قراءات في فكر العوتبي الصحاري )1 جصاذ اندو التي اقامها ادى احتفاء بكري ار ا الفترة : من ١٠ - ۱۷٠ رجب ۱4اه الموافق ۹ - ١٠ ديسمير ١21۹۹ الا ا ‎eran‏ وتم ي و س سه ر ر اشن اي ا ن يہ يڳ 4 ۹ ‎r : AWA‏ : . ۹ 5 ۵ # ‎AA ‏ا‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ سلطنهعمان ور الزات لوی رالشاد نوللاو ا ۲ شل د 52 لے 1 حصاد الندوة التي أقامها المنتدى احتفاء بذكرى المرحوم العوتبي الصحاري pS ایدەللطيغ ‎AY‏ الطكةالاوي ۸ھ ۱۹۹۸ ہے سال م الحمد ل العزيز المتعال القائل في محكم كتابه «إانما يخشى الله من عباده العلماء ونصلى ونسلم على رسول الله أدى الامانة وصدع بالحق المبين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين وبعد ؛ فقد شاءت العنابة الالهية لهذه الأمة أن تكون أمة رسالة حق تحملها وتوصلها للبشرية كوكبة من العلماء تصدروا بعلو همتهم وسعة ثقافتهم مجالات الفكر والعلوم ؛ لم تشغلهم الدنيا بزخرفها أو تبهرهم النظريات والاشكال البراقة بوهجها؛ بل اصطنعوا بجدهم واجتهادهم مناهج علمية متكاملة طرحوا عبرها قضايا امتهم من اوسع أبوابها ؛ ساعدهم على هذا وذاك عقل متفتح جعلهم على مر التاريخ يفتخرون بسمو رسالتهم وعلو مكانتهم. لقد كان علماؤنا وادباؤنا جهابذة في كل علم طرقوه وقد عرف بذلك الكثيرون نذكر منهم - على سبيل التمثيل لا الحصر - الامام جابر بن زيد وابا عبيدة مسلم بن ابي كريمة والفراهيدي وابن دريد وابن بركة والكدمي والبسيوي وابا نبهان والخليلي والسالمي وغيرهم. وقد نكون اقرب من هذه النماذج في اشارتنا لهذا الاصدار الذي نحاول فيه -عبر قراءة تصبو إلى التأني- سبر اغوار العلامة المحقق والنساية اللغوي الفقية المؤرخ سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري الذي قرأ عن الأولين والمتأخرين ؛ فأختزنت ذاكرته كل رائع جميل من علومهم. والله نسأل التوفيق والهداية نعم المولى ونعم النصير ۹ للعلماء والاساتذة المشاركين شى الندوة ۰ 1 القراءة الأولى معجم الأبانة للعوتبى المنهحخ _ الله - المادة الملححمة طہبعتها ۔ مصادرها د. ايراهيم الاسوقي جامعة السلطان قابوس ۱ - تمهید ١-١ س بين «علم المعجم» و «الصناعة المعچمية» ١-۲ - الشروط التى يجب توافرها فى المعجم وواضعه ١-۲ - العرب وصناعة المعجم ٢ - معجم الإيانة ١-١ - المؤلف ٢-۲ - المنهج ٢-۲ - الادة المعجمية : طبيعتها ». مصادرها ٢-٤ - تقسير المعنى ۳ - اللغة فق معجم الإيانة ١-١ - مقدمة ٢ س ۲ س الأصوات ٢-۲ الصرف ٢-٤ - النحو ۲-٥ الدلالة ٤ - الخائتمة ‎o‏ —- المصادر والمراجع ١ - تمهدد : | - ۱١ا دن بين «علم المعجم » و « الصناعة المعجمية « المعجم هو «مرجع يشتمل على كلمات لغة ما ء كلها أو جمهرتها . مرتبة - فى الغالب - ترتيبًا هجائيًا مع تفسير معنى كل منها وذكر معلومات عنهاء من نطق ٠ وصيغ ٠ واشتقاق » ومعان ء وتكون الكلمة مادته الرئيسيةء”) . فالكلمة من ناحية معناهاء ودلالتها المركزية هي بؤرة اهتمام المعجم . والدلالة المركزية هي القدر المشترك من المعانى للكلمة فى السياقات المختلفة من غير أن يجوزها إلى التخصيص الذى تتطلبه الكلمة حبن تدخل فى الاستعمال . فنحن ساعتئذ نكون أمام مستويين من مستويات المعنى . ١ - المعنى المعجمي : وهو المعنى العام المشترك فى كل السياقات . والمعنى السياقي : وهو المعنى الخاص المرتبط بالكلمة المعنية فى سياق لغوىء أو وقد بكون المعجم أحادي اللغة , أو ثنائي اللغة . أو متعدد اللغات . وقد بكون معجماً عامًا أو معجماً خاصًا ٠ وقد يكون معجماً للألفاظ أو معجماً للمعانى وقد يكون ترتيبه صوتيًا أو أبجديًا . أو ٠ أو بحسب القافية فكل معجم منها يختط لنفسه هدنا محددًا . ويصمم المعجم بحيث يؤّدي إلى تحقيق هذا الهدف مع وفائه بوظيفة إزالة الإبهام والإخفاء عن الكلمات - كما يقول ابن جني - فإذا كانت (عجم) قد «وقعت فى كلام العرب للإبهام والإخفاء . وضد البيان والإفصاح» فصيغة أفعَل «يراد بها السلب والنفى ء وذلك نحو أشكيتٌ زيدًا إذا أزلت له ٠ ما يشكو.»(") كما فى أشكلت الكتابً . إذا أزلثٌ إشكاله . وقد ظهر في الوقت الحاضر مصطلحان يجب الإشارة إليهما وهما: - علم المعجم ‎Lexicology‏ - والصناعة المعجمية ‎Lexicography‏ فعلم المعجم هو : «دراسة المفردات ومعانيها فى لغة واحدة . أو في عدد من اللغات . ويهتم علم المعجم من حيث الأساس باشتقاق الألفاظ . وأبنيتها ,. ودلالاتها المعنوية والإعرابية . والتعابير الاصطلاحية . والمترادفات وتعدد فهو متصب على دراسة (١۱) المعجم العربى . يبحوث فى المادة والمنهج والتطبيق . راض زکي قاسم . دار المعرفة . بيروت ۷/د م ص ۱۹ . (۲) انظر معجم علم اللغة النظري. محمد علي الخولى . مكتبة لينان ء٠ 4 ببروت ۰ ۱۹۸۲ .۰ ص ٤۷. انظر تاج العروس . مادة ع .ج .م . - وسر صناعة الإعراب . ابن جني . تحقيق مصطفى السقا وأخرين . مطبعة مصطفى البابى الحلبي . القاهرة . ١١۹٠ ۱-١٤ . (٤) علم اللغة وصناعة المعجم . علي القاسم . عمادة شؤُون المكتيات . جامعة الملك سعود . الرياض .ط۲ ۷۱ ص ۳ = وقضايا اللعجم العربي قديما وحدينا . محمد رشاد الحمزاوي . منشورات المعهد العالي لعلوم التربية . تونس ۱۹۸۲ م ص ۵٥ . ۹ اللعجم دراسة علمية من ناحية العلاقة بين الألفاظ والمعانى , والعلاقة بين الألفاظ بعضها البعض والنظرية اللغوية التى يقوم عليها المعجم . أما الصناعة المعجمية فهي : «تقنية تعتمد مناهج مختلفة فى جمع مادة المعجم . ووصفها وترتيبهاء وهي تقوم على خطوات أساسية خمسة وهى: «جمع اللعلومات والحقائق , واختيار المداخل . وترتيبها طبقا لنظام معين . وكتابة المواد ٠ وأخِيرا نشی الإنتاج» ( . والفرق واضح بين الملصطلحين ولكل طبيعة عمل مختلفة . فإذا كانت الصناعة المعجمية هى «فن زخرفة» فإن علم المعجم يعتبر «علماء يدرس فى بنية هذا الفن . ولا غنى لأي لغة من اللقات عن «صناعة معجمية» وعن «علم المعجم» باعتبارهما مستوى من مستويات الدراسة اللغوية إلى جانب الأصوات ٠ والصرف , والتركيب والدلالة والأسلوب واللفة العربية واحدة من اللغات التى برع أهلها فى هذا الجانب ٠ وخرجت اللعاجم المختلفة من ناحية المادة , أو من ناحية الترتيب ولا زال هذا العطاء مستمرا بثراء. ١-۲ - الشروط التى يجب توافرها ف المعجم اللعجم الجيد هى «العجم الذى تستطيع أن تجد فيه ما تريد. وتجد ما تريد من المحاولة الأولىء). فمهمة المعجم هي أن يتناول «الكلمة ضمن حدود مرسومة لا يتجاوزها بقصد تحديد دلالتها . أو تفسير معناها , أو بيان مؤداهاء”) . وعلى ذلك فهو يقدم لمستخدمه الكلمة وما يتصل بها من معارف صوتية وصرفية إلى جانب معناها المعجمي . ومعناها السياقي - إن أمكن - ويكون ذلك فى الإطار المرسوم سواء كان هذا الإطار وصفيا (سنكرونيا) أو تاريخياً (دياكرونيًا) . ومن ثم يجب على المعجم لكي يفي بهذا الغرض أن يتوافر فيه الشرطان التاليان”) ١ - شرح الأشكال المختلفة للكلمة سواء أكانت هذه الأشكال متعددة من وجهة النظر الوصفية , أي في مرحلة معينة من مراحل اللغة . كأن توجد الأشكال المختلفة فيها جنباً إلى جنب فى زمن واحد , أم من وجهة النظر التاريخية بأن يقول إن هذه الكلمة كانت فى القرن (١) علم اللغة وصناعة المعجم ص ۳. (۲) انظر : علم اللغة وصناعة المعجم . علي القاسمي ص ١۱۳ نقلاً عن : ‎Hass, Marty, R. "What belongs in a bilingual Dictionary" In householder and Sporta 48.‏ (۳) اللعجم العربي . رياض زكي قاسم ص ٢۲۳ . (٤) انظر مناهج البحث ف اللغة . تمام حسان . مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة , ١٥۹٠ م , ٢۳-٦۳ . ٠۱ الفلانى كذا . وأصبحت فيما بعد كذا , ثم الت إلى كذا وهو ما يعرف بعلم الأصول اللغوية ‎Etymology‏ )0 ۲ - تقسيم المادة بحسب تعدد المداخل الفرعية فيها . والاستشهاد على كل ما يقال مع الإتيان بتحديد صرفي لكل قسم فرعي . كأن يبد بالأفعال (الثلاثى ثم الرباعى ثم الخماسى ثم السداسى) ثم الأسماء ويكون الاستشهاد على المداخل من ناحية وضعها الصرفي ووضعها الدلالي . ويجب ألا يقتصر الاستشهاد على مرحلة زمنية بعينها . فكما يهتم باللغة القديمة عليه أيضا أن يهتم بالتراكيب اللغوية المعاصرة ؛ فاهتمام المعجم الرئيسي «ينصب في حقيقة الأمر على اللغة فى حالتها الراهنة. وعلى هذا الأساس فإن للمحررين الحق في اقتباس الشواهد من المؤلفين المعاصرين . بصرف النظر عن أفضلية إنتاجهم الأدبى أو خلوده») . ويدخل في إطار هذا الاستشهاد معان أخرى للكلمة حين تدخل فى سياقات أخرى مختلفةء فيصير المعنى متعددًا أو محتملاً في إطار المعجم بعد أن كان واحدًا محددذا في إطار سياق الجملة الواحدة . وهذا هو أهم ما يميز المعنى المعجمي عن المعنى السياقي «فتعدد المعنى واحتماله من جهة . وتحدده وتعيينه من جهة أخرى هو الفارق الأساسى بين الكلمة التي في المعجم . واللفظ الذى في فالكلمة في السياق لها معنى واحد ء وتتعدد معانيها بتعدد سياقاتها التى ترد فيها وتعدد المصاحبات التى تصاحبها ويمكن التمثيل على ذلك بالفعل «ضرب» ف السياقات التالية: - فاعل (إنسان) + مفعول (إنسان) ‏ فى (ضرب زي عمرًا) يكون المعنى: (عاقب) - فاعل (لفظ الجلالة) + مفعول (معنوي) فى (ضرب الله مثلاً) يكون المعنى: (ذكر) - فاعل (إنسان) + مفعول (جماد بناء) فى (ضرب قبة) ‏ ايكون المعنى: (أقام) - فاعل (إنسان) 3 + مفعول (جماد معدن) ضرب العمل يكون المعنى: (صاع) - فاعل (إنسان) + مفعول (معنوى) ‏ فى (ضرب له موعدًا) يكون المعنى: (حدّد) - فاعل (إنسان) 3 + مفعول (معنوى) ‏ لى ضرب ×۱) يكون المعنى: (حسب) - فاعل (إنسان) + مفعول (طبيعة مجرور) فى (ضرب ف الأرض) يكون المعنى: (سعى) (١) ليس ف اللغة العربية معجم تاريخي كامل على غرار معجم اكسفورد ف اللغة الإنجليزية . اللهم إلا محاولات متناثرة هنا وهناك ٠ كما فى الجزء الأول من معجم «المرجعء للشيخ عبد الله العلايلي . (۲) انظر علم اللغة وصناعة المعجم . على القاسمي . ص ١٤٠ نقلاً عن : Marck wardt, Albert H. "Dictionaries and English Language" English Jornal 53 (1963). (۳) انظر مناهج البحث ف اللغة . تمام حسان . ص ٤٢٤۲ . ۱١۱ - العرب وصناعة المعجم برع العرب أيما براعة في صناعة المعجم › فخرجت المعاجم متعددة الأهداف والاتجاهات وكذلك متعددة المناهج والأساليب . ويمكن أن نميز من بين هذه المناهج والأساليب ما يلي : المبوية() وتضم معاجم الألفاظ هذه المعاجم التى تجمع المفردات وترتبها حسب حروفها . كالألفاظ المترادفة . والأضدادء والمشترك اللفظي ..... إلخ. أما معاجم الألفاظ فقد ظهرت بأشكال عدة على النحو التالي”) : ۱ - معاجم الترتيب حسب مخارج الحروف . وأشهرها : كتاب العين للخلىيل ين أحمد (ت ١۷٠ ه) . وكتاب البارع لأيي علي القالي (ت ٦ ه) وكتاب تهذيب اللغة للأزهري (ت ٠ ه) . ومختصر العين للزبيدي (ت ٢۲۷ ه) والمحيط للصاحب بن عداد . 1 معاجم الترتيدب حسب الحرف الأخبر ‘ وأشهرها . کتاب التقضشة لليندنيجي ات ‎YA‏ ه) ولسان العحرب لابن منظور (ت ١\V‏ ه) والقاموس المحصىط للفبروزايادي (ت ۷ ه) وتاج العروس للزييدي (ت ١٠٠۲٠ ه) . ٢ - معاجم الترتيب حسب الحرف الأول وأشهرها : أساس اليلاغة للزمختشري (ت۳۸٠ ه) والمصباح المثير للفيومي (ت ٠۷۷ ه) وكل المعاجم العربية التي ظهرت حدينًا ومنها المعجم الوسيط . ٤ - معاجم الترتيب حسب الوزن الصرق كالأسماء والأفعال . والأوزان المجردة والمزيدة كما في ديوان الأدب للفارابي (ت ۰٥۳ ه) وشمس العلوم لنشوان . وقد كان كل معجم من هذه المعاجم بحاول أن بكون مدرسة وحده يما ىقدمه من جديد يميزه عن المعاجم الأخرى , ولكن هذه المعاجم كانت تسعى لأن تكون موسوعات علمية وأدبية إلى جانب الأهداف الخاصة التى وضعتها نصب أعينها كخدمة الدرس الصوتىء أو خدمة الأدباء والشعراء . أو خدمة القارىء العادي . وكان هذا الاتجاه الموسوعى على حساب الادة اللغوية . فقد حظيت ببعض الجهد لا كله . وأدى ذلك إلى ظهور المآخذ التالية : (۱) اللخصص. ابن سيدة. تحقيق عبد السلام هارون . دار الجيل . بيروت ط١ : ۱ م ص ١٠. )۲( المعجم العربي ٠ حسين نصار . مكتبة مصر . القاهرة ۱۹۸۸ م . ص ١٤۱۷ ومايعدها. والمعاجم العربية . عبد السميع محمد احمد . دار الفكر العربى . القاهرة ١۹۸٠ م ص ٠۲ ومابعدها 1 ١ - عدم تحديد مستوى التدوين ٠ هل هو الفصحى أو اللهجات . فالاقتصار يجب أن يكون على مستوى واحد منهما ء ولكن صانعي المعاجم العربية لم يضعوا ذلك نصب أعينهم ٠ ومن ثم جاءت مادتهم اللغفوية خليطا من الفصحى واللهجة . ولا شك أن هذا الخلط بين اللهجات والفصحى . قد أدى إلى جعل مهمة الوصول إلى الصيغة الصحيحة أمرًا صعبا . ۲ - عدم وجود ترتيب داخل ف مادة الجذر اللغوي . وليس هناك تناول مطرد يبدأ بالأفعال ثم الأسماء . وعند تناول الأفعال يبدا المجرد بالثلاثى والرباعى ثم المزيد بحرف أو بحرفين أو بثلاثة أحرف ء وعند تتاول الأسماء يبدا بالمصدر ثم الأسماء المشتقة وكان من جراء غياب هذا المنهج فى المعاجم الفرعية أن ظهرت مشكلات مثل : معالجة الصيغة الواحدة ف أكثر من موضع من المادة كما فى مادة ح . م . ل في القاموس المحيط فنجده يعالج (احتمل). ثم ثم ثم عاد إلى الثلاثى مرة أخرىء وفي أخر المادة يعود إلى (احتمل) مرة أخرى). ٢- الميل إلى الاستطراد أحياناً - بإيراد كثير من الحكايات والمعلومات غير اللقوية التى تثقل كاهل المعجم . وكان بالإمكان الإشارة إليها في مظانها الملتخصصة ,. كحكاية بنات همام بن مرة . وحكاية البسوس . وحكاية صنع الدواء وفوائده ٠ وفوائد بعض الأعشاب والنباتات..... إلخ) مما ضحم المعجم . وكان على حساب مادته اللغوية . ٤ - الإبقاء على الحوشي والمهجور ٠ وربما يكون عذرهم في هذا أنهم يجمعون كل مفردات اللغة (المستعمل منها وغير المستعمل) فهم حريصون على تدوين كل ما يسمعون من العرب الأوائل . واكتفى اللاحقون بالأخذ عنهم دون فحص أو تدقيق . ومن ثم اكتفوا بالنقل عنهم . وإن كان هذا الأمر قد استمر حتى وقتنا هذا . فقد وردت ألفاظ حوشية فى اللعجم الوسيط مثل الهصاهص ؛ أي القوي من الناس أو الأسسُود . والهلواع : الناقة السريعة الشديدة . والناقة الدوصاء : التى تكُسرت أسنانها . والدّرفارس : أي الضخم العظيم من الإنسان أو الحيوان . ٠ - كثرة التصحيفات التي راح يستدركها اللغويون على واضعي المعاجم ٠ أو يستدركها واضعو المعاجم اللاحقون على السابقين كما فى كتاب «التنبيه والإيضاح» لابن بري و «نفوذ السهم لخليل بن آيبك الصفدي «والتنبيه على حدوث التصحيف» لحمزة (١) انظر القاموس المحيط مادة ح م. ل . 7 7 وانظر كذلك لسان العرب مادة ر. س. م حيث يعالج المصدر الرَسُّم . ثم رس والاسماء الرواسم , ورسم (مرة اخرى) : وروسم . والرسيم والرسوم ٠ والرسم والفعل الثلاثى (مرة اخرى) (۲) انظر القاموس المحيط مادة (ق . ن ف) و (ب. س س.) و ر. ق) ۰ ۱۳ الأصفهاني. و «الجاسوس على القاموس» لأحمد فارس الشدياق و «تصحيحات لسان العرب» لأحمد تيمور ... إلخ . فقد حاولت المعاجم الحديثة تفادي الكثير من هذه المأخذ ؛ حتى تخرج ويشغل جانب اللغة فيها الجانب الأساسى . وما عداه لا يكون إلا فى حدود توضيح المادة اللغوية ويمكن أن نمثل على ذلك بالمعجم الوسيط الذى صدر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة . ٤۱ ٢ - معجم الإيانة : ٢ - ١ - المؤلف : معجم «الإبانة» من وضع «ابي المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم العوتبي الصحاري العمانى . وقد أضفى عليه المؤرخون كثيراً من الصفات منها . العالم. العلامة. الماهر ء الحَُ , الفقيه ٠ الطاهر) الإمام , النزيه ٠ وإطلاق هذه الصفات دليل على أن شخصية المؤلف قد حوت التميز في العلم والدين معاً . ولم يعثر محقق كتاب «الأنساب» أو كتاب «الضياء» على ترجمة كاملة له ٠ وإن كان قد أرجع تاريخه إلى القرن الخامس وله كتب كثيرة فى الفقه واللغة والتاريخ . أما معجم الإبانة فقد نسخ الجزء الأول منه عبد الله بن عمر بن زياد بن أحمد بن راشد بتاريخ : نهار السبت لثلاث عشرة ليله خلت من جمادى الأولى من سنة سبع وستين وتسعمائة هجرية . ونسخ الجزء الثانى سليمان بن ماجد بن ناصر الحضرمي القرقى العمانى , انتهى منه يوم الجمعة ليومين مضيا من شهر رمضان الميارك سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وأربعين حيث نسخه لسيده ورب نعمته الشيخ العالم الرضي النزيه عامر بن خمیس بن مسعود امالكيى”) . ويهدف المؤلف من وضع هذا الكتاب إلى إظهار معانى الكلمات التى اختارها ورتبها . والدليل على ذلك أنه أطلق عليه الإبانة يقول «وسميته بكتاب الإبانة . ومعنى الإبانة فى اللغة الظهور والوضوح من قولهم : بان الصبح : إذا ظهر ضياؤه ...» < وإن كانت هذه الكلمة تشير إلى معانى أخرى مثل الإعراب عن المعنى في : «قد أعرب فلان عن كذا » ؛ إذا.أبان ٠ والانفصال في «بان الشىء » عن الشىء . إذا انفصل ء ولكن المعنى الملقصود فى هذه التسمية هو التوضيح والإظهار . وقد ساعد على اختيار هذا الاسم لإطلاقه على المعجم .٠ أن الإبانة مظهر من مظاهر اقتدار العرب يقول «للعرب إقدام على الكلام » وتوسع وهجوم على جليل المعانىء ودقيقها حتى انهم ليخرجون بكلام من رفع إلى تصب وخفض .٠ ومن تصب إلى خفض ورفع ٠ ومن خفض إلى رفع ونصبء ومن مذكر إلى مؤّنث, ومن مؤّنث إلى مذكر بالإضافة. كل ذلك لاقتدارهم على الفصاحة والإبانةء فهم يحون كيف نطقوا . ويصيبون بما أطلقوا . وهم يطيلون إذا كانت الإطالة أوضح للإبانة .....» ° . (١) انظر الإبانة : ١/٥٥٥ ٠ ۲/٠ ٠٠٠ (مخطوط) . (۲) انظر . مقدمة كتاب «الأانساب» للعوتبى . وزارة التراث القومى والثقافة . سنة ١۱۹۹م ص £ . (۲) مقدمة الإبانة ١/٠۱ ٠١/٠ . (£) الإبانة : ٢/٢۲۲-٦۲۲ . ٥\ ٢-۲ - الهج : وقد لخص العوتبي منهج هذا الكتاب بدي ي دى پيا رد ال اللفوية والأبيات المعنويةه ° فهذا النص يشرح منهج المؤلف بإيجاز شديد فهو : * يفسر شينًا . وكلمة الشيء تفيد التبعيض هنا ٠ والتبعيض يعني أنه لا يجمع كل مفردات اللغة ء بل يكتفي بقدر منها يرى المؤلف أنه فى حاجة إلى توضيح وإظهار . ا وكذلك يشير إل الأساس الذي تم عليه اختيار هذا الكم من الفردات وهو ول ت شا من اكلام الجاري على الستتهم لا يعوف معناه . ولا يقفا يؤتى به إلا فى الشعر والخطبء”"). فالكلام هو الكلام الجاري على الألسنة وليس الغريب منها الذى لا يأتى إلا فى الشعر والخطب , وعلى ألسنة المتفيهقين ٠ والمتعمقين . *+ وقد حدد المؤلف مساحة المفردات التى سيتعامل معها . اذ إن موقفنا من مفردات اللغة ينحصر فى مستوى من المستويات التاليه : - هناك ما نعرفه ونستعمله . - وهناك ما نعرفه ولا نستعمله ولكننا نفهمه حين د اآخرون . - هناك ما لا تنعرفه ولا نستعمله وهو الغريت. أخرها»() أى يعتمد جذر الكلمة ٠ ويرتبها بحسب الحرف الأول ٠ وفقًَّا لا تسير عليه المعاجم الحديثة . ورأى فى هذا النظام مساعدا على أن يكون المعجم « أسهل معرفة . وأقل .» *# ويرى المؤلف أن هذا المعجم يجب أن يكون زادا ثقافيًا لمستعمله فأمده «بشىء (۱) السابق : ۱/٠۳۱ . (۲) السابق : ١/٠ . (۲) السابق : ۱/٠٠۳ وانظر : ١/٠ . (٤) السايق : ١/٠ . ٦۱ من الألفاظ العربية , والمعاني اللغوية» . وكذلك لم يغفل الشعر الجميل . والحكمة فأمده بالأبيات المعنوية والأمثال المعروفة . والقصص المشوق - كما سيأتى بيانه . إا - فالمعجم لتوضيح ما يجرى على ألسنة الناس ولا يفهمون معناه . مرتبا وفق حروف المعجم ومزودذا بالأمٹال وأبيات الحكمة . أما عن منهج المعجم في ترتيب مواده فيمكن ملاحظة ما يلي : ١ - أنه بقوم على ترتيب الكلمات بحسب الحرف الأول من الجذر ٠ فيبدأً بحرف الألف ثم الباء , ثم التاء ثم الثاء .... إلى أخره حتى يصل إلى خر حروف المعجم . ۲ - أن ترتيب الجذور تحت الحرف الواحد يبدل على أن هذا المعجم كان محاولة أولية لحشد الجذور والكلمات التي ستعالج تحت هذا الحرف . وكانت هذه المحاولة في انتظار محاولة ثانية للنظر في ترتيب المفردات ترتيبًا داخليًا . ولكن هذا لم يتم ٠ وإن كنا لا نستيعد أن يكون المؤّلف قد وضع هذا في حسبانهء ولكن هناك ما منع من القيام به كالانشغال بموضوعات أخرى. أو لعجلة المنية التي وافته قبل القيام بإتمام هذا العمل. فأثر تلاميذه الإبقاء عليه بشكله الذي تركه عليه شيخهم دون تدخل . ويمكننا أن نستدل على ذلك بهذا الاختيار العشوائي من حرف العين الذي جاء متتابغا ع صر / شو / عتم / ع صم / عيش | عقر / ع / عن.ي | عدن / د.د / عرض / ع.ق.د / ع.ص.ي | ع.ط.د / ع.ر.ك / ع.ر.ق / ع.ب.ط | ع چب | ع ىاپ | ع پا | ع. دل | ع پار | ع | ع | . فهذه عينة وردت في الإبانة بنفس الترتيب . وهي ثي حاجة إلى إعادة نظر لكي يتم ترتيبها وفقًّا للحرف الثاني والثالث من الجذر حتى يتحقق مبدأ السهولة في الوصول إلى الجذر فتكون على هذا النحو : با | ع. پار | | ع. تام | چب | ع. دد | ع. ديل | عدن / عرض | عرق / / و / عض .د ع صر / ع صم / ع صني | ع ض.م / عط عط | ع. طاو / ع. قد / ع قار | ع.ن. ي | عياب | ع.ي.ش . وقس على ذلك أية مادة من أي حرف من حروف المعجم . ۲ - كان يلجأ في علاج المادة إلى فكرة التقليب التي بدأها الخليل بن أحمد في معجم العين ولكن هذا اللجوء لم يكن شاملاً لكل الجذور التي عالجها . فجاء متناثرًا في ثنايا ۱۷ / جلف = چ .فل / جراج = چا ر / لو = ول / = خ. پال / خرف ق۰ .ن / ق س.ر - ق ر. س / ق. .ر - ق.ر.ا / ق ر.پ - .پەر ‎e.‏ إلى آخره ۰ فالتقليب لم يشمل كل الجذور المعروضة ٠ ولم يكن تقليبًا ٠ بل اكتفي بصورة يذكر (ر.خ.ق) و (ر.ق.خ) وكذلك (ق.خ.ر) و ( ق.ر.خ ) التي ربما يكون قد عالجها تحت بابي الراء . والفاء . طبقاً للترتيب على حروف المعجم ٠ ويكون هذا تمشيا مع ترتيب كلمات ٤ - قد يلجا إلى معالجة الجذر الواحد يي أكثر من موضع ف الباب الواحد . ويمكن أن نستدل على ذلك بالجذور التالية : (خل.ف) الذي عالجه بعد : (خ.چ.ل) ٠ وبعد (خ.ر.غ) : (ح.ل.ف) الذي عالچه يعد : (ج.ز.ف) 4 ويعد (ج.پ.س) . (ح.م.ل) الذي عالجه بعد : (ح.ن.ن) وبعد (ح.م.م) (ح.ف.ظ) الذي عالجه بعد : (ح.ض.ض.) ويعد (ح.ب.ب) (ج.ب.ل) الذي عالجه بعد : (ح.ج.ج) وبعد (ح.ل.س) (ر.ب.ب) الذي عالجه في أول الحرف , ثم عالجه بعد : (ر.ب.و) وبعد (ر.و.ع) وبعد (س.د.د) الذي عاجله بعد : (س.ی.د) ويعد (س.م.م) (س.ن.ن) الذي عالجه بعد : (س.پ.ل) وبعد (س.و.ي) (ق.ط.ط) الذي علاچه بعد : (ق.م.ط.ر) ويعد (ق.ط.ن) . والأمظلة على ذلك جد كثبرة : ومعالجة مثل هذه الجذور في حاجة ماسة لتجميعها في مكان واحد حتى تتمشى أيضا مع عنصر «السهولة» ق تحصيل الإفادة . ۱۸ ٠ - في علاجه للأجوف يعالج الذي عينه واو ء في نفس المكان الذي يعالج فيه عينه ياء . كما في : س.ي.د = سيو.د / غ.و.ل = غ.ي.ل/ في .ج - ف.و.ج فليس هناك التزام بتقديم الياء أو الواى ء بل تارة يقدم هذه . وأخرى يقدم تلك . ١ - أن التقسيم الكمي للجذور (من ناحية الثنائية والثلاثية والرباعية) لم يكن له وجود في ترتيب جذور المعجم . فقد يرد الثنائي في آخر الباب كما في س.ن.ن . س.ي.ي س.پ.پ . وقد يكون في أول الباب كما في : ق.د / ق.ط / ق.د.د /. وقد يكون متناثرًا في ثنايا الباب كما في : ق.ط.ق.ط / ق.م.ق.م / ق.د.م.س | ق.ل:م.س / وبعد عدد من الجذور يكون . ق.ص.ق.ص. - وبعد عدد من الجذور يكون : ق.ن.ق.ن / وبعد عدد آخر يکون ق.ل.ي .س / ق.ل.ن.س / ق.ل.س.ن . ۷ - أن القضايا اللغوية والدينية قد دخلت أساسًا ف الترتيب ٠ فنراه يبدا الباب بقضية لغوية . كما في حرف الألف حيث يبدا بشرح وظائف الألف في اللغة , والمعانى التي تحملها . وكذلك الباء . والتاء وما تتعرض له من إبدال في صيغة الافتعال . والسين حيث يبدأ بكلمة سبعة ٠ والعين حيث يمكن قلبها همزة في «عن» التي تكون : «أن» وكذلك الفاء (وحروف العطف). ۱ أو يبدا الحرف بقضية دينية كما في باب الزاي حيث يبدأه بمادة «ز.ه.د» فيشرح معنى الزهد يقول : «وقولهم زاهد ومزهد ء الزاهد : القليل الرغبة في الدنيا . والمزهد القليل المال.....» () فالمفترض أن تكون بداية المادة «ز.أ.أ» . ولكنه يبدأها ب (ز.هد) ليتخذ من الزهد مادة يبدأ من خلالها حرفه المعجمى . وكذلك الصاد حيث يبدا الحرف بمادة : «ص.ل.و» فيشرح معنى الصلاة يقول : «الصلاة مع العرب على أربعة أوجه : تكون الصلاة المعروفة التي فيها الركوع والسجود ومنه : «فَصَل لرّبك واتحر» . ومنه الصلاة : الترحم .. . والصلاة الدعاء ... والصلاة الدين» 9© 0 ˆ ˆ والضاد حيث يبدا الحرف بمادة : «ض.ل.ل» فيشرح معنى الضلالة . يقول «وقولهم : فلان ضل أي جائر عن القصد غير مهتد إليه ... ورجل مضلل : لا يوقفق لخير. صاحب غوايات وبطالات وأضاليل ...» فبداية الحرف جذر يكون مدخلاً لقضية دىشىه . (١) الإبانة : ۷۱/۲ . (۲) السابق : 7/ ٥1-1۸8٦۱۸ . (۲) السايق : . ۱۹ والطاء والقاف . حيث يبدا الحرف بمادة «ط.ه.ق» و «ق» فيشرح معنى الأحرف التي تأتى في أوائل السور : «فواتح السور» «ق» «طه» : أمر من الله تعالى لنبيه - عليه السلام - أن يط على الأرض بجمّع قدميه 4 وذلك أنه لما نزل عليه الوحي كان يمشي على آطراف أنامله ... وعن بعض المفسرين أنه قال طه بالعبرانية : یا رچل..» (. ويقول في حرف «القاف» قاف في القرآن مختلف فيه . قال مجاهد هو جبل أخضر من زمرد محيط بالخلق , قاله الضحاك . هو من زمردة خضراء محيط بالسماء فخضرة السماء منهء «قال الحسن قاف . فاتحة السورة وفي موضع آخر عنه أنه اسم سمى الله تعالى به القرآن ٠ ثم أقسم به .. ويقال هو اسم من أسماء الله تعالى ....» ) . ومن ثم كانت للقضايا اللغوية . والقضايا الدينية السيطرة على ذهن المؤلف حيث يبدأ الحرف بكلمة تكون منطلقاً لشرح هذه القضية أو تلك . والاستفاضة فيها . وتقديم الآراء المأخوذة عن العلماء والمفسرين بشأنها . ۸ - أن الأوزان الصرفية ربما تكون أساسا من أسس عرض المادة ففي باب التاء نرى أنه يقوم على جمع لصيغ الأفعال التي في الماضي بحرف التاء كما في وزن تقعل : تولّج وتوسم و ترېس . . وتجلح 4 وتلم . ؛ وتعذر. و تكح 4 وتخيل . . و تشرد . وتصلف . وتبجح . . تطول ء وتجرم وتشعب وتثبت . وتدمر 4 وتشقّف . 4 وتقيل ء 4 وتمٽي ٠ تكفل ولمس وتفيض ٠ وتردي ء٠ وتصور ء وتشبث ٠ وتخلّص .... إلخ . أو وزن تفاعل في تناوش وتعانق . وتجانب › وتباعد,. وتعالى . وتفعلل في : تلألا . ونتمتم و تميمم . 4 وأمرد . وأحمق , وأرذل والأفعال مثل أضحى» أدرى ٠ وأبرد ء وأسخن وأنشاً . وأربی , وأدلى . في حين أنه كان يجب تجريد كل هذه الصيغ ومعالجة كل صيغة تحت الحرف الأول من حروف جذرها . ۹ تداخل مواد حرف معين ف مواد حرف آخر كما ق : مادة ج.ب.ل تحت حرف الحاء - ١/٦٠۰٠ مادة ج.ه.ل تحت حرف الحاء ١/٠٦٠٥ (١) الإبانة : 1/7٤ . (۲) السابق : 7/ 47۹-4۷۸8 . مادة ج.ر.ع تحت حرف الحاء ١/۱٠٥ مادة و.ش.و.ش تحت حرف الشین ۱/۲١١۱ مادة آ.ب.ش . ر تحت حرف الشین ۲/١۲٥۱ مادة قءط.ع تحت حرف الطاء ٢/٤٢۲ مادة ی۔ق.ن تحت حرف الفاء ۲/٩٠٤ مادةج.ف.ق تحت حرف التاء ١/٤1٤ مادة ج.ف.ل تحت حرف التاء ١/٤1٦٤ مادة ج.ل.پ تحت حرف التاء ١/٤٠٦٤ مادة ج.ب.ن تحت حرف التاء ١/٤٠٦٤ مادة ج.ز.ر تحت حرف التاء ١/٤٦٤ مادة ج.ر.ض تحت حرف التاء ١/٤1٦٤ مادة ج.م.ش تحت حرف التاء ١/٤1٦٤ مادة ج.ر.ش تحت حرف التاء ١/٤٦٤ مادة ج.ر.س تحت حرف التاء ١/٤1٦٤ مادة ج.ر.ش تحت حرف التاء ١/٤۱٤ مادة ج.ل.س تحت حرف التاء ١/٤٦٤ مادة جنس تحت حرف التاء ١/٤٦٤ :مادة ٹ.و.ی تحت حرف التاء ١/٠۱۱٤ مادة ٹ .ی .ب تحت حرف التاء ١/٤٦٤ مادة ث.ن.ی تحت حرف التاء ١/٤٦٤ والأمثلة جد كثيرة متناثرة في ثنيا المعجم . ٠- الاعتماد على المنهج المقارن (بين العربية والعبرانية) والمنهج التقابلي (بين العربية والفارسية) في علاج كثير من مواد معجمه . وخاصة عندما تكون الكلمة من الدخيل . (١) الإبانة : ۲/۲٤ . ۲۱ ويمكن أن نستشهد على ذلك بمادة : ر.ع.ي يقول الشيخ : «قيل : أرعنا سمعك .. وكانت اليهود تتساب بينها بهذه الكلمةء() . ويقول أيضا : « أن لفظ العرب والعجم إذا اتفقا . حمل ذلك على المراد والمعنى لا على اللفظ .. مثل ذلك : أن الزور بالعجمي : القوة ٠ فإن شَهد أعجمي بشهادة اللسان الأعجمي . . وقال بالفارسية : دادم بزور ء أي شهدت على فلن شهادة قوية , ولم يصرف ذلك على أنه شهد بزور لان الزور بالفارسية القوة . وبالعربية الباطل . وكذلك كل لفظة بالعربية شاكلت العبرانية والفارسية باللفظ وفارقتها في المعنى , فالحكم للمعنى»”). ۳-۲ - المادة المعجمية ف الإبانة : اللعجم مرجع يلجا إليه مستخدم اللفة أو مستقبلها للتعرف على معنى كلمة أى تعبير صادفه , أو يريد أن يستعمله . ولكنه لا يفقه معناه . ومن هنا يكون شرح المادة في المعجم كاملاً وافياً من ناحية المنهج إذا اشتمل على الأمرين التاليين”) : ١ - شرح الأشكال المختلفة للكلمة . سواء كانت هذه الأشكال متعددة من وجهة النظر الوصفية (السنكرونية) » كأن يكون للكلمة أكثر من شكل أو أكثر من معنى في مرحلة زمنيه معينة من مراحل اللغة , أو كانت من الناحية التاريخية (الدياكرونية وذلك بأن يكون للكلمة أشكال مختلفة . كل شكل منها يحقق مرحلة من المراحل . ۲ - تقسيم المادة بحسب تعدد المداخل الفرعية فيها . والاستشهاد على كل مدخل مع الإتيان بتحديد صرف لكل قسم فرعي : كأن يكون فعلاً . أو اسما . وإِذا کان فعلاً فترتب أوزانه المجردة , والمزيدة بحرف أو حرفين أو أكثر .. وكذلك الأسماء . ومعاجمنا العربية معنية بالجانب الوصفي للغة . فليس هناك معجم تاريخي بالمعنى المشار إليه سابقاً كأن يقول : «إن هذه الكلمة كانت ف القرن الفلاني كذا ء وأصبحت فيما بعد كذا ء ثم آلت إلى كذا ....») . ومعجم الإبانة يدخل في إطار اتجاه المعاجم العربية وهو الجانب الوصفي ويقدم المادة › ويعرض لضبطها . والاشتقاقات الصرفية منها , كالمصدر ء الاسم . والجمع بأشكاله المختلفة , ثم يعرض للمشكلات الصرفية التي تقتضيها معالجة هذه المادة . مستعينًا في ذلك بالاستشهاد . ويمكن أن تستدل عل ذلك بالثال الثالي في معالجته مادة : رع يول ئ 2 4 ‏و6‎ e (۱) السايق : 7/ 4٤-44 . (۲) انظر : مناهج البحث لي اللغة تمام حسان : ٢۲۳-٠۲۳ . وانظر : اللعجم العر يا قا ۷-1٤ . (۲) المعجم العربي . رياض زكي قاسم : ص ٢٤۲ . جم العربي = ریاض زکي قاسم صں ٢۲ ‎O A‏ ہے ‏تزرعُونه أم نحن الزارعون ي . والَرْرَعَة : الأرضُ التي يِزْرّع فيها . يقال فيها : مزرعة ومَرْرَعَة (بضم الراء وفتحها) . ويقال للصبي : الله ,أي : بلّغه الله تمامْ شبايه › والردرع الذي يَزْرّع لنفسه رَرْمَا خصوصًا هى مُذَْعل , دخلت الدال بدل تاء مُفْكَعِل . بوكذلك يصير تاء افتعل بدل الزاي ٠ والدال ء إلا أنها تحسُن مع الحروف , وهم الذين يقولون : اجدمعوا بمعنى : اجتمعوا وهي أقبحها . والمفعول به : مَرْدَرّع قال : ‏0 س ‎gw‏ ماس ‏واطلب لنا منهم نخلاً ومزدرعا كما لجيراننا ومرْدرء) - الصيع الصرفية المشتقة من الجذر الفعل يزرعهء والاسم الزذرع . والمزرعه وصيغه الافتعال : مزدرع . ‎O‏ مص م ‏- الضبط للصيغة في : مَرْرعة وَمزْرّعة (بضم الراء وفتحها) . ‏- وزن الصيغة في : مزدرع . ... وهو مفتَعل ‏- تفسير معنى الصيفة في : الله يزرعه ٠ أي ينميه حتى يبلغ غايته والمزرعة الأرض التي يزرع فيها والمزدّرع . الذي يزرع لنفسه زرعا خصوصًا . ‏- الاستشهاد على المعنى سواء كان هذا الاستشهاد بالقرآن الكريم في الآية المذكورة بالنص . أو بالشعر . كما في البيت المذكور مصادر المادة : ‏وقد استقى العوتبي مادته من مصادر عديدة . هذه المصادر تتراوح بين القرآن الكريم ٠ والحديث النبوي الشريف . والشعر العربي الأصيل ,. وأقوال العرب . وهي المصادر التي اعتمدت عليها المعاجم العربية لكي تقدم اللغة العربية الصحيحة . وإن كان من حقه أن يعتمد اللغة الملعاصرة له ٠ حيث ينبغي أن يكون اهتمام المعجم الرئيسي هو اللفة فى حالتها الراهنة . من ناحية الاعتماد على المؤلفين المعاصرين ٠ بغض النظر عن أفضلية إتتاجهم الأدبي أو خلوده ٠ ولكنه لم يفعل واعتمد على النتصوص القديمة فقط وما رواه اللغويون من اللهجات . ‏واعتمد كذلك تفسيرات الصحابة كأبي بكر الصديق ٠ وعمر بن الخطاب وكذلك عائشة وابن عباس ء وأبي هريرة - يرضي الله عنهم - وغيرهم . ‏(١) الواقعة : ٤٠ . (۲) الإبانة : ۲/ ١۹۱-۹ . ‎۳۳ ‎ واعتمد كذلك على أقوال اللغويين في كثير من المسائل مثل : أبي عمرو ابن العلاء (ت ٥ ه) والخليل بن أحمد (ت ١۷٠ ه) ء والأخفش (ت ۱۷۷ ه) ٠ والمفضل الضبي (ت ١۱۷۸ ه) والكسائي ( ت ۱۸۲ ه) وقطرب (ت ٦٢۲۰ ه) والفراء (ت ۰.۷ ۲ ه) وأبي زيد النحوي (ت ٢٠۲ ه) والأاصمعي (ت ٢۲۱ ه) والسجستاتى (ت ٢٨٤۲ ه) والجاحظ (ت ٢٠۲ ه) وابن قتيبة (ت ٢۲۷ ه) وابن الأنباري (ت ٢۲۲ ه) .. وغيرهم كثيرون . وأحياناً يقول : «قال النحويون» و «قال جماعة من أهل اللغة » و«قال بعض أهل اللغةء و«من أقوال اللغويين » و« يقول بعض اللغويين» و«قال ذلك أهل اللغة» < . وورد في نص المعجم ذكر لكثير من علماء الحديث والقراءات والفقه من أمثال مجاهد . وعكرمة ›. وشهر بن حوشبءوأبي عبد الكريم » سعيد ابن المسيب, والعبرانى ٠ وابن رحالة وسعيد بن مسموح . واللحيانىء ومحمد ابن الحنفيةء والجرمازيء والحسنء وحمزةء وأحيانًا يقول : «أصحاب الحديث» . ولا يفوته أن يشير إلى مصدر اللغة الأصلي وهم العرب قائلاً : «قول بعض العرب» . «لأن العرب تقول» ء «وحكي عن بعض العرب» 0( . ويمكن أن نستشهد بالثال التالي : يقول الشيخ في علاجه لادة : ب.ض.ع : والبضع من العدد : ما بين ثلاثة إلى عشرّة ٠ وقيل تسعة ء٠ وفسر قوله «في بض سنين»/") أي سبع سنين ٠ وقيل تسع وقال أبو عبيدة : ما لم يبلغ العقد ولا نصفه ما بين الواحد إلى الأربعة وقيل من ثلاثة إلى تسعة ٠ وعن أبي عبيد ٠ ما بين ثلاث وخمس. (وقال قتادة: ما بين الثلاث والتسع والعشر. (وقال الأخفش : من واحد إلى عشرة ٠ (الفراءفي قوله تعالى « فلبث في السجن بضع سنين € ذكروا أنه لبث سبع بعد خمس بعد قوله: عند ربك قال والبضع ما دون العشرة ء ابن عباس قال: لا نزلت: الم . غُلبّت الرومٌّي”) ناحب أبو بكر قريشًا فقال له رسول الله - ألا أخبطت ٠ فإن البضع ما بين السبع والتسم) . ٢-٤ - تفسير المعنى : (۱) انظر على التوالي : ۲۰/۱٥ , ۷٥٥ ۰ ۹٢٥۰ ۲/٣٤۳۹۱۲۳ . (۲) اتظر أيضًا على التوالي : ۱/٤٥4 ٠ ۱۳۱/۲ ٠ ۳۸۱ . الروم : £ . (٤) يوسف : ٤٤ . )°( يوسف : ٢٤ . (١) الروم : ١ و ٢ من سورة (۷) الإبانة : ١/١٠4 . ٤۲ يأخذ تفسير المعنى لدي واضعى المعاجم العربية شكلاً من الأشكال التالية: ١ - التفسير بالمغايرة : أي باستخدام كلمات مثل ضد ٠ وخلاف ٠ ونقيض, كالخفة ضد الثقل . والضعف خلاف القوة . والسُهد والسّهاد نقيض الرّقاد . ٢ - التفسير بالكلمة الواحدة كما في جبخ : تكبر . التربْخ الاسترخاء . ۲ - التفسير بأكثر من كلمة : من خلال استخدام العبارة المصدرة بكلمات مثل إذا › يفصح ٠ والنارجيل . وهو : الجوز الهندي. والعجامة :ما عجمته ٠ وجزيت فلاا حقه أي . 9ہ قضىنا ۰ كما في السبْحَة . قميص له جيب قالوا و ٠ ° - التفسير بالسياق اللغوي وهو اعتماد الملصاحبة . فعلاقة المعنى «لا ينبغى أن تفهم على أنها علاقة ثنائية بين اللفظ وما يشير إليه بل على أنها مجموعة من العلاقات المتعددة الأبعادء وهي أساس علاقة وظيفية بين اللفظة في الجملة . وسياقات حدوثها كما يقول مالينوفسكى) . ٠ - تفسير المادة بالسياق السببي . وهو التعليل لاستعمال الصيغة اللغوية على النحو الذي ذكرت فيه ٠ ويتم ذلك باستخدام : لأنَ ٠ وإنماء ولم . كما فى تفسير ابن فارس لكلمة الساق يقول : والساق لللإنسان وغيره . والجمع سوق ء وإنما سميت بذلك لأن الماشي ينساق عليهاء(") ٠ و «إنما سمي الإعراب إعرابًا لتبيينه وإيضاحه» واختلف الناس فى العرب لم سُمُوا عربًا»() . فهذه وسائل يعتمد عليها واضع المعجم . ۷ - تفسير المادة بالسياق الاجتماعي : أي الاهتمام بنبض الواقع الاجتماعي الذي تدوولت فيه الكلمة في أدق ملامحها . ويحمل هذا التفسير الاجتماعي إلينا“«سياق الحال الذي عاشته دلالتها نطقاً بين الناس». من أمثال القصص التي تحكي . والأمثال التي ترد . فعند تحديد معنى الصيغة قد يذكر الشيخ الضد أو المرادف , أو العبارة التى تشرح اللعنى مستعيناً بالسياق اللغوي ٠ والسياق الاجتماعي الذي وردت فيه ٠ معللاً لهذا التقسير إن كانت هناك ضرورة لذلك ٠ وإن كان لم يعتمد طريقه الاستعانة بالصورة كما تعتمدها (۱) مقاييس اللغة : ۲/١۱۲ . ‎ER‏ ‏(۲) انظر المعجم العربى : رياض زکی قاسم ص ۱۳۳ . (۲) مقاييس اللغة : ۱۱۷/۲ . (٤) اللسان مادة : عرب . Yo المعاجم الحديثة واكتفى بالتفسير بالوسائل السابقة . والنص التالي يمكن أن يكون دليلاً على هذا القول . يقول في تفسير مادة راو ع «والأروّع من الرجال : من له اسم وخفارة وفضل وسُوّدَد ٠ وهو بين الروع . وتقول : راعني سمعك . أو أراعني أي استمع . وأرعي فلان إلى فلان أي استمع إليه .وكان اللسلمون يقولون : يارسول الله - راعنا أي استمع منا . فخرقت اليهود فقالت : راعنا يا محمد ويلحدون إلى الرعونة » يريدون النقيصة ٠ والوقيعة فيه . فلما عوتبوا قالوا تقول كقول المسلمين . فنهي الله عن ذلك › فقال : < لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا 4( وکا الحسن يقرا: «وراعنًا ليا بألسنتهم» ومعناه : لا تقولوا حمقًا › من الرعوئة ٠ وتقرة بلا تنوين في البقرة . (قال الرّجاج . قد قيل في «راعناء بلا تنوين ثلاثة أقوال : مثل أرعنًا سمعك ء وكان المسلمون يقولون للنبي يَأ - سمعك , وكانت اليهود تتساب بينها بهذه الكلمة , وكانوا يسبون النبى - عليه الصلاة و السلام - في بيوتهم فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنموا أن يُظْهروا سبّه بلفظ يسمه ٠ ولا يلحقهم في ظاهره شيء . فأظهر الله النبي يَأ والمسلمين على ذلك ونهي عن الكلمة . (وقيل هو من المراعاة . والمكافأة . فأمروا أن يخاطبوه بالتعزير والتوقير , فقيل لهم : (لا تقولوا راعنا) , أي كافئنا في المقال كما يقول بعضكم لبعض . وقولوا (انظرنا) أي : أمهلنا واسمعوا ء كأنه قيل لهم اسمعوا . وقال قوم : راعنا : كلمة كانت تجري مجرى الهزؤ والسخريا فنهوا أن يلفظوا بها في حضرة النبى عليه افضل الصلاة والسلام - وقول اليهود: اشتقوه من أرعن , والأرعن : الأحمق قالوا : إنا لنشتمه في وجهه , فلما نزلت "هذه الآية قال سعد لليهود : لئن قالها رجل منكم لأاضر بن عنقه . (وقال أبو صالح : راعنا هي بلغة اليهود سَبٌ قبيح ٠ فلما قال المسلمون للنبى عليه الصلاة والسلام - راعنا سمعكء قال اليهود : هذه أحبٌ إلينا من كذا وكذا لأنها سبة وكنا نسرها فالآن نظهرها إذ قالها الملسلمون . قال أبو عبيدة هذه من راعیت ٠ (ویقال : أرعنى سمعك ٠ وراعنى سمعك أي: اسمع إل وراعنا (بالتنوين) كأنها سبّة وبالعربية (قال الحسن بن إسماعيل”) : ولي نهي الله عن قول «راعناء وهي عربية لا مكروهة لأنها شاكلت بالعبرانية معنى مكروها دليل على أن لفظ العرب والعجم إذا اتفقاء حمل ذلك على المراد والمعنى لا على اللفظ . وكان الحكم فيها مصروفًا إلى المعنى ٠ مثل ذلك أن الزّور بالعجمي : القوة فإن شهد أعجمي بشهادة اللسان الأعجمي وقال بالفارسية: دادم بزور أي : شهدت على فلان شهادة قوية . لم صرف ذلك إلى أنه شهد بزورء لأن الزور بالفارسية القوةء وبالعربية الباطل . وكذلك كل لفظة بالعربية شاكلت العبرانية والفارسية باللفظ وفارقتها في معنى). (۱) البقرة : ١٤٠٠ . (۲) هو أبو الحسن على إسماعيل الأندلسى المعروف با ة : صاحب کتاب | ت هھ )۳( معجم الإبانة :4/0 س اسي امعروف باين سيد لخصسص (ت . ۹٢۳ فالحكم للمعنى وتقول : رَعَن الرجل يرعن رعنًا » وهو أرعن أهوج والمرأة رعناء ٠ والرعن من الجبال ليس بطويلء وجمعه رعون ٠ وقيل هو الطويل ...». هذا النص - على طوله - يمكن أن يكون صورة لطريقة الشيخ في معالجة المادة المعجمية › فهو : يفسر المعنى : فيفسر الأروع . وراعني وارعني ٠ وارعي فلان إلى فلان ء والرعن ويستشهد بالاآية القرآنية : « لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ي( وقوله تعالى لوراعنا ليا بالسنتهم) ويستعين بالقراءات وكان الحسن يقرا : «ورَاعنًا ليا بتنوين ويشير إلى التخريجات الواردة في الكلمةء (قال الزجاج قد قيل في راعنا بلا تنوين ثلاثة أقوال : قيل ارعنا سمعك .. وقيل هو المراعاة والمكافأة .. قال أبو صالح : راعنا هى بلغة الهيود سب قبيح .. وقال أبو عبيدة : هذه من راعيت ٠ ويقال ارعنى سمعك وراعني سمعك أي اسمع ... . ۱ ثم يستفيد من القصص في تفسير معنى كلمة وهي قصة اليهود مع كلمة راعناء ويجد نفسه أمام مقارنة بين اللغة العربية.واللغة العبرية في تفسير كلمةء وهي «راعنا» فيذكر قصة اليهود الذين استخدموا كلمة «راعنا» بمعناها في لغتهم وهو السب والسخرية . على مسمع من العرب حيث يكون معناها من المراعاةء فظن اليهود أنهم بذلك قد نجوا من ناحية الظاهر من لوم المسلمين في نفس الوقت الذي عبروا فيه عما في نفوسهم المريضة , فاظهر الله الرسول الكريم والمسلمين عليهم ٠ ونهاهم عن استخدام هذه الكلمة . وخرج بهذا الحكم وهو أن «لفظ العرب والعجم إذا اتفقا ء حمل ذلك على المراد والمعنى لا على اللظ ٠ وكان الحكم فيه مصروفا إلى المعنى ». وهو على هذا النسق يمضي مع مواد معجمه بحسب ما يقتضيه سياق الشرح فيقدم في التفسير الوسيلة المناسبة , وفي الاستشهاد ما يراه مؤيدًا للمعنى المشار إليه قرآنًا أو حدينا , أو شعرًا , أو نثرًا ء مؤيدا قوله بأقوال المفسرين ء واللغويين ٠ وأهل الحديث . (١) البقرة : ١٠٠ . (۲) النساء : £6 . ۳۷ ۳ - اللغة في معجم الإبانة : ۳ - ١ - مقدمة : اللعجم هو عرض الفبائي للكلمات التي تشكل متن اللغة . مع جميع الحقائق المتعلقة بالصيفة والمعنى والتاريخ › . وطريقة التلفظ والتطور . ويشمل تقديم المعلومات الصوتية والصرفية الخاصة بالكلمة التي تساعد في فهمها. . سواء كان هذا العرض أو تاريخيًاء وتشمل الحقائق المتصلة بالمعنى دلالة الصيغة سواء كانت هذه الدلالة قاهوسية . أي المعنى العام للصيغة أم كانت دلالة سياقية . أي يعرض لها من خلال سياقات مختلفه . (هذا يعني أن المعجم ملتقى للدراسات الصوتية والصرفية والتركيبية في هذه اللغة إلى جانب الدلالةء ومن ثم يجب أن يكون واضع المعجم ملماً بهذه الدراسات كي يقدمها في سياق مادته المعجمية . وإن كان غير ملزم باتباع مدرسة بعينها أو نظرية بذاتهاء ولعل هذا ما حدا بالبعض إلى القول بأن الصناعة المعجمية «ليست علماً بل هي فن» و «ربما لن تصبح علماً أبدًا فهي فن معقد ودقيق . وبالغ الصعوبة أحيانا يتطلب تحليلاً ذاتيّا . وقرارات اعتباطية واستنتاجات حدسية»(). وحينما ننظر في معجم الإبانة نرى أن اللغة بمستوياتها المختلفة ٠ تمثل ركنا أساسيا من أركانه . والدليل على ذلك آنه عالجها في صورتين : أولاً : في هذه المقدمة التي وضعها لمعجمه . فهذه المقدمة تستغرق من الصفحة الأولى إلى الصفحة التاسعة بعد الثلاثمائة (۹-۱٠۲) يعالج فيها الكثير من مسائل اللغة الصوتية . كأمراض الكلام وما منع منه اللسان كاللفظ بالساكن . والوقوف على متحرك . واللفظ بحرف واحدء والجمع بين ساكنين وأصوات العربية الأصلية والفرعية . والأصيلة والدخيلة ... إلخ . والمسائل الصرفية كالاشتقاق . والتقسيم الكمي للكلام الثنائي أو الثلاثي والرياعي ٠ وأسماء الأفعال » وخصائص الكلمة العربية ٠ ومما ليس في الكلام العرب ٠ وأوزان كلام العربي في الأسماء والأفعال » وصياغة المصدر ... إلخ . والمسائل التركيبية كالكلام وأقسام الكلام . وأنماط الكلام » وصحيح الكلام والمستقيم والغلط ٠ وأصناف كلام العرب : الحديث .٠ والخبر . والخطبة . والرسائل . واللغو . ومعانى الكلام من ناحية الخبر والإتشاء . والاستفهام والدعاء والأمر . والنهي والطلب ٠ والتمني والتعجب والعرض ۾ والمستقيم فى الكلام ومالا يستقيم ... إلخ . ۱ ولم يغفل الشيخ التعرض للصحة الجمالية بعد أن عرض لهذه القضايا التى تخص (١) علم اللغة وصناعة المعجم . على القاسمى ص £ ء ° . ۸٢۲۸ الصحة اللغوية . فعرض للسان والفصاحة ٠ وفصاحة الرسول والفصحاء من أهل عمان وقصص من أسواق العرب . ومن بلغاء العرب وزهادهم , والبلاغة . والحقيقة والمجاز › والتشبيه والاستعارة والكناية . والإيجاز والاطناب والمساواة .... إلخ . والمقدمة متن في اللغة وقضاياها سواء على مستوى اللغة أو على مستوى البلاغة والفصاحة . ثانا : معالجة اللغة فى ثنايا المادة المعجمية ٠ ويمكن أن نجد مستويات اللغة المختلفة متناثرة في ثنايا المعجم على مستوى الأصوات ٠ والصرف , والتركيب والدلالة . كل بحسب حاجة المادة المعجمية التي يعالجها . وقد نظن للوهلة الأولى أن هذا يعتبر تكرارًا ٠ والحقيقة أن هناك تكرارًا في بعض الموضوعات كمخارج الأصوات حيث يحالجها في المقدمة ٠ وعالج كل صوت على حدة في بداية بابه . ولكن هناك كثيرًا من الموضوعات کانت دراستها في المقدمة دراسة نظرية بينما هي مدروسة في سياق المادة المعجمية دراسة تطبيقية على . مادة بعينها وعلى كلمة بذاتها . وكذلك قد يكون في المادة المعجمية باعتبارها واقعًا مدروسًا . مجال لأفكار أخرى لم ترد في المقدمة النظرية ٠ وإذا جاز لنا أن نصف هذه العلاقة بين اللغة في المقدمة النظرية . واللغة في المادة المعجمية لكانت العلاقة بينهما هي علاقة التكامل . فهما وجهان يكمل كل منهما الآخر , لا يغنى أحدهما عن الآخر وفيما يي عرض القضايا التى تناولها في المقدمة أو في المادة المعجمية . ٢-۲ - الأصوات : لا غنى لواضع المعجم عن معرفة القواعد الصوتية للغة التي يضع في مفرادتها معجما . لأن معرفة هذه القواعد ستعينه على معرفة كيف تلفظ الكلمةء وهي مهمة أساسية من مهام المعجم . «والتلفظ جزء أساسى من الوصف اللغوي الذي تهتم به المعجمات» <) ونظرًا لهذه الأهمية لتلفظ المفردات فقد ظهرت في الإنجليزية معاجم متخصصة في توضيح طريقة التلفظ حيث «تشمل الطرائق المتباينة لتلفظ كل كلمة من غير أن يتطرق إلى معانى الكلمات أو تاريخ تطورها أو غير ذلك . فالأصوات ذات أهمية إذا «أدت إلى اختلاف في الكلمات ٠ وتعد الفروق في الكلمات هامة إذا أدت إلى فرق في معنى الجمل»ء(") وهنا تظهر قيمة المعنى باعتباره «صورة من صور القيم التى تفرق بين كلمة وأخرى تقف جنبًا إلى جنب مع المقطع ٠ والتبر ء والتنغيم لتحديد هوية الكلمة ٠ وبالتا ي تحديد معناها المعجمي . ووظيفتها فى بنية الجملة . (١-۲) انظر: علم اللغة وصناعة المعجم .. علي القاسمي ص ٠٠ ٠ ومن معاجم التلفظ هذه معجم كينون ونوت ‎A . Konyon and Knott‏ pronouncing Dietionary of American English: Spring field, Mass: G & C Marrian Co 1944. Hill; “Lexicoeraphers Dhers and Linguistics’ Language 46,1970: ‏عن‎ VY ‏علم اللقة وصناعة المعچم ص‎ )۲( .245-258 (٤) مناهج البحث ف اللغة : ٢۲۳ . ۹ ومعاجمنا العربية لم تغفل هذا الجانب , فقد كانت - وإن لم تكن كلها - تولي اهتماما لأصوات اللغة كلسان العرب ومتن اللغة . والمعجم الوسيط «ففى هذه المعاجم نجد الإشارة إلى أصوات اللغة في صدر كل باب من الأبوابء وجاءت على نسب متفاوتة من ناحية شرح طريقة نطق هذه الأصواتء ومخرجها من الفم وبيان خصائصها مستعملة في اللغة . أو طريقة اثتلاف هذه الأصوات في التركيب ٠ ومعجم والجهر والهمس , والشدة والرخاوة . والقلقلة والانحراف والإطباق والانفتاح والاستعلاء . وما هو من أصوات العرب وما ليس فيها ٠ والصامت والحركة . والتسمية بالتقليد الصوتى . ووظيفة الصوت في بنية الكلمة . وعلاقة الأصوات بالمعانى . وإن كان في استخدام الملصطلحات قد تبع السابقين في ذلك . أما عن وصف الأصوات العربية عند العوتبي . وما يقابلها في الوصف الحديث فيمكن أن يوضحه الجدول : الصوت ي معجم الابانة في الوصف اللغوي الحديث الالف | حرف لين هوائي - شديد مجهور منفتح | حنجري انفجاري ( لا بالجهور ولا بالهموس الباء أ شفهي شدید مجهور منفتح | شفوي انفجاري مجهور مرقق التاء | نطعي شدید مهموس منفتح | اسناني لڻوي انفجاري مهموس مرفق الثاء | لثوي رخو مهموس منفتح | مما بين الاسنان احتكاكي مهموس مرقق الجيم | شجري شديد مجهور منفتح | لثوى حنكي مركب مجهور مرقق الحاء قي رخو مهموس منفتح | حلقي احتكاكي مهموس مرقق الخاء | حلقي رخو مهموس منفتح | اقصي الحنك احتكاكي مهموس مرفقق الدال أ نطعي شدید مجهور منفتح | أسناني لوي انفجاري مجهور مرقق الذال | لثوي رخو مجهور منفتح | مما بين الأسنان احتكاكي مجهور مرقق الراء | ذلقي تكرار منحرف مکرر مجهور منفتح | لوي تكراري ‏ مجهور مرقق الزاى | أسلي رخو مجهور منفتح | لوي احتكاكي مجهور مرقق السين | اسي رخو مهموس منفتح | لثوي ‏ احتكاكي مهموس مرقق الشين | شجري رخو مهموس منفتح | لثوي حنكي احتکاکی مهموس مرقق الصاد أ أسلي رخو مجهور مطبق | لڻوي احتكاكي مهموس مفخم الضاد | شجري رخو مهموس مطبق اسناني لثو ي انفجار ي مچهور مفخم الطاء أ نطعي شدید مجهور مطبق | اسناني لوي انفجاري مهموس مفخم الظاء أ لثوي رخو مجهور مطبق | مما بين الأسنان احتكاكي مجهور مفخم العين | حلقي رخو مجهور منفتح | حلقي احتكاكي مهموس مرقق (١) المعجم العربي . رياض زكي قاسم ص ٢٤۲ . (۲) انظر : مقدمة معجم «الإبانةء ص ٢۳۲ وما بعدها . وانظر : بداية کل حرف من حروفه وقد کان متاثرًا بما قاله الخليل بن اأحمد ى مقدمة کتابه «العين» . من ناحية تسمية المخارج وتوزيمع اصوات اللغة على هذه المخارج . وهي إلهوايئيه (الواو والياء . الالف اللينة والهمزة ا والحلقية (ع.ح.غ.خ) واللهوية (ق ك) والشجرية (ج.ش.ض) والأسلية (ص.س. ز) والنطعية (ط.د.ت) واللثوبة (ظ.ذ.ث) والذلقية (ر.ل.ن) والشفوية (ف.ب.م) . انظر : العين . الخليل بن احمد . تحقيق عبد الله درويش .٠ مطبعة العاني . بغداد : 4٦-19 . ۳۰ الفعن الفاء القاف الكاف اللام الميم النون الهاء الواى الأالف الياء ق معجم الايانة رخو مجهور رخو مهموس شدید مجهور شدید مهموس متوسط مجهور متوسط مجهور متوسط مجهور رخو مهموس مجهور مجهور مجهور EEE EEE EE EEE في الوصف اللغوي الحديث أقصي الحنك احتكاكي اسناني شفوي احتكاكي لهوي انفجاري حنکي قصي انفجاري اسناني لثوي شفوي - أنفي اسناني لثوي انفي جانبي حنجري احتكاكي خلفية ضيقة مجهورة متسعة مجهوره إمامية حنيفة مجهورة مما سبق يتضح ما يلي : ١ - أن هناك اتفاقًا في استخدام بعض المصطلحات بين الاستخدام القديم والاستخدام الحديث كما في مصطلحات المخارج . شفهي : ب ٠ وحلقي : ع ٠ ح ء ولهوي : ق ٠ والمجهور والمهموس . ۲ - ان هناك اختلافًا في استخدام بعض المصطلحات الدالة على المخرج ٠ وعلى حالة مرور الهواء ٠ ووضع غرفة الرنين في مؤخر اللسان , الحنك وجاءت هذه الاختلافات على النحو التالي : في القدىم في الحديث الاصوات نَطعى أسناني الثوي ت.د.ط لڻو ي مما بين الأسنان ٿ.ذ.ظ شجري لڻوي حنكي ج.ش أسناني لثوي ض ذلقي لثوي ر أسلي لثوي ز.س. ص شفوي اسناني ف حلقي أقصي الحنك 2 ١۳ فهذا الجدول يعبر عن المخرج باسمين مختلفين في القديم والحديث : كاللثوي الذي يج عنه بالذلقى . فى الراء . والأسّلى فى الزاي ٠ والسينء والصاد . ويشير المصطلح القديم الواحد إلى مصطلحين حديثين كما في «الشجري» الذي يشير «اللثوي ١ لحنكي» في الجيم والشين , و «الأسناني اللثوي» في الضاد ٠ ويستخب مصطلحٌ قديم مختلف ليشير إلى نفس المخرج وهو مصطلح النطعي الذي يشير ¦ ! الأسنانى اللثوي في التاء والدال والطاء . أما في المصطلحات الدالة على طريقة مرور الهواء فهناك : الأصوات الشديدة . وهى التى يشار إليها في الحديث بالانفجارية ٠ حيث يحبس الهوا- الخارج من الرئتين حبسا في منطقة المخرج , ثم يفتح فتحًا فجائيا ء فيخرج الهوا= فرقعة كما في الباء . والتاء . والدال والطاء , والقاف . والأاصوات الرخوة . وهي التي يشار إليها في الحديث بالاحتكاكية حيث يتم تضييق مجرى الهواء في منطقة المخرج ٠ ويسمح للهواء الخارج من الرئتين بالمرور من هذا المخرجح الضيق ٠ فيندفع الهواء محدئا احتكاكا بسقف الحنك واللسان . وهذا ما يحدث في أصوات مثل الثاء . والحاء . والخاء . والذال ٠ والزاي ٠ والسين والشين ٠ والصاد والظاء والعين والغين والفاء .. فيكون مفخماً كما في : الصاد . والضاد والطاء . والظاء. والانفتاح . ويقابل في الحديث «الترقيق» حيث لا تتكون غرفة هذه فيخرج الصوت مرققاً كما في الباء . والتاء , والثاء . والجيم ٠ والحاء . والخاء ... إلخ . ويقول الشيخ معللاً تسمية الحروف المطبقة , والحروف المنفتحة «وسميت مطبقة لأن اللسان ينطبق عليها» . والحروف المنفتحة هي «كل ما كان غير منطبق من . ۳ - أن هناك في القديم اعتمادا في التسمية على عضو واحد في حين أنها في الحديث تعتمد على عضوين كما في «الشفوي» الذي يقابل في الحديث «الأسنانى الشفوى» في وصف صوت الفاء . (١) الإبانة : ٠/٠٥ . 1 ٤ - أن هناك اختلافا في وصف بعض الحروف على البحو التالي : الصوت في القديم في الحديث الجيم شجري شديد مجهور منفتح | لٿوي حنکي مركب مجهور مرفق الكاف نطعي شديد مجهور مطبق | أسنانی لثوي انفجاري مهموس مفخم القاف لهوي شديد مجهور منفتح | لهوي انفجاري مهموس مرفق فوصف الجيم الفصحى بأنه شديد يختلف عنه عند قراء القرآن الكريم حيث يتركب من الانفجار والاحتكاك . ووصف الضاد بأنه رحو مهموس يختلف عن الوصف الحديث حيث تكون شديده مجهورة ٠ ووصف الطاء والقاف بأنهما مجهورتان ء وهما فى الوصف الحديث مهموستان هذا ربما يكون ناتجًا عن الملاحظة الذاتية التى اعتمد عليها القدماء فى وصف الأصوات أو ربما كانوا ينطقون هذه الأصوات بطريقة تختلف عما ننطقها به الآن ٠ وحدث تطور كان من نتائجه هذا الاختلاف فى الوصف() . يقول «والكلام كله أجمع من تسعة وعشرين حرفا مع الهمزة . غير أن الهمزة لا تقع في الكتاب » وهي حرف كسائر الحروف.. ويتولد من هذه الحروف ستة أحرف وهي من کلام العرب وغيرهم. وهذه السته الأحرف هھی: الهمزة التى بين بين . وذلك أنها ليست بهمزة مخففة , ولا ألف ساكنة . ألف الإمالة: نحو قولك : بشرّى وسلمى ء فهذه ألف ممالة ٠ وإمالتها أنهم فتحوها نحو الياء ٠ وليست بياء . ألف التفخيم: نجو ألف الصلاة . يكتبها أهل الحجاز بالواو . وإنما هي الصلاة إلا أنها فخمت وكتبت واوا . (١) انظر : الأصوات اللفوية د. كمال بشر . مكتبة الشباب . القاهرة د.ت ص ١١٠ - ۸١۱1 , ۱۱۱-10۹١١۱۲۹-۱ . ۳۳ النون الخفيفة : التي في عنك ومنك . والشين التي كالجيم : نحو أشدق في العظيم الشدق ءفلا هي شين ولا جيم . والصاد التي كالزاي : نحو مصدر فلا هي صاد صحيحة ٠ ولا زاي خالصة ٠ ولكن بينهما فذلك خمسة وثلاثون حرفا. ثم تصير اثنين وأربعين حرفا مع سبعة أحرف ليست من كلام العرب ء٠ ولكنها من كلام الفرس والنبط . وبعض أهل اليمن وغيرهم وهي : الجيم : بين الكاف والجيم نحو قول بعض أهل اليمن في الشرج الشرك وفي لجام لكام , فلا هي جيم صحيحة ولا كاف . الضاد الضعيفة : كقول أهل عمان ضربنى فلا هي صاد ولا ضاد ولكن بينهما . الصاد التى كالسين نحو : كلام أهل بغداد سدق . يريدون صدق . الطاء التى كالتاء نحو: كلام النبط يقولون عن علي بن أبي تالب ٠ يريدون: طالب فيجعلون الطاء تاء . الظاء التى كالطاء : يقولون طلمنى ٠ يريدون . ظلمنى ٠ يجعلون الظاء طاء . الجيم التى كالشين : يقولون : قوم شعفر ء يريدون جعفر . الياء التى كالفاء : يقول بعضهم فابهم يريدون بابهم فيجعلها بين الفاء ` فكل حرف من حروف اللغة يتضمن مجموعة من الخصائص المميزة التي تفرده عن غيره من الحروف الأخرى ٠ ويورد الشيخ على لسان ابن شبيب «الذي فصل بين الحروف التي يتالف منها الكلام سبعة أشياء هي : الهمس والشدة . والإرخاء والإطباق . والجهر والمدٌ اللين ويعلل لهذه الخصائص بقول : « لأنك إذا فعلت هذا اختلفت الحروف ء واختلف الصوت . ولو كانت مخارج الحروف واحدة لكانت بمنزلة أصوات البهائم ٠ ولم يفهم بها الكلام») فكل صوت له مخرج محدد . وطريقه في مرور الهواء ووضع للأوتار الصوتية بين الاهتزاز وعدمه ووضع لغرفة الرنين في مؤخر اللسان والحنك ٠ من حيث التكون أو عدم التكون ٠ ولا يتفق صوتان تامًا في كل هذه الخصائص ,۾ إذ لابد أن يختلف الصوت عن الأصوات الأخرى ؛ إما في المخرج كما في الدال (الأسنانى اللثوي) أو الباء (الشفوي). أو طريقة مرور الهواء كما في : الضاد (الانفجاري) والصاد (الاحتكاكي) (١) انظر : معجم الإبانة : . 0( السابق ‎I‏ . فالبهائم تصدر صامنًا واحدا متبوعا بحركة طويلة وتغلقه الهمزة مثل «ماء . باء وهي من المقطع المديد ص ۰ ٤۳ أو في وضع الأوتار الصوتية كما في الزاي (المجهور) والصاد (المهموس) أو في تكوين غرفة الرنين كما في الظاء (المفَخّم) والذال (المرقق) . ثم يتطرق إلى قضية التشكيل الصوتي , فالأصوات لا تستخدم مفردة . بل تتضام فيما بينها لتشكل المقاطع وتتضام المقاطع لتشكل الكلمات التي هي مجال اهتمام مجال الصرف. وعن العلاقة بين الصامت والحركة يقول الشيخ: «والكلام كله بالعربي وغيره . ألف من أربعفة أشياء : الحرف المتحرك . والحرف الساكن , والحركة والسكون والحرف المتحرك أكثر من الساكن , لأن الحرف المتحرك هو حرف وحركة , والساكن إنما هو حرف فقط ٠ والحركة أكثر من السكون . لأن الحركة ترجيع ٠ والساكن ميت”) ويقول : «والحرف قبل الحركة . لأنك تجد الحرف ولا حركة ء ولا تجد الحركة إلا في حرف . والحركة أيضًَّا حرف إلا أنها أقل من الحرف . لأن الحرف مستقل بنقسه . التى قشعت الحرف بذلك ..»(") فهو بذلك يتابع فكر اللغويين العرب كالخليل ٠ وسيبويه . وابن جني في إدراك الدور الذي تقوم به الحركات القصيرة فهى تببن الصوت وتجعله مرَّجعَا ء فهي تحرك الحرف وتقلقله , أو تجذبه نحو الحروف التي هي أجزاؤها . فالفتحة تجذبه نحو الألف , والكسرة نحو الياء . والضمة نحو الواو") . ورغم أنهم اهتموا بوصف الحروف والحركات الطويلة وأوجدوا لها رمرًا كتابيا فإن اهتمامهم هذا لم يمتد ليشمل الحركات القصيرة . ولا بفوته أن يعرض لبعض أمراض الكلام الصوتية مثل) : الركَّه : عجلة من الكلام والتمتمة : أن ترى اللسان يخطىء موضع الحرف . فيرجع إلى لفظ كأنه الباء أو الميم والثأثأة : التردد في الثاء والفأفأة : التردد في الفاء والعُّقّلة ‏ : إلتواء اللسان عند إرادة الكلام الحُبْسة : تعذر الكلام عند إرادته (١) الإبانة : ١/۳٥ . (۲) السابق : نفس الصفحة . (۲) انظر : كتاب العين . الخليل بن احمد ص ١/٤1٦٠ ١1 . (٤) انظر : الإبانة : ۸-۲/۱ . ۳o واللثغه والترخيم واللَّفف ° 2 والعجمة : إدخال حرف في حرف : أن تسمع الصوت ولا يتبين لك الكلام : أن يكون الكلام مستعينًا بكلام العجم : أن يتعرض عن الكلام باللغة الأعجمية : أن تعدل بحرف إلى حرف : أن يشوب الحرف صوت بالخيشوم : أشد منها : حذف الكلام : ثقل في الكلام : تكون في الأعجمي ٠ وهو عند العرب الذي في لسانه عجمة ويعرض الشيح لكثير من القضايا الصوتية عند معإلجته للمادة اللعجمية” اء ويمکن ان نستشهد بهذا المثال الذي يدور حول قلب السين صادًا يقول في مادة س.ل.ق.) . «سلقه بلسانه أي اسمعه ما يكره ولسان مسلق وحديد مسلق . منه وك باس حدادچ() أي أذوكم بالكلام ٠ وصلقوكم : لغة فيه ٠ ولا يقرأ بها ء وأصل الصلّق : الصوت . قال لبيد : فُصلَقْدًا في مراد صلقة وصداء الحقتهم بالثلل”) . صلقنا من الصوت ء يقال سمعت صلقة القوم أي صوتهم ‎e‏ ‏والكتاب غني بالإشارات الصوتية سواء في مقدمته اللغوية أو في مادته اللعجمية . انظر الإبانة ۲/ ١۱۳۱ء ٢٤۲۸ء ٢۲۸ كإشباع الحرف , والاىدال ١ 1 (۲) السابق ‎N‏ . ع كحرف ء والابدال الصوتي (معهم : محهم) (وان وعن) . الاحزاب : ١۱ . )٤( دیوان لبيد . دار صادر بيروت ١٤۱ ٠ وصلقنا : صحنا ء والظل : الهلاك . ٦۳ ٢-۳ - الصرف : إن معالجة الصيغة صرفيا جزء أساسي من عمل المعجم فكما يضبط الصيغة ليوضح كيف تنطق فهو كذلك يعالجها من ناحية الوزن . والاشتقاق . والنحت . وما يطراً عليها من ظواهر صرفية معينة كالجمع بين ساكنين والإعلال والإبدال والترخيم والإدغام . والنقل والعدل . والحكم على الصيفة بأنها من كلام العرب أو ليست من كلام العرب. ومعجم الإبانة غنى من هذه الجهة . فقد عرض لهذه المسائل فى المقدمة ٠ وعرض لها كذلك أثناء معالجته للمادة المعجمية . وهاك حديثا موجزا عن كل نقطة من هذه النقاط : ١- الأوزان : يقول الشيخ محدداً أوزان الكلمات في العربية وأشكالها : « وكلام العرب مبنى على أربعة أصناف ء الثنائي ٠ والثلاثي ٠ والرباعي ء والخماسي . فالثنائي مته مايكون على حرفين نحو : قد وهل وبل ونحوه . والثلاڻي نحو : ضرب وخرج ودخل . والرباعي نحو : حرج وقَرطس ٠ وهملّج وعقرب ٠ وقَرَعب ٠ وما أشبهه . والخماسي : اشحنلَل . واقشَعَر ٠ واسخَنْفّر ٠ وسَفَرْجل ٠ وشَمَرُّدل وكَنَهْبلء() . فالكلمة العربية لا تخرج عن وزن من هذه الأوزان فهي إما ثنائية . أو ثلاثية . فعل , أو رباعية : فعلل أو خماسية : افعنلل . وأفعلل . وفعلل . وفعلُول ٠ وفعلل . وهذه أوزان ذكرها الشيخ على سبيل التمثيل . فيقول أيضاً : «وليس للعرب بناء في الأسماء . ولافي الأفعال أكبر من خمسة أحرف ء فمهما وجدت زيادة على خمسة أحرف في اسم أو فعل , فاعلم أنها زيادة على البناء . وأنها ليست من أصل الكلمة مثل : قُرَعملانة . إنها أصل بنائها قَرُعمل وهي دويبة ٠ ومثل عنكبوت ٠ وإنما هي من عَنكب والاسم لا يكون أقل من ثلاثة أحرف : حرف يِبْكّدا به . وحرف تحشي به الكلمة . وحرف يوقف عليه مثل : سعد وعمرو ونحوهما من الأسماء() . فالكلمة لاتقل عن حرفي في الأدوات , ولا تقل عن ثلاثة فى الأسماء والأفعال . ولا تزيد عن خمسة في الأدوات أو الأسماء أو الأفعال . ٠ وف إطار هذه الأوزان المحددة الصارمة في اللغة تكون الصيغ الصرفية حيث تملك العربية من الحروف اثنين وأربعين حرفا « فكل كلام الناس لا يخلو من هذه الحروف أو من بعضها , والذى كثرٌ الكلام منه حتى لا نهاية له .. أن تقدم الحروف وتؤٌخرها . وتزيد وتتقص ء وتسکن وتحرك ٠ وتكسر وتفتح ٠ وتكرر الحرف .. وتثقله وتخفقه ..»(") وهو هنا يشير إلى قوأعد الاشتقاق حيث يعتمد على : (١) الإبانة ١/۳۸ . (۲) الإبانة : ۳۸/۱ . (۳) السابق ٠١/۳۸-۴۷ . ۳۷ الحذر : وهو ما يتألف من الصوامت . الحركات : القصيرة ( وهي الفتحة والكسرة والضمة ) والطويلة (وهي الألف والياء والواو ) . أحرف الزيادة : وهى المحصورة في اللغة العربية في أحرف : سألتمونيها . ويمكن التمثيل على ذلك بالمادة : خ. ل. د. حيث نقول خَلْدَ . وتقول : خَلّد . فالأو مى والٹانية : مصدر . ولا يقتصر الأمر على هذا الحد بل نلجا إلى التقليبات فنشتق من هذه الصيغ التالية خ.د غدل غدل دغ / دخ ل دلخ / ونستخدم منها ما نحن ف حاجة إليه ٠ ويبقى ما لم يستخدم رصيدا تلجأ إليه اللغة وقت الحاجة . فكل جذر من هذه الجذور يصبح مادة تشتق منها الأفعال , والأسماء . والأوزان المختلفه . - الاشتقاق : ويشير الشيخ إلى اشتقاق المصدر من الفعل الثلاٹى , وغير الثلاثى يقول: « واعلم أن الصادر) تختلف ولا تجيء على قياس واحد نقول ضرب ضربا : فُعلاً . وتقول : ضرب الفحلٌ الناقةً ضرابًا . فجاء على فعال ... ولا يختلف(") منها ما كان على أربعة أحرف نحو : أخبر إخباراً ء وأرسل إرسالا . وما كان على فعلل : فإن مصدره : فعللة يقولون : دحرج دحرجة وجلجل جلجلة ... وما کان على انفعل فمصدرهہ : انفعال کما في : انکسر انکسارًا وانحدر انحدارًا وماكان على فَاعَلَ فمصدره فعَال ومفاعلة نحو : قاتل . قتالا القعل الشيخ ذلك بقسمية الإتسان ) إنسانا ا لنسيانه اوقد عهدنا إلى دم قریش قريشا لأنهم كانوا أصحاب تجارة ٠ ويقال قش الرجل شتا مرش |ذا کسه وأخذه . وتقرّش فلان مالا إذا أخذه أولاً فأول . ويقال : اقترشت ت الرماح اقتراشا إذا وقع (۱) « من الثلاثى » عبارة غير واردة ف النص. (۲) مصدر الأفعال . (۲) الإبانة ١/4۸ - 45 . (٤) طه / ١٠٠ . ۳۸ بعضها على بعض . وقروش : أسم رجل مشتق من قریش » النححت : تأخذ الحرف من الكلمة فتجمعه إلى حرف آخر من كلمة أخرى فتجمعها كلمة تامة »(") كما في : حيعل ٠ وسبحل وهيلل » وحمدل ٠ وحوقل ٠ وجعفل ء٠ وتبهيم « إذا أتى بفعل البهيمة » . وتمهجر « إذا نسب إلى المهاجرين › واستنوق » صار الجمل ناقه » . وتمذهب : « اعتقد ذلك المذهب » ... الخ من الأمظة( . ٤- ما يطراً على الصيغة : أما صيغة الكلمة . وما يطرأ عليها من مشكلات فنذكر منها مايل : أ الجمع بين ساكنين بين المنع والجواز : يشير الشيخ إلى أن الجمع بين الساكنين يمتنع في مواضع ٠ ويجوز في مواضع أخرى . فيمتنع الجمع في بنية الكلمة . ويجوز ذلك في الوقف , أو إذا كان الساكن الأول واوا ساكنة أو ياء ساكنة , أو ألفا ساكنة يقول الشيخ « واعلم أنه لا يوصل في الكلام إلى أن الساكن الأول أصله السكون ء والثانى إنما يسكن بسكونك عليه وذلك نحو قولك : ريد ألفً ساكنة . وما كان الساكن اليائى حرفا مدغماً نحو قولك ماء حار ... »*) ويعلل الشيخ لعدم اجتماع حرفين ساكنين , أو لعدم البدء بساكن في حديث مسهب طويل”) . ب : وهتنت وهتلت , والكتل والكتن ٠ وسجيل وسجين وطامة وطانة ... إلى أخره من الأمثلة التى ذكرها الشيخ”) فيتم القلب بين الهاء والحاء (هام - حام) والهاء والعين والهاء والهمزة ( هراق . أراق ) . والنون واللام ( سجيل - سجين ) والنون والميم ( ابن وابم ) . (١) الإبانة ١/۷١٠-۸١۱ . (۲) السابق ١/١١۱ . (۲) انظر السابق ١/١١۱ - ۳١۱ . (٤) الإبانة ١/٥ - ٤٥ . (٥) انظر السابق ص ١/٤٠٩ . (٦) انظر ص ۱۲۳/۱-١۱۲ . ۳۹ والياء والفاء ( فناء - بناء ) والفاء والثاء ( المعافير - المعاثير ) . والتاء والدال ( هرت - هرد ) . الذال والٹاء ( جذوت وجثوت ( . والصاد الزاي ( الصراط والزراط ) والصاد والسين ( الصقب والسقب) الضاد والدال ( نبض - نبد ) . والياء والسين ( السادس - السادي ) والياء والجيم ( عل - علج ) والقاف والكاف ( القهر - الكهر ) هذه هي صور الإبدال كما تعرضها أمثلة الشية”) ٠ ج القلب : وقلب الحروف هو تقديم بعضها على بعض كما في : دقم فاه ودمقه . وطمس الطريق وطَسّم . وقاع الفحل على الناقة وقعا واضمحل الشىء وامضحل ٠ وصعق الرجل وصقع ... الخ من الأمثلة() . ويدخل هذا في باب التقليب عند الخليل بن أحمد . د - النقل أو الإعلال : وهو ما يطرأ على أحرف العلة في بنية الكلمة من تغيرء فهو كما يقول الشيخ « ما تقل من الكلام عن أصله , وأكثر ما يكون في المعتل »”) ويمثل الشييخ لهذه الظاهرة بالكثير من الأملة ونأخذ منها اسم الله سبحانه وتعالى - القيوم »٠ يقول : « وأصل القيوم : القَيُووم . فلما اجتمعت الياء والواو . والسابق(") ساكن ٠ جعلتا ياء مشددة ... وأما القَيَام فأصله : القيوام ٠ فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن جعلتا ياء مشددة . وأما القيْم فاصله القَيوْم ٠ فلما اجتمعت الياء والواو . والسابق ساكن , أيدلوا من الواق ياء: وأدغموا فيها الياء التى قبلها مضارعاً ياء مشدّدةء) . فهذا تحليل لأصل الصيغة . وما تطورت إليه . ويذكر لذلك أمٹلة كثيرة منها . الإله ‏ والحي والمهيمن. والإنسان: والديار: وجهنم . واللهم ٠ وخاف ونام ٠ والكساء . والعطاءء ويعد وميعاد .٠ ومبراث وميقات ء٠ وميزان » وموازين ٠ ومواقيت ومواريث والأيام › وأحد . وامرأة ‎e‏ الغ . (١) تناولت كتب الصرف القديمة هذه الظاهرة تحت عنوان الإبدال . وتناولتها كذلك كتب معانى القرآن ٠ ويمكن أن نستشهد بكتاب معانى القرآن للفراء ( ت ۷٠۲ه ) تحقيق أحمد يوسف نجاتي وأخرين . الهيئة اللصرية العامة ١۱۹۸م £۱ . ۲/١ على سبيل التمثيل . (۲) انظر الإيانة ١/۱۲۲ - ۱۲۳ . (۲) الإبانة ١/۱۲۷ . ٥) الإبانة ١/۷١۱ . (1) انظر الإيانة ص ١/۱۲۷ - ۱۳۳۴ . ه العدل : آخر . كما في عُمر التي هي على وزن قعل . معدو عد ا ا ١ شيخ آمٹا ة لهذا المعدول في أسماء النساء رقاش وغُلاب › وحَدَام . 4 وفطام . 4 ولكاع . وفساق . فهذه الأسماء معدولة عن فاعلة قحدام معدولة عن حاذمة ٠ ورَقَّاش عن راقشة ٠ وفَطَام معدولة عن فاطمة 4 وغَلاَب عن غالبة ء وفَسَاق عن فاسقة . وأهل الحجاز وناس من بني تميم يكسرون ذلك بغیر تنوین علی حال فیقولون : هذه حذام ورأیت حذام ومررت بحذام وإنما كسروه لأنه معدول .. وما كان من هذا في الفعل أو في الصفات فهو مكسور في اللغات كلها لا يختلف فيه . وقولك للرجل : تراك ونزال تعني : اترك وانزل ويذكر أقسام المعدول وهي : أن يكون نعتا غالبا نحو قولهم للمرأة يا فُسَاق ٠ ويا خَبّاث ٠ ويا.لكاع ٠ ويا فُجَار . وهو دم . ما يكون معدولا عن مصدر مؤّنث نحو : والخيل تعدو بالصعيد نداد . ۱ < ۰ £ ۰ ۰ ما يكون في موضع أمر نحو : حَذَار وقناء() و- الإدغام : والإدغام هو «أن يدخل حرف في حرف حتى يصير مثل المدغم كقوله عزٌ وجل بل رَان على قَلُوبهم ١) صارت اللام راء حين أدغمت في الراء » ‎)Ç‏ . - يجوز إدغام الحرفين المظين - إذا كانا في كلمتين وتحرك الأول وترك الإدغام أحسن . كما في قوله تعالى « الذي جعل لكم € -_ الألف لا تدغم في شىء ء ولا يذغم فيها « لأنها حرف ميت » . - الياء لا تدغم في ألف ولا تدغم ألف فيها . - السين لا تُّدغم فيما قرب منها . لأن فيها تفشيا فلو أدغمت ذهب الحرف وذهب 5ؤ“ 4 (١) انظر الإبانة ١/۹٤۱ - ١١٠ . (۲) المطففين /١٤٠ . (۳) الإبانة ١/١۱۱ . (٤) غافر / ١٤٠ . ا٤ - ولا تدغم السين في الجيم . 4 - والنون تدغم في ميم نحو : عمُن » یرید : عن . - ولا تدغم الميم في النون فتقول قم نذهب . - والنون تدغم في اللام . - وحروف القَم أقوى على الإدغام من حروف الشفتين كما في : « من الخير والشر » . - ومن الحروف مالم تدغم فيما قرب منها , فالهمزة لا تدغم لي شىء ٠ ولا يدغم فيھ ويشير الشيخ إلى كثير من القضايا كقضية الوقف في القراءات على الحروف وإدغاح لام هل في تاء الفعل التالي لها . هل تعلم ء واللام في اللام بعد حذف الهمزة اليك | أتزليك . ويختم حديثه في ذلك بقوله : « وللإدغام شرح طويل فاختصرته » ز- النقص والزيادة في الصيغة : فالنقص هو : « ذهاب بعض الكلمة »(") كما في « ق » : لتدل على قفي « ويا » لتعني هيا . ويمكن أن ينطبق ذلك على الترخيم في اللغة لأنه « قطع للحرف .... فهو حذف آخر حرف من الاسم »() كما في : « بِكين » ترخيم بثينة ٠ وعزٌ ترخيم عة .و« حار»ء و «عام» و «مال» ترخيم : حارث ٠ وعامر . ومالك . والزيادة هي : زيادة حرف على أصول الكلمة ٠ ويضرب لذلك مثالاً هو زيادة الواو . يقول الشيخ : « والواو تزاد في نحو : قسور لأنه من : فسرت ويذكر الشيخ المواضع التي تزاد فيها الواو فهي « لاتزاد أبدًا أولاء وتزاد ثانية في : حوقل وجوهر وکو كب ۰ لأنه فوعل , فالفاء والعين من الأصل , والواو زائدة , وتزاد ثالثة في فَسُور ٠ وَجَهوّر لأنه من قسر وجهر . وتزاد رابعة في مفعول نحو : مفقود . وٿي مغلول نحو : جمهور فهي . ٥- الدخىل : (١) انظر الإبانة ١/۱۱۱ - ۱۱۳ . (۲) انظر الإبانة ١/٤۱۱ . السابق ١/١١۱ . (٤) السابق ١/۸٠١۱ . (٥) السابيق ١/۱۷۰ . ٢ الأجنبية . وتعامل هذه الكلمات الأجنبية معاملة الكلمات العربية من ناحية التعريف والتنكير والاشتقاق ٠ وشغل المواقع الإعرابية المختلفة كما في « مونتالً » فيكون هناك المونتالً . ومندج يمنتج مَنْتَجَة فهو ممنتج ومنتج . وكذلك في مونتالاً الفيلم ٠ والمونتالاً الجيد والمونتالأ رائع ... إلخ . وتبقى مشكلة تمييز الكلمة الدخيلة من الكلمات العربية الأصيلة . وما هى الأسس التى نلجا إليها لإصدار حكم على كلمة ما بأنها دخيلة أو غير دخيلة يقول الشيخ : « فإن وردت عليك كلمة خماسية أو رباعية معراة من حروف الذلق أو من الشفوية . ليس فيها حرف واحد أ اثنان ٠ أو فوق ذلك من هذه الحروف . فاعلم أن تلك الكلمة محدثة ٠ وليست من كلام العرب »` ) ويستعين الشيخ بقول الخليل « والكلمة المبتدعة التي تكون غير مشفوعة بشيء من هذه الحروف مثل : الخضعثج ٠ والكشُعَفج وأشباه ذلك فإن جاءت كلمة خماسية ليس فيها حرف أو حرفان من الحروف الذلق , فاعلم أنها ليست بعربية ٠ وهي مثل العضائج لأنها ليس فيها من الستة الأحرف شىء ») ولعل هذه الإشارة تدل على وعى الشيخ بهذه القضية ٠ وقد ظهر هذا الوعى كذلك في إطار معالجته للمواد اللعجمية التالية) في : جهنم وأخء وإيل ٠ وإبراهيم ٠ والبّدُ ء وجهنم ء أخ ٠ وإبراهيم. والبدٌ » وبغداد . والحداد . وشراهيا وربانىء ودهل والترجمان . وقرزان والقالب ...الخ . وكثير من القضايا الصرفية يمكن أن نجدها في كتاب الإبانة سواء في المقدمة أو خلال معالجة المادة المعجمية) ويمكن الرجوع إليها في اللخطوط ٠ ونستشهد بهذا المثال من مادة ذ.ر.ر. يقول الشيخ : « : النساء في حديث عمر - رحمه الله - وقيل الأولاد وأولادهم ءوالذرية : الآباء , لأن الذرية وقع منهم ٠ وهو من الأضداد . والذرية : . وأصله الهمزة , فترك لكثرة الاستعمال , والذرا : واحد . وقال بعض النحويين . تقدير ذرية : فُعليه › من لأن الله أخرج الخلق من صلب أدم كالذّر . ل وأشهدّهم على أنفسهم ألستٌ بربكم . قالوا لى 4( . وقال غيره : أصل ذرية : رُرووة تقديره : فُعلوّةٍ . فلما كثر التضعيف , أبدلت الواو الآخرة ياء فصارت ذروية ء٠ ثم أدعمت الواو في الياء فصارت ذرية. وقيل: ذرية . فعول من ذرا الله الخلق . فأبدلت الهمزة ياء كما فى بنى . (١) الإبانة ۳۹-۱ . والحروف الذلقية هي « ر ل ن » والحروف الشفهية هي « ب. .م ن » وانظر العين . الخليل بن أحمد .. ص ١٤٦١٦,٠ )۲( انظر الإبانة ٠٦٢ EFTTA FYE YAA. Not e EVN bE e e VAS eA. Yoo ‏انظر على التوالي‎ )(. . ۳A6, NEV eA, ۱۳/۲ ‏(٤) انظر‎ )°( الأعراف / ۱۷۲ . ۳٤ قال ابن الأنبارى: ذرية فيها أوجه ء أحدها أن يكون من ذرا الله الخلق ٠ فيكون ذروة . ترك همزها وأبدل من الهمز ياء فصارت ذُرُويّة ٠ فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن أبدل من الواو ياء . فأدغم في الياء التي بعدها وكسرت الراء لتصبح الياء. والوجه الثاني : أن تكون منسوبة إلى الذّر ٠ والثالث . أن تكون من ذروت »٠ فتكون فعولة ٠ ويكون أصلها ذروة . فأبدل من الراء التي بعد الواو ياء ٠ وأبدل من الواق ياء . وأدغمت في الياء التي بعدها . ومنهم من يكسر الذال ٠ فيقول الذّرية ٠ وقرا زيد بن ثابت لوذريّة من حملنا مع نوح») وقرأ بعضهم : ذَريّة بفتح الذال وتخفيف الراء . فأخرجها مخرج ألبّية . ويقال : ذّرَية » وذريّة لغتان .` وهذا النص يعتبر خير مثال للمعالجة الصرفية من ناحية ضبط الصيغةء وأصلها وما طراً عليها من إعلال أو إبدال » مستعينا بأقوال العلماء . وكذلك ما جاء فيها من قراءات (۱) الإسراء /۳ . (۲) الإيانة ۲۱/۲ - ٢۲ . ٤ ۳-٤ - الحو : والتركيب ‘ والدلاله « والأسلوب ‘ والمعجم . ويعٽر العلاقة ين المعجم وعلم اللغة .٠ أو المعجم وفروع علم اللغة الأخرى كالأاصوات والصرف والتركيب من الأمور المعرة للجدل . ولعل مشكلة العلاقة بين النحو والمعجم هى أظهر مثال على هذا الجدل . فيختلف العلماء فيما بينهم حول العلاقة بين النحو , والمعجم اختلافاً واضحا . فمنهم من يرى وثاقة الصلة بينهما كبلومفيلد زعيم المدرسة البنيوية الأمريكية حيث يرى أن الملعجم « فهرس للنحو » ٠ وإذا كان بينهما من فرق فهو فرق قائم على النوع والعضو « فالتحو يقرر الأنواع والأصناف ٠ ويعتنى بالعلاقات القائمة بينهما . أما الملعجم فمسئول عن القضايا المتصلة بالأعضاء التى تنتمي إلى تلك الأنواع »() . فالنحو يقسم الكلام إلى أنواع مثل الاسم والفعل والحرف ء ثم يقسم كل نوع إلى أصناف مثل تقسيم الفعل إلى لازم ومتعد , أما المعجم فيوزع مفردات اللغة على تلك الأنواع والأصناف , فيقول أن كلمة «ضرب» فعل متعد مڭلاً . فإذا كان النحو يتناول « نظامًا مغلقًا » للاختيار بين مفردات عدة . فالمعجم يتناول «نظامًا مفتوحًا للاختيار بين مفردات فقط» كما ترى المدرسة اللغوية البريطانية . فالاختيار المغلق في النحو بين أسماء الإشارة . وأسماء الملوصول والضمائر ... الخ . أما الاختيار اللفتوح فيكون بين مفردات اللغة المترادفة مثل كرسي مقعد , بكة , أريكة .... الخ < . وبناء على ذلك يعتبر أن النحو والمعجم « قسمان مهمان من البنية المعجمية ›") يكمل كل منهما الآخر . أما الاتجاه الأخر فيرى أن هناك فروقا بين النحو والمعجم متها : ١- أن المعجم يهتم بالكلمات فقط . أما النحو فيهتم بكل شىء آخر . ۲- ان المعجم يهتم بمفردات اللغة . أما النحو فيهتم بالعلاقات المجردة التى تدخل فيها هذه المفردات . ۳- أن ١ لمعجم مختص بالمعنى , أما النحو فمختص بالشكل . وهذا الرأي مردود . فالمعنى اللغوي الكامل لأية عبارة منطوقة يتألف من المعتى (1) Gleason H. A. J.: “The relation of lexicon and grammar’ in Householder and sporta 94. (2) Halliday M. A. K. Angus Mc Intosh and Peter strevens “The Linguistic Sciences and lan- guage teaching” (Bloomington: Indiana University Press 1965 P.23. (3) Martin Somuel! E. “Selection and presentation of ready equivalents in a translation dictionary” In Householder and sporta. p368. ٥£ الملعجمي لفرداتها مضانًا إليه المعني البنيوي ٠ ويتألف نحو اللغة من المعانى البنيوية ٠ والمعجم والنحو يتناولان مفردات اللغة . والعلاقات المجردة التي تدخل فيها . والعلاقة بيت الشكل والمعنى علاقة لا يمكن فصلها . فكل منهما يكمل الأخر . وهناك المعنى النحوي والعلاقات المعجمية التي تعين على تقديم المعنى فى أوضح صورة . فنحن « نفضل الكلمات عندما نکون بفعلنا هذا قد صَنَا من الخلل ٠ . قاعدة نحوية تثبت فائدتها فى مكان خر ق وصف البنية المعجمية( ٠ ومعاجمنا العربية لا تغفل هذه العلاقة . فهي لا تكتفي بتقديم المعنى المعجمي للكلمة ف المدخل الذى تعالجه 4 فهي تشير إلى أن هذه الكلمة اسم أو فعل 4 أو حرف ,٠ وتشبر إلى حركة عين الفعل ماضيا أو مضارعاً . بالحركات ء أو بذكر المثيل , أو بهما معا ٠ وأحياناً بتعيين الحركة بالألفاظ . وتشير إلى المصدر ء والمشتقات ٠ والجمع ٠ وجمع الجمع ... إلخ . ويقتع بجانب من أيواب النحو , فهو يتعاطى الفعل من حيث اللزوم والتعدى ء مطاوعة ٠ ويتناول الجانب النحوى ف الحروف ٠ ويعرض للتراكيب النحوية كالجملة .سمية ء والجملة الفعلية . والجملة المنسوخة . والمكبلات فى الجملة ٠ والتواسخ . فالمعجم يستعين وينتفع بما تقدمه له الأنظمة اللغوية الثلاثة ة : النظام الصوتى . والصرق . والنحوى ء وهى النظم المسئولة عن تحديد المعنى الوظيفى » ` ومعجم الإبانة تابع للمعاجم العربية القديمة فى الاستعانة بالجانب النحوىء فقد عرض فى مقدمته النظرية لكثير من موضوعات النحو مثل الإغراء . والتحذير . والتوكيد . والقلب فى الكلام . والبدل , والجر . والتصب على المجاورة . وزيادة عناصر لغوية فى بنية الجملة . والتقديم ٠ والتأخير , والالتفات . كمخاطبة الواحد بلفظ الاثنين والاثنين بلفظ الواحد ء والشاهد بلفظ الغائب , والغائب بلفظ الشاهد ‏ ودخول بعض حروف الجر على بعض . واستخدام الفعل لازماً ومتعدياً وغيرها كثير 9 . ويمكن أن نلاحظ على عرضه للموضوعات النحوية ٠ أنه لم يكن عرضاً لموضوعات النحو - كما هي فى كتب النحاة - ولكنه كان يعرضها فى إطار المعنى .٠ فيختار التراكيب التى تدل على المعنى كالتهديد , والتوكيد . والتعظيم . ويمكن أن نستشهد بتراكيب التعظيم التي ذكرها الشيخء يقول : « قولهم: ما رجلء ورجل أي رجل ٠ ورجل قدّك به رجلا ء ى : حسبك به رجلا ء وقطك به رجلا أى : حسبك به رجلا وقدك وقطك (1) Hill Laymen, “Lexicographers, and Language, 46. 1970. p 250. “NAT, NVA NVA VE — Ve e = ANY, Yo ۹ E “1/۱: ‏٢) انظر على التوالي‎ T۰1 - ‏6٤۲۰۹‎ 1٦ بمعنى واحد . وكذلك قولهم : ناهيك بفلان . أى : أنه غاية يَنتَهى إليها الفضل . وقال الخليلٌ: قولهم : رأيت رجلا ناهيك من رجل ء ونهاك من رجل . فإن الكاف فى هذا الكلام كاف مخاطبة وتفسيره : قد انتهى الرجل فى كماله إلى الغاية . وقال بنو الشيخ الذي حدثت عنه : نهاك الشيخ مَكُرُّمَة وفخرًا ٠ ويقال : نهت بالشىء ونوهت به . إذا رفعت بذكره . وكذلك : بخ . بخ هو تعظيم عندهم للشىء ٠ وإعجاب به ٠ وهو يِكَقّل ويخفف . بخ بخ بهذا كرما فوق كرم ٠ ومنه قوله اد عز وجل لط القارعة ما القارعة €”) و اصحأب أليمنة ما أصحابٌ ألميمنة ٠ وأصحابٌ المشأمة ما أصحابٌ المشامة €) ءل و أصحابٌ اليمين ما أصحاب اليمين € ” الشمال ما أصحابٌ الشمال €( أى شأنهم عظيم . وکل ما فی کتاب اد عن - وجل - من نحو هذا فمعناه التعظيم . أى : ما أعظمه . وقولهم أخى ما أخى كقول العرب : زيدٌ ما زيد : أى : عظيم الشأن . كذلك قولهم : صولة هى ما هي ء وحاجة هي ما هي » (٠) وقس على ذلك ما قام بمعالجته من موضوعات . وهذا يعتبر منهجا لايتبع النتحو فى التراكيب اللغوية ٠ بل يتتبع المعنى ويجمع المتشابه منها لتقديم إمكانية فى التعبير . ويمكن أن نذكر أيضا هذا الباب فى التهديد”) فيذكر من هذه التراكيب التى تفيد التهديد. وه عد مرد أخرى لنرى ما تصير إليه : وهم لا يريدون أن يعود يل اعملوا ماشئتم 4 <« فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ”٩ . سأتفرغ لك للنظر فى أمرك . وليس القائل لذلك مشغولاً . والمعنى فيه التهديد يريد : سأجدٌ فى أمرك والنظر فيه . والأمثلة على ذلك جد كثيرة متناثرة فى ثنايا المقدمة . أما المادة المعجمية فلم تغفل الجانب النحوى ف اللغة فقد كان يعرض له كلما كانت هناك ضرورة لذلك() . ويمكن أن نستشهد بهذا النص من المادة المعجمية « ح. ى. ث» يقول الشيخ بعد أن يشير إلى : أصل الياء (وهو الواو ) ٠ وأوجه ضبط هذه الصيغة الواردة عن العرب وهى ( حَوث أو حَوث ٠ و حيث أو ) نراه يعرض لحكم الاسم الواقع بعدها حيث يكون مرفوعاً . ولا يفوته حكمها على بعض اللغات مؤيداً ذلك بالأمثلة . يقول الشيخ : « واللغة العليا : حيثٌ برفع الثاء ٠ وبها جاء القرأن ٠ وفيها اختلاف . قال بعض : هى مبنية على الضم ٠ وقال بعض : على الفتح ٠ وقال بعض : تجرى بالإعراب . وهھى أداة للرفع . ترفع الاسم بعدها . وعن العرب أن اليمن وبنى تميم ينصبون « حيث » فى (١) القارعة /٠ . (۲) الواقعة / ۸٠ ۹ . الواقعة / ۲۷ . (٤) الواقعة / ١٤ . (°) الإبانة ١/٤۱۸ - ۱۸1 . (1) السايق ٢٠/٢٢۲ - ٢٥۲ . (۷) فصلت / ٠4٤ . (۸) الكهف / ٢۲ انظر على سبيل المثال ١/4۸0 ,8416ء 8۹4۷ء 0°1 ¢ 0°۳۴ ¢ ‎YAS YAO YAY e YVV e VVE e‏ 1 موضع نصب ء يقولون : حَيثٌ لقيته ونحو ذلك . وقال ابن الأنباري : أصلها حوث فعدلت عن الواو إلى الياء : وجعلت ضمة الثاء خلفا من الواو وهذا قول الكسائى . وقال : ضمت لتضمنها حالين , فإذا قلت : عبد الله حيثٌ زيدٌ فمعناه : عبد الله فى مكان فيه زيد فلما قامت حيث مقام محلين أعطيّت أثقل الحركات وهى الضمة فى كل حال ثم قال : حيثٌ ٠ شبهها بقولهم من قبل ومن بعد . ومن قال : حيث ٠ شبهها بسوفَ وکیفَ . ومن قال حَوّث قلب الياء واوًا ء لأن الياء أخت الواو وأجود وتقول قعدت حيث قعد زيد . أى فى المكان الذى قعد فيه . لأن حيث لا يكون إلا موضعاً وتقول : حيث تقعد أقعد . المعنى . فى المكان الذى تقعد فيه أقعد , وهى للفعل . وذلك أنك إذا قلت : أكون حيث يجلس زيد ٠ أحسن من قولك : أكون حيث زيد يجلس ء٠ وإنما كان الفعل أحسن . لأن فيها معنى الجزاء . والجزاء بالفعل أولى منه بالاسم . ألا ترى أنك تقول : إن تأتنى أتك ٠ وان یاتنی زد آته . ویقبح أن تقول : إن زیدٌ یاتنی آته »)۰ َ والأمثلة على ذلك جد كثيرة متناثرة فى ثنايا المعجم. )۱( الإباتة ١/4۹1 - ۷٩4 وانظر كذلك ١/٤٦۹٤ حيث يعالج حَبذا . £۸ ۳-٥ - الدلالة : إذا كان المعجم كتابّا يضم مفردات اللغة الموجودة ٠ ويضبطها ٠ ويقدم اللعلومات الصرفية الضرورية حولها . بالإضافة إلى شرح معانيها اللعجمية من خلال بنية نحوية تقدم السياق اللغوى الذي ترد فيه الكلمة . فإن شرح المعنى يجب أن يقوم على الأسس التالية : ١ ضرورة أن تكون لغة الشرح أقل إِبهامًا من الكلمة المراد شرحها . ٢ - ضرورة الاعتماد على السياق غبر اللغوى في توضيح المعنى . فيعرف مستخدم اللعجم من خلال الشرح المعجمي اللستوى اللغوي المناسب للسياق المعينٌ . ومتى يجوز استخدام عبارة معينة ٠ ولا يتأتى ذلك إلا من خلال فهم معناها ومضامينها الاجتماعية ء وهل هى ودية أو عامية أو قابلة للاستعمال بين الأصدقاء الحميمين ذوي المكانة المتساوية . وما إذا كانت تلك العبارة مهذبة ء ورسمية . وتصلح للاستعمال في المناسبات التى تتطلب الحشمة أو الاحترام ») . ۱ ۳ - ضرورة أن يعتمد المعجم على الملصاحبة فى شرح المعنى , الصاحبة هي «صلاحية الكلمة لأن تكون في تركيب مع كلمات معينة » وهذا يؤدى إلى « استخراج النظام اللفظى أو البرد يغمى حتى يمكن لها أن توفر لنا مميزات الحقول الدلالية كلها بغية وصف المعجم . ومادته وصفاً جديدًا ..وهذه المقاربة لا تستغنى عن المقاربة التوزيعية التي نزودها بالتضمينات الخاصة بالنظام السياقي أو السنتغمي ‎Synteg matic‏ حتى تكتمل خصائص الحقل ومعجماته) . وقد أهمل المعجم العربي المعاني السياقية ٠ والمعاني الاجتماعية المشار إليها . وأولى اهتمامه بالمعانى المعجمية وذلك لأنه « يتعامل مع الكلمات المكتوبة , لا المنطوقة . فظهر لنا ما يل ©) : ١ أن تركيز المعجم على المفردات ودوالها يؤدى إلى فصل معنى الكلمة عن معنى (۱) هناك من المفردات ما هو موجود بالفعل , كما يقول الخليل بن أحمد , أو الجمهرة كما يسميه ابن دريد . أو المنتجز أو الطبق ‎Performance‏ كما يسميه تشومسكى . في مقابل : « الموجود بالقوة » كما يسميه الخليل أو الرصيد اللغوى ٠ أو القدرة اللغوية كما يسمیها تشومسکی . فالاول هو ما يسمی بامعجم أي ما يجمع الموجود بالفعل والثانی هو المخزون الذي يمكن للغة أن تلجا إليه وقت الحاجة وهو ما أشار إليه الخليل في معجم العين « غير مستعمل .. انظر : قضايا المعجم العربى قديماً وحديثاً . محمد رشاد الحمزاوى ص ١١۱٠ . (2) Rill , Arcibald A. (ed). Linguistics Today (New York. Basic Books. INC. 1969 P.147. وانظر : علم اللغة وصناعة المعجم . علي القاسمي. ص ۱۳۳ .. (۲) من قضايا المعجم العربي قديماً وحدينا . محمد رشاد الحمزاوي . ص ١١۱ - ١٤٠١٠ . (٤) المعجم العربي . رياض زكي قاسم . ص ٢۲۳ - ٢٦۲۳ . £۹ وجود الكلمة في الجملة أو معنى السياق . وهو أمر يفقد الكلمة جانبا مهما من معناها وهو اللعنى السياقي . ۲ - أن المعجم ف إغفاله جانب الاستخدام للغة يكون قد استبعد من منهجه كليا جانب التركيز على وسائل الاتصال الأخرى , كاللغة الجانبية ولغة الحركات الجسمية . وهما عنصران فاعلان في فهم مناخ المعنى العام ومناخ السياق . ولكن رغم الاهتمام بالمفردات فقط وإغفال جانب الاستخدام العملي , فإن المعاجم العربية قد لجأت إلى وسائل تعوض بها هذا النقص كمحاولة رسم ملامح السياق غير اللغوي الذي تقال فيه الكلمة أو الجملة كالقصص ء وأسباب النزول ٠ وذكر السياق صراحة . مما يؤدي أحيانا إلى الخروج عن المادة اللغوية التي يعالجها . ولم يغفل كذلك السياقات اللغوية العديدة التي ترد فيها الكلمة . ومعجم الإبانة قد تبع المعاجم العربية في هذا الصدد . وإن كان اهتمامه بالمادة المعجمية قد فاق اهتمامه بهذه الأمور - لأنه كان يلجا إليها كلما كانت هناك حاجة إليها . فمن أمثلة تفسير المعنى في إطار قصته التى ذكر فيها نذكر هذا المثال : عند تفسيره لكلمة الجاهلية يقول الشيخ : ۱ « والجاهلية جاهليتان فالجاهلية الأولى جاهلية إبراهيم - عليه السلام - وهو قوله عر وجل . « ولا تَرّجْنَ تبرج الجاهلية الأولى 4 التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام . كانوا أهل زينة وأموال كانت المرأة تتخذ الدّرع من الولو . فتلبسه ٠ ثم تمشي وسط الطريق ليس عليها غيره ء وكان ذلك في زمان نَمُرودَ الجبار › وکانوا کفارًا . قال ابن عباس : کانت فترة بين نوح وإدريس - عليهما السلام - وكانت آلف سنة . وكان بطنان من ولد أدم ٠ أحدهما السهل , والآخر الجبل ٠ وكان نساء أهل السهل صَباحًا , في الرجال دمامة . وكان رجال أهل الجبل صباحا وف النساء دمامة ء وأن إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام . فأجر نفسه منه . فكان يعمل له فاتخذ سنانه مثل الذي يهش .بها الراعي وهو أول مرّمار اتخذ في الأرض ء فكان يَرْمر بصوت حسن حتى ركن إليه أهل تلك القرى ينتابون منزل ذلك الرجل الذي معه ٠ فيتزين النساءء ويتبرّجنَ للرجال . وأن بعض أهل الجبال أتاهم فى بعض تلك الحال فرأى ما رأى من حسُن النساء . . فأتى أصحابه فذكر لهم ذلك ٠ فانتقلوا إليهم . فنزلوا جميعا حتى ظهرت الفاحشة فيهم . فهو (۱) الأحزاب / ۳۳ . قول الله - عن وجل ولا تَبرّجْن الجاهلية الأولى ..... 0€ . ولعل هذه القصة قد أوضحت المقصود بهذه الآية . وقد يذكر أسباب نزول الآية لتكون معينًا على فهم معناها من خلال سياقها غير اللغوي الذي نزلت فيه ٠ ويمكن أن نجد ذلك في المثال التالي في تفسيره لادة .. ج . ه ل « والجهل ما في الإنسان , والعلم أملحٌ ما في الإنسان . قيل : كان عمر - رحمه الله -,إذا قرأ : لإيأيها الإنسان ما غَرَّك بربك الكريم €) قال : الجهل يارب ! وقيل : نزلت في أبي الأسد ابن أسيد بن كلدة . وكان أعور شديد البطش فقال : أخذت باب الجنة ليدخلنّها مشر ثم قُتل يوم فتح مكة ٠ وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي ٠ وفيه نزلت . «إذرنى ومن خلقت وحيدًاڳ”) . وكان يسمى الوحيد في قومه ٠ ويقال : وحيدًا . دعيًا ٠ ویقال لا ماله له ولا ولد ٠ وقال الكلبي في الآية الأولى نزلت في بن خلف »9 . هذا من جهة السياق غير اللغوي , أما من جهة السياق اللغوي فالأمثلة جد كثيرة ء وهى متناثرة في ثنايا المادة المعجمية . ويمكن أن نستشهد بالمثال التالي : يقول الشيخ في تفسيره لمادة ط. غ. ي « وقولهم طغي فلان أي : ارتفع ء وعلاء وكل شىء جاوز القدر فقد طغي مثلما طغي الماء على قوم نوح أي : علا ء وكما طغت القبيحة على ثمود منه : ل كلا إن الإنسان ليطفى أن راه استغنى € . قال ابن عباس ؛ ليس من طعام ولا شراب ٠ ولا مال يسمى به الرجل الأطغى ٠ وعنه : من جمع بين الخبز والأدم طغي . والطغيان والطغوان لغة فيه . والفعل طغوت ء وطغيت . والاسم الطغوي .قال الله تعالى : « كذبت ثمودٌ بطغواها 4 من الطغيان . والطاغية. كالعافيةء والزاهية وما أشبهها . والطغيا . البقرة الوحشية يقال: طغت تطغى : إذا صاحت ‎۷V 1 a Ns‏ 1 فلان علي وبغى ٠ من ٠ وهو الظلم ٠ والباغي . الظالم : قال خفاف بن عمير”) . ونا أن طغوا وبغوا علينا رَمَيْنَاهُمٍ بثالثة الأثافى .... والطغيان : الكفر والغي منه قوله تعالى : ل في طغيانهم يعمهون §&) أي في ۹ وکفرهم() . (١) الإبانة ١/4۸8 - ٩4۸ , وانظر على سبيل المثال ايضاً ١/۰٠٥ ۱۳۳/۲ ١٥٠٠ ۳٠۲۱ ۲۸۹ . (١) الأحزاب / ۳۳ . (۲) الانفطار . (۳) المدٹر /١٠ . (٤) الإبانة ١/4۸۹ - 4۹0 . (٥) العلق / © . (٦) الشمس / ١٠ . (۷) هو خفاف بن عمير بن الحارث ابن الشريد الذي يرجع تسبه إلى امريء القيس . وهو المعروف بابن ندية وهي أمه. وهو فارس وشاعر مخضرم ٠ شهد فتح مكة وحنينًا › وثبت على إسلامه في الردة ٠ ومدح أبا بكر ؛ وبقي إلى ایام عمر - رضی ال عنه - معجم شعراء الحماسة . عبد الل بن عبد الرحيم عسيلان . دار المريخ . الرياض ۱۹۸۲ ص۲۷ . (۸) البقرة / ١٠ . (۹) الإبانة ٢/۲۷۱-۲۷۰ . ٥ ففسر مادة طغى والمفردات المشتقة منها مستعينًا بالسياق اللغوي الذي وردت فيه : « طغى فلان » : أي علا ء أو جمع بين الخبز والأدم » وصوت « سمعت طغي فلان » . طغي فلان علي : ظلمني . طفي القومٌ : أي : غووا وضلُوا : في طغيانهم يعمهون . طغى الشىء والأء والصيحة : علا وارتفع . وطغت اليقرة : صاحت . وهنا قد اعتمد على السياق اللغوي حيث يكون الفاعل إنسانا ويكتفي الفعل بفاعله « طغي فلان » أو ب يحتاج إلى التعدي بحرف الجر « على » . وهل الفاعل إتنسان مقرد أو جمع , أو اسم جمع . بعد ذلك هل القاعل : جماد , أو سائل , أو معنوي . أو هل هو حيوان . وفي كل سياق يأخذ الفعل معنى جديدا يختلف عن المعاني الأخرى . وقس على ذلك أمثلة أخرى في ثنايا الكتاب . ثم ننتقل بعد ذلك لعرض قضية المعنى فالمعنى مرتبط بالحرف ٠ ومرتبط بالكلمة التي وال ال معنی كما يلي : )۱( معاني الحروف :: ويظهر ذلك في ربطه لحرف معين ورد في مجموعة من الكلمات بمعنى معين . كأن يكون محبباء أو مكروها ء ويمثل لذلك المعنى . ويمكن أن نستشهد بالمثال التالي : عند عرضه لحرف الشين من ناحية المخرج , ومرات وروده في القرأن الكريم ء والحساب الكبير . والحساب الصغير وصورته بالهندية » وما يجتمع به من حروف لي العربية ٠ ومالا يجتمع يقول : « والشين حرف يحصل في أسماء مكروهة › فمنها شۇم ء والشس, والشرك ,٠ والشك والشتات . والشجاج ٠ والشح , والشنان وهو البقض .. وشناز . وشماته وشين ٠ وشيطان وشياطين ء وشتم ٠ وشقر ء وشعوب . وشعل وشد › وشدة . وشور . وشطط وشطاط . وهو المتفرق من الأمر . وشعاع ( وهو من التفريق أيضًا ) وشعار وشغب وشناعة .... »(') ويظل يضرب الأمظة على ذلك . ولعله بذلك يتبع ابن جني (ت ۳۹۲ في ملاحظته التي ترى ) تصاقب الحروف ene (١) الإبانة ١۱۳۹/۱ - ١٤٠ . o۲ الكلمة مرتبط بالمعاني التي يحملها كل حرف . ويتبعه الشيخ عبد اللالعلايلي من المحدثين في تتبع كل حروف اللغة ٠ وإعطاء كل حرف منها معنى بحيث تكون معذة لدخول الحاسب الآلي ٠ وتكون وسيلة لاختراع كلمات جديدة بناءٌ على هذه المعانى”) وإن كان الشيخ العوتبي لم يسترسل مع هذه الفكرة . كما استرسل ابن جني والشيخ العلايلي . ثم ينتقل إلى معنى الكلمة . فيعرض لهذا المعنى من شرحه بكلمة واحدة,ء أو بأكثر من كلمة . مفسرًا أحيانًا هذا الاستعمال . ومستعينًا بالسياق الاجتماعى إن كانت هناك ضرورة لذلك”) ويعرض للمترادفات ٠ وللمشترك اللفظي ٠ وللأضداد ٠ ويتخذ من التضاد وسيلة للتفسير . ويمكن أن نستشهد بمثال لكل من هذه الموضوعات على النحو التالي : ١ الترادف : لا يرى الشيخ أن هناك ترادا تاما في اللغة , أي ليست هناك لفظتان مختلفان والمعنى متفق») ٠ فإن كان هناك مثل هذا التشابه ء فلا يتعدى التشابه أو التقارب في المعنى بين لفظتين. نظراً لاشتراكهما في بعض مكونات هذا المعنى ورغم ذلك يظل هناك اختصاص كل لفظة بمكونات أخرى تتميز بها . ويمكن أن نستدل على ذلك بتفسيره لكلمتي « الحمد » و « الشكر » اللتين تبدوان مترادفتين . يقول الشيخ : « وقولهم : الحمد لله والشكر بينهما فرق ء والعامة تخطىء في التأويل . فتظن أنهما بمعنى . وليس كذلك ء لأن الحمد عند العرب : الثناء على الشخص بأفعاله الكريمة . فهو قال : حمدتٌ فلانا فمعناه . ثنيت عليه ء ووصفته بكرم ء أو شجاعة أو حسب . قال الشاعر : تزور امرا أعطى على الحمد ماله ومن يعط أثمان المحامد يحمد معناه : أعطاه على الثناء ماله . وقال زهبر : ۱ فلو كان حمدٌ يخْلدُ الناسَ لم يمت ولكن حمد الناس ليس معناه : لو كان ثناء يخلد الناس . ۱ والشكر معناه في كلامهم : أن تصف الرجل بنعمة سبقت منه إليك . قال النبى › : « من أزّت إليه نعمة فليشكرها »() معناه : فليصف صاحبها بإنعامه عليه ٠ وقوله : أزلت (١) وذلك في علاجه للاشتقاق الاكبر الذي بداه الخليل بن احمد في معجم العين . انظر الخصائص . ابن جني / الخليل بن احمد . مهدي المخزومى . مطبعة الزهراء . يغداد ٠ ص١٥۷ . توضيح الفرق بين الصاد والسين : فيفرق بين صعد ونسعد يقول : « فجعلوا الصاد لأنها أقوى لا فيه اثر مشاهد يرى . وهو الصعود في الجبل والحائط ٠ ونحو ذلك وجعلوا السين لضعفها لا لا يظهر ولا يشاهد حسًا إلا أنه مع ذلك فيه صعود الجد لا صعود الجسم .. فجعلوا الصاد تفوقها فيما يشاهد من الأفعال المعالجة المتجشمةء وجعلوا السين لضعفها فيما تعرفه النفس :٠ وإن لم تره العين » . الخصائص . ابن جني ١/۳٥٥ . وانظر كذلك ١/1٦٤٠ - ۹٠٥٠ من الخصائص . (۲) انظر ص ٢۲ - ٢۲ من البحث . (۲) الإبانة ١/۳۱ . (٤) دیوان زهير . دار صادر . بيروت ص٤ / وانظر شعر زهير بن أبي سلمى . صنعه الأعلم الشنتمري تحقيق فخر الدين قباوة . دار الآفاق الجديدة . بيروت ١۱۹۸۰ ص ١۱۹ لم أعثر على هذا الحديث بهذا النص في كتب الحديث المعروفة . o۳ يعنى . أسديت إليه . واصطنعت عنده ء يقال منه : أزللت إلى فلان نعمة ٠ فأنا أزلها إزلالاً . قال کٹير . وإني وإن صدّت خُذْين وصادق عليها بما كانت إلينا أزلّت) وقد يقم الحمد على ما يقع عليه الشكر ولا يقع الشكر على ما يقع عليه الحمد ء والدليل على هذا أن العرب تقول : حمدتٌ فلاناً على حسن خلقه ٠ وشجاعته ٠ وعقله ,“ولا يقولون قد شكرت فلاناً على حسن خلقه وعقله وشجاعته ٠ فالحمد أعم من الشكر . وكذلك افتتح الل - تعالى - بفاتحة الكتاب فقال : « الحمد لل رب العالمين €”) . فهذا النص يشي إلى بعض الفروق الدلالية بين كلمتين تظن العامة أنهما مترادفتان ء الحمد : على أفعال كريمة ٠ ويجوز أن يكون على نعمة سبقت . وهو أعم . أما الشكر فهو على نعمة سبقت ٠ وهو أخص ءويمكن أن يوضح هذا الشرح بالجدول التالي : الملمح الد اقعا نغمة ا اخص لمح الدلالي ع ل على 1 عم الحمد + + + الشكر - 1 - + وهو بهذا يتفق ورأى الرافضين للترادف في اللغة من أمثال ثعلب ٠ وأبي على الفارسى . وابن فارس ٠ وأبي هلال العسكري(") وقد أورد أبو هلال العسكري في كتابه : « الفروق اللغوية » نصا يشرح فيه الفرق الدلالى بين الحمد والشكر ويضيف مكونات دلالية أخرى: كحمد النفس وشكرها وحمد الله وشكره , والموازاة في القدر ء وضد كل منهما حيث يكون ضد الحمد : الذم وضد الشكر : الكفر) . والأمثلة على ذلك جد كثيرة . ومتناثرة في ثنايا الكتاب . (١) هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر من خزاعة ء وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان . وهو شاعر مشهور من شعراء الدولة الأموية ٠ ورائد من رواد الغزل العذري هام حبا بعزة حتى اشتهر بنسبته إليها . اتخذه عبد الملك بن مروان شاعرا له وتوف ٥ ه لي خلافة هشام . معجم شعراء الحماسة . عبدالل بن عبد الرحيم عسيلان . ص ١١٠ . (۲) الفاتحة .٠/٠ . (۲) الابانة ١/٤٠٥ - ١٠٥ . (٤) انظر علم الدلالة , أحمد مختار عمر . دار العروبة للنشر والتوزيع . الكويت , ۱۹۸۲ ص ٢٠۲ - ٦٠ . وانظر : المشترك اللغوي نظرية وتطبيقا . توفيق محمد شاهين . مكتبة وهبة . القاهرة . الطبعة الأولى . ١۱۹۸م .ص ٢۲۲۹ ومايعدها . )٥( راجع هذا النص في كتاب : الفروق اللغوية . أبو هلال العسكري .٠ تحقيق حسام الدين القدسي . دار الكتب العلمية . ببروت . بدون تاریخ ص ٢۲ - ٦۳ . | o ۲ المشترك اللفظى : والمشترك اللفطى هو « لفظان متفقان والمعنى مختلف ») نحو قولك : وجدت عليه من اللوجودة ٠ ووجدت الضالة ء إذ صنتهاء فاتفق اللفظان ٠ واختلف المعنى . فقد تأتى الألفاظ المتفقة بالمعانى المفترقة ويمكن أن نستعين بهذا المثال الذي ساقه الشيخ وهو العن") . العين : هي الناظرة لكل ذي بصر . والعين : الجارية من عيون الماء . وكذلك عيبن الركية . العين : من السحاب ما أقبل عن يمين القيلة . العين : المال العتيد الحاضر . العين . الدينار . لعي ال ف لزان ٠ تقول : اصلح عین عين القوم : شريفهم , تقول : هؤلاء أعيان قومهم . أي : أشرافهم . العبن : بمعنى الحفظ . تقول : اجعل هذا يعينك . أي بهمك وحفظك . ۴ العين : بمعنى العقوبة . تقول : أصابته عين من عيون الله . أي: عقوبته العين : حقيقة الشىء العين : المطر ‎a‏ والملاحظ أن هذا المثال قد تحقق فيه شرط من شروط المشترك اللفظى وهو ألا يكون الاختلاف في المعنى عن طريق المجاز ء. بمعنى ألا تنتقل دلالة الكلمة إلى دلالة أخرى عن طريق المجاز كما في كلمة الهلال حين تعبر عن حديدة الصيد التي تشبه الهلال ٠ وعن قلامة الظفر التي تشبه في شكلها الهلال . وعن هلال النعل الذي يشبه في شكله الهلال فلا يصح إذن « أن تعد من المشترك اللفظى لأن المعنى واحد في كل هذا وقد لعب المجاز دوره في كل هذه الاستعمالات ») . وقد أدخل الشيخ كثيرًا من الأملة التى كانت الدلالة الثانية والثالثة فيها على سبيل المجاز كما في كلمة : السماء التي تعني) 0 ` ` (١) الإبانة ٢/٦۳ . الدلالة أحمد مختار عمر .ص ١١۱-٥٥1 . 0 فقد أاورد كراع لها ثمانية معان ء ٠ وليو العميش ثلاثة عشر معنى , وابو عبيد ثمائية معان والاصمعي خمسة عشر معني . (۳) انظر : دلالة الالفاظ . إبراهيم انيس . الأنجلو المصرية . القاهرة .ط۲ ۱۹۷۲۰ م . ص٤٠۲ . (٤) الإبانة ۱/٢٥۲۹ . o0 - المطر : ومنه قوله : مازلنا نطا السماء حتى أتيناكم , أي : الغيث . الكلا : قال جرير : َ‫ و ۰ - ۰ ۰ ۰ \ إذا نزلَ السماءٌ بارض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا () - سقف کل شيء . .وما علاه قدلالة السماء عل المطر . من قبيل المجاز المرسل الذي تكون علاقته السببية ودلالتها السقف من قبيل التشبيه ف العلو والارتفاع والتغطية. ولا ينطبق إطلاق الملشترك اللفظلى على ما جاء من مثل هذا المثال كما ثي الأرض ء٠ 4 والزكام . والنجم › . والكوكب . والنهار ء والليل , والجمل 4 والإنسان والشيخ › . والعجوز ,› والعيد 4 واليد 4 والرجچل 4 والعين والبطن . . والثنايا وسن , الرحي والصيح والظقر , ٠ والنبات الشية) . ولا يكون وجود المشترك اللفظي في اللغة عبثا ,بل يبقى إمكانية لغوية للتعبير عن موضوعات لا يصلح لها سوى المشترك اللفظي . ويمثل الشيخ لذلك باستخدامه في وكافر مات على كفره وجنة الفردوس للكافر فكيف تكون الجنة للكافر . يشرح الشيخ ذلك بقوله : « يريد بالكافر : اللابس للسلاح في سبيل الل ٠ يقال : كفر درعَّه : إذا لبسها . ويقال واد كافر : إذا غطى ما على جوانبه ٠ ومنه سمي الكافر , لأنه يستر الحق ٠ ويقال : كأنه الغطاء على قلبه . والليل كافر أيضًا , لأنه يغطى النهار ومغيب الشمس : كافر الشمس . قال لييد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن لوَام الثعور ظلامُها ”) يعني الشمس وقوله تعالى : كزرع أعجب الكفار تبانُه € < فسر الكفار : (١) نسب صاحب اللسان البيت لعوّد الحكماء معاوية بن مالك . وعلل سبب هذه التسمية بقوله في هذه القصيدة . اعود مثلها الحكماء بدي إذا ما الحق في الحدثان نابا انظر : اللسان مادة س م و. (۲) انظر الإبانة ٢/٥۲۹ - ٢۳۰ . (۲) دیوان لبيد ان ادر روت ٠ غ م صن ١ . ول يوان « عورات اتقون » ولبيد هو لبيد ابن ربيعه بن عامر بن ب عه صعصعهةه الجاهلية دهرا ثم اسلم ٠ يقال إثه ما قال في الإسلام إلا بيا واحدا هو ابو عقيل وهو شاعر مشهور ؛ مخضرم . قال الشعر في الحمد ل الذي لم ياتني اجلى حتى اكتسيت من الإسلام سريالا الديوان ص ٦۲۳ .معجم شعراء الحماسة ء . عبد الله عبد الرحيم عسيلان ص ۰۹ ٠ . (٤) الحديد / ٠۲ . ٦ جمع كافر ء وهو الزارع . لأن الزارع إذا ألقي البذر في الأرض ء فقد كفره , أي : غطاه»() .والأمظة على ذلك جد كثيرة في ثنايا الكتاب . ويمكن أن نسوق هذا المثال من المادة االعجمية يفول الشيخ في مادة ج.ز.م « الجزم : الحرف إذا سكن أخره بلا إعراب والجزم : ضرب من الكتابةء وهو تسوية الحروف وقلم ومهل . والجزم : القطع أيضا. وجزم على الأمر : إذا سكنت عليه وفعل ذلك جزما. والجزم : أن تشتري حمل النخل قائما في أكمامه تقول : اشتريت جزم نخل فلان , أي . اشتریت حمله . جزمت له جزمة من مالي , أي : قطعت له قطعة() . فتعفدد دلالة هذه الكلمة بين العلامة الإعرابية . وهذا الضرب من الكتابة ٠ ووضع الحروف مواضعها في القراءة . وشراء حمل النخل قائماً في أكمامه . والقطع ٠ دون أن يكون من قبيل المجاز هو ما أدخل مثل هذه الكلمات في باب المشترك اللفظى . الأضداد : والأضداد هى « أن تدل اللفظة علي المعنى وضده » ٠ وهي حيلة لغوية لرأب الصدع . في قصور الثروة اللفظية المستعملة . من جهة . أو الاقتصاد في الثروة اللفظية من جهة أخرى لتغطية معاني لا تعبر عنها إلا الأضداد كإظهار التفاؤل أو التشاؤم من موضوع معين . وقد اهتم الشيخ بهذه القضية سواء في مقدمته , أو في مادته المعجمية . فذكر في المقدمة قائمة كبيرة من المفردات التى تدل على المعنى وضده نذكر منها . ناهل للعطشان وللذي شرب حتی روى لله در فلان : للمدح وللذم أيضا . السدفة : الضوء والظلمة « لأن الضوء يأتي من الظلمة . والظلمة تأتى من الضوء » . الحميم : الماء الحار والماء البارد . قت الشيء : إذا كتبته في لغة هذيل : ولمقته إذا محوته في لغة قيس . بعت الشيء : إذا بعته . وبعته إذا اشتريته . (١) الإبانة ١/٥۳ . (۲) السابق ١ ولزيد من الأمظة انظر 6١/4۹۰٤۰۳٥ ,0۱1٥,207۰,0۱1۷ ‎NES NEV, NEY NWN‏ ‎To YEA (YAY e NAY , \oA۸‏ ,۳۹4 . ov والأمثلة على ذلك جد كثيرة في المقدمة() من أمثال : الجونء والتلاع . والجلل . والماثل. والصريح والبئر , والزهوة ووراء وقدام » ودون ٠ والذرية . والهاجد . وأطلب . وأشكر , والمختفى ... الخ . ولم يغفل الشيخ الإشارة إلى هذه الظاهرة أثناء الملعالجة المعجمية . ويمكن أن نمثل على ذلك بهذا المثال عند معالجته لمادة ط. م.ر: « وقولهم طمرت الشيء أي : سترته . من قولهم : طمر الجرح إِذا سفل وهو من الأضداد تقول : طمر الجرحٌُ : إذا سفل ء وطمر : إذا علا وارتفع »”) . والأمثلة على ذلك جد كثيرة متناثرة في ثنايا الملعجم) . ولم يقف عطاء الكتاب عند هذا الحد من المستوى اللفوي أي مستوى الأصوات . والصرف والتركيب , والدلالة . وهي المستويات التي يعني بها علم اللغة الآنء بل تعدى ذلك إلى مستوى البلاغة . فعرض لقضايا اللغة الجمالية . وهي لغة الأدب شعرا ونثرا ء فيعرض في مقدمته تحت عنوان : في وجوه اللغة : الحقيقة والمجاز . والتشبيه ء والاستعارة , والكناية والمجاز المرسل . والمجاز العقلى . والاتساع في اللفظ . والتقديم والتأخير , والخبر والانشاء , والذكر والحذف . والاختصار والإيجاز . والمبالغة . والتعظيم . والتكريرء والحكاية . والاكتفاء ببعض الصفات . إلى أخر هذه القضايا التي تدخل في إطار الدراسات البلاغية والأسلوبية . ولم يغفل الشيخ التراث العربي الذي يحمل الخبرة العربية في عبارة موجزة وهو المثل - فللعرب « الأمثال(") التي لا يُوتَّى عليها كثرةٌ مع حسن معانيها . وإصابتها » ووضوحها ء وإبانتها . وهي أكثر أمثال أهل الأرض ٠ وإن كان للفّرس أيضًا أمثال كثيرة ٠ فهي مع كثرتها لا بعشر أمثال العرب »(") . ويحكي الشيخ حكاية عن أبي عبيدة فيما روى أبو حاتم عنه أنه « أوصل إلى أحمد ابن سعيد بن سلم الباهي أربعة عشر ألف مثل عربى بعضاً في الجلود . وبعضًا في لقطنى ٠ وبعضا في القراطيس ء وبعضًا في الخزف ») . فالعرب متفردون من بين الأمم الأخرى بمهنة الأمثال سواء في عبارات مختصرة أو في أبيات الشعر « فأبيات الشعر كرت أمثالهم . وزادت على أمثال سائر الأمم أضعانًا مضاعفة , هذا إلى مالهم من أمثال النثر ويشرح الشيخ منهجه في عرض الأمثال في معجمه يقول : « وقد ((١) الإبانة ١ / ١١۱۱۹-۱ . (۲) الإبانة ٢/٥٥۲ 0 (۳) انظر على سبیل المثال ۲/١٤٥۱ , ۹٥۱ , ۲۹۱۰۲۸۳ . / . Y۸ / ۹1,۸۱ / ۳V. 1۹0/0۸ / YY. YAY YAY ‏)٤)٤( انظر على التوالي ۱ء‎ YW/ E [YSN TM / NNT SNe NS AEWA (٥) الإبانة ٠/٢٥۲۲ . (1) السابق : نفس الصفحة . (۷) السابق نفس الصفحة . o۸ أودعت كل حرف من حروف المعجم شينًا منها مما هو على الحرف البتدا به »() فيذكر بقائمة الأمثال التي وردت في المادة المعجمية مع زيادات ونفس المسلك مع كل حروف المعجم . (١) السابق نفس الصفحة .. ۹ الخاتمة من العرض السابق يتضح أن معجم الإبانة للشيخ العوتبي معجم متفرد حيث يقوم على مقدمة طويلة تنم عن تمكن في مستويي اللغة المميزين . - المستوي اللغوي وقضاياه الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية . - والستوى الجمالى : وقضاياه البلاغية من ناحية الفصاحة والبلاغة وقضايا المعانتى والبيان والبديع . بالإضافة إلى ما طعُمٍ به المعجم من الأمثال العربية مشروحة في ثنايا المادة المعجمية . ومجموعة في آخره وكذلك الأبيات الشعرية التي زود بها المعجم في آخره . وأقوال القديمة ٠ وما أثيبر فيه من قضايا . ومن هنا يجب المحافظة على هذا التراث . وتكون صورة هذه المحافظة متمثلة في إخراجه إلى النور حتى يستفيد منه طلاب العلم في كل مكان . فهو معجم تواقرت لواضعه المؤّهلات الكافية وهى المعارف الصوتية والصرفية ء والتركيبية ٠ إلى جانب المعارف الدلالية للمفردات سواء على. الملستوى المعجمي أو المستوى السياقي . مستنداً في ذلك إلى الشواهد من القرآن أو الحديث أو الفصيح من أشعار العرب أو لغاتهم ء ومستنيراً بأراء علماء اللغة والفقه . والحديث دون إغفال للقراءات القرآنية . وحتى تكون هذه الإفادة تامة نتطلع عند إخراج المعجم إلى النور الى مراعاة مايل : ١- النظر في ترتيب جذور الحرف الواحد ء ومراعاة إخراجها وفق ما هو متبع في ۲ - جمع المتناثر الذي يتصل بجذر معين ء ووضعه في مكان واحد وفقًا لترتيب هذا الجذر . وكذلك إخراج ما وقع في غير ترتيبه من ناحية الحرف ء أو الجذر . ۳ - تخريج الشواهد القرآنية ٠ والأحاديث النبوية الشريفة . والأشعار . وأقوال العلماء لتكون الفائدة أكد . ٤ التعريف باسماء الأعلام الذين ورد ذكرهم في سياق المعجم سواء كانؤا لغويين أو علماء فقه أو حديث أو قراء حتى يخرج المعجم موثقًا . ٥- مراعاة علامات الترقيم من ناحية النقطة والفاصلة . والنقطتين الرأسيتين وغيرها ۹۰ تحسينا للعرض ء وتسهىلاً للاستعمال والإفادة . وبذلك نكون قد حافظنا على تراث غال ٠ من ناحية الإخراج ٠ والاعتناء بالشكل والجوهر . وهيأنا له أن يقوم بدوره فى خدمة العربية . التى لازالت فى حاجة إلى جهود أخرى مخلصة على هذه الشاكلة . ١٦ المصادر (١) تاج العروس الزبیدی ( ت ١٠١۲٠ هھ ) (۲) القاموس المحيط الفيروزابادى ( ت ۸۱۷ ه ) (۳) لسان العرب ابن منظور (ت ١۷۱ ه). (٤) معجم الإبانة. للعوتبى . وزارة التراث القومى . سلطنة عمان مخطوط . الرقم العام ١۱۹۸ الرقم الخاص ٢ه . المراجع 1 المراجع العربية : ١ الاصوات اللغوية . كمال بشر . مكتبة الشباب . القاهرة . د ت . ۲- الأنساب ء سلمة بن مسلم العوتبي الصحارى . وزارة التراث القومى والثقافة - سلطنة عمان ط٣ ۱۹۹۲ . ٥ دلالة الألفاظ . إبراهيم أنيس . مكتبة الأنجلو المصرية . القاهرة . ط٣ . ١۱۹۷م. ۷- العين . الخليل بن أحمد الفراهيدى (ت ١۷٠ه) . تحقيق عبد ا‹ درويش . مطبعة ۸ - علم الدلالة . أحمد مختار عمر . دار العروبة للنشر والتوزيع . الكويت ۱۹۸۲م . ۹ علم اللغة وصناعة المعجم . على القاسمى . عمادة شئون المكتبات . جامعة الك سعود . الرياض . ط۲ . ۱۹۹۲م . ٠- الفروق اللغوية . أبو هلال العسكرى . تحقيق حسام الدين المقدسى . دار الكتاب العلمية . بروت . د. ت. ١- قضايا المعجم العربى قديماً وحدينًا . محمد رشاد الحمزاوى . منشورات المعهد القومى لعلوم التربية . تونس ۱۹۸۳م . آ- المخصص اين سيده . تحقيق عبد السلام هارون . دار ا لجيل . ببروت ط١۰٠ ۱م . 11 ۳- المشترك اللغوي نظرية وتطبيقا . موسى توفيق شاهين . مكتبة وهبة . القاهرة طا ١۱۹۸م . ٤ المعاجم العربية . عبد السميع محمد أحمد . دار الفكر العربى . القاهرة ٤۱۹۸م . ٥- معائي القرآن . أبى زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت ۷٠۲ه) . تحقيق أحمد يوسف نجاتى . ومحمد علي النجار . وعبد الفتاح اسماعيل شلبي . وعلي النجدي ناصف . الهيئة المصرية العامة للكتاب . القاهرة ١۱۹۸م . \۹۸AY ‏م‎ ۹ معجم علم اللغة النظرى : محمد على الخولى . مكتبة لبنان . بيروت ١۱۹۸م . ٠ - مقائيس اللغة . ابن فارس (ت ٥ه ) . تحقيق عبد السلام هارون . القاهرة .طا ٦١اه . ١- مناهج اليحث ف اللغة . تمام حسان. مكتبة الأنجلو المصرية. القاهرة ١٥۹٠م . ب المراجع الأجنبية : ‎Halliday M. A. K. Angus Mc Intosh and Peter strevens “The Linguistic‏ )1( Sciences and language teaching” (Bloomington; Indiana University Press 1965. (2) Hass, Mary R. “What belongs in a bilingual Dictionary”. In householder and sporta. (3) Hill, “Lexicographers and Linguistics” Language 46. 1970. (4) Hill, Archibald A. (ed): “Linguistics Today” New York. Basicbooks INC. 1969. (5) Marckwardt, Albert, H. “Dictionaries and English Language” English jaurnal 52. 1963. (6) Martin, Samuel E. “Selection and Presntation of ready equivalents in a translation Dictionary” In householder and sporta. ۳ العوتبي بين الفقه والأصول والأدب سماحة الشيخ / أحمد بن حمد الخليلى . مفتي عام السلطنة ٤٦ سم اليم الحمد لله السميع البصير العليم الخبير سبحانه خلق فسوی وقدر فهدى أحمده -تعالى- ا هو له أهل من الحمد واثني عليه واستغفره من جميع الذنوب وأتوب اليه واومن به وأتوكل عليهء من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين, وعلى تابعيهم باحسان إلى يوم الدين. أصحاب الفضيلةء والسعادة ... أيها الأخوة الكرام السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاتهء احييكم بهذه التحية الطيبة اهنىء نفسي واهنئكم بهذا الاجتماع الميمون في رحاب هذا المنتدى الادبي وفي هذه الايام الطيبة التي تتجلل فيها بلادنا ثوبا قشيبا من الفخار بمناسبة عيدها الوطني ومناسبة مرور ربع قرن على هذه النهضة المباركة التي قادها عاهل البلاد المفدى وقاد بها البلاد إلى مصاف التقدم فاهنئكم جميعا بهذه المناسبة وبما ان سياسة عاهل البلاد المفدى -حفظه اش تقتضي أن يوصل الحاضر بالماضي وان نبني نهضة هذا العصر على ما سبق من اسس سابقة لانه من لم یکن له ماض فليس له حاضر. جاءت هذه الاحتفالات باعلام هذا البلد السابقين لاجل صقل مواهب الفئة الناشئة الآن وحفزها إلى ذلك النهج القويم لتكون امتدادا لذلك السلف العظيم. وانني من اعماق قلبي اشكر وزارة التراث القومي والثقافة على احتوائها هذه الاحتفالاتء وقيامها بهذه المجهودات من أجل ارساء دعائم هذه النهضة الثقافية على تلك الاسس الصلبة التي وضعها السلف الصالح وعلى رأس هذه الوارة صاحب السمو السيد فيصل بن علي بن فيصل وزير التراث القومي والثقافةء كما أشكر هذا المنتدى على ضيافته لهذه الندوات والجهود الجبارة التي تبذل في سبيل انجاحها. عالم متمكن في كثير من العلوم ولا اجدني قادرا على الحديث بعد الذي سمعته وسمعتموه جميعا من الباحثين الذين تناولوا موضوعات شتى تتعلق بالشخصية المنتقاة لتكون شخصية هذا العام وهى شخصية العلامة الجليل أبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري فقد سمعتم الكثير ٥1٦ والكثير عنها وكما قيل (ماترك الأول للآخر) ولئن كان هنالك مثل آخر يعاكس هذا المثل وهو (كم ترك الأول للآخر؟) فانه واقعي وواقع الباحٹين الذين سبقونى يجعلنا نأخذ بهذا المثل الذي اخترته (ما ترك الأول للآخر). وقبل كل شيء ارى ان شخصية العوتبي بجانب كونها شخصية ذات أهمية لانها شخصية أدبية وفقهية فهي شخصية موسوعية فقد كان العوتبي نسابة وكان عالما ضليعا باللغة العربية وعالما موسوعيا في الفقه الإاسلامي وعالما متمكنا في علوم العقيدة الا انني بجانب ذلك ارى ان التاريخ غمط تلك الشخصية حقها اذ لانجد ما يدلنا بالتحديد على الفترة التى عاش فيها ولانجد ما يدلنا على انه تلقى العلم عن فلان أو فلان من مشايخ العلم في ذلك الوقت فهذه الشخصية بجانب معطياتها الكثيرة هي أقرب إلى الغموض من حيث التاريخ فنحن إلى الآن لانستطيع ان نحدد بالدقة هل كان العوتبي كما يقول البعض من علماء القرن الرابع الهجري أو هو من علماء القرن الخامس كما سمعت من جماعة هنا وارى انه ان كان من علماء القرن الخامس فان الزمن امتد به إلى القرن السادس نظرا إلى ما وجدته في موسوعته الضياء من نقل عن حجة الإسلام الامام ابي حامد الغزالي الذي عاش بين عام ٥٠4 إلى ٥٠٠ ولايمكن ان ينقل عنه في تلك الفترة التي لم تكن فيها وسائل للنقل والنشر الا بعد ما شاعت شهرة الامام ابي حامد الغزاليٍء ولا ريب ان شيوع هذه الشهرة كان في القرن السادس اكثر منه في القرن الخامس فنقله عن الامام ابي حامد الغزالي يدل على أن الرجل عاش إلى القرن السادس الهجري فالامام ابوحامد الغزالي وان كانت عيشته في النصف الاخير من القرن الخامس الهجري الا أن العمر امتد به إلى بداية القرن السادس حيث مات ف العام الخامس منه. وهو منسوب إلى عوتب وهي منطقة بصحار ولكن هل درس في صحار أو درس في غيرها؟.. من خلال تأولنا بما وجدناه في موسوعة الضياء يتبين انه تلقى فيمن تلقى عنه عن الامام ابن بركة فشيخه ابن بركة كان شيخا له بالواسطة وعندما یذکره يقول.. قال شيخنا أبومحمد ولاريب ان ابن بركة وان كان من المنطقة الداخلية بعمان الا إن مدرسته انتشر أصحابها في ارجاء عمان وشيخ ابن بركة الذي هو ابومالك الصلانى كان ايضا من المنطقة الداخلية لكنه انتقل بعد ذلك إلى صلان بصحار فنسب اليها. نهج خاص وحسب ما ذكر في البرنامج الخاص بهذه الندوة فن موضوع هذه المحاضرة (العوتبي فقيها واصوليا واديبا) ولاريب ان الجانب الادبي قد كفاني ايا الذين تحدثوا عن سعة افق العوتبي في المجالات الادبية من علوم اللغة واشتقاقاتها ولكننى اضيف إلى ذلك أن ٦۹ العوتبي جعل من الأدب وعاء للفقه فإنه عندما يتعرض لكل قضية من القضايا الفقهية في كتابه الضياء يقدم لذلك بالتعريف اللغوي ثم يتحدث في مجاله. فعندما جاء مثلا إلى ذكر السؤال وهو باب يتحدث فيه الفقهاء عادة في مستهل تأليفهم من اجل تحديد الجانب الذي لايعذر الانسان عن السؤال عنه من القضايا الدينية وما يعذر عنهء تحدث كثيرا عن السؤال في نحو صفحتين ذاكرا اشتقاقاته اللغوية وذكر ان فيه لغتين سال يسال وسال. يسال. واورد الشواهد على ذلك وقال: ان سال يسال كخاف يخاف وعند التصرف باسناد هذا الفعل إلى ضمير المتكلم أو المتكلمين أو المخاطب يقال سلت كقفت وسلتم وسلتما وسلنا فهتاك خاف يخاف من حيث التصرف حيث اننى لاحظت انه ذكر هنا ان فعل الامر المتصرف من السؤال عندما يأتى معطوفا بالفاء أو معطوفا بالواو فانه لا يأتى متصرفا منء سال -بالهمزة- ولكن من (سال) اي يقال: (سل) وقد تكون هذه زلة قلم منه لان الشواهد القرآنية تدل على خلافه فان الله يقول: «واسأل القرية التي كنا فيها»() ويقول لإواسالهم عن القرية التي كانت حاضرة البحري(). مع انه عزا ذلك إلى العرب قاطبة. ٠ وكذلك عندما يتحدث عن الرحم يذكر الحديث الشريف «الرحم شجنة معلقة بالعورش» ثم يعرض (الشجنة) ودلالتها على الترابط ويذكر ان الشجون مأخوذة منها في قولهم: الحديث ذو شجون وهكذا نجده عندما ما يتحدث عن اي ناحية من النواحي الفقهية يتعرض للدلالات اللغوية وهو في هذا المجال واسع الاطلاع فيما يورده من اقاويل العلماء ففضلاً عما هو موجود في الإبانة الذي هو كتاب خاص في الناحية اللغوية نجد ان ما ذكره في الضياء من قضايا تتعلق بهذه الناحية في معرض ذكر الاحكام الفقهية ينقل عن الكثير الكثير من ائمة اللغة الذين سبقوه فهو ينقل عن ابي عمرو ابن العلاء وعن الخليل والاصمعي وابن دريد وابي عبيدة وابي عبيد وابن فارس وغيرهم ثم انه يورد الشواهد العربية الكثيرة التي تؤيد وجهةنظره وعندما يتعرض مثلا لأحكام التوحيد ولاسماء الله الحسنى يشرح هذه الأسماء إسماً إسماً مستشهدا بالشواهد الكثيرة من كلام العرب التي تدل على معاني هذه الأسماء. إلى جانب ذلك كله نجده ضليعا في علوم القرآن ولاريب ان القرآن هو مصدر البلاغة فالملتضلعون في العربية لابد من أن يكونوا حريصين على فهم القرآن الكريم وعلى صقل مواهبهم اللفوية ببلاغته التي هي ينبوع بلاغات البلفاء من العرب فهو عندما يتعرض للآية القرآنية يشبعها بحثا من جميع جوانبها مما یدل على انه کان ذا اطلاع على ما کتبه المؤلفون من قبله في علوم القرآن. (١۱) جزهء الآية ١. من سورة يوسف. (۲) الآية ١١٠ من سورة الأعراف. ۹1۷ الفقه ورسوخ قدمه فيه أما الفقه فان الرجل كان فيه راسخ القدم واسع الاطلاع فهو ينقل عن شتى المذاهب الإسلامية حيث ينقل قبل كل شيء عن الرسول يَيةٍ عندما يورد الأحاديث في معرض الاحتجاج في الأقوال التي يرجحها أو الاحتجاج بالأقوال الأخرى حتى الأقوال التي يوردها يذكر ادلتها ايضا من حديث رسول الل يَأ بجانب ذكر الآيات القرآنية ثم يورد أقوال الصحابة وأقوال التابعين وأقوال علماء الامصار ويورد ايضا أقوال ائمة المذهب خاصة ونجده ينقل عن الكثير والكثير من علماء المذهب فهو ينقل عن جابر وابي عبيدة والربيع ووائل وابي مودود وابي غسان أحمد الغمرد وابي حاتم بن أبي مودود وينقل ايضا عمن بعدهم عن محبوب بن الرحيل ومحمد بن محبوب وبشير بن محمد بن محبوب وعن موسی بن ابي جابر وموسى بن علي وعلي بن عزرة والازهر بن علي و محمد بن علي وعن ابي المؤّثر وابى قحطان وعن ابن جعفر وعن غيرهم من العلماء كما انه ينقل عن المدرستين اللتين جاءتا بعد عزل الامام الصلت بن مالك واللتين سميتا بالمدرسة الرستاقية والمدرسة النزوانية حيث ينقل عن هذه المدرسة وتلك مع كونه منتميا إلى المدرسة الرستاقية. والباحث المدقق في مؤلفات الطائفتين يجد أنهم جميعاً (في مجال الفقه) ينقلون عن الجميع فلا يتحفظ الرستاقيون من النقل عن النزوانيين كالنقل عن ابى سعيد وتلامذته ولا تحفظ ايضا النزوانيون من النقل عن ابن بركة وتلامذتهء ومن اجل الامانة فاننا نسجل بان المدرسة الرستاقية -وان نسب اليها ما نسب من التشدد والغلو وعدم التسامح- الا ان باعها في علوم العربية بل وفي علوم أصول الفقه كان أفضل وهذا ظاهر في أثارها العلمية والآثار هي خير الشواهد بل اصدق الشواهد التي تكشف الحقيقة وتدل على الواقع. فنحن عندما ننظر مثلا إلى جامع ابن بركة وإلی سائر مؤلفاته نجد ان ابن بركة کان عالما ضليعا ئي مجالات متعددة فهو أصولي وفقيه ومطلع على علم الحديث مع قلة المراجع المتيسرة في ذلك الوقت ونجد ان اطلاع هذه الطائفة على علوم العربية والأدب كان سيباً لأن تكون مؤلفاتها اكثر انسجاماً واكثر رصانة وهذا واضح في مؤلفات ابن بركة وواضح في جامع ابي الحسن الذي هو تلميذ ابن بركة. والعالم المحتفى به ايضا مؤلفاته تدل على ذلك فكتاب الضياء مع كونه كتابا فقهيا الا ان الصبغة الأدبيةء -كما قلت- واضحة عليه وضوحاً بينا. ومن هذه المدرسة العلامة اين النضر الذي قيل عنه انه شاعر العلماء وعالم الشعراء وحسب ما يبدو لي فانه منتسب إلى هذه المدرسة وذلك واضح مما قاله في قصيدته اللامية التي تشدد فيها على القائمين على الامام الصلت حيث قال: ۸٦۹ االىه لو هو به في لهام جحفل لیسوا الي دين ولو تو فا مع الصد عا التررحل زمع الصد على ۱ فهو امام لم يكن بمعزل لم يرتكب ذنبا ولم يبدل فهذا تشدد حيث وصف أولئك بأنهم ما كانوا أهل دين ولاکانوا أهل تعقل وانما كانت نزوة شبابية طائشة دفعتهم إلى ما دفعتهم اليه من القيام على الامام الصلت وهذه اللهجة الحادة في التعبير عن ذلك دالة على انه كان منتسيا إلى الرستاقية. التعقيب على يعض المسائل الفقهية وبالنسبة إلى العلامة الكبير المحتفى به (صاحب الضياء) نجد من علمائنا المتأخرين من حاولوا ان يتعقبوه في بعض المسائل وفي مقدمة هؤلاء الامام الربانى ابونبهان جاعد بن خميس الخروصي -رحمه الله تعالى- فقد آلف كتابا خاصا باحكام الدد أي عدد النساء تعرض فيه لبعض المسائل التى جاءت في كتاب الضياء. ولاريب أنه كان في كثير من المسائل منصفا لصاحب الضياء انصافا بينا ظاهرا الا انه في بعض المسائل تحامل عليه بسبب ما وجد من مخالفة لادلة الواقع فهو ربما تحامل عليه في بعض المسائل لانه كان يتسرع إلى نقل الاجماع في مسائل مختلف فيها ومن امتلة المسائل المختلف فيها التي دخل صاحب الضياء بالاجماع ما ذكره من الاجماع على أن مدة الحيض اقلها يوم وليلة وهذه المسالة مسالة خلافية فيعض العلماء قال: ان مدة الحيض اقل من هذا وبعضهم قال: اكثر من ذلك وقيل: إن أقل مدة الحيض دفعة فالدفعة تكون حيضا كما هو قول مشهور عند الشافعية وقيل: بأن مدة الحيض اقلها فالامام ابونيهان تعقب صاحب الضياء وبين ان نقله بالاجماع كان نقلا خاطئا وان كانت المسألة نفسها مما يتسامح في الخلاف فيه لانها مسألة فرعية كذلك ايضا نجد ان صاحب الضياء نقل الاجماع فيما اذا تزوج رجل امرأة وأرخى عليها الستر ادعت المرأة بانه لم يطاها والرجل اعترف بذلك؟ قال: بأنه اجمع بانهما لايصدقان في العدة وان صدقا في الصداق بحيث يسقط عن الرجل نصف الصداق لايلزمه الا نصفه ولكن العدة يما انها حق لله -تبارك وتعالى- فأنهما لايصدقان في ذلك وتجب العدة عليهما معا. هل العدة حق لله أم هي حق للزوج ولكن الله شرعه ولايجوز ان يسقط؟ فمن قال هو حق للزوج فعندما يعترف الزوج بانه لم يكن موجبا لهذا الحق وذلك بعدم مباشرته اياها فإن ۹ كما ادعت بفرض العدة عليهاء مع أن العدة شرعها الله -تبارك وتعالى- من اجل المحافظة على حق الزوج والآية القرآنية تقول: فما لكم عليهن من عدة تعتدونها»(). فالعدة شرعت لاجل الرجل ولاجل المحافظة على النسب وبما انه ادعى انه لم يكن موجبا لهذا الحق فإن الحق يسقط من أساسه. أما من قال.. انها حق لل فإن اسقاط الزوج لهذا الحق لايسقط حق الله -تعالى- لا يسقطه اسقاط أحد من الناس ولكنهم بجانب ذلك.. قالوا: لايجوز ان يقال حتى عند من يعتبر هذا الحق لل -تبارك وتعالى- انهما عندما يصدق بعضهما بعضا بحيث كل واحد منهما يقولء ما قاله الآخر من عدم وقوع المباشرة لايبعد أيضا أن يصدقا في ذلك وان کان حقا لله من باب الطمانينة ولكنه فرق بين التفريع على التأصيل الأول وهو قول من قال هذا حق للزوج نفسه وبين هذا التفريع الأخير وهو قول من قال: بان هذا حق لله -سبحانه وتعالى- ولكن بما أن الزوج يصدق المرأة بعدم مواقعته اياها يسقط حق الله -تبارك وتعالى- عنهما فرع هذا التأصيل وذلك التاصيل لانهما يصدقان بناء على التأصيل الأول حكما ويصدقان بناء على التأصيل الثانى طمانينة ثم قال: ولايبعد أن يصدقا حكما أيضا حتى على التأصيل الثاني ذلك لأن المرأة مؤتمنة على حق الل -سبحانه وتعالى- ومن أجل كونها مؤتمنة على هذا الحق كانت مصدقة فيما إذا ادعت ان عدتها قد انتهت ويباح لها أن تتزوج بمن شاءت بعد ادعائها ذلك عندما يمضي من الوقت مقدار ما بوسع هذه العدة الملفروضة. وفي نفس الوقت أيضا تصدق المرأة عندما تدعي انها حامل وتصدق عندما تدعي انها غير حامل. فعندما تدعي انها حامل يكون لها الحكم الشرعي للحامل وهو الانفاق عليها إلى أن تضع حملها وتكون وارثة للزوج إذا مات في أثناء المدة لو كان هذا الطلاق رجعيا وعندما تدعي انها بريئة من الحمل وتدعي انها مرت عليها ثلاثة قروء التى فرضها الله -سبحانه وتعالى- عليها العدة تصدق أيضا في ذلك ويباح لها ان تتزوج بمن عندما تقول هذه المراة أنه لم يكن هناك ما يوجب هذا الحق عليها ويصدقها الطرف الآخر وهو الزوج فلا مانع من أن يصدق في ذلك أيضا حکما. وقد يأتي صاحب الضياء في المسالة برأي واحد ويؤيده الامام أبونبهان على ذلك الرأي الذي أورده ولكن بما انه يسوقه مساق القول المتوحد يتعقب الامام أبونبهان بيان الخلاف في ذلك فقد يورد القول الراجح الذي يتفق معه الامام أبونبهان -رحمه الله على ترجيحه ويتبع ذلك بيان رجحانية هذا القول لبيان ما يثبته من كتاب الل ثم يتبع ذلك بيان الأقوال الأخرى ومآخذ تلك الأقوال. (١) جزهء الآية من سورة الأحزاب. مواقفه ومن أمثلة المسائل التي وافقه الامام أبونبهان على رأيه فيها إلا أنه بين الخلاف في مسالة ما إذا اختلط الأمر على المرأة بسبب استحاضتها فلم تعرف التفرقة بين زمان حيضها وزمان طهرها. فالعلامة صاحب الضياء اقتصر في هذا على القول بانها تعود إلى الأخذ بالشهور بدلاً من القروء لأن حكمها في هذه الحالة كحكم الآيس وكحكم الطفلة التي لم تحض إذا طلقتا فال -تعالى- يقول: واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن(). وافقه الامام أبونبهان على أن هذا القول هو القول الراجح وعزاه أيضا الامام أبونبهان إلى طائفة من العلماء منهم أيو المؤثر وأبوسعيد الكدمى وأخرون من العلماء وبين ماخذه من الكتاب العزيز: بان الآيس والطفلة إذا رجعتا إلى الاعتداد بالشهور نظرتا إلى ان الشهر يحل محل الحيضة والطهر لان عادة المرأة ان تحيض وتطهر في شهرها فالحيض والطهر -ف الغالب انه في النساء- لايتجاوز الشهر الواحد وغاليا النساء يحضن في الشهر الواحد ويطهرن فيه طهرا يعقبه حيض ولذلك جعل الله -تبارك وتعالى- ذلك مناطا للحكم عندما تكون المرأة آيسا من حيضها أو تكون دون سن المحيض. وبين أن الدلالة الثانية على ذلك هي قول الله -تبارك وتعالى- ارتبتم فالريبة هنا حاصلة ولا كانت الريبة حاصلة كانت الدعوة إلى دفع هذه الريبة بما تدفع به عندما تكون المرأة آيسا أو قد تكون المرأة دون سن الحيض غير انه قال: ان هذا القول ينبغى ان يعلم انه ليس هو القول الاوحد في هذه المسالة فالخلاف مشهور بين العلماء فيها وذكر نحوا من عشرين قولا منهاء انها تجعل مكان كل حيضة وطهر خمسة واربعين يوما نظرا إلى أن أقصى مدة للحيض فيما قيل: خمسة عشر يوما والشهر تتركه للطهر وعلى هذا تعتد مائة يوم وخمسة وثلاثين يوما وقيل بانها تعتد مائةه يوم وخمسة أيام وقيل: انها تعتد خمسة وثمانين يوما وقيل: تعتد خمسة وسبعين يوما وقيل تعتد سبعين يوما وقيل: تعند ستين يوما. وذكر بعد ذلك أقوال المتشددين التى منها انها تعتد عاما كاملاء, ثلاتة اشهر لاجل براءتها من الحيض» وتسعة اشهر لاجل براءتها من الحمل وقال: ان هذا لا يبعد أن يكون من باب الاحتياط وكذلك القول الآخر بانها تعتد عامين كاملين لأن أقصى مدة الحمل عامان عند بعض العلماء وقيل: تعتد ثلاتة أعوام وقيل: تعتد أريعة أعوام وقيل: اقصى مدة الحمل أربعة أعوام وقيل: تعتد سيعة أعوام عند من يقول بأن أقصى مدة الحمل سبعة أعوام وهكذا. (١) الآية (٤) من سورة الطلاق. ۷۱ ومن المسائل التي وقع فيها الخلاف بين الشيخين عدة المفقود أو المفقودة فلاريب أن عدة المرأة عندما تفقد زوجها أن تتربص أربعة أعوام ثم بعد ذلك تطلق طلاقا شرعيا بحيث يطلقها ولي الرجل وينظر القاضي الشرعي ذلك الطلاق وتعتد بعد ذلك -كما قيل- عدتين. عدة وفاةء وعدة طلاقء بعد أن يحكم القاضي الشرعي بأنه في عداد الموتى وهذه المدة وهي أربع سنوات هي التي وقع عليها الاتفاق في عهد عمر -رضي الله عنه- عندما فقد من فقد حيث أمر ان تتربص الرأة التي فقد زوجها أربع سنوات ولكن أن فقدت المرأة متى يباح للرجل أن يتزوج باختها أو عمتها أو خالتها أو يتزوج المرأة التي يحرم عليه ان يجمع بينها وبينه فصاحب الضياء قال: يتربص عاما واستبعد ذلك الشيخ أبونبهان وقال.. اما أن يكون تربصها عاماً واحداً يجعلها في عداد الموتى ويحكم عليها بسبب ذلك باحكام الموتی وي هذا تفرقة ما بين حكمها وحكم الرجل ولا دليل على هذه التفرقة واما ان يقال بانه يطلقها وعندما يطلقها تكون في حكم المطلقات فاذا مضت عدتها تكون اختها حلالا له وتكون عمتها حلالا له وخالتها وكذلك تكون ابنة أختها وبنت أخيها. وعلى هذا الاحتمال الاخير لابد من مراعاة احتمال أن تكون حاملا ولئن كانت في حكم الحوامل فان الخلاف موجود في ذلك هل تتربص عاما نطرا إلى ما هو مألوف أن النساء عادة لايتجاوز حملهن تسعة اشهر الا قليلاء فتجعل ثلائة اشهر لحيضها فيما لو كانت غير حاملء وتسعة اشهر لحملها احتياطا لثلاً تكون حاملا أو تكون مدة عدتها سنتين أو ثلاث سنوات أو أربع أو سبع وبعد ذلك يحل له ان يتزوج بمن يحرم عليه أن يجمع بينها وبینه. وكذلك كان صاحب الضياء من المتشددين ف المرأة التي بلغت الحلم بغبر الحيض التي عدت شرعا بانها في حكم البوالغ ولكنها لم تحض فيما اذا طلقتء وقال: بأنها تعتد عاما كاملاء ثلاثة اشهر من أجل اعتبارها حائلا «أي غير حامل» وتسعة اشهر لئلاً تكون حاملا. والشيخ أيونيهان ذكر خلاف هذه المسالة وقال: بان هذا القول لايعدو ان يكون من باب الاحتياط وإلا فان لم تكن عليها امارات الحمل فحسبنا ظاهر النص وهو قول الله -تبارك وتعالى- «واللائي يثسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائي لم يحضن» فقوله: #واللائي لم يصدق على التي لم تحض لصغرها وعلى التي لم تحض لسبب آخر. ۱ كذلك شدد صاحب الضياء أيضا حين قال: بان المرأة تعتبر خارجة عن عدتها حتی تحيض ثلاث حيضات كل حيضة من هذه الحيض الثلاث كسائر الحيضتين الأخريين V٢‎ بحيث لايكون هناك تفاوتء وان لم يكن كذلك, فعليها ان تنتظر حتی تحيض ٹلاٹ حیض على وتيرة واحدة لئلاً يكون بعض الدم الذي خرج منها مجرد استحاضة والامام أيونبهان لم ير رأيه في هذه المسألة وقال: لأن الأصل في الدم الحيض وخصوصا عندما ياتى في فترة الحيض ولابد من اشتراط ان تمر الفترة التى يمكن ان تتخذها المرأة طهرا بين الحيضتين فاذا ما اعقب هذا الطهر دم اعطته للحيض ولو كانت المدة متفاوتة سواء نقصت الدة أو زادت إذا كانت المدة الناقصة كافية لان تعد حيضة كاملة. وفرّق صاحب الضياء ما بين حكمي الحيض والنفاس في حرمة المرأة على الرجل اذا باشرها في أثناء دمها وهذه التفرقة لم تسغ للشيخ ابى نبهان نظرا إلى ان التفاس حيض زادت ايامه وبما انه حيض زادت ايامه فان تلك الفترة (فترة النفاس) لا تختلف عن فترة الحيض فاما ان يقال ان المرأة لا تخرج عن عصمته لو واقعها بجانب كونه آثما في هذه الملواقعة سواء واقعها بدم الحيض أو في دم النفاس واما ان يقال بأنها تخرج عن عصمته ولكن الامام السالى -رحمة الله مع كونه من المؤيدين لمدرسة ابى سعيد كان في هذه للسالة مع صاحب الضياء فبعد ان ذكر بان حكم الحيض وحكم النفاس واحد من حيث حرمة الوطء فلا يجوز الوطء في دم الحيض ولايجوز في دم النفاس وان النفاس حيض زادت ايامه وقال: بان قوله الذي ذهب اليه في التفرقة كان هو قول الاكثرين. يقول السالمي: وذا المقال في القديم اكثر و المتاخرون منه استنكروا بالغ الشيخ ابونيهانا أتكره على الضسا اعلانا وانما في ذاك الضيا وان يكن اكثرهم ما رضا رجح رأي صاحب الضياء وبنى هذا على أن النص القرآاني ذكر أن حكم الحيض والنفاس حكمه محمول على حكم الحيض بالسنة وبالاجماع ولكن بما ان النص جاء في الحيض فان التشديد ينبغي ان يكون في االمحيض اكثر منه في النفاس. وخلاصة هذه المسألة أن العلماء اختلفوا فما اذا اجترأ رجل فواقع امراته في أثناء حيضها هل تحرم عليه بذلك أولا تحرم عليه وانما تجب عليه التوبة أو تجب عليه التوبة والكفارة؟ والكفارة هى ما يعبر عنه بدينار الفراش وقد جاءت بذلك رواية عن النبى الا ان فيها شيئا من الاختلاف ولذلك عد كثير من العلماء هذا الاختلاف تضاربا بين هذه الروايات فاسقطها بسبب ذلك الذين قالوا بحرمة المرأة عليه قالوا: بان هذا من باب سند الذرائع فعوام الناس لايخشون عقوبة الله -سبحانه وتعالى- كما يخشون الحيلولة بينهم وبين المرأة وجعلوا هذا من باب من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه وحملوه عما إذا v۳ تعجل انسان الأرث من موروثه فقتله أو تعجل وصية يستحقها ممن أوصی له فقتله فاد يستحق الوصية ولايستحق الأرث. والطائفة الأخرى من العلماء قالت: انه لم يأت نص يدل على التفريق بين المرأة وزوجھ نسبب مواقعته اياها في الحيض وانما النص جاء دالا على حرمة هذا الوقاع فليس لنا أن نأتى بحكم لم يات به النص من تلقاء انفسناء على أن تلك المرأة حلت لذلك الرجل بحجة شرعيا وحرمتها عليه تتوقف على حكم شرعي واضح لايقل قوة عن الحكم الذي اباحها له. وبما ان التفرقة بينه وبينها تؤدي إلى أن يستحل الرجال خطبتها والاستمتاع بها بعدما يتزوجها من يتزوجها منهم فان هذه جراة تؤدي إلى استباحة فرج بطريقة لم يات بها دليل على هذه الاستباحة فالاصل أن تكون هذه المرأة فراشا للزوج الأول وخروجها عن الزوج الأول يتوقف على الدليل أولئك المتشددون منهم من فرق بين الحيض والنفاس والامام أبوئيهان لم يستسغ هذا التفريق ما بين الحيض والنفاس فلذلك انكر الذي انكره على صاحب الضياء وهو يشير في مقدمة كتابه هذا الذي تعقب فيه كلام صاحب الضياء مشيرا إلى أن الخلاف في هذه المسائل وقع بين الشيخين اللذين هما قطبا المدرستين اللختلفتين فقد ذكر بان هذا الخلاف صورة مما اختلف فيه فقال: هكذا الصورة التي اختلف فيها أبو محمد واقليد اقفال مغاليق أبواب العلوم أبوسعيد -رحمه الله- فهو يرى أن هذا الخلاف صورة من الخلاف الواقع بين رائدي المدرستين المختلفتين. ومع هذا كله فان أبا نبهان -رحمه الله- نفسه مقر لصاحب الضياء وعندما يكون القول الذي قاله معتضدا بالدليل نجده يتعقب ايراده ببيان حجته وبيان مأخذه وبیان قوته وانه تجاه الأقوال الأخرى هو أقوى منها بكثير. انفراده ييعض الآراء وتبين لنا ان لصاحب الضياء آراء انفرد بها دون غيره فهو وان كان من تلامذة ابي محمد لربما قال قولا لم يسبقه اليه أبومحمد وهو من تلامذة ابى محمد بالواسطة لا مباشرة ولكنه قد ياتي بقول لم يسبق اليه وما يقوله وجه لو رجعنا إلى مقاصد الشريعة وإلى النظر في أصول الشريعة فمن المسائل التي قيل بانه لم يسبق لها تشدده تجاه بيع الارقاء بحيث لم يسغ لأحد ان يبتاع رقيقا أي ابتياع أحد الا بعد اعترافه انه مملوك ليائعه وبدون ذلك يقول بانه لايسوغ لاحد ان يشتري الرقيق بدون هذه الطريقة وهذا نص عليه في باب المماليك في الجزء الرابع من الضياء ونقله عنه ايضا المحقق الخليلى -رحمه الله- في فتاواه وذكر بانه انفرد بهذا القول دون نسائر العلماء ولهذا القول مساغ في النظر فتوجيهه وجيه ذلك لأن الأصل في الانسان الحرية وبما ان الاصل في الانسان الحرية فان هذه v٤‎ الحرية يجب أن تحترم ويجب أن تراعى ونجد ان الإسلام الحنيف جاء مجففا لمنابع الرق ولم يبق منها اى منبع الا واحدا فقط وهذا المنبع الواحد الذي استبقاه الإسلام انما هو في حكم المعاملة بالمثل. فالمشركون الذين كانوا يفعلون ما يفعلون في المسلمين ويحرصون على ايذائهم وعلى استرقاقهم واستعبادهم فعندما تكون دعوة إلى الإسلام ومن أجل هذه الدعوة يكون الجهاد بين المسلمين والكفار الذين يريدون أن يقفوا في سبيل هذه الدعوة مباح للمسلمين أن يسترقوا الكفار وفي ذلك معاملة بالمثل وبجانب هذه المعاملة بالمثل أيضا في ذلك وسيلة لاقناع هؤلاء بالإسلام وتربية أطفالهم على الإسلام وصقل عقولهم بنوره. ولكن بجانب ذلك حرص الإسلام على القضاء على ظاهرة العبودية فشرع عتق الرقاب في شتى المناسبات ونجد أن العتق مقدم على غيره فالعتق مقدم على الصيامء ومقدم على الاطعام في الكفارات الا كفارة اليمين فان العتق فيها ذكر بجانب الطعام وبجانب الكسوة إفكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبةي(). واما بقية الكفارات فذكر العتق قبل غيره سواء كان ذلك في مقام التخيير أو كان ذلك لي مقام تكر الابدال اذا يستوضح من هذا ان العتق هو اكثر قرية إلى الله -تبارك وتعالى- من الصيام ومن الاطعام ولئن كان هو القربة الأولى إلى الله -تبارك وتعالى- في مجال التكفير فان ذلك يدل دلالة واضحة على ان كرامة الاتسان هى التى تراعى فلأجل ذلك نظر صاحب الضياء إلى الذين يساقون سوقا في أسواق النخاسة من اجل بيعهم انهم قد يكونون غير قادرين على التعبير بأنهم ليسوا من الارقاء فسكوتهم لم يعتبره حجة وأن كان السكوت حجة في مجالات أخرىء وسائر العلماء يعتبرونء السكوت حجة كما هو في سائر المقامات وسائر المواضيع. ونجد ان العلامة العوتبى في كتابه الضياء يحرص على تتبع ما ذكره العلماء السابقون من العتق فهو عندما يورد كلامهم يورد ما احتجوا به من أدلةء فكثيرا ما يورد عن ابن بركة واستدلالاته ویورد عن ابی الحسن واستدلالاته ويورد عن ابن محبوب واستدلالاته ولايبعد ان يكون كتاب ابن محبوب الذي يشير اليه في ضيائه هو الكتاب الذي يذكر ولا يوصل في وقتنا هذا هو جامع ابن محبوب الشهير الذي يقال بانه کان في سبعين سفرا ولكنه فقدء ذكر البدر الشنماخي انه اطلع على جزء واحد مته في أحكام الحيض وان أحد العلماء في بلاد المغرب كان يقرأ له من هذا الجزْء وكلما جاءت مسألة قال: هذا هو العالم الفقيه. (١) جزء الآية (۸۹) من سورة المائدة. Vo مناقشة فلا يبعد أن يكون هذا الكتاب هو الكتاب الشهير الذي هو سفر ابن محبوب الشهير الذي كما قيل يتكون من سبعين جزءا. مكانة الكتاب وبالجملة فان كتاب العوتبي (الضياء) جامع لأبواب الفقه بحيث يجد فيه الفقيه بغيته وما ذكر من ملاحظات عليه من قبل العلماء لاينقص شيئا قط من قيمته فان كل عالم مأخوذ من قوله ومردود عليه الا رسول الله ي وليس اختيار بعض أهل العلم كتاپ الضياء لأجل المناقشة لا فيه من المسائل الا من أجل أن هذا الكتاب ذو أهمية ومكانته مكانة مرموقة ما بين كتب الفقه الإسلامي ثم بجانب كونه كتاباً جامعا لأبواب الفقه هو كتاب جامع لأقوال كثير من العلماء الذين يسوق أقوالهم. وقد جاء سبكه سبكاً أدبيا رصينا -وكما قلت- فهو يتميز بما تتميز به مؤۇلفات اللدرسة الرستاقية في قوة السبك وبحسن العبارة وبتأخي المسائل وترابطها وكما يقال فنية التأليف التى كانت موجودة في المدرسة الرستاقية أكثر مما هى موجودة في المدرسة النزوائية فالكتاب رصين وهو جدير بان يحقق واضم صوتى إلى أصوات الذين قالوا بانه ينبغي أن تحقق مؤلفات العلامة العوتبي ككتاب الابانة وكتاب الانساب وان يستفاد من النسخ العديدة الموجودة وأؤكد أنه لايد أن تقدم خدمة للأمة الإسلامية من خلال تحقيق هذه الموسوعة الفقهية الأدبية الواسعة وهذا يتطلب جمع ما يمكن جمعه من نسخ هذا الكتاب وهو كما قيل في أربعة وعشرين جزءا الا ان العلامة البرادي -رحمه الله تعالى- ذكر في كتابه الجواهر المنتقاة بان النسخة الكبيرة منه هي في خمسين سفرا فهل تلك النسخة الكبيرة تختلف عن النسخة الموجودة المتداولة والتى تتكون من ٢۲ جزءا أو هى نفس هذه الاجزاء ولكنها وزعت إلى ٠٠ جزءا؟ الله أعلم بذلك ولكن الرادي عندما ذكر انه يتكون من خمسين سفراً قال: اطلعت على ثلاثة اسقار وكل واحد منها ضخم كبير فلعل هناك نسخة هي أوسع من تلك النسخة التي بقيت عندتا في عمان ولعل التي اشار اليها انتقلت .إلى بلاد المغرب واطلع البرادي على هذه الاسفار ولربما توهم انه يتكون من (٠٠) مجلدا أو كان ذلك من طريقة التحري لأنه نظرا إلى المسائل الموجودة في الاجزاء الموجودة منه ونظرا إلى أنه موسوعة مشتملة على أبواب الفقه المختلفة قدر ما لم يطلع عليه إلى ما اطلع عليه .محتمل ذلكء على ان المشهور عندنا ان هذا الكتاب هو في (٤۲) جزءا وقد اعتنى الشبخ أبومالك عامر بن خميس المالكي -رحمه الل في السنين الأخيرة بجمعه واحضر ثلاثة أو أربعة من النساخ من أجل نسخه وقيل بانه اجتمع عنده من اجزائه ثلاثة وعشرون جزءا والله سبحانه نسال أن يوفقنا للخير وان يحفظ هذه البلاد وقائدها وان يأخذ بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير. واشكركم مرة أخرىء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ٦۷ القراءة الثالثة العوتبي نسابة مدير عام مكتب سماحة مفتي عام السلطنة VV العوتبي من هو ؟ هو أبوالمنذر سلمة بن مسلم بن ابراهيم الأزدي العوتبي الصحاري. والعوتبي نسبة إلى عوتب منطقة في صحار كانت تسمى في القديم «عوتب الخيام» والآن يطلق عليها «عوتب» أما كونه من الأزدء فيرى الشيخ سيف بن حمود البطاشي في كتابه «اتحاف الاعيان في تاريخ بعض علماء عُمان» الجزء الأول ص۲۷۳-٠۲۷. انه من طاحيةء وتابعة على ذلك الدكتور/ عصام بن علي السرواس في كتابه «نظرة على المصادر التاريخية العمانية». وقبيلة طاحية التي بشيران اليها هي من طاحية بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقيا من الأرذ. والذي عندي ويظهر لي انه من العتيك. وهم بنو العتيك بن الاسد بن عمران بن عمرو مزيقيا الخ النسب. من قوم المهلب بن أبي صفرةء وبنو العتيك هم الذين كانوا منتشرين في الباطنة إلي دباء ومعهم بنو سليمه وفراهيدء بنو مالك بن فهم الأزدي فقد جاء في الانساب للعوتبيء ونقله عنه الموؤرخون من بعده. حول أسباب وقعة الروضة بتنوف بين راشد بن النضي والناقمين عليه. قال «وذلك ان جماعة من اليحمد ارادوا عزل راشد بن النضر إلى أن قال «وكاتبوا مسلماً وأحمد بن عيسى بن سلمة العوتبي وسألوهما أن يبايعالهما في الباطنة من العتيك من بني عمران ومن كان على رأيهم من ولد مالك بن فهم» إلى آخر القصة. ولم يات ذكر لقبيلة طاحيةء ولا لاحد من أفرادها. ولعل قبيلة طاحية لم تك واسعة الانتشار. واكٹر قبائل الأزد انتشارا في عمان تلك القبائل المنحدرة من العتيك ومن اليحمد ومن بني مالك بن فهم. وقد عاش العلامة العوتبي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري. وذلك لأن من مصادره في كتاب الانساب كتاب جمهرة نسب العرب» لابن حزم الاندلسي المتوف سنة ١ه فقد نقل عنه نسب بني لقيط بن الحارث فقد جاء في كتاب «الانساب» للعوتبي الجزء الثاني من المطبوع ص٢٤۲۲ء «قال الاندلسي. فمن بني الحارث بن مالك بن فهم؛ بنو لقيط بن الحارث منهم كغب بن سور بن بكر» وللمقارنة يمكن الرجوع إلى جمهرة نسب العرب» ص وابن جزم توفي ٦٥ ولاشك ان كتابه وصل إلى العلامة العوتبي بعد ذلك الوقت نظرا لبعد المسافة بين عمان والاندلس. وقد ذکر ابن حزم قصته بوقت اشیاخه حيال الرجل الذي توفي سنة V۸ يقول الشيخ سيف بن حمود البطاشي في كتابه اتحاف الاعيان بأنه حمل العلم عن الشيخ أبي علي الحسن بن سعيد بن قريش العقري النزوي الذي توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. مؤۇلفاته : ١- الضياء وهو موسوعة فقهية يقع في أربع وعشرين مجلدا. ۲- الانساب في الاتساب والتاريخ. ۳ الابانة في اللغة والأدب. ٤ رسالة وجهها إلى علي بن علي وأخبه الحسين بن علي في كلوه بشرق أفريقيا. بين لهم فيها أصول المذهب الاباضي. ٥ رسالة إلى ولديه .. لحثهم على التمسك بالدين ولعرفة أحكام الإسلام. ۹ أهمية علم الانساب : اهتمت العرب بالانساب كعلم من علومهم وروايات من رواياتهم منذ الزمانء فقد وجد علم الانساب بوجود العرب على شكل أخبار وروايات يأخذونها كابرا عن كايرء ويتداولونها آخراً عن أولء معتمدين في نقل وتداول تلك الروايات الشفهية على قوة الذاكرة وصفاء الذهن والاستعداد الفطري لضبط هذا العلم واحكامه تحملاً واداء. والظاهر انه لم تهتم أمة من الأمم بانسابها كاهتمام العرب بانسابها ولانستبعد أن يكون للتفاخر الذي انتهجه العرب لاسيما في جاهليتهم دور لي تنمية هذا الاهتمامء وباعث لهم على الاعتناء بحفظ انسابهم ومعرفتها. بيد أن ذلكم الاهتمام بالانساب من العلوم أخباراً وروايات وتدويناً كان في الإسلام أكثر بروزاً وأوضح ظهوراء لأسباب ثلاثة: ١- ورود آيات في كتاب الله العزيز وأحاديث نبوية تحث على التمسك بالنسب وعلى أن يعرف الاتسان نسبه وأصوله منها قوله تعالى يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانٹى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفواء أن اكرمكم عند الله اتقاكم. ان الله عليم خبيرڳ(). وقوله تعالى: «ادعوهم لآيائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فأخوانكم في الدين ومواليكم»(")ء ففي هاتين الآيتين دليل على أهمية أن يرتبط الاتسان بأصوله نسيا. أخر «من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولايقبل منه صرف ولا عدل»()ء ولقد فهم المسلمون من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وجوب الانتساب إلى الآباء والاجداد وان يعرف الناس أصولهم. ۲- ترتب كثير من الاحكام الشرعية على النسب كالمواريث والوصايا ومعرفة نبينا وهذه الأمور لابد فيها من معرفة الانساب لوضع كل شيء في موضعه وحدی لايختلط الحابل بالنابل في اعطاء كل ذي حق حقه من الميراث والوصايا. وأمكن بذلك اعطاء الارث لمستحقه فقد حكى قائلاً «ومات بقرطبة سنة ٢٢٤ هجرية محمد ابن عبيدالله بن عبدالله بن عبدالڭ بن مراون بن عبدالل بن مسلمة بن عبدالرخحمن بن معاوية (١) سورة الحجرات آية ١۱. (۲) سورة الاحزاب آية 0. )۳( رواه الترمذي. ابن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الكاتبء وهو آخر من بقى من ولد مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية المعروف بكليب واليه تنسب ارحي كليب التي على النهر بقبلي قرطبةء فورثت انا ماله محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن سعيد الخير بن عبدالرحمن بن معاوية بالقعدد. ودفعته اليه وقضيت له بهء وما كان عند محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن هذا علم بأنه مستحق هذا المالء ولا كان له طمع في اخذهء فلولا علمي بالنسب لضاع هذا المال وأخذه غير أهله بغير حقء ومثل هذا كثير»(۱). ۳- تدوين العلوم : بدأ في العهد الإسلامي الاهتمام بالكتابة والقراءة والتأليفء فقد حث القرآن على تعليم القراءة والكتابةء وبدأً الملسلمون في كتابة الأحاديث عن النبي يي في بعض الصحفء ثم أخذ التدوين في التوسع وشمل علوماً كثيرة كان من بينها علم الانساب. على أن أول عمل لتدوين الانساب يرجع إلى عهد الخليفة الثانى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما أمر بتدوين أسماء قبائل العرب في سجل وعرف ذلك السجل بالديوان: وذلك لمعرفة الجند ولضبط توزيع العطاء. وبعد ذلك عندما كان التوسع في التأليف وتدوين العلوم نال هذا العلم قسطاً لا بأس به من الاهتمام وظهرت كتب عديدة في علم الانساب. واعتبر علم الانساب عاملاً مساعداً لغيره من العلوم فالعوتبي يرى في علم الانساب «أكثر معونة وفائدة لطالب الأدب والعلم والفقة من غيرها لأن طالب العلم والحديث إذا لم يكن يدري علم النسب وسمع حديثا قد صحف فيه اسم واحد على غیره جهته. أو نقل من قبيلة إلى غيرها جاز ذلك عليه واذا كان بالانساب عالاًء وبالأخبار عارفاً انكر ذلك ورده إلى نسية واسمهء وأتى بالصواب في موضعه وحقيقة اهتمام العمانيين بالانساب : ياتي اهتمام العمانيين بالانساب والتمسك بها امتداداً لاهتمام العرب بذلكء فالعرب -كما اسلفت- من أكثر الشعوب تمسكا بانسابهاء وقد برز عمانيون لهم اهتمام قوي وتعمق في معرفة الانساب وضبطهاء ويذكر العوتبي قصة ذلك الرجل العماني الصحاري الذي وقف بسوق عكاظ وقد ازدحم عليه الناس يسألونه عن انسابهم وهو يبين لهم أصولهم وانسابهم ويرجعهم اليهاء حتى مر به عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي الذي ينتمي إلى واحد من اشرف البيوتات تسيا في العربء فحاوره حول نسبه المتسلسل في بطون (١) ابن حزم الاندلسي - جمهرة أنساب العرب (۲) العوتبي / الأنساب ج١ ص۸. ۸۱ تمیم بطتا بطتا حتی وقف به على اسمه شخصياً. الأمر الذي حمل عطارد بن حاجب بن ا بن عدس التميمي على التعجب من ذلك النساية العماني الصحاري قائلاً له «ما رأیت أحداً قط أعلم منك» فرد عليه العُماني النسابة «وانا لم أر قط أحداً أعلم منك». ومن أراد الوقوف على تلك المحاورة اللطيفة فعليه بالرجوع إلى كتاب الاتسابپ للعوتبى() غير أن بها اخطاء مطبعية كسائر الكتاب. ومع هذا الاهتمام من العُمانيين بالانساب وتمسكهم بانسابهم إلى يومنا هذا حيث تجد القبائل العُّمانية متمسكة بانتماءاتها القبلية بشكل جيد, فأننا لايمكننا أن نخفي اسفنا على النقص الذى حصل في عدم العناية بالتاليف في هذا المجال مما ترك المكتبة العمانية يعتريها النقص في هذا العلم. فمنذ أن الف العوتبي كتابه في القرن الخامس الهجري -مع انه لم يكن شاملاً لجميع القبائل العّمانية- لم يصدر كتاب آخر عن الانساب في عمان سوى بعض المعلومات المتناثرة -وهھی قليلهة- ق ثتایا کتب التاريخ والفقه أثناء حديٹها عن يعض الأشخاص و يعض القبائلء وهي معلومات لاتسمن ولاتغني من جوع لطالب هذا الفنء بل لاتسد له رمقا ولاتقيم له أودا. وفي هذا العصر قام الشيخ/ سالم بن حمود السيابى بتأليف كتاب في انساب القبائل المانية سماه «اسعاف الاعيان في انساب أهل عمان» وهو كتاب مختصر جداً أيضاء اشتمل على ذكر بعض القبائل العمانية, الا أنه جهد مشكورء كما صدرعن وزارة الداخلية في السلطنة كتاب يشتمل على ذكر كثير من القبائل العمانية وأماكنها تحت اسم «المرشد العام للولايات والقبائل» الا أنه لايتعرض إلى نسب تلك القبائل ولا إلى بيان أصولها. وعسى أن تكون هناك محاولات جادة وجهود طيية في هذا المجال من قبل وزارة التراث القومي والثقافة أو غيرها من الجهات. العوتبي وكتابه «الانساب» : هو أبوالمنذر سلمة بن مسلم بن ابراهيم الازدي العوتبي الصحاري من عوتب بصحار. من طاحية من الازدء فاذا کان كما قالا فهو من طاحية بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقیيا بن عامر ماء السماء. )۱( نفس املصدر ص۹.۔ )۲( اتحاف الاعيان ج ص٢٥۲۷. )۳( نظرة على املصادر التاريختية العمانية. AY فهم وازد العتيك بنوعمء حيث ان ازد العتيك هم بنو العتيك بن الاسد بن عمران بن عمرو مزيقيا.. الخ. ولانستطيع تحديد الزمن الذي عاش فيه مضبوطا بالسنين بيد أنه من خلال القرائن التاريخية وبمعرفة العلماء الذين عاصرهم ونقل عنهم وأخذ عنهمء نستطيع القول تقريياً بان حياته كانت في آخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي حيث انه ينقل عن جمهرة نسب العرب لابن حزم الاندلسي والذي توفي سنة ٦٥ ٤ه والعوتبي علامة فقيه ولغوي بارع ونسابةء وهو ينتمي إلى مدرسة أبي محمد ابن بركة امام الفرقة الرستاقية. أما كتابه الانساب فهو يشتمل على مادتين علميتين : مادة تاريخية ومادة في الانساب. وقد أفصح عن السبب الذي دفعه إلى تأليف هذا الكتاب قائلاً «فاني رأيت من ذوي الاحساب من لايعرف سلفهء ورأيت من رغب عن نسب دق وانتمى إلى رجل لم يعقب»(). كما نقل عن ابن قتيبة انه رأي رجلا ينسب نفسه إلى أبى ذر رحمة الله(۲). حيث أورد العديد من القبائل القحطانية أو اليمنية بفرعيها الكبيرين حمير والقبائل التي تفرعت وتشعبت من هذين الفرعين الكبيرين حمير وكهلان. لأن القبائل القحطانية أو اليمنية ترجع اليهما. أما عن القبائل العدنانية أو النزارية فلم يورد إلا عن بعض قبائل ربيعة بن نزارء كقبائل عبدالقيس وأخوانهم من قبائل وائل ومن تشعب وتفرع عن هذين القسمين أو الحيين من ربيعةء وذكر عرضاً بصورة موجزة عن اياد بن ربيعة. وقد كان تركيزه في إيراد نسب القبائل على القبائل العمانية بيد أنه يستطرد أحياناً كثيرة إلى ذكر وإيراد نسب القبائل العربية بصورة عامةء وربما يضطره السياق إلى ذلك. ولعل تركيزه على ذكر نسب القبائل القحطانية راجع إلى انتمائه اليهم وبالتالي اطلاعه على أو لأن المادة العلمية عن انساب القبائل القحطانية كانت أكثر وفرة لديه في ذلك الوقت عن القبائل النزارية. (١) العوتبي ء الأانساب . ج١. (۲) نفس المصدز ء٠ نفس الصفحة. A۳ وأيضاً حول حديثه عن القبائل القحطانية كان حديثه عن القسم الكهلاني اكثر اسهاباً عن القسم الحميري. فقد اسهب في الحديث عن القبائل المتفرعة عن مالك بن زيد بن كهلان والمتفرعة من أدد بن زيد بن کهلان. لاسيما عن قبائل الأزد وقبائل طيىء وْقبائل كندة, كما كان لقبائل الأزد النصيب الأوفر من الحديث ولعل ذلك راجع إلى أدوارهم التاريخية في عمان وغيرها. فساعدت شهرتهم التاريخية على اشتهار انسابهم بالنسبة إلى غيرهم من القبائل العمانية. على أنه توجد في كتاب الانساب للعوتبي عدة بدايات ونهايات تتخلل الكتابء فهل معنى ذلك أن الكتاب في أصله مكون من عدة كتب أم انه كتاب واحد من أصلهء وائما حدث ذلك لأمر من الأمور. يرى الدكتور/ محمد عبدالحميد الرفاعي في دراسة وتلخيص له لكتاب الاتنساپ «إلى احتمال ان يكون الكتاب تجميعا لعدة كتب لنفس المؤلف جمعها الناسخ في موضع واحد»()ء وذلك لانه لاحظ للكتاب اكثر من اسم ذكرها المؤلف في ثناياه مثل «الانساب» و «موضح النسب» و «الشجرة في الانساب»؛ والذي يظهر لي حول تعدد عناوين الكتاب بداخله ووجود بدايات ونهايات لذلكء ان المؤلف قام بتأليف كتابه على شكل اجزاء على فترات متفاوتة يشتمل كل جزء على ذكر قبائل ترجع إلى أصل واحدء حسب اطلاعه وتجميعه للمادة المتعلقة بذلك ولعل قيامه بتأليفه كان في آخر عمرهء وقد حالت الوفاة دون ترتيبه وتنظيمه وننسيقه. ومما يؤّخد على المؤلف دمجه بين الانساب في الكتابء الأمر الذي كان يضطره إلى الاستطراد في ذكر بعض الأحداث التاريخية حتى أصبح من الصعوبة بمكان الرجوع اليه لأخذ المعلومة النسبية بل وحتى التاريخية. بيد انه اشتهر في موضوعه شهرة واسعة وانتشرت مخطوطاته في كثير من المكتبات ودور الكتب في العالمء وصار أماماً وحجة لمن جاء بعده من المؤرخين العمانيين؛ فما من مؤلف في التاريخ الغماني الا واصل مادته في الأدوار الأولى من التاريخ الغمانى من كتاب العوتبيء وما من مؤلف في الانساب العمانية أو مهتم بالانساب الا والعوتبي أمام له. (١) دراسة وتلخيص ص١۱٠ ٠ ضمن الموسوعة الميسرة للتراث العماني. A٤‎ وعلى العموم فقد اعتمد عليه كل من جاء بعده وکانوا عاله عليه في موضوعه واستقی العوتبي معلوماته حول الانساب من مصادر متعددة أهمها : ١- كتاب الملوك وأخبار الماضين لعبيد بن شرية الجرهمى الذي طبع بعنوان «أخبار عبيد بن شرية الجرهمي في أخبار اليمن وأشعارهم وانسابهم»ء وكان عبيد بن شرية الجرهمي استدعاه معاوية بن أبي سفيان من صنعاء إلى دمشق ليحدثه عن ملوك اليمن وغيرهم من ملوك العحرب والعجم وأخبار الماضين: وكانت أحاديٹه اقاصيص وأسمارا ف مجلس معاوية أن يدون عنه ذلك وينسب اليهء وعاش عبيد حتى أيام عبدالملك بن مروان(۱). ۲- جمهرة النسب لابن الكلبيء وجمهرة السب أو النسب الكبير هو لابي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة ٢٤٠۲ه. ۳- جمهرة أنساب العرب لابن حزم وهو أبومحمد بن أحمد بن سعيد بن حزم الاندلسي المتوفق ٦٥ ٤ه . ٤ الاشتقایق لاين درك وهو أیویکر محمد بن الحسن ين درید المتوفق ا٢ ۳ھه. ٥ المشافهة : وهى المعلومات التى أخذها مشافهة وسماعا عن النسابين المعاصرين له وعن القبائل هذه هى أهم المصادر التى أخذ منها العوتبي علم الانساب ولاشك أن هناك مصادر غيرها إلا أن هذه الملصادر المذكورة يتردد ذكرها كثيرا في ثنايا كتابهء وفي نظري. أن معلومات عن القبائل العّمانيةء انما اخذها بالمشافهة والسماع من أهل الخيرة بالانساب في زمانه ومن الحافظين للانساب من رجال القبائل نفسهاء وهذا الذي يفسر لنا تركيزه على أنساب القبائل العمانية بصورة أوسع واشمل لأن المصادر الأخرى لم تورد عن انساب القبائل العّمانية الا النزر اليسيرء وكل قوم أولى بأنسابهم وأحق بمعزفة أصولهم وجذورهمء والناس -كما يقال- مؤّتمنون على انسابهم. (١) ابن النديم , الفهرست ص۱۳۲. ۸o0 4 الخاتمة مما مر من حديث عن العوتبي وكتابه «الانساب» من عرض وتحليل تبينت لنا أهمية کتاب «الانساب» للعلامة الجليل المۇرخ والنساية ابي المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الازدي العوتبي الصحاري بكونه الكتاب الوحيد الذي عني بانساب القبائل العمانيةء فهو وان لم يكن قد اشتمل على جميع القبائل الغمانية إلا أنه اشتمل على كثير منها مما يعتبر مرجعاً مهما ومصدرا أصيلاً للانساب العمانيةء على أنه مما ينبغي الا يغيب عن البالء أن الفجوة التي نراها نحن في وقتنا الحاضر حول وجود القبائل العمانية وواقعها وبين ما دونه العوتبي من قبائلء انما يرجع ذلك إلى المسافة الزمنية التي تتكون من ألف عامء أي عشرة قرون من السنين. فمنذ أن ألف العوتبي كتابه في القرن الخامس الهجري وحتى الآن لاشك انه اختقت قبائل وظهرت قبائل أخرى عديدةء وتفرعت قبائل كثيرة عن قبائل سابقة. اقتراحات : نظرا للأهمية الكبرى التي يحتلها كتاب «الانساب» للعوتبي أقترح ما يلي : ١- تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً مع وضع الفهارس والكشافات وما يستلزم التحقيق من أعمال مناسية. ۲- وضع عمل على الكتابء بحيث تفصل مادته في الانساب عن المادة التاريخية ليجعل منه فسمين: - الأول في والثاني في التاريخ لكي يسهل الرجوع إلى الكتاب لأخذ المعلومات المتعلقة بالانساب أو المتعلقة بالتاريخ. ۲- السعي في جمع النسخ المتعددة للكتاب في مكتبات ودور الكتب في العالم أو صور منها ووضعها في مكتبة المخطوطات بوزارة التراث القومي والثقافةء خدمة وحافزاً وتشجيعاً للباحثين والمحققين. والله ولي التوفيق ٦۸ القراءة الرابعة العوتبي مۇرخا ا د. جاد محمد طه عميد كلية الآداب ‏ جامعة السلطان قابوس AV لم يتيسر العثور على ترجمة للمؤرخ سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري. وبالتالي من الصعب تحديد تاريخ مولده أو إلا أنه من الممكن أن نرجح أنه عاش فى التصف الثاني من القرن الرابع الهجري والسنوات الأولى من القرن الخامس(")ء بسبب أن معظم رواته ومعاصريه الذين أخذ منهم کانوا من هذه الفترة(۲). وهناك خمس مخطوطات لكتاب الأنساب» وأقدم هذه الملخطوطات هي نسخة جامعة درهام بانجلتراء ويعود تاريخ نسخها إلى عام وتعرف باسم نسخة جولستون. أما النسخة الثانية فهى نسخة باريس وتوجد بالمكتبة الوطنيةء ويعود تاريخ نسخها إلى عام ١١٠٠ه/۳١۱۷م. والمخطوطة الثالثة هى نسخة دار الكتب الملصرية بالقاهرة. ويعود تاريخ نسخها إلى عام ۱۷۱۸ء وتعد هذه النسخة اكثر هذه النسخة اكثر تلك النسخ سلامة ودقة. أما المخطوطة الرابعة فهى نسخة وزارة التراث القومى والثقافة العُمانيةء وتعود إلى سنة ۱۳۲۷ه/۹٠۱۹م. كما أن هناك مخطوطة خامسة ف إحدى مکتبات بولندا(). وإذا رجعنا إلى أسلوب العوتبيء فأننا نجد أنه اعتمد على رواة موثوق بهم فى جمع مادة كتاب وهم يزيدون عن الأربعين راوياء ونخص منهم ابن جرير الطبري المؤرخ والمحدث والفقية الذى توف سنة ١٠٠٣ه وأبا عبيدة وهشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوف عام ٤ه والواقدى صاحب كتاب المغازي. والذى توفي سنة ۲۰۷ ولايد هنا أن نؤكد أن العوتبي باعتماده على ماكتبه السابقون فى جمع مادة كتابه. فإنه سلك سلوك مؤرخى العصور الوسطى.. ونستعير نصا عن ابن خلدون لنؤكد هذه المقولة.. «دوقد دون الناس ف الأخبار وأكثرواء وجمعوا تواريخ الأمم والدول فى العالم وسطرواء والذين ذهبوا بفضل الشهرة والأمانة المعتبرةء واستفرغوا دواوين من قبلهم في صحفهم المتأخرة وهم قليلون يجاوزون عدد الانامل ولاحركات العوامل مثل ابن اسحق والطبرى واين الكلبى ومحمد بن عمر الواقدى وسيف بن عمر الاسدىء والمسعودى وغيرهم من (١) سلمة بن مسلم العوتبي الصحاري - الأنساب ج٠ ط٤ سلطنة عُمان - وزارة التراث القومى والثقافة ١1۹۹م ص٤. (۲) د. عصام بن على الرواس - نظرة على الملصاد ر التاريخية - سلطتة عمان - وزارة التراث القومى والثقافة - سلسلة دراسات - العدد الثاني ۳م ص ۱۷. (۳) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص٤. (٤) د. عصام بن علي الرواس - المصدر السابق ص٠۲۰٠ ٠۲. )٥( العوتبي - الملصدر السابق ج۲ ص۷. A۸ الشاهير المتميزين عن الجماهير» ويستمر ابن خلدون موضحا وجهة نظره التى تتفق مع وجهة نظرنا.. «وجاء من بعدهم من عدل عن الاطلاق إلى التقييدء ووقف في العموم والاحاطة عن الشأو البعيدء فقيد شوارد عصرهء واستوعب أخبار أفقه وقطره واقتصر على أحادیث دولته ونعتقد أن ابن خلدون كان دون أن يذكر يخص بكلامه العوتبي وأمثالهء لأن كتاب الأنساب ولو أنه يبدأ بداية عامةء فإن مؤلفه يخصص كلامهء وخاصة فى الجزء للكلام عن تطور التاريخ العماني وخاصة تاريخ الازدء بحيث أن بعض الكتاب لاحظ ذلك وعلق بأن ما خصصه العوتبي من أجزاء لأخبار الأزد بعمان لاتتتاسپ مع ما يخصصه لباقى الأحداث() وإن كنا نرى أن العوتبي عندما خصص فإنه كان موضوعياء لأنه ليس فى الامكان التأريخ لكل الاقطار والمناطق تاريخا مفصلا على يد مؤلف واحدء وأن العوتبى كان محقا فى هذا التخصيصء لأن التخصيص مدعاة إلى التغلغل فى أعماق الأحداث في موضوع واحد والعوتبي فى هذا يشبه- فى رأينا- ابن حيان مؤّرخ الاندلس والدول الأموية بهاء وابن الرفيق مؤّرخ أفريقية والدول التى كانت بالقيروان وغيرهما(). ومن الملاحظ أن العوتبي قام بسرد وقائع الكتاب دون أن ينظم مادته التاريخية فى أجزاء مستقلةء فنجده يتحدث مثلا عن يوم ذى قار بين العرب والفرس ثم يدخل بينها الاحباش ف اليمنء ولذلك كثرت بالكتاب كلمة «عودة إلى» «أو رجع وسوف نحاول أن نلقي بعض الأضواء على الجوانب التاريخية الواردة فى هذا الكتاب.. بطبيعة الحال فإن الأنساب- طبقا لعنوان الكتاب- تحتل تصيب الأسد بالنسبة للمحتوى العام ولكن العصروض التاريخية تحتل نصيبا يجعلنا نطلق باقتناع كامل لقب المؤرخ على العوتبي.. فما هى المعالم التاريخية الرئيسية ف كتاب الأنساب بجزأيه؟ بدا العوتبي الجزء الأول من كتابه على طريقة المؤرخين المسلمين فى العصور الوسطىء فذكر شيئاً عن «مبتدأ الخلق والملائكة عليهم السلام.. ومكان الأرض وعمارها قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام..» ويوضح العوتبي أن الفرض فى جميع ماكتب هو الايجاز والاختصار.. «ولو قصدت الاستقصاء لطال الكتاب ولاختلط الخفي بالجلي فمجته. الآذان وملته (۱) عبدالرحمن بن محمد بن خلدون - مقدمة ابن خلدون - تحقيق الدكتور علي عبدالواحد واي - ج١ نهضة مصر القاهرة ۷م ص۲۸۳ ۰ (۲) كشف الغمة الجامم لأخبار الأمة ملصنف مجهول - تحقيق ودراسة وتعليق أحمد عبيدلى - سلسلة الجزيرة العربية (۱) دلون للنشر - نيقوسيا - قبرص ١۱۹۸ ص۲۰. (۲) ابن خلدون - المصدر السابق ص٢٤۲۸. (٤) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۷ء ‎ı۸‏ (١) العوتبي - المصدر السابق ج٠۱ ص۷. ۸۹ ويذكر مؤرخنا أن أسواق العرب فى الجاهلية عشرة «فأولها سوق دومة ثم المشقر بهجر ثم صحار ثم دبا ثم الشحر ثم عدن ثم الرابية بحضرموت ثم عكاظ ثم ذو المجاز»(). والواقع أن العوتبي كان مؤرخا مطبوعا.. ففي كلامه عن مبتداً الخلق مثلاء فإنه لايتكلم من بل إنه جمع المادة العلمية ونظمها وأسند إلى من سبقوهء فهو يسند إلى محمد بن اسحق باسناده عن ابن عباس وكذلك يعض لروایة الأموی باسناده عن مجاهد. وكما يعرض لرواية عمرو بن دينار وعطاءء ويعتمد كذلك على كتابات بشير عن الضحاك وعن صالح بن محمد الترمذي وعن الحسن بن علي بل عن الرسول ومع اختلافنا مع العوتبي في بعض النقاطء كاعتماده الكبير على الرواية الشفهيةء فلايد أن نكون موضوعيين.. لانحكم على كتابات مؤّرخ عاش منذ أكثر من ألف عام بآراء المدارس التاريخية المعاصرةء والتى تحتم أن يعتمد المؤرخ على الوثائق والمخطوطاتء إلى غير ذلك من أدوات البحث التاريخى المعاصرة فيكفي أن العوتبي اعتمد على كتابات السابقينء وقدم مختلف الآراء بالنسبة للقضية الواحدةء وأنه أسند كتاباته لهؤلاء المؤرخين السابقين: وجمع مادة علمية كبيرة وصاغها بأسلوبه حتى يكون مؤّرخا يعبر عن العصر الذى عاش فیه(). وعلى أية حالء فقد سار العوتبي في كتاباته التاريخية على نفس المنوال. أي الاسناد إلى ن سبقوه من المؤرخينء وإن كان -كما سبق أن ذكرنا- قد اعتمد كثيراً على الطبري ويتضح ذلك مثلا عند ذكره لخلق دم عليه السلام؛ يعتمد كذلك على الكلبي وعبدالله بن سلام وابن عباس وابن قتيبة وابن اسحق وغيرهم(). ثم يتعرض بالتفصيل لأخبار أبناء آدم عليه السلام وكذلك سير بعض الأنبياء(°). ثم يتكلم عن قضية قوم عاد والقحطانيين() ثم يعود إلى الكلام عن سير النبيين وأبنائهم(). والواقع أن الكتاب واسمه يتعرض بالتفصيل المطول لأنساب العربء وليس هذا موضوع هذه الورقةء ولذلك تركنا هذا الجانب عمدا وركزنا على الكتابات التى تمت بصلة إلى الكتابات التاريخية طبقا لتصور المؤرخين المسلمين فى العصور الوستطى: وإن كنا لابد أن نثبت أن مؤّرخنا قد حدد اتصال نسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام(^). ويبدا العوتبي فى الانتقال من التعميم إلى التخصيصء أي يبدا فى تركيز كتاباته على جنوب الجزيرة العربية.. فيذكر كثيرا من الحقب التاريخية التى مرت بها اليمن؛ فيتكلم عن (١) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص۸ ٠ . (۲) العوتبى - المصدر السابق ج١ ص١٠٠ ١٤٠ (۳) دكتور جاد طه - منهج البحث ل التاريخ - الفكر الرائد - فارس - المغرب - ۱۹۷۹. (٤) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص٢۲۰٠ ٢۲. (١) العوتبي“- المصدر السابق ج١ ص4۷ - 0 ۸. )۱( العوتبى - المصدر السايق ج\ ص ۸۰ ۹۰ )۷( العوتبي - المصدر السايق ج\ ص١۹۱٩ ١۱۳ (۸) العوتبي - اللصدر السابق ج١ ص١٠٠. ۹۰ سبا وحمير(ا) وبلقيس) وذي نواس صاحب الاخدود() وما كان من خروج الاحباش إلى أرض اليمن لنصرة المسيحية(؛) وكذلك محاولة الاحباش هدم الكعبة(°). وينتقل المؤلف أحياناً فى سهولة ويسر من الكلام عن الأنساب -الهدف الأصلي من الكتاب- ليذكر بعض الوقائع التاريخيةء فهو عندما يذكر أنساب مذحج() يتحدث عن وقعة القادسية ويعتمد أيضاً فى كتابته على الطبري مع الاسناد إليهء ثم يتحدث عن وقعة جالوت ونهاوند ومقتل الملك يزدجردء ويعتمد هنا کش على الأخبار الطوال لابن قتيبة وكذلك على معجم البلدان لياقوت(). ومن الملاحظ على الكاتب أنه لايذكر تواريخ الأحداث التى يكتب عنهاء ولابد أن نؤكد على أهمية التدقيق فى ذكر تاريخ الحدثء ولكن يبدو أن هذه الطريقة كانت غالبة فى ذلك الوقت على كتابات بعض المؤّرخينء إما لعدم التيقن من تاريخ الحدث فيكتفي بالسكوت, أو لان التواريخ كانت معروفة عند البعض فلم يهتموا بذكرها. ولكن الكتابات التاريخية اللعاصرة تتمسك بكتابة تواريخ الأحداث حتى يتحقق المنظور التاريخي للكتابة. وقد يكون كاتبنا قد اهتم أكثر بالأنساب فأهمل ذكر تواريخ الأحداث التى تكلم عنها مع أهميتها. وعلى أية حال فهذه التواريخ ¢ أغلبها معروف ويهمنا هنا قدرة المؤرخ الذي نحن بصدد الكلام عنه على جمع المادة العلمية والاعتماد على عدد كبير من الرواة والمصادر وحفظ كل ذلك فی کتاب واحد. وعلى أية حال ينهي المؤّلف الجزء الأول من كتابه بالحديث عن أخبار كندة وامرىء القيس بن حجر الكنديء وقد رصد فى هذا الجزء من الكتاب العديد من القصائد الشعرية وذلك لطبيعة الشخصيات التى تكلم عنها(). وف الجزْء الثانى من الكتابء تبرز واضحة مقدرة العوتبي على الكتابات التاريخية. فرغم أن عنوان الكتاب هو الأنسابء فإن المؤرخ يخصص صفحات كثيرة لعملية التاريخ مما يجعلنا نؤكد أن العوتبي يعتبر من كبار المؤرخين المسلمين فى العصور الوسطى. ويبدو أن المؤرخ العوتبي قد اهتم فى هذه المرحلة بالمحلية أى بتاريخ المنطقة التى عاش فيها أو حولهاء فخصص الباب الثاني من الجزء الثاني من الكتاب للكلام عن الأزد أو الألسد حسب قول العوتبي. ويبدا المؤلف كلامه على طريقته ىقته فى الاعتماد على الرواية والاسناد فيقول: «خدثنا زيد بن الزرقا باسناد عن ابي هريرة قال: قال النبى يَيوٍ: «نعم (١) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص١٦۱۷. (۲) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص١۱۹٠. )۳( العوتبي - المصدر السابق جا ص٤ ۲۱. )٤( العوتبي - المصدر السايق جا ص٢٥۲۱ ۲۱۷ (١) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص۲۱۷ - ٢۲۲. (١) العوتبي - المصدر السابق ج٠ ص٢٤ (۷) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص٠۲۹ - ۳۱۲. (۸) العوتبي - المصدر السابق ج١ ص۳۴۷ - ۳۹۲. ۹۱ القوم الأزدء يحسنون ولايغلونء هم مني وأنا منهم؛ من لم يكن له أصل ف العرب فيلحق بالأزد أنهم أصل العرب» وعن وكيع بن مسعود التميمي قال: حضرت معاوية بن آبي سقیان فقسمعته يقول: قال رسول الله ع «الأمانة فى الأزد وحضرموت»(۱). ونلاحظ أن الكاتب یکرر مما کان قد کتبه فی صفحات تالية من کتابهء فهو يکرر کلامه عن الأزد مرة أخری() مما جعل القارىء فى حيرة من امرهء وقد يكون المؤلف قد نسي أو لم يراجع فكرر أو يكون الناسخ نفسه هو الذى وقع في هذا التكرار. وف الباب الثانى من الجزْء الثاني من الكتاب والذى خصصه الؤلف للكلام عن الأزد يخصص الفصل الثالث من هذا الباب للكلام عن الأوس والخردجء فيقرر أن الأوس والخزرج اسما طائرين من سباع الطير(). وذلك تشبيها لقوة البأس والضراوة. وقد أشار المؤّلف إلى قصة سعد بن معاذ فى حكمه على بني قريظةء وکما هو معروف فان بنی قریظه كانوا قد نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين النبي َل فبيعث عليه الصلاة والسلام إلى سعد بن معاذ أن يأتيهء فأتى سعد ومعه المهاجرون والأنصار. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام «ياسعد إن قريظة قد حكمتك فى نفسها وأموالها وأنت حكم فاحكم فقال سعد يارسول الله إنى قد حكمت فيهم بقتل المقاتلة وسبي الذرية وإباحة الأموال ونظائرها فيئا للمهاجرين والأنصار فقال عليه الصلاة والسلام «والذى بعثنى بالحق لقد وافق حكمك حكم والواقع أن ما خصصه العوتبي فى كلامه عن الأزد لايتناسب مع ما كتبه في باقي فهو كما ذكرنا يسهب ف التفصيلات بحيث يمكن القول بأن غالبية صفحات الجزء الثاني من الكتاب تتناول أخبار الأزد(°). وعلى أية حال يبدع العوتبي تماما فى عالم التاريخ كما كان سائدا فى العصور الوسطى فيتحدث عن فروع الأزد.. ويفصل الكلام عن خزاعة.. ويذكر ان اشتقاق خزاعة من قولهم خزع القوم عن القوم أى انقطعوا عنهم وفارقوهم. قال أبوبكر بن دريد: «..انهم انخزعوا عن جماعة الأزد أيام سيل العرم ا أن صاروا إلى فارتفعوا بالحجازء فصار قوم إلى عمان وآخرون إلى الشام». ويستمر العوتبي فى تحليله لكلمة خزاعهء فيقول: «قال غيره إنما سمى حارثة خزاعه لأنه عندما مر علي قومه وإخوته بعد خروجهم من جنتي مارب وتفرقهم فى البلادء قامت الأزد بمكة ما قامت حتى جاءهم روادهم من الأماكن. فافترقوا من مكة فرقاء فرقة توجهت إلى عمان وفرقة توجهت إلى الشامء وفرقة نحو العراق نزلت (١) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص؟ .4‏ (۲) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص4 ٤. (۲) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص١1. (٤) العوتبي - المصدر السابق ج۲ (١) كشف الغمه - تعليق أحمد عييدلى - المصدر السابق ۹۲ يثرب وهما الأوس والخزرجء وانخزع عنهم حارثة وأقام بمكة فسمى خزاعة وولي أمر مكة وحجابه الكعبة» وانما كان افتراق خزاعه عن قومه فيما حكى اولو العلم بأخبارهم من بطن مروء يدل على ذلك قول حسان بن ثابت الأنصاري: فلما هبطنا بطن مرو تخزعت خزاعة عنا فق حلول الدار() ويخصص لمؤلف الباب الثالث من الجزء الثاني من كتاب الأنساب اكلام عن ماله ن قم من لزه إل شان وذ حي خرچ ن جم الد بع مرو ین سامر من لوص مارب وهو هنا يتكلم برواية أبي عبدالله بن الموصلي باسناد عن ابن اسحق ووهب بن منبه عن هشام بن محمد بن السائب فيتكلم عن الأزد السابقين الذين كانوا قد بنوا سداً يحبسون به الامطار «... وجعلوا فيه أبوايا مبوبة وقناطر معقودةء وركبوا عليها أوصادا من حدید» ويستمر العوتبي موضحاً «وکانت جنتاهم من وراء السور وقصورهم الماء إلى جداول تخترق فصو رهم وجناتهم وحدائقهم: واذا استغنى أرسل الياب». ويخلط العوتبي الكتابة التاريخية بالقصص الدينى فيقول «وكانوا قد غرسوا على ذلك الماء الجنتين اللتين ذكرهما الل -تعالى- فى القرآن الكريم عن يمين وشمال وظللوهما حتى كان لايدخلهما الشمس ولا الريح وكان من أمرهم كما ذكر الله ويسير الكاتب بنا إلى قصة انهيار السد وتفرق الأزد فى البلاد(°). «فكانت أزد عمانء وكان أول من قدمها منهم مالك بن فهم وولده». والعوتبي هنا يميل كعادته إلى تكرار سرد الحادئثة. التاريخىة بنفس الكلمات والأسلوب.. ولانجد تفسيرا لذلك سوى انه قد يكون- كما سبق أن ذکرنا- قد نسى ماكتب فكرر أو ان يكون الناسخ هو الذى كررء أو أنه كان قد كتب هذا الكتاب على فترات متباعدةء ولم يراجع ماكتب.ء فعلى سبيل المثال يكرر قصة مالك ابن فهم وأزد عمان بنفس الكلمات في صفحات ۳۲ ا۲ء ۲ء ٠۲ء من الجزء الثانى من الكتاب(). وعلى أية حال «سار مالك من فوره يريد فجعل لايمر بقبيلة من قبائل العرب من معد وغيرهم من اليمن إلا سالموه ووادعوه لمنعته وكثرة عساكره؛ فأخذ على برهوت وهي واد بحضرموت فلبث فيها حتى استراحء ويلغه أن بعمان يومئذ الفرس وهم ساكنوها فعباً العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۱۸۲. )٤( العوتبي - الصدر السابق ‎E‏ ص٣۱۸ ۹۳ أصحابه ويقال إنهم بلغوا ستة آلاف فارس وراجل ثم إنهم أعدوا العدة واستعدوا وأقبلوا يریدون عمان»(۱). ويستمر العلامة العوتبي في تصوير تقدم مالك بن فهم وقواتهء فيقول أن مالكا فى برهوت «جنب الخيل وامتطى الأبلء وجعل على مقدمته ابنه هنأة بن مالك فى ألفي فارس من صناديد الأزد وفرسانهم؛ وجعل يجد السير حتى انتصب على عمان عن طريق الشحرء وقد تخلفت مهرة فنزلت أرض الشحرء() ويستخلص أحد الباحثين أن الأزد قدموا برا وبحراء أي أن جزءاً من قوم مالك بن فهم أكمل الرحلة بحرا حتى هبطوا فى النهاية عند قلهاتء وتقدمهم الفان من أشجع المقاتلين بقيادة أصغر أبناء مالك كما سبق ئن ذكر). ويمكن أن يكون هذا التصور سليما لأن الرحلة من الشحر إلى قلهات برا شاقة وطويلةء لذا يمكن أن يكون بعض قوم مالك قد استخدموا طريق البحر لأنه أقل عناء من الطريق البريء وواضح أنه لولا قول العوتبي أن مالكا «جنب الخيل وامتطى الأبل»(؛) لما حلل المؤرخون المعاصرون هذه التحليلات المعقولة. على أية حال يقرر العوتبي عندما جاء مالك بن فهم إلى عمان سميت عمان بهذا الأسم: لأن منازل الأزد كانت -قبل انهيار السد- على واد لهم بمأرب يقال له عمانء قسموها به. وتسمى بالفارسية مزونء وفيها يقول بعض العرب. إن کسری سمی عمان مزونا ومسزون با صاح خبر يلاد بلدة ذات مرزارع ونخيل ومراع ومشرب غبر صاد ولم تزل قبائل الأزد تنتقل إلى عمان حتى كثروا بها وقويت أيديهم واشتدت شوكتهم(°). ويحكي العوتبي قصة مقتل مالك بن فهم بطريقة مأساويةء فيقول أن مالكا قد «جعل على أولاده الحرس بالنوبة فى كل ليلة على رجل منهم مع جماعة من خواصه وأمنائه من قومه الأزد» ويسترسل العوتبي موضحاً أن أحظى ولد مالك عليه وأقربهم إلى قلبه ابنه سليمةء وكان أصغر ولده فى ذلك الوقت. وكان مالك قد علم سليمة فى صغره الرمي بالسهام إلى أن كبر فكان يحرس كاخوته بالنوبة. فحسد إخوته مكانته عند أبيه. فنسبوا إليه -أي إلى سليمة- العجز والتقصير. فلما كانت الليلة التى كانت فيها نوبة )۱( سعید بن محمد بن سعيد الغيلاني - ازد عمان ف القرنين الأول والثاني للهجرة - رسالة ماجستير غير منشورة - كلية الآداب - جامعة القاهرة ١۱۹۹ ص١١٠ - انظر السالي تحفه الأعيان - المجلد الأول ص۲۲. (۲) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص٠٠۲ - (۳) سعيد بن محمد بن سعيد الغيلاتي - المصدر السابق ص۷٠ انظر ويندل فيلبس - تاريخ عُمان ص۱۷. (٤) سعيد الغيلانى - المصدر السابق ص۱۷ - انظر السيابي - عمان عبر التاريخ ج١ ص۷۷. (١) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص٠٠۲. (1) العوتيي - المصدر السابق ج۲ ص٢۲۰ - ٠٠۲. ۹ سليمة وقد خرج فى نفر من فرسان قومهء إلى أن جنهم الليلء ثم اعتزل عنهم المكان الذي يكمن فيه بقرب دار أبيه وبينما هو كذلك. أقبل مالك بن فهم من قصره في جوف الليل متخفياً قاصداً ابنه سليمة لينظر إن كان قائما بالحراسة يالفعل أم لاء وكان سليمة فى ذلك الوقت قد لحقته سنة من النومء وعندما أحست فرسه باقتراب مالك صهلت, فانتبه سليمة فالقى بسهمه إلى شخص مالك وهو لايعلم أنه أبوه. فسمع مالك صوت السهمء فهتف به يا لاترم أنا أبوك فقال سليمة يا أبت لقد ملك السهم قصدهء فأرسلها مثلا. فأصاب السهم مالكا فى قلبه فقتله.. فقال مالك قصيدة نعى فيها نفسه(۱). وف هذا الثالث من الجزء الثانى كتاب الأنساب والذى يحكي قصةه الأزد ولجوء بعض قبائلهم إلى عمانء فاننا نجد فى النقطة الخامسة عنوانا مفاجئا.. عُمان فى العصر الإسلامىء وكان يجدر بالمؤلف أن يخصص بابا أو فصلا منفصلاً لهذا الملوضوع لأهمية وجلال المناسبة. والواقع فإن القارىء يصاب مرة أخرى ببعض الإحباط لعدم وجود التواريخ المختلفة التى تدقق الأحداث التاريخيةء ومع ذلك فإنه يمكن أن نستلخص أن الإسلام انتشر في مان في عهد خلفاء مالك بن فهم إلى صحار حكم عمان إلى آل الجلندى ب بن المستنير المعوليء وصار ملك فارس إلى الدولة الساسانية. وكانت المهادنة بين الفرس والجلندى بعمان. فكان الفرس على السواحلء والأزد ملوكا فى الجبال والبادية وغير ذلك من أطراف عُمان. فلم يزالوا كذلك إلى أن اظهر الل الإسلام بعمانء وشاع ذكر النبي يَيٍ فى البلدان. وأنه أرسل إلى كسرى اللك أبرويز يدعوه إلى الإسلام فمزق كسرى كتناب النبى يَيْةْء فقال النبي حين بلغه ذلك منه «اللهم مزق ملكه شر ممزق» ولم يفلح كسرى بعد دعوة النبي ية فسلط الله عليه ابنه شیرویه ۱ ونلاحظ أن العوتبى يسرد الروايات المختلفةء بل والمتناقضة أحياناً دون تفضيل أو ترجيحء فمثلا فى موضوع انتشار الإسلام فى عمانء يقول مرة أن الرسول يي كتب إلى أهل عمان «وكان الملك فى ذلك العهد بعّمان الجلندى بن المستكبرء وأرسل إليه يدعوه ومن معه إلى الإسلام؛ فاجاب. وأرسل إلى الفرس الذين بعمان -وكانوا مجوسا- يدغوهم إلى التدين بهذا الدين والاجابة إلى دعوة محمد ييو فأبوا فاخرجهم الجلندى قهرا من عمان». ثم يعود العوتبي كعادته في سرد الروايات المختلفة والمتعارضة أحياناً عن الواقعة الواحدة دون أن يرجح أحدهاء فيقول انه قال آخرون «ان النبى يَف كتب. إلى أهل عمان (١) العوتبي - ج۲ ٠ ص٥۲۰٠ ٠٠۲۰. )۲( العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۹٠۲ ,٠ ١٠۲ - انظر ايضا المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لاخبار الامة - سلطنة عمان - وزارة التراث القومى والثقافة - سرحان بن سعید الازکوی ج۲ ١١٤۱۹۹۲/۱ ص۲۷. ٥۹0 يدعوهم إلى الإسلام وعلى أهل الريف منهم عبد وجيفر ابنا الجلندىء وكان أبوهما قد مات فى ذلك العصر» وهكذا نجد أن العوتبي يقول ف الرواية الأولى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أرسل إلى أهل عمان يدعوهم إلى الإسلام وأن الجلندى كان على قيد الحياةء وفي الرواية الثانية يقول. ان الجلندى كان قد مات وان ولديه عبد وجيفر هما اللذان كانا يحكمان عُمان فى ذلك العصر. وكما سبق ان ذكرنا يسوق العوتبي الروايتين دون تفضيل أو ترجيح بينهما. ويعود مؤّرخنا مرة أخرى ونقلا عن الواقدى باسناد إلى النبي يَيةٍ انه كتب إلى عبد وجيفر ابنى الجلندى بعمانء ويعث بعمرو بن العاص بن وائل السهمى اليهماء وكان كتابه أقل من الشبر فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم؛ من محمد بن عبدالل إلى عبد وجيفر ابني الجلندى. السلام على من اتبع الهدى. أما بعد فاني أدعوكما بدعاية الإسلام. اسلما تسلماء فإنى رسول الل إلى الناس كافة. لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتمكاء وان أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما وائل عنكما. وضيلي تطأً ساحتكما ويظهر نبوتي على ملككماء وكان الكاتب بهذا أبا وهو عليه الصلاة والسلام المملي وطوى الصحيفة وختمها بخاتمه المباركء وكان نقش الخاتم: لا إله إلا الله محمد رسول الله. قال: «فقدم عمرو بن العاص بكتاب النبى إلى عبد وجيفر ابني الجلندي بعمان.. وقد أجابا إلى الإسلام فى ساعة واحدةء ثم بعث إلى وجوه عشائره فبايعهم لمحمد وأدخلهم في دينهء والزمهم تسليم الصدقة التى امره بها النبي ية ثم بعث جيفر إلى مهرة والشحر ونواحيهاء فدعاهم إلى الإسلام وأعلمهم بالإسلام. فاسلموا معه. ثم بعث إلى دبا ومايليها إلى آخر عمان». فما ورد رسول جيفر إلى أحد وأسلم إلا الفرس التى تعبأت لحرب الأزد(۲). فلما طال بينهما القتالء دعوا أهل عمان إلى الصلح «فاستنزلهم على أن يعطوا أهل عمان كل صفراء وبيضاء وحلقة وكراعء ويحملوهم بأهليهم وحاشيتهم فى سفينة حتى يقطعوا إلى أرض فارس» فاجابوهم إلى ذلك واخزجوا الفرس من عمان إلى فارس»(). ونلاحظ أن صاحب كشف الغمة قد نقل حرفيا عن العوتبي موضوع انتشار الإسلام فى ولكنه يقتصر فى هذا النقل على رواية أن هذا الانتشار كان فى عصر عبد وجيفر ابني )۱( العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص١۰٦۲ - انظر ايضا) القتيس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخيار الأمة - الصدر السابق ص۳۷. )۲( العوتبي - اللصدر السابيق ج۲ ص )۳( العوتبي - المصدر السابق جY‏ ص۲٠۲ - انظر أيضا المقتيس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة - المصدر السابق ص۳۸. ۹ الجلندى وليس فى عصر الجلندى. ويبدو أن هذا النقل الحرفي من صاحب كشف الغمة لأنه رجح هذه الرواية على رواية أن الرسول كتب إلى أهل عمانء وان الملك فى ذلك العهد الجلندى بن المستكبر وانه ارسل يدعوه ومن معه إلى الإسلام. ویستمر صاحب کشف الغمة فى هذا النقل الحرف حتى قصة اخراج الفرس من عمان(). وق اليباب الرابع والأخير من الجزْء الثاني من كتاب الأنساب يخصص العلامة العوتبي الكلام عن أيام العرب وأخبارهم؛ ووقائعهم. والواقع أن مؤرخنا يتحو فى هذا الباب منحى تاريخياً واضحاء فهو يؤرخ لهذه الأيام والوقائع ميتعداً عن خط الأنساب ابتعادا كاملا فهو من عنوان هذا الباب يؤرخ ويؤكد براعته في التاريخ طبقاً لكتابات اللؤرخين فى العصور الوسطى. وأول هذه الأيام أو الوقائع يوم سلوت.. وواضح أن هذه الواقعة تتصل اتصالاً مباشرا بتاريخ عمان مثل غالبية هذه الأيام أو الوقائع التى أرخ لها العلامة العوتبي. وفي سياق الحديث عن يوم سلوت يعود العوتبي ليذكرنا بأسباب خروج مالك بن فهم إلى عمان(). وكان قد بلغه أن الفرس بعمانء فأرسل إليهم يطلب موافقتهم على نزوله بجزء من عمان. ولكن المرزبان عامل الملك الفارسي رفض ذلك(). وهكذا تصاعدت الأمور إلى حافة الحربء فتجمع الفرس فى صحراء بالقرب من نزوى فى نحو ۰٠ أو ٤٤ ألفاء ووصل مالك بن فهم فى نحو ستة آلاف من اتباعه إلى سلوت(). وهكذا اندلعت معركة عنيفة بين الطرفين. وقد نقل صاحب كشف الغمة نقلاً حرفياً عن العوتبي في كلامه عن هذه الواقعة «.. فلما أصبحوا فى اليوم الثالثء زحف الفريقان بعضهم إلى بعضء فوقفوا مواقفهم تحت راياتهم وأقبل أربعة من المرازبة ممن كان يعد الرجل منهم بألف رجل حتى دنوا من مالكء وقالوا: هلم إلينا لنتصفك من أنفسناء ويبارزك منا واحد بعد واحد»(°). ولكن مالكا قضى عليهم الواحد تلو الآخرء إلا الرابع الذى انسحب من القتال. ويستمر النقل الحرفي من طرف صاحب كشف الغمة ... فلما رأى المزربان ما صنع مالك بقواده الثلاثة دخلته الحمية والغقضب فخرج من بين أصحابه وقال: لاخير فى الحياة بعدهم. ونادى مالكا وقال له: أيها العربي أخرج إلى أن كنت تحاول ملكا فأينا يظفر بصاحبه كان له ما يحاول ولاتعرض أصحابتا للهلاك»(). )۲( الو - اللصدر السابق ج۲ ص٢٥٠۲ - انظر ایضا القتبس . من كتاب كشف الغمة - املصدر السابق ص۹٠. (۲) المقتبس من كتاب كشف الغمة - المصدر السابق ص٠ ۲۰ (٤) الصدر السابق ص٠۲. (١) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص٠۲۷ - انظر أيضا المقتبس من كتاب كشف الغمة (1) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص١۲۷ - انظر أيضا المقتبس من كتاب كشف الغمة ص۲۳. ۹۷ ويستمر الكتابان (الأنساب وكشف الغمة) فى تصوير هذا اللقاءء وإن كان صاحب كشف الغمة لم يهتم بتقل القصائد والأشعار التى أوردها العوتبي فى هذا المقام. وعلى أية حال, فقد حمل المزربان على مالك بالسيفء فراغ منه مالكء وضربه بسيفه قتلهء وهكذا بدأت معركة حامية بين الأزد والفرس انتهت بهزيمة الفرس» وعندئذ أرسل الفرس إلى مالك يطلبون الصلحء وأن يكف عنهم الحرب» وأن يؤجلهم سنة ليخرجوا من عُمانء وأعطوه على ذلك عهدا وجزيةء فأجابهم مالك إلى ذلكء وأعطاهم عهدا لايعارضهم حتى يبدأوه بحرب. وعاد الفرس إلى صحار وما حولها من الشطوط وكانوا هناك والأزد في باقي عمان. ويضيف صاحب كشف الغمة أن الفرس فى مهادنتهم تلك طمسوا فى عمان أنهارا كثيرة. ولكن صاحب كشف الغمة ينحو فى هذه الإضافة منحى اسطوريا فيضيف إلى ما نقله نقلا حرفيا هذه الإضافة الأسطورية.. وهى أن سليمان بن داود عليه السلام أقام بعمان عشرة يام وقد حفر فيها عشرة آلاف فلج.. وأن الفرس طمسوا أكٹثرها فى فترة الصلح التي طلبوفا من مالك بن فهم() ولم يذكر العوتبي ذلك(). وهذه النقطة هامة جداً لأن من عادة المؤرخين فى العصور الوسطى ربط الأحداث التاريخية أحياناً ببعض الأساطيرء والعوتبي نفسه فعل هذا فى بعض المواقف» ولكنه لم يذكر ما ذكره صاحب كشف الغمة بالنسبة لا وقع للأفلاج.. وبالتالي فإن هذه النقطة تحسب للعوتبي لأنه تاريخياً أقدم من صاحب كشف الغمةء بل إن الأخير نقل عنه حرفيا بنفس الكلمات والألفاظء ولكنه يضيف إلى ما نقله هذه القصة الأاسطورية. فالواقع أن الأفلاج هى معجزة بشرية شيدها العمانيون القدماء بأيديهم على فترات طويلةء وهي شاهد على عظمة الأجيال الماضيةء. ولايمكن أن نوافق على إقحام هذه الأمور الأسطورية على كفاح الشعب العماني ف الماضي. وواضح أن العوتبي لايرجع موضوع بناء الأفلاج إلى الأساطير. وواضح هنا الموضوعية التى يتحلى بها العوتبي فى هذه النقطة إذا عرفنا أنه عاش ف الغالب فى النصف الثانى من القرن الرابع المجرى ف حين أن صاحب كشف الغمة عاش ف القرن الثاني عشر الهجرى أى بعد العوتبي بنحو ثمانية قرون. وعلى أية حالء يستمر الكتابان فى توضيح مراحل الحرب بين الفرس والعمانيين بقيادة مالك بن فهم؛ وأنه لما وصلت أخبار هزيمة الفرس إلى الملك دارا الأولء غضب غضبا شديداء وأرسل مددا إلى قواته ف عمان. (١) المقتبس من كتاب كشف الغمة - المصدر السابق ص ۲۳. (۲) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۲۷۲. ۹۸ فلما انقضى أجل الهدنة. أرسل مالك إليهم «.. إني قد وفيت بما كان بينى وبينكم من عهد وأكيد صلح. وقد انقضى الأجل الذى كان بيني وبينكم؛ وأنتم بعد حلول بغمان. وبلغنى أن قد أتاكم من عند الملك مدد عظيم. وأنكم تستعدون لحربي وقتاليء فإما أن تخرجوا من عمان طوعاء وإلا زخفت عليكم ورجالي وكافة عساکری وجيوشي ووطاأت ساحتكم وقتلت مقاتلتكم وسبيت الذراري: وغنمت الأموال وأقمت على كرهكم»(۱). وهكذا استعرت الحرب بين الطرفينء وهزم الفرس هزيمة ساحقةء وتم جلاؤهم عن عمان(). ويستمر العوتبي فى هذا الباب الرابع من الجزء الثاني من كتاب الأنساب والذى خصصه للحديث عن أيام العرب وأخبارهم ووقائعهم؛ فيتكلم عن وفاة النعمان بن المنذرء وكيف أنه عندما ساءت الأمور بين النعمان فإن كسرى دعاه ودس له السم فى الحيرة من زيارة لكسرى. فإنه أرسل رسالة إلى فرسان العرب وأهل الحكمة والعقل فيهم وطلب منهم الاستعداد للقتالء وجهزوا خمسمائة من أبطالهم لقاتلة الفرس وانتهى الأمر بانتصار العرب. ويعتبر العوتبي أن يوم ذى قار يوم فضيلة للقحطانية والعدنانية لاشتراکهم فیه. ويستطرد العوتبي موضحا بأنه قيل: أن هذه الحرب وصفت لرسول الل يي وهو بالمدينة فقال لأصحابه ومن حضر منهم «يوم ذي قار أول يوم انتصفت العرب من العجم وبی تصروا» حبن جعلوا شعارهم يا محمد يا كما ذكر العوتبي فى هذا الباب شيئا عن يوم شعب جبلة بین بنى عبس وبني فزارة(). كما يذكر أيضا خبر يوم حضورة (حضوة) وهو من الأيام المذكورة في الجاهليةء وكان بين دوس وبين بني الحارث. والرواية هنا مليئة بالقصائد والأشعار(ا). ثم ينتقل العوتبي إلى الكلام عن وقعة الروضة من تنوف.. فعندما ولي راشد بن النظر الفجحي وتقدم على إمامة الصلت ين مالك وهشو يومئدذ إمامء وراد عزلهء وکان من وجههم (١) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص ۲۷۳. (۲) العوتبي - اللصدر السابق ج۲ ص۲۷۳ ٠ ٢٤۲۷ انظر أيضا المقتبس من كتاب كشف الغمة ص٢٤۲-٠۲ لزيد من التفصيلات - انظر سعيد بن محمد بن سعيد الغيلاني - المصدر السابق ص٢٠۲۰ ٢٤۲ (۳) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۲۸۲ - ۲۸۷. (٤) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۲۸۸ - ٠۲۹. العوتبي - المصدر السايق ج۲ ص۲۹۳ -٠٠٠. )٦( العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۳۰۱- ۹۹ عدد منهم أبناء سليمان الكلبيان. وكان سليمان شيخا مطاعا فى الباطنةء وخرج نصر بن المنهال فبايع العتيك في الباطنةء وخرج معه سليمان بن عبدالملك بن بلال السليمي, فبايع من بالباطنة من قومه من سليمة وفراهيد وغيرهم من سائر أولاد مالك بن فهم. وساروا جميعا إلى شاذان بن الصلت والفهم بن وارث ووجوه اليحمد بالرستاقء فأكدوا البيعة لهم. وخرجوا جميعاً إلى نزوىء واتخذوا طريق الجبل يريدون عزل راشد بن النظر. وكان الخبر قد وصلهء فلما صاروا بالروضة من تنوف من حدود الجوف» وجه اليهم راشد بن النظر السرايا والجيوش خيلا ورجالاًء ووقعت معركة عنيفة هزم فيها اليحمد والعتيك. وبنو مالك ابن فهم ومن معهم. ويستخلص العوتبي أن الفتنة وقعت بين أهل عمان بسبب هذه الواقعة. ويضيف بعد ذلك أنهم أنكروا على راشد بن النظر وضللوه لتقدمه على إمامة الصلت بن مالكء وهو يومئذ إمام لم يغير ولم يبدلء كل ذلك والصلت حي لم يمت ومعتزل فى بيته؛. وإنما مات بعد هذه الواقعة بزمن. هذا هو ملخص وقعة الروضة من تنوف إلى أن ثأر اليحمد وينو مالك بن فهم والعتيك وعزلوا راشد بن النظر بعد أن هزموه. ووقع اختيار الجميع على عزان بن تميم الخروصى ليكون إماما فى ٢ صفر ۲۷۷ وذلك بعد موت الصلت بن مالك(۱). ونلاحظ أن العوتبى بدأ فى رصد تواريخ الأحداث التى يكتب عنهاء وهذه ملاحظة هامة جداً لأن الكتابات التاريخية يستلزم معها رصد تواريخ وبالتا لي نستطيع أن نقول باطمئنان أن مؤرخنا ملك باقتدار ناصية الكتابات التاريخية المدققة. ويستمر العوتبي في هذا الباب فى كلامه عن أيام العرب ووقائعهمء فيتكلم عن وقعة القاع في إمامة عزان بن تميم الخروصي. ويوضح المؤلف أن سليمان بن عبداللك بن بلال السليمي لم يزل بعمان في أيام تلك الفتنة ومقاساة حروبها إلى أن شهدوا وقعة القاع بالخيام وأنه تم اختيار الاهيف بن حمحام الهنائي لقيادة الجيوش لحرب الحواري بن عبدالل الحواري ومن معه من جماعة النزارية. ولكن الحواريين جمعوا قواتهم واستولوا على صحار. فلما بلغ الآأمام عزان بن تميم الخبرء تقدم بقواتهء والتقى بالخيام بموضع يسمى القاعء فاقتتلوا قتالاً شديداء وهزم أصحاب الحواري بن عبدالل. وهذه هي وقعة القاع من ظهر عوتب وهي من الوقائع المشهورة فى تاريخ عُمان. ومرة أخرى يثبت العوتبي تاريخ هذه الواقعة فيقول انها قد وقعت فى ٢۲ شوال سنة ۲۷۸ه_(). (١) العوتبى - المصدر السايق ج۲ ص۳۱۳ - ۳۱۹. (۲) العوتبي - المصدر السابق ج۲ ص۹٠۲ - ۳۲۳. ثم ينتقل العوتبي للكلام عن مساهمة أهل عمان فى الفتوحات الإسلاميةء فيذكر أن أهل عُمان «يعبرون البحر لقتال الفرس» فهنا لايقاتل العُمانيون الفرس فى غعُمانء ولكن فى العراق. وكان الخليفه عمر بن الخطاب قد استعمل على عمان عثمان بن أبي العاص سنة ١١اه فسار إلى عُمان. وكان فيها حتى كتب اليه عمر بعد وقعة جلولاء حتى يعبر, البحر إلى ابن كسرى بفارس. فجمع عثمان ثلاثة آلاف من الأزد وأكثرهم من الأزد وعبر بهم من جرفان إلى جزيرة كاوان وفيها قائد العجمء فسالم عثمان ولم يقاتله. والتقى عثمان بقواته مع القوات الفارسية فى جزيرة القسم واسمها جاش. وتم النصر للعمانيين على الفرس» ثم تقدمت القوات العمانية المنتصرة حتى قدمت أرض العراق فنزلت بوح وذلك بعد افتتاح الكوفة والمدائن بزمن يسير. «وأمر الخليفة عمر بعد ذلك ان يضرب بموضع البصرة خططا لمن هناك من العربء ويجعل كل قبيلة فى محلةء وأمرهم أن يبنوا لأنفسهم المنازل». وكان أول من قدم البصرة من أهل عمان ثمانية عشر رجلاء وهم وفد كعب بن سور من بنى لقيط بن الحارث بن فهم؛ إلى عمر بن الخطاب من بوحء فاستقضاه على البصرة. ثم «أن جماعة الأزد الذين قدموا من عمان مع ابي جعفر ظالم بن سراق بن شریح بن ابی العاص, كانوا جند عثمان بن ابى العاص لا كان أيام خلافة عثمانء واستعمل على اليصرة عبداڭ بن عامر وضمهم اليه بالبصرة -اعني جماعة الأزد الذين من عُمان- فقدم بهم من بوح إلى البصرة»(). (١) العوتبي - المصدر السابق چ۲ ص٢٤۴۲ - ٢۳۲. ١١۱ الخاتمة : وبعد هذه الرحلة الطويلة فى كتاب الأنساب, والتقاط الكتابات التاريخية المتناثرة فى هذا الكتاب الخاص بالأنسابء نستطيع أن نقرر باطمئنان أن العوتبي مورخ وله وزنه الكبير وسط المؤرخين المسلمين فى العصور الوسطى. وهذا الحكم ليس حكما عاطفياء ولكنه حكم موضوعي.. إذا ما تذكرنا أن المؤرخين يتفقون على أن معنى التاريخ هو بحث واستقصاء حوادث الماضي. وعلى هذا فإن التاريخ يتخذ مجراه على يد الأنساب بطريق مباشرء وفى ظروف معينةء والانسان ابن الماضي. ويذهب بعض المفكرين إلى أن الانسان يعيش ف الحاضر دائماء فالماضي حاضر فات» والمستقبل حاضر آتء أى ان التاريخ كله -فى عرفهم- هو تاريخ معاصرء ولايستطيع الانسان أن يفهم نفسه وحاضره دون أن يفهم الماضي(). والعوتبي ربط التاريخ العّماني في حقبة طويلة من تاريخهء بحيث اشعرنا أننا نعيش هذا الماضى. ونستطيع أن نقرر أيضاً ان اتفاق المصادر العمانية بالنسبة للروايات التاريخية سببه انها نقلت جميعاً من مصدر واحد متقدم عليهاء وهو كتاب الأنساب للعوتبي الصحاري.. وهنا تبرز واضحة أهمية الأنساب باعتباره من أقدم المصادر التاريخية العمانيةء وهو بالفعل الأصل الذى استمد منه المؤرخون التالون كتاباتهم. وإذا كانت وزارة التراث القومى والثقافة قد طبعت كتاب الأنساب فى جزئين فهذا عمل مشكور بطبيعة الحال. إن تقديم هذا الكنز التاريخي للباحثين عمل لايمكن أن يقدر.. ولكن تبقئ مع هذا أن هذا الكتاب المطبوع اعتمد على نسختى عُمان ودار الكتب المصرية(). ومن هنا نطالب بالحاح بأن تتم عملية التحقيق العلمي للكتاب بالاعتماد على كل النسخ الملوجودةء ختى تعم الفائدة. والله ول التوفيق › (١) د. حسن عثمان - منهج البحث ل التاريخ - دار المعارف, القاهرة ص٤ - ١۱۹۷ ص۱۹٠. ۱۰۲ القراءة الخامسة كتاب الضباء (منهجا ( وأسلوبا ( ولغفة) ل. محمد حسن كلية الآداب - جامعة السلطان قابوس كتاب «الضياءء موسوعة في الفقةء في أربعة وعشرين جزءاء قامت وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان في اطار حرصها على احياء التراث الغماني بطبع أحد عشر جزءا منها. ومؤلف الكتاب هو أبوالمنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الأزدي العوتبي الصحاريء وهو منسوب إلى «عوتب» من أعمال صحار. وقد اختلف الباحثون حول الفترة التى عاش فيهاء فليس هناك خبر يقين عن تاريخ مولده أو وفاتهء ويرى معظم العلماء أنه عاش في النصف الثانى من القرن الرابع الهجري والعقود الأولى من القرن الخامس() ويرى الشيخ أحمد بن سعود السيابي أنه عاش في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري معتمداً على أنه في كتايه «الأنساب» نقل عن كتاب «جمهرة نسب العرب» لابن حزم الأندلسي المتوف سنة ٦٥ ٤ه ((). اشتمل البحث على ثلاثة فصول : تناول الفصل الأول المنهج الذى اتبعه العوتبي في تاليف كتابهء وطريقته في تقسيم وتناول الفصل الثاني أسلوبه في التاليفء وطريقته في معالجة الملوضوعات والقضايا التي يطرقها والمسائل التي يتناولها: وإنى لأعلم أن الملوضوع متشعب وشاق ويحتاج إلى جهد أكبر ومجال أوسعء ولكني (١) انظر فى ذلك الشيخ سيف بن حمود البطاشي. إتحاف الأعيان لي تاريخ بض علماء عُمان, الجزء الأول ص و د. عصام بن علي 4 نظرة على المصادر التاريخية العمانية. (۲) الشيخ أحمد ين سعود السيابي: 4 رسالة بخطه. ٤١ أولا : المنهسحج قسم العوتبي كتابه «الضياءء تقسيماً منهجياًء فبدا بالعقيدة وأصولهاء ثم العبادات. ثم العاملاتء ورتب الموضوعات داخل كل جزء ترتيب] متسلسلاً في أبواب وفصول يسلم بعضها إ لى بعضء واتسم منهجه يعدة سماتء أهمها - ١- اليدء بالأصول ثم الانتقال إلى الفروع : والاصول التي يقوم عليها الدين فجعل الجزْء الأول في العلم والمعرفة والتوحيدء وجاء في ثلاثة وعشرين باباء أولها في «يسم الله الرحمن الرحيم» وفضلها وما ورد في شأنها() فكانت بداية منهجية موفقة. وبعد ذلك خص العلم والمعرفة والحكمة بثمانية عشر باباء لأنها أصل ينبنى عليه في العلمء فيي الحكمةء في مدح العلم وتفضيلهء ف ذم الجهل وتضليله وكثرة أهل جيله؛ وفيه عرف الجهل بأنه نقيض وتطرق للحديث عن الحمق. فمهد بذلك الباب للذي بليهء وهو ”ق العقل»ء حىث أوضح قیمته وفضلهء نم جاء الاب السابع ف تفضىل العلماء وإعظامهم وتبجيلهم وإكرامهم. والياب الثامن() في مراتب العلماء وما جاء في أقوالهم وأفعالهم ومكانتهم وفضلهم عند أللهء ودورهم ف الدنياء وربط بن العلم والهدىء والعلم والعمل والتقىء فكان ذلك بمثابة تمهيد للياب العاشر وهو في الحث على وبعد أن اطمأن الشيخ إلى أن قارئه قد وثق في صدق مايقولء واقتنع بالعلم قيمة عظيمة؛ وتحمس له انتقل إلى الحديث عن العملية التعليميةء بأطرافها الثلاثة: المعلم والمتعلم والوسيلةء فعقد للمعلم بابين لأهميته, الأول «في آداب العلماء في ذاتهمء ربط فيه بين الأدب والعلم وذكر فيه أن من آداب العلماء أن يؤدبوا أقوالهم ويهذبوا أفعالهم. والباب الأخر: ما يجب على العلماء في التعليم من مجانبة العجب وعدم كتمان العلمء وتوسم المتعلم بفراسته ليعلم بها استحقاق حالتهء ومبلغ طاقتهء فيعطيه ما يحتملهء ولايزيده فيذهبه. (١) انظر : سلمة بن مسلم العوتبى الصحاريء الضياءء وزارة القراث القومي والثقافةء سلطنة عمانء الطبعة الأول ١ه ١۱۹۹م الجرء الأول ص۲۷ وما بعدها. 1 (۲) وردت الأبواب في الكتاب دون وهذه الأرقام من عمل الباحث. وبعد أن أوضح ما يجب على المعلم والمتعلمء كلا على حدة, انتقل للحديث عن العلاقة التى تربطهما وهى العملية التعليمية فنظمهاء وأوضح وسائلها المختلفةء وهي: السؤال والدرس والمذاكرة والاقتداءء فأفرد لكل واحدة منها باباء فياب ف أدب المسؤول والسائل والفتيا والجواب عن المسائل؛ أوضح فيه وجوه السؤال وما ينبغى من عدم الضجر من إعادة السائل لسؤالهء ومن لين للسائلء وعدم الكذب: وأن يجيب وهو جالس غير مشغول ولاحاقنء وأن يشاور في الجواب من يحضره ممن يصلع لذلكء وغير ذلك من الواجبات التى تضمن أن ياتى الجواب على حقه(). ولايغفل العوتبي عن أن يوضح -على الجانب الآخر- ما يجب على السائل. وبعد ذلك عقد بابا في صفة المستحق للسؤال عن الحلال والحرام: لئلا يسآل أحد غير أهل العلمء ثم عقد بابا في الدرس والمذاكرةء وبابا في التقليدء أوضح فيه مايجوز من التقليد وما لايجوزء ثم عقد بابا في وجوب التكليف وأقسامهء (اعتقاد وفعل وكف) والتبليغ كمهمة أساسية للعلماء (بلوغ الدعوة وقيام الحجة). تناول العوتبي في أبوابه السابقة العملية التعليمية من جميع جوانبهاء ففصل القول فيها. ومس أدق المسائل بطريقة منهجية منظمةء مستعينا في ذلك بخبرته. مستشهدا بالمأثور من كلام العرب شعراً ونثراً وبالقرآن والحديثء فظهر كعالم من علماء التربية يتبع المناهج الحديثة والطرق التربوية الصحيحة ف التدريس. وبعد هذه المقدمات والأاسس جاء الياب العشرون في التوحيد نتيجة وثمرة للأبواب السابقة في العلم والمعرفة: عرف العوتبي التوحيد وبين نقيضه؛ فتحدث عن الإلحادء وهو الانحراف عن الشىء والعدول عنه إلى ناحيةء والذين يلحدون في أسمائهء أي يميلون عن أحسنها إلى أن يقولوا له شريك وله ولد(). والملاحظ أنه أفرد هذا الباب فلم يقسمه إلى فصول أو مسائل كما هوء في سائر الأبواب: كانما أراد أن يتناسب ذلك مع ما يتحدث عنه من التوحيد. وأتبع العوتبي هذا الباب ثلاثة أبواب تتعلق بالتوحيد. فالياب الحادي والعشرون الرحمن الرحيم» مفتاح كل كلام. وتطرق إلى قضية لغوية ولكنها تخدم الموضوع الذى (١) انظر : الضياء ج١ ص٤۱-۱۷٠۲. (۲) انظر الضياء ج١ ص۲۱۲-۲۰۲. انظر الضياء ج١ ص۲۹۳. ١۱۰ يتناولهء فتحدث عن علة حذف الألف منهاء وعن البدء بالباء وهى حرف جرء وعلل ذلك بانها متعلقة بفعل محذوف هشو «أيتدیء» یسم الله الرحمن الرحيم(۱). ثم أورد الآراء المختلفة في اسم الله الأعظم()ء وقولنا في الدعاء «يارب» بإسقاط الألف رب أرنى أنظر والياب الثاني والعشرون «قي أسماء الذات وأسماء الصفات»ء والياب الثالث والعشرون ”ق التو حيد»ء أوضح فيه أصل التوحيد ودليل الوحدانيةء فكل ما ف العالم دليل على الواحد الذي لايشيهه شي ءء وبين أن «أصل التوحيد ثلاث خصال: الواحدء القديرء وجاء الجزء الثاني من كتاب الضياء مرتبطا بالجزْء الأولء فقد ختم الجزء الأول باصل التوحيد ودليل الوحدانيةء وفي الجزء الثاني تناول بعض القضايا المتعلقة بتلك عش ہاہا. الباب الأول: ما يجوز من الصفات حقيقة ومجازاء قسمه إلى أربعة عشر فصلاء تناول فيه كثيراً من المسائل التى تتعلق بالعقيدة وتصحيح ما انحرف منها. الباب الثاني: جاء مقابلا للباب الأول فأوضح ما لايجوز من الصفات. الباب الثالث: في القول في آيات تتعلق بالموضوع الذى يعالجهء مثل قوله عز وجل «يخادعون أ لله وهشو خادعهم»ء فأوضح أن ذلك توسع ومجاز ف لغة العرب. وناقش كثيراً من المسائل ورد عليها في أسلوب حواري. يقول مٹلا: فن قال قائل کذا.. قيل كذاء وإن قال... قیل... الباب الرابع: في القول في أحاديث لرسول الل يِل متعلقة بذلك. الباب الخامس: في التوحيد قولاء وهو قول «لا إله إلا الله وبعد الحديث عن حقيقة التوحيد فيما يتصل بالوحد سبحانه وتعالىء والتوحيد قولاء ناسب أن يكون الحديث عن نتيجة عقيدة التوحيد فيما يتصل بجانب الموحد متخذا مما أرساه في الأبواب السابقة منطلقا في معالجة مختلف القضاياء فجاء الياب السادس في (١) الضياء : ج۱ ص۲۹۸. (۲) انظر الملرجع السابق ج١ ص٢٠۰٠. (۳) : الأعراف / ١٤٠. (٤) الضياء ج١ ص۳۷۳. القضاء والقدرء رد فيه على القدرية والمعتزلة في مسائل عديدة. والياب السابع في الرزق وطلب المعيشةء والياب الثامن في القرآن كتاب الله عز وجلء وأنه لايسمى بذلك غيره من سائر الكتب. ويدعو إلى التمسك به واللجوء إليه «عليكم بالقرآن». ويتناول عدة مسائل مثل إعجازه ونزوله وعدد سوره؛ والمکى والمدنى. والباب التاسع فى أحكام القرآنء والنسخء ومايقع فيه النسخ وما لايقع. والباب العاشر في المحكم والمتشابهء والباب الحادى عشر في الأوامر والمناھى. ثم جاء الباب الثاني عش في الأصل الثاني من أصول الفقه. في الإخبار عن النبى يَء منطلقا مما روى عنه ي أنه قال: «رحم الل امرءا سمع منا صفة فأداها كما سمعها». وفي خبر: «رحم الله امراأ سمع مقالتی فأداها كما سمعهاء فرب حامل فقة إلى من لافقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»(). وفي ذلك دعوة إلى الصدق فى الرواية والتبليغ وعدم التصرف فيها بشكل من الأشكال. وختم هذا الجزء ببابين: أحدهما: مالا يسع جهلهء والآخر مايسع جهله. أوضح فيه أنه «يسع جهل أداء الفرائض مالم يبتل بالعمل بهاء فإذا وجب العمل وحضر وقتها لم يسعه ذلك(۲). 1 وإذا كان الفقة نتيجة للعلم والمعرفةء فهو أساس فقه العبادات والمعاملاتء فبعد أن حدث عن العلم مدخلا والتوحيد نتيجة له وقول «لا إله إلا الل» للدخول فى الدين. جاء يثه في أصول الدين في الجزْء الثالثء فجعل الياب الأول مٺه فى شىء من الأصولء فعرفها وأوضح الفرق بينها وبين الفروعء وقيمتها وضرورة العلم بها. وتحدث بعد ذلك عن الاكتساب في الفعلء والعرض العلةء والإجماع. والأصل المجمل والمفصل. وجاء الباب الثاني في القياسء فعرفه وأورد حجة صحته وبطلان القول بنفيهء عن طريق العقل والنقل. وجعل الباب الثالث في الدين. فعرفه بادئا بأقوال العرب نثرا وشعراء وذلك لأنه يخاطب العقل بدايةء ثم عرفه بعد ذلك من خلال القرآن والحديث. ۲ الانتقال من العام إلى الخاص: ففي الجزْء الثالث جعل الباب الثالث في الدين. ثم جعل الباب الرابع في «الإيمان والإسلام»ء ثم ارتقى للحديث عن أهل التقى في الباب وتطرق إلى مايجب للمسلم على المسلم في الباب ثم جعل الباب السابع في الصحبة والمعاشرةء والذى يليه في (۱) تذكرة الموضوعات لابن القيسراني. المطبعة السلفية ص ۲ 6٤. (۲) الضياء ٠ ج۲ ص ٢۲۷۹. ۱۰۸ الولاية والبراءةء موردا بعض المسائل لي ذلكء ومسائل غيرها في الأطفال: أطفال المؤمنىن ۳ المزاوجة بين المعاني والموضوعات : بعد أن انتهى العوتبي إلى دقائق الأمور وخصائصها فيما يتعلق بالدين, انتقل إلى الحديث عن الجائب المقابلء في تدرج وتسلسل, بادئا بباب «في الشرك وآخر «في الكفر والكافر»»› نم »ف النفاق والمنافق: و«في الفسق والفاسق»› و«في و«في الفجور»ء إلى أن ينتهى إلى الاثم والوزر. والعوتبي في ذلك متاثر بأاسلوب القرآن الكريم ف المزاوجة بين الأمر والنهي. والترغيب والوعد والوعيدء والحض والزجرء وذكر الجنة والنارء وغير ذلك من المزاوجاتء فإذا عقد بابا في الجزء الخاص بالصلاة لا يجوز للمصلي فعله, عقد بابا تاليا ا لا يجوز للمصلي فعلهء وباب ما ينقض الصلاة يقابله باب مالا ينقض الصلاة.ء ويتوسطهما باب «ما یکره للمصلي فعله ولاينقض الصلاة». وياب ما تجور الصلاة به من الثياب وغيرهاء يقابله باب مالا تجوز به الصلاة من الثياب وغيرها. وباب مايجوز السجود عليه يقابله باب مالا يجوز السجود عليه ويكره. ويقابل العوتبي بين المتناقضات» ويوازن بين المعانيء فيعقد الباب السادس عشر «في الهدى والضلال». وناسب أن يأتي الحديث بعد ذلك فيمن جمع بين الحالين من الئاس فكان الباب السابع عشر «في المرتد»» ثم جاء بعد ذلك باب «في أهل الذمة»ء وتطرق إلى مايتعلق بهمء فجعل الباب التاسع عشر في أطعمة أهل الكتاب وغيرهم من المشركينء وذبائحهم ورطوباتهم وأحكام ذلك منهم. ثم جاء الباب العشرون في الجزية وأحكامها. وجاء الباب الحادي والعشرون في شيء من اختلاف الفرق والمذاهب والباب الثاني والعشرون في اختلاف الناس في المقالاتء وقد أورد مواطن متعددة مما اختلف الناس فيهء وأورد المقالات المختلفة في كل موطنء وتحدث عن الفرق وألقابهاء ثم رد على جماعة المغاليين من تلك الفرق والرافضة خاصة(). ٤ الإجمال يعد التفصىل : وفيما يمكن أن يسمى عوداً على بدء أو إجمالاً بعد تفصيل ختم العوتبي الجزء الثالث بنفس الترتيب بينهماء فالفصل الأول منهما في العلم وطلبه ومعرفة الله سبحانه ونفي (١) الضياء ج۲ ص١٤ ۱۸. الأشباه عنهء ومعرفة الفرق بين صفاته الذاتية وصفاته الفعليةء. كأول مايجب على العبد عند أول أحوال التكليف() وكانه أراد أن يذكر بالأصل الأول الذى ينبنى عليه الدينء وهو ما عقد له ثمانية عشر باباً في الجزء الأول. والفصل الآخر في التوحيدء ذلك الهدف الأسمى الذى تحدث عنه في ختام الجزء الأول وبدء الجزء الثانيء وها هو يختم به الجزء الثالث في صورة مقابلة لصورة تفرق المسلمين واختلافهم في القالات. وبدأ هذا الفصل بقوله: «اعلموا وفقكم الل أن الدين واحد وإن اختلفت فيه المقالاتء وكثرت فيه الجهالاتء ووقع بين الأمم الافتراقء وواقع الشيطان بينهم في الشقاق»(۲). وهو في ذلك يدعو الأمة إلى التوحيد وترك التفرق والانتباه إلى مكايد الشيطانء ومبعث ذلك أن الدين واحدء والحق أيضاً واحدء مستشهداً بآيات القرآن الكريم؛ وأحاديث النبي يل قال -عز وجل- إن الدين عند الل الإسلام€() وقال -تعالى-: إملة أبيكم إبراهيم6) وقال تعالى: بعد الحق إلا الضلال فانى تصرفون”°). الجزء الرابع: في الذنوب والكبائر والحدودء وهو جزء كبير نسبياًء فقد جاء في تسعة وأربعین باباء كما يلي: الباب الأول : في الذنوب والكبائر والتوبة منها. والباب الثانى : في المرتد. والباب الثالث : في الزناء وهو من أكيبر الكبائر وأخطرها على الدين والمجتمع. ولذلك جاءت الأبواب الثمانية التالية لهذا الباب متعلقة بهء وجاءت متسلسلة في تدرج منطقيء كما يلي: في الملاعنةء في القذفء في الإحصان. في الحدود في العفو عن الجناياتء فيما لاحد فيه في الأدب والضرب والتعذير. في إقامة الحدود وصفتها ومعرفتهاء في الحدود. وجاءت الأبواب بعد ذلك في الأشربةء وف السكران وأحكامهء وي المجنون والأبلهء وي الأعجم والأبكم والأخرس» وف الأعمىء وف الغائب. وقد ورد في الباب الأخير عدة مسائل دون تسميتها مسآلةء ولعل ذلك لأنها حالات فردية وليست مسائل عامة. وتبعت هذا الباب الغائُب» عدة أبواب تتعلق به وتترتب عليه؛ فالياب التاسع عشر في اليتيم؛ فاليتيم طفل غاب أبوه ولكن بموت. ثم تلت ذلك أبواب تتعلق باليتيمء فياب في مال اليتيمء وباب في الوصاية والوكالة والاحتساب والقرض لليتيمء وباب فيما )۱( الضياء ج ۳ ص۲۰۹. )٤( الحج / ۷۸۔ )۲( الضياء ٠ ج۳ ص١۰ ۲۱. )°( يونس / ۳۲. () آل عمران / ۱۹ ٠ ١۱ يجوز للوصى والوكيل والمحتسب والحاكم في مال اليتيم؛ ومالا يجوز. وختم هذه الأبواب بباب في الرشد وبلوغ اليتيم ودفع ماله إليه. انتقل العوتبي بعد ذلك إلى مشكلة آخرى تتعلق أو نوع آخر من الأطفال الذين لهم مشاكل وهو اللقيط. ثم جاء باب في المملوك وأحكامهء وهو باب طويل نسيياًء فقد بلغ حوالي خمسين صفحة(ا). وبعد آن عالج العوتبي قضايا الأسرة والعلاقات الداخلية بينها انتقل إلى العلاقات الخارجية فجاءت الأبواب كما يلي: في الجارء وفي صلة الأرحام؛ وف القرابة وصلتهم وهجرهم. وعاد مرة ثانية لما يتصل بالأسرة فعقد بابا في الوالدين وبرهماء وآخر فيما يستحق الولد من مال الوالدء ويتناول الصورة المقابلة لها فيأتى الباب الحادي والثلاثين فيمن عق والديهء والباب الثاني والثلاثين فيما يجب للوالد على ولده وللمولى على وأوضح في مقابل ذلك مايجب للولد على والده وللعبد على سيدهء وما يجب من الحقوق لبعضهم على بعض. وجعل الباب الثالث والثلاثين ثي شىء من النهى وما جاء فيه اللعن. والباپ الرابع والثلاثين في الكذب وما جاء فيهء ولم يدخله في باب النهي لأن منه ما يباحء ولذلك جعله بابا مستقلاء وجاء الباب الذى يليه مقابلا لهء فقد جعله «في الصدق». ثم توالت الأبواب بعد ذلك في الأخلاق والصفات. في الوفاءء وفي كتمان السرء وفي الحياءء وفي الوعد والعهدء وفي اللشورة. وبعد ذلك جاء الباب الحادي والأربعون في طاعة الله عز وجلء ومعصيته.: والثواب والعقاب. وجاء الباب الثاني والأربعون في ترك العجب وكراهة المدحة والتواضع لل تعالى والخضوع له. والياب الثالث والأريعون فما يروى من قول الله عز وجلء من غرائب الحديث من قول الله عز وجل. والباب الرابع والأربعون فيما روى من كلام النبي يي الذى لم يسبقه اليه أحدء وبعض الأقوال التى تشبه الأمثال. الباب الخامس والأربعون قي الأيام والليالي والأهلة. والياب السادس والأريعون ف الحمد والشكر. والياب السابع والأريعون فيما جاء فيي السؤال. والياب الثامن والأريعون فيما جاء في الفقر وأهله. والباب التاسع والأربعون ف الورع والعفة. )۱( الضياء ‘ ج ص۳۰۳ - ١۱۱ ٥ البدء بالعقيدة ثم الانتقال إلى العبادات : بعد هذه الأصول من المعرفة والتوحيد انتقل إلى العبادات فجعل الجزء الخامس في الصلاة ومايتعلق بهاء وجاء فى واحد وثلاثين بابا بدأها بباب القبلة والسترة ومايتعلق بهما ونسخ بيت المقدس, ٹم جاءت الأيواب متتابعة كما يلي: في المساجد وقيمتها ومكانتها عند اللسلمينء وما يجوز فعله وما لايجوزء وف الأذان والمؤذنين والإقامةء وف الصلاة ووجويها ومستحيهاء وق معرفة الصلوات وأوقاتهاء وق التى لاتنم الصلاة إلا بها ولاتنبنى إلا عليهاء وبها يصلح عملهاء وأوضح أنها سبع خصال() : النية والطهارة والسترة الطاهرةء وطهارة الموضع الذى يستقر المصلي عليه والعلم بالوقت: والتوجه إلى الكعبةء والقيام منتصبا عند فعل الصلاةء وأورد حجج وجوب كل خصلة منها من القرآن والحديث. ول الفرائض من الصلوات والسننء وي صلاة الوترء وفي صفة الصلوات عند القيام إليهاء والإقامةء والتوجيهء وف تكببيرة الإحرامء والاستعاذة› والقراءة في الصلاةء وف الركوعء وتكبيرة الركوعء والسجود وتسبيحهماء وقي السجود. وما جوز السجود علىهء وما لاندجوزء والتحيات والتسليم: وق التسييح وقي الدعاء وما يجوز مه وما لادجور:ء وق الصلاة على النيى ی وق صلاة المرأة والخنتىء وما بجوز للمصل فعلهء وما لايجوزء وما ينقض الصلاةء وما يكره للمصلى فعله ولا ينقض عليه وما لاينقض الصلاة وما لايقطعهاء وما تجوز الصلاة به من الثياب وما لايجوزء وعالج في هذا الباب اختلاف صلاة المصلى في صلاته لاختلاف أحواله وأوقاتهء مثل صلاة المرض والخوف والحربء وصلاة الحاجات مثل الكسوف والزلزلة والاستسقاءء وصلاة السنن والنافلة والتطوع مثل صلاة الضحىء وقيام الليلء وصلاة التراويح. والجزء السادس ف الزكاة وإخراجهاء والصيام وما جاء فيه والجزء السابع في الحج وأركانه. ٦- بعد الفرائض جاءت المعاملات والعلاقات بين الناس: وهى على مستويات متعددة مختلفةء فقد تدرج فيها من الخاص إلى العامء فبداً بأقرب العلاقات وأكٹرها خصوصيةء وهى العلاقات في مجال الأسرة الصغيرةء ثم الأسرة الأكبرء ثم الجوارء ثم المجتمعء ثم الدولة والحكم بين الناس» فجاء الجزء الثامن في العتق والرضاع والتكاح وأحكامهاء والجزء التاسع في الطلاق. والعاشر في الخيارء والخلعء والإيلاءء والظهارء ورد المطلقةء والعدةء والحضانةء والحيض وأحكامه. والجزء الحادى عشر في القضاء (الحكم بين الناس). وهكذا نجد أن كل باب يسلم إلى الباب الذى يليهء فيمهد السابق للاحقء أو يفصل اللاحق ما أجمل فى السابقء أو يخصص ما عم. )ا( الضياء ج ص٩۰۹ \ ۱۲ ۷- الاستدلال العقلى والنقلي : استعان العوتبي بالعقل والنقل على صحة ما يقولء فاستخدم القياس المتطقي الذي يعتمد على العقلء كما استخدم الأدلة النقلية على حد سواءء ومن أمثلة ذلك استدلاله على طلان قول من قال (المحرم منه «أى الخمر» الذي أسكر دون مالا يسكرء وإن الشرية التي تسكر هي الحرام)(). يقول العوتبي فى إثبات بطلان ذلك : إن كان الاختلاف بين الناس في الخبر على ضربين فسد أحدهما وصح الآخرء والنظر يوجب أن الخبرء إذا كان صحيحاً قول من قال إن الشربة التى حدث معها السكر هى المحرمة دون غيرهاء أن ذلك إغفال ممن قال يهء إذ محال أن يحرم النبي يَيةٍ الشىء بعد فعل الفاعل له ومحال تحريم الشيء بعد فعل الفقاعل لهء وإنما حرم شرب المسكر قبل شربهء وغير جائز أن يحرم شیئا ویکون ذلك الشيء الحرم غير معلوم؛ إذ لو كان ذلك كذلك لا وجد العباد السبيل إلى الطاعة لأن المتطوع متى قصد إلى فعل ما أمر بفعلهء أو ترك ما أمر بتركه وهو عالم به؛ء فغير جائز أن يحرم الله شیئا ولایدل عليه بدلیل أمر هو بهء فلما استحل ما ذكرنا عندنا وعند من اختار غير اختيارنا علمنا أن الله حرم قليل السكر وكثيره على لسان نبيه وف صحة ما اخترنا دليل على إبطال من قال إن المحرم الشربة التى تسكر. والله أعلم(). يبرز العوتبى هنا كعالم من علماء الكلام في استدلاله العقلي عن طريق الفروض الجدلية ليصل إلى صحة ما اختاره في النهاية. ويورد بعد ذلك الأدلة النقلية على تحريم الخمر من الحديث والأخبار. وفي هذا المجال ومثله يحرص على ذكر سند الحديث ليؤكد صحته ويقطع اللجج؛ يقول: «والأخبار المتواترة عن النبي يل -مع اختلاف الرواة لهاء وتفاوت ما بينهم واختلاف معانيهم- أنه حرم اللسكرء وقال «كل مسكر حرام». وقد قيل ملء الكف حرامء وقال : القطرة حرام. وعن جابرء يرفع عن النبى يَأ أنه قال: «ما أسكر کثیره فقلیله حرام». وروي عن عائشة عن النبى كَل أنه قال : «ما أسكر الفرق منه فملء الكف حرام والقطرة حرام والجرعة منه حرام»() وهذا الحديث وغيره والأخبار والروايات كلها تقسد قول من أجاز شرب النبيذ المنهى عنه الذي من شرب منه سكرء وإنما أجازت الأحاديث والروايات الشراب من غير الخمر إذا لم يكن مسكراء مما لم يكن في الأصل مسكراء أو لم (١) الضياء ج ٤ ص۱۸۸. (۲) الضياء ج ص۱۸۹. (۳) ميزان الاعتدال ١٤١٤ ۱۰٠. ۱۱۳ وقد روي أن ابن عمر بن الخطاب وعلي بن آبی طالب ومعاذ بن جبلء وآبا موسی الأشعرىء وأبا عبيده بن الجراح أنهم كانوا يحرمون شرب الطلاء على الوصف الذى ذكرناه من الطيخ. وروي عن النبى يل من طريق جابر بن عبداث أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعاء ولا الرطب والبسر جميعاء وأن ينبذ كل واحد على حدة. ومن طريق أنس عنه يَأ أنه «نهى عن نبيذ التمر والبسر جميعا»() ومن طريق عمر أنه «نهى أن يخلط البلح قبل البسر والتمر»() ومن طريق ابن عباس أنه «نهى أن يخلط البسر والتمر جميعاء». وفي الحديث عن القياس وصحته يضرب أمثله للقياس الغلط فيقول : «ومن شبه الزكاة بالصلاة فغلط لأن الصلاة عمل على البدن ليس لأحد فيه حقء والزكاة دين تقوم في ماله يخرجها هو ويخرجها غيره بأمرهء ويخرجها الإمام إلى أهلها إذا غاب عنها أو منعها بغير رأيه لأن الإمام حاكم يحكم بماثبت عنده من حق على الغائب والحاضر والممتتع. ثم يقول تأدب وتواضعا «والله أعلم». ويتابع قائلاً: «وليس شهادة النكاح كشهادة الحقوق لأن الحقوق لايحكم بها الحاكم إذا عدل إلا بالعدول من البينة لأن الحاكم يطلب أن يكون عدلاً على الحقوق فشهوده أيضا عدول مثلهء وليس كذلك ف النكاح, لأن النكاح لايطلب العدول فيه من الأولياء والمتزوجين جاز أن يكون البينة لهم كذلك والله أعلم(). ۸- ايتعد العوتبى عن نقاط الخلاف : فإن كان الرآأي مخالفا أورده بالبناء للمجهول لمجرد العلم به فيقول مثلاء ويرى بعضهم. أو قال بعضهم. أو وقال من قال أو روی بعضهم. أو قيل. آو روي..... إلى غير ذلك من الأفعال المبنية للمجهول أو التى لم يذكر فاعلهاء مكتفيا بكلمة بعضهم. ولم يغير أو يبدل في ويقول في مقدمته لكتابه (الضياء) موضحاً منهجه في ذلك: «وقد ذكرت شيئ من أقاويل قومنا الموافقة لناء والمخالفة لأقاويلنا في مواضيعها من الكتاب إذ العلم بذلك خير من الجهل (۱) مسند ابی حنیفه ١١۱. )۲( مسند ابی حٽيفه ۳١۱. (۳) الضياء ج۲ ص۲۲. (٤) الضياء ج٠ اللقدمة ص١٠ المرجع السابق ص٠۲ ٤۱۱ ومن الأاصول التي اعتمد عليها منهجه في الضياء أن «السكوت خير من الكلام العاري من والخرس أفضل من قول بغير بيان»(°). ومن هذا المنطلق لم يهتم بالرد فيما اختلفت فيه الأقوال بحسب التأولء وإنما اكتفى بتاكيد رآيه بالدليل والحجة من نقل وعقلء أما عندما يكون الاختلاف في مساألة تمس العقيدة فإنه يرد بقوة وعنف» ومن ذلك رده على جماعة غالية الشيعة والرافضة. ثانياً : الأسلوب كلمة «الأسلوب» في العربية مجاز مأخوذ من معنى الطريق الممتدء أو السطر من النخيلء وكل طريق ممتد فهو أسلوب, والأسلوب الطريق والوجه والمذهب» يقال أنتم في أسلوب سوء. ويجمع على أساليب, والاسلوب الفنء يقال: أخذ قلان في أساليب من القول, ای أفانين منه(۱). وتناول الزمخشرى مادة «سلب» فقال: «سلبه ثوبهء وهو سليبء وأخذ سلب القتيل وأسلاب القتلىء ولبست الثكلى السلابء وهو الحدادء وتسلبت وسلبت على ميتها فهي مسلب والإحداد على الزوج والتسليب عام. وسلكت أسلوب فلان: طريقتهء وكلامه على أساليب حسنه. ومن مستلب العقلء وشجرة سليب: أخذ ورقها وثمرهاء وشجر سلب. وناقة سلوب: أخذ ولدهاء ونوق سلائب. ويقال للمتكبر: أنفه في أسلوب, إذا لم يلتفت يمنة ولايسرة(). وبالنظر إلى التحديد اللغوي لكلمة «الأسلوب» يمكن تبي أمرين: الأول: البعد: المادى الذى يمكن أن نلمسه في تحديد مفهوم الكلمة من حيث ارتبطت في مدلولها بمعنى الطريق الممتد, أو السطر من النخيلء ومن حيث ارتباطها أحياناً بالنواحى الشكلية كعدم الالتفات يمنة أو يسرة. الثاني: البعد الفني الذي يتمثل فى ربطها بأساليب القول كما نقول: سلكت أسلوب فلان: طريقته. وكلامه على أساليب حسنة. ولعل المعنى الاصطلاحى لم يبعد كثيراً عن هذا المفهوم اللغوي إن لم يطابقە(). والحديث عن «الأسلوب» يبدأ بأارسطو وكتابه «فن الخطابة»» حيث أفرد المقالة الثالثة والأخيرة من هذا الكتاب للأسلوب, وف هذه المقالة استخدم الأسلوب بمعنى اللغة التي يستعملها المتكلم إذ يقول في بدايتها: «إن المرء يراعى فى قوله ثلاثة أشياء: أولها وسائل الإقناعء وثانيها الأسلوب أو اللغة التى يستعملهاء وثالثها ترتيب أجزاء القول»() ولعله كان أكثر وضوحا في تحديد معنى الأسلوب حين أشار فى موضع آخر إلى أهمية الطريقة التى يعبر بها المرء عما يريد فلا يكفي أن يعرف المرء ما ينبغي أن يقالء بل يجب أن يقوله كما ينبغي. فيستخدم في أسلوبه الوسائل الكفيلة بخلق التاثير الذي يريده (١) انظر : مادة (سلب) لسان العرب - ابن منظور. دار المعارف : ٢٠۲۰. (۲) أساس البلاغة - كتاب الشعب ۱1۹160 : 4°7. (۳) د. محمد عبداللطلب , البلاغة والاسلوبية ء الهيئة الصرية ٤۹۸٠م ص ۱۱۹ والوصول إلى غايته التى ينشدها. ومن هذه الوسائل مايتصل بمعجم الألفاظء ومنها ودقه التعيتر(). وإن كنا لانجد كلمة «الأسلوب» مستخدمة فى نقدنا العربى القديم فقد استخدمت كلمات وعبارات أخرى فى مجال وصف النصوص الأدبية وتحليلها وتقييمهاء مثل «فصاحة اللفظء ق «جزالة العيارة» و «حسن السيك» ق «يراعة التأليف» وما إليها من العيارات. اما الذي أفاض فيه نقادنا العرب القدماء فهو «اللفظء ى «المعنى» باعتبارهما العنصرين اللذين يتاألف منهما «القول» أو «الكلام»(۲). وتاثر الجاحظ() بفكرة الفصل بين اللفظ والمعنى التي انطوت عليها صحيفة (بشر بن المعتمر ت٠٠۲ه). أما عبدالقاهر الجرجانى فقد انفرد من بين النقاد العرب القدماء باستخدام مصطلح «الاسلوب» بمعنى النظم فيما يعرف باسم «نظرية النظم» فى سياق حديثه عن معنى «الاحتذاء». وقد أفاد عبدالقاهر بما في النحى من إمكانات تركيبية ووظفها بشكل مباشر فى محاولة خلق نظرية لغوية فى فهم الأسلوبء من حيث كان النحو خالقا للنسق التعبيري الذى يحقق (المزية والفضيلة) بجانب الصحة والسلامة. ففى مجال أبنية الكلمات قدم النحاة لمحات كاشفة عن دلالة بعض الأبنية وتمايز كل بنية عن الأخرى. وما تنفرد به كل بنية من حيث دلالتهاء فبنية المصدر -على تتوعها- غير ينية الاسم وغبر ينىة الفعلء وصيغ الميالغةء وأسماء الفاعلين, والمفعولين وصيغة «فاعل» ف التسب: «هڏا باب الإضافة تحذف فيه ياء الإضافهة وذلك إذا جعلته «فعالا» وذلك قولك لصاحب الثياب: (ثواب)ء ولصاحب العاج: (عواج)ء ولصاحب الجمال التي ينقل عليها: (جمال)ء ولصاحب الحمر التي يحمل عليها: (حمار)ء وللذى يعالج (۱) انظر د. شفيع السيدء الاتجاه الاسلوبي في النقد دار الفكر العربي , القاهرة ١۱۹۸م ص٩ وانظر أيضا: د. أحمد درويش, الأسلوب والأسلوبيةء مدخل فى الملصطلح وحقول البحث ومتاهجهء مجلة فصول, المجلد الخامسء سنة ١۹۸٠م ص١۱٦. (۲) انظر كتابه «الحيوانء تحقيق عبدالسلام هارون ج٣ ص۸۱۳۲. ۱\۷ واما ما يكون ذا شىء وليس بصاحب صنعة يعالجها فإنه مما يكون «فاعلا»ء وذلك قولك- لذى الدرع: (دارع). ولذي النبل: (نابل)» ولذي النشاب: (ناشب). ولذي التمر,: (تامر)ء ولذى اللبن: (لابن). والمعنى النحوي ليس منعزلا بطبيعة الحال عن النص» ولايمكن أن يكون كذلك. ولذلك ينبغى النظر دائماً إلى المعنى النحوي بوصفه الجديلة المزدوجة المفتولة بإحكام من المفردات والنظام النحوي معاء المنصهرة فى بوتقة «الاختيار» بينهماء بحيث تكون دلالة الكلمة الحقيقية في سياق بعينه جزءا من دلالة الجملة كلهاء ومن هنا تكون دلالة الكلمة حصيلة لاجتماع المعنى النحوي والمعنى المعجمي في سياق مخصوص()). ويقول عبدالقاهر الجرجاني في الجمع بين المعنى النحوي والسياق: «فلست بواجد شيئا يرجع صوابه إن كان صواباًء وخطؤه إن كان خطاء إلى «النظم»» ويدخل تحت هذا الاسم إلا وهو من معانى النحو قد أصيب به موضعه(). ويقول فى موضع آخر «وإذ قد عرفت أن مدار أمر «النظم» على معانى النحوء وعلى الوجوه والفروق التي من شأنها أن تكون فيه فاعلم أن الفروق والوجوه كثيرة ليس لها غاية تقف عندهاء ونهاية لاتجد لها ازدياداً بعدها. ثم اعلم أن ليست المزية بواجبة لها في أنفسهاء ومن هي على الإطلاق. ولكن تعرض بسبب المعاني والأغراض التي يوضع لها الكلام؛ ثم بحسب موقع بعضها من بعض» واستعمال بعضها مع بعض»(). ويتخذ الدكتور محمد حماسة هذه المقولةء «وهى تكون دلالة الكلمة من المعنى المعجمى والوظيفي والسياق معاء منطلقا إلى القول ان «الأاسلوبية التطبيقية» التى تتعامل مع جانب واحد من جوانب النص -والإحصائية منها على وجه الخصوص- أسلوبية جافة(9). واستطاع عيدالقاهر من خلال مفهومه للنحو أن يستكشف جوانب خصبة فى التراكيب, فربط نظامها بالفكر اللطيفةء وكان مدخله لمناقشة قضية الإعجاز القرآنى. وأطلق على نظريته كلمة دقيقة هي «النظم». والأسلوب أو النظم عند عبدالقاهر هو ترتيب مفردات اللغة ترتيياً مبنياً على العلاقات النحويةء أو معاني النحو كما يسميهاء واعتبر الألفاظ رموزاً للمعانىء «فإذا وجب لعنى أن يكون أولاً في النفس وجب للفظ الدال عليه أن يكون مثله أولا في النطق»(°) فالفكر لايتعلق (١) انظر : د. محمد حماسة عبداللطيف, النحو والدلالة, مطبعة المدينةء مصر ۱۹۸۲م ص۱۷۳. (۲) دلائ تحقيق محمود محمد شاكرء مكتبة مصر ١۱۹۸م ص۸۲ء ۸۳. (۳) المرجع السابق ص۸۷. )٤( د. محمد حماسة النحق والدلالة ص۱۷۳۔ دلائ الإعجاز ۱۱۸ باللفظة المفردةء وإنما يتعلق بما بين المعانى من علاقات. والنحو بإمكاناته الواسعة هو الذي يقدم للمبدع كل الاحتمالات الممكنة في تكوين الجملة بحيث يكون النظم عملية تسلسل تركيبى للإمكانات الاستبدالية والقدرة التوزيعيةء وف مقولتهم عن انتهاك اللغة وانحرافها عن النمط المألوف» وذلك باخضاعه المجاز لسيطرة النحو وعلاقاته التركيبية. إن لم نقل إنه جاوزهم بمقولته عن تجدد المواضعه تبعاً لتجدد الاستعمال. وقدم عبدالقاهر كثيرا من النماذجء محللا لهاء كاشفا عن نظامها النحويء موضحا للعلاقات التركيبية في هذا النظامء وما لكل ذلك من أثر في الدلالةء وصولا إلى فردية الاستعمال وما يترتب عليه من وجود مناطق نحوية أثيرة يتحرك فيها كل مبدع. ویکاد يكون المجاز ممثلا لأكبر قيمة في انتهاك النظام اللغوى والخروج على مألوفهء والعدول فيه يبدو وبشكل بارز فى تحديد مفهومه على المستوى اللغوى أو المستوى الاصطلاحى: مما جعل له دور بارزاً في الدلالة ومباحثهاء ودوراً بارزاً فى خلق الصورة الفنية من خلال مباحث الاستعارة والكناية والتمٹيل. وهكذا اقترب النقد العربي القديم في أو بمعنى آخرء اتصل بحركة الدرس الأسلوبىء يتمثل ذلك في عملية التمازج بين النقد والبلاغة والتحوء حيث أصبحت بحوث النحويين المنهجية وسيلة لتقييم الأسلوب ورصد خواصه: مثلما نجد في الحديث عن التعجب والاستفهام -مثلا- وخروجهما عن الغرض الأصلي إلى أغراض إضافية تمثل قيما جمالية تعبيرية فى النص الأدبى(۱). والأسلوب عند ابن خلدون هو المنوال الذى ينسج فيه التركيب أو القالب الذى قرغ فیه(۲). وهو عند حازم القرطاجني «هيئة تحصل عن التأليفات المعنوية والنظمء وهيئة تحصل عن التأليفات اللفظية. وما كان الأسلوب في المعاني بإزاء النظم فى الألفاظ وجب أن يلاحظ فيه من حسن الاطرادء والتناسب, والتلطف في الانتقال من جهة إلى جههء والصيرورة من مقصد إلى مقصد. مما يلاحظ في النظم من حسن الاطراد من بعض العبارات إلى يعضء ومراعاة المناسبة ولطف النقلة»(۳). فالأسلوب:-إذن- معان مرتبة قبل أن يكون ألفاظاً منسقة. وهو يتكون في العقل قبل أن ينطق به اللسان أو يجري به القلم. ولايزال هذا هو تعريف الأسلوب إلى اليوم؛ فهو (١) انظر ص١٠۱۱ء ۱۷٠ وانظر أيضا د. شكرى عيادء الأسلوب في التراث القديم؛ مجلة فصولء عدد أكتوير سنة ۱۹۸۰ م )۲( مقدمة اين خلدون ص ۷٥. (۲) متهاج البلغاء وسراج الأدباءء تحقيق الدكتور محمد الحبيب خوجهء تونس ١١۱۹م ۱۱۹ طريقة الكتابة أو طريقة الإنشاءء أو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير بها عن المعاني قصد الإيضاح والتأثيرء أو الضرب من النظم والطريقة فيه(). فالأسلوب يمثل أداة فنية لها أهميتها وخطورتها حين يريد المؤلف أن ينقل فكرته وآراءه وعاطفته ومعانيه إلى الناس. ومن هنا يتدخل الجمهور أو المتلقى عنصراً ضمن عناصر الحكم على الأسلوب أو له لبيان تأثيره وما نقله من التجربةء وكيفية الانتقال بما يتطلبه من موسيقى وتصوير لخلق المزيد من التأثير في النفوس»). وهكذا نجد أن كلمة «الأسلوب» قد ظهرت ف تراثنا القديم على نحو ربطت فيه بين مدلول اللفظ وطرق العرب فى أداء المعنىء أو بينه وبين النوع الأدبى وطرق صياغته. كما ربطت أحيانا بينه وبين شخصية المبدع ومقدرته الفنيةء كما أنها ربطت -أيضا- بينه وبين الفرض الذي يتضمنه النص الأدبىء وقد يتساوى مفهوم الكلمة مع مفهوم «النظم» الذي يمثل الخواص التعبيرية ف الكلامء لكن ذلك كله لم يقدم نظرية مكتملة يمكن اعتبارها بحتاً أسلوبياً عربياً فى المجال التنظيري أو التطبيقي. أما كلمة «الأسلوب» فقد ظهرت خلال القرن التاسع عشر عند الغرييينء لكنها لم تصل إلى معنى محدد إلا فى أوائل هذا القرنء وكان هذا التحديد مرتبطاً بشكل وثيق بأبحاث علم اللفةء فحين ظهرت بوادر النهضة اللغوية فى الغرب فيما عرف بالفيلوجيا رعدلةانناP‏ أكدت الصلة بين المباحث اللغوية والأدب. لأنها لم تنظر إلى الدراسة اللفوية باعتبارها جهود علماء الغرب فى إرساء معالم الأسلوبية(). وحظيت دراسة الأسلوب منذ مطلع هذا القرن بعناية الباحثين في أورباء واتجه اهتمامهم إلى تقديم بعض المبادىء والأاسس النظرية العامة المتعلقة به؛ء أو دراسة بعض الظواهر الأسلوبية فى عمل أدبي معين أو عند كاتب بذاته. وانصب الاهتمام على النسيج اللغوي للعمل الفنيء على الصنعة الأدبية نفسهاء والبعد عما هو خارج النصء كبعض الحقائق التي تتصل بحياة المؤلفء وسيرته الذاتية. والأحكام الأدبية التقليدية التى تسبق العمل يقول «فاليرى» إن الأسلوبية إنما تبحث التأثيرات الأدبيةء وتفحص الوسائل التعبيرية والإيحائية التى يبتكرها الكاتب أو الشاعر لترقفع من طاقة الكلام وقدرته على النقاذ (۱) انظر : أحمد الشايب, الأسلوب . النهضة المصرية. القاهرة . الطبعة الثامنة ۱۹۸۸م ص ° £ء 4£٤. )۲( انظر : د. عبداڭ التطاوى. قضايا الفن لي قصيدة المدح العباسيةء دار-الثقافة للطباعة والنشرء القاهرة ۱م ص ٤٤٤. انظر : د. محمد عبدالمطلب, البلاغة والأاسلوبية ص۱۱۷ - ١۱۱. G. Haugh. Styleand Stylistics, Landan, 1969, 14-15. : ‏اٽظر‎ (£) ١٠۱۲ والتأثيرء أو على حد تعبير أحد النقاد الأمريكيين إنها «درإى: ‎E‏ ‏التعبير»(): داسة ما يتجاوز متطق اللغة في وإذا کان «علم اللغة» ينتصب على دراسة ما يقال, فإن «الأسلوبية» 7 عل کف ئ يقالء بحيث تتحول الحقائق اللغوية إلى قيم جمالية فى الأداء اك ‎RE‏ ۱ ء الإبداعى دون وقوع فى شرك الفصل يبن الشكل والمضمون. وذکر «یوهلر» أن للغة ثلاث وظائف فى عملية الإبداع الدلايء هى الوظىفة الو فنةء والوظيفة التعبيريةء والوظيفة الاقتصاديةء وقال إنها عادة ما تجمتم في المنطوق اللغوى الواحد. ثم جاء «جاکيسون»ء وعدل ف تصنيف «یوهلر» واصطنع فكرة «الأداء» بدلا من «الاقتضاء»ء وفكرة «المرچعية و الإحالة» بدلا من «التمٹثيل أو الورصف» وصنف للغة ست وظائف هي: 1١س الوظفة المرجعية: وتتعلق بموضوع الرسالة.. وهده الوظيفة تحدد العلاقات بن الرسالة والموضوع الذي تدل عليهء ويقال لها الوظيفة الإحالية أو الدلالية. ويمكن أن نسميها عملية تحديد المشكلة أو الموضوع بحيث ينحصر ويتضح لدى التلقي ولايكون ذلك إلا بقدرة المرسل على توضيحه وتجليته وتنقيته من الغموض. ٢- الوظيفة الندائية: وتتعلق بالمخاطب وموقفه النفسي. وتعود إلى العلاقات التي بين الرسالة والمتلقى فى مهمة الموضوعهاء ويقال لها الوظيفة الإفهامية (مراعاة مقتضى الحال ف البلاغة العربية). ٣- الوظيفة الانفعالية: وتتعلق بالمتكلم وقدرته على إبلاغ رسالتهء وتحدد العلاقات التى بين المتكلم أو المرسل والرسالة أو المنطوق اللغوي. الاتصالء إذ تحرص على إبقاء التواصل بين المرسل والمتلقي (عملية تشويق المتلقي وجذب انتباهه للرسالة). ٥- الوظيفة الشعرية: وتشير إلى قيمة الرسالة نفسهاء وقد عرفها «جاكبسون» بأنها «علاقة ذاتية. هي العلاقة بين الرسالة وبين ذاتها إذ تكون الرسالة غاية في ذاتها.. «وكأنه يقصد ما يقصده أصحاب نظرية الفن للفن»(). )\( انظر : ‎Meaning and Style, Oxford, 1973, P.41‏ ,ممصا ‎S.‏ وانظر أيضا د. شفيع السيد, الأاسلوبية ص٠١۷ وما بعدها. ۱١۱ ٦ الوظيفة «الماوراء لغوية»: وتعود إلى العلاقات اللغوية نفسهاء وهي تتعلق بقابلية ودری «جاكيسون» أن كل حدث لغوي يتضمن رسالة وأريعة عناصر مرتيطة يهاء هى: المرسلء والمتلقي: 4 ومحتوی الرسالةء والكود أو الشفرة المستعملة فيهاء أما علاقة هذه العناصر بعضها يبعش فمتتوعة متغيرةء فقد يحدث أن تعمل الوظائف كم پشكل بعضها البعض ولكنها تنتظم فى مراتب((). واقترح «جاكبيسون» نموذجا شاملاً للاتصال قدم فيه ستة عناصرء. شرحها كما يلى: يوصل المرسل خبرا إلى المستقبلء وينبغي أن يعتمد ذلك على سياق (ويقصد به المحيط غير اللغوي)› ويتطلب الأمر نظام لغوياً مشتركا بين المرسل والمستقبلء ووسيلة اتصال. المرسل والمستقبل أحدهما بالآخر. السياق - الخير المرسل لد المستقيل وسىلة الاتصال الشفرة (النظام اللفوي) ويمكن عرض تلك الوظائفء التى يرتبط بعضها ببعض (بالنظر إلى العوامل الأساسية في مسالة الاتصال)ء كما يلي : سياق انفعالية شعرية تقويمية اتصالية لقوية وقد وضعت العناصر الهامة هناك والصلات بينها في نموذج يمكن تمثيله ف الشكل نظام اللفة ت قه القا 2ء عرس ] ر | توقع قاری ] 21 . . ھ | المؤۇلفون 1 | النص الأسلوبي | > | القارىء | | سياق الإنتاج | [ سياق الاستقبال ] (١) للتعريف على الوظائف الاساسية والوظائف الثانوية انظر : د. صلاح فضلء نظرية ل النقد الادبي. الانجلو الملصرية, الطبعة الثانية ١۱۹۸م ص۳٣۰۳ وما بعدها س محمد عبداللطلب. البلاغة والاسلوبيا ص۷١۱ - ۱۷۹. ۱۳۲ وعرض «المان» صورة وافية لعلم الأسلوب كما استقر -حوالى منتصف هذا القرن- لدى المدرسة الفرنسية من تلاميذ «بالى» وهو «علم الأسلوب الوصفى» كما وموضوعه. كما يعنون دراسة «الإمكانات الأسلوبية فى لغة ماء. وقدم مثالاً من عنده لهذا النوع من الدراسة حين عدد «القيم الخاصة» لتركيب فرنسي خارج عن المألوف. وهو تقديم الفعل على فاعله فى الجملة غير الموصولة والميدوءة بظرف. على أنه أضاف إلى هذا النوع عرضاً موجزا لا أسماه «الجمل الإيحائية»» وهذه لاتستمد قيمتها من التشكيل اللغوى ذاته كالنوع السابقء بل من «الأعراف اللغوية الاجتماعية» التى عنى بها الباحثون اللغويون والأسلوبيون الإنجليز بصفة خاصة(). فاللغة فى تركيباتها تنطوى على جانب يتصل بالفكرء وجانب آخر يتصل بالوجدان. وقد يطغى أحدهما على الآخر بحسب الحالة التى يكون عليها المتكلم؛ وحسب الظروف التى تحیط به. وتاتى الأسلوبية لتتبع ملامح الشحن العاطفى فى الخطاب بوجه العموم من حيث استخدام اللغة بشكل متجددء يختلف إلى حد بعيد عن ذلك النمط التركيبى الذى نلمسه فى الخطاب النفعى العادى, فالأسلوبية تعنى بالجانب العاطفى ف الظاهرة اللغوية -أو ما يسميه «ج.كوههين» بالانتهاك(). خروجا على النمط اللغوى العقلانى الخالص. وتحاول قدر جهدها استكشاف الكثافة الشعورية التى يتلون بها الخطاب. لذلك حدد «يالى» حقل الأسلوبية بظواهر تعبير الكلامء وفعل ظواهر الكلام المليئه بالإحساس. فمعدن الأسلوبية ما نجده فى اللغة من وسائل تعبيرية تبرز الملامح العاطفية والجمالية: بل إنها تكشف أيضاً عن النواحى الاجتماعية والنفسية من خلال النص الأدبىء فهى إذن تنكشف أولا بالذات فى اللغة الشائعة التلقائية قبل أن تبرز ف الأثر الفتى). وكما قول «تشوسكى» إن النقطة الأساسية التى تمركزت حولها الدراسات الأسلوبية هو المظهر الإبداعى للغةء حتى على مستوى الاستعمال العادى» إن كل المظاهر لتوحى بأن الذات اللبدعة تخترع لغتها -بوجه من الوجوه- كلما عمدت إلى التعبير عن نفسهاء أو هى تعاود اكتشاف تلك اللفة كلما سمعت الآخرين -من حولها- يتكلمون بهاء وكأنما هى قذ تمثلت فى صميم جوهرها المفكر نظاماً متسقا من القواعد. وبعبارة أخرىء يمكن القول بأن كل الظواهر توحى بأن الذات المتكلمة تملك ضربا من النحو الذى يسمعح لها بابتكار لغتها (۱) انظر : د. شکری عيادء اتجاهات البحث الأسلوبي: دار العلوم للطباعة والنشرء السعودية ١۱۹۸م ص٤ ٠ء ١٠. ‎Suture du Language Paetique - P. 100. ()‏ نقلا عن د. محمد عبدالمطلب, المرجع السابق ص٤٤ ٠. (۳) عبدالسلام المسدى. الأسلوبية الدار العربية للكتاب ٠ ليبياء طرابلس ص۲۷. (٤) د. زكريا إبراهيم؛ مشكلة البنيةء مكتبة مصر . القاهرة ص۷۲ ۱۳ ولاشك أن كل مبدع يصل إلى مرحلة النضج يستطيع أن يفهم ثم ينتج تركيبات لاتنتهی: فاللغة بوسعها أن تستعين بعدد محدد من الوسائل لتنتج عدداً لايتناهى من وهذه الاستعمالات هى التى ترتكز عليها الأسلوبية فى مظهرها الحسي: باعتبار أن الكلام الأدبى مجموعة من الجمل لها وحدتها المميزة. ولها قواعدها ونحوهاء ودلالتهاء ولأسلوبيون يتعاملون مع الجملة كتعاملهم مع النص بأكمله. لأنها قابلة للوصف على مستوياتها المتعددة. من صوتيةء وتركيبةء ودلالية(۱). فالأسلوب هو طريقة المرسل ف توظيف اللغة للإبانة عن الموضوعء بدءاً من الإبانة البسيطة وانتهاء الإبانة التى لايبلغ شاوها إلا الأقلونء ومرورا بإبانات الملايين من الذين يستخدمون اللغة وسيلة إبانة. وتحت كلمة «الطريقة» أو «الشكل» أو «النمط» أو الصورة» تأتى دراسات لاحصر لهاء منها ما يتصل بالدلالةء ومنها ما يتصل بالبنيةء ومنها ما يتصل بالنبرةء ومنها ما يتصل بالجرس الموسيقىء ومنها ما يتصل بالتركيب والنحوء ومنها ما يتصل بالعلهة الباعثةء ومنها ما يتصل بالغاية.. وتلك في جملتها أدوات لابد للناقد من الإلمام بها كيما يستطيع الحكم على النتاج اللغوى أو الأسلوب(). إن الأسلوب يمكن أن نعتبره طبيعة بيانية للكتابة ذات حدود شكلية. وليست البيانيه هنا بالمعنى الموروث عن البلاغة القديمةء ولكن بمعنى أن لغة الكتابة تختار لنفقسها أشكالاً تتعدد بتعدد الأنواع. فالأاسلوب يرتبط بوسائل تعبيرية معينة نتجت من استعمال معجم الكلام الذى خلقت له اللغة نظاماً مرتباء ويأتى الاستعمال ليحدث خللا فى هذا النظامء بدءا من اللغة المشتركةء ووصولاً للوظيفة المزدوجة لفن اللغة وفن الأدب. إنه النمط الذى يتبعه المنشىء فى استخدام اللغة على نحو خاص لأداء ما يقصد إليه من تصوير وإحضار. ونعنى بالنمط اختيار الألفاظط بأعيانهاء وطريقة تركيبها بعضها مع بعض» على النحو الذى يشاؤهء بحيث تجىء العبارة فى آخر الأمر ولها هيئة خاصة: وتركيب خاصء ونمطية خاصةء يستتبع ذلك کله تصويراً وتأثيرا خاصينء بحیث نجد أن شخصين لايمكن أن يتفقا فى الأسلوب تمام الاتفاق فى نقل فكرة ما. ومن ثم يمكن أن نقول إن أسلوب الرجل هو الرجل ذاتهء وحيث لاتتطابق صورة رجلين ولو كانا توأماء فإن أسلوبين لن يتطابقا أبداء فلا الملفردات هى ولارصف الكلمات وترتيبها هو )۱( ذ. محھمل اليلاغة والأسلوبيةء ص١٤ ۱. (۲) انظر : د. عبدالرؤوف من قضايا اللغة والنقد والبلاغة ص١٠٠ء ١١٠. ١٤۱۲ الرصف ولا الشكل العام هو وإنما هذا قصيدء وهذا مقالء وهذه رواية وتلك قصة. إن كل واحد يصدر فى لغته عن ضخصيتهء تلك التى تختلف من فرد إلى فرد تبعا لاعتبارات لا يأتى الحصر عليهاء فخلقة الفرد وشكله من طول وقصر وقماءة وفراعةء وما عليه حواسه من عمى أو بصرء وما يحيط به من بيئةء وما يدور فيه من نوع العیش: ورخائه وبؤسهء ونعيمه أو شقائهء وما عليه مجتمعه بحضارته وثقافتهء جميع ذلك يوجه أسلويهء تماما کما وجه تفکيره. وخلاصة ذلك أن الأسلوب أثر لعوامل لايسهل عدهاء بل لايمكن عدهاء فقفرض الكاتب حين يكتبء ومذهبه الدينى والسياسي والاقتصادىء وثقافتهء وحدة طباعهء أورقة شمائلهء ورضاه عن مجتمعه أو سخطه عليهء ومزاجه الخاص.. كل ذلك يتدخل فى تشكيل أسلوبة((). واللغة العربية من اللغات التى تتميز بعدم حتمية الترتيب فى أجزاء الجملةء لكن المألوف فيها أن نجد بعض الرتب المحفوظة -وخاصة فى مجال الأسلوب اللإخبارى- كتقدم المبتدأً على الخبرء والفعل على والفاعل على مفعولهء وهى أمور تحدث فيها النحاة كثيراً فى مجال التعبير المألوف» وبالمثل أيضاً تحدثوا عن الرتب المحفوظة فى التأخبرء كتأخبر الصلة عن الملوصول., والصفة على الموصوف, والمضاف إليه عن الملضافء ومع كل هذا تتأتى مقدرة المؤّلف في قلب هذه الأحوال متخطياً لها بغية الانحلراف عن النمط المألوفء وقد يصبح هذا الانحراف يوماً نمطا مألوفا هو الآخر -فى مثل ما أطلقوا عليه المجازات الميتة- فمستعمل اللغة يتصرف بحرية فى تنظيم تراكيبه دون استسلام لاستخدام معينء ويصبح هذا التصرف الجديد خاصة أسلوبية قد تأخذ شكلا عاماً فى عصر من العصور نتيجة لجهد مبدعين متعددين. أو يكون نتيجة جهد فردى لشخصية أدبية فذة تفرض باستعمالها نمطا ف الأداء يؤثر فيمن حولها مكانا وزماناًء كالجاحظ أو بديع الزمان وغيرهما من أصحاب الكتابة فى العصور القديمة والحديثة(۲). إن من أهم مياحث الأسلوبية رصد انحراف الكلام عن نسقه المألوف» أو «الاتتهاك» -يحسب تعبير «ج.کوهين»- الذى يحدث في الصياغةء والذى يمكن بواسطته التعرف على طبيعة الأسلوبء بل ربما كان هذا الانتهاك هو الأسلوب ذاتهء وما ذلك إلا لأن الأسلوبيين نظروا إلى اللفة فى مستويين: الأول: مستواها المثالى فى الأداء العادى. والثانى: مستواها الإبداعى الذى يعتمد على اختراق هذه المثالية وانتهاكها. (۱) د. عبدالرؤوف مخلوف , من قضايا اللغة والنقد والبلاغة ص١٠٠٠ ٠٠٠.0 (۲) انظر : د. محمد عبدالمطلب , البلاغة والأسلوبية ص۱۳۳. \ o والمستوى العادى هو الذى يعتمد النحو -التقعيدي فى تشكيل عناصرهء كما يعتمد اللغة- في تنسيق هذه العناصرء وثمرة الترابط بين ما يقول به النحاة وما يقول به اللغويون ظهور مثالية اللغة في استخدامها المألوفء وهى مثالية افتراضية أكثر منها تطبيقية واقعية. ورغم إدراك البلاغيين أن اللغة العربية تتميز بعدم حتمية ترتيب أجزاء الجملة تبعاً لوجود حركة الإعراب التى تحدد المعنىء فإننا نجدهم يفترضون ألا فى التركيب يقاس إليه العدول عنهء ففى الحديث عن المسند إليه يرون أن أصله التقديم؛ ولامقتضى للعدول عنه إلا لأغراض حدودها ووصفوها(). ويجب أن نوجه اهتماماً خاصا إلى أن دراسة الأسلوب الفردى يجب ألا تتركز حول الأنماط المنحرفة عن الأصل فحسبء باعتبارات إبداعات براقة واضحةء بل إن دراسة الأسلوب الجارى على النسق المألوف قد يبهرنا أكثر مما يبهرنا التوع الأولء ولذا يجب أن نتحرى في الصياغة ما فيها من منبهات تعبيريةء لها طبيعة جمالية من ناحيةء. ولها طبيعة استمرارية من ناحية أخرىء كما يجب أن نتحرك وراء التكراريات التى تأخذ شكل ظاهرة أسلوبية فى بعض ألوان الأداءء مما يكسب المضمون حيوية تؤثر فى الشكل اللغوىء فتصبح عملية الأخذ والعطاء بينها قطب النظام الجمالى للكلام. فمثلا قول النابغة: (فإنك كالليل) الذى هو مدركى. يحقق مستويين دلاليين فى آن واحد: لأول : قدرة الملك على الوصول إلى أى مكان بنفسه أو بعماله. الآخر: حالة الغضب والسخط التى تسيطر على هذا الملكء والتى يعيشها الشاعر. ووجود أداة التشبية فى (فإنك كالليل) يقتضى المغايرة بين المشبه والمشبه بهء أما قوله (أنت نهار) بحذف أداة التشبيه جرد النهار لوصف اللك بالخير والحياة. الأسلوب في كتاب الضياء : إذا انتقلنا إلى البحث في أسلوب كتاب «الضياء» وجدنا أن للعوتبي مناطق نحوية أثيرة يتحرك فيهاء من حيث التقديم والتأخيرء والذكر والحذف والإيجاز والإطناب, والإيضاح ١- فهو في بعض الأحيان ينتهك النظام اللغوي ويخرج على مألوفه: أو بكرر ألفاظا بعينها من المنبهات الفنيةء بما يجعل لذلك دورا بارزا فى الدلالة. أما من ناحية بناء العبارة فإن أسلوبه محكم البناءء تأخذ فيه الألفاظ بعضها بعجز وتتآلف وتلتحم التحاماً قوياً حتى لايوجد بين أجزاء الكلام تنافر. (١) انظر في ذلك وغيره من أنواع العدول : - مفتاح العلوم , للسكاكى ص٤۸ وما بعدها - المثل السائرء لابن الأثير ۲ / ٤۱۸ ٦۱ يقول مثلا ف تعريف الإسلام والكفر : «وإجمالاً الإسلام فى كلمة واحدةء طاعة الله عز وجلء وف كلمتين طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله يَيْْةِ وفى ثلاث القول والعمل والمعرفةء فالقول الإقرار والمعرفة بالقلب» والعمل بالأبدان». ثم أوضح العوتبي الجانب المقابل لهذه الصورةء ليحدث ذلك التوازن الذى ىتمىز يه أسلويهء فعرف الكفر بقوله: «وإجمالا الكفر فى كلمة واحدة معصية اللهء وف كلمتن معصية الل ومعصية رسوله. والذى دعا الل إليه الخلق ثلاثة أشياءء أن يشهدوا له بالربوبيةء ويخضعوا له بالعبوديةء ويدينوا له بالطاعة والتوحيد. وحجة الل فى الأرض العقل والاستطاعة والكتاب والسنة والرسل. والدليل على الحق الهدى والرسل واليثاق والإجماع. وأربع لولاهن لهلك الناس جميعاء هن الوقوف والرخصة والتوبة والتقية»(). تعريف الكفر يقابل تعريف الإسلام؛ ويتوازن مع جملهء ويتضمن كل تعريف على حدة إجمالا ثم تفصيلاء وقد برزت عند العوتبى ظاهرة المزج بين الفقه واللفة حيث جاء تفصيله لا أجمل على مراحل بدقة وإحکام وتعريفه الإسلام بأنه «طاعة الله عز وجل» فيه إيجاز وقصرء حيث طاعة الله عز وجل تتضمن طاعة رسوله يَيِأةٍء وتتضمن كذلك الإيمان والعمل. فالإيمان والعمل قول باللسان وعمل بالأبدان. وف مجال تعريف الإسلام أردف لفظ الجلالة بجملة «عز وجل»ء وقد ناسب ذلك الحديث عن موقف الطاعة إن يكون الله هكذا فى قلوب المطيعين. وكذلك أورد جملة بعد كلمة «رسوله». أما فى مجال الحديث عن الكفر والكافرين فلم يورد هذه الجملء وقد ناسب ذلك موقف الكافرين من معصية وجحود. وف تعريفه للكفر توازنت الجمل مع تعريف الإسلام فى المرحلتين الأولى والثانيةء ولكنه فى المرحلة الثالثة انتحرف عن الخط الذى سار عليه وخرج على ذلك التوزان فناسب ذلك ما فى الكفر من انحراف. ومن ناحية أخرى جاء أسلوبه طبيعيا غير متكلف, فلم يعتسف ذلك التوازن. فأثار القارىء ونبهه بكسر تلك الرتاية. ولكنه أبقى على الرقم «ثلاثة» فى هذه المرحلة الثالثة ليحتفظ بذلك الخيط الذى يرتبط بين فقال: والذى دعا إليه الخلق ثلاثة أشياءء أن يشهدوا له بالربوبيةء ويخضعوا له بالعبوديةء ويدينوا له بالطاعة والتوحيد». (١) العوتبي , الضياء ج۲ ص٤۸. ۱۷ وكانما أراد العوتبي أن تتضمن المرحلة الثالثة من تفصيل تعريفه للكفر ما يبين جحود الكافرين وضلالهم وعصيانهم. وفى عبارة العوتبي إطناب عن طريق الإيضاح بعد فقد جاء المعنى مجملا مبهما في الجملة الأولىء فتشوقت نفس التلقى إلى معرفته على سبيل التفصيل والإيضاح. فإذا جاء العنى مفصلاً بعد ذلك «تمكن في النفس فضل تمكن وكان شعورها به أتم شعورء ولذتها بالعلم به أكمل»(). ومن ذلك أيضا قوله: «وأربع لولاهن لهلك الناس جميعاًء هن والرخصة. والتوبةء والتقية». تقديم الخبر فى الجملتين. وذلك للاهتمام بهء وهو الأولى «حجة الله فى الأرض»؛ وف الثانية «الدليل على الحق»ء وناسب تأخير المبتداً أن تتوالى المعطوفات بعدة في الحالين. ومن الإطناب أو الإجمال والتفصيل قوله «قال أصحاينا الكفر كفرانء كفر جحودء وكفر نعمة. وكفر الجحود هو الكفر بالتنزيل. وكفر النعمة هو الخطاً فى التأويل مما تصيبه الناس دينا وادعوا أنه الحق فى مخالفتهمء فهم عندنا بذلك ضلال هالكون إلا أن يتوبوا ويراجعوا الحق»(). جاء الكلام مجملا مبهما فى قوله «الكفر كفران» ثم فصل ذلك وأوضحه. بالكلام الذى باء بعده. وهذا اللون هى ما دعاه البلاغيون ب «التوشيع»()ء وهو أن يؤتى فى عجز اكلام -غالبا- بمثنىء مفسر باسمين؛ أحدهما معطوف على الآخر. ثم أورد العوتبي القول المخالف لقول أصحابه فى أدب وتواضع؛ ودون طعن أو تجريح أو تشهير وتسفيه. وإنما اكتفى بإيراد الأدلة النقلية والعقلية على صحة قول أصحابهء يقول: «وأنكر مخالفونا قول أصحابنا فى كفر النعمةء وقولهم إن الكفر كفر واحد وهو كفر الجحود والل يوفقنا للصواب. عن النبى أنه قال: «من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد كفر أحدهما أو كلاهماء. وتأول ذلك كفر نعمة لاكفر شرك. وقال «من اتی کاهنا أو ساحراً فصدقة فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (يَلٍ) يعنى كفر نعمة لاكفر شرك الكاهن الذى يخط على الأرض يتكهن فى ذلك»(). (١) انظر : الإيضاح؛ للخطيب تحقيق لجنة من علماء الأزهرء مكتبة المتبني ء بقداد ص١۹٠. )۲( العوتبي الضياء ج ص٥ ۸. (۳) انظر : التكت ف إعجاز القرآن للرماتي (ضمن ثلاث رسائل ف إعجاز القرآن) تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلامء الطيعة الثالئه . دار المعارف :٠ مصر. (٤) الضياء ج۲ ص ٥۸. ۱۲۸ . ويستحدم العوتبي عبارات تفید التواضع:ء ومن ذلك قوله «و الله أعلم» أو «قىما علمت» وقال ق الموقف الذى نحن يصدده «و الله يوفقنا للصواب». واستدل العوتبى على أن كفر الكاهن أو الساحر يختلف عن كفر من يأتيه فيصدقة عن ۲- تصوير المعانى التى يتناولها فيجعلها مشخصة مائلة أمام الأعين: ومن أمثلة ذلك تشخيصه العلم على سبيل الاستعارة المكنيةء يقول: العلم ذى مفاضل كثيرة فرأسه التواضع؛ وعينه البراءة من الحسدء وأذنه القهمء ولسانه وفرسه المداراةء وچيشه المشورةء وماله الأدبء وحريه المكايدة وذخبرته التويهةء وزاده المعرفةء ومأواه الموادعةء ودلیله الهدىء موده الأخىار»(۱). ٣- ف الأحكام الفقهية اليقينية فيما يتصل بالحلال والحرام يأتى أسلوبه قاطعاء ف لغة تقربرية: مستخدما أفعالا محددة مثل: يچبء و يچونء ولايجونء ومن ذلك قوله: «والصلاة تچب على من حصل منه الإيمان»(۲) وقوله «والإقامة سنه وھى كالأذان: لازيادة فيها إلا قوله: قد قامت الصلاة مرتينء مثنی مٹنی»(۳) وقوله: «ولايكون المؤّذن إلا تق وقوله: «ولايجوز أذان المرأة ولا إقامتھا»(°)› وقوله: «ولايجوز أن يغتخصب المسجدء وليس لمغتصيه أن يصلى وقوله: «دجائز أن تستعمل يئر المسجد لغسل الثياب وسفی الدواب وكذلك دلوها»(۷). أما في المسائل الأخرى فإن أسلويه يأتى متبسطاً فضفاضنا مستقصيا] كل رأىء موضحا الرأى الذى يوافقه. فاذا كان الاتفاق هو الأظهر بدا بما اتفق عليه سواء كان بين العلماء بصفة عامة أو بين أصحابهء ومن ذلك قوله: «أجمعت العلماء أن النبى (يَية) صلى بأصحابه عند الكعبة خلف مقام إبراهيم. وجعل المقام بينه وبين ا لكعيةء وصف أصحابه خلفه صفوفاً مستديرة كالحلقة»(^). (۱) الضياء ج١ ص (۲) الضياء چ٥ ص٩. )۲( المرجع السابق ص١۱۳. (٤) المرجع نفسه ١٠٠ ) ) الملرجع نفسه )۱( الرجع نفسه ص٦۲ (۷) الملرجع نفسه ص (۸) المرجع نفسه ص٩ ۱۹ وىقول: «اتفق أصحاينا -فيما علمت- أن عدد الأذان الذى جاءت بيه الرواية حمس عشرة كلمة»(۱). وإن كان الاختلاف هو الأظهر يبدا بذكر الخلافء ثم ينتهى فى النهاية إلى القول الذى «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»(). (١) الضياء ج٥ ص ١۱. (۲) الضياء ج٥ : اللفة : جمع العوتبي بين علوم اللغة والاث شتقاق. والتبحر فى اللفقه وعلومهء ومرج معرفته اللغوى فى الاستدلال على المعنى الفقهى أو الحكم الشرعى. بدأ العوتيي باب «في شىء من الأصول» بتعريف الأصل والفرعء يقول: «الأصل ما عرف به حكم غيرهء والفرع ما عرف حكمه بغيرهء وقيل الأصل مقدمة العلم؛ء والفرع نتيجةء والواجب على من أراد الفقه أن يعرف أصول الفقه وأمهاته: فیكون يناه على أصول صحيحةء ليجعل كل حكم فى موضعهء ويجريه على سنتهء وليستدل على معرفة ذلك بالأدلة والاحتجاجات الواضحةء لأن لايسمى العلة دليلاً ولا الدليل علة والحجة علةء وليفرق بين معانى ذلك ليعلم افتراق حكم المفترق واتفاق المتفق»(۱). ويصل من تعريف «الأصل» ومقايله «الفرع» إل حکم فقهي وهو وجوب معرفه أصول الفقة على من أراد الفقه. ويعرف المال فيقول: «والمال ظل زائلء وعارية مسترجعةء وقيل سمیى الال لأنه ميال. ويقال رجل مائل إذا كان ذا مال. وليس فى كثرة امال فضيلةء ولو كان فضيلة لخص الله تعالى بها من اصطفاه لرسالته واجتباه لنبوتهء وقد كان أكثر أنبياء الله تعالى عليهم السلام الكافر وحرمه المؤّمن... والمال لايفرح به عاقلء ولاينتفع به جاهل, لأنه يبيد فيما يبيد ولاىفىده -أيضا- حمداً عاجلاء ولاذخرا آحلا»(). اتخذ العوتبي التعريف اللغوى للمال دليلاً على عدم فضيلتهء إضافة إلى دليل آخر. عقلى وهو أن الله تعالى لم يخص به من اصطفاه لرسالتهء فقد أكثرهم فقراء. استدلاله على تحريم الخمرة بكتاب الل تبارك وتعالى فى قوله: «إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم واليغى بغير الحق»(۲)ء يقول العوتبي: «فالخمرة تحريمها بكتاب الله تبارك وتعالى فى قوله «والإثم». فالإڻم ضرب من الخمرء ويدل على ذلك قول الشاعر: (١) الضياء ج۲ ص۷. )۲( الضياء ج\ ص١۱. (۲) الضياء ج٤ ص۱۷۹. ١۱۳ شربت الإثسم حتى ضل عقا كذالك الاثم يذهب بالعقول ومن ذلك أيضا استدلاله على وجوب دنو المصلى من السترةء يقول: «ومن صلى إلى سترة فليدن منهاء ما روى عن النبى يَأ أنه قال: «إذا صلى أحدكم إلى شىء فليرهقه»» وقد فسر العوتبي قول النبي ي «فليرهقه» بمعنى فليغشه وليدن منه ولايبعد منهء مستدلاً على ذلك بالمعنى اللغوى لكلمة «رهق» واستعمال العرب لها «يقال: رهقت الشىء وأرهقته شراء إذا غشيته إياه. وقال الله عز وجل ولاترهقني من أمرى عسرا»(). أى لاتغشنى. وقوله تعالى: ولا يرهق وجوههم قتر ولاذلة). أى لايغشى. وأرهق فلان الصلاة إذا آخرها حتی يدنو من الأخرى. وقد أرهقتنى الصلاة إذا دنا وقتها فخفت أن تفوتكء وأرهقت فلاناء أعجلته. ومثله قد أرهقنى بولىء ورجل مرهقء وملحقء ومدركء ومستلحق. قد لحقته الخيل. وتقول قد أرهقناهم الخيل فهم مرهقون, أى الحقناهم الخيل فهم ملحقون. وأرهقتهم أمرا صعباً أى حملتهم عليه»(). وكما استعان العوتبي بالمعنى اللغوى على الوصول إلى المعنى الفقهىء استدل بالمعنى الفقهى على صحة المعنى اللغوىء فقال فى تعريفه للصلاة: الصلاة من طريق اللغة الدعاءء قال الله جل ذكره: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهمڳ9) أى ادع لهم. وقوله تعالى: ¥وصلوات أى دعاء الرسول. وأما الصلاة الشرعية فهو ما ضم إلى الدعاء من الركوع والسجود والقراءة وغير ذلك مما وقف الرسول يل وبينه من مراد الله تعالى بقوله «أقيموا الصلاة». يقول العوتبي بعد ذلك: «ويدل على أن الصلاة دعاء من طريق اللغة أن الصلاة على الحيت دعاء ليس فيها ركوع ولاسجود والله ويورد بعد ذلك كثيراً من الاستشهادات من أقوال العرب (شعرا ونثرا)ء ومن القرآن والحديث؛ مما وردت فيه «الصلاةء بمعنى الدعاء أو بمعان أخرى مثل الرحمة. وكثيراً ما يتطرق العوتبي إلى شرح معنى كلمات وردت ف النص المستشهد بهء وذلك خدمة للمعنى الأصلي الذى يكون بصدده ومن أمثلة ذلك أنه أثناء تعريفه القبلة وتعليل تسمية الكعية قبلةء استشهد بقوله تعالى «فلنولينك قبلة ترضاهاء فول وجهك شطر المسجد الحرام»» فتطرق إلى شرح كلمة «شطر» في سبيل توضيح معنى القبلةء 0 0 يونس . ٥) التوبه ١٠.0 (۳) الضياء ج٥ ص۱۷٠. (1) الضياء ج٥ ص۷۹. ۱۳۲ يقول: «قيل شطره چهته فی کلام العرب. والشطر والجهة والتلقاء والتجاة والوجاه لغتان: والقصد والتحو كله بمعنى وإن اختلفت الألفاظ. قال الشاعر حقاق بن بديه : الا من مپلغ مرا رولا وقال ساعده بن چويیه : ےول لام زثياع أقىمى صدور الخىل شطر بني تمم وقال لقيط الإيادي : وقد اظلكم من شطر ثفركم هول له غلم تغفشاكم قطعا وقال الهذلي : إن العشير تهادی ف مجام رم فشط هما ننا ‎f‏ 1 ر فإذا وجد العوتبى ألفاظاً غامضة شرح معناها لتتضعح دلالة الشاهد على المعنى الذى أورده له. ولذلك شرح ألفاظ بیت الهذلي فقال: «وبروی مسحور» فيالحاء «الغائب»ء وبالجيم «المتقطع». يريد تلقاءها نظر العينء ونحوها جهتها. ناقة صعيهة لم ترکب. قال المفضل: العشبر ناقة. «مجامرها»: فخالطها. وشطرها: نحوها. ومسجور: ضعيف. «والشطر أيضا النصف, وشطر كل شىء نصفهء وقولهم رجل شاطر: معناه فى ثم يعود إلى الموضوع الأصلى فيربط به الكلام السابقء حيث يقول: «وقال أبوعبيدة الشاطر معناه في كلامهم الذى شطر نحو الشىء وأرادهء من قول الله «فول وجهك شطر المسجد الحرام» معناه تحو المسجد الحرام. وشطر فلان على أهله. أى ترکهم مخالفا أو خیٹا»(۲). )۱( العوتبي ٤ الضياء ج صن 1. (۲) الضياء ج٥ ص٦. ۱۳۳ عاد العوتبي فجعل قوله تعا لى فول وجهك شطر المسجد الحرام شاهدا على معنى كلمة «شطر» فی کلام العربء وکانت ف آول کلامه مستشهداً إليه. وأسلوب العوتبي يعتمد على الحوار والتواصل يينه ويب القارىء فكثيرا ما يخاطب القارىءء ويدعو له أو يدعو وهو فى حواره مع القارىء يعتمد على الجدل وفرض القروض والرد عليهاء يقول مثلا: فإن قال قائل كذا.. قلنا له كذاء وإن قيل كذا.. قلت کذا. دقنه ق عناوین أيوايهء فھی تأتی ق الغائب مجرورة يحرف الجر (ف)ء فتأتی هکذا: ”ف العلم»»ء «فٍ الكلمة»› ”ف اداپ العلماء»ء ”ف إخراج الرزكاة»ء «فٍ العفل»ء «فِ التوحيد»ء ”ف القياس»» ”ف الدين». وحرف الجر هنا أفاد معنی التبعيضء وذلك ق المعانى العامة التى يشعر المؤلف أنها أكبر من أن يحيط علمه وتأليفه بها. أما عندما يتصل الأمر بالأحكام الشرعية من حديث عن الحلال والحرام فإن عناوين التكليف. وبابا ما يجوز من الصفات حقيقة ومجازا. وباب مالا يجوز من الصفات. وباب مالا يسع جهلهء وباب ما يسع جهله. وباب ما يجب للمسلم على المسلم. وفصل الواجب على العيد عند أول أحوال التكليف. وباب ما ينقض الصلاةء وباب مالا ينقض الصلاة. وباب الاثم والوزرء وباب الهدى والضلال. وباب الجزية وأحكامهاء وباب ما يحرم من النكاح.. إلى غير ذلك. والفواصل فيها ويستخدم دائما عبارات: يجوز للمسلم كذا..ء ولايجوز له كذاء الإباحةء أو الكراهة. وكثيرا ما يبدأ كلامه ف الأبواب والفصول المتعلقة بالأحكام الشرعية بأية أو حديث يجعله أساساً ينطلق منه. قياب «مايعتق به العبد من قول مولاه أو فعله ومالا يعتق به» يبدا بقوله: «روي عن النبى َة أنه قال: «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح. والطلاق. والرجعة»(۱). وباب «مايحرم من النكاح بالرضاع وما لايحرم منه» يبدأ بقوله: بلغنا عن رسول الله ی آنه قال: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب»(۲). (۲) مسند أحمد بن حنيل ١ : ۳۲۳۹ء الكبرى للبيهقى ۲:۷ ° 4› ۲ء المعجم الكبير للطبراتى 4:۲ ۹. ١۱۳ وباب «في العتق وأحكامه» يبدأ بقوله: قال الله تبارك وتعالى: «إفلا اقتحم العقبةء وما أدراك ما العقبةء فك رقبةء أو إطعام في يوم ذي مسغبةچ(۱). وباب «في المكاتب» يبدا بقوله: قال الله عز وجل: «إوالذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خیراې(). يستخدم كثيرا الألفاظ التى تحمل معنى التوضيح والهداية وأدواتهاء فسمى كتابه في الفقه «الضياء»» وعلل ذلك في مقدمته قائلا: «لأستصبيح بضيائه مهتدياء وأصبح بما فيه مقتدیا»(۲). دارت ألفاظه في عبارته حول معنى الضياء ومصدره أو نتيجتهء فنجد الأفعال «أستصبح» و«أصبح» والأسماء مثل «ضيائه» و«مهتديا» و«مقتديا». ونلمح الربط الرقيق بين الاستصباح والضياء والاهتداء. وسمى معجمه اللغوي «الإبانة»» وسمى كتابه فى الأتساب «موضح الأتساب». معللا ذلك بقوله: «ليكون أوضح دلالة وأسهل طلبة لقارئه والناظر فيە»(). ويتضح من كتاب «الضياء» علم صاحبه بالنحو والصرف اللذين وظفهما العوتبي في الفقةء يقول في باب الاستعاذة: «أعوذ بالل فعل مضارع. علامة مضارعته الهزة في أولهء والمضارع: هو يعوذء فعل مضارع من «عاذ» وهو فعل معتل لأن عين الفعل واوء والأصل فيه «أعون» فاستثقلوا الضمة على الواو. فنقلت إلى الغيرء فصارت «أعوذه فالهمزة في أعوذ إخبار عن النفس: أعوذ أناء والياء للغائب: يعوذء والتاء للمؤّنثة الغائية: تعوذ هى. وللمخاطب: تعوذ أنت يارجلء ويعوذ فعل مضارع يصلح لزمانين. للحال والاستقبال, والماضى لايصلح إلا لزمان منقض قرب أو بعحد.ء فإذا أدخلت على الفعل اللضارع سينا أو سوف أزالتاه إلى الاستقبال لاغيرهء وعوذا مصدرء وإن شئت قلت معاذا أو عياذا أو عوذة وعياذاء كل ذلك صواب. وعائذ اسم الفاعلء واسم المفعول معوذ بهء والأمر عذ للمذكر وعوذى للمؤّنثء وعوذا للاثنينء وعوذوا للرجالء وعذن للنسوة. وعن الفراء قال: العرب تقول: نعوذ بالل من وطأة الذليلء أي أعوذ بالل من أن يطأنى الذليل. ويقول معان الل من ذلكء ومعاذة الله من ذلك وعائذاً بالل من ذلكء وعن الكسائي أن الحسن قرأً: وقل رب عائذا بك من همزات الشياطينء وعائذا بك أن يحضرون. معناه: أعوذ بالل من ذلك. وعن الفراء أن العرب تضرب مثلا أول من قال ذلك سليك بن السليكة: اللهم إنى أعوذ بك من الخيبةء فأما الهيبة فلا هيبةء فالخيبة الفقرء ومعنى هيبة أى أن لا أهاب (١) البلد / ١۱ء ١۱ء ١۱. (۲) الضياء ٠ ج١ ص١٦۱ (۲) النور / ۳۳. (٤) موضح الأنساب ص۷. ١۱۳ أحداً. وقال الخليل: ومعنى معان الله أعوذ بالله. وف الحديث قال: قال النبى يي لرجل يقول: أعوذ يالله «لقد عذت معاذا»ء ومنه الإعاذة. والتعوذ والتعويذ والعوذة ھی المعاذة وتتكره(). واستدل العوتبي على ذلك بالعديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبى َيٍ وأشعار والشعراء. وقد يتساءل وما قيمه کل هذه التصريفات والاشتقاقات للفعل «عانذ» ف هذا المجال؟ والحقيقة أنها كبيرة الأهمية لمعرفة ألفاظ الاستعاذة واشتقاقاتها ومعانيهاء لأن الاستعاذة قول والمتعوذ محتاج لمعرفة كل ذلك حتى يستخدم أيها شاء أو استطاعء ويفهمهما على وجهها الصحيح إذا سمعهاء فلا ينكرها. ويلاحظ من النص السابق علم العوتبي بالنحو وبالإعلال والإيدال والإسناد إلى الضمائر والاشتقاقات اللغويةء ويلاحظ علمه كذلك بالقراءاتء إضافة إلى علوم اللغة وأقوال العلماء في ذلك. وتطرق بعد ذلك إلى نكتة لغويةء وهى أن «الاستعاذة فى العدد خمس كلمات على عدد اسم المستعاذ مته وهو الشيطان, لأنه شين وياء وطاء وألف ونونء فهذه خمسة»(). تحذفهاء وأورد الأدلة على ذك من أقوالهم شعرا ونثرا. وشرح العوتبي معنى كلمة (أعوذ) وكلمة (شيطان)ء ثم تطرق لا تعوذ منه النبى يي روى أنس بن مالك أن النبى ية كان يتعوذ من البخل والجبن والهرم وفتنة الرجال وعذاب القبر والكسل. وعاد إلى الإعلال والإبدال فشرح سيب فتح تون حرف الجر «من» ق «من الشيطان» لتلاشى التقاء الساكنين: وقارن بينهما وبين «عن الشيطان» من حیث سيب فتح النون ف «عن» لانفتاح العين(۲). ويظهر إلمامه يعلوم البلاغةء وذلك في مناقشته للمسائل وتحليل الآراء فيهاء ومن ذلك رده على من الكلام على ظاهره فى قوله تعالى «إفإذا قرأت القرآن فاستعذ بالل من الشيطان فرأى أن الاستعاذة تكون بعد القراءة. معتمداً على أن الفاء للتعقيب. (١) الضياء ج٥ (۲) الضياء ج٥ ص١١٠. انظر : الضياء ج٥ (٤) النحل / ۹۸. ٦۱۳۹ رد العوتبي على ذلك فقال: «والجواب عن ذلك أن تقدير الأمر إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ باللهء وتكون الفاء معناها تباين الحال»() واستدل على ذلك بأقوال البلاغيين فى هذا الشان. وبآيات أخرى من القرآن الكريم وقع فيها هذا التقدير كقوله تعالى: «إإذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم(). وفى الآية إيجاز وهو مايسمى في البلاغة العربية «إيجاز الحصذف» وهو ما يكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثرء من غير أن يختل المعنىء مع وجود قرينة تعين المحذوف(). وقد دل العقل على الحذف وتعيين المحذوف» وف ذلك اكتفاء بالمسبب (القراءة) عن السيب (الإدارة)ء وف ذلك إشارة إلى أن الاستعاذة تكون قبل القراءة مباشرة وليس لمجرد الإرادة. مزج العوتبي المعرفة اللغوية بالمعرفة الفقهيةء فكانت له وقفات فيما يتصل بعلوم اللغة يما يخدم الموضوع الذي يتناولهء فكان لغويا فى فقههء فهو في كتابه الفقهى «الضياء» لم ينس أنه لغوىء فعرف المعانى ومقابلها واستقصى معانيهاء وفسر كل لفظة غريية وردت في كتابهء يقول العوتبي في ذلك: «وقد فسرت جميع ما ذكر فى هذا الكتاب من لفظ غريب ومعنى عجيب ليكون مستغنيا.بتفسيره عن الرجوع فيه إلى غيرهء على أن الغرض الملقصود به والغرض الموضوع له هو وقد تساعءلت ألا يمكن أن يكون ما أورده من معان لغوية فى هذا الكتاب تكرارا ا هو موجود في معجمه «الإبانة» فعمدت إلى بعض الواد اللغوية التى تناولها فى «الضياء»ء وراجعتها مع المادة نفسها ف «الإبانة» فوجدت الفرق كبيرا بينهماء إذ لم يأخذ من اللغة إلى الفقه إلا ما يفيده ولم يأخذ من الفقه إلى اللغة إلا بالقدر المناسبء فهو وإن كان لغويا في الفقهء أو فقيها فى علوم اللغةء فإن أحدهما لم يطغ على الآخر في مجالهء فهو يأخذ من كل جانب إلى الآخر بالقدر الذى يخدمه ولايطغى عليه. ويتضح ذلك من الملحق الذى أثبته فى نهاية البحث لادتين من كتابه «الضياء» ومعجمه «الإبانە». ويظهر أثر علمه باللفة ف أحكامه الشرعيةء وق معالجته لمختلف المسائل في العقيدةء يقول مثلا: «ولايوصف تعالى بأنه «مؤّقن» لأن أليقين هو العلم الى يستدركه العالم بعد الشك والارتياب, أو بعد أن لم يكن يعلمء فيكون قد أيقن بذلك بعد أن كان فيه شاكاء فلما لم يجز أن يكون الله تعالى يعلم من بعد شك لم يجز أن يقال انه موقن»(). (۱) ١ الضياء ج ٥° ص١١۱٠. (۲) المائدة/1. )۳( انظر : الإشارات والتثتبيهات ج۲ ص٤٤ ۱. (٤) الضياء ج\ ص۰۱۷ الضياء ج۲ ص١۲. ۱۳۷ ويقول: «ولايوصف تعالى بأنه «يفهم» الأشياء كما يوصف بأنه يعلمهاء لأن الفهم هو العلم بمعنى الكلام الذى يسمعه حتى يكون إذا سمعه لم يخف معناه... ولايوصف تعالى بأنه «كامل» لان الكامل منا هو الذى تمت أبعاضه؛ والناقص هو الذى نقصت أبعاضه عن أبعاض الكامل مناء وكذلك الكامل فى خصاله منا نحو كمال الرجل فى علمه وعقله ورأيه وقوته وفصاحته وسماحته إنما يصير بهذه الخصا كاملا لتكامل خصاله هذه وتمامهاء ويكون ناقصا عن حد الكمال بنقصان هذه الحال, فلما كان الله سبحانه وتعالى لايجوز أن يوصف بالأبعاض لم يجز أن يوصف بالكمال فى ذاته ولا بالنقصان» ولا لم يجز أن يشرف بأفعاله لم يجز أن يوصف بالكمال من جهة الأفعال كما يوصف الإنسان بذلك»(). وإلى جانب اعتماده على المعنى اللغوي فى نفي هذه الصفات عن الله -سبحانه وتعالى- نجد أنه اعتمد كذلك على العقلء فاستخدم الاستدلال المنطقى فى عدم جواز نسبة هذه الصفات لله تعالى. ومن ذلك أيضا قوله: «ولايوصف تعالى بأنه «بليغ»» ولكن يوصف كلامه بأنه بليغء لأن البلاغة إنما هى للقول على الحقيقة لا للقائل... ولا يوصف تعالى بأنه «نبيل» لأن النبل عند أهل اللغة إنما هو الحسن والجمال مع صيانة النفس وتكامل الخلال المحمودة, فلما كان الله سبحانه وتعالى لايجوز عليه الأحوالء ولم يجز أن يفضل وأن ينبل بأفعاله. ولايتكامل بالخلال كما ينبل النبيل مناء لم يجز أن يوصف بأنه نبيل»(). (١) هنا التفات لطيف من ضمير الغيبة إلى الخطاب من أجل تنبية القارىء أن هذه الصفات للبشر فلا يظن أن ضمير الغائب يعود على اله سبحانه وتعالى. وإنما يقصد به الإنسانٌ؛ والمخاطب منهم. (۲) الضياء ج۲ ص ٣۳ء ٢٤۳. ۱۳۸ ۱- ماده ”ق ےا لل» أ( ق کتاب : القبلة مأخوذة من القبالةء وهى المحاذاة والمقابلةء ويقال منازل فلان قيالة كذا وبحذائه: ويقال أيضا هو قبل له. إذا كان موازيا له متوجها إليه ومقابلا له. قال الشاعر: «إذ لاح سهيل كانه قبل». واستقبل فلان القبلةء إذا وقف بحذائها. وكأن القبلة فى كل بقعة سميت بذلك لأنها بحذاء الكعبة. ويقال الكعبة نفسها قبلة لأنها قبلة لأهل الأرضء وسميت بذلك لأن من استقبلها فهو متوجه إلى الله عز وجل. قال تبارك وتعالى: «إفلنولينك قبلة ترضاهاء فول وجهك شطر المسجد الحرامي() فسماها قبلة. وقال بعضهم سميت قبلة لأن الله عز وجل يتقبل صلاة من يتوجه إليهاء فكأنها فعلة من قبلء يقبلء قبلة وقبولاء كما تقول جلسء يجلسء جلسةء وجلوساًء وقعد قعدة وقعوداً. ومنه قوله تعالى «إفول وجهك شطر المسجد الحرام» قيل شطره جهته فى كلام العرب. والشطر والجهة والتلقاء والتجاه والوجاه لغتانء والقصد والنحو كله بمعنى وإن اختلفت الألفاظ»(). واستمر العوتبي بعد ذلك فى شرح «شطر» مستدلا بكلام العرب خدمة للموضوع الأصلى وهو شرح معنى القبلة. ويعود مرة أخرى إلى مادة «قبل» فيذكر ما وردت فيه من أيات وأحاديث؛ ولكنه يقتصر على ما كان منها متصلا بمعنى القبلة. ب) في معجم الإبانة : تقول هو من قبل أى ومن أمامهء من دبر أي من خلفهء وف القرآن إوقدت قميصه من دير أى من خلفهء ومن قبل أى من آمامه ويجمع فى هذا الموضع على الإقبال والادبار. وسأل رجل الخليل عن قول العرب كيف أنت لو أقبل قبلك فقال أراه مرفوعاء لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو وإنما هو كقولك: كيف أنت لو استقبل وجهك ہما تكره. والقبل الطاقةء قال الل تعالى: لإفلناتينهم بجنود لاقبل لهم بها أى لاطاقة لهم بها وقال ومرصد لك الت لشحناء لىس له بالحل منك إذا أوضحته قبل البقرة / ٤ . (۲) الضياء چ٥ صە. ۱۳۹ وفى موضع آخر هو التلقاءء تقول رأيته قبلا. أى مواجهةء وأصبت هذا من قبله أى من تلقائهء أى من لدنهء وليس من تلقاء الملاقاةء ولكنه فى معنى من عندهء والقبل أن ترىء الهلال أول ما ترى تقول رأيت الهلال قبلا والقبل: اليسير من الأرض يستقبلك تقول رأيت شخصا بذلك القبل. والقبل أن يتكلم الرجل بالكلام ولم يستعد له فى الكفالة به فهو يقبل قبالةء ويقال من يقبل بكایى من يكفل بك قال الشاعر : إن كفي لك رهن بالرضى وقوله تعالى إوحشرنا عليهم كل شىء قبلا أى قبيلا قبيلاء وفسر بعضهم عيانا يستقبلونك كذلك. وكل جيل من الناس والجن قبيلء وقوله تعالى هو وقبيلة» آي من کان من نسله؛ والقبل رأس كل شىء مثل الجبل والأكمة وكثيب الرمل وتحوه. وقبالة كل شىء ما کان مستقبل شىء فهو قباله وهو مقابلهء ومن الجيران مقابل ومداير. قال الشاعر: حمتك نفسي ومعي جاراتى مقايلاتنى ومدايراتى والقابلة الليلة المقبلةء وكذلك اليوم القابل والعام القابلء وهو المقبل ولايقولون منه فعل فعل. والقابلة المرأة التى تقبل الولد عند الولادةء والجميع القوابلء والقبول من الرياح هي لصبا لأنها تستقبل القبلةء وتستقبل الدبورء وهى تهب مستقبلة القبلة من المشرقء وتصير لى الغرب قال الشاعر: فان تمنع سدوس درھمیہهبا فإن الريح طيبة قبول والقبول أن يقبل العفو والعافيةء وهو مصدر تقول يقبلها قبولا بفتح القاف. وتقول تقبل الله منك وعنك عملك قبولاء وتقبلاء قال الل تعالى: «فتقبلها ربها بقبول والقبل فى وعين إقبال السواد على المحجرء وقيل إذا أقبل السواد على الأنف فهو أقبلء وإن أقبل على الصدغين فهو أحرز. والفعل أقبل يقبل قبلاء وامرأة قبلا وعين قبلا. وتقول فعل هذا من ذى قبل أى من استينافء ورجل مقابل فى الكرم والشرف من قبل أخواله وأعمامهء ورجل مقتبل الشباب لم يرفيه أثر من الكبر بعدء قال الشاعر: ليس بعل كبير لاشاب له لكن أثيلة صافي الوجه مقتيل ٤٤۱ قال الأصمعى: كل كبير السن صغير الجرم على واصل ذلك القرارء والعل القراد الضخم والعل من الرجال الذى يزور النسا. ورفع أثيلة على طلب الهاء على معنى لكنه أثيله. وقبيل القوم القيم بأمرهم للسلطان وغيرهء ومصدره القبالة وضمانه القبالة وكل كتاب بين قوم بقبالة أو مقاطعة فهو قبالة قبل عقيب بعد فإذا أفردوا رفعوا فقالوا قبل كقوله -تعالى- الأمر من قبل ومن بعد رفعا بغير تنوين, لأنهما غايتان. فإذا أضفتهما إلى شىء نتصبت تقول جاءنا قبل زيد تادم وبعد خارج إذا وقعتا موضع الصفةء فإذا القيت عليهما من صارا من حد الأسماء كقولك من (قبل زيد) (ومن بعد عمرو) فصار من صفة وخفض قبل وبعد لأن (من) حرف خفضء وإنما صار «قبل» منقادا لمن متحولا من الوصفية إلى الإسميةء لأنه يجتمع فيه صفتان وعليه من لاى من ف صدر الكلام فقلت جيتك قبل عبدالله وجاءنى قبل زيد أو كان هذا من قبل ذاكء فإذا لم تضف ولم تستعمل من مع الإضافة فسبيلة الدفع كقوله تعالى: «لله الأمر من قبل ومن بعد» لأنهما غايتان ليس وراءهما شىء. وقبل الأول وبعد الآخرء والآخر ضد الأول والآخر سوى الأولء وتقول جاءنى رجل ورجل آخرء والآخر دون الرجل الأول»(). ١٤۱ ۲- ماد «ش ن ع« أ( ق کتاب «الضناء» : ليوضح ما تحمله الكلمة من معنى القبح ليؤكد قبح المخالفةء يقول: «ذكر شىء من شنع مخالفينا والذي جازوا به عن الصواب» والشنع هو و(الشنع) و (الشناعة) و (الشنوع) كل ذلك من قبح الشىء الذى يستشنع إذا قبحء يقول شنع الشىءء فهو يشنع إذا قبح وقال القطامي: ونحن رعيية وهم رعا ولول رعيهم شنع الشنار ونسخة (شنع) بضم النونء والشنار هو العار. و (شنع) الخلق وأشنعء وقصة شنعاء أى قبيحةء وأمور شنعء وقال وف الهام منها مطرة وشنوع, أى قبح واختلاف يتعجب منهء وتقول (رأيت أمراً شنعت به شنعاً) أى استشنعته. وقال مروان بن الحكم: فوض إلى الله الأمےور فإنه سيكفيك لايشنتع برايك شانع وتقول: (شنعت) على فلان هذا الأمر شنيعاء وقد استشنع بفلان جهله(). وبعد هذا الشرح لمعنى كلمة «شنع» أورد العوتبي مخالفات مخالفيهم ورد عليها وقدم أدلته. ب) في معجم «الإيانة» : شنع فلان على فلان أى أخبر بأمر قبيح شديد عظيمء وتقول شنعت على فلان هذا الأمر تشنيعاء وقد استشنع بفلان جهله. وكلام العرب أمر أشنعء وخصلة شنعاء إذا كانت شديدة عظمية. قال: إذا ما أنتكر الكلب أهلهم (١) العوتبي ٠ الضياء ج۳ ص۱۹۳. ٤٤۱ معناه إذا لبسوا السلاح وتقنعوا به فأنكر الكلب صاحبه منعوا جارهم من أن ينزل به أمر شديد عظيم. ويقال ضلعنى الأمر إذا غلبنى واشتد علىء والشنع والشناعة والشنوع كله مثل قبح مايستشنع إذا قبح قال القطامى: ونحن رعية وهم رعاة ولول رعيهم شنع الشنار الشنار هو العارء وقصة شنعا أى قبيحةء قال وف الهام منها نظرة وشنوع أى قبح واختلاف يتعجب منه. وتقول رأيت العام أمرا شنعت به شنعا أي ونلاحظ اتفاقا إلى حد ما بين الكتابين فى المادة الثانيةء وذلك لأن المادة لها معنى واحد ووجه واحد فى أي حقلها الدلالي واحد. (١) العوتبي . الإبانة ص٤٤ ٠. ١٤۱ الملصادر والمراجسع ١- مصادر ومراجع عربية : الدكتور أحمد الحوفي والدكتور بدوى طيانةء نهضة مص الطبعة الأولى. الجزء الثالث. - البطاشى (سيف بن حمود)ء إتحاف الأعيان فى تاريخ بعض علماء عمان. مسقطء الطبعة الأولى ۲ م. الفجر الحديثةء حمص ۸ م. - الجاحظ (أبوعثمان عمرو بن الحيوانء تحقيق عبدالسلام هارون. طبعة البابلى الحلبى. القاهرة ٥م الجزء الثالث. - الجرجانى (عبدالقاهر)› ولائل الإعجازء تحقيق محمود محمد شاكر. مكتية الخانكى: - حماسة (د. محمد)› الحو والدلالةء مطبعة المدينة؛ مصر ۳ م. - الخطيب القزوينى (جلال الدين أبوعبدالة محمب بن عبدالرحمن) الإيضاح. تحقيق لجنة من علماء الأزهرء مکتیه المتنبىء يغدادء - الرماني (أبوالحسن على بن عيسى). النكت فى إعجاز القرآن (ضمن ثلاث رسائل فى إعجاز تحقيق محمد خلف الله والدكتور محمد زغلول سلام. الطبعة الثالثة. دار المعارف, ممصي . - الزمخشري (محمد بن عمر بن محمد). أساس البلاغةء دار الشعب, القاهرة ۷ه - شكرى عياد (دكتور). اتجاهات البحث الأسلوبي. دار العلوم للطباعة والنشرء السعودية ٥۱۹۸ م ٤٤۱ - شفيع السيد (دكتور) الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبىء دار الفكر العربى, القاهرة ٦ م - صلاح فضل (دكتور)ء نظرية فى النقد الأدبى, الأنجلو المصريةء الطبعة الثانية ۱۹۸۰ م. - العسكري (أبوهلال الحسن بن عبدالل)ء الصناعتينء تحقيق محمد على البجاوى والدكتور محمد أبوالفضل ابراهيم. مطبعة البابلى الحلبى. القاهرة. الأجزاء ١-۱۱. - محمد عبدالمطلب (دكتور) البلاغة والأسلوبية, الهيئة اللصرية ١٤۱۹۸. - مخلوف (د. عبدالرؤوف). من قضايا اللغة والنقد والبلاغةء دار الفلاح. الكويت, الطبعة الأولى ۱۹۸۱ م. -_ اين منظور ( محمد ين مکرم)› لسان العربء دار صادر؛ء يروت ٦ م. ۲- مراجع مترجمة : = برند شیلنر:ء علم اللغة والدراسات الأدبيةء ترجمه د. محمود جاد الربء الدار القنيةء ۳- مراجع أجنيية : - G. Haugh, Style and Stylistics, Landan, 1969. - S. Ulmann, Meaning a Style, Oxford, 1973. ٤- مخطوطات : - العوتبي (سلمة بن مسلم). الإبانةء مخطوط بوزارة التراث القومى مسقط. ٥ دوریات : 7 درویش (د. أحمد)› الأسلوب والأسلوييهة (مدخل ق الصطلح وحقول اليحث مجلة فصول المجلد الخامس سنة ١۱۹۸م. ٥۱ ۱۱ القراءة السادسة منهج التاريخي عند العوتبي ١۱ ١- العوتبي بين مدارس التدوين التاريخي. ۲- أهمية كتاب الأنساب التاريخية. ٢- البناء الفني / التاريخي لكتاب الأنساب. ٤ طبيعفة انتقاء المادة التاريخية. ٥ مصادر العوتبي التاريخية. 1- طرق النقل والإسناد عند ۷- النقد التاريخي عند العوتبي. * الخاتم 4. * الملصادر والمراجع. ١٤۱ مو أهمة علم الأنساب : قدمت عمان للحضارة الإسلامية إنجازات هامة في كافة المجالات: من سياسية وفكرية وثقافية وغير ذلك. ويقف العوتبي على قمة العطاء العماني للثقافة الإسلامية بصورة عامة معتمداً على ما قدمه لها من مؤلفات متنوعة ف الفقة والعقيدة واللغة والأنساب. وكان للدراسات التاريخية التى ظهرت ف أخباره في كتاب «الأنساب» أهمية كبرى من الجانب التاريخي. واعتبر كتاب الأنساب مصدراً أساسياً من مصادر التاريخ الإسلامي وأهل العوتبي ليكون مؤرخا قديرا. ولذلك قمنا بدراسة حول منهج العوتبي التاريخي من خلال استعراضنا لكتابه الأنساب, وقد تمكنا من خلال الاطلاع على أخباره بين سلسلة الأنساب من الحصول على أسس هامة جعلت للعوتبي منهجيته الخاصة بين مؤرخي عصره من القرنين الرابع والخامس الهجريينء وساعده على تمكنه من امتلاك تلك المنهجية التاريخية الخاصة به امتلاكه لمعارف عديدة وعلوم متنوعةء فجأءت امكانياته واضحة ف التمكن من السيطرة على الخبر والتعامل بصدق وأمانة مع الرواية. وقد حددت مكائة العوتبي بين مدارس التدوين التاريخيء وأيرزت أهمية المادة التاريخية المتوافرة في كتاب الأنساب بالنسبة لجوانب التاريخ الإسلامي بصورة عامة والتاريخ العماني بصورة خاصةء على أساس أنه قام بسد فراغ كبير كانت تعاني منه مكتبة التاريخ العمانيء وأكمل حلقات مفقودة من حلقات التاريخ. كما تعرضنا لطبيعة انتقائه للمادة التاريخية من خلال سلسلة أنسابيه. كما عددت أهم المصادر التى استقى منها العوتبي أخباره ورواياتهء وأبرزنا أهميتها. وحددت من خلالها طرق النقل والاسناد التي التزم بها العوتبي في التعامل مع النص التاريخي وأسلوبه الذي التزم به في عمليات النقد التاريخي للخبر والرواية. هذا .. وعلى الله قصد السبىل ›»› ۸٤۱ )۱( العوتبي بين مدارس التدوين التاريخي لكتاب الأنساب لسلمة بن مسلم العوتبي أهمية كبرى بين مصادر التاريخ الإسلامي. ذلك أن الدراسات والأخبار التي وردت به قدمته بين صفوف مؤّرخي عصره. وكان اهتمام العوتبي بتدوين كتاب للأنساب امتداداً للاهتمامات العربية والإسلامية منذ عصر الخلفاء الراشدين, في الوقت الذي حرص فيه الخليفة عمر بن الخطاب على إنشاءُ الديوان. مراعياً يذلك الاعتبارات الدينية والقبلية في أن واحد. واستمرت عناية المسلمين بهذا العلم في العصر الأموي عندما قامت الخصومات ونشأت الشعوبية(۱). وأصبح علم الأنساب عند المسلمين بمثابة الأعمدة والهيكل العام الذي نسجت معه ومن خلاله الأخبار التاريخية والروايات المتعددة. وارتبط علم التاريخ بهذا الأمر منذ البداية. حيث احتوت كتب الأنساب على العديد من الأخبارء وحيث بدأت كتب الأتساب تقوم بدراسة تاريخ العرب أفقياً ورأسياً. معتمدة على الروايات القديمة لتسجيل تاريخ حركة القبائل ورجالها السابقينء كما بدأت تعتمد على مخرجات النهضة الثقافية في العصر الإاسلامي. وأدرك العوتبي أهمية علم الأنساب والتأليف فيه وحث أهل الأدب والعلم على تعلمه ليحفظوا بذلك أنسابهم ويصلوا أرحامهم ويأتوا ما أمروا بهء وينتهوا عما نهوا عنه من سوء الفعال وتجنب الأراذل والجهال(). ومع شجرة الأنساب العربية التى رسمها العوتبى في كتابه ولدت مادة تاريخية وأصبح لعالمنا العوتبي قدرة المؤرخ الواعي. وأصبحت تلك المادة التاريخية مصدراً هاما من مصادر التاريخ العماني. ووضعت كتاب الأنساب ضمن أرفف المكتبة التاريخية العربية والإسلامية. وقبل الحديث عن منهج العوتبي في كتابة التاريخ والتعامل مع النتص التاريخيء كان لابد من التعرض لتطور عملية التدوين التاريخي وكتابة التاريخ حتى القرن الخامس الهمجري. في مختلف نواحي العالم الإسلامي. من أجل تحديد مكانة العوتبي كمؤرخ عمانى بين تلك المدارس التاريخية. (١) سالمء السيد عبدالعزيز. مناهج البحث في التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية ص١۷ء الاسكندريةء بدون تاريخ. )۲( الأنساب, ص١۱ . ص ۱۱ء طبعة وزارة التراث القومي والثقافة ء . سلطنة عمان سنة ۱ ع. ۹٤۱ فقد بدأت عملية التدوين للعلوم العربية في الإسلام منذ نهاية القرن الأول الهجري. لكنها ظهرت بشكل واضح في منتصف القرن الثانى الهجري, خاصة سنة ۱ه حينما ظهرت مصنفات هامة مثل: موطا مالك بن أنس في المدينةء ومغازي ابن اسحق ومصنفات الأوزاعي بالشام وسفيان بالكوفة وغير ذلك(). وكان علم التاريخ من العلوم الإسلامية التى ظهرت ضمن علوم الثقافة الإسلامية منذ البداية("). وقبل ذلك كانت هناك طرق لحفظ العلم وتبويبهء لكنها ظلت تتطور حتى بلغت أوج أزدهارها في القرنين الثالث والرابع الهجريين. وبالنسبة للتاريخ فقد مر هو الآخر بمراحل حتى وصل إلى مرحلة متقدمة من التدوين التاريخى في عصر العوتبى. فقد كانت الأخبار والأنساب تروى. وكانت تلك المرحلة المبكرة ذات أهمية في تكوين الجمهور التاريخى وشكلت الحاسة التاريخية عند المسلمين بما تكون لديهم من معارف تاريخية. وكان من رواد ملك المرحلة جبیر بن مطعم (ت ۹ ٥ه / 1۷۹م) وأبوالجهم بن حذيفة وأبوبكر بن الحكم. وقد امتدت تلك المرحلة حتى مطلع القرن الثانى الهجري. وظل التاريخ فيها مرتبطاً بالحديث والسير. ثم بدأت مرحلة ثانية في التدوين التاريخى واهتم الأخباريون خلالها بجمع الأخبار من كافة المصادر والجهات وتبيويها تحت عناوین خاصة معينة. وظهر في تلك المرحلة رواد لها من الناحية التاريخيه مثل الهيثم بن عدي (سنة ٢۲۰۸ والواقدي (ت ۲۰۷ه) وأبي عبيدة معمر (ت ۱١ ۲۱ه) ونصر بن مزاحم (ت وقد ألف الأخير كتبا متخصصة في قضايا تاريخية مستقلة مثل: الجملء صفينء مقتل الحسين. وغير ذلك(). ومنذ تلك المرحلة بدأت عمليات الاستقلال تظهر بين علم الأنساب وبين علم التاريخء فألف محمد بن السائب الكلبي (ت ١٤٠ه) في أنساب كل قبيلة على حده. وأكمل من بعده ابته هشام ليكمل هذا العمل(). كما كتب على هذا الدرب أيضاً أبواليقظان النسابة (ت 0 ۱1۹ وجاءت مرحلة النضج للتدوين التاريخي في القرنين الثالث والرابع الهجريين؛ على أساس الاهتمام بوحدة التاريخ الإسلاميةء ووحدة تاريخ البشريةء على أساس أن الإسلام دين يحمل في ذاته فكرة تاريخية عميقة أوضحتها العقيدة الإسلامية في آيات كريمة عدة منها «ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وكان الهيثم بن عدي أول من قام بوضع كتاب تاريخ مستقل مرتباً أحداثة على أساس السنين محققاً بذلك ثورة في )۱( تاریخ الخلفاء للسيوطي 4 ص٦۲. (٤) سترد ترجمة كاملة لهؤلاء في دراستنا مصادر العوتبي التاريخية. (۲) الذهبي . تذكرة الحفاظ ٠ ص١ ٠ ص١١۱. (0) ابن النديم , الفهرست . ص۹۸. ۵۰ المنهج التاريخي مع بداية القرن الثالث الهجريء كما ألف كتابا في الطبقات لتراجم الرجال. ومع تطور عمليات وأدوات التدوين التاريخي وتوفرهاء ومع تطور منهجية التدوين واستفادتها من المراحل السابقة عرفت البواكير الأولى لظهور مدارس تاريخية إسلامية لكل منها أسلوبها ومنهاجها في تدوين التاريخ()ء في ظل المؤلفات العديدة التى ظهرت بين اللسلمين والمهتمين بالتاريخ. كما أن ديار الإاسلام قد امتدت واتسعت واختلفت أقاليمها وشعوبهاء واختلفت بالتالي أنواع المعارف التاريخية. كما اهتم الناس بتفسير الإشارات القرآنية العامةء والتي تتصل بالأمم السابقةء كما بدأ المسلمون في الاهتمام بأخبار الرسول ي وتسجيل الفتوح والمعارك في العصر الإسلاميء بعد أن أضحت حدثا إسلامياً عالياً بعيدة عن النظرة القبلية السابقة في الوقت الذي عثر فيه المسلمون على معارف تاريخية هامة عند الشعوب التى دخلت معهم في الإسلام(). ومن أهم تلك المدارس التاريخية ما يلي : * أولاً : مدرسة الشام : وهي المدرسة التى نمت في عهد معاوية بن أبي سفيان. وقد عنيت تلك المدرسة بالتاريخ والأنساب والفتوح. وأصبحت بذلك وسطا بين المدرستين: المدنية والعراقية. وقد تخصصت تلك المدرسة في المقام الأول بالمغازي. كما أنها سبقت مدرستي المدينة والعراق من الناحية التاريخيةء في الوقت الذي اهتمت فيه مدرسة المدينة بينما اهتم العراقيون بالأيام والأنساب(). ومن أهمْ روادها: أبوعثمان الصنعانى وجبير بن نقير الحضرمي (ت ۰0 ۸ه) وعبدالرحمن بن جبيرء وقد قدم معظم روادها من مناطق العالم الإسلامي المختلفة خاصة من اليمن بفضل جاذبية العاصمة السياسية من جهة واهتمام معاوية والأمويين بالتاريخ من جهة ثانية. * ثانياً : مدرسة الدمن : وهى مدرسة تاريخية ظهرت من أجل اثبات جواتب التاريخ اليمني القديم ونسب القحطانية. ولكنها أخذت تنمو في المنهج القصصي والأسطوري. ولعل ذلك يرجع إلى انصراف النسابين والمؤرخين اليمنيين صوب الشام والعراق ومصر واستقرارهم هناكء وكذلك انعزال اليمن من الناحية الجغرافية وتبوؤ الخليج العربي المكانة الهامة في مجالات )۱( ممن ٠ حسين . التاريخ والۇرخون ‘ ص (۲) مصطفى , المرجع السابق » ص١٤ ٠۱. (۳) ابن النديم , الفهرست .٠ ص۹۳. ١٥۱ الاتصال. واهتمت تلك المدرسة بتاريخ اليمن الأول. وظهرت على غرارها مدرسة الفرس أيضا التي اتجهت توجهاً اقليميا. چ ثالقاً : مدرسة المددنة : وهى المدرسة الكبرى لبدايات التدوين بصورة عامة في الإسلامء بسبب موقع المدينة في التاريخ الإسلامي. ويعتبر عبدالله بن عباس من مؤسسيها الأوائلء بسبب اتساع معارفه ومكانته العلمية الكبيرة حتى سمي بالبحر. وقد ورد إليها رواد في الأخبار القديمة مثل ابن منبه وغبره. وقد عملت على حفظ السيرة * رايعاً : مدرسة العراق : حیث أجد جتمعت في العراق في صدر الإسلام تيارات ومصادر ثقافية أساسية كونت أساسا لكانته في تدوين التاريخ وهى: الثقافات الفارسية واليونانية ثم الثقافة العربية والإسلامية. وقد وجد الفكر الإسلامى بها مستقرا له في مراكزها الإسلامية الجديدة في ورغم ظهور تلك المدارس للتدوين التاريخي والتزامها بمناهج محددة في التعامل مع الأخبار والروايات إلا أن علم الأنساب ظل متداخلاً مع المادة التاريخيةء خاصة وأن معظم القضايا التاريخية ارتبطت بهذا العلم أيضا. وجاء سلمة بن مسلم العوتبي من صحار ليشكل مدرسة مستقلة تجمع بين مناهج تلك للتدوين من بينها: 7 صحار الاستراتيجي على طرق التجارة العالميةء حيث بلغت أوج أزدهارها في باتها خزانة الشرق وأعمر مدينة بدار الإسلام. و وقد أهلتها تلك الظروف لتقوم ‏ بدور ٹقافي مواڑ لدورها الاقتصادي أيضا. وقد عاصر العوتبي بعض هؤلاء العلماء وأخذ عنهم ومن هؤّلاء أبواسحق ابراهيم بن مسلم الضاحى العوتبىء وكان عالاً بالنسب وأخبار الأمم السابقة(). ت )۱( الدوري نشأة علم التاريخ ‘ ص۲۸. (۲) الانساب ء ص١ ء ص١۱۷. ٢ كما أدى قرب صحار من البصرة ومراكز العراق الثقافية إلى استمرار الاتصال العلمى والفكري بين الطرفين. في الوقت الذي نبغ فيه العديد من أهل عمان في تلك المدارس. وكانت صحار على اتصال أيضاً باليمن. من هنا فقد قام سلمة بن مسلم العوتبي بإبراز سمات مدرسة في منهجه التاريخي من ١- اهتمام العوتبي بأنساب القحطانيةء على أساس أن معظم عرب عمان يرجعون ۲- جمع العوتبيي يبن تخصصات المدارس الأخرى ويتضح ذلك في تنوع مصادره. ۳- أهتم العوتبي بتسجيل أيام أزد عمان ف الجاهلية والإسلام. وظهر ذلك في حديثه عن يوم سلوت, ثم اشتراك أزد عمان في حملة عثمان بن أبى العاص ضد الفرس. \ o۳ (۲) أهمية کتاب «الأنسات»› التاريخية يعتبر كتاب الأنساب أو «موضعح الأنساب» من أهم المؤّلفات التى تحتوى على جوانب تاريخية للعوتبي. بسبب ما اشتمل عليه من حوادث وأخبار وتراجم غاية في الأهمية بالنسبة للتاريخ بصورة عامةء وتاريخ عمان بصورة خاصة. أي أنه جعل من كتاب الأنساب معونة وزاداً لطلاب الأدب والعلم والفقةء ويعلل ذلك بقوله «لأن طالب العلم والحديث إذا لم يكن يدري علم النسب وسمع حديٹا قد صحف فيه اسم أحد على غير جهتهء أو نقل من قبيلة إلى غيرهاء جاز ذلك عليه. وإذا كان بالأنساب عااًء وبالأخبار عارفا أنكر ذلك ورده إلى نسبه واسمهء وأتي بالصواب في موضعه وحقيقة أصله»(). ويستطرد العوتبي في تحديد هدفه من كتابه بقوله «وجعلته جامعا لا يحتاج إليه من علم الأنساب, إذ كان علم الأنساب يلزم كل من كان من قبائل العربء ومن انتحل شيئا من فنون الأدب»(۲). - احتوى أنساب العوتبي أيضا على توضيح وتصنيف لأهم الممالك القديمة وحكامها منذ بداية عصور الحضارةء حسب ما استقى من مصادره؛ وحتى منتصف القرن الرابع الهجري. ويؤكد ذلك بقوله «ثم نظمت بعد تصنيف أجناس ملوك الدنيا من لدن آدمء -عليه السلام- إلى سنة ثلاثمائة وخمس وأربعين من تاريخ الهجرة»). تمكن العوتبي من تحديد أهم الممالك القديمة التى شهدتها منطقة شبه الجزيرة العربيةء وتحدث بالتفصيل عن مملكة «إدم» وحدد مكانها الجغرافي في منطقة الأحقاف(). كما حدد أنسابهم إلى نوح -عليه السلام- وتتبع أخبارهم. باختصار بعد إهلاكهم؛ وتوجه من نجا منهم إلى مناطق الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية باتجاه مكة ويثربء مع الإشارة إلى أوضاع مكة ويثرب في تلك الفترات(°). كما استعرض أخبار الأمم الأخرى في مناطق الحجر()ء مع ذكر الآيات القرآنية الكريمة التى وردت بخصوص تلك الأممء وكذلك أحوال وأوضاع ملوك جنوب العراق من النماردة. وإن كانت معلوماته عن منطقة جنوب العراقء زمن سيدنا ابراهيم -عليه السلام- قد اقتصرت على تحركات الجماعات الساميةء دون ذكر الأمم الأخرى التى استقرت بها وأسست حضارات راقية منذ تلك الفترة. (۲) العوتبي ؛ المصدر نفسه . ص١٠٠. (۲) نفسه . ص١ ٠ ص۱۱۳. (٤) يقصد بالأحقاف الجزء العمانى من صحراء الربع الخالي. وتقع رمال الأحقاف - جنوب عمان وشرق حضرموت . ورمالها كثيرة وغزيرة تعرف بالاحقاف. ٤0 وتکاد روایات العوتبي التاريخية عن تلك الفترة تتفق مع أخبار وروايات المؤۇرخن والجغرافيين المسلمين السابقين خاصة عند الطبريء في تاريخ الرسل وعند اللسعودي. في مروج الذهب ومعادن الجوهر(). ورغم اعتماد العوتيي على رواة عدة ي حديثه عن أخبار تلك الفترة من أمٹال محمد بن اسحق باسناده عن أبن عباس وعمرو بن دينار. والكلبى(۲)ء إلا أنه استقى مادته التاريخية عن مصدر هام وأساسي لتلك الفترة وهو: وهب بن منبه الذماري اليمني. الذي ولد سنة ٤ه وتوفي سنة ١٤۱٠ه وعبيد بن شرية. ويعد وهب بن منبه المصدر الأساسي لأخبار الأمم القديمة في مصادر التاريخ الإسلامى بصورة عامةء وقد ساعده على ذلك اطلاعه على كتب وأخبار الأمم القديمة فأبوه منبه من هراة بخراسانء قدم إلى اليمن ثي جيش كسرى لنصرة سيف بن ڌي يزنء حینما استنجد الأخير بالفرس ضد الأحباش المحتلين لبلاده. وقد أسلم منبه زمن النبي يي وولد ابنه وهب سنة ٤ه في بلدة ذمار, بالقرب من صنعاءء ونشأ على الزهد وحفظ أخبار الأنبياء والأممء حتى أطلق عليه المؤرخون وغيرهم ألقاب عدة منها: الأخباري صاحب القصصء أو صاحب الأخبار والقصصء والعلامة القاص» وهو بجانب ذلك يعد من أهم أعلام طبقة التابعين. كما أتاحت له فرصة الاطلاع على الثقافة العبرية واليونانية والسريانية فرصة هامة ليكون المصدر الأساسي لتاريخ ما قبل الإسلام(). وبذلك جاءت روايات العوتبى التاريخية عن الشعوب والأمم السامية القديمة بصورة مرتبة ومنظمةء زاد من ترابطها وتنظیمها اعتماده على مصادر آخری مع روایات وهب بن منبه مثل رواياته عن جبير بن مطعم بن عدي القرشي(). - جاءت روایات العوتبى التاريخية موثقه بمصادرهاء كما جاءت واضحة ف عرضها حيث اهتم بإبراز أثر البيئة على الأنسانء وحدد المناطق الجغرافية التى بدأت تشهد تدفق لهجرات الجماعات البشرية منذ القدم. وتمكن بصورة واعية من تحديد المفهوم الجغرافي العام لشبة الجزيرة العربية. على أساس إحاطتها بالبحار والأنهار. ثم قسم شبه الجزيرة العربية إلى أقسام خمسةء هي: تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وعمانء بحيث )۱( أابوجعفر محمد بن جرير الطبريء توفي سنه ٥٠ھ کتاره تاريخ الرسل والملوك. (۲) الملسعودي, أبوالحسن على بن الحسين. توفي سنة ٦٤۲هء مروج الذهب ومعادن الجوهر . ص١ )۳( سيرد ترجمة لكل منهم على حدة. (٤) من أهم كتيه : قصص الانبياء السابقين؛ مما يدعى بالإسرائيليات: وكتاب تاريخ اليمن القديمء وهو مطبوع باسم «التيجانء يختص بملوك حمير واخبارهم مع أساطير يمينة قديمة. كما توجد له كتب في الفتوح. كشف الظنون .٠ ص۲ ص ۷٢٤۲. (°) كنيته ابوسعيدء كانت له مكانة في الجاهلية والإسلام؛ مات سنة تسع وخمسين في المدينة. - انظر : البسد ‎To.‏ أبوحاتم محمد بن حيانء (مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار). تحقيق مرزوق علي ص۳۲ء پیروت؛ سنة ۱۹۸۷م. تشمل اليمن القسم الجنوبي الغربي: وعُمان القسم الجنوبي الشرقي. بينما جعل اليمامة والبحرين وما والاهما عروضا(). ونظراً لأهمية سواحل شبه الجزيرة العربية في الأحداث التاريخية وسبل الاتصال الحضاري المستمرء فقد تمكن العوتبي في الأنساب من تحديد أهم المحطات والمراكز الحضارية بداية من البصرة وكاظمة على رأس الخليج العربي وحتى ميناء أيلة على ساحل خليج العقبةء في الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية()ء مما أعطى لرواياته وضوحا في عمليات الربط التاريخيء وفهما في استخلاص العديد من الحقائق التاريخية. وما كانت البصرة() والكوفة() ذات أهمية تاريخية في صنع القرار والحدث التاريخي. منذ تمصيرهما في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ۲۳ فإن العوتبي قد قام بتحديد سواد كل منهما على حدة قبل التعرض لأنساب القبائل بالتفصيل(°). وذلك لبيان حركة القبائل العربية صوب العراق والمشرق الإسلامي عبر هذين المصيرين الجديدين: خاصة أثناء عمليات التدفق العربي الكبير في الأراضي الفارسية بعد انتصار المسلمين في معركة القادسية, وكذلك خلال العصر الأمويء بعد ذلك وكان لهذين المصيرين الدور الكبير في تنظيم عمليات الهجرة والتدفق العربي بصورة واضحة. حاول العوتبي ربط أشكال البشر وألوانهم وصفاتهم ببيئتهم الجغرافيةء وذلك بقوله: «وكانت الأرض ثلاث منازل» فما كان قبل مهب الشمال والصبا وهو الصفون. عن يمين الشمال إلى مغربها فلبني يافث بن نوحء فجعل الل فيهم الشقرة والحمرة لبعد أرضهم وسمائهم عن الشمس»() واستمر في تحديد أثر البيئة أيضاً على الأجناس البشرية الأخرى. مع تعليل لأسباب انتشار الأوبئة والأمراض في بعض المناطق من العالم(١). وكان لتلك الجوانب الجغرافية أثرها في تعزيز الروايات التاريخية عند العوتبىء خاصة وأنه عرضها قبل عمليات التفصيل لأنسابه. ۱ () الأنساب » ص١ ص٦۷ ص۷۷. (۲) تفسه ص١ ؛ ص۲۷۷ ص۷۸. (۲) أمر الخليفة عمر بن الخطاب قائده عتبة بن غزوان بتأاسيس مركز في منطقة اتصال الصحراء العربية بسواد العراق. وبدا عتبة التخطيط لها منذ سنة٤ اه ١۳٠م حيث كان الهدف من تأسيسها منذ البداية أن تكون مركز؟ للجند والمقاتلة ضد لكنها ازدحمت بالسكان بعد ذلك بسبب أهميتها التجارية والاستراتيجيةء حيث أصبحت مدينة الدنياء ومقصد التجارء ومنارة الفكرء ومدينة الساج والعاج والديباج والنهر العجاج. انظر : البلاذريء احمد بن يحییء ت۲۷۹ھ فتوح البلدانء ج۲ء ٥٤٦٤ء مصر. - الجاحظء عمرو بن بحرء ت ٥٥۲ البيان والتبيينْ؛ ص ١ء ص٢٤ ۲. - المقدسي . محمد بن أحمد ء ت ٠ه أحسن التقاسيم لي معرفة الأقاليم ٠ء طبعة بيروت. (٤) تاسست تلك المدينة زمن عمر بن الخطاب سنة 1۳۸م لأهداف عسكرية أيضا. )°( الأنساب « ص ۱ء ص ۷۹۔ (۱) نفسه . ص١ ص۷۸. (۷) نقسه . ص١ ٠ ص۷۸. 123 - ومهما يكن من أمر فإن أنساب العوتبي يعد المصدر الأول والمعول الأساسي والمعين الغزير لتتبع أحداث التاريخ العمانيء منذ بداية قدوم الجماعات العربية بها وحتى القرن الرابع الهمجري/العاشر الميلاديء خاصة وأن هناك جوانب أساسية في التاريخ العمانى قد في العصر العباسي()ء ويرتبط تلك القضية بقضايا العلاقات العمانية العباسية في امقام الأول. كما كان للصراعات الداخلية في عمان أثرها في طمس مصادر التاريخ العمانىء هى الأخرى. من هنا كان للعوتبي الفضل الأول في إعادة بناء التسلسل التاريخي لحلقات الدور العماني في تلك القترة الهامةء خاصة وأنه تمكن من خلال وعيهء وموقع بلدته عوتب بصحار وسعة اطلاعة أن يكون صورة شاملة ومنظومة متكاملة للإنتشار العمانى في أرجاء العالم الإأسلامي. وبذلك سد هذا المصدر النقص والندرة في موارد التاريخ العمانى ففى الجزء الأول من أنساب العوتبيء كان من المفروض أن يخصص من أجل توضيح وقدمته على يعرب بن قحطان إذا كان منهم خاتم النبيين وإمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد نبينا صلوات الل عليه وعلى آله الطاهرين وعترته تراجع»(). وقد عاب العوتبي على بعض أهل النسب حينما عمدوا إلى تقديم يعرب بن قحطان على نسب معد بن عدنانء مستندين إلى أن يعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية. وا لی اسمه نسب اللسان العربي وسمي عربياً إذ نسب إلى يعرب بن قحطانء وأورد لذلك شعرا: أنا ابن قحطان الهمام الأيمن الملحرب ذي التهلل 1 . : أناا باللسانا ياقوم سيروا في الرعيل الأول ۱ ليدی د ن المسهل ۰ ء ۰ : : ‎a‏ س ف المنطق الأبين غير المشكل فسرت والا في تبليل مجري عبن الشمس في تهمل؛) (۱) قضية البحث في التدوين التاريخى عند المسلمينء حديثة العهدء ويبدو أنها بدات منذ قرن واعتمدت على الكتابات التاريخية الشاملة التى دونت في العصر العباسيء خاصة منذ القرن الثالث الهجري. واعتقد أن ذلك هو بداية التدوين. لكن هناك شواهد تدل على أن هناك مدونات وصحفا في أيدي المؤرخين قبل ذلك لكنهم كان ينقلونها شفاهة ويرجعون إلى نصوصهم وقت الحاجة. وكان بعض الصحابة والتابعين يقولون في رواياتهم للاخبار: «وجدت في كتاب ابي فلان أو کتاب آبائی». - انظر : سزكين, فؤاد, تاريخ التراث الإسلامىء ص١ء طبعة القاهرة. (۲) قاسم جمال زكرياء تاريخ عُمان بين الوثائق والمصادر الأجنبية والحليةء ص١۲۹ء فعاليات ومناشط, المنتدى الأدبي. (۳) الأنساب ص١ ٠ ص١٤ ١٠. (٤) الصدر السابق ٠ ص١ ص١٠٠. \ o۷ إلا أن العوتبىء -رغم ذلك- كان مشدوداً نحو أنساب القحطانية باستمرارء ولم يخلف لذا إلا ورقات معدودة عن نسب العدنانيةء فسرعان ما يعود إلى عرض لأنساب القحطانية بصورة شاملة ومركزة وواعية ومترابطةء في حين ينتقل بين أنساب ربيعة وعبدالقيس وياد بصورة سريعة(). لذا فقد أصبح العوتبي حجة هامة في أخبار القبائل القحطانية وأنسابها وتاريخها منذ عصور ما قبل الإسلام؛ بل تمكن من تحديد الجماعات العدنانية التى دخلت في محيط قحطانى أو العكس. حيث أشار إلى خروج بني مازن بن سعد من مذحج وإدعائهم الى ٻني تميمء حتى عصرهء وكانوا قبل ذلك مع جعفي بن سعد حتى قتل المخزم بن سلمه عبدالله ابن معدي کرب فخافت بنومازن بن سعد من عمروء فارتحلوا إلى تميم وانتسبوا إلى مالك بن عمرو بن تمیم(). وقدم العوتبي لتاريخ القحطانية عمقاً هاما حينما تحدث عن امتداد النفوذ العربي القحطانى إلى جهات بعيدة من العالم القديم مثل التوغل في بلاد المغرب عبر الصحراء الافريقية والوصول إلى بلاد طنجة(")ء حيث تم الانصهار مع قبائل البربرء سكان البلاد الأصليينء ويبدو أن هناك من أهل أفريقية من البربر وجماعات من شعوب الطوارق والزغاوة(؛) الذين أسسوا أسرة حاكمة في منطقة تشاد والتي عرفت باسم مملكة «قانم وبرنوه والتي كان لها شأن في تاريخ السودان الأوسط(°) يدعي أهلها أنهم ينتسبون إلى ملوك حميرء كما تدعي قبيلة صنهاجة البربرية القويةء والتي كان لها دور في نشر الإسلام في السودان بأنها تنتسب إلى حمير(ا)ء كما نجد في تاريخ بلاد السودان الشرقي والأوسط وواحات أفريقية الصحراوية حيث جماعات البربرء نجد صدى لتحركات عربية من شبه الجزيرة العربية عبر باب المندب والبحر الأحمر داخل أفريقية(). - كما تعرض العوتبي لصور من الاتصالات العربية القحطانيةء أثناء حديثه عن سبأً الاصغرء إلى جوانب من العلاقات السلمية والحربية بين القحطانيين من جهة وبين حكام (١) انحصر ذلك فيما بين الصفحات ١٤٠ إلى ص۸١٠ من الجزء الأولء طبعة وزارة التراث القومي والثقافة. (۲) الملصدر نقسه ء ص١ ٠ ٢٤۳۱. (۲) نفسه ء ص١ ء۰ ص۱۸۷. (٤) شعب لي منطقة بحيرة تشاد يجمع بين المؤثرات الزنجية والحامية, امتدت أوطانهم. من منطقة دار نور بغرب السودان الشرقي حتى بحيرة تشادء وظلوا على الوثنية فترة طويلةء حتى بدأ تحولهم إلى الإسلام في التصف الأول من القرن الحادي عشر الميلادي. (١) يسمى الشريط الافريقي جتوب الصحراء الافريقية الكبرى؛ وحتى خط الغابات الاستوائية باسم بلاد السودانء ويشمل هذا الشريط نطاق السافانا. وقد ظل هذا الاسم مرتبطاً به من قبل الغرب وحتى العصور الحديثة. وتنقسم بلاد السودان إلى ثلاثة اقسام: الشرقى من البحر الاحمر حتى دار نور والاوسط حول بحيرة أما السودان الغربي فيمتد من نهر - انظر الجوهري. ٠ . أفريقية الإسلامية ٠ ص٥۸ وما بعدها. )۱( القلقشندي . صبح الأعشى ء ج٥ . ص۹٥۲. )۷( محمود . حسن ء الإسلام والثقافة العربية في أفريقيةء ص٢٤ ۲۳. ۸٥۱ وشعوب السند والهند والصين. فيروي عن عبيد بن شرية()ء أن الحارث ابن سدد أول من غزا يالجيوش آراضي بعيدة في الهند والسندء بعد أن أشار إلى اعتماده على استيراد سلع عديدة من الهند واعتماده على خبرات أهلها في مجالات الطب وغير ذلك. فقام بغزوها بحملة بحرية كبرى حتى دخل أرض الهند وأسس مدينة هناك تسمى «الرايش»ء وأورد في ذلك شعرا برق بن سعد بن عمر بن ڏي انس(۲) : سار بنا الرايش في جحفل مثل مغيص السيل كلانجم ؤم أرض الهند غازبالها يخترق الأمواج كالضيغم والدر والياقوت من فوقها وسبي أبكار بها تسوم وتدل تلك الروايات من قبل العوتبي على كشف جوانب من صور العلاقات العربية الهندية قبل الإسلام وهي صورة هامة تجاهلتها المصادر الأخرى. كما تعرض العوتبي لعلاقات ملوك اليمن بأراضي العراق القديم(") ونواحي فارس وبلاد الترك وأواسط أسيا()ء كما اشتملت رواياته التاريخية على توضيح لجواتب العلاقات العربية الصينية قيل الإسلام(°)ء وهى العلاقات التى تحتاج إلى تحديد جذورها التاريخية من وجهة النظر العربية. على أن استعراضه لأخبار العلاقات العربية الأفريقية(0) واستمرار التواجد العربي منذ القدم على سواحل شرق أفريقية وفي منطقة القرن الأفريقي: قد أكد عليها الرحالون اليونان وغيرهم من الذين تعرضوا لتاريخ تلك المناطق(). وكان لهذا الجهد من قبل العوتبي أثره في توضيح الكثير من الحقائق الهامة حول صلة عرب عُمان بالبحر منذ البدايةء حيث برهن على أن الهجرات العربية التى قدمت من اليمن إلى عمان في أعقاب انهيار سد مأربء جاءت إلى عمان حاملة خبراتها القديمة مع شعوب سواحل المحيط الهندي. إلى وطنها الجديد. وبدأت تلك القبائل العمانية من الأزد وغيرهم الإرتقاء بتلك المكانة الملاحية وتحسين أدائها منذ عصور ما قبل الإسلام. - أفرد العوتبي معظم كتابه حول أنساب أزد عمان وتاريخهمء خاصة نسب مالك بن فهم وولده وأخوته. ويدا ذلك باستعراض لفضائل الأزد وما جاء فيهم عن رسول اللهء وأنسابهم(١) وأولاد الأزد وتفرقهم بعد ذلك. (١) مصدره الأساسي عن ملوك اليمن وكندة. (۲) الملصدر نفسه ؛ ص١ ٠ ص۱۸۳. (۲) المصدر نفقسه : ص١ ٠ ۱۸۲۳. (٤) المصدر نقسه. )°( اللصدر نفسه . ص١ 4 ص۲۰۳. )۱( الصدر نفسه .٠ ص١ 4 ص٦۱۸. (۷) راجع : - على ٠ جواد ء المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلامء الجزء الثالث. - بافقيه ٠ محمد عبدالقادر . تاريخ اليمن القديم . ص١٠٠ ۾ الموؤسسة العربية للدراسات والنشر ٠ بيروت .٠ سنة ۵٥ م. )۸( اللصدر نفسه ء ج۲ . ص ٣٤. )۹( اللصدر نقسه ٠ ج۲ 4 ص٤٤ وما يعدها. ۹١۱ وتميز عرض العوتبي لأنساب أزد عمان بغلبة الجانب التاريخي على تتبع سلسلة النسب ويتضح ذلك في حدیٹه عن نسب عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء وولده(۱)ء حيث أفرد روايات عدة عن ملوك الغساسنة من أولاد جفنة بن عمرو مزيقياء وخاصة حديثه عن جبلة بن الأيهم وموقفهم من الدعوة الإاسلاميةء وخاصة مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-(). من عرض تاريخ الأوس والخزرج مهتماً بالجانب التاريخي أيضاء بحيث تمكن من عرض تاريخ الأوس والخزرج في فترة ظهور الدعوة الإسلامية ودورهم في نصرة الدعوة الجديدة وأهم رجالاتهم في هذا العصرء حتى أصبح هذا الجانب يمثل ركنا أساسياً لفهم السيرة النبوية الشريفةء ودور الأزد في بناء دولة الإاسلامء وقد أفرد لذلك حوالي ٹلاثين صفحة(). - ويعد العوتبي المرجع الأساسي لفهم وتتبع حركة آل المهلبء الذين تألق دورهم في العصر الأمويء حيث أفرد لهم صفحات عديدة من كتابة الأنساب في أثناء حديثة عن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمروء فبدأ بعرض سيرة أبي صفرةء ظالم بن سراق وأولاده وأورد معلومات تاريخية غاية في الأهمية عن دور هذا البيت ودور أهل عمان في صدر الإأسلام في الدفاع عن الدولة الإسلامية(؛)ء وبداية ظهور شخصية القائد الأزدي العمانى الشهير المهلب بن أبي صفرة الذي اسندت اليه مهام استراتيجية(°). واستعرض العوتبي النشاط البحري العسكري للمسلمين في منطقة الخليج العربي في عصر الخلفاء وربطه بظهور دور أزد عمان في عمليات الفتوح الإسلامية البرية والبحرية في المشرق الإسلامى منذ ولاية عثمان بن أبى العاص الثقفى. وتعد الصفحات التى قدمها عن تلك الفترة معلومات تاريخية في غاية الأهميةء كما تعد مادته عن المهلب بن أبي صفرة ترجمة وافية لسيرة قائد هام في صدر الإسلام. كما قدم العوتبي روايات هامة عن أيام أزد عمان في الجاهلية(۷) وخاصة يوم سلوتء ومعاركهم في الإسلام. ورغم تلك الأهمية لأنساب العوتبي إلا أنه تجاهل تماما الامتداد العمانى نحو جهتيت هما: )۱( اللصدر نفسه ٤ ج۲ ٠ ص ‎O‏ وما بعدها۔ (۲) نفسه ج۲ . ص٥٥ وما يعد‌ها. (۲) الفصل الثالث من الجزء الثائى. )٤( الصدر نفسه ء ج۲ 4 ص١۱۲۱ وما )°( نفسه ء٠ ج۲ ٠ وما يعدها. الامر الذي يدحض الراي السائد بان السلمين لم يكن لهم نشاط بحري قبل عصر عثمان بن عفان. )۷( الجزء الثانى من الأنساب 4 الفخصل الرابع. ١٦۱ * الأولى : جبهة السند والهند وجنوب آسيا: حيث شهدت تلك الجبهة نشاطا عمانياً وعربياً واضحاً من خلال استقرار العديد من الجاليات التجارية هنكء وخاصة من أهل عمان. وقد سجل تلك الأحوال مصادر إسلامية معاصرة للعوتبي مٹل اللسعودي واين حوقل والمقدسي وغيرهم. وورد بين أخبارهم نشاط لأهل عمان في تلك النواحي. * الثانية : جبهة شرق أفريقية : حيث استقر بها العمانيون منذ نهاية القرن الأول الهجري وبصورة رسمية امتداداً للقبائل العمانية والوجود الإسلامى في شرق أفريقية. ١٦۱ )۳( - البناء الفنى - التاريخي لكتاب الأنساب - يعد كتاب الأنساب للعلامة والنسابة والمؤرخ والفقية سلمة بن مسلم العوتبي أهم ما خلفه لنا من الناحية التاريخية. حيث يعد الكتاب الوحيد من مؤلفاته الذي يحتوي على مواد تاريخية هامة تمثل مصدراً خصبا للعاملين في حقل الدراسات التاريخية بصورة عامةء وتاريخ عُمان ومنطقة الخليج العربي بصورة خاصة حيث تمكن العوتبي من جمع معلومات وأخبار هامة عن الأوضاع في العالم الإسلامي من خلال تكوينه الفكري وقربه من مراكز الحضارة الإسلامية في منطقة جنوب العراقء خاصة منطقة البصرة والكوفة وبغداد. كما ساعده وجوده في بيئة تجارية هي مدينة صحار التي كانت تشهد حركة نشاط مستمرة في القرنين الثالث والرابع الهجريين/ التاسع والعاشر الميلاديينء بحيث لقبت بخزانة الشرق ومدينة السلامء ووصفها الجغرافيون بأنها أعمر ومن خلال تلك الظروف تمكن العوتبي من الحصول على مصادر متعددة لأخباره ورواياته غلب عليها حصوله على نسخ من مؤّلفات قديمة تيسر له الحصول عليها والرجوع إليها أثناء تدوينه لأنسابه فيما بعدء من خلال موقعه في عوتب بصحار على ساحل الخليج العربي. كما أن عوتب كان بها جماعة من أهل النسب في عصر العوتبي. ويبدو أن مؤرخنا النسابة العوتبي قد قام أولاً بجمع مادته التاريخية ثم بدا عمليات التدوين فيما بعد خاصة وأنه أعلن أنه سيتوقف عند أحداث سنة ثلاثمائة وخمس وأربعين من تاريخ الهجرة()/الموافق ٠٠٩ ميلادية. لكننا وجدنا أمامنا سيرا مستمرة لأابعد من هذا التاريخ تصل حتى بداية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي). وإن كان العوتبي في الواقع قد توقف عن عمليات عرض الواد التاريخية الهامة له عند تاريخه الذي حدده واكتفى بعد ذلك بعمليات سلسلة الأنساب وما يرتبط بها من جوانب تاريخية بصورة سريعة. - لوفران , مدينة صحار التاريخية وعلاقاتها بطرق الحرير ص١٩ ٠ بحث مقدم إلى الندوة الدولية لطرق الحرير. جامعة السلطان قابوس ء سنة ١۱۹۹ م. (۲) انظر ترجمة للبسيوي ٠ ج۲ ص۲۰۷. ١٦۱ واتضح ذلك لنا من الأمور التالية : * أولا :تكرار المواد والأخبار الواردة في بعض الصفحات مع صفحات أخرى تتحدث عن نفس الموضوع فبينما تحدث عن طبقات الأنسابء عاد وكرر الحديث عن القضية والموضوع. وتتضح براءة عمليبات النسخ بسبب تغيير الرواة والإخباريين الذين اعتمد عليهم العوتبي أثناء ذكره للأخبار. وكذلك أثناء حديثه عن أسباب تقديمه لأنساب العدنانية عن القحطانية. * ثانياً : تمكن العوتبي من حذف الأخبار المكررة والمتواترة لديهء واقتصر على الأخبار والروايات الجديدة والتي أحس بأنها قد تقدم جديداء فاقتصر أثناء حديثه عن أخبار وأنساب العدنانية حيث أدرك وجود العديد من المدونات والكتب في هذا الشأنء. وأخذ في التفصيل والتوضيح لأنساب الأزدء وخاصة أزد عمان وأهم رجالاتهم(")ء وكان هذا الجانب مهملاً بالفعل لدى النسابين والمؤرخين بصورة عامة. * ثالث : ظل العوتبي يحدد نهاية كتاب وبداية كتاب آخر ف الانساب لعدة مرات بلغت حوالي ثلاث(). كما أن كتاب الأنساب قد ورد داخله أسماء عدة له مثل موضح الأتنسابء وكتاب الشجرة في الأنسابء وكتاب وهو أمر يدل على أن العوتبى كان دائم الفرز والقحص لصادره. وأنه كان يهدف إلى تقديم مادة جديدة لكتابه تبتعد كثيراً عن التكرار للنسخ والروايات التي حصل عليها. # رابعاً : ظهرت إمكانيات العوتبى بوضوح منذ بدايته لعرض أنساب القحطانية(°)ء حيث قدم لنا بعد ذلك مادة تاريخية هامة وعرضاً تاريخياً مترابطاًء يتضع فيه إمكانيات العوتبي الهائلة في مختلف نواحي النسب والتاريخ والأدب. وبلغ العوتبي قمته التاريخية في عرضه للوك التبابعة والقحطانية. وتتبع أحداثهم وأعمالهم خارج شبه الجزيرة العربية حتى الصين وأواسط آسيا والهند والسند وأفريقية وفارس(). مما جعله يسد جزءاً هام من حاجة المكتبة العربية التاريخية في تلك الفترة. كما وصل العوتبي ذروة عطائه في حديثه في القسم الثانى من الانساب الذي خصصة للأزد. )۱( راجع الصفحات :۹ مع الصفحات : ١٠١٠ء ۳٠٠ من كتاب الأنساب ج١ء طبعة وزارة التراث القومي والثقافة. )۲( راجع الجزء الثاني من كتاب الأنساب, الياب الثانيء من ص٣٤ وما بعدها. )۳( راجع الصفحات : ۷ء ١۹ ۹١١٠ من الجزء الأول من الأنساب. )٤( انظر الصفحات : ۷ء ١١۱۱ء ۳١۱ من الجزء الأول من كتاب الأتساب. بداية من ص۹٠٠ , بالجزء الأول من الانساب. )٦( انظر : الأاتساب .ڃ\ ٠ ص۱۸۲ ۱۰٦۰۱۸ ۳٢١۲۰ ۱۳ وأصبح العوتبي في حديثه عن أخبار الأزد عامة وأما عمان خاصة المصدر الأوف والأساسي للدارسين والياحثين حتى الوقت الحاضر بسبب ما يحتويه مصدره من الجديد في المادة والوضوح في العرض التاريخي. الأمر الذي يشير لنا بأن العوتبي في أنسابهء كان يهدف أن یکون کتابه جديداً في عرضه مختلفا في ترتيب أنسابهء بحيث جعله جامعا لعلوم أخرى مع الأنساب وخاصة وأنه ربطه بالتاريخ في مواضع فاختلطت الحوادث التاريخية بالسير والترجماتء مما أعطت للكتاب أهمية جديدة بين كتب التاريخ والأنساب. على أن الأمر لايخلو من إلقاء مسئولية كبرى على عاتق النساخ. فإذا كان الكتاب قد تم تدوينه من قبل مؤلفه في بداية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي(). فإن كتاب الأنساب يوجد منه نسختان إحداهما بدار الكتب المصرية برقم ١٦٢٤۲ / تاريخ والأخرى بسلطنة عمان. دونت الأولى في ضحى الاثنين لليلتين خلتا من شهر رمضان ٠ه /الأول من أغسطس ١۱۷۱م والثانية قد نسخت ۳۷اه /۹١۱۹م. الأمر الذي يدل على أنه قد تم نسخه عدة مرات حتى وصلت تلك النسخ الأخيرة بين أيدينا. حيث تم ضياع أجزاء من فقرات الكتابء كان وجودها ضرورياً لفهم سياق المؤلف خاصة حينما ذكر هدفه من تأليف كتاب الأنساب وعدد كتبه الأخرى الأربعة ثم انقطع الكلام بعد ذلك(). وكذلك في اختلاف بعض العبارات عن البعض الآخر في كلا النسختين(). وهذا الأمر يجعلنا نضاعف الجهد في سبيل البحث عن نسخ أخرى من مؤلف العوتبي حتى يتم الانتقاع على الوجه الأكمل بهذا العمل الهام.. وإن كانت عمليات طبع الكتاب وإخراجه أخيراً من قبل وزارة التراث القومى والثقافة بسلطنة عمان قد أدت إلى إعادة هيكلة مبدئية لهذا العمل قد يعقبه جهد آخر من قبل المتخصصين لبناء كتاب الأتساب بالصورة التى كان يقصدها المؤلف في ظل الامكانات الحالية. أما من حيث وضع الادة التاريخية عند العوتبي في كتابه الأنساب فإنه قد ربطها بعنوان عمله الكبير وهو الأنساب فالتزم أولاً بذكر ثم يبدأ في ذكر الوقيائع والأحداث التاريخية المترابطة بالشخصية التي يتحدث عنها وتكون تلك المادة التاريخية في الغالب على قدر صاحب الترجمةء ومكانته في مسيرة التاريخ الإسلامي عامة وتاريخ عُمان (١) خاصة في الجزء الثاني من الانساب. (۲) على أساس وجود ترجمات ترجع إلى تلك الفترة. - انظر : الأنساب ء .٤Y‘‏ 4 ص۲۱۹. لي ذكره للشيخ ابى الحسن البسيوي. (۲) انظر . ج١ . ص۱۰۲ ۰ ص۷٥۱ ء ص٦۱۱. على سبیل المثال۔ (٤) ج ص۹۸ . ص۲۱۷ ۰ ص۲۱۸. على سبيل المٹال. ٤٦۱ بصورة خاصة. وقد التزم بداية بذلك النهج حينما أفرد صفحات خاصة عن نسب الرسول وشجرة أنساب العدنانية(). وقد اضطر العوتبي إلى الاهتمام بالجانب التاريخي لأنسابه لا يقتضيه من تمييز بين رجالهء وربط أعمالهم بهم كما ربطهم بآبائهم وقبائلهم. من هنا فقد جاء ترتيبه للأحداث التاريخية مرتبطاً بسلسلة النسب عنده معتبرا المادة التاريخية جانبا هاماً في توضيح الشخصية أو العلم الذي يتحدث عنه. ورغم أن المادة التاريخية قد احتلت حيزا كبيراً أثناء حديٹه عن أنساب طىء حينما أفرد حديثا طويلاً عن مازن بن غضوبة()ء فأورد قصة إسلامهء وقدم صورة لأوضاع عمان زمنه في فترة ظهور ثم توجهه إلى الحجاز لإعلان إسلامه بعد أن ورد عليه رجل من أهل الحجاز.. وتعد المادة التاريخية التى قدمها عن عصر مازن مادة هامة لفهم أوضاع الجزيرة العربية وعمان في تلك المرحلة واعتبرت مادته عن مازن بن غضوبة الأساس للعديد من الروايات العمانية بعد ذلك. كما تمكن من جمع وترتيب صورة تاريخية هامة عن حديثه عن حاتم وقد أورد العوتبى العديد من الأشعار في سيرته. كما استعرض عددا من رجال طىء وسيرتهم التاريخية من أمثال إياس بن قبيصة الطائي. آخر حكام إمارة الحيرة(°). ۱ استغرق العوتبى في الجانب التاريخى أثناء حديثه عن بعض الشخصيات التى ارتبطت بأعمال هامة في التاريخ الإسلامي. ففي أثتاء حديثه عن أنساب مذحج. مالك بن أددء وولده مراد بن مالك أورد دور عمرو بن معدیى كرب وقيس بن هبيرة المرادي. ابن أخت عمرو بن معدي كرب في معركة القادسية. التي وقعت في خلافة عمر بن الخطاب. واستمر في عرضه لأسبابها وجوانب أحداثها وأهم الأعمال التى تمخضت عنها حتى تم النصر فيها للمسلمين. وتمكن العوتبي من تحديد أهم الإنجازات التى تحققت بعد هذا النصر في انتصار المسلمين في وقعفة جلولاء ومعركة نهاوند وفتح نواحي عديدة من بلاد فارس. (۱) ج ص۱۸. (۲) وقد اختصر أنساب العدنانية على سلسلة النسب فقط دون ذكر لأحداث تاريخية مرتبطة بالشخصيات إلا في اليسير. - انظر الجزء الأول « ص٥۹٩ وما بعدها. (۲) يعتبر أول من أسلم من اهل عمان. ووردت عليه أحاديث كثيرة عن الرسول ي بخصوص دعوة الرسول لاهل عمان. - الأنسابپ ج\ ص٦٢٥۲ إلى )°( الصدر . ج\ ‘ ص ۲۷۱. ٥٦۱ وظهرت مادة العوتبي التاريخية بوضوح أثناء حديثه عن مالك بن فهم الأزدي وخروجه بمجموعة إلى عمان من اليمنء بعد أن قدم صورة جغرافية وتاريخية لتحركات مالك إلى الحجاز ثم عودته عبر حضرموت حتى وصوله إلى شمال عمان واصطدامه مع الفرس في معركة سلوت(). وكان حديٹه ورواياته عن سلوت تعتمد على مصادر متعددة بالإضافة إلى رواياته المحلية. وتتبع نتائج تلك المعركة وانتصار الأزد بها في عرضه للجماعات العربية الأخرى التى لحقت بعمان بعد هذا ورغم التزام العوتبي بالتسلسل التاريخي في ذكره للحدث الواحدء كما قدمنا في مثال عن حديثه عن معركة القادسية وما ترتب عليها من نتائج. وكذلك حديثه عن معركة سلوتء إلا أن لم يراع التسلسل الزمني بصورة عامة في سلسلة الأنسابء حتى لايخل ذلك بهدفه الأساسي في تتبع النسب وتحديد فروعه. ولذلك فقد قام كثيراً بالتوقف عن السرد التاريخي ليعود إلى ذكر الأنساب من جديد مع ذكر عبارة «رجع إلى ذكر»() أو أو عبارة «ونزل ..»(°). والملاحظ من استقراء الأحداث التاريخية وتسلسلها مع الأنساب أن العوتبى لم يهتم كثيرا بتحديد سنوات الأحداث والأخبار التى أوردهاء واقتصر في تحديده للحدث التاريخى بذكر عصر ملك من ملوك الفرس, قبل الإسلام؛ أثنناء حديثه عن تحركات القبائل وأحداثها قبل الإاسلامء كنحو تحديده لقدوم الأزد إلى عمان في زمن دارا بن دارا(ا). ثم تحديده ظهور آل الجلندى كزعماء لعرب عُمان في عصر الدولة الساسانية(")ء وهي التي حكمت إيران بعد زمن الدولة الفرتية وأشار إلى أوضاع العلاقات بين الفرس وبين عرب عُمان زمن الساسانية حيث حدد أماكن النفوذ لكلا الطرفين. ولم يحدد لنا العوتبي سنوات ليلاد أو وفاة رجاله إلا حينما تحدث عن أولاد العتيك اين الأسد وأولاده من أبي صفرة والمهالية. ففى حديثه عن أبى صفره واسمه ظالم بن سراق تحدث بالتحديد عن مراحل حياته ثم مساهماته في الفتوح الإسلامية. فتحدث عن اشتراك أبي صفرة في الحملات العسكرية البحرية التي شنها المسلمون على الفرس في (١) المصدر السابق. ج۲ . ص٥٠۲ وما بعدها. )۲( المصدر . ص۲ « ص۲۷۷ وما بعدها. (۲) نفسه ء ص١ ۰ ۳۱. (٤) نفسه ٠ ص١ ٠ ص٦٣۳ على سبیل المثال. (٥) نفسه : ص۲ (1) حكم دارا الثاني فيما بين ق.م)؛ وقد بلغت إيران اوج توسعها في عصر أسرة الاضمنيين التى ينتسب إليها دارا. (۷) ظلت حتى اسقطها المسلمون ٠ وكانت عاصمتها المداڻن. ٦۱۹ منطقة الخليج العماني صو ل في حملة عثمان بن أبي العاص الثقفي()ء وحدد سنة اشتراكه وهي سنة ١ه (. ب وظلهرت براعة العوتبي في تحديد سنة ٦۳٠م دون غيره من الروايات. علي ساس أن هذا التاريخ ينسجم مع أحداث المواجهة في شمال الخليج العربي. حيث كا للصارك تمرة قبل حسم لوقف ئي القادسية بقيادة سعد بن أبى وقاص ٦ه / 1۳۷م حيث خطط الفرس لسحب جزء من قواتهم نحو سواحل الخليج العربية الفارسية للقيام بشن هجوم هناك من أجل ارباك القيادة الإسلامية وتشتيت للقيا : جهودهاء تمكن العوتبي من ربط أحداث الخليج العربي في عصر الخليفة عمر بن الخطاب بصورة لايقارنه فيها أحدء فتحدث عن اشتراك الحكم بن أبي مع أخيه عثمان في إدارة عمان في تلك المرحلةء وعرض بصورة واضحة أوضاع المواجهة مع الفرس بصورة أقرب إلى يوميات الحرب؛ فحدد أماكن تواجد الفرس في سيراف وفارس, والمراسلات التى دارت بين عثمان بن أبي العاص والي عمر علي الخليجء وبين زعماء أزد عمان وهما جيفر وعبدء طالباً منهم المعونة لمواجهة التحرشات الفارسية الجديدة(). وحدد العوتبي بدقة فريدة التشكيلات القتالية الأزدية العّمانيةء وأورد قيادة كل تشكيلء ورأس عمران أبوصفرةء واتجهت التشكيلات من منطقة جلفار باتجاه فكان رأس شنوة صبرة بن سيحان الحدانيء ورأس بني مالك بن فهم مالك ابن کاوانء حيث تم عزل عبدالقيس عن الأزدء وتحركت أزد عمان وأزد البحرين صوب جزيرة القسم وتمكنوا من مواجهة الجموع الفارسية بقيادة شهرك وهزيمتهم وقتل شهرك نفسه(°). انفرد العوتبي دون غيره بتتبع ازدياد نفوذ أزد عمان في منطقة الخليج العربي من تلك السنةء وهو بذلك مؤّرخ واع ودقيقء حيث بدا في عرض خريطة الإنتشار الأزدي بعد هذا الانجاز على سواحل الخليج العربي الفارسية والعربية حتى وصلوا إلى البصرةء حيث حسدهم أهل البصرة على مكانتهم. وذكر أسماء الثمانية عشر رجلا الأوائل من أهل عمان الذين نزلوا البصرة وفي مقدمتهم كعب بن سوار. فاستقضاه عمر بن الخطاب عليها(). كما ذكر الجماعات التى اقامت بتوج على رأس الخليج العربي. (١) هو عثمان بن أبي العاص بن بشرء من ثقيفء من خيار الصحابةء ولاه الرسول ي وغزا فارس والهند. وكان من عباد الصحابة ومتقشفيهمء سكن البصرة وتولى الخليج لعمر بن الخطاب. ال د 4 ابوحاتم محمد بن حيانء علماء الأمصارء ص۱۷. - ابن حزمء الجمهرة ٠ (۲) راجع روایات اليعقوبي . ص۲ء ص١٣٤۱۳. وان کان قد حددها زمن خلافة ابي بكر ولكن الأصح ما أورده العوتبى. (۳) انظر : - ابن الأثير , الكامل » ص۲ . ص۲۳۸. - الطبري ٠ ص٤ ٠ ص۷۹ وما بعدها. (٤) المصدر السابق . ص۲ ص۱۲۲. (١) اللصدر نقسه ؛ ص٢۲ ٠ ص٤۱۲ (١) نفسه ء. ص۲ ء٠ ص١۱۲. ۷٦۱ كما حدد لنا العوتبى من خلال عرضه لرواياته فترة وفاة أبي صفرة في البصرة زمن ولاية عبدالل بن عباس لها من قبل الإمام عليء وصلی عليه ابن عباس(). كما تمكنا من تحديد فترة ميلاد ابنه المهلب وهي تعود بالتقريب إلى بداية خلافة الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-(۲). وجذلك يعتبر العوتبى عمدة في الرجوع إلى سنوات امتداد النقوذ العمانى في المشرق الإسلامي وكذلك في الرجوع إلى زعماء آل ١ لمهلب وسنواتهم. لكن العوتبى انفرد يتحدید سنه ‎(Ma Y/Y‏ لوفاة المهلب ين أبي صفره ف منطقه العراق وخراسانء وترجح الروايات الأخرى التي أوردها الطبري(؛) وابن الاثير(*) على روايات العوتبي في تحديد سنة ۸۲ه/۱٠۷م كسنة لوفاة المهلب بن أبي صفرة(۱). أما الخطاً الذي ظهر من جديد في تحديد العوتبي لسنة معركة القصر سنه ۲٢اه /١۷۲م لي خلافة يزيد بن عبد الملك فيبدو أنه بعيد عن هذا الخطاء ذلك أن الكتاب دون سنة ١۳٠۱ه(0) لقتل يزيد بن المهلب في معركة العقرء أي أن معركة العقر كانت سنة ١۳٠ه. ذلك أن العوتبى قد حدد سنة ميلاد يزيد بن المهلب بدقة سنه ۲ه/ ۷۲ا م كما حدد عمره يوم مقتله حينما قال «وھهو اين تسعة وأريعين وبالتالى فإن معركة العقر تكون قد وقعت سنة ٠١۷۲م بعد إضافة سني عمر يزيد ابن المهلب إلى سنة ميلادهء ويحتمل أن يكون التحريف في عمليات النسخ. ومن استعراضنا لتحديد سني الأحداث التاريخية عند العوتبي نجد أن هذا الجانب - الأول : عدم تحري الدقة في ذكر سنوات يعينها فق عرضه لكثير من الحوادث والإكتفاء بذكر ما يقابل هذا الحدث كسنى حكم حاكم أو معركة. - الثاني : محاولته تحري الدقة في ذكر سنوات أحداث تاريخ عمان خاصة زعماء الأزد من المهالبة والأئمةء ولم يوفق في بعضها خاصة قدوم جناح لغمان سنة ۷١ ۱ه (9). (۲) راجع التواريخ الثلاثة الوارده. - «وهو غلام ابن نيف وعشرین سنةء. - «وانطلق أبوصفرة بالمهلب ويومئذ ابن سبع وعشرين سنةء. - «يروون أنه يومئذ ابن عشرين سنة»: نفسه ٠ ص ۲ . ص١٦۱۳۔ (۳) المصدر السابق ٠ ص۲ ٠ ص ١٤٠. )٤( الطبري ‘ تاريخ الأمم ‘ ص اء ص ٢٥٢۲ء أحداث سنة ۲هت طبعة دار المعارف املصرية. اين الأثيرء الكامل . ص٤ء. أحداث سنة ۸۲ه طبعة دار الفكر اللبنانية. حيث ارتيطت سنة ۸۲ه باحداث هزيمة ابن الأاشعث. (۷) المصدر نفسه ؛ ص۲ . ص٦١۱. )۸( نفسه ٠ ص۲ ص١٦١١۱. )۹( راجع ص۲۲۲. حىثٹ ذکر أن جناح بن عیاد قدم إلى عمان للمنصور سنة ۷اه ۹۸٦۱ - الثالث : الاستغراق في تسلسل الأنساب وتجنب تحديد سنوات معىنة لشخصاته. على أن العوتبي تحول إلى مورخ ماهر وابتعد عن عملية تسلسل الأنساب حينما اختصر لنا تاريخ عمان في فترة ظهور الإسلام(). فأشار إلى الوجود الفارسي على السواحل في العصر وإلى أن ملك عمان قد انتقل إلى آل الجلندى. وأن هناك هدنة مستمرة بين الطرفين العربي والفارسي. وقارن بين موقف اهل عمان من دعوة الرسول يَأ وبين رفض الفرس لتلك الدعوة. ودور أهل عمان في نشر الإسلام منذ البداية(). ونظراً لتوفر المادة التاريخية لدى العوتبي فقد أورد لنا عدة نسخ من رسائل الرسول ي إلى اهل عمان والى حكامها هي: * الأولى : إلى الجلندى بن المستكير. * الثانئية : إلى ولديه جيفر وعبدء على أساس أن والدهما الجلندى قد توف قبل وصول الرسالة إلى عمان. * الثالثة : إلى أهل عمان لدعوتهم إلى الإسلام. وهو بالفعل ما يجده الباحث في مكاتيب الرسول يو حيث تتنوع صيغ رسالة الرسول يي إلى عمان(). بلغت دقة العوتبى في تحديده لحدود عمان في تلك الفترة الهامة حيث أشار إلى أن جيفر أرسل إلى مهره والشحر لدعوتهم إلى الإسلام فأسلمواء ٹم بعث إلى ديا وما بليها من حدود و عمان الشمالية. لكنه سرعان ما التقط أنفاسه وعاد من جديد يتجه إلى الاستغراق في أنسابه. والوقائع الحربية التى تعرض لها كتابهء فجاءت في معظمها منسجمة بنسق تاريخي مترابط. ق البناء التعيبري واللغوي : ومن حيث البناء التعبيري واللغوي للكتاب وتأثير ذلك على التاحية التاريخية فإننا لاحظنا أن العوتبى كان يتمتع بثقافة واسعة بسبب اطلاعه على العديد من العلوم والفتون وف جوانب اللغة أديباً بارعا في النحو والصرف والبلاغة والأمٹال والشعرء حتى عبارات )۱( انظر الصفحات ٢٢۲ - إلى ٢٢۲ من الجزء الثاني. (۲) على اساس أن هناك رجلا من أهل عمان يسمى كعب بن برشه الطاحي, قد اسلم وتوجه إلى كسرى ليعرفه الإسلام: بسبب إجادته اللغتين العربية والفارسية. اللصدر نفسه « ص۲ ص ۹٢۲. )۳( نفسهء ص۲ « ص١۰٦۲. - وانظر الأحمدي , مكاتيب الرسول يَأ . طبعة دار صعب ,٠ بيروت. ۹٦۱ وروايات العوتبي عالية الأسلوب تامة المعنى فصيحة في الألفاظ. وقد ظهرت جوانب ابداعاته اللغوية ف التاريخ وي الأنساب ف الجوانب التالية: * أولاً : استخدامه الألفاظ والمصطلحات المعجمية والقيام بتفسيرها لغوياً من أمثال: - قيفان : من فعلانء والقفن دخول الرأس في العتق والصدر(). - جدن : موضع واشتقاقه من قولهم أرض جدن وهى الغليظة - السحول : اسم مشتق من السحلء وهو فتل الخيطء وهو الثوب, أو القشر للعود(). وذلك أثناء حديٹه عن أنساب ذي یزن واسمه عامر بن اسلم بن زید. - وكذلك في تفسيره لاسم سياء على أساس أن أول من سبى الأمم وأدخل السبي أرض - وكلمة رعين : اسم من رعن الرجل إذا سميت عليه الشمس(°). - عتيك من عتك الرجل أبناءه ورحماءه بالسيف. وعتكت المرأة بالطيب إذا تضمنت به حتی يحمر جلدها(ا). وكان لهذا الأمر أثره فى فهم المادة التاريخية وتشبع سياق الروايات والأنساب. * ثانياً : تحديده للمصطلحات ونوعها السياسي أو الجغراقٍ : فقد حدد تسمية بلاد العرب بالجزيرة لإحاطة الماء بها من الأطراف. وحدد سبب تسمية اليمامة والبحرين بالعروض لانخفاض مسايل الأودية بالإضافة إلى شرحه وتفسيره لأسباب تسمية معظم المواضع والبلدان والأقطار التى ذكرها. - وفي المجال السياسي حدد المصطلحات والألقاب المستخدمة لدى حكام الشعوب والمرتبطه بهم كما يلي:(^) وكثيراً ما كان يضبط المصطلحات بالحروف وليس شكلا. - التبابعة وهم ملوك حمير. والملوك من كهلان. - كسرى ملك العجم. - قيصر ملك الروم الأعظم. - الخاقان ملك السند. (۲) نقسه ص١ ٠ ص ١٤ ۱. (٤) نفسه ٠ ص١ 4٠ ص۱۷۳. )۷( نقسه ٠ ص١۱ 0 ص (۸) مع ملاحظة أن تلك الالقاب ترتبط بالانظمة السياسية التى سادت تلك المناطق قبيل ظهور الإسلام أو في صدر الإسلام. ۱۷۰ - الشاه ملك جبال خراسان. - يلهرا ملك الهند. - نقفور أو يعبور ملك الصين. - الخليفة أو أمير المؤّمنين عند المسلمين(۱). وإن كان العوتبي قد اعتبر خلفاء الأمويين والعباسيين ملوكاء ولم يسبق أسماءهم بألقاب تدل على الخلافة للأمة الإسلاميةء ثم نص على ذلك صراحة في قوله «فلما بلغ ذلك أبا العباس السفاح واسمه عبدالل محمد بن علي بن عبدالله ابن العباس ين وهو يصلوا إلى الخلافة عن طريق الشورى. ثالثاً : تخير العبارات والأساليب المعبرة واليعيدة عن الغموض : فقد تمكن العوتبي من تخير عبارات اللغة المعبرة التى تجمع بين البلاغة وبين الوضوح من أجل شرح رواياته التاريخيةء فيذكر في حديثه عن غزو ملوك اليمن لافريقية وغيرها «فرأوا بلاداً كثيرة الخير واسعة الميسرء فحاصروا المدائن. وافتتحوا القلاع وظفروا بالسبى: وحووا الأموال»(۲) ونحو قوله في تصوير أحداث يوم سلوت العجم ورجعت إلى بعضها بعضاء وأقبلت في حدها وقوله لتصوير خر كاذب انتشر بين اهل البصرة زمن الأزارقة «طاش الخبر باليصرة»(°). وهى تعبيرات هامة تعطى المؤّرخ مدلولات عديدة لها في ظل بلاغتها ودقة تعببرها التاريخى. وقد حافظ العوتبى على هذا ا لمستوى في عرضه لأحداثه التاريخيةء وأنسابه. كما استخدم الألقاب اللغوية الدالة على أصحابها فأوجز في وصف ابن دريد بقوله «خطيب في شعرهء مصقع في خطبهء قدوة في أدبهء وحكيم في نثرهء لا زيادة عليه في فنون العلوم والآداب»(). وميز يبن العلماء في الفنون والآداب والعلوم وين العلماء من حملة العلمء بقوله عن الإمام الربيع بن حبيب «هو أحد العلماء الأريعة الذين حملوا العلم»(۷). على أننا لم تلاحظ أن العوتبي ربط بين الأئمة والخلفاء وكبار العلماء بالترضي (۱) راجع الأنساب ص١ ٠ ص١٤۱۷. (۲) الأانساب ص۲ . ص١٦١۱ ١١٠. (۳) الملصدر نفسه ص١ ٠ ص١۱۹. (٤) نفسه ص۲ ۰ ص۲۷۰. () نفسه ء ص۲ . ص۱۳۹. (1) الصدر نفسه ء ص۲ . ص۲۲۸. (۷) نفسه ص ۲ , ۲۲۹. (۸) إلا في حالات ذكر الخليفتين ابي بكر وعمرء رضي الله عنهما وبعض أئمة عمان. ١۱۷ ذلك ومسئولية النساخ, أو هدف العوتبي. فقد قرن ابن بركه ب «رحمه الله»() وكذلك البسيوي ب «رحمه الله تعالى»(). رابعاً : الاقتباس من آيات القرآن الكريم؛ والأحاديث النبوية الشريفة : واتضح ذلك في حديثه عن أخبار الأمم السابقة عن الإسلامء والعرب البائدةء وذلك من أجل تأييد وتقوية رواياته وأخباره التاريخية. وظهر ذلك بوضوح في حديثه عن مبداً خلق الكون وأخبار الملائكة وذكر الجن وذكر خلق آدم وهبوطه مع حواء من الجنة إلى الأرض()ء وقصة قابيل وهابيل وأولاد أدم. وقصة نوح والأنبياء من بعده. وأخبار عاد وأنبياء بنى اسرائيل. وكانت الآيات القرآنية التى أوردهاء أو الأحاديث النبوية الشريفة منسجمة مع حديثه وأخباره التاريخية. خامسا : الإفصاح عن انفعالاته : رغم حيدة العوتبي وموضوعيته في عرضه التاريخي لكتاب الأنساب إلا أنه لم يخف غضبه لا حل بآل المهلب بعد نكبة العقر سنة ١١اه ٠۷۲م وما ترتب عليها من مقتل يزيد بن المهلب, زعيم أزد المشرق في تلك الفترةء ومعظم أهلهء ثم حمل بقية أهله كأسرى إلى دمشق() يقول العوتبي «وقدم مسلمة بن عبدالملك بأسرى آل المهلب إلى أخيه يزيد بن عبدالملك- لعنه الء(°).. خاصة وأن الأمويين قد نكلوا بالفعل بصورة وحشية بآل المهلب. فلم يتمكن العوتبي من إخفاء غضبه على الخليفة الأموي يزيد بن عبداللك (١٠٠ه-١٠٠ه). حتى أنه زاد في لعنه للأمويين فكرر لعن يزيد بن معاويةء ومعاوية بن ابى سفيان. أو هما معا كما في قوله «لفعل يزيد بن معاوية -لعنهما الل-»(). كما قرن اللعنة بالحجاج بن يوسف أيضا](). أما عدا تلك الوقفة فلم يلاحظ لؤرخنا العوتبي أي تأثير على عمليات العرض التاريخي للأحداث التى قدمها في أنسابهء وتمكن بموضوعية وأمانة من وضع الأخبار والروايات في موضعها الصحيح بغض النظر عن الوضع القبلي أو العقائدي. سادساً : الشمولية التاريخية : تتضح النظرة الشاملة للعوتبي في معالجته لتطورات التاريخ الإسلامي والعربي منذ البدايةء فقد حرص على توضيح الأصول العربية وتفرعاتها من القبائل الكبرىء ويقوم بعملية الربط بين فروع القبيلة في المشرق أو المغرب وفي أي مكان. كما أنه تمكن ببراعة )۳( نفسه › ص١۱ ‘ ص۱۲ وما بعد‌ها. )٤( راجع الأحداث ئي المصدر السايقء ص۲ ص١١۱ وما بعدها. (١) نفسه ء ص٢۲ .٠ ص١۳١۱ , السطر ۹. (۱) نفسه ص۲ . ص١١٠ السطر الأول. ۱۷۲ واضحة من دمج وحدات التاريخ الإسلامي في بوتقة واحدة ولم يغلب جنس على آخرء أو قطر على غيرهء وحتى حديثه عن وطنه عمان جاء مرتبطا بنظرته الشمولية العامة على أساس أن عُمان جزء من الجسم الإسلامي الكبيز()ء وأن أداء أهلها منذ البداية في أي موقع -أنما يصب في الوعاء والبوتقة الإسلامية الشاملة. وبذلك فإن العوتبي ابتعد عن النظرة الإقليمية أو المذهبية الضيقة التى اتصف بها بعض معاصريه في مواضع أآخری. سابعاً : كثرة الاستشهاد بالشعر والأمٹال العربية لتعزيز أخباره : فكثيرا ما كان يقوم بربط العلم الذي يترجم لهء أو الشخص بما يرتبط به من أشعار أو كيف المقام بأرض لا أشد يها سوطلا إذا ما اعترتني سواة الغضب عني إذا مدحب إن كنت سائله ولد امرىء للذي أنشأه كان أيى(۲) وقوله في أنساب قحطان.. ومنهم الأقاول ومن الاقاول الأسود بن كثير والمرجاء ربيعة ابن معدي كرب؛ ونبت حضر موت نبت وائلء وهو الذي يقول فيه الأعشى : قالت قتىلة من مدحت فقت مسروق بين وائل() كما تمكن من انتقاء جيد شعر الشعراء الذين وردوا في أنسابه من أمثال الشاعر زيد الخيل بن مهلهل وانتقائه كذلك لأشعار هامة من شعر مازن بن غضوية أضافت لنا مادة تاريخية وفسرت لنا جوانب هامة من تاريخ عُمان في فترة ظهور الإسلام(°). وكانت الأشعار التى أوردها في سيرته لحاتم الطائى تنسجم مع بناء العوتبى لشخصية هامة مثل حاتم ورغم إكثاره من أشعار حاتم إلا أن أوضحت صورا هامة في حياته وحياة مجتمعه والعرف والعادات والتقاليد هناك وف المناطق التى ارتبط بها حاتم(). كما أصبحت الأشعار التى أوردها في عرضه للوقائم تدخل ضمن عرض المعركة والواقعةء حيث ركز على الأشعار التى أثارت الحمية القبلية والعصبية بين الأطراف. والأشعار التى قيلت في رثاء القتلى.. من الأطراف تحمل هي الأخرى صورة من الخسائر والآلام التى تعرضت لها عُمان(۷). أما أشعاره عن المهلب وأولاده فقد أوضحت جوانب هامة عن مكانة الرجل وقبيله في المشرق الإسلامي خاصة وأن أوردها عن شعراء خدموا (١) خاصة في عرضه لامتداد النفوذ العماني في الخليج والمشرق الإسلامي. )۲( اللصدر السابق . ج١ .٠ ص١٤۱۷. (۳) الملصدر نفسه :٠ ج١ ٠ ص۱۷۳. (٤) نفسه ء ج۱ . (١) نفسه ء ج١ ٠ ص٠٢۲ وما يعدها. (1) راجع الصفحات ٢٠۲ حتى ٢٠۲ ٠ من الجزء الأول. (۷) اللصدر السابق . ص۲ . ص٠٥٠۲ وما بعدها (وقعة الروضة والقاع). ۱۷۳ معه وكانوا على قرب منه من كافة القبائل, الأمر الذي أعطى وضوحاً في الجوانب التاريخية للمهلب وعصره(ا). وكانت الأبيات التى أوردها في رثائه عن أحد الشعراء قمة في التعبير عن الخسنارة التى لحقت بالمسلمين في تلك الفترةء يقول: الا ذهب الفزو المقرب للغنى ومات الندى والجود بعد المهلب أقام يمرو الروذ رهن ضريحه وقد قيضا من كل شرق ومغرب) ثامنا : التباين في بناء الترجمة والنسب : فقد برزت لدى العوتبي في أنسابه صور متباينة في ذكره لرجاله وأحداثه كانت بين الطول والقصر والإسهاب والاقتضاب في نوعية مادة العلم والشخصء وإن كان يرتبط في المقام الأول يما يتوافر لديه من مادة حول هذا العلم المترجم له أو متوقف على دوره ومساهماته العامة المرتبطة به والمختلفة عنه. ورغم ذلك فإن عالمنا العوتبي قد وضع أسساً هامة في بناء الترجمة والسيرة والئسب هي : ١ الاسم : اسم القبيلة. وكان العوتبي دقيقاً في ذلك إلى أبعد الحدودء حتى يعتير ذلك أساسا لعمله. ۲ اللقب : حرص العوتبي أيضا على ايراد اللقب مع اسم الشخص. فمثلاً يقول عن أبي حنبل بقرب داره وقعد الناس يصيدونه فحماه منهم وأجاره منهم فسمى مجير الجراد»(۲). ۳ ذكر الكذية : وغالباً ما كانت تلك العملية تقتصر على أهم أعلامه. ففى نسبه للمهلب وولده يقولء «وولد المهلب بن أبي صفرة.. ثلاثة وعشرين رجلا واحدى عشرة بنتاء وهم: سعيد وبه کان وكذلك ق سيه الك بن فهم فأورد کنیته ي «أيانويتى»(°). () الملصدر نفسه ؛ ص۲ .٠ ص۱۲۸ وما بعدها. (۲) وردت عند الطبري بهذا النص أيضا. انظر : الملصدر نفسه :٠ ص ۲ ٠ ص١٤ ۱. - الطبري ٠ تاريخ ص٦ ٠ ص٥٥۲. (۲) المصدر السابق ص١ ٠ ص٢٥٠۲. (٤) نفسه ص۲ . ص۱۲۸. نقسه ٠ ص۲ ص١۱۸۱. £: ٤ اسم الشهرة : حينما يشتهر العلم المترجم له باسم اكثر من اسمه مثل عبدالله بن يحيى الشاري الكندي المسمى بطالب وكذلك المختار بن عوف بن يحيى بن مازنء المسمى بأبى حمزة الشاري فانه يذكر اسم الشهرة إلى جانب اسمه الحقيقى(). وأحياناً كان يذكر اسم الشهرة دون الاسم الحقيقي للشخص مثل حديٹه عن وقعة القاع سنه ۰ه / ۸۹۳م وترديده لاسم قائد الحملة باسم محمد بن بورء دون ذكر اسم نورء وذلك لا فعله من دمار بعمان(). 0 ذکر الصفات والألقاب المرتدطة بالعلم : وخاصة عن الأعلام التى ارت تبطت بإنجازات هامة مئل قوله «ومنهم الفضل بن يزيد عبدالمدان من بدی الحارٹ بن كعب بنو عبدالمدان «كان شرىفاً شاعراآ»(°). وهی أمور تدل على تمكن العوتبي من فهم شامل لجوانب شخصية العلم الذي يقوم بالترجمة له. ۹٩س عدم الاهتمام يتحديد سنة المیلاںء وسنة الوفاةء إلا لكيار الأعلام : وقد وضح ذلك في حديڻه عن أنساب المهالية وتقديرة لسنه مىلاد المهلب ووفأڈء وسنه وفاة والدهء وكذلك سنة مقتل يزيد بن المهلب وتقدیر عمره(). ۷ الاهتمام بالنشأة والتكوىن : وذلك من أجل إيراز إمكانيات الأعلام وأسباب بزوع مكانتهم: ومٹال ذلك تتيعه لنشأة حاتم الطائي بقوله «وحاتم هو الذي كان يخرج وهو صبي بطعامه إلى الطريق. فإن وجد من يأكل معه أكل وإلا رده ورجع»(۷) وكذلك في ترجمته لعمرو بن معدي كرب أحد آبطال القادسية(). وكذلك في ترجمته لاين برکه ذکر شیخه أيا مالك غسان بن محمد الصلاني(). كما اهتم يذكر أماكن النشأة والمقام. فذكر منزل أبي حمزة الشاري في قريه مجز من جنوب ومنزل ابن بركة في بهلاء(۱۱). (۱) نفسه ص۲ . ص۲۱۸. (۲) نفقسه ص۲ ۰ ص۲۱۸. (۲) نفسه ص۲ ٠ ص۳۲۳. (٤) نفسه ؛ ص۲ ٠ ص۲۱۸. () نقسه ء ص١ ص۳۱۷. (1) انظر ص۲ ص۱۲۲ وما بعدها ؛ ص٦١۱. (۷) نفسه ص١ ٠ ص۲۱۲. (۸) نقسه ء ص١ ص۲۸۹. (۹) نفسبه ء ص۲ ص۲۱۹. (١۱) نفسه ص۲ . ص۲۱۸.۔ (۱۱) نفسه ص۲ ٠ ص۲۱۹. ٥۱۷ )٤( - طبيعة انتقاء المادة التاريخية - رغم اصرار العلامة العوتبي على تسمية كتابه بالأنساب. إلا أنه قدم من خلاله مادة تاريخية هامة لاغنى عنها للباحث في التاريخ العماني والإسلاميء وخاصة فترة صدر الإسلام. كما أن مادته التاريخية قد شملت نواحي عديدة من الجواتب السياسية والإدارية والإجتماعية والفكرية والإقتصاديةء خاصة في منطقة الجزيرة العربية وعمان والخليج. كما أشار إلى جوانب جغرافية ولغوية هامة أعطت مادته التاريخية ثقلاً ورسوخا. فرغم أنه لم يفرد لنا موضوعا تاريخياً مستقلاً في أنسابه إلا في حالة موجزة الذي قدمه عن عمان في العصر الإسلامي. فإنه كان يجعل النسب في الصدارة في رواياته ثم يبدأ في ربط كل الأعمال والروايات التاريخية بهذا النسب بما يتيسر لديه من مصادر. وأحياناً كان يتدخل بصورة واضحة في تهذيبها وصهرها مع سياق حديثه بحيث لايشعر القارىء أن هناك خللاً في السياق العام للنسب والموضوعء ويبداأً الجانب التاريخي لديه بصورة عن بداية حياة الشخصء صاحب النسبء وظهور مواهبهء ثم يربطها بنواحي اجتماعية وسياسية واقتصادية حسب هدفه لخدمة المعلومات التى يقدمها(). وظهرت تلك الجوانب في أنسابه حينما تحدث عن أبي صفرة وأولاده فأعطى صورا عن حياتهم منذ البداية(). وعلو مكانتهم في الدولة الإسلامية منذ خلافة عمر بن الخطاب -رضي او عنه- وقدم روايات هامة عن مراحل تأسيس مدينة البصرة التى أصبحت مركز أحداث المشرق الإسلامي. في هذا العصر(")ء واحتوت تلك الروايات على صورة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة من وجود حركة تجارية وظهور اتجاهات معادية لبعضها البعضء حتى يظهر العصر بصورة صادقة للقارىء من كافة الجوانب. واعتمدت المادة التاريخية التى قدمها العوتبي في أنسابه على أساس الهدف العام لكتابه والمتمثلة في: «معرفة أنساب قبائل العرب وبيان الأقرب من ذلك الهدف والابعد ومعرفة اجتماعهم وافتراقهم, «ثم أبداً بعد ذلك باشتقاق اسمائهم«() ثم بعد ذلك حدد حدود المادة التاريخية التى يحتاج اليها في عمله بقوله «وشرح ذلك من الأخبار وشواهد الأشقاء وماحشوته من اشتقاق أسماء قبائلهم ورجالهم وذكر أخبارهم وأيامهم إن شاء الله تعالی»(°). )°( الصدر نفسه . ص ١ .٠ ص۱۳۲. ٦۱۷ ولذلك فقد أصبح أنساب العوتبي كتاباً شاملا لطلاب الأدب» والعلم والفقه وغير ذلكء ويعلل العوتبي أهمية الأنساب بقوله «لأن طالب العلم والحديث إذا لم يكن يدري علم جاز عليه. وإذا كان بالأنساب عالاً وبالأخبار عارفا أنكر ذلك ورده إلى نسبه واسمهء وأتی أجل صله الرحم(۲)ء ومعرفة أخبار الشعوب والأمم. غير أننا يمكننا أن ثميز أسساً هامة اتبعها العوتبي ف انتقاء أنسابه والأخبار التاريخية المرتبطة بها وهی : أولاً : الشمول النوعي : أي أن العوتبي لم يقصر أنسابه على مجال واحد ونوع مميز من رجال القبائل التى أوردهاء بل ترجم وتحدث عن شخصيات مختلفة لي الجاهلية وفي الإسلام؛ وفي مجالات الأدب والسياسة والعلم والحرب. كما تحدث عن سير العديد من رجال الدولةء وعن فثئات الناس بصورة عامة(). كما تحدث عن الرجال والنساء(؛) أيضا والسادة والموالي والجند ثانياً : الشمول المكاني : تمكن العوتبي من موقعه في صحار بحي عوتب حيث كانت المدينة ثي عصره في قمة مجدها وازدهارها كمدينة للتجارة العالمية المتجهة إلى شمال الخليج حيث البصرة والكوفة وبغدادء وكذلك كانت صحار متصلة في هذا العصر بجهات عديدة من الحضارات, الأمر مادة هامة له لبناء كتابه الأنساب والذي اشتمل على أخبار من كافة مناطق المشرق وبذلك جاء كتاب الأنساب شاملا لروايات تاريخية عامة على المستوى العمانى للمتاطق والأماكن التى يتحدث عنها في أنسابه(ا). ورغم شمول كتابه على قسم كبير لأزد عمان وخاصة آل المهلب. إلا أنه تتبع أخبارهم في كل مكان وسعى وراء حركة رجالهم في کل موقع(). (۱) نفسه ؛ ص١ د ص۸. (۲) نفسه ص۱ ص۱۱ (۳) يقول لي ذلك : «وقد نظمت نسب كل شريف ومذكور وبليغ وخطيب وشاعر من القبائلء. ‏ - نفسه ؛ ص١ .۰ ص۸. (٤) راجع حديثه عن ام جندب, التى تزوجها امرؤ القيس . على سبيل المثال. - المصدر نفسه ص١ ٠ ص٤٤۲ ٠ (١) الملصدر نفسه : ص١ : ص ۸. (1) نفسه ء ص١ ء ص۷۸ وما بعدها. (۷) نفقسه : ص۲ ٠ ص۱۱۹ وما بعدها. ۱V۷ ثالثاً : الشمول الزماني : عمد العوتبي إلى تقديم صورة واضحة للعصر الذي يتحدث فيه عن رجاله حينما يتوقف لترجمة واسعة فيترك سلسلة النسب جانباً ويأخذ القارىءء في نظرة شاملة لزمان الحدث حتى يتمكن من وضعه في الصورة الصادقةء وقد تمكن من ذلك في حديثه عن الوقائع والحروب بين العرب وتأثيرها على معاصريها فهو يقول في وصفه لشاعر أهل عُمان حينما علموا بقدوم محمد بن بور إلى بلادهم «واتصل الخبر بأهل عمان. فاضطربت عمان من كل ودفع الخلف والعصية بين أهلهاء فكانت النزارية ومن كان على رايهم في حزب» واليمانية في حزب» وتخاذل الناس عن الإمام عزان بن تميم؛ وتنقضت الأمور عليه فخاف أهل صحار وما حولها من الباطنةء فخرجوا بأموالهم وذراريهم وعيالهم إلي سيراف والبصرة وهرمز وغير ذلك من البلدان»(). وقد حافظ العوتبى على الربط بين الشمولين الزمانى والمكاني بحيث لم تأخذه الأنساب والروايات التاريخية إلى الاستغراق في مجال أو مكان واحد وفي فترة واحدة بل ربط توضيح صورة العصر في الفترة التى يريد التحدث فيها. وبلغ من درجه ثقافة العوتبي وقوة تصوره لآثار الأحداث التي يتحدث عنها وصفه لآثار وفاة المهلب.. لأنه ليس من كتاب ألف من بعده؛ في أي جنس كان من التأليف إلا وقع فيه من أخبار المهلب وأحكامه ريلاغته وسیاسته وجوده»(۲). وهذه نظرة جديدة من أجل احداث توازن بين الرؤى العالية والاقليمية والمحلية في دراسة يمكن ان يستفيد منها في عصرنا. رابعاً : العمل على خدمة الخبر للنسب : خاول العوتبي أن يكون منهاجه واضحا في الأنساب. ولذلك فقد اعترف بأن الروايات التاريخية والأشعار التي أوردها جاءت على صورة ثانوية بقوله «وما حشوتها من الأخبار وشواهد الأشعار»() أي أن العلاقة بين الخبر وبين النسب عند العوتبى كانت علاقة محددة تتفق مع أهداف العوتبي من كتابهء وأن هذه العلاقة لم تأت بصورة عفوية أو ارتجالية وإنما كان وراءها قلم العوتبي ومنهاجه وكأن العوتبي يقصد بذلك أن العلم الذي يتحدث عنه هو الذي يصنع الحدث. ولذلك فقد لاحظنا أن العوتبي كان دائم التوقف في عمليات الروايات التاريخية. وكثيراً ما نتلاحظ أنه يحاول ألا يطيل في الشواهد التاريخيةء وأنه كان يكتفي منها بما يدلل بها )۱( اللصدر نفسه ص۲ (۲) نفسه ٠ ص۲ ء ص١٤ )۳( نفسه ٠ ص١۱ « ص۱۲.۔ ۱V۸ على أهمية ودور الشخصية التي يتحدث عنهاء ويعلل لنا ذلك بقوله «وكان غرضي في جميع ما اقتصصت الايجاز والإختصارء ولو قصدت الاستقصاء لطال الكتاب ولاختلط اللخفى بالجلي فمحبته الآذان وملته النفوس»(). ۱ أي أن العوتبي .يعترف بامكانياته التاريخية الواسعة.ء لكنه كان يستخدم منها القدر الكافي لابراز النسب ودور الشخصية التى يتحدث عنها. وكان يخشى بذلك من تفوق الوصف والخبر التاريخي على النسب؛ وهو بذلك يعد من المؤرخين يالخبر والنسب معاء وجعل بين الخبر والنسب صلة لفهم الشخصية والعلم الذي يتحدث حوله. ولم يغلب الخبر على النسب عند العوتبي إلا في حالات قليلةء حينما أورد أخباراً وروايات عديدة عن المهالبة أثناء عرضه لنسبهم حتى استغرق الخبر بصورة واضحة ولم يتمكن من التوقف بقلمه التاريخي إلا على أعتاب العصر العباسي(). كما كان العوتبى يحاول تنويع مادته التاريخيةء رغم اختصارهاء من النسب, فكثيرا ما يتناول كافة المجالات التي ارتبطت بالشخصية وأهل بيتها. ومن ذلك قوله في نسب رهاء بن حارث أحد بطون مذحج «وكان يزيد بن شجرة الرهاوي. وکان فارساًء وهو الذي وجهه معاوية بن أبي سفيان ليقيم بالناس الحجء ووجه علي بن أبي طالب إلي عبدالل بن العباس, فلما اجتمعا بمكة خشيا أن يكون في حرم الله حرب فاصطلحاء»(۲). وقد انعكس الأمر عند العوتبي في ذكر النسب ضمن الخبر في سياق رواياته التي تتعرض لقضية تاريخية طويلةء فقد أورد ذكر الخيار بن 'سبرة المجاشعي ضمن روايات عن المهالبة والأمويين()ء وكذلك بعض القواد والجند أثناء حديثه عن المعارك والوقائع والأيام والتى أدرك أنه من الصعب اختصار أخبارها. وهو بذلك يحاول اخراج صورة متكاملة عن الموضوع الذي يتحدث عنهء وكان يلجا إلى ذلك حينما يدرك أنه من الصعب الاعتماد على الاتساب وحدها. خامسا : إبراز علاقة السيبية : ويصلوا أرحامهم ويأتمروا بما أمروا به وينتهوا عما نهوا عنه»(°). ففى حديثه عن الأمم القديمة أبرز لنا العوامل والأسباب التى أدت إلى اهلاكم واستشهد بذلك بآيات من القرآن وخاصة عن عاد وقوم هود(ا). كما ظهرت امكانيات العوتبي (۲) نفسه ص١ ۰ ص۲۲۸. (٤) نفسه ص۲ . ص ٣٤۱ وما بعهدا. )°( الصدر السايق ‘ ص١۱ ص ۱۱. )٦( نقسه .٠ ص١۱ ص۸٦ وما بعدها. ۱۷۹ التاريخية في أيراز علاقة السببية بأسباب وقوع المعارك والأيام التى تحدث عنها وتعليله أسباب وقوع المعركةء وأسباب انتصار المنتصر وهزيمة المنهزم. ففی روایته عن سبب يوم سلوت «فلما وصل جوابهم مالك بن فهمء أرسل اليهم أنه لابد من المقام في قطر من عُمانء وأن تواسوني في الماء والمرعی فان ترکتمونی طوعا نزلت في قطر من البلاد وإن أبيتهم أقمت على وإن قاتلتمونى قاتلتكم.. فأبت الفرس أن تتركه طوعاء وجعلت تستعد لحربه وقتاله»(). وظهرت امكانيات العوتبي في هذا الجانب في ذكره أسباب الكراهية التى بدأت في الظهور بين الحجاج وبين آل المهلب وتنبع ذلك حتى انتهت بسجن يزيد بن المهلبء وتطورت أخيراً بنكية العقر سنة ١١اه/ ٠م. وقد عدد تلك الأسباب ودوافعها عندالأمويين وعمالهم(). كما كان العوتبي يحرص على ذكر السبب وراء أي حدثٿ هام يسوقه في نسبهء ومن الأدلة على ذلك اهتمامه يبشرح أوضاع اليمن قبل خروج القبائل العربية منها وانتشارها في الأمصار والمناطق والحديث الهام الذي قدمه عن سد مأرب. وكانت تلك العملية هامة في فهم المؤرخ لعوامل خروج العرب وخاصة جموع الأزد إلى عمان بقيادة مالك بن فهم(). (۱) نفسه ص۲ ء )۲( نفقسه ء ص۲ ۰ ص١٤١۱ وما بعدها۔ ۱۸ )0( - مصادر العوتبي التاريخبة - أولاً : أنواع المصادر ١ المشافهة : اعتمد العوتبي على نقل الخبر التاريخي بالمشافهة على نطاق واسع بحيث غلب ذلك على جانب كبير من عصرهء حيث كانت مفاهيم عصره تقتضي أن يكون العالم على درجة كبيرة من الحفظء بعضها من أصحاب الأخبار والتواريخ والأنساب مثل وهب بن منبهء وهشام ابن محمد السائب الكلبي والواقدي وابن دزيد والجاحظ والكلبي وغيرهم(). وأغلبهم دونها العوتبي من ذاكرته الخاصة دون أن ينسيها إلى صاحبها. ويبدو أن العوتبي كان على صلة وثيقة بعدد من شيوخ عصره في بلده وفي المناطق اللجاورة في عُمان والبصرة, الأمر الذي مكنه من الاتصال المستمر بهم والأخذ عنهم مثال ذلك قوله «قال أبواسحق ابراهيم بن مسلم الضاحى مما يدل على وجود نسابين في بلدته أخذ عنهم شفاهة. وقد تكررت كلمة : «قال»() في بدايات العبارات عند العوتبيء دون ذكر اسم المصدر مما يدل على أخذه العديد من رواياته بطريقة المشافهة(؛). كما ردد كلمات أخرى بنفقس الملعنى مثل قوله : حدثنيء روى عن(°) قال بعضهم()ء ويقال()ء وقال وقال آخرون, وأكثر القول()ء وقال غبرهء وقد ذكر يقولء أما قول. وهی عبارات تدل على أهمية دور المشافهة في بناء المادة التاريخية عند العوتبي. وطبيعى أن يلجا العوتبى إلى عنصر المشافهة لتوفير مادته التاريخيةء حينما تصمت المدونات والمصادر بين يديه أو لمحاولة توثيق الخبر ومقابلته بمصادر أخرى شفاهية أو مكتوبة: أو أن يكون المصدر الشفاهي قريبا من الحدث ومرتبطا بالخبرء مثل استشهاده (۱) نعرف بهم بايجاز في الصفحات القادمة. (۲) نقسه ء ص١ ٠ ص١۱۷۱۔ (۲) انظر : نفسه ء ص١ ء ص١۱۷۱ ص۱۱۹ ۰ ص١ ء ص١۱۲. (٤) نفسه ص١ ء٠ ص۸٥ ء ص١ ء٠ ص١٦ على سبيل المثال. نفسه . ص١ ٠ ص۱۲. (۱) نفسه . ص١ ٠ ص۷۲. (۷) نفسه ء ص١ ٠ ص٤۷. (۸) نقسه ء ص١ ٠ ص٤۷. (۹) نفسه . ص١ ء ص۹۳. ۱۸۱ بأشعار أبي بكر محمد بن حسين بن دريد التى يعير فيها قومه من ولد مالك بن فهم ويحرضهم على أخذ ثأرهم بمن قتل منهم في الروضة من وكان لعنصر النقل بالمشافهة دوره الكبير في عصر العوتبي وكذلك في منطقة صحار. وذلك بسبب ازدياد حركة الناس والتنقل بين مناطق العالم الإسلامي وعالم المحيط الهندي وازدياد روح البحث وطلب العلم والمغامرة, بحيث كان بعض الناس ينتظرون على المحطات التجارية لأخذ الأخبار والروايات من التجار والمسافرين والبحارةء وخاصة الاشياء والأخبار الغريبة التى صادفوها.. حتى أن أزهى عصور الرحلة في التاريخ الإسلامي كانت ما بين القرنين الرابع والسابع الهجريين. كما كان هناك فئة من العلماء يرتحلون إلى مناطق بعيدة للعلم والتعليم("). حتى ان المدونات الكبرى في التاريخ الإسلامي قد دونت في عصر العوتبي مثل كتاب أخبار الزمان للمسعودي الذى اختصر في مروج الذهب(). ويتضح من روايات العوتبي الشفاهية أنها لم تكن منقولة ومأخوذه مباشرة من المصدر التاريخي بل أنها روايات منقولة إليه مشافهة عن طريق شيوخه أو انه كان يشير إلى أحد اللصادر التى سمع بها دون أن يتمكن من الحصول على نسخة أو يتصل مباشرة بال مصدر: ولذلك أصبح المقصود بعبارة «قال» أو «روى» يقصد بها مصدرا إما اتصل به العوتبي أو أخذ عن وسائط حتى وصل إليه. - الوثائق والمدونات : استفاد العوتبي من توفير عدد كبير من المخطوطات بين يدیه. والتي يبدو أنه حصل عليها من عُمان من خلال مراكزها العلمية مثل صحارء أو من البصرة التى كانت تعج بالحركة والنشاط الفكريء ويحتل أهل عمان مكانة هامة هناكء مما وفر له العديد من المصادر التاريخية المدونةء ولذلك فقد ترد الإشارة إلى المصدر والمخطوط بكلمة «قالء أو «يقول» أو «روى». ولكنه أحياناً كان يشير إلى هذا الأمر صراحة بكلمة: «وفي نسخةء(؛). الأمر الذي يدل على توفر العديد من المخطوطات. كما ينسحب ذلك على العديد من النتصوص الشعرية التى أوردها. ۳- المؤّلفات السابيقة : رغم اعتماد العوتبي على روايات شفاهية. إلا أنه اعتمد بصورة أساسية على المؤلفات السايقة للنسابين والمؤرخينء بحيث أصيحت مادتها البنية الأساسية لكتايبهء بالإضافة إلى كونها الموارد الأساسية لتتبع الخبر والنسب. (١) المصدر نقسه 4 ص۲٢۲ 4 ص٤۳۱ ٥۳ ٦۳. (۲) شاكرء مصطفى , التاريخ العربي والمؤرخون ؛ ص١ ٠ ص۲۹۰ء بيروت. (۳) وان كانت دار الننشي حاليا تفصل بينهما حيث تصدر مروج الذهب, ثم كتاب آخر بعنوان اخبار الزمان. ۱A۲ وهو بالرغم من قله ذكره لأسماء مصادره وعناوين مؤلفاتهم. إلا أنه كان يشعر القارىء باعتماده على مؤّلفات عديدة. باشارته إلى مصادره بكلمة «قال»» «وقال»» حتی انه كان يعدد ذكر المصدر من خلال ذكر اسم المرتبط به أو قبیلته أو جزء من اسمه(۱). وحينما يجتمع لديه أكثر من مؤّلف في القضية أو الموضوع الواحد فإنه يذكر عبارة «قال بعض أهل النسب»(۲) و عبارة «ويزرعم بعضهم»(۲). الأمر الذي يدل على محاولته اختصار المصدر وعنوانه كهدف أساسي عند العوتبى وهو الأمر الذي اشار اليه منذ اليدايةء خوفاً من الاطالة والاستطراد في کتابه. ومن أهم المصادر التى اعتمد عليها العوتبي لاستقاء مادته التاريخية ما يل: * وهب بن منبه : والده. ولد وهب ف ذمار بالقرب من صنعاءء وارتيطت نشأته بالزهىد والإطلاع على کتب وروایات الأمم القديمة وقصص الأنيياءء ولذلك فهو يعد صاحب معارف ديٽيه وتاريخية أو يرويها جماعة من أهله. تكونت في اليمن مدرسة كاملة للزوايات التاريخية عملت على تسجيل وتنظيم وترتيب روايات ابن منبه وكان من روادها: أبو إلياس مولى وهب بن منبهء وعبدالمنعم واسماعيل بن عبدالكريم بن معقل. وكان لهؤلاء دور في نهضة عمليات التدوين التاريخي منذ بداية القرن الثالث استفاد العوتيى من روايات اين منيه التاريخية في مجالات ثلاث هي: أ الاستعانة به في رواية قصص الأثيياءء وميداً الخلق. وهبوط آدم(°)ء وأولاد أدم من وج جههة نظر المؤرخين الذين قدموا بعد ذلك وارتيط بهذا ا لهيكل سلسلة الرسل كما روۉی عنه أخيار نوج وأولاد نوحء عليه السلام(^). EE (١) المصدر نفسه , ص١ ص١۱۹ ١٤۱۹ ء على سبيل المثال. (٤) مصطفى ء المرجع السابق ص١ ء ص۱۳۸. المصدر السابق . ص١ ٠ ص۳۹. (۱) نقسه . ص١ 4 ص٣٤ .٣ (۷) نفسه . ص١ ٠ ص٦٤. (۸) نفسه ء ص١ . ص۹٩ وما يعد‌ها. ۱۸۳ ب- تاريخ اليمن القديمء والعرب القحطانية(). وقد ذكر أن له كتابا يسمى الملوك اللتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم؛ ورغم شموله لجوانب عقائدية وأسطورية عديدة إلا أنه يعد مصدرا هاما للعوتبي لاستقاء أخبار اليمن في تلك ويعصضص ملوك التتابعة(۲). * عبيد بن شريه الجرهمي : من الرواة المخضرمينء ولد في الجاهليةء وتوف في خلافة عبدالملك بن مروان. وقد استقدمه معاوية بن أبى سفيان من صنعاء وساله عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب واختلاف الأنسبة. وأمر معاوية كتابه أن يدونوا ما يتحدث به عبيد بن شرية في کل مجلس وأن ينسب ذلك لهء فكتبوا ما أملاه في كتابين أحدهما: آخبار اليمن. والثئاني في الأمٹال. وألحق الكتاب الأول بكتاب وهب بن منبه «اليتجان» تحت اسم «أخبار عبيد بن شرية والشام. اعتمد العوتبي على ورايات عبيد بن شرية في أنسابه, أثناء حديثه عن ملوك التبابعة من اولهم وهو الرئاش(). ولذلك كان حديث العوتبي التاريخى ينم عن قاعدة واسعة في حديٹه عن التبابعة لاعتماده على مصدر هام وهو عبيد بن شرية فتحدث عن أعمالهم في بلادهم وحملاتهم الخارجية(). وظل العوتبي يكرر: «قال عبيد بن شرية» عدة مرات في أخباره عن التيابعة لصفحات عدة من كتابه الأولء حتى وصل إلى الصراع الحبشي اليمنى زمن ذي نواس(۱)› وإلى الصراع الحبشي الفارسي على اليمن(). حتى أن العوتبي بلغ اهتمامه بنصوص عبيد بن شرية أن نقلها مباشرة دون تمحيص أثناء حوار وروايات عبيد في مجالس معاوية(۸). * محمد بين السائب الكلبي: واينئه هشام ين محمد الكليى : والعباسي. وتمكن من جمع أطراف هذا العلم وتكبد الكثير من المشاق في سبيل ذلك معتمداً على مساعدة قبيلته. ودون أفضل ما ذكره النسابون في كل قبيلةء وأضاف إليه الكثير(). (۱) نفسه ؛ ص١ . ص۰٩. (۲) اللصدر تفسه ٠ ص ١ء ص١٤۱۲ ۰ ص۱۲۸. (۳) تقسه ۰ ص١ : ص١٥۱۸ وما يعدها۔ (٤) تسه ء ص١ .٠ ص۱۳۲. (٥) تفسه ؛ ص١ ٠ ص٦۱۸ وما يعدها. (۱) نفسه ٠ ص١ : ص۲۱۳ وما يعدها. (۷) نقسه ء ص ١ء ص۲۱۹ وما يعدها (۸) راجع اخبار ابرهة بن الصباح الاصبحي ذي اصبح. - المصدر السابق ص١ء ص٠۲۲ , ۲۲۷. ۱۸ وهو بذلك يعتبر أعظم النسابين في الدولة الإسلامية في صدر الإسلام. وأخذ عنه الكثير من طلاب علم التاريخ والأنساب شفاهةء حيث انه روى ولم يؤلف. وتابع ابنه هشام هذا الاهتمامء حتى انه أضاف العديد من الأنساب والأخبار إلى رصيد أبيه وألف حوالي مائة وخمسين كتاباً قبل وفاته سنة ٢ ۸۱۹م. اعتمد العوتبي على المصدرين في رواياته عن أخبار الأوائلء خاصة عصور التاريخ اليمني القديم؛ وأخبار الأمم السابقة وكذلك أخبار آدم والأنبياء وأخبار حمير. وكان العوتبي يعتمد كثيرا على هشام بن محمد بن السائب الكلبي في أخبار نوح() وقصة الطوفان(")ء وأحياناً يذكر اسم كتب من كتبه(۲). كما اعتمد العوتبى أيضاً على روايات أبى اللنذر وهو ابن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أيضا. كما قام العوتبي بعملية ربط بين آراء وروایات هشام. وبين روايات وهب بن منبه وعبيد بن شرية بالنسبة لأخبار الأمم والشعوب القديمة وكذلك في مبداً الخلق وأدم ونوح -عليهما السلام- الأمر الذي يدل على مهارة العوتبي في التعامل مع المصادر المتعددة داخل القضية والموضوع الواحد. كما اعتمد العوتبي على ابن الكلبي في رواياته عن يوم سلوت(9). وقد أكثر العوتبي من ترديد مصدر أبي المنذر الكلبي عدة مرات(°). 4 الهيتم بن عدي الطائي : عاش في بغداد والكوفةء توفي سنة احتل مكانة هامة في تطور عملية التاريخ والأنساب. اطلع على كتب الفرسء حتى أن البعض يجعله من رواد مدرسة التاريخ الفارسيةء ولذلك فهو حجة في معرفة أخبار الفرس واليونان والعرب. وله كتب هامة تزيد عن الخمسين كتاباً في الأنساب والأخبار ومن أهم كتبه في الأنساب: كتاب اللثالب. وكتب وأهم ما كتبه في التاريخ: تاريخ الدولة (العباسية)ء وتاريخ العجم ويني أميةء وتاريخ الأشرافء وكتب الطيقات وكتاب التاريخ المرتب على ولعله أول كتاب تاريخ اسلامي أو عالمي بهذا النوع من التاريخ. وتتميز مؤلفاته بالتساهل بالاسناد(). وقد استعان العوتبي بروايات وأخبار الهيٹم بن عدي مع ورايات رواة اليمن في تتبع تاريخ ملوك اليمن وقبائل (۱) الأنساب ٠ ص١ ٠ ص۸٨٤. (۲) نفسه . ص١ ص٩۹٤ ۰ نفسه ص١ ٠ ص ۱۰۳. (٤) نفسه ص۲ تفسه .ء ص ۱ء ص٦۱۷۷,۱۷. (۱) مصطفى , المرجع السايق ص١ ٠ ص۱۸۲. )۷( الخطيب تاريخ بغداد : ص٤۱ ٠ (۸) مصطفى ء المرجع السابق : ص١ ٠ ص۱۸۳. (۹) الأنساب . ص١ .٠ ص۱۳۷. ٥۱۸ و بو اليقظان الل ٠ | عا حقص مو ‎te‏ بالاتنساب والأخبار والمأثر لالب ویتميز د عن الروايات القبلية؛ ل تال عه الو من الفسابة. كما مزج بين الأنساب ‏والأخبار. وكان أهم مصدر للبصرة وأحداثهاء وأهم من أخذ عنه البلاذري وابن خياط. ووصفه اين النديم بأنه «کان عا بالأخبار والأنساب والماثر والمثالب ثقه قیما يروية») ۱( ولم يکن له عناية برواية الحديثٹء ولذلك لم يترجم له المحدثون ف كتيهم. ‏وقد ا ١ العوتبي على روايات أبي اليقظان وأخباره بصوره 3 نادرة في أحداث قیائل الأزد(")ء وف أخبار العرب قبل الإسلام. ‏* أبوعبيدة معمر بن المثنى التميمي : ‏من علماء البصرة توفي سنة ١٠۲ه/٠۸۲مء كان من أشهر الرواة والعلماء في البصرة. وتيسر له هذا بشكل كبير من الروايات القيلية والمحلية حتی فقيل عنه أنه من «أعلم الناس د بجميع العلوم»› كما کان أعلم علماء عصر ده بأخبار الإسلام والجاهلية: 4 حتی أنه کان دیوانا للعرب. وله عدد من الكتب في المآثر والفتوحء وأخبار العرب القديمة. وأيام العربء وف عدد من الأخيار التاريخيهة الملتخصصة: وکانتٹ إشارات العوتبى إليه باسم «أيوعبيدة». كما اعتمد عليه ق الأنساب(). ‏* شبیب بن شيبة : ‏ا هو شبيب بن بن عبداك بن عصرو بن هشم من پي ميم من خطباء بني ‏ا الثاني الهجري. ` ‏اعتمد العوتبي على روايات شبيب في أخباره عن البصرة(°)ء وبعض أخبار العرب وأنسابهم في شمال منطقة الخليج العماني. ‏* عبدالملك ين حييب الأندلسى : ‏هو عبدالملك بن حبيب بن سليمان القرطبيء أبومروانء رحل إلى المشرق لطلب العلمء ثم رجع إلى الأندلس وقد حصل على مكانة عالية في العلمء وأصبح عالماً بعلوم اللغة والأخبار ‏(۱) الفهرست . ص۷٠٠. (۲) الانساب ٠ ص۲. (۲) الجاحظ البيان والتبيينء ص١ ٠ ص٤٠۲. الأنساب ص١ ص٤٤۳. (٤) ابن حزم ٠ الجمهرة ٠ ص۷٠۲۱. ‏(٥) الأنساب . ص١ ٠ ص۱۱۲. ‏٦۱۸ ‎ الأنساب والأشعار. وله مؤلقات في الفقة والتاريخ والآداب منها: كتاب فضل الصحابة اعتمد العوتبي عليه رواياته عن أخبار الأنبياء والأمم القديمة(")ء كما جاءت معظم أخبار عوتبى في الأنساب عنه(۲). * عبدالله بن عباس : من أبرز فقهاء المدينة والصحابة وأوسعهم إطلاعاً وعلماء كان يسمى البحر لكثرة علمه الفقة والأخبار والأنساب والأشعار واللغة والحساب وعلوم الفرائض حتى روي أنه كان جلس يوماً لكل علم من فيجلس يوما لا يذكر فيه إلا الفقة ويوما للمغازي ويوما يام العربء وكان يقصده الناس من كل صوب للأخذ عنه في كل تلك العلوم أى تتضح أهمية ابن عباس التاريخية في أنه ورد عن الطبري اكثر من ٦۸٢۲ مرة في تاريخ رسل والملوك في كافة مراحل تاريخ الطبري قبل الإسلام وبعده(). ولم يترك ابن عباس نبأ ولكنه ترك أقواله ومعلوماته مكتوبة لدى بعض مواليه وتلاميذهء وكانت من الكثرة تى أنها بلغت حمل بعيرء واعتمدت معظم روايات الصحابة عليه وكذلك روايات التابعين. اعتمد العوتبي على روايات ابن عباس في ذكر بدء الخلق وأخبار الملائكة وخلق أدم لأنبياءء وكانت رواياته عن ابن عباس إما مباشرة دون ذكر الاسناد(ا). أو ذكر سلسلة سناد قبل ذكر الخبر عن ابن عباس مثل قوله: «حدثنا هشام بن محمد بن السائب كلبيء عن أبي صالحء عن ابن عباس قال(۷): «وقد اعتمد عليه اعتماداً كبيراً في هذا المجال. # محمد بن اسحق المطليي : أهم رواد مدرسة المدينةء ولد سنة ٥۷اه وتوفي سنة أو سنة بدأ في صى الأخبار منذ الصغر وتحصيل العلم من جهات عدة. فجمع الروايات عن أهل الكتاب لوالي والأعاجم وعن العديد من مشايخ عصره. وقصد العراق في مطلع خلافة المنصور هداه مغازيه. ولذلك أخذ عنه معظم علماء العراق والري. وله كتب في الخلفاء والمغازي. وقصص والسيرة النبوية. وقد راجت سيره وأخباره في المشرق الإسلامي واعتمد يه اليعقوبي في تاريخه والطبري كذلك وابن الأثير وابن حجر فيما بعد في كتاب صاية(). ) ابن القرضي ٠ تاريخ علماء الأتدلس ٠ ص۲ ٠ ) الملصدر السابق ص١ ص١۱۱. (۲) نفسه ص١ ٠ ص١۱۱۰. ) أبن سعد , الطبقات , ص۲١ ۱۲۱. - ابن الأثير , الغابة »٠ ص۲ ٠ ص۱۹۳ ) مصطفى ء المرجع السابق ص١١٠. (1) الأنساب ٠ ص١ ٠ ص ) الأنساب ٠ ص١ . ص ۹٤. (۸) مصطفى , المرجع السابق ص ١٠٦0.۱ \ ۸A۷ اسحق هی الاأساس في روايات العوتبي عن أولاد آدمء وكان وأصجت روایات اين «وأما ابن اسحق فذکر عنه أنه قال(۱): لکنه کان یردد يقابلها بروایات ابن عباس» فیقول ذكر ابن اسحق في قصة نوح والطوفان بمفرده دون ذکر مصادر أخری معه(۲). ٭ محمد بن حبيب الهاشمي : هو أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي. كان مولى محمد بن العباس بن محمد وله كتاب المحبر. وكان عالاً بالأنساب والأخبار وأيام العرب. ٤ه وقد اعتمد على كتب ومصادر ومدونات مفقودةء. ولذلك اللصادر التاريخيةء وكذلك للأنساب والأشعار. وله كتب كثيرة توفي في بغداد سنه 0 يعتبر كتابه المحبر من أهم نقلها عن تلاميذه. واعتمد عليه العوبتي * العباس بن الوليد الأموي : (الشام) والأنساب والسير والمغازي. ويعتبر شيخ الطبريء ومن أهم رواتهء خاصة في جانب السيرة(°). واعتمد العوتبي على العياس ف أخيار ثمود وعادء وأورد روایاته باسناد عن اين ٭* كما اعتمد العوتبي على مصادر هامة لاخباره ورواياته التاريخية مثل: ابن فتيبه الباهلي وابي حاتم السجستاني: وچيبر بن مطعم(۷)ء واين جريحء والجاحظء كما روى أخبار الأمم السابقة في بعض منها عن الطبري. كما أخذ عن أبي بكر ابن دريد وعبدالله بن عن كعب بن مالك الأنصاري()ء كما أخذ عن عاصم بن عمر ابن قتادة. كما اعتمد في عملية الاشتقاق اللغوي على الخليل بن أحمد الفراهيدي بصورة (۱) الأنساب › ص١ ٠ ص٣٤ ص۷٥. (۲) نفسه ص١ ء ص۱٥۰ . )۳( اين النديم الفهرست ص٩۹ ۱۱. (٤) الخطيب . تاريخ بقداد »٠ ص۲ ٠ ص۲۷۷. )°( مصطفی « اللرجع السابيق ص١۱۳۰. (1) الأانساب ٠ ص١ ٠ ص٤۸. (۷) کنیته ابوسعید. عظم في الجاهلية والإسلام معاء مات سنة ۹ه بالدينة. - البستىء مشاهير علماء الامصار. ص۳۲۲. )۸( فقية ومحدث اسمه عبدالله بن ادریس بن يزيد بن عيدالرحمن بن الأسود من بنى صعب بن سعد العشيرة. (۹) من قراء الأنصار وعباد التابعين. مات سنة ۹ه أو سنة ۹ه في مكة. - البستي , المصدر السابق » ص١٠٠. ۱۸۸ )٦( - طرق النقمل والإسناد عند العوتبي - ظهرت عمليات التدوين المبكر للأخبار والروايات عند المسلمينء والدليل على ذلك ما نجده من ألفاظ خاصة بهذا الأمر مثل: الأصولء الكتبء الصحفء النسخ. وكانت عملية تدوين وتسجيل الأنساب من أقدم تلك المحاولات(ا)ء فقد شكل عمر بن الخطاب لجنة ثلاثية من أبي عدي جبير بن مطعم؛ ومخرمه بن نوفل. وعقيل بن أبي طالب کلفها بوضع ثبت بأنساب العرب يقوم على أساسه الديوان(). وكانت الأبحاث التاريخية وكثب الأنساب غزيرة في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة. وقد بلغت الكتب والرسائل التاريخية حتى نهاية القرن الثالث الهجري أكثر من 0٠60 بحث ورسالة. وهى مادة تاريخية واسعة أقامت هذا العلم على قاعدة واسعة من المعلومات الأولى. وإن كانت تلك المعلومات على مستويات مختلفة من الدقة والصحة والسعة والشمول, أثرت فيها المستويات والمواقف واليينات. ومن الملاحظ أن المدارس التاريخية الأولى قامت في البصرة واليمن والمدينة والشام وكانت أهمها مدرسة البصرة واليمنء حيث أثرت مدرسة اليمن في البصرة عبر العلاقات التجارية بين الطرفين. وكانت صحار العمانية محطة هامة بين مدارس إذ ارتبط أهلها بالتيارات الفكرية والثقافية والبصرة وأثروا فيها وتأثروا بهاء كما تأثروا بانتاج مدرسة اليمن عبر الاتصال بينهماء أي أن صحار مثلت حلقة وصل فكري بين اليمن وبين البصرة وفارس. واستخدم المؤرخون والنسابون طريقة الإسناد متأثرين بأسلوب المحدثينء حتى أن بعضهم صرف همه إلى السند أكثر من الخبرء وتساهل البعض في ايراد السند. وحين ظهر الاسناد في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري فقد كان سيبه ضرورة الشهادة على الرواية نقلاً من مصدرها الأولء وهكذا فإن الأسماء الواردة في الاسناد عند المؤرخين كالطبري والواقدي والبلاذري مثلاً إنما تتضمن شجرات من المؤلفين ومن الرواة استمرت ف الامتداد حتی عصرهم. لكن هناك أمورا أدت إلى تطور عمليات التدوين التاريخي تمت في عصر وأدت في النهاية إلى تطور كتابة التاريخ وتسجيل الروايات التاريخيةء من هذه الأمور والأسباب: (۲) الطبري ٠ ص٤ ٠ ص۹٠۲۰ ۱۸۹ أ سقوط الاسناد تدريجنا وعدم الاهتمام يكتايته : وهى عملية تدل على استقلالية علم التاريخ عن علم الحديثء وقد بدأت منذ نهاية القرن الرابع الهجريء ويعد المسعودي من أهم روادها الأوائلء عكس الطبري الذي يعد آخر رجال المكتوب وتوفر مادة الورق وكذلك الرغبة في الاختصار. اقتصصت الإيجاز والإختصارء ولو قصدت الاستقصاء لطال الكتاب ولاختلط الخفى بالجلي فمجته الآذان وملته النفوس»(). في نفس الوقت توفرت مادة غزيرة من الأخبار مطالبة الناس بسند للرواية التاريخية يوازي تشددهم في طلب السند للحديث الشريف. وإن كان ذلك لم يمنع عدداً كبيراً من المؤرخين ظلوا متمسكين بالسند طوال القرون اللاحقة ب- تزايد الاعتماد على النسخ والمخطوطات : حيث بدأت تظهر في الساحة الفكرية كتب ومخطوطات مستقلة عن التاريخ وفي الأنساب بعيدة عن المجالات الدينية. وقد احتفظ الموّرخون بالعديد من تلك النسخ المدونةء وفي ظل كثافتها بدا الاعتماد على معلوماتها وأخيارها دون ايراد تصوصها أو إيراد رواتها بصوره كاملة. وكان العوتبي من المؤرخين والنسابين الذين تمكنوا من الحصول على العديد من المدونات استخدموا مادتها يصورة ميسرةء دون الالتزام بنصوصها حرفيا. * أولاً : طربقة الإسناد عند العوتبى : ومن خلال دراستنا لمنهج العوتبي في الإسناد والتعامل مع مصادره يمكننا أن نقرر مايلى : ١- استغنى العوتبي عن الإسناد في صلب كتابه بصورة كبيرةء خاصة في القسم الثانى من ولم ينص صراحة على سنده وعلی مصدر الا ف روايأات قليلة(*). يرجع معظمها إلى فترة ما قبل الإسلام في أخبار الأنبياء والأمم السابقة. (١) مصطفى ء المرجع السابق (۲) الأنساب . ص١ ٠ ص ۷. (۲) مصطفی ۽ نقسه ؛ ص۲۸۱. () الأنساب ص١ ٠ ص١٠ وما بعدها. 1۹۰ ۲- قوافرت لدی العوتيي مدونات ومخطوطات عديدة للخبر الواحد والموضوع واحد الأمر الذي جعله يستخلص أهمها وأصدقها وأوثقها أو أقربها للحدث. وإذا فاق أحد ك اللصادر عن غيره أو تميز بشى. يلجا العوتبى إلى ذكر كلمة «وفي نسخة»(). وكان لام العوتبي بتلك الملصادر إلاماً واعياً حيث ظهر ذلك في كيفية تعامله معها وصهرها في قضيهة الواحدة. ۳- لم يلتزم العوتبي ينص مصدره أو مدونته بل كان يهضم ما جاء في المصدر في مياق أسلوبه. وإذا أورد نص المصدر فانه غالبا ما كان يسبقه بكلمة «انه قال»(۲) أو كما ظهر ذلك في تعامله مع الأشعار والأمثال والحكم. ٤ حاول العوتبي اختصار السند في كثير من رواياته التاريخية والاكتفاء بالملصدر أول فيهء رغم بعد المسافة الزمنية والمكانية بينهماء ومثال ذلك ترديده لنسابين وأخباريين ن القرنين الأول والثاني الهجريين مثل: ابن عباس ومحمد بن اسحق والخليل بن أحمد .وهب بن منبه وعبيد بن شرية وجبير بن مطعم وغيرهم. واکتفی فقط في اول روایته كلمة «قال ...» أو «حدث» أو «روی» أو أو «حدثناء». ٥ ردد العوتبي في بعض سلسلة الاسناد كلمة «حدثنى» أو «حدثنا»ء وكان يقصد جاع الخبر إلى صاحبهء وليس الحديث المباشر. مثل قوله «حدثنا هشام بن محمد عن أبيه ال:(°) والمعروف أن هشام بن محمد توفي في بداية القرن الثالث الهجري سنة ٠ه / ۱۹ أو أحيانا يروي سند الرواية مختصراً على صاحب الخبر مثل قوله «حدثنا بن حمید عن اين اسحق»(). ١- يبدو أن العوتبي كان ملماً بصورة شاملة بجميع كتب أنساب القحطانية: ناصةء وأخبارهم.. فيمجرد حديثه عن أخبار القحطانية يغلب عليه بدء روايته بعبارة وقال بعضهم» «وقال بعض أهل النسب»() «وقال ..» «وقال غيره» «ويقال» وأحياتناً انت تتم تلك العملية داخل الصفحة الواحدة من أنسابه لمناقشة خبر . ۷- تناسى العوتبي عملية الاسناد غالباًء وكذلك عملية الإشارة إلى مصدره في ناوله لبعض الأخبار والروايات وخاصة أثناء حديثه عن الأزد وخروجهمء وقصة مالك بن ا( تف ٠ ص ١ء ص۲۲. ٠ ص١ ء٠ ص۲٦ . على سبيل المڻال. ٠ ص١ ٠ ص ١٦. على سبیل الٹال. ٠ ص١ ص۱۷. ِ الأتساب ٠ ص١ : ص۸٤ ص آ) نفسه ص١ ص١۱۲. واحيانا يضع بينه وبين هشام اكثر من ثلاثة رواة ص۲ ٠ ص١۱۸۱ ۸) نفسه 6 ص١٧ ‘ ص١۰ ۱۷. 3133: سے سے سے سے م ۱۹۱ لم يرجع إلا إلى أسماء بعض مصادره بعد فترة طويلة من استمراره في الرواية فهمء ولم در . ء وتتيع الحدث ويبدو ذلك من كانت شفاهية أو مدونهة. في روایاته عن بدء الخلق وأحداث الأمم القديمة وقصص الأنبياء مثل قوله «وقال الحسن ابن محمد حدٹنا شیبان: عن قتادةء عن سمرة بن عن النبي يي قال :سام أبوالعرب» وحام أبو الحبش» ويافت أبوالروم»() رغم أنه كان غالبا ما يستد الخبر إلى مصدره الأصلي مياشرة. 4 برغم عدم اهتمام العوتيي باثيات اسناد مصادرهء فانه أهمل أيضا الإشارة إلى كتبهم ولم يظهر ذلك إلا في حالات نادرة ذكر فيها المؤلف مع مؤلفه كقوله «وقال ابن اسحق صاحب المغازي»)› واکتفی بذکر كلمة «رقی» و «قال» اق «حدثنا» أو «عنْ» أو «زعم» قبل اسم المؤّلف أو صاحب الملصدر. وييدو أن هذه الطريىقه كانت منٺنهچية جديدة في التدوين ظهرت في عصر العوتبي وقد سبق يها العوتبي غبره. * ثانيا : أما طريقة نقل مادة الخبر من المصدر عند العوتبي فكانت كما بلي: ١- عدم الإشارة إلى موضع النقل من المصدر أو المخطوط وذكر رقم الصفحة أو الورقةء لأن هذه الطريقة من انجازات المنهج العلمى التاريخي الحاليء كما ان هذا الأمر كان التدوين أمراً صعباء بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المصدر نقسه. واكتفى العوتبي بذكر الموضوع المنقول عن المصدرء ولم يكن في حاجة إلى ذكر بيانات عن المصدر ذاته. وإن كان أحياناً يحدد موضع النقل ويشعر القارىء بذلك إذا كان هناك أهمية لذلكء مثل قوله: «وروي عن ابن عباس: العرب والفرس والنبط والسند والهند من ولد سام بن نوح»() وكانت تلك العملية تتم على نطاق ضيق بحيث لايزيد ما أخذه نصا عن بضعة أسطرء وسرعان ما يعود إلى اسلوبه ونظامه في السرد. كما كان لايجعل النص عقبة فى عمليات سرد الخبر بل يجعله مترابطاً مع الرواية ترابطاً وثيقاً(°) وهو دلالة على وضوح التصور العام عند العوتبي للموضوع وقدرته على السيطرة على مصادره. تمکنه من جمع مصادرں عدة حول الملوضوع وتمکنه من فهمها وصهرهاء سواء (١) راجع الجزء الثانى : ص٥٤ وما بعدها. )۲( نقسه 0 ص١ 6 صن ۱۸. (۲) المصدر السابق ٠ ص١ ٠ ص٦۲. (٤) نفسه ص١ :۰ ص۱۸. (٥) نفسه ؛ ص١ :۰ ص۲۲۸. ۱۹۲ ٢- بداية النقل وانتهاؤه : رغم تمكن العوتبي من صهر وحدة أخباره التاريخية. إلا أننا لاحظنا أن هناك مصطلحات معبرة عن المنقول وسايقه عليه مٹل قوله: «قال»»ء «ذکر» «رعم» «يقال بعضهم» «أحياناً» «حدٹنا» «وفِي نسخه». وف بعص الحالات يورد منقولات محصورة بين تعببرين يفيد أولهما أن المتبوع من مصدر بعينه فيتحدد بذلك بدايةء بينما يشبر الثانى إلى انتهاء النقل صراحة أو ضمناء مثل ثقىف»(). وكثيرا ما تقابلنا كلمة «وقال» متخللة للمنقول مقطعة له مشيرة إلى أن مصدر النقل مازال مستمراً مل قوله «قال بن اسحق..» «وقال» «فقال»(۲). ون کان كثبراً ما يفصل بين الصدر نفسه بروايات أخریى يدون ذكکر سند لهاء نم يعود إلى الملصدر بيكلمة «قال» و «یقال». وإن كان استخدامه لكلمة «قال» لاتعنى بالضرورة استخدامه لحرفية النص. وكان هدفه من استخدام كلمة «قال» الإعلام بأن الخبر مازال متتابعاً من المصدر وأن ۳- دلالات النقل عند عدم التصريح به : ئي حالات عدم اسناد المنقول إلى مصدره استخدم العوتبى بعض العبارات الدالة على أن هناك مصدرا منقولا عنه. وقد تعر تلك العيارات عن مصدر واحد و عدة مصادر مئل قوله: «حدثنا» «قال» «وذکر» «قال شعرا» «دوف روايه»» «وقال بعضهم» «وقىل»(۳) «وفي تسخة»(٤) «ویروی»(°) «وقال آهل التوراة»() «وف نسخه أخری»(۷). ٤ الاهتمام بموارد مصادره أحياناً : عمد العوتبى أحياناً إلى إثبات منقوله مسنداً إلى مصادره الأصلية ولعل ذلك يأتى إدراكاً وهنا يورد الخبر مصاحباً لمصادر توثيقه أو سنده. وفي هذا محاولة من العوتبي للمحافظة (۱) الأنساب ص١ ٠ (۲) مفسه ؛ ص١ .٠ ص٥۹. (۲) نفسه ص١ . ص۹۳. (٤) نفسه :ء ص١ ٠ ص ۳٩. () نفقسه ص١ . ص ۳۲۳. (۱) تسه ص١ ٠ ص۷٤. (۷) نفسه ص۲۲ ۰ ۱۹۳ عى مصدره وضمان المحافظة على اجتهاد هذا المصدر. وفي هذا نوع من الأمانة العلمية(۱). ٥ أما طرق النقل عند العوتبي فكانت بطرق منها : أ الالتزام الحرفي قدر الإمكان في قليل من النصوص. ب- التصرف في النص من حيث اللفظء تعديلاً وإبدالاً وزيادة واختصاراً مع الحفاظ على النسق الترتيبي. ج الالتزام بالحرفية بالنسبة للألقاب والحكم والأمثال. بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة. د- التصرف في اللفظ والنسق الترتيبي معا. ه النقل بالفكرة مع اغقال العبارة الأصلية لمصدره. (۱) انظر ص۲ ص١۱۸. ٤۱۹ )۷( - النقد التاريخي عند العوتبي - اهتم العوتبي بنقد وتمحيص رواياته وأخباره التاريخيةء خاصة وأنه كان يعمل العقل والمنطق لفحص أخبارهء كما كان على مكانة كبيرة في الفقة وعلوم الدينء وهي علوم تستخدم العقل والنقد بدرجة كبيرة. وأصبح العوتبي مرتبطاً بالنقد كمنهج علمي في أعماله وآثاره. ومن تفحصنا للجانب التاريخي من أنساب العوتبيء نلاحظ أنه كان يقوم يعمليات النقد التاريخي من جانيين هما : - الأول : ضبط الوقائعء فلا يتقيد بمصدر معينء بل يقوم بالتحري في النقل من الصادر الأخرى المتوفرة لديهء ولايكتفي بالنقل الشائع. ويحاول جمع أقرب المصادر إلى الحدث التاريخيء وإن تعددت المصادر فإنه يوردهاء ويربطها بالإسناد إلى مصدرها(). - الثاني : بالنسبة للأعمال والأحداث التى ربطها برجال أنسابهء فمنها من عمم. ومنها من تقيدء على قدر الرجالء وهو بذلك يعتبر عارفاً بمقادر الرجال ومنازلهم وكان دائم ابراز فضائل أعمال رجالهء ولايتعقب سقطاتهم ومساوئهمء. وحتى القادة والولاة والخلفاء الذين أساءوا إلى وطنه لم يتعرض لحياتهم وسيرتهم بسوء(). وقد حرص على ذلك في تتبعه لسيرة المهلبء فيقول «ومن كمال عقله أنه لم يحضر في فتنة قطء وكان أكثر وصاياه لأولاده بلزوم الطاعةء ولم يطعن عليه في سب» ولم يسابب أحداً في شبيبته. ولم يسب أحداً في كهولته إلا مرة واحدة فقط»() وأورد مصدر هذا الموقف بقوله: «هكذا حکی عن الجاحظ»9). واعتير هذه السقطة الوحيدة التى أوردها عنه الجاحظ دليلاً على خلق اللهلب, لأن الجاحظ لم يحسب له غيرها رغم معرفة الجاحظ وكثرة علمه بالخبر(°). منهجه النقد التاريخي : ويمكننا أن نحدد منهجه في النقد التاريخي. من خلال رواياته في الأنساب في الأمور التالية: ١- أن العوتبي كفقيه ونسابة وراوية حتمت عليه مكانتهء قبل كل شىء الأمانة والدقة ئي نقد لايرفع الوضيع ولايضنع الرفيعء وإنما لكل منزلة ومقام حسب أعماله. (۱) الأنساب ء ص١ . على سبيل المثال. (۲) نفسه ء ص۲ ٠ ص٤٤٠ وما بعدها. في تنكيل الأمويين بالمهالبة. (۲) نفسه ص۲ ء ص۰۱۲۹ ۱۳۰. (٤) نفسه ص۲ ٠ ص١۱۴۰. )°( نقسه ص۲ ‘ ص۱۴۰. ١٥۱۹ ١- انه التزم بذكر المصدر ف الروايات والأخبار التى تحتاج إلى دليل وبرهان: خاصة وأنه اعتمد على مصادر ثقة. حيث تعامل مع الأخبار على أنها جزئيات مستقلة تخضع لتصديق العقل أو تكذيبهء وفي حالة تشككه يقارن بغيره من النصوص التي كانت بين يديهء ويتنقل بينهما بصيغ منها: قيلء قال البعض» ويقال()ء ولي نسخةء وزعم(۲). ٣- لم يحاول العوتبي تتبع سقطات الرجال في أخبارهء بل كان يتتبع الصفات الأصلية ويكشف عنها بوضوح وبأدلة قاطعةء وكان في ترجمته لسيرة وفضائل حاتم الطائي ملتزما بالموضوعيةء وأورد رواية في مجلس لعاوية بن ابى سفيان تثبت أن حاتم هو أسخى الأحياء والأموات(). ثم اعقب ذلك بقوله «وأدرك حاتم الإسلام إلا أنه لم يسلم ومات ولذلك ظل العوتبي يتتبع صفات الشهامة والشجاعة والمروءة وحسن الخلق والورعء وظهرت تلك الجوانب أيضا في عرضه لسيرة رجل صالح وهو أويس القرني ودلل على ذلك بأحاديث نبوية شريفة(°). كما كان يستدل بفضائل أخرى بأشعار مأثورة. وكثيرا ما كان يختصر فضائل رجاله وأعمالهم بكلمات واضحة معبرة مثل قوله «وکان شاعراً أو «ومن فرسانهم» أو «من شعرائهم». وإذا وردت سقطة لرجل من رجاله يحاول البحث عن السبب لذلكء ففي أخباره عن أحد ملوك التبابعة «قال عبيد كان رجلاً ضعيفاء لم يغز حتى مات ولم يبعث جيشا. فأما أهل اليمن فيزعمون أنه كان يتحرج من الدماء»(۷). ٤- أبدى العوتبي تسامحاً في عرضه لأخبار رجالهء فلم تظهر في أخباره جوانب عصبية مذهبية أو اقليمية. بل ارتبط بالنظرة الإسلامية الشاملةء رغم اهتمامه بسير رجاله من أهل عمان. وظهر ذلك بصورة جلية في تعرضه لتلك الجوانب وخوضه فيهاء حتى انه التزم بذلك مع الشخصيات التي عاثت في عمان فساداً مثل أخباره عن الخيار بن سيرة ومحمد بن بور()ء وترك العوتبي إصدار التقايم والأحكام للقارىء مكتقفياً بالالتزام في عرضه للاخبار وترابطها. الأمر الذي يميز العوتبي بصورة واضحة عن معظم موّرخي عصره. وقد أخذ العوتبي على نفسه عهدا في بداية كتابه بقوله «وأعوذ به -أى من الله- من الحمية والعصبية واخلاق )۱( المصدر السايق ۰ ص١ .ص۰۳۲ عل سبيل المثال. )۲( نقسه .٠ ص١ 4 ص۲۲. (۲) نقسه . ص١ (٤) نفسه ؛ ص١ ٠ )°( راجع ص١ ٠ )۱( نقسه . ص۱ ٠ (۷) المصدر السابق ص١ ٠ ص۱۹۷. (۸) نقسه ص۲ . ص١٤٠ وما بعدها. (۹) نفسه ؛ ص۲ ٠ ص۲۲۳. (١۱) نقسه ص۱ ۰ ص ۱۹۹ ٥ محاولة الكشف عن العامل الرئيسي في توجية الحوادث والأخبار : حاول العوتبي ربط الوقائع بمسبباتها. حيث حرص على ترتيب حلقات الخبر فيذكر أولاً أسبابه التى دعت إليهء ثم يستعرض أحداثه المترتية عليهء وبعد ذلك يعد النتائج والخرجات. ووضح ذلك في أخباره عن الوقائع والأيام في الجاهلية والإسلام. ففى يوم سلوت استعرض عوامل توجه مالك بن فهم وجموعه من الأزد إلى عمان والسبب الرئيسي لصدامه مع الفرس ثم استعرض عوامل انتصار مالك بن فهم وخروج الفرس من غمان(). وكذلك في أيام ذي قار أسباب انتصار المسلمين في القادسية(") وجلولاء() ونهاوند(). كما اتضح ذلك في معالجته لأخبار خروج الأزد من اليمنء وانتشارهم ف البلاد. كما علل لعوامل انتشار أهل عمان منذ البداية على سواحل الخليج العربي واستقرارهم أخيرا في البصرةء وأورد في بداية ذلك قوله: «دوكان سبب الذين نقل منهم من البصرة..»(°). كما ظهرت براعته في تتبع أسباب عظمة المهلب بن أبي صفرة وظهور علامات النبوغ منذ البداية. ١- استخدام عبارات مهذبة لنقده النص : ظهرت قدرات العوتبي العلمية والخلقية في عدم المجازفة في القول والحكم حتى مع خطاً الصدر أو احتمال ذلك. فقى حالة شكوكه في صدق النص الخبري يقوم بنقده بطريقا مهذبة بعد أن ينتهي منه. ففى رواية جرير يقول: «قال -ویقصد محمد بن عيينة-»(۱). وحدث جرير آنا نفسي أدركت بقية خيل أبي صفرة تلك ولم تزل في أيدي أصحابنا حتى صارت إلى بشر بن عبدالملك»() ولا كان هذا الأمر لايستقيم مع العقل وفهم تطور الأحداثء حيث أن قائد جيش الأمويين ضد المهالية كان مسلمة بن عبدالملك, أخا الخليفة يزيد بن عبدالملك, والعباس بن الوليد ابن أخيهء فأرءق العوتبي هذه الرواية بقوله «وأظنة أراد مسلمة»(^). ومن أجل توثيق فقده النص ساق لنا حينما ذكر دليلاً عى صحة رايه «وحدث محمد ابن النضر أن مسلمة أخذ بقية تلك الخيل أيام يزيد بن المهلبء. وأنه قال: والله هذه لأثر كريمة أن مائة وسبعين فرسا رباطاً لقوم موصول جاهليتهم»(١)ء وهو يقصد آل المهلب. (۱) نفسه ص ۲ ٠ ص٥٠۲ وما بعدها. (۲) نفسه . ص١ د ص۲۸۹. )۳( نفقسه . ص١ : ص۲۹۸. )٤( نفسه . ص١ . ص۲۹۹. الملصدر السايق ٠ ص۲ ٠ ص١۱۲٠. (١) محمد بن أبى عينية بن المهلب بن ابي صفرة. اين خهم , الجمهرة؛ )۷( اللصدر : ص۲ . ص۱۲۸. (۸) نفسه ؛ ص۲ ۰ ص۱۲۸. (۹) نفسة : ص۲ . ص۱۲۸. ۱۹۷ ۷- الحرص على ذكر مآثر الرجال وتخصصاتهم : فقد حرص العوتبي على ربط مآثر الرجال بهم من أعمال خيرة أو تخصصات عملية مميزة. فيقول مثلاً «وجناح بن عباد الهنائي هو صاحب المسجد المعروف بمسجد ويقول فى نسب ولد سليمة بن مالك بن فهم «ومنهم أبوحمزة الشاري واسمه المختار بن عوف الأزديء وهو صاحب وقعة قديد وملك الحرمين وهو صاحب عبدالله بن يحيى الكندي المسمى بطالب الحق»(). وقوله كذلك «ومنهم بعد ذلك الشيخ/ أبومحمد عبدالله بن محمد بن بركةء العالمء -رحمه الل-ء وهو العالم المشهور والبليغ المذكور صاحب الكتاب الجامعء وكتب التقييدات ومسائل أصول الدين وغير ذلك من مسائل الفروع الحرام والحلال, والكتاب الميتدا في خلق السموات والأرض وما فيهن من خلق»(). كما حدد القدرات التى كان يتمتع بها رجالهء فيقول منصفاً ابن دريد بقوله: الشاعر النسابةء صاحب كتاب الجمهرة وله مصنفات كتب عدةء وهو الخطيب المذكور والشاعر الملشهور. الفصيح الذي تقف عن كلامه البلغاء وتعجز عن آدابه الأدباءء وتستعير منه الفصحاءء وتستعين بكلامه الخطباءء وهو خطيب في شعرهء مصقع في خطبه»(؛)ء كذلك يحدد قدرات وتخصصات الخليل بن أحمد الفراهيدي بقوله «وهو صاحب كتاب العروض لي النقط والشكل والناس تبع له وله فضيلة السبق إليه والتقدم فيه»(°). وبذلك فإن العوتبي كان من المؤّرخين الموضوعيي المنصفين في رواياته وأخبارهء يظهر ذلك من خلال تتبعنا لأخباره في كتابه الأنساب. فقد حرص على نقل آراء الموافقين والمخالفين من أجل اكتمال الخبر وتوضيح جوانبه. كما كان حريصا على مناقشة النص التاريخي بصورة هادئه في سياق سلسلة أنسابه بعيداً عن الاتفعال والتعصب. وقد ساعده على ذلك تكوينه وثقافته الواسعة وعلمه الواسع الغزير. ويتضح قمة انصافه في دقته في نقل الخبر وتتبع سلسلة النسب وما يرتبط به من أخبار. والحق أن العوتبي يعتبر من العلماء المميزين في عصرهء نتيجة لما تحلى به من صفاء حساسية في التعبير وتخير الألفاظ والمصطلحات المعبرة عن خلقه وعلمه. ورغم غلبة الأنساب على كتاب العوتبي إلا أن رواياته وأخباره أصبحت مصدراً هاماً (۱) نقسه ؛ ص۲ ص۲۲۲. (۲) المصدر السايق ٠ ص۲ . ص۲۱۸ (۲) نقسه ء ص۲ ص۲۱۸ ۰ ۲۱۹. (٤) نقسه ء ص۲ ٠ ص۲۲۷. )°( نفقسه ء ص۲ ص۲۲۸. ۱۹۸ الدين السالمي من أهم اللصادر التاريخية التى اعتمدت عليه حتى أحداث القرن الرابع المجري. كما اعتمدت عليه غالبية الدراسات التى تعمل فى حقل الدراسات الأنسانية الخمانية عليه بصورة أساسية. كما استفادت الأخبار التاريخية التى أوردها العوتبى في أنسابه من آدابه وعلمه فظهرت تلك الروايات بأسلوب مهذب مفيد عبر حلقات متوازنةء وكان أدبه قبل علمه عاملاً في صدق روایتهء وقد روي عن النبى يَأ أنه قال: «من تعلم العلم فقيل الأدب فقد أاستعد أن يكذب على الله عز وجل وعلى رسوله َء ويقول العوتبي «من لم يكن للأدب عارفاً كان للعلوم مصحفاً وللكلام محرفا»(۱). وحدد العوتبي أداب العلماء في أقوالهم وأفعالهم وأن يأتوا في كل مقام بمقالةء وكل أوان بمقتضى حاله(). وقد انعکست أخلاقيات العوتبي ف تعامله مع الخبر التاريخى فجاءت معاملة للخر تعنمد على الصدق والاخلاص والأمانة واليعد عن التعحصب والنظرة المحدودة. (١) العوتبي , الضياء ٠ ص١ ٠ ص١٤٠ ٠ طبعة وزارة التراث القومي ء سنة ١0۱۹۹ (۲) نفسه . ص١٤ ۱. ۱۹۹ - الخاتمة - احتل العصوتبي مكانة هامة بين خارطة مؤرخي العالم الإسلامي في القرنين الرابع والخامس الهجريين من خلال الأخبار التى احتواها كتابه الشهير «الأنساب» فرغم هدف العوتبي. منذ البدايةء في أن يقوم الخبر بخدمة النسب, إلا أن أخباره التى حواها هذا الكتاب أصبحت مصدراً تاريخياً هاما من مصادر التاريخ الإسلامي عامة وتاريخ منطقة الخليج العربي وعمان خاصة. لقد تمكن العوتبي من صهر المدارس التاريخية التى بدأت تتمحور في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث الهجري في البصرة والكوفة وبغداد وفي الشام وفي المدينة المنورة وفي اليمن وفي فارس» واستعان بانتاج مؤّرخيها ومفكريها وتكونت لديه معارف غزيرة ومتنوعة في كافة مجالات العلوم وخاصة التاريخ وأخبار الأمم القديمة. ومساعده على استقلال تلك المعارف ما تتمتع به من صفات العالم الواعي والأمين والصادق في عمله. قدم العوتبي للمكتبة التاريخية روايات هامة عن العديد من الشخصيات التى قامت بآدوار هامة في التاريخ الإسلامي وأهمها المهلب بن أبي صفرة الأزدي العمانىء ورغم عدم اهتمامه بتحديد سنوات التاريخ والحوادت, إلا انه تمكن من الحفاظ على السياق والتسلسل الزمني لأحداثه التاريخية بصورة واعيةء حتى أنه يعتبر عمدة للرجوع إليه فى أخبار أزد عُمان ومراحل امتداد نفوذهم التاريخىء وبلغت به الدقة أنه حدد أماكن ومراحل هذا الامتداد. ۱ وقد التزم العوتبي في انتقاء مادته التاريخية وأخباره على عمليات الشمول التنوعى والشمول المكاني والشمول الزماني. الأمر الذي أعطى لمصدره أهمية تاريخية. كما كان حريصاً على أبراز علاقة السيبية. وقد تعددت مصادره من المشافهة والوثائق والمدونات وظهرت إمكانياته الواسعة في التعامل مع النص الخبرى التاريخي. كما التزم بما وصل إليه علم التاريخ في زمنه من التقاضي على الاسناد إلا في الضرورة. واهتم بضبط أخبارە كمۇرخ واع ودقيق. وهكذا يعد أنساب العوتبي مصدرا هاماً من مصادر التاريخ العربي والإسلامي عامة. د أهم المصادر والمراجع *:* أو : المصادر : ١- ابن الاثير أبوالحسن علي بن أبي المكرم محمد بن محمد عبدالكريم. - الكامل في التاريخ , دار الفكر بيروت . ۱۳۹۸ه/۱۹۷۸م. ۲- الأحسائي › محمد بن عبدالل بن عبدالمحسن آل عبدالقادر الأنتصاري. - تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد, الرياض, ١٠٦۹٠ م. ۳- الإدريسي ء أبوعبدالله محمد بن محسب بن عبدالله. - نزهة المشتاق في اختراق الآفاق. بيروت» بدون تاريخ. ٤ الأصفهاني حمزة بن الحسن. - تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-ء بيروت. بدون تاريخ. 0 الأصفهاني: علي بن الحسن بن محمد المعروف بآبي الفرج الأصفانى. - كتاب الأغانيء تحقيق ابراهيم الأبياري. دار الكتب المصرية ودار الشعب. القاهرة ۱۳۸۹ه/ ۹٦۱۹م. - الاماء الشواعرء تحقيق دكتور فوزي حمود القيسى»ء ودكتور يونس السامرائي. عالم الكتب» بيروت. ٤ ٤ه / ١٤۱۹۸م. ا البلاذري أحمد بن يحیی. - فتوح البلدانء مكتبة النهضة المصرية, القاهرة, ١١۹٠م. - الجاحظ . أبوعثمان عمرو بن بحر. - كتاب التاج في أخلاق الملوكء تحقيق فوزي عطويء بيروت سنة ۱۹۷۰م. - كتاب البخلاءء تحقيق فافلوتن» بیروتء بدون تاريخ. - كتاب الحيوان؛ تحقيق الدكتور يحيى الشامي. دار ومكتبة الهلالء بيروت سنة ۸- ابن خياطء أبوعمرو خليفه بن خياط الليثي العصفري. - تاريخ خليفة بن خياطء تحقيق دكتور كرم ضياء العمري. دار القلم؛ دمشق, الطبعة الثانية. ۱۳۹۷ه/ ٩ ابن دريد , أبوبكر محمد بن الحسن. - الاشتقاق. تحقيق عبدالسلام هارون, دار المسيرةء بيروت سنة ۱۹۷۹م. ٠- الطبري , أبوجعفر محمد بن جرير. - تاريخ الرسل والملوكء تحقيق محمد آبوالفضل ابراهيم. دار القاهرة. ١- ابن قتيبة , أبومحمد عبدالله بن مسلم. - المعارف , تحقيق دكتور ثروت عكاشة., الطبعة الرابعةء دار المعارف القاهرة. بدون تاريخ. ١- قدامة بن جعفر , أيوالفرج. - كتاب الخراج وصنعة الكتابةء تحقيق دكتور محمد مخزوم؛ بيروت سنة ۱۹۸ م. ۲- القرشيء آبوزید محمد بن أبي الخطاب. - جمهرة أشعار العرپ. بیروت, ٤٤١٤ ۱ه / ١٤۱۹۸م. ٤- اين كثيرء عماد الدين أبوالقدا. - البداية والنهايةء مكتبة المعارف» بيروتء الطبعة السادسة سنة ١۹۸٠م. ٥- ابن منظور , آبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. - لسان العرب» بيروت, دار بدون تاريخ. - نثار الجوهرء شرح أحمد عبدالفتاح تمام؛ بيروت سنة ۱۹۸۸م. ابن النديمء محمد بن اسحق, المعروف بالوراق. - الفهرست: تحقيق دكتورة/ ناهد عباس دار قطري بن الفجاءةء قطر سنة ٥ م. - الإعلان بالتوبيخ عن ذم أهل التاريخء نشرة روزنتال. - المغني من ضيط أسماء الرجال ومعرفة كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم: بیروت سنة ١٤اه /۱۹۸۲م. - كتاب البلدان . دار إحياء التراثء بيروت » ۸٤اه - تاريخ اليعقوبي دار صادر ٠ بيروت ٠ بدون تاريخ. ۳٢۰ * المراجع الحديتة : ١- سالم , السيد عبدالعزيز دكتور. - مناهج البحث في التاريخ الإسلامي والآثار الإسلامية, الاسكندرية. مؤّسسة شباب الجامعة. ۲- خلیل , عماد الدين . دکتور. - التفسير الإسلامي للتاريخ. دار العلم للملايين. الطبعة الرابعة . سنة ۲۳ م. ۲- كاشف ء سيدة . دکتور. - مصادر التاريخ الإسلامي ومناهج البحث فيه؛ القاهرة سنة ١٦۱۹م. ٤ ماجد . عبدالمنعم ماجد . دكتور. - مقدمة لدراسة التاريخ الإسلامي . القاهرة سنة ١١۹٠م. ٥- مصطفی شاکر دکتور. - التاريخ العربي والمؤرخون ء بيروت سنة ١۱۹۸۰م. 1 الدوري عبدالعزيز. - بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب؛ بيروت سنة ۷- السالمي. العلامة نور الدين عبدالل بن حميد السالمي. - تحفة الأعيان في تاريخ أهل عمان. طبعة وزارة التراث القومي والثقافة. ۸ السيابي ء سالم بن حمود. - عمان عبر ٤ أجزاء وزارة التراث القومي والثقافة. ٩- حسن . على ابراهيم. - استخدام الملصادر وطرق البحث في التاريخ الإسلامي العام وف التاريخ الصري الوسيطء الطبعة الثالثةء النهضة المصرية سنة - روزنتال . فرانتز. - علم التاريخ عند المسلمين . ترجمة الدكتور/ صالح العليء بغداد سنة ۳ ١- العلي » صالح , دكتور. ۳ - مۇؤنس . حسين . دكتور. - التاريخ والمؤرخون . دار المعارف ء ۶ م. لويس برنارد. - العرب في التاريخ› ترجمه دکتور نبیه فارس»: ودکتور محمد پوسف زايد ببروت. هونشو. - علم ترجمة عبدالحميد العبادي. القاهرة سنة ۱۹۳۷ صفحه ١ القراءة الأولى : معجم الايانهة للعوتبى. ل. ایراهيم الداسوقي ‎۷V‏ ‏۲- القراءة الثانية : العوتبى بين الفقه والأصول. «سماحة الشيخ / أحمد ين حمد الخليلي» مفتي عام السلطية. ٤1 ۳- القراءة الٹالثه : العوتيبى نسايه أحمد بن سعود السيابي ‎V۷‏ ‏٤ القراءة الرايعة : العوتيبى مؤۇرخا أ د. جاد محمد طه ‎AV‏ ‏٥ القراءة الخامسة : الضياء - منهجا واسلوياً ولغة ف. عيدالحفيظ محمد حسن ۳.\ ١ القراءة السادسة : المنهج التاريخى عند العوتبى د. محمد قرقش ١٤۱ ٢۲۰ صدر من هذه السلسة عن المنتدى الأدبي ١ قراءات في فكر السالمي ٢- قراءات في فكر الخليل قراءات في فكر البهلاني الرواحي ما ورد ق هذا الكتاب من قراءات لايمثل بالضرورة رأي المنتدى الأدبي