٣ بو۔ 1 :: ‏ ٧رازز حهفا "مننهؤ ا‎7.- لارا خي‎ : ٢7بو‎ ا٦دذمہ‎.ازبون١ ..سرٹ‎ء بادرتني . ت الموز:مت . ‏٣و ::يختيا-تبد بوغلىر ها بل هازاه تاءتاتلي را :ل/ اوهرور شلانلار,راوايماابامَليًاوه يملون بليدوادكد مدرا: ‏.٦٩ئي؛ الح ن ن‏ 7 ٢ا يويا |:لازىلووذ . ‏٠تينجر د نجذاككر زتلو ‏٢لعب 1لادكابيير,ه ) 21 ا٢ب>‏ إ ك غ د "نيام جما دت محفوظةجميع الحقوق اصَبَحةالأً م٨١٠٢ ٩ه‎/ نشر وتوزيع: مكتبة خزائن الآثار سلطنة عمان ۔ بركاء۔ ٠.٠٩٦٨٩٥٥١٠٠٢٥ - ٠٠٩٦٨٩٨١٧٧٧٨٩نقال‎: الراعي الإعلامي: موقع بصيرة الإلكتروني موسوعة إلكترونية في العلوم الإسلامية2 لسماحة الشيح العادمة أحمد بن حمد الخليليبام المفتي المام لسلطنة عمان .. -للتواصل(. : سي ولحن التام منعُلَمَاءالتَزيآلريع الهجري >ل 2تَرحُ ر راشرررلكفزتاشرابترعناق -۔۔۔ س ۔۔ ۔۔ .... ۔ صمد . .۔۔۔۔.- />. ُ . - ` -عر‏٠ ّ. !-7‏١فسا۔۔۔.ذ4| ححموقرسيوج>- اه _ .٠4‏. : 7‏٧حن ‏٥ الحمد لله الذي شيد منار الدين وأعلامه ،وأوضح للخلق شرائعه وأحكامه ،وأشهد أن لا إله إلا هو إلها واحدا ،فردا صمدا ،لم يزل بالوحدانية منفردا ،وبالآألوهية والملكوت متوحدا ،وأنه لا يزال كما لم يزل أبدا ،لا غاية له في ذلك ولا أمدا ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد ورسول ،الأمين على وحيه ،الناطق بكلامه ،القائم بشرع المؤدي لأمانته ،المبلغ لرسالته ،صلى الله عليه صلاة دائمة سرمدية .وسلم عليه سلاما أبديا ،وعلى آله وصحابته وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد: فإنى رآيٹث «كتاب المبتدا» للإمام الهمام أبى محمد عبد الله بن منصغر حجمهعلى‏ ١لشليمي .فوجدهبركة ‏ ١لبهلوي بنمحمد وأعمقها أثرا .المصيفة فى مجاله } ومن أغزرها نفعامُهمات ا لكتب على ‏ ١لمكلّفما يجبوأكثرها فائدة [ وأوضحها سبيلا ؟ إذ يتنا ول اعتقاذة إبان بلوغه وتكليفه ،من مسائل الاعتقاد وأصل الدين ما لا غنى لعا قل لبيب عنه ،وما لا يسع طا لبالتوحيدوخلاصة الحق والنجاة جهلة وإهمالة. غاية الممُقتدى بشرح كتاب المبتدأم 9 ً2 ‏٦ ۔=< `‏٠ /1٠ `) ٠ ` مع ما يتميز به الكتاب من رصانة في العبارة ،ودقة في التعبير. وقصر في المبنى© وعظم في المعنى ما لا يمكن أن يتجاوز إلى غيره دون الوقوف على تفاصيله ،ولا الوقوف على تفاصيله إلا بتحليل مفرداته ،وتحديد مرامي أهدافه؛ ليستقيم الفهم" ويحصل العلم ،ويكمل الدين ،ويتم اليقين. ونظرا إلى غزارة علم الإمام المصنف في علوم العربية ،وقوة قريحته الفصيحة‘ وعلو همته في إيجاز الفوائد ،وسبك ,المختصرات من مهمات العوائد ،فهو بذلك في عصره فريد ،وفي عهده وحيد، ومع ما حباه اللة تعالى من امتلاكه ناصية الأدلة واستحضاره لهاء وطريقة الاستدلال بها إشارة وعبارة ،فمَلَكَ من الأدلة ما لجم الخصم وئفحم المجادل ،وتقيم الحجة وتقطع العذر ،فحاز بذلك قصبات السبق في ميدان النضال العلمي. على المبتدئوقد رأيث حال مطالعتي له مواضع قد تشكل ويعشر فهمها على المقتدي© وهي على ثلاثة أنواع فيما آرى :نوغ يشكل من لفظ المصئفؤ ونوع يشكل من فهم دليله وتعليله‘ ونوغ يشكل من معناه ومصطلحاتها فرأيث أن أضع بين يدي القارئ الكريم هذا الشرح المختصر لهذا الكتاب المفيد ،معترقًا بعظيم شأن الإمام المصنّف© وغزارة علمه وأهمية مادة كتابه للمسلمين. وسمميث هذا الشرع المختصر «غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ»؛ تفاؤلا مني أن يكون هذا الشرخ مفيدا لكل إنسان يريد ‏٧|مة مق4د جم - َ . ا‎.. ٠ عليه معرفتهبا لمتقين .ويتأسى با لصا لحين .فيما يجبأن يقتد ي الموفق لنا أجمعين .والله تعالى الدين .أمورمن منهجية الشرح: اخترث المنهج التحليلي :وذلك بتتيُع معاني الألفاظ في السياق المنقول من الكتاب‘ وتحليل مدلولاتها اللغوية والشرعية ،ثم التعليق على المتن بذكر النص وشرحه وتأصيل أدلته‘ وقد نهجث هذا المنهج بالذات؛ لآنه أوسع مناهج البحث وأشملها. وهذا الأسلوب في التعليق هو أقرب إلى منهج الحواشي فقد وضعث النص المنقول من الأصل (كتاب المبتدا) أعلى الصفحة. وبخط داكن للتمييز ،مع الإشارة إليه بكلمة (النص) ،ووضعث التعليق والشرح الذي قمث به على النص المنقول أسفل النص المنقول من الأصل بخط غير داكن ،مع الفصل بين النص المعلق عليه والتعليق بخط فاصل. غالبا ما أذكر الإمام ابن بركة في التعليق ب(المصنّف) ،وأحيانا أشير إليه بكلمة (الإمام) ،أو باسم الشهرة (ابن بركة) ،فمهما وجدتهما في التعليق فالمقصود بها الإمام أبو محمد ابن بركة صاحب الأصل وأشير إلى كتابه «المبتداً» بكلمة (المبتد ،)1أو (الأصل) ،أو (الكتاب)ا أو (المتن). دإق» غاية الممقتدى بشرح كتاب الميتدا وقد راعيث عند تحرير المسائل التأكيد على قول الإمام ابن بركة واختياراته ،وإظهار ذلك والتأكيد عليه ،وشرحه في التعليق؛ ولو كان قولة مرجوحًا عند بعض العلماء مممن يخالفه الرأي في عصره ،أو في عصرنا هذا؛ وذلك لأن الشرح مبني على أصل الكتاب ،وبيان مذهب مصئفه واختياراته ،وليس لاختبار الراجح والمرجوح من أقواله؛ (فلينتبه). أما الحواشي السفلية في البحث فهي مشتركة بين المتن (الكتاب وذلكقمث بهوالتعليق الذيوالشرحالمحقق الذي اعتمدته) حسب الإشارة الموضوعة لذلك كما هو معمول به. وقد اعتمدت في المتن النص الذي قام بتحقيقه الأستاذ الكبير شيخ المخطوطات المانية وفارسها الأستاذ سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني -بارك الله فيه ووفقه لكل خير _ والذي قامت «ذاكرة عُمان» بطباعته وإصداره في طبعته الأولى سنة٤٣٥ :ه_٢٠١٤/م‏ فما كان من تعليقات الشيخ الشيباني في الحاشية؛ وضعته في الحاشية السفلية مع الإشارة إلى نسبته إليه بين معكوفين نهاية النص المنقول، فأكتب نهاية النقل في الحاشية (الشيبانى) ،فمهما وجدت ذلك .فالتعليق تعليقه وهكذا. وقد قمث بتصنيف كتاب المبتدأ فوجدته يحوي :مقدمة المصنّف الاستهلالية ،وواحدا وعشرين مقطعا (سؤالا وجوابا)ء جعلث المقدمة وكل مقطع متئا أشرحه وأعلّق عليهء وهكذا حتى أنهي التعليق على جميع المقاطع. ھمتقدمة ‏٨2 ن محتويات الشرح : هذا الكتاب إلى مقدمة وفصلين (تحت كل فصل مباحثقمت كما يأتي بيانه:وخاتمةالحاجة)حسب الشرح) .الشرح -محتويات(التمهيد -منهجمقدمة:ه ه الفصل الأول :التعريف بالإمام ابن بركة وكتابه (المبتدأ). المبحث الأول :التعريف بالإمام ابن بركة. المبحث الثاني :التعريف بكتاب المبتدأ لابن بركة. ‏ ٥الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن. ه الخاتمة. والمراجع.المصادر‏٥ ه الفهرسة. مه .حرر رو سح<سحن )راهحت مها مقلد ج۔ہ۔۔۔۔ ۔۔۔ . ے۔۔۔ ۔نمه سف.-۔۔ 4 . ۔۔ "1 _ اتصال ااتجروآل التعريف بالإمام ابن بركه وكتابه (المبتدآ) ‏١٢٣!7 :الفصل الأول :التعريف بالإمام ابن بركة وكتابه (المبتدآ) 41 المبحث الأول التعريف بالامام ابن بركة" ص-.| وي"‏٥ هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة الشليمي البهلوي، الشهير بابن بركة ،من كبار علماء القرن الرابع الهنجري ،لعله ولد بنواحي صحار ثم انتقل إلى بهلا واستقر بها ،وإليها ينسب. كان أصوليا وفقيهَا ومتكلَمما ،وكان ذا معرفة كبيرة بالعربية كان من أشد المتحمسين إلى الفرقة الرستاقية ،وإليها ينسب© ويعتبر أول من كتب في أصول الفقه من الإباضية. أخذ العلم عن الشيخ أبي مالك غسان بن محمد الصّلانيء والإمام سعيد بن عبدالله وأبي يحيى مهنا بن يحيى© وأبي مروان سليمان بن محمد وغيرهم. أنشاآ مدرسة كانت تضم الكثير من طلبة العلم من غمان وخارجها ،وممن تخرج منها :أبو الحسن علي بن محمد البسيوي، ومحمد بن أحمد بن خالد وأبو عبد الله محمد بن زاهر وغيرهم. معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية (قسمفهد بن علي بن هاشلكالسعدي.‏((١ المشرق) ،مكتبة الجيل الواعد الطبعة الأولى١٤٦٨ :ه٢٠٠٧/م،‏ ج١‏ ص _٢٩١‏٢٩٤ (بتصرف) .ومحمد صالح ناصر وسلطان ين مبارك معجم أعلام الاباضية (قسم المشرق)ء دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى١٤٢١ :ه٢٠٠٦/م،‏ ص ‏.٢٨٥ غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ7‏١٤ حشقي عاصر العديد من العلماء في عصره كالشيخ أبي إبراهيم محمد بن سعيد بن أبي بكر ،والشيخ أبي الحسن الذي كان يذاكراه۔ والشيخ أبي سعيد محمد بن سعيد الكدمي ،ؤللأخير تعليقات على بعض المسائل عن ابن بركة. كان ابن بركة صلبا قوي العارضة\ لا يتنازل عن رأيه إذا كان لديه الدليل ،وكان ممن يبرأ من موسى بن موسى وراشد بن النظر ،ويبرأ ممن يتولاهما لو يقف عنهما ،فهو من أفراد المدرسة الرستاقية ،بل ‏١هو قائدها ورائدها بلا منازع. كان ابن بركة ذا رؤية سياسية خاصة وكان غنيا موسرا ،ينفق على مدرسته من ماله الخاص وقد بنى العديد من المساجد وكانت له أوقاف خيرية ،لا زالت باقية إلى الآن ،وكان عالما محققَاء جمع المعقول والمنقول" واطلع على المذاهب الإسلامية ،وأقوال علمائها. ومخ]صها تمحيصًاء وكان أديبا واسع المعارف اللغوية. ترك أبو محمد آثارا جليلة ويقال إنه ضاع منها الكثيرث وصلنا منها كتاب «الجامع» المشهور حتى قيل« :إذا وجدت في شيء من كتب المشارقة قولهم (من الكتاب)؛ فالمراد به «الجامع» لابن بركة». والكتاب المعروف ب «منثورة أبي محمد‘» ،ورسالة «التعارف» و«التقييد»" و«كتاب المبتدأ» ؤ و«شرح جامع ابن جعفر» ،و«الموازنة»، وفقد أغلبها. وغيرها الكثير© ١٥9االفصل الأول :التعريف بالإمام ابن بركة وكتابه (المبتد) المبحت التاني التعريف بكتاب المبتدآ لابن بركة 77ح م, ٥ ,سحس تدع الأستاذ الكبير شيخ المخطوطات الحمانية وفارسها الباحث الشيخ سلطان الشيباني يخبرنا عن هذا الكتاب _ كتاب المبتدأ } والجهد الذي بذله للوقوع على متنه كاملا من بدايته إلى نهايته ،فقد مكث وقتا من الزمن يبحث عنه بين المخطوطات ڵ ويقارن بين نسخها؛ حتى رأى بغيته في نسخة نادرة لكتاب (التقييد) لابن بركة. حيث يقول الشيخ الشيباني عن ذلك: « ...حتى كنت يوما أراجع فهرسة النسخة النادرة لكتاب (التقييد) لابن بركة ،التى خطها العلامة المتقن عبدالله بن عمر بن زياد الشقصي البهلوي بيده سنة ٩٦٣هڵ‏ فآلفيث من محتوياتها كتاب (المبتدآ) لابن بركة ،ولما عاينتها ريث نصا في غاية الوضوح ظاهر البداية والنهاية .صريح النسبة إلى ابن بركة في أوله وآخره. وإذا بالكتاب يتحتت عن ما يلزم المكلف عند ابتداء تكليفه وبلوغه الحلم ،ومن هذا المعنى أخذ تسميته ،وإذا بروح ابن بركة وأسلوبه يظهران جليا فى عباراته ،وأدركث بالمقارنة بين هذه غاية الممُقتدى بشرح كتاب المبتدأ5‏١٦ قيس النسخة والنسخ المشكلة السابقة؛ أن الُساخ اقتبسوا مقدمة ابن بركة فقط من كتاب (المبتدأ) ،ثم انتقلوا ۔ من غير فاصل -إلى مقدمة كتاب (الصلاة والصلة) ،وسردوا هذا الأخير بتمامه ،فليس في تلك النسخ من نص كتاب ابن بركة إلا المقدمة ،وهي في نصف صفحة ليس أكثر. وعليه تبقى نسخة الشيخ ابن زياد فريدة لم أجد لها نظيرا إلى الآن فيما وقفث عليه من مخطوطات وهي من مقتنيات مكتبة الإمام نور الدين السالمي (برقم :‏ ،)٢٥٠وميزتها أنها بخط عالم قيء متقن ،نقلها من آصل قديم منسوخ يوم الأربعاء( :ارجب ‏ ٦٥ه) ،وصرح أنه اشترى هذا الأصل التادر بألفين وأربعمئة دينار من غير تجليد! ثم فرغ من نسخه حفاظًلا عليه يوم ‏( ٧جمادى الأولى ٩٦٢ه).‏ وكتاب «المبتدأ» واحد من محتويات عدة تضمُها هذه المخطوطة النفيسة وهو واقع في سبع صفحات فقط‘ (من ص ‏ ٩٩إلى ص ه'6)١٠‏ وسيرى القارئ أني اكتفيت بضبط نصه وتصحيحه .جريا على قاعدتي في هذه السلسلة من الكتيبات ،وقيمة الكتاب مغنية عن التعليق ،وبالله التوفيق". ‏( )١مقدمة الشيخ سلطان الشيباني على كتاب هالمبتدأ» لابن بركة ...انظر :ابن بركة، أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة السليمي (المتوفى :ق ٤ه)،‏ كتاب المبتدأ. ضبط نصه :سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني ،ذاكرة غُمان ،الطبعة الأولى: ‏ ١٤٣٥‏.م٤١٠٢٦اه ‏٧.۔٦ص ‏١٧.الفصل الأول :التعريف بالإمام ابن بركة وكتابه (المبتدآ) ح. س :يق)| خلاصة التعريف بكتاب انمبتدا من خلال كلام الشيخ الشيباتي: الذي أفاد به في هذه المقدمة؛ ما نستطيع من خلاله وضع_ حفظه الله واضحة المعالم لهذا الكتاب:صورة ‏ ١حصل الشيخ الشيباني على هذا الكتاب كنسخة كاملة واضحة المعالم والنسبة إلى الإمام ابن بركة في مخطوطة كتاب (التقييد). والتى هى بخط يد العلامة الفقيه المتقن عبد الله بن عمر بن زياد الشقصى البهلوي سنة ٩٦٣ه_.‏ ‏ _ ٢محتويات كتاب «المبتد» لابن بركة في هذه المخطوطة تتميز بأنها في غاية الوضوح والكتاب ظاهز البداية والنهايةء صريح النسبة إلى ابن بركة في اوله .واخره. ‏ ٢كتاب «المبتدأ» يتحدث عن ما يلزم المكلف عند ابتداء تكليفه تسميته ب «المبتد» .هنا جاء ثوبلوغه الحلم ©& ،ومن المبتدأكفى عبارات كتابجلابن بركة ظاهالإمام‏ - ٤أسلوب مما يؤكد صحة النسبة إليه بدرجة عالية. ‏ ٥نسخة العلامة عبدالله بن زياد نسخة فريدة ،لم يجد الشيخ الشيباني لها نظيرا إلى الآن فيما وقف عليه من المخطوطات. ‏ ٦تتميز نسخة الشيخ العلامة عبدالله بن زياد بأنها بخط عا لم فقيٍ متقن نقلها من أصل قديم منسوخ سنة ٦٦٢٥ه‘‏ وصرح أنه اشترى هذا الأصل بألفين وأربعمئة دينار من غير تجليد! غاية الشقتدى بشرح كتاب المبتدأ7‏١٨ .-إيجي اقآخد ‏ - ٧قام الشيخ عبد الله بن زياد بنسخ هذه النسخة القديمة من الأصل القديم بخط يده حفاظا عليه وقَرَغ من نسخه يوم ‏ ٧جمادى الأولى سنة ٩٦٢٣ه.‏ ‏ ٨كتاب «المبتدأ» الذي بين أيدينا يقع في نسخة المخطوطة ‏.)١٠٥‏ ٩٩إلى ص(أي :من صفقطالمذكورة في سبع صفحات ‏ ٩عَمِل الشيخ الشيباني على ضبط النص ۔ كتاب المبتدأ ۔ على في مثلعليها ا لشيخفقط 0وفق قا عدة جرى وتصحيحه‏ ١لمخطوط النصالنادرة ،وهى المحافظة على إخراجمن النصوصهذه السلسلة الأصلي كما هو .موافقا للمخطوط من غير زيادة ولا نقصان. :9الفصل الأول :التمريف بالإمام ابن بركة وكتابه (الميتد) رنا ٩٨ منم شما :تهد عليهرخل ار اتيابونقفرمااغرمنتىلا ستوك بوتمرومانتتهمز ا!وينبعواسلم:ميد كيايايوديتهباقرنهيوننهرفثها وعلهوقرا تمممزللحنز!لدننتوفاممالوت_علسهة احبافوو فاتحالنر حشوحبالبادملامةالننمةكنهمووحبت ولايلاية وب.. ولاول ذهرلانو, 3فليمومن قا ت عله جيجو ہ۔ اهلانيرة اوةتت٫دغلاًا‏ لنرد الشلن تااده مساع اجمه .ار _ك.٨٨الرا‏ ف ,.الن . تبغ.7!مز .ن .ري النا لكيرالنازه ذيااشمطلطامةولاننااه بلااتترلدنهامر عإنفمهواياديه ‏ ٥واستبنه علالر(رايضيد ‏ ٥اومن براساًر -حوواهارر ب وليل عيه واتكنده واادا اااه وحد لار كله نهاد ,عنلللامرا ره عرمرناردلاةا٩‏ شمبانميرا عد ورتولهده انه ادرى شياونذرا ‏ ٥وبابالا .اذشو .بارراه لزرك نان .ع‏١نج(! .لا المدمن جينهاا ک ترو هوماعجبعلدانيتتد وحازد هذال واا :زاي نمذالببلاذابك الحلوو صحعقلد واتلانندنايهه نانعيدواوللإوالانكزك وانهولحب لكننى وهوالضميع اإضبرهوا ارلنجتت صنعنالالا ‏ ١لنلوقبز ه واه ورروماسوا ‏ ١محب(ذهفانئاال ومادلل عان لمحالتاحلتروسحرنادزه تيلله بليله عاحكدما باه وجلد من حاب خلتولإفضعدف فت دفن ملولضر الرورالنا وازع فان فاونا ي,وللدوهارد واحلفذاجوالاد واجوال مايناهر ان لصانباسعوبتئلي! حوالدواحوالماينلونملارانما7 :عللختلا اتباد ولده قل هازلا كالكلاب وابنالاكونلان ان واصلة": وولانالاجبت استياء ملاكانت هرنلاشباانىلإمزضالمهرالىزل :علماننلخالدانمزاحكا 73 .ووروكنا ج هما دكرتو:ا ابإدضابيدپاكنده :غانقلافاذاشما نلهخالمٌاخلته .7. صورة الصفحة الأولى مخطوط كتاب المبتدأ لابن بركة غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ ه ‏١٠ . .ب بالمياةمن املهماامي حبناكنمحپنزوتول الملز ولمارافل ,ستزول فهولاليزنوق هريم اذالريمذهمباىناه و ثازعالاناباجفنناجينصه اللام لوتعلباتر _فاذايىلممهمزلجلردكك مع لنه جوة.بيندلرباإجعلا يلف (لرهوااضل وناز لايش ملريدببيتاحكراده كلهارهإ المعابنةلفحبٹ منمسيشغاذاهذليف مزالىنف وجمل مموزيندوتبك بيخلريمبفاستنتانونتمامنختهاالندين خاذاانادد وعمالا ماد امنين وللييونانزإدهبار ونهل مججلودالزوشرتاعباو يلاهحسد ‏ ١ذبتثانياواهكلورلاننوة واماسالجالماوهمورنلامباسصدانااديي اجمعينه روزتزن 2از اللبن نبك ايرن مل بايد ولدك الانعملاف فلير ب يفعل رفكدهيبنكينبالاالانلوييز والنموالنقيدالبياينشرله ذكد وعيالي ط وو .وخلحؤان خنبغلحالميت الكامرا تيلمنيشلجكامالطبہ 2:17 يبن نهمل زكنارننارلنه ادكدلانتهارشياكنيزا ات حبتلاشاينمه د مرينا الراةهولن ,شرباففلش م لايج معالي " زكا زمملوماحطاد7تمن وجهدعلرمااحمامباالية اوبلددالوشروللز دنا البلزويملانزةه 3البوواليسلره ورا :ه ليه .اا دا الملفشررمي :‏ ٩ممتد وحعلللينذجآبدوماداره جه .77سادنجوالنو ا مرزابراندوآنسإ .أيايل فنال لنى باد سةاينزياخ دولجاع لام ومنختالغتزه وملخبابالوان بادل بااده المزة ولله لولاه تبارک٤وتعلخان‏ مناالنمتللتا جل كبيل فمناال بترو شتالماالشبوبه متريلكتلياد زيزه وقديااماانانفجاكرموفظة ربيلمتين جومنامالتزذهتانوال_ فاالبنيدتلاهلي داكا ضرذكدا ال البنول لحزمةومنل]نتزال التزم هناكحساسواهلهتلر كانكمزيتولادبلتةجتنة دوزززرهلرزا صورة الصفحة ا لأخيرة مخطوط كتاب المبتدأ لابن بركة ن ‏١ح " م "27ل حر '۔. صے۔_۔ ۔واسماخررهزن_ . بس_ .. .۔۔ ہ۔۔۔۔.حسه...؟. مصنه .حمے۔۔۔۔۔ ۔ہ۔ ۔۔۔۔ ۔۔ حسا ۔عےہ۔۔۔۔م.. .۔.۔۔۔.۔ ي۔ ہے۔۔۔۔۔۔۔ے۔۔۔۔۔ہ۔ہ۔ہے۔۔۔.۔۔۔۔۔ ..۔ .ء۔۔تة. ۔۔.۔ ۔۔آه (؟ك>:7 ( لذ عمصسال التااتى ا الشرح والتعليق على المتن تح حسجحے۔ح۔ حم ۔۔..ہ۔ ح ےمسسے۔۔ہ :ه۔۔۔۔۔ه۔۔۔۔۔مو۔۔۔ے۔_ . ۔. ۔۔_۔.۔۔ہ۔ے۔۔۔ مب۔۔۔۔۔ ۔_۔۔نة۔۔۔ ۔.حے۔۔۔۔۔ .۔ .. ۔۔۔۔۔۔_ے سو. ٥ ‏٢٢| ..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ‎م١ا! تلت كتاب المبتدآ رحمه الله وغفر له(" ۔ ‏٠..............ال تنصى.............. > `7 ) الحمد لله الكبير المتعال ،ذي النعم الظاهرة والأفضال ،مبتدع الخلق بلا مثال والعالم بسرائرهم بلا استدلال ،أحمده على نعمه وأياديه .وأستعينه على العمل بما يرضيه وأؤمن به وأستهديه. وأتوكل عليه وأستكفيه ،وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له. شهادة مخلص الإقرار ،غير مرتاب ولا متمار ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،أرسله بالهدى بشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجًا منيا؛ لينر ممن كان حيا ويحق القول على الكافرين فصلى ا له عليه وعلى آله الطيبين وسلم. ‏( )١هذه العبارة وردت بنصّها في افتتاحية الكتاب أثبتناها لتأكيد نسبته إلى ابن بركة. (الشيباني). اية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ‏٢٤ ٨ا‎: .الشرح بالبسملةوالابتداءكتابه ۔ المبتدأ -بالبسملةابتدأ المصنّف هو الذي سلكه جماعة كبيرة من أهل العلم في بداية تأليفهم؛ بالسنةواقتداءالعزيز؛ فإنه مبدو بالبسملةوذلك اقتداء بالكتاب الفعلية الثابتة عن رسول الله يلأة”ا ،والابتدا بالبسملة ابتداع ‏. "١أو أصلدحقيقى (الحمد لله) :ابتدأ المصنف مادة الكتاب ب(الحمد لله) ،والابتداء بالحمدلة هو ابتداء إضافى”"' ،وفيه اقتداء بالكتاب العزيز؛ فإن كتاب الله عتتللة مبدو بالحمدلة كما هو الحال في بعض سوره مثل؛ سورة الفاتحة والأنعام ،والكهيفؤ وفاطر ،وسبأء وفيه اقتداء بالسنة الثابتة عن رسول الله للة ؛ فقد كان وليا يفتتح خطبه الكلامية بالحمدلة'. ‏( )١ذكرت ثبوت ذلك بالسنة الفعلية ،وأما ما روي من حديث قولي في ذلك فلم يثبت عن رسول الله يقلة ،فهو حديث ضعيف©‘ فمن حيث الإسناد فيه ضعفاء لا يحتج بروايتهم ،ومن حيث المتن ففيه علتان :أولهما الاضطراب الشديد في متنه" وثانيهما فيه نكارة شديدة .انظر :البوصافي ،راشد بن سالم بن راشد بغية الراقي في شرح خلاصة المراقي ،مكتبة خزائن الآثار الطبعة الأولى: ‏.٣٧١٤٣٨ه_٠١٧/‏ ٢م‏ ص ‏( )٢الابتداء الأصلي أو الحقيقي :هو الذي لا يسبقه شيء فهو ابتدا عام لما بعده، كالابتداء بالبسملة ،بينما الابتداء بالحمدلة ابتدا إضافي. ‏( )٣الابتداء الإضافي :هو ابتداء لما بعده ،ولكنه مسبوق بشيء قبله؛ كالابتداء بالحمدلة. ‏( )٤ثبت ذلك عن رسول الله ية في غير ما رواية .وهي ما تسمى عند العلماء بخطبة الحاجة. ‏٢٥| 2الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن 4. (الكبير المتعال) :أي أكبر من كل شيء وهو المتعالي في ذاته وصفاته عن كل شبيه ووصفيء « علل العيب وَالمَمندَة آنكبيُ المسال [الرعد :‏.]٩ (ذي النعم الظاهرة والأفضال) :صاحب النعم الكثيرة على خلقه ،الظاهرة منها للعيان والحواس والباطنة التي لا يستطيع إدراكها أحد بحس؛ « ويا يكم تن تَحَمَتر كَمَِ ق 4االنحل٣ :ه]،‏ جلت نعممة عن الحصر والع والإحصاء وتعاظمث عن الحد والإحاطة ے سممر و آے ‏٥ سص س . ه لإبراهيم :‏©]٢٣٤«و إن تَشْدوا نعمت انته لا توهاوالاستقصاء؛ صاحب الأفضال المتفضّل على خلقه بصنوف الفضائل والفواضل؛ فهو الكريم اليفضال ،عظيم الجود والنوال؛ « وأنه و المصل المظلي ه [البقرة؛ ‏.]١٠٥ (مبتدع الخلق بلا مثال) :أي خلق الخلق على اختلافهم في الخلق بإبداع منه وإتقان" بلا سابق مثال يشابه ما خلق ،فخلقهم على ما هم عليه الآن من إبداعه وتشكيله فلا يشابهه تعالى فى خلقه اختراع غيره وصنعه؛ «هندا حَلقآلله قَآروفي مادا حَلَىَ النت م ق صَكل قين » [لقمان :‏.]١من دونهةً بل التلمود (والعالم بسرائرهم بلا استدلال) :أي وهو العالم بما يجول في ضمائزهم ،وما تخمقيه سرائرهم & بلاخلقه ،وما تطويهخفايا صدور حاجة إلى ما يستدل به على ما في نفوسهم وذواتهم ،فهو تعالى ولا في السماءالغيوب ،لا تخمى عليه خافية في الأرضعلام غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ --عم 7 ! ,ل ‏٢٦ اتحد « يلم عَلبنَة الابن وَماعتفىالضَدوز » غائر .‏ ،]٩وهو العليم دقيق م<مإ,ي,ے 2سرسررر س. بما في ذات السرائر وخفايا الصدور؛ «يَعَلمُ ما شروك وَمَااعلم يدَاتِ آلشَدُور » [مود:ه]؛ لآن كل ذلك من خلقهيعلنون إنه علي حا» آل َعَلَُ مصنعه؟ فكيف يخفى عليه وهو منحلقهالذ ي ه,2۔ حمد ‏.]١٤[الملك: 4الييوهواللطي (أحمده على نعمه وأياديه) :أي أتوجه إليه بالحمد الذي هو أهلك وبما يستحقه تعالى من الثناء على جميل ما أنعم به علينا نوا له وأياديهما أنا لنا منه وأنعم .وعلى كثرةوأكرم .وعلى حسن وآلائه التي لا انقطاع لها ولا أمد. (وأستعينه على العمل بما يرضيه) :أي أطلب العون والقوة والقدرة منه تعالى على القيام بالعمل الذي يرضيه مني ،من بعد توفيقه لي للعمل بما ترضى وتوجيهي إليه لسلوك طريقه وسبيله؛ إذ إن طلب الهداية للعمل الصالح قبل طلب الاستعانة عليه بعد التوفيق إليه. (وأؤمن به وأستهديه) :أي أقر وأصدق به ربا لي ،وخالق ولا ارتياب وأتوحجه إليهوموجدا وفاطرا تصديقا لا يشوبه شك بطلب الهداية إلى الطريق المستقيم غير ذي عوج وهو طريق وقد أخرالإيمان الحق والتوحيد الخالص المحض له تنك المصنف ذكر الإيمان وطلب الهداية عن الاستعانة على العمل الصالح؛ لأن الإيمان بالله تعالى ربا وبرسله وملائكته وكتبه واليوم ‏٢٧.ج!الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن نر = .١٩ الآخر؛ آي :الإيمان بكل ما يجب علينا الإيمان به ،وطلبنا الهداية إليه؛ كل ذلك من العمل الصالح الذي نستعين بالله تعالى على أن يعيننا على القيام به. (وأتوكل عليه وأستكفيه) :أي أعتمد عليه في أموري كلها. متكلا عليه في إعانتي فيما أقوم به‘ مع اعترافي بضعفي وقلة حيلتي ،وتوكلي عليه وحده يكفيني عن التوكل على غيره، والاعتماد على ما سواه ،وهو لا شك أنه غاية ما استكفاه واعتمد عليه « وتوكل عَل أر وكت بالله وكيلا » [الأحزاب :‏.]٣ (وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له) :أي أو وأعترث وأشهد مُذعئا شصدقا أن لا إله تستحق العبادة والإفراد بها إلا الله ،خالق كل شيء ومالكه لا يشاركه في ألوهيته أحذ‘ ولا نشرك في عبوديتنا له معه غيره. (شهادة مخلص الإقرارث غير مرتاب ولا متمار) :أي إن هذه الشهادة لله تعالى بالألوهية الخالصة ،شهادة من مخلص لله في إقراره واعترافه هذا‘ شهادة غير متردد ولا به ريت ولا شت .ولا ممتر , ولا ممار في إقراره وشهادته. (وأشهد أن محمدا عبدة ورسولة) :أي وأشهد أيضا وأقؤ وأعترف يإخلاص من القلب ،وعدم ترد ولا ريبر ولا شت ولا تمار أن محمد بن عبدالله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المكي هو عبد الله ورسولة ومبعوة إلى البشرية كافة. غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٢٨ (أرسله بالهدى بشيرا ونذيرا) :أي أرسله الله تعالى إلينا وإلى. الناس كافة بدين الهدى والهداية والنجاة والنجاح والفلاح أرسله رحمة وهداية للعالمين ،بشيرا بالجنة وحسن المآب لمن أطاع الله تعالى وأجاب دعوته ،ونذيرا بعذاب د أليم مقيم دائر سرمدى من عصى الله تعالى وأبى دعوته؛ «يتا امنتك بآلْحَقَ دَشْبرًاا رَنَذِرًا & [البقرة :‏©]١١٩ ا حكر ‏١الاس لشبرا وكذارا ولك« وما أرسلك إ‏ ١ل كافة ذ ل س رصم .ك ه [الأنبياء :‏.]١٠٧[ 4سبا :‏ « 5]٢٨وما آأزملنتنت ز ل رحم ةة عمميعَلمُور (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) :أي أرسله الله تعالى أيضًا داعيا إليه أي إلى دينه ؤطريقه القويم" بإذن منه تعالى بذلك، وسراجًا ينير للسالكين طريقهم إلى الله يجل . (لينر ممن كان حياء ويحقالقول على الكافرين) :أي ليقوم بإنذار ممن كان حيا من الناسع فينجو من اتبعه واهتدى ،ويحق هذا القول والإنذاز الشديد على الكافرين الجاحدين بدعوته ،المكذبين المستخفين بإنذاره. (فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين وسلم) :أي فصلا الله تعالى وهي رحمته المقرونة بالتعظيم تصل نبينا محمدا ،فتزيده شرقا فوق شرفه العالي ،وكمالا فوق كماله ،وهذه الصلاة من الله عليه وعلى آله وهم قرابته ،الطيبين بصلتهم به يَية} المؤمنين به المتبعين سبيله ،الموفين بدين ربهم ،وسلم عليه وعليهم سلاما دائما أبدا إلى يوم الدين. ‏٢٨٩حج {الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن إن سأل سائل عن رجل بَلَعَ الحلم :ما كلفه الله من دينه الذي تعبده به ،وما يجب عليه أن يعتقده في حال ذلك؟ فأقول -والله الموق للصواب :إد هذا الرجل إذا بلغ الحُلُم. وصح عقلهؤ وكانت الآفات عنه زائلة؛ فإن عليه في أول الأحوال التكليف”'؛ أن يعلم أن له خالقا خلقه ،وأنه واحد ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير ،وأنه ليس بذي صفة من صفات المخلوقين ،وأنه قديم وما سواه شُحدَت. الشرح (إن سَألَ سائلٌ) :هنا افتراض سائل يطرخ سؤالا تحصل به فائدة دينية يسأل هذا السائل عن حال (رجل بلع الحُلم) :أي عن إنسان ۔ رجلا كان أو امرأة 0-وذكر الرجل تغليبا عند خطاب المجهول، و(الرجل) :يراد به الإنسان نفسه بصفة عامة ،وإلا فالرجل لا يقال له إن لم الحُلم؛ لأن الإنسان الذكر لا يقال له رجل إلا بعد بلوغه ،وأما قبل بلوغه فهو صبي أو غلام( ،والسؤال) :عما كلفت النة به هذا البالغ أول تكليفه ،وما يجب عليه اعتقاده على ذلك الحال الموصوف من البلوغ؛ ليكون بذلك موفيا بدين الله تعالى ،مؤديا ما يجب عليه اعتقاده في دينه. ولعل الأصوب :فإن عليه في أول أحوالوله وجه من الصوابكذا في الأصل‏()١ التكليف أن يعلم( .الشيباني). غاية المشقتدى بشرح كتاب المبتدأچ‘+ 7 : فقال المصنف مجيبا عن هذا السؤال( :إً هذا الرجل إذا بَلَعَ عزفه بأل العهدية؛ لأنه أصبحالحُلم) ؛ أي إن هذا الرجل (الإنسان) معهودا لديه ين سؤالهم عنه -المسؤول آنفا عما يلزشه في دين الله تعالى ،إن وَصَلَ سن الحلم وهو البلوغ .ويقال له الحُلّم؛ لأن به تحصل قوة العقل وكمال الجلم( ،وصح عقلّة) :أي كان صحيح العقل من الجنون والخبل (وكانت الآفاث عنه زائلة) :أي وكان سليما من الآفات والعاهات التي تصيب العقل والبدن ،المانعة من تكليف المرء بالشرع( ،فْإنً عليه في أون الأحوال التكليف) :أي عليه واجبا شرعية في أولو مراحل تكليفه ،و(التكليت) :هو إلزام العبد ما له وما عليه فعلا واعتقاؤا .وأصل التكليف كل ما فيه مشقة على النفس وكلفة ولكي يتحققالتكليف في المكلف لا ب من وجود أهليته فيه. وأهلية التكليف تنقسم إلى قسمين :أهلية وجوبؤ وأهلية أداِ ،ويشترط لتحقق أهلية التكليف شرطان اثنان؛ وهما :صحة البدن ،وقوة العقل وقد تصب الشارع لكل منهما علامات للتعؤف على حصولهماء فصحغ البدن تعرف بقؤيه وتحفل التكاليت الشرعية ،وقوة العقل شي خفق يعرف بالبلوغ ،والبلوغ شي خفق يعرف بعلاماته التي نصبت شرعا للدلالة عليهء وهي (المتوفنى١٣٣٢ :ه_).‏ طلعةأبو محمد عبد الله بن حميد بن سلومالسالمي©‏(()١ الشمس شرح شمس الأصول تحقيق عمر حسن القيام ،مكتبة الإمام السالمي© ‏.٢٦١صالطبعة الاولى ‏ ٠٨‏.م ٠٢ج ‏٢ ‏٢٣١حالفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ٠درب س ّ ن)!. معروفة مشهورة في كتب الفقه ،كنبات الشعر في الأماكن المخصوصة وخروج الماء الدافق} والحيض وتكعب الثديين بالنسبة للمرأة(". وعما يجث على هذا المكلف بعد بلوغيع 4وتكليفه ،قال المصنف( :أن يعلم أن له خالقا خلقه) :أي أن يعلم يقيئًا جازما أن له خالقا خَلَقَه ،وشوجدا أوجده من العدم وصانعما صنَعَه ،وفاطرا قَطرَه؛ إذ إثباث هذا الإنسان وجوة نفسه دليل قاطم على وجوب إثبات وجود مُوجده ٠2-٠م‎ 2 .. ٦٠۔ نمسهك‎وجودعقله صحهثبت دىريعحلاه © فا ں فوجو مُوجده من باب أولى؛ إذ وجوده قطما بموجدر أوجده وصانع صنعه. (وأنه واحد ليس كمثله شيغ) :أي وأن يعلم أن خالقه ومشوجده وصانعه واحد لا شريك له في خلقه هذا؛ إذ تناسق خلقه ونظامه دليل على وجود إرادة واحدة فقط غير ششاركة في قرارات الخلق والتكوين فخالقة واحد لم يشاركه أحد في خلقه له ،وأ هذا الخالق ليس كمثله شيءةغ؛ إذ لا يشبة أحدا ولا يشبة أحد فلو كان أح مثله لصنع كصنيه ،ولأفسَدَ كل ما يصنع الآخر؛ لتساويهما في القدرة والإرادة والخلق أما وأنه لم يحدث هذا الفساد فهذا دليل على وحدة الخلق والخالق العظيم يلة ؛ « لكوَانَ فيها هة إل 17 حسه ےے ے' لفسنْدتا » [الأنبياء :‏.]٢٢ البوصافيك بغية الراقي في شرح خلاصة المراقي ،ص.٥٧ ‎((١ غايةمة الامُلقتمدقىتدى بيشرحشرح كتاب كتاب االلممبتدأاهئ )ز ت العظيم ليس كمثله(وهو السميع البصير ) :أي أن هذا الخالق شيع في ذاته وصفاته وأفعاله ،وقد اكتفى المصنف بذكر صفتي السمع والبصر للتمثيل لا الحصرك أي ليس كمثله شيء في جميع صفاته التي يتصف بها كالسميع والبصير وغيرها ووفي هذا الاقتصار اقتداء بالكتاب العزيز في قوله تعالى « :لتتركَمتله۔ ۔توى وع [الشورى :‏.]١١السميع العر (وأنه ليس بذي صفة من صفات المخلوقين) :أيأن هذا الخالق العظيم الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله والذي ليس كمثله شيءة؛ لا يتصف بصفات المخلوقات ،فالعقل يحيل أن يخلق الخالق شيئا يشبة؛ ومن مقتضيات العقول أن الصنعة لا تشبة الصانع واللة تعالى هو خالق كل شيء في هذا الوجود؛ « آله لقيبةخما 4االزمر؛ ‏ 5٦٢فعقلا ونقلا أن لا يشعَنيقَ كل تت للة .خَلَقَلا رتهشبهومه ما (وأنه قديم وما سواه شحدت): :أي إن تبت أنه لا يشبة ولا تشبهه في شيع؛ فقطعًا ذلك فيالمخلوقات في شيء صفاته وإن تت أن المخلوقات مخلوقة بعد أن لم تكن شيئا. والمخلوق حادرت شحدَت ؤ والله تعالى لا يشبة المخلوقات في أي من صفاته قطعًا؛ تبت بذلك عقلا ونقلا أن اللة تعالى ليس بحادث ولا شحدذث ،بل هو قديم" ومعنى أنه قديم .أي إن وجوده لم بعد م.سبق ٣٢‏!2٠الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن .. ,- . م ت - الخلاصة: ‏ ١لا ما م ‏ ١لمصنّف .وتعليمه للسا ئل عما يجبجوا بمنيتلخص على المكلف علمه إبان تكليفيه؛ أمور نجملها فيما يأتى ذكزه: ومعرفةوبدايته أنه خلق لخالق خلقه۔ أن يعلم مبدا وجوده الإنسان بذلك أولا كيه الإحساس بالعبودية والافتقار إلى بالضعف والحاجة الدائمةويتملّكه الشعورخالقه وصانعهء لمعبودهِ جل وعلا ،ويس لبه الشعور بالقوة والاستعلاءِ والغنى والاعتداد بالنفس. بإرادتهمستقلغي مشار رك ي في خلقه_ أن يعلم أن خالقه واح في قراراته.غير 7 أن يعلم أن خالقه ليس كمثله شيء فلا يشبة المخلوقات في في شيء من صفات تهه تعالى.شيء من صفاتها ولا تتششربمههه المخلوقات ‏ ٤وأن يعلم أن خالقه سميع بصير مريد قدي حي عليم فعمالَ ،له كمالات الصقات المطلقة. ما خلق من[ ولا تشبيهشيءخالقه خالق كل‏ . ٥وآن يعلم أن مخلوق .وأنه قديم ‌ وكل ما سواه حارثمخلوقاته غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدذأ7‏٢٤ الإل 3.3|.............. ترن فإن قال :وما دليله على أ له خالمَا خلقة ومحدئًا أحدثه؟ قيل له :دليله على ذلك ما يراه ويعلمه من عجائب خلقه ،ولطيفيب صنعه في نفسه وفي غيره من خلق أرضه وسماته .وليله ونهاره» واختلاف أحواله وأحوال ما يشاهده بين السماء والأرض . الرح فإن سأل هذا السائل المفترض جدلا سؤالا عن الدليل العقلي الذي, يستدل به هذا المكلف على أن له خالًا خلقه ومحدئًا أحدثه من العدم. فكان جواب الإمام المصئّف على ذلك بقوله( :دليله على, ذلك ما يراه ويعلمه من عجائب خلقه) :أي مرشده الذي يدله على, ذلك المسؤول عنه؛ هو ما يراه ويشاهده ويسمعه ويعلمه من, العجائب والغرائب والبدائع فايلخلق من حوله ،وعلى اختلافف؛ هذه المخلوقات وتنوعها واختلاف أشكالها وألوانها ،واختلاف. ألسنتها وأبدانها ،واختلاف عيشها ودبيبها ،فهناك مَن يمشي على, رجلين ،وهناك من يمشي على أربع وهناك من يزحف على, بطنه ،وهناك من يطير بجناحين© فسبحان الله الخالق العظيم؛ <وه علق كل اتت ين ارءفمنهم تمن يمشى عل بطنه وومنهمتمن يَمَثى. آَه عل كل,عَل رجلين ومن هم تن يمشى عله أتم حلق أله ما كة إِن قذر ه [النور؛ ه.]٤‏ك ‏٢٥:.الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن (ولطيفي صنعه في نفسه وفي غيره من خلق أرضه وسمائه) :أي وما يراه أيضًا من لطيف صنعه وبدائع ما خلقه في هذه المخلوقات من الآمور اللطيفة في الخلق والماهية؛ كالروح والعقل والوجدان والتفكير والخيال وكالهواءِ وغيرها ،وما أبدعه الله في السماء من خلق لطيف قائم بغير عمد نراهاء « الله الى رَمَع ألموت ير ع تروها 4 [الرعد :‏ 5٦فهذا الخلق اللطيف الذي خلقه الله تعالى في نفس هذا الإنسان ،وفي الأرض والسماء لهو من عجائب صنع الله وخلقه. (وليله ونهاره) :أي وفيما يشاهده ويعلمه من اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما ،وما خلق الله فيهما لآيات بينات على عجائب خلق وصنع خالقه العظيم « .يك ف علق التوت والنضِ واخيكنف البل وانهار ليت لولى اللب ه [آل عمران :‏.]١٩٠ (واختلاف أحواله ،وأحوال ما يشاهده بين السماء والأرض) :أي وما يشاهد من اختلاف أحواله بنفسه ما بين صحة وسقم وإقدام وإحجام وتقدم وتأخر ،ونشاط وفتور ،وما يشاهده أيضًا من اختلاف من حوله مين المخلوقات في الأرض وفي السماء؛ كلها دلائل تدله على عجائب صنع خالقه الذي خلقه وخلق كل شيء .قال الله تعالى: ن فى حَلى آلتسمترت والر واختك التل وآلتهار والملك آى ک \ 26ذ -‏3١‏« ١ل ( & ‏٦ غ& :ها ج ‏ ١ما 2 ؟‏٩ 13 5 "\\ ا‎ ١ 5: 7 6 \ ‏٨6 6:. غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٣٦ ه.. .ه.ه.ه...... ..نحرںل :ه. .ه.. .ه٠.٠.٠..٠.....‏ تح- +-ہ فإن قال :فما الذي يدل على اختلاف أحواله وأحوال ما يشاهده من الليل والنهار وما يحدث فيهما أن له صانا صنعه ومبتدئًا ابتدأه وفعله؟ قيل له :إذ لا نشاهد الكتابة [لا تكون]" إلا من كاتبؤ والبناء لا يكون إلا من بان ،والصنعة لا تكون إلا من صانع والصورة لا تكون إلا من مصورا والأشياء لا تحدث أنفتها۔ فلما كانت هذه الأشياء التي ذكرناها وما ُشاكلها لم نجدها إلا من واجا أوجدها أو محدث أحدثها ؛ وجب أن يعلم أن له خالقًّا ومحدئا ليس كمثله شيء. الشرح فإن تفرع عن السؤال السابق سؤال آخر عن اختلاف الأحوال في الأنفس والمخلوقات التي يشاهدها المر في الليل والنهار ،وما يحث فيهما ،هل يدلة كل ذلك أن له صانئما صنعه ومحدئًا أبدعَه؟ فكان جواب المصنف يتوججه إلى مخاطبة العقل؛ لأنه الذي نيط به التكليف ولأن معرفة الله تعالى قائمة بحجة العقول، فيقول له في جوابه( :إذ لا نشاهد الكتابة [لا تكون] إلا من كاتب) :أي إننا لا نشاهد كتابة مكتوبة إلا ونحن على يقين أن ‏( )١ما بين معكوفين زاده الناسخ في الحاشية ،والسياق يقتضي أن يقول :إذ نشاهد الكتابة إلا من كاتب ..أو نقول :إذ الكتابة لا تكون إلا من كاتب ...فتأمل( .الشيباني). ‏٣٧!.الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن . ۔ ح .۔۔ د .... كاتبا كَتتها ،فالعقل السليم يحيل أن يتصور أن هذه الكتابة حدثت من تلقاء نفسِها ،أو أحدثث نفسها بلا شحدث خارجيت أحدها وهو الكاتب. (والبناء لا يكون إلا من بان) :وكذا الحال فإننا لا نشاهد بنا قائما إلا وينقدح في عقولنا أن بانيا بناه وأقامه؛ إذ العقل السليم يحيل أن يتصور أن هذا البنا قام بنفييه .أو أقام نفسه من غير تدخل من ألا وهو :البانى الذي بناه.خارجىمحدث لو أنناوكذا هو الحال إلا من صانع) :أي(والصنعة لا تكون شاهدنا صنعة معينة قائمة العين ألا ينقد في عقولنا أن هذه الصنعة صَنَعها صانع" ويحيل العقل السليم حينئذ أن تكون هذه الصنعة أوجدث وصنعث نفتها ،بل لا بل لها من شحدرث خارجى أحدتها آلا وهو الصانع.وصَنَعها (والصورة لا تكون إلا من مصور) :وكذا يقال في الصورة البديعة التي نراها أمامنا لأي منظر كان ،فما إن نراها إلا وينقدحح في عقولنا آن لها مصورا صورها وأبدعها ،ويحيل العقل السليم وجودها هكذا من تلقاء نفييها ،وبهذا الإبداع العجيب والتصوير الدقيق أو أنها أبدعت نفسها بل لا بد لها من شحدرث خارجي أحدَتها ،ألا وهو المصور الذي صورها. (والأشياءغ لا تحدث أنفسشها) :وكذلك باقي الأشياء؛ فإننا إن رأيناها فلا ينقد في عقولنا إلا أن شحدئًا خارجيا أحدها وأوجدها. غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٣٨ س6 ۔ ۔۔_۔ ص ۔۔۔۔۔ ۔۔ ۔ ويحيل العقل السليم أن تكون أحدثت نفسها؛ إذ لا يصح ذلك فلا بد لها من وجر أوجدها كما هي عليه الآن. (فلما كانت هذه الأشياغ التي ذكرناها وما يشاكلها ،لم نجدها إلا من واجد أوجدها أو حدث أحدثها؛ وجب أن يعلم أن له خالقا ومحدثا ليس كمثله شيعء) :فإن استقر ذلك في نفس المكلف .واستيقنته نفشه ،وسَلّمَ به عقلة وكان هو نفشه شيئا من هذه الأشياء لا يختلف عنها؛ فإنه سيشترك معها في هذه الخاصية والصفة ،أنه لا يمكن أن يكون أوجد نفسه بنفسه ولا بد له من صانع صنعه وخالق خلقه ومحدث أحدثه ،وموجد أوجده من العدم ،وهذا الخالق والصانغ والمحدث والموجذد له إنما هو واح لا شريك له في ذلك ،وأنه سميع بصيزو قدير يتصث بصفات الكمال المطلق والقدرة والإرادة المطلقتين ،المتصف بالعلم المطلق الذي لا ينحجب عنه شيء فيتيقن أن خالقه ليس كمثله شيء مطلقما ،وهذا كله يقوم عليه بمقتضى عقله السليم. ونظره الدقيق ،وفكره المستقيم" ولو لم يعلم أن هذا الخالق اسمه (الله)؛ إذ معرفة أن اسم الخالق هو (الله) يتوقف على قيام الحجة لا العقلي© وكلامنا فيما تقوم به الحجةبه بالدليل السمعي العقلية على المكلف أول تكليفه. ‏٢٣٩:الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ..0.0.. .00.0تن٩ل......‏000 سےہ-ھ فإن قال :فإن ثبت أن له خالقًا خلقة .وصانئا صنَعَه بما ذكرتم من الدليل ،فما دليله على أن له خالقا لا كالأشياءِ ولا يشبهها ولا في صفة شيء منها؟ قيل له :الدليل على ذلك ما يراه ويعلمه أن الفعلَ لا يشبة فاعله. والصنعة لا تشبةةصانعمها فى الشاهد عنده" وجب أن يقضي بالشاهد على الغائب© وأن يعلم أن الذي برة وأحدته لا شبهة .ولا يشبة الأشياء وأنه ليس كمثله شيء وهو السميغ البصيز. الشرح يتفرع عن السؤال والجواب السابقين سؤال مهم أيضًا ،وهو ما يسأله السائل المفترض جدلا وهو :إن تبت أن له خالقا خلقه وصانعما صنعه كما هو باقي الأشياء التي ذكرتها .فما الذي يدل على أن خالقه وصانعه لايشبهه ولا يشبه الأشيا الأخرى؟ وهو سؤال وجية محتمل قائم على مقتضيات الحجج العقلية، فكان جواب الإمام المصنّث أن قال له( :الدليلٌ على ذلك ما يراه ويعلمه أن الفعل لا يشبه فاعله) :أي إن المرشد له والدليل على ذلك فيما أشكَلَ عليه فهمه في أن ما يراه بعينه ،ويعلمه بقلبه وعقله ،وما تتيقنه نفسه من المسلمات العقلية؛ التسليم دائما أن الفعل نفسه لا يُشية فاعله ،ففعل الكتابة لا يشي الكاتب الفاعل له ،وهكذا في كل فعل من الأفعال لا يشبة الفعل ف فاعله قطعا. غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ..؛ (والصنعة لا تشبه صانعها فى الشاهد عنده) :أي وكذا الصنعة ويعلمه ويتيقن منهكيراه الذيالمحسوسومن عالم الشهادةالعقول، وذلك مما لا يختلف فيه عقلان ،ولا يتمارى فيه عاقلان. ( .وجب أن يقضي بالشاهد على الغائب) :وإذا ثبت ذلك عنده بيقين تام وَججب أن يحكم بالشاهد الذي تبت عنده على الغائب غير المحسوس ما لم ينهض دليل يمنغ قياس الغائب على الشاهد لوجود مانع معتبر عقلا وشرعا ،وبما أن هذا اليقين عقلى محضً؛ فلا بد من المصير إليه ،وإعمال في الأمور التي تقوم حجتها بالعقل. (وأن يعلم أن الذي برأه واحده لا ييشسبهه ،ولا يشبة الأشياء): والنتيجة العقلية التي سيتوضل إليها بعد خمل الغائبه المستور على الشاهد المحسوس المتيقن عقلا؛ هي أن يعل هذا الإنسان أن الذي خلقه وبرأه وأحدته من العدم لا يشبهه قطعا ولا يشبة شيئا من الأشياء التي خلقها بنفس العلة الأولى. (وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) :وأن الذي خلقه وخَلَقَ جميع هذه الأشياء إن قلنا يقيئا إنه لا شبة ما خلق ،وإننا نقول بأنه خالق كل شيء فإذن لا شبهة شيع أبا في كل شيء. سواء في الذات أو الصفات أو الأفعال وهو سميع بصير بكل شيء« . ::آنكيتلي۔ توى وهو المَميغ البي [ 4الشورى.]١:‏ 3جالفصل الثاني :الشرح والتبليق على المتن فإن قال :فإذا انقطع عذره وقامث الححة عليه بالأدلة التي ذكرتموهضا؛ فما الذي يلزمه من التكليف بعد معرفته به يك وتوحيده إياه بصفاته؟ قيل له :يلزمه الكف عمما قبح في عقله ما لم يأت عن الله تبارك خبر بإباحة شيء مما قبح فعله واعتقاده في عقله ،وعليه معوتعالى ذلك التصديق بالنبى ية .وبجملة ما جاء به عن الله تعالى عند مشاهدته الأعلام التي دلت على صحة نبوته أو نقلت بالأخبار إليه. قال الله ۔ تبارك وتعالى « :وَأوجَ إ كَتاالْمرهَانُ لديكم يه وَمَ به 4 [الأنعام :‏ 5]٠٩وححّة محمد يل ححة قاطعة لعذر من شاهده أو غاب عنه بالخبر المنقول إليه. فإذا قام بجملة ما ذكرنا وصدق بجملة ما وصفنا توحيد الله تعالى ومعرفة محمد يلة أنه رسول من عنده وأن ما جاء عن الله فهو الحق مجملا ومفترا على ما هو به من عند الله ،فإذا أقر بهذا فهو سالم. ما لم يلزمه العمل بقريضة ة أمر بها ،أو حظر أشياء كان محلا قبل ذلك في عقله بينه وبينها. الشرح الله منعلى ‏ ١لمكً_ف اعتقاده فى ذاتيعل تفصيل ما يجب ‏ ١لتوحيد الخا لص ِ بقي ‏ ١لسائل ‏ ١لحريصض على أداء ما يجب عليه يبحث غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدا7‏٢ . عن تمام العلم وكمال الفائدة} فيطرغ هذه المرة سؤالا يطمئرٌ به على إليه ،وحصلت له ثمرة تعلمه من الشيخ الإمام المصئف٥‏ما توصل وسؤاله هذه المرة :عن من قامث عليه الحجة في معرفة ما ذكرت سابقًا 5وسلم به؛ فماذا يجب عليه اعتقاده أيضا بعد معرفة الله وتوحيده في ذاته وصفاته الذي شرحتموه سابقا؛ ليحصل له به الوفا بدين ربه تعالى© ويفوز بالنجاة في الدار الآخرة يوم يلقى الله تعالى. وهذا سؤال كما قلث يدل على حرص سائله المفترض جدلا في الحوار فما كان من الشيخ المصنف إلا أن يمحضَه النصح الجزيل ويعلمه العلم الوفير بما لا يدع مجالا للريب والتردد في أنه الحق المبين فقال له مجيبا عن سؤاله( :يلزمئه الكف عمما قبح في عقله): أي يلزم المكلّت بعد إخلاص الوحدانية لله تعالى وحده الذي خلقه. ولو لم تقم عليه الحجة السمعية أن اسم خالقه هو (الله)؛ الكف عن كل فعل يقبح فعله عقلا؛ إذ إن الله تعالى قر الناس على الفطرة السوية .نقال« .فظرت أقق آلتىالا متهألا تيل يحَلنآه ه الروم :‏ 5٣٠فلا تألف فطزهم القبيح ،هذا ما لم يرد النص الشرعي على خلافه ،كما سيذكز المصنف ذلك بعد قليل. (ما لم يأت عن الله تبارك وتعالى خبز بإباحة شيء مما قح فعله واعتقاده فى عقله) :أي أن يأخذ المكلف بحجة العقل فى الكت عما يقبح في عقله ،ما لم يرد نص عن الله تعالى يخبر بإباحة ما يقضي العقل بقبحه فعلا أو اعتقادا. 1.ج ¡الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن -.` ذا.س ‏ ٠اؤ الحقيقىإذ ما يوجبه العقل على ضربين؛ فضرث متعلق بالعلم الذي لا يجوز عليه الانتقلاب‘ وضرب متعلق بعلم الظاهر الذي لا يكون معلومه معتقَدّا ،وقد يجوز أن يرد ما يوجث اعتقاد خلافه(". ولعل سائلا يسأل فيقول :إن الإمام المصئّت بعدما ذكر توحيد الل وصفاته وإخلاص الوحدانية له يلة ؛ ثنى بذكر الكف عما يقبح فعله أو اعتقاده عقلا ولم يشن بذكر ما يتعلق برسالة النبي ثة بعد توحيد التلهعالى؟ وهو تساؤل حسن فنقول :أراد المصنف إتمام فوائد التوحيد الخالص؛ حتى لا تقع في العقل أ شبهة يستحسنها بسبب تأثره بالأحوال المحيط بها فالعقلُ يستقبح عبادة الحجارة والأصنام والأشجار ولا يقتنع بها لعلمه أنها لا تضر ولا تنفع وإنما يفعل ذلك الإنسان الجاهل لا لقناعته العقلية ،بل لتأثير المجتمع الذي تربى فيه وترعرع كما أن العقل لا يستحسن أكل الميتة ،فهي قبيحة عنده ،بل ولا ذبح الحيوان الحئ"‘ ،فين هنا أراد المصئّف أن يختم باب الاعتقاد السليم والتوحيد الخالص بالتنبيه على أن ما كان قبيحا عقلا يجب على المرء ألا يقارفه؛ حتى يرة النص الشرعئ موافقا لمقتضيات ‏( )١انظر :ابن بركة ،أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة السليمي البهلوي (المتوفى: ق،)٤‏ كتاب الجامع ،حققه وعلق عليه :عيسى يحيى الباروني وزارة التراث القومي والثقافة ۔ سلطنة غُمان ،بدون ذكر الطبعة وتاريخها ،ج١‏ ص ‏.١١٠ ‏( )٢خالف الإمام أبو سعيد الكدمي الإمام ابن بركة في هذه المسألة ،انظر تحريرها في كتاب «مشارق أنوار العقول» للامام نور الدين السالمي ،ص ‏.١٤٢ غاية المشقتدى بشرح كتاب الميتدا!.‏٤٤ _۔ -ح۔۔۔.ح۔ . :ذ العقول أو مخالقما لها .حينها ينتقل من التكليف العقلي إلى امتثال. |النص الشرعي والله أعلم. (وعليه مع ذلك التصديق بالنبي يَلة) :أي أن على المكلف بعد معرفة الله تعالى وتوحيده وصفاته التصديق بالبي محمد بن عبدالله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المكي العربي يلة ؛ بأنه نب ورسول من عند الله تعالى 6وأنه للناس كافة} وليس إلى قوم معينين© وأن نبوته ورسالته يلة خاتمة لجميع النبوات والرسالات© فلا رسول بعده ،ولا نبت خلفه. (وبجملة ما جاء به عن الله تعالى) :أي يلزم المكلّفت أيضا بعد التصديق والإقرار بنبوة نبينا محمد يلة أن يقر بجميع ما جاء به محمد تلة من عند ربه تبارك وتعالى ۔ أنه حق وصدق ،وهي عندنا الجملة الثالثة من جملة التوحيد‘ بعد الشهادة لله بالألوهية ،والشهادة للنبي تلة بالرسالة من عند الله تعالى ،تأتي جملة الإقرار بأن ما جاء به النبي قلة من عند ربه صدق وحق ،والبعض منا يكتفي بالشهادتين .الأوليين؛ لتضمنهما الشهادة الثالثة. (عند مشاهدته الأعلام التي دلت على صحة نبوته أو نقلت بالأخبار إليهؤ قال ا له تبارك وتعالى « :وأو إ كنا المران لِأنَذرَك يه ومر بل [ 4الأنعام :‏ :)]١٩أى يلزم التصديق بنبوة نبينا محمد تة عندما تقوم الأدلة والعلامات على صحة نبوته ،أو تنقل الأخبار المنقولة إلى المكلف خبر نبوته قَلة؛ إذ إن نبوته ية لا تقوم بمقتضيات العقول، بل لا بد فيها من الحجة السمعية؛ حتى تقوم الحجة بها ،والحجة ‏٥7الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن !-1 ` 5 ‏١.س اً ر قائمة بها -والحمد لله ۔ ،والدليل أن الحجة بتصديق نبوته قفة لا تلزم إلا على من قامت أعلامها وبلغته أخباره؛ قول الله تعالى الذي استدل رمم مم م‏٨مهه۔م۔ ا۔م7.و‏٧ ‏]٦٩[الأتعام:4بلغوملأنزركم يدهذا ‏ ١قرءانإلث :واوالمصت :به فمن بلغته الحجة لا يسعه إلا الإقراز والإذعان. أو غاب عنه(وححة محمد مَلة ححة قاطعة لعذر من شاهده منقاطعة لعذرالنبي عياحجة نبوةإنإليه) :أيبالخبر المنقول شاهده عيانًا يبلغه بنبوته ورسالته من الله تعالى ،ولعذر من غاب عنه؛ د كأن يكون ممن عاصره ولم يشاهده قط ،أو كان ممن جاء بعده كلهم مقطوعو العذر بالأخبار المتواترة بصدق نبوته وعموم رسالته ،فلا عذر لأحد منهم بَلَعَه ذلك من الانس والجن جميعا. (فإذا قام بجملة ما ذكرنا وصدق بجملة ما وصفنا؛ من توحيد الله تعالى ،ومعرفة محمد تلة أنه رسول من عنده وأن ما جاء عن الله فهو الحق مجملا ومفتَرًا على ما هو به من عند الله ،فإذا أقر بهذا فهو سالم) :أي إن قام المكلف بأداء ما وجت عليه اعتقاده والإقراز به وتصديقه مما سبق ذكزه وتفصيله للسائل ،من توحيد ا له تعالى الخالص ومعرقة النبوي محمد ية والإقرار بنبوته وعموم رسالته للناس كافة وآن ما جاء به من عند الله تعالى هو الحق المبين© والصدق المستبين ،وأقر بقلبه ولسانه مختارا غير متردد ولا مرتاب ولا ممتر كان من السالمين الناجين عند الله تعالى؛ ما لم يخل بما وجب عليه من التكاليت الشرعية وهذا الكلام فيمن لم تشرع في حقه التكاليف العملية بعد. غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدا.‏٦ ومن هناك قال المصئّفث( :ما لم يلزمه العمل بفريضة أمر بها أو حظر أشياء كان محلا قبل ذلك في عقله بينه وبينها) :أي إن السلامة فيما ذكرناه سابقا من الوفاء بما وجب على المكلف اعتقاده في دين الله تعالى ،وبه تحصل النجاة في الآخرة ،إنما ذلك كله لمن لم تشرع في حقه التكاليف الشرعية العملية" من الأوامر الفعلية ،والنواهي التركية. أما بعد تشريع الفرائض العملية (فعلا وتركا)؛ فلا يكون سالما إلا بالوفاء بالجانبين جميا؛ وهما :الجانب الاعتقادي المذكور سابقا ،والجانب العملي الشامل للتكاليف العملية الفعلية والتركية (أي :فعل الأوامر" وترك النواهي). ومن هنا نقول :إن المهلكات يوم القيامة نوعان: ‏ ١المهلكات الاعتقادية :كل ما يخل بالتوحيد الخالص لله تعالى من عدم وصفه بكمالات الصفات\ أو تشبيهه بخلقه ،أو تجسيمه ،أو بوصفه بالمحدودية والمكانية ،أو عدم الوفاء بالإيمان بما علِم من الدين بالضرورة؛ كالإيمان بالرسل ،والملائكة ،واليوم الآخر ،والقضاء والقدر ...إلخ. ‏ ٢المهلكات العملية :عدم الوفاء؛ وذلك يكون بعدم امتثال الأوامر بالفعل© وعدم امتثال النواهي بالترك ،فمن وفى بواحد ,منهما وأخ بالآخر هَلَكَ يوم القيامة و ۔ العياذ بالله تعالى . الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن .[- بص‏٨ا‏٠.٠.... ه...... /ح سے۔؛ فإن قال :فماذا يلزمه من الفرائض؛ ويعلم أن الله -تبارك وتعالى تعبده بها 5وألزمه القيام بأدائها ،والانتهاء عمما نهاه عنها؟ قيل له :إذا سمع قول االلهه ت۔بارك وتعالى _ « :يت ها لذيك امنوا إدا مَمَشر إل الصلة قَاعيىثوا هؤجَوكَكة أيديكم إلآلمَرافق وَاأمسحخوا أ روسكم وَأرَجََكُم 17الكعبار واكتم .جنبا قَا4طهَر 77مريح آو ع سسَمدَر أو جاهأحَد منكم مَنَ التَآبط أو لَمَسعهُ لسه م تراع مترا سميكا علا تانصغوا رووك: دوأييكم ِنه؛“ه [الماندة،]٦:‏ وقوله « :وَأقِمخُوا الصلة وعائرا ا وأركوأ مع الرَكييت ( 4البترة س !:وقوله« :وَكلهذوا فالح الحج :‏ 3٧٨وقوله « :يأيها اليك ءامنوا آمَقوأ اله وَابتَعُو ه [المائدة :‏ ،]٣٥وقوله:لعلكم تتممفليححورآلوَسِملة وجهوا ق 7 «وولد عَلَ لاي حج ت البيتت من اآسسََعتََططََااع إله سيلا ه [آل عمران :‏©]٩٧ ونحو هذا من الخطابؤ وقد تقوم عليه الحجة بذلك ممن يخبره من الناسن بالمعاني من هذا الخطاب. الشرح ينتقل الآن السائل المفترض جدلا إلى السؤال عما يلزم المكلڵت في باب الفرائض؛ ليكون كامل الإيمان ،موقَيا بدين الله تعالى ،فيسأل ما على المكلف أداؤه من الفرائض ،وما عليه تره من النواهي. غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٤٨ اق: ن. فما كان من الإمام المصنف إلا أن يجيبه بآيات الأحكام الشرعية؛ ليقفه على الجواب الصحيح ودليله معما ،وليغرسَ فيه قوةالإيمان والإذعان والانقياد للدليل الشرعي متى ما وجده وليؤكد عليه أن الأحكام الشرعية العملية تقوم حجتها على المكلف ببلوغه الدليل ،فمتى ما حصل له الوقوث على دليلها وجب عليه الامتثال ،وضاق عليه الترك؛ لهذا قال المصنّث في جوابه له( :إذا سمع قول الله تبارك وتعالى ۔). ثم ساق آيات الأحكام العملية؛ مبتدئا بآيات الوضوء عند إرادة الصلاة في سورة المائدة ،فقد ذكرت الآيات فريضة الوضوء وعدت ترتيب أعضائه وكيفية تطبيقه ثم ذكرت الغسل من الجنابة ،ثم التيمم لمن لم يجد الماء ،وكيفية هذا التيمم بالصعيد الطيب. وساق بعدها آية إقامة الصلاة وفيها الحث على أدائها في جماعة المسلمين وفريضة إيتاء الزكاة ،والآية من سورة البقرة ،ثم ساق آيتي فريضة الجهاد سواء كان الجهاد الكبير أو الصغير أي جهاد النفس أو جهاد العدو ،ثم ساق آية فريضة الحج على المستطيع القادر إليه سبيلا. ثم قال الإمام( :وقد تقوم عليه الحجة بذلك ممن يخبره:من الناس بالمعاني من هذا الخطاب) :وتحرز المصنف بهذا الكلام عن الوهم الذي قد يتبادر إلى ذهن البعض أن من لم يقف بنفيه على هذه النصوص فلا يلزمه فرضها ‏٩..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن. _٦٧ ....... ه‎...... !اإسلنتحصك؛ر.......ه...... >, فإن قال :فما الذي يدل على وجوب هذا الفرض ويجب عليه التكليف بتفسير هذا الخطاب وظاهر لفظه ولا علم له بذلك؟ قيل له :بل عليه أن يرجع إلى تفسير الحملة .الذي لزمه فرض العمل بها إلى الفقهاء من آهل العدل ممن تقوم الحجة له بقولهم. الترح يتحرى السائل الحرص الشديد في سؤاله عن المكلف الضعيف الذي لا علم له ولا دراية بأمور الشرع فإن قرأ تلك النصوص الشرعية فقد لا يدرك الفرض منها من غيره؛ ولا علم له بالتفسير الصحيح لهذه الآيات فكيف يتصرّف؟ وهو يريد السلامة في دينه. فحل الإمام ابن بركة عويصته هذه بما فتح الله تعالى عليه من مكنونات العلم ،فقال له( :بل عليه أن يرجع إلى تفسير الجملة ،الذي لزمه فرض العمل بها إلى الفقهاء من أهل العدل) :أي على المكلف إن عَنَ له ما يشكل عليه فهمه في أمور دينه؛ أن يرجع السؤال عن تفسير الجملة التي لزمه العمل بها إلى الفقهاء من أهل الثقة والورع© العلماء الربانيين ،أهل التقوى والعدل‘ ليفشروا له ما يجث عليه فعل ،وما لا يجب. (ممن تقوم الحجة له بقولهم) :فعلى هذا المكلف الذي ابتلئ وليتحرى أهل الصدقمعبر يعبر له مسألته،بهذه المسألة البحث عن غاية المشقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏.٢ والعدالة ،وهم الأتقياء الموفون بدين الله تعالى ،المطبقون شرعة في أنفيهم أولا ،وفي فتواهم للناس ما يلزمهم معرفته والعمل به في دين الله تعالى. واعلم أيها المكلف أن هذه المسألة التي غم عليك فهمها. وشكل عليك تفسيزها؛ لا تخلو من نوعين اثنين«_'؛ أحدهما: المسائل التي تقوم حجتها من عقل المكلّف©ؤ وقد سبق الكلام على هذا النوع من المسائل. وثانيهما :المسائل التي تقوم حجتها من السماع 0وهي نوعان: وامتثال نهي.امتثال أمر فامتثال الأمر :تأدية المفروضات‘ وهى نوعان؛ أحدهما: مؤقت العمل؛ أي يلزم في وقت معين وثانيهما :غير مؤقت العمل. على المكلفالمحرمات .فيجبارتكابوامتثال النهى :ترك أن يسأل أهل العدل عن كل ما وجب عليه فعله أو تركه من هذه المسائل التي قامت حجتها عليه بالسماع. _).بهحة‏٣٢ انظر :السالمى 6أبو محمد عبد الله بن حميد بن سلوم (المتوفى:(( بن مبارك بن حمد الشيباني ،تحقيق :اللجنةالأنوار 6تقديم ومراجعة :سلطان العلمية بموقع بصيرة مكتبة خزائن الآثار .سلطنة غُمان ۔ بركاء ،الطبعة الأولى: ‏.٩٤ ‏ ١٤٣٧‏_/١٦١٠ه ‏.م ٦ص ‏0١ هم_ .الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن مسألة مهمة: اختلفت العلماءث في الضعيف الذي لا قدرة له على الاجتهاد ولا استطاعة له على ترجيح الآقوال؛ وقد أراد أن يعمل بشيء من الأشياء التي قد اختلفت العلماء في حكمها(": نذهب بعضهم :إلى أن لهذا الضعيت أن يأخذ بأي قول شا من تلك الأقوال الموجودة في مسألته ،ولا يلزمة في كل قضية أن يستعين بالفقيه الحاضر. وذهب آخرون :إلى أنه يجب على هذا الضعيف إذا شاء العمل بما اختلفت فيه أن يشاورَ من قدر على مشورته من الفقهاءِ ،وأن يستعينه في طلب الأعدل من الأقوال. يقول الإمام السالمي في «بهجة الأنوار» عن هذا القول الأخير: «وهذا المذهب أقوى دليلا وأقوم سبيلا من الذي قبله؛ لهذه الأدلة ولما في مشورة العالم من إمكان الاطلاع على دليل القول الذي يرشده عليه ،ويأمزة بالأخذ به ،فيكون مع ذلك آخذا بالدليل الذي سمعه ،فينزل في وجوب؛ المشاورة للعالم عند وجوده منزلة القادر على الاجتهاد»"'. ( )١انظر المسألة في كتاب «بهجة الأنوار» للإمام السالميث ص.٨٥ _ ٨٤ ‎ ( )٢السالمي ،بهجة الأنوار؛ ص.٨٥ ‎ غاية المُقتدى بشرح كتاب الميتدا. ‏٥٢ ...... .. ...0.0. تت ‏ ١ألذ.ه٠......... ه.... فإن قال :أكل المقرين حجة وهم أهل العدالة عندك؟ وأهل العدل منهم بعض دون بعض؟" قيل له :بل الذي يلزمه أن لا يأخذ بتفسير ما تعيده الله من المتهمين في دين الله ،ولا يصدق المتهاونين بما أمرهم الله به من الفرائض واجتناب المحارم .وأن لا يأخذ ذلك إلا من أهل الشتر والعفاف والعلم بما تعبده الله به ،قال الله ۔ تبارك وتعالى ۔: « وكدلك جَتلتكم أمه وسطا توا شُهَدَآء عَلَ التاي وَيَكْودَ لرسول عليكم نَهيدًا 4لالبترة: .؛اا ،والشهداء الذين هم الحجة لله عليهم في الدنيا والآخرة لا يكونون إلا عدولا مرضتين. الشرح يسأل السائل المفترض جدلا عن أهل العدالة الذين يؤمر المكلف بسؤالهم عن تفسير ما وجب عليه العمل به بعد قيام الحجة عليه ،فمن أهل العدل المشار إليهم؟ فأجابه الإمام المصئّفث بما لم يدع ريبا عنده ،قائلا له( :بل الذي يلزمه أن لا يأخذ بتفسير ما تعيده الله من المتهمين فى دين الله ولا يصدق المتهاونين بما أمرهم الله به من الفرائض واجتناب المحارم): ‏( )١كذا في الاصلء وصواب العبارة فيما يظهر لي :أم أهمل العدل© منهم بعض دون بعض( .الشيباني). ٢‏! :7 ٠-والتعليق على المتن الشرح التقصل الثاني: ., أي يؤمر المكلف ألا يأخذ تفسير ما وجب عليه العمل به بعد قيام الحجة عليه في دين الله تعالى من المتهمين في دينهم المقصرين فيما يلزمهم شرعا ،ولا يصتدق المتهاونين بما أمرهم الله به من الفرائض واجتناب المحرمات والآثام ،فيمن كان هذا حالة في دينه فلا يجوز سؤاله ولا تصديقه فيما يخبر به عن الشرع الحنيف. (وأن لا يأخد ذلك إلا من أهل الشتر والعفاف والعلم بما تعبده الله به) :أي ويؤمر المكلف أن يأخذ تفسير ما وجب عليه العمل به في دين الله تعالى من المفروضات واجتناب المحرمات‘ من أهل الشتر والعفاف" والحياء والمروعءة ،الذين يرتدعون عن ارتكاب المحرمات وترك المفروضات حيا من الله تعالى وخشية منهث وكذا يأخذ تفسير أمور دينه وعباداته من أهل العلم العاملين بكتاب الله تعالى ،وسنة رسوله الكريم يَقة. ثم استدل الإمام المصئفث بآية سورة البقرة في تفسير الشهداء بأنهم أهل العفاف والستر والعلم" الموفون بدين الله تعالى ،الأتقياء الأبرار ،أهان الله وخاصته من خلقه. (والشهداء الذين هم الححة لله عليهم في الدنيا والآخرة. لا يكونون إلا عدولا مرضتين) :أي أن الشهداء الذين يكونون حجة على الخلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة لا يكونون إلا من أهل العدل والثقات الموفين بدينهم" وهم العدول عند الناس ،ممن رضى الله تعالى دينهم ،ورضي الناش صلاحهم واستقامتهم. غاية الممُقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٥٤ ومن المعلوم أن هذه المسألة ۔ مسألة :ممن تقوم الحجة وهي ما يمكنالعلماء©عندخلافية شهيرةالشرعية -مسألة تسميته بالمسألة النزوانية الرستاقية عندنا ،فالفرقتان اختلفتا فيها، كل إلى رأي. يقول العلامة أحمد بن عبدالله بن موسى الكندي صاحب كتاب دالمصنّف» الشهير في الفقه الإباضي في كتابه «الاهتداء» الذي تناول فيه كثيرا من المسائل المختلف فيها بين الفرقتين ،فيقول في هذه المسألة: «ذهبث النزوانية إلى قيام الحجة من كل معلم من كافر" أو الحوً بنفسهبأنواعتلواأو فى فم طائر أو كتابة فى حجرامسلم حجة فحيث ؤجد كان حجة لا يعتبرون فى ذلك المعلم به ،والحجة لهم في ذلك قول النبى يلة« :اقبل الحق ممن جاءك به :بغيضا كان أو حبيبا ،وز الباطل على من جاءك به :بعيدا كان أو قريبا»”' ،قالوا: فلما كان الباطل غير مقبول ممن جاء به من مسلم أو كافر بإجماع كان الحق مقبولا ممن جاء به من مسلم أو كافر. وذهبث الرستاقية إلى أن الحجة في تفسير ما تعبد الله به لا تقوم إلا من الثقات؛ واحتجوا بقول الله تعالى« :وآن يعل أنه كفرين عَلَ امنا إنومنين سبيلا ه [النساء،]٤:‏ وبقوله سبحانه « :يأيها الذ ‏( )١رواه أبو نعيم في «حلية الفقهاء» بلفظ قريب من طريق أبى بن كعب ورواه الديلمي في «الفردوس بمأثور الخطاب» من طريق ابن مسعود. ون‎ ٥٥; 274 7وا لتعليق على ١ ‎لمتن‎ ١لقصل ١ ‎لثاني ١ : ‎لشرح ٤ ينا فسبتنوا » [الحجرات :‏ ،]٦قالوا :فقد أمر بالتبين عند خبرقاسجاء الفاسق ،وهو عام في كل نب حتى يصح التخصيص قالوا :وفي أمره بالتبين عند خبر الفاسق دليل على ترك التبن عند خبر غير الفاسق، والله أعلم» (. وللامام نور الدين السالمي جواب عن هذين الاستدلالين اللذين استدلت بهما الغرقة الرستاقية ،من أراده فليرجع إلى كتابه «مشارق أنوار العقول»""'. ومن المعلوم أن الإمام المصنف أبا محمد ابن بركة هو على رأس المدرسة الرستاقية ،وزعيمها الذي تنتسب إليه وينتسث إليها. ‏( )١الكندي ،أبو بكر ،أحمد بن عبدالله بن موسى النزواني (المتوفى٥٥٧ :ه)،‏ كتاب الاهتداء والمنتخب من سيرة الرسول يت وأئمة وعلماء عُمان ،تحقيق :سيدة إسماعيل كاشفیؤ وزارة التراث القومى والثقافة .مسقط -سلطنة عمان الطبعة ‏.٢٣الأولى١٤٠٦ :ه١٩٨٦/م،‏ ص ‏( )٢السالمي ،أبو محمد عبدالله بن حميد بن سلوم (المتوفى١٣٣٦ :ه‏ )ء مشارق أنوار العقول ،تعليق :سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ،مكتبة الإمام نور الدين السالمي ،بدون ذكر الطبعة وتاريخها ،ص ‏.١٣٩ غاية المقتدى بشرح كتاب الميتدأ.,‏٥٦ .............. البسحع,ت.............. فإن قال :أرأيتم إن وَجَدَ هذا المكلف لأداء هذه الفرائض التي :قذّمنا ذكرها أهل العدالة والشتر المنسوب إليهم العلم والمعرفة مختلفين في تفسير شيء مما جاء عن الله .لحادث وقع بينهم في تفسير شيء مما جاء من الله وكل فرقة منهم تخّلئئغ الأخرى؛ كيف [السبيل]"" إلى معرفة المصيب للحق من هذه الرق التي فيها الحجة لله عليه؟ ومن يجب أن يقلده فيما ينقله إليه ويخبره به عن الرسول نثني ؟ قيل له :عليه أن يستدل ويجتهد في طلب المحقّ من المبطل، وفي حكم ما اختلفوا فيه ،فإذا اجتهد لله وناصح لنفسه في الطلب والاستدلال على الحق؛ فلا ذ له أن يهجم على بغيته" وحاجته؛ لأن الله -تبارك وتعالى لا يتعبد أحدا بشيء۔ ويكلفه القيام بفعله ثم عدمه الدليل عليه ،بل الذي يدل على أن الحكيم إذا أمَرَ بأمر أو كلف فعلا لا بد أن يمكمن المأمور المكلّفت بذلك من إصابة الدليل عليه ،والمخرج منه!"'و،يزيل عنه الموانع؛ ليقطع عذره بذلكڵ فإذا اجتهد هذا المكلف وناصح نفسه وطلب إصابة الحق فلا بدأن يظفر به ،وبالله التوفيق. ( )١زيادة يقتضيها السياق حسب فهمي( .الشيباني). ‎ هَجَمَ عليه :هذا اصطلاح شائع في كتابات المانيين ،يعنون به :انتهى إليه وظقر‏)(٢ (الشيباني) . منه.بمراده ‏( )٣٢يبدو لي في العبارة اضطراب لم أهتد إلى تصحيحه! (الشيباني). ‏0٧.الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن \ الشرح يبقى السائل المفترض جدلا يسأل فيما يلزم المكلف أن لو وجد أهل العدالة والستر والعلم الذين أمر بسؤالهم تفسير ما يلزمه العمل به في دين الله تعالى؛ مختلفين فيما بينهم في تفسير مطلوبه ومقصوده؛ لأمر حادث بينهم سيب فرقتهم وخلائّهم ،ورأى كل فريق منهم يخطئ الآخر؛ فكيف السبيل لهذا الضعيف إلى معرفة المصيب منهما من المخطئع ،وقد جعلتم المصيب حجة الله عليه فيما تعبده به ،وما يؤمر به من الاقتداء بالرسول تلة ؛ ليكون من الموفين بدين الله تعالى. هذا مفاذ سؤاله وهو مهم للغاية ،فكيف لهذا الضعيف أن يميز ويعلم المصيب من المخطئ إن كانوا جميعا في مصاف العلماء وأهل العدالة والتر والعفاف؟ ولهذا أولى الإمام المصنف ابن بركة العالم الأصولي النحرير هذه المسألة مزية تفصيل ودقيق توضيح لأهميتها للمكأّف الضعيف؛ ليكون على فقه وبينةٍ من أمره .فقال له: (عليه أن يستدل ويجتهد في طلب المحقق من المبطل) :أي يؤمر هذا المكلّك بداية أن يجتهد قدر طاقته ووسعه ولا يذخر جهدا في الوصول إلى المح من الفريقين من المبطل؛ فإن وقع على المحقق منهما قلده دينه ،وأخذ بتفسيره ،ورضي بتعبيره ،وعَمِلَ بما أمره به مما تحصل به سلامته في دينه ،ولا يكلف فوق هذا بشيء. (وفي حكم ما اختلفوا فيه) :أي ويجتهد المكلف ليتوصّل إلى المحق منهما\ ويبذل قدر طاقته ووسعه في البحث عن صواب غاية المشقتدى بشرح كتاب المبتدا"‏٥٨ ما اختلفوا فيه ،والبحث عن أي الرأيينأصوث وأحق؛ إذ هو متعيَذٌ باتباع القول الحسن ولم يتعبد باتباع اأي قول بمجرد أنه قول قد قيل 6وفي ذلك يقول الله تعالى » : :الَذنَ دتَسَتَمعُوت آلْمَوْلَ فيتبعون اللب ه [الزمر :‏.]١٨لحستهرأ وليك األلذزير مدنه آلة وأواليك ه م أ ولا يتأتى للمكلف ذلك إلا بسؤال المختلفين كلا عن دليله الذي نصبه واعتمده؛ إذ الفيصل في" الخلافات الشرعية بين العلماء الحجة والدليل .وقوة البرهان وتحقيق المناط والمقاصد فمن أدلى للمكلف بالدليل الذي اعتمده ونصبه في رأيه وحكمه الذي صَدَرَ منه وخالف به صاحبه؛ يؤمر المكلف حينها بالتمييز بين أدلة المختلفين© وما أدلوا به من حجج قدر طاقته وبعدها يأخذ بما اطمأنت إليه نفسه‘ ووثق بقائله بما رأى منه من المؤهلات والتقوى والدين والورع والخشية. ولا يصح للمكلف التقصير في البحث وتمحيص الأقوال والآراء المطروحة من العلماء المختلفين حتى يعمل بالأعدل الذي يبحث عنه في دينه ،حتى قيل :إنه يجتهد في تمحيص ذلك اجتهاة جابر بن زيد ،فإن أخلص لله تعالى المناصحة لنفسه والبحث عن الأعدل من الأقوال ،واطمأنت نفسه إلى أحد الرأيين؛ أخذه معتقدا بذلك إصابة الحق عند الله تعالى ،وهذا الذي سيذكره المصنف الإمام ابن بركة إن شاء الله تعالى ۔.بعد قليل فمن أدلى بدليله وكان سليما من العلل التي تقدح فيه؛ فعلى المكلف أن يأخذ به ،ومن لم يأت بدليل أو أتى بدليل ينسخه دليل مخالفه؛ فيكون كمن لا دليل له ،فلا يأخذ المكلف برأيه. ‏٥٩! 7.7.. الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ` س _ آ ‏6٠١ه يقول الإمام السالمي في «بهجة الأنوار»« :ولا يخفى أن حكم مَن كان مجتهدا ولم يطلع على الأدلة في شيء من الأحكام أن حكمه في ذلك حكم الضعيف؛ لآنه في ذلك الحكم ضعي أيضا بنا على القول بتجزؤ الاجتهاد ،وهو مذهب الإمام الكدمي زثينه »". ثم قال المصنف( :فإذا اجتهد لله وناصح لنفسه في الطلب والاستدلال على الحق؛ فلا بد له أن يهجم على بغيته وحاجته) :أي إن المكلف إن اجتهد قدر طاقته ووسعه في طلب الحق والبحث عن الصواب وأخلص لله تعالى في بغيته هذه ،ونصح لنفسه في البحث والطلب والاسترشاد إلى الحق ،والاستدلال عليه؛ فإنه لا بد أن يوفق ويقع على ما أراد من حاجته؛ وذلك من وعد الله تعالى الذي وَعَدَه من جامد فيه حق جهاده وأخلص في توجهه إليه ،فقال يل: & [العنكبوت :‏©]٦٩المحسنأمه لمشنلتاً وهد وأ فِيًا هديحيتهجكه فوعذ الله له منجر وهدايئه له محققة ومعينه له حاصلة متى ما حقق هذا المكلف شركها الموجبلها وهو إخلاضالتوجه لله تعالى© وئشدان الحق المبين. ) بفعله ثم عدمه الدليل عليه) :قلنا :إن أخلص المكلف النصح لنفسه في طلب الحق والتوفيق إليه لا ب أن يصل إلى بغيته وحاجته؛ لأن لله تعالى وَعَدَ من جاهد فيه هدايته ومعيته ،وإن من سنن الله تعالى ( )١السالمي بهجة الأنوارء ص.٨٥ ‎ غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٦٠ القائمة على العدل الإلهي أنه تعالى لا يكلف عبدا تكليفما شرعيا ،ثم عدمه الدليل على أدائه؛ فين رحمة الله تعالى بخلقه ما تعدهم بشي من العبادات إلا ونصب الأدلة عليها يقيئا» ومن طلب هذه الأدلة ظفر بها ۔ طالت المدة أو قصرت ۔\ فكل منشود مأتێ. (بل الذي يدل على أن الحكيم إذا أمَرَ بأمر أو كلفت فعلا لا بد أن يمكمن المأمور المكلف بذلك من إصابة الدليل عليه ،والمخرج منه .ويزيل عنه الموانع؛ ليقطع عذره بذلك) :أي إن الذي يدل عليه اسم الله (الحكيم) ،واتصافه بالحكمة البالغة أنه إذا أمر بأمر أو كلت بالقيام بفعل ما مانلمفروضات؛ لا بد أن يمكن المكلّفت من إصابة الدليل على ما أمره! والوقوف على طريقة أداء ما افترضه عليه؛ ليخرج بذلك من غهدة الموانع الموجبة لعذره‘ فينقطع عذره بارتفاعها عنه فيما افترضه عليها فلا ب من إقامة الحجة على المكلف في أداء ما وَججب عليه ،وحصول المقدرة منه على فعله، فإن لم يتحقق ذلك كان معذورا عند الله تعالى© وما كان الله ليظلممه بما لا يستطيع فعله؛ فإن قامت الحجة وحصلت المقدرة على الأداء ،فترك الفعل بعد ذلك هَلَكَ وغذب ما لم يتبؤ قال الله تعالى: رَسُولا ه [الإسراء :‏.]١٥» ( وما كا مَعَذَبينَ حََ تنك (فإذا اجتهد هذا المكلّث وناصح نفسه وطلب إصابة الحق؛ وناصح لنفسهأن يظفر به) :أي فإن بذل المكلف غاية جهدهفلا ب ‏ ١لطلبوأخلص لله تعا لى وجهه في‏ ١لحق وا صابتهكفى طلب والتوجه ،كان حقا على الله تعالى أن يبلغه شراده ،ويوقعه على ‏٦١..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن الظن باللهوهذا من حسنالهداية والمعيّةمقصوده بما وَعَدَه من عليهيجعل لهم حجةشيئا .ولملا يقللم الناسالعظيم الكريم 6الذي س م موسرس مےبے۔ ۔ےے۔- بعد الرسل وقيام الحجج ؛ « لكلا كود للناس عل الل حجَة بعد السل وَكَانَ اله عَربدًا حَكيكا ه [النساء :‏.]١٦٥ ص,> 2 م والمسائل الشرعية نوعان :إما أن تكون مما تقوم الحجة بها من العقل ،وإما أن تكون مما تقوم الحجة بها من السماع والنقل. تقوم الحجة به من العقل؛ فهذا غير معذور صاحبه مهمافما خطر بباله إلا باعتقاد الحق فيه وسيأتي الكلام عليه بعد قليل -إن شاء الله تعالى .- وأما ما تقوم الحجة فيه بالنقل والسماع؛ فهو نوعان :تأدية مفروض© أو ترك محجور. فأما تأدية المفروض :فإذا لم يجد المكلف به معبرا يُعبَز له إياه أنولم يتأتَ له من قِبل بصيرته بإلهام ونحوه؛ فهو معذوز؛ بشرط يعتقد في جملته السؤال عن جميع ما يلزمُه من دين الله تعالى. عالمافقد قيل :إنه لا يسع أحدا أن يرتكبهأما ترك المحجور: ‏ ١رتكبه فهوومنبحجره كان آو جا هلا [ مستحلا أو محرما ؤ هالك ظالم؛ لأنه ارتكب ما يدين لله تعالى فى الجملة فلا عذر له ا لصوابوجه‏ ١لمفتي إن أخطأمخطع ِ لأنمنبجهل ولا فتوى وقيل :إذا لم يجد ا لمعير في هذا ونحوه ى وكان قد اعتقد فى جملته غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ71 < .ني. المتاب عن جميع ما لزمته فيه التوبة بالسؤال عن جميع ما لزمه فيه السؤال فهو سال". وللمحقق ا لخليلي في «التمهيد» كلا م نفيش في تحرير هذه ننقله بنصّه لأهميته .حيث يقول:ارتكاب محجور ۔المسألة «وأما النوع الثاني :وهو ركوب المحجور في دين الله تعالى من أصول ما لا تقوم به حجج العقول ،فقيل في هذا على الإطلاق بهلاك فاعله من المتعبدين؛ لآنه يفعل ما لا يجوز له في دينه ،وقد نقض الدين© وفي الأثر المجتمع عليه( :يسغ الناس جهل ما دانوا بتحريمه. ما لم يركبوه ..إلى آخره) ،وهذا قد ركبه فضاق عليه ،ولم يسعه جهله بحكم ظاهره ،وإلا فالجهل أشرف بضاعة إن كان به عذ لمن أطاعه فهو أولى بالكرامة؛ لأنه مطية السلامة ،ويأبى الله ذلك... وفي قول آخر :فعسى إن لم تقم عليه الحجة بحرامه؛ أن لا يبلغ به إلى هلاكه وآثامه ،إن دان لله تعالى بالتوبة منه بعينه إن كان في الدين حراما ،وبالسؤال عنه بعينه أيضا إن هُديَ إلى تعيين ذلك في أحد الوجهين ،أو فيهما تماما ،وإلا ففي الجملة. ولا بد أن يدين في جملته التي تعبّذه الله بها أن يطيعه في كل شي من أمره ،ويسأل مع القدرة عما يجب عليه السؤال عنه في دينه ،ويتوب إليه من كل معصية علمها أو جهلها في حينه ،مع الدينونة له بما يجب عليه في ذلك‘ إن لزمه شيء هنالك‘ إن هدي إليه حال وجوبه بالتعيين. ( ٨٨بتصرف واختصار).‏( )١انظر :السالمي ،بهجة الأنوار .ص ‏٨٧ ‏٦٢!..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ہ_ <: : أو في الجملة من أصل ما به يدين؛ فإذا دان لله تعالى بما يجب من هذا في الجملة إلا أنه لعدم قيام الحجة عليه بحرمة ما ركبه لم يهتد إلى فأتاه غير عمد منه للمعصية ؛ وإنما وقع منه لقصور علمهحكمه وكذلك إن أخذ فيه بمُتيا من دله على غير عدله ،لا مقلا له على حال ولا مدعيا على الله فيه بمحال؛ لكونه فيه على غير استحلال ،ولا مهملا لما عليه اعتقاة فيه على الخصوص أو في الجملة إلا لعذر كما سبق في مثله مقال ؛ فيكون للمُتيا في هذه المقام لباطلها حكم لا شيء فكأنها لم تكن في الأحكام ،سواء أكان ذلك من خطاآ المفتي على ما يعذر به أم يلام ،فقابل ذلك على حجره\ وإن لم يكن هذا من عذره إلا آنه ما لم تقم الحجة عليه به وهو غير مقصر في الواجب من عقيدته. ففي قول الشيخ أبي نبهان -رحمة الله عليه ۔ في غير موضع من (أجوبته) ما دل أنه يحين ظنه في الله؛ يرجو أن لا يهلكه من أجله بشرط ما ذكرناه من التزام طريق النجاة في عقيدته ،وقد صرح في هذا وفي غيره من جوابه؛ لوجود الاختلاف في هذا وبابه ،وقوله صحيح. وآثار الشيخ أبي سعيد رنه تشهد له بصوابه ،وكفى بهما قدوة لمن أراد الله به الهداية ،وبآثارهما نورا يهدي كما له هو أهل وبحمده نتوسل إليه أن ينقذنا من الجهل وبمحمد وآله عليهم أفضل الصلاة والسلام»«' . ‏( )١الخليليث سعيد بن خلفان (المتوفى١٦٢٨٦ :ه)،‏ تمهيد قواعد الإيمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام والأديان ،تحقيق :حارث بن محمد بن شامس البطاشي۔ مكتبة الشيخ محمد بن شامس البطاشي للنشر والتوزيع الطبعة الاولى: ١٤٣١ه_٠/‏ ٢٠١م،‏ ج ‏ ٢ص ٧٥۔ ‏( ٢١٧بتصرف قليل). غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ:ج .‏٦٤ 0000000000..4 تح‎ ل ١٠. ٠.٥ 0٠.0. 00000000 _ ۔۔ مك‎ فإن قال :أرأيتم إن أقام على ولايتهم وشهد بالعدالة لهم على ما كانوا عنده قبل ذلك مع اختلانهم وصوب جميعهم؟ قيل له :هذا خطأ منك؛ فإن تعمل معصية يركبها فقد نهاه الله عنها؛ لأنه قد جَممَعَ بين الأضداد .وقد ذم الله تنك من ساوى بين أهل الصلاح وبين أهل الفساد‘ بقوله ونك « :انتجعل 4۔ِ.۔ ترمي 4القلم×٥ .ا،‏ ثم قال « :آن تََعَل الزي اسوأ ولامئتيييت المقيد فى الكض لَرتَعل المتقي كلْشْبار ه رص ‏ "٢٨وتالالمليح تبارك وتعالى « :آ حي الذب لجَتَيَمُوأ لنكات أن تََعَدَهُز كالزيت عاثوا وعملوا الصليحت سوا تَمَاهُج وَمَمَائهْم ساء ما يََكُمُورك 4االجائية :‏.]٨ الشرح تسألن السائل عن حال المكلف إن أقام على ولاية المختلفين وجعلهم جميعا في الولاية وصؤبهم جميعا ،يجوز له هذا الفعل منه بعدما تيقن الخلاف بينهم؟ فبين له الشيخ المصنف الحق في فعله هذا؛ فقال له( :قيل له: هذا خطأ منك) :أي إن هذا المكلف الذي يجعل جميع المختلفين في منزلة واحدة من الولاية عنده‘ وفي منزلة واحدة من الصواب؛ مخطمئع فى فعله هذا ،وفعله خطا مجانب للصواب. ‏٦٥2الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن 77 ومن هنا يتبين لنا أن اختلاف المختلفين إنما هو في مسائل الدين ،لا في مسائل الرأي والاجتهاد ،وذلك أن الإمام ابن بركة خطأه في ذلك وعنفه على فعله هذاء والاصل الذي يقول به هذا الإمام 2 نظره ورأيه ما دام يصدر عن دليل شرعى معه. بينما هناك من الأحداث ما لا يمكن أن يكون الجميع فيها مصيبا. وقد نص ابن بركة نفسه على هذه الأحداث في موضع قريب سيأتي لاحقا في هذا الكتاب _ إن شاء الله تعالى ۔‘ إذ يقول هناك: « ...الحوادث على ضربين؛ فضرب منها يكفر به فاعلُه ،ويجمع المسلمون على البراءة منه به ،ويلزمه البراءة من أهل العلم بحكمه.... والضرب الآخر من الحادث :كل ما اختلف أهل الحق فيه فتنازعوا حكمه؛ حتى يؤدي ذلك إلى تخطئة بعضهم بعضاء ولا يجوز أن:يكونوا مع هذا الاختلاف والتخطئة منهم لبعضهم بعضا أن يكونوا مصيبين وأن اسم العدالة يجمعهم والولاية ثابتة لجميعهم»"'. ونحر قد شرحنا ما يلزم المكلڵت في مسائل العبادات من البحث عن المعبر والعمل بما فيه السلامة له في دين ربه ۔ تبارك وتعالى © ويكون به مؤديا للفرضر الذي قامث عليه الحجة به. (فإن قمل معصية يركبها فقد نهاه الله عنها؛ لأنه قد جَمَعَ بين الأضداد) :أي إن هذا المكلّت الذي يجمغ المختلفين في مسائل الدين في منزلة واحدة من الولاية والصواب قَعَلَ معصية نهاه الله تعالى عنها. ١١۔.٢٠ ‎المبتدأك ص‎كتابابن بركة(()١ المبتدأكتاب2حانة المقت لم:هاتهية المقتدى بشرحاهب زنت اا _ فإن سألَ :ما هذه المعصية التى وقعث فيها ،قيل له :هي جمعمكت الأضداة المختلفين فى الدين فى منزلة واحدة من الولاية والصواب والله تعالى لا يرضى التسوية بينهم في ذلك. فإن طالب هذا المكلف بالدليل الدال على أن هذا الجمع لهم في منزلة واحدة في الولاية والصواب معصية نهى الله تعالى عنها. أجاب الإمام المصنف عن ذلك بقوله( :وقد ذم الله نك من ساوى بين أهل الصلاح وبين أهل الفساد ،بقوله وك « :فتجعل و صم . 4ح اشتليين التمي 4االقلم .‏ .]٢٥ثم قال « :آم تحل الزب امنوا وعملا الصَلحت كالْمُمَيدَِ ف للأرض آر تَعَل المتن كََلْشُْجَارِ ي»؛ [ص :‏،]٢٨ وقال تبارك وتعالى « :آم حي الذ لجَتَيَموا لنكات أن تَمَدَهز كالرب ءامثوا ومنو ليكن سواء تهم وَمَمَائم سا ما » [الجاثية :‏.).]٢١كنور أي إن خلافهم في مسائل الدين لا يحتمل صوابهم جميعا ،بل لا ب فيهم المصيب والمخطئ ،والمصيب في مسائل الدين من وافق الحق بالدليل القطعي ،فهو سالم مأجور والمخطئ هو من خالفت الحق ودليله القطعي؛ فهو فاسق منافق ضال والله لا يرضى أن يكون الموافق للحق والفاسق في منزلة واحدة .فقال « :أمَمنكَانَ مُومًِا گنگاے َاسِما لا عون [ 4السجدة٨ :ا0‏ ويقول تلة « :فإن كَرَصَوا عَتم كيك أنه لا يرضى عن المور آلتتسقيرے 4التوبة :‏.]٢٦ ‏٦٧.جالفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ‏٥ مم .ه م م م مهم ©© © © ©فرص 4 ١ل‏٥٨ م مه مه م م © © م © © © © © سر فإن قال :أكل حادث كان بينهم .أو أحدث فيهم؛ فهذا حكمه؟ قيل له :الحوادث على ضربين؛ فضرب منها يكف به فاعله وێجمغ المسلمون على البراءة منه به ،ويلزمه البراءة من أهل العلم بحكمه ويكون العامة تبا للعلم" مصوبة لهم ،دائنة لله ۔ تبارك وتعالى بالولاية لهم على ما دانوا به فيه ،وفي كل حادث لم يبلغ علمهم المعرفة بحكمه وقصرت بصائزهم عن ذلك. والضرب الآخر من الحادث :كل ماا" اختلف أهل الحق فيه بعضهم بعضافتنازعوا حكممه؛ حتى يؤدي ذلك إلى تخطئة ولا يجوز آن يكونوا مع هذا الاختلاف والتخطئة منهم لبعضهم بعضا'"١‏ أن يكونوا مصيبين ،وأن اسم العدالة يجمعهم والولاية ثابتة لجميعهم فهذا فرق بين الحوادث التي لا يكون الحق فيها إلا واحدا. ‏( )١في أعلاها كتب الناسخ تصويبا لها :لعله العلماء( .الشيباني). ‏( )٢وردت في الأصل موصولة (كلما) ،والصواب فصلها( .الشيباني). ‏( )٢قوله في العبارة المتقدمة« :تخطئة بعضهم بعضا» له وجة من الإعراب؛ لأن (بعض) الاولى في حكم الفاعل بإضافتها إلى المصدر و(بعضر) الثانية مفعول به ،أما قوله في هذه العبارة «والتخطئة منهم لبعضهم بعضاء» فما أدري وجه إعراب (بعض)( .الشيباني). ‏( )٤لا يخفى تكرار عبارة (أن يكونوا) من غير داع( .الشيباني). غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٦٨ ا ۔ ۔۔۔ ۔ ۔۔ہ۔۔ س الشرح يبادر السائل إلى سؤال جره إليه جواب الإمام المصنف لما سمعه قبل قليل ليضبط هذه المسألة ضبطًا جيا .سأل عن أي الحوادث (أي :الأحداث) التي يحدثها الإنسان فتجو إليه هذا الحكم من المسلمين؟ فيجيبه الإمام المصئفث مفصلا أنواع الأحداث المختلف فيها. فقال( :الحوادث على ضربين؛ فضرت منها يكفر به فاعله) :أي الأحداث على نوعين؛ فنوغ يكفر من يقع فيه ،أي لا خلاف فيه بين العلماء جميعا في كفر وعصيان فاعل تلك الأحداث‘ وهي كبائر الذنوب بأنواعها ،فإن لم يتب مما وقع فيه من الكبائر ومات على ذلك مات هالكا عياذًا بالله تعالى . (ويجمغ المسلمون على البراءة منه به) :أي إن الواقع في هذا النوع من الأحداث يجمع المسلمون جميعا على البراءة منه بهذا الحدث الذي وقع فيه وأصر عليه بعد قيام الحجة عليه بأنه مكفر لفاعله. البراءة منهوتلزم(ويلزمه البراءة من أهل العلم بحكمه) :أي وهم العلماء الذين قامث عليهممن قبل أهمل العلم بحكمه الحجة بحدثه وعدم توبته منه أي أهل المعرفة به ممن اطلع على حدثه هذا. الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن (ويكون العامة تبعما للعلم مصؤبة لهم ،دائنة له -تبارك وتعالى بالولاية لهم على ما دانوا به فيه) :أي وأما العامة من الناس فهم تبغ لأهل العلم في ذلك؛ إن أقام العلماء عليهم الحجة في البراءة من المحرث ،أو قامت عليهم الحجة على وجه الخصوص وإلا وسعتهم براءة الجملة فيهم. والعامة أيضا دائنون بالبراءة من أهل الأحداث الذين يبرأ منهم العلماء العالمون بأحداثهم ،المطلعون على أحوالهم" الحاكمون على أحداثهم بالكفر والفسوق؛ حتى لا يقع منهم ولاية لمحدث جهل العامي حكم حدَثه ،ولم يجد من يسأله عنه أمكفر هذا الحدث أم غير مكقر؟ (وفي كل حادث لم يبلغ علمهم المعرفة بحكمه وقصرث بصائزهم عن ذلك) :أما في الاحداث التي لم تقم عليهم الحجة على فعل فاعليها ،أو لم يقفوا هم بأنفسهم على أحداثهم ،ولم تبلغ معرفئهم حكمهم؛ فإنهم دائنون بالبراءة من كل عدو لله تعالى جملة وتفصيلا ،من الأولين والآخرين والسابقين واللاحقين من الإنس والجن إلى يوم الدين ،وحسبهم هذا. (والضرب الآخر من الحادث :كل ما اختلف أهل الحق فيه فتنازعوا حكممه ،حتى يؤدي ذلك إلى تخطئة بعضهم بعضا ولا يجوز أن يكونوا مع هذا الاختلاف والتخطئة منهم لبعضهم بعضا أن يكونوا مصيبين ،وآن اسم العدالة يجمعهم" والولاية ثابتة لجميعهم ،فهذا غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ.‏٧٠ تحد فرق بين الحوادث التي لا يكون الحق فيها إلا واحدًا) :أي هذا النوع الثاني من الأحداث في مسائل الدين القطعية ،وهو الذي يؤدي بالمختلفين فيه إلى تخطئة بعضهم بعضاء وإن بلغ الأمر بينهم إلى التخطئة والتفسيقك فلا يجوز مع هذا الاختلاف بينهم والتخطئة لبعضهم أن يكونوا جميعا مصيبين ،وإلا يم التخطئة لبعضهم؟! ولا يجوز مع هذه التخطئة بقاؤهم جميعا في العدالة" ولا يجوز جمعهم على هذا الحال في منزلة واحدة من الولاية؛ إذ إن ما اختلفوا فيه لا يتعدد فيه الحقُ ،بل الحق فيه واحد فقط. والخلاصة :لنا أن نقول مما سبق :إن المعنى من ذلك هو أن الأحداث نوعان: من الملة رأسا .فيجمع ‏ ١لمسلمونفي الذ ين يخرج‏ - ١حدث على البراءة من فاعله. ‏ - ٢وحدث في الدين لا يخرج من الملةث ويؤدي إلى الضلال وكفر النعمة ،والخروج من الولاية والعدالة. الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن `_ + , ه....... ......النصى‏..............٠ فإن قال :فما الواجب على الضعيف الذي لم يعلم حكم ما اختلفوا فيه ،ولم يعرف المصيب منهم من المخطئ وقد شاهد هذا الحال منهم؟ قيل له :الواجب عليه أن يقفت عنهم لجهله بالمخطئ من المصيب منهم" وعليه السؤال عنهم وعن حكم ما اختلفوا فيه إلى أن تقوم الحجة له بصحة الحكم عنده فيدين لله فيهم بعلم. الشرح يسأل هذا السائل عما يلزم هذا المكلف الضعيت الذي رأى وشاهد ما كان بين المختلفين من الاختلاف في مسائل الدين؛ ولكنه لا يعلم المصيب من ا لمخطيئع .بل ولا يعلم حكم ما اختلفوا فيه وأصله. فبد المصنّث غياهب هذا الإشكال وسجافه بجواب يبعث في نفس المكلف الاطمئنان والسلامة ،فقال له( :الواجب عليه أن يقف عنهم لجهله بالمخطئ من المصيب منهم) :أي إن سألت عن الواجب على هذا المكلف الذي عاين الخلاف منهما ،ولا يعلم المخطئ من المصيب منهما لجهله وضعفه عن إدراك حقيقة وعلم ما اختلفا فيه؛ فإن الواجب عليه أولا :أن يقفت عنهما جميعاك فلا يتولاهما جميعًا ،ولا يبرا منهما جميعا؛ لأنه يعلم خلافهما3 غايةذ الالمشقتقدىتدى ببشرحشرح ك كتاتباب االلممبيتتددا, .‏٧ ٢ م.. «۔۔۔ _.۔۔ =ص(٬۔ص(۔۔۔‏۔ _.٠ ‏-. ولا يعلم من المخطئ منهما من المصيب© فالاصل أنه لا تجوز ولاية المحدث في الدين حدئا مكمرا ،كما لا تجوز له البراءة من المصيب ديئًا ،فيكون فرضه هنا الوقوف ،ومع هذا الوقوف؛ عليه اعتقاد ولاية المحقَ منهما والبراءة من المبطل؛ حتى يستبين له الحق في أمرهما. (وعليه السؤال عنهم وعن حكم ما اختلفوا فيه إلى أن تقوم الحجة له بصحة الحكم عنده ،فيدين لله فيهم بعلم) :أي يجب عليه ثانيا :السؤال عن حكم ما اختلفوا فيه من الحدث إلى أن تقوم عليه الحجة في أمرهما!' ،فيعمل بما تقتضيه تلك الحجة التي قامت عليه. من ولاية المحق (المصيب) منهما ،والبراءة من المبطل (المخطمئع)، فيكون قد أدى ما عليه تجاههما ،فإن قَعَلَ ما وجب عليه وأداه كان سالما في أمرهما. ‏( )١هذا على رآي الإمام ابن بركة الذي يراه ،ومذهبه الذي يرجّحه‘ وقد خالفه الإمام في الجزءأبو سعيد الكدمي في هذه المسألة وبين تحريرها في كتابه «الاستقامة» ‏_ ٢٦۔ ‏.٢٨الأاول ،ص ‏٧٢_ ¡7..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ..............لنص ن............... فإن قال :فلم أوجبنم عليه السؤال والبحث عن حكم ما اختلفوا فيه؟ ولم يكن الششكوث عن طلب حكم الحوادث أولى به؟ قيل له :لما كان الله ۔ تبارك وتعالى ۔ قد تعبده بما شاء من دينه. وانترض عليه طاعات ألزمه أداءها لا يصل إلى علم المفروض عليه منها إلا بالرجوع فيها إلى أهل العلم بها؛ قال الله -تبارك وتعالى ۔: «وَما رسلا مى تنل إلا رجالا نجح لمة رقتلوا أمل الذكر إنكننر لاتنسون 4زلابياه ." .وقال وين « :وير الكتمآه ضى قادغوه يهاوَدَروا الن يتجذورك فأحأسسشمميتيهسهَ:تْجَرَود ماكائرأ يَعَمَلُوَ [ 4الاعراف١٨٠ :۔]٨١١‏ ر‏ ٥مرو ر فلما كان هذا الضعيف لا يعلم بيان ما تعيده الله به من الفرائض© والدعاء بالأسماء الحسنى واجتناب أسماء يِلجد فيها من دعاه بها؛ علمنا أن عليه أن يطلب من أمره الله باتباعه من جملة هؤلاء المختلفين. ويدل على هذا أيضًا ما كان الناس عليه في صدر الإسلام ،وفي رحمهما الله ۔ على حال واحدة يتولى بعضهمأيام أبي بكر وعمر بعضا بما ظهر من صلاحهم وسترهم .إلى أن حَدَت الاختلاف :في قتل عثمان وبعده ،فقال قوم :قَيلَ عثمان مظلوما ،وقالت قة" أخرى :قَتِلَ وهو مستحق للقتل ،وقال آخرون يرجى أمره وأمر ‏( )١كتب الناسخ أعلاها :نسخة طائفة( .الشيباني). غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ١‏٧٤ 5 المختلفين فيه إلى الله تبارك وتعالى 5وقد خالف من تقدمه من الأئمة .وكانت منه أشياء خالف بها غيره ممن تقدمه من الصحابة وله سوابق ولا ندري أستحق ما يلَ به أو لا؟ فلم يسع أهل الحق إلا معرفة الحق من جملة ما اختلفوا فيه ،وختلؤوا من خالفهم في ذلك‘ وبرئوا منهم عليه .فصح بهذا ما قلنا أن على الضعفاء طلب معرفة الحق وأهله في كل عصر ؤجد الاختلاف فيه. وأخبرني الشيخ أبو مالك غسان بن محمد بن الخضر رنه عن أبي محمد عبدالله بن محمد بن محبوبؤ عن أبي معاوية عزان بن الصقر ۔ رضي الله عنهم أجمعين ؛ أن خلف بن زياد البحراني لما نشأ ووجد الاختلاف بين الناس ،قال :لا يجوز أن يكون الناس مع اختلافهم محقين مع التخطئة لبعضهم بعصضره' 8وإن لله ديئًا تعبد به عباده لا يعذرهم بجهلهم إياه ،وتركهم له{ فخرج يطلب ما كلفث حتى دخل البصرة ،فكلما لقي فقيها أو منسوبا إليه العلم سأله عن اعتقاده 6فإذا أخبره قال :الحق غير هذاك إلى أن لقي أبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة ،فلما أخبره بمذهبه قال :هذا هو الحق الذي تعبد الله به. الشرح يسأل السائل المفترض جدلا فى هذا الحوار سؤالا عَرم عليه فهممه ،وهو عن سبب إلزام العلماء الوارد في جواب الإمام ابن بركة 5للضعيف بالبحث عما اختلفت فيه المختلقان من الحدث © ‏( )١يقال فيها ما تقم في مثيلها( .الشيباني). ‏٧٥.ج.الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ___‏> ٠٦: ث ق)!إ ليستبينَ له بعد ذلك وجه الصوا ب .أفلا يكفيه لضعفه وجهله ولموعدم البحث فيما لم يبلغكعنهاالسكوثبأحوال الأحداث يصل إليه علمه منها؟ فأجابه الإمام المصئّف جوابا طويلا ،فضفض من خلاله مشكلات سؤاله .فقال له مجيبا عن سؤاله( :لما كان الله تبارك وتعالى ۔ قد تعيده بما شاء من دينه ،وافترض عليه طاعات ألزمه أداها ،لا يصل إلى علم المفروض عليه منها إلا بالرجوع فيها إلى أهل العلم بها) :أي إن الله تعالى تعد المكلف بعبادات وافترض عليه جملة فرائض وأمره أمرا جازما بأدائها ،وأوجب عليه الرجوع إلى العلماء الذين يستنبطون الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية؛ ليعبروا له عن مراد الله تعالى فيعمل به ،ثم ساق الإمام المصئث الأدلة على هذا الأصل. ثم قال( :فلمما كان هذا الضعيف لا يعلم بيان ما تعيده الله به من الفرائضع والدعاء بالأسماء الحسنى واجتناب أسماء يُلحدُ فيها من دعاه بها؛ علمنا آن عليه أن يطلب من أمره الله باتباعه من جملة هؤلاء المختلفين) :أي ولما كان هذا الضعيف متعبَدا بأداء المفروضات التي عليه من صلاة وصيام وزكاة وحج ودعاءٍ بأسماء الله الحسنى ومآمورا باجتناب أسماء يُلحد فيهاء وكل ذلك لا يطيقه بمفرده بلا تعبير من معبر وتعليم من معلم .وكان هؤلاء المقصودون من قبل هذا الضعيف هم محل الاختلاف فيما بينهم؛ غاية المشقتدى بشرح كتاب الميتدا.‏٧٦ ۔۔۔۔۔۔ . .ك لزمه حينها أن يتخير منهم من أمره الله تعالى بسؤاله ،فيخصه بالسؤال؛ حتى لا يقع في المحذور. ثم استطرد الإمام المصنف في ذكر الشواهد العملية من سلف الأمة في تتبعهم وتحريهم من يقلدونه أمر دينهم ث وممن يسألونه عما يلزمهم ،فذكر حال الناس في خلافتي أبي بكر وعمر من الولاية والانسجام والعدالة والرضا ،ثم حدت ماحدث في خلافة عثمان بن عفان مما أدى إلى قتله في بيته في وسط المدينة على مسمع ومرأى من الصحابة. وما كان من الناس من الاختلاف في حاله وقتله ،ونظرا إلى أن الناس بعدهم لا يعلمون تفاصيل هذه القضية وهم مأمورون بسؤال من يعبر لهم ما يلزمهم في دين الله تعالى ،وكان المعبرون أنفسهم هم أهل الخلاف في هذه القضية وما بعدهاء فكان لا ب للضعيف من التحري عمن يلزمه سؤاله ،وحتى لا يُضله المسؤول بما لديه من اعتقا في هذه القضايا؛ فلا بد للضعيف من السؤال عن هذه القضية؛ ليستبين فيها الحق ،ثم ينشد أهله‘ ويبحث عنهم ليسألهم عما يلزمه السؤال عنه في دينه‘ مما يكون به سالما عند الله يلة . فهذا وجه إلزام العلماء ۔ في رأي ابن بركة ۔ المكلّفت الضعيت البحث عن حكم الأحداث المختلف فيها بين المختلفين؛ ليستبين له وجه الحق ،ثم يبحث عن أهله الذين أمره الله تعالى بسؤالهم عما لا يعلم من الدين. ٧٧‏١المتنوالتعليق على الشرح القصل الثاني: ...... 0. ...0.0نبح « ال...ه.... ه...... تر فإن قال :فأخبروني عمن ينشا في عصر تأخر عن عصر أهل وكلفهمن ذلكهل ألزمه الله علم شيءالمختلف فيها؛الأحداث معرفةة حكم الأحداث ومنزلة أهلها؟ قيل له :الناشئ في عصر سبقه أهل الأحداث‘ فلم يدركهم ولم يدرك عصرهم ؛ لا يخلو أن يكون وجد الناس في عصره الذي نشأ فيه متفقين على حكم واحدر في أهل الأحداث المتقدمة التي سبقته أو وجدهم مختلفين ،فإن وجدهم مجمعين على حكم واحار في الحدث الذي بلغه بيانه فإجماعهم" حجة له} وعليه التسليم لهم والموافقة لهم فيما اجتمعوا عليه من دين الله ،وإن وجدهم مختلفين فعليه السؤال عما اختلفوا فيه .كما قلنا نيما تقدم من كلامنا. الشرح يسأل السائل عن المكلف الذي ينشأ في غير عصور الأحداث المختلف فيها وعصور الفتنة التي نقعت بين الناس ،واختلف من بعدهم في المح فيها والمبطل ،فهل ألزمه الله تعالى معرفة تلك الأحداث وتفاصيلها ،ثم معرفة منزلة أهلها؟ فكان جواب الشيخ ابن بركة عليه جوابا مفصلا يرفع عنه هذا الحرج الذي يجده فقال له( :الناشئ في عصر سبقه أهمل (الشيباني). ‎فاجتماعهم.الناسخ أعلاها :وفي نسخة:كتب()١ غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتداُ7:‏٧٨ 3 هص‏٠-.۔۔ ۔. ۔۔۔۔.۔۔۔ے۔۔۔ `.< ‏٠ .+ الأحداث فلم يدركهم ولم يدرك عصرهم؛ لا يخلو أن يكون وجد الناس في عصره الذي نشأ فيه متفقين على حكم واحر في أهل الأحداث المتقدمة التي سبقته ،أو وجدهم مختلفين) :أي إن المكلف الناشئ في عصر غير عصر الأحداث الفتن المختلف فيها بين الناس ،فهو لم يدرك العصر ولا الأحداث ولا الخلاف ولا المختلفين وإنما جاء بعدهم بعصور مثلا؛ فهذا لا يخلو حاله من وضعين: إما أن يجد الناس في عصره الذي نشا فيه متفقين مجمعين على موقف واحد يقفونه تجاه تلك الأحداث السابقة ،أو يجدهم (فإن وجدهم مجمعين على حكم واحد في الحدث الذي بلغه بيانه؛ فإجماعهم حجة له ،وعليه التسليم لهم والموافقة لهم فيما اجتمعوا عليه من دين الله) :أي يعمل بما أجمعوا عليه ،فإجماعهم حجة له في عمله هذاء وحجة عليه إن خالف إجماعهم ،فليس له حينها إلا التسليم لما أجمعوا عليه من أمور الدين ،فما كان الله ليجمع أمة محمد على ضلالة. (وإن وجدهم مختلفين فعليه السؤال عما اختلفوا فيه كما قلنا فيما تقدم من كلامنا) :أي إن هذا المكلّت إن وجد الناس في عصره مختلفين في الأحداث السابقة ومنازل أهلها؛ فيلزمه حينها السؤال عن الحق فيها كما سبق . الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن 2‏م٦ ه........ ......سص.‏ ٩لد.......... ... اسرح _ فإن قال :وَلِم قلتم أن عليه أن يصدقهم فيما أخبروه به من حكم الأحداث وله أن يقلهم فيما حكموا به إذا كان متبعا غير بصير ولا عالم؟ قيل له :التقليد على ضربين؛ أحدهما :لا يجوز مما يكون الحق فيه في واحد من أقاويل المختلفين؛ لأن الله ۔ تبارك وتعالى ۔ إذا تعيد بذلك أو بشيء منه تصب له الأدلة عليه ،وقد نهى الله ۔تبارك وذم من قد فيه كنحو قوله7 :وتعالى ۔عن التقليد في ذلك إينامذئاءابآءتا عأَحمَةوإنا عَلح عادكريم هت ه كي زلماي: مرصم قبلك فى كَريَة من تذمرإلا كال مُترَفرما إنا وجدا ءابتتا عألمةونا عَل سر۔77و۔۔ رهسہسص َ٤اترهمممقمَدُوت‏ [ 4الزخرف٢٢:۔،]٢٣‏ ونحو ذلك من القرآن. والوجة الآخر :من التقليد مما لم ينص الله عليه في ظاهره حكما يدل عليه ولا على مراد الله فيه ،ولم ينصب عليه دليلا من كتاب ولا سنة ولا إجماع من الأمة ،ور حكمه إلى العلماء ليجتهدوا في طلب حكمه ويستخرجوا حكم الله منه .نحو ا لاروش والقيم ومتعة المطلقة على زوجها إذا طلقها قبل أن يدخل ولم يكن قَرَضَ لها صداقها ،ونحو ذلك مما يجوز فيه التقليد ويْزجَع فيه إلى قول أهل العلم لعدم النص عليه والدليل على حكمه. ‏( )١كتب الناسخ أعلاها :نسخة الزوجة( .الشيبانى). غاية الممقتدى بشرح كتاب الميتدا7‏٨0 الشرح| يسأل السائل عن العلة في إلزام العلماء المكلّفت الضعيفت أن (عليه) أن يصدق العلماء فيما أخبروه عن الحق في الأمور المختلفة فيها ومنازل المختلفين ،بينما يقال في تقليدهم في حكمهم :إن (له) أن يقلدهم فيما حكموا به ما دام متبعا غير بصير بنفسه ولا عالم قادر على النظر والحكم أي ما علة التفريق بين تصديقه لهم ،وتقليدهم فيما حكموا ،فقلتم في الأول (عليه) ،وفي الثاني (له) ؟ وهذا سؤال يدل على مزيد حرص من السائل في الاستزادة من العلم؛ إذ يسأل عن علة الإلزام في الأول ،والتخيير في الثاني ،فأجابه الإمام المصئفث بأن أصل المسألة يعود إلى نوع الموضوع الذي قدهم فيه هل هو من المنصوص على حكمه فليس له إلا ذاك الحكم المنصوص أو مما مرد حكمه إلى استنباط العلماء، فيختلفون في حكمه لتباين أفهامهم ومآخذهم وأنظارهم ،لذلك قال له المصنف ابن بركة مجيبا عن سؤالهم ما نصه: (التقليد على ضربين؛ أحدهما لا يجوز مما يكون الحق فيه في واحد من أقاويل المختلفين؛ لأن الله ۔ تبارك وتعالى ۔ إذا تعبد بذلك أو بشيء منه تصب له الأدلة عليه ،وقد نهى الله ۔ تبارك وتعالى ۔ عن التقليد في ذلك ،وذم من قلد فيه) :أي إن التقليد على ضربين -أي: نوعين ۔ باعتبار موضوعه وحكمه فأول النوعين :ما كان الحم فيه واحا لا يتعدد وقد نص الله تعالى على حكمه في كتابه نصا صريحًا ‏٨١|:الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن 7 لا خلات فيه ،ولم يترك أمره لآنظار العلماء واستنباطهم ،بل تَصَبَ الحكم فيه وتفرد به يلة ،ولم يجعل لأحد المجال أن يخوض فيه كمعرفة التوحيد في الأصول‘ وقسمة الميراث والكفارات ونحوها في الفروع ،فهذا النوع من التقليد منهرت عنه مذموم" ومذموم فاعله ،وقد نعى ا له تعالى على المقلدين فيه في غير ما آية من كتابه العزيز. (والوجة الآخر من التقليد مما لم ينص الله عليه في ظاهره حكما يدل عليه ولا على مراد الله فيه ولم ينصب عليه دليلا من كتاب ولا سنة ولا إجماع من الأمة وردحكمه إلى العلماء ليجتهدوا في طلب حكمه ويستخر جوا حكم الله منه) :أي والنوع الآخر من التقليد هو :ما لم ينص الله تعالى عليه حكما ظاهرا ،ولم ينصب عليه دليلا في الكتاب أو سنةالنبي يلة ولا في إجماع الأمة الإسلامية ،وجعل مرة حكمه إلى نظر العلماء في الزمان النازل فيه. فالعلماء يجتهدون في استنباط حكم الله تعالى فيه ومراده منه ،وهنا قد تتباين أقوالهم وتختلف أحكامهم لأسباب كثيرة ،فللضعيف تقليدهم فيما ذهبوا إليه من الأحكام غير المنصوص عليها نصًّا صريحا ،فهذا التقليد مما يجوز بل وهو مأمور به في آيات الكتاب العزيز؛ نحو قوله تعالى « :و ذو ل التشول وكت أؤلي الكمر منهم لعلمه آلي ستليظوتة متهة ولولا ضل آلله عَتتكموَرَمَتَه لاتدعَشسهر الشَيَطنَ ا 1تيد [7النساء٢ :ه]©ك‏ وقوله تعالى « : .فتككللواا لا تَسََُونَ 4النحل ،]: :فأوجب علينا سؤالهمأمل الكر 7 عما لا نعلم. غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ .... ....... ه..‏ ١إلتتصئى...ه... ه...... سمت فإن قال :فما كان حكم الاختلاف الذي جرى بين أصحاب النبي ينة ؟ قيل له :الاختلاف الذي كان بينهم وجرى منهم كان على ما ذكرناه ،وذلك أنهم اختلفوا في أشياء؛ فمنه من قَتَلَ بعضهم بعضًا عليها ،وبرئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضًا ،وسفكوا عليه الدماء} فعلمنا أنهم مع اختلافهم هذا لا يجوز أن يكونوا جميعا ُحقين ،وأن المصيب للحق في ذلك البعض دون الكل. والوجه الآخر من الاختلاف الذي كان منهم نحو اختلافهم في المشتركة ،ونفقة المطلقة ثلائا 5والكلالة .وما جرى هذا المجرى لم رأ بعضهم من بعض على اختلافهم فيه .ولا حَتَلاً بعضهم بعضا عليه ،بل كانوا ديون لولاية بعضهم لبعض عليه؛ فعلمنا الاختلاف على ضربين؛ أحدهما :الحق فيه واحد\ والآخر :الحق فيه في اختلاف المختلفين من أهل العدل والعلم بأصول الاجتهاد. الشرح هنا يسأل السائل عن إمكانية إسقاط هذا التقسيم على ما جرى من يصنف وفق هذين النوعين من الأمور المختلف فيها ،والتي يسع فيها التقليد وما لا يسع أو لا يخضع خلافهم لهذا التصنيف السابق؟ الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن فأكَدَ له الشيخ المصنف أن اختلاف الصحابة أيضًا لا يخرج ۔عة عن هذا التقسيم وذينك الضربين ،فقال له( :الاختلاف الذي كان بينهم وجرى منهم كان على ما ذكرناه) :أي إن اختلاف الصحابة الذي جرى فيما بينهم وكان منهم لا يخرج عما ذكرناه لك سابقا من ضربي المختَلّف فيه ،مما يكون الح فيه واحدًا ،ومما يتعذّه الحق فيه بحسب اختلاف أنظار المختلفين فيه من أهل العلم والاجتهاد والرأي. (وذلك أنهم اختلفوا في أشياء؛ فمنه من تَتَلَ بعضهم بعضًا عليهاؤ وبرئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضًا ،وسفكوا عليه الدماء؛ فعلمنا أنهم مع اختلافهم هذا لا يجوز أن يكونوا جميعا شقين وأن المصيب للحق في ذلك البعض دون الكل) :أي مما اختلفوا فيه ما قتل بعضهم بعضًاث وبرئ بعضهم من بعض© ولعن بعضهم بعضا ،وسفكوا عليه الدماء في موقعة الجمل وصفين والنهروان ،والاختلاف الذي يجر إلى هذه الأمور وهذه النتائج النهائية؛ لا يكون فيه الحق عندهم إلا واحدا لا يتعذد ،وإلا لما تجرأ أحد منهم -وهم أعلم الناس بكتاب الله تعالى وسنة نبيه يلة مع قربهم بعهده ية ۔ على فعل ذلك في إخوانه ،ولكنهم رأوا أن المبطل ظالم متعدٌ لحدود الله تعالى ،لا يسعه التأويل الذي تأوله. فأنزلوه حيث تَرَلَ من البراءة ،وأنزلوا به ما يستحقه من القول والطعن والقتل ،مما لا يسعهم غيره في دين الله تعالى © وهم المؤتمنون عليه والقائتمون بحدوده. غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ7‏٨٤ فكان هذا الفعل منهم دليلا صريحا أن الحق عند بعضهم" والبعض الآخر مبطل معتد ظالم خليغ الدين والنصرة والولاية. منهمالمصيبالبحث عنفحكموا عليهم بما يستحقون ،وبقي والمخطئ؛ لأن الكل يعي الحق على صاحبه. (والوجه الآخر من الاختلاف الذي كان منهم نحو اختلافهم في لمالمحرىهذاوما جرىونفقة المطلقة ثلانا .والكلالة.المشتركة برأ بعضهم من بعض على اختلافهم فيه ،ولا حَتَلأً بعضهم بعضًا عليه‘ بل كانوا يديئون لولاية بعضهم لبعض عليه) :أي والنوع الآخر من الاختلاف الواقع بين صحابة رسول الله ية هو ما كان للرأي فيه مجال واسع رحب‘ كاختلانهم في حكم المشتركة ونفقة المطلقة البائن طلامهاى وفي مسألة الكلالة في الميراث© ونحو هذا مما يجده المطالع لآثارهم وأخبارهم ،وهذا النوع لم يبرأ ولسا ن الحالبعضهم فيه من بعض .ولا خطا بعضهم بعضا عليه والمقال :هذا قولي صواب وهو محتمل الخطأ وقول غيري خطأ بلعذركقطعولا الصواب ‏ ٠فلم يجر بينهم تفسيقوهو محتمل كانوا متراحمين متحاملين موسعين لبعضهم } كما وصفهم الله تعالى بقوله « :رَحمَا بتهم » [التح،]٢٠:‏ بكل ما تحمله كلمة الرحمة من - ےے ‏2]٥٤[المائدة:4» ذلة عَلَ المومنوكما وصفهم بقوله تعالى:المعاني© إلى مرحلةبلغوا من التواضع لبعضهم والتراحم والتنازلأي: استحقوا بها هذا الوصف الدقيق العميق. ‏٨٥الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ((.. :- ّ ٠ ` 7 فهم وإن اختلفوا في هذه المسائل الفرعية إلا أنهم باقون على ولايتهم لبعضهم" فتراهم يترح]مون على المخالف لهم في الرأي يقولون :رحم الله أبا فلان ما كان ليكذب على رسول يَية } أو غفر الله لأبي فلان ،ونحو ذلك من ألفاظ الولاية والمحبة الدينية. (فعلمنا الاختلاف على ضربين؛ أحدهما :الحق فيه واحد ،والآخر: الحق فيه في اختلاف المختلفين من أهل العدل والعلم بأصول الاجتهاد) :أي مما رأيناه من أحوالهم مع بعضهم في مسائل اختلافهم علمنا منهم أن الاختلاف على ضربين؛ أحدهما :الحئ فيه واحد لا يتعد فمصيبه هو المحقق ومخطئه هو المبطل المعتدي على حدود الله تعالى ،وثانيهما :مرده إلى اختلاف المختلفين وأنظارهم من أهل العلم والرأي والعدالة والنزاهة العالمين بآلة الاجتهاد وأصوله وفروعه ،المستنبطين لأحكامه من أدلته التفصيلية ،فالجميع سالم . مأجور؛ لأنهم يقصدون الحق فيما خؤلهم الله تعالى القول فيه ،وأباح لهم إبداء الرأي عن استنباط ونظر في أدلته ونصوصه. غاية الممُقتدى بشرح كتاب المبتدأ.٦7‏٨٦ ..ه٠........‏ه... سكن اإلتص......... ه.... فإن قال :ولم قلتم أن له أن تُمَنْدَ هذه الفرقة دون غيرها؟ وَلِمَ كانت ألى بالصواب من غيرها؟ لما جعل الحق في أمة نبيهقيل له :إن الله ۔ تبارك وتعالى محمد يلة .وجعلهم شهداء على الناس بقوله « :وَكَدَلِكَ جَعَلْتَكُم أنة وَسَظازنضوؤا شُبَدآة عَلَ الاسر وَيكْود النول عتتكم عَهيدا؛ [البقرة :‏ 8]٠٤٣وقول النبي ول :أمتي لا تجتمع على خطأ»«' 5فأممننا الله -تبارك وتعالى ورسوله يلة مين أن يكون الحق يخرج من أيديهم جميع٤ا،‏ ثم وَجَذنا فيهم الشاق والزناة والقَذَقَة وشراب الخمور ونحوهمإ فعلمنا أن الحق في أيدي بعض دون الكل ،وأن معنى قول الله -تبارك وتعالى « :جَعَلْتَكُم 4مخصوص في البعض دون الكل ،وقول النبي يلة« :أمتي» يعني أهلَ الحق والقوام بالشريعة من أهل الاستقامة. وإن كان ذلك كذلك؛ فقد يجوز أن يكون هؤلاء المجمين الأكثر منهم ،ويجوز أن يكونوا الأقلَ ،ولم يخرج الحق من جميعهم ولله الحمد والمنة ۔ ،وإذا كان الحق لا يخرج عنهم وكانوا مع ذلك مختلفين وطلب هذا المسترشد الحوَ؛ فلا بة إن طَلَبت عنابن عباسجابر بن زيد عنعن «(مسنذله:)٥‏ أبو عبيدة أخرجه الإمام الربيع في‏((١ انظر :مسند الربيع بنكان الله ليجمع أمتي على ضلال»النبي تن قال«:ما حبيبؤ باب :في الأمة :أمة محمد ية 5رقم الحديث :‏.٣٩ ‏٨٧ذحالفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ز _- حرق ¡ [الفرقة المحقة]"" واستدل عليها تم يغدّفه"' ،فإذا وجدها لم يجب عليه إلا أن"' يقلَدها فيما كان طريقه طريق السمع من نقل الأخبار وتفسيرهاء والحكم بها على أهلها؛ إذ كانوا هم الحجة له وعليه. الشرح يسأل السائا عن الغلة في إيجاب العلماء على المكلف تقليد الفرقة المحقة مع أن الخلاف قائم بينها وبين غيرها من الفرق، الفرقة التي تأمرونهعند هذهوالصوابالحوالكل يعيبه ‏ ٦ولم كان بتقليدها دون غيرها من الفرق المختلفة في تلك الأحداث. هذا سؤاله فأجابه الشيخ الإمام بتأصيل هذه المسألة من جذورها؛ فى هذه القضية ؟ لأنها مما تزل به ا لأقدمليكون على بينة من أمره له في جوابه:فقالالثابتة فكيف بالمتزلزلة (إن الله ۔ تبارك وتعالى ۔ لما جعل الحق في أمة نبيه محمد يي تبارك وتعالى ۔ جعل الحقوجعلهم شهداء على الناس) :أي إن الله محصورا في أمة محمد يلة لا يخرج عنها؛ لآنه نصبهم شهداء على الناس جميعا يوم القيامة ،ولا يكون الشهداء على الناس إلا أهل العدالة والوفاء بالدين© وهذا متحقق في أمة محمد قلة بلا ريب. ‏( )١زيادة يقتضيها السياق فينظر فيها( .الشيباني). (؟) كتب الناسخ أعلاها :نسخة :أن يعرفها( .الشيباني). () وردت في الأصل مرسومة هكذا (عليه الآن) ،والصواب ما أثبت( .الشيبانى). اية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ7٦‏٨٨ الخد (وقول النبي قة « :أمتي لا تجتمع على خطأ») :وزاد هذا التأكيد توضيحا إخباز النبي محمد قلة عن خاصية هذه الأمة المباركة الشهيدة على الناس؛ بأنها لا تجتمع على ضلالة ولا على خطأ قط ،فأخبر النبي تلة وهو الصادق في أخباره أن هذه الأمة المحمدية لا تجتمع على ضلالة ،بل لا يجمعها الله على ضلالة ولا خطأ. (فأئمننا الله -تبارك وتعالى ۔ ورسوله ينة مين أن يكون الحق يخرج من أيديهم جميعا) :أي من الآية الشريفة والحديث النبوي الصحيح أمننا الله تعالى ورسوله يلة بما أخبرانا به من حال هذه الأمة من أن يخرج الحق من أيديهم جميعا ،فالحق موجود في هذه الأمة إلى يوم القيامة ،فكان هذا دليلنا القاطع على أن الحق موجود محصور في هذه الأمة المحمدية المباركة .وهو الأصل الذي نحتكم إليه في هذه القضية. (ثم وَجَذنا فيهم الشاق والزناة والقَذَقَة وشراب الخمور ونحوهم .فعلمنا أن الحق في أيدي بعض دون الكل ،وأن معنى قول الله -تبارك وتعالى « :-جَعَلْتَكْم 4مخصوص في البعض دون الكل ،وقول النبي ينة« :أمتي» يعني أهلَ الحق والقوَامَ بالشريعة من أهل الاستقامة) :أي بعد هذا الأصل الذي ذكرناه ،وجدنا في هذه الأمة الشزاق ،والزناة ،والقذفة لغيرهم بالزنى وشراب الخمور وآكلي الربا ،وآكلي مال اليتيم بغير جه حق ،وسافكي الدم المحرم ،والمنافقين وغيرهم" فهذه الأمة على مستوى الأفراد ‏٨٨٩, عالفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن غير معصومة من الفواحش والموبقات ،فلا عصمة إلا للأنبياء ۔ عليهم الصلاة والسلام . ومعنيون في قوله تعالى :ومن هنا نقول :هل هؤلاء مشمولون اللهلأنلا؛قطكًاياو « :أمتي» ؟وفى قوله رسوله. 4ث جَحَلتَكُم تعالى لا يرضى عن القوم الفاسقين ،فكيف ينصبهم شهداء على الناس يوم القيامة وهذا حالهم! والنبي يلة تبرأ من كثير من الأعمال التي يعملها بعض من أمته ،فلا يقال أبدا إنهم يشملهم خطابه السابق. (وإن كان ذلك كذلك؛ فقد يجوز أن يكون هؤلاء المجقين الاكثر منهم .ويجوز أن يكونوا الاقل .ولم يخرج الحق من جميعهم -ولله الحمد والمنة ۔) :أي إذا بت أن في الأمة المحقين المقصودين في الخطابين الشرعيين ،ونيهيا المبطلين المقترفين لكبائر الذنوب؛ فيجوز أن يكون كل مانلفريقين أكثر من الفريق الآخر ،أي جائز أن يكون المحقون هم الأكثر ويمكن أن يكون المبطلون هم الأكثر وهكذا مع أن النصوص الشرعية السابقة تقطع أن الحق في هذه الأمة لا يزال أبداء أي لم يخرج من أيديهم. ونقطع أن الحق لا يكون في أيدي المبطلين المقترفين لكبائر الذنوب ،المصرين عليها ،وإنما في أيدي المحقّين دائما وأبدا. وأنهم المقصودون ب(الشهداء) في الآية الكريمة ،وب(الأمة) في الحديث النبوي الشريف. غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأكم‏٩٠ اقنَ (وإذا كان الحث لايخرج عنهم .وكانوا مع ذلك مختلفين، ولت هذا المسترشذ الحلَ؛ فلا بد إن طلب [الفرقة المحقة] واستدل عليها لم يُعغدّمها) :أي إن أثبتنا بالأدلة القطعية أن الحق لا يزال في هذه الأمة قطعًا ،ولا يخرج من أيديهم جميعا إلى يوم القيامة ،وقد ثبت أيضًا عندنا اختلافيم في قضايا لا يكون فيها الحق إلا واحدا لا يتعد فكان منهم المحقق المصيب والمبطل المعتدي الظالم؛ والنبي للة أخبرنا عمما سيحدث في أمته وما سيكون منهم حينما قال« :ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم إلى النار ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعي تلك الواحدة»«ا ،ويقول يلة: «هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش» ). فلا بد لهذا المكلف المسترشد الباحث عن الحق والصواب في دينه أن يبحث عن الفرقة المحقّة ۔ نقول ذلك على مذهب المصنف _ ،فإن بحث وأخلص في ذلك لم عدمها ولن تفوته إن شاء الله تعالى . أما إن كان لا يريد الحقَ ،ولم يخلص في طلب الفرقة المحققة. واكتفى بجعل الجميع في الحق سواء بنصوص عامة لا يلتفث إلى مخصصاتهاء 5فينصبها أدلة على جعلهم جميعا في الولاية ،وللحقَ مصيبين ،وللدليل متأؤلين ،وأقر الجميع على ما فعل؛ فهذا لن يوفق إلى الحق والرشاد ،والله وحده المستعان. ( )١مسند الربيع بن حبيبؤ باب :الأمة :أمة محمد تة .رقم الحديث.٤١ ‎: ‏( )٦٢أخرجه البخاري ،باب :قول النبي قلة« :هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء» ،رقم ‏.٧٠٥٨الحديث: ‏٩١.الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن (فإذا وجدها لم يجب عليه إلا أن يقلدها فيما كان طريقه طريق السمع من نقل ‏ ١لأخبار وتفسيرها ئ والحكم بها على أهلها؛ ؤ إذ كانوا هم الححة له وعليه) :أي فإن أخلص لله تعالى في نْشدان الفرقة المحقّة فوجدها فيجب عليه أن يقلَدها فيما كانت حجته قائمة عن وعليه أيضًا أنطريق السمع ونقل الأخبار وتقسير معانيها وفقههاك ومنازلهم" ككلل ذلك بعدمايقڵدهم في حكمهم على أهل الأحداث مقامهم عليه ،فقاموا بذلكالذيمعهم٥‏ وأبصر الصوابعاين الحو وخالف.افترق وعليه إناتبع ووافقالحجة له إن غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ .٥.0 ٠.00 . . 0٥ 0 ٥ .اللد كتان‎.... |.............. فإن قال :فإذا عرف أهل الحق وكان فيهم .ورَبا بينهم .ونشأ فيهم. وعَلم أنهم محتمون دون ممن خالفهم من فرق الأمة .وعلم خطأ سائر مخالفيهم .وذهاتهم عن القصد وسوء السبيل وأن هذه الفرقة هي المصيبة للحق الذي تعبد الله به عباده‘ ووفقهم للهدى والصواب© ثم سمع بأحداث كانت قد تقدمت وسبقت أيامه وأيام منشئه بين أهل هذه العصابة المحقة{ وجَرث بين أئمتهم .وتداعت""" أخلاذفهم الحكم فيه وفيما جرى بين أسلانهم؛ هل عليه أن يسأل عن ذلك أو يبحث عنه حتى يعرف صحة ة الحكم به؟ أو يسعه الإمساك والسكوث ولا يسأل عما جرى بين أئمته وأسلافه من الاختلاف ،مع علمه بالدعاوى التي يجدها بين أهل عصره فيما جرى بينهم؟ قيل له :قد قلنا فيما تَقَدَمَ مين كتابنا أنه لا يخلو مين أن يكون وَجَدَ أهل دعوته على حكم ذلك الحدث والاختلاف مجتمعين أو مختلفين؛ فإن وجدهم مجتمعين عليه وعلى الرضا بحكمه والديانة لله به؛ فعليه التسليم لهم .والانقياد والرضا بقولهم .والاتباع لأهل الحق؛ إذ كانوا أهله ،وكان الحق في أيديهم .وهم الحجة له وعليه. وَجَدهُم مختلفين في حكم الحادث الذي تقدمه وتقدّمهم.ون وكل فرقة منهم تعي أن الحق ما تقوله دون ما يقوله مخالقوها؛ كان عليه النظر والطلب لأحد هاتين الفرقتين مصيبة للصواب‘ دون ‏( )١التداعي هنا من الدعوى أي :قال كل فيها بدعواه( .الشيباني). ‏٩٢...الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ‏١ الأخرى ،فلما كان الحق في أيديهم جميعا قبل الاختلاف ثم اختلفوا؛ فقد علمنا أنهم جميعا لا يجوز أن يكونوا جميعا مُحقين. ولما دَلَ الدليل على أن أحد هؤلاء مصيب .وجب أن يكون مخالفهم مخطئا وقد ذهب عن الصواب. الشرح يسأل السائل مستفسرا عن حال المكلف الضعيف إن نشأ في عصر بعد عصور الأحداث المختلف فيها وكان يرى حق فرقته التي نشأ بينها واعتقد دينها ،وأن مخالفها يراه مخطئا مبطلا مجانبا للصوابثڵ إلا أنه سمع بخلاف حدث بين أبناء هذه اليرقة التي يعتقد صوابها ونبت بينهاك وهذا الخلاف وقع بين أسلاف هذه الفرقة فيما بينهم أنفسهم" وعلى إثر هذا الخلاف بين الأسلاف اختلف الأخلاف، فادعى كل خلفو منهم حكما يخالف حكم الخلف الآخر فيما وقع بين أسلافهم" هل يجب على هذا المكلف الذي يدين بصواب أسلافه ،أو أن يبحث عن القضية التي اختلف فيها الأسلاف ،ويبحث عن صحة الحكم فيهم ،أو يسعه السكوت ڵ وتنزيلهم بمنزلة واحدة وهي المنزلة التي كانوا عليها قبل معرفته الخلاف بينهم؟ هذا معنى سؤاله وهو جدير بالتحرير والتفصيلء فأجابه فارس الميدان الإمام المصئف بقوله له( :قد قلنا فيما تَقَدُمَ من كتابنا أنه لا يخلو ين أن يكون وَجَدَ أهمل دعوته على حكم ذلك الحدث والاختلاف مجتمعين أو مختلفين) :أي إن هذه المسألة سبق الجواب غاية المقتدى بشرح كتاب الميتدأ.:‏٩٤ ۔۔۔۔۔ا' عنهاؤ وهو أن حال هذا المكلف الضعيف إما أن يجد أهل دعوته ونحلته مجمعين على رأي ومتفقين على حكم في تلك الأحداث السابقة ،وفي منازل أهلها المختلفين فيها ،وإما أن يجدهم مختلفين كل منهم يدعي قولا يراه صوابا وغيره خطاً. (فإن وجدهم مجتمعين عليه وعلى الرضا بحكمه .والديانة لله به؛ فعليه التسليم لهم .والانقياد والرضا بقولهمإ والاتباع لأهل الحق؛ لذ كانوا أهله .وكان الحق في أيديهم ،وهم الحجة له وعليه) :أي إن وجد أهل دعوته ونحلته الذين نشأ يهم مجمعين على رأي من الآراء سبقهم" وعلى حكر من الأحكام فيفي الأحداث التي كانت في من منازل أهلها .ووجدهم يدينون لله تعالو ديانة حقة على ما أجمعوا عليه .وكلهم على الرضا بهذا الحكم الذي وجدهم عليه لا يخالف منهم مخال ،فيجب عليه ديانة التسليم لهم فيما دانوا لله تعالى به6 والانقياد والرضا بقولهم الذي أجمعوا عليه ،واتباعهم فيما حكموا به على أهل الأحداث السابقة؛ إذ إنهم بإجماعهم هذا كان الحق معهم غير خارج من أيديهم لدلالة النصوص السابقة عليه ،فأصبحوا بذلك الحجة له إن اتبع ووافقَ ،وعليه إن افترق وخالف. (ون وَجَدَهُم مختلفين في حكم الحادث الذي تقدمه وتقدمهم. وكل فرقة منهم تدعي أن الحق ما تقوله دون ما يقوله مخالفوها؛ كان عليه النظر والطلب لأحد هاتين الفرقتين مصيبة للصواب© ،دون الأخرى) :أي إن وجد هذا المكلف أهل دعوته ونحلته الذين نبت الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن > ج¡٨٥ _ ‎ 2 5 بينهم ونشأ بين ظهرانيهم مختلفين في حكمهم على الأحداث التي سبقتهم ،وفي منازل أهلهاك وكل فرقة من المختلفين فيهم يعي الصواب والحو عند أسلافه ،فيجب على هذا المكلف أن يتحرى الصواب عند من مانلفريقين وعليه النظر والبحث والطلب حتى يقف على فرقة أهل الحق والصوابؤ ما دام الحال أن يعي كل فريق منهم الحق هو الذي معه‘ والباطل عند مخالفه. (فلما كان الحق في أيديهم جميعا قبل الاختلاف ثم اختلفوا: فقد علمنا أنهم جميعا لا يجوز أن يكونوا جميعا مُجقين ،ولما دَلَ الدليل على أن أحد هؤلاء مصيث؛ وجب أن يكون مخالفهم مخطئا ما وقد ذهب عانلصواب) :وقلنا بوجوب البحث والطلب عليه في هذا الحال لما تقدم من حالهم قبل الاختلاف© وما ثبت أن الحوة عندهم جميعا قبل الاختلاف ،ولما اختلفوا وكان الحق باقيا فيهم لم يخرج من أيديهم جميكاء وكان الواجب على هذا المكلف أن يتحرى الحق ويتبعه فوجب عليه أن يبحث عنه وعن أهله من الفريقين؛ إذ بعد وقوع الاختلاف بينهم لا يجوز أن يكونوا جميعًا محقين ،فدل وقوع اختلافهم على أن فيهم المحقق المصيب‘ وفيهم أيضا المبطل المخطئ البعيد عن الصواب فمن هاهنا وجب على المكلف الناشيوععفي غير عصرهم أن يبحث عن الفرقة المحمّة ۔هذا الإلزام على مذهب ابن بركة في المسألة ؛ليقول بقولها ويدين بديانتها لله تعالى ،ولا يجوز له بعدما بلغه الخلاف أن يبقى هكذا عائممَا متذيذبا. غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأج,‏٩٦ فإن قال :فإذا عرف حكم الحادث وجهل أسماء المخدثين ،هل عليه معرفة المحدثين بأسمائهم؟ قيل له :ليس عليه ذلك‘ إذا دان بالبراءة من أهلها ،مين كمل شخدثٹ أقره حله! وتولى المسلمين على ما دانوا به وبك في هؤلاء المحدثين وفي غيرهم إذا لم يعرفهم بأسمائهم. }الشرح. يسأل السائل المفترض جدلا في هذا الحوار عن المكلف الضعيف إن عرف أحكام الأحداث السابقة ومنازل أهلها ،ودان لله تعالى بما وجب عليه في دين الله يلة طالبا النجاة فيما لا يسع تركه من دينه ،إلا أنه لا يعرف أسماء أصحاب الأحداث بأعيانهم ،فهل يلزمه البحث عن أسمائهم على وجه الخصوص؟ هذا معنى سؤاله ،فأجابه الإمام المصنف بقوله( :ليس عليه ذلك© إذا دان بالبراءة من أهلها من كل محدث أكره حَدَه) :أي لا يجب عليه البحث عن أسماء أصحاب الأحداث السابقة من أجل أن يبرأ منهم ،بل عليه الدينونة لله تعالى بالبراءة من المبطلين المحدثين في دينهم ما لا يرضاه الله ولا رسوله يتي من أهل تلك الأحداث السابقة التي بلغه الخلاف فيها بين من كان قبله وكذا يجب عليه الدينونة لله تعالى بالبراءة من كل محدث أكفره حدثه ولم يتب منه حتى مات{ أو ‏٩٧!}>الفصل ا لثاني :الشرح والتعليق على المتن 4 بقي مصرا عليه إلى ساعته تلك‘ على سبيل الجملة فيما لم تقم .بالتفصيل والخصوصحجته الفخدثين وفي(وتولى ‏ ١لمسلمين على ما دانوا به قل في هؤلاء غيرهم إذا لم يعرفهم بأسمائهم) :وعليه أيضا إن طلب السلامة في دينه أن يدين لله تعالى بولاية المسلمين على ما دانوا به لله ك من البراءة من أصحاب الأحداث الواقعة قبلهم ،ومين كل محثر في الدين أكفره حدثه ولم يتب منه حتى مات أو بقي مصرا عليه إلى ساعتهم تلك فالنبي متز فى الإسلام حدثا أو آوى محدئا»'١‏ .يقول« :لعن الله من أحدث فإن دان لله تعالى بما وجب عليه من الدينونة لله تعالى به من البراءة من أهل الأحداث السابقة التي ثبت لديه خطؤهم في الدين منهم وفارقوهم عليه ئ ديانةوتبوؤواذلكعلىأو أجمع المسلمون لله ؤ وتبرأ من كل محليشو في دينه حدثا يكره ويرديه من كبائر الذنوب الموبقة ،أو الشرك والردة عن دين الله تعالى ،فيكون سالما عند الله بهذه الديانةش مؤديا ما وجب عليه بإذن الله تعالى. .٤٢مسند الربيع بن حبيب& 6٥باب :الأمة :أمة محمد يَيةة .رقم الحديث‎:()١ غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأ ...00.0..الت,...‏٠....ه ...ه... -رل فإن قال :فإذا أراد معرفة أحل من هؤلاء المحدثين بأسمائهم لوقع البراءة عليه بعينه ليزداد علما فيهم؟ قيل له :هو أفضل. الشرح يسأل هذا السائل فى المكلف الضعيف إن تبادر إلى ذهنه سؤال عن معرفة اسم أحد من أصحاب الأحداث السابقة؛ ليوقع البراءة عليه بعينه! ليزداد علما فيه وفي كل تن سار على طريقته تلك فهل له أن يسأل عن اسمه؟ فأجابه الإمام المصنف بقوله( :هو أفضل)”' :أي إن كان هذا المكلف يرجو من وراء هذه المعرفة لاسم من وقع في الأحداث السابقة ،واستحق بها البراءة منه في الدين أن يزداد يقيئا وحقا في تطبيق ما يجب عليه تجاه أصحاب الأحداث؛ فلا مانع من ذلك، بل استحسنه المصنف بهذا القصد السابق ما لم يكن يقصد بطلب معرفة ذلك سوى ما ذكرنا من التشهير أو ما شابه ذلك. () هذا على رأي الإمام ابن بركة ،ومذهبه الذي يذهب إليه‘ وقد خالفه الإمام أبو سعيد الكدمي في هذه المسألة ،وبين تحريرها في كتابه «الاستقامة» في الجزء ‏.٢٨الاول{ ص٢٦۔ ٩٩‏2٠الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ت- على أنه ليس من ديانتنا ۔ معاشر الإباضية ۔ التشهير بأسماء أهل البراءة في الدين من أصحاب الأحداث السالفة فيكفينا أن نقوم بما وجب علينا في دين الله تعالى تجاههم .ولا حاجة لنا بذكر أسمائهم. ولا سيما عند العوام الذي لا يعلمون هذه الأحداث التي سبقث عصرهم .ولا يمكن أن تدركها عقولهم. نعم ليس من ديانة الإباضية لله تعالى التصريح بأسماء من في البراءة وإلا لزم التصريح بكل أعداء الله تعالى من بداية الخليقة بأسمائهم" فليس إذن من أصول المذهب ذكز الأسماء والبراءة بتعيين الاسم والتصريح به في الملا وليس من شأن الإباضية ولا من أصول بأعيانهم دون غيرهم،البراءة من أشخاصمذهبهم تعليم الناس وذكرهم بالأسماء .كلا ليس ذلك عند الإباضية بشيء . الإباضية السابقين ذكرعلماءفإن قيل :إننا نجد فى بعض كتب التصريح بالبراءة من علي وعثمان وفلان وفلان فكيف هذا؟ قلنا :نعم فكما أسلفنا أنه ليس من ديانة الإباضية التصريح بأسماء من كان في البراءة .هذا هو الأصل عندهم" حتى عند العلماء الذين صرحوا بالبراءة من أشخاص بأعيانهم وأسمائهم؛ فإن ذلك جرى مجرى بيان القول فيهم على وجه الخصوص لدواعي الطلب وبيان الموقف© وإلا فإنهم لا يدينون بذكر أهل البراءة بالأسماء جملة وتفصيلا ،إلا إن طلب منهم بيان الموقف ،أو استدعى الأمر في زمان ما ذكر ذلك ،فذلك أم آخر ،وليس أصلا عندهم" ولا واجبا عليهم ،والله تعالى أعلم. غاية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأح ..‏١٠٠ > <.- ٤ه ومن المعروف فإن كل مذهب لا يخلو من وجود آراء فردية لبعض المنتسبين له تخالف التوجه العام للمذهب ،ولا تعبر عن الرأي الشائع لديه ،من ثم يكون من الظلم الشديد والتجني الواضح تعميم مثل هذه الآراء الفردية ،ونسبتها للمذهب بأسره ،وتحميله كل ما يترتب عليها من تبعات. ‏١٠١١..الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ح فإن قال :في ماذا يَعلَمَُهُمْ؟ قيل له :عِلْم ذلك يقع له من وجوه؛ أحدها :المعاينة للحدث من محدثه .فإذا عاينَ الحدث من المحدث وجهل حَكَمَ الحدث ولم يذر ما حكم اللة عليه فيه وفرضه وتعبده به على مُخدثه ،استفتى فيه فقيها من فقهاء المسلمين فإذا أفتاه فيه وعرفه الواجب عليه؛ حكم به لله عليه؛ لأن الفقهاء هم المفشرون والمبيّنون عن الله ۔ تبارك وتعالى ۔ وجوة حمل المفروض على عباده؛ لأنهم ورثة الأنبياء ،والقؤام بحمل الشريعة وأدائها إلى أهلها } وهم ورثة الأنبياء ۔ صلوات الله عليهم أجمعين _ وَوَجة آخر :أن يِقِرَ الفخدث بذنب يكَفيزه ،6فيبرأ منه على ذلك. إلا أن ييججههلل الحكم فلا يبرأ منه بغير علم ولا ئُصوبه على ذلك، فحينئز يكون سالمما إلى أن يلقى الحجة والحجة هو الفقيه الذي يفز له ذلك ،ويعرفه الواجب عليه. وَوَجّْة آخر :أن يشهد على الممخدث للفعل المكفير شاهدا عَذل وكذابأن وَندا تَعَلَ كذاالولاية والبراءة،أحكامممن يبصر نبرأ منه علىأو يقولان :نحنمنه على ذلكيبرأونوالمسلمون ذلك؛ لأن شهادتهما عليه بذلك الفعل فلا وجبت براءتهما منهم""'. () في العبارة تكرار لعله من سبق القلم أو اضطراب التشاخ( .الشيباني). ‏( )٢كذا وردت عبارة الأصل وفيها اضطراب لعل صوابها :لأن شهادتهما عليه بذلك الفعل قد أوجبت براءتهما منه( .الشيباني). غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأ:١٠٢ ك آخر من البراءة :هو أن يشتهر بالفعل ششههررة ة لا يدفعهاوو البراءةؤْجُوة يعلم بها أحكامأحد إلا كان معلوما خطوه ئ فهذه وبالله التوفيق. وآله وسم .الله على محمد اوالحمد لله رب العالمينن ..وصل وجعل الحنة داره ومأواه ؤ ۔.الله مثواه. -كرم الشرح يسأل السائل عن حد البراءة من المحدث ما الطرق التي يتأذى بها .فنتجب بها عليه البراءة من المحدث الحدث المكنير؟ هذا سؤاله وهو مهم جا؛ إذ يسأل عن الطرق التي توجب البراءة بها من المحدث حَدَئا مكنيرا ،فأجابه الإمام المصئفث بقوله( : :عِلْمْ ذلك يقع له من وجوه؛ أحدها :المعاينة للحدث من محدثه) :أي إن موجبات البراءة تتأدَى من أحد أربعة طرق؛ أحدها :المعاينة للحدث من محدثه ،أي مشاهدة المعصية تقع من محدثها ،مشاهدة تقطع العذر ،وترفع كلَ احتمال في عدم الوقوع. ‏( )١هذه العبارة بنصها ختم بها الأصل وقد سبقت الإشارة في التقديم إلى أن هذا الكتاب ورد ضمن مجموع خطي يضم عدة محتويات وقد أثبت الناسخ آخره تاريخ نسخه يوم ‏ ٧جمادى الأولى ٩٦٢ه.‏ (الشيباني). ‏١٠٢ 7ح:القصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ت ق (فإذا عاينَ الحدت من المحدث وجهل حَكَمَ الحدث ولم يذر ما حكم النه عليه فيه وفرضه وتعبده به على مُخدثه؛ استفتى فيه فقيها من فقهاء المسلمين فإذا أفتاه فيه وعرفه الواجب عليه؛ حكم به لله عليه؛ لآن الفقهاء هم المفتشرون والمبتنون عن الله ۔ تبارك وتعالى ۔ وؤججوة حمل المفروض على عباده) :أي إن المكلف الضعيف بأحكام الولاية والبراءة إن عاين المحدث يقع منه الحدّث٥‏ ولكنه يجهل حكم هذا الحدث أمكنِز أم غير مكنير؟ ولم يدر حكم الله تعالى على هذا المحدث في حدثه ذاك أيحل له عند الله بوجه أو لا يحل له؟ فيجب عليه أن يقف عنه حتى يسأل فقيها عالما بأحكام البراءة والولاية عن حكم حدثه وحكم من أحدثه من حيث المنزلة بعد حدثه فيعبر له ذاك الفقية مسألته ،ويرشذه على ما يجب عليه فيه؛ لأن الفقهاء هم المفشرون لدين الله تعالى للناس والمبينون لشرعه الحنيف‘ وهم ورثة الأنبياء كما صح بذلك الخبؤ عن رسول الله يلة فيهم. (وَوَجْة آخر :أن يقر المحدث بذنب يِكَفيزه ،فيبر منه على ذلك) :أي الطريق الغانية من طرق وجوب البراءة؛ الإقرار :وهو أن يقر المحدث بمعصية وذنب كبير مكنير له في الدين بشرط ألا يكون في إقراره هذا مستعظما جرمه ،قارعًا سِئه ندما على ما فرط في جنب الله تعالى ،مقرا بما فعل لطلب ما يلزمه فعله من الخلاص والسلامة؛ فإن هذا الإقرار الأخير ليس هو الإقرار الموجب للبراءة. ماية المُقتدى بشرح كتاب المبتدأكس‏١٠٤ | قن وإنما كلامنا فى الإقرار الذي يقره المحدث على سبيل التفاخر والتبجح والاستخفافؤ فإن أق بحثه المكثير بلا إكراء ولا ندم. منهفيبربالذنب؛وإنما على سبيل التفاخر والتبجح والاستخفاف المكلف السامغ له على ما كان منه من إقرار. (إلا أن يجهل الحكم فلا يبرأ منه بغير علم ،ولا يُصوّبه على ذلك؛ فحينئنر يكون سالمابا لى أن يلقى الحجة والحجة هو الفقيه الذي يفش} له ذلك‘ ويعرفه الواجب عليه) :أي إن سمعه يق بذنيه المكثير ولكنه لم يعلم الحكم فيه؛ فهو سالم إلى أن تقوم عليه الحجة من تعبير الفقيه العالم بأحكام الولاية والبراءة© فإن عبر له حكمه فعليه أن يبرأ منه على ذلك الاقرار الذي صَدَرَ منه سابقا. (وَوَجْة آخر :أن يشهد على المحدث للفعل الممكنير شاهدا عَذل ممن يبصر أحكام الولاية والبراءة .بأن رَْدًا تَعَلَ كذا وكذا والمسلمون يبرأون منه على ذلك ،أو يقولان :نحن نبر منه على ذلك؛ لأن شهادتهما عليه بذلك الفعل فلا وجبت براءتهما منهم): أي والطريق الثالثة التي تحصل بها البراءة من المحدث هي شهادة العدلين ،هي أن يشهد عدلان على المحدث أنه قارف مكنيرا يوجب البراءة منه ،أو قالا :فعل فلان كذا والمسلمون تبوؤوا منه على ذلك‘ أو قالا :نحن نبر منه على ذلك‘ فشهادتهما عليه بالبراءة حجة للسامع الكلّفو؛ فيبرأ منه بهذه الشهادة. ذ‏ ٢بد ١٠٥الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ( 12, بقي أنه يشترط فى هذين العدلين أمور لا بد من التأكيد عليها لتتم الفائدة؛ وهي: ‏ ١أن يكونا ولين ،يتوليان ببعضهما البعض۔© ويتوليان المشهود ويتولاهما.عنده -أن يكونا متبئين من المحدث الذي يشهدان عليه بالحث المكفر ،فيكون مقطوع العذر عندهما. ‏ - ٣أن تكون شهادتهما صريحة ومتفقة. ‏ ٤إن كانا عالمين لا يلزمهما التفصيل وإن كانا ضعفين لزمهما التفصيل فى أسباب البراءة منه. هر ةةلا يدفعها أحد (وَوَجه آخر من البراءة :هو أن يشتهر بالفعل شر إلا كان معلومًا ححطلؤه .فهذه وجوه ة يعلم بها أحكام البراءة ،وبالله التوفيق) :أي والطريق الرابعة الموجبة للبراءة من المحدث هي الشهرة ،وهي أن يشتهر بالفعل شهرة لا يمكن أن يدفعها إلا من كان معلوما خطوه بدفعه لها .وهنا يشترط في الشهرة شرطان ‏ ١لمجمع عليها ،وا لتي لا يمكنشهرة قاضية :وهي 7أن تكون دفعها لشهرتها وإطباقها. ‏ - ٢أن تكون شهرة محقة :فليست مجرد دعوى تشتهر بين النا س “ بل لا بد آن تكون شهرة محققمذهبأو خلافسياسىبسبب الحدَث‘ وثابتة عن محدثها .وهي محقة في نفسها. غاية المقتدى بشرح كتاب المبتدأےھ ا؛ 7,٩١٠١٠٦ `‏٠) ٤ فإن قامت هذه الأمور الأربعة على المكّف© ولم يكن المحدث معذوزا فيما أتاه من الحش؛ فهنا لا بد للمكلف أن يدين لله تعالى ببغضه والبراءة منه؛ لأن المحدث أصبح بذلك عدوا لله تعالى فيما أتاه من الحدّٹثڵ وبما اقترفه من الباطل والعصيان ، والله تعالى المستعان. التجخاتنمسا“| ح-حدوںےر س.- ٥ في خاتمة هذا الشرح أحم اللة تعالى على توفيقه لي على إتمام هذا الشرح المختصر في وقت وجيز ،ولقد بذلث فيه جهدي لأقف بالقارئ الكريم على مكنونات فوائد هذا المتن الجليل ،وأوصل إليه معانيه الفريدةث ودرره العديدة ،وقواعده السديدة. ولقد حافظث قدر الإمكان على شرح آراء الإمام المصئف©ؤ فلم أتعرض لها بالنقد ولا بالتغيير ولا بالمقارنة لغيرها ،إلا أني نهث إلى ما لا بد من التنبيه عليه من مشهور المذهب وما عليه العمل من الآراء. وآمل أن يكون القارئ بعد هذا الشرح المختصر على كتاب «المبتدأ» قد ترشخث لديه بعض القواعد المهمة فيما يجب على المكلف اعتقاده ومعرفئّه إبان بلوغجه وتكليفه؛ لأن هذه القضية قضية جوهرية مفصلية فصلية في حياته ،وليست من القضايا الجانبية التي يمكن تهميشها بسهولة. وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل إلى مركز (ذاكرة عُمان) على إصدارها هذا الكتاب -كتاب المبتدأ ۔ ضمن سلسلة منشوراتها من غاية الممقتدى بشرح كتاب المبتدأ ذخائر التراث التمماني ،وأشكر الأستاذ الشيخ سلطان بن مبارك الشيباني على تعليقاته على كتاب المبتدأ وتصحيحاته التي أثبتناها هذا؛ وأسأل الله العلم القدير أن ينفع بهذا الشرح كل من يبغي الانتفاع منه ،ويرجو السلامة فى الدين من خلاله مطالعته عليه من أمور الدينونة لله تعا لى ؛ ليكونوشمر للعمل بما يجب موقفا بدينه. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد النبي أجمعين وعلى آله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين المصادر والمراجع _ - متحعنجت _ م./ « ٥ ‏ ١القرآن الكريم. ‏ ٢كتب متون الأحاديث المختلفة. ‏ - ٣ابن بركة أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة الشليمي (المتوفى :ق ٤ه)،‏ كتاب المبتدأث ضبط نصه :سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني ،ذاكرة غمان الطبعة الأولى١٤٣٥ :ه_٢٠١٤م.‏ ‏ - ٤ابن بركة أبو محمد عبدالله بن محمد بن بركة الشليمي البهلوي (المتوفى :ق،)٤‏ كتاب الجامع حققه وعلق عليه :عيسى يحيى الباروني ،وزارة التراث القومي والثقافة ۔ سلطنة عغُمان ،بدون ذكر الطبعة وتاريخها. ‏ - ٥البوصافي ،راشد بن سالم بن راشد ،بغية الراقي في شرح خلاصة المراقي ،مكتبة خزائن الآثار ،الطبعة الأولى١٤٣٨ :ه٢٠١٧/م.‏ ‏ - ٦الخليلي ،سعيد بن خلفان (المتوفى١٢٨٦ :ه)،‏ تمهيد قواعد الإيمان وتقييد شوارد مسائل الأحكام ؤزالأديان ،تحقيق :حارث بن محمد بن شامس البطاشي مكتبة الشيخ محمد بن شامس البطاشي اللنشر والتوزيع ،الطبعة الأولى١٤٣١ :ه٢٠١٠/م.‏ غاية المُقتدى بشرح كتاب الميتدأ> :3 . .السالمي .أبو محمد عبدالله بن حميد بن سلوم (المتوفى: ١٣٢ه).‏ طلعة الشمس شرح شمس الأصول تحقيق عمر حسن القتامإ مكتبة الإمام السالمي الطبعة الأولى ٢٠٠٨م.‏ -السالمي ،أبو محمد عبدالله بن حميد بن سلوم (المتوفى: ١٣٣٢ه)إ‏ بهجة الأنوار تقديم ومراجعة :سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني ،تحقيق :اللجنة العلمية بموقع بصيرة ،مكتبة خزائنالآثار سلطنة عمان ۔ بركاء .الطبعة الأولى :‏ ٤٣٧‏.م/٦١٠٢ه (المتوفى:سلومعبد الله بن حميد بنأبو محمد -السالمى، ١٣٣٢ه)،‏ مشارق أنوار العقول ،تعليق :سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي© مكتبة الإمام نور الدين السالمي© بدون ذكر الطبعة وتاريخها. فهد بن علي بن هاشلك معجم الفقهاء والمتكلمين -السعدي الإباضية (قسم المشرق)» مكتبة الجيل الواعد الطبعة الأولى: ١٤٢٨ه_٧/‏ ٠٠م.‏ النزوانيموسىعبد الله بنأحمد بنأبو بكر -الكندي. (المتوفى٥٥٧ :ه)،‏ كتاب الاهتداء والمنتخب من سيرة الرسول زالا وأئمة وعلماء عُمان ،تحقيق :سيدة إسماعيل كاشف©ؤ وزارة التراث ‏ ٠٦‏.م_/٦٨٩١ها٤الطبعة الأولى:القومي والثقافة مسقط ۔ سلطنة عمان ‏ _ ١٢محمد صالح ناصر وسلطان بن مبارك معجم أعلام الاباضية (قسم المشرق) ،دار الغرب الإسلامي ،الطبعة الأولى١٤٢١ :ه٢٠٠٦/م.‏ ١١١ فهرسة المحتويات ويهج س ٥ مصدمه منهجية الشرح محتويات الشرح الفصل الأول :التعريف بالامام ابن بركة وكتابه (المبتدأ) المبحث الأول :التعريف بالإمام ابن بركة المبحث الثاني :التعريف بكتاب المبتدأ لابن بركة ٢١الفصل الثاني :الشرح والتعليق على المتن ٧٠٧الخاتمة 1٠٩المصا در وا لمرا جع