬ ‫الطبقات الكبرى‘ دار صادر بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫السابعي ناصر بن سليمان(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -7‬الخوارج والحقيقة الغائبة‪ .‬ط‪ ‘2‬مطابع النهضة نشر مكتبة الجيل‬ ‫‪300)2‬م‪.‬‬ ‫الواعدث سلطنة عمان‘ ‪4241‬هے‬ ‫السالمي نور الدين أبو محمد عبد الله بن حميد(‪:)2331/4191‬‬ ‫‪ -8‬جوهر النظام؛ تصحيح أبو إسحاق إيراهيم اطفيش‘ مطبعة النصر‬ ‫‪41‬ه‪.‬‬ ‫‪ -9‬اللمعة المرضية من أشعة الإباضية‘ مطابع سجل العرب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافةى سلطنة عمان‪3891 ،‬م‪.‬‬ ‫علم السنة عند الا‪ .‬ضيه‬ ‫ححح=‬ ‫‪ -0‬تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان تصحيح وتعليق‪ :‬اطفيَّش أبو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫إسحاق إبارهيم‘ ط‪ ‘2‬مطبعة الشباب‪ ،‬القاهرة‪0521 :‬ه‪.‬‬ ‫‪ 1-‬شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب‘ تقديم عز‬ ‫الدين التنوخي‪ ،‬مكتبة الاستقامةث سلطنة عغمان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح طلعة الشمس ط‪2‬ؤ المطبعة الشرقية! مطرح‘‪ ،‬سلطنة‬ ‫‪5891‬م‪.‬‬ ‫عمان‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪5041‬ه‘‬ ‫‪ -3‬شمس الأصول‪ ،‬ط[‘ مكتبة الضامري‪ ،‬السيب‪ ،‬سلطنة عمان‪.‬‬ ‫‪3002‬م‪.‬‬ ‫‪ 3‬ه‬ ‫‪ -4‬مشارق أنوار العقول‪ ،‬تعليق احمد بن حمد الخليلي تح‪:‬عبد المنعم‬ ‫العانيث ط‪ ‘1‬دار الحكمة‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪6141 ،‬ھه ‪3991‬م‪.‬‬ ‫‪ -5‬معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال تح‪:‬‬ ‫محمد محمود إسماعيل‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة؛ سلطنة عمان‬ ‫‪ 3‬ه_ ‘‪3891‬م‬ ‫‪ -6‬منظومة كشف الحقيقة لمن جهل الطريقةث ط‪ ‘2‬مكتبة الضامري©‬ ‫السيب‘ سلطنة عمان‪3241 ،‬ه‘‪3002‬م‪.‬‬ ‫السامي أبو محمد الفضل بن الاحوري(‪:)872/298‬‬ ‫‪ -7‬جامع الفضل بن الحواري‪ ،‬مطابع سجل العرب القاهرة نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة مسقط ‪ ،‬سلطنة عمان‪6041.‬هث‪5891‬م‪.‬‬ ‫السباعي مصطفى(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -8‬السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي‪ ،‬ط‪ ‘4‬المكتب الإسلامي‪.‬‬ ‫بيروتی لبنان ‪5141‬ھه ‪5991‬م‪.‬‬ ‫السبكي علي بن عبد الكافي(‪ 657/5531)6‬السبكي عبد الوهاب بن‬ ‫علي(‪:)177/0631‬‬ ‫الإبهاج شرح المنهاج‪ ،‬دار الكتب العلمية‘ بيروت‪ ،‬لبنان‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪5991‬م‪.‬‬ ‫‪6‬ه‬ ‫حججحصح علم السنة عند الإناضيه‬ ‫السجستاني أبو بكر محمد بن عزيز(‪:)033/249‬‬ ‫غريب القرآن‪ 6‬تح‪ :‬محمد أديب عبد الواحد جمران‪ ،‬دار ابن قتيبةء‬ ‫‪-0‬‬ ‫‪5991‬م‪.‬‬ ‫‪6‬ه‬ ‫السجستاني أبو داود سليمان بن الأشعث(‪: )572/988‬‬ ‫‪ -1‬رسالة أبي داود‪ ،‬تح‪ :‬محمد الصباغ دار العربية‘ بيروت‘‬ ‫(د ‪.‬ت) ‪.‬‬ ‫السخاوي محمد بن عبد الرحمن(‪:)209/6941‬‬ ‫‪ -2‬فتح المغيث بشرح ألفية الحديث‘ مطبعة لكنو‪ ،‬الهندى ‪3031‬ه‪.‬‬ ‫السدويكشي أبو ستة محمد بن عمر القصبي (‪:)8801/8761‬‬ ‫‪ -3‬حاشية أبي ستة على كتاب القواعد‪ ،‬تح‪ :‬بشير موسى الحاج‪.‬‬ ‫مطبوع مع الأصل قواعد الإسلام للجيطالي‪ ،‬ط‪ ‘1‬المطبعة الغربية غرداية‬ ‫الجزائر ‪2241‬ه‘ ‪1002‬م‪.‬‬ ‫‪ -4‬حاشية الترتيب‪ ،‬تح‪ :‬إبراهيم طلاي‪ ،‬مطابع دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬ ‫الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ -5‬حاشية كتاب الأحكام‪ ،‬نشر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية‬ ‫سلطنة عمان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ -6‬حاشية كتاب الوضعء طبعة حجرية‘ لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫السسدويكشي أبو محمد عبد الله بن سعيد بن أحمد بن عبد الملك (‪:)8601/8561‬‬ ‫‪ -7‬حاشية على كتاب الإيضاح‪ .‬طبعة دار الفتح(مع الإيضاح)ء‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫السرخسي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل(‪:)094/7901‬‬ ‫‪ -8‬أصول السرخسي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫السقاف حسن بن علي(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -99‬صحيح شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬ط‪ '2‬دار النووي‪ ،‬عَسَان‪ ،‬الأردن‪،‬‬ ‫‪9‬هے ‪8991‬م‪.‬‬ ‫السليمي ابن بركة أبو محمد عبد الله بن محمد البهلوي (ق‪:)4/01‬‬ ‫علوم السنة عند ال ضيه‬ ‫حح=‬ ‫‪ -0‬كتاب الجامع‪ ،‬تح‪:‬عيسى يحيى الباروني‪ ،‬المطبعة الشرقية‬ ‫ومكتبتهاء سلطنة عمان‘ مطرح‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة‬ ‫عمان‪(٠‬د‪.‬ت)‪.‬‏‬ ‫كتاب التعارف©‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافة؛ ‪ 4041‬ه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪41‬م‪.‬‬ ‫السمعاني أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار (‪:)984/6901‬‬ ‫‪ -2‬قواطع الأدلة تح‪ :‬محمد حسن الشافعي‘ دار الكتب العلمية‬ ‫بيروتڵ لبنان‘ ‪8141‬ه ‪.7991‬‬ ‫السوفي أبو عمرو عثمان بن خليفة المار غني(ق‪:)6/21‬‬ ‫الحق وبعض‬ ‫رسالة في فرق النكار الست وما زاغت به عن‬ ‫‪-3‬‬ ‫الفرق الأخرى تح‪ :‬ونيس عامر‪ ،‬ط‪1‬س مكتبة الضامريء سلطنة عمان‪2002 ،‬م‪.‬‬ ‫السيابي خلفان بن جميل(‪:)2931/2791‬‬ ‫‪ -4‬فصول الأصول نشر وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪2891‬م‪.‬‬ ‫‪ 201‬ه‬ ‫السيابي سالم بن حمود بن شامس(‪4141‬ه_‪4991/‬م)‪:‬‬ ‫‪ -5‬الحقيقة والمجاز في تاريخ الإباضية في اليمن والحجازش مطابع‬ ‫سجل العرب القاهرة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان‬ ‫‪0891‬م‪.‬‬ ‫‪0‬ه‬ ‫عمان عبر التاريخ‪ ،‬ط‪ ‘4‬المطبعة الشرقيةث سلطنة عمان‘ نشر‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪1002‬م‪.‬‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪1241 ،‬ه‬ ‫‪ -7‬طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الإباضي مطابع سجل‬ ‫العرب‪ ،‬القاهرة‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافةث سلطنة عمان‘ ‪0041‬هث‬ ‫‪.0891‬‬ ‫السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر (‪:)119/6051‬‬ ‫‪ -8‬تدريب الراوي‪ ،‬تح‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف‘ مكتبة الرياض‬ ‫الحديثة‪ ،‬الرياضع (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ححح=== علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫الشاطبي اللخمي الغرناطي إبراهيم بن موسى(‪:)097/8831‬‬ ‫الموافقات في أصول الشريعة‪ .‬تح‪ :‬عبد الله دراز‪ ،‬محمد عبد الله‬ ‫‪-9‬‬ ‫دراز ط‪ ‘3‬دار الكتب العلمية بيروت‪ ،‬لبنان ‪4241‬ه‘ ‪3002‬م‪.‬‬ ‫الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس(‪:)402/028‬‬ ‫‪-0‬احكام القرآن‪ ،‬تح‪ :‬عبد الخالق عبد الغفي‪ ،‬دار الكتب العلمية‬ ‫بيروت ‪0041‬ه‪.‬‬ ‫‪ -1‬جماع العلم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنانث ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫الرسالة{ تح‪ :‬أحمد محمد شاكر ‪ ،‬القاهرة‪8531 .‬ه‘ ‪9391‬م‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫الشنقصي خميس بن سعيد بن علي(ق‪:)11/71‬‬ ‫منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ :‬تح‪ :‬سالم بن حمد بن سليمان‬ ‫‪-3‬‬ ‫الحارثي‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‪9791،‬م‪.‬‬ ‫النماخي أبو العباس أحمد بن سعيد بن عبد الواحد(‪:)829/2251‬‬ ‫‪ -4‬كتاب السير تح‪ :‬أحمد بن سعود السيابيء نشر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان‘‪7041‬ه_‪7891/‬م‪.‬‬ ‫‪ -5‬شرح مقدمة التوحيد تصحيح وتعليق أبو إسحاق إبراهيم اطفيش‪،‬‬ ‫‪ .‬مكتبة الاستقامة مسقط سلطنة عمان‪9041 ،‬ه‪.‬‬ ‫الشنمَاخي العامري قاسم بن سعيد بن قاسم (‪:)4331/6191‬‬ ‫‪ -6‬كتاب القول المتين‪ ،‬ط‪ ‘2‬مكتبة الضامري‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪3‬ه_ ‪.2991‬‬ ‫الشماخي أبو ساكن عامر بن علي(‪:)297/9831‬‬ ‫‪ -7‬كتاب الإيضاح‘ مطابع أمون للتجليد والطباعةا القاهرة‘ نشر‬ ‫وزارة التراث القومي بسلطنة عمان‘ ‪3041‬ه‘ ‪.3891‬‬ ‫الشهرزوري ابن الصلاح أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن(‪:)346/6421‬‬ ‫علوم الحديث\ تح‪ :‬نور الدين عتر‪ ،‬دار الفكرث دمشق وبيروت‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪60‬ه_ے ‪6891‬م‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫ححح‬ ‫الشيباني أبو عبد الله احمد بن حنبل (‪:)142/658‬‬ ‫العلل ومعرفة الرجال تح‪:‬وصي الله بن محمد عباس‘ ط‪ ،1‬المكتب‬ ‫‪-9‬‬ ‫الإسلامي الرياضع السعودية‪8041 .‬ه۔‪8891.‬م‬ ‫‪ -0‬سؤالات أبي داود لأحمد بن حنبل‘ تح‪ :‬زياد محمد منصور ط‪،1‬‬ ‫مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدينة المنورةش ‪4141‬ه‪.‬‬ ‫الشيرازي أبو إسحاق إبراهيم بن علي(‪:)674/4801‬‬ ‫‪ -1‬التبصرة في أصول الفقه؛ تح محمد حسن هينتوث ط‪1‬س دار الفكر‬ ‫سوريةش ‪0891‬م‪.‬‬ ‫لسنا إلحسني محمد بن إسماعيل(‪:)!2811/967‬‬ ‫‪ 7‬ل‪ -‬توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار‪ ،‬تح‪ :‬محمد محي الدين عبد‬ ‫الحميدار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الطبري محمد بن جرير(‪:)013/329‬‬ ‫ل‪ -‬تفسير الطبري‪ ،‬ط‪ ،.‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪5041 ،‬ه ‪.‬‬ ‫الطيبي[ألحسين بن عبد الله(‪:)347/3431‬‬ ‫‪ -4‬الخلاصة في أصول الحديث‘ تح‪:‬صبحي السامرائي‪ ،‬ط‪ 10‬عالم‬ ‫الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانث ‪5041‬ه ‪5891‬م‪.‬‬ ‫الظاهري أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم(‪:)654/4601‬‬ ‫‪ -5‬الإحكام في أصول الأحكام‪ ،‬ط‪ \1‬دار الحديثێ القاهرة‪4041 ،‬ه ‪.‬‬ ‫المحلى تح‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي دار الأفاق الجديدة‬ ‫‪-6‬‬ ‫بيروتچ لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫العراقي زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن(‪:)608/4041‬‬ ‫‪ -7‬التبصرة والتذكرة( شرح ألفية العراقي)ى تصحيح محمد بن‬ ‫الحسين العر اقي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت» لبنان‪(٧‬د‪.‬ت)‪.‬‏‬ ‫التقييد والإيضاح لما أطلق أو أغلق من مقدمة ابن الصلاح‪ ،‬ط‪30‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪5141‬ه ‪5991‬م‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫ححححح‬ ‫‪ -9‬ألفية العراقي في مصطلح الحديث‘ ط!‘ المطبوعات الأهلية‪.‬‬ ‫الرباط المغرب ‪5431‬ه‪.‬‬ ‫العسقلاني ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني(‪:)258/9441‬‬ ‫محمد‬ ‫الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع‘ تح‪ :‬محمد حسن‬ ‫‪-0‬‬ ‫الشافعي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‘ بيروتڵ لبنانث ‪8141‬ه‪.‬‬ ‫‪ -1‬تغليق التعليق‪ ،‬تح‪ :‬سعيد عبد الرحمن موسى القزقي‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتب‬ ‫الإسلامي‪ ،‬بيروت لبنانث ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫تهذيب التهذيب‘ تح‪ :‬مصطفى عبد القادر عطاء طا‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪-2‬‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروتی لبنانث ‪5141‬ه‘ ‪4991‬م‪.‬‬ ‫طبقات المدلسين‘ تح‪ :‬عاصم بن عبد الله القريوتي‪ ،‬ط‪ 1[0‬مكتبة‬ ‫‪-3‬‬ ‫المنارى عمان‪ ،‬الأردنث ‪3041‬هے ‪3891‬م‪.‬‬ ‫فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقيثؤ‬ ‫‪-4‬‬ ‫محب الدين الخطيب©ڵ دار المعرفة‪ ،‬بيروت ‪9731‬ه‪.‬‬ ‫‪ -5‬نخبة الفكر(مطبوعة ضمن سبل السلام)‪ ،‬دار إحياء التراث‪،‬‬ ‫بيروتث (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫العسكري أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد (‪:)399 /283‬‬ ‫‪ -6‬تصحيفات المحدثين‪ ،‬تح‪ :‬محمود أحمد ميرة ط‪ ،1‬المطبعة‬ ‫العربية القاهرة‪2041 .‬ه‪.‬‬ ‫العقيلي أبو جعفر محمد بن عمر بن موسى(‪)223/439‬‬ ‫كتاب الضعفاء‪ ،‬تح‪:‬عبد المعطي أمين قلعجيك‪ ،‬ط!‪ \1‬دار المكتبة‬ ‫‪-7‬‬ ‫العلميةث بيروت‪4041 0،‬ه‪.‬‬ ‫العلائي أبو سعيد بن خليل بن كيكلدي(‪:)167/0631‬‬ ‫‪ -8‬جامع التحصيل في أحكام المراسيل‪ ،‬تح‪ :‬حمدي عبد المجيد‬ ‫السلفي‪ ،‬ط‪ ‘2‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪7041 ،‬ه ‪6891‬م؛‬ ‫علم السنة عند الإناضيه‬ ‫ححح=‬ ‫العوتبي أبو المنذر سلمة بن مسلم الصحاري (ق‪:)5/11‬‬ ‫الأنساب‘ مطابع جريدة عمان للصحافة والنشر نشر وزارة‬ ‫‪-9‬‬ ‫التراث القومي والثقافةش سلطنة عمان‘ مسقط ‪4041‬ه‪4891 /‬م‪.‬‬ ‫كتاب الضياء‘ ط[‘ مطبعة عمان ومكتبتها المحدوة‘؛ نشر وزارة‬ ‫‪-0‬‬ ‫التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪1141‬ه‘‪1991‬م‪.‬‬ ‫العيني بدر الدين محمود بن أحمد(‪:)558/2541‬‬ ‫عمدة القاري‪ ،‬دار إحياء التراث‘ بيروت لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الغزالي أبو حامد محمد بن محمد(‪:)505/2111‬‬ ‫المستصفى تح‪ :‬محمد عبد السلام عبد الشافي‘ ط‪ ‘1‬دار الكتب‬ ‫‪-2‬‬ ‫العلمية بيروت‪3141 ،‬ه‪.‬‬ ‫الفارسي ناصر بن منصور (معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -3‬نزوى عبر الأيام معالم وأعلام‘ ط‪ ‘1‬مطابع النهضة نشر نادي‬ ‫نزوى ‪5141‬ه ‪4991‬م‪.‬‬ ‫الفاسي ابن القطان أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك(‪:)826/1321‬‬ ‫‪ -4‬بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام‘ تح‪ :‬الحسين آيت سعيد‬ ‫ط‪ ،1‬دار طيبة\ المدينة المنورة‪ ،‬السعودية‘ ‪8141‬ه ‪7991‬م‪.‬‬ ‫النسوي أبو يعقوب يوسف بن سفيان(‪.)772/,198‬‬ ‫دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫المعرفة والتاريخ‪ ،‬تح‪ :‬خليل المنصور‬ ‫‪-5‬‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنانث؛ ‪9141‬ه‘ ‪9991‬م‪.‬‬ ‫القاسمي جمال الدين بن محمد(‪:)2331/4191‬‬ ‫قواعد التحديث ‘ ط‪1‬ء دار الكتب العلمية" بيروت‪9931 ،‬ه‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫القالي البغدادي أبو علي إسماعيل بن القاسم(‪:)653/769‬‬ ‫‪ -7‬كتاب الأمالي تصحيح وتعليق عبد الجواد الأصمعي دار الكتاب‬ ‫لبنان‪( ،‬د ‪.‬ت) ‪.‬‬ ‫العربي‪ ،‬بيروتَ‬ ‫ضيه‬ ‫عام السنة عند ال‬ ‫ححححح=ح‬ ‫القرطبي ابن عبد البر يوسف بن عبد الله (‪:)364/1701‬‬ ‫ط!ڵ دار‬ ‫الاستذكار؛ تح‪ :‬سالم محمد عطاء‪ ،‬محمد علي معوض‬ ‫‪898‬‬ ‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانث ‪0002‬م‪.‬‬ ‫التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيدس تح‪ :‬مصطفى أحمد‬ ‫‪-99‬‬ ‫العلوي و محمد عبد الكبير البكري‪ ،‬نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية‪.‬‬ ‫المغرب‪7831 ،‬ه۔‪7691‬م‪.‬‬ ‫القشيري ابن دقيق العيد أبو الفتح محمد بن علي بن وهب(‪:)207/2031‬‬ ‫‪ -0‬الإلمام في أحاديث الأحكام‘ مراجعة محمد المولوي‪ ،‬ط‪ 10‬مطبعة‬ ‫‪3691‬م‪.‬‬ ‫دار الفكر ث دمشق‘ ‪8831‬ه۔‬ ‫القلهاتي الأزدي أبو عبد الله محمد بن سعيد(ق‪:)6/11‬‬ ‫‪ -1‬الكشف والبيانؤ تح‪ :‬سيدة اسماعيل كاشف‘ ط‪ ،1‬مطابع سجل‬ ‫العرب‪ ،‬القاهرة‪0041 .‬ه_‪.0891.‬‬ ‫القنوبي سعيد بن مبروك (معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -2‬الإمام الربيع مكانته ومسنده‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الضامري‪ ،‬السيبث‬ ‫سلطنة عمان‪ 6141 ،‬ه ‪5991‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬السيف الحادش ط‪ ‘3‬مطابع النهضة‘ مسقط‘ سلطنة عمان‬ ‫‪8141:‬ه‪.‬‬ ‫الكباوي عمرو بن مسعود(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -4‬الربيع بن حبيب محدثا وفقيهاء المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‬ ‫الجزائر ث (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الكتاني أبو عبد الله محمد بن ج(عف‪1‬ر‪:)5431/729‬‬ ‫‪ -5‬نظم المتناثر في الحديث المتواتر‪ ،‬تح‪ :‬شرف حجازي دار الكتب‬ ‫السلفيةء مصر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫صحح‬ ‫الكدمي الناعبي أبو سعيد محمد بن سعيد(حي في‪:) 272/688‬‬ ‫الاستقامة‪ .‬مطابع دار جريدة عمان للصحافة والنشر روي‬ ‫‪-6‬‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‬ ‫سلطنة عمان ‪5891‬م‪،‬‬ ‫‪5‬ه۔‪5891‬م‪.‬‬ ‫الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد‪ ،‬مطابع سجل العرب‘ نشر‬ ‫‪-7‬‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عمان ‪6041 0‬ه‘ ‪6891‬م‪.‬‬ ‫المعتبر‪ .‬دار جريدة عمان للصحافة والنشر سلطنة عمان‬ ‫‪-8‬‬ ‫ءروي‪4891،‬هنشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمانءوزارة التراث‬ ‫لميثقوافة‬ ‫اقو‬ ‫ال‬ ‫الكرمي مرعي بن يوسف بن أبي ب(كر‪:)3301/3261‬‬ ‫الناسخ والمنسو خ تح‪ :‬سامي حسن عطاء دار القرآن الكويتث‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪0041‬ه‪.‬‬ ‫الكناني أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل(‪.)048/7341‬‬ ‫‪ -033‬مصباح الزجاجة تح‪:‬محمد المنتقى الكشناوي‪ ،‬ط‪ ‘2‬دار العربية‬ ‫بيروت‪3041 ،‬ه‪.‬‬ ‫الكندي إيراهيم بن احمد بن سليمان(معاصر )‪:‬‬ ‫أصول الفقه والأدلة النصية‘ ط‪ ‘1‬مكتبة الضامري للنشر‬ ‫‪1‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬السيب‪ ،‬سلطنة عمان‪9141 ،‬ه‘ ‪8991‬م‪.‬‬ ‫الكندي أبو بكر أحمد بن عبد الله بن موسى(‪:)755/2611‬‬ ‫‪ -23‬كتاب الاهتداء والمنتخب من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام‬ ‫وأئمة وعلماء عمان‪ ،‬تح‪:‬سيدة إسماعيل كاشف‪ ،‬مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬ ‫نشر وزارة التراث القومي والثقافةث مسقط‘ سلطنة عمان‪6041 ،‬ه‘ ‪5891‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬المصنف‘ تح‪:‬عبد المنعم عامر‪ ،‬جاد الله أحمدءمطبعة عيسى البابي‬ ‫الحلبي وشركاه ءنشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫الكندي أبو عبد الله محمد بن إيراهيم بن سليمان السمدي النزوي (‪:)805/5111‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫ححح=‬ ‫بيان الشرع الجامع للأصل والفرع‪ ،‬المراجعة والتصحيح لسالم بن‬ ‫‪4‬‬ ‫حمد الحارثي‪ ،‬مطبعة عمان ومكتبتهاث سلطنة عمان‪ ،‬مطرح نشر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة بسلطنة عمان‪4041 ،‬ه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫اللكنوي أبو الحسنات محمد بن عبد الحي(‪:)4031/7881‬‬ ‫الأجوبة الفاضلة في الأسئلة العشرة الكاملة‪ ،‬تعليق عبد الفتاح أبو‬ ‫‪5‬‬ ‫غدة‪ ،‬ط‪ ‘3‬دار البشائر الإسلامية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‘ ‪4141‬ه ‪4991‬م‪.‬‬ ‫الرفع والتكميل في الجرح والتعديل‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدةث ط‪30‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫دار الأقصى للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنانى ‪7041‬ه ‪7891‬م‪.‬‬ ‫‪ -7‬ظفر الأماني في مختصر الجرجاني تح‪ :‬تقي الدين الندوي‪ ،‬ط‪10‬‬ ‫دار العلم للنشر والتوزيع دبي‪ ،‬الإمارات العربية المتحدة‪5141 .‬ه ‪5991‬م‪.‬‬ ‫المالكي ابن الصغير (ق‪:)3/9‬‬ ‫أخبار الأئمة الرستميين‪ ،‬تح‪ :‬محمد ناصر إيراهيم بحازع دار‬ ‫‪8‬‬ ‫الغرب الإسلامي‪ ،‬بيوت\ لبنان‘ ‪6041‬ه ‪6891‬م‪.‬‬ ‫المالكي أبو بكر بن العربي المعافري (‪:)345/9411‬‬ ‫المحصول تح‪ :‬حسين علي اليدري‪ ،‬سعيد فودةس دار البيارق‬ ‫‪9‬‬ ‫عمان؛ ‪0241‬ه ‪9991‬م‪.‬‬ ‫المالكي أبو مالك عامر بن خميس (‪:)6431/7291‬‬ ‫‪ -0‬موارد الألطاف‘ نشر وزارة التراث القومي والثقافةء سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪5891‬م‪.‬‬ ‫ه‬ ‫‪5‬‬ ‫المباركفوري أبو العلاء محمد بن‪ .‬عبد الرحمن(‪:)3531/7391‬‬ ‫تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي‪ ،‬ضبط وتوثيق‪ :‬صدقي محمد‬ ‫‪1‬‬ ‫جميل دار الفكر ث بيروت‪ ،‬لبنان‘ ‪5141‬ه‘ ‪5991‬م‪.‬‬ ‫المحروقي عبد الله بن سلطان بن راشد(معاصر)‪:‬‬ ‫‪ -2‬تحفة الودود في ترجمة وأسئلة الشيخ سيف بن حمود‪ .‬ط‪16‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي مسقط سلطنة عمان‘ ‪8041‬ه‬ ‫‪0.‬‬ ‫‪8656‬‬ ‫علوم السنة عند الا‪.‬اضبه ححححصححجحصحصححدے<‬ ‫المرادي النحاس أحمد بن إسماعيل(‪:)933/259‬‬ ‫ط‪ ،1‬مكتبة‬ ‫الناسخ والمنسوخ‪ ،‬تح‪:‬محمد عبد السلام محمد‬ ‫‪-3‬‬ ‫الفلاح‪ ،‬الكويت ‪8041‬ه‪.‬‬ ‫المراكشي أبو عبد الله محمد ابن عذاري(‪:)596/5921‬‬ ‫البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب‘ تح‪ :‬ج‪.‬س‪ .‬كولان‪0‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫إليفي بروفنصال دار الثقافة‪ ،‬بيروت ‪4891‬م‪.‬‬ ‫المروزي أبو عبد الله محمد بن نصر (‪:)492/709‬‬ ‫السامرائي‪ ،‬ط‪ ‘2‬عالم الكتب‬ ‫اختلاف العلماء تح‪ :‬صبحي‬ ‫‪-5‬‬ ‫بيروت ‪6041‬ه‪.‬‬ ‫المزي‪ ،‬جمال الدين أبي الحجاج يوسف(‪:)247/2431‬‬ ‫‪ -6‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬تح‪ :‬بشار عواد معروفت©‘ ط‪3‬ء‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‘ ‪5141‬ه_‪.4991 /‬‬ ‫المساكني أبو حفص عمروس بن فتح النفوسي(‪:)382/798‬‬ ‫‪ -7‬أصول الدينونة الصافيةش تح‪ :‬احمد كروم ط‪ ،1‬مطبعة عمان‬ ‫ومكتبتها المحدودةث مسقط سلطنة عمان نشر وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫بسلطنة عمان‪0241 ،‬ه‘ ‪9991‬م‪.‬‬ ‫المصري شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم(‪:)518/3141‬‬ ‫‪ 7‬التبيان في تفسير غريب القرآنغ تح‪ :‬فتحي أنوار الدابولي‪ ،‬ط‪٬1‬‏‬ ‫دار الصحابة للتراث ث مصر ‪2141‬ه ‪2991‬م‪.‬‬ ‫المطهري محمد بن سليمان بن بكير (‪:)9141/8991‬‬ ‫‪ -8‬فتح المغيث‪ ،‬تح‪ :‬أحمد كروم و عمر بازين‪ ،‬طا‪ ،‬المطبعة‬ ‫العربية‪ ،‬غرداية‪ ،‬الجزائرش ‪9141‬ه‘ ‪9991‬م‪.‬‬ ‫المعولي محمد بن عامر بن راشد (‪:)0911/7771‬‬ ‫‪ -9‬قصص و أخبار جرت في عمان‪ ،‬تح‪ :‬عبد المنعم عامر؛ ط‪ ‘2‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪3891 ‘،‬م‪.‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضيه‬ ‫حححصح‬ ‫المقدسي أبو محمد عبد لله بن أحمد بن قدامةش(‪:)026/4221‬‬ ‫روضة الناضر وجنة المناظر‘ تح‪ :‬عبد العزيز بن عبد المحسن‬ ‫‪-0‬‬ ‫السعيد ط‪ ‘2‬نشر جامعة الإمام محمد بن سعود‘ الرياض‘ ‪9931‬ه‪.‬‬ ‫المناوي محمد عبد الروعف بن تاج العارفين(‪:)1301/1261‬‬ ‫التعاريف‘ تح‪ :‬محمد رضوان الدايةث ط‪ ،1‬دار الفكر المعاصر ‏‪٥‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بيروت ‪0141‬ه‪.‬‬ ‫فيض القدير‪ .‬ط‪ \1‬المكتبة التجارية مصر‪6531 .‬ه‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫النامي عمرو بن خليفة(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -3‬دراسات عن الإباضية‪ ،‬ترجمة ميخائيل خوري‪ ،‬ماهر جرار‬ ‫المراجعة والتصحيح لمحمد صالح ناصر ومصطفى صالح باجوك ط!‪1‬ؤ دار‬ ‫الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت لبنانث ‪1002‬م‪.‬‬ ‫النووي محي الدين يحيى بن شرف(‪:)676/8721‬‬ ‫تهذيب الأسماء‪ ،‬تح‪ :‬مكتب البحوث والدراسات‘ ط‪1‬س دار الفكر‬ ‫‪4‬‬ ‫بيروت لبنانش ‪6991‬م‪.‬‬ ‫المجموع شرح المهذب‪ ،‬دار الفكر‘ بيروت‘ لبنانث ‪7991‬م‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫المروي أبو عبيد القاسم بن سلام(‪:)422/838‬‬ ‫‪ -6‬غريب الحديث‘ ط‪ ‘1‬دار الكتب العلمية‘ بيروتڵ لبنان‪،‬‬ ‫‪6891‬م‪.‬‬ ‫هذ‬ ‫‪60‬‬ ‫الهلالي سالم بن ذكوان(‪:)101/027‬‬ ‫سيرة سالم بن ذكوان مطبوعة ضمن كتاب‪ :‬محمد صالح ناصر‬ ‫‪-7‬‬ ‫منهج الدعوة عند الإباضيةء ط‪ '2‬المطبعة العربيةث غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نشر جمعية‬ ‫التراث بالقرارة في الجزائرث ‪9141‬ه۔‪9991.‬م‪.‬‬ ‫الوارجلاني أبو يعقوب يوسف بن لإيراهيم (‪:)075/5711‬‬ ‫‪ 8‬العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف دار نوبار‬ ‫للطباعة‪ ،‬نشر وزارة التراث القومي والثقافةى سلطنة عمان مسقط‘ ‪4041‬ه‬ ‫‪91‬م‪.‬‬ ‫عححححح=ح علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫اليحصبي القاضي أبو الفضل عياض بن موسى السبتي(‪:)445/0511‬‬ ‫‪ -9‬مشارق الأنوار‪ .‬المكتبة العتيقةث (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫اليعمري بن سيد الناس أبو الفتح محمد بن محمد(‪:)437/4331‬‬ ‫عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير‪ ،‬تح‪ :‬محمد العيد‬ ‫‪0‬‬ ‫الخطراوي‪ ،‬محي الدين مستو‘ ط‪ ،1‬دار ابن كثير‪ ،‬بيروت‘ لبنان‘ ‪3141‬ه۔‬ ‫‪...2‬‬ ‫اليهر اسني أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر بن سعيد (‪:)174/8701‬‬ ‫كتاب السيرة وأخبار الأيمة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرحمن أيوب© الدار‬ ‫‪1‬‬ ‫التونسية للنشر‪5891 ،‬م‪.‬‬ ‫أمانة الإعلام‪:‬‬ ‫‪ -2‬دليل المؤلفين العرب الليبيين منذ الفتح الإسلامي لليبيا إلى غاية‬ ‫‪6‬ه‪6791/‬م‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬طرابلسؤ ‪7931‬ه ‪7791‬م‪.‬‬ ‫بابا عمي محمد‘ بحاز إيراهيم‪ ،‬باجو مصطفى شريفي مصطفى(معاصرون)‪:‬‬ ‫‪ -3‬معجم أعلام الإباضية(قسم المغرب الإسلامي)ء ط‪ ‘2‬دار الفرب‬ ‫الإسلامي‪ ،‬نشر جمعية التراث بالقرارة‪ ،‬الجزائرث ‪1241‬ه ‪0002‬م‪.‬‬ ‫بحاز إيراهيم بن ب(كيمرعاصر)‪:‬‬ ‫الدولة الرستمية‘ مطبعة لافوميك‘ الجزائرث ‪5891‬م‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بكوش يحيى محمد(معاصر )‪:‬‬ ‫فقه الإمام جابرث ط‪ ،1‬دار الغرب الإسلامي بيروت‘ لبنان؛‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪7‬ه ‪6891‬م‪.‬‬ ‫بيوض لإبراهيم بن عمر(‪:)1041/1891‬‬ ‫‪ -6‬فضل الصحابة والرضا عنهم‪ ،‬تح‪ :‬بهون بن يوسف بهون‘؛ طبع‬ ‫بالقراة‪ ،‬معهد الحياة‪7141 .‬ه ‪6991‬م‪.‬‬ ‫جهلان عدون(‪:)9041/8891‬‬ ‫علار السنة عند الا ضيه‬ ‫ح‬ ‫‪ 7‬الفكر السياسي عند الإتاضيّة‪ ،‬من خلال آراء الشيخ محمد بن‬ ‫يوسف بن اطفيش‪ ،‬ط‪ ‘2‬مكتبة الضامري للنشر والتوزيع‪ ،‬السيب‘ سلطنة عمان‪،‬‬ ‫‪.1991‬‬ ‫‪11‬ه۔‬ ‫خليفات عوض بن محَمّد(معاصر )‪:‬‬ ‫الأصول التاريخية للفرقة الإباضية‪ :‬نشر الجامعة الأردنيةث عمان‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الأردن‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫شاخت‪:‬‬ ‫مدخل إلى الشرع الإسلامي‪ ،‬طبعة أوكسفورد‪ 46910 ،‬رقم ‪.81‬‬ ‫‪9‬‬ ‫صالح محمد بن ناصر (معاصر )‪:‬‬ ‫منهج الدعوة عند الإباضية‪ ،‬ط‪ ‘2‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الجزائر‪ ،‬نشر جمعية التراث بالقرارة في الجزائرث ‪9141‬ه_۔‪9991‬م‪.‬‬ ‫فاروق عمر فوزي (معاصر)‪:‬‬ ‫‪ 1‬الإمامة الإباضية في عمان‪ ،‬نشر جامعة آل البيت المفرق‪،‬‬ ‫الأردنش ‪7141‬ه ‪7991‬م‪.‬‬ ‫ليفيتسكي تاديورس(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -2‬المؤرخون الإباضيون في أفريقيا الشمالية ترجمة ماهر جرار‬ ‫ريما جرار‪ ،‬ط‪ \1‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت‪0002 ،‬م‪.‬‬ ‫محمد قرقش(معاصر )‪:‬‬ ‫عمان والحركة الإباضية ط‪ 10‬مؤسسة علوم القرأن بعجمان‪،‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫الإمارات‪ ،‬ومكتبة مسقط‪ ،‬روي‪ ،‬سلطنة عمان‪0141 ،‬هے ‪0991‬م‬ ‫مجموعة باحثين‪:‬‬ ‫‪ -4‬عمان في التاريخ‪ ،‬نشر وزارة الإعلام بسلطنة عمان بالتعاون مع‬ ‫دار إميل للنشر المحدودة بلندنث ‪5991‬م‪.‬‬ ‫مجموعة باحثين‪:‬‬ ‫‪ -5‬دليل أعلام عمان‘ ط‪ 10‬جامعة السلطان قابوس ‪2141‬ه _‬ ‫‪.1991‬‬ ‫علم السنة عند ال‪ .‬ضيه‬ ‫حجححح‬ ‫معمر علي يحيى (‪:)0041/0891‬‬ ‫الإباضية في موكب التاريخ‪ .‬الحلقة الثالثة‪ :‬الإباضية في ليبيا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫ط‪ ‘2‬مكتبة وهبه‪ ،‬القاهرة‪4141 .‬ه_‪3991 /‬م‪ +‬طبعة ‪.4691‬‬ ‫الإباضية في موكب التاريخ‪ ،‬الحلقة الرابعةا الإباضية في‬ ‫‪7‬‬ ‫الجزائر‘ تصحيح‪ :‬أحمد عمر أوبكة‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‘ الجزائرك‬ ‫‪..| 6‬‬ ‫ب ‪ -‬كتب تخريج الحديث‬ ‫ابن إسحاق محمد بن محمد بن يحيى(‪:)593/4001‬‬ ‫الفوائد‪ ،‬تح‪ :‬مجدي السيد إيراهيم‪ ،‬مكتبة القرآن القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ابن منصور سعيد(‪722/,14‬گ‪:)8‬‬ ‫‪ -9‬سنن سعيد بن منصور تح‪ :‬سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل‬ ‫حميد‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العصيمي‘ الرياض‘ ‪4141‬ه ‪.‬‬ ‫الأزدي السجستاني أبو داود سليمان بن الأعث(‪: )522/938‬‬ ‫‪ -0‬سنن أبي داود‪ ،‬تح‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‘ دار الفكر‪.‬‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الاسفرائيني أبو عوانة يعقوب بن إسحاق(‪:)613/929‬‬ ‫‪ -1‬مسند أبي عوانة‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروتئ لبنان (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الأصبحي أبو عبد الله مالك بن أنس(‪:)971/697‬‬ ‫موطأ مالك‘ تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث‪ ،‬مصر‬ ‫‪2‬‬ ‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫البخاري الجعفي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل(‪:)652/078‬‬ ‫صحيح البخاري‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى ديب البغاء ط‪ ‘3‬دار ابن كثيره‬ ‫‪-3‬‬ ‫بيروت‪7041 ،‬ه ‪7891‬م‪.‬‬ ‫البزار أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق(‪)292/509‬‬ ‫مسند البزار‪ ،‬تح‪ :‬محفوظ الرحمن زين الله ط‪ ،1‬مؤسسة علوم‬ ‫‪4‬‬ ‫القرآن‪ ،‬بيروت ‪7041‬ه‪.‬‬ ‫علار السنة عند ال ضيه‬ ‫يححححح‬ ‫البستي التميمي محمد بن حبان بن أحمد(‪: )453/569‬‬ ‫‪ -5‬صحيح ابن حبان تح‪ :‬شعيب الأرنؤوط‪ ،‬ط‪ ،2‬الرسالة‪ ،‬بييروتث‬ ‫‪3991‬م‪.‬‬ ‫‪4‬ه‬ ‫البغدادي ابو الحسن علي بن الجعد بن عبيد(‪032/,44‬گ‪:)8‬‬ ‫‪ -6‬مسند ابن الجعد‪ ،‬تح‪ :‬عامر أحمد حيدر ط‪ 1‘0‬مؤسسة نادر‪6‬‬ ‫بيروت‪0141 ،‬ه ‪0991‬م‪.‬‬ ‫البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى(‪:)854/6601‬‬ ‫سنن البيهقي الكبرى مراجعة‪ :‬محمد عبد القادر عطاء مكتبة دار‬ ‫‪-7‬‬ ‫الباز مكة المكرمة ‪4141‬ه ‪4991‬م‪.‬‬ ‫‪ -8‬شعب الإيمان‪ ،‬تح‪ :‬محمد السعيد بسيوني زغلول‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪0141 ،‬ه‪.‬‬ ‫‪ -9‬القراءة خلف الإمام‪ ،‬تح‪ :‬محمد السعيد بن بسيوني زغلول©‘ ط‪©1‬‬ ‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪5041‬ه‪.‬‬ ‫‪ -0‬معرفة السنن والآثارث تح‪ :‬سيد كسروي حسن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫بيروت‪(٤‬د‪.‬ت)‪.‬‏‬ ‫الترمذي السلمي أبو عيسى محمد بن عيسى(‪:)972/388‬‬ ‫‪ -1‬سنن الترمذي‪ ،‬تح‪ :‬أحمد محمد شاكر وأخرون‘ دار إحياء التراث‪،‬‬ ‫بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫التميمي أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى(‪:)703/,029‬‬ ‫‪ -2‬مسند أبي يعلى‪ ،‬مراجعة حسين سليم أسد\ ط!س‪ ،‬دار المأمون‬ ‫للنزراث‪ ،‬دمشق ‪ 4041‬ه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬معجم أبي يعلى‪ ،‬تح‪ :‬إرشاد الحق الأذري‪ ،‬طا‘ إدارة العلوم‬ ‫الأثرية‪ ،‬فيصل آباد‪ ،‬الهندث ‪7041‬ه‪.‬‬ ‫الحميدي أبو بكر عبد الله بن الزبير (‪)912/338‬‬ ‫‪ -4‬مسند الحميدي‪ ،‬تح‪ :‬حبيب الرحمن الأعظمي دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫(د ‪.‬ت ( ‪.‬‬ ‫بيروت‪،‬‬ ‫ضيه‬ ‫علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫حححصح‬ ‫البغدادي الخطيب أحمد بن علي بن ثابت(‪:)364/1701‬‬ ‫‪ -5‬تقييد العلم‪ ،‬دار إحياء السنة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الدارقطني أبو الحسن علي بن ع(مر‪)583/699‬‬ ‫سنن الدار قطني مراجعة‪ :‬السيد عبد الهاشم يماني المدنيء دار‬ ‫‪-6‬‬ ‫المعرفة‪ ،‬بيروت ‪6831‬ھه ‪6691‬م‪.‬‬ ‫الدارمي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن (‪:)552/968‬‬ ‫‪ -7‬سنن الدارمي‪ ،‬مراجعة‪ :‬فواز أحمد زمرليء خالد السبع العلصيئء‬ ‫‪7891‬م‪.‬‬ ‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪7041 ،‬ه‬ ‫الصنعاني الأزدي معمر بن راشد(‪:)151/867‬‬ ‫‪ -8‬الجامع تح‪ :‬حبيب الأعظمي ط‪2‬ء المكتب الإسلامي‘ بيروت©‬ ‫‪31‬ه‪.‬‬ ‫الصنعاني أبو بكر عبد الرزاق بن همام(‪:)112/528‬‬ ‫‪ -9‬مصنف عبد الرزاق‪ ،‬تح‪ :‬حبيب الرحمن الأعظمي ط‪ ‘2‬المكتب‬ ‫الإسلامي‪ ،‬بيروت‪3041 ،‬ه‪.‬‬ ‫الطحاوي أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة(‪:)123/439‬‬ ‫‪ -0‬شرح معاني الآثار‪ ،‬مراجعة محمد زهير النجار ط‪ ‘1‬دار الكتب‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروت‪9931 ،‬ه ‪9791‬م‪.‬‬ ‫الطيالسي البصري أبو داود سليمان بن داود(‪:)402/228‬‬ ‫‪ -1‬مسند أبي داوود الطيالسي‪ ،‬دار المعرفةش بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب(‪:)7 063/1‬‬ ‫مسند الشاميين‪ ،‬تح‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفي‪ ،‬ط‪ 10‬مؤسسة‬ ‫‪-2‬‬ ‫الرسالة‪ ،‬بيروت‘ ‪5041‬ھه ‪4891‬م‪.‬‬ ‫المعجم الأوسط تح طارق بن عوض الله بن محمد عبد المحسن‬ ‫‪-3‬‬ ‫بن إبراهيم الحسيني‪ ،‬دار الحرمين القاهرة‪5141 .‬ه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المعجم الصغير{ تح‪ :‬محمد شكور محمود الحاج أمرير‪ ،‬ط‪٠1‬‏‬ ‫‪5891‬م‪.‬‬ ‫المكتب الإسلاميء بيروت ‪5041‬ه‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫دح‬ ‫المعجم الكبير‪ ،‬تح‪ :‬حمدي بن عبد المجيد السلفي ط‪ 2‘0‬مكتبة‬ ‫‪-5‬‬ ‫العلوم والحكم‪ ،‬الموصل ‪4041‬ه ‪3891‬م‪.‬‬ ‫الروياني أبو بكر محمد بن هارون(‪:)703/029‬‬ ‫‪ -6‬مسند الروياني‪ ،‬تح‪ :‬أيمن علي أبو يمانيث ط‪ 10‬مؤسسة قرطبةة‬ ‫القاهرة‪ 6141 .‬ه‪.‬‬ ‫الزيلعي أبو محمد عبد الله بن يوسف(‪:)267/1631‬‬ ‫‪ --7‬نصب الراية‪ ،‬تح‪ :‬محمد يوسف البنوري‪ ،‬دار الحديث‘ مصر‪.‬‬ ‫‪71‬ه‪.‬‬ ‫السلمي أبو عبد الرحمن(‪:)214/3101‬‬ ‫‪ --8‬آداب الصحبة تح‪ :‬مجدي فتحي السيد‪ ،‬ط‪ \1‬دار الصحابة للتراث‪،‬‬ ‫مصر ‪0141‬ھه ‪0991‬م‪.‬‬ ‫الشافعي محمد بن إدريس(‪)402/028‬‬ ‫‪ --9‬مسند الشافعي دار الكتب العلميةث بيروت‘ (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الشيباني أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو (‪)782/109‬‬ ‫الآحاد والمثاني‪ ،‬تح‪ :‬باسم أحمد الجوابرةء طا\ دار الراية‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫الرياض‘ ‪1141‬ه ‪1991‬م‪.‬‬ ‫الشيباني احمد بن حنبل (‪)142/658‬‬ ‫مسند أحمد مؤسسة قرطبة مصرة (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الورعغ تح‪ :‬زينب إبراهيم القاروطك طاؤ دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بيروت‪3041 ،‬ھه ‪3891‬م‪.‬‬ ‫الشيباني عمرو بن أبي عاصم الضحاك(‪)782/109‬‬ ‫السنة‪ ،‬تح‪ :‬محمد ناصر الدين الألبانيغ ط‪ ،1‬المكتب الإسلامي‬ ‫‪3‬‬ ‫بيروت‪0041 ،‬م‪.‬‬ ‫العسقلاني ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني(‪:)258/9441‬‬ ‫الأمالي المطلقة؛ تح‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفي ط‪ ،1‬المكتب‬ ‫‪4‬‬ ‫الإسلامي‪ ،‬بيروت ‪6141‬ه‪.‬‬ ‫علوم السنةعند الا صيه‬ ‫حححصحح‬ ‫الفراهيدي البصري أبو عمرو الربيع بن حبيب(‪:)071/787‬‬ ‫‪ -5‬مسند الإمام الربيع بن حبيب‘ تح‪ :‬محمد إدريس© عاشور بن‬ ‫يوسف‪٬‬ط‪1‬س‏ دار الحكمة بيروت‘ ‪5141‬ه‪.‬‬ ‫الفهري أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد(‪:)127/2231‬‬ ‫السنن الأبين‪ ،‬تح‪ :‬صلا بن سالم المصراتي‪ ،‬ط‪1‬س مكتبة الغرباء‬ ‫‪6‬‬ ‫الأذرية‪ ،‬المدينة المنورة ‪7141‬ه‪.‬‬ ‫القزويني أبو عبد الله ابن ماجة محمد بن يزيد(‪:)572/988‬‬ ‫سنن ابن ماجة‪ ،‬تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروتث (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫القضاعي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر(‪:)454/,2601‬‬ ‫‪ -7‬مسند الشهاب‪ ،‬تح‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفي‪ ،‬ط‪ ‘2‬مؤسسة‬ ‫الرسالة‪ ،‬بيروت‘ ‪7041‬ه‘ ‪.6891‬‬ ‫الكسي أبو محمد عبد بن حميد بن نصر (‪:)942/468‬‬ ‫مسند عبد بن حميد تح‪ :‬صبحي البدري السامرائي محمود محمد‬ ‫‪898‬‬ ‫خليل الصعيدي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة السنة\ القاهرة‪8041 ،‬ه ‪8891‬م‪.‬‬ ‫الكوفي عبد الله بن محمد بن أبي شيبة(‪)532/058‬‬ ‫مصنف ابن أبي شيبة{ تح‪ :‬كمال يوسف الحوت‘ ط‪ ‘1‬مكتبة‬ ‫‪9‬‬ ‫الرياض السعودية ‪ 9041‬ه‪.‬‬ ‫الرشد‬ ‫المقدسي أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد(‪:(11 346/95‬‬ ‫الأحاديث المختارة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الملك بن عبد الله بن دهيش‪ ،‬ط‪10‬‬ ‫‪-0‬‬ ‫مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة‪0141 ،‬ه‪.‬‬ ‫المنذري أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي(‪:)656/2611‬‬ ‫‪ --1‬رسالة في الجرح والتعديل‘ تح‪ :‬عبد الرحمن عبد الجبار‬ ‫الفريوائي‪ ،‬ط‪1‬ء مكتبة دار الأقصى‪ ،‬الكويت‪6041 ،‬ه‪.‬‬ ‫النسائي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب(‪:)303/619‬‬ ‫ط‪2‘0‬‬ ‫سنن النسائي الصغر ى(المجتبى)‪ ،‬تح‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‬ ‫‪-2‬‬ ‫مكتبة المطبوعات‘ حلب سوريا‪6041 ،‬ه ‪6891‬م‪.‬‬ ‫حححح= عالور السنة عند الإناضيه‬ ‫سنن النسائي الكبرى© تح‪ :‬عبد الغفار البنداري“ سيد كسروي‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪1991‬م‪.‬‬ ‫‪1141‬هے‬ ‫حسن ط‪ ،[1‬دار الكتب العلميه" بيروتث‬ ‫النيسابوري القشيري أبو الحسين مسلم بن الحجاج(‪)162/578‬‬ ‫صحيح مسلم تح‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث‘‬ ‫‪-4‬‬ ‫بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫النيسابوري أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود(‪:)703/029‬‬ ‫البارودي ‪.‬ط‪©1‬‬ ‫المنتقى من السنن المسندة ‪ 0‬تح‪:‬عبد الله عمر‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪8891‬م‪.‬‬ ‫مؤسسة الكتاب الثقافية بيروت‪8041 ،‬ه‬ ‫النيسابوري الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله(‪:)504/6001‬‬ ‫المستدرك على الصحيحين تح‪:‬مصطفى عبد القادر عطاء ط‪10‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪0991‬م‪.‬‬ ‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‘ ‪1141‬ه‬ ‫النيسابوري السلمي محمد بن إسحاق بن خزيمة(‪)113/429‬‬ ‫‪ -7‬صحيح ابن خزيمة تح‪ :‬محمد مصطفى الأعظميع المكتب‬ ‫الإسلامي بيروت ‪0931‬ه& ‪0791‬م‪.‬‬ ‫الهروي أبو عبيد القاسم بن سلام(‪:)422/838‬‬ ‫الأموال‪ ،‬تح‪ :‬خليل محمد هراسس دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪8041‬ه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ج‪ -‬القواميس والمعاجم اللغوية‬ ‫ابن منظور محمد بن مكرم(‪:)117/1131‬‬ ‫‪ 9‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الأزدي ابن دريد أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (‪:)123/339‬‬ ‫كتاب جمهرة اللغة تح‪ :‬رمزي منير البعلبكي‪ ،‬دار العلم للملايين‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫بيروتی لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الجوهري إسماعيل بن حماد(‪:)393/3001‬‬ ‫الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية تح‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9791‬م‬ ‫ط‪2‬ا دار العلم للملايين‘ بيروت لبنان ‪9931‬ه‬ ‫= علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫الرازي محمد بن أبي بكر بن عبد القادر (‪:)127/2231‬‬ ‫مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بيروت‬ ‫مختار الصحاح تح‪ :‬محمود خاطر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5991‬م‪.‬‬ ‫‪5‬ه‬ ‫الزبيدي محمد مرتضى الحسني (‪:)5411/1971‬‬ ‫تاج العروس من جواهر القاموس منشورات دار مكتبة الحياة‬ ‫‪3‬‬ ‫بيروت لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪ +‬تح‪ :‬عبد الستار أحمد فرج مطبعة حكومة الكويتث‬ ‫الكويت‪5831 ،‬هث ‪5691‬م‪.‬‬ ‫الزمخشري جار الله محمود بن عمر(‪:)835/3411‬‬ ‫بيروتڵ لبنانء‬ ‫أساس البلاغة‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪4891‬م‪.‬‬ ‫‪4‬ه‬ ‫الصاحب اسماعيل بن عباد(‪:)583/599‬‬ ‫المحيط في اللغة‪ ،‬تح ‪ :‬محمد حسن آل ياسين‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫لبنان‪(0‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫العوتبي أبو المنذر سلمة بن مسلم الصحاري (ق‪:)5/,11‬‬ ‫‪ -6‬كتاب الإبانة في اللغة العربية‪ ،‬تح‪ :‬عبد الكريم خليفة‪٬‬‏ نصر عبد‬ ‫الرحمن صلاح جرار‪ ،‬محمد حسن عواد‪ ،‬جاسر أبو صفية؛ ط‪ ،1‬نشر وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ .‬سلطنة عمان ءمسقط‘‪0241‬ه_‪9991.‬م‪.‬‬ ‫الفراهيدي أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد(‪:)071/687‬‬ ‫‪ -7‬كتاب العين‪ ،‬تح‪ :‬مهدي المخزومي« إيراهيم السامرائي‪ ،‬دار‬ ‫ومكتبة الهلال‪ ،‬بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الفيروز آباذي مجد الدين محمد بن يعقوب(‪:)718/4141‬‬ ‫القاموس المحيط‘ دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفيومي أحمد بن محمد بن علي( ‪:)077/8631‬‬ ‫المصباح المنير في غريب الشرح الكبير(للرافعي)‪ ،‬المكتبة‬ ‫‪-9‬‬ ‫العلمية‪ ،‬بيروتی لبنان‪( 0‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫علوم السنة عند الا ضيه‬ ‫جحححح‬ ‫القزويني أبو الحسين احمد بن فارس بن زكريا( ‪)593/4001‬‬ ‫‪ -0‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السلام هارون‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الجيل‬ ‫بيروت‪ ،‬لبنانث ‪1141‬ه‘ ‪1991‬م‪.‬‬ ‫البحوث والمقالات‬ ‫الخليلي أبو سليمان أحمد بن حمد(معاصر )‪:‬‬ ‫ابن بركة ودوره في أصول الفقه ‪ 0‬قراءات في فكر ابن بركة‬ ‫‪1‬‬ ‫البهلوي (حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء بذكرى ابن بركة البهلوي(‪-41‬‬ ‫‪5‬محرم‪9141 ،‬ه ‪ 11-21‬مايو ‪8991‬م‪ 0‬ط‪ \1‬نشر وزارة التراث القومي‬ ‫‪1002‬م‬ ‫والثقافة بسلطنة عمان‪2241 ،‬ه۔‬ ‫‪ 2‬التأصيل الفقهي عند الإمام أبي سعيد الكدمي‪ ،‬قراءات في فكر‬ ‫أبي سعيد الكدمي‪(6‬حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء بذكرى أبي سعيد‬ ‫‪ 51-61‬مايو ‪0002‬م‪ 0‬ط‪ 1‘0‬نشر وزارة‬ ‫‪1241‬ه‬ ‫الكدمي(‪11-21‬صفر‘‬ ‫التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‘ ‪2241‬هے‘ ‪1002‬م‪.‬‬ ‫باجو مصطفى(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -3‬تطور علم الأصول في المصادر العمانية{ الملتقى العلمي الأول‬ ‫حول تراث سلطنة عمان الشقيقة قديما وحديثاء جامعة آل البيت‪ ،‬المملكة الأردنية‬ ‫الهاشميةش ‪3241‬ه ‪2002‬م‪.‬‬ ‫السيابي أحمد بن سعود(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ 4‬أبو مسلم البهلاني الرواحي‘ حياته‪ ،‬شيوخه۔ قراءات في فكر أبي‬ ‫مسلم البهلاني الرواحي“(حصاد ندوة المنتدى الأدبي احتفاء بذكرى أبي مسلم‬ ‫البهلاني الرواحي (‪41-61‬رجب‘ ‪5141‬ه ‪71-91‬ديسمبر ‪4991‬م‪ ،‬ط‪ ‘1‬نشر‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪8141 ،‬ه‘‪8991‬م‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬المرقون‪:‬‬ ‫ابن دريسو مصطفى(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -5‬الآراء العقدية عند الإباضية حتى نهاية القرن الثالث الهجرية‬ ‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بغداد ‪8991‬م‪ ،‬مرقونة‪.‬‬ ‫‪086‬‬ ‫سے۔۔<‪,‬‬ ‫علوم السنة عند الا ناضيه ح‬ ‫الأزدي أبو الشعثاء جابر بن زيد(‪:)39/217‬‬ ‫‪ -6‬رسائل جابر بن زيد ترتيب أحمد كروم عمر بازين‪ ،‬مرقون‪ ،‬بيد‬ ‫الباحث صورة منه( النسخة المرقونة التي اعتمدنا عليها تحوي ‪ 81‬رسالة)‪.‬‬ ‫‪ 7‬كتاب جابر بن زيد روايات عمرو بن هرم‪ ،‬مرقون من أصل‬ ‫مخطوط بدار الكتب المصرية‘ القاهرة‪ ،‬رقم ‪28512‬ب‪.‬‬ ‫البوسعيدي صالح بن احمد(معاصر )‪:‬‬ ‫رواية الحديث عند الإباضية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آل البيت‘‬ ‫‪8‬‬ ‫المفرق‪ ،‬الأردن‪8991 ،‬م‪.‬‬ ‫التعاريتي سعيد بن يونس(‪:)6531/6391‬‬ ‫المسلك المحمود في معرفة الردود مرقون‪.‬‬ ‫‪-9‬‬ ‫الحضرمي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله(ق‪:)6/21‬‬ ‫الدلائل والحجج تصحيح أحمد كروم مرقون بيد الباحث صورة‬ ‫‪-0‬‬ ‫منه‪.‬‬ ‫الشنماخي أبو العباس أحمد بن سعيد(‪:)829/2251‬‬ ‫‪ -1‬شرح مختصر العدل والإنصاف‘ دراسة وتحقيق مهنى التويجنيء‬ ‫مرقون‪ ،‬لدى الباحث صورة منه‪.‬‬ ‫الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفوسي (‪:)0111/ 405‬‬ ‫العباد‪ ،‬تح‪ :‬باحمد بن أمحمد خلفاوي‪،‬‬ ‫أ نعال‬ ‫تبيين‬ ‫‪-2‬‬ ‫مرقون‘ لدى الباحث نسخة منه‪.‬‬ ‫المزاتي أبو الربيع سليمان بن يخلف (‪:)174/9701‬‬ ‫التحف المخزونة‪ ،‬تح‪ :‬محمود الأندلسي‪ ،‬مرقون‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المنذري خلفان بن محمد(معاصر )‪:‬‬ ‫‪ -4‬مختلف الحديث وأثره في الفقه الإباضيغ أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم‬ ‫الشريعة بكلية دار العلوم بالقاهرة‪9141 .‬ه ‪8991‬م‪ ،‬مرقونه‪.‬‬ ‫ليفتسكي تادوز‪:‬‬ ‫|‬ ‫علوم السنةعند الا‪ .‬صيه‬ ‫حصد‬ ‫الإباضية بحث عن دائرة المعارف الإسلامية حول كلمة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫الإتاضيّة'‪ :‬ترجمة من الفرنسية‪ :‬يحي بكوش‪.4891 ،‬‬ ‫‪ -6‬جماعة المسلمين بالبصرة (محاضرة) مترجمة عن‬ ‫البولونية مرقونة لدى الباحث صورة منها‪.‬‬ ‫مجموعة باحثين(معاصرون)‪:‬‬ ‫‪ 7‬معجم أعلام الإباضية في المشرقس (مرقون)‪.‬‬ ‫مؤلف مجهول‪:‬‬ ‫‪ -8‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة؛ تحقيق ودراسة وتعليق‪ :‬أحمد‬ ‫عبيدلي‪ ،‬نيقوسيا قبرص‪ 58910 :‬سلسلة الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫النامي عمرو بن خليفة(معاصر ) ‪:‬‬ ‫‪ -9‬وصف مخطوطات إباضية مكتشفة حديثا في شمال إفريقيّة‪ ،‬مقال‬ ‫منشور في مجلد‪ ،51‬مجلة "الدراسات السلمية"‪ 07910 .‬ترجمة سلطان بن مبارك‬ ‫الشيبانيث مرقون‪.‬‬ ‫باجو مصطفى بن صالج(معاصر)‪:‬‬ ‫‪ -0‬منهج الإجتهاد عند الإباضية أطروحة دكتوراه قدمت في جامعة‬ ‫الجزائرى ‪9141/0241‬ه_‪8991/9991-‬م مرقونة‪.‬‬ ‫المراجع الأجنبية(منها ما استفدنا منه في الحاشية وأكثرها كانت استفادة‬ ‫جملية لصعوبة جانب اللغة واعتمدنا في عدد منها على المترجم ولكننا أثبتناها هنا‬ ‫في الفهرس)‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ك ‪164-‬‬ ‫آ‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫م ‪ 0‬ع‬ ‫‪.‬‬ ‫ج‬ ‫‪1‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫‪791‬‬ ‫‪- .‬‬ ‫‪. 5 ..‬‬ ‫‪264-‬‬ ‫[ ع‬ ‫م‬ ‫ح ل‬ ‫‪. 7 0 :‬‬ ‫ز‬ ‫ع م‬ ‫ع‬ ‫‪95-41 .‬‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ه‬ ‫ع ع‬ ‫د‬ ‫‪ 3691 .‬م‬ ‫‪,‬‬ ‫‪364-‬‬ ‫آ ع س‬ ‫ع ح‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 1, 6391, 33- 65.‬ح‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬‫حح‬ ‫_‬ ‫ضيه ص‬ ‫<<دد۔‪..‬ےے۔۔«۔ہعلوم السنة عند ال‬ ‫‪ .‬ن‬ ‫[ ‪464-‬‬ ‫م‬ ‫م ن‬ ‫‪,‬ح‬ ‫ع‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫‪ , 31 , 1791.‬م‬ ‫ع ‪564-‬‬ ‫‪ ,‬ه‬ ‫ع ‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ع »‬ ‫}‬ ‫‪8‬‬ ‫‪61 .‬‬ ‫ع ح‬ ‫‪1 . 3 , 1691 ,‬ب ‪ ,‬عن‬ ‫‪ , 2691 .‬س‬ ‫‪.‬‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪664-‬‬ ‫[‬ ‫ك [[‬ ‫;‬ ‫ع ‪4‬‬ ‫س‬ ‫لك‬ ‫‪ 441, 9791.‬م ‪,, 0 341, , 76- 98,‬‬ ‫مآ ‪664-‬‬ ‫"‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫م ‪5‬‬ ‫‪, 5. .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪764-‬‬ ‫آ ع‬ ‫ع م ل‬ ‫ع ا‬ ‫‪] .‬خ‬ ‫[ ‪ 2‬‏‪. ٧‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪ 9691 713-203.‬م ع‬ ‫‪, .] )2‬‬ ‫آ ه‪864-‬‬ ‫آ م‬ ‫‪,4691.‬ج‪,0‬‬ ‫___‬ ‫ضيه‬ ‫= علوم السنة عند ‪1‬‬ ‫فهرس‌الموضوعات‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪1‬‬ ‫الباب الأول‪ :‬السنة معناها ومكانتها عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل الأول السنة المعنى والمدلول عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المبحث الأول المعنى اللغوي‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المبحث الثاني الدلالة اللغوية والفقهية والأصولية‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المبحث الثالث الدلالة الحديثية‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫الفصل الثاني تقسيمات السنة عند الإباضية‬ ‫‪93‬‬ ‫المبحث الأول الستة القولية والفعلية والتقريرية‪.‬‬ ‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني الأوجه التي ترد بها السنة‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المبحث الثالث البيان بالسنة‪.‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الفصل الثالث حجية السنة عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪56‬‬ ‫المبحث الأول أدلة حجية السنة‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حكم رد السنة أو حكم منها أو عدم العمل به‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫المبحث الثالث منزلة السنة عند الإباضية ومكانتها في التشريع‪.‬‬ ‫‪79‬‬ ‫الباب الثاني منهج نقد الحديث عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفصل الأول ظهور عناية الإباضية بنقد الحديث وتصحيحه‪.‬‬ ‫‪89‬‬ ‫المبحث الأول معنى النقد وبدايات ظهوره‪.‬‬ ‫‪401‬‬ ‫المبحث الثاني النقد عند ابن بركة ومن جاء بعده‪.‬‬ ‫‪411‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬صيغ التصحيح والتضعيف والتوقف‪.‬‬ ‫‪221‬‬ ‫الفصل الثاني من قواعد نقد السند عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪421‬‬ ‫المبحث الأول نقد الحديث بالعدالة والضبط‪.‬‬ ‫‪331‬‬ ‫المبحث الثاني نقد الحديث باتصال السند وخلوه من بعض العلل‪.‬‬ ‫‪341‬‬ ‫المبحث الثالث نقد الإباضية الحديث بما صح عندهم من طرق‪.‬‬ ‫‪657‬‬ ‫علوم السنة عند الإباضيه‬ ‫‪156‬‬ ‫الفصل الثالث من قواعد نقد المتن عند الاباضية‪.‬‬ ‫‪156‬‬ ‫المبحث الأول نقد الحديث بعرضه على القر آن‪.‬‬ ‫‪165‬‬ ‫المبحث الثاني نقد الحديث بالحديث الصحيح‪.‬‬ ‫المبحث الثالث نقد الحديث بمخالفة العقل والحق وصحيح‬ ‫‪171‬‬ ‫الحقائق‪.‬‬ ‫‪178‬‬ ‫المبحث الرابع النقد بالتأويل ومنهج الاحتياط‪.‬‬ ‫الفصل الرابع منهج الإباضية مع الروايات الواردة من غير‬ ‫‪189‬‬ ‫طرقهم‪.‬‬ ‫‪189‬‬ ‫المبحث الأول قبولهم لهذه الروايات‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ردهم للرواية الواردة من غير طرقهم أو توقفهم‬ ‫‪200‬‬ ‫‪212‬‬ ‫الباب الثالث علوم الحديث التي تعنى بالإسناد عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪213‬‬ ‫الفصل الأول عناية الإباضية بعلم الإسناد‪.‬‬ ‫‪213‬‬ ‫المبحث الأول حقيقة الإسناد وتطوره‪.‬‬ ‫‪220‬‬ ‫المبحث الثاني الإسناد في ما دونه الإباضية‪.‬‬ ‫‪235‬‬ ‫المبحث الثالث ‪:‬حَملة العلم وسلاسل نسب الدين‪.‬‬ ‫‪257‬‬ ‫الفصل الثاني الجرح و التعديل‬ ‫‪257‬‬ ‫المبحث الأول صفة العدالة وتقسيم المعدلين‪.‬‬ ‫‪264‬‬ ‫المبحث الثاني الصيغ والعدد في التعديل والتجريح‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫المبحث الثالث مسائل وأحكام أخرى في التعديل والتجريح‪.‬‬ ‫الفصل الثالث الشروط العامة للتحمل والأداء عند الإباضية‬ ‫‪282‬‬ ‫وكتابتهم في الطبقات والتراجم‪.‬‬ ‫‪283‬‬ ‫المبحث الأول الإسلام والعدالة وما يتفرع عنهما من شروط‪.‬‬ ‫‪293‬‬ ‫المبحث الثاني شروط أخرى في قبول الرواية‪.‬‬ ‫‪299‬‬ ‫المبحث الثالث كتب الطبقات والتراجم‪.‬‬ ‫‪7517‬‬ ‫علوم السنةعند الا ضيه‬ ‫‪318‬‬ ‫الفصل الرابع موقف الإباضية من عدالة الصحابة وآثار هم‪.‬‬ ‫‪318‬‬ ‫المبحث الأول تعريف الصحابئ وعدالته‪.‬‬ ‫‪336‬‬ ‫المبحث الثاني فضل الصحابة والرضا عنهم‪.‬‬ ‫‪345‬‬ ‫المبحث الثالث حجية قول الصحابي وعمله‪.‬‬ ‫‪358‬‬ ‫الباب الرابع علوم الحديث التي تعنى بالمتن عند الإباضية‪.‬‬ ‫‪359‬‬ ‫الفصل الأول مختلف الحديث‬ ‫‪359‬‬ ‫المبحث الأول مقدمات في المختلف‪.‬‬ ‫‪363‬‬ ‫المبحث الثاني من طرق الجمع في مختلف الحديث‪.‬‬ ‫‪380‬‬ ‫المبحث الثالث الترجيح في مختلف الحديث وبعض أوجهه‪.‬‬ ‫‪397‬‬ ‫المبحث الرابع الترجيح بأمر خارجي‪.‬‬ ‫‪405‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النسخ في الحديث‪.‬‬ ‫‪405‬‬ ‫المبحث الأول تعريف النسخ وذكر شروطه وحقيقة ثبوته‪.‬‬ ‫‪414‬‬ ‫المبحث الثاني التفريق بين النسخ وغيره وذكر ما يقع فيه‪.‬‬ ‫‪423‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أقسام النسخ وطرق معرفته‪.‬‬ ‫‪433‬‬ ‫المبحث الرابع نماذج من ناسخ الحديث ومنسوخه‪.‬‬ ‫‪447‬‬ ‫الفصل الثالث غريب الفاظ الحديث‬ ‫‪447‬‬ ‫المبحث الأول معنى الغريب وبعض ملامحه في تراث الإباضية‬ ‫‪. 41‬‬ ‫المبحث الثاني نماذج من تفسير الغريب في الطهار ات‬ ‫‪460‬‬ ‫المبحث الثالث نماذج من تفسير الغريب في العبادات‬ ‫المبحث الرابع نماذج تفسير الغريب من البيو ع والأحكام‬ ‫‪471‬‬ ‫والمحرمات‬ ‫‪482‬‬ ‫المبحث الخامس نماذج تفسير الغريب في أبواب أخرى‬ ‫‪500‬‬ ‫الباب الخامس مصطلح الحديث عند الإباضية‬ ‫الفصل الأول‪ :‬تقسيم الحديث بتعدد طرقه ‪:‬المتواتر الآحاد‬ ‫‪501‬‬ ‫العزيز‬ ‫‪857‬‬ ‫علوم السنةعند الإاضيه‬ ‫‪501‬‬ ‫المبحث الأول المتواتر‪.‬‬ ‫‪511‬‬ ‫المبحث الثاني خبر الآحاد‪.‬‬ ‫‪522‬‬ ‫المبحث الثالث العزيز والفرد والغريب‪.‬‬ ‫‪529‬‬ ‫الفصل الثاني الحديث المقبول‪.‬‬ ‫‪529‬‬ ‫المبحث الأول الحديث الصحيح والحسن‪.‬‬ ‫‪537‬‬ ‫المبحث الثاني الحديث المرسل‪.‬‬ ‫‪547‬‬ ‫المبحث الثالث زيادة الثقة‪.‬‬ ‫‪555‬‬ ‫الفصل الثالث الحديث المردود‪.‬‬ ‫‪555‬‬ ‫المبحث الأول الحديث الضعيف وتقسيمه‪.‬‬ ‫‪560‬‬ ‫المبحث الثاني الحديث الشاذ و المنكر‪.‬‬ ‫‪572‬‬ ‫المبحث الثالث الحديث المدلس والمنقطع والمعضل والمعلل‪.‬‬ ‫المبحث الرابع الحديث المدر ج و المقلوب والمضطرب‬ ‫‪583‬‬ ‫والمكذوب‪.‬‬ ‫‪597‬‬ ‫الفصل الرابع الحديث المشترك بين القبول والرد‪.‬‬ ‫‪597‬‬ ‫المبحث الأول الحديث المرفوع والموقوف‪.‬‬ ‫‪603‬‬ ‫المبحث الثاني الحديث المقطوع و المتصل و المسند والمسلسل‪.‬‬ ‫‪612‬‬ ‫المبحث الثالث أقسام أخرى في الحديث المشترك‪.‬‬ ‫‪631‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬ ‫‪683‬‬ ‫فهرس الآيات‬ ‫‪689‬‬ ‫فهرس الأحاديث النبوية‬ ‫‪704‬‬ ‫فهرس الآثار‬ ‫‪708‬‬ ‫فهرس الأشعار‬ ‫‪711‬‬ ‫فهرس أهم المصطلحات المعرفة‬ ‫‪715‬‬ ‫أ فهرس المصطلحات الحديثية‬ ‫‪957‬‬ ‫علوم السنة عند الإناضيه‬ ‫‪718‬‬ ‫فهرس أهم المصطلحات الفقهية‬ ‫‪721‬‬ ‫فهرس أهم القواعد والضوابط الفقهية‬ ‫‪724‬‬ ‫فهرس الأعلام الواردين في متن الرسالة‬ ‫‪743‬‬ ‫فهرس الأعلام المترجم لهم في الحاشية‬ ‫‪751‬‬ ‫فهرس الطوائف و الجماعات و القبائل‬ ‫‪753‬‬ ‫فهرس البلدان والأماكن‬ ‫‪755‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬ ‫‪760‬‬ ‫ملخص الأطروحة باللغة الإنجليزية‬