‫اه‪ _ :‬‏‪.١٩٩٢‬‬ ‫الطبعة الأولى‬ ‫تأليف‬ ‫الشيخ محمد بن راشد الغاربي‬ ‫الدكتور سالم بن محمد الرواحي‬ ‫ناصر بن سليمان السابعي‬ ‫الشيخ مهنى عمر التيواجني‬ ‫الطبعة الأولى ‪ :‬‏‪١٤١٣‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫المقدمة‬ ‫الحمد لله الذي هدانا للإسلام ‪ 0‬وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ‪..‬‬ ‫والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ‪ ..‬المبعوث رحمة للعالمين ‪ ..‬وعلى‬ ‫الأبرار ‪ ...‬ومن سار على نهجه ودعا بدعوته‬ ‫آله الأطهار ‪ ..‬وصحابته‬ ‫وترسم خطاه إلى يوم الدين ‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ :‬فهذه مجموعة من أحاديث المصطفى تييقه ‪ 0‬نضعها بين‬ ‫يدي النشء بصفة خاصة ى وليستفيد منها كل من أراد الاستفادة بصفة عامة ‪.‬‬ ‫خدمة للعلم وتسهيلاً على طالبه ‏‪ ٠‬وحرصا على تقديم مسائل العلم وقضايا‬ ‫الدين وتوجيهات النبي ته في بساطة ويسر ‪ ..‬وليتمكن طالب العلم من‬ ‫البحث والاستفادة دون أن يلجأ إلى المراجع المطولة والكتب الواسعة التي‬ ‫ربما لا تكون في متناول يده ‪ 0‬أو لا يتيسر له مراده منها ‪.‬‬ ‫وقد ت اختيار هذه الأحاديث لتكون متنوعة ‪ 0‬ومتعددة الموضوعات ‪.‬‬ ‫تعبر عن قضايا ذات مساس بحياة الإنسان وواقعه ‪ .‬وتعالج من مسائل الدين‬ ‫والدنيا ما يحتاج إليه الناس في حياتهم العملية ‪.‬‬ ‫كما تم شرحها شرحا ميسراً مبسطا ث سهل الفهم ‪ ..‬قريب التناول ه‬ ‫مراعى فيه عدم التطويل والاكتفاء بتوضيح المعاني باختصار ‪ 0‬ودون‬ ‫التعرض لمناقشات العلماء في المسائل الفقهية ‪.‬‬ ‫نسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا العمل ‪ ،‬ويجعله خالصاً لوجهه‬ ‫_۔‪٢٣‬‏ ۔‬ ‫الكريم ‘ فمنه سبحانه نستمد العون والتوفيق ‪ 0‬وبه نستعين ‪ 0‬وعليه نتوكل ه‬ ‫وهو حسبنا ونعم الوكيل ‪.‬‬ ‫وسلم‬ ‫اله وصحبه‬ ‫وعلى‬ ‫سيدنا محمد‬ ‫) لله على‬ ‫وصلى‬ ‫تعريف برواة أحاديث هذا الكتاب‬ ‫أولا ‪ :‬الصحابة ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ ابن عباس ‪:‬‬ ‫هو عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب الهاشمي ى ابن عم النبي علل ‪.‬‬ ‫حَبْر الأمة وترجمان القران ‪ ،‬ويسمى البحر لسعة علمه ‪.‬‬ ‫دعا له النبي علقه بقوله ‪( :‬اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فاتاه‬ ‫اله سعة في العلم وإلماماً واسعاً بعلوم القران ‪ .‬وكان عمر بن الخطاب‬ ‫‪.‬‬ ‫للمعضلات‬ ‫ويدعوه‬ ‫الله عنه يستشيره‬ ‫رضي‬ ‫توفي ابن عباس رضي الله عنه بالطائف سنة ‏‪ ٦٨‬للهجرة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ أبو هريرة ‪:‬‬ ‫<‬ ‫الهمجرة‬ ‫‏‪ ٧‬من‬ ‫عام‬ ‫أسلم‬ ‫اللورسي ‘‬ ‫صخر‬ ‫بن‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫واسمه‬ ‫وكان من اكثر الصحابة حفظا ورواية حتى أنه روى عن النبي علل أكثر‬ ‫من خمسة الاف حديث ‪ ،‬وكان كثير الملازمة للنبي عليه الصلاة والسلام ‪.‬‬ ‫ء‪.‬‬ ‫‏‪ ٧٨‬سنة‬ ‫العمر‬ ‫‏‪ ٥٧‬للهجرة ‪ 0‬وله من‬ ‫توفي بالمدينة المنورة سنة‬ ‫‪.‬‬ ‫الله عليه‬ ‫رضوان‬ ‫‏‪ ٣‬۔ أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ‪:‬‬ ‫ولدت بعد البعتة بأربع أو خمس سنين ‪ 0‬تزوجها النبي غلقه قبل‬ ‫المجرة بسنتين ‪ 0‬وهي بنت سبع سنين ‪ 0‬ودخل بها بالمدينة وهي بنت تسع‬ ‫سنين ‪ .‬ولم يتزوج الرسول عليه الصلاة والسلام بكرًا غيرها ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫كانت أعلم نساء النبي عيه ث يقول الصحابة عنها ‪:‬‬ ‫(ما أشكل علينا أصحاب محمد تليه حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا‬ ‫عندها منه علماً) ‪.‬‬ ‫توفي النبي عليه الصلاة والسلام ولها من العمر ‏‪ ١٨‬سنة ث وتوفيت‬ ‫سنة ‏‪ ٥٧‬للهجرة ‪ 0‬ودفنت بالبقيع رضي الله عنها وأرضاها ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي ‪:‬‬ ‫قدم النبي تله المدينة وسن أنس عشر سنين ‪ 0‬وخدم النبي عليه‬ ‫الصلاة والسلام عشر سنين ‪.‬‬ ‫كان أحد المكثرين من حديث رسول الله عيه ث وبارك الله له في‬ ‫العيال ‪ .‬سكن البصرة ومات بها سنة ‏‪ ٩٣‬للهجرة ‪ 0‬وسته يومئذ يجاوز‬ ‫المائة ‏‪ ٠‬رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ أبو سعيد الخدري ‪:‬‬ ‫اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري ‪.‬‬ ‫من حفاظ الحديث ‪ ،‬ومن المكثرين من الرواية عن النبي عيت ث وقد‬ ‫شهد المشاهد التي بعد أحد ‪ 0‬ومات بالمدينة سنة ‏‪ ٧٤‬من الهجرة ‪ 0‬ودفن‬ ‫الله عنه بالبقيع ‪.‬‬ ‫رضي‬ ‫‏‪ ٦‬۔ جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري ‪:‬‬ ‫أحد المكثرين من الرواية عن النبي غلقه ث شهد مع النبي عيه كل‬ ‫الوقائع ما عدا بدرًا وأحدا ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ٩٤‬سنة‬ ‫‏‪ ٧٨‬للهجرة &} ويقال إنه عاش‬ ‫توفي رضي الله عنه سنة‬ ‫‏_‪ ٦‬۔‬ ‫ثانيا ‪ :‬الرواة الثلاثة ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد ا لأذزدي اليحمدي ‪:‬‬ ‫ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حوالي سنة ‏‪٢١‬‬ ‫هجرية ‪ 0‬وأصله من بلدة فزق (بالقورب من مدينة نزوى) ونشأ أول حياته‬ ‫بها ‪ 0‬ثم ارتحل منها إلى البصرة لطلب العلم ث وعاش بها أكثر حياته ‪.‬‬ ‫والتقى بكثير من علماء الصحابة والتابعين ‪ ،‬وأخذ عنهم الكثير من‬ ‫مروياتهم عن النبي عله ‪ .‬ومن كلامه المأثور عنه قوله ‪( :‬لقيت سبعين‬ ‫بدريا فحويت ما عندهم إلا البحر ابن عباس) ‪.‬‬ ‫وكان شيخه ابن عباس يُجله كثيرًا ‪ .‬ومن كلامه فيه قوله ‪( :‬جابر‬ ‫اين زيد أعلم الناس) ‪.‬‬ ‫‪ 06‬و أبو عبيدة ‪.‬‬ ‫بن السائب‬ ‫‪ .‬منهم ‪ :‬ضمام‬ ‫كتير‬ ‫‏‪ ١‬لعلم عنه خلق‬ ‫أخذ‬ ‫الأعر ج ك وأبو نوح ث وغيرهم ‪.‬‬ ‫وحيان‬ ‫كانت حياته كلها تقوم على الزهد والقناعة والعفاف والكفاف ‪ 0‬حتى‬ ‫قال عنه ابن سيرين ‪( :‬كان جابر بن زيد مسلما عند الدينار والدرهم) ‪.‬‬ ‫يعتبر الإمام جابر من أوائل من ألفوا في الإسلام ‪ 0‬وله مؤلف كبير‬ ‫التالفة ‪.‬‬ ‫ا لاتار‬ ‫في جملة‬ ‫‪ 0‬ولكنه تلف‬ ‫بعير‬ ‫يقتر بحمل‬ ‫‏‪ ٩٣‬للهجرة ‪ 0‬وقال عنه أنس بن مالك رضي‬ ‫توفي ‏‪ ١‬لإمام جابر سنة‬ ‫رحمه الله رحمة‬ ‫‏‪ ١‬لأرض)‬ ‫أعلم مَنْ على وجه‬ ‫وفاته ‪( :‬مات‬ ‫يوم‬ ‫الله عنه‬ ‫مه‬ ‫‪.‬‬ ‫و اسعة‬ ‫‪ ٢‬۔ الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي بالولاء‪: ‎‬‬ ‫أكبر تلاميذ الإمام جابر ث وأجلهم قدرًا ‪ .‬نشأ بالبصرة وعاش بها ‪.‬‬ ‫أخذ العلم عن الإمام جابر ث وصحار العبدي ‪ ،‬وجعفر بن السماك ة‬ ‫وقد أدرك بعضَ الصحابة ‪.‬‬ ‫اتصف الإمام أبو عبيدة بالتواضع ولين الجانب وسمو النفس وقوة‬ ‫العزيمة والصبر ‪ 0‬وكان على جانب كبير من الزهادة والتقوى ‪ 0‬وسعة‬ ‫الاطلاع ‪ 0‬وحسن التدبير ‪.‬‬ ‫تونى التدريس وأمرَ الدعوة بعد وفاة شيخه الإمام جابر ى إلا أنه ابئلي‬ ‫بمضايقة أهل الجور والغشم من الحكام الظالمين ث فأضطر تحت هذا الضغط‬ ‫أن يخفي مدرسته عن أعين الناس ‪ .‬ومع ذلك فقد اتت هذه المدرسة تمارها ‪.‬‬ ‫وتخرج على يد هذا الإمام خلق كثير ‪ ،‬انتشروا بعد ذلك في أرجاء كثيرة‬ ‫من بلاد العالم الإسلامي ‪ 0‬حيث أفادوا الدعوة وخدموا العلم ى وع بهم‬ ‫الدين ‪ ،‬وكانوا أئمة وروادا وقادة ث وكان على رأس هؤلاء جميعا حَمَلَة العلم‬ ‫إلى المشرق وحملة العلم إلى المغرب ‪.‬‬ ‫توفي الإمام أبو عبيدة رضي الله عنه في عهد أبي جعفر المنصور‬ ‫الخليفة العباسي ‪.‬‬ ‫‪ ٣‬۔ الإمام الربيع بن حبيب بن عمرو الأزدي الفراهيدي‪: ‎‬‬ ‫أصله من غضَفان من باطنة عمان ‪ ،‬وعاش في البصرة ‪ .‬وهو من‪‎‬‬ ‫أجل تلاميذ أبي عبيدة ث وإليه انتهت الرئاسة العلمية بعد وفاة شيخه أبي‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫عيدة‪‎‬‬ ‫‏‪ ٠‬مم‬ ‫‪ .4‬كما‬ ‫ؤ و أبو نو ح‬ ‫بن السائب‬ ‫ضمام‬ ‫أبضاً ‪:‬‬ ‫عنهم‬ ‫العلم‬ ‫أخذ‬ ‫وممن‬ ‫التقى بالامام جابر في حال شبابه ‪.‬‬ ‫ومن آثاره الباقية كتابه الجليل (مسند الربيع) جمع فيه نخبة من‬ ‫‏‪. ٢‬‬ ‫أحاديث النبي‬ ‫وقد رتبه العلامة أبو يعقوب (يوسف بن إبراهيم الوارجلاني) على‬ ‫حسب أبواب الفقه } ولذلك يسمى (الجامع الصحيح) ‪.‬‬ ‫وشرحه العلامة أبو ستة محمد بن عمر شرحا مختصرا ‪ 0‬وشرحه‬ ‫أيضاً العلامة عبدالله بن حميد السالمي ‪.‬‬ ‫ويعتبر هذا المسند أصح كتب الحديث ‪ ،‬لأنه من أقدم كتب الحديث‬ ‫من‬ ‫سنداً ‪ .4‬وإسناده‬ ‫وأقصرها‬ ‫‪.‬‬ ‫الصحابة‬ ‫بعصر‬ ‫عهدا‬ ‫و أقربها‬ ‫تألبفاً ‪.‬‬ ‫الأسانيد العالية ى ورجاله كلهم معروفون بالعدالة والضبط والأمانة العلمية‬ ‫رأيت ‪.‬‬ ‫قد‬ ‫كما‬ ‫الثاني الهمجري ‘‬ ‫القرن‬ ‫توفي الإمام الربيع في النصف الثاني من‬ ‫‪.‬‬ ‫الو أاسعة‬ ‫برحمته‬ ‫ورحمه‬ ‫فرضي الله عنه‬ ‫النية‬ ‫لخلاص‬ ‫قال الربيع بن حبيب ‪ :‬حدثني أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عبدالله‬ ‫ابن عباس عن النبي علقه قال ‪ « :‬إنما الأمال بالنيات وَلكل امرىء مما‬ ‫تَوَى » ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الجامع الصحيح ‪ :‬الحديث رقم‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫النية ‪ :‬هي القصد بالقلب ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫اشنتمل هذا الحديث النبوي الشريف على جزئين عظيمين ‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬هو قوله عللكد ‪« :‬إنَمما الأمال بالنيات؛ ‪ .‬ويعني أن كل ما‬ ‫يفعله الإنسان من افعال ‪ 0‬مثل الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والصدقة‬ ‫وغير ذلك من أفعال البر لا يصح إلا بنيّة القلب ‪ .‬فلايد لمن غسل فمه وأنفه‬ ‫ووجهه ويديه ورأسه وأننيه ورجليه من أن يكون قصده بذلك أن يتوضأ ‪.‬‬ ‫وكذلك الذي لم يأكل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لا يكون صائماً‬ ‫إلا إذا كان نوى بقلبه قبل طلوع الفجر أن يصوم ذلك اليوم ‪ 0‬وهكذا سائر‬ ‫العبادات ‪ 0‬فإذا فعل الإنسان شيئا منها بدون نية فكأنه لم يفعل شيئا ‪.‬‬ ‫مثال ‪:‬‬ ‫جسده ‏‪ ٠3‬وتمضمض‬ ‫جميع‬ ‫وغسل‬ ‫ماء‬ ‫حوض‬ ‫إنسان‬ ‫لو دخل‬ ‫واستنشق ‪ 0‬لكنه لم ينو بذلك أن يتوضأ للصلاة فليس له بعد ذلك أن يذهب‬ ‫ليصلي ويقول ‪ :‬إنني غسلت أعضاء الوضوء بالماء ‪ 0‬فأنا قد توضأت ‪ ،‬لأنه‬ ‫‏_ ‪ ١٠‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫للصلاة‬ ‫لم يقصد يذلاك ‪.7‬‬ ‫مثال آخر ‪:‬‬ ‫يقول ‪ :‬بما انني لم اكل من الفجر فإنني ساصوم اليوم كله إلى غروب‬ ‫‪.‬‬ ‫الليل أو قبل طلو ع الفجر‬ ‫‪ .‬لأنه لم ينو الصيام من‬ ‫التنمس‬ ‫الثاني ‪ :‬هو قوله علقه ‪« :‬وَلكل امرىء مما توَى» ‪ 0‬ومعناه أن الإنسسان‬ ‫إذا نوى في قلبه شيئا فإنه يجازى عليه من الله تعالى ‪ ،‬فإذا نوى أن يفعل‬ ‫الخير كتب الله له بذلك حسنات ‪ ،‬وإذا نوى أن يفعل الشر ولم يرجع عنه‬ ‫كتب الله عليه وزرًا ولإتما ‪.‬‬ ‫مثال على النية الحسنة ‪:‬‬ ‫‪ 0‬وقلت‬ ‫‏‪ ٠‬ولم يكن عندك مال‬ ‫لو رأيت فقيرًا مسكيتا محتاجًا إلى المال‬ ‫في نفسك ‪ :‬يا ليت عندي مالا فأعطيّه هذا الفقير المسكين ى فإن الله سبحانه‬ ‫وتعالى يكتب لك على نيتك هذه أجرًا وثوابًا ‪.‬‬ ‫مثال على النية السيئة ‪:‬‬ ‫لو كان رجل يصلي وهو يحب أن يمدحه الناس على صلاته ‪ ،‬فإن‬ ‫الله عز وجل لا يقبل صلاته ‪ ،‬لأن نيته لم تكن خالصة لله تعالى ث بل كانت‬ ‫نيته سيئة لأنه صلى لكي يمدحه الناس ويقولوا ‪ :‬ما أحسن صلاته ‪ ،‬فبدلا‬ ‫من أن يكسب حسنات يكتب عليه وز وسيئات ‪ .‬ذلك أن الرسول عله قد‬ ‫قال ‪« :‬الرياء يحبط العمل كما يحبطه الشرك» ‪ .‬والرياء هو أن تعمل عملا‬ ‫وأنت تحب أن يحمدك الناس عليه ث ومن كان في عمله رياء فهو باطل ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١١‬۔‬ ‫اذن يجب على كل مسلم أن يخلص نيته لله تعالى ‪ ،‬ويجعل نية الخير‬ ‫دائما في قلبه فإن الله يأجره على ذلك ى فإذا فعل الخير زاد أجره وثوابه‬ ‫من الله سبحانه وتعالى ث وعليه أن يتجنب نية الشر ويستعيذ بالله منها‬ ‫ويستغفره } فإنه تعالى يغفرها له ‪ 0‬وإذا لم يستغفر ولم يرجع عن نيته ‪.‬‬ ‫وفعل ما نواه من الشر جازاه الله تعالى بالسيئات وعاقبه عليها ‪.‬‬ ‫روى أبو هريرة ۔ رضي الك عنه ۔ عن رسول الله علك ث قال ‪« :‬قال‬ ‫الله عز وجل ‪ :‬إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبئها له حسنة ‪ 0‬فإن عملها‬ ‫كتبئها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ‪ 8‬وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم‬ ‫أكتبها عليه ث فإن عملها كتبها سيئة واحدة! ‪.‬‬ ‫وهذا من رحمة الله ؛ أن جعل ثواب الخير أكثر من وزر الشرور‬ ‫والسيئات ‪ 0‬ومن رحمته سبحانه وتعالى ان المؤمن ياتي يوم القيامة فيجد‬ ‫في كتابه الصوم والصدقة والجهاد وكثيرًا من أفعال الخير ‪ .‬وهو لم يعملها ‪.‬‬ ‫فيخبره الله جل وعلا أن ذلك ثواب نيته الصادقة ‪.‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ لا يصح أي عمل إلا بنية القلب ‪ ،‬وكل عمل خلا من نية فكأن‬ ‫فاعله لم يفعل شيئاً ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ الإنسان مجازى على نيته‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣‬إخلاص النية لله سبحانه وتعالى واجب على كل مسلم ‪ 0‬ومن عمل‬ ‫عملاً قصد به غير وجه الله فهو باطل ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ من رحمة الله على عباده أنه يضاعف تواب الأعمال الصالحة‬ ‫أضعافًا كثيرة ‪ .‬أما السيئات فيكون وزرها بقدرها ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٢‬۔‬ ‫فضل طلب العلم لله عز وجل‬ ‫‪:‬‬ ‫اللهر علل‬ ‫رسول‬ ‫أبي هريرة قال ‪:‬قال‬ ‫جابر بن زيد عن‬ ‫أبو عبيدة عن‬ ‫وَيزرَق الؤزود‬ ‫لله نوهى القاه مة ا ‪7‬‬ ‫وَعَمل به‪77‬‬ ‫لله عَ ازَ وَجَل‬ ‫) من تَعَلَهَ العلم‬ ‫‪.‬‬ ‫حلين‬ ‫اللله‬ ‫رسول‬ ‫من‬ ‫سمعت‬ ‫( هكذا‬ ‫عَلى الخوض‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم ‏‪٢١‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫امنا ‪ :‬أي غير خائف ولا جزع من أهوال يوم القيامة ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوصول‬ ‫‪:‬‬ ‫الورود‬ ‫الحوض ‪ :‬حوض النبي تلة الذي يشرب منه المؤمنون يوم القيامة‬ ‫قبل دخول الجنة ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫أرشد المصطفى ثقه في هذا الحديث إلى أمور ثلاتة ‪:‬‬ ‫الأمر الأول ‪ :‬تعلم العلم ‪.‬فكم من آية قرانية وحديث نبوي ورد فيهما‬ ‫فضل العلم ‪ ،‬وفضل العالم على الجاهل ‪ ،‬من ذلك قوله تعالى ‪ } :‬ير اللد‬ ‫‪ .‬وقوله سبحانه ‪ :‬‏‪ ٠‬كل‬ ‫الب عامرا منكم ولن أوئوا الدرع‬ ‫‪ 1‬ف وقال علقه ‪« :‬من سلك طريقا‬ ‫للموت‬ ‫و)ولن‬ ‫علو‬ ‫‪:1‬‬ ‫تسوى‬ ‫يلتمس فيه علما سهّل الله له طريق الجنة» ‏‪ ٠‬وورد عنه عليه الصلاة‬ ‫والسلام ‪« :‬فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر‬ ‫الكواكب» ‪.‬‬ ‫قل رب‬ ‫كما حث الإسلام على العلم حئا عظيما ‪ ،‬فقال الله تعالى ‪:‬‬ ‫‏_ ‪ ١٢٣‬۔‬ ‫زدني علما وقال رسول الله علقه ‪« :‬اطلبوا العلم ولو بالصين» ‪.‬‬ ‫الأمر الثاني ‪ :‬تعلم العلم لله عز وجل ‪ ،‬وكما مر بك لابد أن تكون‬ ‫نية الإنسان خالصة لوجه ربه سبحانه وتعالى ‪ 0‬ومعنى ذلك ان يقصد المتعلم‬ ‫من تعلمه أن يعرف أحكام الإسلام وما يرضي الله عز وجل حتى يفعله فينال‬ ‫رضى ربه ‪ 0‬ويعرف ما يغضب الله سبحانه فيتجنبه ويبتعد عن سخط الله‬ ‫‪.‬‬ ‫و غضبه‬ ‫وممن طلب العلم لغير الله مثل أن يطلب العلم لكي يقال إنه عالم أو‬ ‫ليفقتخر على غيره ويتباهى بعلمه او ليتحدى به اهل العلم كان علمه عليه‬ ‫مصيبة ؤ لأن نيته ليست خالصة لوجه الله تعالى ث يقول الرسول الكريم‬ ‫تله ‪« :‬من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء لقي الله يوم‬ ‫‪.‬‬ ‫القيامة وهو خائب من الحسنات»‬ ‫الأمر الثالث ‪ :‬العمل بالعلم ‪ .‬أي أن الإنسان إذا علم شيئاً من دين‬ ‫الله فلابد أن يعمل ويلتزم به ‪ 0‬فإذا علم الواجب والمأمور به فعله ‪ 0‬وإذا‬ ‫علم الحرام والمنهي عنه تركه ‪ .‬ومن علم شيئًا ولم يعمل به مثل أن يعرف‬ ‫أن الصلاة واجبة وكذلك الزكاة والصوم والحج ‪ ..‬الخ ولم يصل أو لم يزك‬ ‫ويصم ويحج ‪.‬‬ ‫ومثل أن يعرف أن الزنا وشرب الخمر وشرب السجائر والقمار حرام‬ ‫وهو يرتكب الزنا أو يشرب الخمر أو الدخان أو يلعب القمار ‪ .‬فمن علم‬ ‫ذلك ولم يفعل ما أمره الله به ث ولم ينته عما نهى عنه ‪ ،‬لم ينفعه علمه ‪.‬‬ ‫وكان عليه وبالآً وعذابا ‪ .‬يقول النبي عله ‪« :‬ويل لمن لم يعلم مرة ‪ .‬وويل‬ ‫لمن يعلم ولم يعمل مرتين» ‪ ،‬وويل ‪ :‬كلمة عذاب ‪ ،‬فمعنى الحديث أن الذي‬ ‫۔‬ ‫۔‪١٤‬‏‬ ‫لا يعلم وهو الجاهل بأمور دينه له عذاب من الله ث والعذاب مرتين لمن يعلم‬ ‫لكن لا يعمل ‪ 0‬مثل الذي يعرف أن شرب الخمر والسجائر واللعب بالقمار‬ ‫حرام ث وهو يشرب الخمر أو يدخن‪ .‬أو يلعب القمار ‪ ،‬فهذا له العذاب‬ ‫مرتين ‪.‬‬ ‫م‬ ‫فلابد إذن للمسلم من أن يتعلم العلم } لأن الله لا يعبد بالجهل © وأيضا‬ ‫لابد أن يخلص نيته لله عز وجل حتى لا يكون علمه حجة عليه يوم القيامة ‪.‬‬ ‫ولابد أن يعمل بما علم ‪ ،‬فإن الذي يعمل بما يعلم ‪ ،‬يعلمه الله العلم الكثير‬ ‫ويجعله من الذين يرفع بهم صرح الإسلام ‪.‬‬ ‫وقد بين رسول الله عيه ثواب من يجمع بين الأمور الثلاثة ث وهي ‪:‬‬ ‫تعلم العلم ‪ 0‬والإخلاص في تعلمه ‪ 0‬وتطبيق ما يتعلمه الإنسان ‪ ،‬فقال عليه‬ ‫الصلاة والسلام ‪« :‬حشره الله يوم القيامة امنا ويرزق الورود على الحوض»‬ ‫فهذا تواب من يفعل هذه الأمور ‪:‬‬ ‫‪ -‬يحشره الله يوم القيامة آمنا عندما يخاف الناس ‪ 0‬لأن يوم القيامة يوم‬ ‫عظيم ‪ 0‬وفيه أهوال ومخاوف يخاف منها الكافرون والعاصون ‪ ،‬أما‬ ‫المؤمنون فإنهم لا يخافون بل يكونون امنين من كل الأهوال ‪ 0‬ولا يحزنون ©‬ ‫بل يفرحون بما يرون من فضل الله عليهم ‪.‬‬ ‫‪« -‬ويرزق الورود على الحوض» وهذا أيضاً ثواب الذي يتعلم العلم‬ ‫ويخلص لله ويعمل بما علم ‪ ،‬أن الله تعالى يرزقه الوصول إلى حوض‬ ‫رسول الله علكه فيتشرب منه ث ومن يشرب منه لا يعطش بعد ذلك ‪ 0‬يقول‬ ‫النبي عليه الصلاة والسلام ‪« :‬حوضي من كذا إلى كذا ث فيه من الانية عدد‬ ‫النجوم ش أطيب ريحا من المسك وأحلى من العسل ‪ ،‬وأبرد من الثلج ة‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫وأبيض من اللبن ‪ 0‬من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ‪ 0‬ومن لم يشرب منه‬ ‫لم يروَ أبداء ‪ 0‬ومعنى ‪ :‬هلم يظمأ ‪ :‬لم يعطش ‪.‬‬ ‫فمن منا لا يريد أن يشرب من حوض رسول الله عققهِ ذلك المورد‬ ‫الهنيء المريء ‪ ،‬الذي من شرب منه لم يعطش بعد ذلك أبدا ‪ .‬وممن مِنَا لا‬ ‫يريد أن يكون آمنا من الفزع الأكبر يوم القيامة يوم يخاف الناس ويأمن‬ ‫المؤمنون ‪.‬‬ ‫فاعمل يا أخي لتنال تلك الدرجة العليا ‪ 0‬وتفوز برضوان الله وتحظى‬ ‫بأمن الله ونسقى من حوض رسول الله عله شربة لا تظماً بعدها أبدا ‪ 8‬نسأل‬ ‫الله أن يرزقنا ذلك جميعا ‪ 0‬إنه على ذلك قدير ‪.‬‬ ‫ما يؤخذ من الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ الحث على طلب العلم والعمل به ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ اشتراط الإخلاص لله عز وجل في كل الأعمال ‪.‬‬ ‫‪ ٣‬۔ تبيان التواب العظيم لمن طلب العلم لله تعالى وعمل به‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ العلم مرتبط بالعمل‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ١٦‬۔‬ ‫_‬ ‫تعليم القران وترتيله‬ ‫(‪ )١‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬بلغني عن رسول الله علقه أنه قال‪: ‎‬‬ ‫« علموا أولادكم القران فانه أول مما يني أن يْتَعَلّم من علم الله هُوَ‪. » ‎‬‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫رقم‪‎‬‬ ‫الجامع الصحيح ‪ -‬الحديث‬ ‫(‪ )٢‬أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة عن رسول الله عله‪‎‬‬ ‫قال ‪ :‬ه إذا قرأت القران فرتلة تزتيلاً ولا تَعَنَوَا به فإنى الله يحب أن تَسْممعَ‪‎‬‬ ‫التلائكة لذكره‪. ) ‎‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‪٤ ‎‬‬ ‫المفردات‪: ‎‬‬ ‫يلزم‪. ‎‬‬ ‫ينبغي ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫السرعة‪‎‬‬ ‫وعدم‬ ‫التاني‬ ‫مع‬ ‫الصوت‬ ‫تحسين‬ ‫الترتيل ‪:‬‬ ‫لا تغنوا به ‪ :‬أصل تَعَتَوا ‪ :‬تَتَعَتَوْا فحذفت إحدى التاءين للتخفيف ة‪‎‬‬ ‫والتغني هو مم الصوت بالقراءة مذا يشبه الغناء‪. ‎‬‬ ‫التحليل‪: ‎‬‬ ‫(‪ ()١‬الحديث الأول‪: ‎‬‬ ‫في هذا الحديث يحث الرسول تلق أمته على الاهتمام بكتاب الله تعالى‪‎‬‬ ‫وتعليمه وحفظه فيقول ‪« :‬علموا أولادكم القران» ومراده عليه الصلاة والسلام‪‎‬‬ ‫أن ينشأ الطفل المسلم مع كتاب الله ث يحفظه ويقرأه ث ويتعلم معانيه وأحكامه‪‎‬‬ ‫وأو امره ونواهيه ‪ 0‬حتى يتعود على تلاوة القران ويعتني به عناية عظيمة‪} ‎‬‬ ‫وحتى يكبر مطبقا أوامر الله وترك نواهيه التي ذكرها القرآن الكريم‪. ‎‬‬ ‫‏_‪ ١٧١٧‬۔‬ ‫فإذا تعلم ذلك في الصغر ظهرت فائدته عند الكبر ث وعرف أهمية‬ ‫العلم في أيام الصبا } لأن العلم في الصغر كالنقش على الحجر ة أي أن من‬ ‫تعلم شيئا وهو صغير فإنه لا ينساه بسهولة في حال الكبر والشيخوخة ‪ ،‬فلابد‬ ‫إذن من تعلم القران وحفظه في الصغر ‪.‬‬ ‫أما إذا أراد تعلمه وحفظه بعد مضي الفترة المبكرة من حياته ‪ 0‬فإن‬ ‫ى لان الإنسان كلما كبر زاد اشتغاله وكثرت اعماله وهمومه ‪.‬‬ ‫ذلك صعب‬ ‫فقد لا يجد وقتا لأن يحفظ كتاب الله تعالى ‪ 0‬وإذا وجد وقتا وحفظه فقد ينساه‬ ‫بسرعة ‪ 0‬والذي يتعلم في الكبر كالذي ينقش على الماء ‪ .‬وكما لا تبقى‬ ‫النقوش على الماء ‪ 0‬فكذلك التعلم في الكبر ‪ 0‬يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫ولست بناس ماتعلمت في الصقر‬ ‫أراني أنسى ما تعلمت في الكبر‬ ‫ومن فوائد تعليم الصغار حصول رضى اله عز وجل ومغفرته ‪ ،‬قال‬ ‫رسول الله عزل ‪«:‬تَعْليمم الصقار يطفِىء غضب الرَب» ‪.‬‬ ‫ثم بين رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سبب تعليم الصغار‬ ‫القران فقال ‪« :‬لأنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو» لأن القران الكريم‬ ‫هو خير الكلام فهو كلام رب العالمين ‪ .‬والقران هو مصدر العلوم ومنبعها ة‬ ‫فمن حفظه وتعلمه وطبق أوامره ‪ 4‬وانتهى عن نواهيه ‪ 0‬وداوم على‬ ‫قراءته ‪ 0‬واستذكاره فويث حافظته وزاد فهمه وتنور قلبه بنور العلم‬ ‫والإيمان ‪ .‬وفتحت له أبواب الخير ‪ 0‬وتسهلت له العلوم الأخرى ‪.‬‬ ‫وكم من عالم كان سبب نبوغه في العلم أنه حفظ القرآن وتعلمه في‬ ‫صغره ‪ ،‬ولعلك سمعتأو قرأت عن كثير من علماء المسلمين الذين منهم‬ ‫مَنْحفظ القران وهو ابن سبع سنين ‘ وبعضهم ابن تسع ‪ ،‬ومنهم من حفظ‬ ‫‏_ ‪ ١٨‬۔‬ ‫وهو ابن عشر ‪ .‬فما أسعد من رزقه الله حفظ كتابه والعمل بما فيه ‪.‬‬ ‫ومن وفقه الله جل وعلا لحفظ كتابه وتعلمه ‪ 0‬فلابد أن يعلم غيره‬ ‫ويفيدهم ‪ 0‬حتى يتحقق فيه قول الرسول الكريم ‪« :‬خيركم من تعلم القران‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وعلمه»‬ ‫(‪ )٢‬الحديث الثاني‪: ‎‬‬ ‫أي حسن‬ ‫يحث رسول الله علل في هذا الحديث على ترتيل القران‬ ‫التلاوة وعدم السرعة حين القراءة ‪ .‬لأن المقصود من قراءة القران هو فهم‬ ‫عند‬ ‫ويسر ع‬ ‫القران‬ ‫لا يرتل‬ ‫والذي‬ ‫ء‬ ‫والموعظة منه‬ ‫العبرة‬ ‫معانيه وأخذ‬ ‫قراءته لا يمكن أن يتدبر معاني القران العظيم أو يعرف أحكامه وحدوده ‪.‬‬ ‫وقد قال رسول الله علقه ‪« :‬الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة ‪ 0‬والذي‬ ‫يقرأ القران ويتتعتع فيه ۔ يعني ‪ :‬يتردد في قراءته وهو يحاول أن يقرأه‬ ‫قراءة صحيحة ۔ وهو عليه شاق فله أجران» ‪ .‬كما ورد عنه عليه الصلاة‬ ‫والسلام أن الله تعالى يأجر تالي القران على كل حرف منه عشر حسنات ‪.‬‬ ‫ثم ينهى رسول الله عله عن التغني بالقران أي تطويل الصوت عند‬ ‫قراءته تطويلا يشبه الغناء فقال ‪« :‬ولا تغنوا به فإن الله يحب أن تسمع‬ ‫الملائكة لذكره» ‪ .‬ومعنى هذا أن الملائكة تستمع للذكر وهو القران‬ ‫ويحضرون عند تلاوته ث لكن إذا قام قارىء القران يتغنى بالقران حتى‬ ‫‪ .‬و الله سبحانه‬ ‫يصير متل الغناء فإن الملائكة عليهم السلام تنفر عنه وتذهب‬ ‫أن يقر [ ‏‪ ١‬لقران‬ ‫للقران ‪ .‬فعلى القارىء‬ ‫الملائكة‬ ‫وتعالى يحب أن تستمع‬ ‫ويتلوه تلاوة حسنة بما لا يشبه صوت الغناء حتى لا تنفر عنه الملائكة ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ١٩‬۔‬ ‫ما يرشد زليه الحديثان ‪:‬‬ ‫‪ ١‬أول علم ينبغي تعلمه هو كتاب الله تعالى ‪ 0‬لأنه خير الكلام‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ على المسلم أن ينشأ مع كتاب الله تعالى منذ صغره حتى يختلط‬ ‫بلحمه ودمه ‪.‬‬ ‫‪ ٣‬۔ العلم في الصغر كالنقش على الحجر‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ على المسلم إذا أراد قراءة القران أن يتلوه بترتيل وحسن صوت‬ ‫ولا يتغنى به ‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الملائكة عليهم السلام تستمع لقراءة القران وتحب الترتيل وتكره‬ ‫التغني وتنفر عنه ‪.‬‬ ‫وجوب التنزه من البول‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬بلغنا عن رسول الله علقه أنه مر برجلين‬ ‫يبان في القبر فقال ‪ « :‬عَنبان ؤ وما عنان بكبيرَة } أنما أحَدَهُمما فقذ كان لا‬ ‫يْتبرىءُ مِنَ البول ‪ ،‬وأنما الاخر فقذ كان تمشي بَيْنَ الناس بالنميمة » ‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث ‏‪٤٨٧‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫الكبيرة ‪ :‬المعصية التي توجب الحد في الدنيا أو يتوجه إلى فاعلها‬ ‫الوعيد في الاخرة ‪.‬‬ ‫الاستبراء ‪ :‬تنقية مجرى البول ‪.‬‬ ‫النميمة ‪ :‬نقل الكلام أو الفعل على وجه الإفساد ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫بين لنا رسول الله عليه في هذا الحديث الشريف عاقبة أولئك الذين‬ ‫لا يستبرئون من البول ‪ ،‬فتتنجس ملابسهم أو أجسامُهم ‪ 0‬فيؤدون عباداتهم‬ ‫على هذا الحال ‪ 0‬مع ان جل العبادات يشترط لها الطهارة كالصلاة مثلا ‪.‬‬ ‫كما بين أيضًا عاقبة أولئك النمامين الذين لا هم لهم إلا نقل كلام الناس بعضهم‬ ‫على بعض لتنتشر العداوات بين عباد الله ث ويشتد ضرامها فتكثر الأحقاد‬ ‫في القلوب ‪ 0‬ويتنافر الناس وتتمزق المجتمعات ‪ 0‬بعكس ما يهدف إليه‬ ‫الإسلام من الترابط والتراحم بين الناس جميعا ‪.‬‬ ‫فالحديث ذو شقين ‪:‬‬ ‫أما الشق الأول وهو الاستبراء من البول ث فيجب على العبد المسلم‬ ‫‏‪ ٢١‬۔‬ ‫بعد قضاء حاجته أن يستبرىء محل النجاسة منها ‪ 0‬سواء كان ذلك بسلت‬ ‫القضيب من أصله ثلاث مرات ذ أو بالنتر مع استعمال المنشفات كالورق ة‬ ‫وليتحرز من البول ‪ 0‬أو بالمكث بقدر ما تطمئن نفسه من عدم وجود شيء‬ ‫في مجرى البول ‪ .‬ويجب أن يغتسل بعد هذا بالماء ‪ 0‬يروى عن النبي عبلة‬ ‫قوله ‪« :‬عامة عذاب القبر من البول ‪ 0‬فاستنزهوا منه» ‪ 0‬أي تحرَؤا إزالته ‪.‬‬ ‫فيجب على المسلم أن يتحرز لدينه ويبتعد عن النجاسات ولا يكون‬ ‫كالمشركين الذين قال الله فيهم ‪ :‬إنما المشركون تجَس“‪. 4‬‬ ‫ولئن حرص الإسلام على طهارة الظاهر من المسلم ‪ 0‬فحدرصه على‬ ‫طهارة الباطن أكثر ‪ ،‬فالمسلم لا يحمل في قلبه ما يكدر صفو باطنه ‪ ،‬فلا‬ ‫يحمل الحقد ولا الحسد ولا الغل إلى غير ذلك من الأمور التي حرَمها الشر ع‬ ‫ليصبح المسلم طاهرا ظاهرًا وباطئا ‪.‬‬ ‫أما الشق الثاني من الحديث فيتعلق بالنميمة بين الناس ‪:‬‬ ‫والنميمة بين الناس من كبائر الذنوب ‪ ،‬التي تخلد صاحبها في النار‬ ‫إن لم يتب منها ث لهذا حذر منها رسول الله علقه أمته ‪ .‬وأخبر أن الجنة‬ ‫لا يدخلها نممام ‪ 4‬ففي الحديث الصحيح ‪« :‬لا يدخل الجنة نممام» وفي رواية‬ ‫وهما بمعنى واحد ‪.‬‬ ‫«قتات»‬ ‫إلى‬ ‫يوصل‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫يحرم‬ ‫ئ‬ ‫والتراحم‬ ‫والترابط‬ ‫الوحدة‬ ‫دين‬ ‫فالإسلام‬ ‫التفرقة وتفكك الوحدة بين المسلمين ‪ 0‬يقول النبي علقه ‪« :‬ألا أخبركم بأفضل‬ ‫ذات‬ ‫«إلصلاح‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫بلى ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫والصدقة»‬ ‫والصيام‬ ‫الصلاة‬ ‫درجة‬ ‫من‬ ‫} لا‬ ‫الحالقة‬ ‫‪ .‬وفي رواية ‪( :‬هي‬ ‫البين هي الحالقة»‬ ‫البين ‘ فإن فساد ذات‬ ‫أقول تحلق الشعر ولكن أقول تحلق الدين؛ ‪.‬‬ ‫‏_‪ ٢٢‬۔‬ ‫والنميمة من أعظم الأشياء التي تؤثر في إفساد ذات البين ‪ 0‬إذ تؤول‬ ‫لحكم ) النميمة‬ ‫في منثور‬ ‫ك وورد‬ ‫المتحابين‬ ‫وتبا غض‬ ‫للى تقاطع ) لمتو اصلين‬ ‫‪:‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‏‪١‬بعض‬ ‫وقال‬ ‫<‬ ‫قاتل»‬ ‫سيف‬ ‫على الصديق ولا تؤمن أفاعيه‬ ‫من ت في الناس لا تُوْمَنْ عقاربه‬ ‫ين أينَ جاءَ ولا من أينَ يأتيه‬ ‫كالسيل بالليل لا يدري به أحد‬ ‫معنى قوله عليه السلام ‪« :‬وما يعذبان بكبيرة؛ ‪:‬‬ ‫العذاب لا يكون إلا بارتكاب الكبائر من الذنوب أو بالصرار على‬ ‫الصغائر ‪ 0‬لذا فمعنى «وما يعذبان بكبيرة» أي في ظنهما ى وهي كبيرة عند‬ ‫الله تعالى ‪ .0‬ففي رواية صحيحة عنه عليه الصلاة والسلام قال ‪« :‬إنهما‬ ‫ليعذبان ‪ 0‬وما يعذبان في كبير» ثم قال ‪« :‬بلى» ‪.‬‬ ‫كبائر‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫الاستبراء ‪ 0‬والنميمة‬ ‫عدم‬ ‫أن‬ ‫والخلاصة‬ ‫الذننوب ‪ ،‬التي تخلد مرتكبها في النار إن لم يتب منها صاحبها ‪ 0‬فيجب تجنب‬ ‫ذلك والحذر منه ‪ 0‬وإلآً استحق عقاب الله تعالى بتعذيبه في قبره إلى يوم‬ ‫القيامة ‪ .‬تم مصيره إلى النار والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫ثبوت عذاب القبر ‪:‬‬ ‫عذاب القبر تابت بكتير من نصوص السنة النبوية الصحيحة ى بل قال‬ ‫بعض العلماء ببلوغه إلى درجة التواتر ‪.‬‬ ‫وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ دائماً من عذاب القبر ‪.‬‬ ‫ويأمر أصحابه بالاستعاذة منه ث وفي حديث عائشة رضي اللد عنها ‪« :‬فما‬ ‫رأيت رسول الله عيه صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر» ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٢‬۔‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ ثبوت عذاب القبر‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ أن البول نجس‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ النميمة من أعظم الأسباب المؤدية إلى إفساد ذات البين‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ يجب على الإنسان المؤمن التصديق بالأمور الغيبية } والمرجع‬ ‫في ذلك الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫‪ ٥‬۔ إطلاع الله نبيه على بعض المغيبات‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢٤‬۔‬ ‫اشتراط الوضوء لصحة الصلاة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن النبي علقة قال ‪ « :‬لا إيما لمن لا صلاة‬ ‫نه ى ولأ صلاة لمن لا وضوء له ‪ ،‬ولا صَوم إلآ بالكف عَنْ محارم الله » ‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث ‏‪٩١١‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫‪ :‬الامتناع ‪.‬‬ ‫الكف‬ ‫محارم الله ‪ :‬الأمور المحرمة ‪.‬‬ ‫الوضوء (بضم الواو) ‪:‬استعمال الماء فأيعضاء الوضوء المعروفة ‪.‬‬ ‫الوضوء (بفتح الواو) ‪ :‬الماء الذي يعد ليتوضأ به ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الوضوء شرط لصحة الصلاة ‪ ،‬فلا تصح صلاة بدون وضوء ‪ 0‬وفرضيته‬ ‫ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ‪.‬‬ ‫أما من الكتاب فقوله تعالى ‪ .‬ش تتأنمااآزمك‪٤‬امَئْوَأِدَامُشْريلَالصَلزة‏‬ ‫وَآنِبَتكميلَ‬ ‫وسكة‬ ‫فَاعسصِلو ا‪.‬ؤَجُوككة واد هق المراه وَامَسسَخحُوا‬ ‫انَكعَبَتَن ه المائدة ‏‪٦١‬‬ ‫۔ وأما من السنة فقوله علكه في هذا الحديث ‪ ...« :‬ولا صلاة لمن لا وضوء‬ ‫له ‪. »..‬‬ ‫‪ -‬وأما من الإجماع فلم ينقل إلينا أن أحدا من المسلمين خالف هذا ‪.‬‬ ‫والواجد‬ ‫إنما هي على القادر على الوضوء‬ ‫للصلاة‬ ‫وشرطية الوضوء‬ ‫للماء ‪ 0‬أما من لم يقدر على استعمال الماء ث بحيث لو استعمله لتسبب في مرض‬ ‫۔ ‏‪ ٢٥‬۔‬ ‫أو إتلاف عضو أو غير ذلك من الأضرار التي تلحق الجسم فإنه يجب عليه‬ ‫أن يتيمم ويصلي ولا يترك الصلاة تفوته ‪.‬‬ ‫ومن لم يجد الماء فإنه ينتقل أيضا إلى التيمم لقوله تعالى ‪ :‬لفلم تجدوا‬ ‫ماء فتيممواه ‪ 0‬وانتقال الإنسان من الوضوء إلى التيمم يعتبر من يسر الإسلام‬ ‫الحنيف دين الفطرة الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للبشرية ث وصدق الله العظيم‬ ‫حيث يقول في آخر آية التيمم ‪ « :‬مَايريذالهُ لعنكم قن حَرج ولك ن ثري‬ ‫لطَهَركم رَييمََتَهُعَتكم¡ متحكم تكنو ه المائدة ‏‪. ٦١‬‬ ‫فضل الوضوء ‪:‬‬ ‫وقد ورد في فضل الوضوء أحاديث كثيرة ‪ 0‬منها ما أخرجه الإمام الحافظ‬ ‫النقة الربيع بن حبيب رحمه الله تعالى © وغيره من طريق أنس بن مالك رضي‬ ‫ال عنه قال ‪ :‬قال رسول الله علقه ‪« :‬ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع‬ ‫به الدرجات ‪ ،‬إسباغ الوضوء على المكاره ظ وكثرة الخطنى إلى المساجد ‪.‬‬ ‫وانتظار الصلاة بعد الصلاة ‪ 0‬فذلك الرباط» ‪ ..‬قالها ثلاثا ‪.‬‬ ‫وما أخرجه من طريق أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله علق ‪« :‬إذا توضأ‬ ‫العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه آخر قطر‬ ‫الماء فإذا غسل يديه خرجت منهما كل خطيئة بطشها بهما ‪ 0‬ثم كذلك حتى يخر ج‬ ‫نقيا من الذنوب» ‪.‬‬ ‫فمن ذا الذي يزهد في هذا الفضل العميم ث وينأى بنفسه جانبًا عن هذه‬ ‫الفضائل ‪ .‬وهذه الفضائل من غفران الذنوب إلى رفع الدرجات ‪ 8‬إنما تحصل‬ ‫و‬ ‫باجتناب الكبائر من الذنوب س فلا تحصل للفاسق ‪ ،‬فإن فسقه يحبط عمله‪ ،‬ولا‬ ‫۔‪٢٦‬‏ ۔‬ ‫تمحي ذنوبه إلا بالتوبة والإقلاع عنها ‪ .‬أفيطمع من يكذب أو يغش أو يسرق‬ ‫أو يتعامل بالربا في هذا الفضل مع مجاهرته بمعاصي الله عز وجل ‪ :‬إنما‬ ‫يتقبل الله من المتقين؛ ‪.‬‬ ‫والمراد بإسباغ الوضوء إتمامه وإكماله واستيعاب أعضائه بالماء ‪ 0‬فيجب‬ ‫على المتوضىء أن يوصل الماء إلى أعضاء الوضوء ولا يتهاون في ذلك ‪ ،‬فقد‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم محَرًا من عدم وصول الماء إلى أعضاء الوضوء ‪:‬‬ ‫«خللوا بين أصابعكم في الوضوء قبل أن تخلل بمسامير من نار» ث فمن يتهاون‬ ‫في ذلك فإن الجزاء سيكون على وفق العمل ‪ 0‬وهو التخليل بمسامير من نار ‪.‬‬ ‫وحذر النبي عليه الصلاة والسلام من عدم وصول الماء إلى الأعضاء‬ ‫الكامنة من أعضاء الوضوء ‪ ،‬كمؤخّر الأرجل وبطون الأقدام ‪ 0‬كما يفعل كثير‬ ‫من العوام في وضوئهم فلا يوصلون الماء إليها ‪ 9‬فقال ‪« :‬ويلڵ للعراقيب من النار‬ ‫وويل لبطون الأقدام من النار» ‪ 0‬قال الإمام الربيع رحمه الله ‪ :‬أراد بذلك النبي‬ ‫عزله أن تُعرَك بالماء ويبالغ في غسلها ‪.‬‬ ‫أ ۔ فرانض الوضوء ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ النية وقد تقدم الكلام عليها في حديث النية‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ غسل الوجه ث وحده في الطول من منبت شعر الرأس المعتاد إلى‬ ‫الذقن ‪ 0‬وفي العرض من الأذن إلى الأذن ‪.‬‬ ‫‪ ٢٣‬۔ غسل اليدين مع المرفقين‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ غسل الرجلين مع الكعبين‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ مسح الراس‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٧‬۔‬ ‫ب ۔ سنن الوضوء كثيرة منها ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ التسمية في أوله‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ المضمضة‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ الاستنشاق‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ مسح الأذنين‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ الموالاة ‪ :‬وهو المسارعة في فعل الوضوء ‪ 0‬بحيث لا يفصل بين‬ ‫العضوين بوقت ‪.‬‬ ‫‪ ٦‬۔ ترتيب الأعضاء‪. ‎‬‬ ‫ما يؤخذ من الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ نفي الإيمان عمن لا يصلي ‪ ،‬وأهمية الصلاة ومكانتها الكبيرة‬ ‫في الإسلام ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ عدم صحة الصلاة بغير وضوء مع القدرة عليه‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ إن الصوم حتى يكون صحيمًا ومقبولأً فلابد من مراعاة التقوى‪3 ‎‬‬ ‫والابتعاد عن المحرمات‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬الانتهاكات والولوغ في المحرمات له أنذر سيء على عبادة المسلم‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٢٨‬۔‬ ‫صلاة الجماعة‬ ‫فضل‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫قه ‪ « :‬الصلاة فيي الجَماعَة خَنْرَ من صلاة الفذ سنع‪ ,‬وَعشرينَ تَرَجَة » ‪.‬‬ ‫‏‪٢١٥‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫خير ‪ :‬أفضل‬ ‫الفة ‪ :‬الواحد‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫أرشدنا ديننا الحنيف إلى التالف والمودة ‪ 0‬والتراحم والترابط ‪ ،‬وإلى الوحدة‬ ‫وعدم التفرقة ‪ 0‬فقال الله تعالى ‪ « :‬وَغتَيموا بل الله جَميمًا وَلَاتَمَرَقوأ ‪. 40‬‬ ‫وورد عن الرسول تل ‪« :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» ‪.‬‬ ‫فالإسلام يريد أن يجمع الناس على الخير ‪ 0‬ويؤلف بينهم ويجعلهم إخوة‬ ‫متحابين مترابطين ‪ ،‬لذلك كانت هنالك عبادات يجتمع فيها المسلمون ‪ 0‬ويظهرون‬ ‫بمظهر الوحدة ‪ 0‬مثل صلاة العيد ‏‪ ٠‬وصلاة الجمعة ‏‪ ٠‬وصلاة الجماعة ‪.‬‬ ‫وفي هذا الحديث النبوي الشريف يبين الرسول تلة فضل اجتماع‬ ‫المسلمين لأداء فريضة الصلاة ‪ 0‬يجتمعون في بيت من بيوت الله ‪ 0‬ويقفون‬ ‫في صفوف مستقيمة منتظمة ‪ 0‬ويركعون ويسجدون ويسبحون الله ويكبرونه‬ ‫جميعا في وقت واحد ‪.‬‬ ‫وقد رغب القران الكريم في المحافظة على صلاة الجماعة ‪ .‬فقال الله‬ ‫تعالى ‪:‬لواركعوا مع الراكعين»ه!‪ 0 6‬كما رغب النبي علقه كثيرًا في صلاة‬ ‫(‪ )٢‬سورة البقرة‪)٤٣( ‎‬‬ ‫(‪ )١‬سورة آل عمران‪. )١٠٢( ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٩‬۔‬ ‫الجماعة والمحافظة عليها ‪ 0‬حتى أنه عليه الصلاة والسلام أوجبها على‬ ‫الرجلين ‪ 0‬فقد قال لرجلين ‪« :‬إذا حضرت الصلاة أننا وأقيما وليؤمكما‬ ‫أفضلكما» ‪ 0‬فالنبي عيه يأمر الرجلين بصلاة الجماعة حتى لا يضيع عليهما‬ ‫أجر الجماعة ‪.‬‬ ‫وجاء رجل إلى المسجد فوجد الرسول تله وأصحابه قد انتهوا من‬ ‫صلاة الجماعة ‪ 0‬فقال عل ‪« :‬أيكم يتصدق على هذا ؟» ‪ .‬يعني ‪ :‬من يصلي‬ ‫معه فيجعله يكتسب أجر صلاة الجماعة ‪.‬‬ ‫ومعلوم أن أجر صلاة الإثنين أكثر من أجر صلاة الرجل وحده ة‬ ‫وأجر صلاة الثلاثة أكثر من أجر صلاة الإثنين ش وهكذا ‪ .‬لذلك قال رسول‬ ‫الله علقه ‪« :‬وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ث وصلاته‬ ‫مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ‪ 0‬وكلما كثر فهو أحب إلى الله عز‬ ‫وجلا ‪ 0‬ومعنى أزكى ‪ :‬أفضل وأكثر أجرًا ‪.‬‬ ‫والذي يذهب إلى المسجد ليصلي مع الجماعة له أجر كريم وثواب عظيم ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬إذا توضأ في بيته وذهب إلى المسجد لم يخط خطوة إلا رُفع بها‬ ‫درجة وحط عنه بها خطيئة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ إذا دخل المسجد وصلى ركعتين وجلس يتنظر الصلاة ‪ ،‬فهو في‬ ‫صلاة وله أجر الصلاة مادام ينتظر ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬إذا صلى مع الجماعة كان له أجر سبع وعشرين صلاة ‪ ،‬قال رسول‬ ‫الله علل ‪« :‬الصلاة في الجماعة خير من صلاة الفذ بسبع وعشرين‬ ‫درجةا ‪ 0‬ومعنى هذا الحديث أن أجر الصلاة مع الجماعة مثل أجر‬ ‫الذي صلى سبعا وعشرين مرة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٠‬۔‬ ‫فانظر إلى الفضل العميم الذي يتفضل الله به على عباده عند‬ ‫إجتماعهم على عبادته جل وعلا ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ إذا انتهى من الصلاة ‪ 0‬فإن الملائكة تستغفر له ‪ .‬قال رسول الله عثل‬ ‫إن الملائكة ليصلون على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه ما‬ ‫لم يحدث وتقول ‪ :‬اللهم اغفر له ‪ 0‬اللهم ارحمه؛ ‪ 4‬ومعنى يصلون‬ ‫على أحدكم ‪ :‬يدعون له ‪ .‬ومعنى مالم يحدث ‪ :‬ما لم ينتقض وضوؤه ‪.‬‬ ‫هذا هو أجر الذي يصلي الجماعة في المسجد ‪ ،‬أما الذي لا يذهب إلى‬ ‫إلى المسجد ولا يصلي الجماعة فلا يحصل على ذلك الأجر الكبير والخير‬ ‫الكثير ‪.‬‬ ‫ومن أجل المحافظة على وحدة المسلمين وعلى الجماعة كانت صلاة‬ ‫الجماعة واجبة على الرجال ‪ ،‬لا يجوز أن يتخلف عنها أحد منهم إلا لعذر مانع ‪.‬‬ ‫قال رسول الله علل ‪« :‬من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر» قالوا ‪ :‬وما‬ ‫العذر ؟ قال ‪ :‬خوف أو مرض ۔ هلم تقبل منه الصلاة التي صلى» والنداء ‪:‬‬ ‫الأذ ان ‪.‬‬ ‫فإذا كان الإنسان مريضا لا يستطيع الذهاب إلى المسجد فهو معذور ه‬ ‫وإذا كان خائفا مثل أن يخاف من ذئب أو من أسد فهو معذور ث ونحن في هذا‬ ‫الزمان في أمان والحمد لله ‪ 0‬كما أن المساجد ليست بعيدة من البيوت ‪ 0‬فلا يجوز‬ ‫لجار المسجد أن يتخلف عن الجماعة ويصلي في بيته ‪ 3‬قال رسول الله علك ‪:‬‬ ‫«لا صلاة لجار المسجد إلآ في المسجد؛» ‪.‬‬ ‫وأيضا لايجوز لمن يسمع الأذان أن لا يحضر صلاة الجماعة في المسجد‬ ‫ولو كان بيته بعيدا ‪ .‬جاء رجل إلى النبي عه فقال له ‪ :‬يارسول الله ‪ ،‬أنا ضرير‬ ‫‏‪ ٢١‬۔‬ ‫شاسع الدار ‪ ،‬ولي قائد لا يلائمني ‪ ،‬فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟‬ ‫فسأله النبي علقه ‪« :‬أتسمع النداء ؟ قال الرجل ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال الرسول عليه الصلاة‬ ‫والسلام ‪« :‬ما أجد لك رخصة ى الضرير هو الأعمى ‪ .‬ومعنى شاسع الدار ‪:‬‬ ‫بعيد البيت ‪ .‬ومعنى ‪ :‬لي قائد لا يلائمني ‪ :‬أي لي أحد يقودني لكن لا يوافقني‬ ‫في كل وقت ‪.‬‬ ‫فهذا الرجل أعمى وبيته بعيد عن المسجد ‪ 0‬والذي يقوده لا يكون موجودا‬ ‫في كل أوقات الصلاة ولم يرخص له النبي تله أن يصلي الفريضة في بيته‬ ‫مادام يسمع الأذان ‪ .‬فكيف بالرجل الذي يرى ولا يحتاج إلى أحد يقوده ‪.‬‬ ‫وقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن الذين لا يصلون‬ ‫الجماعة يسيطر عليهم الشيطان ويتحكم فيهم فقال ‪« :‬ما من ثلاتة في قرية ولا‬ ‫بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة! ©‬ ‫ومعنى استحوذ ‪ :‬سيطر واستولى ‪.‬‬ ‫وجعل الرسول تله الذي لا يصلي مع الجماعة منافقَا فقال ‪« :‬الجفاء كل‬ ‫الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة فلا يجيبه» وقال‬ ‫أيضا ‪« :‬أثقل الصلاة على المنافقين ‪ :‬صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون‬ ‫ما فيهما لأتوهما ولو حبوا! ‪.‬‬ ‫فالذي لا يحضر الجماعة وخصوصًا الفجر والعشاء فهو منافق ‪.‬‬ ‫وقد اشتد غضب النبي عزله على الذين يصلون في بيوتهم وليس لهم عذر‬ ‫ولا يصلون الجماعة في المسجد ‪ 0‬ومن شدة غضبه عليهم نوى أن يحرق عليهم‬ ‫بيوتهم ‪ 0‬قال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬لقد هَْمَت أن امرَ بحطب ثم امر بالصلاة‬ ‫فيؤذن بها ‪ ،‬تم آمر رجلا يؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم» ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٢‬۔‬ ‫لكن النبي عله لم يفعل ذلك لأن في البيوت نساء ث والنساء لتاجب عليهم‬ ‫صلاة الجماعة ‪ 0‬وفيها أيضا أطفالا وبهائم ‪.‬‬ ‫فيجب على الرجال أن يحضروا صلاة الجماعة في المسجد ولا يتأخروا‬ ‫عنها ث وينبغي على الأولاد الذين بلغ سنهم سبع سنوات أن يتعودوا على الذهاب‬ ‫إلى المسجد لأداء صلاة الجماعة ‪ 0‬ليحصلوا على الأجر الكبير والثواب العظيم‬ ‫من الله تعالى ‪.‬‬ ‫ولا يجوز ترك الجماعة ‪ .‬لأن تركها حرام ث سئل عبدالله بن العباس‬ ‫رضي الله عنهما عن رجل يصلي الليل كله ويصوم النهار لكنه لا يصلي‬ ‫الفروض الخمسة مع الجماعة ولا يصلي الجمعة ‪ ،‬فقال ‪« :‬لن مات على هذا‬ ‫فهو في النار! ‪.‬‬ ‫كان أحد الصالحين لا تفوته صلاة العشاء في الجماعة ‪ ،‬فأتاه في ليلة من‬ ‫الليالي ضيف فانشغل عن صلاة العشاء بسبب الضيف وفاتته العشاء مع‬ ‫الجماعة ‪ .‬فذهب إلى المسجد فوجد الناس قد انتهوا من الصلاة ‪ 0‬فأخذ ينتقل‬ ‫من مسجد إلى مسجد لعله يوافق صلاة الجماعة في أحد المساجد ‪ 0‬وكلما جاء‬ ‫إلى مسجد وجد الناس قد صلوا وغلقت المساجد ‪ 0‬فرجع إلى بيته وصلى العشاء‬ ‫سبعا وعشرين مرة ثم نام ‪ 0‬فرأى في المنام كأنه مع قوم على خيول ‪ ،‬وهو‬ ‫أيضاً على خيل ‪ 0‬وكلهم يتسابقون ‪ 0‬وهو يركض على خيله ولا يستطيع أن‬ ‫يلحقهم } فالتفت إليه أحدهم فقال له ‪ :‬لا تتعب فرسك (يعني خيلك) فلست‬ ‫تلحقنا ‪ .‬قال ‪ :‬ولماذا ؟ قال ‪ :‬لأنا صلينا العشاء في جماعة وأنت صليت وحدك ة‬ ‫فانتبه الرجل من نومه وهو مغموم حزين ‪.‬‬ ‫۔‪٢٢ ‎‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ حث الإسلام على الاجتماع والترابط والوحدة ‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ مضاعفة الأجر في صلاة الجماعة سبعة وعشرين ضعفا‪. ‎‬‬ ‫أن اجتماع المسلمين فيه نفع وبركة‪. ‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‏‪ ٢٤‬۔‬ ‫الصلاة‬ ‫حكم تارك‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي عله قال ‪ :‬ه لَنيسَ‬ ‫نين العبد والكفر إلا تزكة الصّلاة !‬ ‫‏‪٣.٢٣‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ‪ -‬الحديث‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫الكفر ‪ :‬ستر نعمة النيم بالحجود أو بعمل هو كالجحود في مخالفة‬ ‫‪:‬‬ ‫المنعم ‪ .‬وينقسم الكفر إلى قسمين‬ ‫۔ كفر جحود ‪ :‬سواء كان نفيا لله © أو نفيا لوحدانيته كمن عبد مع الله‬ ‫إلها اخر ‪.‬‬ ‫الكبائر ‪.‬‬ ‫ارتكاب‬ ‫نعمة ‪ :‬وهو‬ ‫‏‪ ٢‬۔ كفر‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الصلاة عمود الدين من أقامها أقام الدين ‪ 0‬ومن تركها هدم الدين ‪ .‬وهي‬ ‫أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ‪ ،‬لأنها على رأس الواجبات العملية ‪ .‬لذلك‬ ‫تتابع التأكيد عليها في القرآن الكريم حتى في أوائل السور نزولا ‪ 0‬وكذا في الستة‬ ‫النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ‪ 0‬ورغب الشرع الشريف في إقامتها‬ ‫أيما ترغيب وحر من التهاون بها أو الإخلال بشيء من واجباتها ‪.‬‬ ‫ففي معرض الأمر بها والحث عليها يقول الله سبحانه وتعالى في سورة‬ ‫المزمل التي كان نزولها في أوائل العهد المكي ‪«:‬رَأِيمُوأالصَلزدَرءاثوا المكره‬ ‫وأقرضوا الله قَريًا حَََا ه (المزمل ‏‪ )٢٠‬و‪.‬يقول الله تعالى ‪ .‬لوَأقيَمرا‬ ‫‏‪. )٥٦‬‬ ‫(النور‬ ‫‪4‬‬ ‫حو‬ ‫آلصََلَوهً وعاثوا المَكَردً وأأطييععُوا السول تك‬ ‫‏_ ‪ ٢٥‬۔‬ ‫وبين الله تعالى في كثير من آيات الكتاب العزيز ‪ 0‬أن من أهم صفات‬ ‫المؤمنين وأولها إقام الصلاة كما في سورة الانفال في قوله تعالى ‪« :‬إِتَمَاالْمَوَمِنُور‬ ‫الَبَإدا ذكراَوجلت قلونهم ويدا تليت علرهامد اتيسهمإيكنا وَعَلرَبَهه يَتَوكَلونَ‬ ‫۔إ‬ ‫مرحج‬ ‫دو ر إ‬ ‫س ر‬ ‫۔۔‬ ‫۔‬ ‫ح‪,‬‬ ‫م‬ ‫۔‪,‬۔ح و و‬ ‫ر ام ه‬ ‫ص‬ ‫ر 'ےو‬ ‫سص‬ ‫سر‬ ‫ومر‪.‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫۔ ‪.‬و‬ ‫‪ .‬ر‬ ‫۔م‬ ‫۔ِ‬ ‫ه‬ ‫رع‬ ‫اليك يقيموك الصَلزة وَممَاررَْتَهُم ينفْقُودَ ) ‪ 4‬الأنفال ‏‪ . ٢/٢‬إلى غير‬ ‫ذلك من الآيات الدالة على أن إقام الصلاة من أهم صفات المؤمنين ‪.‬‬ ‫وعدها الرسول الكريم علقه الركن الثاني من أركان الإسلام كما في حديث‬ ‫ابن عمر عن النبي ميه قال ‪ :‬ابني الإسلام على خمس ‪ :‬شهادة أن لا إله إلا‬ ‫الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ .‬وصوم رمضان ‪ 0‬وحج‬ ‫الببت» ‪.‬‬ ‫‪ « :‬الصلوات‬ ‫قال‬ ‫الله ل‬ ‫أن رسول‬ ‫وعن أبي هريرة رصي الله عنه‬ ‫الخمس ‪ 0‬والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن مالم تغش الكبائر» ‪.‬‬ ‫وسجود‬ ‫وركوع‬ ‫تكبير وقرا ء‬ ‫أركانها من‬ ‫مع استكمال‬ ‫وإقامة الصلاة‬ ‫وخشوع ‪ ،‬ومع اجتناب الكبائر تمحق السيئات ويتبط العزائم عنها ‪ 0‬ويقوي‬ ‫عزائم الخير في الإنسان } يقول الله تعالى ‪ « :‬رأ المَ}تزةر الصوة تَنْعى‬ ‫مصر‬ ‫ى‬ ‫مه‬ ‫هم‬ ‫مصے‬ ‫م‬ ‫عرى الحا والشك العنكبوت ‏‪. ٤٥‬‬ ‫ويصور لنا رسول الله عله أثر الصلاة في تطهير باطن الإنسان بشيء‬ ‫أحدكم يغتسل‬ ‫محسوس مألوف تقريبا للأفهام حبث قال ‪ « :‬أر أيتم لو أن نهر ا بيا ب‬ ‫فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا ‪ :‬لا يبقى من دَرَنه‬ ‫شيء ‪ .‬قال ‪ :‬فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا» ‪ .‬والدَرَن ‪:‬‬ ‫هو الوسخ ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٣٦‬۔‬ ‫ولما كانت الصلاة بهذه الأهمية ‪ 0‬ولها هذه المكانة السامقة بين العبادات ‪.‬‬ ‫حذر سبحانه وتعالى من تركها والتهاون بها وتوعد من ضيّعها بالعذاب الاليم ‪.‬‬ ‫هتسر‬ ‫ففي ذكر التساؤل بين أهل الجنة وأهل النار ‪ 9‬يقول سبحانه وتعالى ‪« :‬‬ ‫تتملا باليمين تيتو لوعايالشجريئلأر‪7 .‬‬ ‫بمَاكمَب‬ ‫السكب ( وَحتَاعَتُوضمَعَ‬ ‫س سے‬ ‫ه‬ ‫ء‬ ‫>‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫) قالوالَرَكمت السلي لا و تل‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٤٧‬‬ ‫‏‪ ٣٨‬۔‬ ‫المقر‬ ‫‪:7‬‬ ‫(‬ ‫ملل شعب‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫احآبضِبَ ‪34‬‬ ‫فانظر إلى جواب أهل النار حيث ذكروا أول ما ذكروه من أعمالهم التي‬ ‫أدت بهم إلى النار تركهم الصلاة ‪.‬‬ ‫وعن عبدالله بن عمرو أن النبي تله ذكر الصلاة يوما فقال ‪« :‬مَنْ حافظ‬ ‫عليها كانت له نورًا وبرهائا ونجاة يوم القيامة ‪ .‬ومن لم يحافظ عليها لم تكن‬ ‫له نورًا ولا برهائا ولا نجاة ‪ 0‬وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي‬ ‫ابن خلف» ‪ .‬وفي هذا ما يكفي رادعَا عن ترك الصلاة وياعئا على المحافظة‬ ‫عليها ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الصلاة‬ ‫حكم تارك‬ ‫تارك الصلاة لا يخلو إما أن يتركها جحوداً لفرضيتها ‪ 0‬أو تهاونا بها ‪.‬‬ ‫۔ فإن تركها جحوداً لفرضيتها فهو مشرك ‪.‬‬ ‫‪ -‬وإن تركها تهاوتا وتكاسلا مع إقراره بفرضيتها فهو كافر كفر نعمة ‪.‬‬ ‫عقوبة تارك الصلاة ‪:‬‬ ‫‪ -‬تارك الصلاة إن كان تركه لها إنكارًا لفرضيتها ‪ 0‬فإنه يقتل بإجماع‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين لإنكاره ما وجب علمه بالضرورة‬ ‫عن‬ ‫‘ لأزه مرتد‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫‏_ ‪ ٢٧‬۔‬ ‫‪ -‬أما إن تركها تهاوئا بها © فقيل ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ يستتاب ‪ ،‬فإن تاب وإلا قتل ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ وقيل يضرب نكالأ ‪ .4‬والنكال لا حد له ى ومرجعه إلى رأي ‏‪ ١‬لإمام ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ إطلاق كلمة الكفر على مرتكب الكبيرة‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ عظم منزلة الصلاة في الإسلام‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ إذا ترك العبد الصلاة دخل في الكفر‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٢٨‬۔‬ ‫صفة لباس المؤمن‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال ‪ :‬سمعت رسول‬ ‫الك عزله يقول ‪ :‬ه إزرَة المؤمن إلى أنصاف سَاقَيه ى ولا جناح عليه فيما بنه‬ ‫ون الكعبين ى وَما أفل من تلك قفي النار ۔ قال تللك تلات ممرات‪ ,‬۔ ولا تنظر‬ ‫الله إلى ممنيجر زاره بَطرًا » ‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم ‏‪٢٧٢‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫إزرَة ‪ :‬هيئة الإتزار ‪.‬‬ ‫أنصاف ‪ :‬جمع نصف ‪.‬‬ ‫‪ :‬لا إثم ‪.‬‬ ‫لا جناح‬ ‫الكعبان ‪ :‬العظمان الناتتان في أسفل الرجل (الجوزتان) ‪.‬‬ ‫البطر ‪ :‬الخيلا‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫يبين لنا رسول الله عيله في هذا الحديث الشريف ‪ 0‬صفة لباس المؤمن ©‬ ‫وإلى أي حد يجوز للرجل أن يطيل ثوبه ‪ 0‬وحدد ذلك بنصف الساق ‪ 0‬ورخص‬ ‫له فيما بينه وبين الكعبين ‪ 0‬وشدد في الزيادة على ذلك بقوله عليه الصلاة‬ ‫والسلام ‪« :‬وما أسفل من ذلك ففي النار وكرَّرها ثلاث مرات زيادة في الوعيد ‪.‬‬ ‫وبقوله تليه ‪«:‬ولا ينظر الله إلى من يجر إزاره بطرًا» ‪ .‬فيجب على‬ ‫الرجل المسلم أن لا يطيل ثيابه حتى لا يقع في مخالفة أمر الرسول علقه ‪ ،‬الذي‬ ‫هو من أمر الله عز وجل ‪ 4‬لأن طاعة الرسول ۔عليه الصلاة والسلام طاعة‬ ‫‏_ ‪ ٣٩‬۔‬ ‫لله ى ومعصية الرسول معصية لله تعالى ‪ 0‬قال جل وعلا ‪ :‬من يطع الرسول‬ ‫فقد أطاع اللهگه النساء ‏‪. ٨٠‬‬ ‫فإذا صدر الأمر من الله عز وجل أو من الرسول تله بفعل شيء أو‬ ‫تركه ‪ 0‬وجب على الإنسان أن يسارع إلى امتثال ذلك الأمر ‪ 0‬فالله سبحانه‬ ‫‪210‬‬ ‫بهمن أمرهم ومَنيَعَصِ أله وَرسُلَهُمَمَذصََصَلَلَامِيًَا ‪ 4‬الأحزاب ‏‪. ٢٦‬‬ ‫وكفى زجرًا وردغا للرجل الذي يطيل ثوبه أسفل الكعبين قوله عل ‪:‬‬ ‫«لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل جر ثوبه خيلا» ث وقوله عَللقك ‪« :‬إن الله‬ ‫لا ينظر إلى مسْبل» ‪.‬‬ ‫الخيلاء ملازم للمسْبل (المطيل ثوبه) ‪:‬‬ ‫وصفة الخيلاء ملازمة لمن يتعدى توبه الكعبين (الجوزتين) ولاشك ‪9‬‬ ‫ويكفي دليلا على ذلك أن النبي عله كان يشتد نكيره على من يرى من الصحابة‬ ‫رضوان الله عليهم مسبل ثوبه ‪ ،‬ولم يكن عليه الصلاة والسلام يسأل من يفعل‬ ‫ذلك عن قصده ‪ ،‬أفعله خيلاء أم لا ‪ 9‬مع أنه علقه أعلم بطهارة سرائر أصحابه‬ ‫وصفاء نفوسهم ‪.‬‬ ‫وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن جر الثوب نفسه خيلاء ث ففي‬ ‫حديث جابر بن سليم ۔ وهو حديث طويل ۔ جاء فيه ‪ ...« :‬وارفع إزارك إلى‬ ‫الساق فإن ابيت فالى الكعبين ‪ 0‬وإياك وإسبال الإزار ‪ 0‬فإنها من‬ ‫نصف‬ ‫المخيلة ‪ 0‬وإن الله لا يحب المخيلة؛ ‪ .‬فهذا نص على أن الإسبال نفسه مخيلة ‪.‬‬ ‫حكم بقية الثياب حكم الإزار ‪:‬‬ ‫لا فرق في الحكم بين جر الإزار وبين جر غيره من الملابس ‪ ،‬فحكم‬ ‫كل ذلك التحريم ‪ 0‬والوعيد متوجه إلى الكل ‪ ،‬ففي حديث أنس عن النبي علة‬ ‫قال ‪« :‬لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل يجر توبه خيلاء» ‪ .‬وعن ابن عمر‬ ‫قال ‪« :‬ما قال رسول الله عيه في الإزار فهو في القميص» ‪.‬‬ ‫فعلى الإنسان أن يترفع عن مواطن الريب ويتحرز لدينه ولا يتشبه بمن‬ ‫غضب اللعهليهم ‪ 0‬فإن من تشبه بقوم فهو منهم ‪ .‬ولشدة غضب الله على‬ ‫المسبل قد لا يمهل له العقاب إلى يوم القيامة بل يعجله له في الدنيا ‪ 0‬قال النبي‬ ‫عليه الصلاة والسلام ‪« :‬بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في‬ ‫الأرض إلى يوم القيامة! ‪.‬‬ ‫ولعظم هذه المعصية فقد قال كثير من العلماء المحققين ببطلان صلاة‬ ‫المسبل ‪ ،‬لأن الصلاة حال تواضع والإسبال حال تكبر ى ولذلك قال ابن مسعود‬ ‫رضي الله عنه عندما رأى أعرابيًا يصلي وهو مسبل ثوبه ‪« :‬المسبل في‬ ‫الصلاة ليس من الله في حل ولا حرم» ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ لا يجوز للرجل أن يطيل ثوبه أسفل الكعبين ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ من أطال توبه تحت الكعبين فهو في النار ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ا لمتكبرين‪‎‬‬ ‫الكعبين خيلا ء » وهي من صفات‬ ‫إطالة‪ ١ ‎‬لتوب تحت‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ ٤‬۔ صلاة من أطال ثوبه باطلة‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٤١‬۔‬ ‫النهي عن الأكل بالشمال‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن جابر بن عبدالله قال ‪:‬‬ ‫« تهى رسول الله علكه أنى تأكل الزجل بشيماله ‪. » ...‬‬ ‫‏‪٢٧٠‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫الشمال ‪ :‬اليد السرى ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫هذا الحديث النبوي الشريف يبين خلقا آخر من أخلاق الإسلام التي ينبغي‬ ‫على المسلمين أن يتحلوا بها ‪ .‬فقد نهي رسول الله عله عن أن يأكل الرجل بيده‬ ‫الشمال ‪ 3‬بل عليه أن يأكل بيده اليمنى ‪ ،‬لأن اليمنى فيها البركة ‪ 0‬وتدل على‬ ‫الخير ‪.‬‬ ‫فلابد من الأكل باليمنى ‪ ،‬لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بذلك ‪ 0‬فقد‬ ‫قال لغلام صغير ‪« :‬يا غلام ‘ س الله تعالى ‪ .‬وكل بيمنك ث وكل مما يليك» ‪.‬‬ ‫يعني ‪ :‬إذا أردت أن تأكل فقل ‪ :‬بسم الله ث وكل بيدك اليمنى ى وكل من قدامك ‪.‬‬ ‫وكما أن الإنسان عليه أن يأكل باليمنى فكذلك عليه أن يشرب بيده‬ ‫اليمنى ‪ 0‬ولا يشرب باليسرى ‪ ،‬فقد نهى الرسول الكريم عن ذلك أيضاً ‪.‬‬ ‫وسبب نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الأكل والشرب بالشمال هو‬ ‫أن الشيطان اللعين يأكل ويشرب بيده الشمال ‪ 0‬قال الرسول العظيم علقه ‪« :‬لا‬ ‫يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها ‪ ،‬فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها» ‪.‬‬ ‫‏_‪ ٤٦٢‬۔‬ ‫فالذي يأكل بشماله أو يشرب بها إنما يتبع الشيطان ۔ لعنه الله ۔وقد نهانا‬ ‫الله تعالى عن اتباعه ‪،‬لأنه يأمر بالفحشاء والمنكر ‪0‬فقال تعالى‪ :‬إثما الذر‬ ‫امنوا لاتتبخوا طويت الشَيطونمنيت خطوت المَتطنن وإنه رمأشم‬ ‫التحت وكره " النور ‏‪. ٢١‬فهل منا منَ يريد أن يتبع الشيطان ويفعل مثل‬ ‫فعله ؟! إن علينا أن نخالفه في كل شيء ء وعلينا أن نتبع أمر الله وأمر رسوله‬ ‫ه في كل شيء ‪.‬‬ ‫ومن أسباب النهي عن الأكل بالشمال ث هو أن الإنسان يتطهر بها من‬ ‫النجاسات ‪ 0‬فهل يرضى أحد أن يأكل بشماله ‪ .‬فاليمنىو مخصصة للأشياء‬ ‫الحسنة ‪ ،‬واليسرى لغير ذلك ‪ .‬ولا تختص اليمنى بالأكل والشرب فقط ‪ ،‬بل‬ ‫على الإنسان أن يصافح غيره بيده اليمنى ‪ ،‬وأن يبتدىء لبس توبه باليمنى ©‬ ‫ولبس نعله باليمنى ‪ 0‬ويبدأ دخول المسجد برجله اليمنى ‪ 0‬وإذا ناول أحدا شيئا‬ ‫ناوله باليد اليمنى ‪ ،‬وإذا أخذ شيئا أخذه بيده اليمنى ‪.‬‬ ‫يقول النبي تلقه ‪« :‬ليأكل أحدكم بيمينه وليشرب بيمينه ‪ ،‬وليأخذ بيمينه ‪.‬‬ ‫وليعط بيمينه ‪ ،‬فإن الشيطان يأكل بشماله ‪ .‬ويشرب بشماله © ويعطي بشماله ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بشماله»‬ ‫ويأخذ‬ ‫ويتطهر الإنسان بيده الشمال ‪ ،‬ويبدأ خلع ثوبه بالشمال ‪ ،‬ونعله برجله‬ ‫اليسرى ‪ 0‬ويخرج من المسجد برجله الشمال ‘ ويدخل الحمام بالشمال ويخرج‬ ‫منه برجله اليمنى ‪ 0‬لأنه خرج من القبيح إلى الطيب ‪ ،‬وهكذا الأشياء الطيبة تفعل‬ ‫باليمين ث وما سوى ذلك بالشمال ‪.‬‬ ‫فعلينا بطاعة الله وطاعة رسوله عله ‪ 9‬فإذا أمرنا الله ورسوله بشيء فعلينا‬ ‫أن نفعله ‪ ،‬وإذا نهى الله ورسوله عن شي ء فعلينا أن نتركه ونقول «سمعًا وطاعة‬ ‫۔ ‏‪ ٤٢٣‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫وإذا نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن الأكل باليد الشمال فعلينا أن‬ ‫والذي يخالف أمر رسول الله عله له عذاب أليم ثيقول الله تعالى «مَتَيَحَدَ‬ ‫م‪7‬‬ ‫<‬ ‫مو <‬ ‫و‬ ‫>‬ ‫سم ‪,‬‬ ‫س‬ ‫وه‬ ‫ے‬ ‫م>۔¡‬ ‫‏‪٦٣‬‬ ‫النور‬ ‫عَدَاتآليد ‪4‬‬ ‫أننتصييبهم فتتنةة أتيم‬ ‫الَزسَعَالفُونَعَنَ أمره‬ ‫وفي يوم من الأيام أكل رجل بشماله عند النبي عله ‪ ،‬فقال له الرسول‬ ‫الكريم عليه الصلاة والسلام ‪« :‬كل بيمينك» " فقال الرجل ‪ :‬لا أستطيع ۔ وهو‬ ‫يستطيع لكنه يتكبر ۔ فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ‪« :‬لا استطعت» ‪.‬‬ ‫فما استطاع الرجل أن يرفع يده إلى فمه ‪ 0‬فانظر إلى هذا الرجل ‪ 0‬عاقبه الله‬ ‫تعالى عندما خالف أمر رسوله عه بأن جعله لا يستطيع أن يرفع يده إلى‬ ‫فمه ليأكل { لأنه تكبر عن طاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬النهي عن الأكل باليد الشمال‪. ‎‬‬ ‫وكل‪‎‬‬ ‫وشربه‬ ‫في أكله‬ ‫تنظيما د قبقًا للمسلم‬ ‫ةقد وصع‬ ‫أن‪ ١ ‎‬لإسلام‬ ‫‪-‬‬ ‫تصرفاته‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٤٤‬۔‬ ‫وجوب ستر العورة‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي عة قال ‪ « :‬ملون‬ ‫منى نظز إلى عَؤْرة أخيه ‪ ،‬وملون ممن أبدى عَؤْرَته للناس » ‪.‬‬ ‫‏‪٦١٣٨‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫رحمة‬ ‫من‬ ‫مطرود‬ ‫‪:‬‬ ‫ملعون‬ ‫العورة ‪:‬كل ما يستره الإنسان استنكافا أو استحياء ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وكشف‬ ‫أظهر‬ ‫‪:‬‬ ‫أبدى‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫في هذا الحديث إرشاد من النبي علقه إلى خلقي من أخلاق الإسلام‬ ‫الرجل هي‬ ‫وعورة‬ ‫الناسك‬ ‫النظر إلى عورات‬ ‫وعدم‬ ‫ستر العورة‬ ‫الفاضلة ‪ 6‬وهو‬ ‫من السرة فما تحت للى الركبتين ‪ ،‬والمرأة كلها عورة إلآ الوجه والكفين ‪.‬‬ ‫وقد نهى رسولنا الكريم عيه عن النظر إلى عورات الناس فقال ‪« :‬ملعون‬ ‫من نظر إلى عورة أخيه» ‪ .‬أي أن من نظر إلى عورة إنسان ‘ رجلا كان أو‬ ‫امرأة فهو ملعون مطرود من رحمة الله ث لأن رحمته سبحانه وتعالى يستحقها‬ ‫‪.‬‬ ‫فحراد‬ ‫الناس‬ ‫عورات‬ ‫إلى‬ ‫‪ .‬أما النظر‬ ‫بالخلق الحسن‬ ‫المتصفون‬ ‫المؤمنون‬ ‫‏‪ ١‬لله ‘‬ ‫المستحقين لرحمة‬ ‫المؤمنين‬ ‫‘ وليس من‬ ‫ذلك ليس فره أ خلا دق‬ ‫و الذ ي يفعل‬ ‫‪.‬‬ ‫رحمته‬ ‫من‬ ‫الله تعالى بلعنه ويطرده‬ ‫لأن‬ ‫كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن كشف العورة وإظهارها للناس ©‬ ‫فقال ‪« :‬وملعون من أبدى عورته للناس» ‪ ،‬فلا يجوز للرجل أن يرى الاخرون‬ ‫۔ ‏‪ ٤٥‬۔‬ ‫منه شيئا من السرة فما تحت إلى الركبتين © ومن فعل ذلك مثل أن يلبس ثيابا‬ ‫قصيرة إلى منتصف الفخذ ولا يغطي كل فخذه إلى الركبة فقد فعل حراما © والله‬ ‫يلعنه ويغضب عليه ويطرده من رحمته ‪ 0‬وكذلك الذي ينظر إليه فهو معلون‬ ‫مثله ث والله يلعنه ويغضب عليه ‪.‬‬ ‫والمرأة التي لا تغطي شعر رأسها ‪ ،‬ولا ذراعيها ‪ ،‬أو تلبس نيابًا قصيرة ‪.‬‬ ‫أو ثيابا ضيقة ‪ ،‬أو ثيابا شفافة رقيقة ‪ ،‬فهي ملعونة ‪ ،‬يلعنها الله ويغضب عليها ‪.‬‬ ‫يقول النبى تله ‪« :‬صنفان من أهل النار لم أرَهما ث قوم معهم سياط‬ ‫كأذناب البقر يضربون بها الناس ث ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ‪.‬‬ ‫رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ‪ 9‬لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ‪ 0‬وإن ريحها‬ ‫لتوجد من مسيرة كذا وكذا! ‪.‬‬ ‫فهذا النبي عه قد جعل النساء الكاسيات العاريات من أهل النار } ولا‬ ‫يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ‪ .‬ومعنى كاسيات عاريات" ‪ :‬أنهن يلبسن ثيابا‬ ‫ولكن قد تكون ضيقة جذا أو غير ساترة للجسد كله ‪ ،‬أو شفافة يظهر الجسد‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫والله سبحانه وتعالى قد أمر المؤمنين بغض البصر فقال ‪ :‬لقللمؤمن‬ ‫مضوا ين أبصرهمم» ‪ .‬وأمر المؤمنات بغض البصر فقال ‪ « :‬وَقللَلْمُوََلتِ‬ ‫تَضصسرَ من أبصَلرهنَ‪ 4 4‬ومعنى ذلك أن الرجل عليه إذا رأى عورة رجل‬ ‫او امرأة أن يغض من بصره ‪ ،‬أي يصد عن ذلك ولا ينظر إليه ‪ .‬وكذلك المرأة‬ ‫عليها أن لا تنظر إلى عورة الرجل ‪.‬‬ ‫وقد سئل الرسول الكريم تيه عن نظر الفجأة ث فقال ‪ :‬اصرف بصرك ‪.‬‬ ‫يعني أن الإنسان المسلم إذا رأى شيئا بدون قصد ‪ ،‬وكان النظر إلى ذلك الشيء‬ ‫‏_ ‪ ٤٦‬۔‬ ‫حراما متل عورة رجل أو امرأة فليصد بصره عن ذلك ‪.‬‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب ‪« :‬يا علي لا تثبع النظرة‬ ‫النظرة ى فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة! ‪ .‬ومعنى ذلك أنك إذا نظرت إلى‬ ‫محرم بدون قصد ولا تعمد منك فصد عنه ولا ترجع فتنظر إليه ‪ 9‬فإنك في المرة‬ ‫الأولى لا تأثم لأنك غير متعمد ‪ ،‬أما إذا رجعت فنظرت مرة ثانية فإنك تصير‬ ‫متعمدا فتقع في الإثم وترتكب معصية من المعاصي ‪.‬‬ ‫والشيطان اللعين يحاول دائماً أن يجعل المسلم ينظر إلى المحرمات ‪ ،‬مثل‬ ‫أن تمر امرأة فيوسوس له الشيطان أن ينظر إليها © قال رسول الله عيه ‪« :‬ما‬ ‫من نظرة إلآ وللشنيطان فيها مطمع» ‪ 0‬يعني أن الشيطان لعنه الله يريد أن يفتن‬ ‫الإنسان بتلك النظرة ث ويوقعه بسببها في المهالك والمعاصي ‪.‬‬ ‫فعلى المسلم أن لا يطيع الشيطان ‪ 0‬وأن يستعيذ بالله من شرَه ث وعليه‬ ‫أن يغض بصره عن الحرام ‪ 0‬وأن يطيع أمر الله وأمر رسوله عله © فإن الله‬ ‫تعالى يأجره على ذلك ‪ ،‬ويعوّضه عن النظر إلى الحرام أجرًَا وثوابًا وإيمانا ‪.‬‬ ‫قال رسول الله عه عن ربه عز وجل ‪« :‬النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ‏‪٠‬‬ ‫من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه ‪.‬‬ ‫ووعد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالجنة من يكف بصره عن‬ ‫الحرام ‪ 0‬يقول عَيقه ‪« :‬ثلاثة لا ترى أعينهم النار ‪ :‬عين حرست في سبيل الله ‪9‬‬ ‫وعين بكت من خشية الله ث وعين كفت عن محارم الله» ‪ .‬فإذا كانت النار لا‬ ‫تمس عين من يكف بصره عن الحرام فمعنى ذلك أن مصيره إلى الجنة‬ ‫‪.‬‬ ‫) لله‬ ‫ورصو ) ن‬ ‫۔_‪٤٧‬‏ ۔‬ ‫فيا أخي المسلم ‪:‬‬ ‫ألست تريد أن يجعل الله تعالى في قلبك حلاوة الإيمان ‪ ،‬وتكون من‬ ‫المؤمنين الذين لا تمس النان أعينهم ‪ 0‬إذا أردت ذلك فعليك أن لا تنظر إلى‬ ‫الحرام ‪ ،‬فإذا رأيت امرأة عارية غير مستترة فاصرف بصرك ولا تنظر إليها ‪.‬‬ ‫وإذا رأيت رجلا بدا شيء من عورته فاصرف بصرك ولا تنظر إليه ى حتى‬ ‫لا ينعنك الله ‪ .‬كما عليك أن تستر نفسك فلا يظهر منك شيء من عورتك ‪ 0‬حتى‬ ‫الله »‪ .‬ويدخلك فسيح جناته ‪.‬‬ ‫تستحق رضوان‬ ‫وأنت يا أختي المسلمة ‪:‬‬ ‫تمسكي بأوامر الله تعالى وأوامر رسوله ته ‪ 0‬ولا تنظري إلى عورات‬ ‫أن‬ ‫‪ .‬وعليك‬ ‫عنه‬ ‫رأيت رجلا ففضّي بصرك‬ ‫الرجال ‪ 0‬فإذا‬ ‫الناس وعورات‬ ‫‪ 4‬حتى لا تكوني ملعونة مطرود ة من‬ ‫تتمسكي بحجابك و لا تبدي محاسن جسدك‬ ‫رحمة الله © ولكي يعوّضك إيمانا تجدين حلاوته في قلبك ث وحتى لا تمس النار‬ ‫عينيك ‪ ،‬ولتكوني من أهل الجنة إن شاء الله ‪.‬‬ ‫ما يؤخذ من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ النهي الشديد عن النظر إلى عورات الناس‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ النهي الشديد عن إبداء الإنسان عورته‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬إن من أخلاق الإسلام المحافظة على الحرمات ء وستر العورات‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٤٨‬۔‬ ‫تحريم عقوق الوالدين‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال ‪ :‬بلغني أن رسول الله عة قال ‪« :‬‬ ‫رك وَالدێه ولم يَذخل بهما الجنة فلا أذركئهما » ‪.‬‬ ‫‏‪٧٢٥‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث‬ ‫وقال عليه السلام ‪ « :‬ممن مَاجَرَ أحَدَ والده سَاعَة من تنهار كان من أل‬ ‫النار ى إلا أن يَتَوبَ » ‪.‬‬ ‫‏‪٧٢٦‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫‪.‬‬ ‫والأم‬ ‫الأب‬ ‫‪:‬‬ ‫الوالدان‬ ‫حياتهما ‪.‬‬ ‫والديه ‪ :‬لحق‬ ‫أدرك‬ ‫من‬ ‫فلا أدركهما ف‪:‬كأنه لم يدركهما ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وصد‬ ‫‪ :‬أعرض‬ ‫هاجر‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫أمر الله تبارك وتعالى الإنسان بطاعة والديه ‪ 4‬ووصَاه ببرهما والإحسان‬ ‫ستا ‪4‬‬ ‫ولدن‬ ‫تعدوا ا لا إياه ‪9‬و‬ ‫ا‬ ‫ريك‬ ‫‪ 7 3 :‬ى‬ ‫سبحانه‬ ‫‪ .‬فقال‬ ‫إليهما‬ ‫فتكا بوا والو لدن‬ ‫الإسراء ‏‪ 0 ٢٣‬وقال عز وجل ‪ :‬فزوا عيده واه‬ ‫على بر الوالدين ‘‬ ‫ايات القران العظيم تحث‬ ‫‏‪ 0 ٣٦‬وكتير من‬ ‫إِحَسننًاه النساء‬ ‫‪ .‬كقوله‬ ‫‪ 06‬و ) لتكلم عليهما و الشدة عند مخا طبتهما‬ ‫عصيانهما و عقو قهما‬ ‫وتنهمى عن‬ ‫مارتلَلهمَاتَرلاكَرييمَاه الإسراء ‏‪. ٢٣‬‬ ‫تعالى ‪ :‬للا تمل عم‬ ‫منهما بقولك ‪ :‬أذف ‪ 0‬ولا تغخضب عليهما ‪.‬‬ ‫كلمتهما فلاتتضجر‬ ‫أي ‪:‬إذا‬ ‫‏_ ‪ ٤٩‬۔‬ ‫لهما كلاما شديدا ‪ 0‬فإن هذا كله حرام ‪ 9‬بل إذا كلمتهما فقل لهما قولآً كريما ه‬ ‫لينا سهلا ‪ 0‬ومهما فعلا بك فلا تغضب ‪ ،‬لأن الله أوجب طاعتهما عليك ‪.‬‬ ‫ولو نظرت إلى الآيات التي تحدثت عن بر الوالدين لوجدت أن كثيرًا منها‬ ‫جعلت الأمر بالإحسان إليهما مقرونا بالأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته ©‬ ‫تأكيذا على وجوب طاعة الوالدين والرفق بهما ‪.‬‬ ‫وفي سنة رسول الله عه كثير من الأحاديث التي تحدثت في هذا الشأن ‪.‬‬ ‫فقد قال رسول الله عيه ‪« :‬ألا أونبئكم بأكبر الكبائر ۔ ثلاث مرات ۔ قالوا ‪ :‬بلى‬ ‫يارسول الله ‪ 0‬قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ث وكان متكئا فجلس فقال ‪:‬‬ ‫ألا وقول الزور وشهادة الزور! فمازال يكررها حتى قال الصحابة ‪ :‬ليته سكت ‪.‬‬ ‫فانظر كيف جعل النبي ته عقوق الوالدين ۔ وهو عصيانهما وعدم‬ ‫الإحسان إليهما ۔ مقروئا بالشرك ‪ .‬فعقوق الوالدين إثم كبيز وذنب عظيم ‪.‬‬ ‫وفي الحديثين السابقين نهي وزجر عن عقوقهما ‪:‬‬ ‫‪« :‬من أدرك والديه ولم يدخل بهما الجنة» يعني‬ ‫الحديث الذول ‪ :‬قوله ‪:‬‬ ‫أن الذي يمتد به عمره فيكبر بعد أن كان صغيرًا ‪ 0‬ويجد أبويه وقد كبرا وأصبحا‬ ‫عجوزين ‪ ،‬ولم يحسن إليهما ‪ 0‬ولم يطعمهما ‪ 0‬ولم يحترمهما ‪ 0‬ولا أنفق عليهما‬ ‫من ماله ‪ 0‬ولم يلين القول لهما ث أو عقهما وصار يغضب عليهما ‪ 0‬أو يتكلم‬ ‫عليهما كلاما شديدا أو تضجّر منهما ‪« 0‬ولم يدخل بهما الجنة أي أن طاعة‬ ‫الوالدين والبر بهما سبب لدخوله الجنة ث لأن الذي يطيع والديه فقد أطاع الله ‪.‬‬ ‫والذي يعصيهما فقد عصى الله ‪.‬‬ ‫قال علة ‪« :‬رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين ث وسخط الله‬ ‫تبارك وتعالى في سخط الوالدين» ‪ 0‬والسخط هو الغضب ‪ ،‬فمن فعل شيئا من‬ ‫ذلك «فلا أدركهما» أي كأنه لم يدركهما ولم يلحقهما في حياتهما ‪ .‬ومعنى ذلك‬ ‫أنه لا فائدة في كون الإنسان أدرك والبيه وعاش معهما ‪ 0‬ولم يحسن إليهما ‪.‬‬ ‫لأن المطلوب من الإنسان إذا أدركهما في حياته أن يبرهما ‪ 0‬فإذا لم يبرهما‬ ‫فإدراكه لهما لا ينفعه بل يضره ويدخله النار بسبب أنه قصّر في حقوق والديه ‪.‬‬ ‫ولم يطع أمر الله الذي أمر بطاعتهما ‪ .‬فطاعتهما واجبة ث وعصيانهما حرام‬ ‫وكبيرة من كبائر الذنوب ‪ ،‬تخلد صاحبها في نار جهنم ۔ والعياذ بالله ۔ إلآ إذا‬ ‫تاب ‪.‬‬ ‫الحديث الثاني ‪ :‬قوله علي ‪« :‬من هاجر أحد والديه ساعة أي أن من‬ ‫غضب من أحد والديه فلم يكلمهما أو خرج عنهما وقد فعل لهما شيئا مما نهاه‬ ‫الله عنه «كان من أهل النار» ش أي أن الله تبارك وتعالى يغضب عليه ويلعنه‬ ‫ويصير يوم القيامة إلى نار جهنم ‪ .‬ويصبح من أهلها فيسكنها ولا يخرج منها ‪.‬‬ ‫«إلآً أن يتوب» ‪.‬‬ ‫أي أن الله تبارك وتعالى يرضى عن الولد الذي هاجر والديه أو أحدهما‬ ‫إذا تاب بأن يذهب إليهما ويرضيهما ويستغفر الله تعالى مما فعل في حقهما ولا‬ ‫يعود إلى ذلك مرة أخرى ‪.‬‬ ‫وحق الوالدين على ولدهما حق عظيم ‪ ،‬لأن فضلهما عليه من قبل أن‬ ‫يولد ‪ 9‬فأمه تحمله في بطنها تسعة أشهر ‪ ،‬مع الآلام والمتاعب والضعف ‪ ،‬ثم‬ ‫تلده وهي كارهة بسبب ما تلقى من المصاعب والمشاق اثناء الولادة ث ثم ترضعه‬ ‫سنتين كاملتين ‪ 0‬وتربيه وتسهر عليه ‪ 0‬وتراعيه وتغذيه حتى يكبر ‪.‬‬ ‫والأب كذلك يعمل ويجد من أجل أن يحصل على لقمة عيش يغذي بها‬ ‫_ ‪٥١‬‬ ‫ولده ث ويتعب وربما يسافر إلى المكان البعيد من أجل العمل ‪ 0‬ولكي ينفق عليه ‪9‬‬ ‫ويربيه ويشتري له كل ما يحتاجه ‪ 0‬من طعام وشراب وملابس ‪.‬‬ ‫عندما يكبر ان » بسيب‬ ‫‏‪ ١‬لإسلام بير الوالدين ‘ خصوصًا‬ ‫لكل ذلك وصى‬ ‫الإحسان الذي قدماه لأولادهما ‪.‬قال الك تعالى ‪ (« :‬وَقَسَىرنْكَ ألا تيدا إل‬ ‫ترند آنكترََتَدهُما كلاممااقَلاتَشُل قسما تولا‬ ‫اهراللدن ختاما‬ ‫خفض لَهََاجَتَاحَ الذل منَالَحَمَة وَقلرَتّ‬ ‫۔‬ ‫‪ .‬مس‬ ‫نهَرَهمَا تجين‬ ‫سمه‬ ‫س‬ ‫حى‬ ‫‪ 4‬الاسراء ‪.‬‬ ‫را ‪0‬‬ ‫تانى ه‬ ‫‪122‬‬ ‫وبما أن الأم تتعب من أجل الولد أكثر من الأب ‪ 0‬عظم الإسلام حقها ©‬ ‫‪ 4‬فقال ‪ :‬يارسول‬ ‫رجل إلى رسول الله رك‬ ‫الأل ‪ .‬جاء‬ ‫وجعله أكبر من حق‬ ‫قا؟ل ‪:‬أمك ©‬ ‫تي ؟قال ‪:‬أمك ‏‪ ٠‬قال ‪ :‬ثم ممن‬ ‫بحسن‬ ‫ااس ب‬‫ح الن‬ ‫ص أحق‬ ‫الله ث من‬ ‫قال ‪ :‬ثم ممن ؟ قال ‪:‬أمك ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم ممنْ ‪:‬قال ‪ :‬أبوك‬ ‫فعلى الولد المسلم أن يراعي أمه ويخدمها ‪ 0‬ويطيعها أحسن الطاعة ‪ 0‬كما‬ ‫عليه أن يخدم أباه ويطيعه أيضًا ‪.‬‬ ‫ومع أن الإسلام أمر بطاعة الوالدين في كثير من الآيات القرانية‬ ‫والأحاديث النبوية ‪ .‬ومع عظيم فضلهما وحقهما على أولادهما ‪ 0‬فإننا نجد كثيرًَا‬ ‫من الأبناء يعاملون آباءهم وأمهاتهم معاملة سيئة ولا يحترمونهما ‪ 0‬ويكلمونهما‬ ‫كلاماً شديدا } بل هنالك من الأبناء الذين قلوبهم أشد قسوة من الحجارة ‪ 0‬من‬ ‫يضرب والديه بالعصا ؟!‬ ‫والقرآن الكريم يحرم على الولد أن يقول لوالديه كلمة «إأأ“؛ه فكيف بمن‬ ‫يغضب عليهما ‪ 0‬ويغلظ لهما القول او يضربهما ‪.‬‬ ‫إن الذي يعق والديه أو أحدهما ويموتان وهما غير راضيين عنه ‪ ،‬فإن‬ ‫ه تعالى يعاقبه في الدنيا والاخرة ث فسيظهر أحد أبنائه ويفعل به مثلما فعل‬ ‫و بوالديه ‪ 8‬ويوم القيامة يكون من أهل النار ‘ كما جاء في حديث النبى عثة ‪.‬‬ ‫ى فلما أتاه الموت لم يستطع أن يقول ‪:‬‬ ‫مرض شاب في زمن النبي ل‬ ‫إله إلا الله ‪ 0‬لأنه كان يعق والدته ولا يرضيها ‪ 0‬فقال رسول الله عيله ‪« :‬أحيّة‬ ‫لدته ؟! قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فطلبها النبي عليه الصلاة والسلام فجاءت ‪ ،‬فقال لها ‪:‬‬ ‫بذا ابنك ؟» قالت ‪ :‬نعم ث فقال ‪« :‬أرأيت لو أجَجتُ نارا ضخمة ‪ ،‬فقيل لك ‪:‬‬ ‫} شفعت له خلينا عنه وإلا حرّقناه بهذه النار ‪ 0‬أكنت تشفعين له» } قالت ‪:‬‬ ‫رسول الله ‪ 0‬إذا أشفع ‪ ،‬قال ‪« :‬فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عن‬ ‫ك ‪ ،‬قالت ‪ :‬اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني ‪ ،‬فلما‬ ‫ضيت عنه ‪ 0‬نطق ابنها فقال ‪ :‬لا إله إلا الله ‪.‬‬ ‫الحديثين ‪:‬‬ ‫ا يستفاد من‬ ‫‪ ١‬۔ التأكيد على طاعة الوالدين والإحسان إليهما‪. ‎‬‬ ‫عصيانهما‪. ‎‬‬ ‫تحريم‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪ ٢٣‬۔ عظم شأنهما بالنسبة للأولاد‪. ‎‬‬ ‫صلة الرحم‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫‪ :‬قال‬ ‫‪:‬له يقول‬ ‫الله م‬ ‫رسول‬ ‫‪ :‬بلغني عن‬ ‫جابر قال‬ ‫عن‬ ‫أبو عبيدة‬ ‫»‬ ‫قطعني‬ ‫فذ‬ ‫رحمه‬ ‫قطع‬ ‫و صلن يى ‘ ومن‬ ‫فقذ‬ ‫وَصَل رحمه‬ ‫) من‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫‏‪٧٢٣٥‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ‪ .‬الحدبث‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأقارب‬ ‫الحم ‪:‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫يحث الدين الإسلامي يشجع على التواصل ‪ ،‬ويحافظ على الروابط بين‬ ‫الناس ‪ 0‬ويحاول إيجاد المودة بينهم ث ومن أهم تلك الروابط رابطة القرابة التي‬ ‫كثيرًا ما وصى الإسلام بالحفاظ عليها ‪ .‬فأوجب صلة الأرحام وزيارتهم ‪.‬‬ ‫قطيعتهم ‪.‬‬ ‫إليهم وعدم‬ ‫والمودة‬ ‫كتير‬ ‫في‬ ‫صلتهم‬ ‫على‬ ‫‪ -‬بما بدل‬ ‫الأقارب‬ ‫‪ -‬وهم‬ ‫الأرحام‬ ‫ذكر‬ ‫وقد ورد‬ ‫من آيات القرآن الكريم ‪0‬منها قوله تعالى ‪ « :‬واوا اه الرى الرن يه‬ ‫لو و] < ع ذ وأ] ‪ > :1‬ل‬ ‫و تعالى ‪:‬‬ ‫قوله سبحانه‬ ‫ومنها‬ ‫‏‪. ١‬‬ ‫النساء‬ ‫ام ‪«...‬‬ ‫والذ‬ ‫سمره‬ ‫ص‬ ‫م ‪7‬‬ ‫ر‬ ‫س‪_ -‬‬ ‫‏‪. ٣٦‬‬ ‫النساء‬ ‫‪4‬‬ ‫ا لشرف‪.‬‬ ‫‪ :‬عَ ارَبالْوَلِدَن إاستاد و زى‬ ‫رك أ به ‪7‬‬ ‫كما حث النبي ته في كثير من أحاديثه الشريفة على صلة الأقرباء ‪.‬‬ ‫فقال ‪ ... « :‬ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ‪ »..‬ث وسئل عليه‬ ‫الصلاة والسلام ‪ :‬ممن خيرا الناس ؟ فقال ‪« :‬أتقاهم للرب ‪ 0‬وأوصلهم للرحم‬ ‫ه‬ ‫المنكر )‬ ‫وأنهاهم عن‬ ‫ئ‬ ‫بالمعروف‬ ‫وامرهم‬ ‫‏‪ ٥٤‬۔‬ ‫بين‬ ‫الرو ابط‬ ‫على‬ ‫ويحا فظ‬ ‫الرحم ‘‬ ‫صلة‬ ‫على‬ ‫‏‪ ١‬لإسلام‬ ‫يحث‬ ‫هكذا‬ ‫المسلمين ‪ 0‬ولذلك يجب على المسلم أن يعرف أقاربه ويتعلم أنسابه ‪ .‬حتى‬ ‫يعرف من يخصونه فيزورهم ويصلهم ‘ ولكي تتقوى الروابط بينه وبين‬ ‫أرحامه ‪ 0‬يقول النبي عه ‪« :‬تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ‪. »...‬‬ ‫ولأجل القرابة وصَّى الإسلام بالجار القريب أكثر من الجار غير‬ ‫القريب ‪ ،‬لأن الجار القريب له حقان ‪ :‬حق الجوار وحق القرابة ث قال الله‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫م ۔‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪4‬‬ ‫س‬ ‫<‬ ‫سيو‬ ‫ر۔‬‫م‬ ‫صر‬ ‫سے‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫سرسر‬ ‫;ح۔‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪ .‬۔ ے‬ ‫‪.‬‬ ‫سر‬ ‫ج مر ‏‪& ٤‬‬ ‫‪ ٦‬س“ م‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪-‬‬ ‫ا لقشرن‬ ‫وبر ى‬ ‫حسلنا‬ ‫ا‬ ‫لوالدنن‬ ‫_ دا‬ ‫ح شا‬ ‫وا ي‬ ‫لسر‬ ‫و‬ ‫\ لله‬ ‫وأ‬ ‫‪ :‬ز ا ‪..-‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫تعا لى‬ ‫والك‪ .‬رأا] تكين والجار زى القرن ه النساء ‏‪. ٣٦‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ,‬س‬ ‫مح ‪ .‬رم‬ ‫سر ے ح ے‬ ‫‏‪ ٣ .٨‬۔إ ‪ .‬ے‬ ‫م < ےہ‬ ‫كيف تصل أرحامك ؟‬ ‫وصلة الأرحام والأقارب تكون بالزيارة والوصول إليهم والتودد إليهم‬ ‫والنفقة على المحتاج منهم ث ومعرفة أحوالهم ‪ 0‬والتغافل عن زلاتهم ث وطلاقة‬ ‫الوجه لهم ‪ 0‬والتعاون معهم على قضاء الحوائج ‪ 0‬ومساعدتهم على الخير‬ ‫والبر ‪ .‬وتحمل أذاهم ث وعدم رد الإساءة بمثلها ث وأقل ما يصل الإنسان به‬ ‫رحمه إرسال السلام إليهم ‪.‬‬ ‫وقد رغب الإسلام في زيارة الأقرباء لما فيها من الأجر العظيم ى روى‬ ‫الإمام الربيع عن أبي عبيدة قال ‪ :‬رغب رسول الله تله في زيارة القرابة ‪.‬‬ ‫وعيادة المرضى ‪ ،‬وقال ‪« :‬لو علمتم ما فيهما من الأجر ما تخلفتم عنهما ‪ ،‬والله‬ ‫يكتب بكل خطوة من ذلك عشر حسنات» ‪.‬‬ ‫والذي يصل رحمه ‪ ،‬ويبر أقرباءه يوسع الله له في رزقه ويطيل عمره‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي علبه الصلاة و السىلام‬ ‫‘ يقول‬ ‫ويد فع عنه ميتة السو ء ويد فع عنه الشرور‬ ‫‪٥٥‬‬ ‫«تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ‘ فلن صلة الرحم محبة في ‏‪ ١‬لأهل ‘‬ ‫مثراة في المال ث منسأة في الأقر؛ ‪ 0‬ومعنى «منسأة في الأفر؛ زيادة في العمر ‪.‬‬ ‫وصلة الرحم يزيد ‏‪ ١‬لله بهما في‬ ‫‪« :‬إن الصدقة‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام‬ ‫العمر ‪ 0‬ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور» ‪ 0‬والزيادة في‬ ‫العمر ‪ 0‬تعني البركة فيه بزيادة الأعمال الصالحة ‪ 0‬وكثرة أفعال الخير ‪.‬‬ ‫وإذا كان الإسلام أمر بصلة الأرحام فإنه نهى عن قطيعتهم وعدم‬ ‫مواصلتهم ‪ ،‬فقال النبي عل ‪« :‬إن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم» ©‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪ :‬ثلاثة لا يدخلون الجنة ‪ :‬مدمن الخمر ‪ 0‬وقاطع‬ ‫الرحم ث ومصتق بالسحر؛ ‪.‬‬ ‫وفي الحديث القدسي المروي عن الله تبارك وتعالى ‪« :‬من وصل رحمه‬ ‫فقد وصلني ‘ ومن قطع رحمه فقد قطعني»؛ حث عظيم على صلة الأرحام ‏‪٨‬‬ ‫وزجر شديد عن قطيعتهم ‪ .‬ومعنى «من وصل رحمه فقد وصلني» من فعل مع‬ ‫رحمه ما أمرته بفعله من المواصلة والصلة ‪ ،‬فقد امتثل أمري وأدى ما أوجبت‬ ‫عليه ث واستحق الثناء والثواب ‪.‬‬ ‫ومعنى «ومن قطع رحمه فقد قطعني» ‪ ،‬من لم يمتثل ما أمرته به من‬ ‫إيصال البر والمعروف إلى رحمه ‪ 8‬فقد خالف أمري وتعرض لقطيعتي ‪ 0‬والذي‬ ‫يقطعه الله يغضب عليه ولا يرحمه ‪.‬‬ ‫فعلى المسلم أن يصل رحمه ‪ ،‬ولا يجوز له أن يقطعهم ولو قطعوه فعليه‬ ‫بمواصلتهم وتحمل أذاهم ‪ 0‬فقد قال المصطفى تة لعلي بن أبي طالب ‪« :‬ألا‬ ‫أخلاق الدنيا وا لاخرة ‪ :‬أن تصل من قطعك ‪ 0‬وتعطي من‬ ‫أدلك على أكرم‬ ‫‏‪ ٥٦‬۔‬ ‫حرمك ‪ 0‬وتعفو عمن ظلمك» ث وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬أفضن الصدقة ‪.‬‬ ‫الصدقة على ذي الرحم الكاشح» ‪ 0‬والكاشح هو الذي في نفسه عداوة ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ وجوب صلة الرحم ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ تحريم قطيعة الأرحام ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ لا يقطع المسلم أرحامه ولو قطعوه ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬صلة الرحم من أسباب رضى ا له تعالى © وقطيعتها موجبة لسخطه ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫قول الخير واحترام الجار‬ ‫ن كان ;نؤمن‬ ‫‏‪ » : ٢‬م ئ‬ ‫الله‬ ‫‪ :‬قال رسول‬ ‫ريد قال‬ ‫جابر بن‬ ‫أبو عبيدة عن‬ ‫با لله واليوم الا خر ى فليقل خَيْرًا أزو لتصْسث ى ولا يؤذي جَاره أبَدَا» ‪.‬‬ ‫‏‪٦٨٢٣‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫‪ :‬يسكت ‪.‬‬ ‫بصمت‬ ‫يؤذي ‪ :‬يضر‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫الشطر الأول من الحديث ‪« :‬من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرًَا‬ ‫أو ليصمت» ‪ :‬إن الذي يؤمن بالله تعالى واليوم الاخر ‪ 0‬لا يقول إلا خيرًا ‪ ،‬فلا‬ ‫يطلق للسانه العنان ‪ ،‬ليخوض فيما لياعنيه من أمور ى لعلمه بمراقبة الله سبحانه‬ ‫يفط ينقل إلَالَدَيهِرَقت‬ ‫وتعالى له ‪ ،‬فإنه لم يترك سدى ‪ ،‬قال تعالى‬ ‫عَتيد» (سورة ق ‏‪ 0 )١٨‬وقد ورد عن النبي علقه أنه قال ‪«:‬كل كلام ابن ادم‬ ‫عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله» ‪.‬‬ ‫وكان السلف الصالح أخوف ما يخافون على أنفسهم من ألسنتهم ‪ .‬فعن‬ ‫ابن مسعود أنه قال ‪ :‬ما شيء أحق بطول سجن من اللسان ‪ ،‬ورُئي ابن عباس‬ ‫بين الركن والمقام قائما اخا بطرف لسانه وهو يقول ‪ :‬ويحك ‪ ،‬قل خيرًا تغنم ه‬ ‫واسكت عن شر تسلم ‪.‬‬ ‫والنطق من أعظم النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على الإنسان ‪.‬‬ ‫فيجب شكرها بأن لا يقول إلا خيرًا ‪ .‬ولقول الخير مجال واسع ى فالدعوة إلى‬ ‫‏_ ‪ ٥٨‬۔‬ ‫الله تعالى من قول الخير ‪ ،‬وذلك مثل أن يرى المسلم أخاه غير ملتزم بأوامر‬ ‫الله تعالى ‪ ،‬فيأمره بتقوى الله ‪ 0‬ويحذره من عقابه الذي أعده لمن عصاه ‪ ،‬ويبين‬ ‫له الطريق المستقيم } الذي يجب عليه أن يسلكه ‪.‬‬ ‫وتعليم الجاهل بأمور دينه من قول الخير ى والأمر بالمعروف والنهي عن‬ ‫المنكر ۔ وهما من أعظم الواجبات ۔ من قول الخير ‪ ،‬والسعي في الإصلاح بين‬ ‫الناس من الخير أيضا ‪ .‬فإن خلا الكلام من الخير وجب عليه أن يصمت ‪ ،‬فإن‬ ‫من سكت نجا من الإثم ى ومن حُسْن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ‪.‬‬ ‫يروى أن أعراببًا كان يجالس الشعبي ‘ فكان يكثر الصمت ‪ ،‬فقال له‬ ‫الشنعبي يوماً ‪ :‬مالك لا تتكلم ث قال ‪ :‬أسكت فأسلم وأسمع فأعلم ‪.‬‬ ‫وفي تقديمه عيله لقول الخير على الصمت ما يدل على أفضلية قول الخير‬ ‫عى الصمت ‪ ،‬فإنه عيله إنما أمر بالصمت عند عدم قول الخير ‪.‬‬ ‫لن دولا يؤذي جاره أبدأ! ‪:‬‬ ‫التشنطر الثاني من الحديث ‪ :‬قوله‬ ‫أي ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره ى لا بلسانه كالشتم‬ ‫له ‪ 0‬ولا بجوارحه بحيث يلحق الضرر به أو بأسرته } ولا بدهائه ومكائده ‪.‬‬ ‫فقد قال عفلق ‪« :‬والله لا يؤمن ‪ ،‬والله لا يؤمن ى والله لا يؤمن» قيل ‪ :‬من يارسول‬ ‫الله ؟ قال ‪« :‬الذي لا يأمن جاره بوائقه» أي شره ‪.‬‬ ‫ولعظم حرمة الجار فإن المعصية في حقه تضاعف ‪ ،‬فعن المقداد بن‬ ‫الأسود قال ‪ :‬قال رسول الله علقه ‪« :‬ما تقولون في الزنى» ؟ قالوا ‪ :‬حرام حرَّمه‬ ‫الك ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رسول الله علقه ‪« :‬لأن يزني‬ ‫الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره» ث قال ‪« :‬ما تقولون‬ ‫في السرقة ؟ قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام ‪ ،‬قال ‪« :‬لأن يسرق الرجل‬ ‫من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره! ‪.‬‬ ‫فإذا كان الزنى الذي حرمه الله ورسوله ث وجعل لمن ارتكبه أشد‬ ‫الجار ‪.‬‬ ‫إتمه في حق‬ ‫العقوبات ؛ الرجم للمحصن ‪ ،‬والجلد للبكر ‏‪ ٠0‬يضاعف‬ ‫فكفى بهذا رادعا من إيذاء الجار ‪ 0‬وتنفيرًا من التقصير في حقه ‪.‬‬ ‫ولم يقف الحد عند كف الأذى عن الجار ‪ .‬بل أوجب له حقوقا ‪ 4‬وحث‬ ‫على إكرامه ورعاية مصالحه ‪ 8‬فقد نفى عل الإيمان عمن يشبع وجاره يتقلب‬ ‫في رمضاء الجوع ‪ ،‬فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫تله ‪« :‬ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع» ‪.‬‬ ‫ولكثرة إيصاء جبريل عليه السلام للنبي تزل بالجار ظن عليه الصلاة‬ ‫الصلاة‬ ‫حقا ‪ .‬فقد قال عليه‬ ‫جاره‬ ‫له ميراث‬ ‫والسلام أن الجار ربما يفرض‬ ‫والسلام ‪« :‬مازال جبريل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه تىيّورّثه» ‪.‬‬ ‫أنواع الجيران ‪:‬‬ ‫الجيران ثلاثة أنواع ‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬جار له ثلاثة حقوق ‪ ،‬وهو الجار المسلم ذو الرحم ‪ ،‬فله حق‬ ‫الجوار ث وحق الإسلام ث وحق الرحم (القرابة) ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬جار له حقان ‪ ،‬وهو الجار المسلم ‪ 4‬له حق الجوار وحق الإسلام ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬جار له حق واحد ‪ 0‬وهو الجار غير المسلم ‪ 0‬له حق الجوار فقط ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫ما يستفاد من‬ ‫‪ ١‬۔ الكلام في الخير أفضل من الصمت‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ الصمت أفضل من الكلام فيما لا يفيد‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ النطق نعمة يجب استعمالها في الخير وكفها عن الشر‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ وجوب الإحسان إلى الجار‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ من اذى جاره فليس بمؤمن‪. ‎‬‬ ‫۔ ‏‪ ٦١‬۔‬ ‫النهمي عن إضاعة المال‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال ‪:‬بلغني أن رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم هنهى عَنْ قيل وقال ‪ ،‬وَتَضييع المال » ‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم ‏‪٥٦٧‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫ينهى رسول الله عه في الجزء الأول من هذا الحديث أن يشتغل المسلم‬ ‫بالكلام الذي لا فائدة من ورائه ‪ ،‬كالمزاح غير اللائق ‪ 0‬وما أشبه ذلك من فضول‬ ‫الكلام الذي يجب على المسلم أن يترفع عنه ‪ 0‬فإن المسلم لا يضيع وقته في‬ ‫سفاسف الأمور ‪ 0‬وحضور مجالس اللغو واللهو ث بل يجب عليه أن يهتم بما‬ ‫هو أنفع له في الدار الاخرة ‪ 0‬مثل ذكر الله تعالى وغيره من صنوف الطاعات ه‬ ‫وطلب العلم وقراءة الكتب النافعة ‪ .‬ويهتم بما هو أنفع لأمته من إبلاغ الدعوة‬ ‫الإسلامية إلى جميع الناس ‪ 0‬والسعي إلى إصلاح أفراد المجتمع المسلم الذين‬ ‫انحرفوا عن الطريق السوي ‘‪ ،‬طريق الصلاح والاستقامة والأخذ بأيديهم ‘‬ ‫والنصح لهم وإرشادهم إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون كل الحرص على‬ ‫الاستفادة من الوقت وعدم تضييع لحظة واحدة منه ‪ 0‬فلن عمر الإنسان محدود ‪.‬‬ ‫وأنفاسه معدودة ‪ 0‬ولا يدري متى يفجأه الموت ‪ .‬وعندما عرف المسلمون قيمة‬ ‫الوقت أصاخ الزمان لهم واستدار إليهم ‪ .‬فصاروا قادة للبشرية إلى طريق الخير‬ ‫والرشاد ‪ 0‬وحرروا الإنسانية من عبادة العباد ‪ 0‬لتكون العبادة لرب العباد ‪.‬‬ ‫وعندما انتكس المسلمون بتفريطهم في تعاليم دينهم وأخذوا يضيعون‬ ‫‏_ ‪ ٦٢‬۔‬ ‫أوقاتهم فيما يضرهم ولا ينفعهم ‪ .‬أصبحوا أضحوكة لكل الأمم والشنعوب ‪ 0‬بل‬ ‫أصبحت الأمم الأخرى تنظر إليهم على أنهم أهل البطالة والكسل ‪ ،‬مثلما ابتليت‬ ‫به المجتمعات من إضاعة الوقت في تجمعات يكثر فيها اللغو ‪.‬‬ ‫وأما الجزء الثاني من الحديث فهو يتعلق بالنهي عن إضاعة المال ‪ ،‬إذ‬ ‫المال قوام الأنفس ‪ ،‬به تحيا وتعيش ‪ ،‬وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم‬ ‫وصفا دقيقا في قوله عز وجل ‪« :‬ولاتؤئراالسقهاءآمرلكم الى جَعانَُلك‬ ‫قيَمّاه النساء ‏‪ . ٥‬أي قواما لأبدانكم ومعاشا لأهلكم وأولادكم ‪ ،‬فالمال به قيام‬ ‫الحياة البشرية ‪ .‬فيجب عدم التفريط فيه بوضعه في غير مواضعه التي شرعها‬ ‫الله تعالى له ‪ 0‬وكم من أموال أنفقها صاحبها فعادت بالحسرة والندامة } ولذا‬ ‫فقد منع الله سبحانه وتعالى إتيان السفهاء الأموال حتى لا يتلاعبوا بها وينفقوها‬ ‫في غير محلها ‪.‬‬ ‫ولأهمية المال في حياة الإنسان فقد حث عليه الصلاة والسلام على كسب‬ ‫المال الحلال ث ونهى عن الخمول والكسل والدعة وحب الراحة ‪ ،‬فعن أبي‬ ‫هريرة قال ‪ :‬قال رسول الله علقه ‪« :‬لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير‬ ‫له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه؛ ‪.‬‬ ‫لن الإسلام يريد أن يرتقي بالإنسان من أن يبذل ماء وجهه للناس ‪ 0‬وتحمل‬ ‫مشاق الكسب خير للإنسان من أن يصبح عالة على المجتمع يعيش على فضالة‬ ‫موائد الأغنياء ‪ .‬ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى طلب الحلال واجبًا على كل‬ ‫فرد } قال علقه ‪« :‬طلب الحلال واجب على كل مسلم» ‪.‬‬ ‫وليحذر المسلم في حال كسبه أن يدخل فيه درهما من حرام ‪ 0‬فلن من‬ ‫أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الدرهم والدينار من أين اكتسبه وفيم أنفقه ‪.‬‬ ‫۔ ‏‪ ٦٢٣‬۔‬ ‫عن أربع ‘‬ ‫يسأل‬ ‫يوم ) لقيامة حتى‬ ‫قدما عبد‬ ‫‪« :‬لن تزول‬ ‫| لله ل‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ ‫وفيم‬ ‫اكتسبه‬ ‫أين‬ ‫من‬ ‫ماله‬ ‫‪ 4‬وعن‬ ‫شبابه فيم أبلاه‬ ‫‪ 4‬وعن‬ ‫فيم أفناه‬ ‫عمره‬ ‫عن‬ ‫أنفقه ‪ .‬وعن علمه ماذا عمل به!» ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ المسلم لا يضيع وقته في الكلام الذي لا فائدة منه‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ قيمة الوقت في الإسلام عظيمة جذا‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٣‬المال نعمة عظيمة ‪ 0‬يجب شكرها بأخذه من الحلال وإنفاقه في محله‬ ‫الذي شرع له ‪.‬‬ ‫‪ ٤‬۔ لا يجوز تبذير المال ولا العبث به‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٦٤‬۔‬ ‫تحريم الزمر والنياحة‬ ‫ابو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي عي قال ‪ « :‬صَوتَان‬ ‫ملموتان فيى الننيا والاخرة ى صوت مزيمار عند نعمة ث وَصَوتُ مرنة عند‬ ‫صبية » ‪ .‬وزيد فيها في رواية أخرى ‪ :‬ه لتتم النائحة والجَاليسة إليها‬ ‫مے‬ ‫سص‬ ‫و‬ ‫موه‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫)(‬ ‫و المستَمعَة‬ ‫‏‪٦٢٦‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫‪:‬‬ ‫المفردات‬ ‫ملعونان ‪ :‬مطرودان من رحمة الله ‪.‬‬ ‫المزمار ‪ :‬الة الزمر ‪.‬‬ ‫المرنة ‪ :‬التي ترفع صوتها بالصراخ والبكاء حتى ترن الأرض منها ‪.‬‬ ‫النائحة ‪ :‬التي ترفع صوتها بذكر صفات الميت ‪.‬‬ ‫الشرح ‪:‬‬ ‫يخبرنا النبي عله في هذا الحديث الشريف عن صوتين ملعونين أي مطرودين‬ ‫المرنة وهي النائحة ء‬ ‫المزمار وصوت‬ ‫صوت‬ ‫وجل ‪ .‬هما‬ ‫رحمة الله عر‬ ‫من‬ ‫أما صوت المزمار فيشمل جميع المعازف وهي الات الملاهي بأنواعها المتعددة‬ ‫‏‪ .٠‬فحكم هذه كلها التحريم ‪ 0‬فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ‪:‬‬ ‫متل العود وغيره‬ ‫اليستحلن أقوام من أمتي الرً والحرير والخمر والمعازف" ‪ 0‬والحر هو الفرج ‪.‬‬ ‫فيما قاله ک فقد‬ ‫‏‪ ١‬لله ة‬ ‫رسول‬ ‫وقد صدف‬ ‫‪.‬‬ ‫الزنا المحرم‬ ‫والمعنى أنهم يستحلون‬ ‫استحل كثير من الناس المحرمات وجعلوا لها أسماء أخرى ما أنزل الله بها من‬ ‫سلطان ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬ومحَدِعُودَالَهكلَزِبَامَثواوَمَاْدَعُوك إلا أنسَهُجوَمَا‬ ‫«‬ ‫وو‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫۔ >‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 4‬مس مه ۔ و س‬ ‫‏‪2١‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫له‬ ‫وس‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫‏‪ ٦٥‬۔‬ ‫روت ئ (البقرة ‏‪ )٩‬ث ومنها تسمية الموسيقى والغناء المحرمين بالفن ‪.‬‬ ‫والنبي تله يقرن ذكر الات اللهو مع الزنا والحرير والخمر وهذه أشياء‬ ‫مجمع على تحريمها ۔ ليؤكد على تحريم آلات الملاهي ‪ 0‬حتى لا تحدث أحدنا‬ ‫نفسه فيحل الاستماع إلى هذه المزامير الشيطانية ‪ .‬ويزداد التحريم شدة إذا‬ ‫اقترنت هذه المزامير مع الغناء الذي سماه الله عز وجل لهو الحديث حيث يقول‬ ‫عز من قائل ‪:‬ل والناس مَنبَتعَرىلَهرانحديث ليضلَعَنسَييلاللهوننرحار‬ ‫وَيَتَخْدَمَا هزوا أؤلتيك ثم عَدَات مهمته لقمان ‏‪ . ٦‬ولهو الحديث هو الغناء‬ ‫كما فسره إمام المفسرين ابن عباس وكذا ابن مسعود وابن عمر رضي الله‬ ‫عنهم ‪.‬‬ ‫فالغناء هو الذي يقضي على الأخلاق ‪ 0‬ويفضي إلى تحلل المجتمعات ‪.‬‬ ‫وينشر الرذيلة ث ولشدة إثم سماع الغناء كان السلف الصالح إذا سمعوا غنا‬ ‫وضعوا أصابعهم في اذانهم حتى لا يصل إلى اسماعهم شيء من الحرام ‪.‬‬ ‫وإن من المؤسف حقا أن ينتشر هذا الوباء في مجتمعاتنا ويصبح راسمًا‬ ‫فيها ‪ 0‬حتى صار صناعة للحصول على الأموال الكثيرة وعلى الألقاب التي ليس‬ ‫لها تفسير معقول ‪ .‬وكل هذا يؤدي بالأمة الإسلامية إلى عواقب وخيمة ى فإنا‬ ‫لله وإنا إليه راجعون ‪.‬‬ ‫أما صوت النائحة أو المرنة وهي التي ترفع صوتها بالبكاء عند حدوث‬ ‫مصيبة ث كموت قريب أو ذهاب مال فهذا حرام قَطعًا ث وقد عده النبي عليه‬ ‫الصلاة والسلام من أنواع الكفر بالله ث لأنه يدل على عدم الإيمان بالقضاء والقدر ‪.‬‬ ‫فقال ‪« :‬ثلاثة من الكفر بالله ‪ :‬شق الجيب ‪ ،‬والنياحة ث والطعن في الأنساب» ‪.‬‬ ‫والمراد بشق الجيب تمزيق الثوب غضبا مما وقع ‪.‬‬ ‫‏_‪ ٦٦‬۔‬ ‫والنياحة رفع الصوت بندب الميت وذكر خصاله وصفاته الحميدة ‪.‬‬ ‫ولقد عنمت البلوى وفشت هذه العادات القبيحة المحرمة في أوساط الناس‬ ‫إلا من رحم الله ‪ 0‬فإلى الله المشتكى مما يفغله عباده ‪.‬‬ ‫وقد توعد رسول الله علقه النائحة بأشد العقاب إن لم تتب ‪ ،‬فقال ‪« :‬النياحة‬ ‫من أمر الجاهلية ‪ 0‬وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران‬ ‫ودرعًا من لهب النار» ‪ 0‬والقطران هو النحاس المذاب ‪.‬‬ ‫وليس الوعيد خاصا بالنائحة فقط ‪ 0‬وإنما يشمل أيضا الجالسة إليها ‪ .‬وهي‬ ‫التي تجلس عندها تعظيما لها وإكرامما لقدرها واستحسانا لفعلها ‏‪ ٠‬ويشمل‬ ‫المستمعة وهي التي تستمع للنائحة تلذا وتشجيعًا لها ‪.‬‬ ‫فاتقوا الله أيها الناس ‪ 0‬وقوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة‬ ‫عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ‪.‬‬ ‫لن المؤمن يجب عليه أن يستقبل المصائب التي تمر عليه بالتسليم‬ ‫والتفويض لله عز وجل ‪ ،‬وقد أثنى الله تعالى على الصابرين عند مواجهة‬ ‫المصائب فقال جل وعلا ‪« :‬ولتبلوتكم بتنء تنالوب ونجع وتي تر‬ ‫س‬ ‫‪7‬والأنشيس لمرات وَكشرالصَثيرر رك ثا الَسَإذآ أصَبَتّهم مصيبة قالوا‬ ‫‏‪ ١‬لأمر‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫عو‬ ‫إتاي رابآإته غو ‏‪١6‬الكلمة صلوث منربهم وَيََممَة وأوتبك همن‬ ‫_‪. ١٥٧‬‬ ‫‏‪١ ٥٥‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪ 4‬ز‪:‬‬ ‫[‬ ‫فليتخير الإنسان لنفسه ‪ ،‬فإن أراد اللعن والطرد من رحمة الله والعذاب‬ ‫المقيم في جهنم خالدا فيها فليفعل أفعال الجاهلية ‪.‬‬ ‫ولن أراد الرحمة والرضوان من الله تعالى والنعيم المقيم فليستسلم لقضاء‬ ‫اله وقدره ث وليقل كما أمره ربه «(رتا يت رَإناً إله رعود ‪ 4‬البقرة ‏‪.١٥٦‬‬ ‫‏‪_٧٦‬۔ ۔‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ تحريم الزمر سواء كان عند نعمة أو غيرها‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬الذي يرضى بالمنكر يكون إثمه وإثم من يفعل المعصية سواء‪. ‎‬‬ ‫‪ ٣‬۔ عقوبة الذي يزمر والنائحة الطرد من رحمة الله تعالى‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔ وجوب التسليم لقضاء الله وقدره‪. ‎‬‬ ‫۔‬ ‫‏‪٦١٨‬‬ ‫ذم الكبر ومدح التواضع‬ ‫ل ‪ :‬همن‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي عة‬ ‫عَظَ لفه للناس وَصَعَه الله ى ومن تَوَاصَعَ لله رَفعَه » ‪.‬‬ ‫‏‪٧٠٥‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫المفرادت ‪:‬‬ ‫‪ :‬أذله ‪:‬‬ ‫وضعه‬ ‫النرح ‪:‬‬ ‫يشتمل هذا الحديث على أمرين اثنين ‪:‬‬ ‫أولهما ‪:‬ذم الكبر ‪ 0‬والكبر من صفات الخالق سبحانه وتعالى لا من‬ ‫صفات المخلوقين ‪ 9‬فقد قال الله عز وجل ‪ « :‬رَلَهُ الكنرنآ‪ +‬فى ألسَسَوَتِ‬ ‫واكس ه الجاثية ‏‪. ٣٧‬‬ ‫فالذي يستعظم نفسه ويحتقر غيره وتدعوه نفسه إلى الترفع على الناس‬ ‫فيزدريهم ويستصغر هم ويأنف من مساواتهم يستحق عقوبة الله تعالى ىلأنه أراد‬ ‫شيئا من صفات الخالق جل وعلا ‪.‬‬ ‫وممن هو هذا الإنسان الذي تحدثه نفسه بالترفع على الناس والاحتقار لهم }‬ ‫إنه لو امعن النظر في حقيقة نفسه لادرك انه كما قال احد الصالحين لاحد‬ ‫الأمراء عندما استنكر الأمير من عدم التسليم عليه من هذا الرجل ‪ ،‬فقال‬ ‫الأمير ‪ :‬أوما تعرفني ‪ ،‬فقال الرجل ‪ :‬إني أعرفك ‪ 0‬أصلك مذرة { ثم تصير‬ ‫قذرة ‪ .‬وأنت بينهما تحمل عذرة ‪.‬‬ ‫ميم هم‬ ‫مه‬ ‫بين‬ ‫وهو‬ ‫ئ‬ ‫منتهاه‬ ‫وجيفة‬ ‫‘‬ ‫مبدوه‬ ‫متي نجس‬ ‫؛؛‬ ‫‏‪ ١‬لإنسان‬ ‫حعيمه‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ ‫‏_ ‪ ٦٩‬۔‬ ‫العجب بالنفس ‪ ،‬والتكبر على النااس ‪.‬‬ ‫هذين الحالين يحمل النجاسة ‪7‬‬ ‫بمر‬ ‫لا‬ ‫اخره‬ ‫وجيفة‬ ‫قَذِرُ‬ ‫مني‬ ‫أصله‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫وقد أعد الله سبحانه وتعالى للمتكبرين عقوبتين ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لأولى ‪ :‬عقوبة دنيوية ‪ 0‬وهي التي تضمنها هذا الحديث الذي نتكلم عنه‬ ‫وهو قوله عليه ‪« :‬من عظم نفسه للناس وضعه الله» © أي من أظهر لهم عظمة‬ ‫نفسه وادعى التكبر والتعاظم عاقبه الله بأن يضعه ويذله بين الناس فتنحط‬ ‫‪.‬‬ ‫وملائكتتهه والمؤمنين‬ ‫ا لله تعالى‬ ‫منزلته عند‬ ‫وتنخفض‬ ‫رتبته ‘‬ ‫والثانية ‪ :‬عقوبة أخروية ‪ 0‬وهي الخلود المؤبد في النار والعياذ بالله‬ ‫منها ؤ فقد قال النبي عله ‪« :‬ألا أخبركم بأهل النار ث كل عُتل جوَاظ مستكبر» ‪.‬‬ ‫والجوًاظ ‪ :‬الفاحش الاثم رديء الأخلاق‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً ‪« :‬لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال‬ ‫ذرة من كبرا ‪ 0‬وقد كان أهل الصلاح والتقوى أخوف ما يخافون على أنفسهم‬ ‫الكبر ‪.‬‬ ‫رؤي أحد الصلحاء يحمل حزمة حطب في وسط السوق ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬لهَ‬ ‫هذا وقد أغناك الله ‪ .‬فقال ‪ :‬خفت على نفسي الكبر فأردت أن أهينها ‪.‬‬ ‫أما الأمر الثاني الذي اشتمل عليه الحديث فهو ‪ :‬مدح التواضع ‪:‬‬ ‫إذ التواضع من الصفات الحسنة والخصال الحميدة ى التي يجب أن يتحلى‬ ‫بها المؤمن اقتداء برسول الله عزله الذي قال عنه ربه عز وجل ‪ «:‬وَنَكَ لعل‬ ‫بينها تو اضعه‬ ‫& ومن‬ ‫‏‪ ١‬لمثل في كل خلق حسن‬ ‫مصرب‬ ‫خلقي عظيم ‪ 8‬فقد كان ك‬ ‫ولنستعرض‬ ‫<‬ ‫يعرف‬ ‫ولن‬ ‫مثيلا‬ ‫التاريخ له‬ ‫ما عرف‬ ‫و السلام الذي‬ ‫علبه الصلاة‬ ‫‏_ ‪ ٧٠‬۔‬ ‫قصة من حياته عل ليتبين جانب التواضع فيها ‪.‬‬ ‫فقد روى قيس بن سعد قال ‪ :‬زارنا رسول الله عل في منزلنا ‪ 0‬فقال ‪:‬‬ ‫السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» ث فرد أبي ردا خفيا ‪ ،‬فقال لأبي ‪ :‬ألا تأذن‬ ‫لرسول الله ‪ 0‬فقال ‪ :‬ذره حتى يكثر علينا من السلام ‪ ،‬فقال علقه ‪« :‬السلام عليكم‬ ‫ورحمة الله وبركاته» ‪ ،‬ثم رجع ‪ ،‬فاتبعه سعد فقال ‪ :‬يارسول الله إني كنت أسمع‬ ‫تسليمك فرددت را خفيا لتكثر علينا من السلام ‪ 0‬فانصرف معه النبي علقه وأمر‬ ‫له سعد بغسل فاغتسل ‘ تم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران ‪ ،‬فاشتمل بها ‪ .‬تم‬ ‫رفع يديه وهو يقول ‪« :‬اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على ال سعدا ‪ 0‬فلما أراد‬ ‫الانصراف قرب له سعد حمارًا فقال سعد ‪ :‬يا قيس ث اصحب رسول الله عي‬ ‫أن‬ ‫أن تركب وإما‬ ‫معي ‪ .‬فأبيت ‪ .‬فقال ‪« :‬إما‬ ‫فصحبته ‪ 0‬فقال ‪ :‬اركب‬ ‫تنصرفك» ‪.‬‬ ‫هذه هي زيارة سيد العرب والعجم لأحد أصحابه بالمدينة المنورة ث تمر‬ ‫في غير حفل ولا إعلان يذهب إليه ماشيًا ‪ 0‬ويعود راكبا على حمار يريد أن‬ ‫يردف عليه رفيقه ‪ .‬هذا هو تواضع رسول الله علل ‪ ،‬يبدأ بالسلام ‪ 9‬وإذا صافح‬ ‫يكون آخر من ينزع يده من مصافحه ‪ ،‬وإذا أقبل إلى أصحابه جلس حيث انتهى‬ ‫به المجلس ‪ ،‬ولم يأنف من عمل سواء كان في بناء المسجد أو في حفر الخندق‬ ‫‪.‬‬ ‫) لأحز ) لا‬ ‫يوم‬ ‫وقد كان عيه يكره الإطراء والمدح والألقاب ى التي شغف بها كثير من‬ ‫الناس اليوم ‪ .‬فأصبح جل مناهم أن يحصلوا عليها ‪ 0‬فإذا حصلوا على تلك‬ ‫الألقاب فكأنما ملكوا الدنيا بحذافيرها ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٧١‬۔‬ ‫وكان عليه الصلاة والسلام ينهى عن المدح ويقول ‪« :‬احثوا التراب في‬ ‫وجوه المداحين ‪ 0‬وكان يعتبر من مدح أخاه في وجهه فقد قصم ظهره ‪ .‬لأن‬ ‫من عادة النفس البشرية حب الثناء ‪ .‬فيجب على المسلم أن يعين أخاه على‬ ‫محاربة نفسه الأمارة بالسوء ‪ 0‬لا أن يعين النفس على أخيه ‪ .‬‏‪٠‬‬ ‫إن المتواضع لأجل عظمة الله يرفعه الله في الدنيا والآخرة ث فتغفرس‬ ‫له المحبة في قلوب المؤمنين ‪ 0‬والهيبة في قلوب الفاسقين ‪.‬‬ ‫هكذا جرت حكمة العزيز الحكيم ‘ يرفع من تواضع ويخفض من تعاظم ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬ذم الكبر والتعاظم على الناس‪. ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التواضع ولين الجانب‪‎‬‬ ‫على‬ ‫‪ ٢‬۔ الحث‬ ‫‪ ٣‬۔ أن الإنسان قد يتلقى جزاء عمله في الدنيا‪. ‎‬‬ ‫‏_ ‪ ٧٦٢‬۔‬ ‫النهي عن الحلف بغير الله‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي عله قال ‪ « :‬ممن‬ ‫كان منكم حَالمَا فلتخيف بالله أؤ ليصمت » ‪.‬‬ ‫‏‪٦٥٤‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫أدبا من اداب الاسلام الفاضلة ‪ 0‬وهو عدم الحلف‬ ‫يبين النبي الكريم ك‬ ‫بغير الله تعالى ‪ 0‬فإذا أراد المسلم أن يحلف فلا يحلف إلا بالله تعالى فقط ‪ 0‬ولا‬ ‫يجوز أن يحلف بغيره من المخلوقات ‪.‬‬ ‫وهاهنا ثلاثة أمور ‪:‬‬ ‫الأول ‪ :‬على المسلم أن لا يكثر من الحلف ‪ ،‬فكلما وقع في أمر حلف ‏‪٠‬‬ ‫‪ .4‬تجد ا لواحد منهم بحلف كثير ا ‪ .‬فإذ ‏‪ ١‬سأله شخص‬ ‫الناس‬ ‫وهذا كتير منتشر بين‬ ‫عن شيء قال ‪ :‬والله حدث كذا ‪ ،‬وأقسم بالله أو يقول قسما بالله العظيم ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫وأكثر ما ينتشر الحلف بين البائعين ‪ ،‬فإنهم يحلفون على السلعة أنها‬ ‫ممتازة حتى يشتريها الناس ‪ 0‬وقد يكونون كاذبين وتكون السلعة غير جيدة ‪.‬‬ ‫والله تعالى نهى عن كثرة الحلف به ونهى أن يجعل الإنسان الحلف والقسم دائما‬ ‫على لسانه فقد قال تعالى ‪« :‬ولاتكلوااتةغرصتةلاَنتيكم“ ‪ 0‬فهذه الاية تنهي‬ ‫عن أن يعرَّض الإنسان اسم الله للحلف & كلما تكلم حلف ‪ 0‬وكلما أخبر بشيء‬ ‫۔ ‏‪ ٧٢‬۔‬ ‫حلف بالله من أجل أن يصدقه الناس ‪ 0‬فهذا نهى الله عنه ‪.‬‬ ‫وبعض الناس يحلفون على شيء أنه سيفعلونه ‪ ،‬فيقول أحد هم مثلاً ‪ :‬والله‬ ‫إن نجحت سأصوم يوما فإنه إن نجح وجب عليه أن يصوم لأنه حلف ‪ ،‬مع أنه‬ ‫والأفضل للإنسان أن لا يحلف على شيء لأنه ربما لا يستطيع أينفعل‬ ‫ذلك الشيء الذي حلف عليه فيقع فايلحرام ث ومن حلف أنه سيفعل شيئا ‪ 0‬أو‬ ‫لن يفعل شيئاً مثل أن يقول ‪:‬والله لن أتكلم اليوم ‪ ،‬فإنه إن تكلم فعليه كفارة ذكرها‬ ‫الله تعالى في كتابه ‪ ،‬يقول عز وجل عن الحلف ‪« :‬فَكمَرنْه‪:‬إطمَامُ عشر ‪ .‬كين‬ ‫مأنوسَطِمَاتَطيمُودَ أهليكم أوكسوتهْراًوتري رَقََة قَمَناًلجد فصسميَام ثكنة أ‪ : :‬ذالك‬ ‫كَتَرَأتسيَكْمَردَاحَلَفتن& المائدة ‏‪. ٨٩‬‬ ‫تشير هذه الاية إلى كفارة من حلف على فعل شيء ولم يفعله ‪ 0‬وهي ‪:‬‬ ‫۔ إطعام عشرة مساكين ‪.‬‬ ‫۔ أو كسوتهم وإعطاؤهم ملابس يلبسونها ‪.‬‬ ‫_ أو عتق رقبة ‪.‬‬ ‫د فمن لم يستطع أن يفعل واحدا من هذه الأشياء الثلاثة فعليه أن يصوم ثلاثة‬ ‫أيام } أما إذا كان يستطيع أن يفعل واحدا منها فليس له أن يصوم ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬لا يجوز لأحد أن يحلف بالله كانبًا ‪ 0‬فلا يحلف إلا وهو صادق‬ ‫في حلفه ‪ 0‬يقول الرسول تزل ‪« :‬من حلف بالله فليصدق» ومن حلف بالله وهو‬ ‫كاذب فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وعصى الله تعالى ‪.‬‬ ‫والحلف بالله كنبا وزورًا منتشر في هذا الزمان انتشارًا كبيرًا ‪ .‬يحلف‬ ‫‏_ ‪ ٧٤‬۔‬ ‫الإنسان على شيء أنه له وليس من حقه ‪ 0‬فيقول ‪ :‬والله هذا لي والله يعلم إنه‬ ‫لكانب ء يقول النبي عزلة ‪ « :‬من حلف يميئًا على مال امرىء مسلم ليقطعه لقي‬ ‫الله وهو عليه غضبان» ومعناه أن من حلف على مال إنلساينقطعه يعني ليأخذه‬ ‫فقال ‪:‬والله إنه لي ‪ 0‬وطبعا هو كاذب لأن ذلك مال لغيره فإن الله يغضب عليه‬ ‫ويلعنه ‪.‬‬ ‫وقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬من اقنطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه‬ ‫الجنة واوجب له النار» ‪ 0‬واليمين هو الحلف ‪ .‬وإذا كان نفس الكذب لا يجوز‬ ‫فكيف يحلف الإنسان وهو كاذب ‘ فيجتمع له حينئذ ذنبان } الكذب ‪ 0‬والحلف‬ ‫على الكذب ‪ 0‬فعلى المسلم أن يطهر لسانه من كل ذلك ‪.‬‬ ‫الثالث ‪:‬إذا أراد المسلم أن يحلف وكان لابد له من الحلف فعليه أن يحلف‬ ‫بالله فقط ‪ 0‬ولا يجوز له أن يحلف بغير الله ث مثل أن يقول ‪ :‬والنبي ‪ ،‬وأمانة‬ ‫الله ث ورأس أبي ‪ ،‬ورأس ابني ‪ ،‬ورأس فلان ‪ ...‬إلى غير ذلك من الألفاظ التي‬ ‫فيها حلف بغير الله ث فهذا لا يجوز وهو معنى قول النبي عز ‪ ..‬من كان منكم‬ ‫حالقَا فليحف بالله أو ليصمت ‘ فالصمت والسكوت خير من الحلف بغير لله‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫وقد سمع النبي تله رجلا يحلف بأبيه فقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬لن‬ ‫ا له نهاكم أن تحلفوا بابائكم» ‪ .‬ومن حلف بغير الله فقد أتى ذنبا عظيما ومعصية‬ ‫كبيرة ث حتى أن النبي علقه قال ‪« :‬من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» ‪ .‬وقال‬ ‫عليه السلاة والسلام ‪« :‬من حلف بالأمانة فليس منا» ث يعني من قال عندما يحلف‬ ‫وأمانة الله فليس منا نحن المسلمين ‪.‬‬ ‫۔_۔ ‏‪ ٧٥‬۔‬ ‫فالمسلم الصادق الإيمان عليه أن يتبع أمر رسوله عله فلا يحلف بغير‬ ‫الله تعالى ث لأن من حلف بغير الله فقد ساواه بالله ‪ 0‬وهذا شرك بالله لا يجوز ‪.‬‬ ‫وعلى كل أحد أن يضبط لسانه عن مثل ذلك لأن الكلمة الواحدة قد تدخل الإنسان‬ ‫النار ث نسأل الله أن يعيذنا منها ‪.‬‬ ‫ما يؤخذ من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ النهي عن الحلف بغير الله‪. ‎‬‬ ‫‪ _ ٢‬عدم اللجوء إلى الحلف إلا في حالات الضرورة‪. ‎‬‬ ‫‪.‬۔ ‏‪ ٧٦‬۔‬ ‫تحريم اقتناء الكلاب‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي عله‬ ‫قال ‪ :‬ه ممن اقتنى كلبا لا يززع‪ ,‬ولا يصَزع تقص من أجره كل يؤم‪ ,‬قيراط »‬ ‫قال جابر ‪ :‬وفي رواية «قَييرطان» والقيراط في المثل مثل جبل أحد ‪.‬‬ ‫‏‪٧١٢‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫اقتنى ‪ :‬اتخذ ‪.‬‬ ‫الضرع ‪ :‬معروف ‪ 0،‬وهو هنا كناية عن المواشي ‪.‬‬ ‫القيراط ‪ :‬قد لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى ث وهو في المثل مثل جبل أحد ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫يبين النبي عله في هذا الحديث الشريف عقوبة من اقتنى كلبا لا لزرع‬ ‫المواشي‬ ‫من‬ ‫الزراعة‬ ‫الذي بحفظ‬ ‫هو‬ ‫الزرع‬ ‫بكلب‬ ‫والمراد‬ ‫‘‬ ‫و لا لضرع‬ ‫الذي يحرس‬ ‫هو الكلب‬ ‫الضرع‬ ‫بكلب‬ ‫والمراد‬ ‫‘‬ ‫يفسد الزرع‬ ‫مما‬ ‫‪.‬‬ ‫وغيرها‬ ‫المواشي ويسرح معها ‪.‬‬ ‫فاتخاذ الكلاب واقتناؤها لغير الزراعة والمواشي ۔ حرام قطعًا ‪ ،‬لما فيه‬ ‫‪« :‬نقص من اجره كل يوم قيراط»؛ وفي‬ ‫من نقصان ‏‪ ١‬لجر المعبر عنه بقوله ن‬ ‫رواية «قيراطان» وهو تشبيه لعظم ما ينقص عليه من الأجر ‪.‬‬ ‫وقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام القيراط بأنه مثل الجبل العظيم } ففي‬ ‫حديث أبي هريرة ‪« :‬من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ث ومن شهدها‬ ‫حتى تدفن فله قيراطان" ‪ .‬قيل ‪ :‬وما القيراطان ‪ ،‬قال ‪« :‬مثل الجبلين العظيمين؛ ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٧٧١‬۔‬ ‫فالمسلم يسعى جاهدا إلى رضوان الله تعالى ‪ 9‬فهو في أمس الحاجة إلى‬ ‫زيادة درجة توصله إلى مغفرة الله تعالى ورضاه ‪ ،‬فكيف يهدم عمله ويبطله ه‬ ‫والله تعالى يقول ‪ % :‬تة تتأثيَا الَذضَ عامنوا أطيغواأللَه وأطيعواوالسل ‪7‬‬ ‫املك ب محمد ‏‪. ٣٣‬‬ ‫إن اتخاذ الكلاب واقتناءها وتربيتها هي عادة الكفار في عصرنا هذا حتى‬ ‫أصبحوا يفضلونها على الإنسان " بل حتى على أهلهم وأبنائهم ‪ .‬وقد حدث أن‬ ‫رجلا أوربيًا قتل أولاده بسبب أنهم قتلوا كلبه ‪.‬‬ ‫وهناك من خرج هو وزوجته وقفلا على أولادهما الباب ولم يتركا لهم‬ ‫طعاما ولا شرابا ‪ 0‬أما الكلب فقد تركا له أفضل المأكولات وأحسنها ‪ 0‬وعندما‬ ‫عادا وجدا المفاجأة تنتظرهما ‪ 0‬الأولاد ماتوا جوعا وعطشا ‪ 0‬أما الكلب فوجدوه‬ ‫يتمتع بصنوف الأطعمة الفاخرة التي تركوها له ‪.‬‬ ‫وأصبحوا يوصون بملايين الدولارات بعد موتهم لتصرف على تربية‬ ‫الكلاب والمحافظة عليها ‪.‬‬ ‫فأي حضارة هذه ؟! وأي عقول هذه ؟! إن الإنسان إذا لم ينظر بشرع‬ ‫ء‬‫َ‬ ‫م‬ ‫«۔ے سے‬ ‫مصے‬ ‫‪2‬‬ ‫الموازين ز ‪7‬‬ ‫< وانقلبت معه‬ ‫الحقائق‬ ‫عنده‬ ‫إذا تغيرت‬ ‫اللتهه فلا عجب‬ ‫م‬ ‫نثر ي (سورة النور ‏‪. )٤٠‬‬ ‫ورا كَمَا‬ ‫‏‪ ١‬لله عر‬ ‫وموا لاتهم < يقول‬ ‫حبهم‬ ‫التشبه بالكفار ويحرم‬ ‫يحرم‬ ‫‏‪ ١‬لإسلام‬ ‫إن‬ ‫وجل ‪:‬ط « ياا اذن امنوا لاَتَخذدا االيهودَرَالتَسر أولياء تضم أولياء‬ ‫مومن توك تنك‪ :‬منن إِمَامَه لايرى التم الَليمببَ » المائدة ‏‪. ٥١‬‬ ‫‏_ ‪ ٧٨‬۔‬ ‫ويقولسبحانه ‪ :} ::‬الق عامنا اتخذوا ال اتحدوا دبككز هزوا‬ ‫ا`‬ ‫>‬ ‫م ‪.‬م‬ ‫‪4‬‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫[۔ ر‬ ‫‪.,‬‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫ِ م‪.‬‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫>‬ ‫ِ‬ ‫وليبا‬ ‫_ آ مح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫>‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ت‬‫و‬‫أ‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ألله إن كنتم‬ ‫م المائدة ‏‪٥٧‬‬ ‫)‬ ‫وقد كان النبي عله يأمر أصحابه بمخالفة المشركين ‪ 0‬وكان كثيرًا مايعلل‬ ‫الأوامر والنواهي بقوله «خالفوهم» أي المشركين ‪.‬‬ ‫فربى تله أصحابه تربية متميزة لتكون الشخصية المسلمة كما هي‬ ‫متميزة في العقيدة ث ومتميزة أيضا في الهيئة والشكل والسلوك ‪.‬‬ ‫إن التشبه بالكفار من قبل المسلمين في عصورنا المتأخرة في عاداتهم‬ ‫وطباعهم ناتج عن ضعف الإيمان في نفوس المسلمين ‘ وإلآً فالمسلم الحق لا‬ ‫يعظم ما حقره ربه سبحانه وتعالى وأي خير في التشبه بهؤلاء الذين انسلخوا‬ ‫من عبوديتهم لله ث بل من انسانيتهم فأصبحوا كا لأنعام بل هم أضل سبيلا ‪ ،‬ولقد‬ ‫نبه علماء المسلمين على خطورة التشبه بالكفار وتعظيمهم ‪ 0‬بل قالوا إن من‬ ‫أهدى ولو بيضة إلى مشرك في أيام عيده فقد كفر لأنه عظم خصلة من خصال‬ ‫الشرك ‪ 0‬فيجب على المسلم أن يعتز بدينه وبتعاليمه السمحة التي لن ينقذ البشرية‬ ‫سواها ‪ 0‬وينشرها لا في محيطه فقط بل في الأمم الأخرى ما وجد إلى ذلك‬ ‫سبيلا ‪ 3‬لينقذهم من الضلال إلى الهدى ث ومن الحيرة إلى البصيرة ث ومن‬ ‫الظلمات إلى النور‬ ‫تم إننا إذا تساعلنا ‪ :‬ما هي الفائدة من اقتناء الكلب وإدخاله البيت وجعله‬ ‫يتقلب على الفراش والبساط ؟! لو جاء رجل فقير لما عومل مثل هذه المعاملة‬ ‫وتلك الملاطفة !‬ ‫۔ ‏‪ ٧٩‬۔‬ ‫على أن الكلاب نجسة مستقذرة تتولد من اقتنائها والاختلاط بها أضرار‬ ‫جسيمة ‪ 0‬تتعلق بصحة الإنسان وسلامة غذائه ‪ .‬وقد اكتشف العلم الحديث أخيرًَا‬ ‫كثيرًا من الأمراض سببها اقتناء الكلاب ‪ ،‬ومنها الدودة الشريطية التي تخرج‬ ‫من لعاب الكلب أثناء ولوغه في الإناء ‪ .‬ولذلك أمر النبي علك أن يُغسل الإناء‬ ‫الذي ولغ فيه الكلب سبع مرات أولاهن وأخراهن بالتراب ‪ ،‬وذلك كله للحفاظ‬ ‫على سلامة الإنسان وصحته ‪.‬‬ ‫فلا يجوز للمسلم إذن أن يقتني الكلب ‪ ،‬إلا لزرع أو ضرع أو صيد كما‬ ‫ورد في بعض الروايات عن النبي تله ث وإلا وقع في الوعيد ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬الوعيد الشديد بنقصان الأجر لمن يقتني الكلاب‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ يرخص في ذلك في الحالات التي حددها الشرع الحنيف‪. ‎‬‬ ‫الوعيد على أكل أموال الناس‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي علقه قال ‪ « :‬القليل‬ ‫من أموال الناس نورت النار » ‪.‬‬ ‫‏‪٦٩٠‬‬ ‫رقم‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫يورث النار ‪ :‬يؤدي إليها ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫في هذا الحديث الشريف الوعيد الشديد على أخذ أموال الناس بغير حق‬ ‫ولو كان قليلاً ‪.‬فالقليل والكثير فايلتحريم سواء لا فرق بينهما ‪9‬فالكل يدخل‬ ‫النار والعياذ بالله منها ‪ .‬ومادام الأمر كذلك فيجب على الإنسان الذي يشفق على‬ ‫نفسه من عقاب الله وسخطه أن يحذر من أن يأخذ شيئا من أموال الناس بغير‬ ‫رضى منهم ‪ 0‬فإن من أكبر الذنوب خطرًا وأعظمها ضررًا اكتساب المال من‬ ‫طريق الحرام ‪ 0‬ولذا ورد فيما يحكى عن إبليس لعنه الله أنه قال ‪ :‬خصلة واحدة‬ ‫أريدها من بني ادم ثم أخلي بينه وبين ما يريد من العبادة © وهو أن يكون كسبه‬ ‫حراما ث لن صلى صلى بحرام ث وإن صام أفطر على حرام ث وإن حج حج‬ ‫بحرام ‪ 0‬وكل ذلك لا يقبل منه ‪.‬‬ ‫ولما كان أخذ المال من الحرام من أعظم الذنوب خطرًَا على الإنسان ‪.‬‬ ‫تكرر التحذير من النبي عيله والنهي عن أخذ شيء من أموال الناس مهما كان‬ ‫حقيرًا ‪ ،‬فللاا يحل أخذه إلا بطيب نفس من صاحبه وهو رضاه ‪ ،‬فعن أنس بن‬ ‫الكل عننبي علقه قال ‪« :‬من اقتطع من حق مسلم بيمينه حرّم الله عليه الجنة‬ ‫ما‬ ‫‏_ ‪ ٨١‬۔‬ ‫وأوجب له النار قال له رجل ‪ :‬وإن كان شيئا يسيرًا يارسول الله ‪ 0‬فقال رسول‬ ‫الله عليك ‪« :‬وإن كان قضيبًا من أراك؛ والقضيب ‪ :‬العود ‪.‬‬ ‫وقال علقة ‪« :‬لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفسه» ‪ 0‬وقال عليه‬ ‫الصلاة والسلام أيضا ‪« :‬رُدوا الخط والمخيّط ى وإياكم والغلول فإنه عار على‬ ‫أهله يوم القيامة! والمخيط ‪ :‬الإيرة ث والغلول ‪ :‬السرقة من الغنيمة ‪.‬‬ ‫ويروى أن عقيل بن أبي طالب دخل على امرأته فاطمة بنت شيبة يوم‬ ‫حنين وسيفه ملطخ دما ‪،‬فقال ‪:‬دونك هذه الإبرة تخيطين بها ثبابك ‪ 0‬فدفعها‬ ‫إليها ‪0‬فسمع المنادي يقول ‪:‬من أخذ شيئًا فليرده حتى الخيط والمخيط ‪ .4‬فرجع‬ ‫عقيل فأخذها فألقاها في الغنائم ‪.‬‬ ‫فهذه الأحاديث مفسرة وموضحة لقوله علق ‪« :‬القليل من موال الناس‬ ‫قليلا ‪ .‬الا‬ ‫أبدا مهما كان‬ ‫له أخذه‬ ‫لا يجور‬ ‫‘ فالذي ليس للانسان‬ ‫النار‬ ‫يورث‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صاحبه‬ ‫رصي‬ ‫إذا‬ ‫وقد رأى النبي تله تمرة في الطريق فقال ‪« :‬لولا أني أخاف أن تكون‬ ‫من الصدقة لأكلتها» ‪ .‬فقد ترك النبي علق أكل تمرة واحدة خشية أن تكون هذه‬ ‫التمرة من مال الصدقة ‪ 0‬لأن مال الصدقة حرام على النبي علق ‪.‬‬ ‫وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يتحرزون كل التحرز من أن‬ ‫يضموا إلى أموالهم مالأ حراما ‪ .‬أو يدخل إلى أجوافهم شيء من الحرام ‪ 0‬فعن‬ ‫عائشة رضي الله عنها قالت ‪ :‬كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخر ج‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ .4‬وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر‬ ‫له الخراج‬ ‫فقال له الغلام ‪:‬أتدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر ‪:‬وما هو ؟ قال ‪ :‬كنت تكهنت‬ ‫لإنسان في الجاهلية أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي‬ ‫۔ ‏‪ ٨٦٢‬۔‬ ‫أخر ج ما دخل‬ ‫ه أي‬ ‫شي ء في بطنه‬ ‫أكلت منه ء فأدخل أبو بكر بده فقاء كل‬ ‫في بطنه ‪.‬‬ ‫وفي بعض الروايات عن أبي بكر رضي الله عنه أنه أدخل إصبعه في‬ ‫فمه وجعل يقيء حتى كادت نفسه أن تخرج ثم قال ‪ :‬اللهم إني أعتذر إليك مما‬ ‫حملت العروق وخالط الأمعاء ‪.‬‬ ‫والخراج ‪ :‬شيء يفرضه السيد على عبده يؤديه إليه كل يوم مما يكتسبه‬ ‫العبد ث وباقي كسبه يأخذه ‪ .‬والكهانة ادعاء علم الغيب ‪.‬‬ ‫ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه شرب من إيل الصدقة‬ ‫غلطا وأدخل إصبعه في فمه فقاء ‪.‬‬ ‫ويروى عن بعض العلماء أنهم كانوا لا يتكئون على جذر الطين حتى‬ ‫لا يلصق شيء من الطين في ملابسهم لا لئلا تتسخ ملابسهم ‪ 0‬ولكن لأن ما‬ ‫يلصق من الطين في ملابسهم من أموال الناس ‪.‬‬ ‫فهذا هو الورع في الين ‪ 0‬وهذه هي مخافة الله فرحم الله تلك الأبدان ‪.‬‬ ‫ما يستفاد من الحديث ‪:‬‬ ‫‪ ١‬۔ لا يجوز أخذ مال الغير بغير طيب نفسه‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ عقوبة من يظلم الناس حقوقهم خلوده في نار جهنم‪. ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ٢‬۔ ما حرم كتيره فقليله حرام‪‎‬‬ ‫۔ ‏‪ ٨٢‬۔‬ ‫العناية بالدعاء‬ ‫أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ‪ :‬أن النبي عله كانَ يُعَلَمهُم‬ ‫ممذ الذعاء كما يُعَلَمُهُمُ السُورَة منَ القزان ‪ « :‬اللهم أعُود بك من عَذاب القبر ‪.‬‬ ‫وأعوذ بك منى عذاب حَهَنَمم ‪ ،‬وأعُودُ بت من فننة المسيح الدجال ‪ ،‬وأعُوذ بك‬ ‫منْ فتنة المحيا والممات » ‪.‬‬ ‫الجامع الصحيح ۔ الحديث رقم ‏‪٤٩٠‬‬ ‫المفردات ‪:‬‬ ‫الفتنة ‪ :‬الإيتلاء ‪.‬‬ ‫المسيح الدجال ‪ :‬رجل يظهر آخر الزمان يفتن الناس عن دينهم ‪.‬‬ ‫التحليل ‪:‬‬ ‫هذا الحديث الشريف يدعو المؤمن إلى العناية بالدعاء ‪ 0‬والالتجاء إلى الله‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬ويبين أن المسلم ينبغي أن يكون موصولا بربه في كل حين ‪.‬‬ ‫وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالدعاء في كتابه العزيز ‪ ،‬فقال جل وعلا ‪:‬‬ ‫تَصوَيَلكَ رَريكماذعُوفأستَجتلكه (سورة غافر ‏‪ 0 )٦٠‬وقال تعالى ‪« :‬اَغوأرَمَك‪:‬‬ ‫(سورة الاعراف ‏‪ 0 )٥٥‬وقال سبحانه وتعالى ‪ « :‬وَإدًا مكاان‬ ‫ا خفية‬ ‫‪ _ ,‬ح‬ ‫مر م‬ ‫س س‬ ‫‪-‬‬ ‫يسد‬ ‫‪.‬‬ ‫] ح‬ ‫۔‬ ‫‏‪. ( ١٨٦‬‬ ‫إف صَربب أجيب دعوة الداع إدادَعان ‪( 4‬سورة البقرة‬ ‫عبكادیىعقق‬ ‫كما حث النبي عزل على الدعاء } فقال عليه الصلاة والسلام ‪« :‬الدعاء‬ ‫‪.‬‬ ‫عظيمة‬ ‫أهمبة‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫لما‬ ‫الدعا ء‬ ‫في‬ ‫محصورة‬ ‫العبادة‬ ‫فكأن‬ ‫العبادة»‬ ‫هو‬ ‫ومن اهتمام النبي علة بأمر الدعاء كان يعلم أصحابه الدعاء السابق ‪:‬‬ ‫«اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ‪ ..‬الخ» كما يعلمهم السورة من القران ‏‪٠‬‬ ‫‏_ ‪ ٨٤‬۔‬ ‫ومعنى ذلك تحفيظه إياهم ومذاكرته وترتيب كلماته ومنع الزيادة والنقص منه‬ ‫والمحافظة عليه بالدعاء به ‪ 0‬وذلك بسبب ما في الدعاء به من الخلاص من عذاب‬ ‫القبر وعذاب الاخرة ث ومن الوصول لإلى ذلك اليوم بسلام ونجاة ‪ .‬وذلك أن‬ ‫الإنسان إذا عصى به فهو معرض لعذاب الله في القبر وفي نار جهنم } فجدير‬ ‫به أن يستعيذ بالله من ذلك ‪ .‬كما أنه قد يلاقي في حياته فتئا كثيرة قد لا ينجو‬ ‫منها ‪ .‬وربما كان الدعاء سببًا في النجاة ‪ .‬فقد يلقى فتنة المسيح الَّجال ‪ 0‬وهو‬ ‫رجل سيظهر في اخر الزمان ويفتن الناس عن دينهم ويدعى أنه إله ‪ 0‬فيكفر‬ ‫كثير من الناس بسببه ‪ ،‬لذلك أمر المصطفى تقية بالاستعاذة من فتنته ‪ .‬كما‬ ‫تعرض للانسان فتن أخرى كثيرة ‪ ،‬كالافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات ‪.‬‬ ‫وأعظمها أمر الخاتمة عند الموت ‪ .‬فقد يموت المسلم ۔ بسبب معاصيه ۔ على‬ ‫غير الإسلام ‪ 0‬فعلى المؤمن الاستعاذة من كل ذلك ‪ ،‬نسأل الله تعالى السلامة‬ ‫من الفتن ‪ 0‬والنجاة من عواقبها ‪.‬‬ ‫ولن من رزقه الله تعالى إجابة الدعاء وسلمه من الفتن ‪ 9‬ونجَاه من عذاب‬ ‫القبر ‪ .‬وعذاب جهتم ‪ 0‬فذلك هو السعيد الذي يلقى الله يوم القيامة امنا من كل‬ ‫خوف ‪ ،‬مطمئنا برحمة الله ث ناجيّا من كل هول وكرب ‘ معافى من كل‬ ‫مكروه ‪ ،‬لا ينتظر إلآ رحمة الله تعالى تدخله فسيح جناته ‪.‬‬ ‫فإذا كنت يا أخى المسلم ممن يرجون أن يجيب الله دعاءهم فعليك أن تلتزم‬ ‫اداب الدعاء وشروطه ‪ ،‬وتطبقها في حياتك لعل الله يرزقك الإجابة ‪ .‬وهي ‪:‬‬ ‫‏‪ - ١‬أن لا يدعو الداعي ربه وهو يعصيه ويفعل المحرمات ويأكل الحرام ويشرب‬ ‫الحرام ويلبس الحرام ‪ ،‬فإن هذا لا يستجيب الله له ‪ 0‬بل لابد من التوبة من‬ ‫كل المعاصي توبة نصوحًا خالصة ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٨٥‬۔‬ ‫‏‪ ٢‬۔ أن لا يدعو الله في أوقات الشدة وعندما تحدث مصيبة فقط ‪ ،‬مثلما يفعل‬ ‫كثير من الناس ‪ ،‬تجدهم يدعون الله ويلجأون إليه عند المصائب ‪ ،‬فإذا‬ ‫انقضت عنهم نسوا الله وتركوا دعاءه ث وكثير من الطلاب يدعون الله‬ ‫ويصلون في أيام الامتحانات فقط ى فإذا انتهت تلك الأيام عادوا كما كانوا ‪.‬‬ ‫وكثير من الناس أيضا يعبدون الله تعالى في أيام معلومات ‪ ،‬مثل شهر‬ ‫رمضان فقط ‪ ،‬فهذا لا يصح ‪ ،‬بل لابد أن يعبد الإنسان ربه ويدعوه في‬ ‫أوقات الشدة وأوقات الرخاء ‪ ،‬يقول النبي علكه ‪« :‬من سره أن يستجيب الله‬ ‫له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء فايلرخاء! ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬أن يُوقن الإنسان بأن الله سيستجيب له دعاءه ى وأن لا يدعو الله وقله غافل‬ ‫يقول النبي عليه الصلاة والسلام ‪« :‬ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ‪.‬‬ ‫واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاء» ‪.‬‬ ‫ا‏‪٤‬۔لتضرع والرجاء عند الدعاء ‪ ،‬قال تعالى ‪«:‬إازغوأرَمَكم تَصَدُعَاوَحَحفَيفَيةًَةً‪4‬‬ ‫‪١ ٦‬‬ ‫(سورة الأعراف ‏‪. )٥٥‬‬ ‫‪ -‬أن لا يستعجل الإجابة لدعائه ‪ 0‬لأنه إذا لم يستجب له دعاؤه فإن الله يعوضه‬ ‫‪« :‬ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها‬ ‫عن ذلك شيئا اخر ‪ 0‬يقول النبي ت‬ ‫إنم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ‪:‬‬ ‫۔ إما أن يعجل له دعوته ‪.‬‬ ‫وفي رواية عنه تل بزيادة ‪« :‬أو يغفر له بها ذنبا قد سلف» ‪.‬‬ ‫‏_ ‪ ٨٦‬۔‬ ‫‏‪ ٦‬۔ الأفضل أن يدعو بالأدعية الواردة في كتاب الله تعالى ‪ ،‬والمأثورة عن‬ ‫النبى عزك ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٧‬أن يتخير الأوقات الحسنة ث مثل شهر رمضان ‪ ،‬ووقت السحر وهو قبل‬ ‫الفجر ‪ 0‬ويوم الجمعة ‪ 4‬ويوم عرفة ‪ 0‬وبعد الصلوات ‪ ،‬وعند نزول المطر ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬أن يبدأ دعاءه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله عمله © ويدعو لوالديه‬ ‫وللمسلمين ‪ ،‬ولمن شاء ‪ 0‬فإن الدعاء فيي ظهر الغيب أسرع استجابة ‪ .‬وهو‬ ‫أن تدعو لغيرك وهو غير حاضر ‪ ،‬عن رسول الله عله قال ‪« :‬دعوة المرء‬ ‫المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه مملك موكل كلما دعا لأخيه‬ ‫بخير ‪ .‬قال الملك الموكل ‪ :‬آمين ‪ ،‬ولك بمثله؛ ى فلا تنس ۔ إذن ۔ أخي المسلم‬ ‫أن تدعو لمن كتب هذه الدروس وسعى فيها ‪ 0‬فإنك إذا دعوت لنا بخير ‪.‬‬ ‫قال مملك من الملائكة ‪ :‬امين ‪ 4‬ولك بمثله ‪.‬‬ ‫‪ ٩‬۔ أن يستقبل القبلة ويبسط اليدين عند الدعاء‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ أن يختم دعاءه ب ‪ :‬دياذا الجلال والإكرام ‪ ،‬والصلاة والسلام على رسول‬ ‫الله علا ‪ .‬ختم الله لنا ولجميع المسلمين بالسعادة والإيمان ‪..‬‬ ‫‏‪ ٨٧‬۔‬ ‫مه‬ ‫الخاتمه‬ ‫هذه نهلات أخيرة نحب أن تنهلها أيها القارىء الكريم ۔ في ختام مطافنا‬ ‫هذا ث ونذكرك بما لعلك قد استقيت منه سائغ الشراب وعذبه من خلال قراءتك‬ ‫للأحاديث النبوية الموجودة بين دفتي هذا الكتاب ‪.‬‬ ‫حيث عرضنا لك من الأحاديث ما يتعلق بالجوانب الأخلاقية فيى حياة‬ ‫المسلم } مبتدئين بحديث النية ‪ .‬لما لها من أهمية ‪ 0‬فإنما الأعمال بالنيات ‏‪٠‬‬ ‫وإخلاص النية لله عز وجل هو حياة القلب ‪ ،‬وبه توهب المعارف ‪ 0‬ولأن‬ ‫الأعمال والعبادات لا تكون إلا عن معرفة ذكرنا لك بعد ذلك من أحاديث النبي‬ ‫تله ما يحث على العلم ويرغب في طلبه ‪ .‬ثم لأن كتاب الله هو خير العلوم‬ ‫قفينا بالأحاديث التي تدعو إلى تعليمه وقراءته ‪.‬‬ ‫ونقلناك ۔ من بعد ۔ إلى عبادة الصلاة التي هي غذاء للروح وضبط‬ ‫للجوارح ‪ ،‬وذلك لما لها من حظ عظيم في الاسلام ث وحسبك أنها الفرض الوحيد‬ ‫الذي فرض في السماوات العلا ث غير أن الصلاة لا تؤدى إلا بطهارة حسية‬ ‫ومعنوية ‪ 0‬ولذلك ذكرناك بالأحاديث التي توجه المسلم إلى نظافة مظهره‬ ‫ومخبره كالتنزه من البول والوضوء للصلاة ‪ .‬ثم إلى صلاة الجماعة التي تفضل‬ ‫صلاة الواحد بسبع وعشرين درجة ‪ ،‬ترغيبًا في الحفاظ عليها ‏‪ ٠‬وفي مجال‬ ‫الترهيب من ترك الصلاة ذكرنا الحديث الذي يدل على وقوع تارك الصلاة في‬ ‫الكفران ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨٨‬۔‬ ‫وهكذا نجول معك جولات عدة ‪ 0‬كبعض أخلاق المسلم في ملبسه © مثل‬ ‫حديت صفة لباس المؤمن ‪ 0‬ووجوب ستر العورة ‪ ،‬وأخلاقه في مأكله ى كحديث‬ ‫النهي عن الأكل بالشمال ‪ .‬ثم مررنا بك على بعض ما ينبغي على المسلم أن‬ ‫يتعامل به مع غيره ‘ كتحريم عقوق الوالدين ء وصلة الأرحام ث واحترام‬ ‫الجار ث وقول الخير ث وعدم سباب الناس ‪ 0‬والوعيد في أكل أموالهم ‪.‬‬ ‫ثم عرضنا لك من الأحاديث مايتعلق بأمور هامة يعيشها الفرد في‬ ‫مجتمعه ‪ 0‬كالنهي عن إضاعة المال ‪ 0‬وتحريم الزمر ‘ والنياحة ‪ ،‬وذم التكبر‬ ‫ومدح التواضع ‪ ،‬والنهي عن الحلف بغير الله ث وكتحريم اقتناء الكلاب الذي‬ ‫صار عادة لدى بعض الناس ‪.‬‬ ‫وختمنا عملنا هذا بالحث على العناية بالدعاء الذي هو مخ العبادة ث داعين‬ ‫ال عز وجل أن يكلل المساعي إلى الخير بالنجاح والتوفيق ‪ ،‬إنه على ما يشاء‬ ‫‪.‬‬ ‫قدير‬ ‫‪:‬‬ ‫ويعد‬ ‫فلا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل والحمد الكثير ‪.‬‬ ‫واهب النعم ومتمم الصالحات ‪ ،‬ذي الجلال والإكرام ‘ فاللهم لك الحمد والشكر‬ ‫كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد وعلى‬ ‫اله وصحبه وسلم ‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ‪.‬‬ ‫۔_ ‏‪ ٨٩‬۔‬ ‫فهرس‬ ‫المقدمة‬ ‫تعريف برواة أحاديث هذا الكتاب‬ ‫أولا ‪ :‬الصحابة‬ ‫الرواة‬ ‫‪:‬‬ ‫تانيا‬ ‫إخلاص النية‬ ‫فضل طلب العلم لله عز وجل‬ ‫تعليم القران وترتيلة‬ ‫وجوب التنزه من البول‬ ‫الصلاة‬ ‫الوضو ء لصحة‬ ‫إشتر اط‬ ‫الجماعة‬ ‫صلاة‬ ‫فضل‬ ‫الصلاة‬ ‫حكم تارك‬ ‫صفة لباس المؤمن‬ ‫النهي عن الأكل بالشمال‬ ‫وجوب ستر العورة‬ ‫تحريم عقوق الوالدين‬ ‫قول الخير وإحترام الجار‬ ‫النهمي عن إضاعة المال‬ ‫تحريم الزمر والنياحة‬ ‫النهي عن الحلف بغير الله‬ ‫الكلاب‬ ‫تحريم اقتناء‬ ‫الوعيد على أكل أموال الناس‬ ‫العناية بالدعاء‬ ‫الخاتمة‬