سلطنة عمان ٠ 3ن اللجدوا رة الاوةاف معهد ا علوم الشرعية بسم الله الرحمن ا لرحيم مقدمة: (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) البو الحوت: ا- ه إن سبب اختياري لهذا الموضوع يعود لأسباب أهمها: ؟ تما شي اللوضوع مع ميولاتي الشخصية. ‏ ١٩٩ ٥:م۔؟ 4لقد كان فكرة ترا ودني منذ فترة وبالتحديد ف العا م ‏ ١لدراسي ٦م‏ س عندما كلفني أستاذ مادة حقوق الإنسان إعداد تقرير في لمادة ء فاخترت موضوعا بعنوان :حق المرأة في العمل س فوجدته موضوعاً 0إلى أن وفقني الهخصباً » وجديرا بالبحث المتعمق ‘ وا لتقرغ ‏ ١لجدي إلى السنة النهائية فاخترته عنوانا لبحثى. ؟ ومما جعلني أصر على الموضوع هو قلة البحوث والمراجع ‏ ١لتي تطرقت إليه٠‏ وخاصة فيما يتعلق جزئية:الآثار المترتبة على خروج المرأة المسلهة إلى العمل ء وأثر ذلك كله على المجتمع المسلم،بدءا من الأسرة ء ونهاية بالأمة. ث إن ما حدث في الغرب من متغيرات جذرية تزامنت تماما مع الثورة ‌ والمجتمع،ا لتي استطاعت أن تهز.وتزلزل كيان ا لأسرةالصنا عية .وكان من أهم الأسباب المتغيرة المتزامنة مع الثورة إقحامالغربي كله المرأة فى جال العمل. كل هذه أثار فضولي للتجرؤ على اقتحام هذا الموضوع الحساس،والبالغ الأهمية .مدركا أنني سأثير نقطة جدلية لا تزال تثار لوقتنا هذا في جميع الأقطار الإسلامية. آ -خطة البعيثك كانت خطتي في البحث كما يلي : ‏ )١التمعببد :تطرقت فيه لوضعية المرأة في الإسلام س وفي غيره من الحضارات مقارنا بينها. ‏ )٢الصل الأول:طبيعة تكوين المرأة ووظيفتها الأساسية. قسمته إلى ثلاث مباحث : للبحث الآول :طبيعة تكوين المرأة. المبحث الثاني :وظيفة المرأة الأساسية. المبحث الثالث :دور المرأة في العهد النبوي. ‏ )٣الخصل الثاني:دوافع خروج المرأة المسلمة للعمل. البحث الاول :الخلفية التاريخية لخروج المرأة الغربية للعمل. المبحث الثاني:الخلفية التاريخية لخروج المرأة المسلمة للعمل. البحث الثالث :الدوافع الحقيقية لخروج المرأة المسلمة للعمل. ‏ )٤الخصل الثالت:مشروعية عمل المرأة وضوابطه. ‏ )٥الخصل الوابع:أثر عمل المرأة المسلمة:الإيجابيات والسلبيات. المبحث الأول :أثر عمل المرأة المسلمة على الأسرة. اللبحثاثاني:أثر عمل المرأة المسلمة على المجتمع. ‏ )٦الخاتمة:أوردت فيها باختصار نتيجة البحث،وافتراض الحل للمسألة. ‏ )٧ملحق:احتوى على بعض الأحصاءات س وبعض الشهادات المختلفة حول عمل المرأة. -الصعوياوته أما المشاكل التي اعترضت سبيل البحث فهي عديدة : المشاكل التي اعترضتني في البحث،مع العلم أنم همن أت :ضيق الوق نوعية هذا البحث تحتاج إلى تفرغ ث ووقت للقاءات.والحوارات8كل ذلك مما حال بيني وبين إعطاء البحث حقه. قلة المراجع التي تطرقت لهذا الموضوع3ذلك حسب اطلاعي في المصادر } فالمكتبة العربية شحيحة من نوعية هذه البحوثس مما جعلني أجد شيئا من الصعوبة ء وأستعين بالافتراضات،والمجلات التي قامت ببعض الجوارات مع العاملات. إضافة إلى ذلك الفتور الذي يلاقيه الباحث من طرف الجهاتس والتعامل البيروقراطي،الذي يعتمد على الرسميات مما يستهلك الكثير من الوقت 3 والمتابعة المستمرة س بين الحين والحين. صعوية التنقل،المصاحب لضيق الوقت،مما يستدعي وسيلة نقل خاصة ء تحت التصرف الدائم لتسهيل الحركة والتنقل0وإجراء الحوارات والمقابلات. لا يسعني في الأخير سوى أن أحمد الثه على كل نعمة أنعمها علي حين وفقني لإتمام الدراسة والبحث،وأتقدم بالشكر لمعهد القضاء الشرعي،ومذير عام للعهد الشيخ زياد بن طالب المعولي3وأتوجه بالشكر الخالص والخاص لوالدي محمد بن صالح ناصر الذي لم يدخر جهدا0سواء المادي أو المعنوي } وقد استفدت كثيرا من توجيهاته العلمية9متمنياً له دوام الصحة والعافية في الدين والدنيا.وأخص بالشكر الدكتور المشرف عبد الباسط عطايا الذي قبل الإشراف على البحث،وساعدني كثيرا بتوجيهاته القيمة0ونصائحه العلمية في عجال البحث. أرجو من الثه التوفيق للسير قدما في مجال البحث العلمي،متمنيا الإستفادة من ملاحظات القراء الكرام،والله من وراء القصد في البداية والنهاية. ۔٤۔‎ تمحببد: إذا سمعنا أو قرأنا عن الرومان،أو اليونان،أو بابل0أو مصره الفرعونية0إلى غيرها من الأسماء،فإن الذهن سينصرف تلقائيا إلى زمن غابر مضى،إلى فجر قد بزغ،إلى أمم حاكت نجوم السماء برقيها وحضارتها0وعلمها الذي وصلت إليه0وإنجازات انفردت بها ؛ فبقيت الإنجازات شاهدا عليها مدى الزمان. فمثال ذلك ما هو محسوس وملموس ‘ فمن الملموس:الآثار من أعمدة وتماثيل3وينايات شامخة صمدت خقياً من الزمن ؛ من أهرام ى ومعابد ومجسمات. ومن المحسوس :الموروثات العلمية التي استنشقتها الحضارات التي جاءت بعدها وجعلتها لينة ليناءاتها ؛ من أدب وفلسفة وطب وكيمياء وفيزياء ورياضيات وفلك إلى غيرها من العلوم. إنه نتاج حضارات صمدت زمنا من التاريخ،ولكنها تلاشت واندثرت بعد ذلك،وخلفت الأطلال والتراث ورائها. ترى لم لم تواصل مسيرها وتصمد أمام الزمن؟..إنها سنة الحياة7فالحضارات مثلها كمثل الإنسان،تتعاقب عليها تلك المراحل التي يمر بها الإنسان؛ فمن الطفولة إلى الشباب ثم إلى الكهولة بعدها تخر على الأرض فيتصاعد منها التراب ؛ لأنها نتاج فكري بشري محدود،محدود بزمن ومكان وتفكير ومنطلق ومبادئ معينةء حدود كمحدودية واضعها تماما.فمهما ارتقى فإنه لن يصل إلى صفة الكمال مطلقاً...الكمال له وحده .ريما يتسائل المتسائل حاجا أو مستفسرا:إذا لم لم تستمر حضارة المسلمين ض وهي من عند الله؟. - ٥ - لأن المسلم _ ويكل بساطة-تخلى عن دينه ومقوماته التي تكفل له هذه الاستمرارية0فذهب باحثا عن بديل أدنى ليستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير 3 فانشغلوا بأنفسهم وتفرقت أيديهم وأصبحوا شيعا0وانصرفوا إلى الملذات واتبعوا الشهوات وفعلوا المنكرات80ثم صار ما صار ولكن لنعود على هذه الحضارات ونتسائل قائلين : من خلال رقيها وحضارتها ى هل استطاعت أن تسمو إلى علياء الإسلام وشموخه؟. مجال لا يسمح بالمقارنة الكلية من جميع النواحي0ولكن نختار جزئية ء وهمي المتعلقة ببحثنا:المرأة. فنقول: هل كفلت هذه الحضارات للمرأة ما كفله الإسلام لها من مكانة وقيمة 3 وتكريم ي وتشريف ء ورعاية وعناية:وحقوق ومستحقات؟. هذا ما سنعرفه من خلال مقارنتنا هذه بين الحضارات والأمم السابقة من كفة 3 والإسلام من الكفة المقابلة.ولنرى لمن ستترجح لصالحه الكفة في النهاية. المرأة قبل الاسلام وبحد ك لقد مرت المرأة على مر العصور يمراحل تذبذبت فيها حقوقها بين إفراط وتفريط ؛ حيث نجد في بعض الحضارات أو بعض الأقاليم أن المرأة استحقت حقها وزيادة كما حدث في "أسبار طة + © اسبار طه:هي مملكة من الإمراطورية الررمانية ل القرن النان والنالك قبل لليلاد0قصة الحضارة ول ديورانت:ت :محمد بدران (ط٢‏،مطابع الرحوي ى القاهرة : ‏.١٤٢‏ ٩٢م) ج٦‏.ص ‏( )١وفي مصر الفرعونية القديمة ‏( ، )٦٢في فترة من فتراتها. ولكن ما طغى وتفشى هو عكس ذلك فتلك حالات ممكن اعتبارها شاذة ه وكذلك انحصرت في زمن لم يدم طويلا ث سرعان ما انقلبت الأمور عليها. "أوكل ذلك التخبط في النظر إلى المرأة ومعاملتها.والأرجحة العنيفة بين الغلو والتفريط والتقلب من طرف إلى طرف & والشد والجذب الذي لا يستقر على طريق وسط ‘ لا يتسق مع فطرة،ولا خلق ‏( )٢مرده الأول والأخير إلى الجهل بما هية الإنسان بنفسه،ويأفراده المنتمين إليه.وبخاصة الجهل بالمرأة في تكوينها الجسدي والنفسي والفطري،فمن هذا الفهم تتأاصل نوعية العلاقة التي بين الرجل والمرأة في حين نجد أن هذه "العلاقة" لمن أعقد مسائل التمدن البشري،وأعظمها خطورة وإعضالا ،ومعها مسألة تتعلق بما بين الفرد والجماعة من العلاقة. وعلى هاتين المسألتين وحلها المستقيم المتزن بتوقف رقي الإنسانية وسعادتها } وقد حارت عقول العلماء والمفكرين طول التاريخ في وضع حل وسط ‘ لا إفرط ولا تفريط)٤(.‏ وما يؤكد هذا الاستنتاج ما يقر به أحد أباطرة العلم الحديث المتخصص في علم الطب س نظريا وتجريبيا العلم الفرنسي ألكسيس كاريل،حيث يقول "وفي الحق لقد يذل الجنس البشري مجهودا جبارا لكي يعرف نفسه ‘ ولكنه بالرغم من أننا تملك كنزا من الملاحظات التي كدسها العلماء س والفلاسفة0والشعراء.وكبار العلماء الروحانيين في جميع الأزمان،فإننا استطعنا أن نفهم جوانب معينة فقط من ‏( )١ننظر:مصطفى السباعي ا المرأة يين الفقه والقانون (.ط٦١‏ ؛ للكتب الإسلامي0بيروت لبنان ١٤٠٤:ه١٩٨٤/م)‏ ص!/١٤عبس‏ محمود المقاد5للرأة ف القرآن () ع١ر٥٧٩ي_/هع٣ن٩وده‎:الا)د ١ج‎إر١م٣١س-ا١ذ١ج:٢مصر‎ه عر رضا كحالة السراة الميد التست والحديث طا مرسال بسووت ليسا الحضارة.0الإنسان ومشكلات‏) (٣ينظر:البليد قطب ر)٤‏ أبر الأعلى للوردردي ‏ ٨الحاب ‏ ) (٤‏٨رص (دار الأنصار } القاهرة ١٩٧٧ :م)‏ ۔٧۔‎ أنفسناء إننا لا نفهم الإنسان ككل...وواقع الأمر أن جهلنا مطبق ‏ ٠فأغلب الأسئلة التي يلقيها على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب ؛ لأن هناك مناطق غير محدودة من دنيانا الباطنية ما زالت غير معروفة .فنحن لا نعرف حتى الآن الإجابة على أسئلة كثيرة مثل :ما طبيعة تكويننا النفساني والفزيولوجي()١‏ ؟ وبعد أسئلة كثيرة طرحها قال"وهناك أسئلة أخرى لا عداد لها .فمن الواضح أن جميع ما حققه العلماء من تقدم فيما يتعلق بدراسة الإنسان 4غير كاف،وأن معرفتنا بأنفسنا ما زالت بدائية في الغالب")٢(.‏ إذا من خلال ما سبق يتضح لنا أن الخلاص الوحيد لهذه القضية هو في تشريع يأتي من غير الإنسان من وجهة أسمى من الإنسان0وأعلم منه وأدرى به ث وهو الله تعالى فهو خالق البشر جميعا ويعلم ما توسوس به النفس وما تجهر به.ويسبب ما مضى،وتحكيم الإنسان لعقله عجردا ى جاءت النتائج التي سنراها. لقد حصرت المعاناة والمكابدات والمآسي التي أحاطت المرأة في الحضارات القديمة في نقاط ثلاث مقارنا قي نفس الوقت ما حظيت به المسلمة من معاملة 3 سنعلم عندها ماهيتها. والمراة هيي سر مل خطيئة لماذا؟..لأنها تحملت الخطئية الأولى منذ خلق الخلق،الخطيئة التي ألصقت بأمنا حواء } وقالوا أنها هي أغوت أبانا آدم (عليه السلام) حتى أكل من الشجرة ء جاء في التوارة"..فقالت الحية:لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر..فأخذت ثمرها وأكلت وأعطت رجلها ‏( )١الفزيولرحي :هرما يتعلق بالأعضاء ووظائفها وبنائها:وانتظامها3علمه يسمى:الفزيولرحيا. ‏( )٦ألكسيس كاريل5الإنسان ذلك المجهول { تعريب :شفيق أسعد فريد إ(مكتبة للعارف { بمروت ١٤٠٩ه۔١٩٨٩م)ص١٩-١٥‏ ۔٨-۔‎ معها أيضا فأكل..قال الرب الإله للمرأة:ما هذا الذي فعلت،فقالت المرأة:الحية أغوتني فأكلت،فقال الرب للحية :لأنك فعلت هذا ملعونة أنت..وقال للمرأة ۔: تكثيراً أكثر أتعابك حبلك ،بالوجع تلدين أولادا ى وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك" سفر التكوين ‏ ١١/٣وما بعدها)١(.‏ "وتقول التوارة :من المرأة ابتدأت الخطيئة0وبسببها نموت جميعا) بوشع:‏(٢)."١/٢٥ لما كان المسيحيون يؤمنون بالتوارة الحالية ككتاب مقدس عندهم فإنهم يعتبرون أن الجنس البشري كله تعرض للهلاك الأبدي ؛ بسبب عصيان المرأة وإغوائها لزوجها آدم اء ولولا أن تفضل الله على الناس بنعمة الفداء التي تمثلت حسبت عقيدتهم في صلب المسيح الذي هو الله نفسه حل في الجسد الآدمي ‏"( )٣في حين جد أسطورة يونانية تكاد تطابق قصة الشجرة السابقة.ولولا ضيق المقام لذكرتها)٤(.‏ وكيف كان موقف الإسلام حينما بزغ نور ،وطلع فجر من خلف تلك ‘ ونور الهدىغير ذي زرع عندما جاء به خير الورىالقاحلة0من وادالصحارى حمد لا؟. ستجيبنا عنه الآيات الكريمة س قال تعالى ( :فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه))٥(.‏ ‏( )١محمرد عبد الحميد3حقوق للرأة بين الإسلام والديانات الأخرى (ط١‏،مكتبة مدبولي التاهرة ى مصر ١٤١١ه۔١٩٩٠م)‏ ص٢٨-٢٧‏ ينظر:عباس محمود ‏٢١العقادس (مرجع سابق) ص ( )٢محمود عبد الحميد (مرحع سابق‎ ) ‎ص٢٩ ( )٢للرجع السابق ‎ص٢٥ ص٢٠-١٩( )٤ينظر للرحع الابقن‎ (د) سورة البقرة5الآية ‏٢٦ فلم يجعل الله تعالى الإغواء من حواء وإنما هو من وسوسة الشيطان الملعون ‏٠ ولم يجعل العقوبة ناشئة منها إنما منهما معا حينما أخرجهما من الجنة0ويقول سبحانه وتعالى عن تويتهما( :قالا رينا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين))١(.‏ بل إن القرآن قد نسب الذنب في بعض الآيات لآدم الفلاة وحده فقال( :وعصى آدم ريه فغفوی))٢(.‏ ثم قرر مبدأ آخر يعفي المرأة مسؤولية آمنا حواء وهو يشمل الرجل والمرأة على السواء ؛ قوله تعالى ( :تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون)()٣‏ وقال أيضا(:ولا تزر وازرة وزر أخرى))٤(.‏ ثانيا :المراة رجس من عمل الشيطان فعلى المسألة الأولى السابقة ترتبت هذه المسألة الثانية ث فكان الابتعاد عنها حسنة واجتنابا للشيطان ث وسلامة للنفس،وطلبا للسعادة لمن أراد رضا الله. "ومن بقايا هذه الغاشية في القرون الوسطى إنها شغلت بعض اللاهوتيين إلى القرن الخامس للميلاد0فبحثوا بحثا جديا في حبلة المرأة ث تساعلوا في جمع(ماكون)(٥‏ )) عن أمور منها: هل المرأة جثمان بحت؟..أم هي جسد ذو روح ‘ يناط بها الخلاص والهلاك؟ ( )١مررة الأعراف الآية٦٢٢ ‎ ( )٦٢مررة طه الآية١٦١ ‎ ( )٢سررة البقرة الآية١٣٤ ‎ )( مررة الأنعام الآية ‏١٦٤ ‏( )٥احتماع أقيم لي فرنسا لدراسة ماهية للرأة.ركان ذلك ل القرن الخامس لليلادي. ٠.۔ ‎۔‎١ وغلب على آرائهم أنها خلو من الروح الناجية،ولا استثناء لإحدى بنات حواء من هذه الوصمة سوى السيدة مريم العذراء أم المسيح عليه الرضوان"()١‏ . وترتب على ذلك أن حرم عليها الكلام والضحك،حتى أن بعضهم كان يضع القفل في فمها يسمونه (الموسلير) ث وحرموا عليها أكل اللحم أيضاً"()٢‏.مهما قسا الإنسان فإنه لا يصل إلى هذه الدرجة إلا إذا كان يرى الذي يتعامل معه في أحط منزلة ى وأقل درجة س ولكنه وارد في عالم الإنسانية فالمولى الكريم يقول( :وكان الإنسان ظلوما جهولا)(.)٣‏ لم يدم طويلا حتى عقد مؤتمر آخر بعد مضي قرن من الزمان .وقد كان جدول أعماله البحث عما إذا كانت المرأة إنسانا من عدمه،فخرجوا بنتيجة على أنها إنسان ،وأنها قد خلقت لمصلحة الرجل؛ وعليه كان يجب أن تخدمه"(.)٤‏ دياناتها .فكيف كانت وضعيتها في جزيرة العرب؟ بعد أن كانت الجزيرة العربية سابحة في متاهات الجهل والضلالة بعث المولى عزوجل نبينا حمد ية ليخرج الناس من جور النحل والمذاهب البشرية إلى عبادة الرحمن ‘ ،فبهر الخلق بنوره،وكتابه الذي أعجز الناس جميعا ث جاء ليعيد الموازين إلى نصابها ‏ ٠ويرد لكل حقه،وبين ما جاء به ي تخليص الأنشى من الجور الذي كانت تعيش فيه ث وهي مغلوبة على أمرها.جاء ليقرر أمورا احتار فيها العلماء.ناقضا بذلك كل ما جاءت به تلك المؤتمرات والتصورات الخاطئة والجائرة حول المرأة. ( )١عباس محمود العقاد (مرجع سابق) ‎ص٥ ٢ ( )٢محمرد عبد الحميد (مرحع سابق) ‎ص-١٩۔٢٠ ٢ 1إبراهيم الآية‎ ) (٣سمورة ( )٤سعيد بن عبد الله الحامي،للرأة لي الإسلام وقبله ( 0مطبعة ندوة العلماء ث لكهنو.المند) ‎ص٤٢ ‎۔-١‎ ١۔ أول ما قرره الإسلام هو إنسانية المرأةس قال تعالى(يأيها الناس اتقوا ريكم الذي خلقكم من نفس واحدة)()١‏ سأثبت المولى جل وعلا أهم المسائل التي بسببها وقع الجور عليها ء وأكد أن المرأة كالرجل سواء بسواء في الإنسانية.كلاهما من نفس واحدة" وصح مكان المرأة في الحياة الجسدية كما صح مكانها في الحياة الروحية س يما فرضه القرآن الكريم على الإنسان من رعاية جسده،والمتعة الطبيعية بخيرات أرضه ،ورغبات نفسه ء فبرئت المرأة من لعنة الجسد8وارتفعت عن الوصمة التي علقت بها)!٢(.‏ س والآيات كثيرة مما تؤكد ذلك. من النقطتين السالفتين،أو المسألتين ترتبت عليها كل التعاملات التي منيت بها المرأة.التي يرق لها القلب الصلد من قسوة وخشونة ى وجور،من تحقير وإذلال 4ومكر وضرب ‘ وقتل بغير حق،واستعباد س وإستغلال جائر ث وكان العنصر الثالث حاويا لهذه النتائج. ثالثا :نقانج الاممتقادارت السابقة من نتائج ما سبق أنها وصفت (المرأة) بأشنع الصفات،لم يترك وصف قبيح إلا ووصفت به ؛ اعتبرها اليهود والنصارى والرومان أنها أحبولة الشيطان بل هي الشيطان ،جمالها سلاح إبليس للفتنة،والإغواء فهي باب للشيطان ومدخله للنفس ‘ أداة للغواية والمتعة واللذة فحسب. قال القسيس (توتوليان):إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ‘ ناقضة لنواميس النه،المشوهة لصورة النه أي الرجل")٣(.‏ ( )٢عاس تمرد العقاد (مررحع مابق) صد+ ‎ ص-١٩١۔٢٠( )٣تنظر:مصطفى الساعي إ(مرحع سابق)‎ ‎۔-١‎ ٢۔ "أما عند الهنود فقد جاء في عقائدهم ما يلي :المرأة أشد فتكا من الموت٠‏ والأوبئة0والسموم الناقعات ‘ والعقارب ‘ والأفاعي القاتلة0والنيران المحرقة")١(.‏ عند الفرس هي سبب هيجان الشر ث وسبب الغذاب ‏"(.)٢ لهذه المنزلة وهذه الصفات التي يأباها صاحب العقل السوي عوملت بأقسى التعاملات0ومورست عليها أشد ألوان العذاب،والظلم والهوان ى إذ كان للزوج بيعها أو التصرف فيها كالمال والمتاع،وله أن يهديها لمن يشاء ء حتى عدت جزءا من التركة س "كان الرجل منهم يحمل ابنته إلى الشارع أو إلى قمة الجيل ء فيتركها هناك حيث تموت شر ميتة،ولا تحرك أمراته ساكنا للدفاع عنها ؛ لأنها لا حول لها ولا قوة")٣(.‏ وكما هو معلوم إنه كان من عادة كثير من العرب التفنن في وأد يناتهم ؛كان بعضهم يدفنها بعد مولدها مباشرة بمجرد العلم أنها أنثى،فيحفر حفرة حتى إذا خرجت أرغمها التراب ‘ ومنهم من يرحمها مدة من الزمن حتى إذا كبرت ه وبلغت بضع سنين طيبها وزينها وذهب بها إلى الفلاة حيث يدفنها هناك ن إلى غيرها من التعاملات التي يضيق لها المقام0ونجد ذلك جليا في قول الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول " :والله كنا لا نعد النساء شيئا"()٤‏ فشيئا تحمل في طياتها كثيرا من المعاني س التي تدل على ما قلناه. عند الهنود أيضا كانت لا تستحق الحياة بعد موت زوجها ،فتحرق معه 3 ويرى بعضهم أنها لا تستحق الحرق بالنار المقدسة0وقدمت قريانا للآلهة ء ( )١محمرد عبد الحميد (من مرجع سابق) ص _ ١٦ينظر :مصطفى السباعي (مرجع سابق)٨١ ‎ص ‏)٢ر أبر للبشر الحسين ! الإسلام الدين الفطري الأبدي ( ط٢‏ دار الكتب العلمية3بيروت لبنان ١٤٠٥:ه-۔١٩٨٤-م‏ ص١١٠‏ ‏( )٢عمر رضا كحالة،المرأة لي التقدم والحديث،ط١مؤسمة‏ الرسالة بيروت لبنان ١٢٩٩ :ه١٩٧١٩-م‏ ج١‏ ص٢٧‏ ( )٤للرحع السابق٣١١ ‎ص ‎۔- ١ ٣ وللمتعة في المعابدس فكانت مصدر إشباع وإرواء للغريزة الجنسية،واعتبر زوجها هو إلهها الأصغر فحرمت الأكل معه8والمشي بجواره وكانت تدعو نفسها (داسي)،أي أمة لزوجها")١(.‏ كل هذا الذي مر بنا لم يدم طويلا3كان يجب على البشرية أن تجد بديلا أسمى من التشريع البشري بديلا سماويا ربانيا ث مبرأ من النقصان. كان هذا البديل هو الإسلام الحنيف فبعد أن أثبت لها إنسانيتها ء جعلها تستحق الثواب والعقاب كالرجل تماما دون تفريق بينهما.ومكنها من أن تكون أحد إلى الله من الرجل إن إتقت ي وأصلحت،وأخلصت إلى ريها0بعد أن كانت رجسا من عمل الشيطان0وسبب شقاء الناس،وذريعة لدخولهم النار . أصبحت سببا في الدخول إلى الجنة ث قال تعالى ( :وقضى ريك ألا تعبدوا إلا إياه ؛ وجعل الله الإحسان إلى الوالدين دون تمييز بين الأبوبالوالدين إحسانا)()٢‏ والأم مقرونا بعبادته عزوجل،وعبادة المولى والامتشال لما أمر به يدخل صاحبه .جعلالجنة بإذن الله0وما قاله رسول النه لا (:الجنة تحت أقدام الأمبهات)()٣‏ الأم وطاعتها سبيلا إلى الجنة التي وعدها المتقين من عباده7وفي أكثر من موضع في القرآن لا يفرق فيه بين ذكر وأنثى0كلما أشار إلى الذكر أعقبه بالأنثى مباشرة مثاله يقول عزوجل ‘ في هذه الآية الكريمة ( :إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ؤالقانتين والقانتنات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين ( )١أسعد الحمران.للرأة ل التاريخ والشريعة ى ط ١دار النفائس،بيررت لبنان ١٤١٠ه ٩٨٩ام ص ٢٦١-٢٠عن ول ديورانت،تاريخ الحضارة٢ . ‎ج١ ‎م‎ ‎ص٣٢ ( )٦سررة الإسراء الآية١٧ ‎ ‏( )٣رواه اللساني لي باب الخهاد ٤۔ ‎۔‎١ والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما>()١‏ . وهكذا يتبين لنا البون الشاسع8بين ما هي عليه في الإسلام وبين ما كانت عليه ،وما تعيشه في غير الإسلام،فبعد أن كانت شيطانا لا تستحق الجنة.ولا تجد ريحها.وتسام سوء العذاب لأنها انشى ،أصبح الإحسان إليها ث ورعايتها . سواء كانت أما أو بنتأ مهما كانت-سببا فى استحقاق صاحبه الجنة. فالإسلام حرم وأدها0وشنع على ذلك أشد تشنيع ث وقال تعالى(:وإذا س وقال أيضا في هذا السياق ( :قد خسر الذينالموؤءودة سئلت بأي ذنب قتلت)()٢‏ قتلوا أولادهم سفها بغير علم)۔()٣‏ أعطاها حرية التصرف في مالها ،وجعلها أهلا لذلك0من بيع وتجارة . وقرض ‘ وشراء وهبة إلى غيرها من المعاملات. كفل لها منابع الرزق النفقة س فإذا كانت صغيرة أيما أوجب النفقة على أبيها أو وليها وجعل الولاية عليهم،ولاية رعاية ث وحماية.وتأديب،وعناية بشؤونها وتنمية لأموالها0لا ولاية تملك واستبداد"٤(.‏ ) ذلك قطرة من سيل،وغيرها كثير.ونكتفي بهذا القدر للتوضيح فقط،إذ ليس هذا من لب موضوع البحث،وإنما هو مدخل نبين من خلاله كيف كانت المرأة قبل الإسلام بشكل موجز ‘ ليتسنى لنا المقارنة مع وضعيتها بعد مجيء الإسلام نعمة من الله وفضلا. ( )١سررة الأحزاب الآية٣ ‎د ( )٢سورة التكرير.الآية٩ ‎ ( )٣سورة الأنعام الآية١٤٠ ‎ ص-٢٦۔٦٩ ( )٤مصطنى الباعي (مرجحع ساش)‎ ‎۔-١‎ ٥۔ طببعة تكوببن المراة ء ووظبقكتها الأساسبة المبحث الأول:طبيعة تكوبن المرأة من حكم الله وآياته أن خلق الذكر والأنثى ن وجمل لكل واحد منهما خصائص وميزات تميزه عن الآخر ى حتى يكمل أحدهما الآخر،وتستقيم الحياة . وتسير على صورتها الطبيعية التي خلقها الله عزوجل،يقول تعالى( :والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطييات)(.)١‏ وما يؤكد أن الذكر ليس كالأننى قوله تعالى( :وليس الذكر كالأنثى)()٢‏ وهذا إعجاز أطلعنا عليه القرآن منذ قرون خلت.ويعضد هذا الإعجاز القرآني الطب الحديث الذي يؤكد ذلك الاختلاف في أشياء لا يعلمها البسيط من الناس إلا إذا اطلع على كتب الطب وما شابهها.يقول العالم الفرنسي (ألكسيس كاريل)":إن الاختلافات بين الرجل والمرأة لا تأتي من الشكل الخاص للأعضاء التناسلية ث ومن وجود الرحم والحمل3أو من طريقة التعليم .إذ إنها طبيعة أكثر أهمية من ذلك)٣("..‏ إن أول نقطة علينا معرفتها في البحث هو هذا المبحث ؛ لأن الجهل بهذه الحقائق الجوهرية عن الأنوثة هو من أقوى الأسباب المؤدية إلى ما كات عليه الحضارات السابقة من التخبط ‘ والإفراط والتفريط،والزيغ عن الصواب س ومما أدى "إلى الإعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليما واحدا ء وأن يمنحا قوى واحدة ومسؤوليات متشابهة)٤(..‏ وهذا كله مناقض للفطرة" وتكون نتيجة مصادمة الفطرة ( )١مررة النحل الآية٧٢ ‎ )( سررة آل عمران الآية٣٦ ‎ ( )٣الكيس كاريل ( ،مرحع سابق)٨٠١ ‎ص ( )٤للرحع السابق ‎ص١٠٩ -‎۔-١‎ ٦۔ وتجاهل التكوين النفسي والجسدي للمرأة وبالا على المرأة وعلى المجتمع وسنة الله ماضية (فلن تجد لسنة الله تبديلا لن تجد لسنة الله تحويلا))١(.‏ . "أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل س وقد بني جسم المرأة ليتلاءم مع وظيفة الأمومة ملاءمة كاملة)٢("..‏ قال تعالى ( :من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)()٣‏ حكمة الله الذي أوجد الذكر والأنثى،الموجب والسالب من كل شيء،خلق الذكر ليكون مكملا للأنثى وخلق الأنثى لتكون مكملة للذكر،ثم جعلهما مختلفين لينجذب كلاهما نحو الثاني0ويجد كل منهما في الثاني ما يطمئن قلبه ويهدئ سريرته .فالعلاقة بين الرجل والمرأة همي علاقة تكامل لا علاقة تفاضل كما يعتقد الكثيرون من الذي يدعون إلى المساواة. إن الفروق التي بين الذكر والأنثى من حيث التقسيم هي نوعان : = -فروق جسدية تكوينية. = -فروق نقسية. اولا:القروق الجسدية التوينية وهي في نظر الطب تنقسم إلى قسمين : ه تشريحي. جسدذل ي‏٥ ( )١سورة فاطر الآية٤٢ ‎ ‎ص٧٥ د٩٩ا١م د ٤١ ‎ه-۔‎ ى دار لللم ٠ ‎الرياض العردية: ( )٦محمد علي البار © عمل للمرأة ل لليزان.ط١ ( )٢للرحع السابق ‎ص٨٨ ‎۔-١‎ ٧۔ ا) الفروق التشريحية " 1 ث1آ:آنكال 15 ه & & ه 54 04 أجد الاختلاف من أصغر وأبسط جزء في جسم الإنسان وهو الصبغيات أو الكروموزومات0وهذه الأخيرة تحمل خصائص البشرية ى وخصائص الوراثة"(.)١‏ (كما هو مبين في الشكل). وهذه الجسيمات الملونة موجودة في كل خلية وتقاس ب(الأنجستروم) (واحد على بليون من الملمتر) في ثخانتها:وهي موجودة على هيئة أزواج منها زوج واحد مسؤول عن الذكورة والأنوثة"()٢‏ ففي خلية الذكر نجد هذا الزوج على هيئة ((×) في حين نجده في خلية المرأة على هيئة ‏(××)( )٣وكلما زدنا ارتفاعا نجد الفروق أوضح"ففي معين هذه الجسيمات ( )١حمد علي الا! حلق الإنسان بين الطلب والقرآن( ‎ط٤ ١٠الدار اللعردية.حدة السعودية ‎م١٩٩٦١د-۔-ه١٤١د٣٢١-٤٦١ :ص‎. أي ٢صبعيا‏ تكرن متشابمة ما عدا زرج واحد ي خلية الذكر رهر الزر ج الجنسي0وهو مرجحرود على ش‏ ٤٦صحيااإنناںد علىكل حلية من حسمتريق دار المجتمع حدة اللعردية د ‏ ٤١‏ه_-٤٩٩ه١أحدهما كبم(×) رالآحر نعمر(لا) د:عالم عد العريز كر،المندمة الورانية وتكرين الأحمة (ط.١۔‏1 ‏٩ص ص٧٦( )٢علم المرأة ي الميزاد (مرحع سابق)‎ ‎۔-١‎ ٨۔ (الكروموزومات) وهي الخلايا نجدها تختلف من ذكر وأنثى ولو دققنا النظر في المجهر لهالنا ما نجده من الفروق الواضحة بين خليلة الرجل وخلية المرأة. ستون مليون مليون خلية في جسم الإنسان،ومع هذا فإن نظنرة فاحصة في المجهر تنبئك الخبر اليقين ى هذه خلية رجل وهذه خلية أمرأة ء كل خلية فيها موسوعة ميسم الذكورة أو مطبوعة بطابع الأنوثة .ولو انطلقنا قدما إلى خلية الدم لوجدنا الفروق واضحة بين خلية الدم البيضاء للرجل وأخرى للمرأة كما نرى الفرق جليا بين خلية من فم امرأة وخلية من فم رجل" فسبحان الله العظيم ( وفي س ونجد صفة الذكورة موجودة في هذا الصبغ وهوأنفسكم أفلا تبصرون)()١‏ النشاط والقوة أيضا؛ "إن الجسيم الملون (الصبغ) للذكورة يخلتف في شكلة المميز عن صبغ الأنوثة ث بل ولا يقتصر الاختلاف على الشكل والمظهر إنما يتعداه إلى الحقيقة ووالمخبر؛ فصبغ الذكورة أكثر نشاطا وأقوى شكيمة،وأكثر إقداما من شقيقتها الأننى ‏( )٢س مما يتحقق معه قوله تعالى (:الرجال قوامون على النساء)()٣‏ في أصغر جزئية ذكرية في جسم الإنسان. وإذا أرتقينا في سلم الفروق وارتفعنا أكثر إلى مستوى الخلايا التناسلية وجدنا الفرق شاسعا،والبون هائلا بين الحيوانات المنوية (نطقة الرجل)،والبويضة (نطفة المرأة). إن الخصية تفرز مئات الملايين من الحيوانات المنوية في كل دفقة مني،في حين يفرز المبيض البويضات مرة واحدة في الشهر.ونظرة فاحصة لخصائص الحيوان المنوي الذي يقاس بالميكرون (واحد إلى المليون من المليمتر) من الناحية الشكلية ( )١سورة الذاريات الأية٢٢ ‎ ( )٢للرحع السابق إ بتصرف‎ ،{ ‎عر٧٨ ( )٢سورة النساء الآية٢٣٤ ‎ ‎۔١‎ ٩۔ التصويرية تجعلنا نوقن بأنه يجسد خصائص الرجولة،فيما نرى أن البويضة هي أيضا تحمل خصائص العذارى الأنثوية ؛ فالحيوان المنوي له رأس مدبب وعليه قلنسوة مصفحة،وله ذيل طويل ‘ وهو سريع الحركة قوي الشيمة،لا يقر له قرار حتى يصل إلى هدفة أو يموت .بينما البويضة كبيرة الحجم ‏( )١/٥مليمتر ‘ تعتبر أكبر خلية في الجسم البشري الذي يحتوي على ستين مليون مليون خلية ء وهي هادئة ساكنة تسير بدلال وتتهادى باختيال وكأنها عروس في ليلة زفافها7وعليها تاج مشع يدعو الراغبين إليها وهي في مكانها لا تبرحه،ولا تفارقه،فإن أتاها الزوج (النطفة) كان الحمل،وإلا ماتت مكانها ثم مجها الرحم مع الطمث (دم الحيض)()١‏ ( .ينظر الشكل) 47 حينط ٠.٠.‏٠ / .ن .٥٠‏٠"%“6. فيرد ‏ ١يزد ره.عع -حح ؛ . التواةة 0سع أما الحيوان المنوي للذكر نجده يرسم لنا صفات الرجولة حتى في تصرفاته . وحركاته ،فإذا سكن أوحى لنا بشكله الذكوري،وإذا تحرك أكد لنا ذلك بكل صدق ودون تلكف فها هي "مئات الملايين من الحيوانات المنوية تمخر عباب بحر المني المتلاطم وهي تضرب باذزيالها لتجري في طريقها الشاق الطويل الوعر امحفوف ( )١عمل للرأة لي لليزان (مرحح سابق) ص /٧١-٧٨ينظر:خلق الإنسان بين الطب والقرآن (مرحم سابق) ص ، ١٦١٥ماكسين ديفز.دليل للرأة إل الصحة© ‎ ص-٨‎ ٤۔.٨ ٥\ ٩٦٦م(‎حمد نظيف (دار القلم القاهرة.مصر‎ ۔٢ .۔‏ بالمفاوز والمخاطر حتى تصل إلى البويضة،وفي أثناء هذه الرحلة الشاقة الهادرة يموت منها الملايين ولا يصل إلى البويضة إلا بضع مئات ‏( )١وفي نهاية المطاف لا } وفي حالا ت نادرة يلجالسبقلها قصبيلج ‏ ١لبويضة سوى نطفة واحدة يكون نطقتان ف بويضة . ‏ -٢القروق الجسدية: ذلك مما لا يرى بالعين المجردة س أما ما يرى بالعين فهو أيضا يختلف اختلافا بينا "إذا نظرانا إلى التركيب الجسماني التشريحي للمرأة وجدنا مغايرا تماما لتركيب الرجل‘ وأقل ضلابة منه ي ويتسرب هذا النقص الذي ثبت تشريحيا إلى جميع الأجهزة والأنسجة0وجميع الوظائف،وقد سلم الباحثون المحدثون للمرأة ..أنهم متفقون جميعا على أن المرأة أنقص تكوينا من الرجل،وأقل جلدا وأضعف مقاومة.هذه هي الصفة العامة التي تنطبق على كل أجهزتها وأعضائها"()٢‏ فإذا بدأنا بأهم ركيزة في جسم الإنسان وهو الهيكل العظمي،نجده في المرأة في مجموعه أصغر وأرق من هيكل الرجل،وعظامه أقل سماكة ووزنا من عظام الرجل س وذلك لعوامل عدة أهمها أنه طابع أو ميزة أرادها الله للأنشى،إذ يؤكد ذلك ما قاله المصطفى ة لأنجشه ( :يا أنجشة رفقا بالقوارير)()٣‏ شبههن النبي لا بالقوارير لأنهن كالقوارير هشاشة ث وضعفا وتكوينا0إنه لوصف رائع0فرغم أنهن كن يقمن بأعمال شاقة وصعبة ويمشين المسافات الطوال مع ذلك فهن ضعيفات لا يتحملن أدنى مكروه،فلو أخذنا منطقة من الهيكل العظمي 3 ( )١عمل الرأة في لليزان( ٨ ‎مرحع سابق)٩٧ ‎ص ص ٩٨‎بتصرف‎. ) ٤٠٦ما٦٨٩۔-ه!٢ ‎١ج‎ ( )٦٢عمر رضا كحالة{ الزواج (ط 0 ٦مؤسسة الرسالة ي بمررت ڵ لبنان‎ ‏( )٢رواه أحمد ۔١٢۔‎ كالحوض مثلا لوجدناه مختلفا من حيث التكوين والشكل عن حوض الرجل اختلافا جوهريا،فهو عند المرأة يتخذ شكلا دائريا مميزا عن الرجل" إذ يمتاز حوض المرأة عن حوض الرجل بالنسبة لقيامه بوظيفة هامة إضافية تتطلب منه بعض الضروريات اللازمة التي لا يحتاج إليها حوض الرجل.فنمو الجنين في الحوض وطرق تغذيته وحفظه ثم مروره بتجويف الحوض0ومن ثم مخرجه وقت الولادة كله يستلزم بعض التغيرات والتعديلات التي يسهل معها إتمام الولادة بالنسبة للأم والطفل"()١‏ "إن رقة العظام ونعومتها وبساطة تضاريسها وصغر شوكتها0وقلة غور حفرها ظاهرة جلية في أكثر عظام هيكل المرأة غير أن الفروق تتجلى أوضح في عظام الحوض للأنثى التي بلا نزاع،تتشارك صفات عظام الهيكل الأخرى بقسط وافر في بصفاته المميزة للأنوثة س زيادة على تكييفها النوعي الخاص بما يناسب ما يتطلب منها القيام بعمل تنفرد به دون غيرها من عظام الهيكل"()٢‏ حتى إن "العمود الفقري أقل طولا عن الرجل وفقراته قليلة الوزن،والقسم القطني منه (الخاصرة) أطول من مثله عند الرجل وأكثر انحناء ث وهذا ما يجعل خصر المرأة نحيلا متقوسا ، وأما الرجل فمستقيم القامة(وذلك لحكمة بالغة ) ؛ لأنه لما كان الحمل في طبيعته يزيد في ثقل الجزء المتقدم من البطن " كان من اللازم زيادة فعل عضلات الظهر الباسطة لمقاومة هذا الجذب لاعتدال قامة المرأة")٣(.‏ هذا بالنسبة للعظام،أما العضلات فنجدها على العموم أضعف في المرأة منه في الرجل ؛ لانها تحتوي على مادة سائلة مائية.وكثرة الدهون في جسمها كالصدر ( (١د :شفيق عبد لللك " تشريح الحوض للذكر والأننى (ط ٢للطبعة التجارية.مصر ‎م-١٧٩١۔ه٣٢-٦٢ ١٩٣١ص‎ ‏( )٢للرحع السابق ‏( )٢عمر رضا كحالة (مرحع سابق) ص١٦٢‏ ٢۔ ‎۔‎٢ والعجز والفخذ تفوق نسبتها عند الرجل0وهذا ما يجعلها أضعف من الرجل وأشد تأثرا.وأكثر إحساسا ء وأنعم وألين وألطف"()١‏ إن الفروق الفزيولوجية(الوظيفية)،والتشريحية بين الذكر والأنثى أكثر من أن تحصى ؛ إذ تبتدئ من أصغر عضو فيها وهي الصبغيات (الكروموزومات)..ثم تزيد الفروق على مستوى النطفة الذكرية والأنثوية ،ثم ترتفع الفروق من العظام إلى العظلات كما مر.وتتجلى بوضوح هذه الفروق في الأجهزة التناسلية بين الجنسين منذ الولادة:ثم تزيد وضوحا بمجرد وصول سن البلوغ ؛ حيث يتغير شكلهما تماما0فتأذخ الفتاة الشكل الدائري ء الذي يميزها عن الذكر..ولا تقتصر على ذلك إذ تشمل جميع أجهزة الجسم وتتباين في أجهزة عن أخرى من ناحية الدقة والجلاء0فمثاله جهاز الغدد الصماء3تظهر فيه الفروق كأاوضح ما يكون ؛ فهرمونات الذكورة تختلف عن هرمونات الأنوثة في تأثيرها اختلافا كبيرا رغم أن الفرق الكيماوي بسيط)٢(.‏ متكونإذا عدنا إلى الفروق الجوهرية نجد أن الأنثى لها جهاز تناسلي خاص من مبيض ورحم..على عكس الرجل تماما ث فله جهازه الخاص به أيضا .والفروق أكثر من أن تحصى فهي كثيرة ومتشعبة،ودقيقة.وما ذكرناه منها يزيدنا يقينا بأنه ليس الذكر كالأنشى كما قال المولى عزوجل،وتلك فطرة الله التي خلق الناس عليها. إن هذا الإختلاف وتلك المفارقات،في هذا الهيكل العظمي والعضوي لم يكن صدفة كما يقولون س ولم يخلق عبثا (أم حسبتم أنا خلقناكم عيثا).إذ ليس في جسم الإنسان ولا في الكون شيء إلا وله حكمة سواء علمناه أو جهلناه ،وما أكثر ما ‏١٢٦٢-٦١٦٢(()١اللرجع‏ الابق) ص٠ ‏` ٩١-٨٩ ‏( )٢بنظر:عمل للرأة لي لليزان (مرحع سابق) ص ‎۔٢‎ ٣۔ نجهل3وأقل ما نعلم ‏( . )١هذا بالنسبة للمفارقات العضوية والتكوينية0بعدها تأتى جزئية المفارقات النفسية. ثانيا:القروق النفسية يمكن لنا أن نستشف الفروق النفسية من أصل الإنسان وهما النطفتان ؛ نطفة الرجل وبويضة المرأة7وكما مر فإن "العلم يعلمنا أن بذرة الرجل هي العتصر النشط المتحرك ى ويعلمنا أن بويضة المرأة هي العنصر الهادئ المستسلم ؛ فبذرة الرجل هي التي تجري وتقفز وتسعى لدخول بويضة المرأة ث ويذلك يتم تلقيح البويضة.إذا فبذرة الرجل هي مصدر النشاط ‘ والقوة ث ومصدر الطمع ء وفصدر الحركة،وبويضة المرأة هي الدعة هي الصبر،هي الهدوء والسكون")٢(.‏ إذا ففي النطفة،والبويضة تتجسد تلك الصفات التي نشاهدها على كلا الجنسين،فالرجل يعني الشدة،الرجولة،القوة،البأس،الصلابة ء الصبر ء قوة التحمل ء المنهج العقلي،إلى غيرها من الصفات. أما المرأة فتعني:الهدوء والسكينة والوقار والحشمة والحياء والتأني والخوف 0 والمنهج العاطفي3فهذه صفات أصلية جارية جرى الغالب الأعم0فما خالف ذلك فهو خارج القاعدة ث ولريما نجد صفات مشتركة ولكن تغلب على جنس دون آخر،مثاله:الصبر في الرجل غالب على المرأة س الحياء موجود في الرجل ولكنه غالب على الأنثى أكثر. . ويمكن القول أن أهم اختلاف بين المرأة والرجل هو أن المرأة أشد عاطفة واستسلاما؛ فنجها أكثر ميولا للدين ‘ وأكثر إحسانا ى وفعلا للخير ى وأشد عطفا ( )١ينظر:عمل للرأة لي لليزان (مرجع سابق)٧٨ ‎ص ص١٦٥ص "٢ ٦عن :د:فخري ٤١ ‎المرأة وفلسفة التاسليات } لينظر :خلق الإنسان بين الطلب والقرآن (مرحع سابق)‎( )٦عمر رضا كحالة (مرحع صابق)‎ ‎۔٢‎ ٤۔٢ على اليتيم أو المريض،فهي أكثر بكاء،وتأثر بالمناظر البشعة الدموية والمرعبة . والتألم بسرعة مجرد الكلام الجارح،أو الضرب الخفيف،وإن ميلها الشديد للأطفال بالعطف عليهم ث ومداعبتهم ث وملاطفتهم لاكبر شاهد على ذلك .أما الرجال فعلى خلاف ذلك ؛ إذ جدهم أكثر وأشد امتلاكا لعواطفهم ؛ ففي مجال الحقوق مثلا نجدهم أقرب إلى إعمال العقل وإحقاق الحق والفصل ف المنازعات التي تحتاج إلى التجرد التام من العواطف. ولا يخفى على مسلم أن الإسلام في القرآن والسنة قد سبق العلم الحديث إلى هذه الحقائق ؛ حيث قال تعالى ( :ليس الذكر كالأنشى) كما ورد سايقا.وكذلك ما ه عن رسول اه يل قال ( :يا معشر النساء تصدقن وأكثرنرواه عبد النه بن عمر الإستغفار ى فإني رأيتكن أكثر أهل النار ث فقالت أمرأة منهن جزلة:وما لنا يا رسول الثه أكثر أهل النار؟ قال :تكثرن اللعن وتكفرن العشير ث وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب منكن ي قالت :يا رسول الله س وما نقصان العقل والدين؟ قال :أما نقصان العقل:فشهادة أمرأتين تعدل شهادة رجل ؛ فهذا نقصان عقل0وتمكث الليالي ما تصلي ‘ ،وتفطر في رمضان ‘ فهذا نقصان الدين)()١‏ وقد أوضح السيد قطب في تفسيره الحكمة من ذلك حيث يقول" :ولكن لماذا أمرأتان؟ إن النص لا يدعنا حدس ! ففي التشريع يكون كل النص محددا واضحا س والضلال هنا ينشأمعللا..(:أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)٦٢()..‏ من أسباب كثيرة ء فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة في التعاقد س مما يجعلها لا تستوعب كل دقائقه0وملابساته ى ومن ثم لا يكون من الوضوح في عقلها بحيث تؤدي عنه ‏( )١رواه البخاري عن ابي سعيد الخذري،رواه أبر مسلم عن اي هريرة،وأبو داود عن ابن عمر. ( )٢سورة البقرة الآية٢٨٢ ‎ ‎۔٢٥۔ الشهادة .وقد ينشأ من طبيعة المرأة الانفعالية .فإن وظيفة الأمومة العضوية البيولوجية تستدعي مقابلا نفسيا في المرأة حتما ء تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانية الانفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيوية لا ترجع فيها إلى التفكير البطيء..وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة ..وهذه الطبيعة لا تتجزأ ؛ فالمرأة شخصية موحدة هذا طابعها-عندما تكون سوية بينما الشهادة في مثل هذه المعاملات تحتاج إلى تجرد كبير من الأنفعال)١("..‏ ومما سبق نخلص إلى أهم الفروق والحكمة الإلهية منها : ه عاطفة المراة اقوي من عاطفة الرجل. الجكمة:أنها متفقة مع وظيفتها الأولى في تربية الأولاد0والجنو عليهم 3 وتغذيتهم العواطف الفاضلة مع لبنها ى وما أشد تقلب عواطف الأطفال وتغير مطالبهم ،وكذلك الزوج فمما يحتاجه من هذا الحنان كثير حتى تتحقق حكمة المولى في الزواج وهو السكن. ه إرادة المراة أخعفه تماسها من إرادة الرجل المكمة :تتفق مع وظيفتها في الحياة.فإن صلتها بزوجها صلة التابع بالمتبوع أو المطيع مع المطاع،وإذ لو كانت لها الإرادة الصامدة لا تتأخر أو تتغير لادى ذلك إلى الصدام بينها وبين زوجها ي وذويها .ثم إن إن صلتها بأولادها صلة الحب والعطف والرفق » والأولاد يغلب عليهم العواطف على العقل3والإستجابة للنزوات والغرائز -وليس كلها شرا-فلو كانت أمهم صاحبة الإرادة الصامدة الصارمة والرأي الذي لا يتغير س والحزم الذي لا يأذن ظلال القرآن (ط ١٦٢دار الشروق،القاهرة ‎ه) ٦٠٤١م١ ‎٦٨٩١م٢ ‎ج٠٣٢٢ ‎ص‎ ( )١سيد قطب،لي ‎۔٢٦۔ بغير التعقل لريما أدى إلى الصدام والنفور س أو حرمان الأولاد من رابطة العاطفة الحية والمحبة التي تفوق كل شيء سواها. ه باعة المرأة أدني من شجاعة الرجل الجكمة :تتفق مع وظيفتها أيضا؛ فهي بنت الرجل وزوجته ء وأمه وهذه الوظائف كلها تحدد مسؤوليتها التي لا تتطلب شجاعة أو إقداما بقدر ما تتطلب العاطفة والحنو ،فبديهي أن تكون له القوامة وتحمل المسؤولية7وأن تكون هي المأمورة المطيعة. ‘هي أم ‏ ١لأولا د الذين يريون على وثيرة مقاربة ف الحياة ح ليس فيها مغامرة ولا هجوم على المجهول)١(.‏ ولكن مما هو ملاحظ على المرأة والذي يؤكده الطب أن المرأة تنتابها حالات نفسية في كل شهر بسبب الحيض ‘ وحالات أخرى تدوم تسعة أشهر في كل حمله فهاتان المرحلتان من الأهمية بمكان في حياة المرأة ؛ لأنها ستؤثر عليها أينما كانت وحيثما وجدت بشكل أو بآخر مما يغير في وتيرة حياتها.وهذه الحالة ملازمة لها في الغالب وخاصة مدة الحيض ‘ إذ ببلوغها تبدأ هذه الحالة إلى سن اليأس،سأبين هذه التغيرات التي تعتريها في كلتا الحالتين (الحيضع والحمل) موضحا الأثر الذي يتركه على المرأة. الحالة النفسية القي تعتري المراة الحائض: هذا العنصر علينا معرفة معنى الحيض.قبل الخوض ف الحيض أو الطمث : ( )١وهي سليمان غارحي الألبان } للرأة للسلمةرط ٢دار القلم0دمشق،سوريا) ‎م-٨٧٩١۔ه٩٥٠-٠١٦ ٨٩٢١ص‎ ‎۔٢٧۔ لغة :الجمع،من حاض الماء:جمعه :حاضت المرأة سال دمها)١(.‏ الحيض من الناحية الشرعية : دم أسود خثر (غليظ الأجزاء) منتن خارج ممن يمكن أن تحيض مثلها مع الصحة()٢‏ فالحيض حالة تطرأ على الأنفى البالغ مرة كل شهر ى وصورة حدوث الحيض هي:تبدأ الدورة الشهرية مباشرة بعدة الحيض حيث يكون الغشاء المبطن للرحم رقيقا ويسيطا ولا تزيد ثخانته عن نصف مليمتر ثم تأتي مرحلة النمو بواسطة تأثير هرمون الأنوثة (الأستروجين) الذي تفرزه حويصلة جراف من المبيض فينمو الرحم وأوعيته الدموية وكذلك تنمو غدد الرحم وتبدو كالأنابيب:.وتزيد ثخانة غشاء الرحم في هذه المرحلة ..ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الإفراز بواسطة هرمون الحمل (البروجسترون) الذي تفرزه حويصلة جراف بالمبيض بعد خروج البويضة منها .. وتدعى الحويصلة عندئذ الجسم الأصفر..وينمو غشاء الرحم نموا عظيما ويبطن الغشاء بطبقات وثيرة من الدماء والغذاء وتنمو غدد الرحم نموا هائلا ..استعدادا لعلوق البويضة الملقحة (النطفة الأمشاج)()٣‏..وتزيد ثخانة غشاء الرحم أكثر ء إلى حوالي ستة عشر ضعفا عما كانت عليه في بداية الدورة.فإذا حصل الجمل وعلقت البويضة بإذن الله استمر الرحم في النمو. .أما إذا قدر الله عدم الحمل فإن الرحم يحزن حزنا شديدا ى وتنقبض أوعيته فتتفتت ى ويسقط الغشاء المبطن للرحم وينهار البناء بكامله ويبكي الرحم دما هو دم الحيض)٤(.‏ بعد التعريف الموجز للحيض،أعرض الأعراض التي تعتري الحائض. ‏( )١الفيروز آبادي إ القامرس المحيط (ط؟٢‏ ! موسة الرسالة ! بيروت لبنان ١٤٠٧ه۔١٩٨٧-م)‏ مادة حيض. (؟) محمد بن يوسف أطفيش ‏ ١شرح النيل (ط؟٢‏ .دار الفتح،بيروت ! لبنان ]١٣٩ه=١٩٧٢ع)‏ ج١‏ ص١٧٦۔١٧٧‏ ‏( )٢هي نتاج إلنقاء النطفة الذكرية بالبربضة.وذلك بعد حدوث التخصيب ى وهو ما يسمى بر البربضة لللقحة) ‏( )٤خلق الإنسان بن الطب والقر آد(مر حع سابق) ص٧٧٢‏ ۔٨٢۔‎ ‏ )١يصاحب الحيض آلام تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى..وأكثر النساء يصبن بآلام في أسفل الظهر0وأسفل البطن.وبعض النساء تكون آلامهن فوق الاحتمال مما يستعدي استعمال الأدوية والمسكنات ومنهن من يحتجن إلى زيارة الطبيب من أجل ذلك. ‏ )٢تقل في جسمها قوة إمساك الحرارة ويزداد خروج الحرارة منه فتنخفض درجة الحرارة أثناء الحيض بدرجة مئوية كاملة)١(.‏..وذلك لأن العمليات الحيوية التي لا تتوقف في الكائن الجي تكون في أدنى مستوى لها أثناء الحيض..ونتيجة لذلك يقل إنتاج الطاقة من الجسم كما تقل عمليات التمثيل الغذائي0ويبطؤ النبض ي وننقص ضغط الدم ويقل عدد الخلايا .رغم أن هذاه العملية فسيولوجية (طبيعية) بحتة فإن استمرار فقدان الدم كل شهر يسبب نوعا من فقر الدم لدى المرأة)٢(.‏ )٣تصاب بعض النساء بالصداع النصفي (الشقيقة) قرب بداية الحيض.. ‎ وتكون الآلام مبرحة ث وتصحبها زغللة في الرؤية ‎وقيء)٣(. ‏ ٤تصاب الغدد الصماء بالتغيير أثناء الحيض فتقل إفرازاتها الحيوية المهمة 3وتصاب اللوزتان والغدةللجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض()٤‏ اللمفاوية أيضا بالتغيير)٥(.‏ ( )١ينظر:أبو الأعلى للردودي،الحجاب ؛(دار الأنصار القاهرة ١٩٧١٧:م) ص /١٨٢-١٨٢خلق الإنسان (مرجع سابق)٢٠١ ‎ص ( )٦٢خلق الإنسان ء(مصدر سابق) ‎ص١٠٢ ص١٠٢( )٢للرحح السابق‎ ص١٠٣( )٤للرحع السابق‎ ( )٥أبر الأعلى للردودي (مرجع سابق) ‎ص-١٨٢۔١٨٣ -‎۔٢٩۔ ‏ )٥تضعف قوة التنفس0وتصاب آلات النطق بتغيرات خاصة،يختل البضم‘ ويقل التحام الشحم والأجزاء الهيولية في المأكولات مع أجزاء الجسم)١(.‏ ‏ )٦الشعور بالتبع ،إذ يبلد الحس وتتكاسل الأعضاء()٢‏ والتعب ظاهرة من أسوأ الظواهر،على المرأة أن تواجهها خلال هذه الأيام أو الأسابيع0فقد يقتصر الأمر على الشعور بالتعب أسرع مما كانت عليه من قبل،أو قد تستيقظ في الصباح شاعرة كأن حملا وزنه خمسون رطلا قد ربط إلى يديها وقدميها)٣(.‏ هناك ظواهر أخرى يضيق المقام عن ذكرها. أما بالنسبة للجانب النفسي والذي له أهمية بالغة بالبحث0فممكن القول أن أهم الظواهر النفسية المصاحبة للتغيرات العضوية هي : ‏ -١الكآبة والضيق س وتقلب المزاج :كل امرأة تعتريها نويات ارتفاع أو انخفاض لزاجها ؛ أحيانا تشعر وكأن قلبها أنشودة جميلة .فنتحب الدنيا الواسعة الجميلة كلها.وتحس أنها ملكة الربيع،وسواء كانت تفسل صحون المطبخ أو تنظف أرضيات البيت. وأحيانا أخرى نجدها مغختمة مرهقة الأعصاب فلا تعرف رأسها من رجليها ..وأنها لتتحفز لأي مشاجرة ث وكل ما تتمناه أن تغلق عليها بابها وتترك العنان لدموعها ..وقد تفقد أعصابها بسهولة حتى إن الأحداث التافهة-مجرد سقوط كعكة من يدها-تظهر لها في شكل كوارث.وقد يبلغ القلق وتوتر الأعصاب حدا يجعلها تسبب النكد لكل من حولها.أو قد تصير ثرثارة بشكل غير عادي س تتكلم ‏( )١للرحع السابق ‏( )٢للرحع السابق ‏٣١ (مرحع مابق) ص-د يفس‏)(٢ماك ۔ ٣ .۔‏ بسرعة كبيرة تضجر من حولها حتى ليكادون يفقدون صوابهم.وقد تتحول الفتاة الوديعة إلى فتاة صفيقة وقحة)١(.‏ ‏ -٢تكون حالتها الفكرية والعقلية في أدنى مستوى لها في الحيض ‏( )٢قد تلاقي الكثيرات من الفتيات والنساء أحيانا صعوبة في تركيز الفكر خلال هذه الفترة س فالسكرتيرة التي عرفت بكفاءتها قد تضطر أحيانا لأن تطلب من رئيسها أن يكرر الجملة الأخيرة التي أملاها0لا مرة واحدة بل ريما عدة مرات،ومدبرة البيت التي تصنع فطيرة التفاح كل أسبوع قد تلجأ إلى مراجعة كتاب الطبخ للتأكد من طريقةعمل الفطيرة ء والواقع أنه ثبت أخيرا أن النساء يرتكبن مخالفات مرور أكثر ويشتركن في الحوادث أكثر خلال فترة الحيض ..إن الفتاة قد تنفجر فجأة في البكاء.وتنهمر دموعها لا شيء يدعو لذلك سوى أنها فى طور الدورة. إن كثيرا من الاضطرابات النفسية تحدث غالبا في فترة الحيض ‘ ،ولكن قد لا تخلو فترة ما قبل الحيض،وما بعدها من اضطرابات تجعل النساء يحسسن بالضجر أحيانا)٣(.‏ من هنا فإن المرأة طول حيضها خاصة نجدها تسيح في دوامة من التغيرات الفزيولوجية التي تؤثر على حالتها الصحية والنفسية ث وهذه الحالات ليس للبنت دخل فيها0فتكون في حالة شبة مرضية. هذا بالنسبة للحائص ‘ أما الحامل فتعتريها حالات نفسية مشابهة كما ( )١للرحع السابق ص /٢١-٦٢٦ينظر :خلق الإنسان (مرجع سابق)٢٠١ ‎ص ص١٠٢( )٢خلق الإنسان مرحع مابق‎ ( )٣ماكسين ديفس (مرحع سابق) ‎ص٢٦۔٢٢ ۔٣‎ ١ ‎۔ العوارض الجسدية والنفسية التي تعتربي المراة الحامل: الحمل لغة :ما يحمل في البطن من الولد ‏()١ أما شرعا :يطلق على حمل المتاع0وما في بطن الأنثى من الأولاد. الحيل هو :حبل المرأة ؛ هو امتلاء رحمها فهي حبلى والحبل الحمل)٢(.‏ فبعد الالتقاء بين النطفة الذكرية والبويضة الأنثوية ببدأ الحمل ء وإذا قدر له العيش والاستمرار يبدأ في النمو والكبر في الرحم مشكلا بذلك إنسانا بإذن الله 3 وتسترم هذه المدة غالبا تسعة أشهر،ولا تقل عن ستة أشهر كما إتفق عليه الفقهاء أما بالنسبة لأكثر مدة الحمل فهي على الخلاف الجاري بين الفقهاء .قال .وقال تعالى فيتعالى (:ووصينا الإنسان بوالدية حملته أمه وهنا على وهن)()٣‏ آية أخرى( :ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها)(.)٤‏ ‏ -١اضطراب الجهاز الهضمي اضطرابا شديدا..فيبدأ الحمل غالبا بالغثيان والقيء وخاصة في الصباح وفي الأشهر الأولى من الحمل..فتصاب بسوء البضم،وتصاب بتوعكات بسيطة كالتبول المتكرر ى وحرقان القلب ء وكثرة مشاكل الإمساك والبواسير في هذه الفترة)٥(.‏ ‏ ٢القلب والجهاز الدوري ؛ يتحمل القلب أثناء الجمل أعباء إضافية تيلغ ضعف ما يتحمله أثناء الحالات العادية..وعلى القلب أن يؤدي هذا العمل الإضافي دون كلل..ولكي يضاعف من عمله عليه أن يسارع في سرعة نبضاته ويقوي من ضرباته..وعادة ما تعاني الحامل من فقر الدم ؛ لأن ‏( )١الفيروز آبادي (مرحع سابق) مادة حمل. ‏( )٢للرسرعة الفقهية (ط؟؛ ذات السلاسل،الكربت ث ‏ ٤١٠اه ١٩٩٠-م)‏ ج١٨‏ ص١٤٢-١٤٢‏ ‏( )٢سورة لقمان الآبة ‏١٧٤ د١( )٤مررة الأحقاق { الآية‎ ص-١٠٨۔١١١ص/ ٢ ٩ماكسين ديفز ( 0مرحع صابق)‎الإننان (مرحع سابق)‎)( ينظر :خلق ‎۔-٣ ٢ الجنين يأخذ ما يحتاج إليه من الحديد والعناصر المهمة لتكوين دمه من دم أمه)١(.‏ تشكو الحامل في العادة من صعوبة وضيق في التنفس‏ ٢الجهاز التنفسي فيسبب لها اللهاث ؛ فإن حركة بسيطة أو مشيا قليلا يؤدي بها إلى الإعياء والتعب؛ وسبب ذلك هو ملء الرحم لتجويف البطن وابتداء الضغط على الحجاب الحاجز إلى أعلى مانعا الرئتين من الحركة بحرية أثناء الشهيق والزفير. ‏ ٤الإعياء والتعب ،في باكورة الحمل تجد المرأة نفسها أميل إلى النعاس ء وحتى لو كانت تنام حتى الظهر..رغم ذلك تجد نفسها نؤوما.وفي خلال الأشهر الأخيرة قد تجد من الصعب النوم ؛ لأن الطفل يوقظها برفصاته . وهذه الحركات تجعلها تتوجع خاصة فيما بين الأسبوع السادس عشر والثاني والعشرين ء فبعد أن تكون حركات الجنين تحدث في نفسها الغبطة تتحول بمرور الوقت وكبر الجنين إلى التهيج والإغاظة..وهذا أمر عجهد للعاملات ‘ فالكثيرات من العاملات يشتغلن خلال الحمل ..فالعمل يكون مضنيا إذا تضمن الكثير من الوقوف أو الحركة أو الإنحناء أو رفع الأحمال.وهذه بعض المتاعب اليومية التي تعتري الحامل،والتي تعد بسيطة ث ولكن هناك مسائل أخرى أشد خطورة ء ولكنها ليست بهذا الشيوع)٢(.‏ كل هذه التوضيحات والمتاعب التي أفادنا بها الطب قد نبأنا بها الله عزوجل في كتابه منذ أربعة عشر قرنا في كلمات موجزة معجزة ،قال تعالى(ووصينا الإنسان ‏( )١ينظر (للرحعين السابقين). ‏( )٢ماكسين ديفس { (مرجع سابق) بتصرف ٤٬ص١١١-١٠٨‏ ‎۔-٣ ٣ بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها)()١‏ س يقول الشهيد سيد قطب في تفسيره الآية " :يصور القرآن هنا تلك التضحية النبيلة الكريمة الواهبة التي تتقدم بها الأمومة،والتي لا يجزيها أبدا إحسان من الأولاد مهما أحسنوا القيام بوصية النه في الوالدين ث وتركيب الألفاظ وجرسها يجسم العناء:والجهد،والضنى،والكلال.. ولكأنها آهة جهد مكرب ينوء بعبء0ويتنفس يجهد ويلهث بالأنفاس"()٢‏ هذا بالنسبة للمتاعب والتغيرات الجسدية،أما المتاعب النفسية فكثيرة أيضا نذكر منها ما يلي : ‏ )١تعتري الحامل حالة نفسية مضطربة أيما اضطراب..فهي بين الخوف والرجاء .وبين الحزن والفرح ؛ الخوف من الحمل.ومصاعبه..والولادة ومتاعبها .. والرجاء بالفرج والتيسير من الله تعالى س يقول مؤلفو كتاب (الحمل والولادة) .تكون أكثر حساسية من أي فترة مضت.سريعة التأثر والانفعال..والميل إلى الهموم والأحزان لأتفه الأسباب ..وذلك بسبب التغير الفسيولوجي في كل أجزاء الجسم)٣(."..‏ "ففي هذه المدة يبقى مجموعها العصبي مختلا على أشهر متعددة3ويضطرب الاتزان الذهني0وتعود جمينع عناصرها الروحية في حالة فوضى دائمة"()٤‏ ‏ )٢التشوش الذهني:وضعف التركيز " ،يقول الطبيب (فشر) إنه لا تسلم حتى المرأة الصحيحة من الاضطراب الشديد في زمان الحمل ؛ فتصاب في مزاجها ( )١مررة الأحقاف ا الآية١ ‎د ( )٢ل ظلال القرآن (مر حع سابق) © م. ٦:ج ٢٦ض ‎ص٣٢٦٢ ( )٢حلق الإنسان (مرحع مابق) ‎ص٤٤٣ ‏)٤ر أبر الأعلى للردودي ( .مرحع سابق) ص.١٨٧‏ ٤۔ ‎۔‎٣ بالتغير.وفي أفكارها بالتنشوش س وفي عقلها بالشرود0وتتخلف في ملكات الشعور والتفكير والتأمل والفهم والتعقل")١(.‏ فكل هذه الأعراض التي تعتري سواء الحائض أو الحامل ليس من اللازم أن تكون ،وليس من اللازم أن لا تكون س ولكن معظمها ث وخاصة النفسية منها تكاد تصاحب الحامل والحائض. بعد هذه الإطلالة السريعة على حالة الحائض والحامل تتجلى لنا عظمة الخالق . وحكمته في قوله وهنا على وهن،وقول النبي للذي سأله عن أحق الناس بحسن صحابته قال له:أمك ثلاث مرات مكررأ ومؤكد ‏( 0 )٢وجعل الجنة تحت أقدام .إن هذه المكانة التي أحل الثه فيها الأم،تجيء مصداقا لهذا الدورالأمهات()٣‏ العظيم الذي هيأها وخلقها من أجله،ذلك هو دور المرأة ؛ أم ترعى الأبناء . وهذه في حد ذاتها رسالة عظمية شرفها الله بها. "فهذا المقام العظيم للأمومة لهو القليل المعوض لا تلاقيه في الحمل والولادة والرضع والرعاية والتربية")٤(.‏ وفي الختام بعد أن رأينا الفروق القليلة التي ذكرت من بين فيض من الفروق التي لم تذكر،نتيقن يقينا ثابت أنه(وليس الذكر كالأنٹى)۔ ( )١للرحع السابق٧٨١ ‎ص ‏( )٢رواه البخاري ومسلم،وابن ماحه وأحمد. ‏( )٢الحديث (الحنة تحت أقدام الأمهات) رواء النسائي لي باب الجهاد ‏( )٤خلق الإنسان ث (مرجحع سابق) تصرف ٬ص٤٤ا٥-٤دا٤٤‏ ٥۔ ‎۔‎٣ المبحت التاني:وظببفة المرأة الأساسبة إن الله خلق الكون ووضع لمه نظاما محكما يسير على نهجه الذي أراده له 3 يقول تعالى(:والسماء رفعها ووضع الميزان)()١‏ الميزان هنا بالمعنى المعنوي لا الحسي ؛ أي التوازن والنظام الذي يضبط نظام سير الكون0كل يسير حسب المقادير » وحسب الحيز والضوابط التي حددها اله تعالى. إن هذا الكون مؤسسة عظيمة تشمل بداخلها أعضاء منتمين إليها.وهم مخلوقات الله تعالى س ولكي تستقيم هذه المؤسسة رسم لها خطة تسير على نهجها قال تعالى( :ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)()٢‏ ء ومخلوقات الله ليس البشر فقط إنما كل مخلوق ينتمي إلى هذه المؤسسة الربانية ى له طريقة خاصة به يسير وفقهاء وهو ما يسمى بالنظام البيئي في وقتنا ى جعل الكواكب تدور حول الشمس ووضع كل كوكب في مكانه المعين لا يحيف عنه ولو قيد شبر ء وإلا لاختل الكون واصطدمت الكواكب مع بعضها ببعض وأصبحت الدنيا خرابا .هذا مثال بسيط لصور من صور هذا النظام ن ومن بين أفراد هذه المؤسسة الضخمة المنتمين إليها ؛ الإنسان ى وهو محور هذه المؤسسة إذ أن كل شيء سخر له،وبما ينفعه0وخلق الثه الإنسان شقين متلازمين من جنس واحد وهما الذكر والأنثى 3 فأعطى لكل واحد منهما دوره اللائق به بمقتضى النظام السائد الذي أشرنا إليها ء وقبل أن يكلفهما خلقهما خلقة تتناسب مع الدور الذي سوف يكلفان به0وذلك ما تجلى في خلق سيدنا آدم عليه السلام س وأمنا حواء.قال تعالى(:هو الذي ( )١سورة للرحمن الآية٧ ‎ ٤٨ ( (٢مررة للاندة.الآبة‎ ‎۔٣٦۔ س وقال أيضا(والثهخلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)()١‏ جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)٦٢()..‏ في الآيتين يقول عزوجل أن آدم خلق من تراب ثم خلقت حواء منه،فالعلاقة بين آدم والتراب علاقة الجزء بالكل ؛ الكل هو التراب،والجزء هو الرجل،لذلك أخذ هذا الجزء معظم صفات الكل ي وهي الصلابة والقوة والشدة،أما المرأة فعلاقتها بالتراب علاقة جزء الجزء بالكل،فالمرأة جزء من الرجل والرجل جزء من الترات ه لذا كانت صفات المرأة بعيدة عن صفات التراب س وإتما أخذت صفات الرجل التي انفرد بها عن التراب س وهي ما يميز الإنسان عن الجماد ،العاطفة والجنان والتعقل والتدبر ببعض من الزيادة عن الرجل،فلذلك كانت المرأة ألصق بالرجل ء وبالكائن البشري عامة فكل اعتمادها على الرجل ‘ إذ لا يتصور أن تعيش أنثشى دون رعاية رجل أو حمايته في الحالات العادية س نجدها تحن إليه وتعطف عليه ء وتكن له الحب والاحترام ى وسواء كان زوجا أم أبا أم ابنا ت كذلك الرجل لا يستيطع أن يستغنى عن المرأة ؛ لأن العلاقة بينهما علاقة تكامل لا علاقة تفاضل ء "مثل علاقة الليل بالنهار كلاهما يكمل وظيفة الثاني،إذ لا يمكن للناس أن يعيشوا بالليل دون النهار ث رغم أنه لكل واحد منهما صفته الخاصة التي تقابل صفة الثاني ،فالليل يعني السكون والهدوء قال تعالى ( :والليل إذا يغشى والنهار إذا .والنهار يعني الوضوح والجلاء ،فلا يمكن أن يعيش الإنسان الليل دونتجلى)()٣‏ النهار ث فالذي يتحرك نهارا0ولا يسكن ليلا،لا يستطيع أن يعمل بعد ذلك ( )١مررة الأعراف الآية١٨٩ ‎ ( )٢سورة الحل ‎الآية٧٦ ( )٢سورة الليل الآية١ ‎۔٢ ‎۔٣٧۔ عملا،والله تعالى هو خالق الإنسان0وخالق الزمان والمكان ،وخالق المكانء هو الذي جعل الليل للسكن ى وجعل النهار لنبتخي فيه من فضله. فهما زمان انقسم إلى قسمين8إلا أن لكل قسم منهما مهمة،فإذا حاولنا أن ندخل قسما منهما في مهمة الآخر،أقسدنا النظام الذي أراده الله لهذا التكوين الدقيق. كذلك الإنسان فهو جنس انقسم إلى قسمين كما يؤكد ذلك المولى بعد آية الليل يعنيوالنهار مباشرة ويقول (:وما خلق الذكر والأنثى+إن سعيكم لشتى))١(.‏ لكل واحد مجال في سعيه. فإذا حاولت المرأة أن تأخذ دور الرجل .أو حاول الرجل أن يأخذ دور المرأة & فإن بنية الأشكال التكوينية ستقف أمامه0ومعنى بنية الأشكال التكوينية0الطبيعة التي خلقا بها. لو سلمنا فرضا أن المرأة أخذت عمل الرجل ى فإنه لا يمكن للرجل أن يأخذ عمل المرأة ؛ لأن المرأة مهمتها هي أنها وعاء للإنسان،تحمله،وتلده0وترضعه ه وتحضنه .فلا يمكن للرجل أخذ هذه الدور لأن أصل الخلق يقف حائلا دون )ذلك۔()٢‏ خلاصة القول إن حكمة الله في التفريق بين الرجل والمرأة هو أن يعمل كل واحد فيما يسر له ؛ لأن الحياة لا تستقيم إلا بالنظام وتوزيع الأدوار.ذلك كما مر في مثال الليل والنهار0قال تعالى (:لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)،وهذا ينطبق تماما على جميع الكائنات،فإذا ( )١مررة البل الآية٤-٢ ‎ ص-٥٢۔٦د٥(٢ينظر ٠ ‎محمد مترل الشعرلري :شبهات وأباطيل خصرم الإسلام والرد عليها إعداد:عبد النادر احمد عطا ( .رمطابع سحل العرب)‎ ‎۔٣٨۔ حاول أحد تقمص دور الثاني مع إقصائه لدوره أدى ذلك إلى خلخلة رهيبة تخل بسنن الكون،وهذه سنة الله تعالى هكذا شاءها ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا. فمشيئة الله في المرأة أن خلقها بتكوينها وطبائعها هكذا ؛ لتحقيق مهمتها التي تتناسب مع هذا الخلق س وهو رعاية الأجيال3ويناء أمة دعائمها قوية ومتينة. وكل هذه الصفات ليست عيبا في المرأة ت "منا يدعونا إلى فهم أحاديث الرسولةلفء التي تقول( :عن أبي هريرة ه قال رسول الله ( %استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت ..ى وذلك لأنتقيمه كسرته،وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)()١‏ مهمتها حنان وعطف‘ فشبهها بالضلع،والضلع معوج0واعوجاجه يجعله صالحا مهمته0فلو كان الضلع معتدلا لما صلح لهمته ؛ لأنه خلق هكذا ليحمي قفص 8ومثله أيضا "السنارة التي نتصطاد بهاالصدر بما فيه من أعضاء لينة رقيقة ‏()٢ السمك من تمام مهمتها أنها معوجة3ولو أن إنسانا جاء فجعلها مستقيمة فلن تؤدي فكان الدور الذي تصوره لنا طبيعة المرأةمهمتها0ولن تصطاد سمكة واحدة"()٣‏ الأول والاهم هو الأمومة فهي الوعاء الحاوي للطفل والحامي له ث وهذه حكمة الله التي شاءت ذلك. لأمومة : ئ وأعقذ من دوربه لوجدناه أصعبلو نظرنا إلى هذا الدور الذي خصت الرجل ؛ لان المرأة تتعامل مع أسمى المخلوقات على وجه الأرض ومع أعقدها تكوينا. ‏( )١رواه البحاري ومسلم ‏( )٢للرحع السابق ‏١٠-١ ص٢ (د.ت)القرآن (مطابع أحبار اليرم،مصر ‏ (٣حمد متولي الشعرراي.للرأة ل ‎۔٣٩۔ وكما علمنا سابقا س نجد أن الرجل يتميز بالصرامة0فطاقة العقل هي التي تتحكم فى تصرفاته.وطاقة العاطفة تكاد تكون على قدرها فيه.ولأن المرأة ستتعرض لهمة تتطلب العاطفة قبل العقل (الأمومة) "خلقها اله بما يتناسب مع هذه الملهمة.فكان الاستعداد لها مركبا في الطباع معقود بتكوين الخلايا الدقيقة -كما رأينا -فضلا عن الجوارح والأعضاء بل من الطبيعي أن يكون للمراة تكوين عاطفي خاص لا يشبه تكوين الرجل ؛ لأن ملازمة الطفل الوليد س لا تنتهي بمناولة الثدي وإرضاعه،ولا بد معها من تعهد دائم:وتجاوب شعوري تستدعي شيئا كبيرا من التناسب بين مزاجها ومزاجه ث وفهمها وفهمه0وبين مدارج حسها وعطفها 3 ومدارج حسه وعطفه،وهذه الحالة من حالات الأنوثة التي تشاهد كثيرا في أطوار حياتها منذ صباها الباكر إلى شيخوختها الواهية7فلا تخلو من مشابهة للطفل في الرضى والغضب وف التدليل والمجافاة:وحب الولاية والحب لمن يعاملها ث ولو كان في مثل سنها أو سن أبنائها ث وليس هذا الخلق مما تصتطنعه المرأة وتتركه باختيارها:إذ كانت حضانة الأطفال تتمة للرضاع،تقترن فيها أدواته النفسية بأدواته الجسدية س ولا تنفصل إحداهما عن الأخرى"()١‏ وهذا ما نلحظه في حياتنا اليومية . .فالرجل المكدود حين يجيء ليرتاح ليلا ى يسمع طفله يبكي ه يتضايق من بكائه،أما المرأة فتذهب به بعيدا لتهدهده0محاولة إسكاته بطريقة حانية ملبية له ما يطلبه ى ودافعة عنه ما يبكيه. إن الأمومة دور عظيم وجليل بما فيه من معاني العطف والحنان والرفق ، وأصعبها؛ لأن المرأة تتعامل مع الطفل أعقد المخلوقات لذلك جعل المولى طفولته هي أطول طفولة ،للمهمة الصعبة التي أنيطت به س ليتحمل أعظم أمانة بعث بها ( )١عباس محمود العقاد.المرأة في القرآن (دار نهضة مصر )القاهرة (د.ت)٤١ ‎ص ٤‎ ٠-۔ الله تعالى } الأمانة التي أبت السماوات والأرض أن يحملنها0وحملها الإنسان 3 ولكي يكون على قدر كامل بهذه المسؤولية العظيمة اعتنى به المولى عزوجل وهو في جميع مراحله س وخاصة فترة الطفولة..والأم هي سيدة هذه الفترة)١(.‏ يقول محمد قطب في الأمومة " :إن الأمومة بكل ما تحوية من مشاعر نبيلة ء وأعمال رفيعة وصبر على الجهد المتواصل س ودقة متناهية في الملاحظة في الأداء ى هي التكييف النفسي والعصبي والفكري الذي يقابل التكييف الجسدي للحمل والإرضاع.كلاهما متمم للآخر بحيث يكون شذوذاً عجيبا أن يوجد أحدهما في غيبة عن الآخر. وهذه الرقة اللطيفة في العاطفة0والانفعال السريع في الوجدان،والثورة القوية في المشاعر،التي تجعل الجانب العاطفي لا الفكري هو المنبع المستعد أبدا بالفيض الملستجاش أبدا بأول لمسة..كل ذلك من مستلزمات الأمومة؛ لأن مطالب الطفولة لا تحتاج إلى التفكير الذي قد يسرع أو يبطئ8وقد تستجيب أو لا تستجيب،وإنما تحتاج إلى عاطفة مشبوية لا تفكر بل تلبي الداعي بلا تراخ ولا إبطاء .فهذا كله هو الموضع الصحيح للمرأة حين تلبي وظيفتها الأصلية:وهدفها المرسوم { والرجل من جانب آخر مكلف بوظيفة أخرى س ومهيأ لها على طريقة أخرى"()٢‏ ولا تقتصر مهمتها بتنشئة الوليد وإرضاععه والعناية به:ولكن وراعهها مهمة الزوجية .التي تأخذ بهذا الطفل الذي ريته أمه إلى مواصلة المسيرة التي بدأتها أم هذا الزوج وسلمت المشعل لهذه الأم الثانية (الزوجة) محاولة قدر الإمكان تعويضه ذلك الحضن الذي ترعرع فيه سنوات طوال. ( )١ينظر :شبهات وأبطايل (مرجم٦ ‎ص)قباس ٧٥۔‎٥- ص‎١٩٨٣-م(١ ٤ .٢ه‎٠بيروت‎ الشروق‎ (ط ٨دارالمادية والإسلام بين٠الإنسان حمد قطب‎ ) (٢ ١٧٠ ‎۔-٤‎ ١۔ الزوجية: إن العلاقة التي بين الرجل والمرأة هي علاقة التكامل،كلاهما يسد النقص الموجود في الثاني س ففرس في كل منهما جاذبية نحو الآخر " ،لشيء آخر غير ضرورة الجسد ورغبة الغريزة. إن كلا منهما ليجد عند الآخر وفي رحابه مشاعر نفسه ؛ الألفة والحنان،والود والتعاطف .مشاعر لا يجدها في أي مخلوق الآخر.وهذه المشاعر كلها لا تستقيم مع الطفرات الهائجة والتيارات المتحولة لأنها بطبيعتها في حاجة إلى الزمن يقول تعالى(:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاوالإستقرار)١(.‏ جعل هذه العلاقة من أسمى العلاقات0وعدها من آياتهلتسكنوا إليها)()٢‏ المحكمات ‘ فقرنها بخلق السماوات ‘ ،واختلاف الألسن ؛ لأن الرجل بطبيعته الشديدة.وطبيعة تعامله مع المادة.وكل ما هو صلب وفيه شدة،يحتاج بعد ذلك إلى الاستقرار والحنان والدفء0حتى يعوض النقص الذي فيه0فمهما يكبر الإنسان يظل محتاجا إلى الحنان والرعاية0قال تعالى(:وخلق الإنسان ضعيفا)()٣‏ كل هذه المهام التي أوكلت إلى المرأة مسؤوليات صعبة ولا شك،بل حتى أمور البيت التي قد تبدو هينة ؛ من تنظيف وطهي وتنظيم " .لقد صارت إدارة المنزل اليوم _ وهي مهمة المرأة = فناء واسعا يحتاج إلى معارف كثيرة مختلفة7فعلى الزوجة وضع الميزانية ؛ الإيراد والملصرف بقدر ما يمكن من التدبير حنى لا يوجد خلل في ميزانية العائلة.ولعلها أن تجعل بيتها محبويا إلى زوجها فيجد راحته ومسرته ( )١للرحع السابق ص١٨٤ ‎ ( )٦سورة الروم الآية٢١ ‎ ( )٣سررة النساء الآية٢٨ ‎ ‎۔-٤‎ ٢۔ إذا أوى إليه ى فتحلو له الإقامة فيه3ويلذ له المطعم والمشرب والمنام0فلا يطلب المفر منه ليمضي أوقاته عند الجيران أو في المحلات العمومية)١(.‏ وبما أن أغلب الداعين إلى خروج المرأة إنما يتخذون الغرب مثالا لهم،فإنه يستحسن أن نورد بعض آراء الغربيين أنفسهم ؛ إنهم يصرحون اليوم بأن:المرأة خلقت للبيت وينادون برجوعها إلى بيتها لأنهم أحسوا بالخطر المحدق بهم0وها هي محكمة في أمريكا تحكم لرجل حينما أصرت امرأته على عناده وضريت بكلامه عرض الحائط،فبعد أن منعها من العمل خارج بيتها أصرت هي فخرجت لتسترزق ،فرفع الزوج بدوره أمره إلى القاضي8فاعلن في النهاية أنه من حق الزوج قانونيا أن يبقي زوجته في البيت ومنعها من الخروج للعمل ما دامت رغبته كذلك")٢(.‏ قال أحد الكتاب في بحثه .. :ومن الخطأ الكبير أن يقال إن الرجل بما ينفقه من إيراد على الدار هو العائل الوحيد للأسرة ؛ فالمرأة تؤدي عملا كذلك،فلو قومت الاعمال التي تقوم بها في الدار0لأربى أجرها في كثير من الحالات على ما ينفقه الرجل)٣(.‏ وقال عضو ف الكنجرس مبررا منع الأم التي لها أولاد من العمل:إن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج . بل جعل مهمتها في البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال. وقال آخر :تستطيع المرأة أن تخدم الدولة حقا ى إذا بقيبت في البيت الذي هو فهؤلاء يستعملون طرقا مباشرة تنتقد بها المرأة عندما تخلت عنكيان الأاسرة)٤(.‏ ( )١قاسم أمين3خرير للرأة ( دار للعارف،القاهرة مصر) ‎م٠١٦ :٠١٧٦١ص‎ ( )٢ينظر:مصطفى السباعي (مرحع سابق) ‎ص٢٩٨ ( )٢للرحع السابق ص٢٦٣ ‎ ( )٤للرحع السابق ‎ص٢٥٥ ‎۔٤‎ ٣۔ دورها0ولكن البعض يستعمل دور الإغراء.فقد صدر كتاب كامل يتكلم عن روعة البيت والأعمال المنزلية التي يشمئز منها الكثير من النسوة ويتهربن منها بحجة التحضر والرقي والتقدم .يقول صاحب الكتاب (كلود كوفمان) " :إن القيام بالأعمال المنزلية يمنح الإنسان شعورا بالإرتياح والسعادة والتفاؤل ي وأن عدم وعي الكثيرين لهذه الناحية لا يعني أنها غير موجودة..وقد أظهرت الاستفتاءات التي أجراها والأسئلة التي طرحها على الناس أن هناك كثيرا من المشاعر الإيجابية التي تتولد في النفوس نتيجة القيام بالأعمال المنزلية س ويحتل الشعور بالارتياح المرتبة الأولى على لائحة هذه المشاعر الإيجابية)١(.‏ أما إن اعتمدنا على الأرقام فالإحصاءات تثبت ذلك "فقد كشفت آخر الإحصاءات في الولايات المتحدة الأمريكية أن ‏ ٨٨٠من الأمريكيات يفضلن البقاء في البيت لرعاية أسرهن،وأن ‏ ٨٦٤من الرجال يفضلون بقاء الأمهات مع الأطفال في البيت)٢(.‏ ونختم قولنا هنا ببعض أقوال بعض الكتاب الغربيين : يقول العلامة الإنجليزي(سامويل سمايلس) في كتابه (الأخلاق) : "إن النظام الذي يقضي بأن تشتغل المرأة في المعامل ودور الصناعات مهما نشأ عنه من الثروة،فإن نتيجة كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية ؛ لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان العائلة.ومزق الروابط الإجتماعية ؛ لأن وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالواجبات المنزلية ث كترتيب مسكنها وتربية أولادها ،والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالجحاجات العائلية .ولكن:المعامل سلختها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير المنازل9وأضحى الأولاد يشبون على غير التربية ‏ ١٩٩٨للقالة ل غادة الطعمة (شغل البيت..الجميل) عنون الكتاب (العمل حب وانشراح) ‏ .٢ ٢٨فراير (( بحلها كل الأسرة 6 ‏( )٢بحلة الأسرة (هولندا) ع٠‏ د،جمادى الأارل ١٤١٨ه۔‏ ٤۔ ‎۔‎٤ الحقيقية لكونهم يلقون في زوايا الإهمال)١("..‏ "جاء في مجلة (:شجرة الدر) في ج٦:‏ سنة ‏ 0١عن الكاتبة الإنجليزية (مس أني رود) ما نصه " :إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم فهو خير ى وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ..فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية-كما قضت بذلك الديانات السماوية -من ملازمة البيت وترك أعمال الرجال للرجال وفي ذلك سلامة لشرفها)٢(.‏ قال طاغور:ليست المرأة للرجل س بل هي متممة له فلا يفيده أن تخرج إلى ميدان الأعمال لمزاحمة الرجل على اكتساب ما يقوم بأودها فإن تلك المزاحمة ليست من متممات الجمال. للمرأة في هذا العالم مهمة تختلف عن مهمة الرجل س فهي معينة له في ميدان الحياة فيجدر بها أن تتذكر أن التعاون لا يعني التقليد والمنافسة س ولو أن مهمة المرأة كانت كمهمة الرجل لكان العالم فراغا ملا ولاستولى الضجر والسآمة على الإنسان")٣(.‏ الخلاصة: فيعد الأدلة والبراهين على أن المراة ليست كالرجل،جسديا ونفسيا،وأن هذا التمايز في حد ذاته من صنع الله الذي هيأ كل واحد لما خلق له من أعمال وأدوار 3 نتيقن أن الحياة لا تكتمل إلا بقيام كل واحد منهما بدوره المنوط به أحسن قيام وإلا لاختل ميزان الكون ث وصارت الفوضى تعم الجميع وليس أدل على ذلك مما يحدث في الغرب من ضياع وفساد وانحلال وجرائم يعجز الإنسان عن حصرها۔(عن ‏( )١عبد الله ناصح علوان5تربية الأرلاد لي الإسلام (ط٣‏،دار اسلام ! مصر ١٤١٥:ه۔١٩٩٤م)ج١‏ ص٢٧٢‏ ( )٢للرحع السابق٣٧٢-٤٧٢ ٤ ‎ص‎ ص١٦٨( )٣الزواج (مر حع سابق)‎ ‎۔٤‎ ٥۔ عمران قال :قلت يا رسول الله فيما يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق .فالمرأة أرادها الله كما هي ي فلا يعني الحط من قيمتها-كلا -إنما هوله)()١‏ شرف لها ورفعة0كفلهما الله لها حين يسر لها العوامل التي تؤدي إلى صيانتها وحفظها من شر ما خلق ،ولو أنها أحست بشيء من ذلك فإنه لم ينسها في الآخرة حين جعل الجنة تحت قدميها الشريفتين ث وجعل طاعتها أمرا واجبا.وقرن طاعتها بعد طاعته سبحانه وتعالى. فمسؤولية المرأة لا تقل وزنا وأهمية عن مسؤولية الرجل فكلاهما مسؤول يوم القيامة عن عمله،وكل آنيه يوم القيامة فردا. (عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى النه عليه وسلم يقول :كلكم راع ومسؤول عن رعيته ؛ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ء والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيتة والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤول عن رعيتها،والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته)٢(.‏ المبحث الثالث:دور المرأة ني العهد النبوي قال تعالى(:كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن .أمة انبجست من تحت أنقاض الجاهلية0فغيرت مجرى الزمنالمنكر)()١‏ والتاريخ ،فتولد منها زمان غير الأزمنة الغابرة ث إنه زمان أشرقت فيه شمس الإسلام ماسحة بشعاعها ونورها ظلام الجاهلية.والتجبر والعبودية.شمس دخل شعاعها شغاف القلوب ي حاملا في طياته النور الإلهي (القرآن) والهدي النبييوي ء ي53ومسلم رأبر دارد .رأحمد ‏( )١رواه البحار رواه البحاري،الترمذي { 0مسلم.أحد ‏()٦٢ ‏( )١سررة آل عمران الآية ‏١١٠ ‎۔-٤‎ ٦۔ فحرك نورها الفطرة وناداها0فتحول النور إلى قوة إيمانية هائلة0تهد الجبال . وتقهر أعتى المعتدين0فحولهم بفضل ربهم إلى خير أمة أخرجت للناس.شارك فيها الكبير والصغير ء الذكر والأنثى0القوي والضعيف8الغني والفقير .كل شارك يما جبل عليه وما وهبه الثه ورزقه إياه.فكانت الأمة سلسلة مترابطة لا فجوة فيها ولا شين،كالبنيان الملرصوص يشد بعضه بعضا. وشاء الله أن تكون المرأة من أهم عناصر هذا المجتمع الجديد .فإذا بالمرأة في ظل الإسلام -بعد أن حررت من ريقة الجاهلية العمياء وظلامها-ترفع إلى أعلى عليين بعد أن كانت أسقل سافلين ‘ برزت في الصفوف الأمامية أما0وزوجا 8 وبنتا ،وأختا0وحق لها ذلك لأنها آمنت بالنبي فلما كذبه قومه0وآزرته ونصرته حين خذلوه.فخففت عنه الآلام ؛ وهاجرت مع الرجل أينما ذهب8إلى الحبشة ثم إلى المدينة0بايعته في بيعات عدة ،ورفعت السيف وداوت الجرحى8وسقت العطشى0وصمدت ف أوقات المحن تربت الرجال فاخرجت لنا مدرستها رجالا أفذاذا جابوا الأرض واستسهلوا الصعب ‘ وهانت أمامهم الصعاب ة وصغر أمامهم العدو0وقلت أمامهم الكثرة.زحفوا كأنهم الطوفان:حاملين معهم فبهروا الناس حكاما ومحكومين ‘ خاصة و عامة }الإسلام3وأخلاقه السمحة فأقبلوا على الإسلام بقلوب مقتنعة أفواجا أفواجا ى وصلوا الشرق بالغرب في ظرف زمني قياسي. هذه المرأة المسلمة هي التي صنعت هؤلاء ث حين اتبعت أمر ربها س وصلت خمسها ،وصامت شهرها0وأطاعت زوجها ،وربت أولادها0فجازاها الله أحسن الجزاء. ۔٧٤۔‎ لقد كانت عناية الدين الجديد بالمرأة في كل المجالات0فشاركت الرجل مشاركة فعالة .في الحدود التي وضحها لها الإسلام0ولم يحبسها عن أداء واجبها في شتى المجالات :الاجتماعية والثقافية والسياسية.هكذا كانت توجهات الإسلام إلى المرأة معتبرا إياها أول ركيزة يقوم عليها المجتمع ‘ فكانت نعم الزوجة0فتجلت قدراتها وعظمتها في بيتها.وكان لها الباع الطويل في جميع المجالات ؛ في مجال الدعوة ء وفي مجال العلم،وفي مجال الجهاد في سبيل الله. وحتى نوضح المكانة التي أحل الإسلام فيها المرأة سنحاول أن نعالح هذه الجوانب من خلال العناصر التالية : ‏ )١المرأة في المجال الدعوي. ‏ )٢المرأة في مجال العلم. ‏ )٣المرأة في المجال الأسري. ‏ )٤المرأة في المجال الجهادي. أولا :المرأة كي المجال الدعوي: وخير ما نبدأ به هو سيدة نساء النبي خديجة بينت خويلد أول من أسلم وآمن به يل إذ تفرست ف نبينا حمد تلا وتفرست فيه المستقبل الوضيعء .فشاركته التجارة ثم الحياة الزوجية س وأحا طته بكل ما لديها من حنان ورقة ث ورعاية.هي غمرته بحنان عظيم وقائلة له بكل ثقة بعد أن عاد من الغار ى بعد أن جاءه جبريل افهم. أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدأ إنك لتصل الرحم تصدق الحديث { وتحمل وكلت ءكسب المعدوم،وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر ‏()١ال ‏( )١بنظر :محمد الغزالي ‏ ٧فقة السيرة (ط٧‏،مكتبة حسان { القاهرة ١٩٧٦:م)‏ ص٩١‏/أحمد الحدع ،نساء حول الرسول (ط١‏،دار الضياء،الأردن } عمان ‏ .٩‏-٠٢۔٤١-ا٤ص)م١ا٩٨٩۔-ه: ‎۔٤‎ ٨۔ لقد أخذت الأمر بجدية تامة.ثم أفاضت عليه بحنانها.فأذهبت عنه هذا الفزع ببضع كلمات عميقة سرت فيه مسرى الدم في العروق،لم ينته دورها هنا بل سارعت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل مستفسرة،ولم تقر عينها حتى أتته بالخبر اليقين الذي أثلج صدره. فسارت معه في رحلته النبوية خطوة خطوة مؤازرة له بالرأي السديد ‘ والمال الوفير والعمل الجاد.حتى إن النبي ة من شدة حبه لها سمى العام الذي توفيت فيه هي وعمه أبو طالب ب(عام الخزن)،وبقيت ذكراها في قلبه إلى أن أخذه اله إلى جواره)١(.‏ "عن عائشة قالت كان النبي%إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء0قالت ذكرها يوما فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق قد أبدلك الله عزوجل بها خيراً منها .قال :ما أبيدلني الله عزوجل خيرا منها0قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ه وصدقتني إذ كذبني الناس ،وواستني بيمالها إذ حرمني الناس ‘ وزرقني الله عزوجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء)٢(.‏ تلك هي المكانة العظيمة التي احتلتها خديجة رضي الله عنها من الرسول الكريم ث سيد الخلق أجمعين،وكتب السيرة ترفدنا بمثل هذه القصص والمواقف لهذا السند العظيم س تلك هي المرأة الجديرة بالذكر والثناء:التي تستحق قوله تعالى( :ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها))٣(.‏ لقد تجلى فيها معنى الآية ؛ إنها السكن والهدوء،والراحة ،فقد كانت التي أسعدته في رمضاء الجاهلية،وزمهريرها.لقد تركت بصمات على صفحات الدعوة 3 ‏( )١ينظر :كتب الليرة.وللرحعين اللابقين. ‏( (٢أخرجحة الإمام أحمد ل مسنده۔ ( )٣سورة الروم٬ ‎الآية ٢١ -‎۔٤‎ ٩۔ وخلدت نفسها بأبناء ورثوا منها خصالها ،وشيمها .إنها ابنتها الصغرى فاطمة . استطاعت أن تكسب قلب والدها الحنون0وتفوز بلقب سيدة نساء العالمين ،لقد فعلت ما عجز عنه الرجال الأفذاذ. (عن ابن مسعود قال :بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت ،وأبو جهل وأصحابت له جلوس وقد حرت جزور بالأمس فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأاخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ه فانبعث أشقى القوم فأخذه ‏ ٨فلما سجد النبي صلى اله عليه وسلم وضعه بين كتفيه0قال :فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى اله عليه وسلم ي والنبي صلى اله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فاخبر فاطمة س فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الثه عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعاء عليهم ى وكان إذا دعا دعاً ثلاثا .وإذا سأل سأل ثلاثاً ى ثم قال :اللهم عليك بقريش ثلاث مرات س فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته .ثم قال :اللهم عليك بابي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد ين عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع ولم أحفظه فاولذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر)()١‏ لم يتوقف مجال الدعوة على البيت النبوي،بل كل من نطق بالشهادتين هرع إلى نصرة الدين س وإعلاء كلمته .فهذه أسماء بنت أبي بكر يقول لها الرسول6للء( :أبدلك اله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)()٦٢‏ ‏( (١أخرحه الالي لي الصحيح ر)٢‏ أحمد الجدع (مرحع سابق) ص١٠٥‏ لم تكتف بالإسلام2والإدلاء بالشهادة.ولكنها شاهدت وشهدت ما شهده المسلمون،ومن بين ما فعلته في سبيل الدعوة ؛ أن افتدت بنطاقها فأخذته وشقته نصفين فجعلت واحدا لقرية النبي والآخر لسقائه (صلى الله عليه .وسلم) ليلة خرج الصاحبان إلى المدينة مهاجران ث وكانت تذهب بالزاد إليهما خلسة دون أن تقصها عين راء ،في فترة كانت الرقابة على المسلمين محكمة أشد إحكام ے فتتكبد مشاق الطريق وهي حاملة معها الطعام إلى جبل ثور والذي يبعد عن مكة مدة ليست يسيرة0وذلك لمدة ثلاث ليال)١(.‏ فهؤلا نسوة ساعدن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من قريب لقربهن به 3 واللائي كن بعيدات أيضا أسهمن بما استطعن.أسماء بنت عميس تفر بدينها في سبيل الدعوة0وتكابد ما كابده الرجال حين هاجرت مرتين8تجوب الفيافي متجة إلى الحبشة ء بعدها انطلقوا إلى المدينة. (قالت أسماء بنت عميس يا رسول الله:إن رجالا يفخرون علينا :بل لكم هجرتان هويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين0فقال رسول الله وبذلكهاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهنون بمكة ثم هاجرتم بعد ذلك)()٢‏ حصلت على شرق تلقيبها ب(صاحبة الهجرتين). وهذه أخرى تصدق نفسها بالإسلام إنها أم سليم(الرميصاء،أو الغميصاء). ه قال( :جاء أبو طلحة يخطب أم سليم فقالت :إنه لاعن أنس بن مالك ينبغي أن أتزوج مشركا ۔ أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم التي تعبدون ينحتها عبد آل فلان النجار،وأنكم لو أشعلتم نارا لاحترقت؟ قال:فانصرف وقد وفع في قلبه من ذلك موقعا،قال :وجعل يجيئها يوما إلا قالت له ذلك .قال :فأتاها يوما ‏( )١للرحع السابق ‏( )٢ابن سعد { الطبقات الكمرى (دار بيروت للطباعة :د١٤٠ه۔١٩٨٥م)ج٨‏ ص/٢!٨١‏ وردت القصة بلفظ مغاير لي البعاري } ومسلم { والترمذي،وأي دلود ۔١٥۔‎ فقال :الذي عرضت علي قد قبلت،قال :فما كان لها مهر إلا إسلام أبي طلحة)()١‏ إن المتمعن في هذه الرواية يجد فيها من الفوائد الكثير ى والعظمة البالغة من موقف هذه الصحابية الجليلة ث التي تغلغل الإيمان في نفسها فخالط روحها ؛ إنه أسلوب جميل للإقناع9أسلوب يحاكي الضمير السليم0فكان لها ما شاءت بإذن الله. أيضا كانت المرأة من أوائل الشهداء إنها سمية ماتت وهي تردد في إيمان كلمة (لا إله إلا الله حمد رسول الله)7ماتت تحت وطأة التعذيب ‘ والقهر ن وهمي تخير بين الكفر أو التعذيب المر:تحت شمس لافحة0فوق أرض ملتهبة } ولكنها أبت إلا أن تختار جنات ربها مصابرة مكابرة ء في حين نجد ابنها عمارا لم يقدر على هذا الوابل العظيم من العذاب)٢(.‏ وتاريخ الصحابيات المسلمات حافل بالمواقف الجريئة التي يقف أمامها الشجاع ذاهلا معتبرا.ورغم كل هذا لم تغفل المجالات الأخرى. ذلك هو جهاد المرأة فى جال الدعوة ث وهو وثيق الصلة بالمجال العلمى ه فما هو دورها فيه؟ تانببا :المرأة في مجال العلم الله علا رسولعن أبي موسى الأشعري قال(:ما أشكل علينا أصحاب يسألون عائشة عنه إلا وجدنا عندها منه). -١٠۔١٠٨‏ ص٧‏ مابق)الغزالي (مر حم‏)( ٢ينظر:حمد ٢۔ ‎۔‎٥ وعن مسروق قال ( :محلف بالله لقد رأينا الأكابر من أصحاب رسول الله (صلى النه عليه وسلم) يسألون عائشة عن الفرائض). وعن عروة عن أبيه قال(:ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن،ولا بفريضة س ولا بحلال،ولا بحرام،ولا بشعر،ولا بحديث،ولا بنسب من عائشة)۔()١‏ إنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها،إنها لموسوعة حقا ء معين من العلم لا ينضب ؛ فرائض،وعلم الحلال والحرام ث وشعر،وأدب8وأنساب9وطب أيضا،فلم تكتف بعلوم العرب فزادت عليها الطب. عن هشام بن عروة قال(:كان عروة يقول لعائشة :يا أمنا لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله يلة وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب ى أقول ابنة أبي بكر س وكان أعلم الناس ى أو من أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب .قال:فضريت على منكبه،وقالت:أي عروة إن رسول الله ل كان يسقم عند آخر عمره،فكانت تقدم عليه وفود المدرب من كل وجه فتنعت له الأنعات فكنت أعالجها من ثم)٢(.‏ لم تمنعها أنوثتها ولا حياؤها من طلب الفريضة وتناقش وتستفسر فيما يخص دينها وأشكل عليها "حفصة بنت عمر بن الخطاب (رضي الله عنها) تتحادث مع رسول الله ء في تفسيرآية.يروى أن الرسول يل ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة في صلح الحديبية،فقال لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الذين بايعوا تحتها .هكذا قال رسول الله لحفصة ذاكرا أصحابه المبايعين بالخير ومبشرا لهم بالنجاة من النار .كان من الممكن لحفصة أن تسكت ‘ ولكن حقصة تتذكر آية من القرآن الكريم فهمت منها غير الذي فهمته من حديث الرسول. ( )١جيم الروايات عن :ابن الجوزي & صفوة الصفرة تى :محمرد فاخوري (دار للعرفة0بيروت،لبنان (د.ت)٢٦ ‎م ٢٣٢ص‎ ( )٢للرحع اللابق ‎ص٢٣٢۔٢٢٣- ‎۔٥‎ ٣۔ فقالت وكأنها تستدرك عليه:بلى يا رسول الله.فنزجرها الرسول ة%لة ولكنها = وكأنها تصر على رأيها -تلت قوله تعالى (:وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)()١‏ فقال لها النبي يردها إلى الصواب( :ثم ننج الذين اتقو ‏()٣ونذر الظالمين فيها جثيا))٢(. وأدل على ما أقول هو مسارعتهن إلى العلم ،والاستزادة منه في حضرة اللصطفى.%والاغتراف من معينه الذي لا ينضب(.عن أبي سعيد الخدري:قالت النساء للنبي يل غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك0فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن،وأمرهم فكان فيما قال لهن:ما منكن أمرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النارى فقالت امرأة:واثنين؟ قال:واثنين)(٤‏ ) كانت المتعلم والعالم والمعلم س تصيدت العلم من تلابيبه ؛ تكلمت فابلفت‘ جادلت فأفحمت ‘ اجتهدت فأصابت8قالت شعرا فكانت أشعر الشعراء. قيل لجرير من أشعر الناس؟.قال:أنا لولا الخنساء،قيل:لم فضلتك؟ قال : لقولها أبقى ذنبا فاستأصل الراسإن الزمان وما يفي له عجب لا يفسدان ولكن يقسد الناس.إن الجديدين في طول اختلافهما وكانت تنافس الشعراء الفطاحل أمثال:حسان بن ثابت والاعشى ‘ وكانت تغلبهم بقوة شعرها،وقوة كلماتها ى وروعة أوصافها.. ( )١سورة مر الآية٧١ ‎ (آ) سورة مريم5الآية٧٦ ‎ (٣أجد الجدع ( 6مرحع سابق)٠٧ ‎۔٩٦-ص ‏٤٥ ( (:امن معد ( مرحع مابق) ص٧ ‎۔٥‎ ٤۔ لذلك كان النبي يلة يعجبه شعرها فيستنشدها)١(.‏ إنها المرأة الحقيقية ى جمعت بين الحلم والعلم،ويين الحنان والشجاعة ء وجمعت بين الصرامة والكرامة .ومع كل هذا لا تهمل دورها الرئيس،فكانت الام وأي أم4نعم المعين،والمححضن ‘ وكانت الزوجة،وأي زوجة نعم الش والمسكن. تالتا:المرأة تي المجال الأسري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غريه وأعجن ولم أكس أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير غيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى النه عليه وسلم أني قد استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله صلى اله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نقر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك فقال:والثه لحملك النوى كان أشد علي من ركويك معه،قالت :حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك يخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني) ‏()٢ ١٦:ا١٤ه۔١‎ ٩٩١-م)ج‎ . ١م٢٣٦١ ( )١عمر رضا كحالة}.أعلام النماء ( 0ط )! ٠مؤسسة الرسالة.بمروت البنان‎ الألفاظ‎بعض ف اختلاف٠ومسلم ٠ ‎وأحمد م( (٢رواه البحاري‎ هذا غيض من فيضع وأخبار الصحابيات الجليلات ملئ بمثل هذه الأخبار التي نستنتج منها ما يلي: ه كيف كان القوم بثاقب نظرهم يتخيرون لبناتهم3لا يعبأ أحدهم بمال أو رياش من حطام الدنياء الذي ينضب ويفنى،فها هي أسماء بنت أبي بكر يزوجها أبوها من رجل لا يملك غير بعير يستقي عليه وفرس للجهاد ومن الرجل؟ هو سيف الله الزبير أحد العشرة المبشرين بالجنة. ‏ ٤كيف يتعاون الأزواج في هذه الحياة ويحمل كل قسطا من متاعبها حتى )يهون الخطب. ه كيف تكون المرأة أمينة حريصة على راحة زوجها0حريصة على حقظ عرضه\ ومراعاة غيرته في حضوره وغيبته،متحلية بخلق الحياء وهو أجمل ما تتحلى به كرائم النساء. ه كيف يألم الرجل لنصب زوجه ويواسيها بالكلم الطيب ويقدرها قدرها . ويكبر عليه أن يجدها في مشقة ..‏)١(. نعم الزوجة أسماء3ولولا الضروة لما تركها الزبير على حالها0ومما هو أدل على اضطرارها،عندما بعث إليها أبوها أبو بكر (رضني الله عنه) الخادم يكفيها سياسة الفرس قال :فكأنما أعتقني. إن المرأة لم ينفعها لا نسبها ولا حسبها ى كل نفس بما كسبت رهينة0وإنما عليها بنفسها0اعتماد على النفس كامل لا هوادة فيه س فإذا تزوجت ألقيت عليها المسؤولية كاملة مع زوجها،تلك فاطمة أحب الناس إلى أبيها حمد (صلى النه عليه وسلم) أتت أباها الحليم تشكو إليه ما تلقى من وقع الرحى على يدها. ص٣٧‏ (د.ت) ‏( )١حمد محمد يرسف 6المم الراعظ ج ۔٦٥۔‎ "قال علي (كرم الله وجهه) لابن أعبد:يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنة رسول اله ف وأكرم أهله عليه ث وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثرت الرحى بيدها ث واستقت بالقرية حتى أثرت القربة بنتحرها0وقمت (كنست) البيت حتى أغبرت ثيابها ى وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها . وأصابها من ذلك الضر. عن عطاء بن أبي رياح قال :إن كانت فاطمة ابنة رسول الله فل لتعجن وإن قصتها لتضرب الأرض والجفنة"()١‏ حتى في ليلة عرسها،لم تمنعها تلك الزينة ولا الحناء عن أداء دورها.قالت أم سلمة..فتزوجني رسول اله (صلى الله عليه وسلم) فانتقلني فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت فإذا جرة فاطلعت فيها فإذا فيها شيء من شعير‘ وإذا رحى وبرمة()٢‏ وقدر ي فنظرت فإذافيهياكعب من إهالة()٣‏ قالت :فأخذت ذلك الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة.وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به .قالت :فكان ذلك طعام رسول الثه (صلى الثه عليه وسلم) ليلة عرسه"()٤‏ عروس ف ليلة زفافها ؛ ليلة تطرح فيها الفرش والسجاجيد،وتقدم فيها المأكولات والأطعمة المنوعة،وتضاء فيها الأنوار المتلألئة س تجد فيها طعامها صدفة في بيت كان لغيرها،لم تتباك3ولم تتخاذل ولكنها انطلقت بكل عزم وقلب ء فإذارحب واسع كالبحر اللجي،باحثة عما تقدمه لزوجها الحبيب المصطفى ( )١ابن الحوزي إ(مرجع سابق)٤١ ‎۔٣١ص ( )٦٢الرمة :القدر من الحجارة‎ ‏( )٢الإهالة :الشحم والزيت وكل ما أرتدم به ( )٤امن سعد (مرحع صابق)٢٩ ‎ص ‎۔٥٧۔ بشعيرفى جرة.أخذته وطحنته وعصدته في البرمة فادمته بالكعب فكان طعامها وطعام زوجها ،وأول لقمة مشتركة بينهما. لم تقتصر مهمة المرأة في تحضير الطعام والشراب وما إلى ذلك،فقد كانت الطبيب النفسي الذي لم يلتحق لا بجامعة ولا بكلية قط8إنها جامعة الحباة فهذبها الدين أيما تهذيب. قال أنس ثقل ابن لأم سليم من أبي طلحة فخرج أبو طلحة إلى المسجد0فتوفي الغلام فهيأت أم سليم أمره (غسلته طيبته ى وكفنته) وقالت:لا تخبروا أبا طلحة بموت إبنه.فرجع من المسجد،وقد يسرت له عشاءه كما كانت تفعل،فقال :ما فعل الغلام ؟ قالت:خيرما كان:فقربت له عشاءه فتعشى هو وأصحابه الذين معه ،ثقمامت إلى ما تقوم له المرأة فأصاب مأنهله،فلما كان من آخر الليل قالت :يا أبا طلحة ألم تر إلى آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها0فلما طليت يقهم؟ قال :مأانصفوا ث قالت:فإن ابنك فلان كان عارية من اللهلشعيهم إل فقبضه إليه.قال :فاسترجع وحمد الله فلما أصبح غدا على رسول الله ا فلما رآه قال :بارك اله لكما في ليلتكما فولدت له عبد الله بن أبي طلحة")١(.‏ وأم سلمة استطاعت أن تجمع شمل الأمة،وترفع عن النبي ا هما أثقل كاهله برأيها الحصيف السديد،ويفكرها الثاقب " 0حينما وقع الرسول ء على .صلح الحديبية فرأى كثير من الصحابة أن الشروط المقر عليها في الاتفاق مجحفة في حق المسلمين الذي قويت شوكتهم،بعد أن بذلوا لذلك النفس والنفيس س ولكن ذلك وحي من الله0فعصى القوم أمر رسولهم حينما أمرهم أن يحلقوا0وينحروا هديهم » من شدة الغيظ الذي خيم عليهم. ( )١للرحع السابق٢٣٤ ‎ص ‎۔٥٨۔ ولما رأى الرسول%ما بأصحابه دخل على أم سلمة3والهم أعياه يشكو لها ما لقي من أصخابه..فقالت له:يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك،وتدعو حالقك فيحلقك .فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك س فلما رأى السلمون ما وضع النبي زال عنهم الذهول ه وأحسوا خطر المعصية لأمره فقاموا-عجلين-ينحرون هديهم ‘ ويحلقون بعضهم بعضا ث حتى كاد يقتل بعضهم بعضا لفرط الهم)١(.‏ ولا نغفل هنا دور السيدة زينت التي كانت أسرع نساء النبي لحوقا به ؛ لطول يدها ،ليس الطول الحسي وإنما في فعل الخيرات8وعمل المعروف والإحسان ث إذ كانت تعمل بيدها0وتدبغ وتخرز لمساعدة اليتامى والأرامل فكانت مفزعا لهم. "عن عائشة (رضي الله عنها)0قالت :قال رسول الله يل لأزواجه أولكن نمد أيدينا فييتبعني أطولكن يدا .قالت عائشة:فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الحائط نتطاول ء قلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ‘ وكانت ولم تكن أطولنا يدا0فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أرادامرأة قصيرة بطول اليد الصدقة ي وكانت امرأة صناعا ى وكانت تعمل بيديها ى وتتصدق في سبيل الله عزوجل0وعن عائشة قالت :فكانت تدبغ وتخرز0وتتصدق في سبيل الثه)٢(.‏ وكانت كريمة إلى آخر أيام حياتها "عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت :لما احتضرت زينب بنت جحش أرسل عمر بن الخطاب ف إليها بخمسة أثواب من الخزائن يتخيرها ثوبا ثوبا ى فكفنت فيها س وتصدقت أختها عنها خمسة بكفنها )١[(١حمد الغزالي (مرحع سابق)-٣٢٦٣ ‎۔٢٦٣٢-ص ١١1٠-1١٠٨ ( (٦٢امن صعد (مر حم سابق) ص‎ ‎۔٥٩۔ الذي أعدته تكفن فيه .قالت عمرة بنت عبدالرحمن:فسمعت عائشة تقول :ذهبت حميدة فقيدة.مفزع اليتامى والأرامل)١(.‏ لقد جعلت رضي الله عنها نفسها وقفا في سبيل الله0تصنع وتدبغ0وتخرز من أجل اليتامى والأرامل لبلوغ المرام9ففاقت جميع العظام. فالملسلمة لم تبخل بكل ما أوتيت ؛ فآثرت دينها وزوجها،وأولادها3وأهلها والفقراء والمساكين،واليتامى مقابل راحتها ى ومصلحتها طلبا لرضاء رب العالمين. والاكثر من هذا-يقولون إن المرأة أقل شجاعة من الرجل،قد يكون هذا حقا إذا نظرنا إلى القضية من نظرة شمولية ث ولكن هذا لا يعني أن لا يكون هناك نماذج للشجاعة الفائقة في النساء كما نرى مع المسلمة المجاهدة فهي لا تقل شجاعة وإقداما عن الرجل-لقد قدمت أعظم ما يكسبه الإنسان ث ويحرص عليه الحرص الشديد ؛ إنها النفس س تسارع بها شارية إياها لنيل الشهادة سراعا،والفوز بجنة الرضوان. رابعا :المرأة خبب المجال الجهادي طلبت الشهادة غير مبالية بزخرف الدنيا0ويريقها مقابل نعيم بال لا يدوم ..أم ورقة ينت عبد الله تبحث عن الشهادة تذهب إليها برجليها ث ورضاها " ،كان رسول الله ء حين غزا بدرا قالت له :تأذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم ء وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي لي الشهادة.قال :إن الله مهد لك شهادة.فكان يسميها الشهيدة")١(.‏ ‏( )٢للرحع السابق ‏( )١للرحع السابق ص٤٥٧‏ ٠-۔\‎١٦ ونمة نموذج آخر للبسالة والشجاعة (:أم عمارة) نسيبة بنت كعيب،أسلمت وحضرت ليلة العقبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ث وشهدت مواقف كثيرة منها أحدا،والحديبية ث وخيبر ى وحنين،ويوم اليمامة. لقد كان لها موقف عظيم عظم الجبال يوم أحد ث شهدت أحدا مع زوجها غزية ابن عمرو وابنيها ء وخرجت معهم بشن لها أول النهار3تريد أن تسقي الجرحى ه فقاتلت يومئذ0فأبلت بلاء حسنا ى وجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف،فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول :دخلت عليها فقلت حدثيني خبرك يوم أحد .قالت:خرجت أول النهار إلى أحد،وأنا أنظر ما يصنع الناس،ومعي سقاة فيه ماء.فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه3والدولة والريح للمسلمين س فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله ه فجعلت أباشر القتال س وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح.قالت:فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف،فقلت :يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت:أقبل بن قميئة ى وقد ولى الناس عن رسول الله 3 يصيح:دلني على محمد نفلا نجوت إن نجا0فاعترض له مصعب بن عمير،وناس معه فكنت فيهم فضريني هذه الضربة ث ولقد ضربته على ذلك ضريات ولكن عدو اله كان عليه درعان. وحسبها أن قال فيها الرسول الكريم وهو يخاطب ابنها :بارك الله فيكم أهل البيت مقام أمك خير من مقام فلان وفلان ث رحمكم النه أهل البيت)١("..‏ مثال آخر على الجهاد؛ أم سليم (الغميصاء،أو الرميصاء) فرغم حملها لم تحرم نفسها من الجهاد "فما إن أسلمت وبايعت الرسول ة حتى شهدت أحداً ( )١امن سعد (مرحع سابق) (ط مطابع شركة الإعلانات الشرقية) ج-٢٠٣ ٨ ‎۔١٠٣٢ص‎ -‎۔٦٦‎ ١۔ فكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى وشهدت يوم حنين وهي حامل بعيد الله بن أبي طلحة وكانت على قدر من الشجاعة ء اتخذت خنجرا يوم حنين.فقال أبو طلحة :يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر .فقالت :يا رسول الله أتخذه إن دنا اءمني أحد من المشركين بقرت به بطنه س وأضرب أعناقهم .فتبسم رسول الله وقال:يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن")١(.‏ لم تكتف المجاهدة بنفسها0فالخنساء افنتدت بفلذات كبدها ى حين حضرت القادسية ،ومعها بنوها الأربعة3قبل الدخول في الميدان شحذت هممهم بكلمات تحول الجبان شجاعا،والشاك متيقنا9ثم انصرفوا بقلوب مليئة بالإيمان . وفاضت بهاء فأبلوا بلاء حسنا ء فقاتلوا حتى قتلوا جميعهم3فلما بلغها خبرهم ، ما بكت ولا ناحت س ولا صاحت ى ولكنها قالت كلمات مختصرة جليلة تحمل في ثناياها الإيمان القوي،والجلد العظيم(الحمد له الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته))٢(.‏ إن الأمثلة كثيرة من أمثال هؤلاء النسوة اللائي استطعن أن يخلدن أنفسهن في جنات النعيم،مع الأنبياء والصالحين س ويدخلن التاريخ من باب واسع مخلدات أنفسهن بذكريات كتبت بماء الذهب. الطلاحة: يستخلص من هذا المبحث أن المرأة في عهد الرسول (صلى النه عليه وسلم) شاركت في شتى الميادين ‘ مراعية بذلك ما يقتضيه الدين ث ومراعية أيضا حقوق غيرها0فقد كان لها حقوق8استفادت منها س ولكن في المقابل هناك واجبات تجاه ‏( )١ابن معد (مرحع ماق) ص :‏< ٢٦٢ ٠بتعرف ٢٣٦٩-٢٣٦٨( (٦ينطر :عمر رهفا كحالة (.مر حع ماتشن)‎ ‎۔٦‎ ٢۔ أن تجمع بين ا لأمرين دون ا لتفريط ف أحدهما ‘ مراعيةغيرها فأدتها ب فاستطاعت ‘ وا لأولويا ت.بذلك ‏ ١لضرورة المبحت الأول :الخلقبة التاريخبة لخروج المرأة الغربة لتعمل تظرا إلى أن الكثير من النساء المسلمات أنما خرجن من بيوتهن للعمل خارجها اقتداء وتقليدا للمرأة الغربية ث فإني رأيت أن أخصص هذا المبحث الخاص للخلفية التاريخية لخروج المرأة الغربية،لما له من الاتصال المباشر بموضوعنا. إن كثيرا من النساء المسلمات أو العربيات2يجعلن المرأة الغربية خاصة ه والحضارة الغربية المثل الاعلى الذي يقتدى به س فكثير منهن إذا سئلن عن سبب العمل:اقتداء بالمرأة الغربية التي تمثل قمة التحضر؛ ولأن العالم الغربي تطور وازدهر لأنه لم يضيع طاقة المرأة وجعلها ترفد الحضارة بعطائها المدرار في كل الميادين ث ودعاة خروج المرأة المسلمة أنفسهم كلما نادوا في محفل أو نادوا بالمساواة أشاروا إلى المرأة الغربية س التي أخذت حقوقها.وخرجت إلى ميدان العمل لتنافس الرجل في الميادين مزاحمة إياه بالركب والأقدام ث دون إستثناء. ولكي نتأكد من صحة هذا الاستدلال،يحسن بنا أن نلم بالأسباب التي صيرت المرأة الغربية في هذه المنزلة.والظروف التي جعلتها تعمل سواء راغبة أو مكرهة في كل ميادين العمل. لا يمكن لنا أن نضع منطلقا محددا0أو نقطة بداية معينة.فنقول أنه من هنا بدأت المرأة خروجها للعمل إذ "ليس في التاريخ خطوط حاسمة بطبيعة الحال فكل خطوطه متداخلة بطيئة التحول ى ومع ذلك فبعض الخطوط بارزة على صفحة ٣۔ ‎۔‎٦ ومن أهم هذه الخطوط التي أدت الدور الهام‏(١الزمن.شديد الوضوح( والجاسم في هذه القضية؛ ظهور الرأسمالية0والمادية المتمثلة في الثورة الصناعية. ا) الفورة الحالية :بدأت الثورة سنة (١٧٦٠م)‏ في انجلترا. فبعد أعوام وقرون من الإقطاعية الجائرة التي استغلت العنصر البشري أبشع استغلال0ظهرة الثورة الصناعية لتكون المخلص الوحيد،والملجأ الأمثل من زفير الإقطاعية المتوحشة،إذ كانت الحلم الذي طالما انتظره الأوربي القابع تحت وطأة الجور المتمثل في الإقطاعيين وممارستاهم المتنوعة المليئة بالحيف س كل هذا كان يحدث في المناطق الزراعية في الأرياف ؛ إذ لم تكن آنذاك مصانع س ولا آلات س وإنما الركيزة الرئيسة هي الزراعة3والمورد الوحيد لسد رمق العيش عند الأوربي،لذلك كان عليه قبول العمل مستأجرا أو عبدا مجبرا لا خيرا. ومع هذه الصور القاتمة للمعيشة التي كان يعيشها الأوربي بدأ العلم يجد طريقه نحو التطور والإبداع فبدأت العلوم بالبروز والتعدد3وبدأت المخترعات تظهر على أيدي علماء كبار،بعد أن رأوا الويلات على يد القساوسة والرهبان،الذين وقفوا أمام كل جديد ي وأمام كل علم تحت شعار الكنيسة س التي أوهمت الناس أن كل شيء في الكون ثابت لا متغير فيه ى فحملتهم على الرهبنة صارفة أذهانهم عن الدنيا. ومن هذا المنطلق بدأت الآلات تظهر وتنتشر ء والصناعة تتطور خطوات سريعة نحو الاقوى والأحسن ‘ وبه زادت الأموال وقلت اليد العاملة مع كثرة الآلات ودعت أصحاب رؤوس الأموال إلى إيجاد العمال الذين يحركون عجلة النمو والتطور0وفي الوقت نفسه إيجاد أسواق استهلاكية قوية س تساعد على استهلاك ( )١حمد قطب:معركة التقاليد) ‎م٧١٦٩١١مه١٦٨٣٢١طر ٠١ص‎ ‎۔٦‎ ٤۔ هذه المنتجات،ورواجها بين الناس0فما كان عليهم سوى استقدام المزراعين الذين يتشوقون لإيجاد بديل يخلصهم من عصى الإقطاعي وقبضته،وهكذا بدأت هجرة الذكور دون الإناث لأن التجرية جديدة:وكل جديد يتسم بالتحفظ بادئ الأمر ى وكذلك كانت هجرة الرجال على أساس مؤقت بقصد جلب الأموال لأهليهم0على أن يعودوا إليهم متى سنحت الظروف ‘ ومع مرور الزمن وجد أولئك المزارعون الحياة التي كانوا يحلمون بها في المدينة.فانخمسوا في مغرياتها . فكان مهم من نسي أهله،ومنهم من كبلته الديون التي هي لأصحاب المصانع ه ومنهم من ضاع خبره في آفاق المدينة:ومع طول الزمن صعب الأمر على النساء والأطفال الذين ظلوا يترقبون أهليهم الذين لم يعودوا:فحملوا متاعهم هم الآخرون ميممين وجوهم صوب المدينة طلبا للرزق وخوضا لمعركة البحث عن أزواجهم وآبائهم الغائبين » وهكذا تعددت الأسباب الدافعة بهم إلى المدينة . ويذلك تكاثرت أعداد الناس،وزادت متطلباتهم:وعسرت عليهم المعيشة0فما كان على الرجال الذين كانوا يحملون كلفة الإنفاق على بيوتهم إلا أن تركوا نساءهم يدخلن في هذا الخضم،بعد أن زادت المنتجات وازدادت الحاجات إليها 3 فكثير من الحاجات كان الناس لا يعرفونها ولما ظهرت تعودوا عليها فأصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنها وهكذا س والنسوة اللائي هاجرن أجبرتهن الظروف أيضا على العمل نظرا لافتقادهن العائل الذي يقوم على الإنفاق0ويهذا بدأت تتزايد أعداد النساء في مجال العمل،مع إغراءات أرياب الأموال للنساء س واستغلال جمالهن،وأجسادهن لترويج سلعهم8وكان بعضهن السلعة ذاتها. ٥۔ ‎۔‎١٦ ‏ )٢الحروب والطالمون: وبمرور الزمن أصبح عمل المرأة الأوربية أمرا ضروريا.فمع الاسباب السالفة ظهرت حروب طاحنة أودت بالكثير من الرجال0فخربت هندسة المدنية 3 واحتاجت إلى إعادة إعمار0وقلت الأموال لما خلفت الحرب من خسائر فادحة في الأرواح ي والأموال والمنشآت0فدخل ما بقي من الرجال لخوض معركة ثانية تتمثل في إعادة تشييد البنايات ،والبيوت والمدارس ‘ فأسهمت المرأة معه للضرورة التي استدعتها ظروف الدولة { والحاجة إلى المال للاقتيات. وانتشار الطاعون الأسود الذي أصاب أوريا3أودى بالكم الهائل من البشر وقل العنصر البشري والمادي الذي استدعته ضرورة المعالجة ومحاربة سطوة الطاعون المبيد0وفي الوقت ذاته بدأت الحرب العالمية الأولى فالثانية بعدها.كل هذا كان لزاما على المرأة أن تتقمص شخصية الرجل الذي سلبته الحروب نفسه8وقضت على أعداد رهيبة من الرجال والشباب)١(.‏ ") برايت الشبامبه ومع اكتشاف العالم الجديد أمريكا وبعده أستراليا اقتضت الحاجة لتهجير أعداد بامتلاك أراض‘ وتحقيق الأحلامهائلة من الشباب ‘ الذي كان يتطلع إلى المغامرة السبق لا قتحام هذا العا لم الجديد الذي أغراهم ‏ ٤سواء كانواوالفوز بقصب ضدا لهنودغمار الحربء أم تحت راية خوضمهاجرين للاستيطا ن هناك الحمر .ثم تلتها الهجرات إلى أستراليا التي كانت على النسق نفسه الذي اتخذ مع أمريكا .كانت أعداده هائلة عظيمة ‘ تركت أوربا لشيوخها وكهولها يكابدون الحياة بأنفسهم.0وا لنساء وا لاطفا ل يتجرعون مرارة غربة أهلهم . ( )١ينظر:للردردي (م.س) ص-٦٦۔ /٩٨عمل للرأة في لليزان (م.س) ءص/١٣١-١٦٢٥:شبهات حول الإسلام (م.س) ‎ص١٠ ٠-٩١٦١ ٦ -‎۔٩٦‎ ٦۔ كل هذه الأسباب وغيرها كثير تضافرت على المرأة الغربية لتخرجها من بيتها . وتحول بينها وبين بقائها مع أولادها وزوجها0لذلك عملت في كل الأدوار سواء الطيبة منها أم القبيحة ث حتى الأعمال التي تمتهن فيها أعز ما عند الأنشى (الشرف) قيلت بها سواء عن جبر أم عن اختيار3وقيلت بربع راتب الرجل8ومع مرور الايام وإرضاء لها زيد إلى النصف8إلى يومنا هذا نجد بعض النساء إن لم نقل الكثير يتقاضين راتبا أقل من راتب الرجل ‘ في الدول الأوربية وأمريكا0مما جعلها تطالب بمساواتها بالرجل،وتكون مثله سواء بسواء. ‏ )٤الظروف المعيشية والاجتماية: وما تعانيه المرأة الغربية الآن من حرمان شديد لحقوقها ث سواء المدنية أم الاجتماعية أم الاقتصادية لأقوى دليل عى تعاستها3وما تقاسية من صعوبة عيش رغم المال الوفير والرفاهية الظاهرية3وما تبثه وسائل الإعلام من أرقام تدل على أن المرأة الغربية ممزقة بين متطلبات الأسرة0ومتطلبات الجياة الاجتماعية المرهقة. تقول بعض الإحصاءات إنه ارتفع عدد الأمهات العاملات اللائي يخرجن كل صباح للعمل من ‏ 7٦٥س ‏ ١٠.٢مليون عام ١٩٧٠م‏ إلى ‏ ١٦.٨مليون عام ١٩٩٠م‏ في أمريكا.في ظرف عشرة أعوام ازداد العدد أكثر من ستة ملايين. وزاد عدد الأسر التي تقوم الأم برعايتها منة سنة ١٩٧٠م‏ من أربعة ملايين أسرة إلأى ثمانية ملايين أسرة بنسبة ‏)١(. ٨٢٠٠ هذه الوضعية أثرت ولا شك في أن تؤول بالزواج إلى فشل ذريع إذ ينتهي بالطلاق غالبا0وهكذا تبقى الأم وحيدة مع أولادها تصرف عليهم،ممتهنة كل . / . ٠ما‎٤٩٩ 4 ٠ ( )١بحلة اإملاح‎ ‎۔٦١‎ ٧۔ عليهم.ولا صدقا ت من حسنينالمهن لكيلا ععوت أولا دها جوعا فلا زكاة تصرف المتزوجاتالنساء ‏ 2٦من‏ ١٩٨٦١م.ثمانون بالمائة:ق سنةتقول الإحصاءات في أمريكا أصبحن مطلقات،إن الكم هائل حقيقة ى فكل هذه النسبة كيف يكفي للحكومة أن تضمن لهم مصروفا شهريا ؟ هذا مما يصعب توفيره. خلاحة القول: إن الذين يتخدون المرأة الغربية دليلا أو نموذجا يقعون في خطأ ذريع لأن المرأة الغربية لا تصح مقياسا للمقارنة0إذ إن المرأة الغربية وقف أمامها كم هائل من الدوافع الجبرية س التي ألزمتها أن تخرج وتعمل وتزاحم الرجال س فلو تخلصت من دافع واحد تزاحم في عينها الكم الهائل الباقي أمامها.فلا مفر لها ولا مناص من هذه الظروف إلا نادرا. أمام هذا الواقع الصعب نقرأ من حين إلآىخر تصريحات لنساء غربيات س ،ولا سيما اللائي اعتنقن الإسلام،يعترفن بالراحة الكبرى التي وجدنها في ظل الإسلام ،وأخريات غير مسلمات يغبطن ما عليه المرأة المسلمة من سعادة في ظل أسرهن،ورعاية أزواجهن0وأولادهن. ۔٨١٦٩-۔‎ المبحت التاني:الخلذببة التاربخبة لخروج المرأة المسلمة للعمل إن المرأة المسلمة كانت تشارك الرجل في عدة مجالات س ولكنها لم تكن تخرج إذ نجدها عندما تحتاج إليهاعن القيم الدينية0ولم تغفل دورها الأساسي الضرورة تسارع إلى تلبية النداء دون هوادة أو تقاعس ‘ كما كان يحدث في الحروب 4ومع مرور الزمن تغيرت حالة المرأة المسلمة س فاصبحت تعامل معاملة متحفظة جدا لأسباب عدة منها الخوف عليها،لتغير القيم وضعف الإيمان في القلوب ولأسباب غيرها ى ولكن مع مرور الزمن تحولت من النقيض إلى النقيض،ويعزى ذلك إلى الأسباب التالية : انتشار الجهل وتحكبم التقاليد1 اجتاحت العالم الإسلامي زوبعة تسمى "التقاليد" س تقاليد وأعراف اتبعها الناس ابتدعوها بأنفسهم س كانت بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي،أحلوها محل الدين واهمين أو موهمين الناس بأن الدين هو ذاك ث فسيطرت على حياتهم ه وتعاملاتهم30وكانت المقياس العام في نظر الناس الذين تفشى فيهم الجهل .كانت الضحية الوحيدة للجو السائد هي المرأة ؛ التي حرمت من حقوق عدة وهبها الإسلام إياها0وبولغ في الخوف عليها ! لحد أنها كانت لا تخرج من بيتها سوى مرتين ؛ مرة إلى بيت زوجها،ومرة إلى قبرها ث وذلك من جراء خوفهم عليها فحرموها حقوقها من أهمها حقها في التعليم ى وحقوق أخرى.وهذا لا يعني أن العالم الإسلامي لم يكن فيه مثقفات متعلمات ى لكن كان هذا بشكل ضئيل وصعف. ٩۔ ‎۔‎١٦ هذا الوضع للمرأة والوضع العام في تصور الأمور كان له الدور الكبير في مسيرة خروج المرأة للعمل ؛ ويظهر هذا الدور في الردة العنيفة المقابلة جراء هذا الجهل. ‏ )٣الإستعمار لعب الاستعمار الحديث دورا فعالا في تغيير حياة الدول الإسلامية من جذورها ،فبقي هذا الأثر متأصلا إلى ساعتنا هذه.لقد قام بانقلاب جوهري هز القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الشعوب المستضعفة،وأحدث فيها شرخا كبيرا يصعب رأبه. وكان هذا الدور يؤدى تحت راية الصليبية ث ومن وراء ستار ث مواصلا بذلك مسيرة الصليبية الحاقدة على الإسلام بعد حملاتها المتكررة على أرض الإسلام التي لم تؤت أكلها بالشكل الذي كان مسطرا لها0ما جعل الصليبيين يفكرون ويخططون مليا س محاولين الاستفادة.والاعتبار مما مضى .ففي " الحروب الصليبية الأولى وقع لويس التاسع ملك فرنسا في الأسر بعد هزيمة نكراء لحقت حملته 3 وبقي سجينا في المنصورة فترة من الوقت حتى افتداه قومه س وفك أسره ي وأثناء سجنه أخذ يفكر فيما حل به0وبقومه8ثم عاد يقول لقومه:إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في معركة السلاح0ولكن حاريوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم")١(.‏ فمذ ذلك العهد وهم يفكرون ويدبرون ث ويرمون للوصول إلى أسهل الطرق ه وأكثرها نجاعة،فكانت البداية هي التي قام بها قائدهم الفرنسي نابليون بونابرت ء الذى دخل مصر سنة ١٧٩٨م‏،بأفكار مغلفة بالرقي والحضارة. ‏ ٤٠٧‏م٧٨1١۔-ه١رافعا المعاصر.ه١٦١٦‏ (ط؟ مؤسسة المعرهة للتحافة.حدة السعرديةحمد قط: 7 ۔ ٧ .۔‏ فوضعوا أثقالهم في قلب الحياة المصرية ممتزجين بأهلها » حتى صاهر بعضهم وتعاملات.العائلات المصرية ‏ ٠فاصبح ذكر الفرنسي والفرنسية واصلا الأسماع الفرنسي مع الأنثى،باللطافة ث والرقة س والمودة0مما جعل نار الحيرة تتأجج في قلوب المصريات تائهات بين الواقع المعيش ‘ والواقع المسموع دون الوصول إليه ه فتفتحت أذهانهن لهذه الحياة المليئة بالحرية والتعليم } والتقدم. بعد الاستعمار الفرنسي بدأت حملة الاستعمار تعم العالم الإسلامي كله 3 تاركة بصماتها على الحياة العربية الإسلامية ث ويدأت بعض الطبقات تتأثر بحياة الملستعمر ء فكان لها دور قوي في تنشيط حركة التحرر النسوية. ") الإرساليات التفصبرببة بعد دخول الاستعمار العالم الإسلامي جاء بنظم جديدة واستحدث وسائل تكنولوجية كالطباعة0ونشر الكتب س وبناء المدارس التبشيرية في بادئ الأمر 3 فدخل عدد لا بأس به من الطلاب المسلمين والطالبات المسلمات في هذه المدارس التي تهدف إلى نشر المسيحية،وتغيير القيم الإسلامية في الفرد المسلم س تحت مسمى المدرسة،فتأثر الكثير من البنات اللائي كن يدرسن في هذه المدارس ه وكانت بدايتها في الشام،تخرج فيها عدد من البنات اللائي يحملن أفكارا غربية نشرتها تلك المدارس،وغرستها في عقولهن ،وهؤلاء البنات كان لهن دور أيضا في بعض البلدان الإسلامية الأخرى ‘ يقول القسيس (زويمر) رئيس الإرساليات التبشيرية في رسالته التي بعنوان ( :العالم الإسلامي اليوم):لم يسبق وجود عقيدة متينة على التوحيد أعظم من عقيدة الدين الإسلامي الذي اقتحم قارتي آسيا وإفريقيا .ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة إذ -۔ ١ ‎۔‎٧ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم اميل الشديد إلى علوم الأوربيين وتحرير المرأة)١(“..‏ ) البعثات ومما جاء به الاستمار التبادل العلمي،أو بالاحرى إرسال نماذج شابة من الطلاب للدراسة في الدول الاستعمارية كما وقع في مصر والشام والمغرب العربي » فلعبت هذه البعثات دورا جديا في قضية التحرر0فمعظم الذين اتجهوا إلى ساهمت في الثورةالدول الأروبية تغيرت أفكارهم س وجاءوا بفكر غربي محض النسوية،والثورة على التقاليد السائدة آنذاك ث وهذا لا يعني أن نغفل الدور النهضوي في العلم0من هؤلاء رفاعة الطهطاوي،وقاسم أمين ‘ وهدى شعراوي ء كل هؤلاء وغيرهم شاركوا بأافكارهم وأقلامهم في وسائل الإعلام ؛ في الجرائد والمجلات والمحافل لنشر أفكار التحرر ،على امتداد العالم الإسلامي ء وساهموا أيضا بشكل فعلي في المنطلق الجدي لهذا التحرر س أمثال هدى شعراوي } وصفية زغلول،في المظاهرات التي حدثت في مصر ضد الاستعمار سنة ١٩١٩م‏ 3 إذ قمن بنزع حجابهن حرقه،أمام الناس3فكانت أول خطوة فعلية للتحرر. ‏ )٥حركة النغوببب ترك الإستعمار بصماته واضحة على المجتمع الإسلامي حتى بعد أفوله من البلاد الإسلامية.وعلى شخصيات سياسية كبيرة بوجه التحديد ؛ لغرض سوف يخدمهم لاحقا،لينتهجوا نهج الاستعمار في السياسة ى والحكم،ونذكر منهم مثلا لا حصرا:محمد علي س وابن بلا س والحبيب بو رقيبة. (... )١ ‎۔٧‎ ٢۔ اتبع هؤلاء النهج الغربي المحض ف السياسة،فأثر ذلك على الطابع العام للدول الإسلامية ث ومن بينهم المرأة س فقد كثفوا كل ما لديهم من أجل تحويل المرأة من الحياة الإسلامية إلى الحياة المتغرية س فاستعملوا كل الوسائل بالترغيب والترهيب كما حدث ويحدث في تونس والجزائر مثلا ى عن طريق سن القوانين الجائرة ث ونشر الأفكار المخالفة للدين والمطابقة لقوانين الغرب الصليبي0يقول بن بلا مثلا مخاطبا المرأة :إن المرأة الجزائرية امتنعت عن خلع الحجاب ف الماضي ؛ لأن فرنسا هي التي كانت تدعو إلى ذلك أما اليوم فإني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب من أجل الجزائر")١(.‏ ‏ )٦حاجة المجتمع كان المجتمع بحاجة ماسة إلى مشاركة المرأة في الحياة العملية خاصة ما يتعلق بمجالها كالتطبيب ب والتمريض ‘ ،الذي كان يقوم به الرجال،أو النساء الأجنبيات4أو تعليم الإناث في المدارس،ورفع المستوى الثقافي والعلمي للمرأة والرقي بالمجتمع،وتحرره من ريقة التقاليد التي لا تمت إلى الإسلام بصلة. هكذا كانت دوافع المرأة المسلمة لخروجها من البيت سواء للتعليم،أو العمل } وهذه الأسباب التي ذكرت من بين عدة أسباب،دفعت المرأة المسلمة للدخول في جال العمل المهني،وتحمل تبعاته ث فمن النساء من خرجت لأجل الحاجة المعيشية ء ومنهن اللائي خرجن من أجل المساهمة في بناء المجتمع0ومنهن اللائي خرجن لمجرد التقليد لا أكثر ولا أقل. ( )٢واقعنا للعاصر (مرجع سابق)) ‎ص١ ٢٦٠ ‎۔٧‎ ٣۔ هذا فيما يخص المناطق العربية الإسلامية غير منطقة الخليج،إذ كانت المرأة . الخليجية آخر من تأثر بهذه الحركات التحررية0وبالحركة الحديثة لخروج المرأة للعمل .إلى غاية السبعينيات بدأت المرأة تخرج إلى العمل ؛ لاستجداد الظروف على الحياة الخليجية3لكن بأعداد قليلة.وبصورة بطيئة ث نظرا لظروف عدة. ٤۔ ‎۔‎٧ المبحت التالت :الدوانع الحقبقة لخروج المرأة المسلمة لتعمل رآينا في المبحث السابق أن عمل المرأة بالمفهوم الحديث حديث العهد.ومن هنا يتبادر سؤال يحتاج إلى جواب هو :ما هي الدوافع التي ظهرت فجاة فجعلت الكم الذي لا يستهان به من النساء يخرجن إلى مجالات العمل80ويشاركن الرجال فى معظمها. أعداد النساء المقبلات على العمل خارج بيوتهن في تزايد مستمر فتذكر بمض الإحصاءات أن عددهن حوالي ‏ :٤٠في الدول النامية()١‏ ٬وفي‏ عمان بلذت ى أما القطاع العام فعددهن يقارب خمسيننسبتهن في القطاع الخاص حوالي ‏٠ 8وفي مصر تبلغ نسبتهن ‏} +١٨,٥وثلاثمائة واثني عشر ألفا و()٢()١٢٣٥٠‏ .وفي الإمارات ارتفعت نسبة العاملات من ‏٣.٤منها ‏ ٨٥٥في القطاع الخاص()٢‏ عام ١٩٨٠م‏ إلى ‏ ٨١١عام ١٩٩٠م‏0شغلت ‏ ٨٢٠من الوظائف العامة)٤(.‏ إذا كما لاحظنا فالعدد متزايد زيادة مطردة:ويكميات كبيرة خاصة في منطقة الخليج التي كانت تعتمد على الأجنبي بشكل كبير،ونظرا لظروف عديدة حاولت إقحام أكبر عدد ممكن من المواطنين لسد الفراغ الذي شغله الأجنبي. ويعود هذا أساسا إلى ظهور متغيرات جديدة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للوطن الإسلامي ككل ؛ فقد تغيرت أمور كثيرة ى خاصة بعد استقلال الدول الإسلامية فأصبح لزاما عليها أن تخطط لاقتصادها0وتنتهج طريقا يجعلها تتحرر به من ريقة التبعية التي كانت في زمن الاستعمار،ومن أهم هذه المتغيرات المهمة تغير ( )١طبقا لآخر إحصائية أجرتما الأمم للتحدة قبل حمس سنوات } بحلة للشاهد ع :د١٩٩٥/٩/٩ . ٢ ‎ ( )٢وثيقة من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل.إحصائية آخر سنة١٩٩٦ ‎م ‏( )٢بحلة الأسرة (هرلندا) ع٢‏ د،رحب ‏ ٤١٨‏ه . ١اظفر بذات الراتب،أسماء الحسب ‏( )٤الأسرة رعمان ) ‏ ٠‏٦٢٨.ع ‏م١١/٦٩٩٦١ ‎۔٧‎ ٥۔ نمط حياة الناس،وتغير نظم العالم الإسلامي0إذ معظمها تحول إلى سياسة انفتاح السوق والدخول في معترك الرأسمالية ؛ والرأسمالية إقبال على المادة المحضة وعبادتها0والسعي وراءها سعيا أعمى ،والتسابق نحو الغنى ث وهذا التسابق جعل الحياة صعبة المنال؛ لأن الثراء ليس له حدود0فكلما اغترف الإنسان غرفة منه استزاد ى كالشارب من ماء البحر ى من هنا ضعفت القيم الدينية والأخلاقية 3 وبدأت تختفي صور التكافل والتراحم والتعاون،ويدأت الأنانية تبسط نفوذها على حياة الناس،وكل يقول( :نفسي،نفسي)،وبدأ الناس ينقسمون إلى طبقات ؛ منهم الغني الفنى الفاحش س والفقير الفقر المدقع. مما سبق نخلص إلى أن الضرورة ث هي من أهم الدوافع التي جعلت المرأة اللسلمة تعمل،والضرورة من خلال ما رأيناه تنقسم إلى قسمين : ه٤‏ ضرورة شخصية ‏ ٤ضرورة عامة ا) اوا الضرورة أولا الضرورة الشخصية: المقصود من الضرورة الشخصية هو :الظروف التي تضطر المرأة للعمل خارج بيتها مقابل أجر ث ومن هذه الظروف ما يتعلق بشخصها ،وما يتعلق بمن حولها من أسرتها وأهلها. ولو ألقينا نظرة خاطفة على أحوال العالم الإسلامي لهالنا ما نراه ؛ شعوب تطحنها المجاعة،والفقر.وضيق العيش في حياة مزرية س وفتن داخلية ى وخيانات متعددة من المسؤولين وغيرهم،وأمراض اجتماعية ى من مخدرات وانحلال ٦۔ ‎۔‎٧ أخلاقي،وانتشار حالات الطلاق0كل هذا جعل الناس يعيشون حياة مريرة } عسيرة وصعبة. هذه الأسباب وغيرها جعلت غالبية المسلمين يعيشون حياة فقيرة أو متوسطة الحال في أحسن الحالات مع ازدياد في الهبوط والركود يوما بعد يوم:مما اضطر الناس إلى التمسك بأهداب المادة بأيديهم وأسنانهم لعلهم يظفرون بلقمة عيش ى أو قطعة خبز تسد الرمق ولو إلى حين0وجعل الرجال يسمحون لنسائهم وبناتهم ؛ وأطفالهم بالدخول إلى مجالات العمل،وبالنساء إلى التنازل عن دور الجنان والعطف مقابل السعي وراء الاسترزاق س وما كنا نسمعه أن النساء يعملن لتحقيق المساواة مع الرجل فهذا قد نقص كثيرا نظرا للظروف التي أشرنا إليها سابقا. تقول الكاتبة حُسن شاه ":إن الكثير من النساء الآن يغلن أسرهن،وهناك إحصائية هائلة في مصر تقول إن النساء هن اللائي يعلن أسرهن،بين أرملة ء ومطلقة،وينات غير متزوجات ‘ ونساء يساعدن أزواجهن بإني أرى أن الذي يقال أنها تعمل من أجل الرفاهية ليس صحيحا إلا نادرا0فالذي أراه هو أن المرأة تعمل طوال النهار في البيت وخارجه لتضع الراتب كله في بيتها")١(.‏ إذا فالضرروة الاقتصادية خاصة هي من أكثر الدوافع انتشارا.وأقواها إجبارا للمرأة على العمل خاصة في المجتمعات التي تعاني ضيق الحال ى كدول شمال إفريقيا ث والشام،والعراق،ومصر.. ويمكننا أن نوجز هذه الضرروات فيما يلي : ‏ )١الفقر المدقع وعدم كفاية المال لسد الحاجة.ولو مع وجود العائل. ( )١للشامد٥٢ 3 ‎ع‎ ‎۔٧٧۔ ‏ )٢عدم وجود العائل،لموته أو طلاق المرأة منه ي أو غيابه ث وانعدام من ينوب مقامه. ‏ )٣لسد دين سواء على المرأة أو على زوجها،أو أحد من أهلها. ‏ ٤عدم قدرة العائل على العمل،لعاهة فيه أمورض مقعد،أو وجود حائل ‏ )٥وجود العائل مع استطاعته على العمل،لكن ظروفا ما منعته عن العمل أو مع عمل العائل ولكنه مصاب بالإدمان مثلا ،أو بسفه مما يجعله مسرفا غير محسن لصرف لال. وهذه بعض الأمثلة الحية لنساء عاملات جعلتهن الضرورة لذلك0يتكبدن مشاق الحياة المعيشية ؛ بعضهن يعيل عائلة من أم وأب س وبعضهن يحاول تسديد الديون التي عليهن أو على أزواجهن0وهكذا .تقول فاطمة-من تونس هي واحدة من مجموعة عاملات النظافة تعمل من الخامسة حتى التاسعة ليلا-عن سبب عملها" :أعمل بسبب ضيق العيش لأن زوجي مريض"()١‏ ل ج من أعمل وطالبة وفي نفس الوقت تعمل،تقول عن سبب عملها":أ المال ،فأنا أقيم مع أمي0لأنها مطلقة ث فهي لا تعمل3إضافة إلى ذلك لي أخ وأخت فأسرتي تعتمد علي،في حين والدي يعمل في شركة كبيرة لكنه لا يصرف علينا0والثمن زهيد بالنسبة لعائلتي فهو لا يتجاوز خمسة عشر دينارا")٦٢(.‏ ومثال آخر لامرأة حالت الظروف بينها وبين زوجها فترك العمل مما اضطرت للعمل بدلا منه تقول :أنا مثلا كان زوجي موظفا ى فلما جاء (الإحتلال ( )١للشاهد٥٢ ٠ ‎غ‎ ١٠‎ا/٩/۔٩٩ا١م(بتمصرفت) ( )٢للشامد‎ ٠ ‎غ. ٢٦ ‎۔٧‎ ٨۔ الاسرائيلي ) ترك الوظيفة س فأنا أريد مالا حتى أصرف على بيتي وآولادي")١(.‏ جمعت المعلمة جواهر سليمان صورا من الاستغلال،فهي وأختها المطلقة بين مطرقة الآب وسندان الزوج أصبحتا مسؤولتين عن منزل أبيهما ،وتدفعان إيجار البيت،وتأمين كافة مستلزماته ى وتضيف أن زوجها لا يكاد يستقر فى عمل ... وهو كثير الانتقال من مؤسسة إلى أخرى س وأيام بطالته أكثر من أيام عمله،تقول: أصبحت مسؤولة عن بيتي ‘ وبيت والدي،وأؤمن حاجتهما ،ورغم راتبي إلا أني كثيرة الديون..وفي مثل هذه الضروف لن أستطيع تحقيق أحلامي)٢("..‏ تقول (زينب المكتومي) " :كنت سابقا موظفة حكومية لكنني أحلت إلى التقاعد ،والمشكلة أنني استدنت من البنك8فكان علي أن أجث عن أي عمل لأسدد ديني،فتوجهت إلى كثير من الشركات والمحلات التجارية باحثة عن عمل مناسب مهما كان العمل شريطة أن يكون مناسبا)٣("..‏ وكما يقال (كاد الفقر أن يكون كفرا)،فالإنسان لكي يعيش يجب أن يلبي حاجاته الضرورية ث وغرائزه المفظورة فيه،ومن أهمها الحاجة إلى الطعام والشراب ‘ والملبس والمسكن،فإذا حالت الظروف دون هذه الحاجة انتهجت شتى السبل والمخارج لإشباع هذه الرغبة0وممكن أن يؤدي بالأنثى إلى التنازل عن شرفها ء أو قيمها مقابل لقمة العيش0ويعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى السجن ء أو الحجر على الممتلكات،كالتى استدانت من البنك فإنها ليس لها خلاص إلا العمل. ( )١للشاهد٢٢ . ‎ع . ‎م٩٩١د‎٠٢/٨/ ( )٢الأسرة (هولندا)‎ . ‎ع٥٢: ( )٢الأسرة (عمان) ‎ع١٩٩٦/٨‎ ،٨٢٢:م ‎۔٧‎ ٩۔ تانيا :الضرورة العامة الضرورة العامة هو ما يقابل الضرورة الشخصية ؛ أي ما يخص المجتمع والدولة والناس،هو ما يخرج عن النطاق الشخصي. إن للمرأة كما هو معلوم دوراً فالا وهاما داخل المجتمع،لانها نصفه الذي لا يستغني عنه0وشقه الثاني اللكمل للرجل0وأهم هذه الأدوار هي الامومة والزوجية0تحنو على أولادها0وتوفر لهم الجو السكوني الهادئ.جمالا وراحة. هذا لا يعني بالمقابل أنه لا يمكن لها أن تقدم غير ذلك0وما هو دائر في دائرة البيت وحيزه،هناك مجالات تصلح فيها المرأة بل هناك أخرى لا تصلح فيها سوى المرأة ث ولا يصلح فيها الرجل،ويتم عليها الواجب إذا تعين عليها أن تقوم بهذا العمل ؛ كأن تكون طبيبة أو ممرضة أو معلمة فيما يخص النساء أو الأطفال،فكثير من الأدوار لا يصلح فيها سوى المرأة نظرا لملائمة ذلك الدور مع تكوينها 3 ونفسيتها7ومما يؤسف له وجود رجال أجانب ‘ ونساء كافرات يقمن بالكشف على عورات النساء المسلمات في حين نجد الكثير من الطبيبات المسلمات في دول أخرى يعانين البطالة0أو نجد القدرة لتخريج طبيبات وممرضات موجودة لتوفر الإمكانيات اللازمة. لذلك الأمر وتلك الضرورة نجد الكثير من النساء يتحملن مرارة الاغتراب من أجل خدمة المصلحة العامة،والمساهمة في بناء المجتمع ورقيه3لتخريج أجيال متعلمة0ومثقفة. تقول حياة صلاح مدرسة اختارت هذا الخيار عن سبب هذا الاختيار حيث تعمل في مدينة بعيدة عن أهلها في جنوب تونس3رغم ما يساورها من خواطر العزوف عن هذا العمل:لا خيار لي وليس بإمكاني حتى أن أطمع في التقاعد ۔-٨ .۔‏ البكر..فإن عملي ضرورة؛ لأنه لا يخضع لرغباتي أنا فقط م إنما هو مسؤولية وطنية ث ومستقبل جيل بكامله")١(.‏ إن الأعداد الكبيرة التي تتخرج من كليات الطب كل سنة0وعدد العاملات في سلك الطب لدليل حاجة المجتمع إليهن0وكذلك مناسبة العمل بالمرأة ؛ لأنه يحتاج إلى رأفة ورعاية وصبر وعاطفة. في عمان مثلا نجد عدد النساء العاملات في وزارة الصحة هو واحد وسبعون وأربع مائة وألفين ‏( )٢٤٧١عاملة ء مقابل عدد الذكور البالغ حوالي ثلاث وسبعمائة وأربعة آلاف ،وهذه النسبة للنساء تعد ثاني أكبر نسبة للعاملات بين الوزارات بعد وزارة التربية والتعليم ث ورغم هذا العدد لم يلب الطلب بعد)٢(.‏ إذا فالحاجة ماسة للمرأة في مثل هذه الظروف والمجالات،لملائمة الدور لها وسدا للذرائع ؛ حيث نسمع المناكر تقع من بين بعض الأطباء الذين ضعف اليمان في قلويهم ،كما حدث من شاب انتهج التخصص الطبي4وفي الأخير اتضح أنه اختار ذلك التخصص لإرضاء شهواته البهيمية إذ كان يعتدي على النساء وينتهمك أعراضهن. هذه الحالات _ ولو كانت شاذة-فإنها تسلتزم الطبيبة مكان الطبيب:لأن الشرع أباح الكشف للطبيب الأجنبي على الأنشى عند الضرورة س وإذا زالت الضرورة سقط الحكم وعاد إلى أصله وهو التحريم. إن ما سبق عرضه صور تتعلق بالضرورة الواضحة س ولكن ما العمل في الحالات التي لا تبدو فيها الضرورة كذلك ؛ لأن الناس يختلفون فيآرائهم ه وأحوالهم ث وطريقة عيشهم،وكيفية تكيفهم مع المستجدات،وتختلف من بيئة :لطفي الخاشي ‏ ٠للرأة العاملة/ا ١٩ ٩٧م ‘ ترنسى ١١ .٢ ٥٨‏٠ الرطن ‏)( ١حريدة ١٩٩٦١م‏‏( )٢وثيقة من وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل.إحصائية سنة ١۔ ‎۔‎٨ لبيئة.ومن منطقة إلى منطقة ث ومن شخص لآخر ؛ فالبعض يعتبر الضروري كماليا3والآخر يعتبره حاجيا.والآخر يعتبر كماليا ضروريا. ذلك مما اضطرني إلى تقسيم الدوافع الضرورية إلى ثلاث أقسام وهي : ه دوافع شخصية. ه دوافع تعود إلى المجتمع. ه دوافع تعود إلى الأفكار والرؤى. ا الدواكع الشخصبة: يدخل ضمنها حاجات الشخص ‘ ومن يحوطه؛ أسرته وأهله. وهذه الحاجات مقسمة إلى أقسام : ‏ -١حاجات اقتصادية. ‏ -٢حاجات نفسية تحقيق الطموحات © تحقيق الراحة النفسية نسج العلاقات الاجتماعية أولا :الحاجات الاتتصادبة: إن الحاجة الاقتصادية يمكن وضعها على رأس الحاجات ؛ لأن المال هو زينة الحياة الدنيا0والإنسان مفطور على هذا الحب بالسعي وراء جمعه والتمتع به 3 قال تعالى ( :زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من ء سواء كان الحب للحاجة الملحةالذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام)١()..‏ أو للزيادة ؛ لذلك نجد في عصرنا الكثير من النساء خاصة الطبقات غير الفقيرة ( )١سررة آل عمران الآية١٤ ‎ ‎۔٨‎ ٢۔ والمتوسطة الحال يعملن من أجل زيادة الدخل { والعيش عيشة راضية (وإنه لحب ے أو المساعدة في البيت،أو رفع التكاليف عن الزوج أوالخير لشديد)()١‏ الان4من توفير الأغراض الكمالية ث ووسائل الرفاهية س من بيت واسع،وسيارة فارهةء وملابس فاخرة،وأثاث جديد. وأهم هذه الحاجات هو الاستقلال الاقتصادي،وهذا ما تؤكده الكثير من النساء العاملات نظرا لأسباب عدة ى والتي سنذكرها لاحقا. تقول (م ،المحروقي) عن تجريتها في العمل0وعن دوافع عملها:إن هذه التجربة ممتعة من خلالها أستطيع أن أحقق لنفسي الاستقلال الاقتصادي،وتأكيد ذاتى. مع العلم أنها تؤكد أن التجربة ليست سهلة ى خاصة مع تدبير ميزانية تلبي حاجاتها هي وأختها..من إيجار وطعام:وملابس ‘ وبترول للسيارتين 3 ومصاريف شخصية،مما يلجئها لتنظيم جمعيات هي وأختها مع زميلاتها في العمل ليمكنها الوفاء باحتياجاتها" ‏)٢(. في استطلاع أجري على العاملات في السعودية عزت ‏ ٨٧٥منهن عملهن إلى الحاجة المادية.ولو لم يسهمن في نفقات الأسرة. وما يؤكد ذلك ما جاء في الاستطلاع ى إنه وفقا لأراء العينة فإن أوجه صرف الراتب يتركز على الكماليات غير الضرورية التي لا يميل الرجل إلى تأمينها ؛ كالملابس الثمينة لها ولأبنائها0والأواني المنزلية الفاخرة وغير ذلك")٣(.‏ ( )١سورة العاديات الآية٨ ‎ ‎د/د١‎ ٩٩م . ٦.٠( )٢الأسرة (عمان ) ع‎: ( )٢الأسرة (هولندا ٢:" ) ‎د‎ ‎۔٨٣۔ إن هذا الدافع نجده منتشرا بين الأيامى أكثر منه بين المتزوجات ؛ ذلك لأن الأيم ترى أنها عالة على أبيها وأهلها.ويجعلها حبيسة البيت،ويمنعها فقدانها للمال من تحقيق بعض متطلباتها ؛ لأنها تميل إلى الزينة.والتباهي،وتلبية الرغبات النفسية أكثر من المتزوجة ؛ لأنها تعلم يقينا أنها ليست عالة على زوجها وذكل من حقها المشروع،وبمقتضى العقد المبرم ،وكذلك المسؤوليات التي عليها لا تسمح لوجود الوقت حتى تخرج من أجل هذا الدافع0هذا لا يمنع طبعا من وجود متزوجات يعملن للغرض ذاته. ثانباً :الحاجات النخسببة ا -تحقيق الطموهارتك: إن البنت كائن بشري،وما يمتاز به هذا الكائن هو الحرص ‘ وطول الأمل. . ومن طبع البنت الطموح المليء بالآمال وكثرة الأحلام،نظرا للعاطفة التي تمتاز بهاء وتكوينها النفسي ؛ ومن الأمثلة التي يظهر فيها هذا الطموح سعيها للعمل من أجل تحقيق أحلام طالما راودتها في طفولتها أو سنوات دراستها. مثال ذلك (شمسة الحجري ) تقول :اختياري للعمل كمضيفة ليس لأجل الجصول على مرتب مرتفع،إنما منذ صغري وأنا أتمنى أن أكون مضيفة طيران")١(.‏ ويعضهن يتجهن إلى الممل حبا لذلك النوع من العمل0ورغبة في ممارسته ( 3كشيخة المزاحمي) معلمة في روضة0متزوجة لها أطفال تقول :ظروفي ( )١الأسرة (عماں) غ .٦٩٨ ‎:م٩٩١؛ا‎٤ ‎۔٨‎ ٤۔ الإجتماعية جيدة.إلا أنني حبي للعمل ث وخاصة في مجال التربية هو الذي يدفعني إلى العمل. وتضيف :نحن في مشكلة وطنية تتعلق بتنشئة أبنائنا فعلينا أن نتعاون من أجل مواجهتها..ونتغفاضى عن مسألة الراتب ( لأن الراتب لا يتجاوز ‏١١٠ ‏))".(١تالاير من أهم الوسائل التي تحقق هذا الدافع وتقويه هي الدارسة ؛ كثير من البنات تكون حجتهن الشهادة0فالشهادة تلعب دورا مهما في المسير بالبنت نحو العمل ؛ إذ بعد أن تنال الشهادة تقول :لا يمكن أن أجلس في البيت،وأضع الشهادة في إطار وأعلقها على الحائط0فلم تعلمت إذا؟. وهذه كلها تعليلات متولدة عن المناهج الدراسية التي تمزج بين الذكر والأنثى دون تفريق بين طبيعة تكوينهما،ما أدى إلى الاختلال الكثير في الموازين ء ذلك ما يؤكده العالم الكبير ألكسيس كاريل)٢(.‏ ه -تحقيق الراحة النفسية: لعله من أهم الدوافع التي تجعل الإنسان يسير في خط معين هو النفس وما تمليه عليه ،فالنفس أمارة ،سواء بالسوء أم بالخير.ونجد ذلك جليا في مسألة عمل المرأة ؛ فالعامل النفسي يؤدي دورا مهما وكبيرا في توجيه المرأة إلى العمل،وهذا بطبيعة الحال يختلف من نفس لأخرى ؛ فاختلاف الطباع.وطريقة التفكير 4ونوعية الهواجس المحيطة بالشخص،وطبيعة تكوينه الفزيولوجي والنفسي كلها تسهم بشكل فعال في هذه المسألة. ( )١الأسرة (عمان:٩٤٧ ) ‎ع {، ‎م٩١٠١د‎٤/٥ ( )٢ينظر:الكسيس كاريل (مرجع سابق) ص١٠٨:وما بعدها‎. ‎۔٨٥۔ نجد أن الأنثى التي تعودت الحركة والخروج والنزهات والتجوال تختلف كثيرا عن التي اعتادت البيت4واقتنعت به مكانا لهاى وهذا ما نجده مثلا في المرأة المدنيةء والمرأة الريفية0فالمرأة المدنية تمثل الصنف الأول وهو الغالب،والمرأة الريفية تمثل الصنف الثاني. إذ التي تعودت الخروج والتنقل،والحركة ونسج العلاقات ترى أن جلوسها في البيت حبس لها ولحريتها0مما يصاحبه شعور بالقلق والضيق ‘ وخاصة إذا كان هذا الشعور تصاحبه اعتقادات على أنها عنصر سلبي ي وأنها عالة على غيرها 3 فهي تأكل وتشرب وتنام فقط لا نفع يأتي منها.كما تقول العاملة التونسية (هالة) : لا أتصور أبدا أن أبقى بدون عمل،فما الذي سيعطي لحياتي معنى؟ وكيف يكون سير حياتي إن بقيت أنتظر ثمن لباسي من والدتي ث ومصروفي من أبي؟ إن الإكتفاء المادي هو خطوة للراحة النفسية ث وأول دعم للثقة بالنفس فإن لم أعن عائلتي 3 وأعن نفسي،فكيف سأشعر ؟ ستكون حياتي حتما فراغا في فراغ")١(.‏ وتقول أخرى-كانت عاملة ثم توقفت سنة كاملة:أحسست فيها بالضياع 3 وأنني غير فاعلة ث وغير منتجة ‏ ٠وعانيت من الشعور بالإحباط،والآن أنا أعاني من الشعور بالإرهاق بعد عودتي للعمل")٢(.‏ فرعم الإرهاق والتعب الذي يحيط بهن8وعدم الحاجة إلى المال إلا أنهن متمسكات برأيهن في العمل؛ لأنه يوفر لهن فرصة الفرار من البيت،تقول (فوزية البلوشي):قد يكون هناك بعض الإرهاق0لكن هذا التعب من النوع الذي ( )١حريدة الرطن6ع٥٢٨ ‎: ( )٢للرحع السابق‎ ‎۔٨٦۔ يطاق0أي أنه في الإطار المعقول..وهو أقل قسوة بكثير من أن أجلس ف البيت وأعاني الفراغ والإحساس بأني مجرد مخلوق استهلاكي")١(.‏ إن الملاحظ من خلال النماذج السابقة للعاملات يتضح لنا أن العاملة رغم معاناتها من التعب الجسدي إلا أنها تفضله على التعب النفسي،وهذا معقول بالنسبة للنظرة الظاهرية ؛ لأن الأخطر على الإنسان أن يعاني أمراضا نفسية من أن يعاني من آلام عضوية من تعب وغيره،فهنا العمل يحقق لها الراحة النفسية رغم التعب الجسدي الذي يزول بعد أخذ الراحة. ويعد العمل سببا للراحة النفسية خاصة عند الأيم ى عندما تجري المقارنة بين البيت والعمل،تجد البوم شاسعا بينهما ؛ خاصة عند اللائي يعشن معيشة ضيقة ء وصعبة،فإنها ستجد أن البيت هو العمل الشاق المضني طوال النهار من غسيل وكنس،وترتيب للاغراض ‘ ومراقبة الأولاد س وأوامر موجهة على مدار الساعة .ثم حبسها عن العالم الخارجي،وعن الناس وعن تكوين الصداقات. فالعمل إذا في هذه الحالة يعد المتنفس الوحيد لها مما تجده في البيت،كما تصرح السكرتيرة (نهلة):أقول بصراحة،إن العمل بالنسبة لي هو الهروب من مشاكل البيت ،ومشاغله،فماذا أفعل بوقتي إن بقيت في البيت؟ سأشعر بالملل،وبوطأة المشاكل أكثر،أما عملي فهو يحقق لي مبلغا مهما من المال أستطيع أن أسهم به في البيت إضافة إلى تحقيق ما أريد من مستلزمات شخصية")٢(.‏ إذا فالعمل هو المهرب من البيت عند العائلات التي تنتابها المشاكل غالبا . إضافة إلى ذلك فإنها ستكسب مبلغا من عملها يجعلها تتحرر من أي تبعية مالية . فهي حرة تشتري ما تريد لمن تريد دون تدخل أحد ‘ وبذلك تشبع حاجاتها . ( )١الأسرة (عمان) ‎ع١٩٩٤/١٠ } ٧٢٢٣: ‏( )٢حريدة الرطن (مرحع سابق) ۔٧٨٨۔‎ ويإشباع الحاجات تتحقق الراحة النفسية المرجوة0ونحن نعيش زمنا تحكمه المادة . ويسيره المال. خاحة القول: من خلال هذه الأقوال الاستطلاعية ننتهي إلى أن العمل للمرأة-خاصة الأيم -يعد عنصر إغراء كبير لها0والنتائج التي يأتي بها العمل على المرأة يجعلها ترضى بنفسها .فتحقيقها لرغباتها © وإشباعها لحاجاتها يحقق لها الراحة النفسية كما مر بنا.فكل هذا يدفع بها متسارعة نحو العمل دون تردد أو تراجع. هذا لا يعني أن العمل لا يخلو من المشاكل والسلبيات س من متاعب وأضرار ، وذلك ما سنتطرق إليه في مكانه من هذا البحث. ج -نسج العلاقايتك الإجتماحية ه علاقات اجتماعية لمجرد الصداقة. ©ے٤‏ علاقات اجتماعية تحت نطاق العلاقات العاطفية. إن العاطفة التي خلقها الله في الأنثى،تجعلها عنصرا اجتماعيا أكثر من الرجلء فالصداقات والأمور الأخوية أمور ضرورية للأنثى س فقليلا ما نجد أنثى منعزلة أو منطوية على نفسها،نجدها سريعة التأقلم مع الآخرين س مثلا :إذا آخر استطاعت في ظرف زمني قصير أن تنسج صداقاتانتقلت من مسكن إلى عدة مع الجيران وأهل الحي. ولما كان العمل يتوفر لأي شخص قادر فلا يحتاج إلى شهادات أو مستويات علمية .فهو متوفر لكل المستويات ‘ من ذلك استطاع كثير من النساء أن يدخلن ۔٨٨۔‎ جال العمل ليس إلا لفرض الصداقة وملء الفراغ ث كما يؤكد ذلك كثير من العاملات.تقول (نهلة). :يساعدني أيضا على التعرف على أشخاص،وتنمية تجاربي،وتحقيق طموحاتي المادية ث والعاطفية")١(.‏ ومثال آخر أيضا :كان مصنع يحيل عاملاته إلى المعاش في سن الخامسة والخمسين معطيا إياهن معاشا عائليا سخيا ء وقد وجد أن كثيرا من هؤلاء النساء المتقاعدات يقفن على أبواب المصننع كل مساء لانتظار صديقاتهن عند الخروج ه ويواصلن في الحضور عند حدوث أي أحداث اجتماعية")٢(.‏ ‏ )٣دواكع تعود إلر المجتمع: من0فهو جزء لا يتجزأالإنسان اجتماعي بطبعة لا يستطيع أن يعيش وحده وطرق حياته 3وتفكيرهوللمجتمع دور مهم في التأثير على الشخصالمجتمع ويظهر تأثير ‏ ١مجتمع على عمل المرأة من نواح منها: رؤية المجتمع للمرأة الماكثة فى البيت.ه ه نظرات المجتمع تحرك في المرأة الهمة والعزم = المشكلة ليست هنا-إنما تكمن في طريقة وكيفية هذه النظرة0إذ يرون إلى الأمور بالمنظور الحسي والميزان غير العادل س فالذي يكون له مال ويحقق مشاريع أو يمتاز بصوت رخيم ث سيعد من العظماء والشخصيات البارزة يفي حين نجد أن الكثير منهم رؤوسهم خاوية لا تحمل بين جنباتها شيئا يذكر،كذلك المرأة العاملة وغيرالعاملة ؛ نجد أن المجتمع يقدر المرأة العاملة ويطريها أكثر من ربة ‏( )١جريدة الوطن (مرجحع سابق) ‏( )٢كاميليا عبد الفتاح ،سيكولوجية للرأة العاملة (ط ‏ ، ١دار اللقافة العربية ءالقاهرة ١٩٧٩:م)‏ صد٨‏ ۔٩٨۔‎ البيت ء بينما الأم أو ربة البيت تجاهد وتكابد حتى تعطي المجتمع رجالا يرقون بالأمة نحو التطور والتحضر ‘ لا يلتفت إليها سوى مرة في العام حين تشترك مع المرأة العاملة في عيد الأم. ه هذا دافع لا يستهان به فالمرأة من طبعها حب الإطراء والمديح لذلك يعلل الكثير من النساء العاملات عملهن بإثبات الشخصية وتحقيق الذات،في حين نجد أن هذه الطموحات يمكن تحقيقها في مجال البيت .كل هذ مما يدفعها إلى العمل كي تحظى بالمنصب العالي والدرجة الاجتماعية0ويشار إليها بالبنان -طبعا ليس كل العاملات-وتغطية وسائل الإعلام لأعمالها وبروزها فى المحافل. اتجاه الشبارج نحو النساء العاعلارت: مع تازم وضعية المجتمع الإسلامي وضعف الاقتصاد ث وعسر المعيشة وكثرة البطالة .وجد كثير من الشباب تحقيق أحلامهم بالتزوج بالمرأة العاملة التي تنفق عليهم ،أو لمساعدتهم لبلوغ المستوى المعيشي الجيد { أو الانطلاق نحو تحقيق الأحلام. وهذا ما يؤكده كثير من الشباب،ويذكر بعض الباحثين أن الشياب كانوا قد أحجموا في مجابهة الحياة الزوجية ث ومطالبها ولضيق ذات اليد ت ووجدت المرأة أن عملها فيه حل لهذه المشكلة إذ بجمعها بين العمل والزواج إنما هو تمكين للشباب من الإعراض عن هذا الإحجام. .٠-۔‎٩ ‏ )٣دواقع مردها إلى الأقتكار: من أهم هذا الدوافع التقليد0كثير من النساء العاملات دافعهن إلى العمل هو التقليد لا غير تقليد الغربية ؛ لأنها-في نظرها-مقياس للتحضر والثقافة العالية والرقي ،ومن ذلك احتجاجهن بالمساواة في حين نجد أن ظروف المرأة الغربية والمرأة المسلمة مغايرة تماما كما رأينا سايقا فلا تصلح مقياسا في هذا الأمر الحساس. وكأن لسان حالهن يقول:إنا وجدنا الحضارة الغربية على أمة وإنا على آثارها وهذا تقليد دون تقليب أو تمحيص ي لأنه غالبا ما يكون تقليدا للقشور هنقتدي والمظاهر الخداعة،والجوانب السلبية .مثال ذلك أن تقول امرأة مسلة:أريد أن أثبت ذاتي في أعمال خارج البيت ،كأنها تقول إن جلوسها في البيت هو عالة على أهلها.هذا صحيح بالنسبة للغربيين،لأن قوانينهم تحتم عليهم ذلك وتحكمهم شريعة شرعها الإنسان0معروفة بالقصور الفاخش في كل الجوانب،لكن المسلمين يحتكمون إلى شريعة ربانية حكمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. إن الدوافع الحالية التي جعلت المرأة تزاول الأعمال خارج بيتها كثيرة وعديدة ومتنوعة أيضا ولكن يمكن حصرماق دوافع ضرورية وأخرى غير ضرورية. المعيشة ث وطريقة تفكير الناس،وتأثير المجتمع،والأفكار الدخيلة على المجتمع المسلم الذي يرى نفسه من زاوية الضعف والتبعية لها الدافع القوي في هذه القضية. ١۔ ‎۔‎٩ مشروعببة عمل المرأة وضوابطه حق المرأة في العمل إن العمل حق للفرد أوتيه من قبل الشرع،ورغبه فيه دون تفريق بين جنس وآخر،وحث عليه،إذ الإسلام يحترم الدمل ويعظمه ويدعو إلى توفية أجره معجلا كاملا غير منقوص،فالقرآن ،يغري بالعمل ‘ ويجعله معرضا للأنظار س محلا للنظر والحكم (:وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)()١‏ .وفي ذلك إغراء بالتجويد والإتقان8كما أن فيه تعظيما للعمل يجعله موضع النظر،والترقب والتأمل،وفي موضع آخر يحض على السعي في الأرض من أجره (فامشوا في ‏( )٢ويقول المولى عزوجل في كتابه مبينا أنه لامناكبها وكلوا من رزقه)()٢ فرق بين ذكر وأنثى في استحقاق الحقوق كل ما كسب (للرجال نصيب مما اكتسبوا :كان الجاهليون يحيفون فيه ث وخاصة بالنسبةوللنساء نصيب مما اكتسبن)()٤‏ للمرأة-إلا في حالات نادرة-فقد كانت هي في ذاتها مما يستولى عليه عند وفاة زوجها. وهو الحق الذي زاغت فيه الحضارات الغربية الحالية من جور وحرمان "،ولكن الإسلام قد منحها هذا الحق ابتداء.وبدون طلب منها..منحها هذا الحق تمشيا مع نظراته العامة إلى تكريم الإنسان جملة ي وإلى تكريم شقي النفس الواحدة س وإلى إقامة نظامه الاجتماعي كله على أساس الأسرة } وإلى حياطة جو الأسرة بالود والمحبة والضمانات لكل فرد فيها على السواء. ( )١مررة التوبة الآية٠١ ‎د ( )٢سورة لللك الأية ‎د١ ١٤٠٩ه۔١٦٨٩/م) ‎ص٩٦( )٣سيد قطب ،المدالة الاحتماعية لي الإسلام (ط ، ١٦ ‎دلر الشروق ‘بروت ! لبنان‎ ( )٤مررة النساء الآية٣٢ ‎ ‎۔٩‎ ٢۔ ومن هنا كانت المساواة في حق التملك0وحق الكسب بين الرجال والنساء من ناحية المبدأ العام")١(.‏ ومن السنة أيضا ما يؤكد ذلك المنحى الذي جاء به الإسلام (عن جابر بن عبد الله قال طلقت خالتي فارادت أن تجذ نخلها فنزجرها رجل أن تخرج فاتت النبي ا فقال:يلى فجذي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا)()٢‏ وما نجده أيضا في حديث أسماء بنت أبي بكر (السالف الذكر)،أن النبي ا لما رآها تحمل فوق رأسها النوى لم ينهها ولم يزجرها على ذلك الفعل ء إنما أراد أن يساعدها شققة على ما تلاقيه. وكذلك ما رأيناه في المبحث الثالث الذي تحدثت فيه من دور المرأة في العهد النبوي لدليل قوي على ما أقول. إذا فالإسلام أجاز العمل على الإطلاق0وحث عليه ي وألزم بذلك للعامل ضمانات تضمن له حقوقه،وتحفظها من الضياع0قال صلى الله عليه وسلم ( :أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )،إلى غيرها من الأحاديث التي تدل0وتحث على الالتزام بالحق الذي فرضه الإسلام للعامل9ومع كل هذه المراعاة و الحث والترغيب س لم يفرق بين رجل وامرأة فهما على حد السواء،فالعمل جائز للمرأة من خيث الأحقية } والفقهاء متفقون على أن للمرأة أن تزاول أعمال المعاملات مع كل الشروط والقيود التي اشترطوها. ولكن المسألة هنا ليست في إثبات الحق فالحق ثابت كما سلف بالكتاب والسنة وما اتفق عليه الفقهاء،إنما القضية وما فيها هو هل الأصل في هذا الحق الإطلاق أم التقييد بالضرورات والطوارئ؟ ‏ ) ٢سيد قطب،لي ظلال القرآن (مرحع صابق) م٢:‏ ج٥‏ ص: ‏( (٢رراه مسلم ‏ ٠وابن ماجه © وأحمد ٣۔ ‎۔‎٩ 1-الحكم الشرعي: ولا القرآن: قال المفسرون في تفسير هذه الآية الكريمةقال تعالى (:وقزن في بيوتكن))١(.‏ مايلي :يقول القطب رحمه الله " :معناه اثبتن فيها بمعنى لا تخرجن إلا للضرروةءأو مالا بد منه"()٢‏ س ويؤيد ذلك قول الإمام القرطبي حيث قال" :معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت،وإن كان الخطاب لنساء النبي ية فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى،هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن")٣(.‏ وإن كان النص صريحا في مخاطبة نساء النبي ولكن كما نعلم أن نساء النبي لا هؤلاء قد نزل فيهن قرآن حيث قال المولى عزوجل (:يا نساء النبي لستن كأحد من فقد اصطفاهن المولى عز وعلا في غير موقف وآية ى وجعلهن أيضاالنساء)()٤‏ أمهات للمؤمنين وهذه منزلة عظيمة ء اللائي لا يطمع فيهن طامع،ولا يخطر على بال مريض شيء نحوهن،أيضا لو عرفنا العهد الذي كن فيه فهو فجر الإسلام 3 عهد خير أمة أخرجت للناس،حينما كان الإسلام بما فيه من قيم يعشش في القلوب مفرخا سلوكا قليلا ما نراه بعدهم،فهم الصفوة المختارة الذين أنيط إليهم نشر الرسالة العظيمة =رسالة الإسلام -التي أبت السماوات والأرض أن يحملنها فرقا من عظمتها،وأوكل إليهم تبليغها إلى من حولهم من العالمين. ( )١سورة الأحراب | الآية٣٢ ‎ ( )٢تيم اللتسير (مر حع ساش) ‎ح‎ ١٠ص؟٢٥٢ ‎ه_١٧٩ ‎ :م١٤: ((٣ر ‎أبر عد الله الأنحاري القرطي ٠ ‎المع لأحكام التر آر.تحتبق:أر إسحافن إراحيم أطفيخ‎ ( )٤سورة الأحراب إ الآية٢٨ ‎ ‎۔٩‎ ٤۔ فمع كل هذه القيم الرفيعة فإن الإسلام حريص على توطيدها،فما بال هذه العصور التي مرضت فيها القلوب0وضعف الإيمان0وأصبح العمل عنصرا غائبا تماما في السلوك-إلا نادرا-فكل هذا فمن باب أولى أن يوجه الخطاب إلى غيرهن من النساء0فهن أحوج إلى هذه الوسائل الوقائية والمطهرة في ذات الوقت حيث قال المولى( :إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ‏()٢١تطهيرا)()١ يقول الشيخ علي يحيى معمر (رحمه الله) " :هذه أوامر الله سبحانه وتعالى لنساء النبي يلة وهن أمهات للمؤمنين لا ينظرن إلى المسلمين إلا نظرتهن إلى أبنائهم،ولا ترتفع أبصارهم إليهن إلا كما يرتفع بصر الابن المؤدب الحيي إلى أمه الوقور المحبوبة المحترمة ث ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى يأمرهن بالاستقرار في البيوت وينهاهن عن الخروج والتبرج")٣(.‏ "وليس معنى الأمر ملازمة البيوت فلا يبرحنها إطلاقا »إنما هي إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن0وهو المقر وما عداه استثناء طارئ لا يثقلن :أما الحاجة والضرورةفيه ولا يستقررن،إنما هي الحاجة ويقدرها"()٤‏ فسأذكرها لاحقا. أما الدليل الثاني :فهو ما نستخلصه من قصة سيدنا موسى،والمرأتين في أرض مدين:قال تعالى ( :ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم أمرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا ل نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ ‏٢ الأحزاب الآية‏)( ١صررة ‎.ج‎ ٢٦٢ص٥٨د-٦٢٨۔٢٨٦١( )٢ينظر :لي ظلال القرآن (مرجع سابق) م:د‎ ) (٣علي خيى معمر،الفتاة لللمة ومشاكل الحياة ز جمع وتعليق.أحمد كروم.حمر بر كر مرتش ص٦٠ ‎ ‎م٢٨٨٩ج٢ ٢القر آن (مرجع سابق) مد‎( )٤ل ظلال ‎۔٩‎ ٥۔ ‏))(١ريبك إذ هو يطلع على مشهد لا تستريح إليه النفس ذات المروءة،السليمة الفطرة .وجد الرعاة الرجال يوردون أنعامهم لتشرب من الماء ووجد هناك امرأتين . .وأدل على غرابة الموقف لسيدنا موسى (عليهتمنعان غنمهما عن ورود الماء()٦٢‏ السلام) عندما رأى هذا المشهد استنكر ذلك الموقف من الرعاة واستغرابه لتواجد. المرأتين هنا:توجيهه السؤال للمرأتين مستفهما(:ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) فذكرتا له السبب وهو كبر الأب وشيخوخته،وهذا يدل على أنه من الأحرى أن يكون هنا رجل لا امرأة.وتدخل سيدنا موسى في هذا الموقف رغم الإعياء والتعب،والعطش،والجوع،والخوف الذي كان يلف به لف السوار للمعصم (وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال ياموسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحينهه فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين)()٣‏ ‘ فخرج من مصر فارا ببدنه لا قوت ولا رفيق 4ولا دابة تطوي له الطريق،إن القصة صحيح أنها تحكي عن أمم السابقين ولكنها لا تخالف النصوص الشرعية بل تؤيدها،والله لا يقص علينا هذه القصص لمجرد التسلية ولكن للعبرة ‏(. )٤حيث يقول المولى (:نحن نقص عليك أحسن أما السنةويقول أيضا ( :فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)()٦‏القصص)()٥‏ فقد وردت أحاديث كثيرة تحث المرأة على المكوث في البيت وعدم الخروج بدون حاجة تقتضي منها ذلك. ( )١سورة القصص \ الآبة٦٢ ‎ ( )٢ل ظلال القرآن (مر حع سابق) مد ‎ج٢؟‎ ٦ص٢٦٨٦ ( )٢سورة القصص الآية٢١-٦٢٠ ‎ ( )٤ينظر :شبهات وآباطيل خصوم الإسلام (مرحع سابق) ص / ٦٠لي ظلال القرآن (مرحع سابق) مد ‎ج‎ ٢٢ص٢٦٨٦ )د ‎(٥سورة يرسف الآية٣ ‎ ر)٦‏ مررة الأعراف الآية ‏١٧٦١ ‎۔٩‎ ٦۔ ثانيآ :السنة النبوية: قال ابن مسعود:قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها اسبتشرفها الشيطان))١(.‏ عن عائشة قالت (:خرجت سودة بنت زمعة ليلا فرآها عمر فعرفها فقال :إنك والله يا سودة ما تخفين علينا ث فرجعت إلى النبي (صلى اله عليه وسلم) فذكرت ذلك له وهو في حجرتي يتعشى . ،وإن في يده لعرقا فأنزل عليه فرفع عنه وهو يقول :قد أذن النه لكن أن تخرجن لحوائجكن))٢(.‏ "قال ابن بطال:في هذا الحديث دليل على أن النساء يخرجن لكل ما أبيح لهن الخروج فيه من زيارة الآباء والأمهات وذوي المحارم0وغير ذلك مما تمس الحاجة إليه» وذلك في حكم خروجهن إلى المساجد ،وفيه خروج المرأة بغير إذن زوجها إلى المكان المعتاد للإذن العام فيه" .‏()٣ وفي الصحيحين عن عائشة أنها قالت (:كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع ‏()٥رسول الله يلة ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الفلس))٤(. وفي الصحيحين أيضا أنها قالت (:لو أدرك رسول الله%ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد،كما منعت نساء بني إسرائيل) .‏()٦ يقول الشهيد سيد قطب معلقاً على الحديث " :فماذا أحدث النساء في حياة عائشة(رضي الله عنها)؟ وماذا كان يمكن أن يحدثن حتى ترى أن رسول الله ل كان مانعهن من الصلاة؟ ماذا بالقياس إلى ما نراه الآن")٧(.‏ غرهب.:قال أبو عيسى:هذا الحديث حنرواه الترمذي ‏((١ بوا البخاري() بدر الدين أبي محمد السي .عمدة القارىء! (دار إحياء التراث بررت!۔ د.ت-۔) .ج ٦٢٠:ص.٢١٨ ‎:()٢ حد هن كله‎.يغطى الغلى :ظلمة آخر الليل/المرط :كاء من صوف/متلفعات:تترات بنوب()٤ رواه البخاري ومسلم عند البخاري بلفظ مخالف‎()٥ روا البخاري ومسلم‏()٦ ي ظلال القران (مرحع سايق) م ٥ ‎ح٦٨٢ ٦٢٦٢ ‎ص‎()٧ ‎۔٩‎ ٧۔ وقصة أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنه) لأدل على ذلك)١(.‏ من خلال استقراء الأدلة النقلية من الكتاب والسنة ء من الآيات الصريحة التي لا تقبل تأويل تبين أن الأصل في عمل المرأة التقييد بالحاجة الملحة والضرورة الماسة وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء ،وما يؤيد هذا الحكم أيضاً{ العقل : ثالثا :الأدلة العقلية: ا -المباح لايزاحهء واجبا : " إن الحكمة من مشروعية العمل تحصيل الإنسان ما يوفر له أسباب العيش من ونحو ذلك.فإذا توافر للإنسان ذلك كله كان العملطعام وشراب ولباس وسكن في حقه مباحاًله أن يعمل ليزداد كسباأ ،وله أن لا يعمل ؛ لأن عنده ما يكفي لسد متطلبات ومقتضيات معيشته. وحيث إن المرأة مكفية المؤونة ؛ لأن نفقتها على زوجها إن كانت ذات زوج وسواء كانت غنية أو فقيرة ،فإن لم تكن ذات زوج فنفقتها على أبيها ،إن لم تكن ذات مال ،فإن لم يكن لها أب فنفقتها على أخيها أو من تلزمه نفقتها0إذن فالعمل في حق المرأة مباح. لكن يجب أن لا يزاحم ما هو واجب عليها ؛ لأن فعل الواجب آكد من فعل اللباحء بل ولا يزاحم هذا المباح ما هو مندوب للمرأة.وحيث إن واجب المرأة القيام بأعمال البيت وما تتطلبه الحياة الزوجية والوفاء بحق الزوج عليها،وقيامها 4وهذه الواجبات كثيرة جدا ومتعبة }بشؤون أولا دها » وتربيتهم وخدمتهم وتحتاج إلى تفرغ المرأة لها ء ويالتالي لا يمكنها-عادة وغالبا-القيام بالعمل المباح لها خارج البيت إلا على حساب التفريط بهذه الواجبات س والتقصير في أدائها إن لم ر)١‏ بنظر للحت اثالث(:درر للرأة لي عهد الحي). ٨۔ ‎۔‎٩ نقل إهمالها ‏ ٠وحيث إن من أصول الحقوق والواجبات عدم جواز مزاحمة ما هو حق للإنسان لما هو واجب عليه،وإن حق العمل للمرأة مباح كما ذكرنا ‏ ٨فلا يجوز أن يزاحم هذا المياح واجبات المرأة في البيت")١(.‏ آ -حكمة التمايز بين الرجل والمراة كما رأينا في المبحث الأول أن الفروق جوهرية بين الذكر والأنثى مما يقف حائلا بين تغيير الأدوار ع فلا يمكن أن نضع الرجل مكان المرأة ث والمرأة مكان الرجل على الدوام ؛ لأن ذلك مخالف للفطرة والحكمة الإلهية7فكل جنس يكمل الثاني ء وهذا التكميل يكون بوضع كل جنس في مكانه الذي أوكل إليه. " -وجوب النفقة علي الرجل لما ميز الله الرجل بالشدة والقوة والتحمل،وبجسم قادر على الأتعاب ء أناط إليه أعمالا جاءت لتتلاءم مع هذه الميزة0موافقة لتكوينه النفسي والجسدي ؛ حتى يؤديها على أكمل وجه0وعلى وجه متقن. ولما كان كذلك أوجب الإسلام عليه تحمل تبعة المال والإنفاق0وجعله القائد للركب الاسري حتى لا يختل توازن الأسرة،وبه يختل توازن المجتمع،فهو المكلف بدفع المهر عند الزواج0وبعد ذلك هو مكلف بدفع النفقات على الأولاد والزوجة غ وعليه أيضا نفقات والديه إن لم يكن لهما رزق أو من يعولهم غيره .أما الأنشى فهي معفاة ،مكفية النفقة في كل الحالات سواء كانت بنتا،أو أما،أو زوجة بل هي واجبة لها ممن يعولها۔ ( )١د -عبد الكرم زيدان } للفصل في أحكام للرأة ر(ط ، ١موسة الرسالة ئ بيروت ا لبنان) ١٣ ‎م-٢٩٩١ه:٤ ‎٤١ج٦٦٢0 ‎ص‎ ‎۔٩‎ ٩۔ فرض النفقة على أبيها وهي بنت ؛ وفرض المهر على الزوج وهي عروس ؤ والنفقات وهي زوج في ظلال الزوجية القائمة.وفرض النفقة لها وهي أم.حتى لو كانت عمة أو خالة أو قريبة في بعض الظروف المقتضية ذلك. قال تعالى ( :الرجال قوامون على النساء بما فضل النه بعضهم على بعض ويما أنفقوا من أموالهم))١(.‏ لكي يكتسبوا هذه القوامة فضل الله بعضهم على بعض،وأوجب النفقة على الرجل كما بين ذلك المولى في الآية. ويقول في وجوب الإنفاق على الزوجية (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى ويقول المولى في وجوب النفقة على الأبناء ءيضعن حملهن)()٢‏ والزوجات (:وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن)()٣‏ والأحاديث أيضا تعضد ذلك : قال رسول الله صلى النه عليه وسلم في حجة الوداع ( :فاتقوا النه في النساء 3 فإنكم أخذتموهن بكلمة الله س واستحللتم فروجهن بكلمة اله ى ولكم عليهن ألا يطئن فرشكم أحدا تكرهونه9فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح،ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف)()٤‏ وعن عائشة (رضي الله عنها) (إن هنداً بنت عتبة قالت :يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني وولدي إلا ما أخذت منه قال:خذي ما يكفيك "قال ابن قدامة :اتفق أهل العلم على وجوب نققاتوولدك بالمعروف)()٥‏ ( )١سررة الاء الآبذ٢٤ ‎ ( )٦٢نورة الطلاف ا الآية٧ ‎ ( )٣مررة البقرة.الآبغة٢٣٢ ‎ ‏ ٨وأحمد ‏( (٤رواه ملم ‏ ٠وأبر دارد.رابن ماجه رد) رواه البحاري ومسلم . -.۔‎١ الزوجات على أزواجهن إذا كانوا بالغين إلا الناشز منهن.قال :وفيه ضرب من العبرة ؛ وهو أن المرأة محبوسة على الزوج يمنعها من التصرف والاكتساب،فلا بد من أن ينفق عليها")١(.‏ والحكمة من وجوب النفقة في حق الزوج تؤكد ذلك .يقول السيد سابق في الحكمة ما يلي " :إنما أوجب الشارع النفقة على الزوج لزوجته ؛ لأن الزوج بمقتضى عقد الزواج الصحيح تصبح مقصورة على زوجها ،ومحبوسة لحقه لاستدامة الاستمتاع بها0ويجب عليهاطاعته ء والقرار في بيته0وتدبير منزله وحضانة الأطفال وتربية الأولاد ء وعليه نظير ذلك أن يقوم بكفايتها والإنفاق عليها ء ما دامت الزوجية بينهما قائمة س ولم يوجد نشوز أو سبب يمنع من النفقة عملا بالأصل العام كل من احتبس لحق غيره،ومنفعته فنفقته على من احتبس لأجله"()٢‏ ويقول القطب أطفيش (رحمه الله ) في هذا السياق:وتلي باستحباب أمر بيته كله،ولا سيما أمر أكله كطبخ وخبز وفراش ء فإنه يستحب أن تلي عيشه وفراشه بنفسها مثل أن تجني له الثمار ،وتطحن له3وتخبز0وتطيب له كل ما يعمل بالنار وتطحنه وتصنعه0وإن كانت له مائة خادم":ومقابل ذلك قال" ولزمه ألا يجيعها،أو يظمئها ؛ يعطشها أو يعريها (أي بدون كسوة) أو يشعهثا (مغبرة الرأس)" مقاصد الترع: "إن مزية الإسلام الكبرى أنه نظام واقعي،يراعي الفطرة البشرية دائما،ولا يصادمها أو يحيد بها عن طبيعتها0وهو يدعو الناس لتهذيب طبائعهم والارتفاع بها لبنان)٩ ‎ج ٩٢٢٢ه‎ ( )١ادن قدامة للندسي إ المغين (دار الكتب العلمية0بمروت ( )٦٢سيد سابقا فقه االسنة (ط \٣دار الفكر،لبنان١٤٠١: ‎ه۔١٩٨١م)ج‎ ٦٢:ص١٤٨: ‎۔١‎ ٠ ١۔ ويصل في ذلك إلى نماذج تقرب من الخيالات والأحلام،ولكنه في تهذيبه لا يدعو لتغيير الطبائع،ولا يضع فى حسابه أن هذا التغيير ممكن أو مفيد لحياة البشرية حتى إذا أمكن ! وإنما يؤمن بأن أفضل فها تستطيع البشرية أن تصل إليه من الخير س هو ما يجيء متمشيا مع الفطرة بعد تهذيبها.والارتفاع بها من مستوى الضرورة إلى مستوى التطوع النبيل. وهو يسير في مسألة الرجل والمرأة على طريقته الواقعية المدركة لفطرة البشر 3 فيسوي بينهما حيث تكون التسوية هي منطق الفطرة الصحيحة0ويفرق بينهما حيث تكون التفرقة هي منطق الفطرة الصحيح")١(.‏ فلو خالفنا منطق هذه الفطرة ث وعدلنا عن هذا الاختلاف لانقض البنيان الإلهي الذي رسمه واضحا جليا لسعادة البشرية س ولحدثت أشياء لا طائل للإنسان بها ولا مخرج منها سوى العودة إلى نقطة الصفر. ونتائج ذلك التحويل للفطرة يزداد يوما فيوما وهو ما نراه في الدول التي انتهجت ذلك المنهج فالأرقام رهيبة جدا ي والمخازي كثيرة لاحصر لها،تزداد بمرور الأيام،محاولين بكل ما أوتوا من العلم والتكنولوجيا والآلات،والمعدات الضخمة3ولكن لا جدوى من ذلك،إذ نرى أهم الدعائم للمجتمع تزداد انشقاقا وتفككا وهي أصلا ليست سليمة حتى تحتاج إلى انشقاق فهي تكاد تنعدم حتى عد الزواج عندهم من الحالات الغريبة أو الطارئة ى كماهو حادث في هولندا(!) ء وإذا قام فإنه لا يدوم طويلا ففي مرات ليست بالقليلة لا يتراوح عمر الزواج سوى عدة أشهر معدودة()٣‏ وما يترتب على هذا الطلاق من ‏( )١شبهات حول الإسلام (مر حع سابق) ص١٠٧‏ به هرلدية مسلمة ي لقاء تلفزيري بتكلم عن للسنمين غير العرب ل قناة الردان ‏( )٢رهر ما صرحت ١٤١٢٣:ه۔‎ / ١٦٩٢ص٩ ٤ للرسري؛ اإمسلام والحضارة الغرمية.تر :عحمد هادي اليرسفي (دار الأمر .بررت لبنا‎ج=ت ) (٣بنظر:اليد ‎۔١‎ . ٢۔ مشاكل عديدة0أطفال مشردون دون آباء0يعانون من عقد نفسية تؤثر سلبا على المجتمع كله،إن القائمة طويلة ء وكل هذا لا يخفى على مطلع ءفامحاكم تعج بالقضايا المختلفة0والمستشفيات مليئة بالمرضى النفسيين والمرضى العضويين ‏٥ والسجون مكتظة بالمساجين،إلى غيرها من الأمور التي لا يتسع لها المقام. الجدوي الأقتصادية: إن الكثير من الذين يتحمسون لعمل المرأة يتحججون في غالب الأحيان بالناحية الاقتصادية.قائلين إن المرأة نصف المجتمع فكيف نقوم بشل هذا النصف الذي لا يقل أهمية عن الرجل؟،تقول اليابانية (سوئ أوورا) التي صار اسمها(مريم التي ولدت في عالم وثني وعاشت فيه سنوات طفولتها وشيابها 3نوسي)()١‏ عن عمل المرأة "عمل المرأة خارج البيت فيما يضاد فطرتها ضد طبيعتها ث وليس له فاعلية على أي مستوى "تعلل ذلك قائلة ":لأن دور المرأة الأساسي في الحياة هو تربية الأولاد..ويقاء المرأة في البيت يحقق عائدا اقتصاديا ؛ لأنها ستحقق السعادة لزوجها وأولادها ث وستحسن تربيتهم،ولهذا عائد كبير على المدى الطويل ، فالطفل الذي لا يتشرب الحنان0والرعاية يضر بالمجتمع بعد ذلك ‘ ولا يكون له نفع عندما يصبح رجلا..والمرأة أساس الاستقرار الأسري،وإذا حملت نفسها ما لا تحتمل،وغيرت من طبيعتها فذلك سيؤثر على المستوى الاقتصادي . والاجتماعي س وقد تؤدي إلى بطالة بين الرجال0وأحيانا يكون تقييمها في العمل على أساس أنثوي،وليس على أساس قدرتها الانتاجية7وفي هذا خسارة لها . وللمال العام ‏)٢(.. ‏( )١أدية يابانية .اعتنقت الإسلام معد رحلة إيمانية دامت عشر سنرات ‏( )٢المحلة العربية.حرار د :ليلى بيرمي ‘ :ع٢٤٦٢‏ (ربيع الأول ١٤١٨:ه‏-‏ ١٦٩٦٧م) ٣۔ . ‎۔‎١ مصلحة المراة: إنه ليس من العدل أن نحمل الضعيف أكثر من القوي المتحمل،إنه لمن الإجحاف أن تحمل المرأة عملين أو واجبين ن مع العلم أن الواجب الأول (الأمومة ،والزوجية) من أعقد المهام ء وهي من الصعوية بمكان،ثم نزيد عليها واجبا ثانيا لم تخلق له أصلا وهو العمل خارج البيت-في غير ما يتعلق بفطرتها . - فلا يمكن أن يعطي الضعيف عملا مضاعفا.ومخالفا لطبيعته التكوينية والمهيأ لأجله ونعطي القوي عملا واحد وهو الذي أمر به "فبعد الفرض عليها أن تتحمل كل تلك المصائب التي تتجسمها الفطرة (من حمل وإرضاع وحيض س ونفاس وتربية)..تخرج من البيت كالرجال لتعاني مشقة الكسب،وتكون معهم على قدم المساواة في القيام بالأعمال السياسية،والقضاء والصناعات ‘ والمهن،والتجارة } والزراعة،وإقامة الأمن،والدفاع عن حوزة الوطن)١(.‏ قال تعالى بعد أن أورد أمر القرار للمرأة في بيتها منبها إلى فائدة تلك الأوامر( :إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)()٢‏ فاه عزوجل لا يفرق بين فئة وفئة فإذا كان الأمر مذكورا في فئة معينة (نساء النبي) فالمعنى أن ذلك شامل لجميع الجنس (النساء) س رغم أن الثه تعالى يخاطب نساء النبي خاصة0ولكن الخطاب موجه أيضا إلى غيرهن من النساء إذ هن أحوج إلى هذه النصائح والأوامر من أمهات المؤمنين. الله تبارك وتعالى جعل هذه الأمور الضرورية لتستقيم حياة المرأة ث وبه حياة الأسرة والمجتمع0فتظفر برضاء ريها في الدنيا والآخرة. ‏( )١للرردي (مر حع سابق) ص١٩١٠‏ (بتعرف) ( )٦سورة الأحراب الأية٣٢ ‎ ‎۔-١‎ ٠ ٤۔ قجاريج العاهلامت: إن مما ترتب على عمل المرأة كثير من الأمور،وهذا ما نعيشه في واقعنا ء سواء في العالم الإسلامي،أو في العالم الغربي،وما نجده عند الغرب أشد تنكيلا ؛ لأن القضية متوغلة مع جذور التاريخ0ولها عمر طويل ي وكذلك للحرية الواسعة المفهوم دور فعال وعميق في هذه المسألة9فالأرقام التي تصدر كل عام عما يحدث في الغرب من قضايا اجتماعية مما يهول،ويندى له الجبين8وما يصدر كل عام من الإحصاءات ‏( )١لهو الدليل القوي الذي تجسد فيه معاناة المرأة (العاملة) ؛ لأن المرأة في الغرب نادرا أن نجدها قعيدة البيت8وذلك من جراء ما تطالب به من حقوق وحريات،ومن جراء انغماسها في التيار المادي المحض الخالي تماما من أدنى خلق أو قيم مرعية. وما نعزز به قولنا هو تجارب النساء العربيات ‘ فبعضهن ممن وصلن إلى مستوى تعليمي مرموق يردن،ويتمنين العودة إلى البيوت. تقول الدكتورة زكية أستاذة الصيدلة في قطر :أنا شخصيا لو أتيحت لي فرصة ترك العمل يكون أفضل أنا أحس أن العمل يرهق المرأة7ويالإضافة إلى ذلك فإن الدراسة أخذت أيضا جزءا كبيرا من حياتنا س وأرهقتنا.كما أن العمل يرهقنا الآن : فأعتقد أن منكان المرأة الأفضل أو أن وضعها الطبيعي فعلا هو مثل ما يرددون،أي في المنزل،يعني أن هذا الشيء ابتدأت ألاحظه أو أحسه من خلال كل الأشخاص أو القصص التي (أراها )،في الواقع أصبحت فعلا أقتنع بهذا الشيء3وأحيانا كثيرة أكتب هذا الشيء وأدعو له،يعني فعلا أن المرأة عندما تكون في المنزل ويكون هدفها تربية الأولاد والأسرة هي أيضا تقوم بعمل مهم0وعمل يتطلب تركيزا } ‏( )١ينظر :المحلق في آخر البحث ٥۔ . ‎۔‎١ ويتطلب دقة س وهو أيضا عمل متنوع وليست فيه مثلما يرددون أنه ملل،وأن هناك فراغا ‏ ٧بالعكس تستطيع المرأة أن تخلق من خلال هذا العمل أيضا آفاقا أخرى")١(.‏ ولا يسعني إلا أن أقول ما قاله تعالى ( :إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل ٤فكما‏ أسلفت سابقا بأن الآية وإن جاء النص فيهاالبيت ويطهركم تطهيرا)()٢‏ صريحا لنساء النبي (صلى الله عليه وسلم) فإنه شامل لجميع النساء دون استثناء. ومما سيقوي الحجة أو يضعفها عندما نستعرض الإيجابيات والسلبيات في عمل المرأة ،وذلك في الفصل القادم،فتبين الحقائق،من الواقع،والتجريب. بعد سرد النصوص النقلية والعقلية تبين أن الأصلح والأحسن للمرأة أن تلزم بيتها ما دام لم تدعها الضرورة لذلك .فالعمل للمرأة محظور ما لم تقتض الضرورة والحاجة لذلك،فما هي هذه الضرورة؟. قبل الدخول في تفاصيل هذه الضرورة ومقدارها علينا أن نعلم أن الضرورة في المصطلح الإسلامي يجب أن تقدر بقدرها.وذلك كما جاء في القواعد الفقهية أن الضرورة تقدر بقدرها؛ يعني أنه إذا زالت الضرورة زال ذلك الحكم المباح في حال الضرورة ،فيعود الحكم إلى الأصل وهو الحظر س وعلى المرأة أن تسارع في رفع هذه الضرورة حتى تعود لمكانها الأصلي،والذي هو أسلم لها من أي مكان آخر. ودليله ما نجده في قصة أسماء بنت أبي بكر (رضي اله عنه) وهو ما نجده أيضا في قصة سيدنا موسى مع المرأتين.يقول الشيخ الشعراوي في هذا الصدد" إن المرأة من كرامتها أن تنتهي هذه المهمة .لم يجعل الله إنهاء القصة على يد رجل‘ لا على يد موسى ،ولا على يد شعيب والد المرأتين،وإنما جاء بها عن طريق المرأتين س فكأن ( )١للشامد.عمل للرأة.خيار أم ضرورة تختمها الظروف الاحتماعية.حرى الطامي‎ . ‎ع:د ٩-٢ ،٦سبتمير٩٩١. ‎د ( )٢سورة الأحزاب الآية٣٢ ‎ ‎۔-١٠٦۔ المرأة الكريمة على نفسها،الحريصة على وضعها العرفي ى ووضعها الأدبي { في أي مجتمع س أن تحاول جاهدة أن تخرج من الضرورة حين تجد أول بصيص من أمل يخرجها من الضرورة .ث ونلحظ ذلك في اللقطة الموجودة في الآية س في قول الحق سبحانه وتعالى ( :قالت إحداهما يا أبت استأجره) لو أن المرأة حلا لها أن تخرج من مكانها الطبيعي إلى الخارج،لما نبهت أباها إلى أن يستأجر الرجل8ويحميها من الضرورة التي أخرجتها. إذن فالمرأة الواعية هي التي تعشق الستر،وتعشق الاحتجاب ؛ لأن ذلك هو كرامة المرأة..إذن فالمرأة حين قالت لأبيها (يا أبت استأجره) لم تقل هذا إلا أنه يخرجها من الضرورة التي اضطرت إليها على مضض")١(.‏ الضرورة والحاجة :من بين القواعد الشرعية الثابتة:الضرورات تبيح الحضورات. "إن الإسلام لم يقف جامدا عند وجود الضرورة التي تلجئ المرأة إلى الخروج لتعمل خارج بيتها فحددها في القصة التي سلفت في قوله تعالى(:وأبونا شيخ كبير)ء وهي قضية ناضجة في أذهان النساء في ذلك العصر ‘ وليست ارتجالية ‏( )٢فالدين الإسلامي مما يمتاز به هو الشمولية7فهو شامل لكل زمان ومكان ولكل حالة ولكل ظرف أيا كان حتى لا يعنت البشر أمام الطوارئ أوجد الحلول ث ورفع المشقة ى وما هو موجود في الشريعة أكبر من هذا ث حيث أجاز للمضطر أكل الميتة0أو أكل لحم الخنزير9فالدين يتماشى مع واقع البشر مما يحقق واباطيل أعداء الإسلام (مرحع سابق)-١٦ ‎۔٠٦ص( )١شبهات ص٦٠ ‎( )٢للرحع السابق -‎۔١‎ . ٧۔ لهم مصالحهم ويرفع عنهم العنت0وهذه المصالح لا يعرفها سوى خالق البشر سبحانه وتعالى ( :يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر))١(.‏ "وكون القرآن يعطينا الحكم منذ عهد موسى ؛ لأنه العالم بعلمه المحيط ص ويعلم أن أصحاب موسى هم الذين سيصنعون للمرأة حدود الانطلاق عندهم س ليكون ذلك أسوة لحدود الانطلاق عند غيرهم.فجاء بها عن موسى لأننا حين نرى ما يفد إلينا من صناعات اليهود0وادعائهم تجميد المرأة في نظام الإسلام،نقول لهم :نبيكم هو الذي سقى لهما(للمرأتين كما سبق في القصة)0ومعنى (سقى لهما) أن هذه كانت مهمته"()٢‏ يقول الإمام الفخر الرازي في صدد تفسير الآيات السابقة " :فإن قيل كيف ساغ لنبي الله شعيب أن يرضى لابنتيه بسقي الماشية؟.إنا لكن لا مفسدة فيه لأن الدين لا يأباه هوإن سلمنا أنه كان شعيبا(عليه السلام) وأما المروءة فالناس فيها مختلفون،وأحوال أهل البادية غير أحوال أهل الحضر \ ،لا سيما إذا كانت الحالة حالة ضرورة")٣(.‏ والدليل الثاني في جواز خروج المرأة للعمل عند الضرورة حديث أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنه) (عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح0وغير فرسه فكنت أعلف فرسه‘ وأستقي الماء7وأخرز غريه س وأعجن ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار ث وكن نسوة صدق،وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي0وهي مني على ثلثي فرسخ س فجئت يوما والنوى على رأسي،فلقيت رسول الله صلى الله ‏( )١مررة البقرة الآية د١٨‏ ٦ ٠ هم‎ ( (٢للرحع السابق حينذاك. ‎ بشعيب لأن شعيبا قد مات ) (٣لأنه قد وقع حلاف15شخصية ذلك الشبخ الكمر ل آيات التععر6ريرحح الفحر أنه لي ‎۔١‎ ٠ ٨۔ عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار0فدعاني ثم قال :أخ أخ ليحملني خلفه 3 فاستحييت أن أسير مع الرجال،وذكرت الزبير وغيرته.وكان أغير الناس ‘ فعرف رسول الثه يل أني قد استحييت‘ فمضى،فجئت الزبير فقلت:لقيني رسول الله ا وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه،فأاناخ لأركب فاستحييت منه ه وعرفت غيرتك ‘ فقال :والله لجملك النوى كان أشد علي من ركويك معه ، قالت :حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني)()١‏ قال العيني في شرح الحديث " :وأما وجه صبرها على ذلك0وسكوت زوجها وأبيها على ذلك فلكونهما مشغولين بالجهاد دون غيره وكانا لا يتفرغان للقيام بأمور البيت لضيق ما بأيديهما عن استخدام من يقوم بذلك")٢(.‏ قال العسقلاني عند استنباط الأحكام من الحديث " :والذي يظهر أن هذه الواقعة س وأمثالها كانت في حالة ضرورة كما تقدم0فلا يطرد الحكم في غيرها من لم يكن في مثل حالهم")٣(.‏ ومما يؤكد أن أسماء كانت مضطرة هو فرحها عندما بعث أبوها أبو بكر (رضي الله عنه) بالخادم فقالت ( :فكأنما أعتقني). فالضرورة مجيزة للعمل وممكن تقسيمها إلى قسمين هما : ©ه٤‏ ضرورة شخصية. عا مة. ‎صرورة٥ ‏ ٠ومسلم ‏ ٠وأحمد مم اختلادف ( بعض الألفاظ ‏( )١رواه البحاري ‏( )٢بدر الدين العين(رمرحع سابق) ج١٠‏.ص٢٠٧‏ ‏( )٢البخاري.شرح المسقلان (٧٧٢اه۔٢د٨ه)‏ (دار للعرفة " بررت،لنان) ج٩‏ ص٣٢٧٢‏ -‎۔ ٠ ٩۔‎١- أعني بذلك أن هناك ظروفا تضطر المرأة للعمل خارج البيت،منها ما يتعلق بشخصها أو ما يتعلق بمن حولها من أسرتها.كما في مبحث سابق ؛ حيث خرجت أسماء للعمل في أرض زوجها وهي تبعد عن منزلها مسافة لأن الزبير كان مشغولا بالجهاد ونصرة الدين وفى قصة سيدنا موسى أيضا0حيث خرجت المرأتان لعدم استطاعة أبيهما على السقي لأنه شيخ كبير وعدم وجود رجل غيره ينوب عنه في عمله،مثاله: ‏ ١الحاجة الملحة للعمل لوجود فقر ن وعدم كفاية المال لسد رمق العيش ‘ مما يجعلهم يسألون الناس إلجافا. ‏ -٢عدم وجود عائل يعول من في البيت سوى المرأة ث لصغر الأولاد س ووفاة الزوج ث وعدم وجود الوالد أو من يقوم مقامه. ‏ -٣عمل المرأة لسد دين عن زوجها،أو مساعدته في سداد ذلك الدين » حتى لا يلقى عنتأ0ومشقة على ما يترتب عليه سداد الدين ؛ كسجن أو حجر على أمواله مثلا. ‏ -٤وجود العائل ولكن مع عدم قدرته على العمل لسبب دائم أو مؤقت ؛ كإصابته بعاهة مستديمة مقعدة عن العمل8أو لظرف مؤقت لمرض مؤقت ،أو لدخوله السجن مثلا،أو لسفر بعيد،إلى غيرها من الظروف)١(.‏ هناك نقطة يجب ذكرها،بالنسبة للمستوى المعيشي س فلا يمكن أن نقول مثلا "إنها تخرج لزيادة الدخل من أجل حياة أفضل،فليس من المفروض ف الإنسان الذي يخضع لقيم سماوية،أن يفرض مستوى الحياة أو لا ثم بعد ذلك يحمل ‏( )١بظر:حمد مترل الشعرواي ى أنت تال والإسلام نجيب (دار لللم) ج ‏ ٢‏_٨-٩ص اللودودي (مرجع مابق) ص٢٢٣-٢٣١‏/د :يوسف القرضاري ! قضف معاصرة .رط١‏.دلر الضياء .عمان.الأردن ١٤٠٧:ه‏ ١٦٩٨٧-م)ص٧٢٤۔-د٥د٧‏ إسلامية ١ ٠-۔‎١ الدخل على هذا المستوى .بل الصحيح هو العكس ؛ وهو أن يحدد مستوى حياته على قدر دخله،فالملستوى المعيشي لا يحدد إلا على أساس الدخل،والذي يتعب الناس أنهم يحددون مستوى الحياة أولا ‏ ٧ثم إذا لم يكف الدخل يبدءون في عمل الأشياء الأخرى،فقد ينحرفون،أو يرتشون")١(.‏ وكثير من الناس لا يفرقون بين ضرورة الحياة ى وترف الحياة ؛ "ضرورة الحياة هي القوت الضروري..ولكن ترف الحياة أن يقول الإنسان:لا أقدر أن أتزوج .. إلى غيرها من وسائل الراحة،والترفلا أقدر أن أجد مسكنا من أربع غرف إنهم يريدون أن يبدأوا حياتهم بما لم تنته به خياة آبائهم لا..الذي يريد أن يرفه حياته لا بد أن يرفع مستوى حركة الحياة.قبل أن تحدد مستوى حياتك لا بد أن تحدد مستوى عملك..إذا لم يكفك دخلك فحاول أن تنمي حركتك في الحياة ليزداد دخلك")٢(.‏ هذا بالنسبة لحاجة المرأة الشخصية أو العائلية س أما بالنسبة للحاجة العامة } للمجتمع وا لأمة : قانيا:الضرورة العاهة: يقصد بها :الضرورات التي هي من خارج محيط الأسرة:وهي كما يلي : حاجة المجتمع إليها كتوظيفها في مراكز لا يصلح لها سوى النساء : ‏ -١كتعليم البنات أو الأطفال ؛ لأنها أصلح وأنسب لبنات جنسها ولمنع الاختلاط،وتكون بالنسبة للأطفال أحن عليهم من الرجل،حتى لا يحسوا بالبعد من بيتهم. ‏( )١أنت تسأل والإسلام نجيب (مر حع سابق) ‏٥ ص٢ ج٤‏‏( ()٢للرحع الابق -‎۔١١١۔ ‏ -٢كتطبيبهن؛ لأنه لا يجوز في الإسلام الكشف على المرأة إلا من المرأة ؛ وذلك منعا للخلوة وكشف العورات س والاختلاط بالرجال الأجانب. ‏ -٢أو تمريضهن،وفي بعض المرات يتعين عليها إذا لم يوجد غيرها،أو لم يكف العدد لسد العجز المترتب على ذلك النقص إلى غيرها من الأمور الملوجبة للعمل ‘ فهي تتغير حسب الزمان والمكان)١(.‏ ومع كل هذه الظروف والضرورات فإن الإسلام لم يترك الحبل على الغارب ء فقد وضع ضمانات وضوابط وهذه الضمانات منضبطة لا تتحول أو تزول مع هذه الضرورات فيجب مراعاتها0فالضرورة تقدر بقدرها.ولا ضرر ولا ضرار س إذ هذه قواعد ثابتة في الإسلام. أقول إنه حتى وإن وجدت بعض هذه الضرورات فإن لا يستلزم لأجل العمل الخروج من البيت؛ فكثير من الأعمال ممكن مزاولتها داخل البيت8وخاصة مع توفر آلات عديدة تسهل من هذه المهمة كثيرا.فآلات الخياطة والتطريز والحياكة إلى غيرها0كلها تساعد على جمع المال،والخروج من الحاجة بدون المعاناة التي تستوجبها عند خروجها من البيت ‏ ٤فتتكبد مشاقا كالتي يتكبدها الرجل تماما 3 وممكن لها أن تصصدم بمشاكل تجرح كرامتها0ولقد تجني الكثير ث ففي بعض الاجيان يفوق دخلها عن دخل العاملة خارج بيتها.وهذا ما حصل مع نساء دخلن التجربة7ونجحن فيها بكل تفوق وكل هذا أسلم لها3ولأولادها0وأسرتها . وزوجها3وللمجتمع أيضا. (ر)١‏ رهذه الأماكن اللات مما فال به النبخ أحمد الخليني (حفظه الله)،وأفق به.ينظر بجمر ع فتارى الشيخ أحمد الخليلي( خطرط). -‎۔ ١ ٢۔‎١ الضوابط والشروط: » أن لا تكون الوظيفة معطلة لعملها الذي خلقت له،أو تكون على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها ؛ كواجبها نحو زوجها ‘ وأولادها ، وهو واجبها الأول وعملها الأساسي ،قال تعالى( :يايها الذين آمنوا قوا ٤فالأم‏ والأب هماأنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)()١‏ الملسؤولان أمام الله تعالى عن هذه الوديعة التي أودعها المولى عندهما. يقول الشهيد سيد قطب في تفسير الآية" :إن المؤمن مكلف هداية أهله 3 وإصلاح بيته.كما هو مكلف هداية نفسه0وإصلاح قلبه. إن الإسلام دين أسرة..ومن ثم يقرر تبعة المؤمن في أسرته0وواجبه في بيته.والبيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة0وهو الخلية التي يتألف منها . ومن الخلايا الأخرى ذلك الجسم الحي.المجتمع الإسلامي. إن البيت الواحد قلعة من قلاع العقيدة0ولا بد أن تكون القلعة متماسكة،من داخلها حصينة في ذاتها:كل فرد يقف على ثغرة لا ينفذ إليها .. وواجبه أن يؤمن هذه القلعة من داخلها.ولا بد من الأم المسلمة9فالأب المسلم وحده لا يكفي لتأمين القلعة لا بد من أم وأب ليقوما كذلك على الأبناء والبنات. فعيثا يحاول أن ينشئ المجتمع الإسلامي بمجموعة من الرجال،لا بد من النساء في هذا المجتمع فهن الحارسات على النشء..وهو بذور المستقبل وثماره 3 ويتعين على الآباء أن يعلموا أن الخلايا الحية لهذا البمث وديعة في أيديهم.وأن ( )١سررة التحر الآية٦١ ‎ -‎۔١‎ ١ ٣۔ عليهم أن يتجهوا إليهن بالدعوة والتربية والإعداد قبل أي أحد آخر،وأن يستجيبوا لله وهو يدعوهم (يايها الذين آمنو قو أنفسكم وأهليكم نارا))١(.‏ ومع حقيقها لدورها الأمومي الرفيع المفعم بالقداسة والعطف والحنان ‏٠ تحاول أن تجتهد لتحقيق الواجب الثاني المتمثل في الزوجية س فبذلك تتجسد حكمة المولى في الزواج وخلق الزوجة0والذي نجده وضيئا في الآية حين قال ( :ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم .لقد رتب الله عزوجلمودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)()٢‏ خلق الزوجة مع أعظم الآيات التي خلقها3فقرنها بخلق السماوات والارض ب والإحياء والموت ي واختلاف الألسن،فجعلها آية للناس تدل على عظمة الخالق،وتتجسد هذه الآية " في تلك الصلة ؛ حيث السكن للنفس والعصب والراحة للجسم والقلب ‘ والإستقرار للحياة والعيش،والأنس للأرواح والضمائر،والاطمئنان للرجل والمرأة على السواء3والتعبير القرآني الرقيق يصور الخلاقة تصويرا موحيا س وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس (:لتسكنوا إليها)( .وجعل بينكم مودة ورحمة))٣(.‏ ه أن يكون عملها مشروعا ؛ سواء نوعية ذلك العمل أو ما يحيط بذلك العمل ؛ فال يجوز أن تعمل عملا يوجب لها الاختلاط س وأدلة ذلك كثيرة في السنة ى عن ابن عباس (رضي الله عنه) أنه سمع النبييلفل يقول (:لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ،ولا تسافر المرأة إلا مع ذي ( )١ي ظلال القر آد (مرحع سابق٦ ) ‎م١٦ ‎ج٩١٦٢-٠٦٦٢ ‎ص‎ ( )٦سورة الروم الآية٢١٢ ‎ م٢٧٦٣( )٣للرحع السابق‎ -١‎ ١ ٤-۔ ‏))(١مرحم وقال (صلى الله عليه وسلم) (:لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)()٢‏ س وعن عتبة بن عامر (رضي الله عنه) أن رسول الئه (صلى الله عليه وسلم) قال( :إياكم والدخول على النساء & فقال رجل من الأنصار،أفرأيت الحمو؟ قال :الحمو الموت)٣().‏ ولا يجوز أيضا التبرج،قال تعالى (:ولا تبرجن تبرج الجاهلية .وعدم الخلوة بالأجنبي أو يكون العمل فيه استغلال لأنوثتها }الأولى)()٤‏ كعارضة أزياء3أو عاملة دعاية،أو يستغل جمالها لتملأ به صفحات المجلات،أو تكون وسيلة لجلب الزيائن ،عن رافع بن رفاعة قال(:نهانا صلى الله عليه وسلم عن كسب الإماء إلا ما عملت بيدها0وقال هكذا بأصابعه نحو س عن أبي هريرة قال(:نهى رسول الله صلى اللهالخبز والغزل والنقش)()٥‏ عليه وسلم عن كسب الإماء)،ذكر ابن الأثير الجزري في الجامع،في شرح غريب الحديث " :قد جاء في حديث أبي هريرة هكذا النهي مطلقا:وجاء في حديث رافع مقيدا (:إلا ما عملت بيدها) ى ووجه حديث أبي هريرة أنه كان لأهل مكة والمدينة إماء ت عليهن ضرائب يخدمن الناس \ ،ويأخذن أجرهن من الضرائب،ومن تكون ميتذلة خارجة داخلةهانيهن ملواليعين مويع وعليها ضريبة وقرار لمولاها فلا يؤمن أن تبدو منها زلة0إما لاستزادة في المعاش،وتحصيل ضريبة0وإما لشهوة تغلب ولغير ذلك ‘ والمعصوم قليل 3 ‏( )١رواه البخاري ومسلم ‏( )٢رواه الترمذي واحمد ‏( )٢رواه الترمذي /الحمو:قيل أنه الأخ،عند البخاري:الحمر هم أقارب الزوج5غير آبانه،وأبنائه. ‏( )٤سورة الأحزاب الآية ‏٣٢ )( رواه أبو داود ‎۔‎١١٥۔ فنهى النبي (صلى اله عليه وسلم) عن كسبهن تنزها عنه3هذا إذا كان للأمة وجه معلوم تكسب منه9فكيف إذا لم يكن لها جهة معلومة")١(.‏ ه عليها أن تلتزم بأدب الإسلام إذا خرجت من بيتها :في زيها،عليها الالتزام بالستر وعدم التبرج،قال تعالى(:ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وعدم المبالغة في التزين مما يثير الأنطار ؛ كليس الذهب والخلاخل ووضع الطيب الذي يثير الحواس. عن عائشة قالت :بينما رسول اله جالس في المسجد،إذ دخلت امرأة من مزينة ترفل في زينة لها في المسجد،فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ( :يأيها الناس انهوا نساءكم عن لبس الزينة ث والتبختر في المسجد ‘ فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة.والتبختر في الملساجد))٢(.‏ تلتزم الادب في مشيتها وحركاتها0عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال :قال رسول الله ( :%صنفان من أهل النار لم أرهما:قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس8ونساء كاسيات عاريات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها0وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)()٣‏ .قال تعالى (:فجاءته إحداهما تمشي على مشية الفتاة الطاهرة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال علىاستحياء)()٤‏ استحياء في غير تبذل ولا تبرج ولا إغواء")٥(.‏ ( )١ابن الأثير الجزري إحامع الأصول (ط ، ٢دار الفكر ٤ ‎بيررت) . ‎م٢٨٩١۔ه٠١ ‎٢٠٤١ج٨٨٥ ‎۔٧٨٥ص‎ ( )٦رواه ابن ماحه‎ البحت :حمال طريلة الأعناق‏( )٢رواه مسلم \ وأحمد ( )٤مررة القصص الآبة٢ ‎د رد) لي ظلال القرآن (مرحع سابق) مد ج٢٦٢‏ ص٢٦٨٦‏ ١ ٦-۔‎١ ه عدم الإختلاط بالرجال،قال تعالى على لسان سيدنا موسى (عليه السلام)( :قال ما خطبطما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ لقد خرجت اللرأتان عند الضرورة للسقي0ولكن رغمكبير))١(.‏ الضرورة " لم تزاحما الرجال س وقفتا بعيدا تمنعنان ماشيتهما من السقيا حتى ينصرف الرعاة..وهنا يعطينا مبدأ وهو أنه إذا اضطرت المرأة للخروج للعمل.فلا يجب أن تزاحم الرجال بل تبقى حتى ينصرفوا،ولا تكون هناك مزاحمة..وهكذا نعرف أن ضرورة العمل لا يجب أن تجعل المرأة تزاحم وتختلط ‏")٢(. خلاصة الهول:إن المرأة إذا اضطرتها الضرورة للخروج إلى العمل فعليها أن تلتزم بما فرضه الشرع عليها من كل النواحي.دون إجحاف ولا تفريط،ترعى الله في نفسها وأهلها،وذويها. وفي الختام لا بأس بذكر بعض الاعتراضات التي يمكن أن تثار حول عمل المرأة من الناحية الشرعية س وذلك نقلا عن كتاب المفصل في أحكام المرأة. ثمة الاعتراض الأول وقد يقال :ما تقولون في المرأة إذا أرادت العمل المشروع خارج البيت0وجاءت بالخادمة تنوب عنها في عمل البيت3وحضانة الأطفال وتربيتهم ؟ أيبقى العمل .وقد جاءت بالخادمة تنوب عنها ف أداء واجبها فمحظورا ف حق هذه المرأة البيت؟. ( )١سورة القصص الآية٢٢ ‎ ( )٦حمد متولي الشعراوي،للرأة في القرآن (مطابع أخبار اليرم) ‎ص-١‎ ٠ ٤د ١٠ -‎۔١‎ ١٧۔ الجواب :يبقى العمل في حقها محظورا خارج البيت ما دامت غير مضطرة عليه؛ ولا يعفيها من ارتكاب المحظور جلب الخادمة،ولا يدفع عنها الإخلال بأداء واجباتها في البيت0لأن الأطفال من قبل أمهم وإحاطتهم بعطف الأمومة وحنانها لا يمكن تحصيله عن طريق الخادمات0هذه واحدة. الثانية :إن قول هذا المعترض يعني أنه لا يقيم وزنا ولا اعتبارا للخادمات } وأنهن غير جديرات بالرعاية،والاهتمام،وأنهن بمنزلة أدنى من غيرهن من الملخدومات في حكم اشتغال المرأة خارج البيت .ومثل هذا النظر غير صحيح ولا يجوز ؛ لأننا عندما نقول بمنع عمل المرأة خارج البيت8فهذا القول حكم عام يشمل جميع الخادمات والمخدومات،فكيف نسوغ للخادمات العمل خارج بيوتهن وهو محظور عليهن0ونسمح للمخدومات بالعمل خارج بيوتهن وهو محظور عليهن؟ وهل هذا إلا من قبيل ارتكاب محظورين للخلاص من محظور واحد؟ وهذا-بداهة-لا يجوز. الاقراض القاني وقد يقول قائل أو يعترض معترض :وإذا لم تكن المرأة متزوجة فهل تمنع من العمل خارج البيت وهي غير مسؤولة عن أعماله؟ الجواب :في هذه الحالة يندب لها البقاء في بيتها ؛ لأن نفقتها-إن كانت فقيرة- على أبيها.أو وليها الشرعي ومن تلزمه نفقتها عند عدم وجود الأاب.أو عجزه عن الإنفاق عليها0فلا حاجة لها إلى العمل ؛ لأن بقاءها في البيت أستر وأسلم لها وهي مكفية المؤونة0والشرع يندب إليها القرار في البيت،ويرغبها في البقاء فيه ما دام لا يوجد مبرر شرعي خروجها. ۔٨١١۔‎ ؟ الاعتراض الثالنه ودفعه وإذا قيل :أليس العمل مباحا لها » وهي ليست ذات زوج فلا حقوق عليها له .ولا أطفال لها تلزمها رعايتهم ،فلماذا تمنع من العمل المباح الذي هو حق لها؟ الجواب:إن المندوب إليه شرعا قرار المرأة في البيت وعدم قضاء وقتها خارجه في الاشغال بعمل أو بدونه ما دامت لا ضرورة لها بهذا العمل. وأيضا فإنها ملزمة بخدمة أبويها0أو تندب إلى هذه الخدمة إذا قلنا بعدم الوجوب،فيقدم ما هو مندوب إليه في حقها _ وهو خدمة أبويها -على ما هو مباح لها وهو اشتغالها خارج البيت. ويقال أيضا :إنها قبل الزواج محتاجة لمعرفة كيفية إدارة شؤون البيت والقيام بأعماله للمران على ذلك وإتقانه.وهذا يستغرق منها وقتا كثيرا وتكرار للعمل } ولا ينبغي إهماله أو التسويف فيه،أو تأخيره ؛ لأنها معرضة لأن تكون زوجة في أي وقت0فيجب أن تكون مهيأة للحياة الزوجية ث ومن ذلك إتقانها أعمال البيت والمعرفة بالقيام بشؤونه ؛ لأن هذا التهيؤ يعتبر من قبيل الاستعداد للحياة الزوجية والقيام بواجباتها ث وهذا الاستعداد لاشك أنه مندوب إليه فيقدم على ما هو مباح للمرأة وهو عملها خارج البيت،وهذا كله إذا لم تكن مضطرة على العمل خارج البيت،أما إذا كانت هناك ضرورة لعملها خارج البيت فللضرورات أحكامها)١(.‏ ٢٦٦٨-٦٢٦٤ ( )١د :عبد الكرم زيدان (مرحع سابق)‎ ١١‎ ٩-۔ المبحت الأول:نتائج خروج المرأة المسلمة للعمل على الأسموة الأسرة وعلاقتها بالمجتمع: يقول السيد قطب في تعريف الأسرة " :الأسرة هي الحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الفراخ الناشئة ورعايتها.وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها0وفي ظله تتلقى مشاعر الحب،والرحمة والتكافل،وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة » وعلى هديه ونوره تتفتح للحياة ،وتفسر الحياة.وتتعامل معها)١(.‏ بالنسبة للمجتمع فهي تمثل الركيزة الأساسية.والقوية في بناءه ء وهي أساسه الذي يقوم عليه ،فإذا صلحت صلح المجتمع،وإذا فسدت فسد. فالدائرة مغلقة بين العناصر الثلاثة:الفرد ى والأسرة،والمجتمع0كل واحد من هذه المجموعة يؤثر في الآخر،فالأسرة تعني المجتمع0والفرد يعني الأسرة } والمجتمع يعني الفرد ى وهكذا فالكل متداخل في بعض،لا ينفك جزء عن الآخر ء كذلك أرادها الله تعالى. نظرا لما للأسرة من دور مهم فإن الدين الحنيف عني بها أيما عناية.حيث آثرها بتفصيل أحكامها شاملة في القرآن9وتطرق لكل صغيرة وكبيرة فيه } ويعضها فسرت بالسنة النبوية9أباح الزواج7وحث على الإنجاب،من أجل تكوين الأسر( ،عن أنس بن مالك قال كان رسول الله ف يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهي شديد ويقول تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة)»()٢‏ لقرآن (مرحع سابق)١ ‎م ٢ج٩٢٢ ‎ص‎ ( ( )١ظلال ا باقي للكثر من‎. أحمد.مسند )(٢رواه ١‎ ٢ ٠-۔ من المؤكد وما لا جدال فيه أن للمرأة دورا فعالا في الأسرة ؛ لأنها تمثل الركيزة الثانية التي تقوم عليها الأسرة س والأم خاصة لها دورها الفريد في تربية الأجيال وتخريج رجالات تقوم برفع المجتمع نحو الأعلى والأحسن. بعد أن عرفنا معنى الأسرة،ودور المرأة فيه » نتعرف على أثر عمل المرأة على الأسرة. كما هو معلوم إن الأسرة لا تنفك أن يكون فيها زوج وزوجة ى ثم أولاد . وعمل المرأة لا يخلو تأثيره فى هذه المحاور الثلاثة. أثر عمل المراة علي الأولاد: لا يخلو أمر من عنصرين من ناحية التأثير غالبا ن وهما الإيجاب والسلب ء ىحتى الخمر والميسر قال فيهما تعالى (:قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)()١‏ أيضا عمل المرأة لا يخلو من هذين العنصرين. الإيجابيامت:ه ديننا الإسلامي كما أسلفت خص الأسرة بالعناية البالغة0لما لها من دور عظيم،لكن قبل هذه الأسرة اهتم أول الأمر بالفرد0لأن الأسرة في أصلها مزيج من الأفراد ى بعدها اهتم بالجماعة فأساس تكوين المجتمع هو الفرد0ذلك ما شهدناه في الفترة النبوية المكية س بعد أن ربى الفرد وغرس فيه القيم والوحدانية ‏٠ ووضع ركائز الإيمان في قلبه0بدأ بتوجيه الخطاب للأسرة،في الفترة المدنية. إن الفرد عنصر فعال،وصلاحه هو صلاح المجتمع ككل ؛ لذلك أحاطه الإسلام بالعناية قيل وجوده؛ بأن هيأ له الأسباب8أسباب الصلاح والتقوى على حسنعلى ‏ ١لزواج4وحرم الزنا » وحثوا لا عان والهداية ء عندما حث ( )١سورة البقرة الآية٢١٩ ‎ -‎۔١٢١۔ الاختيار ى وجعل مقياس هذا الاختيار هو التقوى والصلاح،لا المال ولا الجمال بعد ذلك أحاطه بالرعاية عند تكوينه ى حرم قتله ى وإجهاض ما في بطن الأم ‏٠ وأوجب له الضمان8سواء بالغرة،أو الدية » حث الأمهات على إرضاع الوليد حولين كاملين:وفرض له حقه في الميراث0وأوجب على الأب الإنفاق عليه0وعلى أمه لكي تتفرغ لرعايته.إلى غير ذلك من الرعاية. فالطفل فرد مهم في العنصر البشري ؛ لأنه يمثل البداية الأولى له ،ونقطة التحول من العدم إلى الوجود،فالأطفال هم زينة الحياة الدنيا0وعماد الأمة 3 ومستقبلها س وأساس حاضرها . حتى القوانين الوضعية لم تغفل هذه الأهمية ى فكفلت له حقوقا خاصة انفرد بها عن غيره من المراحل العمرية في المجتمع "ولا يجد الباحث كبير عناء في إدراك الأسباب التي من أجلها منح الطفل هذه الحقوق الخاصة ؛ فهو كائن ضعيف البنيان غير مكتمل النضج بدنيا وعقليا0غير قادر على حماية حقوقه أو الدفاع عن نفسه هو في حاجة إلى من يمنحه الأمن والأمان0والحب والحنان0ويتولى عنه مسألة الكسب والإنفاق وتوفير متطلبات الحياة المادية والمعنوية. ومرحلة الطفولة هي مرحلة تكوين وإعداد0ومن خلالها تتشكل التقاليد والأنماط السلوكية.ويقدر ما تنجح الأمم والشعوب في رعاية أطفالها س وإشباع حاجاتهم المادية والمعنوية،النفسية والاجتماعية ث وتربيتهم على القيم والمخل العلياء والأخلاق الفاضلة بقدر ما تتكون أجيال جديدة قوية البنيان0متوازنة نفسيا واجتماعيا،قادراة على العمل والخلق والإبداع ث كل ذلك مما تؤكده ٢٢۔ ‎۔‎١ الدراسات النفسية والاجتماعية ى من ثم وجب تقنين الحقوق المتعلقة به في اتفاقيات")١(.‏ فالطفولة هي فترة مهمة0وخطيرة في نفس الوقت ‘ إن استغلت في الحسن أنبتت حسنا،وان استغلت بالسيئ أنبتت نكدا ؛ فهي الأرض البشرية التي أيما بذرة بذرت أنبتت0مصداقا لقوله (صلى الله عليه وسلم) (:كل مولود يولد على ‘ فهو كالعجينة الطيعة في يدالفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يعجسانه)()!٢‏ الآباء كيفما شاءوا شكلوها-طبعا ليس التشكيل الخلقي۔. والطفولة كما يؤكده علماء النفس0والطب تحتاج إلى رعاية مركزة طوال الوقت،رعاية دورية لا تنقطع . من بين ما يحتاجه الطفل في سنه المبكرة أمور مادية ومعنوية. المادية:ما يتمثل في الأكل والشرب،والملبس الحسن ‘ والسكن الصحي المريح. المعنوية:العطف والحنان،والحماية0والإحسان بالرعاية0والدفء الأبوي.. هذه هي أهم المتطلبات التي يحتاج إليها الطفل ونقصانها أو افتقادها يترتب عليها نتائج وخيمة كما سنرى،ومن يستطيع تلبية هذه الحاجات هما الوالدان خاصة،فلا يمكن أن يعوض الطفل حنان الوالدين إلا من هو أقرب الأقرباء إليهكالجد أو الجدة خاصة. بعد هذه المقدمة نتسائل:مامدى تأثير الأم العاملة في تلبية هذه الحاجات لطفلها؟،أو بمعنى أصح هل يمكن للمرأة العاملة أن توفر كل هذا الكم من الحاجات لطفلها؟ . ‏( )١بحلة الحقوق ع٣:‏.س١٧‏ } ١٩٩٢٣/٩م‏6ص-١٤٤:د١٤‏ الكريت هريرة اللائي عن أي آ ملم 6 البخاري: ‏( (٢رواه ٣٢۔ ‎۔‎١ لا تخلو الإجابة على السؤال من شقين؛ هما :التأثير الإيجابي س والتأثير السلبى. ا -القأثير الإيجاري: إن للطفل حاجات عضوية ونفسية ء كلاهما يكمل الآخر،فلا غنى للكائن البشري عن أحد دون الآخر،ولتلبيتها تأثير إيجابي كبير حاضرا ومستقبلاًء خاصة الطفل؛ لأن الطفل يمكن تشبيهه بقاعدة هرم حياة الإنسان ،إذ يجب أن تكون متينة حتى لا يسهل اندثارها بسرعة يجب أن تكون قاعدة عريضة متزنة خالية من الاضطراب ‘ عريضة بالقيم والأخلاق،والصحة النفسية س والجسدية الجيدة. توفير عراق الحياة : إن النساء اللائي يعملن يحصلن على المال،وهذا المال يحقق المآرب الشخصية والعامة للأسرة ،من مأكل طيب‘ ومشرب حسن ،وسكن مريح ،ومركب فاره ففي هذه الحالة المرأة حققت لأهلها ،وأطفالها خاصة الحاجات المعيشية الضرورية ء فساعدت في تيسير سبل العيش ،وجلبت لهم وسائل الراحة هذا كله إيجابي ويؤثر بشكل طيب على الأطفال " لأن الدراسات الاجتماعية ص والنفسية المتعلقة بالطفل تجمع على ضرورة ،وأهمية الجو العائلي المناسب للطقل ،ففي هذا الوسط ءيشب ويكبر ومن خلاله يكسب توجهاته ،وملكاته في مستقبل حياته"()١‏ فتوفير المسكن الواسع والمأكل الطيب إلى غيرها من المتطلبات كل ذلك يهيئ الجو العائلي الهادئ ،أيضأ ما ييسره المال من أمور التعلم .كجلب وسائل التعليم قبل دخول المدرسة مثل الأشرطة السمعية والبصرية ث واستخدام الكمبيوترى وكل ( )١بحلة الحقوق (مرحع سابق) صد١٤٦١-١٤ ‎ -١‎ ٢٤۔ الوسائل الحديثة لأن سن ما قبل المدرسة لها تأثير بالغ على الطفل ومدراكه ،ذلك ما" تؤكده الدراساتعس إن ما يتعلمه الطفل منذ الولادة .وحتى بلوغه السن السابعة ء يؤثر بشكل واضح في تشكيل الطفل من جميع الجوانب النفسية ء والخلقية .والاجتماعية طيلة سنوات عمره"()١‏3أيضأ بعد بلوغه سن دخول أو إعطائه دورات تدريبيةالمدرسة ء كإدخاله مدارس خاصة ذات مستوى حسن تزيد من مدارك الطفل .وتوفير الكتب والوسائل المتطورة هذا كله يؤتي ثمراته عند الكبر3 0هذا لا يمنع أن يشب الطفل عالما قوياً صحيح البنيان ،في بيت من خص؛ تحت معيشة فقيرة ،فكم من نابغ ،وعالم شب في بيت وحي فقير ،إن لم نقل أكثرهم. خاصة ونحن نعيش عصرا استعصى فيه التعليم ء وشق على كثير من الناس . سواء لفقر أو لعدم رغبة بذلك،لذلك كان توفير الجو المادي الحسن مساعدا على التحصيل. استعادة الأطال من تقانة الاء: يقال إن المرأة العاملة تزداد ثقافة بدخولها مجال العمل ؛ لاحتكاكها بالعالم الخارجي8وتعاملها مع أناس مختلفي الطبقات والفئات0فتكسب بذلك الخبرة في الحياة ى والعبرة من تجارب الآخرين،والأخذ بنصائحهم‘،ومشاهدة العالم الخارجي يوقظ الحس ويوسع المدارك،فإذا كانت المرأة العاملة كذلك فإن ذلك يعود على أبنائها ى من خلال تربيتهم3وطريقة تعاملها معهمإ مما يجعلهم أكثر مداركا ء وأوسع تجاريا ء ويسهل عليهم التعامل مع الآخرين ويكسبهم الثقة بالنفس،ويذهب عنهم الخجل والانطواء. (( )١للرحع السابق) ‎ص١ ٤٦ ‎۔١‎ ٢٥۔ وثقا فتها ا لتي تكتسبها ‘ وكثرة توا جد النساء المتعلمات ف ‏ ١لعمل ‘ يجعلها تحس < ودروسهم ‘درا ساتهمأولا دها فء فتحاول أن ترا قببقيمة ‏ ١لعلم وا لثقافة ومرا جعتها لهم.ومتابعة سلوكهم ونتائجهم ف المدارسة وا لسؤا ل عنهم إنعكاس الراحة النفسية للأء علي أولادها: كما رأينا سابقا فإن بعض النساء يجدن الراحة النفسية في العمل ؛ لمجرد العمل . وعند تحقيقها للطموحات،والأهداف،وتحقيق الأرباح المالية0يخلق في المرأة العاملة شعورا وإحساسا بالراحة النفسية0مما يؤثر إيجابا على أطفالها،الذين تجدهم بقلب رحب باسم2فتعاملهم بهدوء0وراحة بال ‘ فيحسون بتلك السعادة7وتنعكس على نفسياتهم.حتى الجنين والرضيع يتأثران بنفسية الأم. اخفاء الطابع المنظه علي الأولاد: كل الأعمال تتسم بالنظام والانضباط،والالتزام المحكم،وتساعد العمال على تعليم تحمل المسؤوليات،والشعور بقيمة الوقت،وكيفية استثماره س هذا من بين ما تستفيده المرأة العاملة من عملها ث وما ينعكس على حياتها وأسرتها . وأولادها خاصة،فتعودهم على النظام والجدية والنشاط \ ،وكيفية استمثار الوقت ،فيجعل الأسرة كتلة من نظام ى وانضباط .وإحساسها بالمسؤولية أيضا يدفعها للعناية بأطفالها أحسن عناية واهتمام. تخغثينه العناية بالاطهال: المرأة العاملة بمقتضى وقتها الممتلئ،والمشاغل التي تملأ وقتها يجعلها أقل التفاتا لأولادها س مما يشعرها بالتقصير فتحاول بكل ما بوسعها تكثيف الوقت لأولادها ء وتعويضهم في العطل والأعياد ،وتبذل كل ما لديها من أجل سد هذا النقص في ٢ ٦-۔‎١ حياة أبناءها.وإحساسها أيضا بقيمة أطفالها » وهي بعيدة عنهم تزيد من الشفقة هذه الإيجابيات لا يعني أن تكون مع كل عاملة ! ولكن ممكن وجودها مع بعد أن علمنا الإيجابيات تأتي السلبيات. ه السلبيارت: ينقسم الأولاد من الناحية العمرية إلى مرحتلين عمرتين هامتين : " مرحلة الطفولة. " مرحلة المراهقة ا مرحلة الطولة: لا شك أن المرأة العاملة لا يقل غيابها عن البيت أقل من ست ساعات يوميا 3 وفي حالات كثيرة يصل غيابها إلى عشر ساعات،وربما تكون الفترات متقلبة من أسبوع لأسبوع ،أو من شهر إلى شهر0وهذا ما يحدث غالبا مع الطبيبات ‏٠ والممرضات س كل هذا يجعل الطفل وحيدا،ودون أم لساعات طول اليوم ه حروما من حاجات عدة. الناحية العذاؤية: الرضيج: من المؤكد أن الطفل في مرحلة الرضاعة سيحرم من الرضاعة إذا كانت أمه عاملة ؛ لأسباب : ٧٢۔ ‎۔‎١ لغيابها عن البيت،وعدم وجود الوقت،أو لاعتقاد بعض النساء أن الرضاعة ترهل الثدي مما يفقدها جمالها ورونقها الذي هي بحاجة إليه سواء مع زوجها أو خارج البيت،أو شعورا بالتعبچ مما يعجزها عن حمل الرضيع ومناولته الثدي } قال الله تعالى(:والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم .ے في هذه الحالة إن المرأة تحرم وليدها أعز حقوقه الذي لا يجد لهالرضاعة)()١‏ بديلا0من بين كل الألبان. وتأكيد المولى في الآية على الإرضاع0وجعل اللبن في ثدي الأنثى إنما هو لحكمة0وما اكتشفه الطب من فوائد حليب الأم يبين لنا بعض ذلك الإعجاز. أهم فوائد حليب الأم : -لبن الأم معقم من المكروبات مما يقيه الأمراض. يلائم جميع فترات النمو ؛ فهو يتغير من فترة لفترة حسب حاجة الطفل العمرية لذلك. -الارتباط النفسي والعاطفي بين الطفل وأمه س مما يولد الاستقرار العاطفي والنفسي لدى الرضيع . -غذاء كامل } ملئ بالفيتامينات الحيوية الضرورية لتقوية الطفل0وصلابة -عوده. -يمتاز أطفال الرضاعة الطبيعية بالنمو النفسي،إضافة إلى النمو البدني.إلى غيرها من الفوائد التي تفيد الأم نفسها)٢(.‏ هذا بالنسبة للرضيع،أما غيره من الفئات العمرية من الأطفال فهم أيضا سيحرمون من العناية الغذائية ث والعناية النفسية،فالغذاء في هذه السنوات له أهمية ‏( )١مررة البقرة الآبه ‏٢٣٢ ( )٢ينظر :حلق الإنسان بين الطب والقرآن (مرحع مابق) ‎ص٤٦٦ ‎۔١‎ ٢٨۔ عظيمة وجليلة0ففيها يتكون جسم الإنسان والأنسجة،وتتقوى العظام،فإذا كانت التغذية غير كافية ث وغير متوازنة نتج عنها أمور منها :النحافة ى وقصر القامة.فكثير من الأطفال لا يجدون الرغبة في الأكل إلا إذا رغبوا في ذلكس وفى حالة حصول اختلال وسوء في التغذية ثم استمر الوضع كذلك8سيكون من الصعب أن يتدارك الأمر عند الكبر لأن العظام قد تكونت،والأنسجة قد كملت } لذلك يستدعي من الأم المراقبة الواعية ث والعناية الكاملة بتغذية الطفل،وانتقاء ما ينفعه ‘ ويساعده على النمو بشكل قوي،كل هذ يحثنا عليه ديننا الحنيف،ويحبذ اللؤمن القوي على المؤمن الضعيف،ولا يتوقف ضرر سوء التغذية على البنية بل يستمر مع الطفل حتى يكبر،فيسبب له عقدا نفسية ء من خجل ،وانطواء وعزلة بالنفس،وهذا كله لا يحبذه الإسلام0قال تعالى( :وأعدوا لهم ما استطعتم من 8فلا يمكن أن تأتي القوة من شخص ضعيف البنيان هقوة ومن رياط الخيل)()١‏ وضعيف الشخصية0كثير الخجل،حتى ركوب الخيل يحتاج إلى مهارة7وسرعة وقوة تحمل. الناحية الننسية: إن الطفل مخلوق ضعيف ‘ والضعيف دائما يحتاج إلى الرعاية،والحنان } والإحساس بالخماية ى وهذه الحاجات ليس لها وقت معين،ولا قدر منضبط } فمهما أعطي استزاد ى وكما يقول أصحاب علم النفس :إن العطف،والحنان والحب س والرعاية كلها أمور لا تنفك عن الصبي حتى الكبير ى ونقصانها يؤثر في تنشئة الطقل،وتظهر أعراضه عند الكبر جلية)٢(.‏ ( )١سورة الأنفال،الآية٦١٠ ‎ ص٢٦٨-٢٦٧)]( ينظر:حامد عبد اللام هارون0علم نفس النمو (رط ، ٤عالم الكتب،القاهرة)‎ ٩٢۔ ‎-۔‎١ كل هذه الحاجات لا تعوضه الماديات مهما يكن:ككثرة اللعب س والهدايا وتوفير المال إذ إن بعض النساء يعتقدن أن الأطفال بحاجة إلى اللعب أكبر من أي شيء آخر،ولكن الحقيقة غير ذلك كما يفسرها علماء النفس ؛ إن الطفل إذا أحس بان مطالبه تجاب ينشا مدللا ث لا يستطيع أن يتحمل المسؤولية تجاه حياته عندما يكبر.وأن إهمال الطفل أسوأ ما يمكن أن يعامل به الطفل مهما كان يحيطه من مال ..فإذا أعطي الطفل الحب أعطي الجياة")١(.‏ فالحب والجنان والاعتراف بالشخصية والقدرات س وتوفير الحماية للطفل وإتاحة فرص التعبير له عن النفس،والحرية في الإيداع ى وفرص اللعب س كلها أمور ضرورية مهمة0فقد كان رسول الله ل شديد الحرص على هذه الأمور ‘ يأمرنا بالمسح على رأس اليتيم" وتقبيل الأطفال وإتاحة فرص اللعب،كما كان يفعل مع سبطيه الحسن والحسين حتى وهو في الصلاة ،وأكثر ما هذا فبكاء الطفل يرق له قلبه ل ذات مرة كان لا يصلي بالناس،فصلى بهم في الركعة الأولى بستين آية ث وفي الركعة الثانية ض بدأ القراءة فلما وصل الآية الثالثة سمع بكاء طفل فركع مباشرة س ولما فرغ من الصلاة سئل عن تقصيره القراءة س فقال :سمعت بكاء طفل فخفت من وجد أمه عليه. قاي ضغط يمنع من تحقيق هذه النزعات لدى الطفل سيولد فيه مشاعر السخط والحرمان،والغيرة ث والعجز0وكلها مقدمات للسلوك غير الأخلاقي،وغير الاجتماعي0وهذه النزعات تسعى إلى الإشباع بأي وسيلة ث وإغلاق المصارف الاجتماعية لها تفتح الطريق لإشباعها عن طريق طرق جانبية غير مشروعة،وقد يقال إن العوامل الخارجية المحيطة بالطفل في بيته ى وخارجه؛ مثل رفقة السوء لها ( ()١حمد رفمتا" الأمراض النفسية رعلاجحها رط { ١دلر الفكر العري { بمررت لبنان) ‎م٣٤ ١٩٩١۔:٢٤-ص‎ ١٣‎ .-۔ أثر » صحيح ذلك،ولكن اضطراب النمو النفسي أقوى هذه الأسباب فهو قوة حبيسة في نفس الطفل،ما إن تطرقها العوامل الخارجية حتى تنطلق معها في طريق الجريمة ث وكلما كان الاضطراب العاطفي أشد كان الضعط الخارجي المتطلب لحدوث الجريمة أقل")١(.‏ وما يعضد ذلك هو تلك اليحوث التي نسمع عنها3والأرقام الضخمة من الجرائم بأنواعها التي تصلنا مما يحدث في أمريكا،وأوربا0فالطفل يولد على الفطظزة فلا يمكن أن يكون عدوانيا بالوراثة،إلا إذا ترك ولم يحط بالعناية الضرورية ،وقد أجري بحث تحت إشراف منظمة الصحة العالمية0وقام به عالم النفس البريطاني(جون بولبي)،يقول فيه( :إن معظم الأطفال المصابين بأضرار عقلية أو انحزافات أخلاقية قد عاشوا بعيدا عن أمهاتهم ي وأن ما تشهده بريطانيا من حمى الإجرام،والعنف يعود إلى عدم وجود من يرعى أطفال الأمهات العاملات : وأشار بحث آخر يؤكد فيه ما سبق،أن غياب الأم عن أسرتها بسبب العمل مسؤول عن ‏ 7٨٠من أسباب انحراف الأطفال")٢(.‏ فالمشكلة أكبر من هذه ؛ لأن هذه الأعراض يعسر غالبا علاجها،فالطفل قد شب على ذلك الطبع،وطبع عليه تلك الطباع إذ" أثبت الطب والتحليل النفسي أن كثيرا من أسباب الشقاء الزوجي يرجع أصله إلى عقد الصبا ى والمراهقة،وأن الزواج لم يحلها بل كبرها كما يكبر المجهر النقطة الصغيرة")٣(.‏ ( )١سمير عبده ۔التحليل النفي للحريمة (رط ، ١دار الكتاب } دمشق) ‎م٩٨٩٦١۔ه٣٤-٤٤ :٩٠٤١رص‎ ( )٦بحلة الإصلاح‎ ‘ ‎ع١٩٩٤/٨‎ }. ٢٣٠٠م ١٢ ص‎٠6بمررت ي لبنان :آ١٤٠ه-۔٩٨٣ا١م) \ دار اللررق‎3اإننان بين المادية راإسلام (ط٨ ( )٢حمد قطب -‎۔١٣١۔ ولو افترضنا أن هذه السلبية فقط الناجحة عن خروج المرأة إلى العمل لاكتفينا بها.لأنها تهدد مستقبل جيل بكامله0ومستقبل أمة0فاعتماد الأمة على شبابها ء فكيف تكون الأمة وشبابها بهذه الحالة. الإهمال التربوي: إضافة إلى ما سبق فإن الطفل يحتاج أيضا إلى تربية حكمة ؛ لأن الطفل مثلة كالتربة ث فاي بذر يبذر فيها يأتي بالنبت على شكل الغرس ‘ والطفل صفحة بيضاء نقية،لذلك حث وشدد ديننا الحنيف على التربية.وجعلها من المسؤوليات التي تسأل عنها يوم القيامة7وبمقتضى أن الأم هي أكثر جوارا للأبناء فإن المسؤولية الاكبر توجه إليها0لذا يجب عليها أن تستغل هذا الجوار ث وتستثمره لصالح الطفل ،والمجتمع.عن أيوب بن موسى القرشي عن أبيه عن جده قال(:قال الرسول (صلى الله عليه وسلم):ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن))١(.‏ عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين))٢(.‏ يقول ابن القيم في هذا الصدد:الطفل في غاية الاحتياج إلى الاعتناء بأمر خلقه فإنه ينشا عما عوده المربي في صغره من حر س وغضب ولجاج0وعجلة وحقه مع هواه ى وطيش وحدة ى وجشع،فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك ،وتصير هذه الأخلاق صفات‘ وهيئات راسخة له")٣(.‏ مع العلم أن التربية تعد من أصعب التخصصات لأنها تعتني بالنفس البشرية 3 لذلك نجدها تدرس على أعلى المستويات وفي أكبر الجامعات،وتجرى البحوث ‏( )١رواه الترمذي لي سننه { وأحمد لي للسند ‏ ٤٠٢‏م١ا٣٨٩۔-ه ) ١‏٨٥٠١ص ‏( )٢ابن قيم الجوزية.تحفة للردود بأحكام للرلرد { تح:عبد للعم المانرط ‏ ١ى دار الكتب العلمية0بمروت لبنان: ‏( )٢للرحع السابق صا١٦١٠-١٦٤‏ ‎۔ ٣ ٢۔‎١ حولها.وتزداد تعقيدا يوما بعد يوم س بسبب المستجدات الحديثة التي تلعب بعقول الشباب،والأطفال أيضا،والإهمال الذي يلاقونه لانشغال الآباء عن التربية حتى في وطننا العربي .أكدت دراسة أعدتها اليونسكو مؤخرا عن الطفل العربي أن تربيته أصبحت صعية من أي وقت مضى ‘ وذلك بسبب التغيرات الاجتماعية س والبيئية التي حدثت أخيرا في المجتمع العربي.وقد الحق إخراج الأم التي كانت تربي أطفالها بنفسها إلى سوق العمل أضرارا جسيمة")١(.‏ إذا فمن خلال ما سبق يمكن الوصول إلى أن الأمر أخطر مما يتصور،إذ لا يمكن للمرأة البعيدة عن البيت أن تتفرغ لهذا العبء الكبير فوقتها لا يسمح بكل هذه المسؤوليات0خاصة في وقتنا الحاضر،والذي كثرت فيه وسائل المعلومات،التي من خلالها يطلع الطفل0على أمور عدة يمكن أن تسيء إلى أخلاقه وقيمه 3 وزعزعة اعتقاداته3فالاولاد إما وحدهم في البيت،أو مع الخادمة أو مع أحد من أهلها ى فممكن لوجود أحد من الأهل أن يهون الوضع،ولكن إذا كانوا مع الخادمة أو وحدهم فإنهم سيتصرفون بمنتهى الحرية ‏ 4 ١ودون وعي أو إدراك ء بين التلفزيون ث والدش ‘ والفيديو.كلها أمور تحتاج إلى رقابة ى وتوعية مستمرة } إضافة إلى ذلك رفقة السوء،والتي تعد من أهم الأسباب في تغيير طبائع الطفل ء وتحويرها0تحكي امرأة عاملة حادثة وقعت مع ابنها تقول :رجعت مرة إلى بيتي فوجدت ابني البالغ من العمر اثنتي عشر سنة لافا ورقة ويدخن ،فلما رآني أسقطها ..لو كنت في البيت ما حدث هذا0فالام التي تخرج للعمل يكون خروجها على حساب بيتها س وأولادها")٢(.‏ س ، ٣ ‎شعبان ١٤٠٢٣/ ‎خ٤٨ / ‎:ص‎( )١بحلة الأمة.ع٢٢ ( ٢٦م.س)‎ ( )٦للشاهد،ع‎ ‎۔١٣٣۔ الإهمال الدراسي: إن الطفل الذي لا يلقى الرعاية،والمتابعة من قبل الأم والأب سيهمل دراستهس ودروسه ؛ لأنه يعيش في جو مليء بالممغريات،والمنفرات عن الدراسة ء فوجود التلفزيون0وكثرة القنوات،والتي تصل مرات إلى حوالي أربعين أو يربو غ والكمبيوتر برامجه الشيقة3وألعابه المسلية ث وشكبة المعلومات العالمية ى كل ذلك يساعد على الإهمال الدراسي0ويشغل وقته0لذلك يحتاج إلى من يمنعه وتحمسه على الدراسة،لأن إطلاق الحبل على الغارب للأطفال يجعلهم يتمردون } وجهلهم باللسؤولية.وبمصالحهم4وصغر سنهم يجعلهم يتصرفون دون وعي أو إدراك . امتقار الطول لدور الاه: مما جلبه عمل المرأة على الأسرة ى وعلى الطفل خاصة هو اختلال الأدوار في البيت،فاضطرار المرأة قضاء معظم الوقت خارج البيت س ويقاء الرجل أحيانا في البيت لعدم توافر العمل ،واسترجال بعض النساء:وضعف بعض الرجال ء وفكرة المساواة التي جعلت المرأة تتشابه.وتطابق الرجل،والنظر إليها من خلال ما يستطيع الجنسان أن يمارسه من المهن المتماثلة ى كل ذلك سمح للمرأة أن تكون كالرجل ى بحيث يستطيع أحدهما أن يحل محل الآخر في العمل3جعلت تصورات الطفل تهتز ث و يحس بنقصان دورها،وهو الدور الأمومي4فالولد بحاجة إلى دور الاب،ودور الأم معا بشكل متكامل،لا متطابق لينمو نموا عاطفيا سليما 3 ولتكون شخصيته بصورة متوازية. فللام دور خاص ف الأسرة4وللأب كذلك دور،ومع أن هذين الدورين متكاملان إلا أن أحدهما لا يمكن أن يلغي الآخر،أو يحل محله ؛ فالأولاد بحاجة ٣٤۔‎١ لذلك‏)١ ‘ إلى حنان الأم ‘ وسلطة الان )مذكرإلى وجه مؤنث0ووجه ولأمور أخرى لعن الرسول (صلى الله عليه وسلم) المتشبه بالنساء من الرجال ه من النساء.والمتشبهة بالرجال الترفنه الإقتصادي فكما للمال فوائد على الطفل له أيضا مضار،فالترف الاقتصادي يؤدي إلى الدعة ء والراحة والكسل \ والاتكالية.خاصة إذا نشأ الطفل منذ نعومة أظقاره على هذا المنوال ث كما نجد تلك الصورة بكثرة بين أسر المترفين في دول الخليج خاصة،نجد جل اعتمادهم على الخادم أو الخادمة ن حتى كوب الماء يقرب منه بضع سنتيمترات يطلبه من الخادم س وأقل عمل ف البيت مثلا :إعادة تركيب مصباح محترق،يستدعي العامل الكهربائي،لا يمنع طبعا أن يكون الإنسان منعما في عيشه ،ولكن هذا النعيم ينقصه الرعاية،والعناية،والمراقبة ء وتعويد الاتكال على النفس. أيضا وفرة المال تجلب كثيرا من وسائل الترف،والراحة،والمال الوفير في يد الطفل ء أو المراهق مما يمكنه من اقتناء ما يريده ء ويسهل عليه الوصول للمحظور ه مثال ذلك:يساعده على استئجار أشرطة الفيديو،أو اقتناء المحرمات كالسجائر . وريما المسكرات س كل هذا مع عدم وجود رقابة الأهل خاصة الأم. هذا فيما يخص مرحلة الطفولة،أما مرحلة المراهقة فلها تأثير عليها أيضا. آ) مرحلة المراسقة إنها من أخطر المراحل على الإنسان،فهي امتداد لمرحلة الطفولة ن ومن ثم فهي" مرحلة دقيقة من الناحية الاجتماعية3إذ يتعلم فيها الناشئون تحمل ( )١إلياس ديب،عالم الولد (ط ١آ دار الفكر اللبناني0بررت لبنان) ‎م٨٩ :٦٨٩١ص‎ ‎۔١‎ ٣ ٥۔ المسؤوليات الاجتماعية0وواجباتهم نحو المجتمع4كما أنهم يكونون أفكارهم عن الزواج والحياة الأسرية0وبالزواج يكتمل جزء كبير من دورة النمو النفسي العام")١(.‏ فالمراهقة مرحلة حاسمة في حياة الطفل نحو المستقبل0ونظرة المراهق لنفسه تجعله يحس بأنه قد صار رجلا0ويستطيع أن يبرهن عن ذلك بتصرفات غير واعية منه3فيقوم بتقليد الكبار.ومثال ذلك ما نجده مع بعض الشباب يدخنون السجائر بمجرد بلوغهم هذه السن،ربما حبا في الاطلاع،والتجريب،ويقعون بذلك في المزالق التي لا مفر منها ث والرغبة الجنسية التي تنشأ مع هذه السن ،والتي تكون في أشد ثورانها ى تشكل خطرا على المراهق في ارتكاب المحرمات كالزنى وغيرها . لذلك نجد كثيرا من الشباب تتحول آراؤهم،وتصرفاتهم في هذه السن،وتتغير طبائعهم2إما إلى الأسوء { أو إلى الأحسن. لأجل هذا يجب أن يحاط المراهق بعناية خاصة.وطرق مختلفة عما كان عليه في سن الطفولة0يعامل معاملة الصديق0ويحسس بالحنان والمحبة س " توصل باحثون من جامعة (نورث كارولينا0وجامعة مينيسوتا) الأمريكيتين إلى أن ارتباط البالغين بالآباء7والمنزل بروابط قوية تجعلهم أقل عرضة لتعاطي المخدرات أو الكحوليات ء أو تدخين السجائر،أو الانخراط في مجموعات شبابية تمارس أعمالا غير مشروعة. وجاء في الدراسة-التي شملت ‏ ٩٠ألف شاب في مرحلة البلوغ-إن الشياب يصبح في حالة صحية جيدة إذا ما عرف أن أباه يحبه0ويهتم به ث ويتوقع له مستقبلا مرموقا")٢(.‏ ( )١حامد عبد اللام هارون (مرحع سابق)٤٤٩٢ ‎م م.سص‎ ( (٦الأسرة ٠ ‎رهرلدا] ع٦٢ ‎ ١٣٦-‎۔ أيضا ما يعد خطرا على المراهق هو الفراغ ى فوجود في البيت وحده يهيء الجو المناسب للفساد،ومع توفر الوسائل،كالأفلام الفاضحة على الفيديو ث والدش ه بمختلف قنواته0حتى الكمبيوتر أصبح وسيلة من وسائل الفساد إذا أسيء استعماله،إذ تباع أقراص تحمل في طياتها أفلاما وصورا للجنس،وكذلك الإنترنت س توفر كل ما يحتاجه المطلع من معلومات،حتى العقائد الزائفة ى يروج لها فى هذه الشبكة.وأدل على خطرها هو ظهور عبدة النار()١۔‏ في عدة بلدان من الوطن العربي،وكانت أهم الوسائل التي أطلعتهم على هذه العقيدة . وأغرتهم بها هي الإنترنت،ومعظم المنتمين إليها من مصر هم من الطبقة الراقية . أبناء شخصيات،وأصحاب مناصب عليا في المجتمع:وعزى أحد المحللين سبب هذه الظاهرة إلى غياب الأسرة التي تلهث وراء المال ى حيث أصبح هذا الشباب فريسة سهلة لأصحاب هذه الدعاوى")٢(.‏ هذا المثال الأخير يؤدي إلى نقطة أخرى وهي الترف. المالوفرة إضافة إلى ما رأينا سابقا عن الترف،وميزاته فإنه يعد سببا وراء جنوح الأحداث " فحسب دراسة ميدانية أمنية أثبتت أن ارتفاع المستوى المعيشي من أهم الملامح لمرتكبي الجرائم0ويفسر الدكتور :محمد مراد عبد الله مدير مركز البحوث والدراسات في شرطة دبي هذه الظاهرة إلى ارتباط الجاني بالأغلاط الاستهلاكية غير لدى الجاني نتيجةالمتزنة ث والتي تؤدي بالتالي إلى تنامي الحس الاستهلاكي () وضحه في بحبوحة مالية لا يحتاجها3ومن ثم يضطر للبحث عن وسائل استهلاكية ) ٤١٧م١ا٧٩٩۔-ه‎١وآخرون.عبدة الشيطان (ط . ١ ‎بيت الحكمة،القاهرة‎ ( )١ينظر :أبو إسلام أحد عبد 77 ( )٢للرجع السابق ص١٢٨‎ ١٤١٨ه۔١٩٩٨-م( )٢حريدة الشرق الأوسط ف ع . ٧٠١٦:اتخمة وراء حنوح الأحداث لي الإمارات0شوال‎ ‎۔١‎ ٣٧۔ أخرى تفضي به إلى عالم الانحراف والجريمة0ويرافق ذلك عادة غياب الرقابة والمتابعة الدقيقة من الأهل الذين يظنون خطأ أن وفرة المال بين يدي أبنائهم تجنبهم الانحراف كمد اليد للسرقة س وما شابه ذلك". ريما يقال إن خروج المرأة لا يعني كل هذا الإهمال،إذ يمكن تعويضها باستجلاب خادمة أو مربية. الن ادمة يمكن للخادمة أن تسد بعض ما تتركه الأم من تقصير في العناية الغذائية ه والرعاية الصحية،وحماية مؤقتة7لكن الواقع يقول غير ذلك0خاصة لو علمنا أن معظم الخادمات اللائي يقمن بهاذ العمل هن من جنوب شرق آسيا9غير عربيات0ويعيدات كل البعد عن نمط الحياة العربية،وفي الكثير من الأحيان يكن غير مسلمات. فالخادمة تعد عنصرا سلبيا أكثر من كونها بديلا عن الأم العاملة ى وتتركز مخاطرها ليس فقط على الطفل،بل على المراهق8والزوج،والزوجة أيضا ه والأسرة بكاملها3والمجتمع كذلك. بعد البحوث الاجتماعية التي أجريت في عدة دول عربية ث وغير عربية ء ودراسات جامعية،تبينت أمور عدة تدل على أن الخادمة خطر على من حولها ء وربما بقيت مضارها لسنوات أو لازمت المضرور مدى حياته.خاصة تلك التي تقع على الطفل الصغير. ٨٣۔ ‎۔‎١ أخرها علي الطفل مهما تكن الخادمة في درجة من الحنو والعاطفة ى ودرجة من التعلم،والتربية ء فإنها لن تعوض الأم أبدا7ولو عوضتها في التربية7والأخلاق،فإنها لن تعوضه حنان الأم ث وحبها ؛ فعاطفة الأمومة أمر لا يصطنع،فلا يمكن لخادمة تشقى طول النهار ى تكد وتشقى،وفوق ذلك ينتظر منها أن تعطي الطفل الجنان » وهي تحس بآلام نفسية كثيرة } وفاقد الشيخ لا يعطيه. ‏٦لأثراوا : ه اوتار الطهل للحنان على أساس ما بيناه سابقا،أن الطفل محتاج للحنان والحب ‘ والرعاية ث وما ينتج عن فقده لكل هذه الأمور أشياء منها : الشرح النفسي لدي الطفله من منطلق مكوث الطفل ساعات طويلة مع الخادمة ث وبعدها تتحول رعايته إلى أمه بعد عودتها من عملها يسبب في الطفل تضاريا ث وشرخا نفسيا0ذلك لأن من طبيعة الطفل حب الانفراد بأم واحدة،وهذه الحاجة منتفية في هذه الحالة،مما يجعل الطفل ممزق العواطف وهو بين حضنين كلما تعود حضنا انتقل إلى الآخر فلا يعلم أيهما أمه.ومرات عديدة يحدث الأمر الخطير ،وهو تعود الطفل على حضن الخادمة س مما يسبب النفور من الأم وفتور العلاقة بينهما والحرج لها أيضا،وهذا ما تشتكي منه الأمهات كثيرأ ،وأيضا الأولاد مما يؤدي إلى تمزق أسري ى يضفي الغربة على تعاملاتهم،ومما يزيد الطينة بلة أن الكثير من الخادمات قليلات الاستقرار فى بيت واحد ؛ لأنهن مستأجرات،ونظرا للمشاكل التي تحدث منهن،فينشأ على ٩٣۔ ‎-۔‎١ عدم الاستقرار العاطفي4مما يؤدي إلى أخطار مستقبلية في حياته0فيقع الطفل بين الحجب الفطري،وتعلقة العاطفي بالخادمة أو المربية")١(.‏ تقول (أروى يوسف ‏ ١٣سنة) متحدثة عن الخادمة:أنها مسافرة س لهذا أحمل صورتها معي أينما ذهبت0أشعر بالخوف وعدم الأمان عندما أتخيل أنها قد تتركني يوما..إنها صديقتي وحبيبتي..أحكي لها كل شيء عن نفسي..إنني مرتبطة بها أكثر من والدتي")١(.‏ ثانيا :الأفر الديني إن المولود يولد على الفطرة ،فإن كان مربيه غير مسلم فسيتحول إلى ديانة مربيه لا محالة3إذا لم تكن هناك رقابة دائمة على هذا الولد.وكما يقول نبينا لة(كل أي يمهدانمولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه س أو يمجسانه)()٢‏ له الطريق0ويحببانه في الاختيار7فهما يعلمانه أو يجهلانه ث يصلحانه أو يفسدانه 3يرفعانه أو يخفضانه3يقدمانه أو يؤخرانه.إن الطفل الذي يحرم من أمه ساعات النهار.ويبقى تحت رعاية الخادمة التي لا يعلم لها أصل حقيقي.حتى وإن أثبتت أوراقها أنها مسلمة0فبعضهن يزورن أوراقهن ،ما يجعل الطفل في خطر عقدي 3 خاصة إذا علمنا أن بعض الديانات الهدامة تتخذ الخدم وسائل لترويج عقائدها. "نشرت جريدة(العرب) في لندن ١٩٨٦/٣/٣١م‏ في العدد()٢٢٢٨‏ ما مفاده أن جهاز المخابرات في الكيان الصهيوني (الموساد) بدأ في تنفيذ خطة لتجنيد آلاف الممرضات والخادمات الفلبينيات اللواتي يعملن في منطقة الخليج العريمي للتجسس ( ٩٨٢م٧٠٢ ‎١ص‎ لبنان‎ؤ دلر العلم للملايين بررت٠أطفالنا١ ٠ ‎طر‎ ( (١ينظر :علي الن‎ ١‎ ٩٩٨١م( (١حلة:تعت المشرين { ع 1 ٢الخدم ودائرة الخطر. ‎ ‏( )٢مر تفرنجه. ۔ ٤ ‎.۔‎١ .إن دورهن أكبر من هذا:فمن غير التجسسعلى دول هذه المنطقة" ‏()١ يحاولن زرع عقائدهن،وتشويش الركائز الإيمانية عند هؤلاء الأطفال،وبين هذه الديانات أيضا المجوسية،والتي اكتشفت عدة عمليات من هذا النوع ،والعثور على منشورات تدعو إلى التوجه نحو الأطفال. نادية متزوجة تحكي حادثة وقعت مع صديقتها تقول :لاحظت هذه الصديقة أن أولادها يشعلون الغاز0ويقفون أمامه باستمرار9فسألتهم لماذا هذا التصرف؟ قالوا :إن الخادمة علمتهم كيف يعبدون النار وهم يفعلون")٢(.‏ إنه أمر خطير جدا على الدين والدنيا.لأنه يس أشرف شيء وأسماه وهو عبادة الله ى لذلك يجب تدارك الأمر قبل استفحاله ء وإذا شب الطفل على هذا الاعتقاد يصعب رده إلى الطريق،فيحتاج جهدا مضاعفا من أهله. ثالثا :الأقذر الخلقي: كثير من الأسر لا تعلم أصلا للخادمة س فلا يراعون فيها الجانب الخلقي0ولو روعي ذلك فإننا نجد العديد من الخادمات يصطنعن الخلق بادئ الأمر حتى يلقين القبول،أو يصطنعنه مع وجود الوالدين ى حدث مرة أن عثر على رسالة لسريلانكية بعثتها من الأردن إلى صديقتها في سريلانكا ء فحوى ما جاء فيها : أوصيك أن تأكلي جيدا حتى يتحسن مظهرك8ولا يظهر أنك من سكان القبور . وأرجو أن تخفي حقيقة مرضك لأنك ستعالجين هنا في أرقى المستشفيات مجانا ..إنني سعيدة جدا بسبب خروجك من السجن ..‏"()٣ ١٤٠٤ه/ ١٩٨٦ذر الحة‎٠ب مربيات عميلات للمرساد.بقلم:إيراهيم بن إسماعيل } أغسطس‎( )١بحلة الإصلاح6ع‎ ‎ص٢٢( (٢الأسرة (عمان) ع 0٨٢٣٦:أبريل ‎ا٩‎ ٩٧م\{ ( )٢صرت للرأة.دون عدد١٩٩٨/٣/٣١‎ .3 ‎م ١‎ ٤ ١-۔ من الرسالة يتضح أن الخادمة يمكن أن تكون خريجة سجن ‘ والسجن كماهو معلوم لا يدخله سوى المجرمون في الغالب0وخاصة أنها امرأة0فلا يؤمن من هذا الصنف في الأخلاق،والتصرفات . وما يحدث من قصص عديدة تملأ المجلات والجرائد يوميا ما يعضد ذلك ،فكيف يمكن أن يتأتيى الخلق من كافرة لا دين لها ولا قيم تردعها،بل بعض الديانات تدعو إلى العادات المستهجنة والمنافية للدين والترويج لها. ولا بأس بذكر بعض الأمثلة الواقعية. إن الخادمة تعتبر سببا في ترويج المحرمات كالمخدرات في بعض الأحيان ؛ تقول (م.ن)١٩‏ سنة:كنت أعاني كثيرا من المشاكل مع والدتي الدائمة ء في البداية توددت لي الخادمة س وكأنها تريد مصلحتي3وإخراجي مما أنا فيه..وساعدتني في الحصول على بعض الحبوب المخدرة التي هربت بها من واقعي،لكن مع الوقت بدأت تهددني بإبلاغ أهلي إن لم أعطها المزيد من المال")١(.‏ ويروي محام كويتي قصة شهد حيثياتها يقول :كانت خادمة تعتني بأحد الأطفال،الذي لم يتجاوز عمره الرابعة ث ويعد فترة من عملها وجدت الأم أن طفلها يصرخ إذا سقط الماء على أجزاء حساسة من جسمه،وعندما تفحصت المكان وجدته متورما0مائلا للاحمرار،وبعد أخذه إلى الطبيب تبين أن الطفل مصاب بعرض جنسي ؛ لأن الخادمة كانت تستعمله في إطفاء رغباتها")٢(.‏ ويقول أحد الأردنيين بعد أن سرقته الخادمة من معاملتها حو أطفاله:خلال تواجدها عندنا كانت تقوم بتصرفات غريبة ى وكانت تعامل أولادي بأسلوب ‏( ٦١م.س) ‏( (١توت المشرين اع: ر)٢‏ الجريمة.ع٦٦:‏ ١٩٩٧/١٦/٦ .م‏ ‎۔ ٤ ٢۔‎١ مشين ،مثلا:كانت تتعمد خلع ملابسها على مرأى منهم في حالة غيابنا عن المنزل")١(.‏ وربما حدث أخطر من هذا وهو الاعتداء على الأعراض يروي محام قصة خادم كان يميل إلى خادمة فلما لم تعر له اهتماما أراد الانتقام منها بأن أبلغ رب الأسرة بوشاية عنها عن سوء سلوكها ،ولما واجهها رب الأسرة بما ادعاه الخادم عليها . كشفت له أن الخادم قام بالاعتداء على أربعة أطفال لرب الأسرة ث منهم بنتان . وولدان أكبرهم في الثانية عشرة من عمره")٢(.‏ إنه لأمر خطير جدا مما لا يرضاه سوي لأولاده فلذات الأكباد.وهكذا فالأمثلة على ذلك كثيرة.وما يحدث في المحاكم،وأقسام الشرطة:وما يظهر على طباع الأطفال مما يؤكد ذلك. رابعا :الاثر الصحي معظم العاملات يأتين من شرق آسيا من دول فقيرة،الفقر المدقع،فلا يتصور لشخص غني أن يستبدل حضن البلد،والأهل بجوار أناس غرباء ربما يعاملونه معاملة العبيد3ومقابل مبلغ زهيد ث من خلال هذا الفقر الذي يعيشه هؤلاء الخادمات فإنهن يكن في حالة صحية متدهورة0مظاهر الهزل ي والوهن بادية على وجوههن،ويمكن أن تكون حاملة لأمراض معدية فتنتقل إلى الأطفال،فلا يعلم أمرهم إلا بعد استفحال المرض. هذا من جهة ومن جهة أخرى،إن وجود الخادمة الدائم مع الطفل وغياب الأم الطويل عن طفلها يجعلها تجهل عن طفلها حاجات منها :هل طفلها يأكل جيدا . ‏( )١صرت للرأة (م.س) ‏( )٢الحريمة (م.س) ‎۔ ٤ ٣۔‎١ أو هل تعطيه الخادمة الاكل؟ ربما أدى خصام بين الأم والخادمة إلى انتقام الخادمة من الولد بأن تحرمه الغذاء،أو تضع له أشياء مسمومة أو فاسدة س كما حدث مع أم إذ لاحظت أن ولدها دائم الرض يشكو من تقلصات في أمعائه0واكتشفت بعد عرضه على الطبيب أنه يعاني من تسمم،وعندما سألت الأم الخادمة،ويعد إلجاح اعترفت الخادمة أنها كانت تضع له بعض فضلات الآدميين في طعامه 3 وعندما سئلت عن سبب ذلك أجابت:إن أهل الطفل دائما يشتمونني ويسبونني0ويقولون إنني لا أستحق سوى أكل هذه الفضلات0فصممت أن هكذا ذهب الأطفال الأبرياء ضحية المنازعاتيكون ابنهم أول من يذوقها")١(.‏ وكيد الخادمة. ومرات يهمل الأطفال فلا يظفرون بلقمة واحدة تسد جوعهم مدة غياب أمهم ،تقول إحدى الأمهات :بعد شجاري مع الخادمة،تغيرت معاملتها مع أطفالي.فعند رجوعي من العمل أرى الصغار بملابسهم التي ناموا بها0لدرجة ء فرغم المال الذي تجلبه الأم العاملة إلا أنهمأنهم لم يتناولوا طعام الإفطار"()٢‏ يسامون أبغض المعاملة ى ويتركون للإهمال ء محرومين من أهم الأشياء ؛ من الحنان والعطف والدفء،حتى الطعام حرموا منه. الأقر الأمنيخاهساً: نسمع من فترة الأخرى عن خادمة تركت أطفالا يلعيون فحدث لهم حادث . أو تسببت في قتل طفل انتقاما إلى غيرها من الحوادث المستمرة التي تدخل الرعب في قلوب الآباء على أبناءهم س فالطفل يعيش في جو متوتر مليء بالمفاجئات مع وجود ‏( )١تحت العشرين (م.س) ‏( )٦الأسرة (عماد) ع :‏ . ٨١٤‏م١٧/٦٩٩١ ‎۔١‎ ٤ ٤۔ الخادمة.خاصة إذا حصلت عداوة بين الآباء والخادمات0تتحدث أرملة عن واقعة لها مع الخادمة،تقول:في يوم من الأيام قفلت الخادمة الباب على أبنائي } وذهبت عنهم إلى إحدى صديقاتها0حينها خلا الجو للأطفال فعبثوا يكل شيء وجد أمامهم » حتى اشتعلت النار في البيت ى وأثناء عودتي رأيت الدخان يخرج من النافذة ى ووجدت الباب مقفلا س مما اضطرنا لكسر الباب،وأخذ أولادي إلى أخطار تحدق بالأطفال من كل الجهات،مما يسبب الألم للأم التيالمستشفى"()١‏ تخاف على أطفالها من هول الإهمال الذي يقع فيه هؤلاء الأطفال. سادسا :الأثر اللغوي: في وقت تشهد فيه اللغة العريية ترديا ء وضعفا على ألسنة الشباب ث يستزاد الطين بلة0بترك الأطفال تحت رعاية أجانب لا يحسنون من العريية حرفا0ومع ذلك يحرفونها3فتنشآ لفة جديدة؛ عبارة عن مزيج بين اللغات الآسيوية . والإنجليزية0إذ لما نسمع بعض الأطفال الذين تربوا على يد المربيات،يجعلنا حيارى في كينونة اللغة التي يتحدثون بها:فلا هي عربية ولا هندية ولا إنجليزية : وهكذا يشيون على هذا اللسان المحور الحرف ‘ في وقت نحن بأمس الحاجة إلى المحافظة على اللغة العربية لغة القرآن ى وهذا أيضا يجعل الطفل يتأخر لغويا } ويشوش علاقاته مع غيره،ويمكن اعتباره أهم عامل لعدم التكيف ‏ )!٢(.كل ذلك مما يسبب له الانطوائية والعزلة7والخجل ،وضعف الشخصية ى والتحرج من نسج علاقات مع الغير ى وخوف السخرية من لسانه. ‏(( )١م۔س) ‏( )٢ينظر: ١٩٩٠م)‏ ص\٨١‏ عن سممر نوف ‏ ٤١التحليل انني للولد ب ص١٦٥‏فواد حيدر » الشخصية ل الإسلام رط١‏،دار الفكر العري ث بعروت ‎۔ ٤ ٥۔‎١- تقول مديرة روضة متحدثة عن طفلين لاحظت فيهما التأخر اللغوي:عمر كل منهما ثلاث سنوات..وكل ما يقدران عليه إصدار أصوات كالتي يصدرها الطفل في عمر الثلاث شهور.وبعد التقصي عن الأسباب تبين أن الأب يقضي معظم وقته خارج البيت،والأم تعمل ي والطفلان تركا في يد الشغالة")١(.‏ لا يقتصر أثر الخادمة على الطفل الصغير بل يتعداه إلى المراهق أيضا. أثر الخادمة علي المراهق: منفترة المراهقة -كما أشرنا -هي من أصعب الفترات التي تواجه الإنسان بين ما ذكر:إن المراهق في هذه السن يبدأ الشعور الجنسي يستيقظ فيه ث ويكون في أوجه (أي في أعلى درجاته)0والخادمة أجنبية عنه ى و معظمهن لا يتورعن أمام الأمور الجنسية ذلك مما أكدته إحصائية تبين ارتفاع نسبة اللائي يقبلن بالممارسات الجنسية دون حرج،وخاصة أن بعضهن كافرات أو من ديانات لا تجد حرجا في هذه الممارسات ‘ بحكم سكن هذه الخادمة في بيت مخدومها ‘ وكثرة دخولها ، وخروجها،واقتحام الفرف كلها0كل هذا يؤثر على المراهق ويؤدي به إلى أمرين هما: © إما الوقوع في الحضور،وهو الزنا ى فكم من قصة رويت من شباب مراهقين يتفاخرون بينهم بهذا العمل ؛ لأن الخادمة في هذه الحالة ولو مانعت تكون في مركز ضعف ‘ ،لكونها تعمل بأجرة وحاجتها المادية الملحة حتمت عليها ذلك 3 فمصيرها المالي بيد تلك العائلة ‘ وريما أدى امتناعها عن الخضوع لرغبات المراهق إلى الوشاية بها واتهامها بتهمة تؤدي بها إلى الطرد س أو ريما يصدر من الخادمة نفسها،فتقوم بالتحرش بالمراهق فيقع في الحرام ث يقول أحد ( )١الأسرة (عمان):١٧٤٧ ‎ع.م‎٢/٥٩٩١ ١‎ ٤ ٦-۔ الأردنيين" :مكثت الخادمة عندنا ثلاثة أشهر ي وخلال المدة كانت تقوم بتصرفات غريبة من بينها التحرش بإبني البالغ من العمر ‏ ١٥‏)".(١ةنس © الحالة الثانية :يقوم المراهق بكبت مشاعره المتأججة في قرارة نفسه،وهذا الكبت يسبب له آلاما نفسية ؛ لأن الغريزة المغارة = كل الغرائزح تحتاج إلى إشباع وعدم تلبيتها في هذه الحالة يسبب الما نفسيا يؤدي إلى التوتر النفسي ه والغضب وهو ما يؤكده الطب النفسي0بقض النظر عن المشاكل الأخرى التي تنشأ من جراء الخادمة. أثر الخادمة علي الزوج: إن الذي يقع على المراهق يقع أيضا على الزوج،مما يؤدي إلى خيانات زوجية داخل البيت س من الطرفين معا0وربما حملت الخادمة من جراء ذلك وترتب عليه من الأمور ما يهدد الحياة المشتركة للأسرة،إذ يصل الحال ببعض الأزواج أن يغتنم فرصة وجود الزوجة خارج البيت لإشباع غرائزه مع الخادمة ى فما على الخادمة سوى الاستسلام4وإلا هددت بالطرد أو مشاكل أخرى. ويحدث أكثر من هذا؛ فكثير من الأزواج تعجبهم خادماتهم فيقوم بتزوجها نابذا زوجته الأولى في زاوية من زوايا البيت،وإلا طلقها0وما يحدث أيضا تأجج الغيرة والشكوك بين الزوجين،كل منهما يراقب الآخر لعل أحدهما يرتكب خيانة ضد الآخر مع الخادم ث وهذا يكثر غالبا من طرف الزوج،مما يؤدي إلى وهن العلاقة الزوجية ث وضعف الصلة بين الزوجين فيؤدي إلى الطظلاق ،وتشريد الأطفال بين أبوين ممزقين،وهذا ما يقع في حياتنا اليومية. ‏( )١صوت للرأة (م.س) ٤ ٧-۔‎١ أثر الخادمة عملي الزوجة يكفي خوفها على أطفالها0وهي خارج بيتها0وبداخله0فهي دائمة الخوف عليهم لما أوردناه من المخاطر التي تحيط الطفل ‘ ،والمخاطر التي تحيط العائلة من عدة نواح0فهي تخاف على زوجها من الوقوع في حبائلها (الخادمة) س والقيام بتطليقها (الزوجة)8أيضا الخوف على أسرتها من أمنها الذي ينجر عنه الطلاق ء والخوف من الخادمة على المنزل من السرقات التي تحدث.إن أمورا عدة تحيط المرأة التي في بيتها خادمة،ولو استع المقام لذكرتها. وكل تلك الأخطار تهدد أيضا البيت السعيد من جراء تلك المشاكل المترتبة السالفة ث وتهديد كيان الأسرة يعني تهديد كيان المجتمع الذي اعتماده الاساسي على الأسرة0وأفرادها. هذا لا يعني أن كل الخادمات كذلك،ولكن الأمر لا يخلو من هذه الأمور. خلاحة: بعد سرد الإيجابيات والسلبيات المترتبة على خروج المرأة على الأولاد نخلص إلى أمور: ه إيجابيات عمل المرأة على أولادها معظمها يكون على منطلق مادي ه وبعض الفوائد الطفيفة التابعة لها كتوفير الراحة س والعناية المدرسية ء واكتساب الثقة لدى الأطفال س والمعاملة الحسنة إلى غيرها من الحسنات. ه إن تلك الإيجابيات لو قارناها مع سلبية واحدة تكفي مرجحا لها س فمثلا وهو أقواها:إن الطفل الي يتربى بعيدا عن حضن أمه س ويلقى الإهمال 3 من افتقاده حنان وعطف س ورعاية ي تجعل الطفل ينشأ ممزقا من الداخل ٨٤۔ ‎۔‎١ يصعب علاجه أو تغييره مع الأيام0والأخطار التي تتهدده3نظرا لعدم العناية الخلقية،والمراقبة اللازمة0تهدد دينه.وأخلاقه0وقيمه. فالمقياس في الإيجابيات مقياس دنيوي محض بغض النظر عما يترتب عنه من مفاسد دينية ى وخلقية0ونفسية ستسيع إلى الطفل والأسرة والمجتمع والدين ‏٥ فهو تهديد للضرورات الخمس ‘ من ارتكاب للجرائم0وارتكاب للفواحش ء وتناول للمحرمات. إن الأم مدرسة س تخرج أجيال التي تحمي المستقبل:وكل ما يراد من الأم هو التربية فقط،فلم يطلب الإسلام منها الإنفاق ؛ حتى تنصرف لهمتها المقدسة التي تستحق من خلالها الطاعةء ودخول الجنة،فالإسلام مبني على قاعدة مهمة هي الواجب يقابله الحق أو العكسس وواجب الطفل نحو أمه وأبيه الطاعة ء لكن مقابل هذا الطاعة أن يعطى حقه المشروع ي حسن تربيته ورعايته الرعاية اللازمة.هذا خلافا عن الحالات غير العادية.كاضطرار الأم للعمل. إذا فعمل الأم يتهدد الطفل0وبدوره يهدد (الطفل) المجتمع إذا كبر وترعرع على غير الخلق الإسلامي أو شب في أحضان خادمة كافرة7منحرفة الأخلاق ،مهلهلة العقيدة ى كل هذا بناء عما مضى ب وما تعززه الأدلة والبراهين.ويكفي تأكيدا لذلك ما يحدث في الغرب،في أميركا مثلا ،بوجود شباب ليس كغيره من الشباب ممزق من كل الجوانب & جعل مستقبل الحضارة مرهونا به س ويهددها بين لحظة وأخرى بالافول. » إذا لو كان عمل الأم وإهمال التربية أتى بالخير والحضارة والرقي وكان الإيجابي فيه أكبر من السلبي لما حدث ما يحدث من جرائم وسرقات ه وقتل،واعتداء على الأعراض،وظهور أنواع،وألوان من الديانات التي ٤ ٩-۔‎١ تدل بوضوح على التمزق الذي يسبب عدم الإنتماء.وعدم الإشباع الروحي ،وعدم الاقتناع بالواقع الحاضر،أيضا ما يدعو إليه أنصار خروج المرأة7ومساواتها برجوعها إلى بيتها0والاكتفاء بالبيت فقط س بعد أن دخلوا التجربة،وذاقوا نتائجها،وتبين لهم أن الصواب ليس كذلك زيادة على ذلك فكثير من المشاهير من النساء بمجرد أن ترزق إحداهن بولد تجدها تلتف به بكل ما أوتيت من حنان ورعاية وحماية ؛ لأنها تعلم العلم اليقين بأن صلاح الأولاد ورعايتهم أعظم من أي شيء س وأن ذلك هو الفطرة السوية0وهو صلاح للجميع- ،ولو أن النزعة الفردية طاغية أثر عملها على نفسها: الإيجابيامت: او:الناحية الاقتحادية تعمل المرأة-كما رأينا -من أجل المال غالبا7فالعمل يمثل لها المال والربح والفائدة0والدخل المستقر الذي يحصنها من نوائب الدهر. ووراء هذا الدافع دوافع أخرى تجنى منه،فالمال للمرأة يعني استقلالا اقتصاديا ء وهي عقدة طالما تضجرت منها0فعملها يخلصها منها0ويحقق لها المآرب التي ترجوها. ٠.۔ ‎۔‎٥١ ثانيا :الناحية النفسية للنقطة السابق علاقة وطيدة بهذه،فالاستقلال الاقتصادي يحقق للمرأة العاملة أمورا.ورغبات نفسية0وهذه الرغبات عديدة وكثيرة نذكر منها : ‏ )١الإحساس باستقلالية الشحصية. ‏ )٢الثقة بالنفس ءوالاعتماد على النفس . ‏ )٣التحرر من سلطة الرجل . ‏ )٤تحقيق الراحة النفسية . ‏ )٥تكوين علاقات اجتماعية . من خلال ما رأينا في الدوافع س نجد أن أكثرها تكون لصالح المرأة من ناحية الفائدة الشخصية. فالمرأة العاملة لما تذهب للعمل فإنها ستستفيد من أمور عدة،مبدأها أولا :الاستقلال الاقتصادي ؛ وهو بدوره يحقق أمورا عدة للمرأة تكون لصالحها غالبا ؛ فاستقلال المرأة اقتصاديا يعني لها التحرر من قبضة الرجل؛ لأن السبب الرئيس الذي يجعلها تحت سلطة الرجل وتحكمه (في مفهومها) وتكون تابعة لقراراته هو التبعية الاقتصادية0ما دام المال في يد الرجل،وهو الذي ينفق عليها فإن السلطة باقية في يده0وهذا ما تؤكده كثير من العاملات. هذا التحرر يجعلها حرة بلا قيود تكبلها0تخرج متى شاءت دون أن يسألها أحد ت وخروجها هذا يسهل عليها الطريق لعدة إشباعات ؛ من تكوين الصداقات والتعرف على الناس،وتلبية مآرب عاطفية لها0واختلاط بالرجال { والتطلع إلى عالمهم ،وفي ذات الوقت تتخلص من البيت ومشاكله التي تحاصرها،وتمنعها من الاستمتاع بوقتها وشبابها ء وأنوثتها. ‎۔ ٥ ١۔‎١ أيضا إضافة إلى ما سبق العمل يحقق لها الطموحات الشخصية التي طالما حلمت بها،وتصل إلى مراكز كانت ترنو إليها. فمخالطتها للناس من مختلف الطبقات والاعمار يجعلها تكتسب خبرات عديدة ؛ منها كيفية التعامل مع الناس،وكيفية التعامل مع المستجدات ‘ والمشاكل المحدقة بها0مما يؤثر في علاقتها الأسرية0وزيادة مداركها الشخصية ي فيزيدها ثقة بنفسها،وبمواهبها. ونظرا للأفكار السلبية التي تراودها حول بيتها.ومكوثها فيه،مما تجد فيه من الملل،والتعب ،والأفكار الإيجابية تجاه العمل0من توفير مال ،واستقلالية 3 وهروب من المشاكل كل ذلك يجلب لها الراحة النفسية س والقناعة الذاتية بفائدة العمل. كل هذا ما نجده في تصريحات كثير من العاملات0من بينهن ما تقوله عاملة لبنانية:كيف يمكن أن تبني ثقتها بنفسها (المرأة)؟3تكون الإجابة:العمل أولا وأخيرا.بغض النظر عما إذا كان جامعيا أو حرفيا س فعندما تعمل وتنتج تستطيع أن تمسك قرارها:وهذا هو السبيل الوحيد في رأيي حتى تخرج من دائرة الاضطهاد")١(.‏ ومن أهم الإيجابيات أيضا أنه يخلص بعض البنات من العنوس،الذي انتشر بشكل كبير في العالم الإسلامي ؛فالمرأة عندما تعمل تكسب ميلغا من المال،وبه تكون قد حققت مصدر جلب للشباب-كما أشرنا سابقا0 -فعالمنا الإسلامي يشهد بطالة عريضة في صفوف الشباب،ويستشري يوما بعد يوم س مما يقف أمام أحلام الشباب وتحقيقها0فتكون العاملة أحسن حل لهذا المشكل بالزواج منها 3 ( )١زهرة الحليح.ع‎ 0٩٧٤‎:س!٢٣ ٥ ١٩ص { ‎م‎١١/٦١/٧٩٩١ ‎۔-١‎ ٥ ٢۔ فهي ‏ ١لتي تصرف عليه ء وتقوم له بعمل البيت ءفهو لا يضره شيء ) الشاب ) وربما ساعدته في إكمال دراسته ي وتتخلص المرأة بدورها من العنوس،فتنشئ لنفسها بيتا .وتحمي نفسها برجل يكون بجانبها من مزالق الرذيلة ونوائب الدهر ه وهذا ما محدث كثيرا فى بعض الدول العربية الإسلامية مثل السعودية. بعد أن رأينا الإيجابيات نأتي إلى السلبيات. لصلبيا وت: حراع الادوار من أخطر السلبيات التي تحيط المرأة العاملة ن خاصة التي تعمل خارج نطاق طبيعتها3كالعمل في المصنع،أو الموانئ هو صراع الأدوار ظهرت بحوث عدة مؤخرا تدل على وجود تغيرات فيزيولوجية في جسم المرأة العاملة تفقدها أنوثتها تدريجيا س كما أنها في ذات الوقت لا يمكن أن تصبح رجلا ؛ وذلك لما لاحظوا من تغير بطيء في كيانها لم يثر الانتباه أول الأمر0لولا ما سجلته الإحصاءات من اطراد النقص ف المواليد بين العاملات0وكانت الظنون إن هذا النقص اختياري محض ‘ وذلك لحرص المرأة العاملة على التخفيف من أعباء الجمل0والوضع واللإرضاع تحت ضغط الحاجة0والاستقرار في العمل.ولكن ظهر من خلال الإحصاءات أن نقص المواليد بين المتزوجات العاملات لم يكن أكثره من اختيار بل عن عقم استعصى علاجه..وبفحص نماذج شتى منوعة من حالات العقم اتضح أنه في الغالب لا يرجع إلى عيب عضوي ظاهر..مما دعا العلماء إلى افتراض تغير طارئ على كيان الأنثى العاملة نتيجة انصرافها المادي والذهني0والعصبي عن ۔٣٥١۔‎ قصد أو غير قصد عن مشاغل الأمومة0ودنيا حواء ن وتشبثها بمساواة الرجل ه ومشاركته في ميدان عمله")١(.‏ فكل ما يحيط بالمرأة من تكوين { ووظائف ؛ من حمل ورضاعة ث ووضع له أهمية بالغة للمرأة3إذ يسهم في بناء المرأة بناء محكما ويزيد في نضجها،واكتمال نموها،إذ إن أهمية وظيفة الحمل والوضع بالنسبة للأم لم تفهم حتى الآن إلى درجة كافية.مع أن هذه الوظيفة لازمة لاكتمال نمو المرأة")٢(.‏ وذلك الصنف من النساء هو ما يسمى بالجنس الثالث0فلا هي بأنثى،ولا هي برجل ‘ لا انتماء لها "تفسيرها هو :إنها عقدة تتميز بميل المرأة إلى السيطرة 3 والعدوانية التي تناقض طبيعتها من الميول الأنثوية ى وتقوم بدور الحاجز عن دورها الطبيعي ؛ (الحمل والرضاعة } والأامومة) س مما يجعلها غالبا تعاني من اضطرابات وصراعات نفسية تنعكس عليها في حياتها العاطفية س ومظاهر سلوكها خلال مراحل (الحيض س والحمل ،والولادة)،فهي ضحية حلةق مفرغة من الصراعات النفسية والخوف اللاواعي من الأنوثة يؤدي إلى بروز الميول الذكرية ى ويسهم بدوره في زيادة حدة الصراع والقلق النفسي")٣(.‏ هذا من جهة،ومن جهة أخرى نجد النوع الثاني من صراع الأدوار ؛ وهو ما يتطلب من المرأة من أدوار يؤدي بها إلى صراع،وتسارع بينها لأدائها ء وهي : دور الأمومة4ودور الزوجية0والدور المهني. ‏( )١عمل اللرأة ي لليزان (مرجع سابق) ص١٥٦‏ عن مقال لبنت الشاطئ تمريدة الأهرام ‏( )٢الكي كاريل (مرحع سابق) ص: ‏( )٣فزاد حيدر إللرأة لي الإسلام ول الفكر الفري (ط١‏،دار الفكر العري } بررت ‏ ٩٩٦‏م ) ١‏٥١-٦٥١دص ‎۔-١‎ ٥ ٤۔ صراع الادوار: حينما سئلت المرأة العاملة عن الصعوبات التي تمنعها من تحقيق طموحها المهني ذكرت ٢٨,٦؛‏ أن هذه الصعويات تتعلق بالزوج والأولاد.كما ذكرت ‏ +٥.٣أن هذه الصعوبات مصدرها العمل نفسه،مما يبين وقوع المرأة العاملة في صراع الدور فمطالب البيت والزوج،والأولاد التعددة تشدها عن التركيز في مطالب العمل")١(.‏ وهذا التعدد في الأدوار نتج عنه مشاكل عدة أثرت على المرأة العاملة وهي : قيل سرد تلك النتائج نأخذ نموذجا لامرأة عاملة تعاني من عملها ى حتى نستطيع استخراجها من خلال الواقع. تقول العاملة (لطيفة) ث مسؤولة في إحدى المؤسسات العمومية:آه لو أتمكن من البقاء في منزلي ‏ ٤٨ساعة دون عمل،إنني أشعر بالإرهاق المتواصل س وأنه يكاد أن يحطم حياتي الزوجية.لقد أصبحنا في المنزل كالغرباء نلتقي من الليل إلى الليل..فاطفالي لهم حياتهم الخاصة،وأخشى أن تكون لزوجي أيضا حياته الخاصة..وتتكلم عن أولادها تقول :صحيح أنني أمدهم بالضروريات المادية . وأنتي أهيئ لهما مدرستين خصوصيتين،وأراقب الخادمة داخل البيت،ولكنني أشعر أن هذه المهمات هي مهمتي أنا أما ى وزوجة بالدرجة الأولى..ولكنني أصبحت أكثر إرهاقا ،وأكثر عصبية.وأمنيتي أن أتمكن من الجلوس في منزلي 4كامرأة س وزوجة دون أن أفكر مجددا فى العمل. أشعر كأنني نحلة فقدت مملكتها فتاهت،ولا أدري أتعود إلى الوراء أم تتقدم")٢(.‏ ( )١محمد سلامة آدم للمرأة بين البيت والعمل ( ط : ١دار لمعارف | التاهرة) ‎م٤١٦ :٨٩٩١ص‎ ( )٦٢جريدة الرطن (م.س) ‎ع٥٢٥٨: ‎۔١‎ ٥ ٥۔ إذا في ضوء النموذج السابق نخلص أن أهم السلبيات التي تعاني منها المرأة العاملة. ‏ )١الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي. ‏ )٢ضيق الوقت. )٣العصبية الزائدة. ‎ ‏ )٤الإحساس بالذنب ى والتقصير0الخوف. ‏ )٥الشعور بالإحباط لعدم التوفيق في أدوارها. ‏ )٦الأهمال النفسي \ والمضار الصحية. ا -الإرهاق الجسدي والنفسي: المرأة جنس يشري خلقة الله تعالى ضعيف البيان ومرهف الإحساس ۔ وسريع التأثر والتالم.رغم ذلك نجدها-إذا كانت عاملة-تتحمل أعباء مضاعفة لوحدها،فهي كالساعة تدور طوال اليوم ث بغض النظر عن عسره؛ فهي تعمل في بيتها عملا صعبا يحتاج جهدا جهيدا ث من غسيل وتنظيف،ورعاية أطفال ء إضافة إلى ذلك عملها خارج البيت ؛ فهي تقوم بعمل مثل الرجل تماما دون تفريق. فلو فرضنا أن المرأة العاملة تعمل عمل الرجل فقط تكون بذلك تحملت عبئا كبيرا أثقل منها ،لكن أتنقوم بعمل الرجل س وتضيف إليه عمل البيت المضني تكوت قد عرضت نفسها لشيء لا طاقة لها به؛ مما يجعلها ممزقة القوى،منهكة التفكير س كل ما في جسدها يعاني الإعياء ث ذلك ما ينتج عنه من كآبة نفسية 3 7 ۔٦٥١-۔‎ عينة من النساء العاملات،حيث تبين أن ثلثي العينة أكثر ما يعانين منه هو الإرهاق الذي ينتج عن الإضطلاع بدورين أساسيين4دور الأم ى ودور العاملة")١(.‏ وللإعياء والإرهاق آثار جانبية أيضا سنذكرها لاحقا. آ -ضيق الوقوتك: يجمع خبراء اشتركوا في الإجابة على استطلاع وجه إليهم على أن طول مدة غياب المرأة العاملة عن البيت في مقدمة العوامل التي تعوق حسن أداءها لدورها } ويعكس هذا العامل جوهر المشكلة التي تعاني منها المرأة العاملة ى وهي ضيق الوقت س فالعمل يسلبها أطول ساعات النهار.ولا تجد متنفسا لها للراحة مما يجعلها تقصر في دورها سواء في البيت أو في العمل ‘ وينتابها إحساس بالاكتتاب ه س ويؤدي بها إلى التقصير في صلةوإحساس بالظلم0وثقل المسوؤلية"()٢‏ وتلبية حاجاتها الإجتماعية ؛ وزيارة أهل زوجها.رحمها ‏ -٢الإحساس بالذنب والتقصير والخووه: نظرا لضيق الوقت0وتكاثف الأعمال على عاتقها وحدها تخل في أداء واجباتها3وهذا الإخلال يشعرها بأنها مقصرة في حق من حولها؛ في حق أولادها وزوجها0وأسرتها3وأهلها؛ لأنها تقصر في تلبية حاجاتهم التي تعد من مسؤوليتها .والتي ينتظرها الكل منها دون غيرها0وذلك مما نجده في النموذج السابق جليا. والتقصير في تلبية مطالبهم من عطف وحنان ‘ ورعاية ى وحاجات ضرورية0رغم المدد المادي الذي تسهم به س يشعرها بذنب التقصير ؛ تقول مذيعة ( )١محمد سلامة آدم (مرحع سابق) ص د \٦٥عن دراسة احرقما هدى زكريا على ١٥ ٠ ‎لامرأة عاملة0م١ ٤٨ ‎ (( )٢للرحع السابق) ‎ص٢٥٧ ‎۔٧ا ١‎ ٥۔ عمانية لما سئلت عن دورها تجاه أولادها :آه آه وألف آه..لقد عزفت على الوتر الحساس ..وأثرت مشكلتي ؛ فأنا مبعثرة في حياتي ،ولكن ليس بعمق الكلمة 3 ومشكلتي تكمن في عدم قدرتي التوفيق بين البيت والعمل..ولا أستطيع التخلي كما لاحظنا من خلال النموذجين أولعن أحدهما،فأنا أحب الأثنين معا")١(.‏ ما انطلق من شفاه المرأتين هآوهة،بل آلاف الآهات0وهذه إنما يدل على ألم دفين ،وصراع عميق في النفس بين العواطف تجاه أطفالها.والأنا(رغبات النفس الجامحة)ء لكن الأنا غلبت في هذه الحالة. أما الخوف فمن أمور عدة0وكثيرة7تخاف على أطفالها من الإهمال والضياع،ونتائج التقصير في حقهم0والخوف على الزوج في التخلي عنها } وانشغاله بغيرها؛ لأنها تعلم أنها منشغلة عنه،والغيرة عليه ؛ لأنها أدرى بعالم الرجال بمعاشرتها لهم والدخول في عالمهم وما يحدث فيه.إلى غيرها من الأمور اللسببة للخوف. ‏ -٤الشعور بالإحباط لعده التوفيق في ادوارها: إن صراع العاملة دائم ؛ إذ قلما نجد امرأة عاملة توفق في عملها وعمل البيت معا؛ لأن البيت كله يحتاج إلى تفرغ تام ث حتى المتفرغ له يعتريه بعض التقصير أحيانا؛ نجدها أحيانا تخفق في دورها أما0فتخسر أولادها بتضييع رعايتهم 3 والعناية بهم،وأحيانا تخفق في أداء عملها لانشغالها بالبيت0وهذا ما صرحت به بعض العاملات ".ذكرت ‏ ٨٢٠من العاملات اللائي أجري عليهن الاستطلاع بأن الزواج قد سبب لهن ارتباكا في الذهن في عملها ث وكان وراء قلة الإنتاج ى وسوء ( )١الأسرة ( عمان):٧٢٧ ‎ع ‎۔١‎ ٥ ٨۔ ومرات تخفق في الدورين معا0فلاالعلاقة بالرؤساء0وقلة فرص الترقية"()١‏ نجدها موفقة لا في بيتها ولا في عملها0فكل هذا يكبلها بأحاسيس ملأها الإحباط ؛ لأن طبع الإنسان يرنو إلى النجاح س ويل التقصير والإخفاق8فيحاول جاهدا إظهار ما بوسعه ليشبع هذا الإحساس في نفسه،وربما أن المرأة عاطفية فإن هذه الأمور تؤثر فيها تأثيرا أشد،وأعمق. ه -القوتر والعصبية الزائدة من خلال الاستطلاع الذي أجري على العاملات وأزواجهن اتضح أن من خلال الأزواج أن الزوجات يعانين من العصبية الزائدة"()٢‏ ذلك منطقني غالبا ؛ لأن الإنسان كائن ضعيف خاصة إذا تكلمنا عن المرأة ويحتاج إلى راحة لتجديد قواه:وكل جهد فوق الطاقة يؤدي إلى الإعياء . والضجر ،وعدم التحمل جاء في القرآن قوله تعالى ( :ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا ء وقال أيضا( :لا يكلف الله نفسا إلا وسعها))٤(.‏به)()٣‏ وإذا لم يعالج هذا الإعياء بالراحة،تولد عنه نوع من العصبية الزائدة والتوتر الجامح ؛ فالعاملة تأتي من عملها منهكة القوى متعبة بعد مشاكل العمل ، والعوارض النفسية التي تعتريها شهريا (الدورة الشهرية)3والطريق } والمواصلات س والمشاكل التي تتخللها من زحام0وتحرشات‘ وجرح بالكلام،ثم بعد أن تصل إلى بيتها سيكون في انتظارها كم هائل من الواجبات،وبمجرد تذكر هذه الواجبات يخلق في نفسها نوعا من الإحباط والتوتر النفسي ‘ وما إن تنتهي منها ٦٥ ص‎ ( )١محمد سلامة آدم ( مرجع سابق) ص٢٦.٠.( (٢للرحع السابق‎ ( )٢سورة البقرة الآية٢٨٦ ‎ ( )٤سورة البقرة الآية٢٨٦ ‎ ‎۔١‎ ٥ ٩۔ حتى تأتي مشاكل الأولاد وطلبات الزوج0وبمجرد الخلاص منها تكون في أوج تعبها.وهيجان توترها. العفن وس: لوحظ في بعض المجتمعات التي توسعت في تشغيل المرأة انتشار ظاهرة العنوس..يشكل لافت للأنظار ؛ فأعداد العوانس تكثر بين العاملات بشكل ملحوظ ،نظرا لاسباب منها: +ترى العاملة أن الزواج في سن مبكرة يعطلها عن العمل،ولا تريد دخول التجربة الزوجية حتى تصل سنا معينة0وبعد أن تحقق أحلامها } وطموحاتها. +بعض الأعمال تشترط على العاملة عدم الزواج س مما يؤخر سنها للزواج } ويذهب عنها الخطاب. +بعض الآباء يتحجج ويمنع بناته من الزواج خوف انقطاع راتب البنت ء والذي يلعب (الراتب) دورا مهما في معيشة الأب. +وجود فئات من الشباب يتخوفون من التزوج بالمرأة العاملة.ويطمئنون أكثر للبنات غير العاملة. +إن الزواج يمثل للعاملة الإنجاب،والأولاد والمسؤوليات،وتقييد الحرية 3 والإنحباس في البيت،ذلك ما يجعلها تعرض عنه . وبعد ذكر الأسباب لا بأس بذكر بعض النماذج من العوانس. نهى ‏( )٢٨سنة تقول:كنت أعمل مضيفة جوية ث ومن بين شروط التعاقد عدم الزواج ،وقد أثر الطيران قي صحتي،فتركت العمل..لكن هذا ٦١ .٠-۔‎١ العمل أثر في فرصي للزواج3والتي كانت تناسبني في بداية حياتي العملية")١(.‏ وأخرى أبوها وقف حجر عثرة أمام زواجها لأنه يعتمد على راتبها الذى تحصل عليه من عملها.مسوغا أفعاله بدرايته بمصلحة البنات تقول:حقق أبي ما يريد أو بعض ما يريد..وها أنا ومن بقي من شقيقاتي نؤمن له العيش الرغيد ث فمن مرتباتنا شيد بيتا جميلا ث ولدينا سائق،وخادمتان { ولا يعدم أبي الحيلة لرد الخاطب..تمنيت لو أني فشلت في دراستي،ولم أرزق عملا 3 أصبحنا دجاجا يبيض ذهبا")٦٢(.‏ حتى أن بعض التخصصات العملية أصبحت عنوانا للعنوس0مثلا في السعودية أصبحت مهنة الطب بالنسبة للبنات تدل على العنوس ى تقول ريم الحامدي طالبة جامعية:كنت أحلم أن أكون طبيبة7واجتهدت في دراستي الثانوية في القسم العلمي حتى أتمكن من تحقيق أمنيتي.رغم مؤهلاتي للالتحاق بكلية الطب،وقفت حائرة أمام المستقبل.لكن ما رأيته من تعنس بين خريجات كليات الطب جعلني أجهض رغبتي في علم الطب خوفا من العتوس")٣(.‏ هذا طبعا لا يمثل جميع العالم الإسلامي (إذ إن كل منطقة لها عاداتها التي تتميز بهاء والأعراف التي تسودها0ويخضعون لا. اع ٩٩٧/٧١ .١ ٠م٢٣٤ . ‎١ص‎( )١الفرحة‎ ص٢٣١٢د‎ ( )٢الأسرة ء(هولندا) ع‎: ( )٣الزواج ئ ‎ع١٩٩٨/٦‎ 0 ١م ‎ 6ص١٥ -‎۔١٦١١۔ المضار الصحية: إضافة للمضار النفسية فإن المرأة العاملة تحدث لها مضار بالغة من عدة جهات ؛ من جو العمل،ومن التعب والإرهاق0فكل بين فترة وفترة نسمع نداءات من أطباء:وظهور بحوث متنوعة حول عدة أمراض أو مضار تحدث للمرأة العاملة جراء عملها. صرح البروفيسور الدكتور كلين رئيس أطباء مستشفى حكومي في المانيا .وذلك في مؤتمر أقيم هناك قال فيه :إن نسبة كبيرة7وكبيرة جدا من النساء في مجتمعنا لسن سعيدات في حياتهن ‘ والسبب في ذلك هو المتطلبات الجسمية،والروحية وغيرها كثير }المتصاعدة.وعلى هذا فإني أعلن النفير العام لعلم الطب)١(..‏ نجد بحوثا تحذر المرأة من أمراض القلب ‘ وأخرى تحذرها من مغبة تقليد الرجل وأخرى تحذرها من الملابس التي تلبسها كالكعب العالي الذي يؤدي بها إلى العقم } وغيرها من الأمراض. حملت نتائج دراسة أشرف عليها استشاري علوم الشعر،وأمراضه (هيور أستون) تحذيرا للنساء العاملات من سقوط شعرهن جراء الإجهاد،والتوتر .. خلصت الدراسة بعد متابعة ‏ ٨٠٠من النساء العاملات إلى أن العاملات في موقع عمل رجالية يكتسبن أساليب عمل تتصف بالمجابهة،والمناقسة الشديدة س مما يزيد إفراز (التيستوستيرون) الذكري الذي يتسبب في سقوط الشعر،وإزدياد المساحات الوسطى من الرأس غير المغطاة بالشعر..ويعتقد الباحثون أن تغير دور النساء في المجتمع يقودهن إلى التشبه بالرجال س ويصبحن أكثر حساسية لسريان الهرمونات الذكرية داخل أجسامهن")٢(.‏ ٠٧ )١٩٨٨:ص‎ { موسمة الرسالة6بمروورت‎ ( )١فتحي يكن:الإسلام والجنس (ط١٦ ( )٢الأسرة (مرلندا) ‎ص٦١د -‎۔١٦١٢۔ ريما لا نراه كثيرا في بلداننا الإسلامية أو لا نراه أصلا س ولكن هذه الأمور تحدث مع مرور الزمن،فالمرأة العاملة حديثة المولد عندنا بالنسبة للمرأة العاملة الغربية. كل هذه الأمور تؤثر في نضارة المرأة وتسلب جمالها.ويظهر هذا في وجهها الشاحب ے المتعب الملئ بالأاصباغ الاصطناعية0ومواد التجميل لتخفي ذلك الوجه المتعب،والجسم المرهق. بعد عرض الإيجابيات والسلبيات تخلص إلى ما يلي : إن الإيجابيات رغم تعددها ففيها اعتراضات : ه الإيجابيات هنا مبنية أولا قبل كل شيء في الغالب على النظرة الشخصية دون شمولها. ه أيضا تعتمد على النظرة الأنانية.والهروب م المسؤولية. © تمتاز بالقصور ؛ محدودة بزمن ‘ دون النظر إلى مترتبات الأمور المستقبلية. لا تخضع للمقياس الشرعي ؛ لأن الإسلام جاء بمقاصد { وإذا لم تتحققه هذه المقاصد في أمر من الأمور بطل0ويعض هذه الإيجابيات منتفية فيه هذه المقاصد. ه إضافة إلى ذلك السلبيات أقوى من الإيجابيات ؛ والشرع يدعو إلى درء المفسدة قبل الملصلحة ،ولما كانت السلبيات أقوى ،لذلك يقدم درأها على جلب المصلحة. » أيضا يدعو الدين إلى تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة،وهنا نجد أنه رغم وجود إيجابيات شخصية إلا أن هذه الإيجابيات أحيانا تودي ۔٣١٦١۔‎ ما ينفع المجتمع وهو درء تلك المقاسد على إلى الضرر بالمجتمع » لذلك نقدم جلب المصلحة الشخصية. أثر ممل المراة علي زوجها إيجابيايته: ا -مساحة الزوج اقتصاحيا: إن هذا العنصر له أثر مهم في العلاقة الزوجية0وله أثر خاص على الزوج ؛ لأن المساعدة التي توفرها الزوجة للزوج تجعله يحس بالارتياح0ويخفف عنه الحمل الثقيل الذي يتكفل به ؛ لذلك نجد أن الشباب الذين يقبلون على الزواج بالعاملة دافعهم الاول والأقوى هو المردود الاقتصادي الذي سيلحقهم من جراء عمل الزوجة،نظرا للظروف التي تعتري الزوج وهو في أول الطريق،ويفتح له بابا لطالما استصعبه على نفسه،وهو الزواج إضافة إلى ذلك المردود المادي ى إذ إن بعض الشباب يكون اتكالهم الكبير على زوجاتهم. ‏ -٢إمكانية احتماد الزوج عليها: بمقتضى عمل المرأة فإنه سيرتسم عليها الطابع النظامي0وطابع العمل ث ومن نةلام وانضباط،وتحمل مسؤولية.وتحملها للمسؤولية يجعلها تقدر معناها . وتحاول إثبات وجودها0لتكون قدر هذه المسؤولية الملقاة عليها ى فتحاول أداء دورها سواء زوجة أو أما ى كل هذا يريح الزوج حتى إذا سافر أو غاب س فإنه لا يخاف على أولاده من سوء تصرف زوجته ؛ لأنهم تحت رعاية أم قادرة على تحمل المسؤولية } وإتمامها. ٦٤۔‎١ ‏ -٢ثقة الزوجة بنفقسما: إن إكتساب الزوجة الثقة بنفسها عن طريق العمل يشعر الزوج بوجود طرف فعال يفخر به،تتفهم أوضاعه العملية.وتسهم معه في حل مشاكله نظرا للخبرة المكتسبة من العمل سواء من خبرتها أو من خبرة الآخرين3أيضا مما يجعلها تحسن التصرف في أمور عدة مثل التعامل مع أهل الزوج،وأصدقائه. ‏ -٤إحساس المراة بما يابسة الزوج: كما يقال لا يحس بالجمرة إلا الذي كوته ؛ فالمرأة تشعر جيدا بالإحساس الذي يعانيه الزوج من عمله،فإذا عملت8ودخلت الميدان أصبحت طرفا في هذا الإحساس،وبشعورها ذلك تعرف كيف تتعامل مع زوجها0وتعذره إن بدر منه تصرف خشن أو اضطراب ف العلاقة ؛ لأنها تدري أن العمل يسبب مشاكل تؤثر في الشخص،وتجعله مضطرب الموازين. ه -المعاشرة الزوجية: يصرح بعض أزواج العاملات س بأن الزوجة العاملة تكون أكثر استجابة للمعاشرة الزوجية ص نظرا للأجواء المحيطة بها ف العمل } والشارع مما يثير فيها ذلك ك واختلاطها بالنساء المتزوجات يزيدها دارية بأمور كانت خافية عليها ‘الشعور وتجارب لم تخضها. الص لبياوت: ا -إهمال الزوجة لزوجها: .وتحملها للأتعاب الملقاة عليهاإن المرأة العاملة مكتظة الأوقات ‘ فوقتها ص وهذاا لضيق يسبب لها خللاقليل ‘ وكثرة الأعما ل يجعلها تعاني شحة ق ‏ ١لوقت ‎۔ ٦ ٥۔‎١ في القيام بأداء دورها في البيت تجاه أسرتها ؛ إذ أدوارها كثيرة وعديدة،وشاقة أيضا،مما يجعلها تقصر في أمور زوجها المادية. من خلال دراسة أجريت على نساء عاملات،وأزواجهن اشتكى ٦٢٥؛‏ منهم من إهمال الزوجة له0وعدم تلبية حاجاته المادية)١(.‏ وظهرت ردات فعل هؤلاء الرجال كما جاءت على نسائهم. تقول إحداهن أنه لا يجد فيها صورة أمه ،وأخرى تقول :يقارن بيني ويين شقيقته ريه البيت،وجارته التي كان ينوي الزواج بها0فتثور ثائرتي"()٢‏ آ -عده إرضاء حاجاته الزوج في المعاشرة: من بين الشكاوى التي اشتكى منها الأزواج في الدراسة أن ‏ ٨١٦٢.٥ذكروا ولا تخفيصراحة أن الزوجة لا تؤدي ذلك السلوك إلا مضطرة0ويشكل آلي الزوجة شعورها بذلك،حيث عبرت عن نفسها بنفس النسبة س وتعلل الزوجة هذا التصرف منها بما تكون عليه دائما من التعب،والإرهاق بعد أداء الواجبات المنزلية. من بين ما جاء في إجابة بعضهن أنها قال :إنني أفعل ذلك (المعاشرة الزوجية) مضطرة عندما يريد مني ذلك من كثرة الأعباء التي أقوم بها")١(.‏ وهذا الأمر صعب جدا على الزوج ومن الممكن أن يفضي به إلى مفاسد في العلاقة التي بينهما ،ويؤثر على سلوك الزوج يشكل سلبي ؛ لأن الرغبات النفسية من الشهوات بأكملها تحتاج إلى إشباع3وتعطيلها يؤدي إلى نتائج وخيمة ‏٠ كالاضطراب النفسي ‘ والقلق ث وربما وصل الأمر إلى حد الطلاق ؛ لأن الزوج يتزوج ليلبي رغباته0وليحصن نفسه ؛ فإذا أحس بالتكلف في المعاشرة بجث عن ‏( )١للادية هي :إعداد الطعام/الماية بالملابس /ترفير الجو المادئ /السهر على راحته. ‏٢٢٨‏( )٦حمد سلامة آدم (مر حع سابق) صد٢٢٣٦-٢٣٢٣ ٠(( )١الرحع الابق)‎ ١‎ ٦١ ٦-۔ البديل س سواء بالحلال أم الحرام ،مما يؤثر على تماسك الاسرة ويهددها بالضياع 3 وعلى المجتمع أيضا. -تغير سلطة الزوج: إن الإنفاق كما قال تعلى في كتابه هو السبب الثاني في جعل القوامة بيد الرجل وهذا بالضبط ما نلحظه في بعض الأسروإذا سقط هذا الركن اختل الدور وضعف التي تعمل فيها الزوجةس بمجرد عملها وكسبها تتحول السلطة إليها0فتنادي بالمساواة فلا شيء يشدها إلى الرجل،فميزة الإنفاق لم تصبح تهمها لأنها قادرة على الإنفاق على نفسها س وربما أصبحت هي المتسلطة في بعض الأحيان،خاصة عندما يكون الرجل عاطلا عن العمل8فيكون هو العالة:مما يجعل الزوج يحس بالدونية والشعور بالضعف مما يولد فيه الإحباط،والشعور السلبي في النفس ء وضعف في الشخصية0فيكون الزوج تحت سلطة الزوجة وليس العكس. ‏ -٤سو معاملة الزوجة للزوج. كثير من الأزواج يشتكون من سوء معاملة زوجاتهم لهم بسبب الغضب الزائد والتوتر المفرط،سواء معهم أم مع أولادهم،نتيجة لحالة الإرهاق النفسي،التي تعاني منها بسبب كثرة المشاغل والأعمال،سواء التي تعتريها في العمل ،أم في البيت،وهذا التعب والإرهاق يؤدي إلى عدم استجابة الزوجة لتلبية جميع المطالب المتوقعة منها..وخاصة تلك المطالب المتعلقة بالزوج سواء المادية والمعنوية"()١‏ ( )١محمد سلامة آدم (مرجع سابق)٠٦٢ ‎ص -‎۔١٦١٧۔ ه -إنعداء الراحة اللازمة: قال تعالى(:ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)()١‏ :إن الحكمة من الزواج هو السكن إلى الزوجة س ولكي تكون الزوجة سكنا يجب أن تكون فيها هذه الصفة؛ وهي السكون والهدوء كل هذا لا يتوفر في الزوجة العاملة0التي تشتكي من التعب8والإرهاق،والضيق س فهي في ذاتها تحتاج إلى سكن،فلا يمكن أن يجد الزوج السكن في زوجة هي في ذاتها تبحث عن السكن ؛ ففاقد الشيء لا يعطيه؛ مما يعقد الأمور على الزوج س وتقصيرها في حق اولادها يجعل الزوج يحس بالضيق،وكثرة المشاحنات من جراء ذلك،نظرا لاضطراب نفسيتهما معا ث فالرجل جاء من العمل متعبا مرهقا ،مثقلا بالمشاكل ه والزوجة كذلك ،فلا يبقى سوى حلين ،إما تفريغ ذلك الغضب8أو كبت المشاعر في النفوس خوف التنازع. ‏ -٦الغيرة عليها: إن الإنسان المسلم ليس كغيره من أهل الأديان0فهو يمتاز حمية ‘ وغيرة مفرطة أحيانا س وما نجده الآن من تزين،وتبرج النساء ث واختلاط في أماكن العمل والتي يفرض بعضها قصرا على العامل س مما يجعل الزوج يخاف على زوجته،وتساوره الشكوك بذلك،فتجعله يتصرف تصرفات مليئة بالشك والريبة. ‏ -٧الغيرة نسا: مما يمتاز به أيضا المسلم ،والعربي خاصة هو تعوده على النظرة الدونية للمرأة } ونظرة الرجل المستعلية،فالمرأة أقل من الرجل دائما في نظره ث فكل مظاهر التفوق التي تظهر من الزوجة يقابلها مظهر الإخفاق من الزوج يجعله يحس بشعور ملؤه ( )١سورة الروم } الآية٢١ ‎ ‎۔١٦٨۔ ‘ والدونية ى وخيبةا لأمل ؛ لأن زوجته أكثر تفوقا منه ء فهي كثيرة‏ ١لا حباط الحدوث بين الإخوة فكيف إذا ما كانت بين الزوجين. خاصة القول: بعد عرض الإيجابيات والسلبيات نخلص إلى: أن السلبيات طغت على الإيجابيات0لاسيما في أهم العناصر الأساسية التي تدعم أسس الحياة الزوجية ؛ كالمعاشرة وتلبية حاجات الزوج المادية مما يهدد استقرار العلاقة بين الزوج والزوجة،وأيضا افتقاده أهم مقصد من الزواج:وهو السكنع والمودة الذين حث عليهما الشرع الحنيف. ذلك رغم وجود الإيجابيات إلا أن معظمها بعيد عن المقصد الشرعي،وتتركز أكثر شيء على الجانب المادي،والدنيوي. ۔٩١٦١۔‎- المبحت الثاني :أثر عمل المرأة المسلمة على المجتمع لا تا حدي: ‎لا قر(١ الإيجابياية‎: ا -دمه الاقتصاد الوطني: يقال إن دخول المرأة العمل يرفع الاقتصاد0ويزيده دعما ؛ لأن المرأة نصف المجتمع ،ولا يتأتى تقدم دولة أيا ما كانت إذا تعطل فيها نصفها الثاني0وهي المرأة، فإذا أقحمنا هذا النصف زاد الإنتاج0وتكاثفت التجارب8والخبرات0وأعطى للإنتاج روحا قوية في كل الميادين0وأيضا يقلل من العمالة الأجنبية ت ويحل مشكلة الاتكالية على الغير،والبقاء على التبعية.والتي ينجم عنها أمور عدة تهدد الاقتصاد الوطني،بإخراج مبالغ طائلة إلى دول أخرى ث وعدم الإستفادة من الموارد المالية0والمحلية } التي تذهب إلى العامل الوافد. -القضاء علي البطالة: إن عمل المرأة يساعد في القضاء على البطالة ؛ بإقحام عدد من النساء في العدمل ،إذ نجد الكثير منهن يبقين دؤن عمل،ويسببن مشكلة وطنية خاصة اللتخرجات من الجامعات،والجائزات على الشهادات. أيضا تساعد على سد الأماكن الشاغرة التي تخص الأنشى كالتطبيب ه والتمريض ... -.۔٧١ل‎ -خلت جو من العمل: تقول إحدى الباحثات الدكتورة (كاميليا عبد الفتاح) في بحثها (حول سيكولوجية المرأة العاملة) بعد عرض نتائج الدارسة وتحليلها : وجود المرأة في مكان العمل أدى إلى تحقيق جو من العمل الرتيب،بما تخلفه من مرح0وأحاديث شيقة0ففي رأيهم (العمال) أن أحاديث الرجال تدور حول عادة حول العمل ،والترقيات ،والعلاوات،أما المرأة فهي غالبا ما تتناول موضوعات إنسانية . عبر رجل من (الذين أجريت عليهم الدراسة) بأنه سعيد ى ويشعر براحة في العمل مع المرأة بل ويشعر براحة أكثر عندما يحدثها بمشكلاته الخاصة ،ويتخذها كأخت له0وهو يستطيع أن يعرض عليها أمورا قد لا يعرضها على أخته. يعتقد الرجل أن سلوكه في جماعة العمل أصبح أكثر تهذبا بسبب وجوده مع زميلاته ف مكان واحد)١(.‏ الصلبياوتے: ا -البطالة: إن الوطن الإسلامي يشكو من نسبة ضخمة من البطالة بين الذكور فقط بخض النظر عن الإناث س وما زاد الأمر تعقيدا هو إقحام عدد ضخم من النساء في أماكن الرجال وكانت نسب النساء اللائي يجدن العمل أكبر من الرجال،فبقي الرجل دون عمل واختلت الموازين9فاصبحت المرأة هي التي تعمل،والرجال ينفق ( )١كاميليا عبد الفتاح (مرحع سابق)٤٨١-٦٨١ ‎ص -‎۔١٧١۔ عليهم،فتغيرت الأدوار مما أسهم في ضعف الاقتصاد » وأثر في البنيان الاجتماعي آ -ضعفه الاقتصاد: تسبب نزول المرأة إلى العمل في ضعف الاقتصاد لأسباب،منها : ه انتشار البطالة. ه إستبدال المرأة بالرجل0كما لا يخفى علينا أن الرجل هو الاصل في العمل دوره،وينيته س ومكانته.وتكوينه كلها أمور مساعدة على العمل والجد والكد لذلك جعل الله القوامة بيده:وجعل الإنفاق على كاهله. إن المرأة مهما عملت فإنه سيأتي عليها فترات تحول بينها وبين القيام بدورها في العمل على أحسن حال‘ وهي الأمومة س فارتباطات الأمومة تضطرها لانقطاع ى أو التأخر عن العمل ى والتقصير في تأدية مهنتها ،نظرا للأعباء الكثيرة الملقاة عليها0لذلك نجد أن كثيرا من الدول الصناعية0تفرض للمرأة العاملة راتبا أقل من راتب الرجل؛ لأنه يأخذ بعين الاعتبار تلك الأمور المعوقة أحيانا عن العمل. وما يؤكد ذلك ما قاله خبير فرنسي،قال إن المرأة يكون عطاؤها في أوجه في السنوات الثلاث الأولى من عملها0ولكن سرعان ما يبدأ في التنازل بعدها بخلاف الرجل الذي يزيد عطاؤه كلما تقدمت به سنوات العمل،وازدادت خبرته أكثر. ۔٢٧١۔‎- وتقول أيضا مديرة مصنع فرنسية لما سألت عن جدوى المرأة في الاقتصاد . قالت:إن الذي يستخدم النساء كالذي يستخدم إناسا معوقين")١(.‏ حتى الأثر الذي يتركه عمل المرأة على الزوج أو الأولاد له أثر على . الاقتصاد القومي ،لأن ذلك الزوج،وأولئك الأولاد هم عناصر في المجتمع فما يؤثر فيهم يؤثر في المجتمع أيضا ‘ فالأطفال الذين يعانون العقد النفسية،أو الاتكالية.أو يعانون من الانحراف يتضرر من أفعالهم المجتمع قبل كل شيء. والزوج الذي يلاقي المشاكل في بيته،ولا يجد الرعاية فيه،يجعله مضطرب القوى ،مشتت الفكر مما يؤثر سلبا على عمله وعطائه. خلاصة القول: إن التحجج لعمل المرأة بالجدوى الاقتصادية:حجة مرجوحة،والتحجج بالقضاء على البطالة أيضا لا أساس لها ؛ لأن العالم الإسلامي يتخبط في البطالة بين الذكور بغض النظر عن الإناث ويزيد الأمر تعقيدا إقحام النساء في العمل.في الوقت الذي نجده فيه الشاب يبحث عن العمل،ويسافر،ويغترب من أجل ذلك. يقول المودودي عن الجدوى من عمل المرأة على الاقتصاد " :ليس فيه منفعة للتمدن نفسه ،بل فيه له كل المضرة ؛ لأن الحياة والحضارة الإنسانية حاجتها إلى الفلظة والشدة س والصلابة كمثل حاجتها إلى الرقة ،واللين والمرونة س وافتقارهما إلى القواد البارعين،الساسة ء والإداريين الحازمين كافتقارهما إلى الأمهات المربيات،والزوجات الوفيات،والنساء الصنع المدبرات ى فيما واحدة من الطبقتين أسقطت س وأهملت جرت على التمدن في كل حالة بالغ الضرر والخسارة")٢(.‏ ]٧5في حصة حول عمل المرأة . ‎م‎٤١/٣/٨٩٩١( )١عن الفتاة الفرنسية‎ ص١ ٩٢( )٢أبر الأعلى للودودي (مرجع سابق)‎ ‎۔١٧٣۔ أيضا الحجة التي مفادها :إن المرأة التي لا تعمل0خسارة للمجتمع لأنه تعطيل لنصف الممجتمع ،ضعيفة.وتعتمد على تفسير مادي0يقول مصطفى السباعي في هذا الصدد" :إن في كل مجتمع فئات معطلة عن الإنتاج المادي،فالجيوش والموظفون لا يزيدون في ثروة الأمة المادية.وقد رضيت الأمم بأن يتفرغ الجيش لحماية البلاد ء دون أن تلزمه بالعمل والكسب ‘ فهل يقال أن هذا تعطيل للثروة البشرية يؤدي إلى إنخفاض الثروة القومية في البلاد ؟..إن حياة الناس ليست كلها تحسب بحساب الربح4والخسارة المادية ،فالكرامة والشهامة كل ذلك خسران مادي،ولكنه ربح عظيم لا يتخلى عنه الناس الشرفاء الذي يعتزون بكرامتهم الإنسانية.وليست صيانة الاسرة ورعاية الطفولة0وتربية الأولاد بأقل شأنا في نظر الإنسان الراقي المعتز بإنسانيته من تلك القيم الأخلاقية التي تقاس بالمقياس المادي البحث")١(.‏ إن الإيجابيات معظمها منظورة من زاوية مادية ‘ والتغطية على الزوايا الأخرى رغم ذلك نجدها مرجوحة لضعفها. آ) الاثر الإجتمامحي: الإيجابيامته: ا -التكامل الإجتماعمي: من نتائج عمل المرأة = كما يقال -زيادة التكافل الاجتماعي س وزيادة التقارب بين الأسر من جراء العقلية الغربية الجديدة،التي تتسم بالحرية ؛ فجو الصداقة الذي يكون في العمل بين الرجال والنساء يربط أواصر الأسر بعضا بيعض ۔ ويضفر على تعاملات الأع ضاء بين بعصهم،وبين أسرهم نوعا من الحرية.ورفع ‏( )١مصطفى الباعي (مرحم صابق) ص-١٩٤۔١٩٥-‏ ۔٤٧١۔‎ الكلفة س مما يسهل توطيد العلاقة ؛ فصديق العاملة يتعدرف على أسرتها،والعاملة المناسبات .كما يكون} وتكثر الزيارات والالتقاء قعلى أسرة العاملةتتعرف العمل سائدا ف التعاملات. آ -القضاء علي العنوسص: كما عملنا سابقا إن عمل المرأة يسهم في القضاء على العنوس في بعض الجالاتس والعنوس هو مشكل من بين المشاكل الاجتماعية الكبرى التي تقلق المجتمع عما يقلل النسل ،ويزيد من فرص الوقوع في المهاوي والرذيلة0وبالقضاء عليه يكون قد قضى على أهم مشكل من المشاكل الاجتماعية. -خلق حضارة إنسانية: إن زيادة الدخل القومي‘ وزيادة الدخل الفردي يؤدي إلى رفع المستوى المعيشي للفرد ث ورفع المستوى الاقتصادي للدولة0فتزداد المرافق الضرورية كالمدارس ‏٠ والمستشفيات ‘ ويقل الفقر،والمظاهر غير حضارية ويزيد وعي الناس،وتتغير طريقتهم المتخلفة نحو الأحسن والأرقى0واللحوق بالركب الحضاري،إلى حياة منعمة مرفهة ء ونظيفة ،خالية من الفقر،والمجاعة ى ومظاهر التخلف ؛ من تسول،وكثرة أمراض،مما يعطي الطابع المتحضر للدولة. ‏ -٤التقليل من المواليد: إن الشائع الآن بين الدول الاقتصادية،والمتطورة قلة المواليد } ومما أسهم ف قلة النسب هو عمل المرأة ؛ لأن العمل ومتطلباته يمنعانها من النسل ؛ فالمرأة العاملة تريد تفرغا ث وعدم انشغال بالبيت ؛ فإذا كان لها أولاد وقفت طموحاتها لها الطرد.عجال عملها ‘ وممكن أن بسببفنحو المواصلة والعطاء ۔٥٧١۔‎ إضافة إلى الحمل الذي يسبب لها الوهن وترهل الجسم0ويفقدها نضارتها وطبيعتها المرحة التي تحتاج إليها كل الاحتياج في عملها .وتؤكد بعض الإحصاءات التي تجرى على المواليد بين النساء العاملات وغير العاملات،أن نسبة المواليد قد قلت بشكل ملحوظ عند العاملات. أيضا قلة المواليد تساعد في الاعتناء بالفرد0بتوفير وسائل الراحة،والتعليم ء والصحة س والرفاهية0وتساعد على التربية،والتفرغ التام. -حلق مجتمع متحضر ومتعلم: إن لعمل المرأة تأثيرا على الفرد وعلى الأسرة بالزيارة في الدخل الفردي والدخل القومي8فإذا كان المجتمع صناعيا0وقليل السكان أدى إلى توفير الضروريات0ووسائل الحضارة0مما يسهم في بعث شعب متعلم مثقف واع متحضر في تعاملاته ث وتصرفاته.ومنظره ت وهذا ما نجده واضحا في الدول التكنولوجية المتطورة مثل أوريا0وأمريكا0من رقي في المجتمع0وارتفاع في المستوى الثقافي ي والعلمي للفرد،وانتشار الجامعات،والمعاهد التي ذاع صيتها في العالم بأسره. إن دخول المرأة المجالات المناسبة بها0والتي تخدم المجتمع أيضا لها الدور الفعال في نهضتها،ورقيها،والتخفيف من الأضرار التي يخلقها إبعاد المرأة عن هذه المجالات. السلبيامته: إن النتائج السلبية التي أثارها خروج المرأة للعمل على الأسرة عامة له دخل كبير في التاثير على المجتمع أيضا من الوجهة السلبية كما هو من الوجهة الإيجابية ؛ لان المجتمع صورة مكبرة للأسرة مما أدى إلى أضرار أخرى هي : ۔٦٧١۔‎- ا -الاختلاط. إن الاختلاط تزامن تماما مع خروج المرأة سواء أكان للعمل أو للتعلم المختلط،إذ أصبح الاختلاط شيئا عاديا ألفته العين في شوارع الدول الإسلامية } وأماكن العمل والدراسة،مما أدى إلى عواقب وخيمة جنت على الفرد والمجتمع كلية مهددا كيان المجتمع وحياة الأفراد4وما زاد الطين بلة ضعف الوازع الديني } والخلقي3والحصار المرير الذي يحاصر به كل من اتسم بصفات الإسلام. وترتبت عن الإختلاط أمور خطيرة منها: ه الإنعلال الخلقي إن ما أنجز عن الاختلاط وضعف القلوب8هو الانحلال الخلقي،فقليلا ما امرأة تخرج للعمل دون تبرج أو زينة تلفت بها الا نظار4حتى الحجاب تغيرنرى شكلة أصبح حجابا متبرجا ربما فتن أكثر من غيره من اللباس أحيانا » وكل ما في الشوارع مثير للفتنة ء ق المحلات.والمصانع حتى ف البيوت عن طريق وسائل الإعلام التي اعتمدت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت على العنصر النسوي دون غيره مقصية بذلك الذكور.لأنه لا يؤدون نفس المفعول الذي تؤديه الأنثى 3 وظهرت من جرائه مظاهر ‘ وأوبئة تكاد تفتك بالمجتمع فتكا مريعا . ه الزنا إن الزنا مرده إلى ضعف النفوس،وسهولة التقاء الرجل بالمرأة ى فالرجل يثار بالتبرج والزينة الفاضحة0بعد ذلك يجد الوسيلة التي يروي بها شهوته ث ويلبي تلك الإثارة بسهولة:.فالعمل كما نعلم من أخصب الأماكن لنشوء هذه العلاقات } ذلك بحكم الجوار الدائم بين العامل والعاملة.فيجدها بجانبه طوال النهار لا تفارق ۔٧٧١۔‎ .مصداقاالتورع لهذا الاختلاط} والمشكلة هو مصاحبة عدم اللمة وعدمعينه لقوله يلة (إتقوا النساء فإن أول فتنة بين إسرائيل كانت النساء)()١‏ انتشرت نسب الطلاق بشكل كبير.مماء فقدأيضا ما أدى إليه من طلاق ضعف الروابط الاجتماعية في الأسرة الواحدة ،وأدى إلى الانحراف س وانتشار الجرائم المختلفة. -العفوس: إن كشرة التقاء الذكر بالأنثى.وسهولة الوصول إليها لتلبية رغباته منها . أسهمت بشكل رهيب ف انتشار ظاهرة العنوس،إضافة إلى أسباب أخرى منها عمل المرأة نفسه-كما أسلفت۔. خلاصة القول: إن السلبيات المنجرة عن عمل المرأة من الجانب الاجتماعي أكثر بكثير من الإيجابيات،وأشد خطرا ،تكفي مضعفا للإيجابيات وتغليب الجانب السلبي عليها. ‏( )١رواه مسلم ۔٨٧١۔‎ الخاتمة: إن النتيجة التي نخلص إليها بعد سرد الإيجابيات0والسلبيات0ومناقشتها تتلخص في بضع كلمات مختصرة. عمل المرأة المخالف للفطرة0والتكوين الفزيولوجي لها هو تعد على سنن الكون الإلهية إذا لم تقتض إليه الضرورة التي أشرنا إليها ولست أبالغ إن قلت: إن عمل المرأة بالشكل الذي نراه في عصرنا0والمخالف للشرع،هو نذير خطر على المجتمع كله0فهو كالسوس الذي ينخره،والمولى تعالى يقول(:فلمن تجد لسنت النه تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)()١‏ إن الذين يختلفون معي في هذه النتيجة0يعود إلى ميزانهم الذي يزنون به هذه القضية0فمنظوري لهذه القضية منظور إسلامي ؛ لأن القضية تمس الدين والخلق ،ومقاصد الشرع ى فالذين ينظرون إلى هذه المسألة من المنظور المخالف ينظرون إليها بمنظور دنيوي0ومادي. لذلك يجب أن نأخذ المسألة بشكل جدي،وأكثر وعيا0وأكثر بعدا عن الأهواء الإنسانية .ويكفينا تجارب غيرنا الذين وجدوا بأن خلاصهم هو رد المرأة إلى مكانها الأصلي والفطري ‘ فهو أحسن لها ث ومن حولها،وللامة أجمع. والحل الوحيد لهذه القضية جذري ‘ يتلخص في كلمتين : العودة إلى القرآن الكريم،وتحكيم شرع الثه في ديننا0ودنيانا ؛ لان شرع الله كل لا يتجزأ،لا نستطيع أن نأخذ منه شيئا ونقصي الباقي7وخاصة في الأمور الاجتماعية. قال تعالى ( :ولو أن أهل القرى آمنو واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والألرض)()٢‏ ( )١سررة فاطر،الآية٤٢٣: ‎ ( )٢سورة الأعراف ا الآية٩٦ ‎ -‎۔١٧٩۔ أحصاعايرته: تقول الإحصائية التي صدرت في إسبانيا هذا العام (١٩٩٨م)‏ عن معهد المرأة فى مدريد)١(:‏ إن عددا ضخما من النساء يعانين من المضايقات،من ضرب‘ وإغتصاب ‘ واعتداءات جسدية ونفسية تؤدي في بعض الأحيان إلى القتل. ه في سنة ١٩٨٦(:م) ‏ ٦٥0حالة اغتصاب لكل ‏ ١٠آلاف امرأة.أي في كل ثلاث ثواني تفتصب امرأة في (أمريكا). ه في سنة (١٩٩٥م)‏0‏ ٨٢ألف جريمة اغتصاب \ ‏ ٨٠منهافي محيط الأسرة ،هذا الرقم مما صرح به،أما الرقم الحقيقي هو ضعفه ب ‏ ٣٥مرة. وهذه الجريمة مما تسمى بزنا المحارم في الفقه الإسلامي.في (أمريكا). في سنة١٩٨٠(:م)‏ سجلت الدولة مليون وخمس مائة وثلاث وخمسونه ‏( )١١٥٣٠٠٠حالة إجهاض رسمي.كانت ‏ +٣٢٠لم يتجاوز عمرهن ‏٢٠ سنة س وقالت الشرطة أن العدد الحقيقي هو ثلاثة أضعاف.في (أمريكا). أما بالنسية للاستغلال البشع لجسد المرأة جد فيما تنضح به المجلات س والبرامج التلفزيونيه ث وما يحدث في الملاهي0والشوارع ‘ والمراقصس ودور البغي والعهر. ه من أوائل الثمانينيات (١٩٨٠م)‏ إلى التسعينيات ما يقارب مليون امرأة يعملن في البغاء في (أمريكا) .أما المعاملات التي يلاقينها من أزواجهن،أو من عشاقهن (الذي له جميع الحقوق الزوجية كالزوج تماما) فقد عانين الاعتداءات الجسدية والنفسية. ( )١نرال السباعي :صحفية بمدريد،لي مهاتفة مع حصة (الشريعة والحياة) لي قناة الجزيرة القطرية. ‎م٥١/٣/٨٩٩١ ۔١٨ .۔‏ في سنة (١٩٩٠م) ‏ ١٨آلف امرأة قدمن بلاغات عن اعتداءات بالضربه المبرح من قبل الرجال الذين يعيشون معهم في (إسبانيا). قال محامي الشعب الإسباني في اليوم العالمي للمرأة إنه ‏ ٥٤الف شكوى عنه الاعتداءات بالضرب المبرح. ه في أمريكا ستة ملايين امرأة يعانين من سوء المعاملة الجسدية والنفسية. من الزوجات يعانين ويشتكين من الضرب المؤذي في (أمريكا).ه ‏٠١ ‏ ٤آلاف امرأة يقتلن ضربا كل عام على أيدي الأزواج أو العشاق (أمريكا).ه ومع كل هذه المآسي ما يترتب عليها من أضرار اجتماعية،كالجريمة والطلاق وتفكك الأسرة،وتيتيم الأطفال. ‏ -١في سنة ١٩٨٦٢(:م) ‏ +٨٠٨من النساء المتزوجات في أمريكا أصبحن مطلقات .إن الكم هائل من هذا ‘ فقد أقيمت في هذه القضية بجوث طويلة عريضة،ومع ذلك لم تستوعب كل ما يجري. قصادارت مخقلهة: قال هتلر في عمل المرأة:إن عالمها (المرأة) هو رجلها وأسرتها،وأطفالها } ومنزلها.ولا نشعر بأنه من الصواب أن تقتحم المجال الرئيسي للرجل". والخروج عند النازية كان يعني نقصا في عدد الأطفال،وطرد الرجال من العمل")١(.‏ تقول بيتي فريدان (إحدى زعيمات الحركة النسائية الغربية):فقدت مبادئ تحرير المرأة مبادئها بعد أن أصبحت المرأة أكثر تمسكا بواجباتها الطبيعية.ووظائفها ( )١كاميليا عبد الفتاح ( 0مرحع سابق)٨٤ ‎ص ‎۔١٨١۔ الاساسية0كالزواج ،والإنجاب،والامومة لقد جعلت حركات التحرر المراة تخجل من القيام بدور الزوجة والأم0وحولتها إلى مسخ يفتقد العاطفة التي كانت تحيط بها أو يحيطها بها الرجل..فإذا كانت المرأة قد أصحبت "شبه رجل فماذا تريد من الرجل؟")١(.‏ قالت الممثلة الأمريكية (بربارة سترياند) في آخر مقالة صحفية لها:لقد بدأت أتأكد أن أشياء كثيرة تنقصني0اهتممت أكثر مما يجب بياتي الفنية ء ونسيت حياتي كامرأة.وكإنسانةس مما جعلني اليوم أحسد النساء اللواتي عندهن الوقت الكافي للاعتناء بأزواجهن وأطفالهن ،والحقيقة إن النجاح والشهرة لامعنى لهما في غياب الحياة العائلية العادية.حيث تشعر المرأة أنها امرأة")٢(.‏ يقول (جيمس سيمون):في مجلة فرنسية:المرأة التي تعمل تؤدي عمل عامل بسيط،ولكنها لا تؤدي عمل المرأة")٣(.‏ نشرت مجلة الهلال ع١٩٦٥/٣ :م‏،رأي (برنارد شو) في عمل المرأة يقول: أما العمل الذي تنهض به النساء والعمل الذي لا يمكن الاستغناء عنه فهو حمل الاجنة ث وولادتهم وإرضاعهم،وتدربير البيوت من أجلهم ،ولكنهن لا يؤجرن عليه بأموال نقدية.وهذا ما يجعل الكثير من الحمقى ينسون أنه عمل على الإطلاق ،فإذا تحدثوا عن العمل جاء ذكر الرجل على لسانهم س وأنه هو الكادح وراء الزرق")٤(.‏ كتب الأديب المصري الأستاذ أنيس منصور في جريدة الأخبار تحت عنوان مواقف ما يلي :ونحن ننظر عادة إلى التفرغ للحياة الزوجية على أنه ليس عملا ء ( )١الأسرة (رهرلدا) ع ، ٥٠:جمادى الأارل 0 ‎۔مه‎٨١٤١ ( )٦٢عكاشة عبد للنان الطي،التبر ج (مكتبة التراث الإسلامي ى القامرة) ‎ص١٣١ ( )٢فتحي يكن (مر حع سابق) ‎ص٧٣۔٧٤ ا٥٤‏ اصسعيد مبيض6،.ال غمر الحبات( ) حمد ۔٢٨١۔‎- ومع أنه في الحقيقة عمل اجتماعي واقتصادي،وتربوي،ونفسي،ويعض الدول الأوريية تدفع أجرا للزوجة لأنها تمكث في البيت كاستراليا مثلا ى ولن يمضي وقت طويل حتى نجد المرأة نفسها أمام هذا الاختيار إما العمل،وإما الطفل ،ولن تتردد أبدا أن تختار الطفل"()١‏ ‏( )١للرجحع السابق ث صدد ۔٣٨١-۔‎ المراجع: ‏ ١القرآن الكريم ‏ -٢أبو إسلام أحمد عبد اله ى وآخرون،عبدة الشطان ‘(ط١‏،بيت الحكمة، القاهرة١٤١٧ :ه‏ ١٩٩٧ -م).‏ ‏ ٣أبو المبشر الحسيني،الإسلام الدين الفطري الأبدي (ط٢‏،دار الكتب العلمية 4بيروت١٤٠٥ :ه۔‏ ١٩٨٤م).‏ -٤أبو الاعلى المودودي،الحجاب (دار الأنصار القاهرة). ‎م:٧٧٩١ ‏ ٥أحمد الجدع0نساء حول الرسول (ط١‏،دار الضياء0الأردن ء عمان ‏ ١٩٨٩-١٤٠٩ :م) ‏ -٦أسعد السحمراني،المرأة في التاريخ والشريعة (ط١‏ س دار النفائس،بيروت ‏ ٤٠‏).م٩٨٩١۔ه: ‏ -٧ألكسيس كاريل،الإنسان ذلك المجهول تعريب:شفيق أسعد فريد (مكتبة ‏ ١٤٠٩‏).م-٩٨٩١المعارف،بيروت: ٨إلياس ديب،عالم الولد(ط ١س دار الفكر اللبناني3بيروت١٩٨٦: ‎م). ٩ابن الأثير الجزري سجامع الأصول (ح ١٠ط ٢ ‎دار الفكر،بيروت١٤٠٣‎: ‎ه ١٩٨٣-‎ه). ابن الجوزي،صفوة الصفوة.م ، ٦٢تح:محمود فاخوري ‘(دار المعرفة} ‎-٧٠٥ بيروت (د.ت)‎. -١ابن سعد (الطبقات الكبرى ث ح( ٨ط مطابع شركة الإعلانات الشرقية). ‎ ابن سعد ‘ الطبقات الكبرى (،دار بيروت للطباعة١٤٠٥‎ : ‎ه١٩٨٥-م)-٧ ابن قدامة المقدسي،المغني (دار الكتب العلمية بيروت‎ ) ‎ج.٩-٣ ‎۔١٨٤۔ ‏ -٨٤ابن قيم الجوزية،تحفة المودد بأحكام المولود ى تح :عبد المنعم العاني (.ط١‏،دار الكتب العلمية0بيروت:‏ ١٤٠٣‏).م٣٨٩١۔- -٥البخاري ! شرح العسقلاني (٧٧٢ه٨٥٦٢-ه)(دار المعرفة،بيروت، ‎ ‎ج.)٩ السيد مجتبى الموسوي ‘ الإسلام والحضارة العربية ث تر :حمد هادي‏-٦ اليوسفي ‘(دار الأمير ث بيروت ١٤١٣:ه-؟١٩٩٢م).‏ الفخر الرازي ‘ التفسير الكبير (ط١‏ دار الكتب العلمية ،بيروت‏- ١٧ ‏ ١٤١‏٤٢.ج)م-٠٩٩١۔ه: الفيروز آبادي،القاموس المحيط ( 8ط،٢‏ مؤسسة الرسالة ى بيروت‏-٨ ١٤٠٧:ه۔١٩٨٧-م).‏ الكتب التسعة،قرص مدمج0شركة صخر ‘ الإصدار الأول.‏-٩ بدرالدين أبي محمد العيني0عمدة القارئ (دار إحياء التراث بيروت‏-٠ (د.ت) )ج٢٠‏ . حامد عبد السلام هارون،علم نفس النمو (ط 0 ٤عالم الكتب8 ‎-١ القاهرة)‎. سعيد بن عبد الله الحاتمي8المرأة في الإسلام وقبله(7مطبعة ندوة العلماء‏-٢ لكهنؤ،الهند). ‏ -٣سميرعبده ‘ التحليل النفسي للجريمة (ط١‏ ى دار الكتاب،دمشق ١٤٠٩:ه۔١٩٨٩م).‏ سيد سابق ،فقة السنة ي (ط ، ٣دار الفكر،لبنان) : ‎م١٨٩١۔ه‎١٠٤١-٦٤ ج. ٢ ‎ ‎۔ ٨ ٥۔‎١ س دار الشروق3 ‎سيد قطب ‘ العدالة الاجتماعية في الإسلام (ط١٢-٥ بيروت١٤٠٩‎ : ‎ه-۔١٩٨٩م). -٦سيد قطب ‘ الإنسان ومشكلات الحضارة (درا إحياء الكتب العربية3 ‎ القاهرة١٩٦٢ ‎.م) -٧سيد قطب٤ ‎في ظلال القرآن ي (ط ،١٢دار الشروق،القاهرة ى ‎ه٦٠٤١ )م١ ‎-٦٨٩م٣ . ‎ج ‎ى في ظلال القرآن0م 0٦ج ،٢٦في ظلال القرآن ث ‎م٢ ٥ج ‘ ‎في ظلال القرآن م‘ ٥ج ٢٢س م ، ٦ج ٢١س١ ‎م ٢. ،ج‎ شفق عبد الملك تشريح الحوض للذكر والأنثى(ط ٣ى المطبعة التجارية3 ‎-٨ مصر١٣٩١ ‎:ه١٩٧١-م). الهندسة الوراثية وتكوين الأجنة ض (ط١‏ س دارصالح عبد العزيز كريم‏-٩ مجتمع3جدة ي ١٤١٥ه۔١٩٩٤م).‏ عباس محمود العقاد ء المرأة في القرآن (دار نهضة مصر،القاهرة).‏-٠ عبد الكريم زيدان،المفصل في أحكام المرأة (ط ١س مؤسسة الرسالة3 ‎-١ بيروت١٤١٤‎ ٨ ‎ه١٩٩٣-م)ج.٤ عبد الله الأنصاري القرطبي س الجامع لأحكام القرآن،تحقيق ى أبو‏-٢ إسحاق إبراهيم أطفيش،م.١٤‏ عبد الله ناصح علوان،تربية الأولاد في الإسلام (ط٣‏ س دار السلام ء‏-٣ مصر ١٤١٥ه١٩٩٤-م)‏ ج١‏ ‏ -٤عكاشة عبد المنان الطيبي ء التبرج( ،مكتبة التراث الإسلامي ى القاهرة). علي الحسن،أطفالنا (.ط ٢ى دار العلم للملايين "بيروت) ‎:م٦٨٩١-٥ -‎۔١٨٦۔ علي يحيى معرم،الفتاة المسلمة ومشاكل الحياة ى جمع وتعليق :أحمد‏-٦ كروم،حمو بوكرموش. ‏ -٧عمر رضاكحالة،أعلام النساء (ط١٠‏،مؤسسة الرسالة س بيروت ‏ ١٦ :‏١ج)م١٩٩١۔ه٤١ عمر رضا كحالة،الزواج (ط 8 ٦مؤسسة الرسالة ث بيروت١٤٠٦: ‎ه--٨ ‎ ١٩٨٦م)ج٢ عمر رضا كحالة س المرأة في القديم والحديث (ط١‏ س مؤسسة الرسالة- بيروت١٣٩٩ :ه۔١٩٧٩م).ج.١‏ فؤاد حيدر،المرأة في الإسلام وفي الفكر الغربي (ط١‏،دار الفكر العربي ؛‏٠ بيروت ١٩٩٢ :ه).‏ فؤاد حيدر،الشخصية في الإسلام (ط٬١‏ دار الفكر العربي ء‏-١ بيروت١٩٩٠ :م).‏ فتحي يكن ‘ الإسلام والجنس ‘(ط \١٦مؤسسة الرسالة. ‎-٤٢٦ بيروت١٩٨٨‎ : ‎م). قاسم أمين،تحرير المرأة (دار المعارف ،القاهرة ض). ‎م٠٧٩١-٤٣ كاميليا عبد الفتاح ى سكولوجية المرأة العاملة (7ط ١‏ ٤دار الثقافة العربي ؛‏-٤٤ القاهرة ١٩٧٩:م).‏ ماكسين ديفز،دليل المرأة إلى الصحة،تر :د/محمد نظيف ؛«(دار القلم‏-٥ القاهرة ١٩٦٦:م).‏ عمد الغزالي،فقة السيرة (ط ،٧مكتبة حسان،القاهرة). ‎ه:٦٧٩١1٦ ‎۔١٨٧۔ ححمد بن يوسف أطفيش ٤تيسيرالتفسير(ط‏ وزارة التراث،سلطنة‏- ٧ عمان١٤٠٧ :ه۔١٩٨٩م)ج.١٠‏ ‏ -٨محمدبن يوسف أطفيش،شرح النيل( طبعة وزارة التراث،سلطنة عمان١٤٠٧ .ه۔=١٩٨٧م)ج.٦١/٢‏ محمدبن يوسف أطفيش،شرح النيل(ط ‘ ٢دار الفتح0بيروت، ‎-- 4٩ ١٣٩٢ه١٩٧٢ ‎-م)ج.١ محمد رفعت ‘ الأمراض النفسية وعلاجها (ط ، ١دار الفكر العربي، ‎-٠ بيروت١٩٩٢ ‎:م). (ط ، ١دار المعارف} ‎محمد سلامة آدم،المرأة بين البيت والعمل-١ القاهرة١٩٧٨ ‎:م). محمد علي البار يخلق الإنسان بين الطب والقرآن (ط١٠‏ ء الدار‏-٢ السعوديةى جدة١٤١٥ .ه١٩٩٥-م).‏ محمدعلي البار ،عمل المراة في الميزان (ط١‏،دار المسلم ه‏-٥٢ الرياض١٤١٥ :ه١٩٩٥-م‏ محمد قطبس واقعنا المعاصر ‘ (ط١‏،مؤسسة المدينة للصحافة ء جدة ء‏- ٥٤ ‏ ١٤٠٧‏.م-٦٨٩١ حمد قطب ‘ الإنسان بين المادية والإسلام (ط\٨‏ دار الشروق0بروت‏- ٥ ‏ ١٤٠٣‏).م٣٨٩١۔ه: عمد قطب ‘ معركة التقاليد( ‎ط١٣٨٦ه۔١٩٦٧م).-٦ محمد متولي الشعراوي،المرأة في القرآن (مطابع أخبار اليوم مصر‏- ٧ (د.ت). ۔٨٨١۔‎ -٨عمد متولي الشعراوي ،شبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها3 ‎ إعداد:عبد القادر أحمد عطاء (مطابع سجل العرب ى القاهرة‎.). عمد محمد يوسف ‘ السميرالواعظ ث٢. ‎ج-4٩ ‏ -٦٠محمود عبدالحميد ‘ حقوق المرأة بن الإسلام والديانات الاخرى (ط١‏ مكتبة مدبولي القاهرة ى ١٤١١ه۔١٩٩٠-ه).‏ مصطفى السباعي م المرأة بين الفقه والقانون (ط٦‏ ے المكتب الإسلامي ه‏-٦١ بيروت ١٤٠٤ه١٩٨٤-م).‏ ول ديورانت س قصة الحضارة،تر :محمد بدران وآخرون ؛ (ط،٣‏ مطابع‏-٦٢ الرجوي س القاهرة ‏ ١٩٧٢‏٦.ج)م وهبي سليمان غاوجي الألباني،المرأة المسلمة (ط،٢‏ دار القلم © دمشق،‏-٦٢٣ ‏ ١٣٩٨‏).ه-٨٧٩١ه -٦٤يوسف القرضاوي ‘ ،قضايا إسلامية معاصرة ( ،ط ‘ ١دار الضياء. ‎ ١٤٠٧ه١٩٨٧-ه).عمَان ،الاردن‎: الجرائد والمجلات: ‏ -١الأسرة (عمان)ع٨٦٠:؛‏ ١٩٩٥/٥مچ‏ ع٦٩٨‏ ١٩٩٤/٤ ،م‏ ‘ع.٧٤٩‏ :٨٢‏ ١٩٩٥٤م.ع.٧!٣‏ ١٩٩٤/١٠م‏ /ع‏١٩٩٦/١! .٨٢٦م ،ع٢ ‏ ١٩٩٦٨م /ع٨٣٦‏ ي إبريل١٩٩٧/م/ع٬٨١٤‏ ١٩٩٦/٧م‏ /ع/٧٢٧‏ (عجلة). ‏ ٢مجلة الأسرة (هولندا) ع ‏ . ٠جمادي الأولى ١٤١٨ه‏ (مجلة). ۔٩٨١۔‎- -الإصلاح (مجلة) ع :‏ .٣٠٠‏م ٨/٤٩٩١يع،١٠٢‏ أغسطس /١٩٨٦ذو‏ الحجة ١٤٠٤ه.‏ -٤الأمة (جلة )ع ٣٦٢غ س ، ٣ ‎شعبان. ‎ه/٣٢٠٤١ -٥تحت العشرين (جلة) ‎ع١٩٩٨/١‎ ، ٢م. ٦الجريمة( ‎مجلة)ع١٩٩٧/١٦!/٦‎ ، ٢٦م. ٧الحقوق (جلة) ع ٣ب ‎س١٩٩٣/٩‎ ،١٧م. ٨الزواج( ‎مجلة)ع١٩٩٨/٦٢‎ 9 ١م. -٩الشرق الأوسط (جريدة) ع ٧٠١٦ي شوال ١٤١٨/ه -فبراير١٩٩٨ ‎م. ‏ -٠٥صوت المرأة ث دون عدد١٩٩٨/٣/٣١ ،م‏ (جريدة). -١الفرحة (مجلة)ع ١٠:ص. ‎م١٧/٧٩٩١ ٧كل الأسرة(عجلة) ع ٢٢٨:س فبراير١٩٩٨ ‎هم. ١٩٩٧-‎ ١٤١٨م.-٣المجلة العريية سع ،٢٤٢ربيع الأول‎: ١٩‎ ٩٥٩١٠م١٩٩٥/٨/٦٠‎م ‎ /ع. ٢٦(مجلة)ع. ٢٣:-ا ‎٤الشاهد‎ .ع٢٥‏ ١٩٩٥/٩/٩ .م.‏ الوطن (جريدة) ع٥٢٥٨‏ ١٩٩٧/١١ ،م.‏‏٥ س ١٩ ‎س ‎م١١/٦١/٧٩٩١زهرة الخليج (مجلة) ي ع٩٧٤ء٦ الوتائق: مجموعة فتاوى الشيخ أحمد الخليلي (منطوط).ه وثيقة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل0إحصائية آخر سنة ١٩٩٦م.‏ه -.۔‎٩١ المرأة قبل الإسلاء وبعدهه ‏ -٢الفحل اول :طبيعة تخوين المراة ووظيدتما الاساسية ‏ ٥المبحث الأول :طبيعة تموين المراة ه المبحر الثاني:وظيفة المراة الأساسية ه المبح الثالث :دور المرأة في العصد النبوي -الفصل الثاني :دوافع خروج المراة المسلمة للعمل ه ..المبحث الأول :الخلفية التاريخية لخروج المراة الغربية للعمل أ ‏ ٥المبحث الثاني:الخلفية التاريخية لخروج المراة المسلمة للعمل © المبحث الثالك:الدامع الحقيقة لخروج المراة المسلمة للعمل أ ‏ ٤الفصل الثالشه :مشروعية مل المراة وضوابحله ميلعة ف لمراااله حق ه٠ه‏ الدحه الفرعي لعمل المراة الضوابط والشروط.ه اعتراضات والرحد عليها© -الفصل الرابع :أثر مل المراة المسلمة:الإيجابياوتك والسليياوتك المبحث الاول :أثر عمل المراة المسلمة عملي الأسرةه -الاسرة وعلاقتما بالمجتمع. ۔١٩١۔‎- -اثر عمل المراة عملي الأولا=. الخادمة.- -اثر عمل المراة لي نخسما. -اثر عحمل المراة علي زوجها. ه المبحث الثاني .أثر عمل المراة المسلمة علي المجتمع -الأثر الاقتصادي. ١٧٨-٧-الأثر الاجتماعي ٩‏ ٦1الخاتمة ١٨٣-٠‏ ٧المحلق 1٩-6٤‏ -٨المراجع -1‎آ٩‏ -٦فرس الموضوحعايتك -‎۔١‎ ٩ ٢۔ حقوق الطبع محفوظة رقم الإيداع ‏٢٠٠٣/١٤٢ المطابع الذهبية ٩٩٩٧٢