١ ٦ _ ‫قبس من الحديث الشريف‬ ‫تألف‬ ‫الدكتور‪ ,/‬سالم بن محمد سالم الرواحى‬ ‫المقدمه‬ ‫هه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحمد لله رب العالمين ‪ ..‬له الجلال والإكرام ‪ ..‬وله الحول والطول ‪..‬‬ ‫تفضل فأنعم ‪ ..‬وتبارك فالهم ‪ ..‬فله الثناء كما يجب ‪ ..‬وكما هو له أهل ‪.‬‬ ‫والصلاة والسلام على خير خلقه ‪ ..‬سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام‬ ‫المرسلين ‪ ..‬والمبعوث رحمة للعالمين ‪.‬‬ ‫وعلى آله الأطهار ‪ ..‬وصحابته الأبرار ‪ ..‬ومن سلك سبيلهم من الائمة‬ ‫الاخيار ‪.‬‬ ‫المستقيد متضمنة‬ ‫وبعد ‪ ..‬فهذه هى الحلقة الثالثة نقدمها للقاري‬ ‫لطائفة عطرة من أحاديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫روعي فيها التنوع في المواضيع كما هو الحال فى الحلقات السابقة ‪.‬‬ ‫وقد تم وضع عنوان مناسب لكل حديث ‪ ..‬وتوضيح الكلمات التى‬ ‫تحتاج إلى توضيح من حيث اللغة والمعنى الاصطلاحي ‪ .‬ثم توضيح‬ ‫الحديث بما يتناسب مع المقام ‪ ..‬مع ذكر الخلاف ‪ ..‬والإشارة إلى آراء‬ ‫العلماء فى المسائل المتنازع فيها ‪ ...‬ومع مناقشة تلك الآراء عند ما يتسع‬ ‫المقام لذلك ‪.‬‬ ‫وذلك خدمة للعلم ‪ ..‬وتبسيطا لمسائله ‪ ..‬وتيسيرا على النشء ليقرا‬ ‫ويطالع ويستفيد ويستزيد ‪.‬‬ ‫آلهمنا الله جميعا الصواب ى وامدنا بالتوفيق والسداد ‪ .‬وبارك في‬ ‫جهود العاملين المخلصين ‪.‬‬ ‫المؤلف‬ ‫نية المؤمن خير من عمله‬ ‫قال أبو عمرو الربيع بن حبيب بن عمرو البصري ‪ :‬حدثني أبو عبيدة‬ ‫مسلم بن أبي كريمة التميمى عن جابر زيد الازدي عن عبدالله بن عباس‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫صلى الله عليه وسلم _‬ ‫النبي _‬ ‫عن‬ ‫نية المؤمن خير من عمله‬ ‫وبهذا السند فى رواية أخرى عنه عليه السلام _ قال ‪:‬‬ ‫ما نوى‬ ‫‪ .‬ولكل امرىء‬ ‫بالنيات‬ ‫الاعمال‬ ‫‏«‪6»١‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫وأخرجه غيره عن عمر بن الخطاب بلفظ ‪ :‬إنما الاعمال بالنيات‬ ‫المفردات‬ ‫النية فى اللغة يراد بها قصد القلب‬ ‫وفي الشرع ‪ :‬القصد إلى العبادة والعزم عليها بالجوارح طاعة لله‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫‪٢‬‬ ‫ورسوله‪‎‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫اعتاد كثير من المؤلفين البدء بهذا الحديث إظهارا لما له من أهمية ومن‬ ‫أثر على الاعمال ‪ : .....‬وللدلالة على أن النية روح الأعمال وقوامها ‪.‬‬ ‫قيمتها ‪.‬‬ ‫النية تققدا لأعمال‬ ‫وبدون‬ ‫وقد جرى المصنف على هذا النسق إذ بدأ به فى مصئفه هذا‬ ‫‪ .‬وأصل من أصول الد ين‬ ‫قوا عد الإسلا م‬ ‫من‬ ‫والحديث يعتبر قا عدة‬ ‫حتى قالوا إنه نصف العلم ؛ ذلك لأنه يعنى بأعمال القلب ة ويقابلها اعمال‬ ‫الجوارح‬ ‫وقال بعضهم إنه ثلث العلم ‪ .‬وتعليل ذلك ى أن كسب العبد إما بقلبه ‪.‬‬ ‫على‬ ‫أن مدار الاحكا م في ‏‪ ١‬لشرع‬ ‫‪ .‬ومعلوم‬ ‫واما بجوا رحه‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫وإما بلسا نه‬ ‫هذه الثلاثة ‪.‬‬ ‫كذلك جامع لكثير من ‏‪ ١‬لفوا ئد وا لاحكا م ‪ :‬ولذلك قا ل أبوعبيدة _‬ ‫وهو‬ ‫»‬ ‫في ا لأحاديث أجمع وأغنى وأكثر فائدة منه‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬ليس‬ ‫رضي الله عنه _‬ ‫ومعلوم‬ ‫‪4‬‬ ‫سائر العبادات والاعمال‬ ‫النية في‬ ‫وجوب‬ ‫والحديث أصل في‬ ‫تتكيف بها وتقوى‬ ‫‏‪ ١‬لاأعما ل‬ ‫‪ .‬إذ جميع‬ ‫عمل لايتحق قق ا لا با لنية‬ ‫أي‬ ‫أرن‬ ‫قوله‬ ‫على ذلك‬ ‫تصح وتفسد بها ‪ .‬ويسد ل‬ ‫‪ .‬وكذ لك‬ ‫بها‬ ‫وتضعف‬ ‫تعالى ‪ «:‬وَمَآا أمرا ل ليعيد وا الههَعلصيَ لَهُالرَبَ‪.........‬ه البينة ‏(‪)٥‬‬ ‫و‬ ‫‪7‬‬ ‫ر‬ ‫وقوله عزوجل ‪ «:‬فَللِنَأمرَتَانَعَُدَامَهحَلصَالَةُالرنَ ه الزمر ‏(‪)١١‬‬ ‫وه ر سم‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫فالإخلاص المشار إليه في الايات الكريمة إنما محله القلب‪ .‬وجاء فى‬ ‫مسلم ‪ ) --‬إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى‬ ‫عند‬ ‫أبي هريرة _‬ ‫حديث‬ ‫صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ‪.‬‬ ‫فالنظر إلى القلوب هنا أي إلى ماتحمله من نية حسنة ‪.‬‬ ‫ولذلك لاينبغي للمسلم أن يعمل عملا بدون نية س أو بنية غير صالحة‬ ‫في جميع أبواب الخير والبر ‪ :‬وفي جميع الأعمال من فرائض ب وسنن ‪.‬‬ ‫سيحصل‬ ‫لاشك‬ ‫‪ .‬قا نه _‬ ‫عن فعل ذلك‬ ‫عا جزا‬ ‫حتى ولو كا ن‬ ‫وتطوعات‬ ‫على ثواب ذلك ى بدليل ‪ ( :‬نية المؤمن خير من عمله ‪ 0‬وبدليل قوله _ ثة‬ ‫‪ ( :‬إن بالمدينة أقواما ما قطعنا واديا ث ولا وطئنا موطئثا يغيظ الكفار ‪.‬‬ ‫وهم با لمدينة ‪..‬‬ ‫فى ذلك‬ ‫‪ 0‬ولا أصا بتنا مخمصة إلا شركونا‬ ‫نفقة‬ ‫ولا أنفقنا‬ ‫فقيل له كيف ذلك يارسول الله ‪ ..‬فقال ‪ :‬حبسهم العذر فَنشركوا بحسن‬ ‫وا لبخا ردي‬ ‫أبو دا ود‬ ‫النية ( ‪--‬‬ ‫وعليه فإنه من نوى قيام الليل مثلا س ولكنه لم يتحقق له ذلك لأسباب‬ ‫قد تكون خارجة عن إرادته ‪ 0‬قد تكون مرضا ب أو عذرا من الأعذار المانعة ‪.‬‬ ‫فإنه بلاشك سيحصل ‪ -‬بإذن الله _ على أجر هذا العمل ‪ .‬وهذا ما يؤكده‬ ‫حديث ابن عباس _ عند الشيخين _ عن رسول الله ته فيما يرويه عن‬ ‫ربه تبارك وتعالى قال ‪ ( :‬إن الله كتب الحسنات والسيئات ى ثم بين‬ ‫ذلك‪ 0‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة‬ ‫كاملة ‪ 0‬وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف‬ ‫إلى أضعاف كثيرة س وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده‬ ‫حستة كاملة ة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) ‪.‬‬ ‫ومن هنا كانت نية المؤمن خيرا من عمله ‪ 0‬فالذي ينوي عمل الخير‬ ‫والطاعة لله عز وجل ثم لا يتحقق له هذا العمل تكون نيته أبلغ ؛ وخيرا له‬ ‫من هذا العمل لأنه في هذه الحالة استفاد عند الله عز وجل من نيته هذه‬ ‫أو لان النية خير من العمل ‪ ...‬لأن النية لا يلحقها الرياء ‪ :‬بينما العمل‬ ‫يلحقة الرياء ‪ .‬والنية لا يطلع عليها إلا الله ى بينما العمل مشاهد‬ ‫ومحسوس ‪ ...‬أو لأن النية نفسها خير من العمل ‪ .‬إذ إن العمل مرتبط بها‬ ‫ت ولا يصح بدونها ‪.‬‬ ‫أو لأن النية خير من العمل الذى يتجرد عن النية ‪.‬‬ ‫فهذه المعاني كلها سائغة في هذا المقام ‪.‬‬ ‫وقوله ‪( :‬الاعمال بالنيات ) هل يعني هذا أن النية شرط في العمل ه‬ ‫بمعنى أن العمل لا يصح إلا بالنية ؟ أو أنها كمال للعمل ؟ بمعنى أن كمال‬ ‫العمل بالنية ؟ وهما تفسيران واردان لاهل العلم ‪ .‬ومعنى قوله ‪ ( :‬ولكل‪:‬‬ ‫ما نوى ) أي له جزاء الذي نواه دون الذي لم ينوه س وله جزاء ما‬ ‫امرئ‬ ‫نواه هو نفسه دون ما نواه غيره ‪ .‬وهذا ما يفيد وجوب التعيين فى النية‬ ‫مما يلتبس بغيره ب وأيضا حتى تتميز العبادة من العادة ‪ .‬كا لفسل مثلا‬ ‫فقد يكون واجبا مثل الاغتسال من الحدث الأكبر ( جنابة أو حيض أو‬ ‫نفاس ) ‪ ..‬وقد يكون من أجل النظافة ‪ .‬وقد يكون لتبريد الجسم ‘ ولابد‬ ‫من التمييز _ في النية _ بين هذه الامور ‪.‬‬ ‫وكذلك لابد من تمييز العبادات _ في النية _ من بعضها البعض‬ ‫‪.‬‬ ‫أو عصرا‬ ‫ظهرا‬ ‫تكون‬ ‫س‪ .‬وقد‬ ‫نفلا‬ ‫تكون‬ ‫فرضا ‪.‬وقد‬ ‫تكون‬ ‫قد‬ ‫فالصلاة‬ ‫تطوعاً ‪ .‬وقد‬ ‫‪ .‬وقد يكون‬ ‫رمضان‬ ‫فرضا كصوم‬ ‫قد يكون‬ ‫والصوم‬ ‫يكون عن نذر وعن كفارة ‪.‬‬ ‫وكذلك الحج ‪ .‬وسائر العبادات الأخرى س وهكذا فى كثير من الاعمال‬ ‫وهذا كله يميز فيه بالنية ‪.‬‬ ‫على‬ ‫‪ .‬وعزيمة‬ ‫با لقلب‬ ‫عقد‬ ‫فهي‬ ‫‘‬ ‫القلب‬ ‫محلها‬ ‫‏‪ ١‬لنية‬ ‫أن‬ ‫ومعلوم‬ ‫بها ‘ اي صيا غة النية فى‬ ‫يستحب التلفظ‬ ‫العلماء‬ ‫‪ .‬ولكن بعض‬ ‫الجوا رح‬ ‫لفظ يقرا باللسان ب وذلك عندهم من أجل مساعدة القلب باللسان ‪.‬‬ ‫وتسهيلا على عوام الناس ‪ 0‬حتى يتأكد الواحد منهم من أن النية التى‬ ‫تعتبر تامة ومجزية ولولم يتلفظ بها لسانه ‪.‬‬ ‫عليها اللإنسان‬ ‫‪ .‬ويثاب‬ ‫إالى طاعات‬ ‫تتحول‬ ‫المباحات‬ ‫أيضا أن‬ ‫ومعلوم‬ ‫ودون‬ ‫<‬ ‫وغفلة‬ ‫مهو‬ ‫في‬ ‫أعماله‬ ‫يأتي‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫للا نسا ن‬ ‫لاينبغى‬ ‫‏‪ ٤‬ولذ لك‬ ‫بالنية‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫الطاعات ‪ .‬وعلى عبادة الله _ سبحانه _ ‪.‬‬ ‫له وبالتا لي‬ ‫النشاط‬ ‫‪ .‬وتجد ل‬ ‫جسمه‬ ‫‘ ‏‪ ١‬ستراحة‬ ‫‏‪ ١‬لنوم‬ ‫فى‬ ‫نيته‬ ‫وتكون‬ ‫ليقوى على العبادة ‪ .‬وأداء الواجبات ‪.‬‬ ‫وطلب ‏‪ ١‬لولد الصا لح ‪:‬‬ ‫فرجه‪.‬‬ ‫‪ .‬تحصين‬ ‫نيته في الزوا ج‬ ‫وتكون‬ ‫‏‪ ١‬لامة ‪.‬‬ ‫وتكثير سوا د‬ ‫وتكون نيته في العمل طلب الرزق الحلال ى والكفاف والعفاف ‪.‬‬ ‫تطرد‬ ‫عز وجل ويمكن أن‬ ‫لله‬ ‫طاعة‬ ‫‪ .‬وكل ذلك‬ ‫على أهله وخا صته‬ ‫وا لا نفاق‬ ‫هذه المعاني في كثير من أعمال الإنسان ونشاطه في حياته ‪.‬‬ ‫الحسنة‬ ‫لا تؤ‪5‬ثر فيها النية‬ ‫التنبه له هنا هو أن المعا صي‬ ‫يجب‬ ‫واللذ ي‬ ‫ومن قم لا تتحول إلى طاعة ‪.‬‬ ‫فمن بنى مسجدا بمال حرام لايثاب عليه ‪.‬‬ ‫وأصلها من حرا م لا تقبل منه‬ ‫بصدقة‬ ‫تصدق‬ ‫ومن‬ ‫بقصد تشجيع الملشا ريع‬ ‫وا لمجون‬ ‫الخلاعة‬ ‫وا لذ ي يحضر حفلات‬ ‫الخيرية والإنفاق عليها من الأموال العائدة من هذا العمل س فإن عمله هذا‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫مردود‬ ‫ومن ياخذ الفائدة الحرام لينفقها في الجهاد ‪ .‬أو في أعمال البر فإن‬ ‫عمله هذا يعود عليه بالوزر ‪.‬‬ ‫بما يربحه‬ ‫اليانصيب ‪ .‬ليتصدق‬ ‫أوراق‬ ‫وكذ لك قل في الذي يشتري‬ ‫عليه با لإثم‬ ‫» ويعود‬ ‫خيرا‬ ‫لا يسمى‬ ‫هذا‬ ‫عمله‬ ‫‪ .‬قا ن‬ ‫الفقرا ع‬ ‫على‬ ‫منها‬ ‫‪.‬‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫و سخط‬ ‫س۔ س ے و و‬ ‫۔ے‬ ‫تَمَبَلَاًالَهُمنَالَمُتَمِبَ ) المائدة‏(‪)٢٧‬‬ ‫والله عز وجل يقول ‪ ( :‬إد‬ ‫‏(‪ )٢٧‬وجاء في الحديث الشريف ‪( :‬إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)‬ ‫وهكذا في كل ما كان من هذا القبيل ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ينبغى للانسان دائما أن يكون على نية حسنة‬ ‫_ أن المؤمن طيب في مظهره ومخبره ‪.‬‬ ‫‪١١‬‬ ‫كيفية نزول الوحي‬ ‫قال الربيع بن حبيب حدثتي أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة‬ ‫رضي الله عنها ‪ ..‬انها قالت ‪ :‬سال الحارث بن هشام رسول الله عبله ‪..‬‬ ‫كيف يأتيك الوحي يارسول الله ‪ :‬قال ‪ :‬احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس‬ ‫وهو أشده علي ‪ ..‬فيفصم عني وقد وعيت ما قال ‪ ..‬وأحيانا يتمثل لي‬ ‫الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ‪.‬‬ ‫قالت عائشة رضي الله عنها ‪ :‬ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم‬ ‫‪.‬‬ ‫الشديد البرد ويفصم عنه وأن جبينه ليتفصد عرقا ‪.‬‬ ‫قال الربيع ‪ :‬فيقصم عنه أي فينجلى ‪.‬‬ ‫‏«‪»٢‬‬ ‫قم‬‫الحديث أخرجه الإمام الربيع بر‬ ‫وأخرجه البخاري وغيره ‪.‬‬ ‫المقردات‬ ‫_ الوحي ‪ :‬لغة الإعلام في خفاء ‪ ..‬وشرعاآ ‪ :‬الإعلام بالشرع ‪ ..‬ويطلق‬ ‫على عدة معان ‪ .‬منها الإلهام والإرسال _ والامر والبيان _ والإيماء _‬ ‫والإشارة _ والإقرار _ والوسوسة ‪ ..‬وكل هذه المعاني ورد بها القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫_ أحيانا ‪ :‬جمع حين يطلق أصلا على كثير الوقت وقليله والمراد به هنا‬ ‫مجرد الوقت ‪.‬‬ ‫‪١ ٢‬‬ ‫صلصلة ‪ :‬صوت وقع الحديد بعضه على بعض ‪ ..‬ويطلق على كل‬ ‫له طنين ‪.‬‬ ‫صوت‬ ‫_ الجرس ‪ :‬بالفتح ‪ :‬الجلل الذى يعلق فى رأس الدواب وله صوت‬ ‫شده علئ ‪ :‬أي أصعبه علي‬ ‫ويذهب‬ ‫كشف‬ ‫نجلي‬ ‫يى ين‬ ‫ومعن‬ ‫فيقصم عني ‪ :‬ب‬ ‫وعيت ماقال ‪ :‬بفتح العين أي فهمت ما قاله الملك وما جاء به ‪.‬‬ ‫_ يتمثل ‪ :‬يتصور ويتشكل في هيئة رجل ‪.‬‬ ‫_ الملك ‪ :‬المراد به جبريل عليه السلام ‪.‬‬ ‫يتفصد عرقا ‪ :‬مأخوذة من الفصد وهو القطع ويقصد به هنا سيلان‬ ‫المرق عن جبينه لما يلاقي عند نزول الوحي من تعب وعناء ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫تروي لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث الشريف أن‬ ‫أحد الصحابة وهو الحارث بن هشام سال النبي ته عن الكيفية التي‬ ‫يأتيه بها الوحي ‪.‬‬ ‫وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يحرصون دائما على معرفة‬ ‫مثل هذه الأمور التي تتعلق بالوحي وبالتشريع وباحوال النبي عله ‪..‬‬ ‫ليأخذوا عنه ويتلقوا منه ‪ ..‬ثم ينقلون ذلك إلى من بعدهم ‪...‬‬ ‫وقد اخبره النبي تله في هذا الحديث عن حالات الوحي ‪..‬‬ ‫_ الحالة الاولى هي التي يأتيه فيها الوحي كمثل صلصلة الجرس ‪..‬‬ ‫‪١٣‬‬ ‫وأصعبها عليه حتى أن جبينه ليتصبب عرقا‬ ‫الحالات‬ ‫الحالة من أشد‬ ‫وهذه‬ ‫أن‬ ‫‪ . .‬وحتى‬ ‫ومعا ناة‬ ‫تعب‬ ‫يلا قيه الجسم من‬ ‫‪1‬‬ ‫البرد‬ ‫الشديد‬ ‫في اليوم‬ ‫راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبا ‪.‬‬ ‫ولقد جاء الوحي مرة على هذه الصورة وكانت فخذه على فخد زيد ابن‬ ‫ثابت فثقلت عليه أي على زيد بن ثابت حتى كادت ترضها ‪.‬‬ ‫_ الحالة الثانية ‪ :‬هي التي يتمثل له فيها الملك على صورة إنسان‬ ‫ويخاطبه ويتلقى عنه ويعي منه ‪.‬‬ ‫وقد يراه الصحابة أحيانا فى هذه الحالة كما جاء فى حديث جبريل‬ ‫ث‬ ‫النبي‬ ‫أعرابي وسأل‬ ‫في صورة‬ ‫فيه جبريل‬ ‫جاء‬ ‫والذي‬ ‫عند مسلم _‬ ‫ذهب ‪:‬‬ ‫يعد أن‬ ‫لأصحابه‬ ‫‪ ..‬ثم قال‬ ‫‪ ..‬والإجسان‬ ‫‪ ..‬والإسلام‬ ‫الإيمان‬ ‫عن‬ ‫‪.‬‬ ‫ليعلمكم أمر دينكم‬ ‫جبريل جاء‬ ‫ذلك‬ ‫فى‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫للوحي ‪ ..‬منها الرؤيا الصادقة‬ ‫أخرى‬ ‫وهنالك صور‬ ‫‪.‬‬ ‫حديث عروة عن عائشة زوج النبى تله أنها قالت ‪ :‬كان أول ما بديء به‬ ‫رسول الله تله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا‬ ‫‪.‬‬ ‫مسلم‬ ‫مثل فلق ا لصبح ‪--‬‬ ‫‏‪ ١‬لاجا ءت‬ ‫في الوحي وتبدأ بالرؤيا الصادقة‬ ‫النييين‬ ‫همي أول أحوال‬ ‫الحالة‬ ‫وكانت هذه‬ ‫لتهدئة قلوبهم وتمهيد لما سيأتي فيما بعد ثم نزول الوحي فى اليقظة ‪.‬‬ ‫ومنها ماكان يلقيه الملك في قلبه من غير أن يراه كما قال تب ‪ :‬إن روح‬ ‫حتى تستكمل رزقها‬ ‫نفس‬ ‫نقث في روحي ) قلبي ( أنه لن تموت‬ ‫‏‪ ١‬لقدس‬ ‫فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولايحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه‬ ‫بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫فكان هذا المعنى الذي ورد في هذا الحديث أوحي به إلى النبي ته بهذه‬ ‫الطريقة وهو النفث في القلب عن طريق الملك ‪ .‬ومنها أن يرى الملك عيانا‬ ‫في صورته التي خلق عليها ‪ ..‬فيوحي إليه ما شاء الله ‪.‬‬ ‫ه مرة أو مرتين ‪ ..‬فعن جابر بن‬ ‫وهذه الصورة حصلت للنبي‬ ‫عبدالله الأنصارى قال أن النبى تب‪ 4‬قال وهو يحدث عن فترة الوحى ‪..‬‬ ‫بينما نا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فاذا الملك الذي‬ ‫جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض فرعبت منه فرجعت‬ ‫فقلت ‪ :‬زملوني ‪ .‬فانزل الله تعالى « يايالنتتش‪©9‬نزز© ه‬ ‫المدثر (‪١‬۔‪)٢‬‏ _ البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫هذا مجمل ‪ ..‬عن حالات الوحي التى كانت تحدث للنبي تله ‪ ..‬كما ان‬ ‫بعض هذه الحالات يشاركه فيها غيره من المرسلين مثل الرؤيا الصادقة ‪..‬‬ ‫والتلقي عن طريق الملك ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث‬ ‫_ حرص الصحابة على سؤاله ت;ه عن كيفية نزول الوحي وعما‬ ‫يتعلق بأمور التشريع ‪.‬‬ ‫_ أن اشد حالات الوحى على النبى تي{ الحالة التى يأتيه فيها مثل‬ ‫صلصلة الجرس ‪ ..‬لأنه حينئذ يتلبس الملك بالجسم ‪.‬‬ ‫أن النبي تله حتى في هذه الحالة يظل بوعيه الكامل ولا يفقد شيئا‬ ‫من قواه العقلية بدليل ( فيفصم عني وقد وعيت ما قال ) ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أن الملائكة يتشكلون في هيئة أناس من بنآيدم‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫فضل سورة الإخلاص‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا‬ ‫يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد ‪ .‬لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ‪..‬‬ ‫ويرددها ‪ ..‬فلما اصبح غدا على رسول الله تله فذكر ذلك له فكان الرجل‬ ‫يتعلمها ‪.‬‬ ‫فقال رسول الله عله ‪ :‬والذي نفسي بيده لأنها تعدل ثلث القرآن‬ ‫‏«‪!٨‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫واخرجه البخاري وغيره ‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫_ سمع رجلا ‪ :‬الرجل هو قتادة بن النعمان ‪ ..‬والسامع هو أبوسعيد‬ ‫‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫راوي‬ ‫‪.‬‬ ‫الحوا ئج‬ ‫في‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬مقصود‬ ‫الصمد‬ ‫‪..‬‬ ‫_ كفوا ‪ :‬مماثلا ومكافئاً ‪.‬‬ ‫احد ‪ :‬يعني واحدا ولا يطلق إلا على الله فى الإثبات ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعد أخرى‬ ‫‪ ..‬مرة‬ ‫‪ :‬يكررها‬ ‫يرددها‬ ‫_‬ ‫_ غدا على رسول الله ‪ :‬أي سار إليه ‪.‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_ والذي نفسي بيده ‪ :‬أي في قدرته وقبضته‬ ‫_ لتعدل‪ :‬تساوي ‪.‬‬ ‫_ يتعلمها ‪ :‬وفي رواية أخرى ‪ ..‬يتقللها ‪ ..‬وفي رواية البخاري ‪ :‬يتقالها‬ ‫وفي أخرى ‪ ..‬كأنه يقللها ‪ ..‬وفي رواية رابعة ‪ ..‬فكأنه استقلها ‪ ..‬والمعنى‬ ‫أنه يعتقد أنها قليلة لا على قصد التنقيص منها ‪ ..‬ولكن استقلال العمل ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫وخلاصة هذا الحديث أن أبا سعيد الخدري وهو الراوي لهذا الحديث‬ ‫سمع قتادة بن النعمان وهو أخوه لأمه وجاره فى منزله سمعه يقرأ سورة‬ ‫الإخلاص مرددا لها المرة بعد الأخرى فذهب إلى النبي تله ليسأله عن‬ ‫السر فيما سمع من قراءة تلك السورة وتكرارها كما جاء هذا مفصلا في‬ ‫رواية أخرى _ عند البخاري _ عن أبي سعيد نفسه ‪ ..‬قال أخبرني أخي‬ ‫قتادة بن النعمان أن رجلا قام في زمن النبي تله يقرا من السحر قل هو‬ ‫الله أحد لا يزيد عليها فلما اصبحنا أتى الرجل النبي ته ‪ ..‬وذكر نحوه‬ ‫فأكد له النبي تنه وبأسلوب القسم أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن ‪.‬‬ ‫آي أنها بمفردها وبآياتها القليلة تساوي ثلث القرآن كاملا ‪.‬‬ ‫وما ذلك إلا لما تحتوي عليه هذه السورة من المزايا _ كما يقول العلماء ‪.‬‬ ‫;‬ ‫> ۔‬ ‫۔ م >‬ ‫<‬ ‫`‬ ‫قل هوا لنه آحد‪..‬‬ ‫فهي قد تضمنت إثبات الوحدانية لله تعالى ‪..‬‬ ‫_‬ ‫انه الصَحمَد ‪..‬ه‬ ‫وتضمنت الرد على النصارى القائلين بالتثليث ‪ ...‬وعلى اليهود‬ ‫‪١٧‬‬ ‫لَدَ‬ ‫و‬ ‫٭‬ ‫۔ ک۔‬ ‫كل‬ ‫الذين يقولون أنالمسيح ابن الله ‪ « .‬لم يك كللد ولم تولد‬ ‫_ وتضمنت الرد كذلك على المشركين الذين يجعلون لله أندادا « وَلَم‬ ‫> سے ‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫وإنها لهذه المعاني د ثلث القرآن ‪ ..‬وبمعنى آخر فإن هذه السورة‬ ‫تتضمن في مجملها ‪ ..‬الإخلاص لله عز وجل ‪ ..‬وتتضمن الرد على من‬ ‫خالفه ‪ ..‬وكثير من سور القرآن وآياته جاء متضمنا لهذه المعاني وفيما لو‬ ‫جمع ذلك كله يساوي ثلث القرآن ‪ ..‬فلذلك صار فضلها مثل فضل ثلث‬ ‫القرآن ‪.‬‬ ‫أو أن معانيها مع الاختصار والإيجاز تعدل معانى ثلث القرآن مع‬ ‫البسط والتفصيل ‪ ..‬وبالتالي فهي تعادل كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )‬ ‫لان فيها إثباتا ونفيا‬ ‫وقيل أن قوله ( تعدل ثلث القرآن ) على ظاهره باعتبار أن القرآن احكام‬ ‫‪ ..‬وأخبار ‪ ..‬وتوحيد ‪ ..‬وقد اشتملت السورة على قسم من هذه الأقسام‬ ‫الثلاثة الذي هو التوحيد ‪ ..‬فهي بهذا المعنى تعدل ثلث القرآن ‪.‬‬ ‫وقيل أن المقصود بالثلث هو ما يحصل للقارىء من الثواب ‪ :‬بمعنى أن‬ ‫قار السورة وحدها يحصل على ثواب القارئ لثلث القران ‪.‬‬ ‫السورة‬ ‫قضل هذه‬ ‫ومما يدل على فضل هذه السورة ما اخرجه الإمام الربيع عن أبي‬ ‫الله عله فسمع رجلا يقرا ‪ ...‬قل هو الله أحد‬ ‫هريرة قال أقبلت مع رسول‬ ‫‪..‬إلى آخرها فقال رسول الله تبثه وجبت ‪ ..‬فقلت ماذا‪ .‬قال الجنة‪ ..‬الحديث‬ ‫‪١٨‬‬ ‫وعن أبي سعيد ايضا _ عن البخاري _ قال قال النبى تله‪ :‬يعجبني‬ ‫أحدكم أن يقرا القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك‬ ‫يارسول الله فقال ‪ :‬الله الواحد الصمد ثلث القران ‪ ..‬وفي رواية ‪ ..‬يقرا قل‬ ‫هو الله أحد ‪ ..‬فهما ثلث القرآن ‪.‬‬ ‫ختم القراءة في الصلاة بقل هو الله أحد ‪....‬‬ ‫ومما جاء في ذلك حديث عائشة _ عن البخاري _ ان النبي ته ‪ :‬بعث‬ ‫رجلا على سرية وكان يقرا لاصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد ‪..‬‬ ‫فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي تفل; ‪ ..‬فقال سلوه لاي شيىء يصنع‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫ا لرحمن وأنا أحب أن أقرأ‬ ‫‪ :‬لأنها صفة‬ ‫‪ ...‬فقا ل‬ ‫فسألوه‬ ‫ذلك‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أن الله يحبه‬ ‫أخبروه‬ ‫ث‬ ‫النبى‬ ‫فقال‬ ‫مما يعني ان النبي تله أقره على هذا الصنيع وهذا عين ما يفعله‬ ‫‪.‬‬ ‫فى عمان‬ ‫عندنا‬ ‫الناس‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لقرآن‬ ‫ثلث‬ ‫وأنها تسا وي‬ ‫‪..‬‬ ‫‏‪ ١‬لا خلا ص‬ ‫فضل سورة‬ ‫‪.=-‬‬ ‫_ الدلالة على أهمية إخلاص التوحيد لله عز وجل ونفى ما يخالف ذلك ‪.‬‬ ‫إلقاء العالم المسائل على أصحابه ‪ ..‬واستعمال اللفظ فى غير ما يتبادر‬ ‫_ اهتمام الصحابة بمسائلة النبى تبث قيما يهم من مسائل الدين ‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫من أحكام الجنب والحائض‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد قال قال رسول الله تله فى الجنب‬ ‫والحائض والذين لم يكونوا على طهارة لا يقرأون القرآن ولا يطؤون‬ ‫مصحفا بايديهم حتى يكونوا متوضئين ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ‏‪6١١١‬‬ ‫وهو بهذا السند مرسل عن الإمام جابر لسقوط الصحابي منه ‪ ..‬ولا‬ ‫يخفى ان الإمام جابر لقي عددا كثيرا من الصحابه ‪ ..‬ولكن ثبت معناه في‬ ‫روايات كثيرة كقوله ( لا يقرا الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن ) وهو‬ ‫عند أبي داود والترمذي ‪.‬‬ ‫المقردات‬ ‫صا حب‬ ‫‪ ..‬وسمي‬ ‫أصا بته ا لجنابة ‪ ..‬وأصلها ‏‪ ١‬لبعد‬ ‫الجنب ‪ :‬من‬ ‫_‬ ‫الحدث الاكبر جنبا لأنه تباعد عن مواضع الصلاة ‪ ..‬وهو وصف يستوى‬ ‫‪.‬‬ ‫والجمع‬ ‫فيه المذكر والمؤنث والمفرد‬ ‫_ الحائض ‪ :‬من يأتيها دم الحيض ‪ ..‬والحيض أصله السيلان يقال‬ ‫حاض الوادي إذا سال‬ ‫_ يطؤون ‪ :‬اصل الوطء يكون بالرجل ويراد به في الحديث مس‬ ‫بدليل قوله ) بأيديهم ( ‪.‬‬ ‫المصحف‬ ‫‏‪ ١‬لكريم‬ ‫القرآن‬ ‫تكسر ويرا د به صحائف‬ ‫‏‪ ١‬لميم ‪ ..‬وقد‬ ‫‪ :‬بضم‬ ‫المصحف‬ ‫_‬ ‫‪.‬التحليل‬ ‫يتعلق الحديث بالحكم الشرعي للحائض والجنب وغيرهما من سائر‬ ‫الأحداث ‪ ..‬فيمنعون من قراءة القرآن ‪ ..‬ومن مس المصحف وقد جاء‬ ‫التعبير عن هذا في صورة الخبر الذي يقصد به الإنشاء وهو أسلوب يرد‬ ‫كثيرا فى القرآن الكريم ‪ ..‬وفي السنة النبوية أيضا ‪.‬‬ ‫ومس‬ ‫التلا وة‬ ‫من‬ ‫ا أحدا ث‬ ‫هذه‬ ‫من منع أصحا ب‬ ‫ولعل الحكمة‬ ‫الصحف إظهار عظمة القرآن واحترامه فهو كلام الله عز وجل الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫يخاطب به عباده‬ ‫ومس‬ ‫من قرا ءة ا لقرآن‬ ‫وا لحا فض‬ ‫في منع ‏‪ ١‬لجنب‬ ‫وا لحد يث صريح‬ ‫‪.‬‬ ‫المصحف‬ ‫وا لصلاة‬ ‫به ‏‪ ١‬لصوم‬ ‫يترك‬ ‫حدث‬ ‫‏‪ ١‬لنفاس‬ ‫لأن‬ ‫ويلحق بهما أيضا النفساء‬ ‫مثل الحيض ‪ .‬وبدليل قوله تعالى « لَايَمَسهُرإلَاالْمُطهَرُوتَ ‪4 ..:‬‬ ‫الواقعة ‏(‪) ٧٩‬‬ ‫أما الاحداث غير الجنب والحائض والنفساء وإن كان سياق نص‬ ‫على إباحة‬ ‫تدل‬ ‫أخرى‬ ‫نصوص‬ ‫الحديث يشملهم با لمنع أيضا ‪ ..‬الا أنه وردت‬ ‫ذلك لهم ‪.‬‬ ‫فقد جاء فى حديث على _ عند الخمسة _ قال كان رسول الله لة‬ ‫يقضي حاجته ثم يخرج فيقرا القرآن ولا يحجبه أو ولا يحجزه من القرآن‬ ‫‪.‬‬ ‫الجنابة‬ ‫ليس‬ ‫شىء‬ ‫ولفظ الترمذي ‪ :‬كان يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا‬ ‫‪٢١‬‬ ‫وعلى هذا يحمل النهي الوارد في الاحداث الاخرى على أنه للتنزيه فقط ‪.‬‬ ‫كان‬ ‫عبله‬ ‫لانه جاء فى حديث عائشة أيضا‪ _-‬عن مسلم ‪ -‬أن النبى‬ ‫يذكر الله على كل احيانه ‪.‬‬ ‫أما غير المتوضىءع فأقوال العلماء فيه دائرة بين المنع والجواز ‪ ....‬ولعل‬ ‫الجواز في هذا هو الايسر والأسهل لاسيما وهذا المعنى هو الذي يتفق مع‬ ‫ما ورد من نصوص ‪ .‬من ان النبي تله ما كان يحجبه شيء عن القرآن‬ ‫إلا الجنابة ‪ ..‬وأنه كان يذكر الله على كل احواله ‪.‬‬ ‫ويروى الجواز في هذا عن عمر وعلي ‪ .‬ومن كلام أبي سعيد الكدمي‬ ‫في هذا قوله ‪ ( :‬وأما إذا كان ليس فيه شيع من النجاسات الناقضة‬ ‫لوضوئثه إلا أنه ليس بمتوضيع فله أن يقراا لقرآن ) ‪.‬‬ ‫أما قراءة كتب العلم والأحاديث والاخبار ونسخها ومسها فقد أجاز‬ ‫ذلك أبوسعيد حتى ولوكان بها شيء من الآيات ‪.‬‬ ‫ولا يخفى ان النبي تله كان يبعث برسائله إلى المشركين ويضمنها‬ ‫بعض الايات كما في رسائله تله إلى هرقل والتي جاء فيها بسم الله‬ ‫فزيتاهلالكتبة تَحالَوأقكَيمَة سوا بَيتَتَا‬ ‫الرحمن الرحيم ‪..‬إ‪.‬لى أن قال«‬ ‫ه ولانشر يه ۔شتَار لايَتَخِدَبَتَضَتَابَمَصًا اا من‬ ‫وب ‪ 5‬أسدا‬ ‫< آل عمران ( ‏‪) ٦٤‬‬ ‫دون ألله قن تولوا شمولا آشهكذوأ‪ ,‬بأ <‬ ‫لكن جاء النهي عن أنيسافر بالقرآن إلى ارض العدو كما جاء في‬ ‫حديث ابي سعيد الخدري _عن المصنف _قال نهى رسول الله علكه أن‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫يسافر بالقرآن إلى أرض العدو لئلا يذهبوا به فينالوه ‪ ..‬قال الربيع ‪ :‬يعني‬ ‫بالقرآن ها هنا المصحف ‪.‬‬ ‫أما تلاوة القرآن بالقلب فقط فإن هذا لا يشمله المنع إذا كان لا يتحرك‬ ‫به اللسان ‪ ..‬لأنها حينئذ ليس بقراءة ‪.‬‬ ‫ولا يخفى أن الحائض والجنب والنفساء أيديهم غير نجسة فيصح‬ ‫لمسها وكذلك ما آفرزته أبدانهم من عرق ورطوبات أخرى وهؤلاء لهم أن‬ ‫يباشروا الاكل والشرب والطبخ ‪.‬‬ ‫وللمرأة الجنب والحائض والنفساء أن تباشر في منزلها كل الأعمال‬ ‫التي تباشرها وهي طاهرة من غسيل أو طهي وكل ما يتعلق بالاكل‬ ‫والشرب ‪ ...‬إلى غير ذلك ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫منع الجنب والحائض من قراءة القرآن ومن مس المصحف‬ ‫يلحق بهما أيضا النفساء لانه داخل في قوله ( والذين لم يكونوا‬ ‫على طهارة )‬ ‫احترام القرآن وتعظيمه بحيث لا يعامل معاملة كلام الآدميين ‪.‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫في الإسلام‬ ‫عقوبة من أحدث‬ ‫ابوعبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي تله قال لعن الله‬ ‫‪.‬‬ ‫محدٹا‬ ‫أو آوى‬ ‫حدثا‬ ‫الإسلام‬ ‫فى‬ ‫أحدث‬ ‫من‬ ‫‏«‪»٤٢‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫عند أحمد‬ ‫طالب‬ ‫ب بن أبي‬ ‫علي‬ ‫روادبهة‬ ‫من‬ ‫منه‬ ‫جزء‬ ‫ورد‬ ‫والحديث‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫يقول ‪ : :‬لعن‬ ‫ة‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫أنه سمع النبى صلى‬ ‫ونصه‬ ‫ومسلم وا لنسا‪ 5‬نى‬ ‫‪ ..‬ولعن الله من لعن والديه ‪7‬‬ ‫محدثا‬ ‫آرى‬ ‫ذبح لغفير الله ولعن ‏‪ ١‬لله من‬ ‫من‬ ‫ولعن الله من غير تخوم الأرض‬ ‫المفردات‬ ‫_ اللعن ‪ :‬السخط والبعد من رحمة الله عز وجل ‪ ..‬فلعنه يعنى دعا‬ ‫عليه بالسخط والبعد عن الخير وعن رحمة الله ‪ ..‬ومن هذا المعنى قوله‬ ‫تعالى ‪ « :‬إَلَهَلَعَنَاأ كفرين وَأأععََددََ م سَعِبرا ‪4‬‬ ‫الأحزاب ( ‏‪)٦٤‬‬ ‫وقوله عز وجل ‪ (:‬كقَبَيميَامَانقَضِهمةمستقر ‪ _ ).....‬النساء ‏(‪)١٥٥‬‬ ‫‪ :‬الأمر الحادث المنكر غير المعتاد ‪ ..‬وأحدث الشىء ابتدعه ‪..‬‬ ‫_ الحدث‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫من أحكامه ‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫التبديل في‬ ‫فى الإسلام‬ ‫والحدث‬ ‫‪..‬‬ ‫نزل فيه‬ ‫إلى المكان‬ ‫‪ ..‬وآرى‬ ‫بمعنى أنزله وضمه‬ ‫آواه‬ ‫‪ :‬يقال‬ ‫‪ ...7‬آوى‬ ‫وفيه معنى الانضمام والالتجاء ومنه (‪َ٤‬ارَت‏ لتي آحَا) أي ضمه إليه _‬ ‫يوسف‪( ٦٩ ) ‎‬‬ ‫« وءاوينهمَا إل ربو ذات قرارومعيرن‪ 4‬المؤمنون ‏(‪ )٥٠٠‬اي أنزلناهما‬ ‫<‬ ‫۔ ۔ ‪ ,‬۔ح ۔ و‬ ‫التحليل‬ ‫يلعن النبى تعبة فى هذا الحديث فئتين من الناس الفئة الأولى أصحاب‬ ‫الاحداث الذين يبدلون فى دين الله ويدخلون فيه ما ليس منه ‪.‬‬ ‫والفئة الثانية هي التى تأوي أولئك المحدثين ‪ ..‬فهؤلاء كلهم يستحقون‬ ‫سخط الله عز وجل وإبعادهم عن رحمة الله وعن خيره‬ ‫‪ ..‬وفي دين الله وفي شرعه‬ ‫في الإاسلا م‬ ‫الأحداث‬ ‫موضوع‬ ‫ولاشك أن‬ ‫موضوع خطير ينذر بعواقب وخيمة ‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولعن من يتستر عليه ‪ ..‬فهما‬ ‫ومن هنا جاء لعن الفاعل للحدث‬ ‫شريكان ينطبق عليهما حكم واحد وتشملهما عقوبة الله عز وجل ‪ ..‬تلك‬ ‫نتائج الجريمة‬ ‫‪ .‬ومع‬ ‫الحدث‬ ‫مع خطورة‬ ‫العقوبة التى تتناسب‬ ‫ويلاحظ أن الأسلوب المستعمل في النصوص التي جاء فيها اللعن‬ ‫سواء من القران أو من السنة إنما جاء فى الغالب فى أصحاب الكفر وفى‬ ‫أمل الكبائر ‪ ..‬مما يدل على فداحة هذا المسلك حينما يصدر من اي إنسان‬ ‫‪٢٥‬‬ ‫( لتعبر عن دلالات‬ ‫محدثا‬ ‫( و )‬ ‫حدثا‬ ‫الحديث )‬ ‫كلمات‬ ‫جاءت‬ ‫وقد‬ ‫واضحة فى إفادة العموم لمن تقع منهم تلك الاحداث ‪.‬‬ ‫شرا ئح ‏‪ ١‬لمجتمع وأفراد‬ ‫أي شريحة من‬ ‫‪ ...‬ومن‬ ‫كا نوا‬ ‫مستوى‬ ‫فعلى اي‬ ‫‪ ..‬فإن‬ ‫مسمى‬ ‫‪ ..‬وتحت اي‬ ‫أو رجا ل‬ ‫ونساء‬ ‫‪..‬‬ ‫أو هيئات‬ ‫أو جماعا ت‬ ‫كانوا‬ ‫تلك العقوبة السلطة عليهم والتي نطق بها الحديث الشريف تشملهم‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ينكره‬ ‫حدث‬ ‫‪ ..‬فاي‬ ‫العام‬ ‫في إطاره‬ ‫( يأتي هنا ليدخل‬ ‫وكذلك ) الحدث‬ ‫الاسلام ‪ ..‬ولايقره الدين ‪ ..‬أو يعتبر خارجا عن حدود الشريعة الغراء‬ ‫يكون موجها إليه ذلك اللعن ومثبتاً بتلك العقوبة ‪.‬‬ ‫وسواء كان هذا الحدث يتعلق برد حكم من احكام الله الثابتة في‬ ‫‪..‬‬ ‫بأحكا م أخرى‬ ‫من أحكا م ‏‪ ١‬لإسلا م‬ ‫‪ ..‬أو بتبديل شيء‬ ‫وفي السنة‬ ‫الكتاب‬ ‫حكم من الأحكام عند الحاجة إليه ‪.‬‬ ‫كما يدخل في ( الحدث ) ايضا الإفساد في الأرض باي نوع من أنواع‬ ‫الإفساد ‪ ..‬سواء كان في البدن ‪ ..‬أو المال ‪ ...‬أو العرض ‪ ...‬أو بأي طريقة‬ ‫كان ‪.‬‬ ‫أما من يأوي المحدثين فهو شريكهم في الجريمة ‪ ...‬وشريكهم في‬ ‫حكمهم ‪.‬‬ ‫العقوبة ‪ ..‬ويعطى‬ ‫الإيواء بإنزالهم معه وضمهم إليه ‪ ...‬أو بالتستر على‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫في‬ ‫والجزا ء ‪ ..‬أو ‏‪ ١‬لوقوف‬ ‫أن يصلهم القصا ص‬ ‫عن‬ ‫أفعالهم ‪ ..‬أو بمنعهم‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫وجه العدالة من أن تصلهم ‪ ..‬أو بتزيين الباطل وإلباسه ثوب الحق ‪ ...‬إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الكثيرون في زماننا هذا‬ ‫الملتوية ا لتي يستخدمها‬ ‫غير ذلك من الطرق‬ ‫وا لبعد عن ا لخير‬ ‫عليه السخط وا لعقوبة‬ ‫ينسحب‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫فإن‬ ‫والرحمة ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫إن جزاء أهل الاحداث فى الدين الطرد والبعد من رحمة الله ‪.‬‬ ‫أن من يأوي هؤلاء بأي طريقة من طرق الإيواء يتحمل نفس تلك‬ ‫العقوبة ‪.‬‬ ‫_ أن هذه الأفعال من الكبائر الممقوتة فى الإسلام ‪.‬‬ ‫ينكرها الدين ‪ ..‬فإن ذلك لا ينطبق عليه اللعن ‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي تله قال ‪:‬‬ ‫الإحسان ان تعمل لله كأنك تراه‪ ..‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪.‬‬ ‫ه ‏‪6»٥٦‬‬ ‫قم‬‫الحديث أخرجه الإمام الربيع بر‬ ‫‏‪ ٬‬ونصه‬ ‫وهو جزء من حديث طويل اخرجه البخاري ومسلم وغيرهما‬ ‫رسول الله عمله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ‪ ..‬شديد سواد‬ ‫الشعر لايرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس إلى النبي عبلة‬ ‫يا محمد‬ ‫وقا ل‬ ‫ركبتيه ا لى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه‬ ‫‪ ..‬فأسند‬ ‫اخبرني عن الإسلام فقال رسول الله عبله ‪ :‬الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله‬ ‫‪ ..‬وتصوم‬ ‫‪ ...‬وتؤتي الزكاة‬ ‫‪ ..‬وتقيم الصلاة‬ ‫‪ ...‬وأن محمد رسول الله‬ ‫‪ ...‬وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ‪.‬‬ ‫رمضان‬ ‫‪ :‬فأخبرنى‬ ‫‪ ..‬قال‬ ‫ويصدقه‬ ‫‪ ..‬يسأله‬ ‫فعجبنا له‬ ‫قال‬ ‫‪.....‬‬ ‫قال صدقت‬ ‫‪ ..‬قال فأخبرنى عن الاحسان‬ ‫وتومن بالقدر خيره وشره ‪ ..‬قال ‪ :‬صدقت‬ ‫‪ ..‬قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ . .‬قال فأخبرني‬ ‫عن الساعة ‪ ..‬قال ما المسئول عنها باعلم من السائل ‪ ..‬قال فأخبرني عن‬ ‫أمارتها ‪ ..‬قال ‪ :‬أن تلد الأمة ربتها ‪ ..‬وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫الشاء يتطاولون في البنيان ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ثم انطلق فلبثت مليا ‪ ..‬ثم قال لي ياعمر أتدري من السائل قلت‬ ‫اللة ورسوله أعلم ‪ ..‬قال ‪ :‬فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫إذا أتقنته‬ ‫الشيء‬ ‫أحسنت‬ ‫يقال‬ ‫أحسن بمعنى الاتقا ن‬ ‫‪ :‬مصدر‬ ‫الإحسان‬ ‫وأكملت فعله على الوجه الذي ينبغي ‪.‬‬ ‫كأنك تراه ‪ :‬أي تكون في عبادتك مثل حال كونك راثيآ له ‪ :‬أي قي‬ ‫‪.‬‬ ‫والتذلل‬ ‫غاية الخشوع‬ ‫فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ :‬أي إن علمت أنك لاتراه استحالة‬ ‫تكون على جانب كبير من‬ ‫‪ ..‬والقصد أن‬ ‫رؤيتك له ‪ ..‬فا علم أنه يراك‬ ‫المراقبة لله عز وجل ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫جاءت‬ ‫والتى‬ ‫نصه‬ ‫من‬ ‫من الحديث كما هو واضح‬ ‫الأخيرة‬ ‫الفقرة‬ ‫هذه‬ ‫ردا على سؤال جبريل للنبي تله عن الإحسان ‪.‬‬ ‫فكان جواب النبى تبل ه أن تعمل لله كأنك تراه ‪ ...‬أو ‪ ...‬ان تعبد الله‬ ‫كما في الرواية الأخرى ‪ ..‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪.‬‬ ‫وكان السؤال أولا عن الإيمان ‪ ..‬وعن الإسلام ‪ ..‬ثم عن الإحسان‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫وإنما فرده المصنف فى باب مستقل ليلحظ اهمية الإحسان فهو‬ ‫مرتبة قصوى يدخل فيها الإسلام والإيمان ويتطلبه كل منهما ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه الا حسان‬ ‫كله مطلوب‬ ‫ما يعني أن عمل الا نسان‬ ‫وهذا‬ ‫ويتاكد ذلك إذا عرفنا المدلول الواسع لكلمة ‪ ..‬أن تعمل ‪ ..‬أو أن تعبد‬ ‫حيث يتسع مدلولها ليشمل حركة الإنسان ونشاطة وأعماله كلها في‬ ‫حياته كلها ‪.‬‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫كل أعما له‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لإنسان‬ ‫من‬ ‫مطلوبا‬ ‫الا حسا ن‬ ‫يكون‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬ ‫‪ .‬على أرن يكون‬ ‫‪ . .‬أو معاملة‬ ‫‪ ..‬أو عبا ‪ .‬ية‬ ‫عقائد ية‬ ‫كل أحواله سوا ء كانت‬ ‫الإحسان ايضا جزءا من عقيدة المسلم وليس خلقا يجمل التخلق به فقط‬ ‫‪ ..‬وليس أمرا يمكن أن ياخذ به الإنسان ‪ ..‬أو يدعه ‪.‬‬ ‫وإنما هو خلق فى غاية الاهمية ‪.‬‬ ‫ومرتبة الإحسان مرتبة دقيقة جدا ‪ ..‬وفاعلة جدا ‪ ..‬إذ بدون الإحسان‬ ‫بغير‬ ‫‏‪ ١‬لعمل نفسه ا ذا كا ن‬ ‫‪ ..‬بل قد يتلا شى‬ ‫العمل‬ ‫روح‬ ‫ا لإنسان‬ ‫يفقد‬ ‫لا قيمة له‪.‬‬ ‫ويصبح‬ ‫عائده‬ ‫وذها ب‬ ‫لتلا شي محصوله‬ ‫احسان‬ ‫( بكتب ) في الحديث الاخر والتي هي بمعنى‬ ‫ومن هنا جاء التعبير‬ ‫فإذا قتلتم‬ ‫على كل شيء‬ ‫الإحسان‬ ‫في قوله تله ‪ :‬إن الله كتب‬ ‫أوجب وفرض‬ ‫وليرح‬ ‫الذبحة وليحد أحدكم شقرته‬ ‫القتلة‪ .‬وإذا ذبحتم فأحسنوا‬ ‫فأحسنوا‬ ‫مسلم وأبو دا ود والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬ ‫ذبيحته‬ ‫فإن الدلالة الواضحة لهذا الحديث هي وجوب الإحسان اولا ‪ ...‬وعلى‬ ‫كل شيء ثانيا ‪ ..‬وحتى في الذبح وفي القتل ‪.‬‬ ‫ومن هنا أيضآ سماه النبي تبثةديناً في قوله ( ‪ ...‬ذلك جبريل أتاكم‬ ‫ليعلكم آمر دينكم )‬ ‫فقد سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ‪ ..‬وأجابه عنها كلها إذن كلها‬ ‫دين ‪ ..‬وكل واحد منها يعتبر من الدين ‪ ..‬والمطلوب من المسلم الوفاء بهذا‬ ‫الدين إسلاما وإيمانا وإحسانا‬ ‫على ‏‪ ١‬لأشيا ء يتم لكل شي ء بحسبه‬ ‫تطبيق ‏‪ ١‬لا حسا ن‬ ‫ولا يخفى أن‬ ‫وبالطريقة المطلوب فيه ‪.‬‬ ‫أمر‬ ‫لوضع ‪ ...‬ومن‬ ‫وضع‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫لاخر‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫ما قد يختلف‬ ‫وذلك‬ ‫لامر ‪ ...‬وربما من زمان لزمان ‪.‬‬ ‫فإحسان كل شيع إتقانه وإخراجه على أكمل وجه والإتيان به بصورة‬ ‫تامة ‪ ..‬وعلى الحال الذي يتطلبه ذلك الشىء ‪.‬‬ ‫فإتقان العبادة مثلا إكمالها وإصلاحها ومراعاة حقوق الله فيها‬ ‫هيأتها وأركا نها‬ ‫بجميع‬ ‫أداء صحيحا‬ ‫أن تؤدى‬ ‫الصلاة‬ ‫وا تقان‬ ‫وواجباتها وشروطها ‪.‬‬ ‫وإتقان الصوم كذلك ‪ ..‬أن يمتنع الإنسان ليس عن الاكل والشرب‬ ‫‪ ..‬وأن يصوم‬ ‫وكل ‏‪ ١‬منهيا ت‬ ‫وإنما عن مقاومة جميع ا محرما ت‬ ‫وحسب‬ ‫‪٣١‬‬ ‫سمعه وبصره ولسانه عن كل ما نهى الشرع عنه ‪.‬‬ ‫وإتقان الحج أنيأتي الحاج بجميع المناسك على الطريقة التي‬ ‫تحددت بها زمانا ومكانا وعملا ‪ ..‬مع مراعاة إخلاص القلب وصدق العمل‬ ‫وكمال العبودية لله عز وجل في كل ذلك ‪.‬‬ ‫فالله شياهد ومطلع ورقيب على كل شيء كما يقول عز وجل « ‪2‬‬ ‫تكن فسَأن وما ت منهن فَرهَانوَلَاتَسَمَلُوَ معنَمَلإلَاكتَاعَلً‬ ‫شهُودَا لذ تضُودَ فيه‪ » ... ..‬يونس ( ‏‪(٦١‬‬ ‫لواَمابَمَنُك‬ ‫وكمايقول في الاية الاخرى « الرى برك يشوع‬ ‫ف الجدب( اا ‪ 4‬الشعراء ‏(‪(٢١٩ _ ٢١٨‬‬ ‫وهكذا الزكاة وكل الشعائر الأخرى ‪ ..‬وهكذا قل عن كل الأعمال‬ ‫التي يباشرها المرء في حياته العامة والخاصة ‪.‬‬ ‫فيكون الإحسان في العمل إتقانه وإجادته وعدم الغش فيه كما جاء في‬ ‫الحديث ‪ (:‬إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ‪.‬البيهقي وغيره ‪.‬‬ ‫وهكذا قل عن الصانع ‪ ..‬وعن التاجر ‪ ..‬وعن المزارع ‪ ..‬وعن المعلم ‪..‬‬ ‫وعن الموظف ‪ ..‬وعن كل الأعمال الفردية والجماعية ‪ ..‬فإنه لابد فيها من‬ ‫الإتقان والإجادة والصدق والإخلاص ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن المسلم إذ يؤدي أعماله مراعيا فيها الإحسان والصدق‬ ‫والإجادة ‪ ..‬وباذلا فيها جهده لأن تكون على أكمل وجه وأحسن حال‬ ‫ومراقباآ الله عز وجل في ذلك كله ‪ ..‬فإنه ولاشك سينال ثوابه وأجره من‬ ‫الله تعالى كاملا غير منقوص ‪ ..‬والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ‪..‬‬ ‫‪٣٢‬‬ ‫حتى ولو كانت هذه الأعمال من قبيل الأعمال الدنيوية ‪ ..‬فإنها مع‬ ‫الإخلاص وصدق النية يثاب عليها الإنسان ‪.‬‬ ‫فالإسلام وحده هو الذي يجعل من العبادة عملا ومن العمل عبادة ‪..‬‬ ‫يثاب عليها الإنسان ‪ ..‬كما يشير إلى ذلك الحديث ‪ ( :‬ما من مسلم يغرس‬ ‫غرساآ أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به‬ ‫صدقة) متفق عليه‬ ‫إذن فمجال الأعمال أمام المسلم مجال واسع ويمكن جدا أن يستفيد‬ ‫الإنسان من أي عمل يعمله ويحصل منه على الأجر ‪ ..‬سواء كان دنيوياً أو‬ ‫أخرويآ ‪ ..‬وذلك مع صدق النية وتوفر متطلبات ذلك العمل حتى ولوكان‬ ‫ذلك العمل من قبيل الأعمال الفريزية في الإنسان كما جاء في الحديث ‪:‬‬ ‫( ‪ ...‬وفي بضع أحدكم صدقة ‪ ...‬قالوا ‪ :‬أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها‬ ‫أجر ‪ ..‬قال ‪ :‬أرأيتم لو وضعها في حرام ‪ ..‬أكان عليه وزر ‪ ..‬قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) مسلم والترمذي ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث‬ ‫مرتبة الإحسان مرتبة عظيمة جدا‬ ‫كون الإحسان مطلوبا في جميع الأعمال دنيوية كانت أو اخروية ‪.‬‬ ‫أن مراقبة الله عزوجل والخوف منه والشعور بالمسئولية أمامه'من‬ ‫الأسباب المهمة والداعية إلى إحسان العمل ‪.‬‬ ‫‪٣٣‬‬ ‫النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن جابر بن عبدالله قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫_ تله _‪ :‬لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط ‪.‬‬ ‫قال جابر ‪ :‬فسألت عن ذلك ابن عباس قال ‪ :‬ذلك إذا كان في الصحاري‬ ‫‏‪ ١‬لقبلة‬ ‫وبين‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫حال‬ ‫قد‬ ‫لانه‬ ‫‘‬ ‫بأس‬ ‫فلا‬ ‫البيوت‬ ‫في‬ ‫وأما‬ ‫<‬ ‫والقفار‬ ‫حائل ‪ .‬وهو الجدار ‪.‬‬ ‫‏«‪»٧٧‬‬ ‫قم‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الر بيع بر‬ ‫والنهى عن الاستقبال والاستدبار جاء فى أحاديث متفرقة أخرجها‬ ‫كثير من أئمة الحديث ‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫‪ .‬ثم أطلق على المكان المعد‬ ‫الفائط ‪ :‬يطلق أصلا على المكان المنخفض‬ ‫ب وهو ما يخرج من‬ ‫للغائط ( مكان الخلاء ) ثم اطلق على الغفائط نفسه‬ ‫‪ .‬وكنيفا ‪ .‬ومكان‬ ‫مرحاضا‬ ‫للقفائط‬ ‫المكان المعد‬ ‫ص‪٠‬‏ ويسمى‬ ‫دير الإنسان‬ ‫ك‬ ‫الخلاء ‪ .‬والمذهب م والمرفق ‪ .‬وجاء في التنزيل « ‪ ......‬وجاء حقن‬ ‫صص‬ ‫‪ ,‬ر‬ ‫ص‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫مَنالقايط ه المائدة ‏(‪. )٦‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫ينهى النبى } _ فى هذا الحديث الشريف عن استقبال القبلة ببول‬ ‫‪.‬‬ ‫الحاجة‬ ‫أو غائط عند قضاء‬ ‫فعلى الإنسان _ وهو يقضي حاجته _ أن يتجه إلى جهة أخرى غير‬ ‫‏‪ ١‬مخصص‬ ‫جهة القبلة احتراما لها وتعظيما وتشريفا لقدرها ‪ .‬لأنها المكان‬ ‫للاتجاه إليه في الصلاة وأداء شعائر الحج ؛ فحق لها التعظيم والاحترام ‪.‬‬ ‫والنهى عن استقبال القبلة عند قضاء الحاجة من الاداب الإسلامية‬ ‫الرفيعة ‪ .‬التي جاء بها ديننا الحنيف ‪ .‬ونظمها في هذا المقام ‪ .‬مع جملة‬ ‫‪.‬‬ ‫فى محلها‬ ‫‪ .‬مذكورة‬ ‫آداب أخرى‬ ‫ديننا الإسلامي الاهتمام‬ ‫اهتمام‬ ‫دلالة صريحة على‬ ‫ما يدل‬ ‫وهذا‬ ‫الدقيق والأكيد بالإنسان المسلم ‪ :‬وبتنظيم حياته كلها ‪ :‬في مجالاتها‬ ‫مع نفسه ومع ‏‪ ١‬للاخرين ‪ .‬فكل‬ ‫ومها ملة‬ ‫‪ .‬سلوكا‬ ‫وروحا‬ ‫‪ :‬جسدا‬ ‫المختلفة‬ ‫‪ .‬ونظام‬ ‫محكم رشيد‬ ‫‪ .4‬وتوجيه‬ ‫له تتبع خاص‬ ‫لهذ ا ا لا نسا ن‬ ‫حركة ونشاط‬ ‫‪.‬‬ ‫مقنن دقيق ‪ ..‬وهكذا‬ ‫وقد نص الحديث على النهي عن الاستقبال ى ولم يذكر الاستدبار ‪.‬‬ ‫ولكنه نص عليه أيضا فى أحاديث أخرى عند المصنف وغيره ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧٩‬وجاء فيه ‪:‬‬ ‫منها حديث أبى أيوب عند المصنف رقم‬ ‫بفرجه )‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫) إذ ‏‪ ١‬جلس أحدكم‬ ‫مسلم _‬ ‫عند‬ ‫‪.‬‬ ‫ابي هريرة‬ ‫_ ومنها حديث‬ ‫وإذن فالنهي عن الاستقبال س والاستدبار كلاهما وارد عن النبي تبة‬ ‫وفي الباب عدة أحاديث ‪:‬‬ ‫منها حديث جابر بن عبدالله ‪ .‬والذي أخرجه المصنف هنا ‪ .‬وهو نص‬ ‫في النهي عن الاستقبال ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لنص‬ ‫‘ وفيه‬ ‫ذ كره‬ ‫سبق‬ ‫‘ وا لذي‬ ‫‏‪ ١‬لانصاري‬ ‫أبي أيوب‬ ‫حد يث‬ ‫ومنها‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المصنف أيضا برقم‬ ‫‪ .‬وقد أخرجه‬ ‫وا لاستدبار‬ ‫للنهمى عن الاستقبال‬ ‫‏‪ ١‬لله ف‬ ‫فرأيت رسول‬ ‫حقصة‬ ‫على‬ ‫‪ :‬دخلت‬ ‫قا ل‬ ‫‏‪ ١‬ين عمر‬ ‫حد يث‬ ‫ومنها‬ ‫‪.‬‬ ‫جا لسا لحاجته بين لبنتين ‪ .‬مسستد برا ‏‪ ١‬لكعبة ‪ .‬مستقبلا ييت ‏‪ ١‬مقدس‬ ‫ألفاظها‬ ‫الأحاديث فى بعض‬ ‫هذه‬ ‫تختلف عن‬ ‫أخرى‬ ‫روايات‬ ‫وهناك‬ ‫ونظرا لاختلاف مدلول هذه الأحاديث ‪ 4‬فقد اختلف العلماء في اختيار‬ ‫ة وفيما يلى تبسيط‬ ‫آراؤهم فى ذلك‬ ‫‪ .‬وقد تعددت‬ ‫المدلولات‬ ‫هذه‬ ‫اي‬ ‫‪.‬‬ ‫الاراء‬ ‫مختصر لهذه‬ ‫الاول ‪ :.‬منع ذلك مطلقا في الصحاري والبنيان وغيرهما ‪ :‬ويستدل‬ ‫أصحاب هذا الراي بالاحاديث الواردة فى النهى عن ذلك ‪ .‬وهئ‬ ‫مطلقة لا تفرق بين مكان وآخر ‪ .‬ويقولون ‪ :‬إن المنع يقصد منه‬ ‫في‬ ‫المنى موجود‬ ‫‪ .‬وتعظيمها ‪ .‬وأن هذا‬ ‫حرمة ‏‪ ١‬لقبلة‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫الصحاري وفي البنيان س وفي أي مكان ث وأن مجرد الحائل في‬ ‫البنيان لايكفي للمنع ؛ لانه موجود ايضا في الصحاري ‪ .‬وذلك‬ ‫مثل الجبال ة والوديان س والمرتفعات ‪ ..‬إلى غير ذلك ‪ .‬ويجيبون‬ ‫عن الأحاديث التي ورد فيها استقبال النبي _ تفل; _ للقبلة ‪.‬‬ ‫مثل حديث ابن عمر ‪ 4‬أنه ليس في تلك الأحاديث أن ذلك كان‬ ‫بعد التهي ؛ وإنما هو موافق لما كان عليه الناس قبل النهي ‪.‬‬ ‫ويرون أيضا أن ذلك منسوخ ‪.‬‬ ‫كما أنهم يطعنون في بعض تلك الاحاديث من حيث صحة‬ ‫سندها ويرون أن النهي مقدم على الإباحة ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬جواز ذلك في الصحاري والبنيان ‪ .‬ويحتج هؤلاء بالاحاديث‬ ‫التى ورد فيها ( رأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها ) ‪ .‬وقد‬ ‫ورد مثل هذا فى أحاديث ابن عمر وجابر وعائشة على أن‬ ‫ة‪.‬‬ ‫مع أحاديث‬ ‫هؤلاء يرون أن هذه الأحاديث متعارضة‬ ‫بعض‬ ‫وعندئذ يرجع إلى الأصل الذي هو الجواز ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه يحرم في الصحاري لا في البنيان ‪ .‬وهؤلاء يحملون‬ ‫أحاديث المنع على الصحاري م وأحاديث الجواز على البنيان‬ ‫جمعا بين الأدلة ‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬التفرقة بين الاستقبال والاستدبار إذ يمنع أصحاب هذا‬ ‫القول الاستقبال مطلقا في الصحاري والبنيان ‪ :‬ويباح عندهم‬ ‫الاستدبار ‪ .‬ويحتج هؤلاء بحديث سلمان _ عند مسلم‬ ‫وليس فيه إلا الاستدبار ولكن لا يخفى أن ورود الاستدبار في‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫الحديث لا ينفي النهي عن الاستقبال في الأحاديث الأخرى ‪.‬‬ ‫_ الخامس ‪ :‬حمل النهي على التنزيه ؛‪ :‬فيكون مكروها فقط ‪ 0‬ويحتج‬ ‫أصحاب هذا القول بالاحاديث التى ورد فيها أن النبى _ تبثة{ _‬ ‫استقبل القبلة عند قضاء حاجته ‪ 04‬وهي احاديث ابن عمر‬ ‫وجابر وعائشة باعتبار أن هذه الأحاديث عندهم صارفة للنهي‬ ‫عن معناه الحقيقي ‪ .‬وهو التحريم _ إلى الكراهة ‪.‬‬ ‫ولا يخفى أن فعله _ تبلل{_ إن ثبت لا يقوى على معارضة‬ ‫القول الصريح الخاص بالأمة ‪ 0‬والموجه إليها في قوله ‪ ( :‬لا‬ ‫‪.‬‬ ‫تستقبلوا)‬ ‫‪ :‬جواز الاستدبار في البنيان فقط استنادا إلى حديث ابن‬ ‫_ السادس‬ ‫عمر ‪ .‬وفيه أنه رآه مستدبرا القبلة مستقبلا الشام‬ ‫_ السابع ‪ :‬التحريم مطلقا ‪ .‬حتى في القبلة المنسوخة التي هي بيت‬ ‫المقدس ب استنادا إلى ما رواه أبو داود ‪ .‬وابن ماجه ‪ (:‬نهى‬ ‫رسول الله تله أن نستقبل القبلتين ) ‪.‬‬ ‫ولكن هذا الحديث فيه كلام لأئمة الحديث ‪.‬‬ ‫_ الثامن ‪ :‬أن التحريم مختص باهل المدينة ‪ :‬ومن كان على جهتهم ‪.‬‬ ‫أما من كانت قبلتهم جهة المشرق أو المغرب فيجوز لهم‬ ‫الاستقبال والاستدبار ‪ :‬ويحتج هؤلاء بعموم قوله ‪ :‬بلله ‪:‬‬ ‫( شرقوا أو غربوا ‪ ) ..‬الوارد في حديث أبي أيوب عند‬ ‫الشيخين ‪.‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫ولا يخفى أن أغلب هذه الأقوال تأخذ بالنظرة النسبية التى تعتمد على‬ ‫ناحية معينة كلفظة في حديث ب أو كحديث من بين مجموعة من الاحاديث‬ ‫ولعل القول بالمنع في الصحاري ى والجواز في البنيان أقرب الاقوال‬ ‫وأحسنها ؛ إذ فيه الجمع بين الأدلة ‏‪ ٠‬والعمل بها كلها موزعة على الجهتين‬ ‫جابر وابن‬ ‫الإمام‬ ‫عنه‬ ‫نقله‬ ‫كما‬ ‫ابن عباس‬ ‫مذهب‬ ‫‪ 4‬وهو‬ ‫حسب مدلولهما‬ ‫‪.‬‬ ‫داود‬ ‫كما في أبي‬ ‫عمر‬ ‫وقد أخذ علماؤنا _ رحمهم الله _ بهذا القول ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القبلة‬ ‫عن‬ ‫الا نحرا ف‬ ‫العلما ء يستحبون‬ ‫‘ فكثير من‬ ‫وعلى كل حال‬ ‫ولو مع ساتر كنوع من الاحتياط والتحرز ‪.‬‬ ‫ما يستقاد من الحديث‬ ‫النهى عن استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة‬ ‫احترام القبلة ‪ .‬وتقديرها لأنه المكان الذي يتوجه إليه المسلم في‬ ‫عبادته ‪.‬‬ ‫_ لقضاء الحاجة آداب وسلوك خاص يجب على المسلم أن يتقيد به‬ ‫الدين ‪.‬‬ ‫في أمور‬ ‫والاستفسار‬ ‫العلماء‬ ‫سؤال‬ ‫على‬ ‫الحرص‬ ‫_‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫والصوم‬ ‫القيبة تنقض الو ضوع‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي تعبه قال ‪ :‬الغيبة‬ ‫تفطر الصائم وتنقض الوضوء ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه«‪»١٠٥‬‏‬ ‫ولفظ الحديث تفرد به المصنف ولكن يوجد معناه فى الروايات الاخرى‬ ‫مثل حديث أبي هريرة _ عند الجماعة إلا مسلما والنسائي ( من لم يدع‬ ‫قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ‪ ..‬ومثل‬ ‫حديث ( لا صوم إلا بالكف عن محارم الله ) ‪ ...‬وحديث ‪ (:‬أي المسلمين خير‬ ‫قال من سلم المسلمون من لسانه ويده )‬ ‫المفردات‬ ‫الغيبة ‪ :‬بكسر الغين وهي ما يذكر من مثالب الإنسان التي فيه ‪.‬‬ ‫فإن لم تكن فيه فهو بهتان ‪ ..‬وإن كان ذكرها في حضرتة“ فهو شتم‬ ‫_ تفطر الصائم ‪ :‬أي تجعل صومه منتقضا وغير معتد به ‪ ..‬وعليه‬ ‫اعادته ‪.‬‬ ‫‪ ..‬وعليه إعادته ‪.‬‬ ‫‪ :‬أي تجعله باطلا لااعتبار به‬ ‫الرضوء‬ ‫وتنقض‬ ‫_‬ ‫التحليل‬ ‫من العادات السيئة والقبيحة والتي يتلبس بها الناس في مجتمعاتهم‬ ‫‪ ..‬أفرادا وجماعات ‪ ..‬نساء ورجالاً هي عادة اغتياب الناس والنهش في‬ ‫أعراضهم والتجنى عليهم بذكر ما فيهم وما ليس فيهم واتخاذ ذلك سلية‬ ‫في المجالس وفي الطرقات وأثناء المحادثات حتى صار ذلك عادة راسخة‬ ‫لدى كثير من الناس ‪ ..‬وصارت مجالسهم لاتخلوا ولا تطيب إلا بذكر‬ ‫فلان وفلان ‪ ..‬وربما يصل الحال إلى ذكر الاموات ونبشهم من قبورهم ‪.‬‬ ‫ونأهيك بعالم النساء فإن لهن ولعآ كبيرا بالقيل والقال وبالحديث عن‬ ‫الاخرين ‪ ..‬وما يتعلق بالاغتياب وبالمزايدات ‪ ...‬الخ‬ ‫ولقد جاء الإسلام ليرفع من شأن الإنسان المسلم ‪ ..‬وليجعل منه إنسانا‬ ‫فاعلا بناء منتجا يعمل لدنياه ويعمل لأخراه في آن واحد ‪ ..‬فطلب منه أن‬ ‫يترفع عن كل ما من شأنه أن يخدش من كرامته هو أو من كرامة الاخرين‬ ‫‪ ..‬وأن يصون عرضه وأعراض الناس ‪ ..‬وأن يحفظ لسانه وجوارحه عن‬ ‫الولوغ في اعراض الاخرين ‪.‬‬ ‫وبذلك يحفظ عرضه هو عن الولوغ فيه من قبل الاخرين ‪.‬‬ ‫وبذلك أيضا ينسجم المجتمع المسلم فيما بينه على أساس من المودة‬ ‫والمحبة والإخاء ‪ ..‬وبعيدا عن المشاحنات والبغضاء والعداء وما أشبه ذلك ‪.‬‬ ‫ومن هنا فقد شدد الإسلام النكير على مثل هذه الخصال ‪ ..‬وحر من‬ ‫بعضكم يعمم‬ ‫قباحتها يما تحذير فقال في الاية الكريمة « ‪ .....‬وايت‬ ‫‪٤١‬‬ ‫ے۔م‬ ‫ه م س‪.‬‬ ‫ح ‪22‬‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫‪ -‬س‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬و‬ ‫ا له‬ ‫كرهتموه وانموا الإن‬ ‫لَحَمَأخخييهه ميتا‬ ‫كررأن يا ص‬ ‫ا تح آر‬ ‫‪2‬‬ ‫_ ‪7‬‬ ‫(‪( ١ ٢‬‬ ‫‪ 4٩‬الحجرات‪‎‬‬ ‫رحم‪‎‬‬ ‫تواب‬ ‫وجاء في الحديث الشريف ‪ ( :‬هل يكب الناس على وجوهم في النار‬ ‫وأبوما جة ‪.‬‬ ‫الاحصا ئد السنتهم ( أحمد وا لترمذى‬ ‫وقد جاء حديث الباب ليقرر أن الغيبة لا يصح معها وضوء ولا صوم أي‬ ‫أنها تبطلهما ‪ ..‬فلو أن إنسانا متوضئاآ أو صائماً شرع في غيبة الناس فإن‬ ‫‪ ..‬وأن‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫‪ ..‬وعليه أن يتوضأ‬ ‫‪ ..‬وكذ لك صومه‬ ‫باطلا‬ ‫يكون‬ ‫وضوئه‬ ‫يصوم يوما آخر بدل ذلك اليوم ‪.‬‬ ‫وهذا ما ذهب إليه كثير من العلماء استنادا على هذا الحديث ‪ ..‬وأمثاله‬ ‫‪.‬‬ ‫على اعتبار أنه ذكر هذه المعاصى كمثال فقط‬ ‫الغفيبة‬ ‫أن‬ ‫فقالوا‬ ‫‪7‬‬ ‫ذكره‬ ‫على ماورد‬ ‫ذكره‬ ‫مالم يرد‬ ‫قاسوا‬ ‫ومن ثم فقد‬ ‫المحرمة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والنظر إلى الفروج‬ ‫‪ 7‬وايمان الفجور‬ ‫والنميمة ‪ 7‬والكذب‬ ‫المحرمة ‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وينقخض الوضوء‬ ‫‪ ...‬أنه يفسد الصوم‬ ‫مثل ذلك‬ ‫وماكان‬ ‫النقض على ماوردت فيه‬ ‫وهنالك طائقة أخرى من العلماء قصدوا‬ ‫على ماورد‬ ‫ما لم يرد‬ ‫‪ ..‬مثل الفيبة ونحوها ‪ ..‬ولم يقيسوا‬ ‫النصوص‬ ‫معللين ذلك بأن النقض بالغيبه مثلا غير معقول المعنى إذ يحتمل أن‬ ‫يكون معنى زائدا عن المعصية ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال ‪ ..‬فالاخذ بالاحتياط في مثل هذه المسائل أحرى والزم ‪.‬‬ ‫وتأتى فى هذا المقام مسألة تتعلق بذكر الفسَاق والظلمة ‪ .....‬وأهل‬ ‫لا يعتبر‬ ‫وأمثالهم‬ ‫في هؤلاء‬ ‫ما يقال‬ ‫فان‬ ‫المعاصي ‪ ..‬ومقترفي المناكر ‪..‬‬ ‫‪٤ ٢‬‬ ‫غيبة ‪ ..‬ولاسيما إذا كان ذلك بقصد تحذير الناس منهم ومن أفعالهم ‪..‬‬ ‫ومن اجل أن يعرفهم الناس فيبتعدوا عنهم ويتجنبوا مكائدهم وإغوائهم ‪.‬‬ ‫فربما تكون في هذا ونحوه مصلحة إبعاد الناس عن الشر وعن الوقوع‬ ‫في المهالك كما جاء في الأثر ‪ ( :‬اذكروا الفاسق بما فيه يعرفه الناس ) وقد‬ ‫نقل العلامة ضمام بن السائب الندبي عن الإمام جابر بن زيد أنه قيل له ‪:‬‬ ‫ارايت الرجل يكون وقاعآ في الناس ‪ ..‬فأقع فيه ‪ ..‬آله غيبه ‪ ..‬قال ‪ :‬لا ‪..‬‬ ‫قال السائل ‪ :‬وما الذي تحرم غيبته ‪ ..‬قال ‪ :‬رجل خفيف الظهر من دماء‬ ‫المسلمين ‪ ..‬خفيف البطن من أموالهم ‪ ..‬أخرس اللسان عن أعراضهم ‪..‬‬ ‫فهذا الذي تحرم غيبته ‪ ..‬ومن سواه فلا حرمة له ‪ ..‬ولا غيبة فيه ‪.‬‬ ‫قال ضمام ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبا الشعثاء ‪ ..‬ما تقول في الرجل يعرف بالكذب‬ ‫له غيبة ‪ :‬قال ‪ :‬لا قلت ‪ :‬والغاش لأمة محمد __ تة _ قال‪ :‬لاغيبه له ‪..‬‬ ‫ولا حرمة ‪ ...‬قلت والصانع بيده يغش في عمله ‪ ..‬آله غيبة ‪ ..‬قال ‪ :‬لا قلت‬ ‫ولم ؟ قال ‪ :‬من أكل الحرام فلا غيبة له ولا حرمه وهو مهتوك الستر الا‬ ‫لا غيبة لكل مهتوك ‪ ..‬ولاحرمة له عند رب العالمين ‪ ..‬فكيف عند الخلق ‪..‬‬ ‫‪.‬قلت فإنه يكذب أحيانا ‪ ..‬ويتوب أحيانا ‪ ..‬ويغش أحيانا ‪ ..‬ويتوب أحيانا ‪..‬‬ ‫فاي صنف هذا من الناس ؟ قال ‪ :‬هذا رجل مستخف بالله مستهزيء‬ ‫بالامة ‪.‬‬ ‫ويلحق بهذا أيضا ما كان على سبيل التظلم وقد أشارت الآية الكريمة‬ ‫إلى هذا في قوله تعالى ‪ «:‬لاتانَهالْجَهَرَبالسُوء منَالمَوَلإلام‬ ‫النساء ‏(‪)١٤٨‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪٤٣‬‬ ‫وكذلك إذا كان في ذلك استعانة على تغيير منكر ‪ ....‬أو كان ذلك في‬ ‫مجال الاستغناء من أجل إظهار حيثيات المسألة المسئول عنها كما فعلت‬ ‫هند زوجة أبي سفيان لما شكت زوجها إلى النبي تله بانه لا يعطيها ما‬ ‫يكفيها من النفقة ‪ ...‬حيث قالت أن ابا سفيان رجل شحيح لايعطيني ما‬ ‫يكفيني وولدي ‪ .‬فقال لها النبي ته ‪ ( :‬خذي ما يكفيك بالمعروف )‬ ‫البخاري ‪.‬‬ ‫فإن مثل هذا جائز ايضا ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫_ نقض الوضوء والصوم بالغيبة ‪.‬‬ ‫أن كبائر الذنوب تنقض الصوم والوضوء ‪.‬‬ ‫وجوب الابتعاد عن الغيبة وغيرها من المعاصي ‪.‬‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫اسح على الجباثر‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬بلغني عن علي بن أبي طالب ى انه‬ ‫انكسر إحدى زنديه فسال النبي _ تلل; _ أن يمسح على الجبائر‪ 0‬قال له‪:‬‬ ‫نعم ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه«‪»١٢٤‬‏‬ ‫وقد رواه الإمام جابر ‪ .‬بالبلاغ عن علي بن أبي طالب ‪.‬‬ ‫وأخرجه ابن ماجه س والدارقطني ث والبيهقي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬مفر دات‬ ‫الزند ‪ :‬طرف الذراع في الكف ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لتي توضع على العضو المكسور‬ ‫‪ .‬وهي العيدا ن‬ ‫جبيرة‬ ‫الجبائر ‪ :‬جمع‬ ‫ء والخرقة التي توضع على الجرح‬ ‫‪ :‬اللفافة‬ ‫‪ .‬وفي معناه‬ ‫لتجبيره‬ ‫‪.‬‬ ‫في ‏‪ ١‬لمستشفيا ت‬ ‫الا ن كثيرا‬ ‫ويستعمل هذا‬ ‫التحليل‬ ‫المدلول الذي يرشد إليه هذا الحديث انه إذا أصيب الإنسان بكسر أو‬ ‫‪ .‬أو من أعضاء‬ ‫وضوئه‬ ‫أعضاء‬ ‫من‬ ‫آخر في اي عضو‬ ‫أو اي مرض‬ ‫جرح‬ ‫غسله ى واضطر لوضع جبيرةاو لفافة ‪ .‬أو أي شيء آخر من هذا القبيل‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫أو الفسل ‪ .‬فانه‬ ‫الوضوء‬ ‫على ذلك العضو مما يمنع وصول الماء اليه حال‬ ‫لعد م إمكا ن‬ ‫أو الجبيرة‬ ‫من فوق اللفافة‬ ‫حينئذ يرخص له في مسحه با ء‬ ‫غسله ‪ .‬وتوصيل الماء إليه في هذه الحالة ‪ .‬كما فعل علي بن ابي طالب في‬ ‫هذه الحالة التي حصلت له في كسر زنده‪.‬‬ ‫وقد أذن له النبي _ تة _ في المسح على جبيرة العضو المكسور بعد‬ ‫أن سأله عن ذلك ‪.‬‬ ‫على أن هذا الترخيص جاء منصوصا عليه فى الجبائر كما يدل عليه‬ ‫لفظ الحديث ‪.‬‬ ‫ولكن يحمل على الجبائر كل ما كان في معناها ‪ :‬مثل الجبس ‪.‬‬ ‫على‬ ‫أو‬ ‫‘‬ ‫الجرح‬ ‫على‬ ‫يوضصع‬ ‫أن‬ ‫شأنه‬ ‫من‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫‪.‬‬ ‫وا للزقا ت‬ ‫«‬ ‫واللفافة‬ ‫أجله‬ ‫جا ء من‬ ‫ا لمعنى ‏‪ ١‬لذي‬ ‫‪ .‬وذ لك لان‬ ‫المواد‬ ‫الكسر من جميع‬ ‫مكان‬ ‫الترخيص في هذه المسألة هو خوف الضرر من استعمال الماء مباشرة ‪.‬‬ ‫في معناها من العضو المريض ‪.‬‬ ‫‪ .‬وما‬ ‫الجبيرة‬ ‫أو من نزع‬ ‫وهذا المعنى موجود بدون شك في الجبيرة ‪ 0‬وفي كل ما يكون في‬ ‫معناها ‪ .‬وبهذا يتحقق المعنى الذي يهدف إليه ديننا الحنيف ‪ .‬وهو اليسر‬ ‫والتسهيل على الناس في عباداتهم ‪ .‬وفي معاملاتهم ‪ .‬كما هو ملحوظ‬ ‫في كثير من الجوانب التشريعية ‪ ..‬منها هذا الموضوع ب ومنها قصر‬ ‫وا لفطر‬ ‫‪.‬‬ ‫استطا عته‬ ‫حسب‬ ‫يصلي‬ ‫‏‪ ١‬لمريض‬ ‫وكون‬ ‫ى‬ ‫‪ ١‬مسا فر‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫صلا‬ ‫للمسافر والمريض في رمضان ‪.‬‬ ‫إلى غير ذلك من المواطن التي راعى فيها التشريع الإسلامي جانب‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫اليسر والتسهيل ‘ والترفق بالناس ب وإبعادهم عن الحرج والمشقة ‪ .‬وفي‬ ‫التنزيل الحكيم ‪ « :‬ثريدُأنمَهيكمُ الست رَرَلَائرييدُ يكه آلْمُتَرر»‬ ‫‏(‪. )١٨٥‬‬ ‫البقرة‬ ‫تنج ‪ 4‬الاة(‪)٠‬‏‬ ‫حكَم ي‬ ‫م«ائريذأنَةلتجكل عن‬ ‫وفى حديث عائشة عن الشيخين قالت ‪ :‬ما خير رسول الله _ تجل; _‬ ‫بين امرين قط إلا أخذ أيسرهما مالم يكن إثما ‪ .‬فإن كان إثما كان أبعد‬ ‫الناس ‪..‬‬ ‫ويدل الحديث على أن القادر على فعل الواجب عليه أن يفعله ‪ .‬لانه هنا لم‬ ‫يحط عنه الوضوء في أعضائه الاخرى بسبب عجزه عن وضوء عضو واحد ‪.‬‬ ‫ومعنى هذا أنه ليس له ترك الكل للعجز عن البعض ى وهذا المعنى هو‬ ‫الذي يدل عليه حديث أنس بن مالك عند الإمام الربيع _ برقم ‏‪( _ ٢٩٤‬إذا‬ ‫نهيتكم عن شيع فانتهوا ‪ .‬وإذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم‪).‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫_ الترخيص في مسح العضو المصاب بدل وضوئه ‪.‬‬ ‫_ الترخيص يشمل الجبيرة وما في معناها ‪.‬‬ ‫_ القادر على فعل بعض الواجب عليه أن يفعله ولا ينحط عنه‬ ‫_ الإسلام دين اليسر والرفق ‪.‬‬ ‫التشريع الإسلامي يراعي احوال الناس ‪ 0‬ويضع لكل نازلة حكما ‪.‬‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫في نفي المسح على الخفين‬ ‫ابوعبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال‪ :‬ما رايت رسول الله _‬ ‫تئل{ _ مسح على خفه قط ‪.‬‬ ‫أبوعبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة _ رضي الله عنها _ قالت ‪:‬‬ ‫ما رايت رسول الله _ تم _ مسح على خفه قط ‪ .‬وإني وددت أن يقطع‬ ‫الرجل رجليه من الكعبين ‪ :‬أو يقطع الخفين من أن يمسح عليهما ‪.‬‬ ‫_ أبوعبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬أدركت جماعة من أصحاب رسول‬ ‫الله _ ته _ فسالتهم ‪ :‬مل يمسح رسول الله _ تبثة _ على خفيه قالوا لا‬ ‫‪ .‬قال جابر ‪ :‬كيف يمسح الرجل على خفيه والله تعالى يخاطبنا في كتابه‬ ‫بنفس الوضوء \ والله أعلم بما يرويه مخالفونا في احاديثهم ‪.‬‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪:‬‬ ‫لان احمل السكين على قدمي احب إلي من أن أمسح على الخفين ‪.‬‬ ‫هذه الاثار أخرجها الإمام الربيع برقم ‪ :‬‏‪١٢٥ _ ١٢٣ _ ١٢٢ _ ١٢١‬‬ ‫فالاول عن ابن عباس _ رضي الله عنه _ والثاني والرابع عن عائشة أم‬ ‫المؤمنين _ رضي الله عنها _ والثالث عن جابر بن زيد ينقل فيه عن‬ ‫‪.‬‬ ‫جماعة من الصحابة‬ ‫ومعلوم أن الإمام جابر التقى بسبعين من الصحابة البدريين فكيف‬ ‫‪.‬‬ ‫؟!‬ ‫الصحابة‬ ‫من‬ ‫بغيرهم‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫المفردات‬ ‫قط ‪ :‬كلمة تدل على النفي في الزمان الماضي ‪.‬‬ ‫الخفين ‪ :‬مثنى خف وهو ما يلبس في رجل الإنسان من جلد ‪.‬‬ ‫الكعبين ‪ :‬مثنى كعب \ وهو العظم الناشز أو الناتيء عند ملتقى الساق‬ ‫والقدم ( الجوزتان ) ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫المدلول الواضح لهذه الاثار انها تنفي نفيا قاطعا المسح على الخفين عند‬ ‫الرضوء بدل غسلهما بالماء ‪.‬‬ ‫_ فابن عباس ينفي أنه رأى النبي _ تثل;؛ _ يمسح على خفيه قط ‪.‬‬ ‫وعائشة _ رضى الله عنها _ تنفى ذلك أيضا مؤكدة ذلك بأنها تود‬ ‫قطع الرجلين ذاتهما بدل مسحهما ‪ .‬وهو تأكيد في غاية التنفير والتقبيح ‪.‬‬ ‫وان حمل السكين على قدمها أحب اليها من المسح على الخفين‬ ‫والإمام جابر _ رضي الله عنه _ وهو المهتم بالبحث والدراية عن‬ ‫مسائل العلم ‪ :‬وعن هذه المسألة بالذات _ يقول‪ :‬إنه سأل جماعة من‬ ‫الصحابة هل كان النبي _ تبة{ _ يمسح على خفيه ؟ فقالوا له لا‬ ‫ثم يعلق الإمام جابر بن زيد هذا النفي وضوحا ب قائلا ‪ :‬كيف يمسح‬ ‫الرجل على خفيه ‘ والله تعالى يخاطبنا في كتابه بنفس الوضوء ‪ 0‬يشير‬ ‫‪٤٩‬‬ ‫بذلك إلى الآية الكريمة « ‪ ...‬وآمسحوأرُوس يكموأيبجتكمرزلَانكعَبَتن ؟‬ ‫المائدة ‏(‪) ٦‬‬ ‫النصوص‬ ‫‏‪ ١‬لوضوء‬ ‫ا لمسح بوجوب‬ ‫بذلك على استبحاد‬ ‫فهو يستدل‬ ‫عليه فى الاية الكريمة ‪.‬‬ ‫على الخفين غير غسل الرجلين ‪ :‬وغير مسحهما‬ ‫ومعلوم أن المسح‬ ‫العشرة جميعهم س والإمامية من الشيعة س وأبوبكر‬ ‫والقائلون بعدم المسح‬ ‫‪ .‬وعليه علماؤنا ‪ :‬مستدلين باية الوضوء في سورة‬ ‫ابن داود من الظاهرية‬ ‫الإمام جابر س وبقوله _ تله _ لمن علمه الوضوء‬ ‫مائدة التي استدل بها‬ ‫(واغسل رجلك ‪ 4‬ولم يذكر المسح ) ‪.‬‬ ‫وبقوله بعد غسلهما ‪ ( :‬لا يقبل الله الصلاة من دونه )‬ ‫وبقوله في الحديث ‪ ( :‬ويل للاعقاب من النار )‬ ‫ويروى نفي المسح أيضا عن الإمام مالك ‪.‬‬ ‫ويرى بعض النافين للمسح ان الأخبار الواردة بذلك إنما همي منسوخة‬ ‫بآية المائدة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬منهم ابن عباس‬ ‫كما أن نفي المسح مروي عن كثير من الصحابة‬ ‫وعلي بن أبي طالب س وأبو هريرة وبلال وعائشة ‪.‬‬ ‫والمروي عن ابن عباس انه كان يقول ‪ :‬إنما كان ذلك _ أي المسح‬ ‫لأمره‬ ‫بآية المائدة‬ ‫أن ‏‪ ١‬لمسح منسوخ‬ ‫‪ .‬أي أنه يرى‬ ‫قبل نزول آية المائدة‬ ‫بغسل الرجلين في الوضوء ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال ب فلم يقل احد بوجوب المسح ‘ والقائلون بإثباته إنما‬ ‫هو جائز عندهم ‪.‬‬ ‫ولان الوضوء ثابت في القرآن العزيز ‪ 0‬وفي السنة المطهرة ‪ 0‬وهو‬ ‫بالكتاب والسنة والاجماع ‪.‬‬ ‫الامة فان الاخذ به آخذ‬ ‫واجب بإجماع‬ ‫الصحابة لان كل من روي عنه إنكاره فقد روي عنه إثباته ) فإن هذا الكلام‬ ‫يثبت اختلاف الصحابة أكثر مما ينفيه ‪.‬‬ ‫وروايات النفي والإثبات عن الواحد منهم _ كما يقال _ لاتدل على‬ ‫الاختلاف فقط \ وإنما تدل أيضا على عمق الاختلاف ‪.‬‬ ‫المسألة‬ ‫ومن بعدهم من التابعين ‪ .‬وفي هذه‬ ‫الصحابة‬ ‫وإذا ثبت اختلاف‬ ‫على إثبات‬ ‫أو حتى الاتفاق‬ ‫الإجماع‬ ‫ادعاء‬ ‫جدا‬ ‫بالذات فإنه من الصعب‬ ‫المسح ‪.‬‬ ‫أما أن تقرر جماعة من الناس رأيا من الآزاء _ بعد اختلاف الصحابة‬ ‫والتابعين ؛ فإن هذا لا يسمى إجماعا ‪.‬‬ ‫على أن هناك من يطعن في المرويات عن عائشة س وابن عباس س وأبي‬ ‫هريرة ث وغيرهم من الصحابة ممن ينكرون المسح على الخفين بأنها‬ ‫مرويات لاتثبت من ناحية السند ‪.‬‬ ‫وعلى كل س فذلك شأنهم فيما يتعلق بمروياتهم وأسانيدهم هم التي‬ ‫‪.‬‬ ‫في عدا لتهم‬ ‫مطعون‬ ‫تشتمل على مجاهيل وعلى أنا س‬ ‫‪٥١‬‬ ‫عباس ب وعائشة ‪ .‬وجابر بن زيد أخرجها الإمام الربيع في سلسلتها‬ ‫الذهبية ‪ .‬فهى غير قابلة للطعن ؛ لأنها غير تلك الروايات التي تشتمل‬ ‫في عدا لتهم ‪.‬‬ ‫مطعون‬ ‫‘ وعلى أناس‬ ‫مجاهيل‬ ‫على‬ ‫ما يستفاد من الحديث‬ ‫_ نفي المسح على الخفين ‪.‬‬ ‫مسح على خفيه ‪.‬‬ ‫_ نفي أن يكون النبي _ عبق‬ ‫_ التنفير من عملية المسح على الخفين ‪.‬‬ ‫إن آية الوضوء أثبت في الغسل من الروايات المثبتة للمسح ‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫ابورعبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة زوج النبى تث; قالت ‪ :‬كان‬ ‫رسول الله عله إذا أراد الفسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ‪ ..‬ثم يتوضأ كما‬ ‫يتوضا للصلاة ‪ ..‬ثم يدخل أصابعه في الماء ‪ ..‬ويخلل بها أصول شعر‬ ‫رأسه‪ ..‬ثم يصب على رأسه ثلاث مرات بيده ‪ ..‬ثم يفيض الماء على جسده‬ ‫كله ‪ ..‬وهذا بعد الإستنجاء ‪.‬‬ ‫‏‪»١٣٨٠١‬‬ ‫الحديث أخر جه الإمام الربيع برقم‬ ‫واخرجه الشيخان مع اختلاف في بعض الفاظ ‪.‬‬ ‫المفردات‬ ‫‪ -‬الغسل ‪ :‬بضم الغين اسم للإغتسال ‪.‬‬ ‫‪ -‬الجنابة ‪ :‬صفة يتصف بها الإنسان بسبب إنزال الماء الدافق أو التقاء‬ ‫الختانين وسميت جنابة لانها سبب لتجنب الصلاة والصوم وقراءة القرآن‬ ‫ومس المصحف ودخول المسجد ‪ ..‬إلى غير ذلك ‪.‬‬ ‫‪ -‬التخليل ‪ :‬إدخال الماء إلى أصول الشعر ‪.‬‬ ‫‪ -‬الإستنجاء ‪ :‬غسل مكان البول والغائط ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫التحليل‬ ‫الله عنها‬ ‫في هذا الحديث الشريف تحكي لنا أم المؤمنين عائشة رضي‬ ‫صفة اغتسال النبي تب{ من الجنابة ‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫وصف‬ ‫همي اول من يستطيع‬ ‫النبي ف‬ ‫أن أزوا ح‬ ‫ومعلوم‬ ‫الاحوال ونقلها إلى الامة ‪ ..‬بحكم أنهن يطلعن على احواله وأعماله عبلة‬ ‫اطلاعا مباشرا ‪ ..‬فجزاهن الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ‪.‬‬ ‫وخطوات اغتساله تله كما جاءت في هذا الحديث هي كما يلي ‪:‬‬ ‫لانهما سيتم‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪ ١‬ليدين هنا‬ ‫غسل‬ ‫وجاء‬ ‫‪...‬‬ ‫يد يه‬ ‫أنه بدأ ففسل‬ ‫‪-‬‬ ‫بهماغسل وفرك سائر أعضاء الجسد ‪ ..‬وربما سيباشر بهما الماء إذا كان‬ ‫فى إناء ‪ ..‬فلذلك كانت اليدان أول الأعضاء غسلا ‪.‬‬ ‫ما تشير ا ليه‬ ‫‪ ..‬وهذا‬ ‫استحضا ر النية‬ ‫وقيل غسل اليد ين لا يد من‬ ‫عبارة الحديث ( إذا أراد الفسل ) ‪.‬‬ ‫فإن الإرادة هنا متضمنة للنية ‪ ...‬وأيضًا لحديث ( إنماالاأعمال‬ ‫‪.‬‬ ‫بالنيات)‬ ‫‪ -‬وياتي بعد النية وغسل اليدين ‪ ...‬الإستنجاء والإستبراء من البول‬ ‫فانه لابد من ذلك لغسل ما قد يكون عالقا بعورة الإنسان من نجاسة ‪..‬‬ ‫ولإخراج ما تبقى من مني عن طريق الإستبراء بالبول ‪.‬‬ ‫ولذلك قالوا أنه إن اغتسل من غير إراقة البول ‪ ..‬فخرج منه شىء بعد ذلك‬ ‫فإنه يعيد الفسل دون الصلاة إذا كان قد صلى قبل خروج ذلك ‪.‬‬ ‫‪٥٤‬‬ ‫في‬ ‫الحد يث ولكنه ورد‬ ‫فى هذا‬ ‫هنا‬ ‫لم يرد‬ ‫لإستنجا ء وا ‪7‬‬ ‫وموضوع‬ ‫رواية أخرى لعائشة أيضا ‪ -‬عند مسلم ‪ -‬هكذا( كان رسول الله عثنله إذا‬ ‫اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يفرغ يمينه على شماله فيغسل‬ ‫فرجه ‪ .....‬إلخ ‪.‬‬ ‫‪ -‬ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ‪ :‬اي بنفس الطريقة التى يتوضاآ بها‬ ‫للصلاة ‪.‬‬ ‫‪ ...‬وذكر مع‬ ‫لنفس ا لفسل ‪ ...‬أم أنه للصلاة‬ ‫الرضوء‬ ‫ولكن هل هذا‬ ‫الفسل من باب أن الغالب فى غسل الجنابة أن تعقبه الصلاة ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فلو ترك الوضوء صح اغتساله لكن عليه المضمضة‬ ‫والإستنشاق ‪ .‬لانه ليس من شروطه صحة الوضوء ‪ ..‬ولو أخره إلى مابعد‬ ‫الفسل فلا بأس بذلك ‪.‬‬ ‫وظاهر هذا الحديث أن النبي تفل; كان يتوضا وضوء كاملا بدون أن‬ ‫يؤخر غسل القدمين إلى مابعد الفسل ‪ .‬ولكن ورد في حديث ميمونة أنه‬ ‫كان يؤخرهما حتى ينتهي من الغسل فقد جاء فيه ( ‪ ...‬ثم يتوضأ وضوء‬ ‫الصلاة غير القدمين ) ‪ ...‬إلى أن قال ‪ ( :‬ثم يتنحى عن مكانه فيغسل‬ ‫قدميه ) ‪.‬‬ ‫‪ ...‬وا لمعنى أنه‬ ‫رأسه‬ ‫شعر‬ ‫‪ -‬ثم يد خل أصا بيعه في الماء ويخلل أصول‬ ‫ويصل الماء إلى‬ ‫رأسه حتى يبلغ أصول الشحر‬ ‫يدخل أصابعه بين شعر‬ ‫‏‪١‬‬ ‫هناك ‪..‬‬ ‫وهذا التخليل لابد منه ‪ ..‬لا سيما إذا كان الشعر ملبدا ‪ ..‬فقد جاء فى‬ ‫تحت كل‬ ‫حديث ابن عباس ‪ -‬عند المصنف ‪ -‬عن النبى تبة; أنه قال ‪:‬‬ ‫شعرة جنابة فبلوا الشعر وأنقوا البشر ي اما المراة فلا يجب عليها فى‬ ‫غسل الجنابة أن تنقض ضفائرها وإنمايكفيها أن تحثو عليها الماء ‪ ..‬ثم‬ ‫تضغطهما بيدها كما جاء ذلك مصرحًا به في حديث أم سلمة ‪ -‬عند‬ ‫مسلم ‪ -‬أنها سالت النبى تب عن امرأة جاءتها فقالت امرأة تشد شعر‬ ‫راسها هل تنقضه لغسل الجنابة ‪ ( .‬قال إنما يكفيها ان تحثي عليه ثلاث‬ ‫حثيات من ماء وأغمزي قرونك عند كل حثية ثم تفيضين الماء عليك‬ ‫وتطهرين ) ‪.‬‬ ‫‪ -‬ثم يصب على رأسه ثلاث مرات بيده ‪ ..‬وهذا الصب يكون بعد‬ ‫التخليل الذي سبق ذكره ‪.‬‬ ‫وهذا كله من أجل التقصي واستيعاب جوانب الرأس ‪ ..‬لأنه محل‬ ‫مظنة لعدم وصول الماء إلى شيء منه ‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ولا يخفى أن المأمور به فى الحديث التثليث ‪ ..‬وقد جاء في الوضوء‬ ‫وغيره ‪.‬‬ ‫اما إذا كان راس الإنسان ليس به شعر فحينئذ يكفيه الصب والتعميم‬ ‫بالماء مع الدلك ‪ ..‬ولا يحتاج إلى تخليل ‪.‬‬ ‫‪ -‬ثم يفيض الماء على جسده كله ‪ ..‬وهذه هي المرحلة الاخيرة في‬ ‫الفسل ‪ ..‬فبعد غسل اليدين ‪ ..‬والوضوء ‪ ..‬وتخليل شعر الراس ‪..‬‬ ‫والصب عليه ثلاثا يعم الجسد كله بالماء ‪ ..‬وهو المعبر عنه في الحديث ‪..‬‬ ‫بإفاضة الماء ‪.‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫جوانب الجسد‬ ‫الماء إلى كل‬ ‫كله للتأكيد على وصول‬ ‫وهذا‬ ‫فلو وجد المغتسل أن هناك بقعة فى جسده لم يصلها الماء فإن عليه ان‬ ‫يغسلها ولو من شيء من ماء يأخذه من جسده كما جاء في الحديث ه أن‬ ‫النبي تله اغتسل من جنابة فرأى في جسده لمعة لم يصلها الماء عصر‬ ‫جمته ثم مسحها بما قطر منها » البخاري ‪.‬‬ ‫وهذا مايؤكد على انه لا يجزي إلا غسل جميع الجسد ‪.‬‬ ‫ولا يخفى أن من أتى في غسله بالتيامن والترتيب كما جاء في أحاديث‬ ‫النبي عبله فقد أحسن وأصاب السنة ‪ ..‬فلو عمم الجسد بالماء أجزاه ذلك ‪..‬‬ ‫لان أقل الغسل النية واستيعاب الجسد بالماء مع إمرار اليد والفرك وإيصال‬ ‫الماء إلى منابت الشعر ‪ .‬وهل يلزم الفرك في الغسل ‪ ..‬أم لا ‪..‬‬ ‫الواقع أنه من الناحية العملية لم يأت فيما نقل من الأحاديث عن النبي‬ ‫تله شيء صريح في ترك الفرك ‪ ..‬ومثل هذه النواحي العملية لا يكفي‬ ‫فيها إطلاق اللغة ‪ ..‬وإنما تؤخذ تحديداتها من الشارع نفسه‪.‬‬ ‫أما الإستدلال بقوله فى الحديث ‪ :‬ه ثم يفيض الماء على جسده !‬ ‫وبقوله فى الحديث الاخر ‪ ... « :‬إنما يكفيها أن تحثى عليه ثلاث حثيات ؛‬ ‫على عدم الفرك ‪ ..‬فإن إفاضة الماء لا تدل على عدم الفرك ‪ ..‬وكذلك الحثي‬ ‫لا يدل عليه أيضا ‪ ..‬وعدم ذكر الشيء لا يدل على تركه مع أن الفسل لا‬ ‫يعقل إلا عن طريق الفرك مع عملية التخليل وإنقاء البشرة ‪.‬‬ ‫وقوله ‏‪ ٠:‬تحت كل شعرة جنابة » هذا كله يدل على أنه لابد من‬ ‫الفرك ولا سيما والغسل من الجنابة فرض من الفروض التي ثبتت في‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫المائدة ‏(‪ ..)٦‬وفي السنة‬ ‫الكتاب العزيز « ونتم جُتْبَاكَا هزوا‬ ‫المطهرة ‪ ...‬ولذا فيجب أن يؤخذ موضوع الغسل مأخذا لا تساهل فيه ‪.‬‬ ‫ويبقى بعد ذلك فيما إذا كان هنالك شيء يقوم مقام الفرك ‪ ..‬كتدفق‬ ‫الماء من أعلى ‪ ..‬وكوقع الماء إذا كان يؤثر تأثير الفرك ‪ ..‬ومثل تلاطم الموج‬ ‫ى العلماء يرى أن مثل هذا يتم به‬ ‫‪ ...‬وماكان بهذه الصفات ‪ ..‬فإن بعض‬ ‫الفسل ويجزي عن الفرك ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث‬ ‫‪ -‬سنية الترتيب والموالاة في غسل الجنابة ‪.‬‬ ‫‪ -‬تقصي مكان الشعر لإيصال الماء إلى هناك ‪.‬‬ ‫‪ -‬إيصال الماء إلى كل الجسد والتأكد من ذلك ‪.‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫حكا م المليياه‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي ‪ -‬تبلله; ‪ -‬قال ‪:‬‬ ‫« الماء طهور لا ينجسه إلا ما غيّر لونه أو طعمه او رائحته ! ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫برقم ه‪!١٠٥٦‬‏‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع عن ابن عباس‬ ‫والحديث أيضا عند أحمد وابي داود س والترمذي من طرق أخرى‬ ‫‪.‬‬ ‫أبي سعيد‬ ‫عن‬ ‫وبروايات مختلفة‬ ‫واخرجه الطبراني عن ثوبان‬ ‫ويلقى‬ ‫؟‬ ‫هل يتوضأ منها‬ ‫بئر بضاعة‬ ‫‪ _-‬سئل عن‬ ‫_ علكه‬ ‫‏‪ ١‬لنبي‬ ‫وسببه أن‬ ‫فيها الحيض ب ولحوم الكلاب والنتن فقال ‪ :‬الماء طهور ‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغخردات‬ ‫طهور ‪:‬فعول من التطهير س وهو ما كان من الماء طاهرا في نفسه‬ ‫مطهرا لغيره ‪4‬كماء المطر ىوالنهر ‪ .‬والبشن ‪ 4‬والعيون ‪ 4‬والبحار ‪.‬وفي‬ ‫التنزيل الحكيم ‪ « :‬وَأَنرَلَمَامنَالمَمَاء مَ‪َ٤‬هُورًا‏ ‪ 4‬الفرقان ‏(‪. )٤٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫يقرر هذا الحديث الشريف حقيقة أن الماء طهور في أصل خلقته‬ ‫وطبيعته فهو طيب صالح للاستعمال سواء أكان للشرب منه أو للتطهر به‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫من الأحداث والنجاسات وغير ذلك ‪.‬‬ ‫وإن خروج الماء من هذه القاعدة ‪ -‬وهي كونه طهورا ‪ -‬يكون لأسباب‬ ‫اخرى طارئة عليه ‪ .‬وهي اختلاطه بما يلوثه ‪ 0‬أو ينجسه ث ويغير من أحد‬ ‫أوصافه الثلاثة ‪ :‬الطعم ى أو اللون ى او الرائحة ‪ .‬وذلك كأن يرد على الماء‬ ‫بول أو غائط أو دم ‪ 0‬أو ميتة ى أو شيء من سائر النجاسات بشرط أن‬ ‫يتغير أحد أوصافه ‪.‬‬ ‫ويكور‬ ‫نج‬ ‫بهذه الصفة بأنه‬ ‫يحكم على هذا الماء الذي يكون‬ ‫وحينئذ‬ ‫غير صالح للإستعمال ‪.‬‬ ‫والمراد بتغيير لونه أو طعمه أو رائحته أن يغلب النجس عليه ؛ لأنه لا‬ ‫تتغير احد أوصافه إلا إذا كانت النجاسة الطارئة عليه آكثر من الماء ‪.‬‬ ‫ويحمل الماء هنا على ما كان قدر قلتين فاكثر ( القلتان بقدر ما يستطيع‬ ‫الإنسان حمله من الماء ‪.‬‬ ‫وذلك ليتفق مدلول هذا الحديث مع مدلول الحديث الاخر ‪ :‬ه إذا كان‬ ‫الماء قدر قلتين لم يحتمل خبثا ‪ :‬وفي رواية أخرى ‪ « :‬قدر قلتين لا ينجسه‬ ‫شيء ‪ .‬الرجه الإمام الربيع رقم « ‏‪ ١٠٧‬ى فإن مفهوم هذا الحديث أن ما‬ ‫دون القلتين يحتمل الخبث مطلقا ‪.‬‬ ‫ويرى بعض اهل العلم ان الماء إذا كان قليلا او كثيرا ووقعت فيه‬ ‫النجاسة ‪ 8‬ولم تغيره يكون طاهرا مطهرا بدليل قوله تله فى الحديث ‪:‬‬ ‫ه الماء طهور لا ينجسه إلا ما غير لونه ‪ 0‬أو طعمه ة أو ريحه‪ 0‬وكأن هؤلاء لا‬ ‫يعتبرون الحد فى القلة أو الكثرة فى الماء س وإنما الإعتبار عندهم بتغيير‬ ‫‪.‬‬ ‫احد اوصاف الماء ‪.‬‬ ‫والواقع أن هذا الرأي له وجه وجيه لأنه من الثابت في الواقع الملموس ‪.‬‬ ‫أن الماء قد يكون آكثر من قلتين بكثير ‪ 0‬ومع ذلك قد تطرا عليه نجاسة‬ ‫فتغير لونه أو طعمه ة أو رائحته لا سيما إذا كان الماء راكدا ‪.‬‬ ‫وهناك فرق كبير بين أن يكون الماء راكدا ‪ :‬وبين أن يكون جاريا ثم‬ ‫هنالك فرق ايضا في حجم النجاسة ذاتها قلة أو كثرة ‪ 0‬والتي يترتب عليها‬ ‫‪.‬‬ ‫نجاسة الماء بتغيير أحد أوصافه ‪.‬‬ ‫وهذا ما ينبغي ملاحظته هنا ‪.‬‬ ‫وقد اعتاد كثير من الفقهاء في هذا الباب تقسيم المياه إلى ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫طهور ‪ .‬وطاهر ‪ 0‬ونجس‬ ‫فالطهور ‪ -‬ويسمى ايضا الماء المطلق ‪ :‬هو الماء الباقي على اصل خلقته‬ ‫دون أن يدخل عليه أي مخالط له من مادة أخرى ‪ .‬ويشمل هذا النوع المياه‬ ‫والابار والأافلاج ؛‬ ‫النازلة من السماء ( مياه المطر ) وكذلك مياه العيون‬ ‫والانهار ومافي هذا المعنى ‪.‬‬ ‫وكذلك مياه البحار لقوله _ عبة{ ۔ ‏‪ ٠:‬هو الطهور ماؤه ب الحل ميتته ؛‬ ‫أخرجه الإمام الربيع برقم ه ‏‪. ! ٦١‬‬ ‫وهذا النوع من المياه يكون صالحًَا للوضوء به ‏‪ ٠‬والإغتسال به من‬ ‫جميع النجاسات ‪.‬‬ ‫‪٦١‬‬ ‫يقابل‬ ‫‪ 4‬وهو‬ ‫المضاف‬ ‫بالماء‬ ‫الثانى ‪ :‬هو الماء الطاهر ‏‪ ٠‬ويسمى‬ ‫والنوع‬ ‫المطلق ‪.‬‬ ‫التسمية أو الماء‬ ‫فى‬ ‫الطهور‬ ‫الماء‬ ‫فذلك ماء مطلق من القيد ‪ .‬وهذا ماء مقيد بإضافة مخالط له ة مثل‬ ‫الماء الملعصور من ورق الأشجار ب ومن النباتات كالورد والريحان ومثل الماء‬ ‫الزيتون‪.‬‬ ‫من‬ ‫‘ وتخالطه مثل الكافور أو شيء‬ ‫إليه مادة أخرى‬ ‫الذي تضاف‬ ‫وهذا النوع من الماء يعتبر طاهرا فى نفسه باعتبار أن المخالط له طاهر‬ ‫ايضا ‪ .‬ولكنه لا يرفع الحدث ي أي لا يصلح للتطهر به في الوضوء وفي‬ ‫رفع النجاسات ( الحدث الأكبر ) ‪.‬‬ ‫نجاسة‬ ‫‪ .‬أو أي‬ ‫أو غائط‬ ‫أو بول‬ ‫ميتة أو دم‬ ‫تباشره‬ ‫كأن‬ ‫عليه النجاسة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫وهذا النوع من الماء يعتبر غير صالح للاستعمال وضوء وطهارة‬ ‫وشربا ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫‪ -‬أن الله عز وجل خلق الماء طاهرا مطهر ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن النجاسات والملوثات تطرأ على الماء فيما بعد ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن نجاسة الماء معتبرة بتغير أحد أوصافه الثلاثة ‪.‬‬ ‫‪٦٢‬‬ ‫قصر الصلاة في السفر وإن طال‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي _ عبله ۔ أقام بمكة‬ ‫عام الفتح خمسة عشر يوما يقصر الصلاة وهو لا ينوي الإقامة بها قال‬ ‫الربيع ‪ :‬هذا حجة لمن يرد الإقامة للمسافر إذا كان ينوي الإقامة أربعة أيام‬ ‫في موضعه الذي نزل فيه ‪.‬‬ ‫‏‪» ١٩٠‬‬ ‫هذا الحديث أخر جه الإمام الربيع برقم «‬ ‫وبلفظ خمسة عشر يوما ‪ .‬وهو كذلك عند النسائي ى وابي داود‪.‬‬ ‫والبيهقي عن ابن عباس ب وبلفظ خمسة عشر يوما ‪.‬‬ ‫واخرجه عبد بن حميد في مسنده عن ابن عباس كذلك ة ولكن بلفظ ‪:‬‬ ‫عشرون يوما ‪.‬‬ ‫واخرجه كل من أبي داود س وابن حبان بلفظ ‪ :‬سبعة عشر يوما وعند‬ ‫احمد والبخاري وابن ماجة عن ابن عباس ‪ :‬تسع عشرة ليلة ‪ .‬ورواه‬ ‫أبوداود والترمذي عن عمران بن حصين بلفظ ‪ :‬ه فأقام بمكة ثماني‬ ‫عشرة ليلة ! ‪.‬‬ ‫ويتلخص من مجموع هذه الروايات أنها ‏‪٢٠ . ١٩٦٩ . ١٨ . ١٧. ١٥:‬‬ ‫وسيأتي مزيد بحث عن هذا في التحليل ‪.‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عام الفتح ‪ :‬هو فتح مكة وكان في رمضان من سنة ‏‪ ٨‬ه‬ ‫يقصر الصلاة ‪ :‬يصلي الرباعية ركعتين لأجل السفر ‪.‬‬ ‫لا ينوي الإقامة بها‪ :‬أي لا ينوي أن يقيم بمكة الإقامة المطمئنة الموجبة‬ ‫لحكم الوطن ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫الحديث يتعلق بقصر الصلاة للمسافر \ وقد أقام النبي‬ ‫موضوع هذا‬ ‫الفتح خمسة عشر يوما كما في هذا الحديثس وأكثر من‬ ‫_ عله ۔ بمكة عام‬ ‫الاخرى‪ .‬وهو نص صريح في مشروعية القصر في‬ ‫ذلك في الروايات‬ ‫السفر للمسافر ‪.‬‬ ‫‪. .« .:‬يقول‬ ‫حصين‬ ‫ين‬ ‫عمرا ن‬ ‫عن‬ ‫في روا ية أبي د اود‬ ‫جا ء‬ ‫ما‬ ‫ويؤكد ذلك‬ ‫يا أهل البلدة صلوا أربعا فإنا قوم سفر » ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫القصر‬ ‫مشروعية‬ ‫منا ‏‪ ١‬لا‬ ‫ضر‬‫و دذَارَ‬ ‫‪} :‬‬ ‫مشروعيهة القصر قوله تعالى‬ ‫والاصل ‪7‬‬ ‫يووم‬ ‫ے ۔‬ ‫س‪,‬‬ ‫أن تقضوا‬ ‫‪2‬‬ ‫>>‪,‬‬ ‫وامن ‏‪ ١‬لصَلَوو وَنخْقعٍ آن ‪>:1‬ح ‏‪ ١‬ذك‬ ‫كلَسَرعَلَيَكْرجَُاعُ‬ ‫‪"7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النساء ء ‏(‪١‬‬ ‫وقد ورد قى هذا المعنى عدة أحاديث ‪ .‬منها ‪:‬‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫في‬ ‫اذنتلاف‬ ‫مع‬ ‫وأحمد ‪-‬‬ ‫ومسلم‬ ‫عندا لبخاري‬ ‫_‬ ‫عائشة‬ ‫‪ 7‬حديث‬ ‫صلاةا لسقر‬ ‫ركعتين ‪ .‬فأقرت‬ ‫ما فرضت الصلاة‬ ‫‪ :‬ه أول‬ ‫ألفاظه‬ ‫بعص‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫الحضر‬ ‫صلاة‬ ‫في‬ ‫وزيد‬ ‫۔ وحديث ابن عباس ۔ عند مسلم ‪ : -‬ه أن الله عز وجل فرض الصلاة‬ ‫على لسان نبيكم على المسافر ركعتين ‪ 0‬وعلى المقيم أربعًَا ‪ .‬والخوف‬ ‫ركعة » ب وهو حكاية صحابي لا يمكن أن يكون اجتهاد من عنده ‪.‬‬ ‫في‬ ‫ركعتين‬ ‫أمرنا أن نصلي‬ ‫‪, :‬‬ ‫ين عمر عند النسا ئي‬ ‫وحد يث‬ ‫‪-‬‬ ‫السفر! ‪.‬‬ ‫۔ وحديث ابن عمر أيضا ‪ -‬عند الإمام الربيع برقم ه ‏‪ » ١٨٧‬قال ‪:‬‬ ‫( سأل رجل عبد الله بن عمر فقال له ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ‪ :‬إنا نجد صلاة‬ ‫الخوف وصلاة الحضر فى القرآن ؛ ولا نجد صلاة السفر‪ .‬قال له عبدالله‬ ‫ابن عمر ‪ :‬يا هذا ‪ .‬إن الله قد بعث إلينا محمدا ۔ عبله ۔ ‪ .‬ولا نعلم شيئًا‬ ‫وإنما نقفعل كما رأيناه يفعل ‪.‬‬ ‫‪ -‬وحديث ابن عمر أيضا ۔ عند الطبراني في الكبير ۔ ‪ « :‬صلاة السقر‬ ‫ركعتان من خالف السنة كفر ! ‪.‬‬ ‫‪ -‬وحديث ابن عباس عند الربيع ه ‏‪ » ١٨٨‬عن النبي _ عبل; ۔ قال ‪ :‬على‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫ركعة‬ ‫عشرة‬ ‫إحدى‬ ‫المسافر‬ ‫‘ وعلى‬ ‫ركعة‬ ‫عشرة‬ ‫المقيم سبع‬ ‫‏‪ ١‬لقصر في ‏‪ ١‬لسقر ء وعلى‬ ‫على وجوب‬ ‫دليل واضح‬ ‫ا لنصوص‬ ‫ففي هذه‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫آراء العلماء في موضوع القصر ‪:‬‬ ‫وآراء العلماء فى موضوع القصر تتراوح بين كونه ‪:‬‬ ‫۔ فرضا على المسافر وهذا القول هو الذي يأخذ به علماؤنا ‪.‬‬ ‫‪ -‬وراي ٹان أنه سنة ‪.‬‬ ‫‪ -‬وثالث التخيير في أن المسافر مخير في الإتيان به ‪.‬‬ ‫‪ -‬ورابع أنه رخصة ى والإتمام أفضل ‪.‬‬ ‫ولكن من الواضح جذا أن القول بالوجوب مؤيد بالنصوص الكثيرة‬ ‫؛ فهي دالة دلالة قاطعة بمفهومها‬ ‫بعضها‬ ‫الملتضافرة والتي سبق عرض‬ ‫وبمنطوقها على أن قصر الصلاة في السفر عزيمة مؤكدة‪ .‬ولا تدخل في‬ ‫نطاق الرخصة أو التخيير ‪. .‬‬ ‫ايضا يدل على هذا عمل النبي _ تثله ۔ واستمراره على القصر طوال‬ ‫حباته ‪.‬‬ ‫ثم الاستمرار على القصر أيضا فى عهد الخلفاء من بعده كما جاء فى‬ ‫حديث ابن عمر المتفق عليه قال ‪ ( :‬صحبت النبي _ تله ۔ وكان لا يزيد في‬ ‫‪.‬‬ ‫كذ لك (‬ ‫‪ ..‬وأبا بكر وعمر وعثما ن‬ ‫ركعتين‬ ‫السفر على‬ ‫السفر هو مذهب أكثر‬ ‫القصر في صلاة‬ ‫بوجوب‬ ‫ولا شك أن القول‬ ‫الفقهاء كما يقول الخطابي في معالم السنن ‪ ( :‬كان مذهب أكثر علماء‬ ‫قول‬ ‫في السقر ‪ 4‬وهو‬ ‫على أن القصر هو الواجب‬ ‫الأمصار‬ ‫السلف وفقهاء‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫ب وروي ذلك عن عمر بن عبد العزيز‬ ‫علي وعمر وابن عمر وابن عباس‬ ‫وقتادة والحسن ‪ .‬وقال حماد بن سليمان ‪ :‬يعيد من يصلي اربعًَا في‬ ‫السفر ) ‪.‬‬ ‫المسافر ما دام مسافرا وإن طال سفره ‪:‬‬ ‫يقصر‬ ‫ورد أن النبي _ تن ۔ قصر الصلاة في ثلاثة مواطن ‪:‬‬ ‫عام الفتح كما دل عليه حديث الباب ‪ :‬وكما دلت عليه ايضا الروايات‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الأخرى التى ورد فيها مدة إقامته _ تبلة; ۔ بمكة ‪.‬‬ ‫‪ .‬وأبي‬ ‫س وورد حديثٹثهما عن جابر بن عبد الله ۔ عند أحمد‬ ‫‏‪ - ٢‬عام تبوك‬ ‫داود ‏‪ ٠‬وابن حبان والبيهقى ‪ -‬قال ‪ :‬أقام النبى _ تنه ۔ بتبوك عشرين‬ ‫‪.‬‬ ‫الصلاة‬ ‫يقصر‬ ‫يوما‬ ‫‏‪ - ٢‬عام حنين ‪ :‬وورد فيه حديث ابن عباس ‪ -‬عند البيهقي ‪ -‬أن النبي عبلة‬ ‫أقام بحنين أربعين يوما يقصر الصلاة ‪.‬‬ ‫النبى ‪-‬‬ ‫ا لأحا ديث بمختلف روا يا تها أن‬ ‫هذه‬ ‫يؤخذ من مجموع‬ ‫وا لذي‬ ‫تلل ۔ قصر الصلاة في جميع أسفاره في المدة التي كان يقيم فيها في تلك‬ ‫الاسفار ‪.‬‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫والخسو ف‬ ‫صفقة صلا تي الكسوف‬ ‫آبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال ‪ :‬خسفت الشمس على‬ ‫فصلى بنا رسول الله ۔عنة والناس معهم فأقام‬ ‫عهد رسول الله ۔تم{ ۔‬ ‫‏‪ ٤‬ثم قام‬ ‫‪ .‬ثم ركع ركوعًَا طويلا‬ ‫قياما طويلا فقرا نحوا من سورة البقرة‬ ‫قياما طويلا وهو دون القيام الاول ‪ .‬ثم سجد ى ثم قام قياما طويلا دون‬ ‫القيام الاول ‪ 0‬ثم سجد ى ثم انصرف وقد انجلت الشمس ى ثم قال ‪:‬‬ ‫ه إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا يخسفان لموت بشر‬ ‫ولا لحياته ‪ .‬فإذا رايتم ذلك فاذكروا الله ‏‪. ٨‬‬ ‫‏‪. " ١٩٤‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه‬ ‫واخرجه الشيخان وغيرهما مع اختلاف في بعض الألفا ظ‪.‬‬ ‫وفي الباب ۔ عند المصنف ۔ حديث آخر من رواية عائشة ‪ -‬رضي الله‬ ‫عنها‪ -‬وزاد فيه عن الرواية الاولى قوله ‪ :‬‏‪ ٠‬يوم مات ولده إبراهيم عليه‬ ‫‪ .‬وتضرعوا‬ ‫‏‪ ١‬لله وكبروا‬ ‫فا دعوا‬ ‫‪ :‬‏‪ ١‬فاذ ‏‪ ١‬رأيتم ذلك‬ ‫السلا م آ وقوله‬ ‫وتصدقوا‪ ...‬ثم قال ‪ :‬يا امة محمد ‪ :‬والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم‬ ‫قليلا ‪ .‬ولبكيتم كثيرا » ‪ .‬قالت عائشة ‪ ( :‬وأمرهم أن يتعوذوا من عذاب‬ ‫القبر ) ‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكسوف ‪ :‬التغيّر إلى سواد ‪ .‬وكُسفت الشمس بمعنى ذهب شعاعها‬ ‫والسودت ب ويطلق على ذهاب نور الشمس كله أو بعضه بسبب حيلولة‬ ‫القمر بينها وبين الأرض في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫الخسوف ‪ :‬النقصان ‪ 0‬ويطلق على ذهاب نور القمر كله أو بعضه ة‬ ‫بسبب حيلولة الارض بينه وبين الشمس في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫والمشهور عند الفقهاء في إطلاق الكسوف والخسوف أنهم يطلقون‬ ‫الكسوف للشمس ب والخسوف للقمر ب وهنالك أقوال أخرى في إطلاق‬ ‫الكسوف والخسوف من حيث الابتداء والانتهاء ‪ :‬ومن حيث ذهاب الضوء‬ ‫ب وعلى أي من هذه‬ ‫ب ومن حيث ذهاب اللون كله أو بعضه‬ ‫كله أو بعضه‬ ‫الأحوال يطلق الكسوف أو الخسوف ‪.‬‬ ‫وعلى كل فإن كلمة ( الخسوف ) هي التي استعملت في حديثي الباب‬ ‫س وكذلك في روايتهما۔‬ ‫‪-‬۔ عند المصنف ‪ -‬في روايتي ابن عباس وعائشة‬ ‫‪.‬‬ ‫عند البخاري ومسلم‬ ‫لكن ورد في رواية ابن عمر عن الشيخين ايضا ( كُسفَت الشمس على‬ ‫عهد رسول الله ۔ عبله ۔ ) وكذلك في رواية أسماء وفي رواية جابر ‪.‬‬ ‫ومن هنا يبدو أن إطلاق لفظ الكسوف والخسوف في الروايات جاء‬ ‫متداخلاً مما يفيد صحة استعمال كل منها في الشمس وفي القمر ‪.‬‬ ‫أي قذر ذلك ى والمعنى أنه قرأ من‬ ‫۔ فقرا نحو) من سورة البقرة‬ ‫القرآن ما يساوي سورة البقرة ‪.‬‬ ‫‪6٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وذهب‬ ‫انتمى من صلاته‬ ‫‪ :‬اي‬ ‫‪ 7.‬انصرف‬ ‫حا لها‬ ‫‏‪ ١‬لى‬ ‫< وعا دت‬ ‫ذهب ما بها من خسوف‬ ‫‪ :‬اي‬ ‫‪ _-‬انجلت الشمس‬ ‫السابق ‪.‬‬ ‫آيتان ‪ :‬علامتان تدلان على قدرة الله عز وجل ب وعلى أنه هو الملسخر‬ ‫للكون بما فيه من أجرام ومخلوقات ‪.‬‬ ‫صلاتا الخسوف والكسوف من السنن المؤكدة التى صلاها النبى عملة‬ ‫وامر بها كما جاء في رواية ابي بكرة ۔ عند البخاري ‪ « :‬فصلوا حتى‬ ‫ينكشف ما بكم ! ‪.‬‬ ‫وجاءت أحاديث الباب لتعطينا توضيحا لكيفية صلاته عبل;‪ 4‬فقد خسفت‬ ‫الشمس في عهده عليه الصلاة والسلام س وذلك يوم مات ولده إبراهيم‬ ‫كما جاءذلك مصرحا به في رواية عائشة عند المصنف ‪ .‬وكان هذا الحدث‬ ‫في شهر ربيع الاول أو في رمضان من العام الهاشر أو التاسع للهجرة ‪.‬‬ ‫ويقال إن وقت الكسوف كان يومئذ اول النهار وبعد طلوع الشمس‬ ‫مباشرة ‪.‬‬ ‫وقد خرح النبي _ تله إلى المسجد س فصلى بالناس في جماعة حيث‬ ‫قام قياما طويلا قرا فيه من القرآن ما يماثل سورة البقرة ‪ .‬ثم ركع ركوعا‬ ‫طويلا ‪ .‬وعاد بعد هذا الركوع إلى القيام مرة أخرى ‪ .‬وقرأ فيه ايضا ولكن‬ ‫كانت قراءته أقل من الاولى ثم سجد \ ثم قام مرة أخرى ث وكرر في هذا‬ ‫القيام مافعله فى القيام الأول ولكنه أيضا أقل من الاولى ‪ .‬ثم انصرف وقد‬ ‫انجلت الشمس ‪ .‬وبذلك يكون جاء بأربع ركوعات في ركعتين ‪ 0‬وتكون‬ ‫صلاة الخسوف والكسوف على هذه الصفة ‪.‬‬ ‫وهنالك أقوال أخرى للعلماء في صفتها ‪ .‬وعدد ركعاتها ربما أخذوها‬ ‫`‬ ‫من ظاهر بعض الروايات ‪.‬‬ ‫ولكن القول الاول هو المشهور عند جمهور العلماء ‪.‬‬ ‫لابد منه وإن‬ ‫والخسوف‬ ‫في صلا تي الكسوف‬ ‫قرا ءة الفاتحة‬ ‫أن‬ ‫ومعلوم‬ ‫لم يرد مصرَحا به في أغلب الروايات ‪ .‬لأن ذلك كان معلوما ولا يحتاج إلى‬ ‫ذكر ‪ :‬ولانه يدخل في قوله « كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫خد ‏‪ ١‬ح‬ ‫خلاف‬ ‫مٹار‬ ‫‪ .‬هذا‬ ‫أم لا‬ ‫والكسوف‬ ‫الخسوف‬ ‫لصلاة‬ ‫وهل يخطب الإمام‬ ‫‪.‬‬ ‫العلماء‬ ‫بين‬ ‫} ۔ قام بعد الصلاة فخطب الناس‬ ‫وأصل ذلك ما جاء من أنه _‬ ‫ووعظهم وذكرهم بآيات الله في كونه ‪ ..‬إلى آخره ‪ .‬فهل يعتبر فعله هذا‬ ‫سنة يؤتى بها بعد هذه الصلاة ‪ .‬عند وقوع هذا الحدث كما فعل عليه‬ ‫السلام ‪.‬‬ ‫هذا ما ذهب إليه بعض العلماء ‪.‬‬ ‫أم أن فعله _ تله ۔ فى هذا المقام من الخطبة والحديث للناس يعتبر من‬ ‫وقائع الحال بسبب موت ولده إبراهيم س وما حصل من إشاعات بين الناس‬ ‫‪٧١‬‬ ‫لوت إبراهيم ؟ وكان من السائد عندهم في‬ ‫كسفت‬ ‫من أن الشمس‬ ‫الجاهلية أن الكواكب والأجرام السماوية لها تاثير على الناس ‪ .‬وعلى‬ ‫الأحداث الجارية في الارض ‪ ..‬فقام النبي ۔ تثله ۔ من أجل هذا‪ -‬يرد على‬ ‫تلك الدعاوي ويوضح للناس ان الشمس والقمر كغيرهما من المخلوقات‬ ‫‪ .‬إنما همي آيات من آيات الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬المبثوثة في الكون ‪ 0‬والتي تدل‬ ‫على كمال القدرة ى وحسن الصنعة ‪ .‬وعلى تسخير الله لهما ‪.‬‬ ‫وأنهما لا يؤثران ۔ ضرا ولا نفعا على غيرهما ‪ .‬والفاعل لذلك هو الله‬ ‫عز وجل ‪.‬‬ ‫هذا ما يوجه به أصحاب الراي القائل بعدم مشروعية الخطبة آراءهم ‪.‬‬ ‫والمامور به في هذا المقام الصلاة والإلتجاء إلى الله ۔ عن وجل ۔‬ ‫والتضرع إليه بالدعاء والذكر والتكبير والتصدق كما جاء ذلك فى الحديث‬ ‫`‬ ‫ه فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله ‏‪ ٧‬وكبروه وتضرّعوا وتصدقوا» ‪.‬‬ ‫ولا شك أن مثل هذه الاحداث الكونية التي تقع في ملكوت الله وفي‬ ‫كونه ما هي إلا جزء من النظام الكوني الذي تسير الإرادة الإلهية ‪.‬‬ ‫وتهيمن عليه القدرة النافذة لخالق هذا الكون ‪ .‬ولذلك أمر الإنسان المسلم‬ ‫في مثل هذه الاحوال أن يفزع إلى الله ۔ عز وجل ى ويتوجه إليه ‪ .‬ويتعلق‬ ‫به ؛ إظهارا لعظمة مولاه ‪ :‬وخوفا من عقوبته وبطشه س وطلبًا لرحمته ‪.‬‬ ‫واعترافَا له بالطاعة ‪ 0‬والخضوع م أما في عظمة الكون وما يجري فيه من‬ ‫‪.‬‬ ‫أحداث‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫۔ مشروعية الصلاة عند حدوث الخسوف والكسوف ‪.‬‬ ‫‪ -‬انها تصلى في جماعة لقوله ‪ ( :‬فصلى بنا رسول الله تله ) ‪.‬‬ ‫‪ -‬أنها أربع ركعات في ركوعين كما جاء في كثير من الروايات ‪.‬‬ ‫‪ -‬ان القراءة في الاولى تكون أطول من الثانية ‪.‬‬ ‫‪ -‬يشرع الذكر والتكبير والدعاء والصدقة عند وقوع هذه الأحداث ‪.‬‬ ‫‪ -‬التوجه إلى الله والتعلق به في مثل هذه الحالات ‪.‬‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫التطو ع‬ ‫صلاة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري انه قال ‪ :‬كان‬ ‫رسول الله ۔ تله ۔ يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين ى وبعد‬ ‫المغرب ركعتين وبعد صلاة العشاء ركعتين وكان لا يصلي بعد الجمعة‬ ‫حتى ينصرف الناس ‪ ..‬ويصلي ركعتين ‪.‬‬ ‫ولكن له حظ من الليل يصلي فيه ما شاء الله ‪.‬‬ ‫‏‪. "» ١٩٨‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الر بيع برقم ”¡‬ ‫‪ 0‬وورد‬ ‫‏‪ ١‬لگمفاظ‬ ‫في بعض‬ ‫انتلاف‬ ‫مع‬ ‫عن ابن عمر‬ ‫وأخرجه الشيخان‬ ‫!‬ ‫في بيته‬ ‫بعد العشاء‬ ‫‏‪ ٠8‬وركعتين‬ ‫في بيته‬ ‫بعد المغرب‬ ‫‏‪ ٠‬وركعتين‬ ‫فيه‬ ‫‪ .‬وفيه‬ ‫كل من أحمد ومسلم وأبو داود‬ ‫معناه‬ ‫وركعتين قبل الصبح وأخرج‬ ‫وقبل الظهر أربعا ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫له حظ من الليل ‪ .‬اي له نصيب من صلاة الليل‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫الحديث يذكر فيه الراوي صلاة التطوع التي كان يصليها النبي _ تبلله ۔‬ ‫وهي في مجموعها عشر ركعات قبل الظهر وبعدها وبعد المغرب وبعد‬ ‫‪٧٤‬‬ ‫العشاء ‪ .‬وبعد الجمعة ركعتين ركعتين فى كل وقت من هذه الاوقات‬ ‫الخمسة ‪ ..‬بعشر ركعات ‪ .‬وجاء في رواية ابن عمر ۔ عند احمد والبخاري‬ ‫ومسلم ۔ زيادة ( ركعتين قبل الغداة ‪ .‬كانت ساعة لا أدخل على النبي ۔‬ ‫تله ۔ فيها ‪ ..‬فحدثتني حفصة انه كان إذا طلع الفجر ‪ .‬واذن المؤذن صلى‬ ‫ركعتين ‪.‬‬ ‫فتصير على هذا مجموع الركعات إثنتى عشرة ركعة ‪ .‬وجاء ايضا في‬ ‫رواية عائشة ‪ .‬أنه يصلي قبل الظهر اربعا ‪ .‬ويمكن أن يحمل هذا على ان‬ ‫كل واحد من الرواة نقل ما رآه ‪ ..‬إذ كان _ تت ۔ يصلي تارة ركعتين وتارة‬ ‫أربعا أو أنه كان يصلي في المسجد ركعتين وفي بيته أربعا ‪ 4‬فنقل كل راو‬ ‫حالة من هذه الحالات ‪.‬‬ ‫وكذلك الصلاة بعد الجمعة تدور فيها الروايات ث بين ركعتين وأربع‬ ‫ركهات ‪.‬‬ ‫ففي حديث الباب وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف الناس ‪.‬‬ ‫ويصلي ركعتين ‪.‬‬ ‫‪ -‬وجاء في رواية ابن عمر عند الجماعة أن النبي _ تبل; ۔ كان يصلي‬ ‫بعد الجمعة ركعتين في بيته ‪.‬‬ ‫‪ -‬وورد في حديث أبي هريرة ۔ عند الجماعة ‪ -‬إلا البخاري ‪ -‬ان النبي ۔‬ ‫تنه ۔ قال ‪ :‬ه إذا صلى احدكم الجمعة فليصل بعدها أربع ركعات‬ ‫هذا ملخص موضوع ما في صلاته ۔تب;۔ قبل وبعد الصلوات‬ ‫اللفنرورضة ‪.‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫وجاء آيضا الحث على ركعتي الفجر ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لفجر خير‬ ‫‪ :‬ركعتا‬ ‫ومسلم‬ ‫وا لترمذي‬ ‫أحمد‬ ‫عند‬ ‫عائشة‬ ‫حديث‬ ‫ففي‬ ‫من الدنيا وما فيها ‪.‬‬ ‫ركعتي‬ ‫‏‪ ١‬لا تَسَعُوا‬ ‫وأبى دا ود _‬ ‫أحمد‬ ‫‪ ».‬عند‬ ‫وفي حد يث أبي هريرة‬ ‫الفجر ولو طردتكم الخيل » ‪.‬‬ ‫مما يدل على فضل ركعتي الفجر وعلى تاكيدهما ‪.‬‬ ‫وتبقى بعد ذلك ‪ 0‬صلاته _ تبل ۔ بالليل ‪ ...‬وقد أشار إليها أبو سعيد‬ ‫بيثاب بقوله ‪ ( :‬لكن له حظ من الليل يصلي فيه ما شاء الل )‬ ‫اويلحد‬‫را‬ ‫ولم يذكر عدد الركعات التي كان يصليها تبه{ ۔بالليل ولكن جاء في‬ ‫حديث جابر ۔ عند المصنف ۔قال ‪:‬سألت عائشة ‪:‬كم يصلي رسول الله ۔‬ ‫ضان ؟ قالت ‪ :‬ما كان رسول الله _ تله ۔ يزيد في رمضان‬ ‫مفي‬ ‫ر۔‬ ‫تل‬ ‫‪.‬‬ ‫على ثلاث عشرة ركعة‬ ‫وجاء في حديث ابن عباس ۔ عند المصنف أيضا ۔ في حديث مبيته عند‬ ‫ميمونة زوج النبي _ تله ۔ قوله ‪ :‬فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله ۔ مكة‬ ‫يده اليمنى على رأسي واخذ بأذني يفتلها ‪ .‬ثم صلى إثنتي عشرة ركعة !‬ ‫ثم أوتر ثم اضطجع ‪.‬‬ ‫ولعل الحكمة من صلاة النوافل _ والله أعلم ۔ أنها تكون جبرا لما‬ ‫عساه أن يحدث لإنسان من نقص في صلاة الفرض فتأتي النوافل لتكون‬ ‫متممة لها ‪.‬‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫كما جاء في حديث تميم الداري ۔ عند احمد وأبي داود والحاكم وابن‬ ‫ماجة قال ‪ :‬قال رسول الله _ تله ‪ : -‬‏‪ ٠‬اول ما يحاسب به العبد يوم‬ ‫القيامة صلاته ‪ .‬فإن كان اتمها كتبت له تامة ‪ ..‬وإن لم يكن اتمها قال الله‬ ‫لملائكته ‪ :‬انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون به فريضته ثم‬ ‫الزكاة كذلك ‪ ..‬ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك ! ‪.‬‬ ‫وعلى كل ينبغي للمسلم التعود على الإكثار من صلاة النوافل بالليل‬ ‫والنهار ‪ .‬وقبل الصلوات المكتوبة وبعدها تقربا إلى الله عز وجل ‪ 0‬ورجاء‬ ‫طاعته وثوابه وتكميلا مايمكن أن يكون من نقص او إخلال في الصلوات‬ ‫اللفروضة ‪.‬‬ ‫ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو ما يتعلق بالإطلاق الفقهي الدارج فى‬ ‫والمندوب إليه‬ ‫والمستحب والنفل والتطوع‬ ‫بالمسنون‬ ‫ا لتطوع‬ ‫تسمية صلاة‬ ‫من ‏‪ ١‬گفا ظ‬ ‫وا لوسيلة إالى غير ذلك‬ ‫والملرغب فيه وا لحسن وا لفضيلة‬ ‫الدارجة ‪.‬‬ ‫فالواقع أن مثل هذه التسميات وإن اختلف مدلولها اللغوي من إطلاق‬ ‫لاخر ولكنها تعتبر في المعنى آلفاظا مترادفة س ويرجع فيها إلى مدلول‬ ‫واحد يعبر به عما عدا الفرائض ‪.‬‬ ‫وتدخل فيه أيضا السنن التي واظب عليها النبي _ تثله _ مثل سنتي‬ ‫الفجر والمغرب ‪.‬‬ ‫‪٧٧‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث‬ ‫‪ -‬يؤخذ من مجموع الروايات فى هذا الباب أن تطوعه _ بله ۔ كان في‬ ‫حدود إثنتي عشرة ركعة ‪.‬‬ ‫‪ -‬الترغيب في المواظبة على هذا النوع من التطوع الذي كان‬ ‫يفعله _ مبلله ‪..‬‬ ‫‪ -‬الترغيب في صلاة الليل لأنه ۔ تله ۔ كان له حظ وافر منها ‪.‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫تخفيف الصلاة لمن يصلي بالناس‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله عبله ‪:‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫وا لضحعيف‬ ‫‏‪ ١‬لسقيم‬ ‫فيهم‬ ‫فإن‬ ‫فليخفف‬ ‫«إذا صلى أحد كم با لنا س‬ ‫والكبير‪ ..‬وذا الحاجة ‪ ..‬فإذا صلى لنفسه فليطل ما شاء ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢١٠‬؛‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه‬ ‫وأخرجه الجماعة ايضا ‪.‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫فليخقف ‪ :‬أي يتجوز في صلاته تجوزاً لا يخل فيه بشيء من وظائفها‬ ‫السقيم ‪ :‬من به مرض أو علة ‪.‬‬ ‫الضعيف ‪ :‬من به ضعف في جسمه بحيث لا يقوى على الإطالة‬ ‫الكبير ‪ :‬الشيخ المسن الذي يتأثر بالإطالة ‪.‬‬ ‫ذو الحاجة ‪ :‬الذين لهم متطلبات مثل الكسب وطلب الرزق ‪ 0‬وما اشبه‬ ‫ذلك من الأمور التي تتطلبها حياة الإنسان ‪.‬‬ ‫صلى لنفسه ‪ :‬أي منفردا وليس بإمام ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫سبب هذا الحديث كما جاء موضحا في رواية أخرى ۔ عند البخاري _‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫أن رجلا قال ‪ :‬والله يا رسول الله إني لأتاأخر عن صلاة الغداة من اجل فلان‬ ‫فما رايت رسول الله ۔ عة ۔ فى موعظة أشد غضبًا منه يومئذ ‪ ..‬ثم‬ ‫قال ‪« :‬إن منكم منفرين ‪ -‬فأيّكم صلى بالناس فليخفف فإن فيهم‬ ‫‪.‬‬ ‫الضعيف والكبير وذا الحاجة )‬ ‫يراعوا في صلاتهم أحوال الناس الذين يأتمون بهم ‪.‬‬ ‫۔ فقد يكون في هؤلاء أناس مرضى يؤثر عليهم مرضهم ‪.‬‬ ‫‪.‬۔ وقد يكون فيهم الكبار في السن فهم لا يتحملون الإطالة في الصلاة‬ ‫وهنالك ايضًَا أصحاب الحوائج الذين تفرض عليهم حياتهم المعيشية ‪.‬‬ ‫أنماطا من الاوضاع ‪.‬‬ ‫على‬ ‫أجسا مهم ضميفة بطبيعتها ‘ ولا تقوى‬ ‫من تكون‬ ‫‪ -‬وهناك‬ ‫‪ .‬ونبي‬ ‫لهم أوضاعهم وأحوالهم ‪ .‬ولهم أعذارهم‬ ‫هؤلاء‬ ‫التحمل ‪ ..‬فإن أمثال‬ ‫الرحمة يؤكد في هذا الحديث على مراعاة هؤلاء ت وعدم التطويل بهم ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بهم‬ ‫ورحمة‬ ‫بحالهم‬ ‫رأفة‬ ‫وهم بلا شك موجودون تقريبا في كل مجتمع س وبكل مكان ‪ .‬وقد لا‬ ‫يعدم في أي جماعة من وجود هؤلاء وأمثالهم ‪ .‬وحتى وإن كان موضوع‬ ‫التطويل والتخفيف مما يعتبر من الأمور الإضافية أو النسبية بمعنى أن ما‬ ‫يعتبر تطويلا أو تخفيفا عند قوم قد لا يعتبر كذلك عند اخرين ‪.‬‬ ‫فإنه وإن كان الأمر كذلك إلا أنه يبقى بعد ذلك أنه لابد من مراعاة‬ ‫النسبية بمعنى أن ما يعتبر تطويلا أو تخفيف عند قوم قد لا يعتبر‬ ‫كذلك عند اخرين ‪.‬‬ ‫فإنه وإن كان الأمر كذلك إلا أنه يبقى بعد ذلك أنه لابد من مراعاة‬ ‫من‬ ‫تنقفير النااس‬ ‫عدم‬ ‫‏‪ ١‬للمصلين ‪ .‬ومرا عاة‬ ‫أحوال‬ ‫التخفيف ‪ .‬ومرا عاة‬ ‫المساجد ث ومن صلاة الجماعة ‪.‬‬ ‫وقد جاء هذا المعنى مؤكدا عن النبى _ تب ۔ فى عدة أحاديث ‪.‬‬ ‫‪ -‬فعن أنس ۔ عند الشيخين ۔ قال ‪ :‬ما صليت خلف إمام قط ى أخف‬ ‫صلاة ولا اتم صلاة من صلاة النبى _ تبثه _ ‏‪٠‬‬ ‫‪ -‬وعن أنس أيضا عند الجماعة ۔ عن النبي كث قال ‪ :‬ه إني لأدخل في‬ ‫مما‬ ‫صلاتى‬ ‫فى‬ ‫فأتجوز‬ ‫‏‪ ١‬لصبى‬ ‫بكا ء‬ ‫فاسمع‬ ‫«‬ ‫إطا لتها‬ ‫وأنا أريد‬ ‫ه‬ ‫الصلاة‬ ‫‪.‬‬ ‫وجد أمه من بكائه‬ ‫شدة‬ ‫أعلم من‬ ‫أبي داود والنسائي ‪ -‬أن‬ ‫عند‬ ‫بن أبي العاص‬ ‫في حديث عثمان‬ ‫‪ 7‬وجاء‬ ‫النبي _ عله ‪ -‬قال له ‪ « :‬أنت إمام قومك م واقدر القوم بأضعفهم ‪. 0...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كثير ة‬ ‫ا لنصو ص‬ ‫هذه‬ ‫وامثال‬ ‫الصلاة‬ ‫من وظا ئف‬ ‫مخلة بشيء‬ ‫ينبغي أن لا تكون‬ ‫التخفيف كذلك‬ ‫ومسألة‬ ‫بل لابد مع التخفيف من إتمام هيئات الصلاة كلها ‪ :‬وليس كما يفعل بعض‬ ‫العوام من السرعة المخلة التي لا يتمكن فيها المأموم من متابعة إمامه مثلا ‪ ...‬أو‬ ‫من أداء الصلاة كاملة مع الإطمئنان ‪.‬‬ ‫‪٨١‬‬ ‫أما إذا صلى الإنسان لنفسه ة وكان منفردا ‪ .‬فله أن يطيل كما يشاء‬ ‫كما جاء في الحديث ه فليطل ما شاء ‪ .‬لأنه حينئذ أمير نفسه \ ولا خوف‬ ‫على أحد معه من الإطالة » ‪.‬‬ ‫إلا إذا خاف فوات الوقت فإنه ليس له أن يطيل إطالة ينتهي معها الوقت‬ ‫إلى وقت صلاة اخرى ففي هذا نوع من التفريط ‪ .‬كما جاء في حديث أبي قتادة‬ ‫۔ عند مسلم ‪ -‬ه ‪ ...‬إما التفريط أن تؤخر الصلاة حتى يدخل وقت‬ ‫الأخرى » ‪.‬‬ ‫لكن إذا علم من يصلي بالناس انه ليس وراءه احد من أهل الاعذار‬ ‫مثلا ‪ ...‬أو أن المصلين خلفه وافقوا على نوع من الإطالة ‪ ..‬فهل له في مثل‬ ‫هذه الحال أن يطيل س ويكون عمله هذا مقبولا شرعا؟‬ ‫بعض العلماء لا يرى بأسَا في هذا ‪ ...‬لأنه لا محظور هنا ‪ .‬ولان‬ ‫النهي عن التطويل في الحديث جاء معللا بقوله ‪ :‬ه فإن فيهم السقيم‬ ‫والضعيف والكبير وذا الحاجة » ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ومفهومه أنه إذا لم يوجد أحد من هؤلا ء انتفى ‏‪ ١‬محذور‬ ‫غير أن الظاهر من سياق النصوص في هذا الباب س ومن مدلول‬ ‫الاحاديث الواردة في ذلك أن الأحسن والأولى أن يترك الأمر بالتخفيف‬ ‫على إطلاقه ‪.‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫۔ لأنه قال ‪ « :‬إذا صلى أحدكم بالناس ‪ ...‬إلخ ى ولم يشترط وجود نوع‬ ‫من المصلين ‪ ...‬دون نوع آخر ) ‪.‬‬ ‫‪ -‬وايضا فإن الرحمة والتيسير يبغي أن يكونا على كل حال من اجل‬ ‫‪ .‬ووضع‬ ‫التخفيف عن الناس بصفة عامة س حتى ولو لم تكن هناك مشقة‬ ‫يغلب‬ ‫في ‏‪ ١‬لنص اي‬ ‫المصلين في صلاةا لجما عة يغلب أن يكون كما ورد‬ ‫وجود أهل الأعذار فيها إما بصفة يقينية ‪ .‬وإما بصفة احتمالية ‪.‬‬ ‫أحد‬ ‫ربما يدخل معه في صلاته‬ ‫فان الإمام لا يدري‬ ‫على هذا كله‬ ‫علاوة‬ ‫من أهل الأعذار ‪.‬‬ ‫إذن ففي التخفيف درء لكل هذه الإحتمالات ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫۔ مشروعية التخفيف للإمام في صلاة الجماعة ‪.‬‬ ‫‪ -‬مراعاة أهل الأعذار مثل المرضى والمسنين وغيرهم من الناس ‪.‬‬ ‫‪ -‬الحاجة في أمور الدنيا تعتبر عذرا لتخفيف الصلاة ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن من صلى منفردا فله أن يطيل كما شاء ‪.‬‬ ‫الاحكام تناط بالفالب فينبغي التخفيف ولو لم يكن هناك احد من‪:‬‬ ‫أمل الاعذار ‪.‬‬ ‫‪٨٣‬‬ ‫قراءة فاتحة الكتاب فى الصلاة ‪.‬‬ ‫وأن البسملة آية منها‬ ‫‪ -‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول الله ‪-‬‬ ‫تلة ‪ :‬من صلى صلاة لم يقرا فيها بام القرآن فهي خداج ! ‪.‬‬ ‫قال الربيع ‪ :‬الخداج الناقص س وهي غير التمام ‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال ‪ :‬فاتحة الكتاب هي أم‬ ‫القرآن فقراها وأقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم \ وقال ‪ :‬إنها آية من‬ ‫كتاب الله ‪.‬‬ ‫قال الربيع ‪ :‬قال أبو عبيدة ‪ :‬وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس‬ ‫مثل هذا ‪.‬‬ ‫الحديثان أخر جهما الإمام الربيع ‪ 4‬الأول عن أنس بن مالك‬ ‫‏‪ ٢٠‬‏؛‪ ٢٢‬والثاني عن اين عباس برقم « ‏‪. » ٢٢٣‬‬ ‫برقم‬ ‫والحديث الأول اخرجه أيضًا أحمد وابن ماجه عن عائشة رضي الله‬ ‫‪.‬‬ ‫مختلفة عن ابي هريرة‬ ‫عنها واخرجه آخرون بألفاظ‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫الخداج ‪ :‬النقصان ‪ 0‬يقال خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوانه ‪.‬‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والمراد أنه أتى بصلا ة غير كاملة‬ ‫فاتحة الكتاب ‪ :‬هي الحمد ‪ 6‬وسميت بفاتحة الكتاب لانها وضعت في‬ ‫اول القرآن ‪ .‬وفاتحة كل شي ء أوله ‪ .‬وتسمى بأم القرآن لأنها أصل القران ه‬ ‫وقد وضعت في مقدمته فكأنها تؤمه ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الحديث الاول نص في وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة ‪ 0‬وفي وجوب‬ ‫قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة ‪.‬‬ ‫وفي وجوب قرعءتها على الإمام والمأموم والمنفرد ‪.‬‬ ‫فاما وجوب قراءتها فايلصلاة‬ ‫فلحديث الباب « من صلى صلاة لم يقرأ فيها بام القرآن فهي خداج !‬ ‫ولحديث عبادة بن الصامت ۔ عند مسلم وأبي داود وابن حبان أن النبي ۔‬ ‫تله ۔ قال له ‏‪ ٠:‬لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب ‪ ....‬فصاعدا ؛‬ ‫رسول الله _ علكه‬ ‫وحديث عائشة عند أحمد وابن ماجه ۔ قالت ‪ :‬سمعت‬ ‫‪ -‬يقول ‪ :‬‏‪ ٠‬من صلى صلاة لم يقرا فيها بام القرآن فهي خداج!‪.‬‬ ‫فإن هذه الأحاديث ونحوها تنفي وقوع الصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة‬ ‫الكتاب ‪ .‬وقد جاء فى هذا المعنى جملة أحاديث بروايات مختلفة ‪ .‬وكلها‬ ‫تدل على وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة ‪ .‬وأن الصلاة لا تتم بدون‬ ‫قراءتها كما جاء مصرحا بذلك في رواية الدارقطني ‪ 8‬وابن حبان حيث جاء‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫في هذه الرواية قوله ۔ تبلة{۔ ‏‪ ٠:‬لا تجزي صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة‬ ‫‪.‬‬ ‫الكتاب‬ ‫أما وجوب قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة ‪ .‬فقد دلت على‬ ‫ذلك نصوص كثيرة ‪ .‬وهذا ما يؤخذ أيضا من حديث الباب ‪ « :‬من صلى‬ ‫صلاة لم يقرا فيها بام القرآن فهي خداج ! ‪.‬‬ ‫فكلمة صلاة تشمل كل ركعة من ركعاتها ‪ .‬فكما تنتفي الصلاة بعدم‬ ‫قراءة الفاتحة فيها ؛ كذلك تنتفي بعدم قراءتها في ركعة من ركعاتها ‪.‬‬ ‫ليضا مما يدل على وجوب قراءتها في كل رقعة حديث المسيء في صلاته‬ ‫فقد جاء في حديث ابي هريرة ۔ عند الجماعة قوله ‏‪ ... ٠:‬ثم افعل ذلك في‬ ‫صلاتك كلها ! بعد أن أمره بقراءة الحمد ‪.‬‬ ‫وفي رواية أخرى ‪ -‬عند أحمد وابن حبان ‪ « :‬ثم افعل ذلك في كل‬ ‫‪.‬‬ ‫ركعة!‬ ‫وقد ثبت أن النبي ۔ تله ۔ كان يقرا بفاتحة الكتاب في كل ركعة من‬ ‫صلاته ‪ 0‬فعن أبي قتادة ۔ عند البخاري ‪ -‬ان النبي _ ته ۔ كان يقرا في كل‬ ‫ركعة بفاتحة الكتاب ‪ .‬هذا مع قوله ‪ :‬ه صلوا كما رأيتموني أصلي » ‪.‬‬ ‫واما وجوب قراءتها على الإمام والمأموم والمنفرد ‪ :‬هو مروي عن‬ ‫جماعة من الصحابة ؛ منهم عمر بن الخطاب ‪ 8‬كما جاء في حديث يزيد‬ ‫ابن شريك ۔ عند الدارقطني ۔ قال ‪ :‬سألت عمر عن القراءة خلف الإمام‬ ‫فأمرني أن أقرأ ‪ .‬قلت ‪ :‬وإن كنت أنت ‏‪ ٠‬قال ‪ :‬وإن كنت أنا ‪ .‬قلت ‪ :‬وإن‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫جهرت ى قال ‪ :‬وإن جهرت ۔ كما جاء فى حديث عبادة بن الصامت ۔ عند‬ ‫الربيع ‪ -‬قال ‪ :‬صلى بنا رسول الله ۔ له ۔ صلاة الغداة فثقلت عليه‬ ‫القراءة‪ .‬فلما انصرف قال ‪ « :‬لعلكم تقرءون خلف إمامكم » ‪ .‬قلت ‪ :‬أجل‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ه لا تفعلوا إلا بأم القران فإنه لا صلاة إلا بها ! ‪.‬‬ ‫اا قوله تعالى ‪ « :‬وَإِدَاقرتلشُرهادقاستمغواله‪.‬وآنصثوالَعَنَكُة‬ ‫َرَحَنُونَ ه الاعراف ‏(‪. )٢٠٤‬‬ ‫فإن الاية لا دليل فيها على عدم قراءة المأموم لمخاطبته بالإنصات‪ ،‬لأن‬ ‫دلالتها عامة ‏‪ ٠‬إذ يمكن أن ينصت المأموم ‪ -‬فيما عدا الفاتحة ‪.‬‬ ‫ولان قراءة المأموم خلف إمامه ثبتت بنصوص أخرى كما في حديث‬ ‫يزيد ( قلت ‪ :‬وإن جهرت ؟ قال ‪ :‬وإن جهرت ) ‪.‬‬ ‫اما القول بقراءة المأموم في سكنات الإمام فإنه لا دليل عليه ‪.‬‬ ‫ويدل الحديث الثاني على أن البسملة آية من الفاتحة ‪ .‬وأنها تقرأ معها‬ ‫جهرا في موضع الجهر ىوسرا في موضع السر ‪.‬‬ ‫وقد تضافرت النصوص الكثيرة على ذلك ‪.‬‬ ‫ففي حديث انس ‪-‬عند البخاري كيف كانت قراءة النبي _تك ۔ فقال‬ ‫حلهمن الرحيم يمد بسم الله ث ويمد الرحمن‬ ‫رم ال‬ ‫لأ بس‬ ‫ا قر‬‫‪ :‬كانت مدا ‪ .‬ثم‬ ‫ويمد الرحيم ‪.‬‬ ‫وفيه دلالة واضحة على الجهر بها في الصلاة لأن تحديد أنس في كونه‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫في‬ ‫لا يتأتى إلا‬ ‫التحديد‬ ‫وهذا‬ ‫«‬ ‫الصلاة‬ ‫فى‬ ‫منه‬ ‫أنه سمعها‬ ‫على‬ ‫يمد هكذا‬ ‫القراءة الجهرية ‪.‬‬ ‫عن‪.‬‬ ‫أنها سئلت‬ ‫وأبي داود ‪-‬‬ ‫أحمد‬ ‫_ عند‬ ‫أم سلمة‬ ‫من طريق‬ ‫وقد جاء‬ ‫قراءة النبى _ تك ۔ ‪ .‬فقالت ‪ :‬كان يقطع قراءته آية آية ‪ :‬بسم الله الرحمن‬ ‫الرحيم ‪ ..‬الحمد لله رب العالمين ‪ ...‬الرحمن الرحيم ‪ ...‬مالك يوم الدين ‪.‬‬ ‫والجهر بالبسملة في الصلاة مروي عن ابن عمر س وابن عباس س وعلي‬ ‫وعمار ‪ 0‬وابن الزبير ‪ ..‬وعن كثير من علماء التابعين ‪.‬‬ ‫على شرط‬ ‫‪ :‬صحيح‬ ‫ا لشافعي والحاكم وقا ل‬ ‫أنس _ عند‬ ‫وجا ء عن‬ ‫مسلم ‪ .‬قال ‪ :‬صلى معاوية بالناس بالمدينة صلاة جهر فيها بالقراءة ‪ .‬فلم‬ ‫ناداه‬ ‫فرغ‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫النفغض‬ ‫يكبر فى‬ ‫‪ .‬ولم‬ ‫الله الرحمن الرحيم‬ ‫فيها بسم‬ ‫يقرأ‬ ‫المهاجرون والأنصار ‪ :‬يا معاوية ‪ .‬نقضت الصلاة ى أين بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫؟ وأين التكبير إذا خفضت ورفعت ؟ ‪ .‬فكان إذا صلى بهم بعد ذلك قرأ بسم الله‬ ‫الرحمن الرحيم وكبر ‪.‬‬ ‫وجاء في حديث أبي هريرة ۔ عند الطبراني وابن مردويه والبيهقي ۔‬ ‫بلفظ ‪ :‬الحمد لله رب العالمين ‪ .‬سبع آيات ‪ -‬بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫‏‪ ١‬لقرآن‬ ‫أم‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫العظيم‬ ‫« والقرآن‬ ‫إحداهن ‪ .‬وهي السبع المثا ني‬ ‫فاتحة الكتاب ‪.‬‬ ‫وقد اخرجه ۔ ايضا ۔ الدارقطنى مع اختلاف فى اللفظ ‪.‬‬ ‫والحديث صريح في أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة ‪ .‬وجاء‬ ‫‪:‬‬ ‫سكتتان‬ ‫_‬ ‫إنت‬ ‫للنبى ‪7‬‬ ‫‪ :‬كان‬ ‫قا ل‬ ‫الدارقطنى _‬ ‫عند‬ ‫_‬ ‫سمرة‬ ‫حديث‬ ‫فى‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬وفيه‬ ‫من ‏‪ ١‬لقرآن‬ ‫سكتة اذا قرأ بسم الله ‏‪ ١‬لرحمن الرحيم ‪ .‬وسكتة إذا فرغ‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫_ كان يقرأها في الفاتحة ‪ 0‬ويجهر‬ ‫النبي ۔ ئ‬ ‫‪.‬‬ ‫مختلفة‬ ‫الحا كم والدارقطنى ‪ 7‬وبألفا ظ‬ ‫أنس ۔ عند‬ ‫فى حديث‬ ‫وجاء‬ ‫قال ‪ :‬سمعت رسول الله ۔ تبل ۔ يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ‪ .‬وهو‬ ‫نص في الجهر بها ‪ .‬وفي قراءتها ‪.‬‬ ‫والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫‪ -‬ان قراءة الفاتحة ركن أساسي في الصلاة ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن الصلاة لا تصح ولا تتم بدونها ‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة ‪.‬‬ ‫۔ وجوب قراءتها على الإمام والمأموم والمنفرد ‪.‬‬ ‫۔ أن البسملة آية من الفاتحة ‪.‬‬ ‫۔ وجوب قراءة البسملة مع الفاتحة ‪.‬‬ ‫‪ -‬وجوب الجهر بها۔ كما فعل النبي _ تك ۔ ‪.‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫القعود المنهى عنه فى الصلاة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي _ تب‪ 4‬۔ انه نهى‬ ‫المصلي ان يقعي في صلاته إقعاء الكلب ى وأن ينقر فيها نقر الديك ؛ أو‬ ‫يلتفت فيها التفات الثعلب م أو يقعد فيهاقعود القرد ‪.‬‬ ‫‪ .‬وقعود‬ ‫ولا ينصبهما‬ ‫ذرا عيه‬ ‫‪ :‬أن يفرش‬ ‫الكلب‬ ‫الربيع ‪ :‬ا قهاء‬ ‫قال‬ ‫فعل شيئا من هذه‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫قدميه‬ ‫‪ :‬أن يقعد على عقبه ‪ 0‬وينصب‬ ‫القرد‬ ‫‪.‬‬ ‫صلاته‬ ‫الأربعة ؛‪.‬قعليه اعادة‬ ‫الورجوه‬ ‫برقم‬ ‫الإمام الربيع من رواية ابن عباس‬ ‫الحديث أخرجه‬ ‫‏‪. \ ٢٣٨‬‬ ‫وأخرجه أحمد من رواية أبي هريرة ؛‪ :‬لكن بدون قوله ‪ ( :‬أو يقعد فيها‬ ‫قعود القرد ( ‪.‬‬ ‫واخرجه البيهقي أيضا ‪ .‬وأشار إليه الترمذي من رواية ليث بن أبي‬ ‫‘ وابن ماجة‬ ‫وا لنسائى‬ ‫عند أبي داود‬ ‫الفراب‬ ‫النهي عن نقرة‬ ‫‪ .‬وورد‬ ‫سليم‬ ‫من رواية عبد الرحمن بن شبل ‪.‬‬ ‫وابن ماجة من رواية‬ ‫‪ .‬وابي داود‬ ‫النهمي عن الإقعاء عند الترمذي‬ ‫وورد‬ ‫علي ‪.‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫‪ -‬الإقعاء ‪ :‬كما فسره الإمام الربيع هو أن يفرش ذراعيه ولا ينصبهماء‬ ‫وفسره غيره بالقعود على العقبين ونصب القدمين ‪ 0‬وجاء في مختار‬ ‫الصحاح أقعى الكلب جلس على أسته مفترشا رجليه وناصبا يديه ‪.‬‬ ‫‪ -‬نقر الديك ‪ :‬التقاطه الحب بمنقاره‪ .‬وشبه من لا يطمئن في صلاته ‪.‬‬ ‫ويسرع في سجوده بنقر الديك بجامع السرعة في كل منهما ‪ .‬وهذا‬ ‫شان من يستعجل في صلاته س فلا يتم ركوعها ولا سجودها ‪.‬‬ ‫‪ -‬إلتفات الثعلب ‪ -‬الثعلب الحيوان المعروف ى والتفاته بمعنى حرف‬ ‫وجهه يمنا ويسارا ‪ .‬والمقصود منه النهي عن الإلتفات في الصلاة إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫أي جهة كانت ‪.‬‬ ‫۔ قعود القرد ‪ :‬القرد بكسر القاف ‏‪ ٠‬وفسره الإمام الربيع بأن يقعد على‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬وينصب قد ميه‬ ‫عفبيه‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫ينهى النبي ۔ ته ۔ المصلى ‪ -‬فى هذا الحديث الشريف ‪ -‬عن هذه‬ ‫الهيئات الاربع التي ربما قد يقع فيها بعض الناس ‘ وذلك لما فيها من‬ ‫ء كالنقر‬ ‫وا لإطمئنا ن‬ ‫الخشوع‬ ‫عدم‬ ‫من‬ ‫ء ولما تسببه‬ ‫واستهجا ن‬ ‫استقباح‬ ‫‪.‬‬ ‫أشبه ذلك‬ ‫والإلتفات ‪ .‬وما‬ ‫وكعادته _ علل ۔ في تقريب المعاني إلى الأذهان ‪ ...‬وجعل المخاطب‬ ‫‏‪ ١‬لتمثيل بهيئا ت‬ ‫استعمل هنا أسلوب‬ ‫يتصورها أكثر فأكثر ‪ :‬فا نه قد‬ ‫‪٩١‬‬ ‫الحيوان ( إقعاء الكلب ‪ .‬نقر الديك ى التفات الثعلب س قعود القرد ) ‪.‬‬ ‫وهكذا يجيء النهي عن هذه الهيئات الاربع في هذا القالب المنتزع من‬ ‫هيئات الحيوان ‪ 0‬ليعطي المخاطب تصورا واضحا لهذه الهيئات التي قد‬ ‫يباشرها وهو غير منتبه لها حيث ترتبط فى ذهنه هيئات تلك الحيوانات‬ ‫وفي هذا التمثيل أيضا ما يوحي بالتنفير ‪ 0‬وقبح تلك الهيئات ؛ لا‬ ‫سيما ما يتعلق منها بهيئات مثل القرود والكلاب ‪.‬‬ ‫وبالجملة فإن هذه الهيئات الاربع منهي عن إتيانها في الصلاة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الهيئا ت‬ ‫أتى بهيئة من هذه‬ ‫وتقسد صلا ة من‬ ‫‪.‬‬ ‫ولا فرق في ذلك بين القعود للتشهد وبين القعود للسجدتين‬ ‫وهنالك هيئات اخرى ورد النهي عنها آيضا ‪ :‬منها ما يسمى بقعود‬ ‫الحبشة ‪ 8‬وتربيع اللوك ‪ 0‬وعقب الشيطان س وقعود القرفصاء ‪.‬‬ ‫هما أن يضع إليتيه على عقبيه‬ ‫الشيطا ن‬ ‫‏‪ ٠4‬وعقب‬ ‫الحبشة‬ ‫‪-‬۔ فقعود‬ ‫‪.‬‬ ‫ويجلس على بنات قدميه‬ ‫حديث‬ ‫فى‬ ‫السابق الذكر والوارد‬ ‫الإ قعاء‬ ‫بمعنى‬ ‫‪ :‬هو‬ ‫‪ -‬وتربيع الملوك‬ ‫الباب ‪.‬‬ ‫أن ينصب فخذ يه ويحتبى بيديه على ساقيه‬ ‫القرقفصا ء ‪ :‬هو‬ ‫‪ -‬وجلوس‬ ‫الهيئات ‪.‬‬ ‫معانى هذه‬ ‫مجمل‬ ‫هذا‬ ‫وللعلماء عدة تفاسير وآراء لهذه الهيئات تراجع في مكانها ‪.‬‬ ‫‪٩٢‬‬ ‫هيئات القعود الجائز استعمالها في الصلاة‬ ‫بعد أن عرفنا الهيئات المنهي عنها ‪ 0‬والتي يجب على المصلي أن يبتعد‬ ‫عنها في صلاته فلنعرف أيضا ما هي الهيئات الاخرى المطلوب إتيانها في‬ ‫وهي كما يلي ‪:‬‬ ‫الصلاة‬ ‫عليها مع نصب القدم اليمنى ‪.‬‬ ‫والقعود‬ ‫القدم اليسرى‬ ‫إفتراش‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القدم اليسرى‬ ‫اليمنى مع نصب‬ ‫هذه الحالة اي إفتراش‬ ‫‏‪ ٢‬۔ عكس‬ ‫‏‪ ٢‬جعل ظاهر اليسرى على الارض مع وضع بنان اليمنى في أخمص‬ ‫اليسرى والقعود عليها ‪.‬‬ ‫‪ .‬ووضع بنا ن‬ ‫‏‪ ١‬لأرض‬ ‫على‬ ‫ظا هر اليمنى‬ ‫‪ :‬بوضع‬ ‫ذلك‬ ‫‏‪ ٤‬عكس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫اليمنى‬ ‫اخمص‬ ‫في‬ ‫اليسرى‬ ‫رد الرجلين كليهما إلى ناحية الشمال ب أو اليمين ‪ :‬مع جعل‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫الإليتين على الأرض مباشرة ‪.‬‬ ‫فهذه الهيئات الخمس كلها جائزة في الصلاة ى إلا أن بعض العلماء‬ ‫يقول بالكراهية للهيئة الخامسة ‪.‬‬ ‫كيف تقعد المرأة فى الصلاة‬ ‫وقعود المرأة في الصلاة أن ترد قدميها وساقيها إلى جهة اليمين ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وتفضي بأوراكها للارض‬ ‫وذلك من باب الأنسب لحالها ‪ .‬والموافق لمتطلبات الستر م وإلا فإن كل‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫الهيئات الجائز استعمالها في الصلاة ‪ 0‬والتي يستعملها الرجال ؛ فإنها‬ ‫جائزة ايضا للمرأة س ويمكنها استعمالها ‪.‬‬ ‫وواضح من النظر في حديث الباب أن هناك هيئتين تتعلقان بالقعود ‪.‬‬ ‫وهما المعبر عنهما بإقعاء الكلب ‪ 0‬وقعود القرد ‪ :‬وفيهما دلالة على عدم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬فهى هيئة قبيحة مستهجنه‬ ‫وا لقرود‬ ‫الكلا ب‬ ‫التشبيه بقعود‬ ‫في الصلاة‬ ‫‪ .‬والاستعجال‬ ‫السرعة‬ ‫بموضوع‬ ‫تتعلقان‬ ‫هيئتان‬ ‫وهناك‬ ‫وهما المعبر عنهما بنقر الديك ة والتفات الثعلب ة ومعلوم أن هاتين‬ ‫ونساء‬ ‫رجالا‬ ‫الناس‬ ‫عوام‬ ‫‪ .‬بل عند‬ ‫عند كثير من الناس‬ ‫الهيئتين شائعتان‬ ‫فكثير من هؤلاء يؤدون صلواتهم بطريقة خالية من الخشوع‬ ‫والاطمئنان وبطريقة خاطفة تختلط فيها الهيئات والأعمال ببعضها‬ ‫مما‬ ‫‪ .‬دعك‬ ‫ركوع‬ ‫من‬ ‫ولا سجود‬ ‫من سجدة‬ ‫لا تميز سجدة‬ ‫‪ .‬حيث‬ ‫البعض‬ ‫ه يقول‬ ‫الذهن‬ ‫استحضار‬ ‫ب‪٠‬‏ وعدم‬ ‫في القراءة‬ ‫سرعة‬ ‫من‬ ‫يصاحب ذلك‬ ‫المصلي في صلاته ‪.‬‬ ‫ولاشك أن هذا خطأ فادح إذا حصل من المصلى ‪.‬‬ ‫إتقانه ‪.‬‬ ‫الشىء‬ ‫‪ .‬واحسان‬ ‫فى أعماله‬ ‫المسلم مطالبا بالاحسان‬ ‫كان‬ ‫واذا‬ ‫يقول ‪( :‬إن الله كتب الإحسان على كل شيعء)‬ ‫والنبي _ تيه‬ ‫فكيف بموضوع الصلاة التي هي من أوجب الواجبات ‪.‬‬ ‫ولاشك هنا أن إحسان الصلاة ب وإتقانها م والإتيان بها كاملة‪.‬‬ ‫صحيحة يكون اكد وأوجب ‪.‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫فعلى المسلم مراعاة هذه الشعائر ب والإتيان بها على اكمل وجه ‪.‬‬ ‫وأحسن حال ‪ 8‬من استقرار النفس ‪ 4‬وأطمئنان البال ث وخشوع القلب ‪.‬‬ ‫وسكون الجوارح ى وانشغال الذهن بأعمال الصلاة ‪ .‬إلى غير ذلك ‪.‬‬ ‫ومما ينبغي التنبه له هنا هو أن لا يكون تعلم النشء للصلاة قاصرا‬ ‫على تعلمهم لألفاظها‪ .‬وما يقال فيها في حال الركوع والسجود ى والتشهد‬ ‫؛ بل لابد أن يصاحب ذلك ايضا التركيز على هيئاتها واحوالها ‪ 0‬وما‬ ‫يتعلق بذلك من خشوع واطمئنان ‪ 8‬وإتقان وأناة ‪ .‬والإتيان بكل عمل في‬ ‫محله س وفي موضعه المخصص له ‪ ..‬وأن يكون ذلك بطريقة عملية متكررة‬ ‫ئ ينشأ عليها الطفل ة ويعتادها منذ صخره ‪ .‬وبهذا تزول تلك الظاهرة‬ ‫لدى بعض الناس ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫نهى المصلي عن الهيئات الاربع ( إقعاء الكلب _ نقر الديك ى التفات‬ ‫الثعلب س قعود القرد )‬ ‫_ النهي في ظاهره يقتضي التحريم ‪ 0‬وبذلك تفسد صلاة من أتى‬ ‫بهيئة من هذه الهيئات ‪.‬‬ ‫الحيوان ى لما فيها من منافاة للاداب‬ ‫_ النهى عن التشبه بصفات بعض‬ ‫والاخلاق ‪.‬‬ ‫‪٩ ٥‬‬ ‫النهي عن القنوت في الصلاة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال ‪ :‬كنا نصلي مع رسول‬ ‫الله _ عمة _ فما رأيناه قنت فى صلاته قط‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لقنوت‬ ‫أنه لا يرى‬ ‫عمر‬ ‫‏‪ ١‬ين‬ ‫عن‬ ‫سمعت‬ ‫‪ :‬وقد‬ ‫قال‬ ‫أبو عبيد‬ ‫_‬ ‫بدعة ‪.‬‬ ‫يراه‬ ‫وكان‬ ‫قط‬ ‫‪ .‬ولم يقنت في صلاته‬ ‫الصلاة‬ ‫الإمام الربيع برقم « ‏‪ 6٣٠٠‬وقد تفرد به‬ ‫الحديث أخرجه‬ ‫‏‪ :. ٣٢٠١‬وأخرجه أيضا مالك عن نافع‬ ‫والثانى أخرجه الإمام الربيع‬ ‫بلفظ ‪ :‬قال عبدالله بن عمر ‪ :‬كان لا يقنت في شيء من الصلاة‬ ‫الملغخردات ‪:‬‬ ‫القنوت ‪ :‬ويقصد به هنا الدعاء في الصلاة ‪ ..‬ويأتي بمعنى الخشوع‬ ‫ومنه ‪ ( :‬وقوموا لله قانتين ) ‪.‬‬ ‫قط ‪ :‬يقصد بها نفي ما مضى من الزمان ة أي أنه لم يحدث أنه قنت‬ ‫‪.‬‬ ‫واحدة‬ ‫ولو مرة‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫_ تلة كان يقنت في صلاته ‪ 0‬مع أن ابن عباس كان معايشا للنبي‬ ‫ته _ وكان يصلي معه ب ويحضر معه جل صلواته س إن لم يكن كلها ‪.‬‬ ‫يقنت ولو مرة واحدة ‪.‬‬ ‫ومع هذا فلم ير النبي _ ته _‬ ‫وأخذ‬ ‫الا ثار‬ ‫بعص‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫الذي‬ ‫القنوت‬ ‫موضوع‬ ‫على أن‬ ‫مايؤكد‬ ‫وهذا‬ ‫به جماعة من الناس ما هو إلا وقائع حال ‪ .‬ولأسباب كانت تدعو إليها‬ ‫بعض الأحداث الطارئة على الامة المسلمة في ذلك الحين ‪ .‬فكان النبي‬ ‫تة يدعو عقب الصلاة فى مثل هذه الأحوال ‪ .‬ولاسيما أثناء الاعتداءات‬ ‫وا لذ ي‬ ‫هذا‬ ‫‏‪ ١‬ين عباس‬ ‫‪ 0‬وحديث‬ ‫الصارخة على ‏‪ ١‬لمسلمين من خصومهم‬ ‫ينفي فيه قنوت النبى _ تبه _ يؤكد ايضا حديث ابن عمر والذي اخرجه‬ ‫الصنف هنا س ورواه الإمام مالك بلفظ ‪ :‬قال عبدالله بن عمر ‪ :‬كان لا‬ ‫‪.‬‬ ‫بدعة‬ ‫القنوت‬ ‫عنه أنه يرى‬ ‫بل روى‬ ‫الصلاة‬ ‫في شي ء من‬ ‫يقنت‬ ‫وفي الباب آثار كثيرة تؤكد هذا المعنى وتؤيده ‪.‬‬ ‫فعن أبي مالك الأشجعى _ عند أحمد والترمذي وابن ماجة _ قال ‪:‬‬ ‫قلت لابي ‪ :‬يا ابت إنك قد صليت خلف رسول الله _ تل _ وأبي بكر‬ ‫وعمر وعثمان وعلي هاهنا بالكوفة قريبا من خمس سنين أكانوا يقنتون؟‬ ‫‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬اي بني محدث‬ ‫وفي رواية أكانوا يقنتون في الفجر ؟ وفي لفظ آخر _ عند النسائي‬ ‫قال ‪ :‬صليت خلف رسول الله _ تب‪ _ 4‬فلم يقنت ب وصليت خلف‬ ‫‪٩٧‬‬ ‫‪ .‬وصليت خلف‬ ‫‪ .‬وصليت خلف عمر فلم يقنت‬ ‫أبي بكر قلم يقنت‬ ‫عثمان فلم يقنت ‪ 0‬وصليت خلف علي فلم يقنت _ ثم قال ‪ :‬يابني‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عه‬ ‫يد‬ ‫وعن ابن عباس عند الدار قطني والبيهقي _ أنه قال ‪:‬القنوت في‬ ‫‪.‬‬ ‫الصبح بدعة‬ ‫صلاة‬ ‫وا لحاكم‬ ‫‘ وا لبيهقي‬ ‫‏‪ ١‬لاورسط‬ ‫في‬ ‫الطبراني‬ ‫عند‬ ‫عمر‬ ‫ابن‬ ‫وعن‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫صلاته‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫في‬ ‫_‬ ‫حق‬ ‫رسول الله _‬ ‫‪ :‬ما قنت‬ ‫بلفظ‬ ‫نهى‬ ‫قالت‬ ‫‪ .‬والد ار قطني‬ ‫ما جة‬ ‫بن‬ ‫_عندا‬ ‫أم سلمة‬ ‫وعن‬ ‫رسول الله ت_بلله _ عن القنوت في الفجر ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫في ‏‪ ١‬لعراق‬ ‫القنوت‬ ‫خبر‬ ‫أنه لما بلغه‬ ‫ابن عباس‬ ‫عن‬ ‫ويروى‬ ‫( واعجبا من أهل العراق إذ هم لا يصلون ب ولا تاركون الصلاة‬ ‫‪.‬‬ ‫وذلك من شدة إنكاره على من يقنتون‬ ‫‪:‬‬ ‫على ما يلى‬ ‫الاثار تدل‬ ‫وبالجملة فان هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫مشروعيته‬ ‫وعدم‬ ‫القنوت‬ ‫على إنكار‬ ‫‪..‬‬ ‫من صلوا ته‬ ‫في أي صلاة‬ ‫غنه ‪.-‬‬ ‫_ وعلى أنه لم يحصل من النبي _‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫وانه لم يتحصل كذلك من الخلفاء من بعده ‪.‬‬ ‫انه إن كان حصل قنوت كما جاء في بعض الروايات فإن ذلك إنما‬ ‫‪ .‬وفي مواقف معينة أملتها الحرب والعداء ‪.‬‬ ‫خاص‬ ‫في ظرف‬ ‫حصل‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫ضد المسلمين ‪ .‬فكان النبى _ تبث _ يدعو على أولئك عندما تشتد‬ ‫‪.‬‬ ‫الاحوال‬ ‫‪ 4‬وتضيق‬ ‫الأزمات‬ ‫ولاشك ان تلك الظروف انتهت بانتهاء تلك الأزمات والله اعلم ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫عدم مشروعية القنوت ‪.‬‬ ‫_ ان النبي _ تله _ لم يقنت في شيء من صلاته‬ ‫_ أن كثيرا من الصحابة يرون القنوت بدعة ‪.‬‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫صيام تلاتة أيام من كل شهر‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي _ عبله ۔ قال ‪ :‬همن‬ ‫صام فى كل شهر ثلاثة فكأنما صام الدهر كله !‬ ‫» ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه‪٢٣١١‬‏‬ ‫وأخرجه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي ذر ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أبي قتادة‬ ‫حديث‬ ‫وأحمد وأبى ل اود عن‬ ‫كل من مسلم‬ ‫وأخرجه بمعناه‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫الدهر ‪ :‬يراد به الزمن الذي تتكون منه ساعات الليل والنهار ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الحديث نص في استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر ‪ .‬وأن من‬ ‫فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله ‪.‬‬ ‫ومعنى ذلك أن الحسنة تضاعف إلى عشر حسنات فيعدل صيام اليوم‬ ‫الواحد عشرة أيام ‪.‬‬ ‫وبذلك يكون من صام ثلاثة أيام من كل شهر كأنما صام الشهر كله ‪.‬‬ ‫الدهر المشار إليه في الحديث ‪.‬‬ ‫وهذا هو صوم‬ ‫ابن ماجة‬ ‫عند‬ ‫أبي ذر‬ ‫حديث‬ ‫به قى‬ ‫المعنى مصرحا‬ ‫هذا‬ ‫وقد جاء‬ ‫أيام‬ ‫شهر ثلاثة‬ ‫صا م من كل‬ ‫‪ :‬من‬ ‫‏‪ ١‬لله ‪ ---‬تة‬ ‫قا ل رسول‬ ‫والترمذي __‬ ‫فذلك صيام الدهر ‪ 8‬فأنزل الله تصديق ذلك فى كتابه _ من جاء بالحسنة‬ ‫فله عشر امثالها _ اليوم بعشرة ‪.‬‬ ‫في كل شهر ثلاثة‬ ‫‪ :‬من صام‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ .٠‬هكذا‬ ‫الباب مطلقا‬ ‫حديث‬ ‫وقد جاء‬ ‫ايام ولم تحدد بالأيام البيض _ ولاغيرها ‪.‬‬ ‫مطلق كحديث‬ ‫بعضها‬ ‫‏‪ ١‬لباب‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫وردت‬ ‫وهنالك أحا د يث أخرى‬ ‫الباب ث وبعضها مقيد بالايام البيض فو أيام أخرى ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أمرنا رسول‬ ‫_‬ ‫النسا ئي والترمذ ي‬ ‫عند‬ ‫أبي ذ ر‬ ‫حد يث‬ ‫منها‬ ‫_‬ ‫‪ .‬وأربع عشرة‬ ‫عشرة‬ ‫‪ :‬ثلاث‬ ‫أيا م‬ ‫من ‏‪ ١‬لشهر ثلاثة‬ ‫نصوم‬ ‫أن‬ ‫_‬ ‫ته‬ ‫الله _‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫عشرة‬ ‫وخمس‬ ‫_‬ ‫وا لنسا ئي وابن حبان‬ ‫عند أحمد‬ ‫ابي هريرة‬ ‫طريق‬ ‫وورد عن‬ ‫بلفظ‪ :‬فإن كنت صائما فصم الغر ‪ :‬أي البيض ‪.‬‬ ‫وبلفظ آخر _ عند النسائي ‪ :‬فإن كنت صائما فصم البيض ‪ :‬ثلاث‬ ‫عشرة واربع عشرة ‪ .‬وخمس عشرة ب وقال ‪ :‬هي كهيئة الدهر‪.‬‬ ‫مرفوعا ‪ ) :‬صيا م ثلاثة أيا م من‬ ‫جرير‬ ‫حديث‬ ‫النسا ئي من‬ ‫وأخرج‬ ‫_‬ ‫فهذه الأحاديث وأمثالها تفيد صيام الثلاثة الأيام بالأيام البيض ‘ كما‬ ‫هو واضح من تصريح الأحاديث بذلك ‪.‬‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫ومن الأحاديث المطلقة ما أخرجه أصحاب السنن من حديث ابن‬ ‫مسعود أن النبي _ ته _ كان يصوم عدة ثلاثة ايام من كل شهر واخرج‬ ‫من حديث عائشة _ ‪ :‬رضي الله عنها ‪ :‬كان رسول الله _ عبله‬ ‫مسلم _‬ ‫يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي في اي الشهر صام ‪.‬‬ ‫وهنالك أحاديث أيضا جاءت مبينة بغير الثلاثة السابقة ‪.‬‬ ‫منها ما اخرجه أبو داود والنسائي من حديث حفصة _ رضي الله‬ ‫عنها ‪ :‬كان رسول الله _ تبل _ يصوم في كل شهر ثلاثة ‪:‬‬ ‫الإثنين والخميس ى والإثنين من الجمعة الاخرى ‪.‬‬ ‫واخرج الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ‪ :‬كان النبي‬ ‫_ تب; _ يصوم من كل شهر السبت والأحد والاثنين ‏‪ ٨‬ومن‬ ‫الشهر الاخر الثلاثاء والأربعاء والخميس ‪.‬‬ ‫وواضح من سياق هذه الاحاديث أنها تتلخص في ثلاثة اتجاهات‪:‬‬ ‫_ الاول ‪ :‬الاحاديث ذات الاتجاه المطلق والتي تطلق صيام ثلاثة ايام‬ ‫من كل شهر دون تحديد أو تقيد ‪.‬‬ ‫_ الثاني ‪ :‬الأحاديث التي تقيد صيام ثلاثة أيام بأيام البيض ‪ :‬الثالث‬ ‫عشر والرابع عشر م والخامس عشر ‪.‬‬ ‫_ الثالث ‪ :‬الأحاديث التي تقيد الثلاثة الأيام بغير أيام البيض ‪ .‬كما‬ ‫هو واضح من حديثي عائشة وأم سلمة ى الأخيرين ‪.‬‬ ‫‪ .‬فقد وقف العلماء‬ ‫وأمام ما تفيده هذه الأحاديث من دلالات متعددة‬ ‫منها أيضا فى اتجاهات وآراء متعددة ‪.‬‬ ‫وحاصلها كما يلي ‪:‬‬ ‫المطلق على‬ ‫الثلاثة الأيا م على أيام البيض من باب حمل‬ ‫‏‪ _ ١‬حمل‬ ‫الثلاثة الأيا م الوا ردة في‬ ‫هذا القول يفسرون‬ ‫المقيد ‪ .‬وأصحاب‬ ‫الأحاديث المطلقة بالثلاثة المحددة في الأحاديث الأخرى بأنها أيام‬ ‫البيض ‪.‬‬ ‫ويروى هذا الرأي عن عدد من الصحابة ‪ 0‬ومن التابعين وغيرهم ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٢‬ويرى آخرون أن استحباب صيام أيام البيض غير استحباب‬ ‫صيام ثلاثة أيام من كل شهر ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وا لاحد وا لا ثنين من ا لشهر ‏‪ ١‬لاول‬ ‫صيا م السبت‬ ‫استحباب‬ ‫وغير‬ ‫والخميس من الشهر الثاني ‪.‬‬ ‫والأربعاء‬ ‫والثلاثاء‬ ‫وكأن هؤلاء نظروا إلى الأحاديث مجتمعة ‪ .‬فحملوا المطلق على‬ ‫‪.‬‬ ‫قيده‬ ‫‘ والمقيد على‬ ‫إطلاقه‬ ‫فى كل شهر حسب التقصيلا ت‬ ‫عندهم ا لايا م ‏‪ ١‬لملصومة‬ ‫وبذ ا تتعدد‬ ‫الواردة فى الأحاديث ‪.‬‬ ‫القيود‬ ‫على المقيد متعذر هنا لتعدد‬ ‫المطلق‬ ‫‪ :‬إن حمل‬ ‫هؤلاء‬ ‫ويقول‬ ‫‪.‬‬ ‫الأحاديث‬ ‫فى‬ ‫الواردة‬ ‫الشهر ‪ .‬ثم‬ ‫عدة‬ ‫‪ .‬وا لا ثنين من‬ ‫أنها ‏‪ ١‬لسبت وا لأحد‬ ‫ا لبعض‬ ‫ويرى‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‪١٠٣‬‬ ‫الثلاثاء والاربعاء ‪ 7‬والخميس من عدة الشهر الثاني بعده ‪.‬‬ ‫هذا الرأي يتمشى مع الأخذ بحديث عائشة السابق ‪ .‬ولكنه لا يفسر‬ ‫الاحاديث الناصة على أنها ايام البيض ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٤‬وهنالك من يرى استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر بدون‬ ‫تحديد سواء اتفقت أيام البيض أو غيرها ‪.‬‬ ‫وهذا الراي يفسر أيضا حديث عائشة السابق الذكر ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٥‬كما اختار بعض العلماء استحباب صيام ثلاثة أيام من آخر‬ ‫‪.‬‬ ‫الشهر ليكون كفارة لما مضى‬ ‫واختار آخرون أيضا أن تكون من أوله على اعتبار أن المرء لايدري ماذا‬ ‫سيعرض له من الموانع _ وخير البر عاجله كما يقولون ‪.‬‬ ‫وهنالك آراء أخرى غير ما ذكر ولكن هذه أهمها ‪.‬‬ ‫وثمت مسالة تثار هاهنا ‪ :‬وهى أن بعض العلماء أخذ من قوله _ تبلة‬ ‫_( فكأنما صام الدهر كله )‬ ‫ومن قوله أيضا في الحد يث ‏‪ ١‬لآخر ‪ ) :‬من صا م رمضا ن ثم اتبعه بستة‬ ‫من شوال ‪ .‬فكانما صام الدهر كله )‬ ‫اخذ هؤلاء العلماء من الحديثين جواز صيام الدهر ‪.‬‬ ‫وذلك غير واضح‬ ‫‪.‬‬ ‫به لوساندته أدلة أخنرى‬ ‫يمكن ‏‪ ١‬لاستئناس‬ ‫مأخذ‬ ‫لأنه مجرد‬ ‫ذلك‬ ‫_‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫؟!‬ ‫كيف والأدلة ضده‬ ‫‪.‬‬ ‫من كل وجه‬ ‫لا يقتضي المساواة‬ ‫هنا‬ ‫لحظوه‬ ‫‏‪ ١‬لتشبيه الذ ي‬ ‫ولان‬ ‫‪-‬‬ ‫وإنما المراد به حصول الثواب ‪ .‬فلا يدل على أفضلية المشبه به ‪.‬‬ ‫وأيضا فإن الأدلة الثانية تنفى هذا المأخذ ‪.‬‬ ‫٭ فعن عبدالله بن عمر _ عن الشيخين _ قال ‪ ( :‬لاصيام من صام‬ ‫الابد (‬ ‫٭‪ +‬وعن أبي قتادة ‪ :‬عن جماعة قال ‪ :‬قيل يارسول الله كيف بمن صام‬ ‫) لاصا م ولا أفطر ( أو ) لم يصم ولم يفطر)‬ ‫الدهر ‪ :‬قال‬ ‫الد هر‬ ‫صام‬ ‫‪ :‬من‬ ‫قال‬ ‫أحمد‬ ‫عند‬ ‫أبي موسى _‬ ‫٭ وفي حديث‬ ‫‪.‬‬ ‫كفه‬ ‫وقبض‬ ‫هكذا‬ ‫عليه جهنم _‬ ‫ضيقت‬ ‫‪.‬‬ ‫على منع صيا م الد هر‬ ‫بوضوح‬ ‫الأدلة تدل‬ ‫ولا يخفى أن هذه‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر ‪.‬‬ ‫_ مضاعفة الحسنات فى الصوم ى إلى عشر ‪.‬‬ ‫من أصبح جنبا أصبح مقطرا‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله _ تبل‬ ‫‪.‬‬ ‫أصبح جنبا أصبح مفطرا‬ ‫‪ -‬من‬ ‫قال الربيع عن أبي عبيدة عن عروة بن الزبير ‪ :‬والحسن البصري ‪.‬‬ ‫وإبراهيم النخعي ‪ 0‬وجملة من أصحاب رسول الله _ تثك; _ يقولون ‪ :‬من‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ويدرأون عنه ا لكفارة‬ ‫أصبح جنبا أصبح مفطرا‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ‏«‪. » ٣١٥‬‬ ‫وأخرجة ايضا ‪ :‬الشيخان ومالك ‪.‬‬ ‫وهناك حديث آخر أخرجه أحمد وابن حبان عن أبي هريرة ايضا قال ‪:‬‬ ‫قال رسول الله _ تله _ ‪ :‬إذا نودى للصلاة _ صلاة الصبح _ وأحدكم‬ ‫‪.‬‬ ‫يومه ‪.‬‬ ‫جنب فلا يَص‬ ‫وهو مؤيد لحديث الباب ‪.‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫جنب ‪ :‬يستوي فيه الفرد والمثنى والجمع \ والمذكر والمؤنث ‪ .‬من‬ ‫الجنابة ‪ 0‬وهي المني ‪ 0‬وبذلك يسمى المحدث الذي يخرج منه المني في‬ ‫احتلام أو جماع جنبا ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬للصوم‬ ‫في نقص‬ ‫‪ .‬اي‬ ‫نبا‬ ‫ججذ‬ ‫من أصبح‬ ‫صوم‬ ‫في بطلا ن‬ ‫الحديث نص‬ ‫بالجنابة س وأن على الصائم إذا أصابته جنابة ليلا بسبب جماع ى أو احتلام‬ ‫أن يبادر للفسل من حدثه قبل طلوع الفجر ‪.‬‬ ‫معها رضا في‬ ‫الشيخين‬ ‫عند‬ ‫_‬ ‫‪ .‬وأم سلمة‬ ‫عائشة‬ ‫حديث‬ ‫وقد ورد‬ ‫ظاهره لحديث الباب وهو حديث أبى هريرة ‪.‬‬ ‫وجاء فيه أن النبى _ تى; _ كان يصبح جنبا من جماع ب لا حلم ‪ .‬ثم لا‬ ‫يفطر ولا يقضي ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أبي هريرة‬ ‫وقد درج علماؤنا على الأخذ بحديث‬ ‫‪ .‬وبأجمع ‏‪ ١‬لأمرين ‪:‬‬ ‫مع الأخذ با لاحوط‬ ‫_ لانه أولا ‪ :‬يتمشى‬ ‫لم يمكن نسخ‬ ‫حيث‬ ‫الأحاد يث‬ ‫ا لترجيح بين هذه‬ ‫مسلك‬ ‫‪ -‬ولأنهم سلكوا‬ ‫احدهما بالاخر ‪ .‬لعدم معرفة المتقدم من اللاحق ‪ 0‬فرجحوا حديث القول لقوة‬ ‫فيه حكاية واقعة ‪.‬‬ ‫على الحديث الاخر الذي‬ ‫أبي هريرة‬ ‫حديث‬ ‫‏‪ ٠0‬وهو‬ ‫ودلالته‬ ‫ولان حديث القول عام بمعنى أنه يشملنا وإياه _ تة _ بينما حديث‬ ‫‪.‬‬ ‫عا مدا‬ ‫يكون‬ ‫‪ .‬ويحتمل أن‬ ‫‏‪ ١‬لنوم‬ ‫ابة‬ ‫غل‬‫اجل غ‬ ‫ن‬ ‫أنه أخر الخفسل من‬ ‫يحتمل‬ ‫_ عبله _‬ ‫خصائصه‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫يكون‬ ‫‪ .‬ويحتمل أن‬ ‫نا سيا‬ ‫ويحتمل أن يكون‬ ‫لأنه لا تعتوره‬ ‫عائشة‬ ‫لحد يث‬ ‫مفسرا‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫حديث‬ ‫وبهذا يكون‬ ‫الاحتمالات ‪.‬‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫‘‬ ‫طهارتها‬ ‫‪ .‬وا لصلا ة لعد م‬ ‫لايصح منها الصوم‬ ‫الحائض‬ ‫أيضا ‪ :‬إن‬ ‫وقالوا‬ ‫وان الجنب كذلك لاتصح منه الصلاة لعدم طهارته فوجب أن يتساويا في‬ ‫حكم الصحة للصوم ‪ .‬وهو معنى معقول جدا وإن كان من باب القياس ‪.‬‬ ‫معتضد بالنص ‪.‬‬ ‫قياس‬ ‫ولكنه هنا‬ ‫مع‬ ‫‏‪ ١‬لعبادة‬ ‫‪ .‬ولاتصح‬ ‫حدث‬ ‫‘ والجنابة‬ ‫عبادة‬ ‫أيضا أن الصوم‬ ‫ويؤيد هذا‬ ‫في كثير‬ ‫المعنى مطرد‬ ‫‪ .‬وهذا‬ ‫ة لاتصح بغير وضوء‬ ‫‪ :‬مثل الصلاة‬ ‫الحدث‬ ‫من العبادات ‪.‬‬ ‫س‬ ‫«‬ ‫و‬ ‫ررر ے ص سر‬ ‫‏‪ ٥‬سے‬ ‫و‬ ‫ح '‬ ‫مه‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫و‬ ‫ست الداستلدلاالل ببااللآآييةة ا الكريمةة ‪ ::‬ل« ‪ ......‬ووككللووااووااششربوا واححىة يىتهب‪٠٧‬‏يلك الحظ‬ ‫أما‬ ‫الأنيسمراليطالأسَوَدمنَالْمَجر ‪ ...‬ه البقرة ‏(‪) ١٨٧‬‬ ‫على جواز أن يصبح الصائم جنبا ‪ :‬فيرده بأن الاية نص في إباحة الاكل‬ ‫والشرب ب وليس في الجماع ‪.‬‬ ‫‪ .‬لانه‬ ‫فغير وا ضح‬ ‫وأما حمل حديث ابي هريرة على أنه للإرشاد وا استحباب‬ ‫لو أراد ذلك لَبينه ‪ 4‬وفعله الشيء عند زوجاته لا يكفي فيه البيان لعامة الناس ‪.‬‬ ‫لا‬ ‫‪ .‬حيث‬ ‫با لاحتمال‬ ‫لا يثبت‬ ‫ا لبعض‬ ‫يدعيه‬ ‫النسخ الذ ي‬ ‫وموضوع‬ ‫‪.‬‬ ‫اللاحق‬ ‫تاريخ السابق من‬ ‫يعرف‬ ‫رواية صحا بي ولا أثر لها في‬ ‫رواه عن الفضل ‪ .4‬فتلك‬ ‫ابي هريرة‬ ‫اما كون‬ ‫‪.‬‬ ‫الوضوع‬ ‫عمن مثله ‪ 4‬وهو مقبول إجماعا ‪ .‬وله‬ ‫غاية ما فى ‏‪ ١‬لأمرأنه مرسل صحابي‬ ‫نظائر كثيرة ‪.‬‬ ‫‪١٠٨‬‬ ‫أما دعوى الإجماع على العمل بحديث عائشة ى وأم سلمة ‪ 0‬فغير دقيق‪.‬‬ ‫بل فيه تساهل ‪.‬‬ ‫‪ .‬فعن أبي هريرة‬ ‫إذ الخلاف بين أبي هريرة وعائشة منقول مشهور‬ ‫عند النسائي _ أنه أفتى ‪ :‬من اصبح من احتلام أن يفطر ‪.‬‬ ‫‪ :‬من احتلم من الليل او‬ ‫وفي رواية أخرى عنه _ عند النسائي ايضا‬ ‫واقع أهله س ثم أدركه الفجر ولم يغتسل م فلا يصم ‪.‬‬ ‫وخلاف الصحابة في هذه المسألة معروف عند التابعين ‪ :‬فقد أخرج‬ ‫عبدالرزاق عن ابن جريج أنه سأل عطاء عن ذلك _ أي عن من أصبح جنبا‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬اختلف أبوهريرة وعائشة ‪ 0‬فأرى أن يتم صومه ويقضي ‪.‬‬ ‫فأنت ترى أن عطاء نسب الاختلاف إلى عائشة وأبى هريرة ‪ .‬وهذا ما يدل‬ ‫على ان اختلاف الصحابة في هذه المسألة كان معروفا لدى التابعين ‪.‬‬ ‫وقد بقي على العمل بحديث أبي هريرة بعض التابعين _ كما يقول‬ ‫الترمذي _ ومن التابعين الذين يروى عنهم الاخذ بحديث أبي هريرة ‪.‬‬ ‫عروة بن الزبير وطاؤوس ‪ 4‬والحسن البصري ب وسالم بن عبدالله بن‬ ‫عمر ‪.‬‬ ‫وإذن ‏‪ ٧‬فأين دعوى الاجماع مع هذا الخلاف ‪.‬‬ ‫اما أن يكون درج العمل عند بعض الناس ‪ 0‬فيما بعد ‪ :‬وعلى وجه من‬ ‫الرجوه اخذ بترجيح بعض الأدلة س أو عملا بآراء بعض المتقدمين ‪ 0‬فإن‬ ‫هذا لايعني إجماعاً بمفهوم الإجماع ‪.‬‬ ‫‪١٠٧9٩‬‬ ‫وهو أن من‬ ‫أجمع علماؤنا على العمل بمد لول حديث أبي هريرة _‬ ‫وقد‬ ‫تعمد تاخير الفسل حتى الصباح فإنه يصبح مفطرا ‪ .‬وكذلك اتفقوا على‬ ‫فى ماذا عليه ؟‬ ‫ة والخلا ف‬ ‫القضاء‬ ‫وجوب‬ ‫فقيل يقضي يوما واحدا ‪ .‬اعتبارا أن كل يوم من رمضان فريضة‬ ‫قبل ذلك بناء على أن رمضان كله فريضة‬ ‫مستقلة وقيل يقضي ما مضى‬ ‫واحدة ‪ .‬كالصلاة بجميع أركانها تعتبر فريضة واحدة ‪.‬‬ ‫‪ .‬ولأجل هتك‬ ‫كله بناء على أنه فريضة وا حدة‬ ‫‪ --‬وقيل يقضي الشهر‬ ‫حرمة الشهر ‪.‬‬ ‫وكذلك اختلفوا فيما يلزمه من كفارة ‪.‬‬ ‫فبعضهم يلزمه مع القضاء كفارة التعمد للإفطار ‪.‬‬ ‫وبعضهم يلزمه بدل ما مضى فقط بدون كفارة ‪.‬‬ ‫له ولم يلزموه‬ ‫ذلك كفارة‬ ‫الشهر كله جعلوا‬ ‫‪ :‬يلزمه قضاء‬ ‫والذين قالوا‬ ‫‪.‬‬ ‫كقارة أخرى‬ ‫‪ .‬فإن كان متهاونا ‪.‬‬ ‫على أن بعض العلماء يفرق بين المتهاون وغيره‬ ‫قفيلزمه عندهم مع البدل الكفارة ‪.‬‬ ‫وإن كان غير متهاون فعليه _ عند هؤلاء _ البدل ليومه فقط ‪.‬‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫حيث لم يفرق بين عامد وناس ة وبعضهم يرى أنه معذور بسبب النسيان‬ ‫ولحصول العذر للنا س في جملة التعبد س وقياسا على من اكل أو شرب‬ ‫ناسيا لأن الله أطعمه وسقاه كما جاء فى الحديث ‪.‬‬ ‫ب وهذا كثيرا ما يقع‬ ‫ويبقى بعد ذلك إذا احتلم الصائم فى نهار رمضان‬ ‫للصائم ‪ ،‬فإن عليه أن يبادر إلى الفسل بعد انتباهه من نومه مباشرة ‪.‬‬ ‫ولا يخفى أن موضوع الفسل الان ميسر اكثر من ذي قبل \ وإذا بادر‬ ‫الحتلم في نهار رمضان إلى الغسل بعد انتباهه من نومه ‪ .‬فهل عليه بدل‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫‪ .‬ولاشىء‬ ‫يومه أو أنه معذور‬ ‫‏‪ ١‬لإسلا م ورفقه لاسيما وعا دة‬ ‫‪ .0‬ييسر‬ ‫ولعل القول با لعذ ر هنا أوفق وأنسب‬ ‫له في أن يحتلم أو‬ ‫ة ولا دخل‬ ‫وطبيعي في الا نسان‬ ‫فطري‬ ‫الاحتلا م شىء‬ ‫لا يحتلم ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫التحرز واخذ الاحتياط من الوقوع في الممنوعات ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بصومه‬ ‫أن من أصبح جنبا لا يعتد‬ ‫_‬ ‫_ أن الصحابة والتابعين كانوا يلزمون من أصبح جنبا القضاء دون‬ ‫الكفارة ‪.‬‬ ‫‪١١١‬‬ ‫ما جاء في رؤية الهلال‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫الله _ تله ‪ :‬في رمضان ‪ .‬لا تصوموا حتى تروا الهلال ‪ .‬ولا تفطروا‬ ‫حتى تروه ‪ ..‬فإن غمى عليكم فاقدروا له وفي رواية أخرى ‪ ...‬فأتموا‬ ‫ثلاثين يوما ‪. .‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه‪٣٢٢٣‬‏ " ‪.‬‬ ‫وأحمد ‪ .‬ولكن بألفا ظ‬ ‫ومسلم‬ ‫وا لبخاري‬ ‫‪ :‬مالك‬ ‫واخرجه أيضا‬ ‫ختلفة‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملخردات‬ ‫و‬ ‫ه ر‬ ‫‪-‬‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫واغمى ‪ .‬وغبى ! و‬ ‫غمي ‪ :‬وجاء في روايات أخرى ‪ :‬غم‬ ‫‪ 4‬والمراد بها كلها ‪ :‬خفاء الهلال وستر الغيم له ‪.‬‬ ‫ثلا ثين يوما وقد‬ ‫شعبان‬ ‫الشهر ‪ .‬وأكملوا‬ ‫عدد‬ ‫قدروا‬ ‫‪ :‬اي‬ ‫له‬ ‫فاقدروا‬ ‫جاء هذا المعنى مفسرا في الرواية الأخرى ( فاكملوا العدة ثلاثين ) ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫لاشك أن الصوم شعيرة من الشعائر المهمة في الإسلام س وقد فرض الله‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫عز وجل على الأمة المسلمة صيام شهر رمضان ‪ 8‬وبذا دخلت هذه‬ ‫الشعيرة ضمن الشعائر الاساسية الاخرى والتي تشكل اركان الإسلام‬ ‫وقواعده ومعلوم أن الشهر القمري تتراوح أيامه بين التسعة والعشرين‬ ‫والثلاثين يوما كما جاء ذلك موضحا في الحديث ‪ .. ( :‬الشهر هكذا ‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وهكذا ‪ ..‬مرة تسعة وعشرين يوما ‪ 0‬ومرة ثلاثين يوما ) _ البخاري‬ ‫وقد جاء هذا الحديث الشريف ليحدد للمسلمين وقت صيامهم ‪ 0‬ووقت‬ ‫إفطارهم ‪ .‬أي الزمن الذي يدخل فيه رمضان ى والزمن الذي يخرج منه‬ ‫وهو رؤية الهلال عند دخول رمضان ‪ 0‬ورؤيته عند خروجه ‪ ( :‬لا تصوموا‬ ‫حتى تروا الهلال ‪ :‬ولا تفطروا حتى تروه ) ‪.‬‬ ‫وبذلك فقد علق الشارع الصيام برؤية الهلال في أول الشهر ب وعلق‬ ‫الإفطار في أخرى أيضا برؤيته ‪.‬‬ ‫هذا إذا كانت الرؤية ممكنة ‪ .‬والجو صحو ‪.‬‬ ‫ولكن يحدث في كثير من الأحيان أن تكون الرؤية غير ممكنة لوجود‬ ‫السحب والغيوم ى والغبار الكثيف ب وما يشبه ذلك من الموانع التي تحجب‬ ‫الهلال عن الرؤية ‪.‬‬ ‫فماذا عن هذه الحالة ؟‬ ‫إن الشارع الحكيم أمرنا في مثل هذه الاحوال أن نكمل العدة ‪ .‬فإن غمي‬ ‫عليكم فاتموا ثلاثين يوما ‪) .‬‬ ‫<‬ ‫‪١١٣‬‬ ‫عدة شعبان ثلاثين يوما ثم نصوم ‪.‬‬ ‫وكذلك نكمل عدة رمضان ثلاثين يوما ثم نفطر‬ ‫وبذا قد تحدد أمر البدء في هذه العبادة ‪ .‬وامر الانتهاء منها هذا موجز‬ ‫دلالة حديث الباب ‪.‬‬ ‫وتبقى بعد ذلك بعض المسائل المتعلقة بهذا الباب منها صيام يوم الشك‬ ‫وهو اليوم الذي يُشك هل هو من شعبان او من رمضان ‪.‬‬ ‫فإن بعض العلماء يرى أن النهي في الحديث ( لاتصوموا حتى تروا‬ ‫الهملال) هو كذلك نهى عن الصوم يوم الشك لأن قوله حتى تفيد الغاية ‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن يوم الشك داخل في الغاية ‪ .‬فينسحب عليه النهي كذلك ‪.‬‬ ‫ولذلك فقد روي عن ابن عباس ب وغيره استحباب الفصل ‪ -‬لمن كان‬ ‫صائما في شعبان _ بين هذا الصوم ‪ 0‬وبين صوم رمضان بفطر يوم أو‬ ‫أيام ‪.‬‬ ‫وذلك لتجنب صيام يوم الشك ب وحرصا منهم على تمييز هذه العبادة من‬ ‫غيرها ‪.‬‬ ‫ويعزز هذا المعنى بالحديث الذي أخرجه الإمام الربيع عن أبي عبيدة عن‬ ‫جابر بن زيد قال ‪ :‬نهى رسول الله _ تم{ عن صوم يوم الشك س وهو‬ ‫آخر يوم من شعبان ‪ 0‬ويوم الفطر ‪ 0‬ويوم الأضحى ‪ .‬قال ‪ :‬من صامها فقد‬ ‫قارف إثما ‪.‬‬ ‫وراى ابن عباس رجلا صائما ‪ 0‬فقال ‪ :‬ما حملك على هذا ؟ فقال ‪ :‬إن كان‬ ‫من شعبان كان تطوعا ‪ 0‬وإن كان من رمضان لم يسبقني ‪.‬‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫فقال له ‪ :‬أفطر فإن رسول الله _ ته _ قال ‪ :‬لا تستقبلوا رمضان بيوم‬ ‫من شعبان ‪.‬‬ ‫وبالجملة فإن للعلماء كلاما كثيرا في صيام الشك س يدور كله بين الإباحة‬ ‫والكراهية والتحريم ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن عملية الإمساك في مثل هذا اليوم المشكوك فيه كانت تنطبق‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬ومبلغ جهدهم‬ ‫ما في وسعهم‬ ‫ذلك‬ ‫‪ .‬فكان‬ ‫للاتصالات‬ ‫اما الان ‪ .‬ومع وجود الوسائل التي تجعل العالم كله في متناول السامع‬ ‫والرائي فإن الناس لا يحتاجون البتة لمثل هذا الانتظار ‪ .‬وإنما بعد مضي‬ ‫ساعة واحدة ث أو ساعتين من الغروب يكون بإمكانهم أن يعرفوا فيما إذا‬ ‫‪.‬‬ ‫أم لا‬ ‫كان قد ثبت رؤية الهلال‬ ‫تعليق الصوم بالرؤية في الحديث‬ ‫‪ 0‬وأفطروا‬ ‫لرويته‬ ‫صوموا‬ ‫‪) :‬‬ ‫يا لرؤية في الحد يث‬ ‫ما المراد بتعليق الصوم‬ ‫لرؤيته ) هل يعني ذلك أن كل أحد بعينه مطالب بروية الهلال ؟ طبعا لا‬ ‫وإنما يحمل ذلك على الرؤية في الجملة ‪.‬‬ ‫والمعنى أنه إذا رآه من تثبت به الرؤية يكون ذلك كافيا للاخرين ‪.‬‬ ‫من تثبت له الرؤية‬ ‫أم‬ ‫‪ .‬ولخروجه عدلا ن‬ ‫عد ل لدخوله‬ ‫هل يجزى ء شاهد‬ ‫‪:‬‬ ‫والعلماء مختلفون‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫لابد من العدلين للدخول والخروج ‪.‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫للدخول والخروج‬ ‫واحد‬ ‫عدل‬ ‫أم‬ ‫فأصحاب القول الاول يعللون ذلك بأن الشاهد في الصيام شاهد على‬ ‫نفسه وفي الفطر لها ‪ .‬فلذلك احتاجوا إلى التثبت اكثر في الإفطار أما‬ ‫من حقوق الله فيجزى فيه عدل واحد ‪.‬‬ ‫وهنالك بعض الاثار الواردة في ذلك ايضا ‪ .‬مثل حديث الأعرابي وغيره‬ ‫اما القائلون بالعدلين في الصوم والفطر معا فيعللون ذلك بأن الشرع جاء‬ ‫‘‬ ‫كغيره‬ ‫‏‪ ١‬لصوم‬ ‫موضوع‬ ‫فجعلوا‬ ‫‪0‬‬ ‫موضع‬ ‫بهما اي با لعد لين في أكثر من‬ ‫‪.‬‬ ‫وا لايقن‬ ‫با لاحوط‬ ‫وكأنهم أيضا أخذوا‬ ‫إذا رئي الهلال في إحدى البلاد دون الأخرى ‪:‬‬ ‫وهنالك مسالة محل جدل وإثارة ‪ .‬وهي ‪ :‬إذا رئي الهلال في احد البلدان‬ ‫الإسلامية ‪.‬‬ ‫فماذا على البلدان الأخرى التي لم تره ؟‬ ‫هل عليها أن تأخذ بتلك الرؤية ‪ .‬أم لا ؟‬ ‫_ مولى ابن عباس _ قال‪:‬‬ ‫ولعل الحد الفاصل في ذلك ‪ 0‬هو حديث كريب‬ ‫وانا بالشام ‪ .‬فرأيت الهلال‬ ‫قدمت الشام ‪ .‬واستهل علي هلال رمضان ‪-‬‬ ‫‪ .‬فسألني ابن عباس _ ثم‬ ‫ليلة الجمعة ‪ .‬ثم قدمت المدينة في آخر الشهر‬ ‫رأيناه ليلة الجمعة ؛ فقال ‪:‬‬ ‫ذكر الهلال _ فقال ‪ :‬متى رأيتم الهلال ؟ فقلت‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫معاوية‬ ‫‪ .‬وصام‬ ‫وصاموا‬ ‫‏‪ ٦‬الناس‬ ‫‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫؟؛ فقلت‬ ‫أنت رايته‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫الكفار ‪ :‬رأينا ليلة السبت فلا نزال تصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه ‪.‬‬ ‫فقلت الا تكتفى برؤية معاوية وصيامه فقال لا ‪ :‬كذا أمرنا رسول الله _‬ ‫تله _ ( احمد ومسلم والترمذي )‬ ‫فهذا ابن عباس يرفض أن يصوم بصيام أهل الشام مع أن كريبا رآه‬ ‫بنفسه ى وهو شاهد عيان ‪ .‬ويقول ‪ :‬هكذا أمرنا رسول الله _ عبل; _‬ ‫أمل بلد يا لصوم‬ ‫كا نوا يأمرون‬ ‫‪ ) :‬إن الصحا بة ما‬ ‫ويقول قطب الأئمة‬ ‫لرؤية أهل بلد أخرى )‬ ‫اي ان عملهم كان جريا مع حديث كريب ى وابن عباس ‪ .‬وقد بقي العمل‬ ‫واخيرا فقد استنبط العلماء من قوله _ تبل _ ‪ (:‬فأتموا ثلاثين يوما ) إن‬ ‫يبدأ‬ ‫الذي‬ ‫‪ .‬أي‬ ‫‪ .‬ونحوه‬ ‫«‪ .‬وا لكفا رة‬ ‫‏‪ ١‬لقضا ع‬ ‫صيا م‬ ‫في‬ ‫‏‪ ١‬لايا م‬ ‫معترض‬ ‫لم يبدا‬ ‫‪ .‬لانه‬ ‫يوما‬ ‫ثلا ثين‬ ‫‏‪ ١‬لشهر‬ ‫يكمل‬ ‫‘ أن عليه‬ ‫‏‪ ١‬لشهر‬ ‫أثنا ء‬ ‫الصيام‬ ‫بالهلال وإنما بدأه في أثنائه فعليه أن يكمل العدة ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫‪ -‬أن رؤية الهلال في شهر الصوم لها حالتان ‪ :‬حالة إمكان الرؤية ‪.‬‬ ‫وحالة تعذرها‬ ‫في حالة الإمكان يصار إليها عند دخول الشهر وعند خروجه ‪.‬‬ ‫_ وفي حالة تعذر الرؤية يصار إلى إكمال العدة ‪ .‬أي يحتسب الشهر‬ ‫ثلاثين يوما لشعبان ولرمضان ‪.‬‬ ‫‪١١٧‬‬ ‫مقادير النصاب من كل صنف‬ ‫‪.‬‬ ‫صدقة‬ ‫أواق‬ ‫خمس‬ ‫‪ :‬ليس فيما دون‬ ‫قال‬ ‫ومن طريقه عليه السلا م‬ ‫_ والأوقية أربعون درهما _ وليس فيما دون عشرين مثقالاً صدقة ‪.‬‬ ‫فيما‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫أبعرة‬ ‫‪ .‬يعني خمس‬ ‫صدقة‬ ‫ذود‬ ‫فيما دون خمس‬ ‫وليس‬ ‫‪. .‬‬ ‫صدقة‬ ‫خمسة أو سق‬ ‫‪ .‬وليس فيما دون‬ ‫صدقة‬ ‫أربعين شاة‬ ‫دون‬ ‫الحديث اشرجه الإمام الربيع عن ابن عباس بالسند‬ ‫السابق وبرقم ه‪ ٣٢٣٢‬‏‪. ٠‬‬ ‫وأخرجه ايضا اصحاب السنن بطرق متعددة ‪ .‬وعن كثير من الصحابة‬ ‫وليس عندهم من طريق ابن عباس كما وقع للمصنف هنا ‪.‬‬ ‫‪ .‬ولا الفنم ‪ .‬ولا تفسير‬ ‫الذهب‬ ‫لم تذكر نصاب‬ ‫كما أن الطرق الأخرى‬ ‫الارقية ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫اواق ‪ :‬جمع أوقية بضم الهمزة والتشديد ب والمراد بها أربعون درهما‬ ‫كما بينه المصنف ‪.‬‬ ‫الدرهم‬ ‫درهما وثلاثة أسباع‬ ‫بما يعادل‬ ‫المثقال بالرزن‬ ‫‪ :‬يقدر‬ ‫مثقال‬ ‫_‬ ‫ذود ‪ :‬بفتح الذال وسكون الواو ‪ 0‬اسم يقع على الثلاثة إلى العشرة من‬ ‫الإبل ‪ 0‬ولا واحد له من لفظه ى وإنما يقال للواحد بعير ‪.‬‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫إذا‬ ‫من ذاد الشيء‬ ‫مأخوذ‬ ‫‪ .4‬وهو‬ ‫خمسة أبعرة‬ ‫اي‬ ‫ذود‬ ‫‪ :‬خمس‬ ‫ومعنى‬ ‫الفقر عن نقسه‬ ‫صاحبها ذاد‬ ‫من الإبل لان‬ ‫العدد‬ ‫ذلك‬ ‫به‬ ‫‪ 4‬وسمى‬ ‫دفعه‬ ‫أوسق ‪ :‬جمع وسق بفتح الواو ‪ :‬وسكون السين س ويقال بكسر‬ ‫‪.‬‬ ‫وبهذا‬ ‫بهذا‬ ‫‏‪ ١‬لروا يا ت‬ ‫في‬ ‫‏‪ ٠0‬وورد‬ ‫أو سا ق‬ ‫على‬ ‫حينئذ‬ ‫الرار ‪ .‬ويجمع‬ ‫والورسق عبارة عن ستين صاعا ‪.‬‬ ‫التحليل‪:‬‬ ‫جاء هذا الحديث الشريف ليحدد مقادير الزكاة في كل من الذهب‬ ‫المقاد ير ‏‪ ١‬لاولية التي يبدأ‬ ‫< أي‬ ‫‘ والثمار‬ ‫< والزروع‬ ‫والفذضة < والإبل وا لغنم‬ ‫‪.‬‬ ‫وفيما يلي تفصيل ذلك‬ ‫منها النصا ب‬ ‫أربعين‬ ‫‪ .‬والاوقية تساوي‬ ‫أوا ق‬ ‫فيها ا ذا بلغت خمس‬ ‫‪ :‬وا لنصا ب‬ ‫الفضة‬ ‫درهما فيكون نصاب الفضة مائتي درهم ‪.‬‬ ‫‪ :‬ل رهما‬ ‫في كل أربعين‬ ‫د را هم أي‬ ‫خمسة‬ ‫ففيها‬ ‫عليها الحول‬ ‫حال‬ ‫فإذا‬ ‫وهكذا‬ ‫درهم‬ ‫‪ .‬ففيه‬ ‫يبلغ الزا ئد أربعين‬ ‫حتى‬ ‫ذ لك‬ ‫على‬ ‫الزيادة‬ ‫في‬ ‫ولاشيء‬ ‫‏‪٢٠:‬‬ ‫هكذا‬ ‫الا ن يكون‬ ‫المستعملة‬ ‫الفضة بالجرامات‬ ‫أن وزن‬ ‫‪ ...‬ومعلوم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٥٩٥‬جراما ‪.‬‬ ‫درهما من الفضة تساوي‬ ‫الذهب ‪ :‬إذا بلغ الذهب عشرين مثقالا فى غير المسكك س وعشرين دينارا‬ ‫أو‬ ‫مثقال‬ ‫‪ .‬اي نصف‬ ‫ربع العشر‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫عندئذ الزكاة‬ ‫في المنسكك ففيه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫دينار‬ ‫نصف‬ ‫ثم لاشىء في الزيادة حتى تبلغ أربعة مثاقيل ‪ 4‬أو أربعة دنانير ‪ .‬ففيها ربع‬ ‫‪١١9٩‬‬ ‫العشر ‪ .‬أي عشر مثقال ‪ :‬أو عشر دينار ‪ .‬ومعلوم أن وزن المثقال من‬ ‫الذهب يساوي الان ‪٢٥‬ر‪٤‬‏ جراما تقريبا ‪.‬‬ ‫‏‪٢٥ × ٢٠‬ر‪ ٨٥ = ٤‬جراما‬ ‫فيكون النصاب فيه هكذا‬ ‫ويمكن ان يضم كل من الذهب والفضة إلى الاخر ‪ .‬ويعتبرا جنسا واحدا ‪.‬‬ ‫وتؤخذ الزكاة من المجموع ‪.‬‬ ‫ويشترط فيها أن يحول عليها الحول بالسنة القمرية ‪ .‬وقد جاء اشتراط‬ ‫الحول في نصوص اخرى ‪.‬‬ ‫زكاة الإبل ‪:‬‬ ‫وتؤخذ منها الزكاة إذا بلغت خمسا ‪ .‬وفيها شاة ‪ .‬وفي العشر شاتان وفي‬ ‫خمس عشرة ثلاث شياه وفي العشرين أربع شياه ‏‪ ٠‬وفي خمس وعشرين‬ ‫بنت مخاض ( بنت سنة من الإبل ) وفي ست وثلاثين بنت لبون ( لها‬ ‫سنتان )‬ ‫وفي ست واربعين ‪ :‬حقة ( لها ثلاث سنين )‬ ‫وفي إحدى وستين جذعة ( لها أربع سنين )‬ ‫وفي ست وسبعين ‪ :‬بنتا لبون‬ ‫وفي إحدى وتسعين حقتان‬ ‫وما زاد عن المائة والعشرين بعد ذلك فيؤخذ من كل أربعين إبن لبون _ له‬ ‫سنتان _ ومن كل خمسين حقة _ لها ثلاث سنين ‪.‬‬ ‫‪١ ٢٠‬‬ ‫ولا بد فيها من استكمال النصاب \ ودوران الحول ‪ 0‬ويضاف إلى ذلك أن‬ ‫تكون الإبل سائمة أي ترعى بنفسها ولا تحتاج إلى عناء ‪.‬‬ ‫زكاة الغنم‬ ‫وتجب فيها الزكاة إذا بلغت أربعين شاة ‪ .‬ففيها شاة واحدة‬ ‫وإذا بلغت ( ‏‪ )١٢١‬ففيها شاتان ‪.‬‬ ‫وإذا بلغت ( ‏‪ )٢٠١‬ففيها ثلاث شياه ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫شاة‬ ‫عن كل مائة‬ ‫يؤخذ‬ ‫ذلك‬ ‫وما زا د عن‬ ‫‪:‬‬ ‫زكاة الحبوب والثمار‬ ‫وتجب فيها الزكاة إذا بلغت خمسة أو سق كما جاء فى الحديث ‪:‬‬ ‫والوسق ستون صاعا فيكون مجموع الخمسة الأاوسق ( ‏‪ ) ٢٠٠‬صاعا‬ ‫أي مايعادل ‪ :‬‏‪ ٦٧٥‬كيلو تقريبا باعتبار أن الصاع كيلوين وزيادة وقد جاء‬ ‫قوله _ ت _ ( وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ) لبيان جنس‬ ‫‪.‬‬ ‫وقدره‬ ‫منه‬ ‫الخرج‬ ‫وهناك حديث آخر ‪ ( :‬فيما سقت السماء العشر )‬ ‫وجاء لبيان الفرق فيما يسقى بمؤونة وبغير مؤونه‬ ‫ويحمل احد الحديثين على الاخر من باب حمل الخاص على العام ‪.‬‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫تحديد مقادير هذه الأصناف الأربعة ‪ :‬الذهب ة والفضة ب والإبل‬ ‫والغنم ‪ .‬والحبوب والثمار ‪.‬‬ ‫أن ما دون القدر المذكور في الحديث لاشيء فيه ‪.‬‬ ‫أن مافوق القدر المذكور يدخل في النصاب من باب الاولى ‪.‬‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫زكاة الفطر‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين _ رضي الله عنها‬ ‫} _ زكاة الفطر على الحر والعبد س والذكر‬ ‫_ قالت ‪ :‬سن رسول الله _‬ ‫أو ير أو‬ ‫زبيب‬ ‫‪ .‬أو صاعا من‬ ‫تمر‬ ‫من‬ ‫‏‪ . ٦‬وا لصغير وا لكبير صاعا‬ ‫‪.‬‬ ‫شعير ‪ .‬أو من أقط‬ ‫‏«‪. » ٣٣٣‬‬ ‫قم‬‫الحديث أخرجه الإمام الربيع بر‬ ‫عمر‬ ‫‏‪ ١‬بن‬ ‫حديث‬ ‫من‬ ‫ا لشيخان‬ ‫معناه‬ ‫واخرج‬ ‫به بهذ ا اللفظ‬ ‫وقد تفرد‬ ‫‪.‬‬ ‫متعددة‬ ‫‪ .‬وبطرق‬ ‫الجما عة أيضا معناه‬ ‫‪ .‬وأخرج‬ ‫وابي سعيد‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫مسلوكة‬ ‫وطريقة‬ ‫متبعة‬ ‫ذلك سنة‬ ‫جعل‬ ‫‪ :‬اي‬ ‫س‬ ‫أقط ‪ :‬بفتح الهمزة ‪ 0‬وكسر القاف ب وهو لبن يابس ب غير منزوع‬ ‫الزبد يتخذ من المخيض ثم يطبخ ويترك حتى يتصل منه الماء ويجف ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫جاء هذا الحديث الشريف ليوضح لنا فى جملته المدلولات التالية ‪:‬‬ ‫‪١٢٣‬‬ ‫تحديد‬ ‫عليهم هذه الزكاة _‬ ‫زكاة الفطر _ تحديد من تجب‬ ‫مشروعية‬ ‫المقدار المخرج _ تحديد أنواع الطعام الذي تعطى هذه الزكاة منه ‪.‬‬ ‫وفيما يلي تفصيل ذلك‬ ‫مشروعيتها ‪ :‬جاء هنا في حديث الباب لفظ (سن) س وورد في حديث ابن‬ ‫عمر _ عند الجماعة _ لفظ ( فرض ) بدلا من سن ‪ 8‬وإزاء هذا الاختلاف‬ ‫في لفظ الحديث اختلف الفقهاء في حكم زكاة الفطر ‪:‬‬ ‫‪ .‬أم انها‪ .‬سنة‬ ‫منسوع‬ ‫فرض‬ ‫انها‬ ‫ف قفرضيته ؟ م‬ ‫على‬ ‫باق‬ ‫همي قرض‬ ‫هل‬ ‫(ففررض ) في إحدى الروايات ‪ .‬وحملوا لفظ ‏‪ ١‬سَن) على الوجوبب اي أنها‬ ‫سنة من حيث الإلتزام بها ‪.‬‬ ‫واستدلوا أيضا بعموم قوله تعالى ‪ ( :‬وَءَائراآلكؤة ) البقرة ‏(‪ )١١٠‬فهي‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫المأمور‬ ‫من جملة الزكوات‬ ‫ھ الاعلى ‏(‪)١٤‬‬ ‫أفلح منترگى‬ ‫كما استدلوا ايضا بالاية الكريمة ‪« :‬‬ ‫وذلك يناء على أنها نزلت في زكاة الفطر ‪.‬‬ ‫أما القائلون بالنسخ ‪:‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬إنها كانت فرضا ثم نسخت بزكاة الأموال ث مستدلين بحديث‬ ‫‪ ::‬أمرنا رسول ‏‪ ١‬لله‬ ‫‪ ..‬قال‬ ‫وغيره‬ ‫النسا ئي‬ ‫عند‬ ‫_‬ ‫عبادة‬ ‫بن‬ ‫سعد‬ ‫ين‬ ‫قيس‬ ‫_ تل _ بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة ‪ .‬فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا‬ ‫‪.‬‬ ‫في سنده‬ ‫الماخذ‬ ‫عليه بعض‬ ‫الحد يث‬ ‫غير أن هذا‬ ‫نقعله‬ ‫‪ .‬ونحن‬ ‫ينهنا‬ ‫ولم‬ ‫‪١٢٤‬‬ ‫أما القائلون بسنيتها ‪ 0‬وأنها فضيلة تطوعية ‪:‬‬ ‫فاستدلوا بظاهر لفظ سَنَ الوارد في الحديث م وقالوا إنه يفهم منه الندب‬ ‫وليس الإلزام‬ ‫وقالوا ايضا ‪ :‬إن لفظ ( فرض ) في الرواية الاخرى بمعنى ( قذر ) ‪ .‬كما‬ ‫استدلوا بحديث الأعرابي الذي جاء فيه ( ‪ ...‬والزكاة ‪ ...‬قال ‪:‬هل علي‬ ‫غيرها قال لا إلا أن تطوع )‬ ‫قالوا ‪ :‬ولم يذكر زكاة الفطر هنا ‪.‬‬ ‫ولايخفى أن هذا الحديث عام لم يأت بتفصيل الواجبات والفراثتض كلها‬ ‫ومعلوم أن هنالك واجبات كثيرة لم تذكر في الحديث ‪.‬‬ ‫كما ن كلمة ( سن ) في الحديث تفسرها كلمة ( فرض ) على أن التعبير‬ ‫( يعلى ) في قوله ‪ :‬على الحر والعبد يدل على الوجوب‬ ‫من تجب عليهم هذه الزكاة ‪:‬‬ ‫وقد حدد هذا المعنى قوله ‪ ( :‬على الحر والعبد ى والذكر والأنثى ‪ :‬والصغير‬ ‫والكبير فأما العبد فالمخاطب بها سيده ‪ .‬وهو يعطيها عنه ‪.‬‬ ‫والانثى إن كانت زوجة فيعطيها عنها زوجها ‪ .‬وإن كانت أختا أو بنتا أو أما‬ ‫اغوير ذلك فيعطيها من يعولها ‪.‬‬ ‫والصغير يعطيها عنه وليه ‪ 0‬أو من يعوله ‪ :‬لقوله _ قبله ۔ ( يعطيها الرجل‬ ‫عن نفسه وعمن يعول ) ‪.‬‬ ‫‪١ ٢٥‬‬ ‫وتجب زكاة الفطر على الغني فقط ‪ ..‬ومن يصح أن ياخذها لا يجوز أن‬ ‫كما جاء في حديث ابن عباس _ عند أبي دواد وابن ماجه _ ( ‪..‬وطعمه‬ ‫وهذا يعني أنها شرعت من أجل إطعام المساكين ‪ ..‬لاغيرهم ‪.‬‬ ‫_ كما جاء في حديث ابن عمر ‪ ( :‬اغنوهم عن الطواف في هذا اليوم)‬ ‫اي اغنوا المساكين عن السؤال في يوم العيد ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الاغناء من الغنى ‪.‬‬ ‫_ وكما في قوله _ تنه _ ( لاصدقة إلا عن ظهر غنى ) ‪.‬‬ ‫وهذا يعنى أيضا أن الصدقة لا تكون من الفقير غير القادر ‪ .‬وهذا هو‬ ‫معنى قول الربيع ‪ ( :‬إنما الصدقات للفقراء ليست عليهم ) ‪.‬‬ ‫مقدار ما يخرج منها ‪:‬‬ ‫وقدره صاع واحد ‪ 0‬ومسألة إخراج الصاع متفق عليها من العلماء وهنالك‬ ‫بعض الاختلاف في تقديره ‪ 0‬ويقدر بالوزن المتعارف به الان بما يزيد‬ ‫قليلا عن كيلوين ‪.‬‬ ‫أنواع الطعام المخر ج منه ‪:‬‬ ‫« وكانت‬ ‫في الحديث ذكر التمر والزبيب والبر وا لشعير وا لاقط‬ ‫وقد ورد‬ ‫‪١٢٦‬‬ ‫هذه الأشياء هى أنواع القوت الغالب فى ذلك الزمان ‪ .‬ولذلك قال العلماء‬ ‫إن ينبغي للإنسان ان يخرجها من غالب قوت اهله ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن أحوال الناس _ في معيشتهم _ تختلف من زمان لاخرث ومن‬ ‫مكان لاخر ‪ :‬ومن ناس لاخرين ‪.‬‬ ‫وهذا ما ينبغي أن يراعى هنا في موضوع إخراج زكاة الفطر ‪ .‬وليكن ذلك‬ ‫من اوسط الطعام ‪ 0‬كما نبهت إلى ذلك الاية الواردة في خصال الكفارة‬ ‫(من أوسط ما تطمعون اأهليكم ) وبحيث لايخرج من الأدنى ‪ 0‬أما إن أخرج‬ ‫من الاعلى فهو جائز ‪ :‬بل مطلوب ب ومرغوب فيه ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫_ مشروعية زكاة الفطر ‪.‬‬ ‫_ انها تجب على الصغار والكبار ‪ .‬والذكور والإناث ‪ 4‬والأحرار والعبيد ‪.‬‬ ‫_ أنها تختلف عن غيرها من العبادات المالية والبدنية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_ انها تقدر بصاع من الطعام عن كل شخص‬ ‫تخرج من غالب قوت الإنسان في ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫‪١ ٢٧‬‬ ‫التصدق بأجب المال‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال ‪:‬‬ ‫كان أبو طلحة أكثر الأنصار مالا بالمدينة من نخل ‪ 0‬وكان أحب أمواله‬ ‫يدخلها‬ ‫نه ‪--‬‬ ‫رسول ‏‪ ١‬لله _‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫‪ .‬وكانت مستقبلة المسجد‬ ‫إليه بيرحاء‬ ‫الاية ‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫نزلت‬ ‫‪ :‬فلما‬ ‫أنس‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫طيب‬ ‫« وهو‬ ‫مائها‬ ‫من‬ ‫ويشرب‬ ‫<‬ ‫( لن تنالوا البر حتى تتفقوا مما تحبون ) قال أبو طلحة إن أحب‬ ‫أموالي إلي بيرحاء ‪ .‬وإنها لصدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها‬ ‫‪.‬‬ ‫شئت‬ ‫الله حيث‬ ‫يارسول‬ ‫فقال رسول الله _ عبلة ‪ :‬بخ بخ ذلك مال رائح يروح بصاحبه إلى‬ ‫‪ .‬قا ل‬ ‫في ‏‪ ١‬لأقربين‬ ‫أن تجعلها‬ ‫‪ .‬وأنا أرى‬ ‫قلت‬ ‫ما‬ ‫الجنة ‪ .‬وقد سمعت‬ ‫ابوطلحة ‪ :‬أفعل يارسول الله ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عمه‬ ‫فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنى‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ‏«‪. " ٣٥٣‬‬ ‫وأخرجه أيضا الشيخان ب ومالك واحمد والترمذي ب وأبو داود‬ ‫والنسائي وغيرهم ‪.‬‬ ‫الملقردات ‪:‬‬ ‫بيرحاء ‪ :‬بفتح الباء وسكون الياء ‪ .‬وفتح الراء والحاء ن ماخوذة من‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫البراح أي المكان الواسع ‪ 0‬ويسمى بها بستان أبي طلحة ث أو اسم المنطقة‬ ‫التي بها البستان ‪.‬‬ ‫مستقبلة المسجد ‪ :‬أى كائنة قبالة المسجد وهى جهة الجنوب منه‬ ‫واللسجد هو مسجد النبي _ تة _ وهذا ما اعطاها مكانة مرموقة ‪.‬‬ ‫وموضعا حسنا ‪.‬‬ ‫_ برها ‪ :‬البر بمعنى الخير ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ذخرها ‪ :‬أي بقاء أجرها ليتحسب له عند الله _ عز وجل‬ ‫‏‪ ١‬لخير ‪.‬‬ ‫وجوه‬ ‫ضَهاً ‪ :‬أي ‏‪ ١‬صرفها فيما شئت من‬ ‫بخ ‪ :‬كلمة تقولها العرب عند الإعجاب والرضا بالشيء ى وعند المدح‬ ‫والفخر ‪ .‬وتقال بخ بالسكون \ وبخ بالتنوين ‪ .‬وتقال مفردة ومكررة كما‬ ‫جاء فى الحديث‬ ‫الى‬ ‫أنه ذا هب بصا حبه‬ ‫‪ .‬أي‬ ‫ا لروا ح بمعنى ا لصيرورة‬ ‫رائح ‪ :‬من‬ ‫_‬ ‫الجنة ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫يروي لنا أنس بن مالك فى هذا الحديث الشريف أن الصحابي الجليل‬ ‫ابا طلحة ( زيد بن سهل الأنصاري ) كان من أكثر قومه الانصار مالا ة‬ ‫ونخلا بالمدينة ‪.‬‬ ‫وكان يملك كثيرا من البساتين ‏‪ ٠‬ولكن كان أحب هذه البساتين إليه‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫النبي _ تبلل _ ولأن به ماء عذبا طيبا ‪.‬‬ ‫ولأن النبي _ تنه _ كان يتردد على هذا البستان ث ويشرب من مائه‬ ‫‪.‬‬ ‫طلحة‬ ‫عند صاحبه أبي‬ ‫مكانا مميزا‬ ‫البستان‬ ‫ما جعل لهذا‬ ‫‪ .‬وهذا‬ ‫‏‪ ١‬لطيب‬ ‫‪ } :‬ل‬ ‫‪ :‬إنه ‪ 11‬نزل قوله تعالى‬ ‫رضي ا‏‪ ١‬لله عنه‬ ‫ويقول أنسر بن مالك‬ ‫َالوالرَحَى تنفِقواممَاتبوتَ ومائتقواينكنوقكك؟تَهيهعلية »‬ ‫‪12‬‬ ‫د‪٠‬‏ >‪,‬۔۔‬ ‫س‬ ‫وع‬ ‫ش ‪.‬‬ ‫سس ف دح < ۔ ك‬ ‫‏(‪(٦٩٢‬‬ ‫عمران‬ ‫ال‬ ‫تلقاها الصحابة رضوان الله عليهم _ بكل سرور وترحاب ‪.‬‬ ‫واخذوا يتبارون في تقديم أموالهم طلبا للبر ورجاء للخير \ والثواب‬ ‫من عند الله عز وجل ‪ 0‬وتحقيقا لتوجيه الله لهم بالإنفاق من أحب أموالهم‪.‬‬ ‫‘ والذي‬ ‫صاحب البساتين العديدة‬ ‫من هؤلاء أبوطلحة الانصاري‬ ‫وكان‬ ‫خصا تنص‬ ‫بيرحا ء بما له من‬ ‫‪ .‬وهو‬ ‫أعز وأحب أموا له إليه‬ ‫راى أن يقدم‬ ‫ومميزات اكثر من غيره ‪.‬‬ ‫وجاء إلى النبي _ تله _ ليخبره عن تبرعه بهذا البستان طالبا منه ان‬ ‫البر والخير ‪.‬‬ ‫من أنوا ع‬ ‫شاء‬ ‫حيث‬ ‫يضعه‬ ‫وقد أعجب النبى _ مثلة _ بهذه الروح الوثابة التى أبداها أصحابه‬ ‫س روح التضحية بالاموال ‪ 4‬والأنفس ؛ والإنفاق في سبيل الخير‬ ‫الكرام‬ ‫والطاعة ‪.‬‬ ‫ويبشرهم بأن هذه الأعمال ‪ .‬ستذهب بأصحابها _ إن شاء الله إلى‬ ‫الجنة ‪.‬‬ ‫في‬ ‫ا لصدقة‬ ‫هذه‬ ‫أبو طلحة‬ ‫يضع‬ ‫أن‬ ‫‏‪ ١‬لله _ إللقر‬ ‫رسول‬ ‫رأى‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫فيهم الفقراء‬ ‫بها لان‬ ‫أقاربه ‪ 0‬لانهم أحق‬ ‫وفي هذا أيضا الجمع بين الصدقة والصلة كما جاء في حديث سلمان‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫قال‬ ‫والنسائي وابن ماجة _‬ ‫أحمد والترمذي‬ ‫عن‬ ‫ابن عامر‬ ‫_ تله _ ‪ (:‬الصدقة على المسكين صدقة ى وعلى ذي الرحم اثنتان ‪:‬‬ ‫أنها‬ ‫‏‪ ١‬لشيخين‬ ‫عن‬ ‫ميمونة بننتت | لحا رث‬ ‫حديث‬ ‫صدقة وصلة ( وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫لو أعطيتها أخوا لك‬ ‫‪:‬‬ ‫ققا ل‬ ‫_‬ ‫‏‪ ١‬لله _‬ ‫رسول‬ ‫زمان‬ ‫في‬ ‫وليدة‬ ‫أعتقت‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫اجرك‬ ‫أعظم‬ ‫كان‬ ‫وفعلا نقذ أبوطلحة توجيه النبي _ تبة‪ _ 4‬فقسم هذا المال في أقاربه‬ ‫وبني عمه ‪.‬‬ ‫وقد ثبت أنه قسمها بين حسان بن ثابت ث وأبي بن كعب كما جاء في‬ ‫رواية مسلم وغيره ‪ .‬وهؤلاء هم أقاربه ‪.‬‬ ‫وبالجملة فمواقف الصحابة _ رضوان الله عليهم _في الإنفاق والبذل‬ ‫‪ .‬والتبرع باحب اموالهم في سبيل الله ‪ :‬وطلبا للطاعة والخير ىورجاء ما‬ ‫‪.‬‬ ‫عند الله هي اكثر من أن تحصى‬ ‫جاء في الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال ‪ :‬يارسول الله ‪ .‬لم أحب‬ ‫مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو ( بخيبر ) قما تأمرني به ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬احبس الأصل س وسبل الثمرة ‪ .‬أي أمره أن يبقي على الأصل موقوفا‬ ‫وتصرف الغلة في الفقراء والمساكين ‪.‬‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫وهكذا كان الصحابة _ رضي الله عنهم _ على هذا المستوى الرائع‬ ‫في سبيل الخير ‪ .‬وا لمثوبة في‬ ‫‪ .‬والإنفاق‬ ‫من التقفانى والتضحية بالاموال‬ ‫الدار الاخرة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كبير من الصحابة‬ ‫لعدد‬ ‫وهنالك مواقف مماثلة‬ ‫منهم أبوذر ث وزيد بن حارثة ‪ 0‬وابن عمر ث وغيرهم ‪.‬‬ ‫جزاهم الله عن الإسلام خيرا ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫الترغيب في الإنفاق في أنواع البر والخير‬ ‫_ أن الإنفاق من أحب ما عند الإنسان هو اكثر فضلا وبرا ومثوبة ‪.‬‬ ‫أن أفضل النفقة وابرها ما كانت على الاقارب وذوي الرحم ‪.‬‬ ‫أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا اكثر الناس تلقيا ‪ .‬وانفعالا‬ ‫لتوجيه الله عز وجل ‪ 0‬ورسوله المصطفى ‪.‬‬ ‫_ انهم كانوا يتسابقون في فعل الخير والطاعة ‪ .‬وكل أعمال البر من‬ ‫وثوابه في الدار الاخرة ‪.‬‬ ‫نفقة وغيرها لنيل رضا ال _ عز وجل‬ ‫‪١٣٢‬‬ ‫أكل المسلم ‪ ..‬وأكل الكافر‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابي هريرة عن النبي _ تبلة{ _ قال ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أمعا ء‬ ‫وا لكا قر في سبعة‬ ‫‪..‬‬ ‫وا حل‬ ‫معى‬ ‫ياكل المسلم فى‬ ‫الحديث أخر جه الإمام الربيع برقم ه‪٣٦٧١‬‏ ! ‪.‬‬ ‫وأخرجه البخاري عن أبي هريرة أيضا ‪ ..‬وأخرجه أحمد والترمذي‬ ‫والنسائي عن ابن عمر ‪.‬‬ ‫واخرجه مسلم وأحمد في رواية أخرى عن جابر ‪ ..‬وفي رواية لاحمد‬ ‫والشخين وابن ماجه عن أبي هريرة ‪ ..‬وفي رواية لمسلم وابن ماجه عن‬ ‫ابي موسى ‪.‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫_ المعاء ‪ :‬بكسر الميم وجمعه أمعية ويكتب بالياء منونا ( معي )‬ ‫`‬ ‫وجمعه امعاء ‪ :‬والقص فيه أشهر من المد ‪ :‬وهو بمعنى المصران ‪.‬‬ ‫_ المسلم والكافر ‪ :‬المراد بهما هنا الجنس أي جنس المسلم وجنس‬ ‫الكافر ‪.‬‬ ‫‪١٣٣‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫المعروف أن المسلم والكافر هما سواء في أصل الخلقه وفي أعضاء الجسم‬ ‫ذلك لا‬ ‫‪ ..‬كل‬ ‫أعمال‬ ‫من‬ ‫تؤد يه‬ ‫به وما‬ ‫وما تقوم‬ ‫وفى وظائف تلك الأعضاء‬ ‫يختلف في جملته من إنسان لآخر ‪ ..‬ولا فرق في ذلك بين مسلم وكافر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وفي نوع‬ ‫الأعضاء‬ ‫‪ ..‬وفي تلك‬ ‫الخلقة‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫فالناس كلهم متساوون‬ ‫أدائها في الجسم ‪.‬‬ ‫وإذن فماذا يعني قوله _ تبل _ ‪ ..‬أن المسلم يأكل في معى ‪ ..‬ويأكل الكافر‬ ‫واشك اولا ‪ ..‬أن هذا القول وهو صادر عن رسول الله _ تتلله _ الذي لا‬ ‫ينطق عن الهوى ‪ ..‬إنما يمثل حقيقة من الحقائق المهمة في واقع الإنسان‬ ‫وقد يتضح هذا المعنى اكثر فأكثر إذا عرفنا السبب الذي ورد من اجله هذا‬ ‫المصنف‬ ‫عن‬ ‫أبى هريرة‬ ‫فى حديث‬ ‫ما جاء‬ ‫‪ . .‬وهو‬ ‫الحديث الشريف‬ ‫قال ‪ :‬أضاف رسول الله _ تلة _ ضيفا فامر له بشاة فحلبت فشرب‬ ‫حلابها ‪ ..‬ثم أخرى فلم يكملها ‪ ..‬فقال رسول الله _ تم _ أن المؤمن‬ ‫ليأكل في معى واحد ‪ ....‬الحديث‬ ‫وعلى هذا فليس المقصود أن معى الكافر أكبر حجما من معى المسلم ‪ ..‬أو‬ ‫‪..‬‬ ‫ركب له معى وا حد‬ ‫‪ ..‬بينما ‏‪ ١‬لمسلم‬ ‫أن الكافر قد ركبت له سبعة أمها ء‬ ‫‪.‬‬ ‫آخر‬ ‫شيء‬ ‫هنا‬ ‫وانما المقصود‬ ‫وأحسن ما قيل من توجيهات لمدلول الحديث ‪ ....‬هو‬ ‫‪١٣٤‬‬ ‫ان المؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام ‪ ...‬فيشبعه القليل وذلك آن‬ ‫والزهد ‪ ..‬خصوصا فيما يتعلق با لاكل ‪.‬‬ ‫المؤمن من طبيعته القناعة‬ ‫ولذلك جاء في حديث أبي هريرة _ عن المصنف _ قوله _ تثل; _ (طعام‬ ‫الإثنين كافي الثلاثة ‪ ..‬وطعام الثلاثة كافي الأربعة )‬ ‫‪.‬‬ ‫يا لنسبة للمسلم‬ ‫والشره‬ ‫د واعي ‏‪ ١‬لحرص‬ ‫أي مع زوال‬ ‫بينما الكافر بعكس ذلك ‪ ..‬فهو يكون شديد الحرص على الطعام ‪ ..‬شديد‬ ‫‪ ..‬وهو لا يشبع ‪ ..‬وتلك طبيعة الكا قر ‪ ..‬ا ذ أنه يطمح كثيرا إلى‬ ‫الشره فيه‬ ‫عنىى هو ما‬‫رممع‬ ‫‪ .‬وهذا الل‬ ‫وسائر الملذات‬ ‫المطاعم والمشارب‬ ‫غريزته من‬ ‫اشباع‬ ‫ه الاية الكريمة ‪...«:‬ولَنينكقروأيتَمتَوبَ وأ كلونكمَاتا زال ه‬ ‫ح‬ ‫>‪-‬‬ ‫‪.‬نو‬ ‫‪.‬‬ ‫‏(‪(١ ٢‬‬ ‫‪ 4‬محمد‬ ‫مم‬ ‫والنارمثوى‬ ‫وكذلك الآية الاخرى التى شبهوا فيها بالانعام ‪...« ....‬أؤَليلمككَكا لكما‬ ‫‏(‪. ) ١٧٩‬‬ ‫الاعراف‬ ‫ه صا‬ ‫ولاشك أن تلك طبيعة الكافر والكفر المشاهدة والنابعة من الطمع والجشع‬ ‫وحب الملذات والشهوات ‪.‬‬ ‫وهذا هو المعنى المقصود في الحديث ‪ ..‬وهو تمثيل حال المسلم ‪ . .‬وحا‬ ‫من ياكل في معى‬ ‫‪ . .‬بحا ل‬ ‫وخلق كل منهما‬ ‫طبيعة‬ ‫الكافر ‪ ...‬وما تحمله‬ ‫واحد ‪ ..‬وبحال من ياكل في سبعة أمعاء ‪.‬‬ ‫ومن جملة ما قيل في توجيه هذا الحديث أيضا أن المسلم يسمي الله عز‬ ‫‪١٣٥‬‬ ‫وجل عند طعامه وشرابه ‪ ..‬كما جاء ذلك في الحديث ( يابني سم الله وكل‬ ‫بيمنك وكل مما يليك ) ‪.‬‬ ‫وأن المسلم يتأدب بآذاب الاسلام في الأكل والشرب ‪ ..‬فلا يأكل ملء بطنه‬ ‫كما ثبت ذلك في حديث المقدام _ عن الترمذي وغيره _ من قوله _ تبه‬ ‫_ ( ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه ‪ ...‬فحسب أنى إذ لقيمات يقمن‬ ‫صلبه ‪ ..‬فإن كان فاعلا لامحالة فثلث لطعامه ‪ ..‬وثلث لشرابه ‪ ..‬وثلث‬ ‫لنفسه ) ‪.‬‬ ‫وبذلك لايكون للشيطان حظ في طعام المسلم ويبارك له فيه ببركة‬ ‫التسمية وذكر الله عز وجل ‪.‬‬ ‫بينما الكافر يأكل ويشرب دون مراعاة لأدب الاكل والشرب وبدون أن‬ ‫يذكر الله عز وجل ‪ ..‬فهو يأكل لأجل الاكل فقط ‪ ...‬ومن اجل اشباع‬ ‫خريزته ‪ ..‬كما تأكل البهائم ‪.‬‬ ‫ومن هنا شبه أكل المسلم كمن ياكل في معى واحد ‪ ..‬وشبه اكل الكافر‬ ‫كمن ياكل في سبعة أمعاء ‪.‬‬ ‫والحقيقة ان هذه المعاني كلها واردة ‪ ...‬وكلها تنطبق على المعنى الواسع‬ ‫مدلول الحديث ‪.‬‬ ‫فالمسلم ينظر إلى موضوع الاكل والشرب وكلما يتعلق بتغذية الجسم‬ ‫على أنه وسيلة من الوسائل التي يتوصل بها إلى غيرها ‪ ..‬لا على أنه غاية‬ ‫في حد ذاتها ‪.‬‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫فهو يأكل ويشرب ويتداوى ويعنى بنظافة بدنه ‪ ..‬وبصحته ‪ ..‬كل ذلك من‬ ‫اجل أن يبقى سليما معافى قادرا على تحمل مسئوليته ‪.‬‬ ‫ومن ثم يتمكن من عبادة الله عز وجل ومن تنفيذ اوامره واجتناب نواهيه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ..‬وعلى اكمل حال‬ ‫على احسن وجه‬ ‫_ لذلك يحقق المدلول العلمي لوجوده في هذه الحياة ‪.‬‬ ‫وبذلك يكون أيضا قادرا على اداء مهمته المنوطة به والتي خلق من أجلها‬ ‫« رَمَاحَلَتَتَآلرَوالإنيللاليتنذون ه‬ ‫كما ذكرتها الآية الكريمة‬ ‫‏‪( ٥٦‬‬ ‫الذاريات )‬ ‫اما الكافر فخلاف ذلك ‪ ..‬فهو يأكل ويشرب ويتمتع ويسعى ويلهث في‬ ‫حياته ‪ ..‬وليس له هدف يحققه ‪ ..‬ولا غاية يريد أن يصل إليها ‪ ..‬فهو يأكل‬ ‫من اجل الاكل ‪ ..‬ويعمل من اجل العمل ‪ ..‬ومن أجل إشباع بطنه وفرجه‬ ‫‪ ...‬ولتحقيق أكبر قدر من متع الدنيا وملذاتها ‪.‬‬ ‫بل هم‬ ‫البهائم ) أولئك كا لانعام‬ ‫مستوى‬ ‫من‬ ‫رهذا ما جعله أقل مستوى‬ ‫اضل ) ‪.‬‬ ‫وهذا ايضا ما عبر عنه الحديث الشريف ل( ليوتين يوم القيامة بالعظيم‬ ‫الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله جناح بعوضة ‪ ..‬اقرأوا إن شئتم‬ ‫_( ف‪7‬لانقِيه ؟ه‪,‬ءم هومسرح لت۔يَرمَةِرَمر‪َ.‬يا ھ الكهف ‏(‪ )١٠٥‬الشيخان وغيرهما ‪.‬‬ ‫وهذا الذي ينطبق على الفرد المسلم والفرد الكافر ‪ ...‬او على الجنس‬ ‫السلم والجنس الكافر ‪ ..‬ينطبق أيضا على الأمم ‪ ..‬وعلى الشعوب ‪..‬‬ ‫في كثرة‬ ‫هو واضح الان للعيان‬ ‫‪ ...‬كما‬ ‫‪ ..‬وعلى الدول‬ ‫رعلى الجماعات‬ ‫‪١ ٣٧‬‬ ‫‪ ..‬وفي متع الدنيا ‪7‬‬ ‫في الملذات‬ ‫والامم‬ ‫الشعوب‬ ‫‪ ..‬وفي انغماس‬ ‫الاستهلاك‬ ‫وفي اللهث وراء الحياة لهثاً يكاد تنفصم له رقابهم ‪ 0‬وفي التكالب والتناحر‬ ‫‏‪ ١‬لاخرين ‪ .‬وفي أكل أموال‬ ‫لحرمة ‪ ..‬أو لحقوق‬ ‫مراعاة‬ ‫بدون‬ ‫قفي هذا الشأن‬ ‫من جشع‬ ‫ونهب مقدرا تها وخيراتها مع ما يصاحب ذلك‬ ‫الامم والشعوب‬ ‫‪.‬‬ ‫وطمع واعتداء‬ ‫هنالك أمم‬ ‫وبذلك نزعت البركة من الارض ‪ ..‬واختلت الموازين ‪ ..‬فصارت‬ ‫لتحرق معها بالنار ‪.‬‬ ‫النعم بأقدامها ‪ ..‬وترمي بها مع القاذ ورات‬ ‫تدوس‬ ‫وشعوب‬ ‫‪ ..‬يطحنها الجوع‬ ‫في ‏‪ ١‬لعرى‬ ‫تعيش‬ ‫أخرى‬ ‫بينما هنالك أمم وشعوب‬ ‫والخوف ‪ ..‬ويلفها الضياع والحرمان ‪ ..‬ولا قوة الا بالله ى وهذه نتيجة‬ ‫حتمية لطبيعة الكفر ‪ ..‬ولطبيعة الكافرين ‪.‬‬ ‫وم ل‬ ‫م‬ ‫سےے‬ ‫‪1‬‬ ‫هم‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫كمث| لا زى ‪.‬‬ ‫كعرُو‬ ‫وصدق الله ا لعظيم إذ يقول «‪ ...:‬ومثلا ل ب‬ ‫فمر لَاَيِنوتَ ه‬ ‫‪2‬‬ ‫و‬ ‫يَالامعا ادعاء ونداضداد كمأغعنيم‬ ‫‪.‬‬ ‫لم‬ ‫ل س |مس‬ ‫س‬ ‫لار‬ ‫‪......................‬‬ ‫‏(‪()١٧١‬‬ ‫البقرة‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫‪ ..‬وأحوال الكافر فيها ‪.‬‬ ‫بيان أحوال المسلم في معيشته‬ ‫_ ذم الأكل الزائد عن حاجة الإنسان‬ ‫ماينطبق علي المسلم ينطبق على أمته ‪ ..‬وما ينطبق على الكافر‬ ‫ينطبق على أمته آيضا ‪.‬‬ ‫الحث على القناعة في تناول الأشياء ‪ ..‬والنهي عن الشره كذلك ‪.‬‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫بيان المواقيت‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬وقت رسول‬ ‫اله _ تله ۔ ‪:‬لأهل المدينة أن يهلوا من ذي الحليفة ‪ .‬ولاهل الشام الجحفةة‬ ‫ولامل نجد قرنا ولأهل اليمن ‪ :‬يلملم ‪ .‬ولأهل العراق‪ :‬ذات عرق ‪.‬‬ ‫الحديث أخر جه الإمام الربيع برقم ه‪٣٢٩٦‬‏ » ‪.‬‬ ‫واخرجه الشيخان عن ابن عباس ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اللغخردات‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫يحرمون‬ ‫‪ :‬اي جعل لهم موضعا محددا‬ ‫وقت‬ ‫يهلون ‪ :‬يرفعون أصواتهم بالتلبية ة ويطلق الإهلال على نفس الإحرام‬ ‫ذي الحليفة ‪ :‬تصغير حلفة ‪ 0‬وهو نبت كثيرا ما ينبت في الماء يسمى‬ ‫به موضع قريب من المدينة س واشتهر الآن ( بأبيار على) نسبة إلى‬ ‫بئر كانت هناك ‪ 0‬ويقع شمال مكة ى ويبعد عنها بحوالي ( ‏‪)٤٥٠‬‬ ‫الجحفة ‪ :‬بضم فسكون ب قرية بين مكة والمدينة ‏‪ ٠‬سميت بذلك لأن‬ ‫‪ :‬وكانت قبل ذلك تسمى‬ ‫بأهلها ‪ .‬أي جرفهم‬ ‫السيل أجحف‬ ‫‪١٩‬‬ ‫) مهيعه) وصار الإحرام الآن من ( رابغ ) قبل الجحفة بقليل ‪ .‬وتقع‬ ‫في الشمال الغربي من مكة ‪ .‬وتبتعد عنها بحوالي ( ‏‪ )١٨٧‬كيلو‬ ‫تقريبا ‪.‬‬ ‫اسم‬ ‫‪ ..‬وهو‬ ‫‏‪ ١‬لمنا زل‬ ‫قرن‬ ‫‘ وتسمى‬ ‫الراء‬ ‫< وسكون‬ ‫‏‪ ١‬لقاف‬ ‫‪ :‬بفتح‬ ‫قرن‬ ‫ب وبينه وبين مكة‬ ‫لجبل يقع شرقي مكة ‪ 0‬ويطل على عرفات‬ ‫(‬ ‫محرم‬ ‫وادي‬ ‫)‬ ‫اسمه‬ ‫وهنالك مكان‬ ‫‏‪ ( ٩٤‬كيلو تقريبا _‬ ‫)‬ ‫مسافة‬ ‫محاذيا لقرن المنازل ‪ :‬وهو بالطائف يحرمون منه الان ‪.‬‬ ‫يلملم ‪ :‬يقال ‪ :‬الملم ث ويرمرم ‪ :‬ورمرم ‪ .‬جبل يقع جنوب مكة ‪ 0‬ويبعد‬ ‫‏(‪ )٥٤‬كيلو تقريبا ‪.‬‬ ‫عنها مسافة‬ ‫ذات عرق ‪ :‬بكسر العين ‪ 0‬وأصل العرق ‪ :‬الجبل الصغير س وسمي به‬ ‫لشرقي‬ ‫‏‪ ١‬لشمال‬ ‫‪ .‬يقع في‬ ‫فيه‬ ‫جبل صغير‬ ‫لوجود‬ ‫‘‬ ‫ذلك الوضع‬ ‫لمكة س ويبعد عنها مسافة ‏(‪ )٩٤‬كيلو تقريبا ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫الحديث نص في تحديد المواقيت المكانية التي يجب على الحاج والمعتمر أن‬ ‫منها ولا يتعداها ‪.‬‬ ‫يحرم‬ ‫وقد جاءت هذه المواقيت في الحديث موزعة حسب الجهات التي يقدم منها‬ ‫أمل الآفاق في تلك الايام ‪.‬‬ ‫نجد‬ ‫ولأهل‬ ‫‪0‬‬ ‫الجحفة‬ ‫)‬ ‫الشا م‬ ‫واهل‬ ‫الحليفة (‬ ‫ذي‬ ‫لاهل المد ينة )‬ ‫فحدد‬ ‫قرنا ‪ .‬ولاهل اليمن يلملم ‪ .‬ولأهل العراق ذات عرق ‪.‬‬ ‫‪١ ٤٠‬‬ ‫اما الذين يأتون من غير هذه الجهات المذكورة في الحديث فإن إحرامهم‬ ‫الجهة التي يمرون بها ‪.‬‬ ‫فلو جاء أهمل نجد عن طريق المدينة ‪ .‬فإن إحرامهم من ( ذي الحليفة)‪.‬‬ ‫ولوجاء اليمني عن طريق نجد فإن إحرامه من ( قرن المنازل ) وهكذا‬ ‫بالنسبة لكل الجهات ‪.‬‬ ‫وقد ثبت ذلك عن النبي _ تله _ في حديث ابن عباس _ عن الشيخين _‬ ‫وجاء فيه قوله ( ‪ ...‬هن لهن س ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد‬ ‫الحج والعمرة ) ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن أبعد هذه المواقيت مسافة هو ( ذو الحليفة ) ‪ .‬ميقات أهل‬ ‫المدينة ‪.‬‬ ‫كما أن أقربها مسافة إلى مكة هو يلملم ميقات أهل اليمن ‪.‬‬ ‫وهنالك خلاف في توقيت ذات عرق هل هو من النبي _ تم _ أو من‬ ‫توقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‪ .‬وحديث الباب صريح أن توقيت‬ ‫ذات عرق من النبي _ تله _ إذ جاء فيه قوله ‪ ... (:‬ووقت لاهل العراق‬ ‫ذات عرق ) ‪.‬‬ ‫لكن جاء في البخاري ‪ ( :‬ووقت عمر أيضا لاهل العراق ذات عرق )‬ ‫ويمكن أن يقال ‪ :‬إن عمر لم يبلغه توقيت النبي _ تله _ فاجتهد في ذلك‬ ‫ووفق ‪ .‬ومعروف أن موافقات عمر كثيرة ‪ .‬أما القول بأن توقيت عمر أقرب‬ ‫إلى الواقع لان العراق لم تفتتح إلا في عهده س ولم تكن دار اسلام في عهد‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫_ تتله _ وقت الجحفة لاهل الشام ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن الشام لتمفتتح ايضا في عهد النبي _ تبث{ ‪.‬‬ ‫وقد أجمع العلماء على أن من أحرم من أحد هذه المواقيت فهو محرم معتد‬ ‫بإحرامه ‪.‬‬ ‫أما إن أحرم بعد أن تعداها فعليه أن يرجع إلى الميقات ويحرم ولاشيء عليه‬ ‫فإن لم يرجع ‪0‬وأحرم من موضعه فعليه دم ‪.‬ومن كان منزله دون الميقات‬ ‫فإحرامه منه لثبوت ذلك عن النبي _ تبنة _في قوله ‪ ( :‬ومن كان دون‬ ‫ذلك فمهله من أهله ) أما أهل مكة فإحرامهم بالحج منها ‪ .‬ولكن يحرمون‬ ‫بالعمرة من التنعيم ‪.‬‬ ‫ومن أراد الحج أو العمرة _ مسافرا بالطائرة _ فإذا كانت الطائرة لا‬ ‫‪.‬‬ ‫حسبما يتيسر له‬ ‫منزله أو فى المطا ر ‪ .‬أو فى الطائرة‬ ‫وإن تعذر إلا في المنزل ‪ 0‬فمن المنزل ‪.‬‬ ‫وتكون النية والتلبية ‪ .‬قبل محاذاة الميقات من الجو ‪.‬‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫ان هذا التحديد هو من النبي _ تته‪ _ 4‬وليس من غيره ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫علة‬ ‫حددها لنيى _‬ ‫جملة ما‬ ‫‪ .‬من‬ ‫عرق‬ ‫أن ذات‬ ‫_‬ ‫‪١٤٣‬‬ ‫محظورات الإحرام‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬قال رسول‬ ‫التلهل_ه; _ ‪:‬‬ ‫لايلبس المحرم القميص ولا العمامة ولا السراويلات ولا البرانس ولا‬ ‫الخفاف فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما من اسفل الكعبين ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ولا يلبس المحرم شيئا من ثياب مسها الزعفران س ولا الورس ‪.‬‬ ‫‏«‪. " ٤٠١٦‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫وأخرجه الجماعة من حديث ابن عمر مع اختلاف في ألفاظه ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغخردات‬ ‫الخبر الذي هو في معنى‬ ‫بالرفع على معنى‬ ‫قراءته‬ ‫‪ :‬يمكن‬ ‫لا يلبس‬ ‫النهي ‏‪ ٠‬ويمكن قراءته بالجزم على معنى النهي الصريح ‪.‬‬ ‫القميص ‪ :‬الثوب الذي يلبسه الإنسان ‪ ..‬ويدخل فيه كل ما أحاط‬ ‫بالبدن مما كان عن تفصيل وتقطيع ‪.‬‬ ‫«‬ ‫الرأس‬ ‫تعم جميع‬ ‫لأنها‬ ‫بذ لك‬ ‫‏‪ ٠0‬وسميت‬ ‫بالرأس‬ ‫‪ :‬ما أحا ط‬ ‫العمامة‬ ‫_‬ ‫ويلحق بها ما غطى الرأس ‪.‬‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫السراويلات ‪ :‬جمع سروال ب وهو لباس يغطي السرة والركبتين‬ ‫وما بينهما ويذكر ويؤنث ‪.‬‬ ‫البرانس ‪ :‬جمع برنس بضم النون ‪ :‬وهو كل ثوب راسه منه أو‬ ‫القلنسوة الطويلة ‪.‬‬ ‫_ الخفاف ‪ :‬بكسر الخاء جمع خف ما يلبس في الرجل من جلد‬ ‫رقيق‪.‬‬ ‫_ الكعبين ‪ :‬مثنى كعب ‪ 0‬وهما العظمان الناتئان عند مفصل الساق‬ ‫والقدم ( الجوزتان ) ‪.‬‬ ‫الزعفران ‪ :‬نبات ثمره طيب الرائحة ‪.‬‬ ‫_ الورس ‪ :‬بفتح الواو ث وسكون الراء ث نبت أصفر ى طيب الرائحة ‪.‬‬ ‫ويُصبغ به ‪.‬‬ ‫التحليل‪:‬‬ ‫اصل هذا الحديث جاء جوابا على سؤال سئل عنه النبي _ تله _ ‪.‬‬ ‫كما ورد مصرحا به في الروايات الاخرى ‪.‬‬ ‫فعن ابن عمر _ عند البخاري _ أن رجلا قال‪ :‬يارسول الله ‪ :‬ما يلبس‬ ‫الحرم من ثياب ؟ قال رسول الله _ تبله ۔ ‪ :‬لايلبس ‪ ....‬الخ ‪.‬‬ ‫وذكروا أن هذا الأسلوب يعتبر من بديع الكلام ى إذ إن سؤال السائل أصلا‬ ‫كان عما يلبس ؛ فأجابه عما لا يلبس ‪.‬‬ ‫‪١ ٤٥‬‬ ‫في‬ ‫ذكرها‬ ‫التي ورد‬ ‫وذلك لان مالا يلبس منحصر تقريبا في ‏‪ ١‬لأمور‬ ‫عما‬ ‫في الجواب‬ ‫‪ .‬ولذلك عدل‬ ‫الحديث أما ما يلبس فكثير ‪ .‬وغير منحصر‬ ‫يلبس إلى مالا يلبس ؛ لأنه أحصر وأخصر ب وفيه إشارة أيضا على أن من‬ ‫حق السؤال أن يكون عما لايلبس لانه الحكم العارض ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الإحرام‬ ‫حال‬ ‫الأشياء‬ ‫هذا الحديث على منع المحرم من لبس هذه‬ ‫دل‬ ‫وقد‬ ‫وهى القميص والعمامة والسراويل والبرانس ى والخفاف ة وكذلك ما مسه‬ ‫طيب مثل الزعفران والورس وغير ذلك ‪.‬‬ ‫وقد قاس الفقهاء ما لم يذكر في هذا الحديث على ماذكر فيه ‪ .‬وعلى‬ ‫اعتبار ان مالم يذكر قد نبه عليه بما ذكر ‪.‬‬ ‫اللخيطات حتى ولو كان غير قميص ‪.‬‬ ‫ويدخل في معنى العمامة والبرانس كل ما غطى الرأس حتى ولو كان غير‬ ‫عمامة وغير برانس ‪.‬‬ ‫ويدخل في معنى السراويل كل ما كان في معناها من أنواع المخيطات‬ ‫المشابهة لها ‪.‬‬ ‫وكذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫وغيره‬ ‫كالجورب‬ ‫الرجل‬ ‫كل ما ستر‬ ‫< يشمل‬ ‫الخفاف‬ ‫وكذلك‬ ‫الوررس م والزعفران يدخل فيهما كل أنواع الطيب الاخرى ب وهكذا ‪.‬‬ ‫وماذكر في هذا الحديث فهو خاص بالرجال ‪ 0‬مثل القميص ‪.‬‬ ‫والعمامة‪ .‬والسراويل ى والخفاف ‪.‬‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫وتشترك المراة فيما مسه الطيب فهي ممنوعة ايضا من التطيب مثل‬ ‫الرجل ‏‪ ٠‬كما جاء مصرحا بذلك في رواية ابن عمر عن أحمد وابي داود‬ ‫قال‪ :‬سمعت رسول الله _ تله _ ينهي النساء في الإحرام عن القفازين ‪.‬‬ ‫والنقاب ‪ :‬ومامسه الورس والزعفران من الثياب ‪.‬‬ ‫وزاد في رواية أبي داود ‪ :‬ولتلبس بعد ذلك ما أحبّت من الوان الثياب ‪.‬‬ ‫وتشد يد الفاء هو ماتلبسها لمرأة في يديها بحيث‬ ‫والقفاز بضم القاف‬ ‫يغطي أصابعها وكفيها ‪.‬‬ ‫والنفاب هو غطاء الوجه ‪ .‬ويكون فيه ثقبان على العينين تنظر منهما‬ ‫المراة ‪.‬‬ ‫وقد دل قوله ‪ :‬فإن لم يجد نعلين فيلبس خفين‪ .‬س على أن المشروع‬ ‫للمحرم أن يلبس النعلين ‪.‬‬ ‫فإن يكن غير واجد لهما لسبب من الأسباب لبس الخفين على أن‬ ‫يقطعهما من أسقل الكعبين ‪.‬‬ ‫وظاهر الحديث أن قطع الخفين شرط في لبسهما لغير الواجد‬ ‫للنعلين إلآ أنة جاء في بعض الروايات الاطلاق في لبس الخفين أي دون‬ ‫ذكر القطع ‪ .‬وهو مايقول به بعض العلماء ‪.‬‬ ‫ففي حديث ابن عمر وجابر _ عن الشيخين _ بلفظ ‪ ( :‬ومن لم يجد‬ ‫فيلبس خفين ولم يذكر القطع ) ‪.‬‬ ‫وكذلك ورد هذا الاطلاق في رواية عمرو بن دينار س والتي يقول فيها ‪:‬‬ ‫إن ابا الشعثاء أخبره عن ابن عباس أنه سمع النبي _ ته _ وهو يخطب‬ ‫‪4‬‬ ‫ويقول ‪ ( :‬من لم يجد إزارا ووجد سراويل فيلبسها ‪ 0‬ومن لم يجد نعلين‬ ‫ووجد خفين فليلبسهما ) ‪.‬‬ ‫والحاصل انه لا منافاة في ذلك بين الاحاديث المطلقة ى والمقيدة بالقطع‬ ‫إذ يحمل المطلق على المقيد ‪ :‬ويكون في ذلك إعمال للنصوص كلها ‪.‬‬ ‫وبذلك يكون المشروع في لبس الخفين لمن لايجد النعلين هو قطعهما ‪.‬‬ ‫ومما ينبه له في هذا المقام أن قطع الخفين في هذه المسالة ليس من‬ ‫إضاعة المال كما قد يتوهم ؛ لان الشيء الذي يأتي به الشرع لايمكن أن‬ ‫يكون فيه إضاعة مال ‪.‬‬ ‫وأيضا لا فدية لمن لبسهما وقطعها لعدم وجود النعلين لان ذلك هو‬ ‫المشروع في حقه ‪.‬‬ ‫اما عن الحكمة في منع المحرم من لبس بعض الأشياء ‪ .‬ومن التطيب‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لزينة‬ ‫‪ .‬وأنوا ع‬ ‫‏‪ ١‬لترف‬ ‫أن يبتعد الحا ج عن‬ ‫؛ فلعل ‏‪ ١‬لمقصود‬ ‫وما أشبه ذلك‬ ‫والملاذ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‘ والحساب‬ ‫‪ .‬والموت‬ ‫الآخرة‬ ‫تذكر‬ ‫‪ .0‬هو‬ ‫المقام‬ ‫في هذا‬ ‫المطلوب‬ ‫لان‬ ‫والاتصاف بالخشوع والمسكنة ‪ 0‬والدعاء ‪.‬‬ ‫ولاشك أن الطيب ولبس الثياب الفاخرة وكل ما فيه ترف يتنافى مع‬ ‫هذا الموقف ‪.‬‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫وايضا قد تجر هذه الأشياء إلى بعض الممنوعات كالجماع مثلا فإنه‬ ‫ممنوع حال الإحرام ‪ ...‬والله أعلم ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫_ منع المحرم من لبس القميص والعمامة ‪ .‬والسراويل والبرانس‬ ‫والخفاف ‪.‬‬ ‫منع المحرم من استعمال الزعفران والورس وسائر أنواع الطيب‬ ‫الأخرى ‪.‬‬ ‫_ أن غير الواجد للنعلين يلبس الخفين ‪ :‬وعليه قطعها من اسفل‬ ‫_ ذكر الحديث هذه الممنوعات كأمثلة فقط لينبَه بها على غيرها مما‬ ‫‪١٤٩‬‬ ‫مكة عام الفتح بدون إحرام‬ ‫تل‬ ‫دخوله _‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال ‪ :‬دخل رسول الله ‪-‬‬ ‫تله _ مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل فقال‬ ‫يارسول الله ‪ :‬أن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة قال اقتلوه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يومئذ غير محرم‬ ‫تله _‬ ‫وقد بلفني أن رسول ‏‪ ١‬لله _‬ ‫‏‪. » ٤٠١٨٠‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫‪.‬‬ ‫أنس آنفا‬ ‫من حديث‬ ‫واخرجه أحمد والبخارى‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغفردات‬ ‫‪.‬‬ ‫للهجرة‬ ‫ثما ن‬ ‫في رمضا ن سنة‬ ‫الفتح ‪ :‬هو فتح مكة وكان‬ ‫عام‬ ‫_‬ ‫_ المغفر ‪ :‬بكسر الميم وسكون الغين وفتح الفاء ‪ ..‬وهو غطاء الراس ‪.‬‬ ‫ويكون من فضل درع الحديد ‪ ...‬أو كل ما غطا الرأس من حديد أو غيره ‪.‬‬ ‫قلما أسلم سماه‬ ‫عبد العزى‬ ‫‪ ..‬واسمه‬ ‫والطا ء‬ ‫‪ :‬بفتح الخاء‬ ‫ابن خطل‬ ‫‪--‬‬ ‫‪ :‬عبدالله ‪.‬‬ ‫النبي _ نجمه _‬ ‫_ استار ما تغطى به من أثواب ‪.‬‬ ‫‪١ ٥٠‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الدلالة الاولى لهذا الحديث هي دخول النبي _ نة _ مكة عام الفتح وهو‬ ‫غير محرم ‪ ..‬لانه كان على راسه المغفر ؛ أي كان لابسا لامة الحرب ‪..‬‬ ‫المحرم‬ ‫‪ ..‬إذ إن‬ ‫وضع مخالف لهيئة الا حرام‬ ‫ورأسه مغطى با لمغففر ‪ .‬وهذا‬ ‫يلبس اللباس الخاص بالإحرام ويكون راسه مكشوفا ‪.‬‬ ‫سوداء (‬ ‫عمامة‬ ‫وعليه‬ ‫)‬ ‫‪..‬‬ ‫وعلى رأسه المغقفر (‬ ‫)‬ ‫بيد ل‬ ‫في رواية أخرى‬ ‫وجاء‬ ‫وقد قالوا في توجيه الجمع بين الروايتين أنه يمكن أن يكون المغفر فوق‬ ‫الحديد ‪ ..‬أو العكس‬ ‫من خشونة‬ ‫لرأس‬ ‫‪ ..‬وقد وضعها تحته لوقاية‬ ‫العمامة‬ ‫لان وضع العمامة على المغفر ربما لتشد المغفر على الرأس ‪.‬‬ ‫وتوجيه آخر ‪ ..‬وهو أن يكون هنالك حالات متعددة لهيئات الدخول بحيث‬ ‫كان دخوله أولآ وعلى رأسه المغفر ‪ ..‬ثم خلعه أثناء الطريق ولبس العمامة‬ ‫‪..‬‬ ‫ممكنة‬ ‫رآه وهي احتمالات‬ ‫للوضع الذي‬ ‫‪ ..‬فجاء كل راو وحكى مشاهدته‬ ‫ويقع مثل هذا في كثير من الروايات ‪.‬‬ ‫وقد ثبت لزوم الإحرام على من اراد دخول مكة لحج أو عمرة كما جاء في‬ ‫الحديث ( لمن يريد الحج والعمرة ) ‪ .‬ويبقى الخلاف فيما عدا ذلك ‪...‬‬ ‫لا‬ ‫‪ ..‬أم‬ ‫فهل عليه إحرا م‬ ‫‪..‬‬ ‫أو عمرة‬ ‫لغير حج‬ ‫مكة‬ ‫دخول‬ ‫يريد‬ ‫‪ ..‬من‬ ‫فمثلا‬ ‫» جماعة من العلماء يرون وجوب الإحرام على من يدخل مكة ويلزمون‬ ‫‪١٥١١‬‬ ‫ويرى هؤلاء أن فعله عمله يوم فتح مكة ودخوله بغير إحرام ‪ ..‬أن ذلك خاص‬ ‫به _ تله _ ‪ ..‬لأنها أى مكة أحلت له ساعة من نهار ‪ ...‬كما جاء في‬ ‫الحديث ‪ ..‬وأنها لا تحل لاحد من بعده كما جاء في حديث ابن عباس _‬ ‫عن البخاري _ ( أن الله حرم مكة فلم تحل لاحد من قبلي ولا تحل لاحد‬ ‫من نهار ) ‪.‬‬ ‫من بعدي وإنما أحلت لسياعة‬ ‫٭ وهنالك من يرخص لمن يكثرون التردد على مكة من أجل الكسب مثل‬ ‫الحطابين والسقائين سبليقا ‪ ..‬ومثل التجار وأصحاب المهن الآن فإن أمثال‬ ‫هؤلاء يرخص لهم في ترك الإحرام بحكم طبيعة أعمالهم ‪.‬‬ ‫٭ أما المجيزون لدخول مكة بغير إحرام لمن لم يرد حجا ولا عمرة ‪ ..‬فقد‬ ‫اعتمدوا على حديث الباب الذي فيه دخوله تبل مكة عام الفتح وعليه المغفر‬ ‫‪ ...‬أو عمامة سوداء كما في الرواية الأخرى ‪.‬‬ ‫وهو دليل واضح في دخوله تله مكة بغير إحرام ‪.‬‬ ‫وأيضا يحتج للجواز بحديث المواقيت والذي ورد فيه ( ‪ ...‬هن لهن ولمن‬ ‫أتى عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج والعمرة ) ‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنه إذا لم يرد الحج والعمرة فلا إحرام عليه ‪.‬‬ ‫الدلالة الثانية في الحديث هي ما يتعلق بقتل ابن خطل وهو متعلق بأاستار‬ ‫الكعبة وابن خطل هذا هو واحد من عدة اشخاص اهدر النبي تله دمهم‬ ‫يوم فتح مكة ‪ ..‬وقال ‪ :‬لا آأمنهم في حل ولا حرم ‪.‬‬ ‫وهم ‪ :‬عبدالعزى المذكور في الحديث _ عبدالله بن أبي السرح _ عكرمة‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫ابن أبي جهل _ الحارث بن نفيل بن وهب _ مقيس بن حبابة _ هبار ين‬ ‫الاسود _ قينتان كانتا لابن خطل وكانتا تغنيان بهجاء النبي عج _ سارة‬ ‫مولاة لبعض يني عبدالمطلب وهي التي وجد معها كتاب حاطب بن أيي‬ ‫بلتعة ‪ .‬ويقال إنهم كانوا ثمانية رجال وأربع نسوة ‪.‬‬ ‫وهؤلاء دخل بعضهم في الإسلام فيما بعد مثل عكرمة بن أبي جهل‬ ‫وبعضهم قتل مثل ابن خطل هذا ‪.‬‬ ‫ومجمل قصة ابن خطل أنه بعد أن دخل فى الإسلام بعثه النبى تيل لجياية‬ ‫الصدقة وكان معه رجل من الأنتصار ‪ ..‬ومعه أيضا مولى له يخدمه قي‬ ‫طريقه وكانوا وهم نازلون في طريقهم أمر ذلك المولى أن يعد له طعاما‬ ‫ويذبح له تيسا ونام هو ولكنه لما استيقظ وجد أن المولى لم يعد له شيئاً قعمد‬ ‫إليه وقتله ‪ ..‬ثم ارتد عن الإسلام ‪ ..‬ولحق بمكة وهي دار شرك يومئذ ‪.‬‬ ‫وهنالك اتخذ جاريتين تغنيان بهجاء النبي تله ‪.‬‬ ‫وبذلك يكون ابن خطل قد ارتكب عدة جرائم في آن واحد ‪ ..‬منها _ جريمة‬ ‫‪--‬‬ ‫وهي دار شرك‬ ‫ولحوقه بمكة‬ ‫الإسلا م‬ ‫‏‪ ١‬لارتدا د عن‬ ‫القتل وجريمة‬ ‫واتخاذه جاريتين تغنيان بهجاء النبى عبله ‪ ..‬أي أنه نفذ أسلوب الدعاية‬ ‫‪.‬‬ ‫الرخيصة ضد الإسلام‬ ‫ولما جاء النبي تثله لفتح مكة خرج ابن خطل هذا إلى مكان يسمى‬ ‫تضاف‬ ‫له ‪ ..‬وهذه جريمة أخرى‬ ‫) الخندمة ( ليقاتل المسلمين على فرس‬ ‫ولكنه مالبث أن دخله الخوف واستولى على قلبه الرعب لما رآى خيل الله‬ ‫وشاهد قتال المسلمين لأعداء الله واستماتتهم في القتال فكر راجعا حتى‬ ‫وصل البيت الحرام وترك فرسه وسلاحه ولاذ بأستار الكعبة ظانآ أنها‬ ‫ستحميه من العقوبة التي تنتظره من جراء اعماله الشنيعة فجاء رجل من‬ ‫بني كعب واخذ فرسه وسلاحه واخبر النبي تله أن ابن خطل متعلق‬ ‫باستار الكعبة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪٠‬‬ ‫فقال تله ‪ :‬اقتلوه ‪ ..‬فقتل ‪.‬‬ ‫وجاء في رواية السائب بن يزيد ‪ .‬قال‪ :‬رايت رسول الله عمل; استخرج من‬ ‫تحت أستار الكعبة ابن خطل قضربت عنقه ‪.‬‬ ‫وقد وقف النبي تبل{ من هذا الرجل هذا الموقف الحازم الصارم ‪ ..‬وذلك‬ ‫لفداحة تلك الجرائم التي ارتكبها ‪.‬‬ ‫فمن قتله لنفس بريئة ‪ ..‬إلى ارتداده عن الإسلام ‪ ..‬إلى ترك دار الإسلام‬ ‫ورجوعه إلى دار الشرك ‪ ..‬إلى اتخاذه المغنيات ليقمن بدور الإعلام الفاجر‬ ‫في التشنيع على الإسلام ونبي الإسلام ‪....‬‬ ‫واخيرا ‪ ..‬إلى أنه يخرج شاهراً سلاحه في وضح النهار لمقاتلة المسلمين‪.‬‬ ‫إن أي جريمة من هذه الجرائم يمكن أن يعاقب عليها وحدها بالقتل فكيف‬ ‫بها مجتمعة مع الإصرار ‪.‬‬ ‫وهذا ما يعطينا الدليل الحاسم لموقف الإسلام من مناوئه ‪ ..‬والمتصدين له‬ ‫‪ ..‬والذين يكيدون له ليل نهار ‪ ...‬متى يكون معهم التسامح واللين ‪.‬‬ ‫‪١٥٤‬‬ ‫تكون‬ ‫‪ ...‬ومتى‬ ‫الحسم والصرا مة والشد ة‬ ‫يكون‬ ‫‪ ...‬ومتى‬ ‫وا لرد‬ ‫_ والأخذ‬ ‫لمواقف الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير ‪.‬‬ ‫وقد اختلف العلماء في جواز قتل الجاني وإقامة الحد عليه في الحرم‬ ‫_ قيل يقام فيه الحد ما دون القتل ‪ ..‬أما القتل فيقام خارجه ‪.‬‬ ‫‪ ..‬ثم‬ ‫منه‬ ‫حتى يخرج‬ ‫في ‏‪ ١‬لحرم‬ ‫عليه المقا م‬ ‫ا لجا ني يضيق‬ ‫وقيل أن‬ ‫_‬ ‫يقتل خارجه ‪.‬‬ ‫_ وهؤلاء يحملون قتله تله لابن خطل على أنه كان في الساعة التي‬ ‫أحلت له مكة فيها ‪.‬‬ ‫جنايته من ذلك النوع الذي لايمكن أن يتسامح فيه ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن النبي عبله قال ‪ :‬لابي سفيان في يوم فتح مكة ( من دخل‬ ‫اللسجد فهو آمن ) ‪.‬‬ ‫ولكن قتل ابن خطل مستثنى من ذلك ‪ ..‬فتلك حالة وهذه حالة ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫‪.‬‬ ‫جواز دخول مكة من غير إحرا م لمن لا يريد الحج أو العمرة‬ ‫_‬ ‫أن الحرم لا يعيذ الجاني من تنفيذ القتل والعقوبة فيه ولو تعلق بأستار‬ ‫الكعبة ‪.‬‬ ‫مقابلة بعض المواقف بالحزم والحسم إذ كانت لا تتحمل غير ذلك ‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫حكم طواف الحائض بالبيت‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ :‬قلت‬ ‫لرسول الله عله ‪ :‬إن صفية بنت حيي قد حاضت قال لها رسول الله عمله ‪:‬‬ ‫لعلها حابستنا ‪ ..‬إن تكن قد طافت معكن بالبيت ‪ ..‬قلت بلى ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فاخرجن ‪.‬‬ ‫‏‪. " ٤٣٩‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫‪..‬‬ ‫في ألفاظه‬ ‫ومسلم وأحمد مع اختلاف‬ ‫وأخرجه البخاري‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغفردات‬ ‫‪.‬‬ ‫من مكة‬ ‫احابستنا ‪ :‬اي أما نعتنا من الخروج‬ ‫_‬ ‫وا حدى‬ ‫‏‪ ١‬لنبي ف‬ ‫بنت حيي بن أخطب زوج‬ ‫همي صفية‬ ‫‪:‬‬ ‫صفية‬ ‫_‬ ‫أمهات المؤمنين ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫عندما كان النبي تنه في حجة الوداع ‪ ..‬وكان معه من نسائه عائشة‬ ‫بنت حيي وفي الفترة التي كانوا يهمَون‬ ‫بنت ابي بكر الصد يق وصفية‬ ‫فيها بالانصراف من الحج والخروج من مكة ذكرت له عائشة رضي الله‬ ‫‪.‬‬ ‫عنها أن صفية بنت حيي قد جاءها الحيض‬ ‫‪١٥١٦‬‬ ‫وجاء في رواية عائشة ايضا _ عند البخاري أنها قالت ‪ :‬حججنا مع‬ ‫النبي ته فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية فاراد النبي تثثة{ منها ما يريد‬ ‫الرجل من أهله ‪ ..‬فقلت يارسول الله إنها حائض ‪ ..‬قال ‪ :‬احابستنا هي ‪..‬‬ ‫قالوا يارسول الله هي أفاضت يوم النحر ‪ ..‬قال ‪ :‬اخرجوا ‪.‬‬ ‫والزيادة في هذه الرواية هي قولها ‪ ..‬فاراد النبي تّل{ منها ما يريد‬ ‫‪.‬‬ ‫الرجل من اهله ‪..‬‬ ‫أما قوله تبة; ‪ :‬أحابستنا هى ‪ ..‬فذلك اعتقاد منه أنها لم تطف طواف‬ ‫الإفاضة ‪ ..‬لانه سألها ‪ ..‬الم تكن قد طافت ‪ ...‬ولما علم أنها طافت طواف‬ ‫الإفاضة ‪ ..‬قال ‪ :‬فاخرجن ‪ ...‬ولو لم تكن قد طافت طواف الإفاضة ‪ ..‬فإنها‬ ‫حينئذ سوف تبقى ويبقى الركب معها حتى تطهر فتطوف طواف الإفاضة‬ ‫وتحل الحل الكافي ثم يغادرون مكة ‪ ..‬ولذلك قال ‪ :‬احابستنا هي ‪ ..‬وذلك‬ ‫لان الطواف بالبيت يشترط له الطهارة كما جاء في حديث عائشة عن‬ ‫الصنف أنها قالت ( قدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين‬ ‫الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله عله ‪ ..‬قال ‪ :‬افعلي ما يفعله‬ ‫الحاج غير أنك لاتطوفي بالبيت حتى تطهري ‪.‬‬ ‫وفي رواية أخرى _ عند مسلم _ أن رسول الله تله دخل عليها وهي‬ ‫تبكي ‪ ..‬فقال ‪ :‬أنفست _ يعني الحيضة _ قالت نعم ‪ ..‬قال إن هذا شيء‬ ‫كتبه الله على بنات آدم ‪ ..‬فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لاتطوفي بالبيت‬ ‫حتى تغتسلي ‪.‬‬ ‫وإذن فإن الحائض يمكنها أن تأتي بمناسك الحج كلها ماعدا الطواف‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫بالبيت فلا تاتيه وعليها أن تنتظر حتى ينتهي حيضها وتطهر ثم تطوف‬ ‫بعد ذلك ‪.‬‬ ‫وقد ثبت أن الطواف صلاة يحل فيها الكلام كما جاء في حديث ابن‬ ‫عباس _ عن الترمذي _ أن النبي تله قال ( الطواف بالبيت صلاة إلا أنكم‬ ‫تتكلمون فيه ) ‪.‬‬ ‫وفي الحديث دليل على أن المرأة لوحاضت بعد طواف الإفاضة فإن لها‬ ‫أن تغادر مكة دون أن تطوف طواف الوداع لقوله في الحديث ( قال‬ ‫فاخرجن ) ‪ ..‬وفي رواية ( فلتنفر إذن ) ‪.‬‬ ‫وكأنه معفي عنها ‪ ..‬أو مرخص لها في هذه الحالة ‪.‬‬ ‫والمعروف أن طواف الوذاع من الشعائر الواجبة في الحج وقد ثبت ذلك‬ ‫من قوله وفعله تثله كما جاء في حديث ابن عباس _ عند أحمد ومسلم‬ ‫وابي داود وابن ماجة ‪ ..‬قال كان الناس ينصرفون في كل وجه وقال رسول‬ ‫الله عنه ‪ (:‬لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت وقد فعله عبله كذلك ‪.‬‬ ‫الشيخين _قال ‪ :‬أمر الناس أن يكون‬ ‫وفي حديث ابن عباس _عن‬ ‫آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض ‪.‬‬ ‫ووجوب طواف الوداع هو رأي كثير من العلماء ‪ ..‬ولذلك ألزموا تاركه‬ ‫الدم على أن بعض العلماء يرون وجوبه ولكن دون أن يلزموا تاركه الدم ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فإن الحائض لايلزمها طواف الوداع بسبب هذا الوضع الطاريء‬ ‫‪ ..‬وعلى هذا عامة الفقهاء ‪.‬‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫ويلحق بعضهم بالحائض المريض واهل الأعذار الضرورية قياسا على‬ ‫الحائض فيعذرونهم من الإتيان بطواف الوداع ‪.‬‬ ‫على أن هناك من العلماء من يرى وجوب طواف الوداع حتى على‬ ‫الحائض ويروى عن عمر بن الخطاب ‪ ..‬وابن عمر ‪ ...‬وزيد بن ثابت ‪..‬‬ ‫انهم كانوا يأمرون الحائض بالبقاء في مكة حتى تطهر وتطوف طواف‬ ‫‪.‬‬ ‫الوداع ‪.‬‬ ‫وكأن هؤلاء يأخذون بالادلة الموجبة لطواف الوداع دون الأدلة الاخرى‬ ‫الواردة في موضوع الحائض والمرخصة لها ‪.‬‬ ‫ولا يخفى أن الأدلة القاضية باستثناء الحائض من وجوب طواف‬ ‫الوداع عليها هى أدلة صريحة وواضحة فى بابها ‪ ..‬ولا تعد متعارضة مع‬ ‫دلة الوجوب ‪ .‬إذ إن ادلة الوجوب تنطبق على الذين لهم ظروفهم‬ ‫الاعتيادية وتأتي الأدلة الأخرى لتنطبق على أهل هذا العذر الخاص ‪ ..‬الذي‬ ‫هو الحيض ‪ ...‬وبذلك يتم تطبيق كل الأدلة ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫الطواف بالبيت تلزم فيه الطهارة ‪.‬‬ ‫إذا حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة فعليها أن تبقى حتى تطهر‬ ‫فتطوف ‪.‬‬ ‫_ أن الحائض لايلزمها طواف الوداع ويمكنها أن تذهب بدونه ‪.‬‬ ‫‪١٥٩‬‬ ‫ما جاء فى البيعة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال عبادة بن صامت قال ‪ :‬بايعنا رسول‬ ‫الله _ تله _ على السمع والطاعة في العسر واليسر ب والمكره والمنشط ‪.‬‬ ‫‪ .‬ولا‬ ‫با لحق حيثما كنا‬ ‫الحق ‪ :‬ونقوم‬ ‫ة وأن نقول‬ ‫ولا ننازع الأمر أهله‬ ‫نخاف في الله لومة لائم ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم « ‏‪. " ٤٤٥‬‬ ‫والحديث أخرجه أيضا مالك والبخاري ومسلم ‪ 0‬وغيرهم ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغخردات‬ ‫_ بايعنا ‪ :‬البيعة فى الأصل العقد على إيجاب البيع ‪ 0‬والمراد بها هنا‬ ‫إعطاء العقد الأكيد على الطاعة والامتثال فى شيء مخصوص أو في شيء‬ ‫مطلق ‪.‬‬ ‫_ السمع ‪ :‬يقصد به الطاعة ‪ .‬وعطف عليه الطاعة من الشذة‬ ‫‪.‬‬ ‫والصعوبة‬ ‫بذ لك‬ ‫» وسمى‬ ‫‏‪ ١‬لعسر‬ ‫ضد‬ ‫‏‪ ١‬لفنى‬ ‫‪ :‬بمعنى‬ ‫‪ :‬بضم فسكون‬ ‫اليسر‬ ‫_‬ ‫فيه من سهولة المعاش ب وتيسير الامور ‪.‬‬ ‫اي‬ ‫اسم المفعول‬ ‫بمعنى‬ ‫مصدر‬ ‫‪ 4‬وهو‬ ‫‪ :‬بفتح الميم والراء‬ ‫المكره‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫ويكسل فيه‬ ‫الذي يكرهه الإنسان‬ ‫به الحال‬ ‫ب ويقصد‬ ‫المكروه‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫_ المنشط ‪ :‬اي الحال الذي ينشط فيه الإنسان س ويحبه ‏‪ ٠‬ويرتاح إليه‬ ‫‘‬ ‫بأهله‬ ‫والمراد‬ ‫بالأمر ‘ الملك والإمارة‬ ‫‪ :‬المراد‬ ‫الأمر أهله‬ ‫ننازع‬ ‫ولا‬ ‫_‬ ‫القوام عليه مثل ولاة الأمور ى إذا لزمت طاعتهم ‪.‬‬ ‫_ ولا نخشى في الله لومة لائم ‪ :‬اي لانخشى في دين الله عذل عاذل ‪.‬‬ ‫أحد من‬ ‫من لوم‬ ‫شيئا قط‬ ‫لاتخاف‬ ‫‪ .‬أي‬ ‫وفي تنكير لومة ولا ئم مبا لفة‬ ‫م‬ ‫اللوًا‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫يصف عبادة بن الصامت _ في هذا الحديث الشريف _ بيعة الانصار‬ ‫_ وحدث ذلك فى بيعة العقبة الأولى ‪ 0‬والثانية ‪.‬‬ ‫لرسول الله _ ت‬ ‫أي لأكثر من‬ ‫‏‪ ١‬لنبوة‬ ‫من‬ ‫عشرة‬ ‫الثانية‬ ‫ا لسنة‬ ‫فى‬ ‫كا نت‬ ‫فأما الاولى ‪ :‬فقد‬ ‫سنة قبل الهجرة وبايع النبي _ تب _ فيها اثنا عشر رجلا من ا لانتصار ‪.‬‬ ‫واثنان من‬ ‫‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫راوي‬ ‫الصامت‬ ‫بن‬ ‫عبادة‬ ‫منهم‬ ‫الخزرج‬ ‫من‬ ‫عشرة‬ ‫بيعة النساء‪.‬‬ ‫على‬ ‫تلة _‬ ‫الاورس ‪ 8‬وكان هؤلاء قد أسلموا وبايعوا النبي _‬ ‫وكانت هذه البيعة أيام الحج بمنى عند العقبة ‪.‬‬ ‫وبيعة النساءهي المشار إليها في سورة الممتحنة ( آية ‏‪ )١٢‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫(يايماالنَئلدَاجاءكلْمُوْمتت يفتك علان لايشركرك ه تََارلَا‬ ‫سرو رور “<‬ ‫۔ہ‬ ‫< وح ‪1‬‬ ‫س إ' ‪2‬‬ ‫۔<‬ ‫اير ن‬ ‫ح‬ ‫شرش لارن ولا يقنلن؛ الدهر ولايأ نين يهن يفعَريَه‪٬‬‏ ب‬ ‫‪َ.‬عَفْرَفَْنَ الندا ان‬ ‫اعيدت ممعروف فار يعَهرَوَآ سَس‬ ‫و زهر‬ ‫‪ 4‬كر وو ‪7-‬‬ ‫م م‬ ‫ألله عَفوررَحم ‪4‬‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫وتسمى ايضا الكبرى _ فقد كانت في ذي الحجة من‬ ‫أما البيعة الثانية‬ ‫السنة الثانية عشرة من النبوة ‪ .‬أي قبل الهنجرة بنحو ثلاثة أشهر ث عندما‬ ‫قدم مكة في موسم الحج ما يقرب من خمسمائة ‪ .‬أو ثلاثمائة نفر حسب‬ ‫الروايتين ‪ .‬وكانوا من الاوس والخزرج ‪.‬‬ ‫وكان معهم مصعب بن عمير جاء معهم من المدينة ‪ 0‬إلى مكة س‪ .‬واتفق‬ ‫سبعون رجلا منهم ‪ 4‬أو ثلاثة وسبعون س أو خمسة وسبعون ‪ 0‬حسب‬ ‫اختلاف الروايات ث ومعهم امرأتان ‪ ( :‬نسيبة بنت كعب ‘ واسماء بنت‬ ‫عمر ) اتفق هؤلاء على ملاقاة النبي _ ت_ وتم الموعد على ان يحضروا‬ ‫شعب العقبة في الليلة الثانية من ليالي التشريق لمبايعة النبي _ تلة _‬ ‫على أن لاينبهوا نائما ‪ .‬ولا ينتظروا غائبا ‪ 4‬وقد تم هذا اللقاء في الموعد‬ ‫المحدد ‪.‬‬ ‫وكانت فيه المبايعة من هؤلاء للنبي _ تف{ _ ومما جاء في هذه البيعة قوله‬ ‫‪:‬‬ ‫ند _‬ ‫‪-‬‬ ‫( بايعوني على السمع والطاعة ‪ .‬في النشاط والكسل ‘ والنفقة في العسر‬ ‫واليسر ب وعلى الأمر بالمعروف ى والنهي عن المنكر ‪ .‬وأن تقولوا في الله‬ ‫الحق ‪ .‬ولا تخافوا لومة لائم ‪ :‬وعلى أن تمنعوني مما تمنعون منه أنقسكم‬ ‫وأبناءكم وازواجكم ) ‪.‬‬ ‫فاخذ البراء بيده ثم قال ‪ :‬والذي بعثك بالحق نبيا و لنمنعنّك مما نمنع منه‬ ‫العزيز فينا ‪.‬‬ ‫‪١٦٢‬‬ ‫وهنالك بيعة الرضوان ي والتي حدثت يوم الحديبية ‪.‬وجاء ذكرها في‬ ‫‪ ::‬اد ماتجايتوے ياله َوقأيد مرة ‪4‬‬ ‫القران الكريم ‪ «:‬إِنَالذه‬ ‫الفتح ‏(‪)١٠‬‬ ‫إذ بايعوتلكے تحت‬ ‫أنَهْعَنن المومني‬ ‫‪5‬‬ ‫رجاء ففي الآية الثانية ‪ « :‬لَمَدَرَ خ‬ ‫‪٧‬‬ ‫الجرة » الفتح ‏(‪)١٨‬‬ ‫وجاء في حديث جابر بن عبدالله _ عند البخاري ومسلم _ قلت لسلمة‬ ‫ابن الاكوع ‪ :‬على أي شيء بايعتم رسول الله بله ؟ قال ‪ :‬على الموت وفي‬ ‫حديث زيد بن عبيد _ عند البخاري ومسلم _ قلت لسلمة بن الأكوع ‪:‬‬ ‫على اي شيء بايعتم رسول الله مبلله ؟ قال ‪:‬على الموت وفي حديث ابن‬ ‫الصحا بة من‬ ‫من‬ ‫وسمعت‬ ‫‪ :‬جا بر‬ ‫فيه قال‬ ‫وجاء‬ ‫الربيع _‬ ‫عند‬ ‫عمر‬ ‫يقول ‪ :‬بايعهم على أن لايفروا ‪.‬‬ ‫وهنالك أيضا البيعة على الإسلام س والتى ورد ذكرها فى حديث الأعرابي‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫_‬ ‫ا لربيع وغيره‬ ‫عند‬ ‫عبد الله _‬ ‫جابر بن‬ ‫حديث‬ ‫جا ء في‬ ‫كما‬ ‫_‬ ‫بايع أعرابي رسول الله ته _ وأصاب الأعرابي وعك ( حمى ) بالمدينة فقال‬ ‫ثانية ‪.‬‬ ‫ثم جاء‬ ‫‪--‬‬ ‫إند‬ ‫الله __‬ ‫فأبى له رسول‬ ‫بيعتي‬ ‫يارسول الله ‪ :‬أقلني‬ ‫‪:‬‬ ‫_‬ ‫غ‬ ‫الله _‬ ‫‪7‬‬ ‫الاعرابي ‪ .‬فقال‬ ‫وثالثة ‪ 4‬فأبى له ‪ 4‬فخرج‬ ‫إنما المدينة كالكير تنفى خبٹها ث وتمسك طيبها ‪.‬‬ ‫هذا مجمل ما جاء بشأن البيعة عن النبي _ تنل _ ‪ :‬ويمكن حصر ذلك‬ ‫في المدلولات الاتية ‪.‬‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫_ البيعة على السمع والطاعة _ البيعة على الهجرة _ البيعة على الجهاد‬ ‫في سبيل الله _ البيعة على الصبر _ البيعة على عدم الفرار ‪ :‬ولو وقع‬ ‫الموت _ البيعة على بيعة النساء ‪.‬‬ ‫وقد سار الخلفاء الراشدون من بعده _ تا _ على أمر البيعة لاسيما ما‬ ‫يتعلق منها بأمر السمع والطاعة س وتنفيذ حدود الله ‪ .‬وإقامة شرعه ‪.‬‬ ‫همي‬ ‫هذه‬ ‫‪ .‬وكا نت‬ ‫المنكر‬ ‫‪ .‬والنهي عن‬ ‫‪ .‬وا لامر بالمعروف‬ ‫والجهاد في سبيله‬ ‫البيعة التي تؤخذ على الخليفة من أهل الحل والعقد في الأمة بعد أن يتم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫اختياره‬ ‫وقد سار على ذلك أيضا أئمتنا المهديون ‪.‬‬ ‫وبذلك يكون عقد البيعة ملزما لكل من المبايع والمبايع ‪:‬‬ ‫فالمبايع عليه تنفيذ ما جاء في عقد البيعة بموجب شرع الله عز وجل ‪.‬‬ ‫وعلى المبايعين أيضا أن يلتزموا له بالنصح ى والطاعة ‪ .‬والاستقامة _ في‬ ‫حدود شرع الله ‪.‬‬ ‫‪ .‬أو‬ ‫دنيوي‬ ‫ولايصح النكث في أمر البيعة ‪ .‬أو إعطاؤها من أجل غرض‬ ‫لاجل مصلحة شخصية ‪ .‬كما تشير بذلك الاية الكريمة « ومن نكث فإنما‬ ‫_‬ ‫البخاري‬ ‫عند‬ ‫هريرة‬ ‫في حد يث أبي‬ ‫‏‪ . 4٩‬وكما جا ء‬ ‫نقفسه‬ ‫على‬ ‫ينكث‬ ‫قال ‪ :‬قال رسول الله _ تب; _ ‪:‬‬ ‫وذكر‬ ‫‪4‬‬ ‫أليم‬ ‫عذاب‬ ‫ولهم‬ ‫‪.‬‬ ‫ولايزكيهم‬ ‫القيامة‬ ‫‏‪ ١‬لله يوم‬ ‫يكلهم‬ ‫لا‬ ‫ثلا ثة‬ ‫)‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫والا‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يريد وفى له‬ ‫منهم ‪ :‬ورجل بايع إماما لايبايعه إلا لدنيا ‪ .‬إن أعطاه‬ ‫لم يف له‬ ‫كما أن طاعة المعقود عليه ( ولي الامر ) مشروطة بأن تكون في حدود‬ ‫طاعة الله ورسوله ‪.‬‬ ‫فلو حاد عن هذا المسلك وانحرف عن شرع الله فلا طاعة له ‪ ...‬وقد ورد‬ ‫في حديث ابن عمر _ عند البخاري _ عن النبي _ تله _ ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬فإذ ا أمر بمعصية‬ ‫بمعصية‬ ‫ما لم يؤمر‬ ‫حق‬ ‫قال ‪ :‬السمع والطاعة‬ ‫فلاسمع ولاطاعة ‪.‬‬ ‫كما يشير الحديث في قوله ‪ :‬وأن نقول الحق ‪ 0‬ونقوم بالحق حيثما كنا ‪.‬‬ ‫السمع والطاعة في العسر‬ ‫‪ :‬على‬ ‫فى الله لومة لائم ‪ ...‬بعد قوله‬ ‫ولانخاف‬ ‫واليسر س والمكره والمنشط ‪.‬‬ ‫الحديث ) لايصح التفريط ولا التقصير فيه ‪.‬‬ ‫وإنما يحمل محمل الجد والحزم ‪ .‬وعلى أصحاب العقد أن يتحملوا تبعات‬ ‫‪.‬‬ ‫منقوصة‬ ‫غير‬ ‫كاملة‬ ‫ومغارمه‬ ‫‪2‬‬ ‫}‪ ,‬يناليذكيك يمَايعونك إد مَاببَايغُورے هيد آنت‬ ‫صے‬ ‫سے سے‬ ‫ے‬ ‫اسس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪--‬‬ ‫و‬ ‫ےے‬ ‫س‬‫سے‬ ‫‪7‬‬ ‫سص‬ ‫فوق‌آيد مهم فَمَنتَكث فإ‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫>< ے‬ ‫۔ے۔۔ و ‪.‬‬ ‫۔۔ و صر‬ ‫ح ۔‬ ‫۔‬ ‫س‪,‬‬ ‫ے>‬ ‫۔ س ‪.7 .‬‬ ‫عل‬ ‫ء‬ ‫۔۔‬ ‫و‬ ‫‪7‬‬ ‫<‬ ‫يه‪ .‬ومن او دبماعلهْدعلتّه الله فسَمور ‪ 4‬جراعظليمَا‬ ‫نكثث عل (‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫والذي يمكن أن يستخلص من موضوع البيعة _ هر أنها أصل أصيل في‬ ‫الإسلام س وقاعدة مهمة من قواعده ‪ 8‬وإن القيام بها وبمضامينها ‪ .‬وما‬ ‫يترتب عليها من حقوق وواجبات هو من الأمور الأساسية في حياة الامة‬ ‫المسلمة لينتظم شانها ‪ .‬ويستقيم أمرها ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫‪.‬‬ ‫والطاعة‬ ‫البيعة على السمع‬ ‫مشروعية‬ ‫_‬ ‫أن يتحملها المبايع في حال اليسر والعسر ‪ .‬وعلى أي حال يكون‬ ‫عليه‬ ‫_ كراهية الشغب والنزاع مع أصحاب القوامة إذا كانوا أهلا لها ‪.‬‬ ‫وأخذوا بشروطها ‪.‬‬ ‫_ أخذ أمر البيعة بالحزم والجد بأن يقول المبايع للحق ث ويكون مع‬ ‫‪.‬‬ ‫وجل‬ ‫‏‪ ١‬لله عز‬ ‫ا لا‬ ‫ولا يخشى‬ ‫‪.‬‬ ‫حال‬ ‫أي‬ ‫وعلى‬ ‫‘‬ ‫ظرف‬ ‫اي‬ ‫في‬ ‫الحق‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫المقتول دون ماله‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي _ تله _ قال ‪:‬‬ ‫ه المقتول دون ماله شهيد !‬ ‫وقال أيضا ‪ « :‬أفضل الأعمال كلمة حق يقتل عليها صاحبها عند‬ ‫سلطان جائر »‬ ‫‏«‪. ! ٤٤٨‬‬ ‫الحديث أخر جه الإمام الرييع برقم‬ ‫واخرجه أبو داود والترمذي والنسائي والبخاري من حديث عبدالله بن‬ ‫عمرو بن العاص ‪.‬‬ ‫وأخرجه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث سعيد بن زيد‬ ‫ث‪٧‬‏ وبلفظ ‪ :‬من قتل دون ماله فهو شهيد ‪.‬‬ ‫والحديث الثانى ‪ :‬أفضل الأعمال ‪ ...‬أخرجه أيضا ابن ماجه من حديث‬ ‫ابي سعيد وابي أما مة ث وهو عند أحمد والنسائي من حديث طارق بن‬ ‫شهاب ب وعن أحمد أيضا من حديث أبي أمامه ‪ 0‬وليس عندهم ‪ 0‬يقتل‬ ‫عليها صاحبها ‪.‬‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫التحليل‬ ‫يقصد بالمقتول دون ماله هنا هو المعتدى على ماله سواء اكان هذا‬ ‫المعتدي إنسانا ام حيوانا ‪ .‬أم غير‪:‬ذلك ‪ 4‬فإن المدافع هنا يعتبر شهيدا إذا ما‬ ‫قتل في سبيل دفاعه هذا ‪.‬‬ ‫والمال هنا ليضا هو مطلق المال قليلا كان أم كثيرا ث ومن أي نوع من‬ ‫أنواع المال سواء اكان دراهم أم أراض ىًأم عقارات أم أي ممتلكات اخرى ‪.‬‬ ‫فهذه كلها تندرج تحت اسم المال ‪.‬‬ ‫وتؤكد‬ ‫الشهادة‬ ‫هذه‬ ‫تؤكد‬ ‫الصحيحة‬ ‫الصريحة‬ ‫النصوص‬ ‫وقد جاء ت‬ ‫حق الدفاع عن مال الإنسان ‪.‬‬ ‫_ ففي حديث أبي هريرة _ عند مسلم _ بلفظ ‪ ( :‬أرايت إن جاء‬ ‫رجل يريد أخذ مالي ‪ 4‬قال ‪ :‬فلا تعطه ‪ ..‬قال ‪ :‬أرأيت إن قاتلني ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫قاتله ‪ .‬قال أرايت إن قتلني ‪ 0‬قال ‪ :‬فأنت شهيد ى قال أرايت إن قتلته س قال ‪:‬‬ ‫فهو في النار ) ‪.‬‬ ‫_ وفي حديث زيد بن مطرف الغفاري _ عند الطبراني _ أن رجلا‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول الله إن عدا علي عاد قال ‪ :‬إن قَتنّك فأنت في الجنة ث وإن‬ ‫قتلته فهو في النار ) ‪.‬‬ ‫_ وفي حديث أبي سعيد _ عن أبي حميد _ أن رجلا قال ‪ :‬يارسول‬ ‫الله أرأيت من للققديني يريد أن يأخذ مالى ‪ ..‬قال ‪ :‬فانشده ثلاث مرات ى فإن‬ ‫ابى قاتله س فإن قتلك دخلت الجنة ى وإن قتلته دخل النار _ وفى حديث سعيد‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫ماله فهو شهيد‬ ‫دون‬ ‫قتل‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لسنن والترمذي‬ ‫عند أصحاب‬ ‫بن زيد‬ ‫ومن قتل دون دمه فهو شهيد ‪ 0‬ومن قتل دون دينه فهو شهيد ‪ 0‬ومن قتل‬ ‫دون أهله فهو شهيد ‪.‬‬ ‫وتلحظ هنا أنه زاد على المال ( الدم والدين والعرض ) فإن هذه الأمور‬ ‫‪.‬‬ ‫على الشهادة‬ ‫الدفاع‬ ‫يقاتل دونه ويحصل المقتول فى هذا‬ ‫مما‬ ‫كذلك‬ ‫لا في الدنيا‬ ‫‏‪ ١‬لا خرة‬ ‫فى‬ ‫‏‪ ١‬لشها دة‬ ‫‪ :‬يقصد بها‬ ‫هنا‬ ‫(‬ ‫شهيد‬ ‫وكلمة )‬ ‫والمعنى انه يحصل على اجر الشهيد وثوابه في الاخرة لا في الدنيا ‪.‬‬ ‫أي اجر المقاتل الذي يقتل في سبيل الله ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن هناك تفاوتا في منازل الشهداء في الدار الاخرة ‪ 7‬ويحصل‬ ‫هذا التفاوت حتى بين شهداء المعركة فى سبيل الله حسب الجهد والبذل‬ ‫والعناء ‪.‬‬ ‫ومثل هذا الشهيد هنا _ وهو الذي يقتل دون ماله ‪ .‬فإنه يعامل‬ ‫معاملة سائر الموتى حيث يغسل ويكمن ‪ .‬وتجرى عليه جميع أحكام‬ ‫الموتى الاخرين ى ولايعامل معاملة الشهداء الذين يقتلون في المعارك في‬ ‫‪.‬‬ ‫خاصة بهم‬ ‫لأخرى‬ ‫هؤلا ء لهم أحكا م‬ ‫سبيل ‏‪ ١‬لله فإن‬ ‫المسلم كما‬ ‫مال‬ ‫هذا النص هنا هو أن الإسلا م يحترم‬ ‫ومجمل دلالة‬ ‫يحترم عرضه ودمه ودينه ‪.‬‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫ومما يؤكد هذا الاحترام هو التنصيص على أحقية الدفاع عن المال إذا‬ ‫عدا عليه عاد بظلم أو غصب أو اي وجه من وجوه الاعتداء ‪.‬‬ ‫وليس المدافعة فقط ى او رد الظلم والاعتداء فقط ى وإنما لو قتل المعتدى‬ ‫على ماله س وضحى بدمه ونفسه في سبيل دفاعه ‪ 0‬فإن الإسلام في هذه‬ ‫الحالة يعتبره شهيدا من ضمن الشهداء المعدودين الذين يحصلون على‬ ‫ثواب الاخرة ‏‪ ٠‬ورضوان الله عز وجل مادام دفاعه قائما على الحق ولاجل‬ ‫الحق ‪.‬‬ ‫وهذه مرتبة تنبىء عن إلمام الإسلام _ في تشريعاته _ بكل الجوانب‬ ‫التي تتعلق بالإنسان بما فيها ماله ‪ .‬والمحافظة عليه ‪ :‬وعلى مواجهة الظلم‬ ‫والظالمين ‪ .‬حتى إذا وصلت تلك المواجهة إلى إزهاق نفس المظلوم ؛ فإن الله‬ ‫عز وجل يرفعه إلى درجة الشهداء ‪ .‬ولا يضيع عمله ولا تذهب نفسه‬ ‫سدى ‪.‬‬ ‫اما فيما يتعلق بالنص الثاني ( أفضل الأعمال ‪ ) ...‬فقد جاء في‬ ‫الروايات الأخرى ‪ ( :‬أفضل الجهاد ‪ ) ...‬ولا منافاة بينهما ‪ .‬ومؤداها واحد‬ ‫لان الجهاد يتضمن اعمالا كثيرة مثل القتال ‪ :‬والتخطيط له ‪ ..‬والإعداد له‬ ‫بمختلف أنواع العدة ‪ ..‬إلى غير ذلك وايضا فإن كلمة ( الأعمال ) المشار إليها‬ ‫في الروايات الاخرى تعتبر من الجهاد فهي عمل من اعماله بهذا المعنى ‪.‬‬ ‫اما قول ( كلمة حق ) فإنها تتضمن كل المدلولات التي تعبر عن‬ ‫( كلمة حق ) مثل الامر بالمعروف ب والنهي عن المنكر س والامر برفع‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫الظالم والمفاسد ‪ ..‬والنهي عن الاعتداء على حقوق الناس واموالهم‬ ‫واعراضهم ‪ 4‬وكلما كان حقا يؤمر به ‪ .‬أو باطلا ينهى عنه ‪ 0‬أو يتعلق‬ ‫بإملاء كلمة الله فى الأرض فذلك كله شمله ( كلمة حق ) حتى ولو كانت‬ ‫كتابة يقدمها صاحبها ‪ .‬وتتضمن شيئا من هذه المعاني ‪.‬‬ ‫ويجعل النص من كلمة حق هذه أفضل الجهاد ‪ .‬لأن صاحبها عندما‬ ‫يقدم على ذلك سيعرض نفسه لخطر القتل ‪ .‬ولأن الوقوف أمام الجبروت‬ ‫يحتاج إلى عزم قوي ‪ 0‬وصبر شديد ‪ :‬وشخصية متمرسة \ ولانه بموقفه‬ ‫هذا عليه أن يواجه جميع الاحتمالات الواردة في هذا الشأن ‪.‬‬ ‫ولذلك فإن هذا النوع من الجهاد يعتبر من أفضل الأعمال ومن أهمها‬ ‫اجلها ‪ .‬بل ومن اكثر الأعمال ثوابا واجراً عند الله تعالى ‪.‬‬ ‫ولقد أشادت النصوص بمثل هذه المواقف البارعة التي يقضها الإنسان‬ ‫المسلم أمام عتاة البشر من أجل إحقاق الحق ب وإبطال الباطل وإعلاء كلمة‬ ‫الله في الارض ؛ فتزهق فيها نفسه ب ويقدم روحه فداء لدينه ‪ .‬وقياما‬ ‫بواجب قول الحق ‪.‬‬ ‫ومما جاء في ذلك حديث جابر _ عن الحاكم والضياء _ أن رسول الله‬ ‫_ تله _ قال ‪ ( :‬سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ‪ ...‬ورجل قام إلى‬ ‫إمام جائر فأمره ونهاد فقتله ) ‪ .‬وفي حديث أبي سلالة عند الطبراني قال‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬رسول الله _ تة _ ( ستكون عليكم أئمة يملكون ارزاقكم‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫يحدثونكم فيكذبون ‪ :‬ويعملون فيسيئون العمل لايرضون منكم حتى‬ ‫تحسنوا قبُْحَهم ‏‪ ٠‬وتصدقوا كذبهم _ فأعطوهم الحق مارضوا به ى فإذا‬ ‫تجاوزوا ‪ ..‬فمن قتل على ذلك فهو شهيد )‬ ‫وفى حديث علئ عند ابن عساكر _ وبعد أن عدد الشهداء قال ‪( :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ ....‬ومن قتل دون أخيه فهو شهيد ‪ ..‬ومن قتل دون جاره فهو شهيد ‪..‬‬ ‫كثيرا‬ ‫ورغم أن الإسلا م يشدد‬ ‫والنهي عن المنكر ‪ ..‬شهيد‬ ‫والأمر بالمعروف‬ ‫فى الحفاظ على دم المسلم _ كما جاء فى حديث بريدة _ عند النسائى _‬ ‫والضياء _ ( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )‬ ‫رغم ذلك فإن الإسلام أيضا يحث على إظهار قول الحق ة والتصدي‬ ‫لاهل الباطل _ وبذل النفس في ذلك ‪.‬‬ ‫ويجعل من هذا العمل أعظم القربات إلى الله عز وجل ‏‪ ٠‬حيث يقف‬ ‫بصاحبه في مصاف الشهداء الذين يقتلون فى سبيل الله‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫الحكم بالشهادة الأخروية لمن يقتل دون ماله ‪.‬‬ ‫المسلم من أجل مواجهة الطغاة س والوقوف أمام باطلهم يعتبر‬ ‫_ قتل‬ ‫الحث على قول كلمة الحق ‪ 0‬ولو قتل عليها صاحبها ‪.‬‬ ‫‪١٧٢‬‬ ‫كقن الميت‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الله ‪.‬‬ ‫تله _ ‪:‬‬ ‫عليكم بهذه الثياب البيض ى آلبسوها أحياءكم ‪ .‬وكفنوا قيها موتاكم ‪.‬‬ ‫من الذهب ‪.‬‬ ‫‪ .‬ولامع شيء‬ ‫حرير‬ ‫في‬ ‫تكفنوهم‬ ‫‘ ولا‬ ‫فإنها خير ثيابكم‬ ‫لانهما محرمان على رجال امتي ب ومحللان لنسائها ‪.‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم ه‪٤٧٧١‬‏ » ‪.‬‬ ‫وأخرجه أيضا عن ابن عباس الشافعي وأحمد ب وأصحاب السنن ولكن‬ ‫بلفظ ( آلبسوا من ثيابكم البياض ب فإنها من خير ثيابكم ‪ .‬وكفنوا فيها‬ ‫موتاكم ) ‪.‬‬ ‫وأخرج معناه كل من الحاكم س وابن حبان والبيهقي ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫‪ .‬وا لمعنى الزموها في‬ ‫حث واغراء‬ ‫‏‪ ١‬لثياب ‏‪ ١‬لبيض ‪ :‬أسلوب‬ ‫عليكم بهذه‬ ‫لبس الأحياء وكفن الموتى ‪.‬‬ ‫الكفن ‪ :‬الأثواب التي يلف بها الميت ‪ 0‬بعد تغسيله ى وتحنيطه ى ويدفن‬ ‫‪١٧٣‬‬ ‫التحليل‪:‬‬ ‫يرشد النبى _ ت _ أمته فى هذا الحديث الشريف إلى استعمال‬ ‫الثياب ذات اللون الأبيض في لباسها للأحياء ‪ .‬وفي الكفن بها للأموات ‪.‬‬ ‫ويعلل هذا الاختيار للثياب البيض بأنها من خير الثياب الملبورسة ؛‬ ‫(لأنها خير ثيابكم )‬ ‫ويؤكد هذا المعنى حديث أبي الدرداء _ عن ابن ماجة _ ‪:‬‬ ‫( احسن ما رزقكم الله به في قبوركم ومساجدكم البياض )‬ ‫ولعل الافضلية هنا في اختيار الثياب البيض ؛ لأنها اطهر الثياب ‪.‬‬ ‫وأطيبها كما جاء مصرحا به في حديث سمرة بن جندب‬ ‫_ عند أحمد والنسائي والترمزي ‪ 0‬وغيرهم ‪:‬‬ ‫( البسوا ثياب البياض ؛ فإنها أطهر وأطيب س وكفنوا فيها موتاكم )‬ ‫وكونها أطهر الثياب فلانها تظل نقية بسبب بياضها ‪ 0‬ومعلوم أن أي شيء‬ ‫يقع على الثوب الابيض يؤثر على بياضه ‘ ويظهر فيه ويغير من نصاعه‬ ‫لونه ‪ .‬مما يستوجب غسله ونقاوته ‪ .‬وبذلك يكون أيضا اطيب الثياب ‪.‬‬ ‫ومما يدل ايضا على أفضلية الثياب البيض ؛ كون النبي _ تلة _‬ ‫كفن بها كما جاء في حديث عائشة _ عند البخاري _ ( أن رسول الل‬ ‫كفن في ثلاثة أثواب يمانية بيض سحولية من كرسف ليس‬ ‫_ تبثه‬ ‫فيهن قميص ولا عمامة )‬ ‫‪١٧٤‬‬ ‫ووجه الأفضلية ان الله عز وجل لم يكن ليختار لنبيه _ تلة _ إلا‬ ‫الافضل ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فإن هذه الأفضلية في اختيار الثوب الأبيض لتكفين‬ ‫البدائل‬ ‫‏‪ ٠0‬ووجود‬ ‫السعة‬ ‫‏‪ ٠0‬وذ لك عند‬ ‫‏‪ ١‬لأولى وا احسن‬ ‫با ب‬ ‫الليت يبه هو من‬ ‫الابيض ‪.‬‬ ‫الثوب‬ ‫‪.‬لعد م وجود‬ ‫< ولم يتسع المقا م‬ ‫الحا ل‬ ‫أما إذا ضاق‬ ‫ووجد غيره من سائر الاصناف الاخرى ‪ 8‬فذلك جائز ولا ضير فيه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫أو مع شيء‬ ‫ا لحرير‬ ‫أيضا عن الكفن بأثوا ب‬ ‫ثم ينهى ‏‪ ١‬لحديث‬ ‫الذهب ‪.‬‬ ‫(‬ ‫من الذهب‬ ‫‪ ..‬ولا مع شيء‬ ‫) ولا تكفنوهم في حرير‬ ‫ويعلل ذلك بقوله ‪:‬‬ ‫( لأنهما محرمان على الرجال أمتي ‪ 0‬ومحللان لنسائها ‪ 0‬وإذن فإن‬ ‫منع الكفن في ثوب الحرير هو خاص بالرجال ‪ 0‬ومحلل للنساء كما يفيده‬ ‫ظاهر الحديث ‪.‬‬ ‫بين الجواز‬ ‫دائرة‬ ‫بالحرير _‬ ‫النساء‬ ‫كفن‬ ‫في موضوع‬ ‫وآزاء العلماء‬ ‫وبين الكراهية ي اللهم إلا إذا كان فى كفن النساء بالحرير نوع من‬ ‫الإسراف ى أو المفاخرة ‪ 8‬فإن هذا ممنوع بالنسبة للاحياء والأموات‬ ‫ولايصح بأية حال ‪.‬‬ ‫للنساء قى الحياة‬ ‫فإنه وإن كان من الجائز لبسه‬ ‫للذهب‬ ‫أما بالنسبة‬ ‫إأضا عة‬ ‫فيه‬ ‫‘‬ ‫قبره‬ ‫وفى‬ ‫كقنه‬ ‫فى‬ ‫‏‪ ١‬لميت‬ ‫مع‬ ‫جعله‬ ‫ولكن‬ ‫ى‬ ‫وزينة‬ ‫كحلية‬ ‫للمال س والحى أولى به فى هذا الحال من الميت ‪.‬‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫والاولى من ذلك أن يتصدق به عن الميت حيث ينال أجره وثوابه بدلا‬ ‫من آن يضيع في التراب ‪.‬‬ ‫ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو ما يستعمله بعض الناس في كفن‬ ‫الميت من إسراف في الأثواب ‪ :‬وما يشتمل على ذلك آيضا من المباهاة‬ ‫والمفاخرة ‪.‬‬ ‫إذ يأتون بأكوام من الأثواب إلى محل غسل الميت ‪ 0‬وبمختلف الانواع‬ ‫من إزارات واقمصة م والبسة الراس ى إلى غير ذلك ويحَسَل الميت بالعديد‬ ‫من هذه الألبسة ثم بعد ذلك يعمدون إلى الفائض من هذه الأقمشة ‪.‬‬ ‫وتترك مكانها ( في المغسلة ) فيرمى بها مع جملة المخلفات س مع أنها قد‬ ‫تكون جديدة لم تلبس بعد ‘ ولاشك أن الحي أولى بها ؛ لاسيما وهنالك‬ ‫أناس في أشد الحاجة إليها ى إن لم يكن في قطرنا ففي الاقطار الاخرى ‪:‬‬ ‫والذي يتضح من هذا الموقف أن هنالك عدة أخطاء ‪ 0‬أو مخالفات س فهنالك‬ ‫الإسراف في اثواب الكفن « إِتَةلَامحتآلَمُسَرفيَ ه الاعراف ‏(‪. )٢١‬‬ ‫والتوسط والاعتدال في هذا المقام فيه الخير والهداية ‪.‬‬ ‫وهنالك التباهي والتفاخر بمثل هذه المظاهر الزائفة س والتي يلجا إليها‬ ‫الناس عادة فئ مثل هذه الأحوال ‪.‬‬ ‫وبالجملة فهي عادات ذميمة في المجتمع ‪ .‬يجب التخلص منها‪.‬‬ ‫والرجوع إلى اخلاق الإسلام وهديه ‪.‬‬ ‫_ وهنالك ايضا ضياع المال ‪ ،‬وإتلافه بدون مبرر ‪ .‬وهو عمل محرم‬ ‫في الإسلام ‪.‬‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫فعلى المسلم أن يتقي الله عز وجل ‪ 0‬ويراعي هدي الإسلام في هذا‬ ‫وغيره ‪ :‬ويحافظ على اوامر الشرع الشريف ونواهيه ولاشك آن هذا‬ ‫التضييع الذي يحصل في موضوع الكفن أو غيره إذا لم يوص به الميت ‪.‬‬ ‫ولم يكن راضيا به في حياته ‪ .‬فإن إثم ذلك يتحمله الاحياء ؛ وعليهم‬ ‫تبعات أعمالهم ‪.‬‬ ‫ودلالة الحديث واضحة فى أن ديننا الحنيف ‪ 0‬بتعاليمه السمحة ه‬ ‫وبتوجيهاته الرشيدة _ يتابع المسلم بهذه التعاليم ‪ .‬وبتلك التوجيهات ‪.‬‬ ‫في كل أحواله صغيرة وكبيرة ؛ حيا وميتا ‪ :‬وعلى أي حال من أحواله ‪.‬‬ ‫وحتى بعد أن يموت ‪.‬‬ ‫فهنالك آداب وتعاليم تطبق في حقه ‪ :‬حتى وهو في قبره ‪ 0‬وبحيث‬ ‫تظل الرعاية كاملة لهذا القبر ‪.‬‬ ‫وهذا ما يفتقده غير المسلم ‪ 0‬ولا يجده في حياته _ فضلا عن مماته۔‬ ‫‪:‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫_ استحباب لباس الثياب البيض ‪.‬‬ ‫_ استحباب تكفين الموتى في ثياب بيض ‪.‬‬ ‫_ منع تكفين الرجال في أثواب من حرير ‪.‬‬ ‫_ منع أن يكون مع الميت شيء من الذهب‬ ‫_ رعاية الإسلام للإنسان في حياته وبعد موته ‪.‬‬ ‫‪١ ٧٧‬‬ ‫ماجاء في زيارة القبور ‪ ..‬وفي النهي عن تجصيصها‬ ‫ابو عبيد عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي _ تتنه{ _ قال ‪:‬‬ ‫كنت نهيتكم عن زيارة القبور ‪ ..‬آلا فزوروها ولاتقولوا هجرا ‪ 6 ..‬اي‬ ‫لاتدعو بالويل والثبور وبما يسخط الرب ‪ .‬وعن طريق ابن عباس عن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ :‬اي عن تجصيصها‬ ‫‏‪ ١‬لقبور‬ ‫تقصيص‬ ‫نهى عن‬ ‫أنه‬ ‫النبي ‪ --‬عن _‬ ‫الأول أخرجه الإمام الربيع برقم ه‪٤٨١١‬‏ » ‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫واخرجه الحاكم عن أنس ‪ ...‬وأخرجه مسلم من حديث بريدة بلفظ ‪:‬‬ ‫كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ‪ ..‬وأخرجه الترمذي من حديث‬ ‫بريدة أيضا وزاد فيه ( فإنها تذكر الاخرة ) ‪ ..‬وأخرجه أبو داود وابن حيان‬ ‫أحمد‬ ‫معناه‬ ‫‏‪ ٤٨٢‬وأخرج‬ ‫المصنف برقم‬ ‫‪ .-..‬والحديث الثانى أخرجه‬ ‫‪.‬‬ ‫جابر بن عبدالله‬ ‫حديث‬ ‫من‬ ‫ومسلم والنسائي وأبوداود والترمذي‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫هجرا ‪ :‬بضم الهاء وهو الفاحش والقبيح من الكلام ‪ ..‬وفسره المصنف‬ ‫بالدعاء بالويل والثبور وبما يسخط الرب ‪ ..‬وهو ما كان يفعله أهل‬ ‫‪.‬‬ ‫عند قبورموتاهم‬ ‫الجاهلية‬ ‫تجصيص القبور ‪ :‬التجصيص والتقصيص بمعنى واحد وهو وضع‬ ‫‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪ :‬اي الاجر على القبر ) الطين المحروق‬ ‫الجصة‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫كان النبي _ ته _ قد نهى عن زيارة القبور ‪ ..‬وذلك لكون الناس في‬ ‫ذلك الوقت قريبي العهد بالجاهلية ‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫وعاداتهم ومعتقداتهم في عهدها‬ ‫الناس‬ ‫أن أحوال‬ ‫ومن اللعروف‬ ‫الإسلام كانت غير منضبطة ‪ ..‬ولا تحكمها مرجعية إلهية كما هو الحال‬ ‫في الإسلام ‪.‬‬ ‫يزورون‬ ‫عندما‬ ‫ن االقول‬ ‫وبا لباطل م ©‬ ‫‏‪ ١‬لكلا م‬ ‫من‬ ‫با لفا حش‬ ‫يتكلمون‬ ‫فكانوا‬ ‫قبور موتاهم مثل البكاء والعويل والهلع والجزع والتبرم والسخط من‬ ‫الأقدار وندب الموتى بأعمالهم ومآثرهم ‪ ...‬وما أشبه ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .. .‬ففي‬ ‫مرتكبيها‬ ‫‏‪ ١‬لنكير على‬ ‫وشدد‬ ‫‏‪ ١‬لا عمال‬ ‫بمثل هذه‬ ‫الإسلا م‬ ‫ندد‬ ‫رقد‬ ‫_ ‪ :‬اثنان‬ ‫ته‬ ‫حديث أبي هريرة _ عند مسلم _قال قال رسول الله _‬ ‫في الناس هما بهم كفر ‪:‬الطعن في النسب والنياحة على الميت ‪.‬‬ ‫وفي حديث أبي مالك الاشعري _ عند مسلم _ قال قال رسول الله _‬ ‫تله _ ‪ :‬أربع في أمتي من أمر الجاهلية لايتركوهن ‪ :‬الفخر في الاحساب‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ..‬والنياحة وقال‬ ‫با لنجوم‬ ‫‪ .. .‬وا لاستسقاء‬ ‫اانسا ب‬ ‫في‬ ‫‪ ..‬والطعن‬ ‫من‬ ‫ودرع‬ ‫قطران‬ ‫من‬ ‫وعليها سربال‬ ‫موتها تقام‬ ‫لم تتتتب قبل‬ ‫إذا‬ ‫النايحة‬ ‫جرب ‪.‬‬ ‫‪ -‬وفي حديث ابن مسعود _ عند الشيخين _ قال ‪ :‬قال رسول الله _‬ ‫ته _ ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ‪.‬‬ ‫‪ :‬إن رسول الله _‬ ‫‪ -‬وفي حديث أبي موسى ‪ _-‬عن الشيخين وغيرهم _‬ ‫ته _ بريء من العالقة والحالقة والشاقة ‪ .‬وهذا يدل على أن هذه العادات‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫كانت شائعة في العهد الجاهلي وهو ما يخالف ماجاء به الإسلام من حث‬ ‫الناس على الصبر والتسليم لله تعالى والرضا بقضباك واحتساب الأجر‬ ‫والمثوبة من الله عز وجل ‪.‬ولذلك نهاهم النبي _ عله _ اولا عن زيارة‬ ‫القبور ‪ ..‬ولكن عندما رسخ الإيمان في قلوب الناس وتوطدت علاقتهم به‬ ‫وأخذوا يمارسون شعائر الدين وشرائعه وعاداته ‪ ..‬وابتعدوا تماما عن تلك‬ ‫العادات والتقاليد التي كانوا يأتونها في الجاهلية ‪ ..‬واطمأن النبي _ ته‬ ‫على أحوالهم هذه عاد فأمرهم بزيارة القبور ( كنت نهيتكم عن زيارة‬ ‫القبور ‪ ...‬آلافزوروها ) ‪.‬‬ ‫وجاء في تعليل الامر بالزيارة انها تذكر الاخرة كما في إحدى الروايات (‬ ‫فإنها تذكر كم الاخرة ) ‪ .‬وفي رواية ( فإنها تذكر كم الموت )‬ ‫وفي رواية ايضآ( وتزهد في الدنيا ) ‪.‬‬ ‫وما أحوج الإنسان لان يتذكر ويتعظ ويعتبر ويحمر حياته بما يستفيد منه‬ ‫بعد مونه ‪.‬‬ ‫وقد ثبت أن النبي _ تبث _ كان يزور قبور أصحابه فيدعو لهم ويترحم‬ ‫عليهم ‪.‬‬ ‫وكان يقول كما في حديث أبي هريرة _ عند المصنف _ أن رسول الله _‬ ‫عه _ خرج إلى المقبرة فقال ‪ :‬السلام عليكم دار قوم مؤمنين ‪.‬‬ ‫وفي حديث عائشة _ عند مسلم _ قالت كيف‪ .‬أقول يارسول الله إذا زرت‬ ‫القبور قال ‪ :‬قولي السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ‪ .‬يرحم‬ ‫الله المتقدمين منا والمتأخرين ‘ وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ‪.‬‬ ‫كما زار النبي _ تله _ قبر أمه كما جاء في رواية بريدة _ عند مسلم _‬ ‫وغيره قال قال رسول الله _ تله _ كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫قانها تذكر الاخرة‬ ‫فزوروها‬ ‫قبر أمه‬ ‫زيارة‬ ‫أذن لمحمد‬ ‫وفي حديث أبي هريرة _ عند الجماعة _ قال زار النبي _ تله _ قبر أمه‬ ‫فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي‬ ‫واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت ‪.‬‬ ‫وقد نهى النبي _ تله _ بعد أمره بالزيارة _ عن فاحش الكلام وقبيح‬ ‫القول أثناء الزيارة ( ولا تقولوا هجرآ ) ‪.‬‬ ‫لان هذا الصنع يقوت على الزائر المعاني المتوخاة من الزيارة ‪ ..‬ويبعده عن‬ ‫الفرض المقصود الذي هو التذكر والاعتبار ‪.‬‬ ‫_ تله _ مر بامرأة‬ ‫بي‬ ‫ن أن‬‫لن _‬‫ايخي‬‫فقد جاء في حديث أنس _ عند الش‬ ‫عند قبر تبكي على صبي لها فقال لها اتق الله واصبري س كما نهى عن‬ ‫الجلوس على القبر كما جاء في حدايرثث ابي هريرة _ عند مسلم وأبي داود‬ ‫‪:‬لآن يجلس أحدكم على جمرة‬ ‫وغيرهما _قال قال رسول الله _‬ ‫فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له منن ان يجلس على قبر ‪.‬‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫رسول ‏‪ ١‬لله _‬ ‫‪ :‬نهى‬ ‫قا ل‬ ‫_‬ ‫مسلم وغيره‬ ‫عند‬ ‫جا بر‬ ‫وفي حديث‬ ‫‪ ..‬وفي روا ية ) أو يكتب‬ ‫يبنى عليه‬ ‫يقعد عليه وأن‬ ‫وأن‬ ‫أن يجصص لقبر ‪..‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫‏‪ ١‬لسنن‬ ‫وأصحا ب‬ ‫مسلم‬ ‫عند‬ ‫‏‪ ١‬لفنوي‬ ‫مرثد‬ ‫أبي‬ ‫حديث‬ ‫وفي‬ ‫_يقول ‪:‬لا تصلوا إلى القبور‬ ‫وغيرهم _قال سمعت رسول الله _تله‬ ‫ولا تجلسوا عليها ‪.‬‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫أما عندما ياتي الإنسان إلى قبور من أهلكهم الله بسبب كفرهم وظلمهم‬ ‫ويمر على مصارعهم فإنه يؤمر حينئذ بالبكاء وإظهار التضرع والافتقار‬ ‫إلى لله عز وجل والإسراع في المرور بهم ‪.‬‬ ‫فقد جاء عن ابن عمر _ عند البخاري ومسلم _ أن رسول الله _ تيل{ ‪-‬‬ ‫قال لاصحابه ‪ :‬يعني لما وصلوا الحجر ( ديار ثمود ) لا تدخلوا على هؤلاء‬ ‫المعتدين إلا أن تكونوا باكين ‪ ...‬فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم‬ ‫لايصيبكم ما أصابهم ‪.‬‬ ‫وقد جاء النهي في الحديث الثاني عن تجصيص القبور أي جعل الجص‬ ‫وهو الآجر عليها ‪.‬‬ ‫ويدخل في هذا النهي كلما كان في معنى الاجر مثل الإسمنت والبلاط‬ ‫والمواد المستخدمة حديثا لأن ذلك كله مخالف لما ينبغي أن يكون عليه‬ ‫وضع القبور من درسها وتسويتها بالارض ‪ ..‬ومن عدم البناء عليها أو‬ ‫زخرفتها أو تشييدها وما أشبه ذلك ‪.‬‬ ‫وقد اختلف العلماءفي زيارة القبور للنساء بعد الاتفاق علئ استحبابها‬ ‫للرجال ‪.‬‬ ‫والاصل في هذا الاختلاف اختلافهم في مفهوم النصوص الواردة في هذا‬ ‫الباب ‪ .‬ففي حديث الباب قوله ( الافزوروها ) والنص هنا لم يفرق بين‬ ‫النساء والرجال ‪.‬‬ ‫وهنالك احاديث ااءيضا تؤيّد هذا المعنى ‪ ..‬منها ما رواه الحاكم أن فاطمة‬ ‫كل جمعهة فتصلي‬ ‫قبر عمها حمزة ة‬ ‫تزور‬ ‫كانت‬ ‫ف‬ ‫‏‪ ١‬لله _‬ ‫رسول‬ ‫بنت‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وتبكي عنده‬ ‫ومنها حديث انس _ في الصحيحين _ ان النبي _ تله _ مر بامراة‬ ‫عند قبر تبكي على صبي لها فقال لها اتقالله واصبري فقالت وماتبالي‬ ‫فاخذ ها مثل‬ ‫‏‪ ١‬لله __ يلد‬ ‫قيل لها إنه رسول‬ ‫‪ .‬فلما ذهب‬ ‫‪.‬‬ ‫بمصيبتي‬ ‫‪"..‬‬ ‫الاولى‬ ‫‪ ::‬إنما الصبر عند الصدمة‬ ‫فقال‬ ‫ووجه الاستدلال من هذا الحديث أن النبي _ تله _ لم ينكر عليها الزيارة‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لصبر‬ ‫وعد م‬ ‫وإنما أنكر عليها البكاء‬ ‫ومنها حديث عائشة _ عند مسلم _ كيف أقول يارسول الله إذا زرت‬ ‫القبور قال قولي السلام على أهل الديار ‪.‬‬ ‫فلم ينكر عليها الزيارة بل وجهها إلى ماتقول إذا زارت ‪ .‬وهذا فيه إقرار‬ ‫لها بالزيارة ‪.‬‬ ‫وفي حديث عبدالله بن أبي مليكة _ عند الحاكم والاأشرم _ أن عائشة‬ ‫قبر أخي عبدالرحمن ‪ ..‬قلت لها آليس كان نهي رسول الله _ تله _ عن‬ ‫زيارة القبور ‪ ..‬قالت ‪ :‬نعم كان نهى عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها‬ ‫فإن هذه النصوص وأمثالها يفهم منهما أن الزيارة للنساء مباحة مثل‬ ‫الرجال ‪ ..‬وأن الترخيص بعد النهمي شامل لهما جميعا كما ينص عليه‬ ‫حديث عائشة ‪.‬‬ ‫وهنالك أحاديث أخرى تدل أيضا على منع النساء من الزيارة ‪ ..‬كما في‬ ‫حديث أبي هريرة _ عند الترمذي وابن حيان _ أن رسول الله ت_ب; _‬ ‫‪١٨٣‬‬ ‫لعن زائرات القبور ‪ ...‬وفي رواية أخرى لابي هريرة أيضا _ عند أحمد‬ ‫والترمذي وابن ماجة _ ( لعن الله زوارات القبور ) ‪ .‬فإن هذه النصوص‬ ‫يفهم منها ايضا منع الزيارة للنساء ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الاراء‬ ‫وملخص‬ ‫‪.‬‬ ‫اللعن لزوارات القبور‬ ‫لورود‬ ‫القبور‬ ‫من زيارة‬ ‫منع النساء‬ ‫_‬ ‫_ الجواز بناء على أن أحاديث المنع كانت قبل ان يرخص النبي تنلة‬ ‫بالزيارة ‪ ..‬قلما رخص دخل فيها الرجال والنساء ‪.‬‬ ‫_ هنالك من يقول بكراهة الزيارة للنساء لقلة صبر النساء وكثرة الهلع‬ ‫والجزع عندهن فيكن بذلك غير مأمونات على فعل ماهي عنه من النياحة‬ ‫في‬ ‫الوارد‬ ‫‪ :‬أن ‏‪ ١‬لنهي المنسوخ‬ ‫‪ .‬ويقول هؤلاء‬ ‫والعويل ‪ ...‬إلى غير ذلك‬ ‫في‬ ‫‪ ...‬أو أنه عام‬ ‫بالرجا ل‬ ‫( يحتمل أنه خا ص‬ ‫‪7‬‬ ‫نهيتكم‬ ‫الحديث ) كنت‬ ‫الرجال والنساء ‪...‬‬ ‫وبذلك فهو يدور بين الحظر والإباحة ‪ ..‬فتكون أقل أحواله الكراهية ‪.‬‬ ‫وهنالك أيضآ من يمنع زيارة النساء إذا كان فيها إكثار للزيارة ويأخذون‬ ‫هذا المعنى من لفظ زوارات ) ‪ ...‬في الحديث ‪.‬‬ ‫ويقولون أن هذا ينطبق على هذا النوع ‪ ..‬وهن المكثرات أما غيرهن فلا ‪.‬‬ ‫ويقولون ايضآ أن هذا التخريج يحصل به الجمع بين الأحاديث ‪.‬‬ ‫‪١٨٤٤‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫إباحة زيارة القبور بعد النهي عنها ‪.‬‬ ‫_ ان النهي عنه كان سببه قرب عهد الناس بالجاهلية ‪.‬‬ ‫القبور كما‬ ‫زيارة‬ ‫الكلا م ‪ ..‬وعما ورد النهمي عنه عند‬ ‫هجر‬ ‫_ النهي عن‬ ‫كانت تفعل الجاهلية ‪.‬‬ ‫_ النهي عن تجصيص القبور وتزيينها والبناء عليها ‪.‬‬ ‫_ جاء الإسلام ليوجه الناس إلى التعلق بالله عز وجل ‪ ..‬وإلى الصبر على‬ ‫المصائب ‪ ..‬وعلى أقدار الله عز وجل ‪.‬‬ ‫_ لايصح التبرم والهلع عند المصائب لأن لله ما أعطى وله ماأخذ ‪.‬‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫الدعاء‬ ‫النبي _ تبل _ كان‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ان‬ ‫‪.‬‬ ‫يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ‪:‬‬ ‫عذاب جهنم ‘ وأعوذ‬ ‫اللهم إني اعوذ بك من عذاب القبر س واعوذ بك من‬ ‫والممات‪.‬‬ ‫بك من فتنة المسيح الدجال ى وأعوذ بك من فتنة المحيا‬ ‫‏‪. » ٤٩٠١‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫‪. .‬‬ ‫‏‪ ١‬لالقا ظ‬ ‫في بعض‬ ‫ومسلم مع تقديم وتأخير‬ ‫وأخرجه مالك‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫_ الدعاء ‪ :‬الطلب من الله تعالى ‪ .‬والابتهال إليه في تحصيل ما طلب ‪.‬‬ ‫_ أعوذ ‪ :‬بمعنى ألتجىء وأعتصم ‪.‬‬ ‫_ عذاب القبر ‪ :‬أي العقوبة التي يجازى بها مستحقها في قبره ‪.‬‬ ‫جهنم ‪ :‬اسم من أسماء النار ‪.‬‬ ‫_ الفتنة ‪ :‬بمعنى الامتحان والاختبار ‪.‬‬ ‫_ المسيح الدجال ‪ :‬تطلق على الدجال الذي سيأتي في آخر الزمان‬ ‫وكلمة‬ ‫المسيح تطلق أيضا على عيسى بن مريم لكن إذا أريد بها الدجال‬ ‫ا‪ 1‬سيح‬ ‫‪ .‬و‬ ‫به‬ ‫قما‬ ‫بو‬ ‫تقيد‬ ‫بذلك لأنه يمسح الأرض‬ ‫الدجال‬ ‫إذا خرج‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫والذجال الكذاب من الدجل \ وهو التغطية ‪ :‬وسمي بذلك لأنه يغطي الحق‬ ‫بباطله ‪.‬‬ ‫_ فتنة المحيا والممات ‪ :‬المراد بفتنة المحيا ما يعرض للإنسان من فتنة‬ ‫في حال حياته س والمراد بفتنة الممات ما يعرض للإنسان حال احتضاره ث أو‬ ‫في قبره ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التحليل‬ ‫كان النبي _ تفه; ‪ :‬يعلم أصحابه الكرام هذا الدعاء المأثور ويحرص‬ ‫على أن يلقنهم إياه ليحفظوه ويتقنوه ‪ :‬وبحروفه وكلماته ‪ .‬تماما كما كان‬ ‫يفعل ذلك في تعليمهم القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمامه _ تله _ بالدعاء ليزداد‬ ‫العباد قربا من الله ‪ .‬واعترافا بحقه ‪ .‬كما يدل أيضا على أهمية هذا الدعاء‬ ‫المذكور س وأن له مكانة خاصة _ عند النبي _ تله‬ ‫ولذلك حرص على أن يتعلمه أصحابه ‪ .‬كما يتعلمون السورة من القرآن‬ ‫الكريم ‪.‬‬ ‫وما ذلك إلا لانه يشتمل على التعوذ بالله ‪ .‬وطلب الاعتصام به س واللجوء‬ ‫فداحة‬ ‫‘ ومن أشد الأشياء‬ ‫‏‪ ١‬لا نسا ن‬ ‫على‬ ‫‏‪ ١‬لأمور‬ ‫من أخطر‬ ‫هي‬ ‫إليه من أمور‬ ‫وهو من أحوج المخلوقات إلى التخلص منها ب ومن ذا الذي يمكن أن‬ ‫يعصمه ويجيره منها ‪ :‬ويبعده عن الوقوع فيها سوى الله عز وجل ‪.‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫القبر من‬ ‫القبر ‪ .‬وعذاب‬ ‫من عذاب‬ ‫الأمور الاستعاذة‬ ‫هذه‬ ‫ضمن‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪ .‬س‬ ‫كثيرة‬ ‫نصوص‬ ‫فيه‬ ‫وردت‬ ‫‪ 4‬وقد‬ ‫بعد مماته‬ ‫أخطر ما يواجه الإنسان‬ ‫فعن ابن عمر _ عند الشيخين _ عن النبي _ تل; _ قال ‪( :‬الميت يعذب‬ ‫في قبره بما ينيح عليه ) ‪.‬‬ ‫يشرشر‬ ‫وهو‬ ‫رأسه بحجر‬ ‫شد خ‬ ‫في الذي‬ ‫البخاري‬ ‫في حديث‬ ‫وجاء‬ ‫‪--‬‬ ‫شدقه إلى قفاه ‪ ..‬وفيه ‪ :‬فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫_ وقد جاءت الإشارة إلى عذاب القبر في قوله تعالى ‪« :‬ألتَارُيُعَرَشو‬ ‫‪4‬‬ ‫أكتاح؟‬ ‫‪..‬س۔م‬ ‫‪42‬‬ ‫‪,‬‬ ‫۔ ‪٥‬‬ ‫م س ۔ ‏‪٠‬‬ ‫س سري 'ے صے‬ ‫ے'‬ ‫ے‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫سرے سص‪,‬‬ ‫‪4‬‬ ‫شدا لعذاب‬ ‫ورا‬ ‫عَلَتهَاعُدوا وَعَشِيًا ويوم تعوم الساعة أدلوا ا لذ‬ ‫غافر ‏(‪. )٤٦‬‬ ‫وجاء قفى حديث زيد بن ثابت عند مسلم _ أن هذه الأمة تبتلى في‬ ‫قبورها فلولا أن لاتدافئوا لدعوت الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫السمع منه‬ ‫ولخطورة الابتلاء بعذاب القبر ‪ 0‬فقد كان النبي _ تله _ دائم التعوذ منه‬ ‫ففي حديث البخاري قالت عائشة ‪ :‬فما رايت رسول ا له _ تلة _ صلى‬ ‫القبر ‪.‬‬ ‫من عذاب‬ ‫إلا تعوذ‬ ‫صلاة‬ ‫وفي حديث الباب _ أن النبي _ تب _ كان يعلم أصحابه ‪ ( :‬اللهم إني‬ ‫ولاشك أن هذا تعليم لامته ايضا من باب القدوة والاتباع ‪.‬‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫وفي الحديث دليل على ثبوت عذاب القبر ة والنصوص في ذلك اكثر من‬ ‫‪.‬‬ ‫ان تحصى‬ ‫‪ .‬وهي‬ ‫في ‏‪ ١‬لبرزخ‬ ‫القبر ا لعقوبة التي يتلقا ها مستحقها‬ ‫ويقصد بعذا ب‬ ‫الفترة فيما بين الموت والقيامة ‪.‬‬ ‫واضيف العذاب إلى القبر في النصوص من باب الغالب س وإلا فيمكن ان‬ ‫في ‏‪ ١‬لبحر ‪ 0‬ومن‬ ‫‪ :‬كمن يموت‬ ‫ولو لم يكن مقبورا‬ ‫مستحق العذ اب‬ ‫يعذب‬ ‫كانوا‬ ‫القبر ‪ .‬وإن‬ ‫عذاب‬ ‫يشملهم‬ ‫فان هؤلاء‬ ‫تأكله الدواب ‘ أو يحترق بالنار‬ ‫غير مقبورين ؛ لأن الله على كل شيء قدير ‪ :‬وهو فعال لما يريد ‪ « .‬إِتَمَا‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫۔‬ ‫حكر ۔ ‏‪ ٥‬ع‪ ,4,‬ص ‪) 1‬ؤ‬ ‫إدا أراد سيما آنيقوللشكن قَيسكُوث ‪4‬يس ‪ :‬‏(‪)٨٢‬‬ ‫ترموزهر‬ ‫ولا غرابة فى ذلك قط س فكما أن حياة الإنسان فى يقظته لها قوانينها‬ ‫وحياته في نومه لها قوانينها ‪ .‬كذلك الحياة الآخرة لها قوانينها ‪.‬‬ ‫أما عن حقيقة هذا العذاب ‪ .‬وكيف يكون ؟ مع أن الميت قد يرتم ويبلى ‪.‬‬ ‫فإن هذا كله يتم في عالم الغيب ى وعلم ذلك عند الله عز وجل ‪.‬‬ ‫وحرئ بالإنسان المحدود القدرات أن يقف عند حدود إمكاناته ‪ .‬ولايتدخل‬ ‫بتصوراته في أمور لا قبل له بها « وياعَلَمُوَانشرلَاتَتَتنُومَ » آل عمران‬ ‫‏‪( ٦٦ ) :‬‬ ‫ثم تأتى الفقرة الثانية فى الحديث عن الاستعاذة من عذاب جهنم ‪:‬‬ ‫(واعوذ بك من عذاب جهنم ) ‪.‬‬ ‫وعذاب جهنم هو الحصيلة الأخيرة التى يصل إليها الإنسان نتيجة لعمله‬ ‫في الحياة حيث ينقسم الناس هنالك إلى قسمين‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫م ‪-‬‬ ‫وو‬ ‫ِِ‬ ‫« قَريثفلَتَةِوَفَريتف المر ه الشورى ‏‪)٧(:‬‬ ‫وفي القرآن الكريم صحائف مشرقة في ذكر النار وأهوالها ‪ :‬وحال‬ ‫الأشقياء فيها س وما يلاقون فيهاا من عذاب أليم‬ ‫« تسطع وواترَالودالدتا ملحم همَالمَأو ه النازعات‬ ‫ے ح س‬ ‫سے <‬ ‫‏(‪. )٢٩ _ ٢٨ _ ٢٧‬‬ ‫«وأمَامَنحَكَت منه تأثصاوية رماآرَن ماهية تَادعَامَة ه‬ ‫}‬ ‫القارعة ‏(‪_ ١٠ _ ٩ _ ٨‬‏‪١!١).‬ا‬ ‫رهاجاههتروجوتجة التوبه ‏(‪)٢٥‬‬ ‫«لَرم عمَتلمَتَهَافتَارجَهَتَرَةَُ تك‬ ‫ووو <‬ ‫هر‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫وو‬ ‫« خذوهفغلوة _ لم صلو‬ ‫س‬ ‫‪7‬‬ ‫و‬ ‫ثُرَفيسليلة‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫‪,‬س‪.‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫ح ء‬ ‫دَرَعُهَاسَبَعُونَ‬ ‫ر‪)٢ _٢٠‬‏‬ ‫ذِرَعَافَاسَلكوهُ ‪ 4‬الحاقة‬ ‫ره‬ ‫_‬ ‫س ح مم‬ ‫يعلم‬ ‫النار وعذابها وكان‬ ‫من‬ ‫‪ --‬دائم الاستعاذة‬ ‫النبى ‪ --‬عنقه‬ ‫ولذلك كان‬ ‫الاستعاذة منها ‪.‬‬ ‫أصحابه‬ ‫وكأنه بذلك ينبه أمته لتكون يقظة في حياتها ‪ 0‬واعية لما يصدر منها من‬ ‫أعمال غير غافلة عما يرتقب كل إنسان في الدار الآخرة من مآل فهو‬ ‫جه _ ماترك خيرا إلا دل أمته عليه ‪ .‬وماترك شرا إلا حذر أمته منه ومن‬ ‫عواقبه ‪.‬‬ ‫‪ ) :‬ناركم‬ ‫قال‬ ‫_‬ ‫ند‬ ‫مسلم ‪ ..‬أن النبي _‬ ‫عند‬ ‫أبي هريرة‬ ‫وفي حديث‬ ‫‪.‬‬ ‫جهنم‬ ‫حر‬ ‫من‬ ‫من سبعين‬ ‫التي يوقد ابن آد م جزء‬ ‫هذه‬ ‫ثم تأتي الفقرة الثالثة في الحديث‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫( واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ) والمسيح الدجال هو الذي سيأتي في‬ ‫آخر الزمان س وجاء أن مجيئة من أشراط الساعة الكبرى ‪.‬‬ ‫وقد استعاذ منه النبي _ تبل‪ _ 4‬في أحاديث كثيرة ‪ .‬مما يدل على أنه‬ ‫سيقوم بفتنة عمياء ‪ .‬ربما بوادرها وإرهاصاتها أخذت تظهر الآن‪.‬‬ ‫الدجال ‪.‬‬ ‫( ما بين خلق آذم إلى قيام الساعة فتنة أعظم‬ ‫فقد جاء فيه قوله _ تبث‬ ‫من الدجال )‬ ‫ووجه الخطورة في فتنته أنه سيدعي الألوهية ‪ 0‬ويطلب من الناس‬ ‫التصديق بما يدجل به ‪.‬‬ ‫ومما يزيد الامر تعقيدا في هذه الفتنة أن الله عز وجل سيقدره على أمور‬ ‫كثيرة ‪ 0‬أي سيكون قادرا على فعل أشياء كان غير مقدور عليها ‪ :‬ويكون‬ ‫له هيل وهيلمان وأتباع ‪ .‬مما سيجعل عوام الناس يتهافتون إليه ‪.‬‬ ‫وذلك كله نوع من الابتلاء الذي يمتحن الله به عباده ‪.‬‬ ‫ولذلك كان النبى _ تب _ يستعيذ منه كما جاء فى حديث عائشة _ عند‬ ‫الشيخين _ قالت ‪ :‬سمعت رسول الله _ تله _ يستعيذ في صلاته من‬ ‫‪.‬‬ ‫فتنة الدجال ‪.‬‬ ‫ولاشك ان فتنة الدجال هذه ستكون من جملة الفتن التي ستحدث في آخر‬ ‫الزمان ‪.‬‬ ‫ولكن الله عز وجل سيعمجزه ب ويمحق باطله _ ويأتي عيسى بن مريم‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫ويقتله كما ثبت ذلك في حديث مسلم ‪.‬‬ ‫واخيرا يستعيذ النبي _ تله _ من فتنة المحيا والممات والتعبير بفتنة‬ ‫المحيا والممات تعبير جامع لكل الفتن التي تواجه الإنسان في حياته ‪ 0‬وعند‬ ‫موته وفي قبره ‪.‬‬ ‫وفتنة الممات _ سواء أكانت عبارة عما يحصل للانسان عند الاحتضار ه‬ ‫أو في القبر س أو اعماله في الدنيا التي سيكون مالها الشر والخسران في‬ ‫الدار الاخرة ‪.‬‬ ‫فإن ذلك كله ينطبق عليه أنه فتنة ‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن النبي _ تله _ يربط المسلم بالله عن وجل عن طريق‬ ‫الادعية المبثوثة في كل مقام ‪ :‬في الحضر والسفر س وفي الليل والنهار ‪.‬‬ ‫س وعند‬ ‫وعند المصيبة ونزول البلاء ‪ :‬وعند حدوث النعمة وبعد الصلوات‬ ‫رؤية الهلال س وعند النوازل ‪ .‬بحيث يصبح الإنسان المسلم وقلبه معلق‬ ‫بالله عز وجل س ويتوجه إليه في الضراء والسراء س وفي مختلف تقلباته في‬ ‫حياته بالسؤال والضراعة ‪ 8‬ليرزقه مايسرَ ‪ 0‬ويجنّبه ما يسوء `‬ ‫ومن هنا كان الدعاء مخ العبادة كما في حديث أنس _ عند الترمذي‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬واهتمامه بهم‬ ‫أصحابه‬ ‫‪--‬‬ ‫علن‬ ‫تعليم النبي ‪.‬‬ ‫_‬ ‫_ أهمية الاد عية وأثرها في حياة المسلم ‪.‬‬ ‫« وفتنة‬ ‫جهنم‬ ‫ا لقبر ‪ .‬وعذا ب‬ ‫من عذا ب‬ ‫خاصة‬ ‫التحذ ير بصفة‬ ‫_‬ ‫الدجال ‪ 0‬وفتنة المحيا والممات ‪.‬‬ ‫_ ان النبى _ تله _ ماترك خيرا إلادل عليه ‪ .‬ولا شرا إلا حدر منه ‪.‬‬ ‫‪١٩٣‬‬ ‫النهي عن نكاح الشغار‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابي سعيد الخدري عن النبي _ تملة{ _‬ ‫أنه نهى عن الشغخار ‪ ..‬وهو أن يزوج الرجل ابنته لرجل على أن يزوج له‬ ‫‪ ..‬وكذلك الأخت بالاخت ‪.‬‬ ‫‪ ..‬وليس بينهما صداق‬ ‫الاخر ابنته‬ ‫‏«‪. » ٥١ ٤‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫وأخرجه جماعة عن حديث بن عمر ‪ ..‬وأخرجه مسلم من حديث جابر‬ ‫عند‬ ‫روا ية عمر‬ ‫‪ ..‬ونص‬ ‫أبي هريرة‬ ‫حديث‬ ‫مسلم أيضا وأحمد من‬ ‫‪ ....‬وعند‬ ‫مسلم ( لاشغار في الإسلام ) ‪.‬‬ ‫الملغفردات ‪:‬‬ ‫_ الشغار ‪ :‬بكسر الشين وفتح الفين مصدر من شاغر يشاغر شغارآ‬ ‫ومشاغرة ‪ ..‬ماخوذة من قولهم دار شاغرة من أهلها ‪ ..‬إذا خلت منهم ‪ ..‬أو من‬ ‫قولهم ‪ :‬شغر الكلب ‪ ...‬إذا رفع رجله عند البول وأخلى مكانها ‪ ..‬وسمي هذا‬ ‫النوع من الزواج شغارآ لرفع الصداق وخلوه منه ‪.‬‬ ‫ومعناه أن يزوج الرجل وليّته لرجل ويزوّجه الاخر وليته ويجعلا‬ ‫قفى التفسير الوارد فى‬ ‫البنت‬ ‫بذكر‬ ‫‪ ...‬واكتفاؤه‬ ‫هذه‬ ‫بصداق‬ ‫هذه‬ ‫صداق‬ ‫هذا الحديث من باب التمثيل فقط ‪.‬‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫التحليل‬ ‫كان هذا النوع من النكاح من الأمور الشائعة عندهم في الجاهلية ‪ ..‬إذ‬ ‫‪ :‬شا غرني وليئي بوليتك ‪ :‬أي عا رضني‬ ‫كان يعمد أحد هم فيقول للا خر‬ ‫‏‪ ١‬لبخس وا لظلم للمرأة‬ ‫فيه شي ء من‬ ‫من النكا ح‬ ‫‪ --‬وبما أن هذاا لنوع‬ ‫لانه خال من المهر الذي هو حق للمراة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صداقاً للاخرى‬ ‫صار‬ ‫‪ -.‬ولان بضع هذه‬ ‫علاوة على ما قد ينشأ من جراء هذا الترابط من مشاكل فى‬ ‫الاأسرتين إالى الأسرة‬ ‫إحدى‬ ‫من‬ ‫والعائلية قد تتعدى‬ ‫الأسرية‬ ‫العلاقات‬ ‫الثانية بسبب هذا الزواج المتداخل والمتشابك ‪..‬‬ ‫وحيث إن الإسلام جاء ليطهر تلك المجتمعات من مثل هذه اللوثات‬ ‫والتى‬ ‫الضارة‬ ‫وليبعدها عن تلك التقاليد والعادات‬ ‫‪...‬‬ ‫رالمفاسسد الاجتماعية‬ ‫‪.‬‬ ‫والظلم للناس‬ ‫الفين والحرج‬ ‫تسبب‬ ‫وحيث إنه جاء ليقيم مجتمعا آخر تسوده العدالة الاجتماعية وتحكمه‬ ‫والتالف‬ ‫على المودة‬ ‫قيه‬ ‫النااس‬ ‫وينشأ‬ ‫‪7‬‬ ‫والأسس الحكيمة الرحيمة‬ ‫المباديء‬ ‫‏‪ ٠.٠‬وغير ذلك‬ ‫وشقا ق‬ ‫من ظلم وفساد‬ ‫كل ما يكد ر صفو ‏‪ ١‬لحياة‬ ‫عن‬ ‫بعيدين‬ ‫لذلك فقد حرم الإسلام هذا النوع من الزواج وأبطل هذه العادة‬ ‫بطريقة حاسمة ( لاشغار في الإسلام ) ‪ ..‬وجعل ‪ ..‬الطريقة التي يتم بها‬ ‫عقد الزواج تقوم على الوضوح التام والمصارحة الكاملة حيث لالبس ولاخفاء ‪.‬‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫_ فلا بد من الرضا المتبادل بين الطرفين ‪....‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫ولابد من ولي يتم الزواج عن طريقه‬ ‫ولابد من مهر محدد ومعروف ‪..‬‬ ‫_ ولابد من أن يشهد جماعة المسلمين على عملية الزواج ‪...‬‬ ‫وبذلك فقد وضع الإسلام عملية الزواج في هذا الإطار الجديد الذي‬ ‫في‬ ‫التام‬ ‫‪ ..‬وبالوضوح‬ ‫وبالمعادلة الدقيقة بين الأطراف‬ ‫‪..‬‬ ‫يتسم بالعدل‬ ‫جميع جوانبه ‪.‬‬ ‫وكأن الإسلام يهدف من وراء ذلك إلى بناء أسرة متراصة مترابطة آمنة‬ ‫مطمئنة تعيش على المحبة والمودة والوئام بعيدة عما يؤثر على حياتها من‬ ‫‪.‬‬ ‫والحرمان‬ ‫دواعي التقكك والضياع‬ ‫للجتمعات المسلمة فتنبثق منها الأمة المسلمة ذات المبادئ النيرة وذات‬ ‫الأهداف والغايات الموحدة ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن نكاح الشغار بتلك الطريقة المستعملة في الجاهلية محرم‬ ‫‏‪ ١‬لصحيحة الصريحة بذلك ‪.‬‬ ‫في النصوص‬ ‫النهي عنه‬ ‫‪ ..‬ولورود‬ ‫في الإسلا م‬ ‫ولاخلاف أيضا في النهي عنه ابتداء ‪ ..‬ولكن إذا وقع على مثل تلك‬ ‫الحيثية المنهي عنها ‪ ...‬فالحكم في ذلك ‪:‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ومكحول‬ ‫‪...‬‬ ‫وعطا‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬والزهري‬ ‫الليث‬ ‫‏ً‪ .٠‬مثل‬ ‫العلماء‬ ‫بعض‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫وكأن‬ ‫المثل ‪...‬‬ ‫لها صداق‬ ‫على أن يفرض‬ ‫النكا ح‬ ‫إتمام‬ ‫والكوفيين يرون‬ ‫الزواج‬ ‫هؤلاء اعتبروا الشغار شغار الخلوة من المهر فبنوا على ذلك صحة‬ ‫ووجوب مهر المثل واعتبروا الشروط الاخرى غير مؤثرة في العقد ‪ ..‬ولكن‬ ‫النكا ح إذا وقع في مثل تلك الصورة‬ ‫بطلا ن‬ ‫العلما ء يرون‬ ‫من‬ ‫الجمهور‬ ‫المنهي عنها ‪.‬‬ ‫وهؤلاء يجعلون علة النهي أكثر من خلو العقد من الصداق ويرون أن‬ ‫هناك عللا آخرى ‪.‬‬ ‫منها ‪ :‬جعل البضع صداقاً فهي عملية مبادلة بين الصداق والبضع إذ‬ ‫صار بضع كل واحدة مهرا في الاخرى وهي لا تنتفع به بل يذهب إلى الولي‬ ‫فهو الذي ملك بضع زوجته بتمليكه بضع موليته ‪.‬‬ ‫النكا ح‬ ‫لان‬ ‫ذ كر الصد اق‬ ‫ترك‬ ‫مجرد‬ ‫هؤلا ء‬ ‫عند‬ ‫وليس المقتضى‬ ‫جعل‬ ‫‪ ..‬بل ‏‪ ١‬لمقتضى لذلك‬ ‫فيما يعد‬ ‫‪ ..‬على أن يحدد‬ ‫تسميته‬ ‫يصح بدون‬ ‫‪.‬‬ ‫البضع صداقا‬ ‫ولا يخفى أن في هذا ظلما صارخا لكل من المرأتين حيث لم ينتفعا‬ ‫بالمهر ‪.‬‬ ‫ومنها أيضا أن هذه الصورة تجعل كل واحد من العقدين شرطا في‬ ‫الاخر ‪.‬‬ ‫وبناء على رأي الجمهور هذا فإن النكاح في هذه الصورة يعتبر باطلا‬ ‫ولا توا رث‬ ‫‪7‬‬ ‫كل منهما على الا خر فيما لورحصل جما ع بينهما‬ ‫وتحرم‬ ‫بينهما في هذه الحالة ‪ ..‬ولكن يثبت النسب فيما لو وجد أولاد لهما ‪.‬‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫على أن موضوع الشغار خاص بنكاح الحرائر ‪ ..‬أما الإماء فلا شغار‬ ‫فيهن لأن صداقهن لمواليهن ‪.‬‬ ‫ومن هنا تبدو خطورة الوضع فيما يفعله بعض الناس الان من‬ ‫تزاوجهم بطريقة تشبه طريقة الشغار حيث يزوج هذا وليته ويشترط‬ ‫على الاخر ان يزوجه وليته ايضا ‪ ..‬وإلا لما زوجه ‪ ..‬ويكون المهر بينهما‬ ‫محددا متبادلاً أو غير متبادل ‪.‬‬ ‫ولايخفى أن موضوع المهر هنا قد لا يقدم ولا يؤخر ‪ ..‬لأن تبادل‬ ‫البضع بينهما موجود في هذا الزواج ‪ ..‬وهنا أخطر شيء في القضية ‪.‬‬ ‫علاوة على ما في هذا النوع من الزواج من المشاكل الكثيرة والمتعددة‬ ‫والتي قد تنشا مع إحدى الاسرتين وقد لا يكون الحل فيها إلا الطلاق ‪.‬‬ ‫وحينئذ تأتي الاسرة الاخرى والتي قد لاتكون معها مشاكل الأسرة الاولى‬ ‫ولكنها في هذا الحال ونتيجة لشروط الزواج الموقعة بينهما تأتي وتقابل‬ ‫الموقف بالموقف وتطلب ايضا الطلاق ‪.‬‬ ‫وبذلك يحصل التفكك والضياع للاسرتين جميعا ‪ ..‬ويكون الأمر‬ ‫اكثر صعوبة وتفاقماً فيما لوكان هنالك أطفالا لهما ‪ ..‬وهذا وارد فعلا ‪...‬‬ ‫ومن هنا نعلم أن الإسلام ماترك خيرا ولا صلاحا إلا دل الناس عليه‬ ‫‪ ...‬وماترك شيئا يضر بهم في معاشهم أو معادهم إلا ونهاهم عنه ‪ .‬فعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫أو الفلط‬ ‫للحرمة‬ ‫والمواطن التي فيها مظنة‬ ‫الشبهات‬ ‫عن‬ ‫يبتعد‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫خصوصآ فيما يتعلق بمسائل الزواج التي تقوم عليها اسر‬ ‫ومجتمعات فالنبي _ تل; _ يقول في حديث النعمان بن بشير _ عند‬ ‫الشيخين ‪ ( -‬إن الحلال بين ‪ ...‬والحرام بين ‪ ...‬وبينهما مشتبهات‬ ‫لايعلمهن كثير من الناس ‪ ..‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه‬ ‫‪ ...‬ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ‪ ..‬كالراعي يرعى حول الحمى‬ ‫يوشك أن يقع فيه ‪ ..‬آلا وإن لكل ملك حمى ‪ ..‬ألا وإن حمى الله محارمه ‪...‬‬ ‫الحديث ) ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫النهي عن الشغار بالصورة التي كان عليها الناس في الجاهلية ‪.‬‬ ‫أن أمر الفروج أمر عظيم يجب التحرز فيه ومراعاته بدقة ‪.‬‬ ‫_ الطريقة التي يستعملها بعض الناس الان من اشتراط تبادل الزواج‬ ‫بين وليتين ينبغي تركها ولو من باب الاحتياط حتى ولو كان الصداق‬ ‫‪.‬‬ ‫بينهما محددا‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫مطل الفني‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي _ تله‬ ‫قال ‪ :‬مطل الغني ظلم ‪.‬‬ ‫‏«‪. » ٥٩٨‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫وأخرجه الجماعة من حديث أبي هريرة بزيادة في آخره ولفظه عند مسلم‬ ‫هكذا ‪ ...‬مطل الغني ظلم وإذا اتبع أحدكم على مليء فليتبع ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملغخردات‬ ‫عذر‬ ‫بدون‬ ‫هنا تأخير ما استحق أداؤه‬ ‫‪ :‬المراد‬ ‫مطل‬ ‫_‬ ‫الغني ‪ :‬مقابل الفقير ويقصد به القادر على الأداء حتى ولو كان‬ ‫فقيرا‬ ‫أو‬ ‫به بزيا دة‬ ‫‏‪ ١‬مختص‬ ‫في غير موضعه‬ ‫‏‪ ١‬لشىء‬ ‫هو وضع‬ ‫‪ :‬الظلم‬ ‫ظلم‬ ‫_‬ ‫نقص أو تبديل ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫فى هذا الحديث الشريف عما اعتاده كثير من‬ ‫يخبر النبى _ تبة‬ ‫المستحقة لأصحابها من أجل الدين ‪.‬‬ ‫حيث يعمد كثير من الناس إلى المماطلة وعدم الأداء مع اليسر والقدرة‬ ‫ومع كون الذي وجب عليه الدين يملك ذلك الحق المستحق ويستطيع أداءه‬ ‫كما وجب عليه ‪..‬‬ ‫فياتي هذا الحديث ليحسن هذا الموقف وليعطي الحكم بان هذا العمل‬ ‫ظلم ‪ ..‬فهو ظلم كغيره من أنواع الظلم‬ ‫والمعنى أن الذي يرتكب عمل المماطلة ومنع أداء ما وجب من الحقوق‬ ‫في معاملة المداينة التي تقع كثيرا بين الناس ‪.‬‬ ‫الحقوق في‬ ‫من‬ ‫وجب‬ ‫ومنع أداء ما‬ ‫المماطلة‬ ‫أن الذي يرتكب عمل‬ ‫معاملة المداينة التي تقع كثيرا بين الناس ‪.‬‬ ‫أن الذي يرتكب هذا العمل يعد ظالما ‪ ..‬لأنه قد فعل ظلما وارتكب‬ ‫كبيرة من كبائر الذنوب ‪.‬‬ ‫ومنع من وصول‬ ‫وقعت عليه المماطلة‬ ‫الذي‬ ‫ظلم في حق الفرد‬ ‫فهو‬ ‫حقه إليه ‪.‬‬ ‫_ وهو ظلم للمجتمع الذي يحصل فيه مثل هذا التعامل الظالم ‪ ..‬لان‬ ‫عليها يسبب العنت‬ ‫تأخير الحقوق عن أد ائها ومنع أصحا بها من ‏‪ ١‬لحصول‬ ‫والمشقة لأصحاب تلك الحقوق والذين هم بأمس الحاجة إليها وبالتالي فإن‬ ‫هذا النوع من المعاملة يعتبر من الأمور التي ينتج عنها كثير من الأمراض‬ ‫على حقوق‬ ‫والاعتداء‬ ‫والخصومات‬ ‫والا حقاد‬ ‫با لمجتمع كالضغائن‬ ‫الضارة‬ ‫‪.‬‬ ‫المجتمع‬ ‫على‬ ‫بالضرر‬ ‫التي تعود‬ ‫الفير ‪ ..‬إلى غير ذلك من الأمور‬ ‫العمل نفسه وهو الماطل ‏‪ .٠‬وذلك‬ ‫هذا‬ ‫صاحب‬ ‫ظلم كذلك على‬ ‫وهو‬ ‫أنه بعمله هذا اكتسب صفة الظلم ‪ ..‬وهو بذلك يتحمل كل النتائج المترتبة‬ ‫على ظلمه ‪ ..‬مما يعني أنه سيسال أمام الله عز وجل وسيعاقب على ظلمه‬ ‫‪ ..‬سواء كانت هذه العقوبة في حياته ‪ ..‬أو في الدار الاخرة فإنه لابد من‬ ‫الجزاء ‪ .‬وهذا ما يعني أنه ظلم نفسه وأدخلها في وضع قاده إلى الإثم‬ ‫والعقوبة ‪.‬‬ ‫والحديث الشريف وإن كان لفظه سيق بأسلوب الخبر ‪ ..‬ولكنه يحمل‬ ‫ضمنا التحذير الشديد من مثل هذه الأعمال التى يرتكبها القادرون على‬ ‫‪.‬‬ ‫الأداء بطريق المماطلة والتسويف ‪.‬‬ ‫ولذلك عبر عن هذا التحذير بوصفه بالظلم الذي هو من أقبح الأعمال‬ ‫وأسوئها ‪.‬‬ ‫وقد جاء في الحديث الاخر وصف هذا الذي يستعمل المطل بأنه يحل‬ ‫عرضه وعقوبته ‪.‬‬ ‫ففي حديث الاخر وصف هذا الذي يستعمل المطل بانه يحل عرضه‬ ‫وعقوبته ‪.‬‬ ‫ففي حديثد عمر بن الشريد _ عن ابي داود وغيره _ قال ‪ :‬قال‬ ‫تف ( لي الواجد يخل عرضه وعقوبته ) واللي بمعنى‬ ‫رسول الله _‬ ‫المطل الذي س في حديث الباب ‪ .‬والواجد بمعنى القادر ‪..‬ويحل أي تباح‬ ‫عقوبته مثل الحبس والتأديب وكذلك يباح عرضه مثل الشكاية منه ‪ .‬فهو‬ ‫لا حرمة له بسبب هذا العمل الشنيع الذي اقترفه ‪.‬‬ ‫التي يمارسها بعض‬ ‫‏‪ ١‬لأعمال‬ ‫مثل هذه‬ ‫خطورة‬ ‫مدى‬ ‫ند رك‬ ‫وبهذا‬ ‫الافراد في حق الاخرين ‪.‬‬ ‫فهي علاوة على أنها ظلم في حق الفير تكون ايضا سببا لإباحة‬ ‫تجريح هؤلاء الظالمين بحيث تكون أعراضهم مباحة ‪ ..‬وجائز النيل منها‬ ‫بحكم هذا العمل ‪..‬‬ ‫على أن لفظ ( الفني ) في الحديث يخرج بمفهومه غيرا لغني مثل‬ ‫قفقر ‪ ..‬أو ما أشبه ذلك من الاعذار‬ ‫أو‬ ‫بسبب اعسار‬ ‫يعجز عن الأداء‬ ‫الذي‬ ‫المقبولة شرعا ‪..‬‬ ‫فإن امثال هؤلاء لاتنطبق عليهم عنملية المطل ومايترتب عليها من ظلم‬ ‫‪.‬‬ ‫ومؤاخذة‬ ‫_ فقد جاء في ذلك قوله _ تله _ في الذي أصيب في ثماره ( خذوا‬ ‫ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك ) مسلم ‪.‬‬ ‫قوله‬ ‫وهو‬ ‫أحمد‬ ‫عند‬ ‫يريد ة _‬ ‫وجا ء في إنظا ر العسر حديث‬ ‫_‬ ‫عله‪ ( :‬من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة ) ‪.‬‬ ‫ولقد حرص الإسلام حرصا شديدا على أن يبعد المجتمع المسلم عن‬ ‫الظلم وعن التظالم فيما بين أفراده ‪.‬‬ ‫ا لمالية والتجا رية وعملية الأخذ وا لعطا‬ ‫لاسيما فيما يتعلق بالمعاملات‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫ريكثر‬ ‫الذي‬ ‫‪٢٠٢٣‬‬ ‫ولذلك جاءت النصوص الكثيرة والعديدة حاثة على ترك هذه الخصال‬ ‫التي تؤدي بصاحبها إلى هذا المسلك ‪ ..‬ومنفرة من الظلم والظالمين ‪.‬‬ ‫ففي القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث في هذا المجال ‪ ..‬مثل‬ ‫سمارة‬ ‫قوله تعالى في آية الربا ‪ . :‬تسم‬ ‫وَلَانكَمُورے‪ 4‬البقرة ‏(‪)٢٧٩‬‬ ‫ااتَظلمُوأفيهنَ‬ ‫ومثل قوله عز وجل في الاشهر الحرم ‪«:‬‬ ‫ه التوبة ‏(‪. )٢١‬‬ ‫نسك‬ ‫ومثل قوله جل شأنه في الذين يتجاوزون الحرمات « وَمَنيَتَحَدَ خذ ودَ‬ ‫اله ألميكك هُمآلظلمُودَ » البقرة ‏(‪)٢٢٩‬‬ ‫ومثل قوله في ‪:‬نفي الظلم عن نفسه وإثباته للناس ‪} :‬‬ ‫اكَاسسَيَتَاوَلكرَالتَاساآنفَسَْمَمَيَظلِمُوبَ ه يونس (ُ‬ ‫والقرآن مليء بمثل هذه ‪7‬‬ ‫أما السنة المطهرة ففيها أيضا الكثير من الأحاديث التي حذر فيها النبي‬ ‫عله أمته من الظلم والتظالم ‪.‬‬ ‫_ ففي حديث جابر ۔ عند مسلم _ أن رسول الله _ ته _ قال‪ :‬اتقوا‬ ‫الظلم فإن الظالم ظلمات يوم القيامة ‪) ...‬‬ ‫_ وفي حديث عائشة _ عند الشيخين _ أن رسول الله _ تبل _ قال‬ ‫من ظلم قيد شبر من الارض طوقه من سبع أرضين ‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لله _‬ ‫رسول‬ ‫قا ل‬ ‫قال‬ ‫ا لشيخين _‬ ‫عند‬ ‫أبي موسى‬ ‫حديث‬ ‫وفي‬ ‫_‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫تله _ ‪ :‬إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ‪..‬ثم قرا وكت للتأحَذ‬ ‫>حهر‬ ‫ريك إداالَعَدَالَشَرَىْ ومَظ ا إِتَأَحَدَهر | المديد يه هود ‏(‪)١٠٢‬‬ ‫_ جاء في حديث معان _ المتفق عليه ‪ .. ( ...‬واتق دعوة المظلوم فإنه‬ ‫ليس بينها وبين الله حجاب ) ‪.‬‬ ‫وفي حديث أبي هريرة _ عند البخاري _ عن النبي _ تبل; _‬ ‫منه‬ ‫أو من شي ء فليتحلله‬ ‫‪ .‬من عرضه‬ ‫لاخيه‬ ‫قال ‪ :‬من كانت عنده مظلمة‬ ‫اليوم قبل أن لايكون دينار ولادرهم ‪ ..‬إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر‬ ‫والاحاديث فى هذا الباب كثيرة ‪.‬‬ ‫مايرشد إليه الحديث‬ ‫_ نهي القادر على الأداء عن المماطلة وتأخير ما وجب عليه‬ ‫_ وصف هذا النوع من المعاملة بأنه ظلم يتحمل صاحبه تبعاته‪.‬‬ ‫إذا كان صاحب الدين معسرا ‪ ..‬أو غير قادر على الأداء _ كما‬ ‫يحصل ذلك أحيانا _ فإن هذا قد يكون عذرا لايصل بصاحبه إلى حة‬ ‫المطل ‪.‬‬ ‫الرجم عند اليهو د‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عمر قال ‪ :‬أن اليهود جاءوا إلى‬ ‫رسول الله _ ته _ ‪ ..‬فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ‪ ..‬فقال لهم ‪:‬‬ ‫ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ‪ .‬فقالوا ‪ :‬نفذضحهما ويجلدان ‪..‬‬ ‫فقال لهم عبدالله بن سلام ‪ :‬كذبتم ‪ ..‬إن فيها للرجم آية ‪ ...‬فأتوا بالتوراة‬ ‫فاتلوها ‪ ..‬قال ‪ :‬فأتوا بها ونشروها ‪ ..‬فوضع أحدهم يده على آنية الرجم ‪..‬‬ ‫فإذا‬ ‫يده‬ ‫فرفع‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ :‬ارفع يدك‬ ‫له ابن سلام‬ ‫فقال‬ ‫‪..‬‬ ‫ومابعدها‬ ‫قبلها‬ ‫ما‬ ‫فقرأ‬ ‫آية الرجم تتلألأ ‪ ..‬فقالوا صدق يامحمد فيها آية الرجم ‪ ..‬فأمر بهما‬ ‫رسول الله _ تبل _ فرجما ‪.‬‬ ‫قال ابن عمر ‪ :‬فرأيت الرجل يجافي على المرأة ‪ :‬يقيها الحجارة ‪.‬‬ ‫‏«‪. » ٦٠ ٧‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الر بيع برقم‬ ‫وأخرجه مالك في الموطأ واخرجه البخاري ومسلم وغيرهم ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملخردات‬ ‫أن اليهود جاؤا إلى رسول الله _ تله _ ‪ :‬أي جاؤا من خيبر قي‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫‏‪ ١‬لهجرة‬ ‫أربع من‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫القعدة‬ ‫شهر ذ ي‬ ‫الروا يات أنهما من‬ ‫في بعض‬ ‫‪ :‬جاء‬ ‫أن رجلا منهم وامرأة‬ ‫_ قفذ كروا‬ ‫أشراف أهل خيبر ‪ ..‬وأن المرأة اسمها بسرة ‪ ..‬أو سوارة ‪.‬‬ ‫عند‬ ‫فى روا ية أبي هريرة‬ ‫ذلك‬ ‫كما جاء‬ ‫بعد ا لا حصان‬ ‫_ زنيا ‪ :‬اي‬ ‫الحاكم ‪.‬‬ ‫عند‬ ‫أبى داود وقى رواية ابن عباس‬ ‫_ ما تجدون في التوراة ‪ :‬أي أي شيء تجدونه في التوراة في حكم‬ ‫‪ ..‬والسؤال لايعنى الاستفسار عن الحكم ‪ ..‬وإنما يعني‬ ‫هذه القضية‬ ‫إلزامهم الحجة من كتابهم ‪.‬‬ ‫_ فقالوا ‪ :‬نفضحها ‪ :‬بفتح النون من الفضيحة وهي كشف المساويء‬ ‫وتبيينها أمام الناس ‪ ..‬وفي رواية ‪ :‬نحمّلهما ‪ :‬أي نحملهما على جمل وفي‬ ‫أخرى ‪ :‬نجملهما أي نحملهما على جمل من أجل التشهير بهما وفي رواية‬ ‫ايضا ‪ :‬نحممهما ‪ :‬أي نسوَد وجوههما بالحمم الذي هو الفحش ‪.‬‬ ‫يجلدان ‪ :‬أي يضربان بالسياط ‪.‬‬ ‫عبدالله بن سلام ‪ :‬هو أحد أحبار اليهود ‪ ..‬كان حليفا للخزرج ‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫وقد دخل‬ ‫_ فأتوا بالتوراة فاتلوها ‪ :‬أي فاقراوها وهذا خطاب من عبدالله بن‬ ‫‪.‬‬ ‫لليهود‬ ‫سلام‬ ‫فأتوا بها ‪ :‬أي جاؤا بالتوراة ‪.‬‬ ‫_ نشروها ‪ :‬بمعنى فتحوها وبسطوها استعدادا لقراءة آية الرجم‬ ‫_ قوضع أحدهم يده علي آية الرجم ‪ :‬المعنى أنه أراد إخفاءها بيده لكي‬ ‫الشخص عبد الله بين‬ ‫أن اسم هذا‬ ‫‪ ..‬ويقال‬ ‫القراء ة‬ ‫لا تظهر لمن يعرف‬ ‫صوريا ‪.‬‬ ‫‪٢٠٧‬‬ ‫_ تتلالا ‪ :‬أي تلوح ‪ ..‬كما جاءت بها رواية أبي هريرة عند أبي داود‬ ‫يجافي ‪ :‬بضم الياء بمعنى ينحني عليها ليقيها الحجارة بنفسه‬ ‫لحبه إياها وجاء في رواية أخرى بلفظ يحنى بالفتح ‪ ..‬وفي أخرى بلفظ‬ ‫يجنا بالجيم وكلها ترجع إلى معنى واحد وهو الانحناء والميل ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫يعرض هذا الحديث الشريف قصة من قصص اليهود مع النبي _ تلة‬ ‫الممتد‬ ‫تا ريخهم‬ ‫وطوا ل‬ ‫‪7‬‬ ‫لمسلمين‬ ‫مع‬ ‫وما أكثر قصص ‏‪ ١‬ليهود‬ ‫‪..‬‬ ‫ين ‏‪ ١‬لاشرف‬ ‫خيبر ‪ 7‬منهم كعب‬ ‫يهود‬ ‫جما عة من‬ ‫أن‬ ‫القصة‬ ‫وملخص هذه‬ ‫‪ ..‬وكنا نة بن‬ ‫بن قيس‬ ‫‪ ..‬وساس‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫‪ ...‬وسعيد‬ ‫‪ ..‬وكعب بن ‏‪ ١‬لأسود‬ ‫عازوراء في آخرين ‪ ...‬جاؤا إلى النبي _ تنل _ بالمدينة المنورة ليسألوا عن‬ ‫الحكم في رجل وامرأة منهم قد زنيا ‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وطلبهم معرفة الحكم فيها‬ ‫في عرضهم لهذه القضية‬ ‫وكا ن السبب‬ ‫أنهم كانوا ينشدون التخفيف عليهما فى الحكم إذ كانا من آأشرافهم‬ ‫هو الرجم ‪.‬‬ ‫معهم في التوراة‬ ‫والحكم الموجود‬ ‫فجاؤا يلتمسون الحكم من النبي _ تثلُ _ علهم يجدون ما يبتغون‬ ‫هذا النبى فإنه بعث بالتخفيف ) ‪.‬‬ ‫وعملية طلب اليهود للتخفيف وتبديلهم لأحكام الله عندما يتعلق الأمر‬ ‫بالشريف دون الوضيع هي عملية سارية المفعول عندهم ‪ ..‬فقد زاولها‬ ‫ويزاولها اليهود في كل زمان ومكان ‪ ..‬وقد أشار النبي _ تقبلة _ إلى هذا‬ ‫في حديث عائشة _ عند الشيخين _ أن قريشا أهمهم شان المخزومية‬ ‫التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله _ تله _ فقالوا ‪ :‬ومن‬ ‫يجترىء عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله _ تح فكلمه اسامة ‪:.‬‬ ‫فقال أتشفع في حد من حدود الله ‪ ..‬ثم قام فاختطب الناس ‪ ..‬فقال إنما‬ ‫أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ‪ ..‬وإذا‬ ‫سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد‬ ‫سرقت لقطعت يدها ‪.‬‬ ‫فهذه هي اخلاق الإسلام ونبي الإسلام وهي فعلا غير تلك الاخلاق‬ ‫التي ينفذ فيها الحكم على أناس ويطلب التخفيف فيه على اخرين ‪.‬‬ ‫وهذا ما يعطي البون الشاسع بين أخلاق الإسلام ‪ ..‬وبين أخلاق تلك‬ ‫الأمم ‪.‬‬ ‫وقد أجابهم النبي تله بهذا السؤال ‪ ( :‬ماتجدون في التوراة في شأن‬ ‫الرجم ) ‪.‬‬ ‫يقد ر ما يقصد منه‬ ‫‪7‬‬ ‫الحكم منهم‬ ‫لا يقصد منه معرفة‬ ‫سؤا ل‬ ‫وهو‬ ‫في كتبهم‬ ‫من أحكا م موجودة‬ ‫وكتموه‬ ‫إقا مة الحجة عليهم وإظها ر ما يد لوه‬ ‫رادو تعطيلها بالكلية ‪ ...‬أو استبدالها بأحكام أخرى توافق أهواءهم‬ ‫‪.‬‬ ‫الدنيوية‬ ‫مقاصدهم‬ ‫مع‬ ‫وتنسجم‬ ‫الوحي ‪ ..‬أو الإخبار ممن أسلموا‬ ‫عن‪ .‬طريق‬ ‫تزينه قد علم‬ ‫النبي‬ ‫وكان‬ ‫‪٢٠٠٩‬‬ ‫من اليهود كعبد الله بن سلام _ أن قضية الرجم هذه ‪ ..‬والتي جاؤا‬ ‫يسألون عنها هي موجودة عندهم في التوراة ‪ ..‬وان الحكم فيها لايختلف‬ ‫‪ ..‬وانهم بسؤالهم هذا يريدون إخفاء شيء في نفوسهم ‪ :‬هو تبديل الحكم‬ ‫وتحريف الكلم عن مواضعه ‪.‬‬ ‫وفعلا فقد ظهرت خبيئتهم وانكشف للعيان ماكانوا يخفونه في‬ ‫أنفسهم فقالوا للنبي _ تله _ ‪ :‬نفضحهما ويجلدان ‪ :‬اي انهم يشهرون‬ ‫بالزناة ويجلدونهم ‪.‬‬ ‫وهذا أخف من الرجم وهو ماكانوا يهدفون إليه من طلبهم الحكم من‬ ‫النبي _ تب{ _‬ ‫ولكن عبدالله بن سلام وهو من علمائهم وكان حاضرا لمداولة القضية‬ ‫بينهم وبين النبي _ تم{ _ عاجلهم بالرد عليهم ‪ ..‬قائلاً لهم ( كذبتم إن‬ ‫فيها _ اي التوراة _ للرجم آية ) ‪.‬‬ ‫وطلب منهم أن يأتوا بالتوراة ويقرأوا تلك الآية ( فأتوا بالتوراة‬ ‫والعجيب في الأمر أنهم عندما جاؤا بالتوراة واخذ قارئهم يقرا إذا به يضع‬ ‫يده على آية الرجم ليحجبها عن أن ترى ويقرأ ما قبلها وما بعدها إمعاناً‬ ‫منه في الإخفاء وفي التدليس وإيهام الغير ‪.‬‬ ‫وهنا عاد عبدالله بن سلام ليقول مرة أخرى لذلك القارئخ اليهودي ‪:‬‬ ‫(ارفع يدك ) ‪.‬‬ ‫حيلة أخرى يبرر بها صنيعه ذلك رفع يده‬ ‫ولما لم يجد ذلك القارئ‬ ‫فظهرت اية الرجم تلوح للعيان ‪.‬‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫في‬ ‫قفشلوا‬ ‫بعد أن‬ ‫من الا عترا ف‬ ‫بدا‬ ‫ا ليهود‬ ‫لم يجد جما عة‬ ‫وحينئذ‬ ‫بوضع‬ ‫‪ ....‬ومرة‬ ‫‪ :‬نفضحهما ويجلدان‬ ‫بقولهم‬ ‫‪ ..‬مرة‬ ‫تغطية الأمر مرتين‬ ‫يده على آية الرجم ‪.‬‬ ‫القارئ‬ ‫فقالوا ‪ :‬صدق يامحمد فيهما آية الرجم ‪ ..‬وهكذا اعترفوا بالحق‬ ‫والدوران‬ ‫اللف‬ ‫ذلك‬ ‫الجهد الجهيد ‪ ...‬ويعد‬ ‫بعد‬ ‫وبالحقيقة على مضض‬ ‫‪.‬‬ ‫أجل طمس الحق وإاخفا ء الحقيقة‬ ‫من‬ ‫عنيد‬ ‫وإصرار‬ ‫محاولا ت‬ ‫‪ . .‬وبعد‬ ‫وهنا امر النبي _ تله _ بالزانيين فرجما تنفيذا لحكم الله فيهما‬ ‫وإحقاقاً للحق وإبطالاً لباطل اليهود ‪.‬‬ ‫وذلك بعد أن دعا النبي _ته _ بالشهود فشهدوا كما جاء في رواية‬ ‫جابر _ عند أبي داود _ ( فدعا النبي تثلة _ بالشهود فجاؤا أربعة‬ ‫هؤلا ء‬ ‫وكان‬ ‫(‬ ‫المكحلة‬ ‫في‬ ‫مثل ا لمرودة‬ ‫فرجها‬ ‫في‬ ‫دذكره‬ ‫رأوا‬ ‫أنهم‬ ‫فشهدوا‬ ‫الشهود منهم كما جاء في بعض طرق الحديث ( قال اتوني بأربعة منكم‬ ‫فجاؤا بأربعة وشهدوا أنهم رأوا ذلك ) ‪.‬‬ ‫ثم يقول ابن عمر راوي هذا الحديث وكأن شاهدا لعملية الرجم أنه رأى‬ ‫ذلك الرجل الزاني يجافي عن المرأة أي يقيها ويمنع عنها الحجارة هذا‬ ‫الحادثة‬ ‫هذه‬ ‫ملخص‬ ‫ومن الأحكام المتعلق بهذا الحديث ‪ ..‬رجم أهل الكتاب ‪ ..‬فالنبي _ تله‬ ‫_ قد رجم هذين اليهوديَيّن ‪ ..‬والحادثة ثابتة ‪ ..‬لكن بعض العلماء‬ ‫يشترطون الإسلام أي أنهم يرون أنه لابد في المرجوم أن يكون مسلما‬ ‫وان الإسلام شرط في الإحصان ‪ ..‬فلا يرجم غير المسلم عند هؤلاء ‪.‬‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫ومن ثم وجهوا قضية الرجم الواردة في هذا الحديث وجهة تتفق مع‬ ‫رايهم هذا فقالوا أن الرجم الوارد في حديث الباب كان بحكم التوراة وليس‬ ‫بحكم الإسلام ‪ ..‬وأن النبي _تله _نقذ ذلك الحكم كما جاء في كتابهم‬ ‫‪ ..‬وان ذلك كان أول الامر ‪ . .‬ثمنسخ بقوله تعالى ‪ « :‬و لق تأتيك‪,‬‬ ‫م < م‬ ‫كم الإن شهد وأ‬ ‫ةة‬‫صب‬ ‫ا ستَتهدُوأ عَلَتَهرَ ار‬ ‫‏‪ ١‬لْتَنحتَةَ من دذك آبك‬ ‫>ے۔‬ ‫م‬ ‫مے ے سے ے‬ ‫‪2‬‬ ‫ے‬ ‫سر ۔۔ےِص‬ ‫‪1‬‬ ‫س‬ ‫كيلا ‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 5‬ححعل ‪1‬‬ ‫حول يتوقدهن ‏ً‪ ١‬لموت‬ ‫قا ‏‪ ١‬لسيوت‬ ‫قأتيكرهرك‬ ‫) ‏‪( ١ ٥‬‬ ‫النساء‬ ‫لم‬ ‫ومن‬ ‫أحصن‬ ‫من‬ ‫بين‬ ‫يا لتفرقة‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫أيضا‬ ‫ذ لك‬ ‫ثم نسخ‬ ‫يحصن‬ ‫لكن جمهور العلماء يحكمون بظاهر الحديث ‪ ..‬وهو أن النبى _ تتللهُ‬ ‫أن يحكم‬ ‫‪ ..‬فهو مأمور‬ ‫‪ ..‬وليس بما عند هم‬ ‫عليهم بما عنده‬ ‫حكم‬ ‫قد‬ ‫في قوله تعالى‬ ‫هواهم بنبنص القرآن‬ ‫بينهم بما أنزل ‪:‬لله ‪ . .‬ونهى عن اتبا‬ ‫إ'ر‪٤‬‏‬ ‫ے'مح‬ ‫م‬ ‫رسہ‬ ‫سر‬ ‫۔ء۔‬ ‫و‬ ‫‪ 2-‬ھ‬ ‫ينالحق‬ ‫آل حَة‬ ‫عم جاءك‬ ‫امراءه عَتَاجاء ك مر‬ ‫‪ 7‬هم‬ ‫‪ -.‬ت‬ ‫ولاعبه‬ ‫ان‬ ‫َنَتَهم يما‬ ‫ع‬ ‫‪ ,‬عوج‬ ‫ذا‬ ‫شِرَمَةرَمتَهَاجَا‪ ...‬ه المائدة ‏(‪)٤٨‬‬ ‫جلَعكَلتامنكم‬ ‫_ سالهم عن حكم ذلك في لتوراة ‪ .‬أو انه قال لهم ‪..‬‬ ‫وكونه _‬ ‫حكم ا لرجم ثابت في‬ ‫لينبههم على أن‬ ‫أحكم بينكم بالتوراة ة ‪ ...‬ذلك‬ ‫أن يلزمهم الحجة بذلك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وا مقصود‬ ‫شرعهم كما هو ثابت في شرعه‬ ‫وأن هذه المسألة غير قابلة للمزايدات التي أراد اليهود حبكها حول القضية‬ ‫ولايخفى أن رأي الجمهور مؤيد بظاهر الحديث ‪.‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫إالى‬ ‫تحاكموا‬ ‫أهل الذمة إذا‬ ‫‪ ..‬أن‬ ‫الباب‬ ‫المتعلقة بحديث‬ ‫ومن الأحكام‬ ‫المسلمين يحكم بينهم بالإسلام وليس بما في شرائعهم بدليل ظاهر‬ ‫الحديث ‪ ...‬ويدليل ‪ « ...‬وآن احكم بَننَهميما أنزل آنت ه المائدة ‏(‪)٤٩‬‬ ‫سم م صم‬ ‫سہ‬ ‫هم رومر‬ ‫م‬ ‫س>‬ ‫فا ن‬ ‫على بعض‬ ‫أهل الذمة بعصهم‬ ‫شها دة‬ ‫قبول‬ ‫الاحكا م‬ ‫ومن هذه‬ ‫الزانيين فى حديث الباب لم يأت أنهما أقرًا ‪ ..‬وكذلك لم يشهد عليهما‬ ‫‪.‬‬ ‫زنا هما‬ ‫‏‪ ١‬مسلمون ‏‪ ١‬ذ لم يحضروا‬ ‫وقد جاء في بعض طرق الحديث أن النبي _ تت _ طلب منهم أن‬ ‫‪.‬‬ ‫أنهم رأوا ذلك‬ ‫با لأربعة وشهدوا‬ ‫‪ ..‬وأنهم جاؤا‬ ‫يأتوا بأربعة شهدا ء منهم‬ ‫بينه‬ ‫أ ن يجمع‬ ‫بالرجم دون‬ ‫‪..‬الاكتفاء‬ ‫بالحديث‬ ‫المتعلقة‬ ‫الأحكام‬ ‫ومن‬ ‫وبين الجلد ‪.‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫_ ثبوت الرجم في الإسلام وفي التوراة على حد سواء‬ ‫_ عدم اشتراط الإسلام في الإحصان كما هو ظاهر الحديث ‪.‬‬ ‫_ جواز شهادة الكفار بعضهم على بعض ‪.‬‬ ‫إذا تحاكم إلينا أمل الذمة لانحكم بينهم إلا بالإسلام ‪.‬‬ ‫أن اليهود قوم بهت لايتورعون عن الكذب وطمس الحقائق ‪.‬‬ ‫أنهم قامو بتحريف التوارة وبتبديل الاحكام فيها وفق أهوائهم ‪.‬‬ ‫‪٢١٣‬‬ ‫أنواع الذبح المنهي عنها‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيدقال ‪ :‬سمعت ناسا من الصحابة يروون عن‬ ‫‪ ..‬وا لوخز ‪...‬‬ ‫نهى في ‏‪ ١‬لذبح عن أربعة أوجه ‏‪ ١‬‏‪١‬خل ل‬ ‫أنه‬ ‫_‬ ‫ث‬ ‫النبي _‬ ‫والنخع ‪ ....‬والترداد ‪.‬‬ ‫قال الربيع ‪ :‬الخزل ‪ :‬إدخال الحديدة تحت الجلد واللحم وتذبح قبالته‬ ‫‪ ..‬والوخز ‪ :‬الطعن برأس الحديدة في رقبة الشاة بعد الذبح ‪ ...‬والنخع ‪:‬‬ ‫كسر الرقبة ‪ ...‬والترداد ‪ :‬الذبح بالحديدة الكليلة التى تتردد فى اللحم ‪.‬‬ ‫‏‪. » ٦٢٠١‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫وأبود ‏‪ ١‬ود‬ ‫وأخرجه ‏‪ ١‬لترمذ ي‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ١‬مفر دات‪‎‬‬ ‫_ الذبح ‪ :‬ومعناه في اللغة الشق ‪ ...‬أما في الشرع فهو قطع الحلقوم‬ ‫والمري والودجين بآلة حادة مع التسمية والإبراد ‪.‬‬ ‫_ الخزل ‪ :‬ومعناه في اللغة القطع ‪.‬‬ ‫_ الوخز ‪ :‬الطعن غير النافذ ‪.‬‬ ‫النخع ‪ :‬الكسر للرقبة ‪ .‬وقيل مجاوزة السكين لمنتهى الذبح إلى‬ ‫النخاع ‪.‬‬ ‫_ الترداد ‪ :‬هو ترداد السكين في اللحم عندما تكون كليلة ‪ ..‬وقد‬ ‫‪٢٠١٤‬‬ ‫إيا ها بعد‬ ‫ذا كرا‬ ‫ا لا ما م الربيع نفسه‬ ‫الكلمات‬ ‫هذه‬ ‫أوضح معنى‬ ‫‪.‬‬ ‫مباشرة‬ ‫الحديث‬ ‫‪٠.‬‬ ‫‪٠. .‬‬ ‫‪٠.٠‬‬ ‫‏‪٠.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫»‬ ‫©‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫لاشك أن كثيرا من الأعمال التي يزاولها المسلم في حياته يتطلب فيها‬ ‫الدقة والإجادة ‪ ..‬وأن يحسن الإنسان عملها مستوفيا كلما يتطلبه ذلك‬ ‫العمل من مواصفات وشروط ‪.‬‬ ‫ومن الاعمل التي يطلب فيها هذا المستوى هو عمل الذكاة الشرعية وما‬ ‫يتعلق بذبح الحيوانات المحلل أكلها ‪.‬‬ ‫ولاسيما وعملية الذبح هذه يحتاج إليها الإنسان في كل زمان ومكان‬ ‫ويزاولها الناس بكثرة حيث سخر الله عز وجل الانعام للناس وامتنَ عليهم‬ ‫بها « ‪ . .‬ولأتممََلتَمَألكم هادفة ومتع رَيتهاتاسخَثره »‬ ‫النحل ‏(‪)٥‬‬ ‫فهي نعمة من نعم الله عز وجل المبثوثة في الحياة أمام هذا الإنسان فكان‬ ‫عليه أن يقابلها بالشكر والاعتراف بالجميل ‪ ..‬وأن يقوم بعمل الذبح لهذا‬ ‫الحيوان على الوجه الذي حدده الشرع الشريف مراعيا في ذلك أمانة‬ ‫التكليف التي وكلها الله إليه كما جاء في حديث شداد بن اوس _ عند‬ ‫مسلم _ ( ‪ . ..‬وإذا ذزبحتم فأحسنوا الذبحة وليحَّد أحدكم شفرته وليرح‬ ‫ذبيحته ) ‪.‬‬ ‫ويروى أن عمر رأى رجلا يريد أن يذبح شاة وكان يجرها جرا عنيفا فقال‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫له ويحك قدها إلى الموت قودآ جميلا ) ‪.‬‬ ‫إذن قلابد من إحسان الذبح وإجادته ومراعاة ما أمر به الشرع ‪ ..‬وما نهى‬ ‫عنه في ذبح الحيوانات ‪.‬‬ ‫وقد جاء حديث الباب ‪ :‬ينهى النبي _ تله _ فيه عن استعمال أمور في‬ ‫الذبح ربما يتساهل بشانها بعض الناس ‪ ..‬أو يغفلون عنها ‪ ..‬ولا ينتبهون‬ ‫إليها ‪ ..‬أو لايعرفون حكم الشرع فيها ‪.‬‬ ‫فاعطى الحديث الشريف توضيحا بيّناً فيها ‪ ..‬وهي أربعة أشياء‬ ‫_ الاول ‪ :‬الخزل ‪ ..‬وهو إدخال آلة الذبح ( السكين مثلا ) بين الجلد‬ ‫واللحم فيذبح من داخل الجلد ‪ ..‬وهذه الطريقة خطأ محض لأن فيها‬ ‫تعذيبا للحيوان ‪ ..‬والطريقة الصحيحة أن يجري آلة الذبح على الجلد أولا‬ ‫‪ ..‬ثم اللحم ‪ ..‬إلى أن يستكمل موضع الذبح ‪.‬‬ ‫_ الثاني ‪ :‬الوخز ‪ :‬وهو طعن الحيوان الذي يراد ذبحه في رقبته بالسكين‬ ‫أو بآلة الذبح وهذه الطريقة محرمة في الذبح لأنها تعذب الحيوان وتبطئع‬ ‫بازهاق روحه ‪ ..‬الأمر الذي يجعله يتاذى اكثر فأكثر‪.‬‬ ‫_ الثالث ‪ :‬النخع ‪ :‬ويعبر عنه بكسر الرقبة وهو في حقيقته ليس بذبح‬ ‫وإنما هو كسر للرقبة سواء كان باليد ‪ ..‬أو بالة أخرى وفيه تعذيب‬ ‫للحيوان وقد يسبب أيضا الإبطاء في موته ‪ ..‬ولذلك نهى عنه‬ ‫_ الرابع ‪ :‬الترداد ‪ :‬وهو الذبح بسكين أو آله كليلة ‪ :‬أي لاتستطيع قطع‬ ‫يأخذ الذابح بمثل هذه الالة يرددها على مكان‬ ‫المكان المحدد للذبح حيث‬ ‫‪٢١٦‬‬ ‫الذبح مرة بعد مرة ويحاول الضغط عليها بقوته وهى لا تفرى بما ينتج‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫‪ ....‬وهو عمل منهى‬ ‫عنه تعذيب الحيوان‬ ‫‪ ...‬وكلها مخالفة للذبح‬ ‫النهمي عنها في الحديث‬ ‫‪.‬هذه أربعة أوجه ورد‬ ‫الصحيح المطلوب شرعا ‪ :‬كالذبح بآلة حادة ‪ ...‬والإسراع فى الذبح ‪ ..‬وعدم‬ ‫وما أشبه ذلك‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ ..‬وكالإبراد‬ ‫طريقة كانت‬ ‫بأي‬ ‫المذبوح‬ ‫إيذاء الحيوان‬ ‫وما ورد النهي عنه ايضا الإسراع بسلخ الحيوان وعدم الإبراد به ‪ :‬أي عدم‬ ‫التمهل بعد ذبحه حتى يتأكد موته ‪.‬‬ ‫وقد جاء في ذلك حديث أبي هريرة _ عند الدار قطني _ ( بعث النبي ن‬ ‫ت_ بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق يصيح في فجاج منى‬ ‫بكلمات منها ‪ ...‬لاتعجلوا الانفس أن تزهق )‬ ‫كما جاء النهي عن قطع الجلد فقط من مكان الذبح وعدم قطع الاوداج ففي‬ ‫ه عن شريطة‬ ‫حديث أبي هريرة _ عن أبي داود _ قال نهى النبي‬ ‫الشيطان ‪ :‬وهي ان تذبح فيقطع الجلد ولاتفرى الأوداج ثم تترك حتى‬ ‫تموت ‪.‬‬ ‫ومن ذلك كله ندرك أنه ليس المقصود بالذبح هو إزهاق روح الحيوان‬ ‫‪ ..‬بل لابد فى ذلك من مراعاة‬ ‫طريقة كانت‬ ‫‪ ..‬وبأي‬ ‫وإماتته فحسب‬ ‫فى هذا‬ ‫عنه‬ ‫نهى الشارع‬ ‫‪ ..‬وتجنب كلما‬ ‫قفى الذ بح‬ ‫المطلوبة‬ ‫الشروط‬ ‫الوضوع ‪ ..‬وأن يتم الذبح حسب المواصفات المطلوبة شرعا ‪.‬‬ ‫‪٢١٧‬‬ ‫على أن بعض العلماء يفرق بين هذه الأربعة المنهى عنها في حديث الباب‬ ‫من حيث التحريم ‪ ...‬وعدمه ‪.‬‬ ‫فيرون التحريم في الوخز والنخع دون الخزل والترداد فإنهما عندهم‬ ‫مكرهان فقط ولا يبلغ النهي فيهما إلى درجة التحريم ‪.‬‬ ‫وكأن هؤلاء اعتبروا أن الوخز والنخع أشد تأثيرا على الحيوان مما‬ ‫سواهما \ ولكن يلاحظ هنا أن هذه الأربعة الأمور جاء النهي عنها في‬ ‫حديث واحد ‪ ..‬وفي سياق واحد واستعملت ( نهى ) في جميعها‪ ..‬وهذا ما‬ ‫يعطي أن حكمها واحد ‪ ..‬وكون بعضها أخف تأثيرا قد لايعطي التفرقة‬ ‫بينها بحكم انها منهي عنها كلها ‪.‬‬ ‫ومن هذا النهي الوارد في حديث الباب ‪.‬‬ ‫ومن الاحكام الاخرى الواردة بشأن الذبح ‪.‬‬ ‫ومن التحديات الدقيقة والمفصلة الواردة عن الشارع في هذا الموضوع‬ ‫بالذات ‪ ..‬من هذا كله ندرك أن الذبح عن طريق المصانع والتي يستعمل‬ ‫فيها ‪ :‬القطع الكهربائي ‪ ..‬أو الذبح عن طريق التيار ‪ ..‬أو ضرب رأس‬ ‫الحيوان بالصياخ ‪ ..‬أو عن طريق التخدير بالإبر ‪ ...‬أو بالفمس في الماء ‪..‬‬ ‫أن هذا الذبح بهذه الطرق وماشابهها هو ذبح غير شرعي ومخالف للذبح‬ ‫الصحيح ‪ ..‬بل هو في حقيقته قتل للحيوان ‪.‬‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫_ النهي في الذبح عن هذه الاوجه المذكورة في الحديث لانها تسبب‬ ‫إيذاء الحيوان ‪.‬‬ ‫_ لا يصح التسبب في تعذيب الحيوان عند الذبح ‪.‬‬ ‫_ يجب الالتزام بالحدود التي وضعها الشارع في الذبح والابتعاد عما‬ ‫‪٢١9٩‬‬ ‫إذا اشتكى‬ ‫دعاء النبى _ ت‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيدعن عائشة _ رضي الله عنها أن رسول الله‬ ‫_ تله _ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين ‪ 8‬وينفث ‪ ..‬فلما اشتد‬ ‫م‬ ‫مے‬ ‫‪4‬‬ ‫رجا ء بركتهما ‪.‬‬ ‫وأنفث ‏‪ ٢‬وأمسح يده‬ ‫أقرأ عليه بهما ‪...‬‬ ‫‪ .‬كنت‬ ‫عليه ‏‪ ١‬لوجع‬ ‫‏«‪. "» ٦٤٨‬‬ ‫الحديث أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫‪.‬‬ ‫وأخرجه مالك في الموطأ والبخا ري ومسلم‬ ‫‪:‬‬ ‫المغخردات‬ ‫‪ ..‬اشتكى ‪ :‬مرض‬ ‫‏‪ ١‬لفلق ‪.‬‬ ‫برب‬ ‫‘ وقل أعوذ‬ ‫‏‪ ١‬لناس‬ ‫برب‬ ‫ا لمعوذتين ‪ :‬قل أعوذ‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫ريق‬ ‫نفخ لطيف بدون‬ ‫‪ ...‬وهو‬ ‫وضمها‬ ‫ينقث ‪ :‬بكسر الفاء‬ ‫_‬ ‫_ الوجع ‪ :‬الالم ‪.‬‬ ‫رجاء ‪ :‬أي طلبا لبركتهما ‪.‬‬ ‫التحليل‬ ‫تروي لنا أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ في هذا الحديث‬ ‫_ من الأدعية والرقى أثناء مرضه ‪..‬‬ ‫ماكان يقوله أو يفعله _ ت‬ ‫« يرقي‬ ‫‘ وهي الرض‬ ‫أصيب بشكا ية‬ ‫‪ .‬اي‬ ‫اشتكى‬ ‫إذا‬ ‫وتقول إنه كان‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫‘ وينقث‬ ‫‏‪ ١‬لناس‬ ‫‏‪ ١‬لفلق وسورة‬ ‫سورة‬ ‫‘ اي يقر!‬ ‫تين‬ ‫با لمعوذ‬ ‫نقفسه‬ ‫عز وجل _‬ ‫طا لبا من ‏‪ ١‬لله _‬ ‫بهما جسد ه؛‬ ‫ثم يمسح‬ ‫بذلك على يديه‬ ‫الشفاء ‪ .‬والبر من السقم الذي الم به ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه الجمع‬ ‫( بصيغ ة‬ ‫) ‏‪ ١‬لمعوذا ت‬ ‫المعوذتبين‬ ‫الروايات بد ل‬ ‫في بعض‬ ‫وجاء‬ ‫على الإخلا ص‬ ‫واطلق‬ ‫وا لفلق والناس‬ ‫بأنها ‏‪ ١‬ل خلا ص‬ ‫وفُسُرت‬ ‫معوذة من باب التغليب ‪.‬‬ ‫ثم تقول عائشة _ رضي الله عنها _ فلما اشتد الوجع بالنبي تبلل ‪.‬‬ ‫وذلك في مرض موته أنها كانت هي تعمل ذلك بدنه ؛ لانه لم‬ ‫يستطع أنيفعل ذلك بنفسه لنفسه لشدة المرض ب فكانت هي تقرا‬ ‫بيده‬ ‫ثم تمسح جسده‬ ‫تزن _‬ ‫يده‬ ‫فى‬ ‫‪ .‬وتنفقفث‬ ‫تين‬ ‫‏‪ ١‬لمعوذ‬ ‫الشريفة طلبا لبركتهما ‪.‬‬ ‫هذا هو عمل النبي _ تب{ _ وما كان يفعله في حال مرضه ‪.‬‬ ‫وجاء في رواية اخرى لعائشة أيضا _ عند الشيخين _ قالت ‪ :‬كان‬ ‫رسول الله عبله إذا مرض أحد من أهله _ نفث عليه بالمعوذات ‪ 4‬فلما‬ ‫‪ .‬جعلت أنفقث عليه ‪ .‬واأمسحه بيد‬ ‫فيه‬ ‫ما ت‬ ‫الذ ي‬ ‫مرضه‬ ‫مرض‬ ‫‪ .‬أن ‏‪ ١‬لنبي‬ ‫ومسلم‬ ‫أيضا لعائشة _ عند البخا ري‬ ‫روادية لأخرى ‪-‬‬ ‫وفي‬ ‫‪:‬‬ ‫اليمنى ويقول‬ ‫بيده‬ ‫أهله ء ويمسح‬ ‫ببعض‬ ‫يعود‬ ‫_ كا ن‬ ‫علل‬ ‫_‬ ‫اشقاء‬ ‫الشافي‬ ‫وأنت‬ ‫‪ .‬اشف‬ ‫‪ .‬أذهب الباس‬ ‫الناس‬ ‫رب‬ ‫اللهم‬ ‫‪.‬‬ ‫سقما‬ ‫لايغادر‬ ‫‏‪ .٠‬شفاء‬ ‫إلاشفاؤك‬ ‫‪٢٢١‬‬ ‫على‬ ‫وجا ء أيضا أنه إذا عاد مريضا يضع يد ه ا لشريفة على جبهته أي‬ ‫جبهة المريض ب ويدعو له _ كما في حديث عائشة بنت سعد‬ ‫فجاءنى‬ ‫‪ :‬اشتكيت‬ ‫‪.‬قا ل‬ ‫أبيهما‬ ‫عن‬ ‫دا ودل‬ ‫وأبي‬ ‫‏‪ ١‬لبخا ري‬ ‫عند‬ ‫صدري‬ ‫ثم مسح‬ ‫على جبهتي‬ ‫‏‪ ٠0‬ووضع يده‬ ‫يعودني‬ ‫رسول ‏‪ ١‬لله _ علكه‬ ‫‪.‬‬ ‫وأتمم له هجرته‬ ‫‪ :‬للهم اشف سعدا‬ ‫وبطنى ثم قا ل‬ ‫على‬ ‫بيده‬ ‫أن يمسح‬ ‫آبي العا ص‬ ‫عثما ‪ 7‬بن‬ ‫مرة‬ ‫تزن‬ ‫وقد علم النبي _‬ ‫مكان شكايته ‪ :‬ويدعو كما جاء فى حديث المصنف عن الإمام جابر بن‬ ‫زيد ‏‪ ٠‬قال بلغني عن رجل من الصحابة أتى النبي _ تثل; _ فاشتكى‬ ‫إليه من شدة الوجع فقال له رسول الله عت ‪ :‬امسح بيمينك سبع مرات‬ ‫وقل أعوذ بعزة الله وبقدرته من شر ما أخذ‬ ‫قال ‪ :‬ففعلت ذلك ففرج الله عني ماكان بي فلم أزل آمر بها أهلي‬ ‫‪..‬‬ ‫وغيرهم‬ ‫وثبت أن عمل النفث ‪ ..‬وقراءة المعوذات ‪ ..‬ومسح الجسد باليدين كان‬ ‫_ عبلة _ يفعله ايضا عند ما يريد النوم ‪.‬‬ ‫فقد جاء في حديث عائشة _ عند الشيخين _ أن رسول الله _ تبت{ _‬ ‫‪.‬‬ ‫بها جسده‬ ‫ومسح‬ ‫با لمعوذا ت‬ ‫يديه وقرأ‬ ‫نفث‬ ‫إذ ‏‪ ١‬أخذ مضجعه‬ ‫كان‬ ‫وجاء في رواية أخرى لعائشة وأبي هريرة _ عند الشيخين _ أن النبي‬ ‫كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ‪..‬‬ ‫_ ت‬ ‫بهما‬ ‫‪. .‬ثم مسح‬ ‫‏‪ ١‬لفلق‬ ‫يرب‬ ‫أعوذ‬ ‫‏‪ .٠‬وقل‬ ‫‏‪ ١‬لله أحد‬ ‫هو‬ ‫‏‪ .٠‬قل‬ ‫فيهما‬ ‫فقرا‬ ‫جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ‪.‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المعوذا ت‬ ‫قرا ءة‬ ‫على مشروعية‬ ‫يد ل‬ ‫‏‪ ١‬لنصوص‬ ‫هذه‬ ‫ومجموع‬ ‫تزن‬ ‫_‬ ‫فعله النبي‬ ‫مما‬ ‫مأثورة‬ ‫أدعية‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫ماورد‬ ‫وكذلك‬ ‫المريض‬ ‫الجسد باليمنى‬ ‫ومسح‬ ‫النقث‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫بما في‬ ‫أو أمر به أصحابه‬ ‫_‬ ‫وطلب الشفاء‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫وما يفعله من قرا ءة وأد عية ‪.‬‬ ‫مرضه‬ ‫عند‬ ‫ف‬ ‫النبي ‪--‬‬ ‫هدي‬ ‫‪-‬‬ ‫خ تشمل عليه من ‏‪ ١‬للجوء‬ ‫ا لمرض‬ ‫عند‬ ‫بالقراءة‬ ‫ا لمعوذا ت‬ ‫تخصيص‬ ‫إلى الله عز وجل والاستعاذة به من الكثير من الشرور‬ ‫_ إثبات المسح باليد على المريض والنفث لأنه من جملة ما ورد ‪.‬‬ ‫‪٢٢٢٣‬‬ ‫المصائب تكقر الذنوب‬ ‫_ ومن طريق عائشة رضي اللة عنها قالت ‪ :‬قال رسول الله عبله ‪ :‬لا‬ ‫تصيب المؤمن مصيبة إلا كفر الله بها خطاياه حتى الشوكة‬ ‫ي ابو عبيدة عن جابر عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله عمله من يرد‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫يصب‬ ‫الله به خيرا‬ ‫الأول أخرجه الإمام الر يبيع برقم « ‏‪. "» ٦٥٠‬‬ ‫الحديث‬ ‫عن جابر عن عائشة ‪ ..‬واخرجه ايضآ مالك في الموطا والبخاري‬ ‫تصيب ‏‪ ١‬لمسلم إلا‬ ‫مصيبة‬ ‫) ما من‬ ‫ومسلم وا لنسا ئي ولفظه عند ا لبخاري‬ ‫كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) ‪.‬‬ ‫‏‪ ٦٥١‬واخرجه كذلك مالك‬ ‫والحديث الثاني أخرجه الإمام الربيع برقم‬ ‫والبخاري ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫‪.‬‬ ‫من مكروه‬ ‫‪ :‬بضم ‏‪ ١‬لميم ما يصيب ‏‪ ١‬لا نسان‬ ‫مصيبة‬ ‫كفر ‪ :‬أزال ومحا ‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪.‬‬ ‫خطيئة وهي ‏‪ ١‬معاصي وا لذنوب‬ ‫‪ :‬جمع‬ ‫خطا ياه‬ ‫في كثير‬ ‫معروف‬ ‫والشوك‬ ‫‪..‬‬ ‫من شاكه‬ ‫‪ :‬يقصد بها هنا المرة‬ ‫الشوكة‬ ‫_‬ ‫من الاشجار ‪.‬‬ ‫يصب منه ‪ :‬بضم الياء بمعنى ينال منه ‪.‬‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫التحليل‬ ‫مدلول الحديثين الشريفين أن المصائب التي تنزل بالإنسان المؤمن‬ ‫وتصيبه في الدنيا تعود عليه بالخير والنفع ويحصل من جرائها على‬ ‫محو الخطايا وغفران الذنوب ‪.‬‬ ‫ورغم أنها مصائب تحمل للإنسان _ في الظاهر _ السوء والمكروه‬ ‫وتسبب له المعاناة والكدر في حياته غير أنها _ في الحقيقة _ تمثل‬ ‫ظاهرة خير وسعادة له بسبب ما يحصل عليه من الأجر وتكفير الذنوب‬ ‫‪.‬‬ ‫ومضاعفة الثواب‬ ‫الخطايا‬ ‫ومحو‬ ‫ولاشك أن النصوص الواردة بهذا الشأن تعطي المؤمن شحنة إيمانية‬ ‫مليئة بالامل والرجا والثقة بما عند الله أمام ما يصيبه في حياته من‬ ‫مصائب ومحن تكدر عليه صفو عيشه وتحول بينه وبين ما ينشده من‬ ‫راحة وهناء ‪.‬‬ ‫وتأتي كلمة ( مصيبة ) في الحديث وهي نكرة في سياق النفي ‪ ...‬بما‬ ‫يعني انها تشمل كل انواع المصائب سواء كانت في النفس ‪ ...‬أو في المال‬ ‫‪..‬‬ ‫‪ ...‬قليلة أو كثيرة‬ ‫أو كبيرة‬ ‫صغيرة‬ ‫كانت‬ ‫‪ ...‬أو في الولد ‪ ....‬وسواء‬ ‫‪ ...‬فا ن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ ....‬أو مايشبه‬ ‫لو أصيب با لشوكة في رجله أو في جسده‬ ‫حتى‬ ‫ذلك كله يكتب له فى ميزان حسناته ‪.‬‬ ‫عند الشيخين _‬ ‫أبى سعيد وأبى هريرة‬ ‫وقد جاء هذا المعنى فى حديث‬ ‫‪٢٢٥‬‬ ‫عن النبي _ ته _ قال ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا اذى‬ ‫ولاغم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ‪.‬‬ ‫_ وجاء في حديث ابي هريرة _ عند الترمذي _ قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫تله ( ما يزال البلاء بالملؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى‬ ‫وما عليه خطيئة ) ‪.‬‬ ‫وهكذا نجد أن المؤمن يمكن أن يستفيد من كل ما يصاب به في الدنيا‬ ‫من أذى ‪ ..‬أو مرض ‪ ..‬أو ضر في نفسه ‪ ...‬أو أهله ‪ ...‬أو ماله ‪ ...‬ويكتب الله‬ ‫له في مقابل ذلك الأجر والثواب ويمحو له به الخطايا والسيئات ‪ 4‬ولقد قرر‬ ‫القرآن الكريم هذه الحقيقة عند الحديث عن الجماعة المجاهدين من أهل‬ ‫المدينة عند ماقال ‪:‬‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫۔ے۔ سے‬ ‫۔ي‬ ‫د‬ ‫ص۔‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬ ‫ه‬ ‫ء‬ ‫‪:‬‬ ‫تلماًولاتَف ولاتمصة ق سيل الله‬ ‫شم‬ ‫‘‪.‬ذ‪.‬دللكيأدَهرلا‬ ‫ماركا ومن عَدرنَتلا! الاَكيت لد‬ ‫والتر ولما بى طال‬ ‫يعمل ميميت انه لايضىيغا‪.‬جرَالَشُحيِنينَ‪ . 4‬التوبة ‏(‪)١٢٠‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ے'ے وو سے‬ ‫وجاء في الحديث الشريف _ عند مسلم قوله عبله ‪:‬‬ ‫( عجبا لامر المؤمن ‪ ..‬إن أمره كله خير ‪ ...‬وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن‬ ‫إن أصابته سراء شكر فكان ذلك خيرا له ‪ ..‬وإن أصابته ضرَاء صبر فكان‬ ‫ذلك خيرا له ) ‪.‬‬ ‫الله عز وجل من‬ ‫ما وعده‬ ‫المنزلة وينال‬ ‫المؤمن على هذه‬ ‫وحتى يحصل‬ ‫أجر وتكفير للسيئات فإنه لابد له من الثقة بالله ‪ ..‬والصبر ‪ ...‬ومقابلة ما‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫يصاب به بالرضا بالقضاء والتسليم تسليما كاملا لامر الته عز وجل ‪..‬‬ ‫ذلك كله لله ‪.‬‬ ‫وأن يحتسر‬ ‫فقد جاء في الحديث _ عند البخاري _ ( ما أعطي احد عطاء خير من‬ ‫الصبر ) ‪ .‬ومن هنا فإن المؤمن يختلف عن غيره من الناس ‪ ..‬فهو وحده‬ ‫الذي يوقن بقضاء الله وقدره ‪ ..‬ويفوّض أمر ذلك إلى خالقه عز وجل‬ ‫«قل لن نيالا مَاحكتَباتَشلََا‪ 4‬التوبة ‏‪. )٥١(:‬‬ ‫وبذلك فإن ما يصاب به المؤمن يكون محسوبا له في ميزان حسناته‬ ‫وليس محسوباآ عليه في ميزان سيئاته ‪.‬‬ ‫وقد جاء أن الابتلاء من الله عز وجل للإنسان يكون على حسب مراتب‬ ‫الناس كما في الحديث ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالامثل ) ‪.‬‬ ‫ومن هنا أيضا نفهم أن ابتلاء الله للمؤمنين يكون اكثر من غيرهم لانه‬ ‫عز وجل يريد بهم ‪ ..‬من وراء ذلك _ الخير وتكفير الذنوب ومحو الخطايا‬ ‫وتعويض ما فعلوه من سئيات كما ورد في حديث أبي مسعود _ عند‬ ‫الشيخين _ ( ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها‬ ‫سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها ) ‪.‬‬ ‫وفي حديث أنس _ عند الترمذي _ قال قال تله ‪ ( :‬إذا أراد الله بعبده‬ ‫الخير عجَل له العقوبة في الدنيا ‪ ..‬وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه‬ ‫بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة ‪ ..‬وقال أيضا ‪ :‬إن عظم الجزاء مع عظم‬ ‫البلاء ‪ ..‬وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن‬ ‫سخط فله السخط ) ‪.‬‬ ‫وفي هذا منة كبيرة وفضل عميم من الله عز وجل على عباده المؤمنين‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫خاصة إذ جعل لهم من البلاء رحمة ومن المحن خيرا ‪ ..‬ومن الاذى الذي‬ ‫يلاقونه في الدنيا اجرا وغفرانا للذنوب ‪.‬‬ ‫وحتى المصائب والاوبئة التي كان يعذب الله بها أقواما بسبب ما اقترفوا‬ ‫من شرور واثام جعلها الله رحمة ونعمة لعباده المؤمنين ‪.‬فقد جاء في‬ ‫حديث عائشة _ عند البخاري _ أنها سالت رسول الله عم{ عن الطاعون ‪..‬‬ ‫فاخبرها أنه كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء ‪ ..‬فجعله تعالى‬ ‫رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا‬ ‫محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلاما كتب الله له إلا كان له مثل اجر الشهيد )‬ ‫فيالها من نعم غزيرة يقيضها الله عز وجل لعباده المؤمنين ‪.‬‬ ‫ولذلك كان النبي ته يحصل على اجر رجلين لانه تله كان اكثر تحملا‬ ‫عن سائر الناس كما جاء في حديث ابن مسعود _ عند الشيخين _ قال‬ ‫دخلت على رسول الله تله وهو يوعك فقلت يارسول الله إنك توعك وعكإ‬ ‫شديدا ‪ ..‬قال اجل إني اوعك كما يوعك رجلان منكم ‪ ..‬قلت ذلك بان رك‬ ‫جرين ‪ ..‬قال أجل ‪ ..‬ذلك كذلك ‪ ..‬ما من مسلم يصيبه اذى ‪ ..‬شوكة فما‬ ‫فوقها إلا كقر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ‪..‬‬ ‫ماير شد إليه الحديث‬ ‫من خصائص المؤمن أنه يثاب على ما يصيبه فى الدنيا من أذى‪.‬‬ ‫_ كثرة مصائب المؤمن سمة من سمات الخيرية التى يريدها الله له ‪.‬‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫الخاتمه‬ ‫مه‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الحمد الله رب العالمين ‪ ..‬والصلاة والسلام على اشرف النبيين‬ ‫‪.‬‬ ‫وا مرسلين ‪ ..‬وعلى آله وصحا بته أجمعين‬ ‫وبعد ‪ ..‬فقد انتهت الحلقة الثالثة _ بعون الله وتوفيقه _ والتي‬ ‫اشتملت على اكثر من اربعين حديثا من احاديث النبي تله ‪.‬‬ ‫تم تجميعها وتبويبها واختيارها لتعالج قضايا مختلفة ‪ ..‬ولتقرر‬ ‫أحكاما متعددة وتوجيهات نبوية كريمة يحتاج إليها المسلم في حياته‬ ‫العملية ‪.‬‬ ‫‪ ..‬مع‬ ‫ما جا ء بها من أحكا م‬ ‫بعض‬ ‫تناول‬ ‫ميسط‬ ‫ثم ألحق بها شرح‬ ‫من المعاني التي ربما قد تخفى على طالب العلم ‪.‬‬ ‫بيان شئ‬ ‫الكريم وتيسيرا على‬ ‫وذلك من اجل تقريب المعاني إلى ذهن القارئ‬ ‫طالب العلم في تعبير سهل التناول قريب إلى مستوى القارئ‬ ‫ومن الله نستمد العون والتوفيق ‪ ..‬إنه نعم المولى ونعم النصير ‪.‬‬ ‫‪٢٢٩‬‬ ‫فهرس الكتاب‬ ‫موضوع الحديث‬ ‫المقدمة‬ ‫نية المؤمن خير من عمله‬ ‫كيفية نزول الوحي‬ ‫فضل سورة الإخلاص‬ ‫من احكام الجنب والحائض‬ ‫عقوبة من أحدث فى الإسلام‬ ‫الإحسان‬ ‫النهي عن استقبال القبلة ببول او غائط‬ ‫الغيبة تنقض الوضوء والصوم‬ ‫المسح على الجبائر‬ ‫فى نفي المسح على الخفين‬ ‫الفسل من الجنابة‬ ‫أحكام المياه‬ ‫قصر الصلاة فى السفر وإن طال‬ ‫صفة صلاتي الكسوف والخسوف‬ ‫صلاة التطوع‬ ‫تخفيف الصلاة لمن يصلي بالناس‬ ‫قراءة الفاتحة فى الصلاة وأن البسملة آية منها ‪.‬‬ ‫القعود المنهى عنه فى الصلاة‬ ‫النهي عن القنوت فى الصلاة‬ ‫‪٢٣١‬‬ ‫صيام ثلاثة ايام من كل شهر‬ ‫من أصبح جنبا أصبح مقفطرا‬ ‫ماجاء في رؤية الهلال‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫مقادير النصاب من كل صنف‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫زكاة الفطر‬ ‫‪١٢٢٣‬‬ ‫التصدق باحب المال والصدقة في الاقارب‬ ‫‪١٢٨‬‬ ‫أكل المسلم واكل الكافر‬ ‫‪١٣٣‬‬ ‫بيان المواقيت‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫محظورات الإحرام‬ ‫‪١٤٤‬‬ ‫دخوله تثل; مكة عام الفتح بدون إحرام‬ ‫‪١ ٥٠‬‬ ‫حكم طواف الحائض بالبيت‬ ‫‪١ ٥٠٦‬‬ ‫ماجاء فى البيعة‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫المقتول دون ماله‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫كفن الميت‬ ‫‪١٧٢٣‬‬ ‫ماجاء فى زيارة القبور والنهي عن تجصيصها‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫الدعاء‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫النهي عن نكاح الشغار‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫مطل الغني‬ ‫الرجم عند اليهود‬ ‫‪٢٠٦‬‬ ‫أنواع الذبح المنهى عنها‬ ‫‪٤‎‬ا‪٢٧‬‬ ‫دعاء النبى ته إذا اشتكى‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫المصائب تكفر الذنوب‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫انتهى الفهرس‬ ‫‪٢٣٢‬‬