‫نوجو"‬ ‫نيلك‬ ‫ر‬ ‫ةارانا‬ ‫‪.:‬۔‪-‬ب‬ ‫‪4.‬‬ ‫تختم‬ ‫ستا جدلان‬ ‫لتر لاوي‬ ‫زارة الل المي كزلنافا‬ ‫ه حصاد أنشطة المنتدى لعام ‏ ‪ . ٩١‬‏م‪٢١٩١‬‬ ‫© قراءات ودراسات وبحوث فى الفكر والأدب والتراث العماني‬ ‫‪:‬‬ ‫إعداد‬ ‫‪:‬‬ ‫اشراف‬ ‫علي الصليبي‬ ‫محمد‬ ‫الغيلاني‬ ‫سالم بن محمد‬ ‫المنتدى‬ ‫مساعد مشرف‬ ‫رنيس المنتدى‬ ‫اصدار‬ ‫ديسمبر ‪١٩٩٢‬م‏‬ ‫لقبي زكارددلنمرلة‬ ‫أزاحت شايبالباريلشتن]‬ ‫م ترجزنلبلر(لزعين ستة‬ ‫لرركرللبت‪,‬ولجاكه النلرلر‬ ‫ترمي اغا زلان بالزهنان‪.‬‬ ‫السامي لحضرة‬ ‫من الخطاب‬ ‫٭ مقتطفة‬ ‫صاحب الجلالة بمناسية الميد الوطنى الثالث‬ ‫والعشرين المجيد وتفضل جلالته رحفظه الله)‬ ‫بجمل عام ‏‪ ١٩٩٤‬عاما للتراث المُماني ‪.‬‬ ‫وسين‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫ل‬ ‫‪٦٦ :‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سور زر‬ ‫‪٣‬‬ ‫‏‪4‬‬ ‫\‬ ‫‪١‬‬ ‫همد ا ع‬ ‫ا‬ ‫الى المقام السامى لحضرة صاحب الجلانة السلطان‬ ‫قابوس بن سعيد المعظم ‪«١‬حفظه‏ الله؛‪. .‬‬ ‫ال من علمنا ان الوطنية أغلى سياج لاستقلال الأمة‪ ،‬وان الأمم إننا‬ ‫تصل الى ذرى الحضارة بمقدار انتمائها للوطن ‪.‬‬ ‫الى من غرس في قلوبنا حب عيان وجعل قمة المواطنة إنما تقاس‬ ‫بمقدار الوفاء ها والاخلاص لتربتها الطاهرة المعطاء‪.‬‬ ‫الى من جعل بناء الانسان العياني وتكوين شخصيته المتكاملة في‬ ‫مقدمة أهدافه النبيلة‪ .‬وعلمنا انه ما اننحطت أمة اعن منزلتها إل لأنها‬ ‫عدمت رجالها وانها ما عدمت رجاها؛ الا لأجالم تغنَ بتنشثة شبابها۔ ول‬ ‫توهم الرعاية الحقة ‪.‬‬ ‫‏‪٦١‬‬ ‫الآفاق ؛ تقرع ذاكرة الزمن ‏‪ ٤‬آنه (من‬ ‫أعلنها مدوية ف‬ ‫من‬ ‫ال‬ ‫وان الذين يبحثون ف تراثهم ‪.‬‬ ‫ماضي له فليس له حاضر ولا مستقبل)‪.‬‬ ‫المدنية ‏‪ ٠‬وانه إذ\‬ ‫۔_بلا شك ۔ المتشبعون بمبادىء‬ ‫ويستعيدو ن أمجادهم هم‬ ‫فامتثلنا للامر ‪.‬‬ ‫العرى وانحلت الر وابط ضاع القصد منها‬ ‫تفككت‬ ‫وتمسكنا بهذه العرى‪ .‬وعضضنا بالنواجذ علل أهداب شريعتنا‪ .‬وقيمنا‬ ‫ومثلنا وتقاليدنا‪ .‬فجلالتكم من علمنا انه لا نجاح لأمة نبذت دينها وتراثها‬ ‫ظهريا‪ 6‬ول‪٦١‬‏ فلاح لقوم استعبدمتهم الشهوات ‪.‬‬ ‫التراث‬ ‫عام‬ ‫الباقات علها۔۔ و بمناسبة‬ ‫مقامكم السامي نرفع تك‬ ‫ال‬ ‫‪ 7‬تحظى بالقبول والرضا من همتكم العالية‪٦‬‏ وعر انمكم القوية‪ .‬وفكر كم‬ ‫السديد داعين الى الله من أعاق قلوبنا ان يحفظكم برعايته ‪ .‬ويكلاكم‬ ‫بعنايته‪ .،‬وان يتحقق على ايديكم الكريمة كل ما تصبو إليه غان من عزة‬ ‫وسؤدد وأمن ورخاء وطمأنينة‪.‬‬ ‫أس‪ ,‬ة المنتدى الأد بي‬ ‫‏_ ‪ ٩‬۔‬ ‫ہد۔۔۔‬ ‫‪,‬‬ ‫صصصحب‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫‪4‬‬ ‫‪313‬‬ ‫منن‪:‬‬ ‫‏‪ } ١‬ا‬ ‫‪.2‬‬ ‫ب‬ ‫و هي ه هى‪,‬‬ ‫‏‪٠.٨٦.٠,‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪,‬‬ ‫م‬ ‫‪9‬‬ ‫‪. ٢‬م‪5 ‎‬‬ ‫‪ .٠‬بتر‬ ‫حصاد ندوة الماثنورات‬ ‫‪:‬‬ ‫عمان‬ ‫الشعبية بسلطنة‬ ‫‪:‬‬ ‫الحوسنى‪,‬ه‬ ‫شوين‬ ‫كلمة معالي الشيخ عامر بن‬ ‫‪.‬‬ ‫وزير البلديات الاقليمية والبيئة‬ ‫بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله الأمين‪ . . .‬سيدنا محمد وعلى اله وصحبه‬ ‫اجمعين‪.‬‬ ‫الأخوة‬ ‫الأكارم‪. . .‬‬ ‫ضيوفنا‬ ‫السعادة‪. . .‬‬ ‫السمو والمعالي‪ . . .‬أصحاب‬ ‫أصحاب‬ ‫والأخوات ‪.‬‬ ‫عليكم ورحمة الله وبركاته ‪ .‬وبعد‬ ‫السلام‬ ‫يسرني ان اشارككم حفلكم هذا‪ . . .‬بافتتاح فعاليات ندوة المأنورات الشعبية ‪ . . .‬التي‬ ‫تحتضنها السلطنة ممثلة في المنتدى ا لأدي ۔ الذي يمثل مجمعا للفكر‪ . . .‬ومعملا تلتقي من‬ ‫البلد‬ ‫هذا‬ ‫ساء‬ ‫تضىعء‬ ‫والابداع لتشكل اشعاعات‬ ‫العطاء‬ ‫تفاعلات‬ ‫خلاله وتمتزج‬ ‫بالعلم والنور والمعرفة ‪. .‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫العزيز‪.‬‬ ‫وأجدها مناسبة طيبة للتعبير عن عميق سعادتي لتوافد هذه النخبة الخيرة الكريمة من‬ ‫العلياء والأدباء والمهتمين بقضايا الفكر والابداع ‪ ..‬الى أرض عيان الخبر‪ .‬ليثروا أجواء هذه‬ ‫والترابط‬ ‫بأفكارهم وخبراتهم وتفاعلاتهم الامجابية سعيا نحو تحقيق التواصل الفكري‬ ‫الندوة‬ ‫العميق الواعى لاثراء الحركة الثقافية في محيط امتنا العربية ۔ بالمناقشات الجادة والاسهامسات‬ ‫القيمة تحقيقا لمطالبنا السامية نحو تأصيل قيمنا الحضارية وابراز تراثنا الخالد‪ . . .‬وابحث‬ ‫في مكامن الدرر الكامنة في جذوره الضاربة في قديم الازل‪. . .‬‬ ‫فأهلا بهم في وطنهم الثاني ‪ . . .‬وبين أهليهم وذويهم متمنيين لهم طيب الاقامة بيننا إن‬ ‫شاء الله ‪.‬‬ ‫أيها الحفل الكريم ‪. .‬‬ ‫سعيد المعظم‬ ‫بن‬ ‫قابوس‬ ‫الحالة السلطان‬ ‫صاحب‬ ‫للتوجيهات السامية لحضرة‬ ‫لقد كان‬ ‫على سمته المميزة ‪. . .‬‬ ‫الملحد ‪ . . .‬والابقاء‬ ‫للمحافظة على تراثنا الحضاري‬ ‫الله ‪. . .‬‬ ‫حفظه‬ ‫ضمن اطار هويتنا العيانية الأصيلة ‪ . ..‬والتعامل مع معطيات العصر الحديث من تقدم‬ ‫وتقنية بروح من التفاعل الاحبابي الواعى ‪ . . .‬والعقلانية المتروية ‪ . . .‬لتتحقق لنا امكانية‬ ‫(٭) القيت في افتتاح ندوة المأثورات الشعبية التي اقامها المنتدى الأدبي في الفترة من ‏‪ ٥‬۔ ‏‪ ٧‬ديسمبر ‏‪ ٢‬‏م‪. ٩٩١‬‬ ‫‏_ ‪ ١٢‬۔‬ ‫المواءمة بين هذا الأرث الطيب بعبقه الزكي وبين معطيات هذا العصر‪ . . .‬بيا يكفل لنا‬ ‫الاحتفاظ بشخصيتنا المتميزة ذات الوجه الحضاري المشرق والتي عرفنا بها‪ . . .‬ويعزز دورنا‬ ‫الرائد في مجال الاسهام النشط ‪ . . .‬في الثراء الفكري على صعيد وطننا العربي الكبير وامتنا‬ ‫الاسلامية وعالمنا المحيط الاكبر‪. .‬‬ ‫في عباراته الخالدة حيث قال «من لا ماضى له فليس‬ ‫ولقد أكد ذلك جلالته ۔ حفظه الله‬ ‫‪.‬‬ ‫له حاضر ولا مستقبل! ‪.‬‬ ‫ومن هنا فإننا نستلهم هذه التوجيهات السامية ونضعها نبراسا نمضي على نهجه الى ما‬ ‫قدر لنا من سمو ورفعة‪. .‬‬ ‫ايها الحفل الكريم ‪:‬‬ ‫ان فعاليات ندوة المأثورات الشعبية والتى نلتقى من خلالها الآن‪ . . .‬جاءت لتؤكد‬ ‫بالدليل القاطع مدى احساسنا بالمسئولية التي نضطلع بها‪ . . .‬تجاه مأثوراتنا‪ . . .‬ولتثبت‬ ‫مدى ادراكنا لأهمية هذه المأثورات وأهمية المحافظة عليها‪ . . .‬وإنه ليحدونا أمل كبير في ان‬ ‫تأ مناشط وفعاليات هذه الندوة‪ . . .‬كخطوة هامة ‪ . . .‬في سبيل تأصيل خدمة علمية ‪. . .‬‬ ‫ثقافية تضع مأثوراتنا في موضعها الصحيح على خارطة الثقافة والابداع‪ . . .‬وفرصة طيبة‬ ‫للمثقفين والمهتمين للاطلاع على هذا الموروث القيم الذي لا يقدر بثمن‪ . . .‬مدركين بوعي‬ ‫وبصيرة ان التراث الحالي‪ . . .‬إن هو إلا اضاءات متواصلة من الماضى بكل قيمه واشكاله‬ ‫وعناصره ‪.‬‬ ‫الأخوة والأخوات الأعزاء‪. .‬‬ ‫إن الارادة السامية لحضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد المعظم ۔ حفظه الله ۔‬ ‫بتخصيص العام القادم ‪١٩٩٣‬م‏ عاما للشباب ‪ . . .‬تنبع من ايمان جلالته الراسخ بأن‬ ‫الشباب الصالح هم أمل الأمة وثروتها الحقيقية التى تضمن ها الاستمرار والبقاء‬ ‫المتوهج ‪ . . .‬رالش " وهم من يعول عليهم حمل الامانة وتحمل المسئولية لبناء الحضارات ‪،‬‬ ‫هم الجدر بالحفاظ على موروثاتهم من عادت وتقاليد وممارسات وماثر حميدة ‪.‬‬ ‫وستعيش عيان بإذن الته ۔ تعالى ۔ فعاليات ومناشط متعددة استمرارا للنهوض بالشباب‬ ‫العماني خلال عامه المخصص ‪ . . .‬تأكيدا للخطى الثابتة في دعمه والعناية به كونه الثروة‬ ‫الحقيقية للأمة ‪.‬‬ ‫أيها العلاء والأدباء الاجلاء‪. . .‬‬ ‫ان مسئوليتكم تجاه الشباب تتعاظم بعظم ما تحملون من فكر وذلك باعتباركم القدوة‬ ‫والمثل المحتذى‪ . . .‬فسخروا ما حباكم الته به من علم وفكر ليتناقلوه عنكم بقدرة واقتدار‪.‬‬ ‫وبهذا فإننا نوجه الدعوة الى الباحثين والدارسين من أبناء هذا الوطن‪ . . .‬لأن يكرسوا‬ ‫جهودهم واهتياماتهم في البحث والتنقيب عيا يمكن ان يسلط الضوء على موروثنا ومأثوراتنا‬ ‫الشعبية باعتبارها خلاصة تجارب وحقائق عن مجتمعنا وتعبيرا عن وجدان امتنا‪. .‬‬ ‫_ ۔‪‎٣١‬‬ ‫كيا اننا نؤكد على ان يكون هذا التفاعل ايجابيا مم بيئتنا المحيطة‪ . . .‬لنكفل لها اكبر‬ ‫قدر من المحافظة والاستقرار والتنامي ‪ 3‬فالانسان هو المرآة العاكسة لبيئته التي يعيش فيها‬ ‫وهو محور التنمية ومحركها ومرامها المستهدف‪.‬‬ ‫وختاما فانني انتهز هذه المناسبة للتعبير عن خالص شكري الى صاحب السمو السيد‬ ‫فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة على دعوته الكريمة لي لرعاية‬ ‫فعاليات هذه الندوة‪ .‬كيا اننى اثمن الجهود الحثيثة التى يبذلها المنتدى الأدي لاثراعء ساحتنا‬ ‫الثقافية بالفعاليات والأنشطة واشكر ايضا جميع الباحثين والمفكرين المشاركين في هذه الندوة‬ ‫والذين يسهمون بعصارة أفكارهم لانجاحها‪.‬‬ ‫وفقنا الله جميعا للخير والصلاح‬ ‫والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته } ‪3‬‬ ‫‪ ١٤‬۔‬ ‫‏_‬ ‫كلمة سهادة رفنيسسي المنتدى‬ ‫بسم الله الرحمنا لرحيم‬ ‫الحمد لله حمدا كثيرا طيبا على توفيقه } واشهد ان لا اله إلا الته وان محمدا عبده ورسوله ‪3‬‬ ‫واصلي واسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين ‪.‬‬ ‫معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة‬ ‫أصحاب السمو والمعالي ‪ . . . .‬أصحاب السعادة ‪ . . . .‬أيها الحفل الكريم‬ ‫‪:‬‬ ‫السلام عليكم ورحمة الته وبركاته ‪ . ....‬وبعد‬ ‫فقد كانت عيان ومنذ أقدم العصور البوتقة التي صهرت ختلف التأثيرات الحضارية في‬ ‫العالم القديم ‪ ،‬وفي اشراقة النور المحمدي انبرت عيان لتصبح حصن الأمة الاسلامية‬ ‫الحصين ومهدا لتراث عياني حافل بالمعطيات الانسانية والقيم الروحية التي تجسد بيئتنا‬ ‫العربية الاسلامية في نقاء هواء بياديها وصفاء سيائها وسياحة طبيعة سكانها وفي ظل النهضة‬ ‫المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لقي هذا التراث كل‬ ‫عناية ورعاية باعتباره ذوب مشاعر أمة ‪ .‬تصدرت المسرح العلمي والفكري والادبي‬ ‫والفلسفى قرونا من الزمن © واستطاعت ان تحمل للبشرية جمعاء اسمى الرسالات السياوية‬ ‫وانقى الحضارات الانسانية ‪.‬‬ ‫معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة‬ ‫أصحاب السمو والمعالي ‪ . . .‬اصحاب السعادة‪ . . .‬أيها الحفل الكريم‬ ‫الحلالة الرشيدة عن وعي ان نظرتنا لترائنا تستوجب علينا‬ ‫لقد ادركت حكومة صاحب‬ ‫الا نقيم حواجز من الاختصاص بين نمط تراثي وآخر موقنين بأن ما يطبع اتجاهنا الثقاني هو‬ ‫المحافظة على الاصالة مم الأخذ بالمعاصرة لانه من قلب الاصالة تنبع المعاصرة وبذلك‬ ‫نكون قد استطعنا ان نسوى المعادلة الصعبة بين ثقافة حديثة وزاد ترائى خصب ما يمكننا‬ ‫اجراء القراءة الواعية النافذة التى تحول هذا التراث الى مادة معاصرة تعطيه أبعاده من حيث‬ ‫توليد الأفكار‪ .‬وليكون رصيدنا الثقافي القيم التي ينبغي على أساسها ان نبني فكرنا الحديث‬ ‫وتطلعاتنا الثقافية المستقبلية ‪.‬‬ ‫معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة ‪. .‬‬ ‫أصحاب السمو والمعالي ‪ . . .‬اصحاب السعادة ‪ . . .‬أيها الحفل الكريم‬ ‫وانه ليسعد المنتدى ان تأتي هذه الندوة التي نفتتح فعالياتها اليوم مستنيرة بوحي من‬ ‫التوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في خطابه السامي بمناسبة‬ ‫احتفالات السلطنة بعيدها الوطني الثاني والعشرين المجيد بتخصيص عام ‪١٩٩٣‬م‏ للشباب‬ ‫ادراكا من جلالته ۔ حفظه اته ۔ لدور الشباب الهام في المجتمع فالشباب الواعي والمثقف في‬ ‫الأمة هم عياد نهضتها‪ ،‬وأسس حضارتها واكسير سعادتهاإ وعلى اكتافهم تبنى الأوطان‬ ‫وبسواعدهم تتربع الأمم على قمة الأمجاد وتشمخ صروح الحضارات " واننا من هذه الموقع‬ ‫الجنود المخلصين الأوفياء تحت رايات‬ ‫لنعاهد الله امام جلالته ان نكون ۔ كعهده دوما بنا‬ ‫القيادة الرشيدة وان نعمل من خلال هذا الصرح الأدبي كل ما في وسعنا لنكون محط الثقة‬ ‫الغالية لجلالته ۔ حفظه الله وان المنتدى ليفخر ويعتز ان تسلط باكورة موسمه الثقافي الجديد‬ ‫الضوء على مأثوراتنا ولنكشف معا دورة الاشياء‪ .‬واننا ننطلق من الحاضر المعاش الى التراث‬ ‫لنجد بيا لا يدع حالا للشك بأن الصلة بيننا وبين مأثوراتنا التراثية هي صلة حية فيها طبيعة‬ ‫الحوار وطبيعة النقاش والتيازج والتداخل وعندها تذوب وتنصهر كل الدلالات الزمنية في‬ ‫بوتقة الزمن ولنعلم بأن قضية الجدوى من التراث ودراسته والافادة منه ليست قضية ماض‬ ‫فحاضرنا هذ ا سيصبح تراثا بعد حين وما نتصوره معا صرة سيجىء وقت تصبح‬ ‫وحاضر‬ ‫فيه تلك المعاصرة تراثا فالعلاقة اذن علاقة جدلية قائمة على ان ما هو تراث اليوم كان ني‬ ‫يوم ما معاصرة وما هو معاصرة اليوم سيصبح في يوم ما تراثا فلننظر في حاضرنا ماذا ستمدم‬ ‫لاجيالنا‪.‬‬ ‫معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة ‪. .‬‬ ‫أصحاب السمو والمعالي ‪ . . .‬أصحاب السعادة ‪ . . .‬أيها الحفل الكريم‬ ‫لقد دأب المنتدى الأدبي ومنذ افتتاحه على اقامة الندوات الفكرية والأدبية والثقافية وانه‬ ‫‏(‪ )٩٣‬مستلهمة من توجيهات جلالة‬ ‫مما يزيدنا حبورا ان تأتي فعاليات هذا الصرح لعام‬ ‫السلطان المعظم والتي تتمثل في استثارة همة شبابنا ليشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد‬ ‫لاعطاء صورة مشرقة ومشرفة عن ماضينا وحاضرنا‪ ،‬وليعملوا ما وسعهم ذلك على سد فراغ‬ ‫طالما عانت منه المكتبة العربية وذلك باسهاماتهم المضيئة والمفيدة في محاولة منهم لكشف ما‬ ‫اعتزى جوانب ماضينا من اجحاف وغموض ولعمري فانهم سيجدون في تراثنا ما يشفي‬ ‫غليلهم ويروي ظمأهم{ وهذه دعوة جادة اخص بها شبابنا بأن ينهلوا من معين تراثنا الذي‬ ‫‏‪ ١٦ _-‬۔‬ ‫لا ينضب وان يستفيدوا من معطيات النهضة المباركة التي تشهدها سلطنتنا الحبيبة بكل‬ ‫المقاييس والمعايير والاشكال ‪.‬‬ ‫معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة ‪. .‬‬ ‫أصحاب السمو والمعالي‪ . . . .‬اصحاب السعادة ‪ . . . .‬أيها الحفل الكريم‬ ‫وختاما فانه لايسعني الا ان اتوجه بالشكر الجزيل لمعالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني‬ ‫وزير البلديات الاقليمية والبيئة على رعايته هذا الحفل كيا اتوجه بالشكر الى صاحب‬ ‫السمو السيد فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد وزير التراث القومي والثقافة على تشجيعه‬ ‫الدائم للمنتدى الأدبي ودعم فعالياته وانشطته‪ ،‬وكلمة شكر خاصة أوجهها لضيوفنا الاكارم‬ ‫من العلياء والأساتذة والباحثين الذين تجشموا مشاق السفر ليشاركونا بما جادت به‬ ‫قرائحهم ‪ ،‬ونسأل الته في الختام التوفيق والسداد للجميع مجددين العهد والولاء لمولانا حضرة‬ ‫صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ‪.‬‬ ‫والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪. .‬‬ ‫‏‪ ١٧‬۔‬ ‫‪-‬۔‬ --- 3 ‫آ‬‎ 7. ٩ ٠ : ١٨ ‫مجالات الاستفادة من الفنون الشعبية ("‬ ‫ف‬ ‫‪ ..-‬تطوير برامج رعاية الأمومة والطفولة‬ ‫بقلم معالي‪ /‬إنعام المفتي‬ ‫رئيسة مؤسسة نور الحسين"‬ ‫عمان _ المملكة الأردنية الهاشمية‬ ‫‪:‬‬ ‫يي‬ ‫مقدمة‬‫‪-‬‬ ‫أيها السيدات والسادة ‪:‬‬ ‫أحييكم أطيب تحية‪ .‬انتم أهل لها‪ ،‬وأعرب عن اعتزازي بالمشاركة في هذه الندوة‪٨‬‏ التي‬ ‫جل وعلا ‪ .‬ان يكلل أعيالها بالنجاح‪ .‬مع هذه النخبة الكريمة‪ ،‬من أهل‬ ‫أرجو الباري‬ ‫العلم والتجربة ‪ 3‬الذين وفدوا من محتلف ارجاء العالم العربي ‪ ،‬بدعوة من الأخ الفاضل‪ /‬سالم‬ ‫ابن محمد الغيلاني‪ ،‬رئيس المنتدى الأدبي في سلطنة عيان الشقيقة ‪ ،‬لتدارس موضوع نتفق‬ ‫جميعا على أهميته في بناء حاضرنا ومستقبلنا‪ .‬وله وللمنتدى ولجميع المشرفين على اقامة هذه‬ ‫الندوة الشكر والاحترام ‪.‬‬ ‫(٭) ورقة مقدمة الى ندوة هالمأثورات الشعبية» ۔ المنتدى الادي ۔ مسقط من ‏‪ ١٩١‬‏‪١٢/٢١/٢٩٩١.‬۔‬ ‫‪ ١٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وأسجل تقديري‪ .‬بداية لما توليه سلطنة عيان الشقيقة من اهتمام ملحوظ بالتراث‬ ‫القومي } ادراكا من مسؤوليها‪ .‬وفي مقدمتهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه‬ ‫الته ‪ 5‬لأهمية الترات ك في تأصيل الهوية ‪ .‬وتوكيد مشاعر الاعتزاز الوطني ‪ ،‬وصولا إلى بناء الثقة‬ ‫لمستقبل ‪ .‬واحدى سيات هذا الاهتمام الكثيرة ‪ 5‬وزارة التراث‬ ‫بالحاضر والتخطيط الواثق‬ ‫القومى والثقافة‪ .‬التى تعمل بصورة موصولة على صون التراث القومي في السلطنة‪ .‬حفظا‬ ‫وتوثيقا ونشرا‪ ،‬حتى يظل باستمرار المعين الثري الذي تنهل منه الأجيال المتعاقبة } في سعيها‬ ‫لا تنفصم خلاله عرى التلاحم بين تراث الأجداد وأصالتهم ‪ .‬وبين‬ ‫نحو حياة افضل‬ ‫تطلعات الأجيال الصاعدة‪ .‬الى الأخذ بالتقنيات الحديثة ‪ .‬فللوزارة كل التقدير والدعوات‬ ‫بالتوفيق ‪ 5‬فيي تنهض به من جلال الأعيال‪ ،‬ولوزيرها صاحب السمو السيد فيصل بن علي‬ ‫ابن فيصل آل سعيد اجزل التقدير‪ ،‬كيا اسجل لمعالي الشيخ عامر الحوسني راعي الندوة‬ ‫ولوزارة البلديات الاقليمية والبيئة اجزل الشكر على ما أحاطوا به ندوتنا من عناية ورعاية ‪.‬‬ ‫أيها السيدات والسادة ‪:‬‬ ‫إن الموروثات الثقافية والفنية الشعبية للحضارة العربية الاسلامية تتميز بالغنى والعمق‬ ‫والتنوع } الأمر الذي يحفزنا للعمل على المحافظة عليها واحيائها وتطويرهاإ لتكون عنصرا‬ ‫بناء وامجابيا في حياتنا العصرية الحديثة ‪ ،‬وفي تخطيطنا لمستقبل ابنائنا واحفادنا‪ .‬ويكتسب‬ ‫هذا الموضوع أهمية بالغة ‪ 5‬نظرا لما تتعرض له تلك الموروثات من عوامل الاندثار والتلاشي ‪.‬‬ ‫بعد المراحل التاريخية المختلفة التى مرت بها الأمة العربية‪ ،‬وما طرأ على تراثها وحضارتها من‬ ‫تخلف أثناء وقوعها تحت نير الاستعمار الذي ادخل أنماط حياة جديدة وقييما غربية الى‬ ‫المجتمعات العربية‪ .‬كادت تقضى على الأنماط والأساليب والوسائل الموروثة ‪.‬‬ ‫وإن التحدي الرئيسي الذي يواجهنا يتمثل في كيفية توظيف الجوانب الايجابية في تراننا‪.‬‬ ‫وهي كثيرة‪ .‬وفي كيفية المواءمة بين المعاصرة والاصالة في ثقافتنا وأساليب حياتنا وقيمنا‪.‬‬ ‫والخروج بصيغة ملائمة‪ .‬نتمكن من خلالهما من بلوغ اهدافنا في التنمية الشاملة ‪.‬‬ ‫وستبحث هذه الورقة في كيفية الاستفادة من الموروثات الشعبية في مجال تنمية قدرات‬ ‫المرأة ‪ .‬واعدادها‪ ،‬لتتمكن من تحسين ظروف ومستوى معيشة اسرتهاإ ومن الاسهام في رفع‬ ‫سوية المجتمع الذي تعيش فيه‪ .‬والبيئة التي تحيط بها‪ .‬وسيتم التركيز بشكل محدد على‬ ‫المنتجات التقليدية اليدوية الموروثة‪ .‬التى سيقود تطويرها الى اشراك الاسرة في العملية‬ ‫الانتاجية } والى تعزيز مفهوم الاعتياد على الذات لديها‪ .‬والى فتح فرص العمل امام المرأة‪.‬‬ ‫الى ما سيحققه ذلك من صيانة وحفظ لتراثنا‪ .‬والذي نرى فيه عنصرا هاما من‬ ‫اضافة‬ ‫مقومات كبريائنا الوطني ‪ ،‬واعتزازنا القومي ‪.‬‬ ‫دور المرأة في الصناعات التقليدية ‪:‬‬ ‫تمثل المرأة ركنا أساسيا في حياة المجتمع ونهضته وتطورهإ فهي علاوة على انها تشكل‬ ‫نصف الأمة‪ .‬فإنها ايضا تضطلع بدور رئيسي في تربية الاجيال وتنشئتها‪ ،‬وفي الحياة‬ ‫الاقتصادية والاجتياعية والثقافية للوطن ‪ .‬ومن هذا المنطلق فقد سعت المؤسسات في الكثير‬ ‫من الدول الى ايلاء الاهتمام اللازم لقطاع المرأة وتهيئتها كربة أسرة‪ ،‬وكعاملة وكمنتجة في‬ ‫مجتمعها المحلي بهدف رفع مستوى اسهامها في الجهد الانتاجي وفي العملية التنموية‬ ‫الشاملة ‪.‬‬ ‫لقد كانت المرأة في المجتمع العربي تشكل عبر التاريخ النواة الصلبة للعمل الانتاجي‬ ‫البيتي والمحلي في المجتمع‪ .‬بحيث ارتبطت غالبية الحرف التقليدية اليدوية الموروثة بالمرأة في‬ ‫البيئات البدوية والريفية والحضرية ‪ .‬فقد عملت المرأة البدوية على استغلال أصواف‬ ‫الماشية‪ .‬لأغراض صناعة الملابس والبسط وبيوت الشعر واستخدام هذه المنتجات ني‬ ‫الحياة اليومية للأسرة البدوية ‪ .‬وفي الريف اسهمت المرأة وماتزال في استثيار الموارد المحلية‬ ‫والحياكة والأعمال الخشبية ‪ ،‬والنحاسية والفضية وأعمال القش©‪ ،‬بحيث رفدت هذه المنتوجات‬ ‫دخل الاسرة‪ .‬وأصبحت من العناصر البارزة في حياة الاسرة والمجتمع المحلي مما ساعد‬ ‫على حفظها كمظاهر ابداعية من التراث الوطنى ‪.‬‬ ‫هذا بالاضافة الى قيام المرأة البدوية والريفية بأعمال مرتبطة بالموارد المحلية المتوافرة في‬ ‫بيئتها مثل استخلاص مشتقات الألبان كالحليب واللبن واللبنة والزبدة والسمنة ‪ ،‬وتسويقها‬ ‫محليا‪ ،‬والاستفادة منها في رفع المستوى الغذائي للاسرة وفي الريف قامت المرأة بأدوار مماثلة‬ ‫في مجال زراعة الحدائق المنزلية وتربية الأغنام والدواجن والنحل ‪.‬‬ ‫أهمية الحرف التقليدية ‪:‬‬ ‫وتنبع أهمية الحرف اليدوية التقليدية من كونها جزءا هاما من تراثنا الوطني والثقاني‪ ،‬فهي‬ ‫من جهة تمثل اكثر عناصر ذلك التراث ظهورا‪ .‬خاصة في المناطق الريفية والبادية ‪ .‬ومن جهة‬ ‫فان الحرف اليدوية التقليدية تعبير واضح عن رغبات الانسان وميوله الأساسية‬ ‫اخرى‬ ‫لاضافة لمسات من التنوع والجمال على بيئته التي يعيش فيها‪ ،‬وخاصة البيئة البيتية‪ .‬التي‬ ‫عادة ما تشكل الاطار المكاني الرئيسى للاستفادة من الأعمال الحرفية ‪ ،‬في تلبية الحاجات‬ ‫‪.‬‬ ‫اليومية له ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢١‬۔‬ ‫وتجب الاشارة هنا‪ .‬الى انه كليا زاد الطلب على المنتوجات غير التقليدية في حياتنا‪ ،‬والتي‬ ‫تتسم بغلو الثمن كالملابس والاثاث والسجاد الفاخر والمستورد من الغرب‪ ،‬أو المنتوجات‬ ‫الأقل تكلفة ‪ .‬كتلك المصنوعة من مادتي البلاستيك والألمنيوم ث كليا فقدت الحرف التقليدية‬ ‫اليدوية جاذبيتها وأهميتها في أوساط المستهلكين ‪ .‬ومن ثم فإن اندثار التراث الثقافي لأمة ما‪،‬‬ ‫سيؤدي الى ضياع هويتها المتميزة‪ .‬التي تجسدت عبر الأجيال ني تلك الأعمال التقليدية‬ ‫الموروثة ‪.‬‬ ‫هدفا مركزيا‬ ‫ومن هذا المنطلق فإن المحافظة على الحرف التقليدية يجب ان تشكل‬ ‫الهوية الثقافية‬ ‫للبرامج الحكومية وغير الحكومية‪ .‬الرامية الى احياء التراث وصيانة‬ ‫بالاضافة الى‬ ‫للمجتمع‪ .‬من خلال رعاية وتشجيع انتاج تلك الحرف التقليدية والتي‬ ‫امام الناس ©‬ ‫إسهامها في حفظ الثقافة الموروثة‪ .‬فإنها تساعد ايضا في خلق فرص العمل‬ ‫وخاصة امام قطاع المرأة‪ .‬التي عادة ما تشكل حجر الزاوية في العملية الانتاجية للحرف‪.‬‬ ‫ومن الوسائل الفعالة للحفاظ على الحرف اليدوية ‪ .‬العمل على اجاد أسواق لما في أواسط‬ ‫والزوار‪ .‬والمستهلكين ني الأسواق الخارجية ‪ .‬فعندما يدرك منتجو الأعمال‬ ‫الجمهور المحلى‬ ‫اليدوية التقليدية ان منتوجاتهم تلقى رواجا طيبا في الأسواق المختلفة‪ ،‬فإنهم سيلجأون الى‬ ‫رفع سوية الانتاج ومضاعفته { وبالتالي سيسهمون في انشاء أسواق استهلاكية للحرف‬ ‫بشكل دائم ومستمر‪ .‬مما يساعد على حفظ هذا الجانب الهام من تراثنا‪.‬‬ ‫خصائص الصناعات التقليدية‬ ‫تتميز صناعة الحرف التقليدية اليدوية بخصائص حمة لا تتوافر في الصناعات الحديثة ‪.‬‬ ‫فالحرفيون يعرفون كيف يقومون بانتاج اعمالهم اليدوية بحيث يمكن البدء بالمشروع دون‬ ‫الحاجة الى تدريب معمق وذلك بسبب تأصل تلك الحرف في البيئة التقليدية الموررئة‬ ‫للأفراد‪ .‬كيا ان الحرف اليدوية لا تحتاج الى استنيارات رأسيالية كبيرة‪ .‬حيث يمكن الاعتےاد‬ ‫على الموارد المحلية المتاحة‪ .‬في إقامة مثل تلك الصناعات‪ .‬اضافة الى ذلك© فإن بإمكان‬ ‫المرأة ‪ .‬وهي العنصر الاساسي في انتاج الصناعات التقليدية‪ .‬ان تقوم بعملية الانتاج في‬ ‫تقام ني المجتمعات المحلية‪ .‬أو في داخل بيتها‪ .‬بحيث يتاح المجال‬ ‫مراكز متخصصة‪.‬‬ ‫امامها لتدبير شؤونها المنزلية في نفس الوقت الذي تقوم فيه بعملها الحرفي ‪.‬‬ ‫وجدير بالملاحظة ‪ ،‬ان التكلفة المطلوبة لخلق فرص عمل جديدة في الحرف متدنية نسبيا‪.‬‬ ‫مقارنة مع ما تتطلبه فرص العمل في الصناعات الاكثر تعقيدا‪ ،‬وهذا الأمر يؤدي الى سهولة‬ ‫خلق فرص عمل جديدة في الحرف اليدوية‪ .‬دون ان يترتب على ذلك استنثيارات رأسيالية‬ ‫‏_ ‪ ٢٢‬۔‬ ‫كبيرة‪ .‬ومن المعروف ان الصناعات التقليدية الصغيرة التي تعتبر المرأة عنصر الانتاج الرئيسي‬ ‫فيها‪ ،‬لا تشكل تهديدا للعاملين الذكور مما يساعد المرأة على ان تلعب دورا قياديا في اطار‬ ‫اسرتها وجتمعها المحلى‪ ،‬من خلال قيامها بأداء وظيفة مقبولة تقليديا‪.‬‬ ‫غير انه رغم الميزات التي سبقت الاشارة اليها للحرف اليدوية‪ ،‬فإن مشاريع الأعمال‬ ‫التقليدية قد لا تلقى اجماعا واهتياما من الأطراف المعنية بالتنمية من حيث الجدوى‬ ‫حيث ان انتاج الأعمال اليدوية التقليدية يحتاج الى وقت‬ ‫الاقتصادية‪ .‬لأكثر من سبب‪.‬‬ ‫طويل نسبيا‪ .‬مقارنة مع عملية الانتاج الآلية‪ .‬كيا ان الهيئات القائمة على تطوير انتاج‬ ‫الصناعات التقليدية غالبا ما تقرن هذا العمل بالمفهوم الخيري وببرامج المساعدات‬ ‫الاجتماعية وبالقدرة على تصنيع كميات كبيرة من المنتوجات دون الأخذ بعين الاعتبار حجم‬ ‫الطلب عليها ني السوق ودون محاولة النظر إليها بجدية على انها تمثل منتوجات ذات قيمة‬ ‫ثقافية واقتصادية لايستهان بها‪ .،‬وقد نشأت في بعض الدول صناعات كبيرة مرتكزة في‬ ‫أساسها على حرف تقليدية ‪ .‬وتحظى بأسواق استهلاكية كبيرة ‪.‬‬ ‫متطلبات نجاح الصناعات التقليدية‬ ‫أيها المشاركون الكرام ‪:‬‬ ‫بعد هذا العرض لأهمية الحرف اليدوية في تراث الأمة وضرورة تفعيل دور المرأة ‪ .‬وهي‬ ‫نصف الأمة‪ ،‬في الصناعات الحرفية التقليدية‪ .‬سنحاول باختصار تمثل الصورة التى تعين‬ ‫‪.‬‬ ‫على استنثيار هذه الحرف في اقامة مشروعات مدرة للدخل لنساء الريف ‪.‬‬ ‫© أهمية التدريب‬ ‫أي اقامة صناعات تقليدية صغيرة عيادها المرأة ‪ .‬فإنه لابد من‬ ‫ولتحقيق هذا الهدف‬ ‫تدريب النساء في المجالات الفنية والادارية للحصول على منتوجات ذات جودة عالية قادرة‬ ‫على المنافسة في السوق ولضيان استمرار الانتاج على المدى الطويل‪ .‬ومن هنا فأنه يجب‬ ‫رفع كفاية المشرفين ليصلوا الى المستوى الذي يمكنهم من تقييم المنتوجات بصورة ملائمة‪.‬‬ ‫ومن ثم القيام باجراء التعديلات المطلوبة عليها لرفع سويتها‪ .‬ويجب ان يشمل التدريب‬ ‫وبرمجة العملية الانتاجية والحفاظ على مقاييس عالية من الجودة في حالة‬ ‫مجالات التخطيط‬ ‫وتوفير الحوافز للعاملين‪ ،‬اضافة الى انشاء نظام فعال للاتصالات‬ ‫البدء بالانتاج الكثيف©‪،‬‬ ‫داخل المؤسسة الانتاجية ‪.‬‬ ‫كيا ان هناك أهمية خاصة للتدريب الاجتياعي لمساعدة النساء الشابات على التعامل مع‬ ‫التى قد يواجهنها نتيجة للدور الجديد الذي سيقمن به كمنتجات‬ ‫الحساسة‬ ‫اللكلات‬ ‫_ ‪- ٢٢٣‬‬ ‫ناشطات والتي (أي المشكلات) قد تنعكس سلبيا على العملية الانتاجية ‪ .‬ويتم التاكيد هنا‬ ‫على بناء الثقة بالنفس لدى المتدربات وعلى أهمية رؤيتهن لأنفسهن كمنتجات محترفات في‬ ‫جالهن العملي ‪.‬‬ ‫© تطوير التكنولوجيا الملائمة‬ ‫وتحتاج اقامة صناعات تقليدية عيادها المرأة الى تطوير التكنولوجيا المستخدمة في انتاج‬ ‫الحرف التقليدية اليدوية‪ .‬فنجد على سبيل المثال ان الأنوال المستخدمة في الصناعات‬ ‫التقليدية النسيجية لدى البدو في الاردن تسبب التعب وقد تؤدي الى آلام في الظهر والركبة ‪.‬‬ ‫مما يحد من قدرة المرأة على العمل لاكثر من بضع ساعات في اليوم ‪ 5‬أو بضعة أيام في الشهر‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن تحسين تقنية الأنوال وأدوات النسيج الاخرى© يسهم في توفير قدر أكبر من‬ ‫الراحة للمرأة‪ ،‬ويطيل من فترة العمل الانتاجي ويساعد على تحسين انتاجيته‪ ،‬وبالتالي يقود‬ ‫الى زيادة دخل المرأة ودخل أسرتها‪.‬‬ ‫التسويق‬ ‫ان انتاج الحرف اليدوية التقليدية يجب ان يرتبط بالسوق‪ ،‬وتوافر فرص الطلب على‬ ‫المنتوجات وإلا تعرضت المنتوجات التقليدية للزوال‪ .‬ولكي تحقق المنتوجات قدرا أكبر من‬ ‫الرواج ‪ ،‬فإنه يجب اجراء دراسات حول واقع الاسواق المستهدفة ‪ .‬بحيث تتوجه الجهود نحو‬ ‫سوق معينة لتلبية حاجات وأذواق المستهلكين في تلك السوق‪ .‬وقد يؤدي هذا الأمر الى‬ ‫اجراء تعديلات طفيفة في ألوان المنتوجات وأحجامها‪ ،‬ولكن دون المساس بالخصائص‬ ‫الثقافية الأساسية للحرف اليدوية التقليدية ‪.‬‬ ‫ويجب ان تتميز المنتوجات اليدوية التقليدية في شكلها النهائي بالقدرة على المنافسة العالبة‬ ‫مع المنتوجات المشابهة المعروضة في السوق‪ .‬ويمكن ان تسهم المبيعات لأغراض خيرية ‪ .‬أر‬ ‫المبيعات المدعومة‪ .‬في تسهيل وزيادة فرص بيع المنتوجات لفترة قصيرة‪ ،‬ولكن على المد‬ ‫الطويل ‪ 6‬فإن على كل منتوج من الحرف اليدوية ان يكون قادرا على اختراق الأسواق بحكم‬ ‫جودته العالية وتلبيته لحاجات المستهلكين وأذواقهم ‪ .‬وهذا يعني ضرورة العمل من خلال‬ ‫القنوات التجارية العادية‪ .‬وتطوير المبيعات حسب نفس الأسس المتبعة في أي عمل‬ ‫مجاري ‪.‬‬ ‫ويجب ان نلاحظ ان المنتوجات التقليدية واليدوية الى حبري انتاجها في منطقتنا لا‬ ‫تستط‬ ‫يع ان تجاري في أسعارها المنخفضة للمنتوجات الماثلة والواردة من الهند وبنغلاديش‬ ‫‏‪ ٢٤‬۔‬ ‫والشرق الأقصى ‪ .‬وهذا يتطلب منا توفير خصوصيات متميزة في منتوجاتنا تجعلها متفوقة على‬ ‫المنتوجات الاخرى‪ .‬وفي الاردن © تم التعامل مع هذه المسألة من خلال التركيز على الجودة‬ ‫العالية والتصاميم الجذابة ‪ 7‬ومن خلال ابراز خصوصية العناصر التقليدية في تراثنا والتي لا‬ ‫نجد لها مثيلا في الثقافات الاخرى‪ .‬وهذا النهج ذاته قابل للتطبيق في سلطنة عيان الشقيقة }‬ ‫حيث تتوافر عناصر التراث التقليدي الغنية في مجالات النسيج ‪ ،‬والأعمال الفضية والخشبية ‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فإن الحفاظ على التقليدية مع اجراء بعض التعديلات في الاحجام والانياط لتلائم‬ ‫متطلبات الحياة المعاصرة سيضيف ميزة هامة لهذا الجزء من التراث ‪ .‬وهذا يعني القيام بتطوير‬ ‫منتوجات تقليدية يدوية فريدة من نوعهاش؛ مستمدة من التراث الوطني العياني ‪ ،‬ولا تستطيع‬ ‫ان تنافس المنتوجات الاخرى في السوق نظرا لتميزها ‪.‬‬ ‫ونستنتج مما سبى ان اقامة وتطوير مشروعات مدرة للدخل وذات جدوى اقتصادية في‬ ‫جال الحرف اليدوية والتقليدية ليس بالأمر السهل‪ .‬فمن متطلبات نجاح مثل هذه‬ ‫المشروعات توافر المعرفة الكافية بواقع السوق المستهدف ويكيفية اختراقه ‪ .‬كيا يتطلب الأمر‬ ‫درجة عالية من الصبر والمثابرة‪ .‬لتحسين جودة المنتوجات بحيث تتناسب مع اعلى مقاييس‬ ‫الجودة‪ ،‬اضافة الى التدريب لتطوير مهارات العمل التجاري والتي ستقود في النهاية الى تبلور‬ ‫مهنية تلبي من خلالها توقعات المستهلكين حول المنتوجات التي يرغبون في‬ ‫نشاطات‬ ‫فإن توافر الالتزام على المدى البعيد بهذه المشروعات سيشكل‬ ‫شرائها ‪ ..‬واخيرا‪ ،‬وليس اخرا‬ ‫ضيانة أكيدة للوصول الى مستوى عال‪ ,‬من النجاح في تحقيق هذه المشروعات لأهدافها‪.‬‬ ‫© التثقيف ودوره في رعاية الأمومة والطفولة‬ ‫إن مشاركة المرأة في العمل الانتاجي اليدوي© ستؤدي الى رفع مستوى وضعها‬ ‫الاجتياعي والاقتصادي ويمكنها من التفاعل بابابية مع جهود التثقيف المتعلقة برعاية‬ ‫اطفالها واسرتها‪ .‬فتوافر الدخل الاضافي للاسرة‪ ،‬سيساعد المرأة على تحقيق متطلبات‬ ‫الصحة الأسرية السليمة‪ ،‬من حيث توفير الأغذية والرعاية الصحية والبيئة الآمنة لأطفال‬ ‫الأسرة‪ .‬لأن غياب الموارد الاقتصادية ‪ .‬سيحد من قدرة المرأة على الافادة من مجالات تحسين‬ ‫مستوى حياة اسرتها ورعايتها ‪.‬‬ ‫ولابد من الاشارة ايضا الى ان الموروثات الشعبية بأنياطها المختلفة تؤثر على الأساليب‬ ‫التي تتبعها الأم في رعاية أطفالها ومن هذه الموروثات ما هو جيد وبناء ومنها ما هو سلبي‬ ‫وضار‪ .‬ومن هنا فانه يجب شمول العناصر البناءة بالرعاية والتطوير لتكون نقاطا مضيئة‬ ‫تسترشد بها الأم في تربية اطفالها ورعاية اسرتها‪ .‬أما العناصر الضارة ‪ ،‬والتي تشمل الشعوذة‬ ‫فلابد من العمل‬ ‫أو السحر أو استعيال أساليب غير علمية في معالجة الأمراض وغير ذلك‬ ‫على القضاء عليها بسبب آثارها الهدامة المحتملة على حياة الأسرة ‪.‬‬ ‫© أهمية قنوات الاتصال التقليدية‬ ‫ومن هنا تبرز الحاجة الى اجراء الدراسات والبحوث لحصر عناصر التراث “ والحفاظ على‬ ‫البناء منهاإ واستبعاد ما هو ضار هدام ‪ .‬والحديث عن ضرورة اجراء الدراسات والبحوث‬ ‫للحفاظ على التراث يقودنا‪ ،‬۔ أيها السيدات والسادة ۔ إلى عنصر اخر لاغنى عنه وهو مجال‬ ‫التثقيف المتعلق بالأمومة والطفولة‪ .‬حيث يمكن الاستفادة من العديد من الفنون الشعبية‬ ‫التقليدية المتوارثة في ايصال رسائل حول صحة الأم والطفل‪ .‬وتشمل القنوات التقليدية‬ ‫تشكيلة واسعة من الوسائل التي ظهرت وتطورت بشكل مواكب لتطور المجتمع المحلي ‪6‬‬ ‫وباتت تشكل عنصرا عضويا منه ‪ .‬وهي تشمل الفنون الأدائية والمرئية التي تتضمن الموسيقى‬ ‫والأغاني والدراما والشعر والخطابة والأمثال والرسومات والفنون التشكيلية وغيرها ‪.‬‬ ‫وتتميز القنوات التقليدية للاتصال بكونها تنبع من تطور المجتمع المحلي وتشكل جزءا‬ ‫عضويا منه‪ ،‬وتمتد الى مئات من السنين في تاريخها‪ .‬وهي بسبب عراقتها تحظى بثقة أفراد‬ ‫الجمهور‪ .‬وتترك أثرا عميقا في نفوسهم ‪ ،‬كيا ان الوسائل التقليدية الموروثة في الاتصال تعتمد‬ ‫على التواصل الشخصي بين المرسل والمستقبل ‪ ،‬مما يوفر جالا لتلمس تأثيرها بيسر من خلال‬ ‫التغذية الراجعة اضافة الى امكانية استخدام مضامينها في وسائل الاتصال الجماهيري‬ ‫كالتليفزيون حيث يمكن بث الدبكات الشعبية ‪ ،‬والأشعار وأحاديث المضافات عبر برامج‬ ‫الاذاعة والتليفزيون‪ ،‬الى جمهور واسع من المشاهدين ‪.‬‬ ‫وقد تم استخدام هذه الفنون الشعبية المتوارثة في الكثير من الدول كأندونيسيا والمند‬ ‫ومصر وتاهيتي للتثقيف الصحي والاجتياعي وللترويج للمفاهيم والميارسات الاجنياعمية‬ ‫والصحية السليمة‪ .‬حيث بينت نتائج البحوث التقييمية ان هذه الوسائل قد حقت‬ ‫الأغراض التثقيفية المرجوة منها‪ ،‬خاصة في المجتمعات الريفية التي قد لا تتوافر فيها وسائل‬ ‫الاتصال الجاهيري بشكل واسع ‪.‬‬ ‫وني البلاد العربية‪ .‬يمكن الاستفادة من الشعراء الشعبيين والرواة ومغني الأهازيج‬ ‫الشعبية في ايصال رسائل ومعلومات تتعلق بصحة الأم والطفل } بحيث يقوم احد الشعراء &‬ ‫على سبيل المشال بتأليف قصيدة شعبية تحض على اتباع أساليب صحية سليمة ونبذ‬ ‫الأساليب الخاطئة‪ ،‬كيا يمكن تأليف أهزوجة شعبية تحمل رسالة مشابهة‪ .‬ويتم ذلك في‬ ‫اطار حملة إعلامية شاملة ز أو بشكل منفصل في احدى المناسبات في القرية ‪ .‬وبسبب القدرة‬ ‫‏‪ ٢٦ _-‬۔‬ ‫فإنه‬ ‫المحدودة للفنون الشعبية في ايصال الرسالة الاعلامية الى مساحة جغرافية واسعة‬ ‫يمكن استخدام التليفزيون أو الأذاعة في ايصال مضامين هذه الفنون كيا اشرنا سابقا ۔‪،‬‬ ‫مما سيكون له أثر أوسع وأعمق ‪.‬‬ ‫وبعد‪ .‬فهذه افكار عامة حول مجالات الاستفادة من الفنون الشعبية في تطوير برامج‬ ‫رعاية الأمومة والطفولة ‪ .‬وغني عن القول ان أي برنامج لا يكتب له النجاح المنشود إلا إذا‬ ‫جاء في إطار مفهوم شامل للتنمية } إذ كيف يتسنى لنا ان ننهض الى تنمية الفنون الشعبية‬ ‫والاستفادة منها في دعم غمضة المرأة في مجتمعنا العربي دون خطة للتنمية الشاملة المتكاملة }‬ ‫التى يكون هدفها الأسمى رفاه الفرد وأمنه وأمانه‪ .‬في محيط أسرة وادعة وبيئة صحية نظيفة‬ ‫ومجتمع يظلله الأمن والأمان؟ ‪.‬‬ ‫ولتأذنوا لي في هذا المقام ان اعرض لكم تجربة مؤسسة نور الحسين في الاردن في الاسهام‬ ‫في تحقيق هذا المفهوم للتنمية الشاملة { لا تباهيا بما حققناش ونحن به فخورون ‪ ،‬بل اييانا منا‬ ‫بأن تبادل الخبرات والتجارب بين الأشقاء ضرورة لابد منها‪ ،‬لتسريع الخطى نحو تحقيق ما‬ ‫ننشد في سبيل رفاه مجتمعاتنا ‪.‬‬ ‫تبر بة مؤسسة نور الحسين فى التنمية الشاملة المتكاملة‬ ‫‪.‬‬ ‫أيها السيدات والسادة ‪:‬‬ ‫تتبنى مؤسسة نورالحسين منهج التنمية المتكاملة في المشروعات التي تقوم بها في مجال تنمية‬ ‫الأسرة والمجتمعات المحلية في الريف الاردني‪ .‬وفي المناطق المكتظة بالسكان من ذوي‬ ‫الدخل المحدود مثل مشروع تحسين نوعية الحياةش ومشروع المرأة والتنمية‪ .‬ومشروع‬ ‫الاشغال اليدوية والتقليدية ‪.‬‬ ‫وتتبع المؤسسة في هذه المشاريع التوجه الجديد للتنمية المتكاملة‪ .‬حيث يركز هذا التوجه‬ ‫على الانسان وتطوير قدراته‪ ،‬وعلى الاعتياد على الذات والمشاركة الشعبيةى من اجل تحسين‬ ‫نوعية حياته على مستوى الاسرة وعلى مستوى المجتمع المحلي ‪ ،‬وذلك بالتنسيق والتعاون مع‬ ‫مختلف المؤسسات والتنظيمات التي تقدم خدماتها للمجتمع المحلي ‪.‬‬ ‫يتبنى التوجه الجديد للتنمية المتكاملة مبدأ المشاركة الشعبية من القاعدة‬ ‫ولتحقيق ذلك‬ ‫في تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج التنموية‪ .‬ويلعب الفرد من خلاها دورا بارزا في الحياة‬ ‫السياسية والاقتصادية لمجتمعه‪ ،‬ويسهم بشكل فعال في وضع وتخطيط وتنفيذ البرامج‬ ‫التنموية ‪ .‬وينطبق هذا التوجه على المرأة‪ ،‬كيا ينطبق على الرجل‪ .‬كيف يتم ذلك؟‬ ‫‪ ٢٧‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫أ ) مشروع تحسين نوعية الحياة في الريف‬ ‫يتم ذلك عن طريق اتباع منهجية علمية مدروسة للتنمية المتكاملة إ تنتهجها مؤسسة‬ ‫نورالحسين حاليا في مشروع تحسين نوعية الحياة في القرى الاردنية" والذي تنفذه المؤسسة‬ ‫بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ۔ آملة بنشرها وتعميمها على مناطق الأردن المختلفة من‬ ‫خلال مشروع وطني متكامل ‪.‬‬ ‫ويقوم المشروع على اساس ان الوصول الى حالة الاعتياد على الذات يعني ‪:‬‬ ‫‪ - ١‬المساعدة الذاتية والادارة الذاتية عن طريق تنظيم المجتمع لهذه الغاية‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ حشد وتدريب القوى البشرية المحلية للمشاركة في العملية التنموية‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٣‬التمويل الذاتي المحلي للمشاريع التنموية الاقتصادية والاجتياعية للأفراد والجماعات‪. ‎‬‬ ‫ويعمل المشروع على تحقيق شقين متوازيين في عملية التنمية‪: ‎‬‬ ‫أوليا الشق الاقتصادي والذي يوفر فرص العمل وزيادة الدخل‪‎‬‬ ‫والثاني الشق الاجتياعي‪ ،‬والذي يعمل على تحسين مستوى الحياة عن طريق مشاركة‪‎‬‬ ‫القاعدة الشعبية في مشاريع اجتياعية تعود بالنفع على المجتمع المحلي ككل‪. ‎‬‬ ‫وتتطلب الية تنفيذ المشروع في القرى المستفيدة تنظيم الأهالي ‪ ،‬من خلال تشكيل مجالس‪‎‬‬ ‫التنمية المحلية‪ ،‬واختيار ممثلي الاحياء‪ ،‬يتم تدريبهم وتزويدهم بالمهارات الأساسية‪‎‬‬ ‫للمساهمة في تطوير أساليب حياة الأهالي‪ ،‬وتأسيس وإدارة المشاريع الانتاجية المدرة‪‎‬‬ ‫وتفعيل‪‎‬‬ ‫باشراف اللجان الفنية المساندة‪ .‬ودعمها من خلال صناديق تنمية القرى‬ ‫للدخل‬ ‫عبر أندية الأمهات التي تقوم بالتوعية والتثقيف‪ ،‬وناسة‪‎‬‬ ‫دور المرأة لخدمة مجتمعها المحلي‬ ‫في مجال الطفولة ‪ .‬وذلك بهدف تحقيق التنمية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي‪. ‎‬‬ ‫يصار الى انشاء «صندوق تنمية القرية» والى تشكيل «عجالس ‪...:‬ية‪‎‬‬ ‫ولتحقيق ذلك“‬ ‫القرية» والى بناء شبكة اتصالات في القرية‪. ‎‬‬ ‫مجلس تنمية القرية وصندوق تنمية القرية‬ ‫فالتمويل المحلي أمر لابد منه للوصول الى الاعتياد على الذات‪ .‬ويتم ذلك عن طريق‬ ‫هصندوق تنمية القرية» بحيث تقوم الجهة المنفذة للمشروع بوضع مبلغ أولي لتحريك‬ ‫نشاطاته‪ .‬كيا يسهم أهل القرية انفسهم في هذا الصندوق بمبالغ قليلة كتعبير عن‬ ‫انخراطهم ومسؤوليتهم وأهميتهم في العملية التنموية ‪.‬‬ ‫‪ ٢٨‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫ويضمن هذا الاسهام المالي‪ ،‬۔ مها كان حجمه & حرصهم على حسن إدارة‬ ‫اللشروعات‪ ،‬ويشجعهم على اقامة مشروعات انتاجية خاصة بهم‪ ،‬والعمل على نجاحها‬ ‫واستمرارها ‪.‬‬ ‫ويتولى «مجلس تنمية القرية» المنتخب من قبل اهاليها‪ ،.‬والمدرب حول إدارة وتنفيذ‬ ‫البرامج التنموية‪ .‬الاشراف على تشغيل الأموال الموضوعة في هذا الصندوق وإدارتها بشكل‬ ‫يضمن تحقيق أهداف الخطة التنموية الموضوعة أصلا من قبل المجلس ذاته ‪.‬‬ ‫وعليه فإن صندوق تنمية القرية يقوم بأداء مهمتين رئيسيتين ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬الاسهام في دفع عجلة الاستثيار الاقتصادي الانتاجي المحلي ضمن أولويات القرية‬ ‫التنموية واحتياجاتهاش ويتم ذلك عن طريق قيام الصندوق باعطاء قروض بفوائد بسيطة ‪،‬‬ ‫أو مساعدات مالية لأهالي القرية‪ .‬مع اعطاء الأولوية للأسر المحتاجة‪ .‬وللعاطلين عن‬ ‫العمل للقيام بمشروعات استثيارية وانتاجية تدر عليهم الدخل‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬الاسهام في دفع عجلة التنمية الاجتياعية في القرية‬ ‫ولنأخذ مثلا على ما اسلفنا‪ ،‬ما تم في قرية سويمة التي تعمل بها مؤسسة نورالحسين‬ ‫حاليا ‪ .‬فقد تم اتباع هذه المنهجية بحيث جرى تنظيم المجتمع عن طريق اباد مجلس محلي‬ ‫يسمى مجلس تنمية القرية يتالف من الرجال والنساء الممثلين لقطاعات مختلفة‪ .‬وقد تم‬ ‫تدريب اعضاء المجلس على مفهوم التنمية المتكاملة التي تقوم على أساس المشاركة الشعبية‬ ‫ومشروعات اجتياعية ‪.‬‬ ‫والمبادرة الذاتية وخلق فرص العمل واقامة مشروعات مدرة للدخل‬ ‫وقد اشرف هذا المجلس على تنظيم القرية لتقسيمها الى أحياء يضم كل حي منها‬ ‫عشرين أسرة‪ ..‬يمثل كلا منها رجل أو امرأة في مجلس التنمية المحلي ‪ .‬ويكون ممثلو الأحياء‬ ‫المنتخبون هم حلقة الوصل بين المجلس والأهالي ‪.‬‬ ‫كيا تم انتخاب سيدة عن كل حي هيئة نادي الأمهات الذي يعنى بالقضايا والأمور‬ ‫المتعلقة بشؤون الأسرة والمرأة والمشروعات الانتاجية الخاصة بها‪ ،‬وضيان تمويلها من صندوق‬ ‫تنمية القرية ‪.‬‬ ‫وقد قام المجلس وممثلو الأحياء في القرية باجراء مسح عام للقرية‪ .‬للتعرف على‬ ‫الاحتياجات الاساسية الاقتصادية منها والاجتماعية وحصرها وترتيبها حسب الأولويات‬ ‫ودراستها ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها‪ .‬وانبثقت عن المجلس لجان لتنفيذ الخطط‬ ‫والأنشطة المختلفة ‪ .‬وتلعب المرأة دورا هاما في جميع هذه اللجان ‪.‬‬ ‫‪ ٢٩‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وقد تمت اقامة مشروعات انتاجية اقتصادية بتمويل من صندوق تنمية القرية يدر بعضها‬ ‫ارباحا للصندوق كيا توفر فرص عمل للعديد من أهل القرية اضافة الى مشروعات اخرى‬ ‫فردية للأسر المحتاجة وللعاطلين عن العمل‪ .‬ومشروعات جماعية في تعاونيات ‪.‬‬ ‫ويقوم صندوق تنمية القرية باستعيال الارباح العائدة من هذه المشروعات الانتاجية في‬ ‫تمويل مشروعات اجتياعية مثل تحسين مستوى النظافة والصحة العامة لبعض البيوت ©‬ ‫وتجميل البيئة لبعض الاحياء‪ ،‬وتأسيس مكتبة عامة وتحسين طرق القرية‪ ،‬ومساعدة‬ ‫والتأهيل والتدريب لمشروعات اخرى‪ . . .‬وهكذا‪.‬‬ ‫المحتاجين‬ ‫شبكة الاتصالات‬ ‫ويصار الى ايجاد شبكة اتصالات في القرية‪ .‬من خلال فتح قنوات اتصالية أفقية‬ ‫وعامودية‪ .‬تعمل على نشر المعلومات اللازمة وتوفيرها للأهالي وصانعي القرار‪ ،‬تتعلق‬ ‫بمراحل التنمية المختلفة ‪ 5‬التي تمر بها القرية‪ .‬أو أي من المشاريع فيها‪.‬‬ ‫تكمن في ضرورة بناء الاجماع العام دائما والمحافظة عليه ‪3‬‬ ‫ان أهمية ايجاد شبكة اتصال‬ ‫حول التوجهات والمشاريع والبرامج التنموية في القرية ‪ . .‬ونظرا لما لشبكة الاتصالات من‬ ‫تأثير في الاعداد الاجتماعي للأهالي‪ .‬وللمستفيدين من المشاريع لضيان مشاركة شعبية‬ ‫فاعلة ‪ .‬وهذا لا يتم إلا عبر بناء شبكة اتصالية ‪ 5‬تربط القرية ربطا متكاملا ومتداخلا ‪. .‬‬ ‫وتبقي الجميع ضمن اطار مسيرتهم التنموية‪ .‬مطلعين بشكل أو باخر‪ .‬على ما يجري‬ ‫تنفيذه‪ . .‬بشكل يضمن هم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها ان تصب في‬ ‫قناة المصلحة العامة للأهالي والقرية على حد سواء ‪.‬‬ ‫ويلاحظ ان شبكة الاتصالات التي تعمل ايضاء على تجميع المعلومات اللازمة‪ .‬حول‬ ‫سير العملية التنموية ضمن اطار القرية‪ .‬وتحليل هذه المعلومات وارسالها الى المسؤولين ©‬ ‫وتعريف المواطنين بها‪ . .‬تعتمد في مجملها على ما يسمى بالتغذية الراجعة او رجع الصدى©}‬ ‫التي تساهم بفاعلية‪ .‬في التخطيط البناء للمشاريع التي تتوافق واتجاهات الأهالي‪ .‬كيا‬ ‫تشكل عنصرا مؤثرا من عناصر بناء قاعدة المعلومات التي يتوجب توافرها‪ ،‬لأفراد المجتمع‬ ‫المحلي ‪ ،‬للقيام بدورهم بصورة فاعلة ‪.‬‬ ‫ولتحقيق هذا الغرض المتعلق بتفعيل طاقات الأهالي } فإن المشروع يعمل بشكل مستمر‬ ‫على تدريب عدد من أفراد المجتمع المحلي ‪ ،‬حول كيفية جمع وتحليل المعلومات اللازمة لوضع‬ ‫الخطط وتحديد الأولويات التنموية التى تعتمد اساسا على تلبية حاجات الأهالي‪ .‬الى جانب‬ ‫الاستفادة منها في أغراض التقييم‪ .‬ومعرفة ما أمكن تحقيقه وانعكاس ذلك على محتلف‬ ‫جوانب الحياة ‪.‬‬ ‫ولما كانت شبكة الاتصالات هذه تسعى الى اباد علاقة تربط بين أبناء المجتمع المحلي‬ ‫والمجتمع الخارجي المتمثل بالقرى المجاورة" فإنه لابد من اختيار وسائل الاتصال المناسبة ‪.‬‬ ‫سواء التقليدية منها أو الجماهيرية‪ .‬القادرة على نقل تجربة العمل التنموية وسيرته‪ .‬ومدى‬ ‫النجاح الذي تحقق واصاب الأهالي في المجتمع‪ .‬ويتأتى ذلك من خلال توفير المعلومات‬ ‫اللازمة‪ .‬وتسليط الأضواء على الفرص المتاحة‪ ،‬والافكار الجديدة التي تساهم في حفز‬ ‫الاهالي وارشادهم الى أخذ زمام المبادرة‪ ،‬والمشاركة في تنمية مجتمعاتهم المحلية‪ ،‬على غرار‬ ‫ما جرى في المجتمع النموذج ‪.‬‬ ‫وضمن إطار هذا التوجه تحصل عملية التحول في اتجاهات وسلوكيات المرأة وفي قدرتها‬ ‫على اتخاذ القرار وأخذ زمام المبادرة‪ .‬وفي طرق العمل وأساليبه‪ ،‬الأمر الذي يؤدي الى‬ ‫مشاركتها في عملية التنمية ‪ .‬وهذه عملية دقيقة وجوهرية تخلق المرأة الواعية وتنقلها من دور‬ ‫المتلقية السلبية للخدمات والمشروعات التنموية الى دور المبادرة في المساهمة في العملية‬ ‫ومن المرأة غير المدربة الى‬ ‫التنموية‪ .‬ومن الدور الهامشى كمأجورة الى دور صاحبة العمل‬ ‫تلك المؤهلة والمدربة والقادرة على تخطيط وتنفيذ وإدارة المشروعات التنموية الخاصة بها‬ ‫‪ . . .‬هذه هي التنمية الحقة للمرأة ‪.‬‬ ‫وبأسرتها وبمجتمعها المحلي‬ ‫ب ) مشروع المرأة والتنمية ‪:‬‬ ‫ومن المشروعات التي تنفذها المؤسسة ايضا وفق الاستراتيجية التكاملية مشروع المرأة‬ ‫رالتنمية الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع القطاعات النسائية في الاردن وبتمويل من صندوق‬ ‫الأمم المتحدة للسكان ‪.‬‬ ‫ان الميزة البارزة لهذا المشروع هي انه يركز على سلسلة من الأنظمة التي تؤدي الى الاعتياد‬ ‫كيا انه يركز على عناصر عديدة تشكل في مجموعها رأس حربة تخترق اعتياد‬ ‫على الذات‬ ‫المرأة على غيرهاإ وتحررها لتصبح شريكا اكثر نشاطا في مشروعات التنمية الشاملة ‪.‬‬ ‫وقد تم اعتياد الأسس والعناصر التالية في اقامة المشروع ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬اقامة مشروعات انتاجية تقع ضمن خطة التنمية الاقتصادية والاجتياعية للاردن ‪ ،‬تهدف‬ ‫الى الاسهام في رفع مشاركة المرأة في التنمية الوطنية وزيادة استفادتها منها‪.‬‬ ‫‪ ٣١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫‏‪ ٢‬۔ اقامة المشروعات التي من شأنها خلق فرص عمل لعدد كبير من النساء بحيث يعمل‬ ‫‏‪ ١‬لبيوت ‪.‬‬ ‫عدد منهن في مركز المشروع ‪ .‬ويمتد ا لتشغيل ‏‪ ١‬ل‬ ‫المجالات ‪.‬‬ ‫الوطنية والاقليمية التى تعمل في نفس هذه‬ ‫مع البرامج‬ ‫التنسيق والتعاون‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ تدريب القيادات النسائية المتعاونة مع المؤسسات بأسلوب علمي على تخطيط هذه‬ ‫القيادات قادرة على الاستمرار‬ ‫تصبح هذه‬ ‫عليها ‘ بحيث‬ ‫الملشروعات ‏‪ ٠‬وتنفيذها والاشراف‬ ‫‪.‬‬ ‫اخرى‬ ‫الملشروعات واقامة مشروعات‬ ‫رعاية هذه‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ٥‬۔ تدريب المستفيدات على المهارات الفنية والادارية اللازمة لتخطيط وتنفيذ المشروع ©‬ ‫اما فرديا أو حماعيا‪.‬‬ ‫للمشروع‬ ‫مالكات‬ ‫يصبحن‬ ‫بحيث‬ ‫‏‪ ٦‬انتاج المواد الاعلامية اللازمة حول موضوعات الصحة والسكان والمشاريع الانتاجية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ اقامة دورات وبرامج تهدف الى محو الأمية وتثقيف المستفيدات في شؤون الصحة‬ ‫والتغذية وتنظيم الاسرة والاقتصاد المنزلي‪ ،‬ومساعدتهن على الاستفادة من الدخل الاضافي‬ ‫على‬ ‫وا لنساء‬ ‫ونشر ‏‪ ١‬لمعلومات ‏‪ ١‬لتثقيفية للرجا ل‬ ‫نوعية ‏‪ ١‬لحياة للا سرة‬ ‫تحسين‬ ‫مححمققنه ف‬ ‫‏‪ ١‬لذي‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ توثيق الدراسات والأبحاث عن المرأة والتنمية وتوثيق المشروعات الانتاجية بهدف‬ ‫الاستفادة منها كنماذج لتكرارها على مستوى وطني ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬تدعيم السياسات المتعلقة بعمل المرأة وتدريبها لتفيد وتستفيد من برامج التنمية بشكل‬ ‫فعال‪. .‬‬ ‫وقد بدأ تنفيذ المشروعات الانتاجية على المستوى الوطني في المدن والريف في الاردن عام‬ ‫ممم وتمر المشاريع حاليا في مراحل مختلفة منها ما اكتملت تجربته‪ .‬كم‪...:‬ع تربية‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫منها ما‬ ‫انتاج الملابسر‪.‬‬ ‫النباتات الطبية ‏‪ ٠‬ومشروع‬ ‫زراعة‬ ‫ومشروع‬ ‫العسل ‏‪٩‬‬ ‫النحل وانتاج‬ ‫لابس‬ ‫‪8‬‬ ‫انتاج الدمى‬ ‫ومشروع‬ ‫الأحذية‬ ‫صناعات‬ ‫هو في بداية التنفيذ كمشروع‬ ‫التقليدية ‪ .‬ومشروع تربية الأرانب ومشروع ارشاد المرأة لاقامة العمل الذات ‪.‬‬ ‫وقد روعى في المنهجية التي تم اتباعها في تنفيذ المشروعات التي اكتملت تجربتها الأسس‬ ‫والخطوات الرئيسية التالية ‪:‬‬ ‫اتباع اسلوب المشاركة في التنمية والعمل يدا بيد‪ .‬ومنذ الخطوات الأولى للتخطيط لاقامة‬ ‫والمنفذة ‪.‬‬ ‫النسائية المستفيدة‬ ‫مع الهيئات‬ ‫المشروع‬ ‫التركيز بشكل رئيسي على اختيار المشروعات التي تمتد فيها العمالة الى الأسر في بيوتها مثل ‪:‬‬ ‫زراعة النباتات والاعشاب الطبية‪ .‬حيث تدرب الأسرة على زراعة الاعشاب والعناية الفنية‬ ‫۔ ‏‪ ٣٢‬۔‬ ‫اللازمة لها في قرية أو اكثر ويقام مركز رئيسي يستقبل المحصول‘ ويعمل على تغليف‬ ‫الاعشاب وتسويقها ويكون ملكا للأسرة المنتجة‪ .‬والتي يصل عددها الى حوالي ‏‪٢٠٠‬‬ ‫أسرة‪ .‬ويندرج هذا التوجه ايضا على المشروعات الانتاجية الاخرئ مثل تربية الأرانب‬ ‫وصناعة الأحذية وصناعة الملابس بعد ان يتم تدريب النساء على ما يلزم للعمل ‪.‬‬ ‫۔ اعتبار الدعم المقدم صندوقا متجددا يسدد من أرباح الملشروع‪ ،‬ويوظف لانشاء‬ ‫مشروعات اخرى في المجتمع ‪.‬‬ ‫‪ -‬التدريب المستمر وتطوير المفاهيم والمهارات اللازمة لتمكين النساء من القيام بيا يلزم‬ ‫للعملية الانتاجية ‪ :‬كالمهارات الادارية والمالية والتسويقية والفنية وغيرها ويستخدم في‬ ‫التدريب اساليب مبتكرة تناسب واقع المرأة وظروفها ‪.‬‬ ‫التنسيق مع القطاعات الاخرى ذات العلاقة تبنبا للازدواجية ودعيا لمثل هذه المشاريع ‪.‬‬ ‫وساعدت هذه المنهجية على خلق مشروعات انتاجية للنساء قادرة على ‪:‬‬ ‫تزويد الأسواق بالمنتجات المحلية ضمن الاستراتيجية الوطنية للحد من الاستيراد ‪.‬‬ ‫خلق فرص عمل للنساء كصاحبات أعيال أو كجياعات ضمن منظيات تعاونية أو‬ ‫شركات مساهمة ‪ 3‬وتزويدهن بالمهارات اللازمة للاستمرار‪.‬‬ ‫ا توسيع قاعدة المشاركة للنساء بإتاحة مرونة العمل داخل المنزل وخارجه ‪.‬‬ ‫‪ 5‬تحقيق دخل اضافي للمرأة وتقديم المعلومات اللازمة لها للاستفادة من هذا الدخل من‬ ‫خلال التوعية والتثقيف ‪.‬‬ ‫ا خلق نياذج لمشاريع انتاجية يمكن تكرارها على مستوى وطني ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لتقليدية ‪:‬‬ ‫( ‏‪ ١‬لمشر ودع ‏‪ ١‬لوطني لتطوير ‏‪ ١‬لحرف‬ ‫ج‬ ‫وكمثال اخير على نشاط مؤسسة نورالحسين في مجال التنمية‪ .‬سأتعدث عن مشروع‬ ‫نموذجا اكثر وضوحا لمواجهة تحديات الحاضر بذخيرة‬ ‫اليدوية والتقليدية ‪ .‬الذي يقدم‬ ‫الحرف‬ ‫بالاصالة ‪ .‬إذ تنفذ المؤسسة‬ ‫اخلال‬ ‫الى المعاصرة ‪ .‬دون‬ ‫الوطني العريق ‏‪ ٠‬في وصول‬ ‫التراث‬ ‫المشروع الوطني للحرف التقليدية وفق منهج تكاملي يعتمد تحليل عوامل السوق وتوجيه كافة‬ ‫النشاطات لتلبية الطلب المتوقع ‪.‬‬ ‫وهذا المنهج يتضمن تطوير التصاميم وتنويعها وتطوير المنتجات { وضبط جودتها والترويج‬ ‫الا نتاج ما‬ ‫تقليص كلفة مدخلات‬ ‫ال‬ ‫تهدف‬ ‫سليمة‬ ‫لها وتسعبرها وفق معايير اقتصادية‬ ‫‪ ٣٣‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ينعكس ايجابيا على الأسعار إذ ان الأسعار تلعب دورا مهيا في عملية التسويق وتجعل‬ ‫السلعة في متناول المستهلكين على اختلاف فئاتهم الاجتماعية وتضمن للمنتج هامشا معقولا‬ ‫للربح ‪.‬‬ ‫ومن البرامج التي اعتمدها المشروع لتنشيط منهجيته التسويقية هذه انشاء مركز التصميم‬ ‫والتسويق في عيان‪ ،‬الذي يقوم بتقديم الخدمات للحرفيين العاملين في مجال الفنون اليدوية‬ ‫ي مجالات عدة من ابرزها‪:‬‬ ‫‪ -‬تطوير التصاميم والنماذج من قبل الفنانين والمختصين ‪.‬‬ ‫۔ تطوير خطوط انتاج متنوعة وقابلة للتسويق يقوم بها المنتجون كأفراد أو مؤسسات ‪.‬‬ ‫‪ -‬تدريب المديرين والمشرفين على الانتاج في مجالات ضبط الجودة والتكلفة‪ .‬والتسعير‬ ‫والتجميع وتنظيم الطلبات ‪.‬‬ ‫۔ تدريب المدربين على المهارات المختلفة للمنتوجات التقليدية الشعبية ‪.‬‬ ‫وفي المركز قسم خاص للتصدير يعمل كوكيل للتسويق مهمته البحث عن أسواق‬ ‫خارجية واستقبال الطلبات وتوزيعها على المنتجين ‪ .‬وقد تمكن هذا المركز وفي فترة قياسية من‬ ‫ايجاد أسواق خارجية عديدة‪ .‬ويتم الترويج وفق أسلوب علمي يخدم أغراض التسويق‬ ‫ومحقق أهداف الملشروع من النواحي الاقتصادية والاجتياعية والثقافية ‪ .‬ويؤدي الى تنشيط‬ ‫إقامة المشروعات الصغيرة ومشروعات زيادة الدخل في قطاع الحرف اليدوية والتقليدية }‬ ‫ويفتح فرص عمل كثيرة للنساء وينشط استخدام هذه المنتجات في البيت العربي‪ .‬ويغرس‬ ‫مشاعر الانتماء الوطني ‪ ،‬والاعتزاز بالتراث ‪.‬‬ ‫الأمر الذي يحول دون حدوث الكساد‬ ‫ووفق هذه المنهجية يتم الانتاج بناء على الطلب‬ ‫الذي يعاني منه قطاع الحرف التقليدية بشكل عام ‪.‬‬ ‫أيها السيدات والسادة ‪:‬‬ ‫لقد قصدت من هذا العرض لبعض أنشطة مؤسسة نورالحسين في خدمة المرأة‪ .‬وفي‬ ‫تشجيع الفنون اليدوية والموروثات الشعبية ! وهما عنصرا هذه الندوة‪ .‬ان أؤكد على حقيقتين‬ ‫يرسيان باستمرار مسيرتنا في الاردن ‪:‬‬ ‫الأولى اننا نؤمن بأهمية التعاون والعمل العربي المشترك في جميع المجالات وان الركيزة‬ ‫الاساسية لمثل هذا التعاون هو العمل المشترك وتبادل الخبرات والدراسات تجنبا للتكرار‬ ‫وهدر الجهد والمال‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫والثانية ‪ :‬ان الانسان هو أغلى ما تملكه أي أمة{ ويجب ان يظل باستمرار هدف التنمية‬ ‫الشاملة المتكاملة ومبتغاها‪ ،‬تسخر لرفاهيته وسعادته كي يعيش امنا مستقرا متمتعا بحرياته‬ ‫الأساسية ‪.‬‬ ‫وي الختام‪ ،‬أكرر الشكر للقائمين على هذه الندوة لاتاحتهم لنا هذه الفرصة للتلاقي‬ ‫وتبادل الرأي والخبرة في جو من كرم الضيافة والانفتاح والألفة‪ .‬وهي صفات ميزت الشعب‬ ‫العربي الطيب في سلطنة عيان الشقيقة على مدى العصور‪.‬‬ ‫ونسال المولى ۔ جلت قدرته ان يوفقنا في مسعانا الى خدمة أمتنا العربية ‪ 5‬انه نعم المولى‬ ‫والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪.‬‬ ‫ونعم النصر‬ ‫‪0‬‬ ‫‏‪ ٣٥‬۔‬ ‫۔‬ ‫آلا‬ ‫ددسي‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‪-×<×-7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ا‬ ‫ت ىدتنملا بدألا‬ ‫بن نم ايلاعف‬ ‫مفهوم الموروث الشعبي‬ ‫وعلاقته‬ ‫بالعمق النفسي والاجتماعي والبيئي )٭(‬ ‫د‪ .‬موزة عبيد غباش‬ ‫مدرس علم الاجتياع بجامعة الامارات‬ ‫الشعبية‬ ‫ورئيسة حماعة الدراسات‬ ‫العمل الميداني‬ ‫قامت به حماعة الدراسات الشعبية‬ ‫بدولة الامارات العربية المتحدة ۔ دبي‬ ‫نقول بداية ان البحث في التراث عموما هو بحث ني روح الشعب وتاريخه ‪.‬‬ ‫وروح الشعب هي تلك الحركة الخفية التي توجه سلوك الفرد نحو الجياعة ‪ ،‬وتحرك الجماعة‬ ‫نحو هيكل من النظام يتألف من مجموعة من القيم © والمعايير التي تتسم بالثبات والمرونة ‪.‬‬ ‫وترى «نبيلة ابراهيم» ان هذه القوة الخفية الموجهه لفكر الشعب وثقافته بولسلوكه { يقابلها‬ ‫نظم فكرية وثقافية محسوسة وملموسة تدار من خلال المؤسسات الثقافية الرسمية التي توجه‬ ‫حركة الثقافة في مستوى آخر‪ .‬‏(‪(١‬‬ ‫‏‪.١٩٧‬‬ ‫‏‪- ٩‬۔ ‏‪ ٢١‬ديسمبر‬ ‫(٭( ورقة عمل مقدمة لندوة المأثورات الشعبية ‪ -‬المنتدى الأدبي ۔ _ مسقط من‬ ‫‏‪ )١‬نبيلة ابراهيم القصص الشعبي جمعه وتصنيفه إ ندوة التخطيط لجمع وتصنيف ودراسة الأدب الشعبى ‪،‬‬ ‫سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية ۔ مركز التراث الشعبي _‬ ‫َ‬ ‫قطر ‏‪ ١٩٨٤‬ص ‏‪.٢٠٠‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٧‬۔‬ ‫وان هناك من سار بعيدا في النظر الى التراث وعلى وجه الخصوص هالفولكلور» منه إذ‬ ‫يقول‪« :‬الكزاندركراب» «يريد الفولكلور ان ينشىعء من جديد التاريخ الفكري للانسان ©‬ ‫لا كيا تمثله كتابات الشعراء والمفكرين المرموقة ‪ .‬بل كيا تصوره أصوات العامة الأقل مهارة» ‪.‬‬ ‫«فالفولكلور» في رأي «كراب» اذا سيعيد كتابة التاريخ الفكري للانسان من خلال عامة‬ ‫ٍ‬ ‫البشر وليس نخبتهم أو خاصتهم ‪.‬‬ ‫فماذا يريد ان يقول لنا التراث الشعبي إذا؟ ث وما هي قضيته الجديدة‪ .‬والقديمة في ذات‬ ‫الوقت؟ وما هي قضيتنا نحن معه؟ } وماذا نريد من «الموروث الشعبي»؟ وماذا يريده منا؟‬ ‫اسئلة كثيرة يتطلب الرد عليها تحديد أهداف واضحة لجميع الدراسات التي تشهدها منطقتنا‬ ‫اليوم ‪.‬‬ ‫ويجدر بنا في هذا الصدد ان نحدد أهداف هذه الدراسة ‪ ،‬التي تضع الموروث الشعبي‬ ‫الاشكالية الأولى ههاإ ومن ثم البحث ني أبعاد هذا الموروث النفسية { والاجتماعية واخيرا‬ ‫البيئية ‪.‬‬ ‫فليس جديدا ان نتحدث عن الموروث الشعبي فلقد سبق لنا وقدمنا أربع دراسات في‬ ‫هذا المجال‪ .‬إنا المستجد علينا هو الذهاب الى الأعماق النفسية للانسان الممارس فهذا‬ ‫الموروث ‪ ،‬فربا نستطيع اكتشاف العلاقة الوطيدة بين التركيبة النفسية للانسان في مجتمعنا‬ ‫وما هي محتوياتها‪ .‬والى أي درجة يمثل الموروث الشعبي جزءا منهاؤ وبالتالي الى أي درجة‬ ‫يمكن ان يكون هذا الموروث بناء خاصا بشخصية الانسان الخليجى فالكشف عن هذه‬ ‫العلاقة النفسية بين الميراث الشعبي والانسان هو كشف عن شخصية هذا الانسان‪ .‬وربا‬ ‫تكون هي هذه الاضافة العلمية التى تقدمها هذه الدراسة ‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك ننتقل الى الاشكالية الثانية لهذه الورقة وهي العلاقة الاجتماعية بين ا‪ ..‬ث‬ ‫الشعبي والانسان‪ ،‬أو بمعنى آخر الأبعاد الاجتياعية للموروثات الشعبية ببميع‬ ‫أنواعها‪ . .‬نبحث اذا في اشكالية جديدة ربيا نستطيع توضيحها قليلا إذا قلنا ان الذر‪ .‬وث‬ ‫الشعبي بجميع اشكاله وعناصره يمثل التكوين الثقاني للمجتمع ‪ ،‬والنظم الاجتماعية تمثل‬ ‫التكوين الاجتماعي لنفس المجتمع ‪ ..‬فيا هي اذاً العلاقة بين هذين التكوينين‪ ،‬والى أي‬ ‫منهيا يكون التأثير الأقوى هل للثقافة أم للنظم الاجتياعية ‪. .‬‬ ‫في هذا الصدد نحن امام قضية مستترة بحاجة الى الكشف والتعميق ‪ .‬فاذا يمكن ان‬ ‫يقدم الموروث الشعبي للمجتمع بجميع أنظمته الاجتياعية؟ سواء كان النظام الاجتياعي‬ ‫كالأسرة والقبيلة ونظام الزواج منه } والعلاقات الاجتياعية وجميع عناصر البنية الاجتياعية ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٨‬۔‬ ‫وكيف عبر النشاط‬ ‫ثم ما هي كذلك العلاقة بين الموروث الشعبي والنظام الاقتصادي‪.‬‬ ‫الاقتصادي لأبناء هذا المجتمع في يوم ما عن مصدر خصيب لبروز الثقافة الشعبية }‬ ‫والعادات والتقاليد والمعتقدات والامثال الشعبية والقصص الشعبية‪ .‬كل هذه الموروثات‬ ‫تلاحمت مع الصحراء والبحر فالبحر والصحراء كانا مصدر الالهام للانسان في مجتمع‬ ‫الامارات وكمثله كان الانسان الخليجي ايضا‪ .‬فالعلاقة إذا خصبة بين النظام الاقتصادي‬ ‫وحركة الانسان الانتاجية وبين موروثه الشعبى ‪.‬‬ ‫ثم ننتقل الى البعد الثالث أو الاشكالية الثالثة لهذه الدراسة وهي البعد البيئي للموروث‬ ‫الشعبي ‪ .‬وربيا يكون هذا الاهتيام بالبيئة هو الجديد في هذه الندوة ‪.‬‬ ‫فهل هناك علاقة بين الموروث والبيئة؟ ثم ما هي هذه العلاقة؟‬ ‫واضافة الى ذلك أي بيئة نهدف الى الحديث عنها‪ .‬هل المقصود البيئة الطبيعية }‬ ‫«الصحراء والبحر والجبال ‪ ،‬والحر والبرد والأمطار؟»‪ ،‬أم نقصد البيئة الاجتماعية «الانسان‬ ‫وعلاقاته وأنظمته؟ علينا إذن ان نحدد ببراءة تلك العلاقة ومن هم أطرافها؟ ‪ .‬وهذه هي‬ ‫ثالث أهداف هذه الدراسة ‪.‬‬ ‫لكن هل نكتفي بأهدافنا النظرية تلك‪ ،‬أم نحن مطالبون بتقديم أهداف عملية تطبيقية‬ ‫اخرى نكمل بها الشروط العلمية التي يجب ان تخضع لها جميع الدراسات ‪ .‬وهي محاولات‬ ‫الكشف عن ماذا يمكن ان تقدمه دراستنا من نتائج ‪ .‬وماذا يمكن ان يفيد منها القارىء لها؟‬ ‫إذا كانت ثقافة أي أمة تتكون من شقين أساسيين‪ :‬أحدهما الشفاهي وهو المتميز‬ ‫المستمر‪ .‬والمأنور بين الناس ونستطيع ان نعتبرها هي نفسها مادة البحث الفولكلوري ‪.‬‬ ‫والذي يعتبر مادة للبحث التاريخي ‪.‬‬ ‫والآخر هو المدون والثابت‬ ‫واذا كان الجانب الشفاهي يمثل الثقافة لأفراد المجتمع وان مجتمعاتنا العربية يمثل فيها‬ ‫الجانب الشفاهى الشق الأكبر من ثقافتها وتاريخها‪ .‬وبنائها الفكري(")فهل يساعدنا ذلك‬ ‫الوجه الى تحقيق هدف الربط بين المأثور الشعبي في مجتمعاتنا الخليجية‪ .‬وبين البناء‬ ‫‪.‬‬ ‫الفكري لها؟ ‪.‬‬ ‫إننا سنحاول تحقيق ذلك من خلال تقديم مادة علمية مستقاه من الميدان‪ .‬يتحدث فيه‬ ‫الناس البسطاء عن قصصهم وأساطيرهم ‪ 3‬وعاداتهم ‪ 5‬ومعتقداتهم‪ .‬وقيمهم‪ .‬وطرق‬ ‫علاجهم ‪ ،‬وأغانيهم ورقصهم اننا سنضع في هذه الدراسة نياذج لكل تل الموروثات‬ ‫بن‬ ‫العربي‬ ‫ر‬ ‫الفو‬ ‫بحث‬ ‫«مناهج‬ ‫كال‬ ‫صفوت‬ ‫‪( ٢‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السادس‪‎‬‬ ‫المجاد‬ ‫الفكر ‪-‬‬ ‫عالم‬ ‫الأصالة والمعاصرة»‬ ‫‪ ٣4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫والى أي مدى ارتبطت‬ ‫وسنوضح الى أي مدى قام بناؤنا الفكري على هذه الموروثات‬ ‫الأعاق النفسية لهذا الانسان بالموروثات الشعبية ‪ .‬وسنحاول توظيف هذا القول وهذه‬ ‫العلاقة من أجل اتخاذ الموروث معيارا جديدا لقياس البنية الثقافية وتطورها الحضاري ‪.‬‬ ‫ومقياسا ايضا لوضع برامج التنمية فيما اذا كانت مجتمعاتنا تهدف حقا الى التغيير المنظم ‪.‬‬ ‫فهدفنا اذا هو محاولة «لتوظيف هذه المادة في الحياة الاجتماعية‪ .‬وفي مسيرة التطوير في‬ ‫‪ ١‬لمجتمع‪. ‎‬‬ ‫هل يمكن لهذه الدراسة الموجزة ان تقدم شيئا ولو قليلا من ذلك المخزون التراثي الكامن‬ ‫والخصوصية والأاصالة؟ ‪ ،‬وربيا لا نغالي في ذلك“ بل لا نرفع‬ ‫وراء الهوية والذات‬ ‫الشعارات‪ .‬إننا بالفعل امام رغبة للبحث عن الهوية الذاتية لمجتمعات الخليج ‪ .‬وتعددت‬ ‫هذه الرغبة من خلال ما نقرأه ونسمع عنه بل واحيانا نعيشه‪ .‬اننا نعيش مرحلة الخوف من‬ ‫اندثار الموروث ‪ ،‬وضياع الهوية‪ .‬وغلبة الوافد من الثقافات‪ .‬اننا في مرحلة الضياع‪ ،‬فهل‬ ‫لا يستحق ذلك مشروعية جمم شتاتنا الثقافي الذي يواجه اليوم أعاصير التغيير ورياحه؟ ! ‪.‬‬ ‫وربيا تكون هذه الرغبة هي نفسها وراء هذا الاهتمام بالدراسات التراثية ‪ .‬وهذه الصحوة‬ ‫وتضاعف انتاجها العلمى خلال الثيانينيات‪ ،‬وها‬ ‫العلمية التى بدأت منذ السبعينيات‬ ‫نحن معكم نستكمل هذه الجهود في التسعينيات‪.‬‬ ‫ان مجتمعاتنا تعيش حالة الخوف على الموية الثقافية وتعيش كذلك رغبة صادقة في تحقيق‬ ‫تترك مساحات لتعدديات ثقافية ذات خصوصيات‬ ‫وحدة ثقافية عربية وإسلامية واحدة‬ ‫محلية ‪ .‬تعبر ربيا عن الابداعات الخاصة لكل شعب من شعوب الأمة العربية ‪.‬‬ ‫لن نكون السباقين في هذا الميدان فهناك تجارب مجتمعية قديمة قدمتها لنا الدراسات‬ ‫الفولكلورية أثبتت فيها دور الفولكلور والثقافة الشعبية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية‬ ‫والفولكلور الزائف وأهمية‬ ‫الكرى في حياة الشعوب ‪ .‬فعندما طرحت قضية «الفولكلور»‬ ‫الكشف عن مناهج تحدد الاصالة للثقافة الشعبية‪ ،‬وتنقى الزائف منها‪ ،‬وجدنا اهتياما‬ ‫خاصا اولاه الشعب الامريكى لدراسة فولكلوره‪ .‬فهناك محاولات لتقصى ذلك الموروث‬ ‫الذي أدى مثلا الى نمو الديمقراطية في هذا المجتمع «إذ تعتبر الديمقراطية الظاهرة‬ ‫الاجتماعية والسياسية الكبرى في المجتمع الامريكي‪ .‬وان اهتيام الامريكيين بالفولكلور‬ ‫ناتج كذلك من تنامي الاحساس بالقومية الامريكية وتزايد النفوذ الامريكي ني الشؤون‬ ‫العالمية‪ .‬ونجاح الامريكيين في فرض ثقافتهم‪ .‬وتراثهم السياسي على كثير من الأمم‬ ‫فاحسوا بمدى ضرورة ان يقفوا هم أنفسهم على حقيقة فولكلورهم ‪. .‬الذي‬ ‫الأخرى‬ ‫استطاع ان يوحد نقطة الولاء القومي للخليط السكاني الامريكي ‪ .‬والذي أدى بهم الى‬ ‫الاندماج‪ .‬فهذه تجربة تؤكد فاعلية الدور الذي تقدمه الثقافة الشعبية في تحقيق الوحدة‬ ‫والاندماج ‪ ،‬بل معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية الاخرى من خلال هذه الثقافة بل هذا‬ ‫الموروث الشعبى ‪ ،‬الأصيل منه وليس الوافد أو الزائلفرم» ‪ .‬ونحن لا ننسى في هذا الصدد‬ ‫ان استخدامات الفولكلور ممكن ان تمتد لتكشف لنا عن حقيقة العديد من القضايا‬ ‫الاجتياعية التي لم تترسخ بعد في مجتمعاتنا العربية ‪ 5‬وأولها قضية المشاركة الاجتياعية ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مفاهيم الدراسة ومنهحها‬ ‫ربيا لن نأتي بالجديد في مفاهيم الدراسة سوى اننا سنقدم توضيحا شاملا لمفاهيم‬ ‫الموروث الشعبي ‪ ،‬ونشير هنا الى ان هناك الكثير من التداخلات في استخدامات هذه‬ ‫المفاهيم في البحوث المهتمة بالتراث ‪.‬‬ ‫نجد كذلك‬ ‫فنجد مثلا مفهوم هالموروث الشعبي» ثم نجد المأثور الشعبي‬ ‫«الفولكلوره & «الثقافة الشعبية» «والثقافة المادية‪ ،‬الاثنوجرافيا والاثنولوجيا» ‪ .‬فياذا تعنى كل‬ ‫هذه المفاهيم؟ بالاضافة الى ان هناك عناصر كثيرة تدخل ضمن هذه التعريفات الكرى ْ‬ ‫وسنحاول توضيحها خلال هذا الاطار‪.‬‬ ‫ونشير في هذا الصدد ايضا الى ان التدخل نلاحظه ليس فقط ني استخدام المفاهيم بل‬ ‫نجده كذلك في تصنيف عناصر التراث ‪.‬‬ ‫بالرغم من ان هناك تصنيفات كثيرة لعناصر التراث قدمها كل من «ريتشارد فايس‬ ‫محمد الجوهري» على اساس انها‬ ‫وبويكارت» إلا اننا سنعتمد على تصنيف «دورسون‬ ‫يمثلان تلك التصنيفات المتفق عليها بين المتعاملين بالتراث ‪.‬‬ ‫«فدورسون» يقدم تصنيفا رباعيا مقسيا الى ‪ :‬الادب الشعبي ‪ .‬الحياة الشعبية أو الثقافة‬ ‫فنون الاداء ‪.‬‬ ‫المادية‪ .7‬العادات الاجتياعية والمعتقدات الشعبية‪،‬‬ ‫ثم نجد تقسيم محمد الجوهري المتفق مع دورسون من حيث عدد الأبواب لواد التراث ©‬ ‫إلا انه يختلف معه من حيث المضمون في معظم الأبواب تقريبا‪ .‬فقد رأى ان يقسم‬ ‫موضوعات التراث الى أربعة أقسام جاءت على النحو التالي ‪:‬‬ ‫۔ المعتقدات والمعارف الشعبية‬ ‫البرغوثي هالفولكلور والتراث» عالم الفكر ۔ المجلد السابع عشر العدد الأول (ابريل‪8 ‎‬‬ ‫‪ )٣‬عبداللطيف‬ ‫‪.٩٣‬‬ ‫‪ )١ ٩٨٦‬ص‪‎‬‬ ‫يونية‪‎‬‬ ‫مايو‬ ‫‪ ٤١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫۔ العادات والتقاليد الشعبية ‪.‬‬ ‫۔ الأدب الشعبى ‪.‬‬ ‫۔ الثقافة المادية والفنون الشعبية ‪.‬‬ ‫ونرى هنا ان محمد الجوهري يولي المعتقدات الشعبية اهتياما اكبر ثم غير محمد الجوهري‬ ‫من تقسيمه هذا وقسم التراث الى ستة أقسام ‪:‬‬ ‫المعتقدات الشعبية المعارف الشعبية‪ .‬الأدب الشعبى ‪ ،‬الفنون‬ ‫(العادات والتقاليد‬ ‫‪.‬‬ ‫الشعبية } الثقافة المادية) ‪.‬‬ ‫وبهذا يكون قد دمج الفنون الشعبية مع الثقافة المادية } والمعارف الشعبية مع المعتقدات ‪.‬‬ ‫ولكن اين يمكن ان نضيف العلاج الشعبي‪ ،‬فنرى إذن ضرورة اعادة النظر في تلك‬ ‫التصنيفات ‪.‬‬ ‫ويقدم لنا «هاني العمد»ر؛‪ 2‬اضافة جديدة لتصنيفات التراث وتأتي مسلسلة يبدأها ب ‪:‬‬ ‫الموسيقى والفنون الجميلة الطب الشعبي ‪،‬‬ ‫(المعتقدات“ العادات والتقاليد‪ ،‬الأدب‬ ‫الصناعات والفنون البدوية‪ .‬حملة التراث الشعبي ‪ ،‬حملة التراث ونقده‪ ،‬المسح‬ ‫إذ يرى هاني العمد ان كثيرا من الباحثين قد تحباهلوا ثلاثة موضوعات‬ ‫والاحصاءات)‪.‬‬ ‫رئيسية يشكل كل باب منها وحده قائمة بذاتها هذه الموضوعات هي ‪ :‬حملة التراث الشعبي &‬ ‫وتاريخ التراث ونقده ‏‪ ٥‬والمسح والاحصاء ات ‪.‬‬ ‫والسؤال الآن هو أي التصنيفات نستطيع استخدامه في هذه الدراسة؟‬ ‫إننا سنقدم نماذج من العناصر التراثية المصنفة تحت موضوعات المعتقدات والعادات‬ ‫والتقاليد‪ ،‬والأدب والأغاني الشعبية التي يمكن ان تندرج تحت موضوع الموسيقى والفنون‬ ‫الجميلة‪ .‬أو الأدب الشفاهي ‪ .‬ثم نقدم نموذجا أو اثنين للطب الشعبي ‪ ،‬اما عن بقية‬ ‫موضوعات ذلك التصنيف فإنه لا يتسع المجال في هذه الدراسة المصغرة له‪ ،‬ويمكن احالة‬ ‫ذلك الى دراسات اكثر شمولية ‪.‬‬ ‫نأتي الآن لنقدم بعض تصورات العلياء حول عناصر الموروثات الشعبية فنجد مثلا «ألن‬ ‫ديزني» وهو أشهر الانثروبولجيين الفولكلوريين الامريكيين يقدم قائمة تصلح عينة لأهم‬ ‫المواد التي صار يشملها معنى الفولكلور في أيامنا هذه ‪(.‬ه‪)٥‬‏‬ ‫‏‪ ٤‬هاني العمد وفي التراث‪ :‬الشعبي واشكالية تصنيفه» ندوة التخطيط لجمع وتصنيف ودراسة الأدب‬ ‫‏‪.٢٣٣ {.٢٣١‬‬ ‫الشعبي & المرجع السابق ص‬ ‫‏‪ )٥‬عبداللطيف البرغوثي عن د‪ .‬شريف كناعنة المرجع السابق ص ‏‪.٩٤‬‬ ‫‏_ ‪ ٤٢‬۔‬ ‫‏‪ ٤٢‬۔الملاحم الشعبية‬ ‫‏‪ ٩‬المعتقدات الشعبية‬ ‫‪٥‬ا۔الايمان‬ ‫‏۔‪ ١‬الأساطير‬ ‫‏‪ ٤٣‬۔ الطلب الشعبي‬ ‫‪٠‬۔‏ الاجابات‬ ‫‪٦‬۔الخرافات‏‬ ‫‏‪ ٢‬۔ نداءات الباعة‬ ‫‏‪ ٤٤‬۔(ما يكتب على القبور‬ ‫‏‪٣١‬ت_قليدية المقننة‬ ‫ال‬ ‫‏‪ ٧‬القصص الشعبي‬ ‫‪٣‬۔طرق‏ الطبخ‬ ‫والسيارات واليافطات والجدران)‬ ‫‪٣٢‬۔النكات‏‬ ‫‏‪ - ٨‬أنياط التطريز‬ ‫‏‪ ٤‬الموسيقى الشعبية‬ ‫‏‪ ٤٥‬الاشعار والأغاني الشعبية‬ ‫‏‪ ٣‬أنياط البيوت‬ ‫‪٩‬۔الايماءات‬ ‫ه المقاهرة‬ ‫‏‪ ٦‬عبارات التحية‬ ‫‪٣٤‬۔الألغفاز‬ ‫‏‪ ٠‬۔ المعايرة‬ ‫‪٦‬۔الأمثال‬ ‫أغاني وألعاب الأطفال‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ المصطلحات‬ ‫‏‪ ١‬۔الحزازير‬ ‫‏‪ ٧‬الأسوار‬ ‫‏‪( ٤٨‬مايقال لطرد الحيوانات‬ ‫‪٦‬۔التشابيه‬ ‫‏‪ ٢٢‬۔الوداع‬ ‫‏‪ ٨‬بيوت الحيوانات‬ ‫أو استدعائها)‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬الأستصارات‬ ‫‪ ٣‬۔ المجاملات‪‎‬‬ ‫‪ ٩‬الترانيم‪‎‬‬ ‫‪ ٤٩‬أغاني الكبار ني تعليم الاطفال‪‎‬‬ ‫‪ ٨‬الملابس الشعبية‪‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔التعاويذ‪‎‬‬ ‫‪_-٠‎‬۔الكنايات‬ ‫‪ ٥٠‬۔(مايقال عند العطس‪‎‬‬ ‫‪ ٣٩‬الألعاب الشعبية‪‎‬‬ ‫‪ - ٥‬الرقص الشعبي‪‎‬‬ ‫۔‪ ‎١‬التبريكات‪‎‬‬ ‫والسعال والتثاوب)‬ ‫‏‪ ٤٠‬۔الرموز‬ ‫‏‪ ٦‬المسرح الشعبي‬ ‫‏‪ ١٢‬اللعنات‬ ‫‏‪ ٥١‬أسيء الأماكن والمواقع‬ ‫‏‪ ٤١‬الفن الشعبي‬ ‫‏‪ - ٧‬الشتائم والمسبات‬ ‫‏‪ _-٣‬الرموز‬ ‫‏‪(_ ٥٢‬الاحتفالات الشعبية في‬ ‫‏‪ ٢٨‬۔الدعاء‬ ‫ا‪٠١‬۔النكات‬ ‫نعود لنناقش مفاهيمنا الرئيسية في هذه الدراسة وهى ‪ :‬الموروث الشعبى والمأثور الشعبى ونتساءل‬ ‫لماذا يجدث هذا الخلط في استخدامها؟ ألا يمكن ؛ن يكون الموروث الشعبي هو نفسه التراث الشعبي‬ ‫الذي يتضمن كل محتويات وعناصر التراث؟ ‪ .‬ثم يمكن استخدام المأثور الشعبي للتعريف بتلك‬ ‫العناصر التراثية المأثورة لدى العامة‪ ،‬او الشائعة والأكثر تفضيلا في استخدامات الانسان في حياته‬ ‫اليومية ‪.‬‬ ‫ولكن الأجدر ان نعرف التراث نفسه‪ ،‬ورغم معرفتنا بالكثير من تلك التعريفات التي قدمها علياء‬ ‫الانثروبولوجيا والمفكرون في العصر الحديث‪ ،‬إلا اننا سنختار بعض تلك الآراء منها مثلا تعريف‬ ‫«محمد أركون» الذي يرى «ان التراث سنة الآباء واطار من الأحكام والشرائع ومعلومات تجريبية‬ ‫شعبية‪ .‬ومجموعات أدبية فكرية علمية مكتوبة‪ .‬خاصة بالطبقات المدنية العالمة‪ .‬تختلف عن التراث‬ ‫الشعبي الشفوي ۔ والتراث اخيرا تصورات للماضي مبررة لما تحلم به الجياهير لحاضرها ومستقبلها ‏‪2٠‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ندهة الم ارى‪‎ . ‎‬ته‪.١‬ا‪-٨‬‬ ‫ة ۔‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )٦‬محمد ‪ .‬أركون ۔ كز دراسات‬ ‫الاصالة‪‎‬‬ ‫مركز دراسات الوحدة العربية ندوة التراث وتحديات العصر في الوطن ا‬ ‫ي الوطن العربي‪( ‎‬‬ ‫والمعاصرة) الطبعة الاولى بيروت‪ ١٩٨٥ ‎‬ص‪.١٤ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٤٣‬۔‬ ‫أما «علي عبدالله الخليفةء‪)١‬‏ فيرى ان المأثورات الشعبية العربية والخليجية هي كل ما صدر عن‬ ‫الشعب العري والخليجي بجميع فئاته وطبقاته من ابداع‪ .‬ومن شعائر وطقوس ومراسم ومعتقدات‬ ‫وما صدر عنه من عادات وتقاليد‪ .‬كلها تشكل ثقافة عقلية ومادية خاصة تمثل روحه وحكمته وابداعاته‬ ‫الاهازيج ۔ الازجال ۔ الرقص© الحكايات‬ ‫الموسيقى ‪ -‬الاشعار‬ ‫المختلفة على مر الزمان‪ ،‬مثل اللغة‬ ‫الحرف ۔ العادات والتقاليد‬ ‫‪ -‬السير الملاحم ۔ الاغاني ۔ الأمثال الأزياء ۔ الحلي ۔ الطب ۔ الصناعات‬ ‫والصراع مع الثقافات‬ ‫وغيرها مما عبر عنه الحس‪ ،‬وتفاعل بالتبادل والتداخل والالتحام والاحتكاك‬ ‫المجاورة‪ ،‬وتواتر عبر الأجيال حتى وصل الينا‪.‬‬ ‫ني مجال الفصل بين التراث والموروث نتحاور قليلا مع طيب تيزيني ‪ . .‬وفي انباهه للفصل بين‬ ‫التراث والموروث إذ يرى ان التراث هو اشمل من الموروث" وان الموروث من وجهه نظره هو مجموعة‬ ‫أي أصبحت بين‬ ‫من النتاجات الفكرية والسياسية والعمرانية التي اصبحت بحوزة الفعل التوريثي‬ ‫الوارث واعيا أو غير واع وبالتالي فالموروث أصبح جزءا من الحاضر مستمرا‪ ،‬أما التراث فهو اشمل‬ ‫من الموروث لأنه يشتمل على أمرين _ الأول هو الماضي والثاني هو الحاضر مستمرا‪ .‬إذن «التراث»‬ ‫وربيا لا يبدو ان هناك‬ ‫ني نظر (تيزيني) له حضوره ني الماضي ‪ 3‬أما الموروث فله حضوره في الحاضر‬ ‫خلافا بين ما نتبناه من فكر حول قضية التراث والموروث وبين (طيب تيزيني) إلا في التعمق الفلسفي‬ ‫الذي تبرر عليه آراؤه‪ . . .‬والتي تستطيع وجهة نظر (حسن حنفي) ان توصل فييا بينهما عندما قال‪. .‬‬ ‫وعلى العديد من المستويات في الوضع الراهن‪ ،‬ونخرج من ذلك الحوار بأن التراث الشعبي لازال‬ ‫المخزون الأول لفلسفة الشعوب ولقيمها ۔ وعاداتها وحتى لتطلعاتها «وخاصة التطلعات التنموية‬ ‫والقومية الكبرى" فالتراث في نظره هو الذي يجب ان يجسد حالة التماسك والشعور بالهوية؛ ره)‬ ‫تتضح إذن معالم الفروق بين مصطلحي التراث والموروث‪ ،‬وهذا ما نهتم بتحقيقه في هذه‬ ‫الدراسة‪ .‬ولكن ماذا عن الفولكلور‪ . .‬نعلم ان مصطلح الفولكلور صار يشمل الفنون‬ ‫والتقاليد والمعرفة‬ ‫القولية بجميع أشكالها والموسيقى والرقص‪ ،‬والمعتقدات ‪ ،‬والعادات‬ ‫والأفكار‪ .‬والعواطف ‪ .‬والسلوك‪ .‬وكذلك مما يدخل في صنع المنتجات المادية الشعبية‬ ‫وتزينيها واستعمالها‪ .‬ومن هذا التعريف للفولكلور يتضح لنا أنه مجرد مرادف لكلمة الموروث‬ ‫الشعبى ‪.‬‬ ‫والاعلام‬ ‫الثقافة‬ ‫۔ وزارة‬ ‫التراث الشعبي‬ ‫محلة‬ ‫القومية‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫۔ عناصر الاصالة‬ ‫الخليفة‬ ‫عبدالله‬ ‫‏‪ (٧‬على‬ ‫‏‪.١٠٦١‬‬ ‫‏‪ .١٩٨٤‬ص‬ ‫‏‪ ٦ 3٥‬السنة ‏‪ ١٥‬۔ بغداد‬ ‫‪ .‬دائرة الشؤون الثقافية والنشر ۔العدد‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫‪7‬‬ ‫الحداثة‬ ‫دار‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫نقدية‬ ‫رؤية‬ ‫الفكر العربي والتراث ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫العلاقة‬ ‫جدلية‬ ‫‪-‬‬ ‫صالح‬ ‫‏‪ (٨‬فرحان‬ ‫‏‪ ١٩٣‬ص ‪٨‬۔ ‏‪.١٠‬‬ ‫‪ ٤٤‬۔‬ ‫‏_‬ ‫أما عن مصطلحي الاثنوجرافيا‪ 5،‬والاثنولوجيا‪ .‬فنجد توضيحا شاملا يقدمه «حسين‬ ‫فهيم»‪ )8‬إذ يعرف الاثنوجرافيا بأنها كلمة معربة تعنى علم وصف ثقافات الشعوب أو علم‬ ‫الأقوام ‪ .‬فالأننوجرافيا ما هي إلا الدراسة الوصفية لأسلوب الحياة‪ .‬ومجموعة التقاليد‪،‬‬ ‫والعادات‪ ،‬والقيم ‪ .‬والأدوات والفنون ‪ ،‬والمأثورات الشعبية لدى جماعة معينة أو مجتمع معين‬ ‫خلال فترة زمنية محددة‪ .‬وتتحدد الائنولوجيا كمصطلح يستخدم للدراسة التحليلية والمقارنة‬ ‫للمادة الاننوجرافية بهدف الوصول الى تصورات نظرية أو تعميمات بصدد محتلف النظم‬ ‫الاجتياعية والانسانية من حيث أصوفهما وتنوعها وبهذا تشكل المادة الاثنوجرافية قاعدة‬ ‫أساسية للبحث الاثنولوجي ‪.‬‬ ‫فالأثنوجرافيا‪ ،‬والاثنولوجيا مفهومان مرتبطان ويكمل كل منهيا الآخر‪ .‬وهما يشكلان‬ ‫مجالين دراسيين هامين في اطار مجال الدراسات العامة للانثروبولوجيا التى يقصد بها ذلك‬ ‫النسق المعرفي والمنهجي لدراسة الانسان طبيعيا واجتياعيا وحضاريا‪` .‬‬ ‫ويهذا يكتمل اطارنا المعرفي والمفهومي لهذه الدراسة وربي يجدر بنا الآن توضيح المنهجية‬ ‫التي سارت عليها هذه الدراسة مؤكدين بداية انها لا تختلف كثيرا عن أدوات ومنهاج البحث‬ ‫الاجتماعي إذ نشهد في الآونة الاخيرة حوارا علميا يحاول البعض الفصل فيه بين مناهج‬ ‫الانثروبولوجيا وأدواتها‪ ،‬ومناهج علم الاجتماع وأدواته ‪.‬‬ ‫ونحن لا نجد ان هذا ممكن فالمعرفة الانسانية واحدة وبالتالي يجب توحيد مناهجها‬ ‫وأدواتها ‪ .‬فالمغهج في دراستنا هذه يعتمد على التسجيل والوصف والتحليل لكثير من انماط‬ ‫الممارسات الشعبية ‪ .‬وسوف نقدم نهاذج لهذه الموروثات بيا يتسع جال البحث ني هذه الورقة ©‬ ‫وسيكون هذا التقديم مشتملا على رؤية خاصة تتوافق مع أساليب البحث التراثي المعاصر‬ ‫في جمع مواد المأثورات الشعبية وتوثيقها ‪.‬‬ ‫ورغم اننا نعي ضرورة استقاء المغهج المتوافق مع الجانب الشفاهي من الموروث الشعبي‬ ‫وان لا يستند الى‬ ‫او الذي اصطلح على تسميته المأثورات الشعبية من واقع التراث العربي‬ ‫نظريات وافدة فهناك ضرورة للأخذ بالمنهج التاريخي لاستقراء العوامل التي ساعدت على‬ ‫تكوين هيكل وبنية الثقافة الشعبية‪ ،‬إلا اننا في دراستنا هذه لم يتسع اطار البحث لذلك ‏‪٥‬‬ ‫واعتمدنا على نفس المنهج الذي استخدمناه في دراسة سابقة لنا حول جمم وتصنيف العادات‬ ‫‏‪ )٩‬حسين فهيم ‪ -‬ه التراث الشعبي في أدب الرحلات ۔ نظرة منهجية » مجلة المأثورات الشعبية العدد ‏‪ ٥‬يناير‬ ‫‏‪.٧٢‬‬ ‫‪ .‬ص‬ ‫‏‪٧‬‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪٤٥‬‬ ‫والتقاليد لمرحلة الميلاد في مجتمع الامارات(‪)١٠‬بحيث‏ تحقق لنا الاستقراء التاريخي للمادة‬ ‫التراثية‪ .‬بالاضافة الى ما تضمنته دراستنا السابقة من مسح شامل للمأثورات الشعبية‬ ‫لمجتمع الامارات والتي نستمد نياذجنا التطبيقية في هذه الدراسة منها‪ .‬ثم اننا اكملنا منهجنا‬ ‫بالتحليل والكشف عن التغيرات الحادثة على ذلك الموروث فتم استخدام التفسير اسلوبا‬ ‫اننولوجيا حللنا به جميع تلك المادة الاثنوجرافية التي احتوتها مرحلة الميلاد في مجتمع‬ ‫الامارات‪ .‬اما عن الأدوات البحثية فلقد تم استخدام الملاحظة ‪ ،‬والملاحظة بالمشاركة }‬ ‫ثم قمنا بعد عملية الجمع‬ ‫والمقابلة‪ .‬واستخدمنا دليلا خاصا بالمقابلات الت تمت©{‬ ‫بالتصنيف العلمي لليادة التراثية ومن ثم توثيقها ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التطبيقات الميدانية‬ ‫يتسم موروثنا الشعبي بالاعتقاد في السحر وهذا الاعتقاد راسخ كمعتقد غيبي يعبر عنه‬ ‫برغبة في اثبات قوة الانسان في احداث تأثيرات معينة باستخدام الحجاب أو التعويذة أو‬ ‫الطقوس الخاصة‪ .‬اما في الدين فنجد عالما من الأرواح والجان والشياطين يثبتها القران‬ ‫الكريم والسنة الشريفة ونستشهد هنا ببعض الأحاديث التي وردت مؤكدة وجود الشياطين‬ ‫والجان ‪.‬‬ ‫الحديث الأول ورد في عدة روايات ‪. .‬‬ ‫وورد في سنن البيهقي ۔ وهي أحاديث صحيحة‬ ‫رواه الامام احمد بن حنبل في مسنده‬ ‫عن جابر رضى الله عنه‪ . . .‬وقد جاءت كا يلى ‪:‬‬ ‫‏‪« ١‬كفوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وحفظة»‬ ‫‏‪« ٢‬إن كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من‬ ‫الليل فخلوهم ‪ . .‬وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله تعالى‪ ،‬وان الشياطين لا تفتح بابا‬ ‫مغلقا‪ ،‬وخمروا انيتكم وأذكروا اسم الله ۔ ولو ان تعرضوا عليه شيئا واطفئوا مصابيحكم» ‪.‬‬ ‫‏‪« ٣‬كفوا صبيانكم أول العشاء ۔ فإنه وقت انتشار الشياطين» ‪.‬‬ ‫الحديث الثاني ‪« :‬ما من مولود يولد إلا ويمسه الشياطين» ‪.‬‬ ‫ورد في مسند الامام احمد ومسلم في كتاب الفضائل لعيسى بن مريم ويقول عنه‬ ‫السيوطي جلال الدين انه صحيح ‪ ،‬وقد ورد في صحيح مسلم كذلك‪.‬‬ ‫‏‪ )٠‬موزة غباش واخرون ‪« :‬جمع وتصنيف العادات والتقاليد لمرحلة الميلاد لمجتمع الامارات العربية‬ ‫المتحدة‪ .‬اثنوجرافيا العادات والتقاليد لدورة الحياة‪ .‬مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ۔ الدوحة‬ ‫۔ قطر ‏‪.١٩٩١‬‬ ‫‏_ ‪ ٤٦‬۔‬ ‫رواية اخرى ‪:‬‬ ‫«ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم‬ ‫وأمه» نفس السند ‪.‬‬ ‫واذا كان للأرواح والايمان بالقوة الخارقة سند في الدين فانه اذا يمثل معتقدا قويا‬ ‫وراسخا\ نستطيع ان نفسر من خلاله الممارسات الشعبية الشائعة في مجتمعنا العربي ‪.‬‬ ‫فنستطيع ان نثبت ان قيمنا وعاداتنا وتقاليدناش‪ .‬ومعتقداتنا وأغلب الموروثات الاجتياعية تقوم‬ ‫على هذه الفكرة الغيبية تتقدمهم جميعا ظاهرة الايمان بالحسد والعين‪ .‬ورغم اننا نؤمن تماما‬ ‫بوجود الحسد كعامل من عوامل فشل العلاقات الاجتياعية في مجتمعاتنا إلا اننا لا نقبل‬ ‫باستخدامه كأساس لتفسير كافة المشكلات التى يتعرض لها الانسان ‪.‬‬ ‫إن عجزنا امام مشكلاتنا العامة والخاصة جعلت أغلب الفئات الاجتماعية لا تؤمن‬ ‫بتفسير لمشكلاتها إلا من خلال «الحسد» ولقد أثبتت دراسة سابقة لنا ان «الحسد» يكاد‬ ‫يكون المحرك الأول أو الآلية الأولى التى تقوم عليها كل علاقاتنا وان «الحسد» كشعور انتشر‬ ‫الرجال والنساء بل والشباب وكذلك‬ ‫بين المتعلمين وغير المتعلمين الكبار والصغار‬ ‫فلقد استطاعت عمليات التنشئة الاجتياعية ان ترسخ من هذا الشعور لدى‬ ‫الاطفال‪.‬‬ ‫الانسان سواء كان صغيرا أكوبيرا‪.‬‬ ‫اننا امام ظاهرة اجتياعية نفسية كبيرة ترتبط ببعض مكونات الشخصية العربية التي يمثل‬ ‫الخوف أحد أبرز صفاتها‪ .‬إنه الخوف من المجهول الخوف من الفقر‪ .‬فقدان الأهل‬ ‫فقدان الوطن فقدان المال‪ .‬وربيا الكثير من اشكال الخوف الذي يعيشه هذا الانسان ‪.‬‬ ‫واذا كان الايمان بالغيبيات سمة من سيات المجتمعات البدائية والمتخلفة ‪ .‬فكيف نفسر‬ ‫اليوم انتشارها بين أبناء المجتمعات المتقدمة فالجميع اليوم يؤمنون بهذه الظاهرة‪ .‬لا تختلف‬ ‫فيها المستويات التعليمية عن تلك غير التعليمية ‪ ،‬بل لا تختلف فيها المستويات الطبقية بل‬ ‫يتساوى الغني والمتوسط والفقيرؤ وقد تزداد لدى الأغنياء بشكل اكثر وضوحا ‪.‬‬ ‫ان المجتمعات الانسانية اليوم تعيش حالة « الخوف والشك» وهذا ما يفسر لنا بروز هذه‬ ‫المعتقدات وانتشارها بين العامة والخاصة{ يتضح البعد النفسي المتصل بالمأثور الشعبي‬ ‫بصورة جلية اذا في العادات والمعتقدات والطقوس ذات الطابع الديني والغيبي ‪ .‬لاسييا فيا‬ ‫يتصل بالميارسات التي تؤمن الحياية من الشر والحسد والمرض والعقم ‪ .‬كيا يتصل بالوسائل‬ ‫والأساليب التي تنكرها الجياعات والتي يختزنها الوجدان الشعبي ويلجأ ها عند الضرورة‬ ‫‏_ ‪ ٤٧‬۔‬ ‫للتصدي لتلك الاشياء ‪ .‬وسنقدم بعض القصص التي جاءت على لسان بعض الاخباريات‬ ‫التى قمنا بمقابلتهن للاستشهاد على تلك المعتقدات والموروثات‪ ،‬والتي سنتتبع فيها بعض‬ ‫الممارسات التي تتم خلال دورة الحياة وبالتحديد مرحلة الميلاد‪ .‬إذ تكثر في هذه المرحلة كيا‬ ‫لاحظنا من الدراسة الميدانية الكثير من الممارسات التي تؤمن بالشر والحسد والمرض والعقم }‬ ‫ونستطيع ان نركز عليها من خلال وجودها كوقاية ‪ .‬أكوعلاج وسواء نجحت او أخفقت تلك‬ ‫الممارسات أو الطقوس الوقائية والعلاجية في درء الشر والمرض‪ ،‬او في دفع الهم والغم‪ ،‬فهي‬ ‫لا محالة تخلق جوا من الطمأنينة ث والاستقرار النفسي دون توفر الاقتناع والقناعة والايمان‬ ‫المطلق‪.‬‬ ‫فمثلا يدخل ضمن الخانب الوقائي الدور الذي تؤديه كل من ‪:‬‬ ‫٭ الأحجبة والحزوز‪.‬‬ ‫٭ الأولياء‪.‬‬ ‫٭ طقوس الاخحصاب‬ ‫٭ طقوس العبور (من مرحلة الى اخرى من مراحل الحياة) ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للجانب العلاجي فالاعتقاد والعقيدة والثقة المطلقة في العلاج والمعالجة هي‬ ‫اساس الشفاء من المرض©‪ ،‬وستنتاول هذا الأمر من منطلق الطب الشعبي ومن زاويتين ‪:‬‬ ‫٭ الأمراض العضوية ‪.‬‬ ‫٭ الأمراض النفسية ‪.‬‬ ‫ثم نحاول ابراز البعد النفسي للمأثور الشعبي بمن عدة أنياط فنية وأدبية تتصل‬ ‫بالاحداث الاجتياعية والقومية الهامة التي ارتبطت بالفرد والمجتمع الاماراتي‪ .‬إذ ك‪:‬يرا ما‬ ‫دعت الحاجة الى توظيف البعد النفسي للتراث من اجل بث الثقة وشحذ النفوس وابراز حالة‬ ‫الاستنفار‪ .‬ولكن هذا لايمنع من ان يكون لاستخدام بعض الموروثات الشعبية بشكل‬ ‫خاطىعء رد فعل معاكس إذ يؤدي الى حالة من الاحباط النفسى لدى الفرد ‪.‬‬ ‫وفي محاولتنا التعرف على أعاق الظاهرة الفولكلورية تلك المرتبطة بالايمان بالحسد‬ ‫والعين‪ .‬تمت مقابلة العديد من الاخباريات لتقصي الحقيقة حول هذا الايمان‪ ،‬ونقدم هذه‬ ‫القصة الواقعية التي ترويها امرأة وهي السيدة‪/‬موزة حمد‪ .‬مقيمة في منطقة البحر الجنوبي‬ ‫بمدينة العين‪ .‬حدثتنا عن ظاهرة الحسد الذي اعتقدت به‪ 5،‬وصدقت بأنه موجود نظرا‬ ‫مرورها بتجربة معينة فقدت خلالها خمسة من ابنائها كيا تقول وتروي لنا‪ . . .‬فياذا قالت‬ ‫هذه السيدة؟‬ ‫‏_ ‪ ٤٨‬۔‬ ‫كنا نقيم في منطقة «الطريف©» بسلطنة عيان منذ زمن طويل ‪ ،‬وكنت اعمل في منزلي كأي‬ ‫امرأة اخرى ترعى شؤون اسرتها وابنائها‪ ،‬وذات يوم ذهبت الى «البر» أسوق الغنم للمرعى‬ ‫وكان هذا الولد يذهب الى هالمطوع» صباح كل يوم ليتلقى علوم‬ ‫وكنت قد رزقت بولد‬ ‫القرآن‪ ،‬كيا كانت تسكن بجوارنا امرأة وعندما رأت ابني قالت‪« :‬إنشاء الله يبكوا على المر‬ ‫ويطيح على الحلو» وكانت هذه السيدة جدة زميل ولدي الذي كان يبلغ الثالثة عشر من عمره‬ ‫آنذاك رحمه الله‪ .‬ومضت ليلة على كلمة السيدة تلك وعندما جن الظلام في ليلة حالكة‬ ‫السواد قام ولدي من نومه يبكي وجعا في رأسه وحاولت تهدئته وقمت بعمل بعض الوصفات‬ ‫الشعبية له‪٬‬‏ حتى الصباح ‪ .‬ذهبت لتسريح الغنم وعندما عدت وجدته على نفس الحال وقد‬ ‫ازداد الألمم‪ ،‬ثم صار يصرخ وهو لا يرى امامه لقد عمي ولدي في ليلة واحدة مع انه لم يكن‬ ‫يشكو من اية أعراض قبل ذلك‪ ،‬وبعدها بدقائق تقيا وتوفي امام عينى وانا لا اعرف ماذا‬ ‫أفعل‪ ،‬وعندما تقيا خرج من بطنه «عود سمر» وهو نوع من النبات الشوكي الذي ينمو في‬ ‫الطقس الحار ويكثر في عيان تعجب الناس مما حذث‘‪ ،‬وفجأة جاءت ابنتي الكبيرة وقالت‬ ‫لي‪ :‬بأن السيدة فلانة جارتنا قد جاءت ورأت أخي وهو يتالم وقالت لي ‪« :‬إن اخوك مافيه‬ ‫معاليق» اي انه الآن دون اعضاء داخلية وهي المعدة بيا يتبعها من أجهزة اخرى وقالت لما‬ ‫انه سيموت “‪ ،‬وكان زوج ابنتها قد نهض من مرضه ومات ولدي بسبب «سحرها له» وفدوه‬ ‫«بولدهم» ‪.‬‬ ‫وتروي السيدة ذاتها حكاية اخرى عن احد ابنائها الذي من الله عليه بالشفاء وعاش‬ ‫وهو الآن في احدى المؤسسات الكبرى في الدولة فتقول‪:‬‬ ‫ولدي الذي كبر الآن ويعمل في المصرف المركزي بدولة الامارات كان قد تعرض في‬ ‫صغره لحالة حسد من السيدة ذاتها التي سحرت ولدي الأول الذي حدثتكم عنه{ وتوفي‬ ‫وأصبح كالمجنون يضحك من دون سبب‬ ‫اما حالة الآخر فإنه أصيب فجأة بحالة ضحك‬ ‫ولا يركز على شىء صار يسير كالتائه الذي فقد عقله{ وعندما تطورت حالته وساءت كثيرا‪.‬‬ ‫استدعينا المطوع الموجود وكان يدعى «حبيب بن حامد» وجاء المطوع الى منزلنا وعندما قام‬ ‫بفحص ابني وحالته قال بأنه مسحور ووصف المرأة التي سحرته وطلب منا ان نحضر «سبع‬ ‫الارى من ريلها» اي سبعة علامات من وقع قدمها عندما تمشي ‪ .‬تقول السيدة‪ :‬قمنا‬ ‫باحضار «الاثارى» «وحوّر عليه المطوع» أي قام بصنع حرز له من العين بحيث لو حاول‬ ‫أي امرىء حسده وسحر لا يستطيع فهو قد حصن بالحرز وقرأ عليه القران وعاش ولدي‬ ‫والحمد لله وهو الآن متزوج ولديه ‏‪ ٣‬أبناء ‪.‬‬ ‫وكذلك الحال مع ‏(‪ )٣‬من بناتي توفين ايضا بسبب الحسد ‪.‬‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫_‬ ‫بعض المعتقدات والطقوس الخاصة بمرحلة الحمل والولادة لدى المرأة ‪:‬‬ ‫يبرز في مرحلة الميلاد الموروث الشعبي المرتبط بالمرأة والطفل‪ ،‬وربيا تكون هذه المرحلة‬ ‫من اكثر المراحل اهمية بين مراحل (دورة الحياة؛ الميلاد ۔ الزواج ۔ الوفاة) ‪ .‬إن مرحلة الميلاد‬ ‫للانسان‪ .‬أو للطفل إنيا تمثل مرحلة ميلاد المجتمع ‪ .‬لذلك تكثر فيه الطقوس والميارسات‬ ‫والمعتقدات والعادات والتقاليد‪ .‬وتكثر فيها الاغاني الشعبية تلك المهنئة للولادة‪ ،‬أو المعبرة‬ ‫عن الفرحة بالطفل الجديد أو المستخدمة لتنويم الطفل تبرز في هذه المرحلة ايضا النظرة الى‬ ‫الطفل الذكر والطفلة الانثى ث وتبدأ فيها سلسلة التفاوتات والتفضيل للذكر" ربيا كانت‬ ‫البداية لهذه النظرة جاءت قبل ميلاد الطفل بل عند تكونه جنينا في رحم الأم ‪ .‬فيعرف من‬ ‫حركته ومن لون وجه أمه ما اذا كان ذكرا أم انثى ‏‪)6١(.‬‬ ‫ولايتسع المجال في هذه الدراسة لذكر جميع تلك الممارسات فلذلك سنستشهد ببعض‬ ‫النماذج المعبرة عن هذه الطقوس وتلك المعتقدات ‪ .,‬ومنها منع المرأة الحامل من رؤية انسان‬ ‫معروف عنه قوة العين ولو حدث أي لقاء بين المرأة الحامل وواحد من هؤلاء المشهورين‬ ‫تبدأ الميارسات نحو حماية هذه المرأة ‪.‬‬ ‫بحسدهم وعينهم الحارة سواء كانت امرأة أو رجل‬ ‫فمن العادات مثلا ان يكبروا «الله اكبر» امام تلك المرأة أو ذلك الرجل ‪.‬‬ ‫واذا أكلت هذه المرأة الزائرة من بيت الحامل فهي عادة ماتفسل يدها في إناء به ماء يسمى‬ ‫«الغسول» ويؤخذ هذا الغسول ويمسح به جسم المرأة الحامل‪ ،‬أو يجمع اثار رجل المرأة‬ ‫الزائرة «ذات العين الحارة» كيا يطلق عليها‪ ،‬ويجمع لها «سبع خطوات» يؤخذ هذا التراب‬ ‫ويمسح به جسم المرأة الحامل ‪.‬‬ ‫ومن العادات والميارسات ايضا ان تؤخذ نواة التمر الذي أكلته المرأة في بيت المرأة‬ ‫الحامل ‪ ،‬وتحرق النواة تحت الحامل في المبخر‪.‬‬ ‫نجدهم يأخذون أثر رجلها‬ ‫وفي محاولات اخرى لحياية المرأة الحامل من العين والحسد‬ ‫من التراب ويغسلونه بالماء‪ .‬ويعطى الماء للمرأة الحامل لتشر به ‪.‬‬ ‫نستطيع الاستشهاد كذلك ببعض المعتقدات في فترة الوحم‪ ،‬عندما يبدأ الوحم في‬ ‫النلاثة شهور الأولى للمرأة الحامل تبرز في هذه النماذج من المأثورات الشعبية الكثير من‬ ‫الأبعاد النفسية والبيئية ‪ .‬فيبرز مثلا البد النفسي عندما تتوحم المرأة إذ يبدأ الاحساس بنوع‬ ‫‏‪ )١‬موزة غباش تأصيل تراثي لمرجعية حقوق المرأة وواجباتها في المجتمعات الخليجية‪ .‬حالة مجتمع‬ ‫‏‪.١٩٩١‬‬ ‫الامارات» ندوة الثقافة وحقوق المرأة‪ .‬مركز ابن خلدون للدراسات الانيائية‪ .‬مارس‬ ‫الحمل هل حمل بذكر أم بأنثى فيقال مثلا انه إذا كان بشرة وجه الأم تميل الى البياض فهذا‬ ‫يعني انها حامل بذكر اما اذا مالت بشرتها الى السواد فهي حامل بأنثى ‪ .‬ففي الحمل بالذكر‬ ‫«الوجه منور» أي يشع من وجهها النور‪ .‬كذلك اذا شعرت المرأة الحامل بالكسل والنعاس‬ ‫فهي حامل ببنت ‪ .‬والعكس يحدث عندما تشعر بالنشاط والحيوية فهي تكون حامل بذكر‪.‬‬ ‫ومن الأقوال الشعرية المستخدمة للتعبير عن هذا الشعور النفسي تجاه المرأة الحامل ‪.‬‬ ‫(بشروني بالغلام فز قلبي من المقام‪ :‬بشروني بالبنية ظلمت الدنيا عليه) ‪ .‬أو يقال لها‬ ‫«غربلج القه حامل ببنت» ‪.‬‬ ‫ويبدو الموروث المرتبط بالبيئة اكثر وضوحا في الهدية التي توهب للداية بعد نجاحها في‬ ‫عملية التوليد‪ .‬ففى الطبقات المتوسطة والفقيرة يهدون اليها «جفير عيش» أو «قفة تمر» أي‬ ‫كيس من الأرز أو سلة من التمر‪ .‬وهذه بالفعل ما جادت به تلك البيئة الصحراوية‬ ‫الفقيرة ‪ .‬ولكن الحال يختلف عند بعض الأسر الغنية الذين يقدمون المال مقابل جهد الداية‬ ‫وغالبا ما يكون مبالغ زهيدة ‪.‬‬ ‫أما عن المعتقدات والارتباطات النفسية التي تبرز أثناء قطع الحبل السري ‘‪ ،‬فهي بالفعل‬ ‫مثيرة للتأمل إذ يرى سكان الامارات قدييا ان الحبل السري يمثل سر الحياة او الارتباط ©‬ ‫وربيا كان هذا الاعتقاد يجد ما يؤيده بيولوجيا‪ .‬فهذا الحبل كان القناة الموصلة بين الجنين‬ ‫والام وهي فعلا سر حياته ولكن ماذا يمارس من عادات حول هذه الفكرة «فكرة كينونة‬ ‫الانسان» القابضة لدى العامة والخاصة على السواء ‪.‬‬ ‫وجدنا اتفاقا عاما بين أغلب من قابلناهم من اخباريات وعددهن سبعون اخبارية‬ ‫واخباري‪ ،‬في ضرورة المحافظة بلى السر‪.‬‬ ‫وجدنا كذلك التشابه في نوعية المواد المستخدمة لحفظ وتحنيط السرة من التعفن «كالأثمد‬ ‫للكحل»؛ أو الياس والزعتر والملح ‪ .‬وغالبا ما كان الملح الدواء‬ ‫وهي مادة سوداء تستخدم‬ ‫الشعبى لأغلب الأمراض في تلك المرحلة ‪.‬‬ ‫وجدنا كذلك أسلوبا قياسيا متفقا عليش وهو ان تلف السرة على أربعة أصابع وتقطع ‪.‬‬ ‫أي الاتفاق على طول السرة المقطوعة ثم عقد السرة ثلاث عقد (كل عقدة تبعد عن الثانية)‬ ‫مما يعنى التأكيد على الاحتفاظ بالسرة ‪.‬‬ ‫دفن السرة (ليظل سر الانسان مدفونا لا يصل اليه أحد‪ .‬أو حفظه بالمسجد‪ .‬أو في‬ ‫المدرسة عند المطوع ‪ .‬أو يستخدم لعلاج العيون ‪.‬‬ ‫لايقل الاهتيام بالمشيمة عنه بالسرة فلقد لاحظنا ان سرة الطفلة الأنثى تدفن بجانب‬ ‫«التنور» فرن الخبز حتى تصبح ربة بيت‘ؤ وسرة الطفل الذكر تدفن في المسجد ليصبح‬ ‫‪ ٥١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الطفل راعي مساجد أو مطوع‪ ،‬وتطلق بعض الأمثال الشعبية عندما يضيع انسان شيئا‬ ‫فيقال له (عنبوك مضيع سرك) وهنا يتعمق المعتقد بالربط بين المشيمة والقدرة الانجابية لدى‬ ‫المرأة‪ ،‬فالمشيمة تمثل الاستمرارية في عقلية الانسان في الامارات ‪ .‬انه معتقد جبري ‪ ،‬وعيني‬ ‫ي ذات الوقت وهو كذلك حالة نفسية راغبة في الانجاب والتكاثر إذ يعبر التكاثر عن حماية‬ ‫الذات امام غموض البيئة الصحراوية والبيئة البحرية } بالاضافة الى ما تمثله كثرة الأبناء من‬ ‫عزوة للانسان‪ ،‬أي من قيم الاصالة وكر حجم القبيلة ‪ .‬والعامل الاقتصادي الذي لايمكن‬ ‫التغاضى عنه ‪.‬‬ ‫فكيف تحفظ المشيمة ؟‬ ‫تدفن في مكان آمن بالمنزل بعد ان ترش ببعض الاعشاب والملح وأثناء الدفن يجب ان‬ ‫لا تقلب حتى لا تنقلب قدرة المرأة على الانجاب مرة اخرى او تجفف المشيمة وتستخدم‬ ‫كبودرة لعلاج العيون للأطفال عن بعض أمراض الرمد‪ .‬والاكثر من ذلك أنها تستخدم‬ ‫فالملشيمة تحفظه وترفع شأنه ‪.‬‬ ‫اما عن الميارسات فيا بعد الولادة فتبرز في قيم النظافة والوعي بمستلزمات صحة‬ ‫الطفل‪ ،‬وتترسخ فيها قيم الرعاية الوالدية‪ .‬وعدم الاعتياد على الآخرين ولربيا كان ذلك من‬ ‫ايجابيات المرحلة التي اولي فيها الطفل رعاية خاصة وتنشئة تختلف بالضرورة عن عمليات‬ ‫التنشئة او التطبيع الاجتياعي التي تشهدها مجتمعاتنا اليوم ‪ .‬إذ ألقى بعبء التربية على‬ ‫الأمهات البديلات“ وكان ذلك من أبرز قيم الاعتياد والاتكالية التي تعيشها مجتمعات‬ ‫الخليج اليوم‪ .‬فلقد مشت الأمومة بل والأبوة كذلك‪ .‬وصار الطفل ابن المربية الأجنبية‬ ‫والمدرسة والشارع والتليفزيون ‪.‬‬ ‫تنظيف المولود أو المولودة والتزين والحلاقة واستخدمت في كل ذلك مواد من البيئة فشهدنا‬ ‫الملح والياس والنيل ‪ 0‬والمحلب والكركم ۔ والمر‪ .‬والحبة الحمراء‪ ،‬والصبر‪ .‬والبضاعة وحل‬ ‫الحلو‪ .‬وحل حليق‪ ،‬والتمر الهندي © الطى ‪ ،‬وبنت الذهبآؤ والزبدة‪ .‬والزعتر والطحين ‪.‬‬ ‫فتستخدم هذه المواد للتنظيف والتزيين بجانب قراءة القرآن عليه أثناء عمليات التنظيف‬ ‫ومن العين وتطلب زيارة أحد الرجال حسنى السمعة ومن له خبرة‬ ‫لحمايته من الجان‬ ‫‪ .‬شجاعة ؤ ويعطى الطفل ليلقنه النصائح المعبرة عن ثقافة ذلك المجتمع‪ .‬وعناصر وقيم‬ ‫وبارا بوالديه‪ .‬المحافظة على الصلاة‪ .‬المعاملة‬ ‫التنشئة فيه‪ .‬هان يكون الطفل صالحا‬ ‫بالحسنى للآخرين‪ ،‬التواضع‪ ،‬البر بالجيران» ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫ونختار بعض أناشيد الطفولة لما تعكسه من موروث غنائي ذي خصوصية محلية‪ .‬ولما‬ ‫تعكسه ايضا من معالم البيئة الاجتماعية التي عاشها الانسان في المرحلة السابقة ‪.‬‬ ‫ياوليد الصفراني‪ ،‬أمك سايرة الطوباني ‪ ،‬تترس الخروس والوعياني‪ ،‬مايباه ما يباني ‪6‬‬ ‫وبالغصب ملزوم ‪ ،‬لي صد لي جفاني ‪ ،‬لني قوي عزوم ‪ ،‬لي هادن الصلاني (نوع من النخيل‬ ‫طيب المذاق) بنقيض في محزوم ‪.‬‬ ‫فياذا تعكس هذه الأقوال المؤداه أثناء تنويم او تحميم الطفل‪ .‬إنها تعكس أدوار كل من‬ ‫الرجل والمرأة‪ .‬تعكس كذلك حركة تنقل الأسرة الاماراتية صيفا وشتاء طلبا للرزق‪ ،‬توضح‬ ‫قيم حب الأبناء فالثروة في تلك المراحل ثروة الأبناء‪ ،‬وليست ثروة المال‪ .‬فالأبناء هم الفردة‬ ‫والرمز‪.‬‬ ‫أو أبيات من الشعر تقال ايضا عند تنويم الطفل ‪:‬‬ ‫ورقدة الغزلان في البرية‬ ‫أرقد ياوليدي رقدة هنية‬ ‫هه‬ ‫الل‬ ‫فديتك حبابى الله‬ ‫ياراعي الكرم والود‬ ‫يا معبوديا موجود‬ ‫أو أبيات اخرى تعكس ايضا صورة املجتمع وحركته وظواهره وأدوار أفراده ‪.‬‬ ‫يضرب على الخشم‬ ‫محمدالنشمى‬ ‫ورباعته جسم‬ ‫ياماخحذ جسمين‬ ‫على الله طروقه‬ ‫وحمد الوافي‬ ‫ومسير بشوقه‬ ‫يقضي الضعفن صاني‬ ‫عن واهي الدوقه‬ ‫وتضلل بلاسه‬ ‫وربيا تبرز في الأبيات التالية من الشعر الأبعاد الاجتماعية للمأثورات الشعبية الخاصة‬ ‫بأدب الطفولة‬ ‫عصة على التاير‬ ‫يايكة الحاير‬ ‫باير‬ ‫تاير‬ ‫عند‬ ‫ان كان قدرك عود‬ ‫طاير‬ ‫وفويده‬ ‫مفتاحه‬ ‫يصر‬ ‫لا تونه‬ ‫ويخلف‬ ‫البخار‬ ‫علي‬ ‫يقفل‬ ‫ملعونه‬ ‫ويقول‬ ‫الحرمه‬ ‫ويهدد‬ ‫‏‪ ٥٢٣‬۔‬ ‫لى جج فنطاسه‬ ‫ولا نبى الغواص‬ ‫فراسها(!_ا‪)١‬‏‬ ‫لي يركب‬ ‫منعور‬ ‫نبغفى ها‬ ‫ثم ننتقل الى مادة‪ 5‬أثنوجرافية اخرى تعبر عن بعض المعتقدات الخاصة بالمحافظة على‬ ‫شعر الطفل‪ .‬فوجدنا ان شعر الولد أو البنت يوزن إما مع الفلوس او مع الذهب‘ وتوزع‬ ‫بعد ذلك على الاطفال ثم يدفن الشعر في البحر‪ .‬أو مكان ذي ظل بارد بحيث يعتقد ان‬ ‫ذلك يخفف التعب والارهاق على الطفل ‪.‬‬ ‫ولقد سادت هذه العادة الشعبية (روهي وزن شعر الطفل) خاصة بعد ان عرفت على انها‬ ‫ويصاحب هذه المناسبة (العقيقة)ره» أي الاحتفال بمرور سبعة‬ ‫سنة عن الرسول وية‪.‬‬ ‫أيام من ولادته‪ .‬وتحسب هذه السبعة أيام بدقة متناهية‪ .‬إذ لو ولدت المرأة بعد ظهور‬ ‫الشمس فلا يحسب ذلك اليوم ‪ .‬كذلك يحتفل بعد الأربعين يوما به ويسمى ذلك الاحتفال‬ ‫«بالطلوع»‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر هنا الاشارة الى بعض الاكلات الشعبية المستخدمة في هذه المناسبة‬ ‫إذ تعبر كذلك عن بعض موروثاتنا الشعبية المادية } والتي تقدم كذلك صورة عن البيئة‬ ‫الطبيعية ومحتوياتها‪ .‬إذ يقدم (الهريس والعرسية } والخبيص والساكو والأرز والقرص=©ؤ‬ ‫والحلوى) ‪.‬‬ ‫ممارسات اخفاء الأخبار عن الزوج اذ تأكدوا من حملها للأنثى ‪:‬‬ ‫وبعد الولادة يخفى نوع المولود عن الأهل والجيران ‪.‬‬ ‫ويخفى المولود اذا كان أنثى خوفا من العار‬ ‫يخفى المولود اذا كان ذكرا خوفا من الحسد‬ ‫وتكثر المعتقدات والممارسات والعادات في فترة الحمل وقبلها الوحم ‪.‬‬ ‫اما عن الأبعاد البيئية فنجد البيئة الطبيعية بكل ما تمتلكه من امكانيات يعبر عنها في‬ ‫الممارسة الشعبية ث والعادات المرتبطة بفترة الحمل والولادة ‪.‬‬ ‫فنجد مثلا ان الأطعمة التي تشتهيها المرأة الحامل في فترة الوحم كلها مما تقدمه لها بيئتها‬ ‫الطبيعية والزراعية ‪ 7‬فكثيرا ما تتوحم المرأة «بالحيب» وهو لحاء جذع النخل من الداخل أو‬ ‫تتوحم «بالترني» وهو نوع من الليمون المتوفر في البيئة الاماراتية‪ .‬وكذلك في عيان ‪.‬‬ ‫‏‪ )٢‬يقال كذلك بالنسبة للعقيقة ان الأب الذي لا يملك قيمة الذبائح في اليوم السابع‪ .‬ولا يستطيع‬ ‫الاحتفال معا{ فإن أي ضحية يقدمها الطفل في حياته تحسب كعقيقة له‪.‬‬ ‫‏‪ ٥٤‬۔‬ ‫هناك ايضا استخدامات الأدوية الشعبية فهي كلها مستخدمة من بيئة المجتمع‬ ‫الطبيعية ‪.‬ففي علاج المرأة أو الرجل أو الطفل نجد الاعشاب الشعبية هي المستخدمة في‬ ‫هذا العلاج ‪ .‬إذ ذكر من خلال دراستنا الميدانية العديد من أنواع هذه الاعشاب منها مثلا ‪:‬‬ ‫والزبدة‪ .‬والزعتر‬ ‫الورس‪ ،‬وحل الحليقى والتمر الهندي ‪ 0،‬والطى‪ ،‬وبنت الذهب‬ ‫والطحين ‪.‬‬ ‫كذلك نجد أثناء استدعاء الداية للقيام بعملية التوليد للمرأة المقبلة على الولادة‪ ،‬فهي‬ ‫« التراب أو الرمل» يسمى «الصرار» إذ تضعه تحت المرأة عندما يحمى الطلق اعتقادا‬ ‫تستخدم‬ ‫منها بأن هذه العملية تساعدها على الولادة‪ ،‬بالاضافة الى وضع «الحطبة» تسمى «الرايله»‬ ‫أي قطعة من الخشب او من جذع بعض الاشجار لتشد عليها المرأة بقبضتها لتحمي‬ ‫طلقها‪ .‬ونظرة فاحصة لهذه الاستخدامات نجدها مما جادت به البيئة الاماراتية ‪.‬‬ ‫نجد كذلك اعتقادا بعدم الاعلان عن موعد ولادة المرأة خوفا من تعرضها لمشكلة اثناء‬ ‫الولادة فيقال مثلا لا نخبر الناس حتى لا «يشلون ويعها» أي حتى لا يتناقل الناس هذا‬ ‫الخبر‪ .‬فيفتر الطلق أي ينقطع الطلق وتتاخر في الولادة أتوتعسر‪ .‬وربيا تكون هناك اسباب‬ ‫اخرى لاخفاء موعد الولادة امها فشل الداية مثلا وخوفها من اعلان هذا الفشل وتعرض‬ ‫مستقبلها المهني للمخاطر‪.‬‬ ‫حمى النفاس ‪:‬‬ ‫ترتبط حمى النفاس ۔ كظاهرة مرضية قد تتعرض لا بعض النساء بعد الولادة ۔ من‬ ‫والتى وجدنا انها ممكن ان تكشف لنا عن ابعاد نفسية‬ ‫أشكال الطقوس والمعتقدات‬ ‫‪.‬‬ ‫واجتياعية جديدة لهذه الدراسة ‪.‬‬ ‫أو دخول الجن الى جسدها فتمسك المرأة‬ ‫تعتقد المرأة ان حمى النفاس ناتجه من الحسد‬ ‫النفساء سكينا بيدها خاصة اذا قامت بأي عمل بالمنزل‪ ،‬أو يوضع تحت رأسها (الداس أي‬ ‫المنجل) ‪ .‬والبعض منهن يمتنعن عن شرب الماء لمدة سبعة أيام ‪ 5‬واذا كان الجو حارا صيفا‬ ‫يوضع بجانبها ماء ليلطف الحرارة اعتقادا بان الماء يسبب ارتخاء في الرحم ‪ ،‬ومن الميارسات‬ ‫والطقوس ايضا منع الزوج من الدخول عليها‪ .‬أو منع بعض الاقارب من زيارتها خاصة اذا‬ ‫كان قادما من جنازة‪ 5‬أو مشاركا بالدفن في المقبرة‪ .‬فذلك قد يسبب لها العجز التام عن‬ ‫تكرار الانجاب (وتسمى هذه الحالة الانحباس) ‪.‬‬ ‫كذلك تمنع الزيارة لأمرأتين في حالة نفاس واذا حدث ذلك تأخذ المرأة الزائرةشيئا من‬ ‫منزل الاخرى ليحمي المرأتين من حالة الدراس (أي انقطاع الانجاب) ‪.‬‬ ‫كذلك تمنع الأرملة من زيارة المرأة في النفاس وتمنع ايضا العروس حتى لا تتعرض لحالة‬ ‫الدراس أو المشاهرة ‪.‬‬ ‫ومن المفردات الشعبية المستخدمة للنفاس نجد (حمى الولادة‪ .‬حمى الدر حمى الملح ©‬ ‫حمى الأربعين حمى اللبن‪ ،‬حمى حليب الثدي ‪ ،‬حمى الدبا‪ ،‬حمى الثلثية ‪ 7‬اذا جاءت بعد‬ ‫ثلاثة أيام إ حمى أم دهم «تكسر العظم وتشرب الدمى‪ .‬حمى الذرية{ حمى المراضع‪ ،‬حمى‬ ‫تحت الحصاهك{ وحمى المثاناه) ‪.‬‬ ‫أما عن الاسباب المؤدية لحمى النفاس فيعتقد انها قد تكون بسبب كثرة شرب هالمريردة»‬ ‫أو‬ ‫أو وقوع المرأة (التخرطيفة)‪ ،‬أو اسباب نفسية أي يتهيأ لها أشياء غريبة فنتخاف وتسخن©{‬ ‫لاسباب الحسد لدخول امرأة ذات عين حارة ورأتها ترضع ابنها فتعجبت منه واصابتها‬ ‫بالحسد يتوقف الحليب نتيجة لذلك وتصاب الأم بالحمى ‪.‬‬ ‫أما عن أشكال العلاج المستخدم لحمى النفاس فيعتمد بالدرجة الأولى على الاعشاب ‪3‬‬ ‫كالفوطن‪ ،‬واليعده‪ ،‬والزعتر‪ ،‬أو بقراءة القرآن أو باستخدام الماء الساخن‪ .‬أما عن اصابة‬ ‫المرأة بحمى النفاس بعد زيارة احدى النساء لها فيختلف العلاج هنا إذ تبدأ طقوس جديدة‬ ‫بأخذ آثار الرمل من اقدام المرأة الزائرة‪ 5‬وتبخر به المرأة المريضة أو باخذ نواة التمر التي‬ ‫أكلته الزائرة ووضعه في الماء ومسح ثدي المرأة بهذا الماء‪ ،‬حماية لها من العين‪.‬‬ ‫مرة أخرى تظهر معالم البيئة الطبيعية لمجتمع الامارات في الأدوية المستخدمة لعلاج‬ ‫العين أو الحسد وهي الخطف والسويداء والشب‪ ،‬وكلها ممكن ان تحرق وتبخر به المرأة‬ ‫النفساء ولقد وجدنا نوعا آخر من موروثات العلاج للأمراض النفسية كالقلق مثلا الذي‬ ‫يصيب المرأة بعد الولادة يتركز ذلك العلاج على اثارة الانتباه للمرأة القلقة أو المكتئبة واسطة‬ ‫مؤثرات معينة يتوقع منها استجابة ايجابية للتخلص من تلك الحالة‪( .‬يحعضر منخل‬ ‫‪ .‬أي منخل مصنوع من نبات الغضف الذي يشبه النخيل‪ ،‬ويقوم المعالج‬ ‫غضف‬ ‫بتنذويب مادة الرصاص في ماء‪ ،‬ويغلى على النار‪ .‬ثم يوضع في وعاء كبير به ماء بارد على‬ ‫مسافة معينة من رأس المرأة المريضة‪ ،‬ثم يوضع فوق الوعاء المنخل المعد‪ ،‬وبعد ان يبرد‬ ‫الرصاص يوضع ي المنخل وخلال هذه العملية ينزل الرصاص من فتحات المنخل محدثا‬ ‫اصواتا عالية لملامسته الماء البارد فيثير انتباه المرأة ويعتقد ان ذلك يساعدها قليلا للخروج‬ ‫من حالة القلق هذه‪ .‬او الاكتئاب أو العصاب او الوسواس) ومن تحليل هذه المادة‬ ‫الائنوجرافية ذات الخصوصية المحلية لمجتمع الامارات وجدنا انها تعكس درجة من درجات‬ ‫‪ ٥٦‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫المواجهة للأمراض النفسية ارتبطت هذه المواجهة بأبسط معطيات البيئة وبابسط معطيات‬ ‫الثقافة والوعي في تلك المرحلة ‪ .‬ثم اننا نشاهد درجة من التشابة بين هذه الوسيلة العلاجية‬ ‫الشعبية وبين جلسات الكهرباء المستخدمة حديثا في الطب النفسي لعلاج نفس هذه‬ ‫الامراض ‪.‬‬ ‫بالاضافة الى ما قدمناه سابقا من بعض العادات والمعتقدات حول ولادة الطفل في مجتمع‬ ‫الامارات نقدم هنا صورة اخرى لكيفية تحميم الطفل وتزيينه في الأيام الأولى من حياته إذ‬ ‫برزت لنا من خلال المقابلات الميدانية بعض الميارسات المحلية المرتبطة بالتصورات الخاصة‬ ‫بتنشئة الطفل في الامارات والتي تعكس درجة الرعاية التي اولاها افراد المجتمع للطفولة ‪.‬‬ ‫من هذه الأساليب وضع الطفل في اناء كبير رطشت) وتضع الأم أو الجدة ارجلها بداخل‬ ‫الطشت‪ ،‬ويوضع الطفل فوق ارجلها وتقوم امرأة اخرى بصب الماء على رأس الطفل بطريقة‬ ‫حسابية خاصة‪ .‬إذا كان الطفل قد أكمل سبعة أيام يسكب على رأسه سبعة طاسات‬ ‫«مكيال للياء»‪ ،‬أما اذا أكمل أربعة عشر يوما تسكب اربعة عشر «طاسة» واذا كان قد اكمل‬ ‫أربعين يوما تسكب أربعين طاسة ‪ .‬بالاضافة الى استخدام اعشاء السدر اثناء هذه العملية ‪.‬‬ ‫ولم نستطع تفسير هذه الحسابات الحقيقية لا بشكل محدود وهو الدقة في تقدير الرعاية للطفل‬ ‫بحسب أيام عمره حتى لا يتعرض لأية مضاعفات قد تنتج من تقديم أشكال من الرعاية‬ ‫تفوق احتياجاته العمرية ‪.‬‬ ‫اما عملية تكحيل عين الطفل بالكحل الأسود ورسم الخطوط على‪ .‬حاجبه فهي ممارسة‬ ‫شعبية لها ايضا بعض المعتقدات إذ يفسر تكحيل الطفل في وقت المغرب ليكون هذا الكحل‬ ‫حارسا له من العين ومن الجن ويتخذ الكحل احيانا شكلا متميزا إذ يرسم بين حاجبي‬ ‫الطفل (‪ )+‬وتسمى هذه العلامة ۔ بكره وقعود ۔ وهما تسميتان لنوعين من الجهال صغيرة السن‬ ‫لما لهذا الحيوان من ارتباط‬ ‫وتظهر هنا في هذه الممارسة نوعا من الارتباط بالابل والجمال‬ ‫خاص بالانسان في الامارات‪ .‬اما عن العطور المستخدمة لتهدئة الطفل وتنويمه فهى‬ ‫(المسك‪ ،‬المخمرية‪ ،‬دهن العود‪ .‬نبات الياس)‪.‬‬ ‫لقد عكست لنا هذه الموروثات الخاصة بمرحلة الميلاد وبالتركيز على الأم والطفل والولادة‬ ‫الكثير من الأبعاد النفسية والاجتياعية والبيئة التي حاولت هذه الدراسة التركيز عليها‪.‬‬ ‫فالثقافة الشعبية التي كانت اطارا لهذه الموروثات في مجتمع الامارات رغم بساطتها وربيا‬ ‫بدائيتها إلا أنها قدمت صورة من التكيف بين الانسان وتجتمعه تغلب فيها الانسان على‬ ‫وتغلبت البيئة على الانسان في بعض المواقف الاخرى عندما‬ ‫البيئة في بعض مواقفه معها‬ ‫‏_ ‪ ٥٧‬۔‬ ‫عجز الانسان الاماراتي عن تفسير ظواهره الاجتياعية ‪ .‬ونستخلص ايضا من مظاهر السلوك‬ ‫والعادات التى ارتبطت بتلك المرحلة انها قد خلت في الشكل والمضمون من الكثير من‬ ‫الصور الخرافية والاسطورية المتطرفة كيا هو الوضع بالنسبة للتراث الشعبي عند الشعوب‬ ‫الاخرى‪ .‬فيما عدا بعض التصورات حول الجن والعفاريت والتي ستظهر كثيرا في الجزء‬ ‫القادم في هذه الدراسة وهو الذي سيقدم الطب الشعبي ى والزار كأحد أشكال العلاج‬ ‫الشعبى ‪.‬‬ ‫الطب الشعبي ‪( :‬الزار لعلاج الأمراض النفسية والعضوية)‬ ‫يعرف الزار بأنه أحد أشكال العلاج الشعبي لبعض الأنواع من الأمراض النفسية &‬ ‫والعضوية أو تلك الأمراض النفسية ذات الأعراض الجسيانية كالصداع النصفي أو أمراض‬ ‫المعدة والتي يطلق عليها علميا «الامراض السكوسوماتية» ولقد قمنا باختيار هذا النمط من‬ ‫العلاج الشعبي لسببين ‪:‬‬ ‫أولها انتشاره بشكل كبير في المجتمع العري عموما وفي مجتمع الامارات على وجه‬ ‫الخصوص ‪.‬‬ ‫أما السبب الثاني فهو كون الزار يمثل حالة متفردة من حالات معاناة الانسان من‬ ‫الأمراض النفسية ‪ ،‬التي لا يبد لها علاجا يستطيع شفاءه‪ ،‬فيلجأ مضطرا الى الزار ليتخلص‬ ‫مأنمراض القلق والصراع والتوتر" ويخضع المريض في هذا النوع من العلاج لأشكال من‬ ‫التعذيب النفي والجسدي على السواء ‪.‬لقد قدمت «فاطمة المصري»ر‪»١٢‬‏ دراسة شاملة عن‬ ‫الزار اتفقنا معها فيما تراه منان الانسان العصابي او البدائي ليس سوى انسان لم تتطور‬ ‫حياته النفسية والعقلية بعد‪ .‬ولم تنضج ولم تصل الى ما هي عليه من نضج لدى الانسان‬ ‫الحديث" وهو كذلك لم يصل الى القدرة على التكيف من الناحيتين الشخصية والاجتياعية ‪.‬‬ ‫ولقد انبثقت فكرة العلاج بالزار كيا تراه نفس الكاتبة من المذهب الانيمى الذي جعل‬ ‫لكل الكائنات أرواحا{ وامن بقدرة هذه الأرواح على المساعدة لشفاء المرضى ‪ .‬وللدلالة على‬ ‫ذلك قمنا بزيارة الى احد البيوت التي تمارس فيها حفلات الزار‪ .‬وتمت مقابلة قائد الفرقة‬ ‫الذي يطلق عليه (ابو الزار) ويقوم بتقديم هذا العلاج الشعبي ‪ .‬واعتمدت المقابلة على دليل‬ ‫مصغر تتبعنا من خلال اسئلته تاريخ هذا العلاج في مجتمع الامارات ‘ وكل ما يتعلق به من‬ ‫ممارسات شعبية ‪ .‬عادات ومعتقدات واستطعنا تسجيل الحفلة المعد لها ي تلك الليلة ونقدم‬ ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب ۔ ‏‪ ١٩٧٥‬ص ه“©}‬ ‫‏‪ )٣‬فاطمة المصري ‪ :‬الزار دراسة نفسية وأنثربولوجية‬ ‫‏‪.٦‬‬ ‫‪ ٥٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫بالاضافة الى ذلك الاغاني المستخدمة في حفلة الزار والتي تعبر في أغلبها عن ذلك المذهب‬ ‫الانيمي أي مخاطبة الأرواح والتضرع لهم لعلاج المريض ‪.‬‬ ‫بدأ الزار في الامارات في مرحلة قديمة جدا‪ .‬حددها المبحوث بأنها قبل النفط‪ ،‬وقبل‬ ‫وهو‬ ‫‏‪ ١‬لشعبي‬ ‫ا لفعلي للموروث‬ ‫‏‪ ١‬لوجود‬ ‫ومصد ‏‪ ١‬قية‬ ‫شروط‬ ‫وهنا نحد احد‬ ‫‏‪ ١‬لمستشفيات‬ ‫ظهور‬ ‫القدرة على تحديد من‬ ‫المجتمع ‏‪ ٠‬وكذلك عدم‬ ‫ف‬ ‫القدرة على التحديد الزمني لظهوره‬ ‫عدم‬ ‫غير مجتمع‬ ‫في‬ ‫ثقافية‬ ‫جذورا‬ ‫للزار‬ ‫‏‪ ١‬ن‬ ‫شك‬ ‫ولا‬ ‫‪.‬‬ ‫مرة‬ ‫لأول‬ ‫بمےيارسته‬ ‫قام‬ ‫شخص‬ ‫أول‬ ‫هو‬ ‫ربيا تكون جذورا ثقافية افريقية‪ ،‬اذا ترى فاطمة المصري ان اصل كلمة الزار‬ ‫الامارات‬ ‫ليست من أصل سام ولكنها دخلت الى اللغة الاثيوبية الامهرية من لغة «الحلا» وهي قبائل‬ ‫وثنية تخضع للحكم الاثيوي ‏‪١٤‬‬ ‫أما‪ .‬عن ماهية الزار فهو كيا اجاب وابو الزار»؛ جان يزور شخصا ما هو يختاره وهنا اتفق‬ ‫هذا التعريف مع ما قدمته دراسة فاطمة المصري من ان الزار بيا يعنيه من طقوس لفظ‬ ‫امهري معناه عند الاحباش شر ينزل بانسان ما‪ .‬أما معنى الكلمة العربية فهو سمى بالزار‬ ‫اشتقاقا من الزيارة ويقال لمن تصيبه هذه الحالة (منزار) وعن انواع الزار هناك الزار الكافر‪.‬‬ ‫والزار المسلم‪ .‬اما عن امراض الزار فهي الضيقة‪ .‬أي الاكتئاب ك أو الم الرأس والقلب أو‬ ‫حالات عدم القدرة على المعاشرة الزوجية ‪.‬‬ ‫تقام حفلة الزار في منزل الشخص المريض نفسه حسب رغبته فإذا كان الزار بمنزل‬ ‫المريض فإنه يقتصر على الغناء والتصفيق البسيط ولا يزيد عدد الاشخاص المشاركين بالغناء‬ ‫عن أربعة أو ‏‪ ٦‬أشخاص‪ ،‬ولكن اذا اقيم الزار خارج المنزل أي في الصحراء الخالية فتزداد‬ ‫حركة المشاركين وتزداد دقات الطبول كيا ترتفع الأصوات عالية ويشحذ ذلك من همة‬ ‫المعالج والمريض وتتيسر عملية استدعاء الجان والتفاوض معهم ‪.‬‬ ‫أما عن كيفية وصول الزار الى مريضه أثناء ممارسة تلك الطقوس فنجد ان الغناء العالي‬ ‫والتصفيق يدخلان رأس المريض فو المريضة فيقال شعبيا «يدخل لهبوب» أي يدخل الهوى‬ ‫ويفسر كذلك بدخول الريح أو الروح أو الجن‪ ،‬عندها يفقد‬ ‫والطرب الى رأس المريض‬ ‫المريض السيطرة على نفسه فيشارك مع المحتفلين بهز الرأس ه«النعيش» بسرعات متفاوتة ‪.‬‬ ‫تبدأ قليلة فتزداد مع ازدياد الغناء والتصفيق حتى يتعب المريض ويتصبب عرقا‪ ،‬هنا يتكلم‬ ‫‪.١١‬‬ ‫‪ )١٤‬فاطمة المصري ‪ :‬المرجع السابق ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ٥4٩‬۔‬ ‫الزار أو الجان المخاوي للمريض ويبدأ بتقديم طلباته ‪ .‬وهنا نلاحظ التغير في صوت المريض‬ ‫أثناء تقديمه للطلبات ‪..‬‬ ‫وللزار محددات مكانية وزمانية فيفضل الليل لممارسة طقوسه خاصة اذا كانت المريضة‬ ‫امرأة فظلمة الليل تسترها امام المشاركين في الحفلة إذ قد يسقط من شدة الرقص غطاء رأسها‬ ‫أو البرقع أو قد ينكشف جزء من جسمها فتتعرض للحرج والخجل‪ ،‬ويتعارض مع الموروث‬ ‫الديني لقيم مجتمع الامارات ‪ ،‬وتبرز من خلال طقوس الزار بعض التناقضات بين فكرة‬ ‫(الحرام) كموروث إسلامي وبين فكرة (العيب) كموروث ثقاني ‪ .‬فبينيا يحرم رقص المرأة امام‬ ‫الرجال فقد أجيز لها الرقص في الثقافة الشعبية ولكن حرم عليها الكشف عن الوجه‬ ‫والشعر‪.‬‬ ‫أما عن محددات الزار الزمنية فيمكن ان يمارس في كل شهور العام ما عدا شهر رمضان‬ ‫المبارك© وأيام الجمع‪ .‬وأيام الأعياد الدينية ‪ .‬ومن خلال هذا البعد الزمني يتأكد لنا مدى‬ ‫انتشار هذه الظاهرة بين أفراد المجتمع ‪ .‬فعادة لا يوجد العدد الكافي من المعالجين وفرق الزار‬ ‫مما يؤدي الى زيادة الطلب على العرض في سوق العلاج الشعبي ‪ .‬‏‪٠‬‬ ‫وبالنظر الى المدة الزمنية الت تستغرقها الحفلة الواحدة فنجدها تتراوح بين اربع ال ست‬ ‫ساعات ‪ .‬وقد تتكرر لنفس المريض ثلاث مرات في الاسبوع الواحد الى ان يستطيع ابو الزار‬ ‫السيطرة على المريض سيطرة كاملة تؤدي الى النعيش والبكاء والخضوع لتنفيذ ما يطلب منه‬ ‫من طقوس اخرى سياتي ذكرها فييا تبقى من هذا التحليل ‪.‬‬ ‫أما عن نسبة انتشار هذا العلاج بين الرجال والنساء فجاءت اجابة «ابو الزار‪ .‬ت‪:‬ايدة إذ‬ ‫يرى انه لا أحد يحب الزار‪ ،‬ولكن يضطر المريض الى ذلك عندما يفشل علاجه با۔ل‪::‬غيات‬ ‫واحيانا نقوم بعلاج حتى الاطفال بواسطة الزار‪ .‬وكذلك الشباب ‪ ،‬والشيوخ ممن يا‪ ::.‬إلينا ‪.‬‬ ‫وبمتابعة هذا التحليل وجهنا سؤالا حول الأجر المدفوع للمعالجين بالزار فجاءت‬ ‫الاجابة بأن الاجر يرتبط بالمستوى الاقتصادي والطبقي للمرضى المؤمنين بهذا النوع من‬ ‫العلاج‪ ،‬وبالطبع الأغنياء يدفعون أجورا مضاعفة عن الفقراء خاصة وان اغلب الممارسين‬ ‫كانوا من الأغنياء ‪ .‬ثم اننا وجدنا ان المعالج لا يشترط مبلغا معينا بل يعتمد على تقدير‬ ‫المريض وأهله ‪ 3‬واحيانا لا يدفع شيئا سوى تجهيز وجبة العشاء للمشاركين ني الزار‪ .‬وهم ما‬ ‫والتي تتكون من شخصيات عديدة الكودية وهي المرأة التي تقوم‬ ‫يطلق عليهم ه«الجوقة»‬ ‫() أثبتت الدراسات العلمية حول الزار‪ .‬وبعض الندوات التي اقيمت في العالم العري عن فشل بعض الأطباء في‬ ‫علاج بعض المرضى النفسيين فاضطروا الى تحويلهم للعلاج بالزارؤ وفي المقابل وقف العلاج بالزار عاجزا امام‬ ‫العديد من الامراض مما اضطره الى احالتها الى الأطباء النفسيين والمستشفيات ‪.‬‬ ‫بالواسطة بين المريض والاسياد‪ .‬أو قد يكون رجلا ويسمى الكودي الشخصية الثانية ©‬ ‫المنشدة وهي التي تقوم بالغناء‪ ،‬ثم عدد من العازفين يستخدمون آلات بدائية وهي‬ ‫الطنبورة‪ ،‬الرق والطبلة‪ .‬الصفارة‪ .‬والبندير‪ .‬وعن كيفية توزيع الأجور المستحقة على‬ ‫جميع المساهمين في الزار يكون نصيب رئيس الفرقة هو الأكبر وتوزع البقية من المال على‬ ‫الجوقة كل حسب مكانته ودوره في حفلة الزار‪.‬‬ ‫لقد كان البخور احد أهم عناصر حفلة الزار وتتحدد انواع البخور بحسب نوع الزار أو‬ ‫الجان ‪ ،‬فالشيطان يبخر باللبان‪ 0‬والعود للسيد الأكر‪ ،‬العنبر للجنية بالاضافة الى استخدام‬ ‫ماء الورد ليشرب منه المريض والمعالجحون كذلك ‪.‬‬ ‫أما عن أسإاء الأسياد فهمى كثيرة‪ :‬الشيطان‪ ،‬سيفت‪ ،‬الجني الجنية‪ ،‬الريحاني ؤ‬ ‫الدرعي ‪ ،‬النمرود نوبان‪ ،‬واخيرا الحبشي ‪ .‬وربيا كانت طريقة التعرف على اسم السيد هي‬ ‫الاسأس في هذا العلاج فأثناء الرقص والغناء ونعيش المريض ينادي ابو الزار «من أنت؟»‬ ‫فيرد المريض بصوت غريب هانا الشيطان» فيرحب به ابو الزار ويبادره بالسؤال ماذا تريد وما‬ ‫هي أسباب المرض الذي يعاني منه هذا المريض؟ هي منك؟ فيرد مثلا بنعم ويبادره بسؤال‬ ‫اخر ماذا تريد منه؟ فيقدم الشيطان طلباته‪ .‬ويستجيب له ابو الزار بقوله (سنلبي لك‬ ‫طلباتك لكن بشرط الشفاء) وهنا يحدد ابو الزار توقيتا معينا لحفلة اخرى يوحى بها لأهل‬ ‫المريض بأهمية تكرار هذا العلاج على ان تلبى الطلبات في الحفلة الثانية‪ .‬ومن هنا تبدأ‬ ‫ممارسة هذا العلاج كعادة من العادات الاجتياعية التي لايستطيع المريض التخلص منها‬ ‫بسهولة ‪ .‬فيحدث ما يشبه حالة الادمان على هذا النوع من العلاج ‪.‬‬ ‫طلبات الأرواح تتنوع من سيد الى اخر ومثال على ذلك ‪ :‬الشيطان يطلب عصا وكندورة‬ ‫«جلباب»‪ .‬وكذلك سروال أو خاتم فضة أو خاتما مطليا بالذهب أو يطلب خزاما‪،‬‬ ‫المقصود به العقال أو يطلب «إفتخ» وهي كالخواتم تلبس في أصابع القدم‪ .‬أو يطلب‬ ‫«حقب» وهو حزام من فضة يلبس تحت الملابس‪ .‬اما الجنية فتطلب الشيلة وغالبا ما تكون‬ ‫سوداء وهي غطاء لرأس المرأة أو تطلب الحناء أو كندرة مدهونة باعشاب الورس والزعفران‬ ‫ليكون لونها أصفر أما الطلب الاكثر صعوبة فهو شرب الدم أو شم الدم ‪ ،‬أو القيام بضيافة‬ ‫كبيرة تستمر مع حفلة الزار حتى صباح اليوم الثاني ‪ .‬اما عن أنواع الأكلات الشعبية المقدمة‬ ‫‪ .‬في حفلة الزار فهي بحسب طلب الزار نفسه‪ .‬أحيانا تذبح الذبائح واحيانا يكتفى بالحلوى‬ ‫والمسكرات والفواكه‪ ،‬وكانت المفاجأة بالنسبة لنظرة (أبو الزار) لهذا النوع من العلاج بان‬ ‫يعتبره نوعا من الفنون التي تطرب الانسان‪ ،‬فالطرب والتجاوب مع الغناء ودق الطبول‬ ‫‏_ ‪ ٦١‬۔‬ ‫والرقص وتلبية الطلبات تعبر عن أساليب شعبية استطاعت ان تخلص الانسان من بعض‬ ‫همومه وقلقه ‪.‬‬ ‫نماذج من أغاني الزار ‪:‬‬ ‫وهو يامابيت“ وهو ناديت ما بيت‪ ،‬وهو ياديره ‪5‬‬ ‫وهو ناديت الزار‪ .‬وهو ناديت سيف‬ ‫وهو ناديت الزار‪ .‬وهو من كل دار من البحور والسيوح‪ .‬وهو من كل دار وهو يانمرود ‪5‬‬ ‫وهو يالدرعى {} وهو يالييان© وهو ياشيطان ‪.‬‬ ‫آلوه ياه وآلوهإ دويه يامورد الأوراد‪ ،‬هي ياماماإ يوسيف هي ياماما‪ ،‬وانورد يوسيف‪،‬‬ ‫هي ياماماإ ورودية ‪.‬‬ ‫هى ياماما‪ .‬وانورد ياسيف‬ ‫أغنية الجنية‪ :‬الجنية كفاك الله{ بليتينى بلاك الئه‪ ،‬بليتينى بلاك الرب‪ ،‬كفاك الرب‪٥‬‏‬ ‫جنية عطاك الجنان‪ .‬عظيم باسم الله يالرضية ويتنزل ياشيخ الجان بسم الله يالرضية ‪ ،‬وتنزل‬ ‫ياشيخ الجان ‪.‬‬ ‫أغنية الشيطان‬ ‫ياى‬ ‫لو‬ ‫الرياح‬ ‫جدم‬ ‫شيطان بن شيطان لوه جاي‬ ‫جاي‬ ‫ظهر‬ ‫الرياح‬ ‫مقدم‬ ‫شيطان بن هيمان لو ياي‬ ‫ن‬ ‫رضي‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫بياكم زائرين نحن الشياطين‬ ‫‏‪ ١‬لشيطا ن‬ ‫على‬ ‫با لجنى‬ ‫يوب‬ ‫ا‬‫يوريح ل‬ ‫ا‪١‬‏ لحن‬ ‫به‬ ‫ريحان‬ ‫يوه‬ ‫الزار‬ ‫وأنت‬ ‫ياشيمال‬ ‫شمللموه‬ ‫الهيمان‬ ‫ورد من‬ ‫جنى‬ ‫تفرق الخل مل خليله‬ ‫رفيم الشأن سماح الخطايا‬ ‫أنا الزار واخوه أنا ما وفوني‬ ‫وأنا ما بلونى‬ ‫خذوه‬ ‫شربة‬ ‫أولافني‬ ‫بكرة‬ ‫على‬ ‫صافي‬ ‫الزار توه لافي على مورد‬ ‫شيخ‬ ‫فرشناله‬ ‫الشامي‬ ‫زل‬ ‫اله‬ ‫وردن‬ ‫وردي‬ ‫ورد‬ ‫عملناله‬ ‫وعود الصنفى‬ ‫‏‪ ١‬ديناله‬ ‫بطلب‬ ‫وما‬ ‫يو سراح ناشرين يو صراح داشرين‬ ‫‪ ٦٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫نماذج من الأدب الشعبي‬ ‫أما بالنسبة للأنياط التراثية الموظفة للمناسبات الكبرى في المجتمع كالدخول في حرب ۔‬ ‫أو مواجهه أشكال من التغيير ويحتاج الأفراد فيها الى تهيئة نفسية } وثقة عالية لمواجهتها‪.‬‬ ‫أو الملاحم أو‬ ‫فنجد البعد النفسي واضحا بشكل جلي في الاغاني المستخدمة لذلك‬ ‫الرقصات الشعبية ‪ .‬أو ذكر سير البطولات للأجداد‪ .‬وتمارس هذه الانماط في شكل جماعي‬ ‫يساعد على نشرها‪ .‬وتحقيق الفائدة منها‪ .‬فلو أخذنا بعضا من الشعر الشعبي الذي ساعد‬ ‫في بث روح البطولة بين أفراد المجتمع في فترة أزمة الخليج ‪ ،‬فسنجد ان هناك قصائد رائعة‬ ‫كان لها صدى كبير لدى أفراد المجتمع ‪ ،‬وكان من القصائد ما ألهب المشاعر وشحذ الهمم‬ ‫وشجع الشباب على الانخراط في سلك القوات المسلحة كمتطوعين للدفاع عن الوطن‬ ‫والذود عن حياضهك{ ومن هذه القصائد قصيدة للشاعر حمد بن سهيل يقول فيها ‪:‬‬ ‫‪ . . . . .‬واحموا الدار ضد الطامعين‬ ‫ياشباب الوطن لبوا نداكم‬ ‫وكان لهذه القصيدة التي غنيت على شكل رقصة (الحربية) وهي من فنون العيالة وقع‬ ‫خاص على الناس لم يألفوه من قبل وذلك يؤكد ما وصلنا إليه من نتيجة ترى ان الادب‬ ‫الشعبي وخاصة الشعر منه يصل الى العامة من الناس والخاصة منهم ‪.‬‬ ‫وقصيدة اخرى ايضا تؤكد على ما ذكرنا عن أهمية الشعر ومدى تأثيره في النفويس‪ ،‬وهي‬ ‫قصيدة وطنية ايضا قيلت إبان فترة (أزمة الخليج) وتغنى بها الطفل قبل الكهل وهي للشاعر‬ ‫سعيد القمزى‪ ،‬ويقول مطلعها‪:‬‬ ‫رف يا علم في عالي السارية رف‬ ‫كلنا فداك وكلنا نموت دونك‬ ‫رف في حمى شيخ علا المجد واشرف‬ ‫رواك عز ولاتهاون بصونك‬ ‫رف بشموخ حول الشمس تلتف‬ ‫وعانق خيوط الشمس وافخر بلونك‬ ‫ولا يستخدم الشعر في المواقف البطولية فقط‪ ،‬بل ان اغراضه تتعدد بشكل واضح كيا‬ ‫هو الشعر الفصيح ‪ ،‬إذ نجد له وجودا في العديد من أوجه الحياة الاجتياعية ‪ .‬فهو عنصر من‬ ‫عناصر التراث الأكثر انتشارا‪ .‬وتداولا بين أفراد المجتمع © سواء كان في الماضي ام في الحاضر‬ ‫‪ ٦٢٣‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫حيث استطاع هذا الشعر بالفعل ان يفجر ابداعات أدبية رائدة ني المنطقة ‪ ،‬وهو بهذا يضيف‬ ‫ويساهم في خلق اتجاهات فكرية جديدة‪ .‬وتصورات جديدة حول المرأة والرجل والعلاقة‬ ‫الشعر النبطي وموضوعاته‬ ‫بيغهيا ‪ .‬واثارة بعص القضايا الاجتياعية من خلاله © ومن أغراض‬ ‫المعروفة ۔ الغزل‪ ،‬الشعر الاجتماعي ى البداوة! فنجان القهوة الناقة‪ ،‬الخيل‪ ،‬الصقور‬ ‫الغوص والبحر النصائح ‪ .‬الحكمة الأمثال‪ ،‬التوجه الى الله ث الوطن‪ .‬القضايا السياسية‬ ‫والقومية‪ .‬المدح‪ .‬الرثاء ‪ ،‬الفخر الهجاء‪ ،‬الذم‪ .‬شكوى الزمان الوصف الحياة اليومية ©‬ ‫المشاركة في الأحداث والمناسبات } الفكاهة ‪ .‬ر‪)»١٥‬‏‬ ‫نماذج من أغراض الشعر ‪:‬‬ ‫أول ۔ شعر الحكمة ونستعرض هنا بعضا من أشعار رائد الحكمة الشاعر الكبير الماجدي ابن‬ ‫ظاهر الذي يقول ني احدى قصائده ‪:‬‬ ‫مادامت إلا لمن يداوم بالتقى‬ ‫دار المقر ومنتهاك إلا لها‬ ‫والآخرة لازم وخير مالدنا‬ ‫نفيها والشقا ضد التقى‬ ‫شاجين‬ ‫أبقى لها ‏(‪)١٦‬‬ ‫ولا ذاك إلا الصالحات‬ ‫ثانيا ‪ :‬الشعر الاجتماعى ‪:‬‬ ‫قصائد‬ ‫ونظموا‬ ‫‘‬ ‫وا لموا طن‬ ‫‏‪ ١‬لوطن‬ ‫قضايا‬ ‫مرن خلاله‬ ‫وطرحوا‬ ‫تغنى به ‏‪ ١‬لشعرا ء ‪.‬‬ ‫وهو نموذج‬ ‫تفاعل معها الناسك وأدركوا من خلالهما أبعاد القضايا الاجتماعية التى يعيشونها فوجدوا‬ ‫الصوت الصادح الذي غرد بها على الملأ‪ ،‬من ذلك قول الشاعر سالم بوجمهور القبيسي في‬ ‫حديثه عن قضية العيالة الوافدة إذ يقول‪:‬‬ ‫نفسية‬ ‫وحرب‬ ‫خوف‬ ‫بين‬ ‫ونتا لم‬ ‫نشكي‬ ‫متى‬ ‫لي‬ ‫منسية‬ ‫النسيان‬ ‫فى‬ ‫وناس‬ ‫تتنعم‬ ‫الراحات‬ ‫في‬ ‫ناس‬ ‫‪.٩٩٩‬‬ ‫‪ ١٩٩٠‬صفحة‪‎‬‬ ‫‪ )٥‬الشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية ۔ القسم الثاني ۔ الطبعة الأولى‪‎‬‬ ‫‏‪ )٦‬الماجدى بن ظاهر حياته وشعره جمع وتحقيق حمد بوشهاب وابراهيم بو ملحة مطبعة دبي ۔ الطبعة‬ ‫‏‪. ٢٠‬‬ ‫الأاولى ‏‪ ١٩٨٤‬ص‬ ‫‏‪ ٦٤ _ -‬۔‬ ‫دراسية‬ ‫بنظرة‬ ‫ننا‬ ‫نهتم‬ ‫يديارنا‬ ‫واجب‬ ‫وسواسية‬ ‫عدل‬ ‫قى‬ ‫ز‬ ‫ونرسم‬ ‫المستقبل‬ ‫ننظر‬ ‫الحية‬ ‫أنفاسنا‬ ‫نفطها‬ ‫العالم‬ ‫قبلة‬ ‫هي‬ ‫دارنا‬ ‫؛{؛{ا‪)١‬‏‬ ‫جنسية‬ ‫بمليون‬ ‫خصت‬ ‫ادم‬ ‫نسل‬ ‫فيها‬ ‫احتشر‬ ‫‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لنصائح‬ ‫‪ :‬شعر‬ ‫ثالثا‬ ‫ومن الشعر الجميل الذي تتناقله الالسن شعر النصح والارشاد ومنه ما قاله المجدي ابن‬ ‫ظاهر (في نصيحته الدينية) ‪:‬‬ ‫والشهادة والصيامى‬ ‫صلاتك‬ ‫ما فيه أو تمامي ‏(‪(١٨‬‬ ‫ونطق الصدق‬ ‫ا لزكاة‬ ‫وا لزا م‬ ‫أ لبيت‬ ‫وحج‬ ‫والبحر ‪:‬‬ ‫الفوص‬ ‫شعر‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬ ‫وكا تحدثنا سابقا في هذه الورقة عن أثر البحر والصحراء في تأصيل الثقافة الشعبية { فإننا‬ ‫هنا ناخذ مثالا من هذه الثقافة التي كان البحر الرافد لماء والمساعد الأول على ظهورها من‬ ‫‏‪ ٠‬محاورا‬ ‫في الامارات‬ ‫معزوف‬ ‫الشاعر محمد علي المزروعي وهو غواص‬ ‫إذ يقول‬ ‫الشعر‬ ‫خلال‬ ‫‪ ١‬لبحر‪: ‎‬‬ ‫ا ل ولية‬ ‫‏‪ ١‬لعهود‬ ‫ونستى‬ ‫الحد ود‪‎‬‬ ‫وطم‬ ‫‪ ١‬لبجر‬ ‫طا ش‪‎‬‬ ‫جهود‪‎‬‬ ‫ارمس‬ ‫قا ل‬ ‫أ نشده‬ ‫سرت‬ ‫(‪١‬؛‪)١‬‏‬ ‫ا لموج عيه‬ ‫وزادت وسوى‬ ‫النود‪‎‬‬ ‫هبة‬ ‫لي من‬ ‫واشتاق‬ ‫تقول الشاعرة شيخة بنت حمداا؟)‪ .‬۔ عن (القفال) والعودة الى الأهل وانتظار النساء‬ ‫بكل لهفة وشوق وامل ليوم العودة الذي يلقينه بكل خوف ورجاء ‪:‬‬ ‫المعاريف‬ ‫جمل‬ ‫وتباشروا‬ ‫بدانات‬ ‫ويوا‬ ‫لغخوص‬ ‫مدوا‬ ‫ووقوف خلق الله على السيف‬ ‫بين الغواني والمواليف‬ ‫وأسسوا على أنسه وخفات‬ ‫ويقول دوكم يالساعيف‬ ‫والنواخذه يعطى بلميات‬ ‫ابوظبي ۔ الطبعة الأولى‪١٩٨٣ ‎‬‬ ‫مطابع الظفرة‬ ‫ديوان روائح النود‬ ‫‪ )٧‬الشاعر سالم بن جمهور القبيسي‬ ‫‪.٧٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‏‪ )٨‬الماجدى بن ظاهر حياته وشعره (حمد بو تهاب وابراهيم بوملحة) الطبعة الأولى ۔ دي ‏‪ ١٩٨٤‬ص‬ ‫‏‪. ٧٧‬‬ ‫‏‪ ١‬لشعر ‏‪ ١‬لشعبي رقم ‏‪ ٣‬وزارة‬ ‫سلسلة دوا وين‬ ‫‏‪ ( ١٩‬الشاعر خميس حمد المزروعي (جمع وشرح فالح حنظل)‬ ‫‏‪. ١٢‬‬ ‫الاعلام والثقافة ۔ الادارة الثقافية ‪-‬ابو ظبي ۔ المطبعة العصرية ص‬ ‫‪.)١٥٦‬‬ ‫‪ )٠‬غسان الحسن (المرجع السابق ص‪‎‬‬ ‫نقدم كذلك نياذج من شعر «الشاعر سعيد الحميرى» الذي جاءت في شتى الأغراض‬ ‫الاجتماعية فهو يخلد الماضى في هذه القصائد ويحفظ التراث كأغنية للحاضر‪ .‬ويتذكر الأوائل‬ ‫من أجيال هذا الوطن واصفا معانيهم وأساليبهم البسيطة في الحياة مثنيا على كرمهم وتفانيهم‬ ‫في خدمة هذا الوطن حيث يذكر أعيالهم الشاقة والبسيطة ومردودها البسيط من المال بأنها‬ ‫أشرف وأنبل الأعمال‪ .‬ويشيد بجلساتهم السمرية حول الحظيرة وهو جلس خارج المنزل‬ ‫يجلس فيه الرجال على شكل حلقة دائرية تدور فيها السوالف والحكايات والنوادر الفكاهية‬ ‫والقصائد الشعرية ‪ .‬ويعكس صورة مجتمع يلفه التازر والتراحم بعاطفة الأخوة وجمعهم‬ ‫احترام الصغير للكبير‪ .‬وعطف الكبير على الصغير ‏‪,٢١‬‬ ‫العيال‬ ‫ويربون‬ ‫للبيت‬ ‫يكدون‬ ‫لول‬ ‫شوابنا‬ ‫ليبال‬ ‫ولاسمر‬ ‫ملقاف‬ ‫من الحطب ضوه يحرقون‬ ‫ورمال‬ ‫وعر‬ ‫طريقهم‬ ‫كله‬ ‫ولي اطرشو بدرب يمشون‬ ‫المال‬ ‫من‬ ‫هين‬ ‫مردودهم‬ ‫اهناك في الساحل يبيعون‬ ‫والهال‬ ‫وعليه حطو البن‬ ‫يشرون‬ ‫السوق‬ ‫من‬ ‫واللير‬ ‫لفعال‬ ‫ذربين‬ ‫وتقهويو‬ ‫ما يوون‬ ‫وزاقرو من عقب‬ ‫ما لبال‬ ‫الهم‬ ‫ايزيح‬ ‫شوفهم‬ ‫لحزون‬ ‫بتخوز‬ ‫زرتهم‬ ‫انذ‬ ‫وأشكال‬ ‫لون‬ ‫عليها‬ ‫دار‬ ‫يشتون‬ ‫دايم‬ ‫البادية‬ ‫في‬ ‫لجبال‬ ‫زينات‬ ‫وتياورن‬ ‫يبنون‬ ‫فيه‬ ‫سنح‬ ‫وبيوت‬ ‫في الليل يوم العام اذهال‬ ‫يغنون‬ ‫مرتاحه‬ ‫والناس‬ ‫«‬ ‫و‬ ‫اركاب‬ ‫عزبة‬ ‫عند‬ ‫ليعاد‬ ‫حياته‬ ‫حلوه‬ ‫البدوى‬ ‫باله مان‪ :‬شاب‬ ‫ومديح‬ ‫بهاته‬ ‫الخاطر‬ ‫سلوة‬ ‫هيه‬ ‫مطاب‬ ‫الضيفان‬ ‫ويكرم‬ ‫نكاته‬ ‫ويبلغ‬ ‫أيبيع‬ ‫اصلاب‬ ‫لول فيهم‬ ‫والناس‬ ‫احساب‬ ‫ماله‬ ‫خسره‬ ‫واليوم‬ ‫فاته‬ ‫الوقت‬ ‫ذاك‬ ‫لكن‬ ‫اتعاب‬ ‫لو بيده‬ ‫ما بحسب‬ ‫‪ )١‬الشاعر عتيق الحميري ‪ .‬لوحة مشرقة في الأغراض الاجتياعية ‪ .‬جريدة الاتحاد‪ ٢٨ ‎‬نوفمبر‪١٩٩ ٢ ‎‬‬ ‫‪.٢٦‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٦٦‬۔‬ ‫قدمت الدراسة إذا مجموعة من مأثوراتنا الأدبية المتمثلة في الشعر الشعبي استطعنا من‬ ‫خلالها ان نجمع تلك الاغراض الشعرية التي عبرت عن ذلك المجتمع البسيط بثقافته وقيمه‬ ‫ا لا جتيا عي ‪.‬‬ ‫ونظا مه‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ١‬لشعبية‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لفنو ن‪‎‬‬ ‫أما عن الفنون وخاصة فن الرقص فنذكر من أنواعها (العيالة) التي تعتبر من أشهر‬ ‫الرقصات وأقدمها‪ .‬ويكاد لا يخلو أي عرس في مجتمع الامارات من مشاركة فرقة العيالة‬ ‫التي يتغني فيها أعضاؤها بحب الوطن الفروسية ‪ 5‬والشجاعة ‪ ،‬والغزل ‪ ،‬والوصف وتقوم‬ ‫الرقصة على مجموعة من الرجال ربيا يتعدى عددهم الكلي ‏‪ ٣٠‬رجلا يقفون في صفين‬ ‫متقابلين‪ .‬ويكون فهم (عجيد) أي قائد يلقى الشعر فيردده الرجال أعضاء الفرقة ث ويقوم‬ ‫الآخرون وأغلبهم من الضيوف بتأدية رقصة العيالة وهم حاملو السيوف والبنادق تعبيرا عن‬ ‫الفرحة وتأصيلا لعادة حمل السلاح أثناء حضور مراسم الأعراس ‪.‬‬ ‫ومن أغاني العيالة المعروفة نذكر قصيدة يتغنى فيها الرجال بالشجاعة فيقولون ‏(‪)»٢!٢‬‬ ‫ا لقبائل‬ ‫وتعزنا‬ ‫وتعزنا‬ ‫تنصرنا‬ ‫ها بنا‬ ‫‏‪ ١‬لعمدو‬ ‫حتى‬ ‫يامركبنا‬ ‫‏‪ ١‬لزبون‬ ‫يا نديبى شدني فوق حرات‬ ‫من أصل صبيان شقراء حايره‬ ‫العالين‬ ‫عمه‬ ‫بأولاد‬ ‫يعتز‬ ‫شرد‬ ‫‏‪ ١‬للي‬ ‫‏‪ ١‬خصيم‬ ‫‪.١٠٠١‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫قايد بادية الامارات تقاليد وعادات» الطبعة الأولى عام‪‎‬‬ ‫‪ ) ٢‬حسن‬ ‫‏_ ‪ ٦٧‬۔‬ ‫نماذج من الأمثال الشعبية المعروفة في الخليج‬ ‫‪« ١‬انت أمير وأنا أمير ۔ من يقود الحمير»‪. ‎‬‬ ‫المعنى ‪ :‬يضرب للانسان الذي يرى نفسه مسئولا عن كل شىء ولا ينجز الأشياء‬ ‫المطلوبة منه‪ .‬لأنه مسئول واذا كان الأمر كذلك فمن سيؤدي العمل إذن؟ ! !‬ ‫‏‪« ٢‬الصافع ينسى والمصفوع ما ينسى»‪.‬‬ ‫يضرب حين يسىع المرء لانسان اخر قد تربطه به علاقة طيبة عندها المسيىعء ينسى‬ ‫إساعءته لكن المساء إليه لايمكن ان ينسى ‪.‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ » الدراهم مراهم‬ ‫يعنى المثل ‪ :‬ان الدراهم عند المرء هي خير معين له وقت الشدة والحاجة ‪.‬‬ ‫«التاوه تعيب على الجدر »‪.‬‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫معنى المثل ‪ :‬ان الانسان إذا نظر الى عيوبه وأدركها فليس بإمكانه ان يعيب على‬ ‫الآخرين‪ ،‬فهو أولى بأن يعالج عيوبه الشخصية أولا‪.‬‬ ‫‏‪« ٥‬التمر بالخص والعيش بالقص !‪.‬‬ ‫المعنى ‪ :‬ان الحياة تتطلب الحكمة والتأني وكل أمر مقدور عليه بعد ذلك ‪ ،‬وان لكل‬ ‫موقف يطرأ على الانسان طريقة معينة للتعامل معه بكل سلاسة وفن واتقان ‪.‬‬ ‫« البيت بيتك والمسجد أدفأ لك »‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫هي عبارة ينطقها الانسان البخيل الذي يخاف الضيوف ويتأفف من دعوتهم الى منزله‬ ‫حينها يكون المسجد أدفأ لهم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔« إش عرف الحمار بأكل الكنار »‪.‬‬ ‫يضرب للانسان الذي لا يعرف كيف يتعامل في المواقف الجميلة‪ .‬كالحيار الذي يأكل‬ ‫الأعشاب “ ولكنه لا يحبذ (النبق) رغم جمال طعمه ‪.‬‬ ‫‏‪ « ٨‬إشلك بالبحر وأهواله ‪ :‬ورزق الله على السيفه»‪.‬‬ ‫معنى المثل‪ :‬يضرب للشخص الذي يبحث عن المتاعب للوصول الى هدف ما‪. .‬‬ ‫ويغفل الطرق السهلة المتاحة له‪.‬‬ ‫‏‪ ٦٨ _-‬۔‬ ‫‪ ٩‬۔ه اذن من طين واذن من عجين‪.» ‎‬‬ ‫يضرب المثل ‪ :‬لمن يسد أذنه عن الحديث بالطين والعجين فيصبح مثل الاطرش لا يعي‬ ‫ما يدور حوله من أحداث ‪.‬‬ ‫« إللى ما عنده حيلة يلعب التيله » ‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫يضرب المثل‪ :‬للانسان العاطل عن العمل‪ .‬فالأفضل له ان يبحث عن عمل يسليه‬ ‫ويدر عليه ربحا مهيا كان حجم هذا العمل‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬ه اللي تقصه الخوصة ما يبى سكين »‪.‬‬ ‫هو مثل للدعوة الى تسهيل الأمور وعدم تعقيدها‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔« الصيدة عيزانه والكلب عيزان »‪.‬‬ ‫يضرب المثل للشخص الذي تتاح له الفرص فلا يستغلها بالشكل الصحيح ‪ ،‬فلا هو‬ ‫يصل اليها ولا هي تصل إليه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬ه الصديج قبل الطر يج او الصديق قبل الطريق » ‪.‬‬ ‫يضرب المثل لأهمية ان يكون للانسان صديق مخلص يرافقه ويخاف عليهإ فكيا هو يسير‬ ‫الدرب فإن اختيار الصديق أهم قبل البدء في أمر ما‪ ،‬لأن الصديق يظهر عند الشدائد‬ ‫والمليات ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔« الحب يطلع على بذره »‪.‬‬ ‫معنى المثل ‪ :‬ان المولود يظهر على أبيه فإذا كان حسن الخلق تشرب منه الأخلاق الحسنة }‬ ‫وإذا كان سىء الأخلاق كان الطفل مثل أبيه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔« الطويلة ما تنرقه والقصيرة فيها شوك »‪.‬‬ ‫يقال هذا المثل ‪ ،‬لمن يحتار بين أمرين فلا هيوستطيع الوصول اليه لبعده{ ولا هيوستطيع‬ ‫كالشجرة الطويلة لايطالها والشجرة القصيرة‬ ‫تناوله في يده بسبب عوائق تحول دون ذلك‬ ‫مليئة بالأشواك ‪.‬‬ ‫‏‪ « ٦‬الحقران يقطع المصران »‪.‬‬ ‫ولكنه لا‬ ‫يضرب المثل لمن أراد ان يتجاهل انسانا يحبه ويتعاطف معه ‪ -‬فإنه يعيش معه‬ ‫محادثه أو يتعامل معه بشكل واضح ‪.‬‬ ‫‪ ١٧‬۔«ا للي ما يعرف الصقر يشويه‪. » ‎‬‬ ‫حسره‪. ‎‬‬ ‫ا لشى ء حتى‬ ‫قيمة‬ ‫هذاا لمثل لمن لا يعرف‬ ‫يضرب‬ ‫‪ ٨‬ه لو تزيد فوق الدين دين ۔ ما تطلع من حق الوالدين‪. » ‎‬‬ ‫يضرب المثل في حب الوالدين وضرورة طاعتهيا والاحسان اليهيا‪. ‎‬‬ ‫‪ « ٩‬يا أعور يامهندس يوم ما تشوف تلسس‪». ‎‬‬ ‫يضرب المثل للانسان الذي يريد الشىء وهو أمامه فلا يراه‪. ‎‬‬ ‫« البعد بعد القلوب مو بعد الدروب‪». ‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫يضرب المثل لمن أراد ان يبحث عن اعذار لموقف ما فلا تقبل لأن البعد ليس بعد المناطق‪‎‬‬ ‫والمساحات وإنيا هو جفاف القلوب وابتعادها عن بعضها‪‎.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫لا نجد أفكارا جديدة نختم بها هذه الدراسة سوى اننا نكرر ما تطرق إليه الدارسون‬ ‫من قبلنا في موضوع التراث الشعبي ‪ ،‬وأشرنا إليه نحن كذلك في دراساتنا السابقة حول‬ ‫نفس الموضوع ‪ ،‬وهو اننا جميعا قد طرحنا حواراتنا السابقة للاجابة على التساؤلات التي كانت‬ ‫ملحة سابقا‪ ،‬وهي ماذا يقدم لنا هذا الموروث؟ وماذا يريد الانسان العربي من موروثه‬ ‫الشعبي؟ ‪ .‬وكيف يمكن ان تحسم هذه المواقف الدائرة حول الموروث؟ الموقف الرافض له‬ ‫والموقف المؤيد؟ ثم التساؤل الأهم وهو هل يمكن ان يكون هذا الميراث الحضاري للانسان‬ ‫في المجتمع العري مخزونا تنطلق منه كافة مشروعات التغيير فيه؟ ‪.‬‬ ‫إننا في هذه المرحلة الجديدة‪ .‬وفي هذه الندوة على وجه الخصوص نجد انفسنا قد حققنا‬ ‫جزءا من مهمة المرحلة السابقة وهي مهمة الجمع والتصنيف واعداد المادة المكتوبة المسجلة‬ ‫لكافة أنواع الموروثات الشعبية ‪ .‬ومن الممكن ان تستمر هذه المهمة لتكتمل وتتحتز‪ .‬ني كافة‬ ‫مجتمعاتنا العربية‪ .‬ولكن الأهم الآن أن يطرح مشروع جديد هو الذي يستطيع ان يحقق‬ ‫النقلة النوعية في كيفية الاستفادة من هذا الموروث الشعبي ‪ .‬على ان يكون هذا المشروع‬ ‫تكامليا على مستوى الوطن العربي تتضامن فيه كافة الجهود العلمية بشكل موحد يحل لنا‬ ‫وهي اشكالية التجزئة والتباعد بين‬ ‫الاشكالية التي نعيشها اليوم في دراستنا حول الموروث‬ ‫الباحثين على مستوى وطننا العربي ‪ .‬إننا بذلك نرد على كافة الأصوات المنادية بالاهتمام‬ ‫بالتراث ‪ ،‬ونستشهد ببعض ما كتب في صحفنا المحلية من رأي حول نفس القضية ‪.‬‬ ‫وفيه الأسس التكوينية‬ ‫«إن تراثنا الشعبى تراث غني زاخر بالصبر والتجارب‬ ‫لشخصياتنا‪ .‬وهذا التراث يعيش صراعا مع التحول السريع نحو المدنية إ تكاد أدواته تطغى‬ ‫مما بدا يشكل نوعا‬ ‫على مضمونه‪ .‬فتبقى محافظتنا على شكل التراث “‪ ،‬وينحسر المضمون‬ ‫من انفصام الشخصية الاجتياعية» ويدفع بنا إلى دوامة من المشكلات الدخيلة على بيئتنا‪.‬‬ ‫ويخرج في النهاية بوضع التصور على ضرورة الربط بين شخصيتنا التراثية‪ .‬وذلك من خلال‬ ‫تطوير أدوات موروثنا الشعبي ‪ ،‬لتتناسب مع الحياة العصرية التي نعيشها‪.‬‬ ‫ويقترح ان يكون ذلك بالاستفادة من تراثنا الشعبي في تربية اجيالنا‪ .‬وجذبهم الى‬ ‫الارتباط بشخصيتهم التاريخية‪ .‬وتسريع دورة عجلة الدراما الخليجية وتوظيف الموروث‬ ‫الشعبى فيها واعادة الصور التاريخية المضيئة الى العقل الجمعى لاجيالنا الشابة من خلال‬ ‫‪.‬‬ ‫هذه الدراما ‪ .‬‏)‪(٣‬‬ ‫لقد حان الوقت إذاً للتفكير والعمل على ايجاد علاقات مباشرة بين اكبر قضيتين تشغلان‬ ‫انساننا العري اليوم‪ .‬وهي قضية التنمية‪ ،‬وقضية التراث (والتراث الشعبي على وجه‬ ‫وكيف يمكن ان يكون هذا التراث ميدانا خصبا تجد فيه مشروعات التنمية‬ ‫الخصوص)‪.‬‬ ‫كافة متطلباتها‪ ،‬بالاضافة الى ما يمكن ان يعطيه هذا التراث من خصوصية وأصالة لبرامج‬ ‫الذي‬ ‫التغيير في هذه المجتمعات ‪ .‬إذا طالما عانت مجتمعاتنا من حدة التحديث الغربي‬ ‫ساهم في اعادة انتاج التخلف بدلا من التخلص منه ‪.‬‬ ‫اننا اذا امام تحد يحتاج الى وقفة متأنية لنعيد النظر في تراث وحضارة هذه المجتمعات سواء‬ ‫كانت الحضارة المادية أو اللآمادية ‪ .‬فلربما كان موروثنا هذا يستطيع ان يبعث الحياة فينا من‬ ‫ويرسخ قيمه القديمة بدلا من القيم الحديدة التي تشكلت في هذه المجتمعات‬ ‫جديد‬ ‫أصبحت احد أهم عوائق التغيير فيها‪ .‬وربيا نكون قد اجتزنا تلك اللحظات الحاسمة التي‬ ‫كنا نبحث فيها عن هويتنا القومية وجذورنا الحضارية ‪ ،‬وتقاليدنا الوطنية ‪.‬‬ ‫واننا قد توصلنا الى معرفة ماضينا وحاضرنا‪ ،‬وما علينا سوى الانطلاق نحو التخطيط‬ ‫لمستقبلنا‪ .‬وهنا نؤكد على أهمية ابراز الموروث في ظل اطار الشخصية القومية العربية‬ ‫الواحدة‪ ،‬ونتوقف عن الحديث عن المسميات الحديدة كالشخصية الخليجية } او الشخصية‬ ‫ربيا الاماراتية والكويتية ‪ ،‬إنها تشوهات فكرية لابد من الكشف عنها ولابد من الوعي ان‬ ‫التفاعل الخلاق لايمكن ان يكون إلا في اطار الشخصية العربية الواحدة ‪.‬‬ ‫‪ ) ٢٣‬حبيب الصايغ ‪ :‬عمود في الحقيقة «دراما» جريدة الخليج ‪ .‬الاثنين ۔ جمادى الأولى‪. ‎‬ه‪٣١٤١‬‬ ‫‪ ٧١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ملحق رقم ( ‏‪) ١‬‬ ‫دليل للمقابلة الخاصة بحفلة الزار ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬اين يقام الزار؟ وفي أي الأوقات؟ وأي الشهور المستحسنة للزار؟‬ ‫‏‪ ٢‬۔ هل يمارس الزار الرجال أم النساء؟‬ ‫‏‪ ٣‬۔ ومن هم الاكثر؟‬ ‫‏‪ ٤‬كم القيمة التي تدفع للشيخ الذي يقوم بالزار؟‬ ‫ه ۔ هل تختلف القيمة من ناس إلى اخرين؟‬ ‫‏‪ ٦‬ما هي أنواع المأكولات المستخدمة؟‬ ‫‏‪ ٧‬ما هي المواد المستخدمة؟‬ ‫‪٨‬۔كم‏ يوما يستمر الزار؟‬ ‫‏‪ ٩‬هل يشرب الدم في الزار؟‬ ‫‏‪ ٠‬ماذا تسمى المرأة المريضة والتي تخضع لعلاج الزار؟‬ ‫ماذا يسمى المطوع نفسه؟‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢‬ما هى الأدوات الموسيقية المستخدمة في الزار؟‬ ‫‏‪_ ٣‬ما هي الأمراض التي تعالج بالزار؟‬ ‫‪٤‬ا۔ماهي‏ أسماء الاسياد؟ وما أوامرهم؟‬ ‫‏‪ ٥‬ما هي أغاني الزار؟ وما هي موسيقاه؟‬ ‫‪-٦‬۔‏ هل هناك مصاغ خاص بحفلات الزار؟‬ ‫‏‪ - ٧‬الملابس للزار ؟‬ ‫‏‪ - ٨‬أذكر بعض الحكايات حول الأرواح وما فعلته في البشر؟‬ ‫‏‪ ١‬لمر ‏‪ ١‬جع‬ ‫الناشر‬ ‫‏(‪ )١‬السيد حافظ الأسود ۔ الصبر في التراث الشعبي المصري ‪ ،‬دراسة انثروبولوجية‬ ‫منشأة المعارف بالاسكندرية ۔ ‏‪.١٩٩٠‬‬ ‫رمز الأفعى في التراث العربي‪ ،‬مكتبة الشباب‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٢‬ثناء أنس الوجود‬ ‫‏_ ‪ ٧٢‬۔‬ ‫)‪ (٣‬حسن حنفي ۔ التراث والتجديد موقفنا من التراث القديم ۔ المؤسسة الجامعية‬ ‫للدراسات والنشر والتوزيع ۔ الطبعة الرابعة ‪١٩٩٢‬م‏ ‪ -‬بيروت ‪/‬لبنان ‪.‬‬ ‫دار الحداثة ۔‬ ‫(‪ (٤‬فرحان صالح _ جدلية العلاقة بين الفكر العربي والتراث ‪ ،‬رؤية نقدية‬ ‫الطبعة الأولى ۔ ‏‪.١٩٨٣‬‬ ‫)‪ (٥‬مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ث ندوة التخطيط لجمع وتصنيف ودراسة‬ ‫الأدب الشعبي ‪-‬سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج‬ ‫والجزيرة العربية ۔الندوة الأولى ۔الطبعة الأولى ۔قطر ‪-‬نوفمبر ‏‪.١٩٨٤‬‬ ‫(‪ (٦‬مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية‪ ،‬ندوة التخطيط لدراسة الثقافة المادية‬ ‫والفنون والحرف الشعبية‪ .‬سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبي لمنطقة‬ ‫الخليج والجزيرة العربية‪ .‬الندوة رقم ‏(‪ ٢ .)٤‬۔ ‏‪ ٦‬فبراير ‏‪ .١٩٨٥‬الطبعة الأولى ۔‬ ‫الدوحة ۔ قطر‪.‬‬ ‫)‪ (٧‬محمد أركون ۔ مركز دراسات الوحدة العربية ۔ ندوة التراث وتحديات العصر في‬ ‫الوطن العربي (الأصالة والمعاصرة) ‪ 3‬الطبعة الأولى ۔ بيروت ‏‪. ١٩٨٥‬‬ ‫(‪ (٨‬على عبدالله الخليفة ۔ عناصر الأصالة في الثقافة القومية ‪ .‬مجلة التراث الشعبى ‪ -‬وزارة‬ ‫الثقافة والاعلام ۔ دائرة شؤون الثقافة والنشر ۔ العدد ‏‪ ٦ . ٥‬السنة ‏(‪ )١٥‬بغداد‬ ‫‏‪.١٩٨٤‬‬ ‫وغير المنشورة‬ ‫المنشورة‬ ‫الأبحاث‬ ‫مجلة عالم الفكر ۔ المجلد السادس ۔ العدد‬ ‫(‪ (١‬أحمد رشدي صالح ۔ الفنون الشعبية‬ ‫الرابع ‏‪. ١٩٧٦‬‬ ‫(‪ (٢‬أحمد رشدي صالح ‪ -‬الفولكلور والتنمية مجلة عالم الفكر ۔ المجلد السادس ‪ _-‬العدد‬ ‫الرابع ‏‪. ١٩٧٦‬‬ ‫)‪ (٣‬حسين فهيم ۔ التراث الشعبي في أدب الرحلات ۔ نظرة منهجية ۔ مجلة المأثورات‬ ‫الشعبية ۔ العدد ‏‪ ٥‬۔ يناير ‏‪. ١٩٨٧‬‬ ‫مجلة عالم‬ ‫(‪ (٤‬صفوت كمال ۔ مفاهيم بحث الفولكلور العربي بين الأصالة والمعاصرة‬ ‫(يناير‪ ،‬فبراير‪ .‬مارس ‏‪.)١٩٧٦‬‬ ‫الفكر ۔ المجلد السادس ‪ -‬العدد الرابع‬ ‫‏_ ‪ ٧٣‬۔‬ ‫« الفولكلور والتراث» عالم الفكر ۔ المجلد السابع عشر _ العدد‬ ‫(‪ (٥‬عبداللطيف البرغوثي‬ ‫الأول ۔ ابريل‪ .‬مايو‪ ،‬يونية ‏‪. ١٩٨٦‬‬ ‫موزة عبيد غباش ۔ «تأصيل تراثي لمرجعية حقوق المرأة وواجباتها في مجتمع‬ ‫(‪(٦‬‬ ‫الامارات» بحث قدم في ندوة الأبعاد الثقافية لحقوق الانسان في الوطن العربي ‪ -‬نوفمبر‬ ‫‏‪ ١‬نظمه مركز ابن خلدون للدراسات الانيائية بالقاهرة وتحت النشر‪.‬‬ ‫(‪ ()٧‬موزة عبيد غباش ۔ «جمع وتصنيف العادات والتقاليد لمرحلة الميلاد بمجتمع‬ ‫الامارات العربية المتحدة» اثنوجرافيا العادات والتقاليد لدورة الحياة‪ ،‬مركز التراث‬ ‫‏‪ - ١١٩٨‬العين ۔ تحت النشر‪.‬‬ ‫الشعبي لدول الخليج العربي _ قطر ۔ ‏‪ ١٩٩٢‬صفحة‬ ‫)‪ (٨‬موزة عبيد غباش ۔ والتنشئة الاجتياعية للطفل في مجتمع الامارات العربية المتحدة»‬ ‫تأصيل تراثي شعبي ‪ .‬بحث قدم في ندوة التنشئة الاجتماعية لدول الخليج العربية‬ ‫والتي نظمها قسم الاجتياع بجامعة الامارات ۔ فبراير ‏‪ ١٩٩٢‬۔ العين ۔ تحت النشر‪.‬‬ ‫موزة عبيد غباش ۔ «جدوى التراث الشعبي في تنمية مجتمع الامارات» _ مجلة‬ ‫(‪(٩‬‬ ‫الدراسات ك العدد الثاني ‏‪. ١٩٩٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لتخطيط لجمع وتصنيف‬ ‫ا لشعبي وا شكالية تصنيفه ) ندوة‬ ‫وا لترا ث‬ ‫‏) ‪ ( ١ ٠‬ها ني العمد‬ ‫الطبعة الأولى ۔ قطر ‪١٩٨٤‬س‏ ‪.‬‬ ‫ودراسة الادب الشعبي ‪ -‬الندوة الأولى‬ ‫لجمع وتصنيف‬ ‫ندوة التخطيط‬ ‫‏(‪ ()١١‬نبيلة ابرا هيم ۔ ا لقصص ‏‪ ١‬لشعبي جمعه وتصنيفه!‬ ‫دراسة الأدب الشعبي ‪ ،‬سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبى لمنطقة‬ ‫الخليج والجزيرة العربية مركز التراث الشعبي ۔ قطر ‏‪. ١٩٨٤‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪ ٧٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫وسا ئل ‏‪ ١‬لا علا م‬ ‫ومدى الاستفادة من المأثورات الشعبية في البرامج المحلية‬ ‫بقلم ‪ :‬سعادة الشيخ‪ /‬عبداه بن صخر العامري‬ ‫المستشار بوزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫يعد علم المواريث الشعبية نجيا متألقا على مسرح الحركة العلمية المعاصرة‪ . .‬في كافة‬ ‫بلاد العالم على اختلاف نظمها ومستويات تقدمها ‪.‬‬ ‫ولقد برز هذا النجم وتألق في سياء الضرورات المعاصرة استجابة لحاجة علمية لما‬ ‫وجودها الملموس على مسار التقدم الاجتماعي والاقتصادي ‪.‬‬ ‫وعلم الموروثات الشعبية «الفولكلور» يختص بعلوم الثقافة المرتبطة بالزوايا التاريخية‬ ‫والجغرافية والاجتياعية والنفسية والروحية ‪.‬‬ ‫لذا فهو حجر الزاوية في قطاع الثقافة التقليدية أو الشعبية ‪.‬‬ ‫وعلم الموروثات الشعبية ودراسته والخوض في أعياق مناجمة التراثية‪ .‬يؤدي الى ثمرات‬ ‫علمية تفيد المشتغلين برسم السياسة الاجتياعية والثقافية ‪ .‬ثم انه ايضا يقدم خدمة تطبيقية‬ ‫عملية ‪ . .‬ومنذ قرن ونصف تقريبا اصبح علم الموروثات الشعبية عليا قائما بذاته له أهميته‬ ‫النظرية التى تتمثل في الآتي ‪:‬‬ ‫۔ ان هذا العلم يسهم في دراسة تاريخ الثقافة والحياة الاجتماعية ‪ . .‬حيث يؤدي الى القاء‬ ‫‪1‬‬ ‫الضوء على المراحل التاريخية السابقة من حياة المجتمع الثقافية ‪.‬‬ ‫تلك المراحل التي لا غنى عنها لفهم الثقافة الحالية والبناء الاجتياعي القائم تراثا‬ ‫وحضارة ‪.‬‬ ‫كيا انه يقدم خدمة مباشرة في مجال التغيير الثقاني۔ والتخطيط له ‪.‬‬ ‫وذلك بتحليل عوامل التغيير وسرعتها واتجاهاتها ونتائجها‪ . .‬بيا يساهم ف رسم السياسات‬ ‫والمخططات الثقافية بمستوياتها الشعبية المختلفة ‪.‬‬ ‫۔ وعلم الموروثات الشعبية ودراساته تحلل علاقات التفاعل والتأثير المتبادل بين الثقافات‬ ‫المختلفة ‪ . .‬سواء كانت ثقافات متقدمة او متخلفة‪ . .‬وبا يحقق نوعا من التثقيف نتيجة‬ ‫التقاء ثقافتين‪ . .‬وهي العملية المعروفة في الانثروبولوجيا الثقافية باسم « التثقيف»‬ ‫ح‬ ‫وقد يؤدي التثقيف الى تأثير متبادل بين الثقافتين ‪ . .‬أو الى تأثير طاغ لا حدى الثقافتين‬ ‫على الاخرى‪ . .‬ومن هنا فان دراسة علم الموروثات الشعبية يستهدف اكتشاف ديناميكيات‬ ‫تنير الثقافة في مواضع اتصال الثقافات‪ .‬وهي مهمة خطبرة الشأن عميقة الدلالة بالنسبة‬ ‫لكل مجتمع‪.‬‬ ‫۔ اضف الى ما تقدم دور هذا العلم في تحديد محتوى أي شخصية‪ . .‬وملاحظة مدلول‬ ‫التنظيم السطحي للشخصية ‪ . .‬كيا انه يحدد ايضا مدى التأثيرات الثقافية على السيكلوجية‬ ‫أو مدى قدرة التأثيرات الثقافية على النفاذ الى الالباب الشخصية وتعديلها‪ .‬ويتفق العلاء‬ ‫في تعريف الموروث الشعبي على انه التراث الروحي للشعب‪.‬‬ ‫إلا ان مفهومنا هنا عن معنى الموروثات الشعبية يعنى كل ما يتعلق بالموروثات الى تشكل‬ ‫معتقداتنا الشعبية‪ .‬وعاداتنا وتقاليدنا واعرافنا الراسخة ‪ .‬ثم وقيمتنا الاصيلة ‪ . .‬واخلاقنا‬ ‫المتوارثة جيلا بعد جيل‪ . .‬وسلوكياتنا ومواريثنا من المهن‪ . .‬والحرف المتميزة والمميزة ‪.‬‬ ‫وثقافتنا الاجتماعية وسياتنا الأصيلة والعريقة ‪ . .‬في رموز الفنون والاداب الشعبية ‪ . .‬ومظلتنا‬ ‫الآمنة في علاقات اجتياعية عادلة ومتكافئة في اطار من التراحم والتاخي والتكافل هذا هو‬ ‫مفهومي الوطني عن الموروثات الشعبية في سلطنة عيان‪.‬‬ ‫لانه هو بذاته الميراث المتميز الذي يشكل معزوفة البناء الاجتماعى الذي قل ان تبد له‬ ‫مثيلا في عالمنا المعاصر‪ . .‬وهذه هي نظرتي وأنا اتناول هذا الموضوع ‪.‬‬ ‫ثانيا ۔ أركان الموروثات الشعبية ‪:‬‬ ‫ان دراسة الموروثات الشعبية يجب ان تتضمن طبقا لرأي علياء وأساتذة علم الموروثات‬ ‫الشعبية الأركان الآتية ‪. .‬‬ ‫الركن الأول ‪ :‬المعتقدات والمعارف الشعبية‬ ‫الركن الثاني ‪ :‬العادات والتقاليد الثقافية‬ ‫‪ ٧٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬الأدب الشعبى وفنون المحاكاة‬ ‫الركن الرابع ‪ :‬الفنون الشعبية والثقافة المادية‬ ‫وبتفصيل اكثر فإننا نجد اركان الموروثات الشعبية مفصلة كالآتي ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬المعتقدات الشعبية‬ ‫‏‪ - ٢‬العادات والتقاليد‬ ‫‏‪ ٣‬۔ التراث القصصى والشعبى‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬الحكاية الخرافية‬ ‫ه الحكايات الفكاهية القصيرة‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الأغنية الشعبية‬ ‫‪٨‬۔المشل‪.‬‏‬ ‫‏‪ ٧‬۔ اللغز‬ ‫‏‪ ٩‬الثقافة المادية ‪ . .‬وتضم العناصر الآتية ‪:‬‬ ‫‪ -‬الأثاث والأدوات المنزلية‬ ‫البيت واجزاءه وزينته‬ ‫‪ -‬الآلات الموسيقية‬ ‫‪ -‬الأدوات‬ ‫۔ الأوانى‬ ‫‪ -‬الاشغال اليدوية النسائية‬ ‫‪ .‬أدوات العمل الزراعى وتربية الماشية‬ ‫۔ الأزياء ‪ -‬أدوات الاحتفال بالأعياد ‪ -‬الفنون الشعبية‪.‬‬ ‫ويلزمنا في هذا المجال تناول كل تقسيم على حدة وباجباز‪.‬‬ ‫وما دمنا نتفق مع هذا التقسيم من حيث الأبواب ‪ . .‬إلا انه يجب ان تختلف في التعبير‬ ‫عن المضمون بيا يعبر عن مجتمعنا‪. .‬‬ ‫المعتقدات الشعبية ‪:‬‬ ‫هي كل عادة شعبية أو اجتماعية ‪ . .‬وهي تجسيد لمعتقد يكمن وراءها‪.‬‬ ‫وهذه المعتقدات تحتاج الى تطوير كي تستطيع ان تواكب التطور التكنولوجي المادي الذي‬ ‫ولكنه كذلك‬ ‫بلغته المعدات الموجودة في يد الانسان فالتقدم ليس الآلة المتقدمة فحسب‬ ‫الانسان المتقدم في فكره خلف هذه الآلة ‪.‬‬ ‫ان اللغة الشعبية تنطق وتكتب‪ . .‬وتتطلب وجود شريك ليتم معه الحديث‪ .‬ومجتمع‬ ‫يتفق على رموز هذه اللغة ‪.‬‬ ‫وايضا الزي الشعبي او الحلي وأدوات الزينة كلها تستمد قيمتها من اظهارها للناس‬ ‫واعلانها‪.‬‬ ‫والعادات الشعبية لابد وان تمارس فتظهر بالضرورة على الملا ‪. .‬‬ ‫‏_ ‪ ٧٧‬۔‬ ‫اما المعتقدات الشعبية فهي على خلاف هذه العناصر الشعبية ‪ . .‬فهي اصعبها كلها في‬ ‫التناول‪ . .‬لانها خبيئة الصدور وهي تلقن في الآخرين ‪ . .‬ولكنها تختمر في صدور اصحابها‬ ‫وتشكل بصورة قد تكون مبالغا فيها‪ . .‬أو مخففة‪ . .‬ويلعب فيها الخيال القروي دوره‬ ‫ليعطيها طابعا خاصا‪.‬‬ ‫وعن العادات والتقاليد الشعبية ‪:‬‬ ‫والعادة همى ظاهرة اساسية من ظواهر الحياة الاجتياعية والانسانية ‪. .‬‬ ‫وهي حقيقة اصيلة من حقائق الوجود الاجتماعي ‪. .‬‬ ‫والعادات لهما وظائفها فهي التي تعطي للحياة الاجتياعية رونقها ويهاءها وتضفي عليها‬ ‫شرعيتها ومعناها‪.‬‬ ‫فالوجود الانساني يفصح عن نفسه في العادات‪ . .‬والعادات هي التي تضع في يد‬ ‫الانسان السلاح الذي يواجه به اسراء الوجود‪ . .‬ومشكلات الحياة‪ .‬وهي الاداة التي يدعم‬ ‫بها علاقاته مع مجتمعه‪.‬‬ ‫والعادات الشعبية مهيا كانت بدائيتها وبساطتها‪ . .‬فإنها تحمل بعسات شعب معين ‪. .‬‬ ‫وتعبر عن شخصيته ‪.‬‬ ‫الأدب الشعبى ‪:‬‬ ‫والادب الشعبي يضم المثل واللغز والنداء والنوادر والحكاية والسيرة‪ . .‬والتمثيلية‬ ‫التقليدية ‪ . .‬والاغنية والموال وكل ما يتعلق بالابداع الشعبي من النكت والفوازير‪. .‬‬ ‫‪ . .‬والاهازيج‬ ‫والأاسطورة‬ ‫الثقافة المادية والفنون الشعبية‬ ‫أ۔ الثقافة المادية ‪:‬‬ ‫وهي تمثل جوانب السلوك والابداع الشعبي المنظورة‪ . .‬وهي التي قامت قبل الصناعات‬ ‫الميكانيكية ‪ . .‬واستمرت موجودة معها جنبا الى جنب‪.‬‬ ‫وهى التى تمثل الصدى لتقنيات ومهارات وصفات انتقلت عبر الاجيال وخضعت لنفس‬ ‫قوى التقاليد‪.‬‬ ‫فهي تمثل كيف يبني الرجال والنساء في المجتمعات التقليدية بيوتهم؟ ويصنعون‬ ‫ملابسهم‪ .‬ويعدون طعامهم ‪ . .‬ويفلحون أرضهم ‪ ..‬ويصيدون الأسياك ‪ . .‬ويحفظون ما‬ ‫تحبود به الأرض ويشكلون أدواتهم ومعداتهم‪ ،‬ويصممون اثاثهم وأدواتهم المنزلية وكيف‬ ‫تكون الصناعات اليدوية؟‬ ‫‪ ٧٨‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ب ۔ الفنون الشعبية ‪:‬‬ ‫ان هذه الفنون هي محصلة العلاقة بين المبدع الفرد سواء كان فنانا متجولا او مقيما‪ .‬او‬ ‫كان صانعا أو حرفياإ وبين التعبير الشعبي او الذوق الشعبي السائد‪ . .‬الى حد يلتزم فيه‬ ‫هذا الفنان بالذوق الاجتماعي ‪ ،‬مم ترك الفنان لخياله وقدراته الابداعية ‪.‬‬ ‫والفنون الشعبية هي المرآة الحقيقية لفهم التراث التاريخي والشعبي واستقراء التراث‬ ‫الثقافي ‪ .‬فهي التي تعبر عن روح الجياعة وعن ذوق الشعب وقيمه الجالية ‪.‬‬ ‫وفيما يكون الفنان معبرا عن قيم الجماعة واكثر انصهارا في بوتقة التراث ‪.‬‬ ‫وفيما يلي تصنيفا متفقا عليه للموضوعات الرئيسية التي تدخل في قسم الفنون الشعبية‬ ‫والثقافة المادية ‪.‬‬ ‫أ الموسقى الشعبية وتشمل ‪:‬‬ ‫الموسيقى المصاحبة لأغاني الميلاد والأفراح ث العمل‪ ،‬الغزل الموسيقي المصاحبة للرقص‬ ‫الموسيقى المصاحبة للابتهالات والمدائح والموسيقى البحتة ‪.‬‬ ‫ب ۔ الآلات الموسيقية‬ ‫الآت النفخ ۔ الايقاع ‪ -‬الوتريات‪.‬‬ ‫ج ۔ الرقص الشعبي والألعاب الشعبية‬ ‫رقص طبقات‪.‬‬ ‫رقص مرتبط بالاحتفالات‬ ‫۔ رقص مناسبات‬ ‫الألعاب الشعبية ‪:‬‬ ‫غنائية ‪ .‬منافسة ‪ 53‬أطفال ‪ ،‬نساء ‪ .‬تسلية ‪.‬‬ ‫فنون التشكيل الشعبى‬ ‫۔ أدوات الزينة‪.‬‬ ‫أزياء‬ ‫۔ اشغال يدوية على الخامات‬ ‫الوشم‪.‬‬ ‫‪ -‬الدمى والتعاويذ‬ ‫۔ العمارة الشعبية‬ ‫۔ الأناث والأواني‬ ‫عناصر الثقافة المادية ‪:‬‬ ‫وهي التي تمثل أدوات العمل الزراعي المتوارثة ‪.‬‬ ‫وأدوات ومعدات المنازل والحرف والصناعات الشعبية ‪ .‬هذه هى تقسيمات موضوعات‬ ‫‪.‬‬ ‫التراث الشعبي ‪. .‬‬ ‫ومع استعراض اركان الموروثات الشعبية وتفصيلاتها فإننا نجد ان بلادنا تنعم وتزخر‬ ‫بتراث فني عريق ‪ . .‬وهي من اعرق البلاد في فنونها الشعبية امتدادا في عصر سهيل بن سام‬ ‫بن نوح ‪ ...‬حتى يومنا هذا‪. .‬‬ ‫‪ ٧4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ان المحافظة على هذا التراث لهو أمر يحتاج الى تكاتف الجهود جميعا‪ . .‬خاصة جهود‬ ‫حختلف‬ ‫تراثنا في‬ ‫الجالية والذوقية في‬ ‫اللمحات‬ ‫عرض‬ ‫خلال‬ ‫من‬ ‫ووسائله ‪..‬‬ ‫الاعلام‬ ‫الولايات وعلى اتساع خريطة السلطنة ‪.‬‬ ‫وتأكيد ان هذا التراث هو ترابط روح الاجداد‪ . .‬وتواجدها في ضمير أبناء العصر ‪.‬‬ ‫وان الارتباط بالماضي ميراث يحفظ في ضمير المواطنين‪ . .‬ويمثل الجذور العميقة التي‬ ‫التقدم والمعاصرة ‪.‬‬ ‫تزهر شجرة‬ ‫على الروح الثقافية والابداعية‬ ‫ثم ان الحفاظ على الموروثات الشعبية شيء مهم لانه حفاظ‬ ‫للجميع ‪ . .‬ولا يجب ان يحول المد الحضاري وانتشار التعليم دون الحفاظ على هذه‬ ‫الموروثات الشعبية ‪.‬‬ ‫النداء بالتطوير مؤديا الى تذويب الاصالة في بوتقة المعاصرة ‪ .‬انه عجب‬ ‫ان يكون‬ ‫ولا حجب‬ ‫ان نؤكد على ثقة الناس في هذه الفنون وأهميتها‪ ،‬ويجب ان نحافظ على القيم الجمالية الموجودة‬ ‫بالفنون الشعبية ‪.‬‬ ‫ثالث ۔ دور وسائل الاعلام في نشر الثقافة الشعبية ‪:‬‬ ‫ومن المغروف ان وسائل الاتصال الجماهيري كالسينما والصحف والاذاعة المسموعة‬ ‫والمرئية ‪ . .‬تلعب دورا هاما في نشر الثقافة الحديثة ونشر وسائل وأساليب الحياة المعاصرة ‪.‬‬ ‫وقد تأكد للباحثين ان وسائل الاعلام لايمكنها تأدية هذه المهنة اذا عزلت نفسها عن‬ ‫الأساليب الشعبية والموروثات والمعطيات التراثية ‪.‬‬ ‫ووسائل الاعلام الناجحة هي التي تستطيع ان تبحث عن معطياتها الاعلامية التي يسهل‬ ‫بها النفاذ الى وجدان وادراك المواطنين ‪.‬‬ ‫ولن تنفذ هذه المعطيات إلا اذا استعانت يعناصرها وموروثاتها الشعبية الي تعد غذاء‬ ‫وا لوجد أ نيات ‪.‬‬ ‫خصبا للملكات وا لكوامن‬ ‫ومنتدى‬ ‫للقلوب ‪..‬‬ ‫وعلى هذا فان التنمية يلزمها تحقيق المشاركة والتفاعل الاجتياعي ‪ .‬وهذا يتطلب الاعتياد‬ ‫على وسائل الموروثات الشعبية جنبا الى جنب مع الوسائل الميكانيكية والتكنولوجية ‪ .‬وذلك‬ ‫لان استخدام وسائل الاتصال التقليدية والشعبية } يوفر زادا من الافكار الموروثة التي تعد‬ ‫ميراثا للجياعة الشعبية جميعها وهي ملك كل واحد منهاإ وملك كل شريحة اجتماعية وكل‬ ‫بيئة من البيئات المختلفة ‪.‬‬ ‫والاعلام الهادف الى تحقيق تنمية او المساهمة في التنمية‪ . .‬هو الاعلام الذي يجب ان‬ ‫يقدم للمواطنين الوعاء الثقافي الذي يواكب متطلبات التحضر‪ .‬واستخدام الموروثات‬ ‫‪ ٨٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الشعبية وروافدها الوطنية كدعامة رئيسية لتقديم العناصر الثقافية الحديثة ‪ .‬لأن ذلك يحقق‬ ‫التزاوج بين التراث والاصالة والمعاصرة‪ . .‬ولأن ما يقدم لايخرج عن اطار الثقافة الأصلية ‪. .‬‬ ‫ولا يخلق تناقضا مع تراثهم الموروث ‪. .‬وانيا ينفذ اليهم من خلاله ‪ . .‬ويساعد على تقبل كل‬ ‫جديد ومرغوب ولابد من الاشارة الى ان القصد من استخدام عناصر الموروثات الشعبية‬ ‫ليس يعني بث التراث مرة ومرات من خلال وسائل الاعلام ‪ ،‬وانما المقصود استلهام‬ ‫الاسلوب الشعبي في الاتصال‪ .‬وهو الأسلوب الذي يقوم على المشاركة المباشرة بين المرسل‬ ‫والمتلقي ‪.‬‬ ‫وبيا يجعل الاعلام والمواطنين في اطار من المشاركة الاجتماعية ثم انه يجب ان يكون‬ ‫مفهوما للميارس الاعلامى ان الموروثات الشعبية ليست لفظا او مضمونا يهدف الترفية أو‬ ‫التعبير التراثي أو مهرجانا تتبارى فيه الرمزيات ولكنه اطار تتكامل فيه السيات والمضامين‬ ‫والقيم والمعاني والهياكل التراثية لتكون ذات قيمة ومعنى ‪ . .‬ترتكز عليها انطلاقة الحاضر‪. .‬‬ ‫وايضا لتكون ميراثا للمستقبل ‪.‬‬ ‫لذا فإن الاعلام وهو الموزع الشرعي المعاصر للثقافة الشعبية والاجتماعية عليه ان ينتقي‬ ‫اللفظ والايحاء والمعنى والمضمون والمحتوي الذي يعبر من كلمته المسموعة او صورته المرئية‬ ‫او كلمته المقروءة لانها تدخل كل بيت وكل حجرة وفي كل لحظة الى كينونة الانسان‪.‬‬ ‫فإن اردنا الحفاظ على الذاتية الاجتياعية المتميزة ‪. .‬او اردنا اضافة سيات مرغوبة في اطار‬ ‫التنمية فعلينا ان يكون زادنا الاعلامي متميزا من خلال تراث متميز مدعوم بمعطيات‬ ‫اعلامية راقية هادفة ‪.‬‬ ‫ان الاعلام وأجهزته ووسائله وخططه يبب ان تكرس الجهود ليكون العطاء الترفيهي‬ ‫والاخباري والثقافي والديني وبرامج الفئات متميزا‪ . .‬وان يستثمر قدرته على النفاذ والتأثير‬ ‫على ملكات ووجدانيات المواطنين لمواجهة المشكلات الانسانية التى تتطلبها خطط التنمية‬ ‫في كافة المجالات وان يكون العطاء ذا مغزى بيا يحقق حدوث التغيرات في السلوك‬ ‫والاتحباهمات والنظم والعلاقات الاجتياعية ‪ . .‬بيا يتواءم ومتطلبات التنمية ‪.‬‬ ‫وأضيف بان على الاعلامي ان يدرك انه من الضروري ان ينظر الى الموروثات الشعبية‬ ‫على انها قالب فكري ووجداني ينهل منه المناخ الثقافي الشعبي ‪ ،‬ويجب ان ينظر الى ان أي‬ ‫تزاوج بين الموروثات الشعبية وعلوم العصر التنموية يجب ان يكون في اطار من تكامل جوهره‬ ‫الذي يرتكز على ان الانسان أقوى من الآلة وانه هو هدف الاعلام والتنمية معا‪ . .‬وغرس‬ ‫بيئته الثقافية والاجتياعية والتاريخية‬ ‫‏‪ ٨١ _-‬۔‬ ‫ويجب ان ينظر الى ان التقدم العلمي الهائل الذي يشهده عالمنا والتوسع الكبير في‬ ‫الاستخدامات التكنولوجية ليسا عقبة معادية تقف امام فنون التراث الشعبي ولكنه بذكاء‬ ‫الممارسين لمهنة الاعلام يجب ان يوظف هذا التقدم العلمي وتلك الاستخدامات التكنولوجية‬ ‫لخدمة انياط التنمية تزاوجا مع رمزيات الموروثات الشعبية ومعطياتها الوجدانية والادراكية ‪.‬‬ ‫ثم إنه من الضروري ان تعدل طريقة وسائل الاعلام في تناول مواد الموروثات الشعبية‬ ‫والتراث الشعبي بشكل عام بحيث يراعى لاقصى حد المحافظة على الاصالة من ناحية‬ ‫والملاءمة بينها وبين هذه الوسائل من ناحية اخرى‪ .‬فاذا كان لوسائل الاتصال تقنياتها‬ ‫الحديثة ‪ . .‬فان لوسائل الاتصال الشعبي تقنياتها العابرة على مر الأجيال‪ .‬ولهذا يجب ان‬ ‫تتزاوج تكنولوجيا الاعلام ومواده المبهرة والبراقة مع معطيات العلم والفكر والبحوث‬ ‫والدراسات فيجب الاعتداد بأحدث النتائج التي توصل اليها علم الموروثات المعاصر ‪.‬‬ ‫ولابد من الاستفادة من جهود الأفراد والهيئات العربية والدولية وما توصلت اليه من جهود‬ ‫ونتائج ‪.‬‬ ‫ولابد ان ينظر للتراث في ضوء سياقه وأهميته الاجتياعية والثقافية بحيث تتبلور القيم‬ ‫الوطنية والعربية عن التراث وترتكز هذه القيم على نظرة علمية ثقافية واجتماعية تباه التراث‬ ‫الشعبي وفهم معناها وأهمية مناجم هذا التراث للحفاظ على الذاتية ‪.‬‬ ‫ان الاستخدام الأمثل للموروثات الشعبية في وسائل الاعلام ممثلا في عناصر التراث‬ ‫الشعبي يشوبه الكثير من اوجه القصور فالمادة الشعبية في هذا المجال تخضع للآي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ تخضع لتخطيط برامجي مسبق نابع من الخبرات الثقافية والتقنية الحديثة الأمر الذي‬ ‫يسير من‬ ‫الاعلام‬ ‫وسائل‬ ‫اجهزة‬ ‫خلال‬ ‫الضعبية من‬ ‫الموروثات‬ ‫العناصر من‬ ‫طرح‬ ‫جعل‬ ‫الموروثات الشعبية‬ ‫تطويع‬ ‫الخبرة الاقدم ‪ . .‬وهذا يعوق‬ ‫الى مستوى‬ ‫الخبرة الاحدث‬ ‫مستوى‬ ‫الى متطلبات التخطيط البرامجى ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ ان استخدام التراث الشعبي في وسائل الاعلام تحكمه طبيعة الفن الاذاعي وطبيعة‬ ‫هذه‬ ‫الى تستخدم‬ ‫وايضا طبيعة العقلية‬ ‫واطارها التقني ‪. .‬‬ ‫أو مرئية ؟‬ ‫مسموعة‬ ‫البرامج‬ ‫الوسائل ‪.‬‬ ‫اعلامية تختلف زمانا ومكانا وكيفية عن‬ ‫فترات‬ ‫إن تقديم عناصر التراث الشعبي يتم ف‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫اطار استخدامها عند الجماعة الشعبية ‪.‬‬ ‫‪ ٨٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‪ ٤‬ثم انه عندما تستخدم وسائل الاتصال فنانا شعبيا فانه يؤدي فنه في غيبة الجمهور‪. ‎.‬‬ ‫الشعبي‪‎‬‬ ‫الملوروث‬ ‫لاغتراب‬ ‫اطارا‬ ‫تشكل‬ ‫التي‬ ‫‪.‬‬ ‫التكنولوجي ‪.‬‬ ‫بالامهار‬ ‫مثقلة‬ ‫ظروف‬ ‫وني‬ ‫وأدواته البسيطة عن هذا الحدث‪. ‎‬‬ ‫وفي ضوء كل هذا فان التراث الشعبي ينتزع انتزاعا من بيئته وفي مناسبة ادائه ويباعد‬ ‫في الحياة‬ ‫اغراضه‬ ‫ليست هي‬ ‫اغراض‬ ‫ويوظف في‬ ‫جمهوره‬ ‫وبين‬ ‫يؤديه‬ ‫الذي‬ ‫الفنان‬ ‫بن‬ ‫الشعبية ‪.‬‬ ‫_۔‪0‬‬ ‫‪ ٨٢٣‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يذت ‪,‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اي ‏‪٠.‬‬ ‫‪.‬دا‬ ‫نمن‬ ‫‪7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ار ‏‪١‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.- 1‬‬ ‫‪.-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اف‬ ‫اهيل‬ ‫و‬ ‫يمو‬ ‫لا‬ ‫حر‬ ‫ر‬ ‫‪5‬‬ ‫ىلاو ذتحتتفت‬ ‫ناما‬ ‫‪3‬‬ ‫تموذ ةودن‬ ‫الما ةمكا‬ ‫تاهتايلا تجن ةياعر‬ ‫ن‬ ‫نيو }ا‬ ‫‪:‬انماع‬ ‫ي‬ ‫ىاعم جلا‬ ‫سبلاو‬ ‫‪.‬‬ ‫دلبلاريرو تلاتت تيبازت‬ ‫‏‪٣‬هستاارامد واا‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪١٩١‬‬ ‫‪1‬‬ ‫۔‪٨‬‬ ‫نم ح‬ ‫ومل قن‬ ‫_‪-‬‬ ‫=<ج‬ ‫_‬ ‫‪-‬‬ ‫‪,‬‬‫‪٦‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‎‬ح‬ ‫=<‬ ‫‪‎‬جت‬ ‫‪‎‬تق‬ ‫‪1‬‬ ‫كت `‬ ‫‪.‬‬ ‫۔<حتمتتتت‬ ‫‪,‬‬ ‫دحت‬ ‫‪-‬‬ ‫بناج نم تايلاعف ىدتنملا يدألا‬ ‫(٭)‬ ‫تعميق‬ ‫ف‬ ‫الاعلام‬ ‫دور وسائل‬ ‫`‬ ‫الشعبية‬ ‫مفاهيم المأثورات‬ ‫مرسي‬ ‫‪ :‬د ‪ [ / .‬حد‬ ‫بقلم‬ ‫لايسعني قبل ان أشرف بالحديث الى حضراتكم إلا أن أعبر لكم عن شكري الجزيل‬ ‫وتقديري العميق ‪ ،‬لهذه الدعوة الكريمة التي أتاحت لي ان أزور هذا البلد الجميل الطيب‬ ‫العريق للمرة الأولى وان أتشرف ‪ -‬في الوقت ذاته ۔ بلقاء مجموعة من الأصدقاء الذين‬ ‫يجمعنا معا هم واحد وهدف مشترك‪ .‬كي نتحاور‪ .‬ونتعلم ‪.‬‬ ‫عندما اسندوا ال‬ ‫ولعلي لا أبالغ إذا قلت ان ثقة الداعين لهذا اللقاء في شخصي‬ ‫الحديث في موضوع اليوم ‪ 5‬قد اوقعتني في حرج شديد‪ .‬ذلك انه من السهل عل ان أتحدث‬ ‫عن المأثورات الشعبية او الفولكلور أو التراث الشعبي “‪ ،‬أيا ما كان المصطلح الذي‬ ‫تفضلونه‪ .‬تعريفاش وجمعا وتصنيفا‪ ،‬ودراسة‪ .‬أما أن أتحدث عن دور وسائل الأعلام في‬ ‫تعميق مفاهيم المأثورات الشعبية او الفولكلور فهذا أمر لا أزعم انني قادر عليه لأسباب‬ ‫كثيرة‪ .‬لعل منها حساسية دور وسائل الاعلام في مجتمعنا المعاصر من ناحية } والفلسفات‬ ‫التي تحكم السياسات الاعلامية وفقا لرؤى كل مجتمع من ناحية اخرى‪.‬‬ ‫على أية حال‪ ،‬سأحاول قدر استطاعتي ان اكون عند حسن ظن الداعين‪ ،‬وثقة '‬ ‫حضراتكم ‪ ،‬غير أني‪ ،‬في الوقت ذاته اعتذر عن أي قصور أو نقص في تناول الموضوع ‪.‬‬ ‫إنه مما لاشك فيه اننا نعيش الآن عصرا يمكن لنا ان نسميه عصر الشعوب حيث‬ ‫لايمكن لثقافة ان تزدهر فيه مالم تكن معبرة عن كل فئات المجتمع } مما يشكل الكيان الثقافي‬ ‫لأية أمة من الأمم ‪.‬‬ ‫وهو بالاضافة الى ذلك عصر تنهار فيه الحواجز بين المجتمعات ‪ ،.‬عصر يشهد ثورة هائلة‬ ‫في سبل الاتصال‪ ،‬كياً‪ ،‬وكيفا‪ ،‬مما جعل البعض يشبهون سكان هذا الكوكب الشاسع‪.‬‬ ‫(٭) ورقة مقدمة لندوة المأثورات الشعبية [المنتدى الادي] مسقط من ‏‪ ١٩‬۔ ‏‪ ٢١‬ديسمبر ‏‪.١٩٩٢‬‬ ‫المترامي الأطراف‪ .‬بأنهم أصبحوا أشبه بأهل قرية صغيرة‪ .‬تنتقل فيها المعارف والمعلومات‬ ‫والأخبار في سهولة ويسر‪ .‬مما يسمح لتلك المعارف والأخبار ان تزداد قدرتها على التأثير ومن‬ ‫ثم فُدرتها على صياغة اشكال السلوك ‪ ،‬وأنماط التفكير‪ .‬وزوايا الرؤية ‪ .‬وربما كانت احدى‬ ‫الملشكلات التي تواجه عالمنا اليوم هي استحداث التوازن بين حاجات الانسان المعنوية‬ ‫والمادية والسعي الى التقدم ى وبين تراثه الانساني ‪.‬‬ ‫بل هو تاريخ متصل ووجود‬ ‫والذي لاشك فيه ان الانسان ليس وجودا ماديا فحسب‬ ‫يتجاوز اللحظة التي يعيشها على صعيد الفكر أو على صعيد المشاعر والأحاسيس ©‪ ،‬أو على‬ ‫صعيد الحاجات المادية التي يسعى الى تحقيقها‪ .‬ومن هنا يصبح من قبيل المستحيل على‬ ‫الانسان ان يعيش حاضرا لا يعرف له ماضيا{ او يستشرف له مستقبلا؛ ذلك انه يصبح في‬ ‫هذه الحالة‪ .‬وكأنه جذع بلا جذر ومن ثم لا يرجى منه ثمرة‪ .‬فإذا انتقلنا الى ما نتحدث‬ ‫عنه أو فيه‪ ،‬فإننا لابد من ان نؤكد ان الجذر الذي نبتت منه كل العلوم والمعارف هو ما‬ ‫نصطلح اليوم على تسميته بالمأثورات الشعبية ‪ ،‬وانها هي التي تشكل المحور الرئيسي الذي‬ ‫تقوم عليه ثقافة المجتمع ‪.‬‬ ‫ولعلي أستأذنكم في أنني لن أتحدث هنا عن تعريف المأنورات الشعبية أو خصائصها أو‬ ‫مدارسها‪ . .‬الخ ‪ .‬فهذه أمور أعرف عن يقين ان الموجودين هنا جميعا يعرفونه على نحو‬ ‫افضل مني بشكل أو باخر‪ .‬لكنني أريد أن أؤكد هنا على مجموعة من النقاط أعتقد انها‬ ‫وثيقة الصلة بموضوع لقاء اليوم ‪.‬‬ ‫أولا ‪:‬‬ ‫إن المأنورات الشعبية ليست تراثا أبدعه البسطاء أو الآميون أو المتخلفون علميا أو‬ ‫ثقافياإ كيا انها ليست فقط أحد مظاهر الثقافة التي تنسب الى أهالي الريفب‪ ،‬أو أهل‬ ‫البداوة‪ ،‬وإنما هي في حقيقة الأمر تراث الشعب كله ‪ ،‬ومن ثم ينبغي ان ينظر إلبها على أنها‬ ‫كذلك" وان يتم التعامل معها وفقا لهذه الحقيقة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪:‬‬ ‫إن المأثورات الشعبية‪ .‬قاسم مشترك بين جميع أفراد اللجتمع وهي وثيقة الصلة جداء‬ ‫بشخصية الفرد والجاعة على حد سواء‪ .‬لايمكن فصلها عنها‪ .‬أو انكارها فيها ‪.‬‬ ‫ثالااً ‪:‬‬ ‫إن المأثورات الشعبية حلقة أساسية‪ ،‬شديدة الأهميةإ فائقة الحيوية‪ .‬بين الحقات التى‬ ‫تكون الاطار الحضاري للمجتمع " بيا تحمله بين جنباتها من ملامحه الفكرية والنفسية } التى‬ ‫تحدد السلوك © وتصوغ العلاقات ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨٦ _-‬۔‬ ‫رابعا ‪:‬‬ ‫انها محور الحياة الشعبية‪ .‬وحصيلة ثقافة المجتمع على اختلاف فئاته‪ ،‬في مرحلة تاريخية‬ ‫معينةش أو مراحل تاريخية متعددة} وفي بيئة بعينها وهي تتضمن وسائل طبيعية تقوم على‬ ‫تهيئتها لاكتساب المعرفة والخبرة‪ ،‬وتتيح السبل المشروعة للأبداع المستمر وتساعد على‬ ‫استحداث التغيير الذي لا تنبت صلته بالماضي ‪ ،‬ولا يشذ عن الحاضر ولايصطدم معه ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬ ‫انها بفنونها المتعددة وأشكالها المتنوعة اكثر تعبيرا عن الخصائص المحلية المميزة‬ ‫لأصحابها! وهى في الوقت ذاته نقطة التقاء هامة ‪ 7‬تصل بين الجياعات المتعددة ‪ 5‬والشعوب‬ ‫المختلفة؛ ذلك ان موضوعاتها عالمية انسانية في جوهرها لكن التفاصيل والأساليب هي‬ ‫التي تحمل طابع المحلية‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬ ‫انها لايمكن ان تكون عائقا في وجه التقدم‪ ،‬او معينة على التخلف؛ ذلك انها ترتبط‬ ‫اساسا بتحقيق أهداف حيوية يحتاجها الانسان الفرد كيا تحتاجها الجماعة الانسانية سواء‬ ‫في الماضي او في الحاضر أو في المستقبل ك مما يجعلها بيا تتسم به من مرونة‪ .‬وما يكمن فيها‬ ‫من عناصر انسانية أصيلة قادرة على البقاء والتطور محققة لوظائفها من معنى «نقل‬ ‫المعلومات‘»“{ فإن دور أجهزة الاعلام جب ألا يقتصر على مجرد إفادة المشاهد أو المستمع او‬ ‫القارىء بالمعلومات { ناهيك بالاقتصار على حدود المعلومات السياسية والاقتصادية والثقافية‬ ‫ذات الطابع الاخباري المباشر أو الطابع الترفيهي المستتر او الواضح ‪.‬‬ ‫إن دور الاعلام ‪ .‬على اختلاف وسائله‪ ،‬يجب ان يكون في جوهره مؤديا الى تحويل ما هو‬ ‫«معرني» بالمعنى التخصصى الدقيق ۔ في كل المجالات ۔ الى «ثقافة عامة» أو «شائعة» ‪.‬‬ ‫وبعبارة اخرى يجب ان تكون مهمة الاعلام إشاعة المعرفة الحقيقية بنقلها من مستوى وعي‬ ‫الخاصة الى مستوى وعى الناس العاديين‪ .‬تحقيقا للغاية التثقيفية التنويرية‪ ،‬ومساهمة في‬ ‫تحقيق التقدم المنشود للأمة ‪.‬‬ ‫بهذا الفهم لدور الاعلام تصبح كل ألوان المعرفة‪ .‬من علمية وفكرية وفلسفية وأدبية‬ ‫وفنية‪ .‬حديثة أو قديمة‪ .‬موضوعا للنقل من مجال الخاصة والمتخصصين إلى مجال الجماهير‬ ‫الأوسع ‪ ،‬أو القاعدة العريضة من الناس العاديين‪ .‬وهذا وحده ۔ في حقيقة الأمر ۔ هو‬ ‫الضيان لاستمرار الحضارة والتقدم في كل المجالات‪ .‬خلافا لما حدث في تاريخ الحضارة‬ ‫القديمة ‪ .‬حيث استأثرت المعابد بالحفاظ على كنوز المعرفة التي حرم منها الناس العاديون ©‬ ‫‪ ٨٧‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الأمر الذي أدى الى ضياع كثير من تلك المعارف وتبددها بفعل عوامل النسيان‪ ،‬مع تبدل‬ ‫الديانات وتغير الكهان المشرفين على أمر تلك المعابد‪.‬‬ ‫لقد انتقلت البشرية من العصور الوسطى الى العصور الحديثة بفضل انشاء المطابع ‏‪٥‬‬ ‫وما صاحب ذلك من شيوع الكتاب والصحيفة‪ ،‬ثم تطور أدوات الاتصال الى اختراع‬ ‫الراديو والسينيا والتليفزيون‪ .‬فضلا عن المتاحف والمكتبات‪ .‬وبعبارة اخرى يمكن القول ©‬ ‫ان البشرية مع تطور وسائل الاتصال والاعلام تضمن عدم عودتها الى عصور ما قبل‬ ‫الحضارة ‪.‬‬ ‫لكن الحديث عن دور الاعلام في نشر الموروث الشعبي وعرضه جماهيريا يبدو انه حديث‬ ‫عن مسلك آخر في اتحباه مغاير للمسلك الذي وصفناه لدور الاعلام في بث المعرفة ونشرها‬ ‫وتعميقها‪ .‬فالموروث الشعبي من أهم صفاته «الانتشار» و« الشيوع» ‪ .‬وهو أمر يوهم بأنه‬ ‫ليس بحاجة الى الاعلام لنشره جماهيرياإ واشاعته بين الناس وهذا وهم غير صحيح لان‬ ‫دور الاعلام من حيث وظيفته‪ .‬بوصفه من أهم‬ ‫المأثورات الشعبية كانت تمثل ‪ ،‬ومازالت‬ ‫عناصر الحفاظ على تبانس الوعي القومي ‪ ،‬والمحافظة على الذات الوطنية‪ .‬خاصة في مجال‬ ‫«القيم» وهالمفاهيم» المرتبطة بالأعراف والتقاليد‪.‬‬ ‫ومع تطور أجهزة الاتصال والاعلام أصبحت الحاجة ماسة اكثر من ذي قبل لتاكيد‬ ‫ذلك هالتجانس» والحرص عليه‪ ،‬خاصة بعد ان حلت وسائل الاعلام المعاصرة‪ .‬محل‬ ‫«الراوي» وه الشاعر الشعبي» و«المغني الشعبي‪ .‬وبعد ان حلت آلية التجمع حول الراديو‬ ‫والتليفزيون وغيرهما محل التجمعات الشعبية في المناسبات المختلفة ‪.‬‬ ‫وعلى عكس عمليات هالتفاعل الطبيعي » بين «الجمهور» و«المؤدي» في سياق !ات‪:‬جمعات‬ ‫الشعبية ‪ ،‬أصبح التفاعل بين الجمهور وبين الجهاز الاعلامي تفاعلا غير مباشر‪:: :‬۔عنى انه‬ ‫تفاعل يمر عبر وسائط أو توسطات هالمؤلف» و«الاعداد» ووسائل الابهار التي قد يستخدمها‬ ‫هذا الجهاز أو ذاك وتوسطات هالناقد» و«المعلق» ودالمحلل» من جهة الجمهور‪ .‬ولعلي‬ ‫أعتقد ان كل ذلك يجعل من عملية تعامل الاعلام مع المأثورات الشعبية او الموروث‬ ‫الشعبي عملية على درجة عالية من التعقيد‪.‬‬ ‫واذا أخذنا مثلا بسيطا دالا على الفارق بين التجمع الشعبي الحي ‪ ،‬وبين نقل المأثور‬ ‫الشعبي عبر جهاز التليفزيون هو مباراة كرة قدم ‪ }.‬فإننا سوف نلاحظ ان تفاعل الجمهور في‬ ‫الملعب يعد عنصرا مؤثرا شديد التأثير في أداء اللاعبين‪ .‬وليس الأمر على نفس الحال من‬ ‫‏_ ‪ ٨٨‬۔‬ ‫تفاعل المشاهدين أمام جهاز التليفزيون هذا بالاضافة الى ان «طبيعة المباراة المنقولة تعتمد‬ ‫على وضع الكاميرات في الملعب“ كيا تعتمد كل لقطة على الكاميرا التي يختارها المخرج ‪ ،‬وهي‬ ‫التى تحدد الزاوية التي يرى منها المشاهد امام التليفزيون‪. .‬وما يجري في الملعب © وعلاوة على‬ ‫ذلك كله فإن وصف المباراة على لسان هالمعلق» الاذاعي أو التليفزيوني يحدد للمستمع أو‬ ‫للمتفرج ما يمكن ان نطلق عليه تعبير «إطار التلقي» وهو الاطار الذي يكون حرا حين‬ ‫يكون المتفرج موجودا في الملعب مع غيره من المتفرجين ‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬يجب ان يراعى في عرض التراث الشعبي ونشره اعلاميا‪ ،‬هذا اذا كنا فعلا نود‬ ‫تعميق الوعي بهذا الموروث أو التراث على نحو يحقق الغرض الذي نسعى إليه{ مجموعة من‬ ‫الضوابط والمعايير التى لايمكن عدها أو حصرها‪ .‬وإن كنا سنتعرض هنا لبعض هذه‬ ‫الضوابط والمعايير العامة جدا‪ ،‬والتى سنركز حديثنا عنها فييا يرتبط بالتليفزيون خاصة على‬ ‫اعتبار انه الآن اكثر الوسائط الاعلامية انتشارا وتأثيرا‪ ،‬وأهمية ‪ ،‬بالنسبة للناس العاديين‪.‬‬ ‫ويهمنا ان نؤكد هنا أن هذه الضوابط والمعايير بحكم عموميتها‪ ،‬لا ينبغي لها ان تغفل الفروق‬ ‫بين انياط المأنورات الشعبية ‪ 5‬وأنواع الموروث الشعبي ‪ ،‬ذلك ان كل نمط أو نوع من شأنه‬ ‫أن يفرض معايير وضوابط خاصة ترتبط من حيث نمط‪ ،‬أو نوع متميز عن غيره ‪.‬‬ ‫المعيار الأول والضابط الأساسي يتمثل في ضرورة ان يكون للمتخصصين من الباحثين‬ ‫والدارسين دور في اختيار المادة‪ .‬وفي تحديد طرائق عرضها بمعنى انه ليس من المقبول ان‬ ‫يترك الاختيار حرا لمقدمي البرامج من غير المختصين ني تلك المأثورات؛ ذلك ان عرض‬ ‫المأثور الشعبي وتقديمه دون الاعتياد على خبرة المختصين من شأنه ان يؤدي الى خلط بين‬ ‫«الشعبي» وهالشائع» ودالجماهيري» أي بين الثقافة الشعبية‪ .‬والثقافة الشائعة‪ .‬من هذا‬ ‫الخلط مثلا اعتبار كل ما هو شائع وجماهيري وشعبيا» وحين نصر على ضرورة الاستعانة‬ ‫بالخبراء المتخصصين لا نعني بذلك الاستعانة الاستشارية‪ ،‬جل نعني ان يكون للمختص‬ ‫سلطة الاختيار والتحديد والاقتراح‪ ،‬في مجالات الاعداد والاخراج والتفسير والشرح ‪.‬‬ ‫الضابط الثاني يتمثل في ضرورة الحفاظ على الحالة الشعبية لعملية الاداء داخل‬ ‫الاستوديو‪ .‬وهو ما يجب ان نفيد فيه من خبرة غيرنا‪ ،‬ذلك أن كثيرا من البرامج التي تعرض‬ ‫في وسائل اعلام الدول المتقدمة تكون برامج جماهيرية‪ ،‬أي يشارك الناس فيها‪ .‬ولعل‬ ‫البرامج التي تعرض التراث الشعبي أولى تلك البرامج بان تسجل في استديوهات كبيرة على‬ ‫شكل مسرح‪ ،‬بحيث يمكن للمؤدي الشعبي ان يتفاعل مع جمهور من نمط ما‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٨٩‬۔‬ ‫مرة اخرى نعطي مثالا من تفاعل الشيخ الشعراوي في احاديثه المنقولة من المسجد مع‬ ‫جمهوره وتفاعل الجمهور معه معتمدين على خبرتنا بالتليفزيون المصري وهو تفاعل لا نجده‬ ‫حيث يتحدث الشيخ في برنامج من برامج السؤال والجواب ‪ .‬ويلاحظ المتفرج ان الشيخ في‬ ‫النوع الاخير من البرامج يعتمد كثيرا على حيويته وحماسه وتدفقه العفوي } بعكس الحال‬ ‫حين يكون في المسجد بين الجمهور من المصلين‪.‬‬ ‫الى جانب ضرورة الاستعانة بالمتخصصين وضرورة الحرص على ه«الحالة» الشعبية نأتي‬ ‫الى ضابط يبدو شكليا هو «الوقت» المخصص لبث برامج التراث الشعبي ‪ .‬نلاحظ ني‬ ‫التليفزيون المصرى مثلا ان البرامج تعرض في غير أوقات «الفرجة»‪ .‬فضلا عن ضيق‬ ‫المساحة المخصصة لمثل هذه البرامج ‪ .‬وغالبا ما يفرد وقت السهرة‪ .‬خاصة في الليالي السابقة‬ ‫على العطلات والاجازات للافلام والمسرحيات أو لبرامج التسلية فقط ‪ .‬بل ان المناسبات‬ ‫والدينية منها بصفة خاصة ۔ يخلو الاحتفال الاعلامى بها تماما من الحرص على نقل‬ ‫الشعبية‬ ‫الاحتفالات الشعبية‪ ،‬اكتفاء بنقل الاحتفالات الرسمية‪ .‬وهذا الاهدار للثقافة الشعبية‬ ‫يلحق ضررا بالغاً بالتجانس المفترض الحرص عليه في وعي الأمة وثقافة الجياهير‪ .‬فإذا اضفنا‬ ‫الى هذا الاهدار ان بث ما يبث من هالتراث الشعبي» إنما يتم في أوقات غبأروقات «الفرجة»‬ ‫المكثفة ‪ .‬لأاوشكنا ان نقول ان الاعلام لا يأخذ « التراث الشعبي » مأخذ الحد ويظنه نوعا من‬ ‫الطرافة اذا قورن بالثقافة الخاصة وفنونها‪.‬‬ ‫ويقودنا هذا الضابط الثالث الى ضابط رابع هو ضرورة التوقف عن التعامل مع التراث‬ ‫الشعبي بوصفه «تاريخا» أو «حفريات»‪ .‬فضلا عن التعامل معه بوصفه عنصرا من عناصر‬ ‫«السياحة» أو التسلية والترفية ‪ .‬ومن ثم فإن التعامل معه من خلال تلك الصفار‪ :‬نقط يفقده‬ ‫أهم خواصه ومقوماته التفاعل مع الحياة الآنية ‪.‬‬ ‫الأخطر من ذلك ان مفهوم هالطرافة» ودالحضرية» في التعامل مع التراث يفضى الى‬ ‫محاولات هالتحسين» عن طريق عمليات الابهار من ملابس وديكور واضاءة بطريقة مبالغ‬ ‫فيها تؤدي الى «التشويه» و« المسخ » بمعنى ان المخرج او معد البرنامج قد يخلط بين «الشى ء‬ ‫الشعبي الرمز» وبين ما يعتقده من ضرورات العرض الفني فينتهي الأمر الى تشويه كليهيا ‪.‬‬ ‫وتتجلى عمليات التشويه ولمسخ واضحة في عمليات «الاستلهام» للتراث الشعبي ‪.‬‬ ‫في‬ ‫خامس‬ ‫ضابط‬ ‫يقودنا ال‬ ‫وهذا‬ ‫الأداء ‪.‬‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫أو‬ ‫النصوص‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫سواء‬ ‫عمليات هالاستلهام»‪ ،‬التي يجب ان يراعى فيها أول ما يراعى ان تعتمد على «الفهم‬ ‫الصحيح» للأصل المستلهم أو المستوحى ‪ .‬ويردنا «الفهم الصحيح» الى الضابط الاول‬ ‫الخاص بضرورة الاعتياد على المتخصصين الذين يعرفون المادة وكيف جمعت‪ ،‬وفي أي سياق‬ ‫ويعرفون الدلالات والمعاني التي تتضمنها‪ .‬ومن ثم فهم القادرون على التمييز الدقيق‬ ‫تؤدى‬ ‫والاختيار الصحيح ‪.‬‬ ‫هذا على مستوى الاختيار‪ ،‬فإذا انتقلنا الى مستوى الاعداد والتنفيذ في شكل «مسلسل؛‬ ‫أو «سهرة درامية» أو «فوازير» فمن الضروري الاهتمام أساسا بالصدق الفني ‪ .‬أعني ان‬ ‫يكون الشكل الذي يتم استلهام التراث فيه مكتملة فيه كل الشر وط الفنية ‪ .‬وبعبارة اخرى‬ ‫لايصح ان يكون استلهام التراث الشعبي جرد «استخدام » لبعض العناصر التراثية لاضفاء‬ ‫متهافت ومفكك فنيا‪ .‬هناك فارق بين «استخدام» التراث الشعبي‬ ‫«فنية» على شكل‬ ‫لاغراض الترويج والكسب التجاري وبين «استلهام» القيم التي يمثلها في نسيج عمل‬ ‫درامي إذاعي أو تليفزيوني‪« .‬الاستلهام» يدمج العنصر الشعبي بيا يحمله من قيمة أدبية‬ ‫وفنية وفكرية في بنية درامية رفيعة المستوى‘ في حين يسعى «الاستخدام» لتحويل العنصر‬ ‫الشعبي الى زينة خارجية تجعل العمل المفكك مقبولا‪ .‬وهذا يستلزم ان يهتم كبار كتاب‬ ‫الدراما والمسلسلات الاذاعية والتليفزيونية بالتراث الشعبي فهيا وتحليلا‪ ،‬وقبل ذلك كله‬ ‫معايشة ومعايير كلية أو ملاحظات سريعة للكيفية التي يجب ان يتعامل بها الاعلام مع‬ ‫التراث الشعبي عرضا ونشرا واستلهاما‪ .‬والأهم من ذلك ان تتعمق القناعة الاعلامية بأن‬ ‫هذا التراث وحده هو الضامن لتجانس وعى الأمة اذا احسن التعامل معه‪ .‬وهو نتيجة‬ ‫لذلك العاصم من التجزؤ والتفتت والتشرذم ‏‪ ٠‬بل ومن الطائفية والعنصرية التى تحول الأمة‬ ‫الى مجموعة من الطوائف والاقوام &‬ ‫ان التراث الشعبى يمثل «المشترك» الرابط بين الفئات والطوائف العرقية والدينية ‪ .‬بل بين‬ ‫الأمر الذي يفضى‬ ‫الاجتماعية ‪ .‬واهداره هو بمثابة إهدار لذاكرة الأمة الجمعية‬ ‫الطبقات‬ ‫بل الى الضياع والتبعية ‪ 5‬ولا أحد منا يريد ذلك ولا يسعى‬ ‫لا الى التشرذم والتفتت فقط‬ ‫إليه ‪.‬‬ ‫وخلاصة القول ‪:‬‬ ‫ان وسائل الاعلام لابد لها ان تؤدي دورها في الدعوة الى اجتياع الكلمة على تمييز المأثور‬ ‫أو الموروث الشعبي {[ من غيره‪ ،‬وصيانته‪ .‬كيا تصان الآثار‪ ،‬وتحمي المصنفات الفنية إ في‬ ‫ولو بطريق غير مباشر _ الى‬ ‫والمراكز المتخصصة؛ ذلك ان هذا سيؤدي بالضرورة‬ ‫المتاحف‬ ‫حفز العمل الجاد على جمع المأثورات الشعبية وتصنيفها‪ ،‬وإتاحتها للباحثين‪ .‬والمبدعين ©‬ ‫‏_ ‪ ٩١‬۔‬ ‫والقائمين على برامج التخطيط الثقافي والاعلامي ‪ .‬كيا انه سيؤدي أيضا الى حمايته من‬ ‫الانتحال والتزييف والتبديد على أيدى المغامرين والمفتقرين الى العلم‪ ،‬أو الموهبة ويرتبط‬ ‫بهذا بالضرورة ايضا ان وسائل الاعلام يمكنها ان تؤدي دورا وطنيا عميق الاثر في تغيير تلك‬ ‫النزعة التي قد نلقاها لدى بعض المثقفين او مدعي الثقافة من استعلاء على الموروث‬ ‫ودوره في حياة أصحابه‪ .‬والتصور أن صفة‬ ‫الشعبى ‪ ،‬وإزدراء له{ ولوظائفه‪ .‬وخصائصه‬ ‫« الشعبية» مرادفة للابتذال في السلوك‪ .‬والاسفاف في التعبير‪ 5‬وأنها انما تدل على التخلف‬ ‫والجمؤد‪ .‬وعلى ذلك فإنها يمكن ان تتبنى دعوة متجددة الى تخليص الجهود المبذولة في جمع‬ ‫من غوائل تلك الاتحباهات التي لا تستند‬ ‫الموروث الشعبي وتحقيقه ونشره وإذاعته وعرضه‬ ‫الى العلم ‪ .‬والتي تنظر الى الموروث الشعبي نظرتها الى الطريف©‪ ،‬والغريب والعجيب وما الى‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩٢ _-‬۔‬ ‫التراث الشعبى العماني‬ ‫رؤية في الخصوصية والتفرد‬ ‫بقلم ‪ :‬علي عبدالله خليفة‬ ‫(البحرين)‬ ‫تسير الحياة في أيامنا هذه سيرا عظيم التسارع ‪ . .‬غير منتظم الايقاع وعيان الحديثة تسير‬ ‫في ركاب هذا التطور بسرعة مدهشة حقا‪ .‬ويلاحظ المرء مظاهر هذا التطور جلية في المدن‬ ‫العمانية بصورة خاصة‪ .‬وهي الملامح الأولى التي تواجه الزائر لأول وهلة‪ .‬ومع ذلك فإن‬ ‫العادات والتقاليد وجميع أنواع الفنون الأدبية والغنائية والحرف والصناعات التقليدية وكل ما‬ ‫يمت الى الثقافة الشعبية بصلة ما يزال موجودا في حال أحسن من أي جزء من أجزاء الوطن‬ ‫العري لاسييا في الريف والقرى البعيدة عن المدن‪ ،‬وهي المناطق الواقعة داخل عيان ©‬ ‫والتي ظلت في منأى عن التأثيرات التي تعرضت فها السواحل على مر التاريخ الحافل‬ ‫بالبطولات في صد الغزاة والطامعين ‪.‬‬ ‫لقد ظلت سلطنة عيان جغرافيا وتاريخيا وسياسيا خارج القيادات الرئيسية للتاريخ‬ ‫العري ‪ ،‬ولم يكن لاقتصادها الذي يرتبط بالخليج والمحيط الهندي تبادل ثقافي أو تجاري كبير‬ ‫مع أوروبا والعالم ولربما مع بقية شبه الجزيرة العربية ‪ 5‬بينما شكلت صحراء الربع الخالي‬ ‫حاجزا طبيعيا وواقعيا‪ ،‬وذا أهمية تاريخية } في وجه الاتصالات الاجتياعية والسياسية ‪ .‬وقد‬ ‫ساعد ذلك ۔ فييا يخص التراث الشعبى ۔ على حفظ مواد هذا الموروث من التأثيرات‬ ‫والمتغيرات الخارجية ‪ .‬واذا شكلت الطفرة الاجتماعية في الخليج © نتيجة اكتشاف النفط‪.‬‬ ‫مؤثرا على نمط العيش واسلوب التفكير وطالت بذلك جوانب هامة من العادات والتقاليد‬ ‫والفنون والحرف والصناعات التقليدية } فإن تأثيرها على المجتمع العياني وعلى تراثه وعاداته‬ ‫وتقاليده وفنونه كان أقل بكثير مما طال بقية اجزاء المنطقة ‪ 5‬وبالتالي ظلت هذه الموروثات في‬ ‫(٭) ورقة مقدمة لندوة المأثورات الشعبية (المنتدى الادبي) ۔ مسقط‪ .‬من ‏‪ ١٩‬۔ ‏‪ ٢١‬ديسمبر ‪١٩٩٢‬م‏‬ ‫‏_ ‪ ٩٢٣‬۔‬ ‫مأمن من التشوية والخلط والانقطاع والاستغلال غير المشروع‪ .‬مما اكسب هذه الثقافة‬ ‫الشعبية قوة وتأثيرا في الحياة المعاصرة للشعب العياني واعطاها قدرة الاستمرار والنفاذ جنبا‬ ‫الى جنب مع معطيات العصر الحديث ‪.‬‬ ‫إن تاريخ عيان الحضاري تاريخ طويل‪ ،‬وقد بلغت رقعة الأرض العيانية من الاتساع &‬ ‫ابان سيادة عيان على البحار ما أدى الى تعدد المصادر العرقية التى صهرتها الأرض العيانية‬ ‫في سبيكة اثنولوجية متجانسة كونت المجتمع العياني المعاصر على اختلاف مشاربه‪ .‬وقد‬ ‫ساعدت سيطرة عيان على جزء من الساحل الافريقي في تزاوج وتفاعل العديد من الفنون‬ ‫العربية والافريقية‪ .‬وقد بث ذلك دماء جديدة في عصب الثقافة الشعبية العربية ث واعطى‬ ‫خصوصية تاريخية وحضارية للتراث الشعبي العياني‪ .‬لذلك لابد من توافر معطيات فنية‬ ‫وعملية واجتماعية وبيئية وتاريخية لتكوين صورة صحيحة واضحة ومحددة لكل نمط من أنماط‬ ‫هذا التراث الفنى المتعدد الجوانب ‪.‬‬ ‫ان هذا المزيج الثري الذي يعتبر احد المكونات الاساسية للشخصية العيانية امتاز منذ‬ ‫فجر ابداعه وانتشاره وتناقله بالحفظ والرواية أو المهارسة وتواتره عبر الاجيال المختلفة }‬ ‫بصفات نادرة ميزته واضفت عليه قدرا لا يستهان به من التفرد والخصوصية في مجمل الثقافة‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫ويمكننا هنا ان نحدد ميزات عامة تظهرها النظرة الكلية الشاملة لهذا التراث دون‬ ‫الدخول كثيرا في تفضيلات الانماط وما يمكن ان تعززه دراستها من مميزات ‘ فيازالت هذه‬ ‫المادة ۔ بالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها وزارة التراث القومي والثقافة بالسلطنة ۔ في‬ ‫مرحلة الجمع والتدوين والتصنيف‪ ،‬ولم يتهيأ منها للدرس والتحليل‪ .‬حسب عاي & إلا‬ ‫الشىء القليل ‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ ٩٤‬۔‬ ‫‏_‬ ‫المميزات العامة للتراث الشعبي العياني‬ ‫غزارة التنوع والتعدد‬ ‫أولا‬ ‫تحتل سلطنة عيان ‪ -‬تقريبا ربع الخط الساحلي لشبه الجزيرة العربية الذي يزيد طوله‬ ‫وتسيطر على مدخل الخليج وتطل على الطرق البحرية من الشيال‬ ‫على أربعة آلاف ميل‬ ‫والشرق والجنوب بيني تمتد الى الغرب والشيال صحراء الربع الخالي ‪.‬‬ ‫فهي بلاد تحبمع المتناقضات التي‬ ‫وتعتبر عان من اكثر بلاد العالم تنوعا في التضاريس‬ ‫قلما تجتمع‪ ،‬فترى فيها المرتفعات الصخرية في الجبال العيانية المشهورة‪ .‬والرمال الجرداء في‬ ‫الربع الخالي ‪ 0‬وتلال ظفار التي تكسوها الخضرة بعد هطول الأمطار الموسمية ‪ ،‬ثم السهول‬ ‫المنبسطة المترامية! ثم المنحدرات الصخرية الشاهقة في الجنوب“ والقرى المزدهرة الجميلة‬ ‫التي تقوم على وديان قاحلة تقع بالقرب منها غابات النخيل‪ .‬ولعمان خط ساحلي يمتد عدة‬ ‫مئات من الاميال يتفاوت بين الشطان الرملية المنبسطة والمنافذ الصخرية عند مسندم‬ ‫ومسقط ‪ .‬ويعني ذلك ان عددا غير عادي من البيئات الاجتياعية المتجاورة تشملها سلطنة‬ ‫عيان من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام وتضاريسها المتنوعة المتباينة‪ .‬فهناك‬ ‫إذن ‪:‬‬ ‫© البيئة القروية الزراعية ‪,‬‬ ‫© البيئة البحرية‬ ‫© البيئة البدوية الصحراوية‬ ‫© البيئة الجبلية‬ ‫© البيئة الحضرية‬ ‫وهذه البيئات الاجتياعية الغنية تزخر بفئات عديدة من السكان النشطين الذين فطروا‬ ‫على مواجهة الشدائد وتعدي الصعاب منذ فجر التاريخ فتهيأ لهم استغلال هذه البيئات‬ ‫الطبيعية استغلالا ذكيا مكنهم من صنع حياة زاخرة مليئة بالعمل والانتاج وبالفن والابداع ‪.‬‬ ‫ولنا ان نتصور مدى غزارة تنوع وتعدد جوانب هذا النشاط الانساني إذا قسنا بأن لكل بيئة‬ ‫‏_ ‪ ٩٥‬۔‬ ‫من هذه البيئات قيمها الاخلاقية والمعنوية والمادية وان ادبها الشعبي وفنونها الغنائية وعاداتها‬ ‫وتقاليدها وحرفها وصناعاتها احد عناصر تمايزها عن بقية البيئات الاخرى‪ ،‬والتي شكلت‬ ‫بحكم تكوينها الجغرافي والديمغرافي روافد لمجرى واحد نبعه الشخصية العيانية ‪ .‬أضف الى‬ ‫ذلك ان سكان المدن الساحلية مثل مسقط ومطرح وصحار وصور وغيرها من المدن التي‬ ‫تعامل سكانها مع البحر منذ عهود سحيقة في القدم ورحلوا قاطعين طريقا طويلا حتى‬ ‫وصلوا الى الصين وفتحوا ساحل افريقيا الشرقي للتجارة ‪ ،‬الى جانب ما ابدعوا من فنون وما‬ ‫اسسوا من معارف وما أرسوا من تقاليد واعراف كانوا وجه عيان المباشر في تعاملها مع الاقوام‬ ‫والاجناس واللغات والديانات والفنون والتقاليد والعادات التى وفدت الى السواحل لمختلف‬ ‫الأهداف والاغراض عبر التاريخ ‪ ،‬وكانوا أداة التفاعل مع الثقافات الوافدة مما حقق للتراث‬ ‫الشعبي العياني مزيدا من التنوع والتعدد‪ ،‬والذي يعتبر بالتالي كسبا للثقافة الشعبية العربية‬ ‫ني مجملها‪.‬‬ ‫ثانيا ۔ العمق والفنى الحضاري‬ ‫ني ماضي الأيام التقت تأثيرات بلاد ما بين النهرين والسند وفارس واليمن وفينيقيا جميعا‬ ‫لتتفاعل مع المكونات الخاصة للشخصية العربية العيانية‪ .‬التي جاهدت لجعل تاريخها‬ ‫الحضاري الحافل ذا طابع خاص ومتميز تتضح فيه الاضاءات وعلامات الاستمرار‪ .‬ولعل‬ ‫من أهم الاسباب في ذلك هتوأثير البحر على حياة الناس المكتشفين منهم والبحارة والتجار‬ ‫والمدافعين عن العقيدة والأرض ‪ .‬وتؤكد المصادر التاريخية ‪ .‬كيا تشير الآثار والنقوش الكتابية‬ ‫التي كشفت عنها الحفريات المتعددة الى ازدهار مجتمع متقدم في حضارته نشأ على الأرض‬ ‫العيانية وتستند ثروته على تصدير البخور منذ الألف الثانية قبل الميلاد وترجح الاحتيالات‬ ‫ان تكون عيان هي منطقة (مجان) المذكورة في الألواح السومرية ‪.‬‬ ‫ولقد كان العيانيون في سائر فترات التاريخ المدون شعبا يركب البحار واسهم بنصيب وافر‬ ‫في العلاقات الحضارية والتجارية الوطيدة التي كانت قائمة بين بلاد ما بين النهرين وكل من‬ ‫فقد كان المصريون والسومريون يحصلون على كميات ضخمة من‬ ‫مصر ووادي السند‬ ‫البخور لاستعيالها في طقوسهم الدينية من جنوب الجزيرة العربية‪ .‬وكان البخور ينقل الى‬ ‫سومر بطريق البحر مثلما كان ينقل اليها برا‪ ،‬وكان لابد للسفن ان تستخدم الموانىء العيانية‬ ‫التي تتوسط الطريق بين البلدين‪ .‬كيا صدرت (ماجان) من خيراتها النحاس والاخشاب‬ ‫والأحجار ذات القيمة الى مدن ما بين النهرين الواسعة الثراء مما وطد دعائم علاقات ليست‬ ‫‪ ٩٦‬۔‬ ‫‏_‬ ‫تحبارية فقط وانيا ثقافية ايضا بحكم الاتصال والتواصل البشري وبيا تميزت به الشخصية‬ ‫العيانية من قدرة على التفاعل والتأثير‪ .‬فلقد امتاز العمانيون باستغلال مواقع بلادهم‬ ‫الجغرافية استغلالا ذكياً ربطوه بالخبرة والعلم وفنون ركوب البحر والتعامل بفطنة في الأمور‬ ‫التجارية الى جانب العناية بالحرف والصناعات التقليدية التي تغذي هذا التوجه‬ ‫الاستراتيجى لنشاط السكان في البيئة البحرية ‪.‬‬ ‫فقد تحدث المسعودي‪ ،‬العالم الجغرافي العربي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي عن‬ ‫بنائي السفن في عيان في الوقت الذي كانت فيه السفن العيانية تجوب مختلف البحار‬ ‫والمحيطات ‪ .‬كيا ازدهرت في عيان الداخل اعيال زراعية وصناعات تميزت بالمهارات الرائعة‬ ‫كأعيال البناء والزخرفة بالجص والنقش على الخشب والصناعات الفخارية والفضية‬ ‫والنحاسية‪ .‬فقد كانت الاواني الفخارية تصنع على الدولاب وتشبه في بعض نياذجها اواني‬ ‫السومريبن‪ ،‬وصنعت الطاسات المنقوشة الجميلة من الحجارة والمرمر‪ .‬وحيكت الثياب‬ ‫باتقان واتخذت المجوهرات للزينة‪ .‬ولقد كان أهل عيان منذ القدم يتخذون المباني لحياتهم‬ ‫من الحجارة المكسوة ‪ ،‬واتخاذ المنازل في الجبال مثلا يتطلب خبرة واتقانا في فن المعيار ونظام‬ ‫تشييد الافلاج وتدرج زراعة الحقول ‪ ،‬وقد اتقنوا بناء المعابد والمباني العامة والتحصينات‬ ‫العسكرية من قلاع وحصون وأسوار‪ .‬وقد دلت الحفريات على انهم كانوا يدفنون موتاهم في‬ ‫قبور دائرية كبيرة حسنة البناء ‪.‬‬ ‫إن هذا العمق التاريخي والغنى الحضاري للثقافة العربية في عيان ظلا يتاأصلان في جميع‬ ‫الأنشطة البشرية المحلية وظلت هذه الروح الموغلة في القدم هي اول ما يأخذك في اصالة‬ ‫الأعيال الابداعية للفنانيين والصناع وهي اول ما يسحرك في شخصية العياني الهادئة‬ ‫الدمثة ‪ . .‬الواثقة القوية ‪ .‬فكل جزئية تطالعك في التراث الشعبي العياني مها صغرت لها‬ ‫تاريخ وعمق حضاري لابد من معرفته قبل اي شىء{ وهو ما يستوجب مسئولية كبرى عند‬ ‫الجهل به أواماله ‪ . .‬او فقده‪.‬‬ ‫ثالثا ۔ التفرد والخصوصية‬ ‫لا شك ان عيان مرت بظروف سياسية واجتياعية واقتصادية خاصة عكست نفسها على‬ ‫لها نمط عيش‬ ‫التركيبة السكانية وأسهمت في بلورة شخصية مميزة ذات سيات خاصة‬ ‫محتلف وأسلوب تفكير محتلف وبالتالي فلها زي مميز ولهجة بميزة هما جزء من تراث عريض‬ ‫متفرد‪ .‬وهذا التفرد للشخصية العيانية ليس تفردا مظهريا وإنما هو حصيلة طبيعية لظروف‬ ‫المعاناة التاريخية الطاحنة التي عايشها الشعب العياني والأرض العيانية ‪ .‬فلقد كان هذا‬ ‫‪ ٩٧‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وحالة الاستنفار‬ ‫الشعب عبر تاريخه الطويل في حالة استنفار مستمرة للدفاع عن النفس‬ ‫هذه حالة انسانية شديدة الحساسية خصوصا حين يدرك المرء بأغها كانت وماتزال في مواجهة‬ ‫اخطار مصيرية حقيقية تهدف الى اقتلاعه من الجحذور أو السيطرة عليه واستلابه الى أبعد حد‬ ‫ممكن‪ .‬وقد يكون ذلك قدر عديد من الشعوب التي تعيش في بلاد تتمتع بموقع استراتيجي‬ ‫أو غنى طبيعي‪ 0‬إلا ان عيان اكثر من غيرها في ذلك لكونها تجمع ما بين غنى الموارد‬ ‫واستراتيجية الموقع في آن واحد لذلك خاض العيانيون حروبا مستمرة في الدفاع عن‬ ‫انفسهم ضد الغزاة والطامعنين وظل الاعتداد الذاتي بالقدرة على مواجهة التحديات صفة‬ ‫ملازمة للشخصية العيانية‪ .‬وكان لدى هذه الشخصية رؤية خاصة في حتمية الانتصار‬ ‫والسيادة انطلاقا من كون عيان ليس بلدا صغيرا في منظومة بلدان صغيرة اخرى وإنيا مملكة‬ ‫عريقة يمتد سلطانها الى ما خلف الحدود وقد استقر ذلك الشعور في عمق تكوين‬ ‫الشخصية العيانية الحديثة ‪.‬‬ ‫من هنا يمكننا القول بأن النتاج الابداعي والميارسات الاجتماعية في أي حقل من حقول‬ ‫التراث الشعبي العياني هو نتاج هذه الشخصية ذات المزاج الخاصرا‪ .‬والأمثلة على ذلك‬ ‫لايطالها الحصر فهناك ‪ :‬عطور وبخور عيانية وخناجر وأزياء ولهجة وغناء ورقص وصناعات‬ ‫وأدوات صغيرة خاصة كالغليون والمكحلة والعمامة والعصى الى جانب الحلى والاكلات‬ ‫والعادات والتقاليد العيانية الصرفة ‪.‬‬ ‫هل هناك فنون في الخليج العري مثلا تشبه فن «العازي» و«الهمبل» و«الهبوت»‬ ‫و«الشرح» و«البرعة» و«السومة»؟ حتى أغاني البحر التي تتقارب وتتشابه في مناطق الخليج‬ ‫المتاخمة هي غيرها في عيان «فالنهمة» وهي احدى أغاني العمل في البيئة البحرية بالمنطقة‬ ‫هي غير فن «التصويت» والحان أغاني البحر بصفة عامة هي غير ألحان «الشوباني» العماني‬ ‫الذي يؤديه البحارة العمانيون وبعض الرقصات العيانية التي تقوم على فن المبارزة بالسيوف‬ ‫والتروس لا مثيل لها في بقية أجزاء الخليج ‪.‬‬ ‫ان التراث الشعبي العياني رافد خصب متميز له ظروفه وسياته الخاصة التي رفد بها الثقافة‬ ‫الشعبية العربية وتمايز فيها بالتفرد والخصوصية ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ -‬التمايز البيئي للمناطق والولايات‬ ‫التارخية والحضارية قد‬ ‫انتجتها الظروف‬ ‫ان نظرة عامة الى التراث الشعبي العماني كوحدة‬ ‫لا تكفي لتحديد وفرز هذا التراث والتعريف بهويته البيئية‪ .‬ذلك ان هذا التراث في مجمله‬ ‫‪ ٩٨‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وان كانت تنتظمه وحدة الظروف السياسية والاجتياعية والاقتصادية العامة إلا ان للتمايز‬ ‫البيئي سمة خاصة في فرز وتحديد الطابع الخاص لكل جزئية فيه وهو إفراز طبيعي لكل بيئة‬ ‫من البيئات الجغرافية والبشرية بيا جبلت عليه طبيعتها‪.‬‬ ‫فتراث المناطق الداخلية في عيان وهي بيئة القرى الزراعية المستقرة منذ أقدم العصور والتي‬ ‫تاسست فيها الحياة وتنظمت بفضل تراكم المعرفة الحضارية التي تطورت من جيل الى جيل‬ ‫بعيدا عن السواحل المائجة بالعديد من الأحداث ظل كالجوهرة المكنونة في قلب الصدف‬ ‫تتخلق وتنمو بعيدا عن المؤثرات الخارجية فهو تراث مرتبط بعادات وتقاليد وظروف البيئة‬ ‫الزراعية المعروفة باستقرارها ونمط عيشها التقليدي المنظم في مواسم ‪ .‬وهو بالطبع ناتج‬ ‫تراي يختلف كيا ونوعا عن الناتج التراثي في البيئة البحرية‪ ،‬فكون هذه البيئة على أطراف‬ ‫عمان عند السواحل فقد كانت تتلقف الفنون والعادات والتقاليد الوافدة وتتعامل معها‬ ‫بالأخذ والعطاء حسب قوة تأثير كل عنصر وحسب مزاج ودرجة قبول الشخصية العيانية‬ ‫لتلك العناصر لذلك نجد ان فنون هذه البيئة قد تعددت وكثر فيها التنوع واتسمت‬ ‫بالامتزاج والتداخل بفنون الاجناس الاخرى ففي الوقت الذي تأصلت فيه فنون الداخل‬ ‫وبعدت عن المؤثرات الخارجية واتسمت بكونها فنونا عمانية صرفة‪ .‬تعددت وتنوعت فنون‬ ‫السواحل وامتصت كل المؤثرات الخارجية فكأنها وصحراء الربع الخالي قد شكلت الترس‬ ‫الذي يحمي القلب وبقية الجسم ‪.‬‬ ‫فلقد انتعشت في عيان الداخل فنون أدبية وغنائية وحرف وصناعات تقليدية تأكد فيها‬ ‫الطابع العياني الصرف‪ .‬ولانها في مأمن من تلك المؤثرات الخارجية عكف العيانيون من‬ ‫خلالها على تبذير معارف وعلوم وابداعات وأرسوا تقاليد فنية وابداعية ظلت تتوارث عبر‬ ‫الأجيال ‪ .‬هذا التمايز البيئي للمنتوج التراثئي في كل منطقة من المناطق المقسمة اداريا الى‬ ‫ولايات قد حدد فنون كل ولاية او منطقة ومايز بينها وبين فنون الولايات الاخرى ففن‬ ‫«الهبوت» على سبيل المثال‪ ،‬وهو عبارة عن مسيرة انشادية منظمة تشارك بها القبائل في الاعياد‬ ‫والاحتفالات العامة ‪ .‬ينقسم الى ثلاثة أنواع ‪( :‬هبوت) المدن ‪ 0‬و(هبوت) البادية ‪ .‬و(هبوت)‬ ‫القرى الجبلية وهو من بين الأنواع الثلاثة الذي ينشد باللغة (الجبالية) وهي لغة خاصة‬ ‫بسكان القرى الجبلية ‪..‬‬ ‫ان تأثير المناطق المتاخمة للحدود العيانية على البيئات الاجتياعية القريبة منها ليس امرا‬ ‫غرثيبا‪ ..‬لذلك نجد في بعض فنون الجنوب العياني تأثيرات الفن اليمنى وبالذات في مجال‬ ‫الغناء والرقص‪ ،‬ومن الطبيعي ان يمتد هذا التأثير الى عيان القريبة مثلما امتد الى بقية مناطق‬ ‫‪ ٩٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الخليج الأبعد ‪ 3‬كيا نرى امتداد العادات والتقاليد البدوية على المناطق المتاخمة لصحراء الربع‬ ‫الخالي ‪ ،‬فالبيئة البدوية هي هي في عيان أو الجزيرة العربية أو شبه جزيرة سيناء أو الصحراء‬ ‫الكرى‪.‬‬ ‫وغني عن القول بان هذا التمايز البيئي لم يكن في أي ظرف حاجزا في وجه وحدة هذا‬ ‫التراث وامتزاجه وامتداده ليشمل بصورة عفوية المجتمع العماني بأسره دون احساس بهذه‬ ‫الفوارق الفنية التي تعتبر تمايزا وتفردا له ‪.‬‬ ‫خامسا ۔ الجمع بين تأصيل الجذور والتفاعل مع الجديد‬ ‫يغلب على تركيبه المجتمع العياني النظام القبلي فأغلب قطاعات المجتمع حينيا كان ث‬ ‫سكناها تنضوي بشكل أو باخر تحت هذا النظام الذي مايزال سائدا في بعض اجزاء الوطن‬ ‫العربي ‪ ،‬واذا انفك عقد هذا النظام في منطقة من المناطق العيانية‪ .‬لأي سبب©‪ ،‬فهو لا يعدو‬ ‫ان يكون مجرد انضواء تحت نظام العائلة الكبيرة‪ .‬هذه التركيبة السكانية ساعدت على‬ ‫تاصيل الجذور التراثية لطبيعة التفكير القبلي وأسلوب تعامله مع الجديد‪ .‬فعقلية البدوي ©‬ ‫كيا هو معروف‪ ،‬عقلية تقليدية بالطبع تتحكم فيها مصلحة القبيلة التي لا تقبل‪:‬أي شرخ‬ ‫في تعاليمها وتقاليدها واعرافها المرعية‪ .‬لذلك نجد دائيا بان ذهنية‬ ‫ولا حتى مجرد خدش‬ ‫البدوي ذهنية متوجسة فاحصة وفارزة في تعاملها مع الآخر ومع الأشياء والمعطيات الاخرى‬ ‫الخارجية‪ .‬وقد ظلت الفنون بصفة عامة حصينة في خزانة هذا البدوي الذي صانها وحافظ‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫ابناء البيئة‬ ‫وني المقابل فان الشخصية العيانية بحكم تأثير البحر وما يتركه من سحر ع‬ ‫البحرية‪ .‬وما يولده لديهم من شغف بارتياد المجهول وسبر الأغوار واستك‪ : .:‬الأبعاد‬ ‫والترحال الى مدى الآفاق‪ .‬خلق لدى ابناء هذه البيئة قدرة على التعامل ‪.‬م الغرباء‬ ‫والدخلاء والنزول في اراض بعيدة واقتناص ما عندها مما يروق له وجلبه معه عنذ العودة ‪.‬‬ ‫هذه الذهنية الاستكشافية المرنة‪ .‬القابلة للتفاعل والأخذ والعطاء‪ .‬ساعدت في نقل فنون‬ ‫عمانية الى أراض بعيدة كيا اسهمت في جلب فنون البلاد البعيدة التي وصل اليها العياني ©‬ ‫لقد كانت هذه الذهنية ذهنية انتقائية‪ .‬نقلت ما استطاعت من فنونها الى الآخرين لكنها‬ ‫اختارت من فنون البلاد الاخرى ما لقي في نفسها هوى وطابق مزاجهاإ فضلا عن افساحها‬ ‫في المجال للوافدين بميارسة فنونهم وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم بحرية الواثق من‬ ‫امتصاص هذه المعطيات الجديدة والقدرة على صهرها في البوتقة العيانية شديدة الحساسية ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫_‬ ‫عبر‬ ‫تاصيل الجذور وثباتها واستمرارها ‪7‬‬ ‫خاصية الجمع بن‬ ‫لعهان‬ ‫اجتمعت‬ ‫لقد‬ ‫لوريد الثقافة‬ ‫الى عنصر مغذ‬ ‫الجديد الوافد وتحويله‬ ‫التفاعل مع‬ ‫‏‪ ٠‬وخاصة ف‬ ‫الاجيال‬ ‫الشعبية العمانية ‪ .‬وهذه هي احدى سيات وعي العماني بفلسفة الموقع الاستراتيجي لبلاده ِ‬ ‫سادسا ۔ عيان‪ . .‬بوابة الفنون الافريقية الى بلاد الخليج العربي‬ ‫وصل العيانيون الى افريقيا‪ .‬متوغلين حتى الكونغو‪ . .‬ولعل صلات عيان مع زنجبار‬ ‫وساحل افريقيا الشرقي تعود الى العهود الغابرة‪ .‬وهذه الصلات التاريخية العريقة لم تكن‬ ‫فقد استوطن العهانيون‬ ‫صلات سياسية واقتصادية‪ .‬بقدر ما كانت صلات ثقافية وروحية‬ ‫تلك الارض وحكموها ونقلوا الى بلادهم البضائع والرقيق والفنون والتقاليد والروح‬ ‫الأفريقية المتوثبة الى الانعتاق والدخول الى عوالم جديدة‪ .‬فتجمعت هذه المدخرات ني‬ ‫عيان‪ .‬جاء بها البحارة والتجار والمستكشفون والرقيق والمصاهرة‪ ،‬وقد فعلت فعلها في حقن‬ ‫المجتمع بثقافة غنية بالغة التمرس والتيايز‪ .‬وبفعل التنقل والارتحال والاقامة لقطاعات‬ ‫عديدة من املجتمع العياني في مناطق الخليج الاخرى عبر فترات تاريخية متعددة‪ .‬نقل‬ ‫العمانيون الى هذه المناطق عددا من الفنون الغنائية التي وجدت ترحيبا حارا لها من قبل‬ ‫المجتمع العربي في الخليج بصفة عامة } مثل فن «الليوة» أو «الهبان» وهو فن أفريقي صرف‬ ‫مورس في عيان وانصهر في تلك البوتقة العيانية ‪ .‬ويبدو لي ان العيانيين عندما مارسوا هذا‬ ‫الفن لم يقبلوه على علاته‪ ،‬ذلك ان العياني لا يقبل بأي شيع يمس من عقيدته} فهناك قول‬ ‫۔ غير مؤكد ۔ بأن رقصة والليوة» أو «الهبان» هي رقصة جنائزية لها علاقة بطقس وثني‬ ‫افريقي ‪ ،‬وهي تعبير حزين يصرخ منه «الصرناي» أو «الهبان» معولا طيلة وقت الأداء على‬ ‫ايقاع عدد من الطبول الرتيب والرقص الدائري المتواصل إلا ان المزاج العياني الخاص قد‬ ‫غير الفرض من أداء هذه الرقصة وحوله من غرض ديني وثني حزين الى احتفالي فرح{ وان‬ ‫كانت الرقصة قد حافظت على جوهرها الايقاعي وعلى ذلك الشجن الشفيف وتلك الروح‬ ‫الأفريقية الصرفة التي تكتنف الأداء‪ ،‬عزفا ورقصا مثلما حافظت على الأصول الافريقية‬ ‫للنص المغنى ومضمونه المغرق في الحزن والألم ‪ .‬ومثل هذا الفن انتقلت ۔ عبر بوابة عمان الى‬ ‫رقصة «السومة» وهي رقصة ايقاعية ظلت تمارس في البحرين حتى أواخر الستينات‬ ‫الخليج‬ ‫من هذا القرن ‪.‬‬ ‫لقد كانت عيان فعلا بوابة واسعة عبرت منها الفنون الافريقية الى بقية مناطق الخليج ‪3‬‬ ‫وهي بوابة لم تكن مشرعة قط وانيا كانت تسم كل فن بطابعها ومزاجها الخاص فلقد‬ ‫‪ ١٠١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫اندثرت العديد من الفنون التى لم تتلاءم مع طبيعة المجتمع العياني ؤ وتركها الشعب العيافي‬ ‫تضمحل وتتلاشى لانها لم تناسب عاداته وتقاليدهإ او ربما لكونها تمس من قريب او بعيد‬ ‫جانبا من جوانب عقيدته الدينية‪ ،‬في الوقت نفسه ازدهرت وامتزجت فنون اخرى حافظ‬ ‫عليها المجتمع العياني وامدها بكل مقومات الحياة والاستمرار‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫إن هذاالتراث العياني جدير بالتعب عليه‪ ،‬وعلى العمانيين المضي على طريق الأوائل في‬ ‫المحافظة على خصوصيته وبريقه الاكثر لمعانا وثراء على صعيد واقعنا العربي‪ .‬فمي لا شك‬ ‫فيه ان حجم المتغيرات التي نعيشها ومقدار التطور الذي بدأ يطال جزئيات حياتنا ويمتد‬ ‫بتأثبراته الى تفاصيلنا اليومية } لهو بحاجة الى وقفة توازي ذلك التحدي المدني الحديث بيا لا‬ ‫يكون في صف احدى الكفتين ‪ :‬تراثنا‪ .‬وحياتنا المعاصرة ‪.‬‬ ‫ويحق لعيان ان تفخر ببعد نظر القيادة السياسية في اباد وزارة متخصصة ني التراث‬ ‫القومي والثقافة قائمة بذاتها‪ ،‬ويبدو لي ان هذه الوزارة قد قطعت شوطا ما في التعامل مع‬ ‫هذا الميدان الواسع المتعدد الحقول‪ ،‬والذي يحتاج الى أيد عيانية تحرث فيه ‪.‬‬ ‫وإنه لمن تحصيل الحاصل القول بيا يجب الأخذ به على أعلى مستوى للحفاظ على التراث‬ ‫الشعبي في أي جزء من أجزاء وطننا العربي‪ ،‬خصوصا بعد تلك المراكز والهيئات العلمية‬ ‫المتعددة المعنية بالفنون الشعبية } وتلك المؤتمرات والمنتديات الدولية التخصصية التى عقدها‬ ‫مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية في السنوات الثلاث الأولى لتأسيسه ‏‪- ٨٢‬‬ ‫‏)م‪ ٤٨٩١‬ونتائجها موثقة ومنشورة منذ ذلك الوقت‪.‬‬ ‫ويجدر بنا هنا ان نحدد النقاط التالية فيما يخص الحفاظ على التراث الشعبى العياني ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وتصنيف مواد التراث الشعبي العياني ‪.‬‬ ‫© التخطيط لجمع وتدوين‬ ‫© العمل على تنفيذ هذه الخطة وفق مراحل مدروسة وبقيادة متخصصين في علم‬ ‫الفولكلور‪.‬‬ ‫© العمل على تأسيس أو استكيال أرشيف مواد التراث الشعبى ‪.‬‬ ‫© الاستفادة من المدونات والمخطوطات والمراجع والمصادر الت تناولت التراث العياني ‪ ،‬الى‬ ‫جانب دعم جهود رواد العمل الميداني في هذا الحقل ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٠٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫© العمل على تاهيل كوادر وطنية على أعلى مستوى في حقل الدراسات الانسانية المتصلة‬ ‫والمختصة بعلم الفولكلور‪.‬‬ ‫© العمل على اصدار تشريع وطني لحراية التراث الشعبي في عيان ‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة‬ ‫لاشك ان هذه النظرة العجلي في تحديد مميزات الفنون الشعبية العيانية هي وليدة التعميم‬ ‫الذي لم تتهيأ له فرصة الالمام بتراث غني لبيئات متعددة متنوعة مترامية الأطرافث‪ ،‬فيازلنا في‬ ‫منطقة الخليج بصفة عامة أسرى هذه النظرة العجلى لكون هذه المادة التراثية مازالت في‬ ‫إن لم تكن في طور الآمال والتمنيات‪ .‬ولكن‬ ‫مراحل الجمع وأعيال التدوين والتصنيف‬ ‫حسبي ان ما تبلور لدي من معلومات كان‪ .‬حصيلة بدائية لعمل ميداني _ لا يخلو من التقصير‬ ‫۔ اجريته على الأرض العيانية في شتاء ‪١٩٨١‬م‪،‬‏ وحسبي انني أحلم بقطع مراحل ما بعد ‪.‬‬ ‫هذا الاستكشاف الأولي‪.‬‬ ‫_۔‪0‬‬ ‫‏_ ‪ ١٠٣‬۔‬ ‫ص‬ ‫ہ ك ‪ .5‬‏‪ ١‬ك‬ ‫خص س خص‬ ‫=‬ ‫اشكال الفنون الشعبية الممانيةرم‬ ‫ومدى تمازجها بمثيلاتها بمنطقة الخليج‬ ‫دراسة في الحكايات الشعبية المانية‬ ‫آمنة راشد الحمدان‬ ‫البحوث‬ ‫قسم‬ ‫رئيس‬ ‫الخليج العربية‬ ‫التراث الشعبي مجلس التعاون لدول‬ ‫مركز‬ ‫ان التشابه والتمازج بين أشكال التعبير الفني وابداعات الشعوب سمة لا تخص منطقة‬ ‫بعينها أو فئة أو جماعة دون اخرى خاصة إذا اتفقنا على تحديد معنى ومدلول التعبير‬ ‫وخلضنا الى القول بأن الابداع حالة ملازمة للانسان يعبر بها عن مراحل‬ ‫والابداع الفني‬ ‫حياته ونموه وتطوره ويسطر من خلالها تاريخ الانسانية وتتابع المراحل التاريخية ‪ .‬ويروي فيها‬ ‫د لاقته بمحيطه وبيئته وتجربته ‪.‬‬ ‫وقد تتفاوت قدرة الأفراد والأمم في التعبير عن ذلك ولكنها تتحد في الفكر والظروف مما‬ ‫بعل التشابة امرا واردا لا يحتاج الى تبرير ونجد ان لكل أمة وجماعة حكايات ورموزا فنية‬ ‫تعبر عن الواقع الذي تعيشه وعن قضاياها ورغباتها بصدق ‪.‬‬ ‫وقد تناول عدد من المفكرين والعلماء موضوع التشابه والتيازج مما دفع الى نشأة عدد من‬ ‫المدارس والنظريات الفكرية التي تناولت هذا الموضوع وأشبعته بحثا وتحليلا وفي كل مرحلة‬ ‫من المراحل تتهاوى نظرية أو مدرسة ما لتقوم اخرى لتبني نتائجها على ما سبق من دراسات‬ ‫(٭) ورقة مقدمة لندوة المأثورات الشعبية (المنتدى الأادي) ۔ مسقط { من ‏‪ ١٩‬۔ ‏‪ ٢١‬ديسمبر !‪١٩٩‬م‏‬ ‫كنظرية الاستعارة او الموضوعات الراحلة أو الروايات المتنقلة او نظرية الهجرة للباحث‬ ‫الألماني «تيودور بنفى » ‪.‬‬ ‫ان التدافع للبحث عن تبرير أو سبب أو دافع بعينه لتفسير التشابه ‪ 0‬دفع الى اعمال العقل‪.‬‬ ‫في تفسير الكون بيا فيه من ظواهر تنعكس على حياة البشر‪ ،‬وعلينا ان نوحد بين هذه‬ ‫الاجتهادات جميعها ونعمل على تنقيحها دون ان نرهق أنفسنا بإتلافها أو تغليب واحدة على‬ ‫الاخرى ‪.‬‬ ‫ولعل المفكر الفرنسى (بيدييه) محق تماما حين قال ان التشابه في الثقافات الانسانية اساسه‬ ‫اشتراك شعوب العالم القديم في افكار انسانية وظروف فكرية واحدة} وقد واجه الجميع سر‬ ‫الطبيعة الغامض وقصة الخليقة والبحث عن هذه القوة الجبارة التي تقف وراءها‪ .‬كا واجه‬ ‫سر الموت والحياة‪ .‬والوجود والفناء‪ .‬هذه جميعها وحدت فكر الانسان نحو العمل على تفسير‬ ‫ووصف وشرح هذه الظواهر‪ .‬واستثارت قوته وكوامنه لتوظيف ما حوله إ'فاستعار اشكالا من‬ ‫التعبير كالأسطورة والقصة والنقش والرسم لتفسير ذلك وشرحه ‪.‬‬ ‫هذا العامل الرئيسي الذي اوجد التشابة بين الشعوب في التعبير عن قدرتها وعجزها‪.‬‬ ‫وعن امانيها ورغباتها‪ .‬يمكن ان تضاف له عوامل اخرى اسهمت في خلق التشابه والتمازج‬ ‫بين الشعوب والتأثر والتأثير بنتاجها ومن أهمها‪ :‬الحدود الجغرافية المشتركة‪ .‬والتاريخ ‪.‬‬ ‫وبشكل عام اللغة والدين كعناصر هامة في هذا المجال‪.‬‬ ‫واذا نظرنا الى هذه العوامل ۔ مضافا اليها العامل الانساني الذي وحد بين البشر ۔ نجدها‬ ‫تتمثل بشكل جلي وواضح في منطقة البحث‪.‬‬ ‫هذا الأمر يقودنا الى ان التشابه بين فنون الخليج العري ليس وليد صدفة وز‪:‬د نتيجة‬ ‫اشتراك هذه الدول العربية في تاريخ حضاري واحد منذ ان فتح العرب البا‪ :‬في ظل‬ ‫الاسلام وأخذت قبائل البدو ني الجزيرة العربية وجيوش العرب البدو تتدفق على العراق‬ ‫والشام ومصر والسودان وشيال افريقيا‪ .‬امتزجت القبائل العربية بالشعوب الاصلية لهذه‬ ‫البلاد وأخذ الجميع يعيشون في كنف حضارة إسلامية جديدة تميزت بالنهضة الفكرية والرقي‬ ‫الاقتصادي ‪ .‬وقد تشكلت الحياة الاجتياعية في هذه البلاد جميعا بطريقة متشابهة الأمر الذي‬ ‫زاد من التقارب الفكري والاجتماعي في هذه البلاد‪.‬‬ ‫ان السواحل البحرية المشتركة والمتصلة قاربت بين هذه الدول اتصالا ومعيشة } وكذا‬ ‫الصحراء ومناطق الرعي ‪ .‬وليس هذا هو السبب فقط بل ان الصلات البشرية الوثيقة جدا‬ ‫‪ ١٠٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ساهمت في خلق هذا التشابة‪ .‬فالرجل يرحل بغرض التجارة الى قطر عربي معين ويرجع‬ ‫ومعه الزوجة والجواري يقطعون السفر بالسمر حتى يصلوا الى بلاد الزوج ‪.‬‬ ‫كيا ان لقاء التجار والمرتحلين وتواجدهم في منطقة محددة للتزود بالماء او الاستراحة قبل‬ ‫مواصلة السفر‪ .‬وتبادلهم الاحاديث المختلفة ساهم في تعزيز الصلات بين هذه الدول‬ ‫والتمازج الثقاي بينهيا ‪.‬‬ ‫سبب آخر لايمكن انكاره هو الحج والتقاء الناس من نقاط ومواقع محتلفة ‪ 5‬والتفافهم‬ ‫حول عقيدة واحدة وتعبيرهم عن ذلك بوسيلة واحدة هي اللغة العربية جعل من التشابه‬ ‫أمرا حتميا‪ ،‬ولكنه ايضا ابرز تمايز هذه الثقافات المختلفة‪ ،‬إذ تدين كل دولة ببعض من‬ ‫اسطورية ‪ ،‬وليس غريبا ان تنغرس بعض هذه الصور‬ ‫المعتقدات التى ترتبط بتصورات‬ ‫المرتبطة بهذه المعتقدات في نفوس الناس وتتجسد في أشكال فنية جديدة ‪.‬‬ ‫وعليه فإن التشابه في البيئة والتاريخ انعكس على أشكال التعبير الشعبي ومضامينها‪.‬‬ ‫ويتضح هذا الأمر إذا قمنا بعمل مناظرة في تحليل المضمون بين اشكال التعبير المختلفة في‬ ‫فنون المنطقة ‪.‬‬ ‫بيد انه عند النظر الى محور هذه الندوة لوحظ انه من الصعب الحديث عن كل فنون عيان‬ ‫ولعل هذه الصعوبة جاءت نتيجة سعة الموضوع ذاته وحاجة الباحث الى فريق عمل‬ ‫متخصص يستطيع حصر الموضوعات المختلفة والمتنوعة ‪ 7‬كيا يحتاج الامر الى زمن يتسع لمزيد‬ ‫ولذا وجدنا انه من الضروري اقصار الأمر على‬ ‫من الدراسات للوقوف على أوجه التشابه‬ ‫شكل من اشكال التعبير الشعبي كنموذج يمكن ان نخلص منه الى نتائج محددة يهدف اليها‬ ‫ووقم الاختيار على الحكاية الشعبية لعدة اسباب ۔ تتضح فييا بعد ۔ لكن يكفي‬ ‫البحث‬ ‫القول هنا ان اختيار الحكاية دون غيرها من الاجناس الفولكورية قد تم بسبب توفر مادة‬ ‫ذرية جمعت من عيان ومن كل دول الخليج الأمر الذي يمكننا من الوقوف على اوجه التشابه‬ ‫من حيث المضمون والبناء ‪.‬‬ ‫حين يبحث الباحث عن مصطلح ما يلجأ الى حشد الكثير من التعريفات الموجودة في‬ ‫القواميس الدلالية والقواميس اللغوية والمراجع المتخصصة بهدف شرح وتفسير وظائف‬ ‫اخرى تتداخل بعض حلقاتها بالمصطلح‬ ‫المصطلح وأبعاده وعلاقته بمفاهيم ومصطلحات‬ ‫المراد تحديده ۔ ويبد الباحث نفسه مضطرا لجمع هذه التعريفات المختلفة ليختار منها ما‬ ‫يناسب ويوافق فكره وتوجهه ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٠٧‬۔‬ ‫واذا رجعنا الى هذا الكم المضمن في طي المراجع المتوفرة لمصطلح الحكاية فإننا نجد‬ ‫تعريفا وصفيا واسعا يضم بين ثناياه‪ .‬وظيفة الحكاية واهميتها في تاريخ الأمم والشعوب‬ ‫والدوافع المختلفة لابرازها والحرص على دراستها‪ .‬كيا يضم الكثير من جوانب تاريخ هذه‬ ‫الأمم وبطولاتها وحروبها والمعتقدات والمعارف السائدة في مجتمع البحث ‪ .‬ولو دققنا في مجمل‬ ‫التعريفات التي اوردتها القواميس المتخصصة‪ .‬نجد ان مصطلح الحكاية الشعبية مرتبط‬ ‫بالقص الشعبي والذي هو بدوره يتصل بحدث قديم ينتقل عن طريق الرواية الشفوية من‬ ‫جيل لآخر‪.‬‬ ‫هذا الحدث القديم ليس مقصورا على فئة بعينها أو محصورا في جماعات محددة‪ .‬ولكنه‬ ‫حدث عام أساسه الانسان ومسيرة التطور التي مر بها‪ ،‬وجموع الوقائع والأحداث‬ ‫والمفارقات التى عاشها‪.‬‬ ‫لقد واجه الانسان ظواهر الطبيعة المختلفة وعجز عن تفسيرها فقام مضطرا يدفعه عجزه‬ ‫عن فهم ما يدور حوله الى تقديس هذه الظواهر وعبادتها‪ ،‬وقادته حيرته وكفاحة اليومي ©‬ ‫ورغبته في تذليل ما يواجهه وتكييف حياته وصياغة أمانيه الى خلق وسيلة للتعبير عن ذلك ©‬ ‫فكانت الحكاية او القص او الرواية أو الاسطورة‪ . .‬وكلها جميعا تتصل بهذا الحدث القديم‬ ‫والهاجس العام للبشر في نقل تجربة التطور والنمو في المجتمع الانساني ‪.‬‬ ‫هذا العبور الشاق يفرض علينا مرحليا تحديد الانماط المختلفة في التعبير وبيا أننا بصدد‬ ‫الحديث عن الحكاية‪ .‬لذا فإن علينا ان نحدد مجموعة من الخصائص فهذا النمط يقودنا‬ ‫والقارىء الى فهم محدد وواضح لاهم خصائص الحكاية التي يأتي على رأسها ‪:‬‬ ‫© التداول الشفاهي ‪ :‬إذ أن من أبرز سيات الحكاية الشعبية التداول الشفا‪ . ,,+‬وحين‬ ‫يتولى بعض الكتاب إعادة كتابتها كما هي في حكايات التراث نجدهم يشيرون !‪ .:‬مصدر‬ ‫جمعها ومجهولية قائلها فيذكر حكى اعرابي أو قال الراوي ‪ . . .‬أو يحكى ان ‪ . . .‬الخ‬ ‫© العراقة ‪ :‬قد نعود مع القارىء الى ما ذكرناه في مقدمة هذا البحث عن نشأة الحكاية‬ ‫والتأكيد على انها ليست من ابتكار تجربة ذاتية لفرد أو لأمة ولكنها ملازمة للانسان ‪ .‬ولذا من‬ ‫الصعب البحث عن أصلها ونشأتها ۔ واذا اتفقنا على أهمية ما قام به الجامعون مثل الأخوين‬ ‫جريم ودوافع هذا العمل فإن ذلك لا يعني تاريخ نشأة الحكاية وأضلها‪.‬‬ ‫من الصعب ان نأ على أوجه التشابه بين حكايات المنطقة ولكننا سنحدد مجموعة من‬ ‫العناصر قد تبدو من أبرز السيات في الحكايات التى بين ايدينا‪ .‬كيا سنأتي على البناء‬ ‫القصصي في هذه المجموعة وارتباط ذلك بالقصص العالي ‪.‬‬ ‫‪ ١٠٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫اذا أخذنا حكاية «الصياد» من سلطنة عمان ونظيرتها حكاية «ثلاثة في ثلاثة في ثلاثة»‬ ‫نجد ان ثمة تشابها كبيرا في صميم بناء الحكاية ‪ .‬ففي حكاية‬ ‫والتي جمعت من دولة الكويت‬ ‫«الصياد» من سلطنة عيان لاحظ رجال الوالي وجلسائه المرور المتكرر لرجل يذهب الى البحر‬ ‫ليصطاد السمك فيبيعه‪ ،‬ويكرر ذلك ثلاث مرات يوميا‪ . .‬أخذوا يتهامسون على الرجل‬ ‫ضاق الوالي حديثهم فطلب منهم‬ ‫وانه لايمل وقد يكون كون ثروة كبيرة من وراء ذلك‪.‬‬ ‫فلا جاء سأله عن سر تكالبه على العمل فأجاب الرجل هانا أدين ‪ ،‬وأوفي‬ ‫استدعاء الرجل‬ ‫فرد الرجل «لا توصي حريص» ‪.‬‬ ‫وأرمي ورائي » ‪ .‬رد الوالي «لا تبيع ارخيص»‪،‬‬ ‫دينا‬ ‫ترك الرجل مجلس الوالي‪ .‬وطلب الوالي من رجاله ان يفسروا كلام الرجل والا سيقطع‬ ‫رؤوسهم ‪ ،‬فاحتاروا في ذلك واضطروا للذهاب اليه فرفض وعرضوا عليه مبالغ طائلة لينجوا‬ ‫بأرواحهم ‪ .‬فشرح لهم معنى أدين أي أطعم أولادي ‪ ،‬وأرد الدين أي أصرف على أمي‬ ‫وأولادي ‪ 3‬وأرمي وراي أي اطعم بناتي اللاتي سيتزوجن وينتقلن مع أزواجهن ‪.‬‬ ‫سألوهعن (لا تبيع ارخيص‪،‬ؤ لا توصي حريص)“ فأجاب مماا دفعتوه من مال في سبيل‬ ‫معرفةما قلته يفسر هذا القول‪ .‬وعادوا واخبروا الوالي وعرف منهم الوالي انهم دفعوا مبلغا‬ ‫هذا‬ ‫من المال لمعرفة هذا القول فنهاهم عن التدخل في شؤون الغير ومراقبة الآخرين‪.‬‬ ‫باختصار ملخص لحكاية «الصياد» من سلطنة عيان ‪.‬‬ ‫أما بنية حكاية «ثلاثة في ثلاثة في ثلاثة» من دولة الكويت فهي مشابهة الى حد كبير‬ ‫«حيث نجد ان مزارعا يتصادق مع الوالي ويسأله ‪« :‬ثلاثة مع ثلاثة مع ثلاثة ما يكفونك عن‬ ‫نلانة»‪ .8‬فيجيب قائلا «ادين دينا وأوفي دينا وأكط في البحر»‪ ،‬وهو يقصد بأنه يرد دين والديه‬ ‫ويقرض ابناءه بالانفاق عليهم ويلقي في البحر لأن عنده زوجة لا يظهر عليها الفضل ‪.‬‬ ‫نرى في هاتين الحكايتين تشابها من حيث المضمون والدلالة الاجتماعية © إذ تعتمد على‬ ‫ابراز أهمية المؤسسة الاسرية كوحدة اقتصادية واجتياعية ‪ .‬يتم من خلالها تحديد دور الأفراد‬ ‫ني مختلف مواقعهم وفئاتهم العمرية‪ .‬فالأسرة هي البناء الاجتماعي الذي يحاول الجميع‬ ‫الاحتياء به ‪.‬ان مفهوم الاسرة في هاتين الحكايتين ليست الأب وزوجته وابناءه وإنما هي الجد‬ ‫والجدة وهذا امتداد اقتصادي واجتياعى فرضته الظروف المعيشية الشحيحة وغياب الكفالة‬ ‫الاجتماعية للعاجزن من كبار السن والنساء _ والوجدان الشعبي في هذه الحكاية يسن قانونا‬ ‫‪.‬‬ ‫عاما للمجتمع لحفظ الشيخوخة وصونها ‪.‬‬ ‫إذا دققنا في التعبير الذي أورده الراوي نجد انه يضع اساسا لكبره فهو «يدين» اذ يربى‬ ‫ابناءه الذكور ۔ والذكور فقط ۔ كوديعة او مدخر لعوادي الزمن ‪.‬‬ ‫‪ ١٠٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وجاءت هذه الكلمة في مقدمة الأشياء سابقة لغيرها من الاعباء المترتبة عليه‪ ،‬ثم «يرد‬ ‫دين» أي يعيل اباه وأمه وذلك إلزام لرد دين سابق‪ ،‬ثم يرمي وراءه في البحر كيا ورد في‬ ‫الحكايتين أي يربي بنات أو يصرف على زوجته _ المرأة ضيفة في منزل ابيها‪ .‬ستخرج منه الى‬ ‫بيت آخر هو بيت الزوجية وتلك مسلمة لا تقبل الجدل كيا انها لا تحمل اسم اسرتها‪. .‬‬ ‫ولذا فإن ما يقدم لها من رعاية وعناية يعد جهدا لا عائد منه ‪.‬‬ ‫نعود الى حكاية أخرى من عيان «ابو البنات السبع وأبو الصبيان السبعة» ونجد ما‬ ‫يشابهها في المملكة العربية السعودية ‪ -‬المنطقة الشرقية وهي حكاية «عين زيد عين جارية»‬ ‫حيث تقف البنت الصغرى تصد عن ابيها اعتداء الآخرين عليه ‪ .‬وتدافع عنه وعن مكانتها‬ ‫في المجتمع‪.‬‬ ‫تقدم لنا قصة «أبو البنات السبع وأبو الصبيان السبعة» من سلطنة عيان وهي تطرح‬ ‫موقف المجتمع من الأبناء الذكور‪ ،‬فمكانة الأولاد ثابتة في الوجدان الشعبي فهم المفضلون‬ ‫على البنات ويعير الآخرون الاب الذي لا ينجب الا البنات‪ .‬لكن الحكاية تحاول تطهير‬ ‫الوجدان الشعبي من هذه المسلمة اذ تطرح الفتيات قادرات على منازلة الرجال ويتفوقن على‬ ‫الأولاد‪ ،‬تدور حكاية «ابو البنات السبع وابو الصبيان السبعة! عن رجل عنده سبعة أولاد‬ ‫يعاير اخاه الفقير ابو السبع بنات ولكن البنت الصغرى تتصدى لذلك وتتحدى أبناء‬ ‫عمومتها في رحلة بحرية تعود بعدها بكسب وفير‪ ،‬وتستطيع ان تخدع مضيفها «علي بن بدرا»‬ ‫وتعود لبلادها محملة بالهدايا‪ ،‬بينا يعود ابناء عمومتها منكسرين يتبعها «علي بن بدرا‬ ‫ويتزوجها»‪.‬‬ ‫نجد في المملكة العربية السعودية ۔ المنطقة الشرقية حكاية مشابهة تماما وهمى حكاية «عين‬ ‫زيد‪ .‬عين جارية» حيث تدور الحكاية حول «اخوان اثنين» واحد غنى وعنده اولاد‪ .‬وواحد‬ ‫فقير وعنده بنات ‪ .‬اعتاد الأخ الفقير ان يذهب كل يوم الى أخيه الغنى ويفطر عندد ‪ .‬وذات‬ ‫يوم كان الأخ الغني متضايقا فاخذ يعاير أخيه الفقير ويقول له «ان حظك في الأرض مع‬ ‫البنات لأنهم لا يفيدونك بشىع اما انا أبو الأولاد فحظي في السياء وهذا هو ولدي الصغير‬ ‫سوف يسافر وتجلب لي الخبر» ‪.‬‬ ‫تضايق الاخ الفقير وذهب الى بناته‪ .‬شاهدت البنت الصغرى حالة والدها فسألته عن‬ ‫السبب فأجابها بيا قاله عمها الغني‪ .‬فطلبت من والدها السياح لها بالسفر فوافق بعد‬ ‫الجحاحهاإ سافرت البنت بعد ان قصت شعرها ولبست ثياب الصبيان وذهبت وعملت ني‬ ‫المزرعة التي يعمل بها ابن عمها ولكنه لم يعرفها‪ .‬ومن كثر حلاوتها أحبها صاحب المزرعة‬ ‫‪ ١١٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫فوظفها تشرف كل يوم على المال‪ .‬شك ابن صاحب العمل وقال ان هذا الجمال جمال بنت‬ ‫فذهب وأخبر والدته بيا يشك فيه‪ ،‬فأعطته والدته عدة من التجارب‬ ‫والصوت صوت بنت‬ ‫يقوم بها لاثبات اذا كانت بنتا أو ولدا‪ ،‬بعد ان قام الولد بتنفيذ ما قالته والدته ظهرت جميع‬ ‫هذه التجارب تؤكد على انها صبي وليست بنتا‪ ،‬أما ابن عمها فقد تعب من الشغل ورجع‬ ‫الى بلاده‪ 3‬بعد ذلك جمعت الفتاة الكثير من المال ورجعت الى بلادها وقالت ان الحاكم‬ ‫الظالم يجب ان يخلع من الحكم ‪ ،‬فوافق أهل البلدة وخلعوا الحاكم عن الحكم وطلبت منهم‬ ‫ان يحضروا والدها وعندما رأته وكان قد أصبح أعمى بعد فراقها‪ ،‬وافق أهل البلدة على‬ ‫تعيين والد الفتاة حاكيا على البلاد وعاشوا في أمان وسعادة ‪.‬‬ ‫حكاية «ابو البنات السبع والصبيان السبعة» تشابه ايضا حكاية اخرى جمعت من المملكة‬ ‫العربية السعودية (المنطقة الشرقية) ففى حكاية «بنت لخييط» حيث تظهر الحكاية الفتاة ذكية‬ ‫تنقذ اباها الذي يعمل بأجر يومي في بساتين السلطان عندما اراد السلطان ان يختبر ذكاء‬ ‫والدها فطلب منه عددا من الطلبات التعجيزية فقد أمره ان يحضر «سلة بعود وسلة بلا عود ©‬ ‫وقبضة بذهب واخرى بفضة{ وان يحضر رمانة من حجر»‪ .‬فحلت الفتاة الصغرى الالغاز‬ ‫لوالدها وهي كالتالي ‪« :‬الأولى سلة فيها تمر واخرى فيها لبن ومغرفة } والثانية ان يأخذ من‬ ‫سعف النخيل واحدة ويضعها في الشمس فتصبح بيضاء‪ ،‬ويأخذ الثانية خضراء» اما لحل‬ ‫اللغز الثالث فتطلب الفتاة من والدها ان يخبر السلطان بأن بناته يردن الغداء معه فوافق‬ ‫السلطان على ذلك ‪ .‬وتدور محاورة بين الفتيات والسلطان عندما رفضن الأكل الا بحضور‬ ‫السلطان‪ .‬وعند حضوره يرفضن الأكل ويسألهن السلطان مستغربا عن سبب عدم أكلهن‬ ‫فيخبرنه انهن وحامى ‪ 3‬يستغرب السلطان من جوابهن لعلمه بأنهن غير متزوجات فيسألهن‬ ‫عن كيفية ذلك فترد البنت الصغرى سائلة السلطان وكيف تطلب من والدنا رمانة من‬ ‫حجر؟ ‪.‬‬ ‫يبرز الراوي قيمة أساسية في المجتمع ومسلمة لا تقبل النقاش وهي أهمية الذكور وكيا‬ ‫يشير الراوي في بداية حديثه بأن الأولاد فيهم بركة اكثر من البنات وعدم انجاب الذكور‬ ‫تعد سبة وضعفا‪ ،‬لكن الوجدان الشعبي يدافع عن ذلك من خلال روايات يبدعها‬ ‫ويصبغها لدحض هذا القول‪.‬‬ ‫مثال ثالث على التشابه نجده في حكايتي «صبر ساعة من سلطنة عيان{ وحكاية «سلام‬ ‫بن عافية» من دولة قطر‪ .‬حيث السياح للرجل بالزواج باكثر من واحدة أو ما يسمى بتعدد‬ ‫الزوجات يستمد شرعيته من اطار ديني يبيح هذا الفعل‪ .‬واطار اجتماعي اخر يرى ان «ما‬ ‫‏‪ ١١١‬۔‬ ‫‪-‬۔_‬ ‫يتشاكون الا بنات الحلال‪ .‬لكن الثقافة الشعبية قاومت هذا الحق بصور محتلفة مرة‬ ‫بصراحة متناهية ومرة بابراز سلبيات الأخوة غير الأشقاء ويتضح هذا الأمر في الحكايتين ‪.‬‬ ‫الفتاة المظلومة في حكاية صبر ساعة من عيان ليست شقيقة خالصة لاخواتها وأمها‬ ‫حبشية } ويفهم من سياق الحكاية غياب الأم مما يدفع بأخواتها الى محاربتها بالقول والفعل ‪.‬‬ ‫تحكي حكاية صبر ساعة ان رجلا عنده سبع بنات من بينهن واحدة امها حبشية متوفية‬ ‫وربتها جدتهاإ نوى ابوها على السفر فبعث اخواتها ليسألنها ماذا تريد ان يحضر لما معه‬ ‫من السفر؟ فوجدنها تصلي فأخبرتهم صبر ساعة ‪ ،‬عدة مرات فذهبوا واخبروا والدها بان هناك‬ ‫رجلا يدعى صبر ساعة وتريده ‪.‬‬ ‫سافر والدها وسمع الناس هناك ينادون على رجل يدعى صبر ساعة فنادى عليه واخبره‬ ‫بان هناك فتاة تريد ان تتزوجه ‪ ،‬فرد عليه بأنه بعد ان ينتهي من اعماله ويفرغ سيحضر لما‬ ‫واعطاه حصاة واخبره بأن يعطيها الى الفتاة ‪.‬‬ ‫رجع الرجل الى بيته وأرسل اليها الحصاة فأخذتها‪ .‬مسحت الفتاة على الحصاة فتحولت‬ ‫ووجدت في داخله حقيبة ويها قفل ومفتاح ‪ .‬فتحتها فوجدت بداخلها رسالة‬ ‫اىل صندوق‬ ‫مكتوبا فيها بأن تعد البيت وسيحضر بعد خمس سنوات ليتزوجها‪ ،‬وأرسل لما نقودا‪.‬‬ ‫جلست البنت تنتظر حضور صب ساعة وجاء عند الرجل وطلب منه ان يزوجه ابنته ‏‪٨‬‬ ‫فأخبره الوالد بأن لديه سبع بنات وعليه ان يختار واتفق معه ان يرسل له كل يوم واحدة‬ ‫لتسكب عليه ماء ليغسل يديه ويختار من يريدها‪ .‬حضرت البنات الست بكامل زينتهن فلم‬ ‫يخترهن‪ ،‬وحضرت البنت الحبشية بثيابها العادية بعد صلاتها وسكبت عليه الماء‪ .‬فذهب الى‬ ‫والدها وقال أريد الزواج منها‪ ،‬فزوجها له ‪ 5‬بعد ذلك جاءت اخواتها وسألنها عن مكان نومه‬ ‫ومكان جلوسه وملابسه‪ ،‬فأخبرتهن فوضعوا له سيا في هذه الأماكن وبعد ذلك ا‪::٠‬اة‏ جسم‬ ‫صب ساعة بالعورات{ واخبر زوجته بأنه يريد الذهاب الى أهله ليتعالج هناك‪ .‬ر‪.‬ستصلها‬ ‫أخباره إن كان حيا أو ميتا‪.‬‬ ‫هرت سنتان ولم تأت أخبار عن صبر ساعة‪ .‬وفني يوم من الأيام كانت «بنت الحبشية»‬ ‫جالسة واذا بها تسمع ثلاث حمامات يتكلمن فتقول الأولى بأنها لو كانت تعرف بأن دمي‬ ‫سيشفي صبر ساعة لذبحتني‪ ،‬وقالت الثانية واذا اخذت لحمي وشوته واعطته لصبر ساعة‬ ‫فأخذت‬ ‫سيشفى ‪ ،‬وقالت الثالثة لو نتنفت ريشي وداوت به صبر ساعة سيبرى من مرضه‬ ‫الحمامات الثلاثة وذبحتهن وفعلت بهن مثل ما سمعت“ وذهبت الى البلد التى يوجد بها صبر‬ ‫ساعة وتخفت بزي طبيبة وأخذت تنادي في البلد طبيبة| طبيبة‪ .‬حتى وصلت الى بيت صبر‬ ‫‪ ١١٢١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ساعة فنادتها أمه وأخبرتها بعلة ولدها‪ ،‬فقالت لهم انها ستداويه وأدخلوها عليه وعالخته بيا‬ ‫سمعته من الحيامات الثلاثة ‪.‬‬ ‫بعد ثلاث أيام برىء صبر ساعة من مرضه ورآها مرة في البيت لوحدها فدخل عليها‬ ‫فحملت منه وبعد ذلك ارادت الرحيل فسألوها ماذا تريد منهم مقابل شفاءء فطلبت منه‬ ‫طاقيته عندما كان صغيرا! وطلبت حزامه عندما كان صغيرا! وطلبت منه دشداشته عندما‬ ‫كان صغيرا‪ ،‬فأاعطوها كل ذلك ورجعت الى بلدها‪.‬‬ ‫بعد عودتها ظهر انها حامل فعلم أهلها وأرادوا قتل الطفل فرفضت وقالت بأنها ستربيه ‪3‬‬ ‫بعد ذلك عاد صب ساعة من عند أهله وأخبروها بذلك ‪ ،‬فألبست ابنها لباس صبر ساعة وهو‬ ‫صغير‪ .‬وعنذما رأى صبر ساعة الطفل عرف بأنه ولده‪ ،‬فقال له والدها بأنه ليس ابنه‪ ،‬فرد‬ ‫عليهم بأنه ولده وذهب اليها وسألها عن القصة فروت له القصة بكاملها‪ .‬فأخذها وأخذ‬ ‫ولدها وعاشوا في هناء» ‪.‬‬ ‫وشبيه بهذا تماما قصة الفتاة في حكاية «سلام بن عافية» من دولة قطر فهي ايضا يتيمة‬ ‫وكلتاهما تتعرضان لكيد اخواتهن غير الشقيقات ‘ ويدرك المتلقى دلالة هامة همى ان الزوجة‬ ‫الثانية مصدر للتعاسة وغياب الأم لأي سبب يعرض الأبناء للشقاء ‪ .‬وهذه دعوة واضحة‬ ‫لسوء زوجة الاب وسلاح تشهر المرأة باتحباه الزوجة الثانية ‪.‬‬ ‫وتتحد الحكايتان في وسيلة علاج الأزمة التي تمر بها الفتاتان‪ ،‬فالطير هو القوى المساعدة‬ ‫التي تبرز لتقف مع المظلوم ‪ . . .‬وللطير في حكايات الخليج دور مستمد من الدين ‪.‬‬ ‫تدور حكاية سلام بن عافية انه كان لأخ ثلاث أخوات اثنتان من أم واحدة والثالثة من‬ ‫أم أخرى متوفية‪ .‬وكان الأخ يحب اخته كثبرا‪ ،‬قرر الأخ ذات يوم السفر فسأل اخواته ماذا‬ ‫يردن ان يحضر فهن معه من السفر فقلن له لا نريد شيئا وقالت الأخت الثالثة أريد سلامتك‬ ‫وعافيتك‪ ،‬فاعتقد الأخ بأنها تريد شخصا اسمه سلام بن عافية ‪.‬‬ ‫سافر الأخ وأخذ يسأل عن سلام بن عافية حتى وجده وأخبره بطلب اخته{ فرحب به‬ ‫سلام بن عافية واعطاه ثلاث جوزات وطلب ان يأخذها الى أخته ‪ .‬اعطى الأخ أخته الثلاث‬ ‫جوزات فوجدت في الأولى ذهبا وفي الثانية وجدت ثيابا وفي الثالثة وجدت نقودا‪ .‬فأخبرته‬ ‫أخته انها كانت تريد له السلامة والعافية وليس سلام بن عافية ‪.‬‬ ‫تزوجت الأخت سلام بن عافية‪ .‬واصابت الغيرة اخواتها فدبرا لها حيلة بأن وضعوا‬ ‫الزجاج على فراش سلام بن عافية‪ .‬وحين جاء لينام دخل الزجاج في بدنه ومرض سلام بن‬ ‫عافية واخبر زوجته بأنه سيذهب الى بلاده للعلاج وأخبرها بأن هناك بستانا كبيرا له اذا‬ ‫‏_ ‪ ١١٣‬۔‬ ‫ارادت الاطمئنان عليه تذهب الى البستان فإذا رأته محضرا كان بخير واذا تحول البستان الى‬ ‫اللون الاصفر كان زوجها في حالة خطرة‪ ،‬أخذ البستان يتحول الى اللون الأصفر فأارادت‬ ‫الزوجة انقاذ زوجها فتنكرت بثياب طبيب بعد ان سمعت حوار الحمامات الثلاث بوصف‬ ‫الدواء الشافي لزوجها فأخذته وذهبت لبلاد زوجها وعالجحته وشفته من مرضه { أرادوا مكافأتها‬ ‫على ما فعلته لولدهم فطلبت منهم السيف والخاتم الذهبي وعصاة سلام بن عافية ‪ .‬فأعطوها‬ ‫ما طلبت وعادت الزوجة الى بلادها‪ ،‬بعد ذلك رجع سلام بن عافية الى زوجته واستغرب‬ ‫عندما رأى الخاتم الذهبي بأصبعها فأخبرته بما فعلت فقال ابن عافية اشهدوا بأنني قد وهبت‬ ‫كل حلالي ومالي وما ملكت لزوجتي الطيبة ‪.‬‬ ‫حكاية «المرأة الذكية» من سلطنة عيان وحكاية «الأمانة» من دولة الامارات العربية‬ ‫اللتحدة تضع المرأة في مقابل رجل الدين وتتفوق عليه في حيلة تمكن التاجر أو المسافر‬ ‫باسترداد ماله من هذا الرجل الذي حاول انكاره ‪.‬‬ ‫هنا لابد من وقفة متأنية ۔ وبعيدا عن أي انفعال أو محاولة لاجتهادات قد تخلق اشكالية‬ ‫نحن في غني عنها ۔ إذ ليس المقصود من ذلك تقليل دور رجل الدين أو إدانته بقدر ما تعني‬ ‫«ان ابن آدم خطاء{ وان النفس أمارة بالسوء» والمعصوم عن الخطأ هو الله وكلنا عرضة‬ ‫للزلل‪.‬‬ ‫تدور حكاية المرأة الذكية‪ .‬من سلطنة عيان حول رجل جمع ما لديه من مال وخرج من‬ ‫يمكث بها بضعة أيام واحتار كيف‬ ‫بلاده‪ .‬حتى وصل بلدة اخرى فصلى في المسجد وقرر ان‬ ‫قبل الامام الأمانة ولكنه انكرها‬ ‫يحافظ على ماله‪ .‬واهتدى الى ان يؤمنها عند امام المسجد‪.‬‬ ‫من عنده مهموما‪ .‬علمت احدى‬ ‫على صاحبها حين أتاه مطالبا بها‪ .‬حزن الرجل‪ ،‬وخرج‬ ‫منه المرأة ان يرافقها الى بيت الامام‬ ‫نساء المدينة بما حل به ووعدته بأن تعيد اليه ماله‪ .‬طلبت‬ ‫ثم يدخل بعد ذلك ويطلب الأمانة أثناء وجودها مع الامام نم يخرج‬ ‫ويقف خارج البيت‬ ‫بعد ذلك ‪.‬‬ ‫ذهبت المرأة الى الامام ومعها مجوهراتها وادعت ان زوجها مسافر وترغب بان تودع ما لديها‬ ‫عنده خشية ان تسرق‪ ،‬أثناء الحديث دخل الرجل يطلب أمواله فسلمها له الامام طمعا في‬ ‫ما أمامه من مجوهرات وأموال وقبل ان تفرغ المرأة من حديثها دخلت خادمتها تخبرها بأن‬ ‫زوجها قد عاد من سفره ك وانه لا حاجة لايداع أموالها عند إمام المسجد فجمعت المرأة ما‬ ‫لديها وخرجت‪.‬‬ ‫‏‪ ١١٤ _-‬۔‬ ‫هذه الحكاية تشابه تماما حكاية «الامانة» من دولة الامارات العربية المتحدة والتى يدور‬ ‫وقرر السفر‪ .‬فسأل اصحابه اين يمكنه ان يجد انسانا‬ ‫محورها حول رجل عنده ذهب ومال‬ ‫يثق به ويترك عنده ماله وذهبه‪ ،‬فأشاروا عليه بأن يودعها عند المطوع فليس هناك من هو‬ ‫اكثر امانة من رجل الدين ‪ .‬ذهب الى الامام واعطاه الأموال وسافر وبعد مدة عاد الرجل من‬ ‫السفر وذهب الى المطوع يطالبه باسترجاع الأمانة‪ ،‬لكن المطوع انكر انه استلم منه شيئا‪.‬‬ ‫خرج الرجل من عند المطوع باكيا ورأته امرأة كانت مع خادمتها وسألته عما حدث‬ ‫فأخبرها بحكايته ‪ .‬فطمأنته واخبرته بأنها سترجع له ماله ‪ .‬ودبرت حيلة مع الرجل تحتال بها‬ ‫على المطوع لاسترجاع ماله ‪ .‬ذهبت المرأة الى المطوع ومعها مجوهراتها وأخبرته بأنها تريد السفر‬ ‫وراء زوجها ولم تجد أحدا أكثر أمانة منه لتضع مجوهراتها عنده‪ ،‬في هذه الاثناء جاء الرجل‬ ‫الى المطوع يطلب ماله فأعطاه اياه‪ ،‬أما المرأة فقد غيرت رأيها وأخذت ذهبها وخرجت بعد‬ ‫ان تركت المطوع صفر اليدين ‪.‬‬ ‫وحكاية‬ ‫«الصياد واليهودي وخاتم سلييان» من سلطنة عيان‬ ‫ايضا حكاية‬ ‫تتشابه‬ ‫«الصائغ واليهودي» من دولة الامارات العربية المتحدة‪ ،‬حيث تتفق الحكايتان حول ظلم‬ ‫اليهودي وجبروته وقسوته ‪ 3‬وترتكز الحكايتان على أربعة عناصر أساسية هي ‪:‬‬ ‫أ ۔ الايمان في قدرة الخالق المطلقة وانه على كل شىء قدير‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬اليهود وحبهم للثروة والتملك ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬البحر مصدرا للرزق‪.‬‬ ‫د ۔ الحيوان‪ ،‬السمك الكلبؤ القطة الفأر قوى مساعدة تقف مع البطل في محنته ‪.‬‬ ‫تدور أحداث حكاية «الصياد واليهودي وخاتم سلييان» حول صياد يري مجموعة من‬ ‫فئران ۔ وجد الصياد خاتما ثمينا في بطن سمكة أغناه عن العمل‬ ‫قطط‬ ‫الحيوانات ۔ كلاب‬ ‫اليومي الشاق‪ .‬سمع اليهودي بالنبأ فرغب في الحصول عليه بأي طريقة حتى تمكن من‬ ‫أخذه بالقوة‪ .‬حزن الرجل لفقده الخاتم ‪ .‬وفي الصباح عرفت الحيوانات بذلك فاتفقت على‬ ‫ان تكافىء صاحبها وتعيد له الخاتم من الرجل اليهودي وأخذ الخاتم من فمه‪ .‬فنفذت الخطة‬ ‫باحكام حيث قام الكلب بحراسة الباب والقطة جلست على السرير أما الفأر فاستغل ذيله‬ ‫تسلم القط الخاتم وسلمه للكلب من فمه‬ ‫في مضايقة أنف الرجل اليهودي حتى عطس‬ ‫وتم تسليمه للصياد‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫‏_‬ ‫تشابه هذه الحكاية تماما حكاية ه«الصائغ واليهودي» من دولة الامارات العربية المتحدة‬ ‫والتى يدور محورها حول أحد الصاغة المسلمين الذي يمارس مهنته بأمانة واتقان وكان كليا‬ ‫صادفته مشكلة او عرض له امر يقول «يدبرها المدبر‪ .‬سمع احد اليهود هذه العبارة وسأل‬ ‫عن معناها ففسروا له بأنها تعني ان الله قادر على كل شىء‪ .‬لم يعجب اليهودي هذا التفسير‬ ‫وأراد ان يوقع بالصائغ المسلم‪ ،‬فدبر حيلة للصائغ فاعطاه خاتم الحاكم لاصلاحه وقبل‬ ‫انصرافه طلب من الصائغ ان يحضر له كوب ماء‪ ،‬وفي فترة انشغال الصائغ باحضار الماء‬ ‫قام اليهودي بسرقة الخاتم من الخزنة وغادر المحل وذهب الى البحر ورمى بالخاتم ‪ .‬في صباح‬ ‫اليوم الثاني ذهب الصائغ كعادته الى سوق السمك واشترى كمية من السمك وعاد الى بيته }‬ ‫ذهب الصائغ الى دكانه وفتح خزانته لاخراج الخاتم ليقوم باصلاحه وصعق عندما لم يجد‬ ‫الخاتم وظل حزينا طوال اليوم‪ .‬عند عودة الصائغ الى بيته اخبرته زوجته بانها قد وجدت‬ ‫خاتما ثمينا في بطن احدى السمكات اثناء تنظيفهاش شاهد الصائغ الخاتم وحمد الله وقال‬ ‫لقد نجوت من كارثة محققة ‪ .‬في الموعد المحدد جاء اليهودي لأخذ الخاتم فقام الصائغ وسلمه‬ ‫الخاتم ‪ ،‬لم يصدق اليهودي ما رأى وقص الصائغ ما فعله{ وكان الحرس في هذه الأثناء قد‬ ‫احاطوا باليهودي وبدأوا بوضع القيود في يديه بعد انفضاح مكيدته وانكشاف أمره‪ .‬فنظر‬ ‫اليه الصائغ وقال له ‪ :‬يدبرها المدبر‪.‬‬ ‫خلاصة القول ‪:‬‬ ‫ان الحكايات السابقة توضح بجلاء ان ثمة تشابها كبيرا بين حكايات سلطنة عيان‬ ‫وحكايات غيرها من دول الخليج ‪ .‬هذا التشابة جعلنا نتناول المضامين التى تعتريها تلك‬ ‫الحكايات الموجودة في منطقة الخليج بصفة عامة ولعل هذا التناول يرتكز على ثلاث عناصر‬ ‫المرأة‬ ‫أهوليا ‪:‬‬ ‫من خلال تبربتنا في الدول المؤسسة للمركز لاحظنا ان المجتمعات حاربت التعدد من‬ ‫خلال القصص الشعبي ۔ رغم اباحة الدين لذلك ۔ إلا ان هذا الموضوع يتكرر بصورة‬ ‫مكثفة من خلال زوجة الأب والأخت غبر الشقيقة ‪.‬‬ ‫فزوجة الآب في القصص الشعبي ومعاملتها السيئة لابناء زوجها ما هي إلا سلاح فتاك‬ ‫لمحاربة الزوجة الثانية ‪.‬‬ ‫ان الحكاية بصفة عامة تبدأ برجل ثم ما يلبث ان يغيب تاركا ساحة القتال لامرأة تديرها‬ ‫بخبثهنا ومكرها وقدراتها الخارقة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١٦ _ -‬۔‬ ‫إنها المرأة‪ . . . .‬ذلك المخلوق الذي مازال الوجدان الشعبي يبحث له عن اقنعة يضيفها‬ ‫لادواره المتعددة ‪ . .‬انها سر مطلق وقوة خارقة وقدرات لا تضاهى ك إنها البنت الصغرى التي‬ ‫تتحدى الرجل او الملك لتؤكد قدرتها على تخطي الصعاب ومواجهتها بل وتتفوق على الرجال‬ ‫في ذلك حيث تستطيع اخفاء شخصيتها وتضليل الملك وتتغلب على أبناء عمومتها ‪.‬‬ ‫انها تلعب دور البطولة بدون منافس وبدون قوى مساعدة‪ . .‬فهي تواجه امام المسجد‬ ‫او المطوع ذلك الرمز الديني للأمانة لتنتصر عليه ولتثبت انها خليط عجيب محير‪ . .‬إنها مزيج‬ ‫بين اللذة والألم‪ . .‬إنها طبيعة لا يسهل فهمها الا على النابهين‪.‬‬ ‫ثانيا ۔ القوى الغيبية‬ ‫لعل المسترجع للحكايات السابقة يلاحظ انها متمثلة في الحيام‪ . .‬ذلك النوع الأليف‬ ‫الذي له طباع تقترب من طباع الانسان إلا ان لحمه وريشه هو مفتاح الاطلاع على‬ ‫الغيب‪ . .‬فعن طريق أكله أو ملامسته يشفى المريض من مرضه وعن طريقه يستطيع البطل‬ ‫ان يلحق بزوجته ويخلصها من ظلم ابيها وأخواتها غير الأشقاء ‪.‬‬ ‫فمن أين اكتسب اليام هذه الصفات الغيبية ؟‬ ‫يبدو ان لزينة الحمام علاقة بذلك خاصة وان تلك الزينة ترتبط ارتباطا وثيقا بقصة‬ ‫الطوفان ودعاء نوح للحيام واستجابة الله لذلك الدعاء‪ .‬كيا اليام كطائر اولا وكطائر وديع‬ ‫ثانيا‪ . .‬ونعرف ان الروح هي من كائنات العالم الغيبي ‪ . .‬عالم المعرفة المطلقة ‪ . .‬فانت‬ ‫تستطيع ان تفسر السبب في ان الحمامات اتصفت ببعض الصفات الخارقة كارتباطها بمعرفة‬ ‫الغيب وما فيه والنطق بلسانه ‪.‬‬ ‫الحديث عن الحكايات الشعبية في سلطنة عيان وتشابهها مع حكايات دول الخليج‬ ‫الاخرى لا ينضب ‪ .‬فالتشابة ينبع من عوامل تاريخية وجغرافية وبشرية ‪ .‬هذا التشابة لاينفي‬ ‫تشابه حكايات عيان مع الحكايات العالمية‪ .‬لكن التأمل في حكايات عيان من حيث البناء‬ ‫والمضامين التي تطرحها تجعلها ذات تميز واضح مرتبط بثقافة هذه المنطقة ‪ .‬فهي ليست نسخا‬ ‫مكررة من الحكايات العالمية ولا من حكايات دول الخليج الأخرى ‪ .‬ففي كثير منها نجد‬ ‫تميزا واضحا يرتبط بخصوصية سلطنة عيان الثقافية ‪.‬‬ ‫‪ ١١٧‬۔‬ ‫‏_‬ ‫‪١ ١٨‬‬ ‫بناج نم تايلاعف ىدتنملا يدألا‬ ‫الأبعاد الر وحية في المأثورات الشعبية ه)‬ ‫اعداد ‪ :‬ناصر بن حمد البلال‬ ‫السلام عليكم ورحمة الله وبركاته { © ‪5‬‬ ‫تلقيت دعوة كريمة من المنتدى الأدبي يطلب ال فيها أن اشارك في ندوة المأثورات الشعبية‬ ‫ببحث تحت عنوان «الأبعاد الروحية في الموروثات الشعبية» وابديت حماسا لهذا التشريف‬ ‫وفور وصول كتاب التكليف الرسمي بدأت التفكير في وضم خطة للبحث وتداعت في ذهني‬ ‫‪:‬‬ ‫افكار عديدة جاءت ي اسئلة هي‬ ‫هل تم جمع كل نصوص المأثورات الشعبية ونشرها‪ ،‬ليصار الى استنطاقها ورصد الأبعاد‬ ‫الروحية المتضمنة فيها؟‬ ‫۔ ثم ما الذي تعنيه الأبعاد الروحية ؟‬ ‫وما هي المأثورات الشعبية على وجه التحديد ؟‬ ‫وتوالت اسئلة اخرى كثيرة‪ ،‬ألقت ظلالا من الحيرة وشعرت كأنني وسط موج كالجبال‬ ‫يتقاذفنى وتزداد الاسئلة معه إلجاحا‪.‬‬ ‫وتبدأ رحلة البحث في الموسوعات والمعاجم والمراجع ذات العلاقة بالموضوع _ وهي قليلة‬ ‫۔ لتقف على اجابات تبدد بعض تلك الظلال ‪.‬‬ ‫ما الموروثات الشعبية ؟‬ ‫۔ يقول ابن منظور في لسان العرب ‪( :‬الارث أمر قديم توارثه الآخر عن الأول)‪ ،‬وني‬ ‫الحديث الشريف ‪« :‬إنكم على إرث من إرث أبيكم ابراهيم» يريد به ميراثهم ملته ‪.‬‬ ‫۔ والارث الثقافي ‪« :‬مصطلح يشير الى النتاج الثقافي الموروث من أجيال سابقة في جوانبه‬ ‫المادية والمعنوية‪ .‬وفي الاخيرة يتضمن الحكايات الشعبية والاهازيج الرئيسية والألفاظ‬ ‫والأمثلة الشعبية الايجابية والسلبية»‬ ‫(٭) ورقة مقدمة الى ندوة المأثورات الشعبية» ۔ المنتدى الادبي ۔ مسقط من ‏‪ ١٩‬‏‪١٢/٢١/٢٩٩١.‬۔‬ ‫‪ ١١٩‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‪ -‬ويرى سيد حامد حريز ان ه«التراث الشعبي يشمل الأدب الشعبي بأنواعه المختلفة ‪ ،‬كيا‬ ‫يشمل غبره من فنون الرقص وألغناء والموسيقى } بالاضافة الى الانماط الاخرى كالميارسات‬ ‫والمعتقدات الشعبية» ‪.‬‬ ‫هذا عن المأثورات الشعبية فياذا عن الأبعاد الروحية؟‬ ‫يورد المعجم الفلسفي تعريف ابن سينا للبعد وهو‪:‬‬ ‫«كل ما يكون بين نهايتين غير متلاقيتين ويكون هذا البعد خطيا من غير خط©‪ ،‬ويكون‬ ‫بعدا سطحيا من غير سطح» وضرب مثلا لهذا التعريف ‪.‬‬ ‫كيا أورد هذا المعجم تعريفين لكل من البعد الرياضي والبعد الفيزيائي ‪ .‬ويورد هذا‬ ‫المعجم كذلك التعريفين التاليين للروح ‪:‬‬ ‫‪ .‬الروح الانساني ‪« :‬هي اللطيفة العالمة المدركة من الانسان الراكبة على الروح الحيواني ‪6‬‬ ‫تعجز العقول عن ادراك كنهها‪ .‬وتلك الروح قد تكون مجردة وقد‬ ‫النازلة من عالم الغيب‬ ‫تكون منطبقة في البدن"‪.‬‬ ‫«في الفلسفة المعاصرة يقال الروح في مقابل الموضوع أو المادة أو الطبيعة»‬ ‫وما أوتيتم‬ ‫وصدق الته العظيم إذ يقول‪ :‬ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي‬ ‫من العلم إلا قليلامه الاسراء ۔ الآية ‏‪.٨٥‬‬ ‫بعد هذا العرض الموجز ولعلمنا جميعا ان النصوص المأثورة لم يتم جمعها وتدوينها‬ ‫بعد‪ ،‬تبدو محاولة الكتابة تحت العنوان المقترح صعبة جدا ۔ لأن المأثورات الشعبية ميدان‬ ‫كثير التنوع في فنونه لا يفي به بحث خصص له بعض ساعة من نهار‪ ،‬بل يستنهض همم‬ ‫جمع من الباحثين في المجال الواحد من مجالاته المتعددة ‪.‬‬ ‫وحيث إن الأدب الشعبي هو بعض المأثورات الشعبية فإننى أجد في نفسى ميز‪ :‬للكتابة‬ ‫في هذا الجانب وأقرأ الدواوين الأربعة التي تكرم المنتدى الأدبي بارسالها ال وأمعر ي تمراعتها‬ ‫ولا أجد الا تلكم الأمواج المتلاطمة وهي تقذف ي تقذفني الى بر آمن في بلد الشراع ‪ .‬وهنا‬ ‫يتحدد عنوان البحث ليكون هالملامح الدينية عند الشاعر ولد وزير»‪ .‬وهو موضوع بحثي‬ ‫يتسق ومناهج البحث الأدبي ‪.‬‬ ‫ولكن لماذا هذا الشاعر دون غيره؟‬ ‫ويكون هذا الاختيار مسببا بما يلى ‪:‬‬ ‫أولآ ‪ :‬يقول الشاعر علي عبدالله خليفة في تقديم الديوان‪:‬‬ ‫«والاستاذ الغيلاني من أسرة عريقة في الأدب‪ ،‬وجامع دؤوب صدرت له أعمال سابقة ‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪١٢١٠‬‬ ‫وقد وقع اختياره على الشاعر (بن وزير) لسببين ‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬انه تتمثل في نتاج الشاعر اخر مرحلة من مراحل بعض الفنون الشعرية التي كانت‬ ‫سائدة وأوشكت على الانقراض كفن (الميدان) ‪.‬‬ ‫مازال حيا يعيش بيننا ويتمتع بذاكرة مذهلة تستجيب‬ ‫وثانيا ‪ :‬لأنه شاعر «أمد الله في عمره‬ ‫سريعا للاستثارة‪ .‬ولديها جلد غير عادي في الحفظ والاستظهار وهو ما كان يحتاجه الجامع‬ ‫لكى يطمئن الى صدق الرواية والتنبت من كل تفاصيلها»(‪»١‬‏‬ ‫ثانيا ‪ :‬وجدت ان فنون الشعر وموضوعات قصائد الديوان تتنوع عند الشاعر ولد وزير‬ ‫تنوعا يمد البحث بالمادة المطلوبة ‪ ،‬ولم أجد مثل هذا التنوع في بقية الدواوين الأخرى‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أفرد جامع الديوان وحققه قسيا خاصا بالقصائد الدينية تحت عنوان «الدينيات» ‪.‬‬ ‫وهذا القسم ۔ بلا شك _ يخدم البحث خدمة كبيرة مباشرة ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اختياري لديوان هذا الشاعر فإن لي جملة من الملاحظات سأضرب‬ ‫صفحا عن ذكرها الآن ‪.‬‬ ‫توطئة ‪:‬‬ ‫تعلمون أيها الجمع الكريم ان الموروثات الشعبية العمانية نشأت في جو ديني مفعم ‪ .‬ولا‬ ‫غرو في ذلك‪ ،‬فعيان أول قطر خارج نجد والحجاز يدين بالاسلام ‪ .‬ولذلك فإن جل فنوننا‬ ‫الشعبية العيانية ۔ على تنوعها۔ لا تخلو من ملمح ديني او اكثر‪ ،‬إلا ان كون عيان دولة بكل‬ ‫المقومات زمن البعثة المحمدية ‪ ،‬ولكونها امبراطورية أفرو اسيوية فيما بعد‪ .‬ولتاريخها البحري‬ ‫العظيم ۔ فقد تأثرت كيا اثرت بالحضارات التي تم التواصل معها ومن اجل ذلك فإننا نجد‬ ‫بعضا من معتقدات تلك الشعوب وبعضا من مفرداتها اللغوية‪ ،‬قد تسربت الى بعض‬ ‫مأثوراتنا الشعبية‪ .‬وامتزجت بالتالى بهذه الفنون‪ :‬اعتقادا وممارسة‪ ،‬وخطابا‪ .‬وشاعرنا ولد‬ ‫وزير لم يشذ عن هذه المقولة ولهذا فنجده يوظف بعض المفردات غير العربية في قصائده فمثلا‬ ‫نراه يقول في قصيدة من فن الميدان‪«)٢( :‬احسنت‏ (سانا) يامولانا» وكلمة (سانا) كلمة‬ ‫سواحلية تعني جدا أو كثيرا ‪.‬‬ ‫ومثل آخر يقول الشاعر في قصيدة من فن الرمسة ‪ :‬‏‪2٢‬‬ ‫«وفتحت بوك الهوى اللي رقابه تنود» يعني فتح كتاب الهوى مستخدما الكلمة الانجليزية‬ ‫ل‬ ‫‏‪ )١‬الديوان ص ‏‪ ٥‬الديوان‬ ‫‏‪.٨٩‬‬ ‫‏‪ )٢‬الديوان ص ‏‪ )٣ . ٤٣‬الديوان ص‬ ‫‏_ ‪ ١٢١‬۔‬ ‫وفي احدى قصائده التى سنعرض ها تفصيلا يتحدث الشاعر عن مساعدة الحية‬ ‫لابليس كي يدخل الجنة بعد ان منع من دخوها‪ .‬ر؛)‬ ‫بعد هذه التوطئة التي ارتأيت انها ضرورية سنحاول التعرف الى أهم الملامح الدينية ني‬ ‫قصائد شاعرنا ۔ رحمه الله ۔ من خلال المحاور التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬المولد النبوي ‪.‬‬ ‫۔من قصص الأنبياء‬ ‫۔ قصة بدء الخليقة‬ ‫ملامح دينية أخرى‪.‬‬ ‫هجرة الرسول ولة الى المدينة‬ ‫۔ الاسراء والمعراج‬ ‫أولآً ‪ :‬قصة بدء الخليقة ‪:‬‬ ‫يستلهم الشاعر قصة بدء الخليقة من القرآن الكريم‪ ،‬ومن كتب التفاسير‪ ،‬وما تعلمه‬ ‫من أساتذته في (دار القران) ‪ .‬ويذكر الشاعر ذلك في موضعين من الديوان ‪.‬‬ ‫الموضع الأول ‪ :‬على شكل لمحة سريعة في بيت واحد من قصيدة حماسية في فن الرمسة‬ ‫يقول‪« :‬ه)«ادم نشاه من مدر وحواء نشئت من اليسار‪. 4‬‬ ‫الموضع الثاني ‪ :‬في قصيدة آدم وحواءرم» يذكر ذلك في عشرين بيتا يتبعها بأربعة أبيات عن‬ ‫نبأ ابنى ادم‪ ،‬استكيالا للقصة ‪ .‬وهنا نجد الشاعر يضيف مشاهد كثيرة الى القصة في محاولة‬ ‫منه لابرازها للقارىء‪ .‬والمشاهد متنوعة فهي مرة من خيال الشاعر‪ .‬وهى مرة اخرى من‬ ‫‪:‬‬ ‫كتب التفاسير التى احتوت على الاسرائيليات يقول ولد وزير ‪:‬‬ ‫أمر من الله في الكتاب مبينين‬ ‫قصورهما سكان‬ ‫ف‬ ‫آدم وحواء‬ ‫‏‪ ١‬لمغوييسن‬ ‫لي خرجه ملحنة شيخ‬ ‫ف الحنة وجاورا لولد ان‬ ‫آدم سكن‬ ‫وحلي نفسه من رجال الصا‪-‬حسين‬ ‫قام يتعبد ويداور على البنيان‬ ‫يمنعو الخارج منها والداخلل‪.‬سرن‬ ‫فوق بابها حارس ومالك وخزان‬ ‫قصة ادم وحواء ‪:‬‬ ‫٭ سكنهم الحنة‬ ‫‪.‬‬ ‫ابليس لادم‬ ‫إغواء‬ ‫"‬ ‫ولا بأس ان نقرأ بعض أبيات هذه القصيدة لنتعرف على هذه الملامح والمصادر التي‬ ‫‏‪ ١٩٨‬۔ ‏‪ ٢٠١‬من الديوان‬ ‫أخذت عنها ص‬ ‫‪ )٦‬الديوان من ص‪ ١٩٨ ‎‬۔‪.٢٠١ ‎‬‬ ‫‪ )٥‬الديوان ص‪٧٧ ‎‬‬ ‫‪ ١٢٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الآيات الكريمة التى اقتبس منها الشاعر بعض المعاني ‪:‬‬ ‫في الاستهلال ‪« :‬اهدنا الصراط المستقيم ‏‪ ١/٦‬الفاتحة‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ف قصة آدم وحواء‬ ‫وقلنا ياادم اسكن أنت وزوجك الجحنة‪ ،‬وكلا منها رغدا حيث شئتيا ولا تقربا هذه‬ ‫‏‪ ١‬۔‬ ‫الشجرة‪ .‬فتكونا من الظالمين ئه‪٢/٢٥‬‏ _ البقرة ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ «فازلهيا الشيطان عنها‪ .‬فأخرجهيا مما كانا فيه‪ . .‬ه‪.٢/٣٦ ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ فوسوس فهيا الشيطان ليبدي ليا ما ووري عنهيا من سوءاتها‪ ،‬وقال ما نها كما ربكيا عن‪. ‎‬‬ ‫هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين‪ .‬أو تكونا من الخالدين‪ ٧/٢٠ ‎‬الاعراف‪‎.‬‬ ‫‏‪ ٢٢٣٨‬البقرة‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ قلنا اهبطوا منها جميعا‪» . . .‬‬ ‫الآيات الكريمة ‏‪ ٢٧‬۔ ‏‪ ٥ /٣١‬المائدة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قصة نبأ ابنى آدم‬ ‫ف‬ ‫افاد الشاعر من آيتين فقط ‪.‬‬ ‫‪ ١‬۔ فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله ‪ 5‬فأصبح من الخاسرين هه‪٠/٢٠ ‎‬‬ ‫‪ - ٢‬فبعث ا له غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه ‪ .‬قال ياويلتا أعجزت‪‎‬‬ ‫‪ /٣١‬ه المائدة‪‎.‬‬ ‫فأواري سوءة أخي ‪ .‬فأصبح من النادمين»‪‎‬‬ ‫أن أكون مثل هذا الغراب‬ ‫إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين هه ‏‪ ١٢٠‬النحل‪.‬‬ ‫كلهم على حيله وخدع متماملين‬ ‫`‬ ‫وخلان‬ ‫صاحب‬ ‫يوم ما حصل سوى‬ ‫ومر وا على الجنة وهم الخاينين‬ ‫الحية خذته وضمته ورا النيبان‬ ‫ومره يتصور كنه واحد مسكين‬ ‫من حس به آدم يظنبه سلطان‬ ‫واللي يشوفه يحسبه مراسخين‬ ‫لين كلامه واستوى من الرهبان‬ ‫لتكونوا في الجنة ملوك خالدين‬ ‫ربي نهاكم ما يبالكم برهان‬ ‫من تاكلوا بنتخرج منها الحين‬ ‫كلوا من الشجرة بخاطر فرحان‬ ‫وأمة محمد من شره متعوذين‬ ‫نزلت عليه اللعنة ومسكن النيران‬ ‫ثم اهبطوا منها جميع مشردين‬ ‫جات الامارة من ري عظيم الشان‬ ‫الآدمى والحية وابليس اللعين‬ ‫عقب الصداقة ساروا كلهم عدوان‬ ‫مدة طويلة ف الأرض متفايبين‬ ‫حواء في جدة والوالد ي بر سيلان‬ ‫في الليل يناموا وفي النهار مسيرين‬ ‫ساروا يدوروا من مكان الى مكان‬ ‫والحمد لله من تلاقوا الوالدين‬ ‫فوق الجبل في العرفة تمارفوا الشيبان‬ ‫‏_ ‪ ١٢٣‬۔‬ ‫خطوه من ساروا الأهل متعارفين‬ ‫هذا الاسم من سابق في الجبل ماكان‬ ‫تم الحمال وجابت للوالد ثنين‬ ‫حواء حملت وشلت في البطن اثنان‬ ‫ماشي حرج حرمه ورجل متخالطين‬ ‫وحملت حمال الثاني وكثر وا الغلمان‬ ‫© ي قصة الطوفان ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ حتى إذا جاء أمرنا‪ ،‬وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك‪ ،‬إلا من ‪.‬‬ ‫‏‪ ١١/٤٠‬هود‪.‬‬ ‫سبق عليه القول ومن آمن ‪ .‬وما آمن معه إلا قليله‬ ‫هود‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ وقال اركبوا فيها بسم اللله مجراها ومرساها‪ ،‬إن ربي لغفور رحيم» ‏‪٤١‬‬ ‫‪ ٣‬۔ قال سآوي الى جبل يعصمني من الماء‪ ،‬قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم‪3 ‎‬‬ ‫وحال بينهيا الموج فكان من المغرقين»‪ ١١/٤= ‎‬هرد‪‎.‬‬ ‫© في قصة اسكان ابراهيم عليه السلام من ذريته ي مكة ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ‪ » . . .‬‏‪ ١٤/٣٧‬ابراهيم‪.‬‬ ‫‪ ٢‬واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق‪٢٢/٢٧ ‎‬‬ ‫الحج‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى‪ ،‬وعهدنا الى‬ ‫ابراهيم واسياعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السنجوديه ‏‪ ٢٢/١٢٥‬البقرة‪.‬‬ ‫قصة أصحاب الفيل ‪:‬‬ ‫الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل‪ ،‬الم يجعل كيدهم في تضليل ‪ ،‬وأرسل عليهم طيرا‬ ‫أبابيل ‪ 1‬ترميهم بحجارة من سجيل ‪ .‬فجعلهم كعصف ماكول» سورة الفيل ‏‪. ١٠٥‬‬ ‫حلل ورخص في زواج الأخ‪ ...‬سن‬ ‫آدم يشوف أولاده كلهم اخوان‬ ‫يبا المرة المزيونه والوجه اخ ‪.‬۔ين‬ ‫واحد رضي والثاني خاطره زعلان‬ ‫أول ثنينه في الأرض متقاتلين‬ ‫سار القتل وحلت قصة في الزمان‬ ‫ماشي عرف معهم لدفن الميتين‬ ‫القاتل تعايا وأيزا يللخو تعبان‬ ‫يبحش قبر للميت ويدفنه دفين‬ ‫أنزل عليهم ربي مسماغربان‬ ‫بعد ان سرد الشاعر قصة ادم وحواء وسكناهم الجنة واغواء ابليس لآدم وهبوطهم منها‬ ‫وقصة نبا ابني ادم يستكمل هذه القصيدة بقصة الطوفان‪ .‬واسكان الخليل من ذريته بواد‬ ‫الفيل في القالب التالي ‪:‬‬ ‫أصحاب‬ ‫زرع ‪ .‬وقصة‬ ‫غر ذي‬ ‫فيها نبي الله وأهله سالمين‬ ‫والثانية السفينة صابها طوفان‬ ‫وقال اركبو فيها بسلام امنين‬ ‫قام وحمل فيها من كل شي زوجان‬ ‫‪ ١٢٤‬۔‬ ‫‏_‬ ‫طم الفرق وغابوا كلهم أجمعين‬ ‫ابنه نزل وأيزا في الجبل حصلان‬ ‫فيها خلييل الله وهاجر سالمين‬ ‫أم القرى بلاد الرحمة والأمان‬ ‫الشير يابس والخلايق ضاميين‬ ‫مروا عليها وكل مظما عطشان‬ ‫وكانوا عليها في الحفر متساعدين‬ ‫هاجر لقت زمزم وشافت المي عيان‬ ‫من كل فج ساروا عليه مهرولين‬ ‫أذن نبى الله وجاته الركبان‬ ‫طوفوا وصلوا في مقامي ركعتين‬ ‫قال النبي مكة لمعشر الانسان‬ ‫عمر وطهر بيتناللطظائفين‬ ‫أمر ومن الباري منزل في القران‬ ‫شروا الجراد المنتشر متواصلين‬ ‫وصلوا صحاب الفيل وعصبة الأوثان‬ ‫قبل النبي وقبل جيش المسلمين‬ ‫يبغوا يهدموا الكعبة ويكسروا البنيان‬ ‫يجمل حجار ويرمى جيش المعتدين‬ ‫أرسل عليهم طير مكتسي الجنحان‬ ‫سبحان ربي صاحب القوة المتين‬ ‫كيد هم خسرا ن‬ ‫ذلوا ك و بنو ‪ 4‬يرجع‬ ‫الخليل عليه‬ ‫وكأني بالشاعر يعتبر قصة الطوفان وقصة اعيار البيت الحرام ودعاء ابراهيم‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫لعلهم يشكر ونه»‬ ‫الثمرات‬ ‫من‬ ‫وار زقهم‬ ‫اليهم‬ ‫بوي‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫افئدة‬ ‫فاجعل‬ ‫السلام‬ ‫وانكسار أصحاب الفيل‪ .‬كأني به يعتبرها امتدادا لقصة بدء الخليقة ‪.‬‬ ‫‪::‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫نخصص‬ ‫ثانيا ‪ -‬من‬ ‫ديوان الشاعر‬ ‫‏‪ )٨٩‬يذكر الشاعر‪ :‬سكنى ادم وحواء في الجنة‪.‬‬ ‫ففي قصيدة من فن الرمسة (ص‬ ‫وسجود الملائكة لآدم } وامتناع ابليس عن السجود في الأبيات التالية ‪:‬‬ ‫وأهل السےا كلهم قاموا لآدم سجود‬ ‫اسكنوا في وسط د ار الخلود‬ ‫وحوا ء‬ ‫ادم‬ ‫ولابليس في الآخرة النار ذات الوقود‬ ‫‏‪ ١‬لاله وا لجنود‬ ‫وعصى وعا صى‬ ‫وا بليس ‏‪ ١‬بى‬ ‫وضمن قصيدة له في فن الرزحة المربوعة يسرد الشاعر قصة اسياعيل الذبيح ۔ عليه‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫للمسلمين‬ ‫ه‬ ‫سن ة‬ ‫اصبحت‬ ‫‏‪ )١١٥١‬التي‬ ‫ص‬ ‫(‬ ‫۔ وافتداءه‬ ‫السلام‬ ‫‪4‬‬ ‫نبہ۔‬ ‫‪50‬‬ ‫في س‬ ‫سابق‬ ‫ة‬ ‫ر د‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫رب‬ ‫‏‪ ١‬مسن‬ ‫هذ‬ ‫يضحي بالولدويشوف‬ ‫وقابض الشفرة بيمينه‬ ‫م وتله من جبينه‬ ‫قا‬ ‫وأفنداهبكبش معروف‬ ‫‪4‬‬ ‫لام‬ ‫سم‬ ‫رسى‬ ‫له‬ ‫راد‬ ‫۔‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫ا‬ ‫اد ي ز‬ ‫ها ‏‪ ١‬له‬ ‫م‪.‬‬ ‫\‬ ‫‪.‬‬ ‫عا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مم۔‬ ‫وت‬ ‫‪-‬‬ ‫واس‬ ‫وا لوقوف‬ ‫لعيد الأصحى‬ ‫تا بعيمرا ا لسنة‬ ‫وا لحر‪-‬‬ ‫وضمن قصيدة بعث بها الشاعر الى سعيد بن راشد الفارسي (رحمه الله) يأتي على قصة موسى‬ ‫عليه السلام رص ‏‪ )١٨٦‬في أهل مدين ملغزا ‪:‬‬ ‫بانا شدك عن قصة فيها العجب‬ ‫قصير‬ ‫لقى بنات وعندهن جبل‬ ‫أتى ا لنبي يمشي على بير الشرب‬ ‫تمشي على استحياء وتقصر المسير‬ ‫‏‪ ١‬لدرب‬ ‫ف‬ ‫وسارت‬ ‫قالوا مشت وحده‬ ‫ردت وقالت عندنا شيخ كبير‬ ‫‏‪ ١‬لشيبة ولقته مستهتب‬ ‫وصلت ا ل‬ ‫وروى غنمهم وأدلى دلوهم في البير‬ ‫واستأجر الخاطر على البنت وخطب‬ ‫‏‪ ٢١٧‬۔ ‏‪ »)٢١٩‬يخصص الشاعر‬ ‫وتحت عنوان ه«قصيدة بمناسبة ليلة نصف شعبان (ص‬ ‫سريعة‬ ‫بيتا تشكل هذه لقصة يوسف يسبقها بومضات‬ ‫وا حد وثلانن‬ ‫بيتا من مجموع‬ ‫عشرين‬ ‫عن ‪:‬‬ ‫قصة الطوفان ۔ نجاة الخليل ۔ عليه السلام ۔ من الحرق ۔ انغلاق البحر لموسى ۔ عليه‬ ‫السلام ۔ حزن يعقوب ۔ عليه السلام ۔ الذي أضر ببصره في الأبيات التالية ‪:‬‬ ‫أمر منزل في كتاب الله الحكيم‬ ‫نجى السفينة وأهلها من الغرق‬ ‫سليم‬ ‫بردن‬ ‫وابردي‬ ‫كوني‬ ‫يانار‬ ‫وانقذ خليله ملحرائق والشنق‬ ‫حتى استوى كل فرق كالطود العظيم‬ ‫موسى كليم الله له البحر انفلق‬ ‫من كثر ما يبكي على يوسف مديم‬ ‫يعقوب من حزنه بصر عينه اهدف‬ ‫النسيم‬ ‫من ريح يوسف عندما هب‬ ‫صحت عيونه وغاب من قلبه الحمق‬ ‫بعد هذه الاشارات السريعة تاتي قصة يوسف عليه السلام مع زليخا ‪:‬‬ ‫يوسف مكرم ما يفعل فعل الذميم‬ ‫وصاب الزليخا من حسن يوسف عشق‬ ‫قامت تقدم شكوى من قلب هضيم‬ ‫يوم وصل سيده الباب وطرق‬ ‫قالت صبيكم هذارجال غشيم‬ ‫قميصه ما بغت تحكي صدق‬ ‫شقت‬ ‫الخدخلته سقيم‬ ‫قبضة حسين‬ ‫يوسف تشقق ثوبه من كثر الفرق‬ ‫مثل المحامي يللي في الدعوى زعيم‬ ‫شاهد شهد عليها ني المهد ونطق‬ ‫قابض في رب منشي العظم الرميم‬ ‫وبعد السجن حصل سلامه وانطلق‬ ‫من شيمته واخلاقه والقلب الحكيم‬ ‫فيه الحموة لخوته وله قلب شفى‬ ‫‪ ١٢١٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫يوم وصلوه يسيروا في الليل البهيم‬ ‫سوى لفهم ضيافة بترحيب ورفق‬ ‫م‬ ‫يفل‬ ‫تل ط‬ ‫يه مث‬ ‫واحد بقى لحال‬ ‫فرق‬ ‫يلن‬ ‫نعد ك‬ ‫ث وق‬ ‫حط الأكل‬ ‫يوسف عرف خليصه وكلمه تككيم‬ ‫قام وخذه عنبده ودموعهتنبرق‬ ‫رخص فم روحه وثنى يستليم‬ ‫ويعقوب قلبه فغياب العيال شتى‬ ‫جابوا عذر للوالد والوالد فهيم‬ ‫يوم وصلوا للديرة مقصوص الشبق‬ ‫ويوسف قصد يحرس متاعه ومستقيم‬ ‫هم الذي قالوامشينانستبق‬ ‫يسأل عن القصة وذا الأمر الهميم‬ ‫الوالد كلامه بحشمه وبحسن الخلق‬ ‫وجيتوني تبكوا في العشا وقت العتيم‬ ‫غيبتموا يوسف واذا الثاني لحق‬ ‫ماخذ صواع الملك وضامنه ضميم‬ ‫قالوا‪ :‬يا أبانا إن ذا ابنك سرق‬ ‫يتصارخوا علينا وينهموا بنهيم‬ ‫جونا العساكر في الشوارع والطرق‬ ‫بنوا يعرفوا السارق ويفصحوا الغريم‬ ‫قطوا حملنا وفتشوا شداد النوق‬ ‫لا ماكله ذيب ولاصابه خصيم‬ ‫يوسف رجع مع خونه والشمل التفق‬ ‫‏‪ ٢٣٣‬۔ ‏‪ )٢٣٦‬يذكر الشاعر قصة طوفان نوح دون بقية‬ ‫وفي قصيدة النصح والأرشاد (ص‬ ‫القصص فيقول ‪:‬‬ ‫وقدرته‬ ‫ربي‬ ‫بأمر‬ ‫وترسي‬ ‫تجري‬ ‫سوى النبي سفينته من لوح ودسر‬ ‫بزوجته‬ ‫زوج‬ ‫كل‬ ‫معهم‬ ‫والطير‬ ‫والبقر‬ ‫والوايش‬ ‫‏‪ ١‬لأوادم‬ ‫جاب‬ ‫جابته‬ ‫الارادة‬ ‫الجودي‬ ‫على‬ ‫حتى‬ ‫البحر‬ ‫أمواج‬ ‫وهاجت‬ ‫جم‬ ‫سافر‬ ‫وتلى هذه القصيدة‪ .‬قصيدة موضوعها البر بالوالدين تحتوي على اشارات ضمنية عن‬ ‫واشارة صريحة عن ابراهيم عليه السلام ‪:‬‬ ‫يونس ونوح ۔ عليهيا السلام‬ ‫سيره‬ ‫المنازل‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫والبدر‬ ‫الياقطظين‬ ‫يامن هو خالق شجار‬ ‫‏‪ ١‬نصره‬ ‫ربي‬ ‫نمرود‬ ‫سحر‬ ‫وعلى‬ ‫مسخره‬ ‫‏‪ ١‬لبحجور‬ ‫لج‬ ‫في‬ ‫وا حوت‬ ‫والفلك تجرى بقدرة رب العاملين‬ ‫عليه السلام ۔ ملغزا في قصيدة‬ ‫وفي نهاية المطاف نجد الشاعر يذكر موت النبي سلييان‬ ‫من فن الميدان يقول ۔ رحمه اللله ۔ ‪:‬‬ ‫البرزة‬ ‫في‬ ‫الميل‬ ‫ييحب‬ ‫في بر زومات‬ ‫عليكم‬ ‫تشلني‬ ‫ندلهم‬ ‫الجر‪:‬‬ ‫النبي‬ ‫يموت‬ ‫شوف الوقت شين من دلهم‬ ‫البرزة‬ ‫في‬ ‫مات‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫من‬ ‫في برزومات‬ ‫بياهم‬ ‫جالس‬ ‫‏_ ‪ ١٢٧‬۔‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬المولد النبوي‬ ‫يستلهم الشاعر هذا الحدث العظيم من بعض آي القران وبعض الأحاديث الشريفة ‪3‬‬ ‫ولكنه يعول بدرجة كبيرة على كتب السيرة ‪.‬‬ ‫وقد ذكر شاعرنا المولد النبوي في قصيدة تحمل نفس العنوان يقول فيها ‪:‬‬ ‫الشفيع‬ ‫الهادي‬ ‫يا‬ ‫الله‬ ‫يارسول‬ ‫الرفيع‬ ‫الجاه‬ ‫ذا‬ ‫الله‬ ‫يانبي‬ ‫عظيم‬ ‫وميلادك‬ ‫طيبة‬ ‫ليلتك‬ ‫في أول ربيع‬ ‫للناس‬ ‫أظهرت‬ ‫الأمين‬ ‫ياطه‬ ‫الله‬ ‫ياحبيب‬ ‫المسلمين‬ ‫قلوب‬ ‫ليلتك تحيي‬ ‫بالنصر والعز والدين القويم‬ ‫للعالين‬ ‫الله رحمة‬ ‫جابك‬ ‫وأصبحت مكة علمها منتصر‬ ‫والنصر والعز في وجهك ظهر‬ ‫مستقيم‬ ‫حظ‬ ‫الله‬ ‫عطاها‬ ‫قد‬ ‫تشكر النعمة وتعلن بالخبر‬ ‫الشهر‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫مولود‬ ‫الذي‬ ‫من مضر‬ ‫الله سيد‬ ‫عطاها‬ ‫قد‬ ‫شعشعت أنوار في ليل بهيم‬ ‫عشر‬ ‫والثاني‬ ‫الاثنين‬ ‫ليلة‬ ‫وعرفوه الناس بعده في المهد‬ ‫ولد‬ ‫ما‬ ‫ليلة‬ ‫الاسلام‬ ‫فاز‬ ‫مثل هذا النور والوجه الكريم‬ ‫ولد‬ ‫بعده‬ ‫ولا‬ ‫قبله‬ ‫مارأوا‬ ‫نساها والرجال‬ ‫مكة‬ ‫وجمعت‬ ‫واحتفال‬ ‫عظيمة‬ ‫زينة‬ ‫واستوت‬ ‫يتيم‬ ‫عايش‬ ‫بيغهم‬ ‫ما‬ ‫والنبي‬ ‫والخوال‬ ‫عمامه‬ ‫أهله‬ ‫كلهم‬ ‫‏‪[١٤.١٣[..‬‬ ‫‪......‬‬ ‫ثم يقول ‪:‬‬ ‫من سهم أخيه يرضع ما استطاع‬ ‫في الرضاع‬ ‫ري‬ ‫الانصاف‬ ‫والهمه‬ ‫حليم‬ ‫قلب‬ ‫وله‬ ‫عادل‬ ‫والنبي‬ ‫نزاع‬ ‫في القسمة‬ ‫تصير‬ ‫ما يحب‬ ‫الأدب‬ ‫كل‬ ‫الأدباء‬ ‫واستفادوا‬ ‫جمع العرب‬ ‫ألفت‬ ‫محمد‬ ‫يا‬ ‫لله وسيفك للخصيم‬ ‫طاعتك‬ ‫وأنت متهم في حسبهم والنسب‬ ‫كيا جاء ذكر المولد النبوي في أبيات من قصيدة في مكارم الأخلاق وصفات الرسول صلى‬ ‫الته عليه وسلم منها ‪:‬‬ ‫ر بوته‬ ‫وأ حسن‬ ‫معا نيه‬ ‫كما‬ ‫عطاه‬ ‫ربنا‬ ‫ذسمة‬‫وا لن ‪-‬‬ ‫‏‪ ١‬لخلق‬ ‫حسم‪:‬‬ ‫أمته‬ ‫وعلم‬ ‫روحه‬ ‫النبي‬ ‫قام‬ ‫ورباه‬ ‫علمه‬ ‫يل‬ ‫السياوي‬ ‫علم‬ ‫‪ ١٢٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫والمعراج ‪:‬‬ ‫‪ 0‬رابعاً _ ا لاسراء‬ ‫يعالج الشاعر قصة الاسراء والمعراج في أطول قصيدة دينية في ديوانه‪ .‬وهي ثاني أطول‬ ‫قصيدة ني الديوان ‪.‬‬ ‫يسرد الشاعر مشاهد من الاسراء ويفيض في ذكر ما راه المصطفى وية في المعراج‪.‬‬ ‫ذاكرا بعض الآيات التي اطلع عليها وطلب النبي موسى الى النبي ان يراجع ربه ۔ جل‬ ‫وسأقرأ عليكم مقاطع من هذه القصيدة ‪:‬‬ ‫في فرضية الصلاة وغيرها من المشاهد‬ ‫وعلا‬ ‫سبحان من أسرى بعبده من الحرم‬ ‫أمر جرى في اللوح مكتوب بالقلم‬ ‫سرى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫مكة‬ ‫حرم‬ ‫من‬ ‫رجب‬ ‫اخر‬ ‫شهر‬ ‫في‬ ‫عظيمة‬ ‫ليلة‬ ‫وصل خير ‏‪ ١‬لورى‬ ‫‏‪ ١‬لا قصى‬ ‫للمسجد‬ ‫واللجم‬ ‫صرجه‬ ‫واهتز‬ ‫النبي‬ ‫شاف‬ ‫الأمم‬ ‫لخير‬ ‫المسرع‬ ‫البراق‬ ‫جاء‬ ‫قبل السفر صلى ومن تالي ركب‬ ‫وعزم‬ ‫الله للمسرى‬ ‫رسول‬ ‫قرب‬ ‫الآفاق‬ ‫بين‬ ‫واختفى‬ ‫جناحه‬ ‫حرك‬ ‫البراق‬ ‫ظهر‬ ‫النبي راكب على‬ ‫سار‬ ‫جاوز سيا الدنيا ونظر فيها العجب‬ ‫من مسجد الأقصى الى سبع الطباق‬ ‫‪ .‬الى حيث كان‬ ‫ويأتي الشاعر على المشاهد التي رأى الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‬ ‫قاب قوسين أو أدنى ‪ .‬يقول ولد وزير ‪:‬‬ ‫المقتدر‬ ‫العزيز‬ ‫الرب‬ ‫وبيخاطبوا‬ ‫المىتتر‬ ‫المقام‬ ‫عند‬ ‫وصلوا‬ ‫لما‬ ‫طوع وتواضع من عظمة جلال الرب‬ ‫انقصر‬ ‫وجبريل‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫بادر‬ ‫الصلوات‬ ‫المباركات‬ ‫التحيات‬ ‫جاب النبي مع ربه هذى الكليات‪,‬‬ ‫وجب‬ ‫قد‬ ‫وأمر‬ ‫إلاهبة‬ ‫قدره‬ ‫واجبات‬ ‫فروض‬ ‫المسلم‬ ‫على‬ ‫كانت‬ ‫ثم يذكر الشاعر أمر الله عز وجل ۔ بفرض الصلاة على امة محمد يقول‪:‬‬ ‫وفرض على الأمة خمسين الصلاة‬ ‫وإلوصاه‬ ‫والرسالة‬ ‫كتابي‬ ‫بلغ‬ ‫لقى النبي موسى واحكى له السبب‬ ‫الاله‬ ‫بيا قال‬ ‫النبي وارضى‬ ‫طاع‬ ‫في الكلام‬ ‫وراجع‬ ‫الى ربك‬ ‫ثني‬ ‫قال النبي موسى الى خير الأنام‬ ‫بما تستوى زحمة وعلى الأمة تعب‬ ‫هذى الصلاة وايد ويتبعها صيام‬ ‫‪ ١٢٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ويذكر الشاعر بعد ذلك مراجعة الرسول الكريم لربه الرحيم عملا بنصيحة موسى‬ ‫الكليم‪ ،‬ثم يقول في تفضل الرب العظيم على نبيه «يلة ه ‪:‬‬ ‫ولها أجر خمسين في اللوح انكتب‬ ‫هذي الصلاة كلها جعلناها خمس‬ ‫مرتفع‬ ‫مقام‬ ‫في‬ ‫وجاوب‬ ‫خاطب‬ ‫‏‪ ١‬لسبع‬ ‫‏‪ ١‬لسموات‬ ‫في‬ ‫مرا ده‬ ‫حصل‬ ‫خبر بني عمه وقالوا له كذب‬ ‫ورجع‬ ‫الى مكة‬ ‫ثنى‬ ‫في ليلته‬ ‫ويأتي الشاعر بعد ذلك على ذكر تكذيب قريش‪ ،‬وطلبهم الدليل من الرسول‪ -‬صلى الله‬ ‫عليه وسلم ۔ في ان يذكر لهم اوصاف بيت المقدس ويذكر علامات الطريق بينه وبين مكة ‪.‬‬ ‫وتكذيبهم ايضا رغم وصول القافلة التي وصفها الرسول فهم ‪ .‬ثم يقول في تصديق ابي بكر‬ ‫له ‪:‬‬ ‫وينتظر‬ ‫عليه‬ ‫يطالع‬ ‫والمصطفى‬ ‫كلامه وقام عنده بوبكر‬ ‫صدق‬ ‫اللقب‬ ‫ذاك‬ ‫الصحابي ويانعم‬ ‫نعم‬ ‫اشتهر‬ ‫باسم‬ ‫اللقب فوقه‬ ‫حط‬ ‫خامسا ۔ الحرة الى المدينة ‪:‬‬ ‫في قصيدة للشاعر بمناسبة هجرة الرسول ۔ صلى الله عليه وسلم ۔ من مكة المكرمة الى‬ ‫المدينة المنورة والتي تتكون من اثنين واربعين بيتا يسرد الشاعر علينا قصة الهجرة النبوية‬ ‫ويذكر مصاحبة ابي بكر للنبى في الهجرة ولجوما الى الغار اتقاء كفار مكة } واستخلاف‬ ‫النبي يلة لعلي بن ابي طالب الذي نام في فراشه تلك الليلة ليرد الامانات ثم يذكر‬ ‫ترحيب المدينة بالقادم الكريم فيقول‪:‬‬ ‫زانصفا‬ ‫المحبة‬ ‫دين‬ ‫وعنوانها‬ ‫راس السنة يعرف في هجرة المصطفى‬ ‫ان‪ .‬نسين‬ ‫والنصر والعز عند‬ ‫والشرك أظلم سراجه وانطظفى‬ ‫ويفرح الاسلام بدخول السنة‬ ‫النبي هاجر في سنة بينه‬ ‫وكلنا لسنة نبينا تابعين‬ ‫هاجر ليشرب ومكة موطنه‬ ‫بعد أبيات اخرى يقول ‪:‬‬ ‫أمر عليهم للمدينة يظهروا‬ ‫النبي قبله الصحابة هاجروا‬ ‫في دار الندوة مم قصي متجمعين‬ ‫شاف الخيانة والعدا يتشاوروا‬ ‫قام وعزم هذا الرسول الفاضل‬ ‫ومن بعد ما جاه أمر الله الولي‬ ‫ومغففلين‬ ‫مادروا‬ ‫مكة‬ ‫وأهل‬ ‫علي‬ ‫سيدنا‬ ‫نام‬ ‫وفي منامه‬ ‫تابعين المصطفى خير البشر‬ ‫عصبة الكفار شدوا للسفر‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ١٣٠‬۔‬ ‫معتمين‬ ‫وثتنوا‬ ‫ذلوا‬ ‫والكفر‬ ‫بويكر‬ ‫والنبي في الغفار عنده‬ ‫وصاحبه خاف وحزن من شافهم‬ ‫ثنينغهم‬ ‫ساروا‬ ‫الغار‬ ‫في‬ ‫هما‬ ‫إذ‬ ‫فوقهم‬ ‫الله‬ ‫له لا تخاف‬ ‫قال‬ ‫ويذكر بعد ذلك دور العنكبوت والحيامة في اقتناع الكفار بأن الغار لم يدخله أحد ‪:‬‬ ‫الله لحفت‬ ‫بقدرة‬ ‫والعنكبوت‬ ‫ينظر من تحت‬ ‫الصديق‬ ‫صاحبه‬ ‫هي والحمامة في العمل متساعدين‬ ‫بجناحها تمحى الشواري وامتحت‬ ‫ويذكر الشاعر خروج الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم وصاحبه من الغار ومواصلة سيرهم‬ ‫الى المدينة‪ .‬ويقول في ترحيب الأنصار وبناء الرسول مسجد قباء ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لرسول‬ ‫ومحيوا‬ ‫ا لصوت‬ ‫را فعين‬ ‫وقبول‬ ‫بأفراح‬ ‫الأنصار‬ ‫قاموا‬ ‫واليمين‬ ‫في يساره‬ ‫والصحابة‬ ‫النبي جاهم على ظهر الذلول‬ ‫أوجبا‬ ‫علينا‬ ‫لك‬ ‫أمر‬ ‫كل‬ ‫يا محمد مرحبا‬ ‫مرحبا بك‬ ‫اخضر الوادي بقدومك يا أمين‬ ‫الى وادي قباء‬ ‫من مكة‬ ‫جيت‬ ‫بناه‬ ‫ا لله‬ ‫رسول‬ ‫بيد‬ ‫قبا‬ ‫ف‬ ‫اللى أسس للصلاة‬ ‫أول مسجد‬ ‫مبايعين‬ ‫للرسول‬ ‫بالحقيقة‬ ‫ومن وراه‬ ‫في خدمته‬ ‫والقبائل‬ ‫وبعد أبيات يقول ‪:‬‬ ‫وقفت‬ ‫ما‬ ‫وقفوهما‬ ‫وا لقبائل‬ ‫وصلت‬ ‫للمدينة‬ ‫المطية‬ ‫نازلين‬ ‫كلهم‬ ‫أيوب‬ ‫دار أبي‬ ‫وبركب‬ ‫عليها‬ ‫أ شر‬ ‫ا لنبي‬ ‫البينات‬ ‫جات‬ ‫الله‬ ‫كتاب‬ ‫ف‬ ‫للنبي الأعظم كثير المعجزات‬ ‫وأظهر الدين بسيوف صارمات‬ ‫عند هذه الأبيات ينهى الشاعر حدث هجرة المصطفى ‪ -‬عليه أفضل الصلاة وازكى‬ ‫‪ .‬ولكنه لا ينهي القصيدة حيث نراه في ستة أبيات‪ ,‬تالية يتحدث عن تعبد النبي‬ ‫التسليم‬ ‫في غار حراء ونزول جبريل ۔ عليه السلام ۔ عليه في الفار ثم عودته الى خديجة وهو يقول ‪:‬‬ ‫«زملوني زملوني» وسؤال خديبة ابن عمها ورقة ابن نوفل عن هذا الأمر وهي القصة التي‬ ‫تعرفون تفاصيلها ‪:‬‬ ‫ان نقف على هذه الابيات التي تتحدث عن بدء الرسالة بمكة في ختام قصيدة عن‬ ‫المجرة الى المدينة‪ .‬ليس بالأمر العفوي { وليس كيا رأينا في بعض القصائد من تحرر الشاعر‬ ‫في اتباع تسلسل الأحداث زمنيا‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٣١‬۔‬ ‫هل يوظف الشاعر ما يعرف في القصص الحديث الاسترجاع او الاسترداد الفني في سياق‬ ‫تاريخى او ما يعرف ب (‪٢‬ع‏ ‪٥‬ودا)‏ في سياق تاريخي ؟‬ ‫لن أسعى الآن وراء الاجابة على هذا السؤال إذ هو خارج حدود هذه الورقة ‪.‬‬ ‫سادسا ۔ ملامح دينية أخرى ‪:‬‬ ‫ديوان الشاعر ولد وزير ۔ رحمه القه ۔ ملىء بالاشارات والاقتباسات والتعبيرات والملامح‬ ‫الدينية‪ .‬وعدا المجالات السابقة هناك ملامح اخرى نأتي على ذكرها سريعا‪:‬‬ ‫أولا ‪ -‬ف القصائد الدينية ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬استهلال قصيدة ليلة نصف شعبان (الابيات الأربعة الأولى)‬ ‫‏‪ ٢٢٠‬۔ ‏‪٢٢٢‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ قصيدة في شهر رمصان ‏(‪ )٥٦٢‬ص‬ ‫‏‪ ٢٢٢‬۔ ‏‪٢٢٥‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ قصيدة في ذكرى معركة بدر الكبرى ‏(‪ )٣٠‬ص‬ ‫‏‪ ٢٢٥‬۔ ‏‪٢٢٦‬‬ ‫قصيدة في السعي لأداء فريضة الحج ‏(‪ ٢٢‬بيتا ص‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‏‪ ٢٢٦‬۔ ‏‪٢٢٧‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ قصيدة في يوم الوقوف بعرفة ‏(‪ ١٨‬بيتا) ص‬ ‫‏‪ ٢٢٨‬۔ ‏‪٢٢٩‬‬ ‫‏‪ ٦‬قصيدة في عودة الحجاج ‏(‪ ٢٥‬بيتا) ص‬ ‫ثانياً ‪ -‬في قصائد النصح ‪:‬‬ ‫‏‪ ٢٣٣‬۔ ‏‪٢٣٦‬‬ ‫‏(‪ ٢٦‬بيتا) ص‬ ‫بها تاركي الصلاة وتابعي اللهو والملذات‬ ‫‏‪ ١‬۔ قصيدة خص‬ ‫‏‪ ٢‬۔ قصيدة في بر الوالدين ‏(‪ ٣٠‬بيتا) ص ‏‪ ٣٣٦‬۔ ‏‪٣٣٩‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ قصيدة في حساب القبر ‏(‪ ٢٨‬بيتا) ص ‏‪ ٢٣٩‬۔ ‏‪٢٤١‬‬ ‫إذن يتضمن الديوان ۔ عدا ما ذكرنا من القصائد ۔ في المحاور الخمسة اذ‪:٫.‬ة‏ على ‏‪٩‬‬ ‫قصائد تتنوع فيها الملامح الدينية بدرجة تسمح لها ان تكون عنوان بحث ه۔۔نةل‪ .‬وقد‬ ‫أشرت الى عدد أبيات كل منها ومكانها في الديوان‪ .‬هذا بالاضافة الى أبيات متفرقة هنا‬ ‫وهناك ‪.‬‬ ‫بقيت كلمة لابد منها تحت هذا المحور تخص استهلال القصائد وختامها تبدأ معظم‬ ‫قصائد الديوان ۔ بل غالبيتها العظمى _‪ .‬بذكر الله او صفاته‪ .‬أو مظاهر قدرته‪ .‬أو لطفه‬ ‫أو بالثناء والحمد لله ‪ .‬وغيرها وفي بعضها يتبع ذلك الصلاة على الرسول ويكون‬ ‫بخلقه‬ ‫وذكر الصحابة‬ ‫ختام جل القصائد بالصلاة والسلام على رسول الله ۔ صلى الله عليه وسلم‬ ‫كيا يتضمن الختام احيانا الاشارة الى بعض الصور القرآنية ونأتي بأمثلة من الديوان‪. .:: :‬‬ ‫‏_ ‪ ١٣٢‬۔‬ ‫© من فن الرمسة ‪:‬‬ ‫تصدق الكلمة السابقة على هذا الفن دون استثناء البتة‪ .‬فكل قصيدة (فن بن عبادي)‬ ‫يجبؤ ويجب بالضرورة ان تستهل بذكر الله جل جلاله وان تختتم بذكر الرسول‪ -‬صلى الله‬ ‫أو ذكر أسياء بعض سور القرآن الكريم بعض النظر عن موضوع القصيدة ‪.‬‬ ‫عليه وسلم‬ ‫الأمشلة ‪:‬‬ ‫ال لحتام‬ ‫الا ستهلال‬ ‫تغفر ذنوب علينا من سنين مكسايه‬ ‫‏‪ ١‬۔ طلبت ري كريم لي غافر الساية‬ ‫واسعيد في يقرا الهوى واسمعوا ياقرايه‬ ‫وختمتها بالبني اللى مظهر الرايه‬ ‫»‬ ‫«»‬ ‫‪.‬٭ ه‬ ‫‪.‬‬ ‫والنون‬ ‫وبالقاف‬ ‫بالنبي‬ ‫اختمتها‬ ‫‏‪ ٢‬۔ طلبت ربي كريم لمفرّج احزوني‬ ‫ثاير بافن الهوى كان باترخصوني)‬ ‫«‬ ‫٭‬ ‫٭‪+‬‬ ‫وختمتها بالنبي وأصحاب طه الخيار‬ ‫‏‪ ٣‬۔ طلبت ربي كريم عبد دعا واستجار‬ ‫يشفع لنا في الحشر يوم البعث والانتشار‬ ‫النبت‬ ‫رافع سياه بلا عمد ومحصى‬ ‫والشجار‬ ‫صغار‬ ‫كلهم‬ ‫الخلق‬ ‫جميع‬ ‫وحصى‬ ‫وكبار‬ ‫نشئت‬ ‫وحواء‬ ‫مدر‬ ‫من‬ ‫نشاه‬ ‫ادم‬ ‫‪..‬ن اليسار‬ ‫والجدار‬ ‫سورها‬ ‫دارنا هم‬ ‫بهم‬ ‫زهت‬ ‫وبمدح رجال البلد أهل الحصون الكبار‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫مجابة‪‎‬‬ ‫يا الله بدعوه‬ ‫بالنبي‬ ‫وختمتها‬ ‫‪ ٤‬طلبت ري كريم العرش منشى سحابه‬ ‫يا من حضر كلكم ذكروا النبي‪‎‬‬ ‫والصحابة‪‎‬‬ ‫جوابه)‬ ‫«‬ ‫٭‬ ‫‏_ ‪ ١٣٣‬۔‬ ‫وختمتها بالنبي محمد وسورة براه‬ ‫‏‪ ٥‬۔ طلبت ربي كريم العرش رافع سماه‬ ‫رب غفور رحيم سبحان ما حد سواه‬ ‫يغفر جميع الذنوب والعبد يمحى خطاه‬ ‫دعاه‬ ‫عبد‬ ‫نبيه ما خاب‬ ‫واللىل دعا‬ ‫وصلوا وذكروا النبي محمد عليه الصلاه‬ ‫للسيا وربي رفع منتهاه‬ ‫الل سرى‬ ‫وذكروا الصحابة الذي هم اخلصوا‬ ‫للاله‬ ‫جاهدين الكفر وأقاموا فروض الصلاه‬ ‫مما يستند قولنا اللي ما عرف له معنا‬ ‫(وسعيد فن المثل سمعوا قصيده وغناه)‬ ‫رنا وحده‪.‬‬ ‫ع مع‬ ‫اليس‬ ‫شن و‬‫وهكذا فيق كصلائد هذا الف‬ ‫‪:‬‬ ‫استهلال‬ ‫وعترته‬ ‫للنبي‬ ‫سلامي‬ ‫وأزكى‬ ‫ألف‬ ‫الهادي‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫صلاة‬ ‫أول‬ ‫نيته‬ ‫وأخلص‬ ‫وبعد من صلى‬ ‫بنني بصلاتي عد ما عاكف عكف‬ ‫‪:‬‬ ‫ختام‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقول‬ ‫القصيدة‬ ‫ويدخل في موضوع‬ ‫وحلته‬ ‫ال‪.:+‬۔‪..‬‬ ‫دار‬ ‫الى‬ ‫ووصل‬ ‫بالجنح وكسف‬ ‫ياطير بمبي صفح‬ ‫‪::‬عوته‬ ‫ورض ‪: .‬‬ ‫بالجنة‬ ‫بنفوز‬ ‫وصلوا على نبيكم عالي الشرف‬ ‫الشر‪ ,: ..‬الثابتة‬ ‫أهل‬ ‫ساداتنا‬ ‫وذكروا الصحابة أهل طاعة والسلف‬ ‫بدوته‬ ‫أول‬ ‫من‬ ‫تختيمه‬ ‫والقول‬ ‫على المادي ألف‬ ‫والخاتمة صلوا‬ ‫وهكذا نجد في بعض القصائد الاخرى‬ ‫‪:‬‬ ‫سؤال‬ ‫وهنا يلح عل‬ ‫۔ هل اتباع هذا النهج عند شعرائنا الشعبيين هو امتداد لوقوف أجدادهم على الاطلال‬ ‫والرسوم في استهلال قصائدهم؟‬ ‫۔ أم هو أثر المسجد والخطابة الدينية في البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه‬ ‫‏‪ ٠‬والختام بالصلاة على النبي؟‬ ‫تله‬ ‫‏‪ ١٣٤‬۔‬ ‫‪-‬۔_‬ ‫لا ارشح نفسي للاجابة‪ .‬بل اتركها لأصحاب التخصص وارباب القلم ‪.‬‬ ‫ظنكم _ `‬ ‫ايها الكرا م ‪ :‬هذ ااجهد مقل ا تيح له من الوقت قليل فإن وفقت في شيء فمن حسن‬ ‫وان كانت الاخرى ى فإنني اعتذر إليكم ‪.‬‬ ‫وا لحمد لله في بلع وني ختم ‪ .‬وا لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪. .‬‬ ‫۔‪0‬‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪١٣٥‬‬ ١٣٦‫‏‪٠٩‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ھ ح‬ ‫هه‬ ‫‪».‬‬ ‫‪".".‬‬ ‫م‪".‬۔ع۔ي۔ي‬‫‪ 6‬‏۔‪ ٥‬۔‪ 8‬۔‪ 8‬۔‪ 2‬۔ي‬ ‫اه ‪-‬‬ ‫ههه هد‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ف‪ ..‬ح جاح ‏‪٨٠-‬۔‪ ٨‬‏۔‪:8‬۔‪ 8٠:--8‬۔م اياي ‪٥‬۔‪..١‬۔‪."٦.‬ةتنز‪".‬۔‪".‬۔يم۔ي‬ ‫هن‬ ‫‏‪7.٦‬‬ ‫ي نو>‪:..‬ن‪:.‬ياتياي‬ ‫‏‪-‬۔‪8--8-‬۔‪-:٤:-٤‬جاح‪- .٫.‬و ي‬ ‫‪.٢٢‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪٦' ٦٢‬‬ ‫>‪ "...‬۔>‬ ‫‪22125.‬‬ ‫اررارارارجر‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪٠٠٦٠‬ه ۔<‬ ‫‪ -‬‏‪١‬‬ ‫‪8 .‬۔۔ ‪ .‬ا" !‪. .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫ہ‬ ‫‪2222244‬‬ ‫م‪2-.2‬م‪2-‬مثممم‪2222222222:‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪..‬ة‪..‬هہه‪.‬ه‪.‬۔ے‪.‬۔‪.‬ے‪.‬ع‪.‬ع۔۔ت‪.“..‬۔حجحححج۔‬ ‫‪.....‬و ‏ب‪٢‬ا؛ كيك !؟‪!2‬؟‪2:2‬ء‪2‬ء‪2‬ءم"‪٨-‬ك‪٧٢-‬ك ‏‪ .٤ ٠٠2٨‬ےھ ک‬ ‫‏۔‪.٠.‬‬ ‫‏‪`.٠‬۔‪..‬ا۔"!۔‪_..‬‬ ‫عي‬ ‫‪4227‬‬ ‫‪.‬ع‪.‬ع‪.‬عه‪.‬ع‪.‬عءه۔‪.:‬۔“‪.‬۔۔۔‪..‬؟ ‪......‬ه ‪.‬ةن حيم‬ ‫‏‪. ١‬‬ ‫خلفان بن جميل‬ ‫!ر‬ ‫‪ .‬المرحوم‬ ‫الش‪.‬‬ ‫‪ ١‬لسسبا فك‪» ‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫في ادب‬ ‫لمحات‬ ‫الشيخ خلفان بن جميل اللسيابيره‬ ‫) أديبا وشاعراً (‬ ‫اعداد ‪ :‬خليفة بن أحمد بن حميد القصابي‬ ‫إن الأدب العياني عميق كل العمق غزير متسع يعالج نواحي عديدة في الحياة وبطرق‬ ‫مواضيع مهمة منها‪.‬‬ ‫هذا الأدب بشعره ونثره للأسف _ لم يبد اليد التي تبعد عنه اللثام وتخرجه الى عالم القراء ©‬ ‫ولا أعني بذلك طباعة الدواويين فيا اكثرها ولكن ما عنيته هو دراسة هذا الادب فناً ومعنى‬ ‫ودراسة فكر قائله وحسه الفنى وذوقه الجيالي‬ ‫وإن ذلك الأدب وان ظهرت عنه دراسات بسيطة ضئيلة فالأسواق العربية ل تشهدها‬ ‫فظلت الى اليوم محرومة منها‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي نرى فيه الدراسات الكثيرة الموسعة عن أحمد شوقي وشعره وعن البارودي‬ ‫فاننا لا نجد ذلك عن الشيخ ناصر بن سالم الرواحي ولعل ذلك يعود الى ان شوقي نشأ في‬ ‫مصر حيث بالامكان في ذلك العصر تصدير كل شيع الى العالم العربي ‪ ،‬بينما نشا الشيخ‬ ‫ناصر في زنجبار وكانت حياته بها محدودة ‪.‬‬ ‫إن كان ذلك في عصر هؤلاء الأدباء فيا العذر اليوم وقد تيسرت أساليب البد ‪ ...‬أساليب‬ ‫النشر واقترب العالم من بعضه وسهل الاتصال‘ فاي عذر يمنع من دراسة ‪: .:::‬لتراث‬ ‫الذي عند أدباء عيان باعتبارهم جزءا من أدباء العالم العربي الاسلامي ‪.‬‬ ‫لماذا يدرس أدونيس ومن سار على ركبه ويترك الشيخ خلفان بن جميل واخوانه ‪.‬‬ ‫فيا على القادرينالا ان يشمروا عن ساعد الحد ليخرجوا هذه الثروة للأجيال انتعطشة‬ ‫لهاإ‪ .‬وعدم حرمانها منها لان ذلك امانة لابد من ابلاغها‪.‬‬ ‫من أدباء عيان المغلقين وعلمائها البارزين الذي يعتبر في طليعة أدباء عصره الشيخ‬ ‫(٭) القيت في حفل تكريم المرحوم الشيخ ‪/‬خلفان بن جميل السيابي الذي اقامه المنتدى الادبي مساء يوم الثلاثاء‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫مستشار‬ ‫البوسعيدي‬ ‫حارب‬ ‫بن‬ ‫بن سعود‬ ‫رعاية معالي السيد هلال‬ ‫‏‪ ١٩٩٧٢ / ٥ / ٥‬م تت‬ ‫‏_ ‪ ١٣٨‬۔‬ ‫خلفان بن جميل السيابي _ رحمه الله{ المتوفى عام ‪١٩٧٢‬م‏ والذي ولد في بلدة سييا من أعيال‬ ‫ولاية ازكي ‪ 0‬وتنقل في مناصبه العلمية } بين سييا والرستاق ونخل وصور ومطرح ثم استقر‬ ‫في الفيحاء سيائل التي اكسبته الكثير من الحس الاولى ‪.‬‬ ‫وللاسف لم يكن الشيخ خلفان بن جميل باوفر حظا من غيره من أدباء عيان وعليائها بل‬ ‫كان حاله كحالهم إن لم يكن أقل منهم فإنك لا تجد عنه دراسة الانتفا في مقدمات كتبه التي‬ ‫وقد تبد نتيفات بسيطة في بعض‬ ‫تسرد لك حياته وتنقلاته ثم مكانه وذلك بإباز شديد‬ ‫الكتب كالزمرد الفائق وشقائق النعمان بشعراء عيان ‪ .‬مما يدفع الباحث الحاد الى محاولة‬ ‫الولوج الى نصوص الشيخ عله يستطيع الخروج بشيء من بحر علومه الزاخر والاطلاع على‬ ‫خصائص كتاباته الأدبية شعرا ونثرا ‪.‬‬ ‫ولا ادعى بأننى في ورقتى هذه استقصيت كل شىء بل إن ما كتبته لا يعدو ان يكون‬ ‫اشارات عابرة لتلك الكنوز العظيمة علها تجد من يبحث فيها البحث الذي تستحق ‪.‬‬ ‫حاولت في هذه الصفحات القليلة ان انظر في خصائص شعره والمواضيع التي طرقها ثم‬ ‫اعرج على تراثه النثري ذاكرا ذلك بإيجاز نظرا لقلة حيلتي وععزمي ‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل الشيخ خلفان بن جميل من العلياء ام من الشعراء‬ ‫ام الأدباء؟‬ ‫والاجابة التي في مخيلتي والتي اتصورها هي ان الشيخ خلفان أديب بيا تحتوي كلمة‬ ‫(أدب) من فنون شاملة للشعر وغيره إذ ان الأدب اطار لمختلف النتاجات الفكرية ممزوجا‬ ‫الخصائص ‏‪٠‬‬ ‫جميل يمتزج سهذه‬ ‫بن‬ ‫خلفان‬ ‫المتعة لقارئه ‏‪ ٠‬وانتاج الشيخ‬ ‫العاطفة وبعض‬ ‫الانتاج والعاطفة والمتعة ‪.‬‬ ‫‪:‬صائص‬ ‫ومهارته في‬ ‫علمه وفكره‬ ‫متأمل ومفكر المعي خرج‬ ‫عا ل محقق‪ .‬وباحث‬ ‫خلفان‬ ‫وا لشيخ‬ ‫نبحث وأدبه العميق‪ ،‬فقدم لنا العلوم بأسلوب علمي أدبي جميل شعرا ونثرا فكان علمه‬ ‫ورياضا يرتاح فيها المرتاد ويستفيد منها‬ ‫وجوا هر تمللا الصفحات‬ ‫دفاتر ‏‪ ١‬لكتب‬ ‫عقود ‏‪ ١‬تزين‬ ‫المحتاج ويانس بها الجليس ويشتاق اليها العابر‪.‬‬ ‫فتعال بنا نطل عبر وقفات سريعة على علوم وأدب الشيخ خلفان بن جميل بن مهيل‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫السيابي‬ ‫‏_ ‪ ١٣4٩‬۔‬ ‫أولا ۔ روافده العلمية والأدبية ‪:‬‬ ‫وهو في نظري استمد مقدرته تلك من عذة روافد أهمها ‪:‬‬ ‫‏‪ _ ١‬حفظه وتلاوته للقرآن الكريم الذي هو وعاء اللغة العربية وهذا التأثير واضح جل إذ ان‬ ‫اغلب شعره ونثره إن لم يكن جميعه يتحدث عن الأهداف القرانية نفسها من ترسيخ للعقيدة‬ ‫وغرس الأخلاق الفاضلة واصلاح للنفس والمجتمع ‪ .‬ولا أريد هنا ان اتقيد بأبيات محدودة‬ ‫اعرضها كمثال‘ وإنيا بإمكان من طلب ذلك ان يفتح على أي صفحة شاء من كتب الشيخ‬ ‫خلفان ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬وجوده في جو علمي ملىء بالأدباء والعلماء سواء كان في تنقلاته في عيان ام عند استقراره‬ ‫في سائل‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٣‬ولا شك ان لجو سيائل الملهم اثره في حياة الشيخ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬حياة الشيخ كقاض أعطته نوعا من الدقة في استخراجه للألفاظ وفي تحقيقه للمسائل ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬حياة الشيخ كمعلم اعطته الخبرة في استخدام الكثير من الأساليب لايصال العلوم كيا‬ ‫اعطته المزيد من الهدوء وسعة البال ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬اطلاعه على التراث شعرا ونثرا بكافة علومه من عقيدة وتفسير‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫توا ضعه وا حلاقه‬ ‫وفي هذا المجال لابد لنا من ان نقف بعض الوقفات لملاحظة التأثيرات التى تسربت الى‬ ‫‪.‬‬ ‫نفسه‬ ‫جزء ‏‪ ١‬من‬ ‫صارت‬ ‫مرا سه فيها وفهمه ا لعميق لها حتى‬ ‫خلا ل‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫نمس‬ ‫الذي‬ ‫الأصول‬ ‫الدررر ‏‪ (١‬وميمية الدماء } وكتاب فصول‬ ‫ففى الفقه نجده يقدم لنا سلك‬ ‫اتش فيه أصول الفقة‪ ،‬وهذا لم يأت من فراغ فلابد له من الاطلاع على كتب العلم التي‬ ‫تركها السلف‪.‬‬ ‫ولنا ان نلاحظ بعض التأثبرات التي يبدو انها خرجت من اعياق الشيخ بعد هضمها‬ ‫وا لحياة معها زمنا مزجها بدمه © فنراه يقول ‪:‬‬ ‫‪.٦‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لدرر‬ ‫‪ ( ١‬سلك‪‎‬‬ ‫‏‪ ١٤١‬۔‬ ‫۔‬ ‫ا للورى‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫العلوم‬ ‫أولي‬ ‫نهى‬ ‫نورا‬ ‫قدذ‬ ‫الذي‬ ‫لله‬ ‫الحمد‬ ‫والردى‬ ‫الضلال‬ ‫سبل‬ ‫بجانبوا‬ ‫الهدى‬ ‫سبل‬ ‫بنورها‬ ‫فسلكوا‬ ‫عندما نسمع هذه الأبيات نشعر ان الشيخ قد حوى قصيدة انوار العقول للشيخ السالمي‬ ‫التي يقول فيها‪:‬‬ ‫شمس الأصول في نهى ذوي النقا‬ ‫الذي قد اشرقا‬ ‫لله‬ ‫الحمد‬ ‫اللهالكا‬ ‫بسرها‬ ‫وجانبوا‬ ‫المسالكا‬ ‫بنورها‬ ‫فأبصروا‬ ‫بالفربر‪)!١‬‏‬ ‫قدسية‬ ‫حضرة‬ ‫في‬ ‫ا لقرب‬ ‫بساط‬ ‫على‬ ‫استووا‬ ‫حتى‬ ‫ونجد لمحة اخرى من هذا التاثر بالعلوم والتعمق فيها إذ يقول الشيخ خلفان عن‬ ‫النفس ‪:‬‬ ‫مباينه‬ ‫لا‬ ‫الانسان‬ ‫باطن‬ ‫في‬ ‫وكامنة‬ ‫عدوة‬ ‫لانها‬ ‫الاقتران عنها‬ ‫يكون‬ ‫كيف‬ ‫منها‬ ‫وأنت‬ ‫منك‬ ‫وانها‬ ‫مثل هذا المعنى نجده عند الشيخ الحيطالي في قناطره في الجزء الثالث في معرض حديثه‬ ‫عن النفس عندما يستشهد بهذه الأبيات ‪:‬‬ ‫وأوجاعي‬ ‫اسقامي‬ ‫يكثر‬ ‫داعي‬ ‫ضرني‬ ‫ما‬ ‫الى‬ ‫قلبي‬ ‫اضلاعير)‬ ‫بين‬ ‫وعدوي‬ ‫عدوي‬ ‫من‬ ‫احتراسي‬ ‫كيف‬ ‫ولو نظرنا الى قصيدة من قصائد الذكر والترتيل والدعاء عند الشيخ خلفا‪ :‬ب‪ :‬جميل ©‬ ‫يحس احدنا بأن الشاعر قد قر كثيرا واستوعب قصائد الشيخ ناصر بن ‪ .::‬ن عديم‬ ‫الرواحي ‪ ،‬فمثلا قصيدة القطرة الغيثية والوسيلة الالهية الواردة ضمن ت‪( .... .‬بهجة‬ ‫الملجالس) ص ‪١٣٣‬۔‏ لوقرأتها دون ان تعرف قائلها لساورك ظن انها للشيخ ناه۔‪-‬ر ن سالم‬ ‫ولو لاحظنا تكرار‬ ‫من ناحية طول النفس وشدة التبتل فالقصيدة تبلغ مئتي بيت وبيت‬ ‫بعض الكليات مثلا كلمة (الهي) لوجدناها قد تكررت خمسا وخمسين مرة} وهذا كيا يدل‬ ‫على طول النفس يدل على شدة تعلقه بالله ۔ عز وجل ۔ ايضا‪.‬‬ ‫‪.٧‬‬ ‫السالم ص‪‎‬‬ ‫‪ ) ٢‬مشارق انوار العقول‪ /‬الشيخ‬ ‫‪. ٣‬‬ ‫‪ (٣‬قناطر الخيرات ص‪‎‬‬ ‫‏‪ ١٤٢ _ -‬۔‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا ۔ من خصائص شعره‬ ‫أ۔ ترتيب القصيدة‬ ‫لا نجد في شعر الشيخ خلفان تقليدا حرفيا للقديم في ترتيبه للقصيدة من وقوف على‬ ‫الاطلال والتشبيب ثم ذكر الرحلة في الموضوع الذي يريد أن يطرقه الشاعر‪.‬‬ ‫بل نجد الشيخ يقول في ذلك ‪:‬‬ ‫الزمن‬ ‫سالف‬ ‫عفت من‬ ‫ولا ربوع‬ ‫ما كنت أبكي على رسم ولا طلل‬ ‫ولا ولعت بذكر الشجو والشجز‬ ‫ولا شجاني غراب البين إذ رحلوا‬ ‫المنظر ‏‪ ١‬لحسن( (‬ ‫لذات‬ ‫ولا صبوت‬ ‫اغخغازلها‬ ‫بغزلان‬ ‫هوت‬ ‫ولا‬ ‫ونلاحظه حينيا وجه اليه سؤال يتجه صاحبه الى الاطلال فيقول ‪:‬‬ ‫لياليا‬ ‫الزمان‬ ‫مر‬ ‫تقادمها‬ ‫الاطلال درسا عوافيا‬ ‫لمن هذه‬ ‫فيها المزون غوادياره»‬ ‫كا هطلت‬ ‫عشية‬ ‫‏‪ ١‬لرياح‬ ‫نسج‬ ‫وغيرها‬ ‫نرى الشيخ يتجه بمقدمة جوابه الى ا له عز وجل فيقول ‪:‬‬ ‫وكافيا‬ ‫معينا‬ ‫ربا‬ ‫به‬ ‫وحسسبى‬ ‫فيه مراميا‬ ‫هو الله قد وجهت‬ ‫ولا عاصا أو كاشف الكرب منافيا‬ ‫في كل أمر عرانيا‬ ‫به ثقتي‬ ‫توكلي‬ ‫عليه‬ ‫إناباتي‬ ‫إليه‬ ‫يوفق ولا يخشى ظلوما وغاويار‪)»:‬‬ ‫فمن يطع الله الجليل ثناؤه‬ ‫صنيع ا لله وراجع‬ ‫‏‪ ١‬لطلل البالي لانه من‬ ‫صاحبها‬ ‫راسخة لا سهول‬ ‫عقيدة‬ ‫فهو شعر منبٹئق من‬ ‫اليه ‪ 0‬ولا يستخدم الطلل بيا يدم هدفه من الدعوة الى الله وترسيخ للعقيدة الحقة ‪.‬‬ ‫كيا ولا نجد الشيخ خلفان ذلك الشاعر الذي ينفلت من الشعر العربي الأصيل حتى‬ ‫يصبح بينهيا بون بعيد جدا وانما كان شعرا رزينا يأتي دون تكلف قالب تركيبي معين بل يأتي‬ ‫حسب الموضوع المطروق ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ ١ ( ٥‬مرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫‪ ١ ( ٦‬مرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪ ١٤٣‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وكثيرا ما نجد القصيدة ۔ خصوصا في معرض اجوبته على ما يسأل عنه من قضايا ۔ نجده‬ ‫يناقش موضوعه مبتدئا بالحمد لله وتتيما بالصلاة والسلام على الرسول «يَيةه‪ ،‬وكان‬ ‫القصيدة رسالة عادية قد صاغها صاحبها بعقد شعري جميل ‪.‬‬ ‫وهكذا في كثير من أجويته يبدأ بأبيات طوال من الثناء على القه عز وجل والصلاة على‬ ‫رسوله ية هه ثم اسداء شيء من النصح المطرز بأبيات من الحكمة فيها العذوبة والجال ©‬ ‫وبنفس وزن وقافية السائل ‪.‬‬ ‫نلاحظ البيت التالي من القصيدة السؤال بقول صاحبه ‪:‬‬ ‫مغارهار‪٧‬‏‬ ‫بحال‬ ‫لما‬ ‫الزمام‬ ‫وارخ‬ ‫مثارها‬ ‫الصخر عند‬ ‫تدك‬ ‫دعها‬ ‫فيرد الشيخ قائلا ‪:‬‬ ‫علا‬ ‫ف‬ ‫تعالت‬ ‫بيد‬ ‫العلا‬ ‫السموات‬ ‫سمك‬ ‫لمن‬ ‫حمدا‬ ‫اقد ارهارہ؛‬ ‫فيها بالحمد له ‪:‬‬ ‫الخطابة الاسلامية إذ يبتدىء‬ ‫مقدمات‬ ‫عبارة عن‬ ‫ومقدماته هذه‬ ‫بدلا‬ ‫ابفي سواه‬ ‫لله ولا‬ ‫الحمد‬ ‫مباركا مفضل(‪١‬رك‪6‬ء‏‬ ‫حمدا كثيرا طيبا‬ ‫ثم الصلاة على الرسول يبة ؛ه‬ ‫خيرالملا‬ ‫صفوته‬ ‫عل‬ ‫ثم صلاته‬ ‫‏‪(١٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لعفلار‬ ‫ذوي‬ ‫وصحبه‬ ‫‪4‬‬ ‫وا‬ ‫مذ‬ ‫حو‬ ‫ثم البعدية والدخول في الموضوع‬ ‫حلل اوما حضا‪١‬أا‏‬ ‫وبعد فالعلم بما‬ ‫عقلار‪6١‬‏‬ ‫غير حبي‬ ‫فرض على مكلف‬ ‫‪. ٩٠٢٣‬‬ ‫المجالس ‪ /‬قسم‪ ١ ‎‬لاجوبة ص‪‎‬‬ ‫‪ )٧‬هجة‬ ‫‪٥٠٠٤‬‬ ‫‪ ١ )٨‬مرجع نقسه ص‪‎‬‬ ‫‏‪{١١‬ا‪٠‬‬ ‫‏‪. ١٨٢‬‬ ‫ا‪ ( ٩.‬المرجع السابق ص‬ ‫‪ ١٤٤‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ب ۔ الانسانية والتواضع ‪:‬‬ ‫وان من يقرأ شعر الشيخ خلفان يجده ممتزجا بعاطفة الخوف على الانسان والرغبة في‬ ‫اصلاحها موجها شعره للانسان ايا كان ذاك الانسان قريبا ام بعيدا المهم هو الاصلاح‬ ‫وهذا واضح جلي حينيا تقرأ بعض ابياته ‪:‬‬ ‫والعللا‬ ‫الاسقام‬ ‫نسي‬ ‫بصحة‬ ‫امل‬ ‫غره‬ ‫تيه‬ ‫ذيل‬ ‫باساحبا‬ ‫من نيل عافية تستقدم الأجلا‪١١‬؛‏‬ ‫فرحا‬ ‫لاهيا‬ ‫غفولا‬ ‫اراك‬ ‫مالي‬ ‫وحينما يقول ‪:‬‬ ‫حمل ثقيل ولو قد كان ذا جيلا‬ ‫مالي ارى ثقلاء الناس اثقل من‬ ‫اللقلارم‪١‬؛‏‬ ‫وما غير روح حمل‬ ‫جسم‬ ‫مع‬ ‫روحك‬ ‫اثنان‬ ‫يحمله‬ ‫الحمل‬ ‫وحينها يتوجه اليه بالمديح نجده الشيخ المتواضع ليس بذاك الشاعر الكثير الفخر بمدحه ‪.‬‬ ‫دع المدح واقصد في السؤال فيا انا‬ ‫كما قد تراءى في خيال التوهم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫فإني بنفسي منك ادرى بعجزها‬ ‫وتقصيرها عن كل مرقى معظم‬ ‫وعن درك غايات العلوم وفضلها‬ ‫فيارب عفوا عن قبيح مذمم‬ ‫المعارف وانطفت‬ ‫إذا أفلت شمس‬ ‫مصابيح هنذاالعلم في عالم عمي‬ ‫تراءى لهم نجم السها يحسبونه‬ ‫ليل الصحو غير مقتم ‏(‪()١٤‬‬ ‫هو البدر‬ ‫‪ )٢‬المرجع نفسه ص‪.٧٣ ‎‬‬ ‫‪. ٢٩٥٢‬‬ ‫‪ )٣‬بهجة المجالس ص‪‎‬‬ ‫‪ )٤‬المرجع نفسه ص‪.٧٣ ‎‬‬ ‫۔‬ ‫‪١٤٥‬‬ ‫‏_‬ ‫ج ۔ الهدوء والسكينة ‪:‬‬ ‫ترى هدوء شعر الشيخ خلفان وعدم صخبه او عنفه فكأنك تعيش معه في‬ ‫سكينة وهدوء وينبع ذلك من خلال موسيقاه الشعرية ‘ فمثلا في مواضيع بهجة‬ ‫الجالس جاءت على البحر البسيط بإيقاعه الهادىء المتمثل في طول التفعيلة‬ ‫الأولى ثم الاستراحة في التفعيلة التي تليها‪ .‬كذلك نجد حرف الروي هو اللام‬ ‫المطلق‪.‬‬ ‫وكأن هذا الايقاع الشعري الجميل الرزين يدل على رزانة صاحبه وهدوء‬ ‫طبعه واتزانه وعمق فكره ما يعطيه طاقة على اعيال الفكر وإبداء الرأي والنقاش‬ ‫وان كان ذلك بأسلوب الشعر الذي يحكم على صاحبه السير وفق قواعد وأنظمة‬ ‫معلومة لاتسمح جديتها بالخروج عنها والتحلل منها‪.‬‬ ‫ولنعش قليلا مع أبياته لنرى تلك الرزانة والهدوء والسكينة إذ يقول ‪:‬‬ ‫وان جزعت تكن ثنيتن فاحتفلا‬ ‫إن المصيبة ان تصبر فواحدة‬ ‫على الذي سامها المرعى وقد غفلا‬ ‫النفس أقوى القوى إن توبعت فهوى‬ ‫لكن انجازه الغيث الذي هطلاره‪6‬‬ ‫الوعد منك سحاب غير ذى مطر‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‏«‬ ‫‪:‬‬ ‫د ۔ العاطفة الصادقة‬ ‫عاطفة المؤمن دائما صادقة مندفعة من قلب يعمره الصدق والأخلاق النابعة من إيمان‬ ‫صادق عميق ثابت محفوفة بالاخلاص الذي يزين العمل ويكسبه البهجة والصغاء‪ ،‬فترى‬ ‫عاطفة الحب والخوف على الآخرين حينيا ينصح ‪:‬‬ ‫غفلا‬ ‫‪:.+‬‬ ‫انه قد خاب‬ ‫انتبه‬ ‫ويك‬ ‫بغفلته‬ ‫اللاهي‬ ‫الرجل‬ ‫أيها‬ ‫يا‬ ‫لشىء غير‪ :‬عملا‬ ‫خلقت‬ ‫قد‬ ‫بل‬ ‫له‬ ‫أنت فيه ما خلقت‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫الاكرام واننزلار‪»١٦‬‏‬ ‫لك‬ ‫اعد‬ ‫وقد‬ ‫تعظمه‬ ‫عبدا‬ ‫لله‬ ‫خلقت‬ ‫كيا تلاحظ تدفق تلك العاطفة عندما تسمم قصائد الحاسة والاستنهاض ‪:‬‬ ‫والسفلا‬ ‫النوك‬ ‫ويريش‬ ‫أولو النبى‬ ‫له‬ ‫يساء‬ ‫في دهر‬ ‫ما أقبح العيش‬ ‫الفشلا‬ ‫عنكم‬ ‫للا هلموا اميطواء‬ ‫فديتكم‬ ‫هبوا‬ ‫الا‬ ‫ياللرجال‬ ‫‪ )٥‬المرجع نفسه ص‪.٨٥ ‎‬‬ ‫‪ )٦‬بهجة المجالس ص‪١١٧ ‎‬‬ ‫‪ ١٤٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫افلا‬ ‫نهار العدل قد‬ ‫ونور شمس‬ ‫قد درست‬ ‫الله‬ ‫معالم دين‬ ‫هذى‬ ‫الهوى عللا‬ ‫كأس‬ ‫شربت‬ ‫قلوبكم‬ ‫الجهل قد رتعت‬ ‫وانتم في رياض‬ ‫اهكذا سير من منكم مضى وخلار(‪6١٧‬‏‬ ‫ذهبت‬ ‫والنهى‬ ‫منكم‬ ‫السامع‬ ‫أين‬ ‫فيا تكاد تقرأ أو تسمع هذه الأبيات الا وتحس بانتفاضة داخل جسمك تدعوك لتشارك‬ ‫الشاعر احساسه وحماسته وهذا قمة التأثير وصدق العاطفة ‪.‬‬ ‫ويتضح جليا ان هذه العاطفة تحافظ على قوتها من أول القصيدة الى آخرها فخذ مثلا‬ ‫قصيدة من اطول قصائده البالغة مئة وخمسة وثلاثين بيتا وتجول من بدايتها ووسطها وآخرها‬ ‫ولاحظ ‪:‬‬ ‫سفلا‬ ‫وان‬ ‫لوق‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫اذاه‬ ‫مروته‬ ‫كفت‬ ‫الذين‬ ‫الكريم‬ ‫إن‬ ‫دفع الهوى ليس بالجمال ما ثقلا(رم‪»١٨‬‏‬ ‫على‬ ‫قواه‬ ‫تقوى‬ ‫الذي‬ ‫القوين‬ ‫ان‬ ‫وتمعن قليلا في وسط رياض هذه القصيدة لترى تلك العاطفة الدفاقة التى لا تفتر‪:‬‬ ‫تنال منه الثنا والاجر قد جزلا‬ ‫إياك تركب ما فيه تلام ولا‬ ‫تلقاه في صحف الأعمال قد ثقلار‪»١١‬‏‬ ‫إياك تغرس ما لا تجتنيه ولا‬ ‫وما ان تصل الى البوابة الاخيرة لتلك الروضة الغناء إلا وتشعر بذلك السيل القوي من‬ ‫العاطفة الصادقة المحبة ‪:‬‬ ‫من ظن أن قد حوى في العلم منزلة‬ ‫فالمليم والنون زالا قد حوى زللا‬ ‫اياك والكبر إن الكبر يورثك ال‬ ‫والمقت عند القادة الفضل(‪١‬رب‪٦‬‏‬ ‫بغخضاء‬ ‫فهذه العاطفة لا يشويها غرض ولا دخل ولا يقصد صاحبها مصلحة دنيوية وإنما حبا‬ ‫منه لاصلاح الآخرين لذلك تبد عاطفته عاطفة صادقة قوية بقصد منها الاصلاح‬ ‫والصلاح‪.‬‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫‪ )١٧‬ا مرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪.١٤٢‬‬ ‫‪ )٨‬بهجة المجالس ص‪‎‬‬ ‫‪.١٢٥‬‬ ‫‪ )٩‬المرجع السابق ص‪‎‬‬ ‫‪ )٠‬المرجع نفسه ص‪.٣٣ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ١٤٧‬۔‬ ‫المواضيع التي طرقها الشيخ خلفان في شعره‬ ‫تعددت المواضيع التي طرقها وذلك حسب تعدد وسائل الدعوة الى الله ‪ 0‬وتعدد وسائل‬ ‫ايصال الحرف الى الناس ونصحهم للاصلاح ومن ابرز تراثه في ذلك ‪:‬‬ ‫الشعر التأليفي ‪:‬‬ ‫الذي طرق فيه مواضيع العقيدة والفقه كيا في بعض قصائد بهجة المجالس وبعض‬ ‫اجوبته الفقهية‪ .‬وناهيك بسلك الدرر الحاوي غرر الأثر فقد جاء منظوما في سلسلة من‬ ‫الاراجيز السهلة اليسيرة التى لا يحس قارئها بملل وذلك لخلوها من التكلف والالتواءات‬ ‫اللفظية‪ .‬وقد برزت في سفره هذا مقدرته على استيعاب العلوم ككتاب النيل ثم نظمه شعرا‬ ‫ممزوجا بالعاطفة الجياشة وهذا دليل على العبقرية الفذة سواء في دقة الفهم والحفظ ام جودة‬ ‫الشاعرية والتمكن من اللغة ‪.‬‬ ‫والكتاب المذكور قد احتوى على بحوث فقهيه كيا احتوى على بحوث تاريخية وردت في‬ ‫الثاني ‪.‬‬ ‫اخر الجزء‬ ‫اسلوبه في عرض العلوم‪:‬‬ ‫أسلوبه في عرض العلوم قائم على اباد الوسيلة الصحيحة لايصال ذلك العلم } فكثيرا‬ ‫ما نجده يستخدم الاستفهام وأسلوب المخاطبة مما يعطي للقارىء ترابطا مع الشاعر وكأنه‬ ‫قريب منه يخاطبه كذلك يعطيه شحذا لذهنه حيث يطرح له السؤال أولا وبطبيعة الفكر‬ ‫الانساني حينيا يسمع سؤالا يود لو يجيب عليه وبعد ان يعمل الفرد ذهنه للوصول الى الاجابة‬ ‫يأتي الشيخ بالجواب & وهذا فيه ما فيه من أسلوب تربوي تعليمي قائم على الاكتشاف الذاتي‬ ‫من المتعلم مثلا ‪:‬‬ ‫العللا‬ ‫توضح‬ ‫وردت فيه أدلة شرع‬ ‫ما النحس والسعد من الأوقات هل‬ ‫ولا عن الصحب والاتباع قد نقلارا‪)٢١‬‏‬ ‫معتبرا‬ ‫التشريع‬ ‫زمن‬ ‫ذا‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫‪ (٢١‬ا مرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪ ١٤4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ونجده يفترض شخصا يساله فيرد عليه الشيخ ‪:‬‬ ‫بها أو دعا الرحمن مبتهيلا‬ ‫يرضى‬ ‫من‬ ‫الكتابة للأاسيا كذلك‬ ‫هل‬ ‫فو الكراهة فصل نلت كل علا‬ ‫ترى الجواز أو التحريم فيه اتى‬ ‫بأنها حللت أو لا فقد خطلا(!»‬ ‫أرى الجواز لمن قد كان يعرفها‬ ‫ويحتوي اسلويه في عرض العلوم على عناصر تشويقية منها كيا قلنا أسلوب السؤال الذي‬ ‫يدفع القارىء الى الرغبة في معرفة الجواب ومنها طرح بعض الترغيب مثلا ‪:‬‬ ‫لمن عقلا‬ ‫لا عذر‬ ‫المكلف‬ ‫على‬ ‫ما الواجبات التى فرض تعلمها‬ ‫واعمل به تنل المطلوب والاجلا‬ ‫هاك الجواب على هذا فاصغ له‬ ‫وتبدو بعض قصائده وكانها بحوث علمية حقق فيها ودرس بعض القضايا مثلا قصيدة‬ ‫وردت في البهجة ص ‏‪ ٥٢‬بعنوان بحوث تتعلق بأوصافه « يلة مع بحوث اخرى لتوتبعنا‬ ‫هذه البحوث نجده يناقش فيها بعض القضايا مثل تسمية الرسول «يَێة» وهل سمي‬ ‫باسمه قبله ام لا‪ .‬وعن عدد ابنائه واسيائه ‪.‬‬ ‫كذلك يناقش أمور التحية والتهاني عند اللقاء والمناسبات ويناقش صلاة الرسول ية »‬ ‫في مجده وهكذا الى آخر القصيدة‪ .‬نجده يطرح القضية بصيغة الاستفهام ثم يأتي‬ ‫بالأقوال والاراء السابقة له ثم يناقشها ويبدي رأيه تماما كأنه في بحث علمي هذا البحث‬ ‫مقدم بصورة شعرية عذبة جميلة ‪.‬‬ ‫الحكمة والوعظ في شعره ‪:‬‬ ‫‪..:‬ہ‪ ،‬فإن‬ ‫إن كان حديثنا السابق عن الشعر التأليفي وجماله وأسلوب الشيخ خان‪٠.‬‏‬ ‫ولم يحرم باب من أبواب شعره من ؛‪:‬۔;۔‪ .:. :‬فتجد‬ ‫الحكمة لها نصيبها من ذلك الشعر أيضا‬ ‫وتجد ‏‪ ١‬لحكمة في عما ل‬ ‫‏‪ ١‬لعلوم‬ ‫عرض‬ ‫محال‬ ‫‏‪ ١‬لحكمة ف‬ ‫من‬ ‫ر! س‬ ‫كل‬ ‫‏‪ ١‬لرسالة ‏‪ ٠‬وتحبد ا لحكمة ف‬ ‫أبوابه وكل غرض من اغراضه فيقول ‪:‬‬ ‫همم‬ ‫وبعد فالعلم أولى ما سعت‬ ‫عقلا‬ ‫إليه ‪ ..‬من‬ ‫وكدا‬ ‫جدا‬ ‫‪. ١٨‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪ ( ٢٢‬مهجة‪ ١ ‎‬لمجا لس‬ ‫‏_ ‪ ١٥٠‬۔‬ ‫ولكن أرى في رماني كل طالبه‬ ‫ر‪٢‬؛‏‬ ‫الجهل‬ ‫واستفحل‬ ‫وعز مطلبه‬ ‫‏‪ ٧٣‬من بهجة المجالس قصيدة بعنوان‬ ‫بل نجد قصائد بأكملها ني الحكم فمثلا نجد ص‬ ‫حكم يقول فيها ‪:‬‬ ‫فاحتفلا‬ ‫ثنتين‬ ‫تكن‬ ‫وإن جزعت‬ ‫فواحدة‬ ‫تصبر‬ ‫ان‬ ‫المصيبة‬ ‫ان‬ ‫اللا‬ ‫واستحضر‬ ‫قبلها‬ ‫ولاية‬ ‫قا قنع بعشر وداد ا لحل حين يلي‬ ‫غيرها بنفس العنوان ‪.‬‬ ‫قصائد‬ ‫ونجد‬ ‫هذه الحكمة قائمة على اصلاح الاخلاق وحسن المعاملة بين أفراد المجتمع‪ ،‬فيلقي‬ ‫حكمته بغرض الوعظ ‪.‬‬ ‫كيا ان وعظه قائم على الترغيب والترهيب ‪.‬‬ ‫ويك انتبه انه قد خاب من غفلا‬ ‫يا أيها الرجل اللاهى بغفلته‬ ‫"‪٧‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫"‪٧٩‬‬ ‫ومن المواضيع التي طرقها الشيخ الاخوانيات‪ ،‬فإن كنا نعرف في الأدب العربي الرسائل‪‎‬‬ ‫الاخوانية فإننا نجد عند الشيخ خلفان بن جميل قصائد نستطيع ان نسميها بالقصائد‪‎‬‬ ‫الاخوانية ‪ .‬فنلاحظ في ردوده على الكثير من الاسئلة التي وردت مرفقة بكتاب بهجة المجالس‪‎‬‬ ‫تحتوي على مقدمات اخوانية رائعة مثل‪: ‎‬‬ ‫فقد وافى سؤالك يا أخى‬ ‫وبعد‬ ‫ويا ولدي يامن له صفوة الود‬ ‫‪:‬‬ ‫ويقول‬ ‫‪.١٣٤‬‬ ‫‪ )٢٣‬بهجة المجالس ص‪‎‬‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪١٥١‬‬ ‫فهاك جوابي يا أبا شامس فخذ‬ ‫به إن يكن حقا ودع عنك ماانبهم‬ ‫كيا نجد ان الشيخ خلفان قد أفرد بعض القصائد بالذكر لله عز وجل كمنظومة القطرة‬ ‫‏‪ ١٣٣‬من البهجة‪.‬‬ ‫الفيثية ص‬ ‫وفي هذه القصيدة يلتزم الشيخ بأدب الدعاء فيبتدي بالثناء على الله ثم يعرض حاجته‬ ‫وتبتلاله ويختم بالصلاة على الرسول «ويَيةةه‪ .‬ونجد في هذه القصيدة الخشوع واظهار‬ ‫الضعف من نفسه فيقول ‪:‬‬ ‫الهي انا العبد الذي جاء حاملا‬ ‫ذنوبا وأوزاراً بها غر الجهل‬ ‫الهي أنا العبد المجنى الذي جنا‬ ‫على نفسه مالا يطاق له حملر؛‪٢‬؛‏‬ ‫بو‬ ‫جد‬ ‫هو‬ ‫ونلاحظ اهتيام الشيخ باللغة وبحوثها مثلا نجده في احدى القصائد يناقش الفرق بين‬ ‫بعض الكليات كالشبيه والمثيل والنظير فيقول‪:‬‬ ‫لفظ النظير ترى ام واحدا جعلا‪,‬ره‪.)٢‬‏‬ ‫ما الفرق بين شبيه والمثيل كذا‬ ‫ويهتم الشيخ بالكنى والألقاب فيجعل لهما قصيدة يقول فيها ‪:‬‬ ‫كان يعرف بالاسم الذي حصلا ر‪»٢٦١‬‏‬ ‫الاشعري ابو موسى بكنيته قد‬ ‫وهكذا يجمع في هذه القصيدة القابا وكنى لاشخاص اشتهروا بها مثل ابي موسى‬ ‫الاشعري والاخطل والأصمعي ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫نهد‬ ‫هو‬ ‫ا لدرر وورد في ‏‪ ١‬لبهجة من‬ ‫نماذج لقصائد التاريخ كا ورد في آخر سلك‬ ‫ونجد عند ا لشيخ‬ ‫مثلها حيث يقول ‪:‬‬ ‫‪.٦١‬‬ ‫‪ ( ٢٤‬المرجع نفه ص‪‎‬‬ ‫‪. ١ ٩ ٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪ ١‬محا لس‬ ‫‪ ( ٢ ٥‬هجة‪‎‬‬ ‫‪. ١٨٨‬‬ ‫الخطاب ص‪‎‬‬ ‫‪ ) ٦‬فصل‬ ‫‪ ١٥٢‬۔‬ ‫‏_‬ ‫وصلا‬ ‫فيها كلهم‬ ‫ني الجاهلية‬ ‫العرب كانت لهم أسواق تجمعهم‬ ‫فاحتفلا‬ ‫بالظهران‬ ‫وهو‬ ‫منة‬ ‫عددا‬ ‫لهم‬ ‫أسواق‬ ‫ثلاثة‬ ‫نعم‬ ‫على‬ ‫واقفين‬ ‫عرفات‬ ‫لدى‬ ‫كانوا‬ ‫إذا‬ ‫الواقفين‬ ‫يسار‬ ‫المجاز‬ ‫وذو‬ ‫نقلا‬ ‫هكذا‬ ‫وضعوها‬ ‫وطائف‬ ‫بين نجدهم‬ ‫وغير ذين عكاظ‬ ‫ولانجد الشيخ خلفان بذلك االمداح المكسب بشعره فإنه بعيد كل البعد عن ذلك‪ .‬بل‬ ‫نجده حينيا يتوجه إليه بالمدح يرد قائلا ‪:‬‬ ‫بفعال‬ ‫تقطعاً‬ ‫قلته‬ ‫لما‬ ‫أكن‬ ‫يا خالد سل ولا تمدح فاني لم‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪١٥٣‬‬ ‫_۔‪‎‬‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫ر‪,‬‬ ‫‪%‬‬ ‫جج‬ ‫‪-‬ا‬ ‫‪.‬ي‬ ‫‪1‬‬ ‫تنب‬ ‫‪٢‬‬ ‫م ‪,‬‬ ‫اخ ‪‎‬بن‬ ‫تنم‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫افعذنال‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‌ک‬ ‫‪9‬‬ ‫‪‎ .‬ب‬ ‫النثر‬ ‫اما تراثه النثري فقد تمثل في كتاباته التي تركها وهي ‪:‬‬ ‫شرح قصيدته المسياة ميمية الدما فقد شرحها شرحا شيقا بغرض تسهيلها على طالب‬ ‫‪9‬‬ ‫ميمية الدما‪.‬‬ ‫العمى شرح‬ ‫الشرح جلاء‬ ‫العلم ‏‪ ٠‬واسمى ذلك‬ ‫لغة وشرعا‬ ‫‏‪ ١‬مصطلحات‬ ‫لبعض‬ ‫بشرحه‬ ‫لغوية ‪6‬‬ ‫لنا بحوثا‬ ‫يطرح‬ ‫‪ ١‬لكتاب‬ ‫‏‪١‬‬ ‫هذ‬ ‫في‬ ‫نجده‬ ‫وبيانه للخلاف الموجود في بعضها‪.‬‬ ‫كا نجده يقدم لنا بحوثا عن القضايا الفقهية المتعلقة بالدمار وينتهج في بحوثه هذه نهجا‬ ‫قائما على البحث العلمي حيث يعرض آراء لكثير من علياء وأئمة السلف فيعرض آراء للامام‬ ‫حنبل‬ ‫حنيفة واحمد بن‬ ‫واي‬ ‫الشافعي ‪7‬‬ ‫للامام‬ ‫آراء‬ ‫كا يعرض‬ ‫زيد وابي عبيده‬ ‫جابر بن‬ ‫وغيرهم ‪ .‬وهذا واضح في ثنايا كتابه المذكور كيا نجده يدعم رأيه بالدليل من كتاب الله ۔ عز‬ ‫وجل ‪ -‬وحديث رسوله يلة وأقوال السلف عليهم الرحمة والرضوان ‪.‬‬ ‫وحينما يبتدىء بشرح مجموعة من الأبيات يستهل ذلك الشرح بعبارة تدل على اهتيامه‬ ‫بطالب العلم من ناحية وتواضعه من ناحية اخرى‪ ،‬فكثيرا ما يردد عبارات مثل ‪ :‬اعلم اهم‬ ‫قالوا ‪ 7‬اعلم ان العلياء ذكروا ‪ .‬اعلم انه ورد‪.‬‬ ‫اما جهده النثري الاخر فهو كتاب اسياه فصل الخطاب في المسألة والجواب‪ .‬وواضح‬ ‫من اسم الكتاب انه يحتوي على اسئلة وجهت اليه فقام بالرد عليها‪.‬‬ ‫ومقالات ورسائل ؟ فيا من رد يرده الشيخ على سائله إلا‬ ‫بحوث‬ ‫الكتاب عبارة عن‬ ‫هذا‬ ‫ويبحث فيه القضية التي سئل عنها بحثا علميا مستفيضا ان كان السائل يحتمل النقاش‬ ‫للمسائل وبحثها وان كان السائل يريد معرفة الجواب السريع فانه يعطيه الحواب اما مختصرا‬ ‫يحوي المعلومة فقط‪ ،‬وإما يصيغ له مقالة شيقة يطعمها شيئا من النصح لذلك السائل ‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ ‪١٥٥‬‬ ‫وان كان يريد اسداء نصح لشخص يكن له الولاء والمحبة فإنه يرد على سؤاله برسالة‬ ‫ملؤها الحب وفحواها النصيحة مثلا الرسالة التي بعث بها للامام محمد بن عبدالله‬ ‫الخليلىره)۔ رحمه الله ۔ هذه الرسالة نجدها تحمل عواطف الخوف على الدولة وعواطف‬ ‫الحماس ضد الفساد كيا نجد الشيخ لايحجم عن اسداء النصح الجرىحء إذ يقول في رسالته‬ ‫تلك ‪ . .‬وأقول ايها الامام انتم رأيتم هذا الذي هو حاضر معكم وكم وكم لهذه الامور من‬ ‫افوات في سائر البلدان مع العيال ومنتأ هذا من غفلتك وعدم تثبتك في تولية العيال وانك‬ ‫تجعل التولية والعزل على رأي الرؤساء الذين لا نظر بهم في عز الدين والابقاء على الدولة‬ ‫بل مطمع نظرهم المطامع والحظوظ الدنيويةره‪.2٢٨‬‏‬ ‫صادق‬ ‫الاسداء به وذو حب‬ ‫من‬ ‫لا خاف‬ ‫فهذا كلام يدل على ان صاحبه ذو رأي صائب‬ ‫لا يقوده الا الى اصلاح محبه؛ وسياسى محنك يعرف مواطن الضعف في الدولة وكيفية‬ ‫النهوض بها‪.‬‬ ‫وما آجمل هذه الرسالة التي يصدرها بالبسملة ثم الحمد والثناء لله عز وجل ثم يمهد‬ ‫موضوعه بمقدمة وبعدها يدخل فييا يريد قوله مبتدئا ب ‪ . .‬اما بعد فقد بلغني روم‪,‬‬ ‫ونلاحظ حديثه وهو يسيل بكليات الاخوة والتقدير وهو في موضع الناقد البصير إذ‬ ‫يقول‪ :‬فقد بلغني كتابكم ايها الامام ومن حضره من الاخوان بنزوى‪ » . .‬ثم نجده في النهاية‬ ‫يختم رسالة هذه بقول «‪ . .‬ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم» ثم الصلاة على الرسول‬ ‫صلى النه عليه وسلم ثم الحمد الته رب العالمين ‏‪.٢٠‬‬ ‫اما كتابه الثالث فهو عبقرية علم أصول الفقه ذلك العلم الشائك الا لمن ي‪ + ...‬انه اليه‪.‬‬ ‫بأسلوب‬ ‫الغة‬ ‫الاصول ‏‪ ٠‬ناقش فيه مسائل أصول‬ ‫اسےاه فصول‬ ‫خصه بكتاب‬ ‫نحد الشيخ‬ ‫قصيرة‬ ‫تكون‬ ‫فذضلا ‏‪ ١‬ن‬ ‫ا ليه معدومة‬ ‫حبالي‬ ‫فيه لا ن‬ ‫‏‪ ١‬لخوض‬ ‫‏‪ ١‬ستطيع‬ ‫ولا‬ ‫سهل يسير جميل ‪1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ضعيفة‬ ‫ضعيفة‬ ‫وصلتي‬ ‫‪ ) ٧‬فصل الخطاب ص‪.١٩٠ ‎‬‬ ‫‪ ) ٢٨‬فصل الخطاب ص‪. ١٨٨ ‎‬‬ ‫‪. ١٩٠‬‬ ‫‪ (٢٩‬فصل الخطاب ص‪‎‬‬ ‫‪. ١٠‬‬ ‫‪ (٣٠‬المصدر نقه ص‪‎‬‬ ‫‪ ١٥٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ففي نثره هذا لا نجد ذلك التعقيد سواء في اللفظ ام التركيب ام استخدام الصور‬ ‫والاخيلة بل نجد الدقة المتناهية في اختيار الفاظه وامتيازها بالسهولة والوضوح ‪ ،‬والتي تناسب‬ ‫المعنى ‪ ،‬كيا نجده يستشهد بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ‪.‬‬ ‫وأسلوبه الخطابي المنتشر في ثنايا تأليفاته يخلو من التكلف اللغوي والتعقيد اللفظي‬ ‫والأسلوبي والزخرفة التي تخل بالمعنى ‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫وبعد ما عشنا مع الشيخ خلفان بن جميل السيابي ‪ -‬رحمه الله ۔ للحظات يسيرة‪ .‬رأيناه‬ ‫الشاعر المتمكن والناثر المتثبت ‪.‬‬ ‫وان شعره ونثره لم يأت الا لخدمة الهدف الذي سيطر على لبه وحوى كيانه وهو تبليغ كلمة‬ ‫الله وشرعه وايصاله الى الناس وافهامهم اياه ليعملوا به‪ .‬ويستخدم لذلك مختلف الوسائل‬ ‫التشويقية والتربوية ‪.‬‬ ‫صحيح ان الشيخ لم يقل شعرا في المدح او في الغزل وهذا لا يخرجه من اطار الشعر‬ ‫والادب“‪ ،‬فليس الشعر مدحا أو غزلا أو هجاء فحسب بل ان الشعر الجيد هو ما افاد وكان‬ ‫وسيلة لاحقاق الحق وازهاق الباطل ‪ 3‬وهذا ما اتبعه الشيخ بعينه فلم ينظر الى الشعر أو النثر‬ ‫الا كوسيلة يصل بها الى غاية ‪.‬‬ ‫لم يتخذ من الشعر مركبا يوصله الى الثراء بالرغم من ضيق حاله وشدة حاجته ‪.‬‬ ‫فهو الشاعر العالم الذي سيطر علمه على شاعريته‪ ،‬وهو الأديب الذي املى علمه على‬ ‫أدبه ليصوغه في عقود مزدانة بالجمال ممزوجة بعاطفة الوفاء لايصال العلم الى مستحقيه ‪.‬‬ ‫ان مثل هذا الشيخ من يستحق الدراسة الواسعة والبحث العميق لاخراج الكنوز‬ ‫المختبئة بين دفات الدواوين والكتب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ‪.‬‬ ‫‪١٥١٧‬‬ ‫_‬ ‫قانمة المر اجهمسسحع‬ ‫‏‪ ١‬۔ الشيخ خلفان بن جميل السيابي‬ ‫‪ -‬فصل الخطاب في المسألة والجواب ‪ /‬وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عيمان ‏‪١٩٨٤‬‬ ‫التراث‬ ‫رة‬ ‫ا ‪/‬‬ ‫زاعظ‬ ‫ولمو‬ ‫۔ بهجة المجالس المشتملة على فنون كثيرة من العلوم والحكم وا‬ ‫القومي والثقافة ۔ سلطنة عيان ‪ -‬الطبعة الثانية ‪١٩٨٩‬م‏‬ ‫۔ سلك الدرر الحاوي غرر الاثر‪ /‬وزارة التراث القومي والثقافة ۔ سلطنة عيان ‪ /‬الطبعة‬ ‫الثانية ‪١٩٨٨‬م‏‬ ‫۔ جلاء العمى شرح ميمية الدما‪ /‬المطبعة العمومية بدمشق ‪١٩٦٤‬م‏‬ ‫الدكتور عزالدين اسماعيل‬ ‫الادب وفنونه ‪/‬دار الفكر العربي‪ /‬الطبعة السابعة ‪١٩٧٨‬م‏‬ ‫ابو طاهر اسياعيل بن موسى الجحيطالي النفوسي‬ ‫التراث القومى والثقافة ۔ سلطنة عمان‬ ‫رة‬ ‫ا‪/‬‬ ‫زات‬ ‫وخير‬ ‫قناطر ال‬ ‫الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي‬ ‫مشارق أنوار العقول ‪ /‬سلطنة عمان _ الطبعة الثانية ‪١٩٧٨‬م‏ ‪.‬‬ ‫الشيخ محمد بن راشد بن عزيز الخصيبي‬ ‫شقائق النعيان على سموط الحان في اسياء شعراء عيان ۔ وزارة التراث القومي ‪.‬‬ ‫عمان ۔ الطبعة الثانية ‪١٩٨٩‬م‏ ‪.‬‬ ‫ط ‪/‬نة‬‫لافة‬ ‫سلثق‬ ‫وا‬ ‫ا‬ ‫‪ ١٥٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫أيام مع‬ ‫جميل السيابي‬ ‫المرحوم العلامة الشيخ خلفان بن‬ ‫الشيخ سعيد بن خلف الخر وصي‬ ‫الحمد لله الذي أودع قلوب العلياء أسرار حكمته‪ ،‬وجعل العاملين بها أهل مثوبته‬ ‫ورحمته ‪3‬‬ ‫ضاآءت بسرائرهم الأنوار‪ .‬فاخرجت أفكارهم لطائف الأسرارش فهم هداة الأمة بيا‬ ‫خولوه من المعارف والحكمة‪ ،‬أخلصوا لريهم الأعمال فأثمر صدق الأفعال وروائع الأقوال ‪-‬‬ ‫رضي الله عنهم ۔ما رويت اخبارهم وشنفت الاسياع آثارهم وكم من هذا الصنف من العلياء‬ ‫العاملين والجهابذة المخلصين من كان لهم القدح المعلى في قصبات السباق ومن يحسر المباري‬ ‫لهم في اللحاق‪.‬‬ ‫ومن هؤلاء السابقين في المضيار‪ ،‬من سبق الكثير من الأخبار وهو من دعانا اليوم صاحب‬ ‫السمو وزير التراث القومي والثقافة لتكريمهءشيخ الاسلام & العلامة الشهير علامة زمانه‬ ‫ومفتي اوانه شيخنا ابو يحى خلفان بن نجميل السيابي من شهد له امام المسلمين العلامة‬ ‫الجليل محمد بن عبدالله الخليلي بعلاميته في الأصول والفروع _ رحمهيا الله وجزاهما عنا وعن‬ ‫المسلمين أفضل الجزاء ۔ ‪.‬‬ ‫وبعد؛ فهذه نبذه وجيزة في سيرته وحياته وفضله ومؤلفاته ‪.‬‬ ‫رحمة الله عليه ۔ ببلدة سييا من أعيال ولاية ازكي عام‪ .‬ألف‬ ‫ولد شيخنا خلفان بن جميل‬ ‫وثلاثمائة وثمان سنين للهجرة ولما بلغ رشده اهتم بطلب العلم النافع شأن الرجال الكمل‬ ‫ذوي الهمم العالية‪ ،‬يزامله في الطلب جاره وزميله واخوه وخليله الشيخ سيف بن حمد‬ ‫الاغبري فدرسا معا فترة من الزمان ثم انتقل شيخنا ابو يحيى الى سيائل لشهرتها بالعلماء‬ ‫الأفاضل فتتلمذ على العلامة الشهير حمد بن عبيد الضرير البصير‪.‬‬ ‫(٭) حفل ت‬ ‫كريم المرحوم خلفان بن جميل السيابي الذي اقامه المنتدى الادبي مساء يوم الثلاثاء ‏‪ / ٥/ ٥‬‏م‪ ٢٩‬تحت‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫مستشار‬ ‫البوسعيدي‬ ‫حارب‬ ‫بن‬ ‫سعود‬ ‫بن‬ ‫رعاية معالي السيد ‪ /‬هلال‬ ‫‪ ١٥4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ثم تتلمذ على إمام المسلمين الحجة الولي محمد بن عبدالله الخليلي وذلك قبل نصبه بزمان‬ ‫وبعد ان أصبح زاده من العلم وافرا كان كل منهيا للآخر‪ .‬بمثابة الاستاذ والزميل في وقت‬ ‫واحد وكانا ينتقلان ما بين وادي محرم وسيائل جادين مجتهدين حتى صارا شمسي هداية‬ ‫وبدري كيال ‪.‬‬ ‫عمل ۔ رحمه الله ۔ مدرسا بنخل ثم قاضيا بها‪ .‬ثم قضى بالرستاق زمانا عصر الامام‬ ‫الخليلي ۔ رضى الله عنه ۔ ‪ .‬ثم قاضيا بها ثم قضى بالرستاق زمانا عصر الامام الخليلي ۔‬ ‫رضى الله عنه ۔ ‪ .‬ثم بمسقط وصور عصر السلطان تيمور وابنه السلطان سعيد بن تيمور‪.‬‬ ‫ثم عاد الى وطنه سيائل عام ألف وثلاثمائة واثنين وستين وبقى بها قاضيا للامام الخليلي رضى‬ ‫الله عنهما ۔ جميعا۔ ومدرسا في نفس الوقت ومرشدا ناصحا وواعظا مخلصا وادرك من عهد‬ ‫جلالة السلطان قابوس عامين كاملين كان فيهما هو المفتى بالسلطنة ولما كنت عاملا بسيائل ‪.‬‬ ‫صحبته اثنى عشر عاما‪ .‬فرأيت اوقاته موزعة في فضائل الأعمال‪ .‬شان الكملة من الرجال‪.‬‬ ‫فلا تجده الا مصليا أو ذاكرا داعيا‪ .‬مستقبلا المحراب‪ .‬أو تاليا للكتاب أو كاتبا أو مملئا‬ ‫لا يخلو مجلسه من طالب علم أو مسترشد او‬ ‫فتوى‪ .‬او حاكيا بفصل الخطاب في دعوى‬ ‫زائر ي الله او مسترفد لا يبخل بموجود كيا لا يتكلف المفقود‪ .‬لاتسمع في مجلسه أحاديث‬ ‫الدنيا بل همته ميالة الى الصفات العليا‪ ،‬لا يجامل غنيا لغناه ولا يحتقر أحدا لفقرة المسلمون‬ ‫لديه متساوون ولارشاده مستمعون‪ ،‬أذكر من عدم مجاملته‪ .‬قال لي يوما‪ :‬لم وصفتني‬ ‫بقولك‪. .‬‬ ‫‪ . .‬سجاد ليلته حامي حمى الحرم)‬ ‫(مشكاة نحلته مصباح أمته‬ ‫قال‪ :‬من أين تعلم اني سجاد ليلتي ألا تدري ان الكذب حرام؟ وهذا البيت من أبيات‬ ‫فأجبته وصفتك بذلك لشيئين‬ ‫قلتها في تقريظ كتابة بهجة المجالس‬ ‫أما اولآ فالحديث «من صلى العشاء الأخرة في جماعة فكأنما قام نصف الليل فإذا صلى‬ ‫الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله وكان نومه عليه صدقة» وأنت لا تفوتك الصلوات‬ ‫الخمس في الجماعة واما ثانيا فلاي صحبتك في السفر فرأيتك قواما فأنا غير كاذب فتبسم‬ ‫وقال ماشاء الله ‪.‬‬ ‫‪ :‬كان رحمه الله فقيها محققا وأصوليا مدققا شهد له بذلك الامام الخليلي رحمه الله كيا‬ ‫مر انفا‪ .‬له في فروع الفقة «كتابه سلك الدرر لحاوي غرر الأثر في مجلدين وفي أصول الفقة‬ ‫كتابه «فصول الاصول» يبدو تحقيقه الأصولي واضحا لمن تأمله في أجوبته النظمية والنثرية‬ ‫وكان واسع العلم في أحكام الدماء‪ .‬وله فيها قصيدة شرحها شرحا مفيدا وافيا سياه «جلاء‬ ‫العمى في شرح ميمية الدما» ‪.‬‬ ‫‪ ١٦٠‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وله كتاب رابع نفيس رائع سياه «بهجة المجالس» اشتمل على قصيدته الطويلة المساة‬ ‫«بلامية الحكم» وعلى قصيدة في السلوك سياها « القطرة الغيثية» وعلى اجويته النظمية منها في‬ ‫أصول الفقة وغالبها في الفروع ‪ .‬وجميع مؤلفاته واضحة سهلة مليئة بالتحقيق والتدقيق ‪.‬‬ ‫جزاه الله بيا يستحقه من افضاله وكراماته وسقى مضجعه وليشمله ببره ورحماته ‪ .‬توفاه‬ ‫الله في‪ ,‬النصف من جمادى الاخرى عام ألف واثنين وتسعين للهجرة مرضي السيرة صافي‬ ‫السريرة رحمه ا له تعالى رحمة واسعة واختم كلمتي بقصيدة قلتها في تقريظ كتابه «فصول‬ ‫الأاصول» لاشتيالها على شيء من صفاته وذكر مؤلفاته وهي كيا يلي ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ره‬ ‫ومد‬ ‫أ صوله‬ ‫فصول‬ ‫لا زم‬ ‫أسفاره‬ ‫من‬ ‫للفقة‬ ‫يارائما‬ ‫أ خبا ره‬ ‫من‬ ‫للا صل‬ ‫مستجليا‬ ‫لايدركن فروعه من لم يكن‬ ‫بحجا ره‬ ‫زا خرا ت‬ ‫من‬ ‫‪ .‬لا صوله‬ ‫منع الوصول الى الفروع إضاعة‬ ‫أو آثاره‬ ‫التنزيل‬ ‫محكم‬ ‫من‬ ‫فاسهر لدرك فصوله من أصله‬ ‫بنضاره‬ ‫حصوله‬ ‫من‬ ‫فزت‬ ‫إذ‬ ‫وارفع عقيرة معجب بفصوله‬ ‫من أنواره‬ ‫البطل‬ ‫غيم‬ ‫فانجاب‬ ‫شعت شموس الحق من أخباره‬ ‫أسراره‬ ‫في‬ ‫الحق‬ ‫أن‬ ‫أبقيت‬ ‫سفر إذا أمعنت في تحريره‬ ‫كغراره‬ ‫تفضيله‬ ‫على‬ ‫بردى‬ ‫فما‬ ‫ورده‪ .‬وصفت‬ ‫تجاري‬ ‫عذبت‬ ‫استظهاره‬ ‫في‬ ‫والرفبد‬ ‫اسطاره‬ ‫في تذكاره والسعد في‬ ‫الرشد‬ ‫المصر خير خياره‬ ‫عين‬ ‫إنسان‬ ‫الفقيه المرتضى‬ ‫لم لا وجامعه‬ ‫نهاره‬ ‫العصر شمس‬ ‫هو بدر هذا‬ ‫علامة العلماء ابن جميل‬ ‫غيم غبار‬ ‫العلم‬ ‫بنور‬ ‫جلى‬ ‫حبر إذا يممته في مشكل‬ ‫من طيب منطقه وحسن حواره‬ ‫لقاؤ‬ ‫بالاله‬ ‫يذكر‬ ‫حقا‬ ‫ووقاره‬ ‫لجده‬ ‫الملوك‬ ‫سمت‬ ‫في هدى خير الخلق أما سمته‬ ‫دينار‬ ‫ولا‬ ‫لدرهمه‬ ‫يرنو‬ ‫لم يجتدععه الزخرف الفاني ولا‬ ‫داره‬ ‫أو في‬ ‫الضيفان‬ ‫أو منزل‬ ‫ذكره‬ ‫إلا بمجلس‬ ‫لم تلقه‬ ‫في أدواره‬ ‫الدهر‬ ‫لا يخشى صرف‬ ‫غدا‬ ‫فلذا‬ ‫إلا ربه‬ ‫يحش‬ ‫لم‬ ‫‏‪ ١٦١‬۔‬ ‫‪-‬۔_‬ ‫في أطواره‬ ‫به للمجد‬ ‫فسمت‬ ‫المحامد في غصون شبابه‬ ‫عشق‬ ‫ونهاره‬ ‫بليله‬ ‫للاله‬ ‫ذكر‬ ‫العلم الرفيع وخحدنه‬ ‫فسميره‬ ‫آثاره‬ ‫من‬ ‫الأخبار‬ ‫فاستفسر‬ ‫تعرف شأنه ومكانه‬ ‫إن شئت‬ ‫كالبدر في أنواره‬ ‫أو بهجة‬ ‫وجلائه ومقبوله‬ ‫من سلكه‬ ‫أخياره‬ ‫من‬ ‫الخير‬ ‫اجتلاء‬ ‫ويها‬ ‫سموه وكماله‬ ‫فيها جلاء‬ ‫عن أخياره‬ ‫والرشد‬ ‫تملي الهدى‬ ‫حوت الشريعة والحقيقة وانثنت‬ ‫الحق من أثماره‬ ‫وجنيت شهد‬ ‫فاذا نظرت إلى متين أصوله‬ ‫للشيخ فضل العفو من غفار‬ ‫فادع الاله بجوف ليلك غخلصا‬ ‫ني أدهاره‬ ‫الهدى والرشد‬ ‫علم‬ ‫وبأن يطيل حياته كي ينشرن‬ ‫النعيم وداره‬ ‫على‬ ‫يقر‬ ‫حتى‬ ‫إلهنا بسلامة‬ ‫عليه‬ ‫وامنن‬ ‫وجواره‬ ‫وبطيبه‬ ‫أنعم به‬ ‫جوار محمد‬ ‫صدق‬ ‫في مقعد‬ ‫صبح الهدى من واضحات بحاره‬ ‫الله ما فلق الدجى‬ ‫عليه‬ ‫صلى‬ ‫والعاقرين الكفر وسط قراره‬ ‫العلا‬ ‫مع اله الراقين فوق سما‬ ‫آثاره‬ ‫وسالكي‬ ‫النبي‬ ‫نهج‬ ‫وعلى الصحابة كلهم مع من قفا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ ١٦٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫لمحات من قصائد‬ ‫المرحوم الشيخ‪ /‬خلفان بن جميل السيابي‬ ‫لمحات من قصائد ابن حميل‬ ‫اعداد الشاعر‪ :‬سالم بن علي الكلباني‬ ‫وامال‬ ‫بأوطار‬ ‫منه‬ ‫أحظ‬ ‫ل‬ ‫مالي وللشعر ياليث الوغى مالي‬ ‫في ‪ :‬ذلك المعرك السامي بجوال‬ ‫ما كنت من ساكني واديه قط ولا‬ ‫نعم وجاءوا بسحر سالب البال‬ ‫للشعر قوم أجادوا في صناعته‬ ‫حتى ارتقوا طوده السامي الذرا العالي‬ ‫هاموا بكل فريق من سنباسبه‬ ‫بهذا التواضع الجم يبدأ العلامة خلفان بن جميل السيابي أحد الأجوبة النظمية التي كان‬ ‫يعتمدها للاجابة عن السوألات الموجهه اليه نظيا ‪.‬‬ ‫والنظم في عصره كان سمة غالبة وأسلوبا متبعا لما فيه من سلاسة وعذوبة ولكونه يصوغ‬ ‫المعلومات في قوالب كلامية سهلة الانتظام في مخازن الذاكرة ‪ .‬ولقد تلقى الشيخ عددا كبيرا‬ ‫من هذه الاسئلة بلغ خمسة وخمسين سؤالا شملها كتابه بهجة المجالس الذي شمل ايضا‬ ‫مجموعة من القصائد التي تبحث في الدين والعبادات والأحكام والأصول والتوحيد بلغة‬ ‫عربية يغلب عليها البسط والتحليل للموضوع الذي تتناوله ‪.‬‬ ‫ولئن كنا لن نستطيع في هذا العرض حصر جميع اشعار الشيخ فإنه من التفريط الحكم‬ ‫القاطع على عينة صغيرة ربيا لا تمثل مجمل انتاجه ‪ ،‬فقد توفر لنا فيما توفر من قراءة مؤلفاته‬ ‫قراءة رسلك الدرر) وهو مجموعة كبيرة من قصائد الرجز تؤلف جزأين في مجلدين نظم خلالها‬ ‫كتاب النيل كيا فعل الشيخ السالمي قبله وتوفر لنا ايضا ان نقرأ قصيدته (ميمية الدماء) التى‬ ‫شرحها بكتابه (جلاء العمى) وهي قصيدة حكميّة كيا يدل عليها اسمها هذا بالاضافة الى‬ ‫‪ :‬كتابيه (فصول الأصول وفصل الخطاب في المسألة والجواب) وهما كتابان نثريان ‪.‬‬ ‫جميل السيابي الذي‬ ‫بن‬ ‫خلفان‬ ‫المرحوم‬ ‫تكريم‬ ‫القيت في حفل‬ ‫)‪:‬٭(‬ ‫الثلاثاء‬ ‫يوم‬ ‫مساء‬ ‫الادي‬ ‫اقامه المنتدى‬ ‫بن حارب‬ ‫بن سعود‬ ‫رعاية معالي السيد هلال‬ ‫‪ ١٩٩١٢‬م ححت‬ ‫‏‪/٥ / ٥‬‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫مستشار‬ ‫البوسعيدي‬ ‫‏_ ‪ ١٦٣‬۔‬ ‫كذلك قرأنا له كتاب (بهجة المجالس) الذي ذكرناه آنفا وهو الكتاب الذي سوف نركز‬ ‫معظم الحديث عليه ومعروف ان هذا النوع من قصائد العلياء يصعب ان تتأتى له رقة‬ ‫وعذوبة الشعر الذي يقذف به وجدان الشعراء المطبوعين إلا ان المتتبع لشعر ابن جميل لن‬ ‫يعدم ما يسره في هذا المجال‪.‬‬ ‫فعلى مدى حوالي خمسة وخمسين قصيدة اجاب فيها على سؤالات مختلفة في شتى فروع‬ ‫الاحكام والاديان كانت ترد خلال تلك القصائد مقاطع تحمل طابع الشيخ وتعبر عن‬ ‫نفسه ‪ .‬ولعل ابرز الامور التى تبود فيها قريحته وبرق شعره موضوع التأفف من زخرف الحياة‬ ‫والبراءة من باطل الدنيا‪ .‬فيا ان تسنح الفرصة وينفتح الباب على هذه الجهة حتى تجده‬ ‫يسهب ويطنب معبرا عن ارائه وموضحا نتيجة تباربه ‪ .‬ولقد حرك وجدانه واباح كتيانه ذات‬ ‫مرة سؤال أتاه من أحد المهتمين بالأصول يسأل فيه عن صحة القول القائل تفترق امتي من‬ ‫بعدي ثلاثا وسبعين فرقة ‪ . .‬الخ ‪.‬‬ ‫وقد استهل السائل سؤاله بديباجة حسنة ربيا تكون من افضل الاستهلالات في محتويات‬ ‫البهجة جاء فى مطلعها‪:‬‬ ‫الجوانح‬ ‫طوته‬ ‫ود‬ ‫ويبرزه‬ ‫القرائح‬ ‫اليك‬ ‫تهاديه‬ ‫مقال‬ ‫صوا دح‬ ‫الد وح ورق‬ ‫به في‬ ‫وتشدو‬ ‫ممدودة‬ ‫ريح‬ ‫با لأسحار‬ ‫وتزجيه‬ ‫ويستمر هكذا حتى يصل الى المسئول بقوله ‪:‬‬ ‫المدائح‬ ‫ارتأيت‬ ‫فيا‬ ‫حسنته‬ ‫وقد‬ ‫أخلفان طاب اليوم فيك لنا الثنا‬ ‫به الاثر المشهور والقول واضح‬ ‫محورا‬ ‫أتانا‬ ‫فيما‬ ‫ترى‬ ‫فماذا‬ ‫ثلانا وسبعينا فهل ذالن صالح‬ ‫دين ا لله من بعد أحمد‬ ‫تفرق‬ ‫إلى آخر القصيدة التي حركت في وجدان الشيخ ساكنا وبعثت دفينا فقال بعد ابيات‬ ‫المقدمة والثناء ‪:‬‬ ‫هناك من الأحداث فالخطب فادح‬ ‫سألت عن الصحب الكرام وماجرى‬ ‫وما الله قاضيه فما عنه جامح‬ ‫القضا‬ ‫قلم‬ ‫في لوحه‬ ‫جرى‬ ‫بذاك‬ ‫طامح‬ ‫مراه‬ ‫تحقيق‬ ‫الى‬ ‫وكل‬ ‫تحزبت الاحزاب من بعد أحمد‬ ‫ولكن وهت عنه القلوب القوارح‬ ‫ولا وهى‬ ‫الته رث‬ ‫وما كان دين‬ ‫ولا اسامة بالخف غاووكاشمح‬ ‫وما كان عصر المصطفى نيل بالانى‬ ‫موادح‬ ‫فيه‬ ‫بالتكميل‬ ‫الاي‬ ‫بل‬ ‫وما كان عصر المصطفى ناقص الوفا‬ ‫ناصح‬ ‫إذ عز‬ ‫وبالمليل للاغراض‬ ‫وقد ضيم بالاعراض عن ذكر ربنا‬ ‫‪ ١٦٤‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫قلوب تمادت في الغرور وأخلدت‬ ‫زخارف دنيا والاماني الفواضح‬ ‫وما منهما الا الى الشر جامح‬ ‫‏‪ ١‬هوى‬ ‫مع‬ ‫‏‪ ١‬جموح‬ ‫ا لنفس‬ ‫وميلولة‬ ‫روائح‬ ‫قليل‬ ‫عما‬ ‫يولذاتمهما‬ ‫ومنا هذه الدنيا وماقدر قدرها‬ ‫تبدوا لقبائح‬ ‫شر منه‬ ‫ومنبع‬ ‫كل خطيئة‬ ‫رأ س‬ ‫وحبكموها‬ ‫ال قوله ‪. .‬‬ ‫رحمة المولى لمن هو مانح‬ ‫سوى‬ ‫وا زع‬ ‫للمرء‬ ‫التحقيق‬ ‫على‬ ‫وليس‬ ‫ثم يأخذ في ندب المسلمين ناعيا عليهم تهاونهم في أداء الواجبات وتقصيرهم عن اخذ‬ ‫الحقوق المشروعة فهم ‪ .‬في مقطع من مقاطع القصيدة كرر فيه نداء ملة الاسلام ثياني مرات‬ ‫كان آخرها قوله ‪:‬‬ ‫لبست ثياب الحزن والدمع سافح‬ ‫فيا ملة الاسلام مالي أراك قد‬ ‫ثم أخذ بعد ذلك في تعديد مناقب السلف الصالح وذكر الأبطال المسلمين الذين يرى‬ ‫معه ۔ رموزا للعظمة الاسلامية ا لتي نشرت راية العدل والكرا مةعلى جميع‬ ‫فيهم ۔ونحن‬ ‫‪.‬‬ ‫المعمورة‬ ‫أرجاء‬ ‫المقدمات الغزلية التي لم تكن في عصره قد‬ ‫من‬ ‫الشيخ‬ ‫الشعا ر‬ ‫للنظر خلو‬ ‫اللافت‬ ‫ومن‬ ‫في قرارة نفسه أنه ل يحلق لهذه المهمة فأعرض‬ ‫وكأنه قد ا‬ ‫أشعار الآخرين‬ ‫من‬ ‫اختفت‬ ‫اللون من الشعر ومن تنصله هذا قوله ‪:‬‬ ‫بينه وبين هذا‬ ‫الانسجام‬ ‫مؤكدا عدم‬ ‫عنها متنصل‬ ‫مالي وللشعر دعني يا أخا المنن‬ ‫قل للذي قرض الاشعار يسالني‬ ‫الزمن‬ ‫من سالف‬ ‫ولا ربوع عفت‬ ‫ما كنت ابكي على رسم ولا طلل‬ ‫ولا‪ .‬ولعت بذكر الشجو والشجن‬ ‫ولا شجاني غراب البين اذ رحلوا‬ ‫المنظر الحسن‬ ‫لذات‬ ‫ولا صبوت‬ ‫أغازلها‬ ‫للهوت بغ زلان‬ ‫ولا‬ ‫الوجن‬ ‫وردية‬ ‫قمر‬ ‫وجهها‬ ‫في‬ ‫فتر‬ ‫لحظها‬ ‫في‬ ‫حور‬ ‫عينها‬ ‫في‬ ‫وإنه لميا يشدنا الى شخصية الشيخ حبه للعلم واكرامه للعلماء وتشجيعه على التعلم ‪ .‬بدا‬ ‫على فضيلة أو نجي‬ ‫كل هذا واضحا في معظم ما نظم من قصائد قليا تخلو احداها من حض‬ ‫عن رذيلة‪ .‬بيد أنه فتح في أحد أجوبته بابا للتساؤل حول رأيه في موضوع العصامية‬ ‫والعظامية ‪ :‬فقد ذهب وهو الرجل العصامي المعروف الى ان الموهبة والالهام هما الكفيلان‬ ‫للانسان ببلوغ مراده من العلم والحكمة ‪.‬‬ ‫۔‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫‏_‬ ‫وهنا يحق للقارىء ان يسأل هل كان الشيخ متمذهبا بهذا المذهب ام انه كان مجاملا‬ ‫بشعره هذا الشيخ أبا سعيد الذي حكى عنه الجوهر قائلا‪:‬‬ ‫الحميد‬ ‫من‬ ‫إلهام‬ ‫العلم‬ ‫والثبات‬ ‫للتلتملقيح‬ ‫للنخا‬ ‫كالنبات‬ ‫التعليم‬ ‫وعنده‬ ‫علما ان الجوهر نفسه قال بعد ذلك ‪.‬‬ ‫فاجهد‬ ‫ينال‬ ‫بالجد‬ ‫فقال‬ ‫حمد‬ ‫أبو‬ ‫الشيخ‬ ‫وخالف‬ ‫وقال في موضع آخر ‪:‬‬ ‫المنام‬ ‫في‬ ‫بالليل‬ ‫يرى‬ ‫ولا‬ ‫الأعمال‬ ‫من‬ ‫العلم‬ ‫يورث‬ ‫لا‬ ‫والدرس ني الليل وفي النهار‬ ‫بالتكرار‬ ‫يحصل‬ ‫لكنه‬ ‫فهل قصد الشيخ ياترى مخالفة هذا الرأي حين قال ‪:‬‬ ‫والجد يطلع منها العلم والحكم‬ ‫لا الهمم‬ ‫همام‬ ‫وإلا‬ ‫الورهب‬ ‫مطالع‬ ‫ترتسم‬ ‫العقل‬ ‫أنوارها بسياء‬ ‫التوفيق مشرقة‬ ‫تبدو على أفق‬ ‫من‬ ‫على قدر جيد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫سس اليوسفي‬ ‫بن خخمميي‬ ‫مناقشة سائله حمدان‬ ‫أم أنه قصد‬ ‫الشاعرية في سؤاله المستهل بقوله ‪:‬‬ ‫مم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫للماجد‬ ‫تثمره‬ ‫والجد‬ ‫الجكم‬ ‫تطلع‬ ‫منها‬ ‫الجد‬ ‫مطالع‬ ‫منسجم‬ ‫ا لعون‬ ‫من فيضان‬ ‫وا لوهب‬ ‫من مطلع التوفيق منبلج‬ ‫والقرب‬ ‫لا ندري؟ إلا أن الشيخ اجمل فيما بعد فتخلص لنفسه قائلا ‪:‬‬ ‫عدم‬ ‫وجل‪::‬‬ ‫حينےا‬ ‫بسعيه‬ ‫كافلة‬ ‫للانسان‬ ‫الله‬ ‫عناية‬ ‫من كان أو لم يكن قد ۔‪.:::‬۔ قلم‬ ‫د ۔‪.‬۔ت ظم‬ ‫المعقول‬ ‫به‬ ‫العقول‬ ‫منه‬ ‫"‬ ‫_‬ ‫ازك‬ ‫الذي‬ ‫عشعاني‬ ‫الذ‬ ‫‪4‬‬ ‫وفيض‬ ‫منقسم‬ ‫بالتقدير‬ ‫المشيئة‬ ‫طبق‬ ‫خليقته‬ ‫غمار‬ ‫عجب‬ ‫ولا‬ ‫لابدع‬ ‫المقادير‬ ‫هنى‬ ‫حسب الذي خطه في لوحةالقلم‬ ‫قبلية كيف ومصنوع محتكم‬ ‫لا بعدية سبقت‬ ‫لازيد لا نقص‬ ‫المشيئة تحددها به حكم‬ ‫طبق‬ ‫على‬ ‫منه‬ ‫المطوي‬ ‫تنشر‬ ‫وإنما‬ ‫العدم‬ ‫كنه‬ ‫مما‬ ‫اللواحق‬ ‫كون‬ ‫بل إنها علل التكوين لاجرم‬ ‫حعلت‬ ‫لها‬ ‫اشباه‬ ‫وهي‬ ‫وسائط‬ ‫والكل والخزء تحت القهر منحتم‬ ‫أجمعه‬ ‫وا لمعلول‬ ‫‏‪ ١‬لشي ء‬ ‫وعلة‬ ‫‪ ١٦٦‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ولقد قلنا في بداية الحديث اننا لسنا بصدد الحصر الشامل لشعر الشيخ ولكن نشير الى‬ ‫العيش الذي كان يعيشه‬ ‫المواضع التي نرى انها تستلزم الاشارة واذا ادركنا شظف‬ ‫بعض‬ ‫المرحوم وقسوة الحياة التى يحياها في زهده وتقشفه فإنه لابد لنا ان ننظر اليه والى أمثاله من‬ ‫النوابغ الافذاذ في عصره نظرة المعجب بصبرهم واصرارهم على ان يبقوا بصيص نور يضىعء‬ ‫في حنادس الجهل المطبق على الناس من كل جانب‪ .‬انهم بحق أشخاص استئنائيون‬ ‫لايملك المرء وهو يتمثل مواقفهم الانسانية النبيلة إلا ان يغبطهم على ما حباهم به الله من‬ ‫أخلاق كريمة بوأتهم تلك المنزلة الرفيعة في قلوب الناس وبيا انه لكل انسان سلوكه الخاص‬ ‫وميزاته المميزة فإن السمة الغالبة على الشيخ ابن جميل هي الحشمة والوقار اكد لي ذلك اكثر‬ ‫من واحد من معاصريه كيا أكدها لي ايضا نظمه المتزن الذي يربأ به عن النزول عند رغبات‬ ‫النفس المتهافتة ونوازع الهوى الباطل ‪ .‬فاذا سمعته يقول مثلا‬ ‫فياعز قوم تحت اعتابه ذلوا‬ ‫على باب من اهوى يلذ لي الذل‬ ‫فلا نظن إلا خيرا وتأكد ان هذا الباب الذي يلذ للواقف امامه الذل هو باب الرحمة‬ ‫والرضوان الذي طالما لنمت عتباته المقدسة أرواح المؤمنين المتلهفين الى'الاقتراب من الذات‬ ‫الالهية والظامئين الى كوثر الخلود السرمدي ‪ .‬لقد سمعنا فيما مضى عن مئات العشاق‬ ‫الهائمين بالمناجاة الربانية وهم يتغنون بالمحبوب الأوحد الذي يتمثلونه في أنفسهم رمزا‬ ‫للكيال المطلق ومن بين هؤلاء العشاق يبرز للعيانيين قلة نادرة وصفوة مصطفاة نراها تؤثر في‬ ‫أشعارهم كيا اثرت في أفكارهم فتصبغ هذه الأشعار بصبغتها المتميزة التي تستمد لونها من‬ ‫الومضات الروحية المتدفقة من أنوار الذات المقدسة فندرك نحن القراء مدى التواصل‬ ‫اناطفي الذي يربط بين هؤلاء العشاق ومدى الألفة النفسية التى تجمعهم على بساط المحبة‬ ‫طاهرة ‪.‬‬ ‫نيس المرحوم ابن جميل استثناء من قاعدة التأثر والتأثير فقد يحس القارىء لشعره ان سلافة‬ ‫هؤلاء العشاق قد انسكبت في روحه وان أنغامهم الشجية قد رنت في أذنه وها هي الأن‬ ‫تتكرر توقيعاتها على الحانه ولكن بعد التطويع والتكيف على أوضاع الحياة التي يحياها هو‬ ‫وبعد ان تأخذ الاسلوب الذي يناسبه‪ .‬ولئن اتخذ معظم شعراء هذا الفن الشعري من‬ ‫المحبوب المخلوق تورية لشعرهم في المحبوب الخالق وجعلوا من جماله الدنيوي الفاني كناية‬ ‫عن جمال الفن الشعري الاخروي الباقي الذي يهيمون به‪ .‬فإن ابن جميل لم تر جاراتهم‬ ‫في هذا المنهج بل إنه جعل يتمثل في قرارة نفسه ذلك الجلال الشامخ والسلطان القاهر الذي‬ ‫هيمن به محبوبه الخالد على الوجود بأكمله‪ .‬لهذا لم نسمع من الشيخ شعرا على شاكلة ‪.‬‬ ‫‪ ١٦٧١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫أعطاكا‬ ‫قد‬ ‫فالحسن‬ ‫وتحكم‬ ‫أهل لذاكا‬ ‫فأنت‬ ‫لا‬ ‫دلا‬ ‫ته‬ ‫ولاكا‬ ‫قد‬ ‫الحمال‬ ‫فعلي‬ ‫ولك الأمر فاقض ما أنت قاض‬ ‫أو على شاكلة‬ ‫نا‬ ‫بد‬ ‫حللنا‬ ‫ر وحا ن‬ ‫نحن‬ ‫أنا من أهوى ومن أهوى أنا‬ ‫أبصرتنا‬ ‫أبصرته‬ ‫واذا‬ ‫أبصرته‬ ‫أبصرتني‬ ‫فاذا‬ ‫وهذا شعر نادر المثال عزيز المنال إلا أن ابن جميل فضل التحرز واختار المباشرة في تقديس‬ ‫الذات الالهية مجردة من الكناية او التورية وهذا نموذج من نياذجه ‪:‬‬ ‫صفاتك عن مثل وأنى لها مشل‬ ‫وقدست‬ ‫اللهم جلت‬ ‫فسبحانك‬ ‫ترد النبى حسرى فيدركها الكل‬ ‫وقدرتك العظمى وحكمتك التي‬ ‫أمرت ومنك العون والحكم والفعل‬ ‫التصميم بالعزم في الذي‬ ‫يجب‬ ‫نغم‬ ‫العدل‬ ‫هو‬ ‫حكما‬ ‫للعبد‬ ‫ونسبته‬ ‫حقيقة‬ ‫أنت‬ ‫المختار‬ ‫الفاعل‬ ‫إذ‬ ‫الجهل‬ ‫لاذنية عني بها ينجلي‬ ‫بنظرة‬ ‫اليك‬ ‫اخلصني‬ ‫إلهى‬ ‫من القرب حتى يستبين لي الوصل‬ ‫إلهي واجمعني إليك بجذبة‬ ‫من النور تمحو صفحة الكون أو تجلو‬ ‫بجذوة‬ ‫لديك‬ ‫نفسي‬ ‫وخذني عن‬ ‫سواك على لوح الوجود به أسلو‬ ‫أرى‬ ‫فلا‬ ‫الآثار عني‬ ‫أزل سحب‬ ‫وجل دجاها ماسواك لما يجلو‬ ‫أمط حجب الأغيار وامح ظلامها‬ ‫إلى ان يقول ‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫لي‬ ‫ححق‬ ‫حتى‬ ‫عبوديتي‬ ‫أقمني مقام الصدق بين يديك ني‬ ‫ا‬ ‫حيثما اذفتر‪ :‬ن ‏‪١‬‬ ‫ووحد سبيلي‬ ‫بتحقيق أهل القرب حقق حقيقتي‬ ‫أصل‬ ‫أصلها‬ ‫من‬ ‫المرء‬ ‫شرور‬ ‫لكل‬ ‫إنها‬ ‫النفس‬ ‫هوى‬ ‫ملكني‬ ‫إلهي‬ ‫غل‬ ‫أ بدا‬ ‫اسره‬ ‫من‬ ‫عنقي‬ ‫ففي‬ ‫إلهي أشكو الاسر في شرك الهوى‬ ‫رذل‬ ‫جيدها‬ ‫‏‪ ١‬لمزجاة‬ ‫بضاعتى‬ ‫هذه‬ ‫توجهت‬ ‫قد‬ ‫بكلي‬ ‫إليك‬ ‫وهذه هي ايضا البضاعة التي جئناكم بها إسهاما منا في إحياء ذكرى رجل صالح كان‬ ‫لحياته العامرة بالخير اثرها الطيب في حياة مجتمعه‪ :‬وقبل الختام أود أن أنوه الى العفوية‬ ‫والسلاسة التي تحلت بها أرجوزته خطبة سلك الدرر فإنها تستحق التنويه‪ :‬فقد جاء فيها‬ ‫على رسوله‬ ‫وا لسلام‬ ‫لته وا لصلاة‬ ‫بعل الحمد‬ ‫‏‪ ١٦٨ _- -‬۔‬ ‫العلما‬ ‫مصنفات‬ ‫في‬ ‫نظرت‬ ‫طالما‬ ‫يقول‬ ‫فالعبد‬ ‫وبعد‬ ‫للغيهب‬ ‫يجلو ضوؤه‬ ‫كالنيل‬ ‫فلم أجد سفرا لنا في المذهب‬ ‫والتكرار‬ ‫التعقيد‬ ‫من‬ ‫خال‬ ‫الاخلال طرا عاري‬ ‫وصمة‬ ‫عن‬ ‫اللب‬ ‫لديه‬ ‫ححتارا‬ ‫يقف‬ ‫العطف‬ ‫ضمير‬ ‫موالاة‬ ‫مع‬ ‫والحخنذق‬ ‫اختص اره‬ ‫لكثرة‬ ‫أن يظهرا‬ ‫الخفا‬ ‫بعد‬ ‫لعله‬ ‫مشمرا‬ ‫نظامه‬ ‫في‬ ‫فقمت‬ ‫الاطلاع‬ ‫ثم أخذ بعد ذلك في توضيح كيفية شرحه بأسلوب سلس بسيط ‪ .‬فمن أحب‬ ‫عليه الرجوع الى سلك الدرر‪.‬‬ ‫‪ ١٦٩‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫بن حميل السيابيره‬ ‫خلفان‬ ‫الشيخ‪/‬‬ ‫( زهده وورعه )‬ ‫السيابي‬ ‫سعود‬ ‫بن‬ ‫احمد‬ ‫‪:‬‬ ‫اعداد‬ ‫نبذة مختصرة عن حياته ‪:‬‬ ‫كان مولده سنة الف وثلاثمائة وثمان ‏(‪ )١٣٠٨‬للهجرة في بلدة سيياء من اعيال ولاية ازكي &‬ ‫وتوفي عنه والده وهو لايزال في مرحلة الطفولة البريئة ‪ .‬وكان والده قد انتقل من بلده سيماء‬ ‫اى سيائل ومعه ولده المترجم له ‪ .‬وهناك في سيائل عاش يتيما بيد انه اشتغل في طلب العلم‬ ‫واكب على النهل من معينه وصارت له رغبة جامحة في دراسة العلوم فلازم العلامة الجليل‬ ‫الزاهد الشيخ احمد بن سعيد بن خلفان الخليلي لاخذ العلم عنه وجد الشيخ واجتهد في‬ ‫تحصيل العلوم حتى بلغ منزلة عالية في ذلك وصار عليا في العلياء‪ .‬فاوكل اليه الامام سالم‬ ‫بن راشد الخروصي مهمة الاوقاف في بلدة سيياء وقام بذلك خبر قيام وفق ما يقتضيه الشرع‬ ‫ثم عينه الأمام المذكور مدرسا في بلدة نخل وهناك استفاد منه عدد من الناس ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك عينه الأمام محمد بن عبدالله الخليلي قاضيا على ولاية الرستاق ‪ .‬ثم عمل قاضيا‬ ‫على مطرح في عهد السلطان تيمور بن فيصل كيا استقضاه السلطان سعيد بن تيمور على‬ ‫ولاية صور‪ .‬وآخر اعياله الوظيفية في مجال القضاء كان قاضيا على سيائل للامام محمد بن‬ ‫عبدالته الخليلي ‪.‬‬ ‫ومنذ عام ألف وثلاثمائة وسبعة وستين (‪١٣٦٧‬ه)‏ تخلى عن الالتزام بأعمال القضاء حيث‬ ‫تفرغ لنشر العلم تدريسا وتأليفا وافتاء ‪.‬‬ ‫وسافر الى زنجبار بشرق افريقيا سنة ‪١٣٧١‬ه‏ للاطلاع على الأحوال وفي سنة ‏‪ ١٣٧٢٣‬ه‬ ‫سافر الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج ‪ .‬وهكذا عاش حياته للعلم ومن اجل العلم ‪.‬‬ ‫يقول تلميذه الشيخ ‪ /‬سالم بن حمود السيابي «فاذا زرته لا تجده إلا قارئا او كاتبا أو مصليا أو‬ ‫‪ ١٧٠‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫باحثا ولا تجد جلسه للهو واللعب والخزعبلات والخرافات» حتى توفاه الله في ‏‪ ١٥‬من جمادى‬ ‫‏‪ ١٣٩٢‬ه رحمه الله ورضى عنه ‪.‬‬ ‫الثانية‬ ‫زهده وورعه ‪:‬‬ ‫قد يتساءل متسائل عن العوامل التي اثرت في حياة الشيخ خلفان بن جميل حتى جعلت‬ ‫حياته متمثلة في سلوك الزهد والورع‪ .‬حيث انه لابد لكل اثر من مؤثر ولابد لكل سلوك‬ ‫من موجه نقول ان هناك عاملين فييا يبدوؤ كان ليا اثرهما في حياة الشيخ وسلوكه‪ .‬وهما‬ ‫القدوة والفكر‪.‬‬ ‫امأ القدوة فقد كانت متمثلة في الشيخ احمد بن سعيد الخليلي الذي تتلمذ عليه الشيخ‬ ‫خلفان ولازمه ‪.‬‬ ‫ذلك العلامة الزاهد الفاضل الذي يقول فيه ابو مسلم البهلاني ‪:‬‬ ‫صدق وقصد ومعروف واحسان‬ ‫ارتاح فيها ابى خل فيبهرني‬ ‫ويقول فيه ‪:‬‬ ‫في الخلد من حوله حور وولدان‬ ‫نظرت احمد حتى حل مسكنه‬ ‫وصار عند ابيه في حظائر ۔ قدس اته حظهيا ۔ فوز ورضوان‬ ‫ولاشك ان سلوك ذلك العالم الرباني الشيخ احمد بن سعيد الخليلي انعكس على سبلوك‬ ‫شيخنا اي يحى فصار التلميذ مقتديا بشيخه مقتفيا أثره‪ .‬ودائيا تكون بين التلميذ وشيخه‬ ‫علاقة روحية تربط بينهما سلوكا وفكرا ‪.‬‬ ‫والعامل الثاني الفكر‪ .‬وهو يتمثل في قراءات الشيخ ومطالعاته ‪ .‬التي من شأنها تكن‬ ‫الفكر وتؤطره في اطار موضوعها‪ .‬فيا هي القراءات والمطالعات التي تكون منها فكر الشيخ‬ ‫لفان؟ وما هي الكتب التي كان لها اثرها في فكره؟‬ ‫يشير الى شيء من ذلك تلميذه الشيخ ‪ /‬محمد بن راشد الخصيبي حيث يقول «وقد كان في‬ ‫مبدأ حبه ورغبتة في العلم وطلبه كثيرا ما يقرأ في كتاب احياء علوم الدين للشيخ العلامة ابي‬ ‫حامد الغزالي وهو الذي هذبه وشحذ افكاره» ‪.‬‬ ‫وكتاب احياء علوم الدين للغزالي حجة الاسلام من الكتب المعتنى بها عند الاباضية‬ ‫عامة { والاباضية أهل عيان خاصة‪ .‬فهو سفر مرغوب فيه عندهم فقلما نجد احذا من اهل‬ ‫العلم أو المنتسبين الى العلم ‪ .‬الا وعنده كتاب احياء علوم الدين ‪.‬‬ ‫وتنويها بشأنه يقول فيه نورالدين السالمي ‪:‬‬ ‫بجامع لنا علوم الدين‬ ‫ولم يكن احياء علوم الدين‬ ‫كشفا بليغا مدخلا من البجحس‬ ‫نعم حوى كشف عيوب النفس‬ ‫‏‪ ١٧١‬۔‬ ‫‪-‬۔‬ ‫إذ منه داء النفس قد يخل‬ ‫من ها هنا انثى عليه الاصل‬ ‫لقد كانت ملازمة الشيخ خلفان لهذا الكتاب في بداية حياته التعليمية لها اثرها الفعال في‬ ‫سلوكه في حياته كلها‪.‬‬ ‫كيا سمعت ايضا من بعض اهل العلم ان الشيخ كان يقرأ كثيرا ايضا في كتاب قناطر‬ ‫الخيرات للعلامة ابي طاهر الجيطالي ‪ .‬وكتاب القناطر يصب في نفس المصب الذي يصب‬ ‫فيه كتاب الاحياء‪ ،‬ويسير في نفس الاتجاه ‪.‬‬ ‫ان قراءة شيخنا في مثل هذه الكتب لاشك انها هذبت سلوكه وترقت بافكاره الى مراتب‬ ‫الصالحين ومدارج الزهاد وأهل الورع والعفاف والفضل ‪.‬‬ ‫اذا كان الشيخ قد عرف بالزهد والورع في حياته وانصب منها سلوكه ‪ .‬فيا هو الزهد؟ وما‬ ‫هو الورع بالنسبة الى الشيخ خلفان بن جميل قولا وفعلا وسلوكا‪ ،‬وما حققه كل منها؟ هو‬ ‫ما ستتعرض له في سياق بحثنا او مقالنا هذا‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أولا _ زهده‬ ‫الزهد في اللغة ضد رغب‪ .‬وهو ما يعني ترك الدنيا وعدم الرغبة فيها‪.‬‬ ‫اما الجرجاني فيعرفه بأنه ترك الميل الى الشىء‪ .‬وقيل هو ترك راحة الدنيا طلبا لراحة‬ ‫الآخرة‪ .‬وقيل هو ان يخلو قلبك مما خلت منه يدك‪ .‬ونقل عن اهل الحقيقة في اصطلاحهم‬ ‫بانه هو بغض الدنيا والاعراض عنها ‪.‬‬ ‫وقد خصص الشيخ المرحوم باباً للزهد وذم الدنيا في الجزء الثاني من كتابه القيم سلك‬ ‫الدرر الحاوي غرر الأثر‪ ،‬تحت عنوان «باب في ذم الدنيا والركون اليها والزهد فييها» ‪.‬‬ ‫وحقيقة الزهد عند الشيخ فانه ينقسم الى ثلاثة أقسام كل قسم تتميز به فئة من الناس‬ ‫فهناك زهد العوام‪ ،‬وهو ترك المحرمات لأنه واجب على الجميع ولا يصح خلافه‬ ‫زهد عن الحرام واجبا يعد‬ ‫والزهد أقسام ثلاثة ورد‬ ‫لانه على الجميع يجب‬ ‫وهو زهد للعوام ينسب‬ ‫اما القسم الثاني من الزهد فهو ترك المباح الحلال خوف الوقوع في الحرام او المكروه على‬ ‫حد قول امير المؤمنين عمر بن الخطاب ۔رضي الله عنه ۔ كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة‬ ‫ان نقع في الحرام} وهذا النوع من الزهد هو زهد الخواص من الناس ‪.‬‬ ‫في الشرع لكن تركه مذ فضلا‬ ‫والثاني زهد عن مباح حللا‬ ‫وهو زهد خاصة الانام‬ ‫حافة الوقوع في الحرام‬ ‫‪ ١٧٢‬۔‬ ‫‏_‬ ‫والقسم الثالث من أقسام الزهد الثلاثة هو زهد أهل المعرفة بانه الذين يتركون ما لا باس‬ ‫به ولا يخشى منه بأس لئلا يشغلهم عن رب الأرباب الخالق العظيم ۔ جل جلاله ۔ ‪.‬‬ ‫سموا به لارفع المكان‬ ‫ثالثها زهد اولي العرفان‬ ‫بل خوف ان يشغله عن ربه‬ ‫عن كل ما لا يختشى بأس به‬ ‫ومن موجبات الزهد ان يكون امل الانسان قصيرا في هذه الدنيا وحطامها‪ .‬لايعلق الآمال‬ ‫الطويلة عليها‪ ،‬وان تكون ثقته بالله كبيرة فيما ينزل عليه من ضر لأن كل شيء بقضاء وقدر‬ ‫حتى العجز والكيس ‪.‬‬ ‫وثقة بالله فيما قد تزل‬ ‫من موجبات الزهد تقصير الأمل‬ ‫ولابد لكل شىء من نتيجة‪ ،‬فان نتيجة هذا السلوك الزاهد ان تهون المصائب على الزهاد‬ ‫لعلمهم بان الأشياء بقضاء وقدر ولو اجتمع الناس على ان يضر وهم بشىع لم يضر وهم إلا‬ ‫بشىء قد كتبه الله عليهم‪ ،‬ولو اجتمعوا على ان ينفعوهم بشىع لم ينفعوهم 'إلا لشىعء قد‬ ‫كيا قال عليه الصلاة والسلام ‪.‬‬ ‫كتبه الله ههم‪ ،‬رفعت الاقلام وجفت الصحفبت&‬ ‫مصائب الدنيا عليه كلهن‬ ‫ان زهد الانسان في الدنيا تهن‬ ‫شيئا سوى طاعة مولانا الصمد‬ ‫إذ كل ما قبل الممات لا يعد‬ ‫وللشيخ خلفان _ رحمه الله ۔ مواقف تدل على زهده ۔ وان كانت حياته كلها حياة زهدا‬ ‫وتقشفا وعفة منها‪ :‬تركه القضاء خشية ان يشغله عن العبادة والعلم طالبا ومطلوبا ‪.‬‬ ‫ومنها انه كان يتقاضى مساعدة مادية قليلة من السلطان سعيد بن تيمور واقتنع بها ي‬ ‫دعيشته مقتصدا ومقتصرا على الضروريات من المعيشة ولم تغره الدنيا والمناصب ‪.‬‬ ‫ومنها ما حدثني به الشيخ سعيد بن خلف الخر وصي وهو من تلاميذه قال كنا عند الشيخ‬ ‫خلفان فجرى ذكر الأموال واقتنائها فقال الشيخ عندي المشجوعية وغيل داؤد ۔ ضياحتان‬ ‫سن النجيل في سيائل ۔ ووالله لا أريد ثالثا‪ .‬وقد وقف احداهما وقفا لبعض المصالح‬ ‫الاسلامية ‪.‬‬ ‫وتوفي عن بنت واحدة وكان الشيخ يرثه عصبة‬ ‫يب في النسب‬ ‫ومنها ايضا انه كان له قر‬ ‫باقرار ذلك الشخص نفسه امام الشيخ سعيد بن خلف الخروصي ‪ .‬إلا ان الشيخ خلفان لم‬ ‫يأخذ الميراث خوفا من الشك في ذلك‪ .‬وهكذا نتعرف من خلال هذه المواقف وهي قليلة‬ ‫من كثير إذ حياة الشيخ كلها زهد وفضل ‪ -‬ان زهده كان من القسم الثالث من أقسام الزهد‬ ‫وهو زهد العارفين بالله الذين يتركون ما لا بأس منه‪.‬‬ ‫‪ ١٧٢٣‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ثانيا ‪ :‬ورعه ‪:‬‬ ‫الورع في اللغة التقوى© وهو التخرج ايضا‪.‬‬ ‫ويعرفه الجرجاني بأنه اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات ‪.‬‬ ‫وقيل هو ملازمة الأعمال الجميلة ‪.‬‬ ‫واذا كان الورع هو التقوى فان حقيقة التقوى عند الشيخ خلفان هي كيا اوردها في‬ ‫التي يقول في مقدمتها‪:‬‬ ‫الأصول)‬ ‫ارجوزته التي جعلها تتمة أو خاتمة لكتابه القيم (فصول‬ ‫مخشاه‬ ‫وجهره‬ ‫في سره‬ ‫مولاه‬ ‫يتقى‬ ‫لعبد‬ ‫بى‬ ‫طلهو‬ ‫مزدجرا عن كل ماعنه زجر‬ ‫أمه‬ ‫مابه‬ ‫بكا‬ ‫مؤتمرا‬ ‫البؤس لديه والنعم‬ ‫قد استوى‬ ‫يرضى بما له من الرزق قسم‬ ‫عقبة‬ ‫ئ علن‬ ‫ولو‬ ‫ها‬ ‫يرقى‬ ‫ئنثل ‏‪١‬مكتسبة‬ ‫الفضا‬ ‫متجره‬ ‫بحق‬ ‫إلا‬ ‫ناطقا‬ ‫تراه‬ ‫فلا‬ ‫منطقه الصواب حيثما نطظتى‬ ‫انفسه‬ ‫لا‬ ‫اللهغن‬ ‫وفي‬ ‫فقره‬ ‫ف‬ ‫ملبسه‬ ‫الاقتصاد‬ ‫ولايزال‬ ‫حجرا‬ ‫قد‬ ‫المه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫البصرا‬ ‫يمشي تواصفا يغض‬ ‫العص<<‬ ‫من رب‬ ‫يدنيه‬ ‫علم الذي‬ ‫على‬ ‫والسمع‬ ‫أوقف الفكرة‬ ‫قد‬ ‫سوا ع‬ ‫فهما‬ ‫لديه‬ ‫معا‬ ‫قد استوى البلاء والرخاء‬ ‫واذا كانت حقيقة التقوى هي كيا وصفها شيخنا المرحوم ‪ .‬فان سلوكه منها بمكان مكين ‏‪٨‬‬ ‫وله العديد من المواقف وأهمها‬ ‫انه كان لا تأخذه في الحق لومة لاثم ‪ .‬ومنها‪ .‬ماذكره عنه الشيخ محمد بن راشد الخصيبي‬ ‫انه لما تولى القضاء في سيائل واعطى الاحكام شكاه بعض أهلها عند الامام الخذيلي ناجابهم‬ ‫الامام ان فيه حدة العلياء ‪ .‬فلا تستنكروا منه ذلك‪.‬‬ ‫ومن ورعه انه كان لا يتكلم بفضول الكلام حتى صار السمت والوقار من صفاته معروفا‬ ‫بهيا وربيا عاتبه بعض اخوانه ظنا منهم ان ذلك انقباض منه ‪ .‬فانشد ابيات القاضي الجرجاني‬ ‫التي يقول منها‪:‬‬ ‫رأوا رجلا عن موقف الذل احجما‬ ‫يقولون لى فيك انقباض وانما‬ ‫اكرما‬ ‫النفس‬ ‫ومن اكرمته عزة‬ ‫أرى الناس من داناهم هان عندهم‬ ‫منعما‬ ‫ارضاه‬ ‫لاقيت‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ولا‬ ‫وما كل برق لاح لى يستفزني‬ ‫الى اخر الأبيات ‪.‬‬ ‫‪٤‬ا‪١٧٤‬‏ ۔‬ ‫_‬ ‫خاتمة‬ ‫لقد عرفنا واتضح لنا مما مر آنفا ان حياة الشيخ العلامة الجليل خلفان بن جميل السيابي ۔‬ ‫رحمه الله ورضى الله ۔ كانت مليئة بالزهد والورع والخوف من انته والتقوى‪ .‬حافلة بالعطاء‬ ‫ا لزهد ‪ .‬وهم‬ ‫ا لعارفين بالله وهو ارقى درجات‬ ‫‏‪ ١‬لعلمي وا لعمل الصا لح ‪ .‬وعرفنا ان زهده زهد‬ ‫الذين يتركون ما لاباس منه خشية ان يكون فيه مشغل عن الله ‪ .‬كيا عرفنا ورعه وتقواه وانه‬ ‫نتيجة لقوة ورعه لا تاخذه في الحق لومة لائم ‪ .‬ورزق الهيبة والوقار والسمت والرزانة ودللنا‬ ‫العلامة ابو‬ ‫الذين عناهم شاعر العرب‬ ‫مواقفه وصلابته وترفعه فكانه من‬ ‫من‬ ‫على ذلك بشيء‬ ‫مسلم البهلاني ۔ رحمه الله ۔ بقوله في نونيته المشهورة ‪:‬‬ ‫تيجان‬ ‫الفقر‬ ‫فكأن‬ ‫اخلاقهم‬ ‫الملوك وهدي الأنبياء على‬ ‫سمت‬ ‫ثعبان‬ ‫العيش‬ ‫إن‬ ‫الأمر‬ ‫حقيقة‬ ‫جهلوا‬ ‫فيا‬ ‫الدنيا‬ ‫لهم‬ ‫تمثلت‬ ‫۔‬ ‫‏_ ‪١٧٥‬‬ ‫ه‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫ء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‏‪ ١‬لا ‪7‬‬ ‫نم‬ ‫الثال“‬ ‫ي‪.‬‬ ‫‪.‬م‪.‬‬ ‫‪,‬ه‪.4.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.٠.٠٦‬‬ ‫‏‪.٠.‬‬ ‫ودورهم‬ ‫ندوة العمانيون‬ ‫‪ :‬حصاد‬ ‫الحضاري قى شرق أفريقيا‪.‬‬ ‫ن‬ ‫محاضرة‬ ‫سياحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‬ ‫السلطنة‬ ‫عام‬ ‫مفتي‬ ‫‪.‬‬ ‫العمانيون وأثرهم في الجوانب العلمية والمعرفية بشرق افريقيا‬ ‫بسم الته الرحمن الرحيم ‪ ،‬الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين‬ ‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين {‬ ‫معالى الاخ العزيز الشيخ محمد بن علي القتبي وزير الكهرباء والمياه راعي هذه الندوة‬ ‫الطبية المباركة }‬ ‫سعادة الأخ العزيز الاستاذ سالم بن محمد الغيلاني رئيس المنتدى الأدبي‪ .‬أصحاب‬ ‫الفضيلة والسعادة ‪.‬‬ ‫أيها الأخوة الحضور جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪. .‬‬ ‫انه ليسعدني ان أكون بينكم في هذه الليلة المباركة الطيبة الميمونة في هذا المكان الذي‬ ‫ينطلق منه صوت الأدب ؛ وكم كنت أتمنى أن أكون قاعدا مقعد المستمع لاستفيد ممن يدلون‬ ‫بدلوهم هنا من العلياء المحاضرين في المجالات الأدبية والفكرية والتاريخية ولكن دعيت لأن‬ ‫أكون متحدثا وليتني اعددت لهذا الحديث عدته؛ فان الحديث في مثل هذا الموضوع الشائك‬ ‫هو بحاجة الى استعداد ذلك لأن الحقائق التاريخية لا تخطلط بالخيال وانما يجب على الباحث‬ ‫فيها ان يغوص في أعياق التاريخ لأجل استخراج دررها من أصدافها‪.‬‬ ‫وكم كنت أود أن تتاح لي الفرصة لارجع الى مظان هذا البحث وان كانت شحيحة اذا‬ ‫نظرنا الى ما نتطلع اليه من قدرات لما قدمه سلفنا في العصور الغابرة السحيقة من جوانب‬ ‫فكرية عندما انتقلوا من وطنهم الأم الى تلكم الديار التى اتخذوها وطنا لهم ‪ 3‬ولكن الفرصة‬ ‫لم تتح لي ‪ ،‬فيا أذكره لكم انما هو بقدر ما يسمح لتخاطر في هذه الوقفة العابرة ‪.‬‬ ‫‪ ١٧٧‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫لاريب ان صلات العمانيين بشرق افريقيا صلات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ‬ ‫والذي دفعهم الى ان يخوضوا تلك الغيار حتى يصلوا الى تلك الأماكن التي كانت في ذلك‬ ‫الوقت تعد بعيدة جدا عن الجزيرة العربية هو ولعهم بالبحار وخبرتهم بالملاحة البحرية فان‬ ‫العيانيين قطعوا من أجل هذا المسافات فكانت سفنهم تمخر هذا العباب عباب المحيط‬ ‫الهندي حتى وصلت الى قرب المحيط الهادي من جانب الشرق كيا وصلت ايضا من جهة‬ ‫الجنوب الغربي الى اقصى نقطة في شرق افريقيا‪.‬‬ ‫ولا استطيع ان احدد الزمن الذي بدأت فيه هذه الصلات‪ ،‬وانما استنتج بأن الزمن زمن‬ ‫سحيق وان البداية كانت منذ امد بعيد ذلك لانني اذكر انني اطلعت في مجلة (هنا لندن)‬ ‫التى صدرت في شهر يوليو في عام ‪١٩٧٦‬م‏ على مقال أعيد نشره من جديد وقد نشر من قبل‬ ‫في نفس المجلة عندما كانت تسمى بالمستمع العربي في شهر يوليو عام ‪١٩٤٢‬م‏ هذا المقال‬ ‫فيه عرض لكتاب الف حسبي قيل باللغة العربية ومؤلفه تاجر يوناني كان يقيم في‬ ‫الاسكندرية ‪ ،‬وقد وصل الى الجزيرة العربية‪ .‬ووصل الى المنطقة الجنوبية لسلطنة عيان اي‬ ‫اى ظفار‪ .‬حيث اطلع هناك على كيفية استخراج اللبان من الاشجار ووصل في رحلته الى‬ ‫شرق افريقيا ووصل الى جزيرة زنجبار نفسها فيما قيل وذكر حسبيا أذكر انه مدون في المقال‬ ‫انه نزل في الساحل الشرقي الأفريقي بمستعمرات عربية لعرب جنوبي شبه الجزيرة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العربية ‪.‬‬ ‫ولا ريب ان هؤلاء العرب هم عرب عيان وعرب اليمن والكتاب الف في القرن الأول‬ ‫للميلاد فمعنى ذلك ان هذه العلاقة تمتد الى ما قبل ألفي عام أو ما يزيد عن ذلك©{ وعندما‬ ‫جاء الاسلام الحنيف فان هذه الصلات لم تنقطع بل زادت قوة ورسوخا‪.‬‬ ‫والذي سجله التاريخ ان أول هجرة من هجرات العيانيين الى افريقيا الشرقية بدنا اكزم‬ ‫اله ۔ تبارك وتعالى ‪ -‬البشر بالاسلام وغمر هذه البلاد نوره‪ .‬هي هجرة سليمان وجيفر‬ ‫الجلندى بن المستكبر بعدما دارت الحروب الطاحنة ما بيغهيا وبين الحجاج بن‬ ‫حفيدي‬ ‫يوسف وهجرتهيا الى شرق افريقيا دون سائر بلدان العالم تدل دلالة واضحة على ان‬ ‫العلاقات بين العيانيين وبين افريقيا الشرقية علاقات قديمة وان للعهانيين وجودا هناك والا‬ ‫فيا الذي كان يدعوهما الى ترك أرض فارس وأرض الهند وأرض الصين وغيرها من بلاد العالم‬ ‫والذهاب الى شرق افريقيا لولا ان للعمانيين وجودا هنالك؟‬ ‫وقد اكتشف في الأيام الاخيرة ان اقدم مسجد بشرق افريقيا كان من بناء هذين الرجلين‬ ‫العمانيين العربيين المسلمين‪ .‬وهو مسجد بنياه في جزيرة (بمبآ) التي سياها العرب بالجزيرة‬ ‫‏_ ‪ ١٧٨‬۔‬ ‫الخضراء‪ ،‬وكان انتقالها من عيان الى هناك في العام الرابع والسبعين من القرن الاول‬ ‫بني في القرن الأول الهجري ‪،‬‬ ‫كيا يقول مكتشفوه‬ ‫الهجري ‪ ،‬فمعنى هذا ان ذلك المسجد‬ ‫في الربع الاخير من القرن الاول الهجري ‪.‬‬ ‫وظلت العلاقات ما بين العيانيين وما بين المناطق الافريقية الشرقية علاقات متصلة قائمة‬ ‫طيلة تلك القرون الماضية ومن خلال وجود العمانيين هناك ۔ مع كونهم أصحاب فكر‬ ‫ب وأصحاب مدرسة ۔ لابد من ان يكون لهم انتاج فكري في المجالين العلمي والأدبي‪ .‬ولكن‬ ‫الظروف الزمانية التى أتت على الكثير من التراث العياني هنا في عقر داره هى بطبيعة الحال‬ ‫التي أتت على ذلك التراث هناك ؤنتيجة لتلك العوامل فاننا لم نطلع إلا على النزر اليسير من‬ ‫ذاك الكم التراثي الهائل مما يدلنا على ان العلياء العمانيين الذين ذهبوا الى هناك كانوا ينشرون‬ ‫فكرهم ويقومون بدورهم في نشر الدعوة الاسلامية في اواسط الافارقة هناك ‪.‬‬ ‫ومن الدلائل التى تدل على ان للعمانيين صلات علمية وفكرية بشرق افريقيا وجود‬ ‫المدرسة الاباضية بشرق افريقيا في تلكم القرون الغابرة السحيقة } فقد كانت مدينة ركلوه)‬ ‫حاضرة لهم وكان هنالك الكثير من علمائهم وأولئك العلياء كانوا على صلة بأخوانهم علياء‬ ‫عيان ‪.‬‬ ‫ومما يستفاد مما اطلعنا عليه ان أحد العلياء الذين كانوا ينتمون الى هذا المذهب وكانوا‬ ‫يقيمون في مدينة (كلوه) عالم نيسابورى‪ ،‬مشهور (بابي الوليد سليمان الدياري) هذا الرجل‬ ‫كانت له مدرسة هناك‪ ،‬وعندما مات وترك أولادا كان من مشهور أولاده ولدان هم (يارك‬ ‫وبيا ان يارك كان مقدما على أخيه في رجاحة عقله وغزارة علمه‬ ‫والوليد) الذي سمى به‬ ‫وسعة اطلاعه فقد كان وصي والده وكان وريثه في مدرسته تلك‪ .‬وقد كان ذلك سببا ني‬ ‫حقد اخيه عليه ومنافسته له ‪ .‬فاستصرخ أخوه ببعض علياء عيان فارسلوا اليه وفدا للنظر في‬ ‫الأحوال هناك والسعي الى رأب الصدع وجمع الكلمة‬ ‫وكتبت رسائل في ذلك من بينها رسالة كتبها العلامة القلهاتي صاحب كتاب الكشف‬ ‫والبيان‪ ،‬وهذا يعني ان للعيانيين دورا فكريا هناك‪ ،‬على ان هذا الدور الفكري ما كان ايضا‬ ‫مقطوعا عن الدور السياسي ‪ .‬ولا أدل على ذلك من قيام دولة لبني نبهان في القرن السابع‬ ‫الهجري هناك في شرق افريقيا في أرض (بته) واستمر وجودهم زمنا طويلا‪ .‬على ان بعض‬ ‫المؤرخين يذكرون ان البرتغاليين عندما جاءوا الى شرق افريقيا مستعمرين وجدوا تأثيرا كبيرا‬ ‫للعمانيين هناك‪ ،‬ووجدوا مدنا على ساحل افريقيا تضاهي مدن اوربا في ذلك الوقت في‬ ‫_ ‪- ١٧٩‬‬ ‫‏‪ ١‬نجم‬ ‫بعدما كانوا يتخيلون‬ ‫لقوه‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫بهرهم‬ ‫وقد‬ ‫نظامها ‪1‬‬ ‫حسن‬ ‫وفي‬ ‫عمرا نها‬ ‫حسن‬ ‫سيجدون الافارقة هناك اشبه ما يكونون بالسباع في الغابات‪.‬‬ ‫وقد حاول البرتغاليون بكل جهد وبكل همة ان يمسحوا هوية تلك الشعوب هناك‬ ‫ولكنهم لم يفلحوا رغم استمرار استعيارهم لها زمنا طويلا حتى انهم عمدوا الى أمير كان‬ ‫بمدينة (مالندى) فاغتالوه واخذوا ولده الذي كان يسمى (يوسف) وكان طفلا صغيرا لم‬ ‫يتجاوز السابعة من عمره فأخذوه الى مدينة (جوه) بأرض الهند وعمدوه هناك ونصر وه على‬ ‫الملة الكاثوليكية وسموه (فرناندو) حتى يجهل هويته بل يجهل اسمه القديم‪ .‬ورجع بعد‬ ‫ذلك الى (مالندى) وكانوا يظنون انه على ملتهم وانه يحمل نفس الفكر الذي يحملونه بعدما‬ ‫غسلوا دماغه ۔ فييا يرون ۔ فأمروه ليكون لهم وسيلة لتغيير هوية الشعب هناك وتحويله عن‬ ‫الاسلام الى النصرانية ولكنهم فوجئوا بأن الأمر كان خلاف ما يظنون فاذا بهذا الشاب ينتصر‬ ‫لابيه وينتصر لابناء ملته فيقتل القساوسة فجأة‪ 5‬ثم بعد ذلك يشن حربا عصابية ضد‬ ‫الاستعيار البرتغالي‪ .‬وكان يمخر عباب البحر ويأتيهم ليحرق سفنهم تارة وليغزوهم في‬ ‫أماكنهم تارة اخرى بكل ما يستطيع من قوة وبمن كان معه من الجنود حتى استشهد في سبيل‬ ‫الته وي سبيل الدفاع عن العقيدة السمحاء{} وظل الافارقة يرددون أناشيد تعكس بطولات‬ ‫هذا الشاب الذي ضحى بنفسه في سبيل دين الله ۔ تعالي ‪.‬‬ ‫ثم بعد ذلك استصرخ المسلمون الذين هم بافريقية الشرقية بأخوانهم العمانيين بعدما‬ ‫طارد العمانيون الدولة البرتغالية وطهروا شواطىء الخليج من رجسهم ومن أثر استعيارهم‬ ‫وتتبعوا خروجهم في سواحل الهند وفي سواحل ارض فارس المطلة على الخليج وهذا‬ ‫الاستصراخ الذي لم يكن الا بالعيانيين ليدل دلالة واضحة على مكانة الصلات والا فقد‬ ‫كانت ايضا للمسلمين هنالك دولة وهي الدولة العثيانية الناشئة انذاك‪ ،‬فلياذا اثير‬ ‫الاستصراخ بالعيانيين دون غيرهم لولا متانة الصلات التي تربطهم بهم ‪ .‬وعلى أي حال فان‬ ‫هذه الفترة ۔ كيا قلت _ لابد ان تكون مصحوية بنشر العلم ونشر الأدب ى ولكن تلكم الفتن‬ ‫الت تعاقبت على محيط الساحل الافريقي هي التي اتت على ذلكم التراث وجاء دور اليعاربة‬ ‫الذين قاوموا الاستعيار البرتغالي واستخلصوا منهم القلعة التي كانوا يسمونها قلعة (يسوع)‬ ‫وتتبعوا خروجهم من السواحل العيانية ‪.‬‬ ‫وكان الرجل الذي اعطى افريقيا الشرقية عنايته البالغة هو السلطان سعيد بن سلطان‬ ‫الذي أسس امبراطورية هنالك ‪ 6‬وكان نفوذه يمتد من (دلجادو) ي الجنوب الى (مقديشو) في‬ ‫ولم يكن هذا النفوذ في الساحل الافريقي فحسب بل كان بمتد في‬ ‫الشيال حوالي ألف ميل‬ ‫۔‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫‏_‬ ‫ريقيا الى البحيرات » ويدل على ذلك المثل الافريقي الذي ترجمه احد العرب الى‬ ‫اعماق اف‬ ‫بيت شعري عربي والبيت يقول ‪:‬‬ ‫رقص الناس في البحيرات رقصا‬ ‫ان تعالى زامر بزنجبار‬ ‫هذا المثل قد يكون غير مستساغ في بيئتنا العربية الدينية الاسلامية من حيث انه يربط‬ ‫المدن بالمزمار مثلا ولكن علينا ان نعلم البيئة التي قيل فيها هذا المثل‪ ،‬فانه مثل شعبي‬ ‫افريقى ‪ ،‬ومن عادة الافارقة الارتباط بالناي والارتباط بالطبل فامثلتهم تنبع من بيئتهم كيا‬ ‫ان البدوي ايضا ان مثل فان لسانه ينبع من بيئته كيا كان من الشاعر العربي البدوي علي‬ ‫بن الجهم الذي مدح الخليفة العباسي فقال له‪:‬‬ ‫الخطوب‬ ‫في قراع‬ ‫وكالتيس‬ ‫العهد‬ ‫انت كالكلب في حفاظك‬ ‫الذنوب‬ ‫من كبار الدلاء عظيم‬ ‫أنت كالدلو۔لا عدمتك ۔دلوا‬ ‫وعندما انكر على هذا الشاعر ان يمدح الخليفة بمثل هذا المدح فيشبهه تارة بالكلب وتارة‬ ‫بالتيس وثالثة بالدلو رد عليهم الخليفة نفسه بأن تشبيهه انا هو نابع من بيئته ‪ .‬فلو تركناه‬ ‫هنا وظل فترة لقال قولا غير هذا القول وفعلا أقرب للخليفة لمدة عام هناك فيا كان منه إلا‬ ‫ان افتتح قصيدة قالها بمطلعها المشهور وهو قوله ‪.‬‬ ‫جلبن الهوى من حيث ادري ولا أدري‬ ‫عيون المها بين الرصافة والجسر‬ ‫فهذا التحول انيا هو نتيجة تحول البيئة وكذلك البيت الشعري المترجم عن المثل‬ ‫الافريقي انيا يعكس البيئة الافريقية هناك في شرق افريقيا‪ ،‬وعلى أي حال فان ذلك المثل‬ ‫يدل على تغلب نفوذ السلطان سعيد بن سلطان في قلب افريقيا حتى وصل الى البحيرات ©‬ ‫وقد قام بأمر يعد منعطفا تاريخيا خطيرا وذلك أنه حول بلاطه من مسقط عاصمة عيان الى‬ ‫زنجبار لتكون زنجبار في ذلك الوقت عاصمة للسلطنة من حيث انه كان يقيم اكثر ما يقيم‬ ‫هنالك في زنجبار ولابد ان يصحب مع هذا الانتقال ايضا انتقال لطائفة من العلياء ‪.‬‬ ‫وفعلا فقد تردد على شرقي افريقيا طائفة من العلياء الذين كانوا هنا بعمان من بينهم‬ ‫العلامة المشهور الشيخ ناصر بنابي نبهان الذي انتقل بصحبة السلطان سعيد بن سلطان‬ ‫الى شرق افريقيا وظل هناك فترة طويلة كان في اثنائها يأتي الى عيان ولكنه لم ينقطع عن‬ ‫زنجبار حتى توفي هناك ولايزال قبره معروفا الى اليوم هنالك © وقد كانت وفاته في اليوم الثالث‬ ‫أي قبل‬ ‫والعشرين من جمادى الاولى عام ألف ومائتين وثلاثة وستين للهجرة (‪١٢٦٣‬ه)‏‬ ‫وفاة السلطان سعيد بن سلطان بعشر سنوات‪ ،‬كيا ان العلامة الشهير الشيخ سلطان ابن‬ ‫‏_ ‪ ١٨١‬۔‬ ‫حمد البطاشى كانت له ايضا زيارات الى شرق افريقيا في ذلك الوقت بمعية السلطان سعيد‬ ‫بن سلطان ‪.‬‬ ‫والشيخ ناصر بن اي نبهان من العلاء الذين عنوا بالتأليف في عحالات متعددة فقد عني‬ ‫وا لفلك وعي بمجالات‬ ‫الطب‬ ‫الفقة وعني بالتأليف ف‬ ‫بالتأليف ف‬ ‫بالتأليف في التوحيد وعنى‬ ‫متعددة‪ .‬وكان من اشهر مؤلفاته كتاب ألفه في ستة مجلدات جوابا على سؤال طويل يتعلق‬ ‫بقضايا العقيدة وقد سياه (الحق اليقين) وقد اطلعت على الجزء الأول منه وهو مجلد كبير‬ ‫يتناول جوانب متعددة من قضايا العقيدة وكان في كتابه هذا لا ينغفلق على فكرة معينة بل‬ ‫يناقش أقوال العلماء على اختلاف اتباهاتهم الفكرية فقد استعرض فيه كثيرا مما جاء في‬ ‫العقيدة النسفية التي تمثل العقيدة الاشعرية وما في شروح هذه العقيدة وخوافيها فكان يأتي‬ ‫بكلام الامام النسفي نفسه ثم يتتبع ذلك بيا قيل في شرح كلامه ثم يتتبع ما قيل في حواشي‬ ‫ذلك الشرح ثم يناقش هذا الكلام على ضوء الادلة من القرآن الكريم ومن سنة رسول الله‬ ‫«تية»‪.‬‬ ‫ولهذا الشيخ مؤلفات متعددة من جملة هذه المؤلفات كتاب (لطائف المنن في أحكام‬ ‫السنن) وهو كتاب حاول فيه ان يبوب (الجامع الصغير للامام جلال الدين السيوطي ) تبويبا‬ ‫يختلف عن تبويب مصنفه لأن مصنفة بوبه على الحروف الهجائية } بينما الشيخ ناصر بن ابي‬ ‫نبهان أخذ يبوب الكتاب على الأبواب الفقهية‪ .‬فجمع الأحاديث النبوية التي تتعلق بأي‬ ‫هذه‬ ‫يشرح‬ ‫أخذ‬ ‫الباب ‏‪ ٠‬وهكذا‬ ‫في موضع ذلك‬ ‫أبواب الفقة في موضعه الخاص‬ ‫من‬ ‫باب‬ ‫الاحاديث شرحا غير محل وغير ممل اي شرحا متوسطا بين التطويل والاختصار؛ ومما يدل‬ ‫على ان هذا الشرح ربيا كان في زنجبار وربا كان أثناء عودته من زنجبار الى عيان ني بعض‬ ‫الفترات أو بعض الأوقات انه اشار هناك عندما ذكر الاحاديث التى تتعلق بالسواك‬ ‫والتزغيب فيه ان أهل زنجبار يحرصون كل الحرص على السواك وقد امتدحهم بذلاث راثنى‬ ‫يستعملون‬ ‫‏‪ ١‬خم‬ ‫على كثر منهم‬ ‫لاحظ‬ ‫ذلك‬ ‫بجا نب‬ ‫ولكنه‬ ‫‏‪ ١‬لنبوية‬ ‫‏‪ ١‬لسنة‬ ‫هذه‬ ‫لتطبيق‬ ‫عليهم‬ ‫ما يسمى عندهم بالتبغ وهو نبات يمضغ ومضغه يؤثر على الاضراس ويبدل لونها الأبيض‬ ‫العادة موجودة فيهم وهذه‬ ‫هذه‬ ‫ان لا تكون‬ ‫فنتمنى بجانب محافظتهم على السواك‬ ‫الى السواد‬ ‫العادة كانت مألوفة من قبل هناك وقد عهدناها في بعض الناس الذين تقدم بهم العمر قبل‬ ‫عقود من السنن ‪.‬‬ ‫وألف الشيخ ناصر بن ابي نبهان كتابا طبيا شعبيا ذكر فيه العلاج بأنواع النباتات الموجودة‬ ‫هناك في شرق افريقيا سمي هذا الكتاب (السر الجلي في ذكر اسرار النبات السواحلي) وفي‬ ‫‏_ ‪ ١٨٢‬۔‬ ‫هذا الكتاب قدم مقدمة شارحا فيها ذكر مصطلحات اللغة السواحلية وما فيها من تفخيم‬ ‫المسمى وتصغيره مصطلحات التفخيم ومصطلحات التصغير ومصطلحات الجمع لان في‬ ‫هذه اللغة مصطلحات للتفخيم كيا ان في اللغة العربية التصغير فهناك اللفظ قد يفخم وقد‬ ‫يؤتى به عاديا وقد يؤتى به مصغرا وذكر هذه المصطلحات وأورد اسياء الاشجار باللغة‬ ‫السواحلية المستعملة هناك اللهم إلا ما كان من الاشجار موجودا في البلاد العربية فانه‬ ‫يترجم بعد ما يذكر الاسم السواحلي الاشجار الى الاسم العربي المعروف‪.‬‬ ‫وفي عهد السلطان سعيد بن سلطان تولى رئاسة القضاء في زنجبار الشيخ العلامة حمد‬ ‫ابن على المنذري وظل رئيسا للقضاء الى وفاته في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان‬ ‫وكانت وفاته في اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية من عام ألف ومائتين وستة وثيانين للهجرة‬ ‫(‪١٢٨٦‬ه)‪،‬‏ ولهذا الشيخ مؤلفات متعددة فقد ذكر بعض المترجمين له انه الف كتابا في‬ ‫العقيدة سياه (الخلاصة الدامغة) وقد اطلعت على جواب له طويل وجه اليه من قبل الشيخ‬ ‫علي بن عبدالله المزروعي ‪ ،‬وهو من المزاريع العمانيين الذين أقاموا في شرق افريقيا وقد كان‬ ‫الشيخ المزروعي شافعي المذهب اشعري العقيدة فوجه اليه سؤالا فيه مناقشة في موضوع‬ ‫الله تعالى‪ ،‬واجاب الشيخ المنذري على هذا السؤال جوابا مطولا أودعه كثيرا مما اطلع"‬ ‫رؤية‬ ‫عليه من اقوال العلياء المفكرين في شتى المذاهب الفكرية الاسلامية ويدل جوابه هذا على‬ ‫انه كان ايضا مطلعا على كثير من دقائق علم التشريح التي امكن الوصول اليها في ذلك‬ ‫الوقت فقد رسم هناك‪ ،‬كيف ينطلق الشعاع من العين الى الشىع المبصر ومد خطا ووضع‬ ‫اضلاعا مما يدل على انه كان على اطلاع في هذه العلوم ‪ ،‬ويقال ايضا بان لهذا الشيخ كتابا‬ ‫ولعله في النحو أو انه يجمع ما بين النحو والتصريف ‪.‬‬ ‫في اللغة العربية‬ ‫المزروعي الذي ذكرته ايضا كتاب اخر في العقيدة حاول ان يباري فيه‬ ‫هذا وللشيخ‬ ‫سيه (الدروع السابغة) ولعله ناقش فيه بعض ما ذكره الشيخ المنذري في‬ ‫الشيخ المنذري‬ ‫الدامغة)‬ ‫كتابه (الخلاصة‬ ‫وابن الشيخ المنذري المذكور تولى القضاء ايضا في زنجبار فترة من الزمن الى ان توني في‬ ‫عهد السلطان خليفة بن حارب الذي امتدت سلطنته نحو نصف قرن من الزمن هناك ©‬ ‫وقد كانت وفاة الشيخ علي بن محمد المنذري في عام الف وثلاثمائة وثلاثة وأربعين للهجرة‬ ‫وقد ألف مؤلفات متعددة منها كتاب مختصر في التوحيد يسمى (نور التوحيد)‬ ‫‏‪ ٤٣‬ه‬ ‫ومنها كتاب (الصراط المستقيم) وهو ايضا في التوحيد وهو رسالة مختصرة ومنها كتاب رد فيه‬ ‫على مؤلف كندي نصراني الف كتابا في عهد المأمون رادا فيه على صديق له هاشمي مسلم‬ ‫كان في بلاط المأمون وقد دعاه الهاشمى الى ان يدخل في دين ‪ -‬الله تعالى ۔ فانكر ذلك الرجل‬ ‫هذه الدعوة وحاول ان يطمس بعض الحقائق في رسالة وجهها الى ذلك الصديق الذي ابتدأه‬ ‫بالدعوة فاطلع عليها الشيخ المنذري وقد كتب كتابا في الرد على ما كتبه النصراني بعنوان‬ ‫(الرد على النصراني الكندي) في نحو مائتين وستة وثمانين صفحة والكتاب لايزال موجودا‬ ‫خطوطا بوزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬وفي هذا الكتاب مناقشة دقيقة للعقيدة النصرانية‬ ‫من خلال الرجوع الى العهدين العهد القديم والعهد الحديث مما يدل على ان الشيخ كان‬ ‫على اطلاع على هذين الكتابين وكان على معرفة بالاناجيل واختلافها وتفاوت عباراتها في‬ ‫عرض كثير من الحقائق ‪.‬‬ ‫وللشيخ المذكور ايضا شرح على كتاب (محتصر الخصال) وكتاب مختصر الخصال هو‬ ‫للأمام الفقيه العلامة ابراهيم بن قيس الهمداني الحضرمي ‪ ،‬الذي هومن اباضية حضرموت‬ ‫وكان في القرن الخامس الهجري وكان على صلة بعلياء عيان وائمتها في ذلك الوقت وقد‬ ‫رأيت مسودة هذا الشرح أي شرح الشيخ المنذري على هذا الكتاب قبل نحو ثلاثين عاما‬ ‫منذ الآن والكتاب ۔ كيا هو ۔ معروف لانه كتاب متداول مشهور وقد طبعته وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة اخيرا وهو كتاب يشتمل على ابواب في الفقة بعضها في الاديان والعبادات‬ ‫وبعضها في المعاملات وبعضها ايضا ني الاخلاق ‪.‬‬ ‫وقد اختصر الشيخ المنذري _ فيا اخبرت ۔ كتاب (الاستقامة) للامام المشهور ابي سعيد‬ ‫الكدمي إلا انني لم اطلع على هذا المختصر وله مؤلفات اخرى © ولعمه الشيخ عبدالقه بن‬ ‫علي المنذري ايضا مؤلفات ولكنني لم اطلع على شىع منها وإنما سمعت عنها‪.‬‬ ‫هذا ولنرجع قليلا الى الخلف بعد ما انتهى عهد السلطان سعيد بن سلطان وجاء دور‬ ‫ابنه السيد ماجد ابن سعيد فقد ظلت العلاقة مستمرة ما بين عيان وما بين زنجبار بشرق‬ ‫افريقيا في ظل حكم السلاطين البوسعيد الموجودين هنا وهناك‪ ،‬ثم جاء بعد ذلك عهد‬ ‫السيد برغش بن سعيد والسلطان برغش بن سعيد حرص على ان يدخل بالبلاد أي شرق‬ ‫افريقيا طورا جديدا فأنشأ المباني العمرانية المتطورة ومد انابيب المياه الى المدينة من مكان بعيد‬ ‫نوعا ما‪ .‬وحاول ايضا ان يطور الثقافة والوعي هناك ‪ ،‬واتى بأول مطبعة تطبع الكتب العربية‬ ‫هناك هذه المطبعة‪ ،‬ابتدأت الطباعة فيها في عام ألف ومائتين وسبعة وتسعين (‪١٢٩٧‬ه) ‏‪٥‬‬ ‫وابتدأ أول ما ابتدأ بطباعة قاموس الشريعة الذي يقع في تسعين مجلدا وقد طبع مننه السلطان‬ ‫برغش سبعة عشر ‏(‪ ).١٧‬مجلدا ثم طبعت كتب اخرى واستمر السلاطين هناك يطبعون على‬ ‫تلك المطبعة مجموعة من الكتب العيانية وغيرها الى عهد السلطان حمود بن محمد بن سعيد‬ ‫‪ ١٨٤‬۔‬ ‫‏_‪_-‬‬ ‫ابن سلطان وفي عهد السلطان برغش انتقل كثير من علياء عيان وأدابائها من عيان الى‬ ‫شرق افريقيا لاسباب بعضها يعود الى ما كان في عيان آنذاك من فتن قبلية وتقاتل ما بين‬ ‫العمانيين أنفسهم في ظل العصبيات القبلية البغيضة وبالتأكيد فان مشايخ العلم‪ .‬ما كانوا‬ ‫يرتاحون الى ذلك الوضع وما كانوا يتلاءمون وينسجمون مع افكار زعياء القبائل الذين كان‬ ‫معظمهم اجهل من عشائرهم ولذلك كانوا يقودون عشائرهم الى هذه الحروب الطاحنة ؛‬ ‫ومن هذه الاسباب ضيق المعيشة في عيان آنذاك واتساعها هناك في شرق افريقيا فقد كانوا‬ ‫يعيشون هناك عيشة رغدة ‪.‬‬ ‫ومن تلكم الاسباب تشجيع السلطان برغش بن سعيد لأهل العلم ث فلذلك حاول كثير‬ ‫من العلياء الهجرة من هنا الى هناك‪ ،‬فكانت هجرة الشيخ يحى بن خلفان بن ابي نبهان‬ ‫الخروصي الذي تولى رئاسة القضاء هناك وكانت هجرة الشيخ سالم بن عديم البهلاني‬ ‫الرواحي الذي اصطحب معه ابنه وهو صغير هو العلامة المشهور الشاعر الكبير ابو مسلم‬ ‫ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي ‪ ،‬فقد ذهب الشيخ سالم بن عديم من سلطنة‬ ‫عيان الى سلطنة زنجبار في عام ألف ومائتين وخمسة وتسعين للهجرة ‏(‪ ٢٩٥‬‏‪)،‬ه‪ ١‬وكان معه‬ ‫ابنه ابو مسلم وكان ابو مسلم انذاك حسب ما قيل لي لايتجاوز السبعة عشر عاما‪ ،‬فظل‬ ‫الاب والابن هناك وتولى الاب القضاء ايضا عند السلطان برغش بن سعيد وظل ابنه يتعلم‬ ‫ويتولى بعض المناصب الدينية في عهد ذلك السلطان وبعد خمس سنوات رجع الابن الى‬ ‫عمان ثم بعد ما قضى خمس سنوات اخرى هنا في عيان عاد أدراجه الى شرق افريقيا ليلقي‬ ‫بها عصى الترحال وظل هناك الى ان توفي في عام الف وثلاثمائة وتسعة وثلاثين (‪١٣٣٩‬ه)‏‬ ‫ولم اطلع على شىء من المؤلفات للشيخ سالم بن عديم مع انه كان مشهورا انه من كبار‬ ‫العلياء في ذلك الوقت ولربيا كانت له اجوبة ولربما كانت له مؤلفات وقد تلاشت‪ .‬اما ابنه‬ ‫ابو مسلم فقد عني بالتأليف كيا عني بقرض الشعر وعني بالصحافة في نفس الوقت وترك‬ ‫مؤلفات جمة من بينها كتاب (نثار الجوهر) وهو اشهر مؤلفاته وهو كتاب ينبىعء عن غزارة علم‬ ‫مؤلفه فانه يربط فيه بين الفقة والحديث وفي نفس الوقت يصل الفروع فيه بالاصول وهو‬ ‫يبحث المسألة‪ .‬بحثا أصوليا بحيث يؤصل كل مسألة ويؤصل ما جاء بها من خلاف فيتناول‬ ‫اقوال العلماء من مختلف المذاهب الاسلامية وكأنما الكتاب أراده مؤلفه ان يكون موسوعة‬ ‫فقهية اسلامية شاملة لجميع المذاهب الاسلامية ‪.‬‬ ‫والكتاب يدل على عمق اطلاع مؤلفه فانه اطلع على مؤلفات الائمة الأوائل وكان ينقل‬ ‫تلكم‬ ‫مؤلفات ‏‪ ١‬صحاب‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬ستجد‬ ‫نقله عا‬ ‫عن‬ ‫فضلا‬ ‫نفسها‬ ‫ا لمؤلفات‬ ‫من هذه‬ ‫‪ ١٨٥‬۔‬ ‫‏_‬ ‫المذاهب فكان ينقل عن الامام الشافعي في كتابه (الأم) وكان ينقل عن الامام مالك في كتابه‬ ‫(المدونة) وعن الموطأ‪ ،‬وينقل ايضا عن أئمة الحنفية من كتبهم المشهورة (الهداية وشروحها) ‪.‬‬ ‫والمبسوط للامام السرخسى ‪.‬‬ ‫وبالجملة فان الكتاب يدل على سعة علم مؤلفه كيا يدل ايضا على اطلاعه على كتب‬ ‫الحديث مع قلة المراجع الحديثية في ذلك الوقت لان المطابع ما كانت قد نشرتها مثلا نشرتها‬ ‫الآن ولكن وقف له الاجل بالمرصاد فلم تتحقق امنيته في انجاز هذا الكتاب المبارك بل وصل‬ ‫فيه الى كتاب (الجخنائز) واشتمل الكتاب على مقدمة في التوحيد ثم على كتاب (الطهارات)‬ ‫وكتاب (الصلاة) ثم على كتاب (الصوم) ويقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات تم المجلدان‬ ‫الاول والثاني ونهايةالمجلد الثاني بنهاية أبواب الصلاة أما المجلد الثالث فهو في الصوم }‬ ‫ونثر في هذا الكتاب كتاب (جوهر النظام) للامام العلامة المحقق نور الدين السالمي _ رحمه‬ ‫"الله تعالى ۔‬ ‫ومن تأمل هذا الكتاب وجد ۔ كيا يقول بنفسه ۔ شرحا من جوهر ولأصله الذي هو أرجوزة‬ ‫العلامة الصائغي في الفقة وبيا ان صاحب الجوهر قدم كتاب الصوم على كتاب الجنائز فان‬ ‫مؤلف النثار ايضا سار هذا السير فلذلك كان انتهاء كتابه بكتاب الجنائز ولم يأت إلا بعض‬ ‫احكامها وقيل لي بأنه كان يتحرى بأن يكون في اثنين وعشرين مجلدا مع ان مجلداته ضخمة‬ ‫جدا كيا هو واضح بعد ما صور هذا الكتاب وتداولته الايدي وتناقله الناس من مكان الى‬ ‫مكان ‪.‬‬ ‫ولهذا الشيخ من المؤلفات كتاب (العقيدة الوهبية) وهو كتاب جم الفائدة اد" اند لم يوجد‬ ‫بكامله وقد برز في هذا الكتاب في البحوث الكلامية وخصوصا في مسألة الأسہ‪٠‬‏ ‪:‬ا‪.‬سميات‬ ‫هل الاسم هو عين المسمى أم ان الاسم هو غير المسمى كيا ان له كتبا في نة الرسول‬ ‫«تنه‪ .‬وهو كتابه (النشأة المحمدية) ومنها كتاب (النور المحمدي) وله ايضا كتاب في‬ ‫اسياء القه يسمى (ارواح الاسرار والواح الأنوار) وجمع افكاره الشعرية في كتاب سياه كتاب‬ ‫(النفس الرحماني في اذكار ابي مسلم البهلاني) أتى فيه بثيانية أذكار‪ ،‬الذكر الاول منها الوادي‬ ‫للقدس الذي هو عبارة عن قصيدة تائيه على قافية واحدة تقع في ألف وستيائة بيت دعا الله‬ ‫تبارك وتعالى في هذه القصيدة بجميع اسيائه الحسنى وتوسل اليه ۔ سبحانه وتعالى فيها‬ ‫ومن بين هذه الاذكار (المعرج الاسنى في اسيء اله الحسنى) ومن بين هذه الاذكار ايضا‬ ‫(درك المنى في تخميس سموط الثنا) وقد خمس في هذا الذكر قصيدة للامام المحقق العلامة‬ ‫الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي وكان الشيخ يبتهل بها الى ربه سبحانه وتعالى } ويتضرع اليه‬ ‫‏‪ ١٨٦ _-‬۔‬ ‫بأن يغيث المسلمين وان يجمع كلمتهم وان يرأب صدعهم وقد حرص العلامة ابو مسلم ان‬ ‫مع الاصل لفظا ومعنى © كا يدل على‬ ‫الانسجام‬ ‫منجا تمام‬ ‫القصيدة‬ ‫تخميسه لهذه‬ ‫يكون‬ ‫ذلك مطلع هذا التخميس فان القصيدة مطلعها‪:‬‬ ‫وإذ بالخمس يقول ‪:‬‬ ‫۔ اوجه باسم الله وجه شهودي‬ ‫۔ لعز جلال الله رب وجودي‬ ‫له وصمودي‬ ‫اخلاصى‬ ‫‪ -‬تسابيح‬ ‫بكل لسان قد بتثن وجيد‬ ‫سموط ثناء في سموط فريد‬ ‫وحب له في لب قلبي وقشره‬ ‫وخوف يوازيه رجاء لبره‬ ‫وشكر ومن لى ان اقوم بشكره‬ ‫اذا نشرت منه اجل برود‬ ‫وحمد تغص الكائنات بنشره‬ ‫وشوق يذيب النفس لاعج حره‬ ‫ووقفة مضطر اسير بفقره‬ ‫واخلاص ستر نوره حشو ستره‬ ‫ويبعث قبل البعث من هو مودى‬ ‫وذكر له تحيا النفوس بذكره‬ ‫صرفت مرادي فيه طوعا لصرفه‬ ‫حقيقة ذكرى انني عين ظرفه‬ ‫حباني به طيبا عرفت بعرفه‬ ‫فما مسك دارين يشاب بعود‬ ‫تعطرت الآفاق من طيب عرفه‬ ‫وعندما جاء الى الموضوع الاساسي للقصيدة وهو ابتهاله الى الله بأن يغيث المسلمين‬ ‫ويقهر اعداء الدين ‪ -‬ان يقطع دابر الملحدين قال‪:‬‬ ‫الهى عدو الله يشفى غليله‬ ‫سبيلك يدينها ويعلي سبيله‬ ‫يغالب أمر الله حتى يحيله‬ ‫اركبي ومواضيه انعمي بورود‬ ‫فيا غارة الله اغضبي وخيوله‬ ‫‏‪ ١٨٧‬۔‬ ‫بدورة‬ ‫استمري‬ ‫ودائرة السوء‬ ‫عليه ومقت الته خذه بسورة‬ ‫بثورة‬ ‫ويابطشة الله اسحقيه‬ ‫تريحهم من كفرهم بلحود‬ ‫ومني على الاعداء منك بزورة‬ ‫ومرقهم اللهم كل مزق‬ ‫باهلك غلبا فيلقا بعد فيلق‬ ‫ونكل بهم وامحقهم بالتنفرق‬ ‫عليهم وحصن شامخ ووصيد‬ ‫ويارب مزق كل سور وخندق‬ ‫طغوا في بلاد الله لما تطقهم‬ ‫وتغييرك اللهم لم يعتنقهم‬ ‫خذهم وبقهم‬ ‫بالمرصاد‬ ‫وانك‬ ‫عواقب مكر في البلاد شديد‬ ‫فامكر بهم واذقهم‬ ‫وقد مكروا‬ ‫مرجس‬ ‫لقد وطئوا الدنيا برجس‬ ‫وعانوا بظلم في عبادك مضرس‬ ‫من البغي تجريها بكل صعيد‬ ‫فطهر بقاع الارض منهم بانفس ‪.‬‬ ‫الهي قبيل جاحد لك قد غوى‬ ‫يعاديك لا يألو على حربك انطوى‬ ‫ابده ومن والاه وحيا وما حوى‬ ‫فتيل ومأسور يرى وطريد‬ ‫وشرد بهم في كل أرض فلا سوى‬ ‫بغيرتك اللهم ياحامي الحمى‬ ‫بسطوتك اللهم يارافع السيا‬ ‫سميع دعائي كن عليهم مدمدما‬ ‫لعاد وفرعون جرى وثمود‬ ‫وصب عليهم سوط منتقم كيا‬ ‫ودنبم‬ ‫وعذبهم نكر العذاب‬ ‫واهنهم‬ ‫وشدد عليهم وطأة‬ ‫وعن كل خزي ربنا لا تصنهم‬ ‫فيا قوم نوح منهم ببعيد‬ ‫ولا تبق ديارا على الأرض منهم‬ ‫‪ ١٨٨‬۔‬ ‫‏‪._-‬‬ ‫فالمطلع على هذا التخميس من غير ان يعرف ان الاصل لغير المخمس يتوهم ان الجميع‬ ‫لناظم واحد نظرا للتوافق والانسجام الذي بين الأصل والتخميس ‪.‬‬ ‫هذا وكان ۔ كيا قلت ۔ للعلامة ابي مسلم دور ريادي في الصحافة هناك فقد انشأ مجلة‬ ‫سميت آنذاك (النجاح) وتولى رئاسة تحريرها فترة طويلة وكان يتابع الاحداث في العالم‬ ‫الاسلامي ويهتم بكل ما يجري ني العالم ولا يألو جهدا ان يشارك اخوانه المسلمين جميع‬ ‫همومهم ولا أدل على ذلك من انه كان ۔ على بعد الشقة ۔ يحرص على ان يراسل اخوانه‬ ‫المسلمين الذين يهتمون بالقضايا الاسلامية ويجتمعون من اجل القضايا الاسلامية في ذلك‬ ‫الوقت الذي لم تتوفر فيه وسائل الاعلام التي توفرت في وقتنا هذا فعندما كانت الدعوة‬ ‫الفرعونية في مصر قائمة وكان الناس يدعون ان مصر فرعونية وهي دعاية استعيارية لقطع‬ ‫صلة المصريين بالاسلام واعتبار المسلمين مستعمرين دخلاء عليهم وانعقد من أجل ذلك‬ ‫مؤتمر إسلامي برئاسة (رياض باشا) في مصر ما كاد يسمع ابومسلم هذه الأنباء حتى بادل‬ ‫اخوانه المسلمين هناك همومه وأرسل اليهم قصيدة عصياء يؤيد فيها المجتمعين في ذلك المؤتمر‬ ‫وكانت فاتحة القصيدة ‪:‬‬ ‫أخر‬ ‫بأدوار‬ ‫الدور‬ ‫ينقضي‬ ‫البشر‬ ‫أدوار‬ ‫العالم‬ ‫هزت‬ ‫ضايق العالم وارتاد القمر‬ ‫الدهرله‬ ‫كل دور رقص‬ ‫الليل يتلو السحر‬ ‫إن نصف‬ ‫جلدا‬ ‫سعها‬ ‫العالم‬ ‫أيها‬ ‫ويذ ر‬ ‫منبا‬ ‫يرضع‬ ‫كلنا‬ ‫حا فل‬ ‫أم‬ ‫ا لنيل‬ ‫هذا‬ ‫ان‬ ‫بسمر‬ ‫شي ء‬ ‫أشبه‬ ‫حية‬ ‫ترضعها‬ ‫حافلنا‬ ‫فغدت‬ ‫ووبر‬ ‫بمشاش س‬ ‫وا غتبطنا‬ ‫دما‬ ‫نم‬ ‫لبنا‬ ‫رضعتها‬ ‫‏‪ ١‬لجر‬ ‫بلع‬ ‫يقنعها‬ ‫لا ولا‬ ‫ترتمي‬ ‫ما‬ ‫يقنعها‬ ‫لا‬ ‫وهي‬ ‫أرواح البشر‬ ‫ان ذي تلقف‬ ‫ذكرتنا بعصا موسى على‬ ‫‏‪ ١‬لحفر‬ ‫في‬ ‫نترا مى‬ ‫وبقينا‬ ‫نيبلنا في الغرب يجري ذهبا‬ ‫‪:‬‬ ‫ال قوله‬ ‫الدرر‬ ‫لا أرضى‬ ‫الانجم‬ ‫أنظم‬ ‫لو يكون الشعر نصرا لم أزل‬ ‫عثر‬ ‫قام‬ ‫النصر ان‬ ‫في‬ ‫قلم‬ ‫لو ملكنا السيف لم نرجع إلى‬ ‫ودعا للمؤتمر وللمؤتمرنن بالنجاح ودعا ل (رياض باشا) نفسه بطول العمر‪.‬‬ ‫الشيخ سيف بن ناصر الخروصي وكانت هجرته الى شرق افريقيا في عام ألف وثلاثائة‬ ‫‏_ ‪ ١٨٩‬۔‬ ‫للهجرة ‪١٣٠٠‬ه‏ على انه لم تنقطع صلته بعيان بل كان يأتي اليها بين الحين والآخر وهذا‬ ‫الشيخ كان قبل عهد السلطان حمود بن محمد مرجع القضاء والفتوى في زنجبار فالشيخ‬ ‫سيف بن ناصر كانت مكانته هنالك مكانة مرموقة وكان شأنه ما بين المسلمين العيانيين‬ ‫وغيرهم شأنا رفيعا وكان له اسهام في التأليف ومن بين مؤلفاته كتابه الذي سبكه سبكا‬ ‫رصينا وهو كتاب (الجامع لأركان الاسلام) تحدث فيه عن اركان الاسلام بعباراته الرصينة‬ ‫التي هي تشبه الى حد بعيد بعبارات صاحب (النيل)‬ ‫ولهذا الشيخ ايضا مؤلف في العقيدة وهو مؤلف تصر سبكه سبكا يشبه سبك (جامع‬ ‫اركان الاسلام) وقد شرحه شرحا موسعا في جزئين وعنوان الشرح (الارشاد بشرح مهمة‬ ‫الأعتقاد) تناول الجزء الأول القضايا الاعتقادية اما الجزء الثاني فقد تناول المذهب وتفاصيلة‬ ‫مانلناحية التاريخية والفكرية ايضا الا ان هذا الكتاب كانت موجودة منه نسخة واحدة‬ ‫النسخة بعد ما وصلت الى ايدينا ولا‬ ‫واظنها بخط مؤلفه وللأسف الشديد تلاشتتلك‬ ‫نعرف مكانها الآن ‪ .‬وكيا ان العيانيين الذين وفدوا الى شرق افريقيا كان لهم اسهاما في‬ ‫التأليف في شتى المجالات ۔ كيا تعلمون ‪ -‬والأمثلة السابقة تدل على ذلك وهي ۔ بالطبع ۔‬ ‫قليل من كثير؛ فان للقبائل العيانية التي تسلسل وجودها هناك ايضا اسهام ومن بين هذه‬ ‫الامثلة التي تدل على ذلك ما ذكرته عن العلامة الشيخ محمد بن علي المنذري وولده الشيخ‬ ‫علي بن محمد فانهيا جميعا ممن ولدوا من العمانيين في شرق افريقيا وكان وجود هذه القبيلة بل‬ ‫وجود هذه السلسلة في شرق افريقيا قبل عهد السلطان سعيد بن سلطان { وكما تعلمون فان‬ ‫للشيخ محمد بن علي مؤلفات ولأخيه الشيخ عبدالته بن علي مؤلفات وان ل نت‪ .:‬عليها إلا‬ ‫إننا سمعنا بتلك المؤلفات فهذه السلسلة مباركة ‪.‬‬ ‫ومن بين العمانيين الذين ألفوا وولدوا في شرق افريقيا العلامة الشيخ عإ بن عبدالله‬ ‫المزروعي وغيره من قبيلة المزاريع ومن بين هؤلاء الشيخ الأمين علي المزروعي الذي ألف من‬ ‫بين مؤلفاته رسالة مختصرة في العبادات سياها (هداية الأطفال) وقد ألفها على نمط العصر‬ ‫الحديث في الكتب المدرسية ‪.‬‬ ‫ومن المؤلفين ايضا بشرق افريقيا ممن ولد بشرق افريقيا الشيخ محمد بن علي بن خميس‬ ‫الرواني هذا الشيخ انتقل والده من عيان الى شرق افريقيا وظل هناك الى ان مات وترك ولده‬ ‫العلامة الشيخ محمد بن علي بن خميس وكان الشيخ العلامة محمد بن علي بن خميس أديبا‬ ‫كوالده بل كانت الناحية الأدبية عنده تطغى على الناحية العلمية والفكرية ولذلك عنى‬ ‫بالادب عناية بالغة وله ديوان شعري وله مقامات ومع انه ولد هناك بشرق افريقيا ما كان‬ ‫‏_ ‪ ١٩٠‬۔‬ ‫ينسى وطنه الأم عيان‪ ،‬ولذلك سمى بعض المقامات التي احتواها كتابه الخاص بذلك‬ ‫باسياء بلدان عيان فهناك المقامة (الصحارية) وهناك فيا اذكر ايضا المقامة (العيانية)‬ ‫ومن بين المؤلفين ممن شبوا وترعرعوا في شرق افريقيا وتعلموا هناك ممن ينحدرون من‬ ‫اصول عبانية الشيخ العلامة سالم بن سعيد الشعبي وقد كان شافعي المذهب وألف كتابا ني‬ ‫الفرائض سياه (اسمى المقالب المبهيات) شرح فيه جانبا من علوم الفرائض خصوصا ما‬ ‫يتعلق بتوريث الاجداد شرحا واسعا مطولا ومن بين هؤلاء ايضا الشيخ سلييان بن محمد‬ ‫العلوي ‪ .‬الذي قضى فترة طويلة في التدريس وله كثير من الطلبة واسمه مشهور هناك في‬ ‫شرق افريقيا وقد ألف شرحا مختصرا لتلامذته على (الاجرومية) للامام الصنهاجي & كيا ألف‬ ‫ايضا شرحا غتصرا لكتاب (متن البناء في علم التصريف) على ان الكثير من طواهم الدهر‬ ‫وممن لم تبلغنا اسياؤهم وبمن لم يبلغنا انتاجهم كان لهم دور في التأليف في شرق افريقيا ممن‬ ‫ينحدرون من أصول عيانية ‪.‬‬ ‫هذا ما استطعت استحضاره الآن في هذه الجلسة ‪.‬‬ ‫واستمحيكم عذرا بأن ذلك كله كان ارتجالا ولم يكن ناشئا عن التفكير وعن اعداد وعن‬ ‫بحث وتنقيب وقد كان الاحرى ان نرجع الى المظان التي يمكن منها ان نستلهم ما هو اكثر‬ ‫من هذه الحقائق وأسأل الله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬التوفيق © ولا يفوتني هنا ان اشكر وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة وعلى رأسها سمو الوزير الموقر السيد فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد وان‬ ‫اشكر سعادة الأخ العزيز رئيس المنتدى وجميع العاملين بوزارة التراث القومي والثقافة على‬ ‫ان يوفق الجميع لما‬ ‫اتاحة هذه الفرصة للحديث الى هذا الجمع الكريم وأسأل الله ۔ تعالى‬ ‫ذيه الخير في ظل القيادة الرشيدة لعاهل البلاد المفدى ۔ حفظه الله تعالى ۔ وشكرا لكم‬ ‫رالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪.‬‬ ‫_۔‪0‬‬ ‫‪ ١٩١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫_‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫ر‬ ‫!‬ ‫‪,‬‬ ‫ل‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بناج نم تابلاعف ىدتنملا يبدألا‬ ‫الاسهام الهاني في لمجالات الثقافية والفكر ية‬ ‫العهد البورسعيديره‬ ‫الافر يقية في‬ ‫مجاهل القارة‬ ‫والكشف عن‬ ‫صغيرون‬ ‫ابراه يم الزين‬ ‫‪.‬‬ ‫كة بو ۔جامعة السلطان قابوس‬ ‫ان الاهتيام بدراسة التراث العربي الاسلامي في إفريقية عامة وشرقها بوجه خاص قد‬ ‫أصبح أمرا عاجلا وملحا نسبة للتحديات الفكرية والحضارية التي واجهت الاسلام‬ ‫والعروبة في فترة الهيمنة الأوروبية على هذه القارة ‪ .‬فالدراسات الأوروبية وحتى الكثير من‬ ‫الدراسات الافريقية الحديثة والمعاصرة والمتأثرة بالمنهج الاستعياري الغربي قد كرست‬ ‫مفاهيمها وتصوراتها ومناهجها لتشويه تاريخالعرب في افريقية وحشدت الكثير من‬ ‫المفتريات والشبهات لتخلق نوعا من الحفوة والت عر بين العرب والأفارقةر‪.»١‬‏ ومن ثم ففان‬ ‫دراسة الدور الطليعي للعانيين في انتشار الثقافة العربية الاسلامية في شرق افريقيا ينبغى‬ ‫مكانا متميزا في التاريخ الافريقي لاسباب عديدة من بينها‪ :‬ان ارتباط عيان بالقارة‬ ‫ان ل‬ ‫يقية ليس بالحدث الحديد بل ان جذوره تضرب في أعياق التار يخ ‪..‬فالتواصل البشري‬ ‫والحضاري بين عيان وافريقية يرجع الى عصور موغلة في القدم ‪ .‬فقد كان البحر‬ ‫‪.4‬‬ ‫بين السواحل الافريقية وشبه جزيرة العرب‬ ‫الأحمر والميحط الهندي يشكلان همزتي ‪7‬‬ ‫“با كان التجار العرب وفي مقدمتهم العمانيون أول من نقل المؤثرات العربية الى القارة‬ ‫الهجرات البشرية قد شقت طريقها قبل ظهور الاسلام‬ ‫ان بعض‬ ‫الافريقيةر‪ .2‬كذلك‬ ‫وبعده وازدادت أهمية هذه الهجرات وفاعليتها بظهور الاسلام الذي اعطاها السند‬ ‫الروحي والمضمون السياسي ‪ .‬وهذا أدى بدوره لامتزاج الحضارة العربية بالحضارات‬ ‫المتعددة للشعوب الافر يقية مما جعل العالم العربي وإفريقية بحكم روابط الخوار في الموقع‬ ‫الجغرافي وسرعة الاندماج بين شعوبهيا وتاريخها الحافل بالكفاح المشترك أقرب الى التضامن‬ ‫والتفاهم ‪.‬‬ ‫ومن جهة اخرى ان القيام بمثل هذه الدراسة كان ولايزال تكتنفه صعوبات عديدة ‪.‬‬ ‫من ناحية المصادر والمراجع المتاحة وهذا مرده لفقدان الكثير من الوثائقوالسجلات العربية‬ ‫(٭) شاركت هذه الدراسة في ندوة (العيانيين ودورهم الحضاري والريادي في شرق افريقيا والتي اقامها المنتدى في‬ ‫الفتزة من ‏‪ ٢٨‬۔ ‪١٩٩٢/٩/٢٩‬م‪.‬‏‬ ‫‏_ ‪ ١٩٣‬۔‬ ‫وغلبة المصادر الأجنبية التى اتسمت بالكثير من المعلومات الخاطئة والتى استهدفت مسخ‬ ‫وتشويه الدور الاسلامي والحضاري للعرب وخاصة العمانيين منهم في ارساء قواعد الأصول‬ ‫الحضارية في افريقية الشرقية ‪ .‬ومن هنا تنبع أهمية هذه الندوة التاريخية وهي خطوة في الطريق‬ ‫الصحيح ودليل يبشر بتعاظم الاهتمام بهذه الحقبة المشرقة والوضاعءة في التاريخ العماني واعادة‬ ‫كتابتها بعد تنقيتها من الشوائب والاخطاء المتعمدة لانها تمثل ولاشك جزءا حيويا وعنصرا‬ ‫أساسيا وفاعلا في التراث العري الاسلامي في إفريقيةرم‪.2‬‬ ‫ومن الناحية التاريخية قد ركزت هذه الدراسة على العصر البوسعيدي لأنه باجماع المصادر‬ ‫المحلية والأجنبية يمثل العصر الذهبى للوجود العماني في شرق افريقية لاسييا في عهد السيد‬ ‫سعيد بن سلطان البوسعيدي (‪١٢١٩‬۔‪١٢٧٣‬ه۔ ‏‪ ٤‬‏)م‪٦٥٨١‬۔‪ ٠٨١‬وقد ساعد الاستقرار‬ ‫الذي ساد تلك الفترة وقوة شخصية السيد سعيد وحنكته السياسية والادارية على الازدهار‬ ‫في شتى مجالات الحياةرث‪ .‬فقد كان لترسيخ الحكم العياني في زنجبار اثار حضارية عميقة‬ ‫شملت كل نواحى الحياة في شرق وأواسط افريقية وفي الأماكن التى اتصل بها العمانيون‬ ‫والتي لاتزال آثارها واضحة للعيان في المجتمعات الافريقية ‪ .‬وقد شاركت عدة عوامل فاعلة‬ ‫في جعل العامل الحضاري العياني عاملا مؤثرا في هذه الأماكن وفي مناطق شرق افريقية‬ ‫بصفة عامة إلا ان هذه الدراسة تنحصر أهدافها في التركيز على الاسهام الحياني في المجالات‬ ‫الثقافية والفكرية والكشف عن مجاهل القارة الافريقية ‪.‬ويمكن ان نجمل أهم نتائج هذا‬ ‫الدور فييا يلي ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الاسلام‬ ‫انتشار‬ ‫‪0‬‬ ‫وغنى عن القول ان قمةالدور الحضاري الذي أسهم به عرب عيان في الشرد‪ :‬الماضي‬ ‫كان في مجال الدعوة الاسلامية والتي تمثل حجر الزاوية والأساس والمنح رااجرن الذي‬ ‫لاينضب الذي جاء في ركابه الاسهام العماني في المجالات الثقافية والفكرية ف شرق‬ ‫إفريقية ‪ .‬فقد شهدت فترة البوسعيديين مرحلة مهمة من مراحل انتشار الاسلام ني شرق‬ ‫افريقية‪ .‬حيث اشرق نور الاسلام لأول مرة في المناطق الداخلية من البر الافريقى‬ ‫واستشرف افاقا جديدة في ربوع أوغنداره؛ وأعالي نهر الكونغو (الزائيرحاليا) وفي رواندا‬ ‫وبوروندى وذلك فضلا عن تنجانيقا (في تنزانيا الحالية) ومنطقة نياسا (ملاوي حاليا) وزامبيا‬ ‫وموزمبيق ‪ .‬ففي ذلك العهد اصبحت زنجبار مركز اشعاع اسلامي منذ ان اتخذها السيد‬ ‫سعيد بن سلطان حاضرة الحكم العياني في شرق افريقية عام ‪١٢٤٨‬ه‪١٨٣٢/‬م‪.‬‏ وعن‬ ‫هذا المفهوم يحدثنا احد العاملين في حقل الدعوة الاسلامية في تاريخنا المعاصر عن انطباعاته‬ ‫حين قام بزيارة الجزيرة في عام ‪١٣٩٢‬ه‪١٩٧٣/‬م‏ فيقول‪:‬‬ ‫‪ ... ..‬وهكذا مضى الحكم الطويل برخائه وبؤسه‪ ،‬وقد كان الكل مسلمين ولازال‬ ‫الاسلام حتى يومنا هذا هو الدين السائد في الجزيرة كلها‪ .‬وتتميز زنجبار عن سائر‬ ‫‏‪ ١٩٤‬۔‬ ‫۔‬ ‫مقاطعات شرق افريقية بظاهرتين ‪-:‬‬ ‫الأولى ‪ :‬بروز المظاهر الاسلامية في شتى أنحاء الجزيرة ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬الطابع العربي في مظاهر المدينة الخارجية كالمباني والطرقات ويعود ذلك الى اصالة‬ ‫الاسلام في سكانها بصورة تكاد تشمل جميع السكان على اختلاف اجناسهم‪ .‬حيث تولى‬ ‫المسلمون الحكم فيها خلال عهود طويلة متقادمة‪ .‬ومما يغني عن الاسهاب فييا تعرضنا له‬ ‫‏‪٣٥٧‬‬ ‫حول الاسلام ان زنجبار وشقيقتها بيمبا (الجزيرة الخضراء) تضيان على صغرهما‬ ‫مسجدا واحدا‬ ‫وبهذا نعلم اذا استعرضنا عدد السكان ان لكل مائة شخص‬ ‫مسجدا‬ ‫باستثناء النساء ‪ .‬وقد كانت زنجبار وفي زمن ليس ببعيد منتدى افريقية الشرقية‪ .‬فقد كانت‬ ‫تلقى الدروس في أروقة المساجد على يد نخبة من الرجال الافذاذ الذين بلغوا أعلى‬ ‫المستويات العلمية (الدينية)ر‪.»٦‬‏‬ ‫وقد تم انتشار الاسلام في العهد البوسعيدي عن طريق قوافل التجار العيانيين القادمين‬ ‫من زنجبار والمدن الساحلية الاخرى وكان يطلق عليهم في المصادر المحلية والأجنبية لقب‬ ‫(الزنجباريين) وكان ذلك قبل منتصف القرن التاسع عشر الميلادي وذلك عن طريق‬ ‫التسرب السلمي لدعوة قامت على الاقناع الذي كان يقوم به دعاة متفرقون لايملكون حولا‬ ‫ولا طولا إلا إيمانهم العميق‪ .‬ولعل من أهم الطرق التجارية التي أسسها العمانيون في‬ ‫الكشف عن مجاهل القارة الافريقية وعن طريقها توغل الاسلام وانتشر في المناطق التي أشرنا‬ ‫اليها انفا حيث كان التجار العيانيون الى جانب نشاطهم التجاري يقومون بالدعوة الى‬ ‫الاسلام ‪ ،‬ثلاث طرق رئيسية لتجارة القوافل العربية المتجهة من ساحل شرق افريقية نحو‬ ‫الداخل وهير(‪:)١‬‏‬ ‫‏(‪ )١‬الطريق الأوسط ويبدأ من الموانىء المواجهة لزنجبار مثل تانغة وبنغاني وبغيايو‬ ‫طابورة التي يتفرع عندها الطريق الى‬ ‫الى مدن وسط تنجانيقا خاصة‬ ‫‪ )8‬ويتجه‬ ‫(و‬ ‫فرعين ‪:‬‬ ‫البحيرات الاستوائية ويؤدي الى مملكة بوغندا (‪3‬ةصوں‪ )8‬أهم‬ ‫فرع شيالي ال هضبة‬ ‫الممالك في أوغندا الحالية وفرع جنوبي غربي الى منطقة اوجيجي وحوض نهر الكونغو‪.‬‬ ‫وقد زاد حجم التجارة على طول هذا الطريق ابتداء من القرن التاسع عشر بسبب‬ ‫ارتفاع اسعار العاج العالمية ‪ .‬ودخل العمانيون وأتباعهم من السواحليين في علاقات ودية مع‬ ‫قبائل الانيامويزى (نتع“صور‪١‬ا)‏ التي تسكن هذه المنطقة من اجل تسهيل مهامهم التجارية ‪.‬‬ ‫وكان هذا الطريق اهم الطرق التجارية على الاطلاق التي ارتادها العيانيون نظرا لخبرتهم‬ ‫الطويلة به ولأنه اكثر أمنا الى جانب عوائده التجارية العالية وبالتالي قد كان من أهم الطرق‬ ‫الت أسهمت في انتشار الاسلام في مناطق متعددة من شرق وأواسط افريقية ‪.‬‬ ‫_ ‪١٩٥‬‬ ‫‏(‪ )٢‬الطريق الشيالي الممتد من ممباسة ومالندى الى هضبة البحيرات خاصة المناطق‬ ‫الشرقية لدولة اوغندا الحالية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬الطريق الحنويى وهو يمتد من كلوة المدينة الاسلامية التاريخية المشهورة في جنوب‬ ‫تنزانيا حاليا ويتجه عبر جنوب تنجانيقا وشيال موزمبيق الى بحيرة نياسا‪ .‬وقد كان التجار‬ ‫العمانيون قد دخلوا في تحالف مع قبائل الياو (‪٥‬ه‪)٢‬‏ الت كانت تجلب العاج ومنتجات الداخل‬ ‫الاخرى وتبيعها لتجار القوافل العربية ‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر انه في أواخر عهد السيد سعيد بن سلطان في عام ‪١٢٦٨‬ه‪١٨٥٦٢/‬م‏‬ ‫فقد تم فتح طريق تجاري جديد يربط الساحل الشرقي لافريقية بساحلها الغربي عبر بحيرة‬ ‫تنجانيقا‪ .‬وفي ذلك العام وصلت أول قافلة من زنجبار في المحيط الهندي الى بنقويلا ‪-‬ء‪)8‬‬ ‫)اع في الساحل الفري الافريقي على المحيط الاطلسىر‪.»٨‬‏‬ ‫ولعمل أهم الدعاة العمانيين من الوراد الأوائل الذين تركوا أثرا بعيدا ومهيا بالنسبة‬ ‫لانتشار الاسلام ي اوغندا هو الشيخ أحمد بن ابراهيم العامر ي ‪ .‬ويعتبر وصول هذا التاجر‬ ‫من زنجبار الى بلاط الملك (سنا) (ةصصدك) في مملكة بوغندا معلما بارزا ونقطة تحول في تاريخ‬ ‫المملكة إذ يعتبر هذا الحدث بداية دخول الاسلام ني أوغندا‪ .‬وتشير المصادر الى أن الشيخ‬ ‫احمد ابن ابراهيم العامري من اوائل التجار العمانيين الذين وصلوا الى تلك المملكة ‪ .‬وقد‬ ‫وضح ذلك من مذكرات أمين باشا التي اورد فيها ان الشيخ العامري اخبره بأن أول زيارة‬ ‫‏‪ ١٦٠‬‏‪/٣٤٨١‬ه م((‪.‬‬ ‫له لبوغندا قد عمقت ف عام‬ ‫وتتفق المصادر المحلية والأوروبية بأن هؤلاء التجار ورحلاتهم التجارية وما يتم فيها من‬ ‫تبادل للمنافع والسلع كان يصحبه دائيا تبادل في الآراء والأفكار مما أفسح المجال لانتشار‬ ‫الاسلام في تلك البقعة النائية والمناطق الاخرى في اواسط افريقية ‪ .‬ولعل أحم ما وقع في‬ ‫هذه الفترة واشارت اليه المصادر موقف الشيخ احمد بن ابراهيم العامري الشجاع الذي ابداه‬ ‫في البلاط الملكي تجاه بعض اليارسات الهمجية والوحشية التي تتمثل في قتل وسمك دماء‬ ‫الابرياء من رعايا الملك قربانا للآلهة‪ .‬وذلك تمشيا مع متطلبات وطقوس الديانة الوثنية‬ ‫الافريقية (لوباري عودا ) الت كان يعتنقها أهل بوغندا وعلى رأسهم الكباكا (الملك)‬ ‫الذي يمثل السلطة الزمنية والروحية في ذلك المجتمع ‪ .‬وفي احدى المرات أصدر الكباكا‬ ‫أوامره بالقيام بهذه المذبحة وذلك تمشيا مع طقوس الديانة التقليدية وروحها الهمجية الوثنية &‬ ‫فيا كان من الشيخ العامري إلا ان وقف متحديا الكباكا وسط دهشة الحاضرين مخاطبا‬ ‫ومعاتبا اياه قائلا ‪:‬‬ ‫انا هم عحلوقات‬ ‫«‪ . . . .‬مولاى ان هؤلاء الرعايا الذين تسفك دماءهم كل يوم بغير حق‬ ‫الته ۔ سبحانه وتعالى ۔ الذي خلقك وانعم عليك بهذه المملكة»(‪.&١٠‬‏‬ ‫‏‪ ١٩٦‬۔‬ ‫‪-‬۔‬ ‫وكانت دهشة الحاضرين في البلاط الملكى أقوى وأشد عندما تميز الكباكا بضبط النفس‬ ‫وأجاب الشيخ احمد بان آلهته هي التي منحته هذه المملكة واستمر الشيخ احمد يكرر له في‬ ‫اصرار ويركز على فكرة الله الواحد الأحد الى ان بدأ الكباكا يتساءل في حيرة عن الله هذا‬ ‫الذي يتحدث عنه الشيخ احمد والذي يعتبره الخالق للكون وما حوى والذي له ما في‬ ‫ورويدا رويدا انفتح قلب وعقل الكباكا وطلب من الشيخ احمد ان‬ ‫السموات والأرض‬ ‫يعلمه عن هذا الدين الذي لامكان فيه للشرك وعبادة وتقديس الأفراد مثل الكباكا‬ ‫واستجاب الشيخ احمد لرغبته ومضى يعلمه في صبر واناة وركز بصفة خاصة على مسألة‬ ‫التوحيد والحياة الاخرى والبعث وموضوع الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ‪.‬‬ ‫وهكذا بدا الكباكا يتعلم مبادىء الدين الاسلامي وتشير المصادر بأن الشيخ احمد‬ ‫ان يعلمه اربعة اجزاء من القران الكريم قبل وفاة الكباكا في عام‬ ‫استطاع‬ ‫‏‪ ٢٣‬‏‪.‬م‪/٦٥٨١‬ه‪ ١‬وبذلك انفتح الباب على مصراعيه بعد هذه الخطوة المباركة ليمهد‬ ‫الطريق امام انتشار الاسلام في أوغندا والمناطق المجاورةر‪.»١١‬‏‬ ‫هذه القصة نموذج أصيل لعمل الطلائع من الدعاة المسلمين من اليانيين في ربوع‬ ‫القارة الافريقية وشخصية الشيخ احمد بن ابراهيم العامري نموذج رائع للداعية المسلم‬ ‫يدعو للاعجاب والتقدير فقد كانت اخلاقه سامية وشخصيته قوية ومؤثرة وجذابة وفيه‬ ‫شجاعة وايثار لامخشى في الله لومة لائم ويباشر دعوته مع تحبارة يزاولها واحيانا يتفرغ للدعوة‬ ‫والتعليم فيلتنف الناس حوله من يوم الى يوم وينجذبون للدعوة الاسلامية ‪.‬‬ ‫هذا الأساس المتين الذي وضعه الشيخ العامري ومن أتى بعده من التجار العمانيين‬ ‫رالسواحليين اتضحت معالمه في صحوة إسلامية شاملة في عهد الملك موتيسا الأول‬ ‫ابدى موتيسا حماسا منقطع النظير للاسلام‬ ‫;‪-١٢٧٢‬۔‪١٣٠٢‬ه‪/‬‏ ‪١٨٥٦‬۔‪١٨٨٤‬م)‏ ‪ .‬فقد‬ ‫بل تعداها الى المالك المجاورة‬ ‫عمل على نشره ليس وسط قومه في مملكة بوغندا فحسب‬ ‫عندما كتب الى كاباريجا (دوعدطد) ملك بنيورو (‪٥٥‬رصں‪)8‬‏ داعيا له وناصحا بالدخول في‬ ‫الاسلام واصدر توجيهاته الى سكان الاقاليم باعتناق الدين الاسلامي واقامة شعائره وتشييد‬ ‫المساجد‪.‬‬ ‫وقد اتضح النفوذ الاسلامي الكبير في البلاد في تلك المكانة المرموقة والمتميزة التي حظي‬ ‫بها التجار العمانيون في عهده واتخاذهم مستشارين له وتبادله الهدايا والرسائل مع سلاطين‬ ‫زنجبار الذين عاصر منهم كلا من السيد ماجد بن سعيد (‪١٨٧٠-١٨٥٦‬م)‏ والسيد برغش‬ ‫بن سعيد (‪١٨٨٨_١٨٧٠‬م)‪،‬‏ كيا منح بعض السواحليين ولايات ليقوموا بادارتها وتصريف‬ ‫شؤونها‪ .‬ليس هذا فحسب بل أدخل لأول مرة العمل بالتقويم الهجري في كافة انحاء‬ ‫المملكة وأمر الرؤساء وزعياء القبائل بالتحلي والالتزام بالآداب والأخلاق الاسلامية في‬ ‫المعاملات اليومية والاجتراعيةر‪.)١٦٢‬‏‬ ‫‪ ١٩٧١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ومع ذلك فان الدور الذي أسهم به العيانيون في انتشار الاسلام في شرق وأواسط‬ ‫افريقية في عهد البوسعيديين لايزال ينتظر المزيد من البحث والدراسة خاصة من وجهة النظر‬ ‫العربية الاسلامية لقلة المصادر التى كتبها المسلمون في هذا المجال‪ .‬فهناك الكثير من الجنود‬ ‫المجهولين الذين نجد اخبارهم متناثرة ومتفرقة خاصة في المصادر الأوروبية المتمثلة في الوثائق‬ ‫الحكومية الرسمية وتقارير بعثات الارساليات التنصبرية ‪ .‬وعلى سبيل المثال لا الحصر تذكر‬ ‫هذه المصادر الدور الذي قام به الشيخ خميس بن جمعة الذي أسلم على يده الملك موتيسا‬ ‫والشيخ عبدالرحمن بن عبيد بن حمود الذي كان مندوبا شخصيا للسيد برغش بن سعيد‬ ‫سلطان زنجبار في بلاط الملك كاباريجا عاهل بنيورو وكان ايضا من مستشاريه المقربين ‪ .‬وقد‬ ‫قام هذا الشيخ بجهد واضح في مجال الدعوة الاسلامية عن طريق اقامة المساجد وتزعم‬ ‫الجالية الاسلامية من التجار العمانيين والسواحليين والمسلمين الوطنيين(‪.»١٣‬‏‬ ‫وتشير مصادر جمعية الكنيسة التبشيرية الى عدد من التجار العيانيين الذين تزعموا الحركة‬ ‫الاسلامية وقاوموا وعارضوا نشاط الارساليات النصرانية في أوغندا في الربع الاخير من القرن‬ ‫التاسع عشر‪ .‬ومن الاساء التي ترددت في وثائق الكنيسة في هذا الصدد برز كل من الشيخ‬ ‫سليمان بن زاهر الجابري وهو ايضا من الاصدقاء المقربين للسيد برغش بن سعيد سلطان‬ ‫زنجبار وكان يترأس الجالية العيانية من التجار وله دور قيادي في رعاية وتوحيد صفوف‬ ‫المسلمين الأوغنديين في مجابهة الخطر الصليبى المتمثل في نشاط الجمعيات والارساليات‬ ‫النصرانية الأوربية ‪ .‬وكان من ابرز معاونيه من التجار العمانيين كل من مسعود بن عبيد‬ ‫وسعيد بن سيف وصالح بن سالم وغيرهمر‪.»١٤‬‏‬ ‫ولا ننسى في هذا الاطار الدور الريادي الذي قام به اشهر التجار العمانيين على الاطلاق‬ ‫في شرق وأواسط افريقية الشيخ حميد بن محمد بن جمعة المرجبي ومعاونه ووكيله الشيخ محمد‬ ‫بن خلفان البرواني وما قاما به من تأسيس امارة عربية اسلامية في منطقة اعالى الكونغو كانت‬ ‫‪.‬‬ ‫تدين بالولاء لسلطنة زنجبار الاسلاميةره‪.٨‬‏‬ ‫وقد أشار الشيخ المغيري في «جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار» الى هذا النشاط الاسلامي‬ ‫بوضوح ولكن في اختصار شديد عندما ذكر‪:‬‬ ‫ه ‪ . . .‬ومما لا ريب فيه ان العرب العمانيين من رعايا السيد سعيد هم الذين شيدوا‬ ‫المراكز في داخلية البر الافريقي للتجارة وتسلطوا على طرقها وبنوا المستعمرات العربية‪.‬‬ ‫وجعلوها مركزا لنشر الديانة الاسلامية ‪ .‬ونشر سلطة زنجبار»ر‪.)١٦‬‏‬ ‫وفي المراجع الحديثة التي اهتمت بالنشاط العري في أواسط افريقية تعرض البعض‬ ‫للدور الذي قام به عرب عيان في انتشار الاسلام والذي جاء نتيجة لنشاطهم التجاري في‬ ‫منطقة الكونغو وفي تفسير هذه الظاهرة ذكر احد المراجع بأن العرب لم يستخدموا ضغطا‬ ‫سياسيا ولا قهرا على الوطنيين ولم يقوموا بفرض حضارتهم ودينهم ‪ .‬ولكنهم حققوا كسبا دينيا‬ ‫‏_ ‪ ١٩٨‬۔‬ ‫بجانب الكسب الاقتصادي وذلك بدخول الوطنيين الاسلام سلميا دون اكراه‪ .‬وقد علل‬ ‫ذلك بأسباب في مقدمتها مكانة العرب في نظر الأفارقة الذين رغم ۔ تفوقهم ‪ -‬لم يكونوا‬ ‫متكبرين عليهم‪ .‬وما لاحظوه من الامانة في المعاملات التجارية وعدم التعصب او النظرة‬ ‫المتهافتة تجاههم‪ .‬اضافة لروح التسامح إذ لم ينكر الاسلام عليهم عاداتهم وتقاليدهم‬ ‫الاجتماعية مثل تعدد الزوجاتر‪.)١٧١‬‏‬ ‫وقد أسهم العمانيون ايضا في دخول وانتشار الاسلام في منطقتي رواندا وبوروندي ‪ .‬وهنا‬ ‫تجدر الاشارة الى الدراسة التى اجرتها كوليت ميزون الباحثة الاجتياعية الفرنسية في كلتا‬ ‫المنطقتين‪ .‬ولعل ابرز ما توصلت اليه هو خصائص المجتمع الاسلامي الذي تكون نتيجة‬ ‫هجرات قبائل الحرث العيانية في تلك المناطق في اواسط افريقية ‪ .‬وقد انتشر الاسلام ايضا‬ ‫في هذه البلاد بالوسائل السلمية التي افرزتها المعاملات والنشاط التجاري والاندماج في‬ ‫اللجتمعات الافريقية عن طريق الزواج والمصاهرة‪ .‬فقد تبلورت بمرور الزمن مجتمعات‬ ‫حضرية إذ ان الأغلبية العظمى من المهاجرين العمانيين كانوا يعيشون في المدن الكبيرة }‬ ‫وعلى سبيل المثال ذكرت الباحثة بأن ثلاثين في المائة من مسلمي رواندا'يقيمون في كيجالي‬ ‫بينما يقيم سبعون بالمائة من مسلمي بوروندى في بوجومبرا عاصمة البلادره‪.٨‬‏‬ ‫دور العلماء ونشاطهم التربوي والتعليمي في زنجبار وشرق افريقية ‪:‬‬ ‫من المعالم البارزة الجديرة بالتسجيل والاشادة المكانة السامية والاحترام والتكريم الذي‬ ‫لقيه العلماء من سلاطين زنجبار‪ .‬وقد كان هذا العمل سمة بارزة أرسى قواعدها السيد‬ ‫سعيد بن سلطان البوسعيدي مؤسس الدولة في شرق افريقية والذي خص العلياء من كافة‬ ‫وعلى ذلك فقد كانت روح التسامح الديني والمذهبي من‬ ‫برعايته واحترامه‪.‬‬ ‫ذاهب‬ ‫ا‪.‬نصائص المميزة لهذه السياسة التى انعكست بصورة ايجابية في الصلات الطيبة والوثيقة‬ ‫اتي سادت بين العلياء على الرغم من ان المذهب الاباضي هو المذهب الرسمي للدولة ‪ .‬وقد‬ ‫‪٫‬رزت‏ هذه الروح في اوساط العلياء والفقهاء والقضاة وذلك في ظهورهم على قدم المساواة في‬ ‫جالس السلاطين وني تعيينهم لمناصب الدولة واتخاذهم مستشارين للسيد سعيد وأبنائه من‬ ‫بعدهر‪.)١٩‬‏‬ ‫فالعلماء والفقهاء كانوا القوة المحركة في سلطنة زنجبار الاسلامية في مجالات حيوية‬ ‫متعددة‪ .‬فقد كانوا هم الذين يبسطون العدل بتطبيق حكم الشرع في زنجبار وملحقاتها كيا‬ ‫اوكلت لهم مهام التربية والتعليم والارشاد وبالتالي الاشراف على النظام التعليمي واشاعة‬ ‫القيم الاسلامية في مجتمع زنجبار وشرق افريقيةر‪.»٢٠‬‏‬ ‫ومن ثم فقد افردوا حيزا كبيرا من وقتهم للاطلاع ‏‪ ١‬لواسع والتبحر في د‪.‬راسة ا لعلوم‬ ‫الشرعية الاسلامية ‪ .‬كيا اسهموا بالتأليف ووضع المصنفات والشروح في شتى فروع العلوم‬ ‫الاسلامية واللغة العربية وآدابها‪ .‬ومن هذا المنطلق ولتحقيق الهدف المنشود فقد قاموا‬ ‫‪ ١٩٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫بالرحلات العلمية للاحتكاك والافادة من مصادر المعرفة الاصيلة في المعاهد العلمية الكبيرة‬ ‫ومراكز الدراسات الاسلامية في الأراضى المقدسة وغيان وحضرموت ‪ .‬وبمرور الأيام كونوا‬ ‫لأنفسهم مركزا مرموقا ومستقلا لايقل عن المراكز الاسلامية التقليدية الاخرى في العالم‬ ‫الاسلامى«‪.>٢١‬‏‬ ‫وقد أسهم هؤلاء العلياء في نشر الوعي والثقافة الاسلامية تدريسا وتأليفا وتتلمذ على‬ ‫ايديهم اعداد غفيرة من سكان زنجبار وملحقاتها والمناطق المجاورة والداخلية في شرق‬ ‫افريقية‪ .‬ولعله ليس من السهل في هذه الدراسة ان نتناول جميع العلياء وإنما سنكتفي‬ ‫بتقديم باقة محتارة على سبيل المثال لا الحصر برزت منذ منتصف القرن الماضي واستمر نشاط‬ ‫بعضهم وتواصل عطاؤهم وعطاء من تتلمذ عليهم حتى منتصف هذا القرن‪ .‬وقد خلفوا‬ ‫الكثير من المؤلفات اكثرها لايزال عحطوظا أو مفقودا والقليل المنشور باللغة العربية‬ ‫والسواحلية وقد تناولت شتى الموضوعات المتعلقة بالتراث الاسلامي في شرق افريقية والذي‬ ‫لايزال ينتظر الاهتمام بجمعه أولا ثم العناية بتحقيقه ودراسته بعد ذلك ‪.‬‬ ‫ومن العلياء الذين ترددت اسياؤهم في المصادر العربية والأجنبية وفي فترات مختلفة من‬ ‫تاريخ زنجبار وشرق افريقية الحديث والمعاصر والتي اوردت بعض المعلومات القليلة التي‬ ‫تتعلق بنشاطهم ومؤلفاتهم لمعت بعض الاسياء من امثال الشيخ عبدالله بن مبارك بن عبدالله‬ ‫النزوي أول قاض أباضي تم تعيينه في عهد السيد سعيدرء» والشيخ ناصر بن جاعد‬ ‫الخروضي (‪١١٩٢‬۔‪١٢٦٢‬ه‪١٧٧٨/‬۔‪١٨٤٧‬م)‏ هو من كبار علياء المذهب الاباضي ومن‬ ‫المستشارين المقربين للسيد سعيد والذي كان يستنير بارائه ويبعثه بمهام كبيرة خاصة في عيان‬ ‫وذلك لاسداء النصح وتذليل بعض المشاكل التى تواجه ابنه السيد ثويني ف ه۔‪ ..‬تتر ‏‪. )٢٣‬‬ ‫ومنهم الشيخ علي بن خميس بن سالم البرواني (‪١٢٦٩‬۔‪١٣٠٤‬ه‪٥٢/‬؛‪١٨٨٦..١,‬م)‏‬ ‫والذي تتلمذ على ايدى صفوة علياء الأباضية في زنجبار في عهد السيد برغش برن سعيد من‬ ‫أمثال الشيخ يحيى بن خلفان الخروصي والشيخ محمد بن سلييان المنذري والشيخ خميس بن‬ ‫القحطاني‬ ‫سالم الخصيبيرإ‪.»٢٤‬‏ ومن مشاهير العلماء ايضا الشيخ محى الدين بن شيخ‬ ‫‏‪/٠٩٧١-٩٦٨١‬ه‪ ١‬م ‏)(‪ .)٢٥‬والشيخ علي بن عبدالله بن نافع المزروعي‬ ‫‪٢٨٦١٠‬‬ ‫‏(‪٥‬‬ ‫الأموي‬ ‫عبدالعزيز‬ ‫(‪١٢٤١‬۔‪١٣١٢‬ه‪١٨٩٤١٨٢٥/‬م)رم»‏ والشيخ‬ ‫(‪١٢٤٨‬۔‪١٣١٤‬ه‪١٨٣٢/‬۔‪١٨٩٦‬م)‪)٢٧‬‏ والشيخ العلامة الشاعر ناصر بن سالم بن عديم‬ ‫الرواحي (‪١٣٣٩-١٢٧٣‬ه‪١٩٢٠-١٨٥٥/‬م)‪)٢٨‬‏ والشيخ عبدالله بن حمد باكثير الكندي‬ ‫‏(‪ - ١٨٦٤‬‏؛‪٩٢‬ر)م‪ ٥٢٩١‬والشيخ الأمين بن علي بن نافع المزروعي‬ ‫‏(‪ ١٢٨١‬۔ ‪١٣٤٤‬ه)(‪/‬‬ ‫‪١٨٩١‬۔‪١٩٤٧‬م)‪.‬ح)‏ ومن العلياء المتأخرين الذين كان لهم جهد كبير‬ ‫(‪١٣٠٩‬۔‪١٣٦٧‬ه‏ ‪/‬‬ ‫في مجال الكتابة التاريخية وأسهموا بمؤلفات أفادت كثيرا هذه الدراسة الشيخ سعيد بن علي‬ ‫_‬ ‫‪٢ ٠٠‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫المغيري صاحب ه«جهينة الأخبار في تاريخ زنجباره والشيخ عبدالقه بن صالح الفارسي الذي‬ ‫كان قاضى قضاة كينيا وأسهم بكتابه القيم « البوسعيديون حكام زنجبار(‪.)٣١‬‏‬ ‫‪:‬‬ ‫التربية والتعليم‬ ‫أما في مجال التعليم فقد كانت نواته الأولى وبداياته المبكرةتتمثل في المدرسة القرانية‬ ‫في مجملها القاعدة‬ ‫) الككتاب) وحلقات الدرس في المساجد ودور العلماء والتي كانتتشكل‬ ‫الأساسية للتعليم الاسلامي التقليدي في زنجبار والمراكز الاسلامية الاخرى في شرق‬ ‫افريقية مثل بيمبا «الجحزيرة الخضراء» ولامو وممباسة ومالندى وكلوةر‪٢‬م)‪.‬‏ فقد كانت هذه هى‬ ‫المؤسسات التربوية التي ارتكز عليها التعليم على امتداد المجتمع السواحلي في شرق افريقية‬ ‫والتي مازالت تؤثر تأثيرا واضحا في صياغة الانسان الافريقي المسلم وعلى تكوين الثقافة‬ ‫السواحلية ‪ .‬وهكذا ارتبطت المراحل الاولى في التعليم في المجتمع السواحلي بالاسلام‬ ‫ولذلك نجد ان التعليم قد اتبع نهجا اسلاميا واضحا في طريقته ومضمونه ‪ .‬ويظهر ذلك‬ ‫بجلاء في المراكز التي أشرنا اليها والتي يؤمها الطلاب من الجنسين حيث يدرسون القرآن‬ ‫الكريم والتفسير والفقة ومبادىء اللغة العربية وهي دراسة تهدف الى غرس القيم الاسلامية‬ ‫وتعليم السلوك القويم«‪٣‬م‪.‬‏ ولعل اصدق ما يبرز لنا هذا الجهد التعليمي والمنهج الذي‬ ‫اختطه وسار عليه بعض العلياء في شرق افريقية ‪ ،‬والذين جاهدوا بيالهم وعلمهم ما قام به‬ ‫كل من الشيخ سعيد بن علي المغيري في الجزيرة الخضراء (جزيرة بيمبا) والشيخ الامين بن‬ ‫علي المزروعي في مدينة ممباسة والمناطق المجاورة لهما‪ .‬فقد جاء في ترجمة الشيخ المغيري انه‬ ‫فضلا عن اسهامه الكبير في مجال التأليف والكتابة التاريخية فقد اسهم ايضا في انشاء‬ ‫المساجد والمدارس والأعمال الخيرية والتي تبرز بجلاء الدور العياني في مجال الدعوة الاسلامية‬ ‫جاء في مقدمة محقق كتاب‬ ‫العلمية والتربوية ونشر الثقافة الاسلامية‪.‬‬ ‫وأثره فايلجوانب‬ ‫جهينة الأخبار؛ مايلي ‪:‬‬ ‫«‪ . . .‬والشيخ سعيد الى هذا رجل من كبار مزارعي القرنفل والنارجيل وكان حريصا‬ ‫على عمل الخبر‪ .‬ويخاطب حكومة زنجبار كثيرا في مصالح الجزيرة الخضراء‪ ،‬حتى اطلق‬ ‫عليه‪ .،‬ديك الجزيرة وله أعمال جليلة خيرية في الجزيرة الخضراء ‪ ،‬منها قيامه ببناء مسجد‬ ‫ببلدة ويتة بمشاركة اخوانه من المسلمين‪ .‬واقامة مدرسة دينية ملحقة بهذا المسجد وقد‬ ‫اشترك في اقامة تذكار في بلدة ويتة للسيد خليفة بن حارب بمناسبة مرور خمسة وعشرين‬ ‫عاما على ارتقائه عرش زنجبار‪ .‬وهذا التذكار يستعمل برزة‪ .‬كيا انه اقام تذكارا آخر في بلدة‬ ‫ويتة لجلالة السيد سعيد بن سلطان بن أحمد الامام‪ .‬جد العائلة المالكة لزنجبار ولغيان ©‬ ‫وهو الموجد لشجرة القرنفل في زنجبار وفي الجزيرة الخضراء{ وهذا التذكار عبارة عن مدرسة‬ ‫تسمى المدرسة السعيدية‪ ،‬وقد اشترك في بناء هذه المدرسة كل الطوائف الاسلامية وغير‬ ‫الاسلامية ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٠١‬۔‬ ‫ايضا المصلى الذي كان موجودا بقرب الفرضة على البحر بويتة على‬ ‫وبنى الشيخ سعيد‬ ‫نفقته الخاصة‪ .‬وشيد مسجدا في بلدة مكواني للاباضية بمشاركة اخوانه المسلمين ‪.‬‬ ‫ومن أعيال الشيخ سعيد ايضا بناؤه مدرسة إسلامية في ناحية كفوندى من أعيال ويتة ‪.‬‬ ‫وقد اوقف عليها ألف قورة قرنفل من شانبة كمباني‪ .‬يقدر دخلها السنوي بخمسين ألف‬ ‫شلن تقريبا‪ .‬وقد أوقف بيته الكائن بجوار بيته الكبير ببلدة ويتة لينفق المتحصل من تأجيره‬ ‫البيت‬ ‫هذا‬ ‫ثمن‬ ‫الاضحى ‏‪ ٠‬وكان‬ ‫في عيد الفطر وعيد‬ ‫الفقراء‬ ‫واكرام‬ ‫الصائمين‬ ‫افطار‬ ‫الموقوف يقدر في وقته بثلاثين ألف شلن ‪ .‬وكذلك اوقف بيته المبنى في أرض الحكومة ببلدة‬ ‫الاباضية بساحل ويتة ويقدر‬ ‫ويتة لتعليم الدين الاسلامى في المدرسة الموجودة بقرب مسجد‬ ‫الوقت بعشرين ألف شلنر‪٤‬م)‏ ‪.‬‬ ‫ثمن هذا البيت في ذلك‬ ‫أما ما قام به الشيخ الأمين بن علي المزروعي فيعتبر نموذجا اخر لجهود ودور العلاء‬ ‫العمانيين في مجال التربية والتعليم ‪ .‬فقد جاء في مقدمة كتاب مخطوط لهذا الشيخ تناول فيه‬ ‫هذا‬ ‫الكبير في‬ ‫العالم واسهامه‬ ‫هذا‬ ‫جهود‬ ‫على‬ ‫الضوء‬ ‫يلقي‬ ‫افريقية ‏‪٠‬‬ ‫شرق‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫جزءا‬ ‫المجال الحيوي ‪ .‬ومما جاء في هذه المقدمة ‪:‬‬ ‫«‪ ...‬فلأجل الدعوة الى الحق والى ترك الباطل‪ ،‬ولأجل الارشاد العام للخاصة‬ ‫وفتح مدرستن واحدة‬ ‫الى زارها ‪1‬‬ ‫جميع البلد ان‬ ‫بلدة ممباسة وفي‬ ‫ف‬ ‫دائا‬ ‫يدرس‬ ‫والعامة ‏‪ ٠‬كان‬ ‫أنفق عليها من جيبه الخاص ومن‬ ‫في ممباسة واخرى في قرية (غوى) من أعيال ممباسة‬ ‫تبرعات أهل الخير وقليل ماهم‪ .‬ولأجل هذا أ لف نيفا وثلاثين كتابا طبع بعضها وبعضها‬ ‫الآخر لم يطبع‪ .‬بعضها باللغة العربية واكثرها باللغة السواحلية التي تكتب بالحروف‬ ‫وحاجة‬ ‫دامس‬ ‫ظلام‬ ‫ف‬ ‫والى هى‬ ‫افريقية ‪1‬‬ ‫شرق‬ ‫ف‬ ‫الاستعمال‬ ‫الضائعة‬ ‫هي‬ ‫إذ‬ ‫اللاتينية‬ ‫عليم ‪:‬‬ ‫قائل‬ ‫مرن‬ ‫عناهم عز‬ ‫فدخل فيمن‬ ‫النور‬ ‫الى‬ ‫الظلمات‬ ‫من‬ ‫مخرجها‬ ‫من‬ ‫الى‬ ‫قصوى‬ ‫ه ‪ . . .‬ومن احسن قولا ممن دعا الى الته وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين‪ :‬صدق الله‬ ‫العظيم ‪ ،‬ولو لم يكن له الا كتابه في الفقة المسمى (هداية الاطفال) المقرر تعليمه في جميع‬ ‫أ لا حرة ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫جليلا‬ ‫‏‪ ١‬لدنيا وذخرا‬ ‫ف‬ ‫كبيرة‬ ‫مأثرة‬ ‫‏‪ ١‬فريقية ومد ارسها لكفاه‬ ‫شرق‬ ‫مساجد‬ ‫فضلا عن ان له تاليف في التفسير وفي أحاديث الرسول صلى الته عليه وسلم وني جميع‬ ‫مهےات أبواب الفقه»ر‪.»٣٥‬‏‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لمحسنين‬ ‫تبرعات‬ ‫حركة ‏‪ ١‬لتعليم قد تضا فر فيها ‏‪ ١‬لجهد ‏‪ ١‬لجكومى مع‬ ‫ان‬ ‫‏‪ ١‬ملاحظ‬ ‫ومن‬ ‫‪ -‬ورضوا نه مما يؤكد‬ ‫سبحا نه وتعال‬ ‫۔‬ ‫وجهه‬ ‫ا بتغغا ء‬ ‫بسخا ء‬ ‫‪ 1‬نفقوا‬ ‫‏‪ ١‬لذين‬ ‫المر وا لتقوي‬ ‫أهل‬ ‫غيرتهم على دينهم ورفعته وعلو متهم لنشر العقيدة الاسلامية والثقافة العربية الاسلامية‬ ‫الجزر والسواحل وامتد هذا الجهد فييا بعد ليشمل مناطق البر الافريقى الداخلية ‪ .‬وعلى‬ ‫‪ ٢٠٢‬۔‬ ‫‏_‬ ‫سبيل المثال لا الحصر افقد قامت الحكومة في زنجبار بتشييد مدرسة تحبيش وقد كان من‬ ‫أهدافها تربية أبناء البلاد على الاخلاق والقيم الاسلامية الفاضلة‪ .‬وفي سنة‬ ‫‏‪ ٦٧‬ه ‪٩٤٨/‬ا‪١‬م‏ رأت الحكومة ان تنقل هذه المدرسة من كجيشى الى مقر أرحب وأوسع‬ ‫بالقرب من بيت الرآسى أحد مأثر السيد سعيد بن سلطانرد‪٦‬م»‪.‬‏ ومن المدارس التى شيدتها‬ ‫الحكومة البوسعيدية مدرسة بويتة عاصمة الجزيرة الخضراء وقد تم افتتاحها رسميا في ‏‪١٩‬‬ ‫‏‪ ٤٢‬‏م‪ ٩١‬وقد تشرف بفتحها الشيخ سعيد‬ ‫الموافق ‏‪ ٦‬يناير عام‬ ‫ه‬ ‫من ذي الحجة عام ‏‪٩‬‬ ‫ابن علي المغيرى المؤرخ العياني المشهور وقد جاء في خطبة الافتتاح التي ألقاها الشيخ المغيري‬ ‫ما يلى ‪:‬‬ ‫«باسم الحكومة وباسم مدير المعارف وباسم التلاميذ والمتعلمين افتتح هذه المدرسة في‬ ‫هذا اليوم وهي وحيدة من نوعها بهذه الجزيرة والله سبحانه وتعالى ندعو ان يبارك فيها للوطن‬ ‫وأبنائه فتخرج لنا من طلابها أمة راقية ترفع هذا الوطن وأبناءه وترشدهم بنور العلم الى ما‬ ‫فيه خير الدارين ‪ . . .‬امين»(‪.»٢٧‬‏‬ ‫يتضح مما سبق وما جاء فيى خطبة الشيخ المغيرى اهتمام الحكومة في زنجبار برعاية وتوسيع‬ ‫رقعة التعليم في محتلف المناطق داخل زنجبار وبقية اقاليم السلطنة ‪ .‬وقد أورد الشيخ المغيرى‬ ‫ايضا اهتيام سلاطين زنجبار بالتعليم وتنوعه لمواجهة متطلبات النهضة التي شهدتها البلاد‪.‬‬ ‫مما دفعهم الى التفكير بابتعاث بعض الطلاب الى البلاد الأوروبية في فترة مبكرة من القرن‬ ‫الماضى‪ .‬فقد ذكر على سبيل المثال ان السيد ماجد بن سعيد سلطان زنجبار في الفترة‬ ‫(‪١٨٧٠-١٨٥٦‬م)‏ كان عازما على أرسال بعثة عربية تتكون من عشرين طالبا الى اوربا‬ ‫لتعلم الصناعات وسائر العلوم العصرية لكن عاجله الأجل ووافته المنية قبل تنفيذ هذا‬ ‫الملشروعر‪٨‬ح»‪.‬‏‬ ‫ومن السادة البوسعيديين الذين شجعوا التعليم وأوقفوا له بعض اموالهم السيد المخسن‬ ‫حمود بن احمد البوسعيدي ر‪٠‬ح»‏ الذي بنى مسجدا بزنجبار وجعل له وقفا ينفق منه لطلبة العلم‬ ‫والمعلمين والقائمين فيه‪ .‬كيا قام بتشييد مدرسة لتعليم القران الكريم في منطقة (بوبوبو) في‬ ‫زنجبارر‪.»٤.‬‏‬ ‫وجاء في (جهينة الأخبار) ايضا ان السلطان علي بن حمود بن محمد البوسعيدي‬ ‫(‪-١٩٠٦‬۔‪١٩١١‬م)‏ هو أول من انشأ مدرسة تعلم العلوم العصرية في زنجبار عام ‪١٩٠٨‬م‏‬ ‫وصار يمدها بالمال وكان في طليعة اساتذة هذه المدرسة السلطانية عند افتتاحها كل من‬ ‫الشيخ الشاعر عبدالرحمن بن محمد الكندي والشيخ الأديب احمد بن حمدون الحارئير‪ ١‬‏‪.٤‬‬ ‫هذه النهضة التعليمية التى شهدتها سلطنة زنجبار ني العهد البوسعيدي شجعت‬ ‫الجياعات والعناصر الاسلامية الاخرى المقيمة في السلطنة‪ .‬والتى انخرطت في خدمة‬ ‫الدولة‪ .‬الاسهام بدورهم في هذا المجال الحيوي خاصة المجموعات السكانية من أهالي‬ ‫جزر القمر وحضرموت مما اثرى التجربة التعليمية وجعلت من زنجبار مركز اشعاع وكعبة‬ ‫‪ ٢٠٣‬۔‬ ‫‏_‬ ‫يحج اليها العلياء والدارسون من شتى الاقطار الاسلامية خاصة أبناء المسلمين المنتشرين في‬ ‫السواحل وجزر القمر ومناطق أوغندا والكونغو في البر الافريقي ‪ .‬فقد قام بعض سكان جزر‬ ‫القمر بالعمل في مجال التدريس فمنهم على سبيل المثال الشيخ فاضل بن علي القمري الذي‬ ‫كان يقوم بالتدريس في مسجد غوفؤ ومنهم الشيخ العلامة السيد عبدالرحمن بن احمد بن‬ ‫جمل الليل والذي كان يدرس في مسجد فوغا في زنجبار علوم النحو والبيان والفرائض وقد‬ ‫كان‬ ‫باوزير الذي‬ ‫عبدالله‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫ومنهم الشيخ‬ ‫زنجبار‪.‬‬ ‫أبناء‬ ‫الكثير من‬ ‫يده‬ ‫على‬ ‫تتلمذ‬ ‫شنغاني وقد أسس مع اخوانه مدرسة القمر‬ ‫امام منزله وفي محد‬ ‫الناس‬ ‫كان يدرس‬ ‫الذي‬ ‫والجمعية القمرية لتعليم أولادهم اللغة العربية والانجليزية وغيرهم من العلياء والمدرسين‬ ‫القمريين الذين قاموا بخدمة العلم والثقافة في زنجبارر‪.)٤٢‬‏‬ ‫وقد اتضح هذا الدور العياني في تشجيع القمريين للعمل في خدمة الدولة في المجال‬ ‫التعليمي خاصة في عهد سلاطين زنجبار المتأخرين من أمثال السيد علي بن حمود‬ ‫(‪-١٩٠٢‬۔‪١٩١١‬م)‏ والسيد خليفة بن حارب (‪١٩٦٠-١٩١١‬م)‪.‬‏ ولعل من ابرز العلياء‬ ‫والذي‬ ‫المكلا‬ ‫الفاضل الشيخ برهان بن ححمد‬ ‫الاستاذ‬ ‫المجال‬ ‫الدولة في هذا‬ ‫الذين خدموا‬ ‫اللغة ا لعربية واد ‏‪ ١‬مها وقد أ سهم‬ ‫‏‪ ١‬علام علاء زنجبار وكان له باع طويل ف علوم‬ ‫من‬ ‫ا صبح‬ ‫في خدمة التعليم تدريسا وتأليفا‪ .‬وقد ذكر الشيخ المغيرى بأنه نبغ في العلوم العربية حتى‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لفتيا ن‬ ‫) مرشد‬ ‫مؤلفاته‬ ‫ومرن‬ ‫وا لبيا ن‬ ‫‏‪ ١‬لنحو وا لصرف‬ ‫في‬ ‫كتب‬ ‫وله‬ ‫‪6‬‬ ‫زنجبار)‬ ‫) بسيبوبه‬ ‫لقب‬ ‫علم البيان» كيا كان له مؤلفات محطوطة في تاريخ جزائر القمر وديوان شعر في المدح والرثاء‬ ‫والتهاني‪ .‬وقد كان بحق يعتر من أصحاب الخدمة الطويلة الممتازة في مجال التعليم في‬ ‫الغترة من‬ ‫‏‪ ١‬لمدرسة ‏‪ ١‬لحكومية وذ لف ف‬ ‫برها ن زهاء ثلاثين عاما ف‬ ‫حيث عمل ‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫زنجبار‪.‬‬ ‫‏(‪ ١٩٠٨‬الى ‪١٩٣٩‬م)‪.‬‏ ولقد تخرج على يديه أجيال من شباب المسلمين في زنجبار وشرق‬ ‫‪٣٤».‬رةيقيرفا‪‎‬‬ ‫وامتد أثر العمانيين الحضاري في الجوانب العلمية والمعرفية في البر الافريقي حتى وصل‬ ‫الى هضبة البحيرات الاستوائية ومنطقة أعالي الكونغو في أواسط افريقية ‪ .‬فالدور الريادي‬ ‫الذي قام به جيل الرواد من أمثال الشيخ احمد بن ابراهيم العامري وصحبه الأبرار الذين‬ ‫قاموا بنشر الاسلام في ربوع اوغندا قد أسهم في قيام مجتمع اسلامي متماسك له تقاليده‬ ‫الراسخة وكانت زنجبار ومعاهدها ومراكزها الاسلامية في المناطق الساحلية هى ملاذ وقبلة‬ ‫الزعياء والعلياء والدارسين من أبناء المسلمين الأوغنديين والأنموذج الذي يستمدون منه‬ ‫الالام وكل أسباب المعرفة والثقافة الاسلامية‪ .‬هذا فضلا عن دور الدعاة والمعلمين‬ ‫العمانيين الذين أقاموا في تلك البلاد أو من خلال رحلاتهم التجارية والعلمية التي لم تنقطع‬ ‫‪ ٢٠٤‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫فيقومون بنشر التعليم الاسلامي الصحيح الذي تأصل في النفوس فطبعها بطابع الاسلام‬ ‫ونشطت مجالسه وازدهرت حلقاته في المساجد والمعاهد حتى انتشر في المدن والقرى ممتدا‬ ‫كالسيل الآي في الاحراش والادغال حتى اصبحت كلمة الله في تلك الربوع هي العليا‪.‬‬ ‫وقد كان من الطبيعى ان تثمر هذه الجهود النبيلة من جيل الرواد من الدعاة الميانيين في‬ ‫ظهور مجتمع اسلامي راسخ الجذور وله تقاليد مرعية حفظت للجياعة الاسلامية في أوغندا‬ ‫كيانهم الاسلامي البارز على الرغم من الحملة الصليبية الشرسة التي تعرض لهما المسلمون‬ ‫في تلك البقعة النائية في قلب افريقية ‪ .‬ولعله من المناسب في هذا الاطار ان نعطي لمحة‬ ‫موجزة تبرز بجلاء النتائج التي ترتبت على هذا الدور الحضاري العياني في صياغة المجتمع‬ ‫الاسلامي في أوغندا وبخاصة في مجال الدعوة والتربية والتعليم والقيام برعاية شؤون‬ ‫المسلمين والحفاظ على هويتهم وشخصيتهم المتميزة ‪.‬‬ ‫جاء في تقرير أورده مصدر عري معاصر مايلي ‪_ :‬‬ ‫«فهناك زعياء‪ .‬وهناك مشايخ ‪ .‬ولكل من أولئك الزعماء والشيوخ صلاحياته وارتباط‬ ‫الآخرين به‪ }،‬وقد اقرت الحكومات التي حكمت البلاد هذه العادات التقليدية ‪.‬‬ ‫وعلى رأس زعياء المسلمين المشهورين الأمير المجاهد بدر بن نوحر؛؛‪ .‬ومعالي الاستاذ ابو‬ ‫بكر مايانجاره»‪ .2‬والحاج موسى كسيروء وعلى رأس شيوخهم الشيخ الفاضل شعيبر‪٥‬؛»‪.‬‏‬ ‫والشيخ احمد بن كعب والشيخ علي كلومبار‪٧‬؛»‪.‬‏‬ ‫وهناك شيوخ كثيرون ومعلمون اكثرهم منبثون في كل مقاطعات أوغندا‪ ،‬وقد خدم‬ ‫هؤلاء دعوة الاسلام احسن خدمة‪ ،‬واكثرهم خدمة هو الأمير بدر بن نوح فله يد بيضاء‬ ‫على المسلمين في أوغندا ۔ فلقد وقف الأمير من أراضيه ثمانين هكتارا في سبيل الاسلام ‪3‬‬ ‫أنشأ فيها جامعا فخيا كيا أسس على نفقته الخاصة مدرسة ثانوية في العاصمة كمبالا ووجه‬ ‫عنايته فيها بتعليم الدين © ومن العادات المتبعة هناك في تنصيب الشيوخ‪ .‬هو اجتياع أهل‬ ‫المقاطعة واستدعاء اكبر مجموعة من الزعياء والعلماء‪ .‬فيقام احتفال ديني يتبادل فيه الخطباء‬ ‫كلياتهم‪ ،‬ثم يقدم المؤهلون لتنصيب المشيخة فيلبسهم رئيس الحفل ‪ -‬العامة الاسلامية‬ ‫العربية‪ ،‬ويعلن على الملأ أهليتهم لذلك ليبلغ الحاضر الغائب وهكذا تقام في كل عام‬ ‫تقريبا‪ ،‬ومحول الشيخ بعد ذلك القيام باصلاح ذات البين وبالعقود والانكحة وكتابة الوصايا‬ ‫والوثائق الدينية على نهج الشرع الاسلامي الشريف وبالخطابة الدينية في المحافل العامة‬ ‫وبتفسير القران الكريم والسنة بعنعنة التلقين الى غير ذلك مما يتعلق بالشؤون الاجتياعية‬ ‫الاسلامية‪ .‬ومازال لباس الشيوخ يعطي الصورة الصادقة المشرفة للزي الاسلامي‬ ‫العلمي ‪ ،‬فهو مكون من السروال والثوب ثم الحبة والعمامة الاسلامية المعروفة ‪» . .‬ره؛»‪.‬‬ ‫وهكذا ونتيجة لهذا الجهد التعليمي الذي ازدهر في العهد البوسعيدي تم تعليم الكثير‬ ‫من الافارقة وعلى أيدي تلاميذ هؤلاء العلياء الافذاذ الذين تناولنا سيرتهم العطرة سواء من‬ ‫العمانيين وأتباعهم من المستعربين والسواحليين‪ ،‬تمت مواصلة مسيرة التعليم في شرق‬ ‫‏_ ‪ ٢٠٥‬۔‬ ‫افريقية الذي هيمن عليه الطابع الاسلامي إلا ان عرب عيان قد كان لهم قصب السبق‬ ‫والريادة في هذه الملحمة الخالدة‪ .‬فقد قاموا بنشر هذا النوع من التعليم الذي كانت اللغة‬ ‫العربية وسيلته الرئيسية‪ ،‬ولذا نجد ان المؤثرات الثقافية العربية الاسلامية تنتشر في هذه‬ ‫المنطقة عن طريق المعلم العربي وقد كان لهذا الاسهام العياني في هذا المجال في شرق افريقية‬ ‫نتائج ايجابية من اهمها انه ازال الأمية اولا وربط المجموعات الافريقية المختلفة ببعضها‬ ‫البعض ثانيا ثم مهد الطريق لارتباط هذه المجموعات بالعالم العري والاسلامي ثالثا‪ .‬ومن‬ ‫نتائج ذلك ايضا ان المجموعات الافريقية المسلمة اصبحت تعبر عن رغبتها في الانتماء‬ ‫والارتباط بالعنصر العري في صور مختلفة تنعكس في تراثهار‪٩‬؛»‏ ‪.‬‬ ‫افر يقية ‪:‬‬ ‫العيانية ي زنحبار وشرق‬ ‫المطبعة السلطانية وقيام الصحافة‬ ‫انشاء‬ ‫ومن التطورات المهمة التى ساعدت كثيرا على النهضة العلمية في شرق افريقية تأسيس‬ ‫المطبعة السلطانية في زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد والذي حكم في الفترة‬ ‫(‪١٢٨٧‬۔‪١٣٠٦‬ه‪١٨٨٨_١٨٧٠/‬م)‪.‬‏ وقد قامت هذه المطبعة بنشر العشرات من الكتب‬ ‫العيانية وبخاصة المؤلفات الدينية ‪ .‬وقد حدثنا مصدر عياني وثيق الصلة بسلاطين زنجبار‬ ‫المتأخرين عن دور هذه المطبعة في نشر التراث الدينى والأدبي مشيدا بياثر السلطان برغش في‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا المجال فقال ‪:‬‬ ‫«‪ . . .‬وقد انشأ في زنجبار مطبعة عربية لطبع الكتب الدينية والأدبية وسائر العلوم وهي‬ ‫باقية الى الآن ى ولو لم تطبع هذه المطبعة شيئا الا كتاب هميان الزاد وقاموس الشريعة وحاشية‬ ‫وجامع البسيوى وإزالة الاعتراض ومنظومة مدارج الكال لكفاها‬ ‫الترتيب ومختصر الخصال‬ ‫فكيف وقد طبعت عددا كثيرا من الكتب‪» . . .‬ر‪.)٥٠‬‏‬ ‫وعلى الرغم من ان الشيخ العلامة نور الدين السالمي لم يتناول في تاريخه أخبار زنجبار‬ ‫والسواحل حيث كان جل اهتيامه وتركيزه على عيان إلا انه تعرض لاثر السلطان برغش في‬ ‫سياق حديثه عن السيد سعيد بن سلطان حيث ذكر عن ماثره الحسنة مايلى ‪:‬‬ ‫ه‪ . . .‬جمع الأخبار وقرأ الآثار ولازم العبادة وطبع جانبا من كتب المذهب وجعل‬ ‫للحجاج مركبا يحملهم في كل عام من السواحل وعيان من غير نول وهم فيه مكفولون‬ ‫ذاهبين وراجعين وجح البيت وزار القبر واجزل العطاء واكرم العلماء ورحم الفقراء ونصب‬ ‫اخباره تحتاج الى مجلد وليس ذلك من غرضنا الآن»ر‪»٥٠١‬‏ ‪.‬‬ ‫وبسط‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما جاء في هذا النص المأخوذ من كتاب «تحفة الاعيان» للشيخ السالمي هذا‬ ‫الاهتمام الذي ابداه حكام زنجبار بجمع التراث الديني وطبعه وحفظه ومن ثم هذا التكريم‬ ‫والمكانة السامية المرموقة التي تبوأها العلماء في ذلك المجتمع ‪ ،‬هذا فضلا عن العناية والسهر‬ ‫على خدمة عامة المسلمين في أداء شعائرهم المقدسة‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٠٦ _-‬۔‬ ‫وقد مهد هذا الانجاز الكبير في مجال الطباعة والنشر السبيل لتطور جديد له آثار بعيدة‬ ‫المدى في مجال التوعية ونشر الثقافة العربية الاسلامية ‪ .‬فقد شهدت سلطنة زنجبار في العهد‬ ‫البوسعيدي ظهور الصحافة العيانية في زنجبار حيث انشاوا صحفا منها (الفلق) ورالنجاح)‬ ‫ورالنهضة) و(الاصلاح) و(المرشد) وغيرها من الصحف الرسمية مثل صحيفة (زنجبار) التي‬ ‫كانت تصدر باللغة العربية والانجليزية في ان واحدر‪٢‬ه»‪.‬‏‬ ‫وقد تولى تحرير هذه الصحف نخبة من الأدباء والعلياء الافذاذ من أمثال الشيخ أحمد‬ ‫بن حمدون الحارثي والشيخ الخطيب هاشل ابن راشد المسكري والشيخ عبدالله بن حمود‬ ‫الحارثي والشاعر العلامة الشيخ ناصر بن سالم الرواحي والشيخ ناصر بن سلييان بن ناصر‬ ‫اللمكي { والشيخ الداعية الأمين بن علي المزروعي الذي اصدر جريدة (الاصلاح) في‬ ‫ممباسة بكينيا‪ ،‬والسيد سيف بن حمود بن فيصل مؤسس جريدة «النمضة» والشيخ احمد بن‬ ‫سيف الخروصي وكان يقوم بتحرير صحيفة ه«المرشد»‪ .‬ومن كبار رجال الصحافة ايضا‬ ‫الاستاذ احمد بن محمد بن ناصر بن سلييان اللمكي والشيخ سعيد بن سالم بن محمد‬ ‫الرواحي وهما من الكتاب البارزين وقد تولى كل منهيا رئاسة تحرير جريدة «الفلق»‪ .‬ومن‬ ‫الأسياء التي ترددت في عالم الصحافة في زنجبار الشيخ محمد بن هلال البرواني وسيف بن‬ ‫عيسى البرواني والأديب محمد بن على البرواني صاحب مقامات ابي الحارثٹر‪)٥٣‬‏ ‪.‬‬ ‫وقد كان ميدان الصحافة واحدا من المنابر الحينوية الهامة الى لعبت دورا كبيرا في النهضة‬ ‫الفكرية والثقافية التي اسهم به اهل عيان والتي شهدتها شرق افريقية لأول مرة في تاريخها‪.‬‬ ‫وكان يكتب في هذه الصحف كثيرون من ادباء عمان وكتابها سواء ممن كانوا مقيمين في زنجبار‬ ‫أو أولئك المقيمين في عيانر‪٤‬ه)‪.‬‏ وقد قامت هذه الصحف ‪ -‬كيا أسلفنا ۔ بدور ملحوظ في‬ ‫النهضة الأدبية وتوعية المسلمين في شرق افريقية بأمور دينهم ودنياهم‪ .‬وبالأخطار التى‬ ‫تتعرض لها المجتمعات الاسلامية في تلك الفترة‪ .‬والمبادىء والقيم التي ينبغي التمسك بها‬ ‫للحفاظ على هويتهم العربية الاسلاميةرهه) ‪.‬‬ ‫ومن خلال النسخ القليلة التي تمكنا من الحصول عليها من هذه الصحف وبعض‬ ‫الدراسات المحلية التى اطلعنا عليها وتناولت الدور الذي اضطلعت به الصحافة العيانية ‪.‬‬ ‫نستخلص عددا من الأهداف التى يمكن ان نوجزها في الآتى ‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬أولت مصالح البلاد السياسية والاجتياعية والاقتصادية اهتياما كبيرا وعلى سبيل المثال‬ ‫التركيز على النهضة الزراعية والاهتمام بمشاكل الانتاج والتسويق للحاصلات الزراعية وفي‬ ‫مقدمتها محصول القرنفل ‪ .‬ويظهر هذا التوجه جليا في ديباجة صحيفة «الفلق» حيث جاء‬ ‫شعارها في أعلى الصفحة الأولى بأنها «جريدة أدبية سياسية اخلاقية زراعية» مما يعكس‬ ‫طبيعة الموضوعات التي تتناولها والأبواب الثابتة فيها والتي تخدم أهداف الصحيفةرده»‪.‬‬ ‫‏(‪ )٢‬قامت هذه الصحف بدور ملحوظ في النهضة الأدبية وتوعية المسلمين في شرق افريقية‬ ‫بأمور دينهم ودنياهم وبالأخطار التي تتعرض فها المجتمعات الاسلامية في تلك الفترة‬ ‫‏_ ‪ ٢٠٧‬۔‬ ‫والمبادىء والقيم التي ينبغي التمسك بها للحفاظ على هويتهم العربية الاسلامية ‪ .‬ومن ثم‬ ‫يتضح لنا هذا الدور الاصلاحي للمجتمع الذي كان في طليعة أهداف الصحافة العيانية‬ ‫فقد جاء في مقدمة «ديوان ابي مسلم» للشيخ العلامة ناصر بن سالم‬ ‫‪.‬في شرق افريقية‪.‬‬ ‫الرواحى ترجمة لحياته الحافلة بجلائل الأعمال ومنها اسهامه في مجال الصحافة عندما قام‬ ‫بتأسيس جريدة « النجاح» مايلي ‪:‬‬ ‫«‪ ...‬وكان حسن السياسة قل ان يشابهه احد في لم الشعث وتوطيد الاصلاح بين‬ ‫المسلمين حرر جريدة النجاح طلبا في ائتلاف الرابطة الاسلامية لكي تبلغ من الكيال مبلغا‬ ‫يكون عليه منشأ الترقي وفتح باب السعادة لبني الانسان ودعا الناشئة الزنجبارية الى اقتطاف‬ ‫ثمرة العلم النافع ونبذ طريق الجهلاء فلباه وسمع دعوته طائفة من أبناء جنسه واجتمعوا على‬ ‫ما دعاهم إليه‪ . . .‬‏‪.2٥٧٤‬‬ ‫أما الشيخ الأمين بن علي المزروعي أصدر جريدة «الاصلاح» في ممباسة على الساحل‬ ‫الكينى فقد امدنا احد معاصريه بهذه النبذة التاريخية التى تلقى بعض الضوء على نشاطه في‬ ‫‪0‬‬ ‫مجال الصحافة حين قال‪:‬‬ ‫«ولقد أولع بدراسة الصحافة وقراءة المجلات والجرائد لاسيما المجلات الدينية‬ ‫والاجتياعية والسياسية التي شغف بها وبالمنافع التي تنجم عنها فأصدر في ممباسة في ‏‪ ٤‬جمادى‬ ‫الآخرة ‪١٣٤٩‬ه‏ الموافق ‏‪ ٢٧‬أكتوبر ‪١٩٣٠‬م‏ جريدة باللغة السواحلية اعتنت كثيرا بالمسائل‬ ‫الدينية والاجتياعية والسياسية‪ .‬ثم في ‏‪ ٢٢‬شوال ‪١٣٥٠‬ه‏ الموافق ‏‪ ٢٩‬فبراير ‪١٩٣٢‬م‏‬ ‫أصدرها باللغة العربية تحت اسم جريدة « الاصلاح» وكان شعارها الآية الكريمة ث ان أريد‬ ‫الا الاصلاح ما استطعت“» فأصلح ما استطاع اصلاحه واقفا دون رأيه لايخاف ني الته لومة‬ ‫رحمه القله ۔ سلفي النزعة تجري ي دمه منذ الصغر محبة الاعتصام بالكتاب‬ ‫لائم ‪ .‬ولقد كان‬ ‫‪ . . .‬فكان بينه وبين أصحاب البدع مايكون بين المستمسك‬ ‫والسنة وكراهية التشبث بالبدع‬ ‫بالحق والمتشبث بالباطل»ر‪٨‬ه»‪.‬‏‬ ‫‏(‪ )٣‬اهتمت الصحافة العيانية الناشئة في زنجبار بالمرأة ودورها في المجتمع والأخذ بيدها‬ ‫لتخرج من دياجير الجهل والظلام كيا تناولت بعض القضايا المطروحة في الساحة في تلك‬ ‫الفترة حول مساواة المرأة بالرجل واخضاعها لمبادىء وتعاليم الاسلام ‪ .‬فقد جاء في صحيفة‬ ‫‏‪ ٢٥‬من ذي القعدة سنة ‪١٣٤٧‬ه‏ الموافق السادس من مايو‬ ‫«الفلق» الصادرة بتاريخ‬ ‫مقالة عنوانها «التعليم والمرأة» تعرض صاحبها للهدف الاسمى من هذا التعليم‬ ‫‪٩‬م‏‬ ‫`‬ ‫حين ذكر‪:‬‬ ‫«‪ . . .‬فعلموا المرأة قبل كل شىع دين الاسلام دين الحياء والعفاف والأمانة والشجاعة‬ ‫وكل خلق كريم لتغرس ذلك في نفوس ابنائها لينشأوا على الفضيلة بعيدين عن كل خلق‬ ‫‪ (_ . . .‬‏‪.)٥٩‬‬ ‫دميم‬ ‫‏(‪ )٤‬افردت الصحف حيزا مناسبا من صفحاتها للاهتمام بأخبار عيان الوطن الأم في كافة‬ ‫اللجالات الاجتياعية والسياسية والثقافية ‪ .‬وكان هذا طبيعيا فقد أسهم بالكتابة في هذه‬ ‫الصحف كثيرون من علياء وأدباء عمان سواء ممن كانوا مقيمين في زنجبار أو أولئك المقيمين‬ ‫في عيان‪ .‬ففي مجال الشعر مثلا نجد بعض القصائد التي تؤرخ لبعض المناسبات المهمة مثل‬ ‫ظهور كتاب جديد تمت طباعته في زنجبار مثل القصيدة التي نظمها الشيخ أبو مسلم‬ ‫الرواحي في مدح وتقريظ «كتاب مدارج الكيال» الذي ألفه الشيخ السالمي او القصيدتين‬ ‫‏‪ ٤‬فبراير ‪١٩٣١‬م‏‬ ‫‏‪ ٥‬رمضان ‪١٣٤٩‬ه‏ الموافق‬ ‫اللتين نشرتا في جريدة «زنجبار» بتاريخ‬ ‫وقد نظم القصيدة الأولى الأديب السيد عمر بن احمد بن سميط امتدح فيها الشيخ المفضال‬ ‫من أعيان عيان سليمان بن حميد الحارثي عند زيارته لزنجبار وأجابه الممدوح بقصيدة بعث‬ ‫بها من عيان ر‪.)٦٠‬‏ ولعله من المفيد في هذه العجالة ان نورد بعض الأبيات من قصيدة الشيخ‬ ‫ابي مسلم «اللامية» والتي يصور فيها ملامح الشخصية العيانية وتمسكها بالدين والعلم‬ ‫فضلا عن صور البطولة في دروب الجهاد والتضحية ‪ ،‬وقد نشرت في جريدة «النجاح» والتي‬ ‫جاء فيها ‪:‬‬ ‫الرجال‬ ‫أحرار‬ ‫افعال‬ ‫تبد‬ ‫عمان‬ ‫في‬ ‫بالزيارة‬ ‫تفضل‬ ‫الخال‬ ‫عزيزات‬ ‫واحساب‬ ‫وفضل‬ ‫مجد‬ ‫من‬ ‫ماشئت‬ ‫تجد‬ ‫الضلال‬ ‫حزب‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫خيول‬ ‫المنايا‬ ‫من‬ ‫قدمته‬ ‫ما‬ ‫تجد‬ ‫القذال‬ ‫مبيض‬ ‫الكفر‬ ‫عليه‬ ‫شأنا‬ ‫الاسلام‬ ‫هيبة‬ ‫من‬ ‫تجد‬ ‫غالر‪»٦١‬‏‬ ‫كل‬ ‫ترخص‬ ‫الدين‬ ‫بثأر‬ ‫مصممات‬ ‫الرجال‬ ‫همم‬ ‫تبد‬ ‫‏(‪ )٥‬ومن الجوانب المشرفة والتي تعكس نشاط وهمة جيل الرواد من رجال الصحافة العيانية‬ ‫ني زنجبار المشاركة والاسهام بانتاجهم الفكري والثقافي في الدوريات والمجلات العربية في‬ ‫مصر وكان ذلك في وقت مبكر‪ .‬فقد نشرت مجلة «الهلال» المصرية في عددها الصادر بتاريخ‬ ‫التاسع من جمادى الأولى سنة ‪١٣٢٤‬ه‏ الأول من يوليو سنة ‪١٩٠٦‬م‏ موضوعا افتتاحيا‬ ‫عنوانه ‪« :‬اشهر الحوادث وأعظم الرجال‪ :‬حميد بن محمد المرجبي فاتح الكونغو» وقد اسهم‬ ‫به الشيخ ناصر بن سلييان اللمكي الذي يعتبر من نخبة العلماء في زنجبار ومن الرواد الذين‬ ‫قامت على اكتافهم نهضة الصحافة وتولى مهمة التحرير في جريدة « النجاح» مع الشيخ‬ ‫العلامة ناصر بن سالم الرواحي ‪ .‬وتعتبر هذه الدراسة لسيرة الشيخ المرجبي وثيقة تاريخية على‬ ‫قدر كبير من الأهمية ومصدرا أصيلا للباحثين والمهتمين بالدراسات العيانية بصفة خاصة‬ ‫لانها تلقى الضوء على المؤثرات الحضارية العيانية في الكشف عن مجاهل القارة الافريقية‬ ‫والنشاط الاقتصادي والاجتياعي والثقافي الذي ترتب على الوجود العربي العياني في مناطق‬ ‫‏_ ‪ ٢٠٩‬۔‬ ‫الر الافريقي ‪ .‬ومن ناحية اخرى تنبع أهمية هذه الدراسة التي أسهم بها الشيخ ناصر بن‬ ‫سليمان اللمكى والتى نشرتها مجلة «الهلال» في عددها المشار إليه بأنها من الكتابات النادرة‬ ‫التي تناولت هذا الجانب من وجهة النظر العربية الاسلامية ‪.‬‬ ‫والكاتب من المعاصرين للأحداث وفيها تصحيح للكم الهائل من الدراسات الأوروبية‬ ‫التى كرست مفاهيمها ومناهجها لتشويه تاريخ العرب والمسلمين عامة في افريقية ‪ .‬وقد اشاد‬ ‫حرر مجلة الهلال المصرية باسهام الشيخ ناصر اللمكي في افتتاحية العدد المشار اليه مؤكدا‬ ‫على أهمية الموضوع والحاجة الماسة له في أوساط القراء والدارسين لما احتواه من صور البطولة‬ ‫والبذل في سيرة المرجبى والدور العياني في كشف مجاهل افريقية ‪ .‬وقد جاء ذلك في الكليات‬ ‫المشرقة التالية ‪:‬‬ ‫«لم يتعود قراء هذا الزمان الاطلاع على أخبار الهمم العالية والنفوس الكبيرة وظهور نوابغ‬ ‫القواد ورجال الدهاء الا بين أهل الغرب ‪ .‬ويعجبهم على ‪:‬الخصوص اذا قرأوا عن قائد أو‬ ‫وزير أو ملك نبغ من بين العامة وتسنم عرش السيادة بجده وسعيه‪ .‬ولكن بين أهل الشرق‬ ‫اليوم نوابغ لا تقل نفوسهم كبرا ولا ممهم سموا عن أولئك فقد ينبغون في اواسط آسيا‬ ‫وافريقيا ويأتون بمعجزات السياسة والدهاء والقيادة ولا نعرف أخبارهم ‪ .‬واليك ترجمة رجل‬ ‫نعنى به حميد‬ ‫منهم ولد في الفقر والضنك وارتقى بهمته وسعيه حتى قاد الألوف وفتح البلاد‬ ‫بن محمد بن جمعه المرجبي الملقب بتيبوتيب فاتح الكونغو بأواسط افريقيا وقد بعث الينا‬ ‫برسمه وترجمة حاله حضرة الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي ساكن زنجبار فاثبتناهما مع الثناء‬ ‫على غيرته في نشر مآثر الشرقيين»‪.»٠٢‬‏‬ ‫‏(‪ )٦‬ومن الأشياء الجديرة بالتسجيل الدور الذي قامت به الصحافة العيانية في الاهتيام‬ ‫بترقية الثقافات المحلية والمتمثل في تطور وانتشار اللغة السواحلية وادابها والنابم من الدور‬ ‫الحضاري العياني في كافة المجالات مما اكسب هذه اللغة الذيوع والانتشار في شرق وأواسط‬ ‫افريقية ونالت المكان اللائق بها كواحدة من أهم اللغات الافريقية في عالمنا المعاصر‪.‬‬ ‫ولاشك ان لذلك ما يبرره فاللغة السواحلية ثمرة من ثيار الاتصال العربي الافريقى وقد‬ ‫تأثرت في روحها وجوهرها بالثقافة العربية الاسلامية‪ .‬ومن ثم كان من البديهي ان تولي‬ ‫الصحافة هذا الموضوع اهتياما خاصة بعد انعقاد مؤتمر علمي بدار السلام سنة ‏‪ ٦٢٥‬‏م‪٩١‬‬ ‫للنظر في تصويب بعض الاخطاء التى لوحظت في كتابة بعض المصطلحات والكلمات‬ ‫السواحلية وضبطها حسب القواعد والتراكيب المرعية في هذه اللغة‪ .‬فقد جاء في صحيفة‬ ‫«زنجبار» مايلي ‪:‬‬ ‫«ومن أهم ما تقرر في هذا المؤتمر هو ان تكون لهجة سواحلية زنجبار هي العمدة ومفضلة‬ ‫على جميع لهجات بلاد السواحل لفصاحتها وأخيرا تقرر بأنه اذا احتيج الى ادخال كلمة‬ ‫جديدة في اللغة السواحلية لتعبر عن معنى من المعاني يجب قبل كل شىء الاجتهاد في‬ ‫‏‪ ٢١٠‬۔‬ ‫۔_‬ ‫البحث عن الكلمة المطلوبة من احدى لهجات البنتوية» فان عجزت هذه عن وفاء الطلب‬ ‫فليوجه الطلب الى العربية او الى اللغات الاخرى التي منها تستعير السواحلية عادة الكليات‬ ‫التي تحتاج اليها‪.‬‬ ‫وقد سبقت الاشارة آنفا عن ان مؤتمر دار السلام الأول كان أهم خطوة خطيت في هذا‬ ‫السبيل لأن بعده ألفت كتب قيمة باللغة السواحلية وتتناول هذه الكتب موضوعات مهمة‬ ‫مثل الجغرافيا والحساب والتاريخ والزراعة والعلوم التي تبحث عن العلة والمعلول ولم تزل‬ ‫الملهمة مبذولة في جعل اللغة السواحلية لغة مستقلة ذات أدب وافر في النثر والشعر يتلذذ‬ ‫بقراءتها أو بسياعها كل أديب كيا يتلذذ الأديب العربي بأدبيات لغته أو الانجليزي بمنثور‬ ‫ومنظوم لسانةر‪.)٦٣‬‏‬ ‫وغن عن القول ان موقف الصحافة العيانية من هذه القضية والذي يتضح في كلمة‬ ‫التحرير هذه له أهمية ودلالة ومغزى خاص من الناحية التاريخية ‪ .‬فاللغة السواحلية شأنها في‬ ‫ذلك شأن الثقافة العربية الاسلامية قد تعرضت لمحاولات المسخ والتشويه وقد امتد هذا‬ ‫المسخ لتحريفها بمحاولات استهدفت استبدال الكليات ذات الأصول العربية بكلات‬ ‫اخرى‪ .‬فمثلا عندما تم القيام بوضع قاموس سواحلي ۔انكليزي تعمدت بعض الجهات‬ ‫تخفيض استخدام الألفاظ والمصطلحات العربية واستبدالها بكليات من لغة البانتو ‪ .‬‏«‪)٦٨‬‬ ‫ليس هذا فحسب بل ظلت الصحف العربية في زنجبار وفي طليعتها جريدة «الفلقء‬ ‫تهاجم وتنتقد سياسة الادارة البريطانية في مجال التعليم خاصة كتابة اللغة السواحلية‬ ‫بالحروف الرومانية بدلا من اللغة العربية والذي جاء نتيجة لنشاط القساوسة والمبشرين‬ ‫النصارى في النظام التعليمي منذ بداية القرن الحالى ‪ ،‬وبعد ان كانت السواحلية تكتب‬ ‫بالحرف العربي على مدى اكثر من خمسة قرون وقد أدى هذا بدوره الى عزوف غالبية السكان‬ ‫عن ‪ ,‬االتعليم ا لحكومي بما ترتب عليه نتا نج وخيمة‪ .‬ومن ثم قامت مصلحة المعارف في زنجبار‬ ‫بتكليف المستر ولسون لبحث هذه الظاهرة واسبابها ‪ .‬وبعد دراسة ميدانية تقصى من خلالها‬ ‫عدة قضايا تربوية‪ .‬من بينها مدى المام المواطنين بالكتابة والطريقة التي يكتبون بهاء توصل‬ ‫هذا الخبير الى معلومات مفيدة ذات دلالة مهمة للغاية تؤكد عمق واستمرارية النفوذ العربي‬ ‫المتمثل في غالبية السكان في زنجبار والجزيرة الخضراء الذين لايزالون يستعملون الحرف‬ ‫العربي في كتابة اللغة السواحلية وذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية كما يتضح من‬ ‫الاحصائية التالية التي قام باعدادها المستر ولسون الخبير البريطاني ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ان‬ ‫المستر ولسون‬ ‫بن كل مائة شخص وجد‬ ‫‏‪ ٥‬شخصا يكتبون بالحروف العربية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لروما نية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬شخص واحد يكتب بالحروف‬ ‫‏_ ‪ ٢١١‬۔‬ ‫‪ ٧‬أشخاص فهم المام بالحروف العربية والحروف الرومانية‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬شخصا أميين‪. ‎‬‬ ‫الجزيرة الخضراء (بيمبا) ‪:‬‬ ‫بين كل مائة شخص وجد المستر ولسون أن ‪:‬‬ ‫‏‪ ٣٢‬شخصا يكتبون بالحروف العربية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬شخصان يكتبان بالحروف الرومانية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬شخصان يكتبان بالنوعين معا‪.‬‬ ‫أميينره‪.)٦‬‏‬ ‫‏‪ ٤٤‬شخصا‬ ‫الدور العياني في انتشار اللغة العربية والثقافة السواحلية ‪:‬‬ ‫ساهمت عدة عوامل في نشر اللغة والثقافة العربية الاسلامية في مناطق الساحل‬ ‫الافريقى الشرقى والمناطق الافريقية الداخلية نذكر من أهمها‪:‬‬ ‫(‪ )١‬تزايد الهجرات العربية الى تلك الجهات وخاصة الهجرات العيانية الفردية والجياعية‪. ‎‬‬ ‫وقد ازداد عمق هذه الهجرات في عهد الدولة البوسعيدية وبالذات في عهد السيد سعيد بن‪‎‬‬ ‫سلطان عندما ركز على ممتلكاته الافريقية عند انتقاله وتركيز اقامته في زنجبار بدءا من عام‪‎‬‬ ‫م‪ . ‎٢٣٨١‬هذا فضلا عن الازدهار التجاري والتنمية الزراعية الهائلة والتى شهدتها هذه‪‎‬‬ ‫الفترة والى جذبت اعدادا كبيرة من العيانيين الى شرق افريقية‪. ‎‬‬ ‫‏(‪ )٢‬النشاط المستمر الذي بذله أفراد الجاليات العربية الاسلامية وعلى رأ۔۔ها الجالية‬ ‫العيانية الاكثر عددا في نشر دينها ونشر لغتها وثقافتها بين أهالى شرق افريقية‪ .‬وخاصة وان‬ ‫الكثير من تلك الجاليات كانت ذات نزعة دينية اسلامية عربية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬مرونة اللغة العربية ووفاؤها بمتطلبات المؤسسات الحكومية التى انشأها الحكومات‬ ‫العربية العيانية في تلك الديار الافريقية ‪ .‬تلك الحكومات التى ظلت تساعد حركة نشر اللغة‬ ‫العربية والثقافة الاسلامية داخل مناطق سيادتها والتي تمكن العمانيين بزعامة السيد سعيد‬ ‫من ترسيخ حكمهم لتمتد الدولة العيانية لتشمل من مقديشو شيالا الى مشارف موزمبيق في‬ ‫جنوب الساحل الشرقي ‪ ،‬كيا امتدت في الاتباه الشيالي الغربي لتصل الى مملكة بوغندا‪.‬‬ ‫وغربا حتى أعالي نهر الكونغو (منطقة زائير حاليا) في أواسط افريقية ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٤‬قيام التجار العرب من العيانيين والسواحليين ببذل جهد كبير في نشر اللغة العربية‬ ‫في المناطق الافريقية الداخلية بعد ان تمكنوا من اقامة مراكز تجارية عربية مستقرة في تلك‬ ‫المناطق منها على سبيل المثال طابورة (في أواسط تنزانيا) واوجيجى على بحيرة تنجانيفا‬ ‫‏‪ ٢١٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫وكاسونجو في أعالي الكونغو وغيرها‪ .‬وظلت الحكومات العيانية في مناطق الساحل الافريقي‬ ‫تسهيل المعاملات التجارية مما أدى الى زيادة انتشارها في المدن والأرياف ‪.‬‬ ‫انتشار‬ ‫عملية‬ ‫تسهيل‬ ‫في‬ ‫كبيرة‬ ‫بدرجة‬ ‫ساهم‬ ‫الأفارقة‬ ‫بن‬ ‫الاسلامى‬ ‫الدين‬ ‫انتشار‬ ‫‏(‪)٥‬‬ ‫اللغة العربية لانها لغة القران الكريم وضرورية للعبادة وأداء الصلوات وقراءة القران‬ ‫زار بلاد‬ ‫منتمور _ ا لذي‬ ‫لورد‬ ‫وقد لاحظ‬ ‫ا لنبوية ا لشريفة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لكريم وتقسبره ومعرفة السنة‬ ‫ارويمى في شرق الكونغو عام ‪١٩٠٥‬م‏ ۔ انه وجد زعياءهم يقرأون القران ويتكلمون اللغة‬ ‫العربيةر_‪.)٦٦‬‏‬ ‫لتعليم الدين‬ ‫انتشرت‬ ‫الت‬ ‫الكتاتيب‬ ‫التدريس ومجموعة‬ ‫‏(‪ (٦‬لعبت المساجد وحلقات‬ ‫الاسلامى واللغة العربية دورا بارزا في نشر اللغة العربية والثقافة العربية الاسلامية في تلك‬ ‫المنطقة ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٧‬ساهمت عملية الزواج والاختلاط بين العرب والافريقيين في نمو حركة انتشار اللغة‬ ‫العربية والثقافة العربية الاسلامية في مناطق متعددة من شرق وأواسط افريقية‪ .‬خاصة وان‬ ‫العرب الوافدين الى تلك الديار كانوا على مستوى طيب من الحضارة والتقدم مما شجع على‬ ‫تطوير المسيرة الحضارية هناك‪ .‬وقد ادى الثقل الحضاري والسياسي الذي كان يتمتع به‬ ‫عرب عيان في الساحل الافريقي الشرقي الى الحفاظ على هويتهم وظلوا الطليعة الامامية‬ ‫لنشر اللغة العربية في هذه الجهاتر‪.)٦٧١‬‏‬ ‫‏(‪ )٨‬ان الحديث عن الاسهام العياني في انتشار اللغة العربية والثقافة الاسلامية عامة لن‬ ‫يكتمل دون الاشارة الى الدور الذي قامت به المطبعة السلطانية في القرن الماضي وقيام‬ ‫الصحافة العيانية في زنجبار وشرق افريقية منذ العقد الاول من هذا القرن‪ .‬وقد قامت‬ ‫المطبعة السلطانية كيا اسلفنا بنشر كتب التراث الديني والأدبي والتى أصبحت في تناول اعداد‬ ‫كبيرة من العلياء والدارسين عربا وأفارقة ‪ .‬وقد قامت الصحافة بدور اكبر واشمل في نشر‬ ‫والأدباء‬ ‫العلماء‬ ‫كبر من‬ ‫به عدد‬ ‫اسهم‬ ‫واسع‬ ‫نطاق‬ ‫على‬ ‫الاسلامية‬ ‫والثقافة‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫العمانيين وكانت منبرا للجميع سواء ممن كانوا مقيمين في زنجبار وشرق افريقية أو في عيان‬ ‫مما اثرى هذه الصحف التى تعرضنا لدورها واهدافها في مكان آخر من هذا البحث‪ .‬ولعل‬ ‫من المناسب ان نشير في هذا الصدد بأن الشيخ ناصر بن سلييان بن ناصر اللمكي ‪ .‬وهو‬ ‫من الرواد العيهانيين في جال الصحافة في زنجبار ومن المؤسسين لجريدة «النجاح» في ‪١٩١١‬م‏‬ ‫والتى استمرت في الصدور حتى الحرب العالمية الأولى‪ .‬كان محبا وغيورا على اللغة العربية‬ ‫على‬ ‫وقد حا ء‬ ‫زنجبار ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لعلم ف‬ ‫للخد متها وخصص وقتا لتدريسها لطلاب‬ ‫نفسه‬ ‫فقد وهب‬ ‫الشيخ ناصر‬ ‫عن جده‬ ‫في حديث‬ ‫« الفلق»‬ ‫وكان رئيسا لتحرير جريدة‬ ‫احفاده‬ ‫احد‬ ‫لسان‬ ‫ابن سليمان اللمكي { نشرته جريدة (غميان) مؤخرا مايلي ‪:‬‬ ‫‪ ٢١٢٣‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ه ‪ . . .‬وكانت احدى قناعاته بأن الجريدة تلعب دورا كبيرا في نشر اللغة العربية وقد ثبتت‬ ‫‪.‬‬ ‫لديه هذه الفكرة عندما كان في مصر؛(‪.>٦٨‬‏‬ ‫وبفضل تضافر كل هذه الجهود وتلك العوامل انتشرت اللغة العربية والحضارة العربية‬ ‫الاسلامية في مدن الساحل الافريقى ‪ ،‬وغدت المساجد والمدارس والكتاتيب ومراكز‬ ‫المؤسسات التى أقيمت في ظل السيادة العربية العمانية تشكل قواعد ممتازة لنشر اللغة العربية‬ ‫والثقافة الاسلامية بين الأهالي الافريقيين في الساحل الشرقي وفي المناطق الافريقية‬ ‫الداخلية التي جابها التجار العرب العيانيون على مدى حقب تاريخهم في تلك المناطق‪ .‬وظل‬ ‫التراث العربي العياني من كتابات واثار عمرانية ومساجدره‪»٦‬‏ وغيرها من البصيات ماثلا هناك‬ ‫في كل المناطق التي جابوها أو استقروا فيها‪ .‬ولم يقتصر هذا التأثير على المناطق الشيالية من‬ ‫الساحل الشرقي وإنيا امتد جنوبا حتى موزمبيق ومدغشقر‪.‬‬ ‫وقد ساهمت الدوائر والمؤسسات العيانية القائمة في تلك الجهات في نشر اللغة العربية‬ ‫حيث انها اللغة الرسمية ة التي تدون بها المراسلات وكل مقتضيات الدولة العيانية‪ .‬وزادت‬ ‫الذي ارسى دعائم‬ ‫تلك المساهمة وتبلورت بدرجة كبيرة في عهد السيد سعيد بن سلطان‬ ‫الدولة العيانية في شرق افريقية وطور مؤسساتها ونظم أجهزتها الادارية ‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك كله فقد انتشرت اللغة العربية بين قطاعات محتلفة من السكان في شرق‬ ‫افريقية وكانت لغة الصفوة المتعلمة والمستنيرة‪ .‬كيا كانت لغة التجارة والادارة والحكم‬ ‫والأدب ‪ .‬أما بالنسبة لعامة الناس من المسلمين الأفارقة فقد اكتفى معظمهم بالقدر اليسير‬ ‫من هذه اللغة الذي يمكنهم من ممارسة شعائر وتعاليم الاسلام وتلاوة القرآن الكريم ‪8‬‬ ‫واستخدموا اللغة السواحلية في محتلف شؤون حياتهم‪ .‬وان كان علياؤهم يجيدون الحديث‬ ‫باللغتين العربية والسواحلية ‪.‬‬ ‫وقد اندهش الرحالة الأوروبيون في القرن الماضى عندما اكتشفوا ان الملوك سن أمثال‬ ‫موتيسا وكاباريجا في أوغندا الحالية‪ .‬وكثيرا من الرؤساء الأفارقة في المناطق الداخلية يجيدون‬ ‫الحديث بهاتين اللغتين في آن واحد‪ ..‬وفي ماعدا ذلك ظل التعامل اليومي بين عامة الناس‬ ‫خاصة في المناطق الداخلية في شرق افريقية يتم بواسطة اللغة السواحلية المفعمة بالكليات‬ ‫العربية والمصطلحات التي تعبر عن المفاهيم الاسلامية‪ .‬والواضح ان الدولة العيانية في‬ ‫شرق افريقية قد اتخذت اللغة السواحلية لغة ثانية الى جانب اللغة العربية التى كانت اللغة‬ ‫الرسمية في البلاط والدواوين الحكومية ‪ .‬فحكام المناطق العربية الافريقية كانوا عربا من‬ ‫عيان يدينون بالاسلام ويتحدثون بالعربية‪ .‬فمن البديهي انهم صبغوا عاصمتهم زنجبار‬ ‫وحواضر أقاليم الدولة ‪ .‬باللون العربي الاسلامي وبالتالي صارت زنجبار مركز اشعاع ثقافي‬ ‫وإداري وسياسي كبير‪ .‬وبالتالي سارت اللغة العربية والسواحلية جنبا الى جنب مع النفوذ‬ ‫العماني في جميع المناطق التي وصل اليها نفوذ العمانيين في شرق افريقيةر‪.٧١‬‏‬ ‫‏‪ ٢١٤ _-‬۔‬ ‫أما الثقافة السواحلية في صورتها المطلقة والتى مانزال نجدها في الجزر والمناطق الساحلية‬ ‫وبعض الحواضر والمدن في أواسط افريقية‪ .‬فتنعكس في العقيدة الاسلامية وأسياء‬ ‫الاشخاص والعادات والتقاليد والملبس والأزياء والعمارة والآداب والفنون والامثال وقبل هذا‬ ‫وذاك في اللغة‪ .‬وهي لا تخرج عن كونها ثقافة افريقية عربية منلمة ‪ .‬ومن ثم اصبحت كلمة‬ ‫سواحلي تطلق على كافة سكان الساحل الشرقي الذين تربطهم بالعالم العري علاقات ثقافية‬ ‫وتبارية ‪ .‬وجل هؤلاء السكان كانوا قد اعتنقوا الاسلام وانسجموا مع نمط العيش والتقاليد‬ ‫العربية والاسلامية ‪.‬‬ ‫ومن الحقائق التاريخية المهمة والجديرة بالتسجيل ان انتشار اللغة السواحلية وتوغلها الى‬ ‫أواسط افريقية قد ارتبط بمرحلة النفوذ العياني في شرق افريقية وبخاصة في عهد السيد‬ ‫سعيد بن سلطان الذي أرسى قواعد الدولة البوسعيدية والتى جاء في ركابها الازدهار‬ ‫الاقتصادي الذي كان من أهم نتائجه تنشيط وانتظام الحركة التجارية وفتح الطرق الى‬ ‫القارة الافريقية ‪ .‬وبالتالى كثرت وتعددت القوافل التي كان قوامها التجار والجند‬ ‫داخل‬ ‫وخبراء الدرب والحيالون والعديد من القبائل الافريقية ذات المصلحة في هذا النشاط‬ ‫الاقتصادي ‪ .‬وكل هؤلاء ربطتهم لغة تخاطب مشتركة واحدة ألا وهي اللغة السواحلية }‬ ‫وهكذا فقد صحب حركة القوافل التجارية انتشار هذه اللغة الى أواسط افريقيةر‪٣‬ب»‪.‬‏ هذا‬ ‫فضلا عن اسهام بعض العلياء العمانيين في اثرائها وتطويرها ضمن حركة النشر والتأليف‬ ‫التى شهدتها زنجبار وملحقاتها في هذه الفترةر‪.»٧٤‬‏‬ ‫وقد كان لهذا الدور والاسهام العياني في هذه الفترة نتائج ثقافية وفكرية وسياسية بعيدة‬ ‫المدى في التاريخ المعاصر فاللغة السواحلية تعتبر من أهم اللغات المستعملة في افريقية‬ ‫اليوم حيث تحتل المكانة الثانية بعد اللغة العربية من حيث انتشارها وعدد الناطقين بها‪ .‬انها‬ ‫اللغة القومية في جمهورية تنزانيا الاتحادية واللغة الرسمية في جمهورية كينيا‪ ،‬كيا انها تستعمل‬ ‫على نطاق واسع في الجنوب الصومالي وأوغندا وفي المناطق الحضرية في رواندا وبوروندي‬ ‫وكذلك في شرق زائير وشيال موزمبيق وجزر القمر‪ .‬ويقدر عدد الناطقين بها على اختلاف‬ ‫مستوياتهم باكثر من اربعين مليون نسمة‪ .‬ولعل هذا التطور الملحوظ يفسر لنا المكانة‬ ‫العلمية التي اكتسبتها هذه اللغة في الدوائر والمراكز الاكاديمية في شتى بقاع العالم‪ .‬حيث‬ ‫تدرس اللغة السواحلية اليوم في الجامعات ومعاهد اللغات في افريقية وأوروبا وامريكا واسيا‬ ‫كا اتخذتها منظمة اليونسكو لغة عمل ف نشراتهاره‪»٧‬‏ ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢١٥‬۔‬ ‫البحث‬ ‫وتعليقات‬ ‫هوامش‬ ‫(‪ (١‬جمال زكريا قاسم ‪ :‬تاريخ العرب في افريقيا سبيل للتقارب ام للتباعد‪ ،‬بحث ني‬ ‫كتاب «العرب في افريقيا‪ :‬الجذور التاريخية والواقع المعاصر» اشراف د‪ .‬رؤوف عباس‬ ‫حامد (القاهرة ۔ ‪١٩٨٧‬م)‏ ص ‏‪ ٢٤‬۔ ‏‪.٢٥‬‬ ‫(‪ ( ٢‬في محاولة لابراز الدور الحضاري العياني في شرق افريقية قام كاتب هذه السطور‬ ‫الدولة‬ ‫افريقية في ظل‬ ‫«المؤثرات الحضارية العيانية في شرق‬ ‫نه‪:‬‬ ‫حث‬‫ا‬‫وب‬ ‫ناد‬‫ععد‬‫با‬ ‫قدم للنشر في كتاب «عيان في التاريخ » وزارة الاعلام‪ ،‬مسقط‬ ‫البوسعيدية»‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬م‪ .‬وقد تمت المشاركة بهذا البحث في الندوة العلمية عن «التجربة العيانية في‬ ‫التنمية المعاصرة» والتي عقدت في القاهرة في الفترة ‪٥‬۔‪١٩٩٠/١١/٧‬م‏ ‪ .‬وتناول هذا‬ ‫البحث في جانب منه الاسهام العياني في بعض المجالات الثقافية والفكرية ‪.‬‬ ‫)‪ (٣‬قامت وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عيان بجمع المخطوطات والوثائق والكتب‬ ‫التاريخية النادرة التي تتعلق بالتاريخ العماني والاهتمام بدراسة هذا التراث وتحقيقه ونشره‬ ‫واقامة الندوات العلمية التي اشترك فيها عدد كبير من العلياء والمتخصصين من داخل‬ ‫السلطنة وخارجها مما ألقى الضوء على جوانب كثيرة من تاريخ عيان قديما وحديثا‪ .‬وقد‬ ‫افاد هذا البحث من العديد من الكتب والدراسات التاريخية التى اصدرتها وزارة‬ ‫التراث القومي كيا سيتضح في هوامش هذا البحث ‪.‬‬ ‫(‪ ) ٤‬من أفضل المصادر التي تم الكشف عنها بجهود وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة‬ ‫عيان والتي عالجت سيرة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي والدولة البوسعيدية في‬ ‫شرق افريقية واسهم بها مؤلفون معاصرون للأحداث واعتمدوا على ستسادر وثائقية‬ ‫عربية وألقت الضوء على الدور العياني في افريقية في مختلف المجالات مايلى ‪:‬‬ ‫( أ ) المغفيرى ‪ :‬ه«جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار» وقد قام بتحقيق الكتاب كل من‬ ‫‏(‪ .)١٩٧٩‬ومحمد على الصليبي‪ {.‬طبعة تانية‬ ‫الاستاذين عبدالمنعم عامر‪ ،‬طبعة أولى ‪.‬‬ ‫(‪١٩٨٦‬م)‪.‬‏‬ ‫«البوسعيديون حكام زنجبار» ‪ .‬ترحمة محمد أمين‬ ‫الفارمى ‪:‬‬ ‫عبدالنة بن صالح‬ ‫الشيخ‬ ‫(ب)‬ ‫عبدالته ‪ .‬وزارة التراث القومي والثقافة (‪١٩٨٢‬م)‪.‬‏‬ ‫(ج) حميد بن محمد بن رزيق‪« :‬الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين»‪ .‬تحقيق‬ ‫عبدالمنعم عامر ود‪ .‬محمد مرسي عبدالته ‪١٣٩٧‬ه۔‏ ‪١٩٧٧‬م‏ ‪ .‬وقد أفرد ابن رزيق ملحقا‬ ‫كاملا تناول فيه سيرة السيد سعيد بن سلطان ‪ .‬يقع في مائة صفحة سيه «بدر التام في سيرة‬ ‫‏‪ ٤٥٦‬۔ ‏‪.٥٦٥‬‬ ‫السيد الهام سعيد بن سلطان» أنظر صفحات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢١٦‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫( د ) السيدة سالمة بنت السيد سعيد بن سلطان ‪« :‬مذكرات اميرة عبرية»‪ ،‬ترجمة عبدالمجيد‬ ‫‏(‪.)١٩٨٣‬‬ ‫القيسى ‪،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٥‬ابراهيم الزين صغيرون‪ :‬لمحات تاريخية عن انتشار الاسلام ني أوغندا‪ ،‬مجلة كلية‬ ‫جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية۔‪ ،‬العدد السادس ©‬ ‫العلوم الاجتياعية‪.‬‬ ‫(‪١٤٠٦‬ه۔‪١٩٨٢‬م)‪.‬‏ صفحات ‏‪ ١٧‬۔ ‏‪.٣٩‬‬ ‫(‪ (٦‬محمد احمد مشهور الحداد‪ :‬حقائق تاريخية عن العرب والاسلام ي افريقيا الشرقية‪} ‎‬‬ ‫‪ ١٢٣‬۔‪.١٢٤ ‎‬‬ ‫دار الفتح (‪١٩٧٣‬م)‪ ،‬صفحات‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٧‬عن الأثر الاسلامي للنشاط الاقتصادي لتجارة القوافل العيانية وفتح الطرق التجارية‬ ‫في منطقة البر الافريقي ‪ ،‬أنظر بحثنا المنشور بالانجليزية في مجلة كلية الآداب ‪ ،‬جامعة‬ ‫الملك سعود (الرياض ‪١٩٨٤‬م)‏ وعنوانه كيا يلي ‪:‬‬ ‫ا ‪, . .,‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫!‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪, !. !,‬‬ ‫‪. 2, (4891),‬‬ ‫‪. 331-131.‬‬ ‫‏(‪ )٨‬سيد حامد حريز‪ :‬المؤثرات العربية في الثقافة السواحلية في شرقي افريقية‪.‬‬ ‫‏‪. ٢٠‬‬ ‫‏‪ ،)١٩٨٨‬ص‬ ‫(بيروت{‪3‬‬ ‫‪. .,‬ل ‪,‬‬ ‫م \ہ'‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫‏(‪ (٩‬أنظر '‪,‬‬ ‫;)‪!, !. |, (7491‬ں‪0‬ل ل‬ ‫ا‬ ‫' ‪..,‬ل ‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 1,‬‬ ‫و‬ ‫‪!, !. 52,‬ںل‬ ‫‪. 1691(,1),‬‬ ‫ر‬ ‫‪6781(,11), . 01.‬‬ ‫مه‬ ‫' ‪,‬و‬ ‫م‬ ‫م ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ع‬ ‫‪, !. 3,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫)‘\(‬ ‫‪5,‬‬ ‫‪), 2091(.‬‬ ‫صغيرون ‪:‬لمحات تاريخية عن انتشار الاسلام في أوغندا ‪ .‬ص‪٢٢‬‏ ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١١‬ابراهيياملزين‬ ‫‏‪. ٢٣‬‬ ‫ص‬ ‫‏(‪ )١٢‬نفسى الر‬ ‫‏(‪ )١٣‬أنظر مجموعة دار الوثائق البريطانية الوثيقة ‪:‬‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫‪ ().‬غ‬ ‫‪ 901/304,‬م‬ ‫ع‬ ‫م م‬ ‫!ا‬ ‫‪-,‬ں‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 02, 7881.‬ه‬ ‫‏(‪ )١٤‬أوردت وثائق جمعية الكنيسة التنصيرية ووثائق وزارة الخارجية البريطانية تقارير عن‬ ‫نشاط التجار المانيين ودورهم في انتشار الاسلام ومقاومة نشاط الارساليات‬ ‫التبشيرية النصرانية في أوغندا‪ .‬وقد ترددت أسياء البعض من أمثال سلييان بن زاهر‬ ‫في‪ ١ ‎‬لوثائق الآت تيه‪: ‎‬‬ ‫وذللك‬ ‫سيف و خرين‬ ‫بن‬ ‫بن عبيد وسعيد‬ ‫ومسعود‬ ‫‪ ١‬لا بري‬ ‫‪...‬ح‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪73/. 82,‬‬ ‫‪. 82,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫ي‬ ‫‪,01 .8881‬‬ ‫‏_ ‪ ٢١٧‬۔‬ ‫‪.1891/18.0,‬‬ ‫م ح‬ ‫م‬ ‫س ك‬ ‫‪,‬‬ ‫اح‬ ‫م ن‬ ‫س ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 82‬ع‬ ‫‪ 93881.‬ع‬ ‫‪.1891/18.0,‬‬ ‫م ح‬ ‫م‬ ‫س ن‬ ‫‪,‬‬ ‫م اح‬ ‫م ك‬ ‫س ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 82‬ل‬ ‫‪ 93881.‬ع‬ ‫‪.©. 79/304,‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ا‪!-‬‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫)‪4 0 ( \ 0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ل ‪,‬‬ ‫;‪8, 7881‬‬ ‫‪.721/304.0,‬‬ ‫ط ع‬ ‫‪. ..‬‬ ‫‪,‬‬ ‫'‬ ‫‪ 0‬ا‬ ‫‪» -‬‬ ‫ن‬ ‫‪ 09-9881,‬ئ‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. .93-43‬‬ ‫‪. ١٥٩‬‬ ‫(‪ )١٦‬المغيري ‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‏(‪ )١٧‬يواقيم رزق مرقص‪ :‬العرب والكونغو في النصف الأخبر من القرن التاسع عشر‬ ‫‏‪. ٢٣٧‬‬ ‫بحث في كتاب « العرب في افريقيا‪ :‬الجذور التاريخية والواقع المعاصراث ص‬ ‫الحرث الى اواسط القارة الافريقية‪ .‬وزارة التراث القومي‬ ‫‏(‪ )١٨‬كوليت ميزون ‪ :‬هجرات‬ ‫‏‪.٨‬‬ ‫ص‬ ‫‪ ١٩٨‬م( }‬ ‫‏‪( ٦١‬نوفمبر ‏‪٤‬‬ ‫العدد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والثقافة ‏‪ ٠‬سلطنة عان‬ ‫المصدر‬ ‫المغيرى ‪:‬‬ ‫‏‪٨٠١‬‬ ‫‏‪ ٧٣‬۔‬ ‫صفحات‬ ‫زنجبار‬ ‫حكام‬ ‫البوسعيديون‬ ‫‪:‬‬ ‫الفارسي‬ ‫‏‪( ١ ٩(١‬‬ ‫‪.١٧٤‬‬ ‫‏‪.١٦٦‬‬ ‫السابق © صفحات‬ ‫‪,‬م‬ ‫' ‪..,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0‬ي‬ ‫ع‬ ‫‪ 0‬ي‬ ‫‏)`‪ (٢‬ه‬ ‫ل‬ ‫ئ‬ ‫خ م ح‬ ‫م‬ ‫'‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫‪ 3, (791 1),‬م ‪, !. ,‬‬ ‫‪. 725-625.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ل‪‎‬‬ ‫ك‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫'‬ ‫(‪ )٢١‬أحد عيضة سالم ‪, 5981-‬‬ ‫‪1965, ),‬‬ ‫‪1973),‬‬ ‫‪. 159-168.‬‬ ‫‪. ٣‬‬ ‫السابق ا ص‪‎‬‬ ‫الفارسى‪ ٠ ‎‬المصدر‬ ‫(‪()٢٢‬‬ ‫‪.٩٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫الفارسى‪ ٠ ‎‬نفس المصدر‬ ‫(‪(٢٣‬‬ ‫‏(‪ )٢٤‬يعتبر الشيخ محمد بن علي بن محمد المنذري من أشهر القضاة الاباةذية ز‪ ..‬زنجبار‬ ‫وتولى القضاء فترة طرية ا‪.‬تدت‬ ‫ومن مؤلفاته كتاب «الخلاصة الدامغة» في التوحيد‬ ‫وعند وناته عام‬ ‫منذ عهد السيد سعيد وحتى عهد خلفه السيد ماجد بن سعيد‪.‬‬ ‫‏‪ ١٤‬‏م‪/٩٦٨١‬ه أصبح أخوه الأصغر الشيخ عبدالقه بن على المنذري رئيسا‬ ‫للقضاء وتبوأ هذا المنصب الرفيع لفترة طويلة امتدت حتى بداية عهد السيد خليفة‬ ‫الذي تولى منصب‬ ‫ابنه على بن محمد بن على المنذري‬ ‫‪ .‬هذا فضلا عن‬ ‫ابن حارب‬ ‫قاضي زنجبار‪ .‬وقد كان لاخبر مؤلفات في مجال التربية والتعليم منها «كتاب اختصار‬ ‫الأديان لتعليم الصبيان» الذي قامت وزارة التراث القومى والثقافة بنشره من ضمن‬ ‫اصداراتها في العدد رقم ‏‪ 3.٦٥‬‏م‪/٧٨٩١‬ه‪ . ٧٠٤١‬ومن المصادر التى تعرضت فهذا‬ ‫المصدر السابق‪ .‬صفحات ‏‪ ٧٣‬۔ ‏‪.٧٤‬‬ ‫الدور في سيرة آل المنذري أنظر‪ :‬الفارسى‬ ‫‪ ٢١٨‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫القحطاني من أبرز القضاة السنيين ومن العلياء‬ ‫‏(‪ )٢٥‬كان الشيخ محيي الدين بن شيخ‬ ‫والمستشارين في عهد كل من السيد سعيد بن سلطان وابنه السيد ماجد بن سعيد ‪.‬‬ ‫وقد تعددت مواهبه في مجال الفقة واللغة والأدب العربي والسواحلي وذلك فضلا عن‬ ‫أعماله التاريخية ونقله للمستخلص النادر مخطوط حولية كلوة «كتاب السلوة في تاريخ‬ ‫المدينة‬ ‫كلوة» المجهول المؤلف والذي يعتبر من المصادر الأساسية لتاريخ كلوة‬ ‫الاسلامية والساحل في العصر الوسيط وذلك نسبة لضياع النسخة الأصلية ‪ .‬واشتهر‬ ‫الشيخ محبي الدين ايضا كشاعر مجيد من شعراء العربية والسواحلية ‪ .‬وتميز شعره‬ ‫بالناحية الوثائقية في تسجيل الوقائع والأحداث التاريخية كالقصيدة التي نظمها عن‬ ‫واقعه حصار القلعة والتي قام فيها السيد سعيد بن سلطان باسترداد ممباسة في الحرب‬ ‫التي دارت بينه وبين المزارعة وقد أورد هذه القصيدة كاملة الشيخ المغيرى في «جهينة‬ ‫الأخبار» وقد قام المستشرق الدكتور ليندون هاريس بجمع أشعاره السواحلية وقد‬ ‫عزا اليه الفضل في انتشار الشعر السواحلي ۔ المنظوم على القوالب والأنماط الشيالية‬ ‫التي كانت شائعة في مركزها الكبير في لامو ‪ -‬الى زنجبار والمناطق الاخرى ‪.‬‬ ‫وللمزيد من التفاصيل عن سيرته أنظر‪:‬‬ ‫‪ ١٣٠‬۔‪. ١٣٣ ‎‬‬ ‫(‪ )١‬المغيرى ‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صفحات‪‎‬‬ ‫المراجع الأجنبية‪: ‎‬‬ ‫‪ .٧٧‬ومن‬ ‫هد ۔‪‎‬‬ ‫المصدر السابق ‪ .‬صفحات‬ ‫(‪ ()٢‬الفارسى ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪, ..,‬م‪‎‬‬ ‫‪. .435-135‬م ‪. .,‬‬ ‫َ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ل‪‎‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,©( ,)2691 . .31‬‬ ‫(‪ ()٢٦‬يعتر الشيخ علي بن عبدالله المزروعي من مشاهير العلاء وقد تقلد قضاء ممباسة في‬ ‫عهد السيد ماجد بن سعيد ‏(‪ ١٨٥٦‬۔ ‏‪ )١٨٧٠‬وكان قد جاور مكة المكرمة في اخر‬ ‫عمره ولازم أجلة عليائها‪ .‬ويحدثنا ابنه الشيخ الأمين بن علي المزروعي بأن من‬ ‫مؤلفات والده المخطوطة « الدروع السابغة» و«السبل الواضحات في شرح دلائل‬ ‫الخيرات» ومختصر في ذكر أسياء أهل بدر» وشرح لطيف على شيائل الترمذي»‪.‬‬ ‫أنظر‪:‬‬ ‫‏(‪ )١‬مخطوط تاريخ المزارعة في افريقية الشرقية‪ .‬تأليف الشيخ الأمين بن على‬ ‫المزروعي‪ .‬النسخة المحفوظة بالمكتبة المركزية لجامعة أم القرى بمكة المكرمة‪.‬‬ ‫صفحات ‪٣‬۔‪٤‬‏ ‪.‬‬ ‫‪, ,..‬م‬ ‫‪. ,.‬‬ ‫‪. 536 - .537‬‬ ‫‏(‪()٢‬‬ ‫(‪ ()٢٧‬تتلمذ الشيخ عبدالعزيز الأموي على يد الشيخ محبي الدين القحطاني وقد عينه‬ ‫السيد سعيد بن سلطان قاضيا على كلوة ثم انتقل الى زنجبار عام‬ ‫‏‪ ٦٦‬ه ‪١!٨٥٠/‬م‏ وظل قاضيا حتى عهد السيد علي بن سعيد (‪١٨٩٠‬۔‪١٨٩٣‬م)‏‬ ‫وله عدة مؤلفات في التوحيد والفقه والشعر والطب وأدب الرحلات والتاريخ ولم‬ ‫‪ ٢١٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫يصلنا أي منها لأنها لم تطبع ‪ .‬وبما يجدر ذكره في هذا المقام ان الشيخ عبدالقه الفارسي‬ ‫قد ذكر في تاريخه ه«البوسعيديون حكام زنجبار» أن السيد حمد بن ثويني سلطان‬ ‫زنجبار في الفترة (‪١٨٩٦-١٨٩٣‬م)‏ قد طلب من الشيخ عبدالعزيز الكتابة عن‬ ‫تاريخ زنجبار في ظل الدولة البوسعيدية حتى عهده‪ .‬وقد قام بهذا العمل بالصورة‬ ‫المرجوة الى درجة ان السيد حمد بن ثوينى قد أشاد بهذا العمل ومنحه نيشانا من‬ ‫الطبقة الثالثة في ‏‪ ٢٧‬شعبان ‪١٣١١‬ه‪٧/‬‏ مارس ‏‪ ٤‬‏م‪ ٩٨١‬ولكن مما يؤسف له ان هذا‬ ‫الانجاز العلمي الهام لايزال مفقودا ولعل العثور عليه سيلقى المزيد من الضوء على‬ ‫التاريخ الهاني الحديث في زنجبار وشرق افريقية ‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪. ٧٩-٧٧‬‬ ‫(‪ )١‬الفارسى ‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صفحات‪‎‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪. .537-538‬م ‪, . 6., . .,‬‬ ‫(‪ ()٢٨‬هو العالم العلامة والقاضي الفقيه والشاعر الأديب والصحاني اللامع كل هذه‬ ‫الصفات ترددت في المصادر والمراجع العيانية التي تناولت سيرة الشيخ ناصر بن سالم‬ ‫ابن عديم الرواحي ‪ ،‬عالم الشعراء وشاعر العلياء‪ .‬وقد جاء في مقدمة «ديوان أبي‬ ‫مسلم» للشيخ سالم بن سليمان بن سالم بن عديم البهلاني ترحمة اضافية لحياة الفقيد‬ ‫الشيخ ابي مسلم وقد ألقى فيها الضوء على اسهامه الكبير في مجال التأليف حين‬ ‫ذكر ‪:‬‬ ‫وله عدة مؤلفات بعضها مطبوع وبعضها بخط قلم يده‪ .‬فمن مؤلفاته‬ ‫«‪...‬‬ ‫النشرية (نثار الجوهر) وهو كتاب جليل جزيل الفائدة حوى مهيات الأثر مشحونا‬ ‫بالأحاديث النبوية والأدلة العقلية بيد انه عاجلته الأيام قبل اتمامه ومنها ( الواح الأنوار‬ ‫وأرواح الأسرار) وهو كتاب ‪ . . .‬في طريقة الذكر على أحسن أسلوب ومنها (العقيدة‬ ‫في المذهب) جعل وضعها على سؤال تلميذ وجواب أستاذه وهي م! ‪ ,‬أسلوب‬ ‫انيق ‪ . . .‬ومنها (النور المحمدي) ورالكنوز الصمدية في المفاخر المحمدي‪ :‬انى غير‬ ‫ذلك من الرسائل الدينية ‪ .‬ومؤلفاته النظمية كثيرة جدا في أساء الته الحسنى والمديح‬ ‫والأذكار فمنها (الوادي المقدس) وهو على قافية التاء وصدره بمقدمة في شروط الذكر‬ ‫خلفا ن‬ ‫سعيذ بن‬ ‫‏‪ ١‬لنورا ني‬ ‫الثناء ( وا ل صل للقطب‬ ‫له ومنها ) تخميس سموط‬ ‫وا لتلاوة‬ ‫‪ .‬به‬ ‫الخليلي ‪ . . .‬ومنها (الناموض الاسنى والمعرج الاسنى والباقيات الصالحات والكلم‬ ‫الطيب ومقدس النفوس والنفحة الفاتحة) في التوسل بأسياء الفاتحة وكثير من الأذكار‬ ‫جمعنا ما عثرنا عليه في ديوان سياه «النفس الرحماني في أذكار ابي مسلم‬ ‫البهلاني‪ ». . . .‬أنظر «ديوان اي مسلم» ص‪٤‬‏ ‪ .‬اما اسهامه في مجال الصحافة‬ ‫فسيأي في مكان اخر من هذه الدراسة‪ .‬وفي ختام حديثنا عن مؤلفاته لابد من‬ ‫الاشارة الى اسهامه في مجال الكتابة التاريخية والمتعلقة بموضوع هذه الندوة حيث قام‬ ‫‏‪ ٢٢٠‬۔‬ ‫۔_‬ ‫باعداد كتاب يعتر من المؤلفات النادرة القليلة التي وصلتنا عن تاريخ شرق افريقية‬ ‫وعنوانه ‪:‬‬ ‫« اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن‬ ‫سلطان القطا الافريقية الشرقية» وقامت بنشره وزارة التراث القومي والثقافة }‬ ‫العدد ‏‪( 3 ٤٧‬سبتمبر ‪١٩٨٣‬م)‪.‬‏‬ ‫سلطنة عيان‬ ‫من الطلاب في زنجبار‬ ‫(‪ )٢٩‬وهو عالم من أصل حضرمي تتلمذ على يديه اعداد غفيرة‬ ‫وجزر القمر‪ .‬وقد ترعرع في مدينة لامو على الساحل الكيني ونال قسطا من التعليم‬ ‫في العلوم الشرعية في مكة المكرمة على ايدي مشاهير اساتذتها‪ .‬وعن سيرته واسهامه‬ ‫في مجال التعليم في زنجبار وشرق افريقية أنظر مقدمة كتابه‪« :‬رحلة الأشواق القوية‬ ‫الى مواطن السادات االعلوية» (القاهرة‪١٣٥٨ .‬ه‪١٩٣٩/‬‏ ۔ ‪١٩٤٠‬م)‏ وتناول‬ ‫نشاطه الغلمي في زنجبار ايضا الدكتور مارتن في حديثه عن علياء زنجبار في بحثه‬ ‫المشار إليه في الهوامش السابقة ‪( :‬أنظر هامش رقم ‏‪.)٢٠‬‬ ‫‪, . ,. .‬‬ ‫‪,. . .538-541‬‬ ‫(‪ (٣٠‬وهو قاضي قضاة كينيا وشيخ الاسلام فيها وقد أسهم بنشاط واسع في مجال التعليم‬ ‫والدعوة الاسلامية والصحافة حيث يعتبر المؤسس الأول الذي أدخل الصحافة‬ ‫العربية لأول مرة في تاريخ الساحل الكيني عندما انشأ نشرة دورية أساها‬ ‫بالسواحلية ايضا‬ ‫‪١٩٣٠‬م‏ وقد صدرت‬ ‫«دالصحيفة» وظهرت أول مرة فايكتوبر‬ ‫وتعنى بالمسائل الدينية والسياسية والاجتياعية وأعقبها باصدار جريدة «الاصلاح»‬ ‫باللغتين العربية والسواحلية في شوال ‪١٣٥٠‬ه‏ ‪ /‬الموافق فبراير ‪١٩٣٢‬م‏ وقد أسهمت‬ ‫هذه الصحف ني نشر الوعي ي أوساط المسلمين وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم‬ ‫والوقوف ضد اعداء الاسلام وأصحاب المبادىء الهدامة هذا فضلا عن اهتمامه‬ ‫بالناحية التاريخية عندما قام بتأليف الكتاب المخطوط «تاريخ المزارعة في افريقية‬ ‫الشرقية» وقد احتوت مقدمة الكتاب على معلومات وافية عن نشاطه في كافة‬ ‫المجالات التي تعرضنا لها في ايباز في هذه العجالة ‪ .‬ومن مؤلفاته كتابه في الفقه‬ ‫شرق‬ ‫مساحد‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫للتعليم‬ ‫المقررة‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫الأطفال»‬ ‫«( هداية‬ ‫‪.‬اللسمى‬ ‫افريقية ‪ .‬فضلا‪,‬عن ان له تأليفاً ي التفسير‪ .‬فهناك طبعة انيقة لتفسير سورتي الفاتحة‬ ‫‪:‬‬ ‫التفسير كالآاقي‬ ‫كتاب‬ ‫عنهوان‬ ‫وجاء‬ ‫بالسواحلية‬ ‫والبقرة‬ ‫‪ |-‬ع‬ ‫ل م‬ ‫‪0‬‬ ‫ن‬ ‫ں‬ ‫‪7‬‬ ‫‪--‬‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪(, 0891).‬‬ ‫الزين‬ ‫يم‬‫‪ :‬ابراهي‬ ‫فى‬ ‫الهامش‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫والمشار‬ ‫المخطوط‬ ‫الكتاب‬ ‫ايضا دراسة‬ ‫أنظر‬ ‫صغيرون ‪« :‬التراث العربي الاسلامي في شرق افريقية ‪:‬دراسة اولرة لمخطوط» تاريخ‬ ‫‪ ٢٢١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫المزارعة في افريقية الشرقية ‪ .‬تأليف الأمين علي المزروعي ‪ ،‬مجلة عالم الكتب‪ ،‬المجلد‬ ‫‏‪ ١٩٠‬۔‬ ‫(شوال ‪١٤٠٥‬ه‪/‬يونيو‏ ‪١٩٨٥‬م)‏ صفحات‬ ‫العدد الثاني‪.‬‬ ‫السادس‬ ‫‏‪. ٢١٨‬‬ ‫(‪ (٣١‬قامت وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عيان بترجمة كتاب «البوسعيديون حكام‬ ‫زنجبار» الذي ألفه بالانجليزية الشيخ عبدالته بن صالح الفارسي وقام بالترجمة الى‬ ‫اللغة العربية الاستاذ محمد أمين عبدالته (ر‪١٩٨٦٢‬م)‏ ‪ .‬أما كتاب «جهينة الأخبار» فقد‬ ‫قام بتحقيقه كل من الاستاذين عبدالمنعم عامر‪ ،‬طبعة أولى (‪١٩٧٩‬م)‏ ومحمد علي‬ ‫الصليبى ‪ ،‬طبعة ثانية (‪١٩٨٦‬م)‪،‬‏ وزارة التراث القومي والثقافة ‪.‬‬ ‫(‪ (٣٢‬وعن دور العلياء العمانيين وأثرهم في الجوانب العلمية والمعرفية أنظر التعقيب على‬ ‫بحث د‪ .‬شوقى عطا الته الجمل وعنوانه «دور مصر وعيان الحضاري في افريقيا»‬ ‫وذلك في حصاد ندوة العلاقات العيانية المصرية‪ .‬من ‏‪ ٢‬الى ‏‪ ٤‬مارس ‪١٩٩١‬م‪6‬‏‬ ‫المنتدى الأدي‪ .‬وزارة التراث القومي والثقافة{ الجزء الثاني (يناير ‪١٩٩٢‬م)‪،‬‏‬ ‫‏‪ ٢٠٠‬۔ ‏‪. ٢٠٧‬‬ ‫صفحات‬ ‫‏‪. ٥٨_٥٧‬‬ ‫)‪ (٣٣‬حريز ‪ :‬المؤثرات العربية في الثقافة السواحلية‪ .‬صفحات‬ ‫(‪ (٣ ٤‬أنظر مقدمة كتاب «جهينة الأخبار» للاستاذ عبدالمنعم عامر‪ .‬صفحات (ق ‪ -‬ر) ‪.‬‬ ‫(‪ (٣٥‬مخطوط «تاريخ المزارعة في شرق افريقية» أنظر المقدمة بقلم العلامة المرحوم علي بن‬ ‫أنظر ايضا‪ :‬ابراهيم الزين‬ ‫جعفر الوهط السقافت“ من أهالي زنجبار‪ .‬صهك“‬ ‫صغيرون ‪ :‬التراث العربي الاسلامي في شرق افريقية ‪ :‬دراسة أولية مخطوط تاريخ‬ ‫المزارعة في افريقية الشرقية‪ ،‬تأليف الشيخ الأمين بن علي المزروعي ‪ .‬مجلة عالم‬ ‫صفحات‬ ‫(‪١٩٨٥‬م)‪:‬‏‬ ‫الرياض ‪.‬‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫العدد‬ ‫السادس“‬ ‫المجلد‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫‏‪. ٢١٨٩٠‬‬ ‫‏‪. ٢٥٢‬‬ ‫(‪ (٣٦‬المخيرى‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‬ ‫‏‪.٣٦٢٣‬‬ ‫(‪ (٣٧‬المغفيرىك المصدر السابق‪ .‬ص‬ ‫‏‪. ٢٠٨‬‬ ‫(‪ (٣٨‬المغيرىآ المصدر السابق‪ .،‬ص‬ ‫(‪ (٣٩‬قد أفرد الشيخ المغيرى حيزا مناسبا في كتابه للاشادة بأفضال وأعمال رجل البر‬ ‫والاحسان السيد حمود بن أحمد البوسعيدي خدمة للاسلام والمسلمين عندما ذكر‪:‬‬ ‫«ان احسن ما ينبغي ان نزين به صفحات هذا التاريخ هو ذكر السيد المحسن‬ ‫الجليل ‪ .‬حمود بن احمد بن سيف البوسعيدي ‪ . . .‬فكان _ رحمه الله ۔ أفضل المتقدمين‬ ‫والمتأخرين من العرب‪ ،‬ان الماثر التي تقرب بها لوجه الله السيد حمود بن أحمد‬ ‫والأوقاف الطائلة التي اوقفها من املاكه في سبيل البر والرحمة تدل على فضله وتقدمه‬ ‫على غيره ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٢‬۔‬ ‫فمن أعياله الجليلة المخلدة بيت الرباط الذي بمكة المشرفة ‪ ،‬اشتراه من طيب ماله ©‬ ‫وأوقفه لوفد الله القادمين الى حرمه وأمنه‪ .‬لأداء فريضة الحج من أهل عيان وزنجبار‬ ‫والذين هم على مذهبه القويم الاباضي“ وبيت الرباط الذي بزنجبار‪ ،‬وأوقف أموالا‬ ‫بزنجبار وأراضى‪ ،‬تنفق غلتها على فقراء المسلمين بزنجبار‪ .‬وهي من الصدقات الجارية‬ ‫الى الآن وبناؤه المعروف باسمه بزنجبار‪ ،‬وجعل له وقفا‪ 5‬ينفق منه طلبة العلم والمعلمون‬ ‫‏‪). ٢٥٥‬‬ ‫المصدر السابقى“‪ ،‬ص‬ ‫(المغيرىك‬ ‫والقائمون فيه‪ ،‬وهو أغنى مسجد بزنجبار‪.‬‬ ‫‪ ٢٥٥‬۔‪. ٢٥٦ ‎‬‬ ‫(‪ )٤٠‬المغيرى ‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صفحات‪‎‬‬ ‫‪. ٣٢٤‬‬ ‫(‪ )٤١‬المغيرى ‪ :‬المصدر السابق‘ ص‪‎‬‬ ‫‪ ٣٠٥‬۔‪.٣٠٦ ‎‬‬ ‫(‪ )٤٢‬المغفيرى ‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صفحات‪‎‬‬ ‫‪ ٣١٠‬۔‪.٣١١ ‎‬‬ ‫(‪ )٤٣‬المغيرى ‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صفحات‪‎‬‬ ‫‏(‪ )٤٤‬الأمير بدر بن نوح وهو زعيم المسلمين فى أوغندا في تاريخها المعاصر وقد ورث هذا‬ ‫المنصب بجدارة عن والده الامير نوح المتوفي عام ‏‪ ٢١‬‏‪،‬م‪ ٩١‬والذي يعتبر اول زعيم‬ ‫مسلم تولى الاشراف على شؤون المسلمين في تاريخ اوغندا الحديث‪ .‬وقد قام الامير‬ ‫بدر بجهود كبيرة في مجال تعليم المسلمين والحفاظ على هويتهم وشخصيتهم في‬ ‫ظروف تاريخية صعبة‪ .‬وقد كانت زنجبار وملحقاتها في الساحل الشرقي دائيا تمثل‬ ‫النموذج الذي يحتذى به خاصة في مجال التعليم الاسلامي سواء عن طريق ابتعاث‬ ‫الطلاب او التزود بالكتب الدينية التي اسهم بها علياء زنجبار والساحل خاصة‬ ‫المراجع الاسلامية المكتوبة بالسواحلية لتعليم ابناء المسلمين مبادىء الاسلام‬ ‫وتعاليمه الصحيحة سواء في العبادات ‪ ،‬وتفسير القرآن الكريم ‪ ،‬والحديث وفي جميع‬ ‫مهمات أيواب الفقه{ ومن المصادر والمراجع التي تناولت الدور الذي قام به كل من‬ ‫الأمير نوح وابنه الأمير بدر أنظر‪:‬‬ ‫ع )‪(1‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪...,‬‬ ‫‪7 0776,‬‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 1291.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪, .‬‬ ‫و‬ ‫ا ل‬ ‫‪..‬‬ ‫‪»:‬‬ ‫ع ‪ 0‬ك‬ ‫ا‬ ‫ںس‬ ‫ن‬ ‫ز ‪,‬‬ ‫‪ 0‬نا‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪, !. ,‬‬ ‫‪. 1, 2,‬‬ ‫‪ (2891),‬ل‬ ‫‪. 921-321.‬‬ ‫الاسلامية البارزة في أوغندا! وهو حام‬ ‫‏(‪ )٤٥‬الاستاذ ابو بكر ميانجا من الشخصيات‬ ‫‏‪ ١‬لوطنية بعل‬ ‫ا لحكومات‬ ‫من‬ ‫عحدد‬ ‫في‬ ‫وا صبح وزيرا‬ ‫لندن‬ ‫حا معة‬ ‫تخرج من‬ ‫متمرس‬ ‫الاستقلال وتولى مهمة الدفاع عن حقوق المسلمين في البلاد وشارك في خخاطبة‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٢٣‬۔‬ ‫وتوجيه مؤتمرات الطلاب المسلمين‪ .‬أنظر كلمته المنشورة في مجلة اتحاد الطلاب‬ ‫المسلمين الأوغنديين في أول مؤتمر يعقد للشباب الاسلامي في كمبالا في عام‬ ‫‏‪ ٩٦٢‬‏م‪: ١‬‬ ‫‪, .,‬م‬ ‫‪'7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫‪, ,:1963‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪(, 4691), .4.‬‬ ‫(‪ )٤٦‬هو الشيخ شعيب سيياكولا‪ 5.‬وقد كان مفتي المسلمين في أوغندا ومن الشيوخ‬ ‫البارزين في مجال الدعوة الاسلامية ‪.‬‬ ‫‪ 838‬الشيخ علي كولومبا‪ .‬من الشخصيات المسلمة البارزة ايضا وله اسهام في مجال‬ ‫التأليف والكتابة عن تاريخ الاسلام في بلده‪ .‬كيا له كتاب مختصر اخر بمثابة مرشد‬ ‫ديني عن اركان الاسلام ومزود بالشرح وقد كتبت هذه الكتب باللغة اللوغاندية لأنها‬ ‫موجهة في المقام الأول للمسلمين في اقليم بوغندا ومصحوبة بترجمة للانجليزية ‪.‬‬ ‫توجد نسخ من الكتابين في مكتبة جامعة ماكريرى في كمبالا عاصمة أوغندا‪.‬‬ ‫(‪ (٤٨‬محمد مشهور الحداد ‪ :‬حقائق تاريخية عن العرب والاسلام في افريقية‬ ‫الشرقية‪ .‬ص ‏‪.٩٠‬‬ ‫‏‪.٨٥‬‬ ‫(‪ ()٤٩‬حريز ‪ :‬المؤثرات العربية في الثقافة السواحلية‪ .‬ص‬ ‫‏‪. ٢٣٣‬‬ ‫(‪ (٥٠‬المغفيرى ‪ :‬المصدر السابق۔ث ص‬ ‫(‪ ()٥١‬السالمي ‪ :‬تحفة الاعيان بسيرة أهل عيان ك الجزء الثاني‪ .‬ص ‏‪. ١٨٥‬‬ ‫(‪ (٥ ٢‬جريدة عيان ‪ :‬الملحق الثقافي‪ .‬‏‪ ٨‬ذو القعدة ‪١٤١١‬ه‪٢٣/‬‏ مايو ‪١٩٩١‬م‪6‬‏‬ ‫الصحافة العيانية في زنجبار‪ :‬قراءة في الحضور العياني وتأثيره في شرق افر بنيا‪ .‬اعداد‬ ‫الاستاذ عبدالته بن سالم الحارثي ‪ .‬ص ‏‪. ١٢١‬‬ ‫)‪ (٥٢٣‬جريدة عمان ‪ :‬نفس العدد! ص ‏‪.١٢١‬‬ ‫(‪ (٥ ٤‬أحد الفلاحي ‪ :‬التأليف والنشر في عمان‪ .‬مجلة عالم الكتب" المجلد النالث©‬ ‫‏‪.٥٩٥‬‬ ‫ص‬ ‫العدد الرابع ‪( .‬الرياض ‪١٩٨٣ .‬م)‪.‬‏‬ ‫(‪ (٥٥‬أحمد عيضة سالم ‪:‬‬ ‫آ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫‪ 0‬ا‬ ‫'‬ ‫‪. 861-951.‬م ‪,‬‬ ‫‏‪.١‬‬ ‫(‪ ()٥٦‬جريدة الفلق‪ .‬زنجبار في ‏‪ ٢٥‬ذي القعدة ‪١٣٤٧‬ه‪٦/‬‏ مايو ‪١٩٦٩‬م‪،.‬‏ ص‬ ‫(‪ (٥٧‬مقدمة « ديوان ابي مسلم » للشيخ سالم بن سلييان بن سالم بن عديم البهلاني ‏‪٥‬‬ ‫‏‪. ٣‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ٥‬‬ ‫(‪ (٥٨‬مقدمة محطوط «تاريخ المزارعة في افريقية الشرقية‪٬6‬‏ ص‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٤‬۔‬ ‫‏‪. ٢‬‬ ‫(‪ )٥٩‬جريدة الفلق‪ .‬زنجبار في ‏‪ ٢٥‬ذي القعدة ‪١٣٤٧‬ه‪٦/‬‏ مايو ‪١٩٦٢٩‬م‪،‬‏ ص‬ ‫(‪ (٦٠‬جريدة زنجبار‪ .‬زنجبار في ‏‪ ٢٥‬رمضان ‪١٣٤٩‬ه‪١٤/‬‏ فبراير ‪١٩٣١‬م ‏‪٥‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ ‏‪. ٣‬‬ ‫صفحات‬ ‫نقلا عن ه«ديوان اي مسلم» للشيخ سالم بن سلييان بن عديم‬ ‫(‪ (٦١‬جريدة النجاح‬ ‫البهلاني‪ ،‬ص ‏‪ .١١٣‬وقد نظم الشيخ ابو مسلم الرواحي هذه القصيدة يجيب فيها‬ ‫عمر لعافي المصري عن قصيدة نشرها بجريدة النجاح‪ .‬وقد كان مطلع قصيدة‬ ‫ابي مسلم ‪:‬‬ ‫الشيخ‬ ‫لقد اسمعت أحياء الرجال‬ ‫لبيك يا صوت المعالي‬ ‫طوال العزم بالبيض الطوال‬ ‫أجابك سادة نجب كرام‬ ‫‏‪ ٩‬جمادى الأولى ‪١٣٢٤‬ه‪١/‬‏ يوليو ‪١٩٠٦‬م‪،‬‏‬ ‫الجزء العاشر‬ ‫(‪ (٦٢‬مجلة الهلال‬ ‫‏‪.٥٩٧١‬‬ ‫ص‬ ‫‏‪. ٢‬‬ ‫‏‪ ٢٥‬رمضان ‪١٣٤٩‬ه‪٦/‬‏ مايو ‪١٩٦٩‬م‪،‬‏ ص‬ ‫(‪ (٦٣‬جريدة زنجبار۔‬ ‫(‪ ()٦٤‬الشيخ عامر بن علي بن عمير المرهوبي‪ :‬ندوة رأس الخيمة التاريخية بعنوان ‪:‬‬ ‫«الاستعيار البرتغالي في الخليج العري والعلاقة بين الخليج العربي وشرق افريقية»‬ ‫(‪١٩٨٧‬م)‏ الجزء الأاول‪ ،‬ص ‏‪. ٢٠‬‬ ‫هب‪١٩/‬‏ أغسطس ‪١٩٣٩‬م‪،‬‏ نقلا عن سيد‬ ‫‪١‬رج‬ ‫‪ ٣‬‏‪٣‬‬ ‫‪ ٥‬في‬ ‫‪٨‬بار‬ ‫(‪ (٦٥‬جريدة الفلق ‪ 0‬زنج‬ ‫‏‪٩ ٥‬‬ ‫حامد حريز‪ :‬والمؤثرات العربية في الثقافة السواحلية في شرق افريقية» صفحات‬ ‫۔ ‏‪ .٩٧‬أما تقرير الخبير البريطاني المستر ولسون المشار اليه والخاص بالتعليم في‬ ‫زنجبار والخيارات المطروحة في استخدام اللغتين العربية والسواحلية المكتوبة _‪:‬اما‬ ‫وسياسة الادارة البريطانية في هذا الصدد فقد‬ ‫بالحروف العربية أو الحروف الرومانية‬ ‫اطلعنا عليها فى مجموعة دار الوثائق البريطانية فى الوثيقة التالية ‪:‬‬ ‫‪.0. 693-304,‬‬ ‫‪, , 903,‬ناك ‪ .‬م ح م‬ ‫‪ ©,‬ن‬ ‫‪ 61, 8091.‬ع‬ ‫(‪ (٦٦‬يواقيم رزق مرقص ‪ :‬العرب والكونغو في النصف الأخير من القرن التاسع عشر‬ ‫‏‪. ٢٣٧‬‬ ‫ص‬ ‫بحث في كتاب ‪« :‬العرب في افريقيا‬ ‫(‪ (٦٧‬ابراهيم الزين صغيرون ‪ :‬هالمؤثرات الحضارية العيانية في شرق افريقية في ظل الدولة‬ ‫‏‪ ، ٤١‬كوليت ميزون ‪ :‬هجرات الحرث الى أواسط افريقية ‪8‬‬ ‫البوسعيدية ‪ .‬ص‬ ‫‏‪.٨‬‬ ‫ص‬ ‫‪ ٢٢٥‬۔۔‬ ‫‏_‬ ‫‏‪ ٨‬ذو القعدة ‪١٤١١‬ه‪٢٣/‬‏ مايو ‪١٩٩١‬م‏ «الصحافة العيانية في‬ ‫(‪ (٦٨‬جريدة عمان‪:‬‬ ‫‏‪. ١٢‬‬ ‫زنجبار»؛ ‪ .‬ص‬ ‫(‪ )٦٩‬جريدة عمان‪ :‬نفس العدد‪ .‬أنظر الحديث الذي أدلى به الاستاذ احمد بن محمد‬ ‫‏‪. ١٢١‬‬ ‫ابن ناصر بن سليمان اللمكى ‪ .‬ص‬ ‫(‪ (٧٠‬أنظر ما جاء في كتب الرحالين الأوروبيين في الآتي ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪!. .‬‬ ‫ا‬ ‫‪,‬‬ ‫!‬ ‫‪,‬‬ ‫‪(, 6791), . 601.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪, .., 7‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫م‬ ‫ع ‪,‬‬ ‫‪|,‬‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫‪. 951.‬م ‪. 52, . 2, (1681-0691 (,‬م‬ ‫‏‪ .٨٩-٨٨‬وقد كان للعلاء‬ ‫(‪ ()٧١‬حريز‪ :‬المؤثرات العربية في الثقافة السواحلية‪ .‬صفحات‬ ‫العمانيين دور ملحوظ في تطوير اللغة السواحلية في كتاباتهم نثرا وشعرا‪ .‬ومن العلياء‬ ‫الشيخ‬ ‫الذين برعوا في هذا المجال كل من ‪ :‬الشيخ عي الدين القحطاني‬ ‫عبدالعزيز الاموي‪ ،‬الشيخ سلييان بن محمد العلوي‪ ،‬الشيخ عبدالله بن صالح‬ ‫الفارسي‪ ،‬الشيخ محمد الخروصي ‪ .‬الشيخ قاسم بن خلفان المزروعي ‪ ،‬الشيخ‬ ‫الأمين بن علي المزروعي ‪ ،‬والشيخ شعبان بن صالح الفارسي ‪ .‬وأما الشيخ العلامة‬ ‫والشاعر أبومسلم الرواحي فقد ابدع في تطوير السواحلية الى درجة انه يعتبر اول‬ ‫أديب في افريقية استطاع ان يأتي بشعر عربي ينتهي بقافية سواحلية دون سقوط‬ ‫الوزن الاصلي كيا هو معروف في علم العروض ‪ .‬ومن الأمثلة التي وردت في المراجع‬ ‫المحلية هذه الأبيات من قصيدة نظمها معاتبا خادمه وهي تقف شاهدا على تمكنه‬ ‫من اللغتين العربية والسواحلية وموهبته الشعرية كيا تعبر عن هذا التيازج والتواصل‬ ‫بين الثقافتين العربية والسواحلية ‪ .‬وقد جاء في القصيدة هذه الأبيات الشعرية الى‬ ‫تعتبر من الطرائف والملح الأدبية ‪:‬‬ ‫« الروح الشريرة »‬ ‫ياخميسا يامهوكا ‪ ...... ..‬لا تقل اني مشوكا (تعبان)‬ ‫‪ ..‬قيل لي هاكوكتوكا (خرج غير موجود)‬ ‫كلا أدعوك دوما ‪......‬‬ ‫‪ ... .....‬خدمة بيتي وتر وكا (تهرب)‬ ‫كل وقت أنت عن‬ ‫العمانيون ودورهم في تطوير اللغة السواحلية ‪ .‬جريدة‬ ‫الطيواني ‪:‬‬ ‫علي بن محمد‬ ‫‏(‪( ١‬‬ ‫مان ‪ .‬العدد ‏‪ ،©١٤٠٨‬السبت غرة رجب ‪١٤٠٥‬ه‪٢٣/‬‏ مارس ‪١٩٨٥‬م‏ ‪.‬‬ ‫)‪:(2‬‬ ‫‪, ..,‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. 545-525.‬م ‪.,‬‬ ‫‪ ٢٢٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‏(‪ )٧٢‬حريز‪ :‬الثقافة السواحلية ‪ :‬أصولها ومقوماتها وتطورها‪ .‬بحث في كتاب ‪« :‬العلاقة‬ ‫‏‪. ١٥‬‬ ‫‏‪ ١٩٨٥‬م)‪ ،‬ص‬ ‫بين الثقافة العربية والثقافة الافريقية» (تونس‪،‬‬ ‫(‪ )٧٣‬حريز ‪ :‬المؤتمرات العربية في الثقافة السواحلية‪ .‬ص‪. ٤٤ ‎‬‬ ‫اغزر العلياء تاليفا بالسواحلية الشيخ العلامة عبدالله بن‬ ‫‪3‬‬ ‫صالح الفارسي الذي تبوأ منصب قاضي القضاة في كينيا‪ .‬وقد أسهم بعدد وافر من‬ ‫الكتب الدينية والثقافية والتي لاتزال منتشرة في كل مناطق شرق افريقية ؤقد ركزت‬ ‫على جوانب ترسيخ العقيدة الاسلامية في نفوس المسلمين في مجال التفسير والعبادات‬ ‫والفقه هذا فضلا عن الجوانب التاريخية والأدبية ‪ .‬ومن هذه المؤلفات مايلى ‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬ما(‬ ‫ا‬ ‫(‪ ) ١‬تفسير القرآن الكريم )‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ن‪‎‬‬ ‫(‪ )٢‬تفسير سورة الكهف وأحكام صلاة الجمعة‬ ‫اح ك‬ ‫‪ 2‬؟‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫‪,‬زا‬ ‫‪ 0‬ا(‬ ‫ا ك‬ ‫ن‬ ‫ز‬ ‫‪).‬‬ ‫‪:‬‬ ‫في الصلوات‪‎‬‬ ‫القران الكريم للقراءة‬ ‫المفصل من‬ ‫قصار‬ ‫سور‬ ‫)‪(٣‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫ں‪‎‬‬ ‫اك‬ ‫غ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا(‪‎‬‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اه‬ ‫ع‬ ‫‪! 5‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‏(‪ )٤‬تفسير بعض السور من القرآن الكريم ‪:‬سور يس‪ ،‬الواقعة والملك‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪ ,‬آ‬ ‫ى‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬م‬ ‫‪5‬‬ ‫‪',‬‬ ‫‪.‬‬ ‫آ(‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪).‬‬ ‫‏(‪ )٥‬تاريخ السيرة النبوية‬ ‫)‪(5‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫آ(‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪).‬‬ ‫السيد سعيد بن سلطان حاكم عان وزنجبار‪.‬‬ ‫‏(‪ )٦‬تاريخ‬ ‫)‪(6‬‬ ‫ن‬ ‫ك ل‬ ‫م‬ ‫( ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫ل ع‬ ‫م ا‬ ‫©‬ ‫ل‬ ‫‪).‬‬ ‫‏(‪ )٧‬تاريخ وتراجم بعض كبار علياء المسلمين في شرق افريقية‬ ‫)‪(7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ه‬ ‫» '‬ ‫ه ن‬ ‫‪.‬‬ ‫آ(‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫سا‬ ‫)ح ع م ح‬ ‫‏(‪ )٨‬شعائر الصلاة‪.‬‬ ‫)‪(8‬‬ ‫ت‬ ‫»‬ ‫ا‬ ‫آ( ان‬ ‫!‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫)ح‬ ‫(‪)9‬‬ ‫و‪‎‬‬ ‫(‪ )٩‬شعائر الصوم ‪.‬‬ ‫(‬ ‫ل‪‎‬‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪)01‬‬ ‫‪ 2‬ل‪‎‬‬ ‫س‬ ‫الزواج ‪.‬‬ ‫(‪ ()١٠‬أحكام‬ ‫(‬ ‫ل ع‬ ‫)‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٧‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫والمعراج‪‎‬‬ ‫الاسراء‬ ‫معجزة‪٥٦‬‬ ‫(‪()١١‬‬ ‫)‪(11‬‬ ‫ن‪‎‬‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫آ(‬ ‫‪ 0‬ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪).‬‬ ‫الاسلام‪. ‎‬‬ ‫المواريث في‬ ‫أحكام‬ ‫(‪)١٢‬‬ ‫(‪)12‬‬ ‫(‬ ‫حنا‬ ‫‪0‬ه‬ ‫)‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٣‬وفي مجال الكشف عن أصحاب المبادىء الهدامة التي استهدفت الاسلام فله كتاب‬ ‫عنوانه ‪« :‬بيان التحر يف في تفسير القاديانية للقرآن الكر يم»‬ ‫)‪(31‬‬ ‫» ‪0‬‬ ‫‪ 2‬ن‬ ‫ن‬ ‫ت ما(‬ ‫‪0 0‬‬ ‫ا ع ‪ 0‬ا‬ ‫‪0‬‬ ‫‪).‬‬ ‫(‪ )١٤‬تعليم الفرائض الاسلامية‪. ‎‬‬ ‫)‪(14‬‬ ‫آ(‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫حا‬ ‫)‬ ‫ومن العلياء العهانيين الذي ين أسهموا ف تطوير اللغة السواحلية وثقافتها والاهتيام‬ ‫بجمع تراثها اللغوي والتاريخي والأدبي ما قام به الشيخ شعبان بن صالح الفارسي‬ ‫التعليمية في شرق‬ ‫الانتشار في المعاهد والمؤسسات‬ ‫التربوية الواسعة‬ ‫ومن مؤلفاته‬ ‫افريقية مايلي ‪:‬‬ ‫( أ ) الأمثال السواحلية في زنجبار‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫»‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫اصطلاحية سواحلية‬ ‫(ب) تعبيرات‬ ‫)(‬ ‫ا ا‬ ‫(ج) روايات تاريخية عن زنجبار‬ ‫)ح(‬ ‫ح‬ ‫اح‬ ‫‪:‬‬ ‫الكتاب‬ ‫القصص الى احتواها هذا‬ ‫ومن ضمن‬ ‫‏( ‪ ) ١‬زنجباري يروي قصة حياته‬ ‫" )‪(1‬‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫خ( ع‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫‪).‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫حا‬ ‫ا‬ ‫‪: -.‬‬ ‫‏( ‪ )٢‬الأثر الاسلامي في شرق افريقية‬ ‫‏(‪ )٧٥‬ومن الدراسات التى تناولت «اسهام اللغة العربية في تطور اللغة السواحلية»‬ ‫وقد أبرزت المجالات التي أسهم بها العمانيون بصفة خاصة ‪ ،‬تلك التي قام باعدادها‬ ‫الاستاذ الدكتور ه‪ .‬م ‪ .‬باتيبو الاستاذ بجامعة دار السلام في تنزانيا‪ .‬وقد نشر هذا‬ ‫المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة‬ ‫اليوم ‏‪ ٦‬التي تصدرها‬ ‫محلة ) الاسلام‬ ‫البحث ف‬ ‫والعلوم ‪ .‬العدد الثاني ‪( ،‬الرباط‪١٩٨٣ ،‬م)‏ وعنوانه بالانجليزية ‪:‬‬ ‫‪,‬م‬ ‫‪..,‬‬ ‫‪ 0‬ںح‘‘‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫‪ 0‬م‬ ‫‪ 0‬مب‪.....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٢٨‬۔‬ ‫الوجود العياني وأثره في ازدهار العربية في شرق افريقياره‪.‬‬ ‫أجمد درويش‬ ‫الدكتور‬ ‫‪:‬‬ ‫بقلم‬ ‫أيها الحفل الكريم ‪:‬‬ ‫أسعد النه بالخير والمودة امسياتكم وأيامكم وبارك في مجالس العلم والمعرفة والأدب في‬ ‫هذا البلد الطيب الأمين الذي يجسد من خلال اهتيامه المتواصل بمناقشة القضايا الأدبية‬ ‫والفكرية جادا متطلعا الى المعرفة محبا لها‪ ،‬مواصلا لاداء رسالة نبيلة نهض بأعبائها أجيال‬ ‫من الرواد الذين اضاعءوا جوانب كثيرة من مجالات الفكر والمعرفة الأدبية تعتز بها العربية‬ ‫وتاريخها ‪.‬‬ ‫واذا كان حديثنا اليوم عن ازدهار العربية لغة وادبا وفكرا في الجزء الشرقي من قارة افريقيا‬ ‫وعن دور الرواد العمانيين في التمهيد فهذا الازدهار وحمايته وحمل رايته قرونا عديدة‪ .‬فإن هذا‬ ‫الحديث نفسه ربيا يكشف لنا بعضا من جوانب القصور في اهتيام أبناء العربية بلغتهم‬ ‫وأدبهم ‪ 3‬وامال كتابة جوانب من تاريخها مشرقة وناصعة‪ ،‬والواقع ان حظ العربية مع ابنائها‬ ‫لا يخلو من غرابة دافعة للتأمل؛ فالعربية ۔ من بين كل لغات الأرض ‪ -‬لغة كتب ها البقاء‬ ‫والخلود بارادة السياء لانها لغة الذكر الذي قال عنه خالق الكون ‪« :‬انا نحن نزلنا الذكر وانا‬ ‫له لحافظون»‪ ،‬وليست هذه مجرد بشارة دينية ‪ ،‬ولكنها واقع تاريخي فلا توجد بين لغات العالم‬ ‫اليوم على كثرة عدد أهلها وعدتهم ورسوخ اقدام كثير منهم في عالم الحضارة‪ .‬لا توجد لغة‬ ‫تضارع العربية طول عمر ولا تنافسها صلابة بقاء‪ ،‬غير ان هذا الوعد بالخلود كان يتطلب‬ ‫مازال جهدا من ابناء هذه اللغة للمحافظة عليها والرقي بهاء والانتقال معها ومن خلالها‬ ‫الى آفاق العالمإ وتدوين تاريخ انتصاراتها لتتشربه الأجيال الصاعدة فتزداد اعتزازا بتراث‬ ‫الأجيال السابقة‪ .‬وهذا النوع من المجهود لاشك اننا جميعا مطالبون به ولاشك اننا جميعا‬ ‫ن خلال الركون الى بعض المسلمات مقصرون في القيام ببعض اعبائه ‪.‬‬ ‫من بين هذه المسليات‪ ،‬الربط بين اللغة العربية وبين شبه الجزيرة العربية والاعتقاد من‬ ‫او على الاقل ‪2‬‬ ‫ثم بان هذه اللغة جزء من خواص سكان هذه المنطقة دون من عداهم‪،‬‬ ‫التراث الاسلامي منذ فترة مبكرة على تصويبه‬ ‫اولى بها ممن عداهم وهذا الاعتقاد حرص‬ ‫وتصحيح مساره فقد جاء في الأثر‪« :‬ليست العربية من احدكم بأمه وأبيه‪ .‬ولكن العربية‬ ‫الفترة‬ ‫افريقيا والتي اقامها المنتدى الادي ف‬ ‫والريادي ف شرق‬ ‫القي البحث في ندوة ) العمانين ودورهم الحضاري‬ ‫(٭(‬ ‫من ‏‪ ٢٨‬۔ ‪١٩٩٢/٩/٢٩‬م‪.‬‏‬ ‫‪ ٢٢4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫لسان فمن تكلم العربية فهو عربي‪ 5‬يصحح نعرة كانت المبالغة تؤدى بها في كثير من‬ ‫الاحيان الى ان يبالغ أهل شبه الجزيرة انفسهم في مدى قربهم من العربية فيزعم كل فريق‬ ‫منهم انه اصح من الآخر لسانا وانصع بياناێ ثم جاء الواقع الثقافي والفكري الذي انتشر‬ ‫مع نور الاسلام ‪ .‬وحمل فييا حملك المساواة التامة بين ابناء هذا الدين لكي يثبت ان هناك‬ ‫شعوبا اخرى من خارج شبه الجزيرة تستوعب هذه اللغة وتحبها كيا يحبها العرب الخلص ©‬ ‫بل وينبغ من ابناء هذه اللغة علياء في العربية ذاتها نحوها وصرفها وبيانها وادبها‪ .‬ويعبرون‬ ‫قادة وروادا في مجال تعلم العربية وتعليمهاش وهل هناك اصح بيانا من عبدالله بن" المقفع‬ ‫الذي كان اسمه عندما ولد وحتى شبابه «روزبه بن دازيه»؟! وهل هناك من استوعب‬ ‫دروس الخليل بن احمد من تلامذته اكثر من تلميذه الفارسي «سيبوبه؟! وهل تعرف البلاغة‬ ‫العربية شيخا لها ارسخ قدما في فنونها وعلومها من عبدالقاهر الجرجاني؟! وكلهم ممن تعلم‬ ‫العربية لسانا وليس ميراثا ‪.‬‬ ‫واذا كانت العربية قد ازدهرت على السنة هؤلاء العلماء من غير العرب فقد ازدهرت‬ ‫ايضا على ألسنة شعوبهم وشعوب اخرى لم تكن «عربية» من خلال «النسب» وانما أصبحت‬ ‫عربية اللسان‪ ،‬ومثلت هذه الشعوب سواء وجدت في قارة أسيا أو افريقيا أو أوروبا في بعض‬ ‫الاحايين‪ 9.‬مثلت امتدادا حيا نابضا للعربية وازدهارا للاسلام ث وساهم كثير من أبناء هذه‬ ‫الشعوب في نهضة الأدب العربي ‪.‬‬ ‫ولقد عرف تاريخ الادب العربي فصولا مشرقة من اسهامات الشعوب التي تقع على‬ ‫أطراف العالم العري والاسلامي لعل ابرزها فصول «الأدب الأندلسي» التي قدمت صورة‬ ‫للأدب العري في أوروبا الاسلامية وهى صورة استفاد منها الأدب العربي في مسيرة تاريخه‬ ‫العام حتى عرف اعلاما بارزين كابن زيدون وابن خفاجة وابن هانىعء وابن شهيذ وابن رشد‬ ‫وابن عربي وغيرهم من اعلام الأدب والفكر العربي في القارة الأوروبية ‪.‬‬ ‫وعرف الأدب العري فصولا مماثلة في القارة الآسيوية ممثلة في نتاج شعراء «الممرق» في‬ ‫العصرين الأموي والعباسي في خراسان وإيران وما وراء النهر وغيرها من بلاد العالم‬ ‫الاسلامى ‪.‬‬ ‫لكن الادب العربي في افريقيا لم بد القدر اللائق به من الاهتيام والرعاية والتسجيل مع‬ ‫انه من الناحية التاريخية سجلت العربية ظهورا مبكرا على الشاطىء الشرقى لافريقيا يمتد‬ ‫الى ما قبل الاسلام بكثيرؤ وظل هذا الوجود حيا نابضا الى اليوم وكان لعمان دور بارز في‬ ‫تقوية هذا الوجود ومد جسر قوي ثابت بين جنوب الجزيرة العربية وشرق افريقيا‪.‬‬ ‫كانت رحلة الشتاء والصيف التي ذكرها القرآن الكريم‪ .‬في قوله تعالى‪« :‬لايلاف‬ ‫الذي اطعمهم من جوع‬ ‫فليعبدوا رب هذا البيت‬ ‫قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف‬ ‫وامنهم من خوف‪4‬ه واحدة من النعم التي من الله بها على عرب الجزيرة‪ ،‬وكان الواقع الفعلي‬ ‫‪ ٢٣٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫لهذه النعمة هو وجود رحلات تجارية منتظمة بين جنوب الجزيرة وشرق افريقيا تساعد عليها‬ ‫الرياح الموسمية التي تدفع السفن في فصل الخريفؤ في اتجاه الجنوب الغربي‪ ،‬فتصل في‬ ‫سهولة الى سواحل افريقيا الشرقية ثم تعود بها في فصل الربيع متجهة الى الشيال الشرقي‬ ‫فتصل بها الى «بر العرب» قادمة من هبر الزنج» أو «زنج بر» التي تحولت الى (زنجبار) ‪.‬‬ ‫وكان هؤلاء التجار العرب يقيمون علاقات قوية مع أهالي الساحل الافريقي } ولقد‬ ‫سجل احد المؤرخين اليونانيين في القرن الأول للميلاد المسيحي ظاهرة ازدحام الشاطىء‬ ‫الافريقي بالسفن العربية‪ .‬واختلاط العرب بالسكان والتزاوج معهم‪ }،‬وان بعض زعياء‬ ‫الساحل كانوا يدينون بالولاء لامراء حمير وجنوب الجزيرة العربية ‪.‬‬ ‫وهذه الصلة التاريخية القديمة جعلت عرب شيال الجزيرة فضلا عن عرب جنويها‪ ،‬على‬ ‫صلة قوية يشرق افريقيا‪ ،‬ولم يكن اختيار السابقين الى الاسلام للحبشة لكي تكون وجهتهم‬ ‫ني الهجرة الاولى‪ ،‬إلا تعبيرا عن هذه الألفة‪ ،‬ولم تكن مطاردة قريش لماء وارسال وفد من‬ ‫زعمائهم ممن عرفوا بأنهم من «أصدقاء» ملك الحبشة إلا إكيالااللصورة‪ ،‬واشارة الى سهولة‬ ‫الحركة وحريتها من قلب الجزيرة الى شرق افريقيا‪.‬‬ ‫غير ان موقع عيان‪ ،‬وطبيعة الاحداث التى مرت بها الدولة العربية في القرن الاول‬ ‫جعل التأثير العياني يركز في شرق افريقيا من خلال الهجرات التي اخذت شكلا جماعيا وربا‬ ‫كان اكبرها تلك التي حدثت على عهد عبدالملك بن مروان حين حاول الحجاج الثقفي‬ ‫مهاجمة عيان بعد مرات متواصلة من الفشل لجيوش الأمويين‪ ،‬وكان لكبر جيش الحجاج‬ ‫و۔‪..‬معته المعروفة في القسوة والفتك أثر في تحرك كثير من أهل غيان بقيادة سلييان وسعيد ابني‬ ‫المندى في اتجاه شرق افريقيا‪ .‬مرسخين بذلك الوجود العري الاسلامي في هذه البقاع‬ ‫رز وجود مهدت لة وسهلته العلاقات التجازية العربية الافريقية عبر قرون عديدة‪.‬‬ ‫وربيا كانت هجرة العيانيين المكثفة الى شرق افريقيا هى التى لفتت نظر الدولة الاموية ‪.‬‬ ‫الى الأهمية الاستراتيجية لهذه البلاد ودفعهم ذلك الى الاهتيام بها وارسال وفود اليها ويبدو‬ ‫ان الامويين في بعض المراحل‪ ،‬ارسلوا نفرا من «القصاصين» وهم الذين يقومون بيا تقوم به‬ ‫«دوسائل الاعلام» الحديثة من الدعاية السياسية‪ .‬ولقد روج هؤلاء من خلال القصص‬ ‫والحكايات لأسياء اعلام الأمويين وعلى نحو خاص لشخصية عبدالملك بن مروان الذي‬ ‫يبدو انه ذاعت شهرته في شرق افريقيا في هذه المرحلة ‪ .‬وهو ذيوع يدلنا عليه ما حدث نعد‬ ‫ذلك بنحو قرن‪ ،‬عند ما أرسل العباسيون في عهد هارون الرشيد «عيونهم» الى شرق افريقيا‬ ‫وعندما علموا بكثرة حديث الناس عن عبدالملك بن مروان‪ ،‬شجع الرشيد مو۔حات اخرى‬ ‫من المهاجرين الى هذه البقاع وقد وصلت سفنهم الى زنجبار محملة بأحاديث ترويها عن بني‬ ‫العباس وأمجادهم ‪.‬‬ ‫‪ ٢٣١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وهكذا كان التنافس بين الجياعات العربية على الشهرة في شرق افريقيا عاملا من عوامل‬ ‫ترسيخ الوجود العري‪ .‬واللسان العربي في هذه البقاع في القرنين الأول والثاني الهجري ©‬ ‫غير ان الهجرات العيانية لم تتوقف خلال المراحل التاريخية المختلفة سواء في صور فردية او‬ ‫جماعية ففي القرن الرابع الهجري تمت هجرة عيانية قادها سبعة من الأخوة من قبيلة الحرث‬ ‫وهبطوا على الساحل الشرقي لافريقيا عند شاطىعء بنادر‪ ،‬وامتد نقوذهم حتى شاطىء‬ ‫ممباسا‪.‬‬ ‫وكانت هناك هجرة عيانية اخرى تت في القرن السابع الهجري وقادها النباهنة ونزلوا في‬ ‫بات © وتزيج سلييان النبهاني من أميرة سواحلية هي ابنة اسحاق من سلالة الشيرازين‬ ‫حكام كلوة ثم تنازل له اسحاق عانلحكم ‪ ،‬وبذلك أصبح أول حكام آل نبهان في شرق‬ ‫افريقيا ‪.‬‬ ‫وظل الوجود العياني في نمو متصل بشرق افريقيا‪ .‬وكان للدور البارز الذي لعبه اليعاربة‬ ‫في الدفاع عن الشرق الاسلامي ضد اطماع البرتغاليين اثر بارز في ارجاء افريقيا كلها وعلى‬ ‫نحو خاص في شرقها‪ .‬فقد توالت‪ .‬الدعوات من امراء الافارقة تطلب من اليعاربة الحماية‬ ‫والمساعدة في طرد البرتغاليين وقد آلت المناطق الرئيسية في ممباسة وكلوة وبمبا وغيرها الى‬ ‫الامبراطورية العيانية التي اخذت تتوسع في عهود اليعاربة والمزاريع والبوسعيديين حتى‬ ‫اصبحت اكبر دولة تمد جناحيها على قارتي افريقيا واسيا وتمثل مركزا متقدما للحضارة‬ ‫الانسانية من القرن السابع عشر حتى القرن العشرين ن الميلادي ‪.‬‬ ‫أمها الحفل الكريم ‪.‬‬ ‫لقد ساعد الوجود العيان في شرق افريقيا الثقافة العربية دون شك في ان تكتسب‬ ‫موضعا متميزا في قارة افريقيا‪ .‬وهو موضع تقدمت من خلاله الدعوة الاسلامية في ارجاء‬ ‫القارة العذراء‪ .‬وتقدمت من خلاله كذلك اللغة العربية‪ .‬لكي تحدث اتصالا خصبا مع‬ ‫اللغات الافريقية ولغات الساحل خاصة‪ ،‬ولكى تتشكل لغة كالسواحلية تكتب بحروف‬ ‫عربية‪ .‬وتكتسب مكانة هامة في القارة الافريقية تجعلها اللغة الثانية في قارة افريقيا‪ ،‬وتجعلها‬ ‫لسان التعامل الرئيسي لكثير من شعوبها ‪.‬‬ ‫ولا شك ان التقاء العربية بالسواحلية في شرق افريقيا احدث ألوانا عديدة من التأثر في‬ ‫كلتا اللغتين‪ ،‬وتلك ظاهرة عرفتها اللغة العربية عندما التقت بلغات اخرى مثل اللغة‬ ‫الفارسية في أرض الرافدين واللغة الاسبانية القديمة في الأندلس واللغات الآسيوية‬ ‫العديدية في شبه القارة الهندية وما وراءها‪ ،‬والكشف عن هذه التأثيرات ومدى عمقها‬ ‫وامتدادتها في النتاج الأدبي يدخل في طبيعة فرع كفرع الأدب المقارن الذي يمكن ان يجد‬ ‫كثيرا من الظواهر المفيدة في شرق افريقيا عندما يدرس العلاقة بين العربية وبين اللغات‬ ‫الأصلية لهذه المنطقة ‪.‬‬ ‫‪ ٢٣٢‬۔‬ ‫‏_‬ ‫على اننا اذا تجاوزنا ذلك الى تاريخ الأدب العربي في شرق افريقيا فإننا سوف نجد أنفسنا‬ ‫امام غابة عذراء تحتاج الى كثير من الجهد لجمع ثيارها وعرضها والافادة منها‪ .‬وربيا كان‬ ‫كتاب جهينة الاخبار في تاريخ زنجبار‪ .‬للشيخ سعيد بن علي المغيري وتحقيق الاستاذ محمد‬ ‫علي الصليبي } واحدا من المصادر النادرة التي تساعد على اعطاء صورة عن قوة العربية‬ ‫وتغلغلها في نفوس عامة الناس وخاصتهم{} وعن بلوغ الأدباء العمانيين في شرق افريقيا‬ ‫مبلغا رفيعا في التعبير بها‪ .‬وعن اتخاذ الشعر زينة تزدان بها القلاع والحصون والسيوف‬ ‫وتسجل بها الوقائع والانتصارات والمناسبات المختلفة وليست الاشعار التي تروى لسلييان‬ ‫الصادقي وخلف بن سنان الغافري وبشير بن عامر‬ ‫بن ناصر اللمكي ‪ .‬ومحمد بن مسعود‬ ‫النزاري ومحيي الدين بن شيخ القحطاني ويحمى ابن خلفان الخروصي والشيخ ناصر بن سالم‬ ‫بن عديم الرواحي ‪ .‬وعبدالرحمن الريامي ‪ .‬والشيخ احمد بن راشد الغيينى ‪ .‬وغيرهم‬ ‫كثيرون} ليست هذه الأشعار إلا نماذج لانتاج أدبي راق‪ .‬يخشى ان يكون قد ضاع معظمه ‪،‬‬ ‫أو أن يكون عرضة للضياع‪ ،‬اذا لم تتداركه الأيدي الحانية فتجمع شتات مخطوطاته وتعيد‬ ‫تنظيمها واخراجها الى الوجود بأسلوب علمي منظم ‪.‬‬ ‫إن مناخا أدبيا ينبغ فيه شاعر كأبي مسلم البهلاني‪ ،‬لهو مناخ يحمل دلائل الصحة‬ ‫والنضج ‪ ،‬فأبو مسلم يعد بكل المقاييس‪ ،‬واحدا من شعراء العربية البارزين في القرنين‬ ‫التاسع عشر والعشرين ‪ ،‬وهو يمثل لونا من الثقافة العريقة الشاملة } التي تدخل في مكوناتها‬ ‫علوم الدين بفروعها المختلفة تبحرا وتعمقا‪ ،.‬وعلوم اللغة والأدب بافاقها الواسعة تنوعا‬ ‫وتعددا‪ 5‬ومن الطريف ان هذه الفروع كلها لا تتصادم في نفسية الشاعر بقدر ما تتكامل‬ ‫وان التعبير الشعري يساعده في كل موقف بيا يليق بهإ فلا يغلب عنده جفاف لغة الفقة‬ ‫على رقة لغة الشعر وطواعية صورها واخيلتها‪ ،‬ومن هنا فإن‬ ‫ومنبج تصنيف المتون ونظمها‬ ‫وكثيرا من الاجيال‪ ،‬وقدم خامة فنية جيدة‬ ‫شعر أبي مسلم أرضى كثيرا من الطبقات‬ ‫مازالت تنتظر المزيد من الدراسة للكشف عن جوانبها المختلفة ‪.‬‬ ‫وليست المجهودات في مجال الانتاج النثري في أدب شرق افريقيا بأقل تنوعا وغنى ‪5‬‬ ‫ويكفي ان يكون هناك سبق في مجال الصحافة فتصدر جريدة [النجاح] في شرق افريقيا‬ ‫على يد ابي مسلم قبل عقود من معرفة الصحافة في كثير من ارجاء العالم العربي ‪.‬‬ ‫ولاشك ان هناك مقامات كتبت ومؤلفات دونت وصحائف حبرت ‪ .‬ودواوين سطرت‬ ‫وان كثيرا منها مازال حبيس خزانات البيوت يتبادلها الناس إرثا ويبالغون في الحرص عليها‬ ‫مبالغة قد تلحق بها الضر ر كله ‪.‬‬ ‫‪ ٢٣٢٣‬۔‬ ‫‏_‬ ‫والأمل معقود الآن على الهيئات الثقافية في سلطنة عيان‪ ،‬لكي تضع خطة علمية‬ ‫مدروسة للبحث عن تراث العربية في شرق افريقيا‪ ،‬ما استقر منه هناك ‪ .‬وما وفد مع‬ ‫الوافدين الى الوطن الأم } وان تعيد غربلة هذا التراث ‪ .‬وتحقيقه‪ .‬وشرحه‪ ،‬وتقديمه الى قراء‬ ‫العربية‪ .‬لتجلو بذلك صفحة ناصعة من صفحات الأدب العربي في المهجر الأفريقى تدين‬ ‫دون شك بالنصيب الاكبر‪ .‬للوجود العياني الاجابي المشرف في هذه البقعة من عالمنا العربي ©‬ ‫وفقنا الله جميعا للخير‪ ،‬وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة‬ ‫الله وبركاته { ‪5‬‬ ‫۔ن‪0‬‬ ‫‏‪ ٢٣٤ _ -‬۔‬ ‫وبحوث‬ ‫دراسات‬ ‫‪-‬ب ۔۔‪.‬۔‬ ‫‪٠‬‬ ‫ن‪:‬‬ ‫‪٠‬۔‏ `‬ ‫‏‪.٨٠6٦٥‬‬ ‫‪>..:‬‬ ‫م‪‎.‬‬ ‫‪ ٥‬هى‪‎.‬‬ ‫‪ ٠‬م‪‎‬‬ ‫>‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪. ٦.‬‬ ‫ص‪.‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ه‪.‬صي‪.‬ص‪.‬‬ ‫‪.٥‬‬ ‫م‪‎‬‬ ‫"‪٦.٦٠‬‬ ‫‪.6١٠٠٨٠60٨٦‬‬ ‫‏‪.٠.6‬‬ ‫‪.٦.٦"..‬‬ ‫ً ‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.٨‬‬ ‫"‬ ‫‏‪.١‬‬ ‫< ٭ =<‬ ‫‪٠.٠٥‬‬ ‫‪.‬ه‪‎...‬‬ ‫لوجة‪‎:‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ب‪‎-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ز‪‎‬‬ ‫بدايته وتطوره ومستقبله‬ ‫اعداد ‪ :‬علي بن ناصر بن سالم العويسي‬ ‫مقدمة البحث‬ ‫ان الكتابة حول المسرح في سلطنة عيان هي في حد ذاتها مغامرة تتطلب جرأة قوية ث ذلك‬ ‫أن الحركة المسرحية في السلطنة مازالت في مرحلة بذر البذور مقياسا بالدول الأخرى كيا‬ ‫انه يستحيل عليك أ ن تجد مصدرا شافيا يؤرخ ويؤطر الحركة المسرحية في السلطنة وكل ما‬ ‫تملكه المكتبة العمانية هو كتاب والأصح كتيب لاتتعدى صفحاته العدد ‏(‪. )٤٠‬‬ ‫ومن هنا تأتي صعوبة كتابة البحث حول المسرح في السلطنة‪ .‬وهي مشكلة بقدر ما‬ ‫واجهتني فانها تواجه كثيرا من الكتاب والطلبة الجامعيين الذين يتخذون من المسرح العياني‬ ‫مادة لبحثهم فليس غريبا أن يتكرر كتاب أو كتيب (التجربة المسرحية بسلطنة عان)‬ ‫كمصدر في أغلب فصول البحث ذلك انه هو المصدر الوحيد الذي يتناول الحركة المسرحية‬ ‫في السلطنة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ينقسم هذا البحث الى ثيانية فصول هي كالآق‬ ‫الفصل الأول‪ :‬ويتناول ه«المسرحية ‪ . .‬وتاريخ المسرح» وفيه تعريف بالمسرحية والمسرح‬ ‫وعرض سريع لتاريخ المسرح منذ بدايته الأولى عندما نشأ من الأغنية الدينية عند الاغريق‬ ‫الأوروبية‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫ثم‬ ‫الوسطى‬ ‫بالعصور‬ ‫مرورا‬ ‫الرومان‬ ‫المسرح عنل‬ ‫تم‬ ‫رواده‬ ‫واشهر‬ ‫‪.‬‬ ‫السلطنة‬ ‫الى‬ ‫وصوله‬ ‫العربي وبالتالي‬ ‫عالمنا‬ ‫المسرح الى‬ ‫الحديثة ودخول‬ ‫لأهم‬ ‫لقيام حركة مسرحية ‪ .3‬وفيه عرض‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬ويتناول ) المقومات الأساسية»‬ ‫المقومات التي تتطلبها الحركة المسرحية ‪.‬‬ ‫() البحث الفائز بالمركز الثالث بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‪.‬‏‬ ‫‪ ٢٣٦‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬وتم تخصيصه للحديث عن والبدايات الأولى للممارسة المسرحية في‬ ‫السلطنة »‪ ،‬عن طريق التعريف بالمدارس السعيدية وكيفية دخول المسرح الى السلطنة‬ ‫وكيفية الممارسة المسرحية ‪.‬‬ ‫أما الفصل الرابع فانه يعد أكبر الفصول ذلك انه يعرض ل «مسرح الشباب» باعتباره‬ ‫الواجهة الأمامية للحركة المسرحية في السلطنة } وفي هذا الفصل عرض مفصل لتاريخ‬ ‫«مسرح الشباب» وأهم رواده وعرض للعأيال التي قدمها مسرح الشباب بدءا من المسرحية‬ ‫الأولى (تاجر البندقية) الى اخر مسرحية (الفلج) كيا تم فيه الحديث عن المقومات‬ ‫والمشكلات التى تواجه الحركة المسرحية ‪.‬‬ ‫وفيه يتم تناول الحركة المسرحية في‬ ‫« المرح المدرسي»‬ ‫الفصل الخامس يدور حول‬ ‫التي تواجه المسرح‬ ‫والصعوبات‬ ‫في السلطنة‬ ‫مسرحية‬ ‫في قيام حركة‬ ‫ودورها‬ ‫المدارس‬ ‫المدرسى ‪.‬‬ ‫الفصل السادس مخصص للحديث عن المسرح في الأندية ‪.‬‬ ‫الفصل السابع يتناول «الفرى المسرحية الأهلية» ‪.‬‬ ‫أما الفصل الأخير‪ .‬فانه يتحدث عن المسرح في جامعة السلطان قابوس ‪.‬‬ ‫ثم تأتي خاتمة البحث يعقبها تبويب للمصادر التي تم الاستعانة بها مباشرة في كتابة‬ ‫البحث وأخيرا يأتي فهرس البحث‪.‬‬ ‫ولست أزعم مطلقا أنني بهذا البحث أقدم تقييما للحركة المسرحية في السلطنة } وكل ما‬ ‫أستطيع زعمه انني أقدم محاولة للكتابة حول المسرح في سلطنة عيان ‪ . .‬آملا من الله العلي‬ ‫القدير أن يوفقني في العمر المقبل ويهبني قدرة الكتابة التقييمية النقدية للمسرح في السلطنة ‪.‬‬ ‫راجيا من المولى القدير أن أكون قد وفقت في كتابة هذا البحث وأن يلبى تلك التطلعات‬ ‫العليا التى يؤسس ها القائمون على المنتدى الأدبي من أجل زيادة الجرعات الأدبية والثقافية‬ ‫فى الساحة الثقافية العيانية ‪.‬‬ ‫وبيا أن الأخطاء النحوية والاملائية والمطبعية هى عيوب تقلل من قيمة البحث أيا كان‬ ‫صنفه ‪ . .‬فانني عملت جاهدا لتلافي كل تلك العيوب وأرجو من الله أن يكون قد وفقني في‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫والله ولي التوفيق ‪. . .‬‬ ‫۔ھ ‏‪ ٢٣٧‬۔‬ ‫الفصلالأول‬ ‫‏‪ ١‬لمسرح‬ ‫وتا ر يخ‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لمسرحية‬ ‫يجمع النقاد على أن المسرح أبو الفنون وأرقاها اجتياعيا وسياسيا واقتصاديا ‪ .‬كذلك‬ ‫فالمسرح بقدر ما هو فن بقدر ما هو رسالة انسانية بكل شموليتها ومقوماتها والمسرحية كيا قال‬ ‫الالام‬ ‫ذرى‬ ‫الى أسمى‬ ‫وبساطة وني فخامة وجلال‬ ‫(تسمو في سهولة‬ ‫نيكول‬ ‫الاردس‬ ‫الشاعري حتى لتنفرد بمكان الصدارة دون ريب بوصفها أمتع ثمرات الأدب التي أنتجها‬ ‫الذهن البري )‪١‬؛‏ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وتتعدد تعريقفاب المسرحية وتختلف ‪ .‬بعضها يقترب من ا لصوا ب وبعضها تجده‬ ‫فاللسرحية في نظر الخطيب الروماني الشهير شيشرون (نسخة من الحياة مرآة للعادة ‪.‬‬ ‫صورة منعكسة للحقيقة ر‪٢‬؛‏‬ ‫الاقتطاع ثم‬ ‫بهذا‬ ‫يقوم‬ ‫المىمرحي هو الذي‬ ‫الحياة والكاتب‬ ‫فقرة مقطوعة من‬ ‫نظره‬ ‫فهي ف‬ ‫يعرض علينا ما اقتطعه من الواقع فوق منصة المسرحرس)‬ ‫ذلك (أن واقع الحياة اذا أبرزناه فوق المسرح‬ ‫ولاشك أن هذا المفهوم لايجسد الصواب‬ ‫ابرازا صادقا قد يبدو شيئا مكذوبا في نظر هذا الوحش ذي الرؤوس الألف الذي نسميه‬ ‫الجمهور) ‪.‬‬ ‫أما الناقد هيدلان فيقول‪( :‬ان المسرح لايصور لنا الأشياء كيا هي بالفعل ولكن كيا‬ ‫ينبغي آن تكون)؛)‬ ‫ونظرا للتاريخ العميق للمسرحية واتصالها في فترات اتصالا مباشرا بالدين وارتباطها في‬ ‫بذرتها بصراع الانسان مع الآلهة والأساطير فان من الظلم لهذا الفن الخالد أن نحصره في‬ ‫كليات قد توفي بفهمنا الحاضر ولكنها قد تنسف المفاهيم السابقة والمرتبطة بعصرها ‪ .‬غير أن‬ ‫النفسى‬ ‫الانساني أو الأنر‬ ‫هو ذلك الشعور‬ ‫المصور‬ ‫بدايته وعر‬ ‫منذ‬ ‫الفن‬ ‫ما يجمع هذا‬ ‫والاجتماعي والسياسي والديني الذي تتركه فينا المسرحيات اضافة الى ذلك الوجود الانساني‬ ‫صراعه مع نفسه ‪ .‬مع محتمعه ‪ .‬مع القوى الخفية ‪.‬‬ ‫في المسرحيات ‪ 1‬ف‬ ‫‏‪ ١‬۔ علم المسرحية ص‪٢‬‏‬ ‫‏‪٢٦‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪٣١‬‬ ‫المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪٣١‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ المرجع نفسه ص‬ ‫‪ ٢٣٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫نقرأ مسرحيات سوفوكليس وايسخليوس ويوربيدوس ومسرحيات شكسبير وموليير ونقرأ‬ ‫مسرحيات شوقي والحكيم وكل واحدة تنقلنا الى عالمها وتترك فينا أثرا ليس من السهل أن‬ ‫بنفك عنا بكل هذا ونحن نقرأ فقطر دون ان نرى ‪.‬‬ ‫أما وليم آرثر فيقول‪( :‬المسرحية تمثيل لارادة الانسان في صراعه مع القوى الغامضة‬ ‫والعوامل الطبيعية التي تحيطنا وتستخف بنا‪ .‬انها واحد منا‪ ،‬مقذوف به حيا فوق المسارح‬ ‫ليصارع الأقدار ضد القانون الاجتياعي © ضد واحد من بني جنسه۔ ضد نفسه ضد أطماع‬ ‫رغباتهم وأهوائهم وحماقاتهم وضد أحقادهم ‏(‪: )٥‬‬ ‫وضد‬ ‫أولئك المحيطين به‪.‬‬ ‫والمسرحية قد تكون من ثلاثة فصول وأقلها فصل وقد يحتوي الفصل الواحد على ثلاثة‬ ‫مشاهد أو مشهد واحد‪.‬‬ ‫وتتعدد المذاهب المسرحية النقدية وتختلف وقد تجمع المسرحية أكثر من مذهب ‪.‬‬ ‫أما أرقى أنواع الدراما فهى المأساة} فالمأساة تتناول الشخصيات الرفيعة تناولا جديا في‬ ‫حين أن الملهاة تتناول الشخصيات العادية تناولا جديا كذلك والمأساة ينطلق أثرها من‬ ‫العمق ‪.‬‬ ‫أما الميلودراما فهي سطحية تعتمد في اثارتها للعواطف على الألم الظاهر والمشاهد‬ ‫الدموية‪ .‬كقتل طفل أو اراقة دماء على خشبة المسرح أمام النظارة ‪.‬‬ ‫والكوميديا تمتاز بأن نهاياتها تكون سعيدة ولذلك سمى دانتي كتابه ( الكوميديا الالهية)‬ ‫‪.‬‬ ‫نظرا للنهاية السعيدة‬ ‫وبعد هذا الطواف السريع حول مفهوم المسرحية نتطرق الآن سريعا كذلك الى تاريخ‬ ‫لقد نشأت المسرحية نشأة غنائية جماعية خالصة من عيدين دينيين كانا يتميزان بالحفلات‬ ‫المسرحية الدينية تمجيدا لاله الخمر والكرم ‪( . .‬حسب معتقداتهم وأوهامهم انذاك) ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫في الشتاء‪.‬‬ ‫أما أوليا فكان يقام‬ ‫‪.‬‬ ‫من معبد ومسرح‬ ‫وا لثا ني كا نوا يقيمونه في ‏‪ ١‬لر بيع في بقعة مقدسة تتكون‬ ‫وفي هذين العيدين وماكان يتخللها من الاحتفالات الدينية ولدت الملهاة والمأساة ر‪)٦‬‏‬ ‫ويفصل لنا ذلك الأستاذ أبو الوفا القاضي فيقول‪:‬‬ ‫لقد ظهر المسرح أو فكرة المسرح قبل ميلاد السيد المسيح بقرون عديدة على الأرض‬ ‫اليونانية التي كانت تعرف ببلاد الاغريق‪ .‬في شكل بدائي عرف باسم (احتفالات‬ ‫باخوس)‪ ..‬إله الخصب والنماء ‪ ..‬لذلك كان الاغريقيون يحتفلون به عندما يطل عليهم‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫المرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫‪ ٦‬۔ الأدب المقارن بين النظرية والتطبيق ‪ .‬ص‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٣4٩‬۔‬ ‫الربيع‪ ..‬في معابده وحول تماثيله‪ ..‬وفي أثينا يقف أكبر الشعراء أمام تمثال ذلك الاله‬ ‫المزعوم (باخوس) ويلقي قصيدة ربيعية في مدحه ويرد عليه جماعة الكورس أو المنتشرون‬ ‫ويرددون مقاطع من القصيدة التي يلقيها الشاعر ويصحب ذلك رقصات جماعية تعبر عن‬ ‫معاني الشعر بالحركة والايماءة والتشكيلات الايقاعيةر‪.)٧‬‏‬ ‫اذن الأصول الأولى للفن المسرحي كانت دينية وكانت المسرحية تقام بوازع ديني خوفا‬ ‫وتضرعا واستدرارا لرضاء وعطف الآلهة ‪ .‬ونتيجة لذلك كانت المسرحية عبارة عن طقوس‬ ‫دينية بحتة ولم تكن بذلك التنظيم الذي الت إليه فييا بعد ‪ ،‬ولم تكن المسرحية ذات رسالة‬ ‫انسانية غير انها تطورت عن طريق اليونانيين (الاغريق) أيضا وأصبحت ذات صبغة‬ ‫انسانية؛ وجاء هذا التطور بعد أن دخل (الاغريق) في حروب طاحنة مع الفرس انتهت‬ ‫بانتصارهم وسجل الشعراء هذا الانتصار في قصائدهم وتغنوا ببطولة أبطالم وأقاموا‬ ‫لأبطالهم احتفالات كاحتفالات (باخوس) ومن هنا دخل العنصر الانساني مجال المسرحر‪.»٨‬‏‬ ‫ثم بعد ذلك جاءت ملحمتا هوميروس الخالدتان (الالياذة) و (الأوديسة) لتصور حرب‬ ‫طروادة ثم جاء بعد ذلك عيالقة المسرح الخادون (ايسخليوس وسوفوكليس ويوربيديس‬ ‫‪.‬‬ ‫وغيرهم) ‪.‬‬ ‫لقد كانت البصمة التي تركها الاغريق (اليونان) على المسرح العالمي تفوق كثيرا تلك‬ ‫البصمة التي خلفها الرومان غير أن بصمتهم كانت واضحة على الكوميديا‪ .‬كيا انهم لم‬ ‫ينحرفوا بهذا الفن الى منابته الدينية الأولى حتى جاءت العصور الوسطى التي عادت بالمسرح‬ ‫الى كنف الدين وكان في هذه المرة الدين المسيحى فالمسرحيات تستمد موضوعاتها من حياة‬ ‫المسيح ومأساة صلبه‪ ،‬وحياة القديسين وكراماتهم وأسس الأخلاق الدينية ‪ . .‬وكانت تمثل‬ ‫الكنائس ‪ .‬ولكنها لم ترتفع قط الى المستوى الانساني الفني الذي بلغته عند‬ ‫في ساحات‬ ‫اليونان القدماعءره»‪.‬‬ ‫ظل هذا الارتداد مسيطرا حتى عصر النهضة الأوربية الحديثة في القرن السابع عشر‬ ‫عندما تم احياء الأعيال الأدبية المختلفة عند اليونان والرومان ‪.‬‬ ‫لقد بلغ الكتاب الأوربيون ذروتهم في ارتياد الحركة المسرحية وعملوا على تنقية المسرحية‬ ‫من الأساطير والخرافة وغيرها (فاتجهوا بانتاجهم الأدبي عامة والمسرحي خاصة اتجاها انسانيا‬ ‫خالصا)ر‪.)١٠‬‏‬ ‫‏‪ ٧‬۔ المنتدى الأدبي (فعاليات ومناشط ۔ اشراف سالم بن محمد الغيلاني‪ .‬اعداد ‪ /‬محمد علي الصليبي ص‬ ‫‏‪.)٣١٨‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‏‪١ ٨‬‬ ‫‏۔‪ ٨‬المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪١ ٤٣‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ الأدب المقارن بين النظرية والتطبيق ص‬ ‫‪ ٠٠‬المرجع نفسه ص‪١٤٣ ‎‬‬ ‫‪ ٢٤٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫واذا جئنا الى البداية الأولى لدخول المسرح لعالمنا العربي فاننا واجدون أن عهد العالم‬ ‫العربي بالمسرح بدأ مع الاستعيار الأوربي الحديث وخاصة الحملة الفرنسية التي قادها‬ ‫نابليون ولاسييا على مصر وسوريا وكذلك الايطاليون والانجليزؤ فقد كانت فرنسا وانجلترا‬ ‫وايطاليا ترسل فرقها الى مصر خاصة للترفيه عن جنودها‪ .‬وكذلك أيضا لبث هذا الفن في‬ ‫الشعوب العربية ‪ 3‬ثم جاء دور البعثات والمبعوثين الى أوربا حيث شاهدوا هناك في الدول‬ ‫التي زاروها أعيالا مسرحية بين هابطة ومتوسطة وجيدة وكانوا مشدوهين بهذا الفن وعند‬ ‫عودتهم كانوا يمارسون هذا الفن في بلدانهم ‪.‬‬ ‫وسيظل العالم العربي يذكر يعقوب صنوع وأحمد أبو خليل القباني ومارون النقاش وحمد‬ ‫عثيان جلال وعبد الله النديم باعتبارهم الرواد الذين رسخوا هذا الفن في البيئة العربية ‪ .‬واذا‬ ‫جئنا الى تاريخ دخول فن المسرح الى سلطنة عيان فانه لن يتجاوز الستينيات من هذا القرن‬ ‫كيا سنعرف ذلك في الفصل الثالث ‪ ،‬وذلك‬ ‫فقط عن طريق المدرسة‪ .‬السعيدية في مسقط‬ ‫بواسطة المدرسين اللبنانيين والمصريين الذين كانوا يمتهنون التدريس في تلك المدرسة الى‬ ‫جوار تلك المشلهدات التي اكتسبها العمانيون في مصر قبل عصر النهضة المباركة ولا ننسى‬ ‫دور الرجال الذين كانوا يرافقون السلطان سعيد بن تيمور في سفراته للخارج فقد كان‬ ‫بعضهم يتولى التدريس في المدرسة السعيدية وكانوا يفرغون على الطلبة ما شاهدوه ويحاولون‬ ‫محاكاته ‪.‬‬ ‫وكان الطلاب العيانيون الدارسون في الدول العربية عند عودتهم لقضاء العطلة‬ ‫الدراسية يمارسون المسرح كتابة وتمثيلا وكان النادي الأهلي هو مكانهم الأول ثم جاء عصر‬ ‫النهضة وظهر الاهتيام بجميع الأنواع الأدبية وتم انشاء مسرح الشباب في عام ‪١٩٨٠‬م‏‬ ‫وظهرت أسيء عيانية في الكتابة والاخراج أمثال عبد الكريم بن علي جواد ومحمد بن سعيد‬ ‫الشنفري وغيرهم ‪ .‬وفي الفصول التالية سوف يكون لنا حديث شامل عن ذلك ‪.‬‬ ‫‪__.‬‬ ‫‪ ٢٤١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل الثا ني‬ ‫المقومات الأساسية لقيام حركة مسرحية‬ ‫المسرح لا يتأتى من فراغ ولا حتى من الكتابة‪ 5‬المسرح ممارسة عملية{ غير ان هذه‬ ‫الممارسة لابد ان تكون مسبوقة بأعمال كتابية وبمقومات أساسية لا غنى عنها في الحركة‬ ‫المسرحية‪ .‬وفي هذا الفصل سوف نستعرض المقومات الأساسية لقيام حركة مسرحية آخذين‬ ‫في الاعتبار اننى سوف اتطرق الى بعض هذه المقومات بشىء من التفصيل عند الحديث عن‬ ‫مسرح الشباب ‪_:‬‬ ‫‏‪ ١‬لنص ‏‪ ١‬مسرحي‬ ‫ان الكتابة المسرحية ليست اعجازا وإنما هى انجازش‪ .‬هى قدرة الكاتب على ان يخلق‬ ‫مجتمعا على خشبة المسرح (فالمسرحية تكون فقرة مقتبسة من الحياة ومعنى هذا ان هدف‬ ‫الكاتب المسرحي يجب ان يعطينا من فوق منصة المسرح صورة طبق الاصل ‪ ،‬إما‬ ‫المشهد مما قد يكون حدث بالفعل واما لشىعء تخيله الكاتب في صورة تجعله مشابها لما يقع‬ ‫في الحياة‪ . .‬ويجب ان يكون حوار تلك المسرحية احسن أنواع الحوار الذي يكسبها صورة‬ ‫صوتية مطابقة للاحاديث الحقيقية التي تجري بين الناس في حياتهم العامة‪ .‬ولابد ان يكون‬ ‫معظم ما في المسرحية من جمال هو مطابقتها لواقع الحياة)ر‪»١‬‏‬ ‫ولست بهذا أدعو الى تبني المسرح الواقعي } لكنه الاقرب الى الميارسة في مجتمع يعاني من‬ ‫اشكاليات الواقع اكثر مما يعاني من اشكاليات الفكر‪ .‬ولا انكر مطلقا ان (الم‪,‬۔حية ليست‬ ‫نسخة من الطبيعة بل محاكاة هها)رم» ذلك لأن (الكاتب المسرحي المتضلع‪ ،‬حينا يقتبس‬ ‫شذرة من الطبيعة بدلا من ان يكتفي بمجرد الحوادث الهامة } فهو في الوقت نفسه ينظم ما‬ ‫قد لاحظه عن الحياة‪ :‬أو ظنه متعلقا بها‪ ،‬ثم يرفع مشاهدة الى ذروة الاثارة والمسرة‪ . .‬تلك‬ ‫‪ ١‬علم المسرحية ص‪٢٧ ‎‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫‪ - ٢‬المرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٢٤٢‬۔‬ ‫المشاهد التي لو انها جرت في الحياة الواقعية لكانت مشاهد كئيبة ولا إلهام فيها)ر"» ويقول‬ ‫الدكتور حمد غنيمي هلال ني كتابه القيم (النقد الأدبي الحديث) ‪ :‬والمسرحية هي العمل‬ ‫ولكل منها وجوده المستقبل ‪،‬‬ ‫الأدبي الوحيد الذي يتطلب بطبيعته عددا من الشخصيات‬ ‫عن‬ ‫ومبررات الوجود الماثل الجي ولكن هذا الوجود لن يتحقق بعزل كل شخصية‬ ‫الأخرى)( ‏‪.٤‬‬ ‫وعلى كاتب المسرحية ان يكون حاضرا في كل شخصية ولكن بشرط ان يكون هذا‬ ‫الحضور غير معلن‪ .‬أي يجب ان تنطق الشخصية بيا تريد هي وما تمليه الظروف ويتطلبه‬ ‫الموقف لا ان يقحم الكاتب نفسه ويظهر لنا نفسه لا الشخصية ‪( .‬ولابد ان يرتبط تتابع‬ ‫الحديث بالشخصيات { بحيث تتسم الحركة الخارجية للاحداث مع الحركة الباطنية النفسية‬ ‫للشخصيات)ره»‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لمبنى ‏‪ ١‬مسرحي‬ ‫المبنى المسرحي هو المنزل الشرعي للأسرة المسرحية ‪ ،‬كيا ان اغلب الكتاب عندما‬ ‫يبدأون في الكتابة المسرحية يتخيلون حتى اللوحة الخلفية للمسرح ونحن ني السلطنة نفتقد‬ ‫البناء المسرحي من أساسه وكل ما نملكه هو مسارح عرض للحفلات المختلفة قد لا ينطبق‬ ‫عليها اسم مبنى مسرحي ‪.‬‬ ‫اللمشثلون‬ ‫يقول الاردس نيكول في كتابه (علم الميسرحية) ان المسرحية لايصح باي حال من‬ ‫الأحوال ان يكون لهما كيانها كمجرد عمل من الأعمال الأدبية المكتوبة أو المطبوعة واذا كان‬ ‫لنا ان نقدرها كفن درامي أو بالاحرى بوصفها مسرحية فيجب اولا ان نفترض ان المؤلف‬ ‫كان يضع نصب عينيه كلا من الممثلين والجمهور حينيا كان يكتب سطوره وثانيا يجب ان‬ ‫نتمثل لانفسنا هذين العاملين ۔ الممثلين والجمهور ۔ ونحن نقرأ فصول مسرحية ‪».‬‬ ‫الملشكلة التي نعانيها نحن كنظارة ويعانيها مؤلفو المسرح هي عدم ثبات الوجوه في المسرح‬ ‫وخاصة النسائية فيا ان يتراءى للمؤلف أو المخرج ان يجسد هذه الشخصية في ذلك الممثل‬ ‫حتى يكون الممثل أو الممثلة قد هجر الساحة قبل ان ينهي الكاتب مسرحيته ‪.‬‬ ‫‏‪٣٢‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ المرجع نفسه ص‬ ‫‏‪٦١٠‬‬ ‫‏دقنلا۔‪٤‬اه الأدبي الحديث ض‬ ‫‏‪٥٩٠‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ المرجع نفسه ص‬ ‫‪-‬۔ ‏‪ ٢٤٢٣‬۔‬ ‫الشباب جاهدا لايجاد كوادر مسرحية نسائية ويفلح في ذلك مرات‬ ‫ويعمل مسرح‬ ‫غير انه وبعد برهة من الوقت تختفى الممثلة لأسباب يحاول البعض ارجاعها الى‬ ‫ومرات‬ ‫َ‬ ‫الدين والمجتمع ‪.‬‬ ‫ولعل النظارة تلعب دورا في هضم حق الممثل عندما تتعامل معه كالة ينفد ما يطلبه‬ ‫الكاتب متناسين دوره وجهده‪.‬‬ ‫وكيا يقول شلدون تشيني فانه (ليس يكفي ان يكون الممثل محترفا بالمعنى الحديث لكلمة‬ ‫الاحتراف بل يجب ان يكون واسع التجربة شديد الاطلاع)ر‪٠‬؛‏ ‪.‬‬ ‫ولعل عدم بروز ذلك الممثل المسرحي التخصصي يعود الى ضآلة الأعمال المسرحية التي‬ ‫يقدمها مسرح الشباب وهو الجهة الرائدة في الحركة المسرحية في السلطنة‪ ،‬فالأعمال التي‬ ‫قدمها مسرح الشباب طوال عهده لم تتجاوز ثلاث مسرحيات في السنة واحيانا مسرحية‬ ‫واحدة فقط ‪.‬‬ ‫فالممثل المسرحي لايستطيم مطلقا ان يتفاعل مع هكذا النشاط‪ .‬لانه لن يقدم طوال‬ ‫العام الا مسرحية واحدة تعرض فقط لمدة لا تتجاوز أربعة أيام مع الأخذ في الاعتبار ان‬ ‫اليوم الأول يكون مخصصا لكبار رجال الدولة والمسئولين الذين لن يتجاوز حضورهم شغل‬ ‫الصفين الأولين لصالة العرض ‪.‬‬ ‫ونتيجة لهذا اصبح لدينا معتادا ان يمثل الممثل عدة شخصيات بين درامية وفكاهية‬ ‫وساذجة ونجده في المسرحية التراجيدية والكوميدية وربيا الهابطة ‪.‬‬ ‫(وقد كان الممثل اذا اتخذ دورا من الأدوار ولو بطريقة عرضية كرس فهذا الدور حياته كلها‬ ‫بحيث لا يلعب إلا هذه الشخصية طوال حياته المسرحية)‪.»٧‬‏‬ ‫ولكن ما‬ ‫حقيقة نحن لا نريد هذا الحصر الضيق ولا نريد ان نقيد الممثل في دور محدد‬ ‫نريده ان يكون الممثل قديرا في الدور الذي يلعبه وبالطبع ان الدور الكرميدي غير‬ ‫التراجيدي غيره في الميلودراما ‪.‬‬ ‫اجتماعى وا لنظارة‬ ‫‏‪ ١‬لوعي ‏‪١‬‬ ‫مهيا كانت ذروة المسرحية تأليفا واخراجا فان اثرها يظل داخليا اذا كانت النظارة لا ترقى‬ ‫وهذا الفن ‪.‬‬ ‫ولن تبد فنا اكثر ارتباطا بالوعي الاجتماعي مثليا هو الحال في فن المسرح‪ ،‬فتطور المسرح‬ ‫حضارة تلك الأمة‪ .‬تلك‬ ‫الحركة الثقافية او لنكن اكثر صدقا ونقول انه يعكس‬ ‫يعكس‬ ‫‪٣٢٦‬‬ ‫‪ ٦‬تاريخ المسرح ص‪‎‬‬ ‫‪٣٣١‬‬ ‫‪ ٧‬المرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪ ٢٤٤‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الحضارة بكل معاييرها المادية والمعنوية بما يمثله النص المسرحي من ماهية وما يمثله المبنى‬ ‫اللمرحي من رقي عمراني ‪ .‬والوعي الاجتماعي يرتبط بالوعي الديمقراطي ‪ ،‬فالمسرح يرقى‬ ‫ويصبح فنا انسانيا خالدا في ظل الديمقراطية ‪ ،‬لانه فن مرتبط بحرية التعبير عن الانسان ©‬ ‫التعبير عن آماله والامه ‪ .‬التعبير عن ماضيه وحاضره ومستقبله ‪ .‬التعبير عن داخله وخارجه‬ ‫(فالملسرح يعيش مع الديمقراطية وفيها يتنفس)ه)‪ .‬ومتى كان المسرح بوقا للسياسة كان أبعد‬ ‫عن الفن وعن الجمهور‪.‬‬ ‫ولعلنا نعاني بعض النتائج السلبية الناتجة عن عدم الوعي الاجتماعي فنجد بعض الأسر‬ ‫مسرحية‬ ‫تعرض‬ ‫بعضها هذ ا ا لفعل عندما‬ ‫بينا لايقوم‬ ‫‏‪ ١‬لمسرح [‬ ‫أطفالماا ل‬ ‫تصطحب‬ ‫للأطفال ة كيا أن هناك ظاهرة غير صحية وهي تجمع الشباب في مكان بالمسرح يتصرفون‬ ‫‪ .‬وبعضهم قد لا يجد حرجا‬ ‫‏‪ ١‬لذوق‬ ‫ويطلقون أ صواتا أ قل ما توصف أ نها بعيدة عن‬ ‫تصرفات‬ ‫خاصة‬ ‫بجواره‬ ‫ا نتباه من‬ ‫مرتفع مع زميله وكأ نه يسعى لجذب‬ ‫وبصوت‬ ‫اثارة حوا ر مستمر‬ ‫في‬ ‫اذا كان من بجواره عناصر نسائية ‪.‬‬ ‫‪ . .‬اننا‬ ‫‏‪ ١‬لنظارة‬ ‫جمهور من‬ ‫وجود‬ ‫المسرحي هي‬ ‫‏‪ ١‬لتي تميز ‏‪ ١‬لفن‬ ‫ا لخصيصة ‏‪ ١‬لوحيدة‬ ‫«ان‬ ‫أو نستبدل‬ ‫ف مقدورنا أن نحذف‬ ‫لا نستطيع أ ن نتصور وجود تمثيلية بلا جمهور ‪ 3‬ونحن‬ ‫الأدوات والأمتعة (الاكسسوار) التي تستخدم فوق المسرح في أثناء تمثيل أية قطعة مسرحية‬ ‫يقوم مقامه أبدا»ر‪. »6‬‬ ‫بشىء‬ ‫أو يستبدل‬ ‫أن حذف‬ ‫الذي لايمكن‬ ‫الا الجمهور‬ ‫التراث‬ ‫يلعب التراث دورا مهيا في الكتابة والممارسة المسرحية وحتى ايسخيلوس ويوربيديس‬ ‫استلهيا التاريخ في كتابة مسرحياتهيا } والتراث العربي والتاريخ الاسلامي محزون لاينضب‬ ‫فهو مليء بالملاحم البطولية والقصص الواقعية والسيرة الرائعة بل وحتى الأساطير ‪ . .‬كل‬ ‫ذلك لو أجدنا انتقاءه يكون رائعا على خشبة المسرح ه فكل الأنشطة الفنية المعاصرة © ‪:‬أو‬ ‫‏»(‪)١٠‬‬ ‫معظمها عالة على التراث‬ ‫ونحن العيانيين ولله الحمد نملك تراثا خالدا وتاريخنا يمثل رصيدا محالا أن يفلس كل ما‬ ‫علينا أن نكون مؤهلين جيدا للاقتراض منه ‪.‬‬ ‫‪٥٧٢‬‬ ‫‪ ١‬لتاسع عشر ‪ -‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لقر ن‪‎‬‬ ‫في‪‎‬‬ ‫‪ ١‬لعر ي‬ ‫‪ ٨‬ا لمسرح‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫‪ ٩‬علم المسرحية ص‪‎‬‬ ‫‪٣١٧‬‬ ‫۔ المنتدى الأدبي (فعاليات ومناشط ) ص‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫۔ ‏‪ ٢٤٥‬۔‬ ‫ومتى توفر الكاتب المبدع فانه بامكانه أن يصيغ روائع انسانية عالمية مستلهيا اياها من‬ ‫التراث العياني أو العربي عامة أو الاسلامى بصورة أشمل ‪.‬‬ ‫وكتابنا فعلا توصلوا الى ذلك ( فاتخذوا من التراث العربي والاسلامي خلفية فكرية‬ ‫يستندون عليها ليجسدوا رؤاهم في حياتنا المعاصرة كل حسب رؤيته وفكره وهذه هي رسالة‬ ‫المسرح الجاد الذي يقوم على فكرة التطهير والتوجيه والنقد)ر‪)١١‬‏‬ ‫‪.٣٤‬‬ ‫۔ المرجع نفسه ص‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ ٢٤٦‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل الثالث‬ ‫البدايات الأولى للنشاط المسرحي‬ ‫مان‬ ‫سلطنة‬ ‫ف‬ ‫يقودنا الحديث عن البدايات الأولى لدخول النشاط المسرحي في سلطنة عيان الى الحديث‬ ‫عن تلك المدارس الثلاث التي كانت متواجدة فيها ث على اعتبار أن هذه المدارس تمثل‬ ‫الأرض البور التي تم استصلاحها لغرس بذرة شجرة الفن والتي أخذت عيان في جني‬ ‫ثيارها ‪.‬‬ ‫والحقيقة المسلم ها أنه لم يكن هناك قبل النهضة المباركة التي قامت في ‏‪ ٢٣‬يوليو عام‬ ‫ولله الحمد‬ ‫‏‪ ٠‬مم سوى ثلاث مدارس بالمفهوم الحديث الى جوار مدارس الكتاتيب والتي‬ ‫۔ لازالت متواجدة بجوار المدارس الحديثة ‪ .‬ومنتشرة في أنحاء السلطنة ‪ ©.‬وتتخذ مكانها في‬ ‫المساجد والجمعيات النسائية وبيوت هالمعلمين» ويتلقى الأطفال في هذه الكتاتيب ‪ ،‬تعلم‬ ‫القرآن الكريم وحفظه وتعلم أمور الدين الأولية الى جانب تعلم الخط العربي ‪ .‬حيث‬ ‫تشكل هذه الكتاتيب مرحلة تمهيدية للطفل وعرينا له بعد انتهاء الدراسة المدرسية اليومية‬ ‫أو الموسمية ‪.‬‬ ‫وعودة الى تلك المدارس الثلاث ‪ .‬نقول ه اننا نتناول هذه المدارس لاننا نستشف من‬ ‫خلالها البدايات الأولى لممارسة النشاط المسرحي في سلطنة عيان رغم أنه (منالصعوبة‬ ‫بمكان معرفة متى كانت أول ممارسة للنشاط المسرحي في سلطنة عيان بدقة ‪ .‬كيا انه لاتوجد‬ ‫وثائق يمكن الاستناد عليها في تسجيل هذا النشاط سوى شهادة الشهود من الذين درسوا‬ ‫الزمن بها»(‪)١‬‏‬ ‫ايام صباهم في تلك المدارس وذكرياتهم التي نجت من عصف‬ ‫والمدارس الثلاث التي كانت متواجدة في سلطنة عيان‪ ،‬قبل عام (‪١٩٧٠‬م)‏ هي ‪:‬‬ ‫المدرسة السعيدية في مسقط & وقد تتمأسيسها عام (‪١٩٤٠‬م)‏ وتعد من أشهر المدارس‬ ‫‪.‬‬ ‫نمط التعليم العصري‬ ‫وأكبرها ۔ وهي أول مدرسة أخذت طق‬ ‫‪ ١‬أنظر ‪ :‬تحبربة المسرح بسلطنة عيان ۔ ص‪. ٢٩ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٤٧‬۔‬ ‫المدرسة الثانية هي المدرسة السعيدية في مطرح وهي احدى ولايات محافظة مسقط وقد‬ ‫‏(‪ ٩٥٩‬‏(م‪. ١‬‬ ‫تأسست عام‬ ‫أما المدرسة الثالثة فهي المدرسة السعيدية كذلك وتقع في صلالة‪ .‬وقد تأسست عام‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪ ١٩٥ ١‬م‬ ‫«وبالرجوع الى كتاب لمحات عن ماضي التعليم في عيان ‪ 0‬اصدار وزارة التربية والتعليم‬ ‫تتحدث عن المدرسة السعيدية في‬ ‫والشباب عام (‪١٩٨٥‬م)‏ وردت به تلك العبارة ‪1‬‬ ‫مسقط ‪:‬‬ ‫( كانت في المدرسة السعيدية ساحة داخلية يقام فيها احتفال كبير في نهاية كل عام يحضره‬ ‫كبار رجال الدولة وأولياء أمور الطلبة ‪ 5‬وتقدم فيه التمثيليات والأناشيد المدرسية وبرامج‬ ‫متعددة تعطى صورة حقيقية عن ما صار اليه مستوى الطلبة التعليمى ‏»‪.)٢‬‬ ‫واذا ما اجتزأنا من تلك الفقرة الأخيرة السابقة كلمة (التمثيليات) فانه يحق لنا أن نطلق‬ ‫لفكرنا العنان ليصور لنا تجسيدا عمليا لتلك الكلمة ‪.‬‬ ‫وتظل النفس تتساءل عن كيفية وكمية تلك التمثيليات على اعتبار انها اللبنة الأولى في‬ ‫أرضية الحركة المسرحية خاصة والفن التمثيلي عامة في السلطنة ‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن كمية وكيفية تلك (التمثيليات) وبغض النظر عن قربها أو بعدها عن‬ ‫التمثيل المسرحي الحديث & فان وجود تلك التمثيليات يشكل اعترافا بميارسة الفن التمثيلي‬ ‫‪.‬‬ ‫في عيان تلبية لرغبة النفس واستجابة لضرورة الحياة ‪.‬‬ ‫لقد عاش العياني تلك الفترة التي سبقت عصر النهضة (‪١٩٧١٠‬م)‏ وهو مسلوب الارادة‬ ‫كل شيء (ممنوع) حتى التعليم ‪.‬‬ ‫ويحاول الانسان العياني التغرب بحثا عن مصادر الرزق وهروبا من جحيم الواقع‬ ‫ويشتاق الى وطنه ولكن لابد له من أن يدفع ضريبة رجوعه © ولا غرابة اذا قلت ۔ ان‬ ‫العمانيين كانوا متشردين في بقاع الأرض & الى أن ظهر جلالة السلطان قابوس بن سعيد‬ ‫ليعلن أن عيان لكل عياني } وتعهد أن يخلق من عيان وشعبها دولة مدنية بكل مقاييس‬ ‫العصر ‪ ،‬وهو ماتحقق بفضل الله ۔ سبحانه وتعالى ۔ ‪.‬‬ ‫مقتصر ا على‬ ‫ر تعليمهم كان‬ ‫‏‪ ٠‬فان‬ ‫اممتعلمين‬ ‫تلك الفترة قلة من‬ ‫في‬ ‫هناك‬ ‫كان‬ ‫وان‬ ‫وحتى‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العالم‬ ‫دول‬ ‫تماما فهي تقريبا عن‬ ‫تكن‬ ‫ل‬ ‫ان‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫معزولة‬ ‫وكانت عان‬ ‫‪.‬‬ ‫والفقه‬ ‫القرآن‬ ‫دراسة‬ ‫وحتى الزائر ل «سلطنة مسقط وعيان» وهو الاسم السابق لسلطنة عيان فقد كان هدفه‬ ‫‪ ٢‬أنظر ‪ :‬المرجع السابق ص‪ ٢٩ ‎‬۔‪٣٠ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٤٨‬۔‬ ‫استغلال ثروات الأرض أو سلب الممتلكات بطريقة أو بأخرى ‪ ،‬واما أن يكون هدف هذا‬ ‫الزائر دراسة تلك الآثار الموغلة في القدم } والآثار الاسلامية والفارسية ‪ .‬واستخراج‬ ‫المخطوطات التاريخية والدينية والأدبية } واما أن يكون هدف هذا الزائر أن يشاهد شعوب‬ ‫العصور الوسطى في العصر الحديث أو لينعى تلك الأيام أيام كان بحارة عيان أسياد الخليج‬ ‫والبحر والمحيط ‪ . .‬أيام كانت عيان ناشرة الاسلام في وسط وشرق افريقيا ‪ .‬وفي دول‬ ‫المحيط الهندي(‪)٣‬‏‬ ‫واذا كان ذلك كذلك فمن أين انبثقت فكرة التمثيل في تلك المدرسة السعيدية ؟‬ ‫واذا تعمقنا في السبب المباشنر لقيام تلك ( التمثيليات ) فاننا واجدون أنه يكمن وراءها‬ ‫مدرس أردني أو لبناني أو مصري ‪ ،‬فمن المؤكد أن أولئك المدرسين قد نقلوا معهم بعض ما‬ ‫شاهدوه في بلدانهم من مشاهد مسرحية وتمثيلية ‪.‬‬ ‫واذا ذكرنا فضل أولئك المدرسين ‪ 0‬فان علينا أن لانتنكر لفضل أولئك الذين كانوا‬ ‫يرافقون السلطان (سعيد بن تيمور) في زياراته خارج المنطقة ‪ 0‬حيث كانوا يشاهدون في‬ ‫تلك البلاد عروضا مسرحية تثير دهشتهم ‪ .‬خاصة وان بعضهم كان يتولى التدريس في‬ ‫المدرسة السعيدية في مسقط & وكانوا يفرغون على الطلبة ما ادخروه من تلك الزيارات(‪)٤‬‏ ‪.‬‬ ‫وكان أغلب الفقرات التمثيلية التي تقدم في المدرسة السعيدية بمسقط مقتبسة من الكتب‬ ‫المدرسية المقررة ‪ .‬خاصة كتاب هالمروج» اللبناني ‪.‬‬ ‫أما عن زمن تلك المشاهد التمثيلية فانه لم يكن يزيد اكثر من ربع ساعة{ وموضوعات ‪.‬‬ ‫تلك المشاهد عبارة عن حوارات دينية أو اجتياعية أو تاريخية تتخللها مواقف أو حوارات‬ ‫كوميدية ضاحكة ‪.‬‬ ‫والميئة‬ ‫المسرحي ‪ .‬بينا تقوم‪ .‬طاولات الطلاب‬ ‫العرض‬ ‫المدرسية صالة‬ ‫وتمثل الساحة‬ ‫التدريسية المفروشة بالسجاد مقام خشبة المسرح } ولابد أن تنصب خشبة المسرح هذه أمام‬ ‫الفصول لتمثل أبوابها كواليسا للتمثيل ث حيث الظهور والاختفاء واعطاء التعليمات ومراجعة‬ ‫‪.‬‬ ‫النص(‪)٥‬‏‬ ‫‪.٧‬‬ ‫‪ ١ (٣‬نظر رحلة ا بن بطوطة ص‪‎‬‬ ‫‪ )٤‬انظر تجربة المسرح بسلطنة عمان ص‪.٨ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫بق‬ ‫‪ ١‬لا‬ ‫‪ ١‬نظر‪ ١ ‎‬مرجع‪‎‬‬ ‫‪( ٥‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٤4٩‬۔‬ ‫) أ ) مسرح الشباب والبداية ‪:‬‬ ‫© ولى عصر الظلم الى غير رجعة ‪ ،‬وأخذت عيان تنفض عن عاتقها غبار ذلك الزمان &‬ ‫وترتدي ثوب المدنية الحديثة بجوهره ومظهره ‪.‬‬ ‫© ففي عام ‪١٩٧٠‬م‏ بتولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم‬ ‫بدأت عمان نهضة شاملة في كل المرافق ‪.‬‬ ‫© ويعتبر التعليم هو الركيزة الأساسية في قيام دولة متطورة يدير دفتها رجال شربوا من مناهل‬ ‫العلم العملية والنظرية ‪ .‬وأعلن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد‬ ‫المعظم في أول خطاب له ‪:‬‬ ‫« سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر ه‬ ‫© وتنفيذا للأوامر السامية والرغبة الجامحة في حب النور فتحت أبواب المدارس والمعاهد على‬ ‫مصراعيها لتحتضن آلاف الطلبة المتعطشين للعلم والمعرفة فانتشرت المدارس في كل‬ ‫أرجاء الوطن في المدن والقرى ‪ ،‬في الجبال والسواحل في البدو والحضر } تبشر بقيام نهضة‬ ‫تعليمية كرى ‪.‬‬ ‫© وعودة الى المسرح ‪ .‬فان من نافلة القول التسليم بأن المسرح على ساحتنا المحلية هن جديد‬ ‫لم نطرقه من قبل ولم نعهده بل ان عالمنا العربي عهده بالمسرح بدأ مع الحملات الأرربية‬ ‫الاستعيازية الحديثة ‪.‬‬ ‫© وقبل الحديث عن بداية تكوين (مسرح الشباب) دعونا نستمع الى مقالة الكاتب والمخرج‬ ‫المسرحى الأستاذ محمد بن سعيد الشنفري قى مقابلة كاتب البحث معه ‪ :‬كنا نمارس‬ ‫التدريب على عرض المسرحية في أحد المنازل المؤجرة في منطقة (كلبوه) وكان أفضل ما‬ ‫يميزنا هو العمل الجياعي الذي أصبحنا نفتقد اليه } وكان الحماس متوفرا عند الجمهور ©‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫_‬ ‫الى منزله لميارسة التدريبات المسرحية ومكثنا فترة‬ ‫راشد الصوري‬ ‫سالم بن‬ ‫الفنان‬ ‫ثم دعانا‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه التدريبات‬ ‫نمارس‬ ‫الذي‬ ‫للمكان‬ ‫كنا نفتقد‬ ‫حيث‬ ‫في منزله ‏‪٠‬‬ ‫نتدرب‬ ‫الشباب كانت عبارة عن رد فعل قوي‬ ‫© وعودة الى مسرح الشباب فان قصة تكوين مسرح‬ ‫لحالة الجمود في النشاط المسرحي التي عمت الأندية في أواخر السبعينيات فضج الفنانون‬ ‫أعضاء الأندية الذين ظلت الدماء المسرحية تحجبري في عروقهم من حالة الركود تلك ‪5‬‬ ‫وصاروا يبحثون عن ملجأ آخر يمارسون من خلاله هواياتهم بعيدا عن الأندية } وكان أن‬ ‫صادف ذلك رغبة (وزارة الاعلام والشباب) التي كانت هي المسئولة عن الأندية في تلك‬ ‫جمهورية‬ ‫حرجا مبرحيا شابا من‬ ‫فاستقدمت‬ ‫ا مسرحي ا لشباي‬ ‫النشاط‬ ‫الفترة في تنمية‬ ‫مصر العربية وهو مصطفى حشيش ‪.‬كان وجوده حجة وحاجة فالتفوا حوله وتعاضدوا‬ ‫معا لتشكيل أول فرقة مسرحية عيانية للشباب في عام (‪١٩+٠‬م)‏ وهي ذات صبغة رسمية‬ ‫بحكم تبعيتها لوزارة رسمية ‪ .‬كان الحماس هو الصفة الغالبة على معظم مؤسسي الفرقة‬ ‫الشبان ‪ ،‬وبالجحماس والمخرج العري استطاعت الفرقة أن تحبتاز كل العقبات ني بداية‬ ‫شكسبير ‏‪ ١‬لشهيرة (تاجر ‏‪ ١‬لبندقية () ‏‪( ١‬‬ ‫أول عمل لها وهي مسرحية‬ ‫تكوينها وأن تقدم‬ ‫© اذن مسرح الشباب لم يات كمسرح اقتضته ضرورة الحياة الثقافية والاجتماعية الواعية‬ ‫الراقية بقدر ما جاء كمشروع وزاري أو اداري ‪ . .‬لم يات من دراسة للمجتمع بقدر ما‬ ‫جاء تقليدا وزاريا متبعا في كل الدول العربية ‪.‬‬ ‫© ان المسرح أو المىرحية قطعة من المجتمع ‪ ،‬اجتزئت من الواقع ووضعت على خشبة‬ ‫المسرح ‪ .‬ومتى كان المسرح مشروعا سياسيا سقط سقوطا مروعا ‪. .‬‬ ‫© غير أننا هنا في سلطنة عيان من الله علينا بقيادة حكيمة متمثلة في حضرة صاحب الخلالة‬ ‫السلطان قابوس بن سعيد المعظم فلا فرق بين السياسة والمجتمع «الدولة والفرد» الأدب‬ ‫والعلوم ۔ كلنا ۔ نعمل من أجل شيء واحد هو (عيان) ‪.‬‬ ‫الشباب رغم شح‬ ‫لقد أخذ القائمون على مسرح‬ ‫©‬ ‫الامكانيات يعملون جاهدين في سبيل‬ ‫الشباب هو النواة التي انبثق عنها أغلب المخرجين المسرحيين والكتاب والممثلين ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫تحير بة‪ ١ ‎‬لمسرح بسلطنة عمان‬ ‫‪ ١‬۔ا نظر ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٥١‬۔‬ ‫(رب) الأعيال الدرامية التي قدمها مسرح الشباب من عام ‪١٩٨٠‬م‏ الى عام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪:‬‬ ‫‏‪ ٩٩٢‬‏م‪ ١‬ثلاثا وعشرين‬ ‫‏(‪ ٩٨٠‬‏(م‪ ١‬الى نهاية عام‬ ‫‏‪ ٥‬قدم مسرح الشباب منذ انشائه ف عام‬ ‫مسرحية أولها مسرحية (تاجر البندقية) واخرها مسرحية (الفلج) وفي عجالة سريعة سوف‬ ‫نطوف بتلك المسرحيات حسب تتابعها الزمنى ‪:‬‬ ‫©‪٩٠‬ام)‏ قدم مسرح الشباب في بداية عهده مسرحية (تاجر البندقية) للمسرحي‬ ‫العالمي وليم شكسبير وأخرجها مصطفى حشيش } غيرأن عرض هذه المسرحية لايمثل‬ ‫السابقة الأولى فقد كانت هذه المسرحية هي النص المفضل لمسرح المدارس © غير أن‬ ‫عرضها عن طريق مسرح الشباب أعطاها بريقا نظرا للامكانيات المتوفرة ‪.‬‬ ‫فان مسرحية (تاجر البندقية) لم تخل من الصعوبات المادية‬ ‫© وكأي باكورة عمل‬ ‫والمعنوية ‪.‬‬ ‫وكانت الصعوبة الأولى هي مدى تقبل المجتمع لهكذا عمل توفرت فيه أغلب‬ ‫الشروط المسرحية العالمية ويعالج قضية عالمية انسانية بينما المجتمع يتطلع الى بيئته ‪.‬‬ ‫والصعوبة الثانية كانت تتمثل في عدم وجود العنصر النسائي والتي تم التغلب عليها‬ ‫بشق الأنفس بانضيام ثلاثة وجوه نسائية للمسرح‪.‬‬ ‫اما الصعوبة الثالثة فكانت تتمثل في الافتقار لصالة التدريب بل والعرض ‪.‬‬ ‫أما المشكلة الكبرى فهي الكادر التمثيلي فالممثلون لاسابق عهد لهم بهكذا مسرح ‪8‬‬ ‫وبفضل من الله واصرار من الشباب تم عرض المسرحية ولقيت قبولا حسنار")‬ ‫‏)م‪ ٩١‬قدم مسرح الشباب في هذه السنة مسرحية (عيال النوخذة) المأخوذة عن‬ ‫‏‪(٥‬‬ ‫مسرحية (عيلة الدوغري) للكاتب نعيان عاشور } وقام بتعمينها الأستاذ عبد الكريم بن‬ ‫‪ [.‬وهى عمل اجتياعى جاد تتخلله الكرميديار‪»٢‬‏‬ ‫على جواد وأخرجها مصطفى حشيش‬ ‫‏)م‪ ٩‬في هذه السنة تم استقدام الكاتب المسرحي منصور مكاوي الذي ألف‬ ‫‏‪(٥‬‬ ‫مسرحية (الوطن) وأخرجها مصطفى حشيش وهي مسرحية كيا يوحي اسمها تتناول‬ ‫الوطن ضد أولئك الغزاة الطامعين فهي دراما تاريخية بطولية أقرب الى‬ ‫الدفاع عن‬ ‫الملاحم( ‏‪.)٤‬‬ ‫والمسرحية تؤكد يقظة الانسان العياني ودفاعه عن حقه ضد كل من سولت له نفسه‬ ‫بأن يلمس شبرا من أرضه ‪.‬‬ ‫« الوطن » ملحمة استعراضية يمتزج فيها الشعر بالأغنية بالحركة الراقصة الموحيةره)‬ ‫‪ ٢‬انظر المرجع السابق ص‪ ٢٩٢ ‎‬۔‪ ٣ . ٣٠ ‎‬۔ أنظر ‪ :‬المرجع السابق ص‪٣١ ‎‬‬ ‫‪ ٤‬المرجع السابق ص‪٣٢ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١‬لوطن‪‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ مسرحية‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٥٢‬۔‬ ‫ه (‪١٩٨٣‬م)‏ الطير المهاجر‪ :‬هي العمل الرابع لمسرح الشباب من تأليف منصور مكاوي‬ ‫واخراج محمد بن سعيد الشنفري وتتناول المسرحية حياة رائد الأغنية الشعبية العيانية‬ ‫(سالم بن راشد الصوري )ر‪»٦‬‏‬ ‫ه(‪١٩٨٣‬م)‏ تم عرض مسرحية (الراية) وهي عمل درامي تعرض لخياة أشهر أئمة عيمان‬ ‫ورعا وتقوى انه الامام (الوارث بن كعبرب)‬ ‫المسرحية من تأليف منصور مكاوي واخراج مصطفى حشيش ‪.‬‬ ‫© ‪٩٨٤‬ام)‏ (الطوي) من تأليف منصور مكاوي واخراج مصطفى حشيش والمسرحية‬ ‫هي ‪ :‬أول دراما شعبية عيانية تتناول حياة الريف العيانيره)‬ ‫المسرحية تعالج أهم القضايا التي تتصدى للشباب المقبل على الزواج وتواجه سلبيات‬ ‫الماضي بابابيات واعية تجمع بين ايبابيات الماضي والحاضرره»‬ ‫ه‪١٩٨٥‬‏ م) في هذه السنة تم عرض مسرحية (المهر) ألفها لمسرح الشباب منصور مكاوي‬ ‫وأخرجها محمد بن سعيد الشنفرير‪»١٠‬‏‬ ‫ومسرحية المهر (اسقاطة مسرحية من كفاح عنترة في توفير مهر عبلة ‪ .‬على كفاح‬ ‫ومعاناة شباب اليوم في توفير مهر الزواج الذي يغالي بعض الآباء في تقديره)ر‪»١١‬‏‬ ‫ه (‪١٩٨٦‬م)‏ تم عرض مسرحية (نعم أقوياء) كتبها ابراهيم شعراوي وأخرجها محمد بن نور‬ ‫البلوشي وهي عمل للأطفالر‪»١٦٢‬‏‬ ‫ه‪٠٩٨٦‬‏ م) عرضت مسرحية (أريد أن أفهم) المقتبسة من مسرحية (أريد أن أقتل) لتوفيق‬ ‫الحكيم قام بتعمينها واخراجها عبد الكريم بن علي جواد( ‏‪»١٣‬‬ ‫ه (‪١٩٨٦‬م)‏ (غريب) هذه المسرحية هي العمل الثالث الذي يتم عرضه في تلك السنة وقد‬ ‫ألفها للمسرح منصور مكاوي وأخرجها محمد بن سعيد الشنفري ‪.‬‬ ‫والمسرحية تتطرق الى الجشع التجاري وحب السيطرة المالية الى درجة يتحول فيها‬ ‫الابن الى أداة للجشع فيتنتصل من ثوبه ويثور على أهله ويصبح غريبا عن أسرتهر؛ ‏‪(١‬‬ ‫‪ ٦‬مسرحية الطير المهاجر‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬مسرحية الراية‪. ‎‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫‪ ٨‬۔ تجربة المرح بسلطنة عيان ص‪‎‬‬ ‫‪ ٩‬مسرحية الطوي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧٠‬مسرحية المهر‪. ‎‬‬ ‫‪ - ١‬تجربة المسرح بسلطنة عيان ض‪٣٣ ‎‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪ ١٢‬۔ المرجع السابق ص‪‎‬‬ ‫‪ - ٣‬المرجع السابق ص‪٣٤ ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ مسرحية الغريب‪. ‎‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪٢0٢٣‬‬ ‫‏‪٧٨٩١‬ه م) في هذه السنة تم عرض المسرحية الهادفة (السفينة ما تزال واقفة) من تأليف‬ ‫واخراج عبد الكريم بن علي جواد ‪ 3‬وتدور المسرحية حول جماعة (ركاب السفينة أصاب‬ ‫‪.‬‬ ‫سفينتهم عطل ومن هنا تبدأ المفارقات والخلافات والاشكاليات‬ ‫والمسرحية هي الى الرمز النقدي‪ ,‬أقرب«ه‪}١‬‏‬ ‫فقد كان عملا تغلب عليه صيغة العمل المسرحى الناقد ‪ . .‬أما أسلوب عرضه فتميز‬ ‫باللاستعراضية الغنائيةر‪»١٦‬‏‬ ‫الشباب في هذه السنة مسرحية (الفار) من تأليف واخراج محمد بن‬ ‫ه‪١٩٨٧‬‏ م( قدم مسرح‬ ‫سعيد الشنفري(‪»١٧١‬‏‬ ‫ه‪١٩٨٧‬‏ م) في هذه السنة قدم عبد الكريم ابن علي جواد تأليفا واخراجا مسرحية (محبز‬ ‫الأمانة) وهي معالحة كوميدية لظاهرة الاشاعة وانتشارها في المجتمعر‪»١٨‬‏‬ ‫‏‪ ١٩٨٥‬م) في هذه السنة عرض مسرح الشباب مسرحية (خيوط العنكبوت) تأليف صلاح‬ ‫راتب واخراج عبد الغفور بن أحمد ‪.‬‬ ‫© (‪٩٨٨‬ام)‏ (دختر شال سمك) وهي تعمين لمسرحية (الطبيب) لموليير ث قام باعدادها‬ ‫واخراجها عبد الكريم بن علي جواد ‪.‬‬ ‫‏© ‪ ٩‬قدم مسرح الشباب مسرحية (اشاعة فوق تنور ساخن) تأليف واخراج عبد‬ ‫الكريم بن علي جواد ‪.‬‬ ‫مسرحية (الحنس اللطيف) قام باعدادها واخراجها محمد بن نور‬ ‫‏©‪ ٩٩‬‏(م‪ ١‬عرضت‬ ‫البلوشي ‪.‬‬ ‫© (‪1٩٩٠‬م)‏ (مليونير بالوهم) تأليف واخراج محمد بن سعيد الشنفري ‪.‬‬ ‫© (‪٩٩٠‬مم)‏ (القاع والقناع) تأليف عبدالغفار مكاوي واخراج عبد الكريم بن على‬ ‫‪.‬‬ ‫جواد‬ ‫قدم مسرح الشباب أوبريت (الفارس) تأليف منصور مكاوي واخراج محمد‬ ‫© ()‬ ‫بن سعيد الشنفري ‪.‬‬ ‫‏© ‪ ١٩٩١‬م) (الكرة خارج الملعب) تأليف واخراج عبد الكريم بن علي جواد وهي تعالج‬ ‫قضايا الشارع الرياضي بأسلوب كوميدي ‪.‬‬ ‫‏© ‪ ٩٢‬‏)مم‪ ٩‬قدم عبد الكريم بن علي جواد في هذه السنة لمسرح الشباب تأليفا واخراجا‬ ‫مسرحية (هدف غير مقصود) ‪.‬‬ ‫‪ ٥‬مسرحية السفينة ماتزال واقفة‪. ‎‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫ص‪‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ تحجر بة ا لمسرح بسلطنة عان‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١‬لفا ر‪‎‬‬ ‫‪ - ١ ٧‬مسرحية‪‎‬‬ ‫‪ - ٨‬تجربة المسرح بسلطنة عمان ص‪٢٤ ‎‬‬ ‫‪ ٢٥٤‬۔‬ ‫‏_‬ ‫© ‏)مم‪( (٢٩٩‬الفلج) هآوخر عمل مسرحي قدمه مسرح الشباب حتى كتابة هذا البحث‬ ‫وقد عرضت على مسرح قصر البستان في أواخر أيام العام المنصرم والمسرحية من تأليف‬ ‫واخراج عبد الكريم بن علي جواد ‪.‬‬ ‫وهي دعوة موجهة نحو الاهتيام بالأرض والعمل فيها ‪ .‬وتحذير من العيالة الوافدة }‬ ‫وخطرها على الانسان والأرض والعادات والتقاليد ‪.‬‬ ‫(ج) اضاءة على أهم الأحداث التي واكبت مسيرة مسرح الشباب (مسرحيا) ‪:‬‬ ‫بنظرة سريعة لمسيرة مسرح الشباب بين الأمس واليوم ندرك مدى تطوره ومدى تكثيف‬ ‫تواجد الأسياء العيانية كتابة واخراجا فالمسرحية الأولى التي قدمها مسرح الشباب هي‬ ‫مسرحية شكسبير الشهيرة (تاجر البندقية) وأخرحها المخرج المصري مصطفى حشيش ة‬ ‫والمسرحية الثانية انتقلت من المحيط العالمي الى المحيط العربي حيث قدم المسرح مسرحية‬ ‫(عيال النواخذة) المأخوذة من مسرحية (عيلة الدوغري) للكاتب العربي نعيان عاشور وقام‬ ‫بتعمينها عبد الكريم بن علي جواد ‪.‬‬ ‫ثم جاء عام ‪١٩٨٣‬م‏ الذي شهد مسرحية (الطير المهاجر) ونشهد حدثين مهمين أوليا‬ ‫استقدام كاتب عربي يقوم بالكتابة للمسرح العياني ويحدث تفاعلا مع الكتاب المخليين فكان‬ ‫حضور الكاتب المصري منصور مكاوي الذي كتب مسرحية (الطير المهاجر) أما الحدث‬ ‫الثاني فهو اخراج هذه المسرحية على يد شاب عياني محمد بن سعيد الشنفري الذي أثبت‬ ‫جدارة في الاخراج المسرحي ‪.‬‬ ‫لقد جرت العادة على عرض جميع مسرحيات (مسرح الشباب) في مسقط حتى جاءت‬ ‫مسرحية (المهر) عام ‏‪ ١٩٨٥‬حيث تم عرضها في كل من صلالة ونزوى وصور الى جوار‬ ‫د‪.‬۔‪.‬ةقط ‪.‬‬ ‫عام ‏‪ : ١٩٨٦‬شهد استقالة المخرج العربي مصطفى حشيش غير أن الوجوه الشابة‬ ‫‪:‬ستطاعت أن تسد الثغرة التي ربيا يتركها محرج جيد عاش مع المسرح العياني وترك بصمته‬ ‫عليه فكان تصدي محمد بن نور البلوشي لاخراج مسرحية (نعم أقوياء) للكاتب ابراهيم‬ ‫شعراوي ر؛‪)١‬‏‬ ‫وفي نفس هذا العام قدم منصور مكاوي مسرحيته الأخيرة (رغريب) وعاد الى وطنه ‪ .‬ثم‬ ‫جاء دور عبد الكريم بن علي جواد في عام ‪١٩٨٦‬م‏ فعمن وأخرج مسرحية (أريد أن أفهم)‬ ‫عن مسرحية (أريد أن أقتل) لتوفيق الحكيم ‪.‬‬ ‫عام (‪١٩٨٧‬م)‏ هذا العام لن ينساه مسرح الشباب ‪ ،‬حيث قدم مسرحية عيانية مائة‬ ‫بالمائة تأليفا واخراجا وتمثيلا هي مسرحية (السفينة ماتزال واقفة) بل استطاعت هذه‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪ ٩‬۔ا مرجع السا بق ص‪‎‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫المسرحية أن تعبر الى خارج حدود الوطن فعرضت في مسابقة خليجية للمسرح ونالت‬ ‫وحصل مصمم ‏‪ ١‬لديكور على‬ ‫‪7‬‬ ‫ممثلاتها على جائزة أحسن‬ ‫احدى‬ ‫وحصلت‬ ‫الا عجاب‬ ‫ديكور( ‏‪(٢٠‬‬ ‫جائزة أفضل مهندس‬ ‫أصبحنا نقرأ ونشاهد أساء عيانية تأليفا واخراجا ‪.‬‬ ‫وهكذا‬ ‫المسرحيون والتأليف والاخراج‬ ‫‪:‬‬ ‫قا مصطفى حشيش‬ ‫أخرج ‏(‪ )٥‬مسرحيات ‪.‬‬ ‫قا منصور مكاوي ‪:‬‬ ‫ألف ‏(‪ )٧‬سبع مسرحيات ‪.‬‬ ‫قا محمد بن سعيد الشنفري ‪:‬‬ ‫أخرج ‏(‪ )٦‬ست مسرحيات وألف ‏(‪ )٢‬مسرحيتين ‪.‬‬ ‫ق عبد الكريم بن علي حواد ‪:‬‬ ‫أخرج ‏(‪ )٨‬مسرحيات وألف ‏(‪ )٦‬ست مسرحيات وعمن ‏(‪ )٣‬ثلاث مسرحيات ‪.‬‬ ‫ل محمد بن نور البلوشي ‪:‬‬ ‫أخرج ‏(‪ )٢‬مسرحيتين وألف مسرحية واحدة ‪.‬‬ ‫الى جوار بعض الكتاب والمخرجين ‪ .‬ولكن انتاجهم كان أقل من السباقين الأوائل ‪.‬‬ ‫مكان المرض ‪:‬‬ ‫أغلب العروض المسرحية التي قدمها مسرح الشباب تم عرضها على مسرح (فندق‬ ‫الانتركونتننتال) ومسرح فندق (قصر البستان) ثم يلي هذين المسرحين مسرح ‪ :‬جمعية المرأة‬ ‫العمانية ومسرح وزارة التراث القومي والثقافة ومسرح نادي عيان ‪.‬‬ ‫( د ) النص والاخراج ومسرح الشباب ‪:‬‬ ‫النص المسرحى في ذاته نص ميت اذا كتب من أجل القراءة } فالمسرحية تقتبس حياتها‬ ‫من تمثيلها على خشبة المسرح ‪ ،‬وكم هو ساذج ذلك الكاتب الذي يحاول جاهدا أن يكتب‬ ‫مسرحية للقراءة لا للتمثيل لأنه بصنعه هذا يحفر قبرا لايبذر بذرا ‪.‬‬ ‫وقد يخطر سؤال ببال البعض فيتساعءل ‪ :‬اذا كان ذلك كذلك فنحن نقرأ اليوم‬ ‫لسوفوكليس وبرخت ويوربيدس وصمويل بيكت وجان بول سارتر والحكيم وغيرهم من‬ ‫أعمال مطبوعة مقروءة ؟ نعم ‪ .‬لا أنكر ذلك & ولكن ألا يخطر ببالنا السر الكامن وراء خلود‬ ‫أعيالهم؟ ! !‬ ‫‪٣ ٤‬‬ ‫‪ ٢٠‬۔ المرجع‪ ١ ‎‬لسا بق ص‪‎‬‬ ‫‪ ٢٥٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫ان هناك نصوصا مسرحية رهيبة العدد مطبوعة ومعروضة على أرفف المكتبات بأبخس‬ ‫الأنيان فلياذا اذن نقتني (أوديب) و (بجاليون) و (المستجيرات) و (لامفر) و (الأيام‬ ‫السعيدة) و (ايفيجينيا في أوليس) و (بنات طرواده) و (عطيل) و (هملت) و (أهل الكهيف)‬ ‫وغيرها ‪.‬‬ ‫ان الكاتب المسرحي حتى في كتابته لايخرج عن الطبيعة العملية أو الفعلية للنص‬ ‫‏(‪ )٧0609‬ويستحضر في ذهنه الفعل (‪٥٨‬ا‪7‬حه)‏ فقبل أن ينقل لنا‬ ‫المسرحي يكتب الكلام‬ ‫الكاتب ما يقوله أحد أبطاله على خشبة المسرح فانه ينقل لنا حالة ذلك البطل وفعله } لحظة‬ ‫تفوهه بيا يقول بل وينقل لنا فعل من بجواره وحركاتهم ونظراتهم بل وأيضا ينقل لنا حتى‬ ‫ذلك الجياد الذي بجواره من كرسي أو طاولة أو شجرة وحتى المنظر الخلفي وغير ذلك ‪.‬‬ ‫اذن الكتابة المسرحية في حد ذاتها فعل ‪ ،‬والكاتب المسرحى الذي يعجز عن استحضار‬ ‫ز‬ ‫الفعل فانه بالتأكيد سوف يقدم عملا مسرحيا هزيلا ‪.‬‬ ‫ان بقاء النصوص المسرحية يعود أصلا الى فعل العمل وذلك الأثر الذي خلفته الدراما‬ ‫لحظة عرضها وبذلك فان القارىء عندما يقرأ النص ينتقل من عالمه الى عالم المسرحية ‪.‬‬ ‫وكتابة المسرحية تتطلب حنكة ودراية وسعة خيال ولايدرك هذا الفن الا الكاتب المتمرس‬ ‫ولذلك نرى أن ما يجمع بين كتاب المسرح هو ذلك العمر المتأخر بعد أن يكونوا قد خاضوا‬ ‫وجربوا هذا العالم الابداعي } فالغلبة الغالبة من المسرحيين كتبوا عبقرياتهم في سنوات‬ ‫متأخرة ‪ .‬حيث ان الكاتب المسرحي يبدأ كالمنجم الذهبي ثم يمضي في تجاربه الى أن يصل‬ ‫‪.‬‬ ‫مرحلة الذهب الخالص النقى‬ ‫ولذلك علينا كجمهور أو كنظارة ألا نستعجل في جني الثمر قبل أن ينضج فكتابنا‬ ‫المسرحيون وعلى رأسهم عبد الكريم بن علي جواد ومحمد الشنفري مازالوا في بداية المسيرة‬ ‫نحو الكتابة المسرحية مقارنة بالعمر المتأخر للمسرحيين العالميين ورغم ذلك فهم يبدعون لنا‬ ‫روائع مسرحية عالية بقدر ماتؤتيهم التجربة ويسعفهم الخيال ‪.‬‬ ‫« إن نظرة فاحصة على تاريخ المسرحية في العالم ‪ .‬تثبت أن كتابة المسرحية الناضجة‬ ‫تحتاج الى سن معينة ‪ .‬يكون صاحبها قد بلغ درجة عالية من الحنكة والتدريب على هذا‬ ‫الفن الشاق ؤ تدريبا يؤهله أن يقدم لنا مسرحا يمكن الاحتشاد له ‪ .0‬ومفهوما يكون في‬ ‫حدمة المجتمع الذي يعيش فيه»(‪)٢١‬‏‬ ‫ونظرة سريعة في أعيار كتاب المسرحية في سلطنة عيان حاليا نجد أن شيئا واحدا يجمعهم‬ ‫هو أنهم لازالوا في عنفوان شبابهم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٥٧ .».‬۔‬ ‫وليس بذلك أريد أن أسلبهم حق الابداع المسرحي على المستوى المحلي بقدر ما أشيد‬ ‫بحياسهم وقدرتهم على ممارسة الكتابة المسرحية بأصوفها السليمة ‪.‬‬ ‫وكل ما أريد أن أقوله ان الابداع المسرحي لايأي بين ليلة وضحاها وانيا يحتاج الى تدريب‬ ‫وممارسة وثقافة عالمية ترصد تحركات المسرح منذ خليقته الى أحدث اتباهاته العصرية ‪ .‬وهي‬ ‫دعوة مفتوحة للكتاب العمانيين للوصول الى الفن المسرحي الابداعي & وعلى هؤلاء الكتاب‬ ‫أن لاتحبتاحهم رياح اليأس وتقذف بهم بعيدا عن خشبة المسرح بل عليهم أن يعيشوا جنبا‬ ‫الى جنب وأن يكون المسرح هو سبيلهم في الحياة والى الحياةر‪)٢٢‬‏‬ ‫« لم يكن أمام المسئولين عن مسرح الشباب حل ‪ ،‬الا أن يستعينوا بكاتب عربي هو منصور‬ ‫مكاوي علهم يجدون فيه ضالتهم رغم صغر سنه ‪ ،‬والذي حاول صادقا أن يفرز كل ما في‬ ‫جعبته ولكن المجتمع الذي قدم منه مغايرا في أغلب الأشياء عن المجتمع الذي قدم اليه ‪.‬‬ ‫وقبل استقدام المؤلف قامت الوزارة باستقدام المخرج العربي كذلك مصطفى حشيش‬ ‫الذي كانت معاناته لم تكن مقتصرة على الاخراج وانيا تحولت الى تلقين الممثلين أصول‬ ‫التمثيل » فمن المؤكد ( أن المسرحية تتميز عن الصور الأخرى من صور الأعيال الأدبية من‬ ‫حيث انها مكتوبة بقصد تمثيلها في مسرح ‪ ،‬وهذا يستتبع منطقيا أن الأثر الكامل لمثل هذه‬ ‫التمثيلية لايمكن أن ينشأ الا بابرازها ابرازا مسرحيا )ر‪»٢٣‬‏ ويجمع الدارسون رغم اختلاف‬ ‫المذاهب المسرحية على ضرورة توفر عنصر التأليف والاخراج والمبنى المسرحي فهذه هي‬ ‫‪.‬‬ ‫الأصول‬ ‫ويلعب المخرج دورا بارزا وكليا في اخراج المسرحية والوصول بها الى مرتبة السمو التي‬ ‫تنشدها ‪ .‬ولن يتمكن المخرج من ذلك اذا كان يصطدم بغياب المبنى المسرحي الشامل ‪.‬‬ ‫وتفتقد الساحة المسرحية في السلطنة الى المخرج المتخصص ولذلك نجد أن محمد‬ ‫الشنفري وعبد الكريم بن علي جواد ما نفسها اللذان يقومان بالاخراج لمسرحيات‪,‬۔را‪: :‬كرن‬ ‫المؤلف هو المخرج‪ .‬شيء جيد جداء حيث يكون أكثر الماما برسم الشخصيات‪ .:‬شبر أن‬ ‫الاخراج مدرسة فنية تعتمد على الدراسة أكثر منها على الخيال (فالمسرح الصحيح ز يجب‬ ‫أن يكون الكلام فيه (‪٥١‬ا‪72‬ه)‏ (‪٧٥558‬ا)‪»٢٤‬‏ أقل من الفعل ‪.‬‬ ‫إذن جب أن تكون العناية بالحركة أكثر من العناية بالكلام ‪ .‬وطبعا لاأعني بكلامي‬ ‫السابق قدحا في اخراج الأستاذين عبد الكريم والشنفري فمن الحياقة والجهل أن يتنكر‬ ‫كائن من كان لدورهما الرائد في اثراء التجربة المسرحية في السلطنة اخراجا وتأليفا ‪.‬‬ ‫أنظر ‪ :‬المسرح العربي في القرن التاسع عشر ص‪١٨١ ‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‪ ٢٣‬۔ علم‪١ ‎‬لمسرحية ص‪‎‬‬ ‫‪ - ٤‬المسرح العربي في القرن التاسع عشر‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢٥٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫لقد استقدمت السلطنة أكثر من مؤلف وخرج من الخارج أقصد من مصر الا أن كتابنا‬ ‫وبالأخص الشنفري وعبد الكريم أثبتا قدرتهيا تأليفا واخراجا ولعل مسرحية (السفينة ماتزال‬ ‫واقفة) خير شاهد على ذلك فقد أحرزت مركزا متقدما على مستوى المنطقة ونالت اعجاب‬ ‫النقاد والمشاهدين وحصلت بطلتها على لقب أحسن ممثلة في دول مجلس التعاون الخليجى ©‬ ‫غير اني أعاود القول وأقول اننا لانتنكر لاخواننا الذين استقدموا الينا لارساء قاعدة تجريبية‬ ‫للحركة المسرحية في السلطنة ث مثل منصور مكاوي ومصطفى حشيش ‪.‬‬ ‫ليس شرطا أن نجسد على مسارحنا شخصيات شكسبير أو غيره حتى نقول اننا نملك‬ ‫دراما راقية فتراثنا العربي عميق ويزخر باللؤلؤ فقط محتاج الى الغواص الجيد والذي لابد أن‬ ‫نزوده بأدوات الغوص والذي لابد أن يحس فينا تقديرنا لذلك الدور ‪.‬‬ ‫( ه ) الترجمة والاقتباس ‪:‬‬ ‫وبيا اننا في جهة الحديث عن التأليف والمؤلف } فاننا لابد أن نعرج ولو قليلا الى موضوع‬ ‫الترجمة والاقتباس (التعمين) فالترجمة تلعب دورا مهيا في الحركة المسرحية ‪ ،‬وأصبح‬ ‫الاقتباس المنتقى ميزة لاعيبا ‪ 0‬فليس عيبا أن نترجم أو نقتبس من المسرحيات الخالدة ونقوم‬ ‫بتجسيدها على مسارحنا ‪ 5‬فميزة المسرح أنه شمولي أي ليس حصرا على بيئة معينة فعطيل‬ ‫مثلا على المسرح العربي هو على المسرح الغربي وذلك أن شكسبير أجاد رسم أبعاد هذه‬ ‫الشخصية وحدد معالمها وأبعادها وحركاتها على خشبة المسرح والمخرج هو الذي يظهر‬ ‫المسرحية كيا هي أو يحولها الى غث فاسد ‪.‬‬ ‫ان التعمين حركة مطلوبة ولن يضيرنا شيء ولن يضير النص الأصلي شيع اذا وقع ذلك‬ ‫النص بين أيد أمينة تظهره في شكل جديد مستشف من شكله القديم أو الأصلي ‪.‬‬ ‫والتعمين والاقتباس لانريده حكرا على النصوص العربية بل نريده ايضا أن ينطلق الى‬ ‫النصوص العالمية ‪ .‬وبنظرة سريعة الى النصوص التي قدمها مسرح الشباب ‪ .‬فاننا واجدون‬ ‫أن عبد الكريم بن علي جواد وحمد بن سعيد الشنفري ومنصور مكاوي هم رواد الكتابة‬ ‫لمسرح الشباب وجاءت نصوصهم جيدة كمسرحيين في عمر الشباب مازالوا في حاجة الى‬ ‫سنوات من الأخذ والعطاء مقارنة بأعيهار المسرحيين العالميين الذين أبدعوا في سنوات متأخرة‬ ‫من عمرهم بعد الأربعينيات ‪.‬‬ ‫وقد سيطرت اللهجة المحلية الدارجة على الأعظم الغالب من المسرحيات ‪.‬‬ ‫أما المواضيع التي تطرقت اليها مسرحيات الشباب فكانت ني الغالب تدور حول الأسرة‬ ‫ومشكلات الزواج والزراعة والعمالة الوافدة‪ 5‬وقد تجمع المسرحية أكثر من اشكالية ولعل آخر‬ ‫مسرحية قدمها مسرح الشباب (الفلج) خير معين على صحة ما أكتب ‪.‬‬ ‫كيا قدم المسرح أعيالا مترجمة ومقتبسة ومعمنة ويعد عبد الكريم بن علي جواد من له الباع‬ ‫الطويل في ذلك المجال ‪ }.‬وهذا مدحا فيه لاقدحا ولا نتنكر لفضله في تقديم مسرحيات‬ ‫‪" ٢٥٩‬‬ ‫_‬ ‫عالمية وعربية تبنتها حتى المدارس والفرق الأهلية بل ومسرح الشباب أيضا بعد أن قام‬ ‫( و ) المبنى المسرحي ومسرح الشباب ‪:‬‬ ‫لاتكتمل المسرحية الا بهذا العملاق الذي يطلق عليه المسرح ©{ وهو ذلك المبنى المنظم‬ ‫الذي يضم صالة للنظارة ‪ .‬ومنصة للعرض وكواليس وغرفا لتنظيم حركة الممثلين والملابس‬ ‫والمكياج ‪ .‬معتمدا على نخبة من الفنيين الذين يديرون الاضاءة والتصميم وتوزيع الصوت‬ ‫وغير ذلك ‪.‬‬ ‫ويعاني الوطن العري عامة من عدم انتشار أو بالأصح غياب المسرح الشامل فمسارحنا‬ ‫إما كانت دورا للسينما ثم حولت الى مسرح وإما صالات للاحتفالات بل ان بعض الدول‬ ‫العربية تفتقد الى وجود مسرح واحد ناهيك عن وجود مسرح قومي ‪.‬‬ ‫وفي الكتاب الذي أصدره عبد الكريم بن جواد اشارة الى تبني وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة انشاء مسرح قومي ولكن الى الآن لم نر هذا المسرح بل لم نسمع عنه شيئا ‪.‬‬ ‫ان في المسارح القومية يتحقق وجود الفن المسرحي وهو المكان المناسب لعرض الدراما‬ ‫الراقية بعيدا عن تلك المسرحيات التجارية الراقصة الفاشلة التى أحذت تغزو الشارع‬ ‫العربي وبعيدا عن تلك المسرحيات الجامدة التى ترتكز على الحوار الممل والاضحاك بالألفاظ‬ ‫‪:‬‬ ‫النابية بعيدا عن الحركة الدرامية ‪.‬‬ ‫ان المسرح هو الطريقة الوحيدة الى ايصال المسرحية الى ذروتها عن طريق عرضها على‬ ‫منصة أمام الجمهور ‪ 0‬وكل مسرحية تكتب بغير قصد التمثيل أو بالأصح دون أن يتخيل‬ ‫كاتبها مسرحا وجمهورا بطبيعة الحال مسرحية جامدة ان لم تكن فاشلة أو ميتة (فالمسرحية‬ ‫تتميز عن الصور الأخرى من صور الأعيال الأدبية من حيث انها مكتوبة بقصد تمثيلها في‬ ‫مسرح)«‪.)٢٥‬‏‬ ‫«والمبنى المسرحي هو المعلم الذي يذكر المواطنين بأن المسرح أصبح حقيقة واقعة وهو‬ ‫خير اعلان عن قيامه ‪ .3‬فعن طريقه ترتبط مجموعة من الممثلين أحست أن هما بيتا ينبغى ‪:‬أن‬ ‫تعنى به فلا يكفي أن يشتد التراث القديم ويحس ولا يكفي أن تزورنا الفرق الأجنبية وأن‬ ‫نرى حركة ترجمة واطلاعا واسعين على ثقافات واداب جديدة فكل هذا في حاجة ماسة الى‬ ‫هذا المبنى الذي تصب فيه كل هذه القنوات ليشعر المسرح باستقلاله وتفرد انتهائه »ر‪)٢٦‬‏‬ ‫غير أن ما يشد استغراب المطلع على الحركة المسرحية في السلطنة هو افتقاد المبنى‬ ‫المسرحي أ فبينما دخلت الأشعة والكمبيوتر مسارح العالم مازلنا نحن هنا في السلطنة نجادل‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫‪ ٥‬۔ أنظر ‪ :‬علم المسرحية ص‪‎‬‬ ‫‪ - ٦‬المسرح العري في القرن التاسع عشر ص‪ ٤١ ‎‬۔‪٤٢ ‎‬‬ ‫‪ ٢٦٠‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫على اقامة مبنى مسرحي & وفي كل لقاء يصر‪ :‬المسئولون عن الحركة الثقافية عامة والمسرحية‬ ‫خاصة على تكرار وعودهم بأن هناك مسرحا في الطريق ‪ ،‬ولكن هذا الطريق طال كثيرا‬ ‫ومازلنا عليه منذ أكثر من اثنتين وعشرين سنة ولم نصل بعد الى ذلك المبنى ‪.‬‬ ‫لقد مضى على تأسيس مسرح الشباب (راثنتا عشرة) سنة ‪ .‬وهو الى الآن لايملك مسرحا‬ ‫واحدا غير مقر صغير عبارة عن فيلا سكنية متواضعة الامكانيات لاتصلح للتدريبات ناهيك‬ ‫|‬ ‫عن العروض ‪.‬‬ ‫الفنادق ومسارحها لتقديم عروضه‬ ‫الى استئجار قاعات‬ ‫الشباب‬ ‫وفي كل عام يلجأ مسرح‬ ‫وبدون شك أن مبالغ الاستئجار باهظة تكلف (الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية‬ ‫والثقافية) مبالغ طائلة كا أنها تحكم العمل المسرحي بوقت زمني غالبا لايكون وافيا لنضوج‬ ‫‏)‪(٢٧‬‬ ‫التدريبات‬ ‫‪ ٢٦١‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل الخا مس‬ ‫المد رسي‬ ‫‏‪ ١‬لمسرح‬ ‫يعتبر المسرح المدرسي أو (التربية المسرحية) هو واحد من الأنشطة التربوية التي تولي وزارة‬ ‫التربية والتعليم اهتياما بها الى جوار التربية الفنية والتربية الرياضية والتربية الموسيقية والتربية‬ ‫الأسرية ‪ .‬ويقتصر مجال التربية الأسرية على مدارس البنات فقط ‪.‬‬ ‫ولكن رغم الاهتيام بالمسرح المدرسي اسميا ورسميا الا أن الحصص الدراسية المنهجية‬ ‫تخلو تماما من وقت عخصص للنشاط المسرحى ‪ ،‬بينما تأخذ الأنشطة التربوية السالفة الذكر‬ ‫نصيبها نى جدول الحصص الأسبوعى ‪ ،‬تحت اشراف أساتذة متخصصين ‪.‬‬ ‫وفي حديثنا عن الصعوبات التي تواجه المسرح في البيئة المدرسية بيان للحركة المسرحية‬ ‫المدرسية في السلطنة ‪.‬‬ ‫الصعوبة الأولى ‪( :‬خلو الجدول اليومي من النشاط المسرحي) ‪:‬‬ ‫وخلو الجدول الدراسي اليومي من حصة أسبوعية أو شهرية تتم فيها الممارسة المسرحية‬ ‫ليس عيبا في النظام التربوي التعليمي في سلطنة عيان فحسب بل هو عيب ني النظام‬ ‫التربوي العربي عامة } فالجهات الرسمية المنفذة في عالمنا العربي لاتستطيع أن تدرك القيمة‬ ‫النهائية لهذا الفن الريادي في خلق المواهب وتوجيه المجتمع ‪ ،‬وحتى وان أدركت ذلك ‪8‬‬ ‫فان ما تدركه شيع وما تنفذه شيء آخر وذلك خشية أن تكون هي نفسها احدى المراد المنقودة‬ ‫على خشبة المسرح ‪.‬‬ ‫وعودة الى المسرح المدرسي في السلطنة ‪ .‬نقول إن اليوم المدرسي مزدحم بجداول‬ ‫الى سبع حصص ‪.‬۔ حسب المراحل‬ ‫الحصص المنهجية ‪ .‬وهي تترا وح ما بين الخمس حصص‬ ‫التعليمية ‪ 0‬على أن يعقب ثلاث الحصص المتعاقبة الأولى ‪ 3‬فسحة قصيرة تصل الى ‏‪٢٠‬‬ ‫دقيقة ثم تتعاقب الحصص الأخرى ‪.‬‬ ‫والحقيقة أن هناك من بين تلك الحصص ماهو خصص للأنشطة التربوية ولكن لأنشطة‬ ‫أخرى غير النشاط المسرحي مثل أ التربية الفنية والرياضية والأسرية للبنات ‪.‬‬ ‫‪ ٢٦٢‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫المتخصص)‬ ‫(الملدرس‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانية‬ ‫الصعوبة‬ ‫في واقع الأمر تعتمد الممارسة المسرحية المدرسية على أمر في غاية الأهمية وهو تواجد مدرس‬ ‫‪.‬‬ ‫المجال‬ ‫في هذا‬ ‫متخصص‬ ‫وتواجد مدرس من بين هيئة التدريس في كل مدرسة له ممارسات مسرحية أو قراءات أو‬ ‫اهتيامات أمر يعتمد على الصدفة البحتة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ظل المسرح‬ ‫الهيئة التدريسية العادية‬ ‫ضمن‬ ‫النادر تواجد مثل ذلك المدرس‬ ‫من‬ ‫ولما كان‬ ‫المدرسى محدود العطاء ‪ ،‬واذا ازدهر سنة من السنوات في مدرسة من المدارس بحكم تواجد‬ ‫أو‬ ‫عقد عمله‬ ‫بانتهاء‬ ‫أو‬ ‫المدرس‬ ‫اما بنقل‬ ‫الازدهار‬ ‫مامحبو هذا‬ ‫سرعان‬ ‫فانه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المدرس‬ ‫ذلك‬ ‫حتى بانصرافه هو شخصيا الى جماعة نشاط تربوي أخرى ‪ ،‬وذلك للمصاعب التي يواجهها‬ ‫مشرف جماعة التمثيل المسرحي ‪ 0‬ولعل أول هذه الصعوبات هو توفير الوقت اللازم ©‬ ‫فالجدول اليومي مزدحم بالحصص المنهجية أو التربوية الأخرى ‪.‬‬ ‫لذا فانه ليس أمام مشرف جماعة النشاط المسرحي الا واحد من ثلاثة حلول كلها صعبة‬ ‫التنفيذر‪»١‬‏ وهي ‪:‬‬ ‫( أ ) أن ينظم المدرس أو المشرف نشاط جماعته في الفسحة وعندها سوف يصطدم بضيق‬ ‫الوقت فعشرون دقيقة غير كافية على الاطلاق لميارسة النشاط المسرحي ‪ ،‬وقبل أن‬ ‫شيء‬ ‫بتذمر أفراد حماعته من جراء حرمانهم من‬ ‫العائق لابد أن يصطدم‬ ‫سهذا‬ ‫يصطدم‬ ‫هم في أمس الحاجة اليه لتناول الافطار والمرطبات & وفرصة للتنفيس عن حزياتهم‬ ‫التى تظل مكبوتة طوال الدرس وفرصة أخرى لأخذ نفس طويل يتمكنون به من مقاومة‬ ‫كتم النفس في الحصص التاليةر‪)٢‬‏‬ ‫ز‪ )...‬أن ينظم المشرف نشاط جماعته خلال حصص يستعيرها من الحصص المنهجية أو‬ ‫التربوية الأخرى وهنا سوف يواجه عدة مصاعب من بينها أولوية المنهج المقرر ثم‬ ‫صعوبة اقناع زملائه المشرفين على الأنشطة التربوية الأخرى بضرورة إستعادة حصة‬ ‫‏‪ ٠‬وهذ ‏‪ ١‬وا رد جحد ا‬ ‫أ فرا د حاعته‬ ‫يكون‬ ‫عندما‬ ‫تتضخم ‏‪ ١‬مصاعب‬ ‫‏‪ ٠‬وسوف‬ ‫أحد هم‬ ‫من‬ ‫من صفوف مختلفة ‪ .3‬وفي هذه الحالة فان على هؤلاء الطلبة أو على بعضهم التخلي‪.‬‬ ‫المدارس‬ ‫ادارات‬ ‫التربية أو‬ ‫ادارات‬ ‫من‬ ‫سواء‬ ‫أمر مرفوض‬ ‫المنهجية وهذا‬ ‫الدروس‬ ‫عن‬ ‫وأغلب الطلبةرم»‬ ‫الأمور‬ ‫أولياء‬ ‫من‬ ‫حتى‬ ‫أو‬ ‫‪ ١‬تحبربة المسرح بسلطنة عيان ص‪١٣ ‎‬‬ ‫‪ ٢‬أنظر ‪ :‬المرجع السابق ص‪١٣ ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ أنظر ‪ :‬المرجع السابق ص‪١٤ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٦٢٣‬۔‬ ‫(ج) ويبقى هناك حل واحد أمام مشرف جماعة المسرح ولكنه ان لم يكن أصعب الحلول‬ ‫فانه لايقل صعوبة عن الحلين السابقين ‪ 0‬وهو أن ينظم المدرس نشاط جماعته في‬ ‫الفترة المسائية وهذا يعتمد على قدرة الطلبة على العودة في الفترة المسائية وكذلك على‬ ‫مدى قدرة المدرس نفسه ومن ناحية أخرى ما اذا كانت المدرسة ذاتها خالية في‬ ‫المساء ‪ .‬فالعديد من المدارس في السلطنة تعمل ثلاث فترات متعاقبة } فترة صباحية‬ ‫للمرحلة الاعدادية والثانوية } وفترة مسائية للمرحلة الابتدائية ‪ .‬وفترة ليلية لتعليم‬ ‫الكبار ومحو الأميةر؛)‬ ‫ورغم الجهد الذي يبذله مشرف جماعة المسرح ومحاولته الجادة في ابراز عناصر واعية الا‬ ‫انه للأسف لايلقى نظير صنعه الا شهادة تقدير تحتفظ بها ادارة المسرح في غرفة مدير‬ ‫المدرسة ‪.‬‬ ‫ودعنا نطلق العنان لآمالنا وحسن ظننا ‪ 3‬ونقول اذا تمكن مشرف جماعة المسرح من تجاوز‬ ‫تلك الصعاب والعقبات © هل يعني هذا انه وصل الى بر الأمان ؟ بالطبع لا وسوف يصطدم‬ ‫بالبناء المسرحى والامكانيات المتاحة وهو ما يمثل العائق الثالث في حركة النشاط المسرحى‬ ‫‪.‬‬ ‫`‬ ‫المدرسى ‪.‬‬ ‫الصعوبة الثالثة ‪ ( :‬المبنى المسرحى )‬ ‫والمسرح أو المبنى المسرحي يعد أهم الدعامات الأساسية لقيام فن الدراما ‪ .‬وحتى ولو‬ ‫اكتملت كل عناصر المسرح الأخرى من تأليف واخراج وممثلين ‪ . .‬الخ ‪ 0‬فان المسرح لن‬ ‫يقوم الا بقيام قاعدة البناء المسرحي ‪.‬‬ ‫فرغم قيام المدارس على أحدث السبل التقنية الا انها تخلو من المبنى المسرحي ‪ ،‬ونادرا‬ ‫ما تجد مبنى مسرحيا في احدى المدارس على مستوى المناطق التعليمية ‪ 35‬فمنطةة الباطنة‬ ‫التعليمية وهي كبرى المناطق التعليمية تخلو مدارسها من وجود المبنى المسرسني الا‪:‬۔م وجود‬ ‫صالة خصصت أصلا للاجتياعات ييارس عليها فن المسرح في وقت المنافسات‪ .‬ترجد في‬ ‫مدرسة صحار الثانوية ‪ ،‬أما في محافظة مسقط فقد كان المسرح المدرسي في مدرسة جابر بن‬ ‫زيد من أبرز المسارح المدرسية ‪.‬‬ ‫وغالبا ما تستخدم قاعة الاجتياعات في مدرسة (دوحة الأدب) الثانوية للبنات كمبنى‬ ‫مسرحى تمارس فيه الطالبات النشاط المسرحى ‪.‬‬ ‫وفي أغلب المدارس يتم اصطناع الخشبة المسرحية في الساحة المدرسية من الخشب ليتم‬ ‫عليها التدريبات استعدادا لدخول المسابقة المسرحية السنوية التي تقام أولا على مستوى‬ ‫‪ ٤‬أنظر ‪ :‬المرجع السابق ص‪١٤ ‎‬‬ ‫‏‪ ٢٦٤ _-‬۔‬ ‫المناطق التعليمية ثم تتنافس أوائل مدارس المناطق التعليمية على المركز الأول على مستوى‬ ‫السلطنة ‪ .‬وغالبا ما يهضم في تلك المسابقة حقوق بعض المدارس والمواهب التي لم يحالفها‬ ‫الحظ في وجود مدرس له هواية أو موهوب مسرحيا أو لم تكن لديها الامكانيات المادية لاقامة‬ ‫مبنى مسرحي ومعها تهضم حقوق بعض المواهب الواعدة التي لو تحقق لها ماتحقق لغيرها‬ ‫لكانت هي الأسبق والأفضل ‪.‬‬ ‫الصعوبة الرابعة ‪( :‬خلو المنهج المدرسي من النصوص المسرحية)‬ ‫يعاني منهج التدريس من فقدان النصوص المسرحية أو حتى التعريف بالمسرح وباهم‬ ‫رواده‪ . .‬واذا كانت الرغبة موجودة عند القائمين على الحركة الثقافية في السلطنة وعند‬ ‫القائمين على وضع المناهج الدراسية فهم مطالبون وبالحاح أن يشربوا المنهج المدرسي ببعض‬ ‫مفاهيم المسرح ومعطياته حتى يخرج الطالب من الدراسة المدرسية وهو يعي ولو قليلا‬ ‫مصطلح (مسرحية)‪( ،‬مسرح)‪( ،‬كوميديا)‪( ،‬تراجيديا) وحتى يبد أولئك الموهوبون‬ ‫رغبتهم في ارتياد الحركة المسرحية وحتى يتمكن الطالب من الالمام بالف باء المسرح عندما‬ ‫يرغب في الالتحاق بجامعة السلطان قابوس (كلية الآداب) ‪ ،‬قسم المسرح ‪.‬‬ ‫المسرح المدرسي بين الواقع والمستقبل ‪:‬‬ ‫وبعد هذا الطواف حول المسرح المدرسي ‪ .‬يخطر ببالنا سؤال هو ‪ :‬مالذي حققه المسرح‬ ‫المدرسي وما مدى تطوره ؟‬ ‫وأتمنى أن لا أجانب الصواب اذا قلت ان بداية الثيانينات كانت شعلة النشاط المسرحي‬ ‫درسي مقارنة بيا عليه الحال اليوم } ولكن حتى في تلك الفترة ظل المسرح المدرسي حبيس‬ ‫ا!اناسبات الوطنية والدينية فأنشط مدرسة مسرحيا بالكاد تقدم عرضين مسرحيين ۔ لاتتجاوز‬ ‫سا‪.‬ة عرض المسرحية الواحدة ربع الساعة ۔ في السنة الدراسية ‪.‬‬ ‫وقد حدث أن لاتقدم جميع مدارس ولاية ما عرضا مسرحيا واحدا في عام دراسي كامل ‪.‬‬ ‫ومن الظلم أن نلقي كل اللوم على ادارة المدرسة في ظل تلك الصعوبات السابقة الذكر‬ ‫التى تعترض الحركة المسرحية في المدارس “‪ ،‬كيا ان موجها واحدا لادارة تعليمية كاملة أمر‬ ‫يدعو للاستغراب حقا ‪ ،‬فيا مدى القيمة التى يمكن أن يحققها موجه في منطقة تعليمية‬ ‫كالباطنة مثلا تضم أكثر من ‏‪ ٢٠٠‬مدرسة أي أن الموجه لو قضى كل أيام الأسبوع في زيارة‬ ‫مدارس المنطقة بمعدل يوم لكل مدرسة وعلى مدار العام الدراسي لما تمكن من زيارة جميع‬ ‫مدارس المنطقة ‪ 3‬ولذلك يلجأ موجه (التربية المسرحية) الى عقد دورة صباحية في احدى‬ ‫مدارس المنطقة تكون في الولاية التى تنتصف ولايات المنطقة (مثل الدورة التي عقدت‬ ‫‪ ٢٦٥‬۔‬ ‫‏_‬ ‫باحدى مدارس ولاية صحم بالنسبة لمنطقة الباطنة في شهر نوفمبر) وتكون بمعدل ساعتين‬ ‫لمدة يوم أو يومين يحضرها المشرفون والمشرفات على جماعة المسرح في مدارسهم ‪.‬‬ ‫كيا أن المشرفين والمشرفات على جماعة المسرح في المدارس ربيا قبلوا الاشراف على هذه‬ ‫الجياعة باصرار من المدير أو المديرة أو من باب توزيع المهمات أي أن الرغبة والممارسة ليست‬ ‫هي الدافع وراء الاشراف على جماعة المسرح ‪.‬‬ ‫وهنا نتساءل أيهيا أجدى أن يحاضر الموجه على المشرفين والمشرفات أم يأتي هو الى المدرسة‬ ‫ويلتقي بالمجموعة المسرحية ويحاضر فيهم ويوجههم ويثقفهم مسرحيا ليخلق فيهم روح‬ ‫المسرح ؟؟‬ ‫أظن أن التوجه الثاني هو الأجدى ‪.‬‬ ‫موجه واحد لكل منطقة تعليمية‬ ‫‏‪ ١‬لتربية وا لتعليم فكرة‬ ‫ان تتبنى وزارة‬ ‫في‬ ‫وا لأمل محدونا‬ ‫مع مراعاة القائمين على المنهج المدرسي والحركة الثقافية أن يسعوا لدى الوزارة للخروج‬ ‫بالمسرح الى الطريق السليم لاسييا وأن جامعة السلطان قابوس أصبحت منوطة بهذه المهمة‬ ‫بعد المدرسة ‪.‬‬ ‫ذلك هو الواقع أما عن النظرة المستقبلية للمسرح المدرسى فهي نظرة غامضة في ظل تلك‬ ‫المعطيات والامكانيات المحدودة والمحدودة جدا وفي ظل تلك العقبات الكثيرة والكثيرة جدا‬ ‫ولكن نأمل أن نستقي قطرة أمل من هذا اليأس الممطر ‪ ،‬ولعل قسم المسرح بجامعة‬ ‫السلطان قابوس احدى قطرات الأمل وبداية الغيث قطرة ‪.‬‬ ‫‪ ٢٦٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل ‏‪ ١‬لسا ‏‪ ٥‬س‬ ‫المسرح ني الأندية‬ ‫اذا كان المسرح المدرسي يتم تحت اشراف حكومي فان مسرح الأندية يقوم على أكتاف‬ ‫شباب أحبوا المسرح وشكلوا خلية عمل ‪ ،‬غير أن هذه الخلية في حقيقة الأمر يصعب عليك‬ ‫جدا العثور عليها ان لم يكن مستحيلا ‪.‬‬ ‫ان الهم الأكبر الذي يؤرق شباب واداريي الأندية هو كرة‪ .‬القدم ‪ 3‬رغم أن هناك تجربة‬ ‫ماثلة أمامنا تؤكد تازر النجاح الثقافي مع النجاح الرياضي & ولعل النادي الأهلي خير مثال‬ ‫على ذلك & فالنادي الأهلى أيام كان شعلة النشاط المسرحي والثقافي كان هو المسيطر على‬ ‫الساحة الكروية ‪.‬‬ ‫ولست أدري السبب الذي أدى الى أفول نجم هذا النادي مسرحيا بعد أن كان لامباريه‬ ‫مسرح لا في الأندية ولا في القطاع العام } ولعل غياب أبرز المسرحيين عنه هو السبب‬ ‫الرئيسى في هذا الأفول ‪.‬‬ ‫لقد قام المسرح في النادي الأهلي على أكتاف شباب تشربوا المسرح في الخارج قبل قيام‬ ‫اننبضة المباركة ‪.‬‬ ‫ولما كان العمانيون ميالين بطبعهم الى الألفة والمحبة فقد اندمجوا في تلك المجتمعات التي‬ ‫ماجزوا اليها فأعطوها بقدر ما أخذوا منها ‪ 0‬وتفاعلوا مع حضاراتها المختلفة ‪ .‬وعندما‬ ‫الى العودة والمساهمة في البناء ‪ .‬لبوا الدعوة عاجلا‬ ‫ارتفعت رايات النهضة ‪ .‬تدعوهم‬ ‫وبقلوب يملؤها الشوق واللهفة وشمروا عن سواعدهم مسخرين خبراتهم في خدمة الوطن ©‬ ‫فوقفوا جنبا الى جنب مع المواطنين الذين ظلوا يعانون كفاح الحياة على أرض الوطن ‪ ،‬وكونوا‬ ‫مجتمعا ناشطا ناهضا متعطشا للتقدم الحضاري والازدهار الثقافي ‪ 0‬كيا برز في هذه الفترة‬ ‫مجموعة من الشباب الذين درسوا في المدارس السعيدية ثم أنهوا دراستهم الثانوية في دبي‬ ‫بدولة الامارات العربية المتحدة وأصبحوا مؤهلين لدخول الجامعات العربية خاصة في‬ ‫القاهرة وبيروت فاطلعوا هناك على الحركات المسرحية التى كانت ناهضة في تلك الفترة‬ ‫وتأثروا بها تأثرا كبيرا ‪ 3‬فيا اأن يعودوا في الاجازة الصيفية الى مسقط حتى يبدأوا بمحاكاة‬ ‫تلك العروض التي شاهدوها وقد انضم اليهم عدد كبير من الشباب والفتيات من أعضاء‬ ‫‪ ٢٦٧‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الأندية ‪ 3‬وقد استمر الحياس بهم سنوات عديدة قبل أن يخبو نجمهم بسبب انصرافهم‬ ‫ِ‬ ‫وانشغالهم بأمور حياتية أخرىر‪»١‬‏ ‪.‬‬ ‫ومن بين هؤلاء محمد بن الياس بن فقير ورضا بن عبد اللطيف وأخوه أمين بن عبد‬ ‫اللطيف & وقد استطاعوا هم وغيرهم أن يؤسسوا حركة مسرحية في النادي الأهلي نحن اليوم‬ ‫في أمس الحاجة أن نراها في أي ناد من أندية السلطنة ‪.‬‬ ‫والمسرحيات التى قدمها النادي الأهلى أعظمها مسرحيات الفصل الواحد ونادرا جدا ما‬ ‫تكون ذات الفصلين والباقي منها أقرب الى الاسكتشات الاستعراضية الضاحكة ‪ ،‬التي‬ ‫تتراوح مدتها بين العشر دقائق الى العشرين دقيقة ‪.‬‬ ‫وأغلب هذه المسرحيات خاصة تلك التي قدمت في بداية السبعينات تتناول الوضع‬ ‫الاجتماعي والصحي ‪ .‬وتدعو الى ضرورة التعليم وضر ورة الجمع بين الاصالة والمعاصرة‪. .‬‬ ‫ومن أشهر المسرحيات التي قدمها مسرح النادي الأهلى مسرحية (جنون العقل) لرضا‬ ‫ابن عبد اللطيف وهي صرخة توعية للعالم العربي ومسرحية (انتحار حقيقة) لأمين عبد‬ ‫اللطيف وهي مسرحية تغلب عليها الصبغة الرومانسية الحالمة ومسرحية (من الحياة) لموسى‬ ‫ابن جعفر وهي دراما اجتياعية واقعية والمسرحية الاستعراضية الشهيرة (سامبا) لرضا بن عبد‬ ‫اللطيفر(‪٢‬؛‏‬ ‫ومهيا أوجدنا من أسباب لتبرير خفوق النادي الأهلي مسرحيا فانها تظل ثانوية بجوار‬ ‫ابتعاد تلك النخبة المسرحية ‪.‬‬ ‫ومن المفارقات الغريبة جدا أنه بينما كان النادي الأهلي يعتلي خشبة المسرح وبدون مبنى‬ ‫مسرحي وكانت الأندية الأخرى ربيا لاتعرف شيئا عن المسرح انقلب حاليا الوضع رأسا على‬ ‫عقب & فأصبحت أندية عبري وبهلاء وصور وصحار والنصر والرستاق في القمة بين! اكتفى‬ ‫النادي الأهلى بتأجير مسرحه للفرق والحفلات ‪.‬‬ ‫غير أن النادي الأهلي ليس وحده الذي يشكل استغرابنا بل نادي عيان كذلك ‏‪ ١‬فقد‬ ‫كان هذا النادي القطب المقابل تقريبا لمسرح النادي الأهلي وتميز بأدائه المسرحيات القصيرة‬ ‫والشعبية الفكاهية ومن خلاله ظهر في تلك الفترة الممثل صالح شويرد ‪ 3‬غير انه اختفى‬ ‫اذاعيا ومسرحيا وتلفزيونيا مثلما فعل مسرح ناديهرح)‬ ‫وأرجو أن لا أجانب الصواب لو قلت ان مسرح الأندية نلتمس فيه بارقة أمل ضوؤها‬ ‫يفوق الضوء المنبعث من المسرح المدرسي & فيا زالت الصحف والاذاعة والتلفزة تطالعنا‬ ‫‪ ١‬تجربة المسرح بسلطنة عيان ص‪١٧ ‎‬‬ ‫‪ ٢‬المرجع نفسه ص‪ ١٩١ ‎‬۔‪٢٣ ‎‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫‪ ٣‬۔ أ نظر‪ ١ ‎‬مرجع نقسه ص‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫_‬ ‫بنشاطات الأندية المسرحية ‪ .‬ولعل مسارح أندية المناطق ولاسييا الداخلية والشرقية والظاهرة‬ ‫تأتي في مقدمة الأندية بينما نجد ركودا ملحوظا في مسارح أندية محافظة مسقط ‏‪٠.‬‬ ‫وتنشيطا من الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية تقوم باعداد مسابقة سنوية‬ ‫في المسرحية بين أندية السلطنة {} غير أن المشاركة الفعلية تظل معدومة وتتجه المنافسة الى‬ ‫‪.‬‬ ‫المسرحي‬ ‫النص‬ ‫‪-0‬‬ ‫‪ ٢٦4٩‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫‏‪ ١‬لفصل السا بع‬ ‫الفرق الأهلية المسرحية‬ ‫لن تكون في البلاد حركة مسرحية نشطة بدون مشاركة الفرق الأهلية في هذا الفن‬ ‫الانساني الخالد ‪ .‬ولن نستطيع أن نقيم أو نوجد مقارنة بين مسرح الشباب والفرق الأهلية‬ ‫الا اذا عمدت هذه الأخبرة الى الممارسة العملية ‪.‬‬ ‫والفرق الأهلية الموجودة في السلطنة لن تحتاج لكل أصابع اليد الواحدة عندما تريد عدها‬ ‫وبعضها رغم مرور أكثر من خمس سنوات على اشهارها لم تقدم عرضا واحدا ‪.‬‬ ‫ومن الفرق الأهلية المحلية هي فرقة (الصحوة) وتتكون من شباب انفصلوا عن مسرح‬ ‫الشباب وأرادوا أن يحبربوا بأنفسهم فكان هم ذلك © غير أن أعيالهم التي قدموها تنم عن‬ ‫انهم في حاجة ماسة للاحتكاك والخبرة والانتقاء ولعل فرقة مسرح شباب الباطنة أجادت‬ ‫‪.‬‬ ‫عندما قدمت مسرحيتها في كل من صحار ومسقط‬ ‫أما فرقة مجان ورغم انها تضم أشهر الكتاب والمخرجين والممثلين الا انها لم تقدم الى الآن‬ ‫بعد مرور خمس سنوات على تكوينها أي عمل بحجة انها تريد أن تقدم عملا متكاملا ‪.‬‬ ‫ثم تأتي بعد ذلك الفرق التي أسستها وزارة التربية والتعليم والشباب (سابتقما) والهيئة‬ ‫العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية حاليا في المناطق وأوجدت الهيئة خرجن جامعيين‬ ‫في كل منطقة ليقوموا باخراج النصوص المسرحية التي يعدها أيضا شباب المنطقة أو أعضاء‬ ‫الفرقة ‪.‬‬ ‫وقد شاهدنا في عام ‪١٩٩٠‬م‏ عرضا هو (الصدمة) قدمته منطقة الباطنة ث واستعانت‬ ‫بالمخرج عبد الكريم بن علي جواد ‪.‬‬ ‫ان ساحتنا المحلية تفتقد المسرح الأهلي التجاري & ولا أقصد بكلمة (التجاري) أن‬ ‫يكون توجه الفرقة تجاريا صرفا بل ما أريد أن أقوله أن تحقق الفرق الأهلية دخلا يمكنها من‬ ‫توفير الامكانيات المادية التي يتطلبها العمل المسرحي ©} فهناك المبنى وهو أمر مكلف وهناك‬ ‫جهد الكاتب والمخرج هناك أجر الممثل وهناك التكاليف الفنية من ديكور وملابس وغيرها‬ ‫وهناك تكاليف الآلات والكهرباء كل هذه الأشياء تحركها المادة ‪ .‬وبتوفر المادة نحقق‬ ‫مسرحا أهليا مستمر العطاء ‪.‬‬ ‫‪_ ٢٧٠‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫وهنا يحضرني قول الأستاذ عبد الكريم بن علي جواد رئيس فرقة مجان المسرحية عندما‬ ‫التقيت به وطلبت منه تعليل عدم تقديم عمل مسرحي لفرقة مجان الى الآن رغم انه تم‬ ‫اشهارها منذ عام ‪١٩٨٨‬م‏ فقال ‪ :‬النص متوفر والفرقة بها أكثر من خرج ‪ ،‬والممثلون جيدون‬ ‫وشاركوا في مسرحيات مسرح الشباب ‪ ،‬وأضاف ‪ :‬نحن في فرقة (مجان) نريد أن نقدم عملا‬ ‫مسرحيا جيدا يضاهي الأعمال التي قدمها مسرح الشباب ‪ ،‬ولكن يحول بيننا وبين ذلك‬ ‫المبنى المسرحي ‪ .‬فصالات الفنادق غالية جدا وايجاراتها لفترة محددة ينقضى أغلبها في‬ ‫التدريبات على المسرحية وعندما طلبنا من وزارة التراث القومي والثقافة التكرم بمنحها لنا‬ ‫مسرح الوزارة لفترة العرض اشترطت أن يكون الدخول مجانا واذا كان الدخول مجانا فكيف‬ ‫للفرقة أن تحقق مكسبا ماليا تسد به تكاليف مسرحيتها ‪ . .‬خاصة واننا نفتقد كلية لدعم‬ ‫‪.‬‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫‪ ٢٧١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫‏‪ ١‬لفصل الثامن‬ ‫جامعة السلطان قابوس جامعة فتية ‪ .‬وقسم المسرح أدخل لاحقا بعد افتتاح كلية‬ ‫الآداب ‪.‬‬ ‫ولذلك من الصعب الحديث عن المسرح أو الممارسة الفعلية في جامعة السلطان قابوس }‬ ‫فما زال الطلبة في طور الدراسة بعد & ومازالوا في طور التنظير بين الدراسة المسرحية‬ ‫والمجتمع‪ ،‬غير أن قسم المسرح قدم لنا مسرحية كتبها وأخرجها عصام حشيش [ وهي‬ ‫مسرحية لم أتمكن من مشاهدتها وما أعرفه عنها هو ما استقيته من قراءة الصحف وما عرض‬ ‫‪.‬‬ ‫من لقطات سريعة على شاشة التليفزيون‬ ‫(باغي أتزوج) هذا هو عنوان المسرحية التي قدمها مسرح جامعة السلطان قابوس ‪. .‬‬ ‫والمسرحية اجتماعية تتخللها الكوميديا الضاحكة تدور حول رجل طاعن في السن يعمل‬ ‫جاهدا لكي يتزوج من فتاة صغيرة ذلك لقدرته على توفير المال } والمسرحية بذلك تتطرق‬ ‫الى قضية اجتماعية من صميم المجتمع العياني } غير انها لم تكن السباقة في هذا التطرق فقد‬ ‫سبق وأن عرض مسرح الشباب أكثر من عمل مسرحي يتناول هذه الظاهرة ‪.‬‬ ‫غير أن العمل يأتي كبشارة خير راجين أن تتكرر الأعيال المسرحية من قبل المسرح‬ ‫الجامعي بجامعة السلطان قابوس في السنوات المقبلة ‪ .‬خاصة وانه تتوفر لديه كل‬ ‫الامكانيات المادية والمعنوية ‪.‬‬ ‫لن أتجاوز الحقيقة اذا قلت أن هناك هالة ضبابية تغشى المسرح في سلطنة عيان ‪ 3‬ليس سبب‬ ‫قولي هذا هو عدم اهتيام المسئولين بالحركة المسرحية ليس ذلك هو السبب والا لكان وجود‬ ‫قسم للمسرح في جامعة السلطان قابوس ردا قويا وانما سبب قولي ذلك هو الفرق بين‬ ‫الاهتمام وبين الممارسة الحقيقية لفن المسرح ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧٢‬۔‬ ‫ان المسرحيات التي قدمها مسرح الشباب مازالت تنهج النهج المدرسي التعليمي أو لنقل‬ ‫التوجيهي الارشادي ولذلك كانت مواضيع المهر والزراعة والعيالة الوافدة هي المواضيع التي‬ ‫تدور المسرحيات حوفا ‪.‬‬ ‫وهنا نتساءل هل سيرقى مسرح الشباب بمسرحياته ويستطيع أن يكون مسرحا تجريبيا‬ ‫له ؟‬ ‫لا ‪ . .‬هذه هى الاجابة بصراحة ‪ ،‬وكل المؤشرات تؤكد ذلك © ذلك اننا نفتقد المبنى‬ ‫المسرحي من أساسه ثم اننا نفتقد للمسرح الأهلى ذلك المسرح الذي عن طريقه تتم‬ ‫الكاشفة والمصارحة في أسلوب فني راق يعبر عن توجهات وتطلعات المجتمع واقعيا‬ ‫ومستقبليا ‪ 7‬أضف الى كل ذلك افتقادنا للمسرح القومي ذلك العملاق المنتظر الذي بمولده‬ ‫سيولد المسرح حقيقة في السلطنة ‪.‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ ٢٧٢٣‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الراجع‬ ‫‏‪ « ١‬الأدب المقارن بين النظرية والتطبيق » الدكتور ابراهيم عبد الرحمن‬ ‫‏‪ ٢‬۔ « المنتدى الأدبي (فعاليات ومناشط) » المنتدى الأدبي‬ ‫‏‪ ٣‬۔« النقد الأدبي الحديث » الدكتور محمد غنيمي هلال‬ ‫‏‪ ٤‬ه تحبربة المسرح بسلطنة عيان » عبد الكريم بن علي جواد‬ ‫‏‪ ٥‬ه تاريخ المسرح في ثلاثة آلاف سنة » شلدون تشيني‬ ‫‏‪ ٦‬ه علم المسرحية » الاردس نيكول‬ ‫‏‪ ٧‬ه المسرح العربي في القرن التاسع عشر » الدكتور‪ /‬أحمد سمير بيبرس‬ ‫‏‪ ٨‬الطظوي ‪ /‬منصور مكاوي‬ ‫الوطن ‪ /‬منصور مكاوي‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫الراية ‪ /‬منصور مكاوي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪ - ١‬الطير المهاجر ‪ /‬منصور مكباوي‬ ‫‏‪ ٢‬المهر ‪ /‬منصور مكاوي‬ ‫‪ -‬الغريب ‪ /‬منصور مكاوي‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫‏‪ - ٤‬السفينة ماتزال واقفة ‪ /‬عبد الكريم بن علي جواد‬ ‫الفار ‪ /‬محمد بن سعيد الشنفري‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧٤‬۔‬ ‫ف الأجداد‬ ‫ح‬ ‫الأحفاد‬ ‫ودو ر‬ ‫عبدالله بن طالب المعو ليره!‬ ‫المقدمة‬ ‫تلعب الحرف التقليدية دورا هاما في حياة المجتمعات البشرية سواء كان ذلك من الناحية‬ ‫الاجتياعية أو الاقتصادية فهي همزة الوصل بين ماضي المجتمع وحاضره وعامل أساسي ومهم‬ ‫في التعريف بعادات المجتمع وتقاليده ‪.‬‬ ‫وتعد الصناعات والحرف التقليدية التى تشتهر بها السلطنة احدى النوافذ المشرقة الى‬ ‫يطل منها العالم على عيان وتشكل هذه الصناعات والحرف الركن الأساسي من التراث‬ ‫الحضاري الأصيل للشعب العماني المعطاء ‪.‬‬ ‫وحيث ان الأرض العيانية زاخرة _ ولله الحمد بثروات طبيعية كثيرة فقد ذاع صيت عيان‬ ‫ئي مجال الصناعات والحرف التقليدية منذ أقدم العصور حيث تعددت وتنوعت فنون‬ ‫وأشكال هذه الصناعات بيا يحتاجه المجتمع وبيا يشبع ملكات الذوق والجمال الكامنة في‬ ‫النفوس ولقد استطاع الانسان العياني أن يحقق ذلك بذكائه ومهارته ‪ .‬كيا ان موقع عيان قد‬ ‫ساهم وبشكل كبير في تدعيم شهرة الصناعات خاصة صناعة السفن ومراكب الصيد وحرفة‬ ‫صيد الأساك والزراعة والصناعات المختلفة مثل الفخار والجلود والنسيج والصناعات‬ ‫المعدنية الى غير ذلك من الصناعات المختلفة ‪.‬‬ ‫ولقد ظلت الصناعات والحرف تلعب دورا هاما كمصدر رزق للفرد والمجتمع عبر‬ ‫الأجيال الماضية ‪.‬‬ ‫وحيث ان الحرف والصناعات القديمة تعتبر جزءا هاما من تاريخ الحضارة العيانية كونها‬ ‫حرف الأجداد فانه لامناص من أن يجتهد الجميع في سبيل المحافظة عليها من الاندثار حيث‬ ‫(٭) البحث الفائز بالمركز الاول بمسابقة المنتدي لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧٥‬۔‬ ‫أن بعض الأسر كان الجد أو الأب ييارس حرفة ما وعند وفاته ونظرا لعدم الاكتراث من قبل‬ ‫الأبناء بتلك الحرفة اندثرت وذهبت أدراج الرياح فعلى سبيل المثال وحسب معرفتي‬ ‫الشخصية فقد كانت هناك أسرة في احدى ولايات السلطنة الجد فيها صانع حلوى معروف‬ ‫وبعد وفاته ضاعت تلك الحرفة من الأسرة وهذا ناتج عن عدم اهتيام حفدته بالمحافظة على‬ ‫تلك الحرفة المتوارثة ومن أمثلة ذلك الكثير والكثير في مناطق محتلفة من البلاد ‪.‬‬ ‫ان الاهتمام السامي الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم‬ ‫۔ حفظه الته ۔ } بالحرف والحرفيين ودعوة جلالته المستمرة للمحافظة على تراث الأجداد وأن‬ ‫لا يترفم المواطن العياني عن العمل اليدوي كيا ان تخصيص ۔ جلالته ۔ الاحتفال بالعيد‬ ‫الوطني السابع عشر المجيد لتكريم الحرفيين ليعطينا جميعا دافعا قويا نحو الاهتيام والمحافظة‬ ‫على تلك الحرف التى خلفها لنا الأجداد ‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك فان الجهود والامكانيات يجب أن تتضافر كيا ان التعاون يجب أن يتم بين‬ ‫كل الجهات سواء الحكومة أو القطاع الخاص أو القطاع الشبابي أو أفراد المجتمع في سبيل‬ ‫المحافظة على تلك الحرف بل والعمل على تطويرها وأن يكون الاهتمام من الجوانب العلمية‬ ‫والعملية ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪ ٢٧٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الأول‬ ‫الفصل‬ ‫قديما‬ ‫‏‪ ١‬لحرف‬ ‫أولا۔ الحرفة لغة ‪:‬‬ ‫الحرفة في الأصل مأخوذة من تنمية المال ‪ .‬يقال جاء فلان بالأحراف اذا جاء بالمال‬ ‫الكثير وفلان يحرف لعياله أي يكسب بعمله من هنا وهناك ‪ .‬ويقال أيضا حرف لأهله‬ ‫واحترف أي كسب واحتال وقيل احتراف هو الاكتساب أيا كان والحرفة جهته ومصدره ‪.‬‬ ‫واحترف فلان أي اتخذ حرفة والحرفة جمعها حرف وهو اسم الاحتراف ‪ .‬والحرفة الصناعة‬ ‫والمنحرف والمحترف موضع يحترف فيه ويقال أيضا ان الحرفة هي الصناعة اليدوية الحاذقة ‪.‬‬ ‫ويقال ان الحرفة والصناعة تأتي بمعنى واحد يقول ابن منظور (المحترف الصانع وحرفة‬ ‫الرجل صناعته)ر‪»١‬‏‬ ‫ويفهم من هذه التعريفات أن الحرفة والصناعة هي مصدر الكسب التي يجيدها‬ ‫من تبارة أو زراعة أو أى عمل يدوي ‪.‬‬ ‫اشخص‬ ‫انيا ۔ موقف العرب من الحرف والصناعات قبل الاسلام ‪:‬‬ ‫كان لدى العرب في العصر الجاهلى بعض الأعراف والعادات التى ساروا عليها والى‬ ‫أثرت عليهم في حياتهم الاجتياعية والاقتصادية ‪ .‬ومن جملة هذه الأعراف احتقارهم لبعض‬ ‫الحرف وابتعادهم عنها } وقبولهم لبعض الحرف الأخرى & فقد كانوا لايأنفون من الرعي‬ ‫ولا من التجارة ‪ .‬أما الزراعة فقد كانت محترمة الى حد ما عند الحضر وأما البادية فكانوا‬ ‫يحتقرون الزراعة ويأنفون منهار‪»٢‬‏‬ ‫أما الصناعة فتختلف ‪ ،‬فمنها ما هو مقبول عندهم ويمتهنها الكثير منهم كالغزل‬ ‫والنسيج الذي ينتشر عند الحاضرة والبادية دون أدني احتقار لمن يعمل ذلك عندهم ‪ .‬كيا‬ ‫انهم على عكس ذلك يحتقرون من يمتهن التجارة ولكن بدرجة معقولة } ويحتقرون بالدرجة‬ ‫الأولى من يمتهن (الحدادة) ويسمونه بالقين فكانت كلمة القين تعني (العبد الرقيق) مرتبطة‬ ‫سزان العرب ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬المنجد ‪ :‬المعجم اللوجي‬ ‫سول «رقة ‪ .‬همركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون ۔ الدوحة‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‏(‪ )٢‬الحرف والصناعات في‬ ‫۔ قطر‪» .‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧٧‬۔‬ ‫الصناعات الحرفية مما يدل على مدى احتقارهم لها وانزلوا محترفيها منزلة العبيد الأرقاء فكانوا‬ ‫يشكلون طبقة وضيعة في المجتمعات الجاهلية في الحجاز } فلا يزوجونهم ولا يتزوجون‬ ‫منهم ‪ 5‬بل يأنفون من مخالطتهم والتحدث اليهم ‪ .‬وبالتالي ابتعد أشراف العرب عن‬ ‫الصناعات وسيطر عليها الموالي أو الوافدون الأجانب & مما جعل هذه الحرف حكرا عليهم‬ ‫وأكسبتهم الأموال الوفيرة ‪ .‬كيا كان بعض العرب نتيجة لذلك يبلبون الرقيق الصناع‬ ‫ويستغلونهم في العمل للناس ‪ ،‬كي يجمعوا لهم الأموال ‪.‬‬ ‫وقد استغل اليهود في الحجاز هذا الجانب عند عرب الحجاز فكانوا يقومون بكثير من‬ ‫الصناعات ك وبالتالى جمعوا الأموال الكثيرة عن طريق هذه الصناعاترم»‬ ‫موقف الاسلام من الحرف والصناعات ‪:‬‬ ‫حينيا جاء الاسلام حاول الرسول يلة تغيير المفهوم الخاظىء لدى العرب عن الحرف‬ ‫والصناعات سواء بالتوجيه الكريم من الرسول يي ‪ .‬أم بتطبيق الرسول ية لبعض الأمور‬ ‫التي تخالف هذا المفهوم عند العرب حتى يرى أصحابه منه ذلك ‪ 8‬وبالتالي يقتدون به‬ ‫وينقلون ذلك الى الناس {} فقد كان الناس لايستجيبون لصانع اذا دعاهم الى طعام ولكن‬ ‫الرسول يلة كان يخالف ذلك & فحينما دعاه (خياط) في المدينة الى طعام استجاب الرسول‬ ‫يَينة لدعوته واصطحب معه أنس بن مالك رضى الته عنه ‪ ).‬ومن منطلق سلوك الرسول‬ ‫ية ي تغيير مفاهيم الناس الخاطئة فان الرسول ية دفع اننه ابراهيم الى زوجة (أي سيف)‬ ‫وهو قين حداد في المدينة لكي ترضعه © فكان الرسول يأتي الى منزل أبي سيف الحداد وهو‬ ‫ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت بالدخانره)‬ ‫والرسول يلة يريد أن يرفع من نظر الناس الى المحترفين الصناع حيث أسند الى زوجة‬ ‫أحدهم ارضاع ولده ابراهيم في الوقت الذي كان الناس يتخيرون لأولادهم المرضعات من‬ ‫القبائل الشريفة في البوادي ‪.‬‬ ‫كيا ان الرسول صلى الته عليه سلم كان يعمل بيده الشريفة مع اصحابه الكرام حيث‬ ‫اشتهر انه قد عمل مع أصحابه في بناء مسجد قباء وفي بناء مسجده عليه الصلاة والسلام‬ ‫كواحد من المسلمين وكان يأبى على المسلمين ان يحملوا عنه الحجارة ويحمل كيا يحملون‬ ‫كيا عمل صلوات الله عليه مع المسلمين في غزوة الخندق في الحفر حتى انهم اذا عجزوا عن‬ ‫بعض الصخور قام عليه الصلاة والسلام بتكسيرها بيده الكريمة ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول «تغة‪ . 4‬همركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون ۔ الدوحة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬قط‬ ‫تركيا ‪١٩٧٩‬م‏ ه«نقلا عن المصدر السابق»‪.‬‬ ‫‏(‪ (٤‬صحبح البخاري ج ‏‪ . ٣‬المكتبة الاسلامية ‪ /‬استانبول‬ ‫‏(‪ )٥‬الحرف والصناعات في الحجاز ني عصر الرسول «تخة»‪.‬‬ ‫‪ ٢٧٨‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫وقد وضعت معظم كتب الحديث ابوابا عن الكسب والعمل باليد فقد وضع البخاري‬ ‫في كتابه الصحيح بابا اسياه رباب كسب الرجل من عمل يده) ‪ .‬كيا وضع ابن ماجة في سننه‬ ‫(باب في الحث على المكاسب) ورباب في الصناعات) ووضع الدارمي في سننه بابا اسياه‬ ‫وباب في الكسب وعمل الرجل بيده)‪ .‬وكل هذه الابواب التي وردت وغيرها كان فيها‬ ‫العديد من الاحاديث التى تحث المسلمين على العمل واكتساب المال عن طريق بعض‬ ‫الحرف اقتداء بالأنبياء ۔ عليهم السلام ومن على شاكلتهم من الصالحين ‪ ،‬مما كان له تأثير‬ ‫كبير على الصحابة ۔ رضوان الله عليهم ۔ حتى روت عنه عائشة "رضى الله عنها انها قالت‬ ‫«كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال انفسهم وكان يكون هم أرواح فقيل‬ ‫لهم لو اغتسلتم»(‪)٦‬‏ ‪.‬‬ ‫ومن الاحاديث التى وردت في الحث على الكسب والعمل باليد وطلب الرزق ما روي‬ ‫عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال‪( :‬لأن يحتطب احدكم حزمة على ظهره خير من ان‬ ‫يسأل الناس اعطوه او منعوه) كيا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال‪( :‬ما كسب‬ ‫الرجل أطيب من عمل يده) الحديثر(إ‪)٧‬۔‏‬ ‫كيا ورد عن ابن عباس ۔ رضى الله عنه ۔ ان رسول الله ۔ صلى الله عليه وسلم ۔ اذا نظر‬ ‫الى رجل فأعجبه قال هل له حرفه؟ فان قالوا‪ :‬لا قال‪ :‬سقط من عينى قيل وكيف ذاك‬ ‫يارسول الله؟ قال‪( :‬لأن المؤمن اذا لم يكن ذا حرفة تعيش بدينه) كيا ان الرسول ۔ صلى النه‬ ‫عليه وسلم ۔ كان يحث المسلمين على الكسب والعمل وان يطلب الرجل الرزق له ومن‬ ‫يعوله ‪ 3‬ونهى عن تضييع الأولاد أو من يعولهم ‪ 3‬حيث قال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء‬ ‫اثيا ان يضيع من يقوت)(‪)٨‬‏ ‪.‬‬ ‫وكان الرسول ۔ صلى الله عليه وسلم ۔ في معرض حديثه عن العمل والحث عليه يذكر‬ ‫الصحابة بأن الأنبياء عليهم السلام وهم قدوة الناس كانوا يحترفون لأنفسهم ويقومون‬ ‫ببعض الحرف للكسب والتعفف عن أموال الناس فقد قال صلى الله عليه وسلم ‪« :‬ما بعث‬ ‫الله نبيا الا رعى الغنم قال له اصحابه ‪ :‬وانت يارسول الله؟ قال‪ :‬وانا كنت ارعاها لأهل‬ ‫مكة بالقراريط» يعني كل شاه بقيراط(‪.)٨١‬‏‬ ‫المكتبة الاسلامية ۔ استانبول تركيا‪١٩٧٩ ‎‬م‪ )٧٢( .‬المصدر السابق‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٦‬صحيح البخاري‬ ‫‏(‪ )٨‬الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول « تة ‪« .‬مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون ۔ الدوحة‬ ‫۔ قطر ‪» .‬‬ ‫الشعبي لدول‬ ‫التراث‬ ‫« مركز‬ ‫« تب ‪. 4‬‬ ‫الرسول‬ ‫في عصر‬ ‫اليدوية في الحجاز‬ ‫‏) ‪ (٩‬الحرف‬ ‫‪ -‬الدوحة ‪7‬‬ ‫التعاون‬ ‫مجلس‬ ‫قطر‪» .‬‬ ‫‪ ٢٧4٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الله عليه وسلم ‪ 7‬قال ‪:‬‬ ‫الله ۔ صلى‬ ‫هريرة ‪ 2‬رضي انته عنه _ ان رسول‬ ‫اي‬ ‫عن‬ ‫وقد روى‬ ‫«ما أكل أحد طعام قط خيرا من ان يأكل من عمل يده وان نبي الته داود عليه السلام كان‬ ‫يأكل من عمل يده»(‪0١٠‬‏ ۔‬ ‫الته عنه ۔ ان رسول الله ۔ صلى الله عليه وسلم ۔ قال ‪:‬‬ ‫كيا روى عن اي هريرة ۔ رضى‬ ‫«كان زكريا نجارا»ر‪.»١١‬‏ وهكذا نرى ان رسول الته صلى الته عليه وسلم كان دائيا يضرب‬ ‫الأمثال للصحابة بالأنبياء عليهم السلام وانهم كانوا يحترفون لأنفسهم ويطلبون العيش عن‬ ‫طريق بعض الحرف أو الصناعات اليدوية دون ان يأنفوا من ذلك وكان لدى الصحابة‬ ‫استجابة لهذه التوجيهات الكريمة ‪.‬‬ ‫ويكاد العلياء المسلمون يجمعون على ان القيام بالصناعات فرض كفاية على المسلمين كيا‬ ‫انهم جعلوا لولي الأمر الزام ارباب الصناعات القيام بأعمالهم ‪ .‬‏‪١٦‬‬ ‫وهذه التوجيهات النبوية الكريمة كلها توجه الأمة نحو العمل والكسب والاحتراف‬ ‫والقيام بما يحتاج اليه الناس من صناعات كي انها تقوم بتعديل النظرة الخاطئة التى كانت‬ ‫المجتمعات الجاهلية تؤمن بها نحو العاملين في الصناعة ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏(‪ )١٠‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‏(‪ )١١‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٦٢‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫أنواع الحرف والمناطق التي تمارس فيها‬ ‫‪:‬‬ ‫مقدمة‬ ‫لقد اشتهرت عيان بكثير من الصناعات القديمة والتي تعد مفخرة للانسان العياني الذي‬ ‫سكب فيها دقته ومهارته وأثبت انه موهوب وانه حريص على سمعة بلاده حيث ادرك ان‬ ‫تلك الحرف عنوان الذكاء والمهارة وقد مارس العيانيون صنوفا كثيرة من الصناعات وفي‬ ‫مناطق محتلفة من البلاد‪.‬‬ ‫أولا۔ الصناعات الفخارية ‪6١١:‬؛‏‬ ‫تعد صناعة الفخار من الصناعات اليدوية التي عرفها العياني منذ اقدم العصور وابدع‬ ‫وتفوق فيها وهي صناعة تعتمد اساسا على الطين وتنتشر هذه الصناعة في عدد من ولايات‬ ‫السلطنة اهمها بهلا التي تعتبر المركز الرئيسي وكذلك مناطق بلاد بني بوحسن ومسليات‬ ‫وصحم وصلالة ولوى وتتنوع الأواني الفخارية التي تصنع في عيان فتجد الجحال التي‬ ‫تستعمل لتبريد الماء وكذلك الخروس وهي تستخدم لنخزين الماء والتمر والعسل وكذلك‬ ‫صناعة الكلاوات والجادوي والجباب وتصنع من الفخار ايضا المباخر (المجمر) والتي‬ ‫كا ازدهرت حديثا صناعة المزهريات وهي اوان تستخدم في‬ ‫تستخدم كمحارق للبخور‬ ‫زراعة الشتلات الزراعية الخاصة بالزينة ‪.‬‬ ‫ثانيا ۔ صناعة المنسوجات ‪(:‬س)‬ ‫تنقسم صناعة المنسوجات الى قسمين ‪:‬‬ ‫القسم الأول ‪ :‬المنسوجات الصوفية ‪:‬‬ ‫حيث ان هذه الصناعة ازدهرت في عيان منذ اقدم العصور وهي تقوم على أصواف‬ ‫الأغنام والماعز نظرا لاتساع رقعة البادية واماكن الرعي في البلاد‪ .‬وهناك مدن عديدة تقوم‬ ‫وزارة التراث القومي والثقافة ‪١٩٨٠‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬أ حصاد ندوة الدراسات العيانية ‪ -‬المجلد الرابع‬ ‫التربية والتعليم‬ ‫التقليدية العيانية ‪ -‬وزارة‬ ‫الحرف‬ ‫۔ دراسة عن‬ ‫ب‬ ‫الاجتياعية والممل ‪.‬‬ ‫المحلية ۔ وزارة اللؤون‬ ‫ج۔ نشرات صادرة من المديرية العامة لتنمية المجتمعات‬ ‫‏(‪ )٢‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫د ۔ بعض الحرفيين ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٨١‬۔‬ ‫۔_‬ ‫بها هذه الصناعة ويأتي في مقدمتها منطقة السديرة والاشخرة ووادي السحتن ووادي الخواطر‬ ‫ومصيرة وكذلك معظم القرى في ولايات المنطقة الوسطى وكذلك ولاية الرستاق والخابورة ‪.‬‬ ‫وتبدأ صناعة المنسوجات الصوفية بصناعة خيوط الغزل اولا حيث تجز اصواف الأغنام‬ ‫والماعز ثم تغسل وتجفف ومن ثم يتم غزله على المغزل اليدوي ليتحول الى خيوط على شكل‬ ‫كرات وبعدها تقام عليه بعض الصناعات من أهمها ‪:‬‬ ‫أ صناعة العباءات والمناسل‬ ‫ب ۔ صناعة السيح التي تستخدم كمفارش ‪.‬‬ ‫ج ‪-‬صناعة الخروج التي توضع على ظهور الدواب ‪.‬‬ ‫د ‪ -‬المحوى والبراد وتوضع فوق ظهور الأبل ‪.‬‬ ‫القسم الثاني ۔ المنسوجات القطنية ‪:‬ر‪}٨‬‏‬ ‫تقوم هذه الصناعة على زراعة القطن الذي كان يزرع في مناطق عديدة من السلطنة فبعد‬ ‫قطفة يتم غزله على النول المصنوع من خشب النخيل ومن المناطق التي اشتهرت بهذه‬ ‫الصناعة سمد الشأن وجعلان وإبرا وسيائل وبركاء ومن أهم الصناعات القطنية ‪:‬‬ ‫أ ۔ صناعة العمامة السعيدية‪.‬‬ ‫ب ۔ صناعة الأوزرة ‪.‬‬ ‫ج ۔ صناعة شباك الصيد‪.‬‬ ‫د ۔ صناعة الكمة العيانية ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬صناعة الجلود ‪« :‬ا;&‬ ‫بما ان عيان تشتهر بتربية الاغنام والجال والابقار لذلك نمت قدييا صنات‪ :‬؛<‪:‬اود‬ ‫ومنتجاتها ومازالت دباغة الجلود تتم كيا كانت في الماضي وقد راجت صناعة الجلود في عان‬ ‫رذحا من الزمن وكانت تصدر للخارج أما مجففة او مدبوغة ‪ .‬هذا وتشتهر بعض المناطق بهذه‬ ‫الصناعة منها نزوى وبهلا وتمارس عملية دباغة الجلود الآن كيا كانت تمارس سابقا وتستخدم‬ ‫غالبا جلود الماعز حيث يبسط الصانع السطح الداخلي للجلد على طبقة من الملح ثم يوضع‬ ‫في خرس ويخلط بالتمر لمدة ثلاثة أيام ثم يمزج بشجر الشخر حيث يبقى لمدة ثلاثة أيام ايضا‬ ‫ثم تعاد العملية مرة اخرى مع وضع الملح والتمر وبعد ذلك يغمس في الملح وشجرة القرط ‪.‬‬ ‫هذا وتستخدم الجلود بعد تجهيزها في عدة صناعات منها صناعة الأحذية وقرب الماء‬ ‫}‬ ‫واوعية لحفظ التمر والدلو والاحزمة وقطاعة السيوف والسكاكين وقد تدخل مع بعض‬ ‫منتجات النسيج مثل صناعة اربطة الحيوانات ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٤‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫‏(‪ )٣‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫‪ ٢٨٢‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫رابعاً ۔ الصناعات الخشبية ‪:‬ره‬ ‫يمكن تقسيم الصناعات الخشبية الى ‪:‬‬ ‫أ۔ صناعة السفن ‪:‬‬ ‫لقد عرف العمانيون صناعة السفن منذ اقدم العصور فقد كان العمانيون روادا للبحار‬ ‫والمحيطات منذ الفترة الالفية الثالثة قبل الميلادرن‪ ،‬هذا وقد اشتهرت‪ ,‬بعض المدن العيانية‬ ‫هناك بعض المناطق الى جانب‬ ‫الساحلية بصناعة السفن مثل صحار وصور ومطرح كيا ان‬ ‫الصغيرة مثل الهوري والشاشة ‪3‬‬ ‫المناطق السالفة الذكر كانت تقوم فيها صناعة قوارب الصيد‬ ‫في صناعة السفنم)‪ .‬إذ كانت‬ ‫هذا وقد اتبع العيانيون التقاليد السائدة في المحيط الهندي‬ ‫‪ .‬اما الاخشاب المستخدمة في‬ ‫السفن تخزن بالالياف وتشد ولا تسمر بالمسامير الحديدية‬ ‫الصناعة فهي الساج والفيني والعيني والفنس والتي كانت تجلب من الهند وافريقيا ولايزال‬ ‫الأهالى يستخدمون نفس الأدوات القديمة لصناعة السفن مثل القدوم والمنقر والمقدح‬ ‫والقوس ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المناديس‬ ‫ب ۔ صناعة‬ ‫والمناديس عبارة عن صناديق خشبية مطعمة بالنحاس‪ .‬وتعد هذه الصناعة من‬ ‫الصناعات الخشبية الهامة التي برع وابدع فيها الفنان العياني ردحا من الزمن‪ .‬وتصنع‬ ‫الساج المستورد من الهند‪ .‬ويقوم الصانع العماني بسكب عصارة فنه‬ ‫المناديس من خشب‬ ‫ودقته وتذوقه للجيال في هذه الصناعة حيث يتم تحلية هذه المناديس بالمسامير والصفائح‬ ‫النحاسية الى جانب النقوس والزخارف الدقيقة والجميلة ‪ .‬وتختلف المناديس في احجامها‬ ‫حسب طرق استخدامها فالكبير منها يستخدم لحفظ الملابس والصغير يستخدم لحفظ‬ ‫النقود والمجوهرات وأدوات الكتابة ‪.‬‬ ‫هذا ويصنع المندوس في عدة مناطق مختلفة من السلطنة مثل صور والسيب وبركاء وغيرها‬ ‫من المناطق ‪.‬‬ ‫ج ۔ صناعة الأبواب والنوافذ ‪:‬‬ ‫الخشبية التى ازدهرت في عيان صناعة الابواب والنوافذ والى‬ ‫الصناعات‬ ‫من ضمن‬ ‫تحتوي على النقوش الجميلة‪ .‬ولقد برز العمانيون في هذه الصناعة واتقنوها وقد كانت‬ ‫الاخشاب المستخدمة في الماضى اخشابا حلية مثل اخشاب شجرة السدر والقرط أما في وقتنا‬ ‫الحاضر فتستخدم الأخشاب المستوردة من الخارج‪ .‬هذا وتشتهر بعض مناطق السلطنة بهذه‬ ‫‏(‪ )٥‬المصادر السابقة ‪.‬‬ ‫‏(‪ )٦‬عمان وتاريخها البحري _ وزارة الاعلام ‪١٩٧٩‬م‏ ۔‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ١ ٩ ٨‬م‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫والثقافة‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫المجلد الرابع ‪-‬‬ ‫العمانية ‪-‬‬ ‫الدراسات‬ ‫ندوة‬ ‫‏)‪ (٧‬حصاد‬ ‫‪ ٢٨٢٣‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫الصناعة وتعتبر التصميهات التي يقوم بتنفيذها النجار هي من بنات افكاره وغالبا تكون‬ ‫بدون رسم سابق ها إلا في حالة طلب احد الزبائن نموذجا معينا‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬الصناعات المعدنية (الذهب ۔ الفضة ۔ النحاس)ره؛‬ ‫ان جمال الصناعة العيانية وتنوع فنونها واشكالها يتمثل في الصناعات الذهبية والفضية‬ ‫والنحاسية فهي بحق تاج الصناعات التقليدية وتاريخ هذه الصناعة في عيان قديم قدم‬ ‫الانسان العياني نفسه وبما لا شك فيه ان هذه الصناعات ظهرت لتلبي رغبة الانسان العاني‬ ‫في التزيين والاناقة ‪ .‬وتشتهر عيان بهذه الصناعة من حيث نوعية الانتاج الجيدة ودقة الصنع‬ ‫والذوق الرفيع ‪ .‬وتعتبر مدينة نزوى مركزا هاما من مراكز تجارة وصناعة الفضة الى جانب‬ ‫عدد من المناطق الاخرى ‪.‬‬ ‫وتتعدد وتتنوع الصناعات الذهبية والفضية والنحاسية بحيث لايمكن حصرها‪ .‬فهناك‬ ‫صناعة الحلى الذهبية والفضية ولها اشكال وتصمييات عديدة تختلف من منطقة لاخرى©‬ ‫وتعد صناعة الخناجر من أهم الصناعات الفضية والتي تتميز بجيال التصميم والنقوشات‬ ‫ويتزين بها العمانيون وتلبس في المناسبات الرسمية ويتميز الخنجر‪ .‬العماني عن باقي الخناجر‬ ‫في الجزيرة العربية بانحناءته ويتكون من المقبض المصنوع من العظم والفضة والغمد‬ ‫والحزام ‪.‬‬ ‫وبجانب صناعة الخناجر هناك ايضا صناعة السيوف والكترات المحلاة بالفضة والذهب‬ ‫السيوف اليوم في المهرجانات الشعبية والمناسبات الوطنية وحفلات الرقص‬ ‫وتستخدم‬ ‫الشعبي اما قدييا‪ :‬فكانت تستخدم في الحروب ‪.‬‬ ‫وهناك ايضا صناعات فضية وذهبية عديدة مثل صناعة أدوات زينة المرأة كالخااخل‬ ‫والحجول والاقراط والخواتم وتطعيم البنادق واباريق القهوة والمباخر ومرشحات ماء الورد‪.‬‬ ‫وتتمثل الصناعات النحاسية في الأواني الخاصة بالمناسبات كالأفراح ومنها أدهات القهوة‬ ‫والصواني النحاسية والملاعق الكبيرة التي تستخدم في غرف الطعام من القدور المراجل‬ ‫التى يطيخ فيها اللحم والارز في المناسبات ‪.‬‬ ‫‪:‬ر‪{١5‬؛‏‬ ‫سادسا ۔ صناعة الخوصيات‬ ‫ازدهرت في عيان زراعة النخيل منذ اقدم العصور وبجانب محصول التمر الناتج من‬ ‫النخيل‪ .‬قامت صناعة هامة على النخيل اشتهرت بها عيان نظرا لبساطتها ودقة وجمال‬ ‫حرفيتها‪ .‬وتمتاز هذه الصناعات القائمة على النخيل بانها ذات طابع اسري ‪ .‬وتتنوع هذه‬ ‫الصناعات فمنها يقوم على الخوص او السعف الذي يؤخذ من الأوراق الداخلية للنخلة‬ ‫ب ۔ دراسة عن الحرف التقليدية العيانية‪. ‎‬‬ ‫(‪ )٨‬أ حصاد ندوة الدراسات العيانية ‪.‬‬ ‫د ۔ بعض الحرفيين‪. ‎‬‬ ‫ج ۔ اصدار المديرية العامة لتنمية المجتمعات المحلية ‪.‬‬ ‫(‪ )٩‬المصادر السابتة‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢٨٤ _-‬۔‬ ‫ويترك في الشمس ثم تبلل بالماء وبعدها تجدل بعد ان تقسم الوريقة الواحدة الى عدة اجزاء‬ ‫تتفاوت في عرضها حسب الصناعة المطلوبة ومن أهمها صناعة القفران او الظروف التي‬ ‫تستخدم لتخزين التمر وصناعة الحصر وصناعة المراوح اليدوية ‪.‬‬ ‫وهناك صناعات تقوم على جريد النخيل ومن امها صناعة الدعون التي تبنى منها البيوت‬ ‫ويتم ذلك بربط الجريد بعضه البعض بحبال من الليف“ كيا يعمل من الجريد «الزفايره‬ ‫الذي يستخدم لاستخراج العسل من التمر وكذلك في صناعة سفن صيد الاسياك الصغيرة‬ ‫ومن ليف النخيل تقوم صناعات عديدة اشتهرت بها عيان ومن امها صناعة الحبال ولها انواع‬ ‫عديدة‪ .‬كيا ان من ضمن الصناعات الخوصية صناعة الحصر العيانية والتي تعتمد على‬ ‫شجرة الرسل‪.‬‬ ‫سابعا ۔ حرفة صيد الأسياك ‪:‬ر‪6٠‬‏‬ ‫‏‪ ١٧٠٠‬كيلو متر ابتداء من مسندم‬ ‫لقد من الته على عيان بشريط ساحلي يمتد لمسافة‬ ‫وحتى ظفار كيا ان المياه العهانية غنية وزاخرة بأنواع كثيرة من الاحياء المائية المختلفة لذلك‬ ‫نجد ان معظم من يقطنون المناطق الساحلية يعملون في حرفة صيد الاسياك وتعتبر حرفة‬ ‫صيد الاسياك من الحرف القديمة جدا حيث تذكر الروايات بأن الانين كانوا روادا للبحار‬ ‫والمحيطات قبل الفترة الالفية الثالثة قبل الميلاد وعليه فان ذلك يعنى ان الغيانيين قد مارسوا‬ ‫حرفة صيد الأسياك قبل ذلك ولايزال حتى وقتنا الحاضر يعمل كثير من الكيانيين في هذه‬ ‫الحرفة وتعتبر مصدر رزقهم الوحيد‪ .‬كيا ان هذه الحرفة قد جعلتهم يقدمون على صناعة‬ ‫شباك الصيد وأدوات الصيد المختلفة مثل الشباك والدوابي والتي كانت تصنع من الغزل‬ ‫والنسيج والياف النخيل ‪.‬‬ ‫‏‪»6١١«:‬‬ ‫ثامنا ۔ حرفة الزراعة‬ ‫الأراضي في السلطنة صالحة للزراعة بل وتجود فيها زراعة كثير من‬ ‫بما ان معظم‬ ‫فلقد ازدهرت حرفة الزراعة وبشكل كبير حيث ييارس هذه الحرفة معظم‬ ‫الحاصيلك‘‪،‬‬ ‫المواطنين وفي كل مناطق السلطنة بلا استثناء ويمكن القول بأن حرفتى الزراعة وصيد‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسياك هما الحرفتان الأساسيتان لسكان البلاد‪.‬‬ ‫‪::‬ر!‪)١‬‏‬ ‫الرحى‬ ‫۔ حرفة‬ ‫تاسعاً‬ ‫لقد اهتم الانسان العياني منذ زمن بعيد بتربية الاغنام والابقار والماعز والأبل ولقد‬ ‫ازدهرت حرفة تربية ورعي تلك الحيوانات في معظم مناطق السلطنة فلا يكاد بيت عياني او‬ ‫مزرعة يخلو من وجود بعض تلك الأنواع من الحيوانات ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٢‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫‏«(‪ )١١‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٠‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٢٨٥‬۔‬ ‫وتربى تلك الحيوانات لعدة اغراض منها لتوفير الحليب ومشتقاته وايضا توفير اللحوم الى‬ ‫جانب ذلك يتم الاستفادة من الاصواف والجلود في الصناعات النسيجية والجلدية ‪.‬‬ ‫والى جانب ذلك تستخدم الأبل كوسيلة للنقل كيا تقام في بعض المناطق سباقات للجيال‬ ‫والخيول العربية ‪.‬‬ ‫المانية ‪ :‬‏‪(١٣‬‬ ‫الحلوى‬ ‫۔صناعة‬ ‫عاشراً‬ ‫من ضمن الصناعات التي اشتهرت في عيان صناعة الحلوى والتي تتمتع بشهرة عالية على‬ ‫المستويين المحلي والخارجي وتشتهر كثير من مناطق السلطنة بهذه الصناعة اهمها نزوى‬ ‫وبركاء‪ .‬ويستخدم في صناعة بعض انواع الحلوى السكر السائل الناتج من عصر قصب‬ ‫السكر الذي ينتج محليا‪.‬‬ ‫‏‪0١٤‬‬ ‫احد عشر ۔ صناعات تقليدية اخرى‪:‬‬ ‫كيا ان هناك صناعات تقليدية اخرى في عيان يمكن تحديد بعضها في الصناعات القائمة‬ ‫على اللبان وهمى صناعة العطور والبخور وهناك صناعة مواد البناء ومن امها صناعة الطابوق‬ ‫الذي كان يصنع من الطين أو ما يعرف بالصاروج ‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٤‬المصادر السابقة‪.‬‬ ‫‏(‪ )١٣‬المصادر السابقة ‪.‬‬ ‫‪-‬۔_ ‏‪ ٢٨٦‬۔‬ ‫‏‪ ١‬لفصل الثالث‬ ‫توارث الحرف ومدى اقبال الشباب عليها‬ ‫‪:‬‬ ‫مقدمه‬ ‫ان ابراز معالم الشخصية العيانية والحفاظ عليها يستوجب في المقام الأول البحث عن‬ ‫الطريقة المثلى التى يمكن بها المحافظة على أساسيات التراث العياني المتوارث عبر الأجيال‬ ‫وذلك بهدف توصيل ذلك التراث الى اجيال المستقبل وحيث ان الحرف والصناعات‬ ‫القديمة تعتبر أحد اساسيات التراث العياني الاصيل فانه لابد من العمل على المحافظة‬ ‫عليها ونقلها عبر الاجيال ‪.‬‬ ‫الخطوات التى اتخذت بهدف المحافظة على الحرف ‪:‬‬ ‫ان أهم الخطوات التي يمكن التركيز عليها الدعوات المتكررة والتذكير الدائم من مولانا‬ ‫حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ۔ حفظه الله ۔ بضرورة المحافظة‬ ‫على حرف الاجداد وعدم الترفع عن الاعيال اليدوية ومن بين أقوال جلالته ما جاء في خطابه‬ ‫انسامى بمناسبة العيد الوطنى السادس عشر المجيد حيث قال جلالته ‪:‬‬ ‫وانه لمن الأهمية بمكان ان يضطلع كل مواطن بمسؤوليته تجاه وطنه دون اتكالية أو اعتماد‬ ‫تلى الغير ويساهم بكل الجدية والاخلاص في انجاز مهامنا الوطنية التي تدعونا جميعا الى‬ ‫ة۔جيد العمل كقيمة نبيلة تعطى للحياة مضمونا ابابيا نافعا وكواجب مقدس يحتمه الايمان‬ ‫بحق الوطن على ابنائه وتحض عليه تعاليم شريعتنا الاسلامية الغراء مصداقا لقوله سبحانه‬ ‫وتعالى ولكل درجات مما عملوا» »‪.‬‬ ‫اننا إذ نعتز بالهوية الحضارية لبلادنا في مسبرتنا لصنع التقدم والرخاء فإننا نود ان نشير‬ ‫بكل الاهتيام الى ضرورة اقبال المواطن على المهن التقليدية التي قام عليها مجتمعنا قدييا‬ ‫وخاصة المهن الزراعية وصيد الأسياك وتنمية الثروة الحيوانية وغيرها من المهارات والحرف لا‬ ‫لها جميعا من أهمية قصوى في تنمية اقتصاديات البلاد وحتى لا نفقد باهمالها موارد طيبة انعم‬ ‫الته بها علينا واننا لنعتزم بمشيئة الله تكثيف جهودنا في هذا المجال انطلاقا من ايياننا بأن‬ ‫‪ ٢٨٧‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫كيا ان تقدمها‬ ‫المجتمعات لا تتطور إلا على أساس من احترام مهن الاباء والاجداد‬ ‫لايقاس بالازدهار العمراني فقط وإنيا بمدى اصالة هذا التقدم واستيعابه لقدرات المجتمع‬ ‫وتقاليده في العمل والعطاء ‪.‬‬ ‫واييانا بدور الشباب العياني في بناء الوطن فإننا نهيب به ان يضرب المثل في الجدية ويعد‬ ‫نفسه للمشاركة الابابية في كافة قطاعات العمل دون ان يربط مستقبله بالحصول على‬ ‫الشهادات فقط أو يحصر اهتياماته في بجالات محدودة بطبيعتها! وإنا يجب عليه ان يكون‬ ‫قدوة حسنة في تقبله للعمل في تلف الميادين مهيا بدا هذا العمل بسيطا لانه سيبقى جهدا‬ ‫شريفا ونبيلا طالما انه يؤدي خدمة للوطن والمجتمع ويحقق طموحات المواطن في حياة كريمة ‪.‬‬ ‫وفضلا عن ذلك فان تخفيف الاعتياد على العمالة الاجنبية في الكثير من الاعمال التي لا‬ ‫تتطلب مهارات خاصة لايمكن ان يتحقق الا باقبال المواطن عليها بكل جد واهتمام { وليس‬ ‫ادل على ذلك كله من قوله جل شأنه وان ليس للانسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى‬ ‫ثم يبزاه الجزاء الأونى ه‬ ‫كيا ان هناك عدة خطوات ترجمت الى مشاريع تدعم مسيرة الحرف وتساعد على المحافظة‬ ‫عليها ويمكن ابازها في التالي ‪:‬‬ ‫‏‪ ) ١‬اقامة مصنع للفخار في بهلا‪.‬‬ ‫‏‪ )٢‬اقامة مصنع للنسيج في سيائل ‪.‬‬ ‫‏‪ )٣‬اقامة مصنع للسفن في صور‪.‬‬ ‫كيا ان خلق منافذ لتسويق الحرف والصناعات القديمة وذلك عبر المعارض المختلفة‬ ‫ومنافذ البيع قد ساعدت بالاضافة الى العوامل السابقة الذكر على جعل الحرفيين يستمرون‬ ‫في العمل بالحرف والصناعات التقليدية ‪.‬‬ ‫أضف الى ما تقدم ذكره ان اصرار كثير من المواطنين على التمسك بالحرف والسل في‬ ‫الصناعات القديمة يعتبر من أهم الخطوات التي ساعدت على بقاء تلك الخرف‬ ‫واستمراريتها كيا ان اقبال بعض الشباب على ممارسة تلك الحرف قد ساهم اسهاما كبيرا ي‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الرف‬ ‫توارث‬ ‫سبق وان اشرنا الى أن الحرف والصناعات القديمة لاتزال وحتى يومنا هذا تشكل مورد‬ ‫رزق للذين يعملون بها أو انها تشكل احدى مصادر الدخل ‪.‬‬ ‫‪ ٢٨٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫ويعمل في هذه الحرف حاليا افراد من محتلف المستويات العمرية وبخاصة الجيل المتقدم‬ ‫حيث ان نتيجة الاستبيان البسيط الذي قمنا به يشير الى ان الذين تتجاوز اعمارهم الاربعين‬ ‫سنة يشكلون نسبة اعلى حيث بلغت النسبة ‏‪ ٨٠‬من الذين شملهم الاستبيان وهذا يدل‬ ‫دلالة واضحة على تمسك أولئك بالحرف التي ورثوها عن اجدادهم بينيا بلغت نسبة الذين‬ ‫تتراوح اعيارهم بين ‏‪ ٢٠‬إلى ‏‪ ٤٠‬سنة ‏‪ ٢٠‬فقط وذلك نتيجة توجههم لأعمال اخرى بحثا‬ ‫عن مصدر أعلى للدخل كيا ان الاستبيان يشير الى ان نسبة ‏‪ ٨٥‬قد توارثوا تلك الحرف عن‬ ‫اجدادهم وان نفس النسبة قد تعلموا تلك الحرف عن طريق الأهل بينيا تشكل نسبة ‏‪;١٥‬‬ ‫للذين تعلموا المهن عن طريق الميارسة وان ما دعاهم لذلك هو عدم توفر مصدر رزق أو‬ ‫لتحسين الدخل الشهري أو القضاء على وقت الفراغ ‪.‬‬ ‫وحيث ان بعض الحرف تتطلب وجود مساعد للحرفي فقد تبين من الاستبيان الى ‪:‬ان نسبة‬ ‫‏‪ ٣‬من المساعدين هم أفراد عيانيون من غير أسرة الحرفي وان نسبة ‏‪ ٨٣٨‬يكونون من أفراد‬ ‫الاسرة سواء أحد الأولاد أو الأخوة وغيرهم وجاءت نسبة المساعدين من العيال الأجانب‬ ‫‏‪ ٩‬فقط وهذا يدل على ان تلك العيالة لم تستطع النيل من تلك الحرف بشكل كبير كيا‬ ‫يحدث في عدة مجالات مختلفة ‪.‬‬ ‫رغبة الأهل في تعليم أبنائهم الحرف ‪:‬‬ ‫نظرا لحرص الحرفيين على استمرار الحرف فقد أصر معظمهم على ان تبقى الحرفة مهنته‬ ‫الأصلية كيا انهم حريصون على نقلها وتعليمها لابنائهم ويشير الاستبيان الى ان نسبة ‏‪٨٥‬‬ ‫برغبون في ان يتعلم اولادهم حرفتهم وان ‏‪ / ١٥‬فقط لا يرغبون في ذلك كيا ان الاستبيان‬ ‫شير الى نسبة ‏‪ ٧٦‬يقومون فعلا بتعليم وتدريب أبنائهم على ممارسة تلك الحرف وان نسبة‬ ‫‏‪ ٢‬لا يقومون بذلك نتيجة انشغال ابنائهم ‪ 3‬أما بالدراسة أو الوظائف أو لعدم رغبة الأبناء‬ ‫ني ذلك ‪.‬‬ ‫مدى اقبال الشباب على الحرف ‪:‬‬ ‫ان اقبال الشباب على تعلم وممارسة الحرف يعد أمرا مهيا جدا فعلى الرغم من اصرار‬ ‫الأهل على تقبل تلك الحرف لأبنائهم بتعليمهم وتدريبهم عليها فانهم لن يقبلوا على ذلك‬ ‫الا اذا كانت لديهم الرغبة{ وبتوجيه السؤال للحرفين عن مدى اقبال ابنائهم على تعلم‬ ‫ممن شملهم الاستبيان اقبإلهم كبير وان نسبة‬ ‫وممارسة الحرف جاءت النتيجة بأن نسبة ‏‪٤٨‬‬ ‫‏‪ 7١٨‬لا يقبلون على ذلك‬ ‫‏‪ ٩‬اقبالهم ضعيف وان نسبة‬ ‫‏‪ ٥‬اقبالهم متوسط وان نسبة‬ ‫اطلاقا‪.‬‬ ‫‪ ٢٨٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫أما الأبناء فقد جاءت نتيجة الاستبيان بأن نسبة ‏‪ ٧٩‬اقبالهم كبير على ممارسة وتعلم‬ ‫وبالنظر الى النسب اعلاه يتضح لنا بأن‬ ‫لايقبلون عليها اطلاقا‬ ‫الحرف وان نسبة ‏‪١١‬‬ ‫الشباب لازالوا حريصين على توارث واستمرار الحرف باقبالهم عليها وذلك راجع وكيا جاء‬ ‫على لسان الشباب ممن شملهم الاستبيان بانهم حريصون على المحافظة على تراث الاجداد‬ ‫وايضا يعتبرون الحرفة احدى مصادر الدخل أما الذين لايقبلون على الحرف فقد عللوا ذلك‬ ‫بعدم الرغبة أو الانشغال اما بالدراسة أو الوظيفة ‪.‬‬ ‫العوامل المؤثرة على استمرار الحرف ‪:‬‬ ‫ان استمرار وتوارث الحرف عبر الاجيال يجب ان يعمل الجميع من أجله ولا يتأتى ذلك‬ ‫الا بدراسة العوامل التي قد تؤثر على استمرار الحرف ووضع الحلول المناسبة لها‪.‬‬ ‫ان من أهم العوامل التي اثرت على استمرار الحرف في نظري ظهور الصناعات الحديثة‬ ‫فانه ومن المعروف بأن النهضة التكنولوجية قد غزت كافة مجالات الحياة الصناعية‬ ‫المشابهة‬ ‫فقد ظهرت الآلات والمعدات والمنتجات الحديثة وبصفة واسعة فمثلا صانع الفخار كان في‬ ‫السابق يصنع الاواني ويشتريها الناس بهدف حفظ وتبريد الماء أما الآن ومع ظهور النلاجات‬ ‫فقد ترك الناس تلك الاواني‪ .‬وهذا يشمل معظم منتجات الحرف وبالطبع فانه سوف يؤثر‬ ‫على الدخل الذي كان يحصل عليه الحرفي باعتبار ان تلك الحرف كانت مصدر رزقه كيا ان‬ ‫دخول العيالة الوافدة ولو بنسبة ضعيفة قد يؤثر على جودة الحرف حيث ان تلاك‪ .‬الديالة تة۔‪:‬م‬ ‫ا ‪ :..::‬س‬ ‫بتصنيع بعض المنتجات الحرفية وتقوم ببيعها بأسعار متدنية وجودة مت‪.‬نية ابا‬ ‫سمعة تلك الحرف كيا ان عدم الاستقرار الاجتياعي الذي يواجهه الشباب ا‪ .:‬ار ‪:: :. :‬‬ ‫سوف يؤثر مستقبلا على مسيرة الحرف بحيث نجد ان الشاب من المنطقة الداخلية مثلا ‪:‬ق‪,‬‬ ‫عمله مسقط وبالتالي سوف يبد نفسه مضطرا الى الاقامة في مسقط طوال الاسبوع والذهاب‬ ‫الى بلدته أيام الاجازات فقط وبالتالى فان ذلك لن يمكنه من بممارسة الحرفة التى يمارسها‬ ‫والده كيا انه ونتيجة للأسباب أنفة الذكر فان الدخل العائد عن تلك الحرف أصبح محدودا‬ ‫جدا وبالتالي فان الحرفيين سوف يسعون وبلا شك الى اباد مصادر بديلة للدخل حتى ولو‬ ‫وصل الأمر بهم الى ترك الحرفة وبالطبع فان عذرهم سوف يكون مقبولا لان مواجهة‬ ‫متطلبات الحياة العصرية هي التي الزمتهم بذلك‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٩٠‬۔‬ ‫القاتمة والمقتترحصات‬ ‫ان النتائج التي توصل اليها الاستبيان البسيط الذي قمنا به ليبشر بالخير وهو دليل على‬ ‫حرص العيانيين للمحافظة على حرف وتراث الأجداد ‪.‬‬ ‫واذا كانت النسبة الأعلى من الحرفيين المتواجدين حاليا يمثلها الجيل المتقدم ‏(‪ )٨٠‬فان‬ ‫ذلك يعتبر دليلا على حرص ذلك الجيل للاستمرار والسير في طريق الاجداد كيا ان رغبة‬ ‫الحرفيين وقيامهم بتعليم وتدريب ابنائهم وتشجيعهم للعمل في تلك الحرف واقبال الشباب‬ ‫على ذلك ولو بنسب متفاوتة ليعد دليلا واضحا على حرص العيانيين ومن جميع المستويات‬ ‫العمرية السير على طريق المحافظة على التراث العياني الاصيل وانه ومع توسيع وزيادة الدعم‬ ‫للقدم للحرف والحرفيين فان الاقبال سوف يزداد حيث انه وعلى الرغم من وجود نسبة لابأس‬ ‫بها من الشباب الذين يقبلون على ممارسة الحرف الا ان بعض اولئك الشباب يسعى ايضا‬ ‫في الحصول على وظيفة اخرى تساعده على مقابلة متطلبات الحياة العصرية ولهذا فان نسبة‬ ‫الشباب الذين يقبلون على الحرف ربيا تتقلص وقد تصل الى أدنى حد لما ولهذا فان توسيع‬ ‫دائرة الدعم يعد مطلبا هاما بل وملحا ايضا‪.‬‬ ‫كيا وان اقدام القطاع الخاص على الدخول في مشاريع استثيارية للحرف الوطنية سوف‬ ‫يجعل تلك الحرف رافدا مهيا من روافد الدخل القومى ‪.‬‬ ‫ان وضع الحلول المناسبة للعقبات التي تواجه استمرار الحرف واقبال الشباب عليها يعتبر‬ ‫‪ ,::‬ا مهيا للغاية ولهذا فانه يتوجب على جهات الاختصاص زيادة دعمها للحرف والصناعات‬ ‫‪:‬تديمة وان تتضافر كل الجهود لتحقيق ذلك ‪.‬‬ ‫مواطني هذا البلد الغالي فانني اطرح‬ ‫وحرصا مني على استمرار تلك الحرف كيا هو حرص‬ ‫بعض المقترحات علها تساعد في دفع مسيرة تلك الحرف الى الامام وحلمي ان أرى في يوم‬ ‫منتجات الحرف الوطنية تغزو الأسواق ليس فقط الداخلية وإنيا الخارجية ايضا‪.‬‬ ‫أما المقترحات فهى الآتى ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ دراسة وتشخيص الأوضاع الحالية للصناعات والحرف القديمة‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ دراسة الحرف الممكن تطويرها والتعرف على القيمة الاقتصادية لها‪.‬‬ ‫‏‪ .٣‬انشاء معهد لتدريب الحرفيين لزيادة مهاراتهم الحرفية وكذلك لفتح المجال أما الراغبين‬ ‫في دخول مجال الحرف من الشباب وذلك بتدريبهم ومن ثم تخريجهم كحرفيين متخصصين ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٩١‬۔‬ ‫‏‪ ٤‬۔ توحيد الجهات الحكومية المعنية بالحرف الوطنية أو زيادة التنسيق فييا بينها وذلك بعد‬ ‫‪ ,‬وضع الاختصاصات بحيث لا يكون هناك ازدواجية في العمل ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ ضرورة تشجيع ودعم الاستثيار في مجال الصناعات الحرفية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ القيام بدراسات جدوى اقتصادية لاقامة مشاريع للحرف الوطنية وذلك على غرار‬ ‫مصانع النسيج والفخار والسفن بحيث يكون هدفها الاول تجاريا شريطة الا تفقد تلك‬ ‫الحرف هويتها الوطنية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ دراسة الأوضاع الاجتماعية للحرفيين وأسرهم ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها وذلك‬ ‫لخلق نوع هن الاستقرار الاجتماعي لتلك الاسر ومحاولة ان يكون أبناء الحرفيين قريبين منه‬ ‫سواء في مجال الدراسة أو الوظيفة بحيث يستطيعون ممارسة الحرف بعد ساعات الدوام ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ ادخال الحرف والصناعات التقليدية كمقررات أساسية أو كيادة نشاط في المدارس‬ ‫خاصة الاعدادية والثانوية مع مراعاة ادخال تلك المقررات بصفة خاصة في المدارس التى‬ ‫تقع في ولايات تشتهر بالحرف وان يتم التركيز على الحرف التي تشتهر بها تلك الولاية ‪.‬‬ ‫والله الموفق © ©‬ ‫‪0‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٩٢‬۔‬ ‫المعراجسع التي اعتمد عليها البحت‬ ‫‪ ١‬۔ حصاد ندوة الدراسات العيانية‪. ‎‬‬ ‫السادس ‪.‬‬ ‫الرابع والجزء‬ ‫الجزء‬ ‫التي قدمت في الندوة‬ ‫والدراسات‬ ‫البحوث‬ ‫‏‪ ١ ٩ ٨٠‬م ‪.‬‬ ‫القومي والثقافة نوفمبر‬ ‫التراث‬ ‫وزارة‬ ‫‏‪ ٢‬۔ دراسة عن الحرف التقليدية العمانية‬ ‫وزارة التربية والتعليم ۔ دورثي جاي يو نفليان ‪ .‬نوفمبر ‪١٩٨٨‬م‪.‬‏‬ ‫‏‪ - ٣‬الحرف والصناعات ف الححاز ف عصر الرسول » تن ‪ 7 4‬عبدالعزيز ابراهيم العمري‬ ‫قطر‪.‬‬ ‫‪ -‬الدوحة ‪-‬‬ ‫التعاون‬ ‫مجلس‬ ‫الشعبي لدول‬ ‫التراث‬ ‫مركز‬ ‫‏‪ - ٤‬نص الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في‬ ‫العيد الوطنى السادس عشر والسابع عشر ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪٥‬۔‏ حر وف ومفردات من التراث‬ ‫_ ‪١٩٩٠‬م‪.‬‏‬ ‫عبدالله بن سليمان الجبالي ۔ الرياض‬ ‫اسلامي‬ ‫‏‪ - ٦‬نحو اقتصاد‬ ‫‏‪ ١٩٨١‬م ‪.‬‬ ‫شوقي ا لفنجري‬ ‫الد‪.‬كت‪.‬ور محمد‬ ‫‪. ٩٠‬‬ ‫‪ ٨٧‬و‪ ٨٨ ‎‬و‪‎‬‬ ‫‪ . . +‬نحمان‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الاعلام‬ ‫وز‪.‬‬ ‫‪ .. ٨‬بعض من اصدار ونشرات المديرية العامة لتنمية المجتمعات المحلية‪. ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحرفيين‬ ‫‪٩‬۔‏ بعض‬ ‫‪ ١٠‬۔ا معجم الوجيز ۔ المنجد ۔ لسان الصرب ج‪. ٢ ‎‬‬ ‫‪٩‬م ‪.‬‬ ‫‪ - ١‬عمان وتاريخها البحري ۔ وزارة الاعلام‪‎‬‬ ‫‏‪ ٢٩٢٣‬۔‬ ‫اسحَسمسيمسان هسو ل تسوارت هسر فد الاجداد‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس ‪:‬‬ ‫العمر ‪:‬‬ ‫الاسم ‪:‬‬ ‫(ان شئت)‬ ‫الولاية ‪:‬‬ ‫المستوى التعليمي ‪:‬‬ ‫الحرفة ‪:‬‬ ‫لا‬ ‫نعم‬ ‫‏‪ )١‬هل هذه الحرفة مهنتلف الأساسية ؟‬ ‫‏‪ )٢‬اذا كانت الاجابة لا ما هي مهنتك الأساسية ؟‬ ‫لا‬ ‫نعم‬ ‫‏‪ )٣‬هل هذه الحرفة متوارثة ؟‬ ‫الحرفة ؟‬ ‫هذه‬ ‫التي دعتك للعمل ف‬ ‫الاسباب‬ ‫ما هي‬ ‫الاجابة لا حدد‬ ‫‏‪ ( ٤‬اذا كانت‬ ‫على وقت‬ ‫للقضاء‬ ‫ج(‬ ‫الدخل الشهري‬ ‫لتحسين‬ ‫ب)‬ ‫اخر‬ ‫أ ( عدم توفر مورد رزق‬ ‫الفراغ‬ ‫‏‪ ( ٥‬وكيف تعلمتها ؟‬ ‫احدد مستوى العمر والمستوى التعليمي‬ ‫لال‬ ‫نعم‬ ‫‏‪ )٦‬هل لك أ ولاد؟‬ ‫نعمل_|لا‬ ‫‏‪ )٧‬هل ترغب ان ييارس أولادك هذه الحرفة‬ ‫لا‬ ‫نعم‬ ‫على ممارسة الحرفة ؟‬ ‫أولادك‬ ‫بتعليم وتدريب‬ ‫‏‪ (٨‬هل تقوم‬ ‫ولاذا ؟‬ ‫اقبالههم على تعلمها وممارستها ؟‬ ‫‏‪ )٩‬حدد مدى‬ ‫‪1‬‬ ‫تعلمها املا ذ‪.‬‬ ‫ف‬ ‫لا يرغبون‬ ‫ضعف‬ ‫متوسط‬ ‫كبير‬ ‫‏‪ )٠‬وفي رأيك ما هى الاسباب ؟‬ ‫الا‬ ‫نعمل‬ ‫‏‪ )١‬هل ترى ان هناك عوامل أثرت على استمرار هذه الحرفة ؟‬ ‫اذا كانت الاجابة نعم حدد الاسباب ؟‬ ‫۔‬ ‫من وايات ‪ :‬صور‬ ‫‏‪ ٢١‬شخصا‬ ‫الذين شملهم هذا الاستبيان هم من الحرفيين وعددهم‬ ‫٭ الاشخاص‬ ‫بهلا۔ صحم ۔ مسقط ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢4٩٤‬۔‬ ‫استبيان هول اقبال الأبناء على حرف الابا‬ ‫انشى‬ ‫ذكر‬ ‫الجنس ‪:‬‬ ‫العمر ‪:‬‬ ‫الاسم ‪:‬‬ ‫نوع الحرفة التي ييارسها الاب ‪:‬‬ ‫الولاية ‪:‬‬ ‫الستوى التعليمي ‪:‬‬ ‫بلا عمل‬ ‫أعمال حرة‬ ‫طالب‬ ‫موظف‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫ما مدى اقبالك على الحرفة ؟‬ ‫لا أقبل عليها اطلاقا‬ ‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫كبير‬ ‫ولماذا ؟‬ ‫نعمل__إلا‬ ‫‏‪ )٢‬هل يشجعك الأهل على ممارسة هذه الحرفة‬ ‫إلا‬ ‫نعم(‬ ‫رسة الحرفة‬ ‫الى‬ ‫مل ع‬‫مأه‬‫‏‪ )٣‬هل هناك ضغوط من ال‬ ‫‏‪ )٤‬لو افترضنا ان جميع افراد الاسرة لم يقوموا بالعمل في الحرفة التي كان ييارسها الآباء ومن‬ ‫ثم اندثرت وانتهت‬ ‫لالا‬ ‫نعمل‬ ‫فه۔إ‪ ,‬لديك شعور بالندم من جراء ذلك ؟‬ ‫و ‪ - ..‬‏‪ ١‬ج ‏‪ ١‬؟‬ ‫من‬ ‫شخصا‬ ‫‏‪!٤‬‬ ‫أبناء الحرفيين وعددهم‬ ‫الشباب‬ ‫من‬ ‫الاستبيان هم‬ ‫الذين شملهم هذا‬ ‫الاشخاص‬ ‫‏"‪٧‬‬ ‫ولايات ‪ :‬صور ۔بهلا۔مسقط‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢4٩٥‬۔‬ ‫المختص ن‪.‬يسع (×٭)‪.‬‬ ‫خيار‬ ‫‏‪ ١‬لتصنيع ‏‪ ١‬لوطنية في تحقيقه‬ ‫ودور شركات‬ ‫الملعولي‬ ‫اعداد ‪ :‬حمود بن ناصر‬ ‫‏‪ ١٩٩٢١‬م‬ ‫_‬ ‫‏‪ ١٩٩١‬م‬ ‫(») البحث الفائز بالمركز الخامس في مسابقة المنتدى الادي لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪ ٢٩٦‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫لخطط انيائية‬ ‫البلاد وفقا‬ ‫تطوير اقتصاديات‬ ‫لقد كان للجهود الكبيرة التي بذلت ي‬ ‫مدروسة وصولا الى تحقيق التنمية في محتلف القطاعات ‪ ،‬أثر ملموس في دفع عجلة الاقتصاد‬ ‫الوطني في طريق النمو وكان لتخصيص عامين للزراعة شم من بعدهما عامين للصناعة دلالة‬ ‫هامة على عزمنا الاكيد واتا هنا الواضح نحؤ اكساب مزيد من الفاعلية والقدرة على الانتاج‬ ‫المتجدد لهذين القطاعين الحيويين اللذين يعدان ركيزة أساسية قي استراتيجيتنا التتموية الى‬ ‫تهدف الى تنويع مصادر الدخل القومي وتوفير فرص العمل المناسبة للمواطنين ‪.‬‬ ‫وإذ نشيد بيا أ دى اليه تخصيص العامين الماضيين للصناعة من ابراز دور هذا القطاع‬ ‫وتوجيه اهتيام الحكومة والمواطنين إليه ‪ .‬وما تحقق من اقبال على الاستشيار في مجالاته المتعددة‬ ‫تلبية للاحتياجات الاساسية للبلاد ‪ 0‬فإنه ليحدونا الأمل في أ ن تحقق مسيرة التصنيع غاياتها‬ ‫وان تمضي قدما ‪ 3‬استخدام الخامات المحلية التي تتيحها موارد البلاد الطبيعية مع المحافظة‬ ‫على نقاء البيئة ‪ .‬والاهتيام بالصناعات التقليدية ‪ .‬ووضع البرامج العملية ذات الجدوى‬ ‫الحقيقية لتدريب وتاهيل العيانيين‪ ،‬وتوفير أسباب العيش الكريم لكل مواطن على هذه‬ ‫الأرض الطيبة ‪ . .‬وتعزيزا لجهود التنمية ‪.‬‬ ‫جلالة السلطان قابوس بن سعيد «حفظه الله‬ ‫‏_ ‪ ٢٩٧‬۔‬ ‫القدمة‬ ‫إيمانا بان الصناعة هي الخيار‪ ،‬وبأن الأسس والمقومات الهامة لقيام حركة صناعية كبيرة‬ ‫تتوفر في سلطنة عيان في الوقت الحاضر‪.‬‬ ‫فقد قمت بإعداد هذا البحث مشاركة مني في المساهمة في عامي الصناعة اللذين انطلقا‬ ‫الرشيدة بضر ورة‬ ‫‏‪ ١٩١‬م ‏_‪ ١٩٩ ٧‬م ‪ .‬ليعبرا عن اهتمام حكومة جلالة السلطان‬ ‫عامي‬ ‫ف‬ ‫تطوير الصناعة من خلال ابراز هذا القطاع الهام } وقد يعتقد البعض بان تطوير الصناعة‬ ‫أو الاهتيام بها كان مقصورا على عامي الصناعة وانه بانتهائهيا يتوقف ذلك الاهتيام بل‬ ‫تخصيص هذين العامين كان بمثابة اعطاء الفرصة للصناعيين لخوض غيار هذا النشاط المام‬ ‫الاقتصاد العالمي وكان لما دورها‬ ‫العالم في مقدمة الدول المؤثرة ف‬ ‫جعل الكثير من دول‬ ‫والذي‬ ‫في اثراء الأسواق العالمية بالمنتجات الصناعية العديدة ‪.‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫ا لتصنيع الوطنية في تحقيق هذه‬ ‫باختصار دور شركات‬ ‫نستعرض‬ ‫لذا فاننا سوف‬ ‫الصناعية ‪.‬‬ ‫وعليه فقد هذا جاء بحثنا في ثلاثة فصول كانت على النحو التالي ‪:‬‬ ‫الفصل الأول ‪:‬‬ ‫فقد جاء مختصا بمقومات النمو الصناعي الحديث ‪ . .‬وامكانية رفع الصناعات الخفيفة‬ ‫والمتوسطة الموجودة في البلاد الى الصناعات الكبيرة لتقوم باستغلال الموارد الطبيعية في البلاد‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬ ‫ويتناول الأهداف الأساسية التي يجب ان تتحقق لقيام الحركة الصناعية ال‪ ,‬تناولها‬ ‫الفصل السابق من خلال استعراض عدد من الأهداف والتي بتحقيقها نضم حجر الأساس‬ ‫لقيام صناعة وطنية كبيرة ‪.‬‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬ ‫شمل هذا الفضل التصنيع كخيار وطني والوضع الصناعي في عيان وواقعية قيام حركة‬ ‫صناعى فعال ‪.‬‬ ‫كيان‬ ‫صناعية ومراحل تطورها ‏‪ ٠‬والحاجة الماسة لوجود‬ ‫ختاما‪ . .‬أود أن أشير بأن عامي الصناعة كانا بمثابة دفعة قوية للصناعة وللصناعيين‬ ‫وللمسئولين عن مسيرة التنمية الصناعية في بلادنا التي تنطلق الى آفاق أرحب‪ . .‬بفضل‬ ‫‏_ ‪ ٢٩٨‬۔‬ ‫الرعاية السامية‪ ،‬والدعم المتواصل والحوافز التي توفرها الحكومة الرشيدة‪ .‬وجهد رجال‬ ‫باعتبارها من أهم‬ ‫الاستثيار في الصناعة بلا تردد‬ ‫الاعمال الذين يستجيبون لدواعي‬ ‫القطاعات ‪.‬‬ ‫وان انشاء المؤسسة العامة للمناطق الصناعية ‪ . .‬تعتبر بحق خطوة على الطريق‪. .‬‬ ‫ستتبعها خطوات اخرى سوف يكون لها دور ايجابي في تنمية وتشجيع الصناعة الوطنية وتزيد‬ ‫من كفاءة الاقتصاد العياني وتحمل اسم عيان الى كل بلد في أرجاء العالم ‪. .‬‬ ‫والله الموفق © ©‬ ‫‪0‬‬ ‫الفصل الأول‬ ‫مقومات الانطلاق الصناعي‬ ‫إن قيام قطاع صناعي ذي حجم مناسب له تأثير اقتصادي ملموس أضحى يتطلب توفر‬ ‫مجموعة من المقومات الخاصة في عصرنا هذا‪ ،‬عصر التقنية المتطورة‪ .‬وهذه ظاهرة حديثة‬ ‫تنطبق في أي بقعة تهدف تحقيق تقدم ونمو صناعي ‪.‬‬ ‫لم تعد مقومات النمو الصناعي الحديث هي توفر الأيدي العاملة الرخيصة أو الأسواق‬ ‫المحلية أو الغابات والأنهار وما إلى ذلك من المقومات التي كانت تعتبر أساسية في القرن‬ ‫الثامن عشر والتاسع عشر بل وحتى الى وقت قريب ومع ان توفر هذا النوع من المقومات‬ ‫يظل مفيدا وذا أهمية فعالة في التنمية الصناعية ‪ .‬إلا ان مقومات صناعات النصف الثاني من‬ ‫القرن العشرين قد تغيرت نتيجةالثورة التقنية المعاصرة ‪.‬‬ ‫فايلقرون السابقة قامت الصناعة وتبعها التطور في المجالات الاخرى ‪ .‬في مجال‬ ‫التجهيزات الأساسية والخدمات داخل الدولة وخارجها‪.‬‬ ‫وفي الماضي كانت الصناعة هي التي تدفع التطور التقني وتفتح مجال البحث العلمي‬ ‫والكشف والتطوير والاختراع ؛ كانت الصناعة هي الدافع وليس المدفوع ‪.‬‬ ‫وفي عصرنا هذا‪ 5.‬عصر التقنية المتقدمة‪ .‬تغيرت مجموعة المقومات اللازمة لقيام قطاع‬ ‫صناعي متطور‪.‬‬ ‫ومم ان المقومات التي كانت أساسية في السابق لازالت ذات أهمية إلا أن سجموعة‬ ‫المقومات الحديثة لقيام ذلك القطاع الصناعي أصبحت هي الأساسية ‪ 3‬وإذ! توذرد‪ .:‬اسكن‬ ‫قيام صناعة قوية‪ .‬وهذا يجعل التطور الصناعي اقرب منالا واسهل على التحقيق ‪.‬‬ ‫وهناك عدة أعمدة يجب توفيرها لقيام تصنيع حديث هي ‪:‬‬ ‫العمود الأول ‪:‬هو وجود قاعدة علمية وتعليمية واسعة افقيا ورأسيا وتوفر هذه القاعدة‬ ‫يمكن من استيعاب التقنية الحديثة وتفهمها وتطويرها‪ .‬ومن الواضح ان أي صناعة حديثة‬ ‫‪ ٣٠٠‬۔‬ ‫‏_‬ ‫تقوم في مجتمع متخلف علميا لايمكن لها ان تنجح حتى ولو كانت لديه كل المقومات‬ ‫القديمة والعكس صححيح ‪.‬‬ ‫العمود الثاني ‪ :‬هو توفر رأس المال بكميات كبيرة فالصناعة الحديثة تتطلب استثيارات‬ ‫ضخمة جدا على المجتمع ان يوفرها‪.‬‬ ‫والعمود الثالث ‪ :‬هو توفر التجهيزات المتقدمة الحديثة في محتلف المجالات ‪ ،‬وقد أصبح‬ ‫هذا الأمر أساسيا لقيام صناعة لها قيمتها ومعناها إن توفر التجهيزات الاساسية الحديثة‬ ‫المتقدمة ذات الكفاءة العالية ركن رئيسى من أركان الصناعة الحديثة يجب ان يكون متوفرا‬ ‫منذ البداية‪.‬‬ ‫أما العمود الرابع ‪ :‬وهو توفير الجو المناسب للانطلاقة الصناعية والجو المناسب يشمل قائمة‬ ‫طويلة من الحوافز الاساسية والاقتصادية ‪.‬‬ ‫أولآ ‪ :‬يجب ان تتوفر الرغبة والعزم والاصرار لدى القيادة السياسية للمجتمع وانتخاب‬ ‫الاختيار‪.‬‬ ‫عدم‬ ‫اسهلها‬ ‫عديدة‬ ‫الممكنة وهي‬ ‫الخيارات‬ ‫بن‬ ‫الخيار الصناعي من‬ ‫ثانيا ‪ :‬الحوافز التشجيعية وهى متعددة ومتشعبة يجمعها ما يعرف (بالسياسة الصناعية)ر‪»١‬‏‬ ‫للدولة وتشتمل هذه على عناصر تأسيسية تتمثل في ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬النظم القانونية الواضحة المستقرة ذات الاستمرار‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬توفير الاقراض الصناعي والمساعدات والاعانات غير المباشرة لعناصر الانتاج كالاسعار‬ ‫الخاصة للياء والوقود والكهرباء والتدريب واعفاء الآلات والمعدات أو تحمل جزء من‬ ‫تكاليفها‪( .‬كالمساهمة في تكاليف دراسة الجدوى الاقتصادية من المنشأة) ‪.‬‬ ‫المحلية بمعاملتها معاملة خاصة بتوفير الحماية‬ ‫‏‪ ٣‬۔ عناصر حمائية وتفصيلية للصناعات‬ ‫‪:‬زعمود الخامس ‪ :‬هو توفر الطاقة بأسعار مخفضة لذا تركزت الصناعات وتتركز بالقرب من‬ ‫كالبتزول ‪.‬‬ ‫(كالماء) أو غير متحددة‬ ‫مصادر الطاقة سواء كانت متجددة‬ ‫العملية الصناعية في‬ ‫كبير من‬ ‫الانتاج ويتركز جزء‬ ‫الهامة في عملية‬ ‫المدخلادت‬ ‫والطاقة احد‬ ‫تحويل الطاقة من شكل لآخر‪. .‬ومن هنا تأتي أهمية هذا العمود الجديد لقيام حركة صناعية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪. ١٩٧٨‬‬ ‫‪ )١‬د‪ .‬احمد فهمي جلال «تقييم اللشروعات الاستثيارية ‪ .‬مطبعة دار التأليف القاهرة‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٠١‬۔‬ ‫الفصل الثا ‏‪٢‬‬ ‫ا لخيا ر‬ ‫ا هداف‬ ‫إن خيار التصنيع لسلطنة عيان يعني تحقيق الأهداف الأساسية الآتية ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬نقل التقنية الصناعية المتقدمة بصفة خاصة وذلك في مجال صناعات تحويل‬ ‫البتروكيماويات والصناعات الكيماوية والصناعات الهندسية والميكانيكية ‪.‬‬ ‫المساهمة في توسيع القاعدة التصديرية عن طريق تصدير منتجات السلطنة المصنعة الى‬ ‫الدول الأخرى‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ المساهمة في تنويم مصادر الدخل القومي عن طريق تطوير الصناعات الكبيرة بالاستفادة‬ ‫من المزايا النسبية التى تتوفر في السلطنة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬تحقيق درجة أعلى من الاكتفاء الذاتي والمساهمة في رفع درجة الاستقلالية الاقتصادية ي‬ ‫مجالات الاستهلاك والانتاج والخدمات الصناعية الفنية ‪.‬‬ ‫المساهمة في ابراز وتأكيد وترسيخ وتطوير القدرة والامكانيات الذاتية للسلطنة وتحقيق‬ ‫التكامل بين القطاعات الانتاجية وتعمينها والعمل على تخفيض درجة اعتمادها على قطاع‬ ‫الاستيراد ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬تقوية التعاون الصناعي والتقني بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومع‬ ‫الدول العربية بصفة عامة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ تحقيق أقصى العائدات الممكنة على الموارد الاقتصادية التي يتسم استثيارها حيث‬ ‫تساهم‪ .‬في تحقيق تنمية ايجابية للدخل القومي وعائد مجز على رؤوس الأموال المست‪:‬‬ ‫ومن الواضح ان تحقيق هذه الأهداف يتطلب مجهودات ضخمة متضافرة ومنتظ‪ : .‬زهو‬ ‫يستغرق وقتا طويلا وموارد مالية وبشرية ضخمة ‪.‬‬ ‫على ان عناصر الدفع في ذلك الاتباه هي الارادة السياسية التي عليها مسئولية احتضان‬ ‫هذا الخيار بالتأييد والرعاية وجعله هدفا وطنيا‪.‬‬ ‫ومن الناحية التنفيذية يتطلب النقل المنظم للتقنية الصناعية عددا من الخطوات ‪:‬‬ ‫‏‪ ٣٠٢ _ -‬۔‬ ‫أولآ ۔ تحديد المجالات الصناعية ‪ :‬التي تتمتع فيها السلطنة بمزايا نسبية في الوقت الحاضر‬ ‫أو في المستقبل المنظور‪ .‬ويمكن مبدئيا تعريف المجالات الآتية ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬الصناعات التي تستخدم المنتجات الأساسية التي ستنتجها مشاريع الشركات الوطنية‬ ‫ويمكن هنا التعرف على عدد كبير من المنتجات المتوسطة ويليها من منتجات نهائية منها ما‬ ‫يمكن تصنيعه على نطاق كبير للتصدير‪.‬‬ ‫تزايدت الطاقة‬ ‫ب ۔ الصناعات التى تستند على ثانويات صناعة التكرير وكيا هو معروف‬ ‫المحلية لتكرير البترول تزايدا كبيرا لسد حاجة الاستهلاك المحلي وللتصدير‪ ،‬ويمكن هنا‬ ‫تجميع ثانويات صناعة التكرير وهي متعددة‪ .‬بحيث توفر كميات مناسبة لاقامة صناعات‬ ‫هامة في مجال البتروكيماويات وفي مجال الصناعة الكيميائية عموما‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الصناعات التي ترتكز على مزايا أخرى نسبية تتوفر في السلطنة وبالذات مصادر الطاقة‬ ‫الوفيرة والمنخفضة التكاليف مثل الغاز والوقود الهايدروكربوني عموما‪ .‬ويمكن هنا الاشارة‬ ‫على سبيل المثال‪ .‬الى الصناعات الكيميائية وما يرتكز منها على العناصر اللافلزية ‪.‬‬ ‫التى تستند على المواد التعدينية التى ثبت وجودها بكميات اقتصادية في‬ ‫د ۔ الصناعات‬ ‫السلطنة وتلك الى ستكتشف مستقبلا‪ .‬وتتصف هذه الصناعات عموما‪ .‬بأنها كثيفة فى‬ ‫استخدام رأس المال والطاقة ‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬الصناعات التركيبية والتجميعية التى تستند على الصناعات السابقة أو التى تتميز بوجود‬ ‫أسواق كبيرة لمنتجاتها في المنطقة الخليجية بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة ومن‬ ‫الأمثلة على هذه الصناعات صناعة أنواع معينة من السلع المعمرة المنزلية والانشاءات‬ ‫المعدنية والصناعة الزراعية ‪.‬‬ ‫و ۔ الصناعات التي تخدم عملية بناء التجهيزات الأساسية في السلطنة وفي العالم العربي‬ ‫عموماك ولازالت أمتنا العربية تحتاج الى مجهودات كبيرة لتحقيق مستوى مناسب هن‬ ‫التجهيزات السابقة المحلية والاقليمية كمشاريع تحلية المياه والنقل والمواصلات ومشاريع‬ ‫الكهرباء والربط الكهربائي والمشاريع التعليمية (انتاج وسائل تعليمية) ومشاريع الاتصال‬ ‫والربط الاعلامي © ويمكن التعرف على العديد من الصناعات التي تساعد على انجاز‬ ‫عملية البناء الهامة هذه بقدرات ححلية ‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬الصناعات التي تخدم قطاع الدفاع والأمن والاحتياجات في هذين القطاعين كبيرة جدا‬ ‫ومتجددة ويمكن التعرف على عشرات المشاريع الصناعية التي تخدم هذا المجال وبالتالي‬ ‫‏_ ‪ ٣٠٣‬۔‬ ‫تقلل من الاعتياد على الدول الاخرى للحصول على كل احتياجاتنا المصنعة ‪.‬‬ ‫ثانيا ۔ اكتساب التقنية والسيطرة عليها ‪:‬‬ ‫لكي يكون لخيار التصنيع جذور عميقة في الاقتصاد العياني لابد من ان يصاحب نقل‬ ‫التقنية الظروف المناسبة التي تمكن من استيعاب هذه التقنية محليا ثم المحافظة عليها وأخيرا‬ ‫تطويرها ذاتيا‪.‬‬ ‫ويمكن في هذا المجال‪ .‬تحديد أهم العناصر لتحقيق الاستيعاب التقني ‪.‬‬ ‫أ ۔ لاشك ان أهم عناصر الاستيعاب التقني هو الانسان العنصر البشري الوطني هذا هو‬ ‫الدرس الذي يقدمه لنا التاريخ الاقتصادي لعدد من الدول التي مرت بمرحلة الانطلاق‬ ‫الصناعي ‪ ،‬بالذات دول شيال أوروبا واليابان("‪.‬‬ ‫واستيعاب الانسان للتقنية يأتي عن طريق المزاولة والتدريب على رأس العمل اكثر مما يأتي‬ ‫والتعليم شرط ضروري لاكتساب التقنية ولكنه‬ ‫عن طريق قاعات المحاضرات والدرس‪.‬‬ ‫ليس شرطا كافيا‪.‬‬ ‫ولقد تزايد عدد خريبي الجامعة في السلطنة في المجالات التي تخدم عملية النقل التقني ‪3‬‬ ‫مثل الغلوم والهندسة والادارة وغير ذلك من التخصصات المفيدة ‪ .‬يبقى بعد ذلك موضوع‬ ‫الانصهار التقنى للمتخصصين هؤلاء ‪.‬‬ ‫وتبدأ عملية الانصهار بمشاركة شبابنا الوطني في النشاطات التنفيذية للمشروع منذ‬ ‫المراحل الأولى له وحتى دخوله مرحلة الانتاج‪ .‬وخلال هذه الفترة يجب ان يساهم شبابنا في‬ ‫الدراسات الاقتصادية ثم الفنية ثم الانشائية والتدريب العملي في مشاريع مشابهة خارج‬ ‫السلطنة ‪.‬‬ ‫ب ۔ القدرة المحلية على المحافظة على الكفاءة الانتاجية ‪:‬‬ ‫ويمثل هذا العنصر جانبين رئيسيين ‪:‬‬ ‫الأول ۔ هو ايجاد قدرة محلية على الفحص والاختيار الصناعي‪ :‬فلكي نضمن عمل أي‬ ‫مشروع صناعي أو في مجال اخر‪ .‬لابد من فحصه دوريا للتأكد من ان الأمور تسير وستسير‬ ‫على خير ما يرام من الناحية الفنية والفحص الصناعي هنا هو بمثابة الكشف الطبي الدوري‬ ‫على الآلات والمعدات والوقاية خير من العلاج ‪.‬‬ ‫الثاني‪٠‬۔‏ اجاد قدرة محلية متطورة على الصيانة والاصلاح الصناعي ‪ :‬وتنقسم الصيانة‬ ‫الصناعية الى قسمين ‪:‬‬ ‫‏‪ )٢‬الدكتور عمرو محى الدين‪ .‬التخلف والتنمية } دار النهضة العربية للطباعة والنشر ‏‪ ١٩٨٨‬بيروت ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٠٤‬۔‬ ‫‏‪ ) ١‬الطبيعة الفنية للمشروع ‪ ،‬وعادة يشرف عليها جهاز فني متخصص يتولى هذه الصيانة‬ ‫المتخصصة‪.‬‬ ‫والتركيبات الكهربائية وصيانة‬ ‫‏‪ )٢‬الصيانة العامة ‪ :‬وتشمل صيانة المعدات والآلات‬ ‫التوصيلات ووحدات توليد الحرارة والضغط أو الهواء وصيانة المباني‪ .‬وماشابه ذلك ‪.‬‬ ‫۔ تنظيم عملية الربط التداخلي للصناعة ‪ :‬وهو ما يطلق عليه فنيا (التكامل الراسي‬ ‫ج‬ ‫والأفقى) ويقصد بالتكامل الرأسى التغيير المتتالي في شكل المادة أو في طبيعتها للحصول على‬ ‫قيمة مضافة أعلى من العملية التصنيعية كتحويل الغاز مثلا الى مادة نتروكيماوية أساسية ثم‬ ‫تحويل هذه المادة الى مادة بتروكيياوية اخرى ثانوية ثم تحويل هذه الأخيرة الى نوع ثالث من‬ ‫الكياويات ‪.‬‬ ‫ومن هنا تأتي أهمية‪ .‬عملية تنظيم التكامل الرأسي والافقي في القطاع الصناعي ‪ .‬ويتحقق‬ ‫هذا التنظيم عن طريق المنتج الدوري الدقيق للامكانيات الصناعية في البلادث واستنباط‬ ‫ما يسمى بجداول التداخل الممكنة بين الصناعة ومحاولة تقويتها‪.‬‬ ‫ويمكن ايراد أمثلة كثيرة لايضاح امكانيات التكامل الرأسي والأفقي على ان هذا موضوع‬ ‫فني متخصص ليس هذا مكانه ويكفي الاشارة بمثال واحد هنا‬ ‫من المعروف ان صناعة المعدات الكهربائية تحتاج الى عناصر مصنوعة من الفخار هذه‬ ‫العناصر يمكن تصنيعها محليا في مصانع الفخار العيانية في بهلا وغيرها‪ ،‬وهذا تكامل أفقي ‪.‬‬ ‫ستخدم صناعة الانابيب البلاستيكية مادة ال (©‪().٧.‬رويمكن‏ تصنيع هذه المادة محليا)ر‪)٨‬‏‬ ‫‪ :..‬ذا تكامل رأسى ‪.‬‬ ‫‪ )٣‬دليل هيئة منطقة الرسيل الصناعية‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣٠٥‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫التصنيع كخيار وطني‬ ‫قبل خمس عشرة سنة أو حتى عشر سنوات كان الحديث عن التصنيع في عيان حديث‬ ‫عاطفة معظمه من باب أدب الخيال العلمي ‪.‬‬ ‫لقد كان تصور قيام حركة صناعية كبيرة في السلطنة تصورا غير واقعي باعتبار عدم توفر‬ ‫الظروف الضرورية للانطلاق في هذا الاتباه‪ ،‬كانت الموارد البشرية المتعلمة والمدربة محدودة‬ ‫كيا ان المتطلبات لقطاع الخدمة العامة كانت كبيرة ومتزايدة نتيجة التوسع المستمر في‬ ‫مؤسساته‪ ،‬ولم تكن الموارد المالية الكافية لتطوير التجهيزات الأساسية متوفرة لبناء المستوى‬ ‫الضروري لأغراض التنمية الاجتياعية والاقتصادية ومن باب اولى لتدعيم تنمية صناعية‬ ‫كبيرة‪ .‬حيث ان المتطلبات المالية للتمويل الصناعي كبيرة جدا بالضرورة فإن الموارد التي‬ ‫كانت متوفرة وجهت لرفع المستوى الاجتماعي للمواطن باعتبار ان هذا الهدف من بناء‬ ‫المصانع ‪ .‬ولهذه الآليات كان النداء الذى رفع ذلك الوقت « التصنيع مقابل البترول»ر‪)٤‬‏ نداء‬ ‫سابقا لأوانه ‪.‬‬ ‫كيا ان العديد من المصانع القائمة آنذاك ۔ وهي صناعات متوسطة أو صغيرة ذات‬ ‫أساليب تقنية بدائية ۔ كانت تواجه الصعوبات وتعمل بطاقات منخفضة ‪.‬‬ ‫ففي السنوات العشر‬ ‫ثم بدأت الصورة في التغير التدريجي ببداية الخطط الخمسية‬ ‫الماضية تطورت جميع التجهيزات الأساسية‪ .‬الطرق والموانىء والمواصلات السلكية‬ ‫واللاسلكية والموارد المائية والاسكان ونظم العمل والتأمينات الاجتياعية والتعذ‪ ,:..‬الأساسي‬ ‫والجامعي وغير ذلك من تجهيزات مادية واجتياعية ‪ 5‬وفي نفس الوقت تطور قطاع أ‪ .:‬فعال‬ ‫ومتفتح أثبت خلال تلك السنوات القليلة انه يستطيع استيعاب وتطبيق أحد‪ .:.‬النظم‬ ‫الادارية والتقنية في العالم ‪ .‬وتوسع هذا القطاع توسعا كبيرا من حيث الكم والكيف واندرج‬ ‫ضمن منسوبيه عدد كبير من البروقراطيين وأصبح يضم كفاءات كثيرة من مختلف‬ ‫التخصصات العلمية ‪ .‬وقد صاحب هذه التطورات إنشاء العديد من (مؤسسات التمويل‬ ‫العامة والخاصة‪ .‬وتوسعت مصادر ووسائل وأدوات التمويل وقويت شبكة البنوك التجارية‬ ‫‏‪ )٤‬الدكتور حسون جلال‪ .‬صناعة البترول‪ .‬الدار السعودية للنشر والتوزيع ‪ .‬الطبعة الاولى يونيو ‏‪ - ١٩٨٣‬الرياض‬ ‫‪ ٣٠٦‬۔‬ ‫‏_‬ ‫من حيث رؤوس الأموال ومن حيث العدد)ه»‪.‬‬ ‫وني القطاع الصناعي تزايد عدد المصانع الحديثة (أنظر الجدول رقم ‏‪ )١‬وتوسعت وبدأت‬ ‫عملية الجذب والانجذاب بين الحركة الصناعية بالسلطنة وكبار الشركات العالمية ‪ 7‬وأخذت‬ ‫هذه الشركات تتبين شيئا فشيئا المزايا النسبية التي تتوفر في السلطنة وما تعنيه في النهاية من‬ ‫ميزة تنافسية كبيرة نتيجة للانخفاض المتوقع في تكاليف الانتاج الصناعي ليس فقط بسبب‬ ‫توفر التمويل وتوفر خامات أساسية اخرى منها الموقع المناسب للسلطنة بين قارات العالم‬ ‫ولاتساع الأسواق افقياً على مستوى العالم العربي ورأسياً لتزايد القوة الشرائية لمواطني دول‬ ‫المنطقة (ولا يعتبر مبالغة ان نقول ان هذا وضع لا يوجد له مثيل أو قريب)ر‪.»٦‬‏‬ ‫وعلى مستوى الفعاليات الاقتصادية اصبحت هناك قناعة ان الخيار الصناعى هو الخيار‬ ‫الافضل للسلطنة في مجال بناء القاعدة الاقتصادية الانتاجية وتنويعها‪ ،‬فالسلطنة ليست بلدا‬ ‫مكتظا بسكانه ومن ثم يجب الاستفادة من قواه العاملة في اكثر المجالات انتاجية حيث‬ ‫يمتزج رأس المال (الآلات والمعدات)‪ .‬في كثافة رأسيالية كبيرة تضمن ارتفاع الانتاجية‬ ‫المتوسطة والجدية للعامل ويعنى هذا بدوره ان عائد العمل سيكون مرتفعا كيا ان قوة العمل‬ ‫تتولى أدوارا قيادية بسبب تطبيق تقنيات متطورة ‪.‬‬ ‫ولا تشكل القطاعات الاقتصادية الاخرى خيارات افضل وان كانت تظل ذات فضل ۔‬ ‫لقد ساهم قطاع البترول خلال الأثنين والعشرين سنة الماضية في توليد النشاط‬ ‫الاقتصادي ‪ .‬وقام هذا القطاع بدور سيحتل مكان الصدارة في التاريخ الاقتصادي للسلطنة‬ ‫لمنطقة على ان اعتبارات الحكمة الاقتصادية والسياسية تشير الى اتباه واحد هو تقليل‬ ‫ع ‪::‬تاد على هذا القطاع وتسخير كل الموارد والامكانيات لتحقيق هذا الهدف وفي الواقع‬ ‫ن بيت القصيد من التخطيط الاقتصادي في الوقت الحاضر وفي السنوات المقبلة يجب ان‬ ‫يكون التقليل من الاعتياد على هذا القطاع لا ان يكون احد الخياراتره» ‪.‬‬ ‫إن تنمية الزراعة لا تهدف الى تنويع القاعدة الاقتصادية بقدر ما تهدف الى تحقيق درجة‬ ‫من الأمن والاستقلال الغذائي ولا يعني هذا نداء بعدم تنمية الزراعة وإنيا أهداف هامة‬ ‫‏‪ )٥‬الغرفة‪ .‬غرفة تجارة وصناعة عُهان المدد ‏‪ ٧٨‬المطابع العالمية ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫وزارة التراث‬ ‫‏‪ ١٩٦٦‬سلطنة عيان‬ ‫‏‪ ٦‬مسيرا ومصيرا‪ ،‬ترجمة حمد امين عبدالله ‪.‬‬ ‫‏‪ )٦‬كورا‪ .‬عيان منذ‬ ‫القومي والثقافة ‪.‬‬ ‫(٭) لقد أكد جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله في الكثير من كلياته المضيئة بضرورة تقليل‬ ‫الاعتياد على البترول والسعي الى تنويع مصادر الدخل بتطوير مصادر اخرى كالزراعة والاسياك والصناعة ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٠٧‬۔‬ ‫بحد ذاتها ولازالت مساهمة الزراعة في تكوين الدخل القومي محدودة وستظل كذلك لاسباب‬ ‫عديدة معروفة ولن تستطيع الزراعة ان تكون مصدرا أو وسيلة لتوسيع القاعدة التصديرية }‬ ‫وللزراعة فضل وأهمية ولكنها ليست الأفضل كخيار‪ .‬وأما قطاع الخدمات‪ .‬وفيما عدا قطاع‬ ‫السياحة فإنه قطاع تابع ينمو بنمو القطاعات الانتاجية في البلاد أما ان يكون قطاع‬ ‫الخدمات في حد ذاته أحد الخيارات فهذا لم يكن واردا يوما ما وليس من المتصور وروده‬ ‫وهناك لابد لنا ان نشير الى مستقبل الصناعة في عيان فقد استطاع القطاع الصناعي‬ ‫بالسلطنة ان يتبوأ مركزا مرموقاً في سياسات تنويع مصادر الدخل ‪ ،‬ويلعب دورا هاما في النمو‬ ‫الاقتصادي وذلك بفضل الاستراتيجية التى انتهجت للنهوض بالصناعات في الناتج‬ ‫القومي ‪( .‬انظر الجدول رقم ‏‪0 )٢‬‬ ‫فقد شهد القطاع الصناعي نشاطا ملموسا ونجاحا باهرا وخطا خطوات راسخة في مجال‬ ‫التطوير والتحديث من خلال خطط التنمية الخمسية الثلاثة السابقة بالاضافة الى الخطة‬ ‫الخمسية الرابعة (‪١٩٩١‬م‏ ۔ ‪١٩٩٥‬م)‏ التي نشهد عامها الثاني ‪.‬‬ ‫ومن هذا المنطلق جاء الاهتيام بتنمية القطاع الصناعي على اعتبار ان الصناعة احدى‬ ‫الركائز التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني وبتتبع هذا النشاط نجد الاسهام الفعال في الناتج‬ ‫المحلي الاجمالي‪ ،‬فقد ازداد الناتج المحلي الاجمالي لقطاع الصناعات التحويلية بالاسعار‬ ‫‏‪ ١٩٨٠‬ثم الى‬ ‫‏‪ ١٥,٦‬مليون في عام‬ ‫‪ -‬الى‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‏‪ ٢,١‬مليون ريال في عام‬ ‫الجارية من‬ ‫‏‪ :٨٣‬مليون في ‪١٩٨٥‬م‏ وفي عام ‏‪ ١٩٩٠‬الى ‏‪ ١٥١ ,١‬مليون ريال‪ .‬أما ني عام الصناعة‬ ‫الأول فقد بلغ الناتج ‏‪ ١٦٨ ,٣‬مليون ريال ويمكن ان نلمس ذلك في الجدول رقم ‏(‪.)٣‬‬ ‫وبمقارنة التطور في حجم القطاع الصناعي خلال السنوات ‏(‪ ١٩٧٥‬۔ ‏‪ ١‬ب ‪::‬؛ ) نجد ان‬ ‫عدد المنشات الصناعية القائمة والمسجلة ارتفع من ‏‪ ١٠١‬منشات فقط عام ‪ :::‬ث‪١‬‏ ليصل‬ ‫‏‪. ,٧١٩٩١‬‬ ‫‏‪ ٢٦٤٨‬منشأة صناعية بنهاية العام الصناعي الأول‬ ‫ويعزى ذلك التطور الكبير في القطاع الصناعي الى التحديث والتطوير الذي حدث في‬ ‫السياسات والاستراتيجيات الصناعية كيا اشرنا اليه في الفصل السابق ‪.‬‬ ‫وان الخطط المستقبلية تحوي الكثير من الأهداف الطموحة لتنمية الصناعة من خلال‬ ‫الاستغلال الكامل للمواد الخام المحلية والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة من الأيدي العاملة‬ ‫العيانية لاقامة وتطوير صناعات وطنية تحقق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطنى ‪.‬‬ ‫روري‬ ‫‪ - ١ ٩ ٩ ٢‬المطابع العالمية‪٠ ‎‬‬ ‫‪ ٧٨‬ديسمبر‪‎‬‬ ‫العدد‪‎‬‬ ‫وصناعة عيان‬ ‫‪ (٧‬الغرفة‪ ٠ ‎‬غرفة تجارة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬سلطنة عمان‪‎‬‬ ‫‪ ٣٠٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫القاتمة‬ ‫وفي ختام بحثي أود أن أشير الى عدة نتائج ابابية استخلصتها من خلال متابعتي لفصول‬ ‫البحث هى ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ازدياد الناتج المحلي الاجمالي للقطاعات الصناعية التحويلية من ‏‪ ٢, ١‬مليون ريال عام‬ ‫‏‪ ٥‬مم إلى ‏‪ ١٦٨ ,٣‬مليون ريال عام ‪١٩٩١‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ تخصيص عامين للصناعة ساعد كثيرا في توسيع القاعدة الانتاجية والهيكلية وحفز‬ ‫المستثمرين لاقامة المشروعات الصناعية ‪.‬‬ ‫بلغ متوسط النمو في القطاع الصناعي والتطلع نحو العمل لزيادتها‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ ضرورة قيام القطاع الخاص بالاسهام بدوره في تنمية الموارد البشرية واشتراكها في‬ ‫النشاطات الصناعية ‪.‬‬ ‫وهنا أود أن اسجل الشكر والتقدير لكل من اسدى لي بملاحظة أو قوم لي طريقة كان لا‬ ‫الأثر في ظهور هذا البحث بهذا الشكل الذي اسأل اله أن اكون قد وفقت في المساهمة في‬ ‫البحوث العلمية للثروات الوطنية التي دعا اليها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان‬ ‫قابيس بن سعيد المعظم ۔ حفظه انته والتي تستهدف العمل على زيادة فعاليات الانتاج‬ ‫ويحقق أفضل معدلات النمو‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٠٩‬۔‬ ‫المقر حسات‬ ‫إن هذه المقترحات يمكن لها ان تساعد على تطوير الصناعة وذلك من خلال التعرف على‬ ‫الفرص الصناعية الممكنة في المجالات المختلفة‪ ،‬ويتم هذا عن طريق البحث العلمي‬ ‫والمسوحات القطاعية وعن طريق الزيارات للمراكز الصناعية وهنا دعونا نستعرض بعض‬ ‫المقترحات ‪:‬‬ ‫الاقتراح رقم ( ‏‪) ١‬‬ ‫ضرورة الاهتيام بالصناعات الحرفية التقليدية كاقامة مشاريع متكاملة لصناعة الخناجر‬ ‫العمانية والسيوف‪ ،‬كالصناعات القائمة حاليا في بهلا للفخار وسائل للنسيج ‪ .‬ويمكن أن‬ ‫نحقق عدة أهداف من الاقتراح ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬المحافظة على الحرفة من خلال تشجيع العاملين بها‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬نقل الحرفة الى الأبناء من المتدربين ‪.‬‬ ‫الاقتراح رقم ‏(‪)٢‬‬ ‫القيام بدراسة اتجاهات الاستهلاك من المنتجات الوطنية وتحري أسباب زيادة أو نقص‬ ‫الاقبال عليها‪.‬‬ ‫الاقتراح رقم ‏(‪)٣‬‬ ‫مع‬ ‫خاصة‬ ‫بصمة‬ ‫الدولة لابراز انجازات التصنيع ومزاياه‬ ‫المصانع مع أجهزة‬ ‫تعاون‬ ‫زارة‬ ‫ومه‪,‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الكريم‬ ‫رمضان‬ ‫شهر‬ ‫مسابقات‬ ‫ف‬ ‫للاسهام‬ ‫دعوتهم‬ ‫في‬ ‫عمان‬ ‫سلطنة‬ ‫تليفزيون‬ ‫التربية والتعليم في الاسهام في مسابقات للطلاب سنويا عن الصناعة الوطنية وا‪.‬يةة ‪:‬زحامة‬ ‫للرياضة والأنشطة الشبابية بإقامة مسابقات ثقافية للأندية ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣١٠‬۔‬ ‫‏‪( ١‬‬ ‫ر‬ ‫رقم‬ ‫جدول‬ ‫مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الاجمالي‬ ‫(‬ ‫عماني‬ ‫ريال‬ ‫الجارية ) مليون‬ ‫بالأسعار‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫‪١٩٩٠‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫‪١٩٨٨‬‬ ‫‪١٩٨٧‬‬ ‫‪١٩٨٦‬‬ ‫‪١٩٨١‬‬ ‫‪١٩٨٤‬‬ ‫‪١٩٨٣‬‬ ‫السنة‪‎‬‬ ‫الصناعات‪‎‬‬ ‫‪١٤٧‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫‪١٠٣‬‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫‪٨,٦١٦‬‬ ‫‪٩,٩١٩‬‬ ‫‪١,٠٤١‬‬ ‫تكريرالبترول‪‎‬‬ ‫‪١٥٣,٦‬‬ ‫‪١٣٦,٧‬‬ ‫‪١٢٣,٧‬‬ ‫‪١١١,٤‬‬ ‫‪,٤‎‬ا‪١٠١‬‬ ‫‪4٩٤٥‬‬ ‫‪٧٢ ,٤‬‬ ‫‪٥٩,١‬‬ ‫‪٤٥٦‬‬ ‫رى‪‎‬‬ ‫أخ‬ ‫‪١٦٨٣‬‬ ‫‪١٥١,١‬‬ ‫‪١٣٧,١‬‬ ‫‪١٢٢٧‬‬ ‫‪١١١,٥‬‬ ‫‪١٠٣١‬‬ ‫‪٨‬ه‪‎٣,٢‬‬ ‫‪٧٢١(,.,١‬‬ ‫‪٤٩ ,٧‬‬ ‫جموع الصناعات التحويلية‪‎‬‬ ‫‪7١٠‬‬ ‫‪/ ١٢‬‬ ‫‪71١٠‬‬ ‫‪7٨‬‬ ‫‪/٢٥‬‬ ‫‪7١٤‬‬ ‫‪7٤٥‬‬ ‫معدل الزيادة السنوية‪‎‬‬ ‫٭ المصدر ‪ :‬وزارة التحارة والصناعة‬ ‫جدول رقم (ر‪٢‬‏ )‬ ‫‏‪ ١٩٧٥‬۔ ‪١٩٩٠‬م‏‬ ‫عدد المنشات الصناعية المسجلة خلال السنوات‬ ‫حسب المناطق الجغرافية‬ ‫المملة‬ ‫ظفار‬ ‫الظاهرة الداخلية الشرقية الوسطى‬ ‫مسندم‬ ‫الباطنة‬ ‫مسقط‬ ‫المناطق الجغرافية‬ ‫السنوات‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‏‪١٩٧٥‬‬ ‫‪4٢‬‬ ‫؛‬ ‫_‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫‪١٨‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫_‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫‏‪١٧٢‬‬ ‫الخطة الخمسية الأولى‬ ‫‏‪ ١٧٦‬۔ ‏‪١٩٨٠‬‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫_‬ ‫‪٤٩٦‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫‪٥٤1‬‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫الخطة الخمسية الثانية‪‎‬‬ ‫‪ ١٩٨١‬۔‪١٩٨٥ ‎‬‬ ‫‪١١٥٠‬‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫‪ 3 ٢.٩‬س‪‎‬‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫‪3٧٧‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٣٧٢‬‬ ‫‪٦٢٨٩١.‬‬ ‫الخطة الخمسية الثالثة‪‎‬‬ ‫‪ ١٦‬۔‪١٩٩٠ ‎‬‬ ‫‪٣٤٨٤‬‬ ‫‪٣٠٤‬‬ ‫_‬ ‫‪٨.٦‬‬ ‫‪٤.7‬‬ ‫‪٦4٩‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪4٩٩٣‬‬ ‫‪٦٩١‬‬ ‫الجموع‪‎‬‬ ‫٭ المصدر ‪ :‬وزارة التجارة والصناعة‬ ‫‏‪ ٣١‬۔‬ ‫مراجع السحت‬ ‫‪١‬۔د‪.‬‏ أحمد فهمي جلال‪ .‬تقييم المشروعات الاستثيارية ‪ .‬مطبعة دار التأليف ۔ القاهرة ۔‬ ‫‪١٩٧٨‬م‏‬ ‫د‪ .‬ابراهيم السباعي ‪ .‬دراسات في الجدوى الاقتصادية للمشروعات الحديدة‪ .‬مكتبة‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫الشباب ۔ القاهرة ۔ ‪١٩٨٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٣‬أمين أحمد عوض اته ‪ .‬إدارة الانتاج الصناعي & دار النهضة العربية للطباعة والنشر‬ ‫بيروت ۔ ‪١٩٨٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫دار الجيل للطباعة ۔ القاهرة ۔‬ ‫الادارة المالية ومنهج اتخاذ القرارات‬ ‫‏‪ ٤‬۔ سيد الهواري‬ ‫‏‪ ١٩٨٦‬م ‪.‬‬ ‫ببروت ۔‬ ‫ه ۔ كورا‪ .‬عمان منذ ‏‪ ١٨٥٦‬مسيرا ومصيرا‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبدالله ‪ 5‬وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة ۔مسقط ‪١٩٦٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫التنمية الاقتصادية ‪ 5‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر ۔ بيروت ۔‬ ‫‏‪ ٦‬د‪ .‬كامل بكري‬ ‫‏‪ ٩٣‬ام‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬روجير بيرلنجم ‪ .‬الآن صنعت أمة إ ترجمة أحمد عبدالرحمن حمودة‪ .‬المطبعة النموذجية ۔‬ ‫الحلمية الحديدة‪.‬‬ ‫مشاكل الانتاج الصناعي © دار النهضة العربية للطباعة والنشر ۔‬ ‫‏‪ ٨‬د‪ .‬عادل حسن‬ ‫‏‪ ٩٨٦‬‏م‪. ١‬‬ ‫بروت‬ ‫‏‪ ٩‬۔ محمد فاضل الحاروني۔ والتكاليف الصناعية وإدارة المصانع أ المجلد الآر‪ ...‬دار‬ ‫‏‪ ٩‬م‪.‬‬ ‫المعارف مصر ۔ الطبعة السادسة‬ ‫‏‪ ٠‬محمد عبدالعزيز عجمية‬ ‫دار النهضة العربية‬ ‫محمد محروس اسياعيل‪ ،‬التطور الاقتصادي في أوروبا والعالم العربي‬ ‫للطباعة والنشر بيروت‪١٩٨٦ .‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬محمد عبدالعزيز عجمية‬ ‫‏‪١‬‬ ‫قريفه‬ ‫صبحى نادر‬ ‫د ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣١٢ _-‬۔‬ ‫دار النهضة العربية للطباعة والنشر‬ ‫د‪ .‬مدحت محمد العّقاد‪ ،‬مقدمة في التنسيق والتخطيط‬ ‫بيروت ‪١٩٨٦‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٢‬د‪ .‬عمرو محبي الدين التخلف والتنمية ‪ .‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‬ ‫بيروت ‪١٩٨٨‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪ _ ٣‬غرفة تجارة وصناعة عُيان‪ ،‬الغرفة العددين‪ )٧٨ © ٧٧( ‎‬۔ المطابع العالمية‪ ‎‬م‪. ٢٩٩١‬‬ ‫‪ ١٨٤‬دليل هيئة منطقة الرسيل الصناعية } (المطابع العالمية) روي‪١٩٩١ ‎‬م‪.‬‬ ‫‏‪ - ٥‬التقرير السنوي ‏‪ ١٩٩١‬۔ غرفة تجارة وصناعة عيان ‪ -‬المطبعة الشرقية ومكتبتها ۔ مطرح‬ ‫۔ سلطنة عمان‪..‬‬ ‫المطابع العالمية ۔روي‬ ‫‏‪ - ٦‬النشرة الشهرية نوفمبر ‪١٩٩٢‬م‏ ۔ سوق مسقط للأوراق المالية‬ ‫۔سلطنة عمان ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣١٣‬۔‬ ‫‪-‬۔‬ ‫البديع في شعر اللواح الخر وصي‬ ‫الديخاوي‬ ‫ابراهيم‬ ‫بركات‬ ‫شكري‬ ‫د ‪.‬‬ ‫تمهيد موجز ‪:‬‬ ‫أ۔ البيئة ‪:‬‬ ‫تطل سلطنة عيان التي ينتمي اليها الشاعر على بحر العرب وخليج عيان وتجاورها دولة‬ ‫الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية واليمن‪ .‬وهي ذات موقع جغرافي‬ ‫متفردؤ وقد أفضنا الحديث عن موقع عيان وأهميته في دراساتنا السابقة عنها وخاصة رسالة‬ ‫الدكتوراة (انظر مدخل رسالة الدكتوراة لصاحب هذا البحث بكلية الاداب جامعة القاهرة‬ ‫وفنية وتوجد نسخة منها‬ ‫موضوعية‬ ‫‏‪ ١‬لعماني درا سة‬ ‫‏‪ ١‬لنبهاني‬ ‫شعر سليمان‬ ‫‏‪ ١٩٨٨‬وعنوا نها ‪:‬‬ ‫بمكتبة جامعة السلطان قابوصس) ‪.‬‬ ‫وفي دراستنا السابقة ايضا افضنا الحديث عن عصر النباهنة في عيان وهو العصر الذي‬ ‫عاصر الشاعر زمنيا الجانب الاخير منه‪ .‬وجدير بالذكر ان العصور التاريخية في عيان التى‬ ‫اعتاد الدارسون ان يتناولوا الادب العياني من خلالها هى ‪:‬‬ ‫النباهنة ‪:‬‬ ‫۔ عصر‬ ‫ويمتد زمنيا حوالي خمسة قرون من النصف الثاني للقرن السادس الهجري حتى بداية‬ ‫القرن الحادي عشر تقريبا وهناك اراء جديدة تقلص هذا المدى الزمنى بعض الشى (انظر‬ ‫‏‪ ١٢٢‬وما بعده‪. :.‬‬ ‫كتاب الدكتور أحمد درويش مدخل الى دراسة الادب العياني ص‬ ‫‪:‬‬ ‫اليعاربة‬ ‫‪ -‬عصر‬ ‫ويمتد من سنة ‪٦٢٢‬ا‪١‬م‏ حتى سنة ‪١٧٤١‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البوسعيدي‬ ‫_ عصر‬ ‫الآن ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٧٤ ١‬م حتى‬ ‫ويمتد من سنة‬ ‫‪ ٣١٤‬۔‬ ‫‏‪_-‬‬ ‫التعريف بالشاعر ‪:‬‬ ‫هو سالم بن غسان بن راشد بن عبدالله بن علي اللواح الخروصي ولد بقرية ثقب بوادي‬ ‫بني خروص بالجبل الاخضر بغيان سنة ‪٨٦٢‬ه‪.‬‏ وهناك اكثر من رأي حول تاريخ وفاته‬ ‫ولكن الرأي الأرجح ان تكون وفاته سنة ‏‪ ٩٨١‬ه أو بعدها بقليل ‪ .‬وقد ناقش محقق الديوان‬ ‫هذه المسألة بشىء من التفصيل (انظر مقدمة الجزء الثاني من ديوان اللواح تحقيق محمد علي‬ ‫‏‪ ٩٨٠‬حينيا أرخ‬ ‫الصليبي) وعلى أي حال فالثابت من خلال شعره انه كان حيا يرزق سنة‬ ‫لوفاة ابنه أحمد قائلا ‪:‬‬ ‫من ذي جمادى الآخرالمنساب‬ ‫بالجمعة الزهرا وسادس عشرة‬ ‫عد الثمانين الحساب حسابي‬ ‫من عام تسع مئين يجدو خلفها‬ ‫رغاب‬ ‫بقين‬ ‫قد‬ ‫أياد‬ ‫قله‬ ‫إن كان قد امسى قتيل في الثرى‬ ‫كذلك يثبت من خلال شعره ايضا انه كان على قيد الحياة سنة ‪٩٨١‬ه‏ إذ له شعر في‬ ‫عزاء صديق له اسمه محمد بن أبي سيت ورجال المناذرة في موت ابي سيت بن احمد وارخ‬ ‫ِ‬ ‫لوفاته عام ‪٩٨١‬ه‏ وذلك في قوله ‪:‬‬ ‫نقنت‬ ‫توكلنا وبالشكر‬ ‫عليه‬ ‫المصير وحسبنا‬ ‫الله مولانا‬ ‫الى‬ ‫المسحت‬ ‫وهو الأصت‬ ‫رجب‬ ‫لفى‬ ‫ضحوة‬ ‫لأول‬ ‫ابو سيت‬ ‫توفي‬ ‫تبتت‬ ‫لا‬ ‫اكملت‬ ‫مئين‬ ‫متسع‬ ‫وقبلها‬ ‫عاما‬ ‫ثم‬ ‫عاما‬ ‫ثمانين‬ ‫صيت‬ ‫الله ما هز‬ ‫صلاة‬ ‫عليه‬ ‫عحمد‬ ‫النبي‬ ‫مولانا‬ ‫لهجرة‬ ‫ومعنى ذلك ان الشاعر قد عاش فترة طويلة من القرن العاشر الهجري فهذا فإننا يمكن‬ ‫أن نعتبر شعره نموذجا جيدا للشعر العياني في ذلك القرن ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫۔ ثقافته‬ ‫ج‬ ‫تعلم الشاعر في بداية حياته القران الكريم بقرية الجار من وادي بني خروص ثم رحل‬ ‫الى نزوى (مدينة غيانية مشهورة) طلبا للعلم } ونزوى كانت في ذلك الوقت حاضرة العلم‬ ‫والعلاء بعهان ‪ ..‬ولهذا كثرت رحلات الشاعر اليها كلما شعر حاجة الى الاستزادة من العلم‬ ‫والمعرفة‪ .‬ولا تبدو في اخبار الشاعر انه ارتحل الى مراكز الحضارة والعلوم آنذاك في العراق‬ ‫ومصر والشام وغيرها كيا فعل عدد كبير من علياء وأدباء عيان قبله الذين كانوا يذهبون الى‬ ‫هذه المراكز الحضارية وكانت تطول اقامتهم بها احيانا فينسبون اليها‪ .‬ولكن ثقافة الشاعر‬ ‫‪ ٣١٥‬۔‬ ‫‏_‬ ‫على أية حال لم تكن محلية تماما فقد تجاوزت ذلك سالكة دربين اثنين ‪:‬‬ ‫فأما الدرب الأول فكان القراءة والاطلاع على التراث العربي القديم وقد حدث هذا عن‬ ‫طريق زحلاته الداخلية الى مدينة نزوى التي كانت موطنا للعلم والعلماء في عيان انذاك ‪.‬‬ ‫وعن طريق هذه الرحلات اتصل بالحضارة العربية والتراث العربي فقرا كتب العرب‬ ‫القديمة ودواوين الشعر وتأثر بها كثبرا‪ ،‬كذلك ألم بالتاريخ وأحداثه وتعمقت معرفته ودرايته‬ ‫بالقران الكريم والسنة وعلوم الدين وظهر ذلك واضحا جليا في شعره لفظا ومعنى خاصة‬ ‫الاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف ومعارضة الشعراء السابقين ‪.‬‬ ‫وأما الدرب الثاني الذي سلكته ثقافة الشاعر لتتجاوز المحلية وتخرج من دائرتها فكان‬ ‫من خلال رحلاته الكثيرة الى حبيبته الاولى ومعشوقته الدائمة ليلى التي كان يكن بها عن‬ ‫الكعبة المشرفة‪ ،‬إذ الثابت من شعره أنه كان عاشقا لها متييما بهاء فمن خلال شعره نلمح‬ ‫تعدد رحلاته الى الحج بصورة تكاد تكون منتظمة ‪ .‬ومن خلال هذه الرحلات واقامته بمكة‬ ‫والأماكن المقدسة كانت تحدث لقاءات بين الشاعر وبين بعض علياء وأدباء عصره المقيمين‬ ‫بهذه الأماكن المقدسة والوافدين عليها فكانت هذه اللقاءات رافدا جديدا من روافد ثقافته‬ ‫وعلمه ‪.‬‬ ‫فثنقافة الشاعر تبدو واسعة ومتنوعة ويبدو ان اطلاعه على القرآن الكريم والحديث‬ ‫الشريف والكتب الدينية منذ الصغر اضافة الى بيئته العمانية المحافظة نقول يبدو ان ذلك‬ ‫قد دفع الشاعر دفعا الى هذا الاتجاه الديني واسع المدى الذي نراه في شعره‪.‬‬ ‫البديع في شعر اللواح‬ ‫البديع احد علوم البلاغة الثلاثة ‪ :‬المعاني والبيان والبديع ‪ .‬وهو العلم الذي يهتم‬ ‫بتحسين الكلام وتجميله وتزيينه ليقترب من قلب السامع وعقله فيجعله اكثر انتباها وادراكا‪.‬‬ ‫وأعمق فهيا واستيعابا واقدر حفظا وترديدا لهذا الكلام ‪.‬‬ ‫والحق ان الصورة الأدبية تستكمل عناصرها البلاغية بالبديع } بمعنى انه ليس منفصلا‬ ‫عن علمي الباإغة الآخرين‪ :‬البيان والمعاني‪ .‬أو مستقلا عنهيا وإنما هو عنصر ثالث هام‬ ‫يكمل جوانب الصورة البلاغية ‪ 3‬فالصورة تمر بعلم المعاني ‪ 0‬فيأتي المعنى بها مطابقا للموقف‬ ‫ومقتضى الحال‪ .‬وتمر بعلم البيان فتنال حظها منه متمثلا في الوسيلة او الاسلوب او الطريقة‬ ‫‏‪ ٣١٦ _ -‬۔‬ ‫الت تعبر عن هذا المعنى من تشبيه أو استعارة أو مجاز أو كناية ثم يأتي دور البديع ليضفى‬ ‫على هذه الصورة لمسة الجمال والحسن فيلبسها الوشي الجميل ويزينها ويجعلها على احسن‬ ‫صورة تجعل العين تلفها والاذن تطرب لسياعها‪ ،‬والعقل يتجاوب معها‪ .‬والقلب يخفق لما‪.‬‬ ‫والبديع ني اللغة والبدع هو الشىء الذي يخترع او يأتي اولا ولا يكون له مثيل سابق ففي‬ ‫القرآن الكريم قوله تعالى‪ :‬بديع السموات والأرض إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن‬ ‫فيكون» أي أنه سبحانه خالقها على غير مثال سابق وقد استعملت هذه الكلمة في معناها‬ ‫الأدبي من قبل بين المعتزش فقد ذكرها الجاحظ في (البيان والتبيين) وقال ‪ :‬ان البديع‬ ‫مقصور على العرب ومن اجله فاقت لغتهم كل لغة ‪ . .‬الخ‬ ‫ويقال ان اول من اطلق كلمة (البديع) على محاسن الكلام وخصائص الأدب المميزة له‬ ‫الشاعر العباسي مسلم بن الوليد رت ‏‪ ٢٠٨‬ه) ولكن الجاحظ (ت ‏‪ ٢٥٥‬ه) يعد أول من‬ ‫استعمل هذه الكلمة استعيالا نقديا وهي تعني عنده المحسنات اللفظية والمعنوية ‪.‬‬ ‫ومن فنون البديع التي ذكرها‪ :‬السجع والازدواج والتضمين والتقسيم والكناية وأما ابن‬ ‫المعتز فيعد أول من ألف كتابا خاصا بالبديع وانواعه وهو كتاب البديع الذي ألفه في القرن‬ ‫الثالث الهجري ‪ .‬ومنذ ذلك الحين أخذ الكلام عن البديع يتجه وجهة جديدة فبعد ان كان‬ ‫كلاما متناثرا في كتب الأدب المختلفة اصبحت له مؤلفاته الخاصة ‪.‬‬ ‫فكلمة (بديع) التي استخدمها ابن المعتز عنوانا لكتابه لم يكن هو أول من استخدمها ‏‪٠.‬‬ ‫‪ .,‬كانت مستعمله في كلام العرب ولكن فضل ابن المعتز يكمن في انه يعد اول من جمع‬ ‫‪::‬ن البديع في مؤلف واستشهد لها بشواهد من القران الكريم ومن أحاديث النبي ۔ صلى‬ ‫‪ .:.‬عليه وسلم ۔ ومن الأدب ‪.‬‬ ‫وكان غرضه من تأليف كتابه ان يبين وجود البديع عند القدماء إذ يقول فيه‪( :‬وإنيا‬ ‫غرضنا من هذا الكتاب تعريف الناس ان المحدثين لم يسبقوا المتقدمين الى شيع من أبواب‬ ‫البديع) وكان من يقول في مطلع كتابه‪( :‬قد قدمنا في ابواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في‬ ‫القران واللغة وأحاديث رسول الله ۔ صلى الله عليه وسلم _ وكلام الصحابة والأعراب‬ ‫وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سيه المحدثون البديع } ليعلم ان بشارا ومسليا‬ ‫وابا النواس ومن تبعهم وسلك سبيلهم لم يسبقوا الى هذا الفن © ولكنه كثر في أشعارهم ‪83‬‬ ‫فعرف في زمانهم حتى سمى بهذا الاسم فأعرب عنه ودل عليه‪ ،‬ثم ان حبيب بن اوس‬ ‫الطائي من بعدهم شغف به حتى غلب عليه{ وتفرغ فيه واكثر منه‪ .‬فاحسن في بعض ذلك‬ ‫وتلك عقبى الافراط وثمرة الاسراف) ‪.‬‬ ‫وأساء في بعض‬ ‫‏_ ‪ ٣١٧‬۔‬ ‫وأما مفهوم البديع عند ابن المعتز في كتابه فقد كان عاما يقصد به كل الصور والأساليب‬ ‫ومن هنا حدد فنون البديع اولا بخمسة هي ‪ :‬الاستعارة والتجنيس‬ ‫البلاغية الطريفة‪.‬‬ ‫والمطابقة ورد الاعجاز على ما تقدمها والمذهب الكلامي ‪ .‬وقد انتبه ابن المعتز الى انه قد يأتي‬ ‫بعده من يشكك في وقف فنون البديع عند هذه الأنواع الخمسة أو من ينتقص منها فأشار‬ ‫الى ذلك والى انه لم يحدد هذه الأنواع عن جهل وعدم دراية ‪ ،‬فإن من اقتفى به فليفعل ‪ ،‬ومن‬ ‫يريد اضافة أو حذفا فليفعل ايضا وفي ذلك يقول‪( :‬ويعلم الناظر انا اقتصرنا بالبديع على‬ ‫الفنون الخمسة اختيارا من غير جهل بمحاسن الكلام ولاضيق في المعرفة‪ .‬فمن احب ان‬ ‫يقتدي بنا ويقتصر بالبديع على تلك الخمسة فليفعل ومن اضاف من هذه المحاسن او‬ ‫غيرها شيئا الى البديع او لم يأت غبر رأينا فله اختياره) ‪.‬‬ ‫وأما هذه المحاسن فثلاثة عشر محسنا ذكرها بعد ان ذكر فنون البديع الخمسة وعدها من‬ ‫معنى اللى معنى ‏‪ ٠‬تأكيد المدح‬ ‫الخروج من‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الاعتراض‬ ‫(الالتفات [‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫الكلام‬ ‫محاسن‬ ‫التعريفي والكناية ‪6‬‬ ‫التضمين ‪6‬‬ ‫حسن‬ ‫به الحد ‏‪٠‬‬ ‫يراد‬ ‫الهزل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تحباهل العارف‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الذم‬ ‫ها يشبه‬ ‫ماليس‬ ‫ذلك‬ ‫القوافي وتكلفه من‬ ‫الشاعر نفسه ف‬ ‫التشبية ‏‪ ٠‬اعنات‬ ‫في الصفة ‏‪ ٠‬حسن‬ ‫الافراط‬ ‫معظم هذه‬ ‫البلاغيون‬ ‫ما توقعه ابن المعتز إذ اضاف‬ ‫وقد صح‬ ‫له حسن الابتداءات)‬ ‫المحسنات الى البديع واضافوا غيرها كيا نقلوا الاستعارة والتشبية والكناية الى علم البيان ‪.‬‬ ‫واما السؤال المطروح‪ :‬لماذا ذكر ابن المعتز خمسة فنون فقط للبديع‪ .‬واطلق عليها هذا‬ ‫الاسم ثم ذكر ثلاثة عشر نوعا آخر واطلق عليها محسن الكلام؟ فإن هناك رايا يذهب الى‬ ‫انواع‬ ‫حا۔د نها‬ ‫الى‬ ‫المرحلة الأولى هي‬ ‫قيام ابن المعتز بتأليف كتابه على مرحلتين `‬ ‫احتےال‬ ‫البديع بخمسة انواع اطلق عليها (فنون البديع) ثم تعرض له النقاد والمعارنسرزذ ‪ ...:::‬رأوا‬ ‫أنهت عشر‬ ‫از"‬ ‫الأنراخ‬ ‫سهذه‬ ‫كتابه وجاء‬ ‫نألف القسم الثاني من‬ ‫هذا‬ ‫البديع اكثر من‬ ‫فنون‬ ‫ان‬ ‫!الر أي‬ ‫الى ه‪!..‬‬ ‫يذهب‬ ‫بجهله مها © ومن‬ ‫نفسه القول‬ ‫عن‬ ‫حتى يبعد‬ ‫الكلام‬ ‫وسياها محاسن‬ ‫إذ بقول‪.‬‬ ‫الخمسة‬ ‫الفنون‬ ‫أعقاب حديثه عن‬ ‫‪:‬‬ ‫الكتاب‬ ‫خاتمة‬ ‫ان يكون‬ ‫ما يمكن‬ ‫يؤكد وجود‬ ‫وسبعين ومائتين‪ .‬واول من نسخه عل بن هارون ابن اي ) يحى بنن ابي‬ ‫(والفنة سنة ا‬ ‫بن‬ ‫ورد‬ ‫التي كانت موضع أخذ‬ ‫باسم البديع ‏‪ ٦‬لأنها فعلا الفنون‬ ‫م‬ ‫الكلام‬ ‫محاسن‬ ‫أصحاب البلاغة العربية الخالصة وبين طوائف المتفلسفة ومن ينزعون نحو التجديد‬ ‫المسرف‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٣١٨‬۔‬ ‫وحكمه‬ ‫الفنون‬ ‫هذه‬ ‫الى‬ ‫نظرته‬ ‫في‬ ‫معتدلا‬ ‫المعتز انه كان‬ ‫لابن‬ ‫يؤخذ‬ ‫فإنه‬ ‫حال‬ ‫أي‬ ‫وعلى‬ ‫على استعيال الادباء لها فكان يستحسن النص أو يعيبه حسبيا يقتضيه حال النص نفسه‬ ‫للقدماء أو للمحدثين ‪.‬‬ ‫النص‬ ‫النظر الى انتهاء هذا‬ ‫اياه دون‬ ‫له او استهجانه‬ ‫استحسانه‬ ‫ومدى‬ ‫وقد تميز ابن المعتز ايضا في كتابه بدقة اختياره لأمثلته وشواهده‪ ،‬وينم هذا الاختيار عن‬ ‫‪ :‬فهم عميق واع وذوق سليم ‪.‬‬ ‫ومما يؤخذ له ايضا في هذا الكتاب انه يعد رائد التأليف في البديع لأنه اول من ألف فيه‬ ‫وحدد فنونه وأنواعه‪ ،‬وفتح الباب امام غيره لاستكيال جوانبه‪ ،‬فاصبح اماما يقتدى بعلمه‬ ‫ونورا يهتدى به ‪.‬‬ ‫واذا اتجهنا الى العصر الذي عاش فيه اللواح نجد انه كان عصرا يتسم بسمة خاصة في‬ ‫هذا المجال هي اقبال الادباء بضفة عامة والشعراء بصفة خاصة على استخدام البديع‬ ‫استخداما واسع المدى في ادبهم فكان‪:‬الشاعر يبذل غاية جهده في تتبع انواع البديع ومحسناته‬ ‫اللفظية والمعنوية يرصها رطضناأفي قصيدتهإ فتخرج صفوفا متراصة من المحسنات بأقسامها‬ ‫المختلفة وهكذا الحال في قصائده المختلفة وقصائد اقرانه فكانيا الشعراء في سباق عتيد لبلوغ‬ ‫غابة هذه المحسنات والزخارف البراقة وهو الامر الذي أثر سلبا على مضمون الشعر‬ ‫‪.‬‬ ‫وجوهره‬ ‫والحق ان اللواح كان مليا بالبديع ‪ ،‬واعيا بأنواعه وأقسامه فسلك دروبه وسار فيها واثقا‬ ‫الجناس ‏‪٠‬‬ ‫متى يستخدم‬ ‫فيعرف‬ ‫صنعته‬ ‫خامات‬ ‫استخدام‬ ‫في‬ ‫الحاذق‬ ‫الصانع‬ ‫ثقة‬ ‫با‪.‬مئنا‬ ‫‪ ...‬ن يكون الطباق‪ ،‬وكيف ترتد الاعجاز على صدورها‪ . . .‬الخ‬ ‫رقد لفتت انتباهي تلك الظاهرة عند اكثر من شاعر عُياني قديم خاصة الشعراء الذين‬ ‫النبهاني‬ ‫من قبل عند سليهان‬ ‫ذلك‬ ‫الناد ‪ .‬فقد رصدت‬ ‫البديع كا بسميه بعض‬ ‫‪. ..‬۔۔وا عصر‬ ‫ظواهر‬ ‫يتسم مها الشعر العماني القديم ضمن‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫ان‬ ‫ويبدو‬ ‫الحبسى ‏‪٠‬‬ ‫لمسته عنذل‬ ‫ك!‬ ‫أ دبية اخرى تنتشر فيه انتشارا واسعا بيا يجعلها بحق تستحق الدراسة والتأهيل وتتبع‬ ‫منابعها ‪.‬‬ ‫فاللواح يجنح الى البديع ويستخدمه كثيرا ولكنه يبذل جهده الواضح لكي ينأى‬ ‫بمحسناته عن التكلف والتصنع وحتى تظل توابعه بالقدر الذي يجعل طعامه شهيا جذابا‬ ‫ومنهم تشد هم زينته‬ ‫شوق‬ ‫ف‬ ‫على شعره‬ ‫نيه ‪ 8‬فيقبل ‏‪ ١‬لناس‬ ‫‪7‬‬ ‫وتذله بصوره‬ ‫ان تمسده‬ ‫دون‬ ‫لا تطمس هذاا لجوهر وتمحو ذلك‬ ‫ا لزينة وتلك المضمون‬ ‫ا لمرا قة ولكن هذه‬ ‫وتحبذ بهم زخارفه‬ ‫المضمون كيا كان الحال عند الشعراء الذين أسرفوا في استخدام البديم آنذاك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣١4٩‬۔‬ ‫۔_‬ ‫ونعود الى ديوان اللواح لنتتبع أنواع البديع فيه وكيفية استخدام الشاعر لهما‪:‬‬ ‫اورا قه وتمايلت غصونه‬ ‫واخضرت‬ ‫في شعر ‏‪ ١‬للواح فنيا فيها عوده‬ ‫ا رضا خصبة‬ ‫‏‪ ١‬لحناس‬ ‫وحد‬ ‫وحاول اللواح جاهدا ان يوائم بين حبه له وحرصه عليه واعجابه بتلوين صوره به وبين عدم‬ ‫الوصول به الى درجة التكلف والتصنم ومن هنا كانت مهارته في استخدام هذا اللون من‬ ‫البديع فنراه يتوسع في استخدامه بدرجة تفوق نظيرتها عند سلييان النبهاني الشاعر العماني‬ ‫القدير ولكنه مع هذا الاستخدام الواسع للجناس لايشعرنا بالسأم أو الملل او الرتابة فهو‬ ‫الموقف ذلك‬ ‫ويقف سها حينا يستدعى‬ ‫ناحيته يوجهها حيثيا تحتاج معا نيه وا فكاره‬ ‫من‬ ‫يتمكن‬ ‫واللواح‪ :‬لاشك يعرف دروب الجناس المختلفة فهو ملم بأقسامه وأنواع ففي شعره الجناس‬ ‫التام المماثل والجناس التام المستوفى وفي شعره كذلك الجناس غير التام بأنواعه المختلفة ‪:‬‬ ‫انتشار‬ ‫على‬ ‫التى تدل‬ ‫الامثلة‬ ‫بعض‬ ‫وهذه‬ ‫والقلب‬ ‫والمحرف‬ ‫والناقص‬ ‫واللاحق‬ ‫المضارع‬ ‫الجناس في شعر اللواح‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الماثل‬ ‫التام‬ ‫الجناس‬ ‫يكون الجناس تاما اذا اتفق اللفظان المتجانسان في نوع الحروف وعددها وهيأتها‬ ‫وترتيبها‪ .‬فإذا كانا من نوع واحد اسمية أو فعلية أو حرفية سمى مماثلا ومن امثلة هذا النوع‬ ‫في شعر اللواح قوله ‪:‬‬ ‫سواه يفطر روح البوح ‪:‬۔‪ ,‬ب۔‪٠٠:.:‬؛‏‬ ‫الفاطر البوح من بوح ولا أحد‬ ‫وهنا تبدو مهارة الشاعر في استخدام كلمة (بوح) بمعانيها المختلفة ويقت ‪ . :.‬تلق‬ ‫النفس من الجياع ‪.‬‬ ‫ومن الأمثلة ايضا قوله ‪:‬‬ ‫كيا يقول الهوى من حبها سيحير!)‬ ‫أرى الراسيات الراسيات بها‬ ‫الجبال والثانية صفة لما‪.‬‬ ‫فالراسيات الأولى بمعنى‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع من الجناس ايضا قوله ‪:‬‬ ‫أت نس‪)٢١‬‏‬ ‫لضيمها‬ ‫‏‪ ١‬لصباح‬ ‫فلق‬ ‫بد ‏‪١‬‬ ‫وإن‬ ‫أحن‬ ‫ليلى‬ ‫إلى‬ ‫ليلي‬ ‫‪ ٣‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪١٣٧ ‎‬‬ ‫‪ - ٢‬الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪٧٩ ‎‬‬ ‫‪ ١‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٧٩ ‎‬‬ ‫فليلى الأولى يقصد بها الوقت المعروف عكس النهار وأما الثانية فيقصد اسم صاحبته‬ ‫ويرمز بها للكعبة الشريفة في شعره‪ .‬ومن ذلك ايضا قوله‪:‬‬ ‫دعاهمار؛؛‬ ‫لوى‬ ‫بها‬ ‫تلما‬ ‫ولا‬ ‫دعاها‬ ‫صنعت‬ ‫كيفما‬ ‫دعاها‬ ‫وبالديوان أمثلة اخرى عديدة لهذا النوع من الجناس‪.‬‬ ‫الجناس التام المستوفى‬ ‫وفيه يكون الجناس تاما واللفظان محتلفين في النوع ‪ 5‬فيكون أحدهما أسياً والآخر فعلا أو‬ ‫العكس أو يكون أحدهما أسيا والآخر حرفا وهكذا‪ . . .‬وقد الم اللواح بهذا النوع من‬ ‫الجناس واستخدمه في شعره ومن ذلك قوله ‪:‬‬ ‫ليورق بعد لين الفصن عودي‪١‬ه)‏‬ ‫عودي‬ ‫بالامس‬ ‫اليلتنا‬ ‫فكلمة عودي في الشطر الأول فعل بينما استخدمها الشاعر في الشطر الثاني اسيا ويقصد‬ ‫به جسمه وبنيانه وهو ما يعرف لدى البلاغيين بالجناس التام المستوفى ‪.‬‬ ‫وقد تطرق اللواح الى الشىء نفسه في قوله ‪:‬‬ ‫صفار‬ ‫خليل‬ ‫مثلي‬ ‫فهيهات‬ ‫ألا فانظروني بعين الصفا‬ ‫فكلمة (صفا) في الشطر الأول مكان بعينه أما في الشطر الثاني فقد استخدمها فعلا‪ .‬ومن‬ ‫امثلة هذا النوع ايضا في شعر اللواح قوله ‪:‬‬ ‫مفارقهر‪)٧‬‏‬ ‫شابت‬ ‫ومنه راسي ‪.‬فقد‬ ‫فقلقلني‬ ‫اضلاعى‬ ‫غيظك‬ ‫قد‬ ‫تد‬ ‫ومن ذلك ايضاً قوله ‪. :‬‬ ‫برداها‬ ‫سحبت‬ ‫نهجة‬ ‫وكل‬ ‫والملاهمي‬ ‫المعازف‬ ‫نقلقلها‬ ‫إذا إلا وباريها رداهاه‬ ‫وما بلد يحل النكر فيها‬ ‫فكلمة (رداها) في البيت الأول استخد مها الشاعر اسيا من الرداء أي الزي والملبس اما‬ ‫البيت الثاني فقد استخدمها الشاعر فعلا بمعنى اهلكها‪.‬‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٦‬الديوان ج‪‎‬‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ _ ٥‬الديوان ج‪‎‬‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫‪ ٤‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫ا‪٨‬لديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪.٨٩ ‎‬‬ ‫ا‪٧‬۔لديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪٧٦ ‎‬‬ ‫‪ ٣٢١‬۔‬ ‫‏_‬ ‫الجناس غير التام المضارع أو اللاحق ‪:‬‬ ‫ويكون اذا اختلف اللفظان في أنواع الحروف على ألا يقع الخلاف في اكثر من حرف‬ ‫فإذا كان الحرفان المختلفان متقاربين في المخرج سمى (مضارعا) أما إذا كانا غير متقاربين‬ ‫سمي (لاحقا) ‪.‬‬ ‫ومن أمثلة هذا النوع في شعر اللواح قوله ‪:‬‬ ‫تصبورد؛»‬ ‫وشبابه‬ ‫مشايخه تصبى‬ ‫منكر‬ ‫الحق‬ ‫به‬ ‫واد‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك قوله‬ ‫فيكم وإن كان لما يحسن العملار‪&١٠‬‏‬ ‫الاملا‬ ‫جاءت إليك تعيدأ‬ ‫‪:‬‬ ‫ايضا قوله‬ ‫ومنه‬ ‫وكان في القرب منه ف شواهده(‪:)١1١1‬‏‬ ‫في مشاهده‬ ‫ى به الله ليلا‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك قوله‬ ‫‏‪(١‬‬ ‫لهما الصبح خاضت واستبان وريدهار؛‬ ‫بدا‬ ‫اذا‬ ‫الليل حتى‬ ‫لأولى‬ ‫وحاضت‬ ‫ر‪&١٨‬‏‬ ‫ويآمل منها منال مناء‬ ‫بها‬ ‫ومفتخر‬ ‫للدنيا‬ ‫تبالذي‬ ‫رفيقا خباه‪»6‬‬ ‫إذا ما رفيق‬ ‫الشقيق‬ ‫وأنت‬ ‫الشفيق‬ ‫فأنت‬ ‫وكذلك قوله في موضع آخر ‪:‬‬ ‫بداعي الحب حملني صذ ‪ .-..‬؛؛‬ ‫وداعا‬ ‫ياليلى‬ ‫أطيق‬ ‫فكيف‬ ‫ومنه ايضا هذا البيت الذي علا فيه جرسه الموسيقى ‪:‬‬ ‫واستعذبت قلبه الصا ي اصابته ر‪»١٦‬‏‬ ‫صبابته‬ ‫ليلى‬ ‫إلى‬ ‫صبته‬ ‫صب‬ ‫‪ ٩‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٢٠ ٤ ‎‬‬ ‫‪ ١١‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٢٥٥ ‎‬‬ ‫‪ -١‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٢٠٦ ‎‬‬ ‫‪ ٠‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٢٠٧ ‎‬‬ ‫‏‪١٤٩‬‬ ‫‪ ٥‬الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪١٤٨‬‬ ‫‪ ٤‬الديوان ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪١٠٠‬‬ ‫‏۔‪ ٣-‬الديوان ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪٢٤٣‬‬ ‫‏‪ - ٦‬الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪ ٣٢٢‬۔‬ ‫۔‬ ‫الجناس غير التام المحرف ‪:‬‬ ‫وهو ما اختلف فيه اللفظان في شكل الحروف وهيأتها وقد يكون الاختلاف ني الحركة‬ ‫فقط أو في الحركة والسكون وقد استخدم اللواح هذا النوع من الجناس وان كان استخدامه‬ ‫له بدرجة اقل من تناوله الأنواع الأخرى ومن الجناس المحرف في شعر اللواح قوله ‪:‬‬ ‫‏(‪(١٧‬‬ ‫وبيات‬ ‫عنده‬ ‫مقيلا‬ ‫وطاب‬ ‫منى‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لقلب‬ ‫منى‬ ‫نلنا‬ ‫وياليلة‬ ‫ايضا ‪:‬‬ ‫وقوله‬ ‫‏(‪)١٨‬‬ ‫للحقوق‬ ‫موا نع‬ ‫لطاعته‬ ‫وحلق‬ ‫خلق‬ ‫ف‬ ‫! بليس‬ ‫بني‬ ‫وفي موضع آخر ‪:‬‬ ‫‏(‪&١٩١‬‬ ‫واقبال السعادات‬ ‫بغير جة‬ ‫لا يدرك المجد من جَجد زك وآب‬ ‫ويكون إذا اختلف اللفظان في اعداد الحروف وكان الاختلاف بزيادة حرف واحد في‬ ‫ايضا بدرجة ملحوظة في شعر ‏‪ ١‬للواح ومنه قوله ‪:‬‬ ‫موجود‬ ‫ا لحنا س‬ ‫وهذ اا لنوع من‬ ‫أحدهما‬ ‫‏‪(٢٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لنص قد نمقار‬ ‫وما في‬ ‫أ لوعد جاء‬ ‫في‬ ‫وما‬ ‫وا لوعيد‬ ‫وا لبعمث‬ ‫اوت‬ ‫والمجانسة واضحة في البيت بين كلمة الوعيد في الشطر الأول وكلمة الوعد في الشطر‬ ‫‪ .‬ني ‏‪ ١‬لتي تنقص حرفا عن سابقتها ومثل ذلك ايضا قوله ‪:‬‬ ‫الهواءر‪)٢١‬‏‬ ‫يسع‬ ‫لا‬ ‫كاد‬ ‫أن‬ ‫للى‬ ‫إليها‬ ‫منا‬ ‫الهوى‬ ‫زاد‬ ‫وقد‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫‪ - ٧‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٠‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٨٧ ‎‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫‪ _ ١٩ ٢٢٤‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٨‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫‪ -‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٢٢٣‬۔‬ ‫وفي موضع آخر نراه يستخدم هذا النوع من الجناس استخداما موسيقيا عذباً رقيق‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫وحوب حبيب النفس يستره الحب‪)٢‬‏‬ ‫عذاب الهوى في قلب من رامه عذب‬ ‫الجناس المذيل ‪:‬‬ ‫ويحدث إذا كان الاختلاف في عدد الحروف بين اللفظين المتجانسين اكثر من حرف واحد‬ ‫ومن الجناس الملذيل عند اللواح قوله ‪:‬‬ ‫وطرف متى ما يلمح البرق لامح ‏‪(٢٣‬‬ ‫مقلب‬ ‫لليلى‬ ‫قلب‬ ‫لي‬ ‫خليلي‬ ‫فكلمة قلب ثلاثة حروف وكلمة مقلب خمسة بزيادة الميم واللام المشددة‪ .‬ومن المذيل‬ ‫ايضا قوله ‪:‬‬ ‫الأثبر؛‪»٢‬‏‬ ‫وألفاظها‬ ‫معانيها‬ ‫أنيق‬ ‫فراقت حليلها‬ ‫قد رقت‬ ‫عرائس‬ ‫وقوله في موضع ثالث ‪:‬‬ ‫‏«{‪»٢٥٠‬‬ ‫بتطظلابه هام السياكين تنطح‬ ‫وهمة‬ ‫يسوس‬ ‫له هم‬ ‫بلا من‬ ‫وفي موضع اخر يقول ‪:‬‬ ‫ر‪»٢:‬‏‬ ‫حباها‬ ‫نمحياها‬ ‫من‬ ‫وراقت‬ ‫هناها‬ ‫كشفت‬ ‫بكم‬ ‫نزوى‬ ‫أرى‬ ‫‪.‬‬ ‫مذيلا‬ ‫‪:‬‬ ‫جناس القلب‬ ‫وفيه تختلف اللفظتان في ترتيب الحروف ولذلك يسمى احيانا (العمكس) وهر أنواع ‪.‬‬ ‫منه قلب الكل { وفيه يكون احد اللفظين عكس الآخر في ترتيب حروفه ‪6‬‬ ‫ومنه قلب البعض وفيه يحدث اختلاف بين اللفظين في ترتيب الحروف‬ ‫واذا كان احد اللفظين المتجانسين في أول البيت والثاني في آخره سمي جناسر القلب‬ ‫_‬ ‫الجنح‪.‬‬ ‫وأما اذا كانت اللفظتان المتجانستان متتاليتين يسمى جناس القلب المزدوج‬ ‫وأمثلة هذا النوع قليلة في الديوان إذ يبدو ان اللواح لم يكن مولعا بهذا اللون من الجناس‬ ‫‪٢٠٢‬‬ ‫‪ ٤‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫‪ ٣‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٢٠١‬‬ ‫‪ ٢٢‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫‪ -٦‬الديوان ج‪ ٦٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫‪ - ٦٥‬الديوان ج‪ ٦٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٢٤‬۔‬ ‫فكان استخدامه له في نطاق بسيط ولكنه على أي حال الم به وأدخله في صنعته من ذلك قوله‬ ‫زا د‬ ‫ا لشوق‬ ‫ود ‏‪ ١‬ء‬ ‫إليها‬ ‫بنا‬ ‫‏‪ ١‬لدوا‬ ‫‪,‬‬ ‫؛‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫لنا‬ ‫ومنظرها‬ ‫ع}ع(‪(٢٧‬‏‬ ‫ال حض‬ ‫قلب‬ ‫ففي البيت جناس‬ ‫في‬ ‫المجنح بين (وداء)‬ ‫ف‬ ‫مطلع البيت وكلمة (الدواء)‬ ‫غهايته ‪.‬‬ ‫التقسيم لون من ألوان البديع استخدمه اللواح كثيرا في ديوانه وينقسم هذا اللون‬ ‫‪:‬‬ ‫البديعي قسمين‬ ‫التقطيع ‪:‬‬ ‫وفيه يقطع الشاعر البيت على أساس الوزن كل لفظين ربع بيت او غير ذلك ‪.‬‬ ‫الترصيع ‪:‬‬ ‫وفيه يستخدم الشاعر السجع في تقطيعه الذي اشرنا إليه سابقا‪ .‬والتقسيم كغيره من‬ ‫ألوان البديع يجب على الشاعر ألا يسرف في استخدامه لأن القليل منه يجمل الشعر ويزينه‬ ‫ويشد القارىء والمتلقى إليه بينما الاسراف فيه يجعل المتلقى منصرفا عنه ‪ .‬فكثرة استخدامه‬ ‫تؤدي الى ۔ التصنع والتكلف وضعف النسيج الشعري ‪ -‬بينما التركيز في استعياله والتقليل‬ ‫الشعر قدرا من الموسيقى والبهاء والعذوبة التي محتاجها القارىء عادة‬ ‫‪ :..‬وجوده يكسب‬ ‫لل على الشعر ويقبله ‪.‬‬ ‫زاذا نظرنا الى شعر اللواح باحثين عن هذا اللون البديعي فإننا نلاحظ حرص الشاعر‬ ‫زن وجوده في معظم قصائده ‪ ،‬ولكننا نلاحظ ايضا انه كان حريصا على الاقلال منه وعدم‬ ‫بل إنه داخل القصيدة الواحدة‬ ‫تخصيص قصائد كاملة له كيا رأينا ذلك عند شعراء عصره‬ ‫يستخدم التقسيم في أضيق نطاق مما يعني انه كان مليا بهذه المسألة مسألة الاستخدام الأمثل‬ ‫للتقسيم واعياً بها‪ .‬حريصا عليها ولكنه حينا يتعرض للتقسيم وينظم فيه نراه ماهرا‬ ‫وحاذفا في استخدامه فيوفر لشعره جرسه العذب وايقاعه المناسب وانظر مثلا الى قوله ‪:‬‬ ‫نهل‬ ‫ومن‬ ‫ذوق‬ ‫ومن‬ ‫لملمت‬ ‫ل‬ ‫ومن‬ ‫الله من شم شممت‬ ‫استغفر‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫‪ ١‬ص‪‎‬‬ ‫‪ -_ ٧‬الديوان ج‪‎‬‬ ‫‪٣٢٥‬‬ ‫_‬ ‫هجو الكرام ومن لهو ومن غزل(ه؟؛‬ ‫استغفر الله من مدحي اللثام ومن‬ ‫ثم قوله بعد عدة أبيات من نفس القصيدة‪: ,‬‬ ‫ومن ذرع على عجلر‪٢١‬؛)‏‬ ‫وزن خففت‬ ‫ومن‬ ‫استغفر الله من كيل طقفت‬ ‫فالتزصيع في الأبيات السابقة يجذب انتباهنا ويشد اسياعنا ولكنه في نفس الوقت لا يؤثر‬ ‫مطلقا على جوهر المعنى فإننا نتتبع من خلال الأبيات موقفا معينا للشاعر هو موقف التائب‬ ‫من ذنوبه‪ ،‬يعددها ويطلب من الله الغفران والتوبة ويجعلنا خلال ذلك لا نشعر بسأم أو ملل‬ ‫أو سطحية لأفكاره‪ .‬ومعانيه لأنه يعرفها من خلال درجة من الطرب والايقاع تطرب الاذن ©‬ ‫ويستمتع الفؤاد بها‪ ،‬وتثير المشاعر والأحاسيس وبعد ان يطمئن الى اثارة مشاعر المتلقي‬ ‫وأحاسيسه يعرض معانيه وأفكاره التي تبد المناخ المناسب والأرض الممهدة فتؤي أكلها‪ .‬وقد‬ ‫فعل اللواح ذلك كثيرا في قصائده فنراه ي موضع آخر يقول ‪:‬‬ ‫أرباب محتلقر‪.‬م»‬ ‫أنجاب ملامة‪،‬‬ ‫هم أهل مظلمة أصحاب مشأمة‬ ‫ولعل الترصيع في البيت السابق يقترب من قول الخنساء ‪.‬‬ ‫جرار‬ ‫للجيش‬ ‫أنديه‬ ‫شهاد‬ ‫أودية‬ ‫هباط‬ ‫‪.‬‬ ‫ألوية‬ ‫حمال‬ ‫وأما التقطيع بدون ترصيع فموجود ايضا بكثرة في الديوان كقوله ‪:‬‬ ‫والحمد والمجد والتنزيه والعظمر‪١‬ح»‏‬ ‫والكرم‬ ‫بالاجلال‬ ‫تفرد‬ ‫يا من‬ ‫وقوله في موضع آخر ‪:‬‬ ‫عليمر‪٢‬م»‏‬ ‫الذنوب‬ ‫بأسرار‬ ‫خبير‬ ‫قدرة‬ ‫تعاليت‬ ‫تقديسا‬ ‫تباركت‬ ‫وفي موضع ثالث يقول قاصدا ليلى الشريفة التي يكني بها عن الكعبة المشرذة ‪:‬‬ ‫نهاية آمالي المستره ‪.:‬۔ ‪.‬ه‪:١‬سم‏‬ ‫حبيبة قلبي‪ .‬وغاية سؤلى‬ ‫والظاهرة التي تلفت الانتباه في تقسييات اللواح انه كثيرا ما يقسم بيته تقسي أشر ‪ : : :.‬رز‬ ‫في الشطر الثاني معظم التراكيب النحوية للشطر الأول بل انه احيانا يأتي بها كادلك ‪::‬جد‬ ‫تشابها كاملا في التركيب اللغوي للشطرتين ‪ .‬ومن تقسيمات اللواح اللغوية هذه قوله ‪:‬‬ ‫تلامع اللوم مذ شاعت مشارفه ر‪٤‬س}‏‬ ‫كأنما الروض مذ لاحت كواكبه‬ ‫‏‪٧٢‬‬ ‫ا‪٠‬ل۔ديوان ج ‏‪ ٢‬ص‬ ‫‏‪٩٦‬‬ ‫‪- ٩‬الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪٩٠‬‬ ‫ا‏‪٨‬ل ‪-‬ديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪١٥١‬‬ ‫ا‪٣‬ل۔ديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫ا‪٢‬ل۔ديوان ج ‏‪ ١‬ص ‏‪٩٥‬‬ ‫‏۔‪١‬ديوان ج ‏‪ ١‬ص ‏‪٩٣‬‬ ‫ال‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫‪ ٢‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ١٣٤‬لديوا ن ج‪‎‬‬ ‫‪ ٣٢٦‬۔‬ ‫‏‪-‬‬ ‫فالتركيب اللغوي (هذ لاحت كواكبه) في الشطر الأول يتشابه مع التركيب اللغوي (قد‬ ‫شاعت مشارقه) في البيت الثاني ‪.‬‬ ‫وانظر ايضا الى قوله ‪:‬‬ ‫وهجر أرانى الصبر ضربا مانلحمقرهح»‬ ‫عتاب أحال الشهد كالصاب في الحلق‬ ‫نجد ان النصف الأول من الشطر الأول (عتاب احال الشهد) يتشابه في تركيبه اللغوي‬ ‫مع النصف الأول من البيت الثاني (هجر أراني الصبر) وكذلك نهاية الشطر الأول (في‬ ‫الحلق) تتشابه مع نهاية الشطر الثاني (من الحمق) وان كليهيا يتكون من اسم مجرور بحرف‬ ‫جر يسبقه‪ ،‬فمعظم التراكيب النحوية للشطر الأول استخدمها الشاعر في الشطر الثاني ‪.‬‬ ‫ولنتأمل معا في هذا البيت ‪:‬‬ ‫صرمت غير مجانحر‪٦‬سم»‏‬ ‫وإذا صرمت‬ ‫مباين‬ ‫غير‬ ‫ألفت‬ ‫وإذا ألفت‬ ‫فإنك تبد التراكيب اللغوية في الشطر الأول قد تكررت تماما في الشطر الثاني مما يعني ان‬ ‫التشابه اللغوي بينهما كامل ‪ .‬وقد فعل ذلك كثيرا في مواضع اخرى كقوله ‪:‬‬ ‫والخطب أوجع لو شققت حشائيررس»‬ ‫بكائي‬ ‫لو أطلت‬ ‫الرزء أفجع‬ ‫وقوله في موضع آخر ‪:‬‬ ‫وحبك لم يبرح لذكراك قائدي‬ ‫فذكرك لم يبرح للقياك سائقي‬ ‫وقوله ايضا ‪:‬‬ ‫ولااخلانتكتسببرم‬ ‫الأرزاق تنته ب‬ ‫‪...:‬۔‪.‬ما‬ ‫زند رصدت أبياتا قليلة لهذا التقسيم اللغوي عند سلييان النبهاني من قبل ولكنني وجدت‬ ‫‪.. .‬خداما واسعا لها عند اللواح فيبدو انه ألم به وعرفه وحاكاه بمهارة تدل على دراية لغوية‬ ‫ورة نحوية ‪.‬‬ ‫النصف الأول من‬ ‫في الشعر نقط ومعناه ان يأتي المقطع الاخير من‬ ‫التصريع يكون‬ ‫البيت‬ ‫التصريع'‬ ‫من‬ ‫فإنه يستدل‬ ‫قافيتها ‏‪ ٠‬ولذلك‬ ‫مشل‬ ‫القصيدة ة‬ ‫من‬ ‫الأول‬ ‫القصيدة‬ ‫قافية‬ ‫على‬ ‫و‬ ‫التصريع كباقي المحسنات البديعية يجب على الشاعر الا يسرف في استخدامه فهو مقبول‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫۔‪‎٦-‬‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫‪ ٥‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫‪ _٣٧‬الديوان ج‪ ٦٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٣٩٨٢‬۔ الديوان ج‪‎ ٢ ‎‬ص‪٥٢‬‬ ‫‪ ٨‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪١٣٢ ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٢٧‬۔‬ ‫منه في مطلع القصيدة ولا يقبل بعد ذلك إلا اذا كانت القصيدة في حاجة الى دفقة موسيقية‬ ‫جديدة أي ان الشاعر عليه ان يستخدم التصريع في الوقت المناسب وهذا يدل على قدرة‬ ‫الشاعر وتمكنه ‪ .‬وخدد البلاغيون للتصريع أنواعا منها ‪:‬‬ ‫التصريع الناقص ‪:‬‬ ‫أ‬ ‫وفيه يحتاج الشطر الاول الى الشطر الثاني ليكمل المعنى فهو لا يستقل بنفسه‪.‬‬ ‫ب ۔ التصريع الموجه ‪:‬‬ ‫وفيه يمكن تقديم أحد المصراعين على الآخر‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫۔ التصريع المطور‬ ‫ج‬ ‫وفيه تختلف قافية البيت مع قافية الشطر الأول‪.‬‬ ‫وقد استخدم اللواح هذا اللون البديعي ايضا ليضفي على شعره قدرا من الايقاع والتأثير‬ ‫من ذلك قوله مصرعا تصريعا ناقصا ‪:‬‬ ‫رزقا ذلك الطلب‪.,,‬؛;»‬ ‫فيا يزيدك‬ ‫لا تجهد النفس للارزاق في طلب‬ ‫فالبيت في القصيدة ترتيبه الرابع عشر ولم يصرع الشاعر قبله وحينما وجد ان قصيدته في‬ ‫حاجة الى وقفة موسيقية جديدة صرع في هذا البيت وفي البيت السادس عشر فقال بعد‬ ‫البيت السابق ‪:‬‬ ‫يقال بالعلم جستم المال تكتسب‬ ‫واسترزق الله بالعلم الجلى فقد‬ ‫ولا علم ولا نش‪)٤٤١(١‬‏‬ ‫ولا عفاف‬ ‫من لا له أدب‬ ‫أفضل‬ ‫فالكلب‬ ‫ثم ل يصرع بعد ذلك حتى نهاية القصيدة فالشاعر كان حريصا على ان يزد‪ .‬ة>‪.‬ي۔ته‬ ‫بزاد موسيقي كليا استشعر حاجتها إليه دون أي مبالغة أو غلو‪ .‬ومن تصريعاته الرمز‪ .: .:‬له ‪:‬‬ ‫ولاآل نبهان الملوك مذ!‪.:‬۔ي‬ ‫اهدي لدهمان الفصيح نصائحي‬ ‫وهم رجاي انال غاي مصالح (‪٢٫‬؛؛‏‬ ‫فيه يكون عين الصالح‬ ‫فرجاي‬ ‫ونلاحظ ايضا ان هذه القصيدة التي منها البيتان السابقان مكونة من أربعين بيت لم يصرع‬ ‫الشاعر فيها إلا في البيتين السابقين وترتيبهيا الثاني عشر والثالث عشر‪ .‬مما يعني انه كان‬ ‫حريصا في تصريعه لشعره كيا قلنا من قبل ‪.‬‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫‪ ٤٢‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٥٠٠‬‬ ‫‪ ٤١‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٥٠٠‬‬ ‫‪ - ٤٠‬الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٣٢٨‬۔‬ ‫‏_‬ ‫رد الأعجاز على الصدور‬ ‫وهو درب من التكرار ذكره ابن المعتز في كتاب البديع واطلق عليه ‪( :‬رد الاعجاز على ما‬ ‫تقدمها) وقسمها ثلاثة أقسام ‪:‬‬ ‫أ ما يوافق آخر كلمة في البيت آخر كلمة في نصفه الأول‪.‬‬ ‫ب _ ما يوافق آخر كلمة في البيت اول كلمة في نصفه الأول‪.‬‬ ‫ج _ما يوافق اخر كلمة في البيت بعض ما فيه ‪.‬‬ ‫وامتداداً هذا التقسيم كان يمكن لابن المعتز ان يضيف قسيا رابعاً هو‪:‬‬ ‫د ما يوافق اخر كلمة في البيت أول كلمة في نصفه الثاني ‪.‬‬ ‫والحق ان هذا اللون من البديع يحتاج من الشاعر الى قدر كبير من القدرة والمهارة لكي‬ ‫يحقق به اضافة للمعنى أو للايقاع دون ان يشعر المتلقي انه امام تكرار للالفاظ ويبدو ان‬ ‫واسع في ديوانه فهو من اكثر‬ ‫اللواح كان مولعا بهذا اللون البديعي فاستخدمه على نطاق‬ ‫ألوان البديع تواجدا في الديوان ان لم يكن اكثرها فعلا‪ .‬وقد حاول الشاعر جاهدا ان ينأى‬ ‫عن التكلف والسطحية في رد أعجازه على صدورها ونجح في ذلك كثيرا كما سنرى في بعض‬ ‫الامثلة إلا انه وقع كثيرا ايضا في التكلف الذي حول هذا اللون البديعي الى درب من‬ ‫التكرار الممل سواء من ناحية اللفظ او المعنى وذلك يرجع الى استخدامه الواسع له‬ ‫ر ‪٫‬نالعك‏ ذلك وتلمحه بدون عناء بمجرد تناولك ديوانه وقراءة الصفحة الأولى منه فستجد‬ ‫‪:‬كثر من بيت رد فيه الشاعر عجزه على صدره وفعل الشىء نفسه في معظم صفحات‬ ‫‪..‬‬ ‫ا‪.. :‬ران وان بعض النماذج تؤكد ذلك ‪:‬‬ ‫ني صفحة واحدة في مطلع الديوان تطالعنا هذه الأبيات ‪:‬‬ ‫سواه يفطر روح البوح من بوح‬ ‫الفاطر البوح من بوح ولا أحد‬ ‫ولا تكلم فيها الخلق بل يوحى‬ ‫المالك الملك لا يوحى عليه به‬ ‫يشا لأجرى جواريها بلا ريح‬ ‫أجرى الجواري بريح في البحار ولو‬ ‫بملقوح‬ ‫ملقوحا‬ ‫الماء‬ ‫فتنتج‬ ‫منشي الرياح لواهي المزن لاقتحة‬ ‫يدعى سواه بقدوس وسبوح رم؛)‬ ‫سبوح قدوس علام الغيوب فلا‬ ‫ويستمر الشاعر في استخدام هذا اللون البديعي في باقي أبيات القصيدة فهذه محصلة‬ ‫ہھ۔۔۔۔‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫‪ - ٤٣‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٣٢٩‬۔‬ ‫‏_‬ ‫صفحة واحدة من القصيدة وهذا يدل كيا قلنا على ولوعه وشغفه برد الأعجاز على صدورها‬ ‫فدفعه ذلك إلى ما نراه في الأبيات السابقة تكرار قد يكون غير مستحب لانه لا يضيف‬ ‫جديدا للمعنى ولا تطرب الأذن لسياعه‪ ،‬وفي صفحة أخرى يفعل الشىء نفسه فيقول ‪:‬‬ ‫يقوم‬ ‫الكريم‬ ‫بيا كان‬ ‫وقمت‬ ‫وأعطيت ما أعطوا من الصوم حقه‬ ‫ند يم‬ ‫الند يم‬ ‫يعتا ض‬ ‫فيك‬ ‫وهل‬ ‫رحلت أبا فطر رحيل منادم‬ ‫نديم‬ ‫ا لعظيم‬ ‫والفضل‬ ‫لنلقاك‬ ‫نديمنا‬ ‫عنا‬ ‫اتاك‬ ‫الذى‬ ‫سألنا‬ ‫يهيم‬ ‫للحبيب‬ ‫حبيب‬ ‫وكل‬ ‫أنا الهائم المشتاق للعفو والرضا‬ ‫‏‪(٤‬‬ ‫كريم(‬ ‫والمس ول‬ ‫سؤول‬ ‫فاني‬ ‫فإن تعف عني فهو منك كرامة‬ ‫مداه في صفحة أخرى بالديوان فيذكر فيهإ كل هذه الأبيات وقد رد فيها أعجازها على‬ ‫‪:‬‬ ‫صدورها‬ ‫ولا فداء‬ ‫لدي‬ ‫ولا فاد‬ ‫أسير‬ ‫فيها‬ ‫كأنني‬ ‫فصرت‬ ‫الخفاء‬ ‫برح‬ ‫قا سيته‬ ‫لما‬ ‫لكن‬ ‫السر‬ ‫خفاء‬ ‫بها‬ ‫أروم‬ ‫الشتاء‬ ‫ينسلخ‬ ‫كاد‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫بها الشتاء وما برحنا‬ ‫نزلت‬ ‫البقاء‬ ‫كتب‬ ‫إذا‬ ‫وصلناها‬ ‫بقاء‬ ‫لنا‬ ‫الاله‬ ‫كتب‬ ‫وإن‬ ‫الشقاء‬ ‫بها‬ ‫زال‬ ‫الله‬ ‫بإذن‬ ‫وصلنا‬ ‫فإن‬ ‫الشقاء‬ ‫دفع‬ ‫وإن‬ ‫اجواء‬ ‫نعم‬ ‫عندنا‬ ‫كحبك‬ ‫ليلى‬ ‫جواء‬ ‫إن‬ ‫رباه‬ ‫أيا‬ ‫ا! ‪..‬تاء‬ ‫نصرته‬ ‫عتاد‬ ‫أجل‬ ‫‏‪ ٠‬مستغيث‬ ‫دعوة‬ ‫رباه‬ ‫أيا‬ ‫ا ‪.....:‬واء‬ ‫فهو‪.‬‬ ‫لنا‬ ‫ومنظرها‬ ‫اليها‬ ‫بنا‬ ‫زاد‬ ‫الشوق‬ ‫وداء‬ ‫يسع‬ ‫لا‬ ‫كاد‬ ‫ان‬ ‫إلى‬ ‫إليها‬ ‫منا‬ ‫الهوى‬ ‫‪ ,‬زاد‬ ‫وقد‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‪١‬‬ ‫‪ ١ .-‬ء‪‎‬‬ ‫الي‪‎.‬‬ ‫س‪‎‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الرجاء‬ ‫قادنى‬ ‫إليك اليك‬ ‫راج‬ ‫ظن‬ ‫أيا من لا يخب‬ ‫فيما تشاءره‪»4‬‬ ‫قادر‬ ‫فإنك‬ ‫لوصل ليلى‬ ‫اشاء‬ ‫ما‬ ‫فهبنى‬ ‫فوقع في‬ ‫فالشاعر لايكاد يترك بيتا من أبيات هذه القصيدة دون ان برد عجزه على صدره‬ ‫المأخذ التي أشرنا اليها من قبل على اننا لا نعدم استخداما جيدا لهذا اللون من البديتع‬ ‫‪٩٩١‬‬ ‫‪ ٤٥‬۔ الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٤٤‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٩٦١ ‎‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٣٠‬۔‬ ‫عند اللواح ‪ .‬من ذلك قوله ‪:‬‬ ‫لليلى ولي ابقيت مدخرا نفسار»‬ ‫جعلتها‬ ‫نفسا‬ ‫نفسين‬ ‫لى‬ ‫ان‬ ‫فلو‬ ‫فعجز البيت بتوقعه السامع له قبل ان يسمعه لأنه يتفق مع تسلسل الأحداث ويكمل‬ ‫المعنى ‪ .‬كيا ان اللواح أوجد به لونا بديعيا آخر في البيت وهو التفسير وسنتحدث عنه بعد‬ ‫قليل ‪ .‬ومن أبياته المقبولة ايضا في هذا المجال قوله ‪:‬‬ ‫وغاية لوعتي يوم الفراق (‪٧‬؛»‪.‬‏‬ ‫فراقا‬ ‫ياليلى‬ ‫عنك‬ ‫أأقوى‬ ‫فعجز البيت هنا لا يشوبه تكلف أو تصنع أو غير ذلك اذا جاء مظهرا للمعنى الذي‬ ‫يريده الشاعر ومقويا لهإ فتكراره حسن مقبول ومثل ذلك موجود في أبيات عديدة بالديوان‬ ‫كقوله ‪( :‬في مدح النبي صلى الله عليه وسلم) ‪.‬‬ ‫شرائعره؛)‬ ‫بعدهن‬ ‫ما‬ ‫شرائعه‬ ‫خاتم‬ ‫للنبيين‬ ‫المساعي‬ ‫كريم‬ ‫وقوله في موضع آخر ‪:‬‬ ‫أكرم بنور واضح متسلسل»»»‬ ‫نوره‬ ‫آدم‬ ‫صلب‬ ‫من‬ ‫متسلسل‬ ‫وفي موضع ثالث ‪:‬‬ ‫فالحرص والطمع المرذول علاتير‪٠‬ه»‏‬ ‫بها‬ ‫بليت‬ ‫لعلات‬ ‫العلاج‬ ‫أبغي‬ ‫ففي الأبيات الأخيرة نرى مهارة الشاعر في استخدام هذا اللون البديعي فقد نأى به عن‬ ‫الكرار الممل الذي يدعو الى السأم ‪ 3‬كيا أنه أضاف به شيئا للمعنى استكالا أو توضيحا او‬ ‫زا وتقوية‪ .‬كذلك اضاف به نوعا من الموسيقى فجعل الايقاع في نهاية البيت مرتبطا‬ ‫‪ :‬بتاع في بدايته‪ ،‬وهذا هو المطلوب من الشاعر الذي يتعرض لهذا اللون ‪.‬‬ ‫الطباق‬ ‫ويسمى ايضا «التضاد» وهو ا لجمع بين المتضادين أي معنيين متقابلين في الجملة ويكون‬ ‫ذلك اما بلفظين من نوع واحد اسمين أو فعلين أو حرفين‪ ،‬وإما بلفظين من نوعين ‪.‬‬ ‫المختلفة في‬ ‫الانفعالات‬ ‫الشاعر لاثارة‬ ‫الى يستخدمها‬ ‫البديعية‬ ‫المحسنات‬ ‫من‬ ‫والطباق‬ ‫نفس القارىء أو السامع‪ ،‬كيا انه يثبت المعنى في النفس فإذا ذكر الشاعر كلمة لها معنى‬ ‫‏‪٢١٦‬‬ ‫‪ ٤٨‬۔ الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪١٥٣‬‬ ‫‪ ٤٧‬۔ الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪١٣٥‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪٢٩١‬‬ ‫‪ ٠‬الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪٢٣٦‬‬ ‫‏‪ - ٩‬الديوان ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫‏‪١٣٣‬۔ ۔‬ ‫معين فأول ما يتبادر الى ذهن المتلقى هو المعنى المضاد فهذه الكلمة© فهناك دائيا ارتباط بين‬ ‫الكلمة والكلمة المضادة الها‪" . .‬‬ ‫وقد استخدم اللواح هذا المحسن البديعي بمقدرة ومهارة‪ .‬ففي كثير من الاحيان نرى‬ ‫الطباق عنده يتميز بالعمق وقوة التاثير‪ 5‬وان كنا أحيانا نراه سطحيا تقليديا محدود التأثير وقد‬ ‫كان هذا الاخير قليلا في شعره فمثل ذلك قوله ‪:‬‬ ‫الأشياء‬ ‫مدبر‬ ‫ملكه‬ ‫في‬ ‫النائى‬ ‫الحمد لله القريب‬ ‫الباسط في الاعطاء‬ ‫القابض‬ ‫البراء‬ ‫فيما يراه من جملة‬ ‫الوراعء(ر‪)٥١‬‏‬ ‫على‬ ‫الرزق‬ ‫القاسم‬ ‫ابطاء‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫اعتجال‬ ‫بلا‬ ‫فقد يشعر القارىء بفتور الطباق في الأبيات السابقة كيا نشعر ان الشاعر لا يوفر فها جهده‬ ‫الفنى الذي وفره لنماذج اخرى عديدة في ديوانه‪ .‬ومن طباقات هذا اللون ايضا قوله ‪:‬‬ ‫نجودى‬ ‫صبحا‬ ‫فهما‬ ‫وينجدني‬ ‫لليلى‬ ‫ليلا‬ ‫بي‬ ‫الغفور‬ ‫يغور‬ ‫فقد بالغ في تلاعبه بالألفاظ (يغور الغور) و(ليلا لليلى) و(ينجدني نجودى) ثم استخدم‬ ‫الطباق ايضا مع كل هذا بين الليل والصبح فبدا البيت كله وكأنه تلاعب بالألفاظ ليس‬ ‫غير‪ .‬بالاضافة الى ان الشاعر طابق بين الليل ؤالصبح والصواب ان يطابق بين الليل والنهار‬ ‫كيا فعل في قوله ‪:‬‬ ‫ب ب۔اةرءه»‬ ‫ميتا‬ ‫قضاه‬ ‫وليلا‬ ‫أماته‬ ‫قد‬ ‫صائم‬ ‫نهار‬ ‫ورب‬ ‫فالطباق هذا ايضا تشوبه الماخذ ففيه تكلف واضح فقد حاول ان يعزز به حة‪ ,..‬ب‪«.‬رض‬ ‫لها أو نصحا يسديه إلا ان الطباق هنا لم يؤد الغرض المطلوب فالقارىعء في حاجة ا‪ .‬بذل‬ ‫جهد كبير لمتابعة الشاعر وهو أمر غير محمود في مثل هذا الموقف‪ .‬وعلى أي حال فمنل هذه‬ ‫النماذج من الطباق عند اللواح قليلة ‪ 5‬وأما السمة الغالبة على استخدام الطباق هي انه من‬ ‫اولئك الشعراء الذين يتقنون هذا الفن البديعي ولنتمعن مثلا قوله ‪:‬‬ ‫يميز بين الجد والهزلرا!ه»‬ ‫عقلا‬ ‫الحمد لله أن الله صور لي‬ ‫فلم يأت الطباق لمجرد الزينة والتجميل في البيت السابق وإنما جاء موظفا لأداء غرض‬ ‫‪١١٦١‬‬ ‫ا‪٣‬ل۔ديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪١٢٥‬‬ ‫‪٥٢‬ل_ديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬‫ا‬ ‫‪٩١‬‬ ‫ا‪١‬ل_ديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٥٤‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪٩١ ‎‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٣٢‬۔‬ ‫معين وابرازه وايضاحه وهو مدى قدرة العقل وفائدته ولنتامل ايضا قوله في نفس القصيدة ؛‬ ‫بطشا وسعيا إلى حل ومرتحلرهه)‬ ‫لي‬ ‫اوسع‬ ‫الله‬ ‫ان‬ ‫لله‬ ‫الحمد‬ ‫فقد اضاف الطباق هنا بعدا يتعلق بالمعنى من حيث الوضوح والشمول كيا اضفى قدرا‬ ‫من الموسيقى على نهاية البيت ‪.‬‬ ‫ومن الطباق الجيد عند اللواح ايضا قوله ‪:‬‬ ‫وواصلهم وإن منعوارده»‬ ‫وصلهم إن همم قطعوا‬ ‫فالشاعر وصل باستخدام الطباق في البيت السابق الى غرضه في سهولة ويسر وهذا يدل‬ ‫على تمكنه من ألفاظه وأدواته كيا يدل على شاعريته بالاضافة الى انه وفر قدرا مناسبا من‬ ‫الايقاع العذب لبيته باستخدام التصريع ‪.‬‬ ‫ومن هذا القسم ايضا قول الشاعر في موضع اخر‪:‬‬ ‫شفارده»‬ ‫للسان‬ ‫اطاعت‬ ‫كيا قد‬ ‫هى النفس عاصتنى وقلبى أطاعها‬ ‫فقد أفاد الطباق هنا في ايجاد المبرر لعصيان قلبه وهو المبرر الذي يستقيه من‪.‬طبيعة‬ ‫الاشياء ث فالشفاه تطيع اللسان دون ان تذرى شيئا عيا تقوله وكذلك قلبه{ فالبيت متكامل‬ ‫الأطراف والطباق أحد هذه الأطراف التي تعاونت في اخراج هذه الصورة ومن الطباق الجيد‬ ‫ايضا قوله ‪:‬‬ ‫بنا ومساءرهه»‬ ‫صبح‬ ‫في‬ ‫ما حل‬ ‫وما درى‬ ‫أمسي وأصبح في الضريح‬ ‫والبيت في رثاء احد العلياء وقد استخدم الشاعر الطباق مرتين في مطلع البيت ونهايته ‪.‬‬ ‫انه استخدم نفس الطباق (الصبح والمساء) ومع ذلك لا نكاد نشعر بتكراره الألفاظ‬ ‫هارته في استخدامها‪ .‬وهذا يدل على شاعرية اللواح ومدى امتلاكه ناحية هذه الشاعرية ‪.‬‬ ‫الاقتباس ان يضمن الشاعر أو الأديب كلامه شيئا من القرآن الكريم أو الحديث‬ ‫الشريف دون ان يذكر انه منها فلا يقول مثلا‪( :‬قال تعالى) أو (جاء في التنزيل) أو رقال‬ ‫صلى الله عليه وسلم)‪ . .‬أو غير ذلك فلو قال ذلك لايسمى اقتباسا وانما يسمى استشهادا ‪.‬‬ ‫‪٩ ٤‬‬ ‫‪ ٦٢‬ص‪‎‬‬ ‫ا‪٧‬ل_ديوان ج‪‎‬‬ ‫‪٥٢٣‬‬ ‫ا‪٦‬ل۔ديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٩١‬‬ ‫ا‪٥‬ل_ديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫‪ ٨‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫۔‏‪ ٣٣٣‬۔‬ ‫اكثر‬ ‫وبلاغته بلاغة ولكي بجعل كلامه‬ ‫يزيد كلامه قوة‬ ‫لكي‬ ‫الأديب الاقتباس‬ ‫ويستخدم‬ ‫من‬ ‫وعده‬ ‫ابن المعتز في كتابه ) البديع)‬ ‫ذكره‬ ‫وعمقا ‪ .‬وهو غير التضمين الذي‬ ‫حسنا وعذوبة‬ ‫محاسن الكلام ويقصد بحسن التضمين أن يستعير الشاعر بيتا أو شطرا أو بعض الألفاظ‬ ‫من شا عر ‏‪ ١‬خر ‪.‬‬ ‫وقد لاحظت ان اللواح يستخدم الاقتباس بطريقة خاصة فهو يستخدم ألفاظ الآية‬ ‫الكريمة أو الحديث الشريف في بيته بشىء من التصرف فلا ينقلها كا هي وان ابقى على‬ ‫الشكل العام للنص الذي يجعل القارىء ينتبه إليه بمجرد قراءة البيت وأمثلة ذلك كثيرة في‬ ‫الديوان منها قوله ‪:‬‬ ‫لا‬ ‫لائق‬ ‫‪5‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7 7‬‬ ‫على‬ ‫خلقا‬ ‫ا لذي‬ ‫حفظ‬ ‫أده‬ ‫ولا‬ ‫يعيا‬ ‫علقارههء‬ ‫لا‬ ‫كانت‬ ‫مضغة‬ ‫نطفة‬ ‫من‬ ‫وصوره‬ ‫ا نا‬ ‫نسمة‬ ‫نسمة‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫وقوله ايضا‬ ‫الكنسر‪٦.‬؛‏‬ ‫الجوارى‬ ‫لما‬ ‫تتيه‬ ‫حالت‬ ‫من لي بها وجاهل ما بيننا‬ ‫‪:‬‬ ‫وقوله في موضع ثالث‬ ‫يوم القيامة ان أصلى على اللهبرا‪٦١‬؛‏‬ ‫بأ ني من تسببها‬ ‫وقد خشيت‬ ‫وكثيرا ما كان الشاعر في اقتباساته من القران الكريم فيستخدم الاقتباس في عدة أبيات‬ ‫النزوية ‪:‬‬ ‫دية‬ ‫يعل ف‬ ‫صيا ف‬ ‫قلية ك‬ ‫متتا‬ ‫تلاها‬ ‫إذا‬ ‫المنير‬ ‫وبالقمر‬ ‫أقسم أو ضحاها‬ ‫الشمس‬ ‫بهذى‬ ‫دج‪..‬اها‬ ‫إذا‬ ‫البهيم‬ ‫وبالليل‬ ‫إذا جلاها‬ ‫بالنهار‬ ‫وأقسم‬ ‫ءا‪:.‬۔اجا‬ ‫زما‬ ‫الفسيح‬ ‫وبالارض‬ ‫وأقسم بالسماء وما بناها‬ ‫‪...::‬؛‪.:‬ا‬ ‫لمن‬ ‫اليمين‬ ‫واخلاص‬ ‫غموسا‬ ‫ليست‬ ‫برة‬ ‫يمينا‬ ‫را‬ ‫فيكم‬ ‫الذي‬ ‫الال‬ ‫عن‬ ‫لئن لم ترجعوا يا أهل نزوى‬ ‫بالنفوس لمن سبانا‬ ‫رهائن‬ ‫لتغدوا كلكم أيدي سباء‬ ‫‏‪(٦٢‬‬ ‫وماهار‬ ‫الله‬ ‫ناقة‬ ‫وهذي‬ ‫اقتباساته من الحديث الشريف قوله ‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫ر زحا ‏(‪(٦٣‬‬ ‫بعقل را سثتا‬ ‫عليه‬ ‫وا غمض‬ ‫واطلب العلم لو بالصين مجتهدا‬ ‫‪٢٠٧‬‬ ‫‪ ١٣٨‬ا۔‪ ‎١٦‬لديوا ن ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪ ٦٠‬۔ الديوا ن ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫‪ - ٩‬الديوان ج‪ ١ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫‪ ٢٣‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫‪ ٦٢‬۔ الديوان ج‪ ٢ ‎‬ص‪‎‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٣٤‬۔‬ ‫وتنتشر اقتباسات اللواح من القرآن الكريم والحديث الشريف في ديوانه انتشارا واسعا‬ ‫وهو أمر يدل على استيعابه ليا وتمكنه منهيا وثقافته الدينية ‪ .‬كيا يشير الى تدينه وحسن خلقه‬ ‫وإنما ذكرنا بعض نياذج فقط والديوان يمتلىع بها‪.‬‬ ‫واكتفي بهذه الألوان البديعة الموجودة بشعر اللواح بصورة واسعة الانتشار‪ .‬وقد استخدم‬ ‫الشاعر كثيرا من ألوان البديع الاخرى كالتفسير والاعتراض والمبالغة والالتفات وغيرها ولكن‬ ‫استخدامه لها لم يكن بنفس درجة استخدامه للأنواع التي ذكرتها فرأيت ان اكتفي في بحثي‬ ‫الموجز هذا بهذه الألوان الغالبة على الديوان ‪.‬‬ ‫وكا اشرت من قبل يبدو ان هذه كانت ظاهرة حرص عليها شعراء عيان القدامى فكانوا‬ ‫لا يسرفون في استخدام البديع ومحسناته بل نشعر انهم كانوا يبذلون جهدا ليحافظوا على‬ ‫هذا القدر المناسب منه إذ ان اهتيامهم بالشكل لتوفير عنصر الجذب والانبهار كان يسير معه‬ ‫في طريق واحد اهتيامهم بجذب المتلقي الى الجوهر ايضا فنرى في شعرهم حيوية المعاني‬ ‫وتدفق الأفكارڵ وسلامة اللغة‪ .‬وامتلاكا لناصيتها‪ .‬وقدرة على استيعاب مفرداتها‪ .‬ومقدرة‬ ‫على استخدام أساليبها والخوض في مسالكها ودرويها‪ ،‬وذلك كله مصحوب بقدر مناسب‬ ‫من الزينة والتجميل والتحلية } فإذا بهم قد تحبنبوا ما وقم فيه اقرانم من الشعراء العرب في‬ ‫الأقاليم العربية الاخرى وخاصة ‪ 7‬مصر والشام من خلل الاسراف ني استخدام البديع‬ ‫ذنحن نعرف ان الشعر العربي انذاك تحول الى درب من الصنعة اللفظية ووصل الأمر الى‬ ‫ةكبيرة منالتكلف والتصنع أثرت كثيرا في تفكك القصيدة العربية وضعفها فنيا ولغويا ‪.‬‬ ‫‪ ,:.,‬ما نأت عنه القصيدة العربية العيانية الى حد كبير‪.‬‬ ‫أهيم المصادر والمراجع‬ ‫بعض كتب البلاغة ومراجعها القديمة والحديثة ومنها ‪:‬‬ ‫‪ -‬أسرار البيان ۔ د‪ .‬علي محمد حسن‪.‬‬ ‫أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني‬ ‫‪.‬‬ ‫أسس النقد الأدي عند العرب _ د‪ .‬أحمد احمد البدوي ‪ -‬البديع ۔ لابن المعتز ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أصول النقد الأدي _ لأحمد الشايب‪ - .‬الايضاح في علوم البلاغة ۔الخطيب القزويني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫البلاغة ۔تطور وتاريخ ۔د‪ .‬شوقي ضيف ‪.‬‬ ‫البلاغة لأبو العباس محمد بن يزيد المبرد‪..‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الخفاجي ‪.‬‬ ‫سنان‬ ‫۔ لابن‬ ‫الفصاحة‬ ‫۔ سر‬ ‫‪.‬‬ ‫العسكري‬ ‫‪ -‬لأبو هلال‬ ‫الصناعتين‬ ‫۔ سر‬ ‫۔ شعراء عممانيون۔ سعيد الصقلاوي ‪.‬‬ ‫۔ العمدة في صناعة الشعر لابن رشيد القيرواني‪.‬‬ ‫وا لممقاه فه ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لقومي‬ ‫الترا ث‬ ‫‪:7‬‬ ‫‪ .‬ا صد ار‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لصليبي‬ ‫محمد علي‬ ‫‪:‬‬ ‫تحقيق‬ ‫‏‪ ١‬للواح _‬ ‫‪ -‬ديوا ن‬ ‫احمد درويش‬ ‫مان ۔د‪.‬‬ ‫_ مدخل الى دراسة الادب في‬ ‫۔‪٣٣٥‬‏ ۔‬ ‫‏_ ‪ ٣٢٣٦‬۔‬ ‫والشعر‬ ‫القصيرة‬ ‫القصة‬ ‫‪٠‬‬ ‫ق‬ ‫مم‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‬ ‫ص‬ ‫م‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪ ......‬م‬ ‫ه عي ه عي ه هي ‪" .‬ي ‪ .‬هي‪ . ٠ ‎.‬هه‪ ".‬ه ص‬ ‫‪..‬‬ ‫‪‎‬رکة‪46‬؟عي‪٤٠.٦‬يى؛“‪٠.‬ر“‪...٠.".٠.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫هك؛“‪‎‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪"٠‘.٠.‘٠. ٠.٦‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.“‘٠6‘٠٦.٠‬۔“‪٠.‘٠.٠٦٠٦٠"“. ‎٠‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬۔=‪.‬۔ ‏‪ ٥‬۔ه‬ ‫‪:::...... .‬‬ ‫‏‪.٩:.1`.٠1-.0:‬‬ ‫‪-‬و ‪-‬و ‪-‬و ‪-‬و‬ ‫‪-.‬مع‬ ‫‪1 .‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫بمسابقةره»‬ ‫القصص الفائزة‬ ‫حول‬ ‫اضاءة‬ ‫المنتدى الأدي الخامسة لعام ‏‪ ٢‬‏م‪٩٩١‬‬ ‫اعداد ‪ :‬د‪ .‬احمد عفيفى‬ ‫د‪ .‬شاكر عبدالحميد‬ ‫جامعة السلطان قابوس‬ ‫قدم إلى مسابقة المنتدى الأدبي ما يزيد عن مائة وتسمع وعشرين قصة‪ .‬اتفق منها مع‬ ‫شروط المسابقة تسع وعشرون قصة‪ .‬دارت المعالجات القصصية حول جوانب متعددة منها‬ ‫‏‪ ١‬لزمن‬ ‫لتصوير‬ ‫كثيرة‬ ‫‏‪ ٠‬فقد شملت محاور‬ ‫‏‪ ١‬و سلوكي‬ ‫قومى ومنها ما هو اجتماعي او نفسي‬ ‫ما هو‬ ‫والبيئة العيانية والشباب وطموحاتهم وانفعالاتهم النفسية البشرية وحوادث السير وزواج‬ ‫المسنين وعالم البحارة وحركة الحياة والطبيعة والنفس البشرية لحظة السقوط ‪ ،‬بل وحملت هموم‬ ‫العالم العربي في بعض جوانبها‪ .‬وفيما يلي الأعمال الفائزة وحديث قصير عنها‪.‬‬ ‫صالح بن محمد بن سيف‬ ‫القصة الفائزة بالمركز الأول بعنوان ‪«١‬شرنقة‏ الطلع » للقاص‬ ‫الفهدي ‪.‬‬ ‫فقد قدم صالح قصته من خلال لغة شديدة التوهج منتقاة بعناية شديدة هي أقرب الى‬ ‫وتالق‬ ‫حت مر‬ ‫ا لنفس ‏‪ ١‬لا نسا نية بيا تشتمل عليه من‬ ‫أ عاق‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫يلج‬ ‫ان‬ ‫‏‪ ١‬لشعر ‏‪ ١‬وا ستطاع‬ ‫لغة‬ ‫برا‪ :‬اس‬ ‫القصة‪.‬‬ ‫مكثف يتحرك بتحرك مضمون‬ ‫ف أ سلوب‬ ‫وقد صور ذلك‬ ‫وا ضطرا بب“[‬ ‫يعتمد على فطنة القارىء في استشفاف المعاني لثراء وعمق الدلالة عنده‪.‬‬ ‫بدأت القصة بنظرة لالأفق خلال ذلك الخط الفاصل بين السياء والأرض في ا‪.‬زج‬ ‫غامض بين القاص والطبيعة ‪ ،‬وهو يتخيل الانفراج والانعتاق من الأسر النفسي عند نررل‬ ‫امتزاج‬ ‫ف‬ ‫تم‬ ‫ذللك‬ ‫كل‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الدفء‬ ‫منها‬ ‫يستمد‬ ‫التي‬ ‫النمس‬ ‫وظهور‪.‬‬ ‫الفجر‬ ‫انبلاج‬ ‫أو‬ ‫الفيث‬ ‫‏‪ ٦‬حيث‬ ‫الندا وة وا لخصوبة‬ ‫خلالها‬ ‫‏‪ ١‬لتي يعيش عليها ‏‪ ٠‬يستشعر من‬ ‫‏‪ ١‬لأرض‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫تا م‬ ‫تنعكس فرحة الحقول على وجهه ‪ .‬ومع كل ذلك لم يزل يحس بأن مجهولا أو غامضا جثم على‬ ‫الخلاص متحدثا مع نفسه في جنون كأنه‬ ‫الوا قع والطبيعة باحثا عن‬ ‫وهو يستقر ىءع‬ ‫صوره‪.‬‬ ‫۔‪٣٣٨‬‏ ۔‬ ‫يخاطب شخصا آخر فيتجدد الأمل في الوصول الى المجهول غير ان صراع الواقع يقتل فيه‬ ‫الأمل حين يؤدي تمرده وثورته الى ثورة مضادة له‪ ،‬وهي ثورة الواقع عليه‪ ،‬ومع ذلك نحس‬ ‫انه دائم التوقان الى المجهول فيرحل في ظلام دامس غير ان الأمل يتجدد مع تلك‬ ‫النسيات الليلية الطرية ‪.‬‬ ‫يظل القاص في صراع مع نفسه بين اليأس والرجاء والأمل والاحباط الى ان تنزاح فجأة‬ ‫كومات الضباب من خلال رائحة الطلع النخلي ورائحة الزروع والثيار‪ ،‬والطبيعة التي تؤكد‬ ‫له ان الفرح لابد ات ‪.‬‬ ‫وقد أجاد القاص في تطويع معطيات البلاغة العربية من تراسل الحواس وتحجسيم‬ ‫المعنويات‪ ،‬فالخصوبة تتسم بالطراوة‪ ،‬والضباب عبارة عن كومات‪ ،‬والخصوبة لها رائحة‬ ‫عطرة‪ .‬وهو قادر على ان يسكب في النار نوازع الثأر‪.‬‬ ‫كان ذلك من خلال بناء محكم للقصة وتصوير جيد ولغة متقنة قادرة على تصوير الصراع‬ ‫الطويل بين الانسان والواقع‬ ‫القصة الثانية «الراعى لا يحب النساء» للقاص محمد بن سيف الرحبى‪ ،‬هذه قصة‬ ‫جيدة من حيث قدرة الكاتب على استخدام الأسلوب الخاص بفن القصة { وهذا أمر تفتقده‬ ‫في كثير من القصص القديمة والحديثة ‪ ،‬فالجمل القصيرة المركزة بدون غموض بعضها قدمه‬ ‫الراعي كان حديث الناس؛ يقاوم‬ ‫بأسلوب الشعر الموزون مثل ‪( :‬معها يمضي كل صباح‬ ‫حتى لايسقط اعياء)‪ .‬يجمع الكاتب بين السرد والوصف والحوار بقدر يتناسب مم حجم‬ ‫يعتمد الكاتب على استخدام الفقرات ‪.‬‬ ‫اتصة القصيرة‪ ،‬وهذه ميزة كبيرة لتلك القصة‬ ‫تقل كل واحدة الى فكرة مغايرة‪ .‬وهذا ما يسهل للقاص فرصة الانتقال الزماني والمكاني ني‬ ‫وهو ما يستخدمه بعض كبار الكتاب للقفز فوق الأحداث التى لا تحتملها القصة‬ ‫نصك‬ ‫انقصيرة بل الرواية ‪ 5‬والبطل واحد في تلك القصة وهو ذلك الراعي الذي انفصل عن‬ ‫زاقعه‪ .‬عندما يستخدم التكنولوجيا الحديثة في الرعي ‪ ،‬أقول مع ان البطل واحد في هذه‬ ‫فانعكاسات حركته‬ ‫وهو ذلك الراعي ۔ إلا اننا نحس كثيرا بوجود الآخرين معه‪.‬‬ ‫القصة‬ ‫تبدو على ردود أفعال الآخرين ‪.‬‬ ‫والقصة تقابل في صورة رائعة بين الماضي والحاضر‪ .‬وان كان فيها حنين وارتباط بالماضي‬ ‫القريب©‘ وفيها ايضا تصوير جيد للصراع الابدي بين القديم والجديد خلال درجاته‬ ‫المختلفة من الألوان‪ .‬فالماضى ليس كله تألقا وبهاء‪ .‬بل به بعض المثالب التى يجب ان‬ ‫نتخلص منها‪ .‬وكذلك الحاضر ان القاص صنع توازنا اجتياعيا بين عالمين في لغة مستقيمة‬ ‫سهلة معبرة عن المعنى المراد بعمق وسهولة ‪.‬‬ ‫المنذري ‪ .‬هذه‬ ‫بن سلام‬ ‫البرتقال المنتقاة بدقة» للقاص بحى‬ ‫الثالثة ‪« :‬حبات‬ ‫القصة‬ ‫قصة قصيرة سريعة النبض معبرة عن موقف واحد يميز بعض نوعيات القصص القصيرة على‬ ‫‏‪ ٣١٣٩‬۔‬ ‫المستويين المحلي والعالمي ‪ .‬بها سرعة تتناسب مع سرعة ايقاع الحياة التي يصفها القاص‬ ‫تلاءمت مع اختيارات الجمل القصيرة التي تحمل دلالات مكثفة لتصوير أحلام البسطاء من‬ ‫البشر ورغباتهم المتواضعة { والحياة التي تدفع أحلامهم بعيدا وراء الأفق المترامي الأطراف‬ ‫من خلال مشهد الصراع العجيب بين الانسان والآلة‪ ،‬وتتمثل في السيارات التي تلتهم‬ ‫الشارع وقضغ الحواء الساخن ‪.‬‬ ‫واستطاع القاص ان يصور وجوه الناس في تلك السيارات المسرعة في صورة بارعة‬ ‫وبشكل جديد مثير ينم عن قدرة قصصية لدى الكاتب ولأن محور القصة يعتمد على‬ ‫الموقف فإن القصة لا تحتاج لتفاصيل كثيرة‪ .‬ومع ذلك فقد وضع القاص لنا خلفية معرفية‬ ‫الذي تعرض‬ ‫حول الشخصية الرئيسية وعن زوجته وأبنائه‪ .‬والعلاقات الانسانية والحادث‬ ‫له واستطاع القاص من خلال مشهد واحد ان يصنع هذا العمق القصصي الذي دل على‬ ‫براعة القاص ‪.‬‬ ‫للقاص عبدالله بن سالم الشنعيبى اعتمد القاص‬ ‫وجه‬ ‫القصة الرابعة ‪ :‬قراءة في قسمات‬ ‫يرصد‬ ‫ان‬ ‫وا لحوا ر وا ستطاع‬ ‫‏‪ ١‬لسرد‬ ‫قوية ‏‪ ٠‬زا وج بن‬ ‫لغة منضبطة‬ ‫خلا ل‬ ‫‏‪ ١‬لوصف من‬ ‫على‬ ‫التفاصيل الجزئية الدقيقة للأشياء التى وقعت عيناه عليها‪ .‬ولدى القاص قدرة على رسم‬ ‫صورة جيدة للانفعالات والمشاعر البشرية ‪ .‬واستطاع ان يتغلب في نهاية الأمر على الضعف‬ ‫العصب‬ ‫الى جزأين‪ .‬يمثلان‬ ‫قصته‬ ‫القاص‬ ‫القوة ‏‪ ٠‬وقد قسم‬ ‫فضاء‬ ‫الى‬ ‫والخروج‬ ‫الانساني‬ ‫وك‬ ‫‪.‬‬ ‫بالصمت‬ ‫ينتهي‬ ‫حوار‬ ‫حلال‬ ‫مرن‬ ‫جسده‬ ‫)‬ ‫) الاسطورة‬ ‫الثالث‬ ‫والجزء‬ ‫للقصةة‪.‬‏‪٩‬‬ ‫الأساس‬ ‫الربط بين هذه الأجزاء الثلاثة جيدا‪ .‬ومما يدفعنا الى الاعتقاد في نهاية الأمر أن هذه الةصسة‬ ‫ص‪-‬‬ ‫فؤى الوصف أحيانا | مى‪:‬‬ ‫يتعمد الاغراق‬ ‫وإن كان‬ ‫جيد‬ ‫قصصي‬ ‫ثعطاء‬ ‫سمرر عن‬ ‫الفتور‪.‬‬ ‫ببعض‬ ‫ب‪.‬‬ ‫القارىء‬ ‫تسن‬ ‫عبدالله بن سالم بن عرابة‪،‬‬ ‫الخامسة ‪« :‬عربدة على بساط ساوي » للقاص‬ ‫القصة‬ ‫خلال الخرافة القصصية ۔ وفي محاولة جيدة ۔ استطاع الكاتب ان يماأ قصته بالرموز مرة‬ ‫والاحالات الى أرض الواقع مرة اخرى من خلال اللغة الجيدة التى شابهت جو القصة‬ ‫وا لرموز‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫سطورة‬ ‫وا ل‬ ‫‏‪ ١‬لحلم‬ ‫لغة‬ ‫‏‪ ١‬ل‬ ‫اةفرب‬ ‫ى‬ ‫هى‬‫وه‬ ‫جيدة‬ ‫دبة‬ ‫شعر‬ ‫تهويمات‬ ‫تحمل‬ ‫فاللغة‬ ‫`‬ ‫‏‪ ١‬‏ع‪٤‬راق‬ ‫التي استخدمها القاص يمكن ان ترتبط بدلالات ومعان كثيرة تتثاقل في تحذيد الهدف هل‬ ‫هو وعظي؟ أم أن هناك شيئا آخر؟ واللغة جيدة إلا من بعض التراكيب التي تحتاج الى‬ ‫معالحة ‪.‬‬ ‫۔‪٠٤٣‬۔‪‎‬‬ ‫نقةا لطظلع )»(‬ ‫صالح بن حمد بن سيف الفهدي‬ ‫‏( ‪) ١‬‬ ‫عندما أرشق الأفق بنظري وذهني في تلاحم يشوبه الابهام ۔بعض الشىعء ۔فينزلق‬ ‫نظري في جدران الأفق حتى يستقر في ذلك الخط الفاصل بين الساء والأرض يصيبني قلق‬ ‫مبهم وشعور بالفراغ المجدب الذي تمتد أطرافه الى ما لا نهاية ‪.‬‬ ‫وعندما تستقبل الأرض ‪ -‬بزهو وانتشاء ۔ الزخة السيائية الأولى معلنة بذلك عن دخول‬ ‫فصل الشتاء ينتابني ذعر وفزع وأكاد أسلم بأن هذا الشتاء ۔ على الأقل بالنسبة لي هو نهاية‬ ‫كل شىء حينها أرى الانكسار والاضمحلال يلوح في أفقية اللون والتجسيد بل بدأ في‬ ‫الأيام الأخيرة يتسلل في ملامح التخيل والتصور‪ .‬لكن ثمة أملا يتوق الى التحرر والانعتاق‬ ‫فيندلق ي عند انبلاج الفجر لاغترف الدفء من الشمس المعلنة بأمل لاينضب‪ .‬وهكذا‬ ‫كل صباح اتمشى بين الحقول فأقعى اغمس اصابعي عند أول مساحة لينة طرية تجمعت‬ ‫ألقا‬ ‫فيها انفراجات الرجاء فألمس الخصب والنداوة واستشعر مدى فرحة الحقول وهي تنتشى‬ ‫وبهجة وقد وافتها السياء بعطائها الجزيل فجددت في روحها موال الحياة وبللتت ألسن‬ ‫التسابيح ‪ . .‬إلا أنا‪ . .‬ذلك الوحيد الذي لا يدرك السر‪ . .‬ذلك الوحيد الذي يؤمن بأن‬ ‫لوت سيسحقه بمفرده عندما تتسلل ئُذر الشتاء الى أعماقه فتجمد كل نشوة فيه ‪.‬‬ ‫‪ -‬ما أتعس من يتشبث بالمجهول حتى حين!‬ ‫( ‪) ٢‬‬ ‫تمضي الأيام كسولة شحيحة‪ .‬تضن عل بأي احساس بالسعادة ان يكبر تستأصله من‬ ‫عدمه‪ . .‬ترى متى تلتهب الشمس الباهتة في داخلي؟‪ . .‬متى تومض الحياة التى تحمل ‪:‬‬ ‫الخلاص في وسط ليالي القلق والبرد؟ متى؟ متى؟‪ . .‬أصبحت اكل بلا شهية ‪ .‬أحلم بلا‬ ‫رغبة‪ .‬اضاجع الكابة والسأم وانتظر قدوم الملاءة ذات الأنجم المفعمة بالضياء كل مساء‬ ‫عل أجد بين مواقع نجومها المتلألئة طريق الخلاص‪ ،‬ما أشد حنيني لشىعء ما لا أدريه على‬ ‫() القصة الفائزة بالمركز الأول بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫۔‪١٤٣‬۔‪‎‬‬ ‫وجه التحديد وما أضيق صدري به!!‪ .‬لقد تغير حالي ونبتت في عادة تدل على الهوس أو‬ ‫العته والجنون في اصدق تصورك أصبحت أتحدث مع نفسي بدعءأً من الهمس الذي لا تتحرك‬ ‫بعباراته شفتاي وانتهاء بعلو نبرة صوتي وكثرة حركات يدي فكأني أخاطب شخصا يقاسمني‬ ‫في غالب الاحيان إلا‬ ‫الحوار فلا اكاد انتبه الى هذا التصرف المخجل ‪ -‬بالنسبة لعاقل مثلي‬ ‫بعد ان اصطدم باندهاش أحدهم سواء كان ذلك من قسيات وجهه أو صفقة كفيه؛ وهذه‬ ‫الأخيرة اكثر المفاجآت لكني مع هذا كنت اتلذذ بذلك الهاجس الذي كان يطلقني من‬ ‫عذاباتي وأوجاعى ويرحل بي الى آماد بعيدة مجهولة فأجد العزاء الوحيد من الضيق والتبرم‬ ‫اللذين كانا لا يتوانيان في بث الفراغ المجدب في كل زاوية من زوايا ذاتي المنهوكة‪ . .‬حتى‬ ‫الحقول التي تقترن في ذهني بمعنى الرحابة والاتساع تبدو وكأنها مكان ضيق مغلق أشبه‬ ‫بالزنزانة تأهلها الآهات المرة والأشواق المتدلية في مشنقة الوقت فأين هو العزاء في المسافات‬ ‫‪.‬‬ ‫نحة؟‬ ‫رطاي‬ ‫تخ‬‫ميها‬ ‫لطو‬ ‫ا ت‬‫الىن‬ ‫۔ لشمعة الرحيل ان تلتهب‪ . .‬ل ان اجوس _ متمردا فوق اعناق السدنة جماع الحطب‪. .‬‬ ‫ولي ان اسكب في النار المضللة نوازع الثأر والانتقام ‪ . .‬مرحبا بالرحيل ‪.‬‬ ‫‏( ‪( ٣‬‬ ‫أي الدهقان‪. .‬يستقرىع المهاترات التي يثيرها سخطي وتذمري فيلهب السياط ويرفع‬ ‫السياج ‪ .‬غير ان النجوى التي تأتلق في أفق المساء ت‪:‬تنعش أوصالى فيصبح من الممتع ان أرحل‬ ‫مع طير الخلاص الذي انبثق من احمرار الشفق فينقشع الأسى والمرارة من قلبي وتتنشعب‬ ‫ذلك‬ ‫العذوبه الشجية لصوت‬ ‫واكاد اعي‬ ‫الطمأنينة الدافئة في أروقة هجسي‬ ‫نسائم‬ ‫المجهول‪.‬‬ ‫بدا لي الرحيل سنام اليقين الذي يجب ان امتطيه{ لقد منحت العمر صبرا لا ية‪ .:‬نك‬ ‫ثوانيه تتر انفاسىوتختمر الآهات في قلبي فتتحول الى انات تأخذ في الانتفاخ ۔ « ‪ :..‬۔‬ ‫حتى تزحف رويدا رويدا الى الشفاه فتخرج كألسنة اللهب بعبارات مفككة‪ .‬مهوشة ‪..:: .‬‬ ‫على فقدان ذاكرة صاحبها واصابته بالهوس والخبل ‪ ،‬ثمة أشياء تحتل حيزا في اعيهارنا نة۔۔‪:‬۔‪.‬‬ ‫بها دون تحديد ماهيتها‪ . .‬في ذلك اليوم الذي نعمت فيه بتحرر جسدي خفقت احمل‬ ‫شاغلي ‪ ،‬اقتفي النسيات اللطيفة التى كانت تختزن بواعث الأمل الوامض في ندوب نفسى‬ ‫المظلمة فمررت بالأديرة والكنائس ولم أتوقف إلا برهة للتأمل في ابنيتها‪ . .‬استأنفت الخطو‬ ‫برفقتي السهاد والسهر وألم الانتظار‪ . .‬حتى بدا لي ان كلمة الرحيل لم تلق فقط بظلالها على‬ ‫خاطري انها انتزعت كل هوى فيه فسفحت غرامه فداء لمطلب الروح‪ ،‬اتوق الى الحرية‬ ‫واعشق الدفء والسكينة وفي المقابل امقت التقوقع والانحصار داخل الايمان الذي لا ينتج‬ ‫حياة ولا يطيب سريرة‪ .‬لقد كنت اعلل نفسى بأن الأمل لا ينضب وان ثمة أملا ستفرزه‬ ‫شمس الرحيل‪ . .‬آه‪ . .‬ما اتعس القلب الذي ينبثق من بين جنبات العبث الفوضوي‬ ‫‏‪ ٣٤٢.‬۔‬ ‫المستهتر! ! ومع كوني حبيس أبيه لا يسمع منه بعد ان جاهر بالتمرد والعصيان إلا كلاما‬ ‫قاسيا شحيحا خاليا من الاحرف الحانية والمعاني اللينة مم كوني كذلك فإن طموحي لا تحده‬ ‫حدود وحماستى لا تعرف الاستكانة المريرة‪ .‬ولن يكون لى مناص عن الرحيل تجاه قبلة‬ ‫المجهول‪ . .‬ذلك الذي لم اصارح به غيري فلقد انتزعت ثقة التصديق والائتمان على الأسرار‬ ‫الخالية من أي أحد فقادني ذلك الشعور الى الخوف من الناس والبعد عنهم فأخلو بننسي‬ ‫أترقب الليل بكل احتراق وتوهج والليل يستركوامن الأشياء وحقائق الأمور فارسم الرسائل‬ ‫التي سنأنفذ بها الى هالة المجهول‪. .‬لم أعد احتفل الى أية مثبطة تعيق دري من أجل ذلك‬ ‫اللقاء حين لا تخبو شعلة الحنين والشوق كباقي اللقاءات بل ستبدأ في التوهج والاشتعال ©‬ ‫وقد بدأت صورة الأيام تريحني إذ أن اليوم الذي يمضي لا يأتي أخر مثله‪.‬‬ ‫‏( ‪( ٤‬‬ ‫جدران الظلام ‪.‬‬ ‫‪ .‬وكل شىعء يشي على ان همهمة تقضقضص‬ ‫الشمس تغسل وجه الأفق ‪.‬‬ ‫أريد ان يمتد بي العمر لاصل الى ذلك الخط الفاصل بين السياء والأرض فعندي يقين‬ ‫بأن هناك كل الأجوبة الشافية للتساؤلات الصاخبة في ذهني ‪ . .‬هناك في ذلك الامتداد‬ ‫البعيد القريب ستكون حياة أغزر وأكثف واكثر إثارة من هذه الحياة الفارغة التي تستعطف‬ ‫النار وتطلب رضاها! إن العذاب الذي يأكل من سني عمري خطر الوباء‪ .‬يصيبني‬ ‫ا‪.‬لمنقذ‪ . .‬لقد بدأت ادرك معناه حينما تلذذت تلك اللغة‬ ‫جهول‪.‬‬ ‫ملك‬ ‫لذ‬‫الا‬ ‫بالشلل‪ .‬لو‬ ‫التي قدمتها لحظة انبلاج الشمس الى نفسي ‪ .‬وحينيا انعشتني رائحة الخصوبة الطرية المتبخرة‬ ‫من الأرض العطشى بعد ان اغاثتها تؤمتها السياء وحينما استعذبت ملامح الألوان التى‬ ‫تشكل لوحة الغروب الصامت ‪ . .‬حينها شعرت بأن احساسا في داخلى يثور وان دقات قلبى‬ ‫سريعة الخفق وان رغبة ملحة في حث النفس ان تستبين معالم المجهول قد تشعبت في كل‬ ‫رة دم في أوردتي توحي ال بأني سأفعل المعجزات وسأقهر الشدائد من أجل ذلك الهاجس‬ ‫العذب الذي يعتور ضميري ‪ . .‬فليعش المجهول أبي !‬ ‫وتمضي الأيام بطيئة ‪ .‬مبعثرة ة الخطوات ‪ .‬اتربص خلالها الفرصة المواتية للرحيل وأرسم‬ ‫الاتجاه المناسب لأصل إليه (المجهول) لقد سئمت وتعبت وكأنيا ل يسأم ول يتعب أي رجل‬ ‫مثلي في العالم وددت لو يهدأ جنبي وتطمئن سريرق ‪ 6‬لكني قطعت على نفسي عهدا بأن لا‬ ‫ألبث طويلا في احضان الخيرة والضجر وان عل المبادرة بالالتحاق في أول ركب قافلة توصلني‬ ‫إلى أول من يتكفل بحضانة هذا الهاجس اللذيذ الذي أصبح شاغلي الوحيد ينتابني ۔‬ ‫بعض الأوقات ۔شعور بالخوف والفشل لكنى مُدرك تماما انه لابد لى من فعل شىء‪ .‬لا‬ ‫مناص من المغامرة‪ ،‬ومن ذلك الحين أحس بأني أصبحت رجلا آخر رجلا جديدا يرى انه‬ ‫سيقبل على الحياة التي يتوقها بشغف كثيف وحماس عظيم ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٤٣‬۔‬ ‫( ‪)٥‬‬ ‫في الطريق ‪ ،‬كان الظلام الدامس جاثيا على صدر كل شىء يشي للساري بأن الرحلة‬ ‫ستطمر في ركامه‪ ،‬لكن ثمة أنوارا باهتة تلمع وسط الظلام‪ ،‬قد تكون منبثقة من تلك‬ ‫مصدرها ذلك الأمل‬ ‫العالية وقد يكون‬ ‫السياء‬ ‫في‬ ‫الفينة والاخرى‬ ‫التي تلوح بن‬ ‫النجوم‬ ‫‪.‬‬ ‫والمرء‬ ‫اشتياقه للعلاج‬ ‫العليل الذي طال‬ ‫قلب‬ ‫المتجدد ي‬ ‫أ۔وقفوا القافلة‬ ‫‪ .‬غريب‬ ‫‪.‬‬ ‫غريب‬ ‫‪ -‬ظلام‬ ‫استعطفهم بمواصلة السير وأحثهم على المضي‬ ‫لكني كنت على خلاف ما يرون » أخذت‬ ‫قدما في استكيال الرحلة ۔إذا كان لها من نهاية ۔ لم اكن أعباً بالجوع والراحة ‪ .‬لكني‬ ‫الكلمات‬ ‫أذناي ؛بعض‬ ‫طرقت‬ ‫الى بعضهم البعض ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬يسرون‬ ‫سمعتهم يثرثرون ‏‪ ٠‬يتهامسون‬ ‫‪.‬‬ ‫المهترئة‬ ‫‪،‬‬ ‫المهووشة‬ ‫‪ .‬معتوه‬ ‫‪ -‬مست‪-‬هتر‪.‬‬ ‫‪ . .‬عجب!‬ ‫۔رخيصة روحه‬ ‫« صمت كثيف يلف حثالة الاحرف المهترئة» ‪.‬‬ ‫تأ النسيات الليلية وديعةطرية تغشى الهموم والأحزان فتعتور القلب صورة الفرج‬ ‫المأتلق في سياء الغربة والأشواق فتولج النفس في رحابة هذا الكون البديع المنسق حتى‬ ‫الظلام ۔ الظلام ۔ فسحة التأمل ومرسى الهواجس المفتعلة طول النهار المرحوم ‪ ،‬حياة اخرى‬ ‫مليئة بالأسرار والمفاجات ‪. .‬ما أعظمك أيها ال‪.‬‬ ‫المكان بشخيرهم ‪ .‬ما أسوأ الجدب‬ ‫الذين يضج‬ ‫أعود أدراج يي الى القوم‬ ‫أسكت‬ ‫والفراغ! !‬ ‫( ‪)٦‬‬ ‫ر‪ :.‬۔ ‪. .‬‬ ‫الدموع في داخلي ‪ .‬أبكي بكاء قاسياً مريراً ‪ .‬لقد طال الترقب واحخنيمن‬ ‫تسح‬ ‫يمضي دونما هوادة أو تريث‪ ،‬فكيف الخالادص؟ وأين هي دروب النجاه؟ أيكون هذا ا الذ‪ :‬؛‬ ‫أتشنبث به في عنف وإصرار وهما خاويا وسرابا مثكول النهايات تقتسم حصته من سخي‬ ‫لا‪ ..‬لا‪ ..‬لا يعقل ان يكون كذلك قط ‪( . .‬إنه الحقيقة المحتجبة وراء هذا‬ ‫عمري؟‬ ‫الضباب الرهيف وهو النور المتدفق من بين ثناياي الشاعره بالدفء الرزين) ‪.‬‬ ‫وني كل يوم من أيام رحلتي للبحث عنه (المجهول) في لحظات المساء المسربلة‬ ‫أحدث نفسي‬ ‫الموشاه بالألغاز التي تنفثها أنفاس العاشق الضليل‪ ،‬أجلس“©‬ ‫بالصمتتؤ‬ ‫حديثا طويلا تنثال خلاله على نفسي دواعي الغيب الذي ل يأذن باللقاء بعد! وتنسال في‬ ‫أعماقي قطرات دمع دافئة تغسل الكمد المتخثر في كبدي منذ الماضى الذي ودعته دون ان‬ ‫ألوي نحوه‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٤٤‬۔‬ ‫تفتك‬ ‫وتكاد‬ ‫الأوجه الشاحبة‬ ‫تهتز نشوانة‘ ‏‪ ٠‬وأنا وحيد تتد اعى عل‬ ‫‏‪ ٠‬والأرض‬ ‫الساء ع ترخ‬ ‫‏‪ ١‬لموج ‏‪١‬أسطراً وسط ‏‪ ١‬لظلام وا لوهم فا عنود‬ ‫الغضة كا يمحق‬ ‫عيد ان مشا عري‬ ‫صورها ‪7‬‬ ‫ي‬ ‫النار ‪-‬‬ ‫النار ۔ غمر‬ ‫على‬ ‫أجد‬ ‫أو‬ ‫الليل قبسا‬ ‫مساحات‬ ‫في‬ ‫لألتمس‬ ‫البوار‬ ‫الأرض‬ ‫من‬ ‫أدراجى‬ ‫‪.‬‬ ‫هدى‬ ‫( ‪(٧‬‬ ‫كان علج أن أنبش الشقوق والغدران واتيه في الفيافي والوديان وأرتاد الصوامع والكهوف‬ ‫الأنين‬ ‫بحثا عن الأنوار المشوبة بالغوموضض والتي لا تنفك تغزوني حينا بعد اخر‪ ،‬عشت‬ ‫والوجع ‪ .‬تبرعت السم المرير‪ .‬قطعت ۔مترنحا ۔مسافات مثخنة ة بالجراح ‪ .‬رشمت الدموع‬ ‫المالحة فتذكرت الجدب والبوار۔ وكان لزاما على لكي تتواصل رحلة انفاسى اللاهثة وراء‬ ‫الأمل ان يموت اربعة من أولئك الذين ينظرون دائي الى ما وراء الشمس‪ . .‬وكان كلامهم‬ ‫إلا واحد ۔ ستجد آخر غيري (كنت أكرهه‪ . .‬يبتلع اللقمة قبل‬ ‫قبل احتقان النفس واحد‬ ‫صاحبها) ‪.‬‬ ‫‪( .‬ومات)‬ ‫۔ هناك آخر‪.‬‬ ‫۔هناك اخر‪( . .‬وسقط)‬ ‫‪ -‬سيظهر آخر‪ . .‬هو‪ . .‬هو‪ . .‬الذ‪ . .‬ذي‬ ‫ظهره‬ ‫ذات‬ ‫قال بعدها كليات مختلطة‪ .‬مهووشة ‪ 3‬مرتعشة الأحرف‪ . .‬بلد‪ ،‬نخل‬ ‫تعنت جيدا في تلك‬ ‫لوحدي‬ ‫لا يأكل جلست‬ ‫يأكل‪.‬‬ ‫صدقة‪.‬‬ ‫حاتم & في‪ .‬هدية‪.‬‬ ‫"نكليات المهترئة ‪ . .‬لممت شملها فأجتاحتني رعشة رهيبة وانطلقت‪ . .‬لا أدري إلى أين!‬ ‫( ‪(٨‬‬ ‫وفي الطريق ى كان الشوق والحنين واللهفة الحرى وكانت الكليات تتدفق من بين شفتي‬ ‫دون وعي بها لكني أرى البهجة والغبطة في كل حرف من حروفها‪ ،‬تتناهى الى اسياعي‬ ‫اصوات عذبة تبث في أوصالي سائلا باردا يثير كوامن الحلم الذي صدأت نغياته‪. .‬‬ ‫وانطلقت بين الحقول الرحبة اتنسم الشذى القادم من بعيد وأشم رائحة الخصب التي طالما‬ ‫تعذبت لاختيارها‪. .‬تناقلتني الأكف بثمن بخس ‪.‬‬ ‫۔ ما خلقت إلا لتساوي بالروث ‪.‬‬ ‫وكنت استعطف النخلة عن البلدة ذات النخل‪ ،‬لكنها تغط في تسبيح عميق حتى‬ ‫يغطيها المساء بردائه الدافىء فيخفي عني قسيات الاجابة التي تلوح في كونها البديع ‪.‬‬ ‫_۔‪٣٤٥‬‏ ۔‬ ‫( ‪) ٩‬‬ ‫النور ويزهو القدر‬ ‫ينبلج‬ ‫حن‬ ‫نسف الكدر‬ ‫وما يدريك ما الخر‬ ‫«سيأتيك الخر‬ ‫والظلم والقهر‪ ،‬شر النذر»‬ ‫والليل والصمت‬ ‫قد يم‬ ‫ترنيمة را هب‬ ‫وأتاني‪ .‬كنت حينها على حافة الانهيار‪ .‬أتذمر السقوط في هاوية اليأس المعتوه وأكاد أحقن‬ ‫النفس اللاهث وراء البحث عن المجهول ‪ ،‬لكن فجأة تنداح كومات الضباب الجاثم في‬ ‫ثنايا روحي ‪ ،‬وانطلقت احمل امال سنوات العمر المقبل‪ . .‬كنت مرتبطا في انطلاقي برائحة‬ ‫الطلع النخلي فأعي معنى الطلع والزرع والثمر وهي تنبثق معلنة بالأمل والحياة‪ . .‬وقد‬ ‫انسال معها هاجس قوي ينبىء بأن الفرح آت‪ . .‬آت لا محالة ‪.‬‬ ‫‏( ‪)( ١٠‬‬ ‫وهالني كل شىع فيه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النمس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمل‬ ‫‪.‬‬ ‫الحلم ‪.‬‬ ‫هالته ً‬ ‫ف‬ ‫‪ . .‬وا نصهرت‬ ‫عناقه‬ ‫وذبت ف‬ ‫وجدته‪.‬‬ ‫حتى اعتليت المقامات ‪ . .‬تلك المقامات ‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫انتهت‪6 ‎‬‬ ‫‪-‎‬۔‪٣٤٦‬۔‬ ‫النساعءرهم‬ ‫ححب‬ ‫لا‬ ‫الراعى‬ ‫محمد بن سيف الرحبي‬ ‫معها يمضى كل صباح‪ . . .‬يجر اقدامه المثقلة بهموم عشرات الأعوام تاركا القرية تسبح‬ ‫أغنامه الى مرعاها ‏‪٠‬‬ ‫هو يسوق‬ ‫بقي‬ ‫‪. .‬‬ ‫حوله‬ ‫شىء‬ ‫وتغير كل‬ ‫ولد راعيا ‏‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحديدة‬ ‫مدنيتها‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫المتزاحم ‪..‬‬ ‫ي ماضيه المتأصل وحاضره‬ ‫ثغاؤها كان قيثارته وموسيقاه ‪ ..‬يرى معها وجوده‬ ‫وحده هناك في تلك الرابية يضع الألواح على اكبر سمرة بها‪ ،‬ومن حوله تمرح الشياه في حرية‬ ‫الراعي بكى عندما لم يجد سوى قطعة من الأرض‬ ‫يحلم بها الآن‪ . .‬كبرت القرية واتسعتآ‪،‬‬ ‫صغيرة ينام فيها مع رفيقات عمره‪ .‬لم يتزوج‪ . .‬لم يحب امرأة في حياته‪« ،‬النساء يرغبن في‬ ‫ا لبشر ي‬ ‫ووحد ه ا لمخلوق‬ ‫للشياه‬ ‫عمره‬ ‫‏‪ ١‬هو رأيه ‏‪ ٠‬وهب‬ ‫هذ‬ ‫شي ء(‬ ‫ومعهن يضيع كل‬ ‫كل شي ع‬ ‫الذي يملك عائلة من الأغنام والشياه‪ ،‬لم يعرف احد اسمه ولربيا نسي هو الآخر ذلك‬ ‫السنين ‏‪( ٦‬الراعي) الاسم الوحيد الذي‬ ‫من زمن يمتد عشرات‬ ‫ل يسمعه‬ ‫اللذي‬ ‫الاسم‬ ‫الذي عرفته القرية بلا ام ‪ .‬وبلا اب ‪ .‬وبلا اسم ايضا‬ ‫في غدوه ورواحه ‪ .‬إنه الرجل‬ ‫‪..‬سمعه‬ ‫اليها ‪.‬‬ ‫عائلة ينتسب‬ ‫دون‬ ‫‪:‬‬ ‫هز‬ ‫عزو‬ ‫حد‬ ‫«الجبال وحدها لم يصل اليها هذ! الاسمنت الملعون» قال ذلك لشيخ القرية ‪« . .‬تقدم‬ ‫بي العمر والسنوات احجار ثقيلة على ظهري ‪ . .‬لم اعد استطيع الصعود الى الجبال أو ‪:‬‬ ‫الجري وراء شاة مشاغبة تركت القطيع مستقلة بطريقها» ‪.‬‬ ‫۔ لك راتب يكفيك فدعك منهن! !‬ ‫‪ -‬ليس لي في الحياة سواهن فكيف ادعهن؟!! أو تستطيع ان تدع جزءا من ذاتك؟!!‬ ‫۔ في «الهبطة» !لقادمة بعهن واب‪ :‬لك بيتا‪.‬‬ ‫۔ هل أبيع عائلتي؟ هن اولادي ‪ . .‬وهل بالامكان ان يبيع الانسان ولده؟! ‪ . .‬انتم لا‬ ‫تريدون ان تفهموني ‪ . .‬خرج كئيبا تحاصره القرية‪ .‬عاد الى شجرته المحاطة بجدار اسمنتي‬ ‫(٭) القصة الفائزة بالمركز الثاني بمسابقة المنتدى لعام ‏‪ ١٩٩٢‬م ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٤٧‬۔‬ ‫يلعنه كا يوم عشرات المرات ‪ . .‬جلس يغالب غشاء دمعيا حجب عن عينيه رؤية شياهه ‪.‬‬ ‫انها بلا شك‪ . .‬جائعة‪.‬‬ ‫حز‬ ‫إو‬ ‫مد‬ ‫الراعى كان حديث الناس‪ . .‬أي سر هذا الذي يخبئه بين جنباته‪ .‬الجيران اشتكوا من‬ ‫‪.‬‬ ‫رائحة العفونة المنبعثة من خلف ذلك الحائط البائس تزكم الأنوف‪« . .‬انا كنت في البدء‪.‬‬ ‫هم زاحموني على هذه البقعة»‪ . .‬صرخات الناس تتعالى غاضبة‪ . .‬دون جدوى‪ . .‬إصرار‬ ‫بها اكثر فاكثر‪« . .‬قاومت برد الشتاء القارس وحرارة الصيف التى تغلى‬ ‫غريب انه يتمسك‬ ‫الارض تحت اقدامي ‪ . .‬عل مقاومة هؤلاء الغجر حتى النهاية‪ .‬كان كل ما فيه غغتلفاء‬ ‫نعله التي لها آثار عجلة سيارة‪ .‬ربطة رأسه‪ ،‬الجلود التي يربط بها خفيه وكأنه مصارع قديم‬ ‫نسيه الاغريق خارج أسوار طروادة ‪.‬‬ ‫منو‬ ‫نو‬ ‫مهب‬ ‫بوجهه المغير المحمول على رأس شاب شعره‪ .‬وبلحية كثة خطها الشيب وتلبدت بالعرق‬ ‫والغبار حتى غدت وكأنها لوحة سريالية داستها عشرات الأقدام } رأته القرية ذات يوم يجر‬ ‫(عربانة) خضراء اللون يعبر بها الطرقات في خشوع لآثار الزمن‪ .‬مشى لا يلوي على‬ ‫شيء ‪ . .‬أقدامه تتحرك ببطء تحاول ملاحقة جريان عربته الصغيرة] ظهره المقوس وخطوط‬ ‫(الوسوم) التي تركها ذلك الطبيب القديم ظاهرة على مساحة كبيرة من جسده المتهالك‬ ‫كخريطة طبعها عالم اثار على جسد ادمي ‪ . .‬سخرت القزية منه وتهاوت النكات عليه من‬ ‫كل فم ‪« . .‬اللعنة عليهم وعلى سخرياتهم الازئة‪ .‬ذلك الأعرج ايضا هزأوا منه عندما‬ ‫ارتدى ساقا صناعية ‪ . .‬المسكين غلبته السخرية فخلعها ورماها! عندما زرته منذ يومين‬ ‫رأيت ساقه يقف الدجاج عليها»‬ ‫‪ -‬الى أين يتجه الراعي؟‬ ‫إنه يستخدم التكنولوجيا الحديثة في الرعي‬ ‫ي المنزل ويذهب هو بالعربة المصنوعة في تايوان ليحضر ذ؛‬ ‫۔نعم ‪ . .‬تظل الشياه‬ ‫من العلف ‪ . .‬بكل تأكيد انه علف صناعى ‪.‬‬ ‫انه الرعى ‪ . .‬على آخر موضة ياصديقى ‪.‬‬ ‫لم يأبه الراعي لأولئك «العاطلين» كيا وصفهم ‪« . .‬كانت الأغنام تبحث عن طعامها‬ ‫بنفسها‪ .‬في رحلتي اليومية معها كانت تعجبني رؤيتها‪ 5‬انقضت السنوات واستمر تيار الزمن‬ ‫يجرفني نحو البعيد ما ها هذه القرية تقتر عل السعادة؟! وكل شيء امامها سهل‪ .‬انهم لم‬ ‫الحث المعلقة والمجلوبة من بلاد‪.‬النصارى تكفيهم‬ ‫الى اغنامي ‪ .‬تلك‬ ‫يعودوا ف حاجة‬ ‫في سبيل توفير ريالات‬ ‫تعسا هم من اشقياء تهون عليهم صحتهم‬ ‫بأسعارها الرخيصة!‬ ‫قليلة‪ .‬ما اسخفهم عندما يصدقون انها ذبحت على الطريقة الاسلامية ‪.‬‬ ‫بهو‬ ‫عبود‬ ‫جهود‬ ‫۔‪٣٤٨‬‏ ۔‬ ‫فى المساء عاد الراعى صامتا من رحلته الرتيبة‪ . .‬لقد كانت الشياه تمشى حوله من الماضى‬ ‫كحاشية وكأنه ملك يسير بينها يحمل تاجا خرافيا وها هو ذا يعود في هذا المساء من المرعى‬ ‫وحيدا دون حاشية‪. .‬كأنه ملك مخلوع‪ ،‬يرفع بيديه المجهدتين ذراعي العربة ليدفعها امامه‬ ‫الجائعة‬ ‫ته‬ ‫يلى‬‫شل ا‬‫ايدخ‬ ‫حهو‬‫شنققتان من جز الحشائش ‪ . .‬ها‬ ‫تدا‬‫اكيلامالي‬ ‫بمشقة‪ 3‬تل‬ ‫بنغائها التفت حوله وهو يقاوم حتى لا‬ ‫الناغية ‪ .‬هذا هو الملك يدخل قصره منكس الرأس‬ ‫يسقط اعياء ‪ 5‬تبدو وكأنها تبكي غيبته الطويلة‪ ،‬الجوع وحد بينها‪ . .‬هي جائعة وهو ايضا‬ ‫جائع‪ .‬ما يحضره ملكها في اخر اليوم لا يكفيها ولا هو يحصل على قوت يومه{ عددها اكبر‬ ‫المعذرة على‬ ‫من سنوات عمره‪ . .‬الجو يخنق امعاءه‪ . .‬من اجلكن احتمل الجوع والعطش‬ ‫التقصير‪ .‬مرعاكنَ أصبح حارة تملؤها البيوت وبشر يتوالدون كالفئران‪ ،‬ود لو يقبلهن واحدة‬ ‫ومن استطاعت الوقوف قفزت الى العربة‬ ‫واحدة‪ .‬يا الته ‪ . .‬بعضها لا يقوى على الوقوف‬ ‫تزاحم وتناطح من أجل لقمة في آخر اليوم ‪ . .‬لكنها على كل حال تكفي لليوم التالي ‪.‬‬ ‫عه‬ ‫بند‬ ‫و‬ ‫بدأ بكاؤه نشيجا ثم بصوته الجهوري ملأ طرقات القرية وأزقتها‪ .‬سمعه الناس في‬ ‫بيوتهم‪ ،‬وفي مسجد القرية خرج المصلون‪ . .‬تجمم بشري اختطلت فيه النساء بالصبيان‬ ‫كان أهل القرية على موعد أمام الراعي & تجمعوا كلهم بفضول ليعرفوا ما يبكي الراعي ©‬ ‫لانه لم يحب النساء تصوروا ان احساسه قد مات‪ . .‬إذن ما يبكيه هذه المرة‪ . .‬المرة‬ ‫الأولى؟ !!‬ ‫قال احدهم ‪ :‬لدغته حية فبيته مزبلة تتجمع فيها كل حشرات العالم ‪.‬‬ ‫رد عليه صوت نسائي متهدج ‪ :‬جسده تخاف منه الحشرات لخشونته وعفونته ‪ . .‬الراعي‬ ‫‪..‬كي ‪ .‬لا احد يجرؤ على الدخول الى مملكة الراعي خوفا من لسانه‪ . .‬تجرأ اجدهم‬ ‫رد‪.‬خل ‪ . .‬الراعي يبكي وامامه شاة جف ضرعها راقدة تنتفض احتضارا‪ ،‬دخل الجميع‬ ‫اصبح الحائط يحوي داخله بشرا وبهائم ‪. .‬‬ ‫۔ ما دمت غير قادر على توفير العلف ها فلاذا لا تبيعها او تذبحها؟ ! !‬ ‫قال احدهم ذلك بينيا الراعي مستمر في بكائه لا يجيب‪ . .‬لا يأبه لامتلاء حوشه‬ ‫بالمتطفلين ‪ . .‬انفجر البركان‪. .‬صاح احد جيرانه ‪:‬رائحتها ازكمتت انوفن وهي نصف حية‬ ‫فكيف بها عندما تموت؟! وزمجر آخر‪ :‬اللعنة عليك وعليها‪ . .‬البكاءمستمر بدأ الناس‬ ‫‪.‬‬ ‫أنوفهم تقززا‬ ‫وقد سدوا‬ ‫يخرجون‬ ‫حز‬ ‫‏‪3٤‬‬ ‫و‬ ‫ينتظر شيئا ما في الأفق البعيد يراه وحده‬ ‫الراعى كعادته‬ ‫خرج‬ ‫‪ . .‬بصمت‬ ‫التالي‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫اهم ل‬ ‫تساؤلاتها عنه ‪. .‬‬ ‫‪5‬‬ ‫القرية تغرق‬ ‫ما ويترك‬ ‫يغلق قلبه على شيء‬ ‫الآخرين ‪.‬‬ ‫دون‬ ‫‏_ ‪ ٣٤٩‬۔‬ ‫بيوتهم ‪ .‬ها هو الآن وسطهم يتنفس مع اغنامه قلقا‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫يتعودوا على رؤيته ‪ .‬كان‬ ‫وبداوة‪ .‬أي انسان هذا بينه وبين الموت خطوات يجهد جسده في جمع حشائش لا تكفي‬ ‫القلة القليلة من اغنامه‘‪ ،‬بعضها مات جوعا وأمراضا{ وبعضها مازال يقاوم ليرى اخر‬ ‫طواها التاريخ ‏‪ ٠‬يخلط‬ ‫عائلة‬ ‫بال تظهر عليه مخلفات‬ ‫حصر‬ ‫علل‬ ‫ينام‬ ‫وحيدا‬ ‫الحكاية ‪. .‬‬ ‫كلا احس الما في‬ ‫ليطعم هياكل رعاياه ‪ .‬احزمة الجلد تزداد على جسده‪.‬‬ ‫بال روث‬ ‫الحشائش‬ ‫مكان ما ربطه ليخنق الألم فيه‪ ،‬يلبس ازارا مرقعا تتهاوى الأيام والأشهر عليه دون تغيير‬ ‫المسير‬ ‫موا صلة‬ ‫فيه عن‬ ‫‏‪ ١‬لتعب‬ ‫يعجزه‬ ‫مكا ن‬ ‫‏‪ ١‬ي‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لارض‬ ‫ترا ‏‪ ٥‬يمترش‬ ‫ان‬ ‫‏‪ ١‬لقرية تعودت‬ ‫يطرق الأبواب في طريقه يستجدي شربة ماء ‪.‬‬ ‫علو‬ ‫نمد‬ ‫د‬ ‫القرية عرفت التمن وسافرت خطوط الهاتف اليها‪ .‬هو يعيش في بدائيته العتيقة وسط‬ ‫العشرين‬ ‫ف‬ ‫احلامه بلا خهاية كشاب‬ ‫‏‪ ٠‬ويمضى يسرد‬ ‫بوحدته في عاله الخاص‬ ‫التحضر ينفرد‬ ‫ينظر الاطفال‬ ‫يفتح اجنحته لريح الأمل وينظر الى الغيب يستطلع المجهول‬ ‫من عمره‬ ‫هو يتا ل لكنه لا يريد بيع‬ ‫تعجل بالنهاية ‪..‬‬ ‫ونفس يتردد بين معدة خاوية وامراض‬ ‫وا لصوف‬ ‫‏‪ ١‬لعيد‬ ‫في‬ ‫احداها‬ ‫ل يذ بح‬ ‫بكل ا عتزا ز‬ ‫خصوصيتها‬ ‫‪71‬‬ ‫فلسفته‬ ‫تلك‬ ‫كانت‬ ‫عائلته‪.‬‬ ‫الماضي أو ما قبله‪ . .‬لم يعرف الانغى سوى أم وارتها طفولة بائسة في زمن لا يذكره هو اعتزل‬ ‫ونزقا وعاطفة ‪.‬‬ ‫والانثى الى تشعل دنياها رغبة‬ ‫الحياة‬ ‫الحيوانات وكفاك جنونا؟ !‬ ‫‪ -‬ارحم هذه‬ ‫۔ ارحموني انتم من نصائحكم فالجنون ان اتركها لكم تتمتعون بها‪.‬‬ ‫إذن اتركها للموت ‪.‬‬ ‫‪ -‬افضل لا من ان تنالها امعاؤكم { الموت مقدر على الجميع وليس على اغنامي فةه‪:‬‬ ‫إلا أنت‪ . .‬فقد تأخر اجلك أيها الأحمق ‪.‬‬ ‫غرقت القرية في كسلها الجديد وأدمنت رؤية الراعي وكلها أمل في يوم تشيع جنارا“ ن‪..‬‬ ‫لتحمله الاعناق مكرهة للمرة الأولى ‪ . .‬وللمزة الأخيرة ‪.‬‬ ‫‏‪ )١‬سمرة‪ :‬شجرة صحراوية كثيرة الشوك تنبت بكثرة في عيان وتنقى اوراقها من الشوك لتقدم طعاما‬ ‫للحيوان‪.‬‬ ‫‪ )٣‬عربانة ‪ :‬عجلة صغيرة بها عجلة واحدة‪. ‎‬‬ ‫‪ )٢‬الحبطة ‪ :‬سوق موسمي تشتهر به عيان‪‎.‬‬ ‫‪ ( ٤‬الوسوم ‪ :‬جمع كلمة وسم وهي الكي بالنار طلبا للشفاء‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٥٠‬۔‬ ‫بدقةرهء‬ ‫المنتقاة‬ ‫البرتقال‬ ‫حبات‬ ‫المنذري‬ ‫سلام‬ ‫بن‬ ‫حى‬ ‫الآن ‪. .‬‬ ‫جميع الأشياء تحت سيطرة الشمس‬ ‫هناك سيارات تلتهم الشارع بقسوة‪ . .‬ورجل أعرج متردد‬ ‫هناك شارع عريض أسود‪ . .‬ورصيف حارق حزين‬ ‫ا لشمس‬ ‫سيطرة‬ ‫ويظل ‏‪ ١‬لجميع تحت‬ ‫‪. .‬‬ ‫السيارات‬ ‫هجوم‬ ‫وضع بجانبه (ركيس البرتقال) الذي اشتراه منذ فترة‪ .‬وقف كثيرا عند بائع الفاكهة كي ينتقي‬ ‫افضل حبات البرتقال ‪.‬‬ ‫يتخيل مشهد أولاده حينيا يعود الى البيت ويقدم اليهم (كيس البرتقال)‪ . .‬سيفرحون‬ ‫ويرقصون ‪ . .‬يلتفون حوله ناثرين قبلاتهم المحمومة ‪ . .‬يأخذون (كيس البرتقال) ويتناول‬ ‫واحد منهم برتقالة ويقشرها ‪.‬‬ ‫كل‬ ‫‪٠‬ازال‏ يحاول العبور‪) . .‬‬ ‫‪.‬سس تغرز أشعتها في رأسه ورقبته‪ . .‬عرقه يسيل‪ . .‬عيناه تحرقانه‪ . .‬يداري لهيب‬ ‫مظلة عاجزة ‪. .‬‬ ‫يده‬ ‫على جينه ‪ . .‬وصارت‬ ‫بوضع كف يده‬ ‫‪ ,‬سس‬ ‫‪.‬‬ ‫ا لرصيف‬ ‫بنا‬ ‫‪. .‬‬ ‫حزين‬ ‫حارق‬ ‫بينها الرصيف‬ ‫بهو‬ ‫بزود‬ ‫بد‬ ‫تلتهم الشازع ومضغ الحواء الساخن ‪.‬‬ ‫سيارات‬ ‫والأعرج كليا رمى قدمه اليمنى الى طرف الشارع ‪ . .‬انتشلها بأقصى ما أوتي من سرعة ‪. .‬‬ ‫تغسل‬ ‫قطرات ‪. .‬‬ ‫ماءها‬ ‫تلفظ‬ ‫حنفية صدئة‬ ‫داخل المطبخ امام‬ ‫تقةب‬ ‫الوقت زوجته‬ ‫نفس‬ ‫ف‬ ‫(٭) القصة الفائزة بالمركز الثالث بمسابقة المنتدى لعام ‪٩٩٢‬ام‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٥١‬۔‬ ‫۔‬ ‫الأرز‪ . .‬وباللحاف الذي يغطى رأسها تمسح عن ‪.‬جبينها العرق‪ . .‬بينما طفلاها يلعبان‬ ‫بالكرة ويصرخان في ساحة البيت‪ . .‬الآخرون قد فرشوا بساطا بعد عودتهم منا المدرسة‬ ‫وتحت المروحة البطيئة انكبوا يحضرون دروس الغد‪ . .‬بينها صراخ شقيقهم يزداد‪. .‬‬ ‫( ومازال يحاول العبور‪) . .‬‬ ‫وعدهم بحبات البرتقال‪ . .‬فاكهة هذا الشهر‪ . .‬ربيا في الشهر القادم سيقدم لهم تفاحا‬ ‫أحمر‪ . .‬يتخيل كل واحد منهم وهو يقضم تفاحة ‪. .‬‬ ‫يلسعه الرصيف ‪. .‬‬ ‫الرصيف الحارق الحزين ‪. .‬‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫;‬ ‫أبواق السيارات عنيدة‪ . .‬تفجر في نفسه مشهدا لأمه وللحادث القديم الذي تسبب في‬ ‫اصابة قدمه اليسرى ‪. .‬‬ ‫فأمه كانت تعلم ابنتها الخياطة ‪ . .‬والأبنة تعلم أمها الكتابة ‪.‬‬ ‫قلب الأم يرتجف مسبقا حتى جاءها خبر الحادث لتسقط مريضة ‪ . .‬يفقأ رعين) المشهد لأنه‬ ‫يحاول العبور‪ . .‬فلا يستطيع ‪ . .‬السيارات تزمجر بشراهة ‪ . .‬الأبواق تقذف اللعنات‬ ‫بينها الرصيف ‪.‬‬ ‫بينما الرصيف حارق حزين ‪. .‬‬ ‫النمس ‪.‬‬ ‫والأشياء تحت سيطرة‬ ‫نوافذ السيارات لوحات للوجوه الملونة ‪.‬‬ ‫وهى‬ ‫‪ . .‬تتراءى له نوا فذ ا لسيارا ت‬ ‫‏‪ ١‬لرصيف وا لوقوف طويلا‬ ‫وا لانتظار وحرارة‬ ‫بمن ا لوهج‬ ‫ا حف‬ ‫‪. .‬‬ ‫قا۔ا دى‬ ‫اصدقاء‬ ‫واحيا نا صور‬ ‫مرحة ‪. .‬‬ ‫واخرى‬ ‫احيانا ‪. .‬‬ ‫وجوها شرسة‬ ‫تعرض‬ ‫الزمن وجوههم وأشعلتهم الذاكرة الواهنة تحت ضوء الشمس الحارق‪ . .‬هكذا بدأت ناذ‪.,:‬‬ ‫تلك الوجوه‪ . .‬كالوميض الخافت ‪ . .‬توقظ قلبه المرتعش ‪ . .‬تنفث فيه لحظات مض‪:- .-‬ين؛'‬ ‫كان يشاركهم الحزن والفرح‪ . .‬الآن مجرد صور عابرة داخل نوافذ السيارات المه۔ سمة ‪.‬‬ ‫اخر يتهنى‬ ‫رصيف‬ ‫وقد ‏‪ ١‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حزين‬ ‫حارق‬ ‫رصيف‬ ‫على‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لشمس ‪.‬‬ ‫سيطرة‬ ‫وعت‬ ‫الوصول اليه‪. .‬‬ ‫عز‬ ‫ند‬ ‫عبد‬ ‫كلما رمى قدمه اليمنى الى طرف الشارع انتشلها بأقصى ما أوتي من سرعة‪ . .‬لأن سيارة‬ ‫السخونة ‪ .‬ومن أثر لسعة الماء‬ ‫تزمجر من اتحجاه غير بعيد‪ . .‬وكانه يضع قدمه في ماء شديد‬ ‫۔ ‏‪ ٣٥٦٢‬۔‬ ‫محاولة اخرى تسنح له‪ . .‬فقد انقطع مرور السيارات ‪ . .‬أو كانت ماتزال بعيدة‪ . .‬حشد‬ ‫كل عضلات جسده الرهيفة ‪ . .‬رمى قدمه اليمنى الى طرف الشارع‪ . .‬اتكأ بالأخرى‬ ‫المصابة ‪. .‬‬ ‫وظل يهرول في الشارع العريض بأقصى ما أوتي من قوة‪ . .‬فليس بوسعه سوى الرولة ‪. .‬‬ ‫الهرولة وفقط ‪. .‬‬ ‫ا نجح أخيرا في ان يستحوذ بقدميه على الرصيف المقابل ‪. .‬‬ ‫استعاد أنفاسه ‪ ..‬دعك عينيه‪ . .‬جلس يستريح محدقا الى السياء‪ . .‬وكان لهاثه يقل‬ ‫تدريجيا‪ . .‬انتابته نشوة الانتصار الى سرعان ما تلاشت‪ . .‬فقد تذكر (كيس البرتقال) الذي‬ ‫'‬ ‫سوف يقدمه لأبنائه عند وصوله‪.‬‬ ‫العرق ‪.‬‬ ‫حيوط‬ ‫فارغتان إلا من‬ ‫يديه‬ ‫هناك تلسعه‬ ‫البرتقال) وحيدا‬ ‫(كيس‬ ‫عليه حيث‬ ‫كان يقف‬ ‫الذي‬ ‫نظر الى الرصيف‬ ‫الشمس ‪. .‬‬ ‫اخذ نفسا عميقا ينم عن حزن وأسى‬ ‫البرتقال البعيد‪ . .‬ومضى‬ ‫‪ . .‬والسيارات ‪ . .‬والشمس ‪ . .‬ولكيس‬ ‫أعطى ظهره للشارع‬ ‫‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ي نحو‬‫بجاء‬ ‫لالعر‬ ‫ايته‬‫بمش‬ ‫منكس الرأس حزينا‬ ‫نابه يرتجف‬ ‫‪...‬ناد ذابلتان‬ ‫‪ .. ,‬ه فارغتان‬ ‫‏‪ ١٩٩٢‬م‬ ‫اكتوبر‬ ‫۔‪٣٥٢٣‬‏ ۔‬ ‫سماويره‬ ‫بساط‬ ‫على‬ ‫عحر بدة‬ ‫عبدالله بن سالم بن عبدالته بني عرابه‬ ‫‏( ‪) ١‬‬ ‫ا هلوسة التي تتلاحم معها‬ ‫تلك‬ ‫لن يعمل على اجتثاثها ‪ . .‬هي‬ ‫ا لنعرة ‏‪ ١‬لتي سوف‬ ‫هي تلك‬ ‫كل شعوذات السحرة‪ . .‬وتلك العربدة التى ضلت سمتها وتفرقت بها السبل منذ آباد وآباد ‪.‬‬ ‫‏( ‪) ٢‬‬ ‫تدلف طفلة جميلة كانت قد رفعت السياء في الزمن الغابر فوق رأسها الاصلع لانها على‬ ‫حد قول امها (كانت تحتسي اللبن كل صباح)‪ ،‬وتتمنى لو ان كل لبن الدنيا يندلق ثرا في‬ ‫وحيدتها مع كل صباح جديد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫( ‪(٣‬‬ ‫مازالت النعرات الخبيثة تزجر ويهدر أزيزها ليطبق افاق السياء‪ . .‬هي في حالة سكر‬ ‫يقول لآخر وهو محاوره (كم اغويت اليوم من‬ ‫‪ . .‬وها هو ذا شيطان‬ ‫ذلك‬ ‫‪ .‬لا مراء ف‬ ‫الآن‪.‬‬ ‫الآدميين‪ . .‬وكم ستغوى غدا)‪ . .‬اه كم اهوى الغواية ‪ . .‬فيسأل الآخر مشدوها رلم؟) ‪. .‬‬ ‫فيجيب من يهوى الغواية وتهواه (لانني ‪ . .‬لانني انا الغواية ‪ . .‬والغواية أنا‪ . .‬وأنا والنر‪:‬بة‬ ‫كهذين)‪ . .‬وأشار بقرنيه ‪.‬‬ ‫( ‪( ٤‬‬ ‫‪ . .‬ورا ء ح‪::‬۔د‬ ‫‪ .‬تسبح ‪ . .‬تسبح‬ ‫بلا اجنحة‪.‬‬ ‫ا لساء ‪..‬‬ ‫عنان‬ ‫ف‬ ‫الآن‬ ‫طفلتنا تحلق‬ ‫كشاف ندية ‪ . .‬وضحكاتها الطفولية الحمقاء طفقت تفض بكارة السياء ‪ . .‬ايقظت الملائكة‬ ‫من سباتهم ‪ . .‬فهبوا واغتالوا احلامهم ‪ . .‬ونفضوا جماجمهم ‪ . .‬ورأتهم وهم يحتسون شاي‬ ‫الصباح‪ . .‬فتذكرت قدح اللبن الذي تناولته صباح اليوم ‪ . .‬وخطرت صورة القدح أمام‬ ‫ناظريها (أوه‪ . .‬ما أشهى رائحة شاي الملائكة)‪ . .‬هكذا تحاول ان تتفوه ولكن ثمة شىء‬ ‫() القصة الفائزة بالمركز الخامس بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٥٤‬۔‬ ‫حال دون ذلك‪ . .‬لا تحترق افكار البشر أو حين تداهمهم الهموم والشهوة الملعونة هكذا‬ ‫كانت تفكر‪.‬‬ ‫وهكذا‬ ‫‪. .‬‬ ‫فكرت‬ ‫‏( ‪) ٥‬‬ ‫غير الغواية‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬هامشية تحبنح للتمطي مزا ولة مهنة جديدة‪.‬‬ ‫‪ . .‬ملعونيات ‏‪ ١‬لقرون‬ ‫هاووه‬ ‫شىء مختلف تماما عن الغواية ‪ . .‬شىء لم يظهر بعد ذلك الأرعن الذي سيطلق عليه أسيا‪،‬‬ ‫يليق به ك (‪ ). . .‬ولكن خلال هذه الاسطر سنطلق عليه لفظا مبدئيا فليكن (مجنونيات‬ ‫اشتهائية العقل)‪ . .‬امتدت الصرخة حتى لكأنها تكاد تصفع جدار الشهوة التي تترنح على‬ ‫اطلال قيامة الخلق ‪ . .‬جل الخلق‪ . .‬مزابل العالم من الاحرى ان تكون توابل الأغذية قبل‬ ‫حلول (مجنونيات اشتهائية العقل)‪ . .‬التي ستنزلق ۔ حتيا ۔ يوما ما في بطون هي أشبه‬ ‫بأكياس القيامة السوداء‪ . .‬التي طبع عليها بيا نشت أبيض (هنا تفي بكارة الاشياء منذ عهود‬ ‫الضبط ‪ ) . .‬صرخة اخرى على وشك الامتداد لتلطم قفا الشهوة الذي يتقد نارا سوداء ‪.‬‬ ‫‏( ‪) ٦‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫من عمري‬ ‫‏‪ ١‬لعشرين‬ ‫غرة‬ ‫يوم وعلى حن‬ ‫بلغت ذات‬ ‫طفلة‬ ‫) عندما كنت‬ ‫الطفلة‬ ‫تقول‬ ‫فرفست خرافات الطفولة وترهات البراءة وتقمصت وضعي الآني‪ . .‬الذي ما عتمت ان‬ ‫لبسته ولبسني فاذا بشاب جميل المحيا ينبرى من خلف الاكوان الاحد عشرة ويهم باحتواء‬ ‫جسدي البلوري بين ذراعيه‪ . .‬انتفضت وصوبت يدا لم اكن اتوقع انها ستجرؤ يوما على‬ ‫صفع جلده‪ . .‬ولكنها تبرأت اللحظة‪ . .‬قيد أنملة بين اصابعي الخمس وبين سحنة خده‬ ‫‪ .‬اعتراني هاجس داخلي شلن حركة ابهامي وخنصري وتردت الأنامل الباقية ساقطة‬ ‫سيل‪.‬‬ ‫حثالة من الأصابع المتكسرة وبركة من ماء أجن كانت تحتي‪: . .‬احمرت وجنتاى‪. .‬‬ ‫نحو‬ ‫وأنا اتابع الركض‬ ‫تعثرت‬ ‫‪. .‬‬ ‫ركضت‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪ . .‬ثم ركضت‬ ‫باليد الاخرى‬ ‫‪ +‬زاريت خدي‬ ‫ادى السكرة حيث يتبخر العقل ‪ . .‬كيا ذلك الدخان الذي تنفثه المراجل الملأى باللبن‬ ‫حينيا تشتد درجة الحرارة‪ . .‬نحو مهاوي الشهوة حيث يكون للخرافة والخزعبلات سهم وافر‬ ‫وللغواية والمجون‪ . .‬نعم‪ .‬الغواية نصيب اكبر‪ . .‬مع ان أمي ‪ -‬رحمها الله ۔ تنظر ما تنفثه‬ ‫المرجل من أحشائها لكنها طفقت تزيد صلاء النار‪ . .‬وألسنة اللهب تندلع من على جانب‬ ‫المرجل‪ . .‬تزيد أمي الوقود‪ . .‬وختاما كانت هي وقود النار‪.‬‬ ‫( ‪(٧‬‬ ‫ها هي الصرخة الثالثة تتآهب للاندلاع بعد ان انطلقت سبع صرخات مدويات تدعو‬ ‫‪ . .‬وشيطان‬ ‫بقدر ما تدعو ال اعتقال غرارة امواج السحب‬ ‫من كل ما هو سام‬ ‫الى التفسخ‬ ‫يقول لصاحبه في مجادلة بينهيا كانت بالتي هي أحسن (اليوم قدرت على اغوائه) فيقول الآخر‬ ‫‏_‪ ٣٥٥‬۔‬ ‫(من) فيجيب الأول (الناسك الذي اخبرتك عنه القرن المنصرم) فيقول الآخر (آه‪ . .‬ياله‬ ‫من مسكين‪ . .‬إذن ستنال الترقية التي وعدك بها الزعيم الأكبر) ۔ يقصد ابليس ۔ فيقول‬ ‫الأول منتشيا (آمل ألا ينكص الزعيم الاكبر عن مرسومه‪ . .‬فيغويني) هنا يقول اخر رافعا‬ ‫عقيرته بضحكة مزلزلة (هه‪ . .‬هه يغويك وأنت الغواية بحذافيرها‪ . .‬يا صاحبي أنت‬ ‫والغواية كهذين) وأشار بقرنية ‪ .‬تقعقع ضحكات شيطانية في الجو الجاثم على عتبات كهوف‬ ‫العالم طرا‪( . .‬المفاجأة التي ستتلقفها الدنيا في القرون الآتية من الاجل تنادي بالتشبث‬ ‫بأفكار عقيمة جرداء تنفثها ادمغة سرابية أتت ‪.‬من كواكب اخرى دخيلة لا تمت بصلة لهذا‬ ‫الكوكب‪ . .‬فاحذروا) هكذا نطق احدهما‪.‬‬ ‫‏( ‪(٨‬‬ ‫امي يا من كنت شجرة عظيمة الفروع ل تستطع الرياح العاصفة كسر عود منك ‪. .‬‬ ‫أمى ان سادنة الاجيال سعيدة بوفاتك ولقد اسرت في اذني عندما كنا ۔ أنا وهي وأنت ۔‬ ‫نواري جنتك تحت الرغام المقدس‪ . .‬اسرت تقول (انني لفرحة بوفاة امك فكوني سعيدة‬ ‫مثلى‪ . .‬ان روحها الآن هناك‪ . .‬هناك‪ .‬واشارت بسبابتها الى ما لا غاية‪ . .‬حيث لا يصل‬ ‫بصري المجرد‪( . .‬اترينها ايتها البنية‪ . .‬انها هناك‪ . .‬حيث السعداء حيث من يملكون‬ ‫قلوبا من ذهب كأمك ‪ ). .‬فرحت وانتشيت بيد اني قلت لها بعد ان حدث شىء غريب‬ ‫(أيتها الساذجة انظري لقد فتحت أمى احدى عينيها‪ ) . .‬فندت عنها صيحة مزعومة (لا‪. .‬‬ ‫لا‪ . .‬لا يا ابنتى ان امك سوف تظل عيناها مسبلتين‪ . .‬حتى تنتهى الى تلك الغاية ‪. .‬‬ ‫هناك‪ . .‬هناك) واشارت بسبابتها حيث قد اشارت قبيل قليل‪( . .‬امى كوني على ثقة بأنك‬ ‫ستبلغين تلك الغاية التى اخبرت بها السادنة الحيزبون لاننى رأيت في عينيها وهى تتفوه بتلك‬ ‫الكلمات المشعشعة شعاعا أحمر يتألق ضوؤه كجمرات منار المرجل التى رحلت بسببها‪. .‬‬ ‫كيا انني رأيت المرجل ذات نهار وهي في زي ناسك متعبد يطوف بالابراج والقلاع ‪ ,‬؛‪: ::.:‬‬ ‫ممتطيا مقشة من نور وكلا دخل قلعة نفث دخانا من اذنيه‪ . .‬وقال (سامحوها ‪ . .‬أع‪: ,‬‏‪.. ٠‬‬ ‫فعلمت حينئذ انه انما يقصدك أنت لا سواك‪ . .‬ان الخطيئة حين تدغدغ جوانب ‏‪:.:. ٠‬‬ ‫‪ . .‬وكذلك كنت يا من كنت امي‬ ‫الراسي تتصدع اضلعه ويقارفها‪ . .‬ويقارفها بعنف أهوج‬ ‫‏( ‪) ٩‬‬ ‫هذا اليوم ليس كسائر الأيام التي ستنبثق من رحم الزمان الآتي ‪ . .‬لانه يوم اسحم اقبلت‬ ‫فيه الشياطين من جل بقاع الاكوان‪ . .‬وارسلت أصواتا غريبة يصعق كل من يسمعها‪. .‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫ا فطس‬ ‫‪ .‬نف‬ ‫مصباح شاحب‬ ‫ضوء‬ ‫اضراسهم وأنيابهم وقر ونهم تلتمع على‬ ‫ساعتئذ‬ ‫وبدت‬ ‫۔_ ‏‪ ٣٥٦‬۔‬ ‫والجريمة تتوج أم أروعهم ذات القرون التي خرقت قبعاتهم السامقة ‪ . .‬رنا احدهم الى آخر‬ ‫(رهل اكتمل العدد) فاجاب (لا‪ . .‬بقي ذلك الذي سينال شرف الترقية‪ . .‬ذلك الذي‬ ‫اغرى الراهب‪ .‬المسكين في عقر صومعته المعزولة ‪ . .‬انشده الآخرون‪( . .‬ما القصة)؟ ‪. .‬‬ ‫تولى احدهم روايتها‪ . .‬بينما ازدادوا انشراحا وتاكلوا لرؤية هذا البطل المصور‪ . .‬ارتعش‬ ‫الجو سوادا واحلولكت الدنيا ثم تفجرت انهار القرون وينابيعها وزجرت الاشجار وتقارعت‬ ‫الجبال وعربدت الحجارة‪ . .‬وهبت عاصفة هوجاء عصفت بالديار‪ . .‬وجنيات عشر رفعن‬ ‫عقائرهن صائحات ريا‪ . .‬هيا أين أنت يا من أنت والغواية كهذين) هو ذات الصوت الذي‬ ‫علا من افواه الشياطين جميعا‪ . .‬لكن لا أثر لذلك الذي اغوى الناسك‪ . .‬يبدو ان السياء‬ ‫قد ادركت ذنوب أهل الأرض ‪ . .‬فوارتها بعظام ذلك الشيطان المرير أو انها قد اغتفرت لهم‬ ‫زلاتهم بعصر لحمه ودك عظامه وانها تجاوزت عن هلوساتهم بمجرد اغياض العيون عنه‪. .‬‬ ‫دلفوا خلفه‬ ‫وعن اتباعه وعن اتباع حزبه‪ . .‬وعن دلوف جحوره‪ . .‬اذا دلف جحر ضب‬ ‫مهرولين ‪ . .‬متناسين (أولئلك جزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون)‪ . .‬ثمة‬ ‫ضحكة غص بها حلق السياء فيما هي تتدارك اخطاء المخاليق ‪ . .‬اعقب الضحكة صوت‬ ‫منكر كهدير الرعد (انا والغواية كهذين انا والغواية كهذين) وهو يشير بقرنية ‪.‬‬ ‫وطفلة هناك كأنها عائدة من مأتم جنائزي ‪ . .‬يدغدغ اعطافها شيء ما يسمى النصر‪. .‬‬ ‫وهي ترنو بعيدا الى اللاشيء ‏‪ .٠.‬وأمهات جذلى بوحيداتهن‪ . .‬جلست على صخرة على قارعة‬ ‫اندذرب تضفر شعرها الارجواني الذي نبت مؤخرا وفيما همى كذلك تذكرت ‪ . .‬اه‪ . .‬اه‪. .‬‬ ‫اللبن‪ . .‬افتر ثغرها عن ابتسامة اعرض من الحائط بدت وكأنها الأولى منذ خروجها من رحم‬ ‫ها‪ . .‬أمها التى دأبت على ان تقول اذا ما ارتكبت وحيدتها عملا عظييا واذا ما عاقرت‬ ‫تلاوة الأشياء (انها تحتسي اللبن الدافىء كل صباح) ‪.‬‬ ‫‏‪٥٣‬ا‪٧‬۔ ۔‬ ‫مساحة فى عقلكره‬ ‫بدر بن علي بن سلطان الشيباني‬ ‫‏( ‪) ١‬‬ ‫من شفاه الغيم تنساب تلك القطرات الكسلى © تتمسح بوجوه شوارع القرية } العربات‬ ‫تمرق بين الفينة والاخرى‪ ،‬أصوات الكلاب حاجرة تنبعث من مكان ليس بالبعيد‪ ،‬تحس‬ ‫‏‪٠‬بانك الشارع الذي تسير على ظهره تلك العربات النزقة ‪.‬‬ ‫تفتح بوابة رمادية لتغفوص في مدينة ذات صخور وردية منتصبة وربيا كانت تلك‬ ‫الصخور تحمل خطوطا أو احرفا بيضاء لم تدرك كنه المدينة التي اتسعت امام عينيك ©‬ ‫لكنك امتلأت بها حتى النخاع } رحت تصفع تلك الاكداس المتورمة من الرمال بلا شعور‬ ‫ثم تذكرت انها أكوام جماجم اهلكها الدهرا مكثت امام احدها طويلا تتمتم بكليات ربيا‬ ‫كانت قصيدة ل «كالفوس» وربيا كانت قصيدة لأي العلاء‪ ،‬انتفضت فجأة وبقوة لأن هذه‬ ‫الأكداس تامرت عليك بدأت تزحف عليك بقوة‪ ،‬ترميك بمقاليع مسننة ‪ . . .‬امتللات‬ ‫بالأعاصير حتى اخمص قدميك ثم ارتميت داميا على احدى الدروب الموحشة ‪.‬‬ ‫‏( ‪( ٢‬‬ ‫من بين تلك النخيلات الموارية لفلج القرية ‪ .‬كنت تسمع صوتا رقيقا وتشعر بدفء الانثى‬ ‫يتضح شيئا فشيئا‪ ،‬وحينيا تقترب ثم تزيح عن اهدابك تلك السعفات المتعانقة تبصر جسا۔ا‬ ‫أبيض كالثلج فتحس بأن الشمس تشرق من جوف الماء غنية بأشياء لم تستطع له! ر‪:‬سنا‪.‬‬ ‫تبصر يدا بيضاء تمتد اليك تعانقك لتضمك اليها فتغيب في بلسم انثاوي سيال ‪ :: ،‬ش؛‬ ‫تصل الى مرحلة الشبق بتنهداتك الحارة‪ .‬تشعر بالفراغ وباللاشيء ى ولكنك‪ . . .‬سا‪.. :‬‬ ‫تلمحها انها هي سيدة البحيرة‪ ،‬انها حبيبة «الامارتين»‪ . .‬تقترب حتى حافة الساقية ‪:.+‬‬ ‫تبصر سوى‪ . .‬صورتك المقلوبة المهتزة على صفحة ماء مندفع ‪.‬‬ ‫‏) ‪( ٣‬‬ ‫سعدون جرسون المطعم كان لسانه في اخر طية من طياته وأنت تدخل‪ ،‬سمعت حرفين‬ ‫من آخر كلمة «وول» فقدرت انها فول أيا كان الأمر‪ ،‬تناولت كرسيا وبسطت جريدة يومية‬ ‫(٭) القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫۔_‏‪ ٣٥٨‬۔‬ ‫امامك على الطاولة ‪ ،‬ثم تسمر سعدون امامك بطريقة استفزازية ‪ .‬بطريقة اللاتقدير طلبت‬ ‫منه عصير «الكوكتيل» ثم انصرفت الى الجريدة‪ .‬كانت نظارتك السميكة تعلو وتهبط‬ ‫وتنهداتك تتصاعد حينيا قدم سعدون كوبا مملوءا «بالكوكتيل» تذوقته احسست بمرارة في‬ ‫الحلقوم هرولت على اثرها الى المغسلة التي كانت على جانبك الأيمن ‪ 0‬وبعدها عدت لتقول‬ ‫لسعدون ان هذه الفاكهة فاسدة‪ .‬لكنه رد عليك بطريقته تلك «ايش درى الحمير بأكل‬ ‫الشعير" ‪.‬‬ ‫ثارت الحميا في دمك‪ ،‬اردت ان تلقنه درسا‪ .‬صعدت على الطاولة ‪ .‬وبدأت ‪ . .‬قصيدة‬ ‫«دار البطيخ ‪ 6‬لابن الرومي ‪. .‬‬ ‫ما هي الا لحظات وعيناك لا تبصران سوى كوب يروح وصحن يجىء وبيضة تكر‬ ‫واخرى تفر‪ .‬وسعدون يحملك على ظهره ثم يرميك على رصيف احتضنك بقوة ‪.‬‬ ‫( ‪) ٤‬‬ ‫كان السوق مكتظا بالأرواح ذات الانفاس المختلفة‪ ،‬والغبار ينعقد من بين الأرجل‬ ‫تقرأتك بعضها طويلا وبعضها لم‬ ‫ليتصاعد كالمارد على الآفق ‪ .‬تخطفتك الكثير من الوجوه‬ ‫يعرك اهتماما‪ .‬انتصب شخصان على زاوية ؛ كل منهيا يكاد ينفجر بركانا تلو البركان وما هي‬ ‫إلا لحظات واشتبكت الأيدي وحمي الوطيس وتفرقت بقعات الدم من جوانب مختلفة وجدت‬ ‫نفسك تبري لتفض ذلك الخلاف مع آخرين وحينيا هدأت الأمور أثارك التجمع ‏‪٥‬‬ ‫اح۔ست بالنشوة العارمة نحو نظريات «فانون» انتصبت فيهم وكانوا حلقات‪ . .‬بدأت‬ ‫قو‪:‬۔‪:..‬ع وتتكلم بثقة مطلقة‪ . .‬ما هي سوى لحظات حتى انعقد العرق على جبينك‬ ‫وت‪ ...‬۔ت تلك الرائحة النتنة من بين ذراعيك© وحينيا وقفت لتستريح ‪ .‬وجدت انه لم يتبق‬ ‫( ‏‪) ٥‬‬ ‫سز‪ . . ...:‬أنت‪.‬‬ ‫جسدك ملتهب وعيناك غائرتان وبيدين مكسوتين بنافذة تعبه تدفع بوابة منزلك‪ ،‬ومن‬ ‫الداخل يأتيك صوت طفولي وبابا‪ . .‬بابا» تلقي بجرائد مختلفة كانت قد اثقلت يدك ثم‬ ‫تنغرس في حضنك أجساد غضة تحضنها ثم تحضنها بقوة} لتعود بذاكرتك الى جيش اسامة‬ ‫لتعود بذاكرتك اليك وانت تشعل مجلس ابيك ولم‬ ‫والى الصبي المتحدث في مجلس عمر‪.‬‬ ‫تتعد السابعة بعد لترتفع «خيزرانات» حمراء الى الهواء‪ . .‬الى ظهرك تريد ان تحادث‬ ‫هذين الطفلين اللذين امامك تريد ان تسرد ليا وجع اليوم وألم البارحة لكنك تحس بسيل‬ ‫من الرمل بسقف الحنك ‪ 0‬تحس بالتناهي يهيمن على احبالك الصوتية‪ .‬لكنك تصحو على‬ ‫الصوت الطفولي «بابا»‪ . . .‬نريد ان نستمع الى حكاياتك قبل أن ننام ‪.‬‬ ‫ساعتها ترفع الطفلين عاليا‪ . .‬عاليا‪ . . .‬ليمتزج الكبت والانطلاق في عالم العقل‬ ‫لتستمر في احاديثك الطويلة ث رغم ان الطفلين يحلمان بأحاديث اخرى جديدة ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٥٩‬۔‬ ‫القصائد الفائزة‬ ‫حول‬ ‫اضاءة‬ ‫(٭(‬ ‫‪ ١ ٩ ٩‬م‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫لعام‬ ‫المنتدى‬ ‫بمسابقة‬ ‫اعداد ۔أ ‪ .‬د‪ : .‬سعد دعبس‬ ‫رئيس قسم اللغة العربية ۔ كلية الآداب‬ ‫جامعة السلطان قابوس‬ ‫بسم الله الرحم نن الرحيم‬ ‫سعادة حماد بن حمد الغافري ‪ . .‬أمين عام جامعة السلطان قابوس ۔ راعي الحفل‬ ‫سعادة رئيس المنتدى الأدبي ‪.‬‬ ‫أيها الحفل الكريم ‪:‬‬ ‫السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‪ 3‬والصلاة والسلام على سيد‪ :‬المرسلين‬ ‫ان مشاركة نخبة من شباب عيان في هذه المسابقة هي دليل على الروح العلمية المتأصلة‬ ‫بين أبناء هذا ‪:‬الشعب الطيب الذي يفتخر بنهضته العلمية والأدبية ‪ ،‬وما النهضة العلمية التى‬ ‫تشهدها حقول المعرفة وعن طريق عقد الندوات الثقافية في مراكز العلم والثقافة واقامة‬ ‫المسابقات العلمية والادبية‪ .‬وما تشهده السلطنة من انشاء دور العلم سواء أكانت متمثلة‬ ‫في انشاء جامعة السلطان قابوس أم في الكليات المتوسطة أم المعاهد أم في زيادة عدد‬ ‫المدارس كل ذلك دليل واضح على اتصال اليوم بالامس لأن الحاضر غرس الماضي والمستقبل‬ ‫جنى الحاضر وقد غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون‪ .‬ولابد من تسجيل ملاحظة هامة هنا‬ ‫مفادها ‪:‬‬ ‫ان اندفاع شباب السلطنة للمشاركة في هذه المسابقة يأ تلبية لاعلان صاحب الجلالة هذا‬ ‫العام عام الشباب ولا يخفاكم المعنى العميق وراء هذا الاعلان وهذا النداء السامي ‪ .‬فةبي‬ ‫الشباب حوافز وقوى جسيانية وعقلية لا يقوم المجتمع إلا بها ولابد من استثارتها كي ت۔۔اة۔؛‪,‬‬ ‫وتشارك في التقدم الحضاري والاجتماعي لكي يواكب الركب الانساني نحو تحقيق التقا۔م‬ ‫والازدهار‪.‬‬ ‫ان مساهمة نفر من أبناء السلطنة في هذه المسابقة هى دليل على ان الحركة العلمية بخير‬ ‫ف عيان وان النهضة الأدبية تسير قدما الى الامام ‪ .‬ولابد ل من التنويه بجهود أصحاب‬ ‫البحوث والقصائد المقدمة سواء أكانت فائزة أم لم يحالفها الفوز فهي تنم عن جهد مبذول‬ ‫اتبع فيه أصحابه الطريقة السليمة في البحث العلمي حتى حققوا النتائج المرجوة من‬ ‫ابحاثهم ‪ .‬كيا لابد لي من القول إن فوز بعض الابحاث إنيا جاء طبقا لمعايير معينة ‪ 7‬وهذا‬ ‫(٭) القيت بمناسبة الاحتفال بالقصائد الفائزة في المسابقة ‪.‬‬ ‫۔‪٠٦٣‬۔‪‎-‬‬ ‫لايعني عدم جودة الابحاث التي لم يحالفها الحظ في الفوز‪ .‬أما النقطة الاخيرة في كلمتي هذه‬ ‫فاميتها بالغة من حيث الانتاج الأدبي والعلمي وهي ان الفائزين في مجالي الشعر والبحث‬ ‫ليسوا من اصحاب الاسياء اللامعة في عالم الحركة الأدبية والعلمية وهذا يدل على الكم‬ ‫الفكري الكبير الذي لايزال دفينا في عقول أبناء هذا الوطن ونفوسهم ومشاعرهم كيا يدل‬ ‫على ان عوامل معينة قد ساهمت في‪ :‬ابراز اعلام اشتهروا وذاع صيتهم‪ .‬ومن هنا لابد من‬ ‫استثارة النفوس وتشجيع المساهمين كي يتقدموا بانتاجهم العلمي والأدبي ‪ ،‬وما هذه المسابقة‬ ‫وهذا الحفل التكريمي إلا أحد جوانب‪ :‬هذا التشجيع ‪.‬‬ ‫ويسرنا الان ان نستعرض القصائد الفائزة ‪. .‬‬ ‫القصيدة الأولى (المتسلل) لعلي بن شنين الكحالي‬ ‫هذه القصيدة ذات طابع وطني وقد حاول فيها الشاعر ان يقدم لوحة رمزية رمز فيها‬ ‫للدخيل الاجنبي بالثعبان‪ ،‬وقد تسلل الشاعر الى موضوعها بمدخل عاطفي رومانسي‬ ‫يناجي فيه الليل ويمتزج بمظاهر الطبيعة فيه ‪ 5‬ولم يمنع الشكل العمودي ذلك الشاعر المبدع‬ ‫من تقديم هذه الصورة الرمزية تقدييما جيدا‪ .‬مما يدل على تمكنه من وجود ادائه الفني ‪.‬‬ ‫القصيدة الثانية وعنوانها «وامعتصياه!» ‪ .‬لصالح بن محمد بن سيف الفهدي '‬ ‫هذه القصيدة ذات طابع اسلامي غاضب ملا آل اليه أمر الاسلام والمسلمين في هذا العصر‬ ‫الردىء من مذلة وهوان‪ ،‬نتيجةطغيان القوى العالمية التدميرية والحقد الصهيوني الصليبي ‪،‬‬ ‫رق المسلمين واختلافهم ‪ 9‬وقد اجاد الشاعر ببراعة فنية استخدام تراثي من رموز البطولة‬ ‫اسلامية وهو (المعتصم) ولكن وقع في قليل من الاخطاء النحوية‪ .‬وقد منحت هذه‬ ‫عصيدة الدرجة الثانية ‪.‬‬ ‫صيدة الثالثة وعنوانها «من وحي الخليج» وهي للمر بن باروت الخصيبي‬ ‫القصيدة أشبه باغنية قومية عربية تتغنى بأمجاد دول الخليج وتاريخه والشاعر فيها يعتمد‬ ‫على الشكل العمودي والتعبيرات التراثيةو ‪.‬طابع الفخر التراثي القديم ‪.‬‬ ‫والقصيدة جيدة لا تكلف فيها‪ ،‬ولكن يغلب عليها في صورها وتعبيراتها الطابع التقريري‬ ‫المباشر‪ .‬وقد منحت الدرجة الثالثة ‪.‬‬ ‫القصيدة الرابعة وعنوانها ‪« :‬رسالة من هناك» ۔ وهي للشاعر عبدالثة بن صالح المجيني‬ ‫القصيدة يغلب عليها الطابع الرومانتيكي الذي يتدفق حزنا وألما ويعتمد على الصور‬ ‫التشخيصية التي يندمج فيها الشاعر بمظاهر الطبيعة من حوله اندماج الجزء بالكل ‪.‬‬ ‫وقد استطاع الشاعر باسلوبه الفني المتميز ان يصور مأساة الاسلام في القدس من خلال‬ ‫احزانه هو واحساسه بالغربة والضياع } مصورا اغتراب المسلمين في اوطانهم التي اغتصبتها‬ ‫الصهيونية المجرمة ‪ 5‬وأدى ذلك أداء فنينا متميزا‪.‬‬ ‫۔‪_١٦٣‬۔‪‎‬‬ ‫‏‪ ١‬لمتسلل )ه(‬ ‫علي بن شنين الكحالي‬ ‫الامنا‬ ‫هذا الليل تمنحني‬ ‫خيالات‬ ‫من الهمس من كل الرسائل تستثنى‬ ‫رسائل‬ ‫‪.3‬‬ ‫الشعور‬ ‫نفس‬ ‫أبادلها‬ ‫أينا‬ ‫وأجهله‬ ‫وجداني‬ ‫يحرك‬ ‫أحبه‬ ‫شيء‬ ‫الليل‬ ‫وبين‬ ‫وبيني‬ ‫هونا‬ ‫بأمواجه‬ ‫أشواقي‬ ‫تجدف‬ ‫سكينته بحر من الطهر زاخر‬ ‫شاعر‬ ‫قصيدة‬ ‫أحلى‬ ‫ودورته‬ ‫يرفرف بالذكرى رحيلا إلى لبنى‬ ‫مازال قيسه‬ ‫الي الليل‬ ‫حبيب‬ ‫جه‬ ‫أنا"‬ ‫من‬ ‫تشارك‬ ‫مازالت‬ ‫الليل‬ ‫مع‬ ‫جلست على عهدي وقيثارة الهوى‬ ‫أهنا‬ ‫لكى‬ ‫التمنى‬ ‫باقات‬ ‫تقدم‬ ‫وفي غفلة من مقلة الدهر والرؤى‬ ‫العمران تهمل الاذنا‬ ‫ومن غلطات‬ ‫موعد‬ ‫ليلا دون سابق‬ ‫تسلل‬ ‫أمل مضنى‬ ‫بالغدرفي‬ ‫ليفرسه‬ ‫وأسرع يخفي خنجر الموت فكه‬ ‫يموت نبات الصدق في أرضه حزنا‬ ‫تلوى كأسلوب النفاق بمائة‬ ‫فيا مشعلي اليقظان أوضح لى المعنى‬ ‫وأبصرته مبنى تصعب فهمه‬ ‫زيارات سهد لم تزل تطرق ‪١‬۔شضا‏‬ ‫أحقا هو السهران مثلي؟ وللورى‬ ‫‪:‬۔ى‬ ‫ح‬ ‫الذسك أسطورة‬ ‫في‬ ‫ويزرع‬ ‫يدوربي‬ ‫أحقا هو الثعبان؟ وهم‬ ‫على صدرمايغتا ل من وعد ها الحنا‬ ‫جاثما‬ ‫وما قتل الآمال كالشك‬ ‫لتوضع فوق الحرف نقطته الوسنى‬ ‫أحقا هو الثعبان؟ ركزت فكرتي‬ ‫ليترك أمن القفر والراحة الأدنى؟‬ ‫أصابه‬ ‫ماذا‬ ‫الثعبان‬ ‫إنه‬ ‫نعم‬ ‫إ‬ ‫‪:‬و‬ ‫وماجنا‬ ‫الخفاء‬ ‫أ سلوب‬ ‫لأمقت‬ ‫أتعرف يا هذا الدخيل بأنني‬ ‫وا لظنا‬ ‫‏‪ ١‬لسوء‬ ‫ويبني خلفي‬ ‫بوجه‬ ‫وأرفض رفضا قاطعا من يكون لي‬ ‫(٭) القصيدة الفائزة بالمركز الاول ي مجال الشعر الفصيح بمسابقة المنتدى لعام ‏‪ ٩٩٢‬‏م‪. ١‬‬ ‫‪‎‬۔‪٣٦٢‬۔‬ ‫ولوحاته الأاسنى‬ ‫تقاسيمه الأحلى‬ ‫حوله‬ ‫الماء يرسم‬ ‫ابتسام‬ ‫أحب‬ ‫لنا أيكة الترحال والرزق والغفصنا‬ ‫نوره‬ ‫يحمل‬ ‫الصبح‬ ‫وجه‬ ‫وأعشق‬ ‫ولا أرتضي في غير ساحله سكنى‬ ‫وأسبح في بحر الصفاء بمهجتي‬ ‫الى الأغنى‬ ‫افكار الحياة‬ ‫تخلق‬ ‫الوضوح الطظلق في طرقاته‬ ‫أحب‬ ‫تبنى‬ ‫انشودة‬ ‫الناس‬ ‫أهوى‬ ‫محياك‪.‬‬ ‫انعكاسها‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫مرأة‬ ‫أمامك‬ ‫ظروف ولا تمحو خطوط غدى الحسنى‬ ‫انا بين أطياف المنى لا تزيني‬ ‫وإن صرخت فيها معاول لكنا‬ ‫كصخر بلادي هذه النفس قوة‬ ‫متنا‬ ‫أشرق‬ ‫الآلام‬ ‫به‬ ‫احاطت‬ ‫وعمري كفجر ملؤه الحب كلما‬ ‫أمامي وقد أحببت في امنها الحضنا‬ ‫بهجتي‬ ‫تسرق‬ ‫الآن‬ ‫أنت‬ ‫وتقبل‬ ‫الأسى منا‬ ‫لهيب‬ ‫كأنك لا تدري‬ ‫وتعبث في داري الصغيرة ساخرا‬ ‫الأحنى‬ ‫الوطن‬ ‫لما دنسوا‬ ‫يفرون‬ ‫فذق غضبي لا عاش من يترك العدى‬ ‫و‬ ‫‪٧‬‬ ‫و‬ ‫والحب لا تفنى‬ ‫كنوزا من حلام‬ ‫لصدر الليل‪،‬ؤ إني عشقته‬ ‫وعدت‬ ‫‪0‬‬ ‫۔‏‪ ٣٦٣‬۔‬ ‫الخليجه‬ ‫وحي‬ ‫من‬ ‫شعر‪ /‬المر بن بار وت بن سليم الخصيبي‬ ‫سرا‬ ‫أخفيك‬ ‫ولا‬ ‫خليجي‬ ‫خافقي فسما وقرا‬ ‫وعانق‬ ‫ننا ني‬ ‫بد مي‬ ‫سر ي‬ ‫خليجي‬ ‫الحرف تبرا‬ ‫تصوغ‬ ‫وألحان‬ ‫شد و‬ ‫‏‪ ١‬لصوت‬ ‫ورجع‬ ‫خليجي‬ ‫فجرا‬ ‫الظلماء‬ ‫حنادس‬ ‫تحيل‬ ‫أمامي‬ ‫وأحلامي‬ ‫خليجي‬ ‫أخرى‬ ‫إثر‬ ‫للبطولة‬ ‫ملاحم‬ ‫عمر‬ ‫واللتتا ر يخ‬ ‫سطر ت‬ ‫هنا‬ ‫شرا‬ ‫الباغمون‬ ‫بأهلها‬ ‫أراد‬ ‫عطرا‬ ‫الأكوان‬ ‫ليملا‬ ‫يفوح‬ ‫حير ‪.‬‬ ‫كل‬ ‫‏‪ ١‬لضا رة‬ ‫عبى‬ ‫هنا‬ ‫أدرى‬ ‫والأيام‬ ‫الأمجاد‬ ‫عن‬ ‫طرا‬ ‫الناس‬ ‫فساوا‬ ‫خيالهم‬ ‫ا معا لى‬ ‫رتب‬ ‫دا عت‬ ‫رجا ل‬ ‫عذرا‬ ‫وجدوه‬ ‫فما‬ ‫وأرهقهم‬ ‫كبا بيم الزمان فما استكانوا‬ ‫تغرى‪.‬‬ ‫العلياء أو بالزيف‬ ‫عن‬ ‫‪ ,‬وف‬ ‫ص‬ ‫\‬ ‫به‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫عزانم‬ ‫جسرا‬ ‫‏‪ ١‬لحق‬ ‫لالادحاع‬ ‫وتبني‬ ‫حرا‬ ‫يظا‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫وعزا‬ ‫‏‪١‬‬ ‫محد‬ ‫تر وم‬ ‫للبنا ع‬ ‫سوا عد‬ ‫إو‬ ‫ن‬ ‫‏‪١‬‬ ‫س‬ ‫جہ۔م‬ ‫ه‬ ‫۔۔‬ ‫‪.‬۔۔‬ ‫الشضاككي‪.‬ن‬ ‫خطبة‬ ‫وتتلى‬ ‫‏‪ ١‬لفرد‬ ‫جرح‬ ‫يلتا م‬ ‫هنا‬ ‫‪ ...:24‬سرا‬ ‫‏‪ ١‬لك‬ ‫د‬ ‫جهو‬ ‫تبد و‬ ‫هنا‬ ‫اتحاد‬ ‫يجمعنا‬ ‫اله‬ ‫ف‬ ‫هنا‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‪. ‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بدرا‬ ‫م‬ ‫وياقرتا‬ ‫تبرا‬ ‫حوى‬ ‫وحخرا‬ ‫بد وا‬ ‫بيننا‬ ‫وآلف‬ ‫وروحا‬ ‫حسد‏‪١‬‬ ‫ضمنا‬ ‫خليج‬ ‫شعرا‬ ‫فيه‬ ‫‏‪ ١‬للأخوة‬ ‫فأنششدنا‬ ‫‏‪ ١‬لا خى‬ ‫تغا ريد‬ ‫واألهممنا‬ ‫تترى‬ ‫للخير‬ ‫بعضها‬ ‫تسا بق‬ ‫تمضے‬ ‫با لحب‬ ‫خطى‬ ‫مشيناها‬ ‫انتماء‬ ‫يد فعنا‬ ‫خليجيون‬ ‫عبو‬ ‫ع‬ ‫(») القصيدة الفائزة بالمركز الثالث في مجال الشعر الفصيح بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٦٤‬۔‬ ‫ذخرا‬ ‫يدوم‬ ‫للاباء‬ ‫ورمزا‬ ‫يبسمرورو‬ ‫با لخير‬ ‫عالما‬ ‫أحبك‬ ‫وسفرا‬ ‫واإلهاما‬ ‫سنى‬ ‫وفيض‬ ‫أحبك ۔ والهوى قدر ۔ منارا‬ ‫عمرا‬ ‫أهداك‬ ‫بالذي‬ ‫فرفقا‬ ‫أحبك والهوى العذري نهجي‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ ٣٦٥‬۔‬ ‫‏‪.‬‬ ‫من هناكره‬ ‫رسالة‬ ‫عبدالته صالح الجيني‬ ‫شعر‪/‬‬ ‫يا دهر هأنناأعود بشقوتي‬ ‫ني‬ ‫ا ان‬ ‫ساف‬ ‫نك أخ‬ ‫ت إلي‬ ‫أرنو‬ ‫‪ . .‬وفي فمى‬ ‫أتيت‬ ‫‪ . .‬لا أدري‬ ‫قد جئت‬ ‫ان‬ ‫موة‬‫روقس‬ ‫ح ‪..‬‬ ‫لقاء‬ ‫ا الب‬ ‫لحن‬ ‫‪ . .‬وفي فؤادي حسرة‬ ‫أهفو إليك‬ ‫ما صنعت يد الأزمان‬ ‫من جور‬ ‫والروح نين العاصفات تمزقت‬ ‫الآلام والأاح_۔زان‬ ‫من شدة‬ ‫انزفرة‬ ‫هت م‬ ‫أذك‬ ‫وسا‬ ‫جلنف‬ ‫وا‬ ‫النار من وجداني‬ ‫ليب‬ ‫حملت‬ ‫عه‬ ‫بهد‬ ‫عه‬ ‫شردت أحلام الهوى من خاطري‬ ‫وزمور فجري ‪ . .‬بل ربيع أماني‬ ‫وسقيتني كأس الجراح محطما‬ ‫كياني‬ ‫من رفات‬ ‫تبقى‬ ‫ما قد‬ ‫فرحتي‬ ‫ومضيت تلهو في مشاعل‬ ‫‪ . .‬وبأدمعصي ‪ . .‬وهواني‬ ‫ومشاعري‬ ‫تلك الدموع لكم وكم أرسلتها‬ ‫ني‬ ‫اوأنت‬‫ج‪. .‬‬‫لوهم‬ ‫ابها‬‫فاذا‬ ‫أبقيتنني عمرا أقاتل غربة‬ ‫أهيم فلا أرى شطاني‬ ‫وحدى‬ ‫۔‏‪ ٣٦٦‬۔‬ ‫ي‬ ‫_‬ ‫وأ‬ ‫أره‬ ‫حملتنى مالا‬ ‫واليوم ‪ . .‬أين الفجر‪ . .‬أين مكاني‬ ‫قد تهت في وطني ‪ ،‬وضعت‪ ،‬وما بدا‬ ‫فيه زماني‬ ‫غاب‬ ‫الا جحيم‬ ‫وفي فمى‬ ‫أعود‬ ‫يا دهر هأننذا‬ ‫أشلاء ماضى التيه والنسيان‬ ‫السنين تبالكت‬ ‫وجنون أشباح‬ ‫وتكدست كالرعب في خلجاني‬ ‫‪ ..‬يلتقيان في الهذيان‬ ‫سيان‬ ‫غائر‬ ‫جرح‬ ‫‪. .‬‬ ‫أنا يا دهر‬ ‫هذا‬ ‫ا لأوزا ن‬ ‫حائر‬ ‫شعر‬ ‫وقصد‬ ‫بجهد‬ ‫ببريد‬ ‫جججد‬ ‫حطما‬ ‫‏‪ ١‬لوجود‬ ‫في‬ ‫‪ 1‬صبحت طيرا‬ ‫قد يدل الأفراح بالأحزان‬ ‫يدنو الي لعل في لجني هوى‬ ‫يشدو به لحجنابلاعنوان‬ ‫وأنا غريب في أراضي موطني‬ ‫يا أيها الطير المهاجر حاملا‬ ‫ما بلغفن أماني‬ ‫شوق‬ ‫آهات‬ ‫مسائّ<”‬ ‫‏‪ ١‬لغريب‬ ‫وطني‬ ‫على‬ ‫عرج‬ ‫ثان‬ ‫لقاء‬ ‫يا و طني‬ ‫حان‬ ‫|}‬ ‫ه‬ ‫‏‪١٧٦٣‬۔‪ .‬۔‬ ‫الى الجنوب‪١‬ه‏‬ ‫صالح بن حمد بن محمد الوهيبي‬ ‫جامعة السلطان قابوس (كلية الهندسة)‬ ‫أشباح الغروب‬ ‫وتوارت خلف‬ ‫وأخيرا‪ . .‬بعدما انهارت دروبي‬ ‫كئيب‬ ‫وهوى كالنجم في ليل‬ ‫ومضى العمر الى دنيا التلاشي‬ ‫الخطوب‬ ‫رعشة الوجدان في دنيا‬ ‫القوافي‬ ‫هزات‬ ‫النفس‬ ‫وخبت في‬ ‫النور يزهدو في المغيب‬ ‫أمنيات‬ ‫بظني‬ ‫خابت‬ ‫بعدما‬ ‫وأخيرا‪. .‬‬ ‫النضوب‬ ‫في شراييني علامات‬ ‫بيي خطئياتي وجالت‬ ‫ب‬ ‫وادشنست‬ ‫حروبي‬ ‫جراجات‬ ‫من‬ ‫مسفيقا‬ ‫القوافي من جديد‬ ‫أنا أغزو‬ ‫ها‬ ‫غروبي‬ ‫‪7‬‬ ‫من‬ ‫‪.‬‬ ‫د نياي‪.‬‬ ‫في‬ ‫وح‬ ‫وأعود اليوم من بعد انطفا الر‬ ‫ا مغيب‬ ‫أ ستار‬ ‫شق‬ ‫كفجر‬ ‫و‬ ‫كشعاع زنبقي ‪ . . .‬أوكنجم‪..‬‬ ‫وقلب‬ ‫مواويل‬ ‫اليوم‬ ‫ها أنا‬ ‫الجنوب‬ ‫غير‬ ‫أرى‬ ‫اتجاهات‬ ‫ل‬ ‫الاتجاه‬ ‫وجنوبا‪ . . .‬صار عندي‬ ‫الخطو ما بين الدروب‬ ‫من أنين‬ ‫آه من غربة دهري من ضياعي‬ ‫الروب‬ ‫محطات‬ ‫ف‬ ‫واحتراقتى‬ ‫التمنم‬ ‫شطان‬ ‫بين‬ ‫من عذابي‬ ‫واغترابي ونحيبي‬ ‫من ضياعي‬ ‫احتوتني‬ ‫مراسيها‬ ‫في‬ ‫‪.‬‬ ‫فتاة‪.‬‬ ‫يا‬ ‫همر وسر‪.‬‬ ‫فأبت في محيّاها‬ ‫ها‪...‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‏‪١‬أسفاري‬ ‫ركب‬ ‫واأنا خت‬ ‫الحس كاللحن ا!‬ ‫شاعري‬ ‫خيا ل‬ ‫منها‬ ‫يزل‬ ‫لم‬ ‫يافتاة‪...‬‬ ‫افسمس؛‪.‬۔‪..‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫رائق النسمات عطري‬ ‫عبقري السحر يسرى في عروقي‬ ‫الذنرب‬ ‫وانفضى عني غبارات‬ ‫وانمي‬ ‫خطيئاتي‬ ‫من‬ ‫غسليني‬ ‫الموارى بالخطظوب‬ ‫كوني‬ ‫العمر ني‬ ‫وامسحي من فوق أشلائي احتراق‬ ‫الاحساس ف قلبي الغريب‬ ‫تبعث‬ ‫عساها‬ ‫الحب‬ ‫فرصة‬ ‫وامنحينى‬ ‫من صدى الذكرى ومن وهم الروب‬ ‫طهرينى ‪ . . .‬طهري ساحات فكري‬ ‫المريب‬ ‫العصر‬ ‫شاعر‬ ‫وابعثيني‬ ‫ظلامي‬ ‫من‬ ‫قيودي‬ ‫من‬ ‫حرريني‬ ‫)»( القصيدة الفائزة بالمركز الخامس في مجال الشعر الفصيح بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٦٨‬۔‬ ‫في انتظار‪ . . .‬في انصهار‪ . .‬في لهيب‬ ‫غروبي‬ ‫سراديب‬ ‫من‬ ‫وانعتاقا‬ ‫وذنوبي‬ ‫‪. . .‬‬ ‫ناري‬ ‫ني وحيد ا بن‬ ‫ےہ۔‬ ‫مرمي‬ ‫الأحزان‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ‫غارقا‬ ‫الخائبات الوعد‪ . . .‬والحلم الكذوب‬ ‫خلف الامنيات‬ ‫الجري‬ ‫ومللت‬ ‫لحروب‬ ‫ورحيلي من حروب‪...‬‬ ‫وشعري‬ ‫والدنيا‬ ‫ومللت الناس‬ ‫ويغتال ذنويي‬ ‫ي منارات‪...‬‬ ‫دنيا‬ ‫يشعل‬ ‫من‬ ‫أنت‬ ‫‪..‬‬ ‫وتعالي‪.‬‬ ‫ويزيح الوهم والاحزان من كوني‬ ‫‏‪ ١‬لجنوب‬ ‫وياحلم‬ ‫يا أ ما نى ‪. . .‬‬ ‫وتعالي‬ ‫‪. . .‬‬ ‫وتعالي‬ ‫فتعال‪. . .‬‬ ‫۔‪0‬‬ ‫‏_ ‪ ٣٦4٩‬۔‬ ‫الدنيا كتاب‪,‬ه‬ ‫سعيد بن مسلم بن عامر باجيد‬ ‫الوقت غلق بالحساب‬ ‫لا تقول‬ ‫الزمن تاريخ والدنيا كتاب‬ ‫الزمن احداث والدنيا تجارب‬ ‫والممل والعلم فتحوا ألف باب‬ ‫بلادي‬ ‫الغد ياعدة‬ ‫يارجال‬ ‫الرحاب‬ ‫فوق درب المجد مطلوق‬ ‫ونتو حلمها‬ ‫انتو كنز عمان‬ ‫علقت فيكم املهاوا لحساب‬ ‫بالعمل والجهد والعزم الموحد‬ ‫تصنعوا العلياء وتتحدوا الصعاب‬ ‫نهضتنا حضارة‬ ‫من شمس‬ ‫تصنعوا‬ ‫لما السبع العجاب‬ ‫‪ ..‬تسجد‬ ‫خالدة‬ ‫وتنتج‬ ‫من عرق تنبت‬ ‫كل قطرة‬ ‫كل خطوة مشمرة منها نواب‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وشمر‬ ‫روحه‬ ‫الله و اكبر من وهب‬ ‫عن سواعد واحتضن اغلى تراب‬ ‫والوطن يكبر بعينه‬ ‫هو يكبر‬ ‫أرضه صار زاده والشراب‬ ‫حب‬ ‫يا شباب عمان يارمزالتقدم‬ ‫مد له بعد النظر عين الصواب‬ ‫توجوا امجادنافي كل محفل‬ ‫(») القصيدة الفائزة بالمركز الاول في مجال الشعر الشعبي بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫‪٦/ .‬‬ ‫_‬ ‫ِ‬ ‫خهہصه‪) ‎‬‬ ‫‪ ١‬لا‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫الأمانة بالرقاب‪‎‬‬ ‫واحفظو عهد‬ ‫صم‬ ‫‪.‬‬ ‫فخر ومكا رم‪‎‬‬ ‫ا لشبا ب‬ ‫عا م‬ ‫عامنا‬ ‫الخطاب‪‎‬‬ ‫في مضامين‬ ‫تجلت‬ ‫قد‬ ‫قائندالنبهضةا لمفدى‪‎‬‬ ‫‪ ١‬علن‬ ‫‪ ١‬لشباب‪‎‬‬ ‫العا م هو عام‪‎‬‬ ‫ان هذا‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪١٧٣‬۔‪ -‬۔‬ ‫و‬ ‫ا (٭(‬ ‫ن‬ ‫عم‬ ‫الفارسي‬ ‫ححمد‬ ‫بن‬ ‫محفوظ‬ ‫شعر‪/‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫نور العيون‬ ‫مايلاما للي هوى‬ ‫‏‪ ١‬للي عشى طهر الفلاة‬ ‫ولا يعاب‬ ‫أنت كحل عيوننارمش وجفون‬ ‫وجوهنا طعس ونبات‬ ‫نور‬ ‫وأ نت‬ ‫وأنت طهر جنوبناافلاج وعيون‬ ‫وأنت كيداعدائناعزوئثبات‬ ‫وحصون‬ ‫قلاع‬ ‫أعحادنا‬ ‫لحن‬ ‫أنت‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫‪7‬‬ ‫و‬ ‫‏‪ ١‬لحياة‬ ‫‏‪ ١‬روا حنا ببص‬ ‫وا نت ف‬ ‫ِ‬ ‫زرع وغصون‬ ‫لحجم اكتافنا‬ ‫وأ نت‬ ‫دجلة وا لفرا ت‬ ‫فاى‬ ‫فضلك‬ ‫بحجر‬ ‫‏‪ ١‬حنون‬ ‫‏‪ ١‬لرحب‬ ‫د ارنا يا صدرنا‬ ‫بحبه كل دات‬ ‫تلهج‬ ‫يا ‏‪ ١‬سم‬ ‫ِ‬ ‫ا لفنون‬ ‫يا أ م‬ ‫سواك‬ ‫وا لذى‬ ‫أ نت فخر اجيالنا ماضي وات‬ ‫‪.‬‬ ‫الشعر في كل لون‬ ‫أنت صيوان‬ ‫زا هرات‬ ‫ال‬ ‫ا لنجوم‬ ‫فرق‬ ‫منزلك‬ ‫|‬ ‫»‬ ‫أرضك مزون‬ ‫لعرب‬ ‫حدا‬ ‫قايده‬ ‫ا‪::‬‬ ‫الذ‪ .‬۔ ه‪.‬‬ ‫رت م‬ ‫خفاف‬ ‫بيرقك‬ ‫‏‪ ١‬لقر ون‬ ‫مر‬ ‫على‬ ‫‏‪ ١‬سمك‬ ‫شامخن‬ ‫النايفمضان‬ ‫الأول صدور‬ ‫لك من‬ ‫ياأميرة عصرنا الحالي يهون‬ ‫الكائنات‬ ‫ع لاجلك ورب‬ ‫كل شى‬ ‫(٭) القصيدة الفائزة بالمركز الثالث في مجال الشعر الشعبي بمسابقة المنتدى لعام ‪١٩٩٢‬م‏ ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٧٢‬۔‬ ‫ياحسون‬ ‫أرضك‬ ‫كلنا خطاب‬ ‫المجد وأرض المكرمات‬ ‫يا شهاب‬ ‫دمنا مهرك بساحات الطعون‬ ‫ما نفرَّط من غلا أرضك حصاة‬ ‫واهبين الروح وراد المنون‬ ‫شاربين العزبسيوف الممات‬ ‫لو طلبت الشمس من ضلع السكون‬ ‫من سواده جبنالك نور وعباة‬ ‫‪.‬‬ ‫فتون‬ ‫تنهي على صدرك‬ ‫حلتن‬ ‫بردتن تزخر بإجلال الصمات‬ ‫من يباري ربة الحسن المصون‬ ‫في ثراها المنجزات‬ ‫من يضاهى‬ ‫‪.‬‬ ‫مهمايكون‬ ‫يا بلادي نعشقك‬ ‫أنت نورعيوننابذو ورعاة‬ ‫الكون اقطار ومدون‬ ‫لو نلف‬ ‫ما نلاقي مثلك بكل الجهات‬ ‫دون‬ ‫أنت محراب المحبة والت‬ ‫مشعل التاريخ مرقى الطظايلات‬ ‫لك بأقصى أعماقنا عذب اللجون‬ ‫له سرات‬ ‫المارد بدمي‬ ‫حبك‬ ‫يا أميرة للشعر شدووشجون‬ ‫ذوق وحلاة‬ ‫وللمدح‬ ‫في هواك‬ ‫س_۔ن‪0‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٧٢٣‬۔‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫_ كليات مضيئة‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪..... ........................................................‬‬ ‫_ اهداء‬ ‫‏‪١١‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫_ حصاد ندوة المأثورات الشعبية بسلطنة عيان‬ ‫‏‪١٢‬‬ ‫_ كلمة معالي الشيخ عامر بن شوين الحوسني وزير البلديات الاقليمية والبيئة‬ ‫‏‪١٥‬‬ ‫كلمة سعادة سالم بن محمد الغيلاني رئيس المنتدى الأدبي ‪....................‬‬ ‫_ مجالات الاستفادة من الفنون الشعبية في تطوير‬ ‫‏‪١٩‬‬ ‫_ برامج رعاية الامومة والطفولة ‪.........................................‬‬ ‫‏‪٣٧‬‬ ‫_ مفهوم الموروث الشعبي وعلاقته بالعمق النفسي والاجتماعي والبيئي ‪..........‬‬ ‫‏‪٧٥‬‬ ‫‪......‬‬ ‫_ وسائل الاعلام ومدى الاستفادة من المأثورات الشعبية في البرامج المحلية‬ ‫‏‪٨٥‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫_ دور وسائل الاعلام في تعميق مفاهيم المأثورات الشعبية‬ ‫‏‪٩٣‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫التراث الشعبى العياني ۔ رؤية في الخصوصية والتفرد‬ ‫_ اشكال الفنون الشعبية العيانية ومدى تمازجها بمثيلاتها‬ ‫‏‪١٠٥‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫_ بمنطقة الخليج ۔ دراسة في الحكايات الشعبية العيانية‬ ‫‏‪١١٩‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫_ الأبعاد الروحية في المأثورات الشعبية العيانية‬ ‫الباب الخاني‬ ‫‏‪١٣٧‬‬ ‫ينل السيابي‬ ‫مب‬‫جفان‬ ‫_ في فكر المرحوم الشيخ خل‬ ‫‏‪١٣٨‬‬ ‫_ لمحات في أدب المرحوم الشيخ خلفان بن جميل السيابي ‪....................‬‬ ‫‏‪١٥4‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫_ أيام مع المرحوم العلامة الشيخ خلفان بن جميل السيابي‬ ‫‏‪١ ٦‬‬ ‫_ لمحات من قصائد الشيخ خلفان بن جميل السيابي‬ ‫‪ .. ...........................................‬ء ‏‪١٧٢‬‬ ‫‪......‬‬ ‫وورعه‬ ‫_ زهده‬ ‫اللباب الخالنت‬ ‫‏‪١٧٦‬‬ ‫‪........‬‬ ‫_ حصاد ندوة «العهانيون ودورهم الحضاري والريادي في شرق افريقيا»‬ ‫‏‪١٧٧‬‬ ‫‪................‬‬ ‫العمانيون واثرهم في الجوانب العلمية والمعرفية بشرق افريقيا‬ ‫_ الاسهام في المجالات الثقافية والفكرية والكشف عن مجاهل‬ ‫‏‪١٩٣‬‬ ‫_ القارة الافريقية في العهد البوسعيدي ‪..................................‬‬ ‫‏‪٢٢٩‬‬ ‫_ الوجود العياني واثره في ازدهار العربية في شرق افريقيا ‪.....................‬‬ ‫۔‏‪ ٣٧٤‬۔‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..‬‬ ‫وبحوث‬ ‫_ درا سات‬ ‫‪..‬‬ ‫‪....... ..... .....‬‬ ‫‪..... ..... ....‬‬ ‫۔ بل أ يته وتطوره‬ ‫سلطنة عيان‬ ‫ف‬ ‫‪ ..‬المسرح‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫= حرف الأجداد ودور الأحفاد‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‏‪ ١‬لتصنيع ودور ا لشركات ا لوطنية في تحقيقه‬ ‫‪ -‬خيار‬ ‫‪...................................‬‬ ‫_ البديع في شعر اللواح الخروصي‬ ‫‪........................................‬‬ ‫_ في القصة القصيرة والشعر‬ ‫‪.....‬‬ ‫‏‪١٩٩٢‬‬ ‫_ اضاءة حول القصص الفائزة بمسابقة المنتدى الأدبي الخامسة لعام‬ ‫‪...................................................‬‬ ‫_ شرنقة الطلع‬ ‫‪...........................................‬‬ ‫_ الراعى لا محب النساء‬ ‫_ حبات البرتقال المنتقاة بدقة ‪........................................‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫وطي‬ ‫ابسا‬ ‫م على‬ ‫سربدة‬ ‫_ ع‬ ‫_ مساحة في عقلك ‪................................ ...............‬‬ ‫‏‪ ٣٧٥‬۔‬ ‫‪2‬‬ ‫`‬ ‫يعبر‬ ‫قراءات‬ ‫من‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫ي‬ ‫ماورد‬ ‫عن رأى كاتبها فقط ولا يمتل رأى‬ ‫الادبى بالضرورة‪.‬‬ ‫المنتدى‬ ‫\‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٩٣ / ١٥٥‬‬ ‫رقم الايداع‪‎‬‬