‫ضبة عزل‬ ‫الا‪ .‬عام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫علي بن سعببد الربا مي‬ ‫قضية عزل‬ ‫المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫إعداد‪ :‬علي بن سعيد الريامي‬ ‫(كاتب من سلطنة عمان)‬ ‫الطبعة الأولى‪( 5102 :‬مسقط)‬ ‫يصدر با لشرا كه مع ‪:‬‬ ‫ك‬ ‫ح ‪25‬‬ ‫‏‪ ٠‬الارناعج الوتلني لدعم ! ح‬ ‫(‬ ‫صح؟‬ ‫النادي النقائم‬ ‫‪ (8‬م‬ ‫مؤسسه ‪:‬‬ ‫هاتف‪00436542-10436542 :‬‬ ‫التكوين للخدمات التعليمية والتطوير‬ ‫‪ ١‬لبريد الا لكترونى‪: ‎‬‬ ‫(سلطنة عمان ‪ -‬مسقط)‬ ‫‪.‬‬ ‫للتواصل‪ :‬هاتف‪68306299 :‬‬ ‫ص‪.‬ب‪ 547 :‬الرمز البريدي‪023 :‬‬ ‫‪.].‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‏‪ ١‬لرحبى‬ ‫سيف‬ ‫‏‪ ١‬لتصميم الدا خلي والغلاف‪ :‬أحلام محمد‬ ‫حقوق النذر محفوظة‪ .‬ولا يحق إعادة الطباعة أو النسخ‬ ‫إلا بإذن كتابي من المؤسسة‬ ‫رقم الإيداع‪5102/ 801 /‬‬ ‫‪6-08‬۔‪95‬۔‪96999‬۔‪879‬‬ ‫رقم الإيداع الدولي ‏(‪)158٨‬‬ ‫ال! هداع‬ ‫‪.‬‬ ‫]‬ ‫ں‬ ‫ُ‬ ‫طن |ى الغالى‬ ‫|‬ ‫ث‬ ‫| |ي‬ ‫ي غرس في‬ ‫لروا س‬ ‫_‬ ‫نفسى‬ ‫‪/‬‬ ‫د‪.‬عصام‬ ‫‪-‬‬ ‫|‬ ‫‪:‬‬ ‫ى‬ ‫معن‬ ‫لار‬ ‫ا ده‪.‬‬ ‫وة ‏‪.٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وقفتها معى‬ ‫نبنت وا هأمامة على‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وزد‬ ‫والحسن‬ ‫‪1‬‬ ‫وا‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ا‏‪ ١‬م الح|سين‬ ‫=‬ ‫_‬ ‫ك‬ ‫ا لى ‪:‬‬ ‫من اأييقظ في نفسي لأمل‪ ...‬أمى‬ ‫‏‪ ١‬لمتوا ضع ث‬ ‫ى هذا العمل‬ ‫أهدء‬ ‫‪3‬‬ ‫سس‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫\}‬ ‫‪.‬‬ ‫س‬ ‫مجلس البحث العلمي‬ ‫ترسم‬ ‫۔۔؛` مه‬ ‫تعم‬ ‫‪0.‬و‪...‬‬ ‫و نقديو‬ ‫س‪.‬كر‬ ‫‪ 3‬نكد بر‬ ‫شك‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ .‬حمدا يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه‪ ،‬وأثنى‬ ‫آله‬ ‫وأسلم على رسوله ‏‪ ١‬لأمين ‘ وعلى‬ ‫لعظينم فضله ‘ وأصلى‬ ‫الشا ‪1‬‬ ‫عليه تنا ء‬ ‫وصحبه أجمعين‪ .‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫أما بعد‪ :‬لا يسعنى‪ .‬وأنا أتقدم بهذه الدراسة المتواضعة إلا أن أقدم‬ ‫خالص شكري وعظيم امتناني لكل من أسهم يشكل او بآخر‪ ،‬في إخراج‬ ‫وا لتقصي ‘‬ ‫‏‪ ١‬لجهد ئ وا لبحث‬ ‫من‬ ‫سنين‬ ‫بعد‬ ‫لى حيز ‏‪ ١‬لوا قع‬ ‫ا لمشروع‬ ‫هذا‬ ‫وأخص بالذكر‪ .‬الأستاذ الدكتور‪ /‬محمد محمد أمين الذي أشرف على خطة‬ ‫المشروع‪ .‬وقد تعلمت على يديه طريقة البحث العلمي ولم يكن ليبخل على‬ ‫إفادتى‪ .‬وتزويدي بإرشاداته الأبوية‪ .‬وملاحظاته العلمية القيمة‪.‬‬ ‫كما أشكر الدكتور‪ /‬عصام بن علي الرواس‪ ،‬على ما أمدني به من خبرات‪.‬‬ ‫وأفكار‪ .‬ساعدتني على تكوين رؤية واضحة\ ومنهجية واقعية‪ .‬في تفسير‬ ‫الكثير من القضايا التي تمت مناقشتها‪ .‬وكذلك الدكتور‪ /‬عبد الله بن ناصر‬ ‫الحارثي‪ .‬على مراجعاته القيمة‪ .‬والشكر موصول إلى أستاذي الدكتور‪ /‬فاروق‬ ‫عمر فوزي الذي فتح لي آفاقا كثيرة‪ ،‬أفادتني كثيراً في إخراج الدراسة بصورتها‬ ‫النهائية‪.‬‬ ‫عزل ازا‪ ,‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫قضة‬ ‫والدكتور‪ /‬عبد الله الحراصي على تشجيعهما لي لدراسة هذا‬ ‫الصوافىك‬ ‫الموضوع‪ .‬ومداخلاتهماء وأفكارهما القيمة التي ساعدتني على إثرائه‪.‬‬ ‫أوجهها للأستا ذ ا لدكتور‪ /‬إيرا هيم ا لزين صغيرون \‬ ‫شكر‬ ‫وأ خ‪ .‬ا ‪ .‬كلمة‬ ‫ولجميع أساتذتي في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية‪.‬‬ ‫ولإدارة الكلية‪ .‬وللعاملين فى مكتبة جامعة السلطان قابوس وبالأخص‬ ‫قسم المجموعات الخاصة‪ .‬وعلى رأسهم الأستاذ‪ /‬سعيد الحراصي‪ ،‬وكذلك‬ ‫والوثائق‪ .‬فى وزارة التراث والثقافة‪ .‬والعاملين‬ ‫العاملين فى دائرة المخطوطات‬ ‫في مكتبة جامع السلطان قابوس الأكبر‪ ،‬وعلى رأسهم زميلى الأستاذ‪ /‬محمد‬ ‫أحمد البوسعيدي‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مكتبة السيد محمد‬ ‫العاملين فى‬ ‫وكذلك‬ ‫العلوي‪.‬‬ ‫ولكلي من‪ :‬المرحوم الشيخ سالم بن حمد الحارثي‪ .‬والشيخ محمود بن‬ ‫خلفان‬ ‫والشيخ مهنا بن‬ ‫التراث والثقافة‪.‬‬ ‫في وزارة‬ ‫زاهر الهنائى المستشار‬ ‫الخروصيء وزميلي الأستاذ‪ /‬عبد الرحمن السليماني‪ ،‬ويعقوب البرواني» على‬ ‫مدهم لي يد المساعدة! أثناء جمع المادة العلمية‪ .‬وزميلى الأستاذ‪ /‬محمد‬ ‫البرواني‪ ،‬وناصر النعماني‪ ،‬من قسم الجغرافيا‪ .‬على إخراجهما الفتي للخرائط‬ ‫التوضيحية‪.‬‬ ‫المقدصة‬ ‫المقدمة‬ ‫تعد قضية عزل الإمام الصلت سنة ‪272‬ه‪588/‬م من أكثر قضايا التاريخ‬ ‫العماني إثارة للجدل؛ نظراً لما أفرزته من ردود فعل متباينة أفضت إلى نتائج‬ ‫سياسية كبيرة‪ .‬كان أبرزها الحرب الأهلية‪ .‬وعدم الاستقرار السياسي{ وتعدد‬ ‫السلطات القبلية‪ .‬وما تبع ذلك من تدخل خارجي‪.‬‬ ‫ألقت هذه القضية بظلالها على مختلف أوجه الحياة السياسية‬ ‫والاقتصادية‪ .‬والفكرية‪ ،‬وبرزت في تلك الفترة تيارات فكرية متباينة‪ .‬ورؤى‬ ‫سياسية مختلفة‪ .‬قادت عمان إلى نفق مظلم من حالة عدم الاستقرار‬ ‫ومع الوجه السلبي للقضية إلا أنه وبسببها في المقابل أثرى العلماء الحياة‬ ‫الفكرية يتنظيراتهم السياسية ثراء واسعا‪ .‬فكانت بصماتهم واضحة في بلورة‬ ‫الفكر السياسي العماني آنذاك‪ ،‬غير أن النتائج التي ترتبت على ذلك الفكر‬ ‫بإيجابياته وسلبياته‪ .‬والتي كانت قضية عزل الإمام الصلت ين مالك منبعاً من‬ ‫منابعه‪ ،‬قد أثرت ‪-‬بطبيعة الحال‪ -‬على كيان عمان السياسي بين استقلال تارة‬ ‫وتدخل خارجي تارة أخرى وتنازع هذا الكيان من داخله عدد من الزعامات‬ ‫المحلية‪ .‬التي حاولت أن تضفي نوعاً من الشرعية على طموحاتها من خلال‬ ‫التحالفات القبلية تارة‪ .‬واستمالة العلماء تارة أخرى‪.‬‬ ‫ولما كان فهم معطيات الحاضر يرتبط ارتباطاً وثيقا بالإرث الفكري" فإن‬ ‫‪7‬‬ ‫قضبة عزل الا مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫هذه الدراسة‪ .‬تأتي في إطار محاولة المزج بين السياسة والفكر‪ ،‬وتكاد تبحث‬ ‫في وجهين لعملة واحدة وإن اختلفت الأدوار في أيهما يقود أو ينقاد للآخر‪.‬‬ ‫يؤثر فيه أو يتأنر به‪.‬‬ ‫جا اختيار الباحث لهذا الموضوع من فكرة راودته منذ زمن في دراسة‬ ‫حالة يمكن من خلالها إبراز الدور السياسي لعلماء عمان‪ ،‬فكان الاختيار على‬ ‫دراسة هذه القضية المهمة في التاريخ السياسي والفكري لعمان في القرنين‬ ‫الثالث والرابع الهجريين‪ /‬التاسع والعاشر الميلاديين؛ ودراسة ما ترتب عليها‬ ‫من نتائج سياسية وآثار فكرية‪.‬‬ ‫أهمية الدراسة‬ ‫إن الدراسات التى تناولت تاريخ الإباضية بشكل خاص وتاريخ عمان‬ ‫الإسلامي بشكل عام؛ كانت تشير إلى قضية عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫في بعدها السياسي‪ .‬مع استعراض موجز للجدل الفكري الذي صاحب‬ ‫القضية‪ .‬والمتمثل في آراء وادعاءات علماء المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية‬ ‫دون البحث بعمق فى جذور نشأة كلا المدرستين‪ .‬وهذا ما حاول الباحث‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الكشف عنه‪.‬‬ ‫نرى أن هناك عوامل متعددة قد وسعت من أطر هذه القضية غير‬ ‫العوامل المباشرة ذات العلاقة بتأثير العصبية القبلية‪ .‬وأطماع الزعامات‬ ‫المحلية ورغبتهم في تجريد الأئمة من سلطاتهم أو اقتسامها معهم‪ .‬أو حتى‬ ‫محاولات العلماء فرض وصايتهم على الأئمة‪ .‬وهي من الموضوعات التى‬ ‫‪8‬‬ ‫المندصة‬ ‫ناقشها الباحث في ثنايا استعراضه لتلك العوامل‪.‬‬ ‫ويرى الباحث أن الجدل الفكري الذي صاحب هذه القضية قد تم‬ ‫تسييسه‪ .‬كما أنه لم يكن بمعزل عن القضية الكبرى التي شغلت بال عامة‬ ‫المسلمين في دار الإسلام! وأثارت جدلا وخلافا واسعين بين المتقدمين‬ ‫والمتأخرين من المؤرخين‪ .‬وهي قضية الإمامة والخلافة‪ .‬بدءا باجتماع‬ ‫السقيفة ومرورا بالعديد من الأحداث كمقتل الخليفة عثمان ‪ -‬رضي الله عنه‬ ‫‪ -‬وهو ما عرف بالفتنة الكبرى‪ ،‬والصراع بين الإمام علي بن أبي طالب‪-‬كرم‬ ‫الله وجهه‪ -‬ومعاوية بن أبي سقيان‪ ،‬وظهور عدد من الحركات السرية التي‬ ‫كانت تدعو إلى الاستقلال عن مركزية الخلافة الإسلامية في العهدين الأموي‬ ‫والعباسي‪ .‬كل ذلك كل ۔وحتى الآن‪ -‬منابع لمختلف التيارات الفكرية‬ ‫والسياسية‪ .‬وما أود قوله هنا أن هناك تأثيرا بكل أو بآخر نتج عن التنظير‬ ‫في مسألة الإمامة والخلافة‪ .‬وكان له انعكاس على التراث الفكري السياسى‬ ‫عند الإباضية على اعتبار أن علماء عمان لم يكونوا بمعزل عن مفردات تلك‬ ‫القضايا‪ .‬وهم في فكرهم السياسي لا يقلون أهمية ومكانة عن غيرهم من‬ ‫العلماء المسلمين الذين خاضوا غمار تلك التجربة بكل تداعياتها‪ .‬إلا أتهم‬ ‫لم يحظوا بتلك الأهمية التي يستحقونها وهذا ما سعت الدراسة إلى الكشف‬ ‫عنه و إبرازه۔‬ ‫وينبغي الإشارة هنا إلى أن تشخيص أبعاد هذه القضية بظروفها وملايساتها‬ ‫ونتائجها لم يكن أمرا يسيرا‪ .‬بل كان بحاجة إلى فك رموز تلك العلاقة بين‬ ‫_‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫الرؤى والأفكار التى طرحت وبين أولويات الاشتغال بالسياسة التي دائما‬ ‫ما تحكمها المصالح المتغيرة‪ .‬مما يعني صعوبة الخروج برؤية ترضى عنها‬ ‫الأطراف المعنية بهذه القضية‪ .‬سواء من قبل العلماء أو أولئك المهتمين‬ ‫بالشأن السياسي‪.‬‬ ‫أدرك الباحث أن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى جرأة في الطرح‪.‬‬ ‫ومصداقية في التعبير‪ .‬وموضوعية في الحوار‪ .‬من حيث دراسة الأسباب‬ ‫المختلفة‪ .‬ونقد ما تم طرحه من آراء وأهمية تحكيم العقل والمنطق يما يتفق‬ ‫مع منهج البحث التاريخي حتى يمكن الخروج برؤية أقرب ما تكون إلى‬ ‫القبول‪ .‬مع الإيمان بان هذا الاجتهاد الشخصي قابل للخطأ والصواب‪.‬‬ ‫منهج الدراسة‪:‬‬ ‫اتخذ الباحث من المنهج الاستقرائى التحليلى منهجا‪ .‬كما سعى للاستفادة‬ ‫من معطيات العلوم المساعدة ذات الصلة بموضوع الدراسة؛ حتى يتسنى‬ ‫عرض الموضوع بأسلوب علمي؛ بغية الوصول إلى النتائج التي خرجت بها‬ ‫الدراسة‪.‬‬ ‫الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫بعد الاطلاع على الدراسات المتزامنة مع فترة هذه الدراسة لم نجد دراسة‬ ‫متخصصة عنيت بقضية عزل الإمام الصلت دراسة وتحليلاً‪ .‬وما ذكر عنها‬ ‫جاء في السياق العام لتأريخ عصر الإمامة الثانية وما بعدها غير أننا لا‬ ‫ننكر أن هناك من الدراسات التي سلطت الضوء على بعض من جوانب‬ ‫‪01‬‬ ‫المقدمة‬ ‫جديرة‬ ‫هذه الد را سة ولكن بشكل شمولى ‪ 6‬و بعضها قد م تحليلات وتفسيرا ت‬ ‫بالمتابعة ولم يغقل الباحث عن الاستفادة منها‪.‬‬ ‫تقسيمات الدراسة‬ ‫تنقسم الدراسة إلى‪ :‬مقدمة‪ .‬وأربعة فصول وخاتمة‪ .‬حيث تناول الفصل‬ ‫الأول‪ :‬عصر الإمام الصلت ين مالك من خلال الحديث عن حياته ونشأته‪.‬‬ ‫ومؤهلاته‪ .‬ومبايعته بالإمامة‪ .‬كما استعرض الباحث أهم الأحداث فى عصره‬ ‫على الصعيدين‪ :‬الداخلي والخارجي أبرزها حملته التي وجهها لاسترداد‬ ‫جزيرة سقطرى مع تقديم قراءة تحليلية لعهد الإمام الصلت الذي أرسله‬ ‫لقواد الحملة‪.‬‬ ‫الفصل الثانهيا‪ :‬تناول حركة المعارضة التي سعت لعزل الإمام الصلت‬ ‫بن مالك‪ ،‬من حيث تحليل أسبابها ودوافعها‪ .‬وعوامل نجاحها‪ .‬وصولا إلى‬ ‫الخروج على الإمام وعزله‪ ،‬كما تم فيه بحث مواقف العلماء الذين كانوا بين‬ ‫مؤيد ورافض وواقف من قضية عزله‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬استعرض الباحث النتائج السياسية التي ترتبت على‬ ‫عزل الإمام الصلت بن مالك وفيه كان التركيز على الحرب الأهلية‪ .‬أهمها‬ ‫موقعة الروضة (حوالى ‪372‬ه‪688/‬م)؛ نظرا لنتائجها المهمة وما تمخض‬ ‫عنها من إثارة للعصبية القبلية‪ .‬بين النزارية واليمانية‪ .‬وكذلك موقعة القاع‬ ‫(‪872‬ه‪298/‬م)‪ .‬والتي أةت إلى استنجاد القبائل النزارية بالوالي العباسي‪.‬‬ ‫محمد بن نور كما تم تناول الحملات الخارجية التي جاءت إلى عمان في‬ ‫‪11‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالد الخروصي‬ ‫تلك الفترة‪ .‬بدءا يحملة محمد بن بور‪ .‬وسقوط الإمامة الإباضية الثانية‪ .‬مرور‬ ‫بحملات القرامطة‪ .‬والوجود البويهى في بعض الفترات‪.‬‬ ‫الفصل الرابعم‪ :‬عالج الآثار الفكرية للقضية‪ .‬حيث تطرق إلى التعريف‬ ‫بالمدرستين الرستاقية والنزوانية من حيث نشأتهما وتسميتهما‪ .‬ومنطلقات‬ ‫فكرهما السياسي‪ .‬والاختلاف فيما بينهما‪ .‬كما تطرق إلى ذكر أبرز علمائهما‬ ‫ممن كان لهم دور فاعل ومؤثر في الجدل الفكري الذي دار بين المدرستين‪.‬‬ ‫وتضمنت الدراسة عددا من الملاحق‪ .‬حيث اشتمل الملحق الأول‬ ‫على خارطة توضح خط سير حملة الإمام الصلت بن مالك لاسترداد جزيرة‬ ‫سقطرىا في حين تضمن الملحق الثاني خارطة توضيحية لأهم مواقع الحرب‬ ‫الأهلية‪ .‬أما الملحق الثالث فتضمن خارطة توضح هجرة بعض سكان المناطق‬ ‫الساحلية إلى هرمز وشيراز والبصرة بعد سماعهم بوصول حملة محمد ين بور‬ ‫إلى عمان‪ ،‬وكان الملحق الرابع عبارة عن خارطة لخط سير حملة محمد بن‬ ‫بور إلى عمان‪ ،‬في حين اشتمل الملحق الخامس على قائمة بأسماء العلماء‪.‬‬ ‫الذين شملتهم الدراسة‪ .‬مع بيان مواقفهم من القضية وأهم إنتاجهم الفكري‪.‬‬ ‫قراءة لاهم مصادر ومراجع الدراسة‬ ‫في ظل قلة المعلومات" التي طالعتنا بها كتب التاريخ والجغرافيا العامة‬ ‫عن عمان" خلال الفترة التي نتحدث عنها في هذه الدراسة فقد كان التركيز‬ ‫والاستفادة بصورة أكبر على المصادر المحلية‪ .‬خصوصا الققهية منها! مع‬ ‫‪21‬‬ ‫المقدصة‬ ‫الاعتراف بحقيقة إغفال المصادر التاريخية العامة للتأريخ لإقليم عمان وقد‬ ‫يكون ذلك يسبب البعد الجغرافي لعمان في أقصى الجنوب الشرقي من دار‬ ‫الخلافة‪ .‬واستقلالها عن مركزية الخلافة الإسلامية‪ .‬خاصة مع تأسيس الإمامة‬ ‫الإباضية‪ ،‬إضافة إلى الاختلاف المذهبي والرغبة في الاستقلال ناهيك عن‬ ‫اشتغال المهتمين بالتاريخ في ذلك الوقت باحداث الجسام التي كانت تمر‬ ‫بها الدولة الإسلامية آنذاك فلم يهتموا لتاريخ الاطراف‪.‬‬ ‫ويمكن أن نتناول في هذا الإطار أهم المصادر التي استفدنا منها وهي‬ ‫تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما‪:‬‬ ‫أولآ‪ :‬الصصادر الصحلية العصانية‬ ‫تشمل بدورها المصادر التاريخية والكتب الفقهية‪ ،‬والسير والجوايات‬ ‫حيث كان الفقهاء وعلماء الدين يمزجون بين الفقه والسياسة والتأريخ‬ ‫للأحداث المحلية المهمة ولم تكن السير والجوابات تخلو من ذكر الأحداث‬ ‫التاريخية خاصة تلك المتعلقة بأوضاع الإمامة وهي من الأدبيات الجديرة‬ ‫بالدراسة؛ لاحتوائها على معلومات‪ ،‬تاريخية وفكرية وأدبية مهمة! هذا عدا‬ ‫المصادر التاريخية العمانية العامة‪.‬‬ ‫ويمكن أن نرتب هنا تلك المصادر المتنوعة بحسب الأهمية وقربها من‬ ‫الحدث على النحو التالى‪:‬‬ ‫‪ -‬السيو والجوابات‪ :‬معظمها لا يزال مخطوطاء مع الإشارة هنا إلى ما‬ ‫نشر منها عن طريق وزارة التراث والثقافة‪ .‬وقد قامت الأستاذة الدكتورة‪/‬سيدة‬ ‫‪31‬‬ ‫قضبة عزل الا عام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫إسماعيل كاشف بتحقيق جزء من تلك السير نشرت في جزأين‪ ،‬مع ملاحظة‬ ‫ضرورة إعادة النظر في تحقيق تلك السير‪ .‬ومن أهم السير التي استفاد منها‬ ‫الباحث سواء المنشور منها أو المخطوط ما يلى‪:‬‬ ‫‪ -‬كتاب الأحداث والصفات لابي المؤثر الصلت بث خصيب الخروصي (ت‪ :‬ق‬ ‫‪3‬ه‪9/‬م)‪ :‬فيه تصوير لموقف أبي المؤثر من أحداث عزل الإمام الصلت بن‬ ‫مالك الخروصى» حيث ير على اتهامات المعارضة من خلال تفنيد التهم‬ ‫والأسباب التى ذكرها المؤيدون لعزل الإمام الصلت‪ .‬وتأتى أهميتها كونها‬ ‫شاهد عيان على تلك الأحداث‪.‬‬ ‫‪ -‬سيرة أبيا قحطان خالد بن قحطات (ت‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪ :‬وهى من السير‬ ‫الت استفدنا منها كثيرا كونها معاصرة لفترة حبلى بالأحداث المهمة كفترة‬ ‫الحرب الأهلية‪ .‬ووصول محمد بن نور إلى عمان‪.‬‬ ‫‪ -‬سيرة الأزهر بن محمد بن جعفر الإزكوي (ت‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪ :‬استفدنا منها‬ ‫عند استعراضنا لمواقف الطرف الآخر من الصراع وهو المؤيد لعزل الإمام‪.‬‬ ‫خصوصا موقف والده محمد بن جعفر فقد تبتى الأزهر في البداية موقف‬ ‫والده‪ ،‬ثم آثر اتخاذ موقف محايد حتى يتبين له السباب الحقيقية التى‬ ‫عجلت يعزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب الموازنة لابي صحمد عبد النه بن محمد بث بركة (ت‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م‪:)٨‬‏‬ ‫وفيه مادة خصبة لكثير من نقاط الاختلاف الدائر بين الرستاقية والنزوانية‬ ‫خصوصا وأن صاحبها يعد من رموز وأشهر علماء المدرسة الرستاقيةء وقد وازن‬ ‫‪41‬‬ ‫المقدمة‬ ‫فى كتابه بين مختلف الروايات وعمل على تفنيدها‪ .‬مظهراً خطأ ادعاءات‬ ‫المدرسة النزوانية على حد رأيه‪.‬‬ ‫‪ -‬سيرة الحجة علت مت أبطل السؤال بالحدث الواقم بعصات ”الصشحورة‬ ‫بسيرةالسوؤال“ لأبيالحست علي بن محمد بث عديالبسيوي (ت‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪:‬‬ ‫وهي من السير المهمة ا لتي تزامنت مع احتدام الجدل ا لفكرى بين المدرستين‬ ‫الرستاقية والنزوانية‪ .‬وقد استفدنا منها في الوقوف على نقاط الاختلاف بين‬ ‫النزوانية‪.‬‬ ‫الرستاقية على ادعاءات‬ ‫ورد‬ ‫والنزوانية‬ ‫ين الرستاقية‬ ‫المدرستين‬ ‫‪ -‬الكتب التا عالجت قضية عزل الإمام الصلت‪:‬‬ ‫‪ -‬كتاب الاستقامة لابها سعيد صحمد بث سعيد الكدمي (ت‪ :‬فق ‪4‬ه‪01/‬م)‪:‬‬ ‫مؤلفه من أشهر المنظرين لفكر المدرسة النزوانية‪ .‬وقد فضل الكدمي فيه‬ ‫أحكام الولاية والبراءة والوقوف للتدليل على صحة مواقف النزوانية‪ .‬كما‬ ‫استعرض مواقف العلماء منذ بدء القضيةش كذلك أرخ لفترة الإمام سعيد بن‬ ‫عبد الله بن محمد ين محبوب بن الرحيل والإمام راشد بن الوليد ولو بصورة‬ ‫‪ -‬كتاب الاهتداء لاحمد بن عبد الله بن موست الكندي(ت‪ :‬ق ‪6‬ه‪21/‬م)‪ :‬وهو‬ ‫من الكتب المهمة التي فصلت في ادعاءات المدرستيانلرستاقية والنزوانية‪.‬‬ ‫ويمكن أن يعول عليه كثيرا في دراسة فكر المدرستين‪ ،‬وقد اتبع فيه مؤلفه‬ ‫أسلوبا موضوعيا في استعراض مختلف وجهات النظر‪ .‬ويأتي تميزه كون‬ ‫مؤلفه كان نزوانياً في البداية ثم أصبح رستاقياً بعد أن هداه عقله كما قال‬ ‫‪51‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫‪-‬تتيجة البحث والتقصى‪ -‬إلى صحة مواقف الرستاقية فسمى كتابه الاهتداء‬ ‫بناء على ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من الكتب الفقحية العامة‪:‬‬ ‫‪ -‬بيان الشرم لمؤلفه محمد بن إبراهيم بث سليمات الكندي(ت‪ :‬ق‬ ‫‪6‬ه‪21/‬م)‪ :‬وقد استفاد الباحث منه من خلال الرجوع إلى الأجزاء‪ :‬الغالث‬ ‫والرابع على وجه الخصوص غير أنَ من الصعوبات التي واجهت الباحث‬ ‫عند الاستفادة من هذا الكتاب هي كثرة الإضافات عليه من قبل الناخ‬ ‫والمقتبسة من الكتب الفقهية الأخرى ومن بعض السير والجوابات‪.‬‬ ‫‪ - 4‬المصادر التاريخية العمانية‪:‬‬ ‫‪ -‬كشف الغمة الجامع لأخبار الامة لمؤلفه سعيد بث سرطات الإزكوي (ت‪:‬‬ ‫ق‪21‬ه‪81/‬م)‪ :‬وهو من الكتب التاريخية العمانية التي اهتمت بالتأريخ‬ ‫الحولي المحلي‪ .‬اشتمل على مختلف الفترات التاريخية بما فيها التاريخ‬ ‫الحديث! حتى سنة ‪1411‬ه‪8271/‬م‪ .‬وقد استفاد منه الباحث فى بعض‬ ‫‪/‬‬ ‫جزئيات الدراسة عند الحديث عن الحرب‪.‬‬ ‫‪ -‬تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان لمؤلفه نور الدين عبد الته بن حميد‬ ‫السالمي ت‪3331 :‬ه‪3191/‬م)‪ :‬وهو من الكتب المهمة التي أرخت لتاريخ‬ ‫عمان من القديم‪ .‬وحتى سنة ‪8231‬ه‪0191/‬م! وقد استفاد منه الباحث في‬ ‫الكثير من جزئيات البحث‪ ،‬خاصة عند الحديث عن عهد الإمام الصلت‪.‬‬ ‫والأحداث التي أعقبت عزله‪ ،‬وما ترتب عليها من نتائج" ومن أكثر النقاط‬ ‫‪61‬‬ ‫المتدصة‬ ‫الجزئي ئىةة المتعلقة بحملة‬ ‫كانت‬ ‫التحفة‬ ‫فيها من كتاب‬ ‫استفادة‬ ‫التى تمت‬ ‫الما م الصلت على سقطرى؛ نضرا لانقراد السالمي بذكر ال‪:‬لنص الكامل لعهد‬ ‫الإمام الصلت لمواد الحملة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬كتب النسب‬ ‫‪ -‬الأنساب لسلمة بن صسلم العوتبيا الصحاري (ت‪ :‬ق ‪5‬ه‪11/‬م)‪ :‬وهو‬ ‫من‬ ‫كتب التاريخ" التي اهتمت بنسب القبائل العمانية‪ .‬ويتضمن بعض‬ ‫الأحداث التاريخية المهمة‪ .‬أبرزها الحرب الأهلية‪ .‬والصراع الدائر بين‬ ‫النزارية واليمانية‪ .‬وقد استفاد منه الباحث‪ ،‬في الفصل الثاني من الدراسة‪.‬‬ ‫عند الحديث عن النتائج السياسية المترتبة على عزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المصادر التاريخية الإسلامية‪:‬‬ ‫جهد الباحث في البحث عن كل ما يتعلق بموضوع الدراسة في المصادر‬ ‫التاريخية العامة‪ .‬غير أن المعلومات التي أوردتها تلك المصادر عن تاريخ‬ ‫عمان تكاد تكون نادرة} إن لم تكن مغلوطة في ذكر بعض الأحداث‘ ويمكن‬ ‫الإشارة إلى بعض أهم تلك المصادر التي ورد فيها ذكر لبعض الأحداث التى‬ ‫تتناولها الدراسة ومنها‪:‬‬ ‫‪- 1‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬مقدمة في المصادر التاريخية العمانية (العين‪ :‬مركز زايد للترات والتاريخ‪.‬‬ ‫‪4‬م)‪ .‬ص‪ .77 -17‬وسيشار إليه‪ .‬فوزي‪ :‬مقدمة‪ .‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬التدو يين التاريخي عند المسلمين‬ ‫(العين‪ :‬مركز زايد للتراث والتاريخ‪4002 .‬م)‪ .‬ص‪.794‬‬ ‫‪71‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫(ت‪:‬‬ ‫الطبري‬ ‫بث جرير‬ ‫لمحمد‬ ‫‪ - 1‬تاريخ الامم والصطوك‬ ‫‪0‬ه‪229/‬م)‪ :‬وفيه أورد معلومة بسيطة تشير إلى حملة محمد بن ثور‬ ‫‪-‬كما يسميه‪ -‬لعمان‪ 6‬وأنه قد بعث برؤوس من أهلها إلى الخليفة العباسي‬ ‫‏‪١‬‬ ‫المعتضد‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مروج الذهب وصادن الجوهر لابي الحست عدي بن الحسين‬ ‫المسعودي (ت‪6432/759 :‬م)‪ .‬وقد ورد في هذا المصدر أن الإمام الذي‬ ‫قتله محمد بن ثور كان هو الصلت بن مالك" والصحيح أنه الإمام عزان بن‬ ‫تميم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تجارب الامم لابي علا أحمد بف محمد بث مسكويه(ت‪:‬‬ ‫‪12‬ه‪0301/‬م)‪ :‬وقد أمدنا‪ .‬ببعض المعلومات المتعلقة بحكم يوسف بن‬ ‫وجيه‪ .‬وأسرته في عمان‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الكامل فيا التاريخ لعز الديث أبي الحست علي بث أبي الكرم‬ ‫بن الاثير (ت‪0362/2321 :‬م)ء وقد استفدنا من هذا المصدر في الفصل‬ ‫الغالث من الدراسة في الجزئية المتعلقة بالوجود القرمطي والبويهي في عمان‬ ‫‏‪١‬‬ ‫خلال الفترة التى شملتها الدراسة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهم المراجم‪ :‬وقد تم ترتيبها حجانياً علات النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أصبو سعيدي! عبد النه بن سعود‪.‬‬ ‫عمان في عصر الإمامة الإباضية الثانية‪ .‬رسالة ماجستير (جامعة اليرموك‪:‬‬ ‫‪51‬م)‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫المقدسة‬ ‫تؤرخ هذه الرسالة لعصر الإمامة الثانية في الفترة من ‪771‬ه‪082 -‬ه‬ ‫وما يتعلق بدراستنا منها هو ما جاء في الفصل الخامس تحت عنوان سقوط‬ ‫الإمامة الإباضية الثانية سنة ‪082‬ه حيث تناول هذا الفصل عزل الإمام‬ ‫الصلت بن مالكا والحرب الأهلية‪ .‬والتدخل العباسي‪ .‬كما استعرض بعض‬ ‫النصوص من سيرة أبي المؤثرؤ وسيرة أيي قحطان خالد بن أيي قحطان التى‬ ‫تبين أحقية الصلت بن مالك بالإمامة وعدم مشروعية عزله‪.‬‬ ‫‪ - 2‬البطاشا! سيف بن صصود‪.‬‬ ‫إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان! ط‪( 2‬مكتب المستشار‬ ‫الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية! مسقط ‪4002‬م)‪.‬‬ ‫يعد من كتب التراجم‪ .‬وقد اعتمد الباحث عليه كثيرا في التعريف‬ ‫بالعلماء والترجمة لسيرة حياتهم‪ ،‬وتتميز مادته العلمية كونها مستقاة من‬ ‫السير العمانية وكتب الفقه‪ ،‬كما يعرض فيه المؤلف© رأيه في بعض الأحداث‬ ‫التاريخية‪ .‬التي كان العلماء الذين يترجم لهم طرفا فيها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فوزا‪ .‬فاروق عصر‪.‬‬ ‫دراسات في تاريخ عمان‪( .‬عمان‪ :‬جامعة آل البيت ‪.)0002‬‬ ‫تناول الباحث في المبحث الخامس من دراسته عوامل تدهور وسقوط‬ ‫الإمامة الإباضية الثانية سنة ‪082‬ه وقد تطرق فيه إلى موضوع الحرب الأهلية‪.‬‬ ‫وإمامة راشد ين النظر ودور العصبية القبليةث وصراع اليمانية والنزارية‪.‬‬ ‫وقدمت هذه الدراسة بعض التحليلات التي تمت الاستفادة منها في موضعها‪.‬‬ ‫‪91‬‬ ‫قضية عزل المام الطن بن مالك الخروصي‬ ‫مصحدتا طال‪.‬‬ ‫اشم‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫الحركة الإباضية فى المشرق العربى‪ .‬ط‪ ( 2‬لندن‪ :‬دار الحكمة‪.)3092 .‬‬ ‫الإمام الصلت‬ ‫استفاد الباحث من هذه الدراسة ‏‪ ٣‬الجزئية المتعلقة بعزل‬ ‫بن مالك في بعدها السياسي‪ .‬والتي جاءت في الفصل السادس" وكذلك في‬ ‫الجزئية الخاصة بموضوع الحرب الأهلية كإحدى النتائج التي ترتبت على‬ ‫قضية عزل الإمام الصلت والأسباب التى أدت إلى سقوط الإمامة الثانية‬ ‫سنة ‪082‬ه‪398/‬م‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪٨‬ل‪‎,-‬‬ ‫[‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫‪0 (082-11 . . /226 - 398 . .),‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪(. ,‬‬ ‫‪ 0‬ب‬ ‫‪, 0991).‬‬ ‫تناول الدكتور الرواس في أطروحته قضية عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫في بعدها السياسي والاجتماعي في الفصل التاسع الذي حمل عنوان الحرب‬ ‫الأهلية وسقوط الإمامة‪ .‬وقد بدأ هذا الفصل بالحديث عن عصر الإمام‬ ‫الصلت بن مالك وسياسته الداخلية والخارجيةش وقد خلص الرواس إلى‬ ‫نتائج جديرة بالاهتمام والمتابعة‪ .‬فيما يتعلق بالأسباب التى أدت إلى سقوط‬ ‫الإمامة ونتائجها‪ .‬وقد استفاد الباحث من هذه الدراسة بفضل ما قدمته من‬ ‫تحليلات تتعلق بتاريخ وتراث الفكر السياسي العماني حتى أواخر القرن‬ ‫الثالث الهجري‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫القدمة‬ ‫‪5-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ .‬ه‬ ‫ع‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫( ©‬ ‫ه‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, .)7891‬‬ ‫في هذه الدراسة استعرض ولكنسون تقاليد الإمامة منذ نشأتها والتطورات‬ ‫التي مرت بها حتى العصر الحديث وقد استفدنا من هذه الدراسة من‬ ‫الفصل السابع عندما تطرق إلى عزل الإمام الصلت وما دار من جدل بين‬ ‫العلماء{ مع التذكير أنه فكيثير من الأحيان اعتمد على الترجمة الحرفية من‬ ‫المصادر العمانية‪ .‬مع إعطاء بعض التفسيرات وإيداء وجهة نظره الخاصة‬ ‫حول عدد من المسائل ذات الصلة بنظام الإمامة‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫قضبة عزل ال‪ .‬عام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الملخص‬ ‫تركز هذه الدراسة‪ .‬على تحليل قضية عزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫وما ترتب عليها من نتائج سياسية‪ .‬وآثار فكرية‪ ،‬في القرنين‪ :‬الثالث والرابع‬ ‫الهجريين‪ .‬التاسع والعاشر الميلاديينإ وتتمحور الفكرة الأساسية لهذه‬ ‫الدراسة حول‪:‬‬ ‫التعريف بمختلف أبعاد القضية! من حيث‪ :‬أسبابها‪ .‬ودور العلماء‪.‬‬ ‫والزعامات القبلية في تحريكها‪ .‬وما ترتب عليها من نتائج سياسية مهمة‪.‬‬ ‫إبراز التراث الفكري السياسي‪ .‬المرتبط بهذه القضية‪ .‬والتأريخ لأكبر‬ ‫مدرستين فكريتين هما‪ :‬المدرسة الرستاقية‪ .‬والمدرسة النزوانية‪ .‬وأبرز علماء‬ ‫كلا المدرستين‪.‬‬ ‫وقد اتبع الباحث المنهج الاستقرائى الاستنتاجى‪ ،‬الذي يقوم على‬ ‫استقراء النصوص وتحليل الأحداث‪ ،‬بغية الوصول إلى نتائج‪ .‬تعطي تصورا‬ ‫واقعيا قدر الإمكان‪ -‬لأبعاد قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصى‪.‬‬ ‫تنقسم الدراسة إلى‪ :‬مقدمة وأربعة فصول وخاتمة‪ .‬جاءت على النحو‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الملنص‬ ‫تناول الباحث فى الفصل الأول‪ .‬التمهيد لعصر الإمام الصلت ين مالك‬ ‫وأهم الأحداث فى عهده على الصعيدين‪ :‬الداخلي والخارجي أبرزها حملته‬ ‫على سقطرى‪ .‬وفي الفصل الثاني‪ .‬كان التركيز على حركة المعارضة‪ .‬أسبابها‪.‬‬ ‫وعوامل نجاحها‪ .‬ومواقف العلماء المعاصرين منها‪ .‬أما الفصل الثالث‪ ،‬فقد‬ ‫اشتمل على أهم النتائج السياسية التي ترتبت على عزل الإمام الصلت‪ .‬وفي‬ ‫الفصل الرابع‪ .‬تناول الباحث الآثار الفكرية التي صاحبت القضية‪ .‬واختلاف‬ ‫المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية حولها‪ ،‬وأبرز علمائها‪.‬‬ ‫وتوصل الباحث\ لعدد من النتائج‪ .‬تضمنتها خاتمة الدراسة‪ .‬وتقودنا تلك‬ ‫النتائج إلى كون الفكر والسياسةش وجهان لعملة واحدة‪ .‬وأن دور علماء الدين‪.‬‬ ‫في ذلك العصر كان واضحا ومؤثرا‪ ،‬وأن مناخ الحرية الفكريةش قد أسهم‬ ‫يشكل كبير‪ .‬في مشاركتهم الحياة السياسية‪ .‬والتعبير عن آرائهم بمصداقية‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫قخبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫‪7‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫ح م‬ ‫‪.‬نسح‬ ‫ع‬ ‫ح م‬ ‫ل‬ ‫ل ن‬ ‫م‬ ‫‪0‬‬ ‫ت‬ ‫‪-‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪!,‬‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫‪0‬‬ ‫ح ن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ح ح‬ ‫‪0‬‬ ‫ن‬ ‫ع ‪ 0‬ع‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫ع‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫ح ‪4‬‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬س‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫لد له ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ح ‪0‬‬ ‫ح‬ ‫‪1‬‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫‪0 0‬‬ ‫س‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬للم‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫غ ‪.‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫!‬ ‫ل‬ ‫لس‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫‪. 7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ح‬ ‫ح ع‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫ع‬ ‫!‬ ‫‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫<‬ ‫ه‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫آ‬ ‫ل‪-‬‬ ‫ل‬ ‫س‪-‬‬ ‫لح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫‪ 0‬ح‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫‪ .‬ل‪-‬‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫!‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫‪..‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪ ..‬ن‬ ‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫( ن‬ ‫¡ »‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬ ‫ل ‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫ه ح‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫ح‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫‪ 5‬ن‬ ‫ئ‬ ‫ح م‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫¡‬ ‫ع لح‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0‬ع‬ ‫ه‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫‪! 0‬‬ ‫س‬ ‫»‬ ‫)‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 2‬ع‬ ‫ل‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫ع‬ ‫]‬ ‫‪.‬‬ ‫‪52‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الفصل الأول‪:‬‬ ‫عصر الإ‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫أولا‪ :‬سيرته‬ ‫) نسبه‬ ‫هو الإمام الصلت بن مالك بن عبد الله ين مالك الخروصي الستالي‬ ‫الأزدي اليمني"‪ .‬من قبيلة بني خروص التي يعود نسبها إلى خروص بن شاري‬ ‫بن اليحمد‪ ،‬وكما يقول السيابي عن هذه القبيلة‪ :‬هي "أشرف قبيلة في باب‬ ‫العلم والدين والتقوى‪ ....‬إن هذا الوصف لم يأت من فراغ إذا علمنا تلك‬ ‫المكانة التي كان يتمتع بها الأئمة من بني خروص والعلماء الذين برزوا‬ ‫منهم والثقة الكبيرة التي حظوا بها من قبل أهل الحل والعقد ووجوه العشائر‬ ‫والعامة‪.‬‬ ‫وذهب السيابي إلى أبعد من ذلك عندما قال‪” :‬إنهم أيسر قبيلة يتفق‬ ‫‪ - 1‬ابن رزيق‪ .‬حميد بن محمد‪" .‬الصحيفة القحطانية“ مخطوط مصور عن نسخة أكسقورد بإنجلترا‪.‬‬ ‫المجموعات الخاصة‪ .‬رقم‪ 29829211 :‬كح (جامعة السلطان قابوس‪ .‬الخوض)‪ ..‬ورقة ‪ .597‬وسيشار‬ ‫إليهإ ابن رزيق‪ :‬الصحيفة القحطانية‪.‬‬ ‫دبى‬ ‫(المكتب الإسلامى‪.‬‬ ‫أنساب أهل عمان‬ ‫فى‬ ‫الأعيان‬ ‫إسعاف‬ ‫سالم بن حمود‬ ‫‪ - 2‬السيابي‪.‬‬ ‫‪5‬م)‪ .‬ص‪ .311 - 111‬وسيشار إليه‪ .‬السيابى‪ .‬سالم‪ :‬الإسعاف‪.‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫العمانيون على إمامتهم منها‪ ."...‬موضحا السبب في ذلك أن أهل عمان لا‬ ‫يخشون تسلطاً منهم وتمسكا بالملك"‪ .‬وعلى ذلك يمكن القول أن أكثر الأئمة‬ ‫في عمان كانوا من اليحمد من بني خروص وقد عرف عن هؤلاء الأئمة‬ ‫تقريبهم للعلماء} والأخذ يمشورتهم في الأمور الدينية والدنيوية‪.‬‬ ‫ويمكننا القول أيضاً أن العلاقة الحميمة التى كانت تربط بين الأئمة‬ ‫والعلماء فى أغلب الأحيان كانت سببا من أسباب ذلك الاتفاق الذي يصل‬ ‫إلى حد الإجماع في اختيار الأئمة‪ .‬كما أن اتجاه العلماء كان يميل إلى‬ ‫إبعاد الجانب القبلي‪ ،‬وأصحاب النقوة عن منصب الإمامة خوفا من الانفراد‬ ‫بها وتحويلها إلى ملك وراثي وهو ما يتعارض مع مبدأ الشورى في اختيار‬ ‫المرشحين‪.‬‬ ‫ب) مولده ونشأته‬ ‫من المؤسف حقا أن لا تسعفنا المصادر العمانية بتفاصيل عن حياة الإمام‬ ‫الصلت من حيث تاريخ مولده ونشأته! أو عن حياته الشخصية‪ .‬فرغم أن‬ ‫الإمام الصلت قضي أكثر من خمسة وثلاثين عاما في الإمامة‪ .‬إلا أنه لم‬ ‫يكن أحسن حالا من غيره من الأئمة‪ .‬من حيث تناول المصادر لحياتهم‬ ‫الشخصية سواة السابقين عليه أو اللاحقين له‪ .‬فكتابات العلماء‪ ،‬وأقصد‬ ‫بكهمتاب الِير من المعاصرين لفترة الإمام الصلت لم يتطرقوا للحديث عن‬ ‫‏‪ ١- 1‬لمرجع نقسه‪.‬‬ ‫‪2‬۔ا لمرجع نقسه‪.‬‬ ‫‪72‬‬ ‫قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫شخصيات الأئمة‪ .‬وكيف كانت حياتهم ونشأتهم‪ .‬ولا حتى تاريخ مولدهم‪.‬‬ ‫وإنما اكتفت بذكر تواريخ بيعتهم ووفاتهم‪.‬‬ ‫وقد علق فاروق عمر فوزي على كتابات المصادر العمانية وعدم تطرتها‬ ‫للحياة الشخصية للأئمة وغيرها من تفاصيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية‬ ‫في تلك الفترة بالقول‪" :‬إنها تفتقر إلى المادة التاريخية‪ .‬فهي في غالبها ليست‬ ‫تاريخ بل تعالج مسائل في العقائد والفقه‪ .‬وتركز على طبيعة الإمام وعلاقته‬ ‫بالأمة“ "‪.‬‬ ‫والواقع أن المطلع على خصوصية التاريخ العماني في تلك الفترة يدرك أن‬ ‫حياة الأئمة والاهتمام بأمورهم وشؤونهم الشخصية ليست المحور الأساسي‬ ‫عند العلماء آنذاك بقدر ما كانت تعنيهم شؤون الإمامة‪ .‬ومدى التزام الإمام‬ ‫بواجباته نحو رعيته وإقامة العدل بينهم‪ .‬والدفاع عن استقلالية عمان‪.‬‬ ‫وتأمين سبل الاستقرار السياسي والأمن بعيدا عن الطموحات الشخصية‪.‬‬ ‫رغم هذا النهج الذي اتبعته المصادر العمانية فإئه من المرجح أن يكون‬ ‫مولد الإمام الصلت بن مالك في الربع الأخير من القرن الثاني الهجري‪.‬‬ ‫فقد أجمعت المصادر على أن الإمام الصلت قد بلغ من الكبر عتياً‪ .‬فتذكر‬ ‫أئه“عئر في إمامته‪ .‬ما لم يعمر إمام من أئمة المسلمين‪ ....‬حتى كبر‪ “...‬ث‪.‬‬ ‫‪ - 1‬فوزي‪ :‬مقدمة‪ .‬ص‪.22‬‬ ‫‪ - 2‬أبو قحطان‪ .‬خالد بن قحطان{ "سيرة أيي قحطان“‪ .‬السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬ج‪.1‬‬ ‫تحقيق سيدة اسماعيل كاشف" ط‪( 2‬وزارة التراث القومي والنقافة‪ .‬مسقط ‪9891‬م)‪ .‬ص‪ .18‬وسيشار‬ ‫إليه‪ .‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪.‬‬ ‫‪82‬‬ ‫الفصل ازول‪ :‬عصر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫فضلاً عن أن العلماء الذين عاصرهم الإمام الصلت هم من علماء النصف‬ ‫الثاني من القرن الثاني الهجري وقد وافتهم المنية قبله‪ .‬كالعالم محمد بن‬ ‫محبوب بن الرحيل الذي توفى سنة ‪062‬ه‪378/‬م) وعزان ين الصقر سنة‬ ‫‪188/‬م'‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وإذا كانت المصادر لم تحدد تاريخ مولده فإن الآثار حددت لنا مكان‬ ‫مولده ونشأته في قرية ستال من وادي بني خروص وفيها بنى الإمام الصلت‬ ‫مسجدا‪ .‬وهو الذى يقوم على أنقاضه المسجد الموجود حاليا ويحمل اسمه‪.‬‬ ‫وأحيانا يسمى بمسجد الغبرة نسبة إلى الحي الذي بني فيه"‪.‬‬ ‫يؤكد مهنا ين خلفان الخروصي" وهو على اطلاع بالأصول السكانية لوادي‬ ‫يني خروص بأن الإمام الصلت "هو من محلة الغبرة من قرية ستال بوادي‬ ‫بنتي خروص وإنه قد ولد فيها ونشأ بها‪ .‬ولايزال نسبه وعقبه أكثر بني خروص‬ ‫الموجودين حاليا في هذا الوادي‪.‬‬ ‫جم) صوحلاته العلصية والقيادية‬ ‫اكتسب الإمام الصلت عددا من المؤهلات\ التي سينظر إليها فيما بعد‬ ‫ليكون أحد المرشحين لمنصب الإمامة‪ .‬ولعل أبرز تلك المؤهلات العلم‬ ‫‪ - 1‬السالمي عبد الله بن حميد‪ .‬تحفة الأعيان يسيرة أهل عمان‪ .‬ج‪( 1‬مكتبة نور الدين السالمي‪.‬‬ ‫مسقط‪5991 .‬م)‪ .‬صر‪ .661‬وسيشار إليه‪ .‬السالمي‪ ،‬عبد اله‪ :‬التحفة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الخروصي‪ .‬صالح ين عامر‪" ،‬نبذة تعريفية عن ولاية العوابي“‪ .‬ملامح من تاريخ العوابي عبر‬ ‫العصور(المطايع العالمية‪ .‬مسقط‪ .)3002 .‬ص‪.02‬‬ ‫‪ - 3‬الخروصي‪ .‬مهنا ين خلفان‪" .‬محاضرة تاريخية عن سيرة الإمام الصلت“{ ندوة بمدرسة الإمام‬ ‫ناصر بن مرشد بالرستاق‪4991 .‬م (بحث غير منشور)‪ .‬ص‪.2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫قضية عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫بالأحكام الشرعية والفقه‪ .‬وقدرته الإدارية والعسكرية‪ .‬فقي الفكر السياسي‬ ‫الإياض‪ .‬نجد أن صفة العلم من الشروط الواجب توافرها‪ .‬في اختيار الإمام‬ ‫خصوصا في حالة الظهور‪ .‬فالإمام المنتخب عادة يكون من أهل العلم والورع‬ ‫في الدين! ‪.‬‬ ‫عبر أحد فقهاء المذهب عن ذلك بالقول‪" :‬فإذا ظهر المسلمون اجتمع في‬ ‫الأرض فقهاؤهم وذوو الرأي وأهل الفضل منهم واجتهدوا في الله النصيحة؛‬ ‫فاختاروا رجلا طاعة لله لا لطاعتهم‪...‬ثم يختارونه لله أقههم وأعلمهم وأقواهم‬ ‫على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬وعلى الحكم بالعدل وعلى محار بة‬ ‫العدو والذب عن الحريم وعلى جباية مال الله من حلها وإنفاقه في أهله‬ ‫فإن وجدوه عالما فقيها فلا بد من هذه الخصال؛ وأقل ما يكون على الإمام‬ ‫والوالي أن ينظر الولاية والبراءة‪ .‬ثم مع ذلك لا يدع التعليم ولا يدع مشاورة‬ ‫أهل الفقه من المسلمي‪."“.‬‬ ‫والإمام العالم يصنف ضمن فئة الأئمة الأقوياء وهو ذلك الإمام الذي‬ ‫يتمتع بصفة الأهلية الكاملة‪ .‬ويعطى صلاحيات شبه مطلقة في اتخاذ‬ ‫القرارات‪ ،‬وبالتالي فإن ما يتمتع به من صفة العلم بالأحكام الشرعية‪ .‬تجعله‬ ‫ا ‪ -‬أبو اسحاق‪ .‬إبراهيم بن قيس‪ .‬مختصر الخصال (وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط‪4891 .‬م)‪.‬‬ ‫ص‪ .491‬وسيشار إليه‪ .‬أبو إسحاق‪ .‬مختصر‪ .‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬دراسات في تاريخ عمان (جامعة آل‬ ‫البيت‪ .‬عمان‪0002 .‬م)‪ .‬ص‪ .521‬وسيشار إليه‪ .‬فوزي‪ :‬دراسات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ .‬الصلت بن خميس‪ .‬كتاب الأحداث والصفات‪ .‬تحقيق جاسم ياسين محمد‬ ‫الدرويش (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪6991‬م)‪ ،‬ص!كا وسيشار إليه‪ .‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪.‬‬ ‫‪03‬‬ ‫القصل ازول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫مؤهلا لاتخاذ قراراته‪ .‬دون أن يستدعي الأمر طلب تفويض من أهل الحل‬ ‫والعقد‪ .‬ولا يوجد نص في بيعته يلزمه الرجوع إلى مشاورة العلماء غير أن‬ ‫هذا لا يعني تركها فهى ملزمة عرفا‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال هناك تأكيد جماعرع بالنسبة لصفة العلم في اختيار الإمام؛‬ ‫نظراً لعظم المهمة التي سيقوم بها في قيادة الدولة‪ .‬وإذا ما تتبعنا تعاقب‬ ‫الأئمة في عمان ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬خلال فترة الإمامة الثانية (‪971‬ه‪597/‬م‬ ‫‪082 -‬ه‪398/‬م )‪ .‬سنجد أنها تقوم في الغالب على اختيار أئمة علماء"‪ .‬وقد‬ ‫جمع هؤلاء الأئمة بين المؤهلات العلمية‪ .‬والقيادة السياسية‪ .‬والعسكرية‪.‬‬ ‫وبالنسبة للإمام الصلت فيمكن أن ندلل على ما كان يتمتع به من مؤهلات‬ ‫علمية من خلال ما أوردته بعض الكتب الفقهية‪ .‬من مسائل وأقوال متفرقة‬ ‫له في علم الشريعة والفقه في العديد من المخطوطات الفقهية التي تزخر بها‬ ‫المكتبة العمانية هذا إلى جانب العهود المأثورة عنه والتي كان قد بعث بها‬ ‫إلى بعض ولاته وقؤادهث تؤكد ما كان يتمتع به هذا الإمام من ذخيرة فقهية‬ ‫أكسبته مكانة مرموقة بين أقرانه من العلماء ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬غباش‪ .‬حسين عبيد‪ .‬عمان الديمقراطية الإسلامية (دار الجديد‪ .‬بيروت‪7991 .‬م) ص‪.07‬‬ ‫وللمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬القصي‪ .‬خميس بن سعيد‪ ،‬منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ .‬ج‪ .8‬تحقيق‬ ‫سالم بن حمد الحارثي (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪9791‬م)‪ .‬ص‪.54 - 44‬‬ ‫‪ - 2‬ناصر‪ .‬محمد صالح‪ .‬منهج الدعوة عند الإباضية (مكتبة الإستقامة‪ .‬مسقط‪7991 .‬م)‪ .‬ص‪.212‬‬ ‫‪ - 3‬الخروصي‪ .‬سليمان بن خلفت "دولة اليحمد في عمان“‪ .‬حصاد ندوة الدراسات العمانية ج‪1‬‬ ‫(وزارة الترات القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪0891‬م)‪ .‬ص‪.813‬‬ ‫‪ - 4‬انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪.1‬ص ‪.391 - 861‬‬ ‫‪13‬‬ ‫فضة عزل الامام الصلت بن صالح الخروصي‬ ‫كان الإمام الدلت حريصاً على حضور مجالس العلماء والأئمة والولاة'‪.‬‬ ‫ونستدال على ذلك من بعض الشواهد التي أوردتها كتب الفقه عند الحديث‬ ‫عن مسائل فقهية رواها الإمام الصلت‪ .‬من ذلك مسألة تتعلق بحد القذف‪.‬‬ ‫كانت قد أثيرت بحضوره لمجلس والي سمائل‪ .‬واسمه عشيرة بن عبد الله وكان‬ ‫ذلك إبان عصر الإمام غسان بن عبد له (‪291‬ه‪708/‬م‪702 -‬ه‪228/‬م)‪ 6‬وقد‬ ‫تطرق في تلك المسألة إلى حكم الوالي‪ .‬بعد مكاتبة الإمام غسان" واستشارة‬ ‫العلماء بشأنها"‪.‬‬ ‫وفي الإطار نفسه أثر عنه رواية لحادثة تتعلق بأمر يهوديين اقتتلا على‬ ‫الساحل‪ .‬وكان ذلك فى عهد الإمام عبد الملك بن حميد (‪702‬ه‪708/‬م۔‬ ‫وتد عرف الإمام عبد الملك بهذه الحادثة من خلال كتاب‬ ‫‪6‬م)‪.‬‬ ‫وصله من والى صحار آنذاك وقد كان الإمام الصلت حاضرا في مجلسه‪.‬‬ ‫ومن تلك المسائل وغيرها يمكن أن نستشف ذلك الاهتمام الذي كان يبديه‬ ‫الإمام الصلت بمجالس الأئمة والعلماء‪ ،‬ونقل آرائهم وفتاويهم فى مختاف‬ ‫ا ‪ -‬يمكن القول أن تلك المجالس كانت بمثابة برلمان مفتوح بمصطلح العصر الحديث إن صح‬ ‫التعبير؛ نظرا لما كانت تمثله من أهمية على الصعيد السياسى والاجتماعى‪ .‬والعلمى‪ .‬حيث يثار فيها‬ ‫كل ما يتعلق بغؤون المجتمع المدني‪ .‬ويتم فيها التقاضي في الخصومات‪ .‬والمنازعات‪ .‬وتجرى فيها‬ ‫المجالس على شكلها‬ ‫هذه‬ ‫وقد ظلت‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫ويرتادها طلاب‬ ‫المشاورات ويقصسدها العامة والخاصة‪.‬‬ ‫السالف‘ موجودة فى المجتمع‪ .‬العمانى‪ .‬حتى عهد قريب‪.‬‬ ‫د ‪ -‬حول تفاصيل هذه المسألة انفر‪ :‬العوتبي‪ .‬سلمة بن مسلم‪ .‬الضياء‪ .‬ج‪(4‬مسقط ‪ :‬وزارة التراث‬ ‫القومي والنقافة‪1991 .‬م)‪ .‬ص‪ .911 - 811‬وسيشار إليه‪ .‬العوتبى‪ :‬الضياء‪.‬‬ ‫‪ - 3‬انظر تفاصيل هذه الحادتة في‪ :‬الكندي‪ .‬محمد بن ابراهيم بن سليمان‪ ،‬بيان الشرع‪ .‬ج‪( 92‬وزارة‬ ‫بيان الشرع‪.‬‬ ‫الكندي‪ .‬محمد‪:‬‬ ‫ص‪ . 901‬وسيشار إليك‬ ‫‪4891‬م)‪.‬‬ ‫القومي والنتافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫التراثف‬ ‫‪23‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫النوازل والمسائل‪ .‬التي كانت تعرض عليهم‪ .‬كما يمكن أن يقودنا اهتمامه‬ ‫هذا إلى الاعتقاد بأتَ الإمام الصلت قد قضى سني شبابه طلباً لنعلم‪ .‬ومرتادآً‬ ‫لمجالس الأئمة والولاة والعلماء‪ .‬وهذا يعني أنه لم يبق في مسقط رأسه‪ .‬بل‬ ‫ارتحل كغيره؛ طلباً للعلم وبالأخص إلى مدينة نزوى عاصمة الإمامة‪ .‬وقبلة‬ ‫العلماء والمتعلمين‪ .‬في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫أكسبه حضوره لتلك المجالس خبرة ودراية بالأمور الإدارية والسياسية‪.‬‬ ‫إذ عادة ما يتم فيها‪ .‬المواءمة بين السياسة والدين‪ .‬الأمر الذي جعله يحظى‬ ‫باحترام أهل الحل والعقد‪ ،‬وزعماء القبائل‪ .‬وتأييد العامة عند ترشيحه‬ ‫لمنصب الإمامة؛ نظرا لما تتوفر في شخصيته مكنفاءة علمية[ وخبرة سياسية‬ ‫وعسكرية‪ .‬ويبدو هذا طبيعيا على اعتبار أن معظم أئمة عمان{ كانوا من‬ ‫الفئة العسكرية‪ .‬أو من فئة العلماءش مع الأولوية للفئة الثانية"‪ .‬ويؤكد ابن‬ ‫رزيق هذا المعنى في بيت من الشعر‪ .‬مقتبس من قصيدته في ذكر أئمة‬ ‫وعلماء بني خروص فيقول ‪:‬‬ ‫"وكا أولهم في العلم وارثهم‬ ‫طما ‪. 2‬‬ ‫متل ‏‪ ١‬لمهنا با لعلوم‬ ‫وا لصلر‪٠‬‏‬ ‫‪ - 1‬لاندن‪ .‬روبرت جيران‪ .‬عمان منذ ‪ .6581‬ط‪( 3‬وزارة التراات القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪3891‬م)‪.‬‬ ‫صر‪. 85‬‬ ‫‪ 2‬۔ ابن رزيق ‪" :‬الصحيفة التحطانية“‪ .‬ص‪. 218‬‬ ‫‪33‬‬ ‫قضة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ثانيا‪ :‬صبايعته بالإمامة‬ ‫لم تكن مبايعة الإمام الصلت بن مالك لتختلف عن التقاليد المتبعة في‬ ‫البيعة لمن سبقه من الأئمة‪ .‬فما أن يتم الإعلان عن وفاة الإمام أو عزله‬ ‫حتى يجتمع العلماء‪ .‬للتشاور‪ ،‬والتباحث لاختيار الإمام الجديد" بدعوة من‬ ‫قاضي الإمام (شيخ العلماء)} "وكما جاء في الآثار‪ ,‬أنً الإمام لا يكون‪ ،‬إلا‬ ‫حيث يحدث الحدث بالإمام الأول من موت أو عزل‪ ،‬فتم يكون الاجتماع‬ ‫والعقد"‪ .‬ولا شك أن التعجيل بتنصيب الإمام في نفس اليوم له ما يبرره‬ ‫من ذلك ما أورده القصي عن العالم موسى بن علي؟ قوله‪" :‬لا يجهز جيشں‬ ‫ولا تعقد راية‪ .‬ولا يؤمن خائف ولا يقام حد\ ولا يحكم بحكم غير مجتمع‬ ‫عليه لا بإمام‪"...‬‬ ‫وبعد مشاورات مكنفة‪ .‬وما أن يستقر رأي الأغلبية على الإمام الجديد‪.‬‬ ‫حتى تتم مبايعته من طرف الخاصة (وهم أهل المشورة من العلماء)‪ ،‬ثم‬ ‫من بقية من حضر البيعة من الوجهاء‪ ،‬والقادة‪ .‬وكبار رجال الدولة‪ ،‬والعامة‪.‬‬ ‫ثم يتلى عقد البيعة‪ .‬فإذا قبل الإمام بكل الشروط الواردة فيه! عندها يمد‬ ‫‪ - 1‬فوزي‪ :‬دراسات؛ صك‪.521‬‬ ‫د ‪ -‬أطفيش‪ :‬محمد بن يوسف" شرح كتاب النيل وشفاء العليل‪ .‬ج‪( 41/1‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪ .)9891‬ص‪ .333‬وسيشار إليه‪ .‬أطفيش‪ :‬شرح كتاب النيل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬موسى بن علي‪ :‬هو أبو علي موسى بن علي ين عزرة الإزكوي‪ .‬عاصر عددا من الأئمة‪ .‬وكان شيخ‬ ‫العلماء في زمانه‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاضي سيف بن حمود بن حامد‪ ،‬إتحاف الأعيان في تاريخ بعض‬ ‫علماء عمان‪.‬ج‪ .1‬ط‪( 2‬مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية‪ .‬مسقط‘‬ ‫‪4‬م)‪ .‬ص‪ 3832‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‪.24‬‬ ‫مصدر سابق‪.‬‬ ‫‪ 4‬۔ النقصي‪.‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫يده للمبايعة‪ .‬وهي تعتبر بمثابة‪ .‬رمازلوفاق المتبادل بينه وبين رعيته"‪ .‬وقد‬ ‫تطرقت بعض المصادر الفقهية إلى الصيغ المختلفة لعقد البيعة"‪.‬‬ ‫وبالنسبة لمبايعة الإمام الصلت فقد اجتمع كبار العلماء آنذاك‪ .‬وكان‬ ‫غالبيتهم من النزارية‪ .‬وكان المقدم فيهم وإمامهم في العلم والدين محمد بن‬ ‫محبوب بن الرحيل‪ 5‬وممن حضر البيعة من كبار العلماء بشير بن المنذر‪.‬‬ ‫والمعلى بن منير‪ ،‬وعبيد الله ين الحكم! ومحمد ين ‪ 7‬القاضي" وسليمان‬ ‫بانلحكم‪ .‬والوضاح بن عقبة‪ ،‬وزياد ين الوضاح'‪ .‬وأباولمؤثر الصلت بن‬ ‫خميس غير أته خرج أثناء التشاور حول المرشحين؛ بحجة وجود دم في‬ ‫ثوبه كما صرح أيو المؤثر عن ذلك بنفسه‪.‬‬ ‫ويمكن أن تتساءل‪ ،‬كيف يخرج عالم كبير كأبي المؤثر من اجتماع مهم‬ ‫لاختيار إمام} بدعوى وقوع دم في ثوبه؟ هل كان ذلك حرصا منه على الطهارة‪.‬‬ ‫أم أنه في ظل ذلك الحشد من العلماء الذين حضروا البيعة قد ضمن اختيار‬ ‫المرشح الأنسب وبالتالي فإن وجوده أو عدمه لا يؤثر في إتمام البيعة؟ أم‬ ‫! ‪ -‬جهلان‪ .‬عدون‪ .‬الفكر السياسي عند الإباضية من خلال آراء الشيخ محمد أطفيش‪ .‬ط‪( 2‬مكتبة‬ ‫الضامري‪ .‬السيب‪1991 .‬م)‪ .‬ص‪.191 - 091‬‬ ‫‪ - 2‬لمزيد من التفصيل انظر‪ .‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .8‬ص ‪.322 .242 .442‬‬ ‫‪ - 3‬الإزكوي‪ .‬سرحان بن سعيد‪ .‬كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪ .‬تحقيق أحمد عبيدلي(دلمون‬ ‫للنشر‪ .‬نيقوسيا‪ ،‬ك‪ .)5891‬ص‪ .462‬وسيشار إليه{ الإزكوي‪ ،‬سرحان‪ :‬كشف الغمة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر ‪:‬الأحداث‪ .‬ص‪.3-4‬‬ ‫‪- 6‬حول ذلك يذكر السالمي نقلا عن أبي المؤثر‪" :‬أنهم بينما كانوا في المشورة لما مات المهنا فوقع‬ ‫في ثويي دم فذهبت لأغسله فرجعت وقد بايعوا للصلت‪ ،‬أو قال قد انقطعت الأمور‪ .‬فسأل أو قال لي‬ ‫يعنى أبا عبد الله محمد بن محبوب‪ .‬أينكنت وما أخرجك من الناس؟ فقلت‪ :‬وقع في ثوبي دم فذهبت‬ ‫لأغسله فاستتابني“ انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.261‬‬ ‫‪53‬‬ ‫قصة عزل ازا مام الطب بن مالك الخروهى‬ ‫أنه كان يدرك وهو من علماء اليمانية بعدم تمتعه بذلك النقل السياسي الذي‬ ‫كان يحظى بهكبار علماء النزارية‪ .‬من بني سامة بن لؤي" وهم المقدمون في‬ ‫مجلس الشورى لانتخاب الإمام؟‪.‬‬ ‫يميل ا'باحث إلى ترجيح الرأي الذي أبداه محقق كتاب الأحداث‬ ‫والصفات‪ .‬حين أشار في مقدمة التحقيق إلى أن وجود أبي المؤثر كان‬ ‫وجودا رمزيأ القصد منه تهدئة خواطر اليمانية؛ بسبب استئثار النزارية بأغلبية‬ ‫الممثلين في مجلس الشورى'‪ .‬ومن الأولى أن تجد بيعة الإمام الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬قبوآ من أبي المؤثر‪ .‬باعتباره من المقربين إليه بغض النظر عن‬ ‫حضوره أو عدم حضوره‪ ،‬خصوصا وأن الإمام الصلت شخصية لطالما حظيت‬ ‫بتأييد العلماء في تلك الفترة‪.‬‬ ‫تمت بيعة الإمام الصلت بالإمامة‪ .‬مساء يوم الجمعة السادس عشر من‬ ‫ربيع الآخر سنة ‪732‬ه‪158/‬م؛ وذلك في نفس اليوم الذي توفي فيه الإمام‬ ‫المهنا بن جيفر"‪.‬‬ ‫وقال ابن رزيق في بيعة الإمام الصلت بن مالك‪:‬‬ ‫انتصاراً‬ ‫"فبويع بعده الصلت‬ ‫ليرى الله‪ +‬طوعاً لا اغتصاب]“‪.‬‬ ‫! ‪ -‬الدرويش‪ .‬جاسم ياسين‪ .‬مقدمة تحقيق كتاب الأحداث والصفات‪ ،‬ص ذ ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.261‬‬ ‫‪ - 3‬ابن رزيق‪ .‬حميد بن محمد‪ .‬الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان" تحقيق عبد المنعم‬ ‫عامر (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪4891 .‬م)‪ .‬ص‪ .84‬وسيشار إليه‪ .‬ابن رزيق‪ :‬الشعاع‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫القصل الأول‪ :‬عصر ال! مام الصلت بن مالك الخربو ص‬ ‫ومما‬ ‫الصلت‬ ‫فيها ‏‪ ١‬لى مبايعة ‏‪ ١‬لما م‬ ‫‏‪ ١‬لسيا بى‪ ،‬يتطرق‬ ‫قصيد ة للشيخ‬ ‫وى‬ ‫جاء قيها‪:‬‬ ‫‪ _ .‬مضت‬ ‫وتلاتي‬ ‫عا م سبع‬ ‫‪ 4‬فرب‬ ‫‪-‬‬ ‫ا ‪.2‬‬ ‫قد‬ ‫ليلة‬ ‫ح‬ ‫‪-‬‬ ‫ز‬ ‫ماللئث‬ ‫بر‪.‬‬ ‫للصلت‬ ‫فعقدوا‬ ‫فى عصر ذاك اليوم للتدارلك“'‬ ‫درجت المصادر العمانية على عدم ذكر جميع العلماء الذين يحضرون‬ ‫البيعة‪ .‬مكتفية بذكر عدد محدود منهم أما بالنسبة لبيعة الإمام الصلت‘ فقد‬ ‫حدث عكس ذلك ولعل ذلك مرؤه إلى الأهمية الكبيرة‪ ،‬التى أولاها العلماء‬ ‫لعصر الإمام الصلت وأيضا لتأكيد ذلك الإجماع الكبير على اختياره إماما‪.‬‬ ‫إذ أن الإمامة في ذلك الوقت كانت في أوج قوتها وازدهارها في عمان وبالتالي‬ ‫فإن مهمة اختيار من سيقود المرحلة القادمة‪ .‬ليست بالأمر المين‪ ،‬بل يتطلب‬ ‫الأمر اختيارا موفقاً لشخص يملك من المؤهلات ما يجعله قادراً على الحفاظ‬ ‫على المكتسبات التي تحققت في عهد أسلافه‪ .‬فكان عصر الصلت بن مالك‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ .‬خلفان ين جميل‪ .‬سلك الدرر الحاوي غرر الأثر‪ .‬ج‪( 21‬مسقط ‪ :‬وزارة التراث القومي‬ ‫والنقافة‪1891 .‬م)‪ .‬ص‪27‬ك‪ .‬وسيشار إليه‪ ،‬السيابي‪ :‬خلفان‪ .‬سلك الدرر‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪77‬‬ ‫قضية عزل الإ مام الطت بن مالك الخروح‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ورخاء“‪ 3‬فسار‬ ‫عصر عدل‬ ‫ني أشياخ‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ش‬ ‫المسلمين‬ ‫جملة الذين بايعوه“"‪ .‬ومدح بن رزيق سيرته قائلا‪:‬‬ ‫عمارلتب‬ ‫"وفاض العدل منه في‬ ‫الخرابا‬ ‫بسيرته‬ ‫ألفست‬ ‫وما‬ ‫ولم يحدث إليه الفعل عابا“"‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهم الأحداث الداخلية والخارجية ذي عصر الإمام الصلت‬ ‫أ) علحا المستوت الداظي‬ ‫ظلت الأجواء السياسية في عمان خلال عصر الإمام الصلت هادئة} لم‬ ‫تتاثر بأي تيارات سياسية من الداخل أو الخارج‪ .‬الأمر الذي ميز صدر إمامته‬ ‫بالاستقرار السياسي الخالي من الاضطرابات"‪.‬‬ ‫لم يكن ذلك الاستقرار بمعزل عن جهود أسلاف من الأئمة الذين أسهموا‬ ‫بشكل كبير في توطيد أركان الدولة والقضاء على كل ما من شأنه زعزعة‬ ‫الاستقرار‪ .‬سواء من الداخل أو من الخارج‪ .‬مع الحفاظ على التوازن القبلي‪.‬‬ ‫لقد كان ما تحقق من استقرار سياسيء وأمن داخلي ساد البلاد في عهد‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“ ص‪.711‬‬ ‫‪ - 2‬ابن رزيق‪ :‬الشعاع‪ .‬ص‪.84‬‬ ‫‪ - 3‬البادي‪ ،‬حميد بن سعيدا "دور العمانيين في الملاحة والتجارة في منطقة الشرق والمحيط‬ ‫الهندي“ (رسالة ماجستيرغير منشورة‪ .‬جامعة تونس الأولىں تونس؛ ‪2002‬م( ‪ .‬ص‪.45 - 35‬‬ ‫‪83‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر الامام الطلت بن سالك الخروصي‬ ‫أسلافه من الأئمة‪ .‬حافزا للإمام الصلت على مواصلة الخطى نحو تحقيق مزيد‬ ‫من الاستقرار والرخاء وتجلى ذلك في التغيرات التي أجراها على هيكلية‬ ‫سلطة الإمامة‪ .‬من ذلك عزله لأبى مروان الذي كان واليا على صحارں إتان‬ ‫إمامة المهنا حيث عين مكانه محمد بن الأزهر العبدي‪ ،‬كما وى محمد بن‬ ‫محبوب شؤون القضاء بصحار سنة ‪942‬ه‪368/‬م'‪ .‬وأصبح ابن أبي المقارش‬ ‫محتسباً ”يسعر السوق يرأيه“‪.‬‬ ‫كان الإمام الصلت شديد الحرص على متابعة مدى التزام الولاة والقضاة‬ ‫بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الرعية‪ .‬وتنفيذهم للأحكام الشرعية‪ .‬بما يحقق‬ ‫العدالة والإنصاف بين الناس» وفى هذا السياق‪ ،‬ينفرد السالمى‪ ،‬بذكر عهد‬ ‫الإمام الصلت لغسان بن خليد عندما بعثه والي على رستاق هجار_‪ .‬وقد‬ ‫اشتمل هذا العهد‪ .‬على الكثير من الوصايا والأحكام الشرعية{ ومراعاة حسن‬ ‫العلاقة بين الراعي والرعية‪ .‬مع إفراد جزء كبير من هذا العهد للإشارة إلى‬ ‫كيفية أخذ الصدقات وتوزيعها‪ ،‬كما تطرق فيه لأهل الذمة‪ .‬وما عليهم من‬ ‫حقوق وواجبات‪.‬‬ ‫ومما يلاحظ على هذا العهد أن بعضا منه مقتبس مما أثر عن الخلفاء‬ ‫الراشدين‪ .‬في نصائحهم وعهودهم للقضاة والولاة والقاد‪ ،‬وبالأخص الخليفة‬ ‫‪ - 1‬السالميء عبد الله‪ :‬التحقة‪.‬ج‪ .1‬ص‪.361‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪7‬ك‪.5‬‬ ‫‪ - 3‬هجار‪ :‬إحدى القرى التابعة لولاية العوابى‪ .‬وزارة الداخلية‪ .‬المرشد العام للولايات والقبائل فى‬ ‫سلطنة عمان(وزارة الداخلية‪ .‬مسقط‪ .)2891.‬صاك! وسيشار إليه‪ .‬وزارة الداخلية‪ :‬المرشد‪.‬‬ ‫‪ 4‬حول هذا العهد وما جاء فيه من أحكام‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.391 - 481‬‬ ‫‪93‬‬ ‫\‬ ‫قصة عرل ازماام الصلت بر مالك الخروصي‬ ‫عمر بن الخطاب(رضي له عنه)‪ .‬في كتبه الذي بعث به إلى أيي مو‬ ‫عبد ا له بن قيس الأشعري‪ .‬والمشهور بكتاب سياسة القعناء وتدبير الحكم!‪.‬‬ ‫وكذلك كتابه في معاملة أهل الذمة‪ .‬وما عليهم من حقوق وواجبات"‪.‬‬ ‫كما أن هذا العهد أيضاء قد أرسل إلى وال تم تعيينه في منطقة صغيرة‬ ‫نائية‪ .‬مع عدم التسليم‪ .‬بإمكانية أن يتواجد فيها أهل ذمة كما جاء في العهد‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى لم تذكر المصادر عهدا مماثل‪ .‬أرسل إلى ولاة آخرين‪ .‬إلى‬ ‫والى صحار مثلا! وهي مدينة تجارية‪ .‬حظيت باهتمام كبير‪ ،‬وكان يتواجد‬ ‫بها أهل الذمة من اليهود والنصارى؛ نظرا لموقعها الجغرافي المتميز وانقتاحها‬ ‫البحري فكانت مقصدا للتجار من شتى البقاع‪ .‬على اختلاف توجهاتهم‬ ‫ودياناتهم‪.‬‬ ‫وإن كنا لا نشكك في مصداقية هذا العهد‪ .‬لكن نطرح تساؤلا عن أهمية‬ ‫الجهة التي أرسل إليها‪ .‬ومدى التسليم بوجود أهل الذمة في تلك المنطقة؟‬ ‫وهل يمكن أنه أرسل إلى جهة أخرى غير الجهة المذكورة! وحصل نوع من‬ ‫الخلط في الاسم؟‪ .‬مع التنويه هنا بأن للإمام الصلت عهدا مماثلا‪ .‬سوف‬ ‫نشير إليه لاحقا في موضعه‪ .‬وهو العهد الذي أرسله لقادة حملته إلى سقطرى‪.‬‬ ‫ويحمل نفس الأسلوب\ وإن اختلف الهدف منه‪.‬‬ ‫من الأحداث الداخلية الأخرى والتى ورد ذكرها فى المصادر إتان فترة‬ ‫‪١‬‬ ‫[ ‪ -‬انظر‪ :‬حميد الله‪ .‬محمد‪ .‬مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة (دار‪‎‬‬ ‫النفائس‪ .‬بيروت؛‪7891‬م)‪ .‬ص‪-724‬۔‪824. ‎‬‬ ‫ص‪‎.805‬‬ ‫المرجع نشنه‪.‬‬ ‫‪2‬۔‬ ‫‪()4‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الصلت بن مالت الذروصي‬ ‫عهد الإمام الصلت‪ .‬تلك السيول الجارفة انتي وتعت ليلة الأحد‪ .‬في الثالث‬ ‫من شهر جمادى الأولى سنة ‪152‬ه‪568/‬م‪ .‬وكان من بين انمناطق الأكثر‬ ‫تضررا المناطق الداخلية‪ .‬ومنها سمائل وبدبد‪ .‬ومناطق الباطنة ومنها دما'‬ ‫وصحار"‪.‬‬ ‫أورد التنوخي خبر هذه السيول نقلاً عن ابن دريد الذي كان بعمان في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬في مجرى حديقه عن كرامات الإمام؛ عندما دعا الله عز وجل‬ ‫ليخفف من شدة وطأة الأمطار الغزيرة‪ .‬فيذكر‪ “:‬أنه اجتمع الناس‪ .‬بعد أن‬ ‫اشتدت الأمطار وساروا إليه‪ .‬وسألوه أن يدعو لهم‪ .‬وما أن أصبح الصبح‪.‬‬ ‫حتى خرج مبكر مصطحباً معه ابن دريد‪ 5‬وجمعاً من الناس‪ ،‬فصلى بهم‬ ‫وخطب ودعاء فقال‪" :‬اللهم إنك أنعمت فأوفيت‪ ،‬وسقيت فأرويت‪ ،‬فعلى‬ ‫القيعان ومنابت الشجر‪ .‬حيث النفع لا الضرر“"‪.‬‬ ‫نتج عن تلك الأمطار خسائر بشرية‪ .‬راح ضحيتها الكثير من الأرواح‪.‬‬ ‫ناهيك عما سببته من ضياع للأملاك الخاصة بعد أن طمست معالمها وحدودها‬ ‫خصوصا في منطلقة بدبد التى لم يكن أحد يعلم‪ .‬فيها ماله(مزرعته)‪ ..‬وقد‬ ‫تركت كثير من لأراضي‪ .‬قبيضة في أيدي المسلمين حتى يرجع إليها أهلها‪.‬‬ ‫فإن لم يرجعوا إليها صممت إلى بيت المال"‪.‬‬ ‫" ‪ -‬دما‪ :‬السيب حاليا‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬عبد الته‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.461 - 361‬‬ ‫‪- 2‬التنوخي‪ .‬أيي علي المحسن بن علي‪ .‬نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة‪ .‬ج‪ .4‬تحقيق عبود‬ ‫المحاضرة‪.‬‬ ‫التنوخى ‪ :‬نشوار‬ ‫إليك‪.‬‬ ‫وسيشار‬ ‫‪.8501‬‬ ‫ص‬ ‫‪191‬م)‪.‬‬ ‫الشالجي(الفجر العربي‪ . .‬بيروت‬ ‫نظلام الأفلاج في‬ ‫‪ .‬الحجري‪ .‬محمد بن ناصر‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ . .‬ج‪. .1‬ص‪561- 46!1‬‬ ‫‪ 8991‬م( ‏‪ ٠‬ص‪.37‬‬ ‫(مطايع النهضة‪ .‬‏‪ ٠‬روي ‪.‬‬ ‫التنمية‬ ‫فىي‬ ‫ودوره‬ ‫عمان‬ ‫‪14‬‬ ‫قضة عزل المام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫كما نتج عنها هجرة قسرية داخلية‪ .‬وأخرى خارجية بحثا عن الرزق"‬ ‫ولم نشر المصادر إلى أي اتجاه كانت تلك الهجرة‪ .‬ومن المرجح أن تكون‬ ‫إلى الساحل الشرقى من الخليج العربي‪ .‬أو إلى البصرة{ أو حتى إلى شرق‬ ‫إفريقيا وغيرها من المناطق الساحلية التي اعتاد العمانيون الترحال إليها‪.‬‬ ‫وسجلوا فيها وجودأ ملحوظا على مز التاريخ‪.‬‬ ‫أضرت تلك الأمطار بالناحية الاقتصادية؛ نظراً لحجم الأضرار المادية‬ ‫الكبيرة التى خلفتها تلك الكارثة الطبيعية‪ .‬حيث كانت المناطق المتضررة‬ ‫السالفة الذكر‪ .‬تتمتع بأهمية كبيرة‪ .‬على صعيد الموارد الزراعية والتجارية‪.‬‬ ‫وئعد شريان حيويا‪ .‬وبالتالي فإن ما أصابها لا شك أنه سوف يلقي بظلاله‬ ‫على الأوضاع الاقتصادية‪ .‬والاجتماعية‪ .‬لفترة من الزمن‪.‬‬ ‫وعلى صعيد الأحداث الداخلية أيضأً يذكر السالمى» حدوث هزة أرضية‬ ‫بصحار وذلك في الثاني عشر من شهر جمادى الآخرة سنة ‪562‬ه‪ 9/‬فبراير‬ ‫‪9‬م‪ .‬وكان الوالي على صحار من قبل الإمام الصلت يومئذ غدانة بن‬ ‫محمد‪..‬‬ ‫ب) علكا المستوك الخارجي‬ ‫سبقت الإشارة‪ .‬لى أن عمان لم تتعرض لأي تدخل خارجي خلال فترة‬ ‫وفيما يخص العلاقات الخارجية فلم ترصد لنا المصادر‬ ‫عهد الإمام الصلت‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ 1‬ص‪.461‬‬ ‫‪-2‬۔ المصدر نفسه ص‪. 661‬‬ ‫‪ - 3‬غدانة بن محمد‪ :‬من علماء القرن الثالك الهجري‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.135‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الفصل ازول‪ :‬عصر الا‪ .‬عام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫منها إلا ما يتعلق بالصلات المعتادة‪ .‬بين الإباضية في عمان والإباضية في‬ ‫اليمن والمغرب آنذاك‪.‬‬ ‫فعلى المستوى الرسمي مثلا هناك إشارة إلى مراسلات متبادلة بين‬ ‫الإمام الصلت وأحمد ين سليمان إمام أهل حضرموت حول بعض المسائل‬ ‫الفقهية‪ .‬وعلى الصعيد ذاته نجد أن هناك من السير العمانية من تحتفظ لنا‬ ‫ببعض من تلك المراسلات\ منها الرسالة‪ :‬التي بعث بها بعض الفقهاء إلى‬ ‫الإمام الصلت والتي يرجح فرحات الجعبيري أنها من أهل المغرب‪ ،‬وهي‬ ‫تحمل في طياتها موضع الخلاف والشقاق والتنازع إثر عزل الإمام الصلتث‬ ‫وفيها كذلك توجيه الدعوة إلى الوحدة والائتلاف‪ ،‬كما تتطرق إلى موضوع‬ ‫الإمامة وشروطها وما يتعلق بها! وكذلك ما يخص أحكام الولاية والبراءة‬ ‫والوقوف وغيرها من الموضوعات ذات الصلة‪.‬‬ ‫كما أن محمد بن محبوب ين الرحيل كتب إلى أهل المغرب على لسان‬ ‫الإمام الصلت بن مالك يرد فيها على بعض التساؤلات التى كان قد بعث بها‬ ‫أهل المغرب يستفسرون فيها عن العالم‪ .‬أو الإمام} أو القاضي‪ .‬أو العامل‪.‬‬ ‫الذي يتلقى الهدية من الناس‪.‬‬ ‫وهنا يمكن أن نستنتج تلك الأهمية التي كانت تتمتع بها عمان آنذاك‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .72‬ص‪.881‬‬ ‫‪ - 2‬راجع نص الرسالة في‪ :‬السير والجوابات‪ ،‬ج‪ .1‬ص‪.822 - 181‬‬ ‫‪ - 3‬يو حجام‪ .‬محمد بن قاسم ناصر التواصل الثقافي بين عمان والجزائر (مكتبة الضامري‪ ،‬السيب‪.‬‬ ‫‪3‬م)‪ .‬ص‪.76‬‬ ‫‪ - 4‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .82‬صك‪.791 - 91‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قضه عرل الإمام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كمركز مهم تحتل مكانة سياسية وفكرية مرموقة لمعتنقي المذهب الإباضي‪.‬‬ ‫وإن علماءها كانوا مرجعا للفتوى في الشؤون الدينية والدنيوية‪ .‬ويحظون‬ ‫بتقدير واحترام من قبل إخوانهم العلماء من أهل المذهب سواء في المشرق‬ ‫أو المغرب‪.‬‬ ‫أما على المستوى الشخصي فتبدو الصورة أكثر وضوحا وأعمق أثرا‪:‬‬ ‫فالمراسلات والمكاتبات واللقاءات تظل قاسماً مشتركاً بين العلماء الإباضية‬ ‫في المشرق والمغرب‪ .‬يتناولون فيها أوضاع مجتمعاتهم} ويصورون فيها الحالة‬ ‫السياسية السائدة في بلدانهم ويتبادلون على إثرها المشورة والفتوى في‬ ‫مختلف القضايا وما يطرأ من أحداث‪.‬‬ ‫من بين تلك المراسلات على سبيل المثال‪ :‬سيرة أبي الحواري محمد‬ ‫بن الحواري' إلى أهل حضرموت والتي يرة فيها على بعض التساؤلات التي‬ ‫طرحوها فيما يتعلق ببعض الأحداث التي وقعت في عمان‪ .:‬وهي تشتمل‬ ‫على تونيق لعدد من الأحداث التي وقعت خلال فترة الإمامة الإباضية الثانية‬ ‫مما يعني أن أهل حضرموت كانوا معنيين بالشأن العماني‪ .‬وأن هناك تنسيقاً‬ ‫مكاان قائما بين البلدين‪ .‬وخصوصا بين العلماء في حدود التشاور حول بعض‬ ‫‏‪١‬‬ ‫القضايا والأحداث‪.‬‬ ‫كما يمكن الإشارة هنا إلى ذلك اللقاء الذي تم بين العالم محمد بن‬ ‫ا ‪ -‬أبو الحواري‪ :‬هو الشيخ العالم محمد بن الحواري بن عثمان القري من علماء النصف الثاني من‬ ‫القرن الثالث الهجري‪ .‬انظر‪ :‬البطاشى‪ .‬مرجع سابق‪ .‬صك‪. 572-672‬‬ ‫‪ - 2‬انظر نص السيرة في‪ :‬السير والجوابات‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.733-563‬‬ ‫الفحل الأول‪ :‬عصر الإ‪ .‬عام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫محبوبا وعمروس ين فتح النفوسي' في مكة المكرمة‪ .‬حيث أخذ عمروس‬ ‫يلقى بعض الأسئلة والاستفسارات‪ .‬حول بعض القضايا الفقهية‪ .‬وعندما عاد‬ ‫إلى بلاده أخذ يعلم الناس مما قد استفاد منه هو وأصحابه! من علم محمد‬ ‫بن محبوب"‪.‬‬ ‫ولا شك أن متل ذلك التواصل الثقافي الذي كان قائما بين عمان وغيرها‬ ‫مانلأقطار الإسلامية يشكل ركيزة من ركائز عمق تلك العلاقات خصوصا‬ ‫على المستوى الفكري والثقافي‪ .‬غير أن الباحث قد اكتفى يذكر مقتضب‬ ‫لنماذج من ذلك التواصل خلال فترة عهد الإمام الصلت موضوع الدراسة‪.‬‬ ‫أما العلاقات الثقافية يشكلها الواسع فهناك دراسات أخرى حولها‪.‬‬ ‫حملة الإمام الصلت بت صالك إلص سقطرك`‬ ‫تجدر الإشارة هنا إلى أنَ تفاصيل هذه الحملة لم يرد ذكرها إلا فى كتاب‬ ‫تحفة الأعيان للسالمي‪ .‬ومن هنا قد يشكك البعض في صحة ما ورد عن‬ ‫‪ - 1‬هو عمروس بن فتح المساكني النفوسي‪ ،‬يكنى بأبي حفص‪ .‬للمزيد انظر ترجمته في‪ :‬مجموعة‬ ‫مؤلفين‪ .‬معجم أعلام الإباضية من القرن الأول الهجري إلى العصر الحديث‪ ،‬قسم المغرب الإسلامي‪.‬‬ ‫ج‪ .2‬ط‪(2‬دار الغرب الإسلامي بيروت‪9991 .‬م)‪ .‬ص‪.223 - 123‬‬ ‫‪ - 2‬الشنفري‪ .‬بخيت بن علي "الإباضية في عمان وعلاقتهم بأباضية المغرب إلى نهاية القرن الثالث‬ ‫الهجري“ (رسالة دكتوراه ‪-‬غير منشورة‪ ،-‬جامعة الزيتونة‪ .‬تونس‪ .)3991 .‬صك‪.581‬‬ ‫‪- 3‬سقطرى‪" :‬اسم لجزيرة تشتمل على عدة قرى ومدن تضاهي عدن وهيتقع إلى الجنوب منها‪.‬‬ ‫وأنها أأقرب إلى بر العرب منها إلى بر الهند‪ .‬وأن القاصد إلى بلاد الزنج يمر عليها“‪ .‬انظر‪ :‬الحموي‪ .‬ياقوت‬ ‫بن عبد اللف معجم البلدان‪ .‬ج‪( 3‬دار إحياء التراث‪ ،‬بيروت‪9791 .‬م)‪ .‬ص‪ .72‬وللمزيد انظر أيضا‪:‬‬ ‫الهمداني‪ .‬الحسن بنأحمد‪ .‬صفة جزيرة العرب‪ ،‬تحقيق محمد علي الأكوع (دار اليمامة‪ .‬الرياض‪.‬‬ ‫‪7‬م)‪ .‬ص‪.07- 96‬‬ ‫‪54‬‬ ‫قضة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫هذه الحملة وبالأخص في قصيدة الزهراء التي تستنجد فيها بالإمام الصلت‬ ‫بن مالك لتحرير جزيرة سقطرى من قبضة النصارى‘ وتحرير النساء اللاتي‬ ‫وقعن في الاسر‬ ‫وقبل الحديث عن تفاصيل هذه الحملة‪ .‬نشير إلى أن الوجود العماني‬ ‫كان حاضرا في سقطرى بشكل أو آخره حتى قبل فترة الإمام الصلت‪ .‬من‬ ‫ذلك ما ذكرته المصادر‪" :‬أن الإمام الجلندى بن مسعود (‪231‬ه‪947/‬م ‪-‬‬ ‫‪41‬ه‪157/‬م) صالح أهل سقطرى على رؤوس وأخذ منهم أول سنة“'‪ 5‬وفي‬ ‫عهد الإمام غسان بن عبد الله (‪702 - 291‬ه‪228 - 708/‬م) تورد بعض كتب‬ ‫الفقه مسألة فقهية‪ .‬لأبي عبد الله محمد بن محبوب" يوضح فيها الحكم في‬ ‫أمر نساء أهل سقطرى الذين نقضوا العهد"‪.‬‬ ‫أيض أورد البسيويث‪ .‬مسألة جواز سبي نساء نصارى سقطرى‪ ،‬وكذلك فيما‬ ‫يتعلق بالصلح بينهم وبين المسلمين'‪.‬‬ ‫أسباب الحصة‬ ‫إن السبب الوحيد والقوي الذي أورده السالمي عن دوافع هذه الحملة‪.‬‬ ‫هو نقض نصارى سقطرى لعهدهم وتجزؤهم على قتل والي الإمام ومن معه‪.‬‬ ‫‪- 1‬الكندي‪ .‬أحمد بن عبد الله المصنف ج‪( ¡2‬وزارة التراث القوضي والنقافة‪ .‬مسقط‪4891 .‬م)‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫صك‪ .41‬وسيشار إليه‪ .‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬المصنف‪.‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ .‬ج‪ 21‬ص‪.351‬‬ ‫‪- 3‬هو العالم الفقيه أبوالحسن علي بن محمد بن عل بن محمد بن الحسن البسيوي‪ .‬من علماء‬ ‫القرن الرابع الهجري‪ .‬انظر ترجمته في‪ :‬باني مرجع سابق‪ ،‬ص‪' .003‬‬ ‫‪ -4‬البسيوي‪ .‬علي بن محمدء جامع أبي الحسن البسيوي" ج‪( 4‬وزارة التراث القومي والنقافة مسقط‪.‬‬ ‫‪491‬م)‪ .‬ص‪.741-841‬‬ ‫‪64‬‬ ‫الفحل الأول‪ :‬عصر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وما أقدموا عليه من خيانة وسلب ونهب واعتداء على حرمات المسلمين‪.‬‬ ‫وانتزاعهم السيادة قهرا على هذه الجزيرة'‪ .‬وهو سبب ب قوي يقيم ذلك العصر‪.‬‬ ‫وقد جاءت الاستغاثة من امرأة تدعى الزهراء"‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن السالمي في التحفة لم يشر إلى هوية الزهراء۔ ولا‬ ‫إلى اسم والي الجزيرة وهو القاسم‪ .‬إلا من خلال ما ورد في القصيدة ذاتها‬ ‫حيث جاء فيها‪:‬‬ ‫فتية نجسب‬ ‫فنى‬ ‫‪ 3‬سما‬ ‫‏‪ ٢‬غا ‏‪ ٥‬روا‬ ‫سبسسب۔ خربة‬ ‫مسا معهم في‬ ‫عقوى‬ ‫وأورد القصيدة ا لتي‬ ‫غير أنه ذكر‪ :‬بأن الزهرا ء هي من أصل سقطري‬ ‫بعثت بها إلى الإمام والتي مطلعها ‪:‬‬ ‫فضائله‬ ‫ترجو‬ ‫"قل للإمام ‏‪ ١‬لذي‬ ‫السادة النجمي‬ ‫الكرام وابر‬ ‫ابر‬ ‫أبى تمام‬ ‫نسجت على منوا ل قصيدة‬ ‫القصيدة‪.‬‬ ‫أن هذه‬ ‫ومن الملاحظ‪.‬‬ ‫‪- 1‬السالمي‪ .‬عبد الله ‪::‬التحفة‪.‬ج‪ .1‬ص‪.761‬‬ ‫اليسرى‬ ‫هد{‬ ‫امدلبنل عب‬ ‫‪- 2‬الزهراء‪ :‬لقب لفاطمة بنت حمد بن خلفان الجهضمية‪ .‬نظر‪ :‬الحارثي‪ .‬أح‬ ‫في إنقاذ جزيرة سقطرى (مكتبة الضامري‪ ،‬السيب" ‪2991‬م) صركا وسيشار إليه‪ .‬الحارثى‪ ،‬أحمد‪:‬‬ ‫اليسرى‪ .‬الشيباني‪ .‬سلطان بن مبارك معجم أعلام النساء الإياضيات (قسم المشرق)‪( .‬مكتبة السيد‬ ‫محمد بن أحمد السيب‪1002 .‬م)‪ .‬ص‪.71‬‬ ‫‪- 3‬حول القصيدة أنظر‪ : :‬السالمي‪ .‬عبد الله‪::‬التحفة‪.‬ج‪ .1‬ص‪.761‬‬ ‫‪- 4‬السالمي‪ .‬عبد لله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.761‬‬ ‫‪74‬‬ ‫قصه عزل ازماام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫انتي مدح فيها الخليفة العباسي المعتصم (‪722- 812‬ه‪338/‬م ‪148-‬م)‪ ،‬في‬ ‫فتح عمورية'‪.‬والتى مطلعها‪:‬‬ ‫أصدق أنبا‪ :‬مس الكسب‬ ‫‪:.‬‬ ‫فى حده الحد بير الجت والأهمب“"‪.‬‬ ‫ورغم الاختلاف الزماني ‏‪ ١‬لمكاني بين الحادثتين‪ .‬إلا أن وجه الشبه بين‬ ‫إقدام الد مت على تحرير جزيرة سقطرى وبين فتح عمورية جاء استجابة‬ ‫لصرخة امرأة‪ .‬تدعو إلى استرجاع الكرامة‪ .‬ل أهدرت على حين غفلة‬ ‫فكان الر سريعا وشجاع من كلا الطرفين‬ ‫ومهما يكن من صحة نسب القصيدة إلى الزهراء‪ .‬أو لوالدها‪ .‬فمن الثابت‬ ‫كما ورد في تحفةالأعيان‪ -‬تعرض نساء الجزيرة وأهلها امنلمسلمين لهجوم‬ ‫من قبل النصارى‪ .‬ويبقى السؤال هنا والذي ظل مثار اختلاف وهو المتعلق‬ ‫بماهية هذا الهجوم‪ .‬هل هو غزو خارجي من قبل نصارى الحبشة‪ .‬أم أن‬ ‫ما تعرضت له سقطرى يدخل في نطاق تمرد داخلي من قبل النصارى‬ ‫الموجودين بها وعددهم غير قليل‪ ،‬فنقضوا ما كان بينهم وبين المسلمين من‬ ‫عهد؟ كما يتزامن مع هذا التساؤل سؤال آخر عن الفترة الزمنية التي حدثت‬ ‫فيها هذه الحادثة؟ والكيفية التي عرف بها الإمام ما تعرضت له الجزيرة من‬ ‫ا ‪ -‬عمورية‪ :‬من بلاد الروم‪( .‬انظر‪ :‬الحموي‪ .‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ .4‬ص‪ .851‬وفتح عمورية من‬ ‫الأحداث التي امتاز بها عصر المعتصم وقد كان ذلك سنة‪322‬ه‪838 /‬م‪( .‬انظر‪ :‬ابن الأثير‪ .‬علي بن‬ ‫محمد‪ .‬الكامل فيالتاريخ‪ .‬ج‪( 5‬دار الكتاب العربي‪ .‬بيروت‪6891 ،‬م)‪ .‬ص‪ .052- 742‬وسيشار إليه‪.‬‬ ‫ابن الأثير‪ :‬الكامل‪.‬‬ ‫في التذوق الجمالي لقصيدة أبي تمام الطائي في‬ ‫‪ - 2‬حول القصيدة انظر‪ :‬أبو حمده! محمد علي‬ ‫فتح عمورية‪( .‬دار الجيل‪ .‬بيروت‪ .‬مكتبة المحتسب‪ .‬عمان‪4891 .‬م)‪ .‬ص‪.31‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر الإ‪ .‬مام الصلت بن صالك الخروصى‬ ‫حدث جلل‪ .‬في ضوء قلة وسائل الاتصال في ذلك العصر‪ .‬وهذا ما سوف‬ ‫نحاول توضيحه من خلال استعراض مختلف الاراء ووجهات النظر حول‬ ‫هذه الحادتة‪.‬‬ ‫بالنسبة للتساؤل الأول والمعنى بماهية الهجوم الذي تعرضت له الجزيرة‪.‬‬ ‫أو بعبارة أخرى‪ .‬ما تعرض له المسلمون فيها من قتل وسبي وسلب ونهب من‬ ‫قبل النصارى فإن السالمي في التحفة ‪-‬وهو المصدر الوحيد‪ -‬فيما يتعلق بهذه‬ ‫الحملة لم يشر صراحة إلى نصارى الحبشة‪ .‬بل اكتفى بالقول‪" :‬وفي أيامه‬ ‫‪ -‬يعني الإمام الصلت ‪ -‬خانت النصارى" ونقضوا ما بينهم وبين المسلمين‪.‬‬ ‫فهجموا على سقطرى‪ ."“...‬وبما أن النقض لا يكون إلا بعد الاتفاق‪ ،‬فإن‬ ‫ما حدث أقرب ما يكون إلى التمرد‪ .‬وهو ما نميل إليه‪ ،‬أما الذي أشار إلى‬ ‫نصارى الحبشة فهو مرب الكتاب وقد أوضح ذلك في الهامش وذكر أن‬ ‫عدم ذكر السالمي لنصارى الحبشة في هذه الحادثة هو إغفال منه لذلك‪.‬‬ ‫ويرى عبيدلي أن ما حدث لا يعدو كونه تحركا معاديا من قبل النصارى‬ ‫المحليين في سقطرى مدلل على ذلك يما اقتبسه من عهد الإمام الصلت مثل‬ ‫القرية الناكثة“ و"‪ ...‬لأهل النكث من النصارى‪ “...‬و"أهل العهد الذين لم‬ ‫ينقضوا عهدهب“‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.661‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ .‬هامش ص ‪.661‬‬ ‫‪ - 3‬عبيدلى‪" .‬حملة الإمام الصلت على جزيرة سقطرى والعلاقات العمانية المهرية“‪ .‬مجلة نزوى‬ ‫ع‪ .31‬يناير‪8991‬م (مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان! مسقط‪8991 .‬م)‪ .‬ص‪ .79‬وسيشار‬ ‫إليه‪ .‬عبيدلي‪" :‬حملة الإمام الصلت“‪.‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قضة عزل ازا‪ ,‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫أما هاشم مهدي فقد فتر ما جاء به السالمي في إشارته إلى نقض النصارى‬ ‫العهد‪ .‬أن هناك معاهدة بين النصارى من أهل الجزيرة والمسلمين‪ .‬نقضوها‬ ‫بمساعدة الحبشة النصرانية"‪ .‬ومعنى ذلك أن نوعا من التعاون أو التواطؤ قد‬ ‫حصل بين نصارى الحبشة ونصارى سقطرى" وإن لم يجد هذا الرأي ما يؤكده‬ ‫إلا أنه من وجهة نظر الباحث يبقى هو الآخر مقبولا إلى حد ماء غير أن في‬ ‫مقولة‪ ..." :‬فهجموا على سقطرى“ يعني ضمنيا‪ .‬إما أنه هجوم خارجي" أو‬ ‫أنه كان للنصارى في هذه الجزيرة مدن وقرى يشكلون فيها غالبية السكان‪.‬‬ ‫وأنهم هجموا على القرى الأخرى المجاورة ذات الأغلبية من المسلمين‪ .‬أما‬ ‫إذا سلمنا بأن هناك نوعا من التعاون بين نصارى الحبشة ونصارى سقطرى‪،‬‬ ‫فمن وجهة نظرنا إنه لا يكتسب صفة الدعم المباشر من السلطة السياسية‬ ‫في الحبشة آنذاك وإلا لحدثت مواجهة أكثر شراسة‪ .‬ومعارك كان يصعب‬ ‫معها التكهن بنتائجها‪ .‬مقارنة بما حققته حملة الإمام الصلت من نصر سريع‬ ‫على ما يبدوؤ حتى أن الإمام طلب من جيشه العودة بعد تأدية المهام التي‬ ‫كلف بها‪ .‬وعلى كل حال تظل هذه الآراء مجرد استنتاجات فى غياب الأدلة‬ ‫‪.‬‬ ‫القطعية الكاشفة‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالتساؤل الثانى‪ ،‬حول الفترة الزمنية لحادثة سقطرى أو حملة‬ ‫الإمام الصلت\ فقد اختلف الباحثون فى تحديد تاريخ معتن‪ .‬وإن كان هناك‬ ‫! ‪ -‬هاشم‪ .‬مهدي طالب‪ ،‬الحركة الإباضية في المشرق العربي‪ .‬ط‪( .2‬دار الحكمة‪ .‬لندن{ ‪3002‬م)‪.‬‬ ‫ص‪.52‬‬ ‫‪ 2‬يمكن الإشارة هنا إلى ما ذكره الهمداني من "أن بها عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى“ وإن كان‬ ‫لم يحدد في أي فترة زمنية كان ذلك‪( .‬انظر‪ :‬الهمداني‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ص‪.)7٥‬‏‬ ‫‪05‬‬ ‫الفصل ازأول‪ :‬عصر الا‪ .‬عام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫شبه إجماع على اليقدين الأخيرين من عهد الإمام الصلت بن مالك‪ ،‬أي بين‬ ‫حوالي ‪272 - 352‬ه‪588 - 768 /‬م الأمر الذي يصعب معه الجزم‪ .‬بدقة ما‬ ‫ذهبوا إليه‪ .‬فمنهم من قال إنها كانت في عام ‪352‬ه‪768/‬م'‪ 5‬وبالنسبة لهذا‬ ‫التاريخ نجد أن الظروف لم تكن مهيأة لتجهيز حملة بهذا المستوى{ ذلك‬ ‫أنه كما ذكر السالمي في التحقة} تعرضت عمان في سنة ‪1‬ك‪2‬ه‪568 /‬مإ إلى‬ ‫كارثة طبيعية‪ .‬تمثلت في الأمطار الغزيرة‪ .‬أودت بحياة الكغيرين‪ ،‬وخربت‬ ‫الكثير من المنازل والمزارع‪ .‬الأمر الذي اضطر سكان المناطق إلى الهجرة"‪.‬‬ ‫ولاشك‪ .‬أن تلك الكارثة قد كلفت خزانة الدولة الشىء الكثير‪.‬‬ ‫أما القائلون بأنها كانت قبل ‪062‬ه‪378/‬م! فهم ينطلقون من التسليم بأن‬ ‫كاتب عهد الإمام إلى جنوده وقواده هو محمد بن محبوب بن الرحيل‪.‬‬ ‫وكما نعلم بأن محمد بن محبوب قد توفي في تلك السنة كما أن تجهيز‬ ‫الحملة‪ .‬يتماشى مع قوة وازدهار الدولة ماديا وعسكريا‪ .‬الأمر الذي قد يكفل‬ ‫لها النجاح“‪.‬‬ ‫وفي حال أننا سلمنا بدقة تسلسل الأحداث التاريخية‪- .‬كما أوردها‬ ‫السالمي في التحفة‪ -‬فإن ذكر هذه الحادثة يأتي بعد وفاة العالم عزان بن‬ ‫ص‪.2‬‬ ‫الحارثي‪ .‬أحمد ‪ :‬اليسرى‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.461‬‬ ‫البطاشي‪ .‬مرجع سابق‬ ‫بن الرحيل ‪ :‬من علماء القرن الثالث الهجري ‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪ - 3‬محمد بن محبوب‬ ‫ص‪.252 - 052‬‬ ‫‪ - 4‬عبيدلي ‪" :‬حملة الإمام الصلت“‪ ،‬ص‪.752 - 6.52‬‬ ‫‪15‬‬ ‫قصيد عرل ‪ !::‬ماتم !لحلت بز مالك الذر وصحى‬ ‫الصقر‪ .‬أي بعد عام ‪862‬ه‪188/‬م‪.:‬‬ ‫وفيما يتعنق بالطريقة التي وصلت بها أنباء ما حدث في الجزيرة إلى‬ ‫إم الصلت فغير معروفة على وجه التحديد‪ .‬وما قيل من أن الزهراء طوت‬ ‫الأبيات أو القصيدة في أنبوب من القصب وألقت به في البحر لتتقاذفه‬ ‫الأمواج حتى يصل إلى صحار‪ .‬ومن ثم يلتقطه أحد الصيادين فيحمله إلى‬ ‫الإمام‪ .‬وعلى إثره يبادر بتجهيز هذه الحملة‪ .‬فإن ذلك يحتاج إلى وقفة‬ ‫تمحيص‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر الباحث إن تلك الرواية هي أقرب إلى الأسطورة منها إلى‬ ‫الواقع‪ .‬حتى وإن سلمنا بكرامات الأولياء الصالحين‪ .‬من العلماء والأئمة‬ ‫كما أنها مدعاة إلى الاعتقاد‪ .‬بأن الإمام قد أوكل متابعة ما يجري فى المناطق‬ ‫التابعة له‪ .‬أو التي له بها علاقة مباشرة إلى الركون لمقل هذه الحوادث‬ ‫العارضة‪ .‬ثم أن هناك وسائل أخرى أقرب إلى المنطق والعقل! من ذلك‬ ‫حركة التجارة المستمرة‪ .‬والتي كانت عاملا مهما من عوامل نقل الأخبار‪.‬‬ ‫كما لا ننسى حركة البحرية العمانية في ذلك الوقت على تلك السواحل وما‬ ‫كانت تقوم به من دور ريادي في تأمين السلم البحري في المحيط الهندي‪.‬‬ ‫وعليه لم يكن الإمام لينتظر وصول أنبوب من القصب تحمله الأمواج وفيه‬ ‫أخبار خطيرة تمس سيادة المناطق التابعة له‪.‬‬ ‫! ‪ -‬عزان بن الصقر ‪ :‬من علماء القرن الثالث الهجري‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬صك‪9‬ا‪.691 - 1‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صر‪661‬‬ ‫السابق‪ .‬ج‪.1‬‬ ‫المصدر‬ ‫‪-2‬۔ السالم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الحارتي‬ ‫‪ .‬أحمد ‪ :‬اليسرى‪ .‬صر‪ .4‬مجموعة مؤلفين‪ .‬جوهرة الزمان فى تاريخ سمد الشان(المطبعة‬ ‫ص‪.13‬‬ ‫الذحمية‪ .‬مستط‪2 .‬م)‬ ‫‪25‬‬ ‫التصل الأول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك انخروحع‬ ‫تجحيز الحملة‬ ‫شرع الإمام الصلت بتجهيز حملة عسكرية بحرية‪ .‬يشكل يتلاءم مع‬ ‫مقتضيات الحدث‪ .‬آخذا بأسباب النصر من حيث إعداد الغذّة‪ ،‬ولاشك‬ ‫أن تجهيز حملة بالشكل الذي تحدث عنها السالمي بالقوله‪" :‬إن جملة‬ ‫المراكب التى اجتمعت في هذه الغزوة مائة مركب ومركب“'‪ .‬وهو عدد‬ ‫ليس بالقليل وفق معطيات ذلك العصر غير أن هذا العدد وكما علق عليه‬ ‫عبيدلي يتناغم مع الرقم الذي تذكره المصادر من أن الإمام المهنا ين جيفر‬ ‫(‪732 - 622‬ه‪158 - 048/‬م)‪ .‬قد تمكن من بناء قوة بحرية‪ .‬وبرية كبيرة‪.:‬‬ ‫وأن هذه القوة البحرية كانت تتألف من حوالي "ثلاثمائة مركب مهيأة لحرب‬ ‫العدو للدفاع عن عمان‪.‬‬ ‫ولعل الإمام الصلت بهذا الحشد الكبير‪ ،‬أراد جذب الانتباه إلى خطورة‬ ‫الأمر من ناحية‪ .‬وإظهار عزم وإصرار السلطة السياسية العمانية على التعامل‬ ‫بحزم مع مثل تلك المواقفؤ وكذلك قطع الطريق أمام أي محاولة ربما‬ ‫يستفيد منها المعتدون قد تجعلهم يفكرون بطلب الدعم والمدد العسكري‪.‬من‬ ‫جارتهم مملكة الحبشة النصرانية‪.‬‬ ‫أوكل الإمام مهمة القيادة لشخصيتين يبدو أن لهما الخبرة الكافية في إدارة‬ ‫الحملات العسكرية البحرية‪ .‬وهما‪ :‬محمد بن عشيرة‪ .‬وسعيد بن شملال۔‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج[‪ .‬ص‪.861‬‬ ‫‪ - 2‬عبيدلى‪" :‬حملة الإمام الصلت“‪ .‬ص‪.79‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬عبد الته‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ 1‬ص‪.861‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-_-‬‬ ‫قضصة عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫وأعط لهما صلاحيات متشابهة‪ .‬بحيث لا ينفرد أحدهما بقرار دون الآخر‪.‬‬ ‫إلا إذا حدث بأحدهما حدث كما حدد قواد آخرين‪ .‬يقومون بالمهمة إذا‬ ‫حدث لهما مكروه‪ .‬وهم على الترتيب من حيث التسلسل القيادي‪ :‬حازم بن‬ ‫همام‪ .‬وعبد الوهاب بن يزيد‪ 6‬وعمر بن تميم"‪.‬‬ ‫ومما يؤسف له أننا لا نجد أي ترجمة في مصادرنا لهؤلاء القادة} الذين ورد‬ ‫ذكرهم‪ .‬ولا لمؤهلاتهم القيادية أو خبراتهم البحرية‪ .‬ولا من أي البلاد هم‪.‬‬ ‫وإن كان العوتبي‪ .‬قد تحدث عن شخصية تسمى عشيرة بن عبد الله{ وأنه‬ ‫كان والي على سمائل فى عهد الإمام غسان بن عبد الله‪ .‬وقد ورد ذكره عَرَضًا‬ ‫فى مسألة فقهية تتعلق بحد القذف كان عزان بن الصقر قد حفظها عن الإمام‬ ‫الصلت"‪ ,‬فهل لهذا الاسم علاقة بمحمد بن عشيرة أحد قواد الحملة‪ .‬وما‬ ‫مدى إمكانية الرابط بين الشخصيتين؟ هذا ما لم نتمكن من الإجابة عليه‪ ،‬أو‬ ‫حتى استنتاج رابطة قرابة‪ .‬والتشابه في الأسماء أمر وارد كما هو متعارف عليه‪.‬‬ ‫ثم إن هناك أمرا آخر جديرا بالملاحظة‪ .‬وهو المتعلق بالقاعدة التي‬ ‫انطلقت منها هذه الحملة‪ .‬وهو أمر لم تذكره المصادر‪ .‬ولم يتطرق إليه‬ ‫الباحثون‪ .‬الذين تسنى لنا الرجوع إلى ما كتبوه حول هذه الحملة‪ ،‬وإن كنا‬ ‫نظن بأنها مدينة صحار‪ .‬نظرا لما كانت تمثله فى تلك الفترة من أهمية تجارية‪.‬‬ ‫ومرفأ ذاع صيته{ ومدينة كان لها النصيب الأوفر من اهتمام السلطة السياسية‬ ‫آنذاك‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬جا ص‪.861‬‬ ‫‪ - 2‬العوتبي‪ :‬الضياء‪ .‬ج‪ .4‬ص‪.811-911‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الفحل الأول‪ :‬عحر الا‪ .‬عام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫ومن ناحية أخرى من المرجح أن يتزامن خروج هذه الحملة‪ .‬مع موسم‬ ‫هبوب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية‪ .‬التي تبدأ بين أكتوبر وديسمبر‪.‬‬ ‫وتستمر حتى شهر مارس أما خط العودة‪ .‬فيكون مع بدء هبوب الرياح‬ ‫الموسمية الجنوبية الغربية‪ .‬في أواخر إبريل‪ .‬أو أوائل مايو في اتجاه‬ ‫إلى قلهات‬ ‫رأس الحك‬ ‫وحول‬ ‫الشرقى‪ .‬على امتداد ساحل عمان‬ ‫المال‬ ‫‪.‬‬ ‫أو صحار'‬ ‫أو مسقط‬ ‫‪.‬‬ ‫نتانج الحصلة‬ ‫نلتخص ما تمخضت عنه هذه الحملة من نتائج ومكاسب على النحو‬ ‫التالى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬استعادة السيطرة على الجزيرة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تخليص النساء المسلمات اللاتى وقعن فى الأسرة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تأمين سلامة الطرق البحرية؛ نظراً لما تمثله التجارة والملاحة من‬ ‫مصلحة حيوية واستراتيجية للدولة‪ .‬فكانت الحملة انعكاسا لقوة عمان‬ ‫‪ - 4‬تقوية الجبهة الداخلية من خلال التأكيد على ما تتمتع به القوة‬ ‫العسكرية التابعة للإمام من قدرة‪ .‬في التعامل مع الخارجين عليها‪ .‬في وقت‬ ‫‪ - 1‬حول المواسم الرئيسية للإبحار‪( .‬انظر‪ :‬وزارة الإعلام والثقافة‪ .‬عمان وتاريخها البحري" (وزارة‬ ‫وما بعدها ‪.‬‬ ‫ص‪09‬‬ ‫‪91‬م)‪.‬‬ ‫الإعلام والثقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪ 2‬عبيدلي ‪" :‬حملة الإمام الصلت“‪ .‬ص‪.001‬‬ ‫‪ - 3‬عبيدلى‪ :‬حملة الإمام الصلت‪ .‬ص‪.101‬‬ ‫‪55‬‬ ‫قص عزل المام الحلت بن مالك الخروصي‬ ‫كان فيه شبح الحرب الأهلية يلوح في الأنق‪ .‬وربما أجلت هذه الحملة بما‬ ‫حققته من تانج تدهور الأوضاع السياسية‪ .‬من خلال تأكيدها على متدرة‬ ‫الإمام على تحمل مسؤولياته‪ .‬على عكس ما سوف يدعيه خصومه لاحقا من‬ ‫أند أصابه الكبر‪ .‬وعجز عن تسيير شؤون الإمامة‪.‬‬ ‫تقييم عهد الإمام الصلت بن مالك إلها جنوده فيا حصلة سقطرك‬ ‫يمكن القول أن حملة الإمام الصلت على سقطرى وما ترتب عليها من‬ ‫نتائج‪ .‬لم تحظ بتلك الاهمية التي حظي بها عهد الإمام الصلت إلى قواده‬ ‫وجنوده‪ .‬والذي أوضح فيه رؤيته وتوقعاته والظروف التي يمكن أن يواجهوها‪.‬‬ ‫وكيفية التعامل مع مختلف الاحتمالات‪ ،‬والسلوك الذي ينبغي أن يتحلوا به‪.‬‬ ‫وليس من المبالغة القول كما علق محمد علي البار على هذا العهد وما‬ ‫احتوى عليه إذ يقول ‪" :‬وكتابه الذي يعتبر من أرقى ما كتب في الشؤون‬ ‫الدولية الإسلامية‪ .‬وبخاصة في محاربة الأعداءء وكيفية معاملتهم‪ .‬وهي‬ ‫تمل قيمة عالية‪ .‬لم تصل إلى جزء يسير منهاء مواثيق الأمم المتحدة‪ ...‬في‬ ‫القرن العشرين“'‪.‬‬ ‫ويرى العبري "أن هذا العهد لم يكن عهدا عسكريا محضاً‪ .‬بل يمكن‬ ‫اعتباره أيضأً وثيقة تاريخية ومنبعاً فكريا‪ .‬وأنه ذخيرة فقهية دقيقة الأحكام‬ ‫واسعة الآفاق ‪ ..‬وأنه انطلق من مبدأ الإسلام‪ .‬واحتوى على تعاليم الإسلام‪ .‬في‬ ‫! ‪ -‬البار‪ .‬محمد علي‪" .‬يوم الصلت في سقطرى"‪ .‬المجتمع‪ .‬ع‪( 1131‬الكويت‪ :‬أغسطس‪8991‬م)‪.‬‬ ‫وني هذا الإطار يمكن الرجوع إلى اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب والمؤرخة فى ‪ 21‬أغسطس‬ ‫من خلال الموقع الإلكترونى ‪.. :‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪65‬‬ ‫التصل الأول‪ :‬عصر الإمام الصلت بى صالح الخروصى‬ ‫مبناه وفي معناه‪ ..‬وأن الإمام الصلت لم يكتبه إلى قواده‪ .‬كخطاب تكليف‬ ‫بالقيادة‪ .‬بقدر ما هو خطات عام لجيش المسلمين‪ ..‬وأن العهد كان موجهاً‬ ‫للجند‪ .‬بينما كان القادة متضمنين في ثناياه‪ .‬وهذا بعكس غالبية العهود‪.‬‬ ‫التي لا يلتفت فيها للجند وإنما يكون الخطاب للقادة‪ ..‬هذا غير أن‪ ،‬معظم‬ ‫أحكام العهد‪ .‬لم تكن موجهة إلى ما فيه استخدام الشدة‪ .‬بقدر ما فيه توجيه‬ ‫ودعوة‪ .‬إلى مراعاة ضبط النقس والالتزام بتقوى الله‪ ..‬وإن جل أحكامه‬ ‫وأكثرها‪ .‬تركز على وجوب احترام العهد‪ .‬الذي كان بين أولئك الناكثين‬ ‫وبين المسلميت“"‪.‬‬ ‫ويمكن من خلال هذا العهد استنتاج الكثير من التشريعات المختلفة‪.‬‬ ‫وأدق التفاصيل التي كان لها الأثر الواضح فيما حققته الحملة من نجاح‪ .‬وما‬ ‫أفرزته من نتائج على الصعيد العسكري والسياسي‪ .‬بل وحتى على الصعيد‬ ‫الاتتصادي‪ .‬ومن هذا المنطلق خصص الباحث له عنصرا مستقلا! وتم‬ ‫تقسيمه ‪-‬يالنظر إلى ما جاء فيه‪ -‬إلى أربعة جوانب رئيسية قد تتداخل فيما‬ ‫بينها أحيانا‪ .‬ومن أهمها‪:‬‬ ‫أ ) الجوانب التشريعية‬ ‫منها ما هو متعلق بالتوحيد‪ .‬وما هو متعلق بفقه العبادات‪ ،‬وفقه‬ ‫المعاملات؛ فالخطاب يبدأ بذكر الله وتوحيدها والنطق بالشهادتين‪ .‬وإعلاء‬ ‫شأنه سبحانه وتعالى‪ .‬حيث جاء فيه "بسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬إني أشهد أن‬ ‫‪ - 1‬العبري‪ .‬زاهر ين عبد الله‪" .‬عهد الإمام الصلت بن مالك“ محاضرة مسجلة‪( .‬تسجيلات مشارق‬ ‫الأنوار‪ .‬روي‪ .)8991 .‬وسيشار إليه‪ .‬العبري‪ :‬محاضرة مسجلة‪.‬‬ ‫‪75‬‬ ‫قضة عزل ازا‪ ,‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫لا إله إلا الله وحده‪ .‬لا شريك له‪ .‬ومقاليد كل شيء عنده‪ 6‬الواحد الأحد‪.‬‬ ‫العلي الحك الذي ليس لعظمته حدا ولا لملكه عد‪ ."“....‬وهو بذلك أراد‬ ‫إعطاء عهده هذا صبغة دينية شرعية‪ .‬بدليل استشهاده بالكثير من الآيات‬ ‫القرآنية‪ .‬والأحاديث النبوية في أغلب النصائح والإرشادات‪ .‬من ذلك ‪-‬على‬ ‫سبيل المثال لا الحصر۔ الالتزام بتقوى الله فالتزموا بتقوى الله في الغيوبث‬ ‫وداووا بها العيوب‪ "...‬والتوبة "فتوبوا إلى الله من سيء ما مضى‪."“...‬‬ ‫‪ -‬الالتزام بالأخلاق التي نص عليها الدين الإسلامي الحنيف؛ كاجتناب‬ ‫الشبهات والبعد عن الشهوات" وغض البصر‪ ،‬وحفظ الفروج عن الحرام‪.‬‬ ‫وعدم التعؤض لدماء الناس وأموالهم! وأعراضهم بغير وجه حق" واجتناب‬ ‫قول الزور وأكل الحرام‪ ..‬وغيرها من الأخلاق الإسلامية التي دعا الإسلام إلى‬ ‫التمسك بهاء وعدم التفريط فيها في أوقات السلم والحرب‪.‬‬ ‫‪ -‬يطالبهم بإقامة الصلاة ” وأقيموا الصلاة بقيامها وقراءتها وركوعها وسجودها‬ ‫وتحياتها وتكبيرهاإ وتسبيحها والخشوع فيها‪ ،“...‬وفي موضع آخرس يبين‬ ‫لهم أداء الصلاة حضرا وقصراً وجمعا بحيث يتمون الصلاة في معسكرهم‪.‬‬ ‫ويقصرونها إذا خرجوا إلى أكثر من "فرسخين““‪ .‬أي بعد حوالي ‪ 21‬كم‪.‬‬ ‫‪- 1‬السالمي‪ 6‬عبد لله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.861‬‬ ‫‪- 2‬الالسء عبد الله‪::‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.071‬‬ ‫‪- 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الفرسخ‪ :‬إحدى وحدات الطول التي كان العرب والمسلمون يتعاملون بها في قياس المسافات‬ ‫الطويلة منذ القديم ويساوي ‪ 3919,6‬كم‪( .‬انظر‪ :‬فاخوري‪ .‬محمود وخوام؛ صلاح الدين{ موسوعة وحدات‬ ‫القياس العربية والإسلامية (مكتبة لبنان" بيروت ‪2002‬م)‪ .‬ص‪.641 - 441‬‬ ‫‪85‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كما بين لهم كيفية أداء صلاة الحرب في موضع التمام وموضع القصر‪.‬‬ ‫وكذلك صلاة المضاربين يالسيوفؤ وصلاة الهارب‪ .‬وهو هنا يؤكد على أهمية‬ ‫الحفاظ‪ .‬على ركن مهم من أركان الإسلام‪ .‬لا يجوز تركه‪ .‬حتى في أحلك‬ ‫الظروف وأصعبها‪.‬‬ ‫‪ -‬الأمر بالمعروف" والنهي عن المنكر‪ .‬وإعطاء الحق ومنع الباطل‪.‬‬ ‫وإنصاف المظلوم‪ .‬والعدل بين الناس القريب منهم والبعيد‪.‬‬ ‫‪-‬تقسيم الصدقات على المستحقين لها‪.‬‬ ‫‪ -‬مجاهدة الأعداء‪.‬‬ ‫‪ -‬أخذ الجزية من أهل الذّمة‪.‬‬ ‫‪ -‬البى وأحكامه المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬الغنائم وكيفية تقسيمها‪ ،‬والتصرف فيها‪.‬‬ ‫‪ -‬الأسرى وحسن معاملتهم‪.‬‬ ‫‪ -‬النهي عن ارتكاب الرذائل‪ .‬كشرب الخمرك والزنا‪ .‬وكل أنواع اللهو‪.‬‬ ‫واللعب المحرم‪.‬‬ ‫‪ -‬أحكام الزواج من نساء النصارى من أهل العهد وأهل الحرب‪.‬‬ ‫ويالنظر في أحكام الزواج التي تطرق إليها الإمام؛ لا بد من الانتباه إلى‬ ‫إشارته إلى عدم السماح بالزواج من أهل العهد{ إلا الذين يقرؤون الإنجيل‪.‬‬ ‫‪95‬‬ ‫فضة عرل ازماام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫مع أن الإسلام أباح الزواج من أهل الكتاب دون تحديد‪ .‬وربما يكون في هذا‬ ‫شيء من التشدد من جانب الإمام‪ .‬وربما ظروف معينة لا نعلمها دعته إلى‬ ‫إصدار هذا الحكم خصوصا في ظل ظروف الحرب التي كانوا يمزون بها‪.‬‬ ‫ب) الجوانب الإنسانية والاجتماعية‬ ‫تتجلى الكنير من الجوانب ذات الطبيعة الإنسانية والاجتماعية في ثنايا‬ ‫العهد‪ .‬سواء قبل خوض الحرب أو أثناء المعركة وبعدها! حيث إت أسس‬ ‫العلاقات الإسلامية‪ .‬تقوم على السلم‪ .‬وتبقى الحروب آخر الحلول{ وقد‬ ‫شرعت إما لدفع الاعتداء‪ .‬أو تأمين الدعوة الإسلامية‪ .‬أو نصرة أناس فتنوا‬ ‫في دينهم‪ .‬وهنا يمكن الإشارة إلى عدد قليل من هذه الجوانب\ والتي حرص‬ ‫الإمام الصلت على تضمينها في عهده؛ إدراك منه لأهميتها وتأكيدا لتلك‬ ‫لتعاليم السامية في آداب الحربؤ والتي تعكس التزام الأئمة يتصوص‬ ‫الشريعة الإسلامية‪ .‬وخصوصا فيما يتعلق بمعاملة الأسرى'‪ .‬كما أت هناك‬ ‫جوانب أخرى لصور من التكافل الاجتماعي لبعض الفئات الإنسانية التى‬ ‫هي بحاجة إلى من يأخذ بيدهاء ومن ذلك إشارته إلى تزويج النساء اللواتي‬ ‫ليس لهن أولياء بمن يرضين به؛ على أن تتوفر فيه شروط الكفاءة‪ .‬وحدد‬ ‫صداقهن‪ .‬بحيث لا يقل عن أربعة دراهم‪ .‬ويبدو هنا أن الإمام من واقع‬ ‫مسؤوليته قد اهتم بأمر هذه الفئة من النساء؛ نظراً لما تعرضن له من اعتداء‪.‬‬ ‫وما قد سببته الحرب من فقدان العائل والولي‪ .‬ويالتالي كان سترهن وإعالتهن‬ ‫عن طريق الزواج حلاً أمثل في مغل تلك الحالات‪.‬‬ ‫هانم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.62‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪06‬‬ ‫التحل الأول‪ :‬عصر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كما تطرق العهد إلى فئة النساء المسلمات اللاتى وقعن في السبي‬ ‫وتعرضن للاعتداء‪ ،‬وقد ولدن من أحد منهم‪ .‬فقد طلب بأن يبقى أولادهن‬ ‫في حضن أمهاتهم المسلمات ولا يكونوا لحق بآبائهم حتى ولو دخلوا في‬ ‫العهد‪ .‬وفي ذلك كما علق العبري‪ :‬إعزاز للمرأة المسلمة من أن تهان كما‬ ‫أن في إبقاء المولود في حضن أمه ضماناً لشخصية هذا المولود البريء‪.‬‬ ‫حتى يكون في جمى المسلمينں وينشأ النشأة القويمة‪ .‬وأيضا رحمة بأولنلك‬ ‫النسوة حتى لا ينزع فلذات أكبادهن من أيديهن'‪ .‬كذلك اهتم الإمام بأمر‬ ‫فئة الأيتام‪ .‬والأغياب الذين لا أوصياء لهم‪ .‬فأمر بإقامة الوكلاء عنهم؛ ليقوموا‬ ‫على الاعتناء بهم‪ ،‬وبشؤونهم المعيشية‪ .‬وإدارة أموالهم‪.‬‬ ‫أما الجوانب الإنسانية الأخرى‪ ،‬ذات العلاقة بالطرف الآخر‪ ،‬وأعني بهم‬ ‫الأعداى فيمكن الإشارة‪ .‬إلى ما جاء في العهد في كيفية التعامل مع من‬ ‫جاء مستسلماً تائباً من النصارى" بعد أن يأتوا بالنساء المسلمات‪ ،‬بأن يقبل‬ ‫منهم ذلك‪ ،‬ولا يتم التعرض لهم‪ .‬بسفك دماء‪ ،‬أو انتهاك حرمة أو سبى‬ ‫ذرية‪ .‬أو غنيمة مال‪ .‬وأن يكونوا آمنين‪.‬‬ ‫وفي حالة الاشتباك مع العدو أوصاهم بالقول‪” :‬فلا تقتلوا صبيا صغيرا‪.‬‬ ‫ولا شيخ كبيرا‪ .‬ولا امرأة‪ .‬إلا شيخا أو امرأة أعانوا على القتال ومن قتلتموه‬ ‫عند المحاربة‪ .‬فلا تمثلوا به فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬نهى عن‬ ‫المثلة‪ 5“...‬وهنا يبرز فكر مدرسة النبوة‪ .‬والقدوة الحسنة للصحابة من‬ ‫[ ‪ -‬العبري‪ :‬محاضرة مسجلة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الته‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.081 - 971‬‬ ‫‪16‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الخلفاء الراشدين‪ .‬حيث تتكرر مثل هذه الوصية النبوية في عدة مناسبات‪.‬‬ ‫وكذلك وصية الصديق ‪ -‬رضي ا له عنه ‪ -‬إلى يزيد بن أبي سفيان‪ ،‬في فتوح‬ ‫الشام؛ حيث روي عنه قوله‪" :‬إني موصيك بعشر‪ :‬لا تقتلن امرأة‪ .‬ولا صبيا‪.‬‬ ‫ولا كبيرا هرم‪ .‬ولا تقطعن شجراً مثمراً‪ .‬ولا نخلاً‪ .‬ولا تحرقنها‪ ،‬ولا تخربن‬ ‫عامرا‪ .‬ولا تعقرن شاة أو بقرة‪ .‬إلا لمأكلة‪ .‬ولا تجبن ولا تغلل‪."“...‬‬ ‫كذلك أوصاهم بحسن معاملة الأسرى والاعتناء بهم في مطعمهم‬ ‫ومشر بهم ومنع الظلم عنهم" وفوضهم بالإنفاق عليهم من مال الله من الغنائمة‬ ‫وهنا يتجلى البعد الأخلاقي في أسمى صوره في التعامل مع الأسرى" تنفيذا‬ ‫لأوامر ا له عز وجل‪ ،‬حيث يقول في محكم كتابه المنزل‪" :‬ويطعمون الطعام‬ ‫على حبه مسكينا ويتيماً وأسيرآ“×‬ ‫م) الجوانب السياسية والدبلوماسية‬ ‫كانت السياسة والدبلوماسية حاضرة في عهد الإمام الصلت‪ ،‬من منطلق‬ ‫أن الإسلام لا يقر بدء الحرب إلا بعد استنفاد كافة الوسائل الممكنة؛ لتجنب‬ ‫وقوعها‪ .‬غير أن الدعوة إلى السلام لا تعني الاستسلام بأي حال من الأحوال‪.‬‬ ‫وقد تجلت هذه السياسة والدبلوماسية في الآتي‪:‬‬ ‫‪ -‬إرسال الرسل في محاولة لحل القضية بالطرق السلمية‪ ,‬حيث جاء في‬ ‫نص العهد‪" :‬فإذا أرسلتم إلى أهل السلم والعهد‪ .‬فأعلموهم مع رسلكم أنهم‬ ‫‪ - 1‬أبو زهرة‪ .‬محمد‪ .‬العلاقات الدولية فى الإسلام‪( .‬دار الفكر العربى‪ ،‬بيروتث د‪ .‬ت)‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ج‪1‬ش صر‪.671‬‬ ‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ .‬سورة الإنسان‪ .‬الآيةو‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عحر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫آمنون على أنقسهم‪ .‬ودمائهم‪ .‬وحريمهم" وذراريهم‪ .‬وأموالهم‪ .‬وأنكم وافون‬ ‫لهم بالعهد‪ .‬والذمة‪ .‬والجزية‪ .‬على الصلح الذي يقوم بينهم‪ .‬وبين المسلمين‬ ‫فيما مضى‪ ."“...‬ويمكن أن نستنتج من ذلك رغبة الإمام في تحييد أولئك‬ ‫الذين بقوا على عهدهم الأول‪ .‬ومن هنا حرص على طمأنتهم؛ وإعطائهم‬ ‫الأمان‪ ،‬وعدم التعرض لهم‪.‬‬ ‫‪ -‬الاستفادة من أولئك النصارى الذين بقوا على عهدهم‪ .‬بحيث يتم اختيار‬ ‫علية القوم منهم للقيام بمهمة السقارة يرافقهم رجلان صالحان من الموثوق بهم‬ ‫من أهل الصلاة في مهمة الغرض منها دعوة أولئك الناكثين إلى الدخول في‬ ‫الإسلام‪ .‬أو الالتزام بالعهد الأول بشرط أن يرضوا بحكم القرآن‪ ،‬وترك النساء‬ ‫المسلمات\ اللاتي سبوهن وإلا فهي الحرب"‪.‬‬ ‫‪ -‬طلب من قواده تحديد فترة زمنية مناسبة لهؤلاء الرسل السالف ذكرهم‬ ‫وإتاحة الفرصة لهم‪ .‬بالقيام بهذه المهمة وأته يجب الالتزام بالمدة المحددة‬ ‫لرجوع الرسل قبل المبادرة يشن الحربة‪.‬‬ ‫‪ -‬وللتأكيد على الحل السلمي فإنه في حال عدم تور رجلين‪ ،‬أو رجل‬ ‫من أهل الصلاة يمكن الوثوق بهم في إبلاغ الحجة على الناكثين‪ ،‬فلا يجب‬ ‫مهاجمتهم بغتة[ ولا يتم التعرض لهم يسبي نسائهم أو ذراريهم أو غنيمة‬ ‫أموالهم! حتى يسيروا إليهم بأنفسهم جميعاً‪ ،‬أو إرسال سرية تقوم بالمهمة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ ،‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬جل‪ .‬ص‪.471‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ ،‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.471‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نقسه‪.‬‬ ‫ص ‪. 671‬‬ ‫‪ -‬المصدر نقسه‪ ..‬ج‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪36‬‬ ‫قصة عزل ازمإام الصلت بن مالك الخروحىي‬ ‫وعندها يتم عرض الخيارات السالفة الذكر وهي ‪ :‬الإسلام أو العهد أو الحرب‪.‬‬ ‫وهنا لابد لنا من وتنة للتأكيد على سمو التعاليم الإسلامية في أوقات‬ ‫الحروب فالقتال ليس غاية في حد ذاته كما يتوهم البعض فالإسلام في‬ ‫تعاليمه يضع ثلانة خيارات "إما الإسلام‪ .‬وإما العهد‪ .‬وإما القتال“"‪ ،‬ولنا‬ ‫بما أثر عن الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أسوة حسنة‪ .‬فهو يوجه معاذ بن‬ ‫جبل‪ .‬عندما بعثه قائدا مع طائفة من المؤمنين؛ لفتح اليمن‪" :‬لا تقاتلوهم‬ ‫حتى تدعوهم‪ .‬فإن أبوا فلا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم‪ .‬فإن بدؤوكم فلا تقاتلوهم‬ ‫حتى يقتلوا منكم قتيلأ‪."“...‬‬ ‫د) الجوانب العسكرية‬ ‫كان الإمام الصلت بخبرته القيادية يدرك صعوبة مهمة الحملة التي أنفذها‬ ‫إلى سقطرى؛ لذا حرص كل الحرص على تزويد قادتها‪ .‬ومن فيها من الجنود‬ ‫بعدد من التعليمات والإرشادات؛ حتى يكتب لها النجاح‪ .‬كما حرص على‬ ‫وضع عدد من الاستراتيجيات والخطط العسكرية‪ .‬وتوقع مختلف القلروف‬ ‫التي قد تواجه الحملة‪ .‬وبالتالي رسم البدائل التى تكفل أقل الخسائر‬ ‫مستنيراً بهدي النصوص القرآنية‪ .‬ومستعيناً بفكر المدرسة النبوية‪ ،‬ومستلهماً‬ ‫تعليمات الخلفاء الراشدين لقادهم العسكريين‪ ،‬ويمكن الرجوع هنا إلى‬ ‫كتاب الفاروق عمر ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬لسعد بن أبي وقاص" في معركة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫القادسية(‪51‬ه‪636/‬م)‪.٦‬‬ ‫‪ - 1‬عبيدلى‪" :‬حملة الإمام الصلت‪ .‬صر‪.89‬‬ ‫‪ - 2‬ابو زهرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬صر‪.59‬‬ ‫‪ - 3‬حميد الله‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.424 - 124‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الفصل ازول‪ :‬عصر ازا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫وفي نطاق الحديث عن هذه الجوانب ذات الصبغة العسكرية‪ .‬والتى‬ ‫وردت في عهد الإمام الصلتؤ يمكن الإشارة إلى عدد من النصائح‪ .‬والخطط‬ ‫العسكرية وذلك على النحو التالى"‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تم تجهيز الحملة بما يقرب من مائة مركب أعدت لهذا الفرض‘ وفي‬ ‫هذا دليل على أهمية الحدث والمهمة الموكلة لهذه الحملة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬تعيين قائدين هما‪ :‬محمد بن عشيرة} وسعيد بن شملال‪ ،‬وإعطاؤهما‬ ‫نفس الصلاحيات بحيث لا يستأثر أحدهما برأي دون الآخر‪ ،‬كما بين لهما‬ ‫هذه الصلاحيات وما لهما وما هو مطلوب منهما إنجازه في هذه المهمة‪.‬‬ ‫بالإضافة إلى تحديد قواد آخرين في حال حدث للقائدين المذكورئن‬ ‫مكروه‪ ،‬وهم على التوالي‪ :‬حازم بن همام! وعبد الوهاب بن يزيد وعمر ابن‬ ‫تميم‪ .‬وكتب لهم كتابا‪ .‬يبين فيه ما يأتون‪ ،‬وما يذرون‪ ،‬وهنا يبرز فكر المدرسة‬ ‫النبوية مرة أخرى فيما يتعلق بوضع البدائل المختلفة} لأسوء الاحتمالات‪.‬‬ ‫وبحسب توقعات الوضع الميداني‪ ،‬ويمكن أن نستشهد هناء بما حدث في‬ ‫غزوة مؤته(‪8‬ه‪926/‬م) عندما عين الرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬ثلاثة‬ ‫قاد هم‪ :‬زيد بن حارثةش وعبد الله بن رواحة‪ .‬وجعفر بن أبي طالب‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أوصى الجنود بالسمع والطاعة لقادتهم‪ .‬بما فيه طاعة الله‪ .‬ومجاهدة‬ ‫الأعداء‪ .‬وأوصاهم بحسن النية‪ .‬بحيث لا يفكرون في مردود مادي‪ ،‬أيا ما‬ ‫كان نوعه‪ .‬كما أوصاهم بالوحدة والاتحاد‪ 5‬في السلم! والحرب وحذرهم من‬ ‫الاختلاف‪.‬‬ ‫‪ - 1‬راجع نص العهد كاملا فى‪ :‬السالمى‪ 6‬عبد الله ‪ :‬التحفة ج‪ .1‬ص‪.381 - !861‬‬ ‫‪56‬‬ ‫قضبة عزل ال‪ .‬عام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 4‬حت الجنود على إسداء النصح لقادتهم‪ .‬ومؤازرتهم وعدم خذلانهم‬ ‫أو التباطؤ عن تلبية النداء ونصرتهم‪ .‬كما حثهم على نصح بعضهم البعض‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬وجه القادة على ضرورة‪ .‬أن تبقى سفنهم على مقربة من بعضها‬ ‫البعض ومن يسبق منها تنتظر البقية‪ .‬بحيث يسمع بعضهم دعاء يعض‪.‬‬ ‫‪ - 6‬عند الوصول إلى الجزيرة‪ .‬يطلب منهم التشاور مع أهل الخبرة‬ ‫والدراية في اتخاذ المقر الملائم للمعسكر ويخيرهم بين مكانين‪ :‬إما بالقرب‬ ‫من القرية الناكثةش أو في القرية التي تعود للولاة السابقين والشراة للنزول‬ ‫بها‪ .‬وإن كان هو ينصحهم باتخاذ القرية التي كان ينزل فيها ولاة المسلمين‬ ‫قبلهم‪ .‬كما كان يوصيهم بالحراسة الليلية للمعسكر على شكل نوبات فيما‬ ‫بينهم فيكل ليلة‪.‬‬ ‫‪ - 7‬في حال أن الأعداء كانوا متفرقين؛ فلتخرج في إثرهم طائفة بعد‬ ‫أخرى وتقيم طائفة في المعسكر للمرابطة‪ .‬أما الذين يخرجون في إثرهم‬ ‫فيجب أن يكونوا "من أهل النجدة والرحلة والخفة"‪ .‬لأنهم أقدر على المناورة‬ ‫والكز والف‪.‬‬ ‫‪ - 8‬في حال الخشية من الوقوع في الكمائن والمكائد يوجههم إلى‬ ‫الاستعانة بالأدلة من أهل العهد} وفي حال خروجهم جميعا من معسكرهم‬ ‫وخافوا على متاعهم فعليهم أن يجهزوا السفن ويضعوا فيها الأطعمة‪ .‬والمتاع‪.‬‬ ‫على أن يتمم تكليف مينقوم بحراستها‪.‬‬ ‫‪ - 9‬يذكرهم بإمكانية اتخاذ الكمائن للأعداء إذا أمكن ذلك{ وعرف‬ ‫‪66‬‬ ‫الفحل الأول‪ :‬عحر الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الكمين بقوله‪" :‬وهي طائفة تكون لا يراها العدو{ حتى تأتي من ورائهم“‪.‬‬ ‫‪ - 0‬يوصيهم بتقوى الله وعدم بيع الأسلحة في سقطرى‪ .‬والالتزام تعاليم‬ ‫الإسلام في عدم شرب النبيذ‪ ،‬ومخالطة النساء واللهو واللعب‪ ،‬ويطلب من‬ ‫قدة معاية من يتجاوز تلك التالي‪ ,‬مبيت حدود تلك العتوي ة وهي‬ ‫كما أشار قطع صحبة المخالفين‪ ،‬وإخراجهم من المعسكر وقطع النفقات‬ ‫والأرزاق عنهم وتجريدهم من أسلحتهم حتى يتوبوا‪.‬‬ ‫‪ -‬يوسيهم بحمل أولاد الشراة وأعوان المسلمين وبمن يرغب من أهل‬ ‫سقطرى من أهل الصلاة إلى بلاد المسلمين‪ .‬وأن ينفقوا عليهم من مال الله‪.‬‬ ‫على اعتبار أن الجزيرة لم تعد آمنة بالنسبة لهم بعد الحرب مع النصارى‬ ‫‪ - 2‬بعد انقضاء المهمة يطلب منهم الخروج حتى رأس الزنج" وهو‬ ‫رأس جارد فوي (نسه؟ ‪4‬مددع) وفي حالة تعقبهم للعدو أو تعقب العدو لهم؛‬ ‫فليتأخروا إلى موضع يسمى تبرمة'‪ 5‬راجيا أن يكون معهم من المئونة ما‬ ‫يكفيهم حتى عودتهم‪.‬‬ ‫وفي ختام العهد يدعو لهم بالهداية والائتلاف والأمن والأمان‪ ،‬وأن يجعل‬ ‫لكللهمتهم هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬تيرمة‪ :‬لم نجد في المصادر الجغرافية أي ذكر لهذا الموقع‪ .‬ومن المحتمل أن يكون اسم لمدينة‬ ‫البعد الجغرافي‬ ‫حسن صالح‪.‬‬ ‫شهاب‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫الشرقي من ساحل يحر الزنج‪.‬‬ ‫الجزء‬ ‫تسمى يرمة على‬ ‫للملاحة العربية في المحيط الهندي قبل القرن السادس عشر الميلادي (وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط‪4991 .‬م)‪ .‬ص‪.802‬‬ ‫‪76‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة‬ ‫وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن فالك‬ ‫أسباب الصعارضة وتطورها‬ ‫تعد قضية عزل الإمام الصلت (‪272‬ه‪588/‬م)‪ .‬من أكثر القضايا في‬ ‫التاريخ العماني إثارة للجدل‪ .‬سواء من الناحية السياسية‪ .‬وما قيل فيها من‬ ‫أسباب" أةت إلى عزل الإمام الصلت أو من الناحية الفكرية‪ .‬وما أثارته‬ ‫من ردود أفعال مختلفة‪ .‬بين العلماء ممن عاصر الحدث ؤ أو ممن تتلمذ على‬ ‫أيديهم‪ .‬أو حتى من جا ء بعدهم لاحقا‪ ،‬في محاولة منهم لوضع أسس ومبادئ‬ ‫واضحة‪ .‬تكون مرجعاً في تلك الظروف التي عزل فيها الإمام الصلت‪.‬‬ ‫ولعل من النقاط الجديرة بالاهتمام‪ .‬والمتعلقة بهذه القضية‪ .‬وذات الصلة‬ ‫المباشرة بمبادئ الإمامة الإباضية‪ .‬في فكرها السياسى‪ .‬هو أنه قبل الإقدام‬ ‫على خلع الإمام الصلت لم يكن مفهوم العزل ومبادئه واضحة التعريف؛ لذا‬ ‫كان خروج الإمام الصلت من الحكم بتلك الصورة الدراماتيكية‪ .‬أول أزمة‬ ‫تحدث بهذا الحدث الكبير‪ .‬منذ تأسيس الإمامة‪ .‬ومن هنا تركزت كتابات‬ ‫العلماء الإباضية‪ .‬بعد ذلك على موضوع الإمامة بصورة عامة‪ ،‬وبالتدريج برز‬ ‫‪836‬‬ ‫الفحل التانى‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬سام الصلت بن مالك‬ ‫مفهوم‪ .‬أكثر وضوحا عن نظام الإمامة إلى حيز الواقع'‬ ‫عبر الرقيشى‪ . .‬عن حالة عدم الوضوح‪ .‬التي مرت بها الإمامة في ذلك‬ ‫الوقت\ فيما يتعلق بعزل الأئمة بالقول‪” :‬إن عزل الأئمة من الأحداث التى‬ ‫يجوز فيها الحق والباطل‪ ،‬والهدي والضلال{ والطاعة والمعصية‪ .‬وذلك‬ ‫خاص“"‪ .‬بمعنى أن لذلك خصوصية؛ ليصبح من الصعب إعطاء حكم قاطع‬ ‫فيها‪ .‬وقد لا يعلم ذلك إلا الخصوص‪.‬‬ ‫ومن منطلق تلك الرؤية‪ .‬كان عزل الإمام الصلت منعطفا مهماً في‬ ‫التاريخ العماني‪ .‬إذ إنه أفرز أزمة سياسية وفكرية‪ .‬حادة بين الفقهاء والعلماء‬ ‫الإباضية‪ .‬كما أدت تلك الخطوة ‪-‬بطبيعة الحال‪ -‬إلى حدوث انقسامات‬ ‫خطيرة بين الإباضية‪ .‬تمحض عنها ظهور مدارس وتيارات فكرية وسياسية‪.‬‬ ‫بعضها اتسم بالاعتدال وبعضها اتخذ من التشدد طريقا؛ لفرض وجهة نظره"‪.‬‬ ‫ومن خلال ما دار من نقاش‪ ،‬حول مدى شرعية عزل الإمام! نجد أن‬ ‫الفكر الإباضي‪ .‬قد "اصطدم بالتفكير الإيديولوجي للإمامة‪ .‬من حيث طبيعتها‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪-,‬ل‬ ‫‪,‬‬ ‫م ‪0‬‬ ‫ر‬ ‫حا‬ ‫( ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 0002), 671.‬‬ ‫‪- :‬لم‬ ‫وسيشار إليه عنصدایآ رادع‬ ‫‪ - 2‬الرقيتي‪ .‬أحمد بن عبد اللهش "مصباح الظلام في شرح دعائم العالم"‪ .‬مخطوط مصور (الرقم العام‬ ‫‪-‬ك‪ 371‬الرقم الخاص‪ ( .912‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط)‪ .‬ورقة‪.56‬‬ ‫‪ - 3‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.421 - 321‬‬ ‫‪ - 4‬الصمادي‪ .‬عبد الحميد حسن“ السيرة القحطانيد“ أعمال الملتقى العلمي الثاني حول حصاد‬ ‫التاريخ العماني (جامعة آل البيت عمان‪3002 :‬م)‪ .‬ص‪.561‬‬ ‫‪96‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وكيفية عزل الإمام! أو خلعه لكبر السن‪ ،‬وللعجز عن الإدارة“ "‪ .‬وهذا ما‬ ‫سوف نتطرق إليه عند الحديث عن الأسباب التي أدت إلى عزل الإمام‪.‬‬ ‫والعوامل التي مهدت إلى الإقدام على تلك الخطوة التي يمكن اعتبارها‬ ‫خطوة جريئة‪ .‬بغض النظر عن مشروعيتها؛ لتغيير واقع وفرض فكر يتسم‬ ‫بالتحدي لنظام لم يسبق وأن مر بمثل تلك التجربة‪.‬‬ ‫ومما ينبغي التنويه إليه أن خطوة كتلك تعد خروجا عن المألوف‪ ،‬وما‬ ‫كان متعارفًا عليه‪ .‬لذا كان ينبغي أن تدار المعارضة بطريقة ذكية} واستعداد‬ ‫مسبق وأن تكون الظروف مهيأة لتنفيذها‪ .‬وأن يكون قادة الحركة على إدراك‬ ‫ووعي بواقع تركيبة المجتمع العماني‪ .‬والنظام السياسي السائد فيه{ كما كان‬ ‫من الضروري وضع ضوابط متينة لها؛ حتى لا يفتح الباب على مصراعيه‬ ‫لتكرارها من حين لآخر‪ ،‬بدعوى التغيير لأجل التغيير فقط ولخدمة أغراض‬ ‫شخصه ‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالقضية التي ندرسها‪ .‬نلاحظ أن قادة حركة المعارضة وإن‬ ‫لاقوا بعض النجاح في البداية‪ .‬إلا أنهكان نجاحا مؤقتا ولعل السبب في ذل‬ ‫يرجع إلى عدم وجود قاعدة ثابتة تؤمن النجاح لحركتهم‪ .‬إذ تم تجاهل استمالة‬ ‫المرجعية التشريعية في نظام الإمامة‪ .‬وهم كبار الفقهاء والعلماء من أولئلك‬ ‫الذين يمكن أن نطلق عليهم اصطلاحا (جيل المحافظين) "باعتبار أتهم‬ ‫! ‪ -‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن‪" .‬من مصادر التاريخ والثقافة‪ :‬السير العمانية“‪ .‬مجلة نزوى" العدد‬ ‫‪( 4‬مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنثر والإعلان‪ .‬مسقط)‪8 .‬ص‪ .7‬وسيشار إليه السالمى‪ ،‬عبد‬ ‫التاريخ والثقافة‪.‬‬ ‫من مصادر‬ ‫الرحمن‪:‬‬ ‫‪07‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫يشكلون سلطة تشريعية عليا‪ .‬تراقب سلوك الزعماء السياسيين‪ ،‬والجمهور‬ ‫على حد سواء“"‪ .‬لذا لا غرابة‪ .‬أن نرى كثيراً من الثورات‪ ،‬التي قامت في‬ ‫تاريخ عمان وأةت إلى الإطاحة بالأئمة‪ .‬وما تلاها من حروب أهلية‪ .‬كانت‬ ‫بتحريض من بعض الفئات المتنفذة من العلماء والفقهاء"‪.‬‬ ‫ويرى محمود الهنائي‪ .‬أن الخلاف في هذه القضية هو خلاف تشريعي‪.‬‬ ‫وقد كان في البداية خلافا فكري بين موسى بن موسى بن علي الإزكوي‪.3‬‬ ‫والإمام الصلت‪ .‬وإذا كان الأمر كذلك فإته كان يستوجب اتقاقاً من قبل‬ ‫العلماء‪ .‬من "أهل الحل والعقد“! على حسم هذا الخلاف قبل احتدامه‪.‬‬ ‫وقبل الإقدام على خطوة المطالبة بعزل الإمام؛ حتى لا تأتي بنتائج عكسية‪.‬‬ ‫لما كان مخططا له‪.‬‬ ‫ولكن متى بدأت حركة المعارضة لعزل الإمام الصلت؟‪ ،‬وما هى الأسباب‬ ‫والمبررات التي اتخذت ذريعة‪ .‬وأدت فى نهاية المطاف إلى عزله وإقصائه‬ ‫‪ - 1‬لاندن‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.06‬‬ ‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.95‬‬ ‫‪ - 3‬موسى بن موسى‪ :‬من بني سامة بن لؤي بن غالب نشأ في بيت علم وورعض وورث الزعامة من‬ ‫والده موسى بن علي بن عزرة‪ .‬انظر‪ :‬مجموعة مؤلفين‪ .‬معجم أعلام الإباضية قسم المشرق‪( -‬مكتبة‬ ‫السيد محمد بن أحمد{ السيب‪ ،‬د‪.‬ت)ء غير منشور‪ .‬ص‪ \104‬وسيشار إليه‪ .‬مجموعة مؤلفين‪ :‬معجم‪.‬‬ ‫هذا ولم تشر المصادر إلى أي إنتاج علمي للعالم موسى بن موسى لا في الفقه ولا في غيره ولا حتى فيما‬ ‫يتعلق بقضية عزل الإمام الصلت سوى رسالة قصيرة كتبها إلى أهل سلوت في آخر أيامه‪ .‬أوضح فيها شيئا‬ ‫من وجهة نظره حول الأسباب التي دعته لعزل الإمام الصلت‪ .‬انظر نص الرسالة في‪ :‬الكندي محمد‪:‬‬ ‫بيان الشرع‪ .‬ح‪ .4‬صك‪.41‬‬ ‫‪ - 4‬مقايلة مع الشيخ محمود ين زاهر الهنائي بوزارة التراث والنقافة‪ .‬سلطنة عمان‪ ،‬مسقط‪ .‬بتاريخ‬ ‫‪0/01/4002‬م ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫كخبة عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫عن منصب الإمامة؟ وللإجابة على هذا التساؤل‪ ،‬نلاحظ المصادر العمانية‬ ‫التى عالجت هذه الفترة‪ .‬لم شر إلى تاريخ معين لبداية حركة المعارضة‪.‬‬ ‫وتحركها لخلع الإمام الصلت وإن كانت القرائن تشير إلى أنها حدثت في‬ ‫الفترة‪ .‬ما بين ‪862‬ه‪388/‬م‪ .‬وحتى اعتزال الإمام سنة ‪272‬ه‪588/‬مإ اي‬ ‫في الفترة التي أعقبت حملة الإمام على جزيرة سقطرى ومن تلك القرائن‪.‬‬ ‫ما قيل حول الحجج الموجبة لعزله‪ .‬ومنها أنَ الإمام الصلت لم ينصف أهل‬ ‫سقطرى ويأخذ لهم الحقوق من الذين اعتدوا عليهم"‪ .‬وفي ذلك إشارة منهم‬ ‫إلى ضعف الإمام وعجزه عن القيام بواجباته‪ .‬كالمحافظة على حقوق رعيته‪.‬‬ ‫وإنصاف المظلوم من الظالم‪.‬‬ ‫بنهاية الفترة الطويلة لحكم الإمام الصلت والتي دامت ‪ 53‬عاماً تقريبا‪.‬‬ ‫بدأت المعارضة تظهر على الساحة السياسية} من قبل بعض العلماء والفقهاء‪.‬‬ ‫وزعماء القبائل‪ ،‬وكان زعيم المعارضة موسى بن موسى بن علي الازكوي الذي‬ ‫نجح في إقناع عدد من الزعماء والعلماء‪ .‬على مساندته لخلع الإمام الصلت‬ ‫والخروج عليه"‪ .‬ومنذ تلك اللحظة ظهر موسى بن موسى بن علي الإزكوي‪.‬‬ ‫على مسرح الأحداث‪ .‬باعتباره المحرك الأول لعملية خلع الإمام الصلت‬ ‫والمحّض الرئيس في المطالبة بعزله‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أبو المنذر‪ .‬بشير بن محمد‪" .‬كتاب المحاربة“ مخطوط مصور رقم ‪( 77‬مكتبة السيد محمد‬ ‫بن أحمد السيب)‪ .‬ورقه‪ .983‬وسيشار إليه‪ .‬أبو المنذر‪" :‬المحاربة“ الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬المصنف" جك‪.‬‬ ‫ص‪.324 .404‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪-,‬ل‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫ح!‬ ‫‪ (08211-‬دد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪/398226- .‬‬ ‫‪):‬‬ ‫ل‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪0‬‬ ‫‪, 0991), 572‬‬ ‫‪27‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الإ‪ .‬مام الصلت بن صالحك‬ ‫أسباب عزل الإعام العبلت بت هاك‬ ‫وحول الأسباب التي اتخذتها المعارضة ذريعة‪ .‬ودعتهم إلى الإقدام على‬ ‫المطالبة بعزل الإمام الصلت‘ سنستشهد كثيرا‪ .‬بكتابات أحد أبرز المعاصرين‬ ‫لهذه القضية‪ .‬والذى يعد شاهد عيان على ما جرى من أحداث‪ ،‬وما أعقبها‬ ‫من تداعيات وردود أفعال وهو العالم الضرير أبو المؤثر الصلت بن خميس‬ ‫الخروصي!‪ .‬بالإضافة إلى العالم أبي قحطان خالد بن أبي قحطانث‪ .‬الذى يعد‬ ‫هو الآخر من المعاصرين البارزين للقضية‪.‬‬ ‫تنقسم تلك الأسباب إلى أسباب معلنة‪ .‬وأخرى غير معلنة‪ .‬وذلك على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫أولا‪ :‬الأسباب المعلنة‬ ‫‪ - 1‬من بين أبرز تلك السباب التى تداولتها المصادر بناء على آراء‬ ‫المؤيدين للعزل وحتى باعتراف الرافضين له‪ .‬هو أن الإمام الصلت قد تقدم‬ ‫به العمر وكبر وشاخ "وعمر الصلت بن مالك في إمامته‪ .‬ما لم يعمر إمام من‬ ‫أئمة المسلمين‪ ...‬حتى كبر “ة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر‪:‬هو العلامة أبو المؤثر الصلت ين خميس الخروصى البهلوي من علماء القرن الثالث‬ ‫الهجري‪ /‬التاسع الميلادي‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.362-662‬‬ ‫‪ - 2‬أبو قحطان‪ :‬هو العلامة الفقيه أيو قحطان خالد بن قحطان الهجاري الخروصي‪ .‬من علماء‬ ‫النصف الآول من القرن الرابع الهجري‪ /‬العاشر الميلادي‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.962‬‬ ‫‪ - 3‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪ .711‬الأزهر بن محمد بن جعفر‪" .‬سيرة" ضمن مجموعة سير علماء‬ ‫الإباضيه‪ .‬ج‪ .2‬مخطوطة مصورة عن سير موجودة في دار العلوم المصرية‪ .‬بدون رقم‪ .‬ج‪ .2‬ورقة‪.444‬‬ ‫وسيشار إليه‪ .‬الأزهر‪" :‬سيرة"‬ ‫‪3‬‬ ‫قضبة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وفى موضع آخر‪” :‬لما طال عمر الصلت بن مالك ملوه لما كبر وضعف‬ ‫وإنما كانت ضعفته من قبل الرجلين‪ .‬فأما السمع والبصر والعقل واللسان فلم‬ ‫يعلم أنه ضاع منه شيء\ ولا نقص منه شيء“"‪ 5‬وقيل‪ :‬إنه كان يمشي على قناة‬ ‫وقد قبضه رجلان ئ‬ ‫وضع له عمود‬ ‫معروضة" ‏‪ ٠‬وإنه كلما أر د أن يستقيم واقف‪.‬‬ ‫"=‬ ‫على ما سبق نتساءل فيما إذا كان هذا السبب وحده كافياً لعزل الأئمة؟‪.‬‬ ‫ومن خلال استقرائنا لمجموعة من آراء العلماء فيما يتعلق بالحالة الصحية‬ ‫للإمام نجد أن هناك شبه إجماع على تحديد ماهية العاهات الجسدية التي‬ ‫يمكن أن تزول بها الإمامة والتى من أهمها‪ :‬ذهاب العقل كيا‪ .‬والصمم الكي‪.‬‬ ‫وكذلك العمى‪ ،‬وخرس اللسان‪ .‬بحيث لا يستطيع الكلام وتوجيه الأوامر‪ .‬أنما‬ ‫في حالة الضعف البدني العام بسبب الشيخوخة بشرط أن يعرف منه العدل‬ ‫والقدرة على تنفيذ الأحكام فإن الأمر فى تلك الحالة متروك للإمام‪ .‬أما إذا‬ ‫من تلقاء‬ ‫أي يعتزل‬ ‫ويستعفي‪،‬‬ ‫فله أن يجمع العلماء‬ ‫لم يقو على إقامة العدل‬ ‫نفسه دون إكراه أو إرغام له على ذلك'‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪.811‬‬ ‫‪ - 2‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .3‬ص‪.022‬‬ ‫‪ - 3‬السيفي‪ .‬محمد بن خميس‪" .‬النصوص في ذكر دولة بني خروص وأئمتهم“‪ .‬مخطوط‪ ،‬الرقم‬ ‫العام‪ .0591 :‬الرقم الخاص‪ .401:‬ميكروفيلم رقم‪( .69 :‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ورقة ‪.32‬‬ ‫‪ - 4‬للمزيد حول العاهات التي تزول بها الإمامة انظر‪ :‬أبو المنذر‪ :‬المحاربة‪ .‬ص‪.733 - 633‬‬ ‫الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬المصنف" ج‪ .01‬ص‪ .422 - 022‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع ج‪ .86‬ص ‪.333 - 023‬‬ ‫الماوردي‪ .‬علي بن محمد الأحكام السلطانية (دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت د‪ .‬ت)» ص‪.22 - 02‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬سام الصلت بن سالك‬ ‫ونظرا لكون ما حدث للإمام الصلت يعد أول حادثة عزل في تاريخ‬ ‫الإمامة‪ .‬يثار فيها طول المدة الزمنية‪ .‬التى يحكم فيها الإمام حتى يتم على‬ ‫إثرها عزله‪ .‬وعلى ذلك يرى عبد الرحمن السالمي‪ ،‬أن الفكر الإباضي ونتيجة‬ ‫لمواجهة هذه الحالة "اصطدم بالتنظيم الأيديولوجى للإمامة‪ .‬من حيث‬ ‫طبيعتها‪ ،‬وكيفية عزل الإمام‪ .‬أو خلعه لكبر السن» وللعجز عن الإدارة‪."“..‬‬ ‫لذلك فإن عدم توضيح ذلك المفهوم قبل حادثة العزل ‪-‬كما أشرنا إلى ذلك‬ ‫سابقا قد أسهم في خلق حالة من اللبس والتردد‪- ،‬إن صح التعبير لدى‬ ‫كثير من العلماء يشكل خاص والعامة بشكل عام‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر الباحث قد يبدو كبر السن إلى حد الضعف مبررا مقبولا‬ ‫ومنطقياً إلى حد ماء غير أن الوسيلة التي اتبعها المعارضون‪ ،‬كما سيتم‬ ‫توضيحها لاحقاً‪ -‬هي التي أثارت ردود أفعال سلبية ضد فكرة عزل الإمام‬ ‫قياسا على تجارب سابقة مرت بها الإمامة الإباضية‪ ،‬ويمكن الإشارة هنا إلى‬ ‫حادتتين هما‪:‬‬ ‫الأولى فى عهد الإمام عبد الملك بن حميد(‪802‬ه‪328/‬م ‪622-‬ه‪048/‬م)‪.‬‬ ‫عندما تقدمت به السن وقعت بعض التجاوزات من قبل العسكر‪ .‬فاجتمع‬ ‫العلماء وعلى رأسهم موسى بن علي‪ .‬وبعد مناقشات خلصوا إلى أن يتم الإبقاء‬ ‫على الإمام في منصبه‪ .‬في الوقت الذي يقوم فيه موسى بن علي الإزكوي‬ ‫بتسيير شؤون الإمامة‪ .‬ومساعدة الإمام فى القيام بواجباته‪ .‬وبقى الحال على‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن‪" :‬من مصادر التاريخ والثقافة"‪ .‬ص‪.78‬‬ ‫الثانى‪ .‬ص‪.84‬‬ ‫انظر ‏‪ ١‬لفصإ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ذلك حتى وفاة الإمام عبد الملك بن حميد وهو في منصبه دون ان يغزل'‪.‬‬ ‫والثانية فى عهد الإمام المهنا ين جيفر (‪622‬ه‪048/‬م ‪732 -‬ه‪158/‬م)‪.‬‬ ‫الذي جاء مباشرة بعد الإمام عبد الملك بن حميد‪ .‬وذلك عندما طلب العلماء‬ ‫من العالم موسى بن علي الإزكوي البحث في موضوع عزل الإمام المهنا وقد‬ ‫حرضوه على ذلك بحجة أن الإمام قد تقدم به العمر‪ .‬وضعف عن القيام‬ ‫بأمر الإمامة‪ .‬فتوجه موسى بن علي إلى الإمام‪ .‬متظاهراً بالسؤال عن أحواله‬ ‫وصحته‪ .‬غير أن الإمام المهنا فهم مغزى تلك الزيارة‪ .‬ونظرا لما عرف عنه‬ ‫من صلابة وحزم فقد طلب من قاضيه عدم الخوض في مثل تلك المساءلة‬ ‫المكشوفة‪ .‬محذرا إياه من عواقب السير خلف مطالب البعض؛ كي لا يكون‬ ‫ذلك ذريعة في المستقبل للمطالبة بعزل الإمام دون سبب مقنعة‪ .‬خصوصاأً‬ ‫وأن مثل تلك المحاولة حدثت في العهد الذي سبق عهد الإمام المهنا‪.‬‬ ‫ومن خلال ما سبق يمكننا القول أن عامل السن وما قد يعاني منه‬ ‫الإمام من ضعف بدني عام ليس مبررا كافي ومقنعا لعزله‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫مؤسسات الدولة لا تقوم فقط على شخص الحاكم وحده؛ ولهذا كان من‬ ‫الصعب بالنسبة لحالة الإمام الصلت إقناع مؤيديه من الخاصة والعامة بهذه‬ ‫الحجة‪ .‬حتى إن أحد العلماء في عصرنا الحاضر وهو سالم بن حمد الحارثي‬ ‫ا ‪ -‬للمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“ ص‪ .611‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪.86‬‬ ‫صل‪.923‬‬ ‫د ‪ -‬للمزيد حول هذه الحادنة انظر ‪:‬الكندي‪ .‬محمد‪ .‬المصدر سابق‪ .‬ص‪ .923‬السالمى‪ ،‬عبد الله‪:‬‬ ‫التحفة‪.‬ج! ص‪ .151‬عبيدلي‪ .‬أحمد‪ .‬الدولة العمانية الأولى أيام وأحوال (دار جريدة عمان‪ ،‬مسقط‪.‬‬ ‫‪6‬م)‪ .‬ص‪ .241 - 141‬وسيشار إليه‪ .‬عبيدلي‪ :‬الدولة العمانية الأولى‪.‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن صالك‬ ‫يرى أنه لم يكن هناك ما يستوجب عزل الإمام‪ .‬وإنه كان من الممكن حل‬ ‫القضية‪ .‬بمثل ما حدث في أواخر عهد الإمام عبد الملك بن حميدا لما قام‬ ‫العالم موسى بن على بشؤون الدولة‪ .‬عندما عجز الإمام عن القيام بواجباته‬ ‫لكبر سنه'منوهاً بشعر الإمام السالمي إذ يقول‪:‬‬ ‫"وليت نجل موسى تبعا‬ ‫طلعا ‪2‬‬ ‫حبر‬ ‫‏‪ ٢‬لك‬ ‫‪:‬‬ ‫وا لده‬ ‫‪ - 2‬ومن الأسباب الأخرى ذات العلاقة بالسبب الأول ما قيل عن ضعف‬ ‫الإمام عن القيام باستحقاقات مسؤوليات منصبه‪ .‬ومنها مجاهدة الأعداء‬ ‫حيث‬ ‫ومتابعتها‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لعسكرية‪.‬‬ ‫والإشراف على سير ‏‪ ١‬لعمليات‬ ‫وقيادة ‏‪ ١‬لجيوشك‬ ‫ذكر خصومه ومعارضيه أنه كان يبعث لمقاتلة الخصوم فى الأقطار‪ ،‬ولم يكن‬ ‫يخرج معهم‪ .‬فى إشارة متهم إلى حادثة سقطرى عندما قالوا‪” :‬إنه كان قد‬ ‫ضعف وعجز عن القيام بالدولة‪ .‬ونكاية العدو! حتى أخذت منه سقطرى‪.‬‬ ‫غير أن صاحب كتاب الاهتداء يرى" إن القول بأخذ سقطرى منه لا معنى‬ ‫لذكره‪ 6‬وأنه لا يزيل الإمامة بالإجماع‪ .‬معللا رأيه ذلك بالقول‪" :‬إن الإمام ثابت‬ ‫‪ - 1‬مقابلة مع الشيخ سالم ين حمد الحارثي بمنزله الكائن في بلدة المضيرب التابعة لولاية القابل‬ ‫‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪9/9/4002‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي عبد الله ين حميد‪ .‬جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام‪ .‬ج‪( 4 - 3‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪17‬م)‪ .‬ص‪ .911‬وسيشار إليه‪ .‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬جوهر النظام‪.‬‬ ‫صك؟‪. 1‬‬ ‫مصدر سابق‬ ‫‪ - 3‬السيقى‪.‬‬ ‫الرسول عليه الصلاة‬ ‫الاهتداء والمنتخب من سيرة‬ ‫أحمد بن عيد الله بن موسى‪ 86‬كتاب‬ ‫الكندي‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫والسلام وأئمة وعلماء عمان‪ .‬تحقيق سيدة إسماعيل كاشف (وزارة التراث القومي والنقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫الاهتداء‪.‬‬ ‫وسيشار إليه الكندي‪ .‬أحمد‪:‬‬ ‫صا‪.‬‬ ‫‪51‬م)‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الإمامة‪ .‬ما قدر على إقامة العدل ولو في حارة واحدة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ثالث الأسباب كما أشار إليها أبو المؤثر‪ .‬والتي اتخذها أولئك الذين‬ ‫أيدوا عزل الإمام‪ -‬هو استعانته بعدد من الولاة والمسؤولين غير الموثوق بهم‬ ‫على حد قولهم لذا كان من ضمن مطالبهم عزل بعض الولاة‪ ،‬وعزل بعض‬ ‫الوزراء‪ .‬وعزل بعض المعيلين؟ في مقابل أن يوي بعض الناس‪ ..‬بناء على‬ ‫توصية منهم كما يبدو‪ .‬وهو ما لم يقبل به الإمام طالما لم تقم عليهم حجة على‬ ‫فسادهم‪ .‬أو إخلال منهم بالمهام الموكولة لهم‪.‬‬ ‫كان من بين الذين طالبوا الإمام الصلت بعزلهم ‪-‬كما يذكر أبو المؤثر‪-‬‬ ‫محمد بن فيض؛ء وقد عزله الإمام عن سوق صحار غير أنه عاد وولاه جلفار؟‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬الكندي‪ .‬أحمد‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.821‬‬ ‫‪ 2‬لم أجد في المصادر ذكر لأسماء هؤلاء المعدلين الذين كانت المعارضة تطالب يعزلهم‪ .‬والمعدل‪:‬‬ ‫"هو رجل عدل منصوب من قبل إمام عدل‪ .‬أو قاض فهو الذي يسأل عن تعديل شهود بلده"‪ .‬البطاشي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪ .892‬ويعرف ابن خلدون العدالة بأنها "وظيفة دينية تابعة للقضاء{ ومن مواد تصريقه‪.‬‬ ‫وحقيقة هذه الوظيفة القيام عن إذن القاضي بالشهادة بين الناس فيما لهم وعليهم تحملا عند الإشهاد‪.‬‬ ‫وأداً عند التنازع‪ ...‬ومن شروط هذه الوظيفة الاتصاف بالعدالة الشرعية والبراءة من الجرح‪ .‬ابن‬ ‫خلدون‪ .‬عبد الرحمن بن محمدا مقدمة ابن خلدون‪ ،‬تحقيق درويش الجويدي‪..‬ط‪( 2‬المكتبة العصرية‬ ‫بيروت\ ‪6991‬م)‪2 .‬ص‪ .70‬وسيشار إليه‪ .‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث! ص‪.7‬‬ ‫‪ - 4‬لم أجد له ترجمة ومن الواضح أنه كان مسؤولا عن سوق صحار أي كان محتسبا بمقهوم ذلك‬ ‫العصر‪.‬‬ ‫ى ‪ -‬جلفار‪ :‬بضم الميم وسكون اللام؛ من أهم المدن العمانية قديما وحديثا‪ .‬وتعرف اليوم برأس‬ ‫الخيمة‪ .‬وتتبع دولة الإمارات العربية المتحدة‪ .‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬العنوان عن تاريخ عمان(طبع‬ ‫على نفقة الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى الحارثي‪ .‬د‪ .‬م! ك‪ .)991‬ص‪ .68 - 48‬وسيشار إليه‪ .‬السيابي‪.‬‬ ‫سالم‪ :‬العنوان‪ .‬وقال عنها الحموي“ يلد بعمان‪ .‬عامر كثير الغنم{ والجبن" والسمن يجلب منها إلى ما‬ ‫يجاورها من البلدان‪ .‬انظر‪ :‬الحموي" مصدر سابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.451‬‬ ‫‪87‬‬ ‫القصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫وكان موسى ين موسى بن علي الإزكوي على علم بذلك‪ ،‬ولم يبد اعتراضا على‬ ‫تعيينه‪ .‬ولما سئل عن ذلك كان جوابه‪" :‬أني لم آمر بولايته‪ .‬ولا أنكرت‪ ،‬فمن‬ ‫لمينكر فقد رضي"‪.‬‬ ‫ورغم أن المعارضة لم تقدم دليلاً قاطعاً على أن هناك أحداناً بعينها قد‬ ‫ارتكبت من قبل هؤلاء الولاة‪ .‬إلا أن الإمام الصلت كان يتابع ما كان يقال‬ ‫عنهم‪ .‬وما يوجه إليهم من انتقادات؛ لذا كان "يوآي ويعزل وينصح له ويقبل‪.‬‬ ‫وربما دافع‪ .‬إن لم تقم بينة على ما يستحقون به العزل فتلحقه بذلك اللائمة“"‪.‬‬ ‫من جانب آخر رأت المعارضة في شاذان بن الإمام الصلت وتدخله في‬ ‫شؤون الإمامة دليلاً على ضعف قبضة الإمام؛ حيث يفهم من استنكارهم على‬ ‫شاذان‪ 6‬أنهكان متنقّذاً في عهد والده‪ ،‬وهذا ما جعل منه بعد ذلك يقود حركة‬ ‫مسلحة ضد الإمام راشد بن النظر اليحمدي انتقاما لعزل والده‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى كانت المعارضة تتهم أصحاب الإمام والمقربين إليه بالرشوة} وقبول‬ ‫الهدايا‪ .‬وبأئهم يتصرفون دون الرجوع إلى الإمام‪ .‬وقد ضربوا مثلا على مثل‬ ‫تلك التصرفات بتصرفات سليمان بن محمد بن أبي حذيفة! عندما أقدم‬ ‫على حبس رجل ضعيف يغير وجه حق وكذلك بالنسبة لشخص يدعى ابن‬ ‫أيي المقارشة‪ .‬الذي كان يسعر السوق بحسب هواه‪ ،‬دون الرجوع إلى الإمام‪.‬‬ ‫ولم ينكر عليه الإمام فعلته‪ .‬كما كانوا يعيبون على الصلت ذكر أحداث‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.6‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.6‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المقارش‪ :‬هو يحيى بن سليمان اليحمدي‪ .‬انظر‪ :‬السيفى۔ مصدر سابق ورقه‪.81‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر‪ :‬المصدر السابق! ص‪ .64 - 44‬صك‪.75 - 5‬‬ ‫‪97‬‬ ‫قضة عزل الامام !لطت بن مالك الخروصي‬ ‫من سرايا يغصبونها في أطراف عمان'‪ ،‬وذكروا أيضا أن الإمام الصلت قد‬ ‫ولى محمد بن جعفر واليا على صحار غير أنه سرعان ما بادر بعزله قبل أن‬ ‫يتم شهرين"‪ .‬كذلك تَركه النكير على من شهر السلاح من العسكر في وجه‬ ‫موسى بن موسى بن علي الإزكوي عندما خرج بمن معه من الناس‪ ،‬وكان‬ ‫عسكر الإمام قد ظنوا أنه يريد بهم شرا‪ .‬خصوصا وقد خرج وهو يشتم ويتوعد‬ ‫أصحاب الإمام على مسمع من العسكر الذين كانوا موجودين حينها"‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الأسباب غير المعلنة‬ ‫نقصد بها الأسباب التي لم يتم التصريح بها من جانب المعارضة‪ .‬كما‬ ‫لم تصرح بها المصادر‪ .‬غير أنه يمكن استنتاجها من خلال آراء أولئك الذين‬ ‫عاصروا الأحداث‪ .‬ومن بين تلك الأسباب أن المعارضة اكتفت بالإشارة إلى‬ ‫أن حركتهم تأتي في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد أشار أبو‬ ‫المؤثر إلى ذلك المنهج غير الواضح الذي تبنته المعارضة‪ .‬في مغرض تفنيده‬ ‫لآراء موسى بن موسى بن علي الإزكوي حين قال‪ ...” :‬أنه ‪-‬أي موسى كان‬ ‫يعي أنه يأمر بالمعروف‪ 6‬وينهى عن المنكر‪ ،‬ولا يسمى بحدث منه‪ .‬ولا‬ ‫ذنب مكفرك ولا حجة يقيمها على الإمام‪.‬‬ ‫ويقصد بالذنب المكفر‪ .‬أو الحدث المكفر هنا! ذلك الفعل الذي‬ ‫يستوجب معه إقامة الحد عليه‪ .‬ومن الواضح أنه لا اختلاف بين العلماء‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪86‬؛ ص‪.083‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ !.‬صل‪.983‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.1٥0‬‏‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.6‬‬ ‫‪08‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الطلت بن مالك‬ ‫سواء من أولئك الذين عاصروا قضية عزل الإمام الصلت أو حتى ممن جاءوا‬ ‫يعدهم على مبدأ عزل الأئمة‪ .‬في حال ارتكابهم معصية مكفرة{ وقد عبر‬ ‫أبو قحطان عن ذلك بالقول‪" :‬إن الإمام إذا بايعه المسلمون فأعطوه صفقة‬ ‫أيديهم‪ 6‬وتمرة قلوبهم على طاعة الله‪ .‬وطاعة رسوله‪ ،‬وعلى العمل بكتاب الله‪.‬‬ ‫وسنة نبيك لم يحل لهم أن يزيلوه } إلا بحدثت يكفره ‘ ويظهر به كفره في داره‪3‬‬ ‫ودعوته‪ .‬ثم يستتيبوه‪ .‬فيصر على ذنبه‪ 3‬ولا يتوب أو يركب حدثأً يجب عليه‬ ‫فيه الحدث فيقيمون إماما يقيم عليه الحد الذي أتاه‪ .‬متل الزنا وما أشبهه‪.‬۔“'‪.‬‬ ‫وفي هذا المعنى أيضا شدد أبو المؤثر على ضرورة إقامة الحجة على الزعية‬ ‫بكفر إمامها"‪ 5‬أما السالمى فقد عبر نظما عن ذات المعنى قائلاً‪:‬‬ ‫"وموجسب العزل على الإمام‬ ‫الأنام‬ ‫ظهور ذنبه لدى‬ ‫أو أرب أهل ‏‪ ١‬لفضل وا لمشورة‬ ‫ا لسيره ‪.3‬‬ ‫قد أنكروا عليه ضعضش‬ ‫وبطبيعة الحال فقد كانت أغلب التهم التى توجه عادة إلى أئمة عمان‬ ‫هي الضلال أو البدع‪ .‬وعليه يكون من حق العلماء والفقهاء‪ .‬من "أهل الحل‬ ‫والعقد“ خلع الإمام"‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان‪" :‬السيرة“‪ .‬ص‪.421‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪" .‬البيان والبرهان رد على من قال بالشاهدين“‪ .‬السير والجوابات‪ .‬ج‪ .1‬مصدر سابق‪.‬‬ ‫ص‪ .351 - 251‬وسيشار إليه‪ .‬أيو المؤثر‪ :‬البيان والبرهان‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪421‬‬ ‫ج ‪.4 - 3‬‬ ‫النظام‪.‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬عبد الله ‪ :‬جوهر‬ ‫ص‪.6٥‬‏‬ ‫‪ 4‬لاندن‘‪ 8‬مرجع سايق‬ ‫‪18‬‬ ‫قضية عزل الإمام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫أسهب العلماء كثيراً في ذكر تفاصيل الأحداث المكفرة التي يمكن على‬ ‫إثرها عزل الأئمة‪ .‬غير أنه وفي الحالة التي تم فيها عزل الإمام الصلت‪.‬‬ ‫لم تقدم المعارضة دليلاً وحجةة غير ما تم ذكره في الأسباب المعلنة ‪-‬التي‬ ‫أشرنا إليها سابقا‪ -‬وحول عدم إثبات أن الإمام لم يأت بحدث مكقر يوجب‬ ‫معه العزل‪ .‬وأشار البسيوي إلى ذلك بالقول‪ ":‬ولم يوضحوا عليه مكفرة‪ ،‬ولم‬ ‫يسموا له بخطيئة‪ .‬ولا أقاموا لأنفسهم مع المسلمين ممن يتولى الإمام حجة‪.‬‬ ‫فأكفرهم ذلك في الحكم الظاهر“"‪.‬‬ ‫كما أن من الأسباب المهمة التي لم يتم التصريح بها‪ .‬والتي أدت إلى‬ ‫تنامي موقف المعارضة بين مختلف القبائل‪ ،‬هو احتكار كرسي الإمامة‬ ‫داخل عائلة اليحامدة‪ .‬بحجة معرفتهم بتعاليم الإباضية‪.‬‬ ‫ومن الأسباب الأخرى غير المعلنة‪ .‬والتى يصعب الأخذ بها نظراً لعدم‬ ‫وجود دليل قاطع تذكره المصادر هو تلك المتعلقة بالأطماع الشخصية لقادة‬ ‫المعارضة في السلطة‪ ،‬سواء من قبل موسى بن موسى بن علي الإزكوي‪ ،‬أو‬ ‫من قبل زعماء القبائل من أمثال الفهم بن الوارث الكلبى‪ ،‬وخالد بن سعوة‬ ‫الخروصي والحواري بن عبد الله السلوتي‪ ،‬وقد انضقوا إليه وأتدوه‪ ،‬غير أنه‬ ‫‪ 613‬وما بعدها‪ .‬الكندي‪.‬‬ ‫للمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ 86‬ص‬ ‫‪1‬‬ ‫أحمد‪ :‬المصنف‘ ج‪ .01‬ص‪ .912 - 512‬الشقصي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.97 - 87‬‬ ‫‪ - 2‬البسيوي‪ .‬أبو الحسن علي بن محمد "سيرة السؤال“ السير والجوابات‪ ،‬ج‪ ،1‬مصدر سابق‪.‬‬ ‫ص‪ .88‬وسيشار إليه‪ .‬البسيوي‪" :‬سيرة السؤال"‪.‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪,‬ل‪-‬ل‬ ‫ل‬ ‫‪!,‬‬ ‫‪0‬‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫[[‬ ‫)‪ (744/236-550111-‬ل‬ ‫‪,‬‬ ‫( ‪,‬‬ ‫‪),‬‬ ‫‪ . ,‬س‬ ‫)‪,3002‬‬ ‫‪191.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القحل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫يمكن أن نستشف ذلك السبب من خلال آراء أبى المؤثر فمثلاً حين يذكر‬ ‫من خرج على الإمام بالقول‪ ...":‬ومنهم أهل طمع بدولة ينالون فيها أكلة‪.‬۔“'‪.‬‬ ‫وفي موضع آخر ذكر وهو يصور العلاقة بين موسى بن موسى بن‬ ‫علي الإزكوي‪ ،‬والمعارضة فقال‪" :‬جعل أهل الدنيا والأطماع يستولون عليه‬ ‫ويتقربون منه‪.‬۔“‪ 5‬وكيف أن موسى بن موسى ين علي الإزكوي" كان يكتب‬ ‫إلى تجار صحار يسألهم أن يقرضوها وأن يتاجروا له‪ 5‬وفي ذلك إشارة إلى‬ ‫استغلال مكانته التي أصبح عليها في عهد الإمام راشد ين النظر‪ .‬وهذا ما لم‬ ‫يكن ليتسنى له من قبل‪.‬‬ ‫ظهرت الأطماع الشخصية لبعض رموز المعارضة بصورة واضحة في إمامة‬ ‫راشد بن النظر‪ .‬واستشهد أبو المؤثر على ذلك عندما وڵى الإمام راشد محمد‬ ‫بن جعفر الإزكوي؛ على صحار‪ .‬غير أته وقبل أن يخرج لتسلم مهام منصبه‪.‬‬ ‫أتى إلى راشد من أر بحه فولاه تا ركاً محمد بن جعفر ا لإزكويُ ‘ وفي الراية‬ ‫السابقة ما يدل على وجود نوع من الفساد الإداري ‪ -‬إن صح التعبير‪ ،-‬يقوم‬ ‫على ‏‪ ١‬لمحسوبية وا لرشوة‪.‬‬ ‫كان لموقف رؤوس المعارضة وانقلابهم على الإمام راشد وموسى بن‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.‬‬ ‫ص‪.9‬‬ ‫‪ -2‬المصدر نقسه‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬محمد بن جعقر‪ :‬هو الشيخ العلامة محمد ين جعفر الإزكوي من علماء النصف الأخير من القرن‬ ‫سابق‬ ‫مرجع‬ ‫البطاشى‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪ .‬للمزيد‬ ‫الميلادي‬ ‫التاسع‬ ‫الهجري‪/‬‬ ‫النالث‬ ‫‪.32‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ص‪172‬‬ ‫‪ - 6‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬صك‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫قضة عزل ال‪ .‬مام الدات بن مالك الخروصي‬ ‫موسى بعد ذلك ما يضعهم فى دائرة الشك حول الأسبا ب الحقيقية التى‬ ‫لعزل الإمام الدلت‘ وهذا ما سوف نتطرق إليه في القصل الثالث‬ ‫دفعتهم‬ ‫من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫إلى جانب الأطماع الشخصية‪ .‬هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية عندما‬ ‫تحين أصحابها الفرصة فانضموا إلى معسكر المعارضة‪ .‬مدفوعين بأهوائهم‬ ‫الشخصية‪ .‬وقد عبر أبو قحطان عن ذلك بالقول‪ “:‬فتبعيم الناس على منازل‬ ‫فهو يطلب‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين وأوعرته [‬ ‫أحكا م‬ ‫] أغضبته]‬ ‫رجل‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫مختلفة‬ ‫عثرتهم‪ .‬وآخر قد حسد من له في الدولة درجة رفيعة يطمع أن ينال بمتلها‪.‬‬ ‫وآخر يتعبد بلا بصر فيظن أنه محق وأنه يطلب حقا‪ .‬ولا يدري أنه قد افتتن“'‪.‬‬ ‫قم عبيدلي الفئات التى أيدت عزل الإمام الصلت إلى ست فئات وهي‬ ‫على النحو التالى"‪:‬‬ ‫الاوله‪ :‬يشار إلى أفرادها بأنهم‪ .‬أهل فتنة استغلوا الأجواء المضطر بة‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬وهم أصحاب المطامع الدنيوية‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬من لهم عداوات أو ثارات قديمة‪ .‬ثم وجدوا الفرصة سانحة‬ ‫للانتقام‪.‬‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫من محدودى‬ ‫الرايعة‪:‬‬ ‫ا ‪ -‬أبو قحطان‪” :‬السيرة“ ص‪ .021‬أبو قحطان‪ .‬خالد بن قحطان "جامع أيي قحطان“‪ ،‬ج‪ .1‬مخطوط‬ ‫رقم ‪( 63‬مكتبة السيد محمد بن أحمد‪ .‬السيب)‪ .‬ورقهة‪ .7‬وسيشار إليه‪ .‬أبو قحطان‪" :‬الجامع“‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية الأولى‪ .‬ص‪.441-541‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حرخة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالخك‬ ‫الخاصسة‪ :‬من تعض لعقاب او تعزير من قبل الإمام او من قبل ولاته‬ ‫فى الأقاليم‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬من أولتلك ‏‪ ١‬لذين غرر بهم ‪ .‬فظنوا أنهم بذلك يحسنون صنعا‬ ‫في سبيل الأمر بالمعروفؤ والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫حاول عبيدلي إعطاء تصنيف مبدئي ‪ 4‬للأشخاص المشاركين حسب‬ ‫و ‪١‬التسليم بصحته‪.‬‬ ‫<‬ ‫‏‪١‬‬ ‫يصعب‬ ‫‏‪ ١‬ستنتاج‬ ‫ذكرها ‪ .‬وهو‬ ‫السالف‬ ‫الفئا ت‬ ‫وذلك عندما لار إلى أن الفئة الأولى هم من غير الإباضية‪ .‬وعلى ذلك‬ ‫الفئة فأهل‬ ‫قيما يخص تلك‬ ‫إليه عبيدلي‬ ‫فق مع ما ذهب‬ ‫لا ييتم‬ ‫الباحث‬ ‫فإن‬ ‫الفتن ليسوا بالضرورة من غير الإباضيةسواء كانوا من المذاهب الأخرى أو‬ ‫خصوصاً وأنهم عوملوا معاملة‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫حتى من أهل ‏‪ ١‬لمة من أهل ‏‪ ١‬لكتا ب‬ ‫حسنة‪ .‬تنم على تسامح فكري في إطار من الحقوق والواجبات\ التي نصت‬ ‫عليها الشريعة الإسلامية السمحة‪.‬‬ ‫أما الفئات الثانية والثالثة والخامسة فربما كانوا من بقايا الجلندانيين‪.‬‬ ‫(وهي القبيلة التي كانت تحكم عمان قبل تأسيس الإمامة الإياضية)'‪ 5‬أو من‬ ‫أولئك الذين تمت معاقبتهم لسبب من الأسباب في عهد الإمام الصلت أو‬ ‫حتى في عهد من سبقه من الأئمة وخرموا من المشاركة فى الحياة السياسية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬في هذا الإطار وبالنسبة لموقف هذه القبيلة أشار الرواس إلى أن الإمام الصلت قدم نظرة أقل‬ ‫بكثير تجاه العشائر لوقف العداء القديم مع قبائل الجلندى" بمعنى أنه لم يقدر حجم الخلاف العشائري‬ ‫الذي قد يحدث بين القبائل خصوصا مع بني الجلندى بعد إزاحتهم عن السلطة‪ .‬انظر ‪:‬‬ ‫‪-:,‬لم‬ ‫ه‬ ‫آ !‬ ‫‪,‬‬ ‫‪671.‬‬ ‫‪58‬‬ ‫قضية عزل المام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫وبالتالى طمعوا بأن يكون لهم دور كما يمكن أن يمثل الفئة الخامسة‬ ‫والسادسة أناس من العامة من غير المتعلمين الذين كان من السهل التأثير‬ ‫عليهم‪ .‬وإشراكهم فى حركة المعارضة لخلع الإمام الصلت‪.‬‬ ‫ونرى أن التحليل الذي أشار إليه عبيدلي للفئات السالفة الذكر عقلاني‬ ‫إلى حد ما! خصوصا وأئه مستقئ من نص لعالم هو أبو المؤثر الذي كان‬ ‫شاهد عيان لتلك الأحداث وبطبيعة الحال ليس بمستغرب أن تشارك مثل‬ ‫تلك الفئات فى التمرد ضد الأئمة تحت شعارات مختلفة‪ .‬وهى تَكِنٌ فى ذاتها‬ ‫مآرب شخصية غير معلنة! وقد شهد العصر الإسلامى‪ .‬على اختلاف فتراته‬ ‫ثورات عدة ضد الخلفاء‪ .‬بدغاً بالثورة ضد الخليفة عثمان بن عفان‪ ،‬مرورا‬ ‫بالثورات المتكررة ضد الأمويين والعباسيين‪ ،‬وهي الفترة التي تزامنت مع‬ ‫موضوع هذه الدراسة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خروج المعارضة لعزل الإمام الصلت‬ ‫نتيجة للأسباب التى ذكرناها سالفا! بدأت المعارضة بالتحرك الفعلي‬ ‫لعزل الإمام؛ ويبدو أن الشرارة الأولى لهذا التحرك قد أذكيت من إزكية‬ ‫مسقط رأس زعيم المعارضة موسى بن موسى بن علي الإزكوي‪ .‬حيث بدأت‬ ‫منها دعواته التحريضية لعزل الإمام واستجاب له من استجاب من الخاصة‬ ‫‪ - 1‬عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية الأولى" ص‪.541‬‬ ‫د ‪ -‬أبوالمؤئر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص ‪.9 -‬‬ ‫‪ - 3‬إزكي‪ :‬بكسر الهمزة هي إحدى ولايات محافظة الداخلية حسب التقسيم الإداري لسلطنة عمان‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬السيابي‪ .‬سالم‪ :‬العنوان‪ .‬ص‪.98 - 78‬‬ ‫‪68‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫والعامة‪ .‬وكان من أبرز المؤيدين له من زعماء القبائل‪ :‬فهم بن وارث الكلبى'‪.‬‬ ‫الذيخرج ليلتقي بموسى بن موسى في إزكي‪ ،‬كما خرج معه عبد الله بن‬ ‫سعيدة‪ .‬يقودان مجموعة من الناس‪ ،‬ومعظمهم ‪ 7‬اليحمد مأنولئك‬ ‫الذين لا يفقهون الحق من الباطل على حت وصف أبايلمؤثر لهم" وما أن‬ ‫وصلوا إلى إزكي‪ ،‬حتى اعتدوا على ما كان قد جمعه وا يا ووالي إمطس؛ من‬ ‫الصدقات‪ .‬متجاوزين بذلك مبادىء الشريعة الإسلامية في عدم الاعتداء‬ ‫على أموال الناس بغير وجه حق‪.‬‬ ‫ثم ما لبث أن تحرك موسى بن موسى بن علي الإزكوي" ومن اجتمع‬ ‫معه{ عاقدين العزم للمسير إلى نزوى مقر الإمامة‪ .‬يريدون عزل الإمام وقد‬ ‫اتخذوا من فرق معسكراً لهم‪ .‬لمراجعة آخر الاستعدادات" قبل تحركهم إلى‬ ‫نزوى" وكان من أبرز الشخصيات التي اجتمعت يفرق‪ ،‬إلى جانب موسى بن‬ ‫موسى" فهم بن وارث\ وعبد الله بن سعيد بن مالك الفجحيء والحواري بن‬ ‫‪ - 1‬فهم بن وارث‪ :‬لم تشر المصادر إلى ترجمته‪ ،‬سوى ما ذكره البطاشي أنه من الرستاق‪ .‬البطاشي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪ .335‬كما اعتبره أبو المؤثر رأس الفتنة ومرد البغي فيها‪ .‬أبو المؤثر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫ص‪.11‬‬ ‫‪-2‬عبد الله بن سعيد‪ :‬هو عبد الله بن سعيد بن مالك ا لفجحي أحد ‏‪ ١‬لذين اشتركوا مع موسى بن‬ ‫موسى ين علي الإزكوي فيالخروج على الإمام الصلت‪ .‬السالميء عبد الله ‪:‬التحفة‪ .‬جا‪ .‬ص‪.591‬‬ ‫ص‪.121‬‬ ‫‪[ - 3‬مطى‪ : :‬من قرى ولاية إزكي ‪ .‬وزارة الداخلية‪ : :‬المرشد‬ ‫ص‪.21‬‬ ‫‪ 4‬۔ أ بو المؤثر‪ : :‬الأحداث‬ ‫ك ‪-‬فرق‪ :‬إحدى القرى التابعة لولاية نزوى من محافظة الداخلية‪ .‬انظر‪ :‬وزارة الداخلية‪ :‬المرشد‬ ‫ص‪.38:21‬‬ ‫‪78‬‬ ‫قضة عزل الامام الصلت بز مالك الخروصي‬ ‫عبد الله"‪ .‬والوليد ين مخلد الكندي"‪ .‬وقد خرجوا معه إلى نزوى يريدون عزل‬ ‫ذي الحجة سنة ‪272‬ه‪/‬‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬وكان ذلك يوم الخميس التالث من‬ ‫الموافق ‪ 21‬مايو ‪588‬م؟‪.‬‬ ‫من اللافت للانتباه ونحن نتكلم عن الشخصيات التي أسهمت بدور كبير‬ ‫في قيادة المعارضة‪ .‬أن راشد بن النظر اليحمدي وهو الشخصية التي سيتم‬ ‫مبايعتها بالإمامة بعد ذلك! لم تأتِ على ذكره المصادر المعاصرة للأحداث‬ ‫في اجتماع المعارضة بفرق" الأمر الذي يطرح تساؤلا عن مدى إسهامه في‬ ‫البدايات الأولى لحركة المعارضة؟ وهل كان مع من خطط لها؟ أم أنه لم يكن‬ ‫معهم في بادئ الأمر وإنما استدعاه موسى بن موسى بعد ذلك؟‬ ‫ومن جانبنا نرى أن عدم بروز شخصية راشد بن النظر أثناء خروج‬ ‫المعارضة‪ .‬ربما كان بتخطيط من موسى بن موسى ليقنع العلماء عند مبايعته‬ ‫بعد ذلك‪ .‬أنه أتى بشخصية محايدة‪ .‬لم يكن لها طموح مسبق بالإمامة‪ .‬كما‬ ‫أن اختيار موسى بن موسى لراشد بن النظر لمنصب الإمامة له دلالته} فبرما‬ ‫أراد موسى من راشد ليكون مؤتمراً بأمره‪ .‬سهل الانقياد لتعليماته؛ باعتباره‬ ‫صاحب الفضل في وصوله إلى منصب الإمامة‪ .‬ومن تم فرض نفسه كشخصية‬ ‫‪ - 1‬الحواري بن عبد الله‪ :‬خرج مع موسى بن موسى بن علي الإزكوي إلى نزوى لعزل الإمام الصلت‬ ‫بن مالك‪ .‬السالمي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.591‬‬ ‫‪ - 2‬الوليد بن مخلد‪ :‬هو الوليد بن مخلد الكندي السمدي‪ .‬من فقهاء القرن الرايع الهجري‪ .‬البطاشي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪.345‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .31 - 11‬أبو قحطان‪" :‬السيرة"‪ .‬ص‪ .021‬السالمىں عبد الله‪:‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ج! ص‪.691 - 591‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫سياسية مهمة‪ ،‬وهو الأمر الذي لم يكن ليتأتى لموسى في ظل وجود الإمام‬ ‫الصلت لكون موسى بن موسى من جيل العلماء الذين لم يكن لهم الفضل‬ ‫فى تتصيب الصلت إماما‪.‬‬ ‫قبل خروج رموز المعارضة إلى مقر الإمامة بنزوى‪ ،‬جرت عدة محاولات‬ ‫من قبل بعض العلماء لرأب الصدع ومحاولة التوفيق بين الإمام والمعارضة‪.‬‬ ‫من ذلك ما ذكره أبو المؤثر‪” :‬أنَ نفراً من المسلمين دخلوا على موسى بن‬ ‫تحتج على الإمام‪ .‬م انطلقوا‬ ‫موسى فقالوا‪ :‬لا نجيبك إلى ما تريد! حتى‬ ‫فدخلوا على الإمام فكلموه فقال لهم‪ :‬أنا تبع للمسلمين بما احتج به المسلمون‬ ‫أجبتهم إليه فقبلوا منه‪ ،‬ثم انصرفوا من عنده إلى موسى فأخبروه فقال لهم‪ :‬ما‬ ‫أنتم فاعلون؟ قالوا‪ :‬قد قبلنا منه‪ ،‬قال لهم موسى‪ :‬وأنا قبلت أيضاء وكل هذا ولا‬ ‫اعلمهم يسمون للصلت ذنبا بعينه يقفون عليه‪ ،‬ويستتيبونه منه“‪.‬‬ ‫كماكان هناك تبادل للرسل بين الإمام والمعارضة‪ .‬حيث أبدى المعارضون‬ ‫وجهة نظرهم في أسباب خروجهم على الإمام! مُصرحين بأن الإمام قد صار‬ ‫إلى حد الضعف وأنهم يخافون ذهاب هيبة الدولة‪ .‬أما الإمام الصلت فقد‬ ‫طلب أن يمهلوه لينظر في الأمر‪ ،‬وكان مبعوثه إليهم شخص يدعى الحسن بن‬ ‫سعيد‪ .‬وفي الطرف الآخر كان عبد الله بن حازم رسول موسى بن موسى إلى‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬غير أن تلك المفاوضات لم تئفض إلى نتيجة حاسمة‪ .‬أو إلى‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪1٥‬‏ ‪.11 -‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صر‪891‬‬ ‫ج! ‏‪٠‬‬ ‫عبد الله ‪ :‬التحفة‬ ‫السالمى‪.‬‬ ‫ورقه‪.444‬‬ ‫"سيرة“‪.‬‬ ‫‪-5‬۔ الأزهر‪:‬‬ ‫ص ‪. 763‬‬ ‫‪.86‬‬ ‫محمل ‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ح‬ ‫‪6‬۔ الكندي‪.‬‬ ‫‪98‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫صيغة توافقية تنهى حالة الاحتقان التي تعيشها الإمامة‪.‬‬ ‫في تلك الأجواء المتوترة رأى الإمام أن الأمور تسير في غير صالحه‪ ،‬وأن‬ ‫المهلة التي طلبها لينظر في مطالب المعارضة آخذة في النفاذ خصوصا في‬ ‫ظل إصرار المعارضة على عزله‪ .‬ومما زاد الأمر سوءا بالنسبة للإمام هو تخلي‬ ‫الكثير من أنصاره ومؤيديه‪ .‬ومن كان يعتمد عليهم من ولاته عن نصرته‪ .‬وهذا‬ ‫ما سيعبر عنه الإمام في بيان موقفه‪ .‬كما سنرى لاحقاً‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك آثر الإمام الاعتزال والخروج من دار الإمامة إلى منزل ولده‬ ‫شاذان‪ .‬وقيل إلى دار ولده محمد بموضع يقال له سندان‪ :‬وأنه استخلف‬ ‫من يقوم مقامه لحفظ العسكر وبيت المال! حتى ينظر المسلمون في أمر‬ ‫اعتزاله‪ .‬وقد كلف عزان بن تميم بتلك المهمة'‪.‬‬ ‫ولا شك أن تخليه عن دار الإمامة وبيت المال قد أضعف من موقفه‪.‬‬ ‫مما اعتبره بعض العلماء تصرفاً غير مقبول من إمام بويع على التنراء{ وكان‬ ‫موقفه ذلك إحدى نقاط الجدل والخلاف التي أثيرت بين العلماء{ فمنهم‬ ‫من رفض موقفه ذلك" ومنهم من حاول إيجاد العذر له‪.‬‬ ‫حدد السالمي خروج الإمام الصلت من دار الإمامة‪ .‬يوم الخميس ‪ 3‬من‬ ‫‏‪. ٠‬ص‪.121‬‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان‪ " :‬سيرة‬ ‫‪-2‬۔‪ -‬انظر‪ : :‬أ بو المنذر بشير بن محمد ” سيرة "ورقة‪ .044‬السيفي‪ 4 .‬مصدر سابق‪ .‬ص‪.61‬‬ ‫ص‪.221‬‬ ‫المصدر سابق‬ ‫‪ - 3‬أبو قحطان‬ ‫‪- 4‬لمزيد من التفاصيل حول الطريقة التي اعتزل بها الإمام الصلت انظر‪ :‬أبو قحطان‪ ،‬المصدر‬ ‫السابق‪ .‬ص‪ .121‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪ .3141‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪٬1‬‏ ص‪.102‬‬ ‫‪09‬‬ ‫الفحل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الطلت بن مالك‬ ‫ذى الحجة سنة ‪272‬ه‪ /‬الموافق ‪ 21‬مايو سنة ‪588‬م'‪ .‬وقد أثارت الطريقة‬ ‫التي اعتزل بها الإمام جدلا واسعا بين العلماء‪ .‬من المؤيدين له أو من‬ ‫المؤيدين لعزله‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬موقف الإمام الصلت من قضية اعتزاله‪:‬‬ ‫لم تتطرق المصادر إلى وجهة نظر الإمام الصلت وموقفه من الأسباب‬ ‫التي دعته إلى الاعتزال إلا من خلال ما كتبه الإمام نفسه إلى أحد معاونيه‬ ‫المقربين‪ .‬وهو الجهور بن شيخة" يخبره فيه كيف كان اعتزاله! ويشرح فيه‬ ‫الملابسات والظروف التى دعته إلى الاعتزال" ويمكن أن نلخص ذلك على‬ ‫‪.‬‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -‬يعتبر أن ما حدث له كان قضاء وقدر‪.‬‬ ‫‪ -‬يعترف باعتزاله ولكن ليس عن الإمامة‪ .‬وإنما اعتزل عن المكان الذى‬ ‫كان يقيم فيه بدليل قوله‪ ..." :‬حتى اعتزلت عن الموضع‪.‬۔“ وكذلك قوله‪:‬‬ ‫"فرأيت أن تحولت إلى منزل ولدي‪ .‬بلا ترك للإمامة‪ .‬ولا بخلع لما طوقني الله‬ ‫من هذه الأمانة“‪.‬‬ ‫‪ -‬تطرق إلى ما قام به المعارضون من نهب لبيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬المصدر السابق ح! ‪ .‬ص‪.691‬‬ ‫‏‪ ١-2‬لجهور بن شيخة‪ :‬لم نجد ترجمة له في كتب ا لترا جم وا لسير وقد ورد في التحفة ياسم الجمهور‬ ‫‪ 0‬ص‪.402‬‬ ‫بن سنجة‪ .‬انظر‪ :‬المصدر نقسه ح‬ ‫‪ - 3‬انظر نص الرسالة في‪ :‬أبي قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪ .321 - 121‬السالمي‪ .‬المصدر السابق ج‪.1‬‬ ‫ص‪.602 - 402‬‬ ‫‪19‬‬ ‫قضة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ -‬ينعى الحالة التي وصلت إليها الامور ويرثي لرحيل جيل الرواد من‬ ‫العلماء حيث قال‪" :‬اعلم يا أخى أن هذه الدولة‪ .‬قد كان لها رجال‪ ،‬كانت‬ ‫حتى‬ ‫فلم يزا لوا على ذلك‬ ‫سالمة‪...‬‬ ‫وقلوب‬ ‫وصدور‬ ‫لهم حلوم راجحة عالمة‬ ‫مضوا وانقرضوا رحمهم الله“‪.‬‬ ‫‪ -‬ظهور جيل من الشباب أظهروا رغبتهم في الدنيا! وحب الرئاسة‪.‬‬ ‫‪ -‬أن موسى بن موسى كان يتظاهر بالنوايا الحسنة‪ .‬وأنه كان ناصحا له‬ ‫بحضرته‪ .‬في حين أنه يؤلب عليه في غيبته‪ .‬حيث قال‪" :‬فلم تزل الأيام ترقى‬ ‫به وهو يدعو الناس إلى أنه يطلب الصلاح وإظهار الحق والأمر بالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر“‪.‬‬ ‫‪ -‬تخاذل أتباع الصلت{ عن نصرته حيث قال‪" :‬فأمرت الشراة'ومن كان‬ ‫عليه هذا الفيء بالشخوص ومنع العسكر‪ .‬وأن يجاهدوا عن الدولة فكرهوا‪.‬‬ ‫وأمرتهم با لتقديم فتأخروا ‪..‬‬ ‫هو‬ ‫الإمامة‪.‬‬ ‫لتخليه عن دار‬ ‫الرئيسى‬ ‫السبب‬ ‫أن‬ ‫حقيقة مفادها‬ ‫‪ -‬يقرر‬ ‫رغبته في حقن الدماء‪ .‬فذكر قائل‪" :‬وصرت أنا فى حد من صار من الضعف‬ ‫وخفت ان يصل القوم! ويدخلوا المعسكر وتلقاهم رجال فتقع حرب وسفك‬ ‫دم! وأنا في البيت بلا حجة ولا أمر“‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الشراة‪ :‬جمع شار‪ .‬وهم الذين باعوا أنفسهم في سبيل الله{ وابتغاء مرضاته‪ .‬إمتنالا لقوله تعالى‪:‬‬ ‫"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله"‪ .‬سورة البقرة‪ .‬آية رقم ‪ .702‬وكتنظيم بدأ بظهور المحكمة‬ ‫الأولى‪ .‬وقد رفعوا شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬وحول نظام الشراة عند الإباضية انظر‪:‬‬ ‫الجعلاني‪ .‬منير بن النير‪" .‬سيرة منير بن النير الجعلاني إلى الإمام غسان بن عبد الله} السير والجوابات‪.‬‬ ‫مصدر سابق‪ .‬ص‪.242 - 832‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫‪ -‬يستقرئ الأحداث المستقبلية وما قد تؤول إليه نتائج ما أقدمت عليه‬ ‫المعارضة فقال‪ ...":‬وأطمعوا في هذه الدولة عدوها‪.‬۔“‪.‬‬ ‫على تلك الصورة كانت قد جرت أحداث عزل الإمام الصلت أو اعتزاله‪.‬‬ ‫وقد أبدى كل من السالمي وعساف إعجابهما الكبير بموقف الإمام الصلت‪.‬‬ ‫عندما تنازل عن السلطة حقنا للدماء حيث ذكرا‪" :‬يدهش المرء‪ ،‬حينما يقف‬ ‫أمام هذه المبادئ الديمقراطية‪ .‬ولا يسعه‪ .‬إلا أن يعجب بأخلاق الأئمة‬ ‫الذين كانوا لا يرون غضاضة أبدا‪ .‬في التنازل عن أكبر مركز في الدولة‪ .‬إذا‬ ‫كان هذا الأمر فيه مصلحة الشعب نفسه“"‪.‬‬ ‫صبايعة راشد بث النظر اليحصدي (‪272‬ه‪588/‬م)‪:‬‬ ‫ما أن علم موسى بن موسى بخروج الإمام الصلت\ من دار الإمامة‪ ,‬حتى‬ ‫سارع ومن حضر معه إلى فرق بمبايعة راشد بن النظر‪ ،‬مخالفا يذلك ما جرت‬ ‫عليه العادة‪ .‬من العقد للإمام الجديد فى عاصمة الإمامة‪ .‬وبحضور وتأييد‬ ‫كبار العلماء‪ .‬من أهل الحل والعقدة‪.‬‬ ‫عبر آبو المؤثر عن ذلك الوضع بالقول‪ “:‬فبايعوا راشد‪ ،‬في غير موضع‬ ‫البيعة‪ .‬وعقدوا له‪ .‬في غير موضع عقد الإمامة‪ ...‬والله أعلم كيف كانت‬ ‫بيعتهم‪ 3‬أأحسنوا عقدها أم لا‪ ..‬وعلى ذلك يشكك أبو المؤثر فى صحة‬ ‫ا ‪ -‬السالمي‪ .‬محمد بن عبد الله‪ .‬وعساف ناجي" عمان تاريخ يتكلم (المطبعة العمومية‪ .‬دمشق‪.‬‬ ‫‪3‬م)‪ .‬ص‪.731‬‬ ‫‪ - 2‬أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪ .321‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪‎.691‬‬ ‫‪١‬‬ ‫صك‪. ‎1‬‬ ‫الأحدات‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪:‬‬ ‫‪39‬‬ ‫قخبة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫بيعة راشد؛ لكونها مخالفة للمبادئ التي تنادي بعدم عقد الإمامة إلا بإجماع‬ ‫العلماء الموجودين؛ درءا للفتنة والاختلاف‪ .‬وتذكر المصادر أن الإمام الصلت‬ ‫بعث بخاتم الإمامة' والكمةة ومفاتيح الخزانة إلى راشد بن النظر ولم يعارضه‬ ‫في شيء‪ .‬وهو في جواره إلى ما يقرب من سنةة إلى أن توفي وهو ما اعتبرته‬ ‫المعارضة اعتراف ضمنياً منه بالإمام الجديد وبشرعية إمامته‪.‬‬ ‫يبدو أن إسراع موسى بن موسى لعقد الإمامة لراشد بن النظر وهو في‬ ‫فرق‪ .‬نابع من إدراكه لصعوبة اتفاق العلماء على تنصيب راشد وكان من بين‬ ‫العلماء الذين كرهوا إمامة راشد كما يذكر السالمى‪ :-‬عمر بن محمد ا لضبي"‬ ‫وموسى بن محمد بن علي" وعزان بن الهز بر‪ ،‬وزاهر بن محمد بن سليمان‪،‬‬ ‫وعزان بن تميم‪ 5‬وشاذان بن الصلت\ ومحمد بن عمر الأخنس وغدانة بن‬ ‫محمد وأبو المؤثر الصلت بن خميس وغيرهم‪ .‬وأنهم ظلوا متمسكين بإمامة‬ ‫الصلت‪ ،‬إلى أن توفى سنة ‪572‬ه‪888/‬م'‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار يمكن أن نطرح تساؤلا‪ .‬حول أسباب اختيار موسى بن‬ ‫‪- 1‬خاتم الإمامة‪ :‬آلة الطبع على الكتب (المراسلات) التي تصدر فيها الأوامر والنواهي من الإمام؛‬ ‫فإن رسول الله (سر) قد أمر به حين أراد مكاتبة الملوك فعمل له‪ .‬نقي اتخاذها اقتداء برسول الله (ص)‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬الريامي‪ .‬أيي زيد عبد الله بن محمد‪ .‬كتاب حل المشكلات (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫د‪.‬ت)‪ .‬ص‪.013‬‬ ‫‪- 2‬الكُمة‪: :‬بضم الكاف وتشديد الميم‪ :‬القلنسوة المدورة تغطي الرأس‪ .‬انظر‪ :‬إبراهيم! رجب عبد‬ ‫الجواد‪ .‬المعجم العربي لأسماء الملابس (دار الآفاق العربية‪ .‬القاهرة‪2002 .‬م)‪ .‬ص‪.934‬‬ ‫‪ -3‬باولمنذرؤ بشير بن محمد‪ .‬سيرةأبو المنذر‪ .‬ضمن مخطوط "سير علماء الإباضية‪ .‬ج‪ .2‬مصدر‬ ‫سابق‪ .‬ورقة ‪ .283‬وسيشار إليه‪ .‬أبو المنذر‪" :‬سيرة“‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.691‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫موسى لشخصية راشد بن النظر في ظل وجود شخصيات أخرى أجدر منه‪.‬‬ ‫كعزان بن تميم ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬الذي وصفه الأزهر بن محمد بالقول‪:‬‬ ‫"إن عزان بن تميم أفقه من اتكأ بلوح الإمامة في نزوى من أئمة عمان" وكان‬ ‫له حيل دقيقة وعلم وفقه“"‪ .‬وفي ذلك إشارة إلى ما كان يتمتع به عزان بن‬ ‫تميم من شخصية قيادية‪ .‬جمعت بين الكفاءة العلمية‪ .‬والمقدرة السياسية‬ ‫والعسكرية‪ .‬غير أن موسى بن موسى اختار شخصية لم تكن تلقى قبولا‬ ‫واسعا‪ .‬كما أنارت شخصيته جدلا واسعاً في أوساط العلماء‪ 5‬ولعل السبب‬ ‫في ذلك ‪-‬من وجهة نظرنا‪ -‬هو رغبة موسى بن موسى الإبقاء على سلطته كزعيم‬ ‫روحي وسياسي في آن واحدا وهذا ما لا يستطيع أن يحققه إليه إلا بوجود‬ ‫شخصية كراشد بن النظر في منصب الإمامة‪ .‬خصوصا وأن راشد على ح‬ ‫تعبير أحد معاصريه‪" :‬أنه لم يكن له نظر نافذ في الفراسة‪ .‬ولا تجربة في‬ ‫السياسة“‪ 3‬وذهب أيو المؤثر إلى أبعد من ذلك‘ عندما وصف راشد بالقول‪:‬‬ ‫"لا يعقل ولا يبصر حكماء ويحسب الخطأ صوابا“"‪ 5‬وفي موضع آخر يصفه‬ ‫قائلً‪" :‬أضعف الضعفاء‪ .‬وأجهل الجهال“‪.٨‬‏‬ ‫فتحت مبايعة راشد بن النظر دائرة الشك حول نوايا موسى بن موسى‪.‬‬ ‫ورغبته في لعب دور شبيه بذلك الدور الذي سبق وأن لعبه العالم موسى‬ ‫‪ - 1‬أبو المنذر‪" :‬المحاربة“‪ .‬ص‪.283‬‬ ‫‪ 2‬الأزهر‪" :‬سيرة“ ورقة ‪.544‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.76‬‬ ‫‪ - 4‬أيو المؤثر‪" :‬البيان والبرهان“‪ .‬ص‪.751‬‬ ‫‪59‬‬ ‫فضه عال ‪:‬ز‪ :‬مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫بن أبي جابر‪ .‬عندما قام بعزل الإمام محمد بن عبد الله بن أبي عقان"سنة‬ ‫‪9‬ه‪597,‬م‪ .‬وتولية الوارث بنكعب الخروصي إماماة‪ 5‬وقد اعتبر العلماء‬ ‫ما قام به موسى بن أبي جابر آنذاك أمرا مشروعا على اعتبار أن الإمام محمد‬ ‫بن عبد الله كان قد بويع على الدفاع'‪.‬‬ ‫كما أن اختيار الوارث آنذاك جاء نتيجة لظروف صعبة وفترة حرجة‪.‬‬ ‫وكان حينها الخص المناسب لتلك المرحلة نظرا لما غغرف عنه من شدة‬ ‫وحزم‪ .‬وقياسأ على ذلك رتما يكون اختيار موسى بن موسى لراشد بن النظر‬ ‫اختيارا مؤقت لحين أن تتضح ما سوف تسفر عنه حالة التغيير في هيكلية‬ ‫السلطة السياسية‪ .‬وما سوف تتكشف عنه الأيام من ردود فعل‪ .‬واختبار‬ ‫حقيقى لمدى إمكانية التفاف القيادة الدينية‪ .‬والرعية حول القيادة السياسية‬ ‫الجديدة بعد عزل الإمام الصلت‪.‬‬ ‫غير أن ما خطط له موسى بن موسى لم يكن لينجح‪ .‬بل شكل اختياره‬ ‫لراشد بن النظر عبئا ثقيلا عليه{ فكلاهما فشلا فيما نجح فيه موسى بن أبي‬ ‫‪- 1‬موسى بنأيي جابر‪ :‬هو الشيخ العلامة موسى بن أبي جابر الإزكوي من بني ضبة{ وقيل من بني‬ ‫سامة بن لؤي بن غالب أحد العلماء الأربعة الذين حملوا العلم عن الربيع بن حبيب الفراهيدي من‬ ‫البصرة إلل عمان‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق ص‪.322 - 222‬‬ ‫‪- 2‬محمد بن عبد الله‪: :‬هو محمد بن عبد الله ينأبى عفان‪ .‬كان رجلا من اليحمد‪ .‬إلا أنه نأ في‬ ‫العراق‪ .‬ثم قدم إلى عمان وبويع كإمام دفاع سنة ‪ 77‬اه‪397/‬م‪; ,‬نم سرعان ما تم عزله بعد أن أساء السيرة‪.‬‬ ‫انظلر‪ :‬السالميء عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.111‬‬ ‫‪- 3‬الوارث بكنعب‪ :‬هوأول إمام من بني خروص بويع بالإمامة بعد عزل محمد ين أبيعفان سنة‬ ‫‪9‬ھ‪597/‬م‪ .‬انظر‪ :‬المصدر رالسابق؛ ج‪ .1‬ص‪.411‬‬ ‫‪ - 4‬البسيوي‪" :‬سيرة السؤال“‪ .‬ص‪ .001‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.461 - 361‬‬ ‫‪69‬‬ ‫التصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل ازا‪ .‬فقام الصلت بن مالك‬ ‫جابر‪ .‬والإمام الوارث بن كعب" من حيث كسب تأييد العلماء‪ .‬وإشاعة‬ ‫العدل بين الناس على اختلاف فئاتهم‪.‬‬ ‫أما ما حدث إتان إمامة راشد بن النظر فكان على النقيض حيث قوبل‬ ‫هو وموسى ابن موسى يسيل من الاتهامات والتشكيك في قدراتهم العلمية‬ ‫والقيادية‪ .‬من ذلك مثلا أنهم ثبتوا ولاة الصلت‪ ،‬وكان منهم من يطعنون‬ ‫عليه وينكرون ولايته‪ .‬كما استعانوا بأعوان الصلت واستخدموا قواده مثل‬ ‫وا لعتف‬ ‫ا ستخدامهم ‏‪ ١‬لقوة‬ ‫وا لحسين بن سعيدا ‪ .‬كذ لك‬ ‫ا لحواري بن بركة‬ ‫لأسباب غير منطقية‪ .‬من ذلك إحراق دار شاذان بن الصلت‘ بسبب رمية‬ ‫بن الصلت‬ ‫ابنى محمد‬ ‫واتهام‬ ‫‏‪ ١‬لنظر‬ ‫وقعت على دار الإمام راشد بن‬ ‫حجر‬ ‫بتلك الرمية"‪ .‬ويبدو أن شاذان اين الصلت كان قد اتخذ موقف المواجهة‬ ‫مع راشد بن النظر بتأييد من أنصار والده‪ ،‬وقد وجد راشد بن النظر وأعوانه‬ ‫في تلك الحادثة فرصة للتخلص من شاذان بن الصلت وملاحقته! حتى إنهم‬ ‫عمدوا إلى إحراق داره بحجة أن ولدي محمد بن الصلت كانا معه‪..‬‬ ‫ومن المآخذ الأخرى على راشد ين النظر وموسى بن موسى{ عدم‬ ‫استنكارهم لأعمال السلب والنهب بعد موقعة الوضة‪ .‬وتطاول الجنود على‬ ‫قتل نصر بن منهال“ وهو شيخ كبير ضعف عن القتال‪ ،‬كما عمر في السجون‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر ‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.71 - !61‬‬ ‫للتفاصيل انظر‪ :‬المصدر السابق‪ .‬صل‪ .03 - 92‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.812 - 712‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬محمد‪ .‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .86‬صر‪.873‬‬ ‫‪ -4‬نصر بن منهال‪ :‬من زعماء العتيك‪ ،‬وهو أحد القادة الذين خرجوا لعزل الإمام راشد بن النظر‬ ‫معجم‪.‬‬ ‫بالتحالف مع اليحمد ويتي مالك بن فهم وقد قتل في موقعة الروضة ‪ .‬انظر‪ :‬مجموعة مؤلفين‪:‬‬ ‫ص‪.393‬‬ ‫‪79‬‬ ‫قضبة عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫إتان إمامة راشد أناس من بني غافرش وممن شهد وقعة الروضةش هذا عدا‬ ‫سكوتهم عن بعض الأحداث من قبل قبائل المهرة في أطراف عمان'‪.‬‬ ‫يعن عدم إنكارهم لبعض المخالفات المرتكبة من قبل بعض ولاتهم‬ ‫وقوادهم‪ .‬وربما كانت بتوجيه منهمإ من ذلك أنهم بعثوا قائدا يقال له زائدة‬ ‫بن الخطاب معروف باللصوصية والسرقة إلى منازل بني غافر بالرستاق من‬ ‫دون حدث يستحقونه‪ .‬كما أفسحوا المجال لعبيد الله بن سعيد ليعيث فسادا‬ ‫فى صحار "فعمل فيها أعمالا قبيحة‪ ..‬من استرهاب الناس وأخذ أموالهم‪.‬۔““ء‬ ‫إلى غير ذلك من الأحداث التي تدل دلالة واضحة على تخبطهم السياسي‪.‬‬ ‫وكيف أن تقاليد ا لأمور بدأت تفلت من أيديهم‪.‬‬ ‫وعلى ذلك يمكن القول إن محاولة موسى بن موسى لم يقذر لها النجاح‬ ‫في نقل السلطة سلميا من الإمام الصلت إلى الإمام راشد‪ ،‬دون أن يعتري‬ ‫ذلك التحول مشكلات كبيرة! أت إلى عواقب وخيمة ويبدو أ هذا‬ ‫المشهد غالبا ما يتكرر في أي انقلاب أو ثورة على امتداد تاريخ البشرية‪.‬‬ ‫فالانقلابات والثورات عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر والأخطاءء كما يستغل‬ ‫فيها الشعارات البراقة التي سرعان ما يظهر نقيضها على أرض الواقع‪ ،‬حتى‬ ‫بعد فترة وجيزة من الزمن‪.‬‬ ‫وبالنسبة لقضيتنا التي نحن بصدد تحليلها! نلاحظ أن هناك جملة من‬ ‫العوامل التي أغرت موسى بن موسى المضي قدما في مخططه الرامي لعزل‬ ‫ا ‪ -‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪ .563‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.971‬‬ ‫‪ - 2‬انظر‪ :‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ .44 - 33‬السالمي‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.022‬‬ ‫‪89‬‬ ‫القصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الططت بن مالك‬ ‫الإمام الصلت فما هي تلك العوامل التي عقلت عليها المعارضة؟{ وكيف‬ ‫كان لهذه العوامل الأثر على إنجاح مخطط عزل الإمام الصلت أو دفعته إلى‬ ‫الاعتزال؟‬ ‫الواصل التي ساعدت علت نجام المعارضة‪:‬‬ ‫من خلال استقرائنا لنصوص المصادر التي أرخت للقضية‪ .‬نستطيع أن‬ ‫نستخلص جملة من العوامل‪ .‬سواء تلك التي كان لها تأثير مباشر أو غير‬ ‫مباشر على نجاح المعارضة في عزل الإمام الصلت مع التأكيد على تداخل‬ ‫تلك العوامل‪ .‬والتي تتمثل في الآتي‪:‬‬ ‫‪ )1‬رحيل جيل الرواد صمت العلماء‬ ‫مما لا شك فيه أن غياب جيل الرواد الذين وقفوا إلى جانب الإمام‬ ‫الصلتث وكانوا سنداً له حتى أواخر عهد إمامتهش قد ترك فراغا كبير في‬ ‫الساحة العمانية آنذاك‪ .‬سواء على الصعيد السياسي" أو على الصعيد‬ ‫الفكري" فقد كان أولئك العلماء‪ .‬يمتلون ركيزة أساسية في مساندتهم للأئمة‪.‬‬ ‫وقد امتازوا بالفقه والورع‪ .‬والزهد والابتعاد عن المظاهر الدنيوية{ وهم بذلك‬ ‫يعترون عن وحدة الصف فى القيادة السياسية لعمان‪ ،‬ومن هنا كانوا عونا‬ ‫للإمام الصلت‘{ ومن كان قبله من الأئمة‪.‬‬ ‫لقد شعر الإمام الصلت نفسه بما تركه أولئك العلماء بوفاتهم من فراغ كبير‬ ‫في السلطة‪ .‬معتراً عن ذلك بالقول‪ ..." :‬إن هذه الدولة قد كان لها رجال‪.‬‬ ‫م)‪ .‬ص‪.462‬‬ ‫‪ - 1‬أمبوسعيدي‪ .‬عبد الله بن سعود الإباضية قى عمان (دار الأمل‪ .‬الأردن‪3 6‬‬ ‫‪99‬‬ ‫قصة عزل ال! مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫كانت لهم حلوم راجحة عالمة‪ .‬وصدور وقلوب سالمة‪ .‬كانوا على أمر واحد‪.‬‬ ‫يعلأ الآخر أثر الأول“"‪ .‬وعبر السيابي عن ذلك في سلك الذرر نظما‪:‬‬ ‫"إذ جل أهل الفضل في زمانه‬ ‫ماتوا وعاش في سوى أقرانه“"‪.‬‬ ‫كان من بين أبرز العلماء من الجيل الذين كان يعتمد عليهم الإمام الصلت‬ ‫اعتمادا كبيرا ووثق بقدراتهم العلمية والسياسية‪ .‬العالم محمد بن محبوب بن‬ ‫الرحيل‪ .‬غير أن وفاته سنة ‪062‬ه‪378/‬م‪ :‬ترك فراغاً سياسيا كبيرا‪ .‬حتى على‬ ‫المدى البعيد‪ .‬إذ يكفي أن عائلة بن الرحيل{ والتي تنحدر من أصول قرشية‬ ‫ظلت لفترة طويلة الأسرة القادرة على الحفاظ{ على عمد الوحدة السياسية في‬ ‫عمان من الانفراط؛ نظرا لما كانت تتمتع به من مكانة رفيعة وتحظى بقبول‬ ‫ل‬ ‫‪ )2‬ظحور جيلك مت الشباب مت ذوي الاطعام الشخصية‬ ‫في مقابل رحيل بعض من جيل الرواد الأوائلش بدأ يظهر في المجتمع‬ ‫جيل‬ ‫بين أوساط‬ ‫أن تخلق لنفسها مكانة‬ ‫ؤئة من الشباب الطموح‪ .‬أرادت‬ ‫المحافظين من العلماء الأوائل‪ .‬وبالتالى سلكوا طريقا مغايراً عمن سبقهم من‬ ‫أسلانهم'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪.121‬‬ ‫ص ‪ 375‬‏‪٠‬‬ ‫خلفان ‪ :‬سلك الدرر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الديابي‪.‬‬ ‫‪ 3-‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة ج! ‏‪ ٠‬ص‪.661‬‬ ‫‪ - 4‬أمبو سعيدي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.562‬‬ ‫‪001‬‬ ‫القصل الثاني‪ :‬دوحة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫روى أبو عبد الله محمد بن محبوب‪" :‬أنه بلغه ‪-‬والله أعلم بذلك‪ -‬قول‬ ‫بعض أهل زمانه‪ .‬أنه لا يحل لهم أن يفتوا الناس بآرائهم‪ .‬ولا يسع الناس أن‬ ‫يحلوا ويحرموا بقولهم‪ .‬أنهم نسبوا فعلك إلى مفارقة الحلال وفسل الحرام ‪-‬‬ ‫يعنى الصلت بن مالك“'‪.‬‬ ‫ومن خلال النص السابق‪ .‬يتبين لنا كيف أن تلك الفئة بدأت تنتقد‬ ‫أفعال الإمام الصلت بشكل علني؟! وبدأ أمرها يعظم في المجتمعض "وصاروا‬ ‫يحمدون آراءهم‪ .‬ويذمون ما هو أفضل منها علما وأسبق منها قدما‪ .‬وأوئق‬ ‫منها عروة وأشرف منها ذروة“‪.‬‬ ‫تنبه أبو عبد الله محمد بن محبوب إلى خطورة النتائج المترتبة على‬ ‫ظهور مثل تلك‪ .‬الفئة في المجتمع‪ .‬وطالب الإمام الصلت بالتصدي لهذه‬ ‫الفئة بالقول‪" :‬وينبغي أن يأمر هؤلاء الشباب الأحداث أن يتقوا الله{ ولا‬ ‫يحملوا على أنفسهم ولا على المسلمين‪ .‬أن يفتنوا الناس بآرائهم‪ .‬فإن حفظهم‬ ‫ضعيفت وأخاف أن يكون رأيهم عنيفا‪ .‬وليس هم من الربانيين والأحبار“ ؟‪.‬‬ ‫وبدوره كان ينصحهم بعدم التصدي للفتيا‪ .‬إلى أن يطلب منهم ذلك وألا‬ ‫يكون طلبهم للعلم بدافع الوصول إلى الشهرة‪ .‬وألا يصتروا آرا قد يجنون من‬ ‫ورائها أوزار "فالواجب عليهم أن يتورعوا عن الفتيا‪ .‬إلى أن يحتاج المسلمون‬ ‫مسقط ‘‬ ‫وا لتقانة‬ ‫‏‪ ١‬لقومي‬ ‫‏‪ ١‬لتراث‬ ‫(وزارة‬ ‫ح ‪1‬‬ ‫لابن جعفر‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لجامع‬ ‫جعفر‬ ‫بن‬ ‫محمل‬ ‫الإزكوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1891‬م)‪ .‬ص‪ .112‬وسيشار إليه‪ .‬الإزكوي‪ .‬محمد‪ :‬الجامع‪.‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.112‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نقسه‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.112-212‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قضبة عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫إليهم‪ .‬وليكونوا على الصمت والاستماع لنور العلم! أحرص منهم على الكلام‪.‬‬ ‫ولعمري لو قرأوا العلم ‪ .‬وأوقروا بهإ لما رغبوا في الشهرة‪ ،‬ولا عرفوا الناس أن‬ ‫معهم فضل رأي وعلم‪ ...‬وألجموا ألسنتهم عما لا يطأون فيه أثرا ويخافون أن‬ ‫يحملوا فيه وزرا‪.‬۔“'‪.‬‬ ‫ومن خلال ما سبق طرحه فيما يخص فئة الشباب‪ ،‬نستنتج أن الوضع‬ ‫العام فى الفترة الأخيرة لعهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي" كان ينذر‬ ‫بوادر فتنة‪ .‬وكان وجود عدد من جيل الرواد على قيد الحياة ‪-‬قبل ذلك‪ -‬قد‬ ‫أجل انفجار الوضع‪ .‬وبعد رحيلهم وجد الجيل الجديد من الشباب الفرصة‬ ‫سانحة لنشر أفكارهم حول ما كانوا يعون فيه إصلاحا للمجتمع‪ .‬والتخأص‬ ‫من أولئك المحافظين من أنصار الإمام الصلت بن مالك؛ بدعوى التجديد‬ ‫)‬ ‫والإصلاح‪.‬‬ ‫‪ )3‬شخصية موست بن موست بن عدي الإزكويا‬ ‫تبدو شخصية موسى بن موسى غامضة في موقفه من الإمام الصلت كما‬ ‫كان من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في عصره‪ ،‬بالنظر إلى انتمائه إلى‬ ‫أسرة عرفت بمكانتها العلمية ومشاركتها السياسية فهو "من أهل بيت علم‬ ‫وورع‪ .‬ووالده موسى بن علي كان في أهل عصره مقدما على أهل عمان““‪.‬‬ ‫وما يهمنا هنا هو ذلك الدور الذي قام به موسى بن موسى في تأليب‬ ‫الخاصة والعامة للمطالبة بعزل الإمام الصلت‘ وهو دور كان له أكبر الأثر في‬ ‫الإركوي‪ .‬محمد‪ :‬الجامع‪ .‬جل‪ .‬ص‪.212‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ - 2‬أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.911‬‬ ‫‪201‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ ,‬مام الصلت بن مالك‬ ‫نجاح المعارضة؛ نظرا لما كان يتمتع به من صفات ومزايا قيادية‪ .‬استطاع أن‬ ‫يوظفها توظيفاً ناجحاً نذكر من ذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مكانته الدينية والاجتماعية‪ :‬فهو من أسرة عرف عنها الفضل والتقوى‬ ‫والورع‪ ،‬ويعود بنسبه إلى أسرة بتي سامة بن لؤي بن غالب التي ظلت‬ ‫على حد تعبير ولكنسون‪ -‬تشكل العمود الفقري لعملية انتخاب الأئمة‪ .‬لفترة‬ ‫تقرب من مائة عام"‪.‬‬ ‫ب‪ -‬استخدام الأساليب الدعائية‪ :‬حيث تميز موسى بن موسى بقدرته‬ ‫على استخدام وتوظيف الأساليب الدعائية للتأثير على العامة‪ .‬وإثبات‬ ‫صحة وجهة نظره‪ .‬ليس هذا فحسب بل أوهم العامة أن له من الكرامات‪ .‬ما‬ ‫تد لل على فضله وتقوا ه من ذلك ما ذكره أبو قحطان في سيرته "وكا ن موسى‬ ‫على أهل عمان‪ ،‬أشد فتنة ممن افتتن بعلى أو مثله‪ ،‬ومما فتن به من فتن‬ ‫أن قالوا أن وشل‪ :‬فرق لما وصل موسى بن موسى ودعا الله أن يتحول عذبا‬ ‫فتحول عذبا‪ .‬حتى قيل لو استنبرع أحد بعد محمد (صلى الله عليه وسلم)‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬موسى“‪.‬‬ ‫تن‬ ‫ا‬ ‫ج‪ -‬الخطابة والفصاحة‪ :‬عرف عن موسى بن موسى بفصاحة اللسانث‪3‬‬ ‫(وزارة‬ ‫تاريخا وعلماء ‪ 6‬ترجمة محمد أمين عبد الله سلسلة تراثنا‪ .‬ع‪ ‘ 01‬ط‪3‬‬ ‫عمان‬ ‫ولكنسون‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التراف القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991‬م)‪ .‬صر‪ .82 - 72‬وسيشار إليه‪ .‬ولكنسون‪ :‬عمان تاريخا وعلماء‪.‬‬ ‫‪ 2‬الوشل‪" :‬الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة يقطر منه قليلا قليلا‪ .‬والجمع أوشال‪ .‬والأوشال‪:‬‬ ‫مياه تسيل من أعراض الجبال فتجتمع ثم تساق إلى المزارع“ انظر‪ :‬ابن منظور‪ .‬أبو الفضل جمال الدين‬ ‫صك‪.27‬‬ ‫مجلد‪( 11‬دار صادر بيروت ‪7‬م)‪.‬‬ ‫محمد ابن مكرم لسان العرب ط‪.‬‬ ‫‪ -3‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪.021‬‬ ‫‪ 4‬۔ المصدر نفسه‪ .‬ص‪.911‬‬ ‫‪301‬‬ ‫كصه عزل ال‪ .‬قام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وقدرته على الخطابة‪ .‬فقد عبأ أذهان الناس بخطبه التى كان يلقيها في يوم‬ ‫الجمعة'‪ .‬فاتر بأسلوبه البليغ على شريحة رأت فيه ذلك المصلح الذي يأمر‬ ‫بالمعروف وينهى عن المنكر‪ .‬والحريص على مصالح الدولة "‪ ...‬فلم تزل‬ ‫اليام ترقى به‪ ،‬وهو يدعو الناس‪ .‬إلى أنه يطلب الصلاح وإظهار الحق والأمر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر“"‪ .‬كما أنه بتلك الشطبا كان يظهر مشاركة‬ ‫واسعة فى شؤون الدولة‪ .‬وكان يمهد من خلالها لعزل الإمام الصلتؤ وإقصاء‬ ‫التيار المحافظ من السلطة‪ .‬وعليه فقد كان على جانب كبير من المكر‬ ‫والدهاء"‪.‬‬ ‫د‪ -‬الجرأة والثقة بالنفس‪ :‬امتازت شخصية موسى بن موسى بالجرأة والثقة‬ ‫بالنفس فلم يتورع عن التصريح علانية بموقفه تجاه من يمثل سلطة الإمامة‬ ‫آنذاك‪ .‬بكلان يوجه انتقاداته اللاذعة‪ .‬لمن هم في مواقع المسؤولية‪ .‬فكان‬ ‫يقول‪" :‬أن الدولة في أيدي الفسقة“‪.‬‬ ‫وعندماكان الإمام الصلت يدعوه ليحاجه على دعواه عليه‪ .‬كان يرسل إلى ‪.‬‬ ‫الإمام ليقول له يكل جرأة‪" :‬أنا لا أنظر إلى قول فلان ولا أرضى إلا أن تنزل‬ ‫لى قولي ورأيي“\ ولم تكن جرأته تلك لتنال من القائمين على مؤسسات‬ ‫ا ‪ -‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .262‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.871‬‬ ‫‪ - 2‬أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.221‬‬ ‫‪ - 3‬هاشم! مرجع سابق‪ .‬ص‪.262‬‬ ‫‪ 4‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪ .7‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفه‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.802‬‬ ‫‪ - 6‬أبو قحطان‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.221‬‬ ‫‪401‬‬ ‫الفصل التانى‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫الإمامة وحدهم‪ .‬بل امتدت لتطال أقرانه من العلماء‪ .‬فكان ينتقدهم بشدة‪.‬‬ ‫ولا يثق بهم‪ .‬حتى إنه كان يعبر عن موققه المستهجن منهم بالقول‪" :‬ما هم‬ ‫والقرآن وأي علم ها هنا‪ ،‬وان شربة النبيذ والأعراب لآمن عندي من علماء‬ ‫هذا الزمان“"‪ .‬ولا شك أن هذا يعد خروجا عن المألوف في انتقاداته العلنية‬ ‫والعنيفة من جهة‪ .‬واعتداده بنفسه من جهة أخرى‪.‬‬ ‫إذا كان سكوت الإمام الصلت على تصرفات موسى بن موسى كما أشار‬ ‫أبو قحطان من منطلق تقديره لمكانة والدهإ فقد ذكر أن الإمام الصلت كان‬ ‫رفيق حليما وكان يجله لموضع والده“‪ ،:‬فإن واقع الحال كان يشير أيضأً إلى‬ ‫ضعف قبضة الإمام بعد أن بدت الأمور تسير في غير صالحه‪ .‬ولو لم يكن‬ ‫موسى بن موسى وانقاً من نفسه لما تجرأ وأقدم على ما أقدم عليه‪ .‬وإن كان‬ ‫هناك من وصفه بالشخصية القلقة‪ .‬عندما قادت تصرفاته غير المحسوبة إلى‬ ‫عواقب وخيمة‪ .‬من حيث إشعال فتيل الحرب الأهلية وما ترتب عليها من‬ ‫ووصفه السيابي بالقول‪" :‬وأما موسى الثانى‪ .‬فكان زعيماً غشوماً أقرب إلى‬ ‫الرئاسة منه إلى العدالة““ أما مايلز فقد ذكر“ بأن المعلومات عن أخلاق‬ ‫موسى بن موسى هي في واقع الحال قليلة جدا‪ .‬ومن الصعب إصدار حكم‬ ‫! ‪ -‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.5٥‬‏‬ ‫‪ -2‬أبو قحطان‪” :‬سيرة“‪ .‬ص‪.911‬‬ ‫‪ - 3‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.871‬‬ ‫‪ - 4‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ ،‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪( 2‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪6‬م)‪ .‬صر‪ .67‬وسيشار إليه‪ .‬السيابي‪ .‬سالم‪ :‬عمان عبر التاريخ‪.‬‬ ‫‪501‬‬ ‫قضبة عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫إزاءها إلا أن سياسته كانت على ما يبدو سياسة رعناء} يتحكم فيها الطموح‬ ‫والتعجرف“'‪.‬‬ ‫‪ (4‬تصدم القيادة الإباضية‪:‬‬ ‫لا يمكن إغفال دور القيادات الإباضية سواء كانوا من زعماء القبائل‪.‬‬ ‫أو من العلماء في صنع الأحداث السياسية‪ .‬بل وتوجيهها في مجتمع قبلي‬ ‫كالمجتمع العماني‪ .‬يحظى فيه الزعماء القبليون بمكانة رفيعة‪ .‬وتأثيرهم على‬ ‫أتباعهم كبيرا‪ .‬وكذلك بالنسبة للعلماء الذين غالباً ما ينتسبون إلى أسر لها‬ ‫مكانتها القبلية‪ .‬بل إن بعضهم يجمعون بين الزعامة القبلية والزعامة العلمية‪.‬‬ ‫وعلى ذلك\ كان نجاح السلطة السياسية مرهونا بمدى تحقيق التوازن بين‬ ‫هاتين الفئتين‪ :‬فئة الزعامات القبلية وفئة العلماء‪ .‬لضمان مساندتهم للسلطة‪.‬‬ ‫أو على الأقل تحييد موقفهم‪.‬‬ ‫وهناك من يرى أنَ القوة الطبيعية للدولة‪ .‬ليست بمعزل عن شيوخ القبائل‪.‬‬ ‫وما أن يشعروا أن موقفهم مهدد حتى يسحبوا تأييدهم عن الإمام بحجة أن‬ ‫أعماله خارجة عن نطاق الشريعة‪ .‬وعندها يتم العمل على تجريد الإمام من‬ ‫أي استقلال حقيقي في إدارة الدولة‪ :‬بغرض تهميش دوره‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار أيضا لا ننس كون المجتمع العماني‪ .‬يتألف من مجموعة‬ ‫‪ - 1‬س‪ .‬ب‪ .‬مايلز‪ .‬الخليج بلدانه وقبائله‪ .‬ترجمة محمد أمين عبد الله! ط‪( 4‬مسقط ‪ :‬وزارة التراث‬ ‫والنقافة‪4991 .‬م)‪ .‬ص‪.88‬‬ ‫‪ - 2‬ولكنسون‪ .‬الأفلاج ووسائل الري في عمان" ترجمة محمد أمين عبد الله‪ .‬ط‪( 3‬وزارة التراث‬ ‫والنقافة‪3002 .‬م)‪ .‬ص‪ .77‬وسيشار إليه{ ولكنسون‪ :‬الأفلاج‪.‬‬ ‫‪601‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا عام الصلت بن مالك‬ ‫قبائل معظمهم يمنية من جنوب الجزيرة العربية‪ ،‬ونزارية من شمال الجزيرة‪.‬‬ ‫وبالتالي لهم ثقل سياسي كبيز‪ ،‬ولهذا عندما ضعفت الإمامة‪ .‬وفقدت‬ ‫السيطرة‪ .‬أخذت هذه القبائل مكان الإمامة في حكم المجتمعض وأدى حكم‬ ‫زعماء القبائل إلى تعميق الهوة بين القبائل من نزارية ويمانية‪ .‬وأخذت كل‬ ‫منها تنتصب إماما لها‪ ،‬فعزان بن تميم كان إماما لليمانية‪ .‬والحواري بن عبد‬ ‫الله إماما للنزارية‪ .‬فكانت النتيجة اشتعال حرب أهلية بين الطرفين"‪.‬‬ ‫يعزى ذلك التصدع أيضا إلى تأرجح موقف العلماء بين القوة والضعف‪.‬‬ ‫فعندما يكون من هؤلاء من هو على درجة من العلم والفقهء ويستطيع الاستفادة‬ ‫من الواقع القبلي العماني وفهمه تكون الإمامة في قوة وازدهار! ويعمل مع‬ ‫نظرائه على تولية أئمة الظهور‪ .‬أما فى حال أنه كان ضعيفاً أو على غير علم‬ ‫بفقه السياسة ومتطلباتها! فإن عدم فهمه ذلك سيؤدي إلى أخطاء جسيمة‪.‬‬ ‫كما حدث من موسى بن موسى وما جره عمله من فتن واضطرابات داخلية"‪.‬‬ ‫وهناك جانب آخر مهم يتصل بهذا العامل وهو المتعلق بإيجابية أو سلبية‬ ‫العلاقة بين الإمام والمرجع الدينيء وفي هذا الإطار يقد بعض الباحثين على‬ ‫حقيقة مهمة مفادها وجود عنصرين يتداخلان في رسم السياسة الداخلية‬ ‫للدولة هما‪ :‬شخصية الإمام ومدى إخلاصه وكفاءته الإدارية‪ .‬وشخصية‬ ‫المرجع الديني‪ ،‬ودوره في بلورة الوحدة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع"‪.‬‬ ‫‪, .‬نل ‪-‬ل ‪1 -‬‬ ‫‪, 191.‬‬ ‫‪ -2‬نصار‪ .‬محمود شييه‪" .‬الفكر السياسي عند الإباضية" (رسالة ماجستير‪ .‬كلية الدراسات العربية‪.‬‬ ‫‪.52‬‬ ‫غير منشورة‪ .‬ص‬ ‫قسم الفلسفة الإسلامية‪ .‬جامعة المنيا جمهورية مصر العربية ‪61‬م)‬ ‫‪ - 3‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪ .871 - 771‬هاشم‪ .‬مرجع سابق؛ ص‪.062‬‬ ‫‪701‬‬ ‫قضة عزل ازماام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وعليه ما أن يسير أحدهما في اتجاه معاكس حتى يؤتّر ذلك على‬ ‫الأوضاع‪ .‬تنشأ الخلافات من جراء اتساع الهوة بين الإمام والققهاء‪ ،‬وتبرز‬ ‫أطماع الزعامات القبلية‪ .‬وعندها يغدو التمحور حول القبائل‪ ،‬وليس حول‬ ‫أئمة الدعوة وعلمائها‪ .‬وبذلك يبدأ الثقل السياسي بالانتقال من الأئمة إلى‬ ‫زعماء القبائل'‪.‬‬ ‫وعلى ذلك يمكن أن نشته وضع الإمامة من الناحية السياسية بمثلث‬ ‫يمثل فيه الإمام والعلماء والزعامات القبلية أضلاعه الثلاثة‪ .‬وما أن يصيب‬ ‫أحد أضلاعه خلل ما حتى يؤثر ذلك الخلل على توازنه واستقامته‪.‬‬ ‫مفوتف العلماء المعاصريث من قضية عزل الإمام الصلت‬ ‫يمثل موقف العلماء المعاصرين من عزل الإمام الصلت نقطة مفصلية في‬ ‫هذه القضية‪ .‬حيث نتجت عن مواقفهم تلك أحداث متسارعة‪ .‬تضار بت فيها‬ ‫المصالح السياسية‪ .‬وتدافعت بسببها الأطماع الداخلية والخارجية‪ .‬فكانت‬ ‫بذلك بداية النهاية لتدهور الإمامة وسقوطها سنة ‪082‬ه‪398/‬م‪.‬‬ ‫وحول هذا الموضوع سوف نقتصر الحديث على مواقف أهم العلماء ممن‬ ‫عاصر أحداث تلك الفترة‪ .‬ممن كان لهم بها علاقة مباشرة وكانت لهم آراء‬ ‫ووجهات نظر دونوها في سِيرهم ومؤلفاتهم! ومن خلالها أمكن التعرف على‬ ‫تباين مواقفهم آنذاك بين فريق مؤيد للعزل‪ ،‬وآخر رافض له (الرستاقية)‪.‬‬ ‫وثالث آثر الوقوف (النزوانية)‪.‬‬ ‫! ‪ -‬العقيلي‪ .‬محمد رشيد الإباضية في عمان وعلاقاتها مع الدولة العباسية في عصرها الأول‪ ،‬سلسلة‬ ‫تراتنا‪ .‬ع‪( 06‬مسقط ‪ :‬وزارة التراث القومى والثقافة‪4891 .‬م)‪3 .‬ص‪.34 - 7‬‬ ‫‪801‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالخك‬ ‫أولا‪ :‬أبرز العلماء الصوايديت لعزل الإمام الصلت‪:‬‬ ‫لم يكن من السهل على موسى بن موسى ان يقدم على قيادة حركة‬ ‫المعارضة ضد الإمام الصلت لو لم يجد دعما من بعض العلماء الذين يعتت‬ ‫بآرائهم؛ ليكونوا له سندا خصوصا وأنه كان يدرك مدى تأثر العامة بآراء‬ ‫ومواقف علمائهم‪ .‬ولعل أيرز العلماء الذين أيدوا عزل الإمام الصلت‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الفضل بن الحواري"‬ ‫تبنى الفضل بن الحواري وجهة النظر التي احتج بها المعارضون‪ ،‬من أن‬ ‫الإمام الصلت قد اعتزل من تلقاء نفسها وكان اعتزاله ذلك شاهراً ظاهرا ‪-‬على‬ ‫دا ر‬ ‫وبيت الما ل ‘ وا نتقل من‬ ‫عسكر ‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫تعبيرهم۔ بعدما ترك‬ ‫حد‬ ‫الإمامة إلى دار أحد أبنائه "من غير أن يلقى من القوم حجة ما يريدون‪ ،‬أو‬ ‫إلى توبة“"‪.‬‬ ‫ادعاء‬ ‫أو‬ ‫أو عزل‪.‬‬ ‫نصيحة‬ ‫كان الفضل يخالف الرأى القائل بأن اعتزال الإمام كان تقية‪ .‬بعد أن‬ ‫خاف على نفسه‪ .‬محتجاً على ذلك من منطلق أن أئمة العدل القاطعة‬ ‫للشرى لا تسعها التقية‪ .‬وأنه كان على الإمام الصلت الجهاد حتى يقتل أو‬ ‫ا ‪ -‬الفضل بن الحواري‪ :‬هو الشيخ العلامة أبو محمد الفضل بن الحواري الإزكوي السامي من بني‬ ‫سامة بن لؤي بن غالب‪ .‬وهو يعد من أشهر علماء عمان في القرن الثالث الهجري‪ .‬للمزيد انظر ترجمته‬ ‫في‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق! صر‪.852-162‬‬ ‫الجدير بالذكر هنا أن المصادر سكتت عن السبب الذي دفع بالعالم الفضل بن الحواري إلى اتخاذ‬ ‫موقف معاد من موسى بن موسى الإزكوي وراشد بن النظر اليحمدي‪ .‬بعد أن كان مؤيدا لهما في عزل‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬ونعتقد أن ذلك‪ ،‬راجع إلى شعوره بتهميش دوره‪ .‬واستثثار موسى بن موسى بالاهمية‬ ‫السياسية‪ .‬إلى جانب راشد ين النظر‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.102‬‬ ‫‪901‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫يقتل‪ .‬مؤكدا فى هذا الصدد أن اعتزال الإمام الصلت كان من تلقاء نفسه‪.‬‬ ‫وإن الإمام لو ل يأ ذلك لكان بإمكانه الهروب إلى الرستاق أو الجبل' أو‬ ‫إلى جلفار أو إلى أي موضع يرجو فيه الأصلح للمحار بة‪.‬‬ ‫وفي المقابل نجد أن الفضل يصوب ما أقدم عليه موسى بن موسى" في‬ ‫خروجه على الصلت ومبايعته لراشد بن النظر© بل إنه انتصر لراشد في سيرة‬ ‫كتبها إليه‪ .‬ومما جاء فيها‪" :‬بلغنا أنهم يحتجون عليك أن الإمامة مشتركة‬ ‫لجميع المسلمين‪ .‬إنما هي لمن حضر منهم العقد‪ ،‬ولم يخرج عنها إلا غائب‬ ‫عنها من المسلمينش أو مضاد لها ولأهلها! معاند مخطئ لأهلها‪ .‬يدين بإمامة‬ ‫الأول [يعني الصلت]‪ .‬وأما الغائب فلم يكن للمسلمين أن ينتظروه۔ ولو كانت‬ ‫لا تعقد حتى يتوافى إليها جميع المسلمين‪ .‬لكان جميع الأمة ومن مضى قد‬ ‫أخطاء وهذه دعوى باطلة؛ لأن التقديم والعقد إنما لمن حضر من أهل العلم‪.‬‬ ‫والقدم في الإسلام وأعلام المسلمين‪.‬۔““‬ ‫من خلال النص السابق يمكن الاستنتاج بأئه لم يكن هناك إجماع من‬ ‫قبل العلماء على عقد الإمامة لراشد بن النظر من قبل موسى بن موسى كون‬ ‫هذه البيعة اقتصرت على من حضر من العلماء إلى فرق‪ ،‬التي عقدت فيها‬ ‫الإمامة على غير العادة‪ .‬ومن جانبآخر يبدو أن هناك عزوفاً م قبل بعض‬ ‫العلماء عن المشاركة في بيعة راشد كونها لا تستند على شرعية من ناحية‪.‬‬ ‫‪- 1‬ربما يقصد بالجبل هنا الجبل الأخضر بالمنطقة الداخلية‪.‬‬ ‫‪ 2‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .4‬ص‪ .831‬السالمي‪ .‬المصدر السابقء ج‪1‬ش ص‪.102-202‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق ص‪.8:22-952‬‬ ‫‪011‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫وغير مدعومة بتأييد أغلب العلماء من أهل الحل والعقد من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وإذا كانت وجهة نظر الفضل بن الحواري حول صحة عقد الإمامة بمن‬ ‫حضر البيعة من العلماء تبدو عقلانية إلى حد ماء إلا أنه لم يعط تفسيراً عن‬ ‫الأسباب التي دعت الآخرين إلى عدم المشاركة‪ .‬فهل كان تغيبهم نتيجة‬ ‫وجودهم خارج البلاد؟‪ .‬أم لظروف صحية ألمت ببعضهم؟‪ .‬أم كان ذلك‬ ‫مقاطعة منهم للبيعة؟ أما أن ينفرد بعض العلماء بأمر عقد البيعة فإن ذلك‬ ‫لانك سيكون مدعاة للتحزب‪ ،‬وإثارة للفتنة والفرقة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أبو جابو محمد بن جعفر الإزكويا'‪:‬‬ ‫كان موقف محمد بن جعفر أقل وطأة من موقف الفضل بن الحواري‪.‬‬ ‫فالمصادر لا تشير إلى موقف صريح كان قد تبناهإ كالمشاركة في الخروج على‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬أو مبايعة راشد ين النظر‪ .‬ومما أثر عنه فكيتابه الجامع قوله‪“:‬‬ ‫إنا نتولى من يتولى المهنا بن جيقر‪ ،‬والصلت بن مالك‘ وراشد بن النظر؛ إذا‬ ‫أظهر إلينا حجة في ولايته‪ .‬لراشد بن النظر يجب بها له العذر عند المسلمين‬ ‫في دينهم من ولايتهم إياه“‪.‬‬ ‫ومعنى ولايته لراشد أي الإقرار بشرعية إمامته‪ .‬خصوصا وأنه كان يرى أن‬ ‫اعتزال الصلت كان شاهراً ظاهرا‪ .‬وقد شهد أن الصلت قد بعث إلى راشد‬ ‫‪ - 1‬محمد ين جعفر‪ :‬هو الشيخ العلامة أبو جاير محمد بن جعفر الإزكوي من مشاهير العلماء في‬ ‫زمانه‪ .‬وهو من علماء النصف الثاني من القرن التالث الهجري‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬مرجع سابق‬ ‫‪.1372‬‬ ‫‪ - 2‬الإزكوي‪ .‬محمد‪ :‬الجامع‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.291‬‬ ‫‪111‬‬ ‫فضة عزل !!‪ .‬مام الطت بن مانك الخروصي‬ ‫بخاتم الإمامة ومفاتيح الخزانة "ولم يعارضه في شيء‪ .‬وهو في جواره قريبا‬ ‫من سنة إلى أن مات‘ وليس يذهب عليكم ما كان له من الأعوان والإجابة‬ ‫والقدرة من أهل عمان‪ .‬لوكان مقهور أو أراد القتال“"‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى كان قد تبنى مواقف معتدلة في مقاتلة الخارجين على‬ ‫الإمام من ذلك قوله لعزان بن الهزبر" عندما أراد حشد الناس لمحاربة‬ ‫الخارجين من الأجناد على الإمام‪" :‬إن من المأثور عن العلماء‪ .‬أن الحرب‬ ‫إذا لم يرج نفعها تركت؛ لئلا يغرى بالأرامل والضعاف© وأن هؤلاء القرم لا‬ ‫يطلبون ثأرا‪ .‬ولا دما‪ .‬ويطلبون المال{ فيلي ذلك غيركك ولا تدخل أنت فيه‪.‬‬ ‫واعتزل عنهم! فإذا انصرفوا فارجع إلى مكانك“‪ .‬وبسبب هذا التثبيط من‬ ‫قبل محمد بن جعفر لعزان بن الهزبر‪ .‬لم يتوان أبو المؤثر من معاتبته العتاب‬ ‫الشديد بل وأكثر من ذلك عندما دعاه إلى التوبة مما قد اقترفه من أخطاء‬ ‫جسام‪ .‬في بعض ما أفتى به‪ .‬وأمره بالرجوع إلى المسلمين ومشاورتهم" وذلك‬ ‫من خلال سيرته التى كتبها له‪.‬‬ ‫ونستدل من تلك السيرة أن المراسلات والمشاورات لم تكن لتنقطع‬ ‫بين العلماء وإن اختلفت ؤجهات النظر بينهم‪ ،‬كما أن تلك السيرة حافلة‬ ‫ا ‪ -‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬جا‪ .‬ص‪.002‬‬ ‫مرجع‬ ‫البطاشى؛‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫الثانى من القرن الثالث الهجري‪.‬‬ ‫عزان بن الهزبر‪ :‬من علماء النصف‬ ‫‪1‬‬ ‫صر‪.035‬‬ ‫سابق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ .‬الصلت بن خميس "سيرة إلى أبي جابر محمد بن جعفر“‪ .‬السير والجوابات‪ ،‬ج‪.1‬‬ ‫مصدر سابق‪ .‬ص‪ . 062‬وسيشار إليه‪ .‬أبو المؤثر‪" :‬سيرة"‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.272 - 152‬‬ ‫‪211‬‬ ‫القصل التاني‪ :‬حرحة المعارضة وعزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫بالكثير من المواقف المقتبسة من الهدي النبوي‪ .‬وسيرة الخليفتين‪ :‬أبي بكر‬ ‫الصديق‪ .‬وعمر بن الخطاب (رضى الله عنهما)‪ .‬عدا ما احتوت عليه من‬ ‫آيات قرآنية كريمة‪ .‬وأحاديث نبوية شريفة في التدليل على ما جاء فيها من‬ ‫نصائح وإرشادات في فقه السياسة الأمر الذي يمكن أن نستنتج منه أن أبا‬ ‫جابر محمد بن جعفر لم يكن له باع طويل في التعاطي مع الشان السياسي‪.‬‬ ‫وقلة خبرته في هذا المجال‪ :‬لذلك حرص أبو المؤثر على تنويره بالكثير من‬ ‫المسائل ذات الصلة بالفقه السياسى‪ .‬حتى يوضح له الكثير من المغالطات‬ ‫حول ؤجهة النظر التي أبداها من قضية عزل الإمام الصلتؤ ووقوفه ‪-‬ولو‬ ‫بالرأي‪ -‬إلى جانب المعارضة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أبرز العلماء المعارضيت لعزل الإصام الصلت‬ ‫‪ - 1‬أبو العموثر الصلت بث خصيب الخروصي‬ ‫كان أبو المؤثر من أوائل الذين أثاروا الحرب الكلامية دفاعا عن الإمام‬ ‫الصلت وضد أولئك الذين خرجوا لعزله‪ .‬مما جعله على رأس المعارضين‬ ‫لعزل الإمام الصلت‘ حتى أنه أل خصيصا لذلك كتاب الأحداث والصفات‬ ‫للدفاع عن موقف الإمام‪ .‬والزد على موسى بن موسى! وكشف مخططاتهم‬ ‫للاستيلاء على السلطة مستخدما في رده عليهم شتى الطرق‪ ،‬والوسائل‪.‬‬ ‫مصحوبة بالحجج والبراهين من الكتاب والسنة‪ .‬وسيرة السلف الصالح‪ .‬وما‬ ‫ز عن العلماء العمانيين المتقدمين‪ .‬غير أنه لم يتخذ موقفا عملياً من الثوار‪.‬‬ ‫ر‪.‬‬ ‫ص‪:‬‬ ‫مصدر سابق‬ ‫الأحداث والصفات‪.‬‬ ‫مقدمة تحقيق كتاب‬ ‫جاسم ياسين‬ ‫الدرويش‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪311‬‬ ‫قخية عزل العام الت بن مالك الخروصي‬ ‫مكتفيا بالمناظرة الكلامية‪ .‬إذ كان أبو المؤثر ضريراً'‪ ،‬ثم إن الإمام الصلت‬ ‫نفسه لم يشأ اتخاذ موقفأ مقاوما‪.‬‬ ‫كان التيار المطالب بعزل الإمام الصلت في وضع أقوى من أبي المؤثر‬ ‫وغيره من العلماء الذين كانوا يؤيدون استمرار إمامته‪ .‬ومن جهة أخرى لم‬ ‫يكن أبو المؤثر يملك من الخيارات ما قد يساعده على اتخاذ موقف عملي‪.‬‬ ‫فبدا موقفه ضعيف مع ضعف الإمامإ وقوة المعارضة‪ .‬وهكذا كان ميزان القوى‬ ‫يميل لصالح المعارضة خصوصا وأتها حظيت بدعم كبير من قبل بعض زعماء‬ ‫العشائر آنذاك‪.‬‬ ‫وإلى جانب كتاب الأحداث والصفات كتب أبو المؤثر سيرة في ذات‬ ‫الحدث أسماهاكتاب البيان والبرهان رة على من قال بالشاهدينة‪ .‬بالإضافة‬ ‫إلى رسالته التي خص بها أبو جابر محمد بن جعفر© ‪-‬وقد سبق الإشارة إليها‪.‬‬ ‫وقد امتازت كتاباته بأسلوب بلاغي وخطابي رفيع‪ ،‬دليل على سعة إطلاعهص‬ ‫ونقافته‪ .‬وفكره الذي تميز به‪ .‬بكونه عالما له مكانته العلمية المرموقة‪ .‬وإن لم‬ ‫يكن نجح في التأثير على موقف المعارضة حينها‪ .‬فقد نجح لاحقا في تأسيس‬ ‫جيل اقتفى أثره ‪ .‬وسار على نهج فكره المؤسس لما سيعرف في فترة لاحقه‬ ‫بالمدرسة الرستاقية‪.‬‬ ‫‪ - 1‬البطاشى‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.32‬‬ ‫‪ - 2‬انظر‪ :‬أبو المؤثر‪" :‬البيان والبرهان"‪ .‬ص‪.971 - 941‬‬ ‫‪411‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫د ‪ -‬أبو قحطات خالد بت قحطات‬ ‫من يقرأ في سيرة أبي قحطان! يدرك تماما مدى تمسكه بالموقف المؤيد‬ ‫لإمامة الصلت بن مالك لذلك أفرد للحدث سيرة بين فيها موقفه بصراحة‪.‬‬ ‫مدلل على رأيه بالحجج والبراهين المستقاة من الكتاب والسنة‪ .‬وسيرة السلف‬ ‫الصالح‪ .‬حيث جاء في سبب تأليفه للسيرة قوله‪" :‬وإنما كتبنا لكم يا أهل‬ ‫عمان هذا الكتاب‪ .‬وشرحنا لكم فيه سيرة المسلمين؛ لكي تفهموا وتفقهوا‬ ‫ضلالة من ثار على الصلت بن مالك وعزله‪ .‬كما أشار إلى أن ما حدث يعتبر‬ ‫قضاء وقدراً‪ .‬واختباراً وابتلاَ من الله سبحانه وتعالى لأهل عمان» حيث ذكر‬ ‫في سيرته ما نصه‪" :‬فابتلى الله أهل عمان برئيس من رؤسائهم وعلمائهم‪ .‬كما‬ ‫ابتلى غيرهم‪ .‬فلما اخئبروا قل بصرهم" وزالت عقولهم! وحادوا عن الحق‪.‬‬ ‫وخالفوا سيرة المسلمين إلا قليلا أنقذهم الله“"‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر كان يرى وجوب محاربة الإمام الصلت الخارجين عليه‬ ‫واتخاذ موقف حازم إزاء ما قاموا به‪ .‬وكان يرفض التسليم بضعف الإمام‪.‬‬ ‫وعجزه عن تسيير شؤون الإمامة‪ .‬معقباً على كلام موسى بن موسى في‬ ‫استحلال عزل الصلت ‪ ،‬كونه صار إلى حد الزمانة وتغير العقل بالشهادة على‬ ‫أن الإمام الصلت كان يحكم بين الناس يالعدل‪ ،‬وإنه كان يبرز إليهم وهو‬ ‫صحيح العقل واللسان‪ .‬والسمع والبصر'‪.‬‬ ‫‪ - 1‬انظر تنص السيرة فى‪ :‬أبى قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص ‪.741 - 18‬‬ ‫ص‪. 811‬‬ ‫‪-2‬۔ المصدر نقسه‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪321‬‬ ‫‪ -3‬المصدر نقسه‬ ‫‪ 4‬۔ البطاشى‪ .‬مرجع سايق ص‪.962‬‬ ‫‪511‬‬ ‫قصة عزز از‪ .‬مام الصلت بن مالد الخروص‬ ‫وفي مقابل استنكار أبو خالد قحطان لعزل الإمام الصلت لم يكن‬ ‫يعترف بشرعية عقد الإمامة لراشد بن النظر‪ .‬كونها أخذت بالغلبة والجبر‬ ‫على حد قوله‪ .‬منتقدً موقف موسى بن موسى في عقده البيعة لراشد حتى‬ ‫يستأثر بمنصب قاضي الإمام'‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو الحنذر بشير بن محمد بن محبوب‬ ‫أشار السالمي في معرض ذكره للعلماء الذين عاصروا قضية عزل الإمام‬ ‫الصلت‪ .‬أن أبا المنذر كان من العلماء الذين اتخذوا مبدأ الوقوف في هذه‬ ‫القضية‪ .‬غير أه عاد ليذكر بأنه كان من جملة العلماء الذين برئوا من موسى‬ ‫بن موسى؟ء ومن وجهة نظرنا نرى أن هذا التباين ليس منشأه تذبذب موقف‬ ‫عالم مشهور كأبي المنذر‪ .‬وإنما مرة قراءتنا للنصوص التي تذكر بأته كان‬ ‫إلى جانب الواقفين؛ نظرا لعدم وجود حجة دامغة تدعم أحد الموقفين‪.‬‬ ‫فمثلا الأزهر ين محمد بن جعفر{ وهو من العلماء الذين عاصروا أبا المؤثر‬ ‫يورد عنه قوله‪" :‬هؤلاء الذين يدعون رأيي ليس لهم معرفة بما أنا عليه{ وأنا‬ ‫أضعف عن القول فيما دون هذا فكيف أقول هذا۔ وما أنا إلا واقف ملتمس‬ ‫للحق‪ .‬وهذا الذي في أيدي هؤلاء الناس إنما أخذوه عن أبي المؤثر“ة‪ ،‬ثم‬ ‫يعلق الأزهر على ما ذكره أيو المنذر بالقول‪ ” :‬فهذا أمر يشير ‪-‬رحمه الله‪ -‬وكان‬ ‫إلى التوقف والورع‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪, .421 - 321‬‬ ‫‪_-‬‬ ‫‪ -‬السالمي‪ .‬عبد اله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.791‬‬ ‫يح‬ ‫‪ -‬الأزهر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.544‬‬ ‫دي‬ ‫‪ -‬الصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪611‬‬ ‫الفصل التاني‪ :‬حرحة المعارضة وعزل ازا مام الصلت بن مالك‬ ‫وإذا كانت تلك شهادة عالم معاصر لأبي المنذر‪ .‬إلا أن الأزهر لم يذكر‬ ‫فيم كان وقوفه‪ .‬ومتى؟ هل بعد إقدام موسى بن موسى على عزل الصلت؟‬ ‫أم كان وقوفه على أحداث وقعت فيما يعد بفترة مانلزمن؟ ولكي نقرب‬ ‫الصورة إلى الذهن نورد النص التالي لأبي المنذر‪" :‬وأما ما كان من أحداث‬ ‫المحدثين بعد موسى وراشد‪ .‬فاختلف علينا بها الأخبار‪ .‬ولم يجتمع لنا على‬ ‫شهرتها أهل الدار‪ .‬وقالوا فيها مقالات متناقضة‪ .‬وحكوا في ذلك حكايات‬ ‫متكافئة‪ .‬فأمسكنا ورأينا أن ذلك مما يسعنا جهله! حتى يصح معنا عدله{ أو‬ ‫تقوم علينا الحجة بضلال أهله“"‪.‬‬ ‫نستنتج مما سبق أن وقوف أبي المنذر كان في الأحداث التي تلت عزل‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬أي إبان إمامة راشد بن النظر‪ .‬وعزان بن تميم والأحداث‬ ‫التي كانت في عهدهماء أما موقفه من قضية عزل الإمام الصلت فمن الواضح‬ ‫‪-‬حسب تحليلنا للأحداث أتكهان معارضا لعزل الإمام‪ .‬أو للطريقة التي عزل‬ ‫بها‪ .‬فقد كان يرى أن موسى بن موسى‪ .‬قد أحدث بتقديمه لراشد ين النظر‬ ‫إماما‪ .‬على إمامة الصلت بن مالك وقد أشار أبو المنذر إلى أن موسى بن‬ ‫موسى قد احتج لنقسه في جواب كان منه‪ .‬ذكر فيه جملة من الحجج التي‬ ‫دعته لعزل الإمام الصلت بن مالك‘ وقد فند أبو المنذر ادعاءات موسى بن‬ ‫موسى‪ ،‬وفي ذلك ما يدلل على تمسكه بإمامة الصلت بن مالك‪..‬‬ ‫[ ‪ -‬ابن روح‪ .‬محمد بن عربي الكندي‪" .‬الولاية والبراءة" مخطوط مصور‪ .‬رقم ‪. 231.‬ك‪91‬م‬ ‫‪7‬كا (المجموعات الخاصة‪ .‬مكتبة جامعة السلطان قابويس)‪ .‬ص ‪ .51‬وسيشار إليه‪ .‬ابن روح‪" :‬الولاية‬ ‫والبراءة"‪.‬‬ ‫‪ - 2‬حول حجج موسى بن موسى وتفنيد أيي المنذر لها راجع‪ :‬أيا المنذر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.983 - 283‬‬ ‫‪711‬‬ ‫قضية عزل ال عام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 4‬مالك بن غسان بن خليد الصلاني‬ ‫قادنا جوابه إلى تلميذه محمد بن روح بن عربي! في قضية عزل الإمام‬ ‫الصلت إلى أنه كان من المعارضين لعزل الإمام} وإن الأسباب التي ذكرها‬ ‫الخارجون عليه‪ .‬والحجج التي ساقوها‪ .‬خصوصا تلك المتعلقة باعتزال الإمام‬ ‫عن دار الإمامة كانت في رأيه غير منطقية ولا مقنعة‪ .‬وقد جاء في هذا‬ ‫الجواب ما يلي‪" :‬فإن قال قائل إن الصلت بن مالك اعتزل من بيت الإمامة‬ ‫وخلى إمامته‪ .‬قلنا له‪ :‬قد خلف على إمامته من يثق به‪ .‬وهو عزان بن تميم‪.‬‬ ‫وليس تحوله من دار إلى دار مما يزيل إمامته‪ ...‬والصلت بن مالك إنما خرج‬ ‫من بيت المسلمين إلى بيت ولده‪ ،‬بموضع يقال سندان‪ ،‬يكون بين منزله ذلك‬ ‫وبين منزل الإمامة ميدان فرس وليس ذلك مما يزيل إمامته“"‪.‬‬ ‫‪ - 6‬موستا بن محمد بن عدي الإزكوي‬ ‫ذكر مالك بن غسان بن خليد في الجواب الذي بعث به إلى تلميذه‬ ‫محمد بن روح‪ .‬أن العالم موسى بن محمد وصل إلى مدينة نزوى عاصمة‬ ‫الإمامة آنذاك‪ .‬وذلك بعد يومين أو ثلاثة أيام من عزل الإمام الصلت ويبدو‬ ‫أن زيارته لنزوى كان بهدف استيضاح ما جرى‪ ،‬إذ سرعان ما ذهب لمقابلة‬ ‫الإمام الصلت وهو بدار ولده محمد‪ ،‬وعندما رجع من عنده لقيه مروان‬ ‫‪ - 1‬ابن روح‪ :‬هو الشيخ العالم الفقيه أبو عبد الله محمد بن روح بن عربي الكندي النزوي السمدي‪.‬‬ ‫من علماء النصف الأول من القرن الرابع الهجري‪ /‬العاشر الميلادي‪ .‬للمزيد انظر البطاشى‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪.082 -‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ - 2‬البطاشى‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.972‬‬ ‫‪811‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫بن زياد‪ 5‬فقال له مروان‪" :‬ته قد صح معنا أن الصلت قد تبرأ من الإمامة‬ ‫بفاهدي عدل فقال له موسى‪ :‬الساعة جئت من عنده“'‪ .‬وكأنه بقوله ذلك‬ ‫أراد أن يوصل رسالة مفادهاء أن الإمام الصلت بن مالك لم يخبره بأنه قد ترك‬ ‫الإمامة أو تبرأ منها‪ .‬ثم أشار مالك بن غسان إلى أن موسى بن محمد الإزكوي‬ ‫قد أظهر الإنكار على راشد بن النظر ولم يجز له أخذ الزكاة} ولا قصر الصلاة‬ ‫(قامة صلاة الجمعة بدلأً من صلاة الظهر ) "‪.‬‬ ‫وفي ختام استعراضنا لمواقف أولئك الذين اعترضوا على عزل الإمام‬ ‫الصلت وبقوا متمسكين بإمامته‪ .‬نؤيد رأي السيابي حين أشار إلى أنهم‬ ‫لم يبدوا موقفا حازما‪ .‬مكتفين بالتنديد بما فعله موسى بن موسى وكانوا‬ ‫آنذاك“ أجل من موسى شأنا‪ .‬وأوسع علما‪ .‬وأسبق عملا‪ .‬وأولى بالأمر‪ ،‬أيكفي‬ ‫يكرهون إمامة راشد\ وبيعة موسى بن موسى‪ ،‬وهم قعود في بيوتهم‪ ،‬والحق‬ ‫يرغم ويداس“<‬ ‫ثالثا‪ :‬أبرز العلماء الواقفين مت قضية عزل الإمام الصلت‬ ‫ا ‪ -‬أبو الحواري محمد بن الحواري‬ ‫أشارت بعض المصادر والمراجع إلى أن أبا الحواري كان ممن يقف عن‬ ‫موسى بن موسى والإمام راشد بن النظر والواقع أننا لم نجد نضاً يبين لنا‬ ‫‪ - 1‬أبو المنذر‪" :‬سيرة“‪ .‬صر‪.044‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ .‬البطاشي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.142‬‬ ‫‪- 3‬السيابي‪ .‬سالم‪:‬غمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.721‬‬ ‫‪ 4‬هو أبوالحواري محمد ين الحواري بنعثمان القري منعلماء النصف الثاني من القرت الثالث‬ ‫المجري‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬صك‪.672- 72‬‬ ‫‪- 6‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع ج‪ .3‬ص‪ .222‬السالمي‪ ،‬عبد الله ‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪1 .1‬ص‪.79‬‬ ‫‪911‬‬ ‫كضة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫موقف أبي الحواري غير أن البطاشي مثلا ورغم أنه لم يشر إلى موقفه من‬ ‫القضية‪ .‬إلا إنه ذكر أن أبا المؤثر كان من أخص شيوخه وأكثرهم ملازمة له‪.‬‬ ‫ونحن نعرف مسبقا موقف أبي المؤثر من القضية‪.‬‬ ‫كما أن أبا الحسن البسيوي‪ .‬وهو من علماء المدرسة الرستاقية ‪ -‬الذين‬ ‫سنتحدث عنهم لاحقا عندما سئل عن ولاية أبي الحواري قال‪" :‬إذا لم أتو‬ ‫أبا الحواري فمن أتوآى؛ صحبته ستين سنة لم نعلم منه هقوة“" وهذا يجعلنا‬ ‫نميل إلى أن موقفه قد لا يختلف عن موقف أيي المؤثر والبسيوي‪ ،‬وإن‬ ‫لم يصرح بذلك" ربما لظروف منعته من إبداء رأيه؛ لذلك آثر الابتعاد عن‬ ‫المعترك السياسي آنذاك بدليل أن مالك بن غسان في جوابه‪ ،‬لتلميذه ابن‬ ‫روح ذكر "أن أبا الحواري كان في حدك تقية أن يظهر البراءة من موسى بن‬ ‫موسى وراشد بن النظر‪ .‬من أجل ضعفه وركنه؛ إلا أنا قد كنا معه في مجلسه‪.‬‬ ‫ورتما قد ظهر منه ما يستدل على أنه مما لا يقف عنهماء ولم يكن يظهر إلينا‬ ‫البراءة منهما! وكان الذي تقدره فيه من جهة التقية“"‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال لا يستعمل العلماء التقية إلا إذا كانوا مغلوبين على‬ ‫أمرهم‪ .‬وفي حالة من الضعف تحول بينهم وبين المجابهة مع السلطةء وبرما‬ ‫تعقل‪ .‬خوفا من عاقبة الأمور حتى لا تزداد سوءا‪ .‬وتقود إلى فتنة غير محمودة‬ ‫العواقب‪.‬‬ ‫ونص آخر لمالك بن غسان قال فيه‪" :‬قد كنت أنا ذات يوم في مجلس‬ ‫صر‪.672‬‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المنذر‪“ :‬سيرة“ ص‪.044‬‬ ‫‪021‬‬ ‫التصل الثاني‪ :‬حرحة المعارضة وعرل الإ‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫أبي الحواري‪ .‬وكان معنا في ذلك المجلس رجل من الأعراب‪ .‬من بني مهدي‬ ‫من يني ريام فجرى ذكر موسى بن موسى فاستغفر له ذلك الرجل الاعرابي‬ ‫قام [أمام] أبى الحواري‪ ،‬فقال له أبو الحواري‪ :‬استغفر ربك فاستتابه من‬ ‫ذلك“'‪ 5‬وقد فسر مالك بن غسان موقف أيي الحواري بالقول‪" :‬ليعلم جلساؤه‬ ‫ا لمنزلة‪ ... .‬وأن أبا ‏‪ ١‬لحوا ري يعلم‬ ‫فى تلك‬ ‫ليس ما عنده‬ ‫بن موسى‬ ‫أن موسى‬ ‫مذهبنا فلم ينكر علينا ولا كان يخطينا‪ ...‬وإنه وضع كتابا‪ :‬في أيامه فيه آثار‬ ‫وأخبار ما حدث بين أهل عمان لم ير فيه أنه يدعو إلى الوقوف من موسى‬ ‫ين موسى ؤراشد بن النظر وهو بذلك أراد أن يبرهن أن أبا الحواري كان‬ ‫معارضا لعزل الإمام الصلت‪ .‬وبالتالى كان وقوفه آنذاك وقوف تقية لا وقوف‬ ‫‪ - 2‬الازهر بن محمد بن جعفو‬ ‫يعل ا! زهر بن محمد كغيره من العلماء ا لسابق ذكرهم شاهد على عصره‬ ‫وعلى ما جرى فيه من أحداث بل أته كان على اتصال مباشر بالعلماء الذين‬ ‫بن جعفر أحد أبرز العلماء فى تلك الفترة‪،‬‬ ‫فوا لده محمد‬ ‫الحدث‬ ‫عاصروا‬ ‫كما أن الأزهر أحد الذين تركوا لنا ما نستدل به على موقفه من قضية عزل‬ ‫جاء فى سيرته‪ ..." :‬وعندي معرفة بهذا الذي حدث‬ ‫الإمام الصلت‪ .‬حيث‬ ‫ا ‪ -‬المصدر نفسه‪ .‬ص‪.144 - 044‬‬ ‫‪ 2‬لا شك أكنثيرا من العلماء قد عبروا عن مواقفهم من قضية عزل الإمام الصلت في سيرهم‪ .‬لكن‬ ‫يدو أن كثيرا منها قد فقد‪ .‬ومنها هذا الكتاب الذي أشار إليه مالك بن غسان‪ .‬ولا يمكن تأكيد سبب‬ ‫فقدها وإن كنا نرجح ضياعها فى أتون الحرب الأهلية التى أعقبت حادثة العزل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المنذر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.1+4‬‬ ‫‪121‬‬ ‫قضية عزل الإ مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫في عمان‪ .‬وفرق بين الإخوان‪ .‬وكنت صاحب القوم جميعا في الليل والنهار‪.‬‬ ‫وعندي علم تلك الأخبار‪ .‬وقد رأيت أن أبذل للمسلمين نصيحتي‪ ،‬وأؤدي‬ ‫معرفتي‪ .‬وأبلغ حجتي فألفت هذا الكتاب من الآثار عند العلماء الأخيار‪.‬۔“"‪.‬‬ ‫لم يخف الأزهر امتعاضه الشديد من الفتنة التي حدثت‪ ،‬ومن اضطراب‬ ‫الأوضاع في عمان في تلك الفترة "‪ ...‬والذي حدث في عمان بين الإخوان‬ ‫ينبغي أن توجل القلوبؤ وتبكي العيون‪.‬۔“"} فقد استشعر خطورة الموقف‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك كان يدعو أهل الاختلاف إلى ضرورة التوبة‪ ،‬والرجوع إلى‬ ‫الألفة بعد الفرقة‪.‬‬ ‫وإذا كان الأزهر محسوبأً في البداية على والده محمد بن جعفر‪ .‬الذي‬ ‫كان يتولى موسى بن موسى والإمام راشد بن النظر إلا إته كان يبدي وسطية‬ ‫في التعامل مع من يخالفهم الرأي‪ ،‬لذا أوجد لنفسه مكانة بين فرقاء الرأي‪.‬‬ ‫وكأنه أراد بذلك أن يؤطر له منهجاً يقوم على الدعوة للحوار بين مختلف‬ ‫الأطراف المتنازعة‪ .‬بهدف الوصول إلى صيغة توافقية لدرء الفتنة والشقاق‪.‬‬ ‫مؤكدأ على دور العلماء‪ ،‬إذ كان يقول‪ ...":‬وكنت مخالفاً لهم كلهم‪ .‬والمشايخ‬ ‫الذين كانوا أيامهم‪ .‬فهم مشايخ أهل عمان‪ ،‬وعلماؤهم في أيامهم! وكنت‬ ‫مخالطأً لهم أيضا‪ .‬وأنا ظرهم في هذه الأمور فمنهم من كان مع موسى ورأيه‬ ‫الأزهر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.444‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫‪-2‬۔ المصدر‬ ‫‪ - 3‬المصدر نقسه‪.‬‬ ‫‪221‬‬ ‫الفحل الثاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫كرأيه‪ 6‬ومنهم مكنان واقفاً‪.‬۔“"‪ .‬الأمر الذي يدل على رغبته الصادقة} في إقامة‬ ‫جسر من التواصل والحوار‪ .‬فيما بين العلماء‪.‬‬ ‫وفي مقابلة مع الشيخ سالم بن حمد الحارتي‪ ،‬أكد أيضاً في إطار هذا‬ ‫القضية أن العلماء في ذلك الزمان رغم اختلافهم إلا أنهم لم يكونوا يتبرأون‬ ‫من بعضهم البعض وإن جرت بينهم الأعتاب"‪.‬‬ ‫ويجدلا القول بالنسبة لموقف الأزهر من هذه القضية أته لم يكن يأخذ‬ ‫بالمسّمات في الاختلاف الواقع بين العلماء} بل أنه أخذ على عاتقه السعي‬ ‫جاهدا لمعرفة حقيقة ما جرىں فبعد أن كان يتولى كوالده موسى بن موسىث‪.‬‬ ‫سرعان ما أيقن صعوبة الوصول إلى حكم مطلق؛ نظراً لما يعتري القضية من‬ ‫لبس كبير‪ .‬وتناقض في الروايات‪ ،‬وتضاد في مواقف العلماء المعاصرين‬ ‫للحدث ومن ذلك ا لمنطق وجد أن الوقوف له أسلم‪ 5‬معتراً عن ذلك بقوله‪:‬‬ ‫"‪ ...‬وأنا فقذ دخلت في سبب بعد سبب مع هؤلاء الأئمة‪ .‬وإنما كنت أدخل‬ ‫فيما كنت أستحله وأدين به‪ ،‬ولم أعلم أني دخلت في شيء أحرمه‪ ...‬ولما‬ ‫انقضت تلك الأمور بما فيها‪ .‬ورأيت اختلاف الناسا رأيت الوقوف أولى بي‪.‬‬ ‫ورجعت إلى الاستغفار والمتاب من كل ما أخطأت فيه من تلك الأسباب‪.‬‬ ‫ورأيت الوقوف لي أولى وأسلم وأوثق وأحزم‪ .‬وقوف تبين وسؤال واجتهاد في‬ ‫طلب الصواب‪.‬۔““‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الأزهر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪ .544‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .4‬ص‪.341‬‬ ‫‪ 2‬مقابلة مع الشيخ سالم بن حمد الحارثي‪ ،‬المضيرب‪ .‬ولاية القابل‪ .‬بتاريخ ‪9/9/4002‬م‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬المصدر سابق‪ .‬ج‪ .4‬ص‪.501‬‬ ‫‪ - 4‬الأزهر‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.644‬‬ ‫‪321‬‬ ‫قضة عول المام الصلب بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 3‬نبهان بن عثمان'‪:‬‬ ‫بالرغم من أن العالم نبهان بن عثمان "أحد الأقطاب الثلاثة الذين كان‬ ‫عليهم مدار أمور أهل عمان في زمانهم‪ .‬من الناحية العلمية مع أبي المؤثر‬ ‫الصلت بن خميس وأبي جابر محمد بن جعفر الإزكوي““ إلا أته لم يتخذ‬ ‫موتنا مناصرأ لأي طرف من أطراف النزاع‪ .‬وفي ذلك الإطار علق أبو سعيد‬ ‫الكدمى بالقول‪" :‬وأما أبو عبد الله نبهان بن عثمان فلم نعلم منه أنه بلغنا عنه‬ ‫قول في أهل الأحداث وكانت أموره خاملة مع أهل زماننا الذي أدركناه“"‪.‬‬ ‫نستنتج مما سبق أن نبهان بن عثمان كان واقفا في الإشكال الواقع‪ .‬وإن‬ ‫كنا تتساءل كيف أن عالما بهذا القدر لم يكن له موق ليس من حيث‬ ‫التأييد أو المعارضة لأي من الطرفين؟! وإما على الأقل محاولة إيجاد مخرج‬ ‫لتلك الأزمة‪ .‬التي عصفت بالإمامة‪ .‬وأتت في النهاية‪ .‬إلى تدهور الأوضاع في‬ ‫عمان بشكل عام آنذاك‪.‬‬ ‫خلاصة القول ومن خلال استقرائنا لمواقف العلماء الذين عاصروا‬ ‫الحدث نستطيع القول‪ :‬إن مواقفهم تلك كانت تتمحور حول عدد من‬ ‫القضايا ذات العلاقة المباشر‪ .‬أو غير المباشرة بظروف وملايسات عزل‬ ‫الإمام الصلت\ وما رافق ذلك من أحداث‪ .‬تباينت على إثرها مواقفهم‪ .‬فكان‬ ‫الناني من القرن الثالت الهجري‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نبهان بن عثمان‪ :‬من علماء النصف‬ ‫‪2‬۔ المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكدمى‪ .‬أبو سعيد محمد بن سعيد‪ .‬الإستقامه‪ .‬ج! (وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫ص‪ .912‬وسيشار إليه‪ .‬الكدمى‪ :‬الإستقامة‪.‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫‪421‬‬ ‫القحصل التاني‪ :‬حركة المعارضة وعزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫من أهم النقاط التي أثاروها في نقاشهم للقضية تتلخص في الآتي‪:‬‬ ‫‪ -‬ما مدى صحة اعتزال الإمام الصلت بن مالك وتخليه عن الإمامة‪ .‬قبل‬ ‫إقرار العلماء لذلك الاعتزال‪ .‬وخروجه من دار الإمامة إلى دار أحد أبنائه؟‪.‬‬ ‫وهل كان يصح اعتزاله دون مشورة أهل الحل والعقد؟‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا لم يصح اعتزال الإمام من تلقاء نفسه‪ .‬فلماذا لم يقاتل الخارجين‬ ‫عليه؟! وهو إمام بويع على الشراءء وهل كان يجوز منه التقية في مثل تلك‬ ‫الحالة؟‪.‬‬ ‫‪ -‬أن موسى بن موسى ين علي الإزكوي" عندما علم بخروج الإمام معتزلا‪.‬‬ ‫كان يجب عليه أن يسأله فيم كان اعتزاله! ليحتج عليه بحضور العلماء من‬ ‫أهل الحل والعقد‪.‬‬ ‫‪ -‬تسليم الإمام الصلت بن مالك خاتم الإمامة والكمة ومفاتيح الخزانة‪.‬‬ ‫وإرسالها إلى راشد ين النظر‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم اتفاق العلماء على إمامة راشد بن النظر وكيف أت موسى بن‬ ‫موسى بن علي الإزكوي عقد لراشد وهو في فرق‪ ،‬في حين أن الصلت بن‬ ‫مالك لا يزال إمام في نزوى‪ .‬وهو ما يتناقض مع مبدأ عدم جواز عقد الإمامة‬ ‫لإمامين في البلد الواحد‪.‬‬ ‫‪ -‬استعمال ولاة الصلت الذين كان يعاب عليهم من قبل المعارضة‪.‬‬ ‫‪ -‬محاولة الربط بين خروج المعارضة لعزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫وأحداث الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)‪ .‬على‬ ‫اعتبار أكنَلاهما قد استحق العزل‪.‬‬ ‫‪521‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫الفصل الثالت‬ ‫النتائج السياسية المتوتبة‬ ‫على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫حتى أواخر القرن الرابع الهجري ‪/‬العاشر الميلادي‬ ‫أولآ‪ :‬الحروب الأهلية والاضطرابات السياسية والقبلية‬ ‫لم تكن حادثة عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي لتمر بسلام دون أن‬ ‫تخلف آثارا ستنعكس سلبا على مستقبل عمان السياسى بعد ذلكؤ ولتقود‬ ‫البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار وفقدان الأمن‪ .‬بعد أن نعمت به طوال‬ ‫عهود الأئمة السابقين وحتى نهاية عهده‪.‬‬ ‫وبالرغم من نجاح المعارضة ودفعها بالإمام الصلت إلى الاعتزال‪ ،‬إلا أنها‬ ‫لم تحقق ما كانت تطمح إليه‪ .‬فقد بايع موسى بن موسى بن علي الإزكوي ومن‬ ‫معه لراشد بن النظر في بلدة فرق عندما تأكد لهم خروج الإمام الصلت من‬ ‫بيت الإمامة! معتبرين ذلك تنازلا منه عن الإمامة'‪.‬‬ ‫لم تكن بيعة الإمام راشد بن النظر اليحمدي شرعية من وجهة نظر أبرز‬ ‫‪١‬‬ ‫صک‪‎.12‬‬ ‫جا‪.‬‬ ‫عبد الله‪ :‬التحفة‬ ‫السالمى‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪621‬‬ ‫القحل التالث‪ :‬النتانح السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫العلماء في ذلك العصر كأبي المؤثر الصلت بن خميس الخروصي‪ 6‬حيث‬ ‫ذكر بأن بيعة موسى بن موسى لراشد ين النظر لم تكن بمشورة المسلمين۔‬ ‫ويقصد بهم العلماء من أهل الحل والعقد ‪ .-‬وأنه لم يقم بالبيعة له إلا موسى‬ ‫رانها لإمامته‪ .‬من أمثال عمر‬ ‫كضهام ك‬‫ين موسى ومن خرج معه'‪ 3‬بل أن بع‬ ‫بن محمد القاضي"‪ .‬وموسى ين محمد بن علي وعزان بن الهزبر‪ ،‬وعزان بن‬ ‫تميم‪ .‬وغيرهم ممن بقوا متمسكين بإمامة الصلت بن مالكة‪.‬‬ ‫اعتبر أبو قحطان خالد بن قحطان بيعة موسى بن موسى لراشد بن النظر‪.‬‬ ‫إما كانت بالغلبة والجبرية‪ .‬وأن موسى بن موسى لم يكن هدفه إلا طلبا‬ ‫للملك والدنيا‪ .‬واتضح ذلك عندما "وطئ موسى وراشدا ومن اتبعاهما أثر‬ ‫الصلت بن مالك" وولوا ولاته‪ ،‬وأنفذوا أحكامه“‪ .‬وذلك في إشارة منه إلى‬ ‫أن التغيير الذي كانوا ينادون به لم يكن أكثر من دعاية ووسيلة لكسب تأييد‬ ‫العامة‪ .‬وما أن استولوا على السلطة حتى ساروا على ذلك النهج الذي كانوا‬ ‫ينتقدونه في إمامة الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫سرعان ما تكشفت النوايا الحقيقية من جراء عزل الإمام الصلت\ فأحدث‬ ‫ذلك انقساما‪ ،‬قاد البلاد إلى أتون حرب أهلية‪ .‬بعدما فشل الإمام راشد بن‬ ‫‪ 1‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.41‬‬ ‫‪ - 2‬عمر ين محمد‪ :‬هو عمر بن محمد الإزكوي الضبي من بني ضبه من علماء النصف الثاني من‬ ‫القرن النالث الهجري‪ /‬التاسع الميلادي‪ .‬انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.235‬‬ ‫‪ - 3‬السالمي‪ .‬عبد الله ‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .612‬ولمزيد من التحليل انظر‪ :‬السيابي‪ .‬سالم‪ :‬عمان عبر‬ ‫التاريخ‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.721 - 621‬‬ ‫‪ - 4‬ابو قحطان‪” :‬سيرة“‪ .‬ص‪.421‬‬ ‫‪721‬‬ ‫كضه عرل الإ‪ .‬مام اتصلت بن مالك الخروصي‪,‬‬ ‫النظر في التأكيد على أحقيته بالإمامة‪ .‬ومشروعية عقدها‪ .‬وقد شكلت تلك‬ ‫الحروب منعطفا خطيرا‪ .‬أدخل البلاد في دوامة من العنف وعدم الاستقرار‬ ‫وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية‪ .‬مما جعل منها مطمعا للتدخل‬ ‫الخارجي‪ :‬وسرعان ما انتقدت ما كانت تتمتع به من استقلال عن مركزية‬ ‫الخلافة الإسلامية آنذاك‪.‬‬ ‫ومن أشهر الوقانم الداخلية التي جرت بعمات إباث داك الختوة‪:‬‬ ‫(‪ )1‬صوتنعة الروضة‪:‬‬ ‫لم يكن الإمام راشد بن النظر ليدرك ما يمكن أن يقوم به معارضوه ممن‬ ‫لم يرضوا بيعته‪ .‬كما أن الأمور لم تكن لتسير كما خطط لها موسى بن مو‬ ‫والإمام راشد بن النظر‪ .‬ذلك أن التحالف الذى بنوه لعزل الإمام الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬سرعان ما بدا عليه التفكك" كونه لم يحقق أهداف أولئك المتحالفين‬ ‫معهم من زعماء القبائل خاصة من اليحمد‪ .‬ومن جهة أخرى" وعلى حد تعبير‬ ‫العوتبي“ أنه لما ولي راشد بن النظر الفجحي‪ ،‬وتقدم على إمامة الصلت بن‬ ‫مالكث وهو يومئذ إمام لم يغير ولم يبدله'‪.‬‬ ‫تعد موقعة الروضة أول تحد لإمامة راشد بن النظر وهذه المعارضة‬ ‫كانت من قبل عشيرته‪ .‬وخاصة من فرع كلب اليحمدء الذين كانوا في مقدمة‬ ‫معارضيه"‪ .‬حيث اجتمع كل من الفهم بن وارث الكلبي ومصعب وأبو خالد‬ ‫م)‪.‬‬ ‫‪4891‬‬ ‫ه‬ ‫مستط‬ ‫والتقانة‪.‬‬ ‫القومى‬ ‫التراث‬ ‫(وزارة‬ ‫ج‪.2‬‬ ‫الأنساب‪.‬‬ ‫سلة بن مسلم‪.‬‬ ‫العوتبىء‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الأنساب ‪.‬‬ ‫العوتبى‪:‬‬ ‫إليه‪.‬‬ ‫وسيشار‬ ‫‪.13‬‬ ‫ص‪3‬‬ ‫‪-‬اه‪٨‬‏ ‪2 -‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪381.‬‬ ‫‪821‬‬ ‫القصل التالت‪ :‬النتانح السياسبة المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫أبناء سليمان الكلبي‪ ،‬وخالد ين شعوة الخروصي{ وسليمان ين اليماني‪.‬‬ ‫وشاذان بن الصلتؤ ومحمد بن مرجعة\ وقد كان اجتماعهم بالرستاق' التى‬ ‫أصبحت منذ ذلك الحين مركزا للمعارضة‪.‬‬ ‫من الملاحظ أن كلا من‪ :‬فهم بن الوارث ومصعب وأبو خالد‪ .‬كانوا ممن‬ ‫خرج على الإمام الصلت مع موسى بن موسى وبايعوا راشد بن النظر إلا أنهم‬ ‫سرعان ما انقلبوا عليه يريدون عزله‪ 6‬وقد شبههم أبو قحطان بطلحة والزبير‬ ‫اللذين بايعا علي بنأبي طالبؤ ثم نكثا بيعتهما بعد ذلك"‪ .‬كما علق السيابي‬ ‫على موقف فهم بانلوارث ملتمسا له العذر في خروجه على الإمام راشد‬ ‫بالقول‪" :‬وكذلك م‪ .‬بن وارث الذي كان أولا معهم حتى رأى ما رأى مما سئم‬ ‫منه حتى طاش عقله وفي ذلك إشارة منه على ما كان يرتكبه الإمام راشد‬ ‫وأعوانه من أخطاء في حق رعيته‪ .‬وهكذا غدا رفقاء الأمس أعداء اليوم‪.‬‬ ‫وهذا يدل على وهن التحالف الذي كان قائما بينهم‪ .‬وأن المصالح الذاتية هي‬ ‫من جمعتهم‪ .‬وما أن تضاربت مصالحهم تلك حتى تفرقوا‪ ،‬وقامت العداوة‬ ‫بينهم‪.‬‬ ‫كانت سيطرة النزارية بزعامة موسى بن موسى وتحكمها في الإمام راشد‬ ‫بن النظر قد أفقد زعماء القبائل اليمنية ما كانوا يطمحون إليه من نفوذ واسع‬ ‫في سلطة الإمامة‪ .‬الأمر الذي جعلهم ينقلبون عليه وقد علق السيابي{ على‬ ‫‪١‬‬ ‫‪ - 1‬العوتبي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .313‬السالمى‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪‎.132‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪‎821‬‬ ‫‪" :‬سيرة‪.‬‬ ‫أبو قحطان‬ ‫‪2‬۔‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صر‪531‬‬ ‫ح‪2‬‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫عبر‬ ‫سالم ‪ :‬عمان‬ ‫‪ . 3‬السيابي‪.‬‬ ‫‪129‬‬ ‫قضية عزل الإ مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫ذلك الحال بالقول‪" :‬إن راشد له اسم الإمامة‪ .‬ولموسى معناها“'‪ .‬فصلحياته‬ ‫كانت محدودة كإمام بسبب خضوعه لموسى بن موسى"‪.‬‬ ‫ولكي تستطيع قبائل اليحمد مواجهة الإمام راشد بن النظر وأنصاره‪ ،‬كان‬ ‫لا بد من إقامة تحالف قوي يضم القبائل الأخرى القوية ذات النفوذ الواسع‬ ‫من مختلف المناطق في عمان‪ .‬وخصوصا منطقة الباطنة باعتبارها ظهيرا‬ ‫اقتصاديا مهما‪ .‬حيث وجود مدينة صحار أحد أبرز مراكز التجارة المهمة‬ ‫في منطقة الخليج العربي آنذاك‪ .‬وعلى ذلك؛ قرروا الاستعانة بقبائل العتيك‬ ‫الأردية فكاتبوا مسلم وأحمد بن عيسى العوتبيين ليقوما بدور الوسيط في‬ ‫طلب المبايعة لهما في الباطنة‪ .‬وقد استجاب لهم كل من الشيخ نصر بن‬ ‫منهال العتكي الهجاري‪ ،‬وكذلك سليمان بن عبد الملك بن بلال السليمي‬ ‫من ولد مالك بن فهم‪.:‬‬ ‫وعلى ذلك يمكن القول‪ :‬أن التحالف بين قبائل اليحمدك والعتيك‪ 6‬ويني‬ ‫مالك بن فهم‪ .‬يعد أول تحالف قبلي خلال فترة الإمامة الإباضية الثانية بحجة‬ ‫الدفاع عن الإمامة"‪.‬‬ ‫لقد بات من الواضح أن التمحور أصبح هذه المرة حول القبائل وليس‬ ‫حول أئمة الدعوة الإباضية وعلمائها‪ .‬كما كان من قبل‪ ،‬حيث برز الدور‬ ‫ص‪.131‬‬ ‫المرجع نفسه‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬۔ مايلز مرجع سابق ص‪. 68‬‬ ‫مرجع سايق ص ‪. 762‬‬ ‫هاشم‬ ‫‪ - 3‬العوتبى‪ :‬الأنناب‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.313‬‬ ‫‪ 4‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .762‬فوزي‪ :‬دراسات‪ .‬ص‪.081‬‬ ‫‪031‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل ازامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫القبلي بصورة أكبر هذه المرة‪ .‬في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام‬ ‫العلماء‪-‬إن صح التعبير‪ -‬وإيعادهم عن الخوض في أتون السياسة‪ .‬ليبقى‬ ‫دورهم مقتصرا على الأمور الدينية‪ .‬وبما يضمن نقل الثقل السياسي إلى‬ ‫الزعامات القبلية‪.‬‬ ‫وللأسف لم يدرك كثير من العلماء‪ .‬خطورة ذلك على المستقبل السياسى‬ ‫لعمان في ذلك الوقت‪ ،‬فساند بعض العلماء الزعامات القبلية في كثير من‬ ‫توجهاتهم السياسية الرامية إلى عزل الأئمة‪.‬‬ ‫أما العامة فقد غرر بهم بعدما التبست عليهم دقائق الأمور‪ ،‬وانقادوا‬ ‫إلى زعاماتهم القبلية‪ .‬بعدما رأوا مساندة بعض العلماء لهم‪ ،‬وقد شبه أبو‬ ‫المؤثر‪ .‬خروج كثير من الناس لعزل الإمام راشد بن النظر في موقعة الروضة‬ ‫بخروجهم لعزل الإمام الصلت حيث قال‪" :‬ثم أن فهم بن وارث ومصعب بن‬ ‫سليمان خرجا يمن خرج معهما من أخلاط الناس" أهل الرستاق وغيرهم‬ ‫من أخلاط الناس منهم لا يدري حقا من باطل‪ ،‬ومعهم من ظن أنهما يطلبان‬ ‫حقا‪ .‬وسار فيهم ممن كانوا يتقون يه مثل زاهر بن سليمان{ وغيره‪ 6‬على نحو‬ ‫ما كانوا ساروا مع موسى“‪.:‬‬ ‫كان خروج نصر بن المنهال العتكي‪ ،‬وسليمان بن عبد الملك السليمي‪.‬‬ ‫آخذين البيعة من قومهما من أهل الباطنة‪ .‬وقد ساروا جميعا إلى شاذان بن‬ ‫الصلت بن مالك والفهم بن الوارث يالرستاق لتأكيد البيعة لهمإ ومن هناك‬ ‫‪ - 1‬العقيلي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.812‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.03‬‬ ‫‪131‬‬ ‫قضبة عزل المام الطت بن مالك الحروصى‬ ‫خرجوا جميع قاصدين نزوى‪ .‬وقد أخذوا طريق الجبل يريدون عزل الإمام‬ ‫راشد بن النظر‪.‬‬ ‫لا تشير المصادر إلى الطريق الذي سلكوه للوصول إلى نزوى"‪ .‬وإذا كان‬ ‫العوتبي ذكر طريق الجبل؛ فمن المرجح أنه كان يقصد به الطريق الذي كان‬ ‫يمر عبر وادي بني غافر‪ .‬مرورا ببلد سيت وقرى أخرى عديدة‪ .‬نزولا إلى‬ ‫منطقة الروضة‪ .‬وهى المنطقة التى وقعت فيها المعركة‪.‬‬ ‫أيصنأ لم تر المصادر إلى تاريخ محدد لموقعة الروضة‪ .‬وأقرب المصادر‬ ‫عهدا بالحدث ذكرت أنها حدثت قبل وفاة الإمام الصلت بن مالك ‪-‬اي قبل‬ ‫عام ‪572‬ه‪888/‬م‪ .-‬وفى هذا الإطار ذكر العوتبي في معرض حديثه عن نتائج‬ ‫وقعة الروضة‪" :‬وكل ذلك والصلت حي لم يمت وهو معتزل في بيته وإنما‬ ‫مات بعد هذه الواقعة بزمن" وعليه لا يمكن الأخذ بما ذهب إليه البهلاني‬ ‫بأنها حدثت فى عام‪772‬ه‪098/‬م'‪ .‬أما محقق كتاب الأحداث والصفات‪.‬‬ ‫فذكر بأنها وقعت في حدود عام ‪688/ 3‬م؛‪ ,‬وهو أيضا ما لا يمكن‬ ‫الجزم به! على اعتبار أن فهم بن وارث\ وغيره من زعماء اليحمد‪ .‬كانوا من‬ ‫المناصرين للإمام راشد بن النظر فى بداية إمامته‪ .‬وعلى ذلك يمكننا الاكتفاء‬ ‫و‪472‬ه‪788/‬م‪.‬‬ ‫‪688/‬م‪.‬‬ ‫بالقول‪ :‬إنها وقعت في الفترة ما ‪ 7‬عامي ‪3‬‬ ‫ا ‪ -‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ ،‬ج‪ .2‬ص‪.413‬‬ ‫‪ - 2‬الروضة‪ :‬موضع بالقرب من تنوف من جهة الغرب بين نزوى والجبل الأخضر‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪.‬‬ ‫عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.132‬‬ ‫‪ - 3‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ ،‬ج‪ .2‬ص‪.413‬‬ ‫‪ - 4‬البهلاني‪ .‬أحمد بن محمد بن سليمان‪" .‬الإمعان في وقائع جرت بعفان“‪ .‬يحث غير منشور‪.‬‬ ‫(مكتبة يعقوب بن سعيد البرواني‪ .‬ولاية القابل‪ .‬د‪.‬ت)‪ .‬ص‪.93‬‬ ‫ك ‪ -‬الدرويش‪ .‬جاسم مقدمة تحقيق كتاب الأحداث والصفات‪ .‬مصدر سابق! ص‪ :‬ت‪. .‬‬ ‫‪231‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتانج السباسبة المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كان رد الإمام راشد بن النظر على التحالف الذي أقيم ضده سريعاء فما‬ ‫أن وصل إليه خبر تجمع اليحمد والعتيك‪ 6‬ووصول معسكرهم إلى منطقة‬ ‫الروضة‪ .‬حتى وجه إليهم عدد من السرايا بقيادة عبد الله بن سعيد بن مالك‬ ‫الفجحى‪ .‬والحواري بن عبد الله الحدانى؛ والحواري بن محمد الداهتى'‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار أشار أبو المؤثر في وصفه لقواد راشد بالقول‪" :‬وقد وجه‬ ‫ليهم قواداً ليس فيهم فقيه ولا أمين على حجة‪ .‬ولا بصير بسير المسلمين‬ ‫في الحروب“ة‪ 5‬كما وصف من خرج معهم وناصرهم من الناس بأنهم كانوا‬ ‫خليط‪ .‬وقد خرجوا بين فاسق ومارق‪..‬‬ ‫أعد راشد بن النظر العدة لملاقاتهم‪ .‬وكان لأسلوب المباغتة الليلية التي‬ ‫اتخذها قواده أكبر الأثر في تحقيق النصر السريع على القادمين من الرستاق‬ ‫عبر الممر الجبلى السالف الذكر بعد أن أصابها الإعياء من جراء طول‬ ‫الطريق ومشاقه‪ .‬قهجموا عليهم في الليل‪ ،‬الأمر الذي أدى إلى إثارة الفزع‬ ‫في نفوسهم‪ .‬حتى أن شيخا كبيرا في السن وهو نصر بن منهال العتكي قتل‬ ‫غدرا على فراشه وهو نائم'‪ ،‬ثم تم تطويقهم ومحاصرتهم من جميع الجهات‪.‬‬ ‫وفي ذلك قال أبو المؤثر‪ ...”:‬دار أصحاب راشد بفهم وأصحابه شرقا وغرب‪.‬‬ ‫وأعلا وأسقل“ة‪.‬‬ ‫وفي الصباح وقبل أن تبدأ المعركة‪ .‬حاول رجل من صحار يدعى غيلان‬ ‫‪ - 1‬العوتبي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.413‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ :‬الثحدات‪ .‬ص‪.13‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 7‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪ .3821‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.33‬‬ ‫‪ - 5‬المصدر نفسه‪ .‬ص‪.13‬‬ ‫‪331‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الطلت بن مالد النخروحي‬ ‫بن عمر! ان يكون وسيط سلام بين الطرفين المتحار بين‪ ،‬وسعى لإقناع فهم بن‬ ‫وارث وغيره من وجوه القبائل المتحالفة‪ .‬وكاد مسعاه أن يكلل بالنجاح بعد‬ ‫أن وجد شيئا من الاستجابة إلى دعوة السلم التى طرحها‪ .‬غير أن مناوشات‬ ‫بدأت تقع بين المعسكرين وبدأ القتال ينشب بعيدا عن موقع المفاوضات‪.‬‬ ‫بين فهم‪ .‬وغيلان‪ ،‬وقد حاول الأخير‪ .‬أن يفك ذلك الاشتباك بشتى الوسائل‬ ‫الممكنة ولكنه لم ينجح"‪ .‬وقد وصف أبو المؤثر‪ .‬تلك المحاولة بالقول‪..." :‬‬ ‫أنكهان يكف الناس عن القتال ويحجزهم‪ .‬حتى تعب بدنه وصوته من شدة‬ ‫ما ينهى عن القتال“‪..‬‬ ‫أسفرت الموقعة عن انتصار قوات راشد بن النظر‪ .‬وهزيمة تحالف اليحمد‬ ‫ونتج عنها خسائر فادحة في‬ ‫والعتيك‘ وبني مالك بن فهم ومن كان معهم‬ ‫الأرواح‪ .‬وكان من بين القتلى زعيم قبيلة العتيك في الباطنة نصر بن منهال‬ ‫العتكى‪ .‬وولداه المنهال؛ وغسان وكذلك أخوه صالح‪ .‬أما من بنتى مالك بن‬ ‫فهم‪ .‬فقد قتل حاضر بن عبد الملك بن بلال السليميء وابن أخيه المختار‬ ‫بن سليمان‪ ،‬وغيرهم؛‪.‬‬ ‫! ‪ -‬غيلان بن عمر‪ :‬لا تشير المصادر إلى الجهة التي كان يمثلها باستثناء أيي المؤثر في كتايه‬ ‫الأحداث والصفات عندما ذكر أنه كان قد غزا في سرية من قبل والي صحار دون أن يشير إلى الفترة‬ ‫التي قاد فيها تلك السرية‪ .‬وهل كانت متزامنة مع موقعة الروضة أم لا؟‪ .‬حيث وردت إشارة أبي المؤثر‬ ‫له في جملة اعتراضية الهدف منها التعريف به‪ .‬وعليه لا يمكن الجزم هنا بما ذهب إليه طالب مهدي‬ ‫هاشم عندما ذكر بأن غيلان كان أحد قواد السرايا التابعة لوالي صحار‪ .‬انظر‪ :‬المصدر نفسه؛ ص‪.23‬‬ ‫هاشم‪ .‬مرجع سابق ص‪.92‬‬ ‫د ‪ -‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‘ ص‪ .33 - 23‬هاشم‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.962‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪3 .‬ص‪.3‬‬ ‫‪ -4‬لمزيد من التفاصيل حول ضحايا موقعة الروضة‪ .‬انظر‪ :‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ ،‬ج‪ .2‬ص‪.413 - 313‬‬ ‫عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية‪ .‬ص‪.741 - 641‬‬ ‫‪431‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتاتج السياسية المترتبة على عزل ازا مام الطلت بن صالك الخروصي‬ ‫أما بالنسبة لخسائر اليحمد‪ ،‬فكانت أقل وطأة؛ نظرا لمعرفتهم بطبيعة‬ ‫المنطقة‪ .‬حيث فروا إلى المناطق الجبلية بعد أن دارت الدائرة عليهم غير‬ ‫أن زعماءهم وقعوا في الأسر‪ .‬ومن هؤلاء الفهم بن وارث الكلبي‪ ،‬وخالد بن‬ ‫شعوة الخروصي" وغيرهم{ حيث تم حبسهم لما يقرب من سنة وأكثر{ ثم‬ ‫أطلق سراحهم بوساطة من العالم موسى بن موسى وعدد من وجوه القبائل‬ ‫في عمان!‪.‬‬ ‫لم يراع الطرف المنتصر قواعد الحرب بين المسلمين‪ ،‬من حيث عدم‬ ‫الإسراف في القتل والتعرض للتمزل‪ ،‬ومن يلقي السلاح مستسلما‪ ،‬وغيرها من‬ ‫القواعد العامة التي حرص الإسلام على تأصيلها‪ ،‬وبالنسبة لموقعة الروضة فقد‬ ‫ارتكب فيها من الفضائع الشئ الكثير‪ .‬خروجا عن المألوف" وخرقا للقواعد‪.‬‬ ‫من ذلك ما حدث عندما قتل نصر بن منهال العتكي‪" ،‬وهو شيخ ضعيف‬ ‫كبير‪ .‬ضعيف عن القتال“ةء كما أعملوا القتل فيمن جاء إليهم مستسلما‪.‬‬ ‫وفي ذلك ذكر أيو المؤثر‪" :‬أن الرجل من أصحاب فهم‪ .‬كان يتلججأ فتوضع‬ ‫عليه السيوف وكان الرجل يأتى مستسلماء فيدفع إليهم سيفه فيأخذونه ثم‬ ‫يقتلونه“ هذا غير أعمال السلب والنهب وعقر الدواب‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص نتائج موقعة الروضة والأثر السياسي الذي تركته بشكل‬ ‫عام على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العوتبي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .413‬هاشم‪ .‬مرجع سابق ص‪ .072‬فوزي‪ :‬دراسات‘ ص‪.181‬‬ ‫‪ - 2‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.33‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.3821‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪531‬‬ ‫قضية‬ ‫عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫‪ 1‬كانت‬ ‫ن'‪.‬‬ ‫د ‪ -‬استعاد شيوخ القبائل تأثيرهم ونفوذهم وأدوارهم القبلية في الحياة‬ ‫السياسية‪ .‬الأمر الذي زاد من تفاقم الأوضاع‪ .‬وعنق الانقسامات"‪.‬‬ ‫والإمام‬ ‫‪ - 3‬كشفت حقيقة التحالف الهش بين العالم موسى بن موسى‬ ‫راشد بن النظر اليحمدي‪ .‬مع زعماء عشائر اليحمد بزعامة الفهم بن وارث‬ ‫بعدما انقلب الأخير عليهم مطالبا بعزل الإمام راشد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬فتحت الباب على مصراعيه لنشوب حرب أهلية بين اليمانية‬ ‫والمضرية‪ .‬وأدت إلى تأجيج العصبية القبلية‪ .‬وكان لابن دريد دور كبير‬ ‫في تحريض القبائل الأزدية على الأخذ بثأرهاء انتقاما لضحايا الروضة' وذلك‬ ‫من خلال نظمه لعدد من القصائد الشعرية التي رثا فيها من قتل في تلك‬ ‫الموقعة‪ .‬هذا عدا قصائده الحماسية فى استنهاض بنتى جلدته من مختلف‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫القبائل‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن ابن دريد كان وثيق الصلة بموطن أجداده وقبيلته‬ ‫‪ - 1‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ ،‬ج‪ .2‬ص‪.413‬‬ ‫‪2 - [-‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. 481.‬‬ ‫‪ - 3‬ابن دريد‪ :‬هو محمد بن الحسن ين دريد بن عتاهية أبو بكر الأزدي‪ .‬بصري المولد ونشأ بعمان‪.‬‬ ‫وتنقل في جزائز البحر والبصرة‪ .‬وفارس‪ .‬وطلب الأدب وعلم النحو واللغة‪ .‬وكان أبوه من الرؤساء وذوي‬ ‫اليسار‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البغدادي" أيي بكر أحمد بن علي‪ .‬تاريخ مدينة السلام‪ .‬تحقيق وضبط بشار عواد‬ ‫معروف ج‪( 2‬دار الغرب الإسلامي‪ .‬بيروت‪1002 .‬م)‪ .‬ص‪ 495‬۔ ‪.795‬‬ ‫‪ 4‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ '072‬فوزي‪ :‬دراسات ص[‪.81‬‬ ‫ه ‪ -‬انظر قصائد ابن دريد في‪ :‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪٥‬‏ ج‪ {2‬صك‪913 - 13‬‬ ‫‪631‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتائج السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الأزد فى عمان‪ ،‬فعندما استولى الزنج على البصرة‪ .‬سنة ‪752‬ه‪178/‬م لم يجد‬ ‫ملجأ يأمن إليه‪ .‬ويستقر به أفضل من عمان فارتحل إليها واستقر بها مدة‬ ‫‪ 2‬عاما"‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬أنارث جوأ من الغضب الشعبي على تصرفات الإمام راشد بن النظر‪.‬‬ ‫اضطر على أثرها العالم موسى بن موسى الانضمام! إلى صف المعارضة من‬ ‫لقبائل اليمانية‪:‬ش بعد أن أيقن بأن زمام الأمور بدأ يفلت من يده‪ .‬خصوصاً‬ ‫وأن تحالف اليحمد‪ .‬والعتيك‘ وبني مالك بن فهم" يشكل قوة لا يستهان بها‪.‬‬ ‫وهم في إطار جمع شملهم مرة أخرى للإطاحة بحكم الإمام راشد بن النظر‪.‬‬ ‫والأخذ بثأر قتلاهم في موقعة الروضة‪.‬‬ ‫وخلاصة القول أن موقعة الروضة كانت القتيل الذي أشعل نار الحرب‬ ‫الأهلية التي ستتوالى تباعا حتى مجيء محمد بن نور إلى عمان سنة‬ ‫‪0‬ھ‪398/‬م‪.‬‬ ‫(‪ )2‬موقعة سونه‬ ‫لم تكد موقعة الروضة تنتهى حتى بدأت قبائل اليحمد المعارضة للإمام‬ ‫راشد بن النظر في التحرك م جديد وإعداد العدة لتكرار المحاولة‪ .‬في‬ ‫‪ - 1‬مكي‪ .‬الطاهر أحمد‪" .‬ابن دريد شاعرا“‪ .‬ندوة مكانة الخليج العربي في التاريخ الإسلامي‬ ‫‪-‬العصر العباسي‪( .‬جامعة الإمارات‪ .‬والمجمع الثقافي‪ .‬أبوظبي‪9891 .‬م)‪ .‬ص‪.634‬‬ ‫‪ 2‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .172‬فوزي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.181‬‬ ‫‪ - 3‬سوني‪:‬الاسم القديم لمدينة العوابي‪ .‬وسميت ذلك نسبة إلى جبل بها‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬الخروصي‪.‬‬ ‫صالح بن عامر‪" .‬نبذة تعريفية بولاية العوابى“‪ .‬ملامح من تاريخ العوابي عبر العصور (المطابع العالمية‪.‬‬ ‫مستط‪3002 .‬م)‪ .‬ص‪351‬۔‬ ‫‪731‬‬ ‫فضية عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫تصميم واضح لعزل الإمام راشد بن النظر حيث كاتبوا شاذان بن الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬يسألونه الخروج على راشد‪ .‬وما كان رد شاذان إلا أكنتب إليهم قائلا‬ ‫"أما أنا فرجل من المسلمين‪ .‬لا أنفرد بالأمر دونهم‪ .‬ولا أريد أن أكون في‬ ‫هذا الأمر رأسا‪ .‬فإن قام المسلمون فأنا معهم“'} وقد أراد بكلامه ذلك طمأنتهم‬ ‫بعدم الإنفراد بالأمر دونهم في حال نجاحهم في عزل الإمام راشد ين النظر‪.‬‬ ‫كما كان يبدو عليه التردد هذه المرة‪.‬‬ ‫أسندت المعارضة القيادة إلى شخص شاذان بن الصلت إدراكاً منها‬ ‫بإمكانياته القيادية من ناحية‪ .‬ولكونه ابن الإمام الصلت بن مالك‘ ويحظى‬ ‫بتأييد شريحة كبيرة من الناس؛ نظرا لمكانة والده؛ خاصة بعدما شعروا‬ ‫بفداحة ما قد ارتكب بحقه{ عندما تم عزله‪.‬‬ ‫وقد خرج لإقناع شاذان بتولي قيادة المعارضة كل من يمان بن مصعب بن‬ ‫راشد وأبو خليد وأبو النظر بن خليد وغيرهم"‪ .‬حتى أنهم أرادوا خطفه إذ‬ ‫كان مترددا في أن يكون في المقدمة وقد اجتمعوا لمناقشة الوضع وعندما‬ ‫علم راشد باجتماعهم‪ .‬أراد هذه المرة أن يباغتهم بضرية استباقية‪ .‬فأرسل‬ ‫إليهم كما قال أبو المؤثر‪" :‬قوادا جفاة} لا علم لهم بحرب المسلمين‪ .‬ولا بصر‬ ‫لهم بحجة على عدوهم““‪ 3‬في سرية وقد اتخذوا من قرية عيني معسكرا‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.93‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية‪1 .‬ص‪.74‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤنر‪ :‬الأحداث‪ .‬صل‪.04 - 93‬‬ ‫‪ - 6‬عيني‪ :‬إحدى قرى ولاية الرستاق بالقرب من عين الكسفة‪.‬‬ ‫‪831‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتانح السياسية المترتبة على عزل الا مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫لهم! في حين خرج إليهم شاذان بن الصلت بمن معه من وادي عمق' قاصدا‬ ‫إقامة معسكره في بلدة سوني وبينما كان على مقربة منها هجم عليه قواد‬ ‫راشد قبل أن يقيموا الحجة عليه ويناظروه بشأن معارضته للإمام راشد بن‬ ‫النظر‪ .‬وخروجه عليه! وفي هذا السياق يقول أبو المؤثر‪" :‬وتداعوا بدعوة‬ ‫الجفا! وقالوا‪ :‬شأنكم خذوهم" ورأس شاذان خذوه“ة‪ .‬وهكذا نشب القتال‬ ‫فيما بينهم‪ .‬ودارت الدائرة هذه المرة بأصحاب راشد ين النظر{ فقتل منهم‬ ‫من قتل‪ .‬وفز عامتهم‪ .:‬ومن الجدير بالذكر أن ابن رزيق قد أطلق على هذه‬ ‫الموقعة وقعة الرستاق‪ ،‬وذكر بأنها كانت بين سوني وعحيني'‪.‬‬ ‫لم تشر المصادر إلى تاريخ هذه الموقعة وإن كان من المرجح أنها حدثت‬ ‫عقب موقعة الروضة بفترة وجيزةإ ولم تحقق نتائج حاسمه تذكر عدا كونها‬ ‫جس نبض لكلا الطرفين وقد هدف راشد بن النظر إلى تقبع فلول الهاربين‬ ‫من موقعة الروضةء والقضاء على المعارضة التي باتت تؤرقه وتهدد إمامته‬ ‫بالسقوط بعد استقطابها لجمع لا يستهان به من مختلف القبائل خاصة‬ ‫اليمانية منها‪ .‬حيث سعى المعارضون إلى تجميع صفوفهم مرة أخرى في‬ ‫تصميم واضح‪ .‬وصريح؛ لتحقيق مسعاهم في عزل الإمام راشد ين النظر‪.‬‬ ‫‪1‬و‪-‬ادي عمق‪ : :‬أحد الأودية في ولاية الرستاق‪.‬‬ ‫‪- 2‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .04‬السالمي‪ .‬عبد الله‪::‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.122‬‬ ‫‪ - 3‬أباولمؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.04‬‬ ‫‪- 4‬ابن رزيق حميد بن محمد‪ .‬الفتح المبين في سيرةالسادة البوسعيديين‪ .‬تحقيق عبد المنعم‬ ‫عامر ومحمد مرسى عبد الله (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991‬م)‪ .‬صك‪ .502‬وسيشار إليه‪.‬‬ ‫ابن رزيق‪ :‬الفتح‪.‬‬ ‫‪931‬‬ ‫قضية عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫(‪ )3‬موقعة الطباقة'‬ ‫بعد موقعة سوني‪ .‬وما حققته قبائل اليحمد بقيادة شاذان بن الصلت‬ ‫بن مالك من نصر مؤقت في تلك الجولة‪ .‬سار شاذا! حتى دخل منطقة‬ ‫الباطنة‪ .‬ربما لجمع مزيد من الأنصار ثم ما لبث أن عاد إلى الرستاق ودخل‬ ‫وادي عمق‪ .‬حيث لا تزال فلول قوات الإمام راشد بن النظر تستجمع قواها‪.‬‬ ‫خصوصا بعد أن جاء إليهم مد بقيادة عبيد الله ين سعيد بمن أجابه من‬ ‫الناس‪ .‬والتقوا باذان بن الصلت وقواته! في موضع يقال له الطباقة‪ .‬في‬ ‫اسفل وادي عمق‪ .‬ودارت بينهم معركة حامية الوسيطا فتل فيها من قتل‪,‬‬ ‫غير أن شاذان بن الصلت لقي هزيمة هذه المرة‪ .‬الأمر الذي اضطره إلى‬ ‫المروب من قبضة قوات الإمام راشد بن النظر التي لم تكن تفرق بين البريء‬ ‫وغير البريء"‪.‬‬ ‫ولتأكيد هذا الانتصار بعثوا قوادا من قبلهم إلى الرستاق لإحكام السيطرة‬ ‫عليها باستخدام وسائل القوة والترهيب" وكان من هؤلاء القوادں أبو الجلند بن‬ ‫معران‪ ،‬وكان سفيها قاطع طريق‪ ،‬حيث عرف عنه اللصوصية{ وكذلك محمد‬ ‫بن أبي فضيل{ عرف عنه سقك الدماء‪ ،‬وعبيد الله بن سعيد الذي أطلق له‬ ‫العنان‪ ،‬وبسط يده بعمان "من غير صلاح ولا وقار‪ ،‬ولا عفاف“"‪.‬‬ ‫‪- 1‬الطباقة‪ :‬إحدى القرى التابعة لولاية الرستاق‪ .‬وتقع عند مدخل وادي السحتن بولاية الرستاق‪.‬‬ ‫وتقع عند مدخل الوادي من الجهة الشمالية‪ .‬انظر‪ :‬وزارة ة الداخلية‪: :‬المرشد ص‪.78‬‬ ‫‪-‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪ .04‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .122‬عبيدلي‪ :‬الدولة‬ ‫صر‪.741‬‬ ‫العمانية‬ ‫‪ - 3‬أبو المؤثر‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.24 - 14‬‬ ‫‪041‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتائج السياسية المترتبة على عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وهكذا نرى كيف كانت حروب الرستاق سجالا بين كر وفرك إلا أنه لم‬ ‫يفر عنها نتيجة حاسمة لكلا الطرفين المتحاربين‪ .‬وقد راح ضحيتها الكثير‬ ‫من الأبرياء‪ .‬وازدادت الأوضاع سوءاً‪ ،‬ونتج عنها اضطرابات وحالة من عدم‬ ‫الاستقرار‪ .‬وعانى الناس من ويلات تعسف الولاة والعمال والقواد‪.‬‬ ‫(‪ )4‬موقعة نزوكا‬ ‫لم تكن الأعمال الشنيعة التي ارتكبها عمال الإمام راشد بن النظر وقواده‪.‬‬ ‫خصوصا ضد قبائل اليحمد اليمانية ومن حالفهم لتمر مرور الكرام؛ بل خلفت‬ ‫وراءها تركة من الأحقاد والضغائن‪ ،‬جعلت العالم موسى بن موسىس يتدخل‬ ‫هذه المرة ضد الإمام راشد بن النظرك بعد أكنان هو من أقدم على بتنصيبه‪.‬‬ ‫وقد علق أبو قحطان على ذلك بالقول‪" :‬فلم يزل موسى مع راشد‪ ،‬حتى بلغ‬ ‫الكتاب أجله‪ .‬وأراد أن يبدي من عورته‪ .‬وأن يهتك سره‪ ،‬فرجع على راشد‪.‬‬ ‫من بعد ما قدمه واختاره فخلعه وفسقه‪ .‬وبرئ منه‪ .‬ودعا إلى حربه‪ ...‬ففعل‬ ‫به مثل ما فعل بالصلت بن مالك سواء ودعا إلى عزله‪ .‬وآب عليه"‪.‬‬ ‫يبدو أن هناك تنسيقا مسبقا بين قوى المعارضة‪ .‬وموسى بن موسى الذي‬ ‫ضاق ذرعا يما كان يسمعه من شكاوي عما كانت ترتكبه قوات الإمام راشد‬ ‫بن النظر من فضائع‪ ،‬حتى وصل الأمر إلى حالة من الاحتقان" مما دفع‬ ‫بموسى ين موسى هذه المرة‪ .‬إلى محاولة استدراك الخطأ الكبير الذي ارتكبه‬ ‫بتعاونه مع راشد ين النظر‪ .‬الذي لم يكن هو الآخر قادر على كبح جماح قواده‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ص‪821‬‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان ‪" :‬سيرة‪.‬‬ ‫‪141‬‬ ‫قخية عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫الذيننكانوا يرتكبون الأعمال الشنيعة باسمه! وعلى مسمع منه دون أن يحرك‬ ‫ساكنا‪ .‬ومن ذلك ما ذكره أبو المؤثر‪ .‬من أن الإمام راشد بن النظر كان قد‬ ‫نصح قواده في حروبهم مع شاذان بن الصلت أن يوفدوا إليه وفدا للاحتجاج‬ ‫عليه قبل سفك الدماء غير أنهم لم يستجيبوا لنصيحته'‪:‬‬ ‫وتكرر ذات المشهد الدرامي بخروج موسى بن موسى إلى بلدة فرق القريبة‬ ‫من نزوى‪ .‬بعد أن فشل الإمام راشد بن النظر في استرضائه‪ ،‬واستمالته من‬ ‫جديد‪ .‬أما شاذان بن الصلت قائد القوات المعارضة‪ .‬فقد ذهب رأسا إلى‬ ‫مدينة نزوى عاصمة الإمامة‪ .‬وفي الطرف الآخر‪ ،‬عسكر أنصار الإمام راشد‬ ‫بن النظر وقواته‪ ،‬وكان فيهم الحواري بن عبد الله‪ ،‬والوليد بن مخلد‪ ،‬ومن‬ ‫ناصرهما من القبائل في منطقة تعرف يسندان‪ .:‬أما الإمام راشد بن النظر‪.‬‬ ‫فقد بقى في دار الإمامة‪ .‬بانتظار ما ستسفر عنه المواجهة بخروج موسى بن‬ ‫موسى مع قوى المعارضة\ لعزل الإمام راشد‪.‬‬ ‫ولا شك أن خروج موسى ين موسى" مع المعارضة ومراقبته للأحداث‬ ‫عن كثب من معسكره بفرق" قد أضفى نوعا من الشرعية‪ .‬كما أعطى انطباعا‬ ‫على أن إجراءات عزل الإمام راشد بن النظرك واختيار خليفة له تسير جنبا‬ ‫إلى جنب مع التدابير العسكرية‪ .‬وكأن من قدر مدينة فرق أن تصبح محطة‬ ‫وجسر عبور إلى تغير السلطة مرة أخرى كما حدث مع الإمام الصلت‪.‬‬ ‫‪ - 1‬أبو المؤثر‪ :‬الأحداث‪ .‬ص‪.64‬‬ ‫‪ - 2‬سندان‪ :‬منطقة بقرية سعال التابعة لولاية نزوى‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أبو قحطان ‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪ .921 - 821‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .272‬عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية‪.‬‬ ‫ص‪.841‬‬ ‫‪241‬‬ ‫القحل الثالت‪ :‬النتانح السياسبة المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫لم تنتظر قوات الطرفين كثيرا لتبدأ معركة فاصلة وخاطفة في ذات الوقت‪.‬‬ ‫انتهت بهزيمة أنصار الإمام راشد ين النظر وقواته! وعندها سارعت قوات‬ ‫المعارضة إلى حيث يوجد الإمام راشد بدار الإمامة‪ .‬فتم القبض عليه دون‬ ‫مقاومة تذكر‪ .‬وتعرض للضرب ثم أودع السجن'‪.‬‬ ‫وعلى إثر تتيجة موقعة نزوى تمَث مبايعة عزان بن تميم" إمام على عمان‪.‬‬ ‫وقد عقد له بالإمامة موسى بن موسى‪ ،‬حيث قام خطيبا على المنبر على‬ ‫رؤوس الملأ يدعو لعزان بن تميم‪ .‬ومنتقداً الإمام راشد بن النظر حيث قال‪:‬‬ ‫"نخلي عمان لهذا الحلف‪-‬يعنى راشد ين النظر“‪ -‬وكان ذلك بحضور عدد‬ ‫من العلماء‪ ،‬منهم عمر بن محمد القاضي ومحمد بن موسى بن علي‪ .‬وعزان‬ ‫بن الهزبر‪ ،‬وأزهر بن محمد بن سليمان“‪ 3‬وكان ذلك في يوم الثلاتاء‪ ،‬الثالث‬ ‫من شهر صقر سنة ‪772‬ه‪/‬الموافق ‪ 2‬مايو ‏‪.ُ٨890‬‬ ‫يات من الواضح أن اختيار الإمام عزان بن تميم جاء في وقت شهد فيه‬ ‫الموقف السياسي في عمان تدهوراً واضطرابا؛ وعليه كان الموقف يتطلب‬ ‫معالجة حكيمة لتوحيد الصفوف واتخاذ إجراءات تتسم بالعقلانية‪ .‬والقيام‬ ‫بمصالحة بين مختلف الفئات والقبائل؛ لطي صفحة الثأر التي احتدمت‬ ‫ا ‪ -‬أيو قحطان "سيرة“‪ .‬ص‪ .031‬هاشم‪ .‬مرجع سايق‪ .‬ص‪.272‬‬ ‫‪ - .‬الإمام عزان‪ :‬هو عزان ين تميم بن صالح بن أحمد بن عزان الخروصي الأزدي‪ .‬وداره المسفاة‪.‬‬ ‫وهي قرية في وادي بني خروص‪ .‬انظر‪ :‬ابن رزيق‪" :‬الصحيفة القحطانية"‪ .‬ورقة ‪.697‬‬ ‫‪ - 3‬أبو المنذر‪" :‬سيرة"‪ .‬ص‪.144‬‬ ‫‪ - 4‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكف" صك‪ .62‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.342‬‬ ‫‪ - 6‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.913‬‬ ‫‪341‬‬ ‫فضة عزل ال مام الحلت بن مالك الخروصي‬ ‫بينها‪ .‬على اعتبار أن المصلحة العامة‪ .‬والعيش بأمان واستقرار ورخاء هو‬ ‫الأجدى بدلا من النزاعات والحروب التي لا طائل من ورائها‪.‬‬ ‫(د) موقعة ازكي‬ ‫هي فصل آخر من فصول الحرب الأهلية‪ .‬واستمرارا لتلك الخلافات‪ ،‬التي‬ ‫بدأها موسى بن موسى مع الإمام المنتخب" ذلك أن الإمام عزان بن تميم‪.‬‬ ‫وبحسب ما ذكر البسيوي‪ .‬لم يكن هناك إجماع على إمامته‪ .‬ولا إجماع على‬ ‫ولاية من قام بعقد الإمامة له من العلماء‪ .‬حيث قال‪" :‬ولم نجد أهل الدار‬ ‫مجتمعين على ولاية العاقدين له‪ .‬ولا صحة صفقته بأعلام المسلمين بالاتفاق‬ ‫وكانت عقدته مشكلة“"‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫بدأ الإمام عزان ين تميم عهده بعزل عامة ولاة سلفه راشد بن النظر غير‬ ‫أنه استبقى موسى بن موسى في منصب القضاء"‪ .‬وهو إجراء كان له ما يبرره‬ ‫فى ظل الانتقادات المتزايدة التى كانت توجه إلى ولاة الإمام راشد بن النظر‬ ‫الأمر الذي اعتبر حينها خطوة على طريق تصحيح مسار الأوضاع‪ ،‬واستعادة‬ ‫هيبة شخصية الإمام؛ في حين كان استبقاءه لموسى بن موسى لفترة مؤقتة‬ ‫بداعي عدم إثارة مواجهة مباشرة معه‪.‬‬ ‫من جانب آخر نلاحظ أن الإمام عزان بن تميم! سعى لإعادة الثقل‬ ‫السياسي إلى اليمانية من خلال توليتهم عدد من المناصب المهمة‪ .‬لضمان‬ ‫‪ - 1‬البسيوي‪" :‬سيرة السؤال"‪ .‬ص‪.101‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد اله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.342‬‬ ‫‪441‬‬ ‫التصل الثالت‪ :‬النتائج السياسية المترتبة على عزل الإ‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ولائهم‪ .‬ومن هؤلاء‪ .‬نبهان بن عثمان الذي كان له معديا'‪ 3‬فى حين عين عزان‬ ‫بن الهزبر قائدا للأسطول البحري" كما عين الأزهر بن محمد بن سليمان واليا‬ ‫على صحار"‪.‬‬ ‫لم تكن تلك الإجراءات التي اتخذها الإمام عزان تروق للمناوئين له‪.‬‬ ‫كما أن علاقته مع موسى بن موسى لم تكن لتستمر طويلا‪ ،‬فهما شخصيتان‬ ‫قياديتان من الصعب أن يلتقيا‪ .‬ويبدو أن كلاً منهم كان يضمر بداخله غير‬ ‫ما يظهر‪ .‬فالإمام عزان بن تميم بشخصيته القوية‪ .‬لم يكن ليسمح لموسى بن‬ ‫موسى بن علي الإزكوي‪ .‬بأن يلعب نقس الدور الذي كان يلعبه في عهد راشد‬ ‫بن النظر‪ ،‬بتدخله في شؤون الإمامة‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك التخوف الذي استشعره الإمام عزان بن تميم‪ .‬بادر بعزل‬ ‫‏‪ ١‬عتبره موسى بن‬ ‫ا لأمر ‏‪ ١‬لذي‬ ‫من منصبه كقا ضي للإما مة‬ ‫موسى بن موسى‬ ‫موسى إهانة لها فخرج من مدينة نزوى عاصمة الإمامة‪ ،‬إلى مسقط رأسه‬ ‫بإزكي' وأدرك الإمام عزان بن تميم حينها الخطر الذي يمكن أن يشكله وجود‬ ‫موسى بن موسى وكان قد خطط لعزل سلفه من الإمامة‪ .‬لذا اتخذ زمام‬ ‫المبادرة هذه المرة للتخلص منه‪.‬‬ ‫! ‪ -‬المعدي‪ :‬هو الذي يلي الأحكام بحضرة الإمام في بلده‪ .‬انظر ‪ :‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬المصنف" ج‪.01‬‬ ‫ص‪ .21‬والمقصود به الشخص المسؤول عن تنفيذ أحكام الإمام‪.‬‬ ‫د الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬جه‪ .‬ص ‪ .251‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.442‬‬ ‫‪ - 3‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪ .131‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكشف‪ .‬صرك‪ .652‬ابن رزيق‪" :‬الصحيفة‬ ‫القحطانية“‪ .‬ورقه ‪ .697‬عبيدلى‪ :‬الدولة العمانية‪ .‬ص‪.3841‬‬ ‫‪ 4‬هاشم مرجع سابق‪ .‬ص‪.372‬‬ ‫‪541‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫أدرك موسى بن موسى بن علي الإزكوي من جانبه‪ .‬الخطر المحدق به‪.‬‬ ‫وأن نهاية مستقبله السياسي بات مهددا؛ لذا بادر هو الآخر فور عودته إلى‬ ‫مسقط رأسه بمكاتبة رؤساء القبائل النزارية يستنجد بهم‪ ،‬ويلتمس منهم‬ ‫النصرة على الإمام عزان بن تميم‪ .‬أما الإمام عزان فقد بدأ في تجهيز جيش‬ ‫من القبائل اليمنية‪ .‬متظاهرا بأئه يريد حرب الإحساء‪ .‬فلما اجتمع الجيش‬ ‫بنزوى تخوف موسى بن موسى من الإمام عزان بن تميم‪ .‬ويدأ يستعد لملاقاته‬ ‫بعد أن جمع المحاربين من القبائل النارية‪ .‬وغيرهم من القبائل"‪.‬‬ ‫لم يكن الإمام عزان لينتظر موسى بن موسى ليخرج إليه‪ ،‬إذ عاجله بجيش‬ ‫أطلق فيه كافة المسجونين‪ :‬فساروا إلى إزكي‪ ،‬ودخلوا حجرة النزار حيث‬ ‫كان يتحصن موسى بن موسى واعملوا القتل والأسر‪ .‬والسلب والنهب في‬ ‫أهل إزكي‪ 6‬وفعلوا فيهم ما لم يفعله أحد من قبل‪ ،‬وقتل موسى بن موسى مع‬ ‫حصيات الردة‪ ،‬التى عند مسجد الحجر© من حلة الجنور‪ ،‬وكانت هذه الوقعة‬ ‫يوم الأحد ‪ 82‬من شعبان سنة ‪872‬ه‪/‬الموافق ك ديسمبر ‪198‬م‪:.‬‬ ‫‪ - 1‬السيفي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ورقه ‪.52‬‬ ‫‪ -‬لقد أثار الإمام عزان بن تميم بتصرفه ذلك الشكوك حول مشروعية ما أقدم عليه! وبدت عليه‬ ‫دوافع الانتقام بعدما ارتكبه جيشه من إسراف في القتل ونهب وسلب وحرق بل ذهب إلى أبعد من‬ ‫ذلك عندما أقدم على مكافأتهم وآواهم بدلا من معاقبتهم‪ .‬وقد استنكر كثير من العلماء مغل تلك الأفعال‬ ‫منهم أبو الحواري محمد بن الحواري‪ .‬وأبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي وأبو قحطان خالد بن‬ ‫أيي قحطان الذي استشهد بالحديث النبوي الشريف‪" :‬من أحدث حدثا فايلإسلام أو آوى محدثا‬ ‫فعليه لعنة الله‪ .‬ولمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬أبو قحطان‪" :‬سيرة"‪ .‬ص ‪ .231‬الكندي‪ ،‬محمد‪ :‬بيان الشرع‬ ‫جه‪ .‬ص‪.851‬‬ ‫ص‪ ..:66‬ابن رزيق‪:‬‬ ‫الإزكوي۔ سرحان ‪ :‬الكشف‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع ج‪ .4‬ص‪.971‬‬ ‫الفتح‪ .‬صك‪ .502‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة{ ج‪ .1‬ص‪ .742 - 642‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.472 - 372‬‬ ‫‪641‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫ومن أهم ‏‪ ١‬لنتائج ‏‪ ١‬لتى ترتبت على هذه ا لوقعة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬توسيع شقة الخلاف بين النزارية واليمانية‪ .‬حيث أبرز مقتل موسى بن‬ ‫موسى حقيقة الانقسام إلى تحالفين قبليين‪ :‬عرب الشمال ويمتلهم النزارية‬ ‫والحدان‪ ،‬وبعض القبائل الأخرى من أصول يمنية‪ .‬وعرب الجنوب من‬ ‫اليمانية يقودهم الإمام عزان بن تميم"‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فقد الإمام عزان بن تميم شعبيته‪ .‬وأثار حفيظة العلماء ضده فكان‬ ‫ذلك سببا رئيسيا ومبررا للثورة عليه‪ .‬وهو ما أفضى بعد ذلك إلى موقعة القاع‪.‬‬ ‫(‪ )6‬صوقعة القاع"‪:‬‬ ‫ما أن لفظت موقعة إزكي أنفاسها بقتل موسى بن موسى الإزكوي حتى‬ ‫خرج الفضل بن الحواري القرشي النزاري ثائرا إلى ناحية السر‪ ،‬وخرج معه‬ ‫زياد بن مروان‪ ،‬كما التجأ الحواري بن عبد الله الحداني السلوتي إلى جبال‬ ‫الحدان لتعبئة القبائل لقتال الإمام عزان" ثم أن الفضل بن الحواري انتقل‬ ‫إلى توام (البريمي حالياً) مستعينا ببني عوف فأجابوه‪ ،‬ومن توام انتقلوا بمن‬ ‫تجمع معهم من القبائل الشمالية إلى مدينة ينقل من جبال الحدان‪ ،‬وهناك‬ ‫بايعوا الحواري بن عبد الله الحدانى السلوتى إماما! واتفقوا على محاربة‬ ‫الإمام عزان بن تميم‪ .‬ثم خرجوا إلى صحار نظرا لما كانت تمثله من أهمية‬ ‫كبيرة على الصعيدين السياسي والتجاري" فاستولوا ‪.‬عليها في يوم الجمعه‬ ‫‪ - 1‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ .472‬عبيدلي‪ :‬الدولة العمانية‪ .‬ص‪.841-941‬‬ ‫‪ - 2‬القاع‪ :‬منطقة يالخيام من ظهر عوتب في صحار‪ .‬انظر‪ :‬العوتبي‪ :‬الأنساب ج‪ 2‬ص‪.223‬‬ ‫‪741‬‬ ‫قصة عزل ازا هام الصلب بن مالح الخروصي‬ ‫‪ 3‬من شوال سنة ‪872‬ه‪/‬الموافق ‪ 82‬يناير ‪298‬م‪ .‬وخطبوا من على متبرها‬ ‫للحواري بن عبد الله الحدانى السلوتى'‪ .‬كل ذلك سار بوتيرة متسارعة بعد‬ ‫اتل من شهرين تقريبأ من موقعة إزكي‪.‬‬ ‫جيشا كبيرا من اليمانية‪ .‬وقد أوكل قيادته إلى الأهيف بن حمحام الهنائي‬ ‫زعيم بني هناءة‪ .‬كما خرج معه من القادة سليمان بن عبد الملك بن بلال‬ ‫السليمي على رأس ولد مالك بن فهم‪ .‬والصمت بن نصر بن المنهال العتكي‬ ‫الهيجاري على العتيك‪ .‬وشاذان بن الصلت بن مالك الخروصي وفهم بن‬ ‫وارث على اليحمد‪ .:‬ومن الملاحظ أن معظم قوات الإمام عزان بن تميم‬ ‫تشكلت من القبائل اليمنية‪ .‬التي اندحرت في موقعة الروضة‪ .‬حيث‬ ‫وجدت تلك القبائل الفرصة مواتية؛ للأخذ بثأرها من النزارية! التى سبق‬ ‫وأن حرضها الشاعر ابن دريد الأزدي بقصائده الحماسية الداعية إلى إثارة‬ ‫العصبية القبلية‪.‬‬ ‫صحار‪ .‬وسرعان ما التقوا بجيش الحواري بن عبد الله بالخيام من ظهر عوتب‪،‬‬ ‫بموضع يسمى القاع‪ .‬ودار بين الطرفين معركة شرسةش حيث اتبع الأهيف بن‬ ‫‪ - 1‬العوتبي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .023‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكف‪ .‬صر‪ .762 - 662‬هاشم‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬صر‪ .672‬عبيدلي‪ :‬الدولة العمانية‪ .‬ص‪ .941‬الشعباني‪ .‬محمد ين عبد الله‪ .‬المرجان في‬ ‫نسب سامة بن لؤي وقبائلهم بعمان‪ .‬تحقيق خليفة ين حمد السعدي‪ .‬بحث غير منشور (وزارة التراث‬ ‫‪.7‬‬ ‫د‪.‬ت)‪٥.‬‏ ص‬ ‫والنتافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪ - 2‬انموتبي‪ :‬الأنساب‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .913‬الإزكوي‪ :‬الكشف‪ .‬ص‪.762‬‬ ‫‪ - 3‬هاشم‪ .‬مرجع سايق‪ .‬ص‪.672‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬التننانح الساسية المترتبة على عزل ازامام الصلت بن سالك الخووصع‬ ‫حمحام الهنائى‪ .‬يخبرته العسكرية تكتيكا صارما فى إدارة المعركة‪ .‬حيث‬ ‫حملت قبائل اليحمد والعتيك على الميمنة والقلب‪ .‬وبنو هناة وسائر ولد‬ ‫بهزيمة ‏‪ ١‬لنزا ريه ‪ .‬وتد قتل منهم‬ ‫‏‪ ١‬لميسرة ‘ وا نتھى ‏‪ ١‬لصراع‬ ‫مالك بن فهم على‬ ‫خلق كثير‪ .‬في مقدمتهم الفضل بن الحواري‪ .‬والحواري بن عبد الله‪ .‬وغيرهم‬ ‫من وجوه وزعماء العشائر‪ 5‬كما تفرق شملهم‪.‬‬ ‫يعد انتهاء المعركة تمكن محمد بن القاسم السامى'‪ :‬من الفرار إلى توام‬ ‫اللذان خرجا بعل ذلك إلى البحرين‬ ‫ولحق به بشير بن المنذر‬ ‫(البريمى)ء‬ ‫لطلب النصرة من الوالي العباسي آنذاك محمد بن نورة‪ .‬أما خسائر اليمانية‬ ‫فكانت قليلة إذا ما قورنت بخسائر القبائل النزارية‪ .‬وكانت هذه الموقعة يوم‬ ‫الاتنين ‪ 62‬من شوال سنة ‪872‬ه‪/‬الموافق ‪ 13‬يناير ‪298‬م'‪.‬‬ ‫يمكن ان نجمل النتائج التي ترتبت على موقعة القاع بشكل عام على‬ ‫النحو التالى‪:‬‬ ‫‪ - 1‬عمقت الانقسام القبلى‪ .‬وكانت بما لا يدع مجالا للنك حرب ثأرية‬ ‫بين النزارية واليمانية‪ .‬ومن تحالف معهما۔‬ ‫‪ - 1‬محمد بن القاسم ‪ :‬هو محمد بن القاسم بن المنبه بن ربيع بن حاتم ينتمي نسبه إلى سامة بن‬ ‫لؤي بن غالب‪ .‬وذكر المباركبوري بأنه أقام دولة في عمان‪ .‬ودولة في ملتان‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬المباركبوري‪ .‬أبو‬ ‫المعالي أطهر‪ .‬رجال السند والهند إلى القرن السابع (دار الأنصار‪ .‬القاهرة‪7791 .‬م)‪ .‬ص‪.222‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .3.52‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .872 .‬عبيدلى‪ :‬الدولة‬ ‫العمانية‪ .‬ص‪.941‬‬ ‫‪ - 3‬حول تفاصيل المعركة وخسائرها انظر‪ :‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ .‬ج‪ 2‬ص‪ .123‬السالمي‪ :‬التحفة‪ .‬ج!‪.1‬‬ ‫ص‪ .352 - 252‬الشعباني‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.84‬‬ ‫‪ - 4‬العوتبي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.223‬‬ ‫‪941‬‬ ‫قضبة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫د ‪ -‬لأول مرة في تاريخ الإمامة الإباضية يتم تنصيب إمامين في وقت‬ ‫بايع ‏‪ ١‬لفضل بن ‏‪ ١‬لحوارى للحواري بن عبد ‏‪ ١‬لله ‏‪ ١‬لسلوتي بالإمامة‬ ‫عندما‬ ‫واحد‬ ‫فى صحار‪ .‬وهى تعد أول بادرة فى محاولة انتخاب إمام من الطائفة النزارية‪.‬‬ ‫وقد جرت العادة على أن يكون الإمام من اليمانية‪ .‬وقاضي الإمام أو رئيس‬ ‫أهل الحل والعقد من النزارية‪ .‬وذلك فى تقاسم عادل للسلطة بين الطرقين‬ ‫دأبوا عليه منذ تأسيس الإمامة‪ .‬وعليه كان من الطبيعى أن تؤدى ظاهرة‬ ‫تتصيب إمامين في نفس الفترة إلى تدهور الإمامة ونشوب الحرب الأهلية‪.‬‬ ‫ل ءلإمامة‪ .‬و وقد أضعف‬ ‫‪ - 3‬أصبحت الكلمة العليياا لرلورؤساء القب‪:‬ائل و وليس‬ ‫ذلك موقف الإمام عزان وقدرته على التصدي لأي تهديد خارجي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حدث كما سنرى لاحقا‪ -‬عندما فشل فى التصدي لحملة محمد بن نور سنة‬ ‫‪0‬ھ‪398/‬م‪.‬‬ ‫‪ - 4‬عجلت بانهيار الإمامة الإباضية التى بدأ التآكل يصيبها من الداخل‪.‬‬ ‫منذ عزل الإمام الصلت بن مالك وبعد أن فقدت السلطتين التشريعية‬ ‫والتنفيذية هيبتها أمام طموحات زعماء القبائل‪ .‬وتنازلت بقصد أو بدون قصد‬ ‫عن المبادئ التي قامت من أجلها الإمامة‪ .‬فى إقامة دولة الحق والعدل‪.‬‬ ‫عبر أبو قحطان عن تلك الحالة بالقول‪" :‬فغير أهل عمان إلا من شاء الله‪.‬‬ ‫‪1 -‬‬ ‫‪|,‬‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫( ‪0‬‬ ‫ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,)7891 .361‬‬ ‫‪2‬۔ العقيلي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.912‬‬ ‫‪051‬‬ ‫مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتائج الساسية المترتبة على عزل ازا‬ ‫أطلب للدنيا والملك منهم‪ .‬فما اعتبروا ولا عقلوا“"‪ .‬وفي موضع آخر قال‪" :‬ثم‬ ‫جعلوا الإمامة وفرضها وما أوجب الله فيها على أهلها لعبا ولهوا‪.‬۔“"‪.‬‬ ‫وخلاصة القول ومن خلال الحديث عن أحداث الحرب الأهلية‬ ‫والاضطرابات القبلية التي نشبت في أعقاب عزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫والتي استمرت زهاء ما يقرب من سبع سنوات‪ ،‬أى منذ عام ‪372‬ه‪688/‬م ‪-‬‬ ‫‪0‬ھ‪398/‬م يمكننا الخروج بحقيقة مفادها أن أية محاولة لتغيير السلطة‬ ‫دون شرعية وإجماع فإن مصيرها الفشل‪.‬‬ ‫جلب الصراع القبلي ويلات لم تنطفوع جذوتها لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬كل‬ ‫ذلك كان على حساب الاستقرار والأمن‪ ،‬ومن جانب آخر كان ذلك الصراع‬ ‫سببأ في ظهور الفساد بين رؤوس القبائل وزعمائها‪ .‬الأمر الذي أضعف الإمامة‪.‬‬ ‫يتغلبهم على الأئمة وتدخلهم في السلطة وأصبح تولية الإمام لعبة بينهم{ فما‬ ‫أن يولوا إماما حتى يعزلوه} ومن هنا يتضح لنا كيف كانت القبلية تشكل خطرا‬ ‫عملت على "إزاحة الفكر السياسي الأباضي عن التطبيق المثالي‪ ،‬وترك له‬ ‫بعض القشور السياسية يتحرك من خلالها‪ ..‬والقبيلة التي أعانت الإباضية‬ ‫في الوصول إلى عمان وإلى الحكم" هي نفسها أوهنت المذهب الأباضي‪.‬‬ ‫وأزاحته عن ممارسته السياسة بالطريقة التى يرتضيها علماؤه‪.‬۔“"‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالحرب الأهلية‪ .‬هناك نقطة جديرة بالتوقف عندها تتعلق‬ ‫‪ - 1‬أبو قحطان‪" :‬سيرة“‪ .‬ص‪.331‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‬ ‫‪ - 3‬تشيبه‪ .‬مرجع سايق‪ .‬صل‪.952‬‬ ‫‪151‬‬ ‫قضبة عزل المام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫بنظرة الكتابات الأجنبية ذات الطابع الإستشراقي للحرب الأهلية في عمان‬ ‫ومن تنك الكتابات مثلا ما ذكره مايلز عندما صور تلك الحرب بأنها كانت‬ ‫حرب مذهبية بين السنة والإباضية‪ .‬وكيف أن السنة قد حرموا على حد زعمه‬ ‫من المشاركة السياسية‪ .‬وأن الفئات الإباضية قد أساءت معاملتهم‪ .‬وهذا ما‬ ‫دفع بالطوائف السنية في النهاية إلى طلب تدخل الخلافة العباسية في بغداد‬ ‫لنجدتهم‪ .‬ليس هذا فحسب بل كان يعتقد خطأ بأن النزارية كانوا يمثلون‬ ‫الطائفة السنية"‪.‬‬ ‫ويتفق الباحث مع رأي الدكتور عصام الرواس في تغنيده لمثل تلك‬ ‫الادعاءات‪ .‬عندما أشار إلى أن تبريرات مايلز غير صحيحة‪ .‬وأن بنى سامة‬ ‫وغيرهم من زعماء القبائل النزارية؛ لعبوا دورا كبيرا في تحركات الإباضية‪.‬‬ ‫وكانوا ضمن أعداد كبيرة مميزة من شيوخ الإباضية وعلمائهم ممن سعوا إلى‬ ‫تأسيس الإمامة في عمان" وأن ذلك التشابك والصراع الذي حدثث لم يكن‬ ‫بين السنة والإباضية‪ .‬وإنما كان بين الإباضية والإياضية أنقسهم"‪.‬‬ ‫إن مثل تلك الكتابات‪ .‬يجب تأخذ بحذر سواء كانت بقصد أو بغير‬ ‫قصد؛ نظرا لما تحمله من تشويه للحقائق‪ .‬قد يكون لها تأثيرات سلبية كتعميق‬ ‫الخلافات المذهبية في بلد تتعايشض فيه الأديان والمذاهب دون تفرقة منذ‬ ‫القدم؛ فموقع عمان ساهم في انفتاحها الحضاري على مختلف الشعوب‬ ‫المجاورة‪ .‬وكانت موطن جذب للعديد من الهجرات‪.‬‬ ‫‪.68‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫ص‬ ‫مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مايلز‪.‬‬ ‫‪2 -‬‬ ‫‪-,‬ل‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪481.‬‬ ‫‪251‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتائح السياسية المنرتبة على عرل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالح الخروصى‬ ‫ثانيا‪ :‬التدخل الخارجي‬ ‫كانت الحرب الأهلية التي ابتليت بها عمان بعد عزل الإمام الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬من أهم العوامل التي مهدت للتدخل الأجنبي‪ .‬إذ لم تعد هناك سلطة‬ ‫مركزية موحدة قادرة على إعادة الوحدة‪ .‬وضمان الأمن والاستقرار‪ .‬ولديها‬ ‫القدرة على التصدي لأي عدوان خارجي‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن عمان ظلت مستقلة عن مركزية الخلافة الإسلامية‬ ‫التي تمثلها بغداد في عهد بني العباس‪ .‬وذلك منذ تأسيس الإمامة الإباضية‬ ‫الثانية سنة ‪771‬ه‪397/‬م‪ .‬وحتى سنة ‪082‬ه‪398/‬م‪.‬‬ ‫لم تذكر المصادر أي محاولة من جانب الخلافة لاستعادة السيطرة‬ ‫على عمان باستثناء محاولة عيسى بن جعفر بن سليمان‪ ،‬في عهد الخليفة‬ ‫العباسي هارون الرشيد سنة ‪981‬ه‪408/‬م‪ .‬وكان ذلك في إمامة الوارث بن‬ ‫كعب الخروصي" الذي تصدى لهذه المحاولة‪ .‬وتم أسر عيسى بن جعفر ثم‬ ‫قتل بعد ذلك في صحار دون علم الإمام'‪.‬‬ ‫‪ 5‬۔‬ ‫‪1‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪ 6.‬السالمي‪ .‬عبد الته‪ .‬التحقة‪ .‬ج‪ 1‬ص‪.911 - !1‬‬ ‫‪351‬‬ ‫قضة عزل الإ‪ .‬مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫ا ‪ -‬حصة محمد بن نور! علاجا عصاث سنة ‪082‬ه‪398/‬م‪:‬‬ ‫في أعقاب موقعة القاع وانهزام النزارية‪ .‬وبعد أن تمكن محمد بن القاسم‬ ‫السامي ويشير بن المنذر من الهروب من أرض المعركة‪ .‬واجتماعهم في توام‬ ‫(البريمي)‪ .‬عقدوا العزم على التوجه إلى البحرين‪ .‬وكان بها يومئذ محمد‬ ‫بن نور عاملا للخليفة العباسي المعتضد بالله‪ .‬حيث شكيا إليه ما أصابهم‪.‬‬ ‫وطلبا منه العون والمساعدة ونصرتهم‪ .‬وأطمعاه ‪-‬كما يقول العوتبي‪ -‬في أمور‬ ‫جليلة‪ .‬دون أن يحدد لنا ماهية تلك الأمور‪ 6‬وإن كانت على ما يبدو تدور‬ ‫حول المنافع المادية‪ .‬وإيجاد موطئ قدم لبني العباس في عمان؛ نظرا لما‬ ‫كانت تتمتع به عمان آنذاك من خيرات وفيرة‪ .‬وتجارة رائجة‪.‬‬ ‫يأتي اختيار محمد بن القاسم السامي‪ .‬وبشير بن المنذر للبحرين وجهة‬ ‫لهما؛ من منطلق تلك العلاقات الممتدة منذ زمن بين البحرين وعمان فكثيرا‬ ‫ما كانت عمان والبحرين تشكلان منطقة واحدة في التقسيم الإداري بالنسبة‬ ‫للدولة الإسلامية‪ .‬هذا عدا كون البحرين تشكل مركز استيطان للعديد من‬ ‫‪ - 1‬تبقى شخصية محمد بن نور مجهولة لى حد ما! حيث لم نعثر على ترجمة له في المصادر العامة‪.‬‬ ‫وقد أورد الطبري على أن اسمه محمد بن ثور‪ .‬انظر‪ :‬الطبري‪ .‬محمد بن جرير‪ .‬تاريخ الأمم والملوك‪.‬‬ ‫ج‪.01٥‬‏ تحقيق محمد أبو الفضل براهيم (دار سويدان‪ .‬بيروت‪7691 .‬م)‪ .‬ص‪ .33‬أما المسعودي فقد ذكر‬ ‫أن اسمه أحمد بن ثور‪ .‬انظر‪ :‬المسعودي" أبي الحسن علي بن الحسين‪ .‬مروج الذهب ومعادن الجوهر‪.‬‬ ‫ج‪ .4‬شرح وتقديم مفيد محمد قميحة‪( .‬دار الكتب العلمية‪6891 .‬م)‪ .‬ص‪ .072‬وسيشار إليه‪ .‬المسعودي‪:‬‬ ‫مروج الذهب‪ .‬أما المصادر العمانية فتطلق عليه محمد بن بور لما أحدثه من الدمار والخراب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العوتهي‪ :‬الأنساب‪ .‬ص‪.223‬‬ ‫‪451‬‬ ‫الفحل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل ازا‪ ,‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫قبائل الشمال (النزارية)'ء وبالتالي كانا على ثقة من الحصول على دعم الوالي‬ ‫العباسي‪ .‬واستجابته لنداء النجدة الذي جاءا من أجله‪.‬‬ ‫وكالعادة لا تمدنا المصادر الإسلامية العامة بتفاصيل حول ما كان يحدث‬ ‫فى عمان‪ ،‬رغم أن غزو محمد بن نور لعمان يعد حدثا مهما‪ .‬بالنسبة للخلافة‬ ‫العباسية في يغداد‪ 5‬كونها استعادت السيطرة على هذا الإقليم؛ الذي ظل‬ ‫لفترة طويلة يتمتع باستقلال ذاتي‪ ،‬فالطبري اكتفى بإشارة يسيطة عن حملة‬ ‫محمد بن ن رور وذلك في معرض حديثه عن حوادث سنة‪082‬ه‪398 /‬م‪.‬‬ ‫حين ذكر‪” :‬أن فيها افتتح محمد بن ثور عمان‪ ،‬وبعث برؤوس جماعة من‬ ‫أهلها"‪ .‬وكذلك واقتبس ابن الأثير من الطبري نفس الرواية حرفياة‪ .‬كما‬ ‫تطرق إليها ابن حوقل بشيء من الاختصار‪ .‬أما المسعودي فقد التبس عليه‬ ‫الأمر عندما جاء برواية منافية للواقع تماما‪ .‬عندما ذكر أن الإمام الذي قتله‬ ‫محمد بن نور هو الصلت بن مالك" الذي كان قد توفي قبل هذه الحادثة‬ ‫يخمس سنوات عدا المبالغة في عدد القوات المدافعة من الإباضية ممن‬ ‫تصدوا لحملة محمد ين نور وعددهم ‪ 002‬ألف على حد زعمه‪.‬‬ ‫‪- 1‬حول ارتباط عمان والبحرين إداريا بالدولة الإسلامية‪ .‬والعلاقة القديمة بينهما‪ .‬انظر‪ :‬فوزي‪.‬‬ ‫فاروق عمر‪ .‬الخليج العربي في العصور الإسلامية (الإمارات العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬ديي‪3891 ،‬م)‪.‬‬ ‫وسيشار إليه‪ .‬فوزي‪ :‬الخليج العربي‪ .‬ص ‪ .07‬البلوشي‪ .‬إيراهيم عطا الله؛ بلاد البحرين في العصر‬ ‫العباسي الثاني (المجمع الثقافي‪ .‬ى أبو ظبي‪2002 .‬م)‪ .‬ص‪.062‬‬ ‫‪ 2‬الطبري‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .01‬ص‪.33‬‬ ‫ص‪. 464‬‬ ‫ح‪.7‬‬ ‫‪ 4‬مصدر سابق‬ ‫‪ - 3‬ابن الذ‬ ‫‪- 4‬اين حوقل أبي القاسم‪ .‬كتاب صورة الأرض (دار مكتبة الحياة‪ .‬بيروت‪9791 ،‬م)‪ .‬صك‪.4‬‬ ‫مرجع سابق‪.‬‬ ‫هاشم‪.‬‬ ‫ص ‪.442‬‬ ‫الذهب‬ ‫راجع المسعودي‪ : :‬مروج‬ ‫الرواية‬ ‫تفاصيل هذه‬ ‫حول‬ ‫‪- 5‬‬ ‫ص‪.282‬‬ ‫‪551‬‬ ‫قضبة عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ما أن وصل محمد بن القاسم‪ .‬ويشير ين المنذر إلى البحرين حتى‬ ‫استقبلهما محمد بن نور‪ .‬وتداولوا الوضع فيما بينهم! وبدا محمد بن نور‬ ‫مقتنعا بفكرة إرسال حملة إلى عمان‪ ،‬منتهزا فرصة النزاع والشقاق بين‬ ‫أهلها‪ .‬غير أنه أوعز إلى محمد بن القاسم بالذهاب إلى بغداد‪ .‬واستئذان‬ ‫الخليفة العباسي المعتضد بالله‪ .‬مستبقيا على بشير بن المنذر في انتظار‬ ‫ما ستسفر عنه تعليمات الخليفة الذي استقبل بدوره محمد بن القاسم وعلم‬ ‫الخليقة إلى واليه‬ ‫من‬ ‫ونجح محمل ابن القاسم في استخراج عهد‬ ‫مبتغاه‪.‬‬ ‫على البحرين محمد بن نور يحثه فيه على تجهيز حملة عسكرية ليتمكن من‬ ‫خلالها بسط نفوذه على عمان‪.‬‬ ‫بعد أن عاد محمد بن القاسم إلى البحرين ومعه عهد الخليفة المعتضد‪.‬‬ ‫شرع محمد بن بور بتجهيز حملة عسكرية قوامها ‪ 52‬ألفا بينهم ‪ 005,3‬فارس‬ ‫مجهزين بالدروع‪ .‬وهم يشكلون سائر القبائل خصوصا النزارية منها‪ ،‬كما‬ ‫خرج معهم جمع غفير من قبائل طيء الشامية‪ .‬وفي ذلك قال كاتب محمد‬ ‫بن نور شعرا‪":‬‬ ‫أمرى مبلغ عنا عمات وأهلها‬ ‫مجرب‬ ‫حكيم‬ ‫تنقاه‬ ‫مقالا‬ ‫الباروني‪ .‬أبي الر بيع‪.‬‬ ‫الإركوي‪ ،‬سرحان ‪ :‬الكشنف‪ .‬ص‪.072‬‬ ‫جح‪ .2‬ص‪.223‬‬ ‫الأنناب؛‬ ‫‪ - 6‬العوتبى‪:‬‬ ‫مختصر تاريخ الإباضية (مكتبة الضامري‪ .‬السيب ‪3002‬م)‪ .‬ص‪.96‬‬ ‫‪ 7‬الإزكوي‪ ،‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.072-172‬‬ ‫‪651‬‬ ‫الفصل التالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫إلى أن قال‪:‬‬ ‫كأنى بأهل الدير قد ندبوا لكم‬ ‫فوارس لا زاللت لدى الرجل تطلب‬ ‫مرن أبناء عدنا كلها‬ ‫قوارس‬ ‫ترضى وتغضب‬ ‫العباس‬ ‫لملك فتر‬ ‫سرعان ما اتصل الخبر بأهل عمان‪ .‬الأمر الذي أدى إلى وقوع‬ ‫الاضطرابات‪ .‬والانقسامات بدل توحيد الصفوف لمواجهة الخطر الداهم‪.‬‬ ‫والوقوف إلى جانب الإمام؛ للتصدي لهذه الحملة"‪.‬‬ ‫مع ما خلفه خبر وصولي حملة محمد ين نور من تعميق للخلافات بين‬ ‫النزارية واليمانية‪ .‬فقد بدت حالة من الخوف والهلع في المناطق الساحلية من‬ ‫منطقة الباطنة‪ .‬وخصوصا فخرج كثير منهم بأموالهم وذراريهمض إلى المناطق‬ ‫المجاورة لهم كهرمز‪ ،‬وسيراف©ؤ وشيراز‪ .‬والبصرة‪ .‬وغيرها من البلاد"‪ 5‬التي‬ ‫اعتادوا السفر إليها يحكم اشتغالهم بالتجارة‪.‬‬ ‫كان أبرز الخارجين‪.‬سليمان بن عبد الملك بن بلال السليمي بأولاده وقومه‪.‬‬ ‫متخذا من هرمز‬ ‫مكان إقامة له ثم اتخذها وطنا إلى أن مات بها‪ .‬وبقى فيها‬ ‫ا ‪ -‬العوتبي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .223‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .082‬البلوشي‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫صر ‪.162‬‬ ‫‪ 2‬العوتبي‪ :‬الأنساب‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .223‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.082‬‬ ‫‪751‬‬ ‫قضية عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الملك لهرمز كونها‬ ‫أبناؤه وأحفاده من بعده"‪ .‬وقد جاء اختيار سليمان بن عبد‬ ‫قريبة من عمان‪ .‬وكان استقراره فيها امتداداً للوجود العربى هناك"‪.‬‬ ‫لا تشير المصادر إلى السنة التي خرج فيها محمد بن نور على رأس جيشه‬ ‫إلى عمان‪ .‬ولا إلى المدة التي استغرقها‪ .‬في الوصول إليها وهل كانت حملة‬ ‫بحرية أم برية؟ غير أن مايلز يعتقد أن التجهيز للحملة استغرق خمسة أشهر‪.‬‬ ‫وإنها انقسمت إلى فرقتين تحركت إحداهما بحرا من البصرة‪ .‬والأخرى كانت‬ ‫برية بقيا دة محمد بن نور سا لكة طريق ‏‪ ١‬لبر من ‏‪ ١‬لإلحسا ء‪ .‬وقد وصلت إلى‬ ‫أبوظبى (حاليا)‪ .‬ومنها إلى توام (البريمي)‪ .‬وهناك التقت بالفرقة الأخرى‬ ‫القادمة عن طريق البحر وكانت قد وصلت إلى جلفار قبل ذلك‪..‬‬ ‫رغم اضطراب الأوضاع السياسية إلا أن الحملة العباسية واجهت مقاومة‬ ‫باسلة في جلفار‪ .‬لكنها أنها نجحت في الاستيلاء عليها‪ .‬ومن جلفار انتقلت‬ ‫إلى توام (البريمي) التي وصلتها يوم الأربعاء ‪ 6‬من محرم سنة ‪082‬ه‪/‬‬ ‫استولى محمد‬ ‫بعل مواجهات كانت بالرحاء وهكذا‬ ‫الموافق ‪ 82‬مارس ‪3‬م‪.‬‬ ‫بن نور على منطقة السرك‪ .‬ثم استعد للتوجه إلى نزوى عاصمة الإمامة بعد أن‬ ‫أرنولد‪ .‬تاريخ‬ ‫ولسون‬ ‫ص‪ .323 - 223‬ابن رزيق‪ :‬الفتح‪ .‬صر‪.702‬‬ ‫العوتبي؛ المصدر السابق‪ .‬ح‬ ‫‪1‬‬ ‫الخليج‪ .‬ترجمة محمد أمين عبد الله‪ .‬ط‪( 3‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪8891‬م)‪ .‬ص‪.54 - 44‬‬ ‫الحاج‪ .‬عزيز‪ .‬العلاقات العمانية۔العراقية عبر التاريخ (دار الحكمة‪ .‬لندن‪3002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العاني‪ .‬عبد الرحمن عبد الكريم‪ .‬دور العمانيين في الملاحة والتجارة الإسلامية حتى القرن‬ ‫الرابع المجري (دار الحكمة‪ .‬لندن‪3 ،‬م)‪ .‬ص‪.831‬‬ ‫مرجع سابق ص‪.182‬‬ ‫هاشم‬ ‫‪ - 3‬مايلز مرجع سابق ص‪.49‬‬ ‫‪ - 4‬منطقة السر‪ :‬تطلق على منطقة الظاهرة‪ .‬وتشمل عدة بلدان‪ .‬وأهم مدنها‪ :‬عبري‪ ،‬ينقل‪ ،‬ضنك‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬وزارة الداخلية‪ :‬المرشد‪ .‬ص‪.12‬‬ ‫‪851‬‬ ‫الفحل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫عبأ قواته بمن انظم إليه من القبائل النزارية؛ لمواجهة الإمام عزان بن تميم'‪.‬‬ ‫لقد أدرك الإمام عزان بن تميم‪ .‬صعوبة مواجهة محمد بن نور في نزوى‪.‬‬ ‫خصوصا بعد تخاذل الناس عن نصرته‪ .‬إما خوفا أو تشفياً به‪ .‬بعد الأعمال‬ ‫التي ارتكبها جيشه في موقعة إزكي‪ ،‬هذا غير ما عانوه من حرب أهلية‪.‬‬ ‫وا لتى راح ضحيتها عدد كبير‪.‬‬ ‫ما يقرب من سبع سنوا ت‬ ‫‏‪ ١‬ستمرت‬ ‫دخل محمد بن نور مدينة نزوى دون مقاومة تذكر بعد أن خرج الإمام‬ ‫عزان بن تميم منها متوجها إلى سمد الشأن" يلتمس النصرة من القبائل‬ ‫اليمنية فى المنطقة الشرقية‪.‬‬ ‫ثم أن محمد بن نور لحق بالإمام عزان بن تميم إلى سمد الشأن وكان‬ ‫دليله إلى هناك القبائل العمانية النزارية التى التحقت بجيشها إما رغبة أو‬ ‫رهبة‪ .‬ودارت بين الطرفين معركة كبيرة‪ .‬قتل على إثرها الإمام عزان بن تميم‪.‬‬ ‫وعدد كبير من أتباعه من بينهم ‪ 004‬عالم" وهو رقم قد يكون مبالغ فيه! وكان‬ ‫ذلك يوم الأربعاء ‪ 5‬من صقر سنة ‪082‬ھ‪ /‬الموافق ‪ 61‬مايو ‪3‬م‪.‬‬ ‫لم يكتف محمد بن نور بمقتل الإمام عزان بن تميم‪ .‬بل بعث برأسه إلى‬ ‫‪ -‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكشف ص‪ .272‬ابن رزيق‪" :‬الصحيفة“‪ .‬ورقة ‪ .897‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫ص‪.182‬‬ ‫‪ 2‬الإركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .272‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.182‬‬ ‫‪ - 3‬السيفي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ورقة ‪.03‬‬ ‫‪ - 4‬الحارتي‪ .‬سالم بن حمد العقود الفضية في أصول الإباضية (د‪ .‬ن‪ .‬د‪ .‬م د‪ .‬ت)‪ .‬ص‪.652‬‬ ‫وسيشار إليه‪ .‬الحارثي‪ .‬سالم‪ :‬العقود‪.‬‬ ‫‪951‬‬ ‫قضية عزل المام الصان بز مالك الخروصي‬ ‫الخليفة المعتضد" كدليل على انتصاره‪ .‬معلنا بذلك سقوط الإمامة فى عمان‬ ‫وخنوعها لسلطة الدولة العباسية بعد استقلال دام لأكثر من قرن من الزمان‪.‬‬ ‫بعد الانتصار الذي حققه محمد بن نور في معركة سمد الشأن‪ ،‬عاد إلى‬ ‫نزوى فارضا سلطانه عليها! إلا أن الأهيف بن حمحام الهنائي أحد القادة‬ ‫العسكريين فى جيش الإمام الذي يبدو أنه نجا‪ .‬فبدأ الاتصال سرا بشيوخ‬ ‫عمان وقبائلها يدعوهم لمحاربة محمد ابن نور وإخراجه من عمان‪ .‬وإعادة‬ ‫السيادة إلى أهلها‪ .‬وقد نجح الأهيف في تكوين جيش كبير‪ .‬وخرج به لقتال‬ ‫محمد بن نور‪ .‬وما إن سمع محمد بن نور بذلك الجيش حتى خرج من‬ ‫نزوى هاربا ومتوجهاً إلى المنطقة الساحلية‪ .‬وتمكن الأهيف من استعادة‬ ‫عاصمة الإمامة‪ .‬ثم أخذ في مطاردة محمد بن نور الذي كان قد وصل إلى‬ ‫دما‪( :‬السيب حاليا)‪. .‬‬ ‫لم تدم المطاردة كثيرا‪ .‬حيث اشتبك الأهيف مع محمد بن نور وقواته‬ ‫في دما ودارت بينهم معركة كبيرة‪ .‬كان الغلبة فيها هذه المرة للعمانيين‪ .‬وكاد‬ ‫الأهيف يحقق انتصارا على القوات الغازية؛ لولا المدد الذي جاء به أبو‬ ‫عبيدة بن محمد السامي" من القبائل المضرية لإنقاذ موقف محمد بن نور‪.‬‬ ‫فانقلبت بذلك موازين القوى لصالح القوات الغازية وحلفائهم من المضرية‪.‬‬ ‫! ‪ -‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكف‪ .‬ص‪ .272‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬جل‪ .‬صل‪ .062 - 9952‬مايلز‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬صر‪ .69‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.282 - 182‬‬ ‫‪ - 2‬الإزكوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .272-372‬ابن رزيق‪ :‬الفتح‪ .‬ص‪ .702‬السالمي" المصدر السابق‪.‬‬ ‫ج! ص‪ .062‬هاشم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.382‬‬ ‫‪ - 3‬لا تشير المصادر‪ .‬ولا حتى المراجع الحديثة إلى شخصية أبو عبيدة‪ .‬وهل هو من عمان‪ ،‬أم من‬ ‫بلاد الشام حيث يذكر ابن رزيق اسمه على أنه أبو عبيدة بن محمد الشامى نسبة إلى الشام انظر‪ :‬اين‬ ‫‪.‬‬ ‫ورقه ‪87‬‬ ‫رزيق ‪" :‬الصحيفة القحطانية"‪.‬‬ ‫‪061‬‬ ‫التصل الثالث‪ :‬النتانح السياسبة المترتبة على عزل الإ‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وتتل في المعركة الأهيف بن حمحام الهنائي وتفرق أتباعه‪ .‬ويقال أن منير‬ ‫بن النير الريامى؛ كان من جملة الذين قضوا فى مرقعة دما‪ .‬وكان ذلك فى‬ ‫يوم الأربعاء ‪ 62‬من ربيع الآخر سنة ‪082‬ه‪ /‬الموافق ‪ 31‬أغسطس ‪398‬م'‪.‬‬ ‫بعد القضاء على المقاومة العمانية} التى قادها الأهيف بن حمحام الهنائي‬ ‫عاد محمد ابن نور إلى نزوى عاصمة الإمامة‪ .‬ولكن هذه المرة بقبضة من‬ ‫حديد‪ .‬حيث عاث فى البلاد فسادا‪ ،‬وتنكيلا بأهلها‪ .‬وارتكب من الفضائع‬ ‫ما لا يصدقه العقل من قتل وسلب ونهبؤ وقطع الأيدي والأرجل والآذان‪.‬‬ ‫وسمل الأعين‪ .‬كما أحدث الخراب والدمار ليس في نزوى فحسب بل حتى‬ ‫في المناطق المجاورة‪ .‬من ذلك حرق المكتبات التى كانت تضم أعداد كبيرة‬ ‫من الكتب والمؤلفات العمانية‪ .‬كما قام بتدمير العديد من القنوات المائية‬ ‫والأفلاج' التى تعد عصب الحياة الزراعية فى عمان" حتى أن السيابي شبهه‬ ‫بالحجاج بن يوسف الثقفى وقال عنه‪" :‬الحجاج الثاني“"‪ .‬كما جاءت تسميته‬ ‫ابن بور نظرا لما أحله من الخراب والبوار‪.‬‬ ‫‪ - 4‬منير بن النير‪ :‬انظر ترجمته في‪ :‬مجهول‪" .‬تواريخ العلماء ومعرفة أسمائهم وكناهم وبلدانهم“‪.‬‬ ‫(وزارة الترات والثقافة‪ .‬مسقط)‪ .‬مخطوط رقم ‪ .4242‬ورقة ‪ .7‬السيابي‪ .‬سالم بن حمود‪ .‬إزالة الوعثاء‬ ‫عن أتباع أيي الشعثاء‪ .‬تحقيق سيدة إسماعيل كاشف (مسقط‪ .‬وزارة التراث القومي والثقافة‪.)9791 .‬‬ ‫صر‪ .34‬هذا ويرى البطاشي أن هناك لبسا بين منير بن النير أحد حملة العلم من البصرة إلى عمان وبين‬ ‫منير الآخر الذي قتل في موقعة دما مع الأهيف بن حمحام الهنائي سنة ‪082‬ه‪ .398/‬انظر‪ :‬البطاشي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪.522-822‬‬ ‫‪ - 5‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكشف© ص‪ .372‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .372‬السيابي‪ .‬سالم‪:‬‬ ‫عمان عبر التاريخ‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .481-581‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.382‬‬ ‫‪ - 6‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ {86‬صر‪ .661‬الإزكوي‪ .‬المصدر السابق ص ‪.372‬‬ ‫ص‪. 1 28‬‬ ‫عبر التاريخ‪ .‬ج‪.2‬‬ ‫سالم ‪ :‬عمان‬ ‫‪ 7‬۔ السيابى‪.‬‬ ‫‪161‬‬ ‫عمرل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫قصة‬ ‫‪ -‬الأحوال السياسية في عمان بعد حصلة محمد بت نور‬ ‫بعد أن وطد محمد بن نور سلطانه في سائر أنحاء عمان قرر العودة إلى‬ ‫البحرين‪ .‬دون أن تمدنا المصادر العامة بأية معلومات عن بالمدة التى بقى‬ ‫فيها في عمان حتى رحيله عنها‪ .‬واكتفى الإركوي بالإشارة إلى تعين محمد بن‬ ‫نور لأحمد بن هلال' عاملا له على عمان‪ .‬وأنه اتخذ من بهلا مقرا له‪ .‬وعين‬ ‫الولاة على سائر عمان بما فيها مدينة نزوى‪ ،‬حيث جعل عليها رجلا يقال له‬ ‫بيحرة‪ .‬ويكنى أبا أحمد‪ ،‬ولم تمض فترة طويلة على وجوده في نزوى حتى‬ ‫ثار أهلها عليه وقتلوه"‪ .‬ولذلك كانت العلاقة بين نزوى والعباسيين مضطربة‪.‬‬ ‫ولا تتعدى جباية الأموال من أهلها! واستمر الحال على ذلك حتى سنة‬ ‫‪0‬ھ‪239/‬م‪ .‬عندما تم مبايعة سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب‬ ‫بالإمامة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى فإن الفترة التي تولى فيها أحمد بن هلال أمر عمان عاملا‬ ‫من قبل الوالي العباسي محمد بن نور غير واضحة المعالم من حيث بدايتها‪.‬‬ ‫وكل ما طالعتنا به المصادر عبارة عن درهم عباسي يحمل اسم المقتدر بالله‬ ‫وأحمد بن هلال ضرب سنة ‪503‬ه‪719/‬م'‪ .‬كما ذكر ابن الجوزي أنه في سنة‬ ‫‪5‬ه۔‪719‬م ورد على السلطان ويقصد به الخليفة العباسي المقتدر(‪592‬‬ ‫! ‪ -‬لم تسعفنا المصادر‪ .‬وكتب التراجم بترجمة لشخصيته‪.‬‬ ‫صر‪. 672‬‬ ‫سرحان ‪ :‬الكشفث‬ ‫‪ - 2‬الإركوي‪.‬‬ ‫‪ - 3‬هاشم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.582‬‬ ‫‪ 4‬العش‪ .‬محمد أبو الفرج‪ .‬النقود العمانية من خلال التاريخ الإسلامي‪ .‬سلسلة تراثنا‪ .‬ع‪( 45‬وزارة‬ ‫التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط‪ .)4891 .‬ص‪.81‬‬ ‫‪261‬‬ ‫الفصل الثالت‪ :‬النتانح السياسبة المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بز مالك الحروصي‬ ‫‪023 -‬ه‪239 - 809/‬م) ‪ -‬هدايا وصفها بالجليلة من أحمد بن هلال صاحب‬ ‫عمان‪ .‬وفيها أنواع الطيب‪ ،‬ورماح وطرائف من طرائف البحر‪ .‬وطائر أسود‬ ‫يتكلم بالفارسية والهندية‪ ....‬وظباء سود'‪.‬‬ ‫يرجح أبو عزة أن الذي حمل الهدية التي بعث بها أحمد بن هلال إلى‬ ‫الخليفة العباسي المقتدر شخص يدعى هارون بن محمد الضبى‪ ..‬وأنه كان‬ ‫بمثابة سقير مقيم لدى مدينة السلام عاصمة الخلافة العباسية‪ .‬بعد أن ربط‬ ‫بين المنة التي وصلت فيها الهدية إلى الخليفة العباسي وبين السنة التي‬ ‫دخل فيها هارون ين محمد عاصمة الخلافة وهى سنة ‪503‬ه‪719/‬م؟‪ .‬تم‬ ‫أن القفطي وهو يترجم لشخص أسمه الحسن بن يشر الآمدي ذكر أنه "كان‬ ‫يكتب بمدينة السلام لأبى جعقر بن هارون بن محمد الضبى خليفة أحمد بن‬ ‫‏‪ ١‬لمقتدر بالله“‪.‬‬ ‫صاحب عمان بحضرة‬ ‫هلال‬ ‫أما بالنسبة لأسرة يني سامة الطامحة إلى السلطةة والتي كانت المحرك‬ ‫الرئيسي للأحداث‪ ،‬فليس هناك ما يؤكد بسط سلطتها على عمانث ولم تطالعنا‬ ‫لكن فى‬ ‫استنجد بالعباسيين‪.‬‬ ‫الذى‬ ‫القاسم‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫مصير‬ ‫المصادر عن‬ ‫‪ - 1‬ابن الجوزي‪ .‬جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي‪ .‬المنتظم في تاريخ الملوك والأمم‪.‬‬ ‫تحقيق سهيل زكار‪ .‬ج‪( 8‬دار الفكر‪ .‬بيروت‪5991 .‬م)‪ .‬صر‪.8‬‬ ‫‪ - 2‬هو أبو جعفر هارون بن محمد الضبي‪ .‬من أهل عمان سكن بغداد‪ .‬للمزيد حول ترجمته انظر ‪:‬‬ ‫البفدادي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ص‪.05 - 94‬‬ ‫‪ - 3‬أبو عزة‪ .‬عبد الله‪ .‬الخليج العربي في العصر الإسلامي دراسة تاريخية وحضارية (مكتبة الفلاح‪.‬‬ ‫الكويت‪1002 .‬م)‪ .‬ص‪.351‬‬ ‫‪ - 4‬التفطي‪ .‬جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف أنباه الرواة على أنباء النحاة‪ .‬ج‪ .1‬تحقيق‬ ‫محمد أبو الفضل إبراهيم (الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ .‬القاهرة‪1891 .‬م)‪ .‬ص‪.882‬‬ ‫‪361‬‬ ‫قضة عرل از‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫المتابل لا نشك في أن أسرة بني سامة قد أصابت مغنماً‪ .‬من جراء تعاونها‬ ‫مع الخلافة العباسية في تلك الفترة‪ .‬ولا نستبعد أن يكونوا قد تولوا بعض‬ ‫الأليم كصحار‪ .‬وجبال الحدان وتوام؛ ومنطقة السر (الظاهرة بشكل عام)‪.‬‬ ‫وفي هذا الإطار يذكر السالمي‪" :‬أن الجبابرة تغلبوا على أهل عمان يسومونهم‬ ‫سوء العذاب أربعين سنة‪ .‬وذلك بعد حروب محمد بن بور ولعل هؤلاء‬ ‫الجبابرة كانوا من بني سامة‪ .‬وهم عشيرة موسى بن موسى“'‪ 5‬وهذا يعني أنه‬ ‫كان لهم نفوذا ما‪ .‬وقد استمر نفوذهم مرتبط بدولة الخلافة العباسية حتى سنة‬ ‫‪6/829‬م؛ كما دلت على ذلك العملات النقدية المكتشفة"‪.‬‬ ‫أشارت المصادر العمانية في معرض حديثها عن تلك الفترة المضطر بة‪.‬‬ ‫منذ انهيار الإمامة علي يد محمد بن نور سنة ‪082‬ه‪398/‬م إلى تنصيب عدد‬ ‫من الأئمة كان أولهم محمد بن الحسن الذي تم تنصيبه في مدينة نزوى سنة‬ ‫‪598/‬م‪ .‬بعد قتل واليها بيحرة من قبل أحمد بن هلال‪..‬‬ ‫‪23‬‬ ‫توالى بعد ذلك تنصيب الأئمة على فترات متفاوتة‪ .‬وفي ظروف سياسية‬ ‫غير مستقرة‪ .‬حتى الأئمة أنفسهم لم يكونوا قادرين على الإمساك بزمام‬ ‫الأمور‪ .‬وتوحيد البلاد وطرد الغزاة والمتسلطين من الولاة والأمراء‪ ،‬يل أن‬ ‫بعضهم تولى الإمامة لأكثر من مرة حيث كان يعزل ثم ينصب مرة أخرى‪.‬‬ ‫وبعضهم وافته المنية‪ .‬وبعضهم عقد لهم بالإمامة مع وجود إمام آخر في‬ ‫‪ - 1‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.362‬‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ص‪91‬‬ ‫مرجع سابق‬ ‫‪-2‬۔ العش‪.‬‬ ‫صرك‪.62‬‬ ‫ح ‪.1‬‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫المصدر‬ ‫السالمي‪.‬‬ ‫‪.572‬‬ ‫ص‬ ‫سرحان ‪ :‬الكشف‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الإركوي‪.‬‬ ‫‪461‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتائج السياسبة المترتبة على عزل از! مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫منطقة أخرى‪- .‬وهكذا كان الحال‪ -‬حتى أن الإزكوي علق على أحوال الأئمة‬ ‫في تلك الفترة بالقول‪” :‬وأظن هؤلاء الأئمة المنصوبين من بعد الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬لم تدن لهم جميع عمان{ ولم يجز سلطانهم فيها‪ .‬وإنما كانوا في بعض‬ ‫البلدان دون بعض وعلى أحد من القبائل دون أحدء ولم تتألف كلمة أهل‬ ‫عمان‪ ،‬ولا اجتمعوا على إمام من بعد الفتن التي وقعت بينهم" وفيما يلي‬ ‫جدول يوضح الأئمة الذين تم تنصيبهم آنذاك"‪.‬‬ ‫السنة‬ ‫اسم الإمام‬ ‫م‬ ‫‪598/‬م‬ ‫‪2‬‬ ‫محمد بن الحسن الخروصي‬ ‫‪1‬‬ ‫الصلت بن القاسم (بيعتين)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9 8/‬م‬ ‫‪5‬‬ ‫عزان بن الهز برالمالكى‬ ‫‪3‬‬ ‫محمد بن يزيد الكندي‬ ‫‪4‬‬ ‫الحكم بن الملا البحري (بيعتين)‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 998/ 60‬م‬ ‫عبد الله ين محمد الحداني (أبو سعيد القرمطي)‪)1(3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بن ‏‪ ١‬لسحتنى‬ ‫‏‪ ١‬لحسن‬ ‫‪ 409/‬م‬ ‫‪2‬‬ ‫الحواري بن مطرف الحداني (بيعتن)‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 219/ 0‬م‬ ‫‪9‬‬ ‫ويمكن القول أن أولئك الأئمة اضطروا إلى الاعتراف بالأمر الواقع‪ .‬ولم‬ ‫‪ - 1‬الإزركوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكشف\‪ 6‬صر‪.082‬‬ ‫‪ -2‬لمزيد من انتفاصيل انظر‪ :‬الإزركوىء المصدر السابق‪ .‬صر‪ .872 - 672‬السالمى‪ .‬عبد النه‪ :‬التحقة‪.‬‬ ‫ج! صل‪ .472 - 962‬زامباور‪ .‬معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي‪ .‬إخراج وترجمة‬ ‫محمد حسن بك وحسن أحمد محمود وآخرون (دار الرائد العربى‪ .‬بيروت{ ‪ .)0891‬ص‪.191‬‬ ‫‪561‬‬ ‫قضة عرل المام الصلت بن مالح الخروصي‬ ‫يملكوا خيارأ في قبول السيطرة العباسية‪ .‬مع حرصهم في الوقت ذاته على‬ ‫الإبتاء على شكل من أشكال نظام الإمامة‪ .‬وإن لم يتحقق لهم الاستقلالية‬ ‫التامة‪ .‬في ظل وجود الولاة المعتمدين من قبل عاصمة الخلافة‪ .‬والذين كان‬ ‫يطلق عليهم في المصادر العمانية "سلاطين الجور“'‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حكم يوسف بن وجيه‬ ‫يعتبر حكم يوسف بن وجيه امتدادا لحكم أحمد بن هلال‪ ،‬فثمة صلة‬ ‫قرابة تربط بين الاثنين' إذ كان يوسف بن وجيه ابن أخت أحمد بن هلال‪.‬‬ ‫كما أشار إلى ذلك التنوخي في رواية عن يوسف بن وجيه نفسه"‪ .‬وهناك‬ ‫من اعتبر حكم أسرة بني وجيه امتدادا للنفوذ السياسي لأسرة بني سامة في‬ ‫عمان ولا تسعفنا المصادر العامة أو العمانية على وجه الخصوص لتأكيد‬ ‫أو نفي ذلك‪.‬‬ ‫ولم تزودنا المصادر أيضا بما يؤكد عمانية أسرة بني وجيه‪ ،‬ولاكيف تمكن‬ ‫يوسف بن وجيه من الوصول إلى الحكم؟ ذلك أن الفترة التى حكم فيها‬ ‫يوسف بن وجيه عمان كانت متزامنة مع وجود إمام إياضي هو أبو القاسم‬ ‫سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب الرحيلى(‪ 939 - 239/823 - 023‬م)‪.‬‬ ‫وقد عقد له بالإمامة أبو الحواري محمد بن الحواري بن عثمان‪ ،‬وبايعه العلماء‬ ‫ا ‪ -‬أبو عزة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.251‬‬ ‫‪ - 2‬حول تفاصيل الرواية التي تبين صلة القرابة بين يوسف بن وجيه وأحمد بن هلال انظر‪:‬‬ ‫صك‪. 52‬‬ ‫التنوخي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ابو عزة‪ .‬المرجع سابق‪ .‬ص‪.451‬‬ ‫]‬ ‫‪6‬‬ ‫الفصل التالث‪ :‬النتائج السياسبة المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الآخحرون‪ ،‬وكانت بيعته على الدفاع'؛ نظرا للظروف السياسية المضطربة في‬ ‫تلك الفترة‪.‬‬ ‫اتسمت العلاقة بين الإمام سعيد بن عبد الله ويوسف بن وجيه بالعدائية‪.‬‬ ‫وخاض الطرفان حروبا لم تحسم وللإمام سعيد بن عبد الله مكاتبات مع‬ ‫يوسف بن وجيه يبرز من خلالها أخلاق محاربة المسلمين لأهل البغي‬ ‫والمعتدين من أهل القبلة"‪.‬‬ ‫نجح الإمام سعيد ين عبد الله‪ ،‬إلى حد ما في تحجيم نقوذ يوسف بن‬ ‫وجيه‪ .‬الذي كان قد ملك ناحية من عمان على‪-‬حد تعبير السالمي۔‪ ،‬في حين‬ ‫تذكره المصادر العامة "بصاحب عمان“"} وهو مفهوم لا يخلو من تعقيد؛ كون‬ ‫حدود عمان هنا غير واضحة المعالم{ فهل كان يقصد بها المنطقة الساحلية‪.‬‬ ‫وبالأخص صحار التي كانت تعد أهم المواني في منطقة الخليج العربي‬ ‫آنذاك؟ أميقصد بها المنطقة الداخلية؟ فمثلا ابن خرداذبة وهو يصف الطريق‬ ‫‪ - 1‬إن السنة التي تم فيها تتصيب الإمام سعيد بن عبد الله غير معروفة على وجه التحديد‪ .‬غير أن‬ ‫السالمي يرجح أنها كانت في سنة ‪023‬ه‪239/‬م‪ .‬مستدلا على ذلك مما قرأه في بعض السير العمانية من‬ ‫"أن أهل عمان بقوا في هوان من الجبابرة أربعين سنة وذلك بعد وقعة بن نور“ وقد كانت تلك الوقعة‬ ‫سنة ‪082‬ه‪398 /‬م‪ .‬وتتمت الأربعين تكون سنة ‪023‬ه‪239/‬م (للمزيد حول سيرته انظر‪ :‬الكدمى‪:‬‬ ‫الإستقامة‪ .‬ج‪ .‬ص‪ .012-212‬السالمي{ عبد الله ‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ 1‬ص‪.572‬‬ ‫‪ 2‬انظر‪ :‬الكندي بيان الشرع‪ .‬ج‪ .6‬صك‪ .503-603‬السالمي‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.982-092‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪ .‬ص‪.982‬‬ ‫‪ - 4‬مسكويه‪ .‬علي بن أحمد ين محمد تجارب الأمم‪ .‬ج‪( 2‬دار الكتاب الإسلامي‪ .‬القاهرة‪ .‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫ص‪ .341‬الصابي‪ .‬أيي الحسن الهلال ين المحسن الوزراء‪ .‬تحقيق عبد الستار أحمد فراج (دار الآفاق‬ ‫العربية‪ .‬القاهرة‪3002 .‬م)‪ .‬ص‪ .371‬اين الأثير‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.993‬‬ ‫‪761‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫من البصرة إلى عمان يذكر بأن عمان“ هي صحار ودبا“'‪ .‬ونرجح أن تكون‬ ‫منحلقة نفوذ يوسف بن وجيه في المنطقة الساحلية‪ .‬ومنها حاول هو وابنه‬ ‫مرتين الاستيلاء على البصرة المحاولة الأولى كانت في سنة ‪133‬ه‪249/‬م‪.‬‬ ‫والمحاولة الثانية في سنة ‪143‬ه‪ 259/‬على يد ابنه محمد بمساعدة القرامطة‪.‬‬ ‫وتد فشلا فكيلا المحاولتينة‪.‬‬ ‫استمر حكم يوسف بن وجيه وأبناؤه من بعده محمد تم عمر حتى سنة‬ ‫‪ 03‬كما دلت على ذلك النقود العمانية‪ .‬كما تخلل تلك الفترة محاولة‬ ‫شخص يدعى نافع كان مولى ليوسف بن وجيه للاستيلاء على عمان سنة‬ ‫‪23‬ه‪349/‬م بعد هزيمة الأخير عند محاولته غزو على البصرة"‪ .‬لكن سرعان‬ ‫ما تم استعادتها منه على يد محمد بن يوسف بن وجيه سنة ‪333‬ه‪449/‬مُ‪.‬‬ ‫ثم ما لبث أن كرر المحاولة بعد ذلك‪ .‬وعندما سار معز الدولة البويهي إلى‬ ‫عمان سنة ‪453‬ه‪ 569/‬م تعاون معه نافع وسلمها إليه دون مقاومة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ابن خرداذبة‪ .‬أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله‪ .‬المسالك والممالك (مكتبة المتنى‪ .‬بغداد‪ .‬د‪.‬‬ ‫ت)‪ .‬ص‪.06‬‬ ‫‪ - 2‬لمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬ابن الأثير‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ 8‬ص‪ .004 - 993‬صر‪ .694‬مسكويه‪.‬‬ ‫م‪( 4‬مؤسسة‬ ‫تاريخ ابن خلدون‬ ‫مصدر سابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .341‬ابن خلدون‪ .‬عبد الرحمن بن محمد‬ ‫جمال‪ .‬بيروت‪9791 .‬م)‪ .‬ص‪ .344‬وسيشار إليه‪ .‬اين خلدون‪ :‬تاريخ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬حول النقود المضروبة في تلك الفترة وارتباطها بأسرة بني وجيه انظر‪ :‬العش‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫صا‪.72 - 2‬‬ ‫‪ - 4‬ابن الأثير‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.714‬‬ ‫ك ‪ -‬العش‪ .‬المرجع السابق ص‪.12‬‬ ‫‪ - 6‬ابن الأثير‪ .‬المصدر سابق‪ .‬ص‪.565‬‬ ‫‪301‬‬ ‫الفصل الثالت‪ :‬النتائج السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن صالح الخروصى‬ ‫‪ - 4‬محاولات القراصطة للاحتيلاء علت ععات‬ ‫أشار الطبرى إلى أن ابتداء أمر القرامطة كان بقدوم رجل من ناحية‬ ‫خوزستان إلى سواد الكوفة‪ .‬ثم ما لبث أن فشي أمر القرامطة ومذهبهم‬ ‫وكثروا بسواد الكوفة"‪ 5‬أما تسميتهم بالقرامطة ففي ذلك ستة أقوال‪ .‬جمعها‬ ‫اين الجوزي في كتابه المنتظم‪ .‬وهي على النحو التالي"‪:‬‬ ‫"الأول‪ :‬انهم سمو يذلك لأن أول من أشير لهم بتلك الجهة محمد الوراق‬ ‫المقرمط وكان كوفياً“‪.‬‬ ‫"الثاني‪ :‬أن لهم رئيسا من السواد من الأنباط يلقب بقرموطويه‪ ،‬فنسبوا‬ ‫إليه“‪.‬‬ ‫"الثالث‪ :‬أن قرمطا كان غلاما لإسماعيل بن جعفر‪ ،‬فنسبوا إليه لأنه‬ ‫أحدث“‪.‬‬ ‫"الرابع‪ :‬أن بعض دعاتهم نزل برجل يقال له‪ :‬كرميته‪ .‬فلما رحل تسمى‬ ‫قرمط بن الأشعث‪ .‬ثم أدخله مذهبه“‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أن يعض دعاتهم رجل يقال له‪ :‬كرميته} فلما رحل تسمى باسم‬ ‫ذلك الرجل ثم خفف الاسم فقيل‪ :‬قرمط“‪.‬‬ ‫"السادس‪ :‬أنهم لقبوا بهذا نسبة إلى رجل من دعاتهم يقال له‪ :‬حمدان بن‬ ‫قرمط‪ .‬وكان حمدان هذا من أهل الكوفة يميل إلى الزهد“‪.‬‬ ‫! ‪ -‬للمزيد حول ابتداء أمر القرامطة انظر‪ :‬الطبري‪ 6‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .01‬ص‪.72 - 32‬‬ ‫ص‪ 332‬۔ ‪.532‬‬ ‫‪2‬۔ ابن الجوزي‪ ،‬مصدر سايق ج‪.‬‬ ‫‪961‬‬ ‫قصة عرل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ورجمح سهيل زكار أن كلمة قرمط مشتقة من عبارة "قرم“ الآرامية أو‬ ‫السريانية‪ .‬وهي تعني أخفى وغطى وستر‪ .‬وبذلك تقابل كلمة باطنية"‪ .‬وأشار‬ ‫فاروق عمر إلى التفسير الجديد الذي قدمه الدكتور شعبان "من أن أصل‬ ‫التسمية يعود إلى قرية كرامة المركز التجاري الليبي على حدود الصحراء‬ ‫الأفريقية‪ .‬وأنهم في أصلهم من السودان والزنج‪ .‬الموجودين في جنوب‬ ‫عن‬ ‫لا نبتعد‬ ‫وحتى‬ ‫الحركة باسمهم“"‪.‬‬ ‫وسميت‬ ‫البحرين‪.‬‬ ‫وفي‬ ‫‏‪ ١‬لعراق‪.‬‬ ‫موضوعنا الرئيسي يمكن القول‪ :‬أن القرامطة فرقة ارتبطت بالحركة الإسماعيلية‬ ‫في تنظيمها وعقيدتها‪'.‬‬ ‫بعد أن نجح القرامطة في حركتهم وتوطيد نفوذهم واتخاذهم من منطقة‬ ‫هجر بالبحرين عاصمة لهم‪ .‬سعوا إلى بسط سيطرتهم على أطراف عديدة‬ ‫من شبه الجزيرة العربية‪ .‬وأصبحت عمان ونتيجة لأوضاعها السياسية‬ ‫المتردية‪ .‬بعد سقوط الإمامة عرضة لغمزوات القرامط‘ وذلك بحكم موقعها‬ ‫الاستراتيجى‪ .‬لذا هناك من يرى أن توجه القرامطة إلى عمان إنما كان لهدف‬ ‫اقتصادي في المقام الأول"‪ .‬إذا ما علمنا أن خراج عمان في تلك الفترة كان‬ ‫يقدر ب ‪ 000,003‬دينار سنويا‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬زكار‪ .‬سهيل‪ .‬الجامع في أخبار القرامط في الإحساء ‪ -‬الشام ‪ -‬العراق ‪ -‬اليمن (دار إحسان‪٥‬‏‬ ‫دمشق‪7891.‬م)‪ .‬ص‪.121‬‬ ‫‪ - 2‬فوزي‪ .‬فاروق عمر‪ .‬نشأة الحركات الدينية السياسية في الإسلام (الأهلية‪ .‬عمان‪9991 .‬م)‪.‬‬ ‫ص‪ .122‬وسيشار إليه‪ .‬فوزي‪ :‬نشأت الحركات الدينية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬فوزي‪ :‬الخليج العر بي‪ .‬ص‪.162‬‬ ‫‪ 4‬۔ البادي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.391‬‬ ‫‪ - 5‬أبو الفرج‪ .‬قدامة بن جعفر‪ .‬كتاب الخراج وصنعة الكتابة (مكتبة المثنى‪ .‬بغداد‪ .‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫صل‪.152 .942‬‬ ‫‪071‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتانح السياسية المترتبة على عزل الماام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫في ضوء الأوضاع المضطربة والمتداخلة‪ .‬سواء في دار الخلافة العباسية‬ ‫يفكل عام أو في عمان يشكل خاص فإنه من الصعب إعطاء صورة واضحة‬ ‫متكاملة عن حملات القرامطة ونشاطهم السياسي في عمان‪ .‬غير أنه يمكن‬ ‫رصد أولى تحركاتهم إلى عمان من خلال ما أوردته بعض المصادر عن سرية‬ ‫بعث بها أبو سعيد الجنابي! في ستمائة مقاتل‪ .‬وأردفهم بستمائة أخرى‪ ،‬غير‬ ‫أن العمانيين تمكنوا من دحر هذه السرية التي قتل معظم أفرادها ولم يبق‬ ‫منهم إلا ستة نفر عادوا أدراجهم" غير أن أبا سعيد أمر بقتلهم‪ .‬وقال‪" :‬هؤلا‬ ‫خاسوا بعهدي" ولم يواسوا أصحابهم الذين قتلوا“"‪.‬‬ ‫لم تطلعنا المصادر على السنة التى جاءت فيها تلك الحملة‪ .‬لكن من‬ ‫المرجح أن تكون في السنوات الأخيرة من القرن الثالث الهجري بين سنتي‬ ‫‪003 - 2‬ه‪219 - 409/‬م‪ .:‬وهناك من يرى أن القرامطة جاءوا إلى عمان‬ ‫لأرل مرة سنة ‪882‬ه‪009/‬م'‪ 3‬في حين ذكر المسعودي أن أبا سعيد الجنابي‬ ‫دخل صحار عنوة مرة بعد أخرى وذلك بعد هزيمته للقائد العباسي العباس‬ ‫بن عمرو الغنوي سنة ‪782‬ه‪998/‬هُ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نسبة إلى جنابه وهي بلدة على ساحل الخليج الملاصق لفارس‪ .‬انظر‪ :‬أبو زيد‪ .‬راشد توفيق‪.‬‬ ‫والنابودة‪ .‬وداد خليفة‪ .‬تاريخ الخليج العربي منذ العصور الإسلامية حتى أواخر القرن التاسع عشر‬ ‫(مطبعة دبي‪8991 .‬م)‪ .‬ص‪ .94‬وحول سيرته وأخباره وبروز دوره في البحرين انظر‪ :‬ابن الأثير‪ .‬مصدر‬ ‫سابق‪ .‬ص‪ 394‬۔ ‪.594‬‬ ‫‪ 2‬المقريزي‪ .‬تقي الدين أحمد بن علي‪ .‬إتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا‪ .‬ج‪ .1‬تحقيق‬ ‫جمال الدين الشيال‪ .‬ط‪( 2‬وزارة الأوقاف‪ .‬القاهرة‪6991 .‬م)‪ .‬صن‪.261‬‬ ‫‪ - 3‬عزة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.651‬‬ ‫‪ - 4‬البلوشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.162‬‬ ‫‪ - 6‬المسعودي‪ .‬أبو الحسن علي بن الحسين‪ .‬التنبيه والإشراف‪ .‬ج‪ .2‬تعليق قاسم وهب (وزارة‬ ‫النقافة‪ .‬دمشق‪0002 .‬م)‪ .‬ص‪ .966‬وسيشار إليه‪ .‬المسعودي‪ :‬التنبيه‪.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫قضة عول المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وعلى كل حال وإن كانت حملة أبي سعيد الجنابي على عمان قد فشلت‬ ‫في تحقيق أهدافها‪ .‬إلا أنها لم تصرف أنظار القرامطة عن عمان بصورة نهائية‪.‬‬ ‫بل كانت محط أطماعهم؛ لاستكمال نفوذهم على منطقة الخليج‪.‬‬ ‫أشارت المصادر العمانية أن القرامطة جاءوا إلى عمان في إمامة عمر بن‬ ‫محمد بن مطرف الحداني إلا أنه لم يستطع مقاومتهم فاعتزل بيت الإمامة'‪.‬‬ ‫وكان ذلك على ما يبدو في أوائل القرن الرابع الهجري" غير أن نفوذهم لم‬ ‫يكن مباشرا‪ .‬وقد اكتفوا بجمع الزكاة من العمانين"‪ .‬وربما كانت حملاتهم‬ ‫خاطفة‪ .‬وعلى المناطق الساحلية بصورة أكبر‪.‬‬ ‫بعد هجوم القرامطة على مكة المكرمةة سنة ‪713‬ه‪929/‬م‪ .‬اتجهت‬ ‫نظارهم بعد فترة قصيرة إلى عمان‪ .‬وتمكن أبو طاهر الجنابي من التغلب‬ ‫على أهلها في تلك السنة"‪ .‬إلا أن وجودهم فيها لم يطل كنيرا؛ نظرا لظهور‬ ‫يوسف بن وجيه على مسرح الأحداث السياسية في عمان من جهة‪ .‬ومن‬ ‫جهة أخرى تمكن العمانيون فى سنة ‪023‬ه‪239/‬م} ‪-‬تقريبا‪ -‬من إعادة نظام‬ ‫الإمامة من جديد بانتخاب سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب إماما في‬ ‫تلك السنة‪ .‬وقد نجح الإمام سعيد في إعادة الاستقرار مرة أخرى في المناطق‬ ‫الواقعة تحت نفوذه! حتى وفاته شهيدا سنة ‪823‬ه‪939/‬ه؟‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكخف‪ ،‬ص‪ .872‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.562‬‬ ‫‪ - 2‬مايلز‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.501‬‬ ‫‪ - 3‬حول تفاصيل مسير القرامطة إلى مكة وهدم الكعبة ونقل الحجر الأسود إلى منطقة هجر انظر‪:‬‬ ‫ابن الجوزي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .7‬ص‪ .39‬ابن الأثير‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.802 - 702‬‬ ‫‪ - 4‬أبو عزة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.262‬‬ ‫‪ - 6‬الإزكوي‪ .‬سرحان‪ :‬الكشف‪ .‬ص‪ .303‬السالمي‪ :‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪2 .1‬ص‪.87‬‬ ‫‪271‬‬ ‫القصل التالث‪ :‬النتانح السياسية المترتبة على عزل الإ‪ .‬مام الصلت بن مالك النخروصى‬ ‫عقب وفاة الإمام سعيد بن عبد الله اضطربت أحوال عمان مرة أخرى‪.‬‬ ‫وعادت بعض أقاليمها إلى تبعية الخلافة العباسية‪ .‬ثم ما لبث علماء الإباضية‬ ‫أن بايعوا راشد بن الوليد كإمام دفاع دون أن تذكر المصادر تاريخ بيعته‪ .‬وكان‬ ‫أول من بايعه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي المؤثر كما بايعه أيضا ك‬ ‫من‪ :‬أبو مسعود النعمان بن عبد الحميد‪ .‬وأبو محمد عبد الله بن محمد بن‬ ‫أيي شيخة‪ .‬وأبو عثمان رمشقي بن راشد وأبو محمد عبد الله بن محمد بن‬ ‫صالح‪ .‬وأبو المنذر بن أبي بن محمد ين روح!‬ ‫ومن الجدير بالذكر أت أولئك العلماء الذين اجتمعوا لمبايعة راشد بن‬ ‫الوليد كانوا يمثلون تيارين مختلفين في فكرهم السياسي وكانوا على خلاف‬ ‫من قضية عزل الإمام الصلت فبعضهم كان يمثل التيار المتشدد الذي كان‬ ‫يبرأ من موسى بن موسى وراشد بن النظر في خروجهم على الإمام الصلت بن‬ ‫مالك‪ .‬وبعضهم كان يمثل التيار المعتدل الذي اتخذ مبدأ الوقوف من تلك‬ ‫القضية‪ .‬وبالتالي كان اجتماعهم لمبايعة راشد بن الوليد أول محاولة في سبيل‬ ‫الوحدة الوطنية‪ .‬ونبذ الخلافات فيما بينهم‪ .‬وقد اتفقوا بعد اجتماعهم في بيت‬ ‫راشد بن الوليد‪ ،‬على توي الواقفين والمتبرئين من موسى بن موسى{ وراشد‬ ‫بن النظر على حد سواء‪ .‬وطي صفحة الماضي باعتبار أن كلا الطرفين‬ ‫مؤتمنان على دينهما"‪.‬‬ ‫[ ‪ -‬الإركوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬صك‪ .503‬السالمى‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ج! ‪ .‬ص‪.082‬‬ ‫‏‪ .٠‬السالمي‪.‬‬ ‫ص‪603‬‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫الإركوي‪.‬‬ ‫الإجتماع انظر‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫‪ 2‬۔ لمزيد من التفاصيل حول‬ ‫المصدر السايق‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.182 - 082‬‬ ‫‪371‬‬ ‫قضة عزل الإ مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫لم تدم فترة الاستقرار النسبى في عهد الإمام راشد بن الوليد طويلا؛ إذ‬ ‫سرعان ما عادت الخلافات بين القبائل من جديد‪ .‬فخرج عليه "سلطان‬ ‫الجور“ ويقصد به عامل الخلافة العباسية‪ ،‬وتخلت الرعية عن نصرة الإمام‬ ‫راشد إلا القليل من أتباعه‪ .‬مما اضطره إلى النزوح إلى المناطق الجبلية‪.‬‬ ‫حتى وفاته‪ .‬سنة ‪243‬ه‪359/‬م على حد راي السالمي'‪ ،‬وإن صح ذلك فهذا‬ ‫يعني أنه كان معاصرا لفترة حكم أسرة بنتي وجيه‪.‬‬ ‫عاد القرامطة إلى عمان من جديد‪ .‬وبالتحديد سنة ‪453‬ه‪569/‬م‪ .‬كما‬ ‫ذكر ابن الأثير‪ .‬حيث أنفذوا سرية إلى عمان‪ ،‬فتصدى لهم الشراة المرابطون‬ ‫في الجبال‪ .‬فأوقعوا بهم‪ .‬فقتل كثير منهم وعاد الباقون"‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪553‬ه‪569/‬م عاد القرامطة مرة أخرى‪ ،‬وكان فيها نافع مولى‬ ‫يوسف بن وجيه‪ .‬الذي اضطر إلى الهروب من عمان فاستولى القرامطة على‬ ‫البلاد‪ .‬وكان معهم كاتب يعرف بعلي بن أحمدك وقد ولوه أمرها ويقال كان‬ ‫في تلك الفترة قاضي بعمان له عشيرة وجاه‪ ،‬وقد اتفق معه علي بن أحمد‬ ‫على تنصيب رجل يعرف بابن طغان وكان من صغار القواد‪ ،‬وحتى يستبد‬ ‫بالأمر قام بقتل من تقدم من القواد‪ .‬لكن سرعان ما تم الانتقام منه وقتله‪.‬‬ ‫فاجتمع رأي الناس على تأمير عبد الوهاب بن أحمد بن مروان وهو من‬ ‫أقارب القاضي‪ .‬فولي الإمارة بعد امتناع منه‪ .‬واستكتب علي بن أحمد الذي‬ ‫‪ - 1‬السالمى‪ :‬عبد الله‪ :‬التحفة‪ .‬ج! ‪ .‬ص‪.482‬‬ ‫‪ -‬ابن الأثير‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.665‬‬ ‫‪471‬‬ ‫الفصل التالت‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كان تابعا للقرامطة"‪ .‬وتجدر الإشارة إلى أن المصادر العمانية لم تشر إلى تلك‬ ‫الحملة‪ .‬ولا إلى شخصية القاضي الذي تعاون مع عاملهم الذي استخلفوه في‬ ‫عمان‪.‬‬ ‫ومن الغريب حقا أن بعض المؤرخين من المستشرقين‪ .‬يرون أن أهل‬ ‫عمان كانوا أكثر ميلا إلى القرامطة من الخلافة العباسية‪ .‬حيث يمول‬ ‫وليامسون‪" :‬وجد فيهم أهل عمان اعتدالا ومرونة أكثر من الخلافة“‪ .‬أما‬ ‫مايلز‪ .‬فأكد على ذلك بالقول‪" :‬وليس هناك أدنى شك في أن الأباضيين‪ .‬كانوا‬ ‫يفضلون سيادة القرامطة من الخضوع لنير الخلفاء} ليس لأنهم استطاعوا من‬ ‫خلال ذلك أن يستعيدوا مركزهم السياسي فحسب‪ 6‬وإنما وجدوا ولو لبعض‬ ‫الوقت متنفسا لهم في مزاولة الحروب والعودة إلى حياة السلم والفنون‪.‬‬ ‫وأن يتطلعوا إلى دفعة جديدة من الرخاء والثروة“"‪ .‬وذلك مخالف تماما لما‬ ‫ذكرته المصادر‪ .‬عن سلوكيات القرامطة' بوجه عام من جهةش وعن استبسال ‪,‬‬ ‫العمانيين في التصدي لخطرهم عند وصول أول حملة لهم إلى عمان{ ‪-‬كما‬ ‫سبق وأن أشرنا إلى ذلك‪ -‬ثم أن حملاتهم إلى عمان جاءت على فترات‬ ‫متقطعة‪ .‬ولم يكن لهم عليها نفوذ مباشر‪.‬‬ ‫قيل أن حملاتهم المتكررة على عمان بقيت حتى سنة ‪573‬ه‪589/‬م‪.‬‬ ‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وليامسون‪ .‬أندرو‪ .‬صحار عبر التاريخ‪ .‬سلسلة تراثنا‪ .‬ع‪ .2‬ط‪( 3‬وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫مسقط ( ‏‪ ٠‬ص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫صر‪601‬‬ ‫مرجع سايق‬ ‫‪ - 3‬مايلز‬ ‫‪ 4‬۔ فوزي ‪ :‬الخليج العربي‪ .‬صل‪.982‬‬ ‫‪571‬‬ ‫قصبة عزل الإ مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وكانت حدود سيطلرتهم عليها بين مد وجزر‪ .‬وقد لا تتعدى الإغارة على‬ ‫المناطق الساحلية وعلى الأخص صحار التي تعرضت إلى التخريب حتى أن‬ ‫اتجاه حركة السفن بدأت في الانتقال إلى قلهات‪ .‬خوفا من تعرضها لغارات‬ ‫القرامطة"‪ .‬في حين بقيت المناطق الداخلية في أغلب الأحيان بمنأى عنهم‬ ‫إلا ما ندر‪ .‬وفي هذا الإطار ذكر السالمي‪" :‬وترددت ولاة القرامطة عليها‬ ‫‪ -‬أي عمان ‪ -‬من سنة‪713‬ه‪929/‬م إلى سنة ‪573‬ه‪589/‬م‪ .‬فترهب واليها‬ ‫منهم وزهده‪ .‬وملكها أهل نزوى‪ .‬وقتلوا من كان بها من القرامطة والروافنض‪.‬‬ ‫وبقيت في أيديهم ورياستها للأرد"‪ .‬غير أن البيهقي ذكر أن السلطان‬ ‫مسعود الغزنوي طلب من رسول الخليفة العباسي القائم بأمر الله (‪- 224‬‬ ‫‪7‬ه‪4701 - 0301/‬م)‪ .‬أن يستصدر له أمرا من الخليفة للسير إلى كرمان‬ ‫عن طريق سيستان‪ ،‬وإلى عمان عن طريق مكران للقضاء على القرامطة‪.‬‬ ‫وكانت هذه السفارة سنة ‪224‬ه‪0301/‬م'‪ 3‬ونستنتج من تلك الرواية أن نفوذ‬ ‫القرامطة استمر لفترة أطول من الفترة التى ذكرها السالمي‪.‬‬ ‫من الصعب تكوين رؤية واضحة عن الأوضاع التي سادت عمان في تلك‬ ‫الفترة من جميع النواحي السياسية‪ .‬والاقتصادية‪ .‬والاجتماعية} ويمكن وصف‬ ‫ا ‪ -‬الدمشقي‪ .‬أبي عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري (شيخ الربوة)‪ .‬كتاب نخبة الدهر في‬ ‫عجائب البر والبحر (دار إحياء التراث العربى‪ .‬بيروت‪ .‬د‪ .‬ت)! ص‪.782‬‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الله ‪ :‬التحفة‪ ..‬ج‪ .1‬ص‪.462‬‬ ‫‪ - 3‬هو السلطان مسعود بن محمود بن سبكتكين‪ .‬انظر‪ :‬دحلان‪ .‬أحمد ين زيني‪ .‬تهذيب تاريخ‬ ‫الدول الإسلامية بالجداول المرضية (دار المشاريع‪ .‬د‪.‬م‪ .‬د‪.‬ت)‪ .‬ص‪.88‬‬ ‫‪ - 4‬البيهقي‪ .‬أبو الفضل محمد‪ .‬تاريخ البيهقي‪ .‬نقله إلى العربية يحيى الخشاب وصادق نشأت (دار‬ ‫النهضة العربية‪ .‬بيروت‪2891 .‬م)‪ .‬ص‪.223‬‬ ‫‪671‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫تاريخ تلك الفترة بأنه تاريخ مضطرب كما وأن الوحدة التي كانت سائدة‬ ‫بين الساحل والداخل قد شابها كثير من الغموض وكثير من التعقيدات‬ ‫السياسية‪ .‬ومن جانب آخر يمكن القول أنه من الصعب فصل ما كان يجري‬ ‫في عمان عن محيطها الإقليمي خصوصا في ظل الاضطراب السياسي‬ ‫الذي عانت منه الخلافة العباسية‪ .‬يسبب ظهور الحركات الثورية المطالبة‬ ‫بالاستقلال عن مركزية الخلافة الإسلامية‪ .‬وظهور الأسرات المتسلطة على‬ ‫الخلافة‪ .‬بدءا يالأتراك‪ .‬فالبويهيين‪ .‬ثم السلاجقة‪ .‬فلم يبق للخلافة من نفوذ‬ ‫سوى الاسم‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬النفوذ البويهي في غصات‪:‬‬ ‫بعد أن تمكن البويهيون من فرض هيمنتهم على العراق ابتداء من سنة‬ ‫‪43‬ه‪549/‬م'‪ .‬أدركوا أهمية عمان الإستراتيجية والاقتصادية‪ .‬ودورها في‬ ‫حركة التجارة العالمية في ذلك الوقت" ومن ذلك المنطلق سعوا لفرض‬ ‫سيطرتهم على عمان وفي سنة ‪253‬ه كلف معز الدولة وزيره أبا محمد‬ ‫الحسن بن محمد المهلبي بغزو عمان تمهيدا لإلحاقها بالمملكة البويهية في‬ ‫العراق‪ .‬غير أن الوزير المهلبي لم يتحمس لتلك المهمة‪ ,‬فتأخر في التجهيز‬ ‫لها نظرا لارتباطه بأصوله العمانية‪ .‬ثم ما لبث أن توفي قبل أن يخرج لتنفيذ‬ ‫تلك المهمة"‪.‬‬ ‫ذكر اين الأثير في معرض حديثه عن حوادث سنة ‪453‬ه‪569/‬م۔ أن معز‬ ‫‪ - 1‬فوزي‪ :‬الخليج العربي‪ .‬ص‪.342‬‬ ‫‪ - 2‬أيو عزة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.943 - 843‬‬ ‫‪771‬‬ ‫قصه عوز ازا مام الص بى مالك الخروصي‬ ‫الدونة أرسل ححة إلى عمان‪ .‬وقد كان بها نافع مولى يوسف بن وجيه‪ .‬فدخل‬ ‫‪ 5‬ماغة معز الدولة‪ .‬وخطب له وضرب له اسمه على الدينار والدر هم‪.‬‬ ‫فكاناه بأناستبتاه على عمان‪ .‬يحكم باسمهم‪.‬وما أن عادت الحملة إلى‬ ‫منه البلاد ‪ .‬ورجع النرامعلة‬ ‫العراةق حتى اتنهتلب العمانيون على نافع‪ .‬وأخرجه‬ ‫أى عمان في تنك السنة'‪.‬‬ ‫أشارت بع الررايات إلى أن معز الدولة أرسل كردك النقيب الديلمي‪.‬‬ ‫ليكون‬ ‫عمان‬ ‫أدل‬ ‫النوكا‪ :‬ني‪ .‬وكان تاج ر ‏‪١‬ا وسرا ‏‪ ١‬اختاره‬ ‫بعمان يدعى‬ ‫أأنن رجل‬ ‫ر سا لذ‬ ‫دصىلته‬ ‫أن‬ ‫لكن ‏‪ .٠‬د‬ ‫زوا ل ملك بتى و جيا ‪.‬‬ ‫تننب‬ ‫عا ج ‪ .,‬فلك ‪:‬‬ ‫حا كما‬ ‫منكردك االنتيپ يدعوه فيها إالى تسليم البلد حتى استبماب لعنايه؛ خرفا على‬ ‫ننسه وثروته‪ .‬وعندها تبين لأهل عمان أنه لا يصاح للحكم فعزلزه واتنموه‬ ‫بالتزادادلؤ مع البويغيينخكا م العراق" فقرروا نفيه فاختار البصرة‪ .‬وفي الطريق‬ ‫إلرها لقيه كردك نتخلص منه بأن ألقاه في البحر واستولى على أمواله"‪.‬‬ ‫ما لبث معز الدولة أن أرسل أبا الفرج بن العباس إلى عمان‘ وعينه نائ‬ ‫لد فيها حتى وفاتد سنة ‪653‬ه‪669/‬م‪ .‬وعقب ذلك ترك ا و ا لفرج بن العباس‬ ‫عمان‪ .‬حيث تولى أمرها عمر بن نبهان الطانى الذي أقام النتضبة لعضند‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬ ‫‏‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫صر؟‪:‬اك‬ ‫‪.8‬‬ ‫ح‬ ‫مابق‪.‬‬ ‫محمر‬ ‫ا ز تثير‪.‬‬ ‫‪ -‬ابرز‬ ‫‪1‬‬ ‫علاقات التجارية بين‬ ‫د ‪ -‬الانرخى‪ .‬معمدر ساتي‪ .‬جا‪ .‬ص‪.43٦-743‬‏ الدسري‪ .‬حسين على‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬کاےلإاسسملمزا۔ ۔ ‪- 7‬‬ ‫!اجا‪ .‬ر رحة‬ ‫كر‪.‬‬ ‫ے‬ ‫!‬ ‫ا ع‬ ‫حو‬ ‫ل‬ ‫ا! عصر ‏‪ ١‬لعب ادم ب ح “‪ .‬‏‪ .٠‬بنلددرةه مف ناارزهة '‪"2‬۔‪...‬‬ ‫س‬ ‫وصندد۔لدة ازكيخليج ه‬ ‫س‬ ‫اعلرة‬ ‫‪914‬‬ ‫ى‬ ‫‏‪ 1٦‬ء‬ ‫ز‪:‬‬ ‫المستمع التافه ‪! .‬‬ ‫‪ .:‬ز(جامعة الاه۔‪.‬ات‬ ‫الد‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟=‬ ‫ل‬ ‫۔۔‬ ‫ص‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪ .‬ه‬ ‫‪3.‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪7‬‬ ‫تحسى‪.‬‬ ‫ب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ر‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫س‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫حر ‪.0 61‬‬ ‫‪.‬‬ ‫سابق‪.‬‬ ‫مصدر‬ ‫اتير‪.‬‬ ‫س‬ ‫‪-‬‬ ‫ذ‬ ‫الحره صعر‬ ‫_ نك‬ ‫مو‬ ‫الصلت‬ ‫ص م‬ ‫ا!‬ ‫‪-‬‬ ‫`‬ ‫عمز'‬ ‫نةة عل‬ ‫!المنون‬ ‫العبانسة‬ ‫النتانح‬ ‫انتصل 'النالت‪:‬‬ ‫ه‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫المهر‬ ‫ابو الننف؛ حمم‬ ‫‏‪ ١‬لهو ‏‪٦‬رير‬ ‫تزلى‬ ‫سك‬‫اس‬ ‫‪2 27 /‬م‬ ‫‪2‬‬ ‫سنة‬ ‫في‬ ‫م‬ ‫الزند عمان وتمتلوا عمم‬ ‫‪7‬‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫عضد الدولة على جبال عمان‪ .‬وى تلك الفترة هجم‬ ‫‪7‬‬ ‫ً‪.٠‬‬ ‫بن نبهان‪ .‬واتروا عليها شخصا يدعى بابن الحلاج ‪ .‬امر الدى أتار حغينة‪‎‬‬ ‫‪ .‬ت‪‎‬‬ ‫ً‬ ‫‪٠‬‬ ‫ّ‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.١‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عضد الدولة فير إ ليهم جيشا خرج من كرمان يقيادة ابىس ح مرب‏‪ ٠‬غان الدي‪‎‬‬ ‫ه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وصل إلى صحار وقاتل الزنجفي البر والبحر حتى انتصر عنيهم‪ .‬واستون‬ ‫‪7‬‬ ‫ثيبرج‬ ‫عس‬ ‫(! البريمى)‪.‬‬ ‫اجتمعدازا فى تو ‪7‬‬ ‫‏‪٥‬ولحق بهم بحد أنن‬ ‫صحار‪.‬‬ ‫على‬ ‫القتل والكسر“'‪.‬‬ ‫‪- 6‬أدورة بنتين ككرم ونهوذنغا فتيا تات‬ ‫أشارت المصادر إلى ‪ .‬أن النفوذ اليوغ‪ :‬ني على عمان استمر حتى العقذ‬ ‫البيت ال يذن‬ ‫الإ‪ :‬تتسام داخل‬ ‫دت‬ ‫الترن الرابع الجر‪ :‬ي‪ .‬وتندم‬ ‫الأخير من‬ ‫التنافلسلسيطرة عنها‬ ‫امتد انقسامهم ذلك إلى عمان أيصنا‪ .‬حيث كان‬ ‫‪-‬‬ ‫‏‪ 652/.٨376‬۔‬ ‫۔‬ ‫الرولة ) ‪2‬‬ ‫صمصىام‬ ‫بين‬ ‫خاحة‬ ‫أمرائزم‬ ‫بين‬ ‫على أشده‬ ‫‪ .‬وفى العمد الاخير مرن‬ ‫ت‬ ‫‪6‬م) وشرف الدولة (‪ 673‬۔‪9::3‬هغ‪9 - 659,‬ن هم‬ ‫خ‬ ‫‪0‬‬ ‫بت‬ ‫أسرة‬ ‫ه بعما ن‬ ‫االدسيا سم ة‬ ‫ا ل حدا‪ :‬ت‬ ‫مسرح‬ ‫تلى‬ ‫رت‬ ‫ض‬ ‫‏‪ ١‬لرا بع ‏‪ ١‬ليجرى‬ ‫‏‪ ١‬لقرن‬ ‫مكرم!‪ .‬وذلك عندما استعمل الملك اليو ب يبها ‪ ,‬الدولة(‪30149589- 973‬‬ ‫‪ :7‬عان فى سنة ()اةج'‪.‬ن!'‪1)٢‬م‪.‬‏‬ ‫‪2101 -‬ع) آبا محمد اذحسن بن مكرم‬ ‫آ ‏‪٨ ٥‬‬ ‫|ك= ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ن ۔ہ۔ا‪١‬‏‬ ‫‏‪٨‬۔‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫‪ ١‬لحما‬ ‫‏‪٠١‬‬ ‫‪٩‬م ‪ ٩‬هدم‬ ‫‪:‬ا ‏‪ ١‬ب ‪..‬‬ ‫د‪7‬‬ ‫‪".‬‬ ‫شه ہ‬ ‫ہص٭‪,‬‬ ‫ر آمل‬ ‫‪.‬نا ‏‪ ١‬ن‪ ` .‬صم ا ‏‪7 ١‬د‬ ‫‪:‬ا‬ ‫ي‪:‬بل ‏‪١‬د‬ ‫ا ممش‪5‬‬ ‫‏‪ ١‬ل©‬ ‫دتوا‬ ‫!ح ‪:‬‬ ‫ما‬ ‫‪.‬نم‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫س}ا‪١‬‏‬ ‫مه‬ ‫<‪.‬‬ ‫‪ ٠‬ز‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ر‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫و‬ ‫!‬ ‫!‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪.‬‬ ‫‏۔‪١‬ا'‬ ‫لتاسنة‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫خ‬ ‫خيم‬ ‫الس لمى‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫()!‪.-‬‬ ‫_‬ ‫‏‪ .١-‬ص‬ ‫ث‬ ‫نار زح‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خحنده ون‪:‬‬ ‫_‬ ‫!۔‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫صر‪.)٠){٠‬‏‬ ‫‪.5‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ن‪.‬‬ ‫[ ‪ -‬المدمدز‬ ‫مما "۔ة سا ‪ .‬ص_‪.23‬‬ ‫ا‏‪١‬لنعش‪ .‬مر ‪.‬جه‬ ‫_ج‪ .‬ص ‪.52‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪:‬‬ ‫}‬ ‫حر‪‎‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ن‪‎‬‬ ‫س‬ ‫۔حم‬ ‫ه‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ح ر‪:‬‬ ‫"بو‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫صر‬ ‫‪9.‬‬ ‫‪.٠‬‬ ‫الساق‪‎‬‬ ‫السححد۔ر‬ ‫‪.‬الأن ار‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫وما‬ ‫‪ .‬مرجع ساب‪ ١.‬حر‪73‬‬ ‫‪ - 3‬العش‬ ‫قضة عزل‬ ‫الا مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪53‬ه‪4001/‬م‪ .‬وذلك يحدد لنا تقريبا انتهاء النفوذ البويهى من عمان'‪ ،‬وأن‬ ‫أسرة بني مكرم مارست صلاحيات الإمارة بضيء من الاستقلالية بعد ذلك‬ ‫العام‪.‬‬ ‫اختلفت الآراء حول أصول أسرة بنى مكرم! حيث ذكر ابن خلدون‬ ‫"أنهم من وجوه عمان‪ .‬وقد ساروا إلى بغداد‪ 5‬واستخدموا من قبل بتي بويه‬ ‫وأعانوهم بالمراكب من فارس" فملكوا مدينة عمان‪ .‬وطردوا الخوارج إلى‬ ‫جبالها‪ .‬وخطبوا لبنى العباس"‪ .‬غير أن السالمى نقى عنهم أصولهم العمانية‪.‬‬ ‫حيث قال "وليس لبني مكرم ذكر بعمان ولا نعرف من هم“"‪ .‬وأيده في رأيه‬ ‫ذلك المؤرخ السيابي"‪ .‬في حين رجح الباحث عبد الرحمن السالمي الأصول‬ ‫العمانية لهذه الأسرة متأنرا برأي المستشرق بوزورث‪ ،‬الذي ذكر أن أصولهم‬ ‫تمتد من القبائل العمانية المحلية‪ .‬مع أنه اعتراف بأن كتب الأنساب العربية‬ ‫لم تتطرق لأصول أسرة بني مكرم‪.‬‬ ‫وهناك اتجاه رأى أن بني مكرم ينتمون لأسرة عراقية خدمت مع البويهيين‪.‬‬ ‫وأن بعض أفرا دها تقلد مناصب عديدة في ا لعراق‪ 6‬وأنها لعبت دورا إيجابيا‬ ‫‪ -‬المرجع نفسه‬ ‫_‬ ‫‪ -‬ابن خلدون‪ :‬تاريخ‪ .‬ج‪ .4‬ص‪ 384‬۔ ‪.484‬‬ ‫لح‬ ‫‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الله‪ :‬التحفة جل‪ .‬صک‪.562‬۔‬ ‫يي‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪ .‬انظر‪ :‬السيابي‪ .‬سالم ‪ :‬عمان عبر التاريخ‪ .‬ح‪2‬‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن "إمارة بتي مكرم في عمان“‪ .‬مجلة نزوى‪ ،‬ع‪( 13‬مؤسسة عمان‬ ‫ه‬ ‫للصحافة والأنباء والنشر والإعلان‪ .‬مسقط‪ .‬يوليو ‪2002‬م)‪ .‬كة‪ .‬وسيشار إليه‪ .‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن‪.‬‬ ‫إمارة بتي مكرم‪.‬‬ ‫‪081‬‬ ‫الفحل الثالث‪ :‬النتانج السياسية المترتبة على عزل ازا مام الصلت بن مالك الخروصى‬ ‫في الصراع الذي كان دائرا ‪,‬بين أمراء البيت البويهي‪ .‬وعلى ذلك أعطيلتيتلهم‬ ‫لهم"‪.‬‬ ‫مكافأة‬ ‫وكر مان‬ ‫ولايةة عمان‬ ‫ويرى الباحث أن بني مكرم لو كانوا من أصول عمانية لما أغقلتهم كتب‬ ‫السير والأنساب‪ .‬وعندما ذكر ابن خلدون أنهم من وجوه عمان فربما كان‬ ‫يقصد ما كانوا عليه من يسر وغنى وجاه‪ ،‬كونهم كانوا مدعومين من قبل‬ ‫البويهيين سادة الموقف السياسى فى عاصمة الخلافة آنذاك‪.‬‬ ‫)(‬ ‫لقرامطة‪ .‬فلقب بالقرمطى؛ وقد تبرأ منه العلماء‪.‬‬ ‫يقال أنه دخل فى دعوة‬ ‫ص‪.9562‬‬ ‫المصدر السايق‪ .‬ج‪1‬‬ ‫السالمى‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اللواتي‪ .‬علي حسن "أضواء على المجتمع العماني في القرنين الرابع والخامس الهجريين"‪.‬‬ ‫الملتقى العلمي الأول حول تراث سلطنة عمان قديما وحديثا (وحدة الدراسات العمانية‪ .‬جامعة آل‬ ‫البيت‪ .‬عقان‪2002 .‬م)‪ .‬ص‪.213‬‬ ‫‪181‬‬ ‫تحمد عرال ال فاه‪ .‬الجنب بى مالد الخروصى‬ ‫الفحل الرابع‬ ‫الأتار العضوية المنرنية‬ ‫تلى عزل الا‪ .‬مام الصلت بن هالك‬ ‫هنى أواخر القرن الرابي المجري‬ ‫العاشر المبلإد‪:‬ي‬ ‫عندما نتحدث عن الآثار الفكرية التي تناولت موضوع قضية عزل الإمام‬ ‫الصلت بن مالك الخروصى‪ .‬نجد أنفسنا أمام قضية شائكة ومعقدة‪ .‬أمام‬ ‫قنية تداخل فيها الفكر بالسياسة‪ .‬والسياسة بالفكر وكان الفقه السياسي‬ ‫وفكر المذهب حاضرين في مضمونها وأطروحاتها‪ .‬فأصبحت الشغل الشاغل‬ ‫لعلساء الدين ورجال الفكر رالسياسة وحتى التامة‪ :‬كل ينظر إليها من زاوية‬ ‫معينة‪ .‬وبما يخدم أهدافه وتطلعاته‪.‬‬ ‫ن المتتبع لمسار حركة الأحداث التي أعقبت عزل الإمام الصلت في‬ ‫سنة ‪272‬ه‪588/‬م! يمكن أن يرصد سجلا لا يكاد يخلو من مناظرات كلامية‬ ‫ين العلماء ممن عاصروا تلك الأحدث ‪ -‬وقد سبقت الإشارة إلى مواقفهم‬ ‫من القضية في الفصل الثاني من الدراسة ‪ -‬حول مشروعية عزل الإمام أو‬ ‫‪1‬‬ ‫التحل الرانج‪ :‬اا نار التجربة المدرش علي ترا ا!! مام الصلت بو ها‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‪‎.‬‬ ‫;‬ ‫ه‬ ‫‪.‬‬ ‫=;زا‬ ‫‪٠‬‬ ‫ء‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫ختد‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ازر ة‪ .‬ل ت<‪٠‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪77‬‬ ‫فىي تنت‬ ‫المناظرات‬ ‫ان تلت‬ ‫إل‬ ‫عز لك‬ ‫عدم مشردعيه‬ ‫اشر الميلادى‪.‬‬ ‫ذلك الحيز الذي ‪ .‬أخذته مع مصلع القرن ال! بع الهجر ج‬ ‫عذهم‬ ‫السياسية وحانة‬ ‫الروف‬ ‫رغم‬ ‫الثاني منك‬ ‫النصف‬ ‫ي‬ ‫وبالتحديد‬ ‫الاستقرار الناتجة عن الحروب الأهلية‪ .‬والتدخل الخارجي متمثلا بيستذ‬ ‫السيطرة العباسية‪ ,‬وحملات القرامطة المتكررة‪ .‬وحملات البويهيين‪.‬‬ ‫ونظرا لتوالي احداث السياسية‪ .‬وتعاقب الخلافات والانقسامات والقتن‬ ‫الداخلية‪ .‬فقد كان من الطبيعي أن يكون لذلك دافع لمشاركة العلماء بآرائيم‬ ‫وأفكارهم‪ .‬بل وحتى بالتدخل المباشر أحيانا في صنع القرار السياسي‬ ‫واتخاذ مواتف عملي تد تنسم بالإيجابية أحيانا‪ .‬وبالسلبية أحيانا أخرى‪.‬‬ ‫وعلى ذلك دأب علماء عمان بعد معايشتهم لواتع الأحدث المؤلسة التى‬ ‫تعرضت لها البلاد فتينك الفترة إلى الانغماس في معترك الحياة السياسية‪.‬‬ ‫كما حرصوا ععللىى االرجوع إلى نقطة الاختلاف الأول عند المسلمين في صدر‬ ‫الإسلام المبكر‪ .‬والمتعلقة يمسألة الخلافة‪ .‬واستحضار أحداث الفتنة‬ ‫الإسلامية الأولى للاستفادة من دروسها في معالجة القضية‪.‬‬ ‫ولإضفاء نوع مانلشرعية على ما يطرحه العلماء من أفكار وحلول‪ .‬وبما‬ ‫يبرر مواتغهم‪ .‬فقد عمدواإلى تقديم قراءةلماضي أحداث الفتنة زمن الخليفة‬ ‫عثمان بن عمان (رضي الله عنه)‪ .‬وكذلك زمن الخليفة عاي بأنبي طالب‬ ‫(كرم الله وجهه)؛ وإسقاطها على واتعهم السياسي‪ 6‬وهي ذا‪ :‬لا شك أنها‬ ‫‪ - 1‬الرواس‪ .‬عصمام بن على‪" .‬قراءة في الجانب التاريخي لكتابات الشيخ أيي سعيد انكدمي“‬ ‫حصاد ندوة المنتدى انكي‪( .‬وزارة التراث التومي والثقافة‪ .‬مستط‪1002 .‬م)‪.‬صس !‪.‬‬ ‫‪381‬‬ ‫قضة عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالح الخروصي‬ ‫تنم عن وعي ثقافي وبعد نظر وفكر سياسي" ساهم بشكل أو بآخر في رسم‬ ‫مسار الأحداث اللاحقة‪ .‬وكان لها صدى امتد لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬مما‬ ‫أثرى الحياة الفكرية فى عمان لعدة قرون‪ .‬حيث كان الإنتاج العلمي للعلماء‬ ‫فى تلك الفترة شاهد على ذلك‪.‬‬ ‫دأب علماء الدين فى عمان‪_ .‬خلال الفترة التى تتناولها هذه الدراسة‬ ‫إلى البحث عن أدق تفاصيل القضية وملابساتها وأبعادها ‪ .‬من حيث شكلها‬ ‫اهتمام كبير‬ ‫السياسى العام ومحاولة ربطها بالفكر العقائدي‪ .‬حيث بدا هناك‬ ‫يظهر بمفاهيم الولاية‪ .‬والبراءة"‪ .‬والوقوفث‪ .‬بل وحتى الخوض في الافكار‬ ‫‪- 1‬الولاية‪ :‬لغة القرب والقيام للغير بالأمر والنصر‪ .‬والاهتمام بالمصالح والاتصال‪ .‬يقال‪ :‬فلان موال‬ ‫لفلان إذا كان مقربا له وقائمً بأمره ونصره‪ .‬ومهتما بمصالحه‪ .‬وحافظا لغيبته‪ .‬ومتصلا به في مواضع‬ ‫الاتصال انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد الله بن حميد‪ .‬مشارق أنوار العقول{ تحقيق عبد الرحمن عميرة(مكتبة‬ ‫الاستقامة‪ .‬مسقط‪!989 .‬م)‪ .‬ص‪ .9902‬وسيشار إليه‪ .‬السالمي‪ .‬عبد الله‪:‬مشارق‪ .‬ويمكن الرجوع أيضا‬ ‫إلى‪ :‬جهلان‪ .‬مرجع سابق‪ .‬صك ‪ .75-‬الصوافي‪ .‬صالح بن أحمد‪ .‬الإمام جابر بن زيد العمانى وآثاره في‬ ‫الدعوة‪ .‬ط‪( 3‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط\ ‪7991‬م)‪ .‬ص‪.672- 472‬‬ ‫تخلص منه‪.‬‬ ‫د ‪-‬البراءة‪ :‬لغة البعد عن الشيء والتخلص‪ .‬يقال‪ :‬فلان برئ مكنذا إذا يعد عنه‪ .‬أو‬ ‫والبراءة في الجملة الإخلال بضيء من أوامر الله تعالى‪ .‬أو ارتكاب شيء من مناهيه‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪.‬‬ ‫المصدر السابق‪ .‬ص‪ .212‬عدون‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.75‬‬ ‫‪ - 3‬الوقوف‪ :‬لغة‪ :‬انتصاب القامة‪ .‬واصطلاحا‪ :‬هو الكف عن القدوم في أحد بولاية أو براءة‪.‬‬ ‫السالمي‪ .‬المصدر سابق ص‪.852‬‬ ‫‪481‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬الأثار الفخرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫الكتىانت تناقشها الفرق الكلامية كالمعتزلة'‪ .‬والمرجئة"‪ .‬وغيرها‪ .‬في التعبير‬ ‫عن مواقفها السياسية‪ .‬كل ذلك أفرز أشهر مدرستين فكريتين سياسيتين‬ ‫عرفهما التاريخ العماني هما‪ :‬المدرسة الرستاقية والمدرسة النزوانية‪ .‬دار بينهما‬ ‫جدل سياسي فكري أثر يشكل جذري في الحياة السياسية والاجتماعية‬ ‫وأوجد أدبيات في الفكر السياسي العماني جديرة بالوقوف عندها‪ .‬ودراستها‬ ‫والبحث في جوانب إيداعاتها‪ .‬ولعل أبرزها وأشهرها على الإطلاق كتاب‬ ‫الاستقامة وكتاب المعتبر لأبي سعيد الكدمي" وكتاب الموازنة لابن بركة‪.‬‬ ‫والحجة على من أبطل السؤال في الحدث الواقع بعمان‪ ،‬أو ما يعرف بسيرة‬ ‫ا ‪ -‬المعتزلة‪" :‬من الفرق الكلامية عند المسلمين‪ .‬وقد سميت بذلك عندما حدث في أيام الحسن‬ ‫البصري خلاف بين واصل بن عطاء الغزال في القدر وفي المنزلة بين المنزلتينض وانضم إليه عمرو‬ ‫ين عبيد بن باب" فطردهما الحسن عن مجلسه‪ .‬فقيل لهما ولأتباعهما معتزلة لاعتزالهم قول الأمة في‬ ‫دعواها أن الفاسق من أمة الإسلام‪ .‬لا مؤمن ولاكافر“ انظر‪ :‬البغدادي‪ .‬عبد القاهر بن طاهر‪ .‬الفرق بين‬ ‫الفرق‪ .‬تحقيق لجنة إحياء التراث العر بى (دار الجيل‪ .‬ودار الآفاق الجديدة‪ .‬بيروت{ ‪7891‬م)‪ .‬صك‪.51‬‬ ‫وص‪ 39‬وما بعدها‪ .‬وحول آرائهم السياسية ومنطلقاتهم الفكرية‪ .‬ومبادئهم راجع‪ :‬إسماعيل‪ .‬محمود‪.‬‬ ‫الحركات السرية في الإسلام‪ .‬طك (مؤسسة الانتشار العربي‪ .‬بيروت ‪7991‬م)‪ .‬ص‪ .511 - 98‬عونث‪6‬‬ ‫فيصل بدير‪ .‬علم الكلام ومدارسه (مكتبة الحرية الحديثة‪ .‬جامعة عين شمس‪2891 .‬م)‪ .‬صر‪ !58‬وما‬ ‫يعدها‪ .‬النكعة‪ .‬مصطفى‪ .‬إسلام يلا مذاهب‪ .‬ط‪( .31‬الدار المصرية اللبنانية‪ .‬القاهرة‪7991 .‬م)‪ .‬ص‪993‬‬ ‫‪ .304 -‬الفاروقي‪ .‬اسماعيل راجي‪ .‬وانفاروقي‪ .‬لوس لمياء‪ .‬أطلس الحضارة الإسلامية‪ .‬ترجمة عبد الواحد‬ ‫لؤلؤة (مكتبة العبيكان‪ .‬الرياض‪8 .‬م)‪ .‬ص‪ 414‬۔ ‪124‬‬ ‫‪ - 2‬المرجئة‪" :‬كلمة المرجئة مأخوذة من أرجأ بمعنى أمهل وأخر‪ .‬وسموا المرجئة لأنهم يرجئون أمر‬ ‫هؤلاء المخالفين الذين سفكوا الدماء إلى يوم القيامة فلا يقضون بحكم على هؤلاء ولا على هؤلاء"‪ .‬أمين‪.‬‬ ‫أحمد‪ .‬فجر الإسلام! ط‪( 41‬مكتبة النهضة المصرية‪ .‬القاهرة‪6891 .‬م)‪ .‬ص‪ .972‬وللمزيد من التفاصيل‬ ‫حول فرقهم المختلفة ومعتقداتهم انظر البغدادي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪ .591 - 091‬إسماعيل‪ .‬مرجع‬ ‫سابق‪ .‬صك‪ .06 - 53‬عون‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ 341‬وما يعدها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬سوف نشير إلى تلك الأدبيات وأبرز علماء المدرستين وإنتاجهم الفكري والعلمي في موضعه‬ ‫لاحقا‬ ‫‪581‬‬ ‫فحد مذا !!‪ .‬ماه‪! ,‬الحجلت بن مالك الخرو ص‬ ‫الاهتداء لاحمد برن عبد ‪.‬‬ ‫ابى الحت"‪٠‬‏ن ا!ا هنبسيوى ‪ .‬وفي فتر ة احتة كتا ب‬ ‫| سمة! ‪8‬‬ ‫لسير كتبت على‬ ‫مرن‬ ‫!! لندى‪ .‬ههذا ب الإضاة فة االى مجموعذ ة كبيرة‬ ‫اله بن هه وسى‬ ‫فت ات‬ ‫متميز‬ ‫لها حضور‬ ‫فكان‬ ‫مختلثة‪.‬‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ‫القصة‬ ‫متتابعة ناتضست‬ ‫فى الحياة العلمية بعمان‪ .‬وألقت بظلالها على الحياة السياسية‬ ‫أ المدرستان الرسقاقية والنزوانية (النشأة‪ .‬التسمية‪ .‬وصنطنقات‬ ‫تكرهها ااحسياست)‬ ‫إن الحديث عن نشأة المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية‪ .‬من وجهة نظر‬ ‫الباحث أمر يعتريه الكثير من الصعوبات من حيث تحديد الفترة الزمنية‬ ‫لظهور تلك التسمية‪ .‬وسبب التسمية بالرستاقية والنزوانانية منجنة‪ .‬ومنعلمقاتها‬ ‫في التنفلير لتفاصيل القضية من جهة أخرى‪ .‬مع الآخذ فايلاعتبار كون فترة‬ ‫النزاع بين المدرستين‪:‬الرستاقية والنزوانية تعد من أصعب حقب التاريخ‬ ‫العماني"‪ .‬بل "تعد من أكثر الموضوعات تعقيدا وغغموضاء ومن أكثرها قابلية‬ ‫والتناحر‪.‬‬ ‫لللختلاتفثؤ ونتائجها في غالب ا لأحوال مدعاة للفتنة والحروبثؤ‬ ‫ليس في التجربة السياسية العمانية وحدها‪ ،‬بل في تجربة الخلافة التي‬ ‫تركت تقاليدها المعقدة حول فكرة الانقسام منذ قرون"‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬الختلاب بن أحمد "الشيخ العلامة أبو عبد اله محمد بن إبراهيم الكندي (سيرته‬ ‫وحياته)“‪ .‬فعاليات المنتدى الأدبى‪4991‬م‪ .‬الإصدار الخامس (وزارة الترات القومى والثقافة‪ .‬مسقط‬ ‫‪ .) 4991‬ص‪.97!1‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪.24‬‬ ‫‪ - 2‬الرواس‪.‬‬ ‫‪681‬‬ ‫المتصل الرابع‪ :‬الأبار التحرية المنرنبة على عرل ال! مام التصنت بر صالحك‬ ‫النشأة‬ ‫عندما نقرا فكيتب السير والمؤلفات العمانية الغتهية منها والتاريخية عن‬ ‫الفرقة أو الطائفة الرستاقية والنزوانية‪ .‬فهذا يعنى الحديث عنتضية عزل‬ ‫الإمام الصلت بن مالك الخروصي‪ .‬وانقسام العلماء على إثر تلك القضية بين‬ ‫مؤيد للعزل ورافخض له‪ .‬و خر آثر اتخاذ موتف محايد ‪-‬تكشف ومن خلان‬ ‫سايرلأحداث تأييده لفكرة العزل‪ .‬ولكن بأسلوب وسطي معتدل‪ .‬كل ذنك‬ ‫فتح باب التأويل والخوض فىي مسألة مشروعيةة أو عدم مشروعية ما حدث‪.‬‬ ‫وعلى حد تعبير صاحب بيان الشرع‪" :‬اختلف أهل دين الإباضية‪ .‬في‬ ‫زمان الصلت بن مالك‪ .‬فاختلف أمل عمان‪ .‬وافترقزا على فرق شتى في‬ ‫أمر الصلت بن مالك‪ ،‬وراشد ين النظر وموسى بن موسى بن علي الإزكوي‪.‬‬ ‫وعزان بن تميم“'‪ .‬ومن هنا كان الربط بين ظزور فكر الطائفتين الرستاقية‬ ‫والنزوانية‪ .‬وبين أحداث عزل الإمام الصلت بن مالك سنة ‪272‬ه‪588/‬م‪.‬‬ ‫ويرى الباحث أن ذلك الفكرالذى ي أصبح ظاهرا للعيان بصورة جلية بعد‬ ‫قضية العزل لم يكنوليد ما آلت إليه الأوضاع في أواخر عهد الإمام الصلت‬ ‫بن مالك فحسب بل أن جذوره تمتد إلى أبعد من ذلك ففكرة عزل الإمام‬ ‫كانت موجودة من قبل لدى نخبة من العلماء‪ .‬وقد سبق وأن ذكرنا مثالين‬ ‫على ذلك أحدهما في عهد الإمام عبد الملك بن حميد لكبر سنه والمثال‬ ‫الآخر في عهد الإمام المهنا بن جيفر لحدث ارتكبه‪ .‬لكن لم يتم الإعلان‬ ‫‪ 1‬۔ اللك‪:‬كندي ‪ .‬محمن‪:‬ن ‪ :‬بيان ن الشرع‪ .‬ج‪ .3‬‏‪ ٠‬ص‪.022‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫عنه"‪:‬وعليه فإنه وبالرغم من فشل تلك المحاولتين إلا أن الفكرة ظلتتراود‬ ‫البعض من أهل الحل والعقد‪ .‬حتى نجح موسى بن موسى فيم فشل فيه‬ ‫بعض العلماء والزعماء من قبل‪.‬‬ ‫ومنذأواخر القرن الثالث" وخلال القرن الرابعالهجري‪/‬التاسع والعاشر‬ ‫الميلاديين{ اتخذت مسألة الخلاف على عزل الإمام الصلت ين مالك شكلا‬ ‫جدليا بين العلماء العمانيين‪ .‬انعكس بجلاء في كتاباتهم وانقسامهم إلى‬ ‫رستاقية ونزوانية"‪.‬‬ ‫من جانب آخر ورغم خصوصية الحدث إلا أننا لا يجب أن نغفل ما‬ ‫أير من خلاف بين الطائفتين أو المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية قد تأثر إلى‬ ‫حد كبير بذلك الصراع الفكري الذي يعود بجذوره إلى اختلاف المسلمين‬ ‫الأوائل‪ .‬حول مسألة الخلافة‪ .‬وتطور الخلاف بعد ذلك إلى أن حدثت الفتنة‬ ‫الكبرى في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) حيث انتهتبمقتله سنة‬ ‫‪6‬ه‪656/‬م؛ فكان ذلك إيذانا باستمرار الصراع في عهد خلفه علي بن أبي‬ ‫طالب (كرم الله وجهه)‪ .‬الأمر الذي مهد لقيام تيارات سياسة متباينة‪ .‬وأوجد‬ ‫تربة خصبة نشأت على إثرها الفرق الإسلامية المتعددة‪ .‬كفرق الخوارج‪.‬‬ ‫والشيعة‪ .‬والمعتزلة‪ .‬والمرجئة وغيرها‪ ،‬وفي هذا الإطار مثلا يقول المقدسي‪:‬‬ ‫"واعلم أن أصل مذاهب المسلمين كلها متشعبة من أربع‪ :‬الشيعة والخوارج‬ ‫ا ‪ -‬انظر الفصل الثاني ص‪ 45-55‬من هذه الدراسة عن عزل الإمام الصلت‬ ‫‪ -2‬السهيل‪ .‬نايف جبر‪ .‬الإباضية في الخليج العر يي في القرنين الغالث والرابع الهجريين‪ .‬ط‪(2‬مكتبة‬ ‫الاستقامة‪ .‬مسقط‪8991 .‬م)‪ .‬ص‪ .48‬انظر أيضاً‪661. :‬م ‪.‬ج ‪, 0.‬مما‪1‬ن‬ ‫‪881‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬الأتار القكرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫والمرجئة والمعتزلة؛ وأصل افتراقهم قتل عثمان‪ .‬ثم تشعبوا ولا يزالون‬ ‫متفرقين‪.‬۔“'‪.‬‬ ‫والواقع أن تلك الفرق يدأت تعيد قراءة الأحداث‪ .‬وتضع الأطر النظرية‬ ‫لمسألة الحكم في الإسلام‪ .‬ومن هو الأحق بالخلافة أو بالإمامة‪ .‬إلى غير ذلك‬ ‫من التفاصيل كالبيعة وشروطها‪ .‬والقائمين على عقدها‪ .‬وجواز الخروج على‬ ‫الإمام! والأسباب التى يجوز على إثرها عزل الإمام‪ .‬وغير ذلك من القضايا‬ ‫التي تباينت فيها وجهات النظر واختلفت" وكل فريق أخذ يتأول من نصوص‬ ‫القرآن الكريم‪ .‬والسنة النبوية‪ .‬وآثار الصحابة الأوائل ما يدعم وجهة نظره‪:‬‬ ‫وقد علق الكافى على ذلك بالقول‪ “:‬على إثر ذلك فإن الكلام في الإمامة بين‬ ‫الناس كثير والتنازع فيها بين الأمة غير قليل“‪.‬‬ ‫ولعل من أيرز التيارات الفكرية التى برزت على خلقية ذلك الاختلاف‬ ‫وقد ‪7‬‬ ‫‏‪ ١‬لنصي‪.‬‬ ‫وا لتيار ‏‪ ١‬لسلفي‬ ‫وقد تبنته ‏‪ ١‬لمعت لة‬ ‫وا لتنازع | لتيار ‏‪ ١‬لعقلانى‪.‬‬ ‫الأشاعرة‪ :‬والحنابلة"‪ .‬وتصارع الاتجاهان صراعا مريراء ولم يكن ذلك الصراع‬ ‫‪ 1‬المقدسي‪ .‬محمد بن أحمد أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم‪ .‬تقديم محمد مخزوم (دار إحياء‬ ‫صرك‪.4‬‬ ‫الترااذف العربي‪ .‬بيروت‘ ‪71‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الكافي‪ .‬أبو عمار عبد الكافي‪ .‬الموجز‪ .‬ج‪ .2‬تعليق عبد الرحمن عميرة (دار الجيل الجديد‪.‬‬ ‫بيروت‪0991 .‬م)‪ .‬ص‪.671‬‬ ‫‪ - 3‬الأشاعرة‪ :‬أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري‪ .‬المنتسب إلى أبو موسى الأشعري‪.‬‬ ‫للمزيد انظر‪ :‬الشهرستاني‪ .‬أبي الفتح محمد بن عبد الكريم‪ .‬الملل والنحل‪ .‬تحقيق محمد سيد كيلاني‪.‬‬ ‫وما بعدها‪ .‬الفاروقي‪.‬‬ ‫مرجع سابق ص‪362‬‬ ‫وما بعدها‪ .‬عون‬ ‫ص‪49‬‬ ‫‪11‬م)‪.‬‬ ‫ج!(دار المعرفة‪ .‬بيروت‬ ‫مرجع سايق ص‪.124424‬‬ ‫‪ - 4‬الحنابلة‪ :‬نسبة إلى الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل{ ولد سنة ‪461‬ه وتوفي سنة‬ ‫‪ 142‬وللمزيد عن حياته وفضله وعلمه انظر‪ :‬الأصبهاني‪ .‬أبى نعيم أحمد بن عبد الله‪ .‬حلية الأولياء =‬ ‫‪981‬‬ ‫دحية عزل ‪:‬لا‪ .‬همام الصلت بى مالك الذر وحي‬ ‫مذهبى فحسب بقدر ما كان معبرا أيضاً عن مواتف‬ ‫لف فكر‪:‬‬ ‫صو <‬ ‫ى‪ ...‬ج‬ ‫حرب‬ ‫‏‪١‬‬ ‫محي‬ ‫سياسية واجتماعية“"‪.‬‬ ‫إن العلانة بين ما سبق وأن طرحناه بشكل عام حول اختلاف الفرق‬ ‫الإسلامية فى تحية الخلافة والإمامة‪ .‬وبين موضوع هذه الدراسة‪ .‬إنما يكمن‬ ‫في استلهام تلك الرؤى‪ .‬ومحاولة إسقاطها عاى الواتع السياسي في عمان‬ ‫بعد عزل الإمام الصلت‪ .‬وما تلاه من أحداث‪ .‬وكانت قنية الفتنة الكبرى‪.‬‬ ‫واختلافات بين المسلمين بعد ذلك فى عهد الإمام على بن ابي طالب (كرم‬ ‫الله وجهه) فيما يعرف بمسالة التحكيم حاضرة في النكر السياسي عند‬ ‫العلماء العمانيين‪ .‬وقد حفلت سيرهم ومؤلفاتهم بالحديث عنيا ولو بصورة‬ ‫غير تفصصيايت'‪.‬‬ ‫كما ان الرابعل بدا واضحا وصريحا حتى في فتاريهم‪ .‬من ذلاك مثلا‪ :‬ان‬ ‫أح‪ .‬تلامذة ابن بركة يستفتيه فى رجل قدم من أطراف عمان“‪ ...‬حيث يامن‬ ‫على‬ ‫فا تبعهم انا س‬ ‫ورا شد‪:‬‬ ‫نلهر ا لبرا ء من على وعثما ن ‪ .‬وموسى‬ ‫خلى ‪3‬‬ ‫ذلك وبرءوا منهم‪ .‬من أجل براءته‪ .‬ووثقوا بقوله‪ 6‬وماتوا على ذلك" والرجل‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫لم يعرقوا‬ ‫ا ذا‬ ‫سا لمون أم غير سا لمين؟‬ ‫‏‪ ١‬لقوم‬ ‫عنيف دسلم ` هؤلاء‬ ‫غرد‪ .‬وتد عرفوا فيه الالختلاف“‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫الرين‬ ‫شمس‬ ‫وما بعدها ‪ .‬الذعمبى‪.‬‬ ‫!‪61‬‬ ‫صر‬ ‫د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫بيروت‪.‬‬ ‫الفكر‪.‬‬ ‫(دار‬ ‫الأتسفيا ع‪9 .‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ت‬ ‫)‪.‬‬ ‫روت ‪791 .‬‬ ‫(د ار الفكر‬ ‫ج‬ ‫المروي‪.‬‬ ‫عمر‬ ‫الدين سعيد‬ ‫النبلاء تحغيق مجيب‬ ‫ازلام‬ ‫سير‬ ‫احمد‪.‬‬ ‫ل‬ ‫‪ -‬ا‪ 4 3.‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬إسماعيل‪ .‬مرجع ابق‪ .‬ص؟‪.31‬‬ ‫صر ه [ وما بعدها‪.‬‬ ‫انننر م¡لا ‪ :‬أبو تحثنا ن‪" :‬سيرة“‪ .‬ص_‪ 47‬وما بعدها‪ .‬أبر لمؤشر ‪ :‬احداث‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(مكتبة ! لسيد‬ ‫رقم ‪.0061‬‬ ‫مخ تنوط‬ ‫‏‪ ١‬تقيد‬ ‫عبد اله بن محمد‪.‬۔ كت ب‬ ‫‪ - 3‬ابن بركة‪ .‬ابو محمد‬ ‫محمد بن احمد‪' .‬لسيب)‪ .‬ورتة ‪ .2‬وسينار إيه‪ .‬ابن بركة‪ :‬التقييد‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التحا الرا‪ :‬اا نار التد رية المترسمة علمي عزل از‪ :‬مام الحث مز تيا نك‬ ‫رلمد‪٠‬‏‬ ‫ك ن‬ ‫ح‬ ‫انعما نيون ‏‪ .٠‬بعي۔ين‬ ‫‏‪ ١‬لعلماء‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أ خرى‬ ‫جههة‬ ‫مرن‬ ‫الساحة الفكرية انذاك في دولة الخلافة‪ .‬وبخاصة نىمدينة البصرة والكوفة‬ ‫۔ ه‬ ‫هس‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‏‪٠.6‬‬ ‫ص‬ ‫۔‬ ‫‪-‬‬ ‫؟‪,.‬‬ ‫افاناز‬ ‫دانت‬ ‫ك‬ ‫ت ر‪٥‬‏‬ ‫ز‪ :‬دينك‬ ‫ا الفكر يخ‪5.‬‬ ‫التياارا رت‬ ‫مخدليبف‬ ‫لتى ا حنت‬ ‫ساع‬ ‫تلف التيارات تأخذ طر ييةقها إلى عمان أيضاً كغيرها مز البلدان‪ .‬وتد‬ ‫بين عمان‬ ‫على انتشارا تلك العلاقة ذات النكهة النتاثية‪ .‬التى كانتتر‬ ‫! لتر لب ‏‪٠‬‬ ‫! ى‬ ‫السلا‪ ,‬مى‬ ‫وثوم ‪ ,‬ا لعصر‬ ‫واحلتى تعود‬ ‫لخصوص۔‬ ‫وجه‬ ‫‪-‬على‬ ‫وا ار‬ ‫۔ س‪\١‬‏‬ ‫الأول والتانيس المجريين‪ .‬فى أعقاب هجرة العديد من القب‬ ‫‪-‬‬ ‫إه‪‎‬‬ ‫ا!‬ ‫‪-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-_ ٠‬‬ ‫انم لمه‪‎‬‬ ‫ك ؛ ديث‬ ‫نال‬ ‫إلى البصرة منذ تسصيرها"‪ .‬وقد وصف مؤلف اللمعة المباركة الشريفة تنك‬ ‫العلافة الوطيدة بينالبصرة وعسان‪ .‬بالتول‪" :‬وأما البصرة‪ :‬فة كانت لنا مدينة‬ ‫العلم‪ .‬حتى ضر بوا لذلك غلا فتالو!‪ :‬باض العلم بالمدينة‪ .‬وفرخ بالبصرة‪.‬‬ ‫وطار إلى عمان“"‪.‬‬ ‫ريمكن التدليل على وصول أفكار التيارات الفكرية‪- .‬التى سبق ذكرها‬ ‫!‪ /‬عمان منذ فترة مبكرة‪ .‬ما كتبه مغلاً العالم هاشم بن غيلان' فى سيرته‬ ‫وذ‪ :‬ةؤور طائنة من‬ ‫االمللك بن < تمسك ‏‪ ٠‬يطلعه فيها على [ مر يتعلق‬ ‫ى ا ‪ 2‬م م حبك‬ ‫‪92‬‬ ‫[ ‪ -‬ه ِ زي ‪ :‬متمد مة‪ .‬ص‬ ‫‪-‬مجهول‪" .‬النمعة المباركة انشريقة“‪ .‬مخطوط رقه ‪١ 4572‬و‪:‬ارة‏ التراث والننة‪ .‬دار المخدلوندت‬ ‫حة‬ ‫‏‪ ١‬لك‬ ‫ا‬ ‫يج‬‫سح‬‫س‬ ‫الى‬ ‫ة‬ ‫ذ‬ ‫السيج‪٬‬نى‪.‬‏‬ ‫_‬ ‫ن‬ ‫غا‬ ‫بن‬ ‫سم‬ ‫ماش‬ ‫لوليد‬ ‫أبو‬ ‫مة‬ ‫ال‬ ‫شيخ‬‫‏‪ ١‬ل َ‬ ‫حو‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬يلان‬ ‫‪77‬‬ ‫هاشم‬ ‫‏‪٤ 3‬‬ ‫اية سمائل‪ .‬وهو كمبنار علماء عمان في ا واخر ا لقرنالغاني واول القرن الذات اليجري‪ .‬للسيد انذر‬ ‫‪.‬‬ ‫وما يعد حا‬ ‫‪2‬‬ ‫‏‪ ٠‬ص‪23‬‬ ‫سا !‬ ‫الصا اخى ‏‪ ٠‬مرجع‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫القدرية" والمرجئة في صحار‪ .‬ويطلب من الإمام أن يكتب إلى واليه على‬ ‫صحار بأن يتخذ من الإجراءات ما يتناسب إزاء انتشار تلك الفرق التي‬ ‫اعتبر أفكارها خطرا يهدد الاستقرار في البلاد‪ .‬إذا ما استشرت وانتشرت‪:‬‬ ‫وفى الفترة التى بدأ الجدل الفكري والسياسى حديث الساحة العمانية‪.‬‬ ‫بين أبرز تيارين فكريين آنذاك ونعني بهما‪ :‬ا لرستاقية والنزوانية‪ .‬نجد أن‬ ‫أبرز المنظرين وهو العالم الأصولي ابن بركة‪ :‬عميد المدرسة الرستاقية‪ .‬يشير‬ ‫في كتابه الموازنة إلى التيار المناوئ له‪ .‬وهم النزوانية متهما إياهم باتخاذ‬ ‫مواقف مشابهة لمواقف العديد من فرق الخوارج والشيعة والمعتزلة والمرجئة‬ ‫من أبرزها كما يذكرها صراحة‪ :‬البيهسية'‪ ،‬والمعتزلة‪ .‬والرافضة'ء والحشوية'‪.‬‬ ‫! ‪ -‬القدرية‪ :‬من أوائل مدارس علم الكلام! أسس هذه المدرسة معبد بن خالد الجهني‪ .‬واتخذت‬ ‫اسمها من القول بأن الإنسان قادر على الفعل(القدرة) لذا فهو مسؤول عن أفعاله‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬الفاروقي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪ .‬ص‪.804‬‬ ‫‪ - 2‬هاشم بن غيلانؤ "سيرة للشيخ هاشم بن غيلان إلى الإمام عبد الملك بن حميد“‪ .‬السير‬ ‫والجوابات‪ ،‬مصدز سابق‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ .83‬انظر أيضا‪461 :‬م ‪,‬انع ‪.‬مه ‪,‬م‪٥‬ءمناات‪.٧‬‏‬ ‫‪ - 3‬ابن بركة‪ :‬سنأتى على ذكره والتعريف به عند الحديث عن أبرز علماء المدرسة الرستاقية كأحد‬ ‫أبرز أعلامها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البيهسية‪ :‬من فرق الخوارج وتنسب إلى أبي بيهس هيصم بن جابر‪ .‬وهو أحد بني سعد بن‬ ‫ضبيعة‪ .‬انظر‪ :‬الشهرستاني‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .721 - 521‬البغدادي‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ص‪.78‬‬ ‫‪ - 6‬الرافضة‪ :‬هم من فرق الشيعة وسموا بذلك لأنهم أنكروا إمامة أيي بكر وعمر وعثمان‪.‬‬ ‫انظر‪ :‬الأشعري‪ .‬أبو الحسن علي بن إسماعيل‪ .‬كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين‪ .‬تصحيح‬ ‫هلموت ريتر‪ .‬ط‪( 3‬فرانز شتايز بفيسبادن‪0891 .‬م)‪ .‬ص‪ .454‬وقيل إنما سموا بالروافنض لأن زيد بن‬ ‫علي ين الحسين خرج على هشام بن عبد الملك‪ ،‬فطعن عسكره في أيي بكر فمنعهم من ذلك فرفضوه‪.‬‬ ‫ولم يبق معه إلا مائتي فارسا فقال لهم‪ :‬رفضتموني‪ .‬قالوا‪ :‬نعم فبقى عليهم هذا الاسم‪ .‬انظر‪ :‬الرازي‪.‬‬ ‫فخر الدين محمد بن عمر‪ .‬اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (دار الكتاب العر يي" بيروت‪6891 ،‬م)‪.‬‬ ‫صل‪ 95‬۔ ‪. 06‬‬ ‫‪ - 6‬الحشوية‪" :‬بسكون الشين وفتحها قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا إلى التجسيم وغيره‪ ،‬وهم من=‬ ‫‪291‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأنار القحرية المترتبة على عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫من أحداث الفتنة‪.‬‬ ‫والمرجئة‪ .‬والشكاك‪ .‬ويوازن بين رواياتهم ومواتنهم‬ ‫ويقارنها بمواقف النزوانية من قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي'‪.‬‬ ‫ولعل ذلك هو ما عزا بعالم كالقلهاتي‪ .‬ما بعد منتصف القرن السادس‬ ‫الهجري‪ /‬الثاني عشر الميلادي تقريبا! أن يصنف كتابا أسماه الكشف‬ ‫والبيان‪ ،‬يستعرض فيه القرق الإسلامية‪ .‬على منوال كتاب الفرق بين الفرق‬ ‫للبغدادية‪ .‬مع ملاحظة أن العلماء العمانيين اتخذوا موقفا مناهضاً لمعظم‬ ‫أفكار تلك الفرق‪ ،‬وهذا موضوع يحتاج إلى دراسة متخصصة‪ .‬يتم فيها مقارنة‬ ‫أفكار تلك الفرق بأفكارهم‪ ،‬سواء في المسائل المتعلقة بالجوانب السياسية‪.‬‬ ‫أو حتى في الجوانب ذات الصلة بالمسائل العقائدية كالتوحيد‪ .‬والإيمان‪.‬‬ ‫والقدر‪ .‬والإرادة‪ .‬وغيرها من المفاهيم التي كانت مثار جدال بين مختلف‬ ‫الفرق الإسلامية‪.‬‬ ‫وكما هو الحال بالنسبة لنشأة تلك الفرق" والصراع الفكري الذي شب‬ ‫علي‬ ‫تحقية ق‬ ‫والعلوم‪.‬‬ ‫الفنون‬ ‫اصطلاحات‬ ‫موسوعهة كشاف‬ ‫على‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫التهانوي‪.‬‬ ‫الضالة"‪.‬‬ ‫ح الفرق‬ ‫‪ 6991‬م(‪ .‬ص‪.76 8‬‬ ‫ج! (مكتبة لبنان‪ . .‬بيروت‬ ‫عبيد الله الخالدي‪.‬‬ ‫تعريب‬ ‫دحروج‪.‬‬ ‫مصدر سابق ‪ .‬ج‪.2‬‬ ‫الموازنة“ | السير والجوابات‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫أبي محمل عبد الله بن محمل‬ ‫‪ - 1‬ابن يركة‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‪483‬‬ ‫د ‪-‬القلهاتي‪ :‬هو الشيخ الفقيه العالم الأصولي أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي القلهاتي نسبةإلى‬ ‫فقيه ولغوي وأديب ومؤرخ‪.‬‬ ‫العاشر الميلادي‪.‬‬ ‫القرن السادس‪/‬‬ ‫الثانى من‬ ‫النصف‬ ‫علماء‬ ‫هات‪ .‬‏‪ ٠‬وهو من‬ ‫من أشهر مؤلفاته الكشف والبيان في الأصول وبيان فرق الأمة‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫صر‪ 893‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫الكشنف والبيان‪ .‬للقلهاتى‪ .‬محمد‬ ‫الفرق الإسلامية من خلال‬ ‫مقدمة كتاب‬ ‫‪ - 3‬عيل الجليل‪ .‬محمك‪.‬‬ ‫بن سعيد (مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية‪ .‬الجامعة التونسية‪ .)4891 .‬ص‪.31 - 2:1‬‬ ‫‪391‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وانتعش "فى بيئة الحرب وما تطلقه من آليات ومواقف“'‪ .‬كذلك كان الحال‬ ‫بالنسبة لنشأة الرستاقية والنزوانية جاء إثر خلاف سياسي فجر شرارته الأولى‬ ‫عزل الإمام الصلت بن مالكا فأثار بذلك جدلا سياسياء وتطور لاحقا إلى‬ ‫جدل فكري‪ .‬لم تقتصر المناظرة فيه على الجوانب السياسية قفحسب© بل‬ ‫تعداه إلى مسائل عقائدية كالولاية والبراءة الوقوفة‪ .‬وهذا ما دفع بالعالم أيي‬ ‫سعيد الكدمى‪ .:‬إلى أن يفرد كتابا أسماه الاستقامة‪ .‬ناقش فيه مسائل الولاية‬ ‫والبراءة والوقوف‪ 6‬وكل ذلك حدث في ظل فوضى سياسية‪ .‬وحروب أهلية‪.‬‬ ‫فيها الأمور في بعض‬ ‫التى هدأت‬ ‫الفترات‬ ‫بعص‬ ‫باستثناء‬ ‫وتدخل خارجى‬ ‫المناطق الداخلية من عمان{ كفترة الإمام سعيد بن عبد الله بن محبوب بن‬ ‫الرحيل( ‪023‬ه‪ /‬‏‪823 -٨932‬ه‪939 /‬م)‪.‬‬ ‫وإذا رجعنا إلى جذور تلك المسائل' فيما يتعلق بحادثة الفتنة الكبرى'‬ ‫نجد على ‪-‬سبيل المثال‪ -‬باحنا وهو‪ :‬الهواري يذكرها في معرض حديثه عن‬ ‫ثورة الخوارج فيقول‪" :‬في حمأة الجدلء والصراع المفتوح‪ .‬نشأت مصطلحات‬ ‫والجماعة‬ ‫والهجرة‪.‬‬ ‫الدفاع‪.‬‬ ‫وإمام‬ ‫متل‪ :‬دار التقية ودار العلانية‬ ‫جديدة‬ ‫والتولي‪ .‬والبراءة“‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الهواري‪ .‬زهير‪ .‬السلطة والمعارضة في الإسلام۔ يحث في الإشكاليات الفكرية والاجتماعية‬ ‫‪1-231‬ه‪216-057/‬م‪-‬۔ (المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت‘ ‪3002‬م)‪ .‬ص‪.243‬‬ ‫‪ - 2‬حول منشأ نظام الولاية والبراءة بصورة مختصرة انظر‪ :‬النامي‪ .‬عمرو خليفة‪ .‬دراسات عن‬ ‫وما بعدها‪.‬‬ ‫م)‪ .‬ص‪952‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الإباضية‪ .‬ترجمة ميخائيل خوري (دار الغرب الإسلامي‪ .‬بيروتك‬ ‫‪ - 3‬الكدمي‪ :‬سنأتي على ذكره والتعريف به عند الحديث عن أبرز علماء المدرسة النزوانية كأحد‬ ‫أبرز أعلامها‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الهواري‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.653‬‬ ‫‪491‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفخرية المترتبة على عزل الماام الصلت بن مالك‬ ‫وعليه ليس بدعة أن نجد مثل تلك المصطلحات في الفكر السياسي‬ ‫عند الإباضية‪ .‬وقد عمدوا إلى تسييسها وتوظيفها بما يتماشى مع واقعهم‬ ‫السياسي آنذاك‪ .‬وبما يبرر مواقفهم تجاه السلطة‪ .‬ويضفي عليها طابع الشرعية‬ ‫من منطلق ديتي عقائدي؛ ليتمكنوا من خلالها إقناع العامة بآرائهم ووجهات‬ ‫نظرهم‪ .‬وإذا كانت تلك المصطلحات‪ ،‬قد غدت مثار جدل بين الرستاقية‬ ‫والنزوانية‪ .‬فهو جدل لا اختلاف فيه من حيث الجوهر‪ ،‬بل من حيث مدى‬ ‫انطباق تلك المصطلحات على أولئك الذين كانوا سببا في قضية عزل الإمام‬ ‫الصلت بن مالك الخروصي" من حيث البراءة منهم‪ .‬أو موالاتهم‪ .‬أو الوقوف‬ ‫عنهم كل حسب اجتهاده‪ .‬والزاوية التي كان ينظر منها كل طرف لأسباب‬ ‫وجذ وره‪٠ ‎‬‬ ‫‪ ١‬لحد ث‬ ‫وبعيدا عما خلفه ذلك الصراع الفكري" بين المدرستين‪ :‬الرستاقية‬ ‫والنزوانية على خلفية الفتنة من أثر سلبي على الجوانب السياسية‪ .‬لا يمكن‬ ‫إغفال بأي حال من الأحوال الآثار الإيجابية‪ .‬التي ترتبت على إثارة تلك‬ ‫القضية "ومن أجل ذلك ألفوا السير‪ ،‬وصنفوا الكتبا وأثروا المقالات‪.‬‬ ‫وساقوا الحجج‪ .‬وشرحوا العلل‪ ،‬وأوضحوا الأدلة مما ساهم في إنعاش‬ ‫الحركة الفكرية في عمان ”فلولاها ما ألف ابن بركة كتاب الموازنة‪ .‬وأبو‬ ‫الحسن البسيوي‪ .‬كتاب الحجة على من أبطل السؤال في الحدث الواقع‬ ‫بعمان وأبو سعيد كتاب الاستقامة والمعتبر‪ 5‬وأحمد بن عبد الله الكندي‬ ‫كتاب الاهتداء‪ ....‬وهذه الفتنة هي التي دفعت العلماء إلى تأصيل الولاية‬ ‫ك ‪ -‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪.42‬‬ ‫‪591‬‬ ‫قضبة عز‬ ‫ل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ف وبي‬ ‫والبراءة والوقو‬ ‫ان كيفية وأحكام كل منها“'‪.‬‬ ‫أينأ يمكن القول‪ :‬أن للمدرستين فضلا كبير تمثل في البحوث المستفيضة‬ ‫فى مجال نظام الحكم في الإسلام‪" .‬فإنهما من خلال مناقشات أصحابهما‬ ‫حول كيفية شكل الحكم‪ .‬وعلاقة الحاكم بالمحكوم‪ .‬والانعكاسات السلوكية‬ ‫والأمنية والاجتماعية والاتتصادية من جراء ذلك‪ .‬فقد تكونت ثروة فقهية‬ ‫هائلة‪ .‬ورصيد جيد في هذا الموضوع‪.‬۔“"‪ .‬وكان ذلك أيضا من أسباب تطور‬ ‫النظرية السياسية عند الإباضية حول الإمامة‪ .‬وأنواعها‪ .‬وشروطهاء وموجبات‬ ‫عزل الأئمة‪.‬‬ ‫وإذا كان للمدرستين‪ .‬أثر إيجابى كما ذكرنا‪ -‬في ما خلفته من آثار؛ على‬ ‫المستوى الفكري‪ .‬فمن دون شك في المقابل كانت لها آثار سلبية على‬ ‫الحياة السياسية فى عمان فى تلك الفترة‪ .‬حيث عملت على إضعاف وحدة‬ ‫الجماعة الإباضية وتماسكها‪ .‬مما أفقدها إمكانية الصمود أمام الأخطار التي‬ ‫كانت تتهددهاء كما كان لها أثرها في تراجع الدور القيادي‪ .‬الذي كان يمارسه‬ ‫العلماء فيما مضى؛؛ وعليه "فقد أخذت كل فرقة تنتصب لها إماما! تعارض‬ ‫! ‪ -‬الأغبري‪ .‬اسماعيل بن صالح‪" .‬المدخل إلى الفقه الأباضي“‪ .‬رسالة ماجستير" غير منشورة‪.‬‬ ‫(جامعة اليرموك‪ .‬كلية الدراسات الإسلامية‪ .‬قسم الفقه وأصوله‪ .‬الأردن‪0002 .‬م)‪ .‬ص‪.681‬‬ ‫‪ -‬السيابي‪ .‬أحمد بن سعود‪" .‬الإمام أبو سعيد الكدمي حياته وفكره“ قراءات في فكر أيي سعيد‬ ‫الكدمي‪ .‬حصاد ندوة المنتدى الأدبي‪ .‬مايو ‪0002‬م (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪1002 .‬م)‪.‬‬ ‫السيابي‪ .‬أحمد ‪ :‬الإمام أبو سعيد‪.‬‬ ‫وسيشار إليك‬ ‫صر‪.62‬‬ ‫‪ - 3‬الجالودي‪ .‬العليان‪" .‬السير العمانية مصدراً لتاريخ عمان“‪ .‬أعمال الملتقى العلمي الثاني حول‬ ‫حصاد التاريخ العماني (جامعة آل البيت‪ .‬عمان‪ .)3002 .‬ص‪.84‬‬ ‫‪ 4‬۔ المرجع سابق ص‪.84‬‬ ‫‪691‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار التخرية المترتبة على عزل الإمام الطلت بن صالك‬ ‫به الفرقة الأخرى‪ .‬وأدى ذلك إلى انقسام البلاد وتمزقها‪ .‬مما هيأ الفرصة‬ ‫لنباهنة' لإقامة دولتهم في عمان“ بعد ذلك الصراع الذي عانت منه الإمامة‪.‬‬ ‫التسصية‪:‬‬ ‫لم يجد الباحث في كتب السير العمانية‪ .‬ولا في مصنفات العلماء‬ ‫العمانيين في الفترة التي نتحدث عنها ‪-‬في هذه الدراسة أي ذكر لتسمية‬ ‫الرستاقية والنزوانية} وإنما وجدت التسمية في فترة لاحقة‪ .‬في حوالي النصف‬ ‫لاني من القرن الخامس الهجري‪/‬الحادي عشر الميلادي تقريبا‪ .‬وأول‬ ‫من أورد ذكرها مصنف كتاب بيان الشرع لأبي عبد الله محمد بن إيراهيم‬ ‫الكندي"‪ .‬حيث يعتر عنها بمذهب الرستاقية والنزوانية"} ثم وجدنا أحمد‬ ‫‪ - 1‬النباهنة‪ :‬قبيلة أزدية تنسب إلى نبهان بن كهلان‪ ...‬انظر سلسلة نسبهم في‪ :‬السيابي‪ .‬سالم‪:‬‬ ‫الإبعاف‪ .‬ص‪ .811 - 611‬وهم قوم من العتيك صار الملك إليهم بعد الأئمة السالفين‪ .‬وكانت دولتهم‬ ‫مبنية على الاستبداد‪ .‬وقهر الناس بالجبرية‪ .‬ولعل ملكهم كان يزيد على ‪ 005‬سنة‪ .‬انظر‪ :‬السالمي‪ .‬عبد‬ ‫لله‪ :‬التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ .541‬وحول ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية بعمان انظر‪ :‬الحارثي‪ .‬عبد‬ ‫لله بن ناصر عمان في عهد بني نبهان (مركز الدراسات العمانية‪ .‬جامعة السلطان قابوس؛ الخوض‪.‬‬ ‫‪40‬م)‪ .‬ص‪.93‬‬ ‫‪- 2‬الكندي‪ .‬الخطاب‪ .‬مرجع سايق‪ .‬ص‪.281‬‬ ‫‪- 3‬محمد بن عبد الله الكندي‪ :‬هو الشيخ العلامة القاضي محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد‬ ‫بن عبد الله بن المقداد الكندي السمدي النزوي‪ .‬وهو من علماء النصف الثاني مانلقرن الخامس‬ ‫وعاش إلى أوائل القرن السادس‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .803‬الخطاب‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫ص‪.081‬‬ ‫‪ - 4‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬مصدر سابق‪ .‬ج‪ .3‬ص‪.222 - 122‬‬ ‫‪791‬‬ ‫قضبة عزل الإمام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫ين عبد الله بن موسى الكندي" صاحب كتاب الاهتداء" يسميهما بالطائفتين‬ ‫الرستاقية والنزوانية‪ .‬وعنهم أخذت تلك التسمية‪ .‬فتناقلتها المصادر العمانية‬ ‫النقهية منها‪ .‬والتاريخية‪.‬‬ ‫أما مصطلح مدرسة"‪ .‬فهو حديث نسبيا‪ .‬وفي إطار هذه الدراسة نجد أنه‬ ‫يتوافق مع ما يطلق عادة على أي تيار فكري سياسي ديني أدبي‪ .‬يتبنى منهجا‬ ‫معينا في تعامله مع مختلف القضايا المطروحة على الساحة الثقافية‪ .‬لكن‬ ‫لماذا سميت تلك الفرقتين أو الطائفتين أو المدرستين بالرستاقية والنزوانية؟‪.‬‬ ‫من أول وهلة يمكن القول وكما ذهب بعض الباحثين أن المدرسة‬ ‫الرستاقية تنسب إلى مدينة الرستاق‪ ،‬وتنسب النزوانية إلى مدينة نزوى"‪.‬‬ ‫وهو تفسير لا يخلو من فهم منطقي؛ نظرا لم تمثله المدينتان من عراقة} وأهمية‬ ‫على الصعيد السياسي والفكري" ومع ذلك فإن هذا لا يعني بأي حال من‬ ‫الأحوال كما قد يتبادر إلى ذهن القارئ ظاهريا‪ .‬أن يمثل الرستاقية علماء‬ ‫مدينة الرستاق" وأن يمثل النزوانية علماء مدينة نزوى" بل الواقع أن“ كل‬ ‫‪ - 1‬أحمد بن عبد الله بن موسى‪ :‬هو العالم الفقيه أحمد بن عبد الله بن موسى بنسليمان بن محمد‬ ‫بن عبد الله بنالمقداد الكندي النزوي الفلوجي من علماء القرن السادس الهجري‪/‬الثاني عشر الميلادي‪.‬‬ ‫له العديد من المؤلفات من أهمهما التخصيص فى الولاية والبراءة‪ .‬وكتاب الاهتداء‪ ،‬وكتاب التسهيل في‬ ‫الفرائض‪ .‬وكتاب الجوهر المقتصر وكتاب الذخيرة‪ .‬وهو من علماء الطائفة النزوانية‪ .‬للمزيد عنه انظر‪:‬‬ ‫البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.723 - 623‬‬ ‫‪ - 2‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬صفحات مختلفة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المدرسة‪ :‬المكان الذي يدرس فيه‪ .‬والفعل درس من اصل آرامي وقد يعني أيضا قرأ حول هذا‬ ‫المصطلح وتطوره في العالم الإسلامي‪ .‬انظر‪ :‬كريزر‪ .‬كلوس وآخرون‪ ،‬معجم العالم الإسلامي‪ ،‬ترجمة ج‪.‬‬ ‫كتورة (المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ .‬بيروت‪1991 .‬م)‪ .‬ص‪.195 - 985‬‬ ‫‪ - 4‬السهيل‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .48‬الكندي‪ .‬الخطاب مرجع سابق‪ .‬ص‪.181‬‬ ‫‪891‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الانار الفحرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الطت بن مالح‬ ‫من تبنى آراء الطائفة الرستاقية فهو رستاقي‪ .‬وإن كان من أهل مدينة نزوى‪.‬‬ ‫وكل من تبنى آراء الطائفة النزوانية‪ .‬فهو نزواني‪ .‬وإن كان من أهل مدينة‬ ‫‪.‬‬ ‫الرستاق“'‪.‬‬ ‫كانت أفكار المدرستين‪ .‬منتشرة في جميع المدن العمانية‪ .‬بدليل أكنبار‬ ‫علمائها لم يكونوا من أبناء مدينة الرستاق أمتال أيي محمد بن بركة البهلوي‪.‬‬ ‫وأبي الحسن البسيوي‪ .‬وأحمد بن عبد الله بن موسى الكندي النزوي؟‪.‬‬ ‫وكذلك الحال بالنسبة للنزوانية‪ .‬التي كان أبو سعيد الكدمي هو عميدها‪.‬‬ ‫ورأس المناظرين عنها"‪.‬‬ ‫كما وأنه من اللافت للنظر‪ .‬أ نجد أحيانا‪ .‬شيخا نزواني وتلميذه رستاقي‪.‬‬ ‫أو العكس ويجتمع عند الإمام الواحد في دولته قضاة من المدرستين'‪ .‬ولعل‬ ‫من أبرز الأمثلة على ذلك الشيخ مالك بن غسان بن خليد الصلاني؛ وهو‬ ‫من المدرسة الرستاقية‪ .‬في حين أن تلميذه العلامة محمد بن روح بن عربيُ‬ ‫من المدرسة النزوانيةة‪ .‬وبالمثل في حين كان الشيخ العلامة محمد بن أبي‬ ‫‪ - 1‬الأغبري" مرجع سابق‪ .‬ص‪.581‬‬ ‫‪ - 2‬الكندي‪ .‬الخطاب‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.181‬‬ ‫‪3 -‬‬ ‫‪, 0.‬لا‬ ‫‪,‬‬ ‫‪661.‬‬ ‫‪ - 4‬الشيباني‪ .‬سلطان بن مبارك‪" .‬الكتابات الفقهية وتطوراتها عند العمانيين في القرن الخامس‬ ‫المجري“ ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان خلال القرن الخامس الهجري في الفترة من ‪8/3/5002 - 6‬م‬ ‫بجامع السلطان قابوس الأكبر (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية‪5002 .‬م)‪ .‬بحث غير منشور‪ .‬ص‪.6‬‬ ‫‪ - 6‬حول موقفه من القضية انظر ص‪ 19‬من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ابن روح‪ :‬سنأتي على ترجمته‪ .‬وبيان موقفه لاحقا عند الحديث عن علماء المدرسة النزوانية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.972‬‬ ‫‪991‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫لبسيوى‪:‬‬ ‫أبو ‏‪ ١‬لحسن‬ ‫تلميذه‬ ‫كان‬ ‫‏‪ ١‬لنزوانية‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لمدرسة‬ ‫من‬ ‫النزوى'‬ ‫ا لحسن‬ ‫رستاقي"‪.‬‬ ‫وعلى ذلك لم يكن التلميذ ليتبع أستاذه فيما يتبناه من آراء وأفكار‪ .‬مما‬ ‫يدل على سعة الأفق والحرية الفكرية التى كان يتمتع بها العلماء آنذاك‬ ‫في طرح أفكارهم‪ .‬وإن كانت تخالف آراء شيوخهم من العلماء المتقدمين‬ ‫عليهم‪ .‬في واحدة من أروع نماذج استقلالية الفكر عند العلماء العمانيين في‬ ‫تلك الفترة الحرجة التي كانوا يمرون بها‪.‬‬ ‫كذلك وفي إطار مناقشة سبب التسمية‪ .‬هناك من الباحثين من حاول‬ ‫الاجتهاد في تفسير سبب التسمية بالرستاقية والنزوانية‪ .‬فالسيابي ‪-‬وعلى حد‬ ‫تعبيره‪ -‬توصل إلى قناعة مفادها‪ :‬أن سبب تسمية فريق المتبرئين بالفرقة‬ ‫الرستاقية؛ لكون أبي قحطان خالد بن أبى قحطان الهجاري كان أول من ألف‬ ‫سيرة مطولة في أحداث الخارجين على الإمام الصلت بن مالك الخروصى؛‬ ‫ونظرا لكونه من قرية هجار۔ الواقعة في وادي بتي خروص والتي كانت تعتبر‬ ‫سابقا من إقليم الرستاق ‪ -‬فقد سميت بالرستاقية نسبة إلى موطنه ذلك‪ ،‬أما‬ ‫سبب تسمية فريق الواقفين بالفرقة النزوانية؛ فيعود ذلك إلى كون أبي عبد الله‬ ‫محمد ابن روح بن عربي الكندي النزوي؛ هو أول من ألف سيرة يبرر فيها‬ ‫‪ - 1‬محمد بن أبي الحسن‪ :‬أحد العلماء الذين وقفوا على الحياد فى قضية عزل الإمام الصلت بن‬ ‫‪598/‬م ‪ .‬انظلر‪ :‬السالمي‪ ،‬عبد لله‪:‬‬ ‫مالك‘ ويقال عقدت له الإمامة بنزوى بعد قتل واليها بييحرة سنة ‪2‬‬ ‫التحفة‪ .‬ج‪ .1‬ص ص‪.562 .791‬‬ ‫‪ - 2‬البسيوي‪ :‬سنأتى على ترجمته لاحقا عند الحديث عن علماء المدرسة الرستاقية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.922‬‬ ‫‪002‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬اإأتار القعحربة المنرتبة على عزل ازا‪ .‬صام الصلت بن مالك‬ ‫موقف أولئك الواقفين في قضية عزل الإمام الصلت بنمالك الخروصى'‪.‬‬ ‫مقبولا‪.‬‬ ‫وهو تقسير يمكن أن يكون‬ ‫وخلاصة القول نرى أن نسبة المدرستينإلى الرستاق ونزوى‪ .‬جاء نتيجة‬ ‫طبيعية بحكم ما كانت تشكله المدينتان مأنهمية في ذلك الوقت‪ .‬إذ كانتا‬ ‫تمثلان عصب الحياة السياسية؛ نظرا لما تمتازان به من موقع آمن نسبيا‪.‬‬ ‫فضلا عن كونهما مركزين علميين‪ .‬ثم لا ننسى أن كثيرأً من الأئمة في تلك‬ ‫الفترة‪ .‬كانوا من إقليم الرستاق‪ ،‬وإن اتخذوا من مدينة نزوى عاصمة لهم‪ .‬كما‬ ‫لا نستبعد وجود تنافس بين المدينتين قاده فريقان‪ :‬فريق أراد المحافظة على‬ ‫اختيار الأئمة من بني خروض ومعقلهم الرستاق‪ .‬وفي هذا الإطار ذكر أحد‬ ‫الباحغين أن الرستاقية "سعت إلى تثبيت شرعية قبائل اليحمد من خلال‬ ‫إعلان البراءة ممن شارك في خلع الإمام الصلت ين مالك (‪272‬ه‪588/‬م)“"‪.‬‬ ‫أما الفريق الآخر(النزوانية) فقد أراد التجديد في انتخاب الأئمة من‬ ‫مدينة نزوى" على اعتبار أنها الأحق بذلك من وجهة نظرهم كونها عاصمة‬ ‫الإمامة‪ .‬وهذا التنافس السياسي كان لا بد له من شرعية دينية تؤيده؛ مما‬ ‫جعل الصراع الفكري يحتدم بين المدرستين‪ .‬كل فريق يحاول إثبات صحة‬ ‫ما ذهب إليه{ وبما يخطئ به الطرف الآخر‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السيابى‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام أبو سعيد“‪ .‬ص‪.82 - 62‬‬ ‫‪ - 2‬السالمى‪ .‬عبد الرحمن‪" .‬العلاقة بين الأئمة والعلماء وتطورات الدولة العمانية حتى نهاية القرن‬ ‫‪0‬ه‪61,/‬م‪ :‬قرا ء في السير العمانية“ مجلة نزوى‪ .‬ع‪ .03‬ابريل ‪( .2002‬مؤسسة عمان للصحافة والأنباء‬ ‫والنشر والإعلان‪ .‬مسقط ‪2002‬م)‪ .‬وسيشار إليه‪ .‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن‪ :‬العلاقة بين الأئمة والعلماء‪.‬‬ ‫انظر أيضا‪661 :‬م ان ‪.‬م‪٥‬‏ ‪,‬مهمناا‪.٦٧1‬‏‬ ‫‪102‬‬ ‫قضبة عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ب) أصل الاختلاف بين المدرستين الرستاقية والنزوانية‬ ‫قبل الحديث عن مواقف المدرستين من قضية عزل الإمام الصلت بن‬ ‫مالك الخروصي والذي من خلاله يمكن الوقوف على الفكر السياسي لكلا‬ ‫المدرستين‪ .‬كل على حده لا بد من إعطاء نبذة مختصرة عن أصل ذلك‬ ‫الاختلاف الواقع بينهما‪ .‬والخلفية التي انطلقت منها شرارة ذلك الاختلاف‪.‬‬ ‫وهو كما بينه العالم أحمد بن موسى الكندي في كتابه الاهتداء مرده إلى‬ ‫مسألتين هما‪:‬‬ ‫المسالة الاوله‪ :‬هل يجوز لأي عالم إذا علم ما تزول به إمامة الإمام أن‬ ‫يقم غيره للإمامة ولو لم يظهر السبب الموجب لزوال إمامة الإمام بالشهرة‬ ‫التي يستوي فيها الخاص والعام من رعيته‪ .‬أم لا يجوز له فعل ذلك؟‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬هل التسمي بالإمامة في حكم الظاهر يدل على التدين‬ ‫به‪ .‬والاستحلال له‪ .‬أم لا يدل على ذلك؟ إلا بعد الاستحلال باللسان ”فهاتان‬ ‫المسألتان‪ .‬هممادار التنازع‪ .‬وإليهما يرجع هذا الاختلاف الواقع بين الطائفتين‬ ‫بأسره لا غيرهما‪ .‬وبصحة حكم هاتين المسألتينں يعرف حكم حدث موسى‬ ‫وراشد‪ ...‬على أنه بدعة أو دعوى أو غير ذلك‪.‬۔“‪.‬‬ ‫وكان قبل ذلك قد أشار إلى أربعة أركان رئيسةَ‪ ،‬يقر بها كل من أتباع‬ ‫المدرستين‪ .‬وتلك الأركان هي المعتمد عليها‪ .‬فيما يرجع إليه ذلك التنازع‬ ‫‪ - 1‬المقصود بهما موسى بن موسى الإزكوي‪ .‬وراشد بن النظر اليحمدي‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪26‬‬ ‫أحمد ‪ :‬الاهتداء‬ ‫الكندي‪.‬‬ ‫‪-2‬۔‬ ‫۔ ‪.54‬‬ ‫ص‪44‬‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر‬ ‫‪202‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬الاتار الفخرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫الواقع بين المدرستين‪- .‬على حد تعبيره‪ -‬وهذه الأركان الأربعة هي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن هناك إجماعا بأن الصلت بن مالك كان إماما شارياً لأهل عمان‬ ‫قبل تقديم موسى لراشد إماما‪.‬‬ ‫د‪ -‬أن موسى قدم راشداً إماما لأهل عمان على الصلت بن مالك وهو لا‬ ‫يزال حياء وقبل أن يظهر منه ما تزول به إمامته فى حكم الظاهر عند الخاصة‬ ‫والعامة‪ .‬بعد أن ادعى أنه سلم الإمامة‪ .‬واعتزلها‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أن الإمام الصلت لم يظهر منه إنكار على ما قام به موسى وراشد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أن العلماء الذين عاصروا الحدث اختلفوا بعد إجماعهم على صحة‬ ‫وفى صحة ثبوت إمامة راشد بن‬ ‫فى زوالها‪.‬‬ ‫ثبوت إمامة الصلت بن مالك‬ ‫ورا شد‬ ‫وبرؤوا من موسى‬ ‫حيث إن منهم من تمسك بإما مة الصلت‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬لنظر‬ ‫على اعتبار أنهما عزلا الإمام الصلت بغيا وعدواناء ومنهم من صوبوا موسى‬ ‫وراشد‪ .‬بدعوى أن الإمام الصلت اعتزل من الإمامة‪ .‬وإنه تبرأ منها‪ .‬ومنهم‬ ‫من وقف‪.‬‬ ‫وقبل الخوض في تفاصيل مواقف المدرستين المتباينة‪ .‬والولوج إلى‬ ‫أعماق فكرهما السياسى نتساءل عن تلك الخيوط الدقيقة التى عملت على‬ ‫تحريك قضية قد انتهت فكان ماكان من فتن وحروبك‪ 6‬وحملات خارجية‬ ‫عانت على إثرها البلاد معاناة شديدة‪ ،‬وعن الدافع القوي الذي دفع بالعلماء‬ ‫إلى خوض جدال لم يحسم ولم يكن فيه فائز ولا خاسر‪ .‬وهل كان اختلافهم‬ ‫من باب العثور على إجاية؟ وذلك من خلال الرجوع إلى نقطة الاختلاف‬ ‫‪302‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الأولى‪ .‬والمتمثلة بحادثة عزل الإمام الصلت ين مالك حتى يمكن فهم الواقع‬ ‫السياسى الذي أملته الظروف الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫وبحراك‬ ‫اجتماعية واقتصادية‪.‬‬ ‫الأمر مرتبطأً بتغيرات‬ ‫ذلك‬ ‫فهل كان‬ ‫أيديولوجى بين التيار المحافظ والتيار التقدمى المعتدل بالمفهوم الحديث‪-‬‬ ‫الذي سعى إلى التغيير مهما كانت النتائج؟ أم أن الأمر مرتبط بمكاسب‬ ‫سياسية من خلال كسب قاعدة شعبية مؤيدة لمواقف أحد الطرفين؟‪.‬‬ ‫كل تلك التساؤلات سنحاول الإجابة عنها من خلال استعراض الفكر‬ ‫السياسي لكلا المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية‪ .‬في ضوء مواقف أبرز علمائها‬ ‫في دفاعهم عن مواقفهم ومبادئهم التي يؤمنون بها‪ .‬وما تركوه من إنتاج علمي‬ ‫في مجال الفكر السياسي في تلك الفترة‪.‬‬ ‫أولا‪ :‬المدرسة الرستاقية‬ ‫صنطلقات فكرها السياسي‪:‬‬ ‫من الصعوبة بمكان الخوض في كل تفاصيل فكر المدرسة الرستاقية‬ ‫وكذلك النزوانية‪ .‬حيث تتداخل السياسة بالفقه‪ .‬والعقل بالنقل‪ ،‬وهو موضوع‬ ‫يحتاج إلى أن يفرد له دراسة متخصصةء يمكن من خلالها تتبع أدق تفاصيل‬ ‫الاختلاف بين المدرستين سياسيا وفقهيا‪ .‬وفى هذه الدراسة اكتفى الباحث‬ ‫بالوقوف على أهم ما نادوا به من أفكار وما تبنوه من مواقف\ وما ساقوه من‬ ‫حجج وبراهين؛ لتدعيم وجهات نظرهم‪.‬‬ ‫‪402‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأثار القحرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫بنت المدرسة الرستاقية مواقف فكرها السياسى على البراءة من الخارجين‬ ‫على الإمام الصلت والبراءة من العلماء الذين أيدوا عزله‪ .‬أو من الذين وقفوا‬ ‫عن الانتصار للإمام الصلت بالفعل أو يالقول‪ .‬ومن كل شخص تسول له نفسه‬ ‫الخروج على الإمام العادل دون سبب مقنع‪.‬‬ ‫يمكن تتبع‬ ‫العامة‪ .‬كما‬ ‫هنا جملة من موا تفهم‬ ‫نستعرض‬ ‫ويمكن أن‬ ‫أساليبهم المختلفة فى الرد على النزوانية} وتبرير مواقفهم المتشددة تجاه من‬ ‫أقدم على عزل الإمام الصلت ين مالك الخروصى وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬موقفهم مت عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي‪:‬‬ ‫يعتبر موقف أنصار المدرسة الرستاقية امتدادا لموقف من سبقهم من‬ ‫العلماء‪ .‬مثل أيي المؤثر الصلت بن خميس الخروصي" وأبي قحطان خالد‬ ‫ين قحطان'‪ 5‬الذين رأوا أن عزل الإمام الصلت بن مالك من قتلى موسى بن‬ ‫موسى وراشد بن النظر اليحمدي‪ .‬كان بغيا وعدواناً! ذلك أن الصلت بن‬ ‫مالك إمام صخت بيعته بإجماع أهل الحل والعقد آنذاك‪ ،‬ولم يرتكب من‬ ‫الأحداث ما يستوجب عزله‪ ،‬ولم يقم عليه موسى بن موسى بينة‪ .‬فيصح من‬ ‫المسلمين كفره فيستتاب ولا نزلت به عاهة يحل عزله يسببها‪ .:‬وبالتالى قد‬ ‫أخطأ من خرج عليه‪" .‬إذ لا يحل دمه‪ .‬ولا الخروج عليه ولا البراءة منه“‪.‬‬ ‫ا ‪ -‬لقد سبق الحديث عن موقف كل من أبى المؤثر وأبي قحطان من عزل الإمام الصلت‪ .‬انظر‬ ‫الفصل الثاني من الدراسة ص‪.78-09‬‬ ‫‪ 2‬اليسيوي‪" :‬سيرة السؤال“‪ .‬ص‪ .19‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪.29‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬أحمد‪ .‬المصدر السابق ص‪.29‬‬ ‫‪502‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالخ الخروصي‬ ‫هذا وقد أسهب علماء المدرسة الرستاقية في التدليل على تحريم الخروج‬ ‫على أئمة العدل من الكتاب والسنة والآثار‪ .‬التي بنى العلماء وقاسوا عليها‬ ‫مواقفهم‪ .‬وفي هذا الإطار ذكر البسيوي بأن الحدث الذي وقع في عمان‬ ‫عندما تم تقديم راشد بن النظر على الصلت بن مالك فيه مخالفة لما جاء‬ ‫في الكتاب والسنة والآثار‪ .‬وأنه من غلط في تأويله كان مخطئا؛ لأن الكتاب‬ ‫والسنة والإجماع توجب طاعة الإمام‪ .‬وتحرم الخروج عليه قبل ظهور حدثه"‪.‬‬ ‫ويمكن الإشارة هنا إلى بعض من تلك الأدلة التى ساقها العلماء على النحو‬ ‫الآتي‪:‬‬ ‫من الكتاب قوله تعالى‪( :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول‪.‬‬ ‫وأولي الأمر منكم‪ .‬فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم‬ ‫تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)‪ .:‬وبالتالى فقد أقدم موسى‬ ‫بن موسى الإزكوي وراشد بن النظر على عزل الإمام الصلت بن مالك‪ ،‬وهو‬ ‫[مام مجتمع عليه‪ .‬وفي ذلك مخالفة لما أمر الله ورسوله به من طاعة الأئمة‬ ‫"ولوكان مطيعا لم يزحف عليه بالعساكر ويتقدم عليه بغير كفر من الصلت‬ ‫شاهر“‪.‬‬ ‫وجاء في قول ابن روح وهو من المدرسة النزوانية "يلزم الناس الطاعة‬ ‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ .‬ص‪.89‬‬ ‫‪ - 2‬القرآن الكريم‪ :‬سورة النساء‪ .‬الآيةوك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ابن بركة أبي محمد عبد الله بن محمد سيرة أبى محمد عبد الله بن محمد بن بركة "سير‬ ‫الإباضية"‪ .‬مخطوط رقم ‪(581‬مكتبة السيد محمد بن أحمد السيب)‪ .‬ورقة ‪ 3930‬وسيشار إليه‪ ،‬ابن‬ ‫بركة‪" :‬سيرة"‬ ‫‪602‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفكرية المترتبة على عزل الامام الصلت بن مالك‬ ‫لأئمة العدل ما أطاعوا الله ورسوله‪ .‬وعملوا بكتابه‪ .‬ولم يحرفوا تأويلأ‬ ‫ولم يدعوا الطاعة على معصيته‪ .‬فإذا عصوا الله فلا طاعة لهم فى أعناق‬ ‫حكم اللك‬ ‫‏‪ ١‬لى‬ ‫خلعهم ‏‪ ٠‬ومحا ر بتهم حتى يرجعوا‬ ‫النا س‬ ‫ا لمسلمين [ بل يلزم‬ ‫وسنة نبيه(صلى الله عليه وسلم)“'‪.‬‬ ‫‪ -‬من السنة‪ :‬استشهدوا بما جاء فى حديث المصطفى (صلى الله عليه‬ ‫وسلم)‪" :‬لو أن وليكم حبشى مجدع فأقام فيكم كتاب الله وسنتي فاسمعوا‬ ‫له وأطيعوا ""‪.‬‬ ‫‪ -‬من الآثار‪ :‬ما وجد عن زياد بن متوبةة عن هاشم الخراساني‪" .‬أن الإمام‬ ‫لخروج على‬ ‫لا يترك إما مته حتى يظهر حدته‪ .‬وإن ا لمسلمين لم يستحلوا‬ ‫عثمان وعلى إلا بعد ظهور أحداثهما“"‪.‬‬ ‫كما جاء في كتاب بعث به أبو عبد الله محمد بن محبوب بن الرحيل‬ ‫ا ‪ -‬ابن روح‪ .‬أيي عبد الله محمد‪ .‬سيرة أيي عبد الله محمد بن روح "سير الإباضية“‪ .‬مخطوط رقم‬ ‫‪( 7‬السيب‪ :‬مكتبة السيد محمد بن أحمد)‪ .‬ورقة ‪.33‬‬ ‫‪- 2‬ورد نص الحديث فيي صحيح البخاري على النحو التالي‪" :‬عن أنس بن مالك(رضي الله عنه)‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ا‪:‬سمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه‬ ‫زبييه“‪ .‬انظر‪ :‬البخاري‪ .‬أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بإنيراهيم؛ صحيح البخاري‪ .‬ج!‪( 11‬مركز‬ ‫السيرة والسنة‪ .‬وزارة تف‪ ,‬القاهرة‪4991 .‬م)‪ .‬ص‪ .63‬وجاء هذا الحديث في رواية أخرى بمسند‬ ‫الإمام الربيع‪" .‬قال(ص)‪ :‬إن أمر عليكم عبد حبشيمجدوع الأنفا فاسمعوا‪ .‬وأطيعوا‪ .‬ما أقام فيكم‬ ‫كتاب الله“ ‪.‬الفراهيدي‪ .‬الربيع ين حبيبا الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب" ج‪( 3‬مكتبة‬ ‫الاستقامة‪ .‬مسقط‪6991 .‬م)‪.‬ءص‪.703‬‬ ‫‪ - 3‬زياد بن متوبة‪ :‬كنيته أبو صالح وهو من عقر نزوى{ من فقهاء القرن الثالث الهجري" وأحد‬ ‫العلماء المبايعين للإمام الصلت بن مالك‪ .‬انظر ‪ :‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.424‬‬ ‫‪ - 4‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪.08‬‬ ‫‪702‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫إلى أهل حضرموت في موضوع عزل أئمة العدل جاء فيه‪" :‬وقد بلغنا أنكم‬ ‫تذكرون أو من ذكر منكم عزل هذا الإمام وإقامة إمام غيره‪ ،‬فاتقوا الله ثم‬ ‫اتقوا الله؛ فإن هذا جور كبير إ عزلتم إمام عدل على غير حدث‪ .‬وتد‬ ‫أعطيتموه عهودكم وبيعتكم وميثاقكم على أن تطيعوه ما أطاع الله ورسوله‪.‬‬ ‫فهذا عهد لا يحل لكم أن تحلوه إلا بحدث يكفر به الإمام ويحل به دمه‪.‬‬ ‫ويستتاب‪ .‬فيصر على حدته ولا يتوب فعند ذلك يجوز خلعه\ وتحرم نصرته‪.‬‬ ‫ويستبدل بمن هو أعدل منه""‪.‬‬ ‫واستشهد الكندي فكيتابه الاهتداء بالمزيد مما أثر عن العلماء العمانيين‬ ‫في قضية عزل الأئمة‪ .‬وفي ضوء تلك الأدلة النقلية التي سبق ذكرها‪ ،‬يدلل‬ ‫أنصار المدرسة الرستاقية‪ .‬على بغي أولئك الذين خرجوا على الإمام الصلت‪.‬‬ ‫مطالبين بعزله‪ .‬وهو إمام اتصف بالعدل ولم يظهر من الأحداث ما يستوجب‬ ‫عزله‪ .‬ومن هنا تجب البراءة منهم‪ .‬ومن أيدهم بالفعل أو بالقول‪ .‬مع ملاحظة‬ ‫أن علماء النزوانية لا يجيزون الخروج على أئمة العدل‪.‬دون ارتكاب ما‬ ‫يستدعي عزلهم! حسب المبادئ المتعارف عليها‪ .‬وبالتالى فإن هذه النقطة‪.‬‬ ‫ليست مثار خلاف بين المدرستين‪ :‬الرستاقية والنزوانية‪ .‬وإنما الاختلاف‬ ‫بينهما يكمن في الخروج على الإمام قبل ظهور ما ادعوا عليه بالشهرة‪ .‬التي‬ ‫يستوي فيها الخاص والعام من رعيته‪ .‬ففي الوقت الذي اعتبر فيه أنصار‬ ‫‪ - 1‬أبو عبد الله‪ .‬محمد بن محبوب كتاب أبي عبد الله محمد بن محبوب إلى إمام حضرموت"‪.‬‬ ‫"‬ ‫مخطوط سير علماء الإباضية‪ .‬ج‪ .1‬ورقه ‪.132‬‬ ‫د ‪ -‬للمزيد انظر‪ :‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪ .78 - 28‬القصي‪ .‬مصدر سايق‪ .‬ج‪ .8‬ص‪.28 - 08‬‬ ‫أطفي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .41/1‬صك‪ .523‬وما يعدها‪.‬‬ ‫‪802‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار القحربة المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫المدرسة الرستاقية ذلك بدعة‪ .‬اعتبره أنصار النزوانية دعوى تحتمل الصواب‬ ‫والخطأ"‪ .‬ومعنى ذلك أن النزوانية تجيز الخروج وعزل الأئمة في حالة أن‬ ‫رأت الخاصة ‪-‬من العلماء‪ -‬ما يستحقون يه العزل‪ .‬وقد يكتفون بالبراءة منهم‬ ‫في السريرة‪ .‬دون أن يكلفوا الناس{ علم ما وسعهم جهله‪ .‬وجائز لهم موالاة‬ ‫ولاتهم؛ وذلك درءاً للفرقة‪ 5‬وبالتالي لا ضرورة لإشهار حدث الإمام ليعلمه‬ ‫العامة‪ .‬وهو ما تعارضه الرستاقية بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫ب‪ -‬فوقفهم مت موستا بث موست الإزكويا وراشد بث النظر اليحصديا‬ ‫أعلن أنصار المدرسة الرستاقية البراءة من موسى بن موسى وراشد بن‬ ‫النظر اليحمدي‪ ،‬معتبرين أنهم بغاة وعصاة ومبتدعين بخروجهم على الإمام‬ ‫الصلت بن مالك" وفي هذا الإطار ذكر البسيوي ما نصه‪ ":‬ألا ترى أنهم لما‬ ‫خرجوا عليه ‪ -‬يعني على الإمام الصلت‪ -‬وبايعوا صاروا عاصين‪ .‬وقد عصوا‬ ‫بمعصية الإمام‪ .‬ولما قدموا عليه إمام دل معصيتهم وفعلهم على بغيهم‪ .‬ألا‬ ‫ترى أن الباغي لا يقبل قوله‪ .‬ولا تجوز شهادته‪ .‬ولا تقبل دعواه“"‪ 5‬ليس هذا‬ ‫فحسب بل إنهم أفتوا بقتل راشد بن النظر‪ ،‬من منطلق ما أثر عن النبي (صلى‬ ‫الله عليه وسلم) قوله‪" :‬إذا ظهر إمامان فاضربوا عنق أحدهما"‪ .‬والحق في‬ ‫ذلك كما يقول ابن بركة أن يضرب عنق المبطل المدعي ما لا يحل له على‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬أحمد‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص‪.46 - 06‬‬ ‫مرجع‬ ‫‏‪ ٠‬الهيل‪.‬‬ ‫‪462 -‬‬ ‫ص‪362‬‬ ‫ج‪.3‬‬ ‫بيان الشرع‪.‬‬ ‫محمل‪:‬‬ ‫‏‪ ١ ٠‬لكندي‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ورة‬ ‫‪" :‬سيرة“‪.‬‬ ‫اين روح‬ ‫‪2‬۔‬ ‫صرك‪.8‬‬ ‫سابق‪.‬‬ ‫‪-‬۔ ‪.09‬‬ ‫ص‪98‬‬ ‫‏‪ ١‬لسؤا ل“‪.‬‬ ‫‪-3‬ا لبسيوي ‪" :‬سيرة‬ ‫‪ 4‬انظر‪ :‬البسيوي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ص ‪ .29‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪6‬ك‪.‬‬ ‫‪902‬‬ ‫قخبة عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫الإمام‪ .‬وقد كان المتفق عليه هو الإمام الصلت بن مالك" والمختلف فيه هو‬ ‫راشد بن النظر ليس بإمام عدل فأولى به من قول النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) أن يضرب عنقه‪!.‬‬ ‫وإذاكان أنصار المدرسة النزوانية قد حاولوا التخفيف من وطء الحدث‘‬ ‫وإيجاد العذر لمن قام بعزل الإمام‪ .‬والقول إن موسى بن موسى ” كان يريد‬ ‫عز الدين وصلاح المسلمين""‪ .‬وأن ما قاموا به هو من قبيل الاجتهاد‪ ،‬وأن‬ ‫اجتهادهم ذلك يحتمل الصواب والخطأ‪ .‬فإن صاحب كتاب الاهمتداء} وهو'‬ ‫من المناصرين لفكر المدرسة الرستاقية يطرح قضية خطيرة تتعلق بصلاحيات‬ ‫العلماء من حيث حقهم في عزل الأئمة كما فعل موسى بن موسى ويتساءل‬ ‫فيما إذا كانوا تابعين للإمام يأتمرون بأمره‪ ،‬أم أن الإمام تابع لهم؟ء وبالتالي‬ ‫يمكنهم عزله وتنصيب غيره متى شاءوا دونما اعتبار لسلطة الإمام ولزوم‬ ‫طاعته؟ ثم خرج من نقاشه ذلك بقاعدة مفادها "أن الأعلام الذين هم جماعة‬ ‫المسلمين ۔يقصد العلماء‪ -‬لا يصح أن يكونوا حكاماً على الناس ما صحت‬ ‫إمامة الإمام فىحكم الظاهر‪ .‬وإنما يكون جماعة المسلمين حكاما على‬ ‫الناس مع عدم أئمة العدل في حكم الظاهر“"‪ .‬وهو هنا يريد أن يفرق بين‬ ‫صلاحيات الأئمة وصلاحيات العلماء{ وأئَه طالما وجب على العلماء طاعة‬ ‫الأئمة العادلين كغيرهم من الرعية‪ .‬فبالتالي لا يجوز لهم عزل الأئمة‪ .‬إلا‬ ‫بأحد الأسباب التي تستوجب عزلهم‪.٨‬‏‬ ‫‪ - 1‬ابن بركة‪" :‬سيرة“‪ ،‬ورقة ‪.493 - 393‬‬ ‫الكندي‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ح‪ .4‬صرك‪.41‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداى ص‪.401 - 201‬‬ ‫‪ - 4‬للمزيد حول ذلك انظر‪ .:‬المصدر السابق ص‪.401 - 201‬‬ ‫‪012‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار القخربة المترتبة على عزل الامام الصلت بن مالك‬ ‫اعتبر علماء المدرسة الرستاقية إمامة راشد بن النظر إمامة غير شرعية‬ ‫وباطلة وضالة‪ .‬وقد عبر البسيوي عن ذلك صراحة حين قال‪" :‬ولم نقلد ديننا‬ ‫الرجال{ ولم نرض بحكومة أهل الضلال‪ .‬ولم نتول الفسقة“"‪ ،‬ثم يبين منهجهم‬ ‫المثالي الذي يسيرون عليه بالقول‪" :‬ودينا قول وعمل ونية‪ .‬واتباع الكتاب‬ ‫والسنة‪ .‬والعمل بجميع الطاعات‪ ،‬والخلاص من جميع التبعات‪ ،‬والتوبة‬ ‫إلى الله من جميع السيئات‪ ،‬وأداء جميع الأمانات‪ ،‬وترك جميع الخيانات‪.‬‬ ‫والوقوف عند الشبهات والسؤال لأهل الذكر فيما عرض وشجر من النيات‪.‬‬ ‫والمحن النازلات‪ ،‬حتى يعمل بعلم{ ويمشى بعلم‪ .‬ويحكم بعلم"‪.‬‬ ‫ج‪ -‬موقفهم مت الواقفيت عت أحداث عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫لم يكتف أنصار المدرسة الرستاقية بالبراءة من أهل الأحداث الذين كان‬ ‫لهم دور مباشر في عزل الإمام الصلت بن مالك" بل إنهم أظهروا البراءة أيض‬ ‫من أولئك ا لذين وقفوا عن تلك الأحداث ‪ -‬وهم أنصار المدرسة النزوانية"‪-‬‬ ‫حيث قالوا‪" :‬إنه لو صح معنا حق موسى وراشد في ذلك الخروج لتوليناهما‪.‬‬ ‫ولو صح معنا باطلهما لبرئنا منهما على ذلك" ولكن لم يصح معنا حقهما ولا‬ ‫باطلهما‪.‬۔“ ث‪.‬‬ ‫وردا على تلك المقالة بنى علماء المدرسة الرستاقية موقفهم من منطلق‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .3‬ص‪.492‬‬ ‫‪ 2‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من الملاحظ ان أنصار المدرسة النزوانية كان لهم موقفان‪ :‬الأول‪ :‬أرادوا أن يجدوا الأعذار‬ ‫للمشتركين في أحداث عزل الإمام الصلت والثاني ‪ :‬وقفوا على الحياد‪.‬‬ ‫ص‪. 122‬‬ ‫ج‪.3‬‬ ‫محمل ‪ :‬ييان الترع‪.‬‬ ‫‪ 4‬۔ الكندي‪.‬‬ ‫‪112‬‬ ‫قضة عزل الا مام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫"أنه لا ولاية للشاكين في أمر المحدثين‪ .‬ولا ولاية للمتولين لأهل الحدث‬ ‫على حدثهم‪ .‬المقدمين إماما على إمامهم بلا حجة أقاموها عليه"‪ .‬وعلى‬ ‫ذلك أقر البسيوي قاعدة فقهية مفادها "أن كل متول لمحدث على حدث‬ ‫مكفر محدث‪ .‬والشاك في ضلالهما على استحلال المحدث لركوب الحدث‬ ‫محدث بالإجماع على مفارقة الشاك‪ ،‬إلا من وقف من ضعفاء المسلمين‬ ‫وقوف مسلم للمسلمين دائن بولايتهم على براءتهم من ذلك الحدث بعينه‬ ‫على حدث مكفر“‪.‬‬ ‫من جانب آخر كان أنصار المدرسة الرستاقية يلزمون الناس بالسؤال عن‬ ‫صحة الأحداث التي كانت بعمان‪ .‬والمتعلقة بأمر الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫وراشد بن النظر وموسى بن موسى‪ ،‬حتى يعرف المحق فيهم من المبطل‪.‬‬ ‫ليس هذا فحسب بل إنهم حددوا لهم أماكن يقصدونها بغرض السؤال‪ ،‬وهي‬ ‫مدينة سمائل وصحار‪. .‬كما يقول الكدمى۔“ والأغرب من القول عنهم أنهم‬ ‫يلزمون الناس عامة الخروج إلى سمائل وصحار من قرى عمان من كان‬ ‫بالجوف وغيرها من أطراف عمان‪ ،‬يخرج الناس إلى فلان بن فلان بسمائل‬ ‫وفلان بن فلان بصحار حتى يشهدوا عليهم بالأحداث التي تقدمت في أمر‬ ‫الصلت بن مالك‪ ،‬وموسى بن موسى وراشد بن النظرإ حتى تقوم الحجة‬ ‫عليهم بعلم ذلك“‪ .‬وقد ناقش الكدمي هذه القضية في كتابه الاستقامة نقاشا‬ ‫‪" 1‬سير لبعض المسلمين" ضمن كتاب السير‪ .‬مخطوط رقم ‪( 3202‬مكتبة السيد محمد بن أحمد‪.‬‬ ‫السيب)‪ .‬ص‪ .342‬وسيشار إليه‪ .‬سير لبعض المسلمين‪.‬‬ ‫‪ - 2‬البسيوي‪" :‬سيرة السؤال"‪ .‬ص‪.49 - 39‬‬ ‫‪ - 3‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪! .2‬ص‪.261 - 61‬‬ ‫‪212‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الانار الفحربة المترتنة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالح‬ ‫مستفيضاً معتبرا إياها بدعة‪ .‬وإن دعوتهم للناس بالخروج لمعرفة صحة ما‬ ‫جرى هو من ياب تجسس العورات‪ .‬وطلب معرفة العثرات"‪.‬‬ ‫د‪ -‬الرد علت ادعاءات المدرسة النزوانية‪:‬‬ ‫انبرى كل من‪ :‬اين بركة ‪-‬عميد المدرسة الرستاقية ‪-‬في كتابه الموازنة‪.‬‬ ‫وتلميذه أبو الحسن البسيوي بالتصدي لادعاءات المدرسة النزوانية ودحضها‪.‬‬ ‫منكرين عليهم موقفهم من رفض البراءة من أهل الأحداث ممن كان لهم دور‬ ‫في عزل الإمام الصلت‘ معتبرين اتخاذهم موقف الحياد فيما يعرف بالوقوف‬ ‫عن سالف ما مضى من الأحداث فيه تضليل للناس‪ .‬مما يفسح المجال إلى‬ ‫التهاون في قضايا مصيرية كالإمامة‪ .‬كما وأن ولايتهم لأهل الأحداث يدل‬ ‫على ميلهم لجانب المعارضة بطريقة غير مباشرة‪.‬‬ ‫سنكتفى هنا بإعطاء نبذة مختصرة لتلك الادعاءات وكيف كان الرد‬ ‫عليها من قبل علماء المدرسة الرستاقية ممن تشملهم الفترة الزمنية لهذه‬ ‫الدراسة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص تفنيد ابن بركة لادعاءاتهم تلك‪ .‬والتي يتمثل‬ ‫أهمها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬يرى أنصار المدرسة النزوانية أن هناك تضارب في الأخبار الواردة‪.‬‬ ‫حيث إنها على حد زعمهم "لم ترد ورودا واحدا تقوم به الحجة\ وتقطع عذر‬ ‫من غاب عنها‪ .‬كقيام الحجة على من شاهدها“ وعلى ذلك{ وجب عندهم‬ ‫اا‪-‬لمصدر نفسه‪ .‬ج‪ .2‬ص‪ 151‬وما بعدها‪.‬‬ ‫صر‪583‬‬ ‫مصدر سابق‪ . .‬ج‪. .2‬‬ ‫عبيد الله ”الموازنة“ السير والجوابات‬ ‫أبو عبد الله محمد بن‬ ‫‪2‬۔ ‪ -‬ابن بركة‬ ‫ابن بركة‪ : :‬الموازنة‪.‬‬ ‫إليه‬ ‫وسيشار‬ ‫‪.683 -‬‬ ‫‪312‬‬ ‫قضية عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫أن يقفوا فيها‪ .‬وعدم البحث عن صحتها‪ .‬والإمساك عن النظر فيهاء فرد عليهم‬ ‫ابن بركة بالقول‪ :‬إن ذلك "مذهب من سبقهم إليه فرقة الملحدين يعرفون‬ ‫بالبيهسية أنكروا الأخبار‪ .‬وزعموا أن الأخبار لا توجب علما‪.‬۔“'‬ ‫‪ -‬عندما قالوا‪" :‬لا ندري اعتزل الصلت أو عُزل‪ ،‬وإن أحداً خرج عليه‬ ‫أو لم يخرج"‪ .‬وأنهم يجهلون سبب خروج موسى بن موسى وراشد بن النظر‬ ‫على رأس جيش يقودانه‪ .‬رد عليهم ابن بركة بأن موقفهم ذلك مشابه لموقف‬ ‫بعض من المعتزلة الذين قالوا‪ :‬لا علم لنا بخروج طلحة والزبير وعائشة على‬ ‫الإمام علي‪ .‬وأن قول الناس وقعة الجمل إنما ذلك جمل انطلق في الليل‬ ‫فاتتتل عليه القوم؛ فسمي وقعة الجملث‪ ،‬وقد أراد النزوانية بذلك الإشارة‬ ‫لى موقفهم الحيادي من أحداث عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي"‬ ‫فكان موقفهم ذلك أشبه ما يكون بموقف المعتزلة السياسى عندما ” وقفوا‬ ‫على الحياد أثناء الفتن والمنازعات القائمة بين المسلمين في القرن الأول‬ ‫الهجرى““‬ ‫‪ - 3‬احتجوا بقولهم‪ :‬أن الصلت ترك الإنكار على موسى بن موسى وراشد‬ ‫بن النظر‪ ،‬وفي ضوء ذلك وجب ترك ولايته‪ .‬والخروج من طاعته‪ ،‬فرد عليهم‬ ‫ابن بركه بأن حجتهم تلك باطلة‪ .‬وتتشابه في مضمونها مع ما ذهب إليه غلاة‬ ‫الروافض" عندما برؤوا من إمامهم علي بن أبي طالب؛ لأنه ترك النكير على‬ ‫‪ - 1‬المصدر نفسه! ص‪.583‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.783‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ 4‬فوزي‪ :‬نشأة الحركات الدينية‪ .‬ص‪.341‬‬ ‫‪412‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأثار الفكرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫أيي بكر الصديق (رضي الله عنه)‪ .‬وعمر بن الخطاب (رضى الله عنه){ ولزم‬ ‫‪.‬‬ ‫السكوت وكان عليه المطالبة بحقه في الإمامة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ادعوا أن انتقال الإمام الصلت من دار الإمامة إلى غيرها عندما‬ ‫زحف العسكر عليه دليل على تبريه من الإمامة‪ .‬فرد عليهم ابن بركة أن ذلك‬ ‫موافق لاعتقاد الحشوية في الزبير بن العوام! حين خرج على الإمام علي بن‬ ‫أيي طالب وقالوا أنكهان باغيا في خروجه لكنه عندما تولى عن موضع الحرب‬ ‫إلى غيره‪ ،‬دل انتقاله على توبته‪ ،‬وعندما قتل أوجبوا البراءة ممن قتله"‪.‬‬ ‫‪ -‬قالوا‪ :‬إن أمر الصلت ومن معه‪ .‬وأمر راشد ومن معه‪ ،‬يحتمل أن‬ ‫يكون أحد الفريقين مصيبا والآخر مخطئاء كما أنه من المحتمل صواب‬ ‫كلا الفريقين‪ .‬أو خطأ كليهما‪ .‬فرد عليهم ابن بركة بأن ذلك مذهب المرجئة‬ ‫الذين قالوا‪" :‬وجدنا عليا ومعاوية قد اختلفا واختلف الناس فيهما! فيحتمل‬ ‫أن يكون على هو الإمام‪ .‬ومعاوية مخطئا‪ .‬ويحتمل أن يكون معاوية تقدم‬ ‫العهد له بمن معه من المهاجرين والأنصار وأصحاب النبي (صلى الله عليه‬ ‫وسلم) فعلى ظالم له‪.‬۔“ة‪.‬‬ ‫‪ - 6‬احتجوا بأن الإمام الصلت بن مالك لم يحارب الخارجين عليه؛ وهو‬ ‫إمام شار مما يعني أن خروجهم عليه ربما كان "لذنب عللوه منه وعلمه من‬ ‫‪ - 1‬ابن بركة‪" :‬الموازنة"‪ .‬ج‪ .2‬ص ‪ .883 - 783‬كما يمكن الرجوع إلى‪ :‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪.‬‬ ‫ص‪.621‬‬ ‫‪ - 2‬ابن بركة‪” :‬الموازنة“‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.883‬‬ ‫‪ - 3‬المصدر نفسه‪ .‬ج‪ .2‬ص‪.983‬‬ ‫‪512‬‬ ‫قضبة عزل امام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫نفسه‪ .‬استحق بذلك الخروج عليه‪ .‬واحتمل أن يكونوا بغاة خرجوا على إمام‬ ‫عدل“‪ .‬وقد اعتبر ابن بركة ادعاءهم ذلك موافقا لادعاء إخوانهم الشكاك‬ ‫على حد تعبيره عندما قالوا‪ ":‬إن عثمان لزم منزله وترك محارية الخارجين‬ ‫عليه فلم يقاتل‪ .‬فاحتمل أن يكونوا خرجوا عليه بغير الحق فهم بغاة بذلك‪...‬‬ ‫ويحتمل أن يكونوا خرجوا بحق عليه لذنب علموه منه‪ .‬وعلمه من نفسه‪.‬‬ ‫استحق بذلك أن يخرجوا عليه“"‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أيضا كان من جملة ادعاءاتهم‪ .‬أن الإمام الصلت قد سلم الكمة‬ ‫والخاتم إلى الخارجين عليه‪ .‬وهذا معناه ‪-‬على حد زعمهم‪ -‬تبريه من الإمامة‬ ‫وتركها لهم‪ .‬كما زعموا أن الإمام الصلت بن مالك" قد افتدى نفسه بتسليم‬ ‫الكمة والخاتم؛ لظهور شرهم والخوف على نفسه منهم‪ .‬فرد عليهم بالقول‪:‬‬ ‫"للمسلم أن يفدي نفسه بماله! وإن الخاتم والكمة ليستا بملك له{ فللمسلم‬ ‫أن يفدي نفسه بمال غيره‪ 6‬إذا رجا في ذلك السلامة‪ .‬وأن يأخذ من أمانته‬ ‫ويصانع بها عدوه إذا رجا لنفسه السلامة من الهلكة“"‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ومن الادعاءات الأخرى التي اهتم علماء المدرسة الرستاقية بتفنيدها‬ ‫هو احتجاجهم بأن موسى بن موسى كان من العلماء الذين كان عليهم مدار‬ ‫أهل الحل والعقد في ذلك العصر وأن الأعلام حجة على الإمام فرد عليهم‬ ‫صاحب كتاب الاهتداء بأن ذلك ليس فيه دليل على صحة ما ذهبوا إليه؛‬ ‫‪ - 1‬ابن بركة ‪" :‬الموازنة" ج‪ .2‬ص‪. 093‬‬ ‫‪. 193‬‬ ‫ص‬ ‫جح‪.2‬‬ ‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪-2‬۔‬ ‫‪612‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأتار الفحربة المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫لأن ا لأعلام محجور عليهم التقديم على الإمام ما كان تابت الإمامة فى حكم‬ ‫الظاهر‪ .‬وأن الأعلام لا يكونون حكاماً على الإمام فى حال ثبوت إمامته"‪.‬‬ ‫اتبع ابن بركة‪ .‬وغيره من علماء المدرسة الرستاقية أساليب عدة‪ .‬تراوحت‬ ‫البراءة من‬ ‫لإثبات موقفهم الداعي إلى‬ ‫العاطفة‬ ‫وإثارة‬ ‫العقل‬ ‫بين مخاطبة‬ ‫أهل الأحداث وأعوانهم‪ .‬ومن المتحفظين الذين آثروا اتخاذ مبدأ الوقوف؛‬ ‫بحجة الابتعاد عن ما قد مضى من الأحداث وما هو مدعاة لإثارة الفتنة‪.‬‬ ‫المحدثين بدعة‪ .‬وفيه تطاول على الائمةإ وتحريض على الخروج عن‬ ‫طاعتهم‪ .‬وإنهم طالما رضوا على أنفسهم باتخاذ موقف الحياد فمن الممكن‬ ‫الفتن‬ ‫من‬ ‫عاصفة‬ ‫قد يثير معه‬ ‫الأمر الذي‬ ‫عديدة‪.‬‬ ‫الأمر مرات‬ ‫أن يتكرر‬ ‫والانشقاق‪.‬‬ ‫خصومه نستنتج مدى‬ ‫وحججح‬ ‫بركة على ادعاءات‬ ‫‏‪ ١‬بن‬ ‫رد‬ ‫خلا ل‬ ‫ومن‬ ‫عمق ثقافته التاريخية‪ .‬وإلمامه{ بأحداث الفتنة زمن الخليفة عثمان بن عفان‬ ‫وعلي بن أبى طالب وأيضا إطلاعه الموسوعى على آراء الفرق الكلامية وآرائها‬ ‫المختلفة‪ .‬من قضية الفتنة‪ .‬والخلافة والإمامة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪.921‬‬ ‫‪712‬‬ ‫قضية عزل الإ مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ه أبرز علهاء المدرسة الرستاقية‪:‬‬ ‫[ ‪ -‬ابن بركة‬ ‫ا‪ -‬نسبه ومولده‬ ‫هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن بركة السليمى! البهلوي الأزدي‪.‬‬ ‫ويكنى بأبي محمد"‪ .‬لا يعرف مولده على وجه التحديد‪ ،‬ومن المرجح أن‬ ‫يكون بين عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن التالث الهجري" كان‬ ‫معاصرا للإمام سعيد بن عبد الله بن محمد ين محبوب بن الرحيل كما أن‬ ‫تاريخ وفاته يبقى مجهولا وإن كان من المرجح أن يكون بعد منتصف القرن‬ ‫الرابع الهجري‪ /‬العاشر الميلادي‪ .‬ذلك أن البطاشي أشار إلى أن اين بركة‬ ‫ذهب لتأدية واجب العزاء في أبي سعيد الكدمي؛ الذي من المعتقد أن تكون‬ ‫وفاته ما بين سنة ‪053‬ه‪653 -‬ه‪ 669 - 169/‬ث‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عصره‬ ‫عاش ابن بركة في مدينة بهلا‪ 5‬ومسكنه قرية تسمى الضرح‪ ،‬حيث لا تزال‬ ‫آثار بيته ومدرسته‪ .‬باقية معروفة هناك‪ 3‬ويرى السيابي أته انتقل إليها من‬ ‫ا ‪ -‬يعود بنسبه إلى سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان‪ .‬انظر‪ :‬السيابي" سالم‪:‬‬ ‫الإسعاف‪ .‬ص‪.09‬‬ ‫د ‪ -‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬صر‪ .622‬الأغبري‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ .671‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام أبو‬ ‫سعيد"‪ .‬ص‪.01‬‬ ‫‪ - 3‬السيابي‪ .‬أحمد بن سعود‪" .‬الإمام ابن بركة حياته وفكره ومدرسته“! حصاد ندوة المنتدى الأدبي‪.‬‬ ‫(وزارة التراث القومي والنقافة‪ .‬مسقط\‪٥‬‏ ‪0002‬م)‪ .‬ص‪ .01‬وسيشار إليه‪ .‬السيابي‪ .‬أحمد‪ :‬الإمام ابن بركة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البطاشى‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.792‬‬ ‫‪ - 6‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.392‬‬ ‫‪ - 6‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.592‬‬ ‫‪812‬‬ ‫الفحل الرابع‪ :‬الاثار الفكرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الطت بن مالك‬ ‫مدينة صحار‪ .‬ولعل انتقاله إليها كان في عهد صديقه وزميله أبى القاسم سعيد‬ ‫بن عبد الله بن محمد بن محبوب الذي انتخب إماما سنة ‪0232/239‬م‪.‬‬ ‫كما كان من أسباب انتقاله من صحار تلك الظروف السياسية‪ .‬التى مرت‬ ‫بها عمان‪ ،‬وبالأخص المنطقة الساحلية‪ .‬التى غالبا ما تكون المحطة الأولى‬ ‫للغزاة‪ .‬فكان القرامطة فى تلك الفترة يطرقونها فى حملات متكررة‪ .‬وكذلك‬ ‫البويميين'‪ ،‬وغيرهم ممن سعوا للاستيلاء على عمان آنذاك‪ .‬ومع ذلك لم تكن‬ ‫الحركة العلمية لتتوقف فيها؛ رغم تلك الظروف القاسية‪ .‬فقد ظلت صحار‬ ‫مركزا علميا‪ ،‬إذ كانت تحتضن مدرسة أبى مالك غسان بن الخضرا وكان ابن‬ ‫بركة أحد مرتاديها"‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬حياته العلصية‪ .‬وآثاره الفكرية‪:‬‬ ‫عاش اين بركة حياة حافلة بطلب العلم‪ .‬إلى أن أصبح نابغة زمانه‪ 6‬ومعلما‬ ‫لشيخ أبي‬ ‫تلقى ‏‪ ١‬لعلم على يد‬ ‫وا لمغرب ذ‬ ‫‏‪ ١‬لمشرق‬ ‫من‬ ‫له تلاميذ ‏‪ ٥‬ومرتا دوه‬ ‫مالك غسان بن محمد بن الخضر الصلاني الصحاري" والإمام سعيد بن عبد‬ ‫وأبي يحى مهنا‬ ‫سليما ن بن حبيبك!‬ ‫وأبى مروا ن‬ ‫‏‪ ١‬لله بن محمل بن محبوبك‬ ‫بن يحيى‪..‬‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام ابن بركة“‪ .‬ص‪.21-31‬‬ ‫‪ - 2‬المسعودي‪ .‬زاهر بن خميس الإمام ابن بركة السليمي ودوره الفقهي من خلال كتابه الجامع‬ ‫زاهر‪ :‬الإمام ابن‬ ‫المسعودي‬ ‫وسيشار إليك‬ ‫ص‪.33‬‬ ‫‪0‬م)‪.‬‬ ‫الدينية مسقط‪.‬‬ ‫(وزارة الأوقاف والشؤون‬ ‫بركة‪.‬‬ ‫المرجع السابق‬ ‫صر‪ . 671‬السيابي‪.‬‬ ‫مرجع سابق‪.‬‬ ‫الأغبري"‬ ‫صر‪.5:22‬‬ ‫المرجع سابق‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪.‬‬ ‫ص‪.21‬‬ ‫‪912‬‬ ‫قخبة عزل ال‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫كان للحالة المادية الجيدة التى يعيشها ابن بركة دور في شهرته العلمية‪.‬‬ ‫فبفضل ثروته تمكن من تأسيس مدرسة لا تزال أطلالها باقية‪ .‬وكان يوجد‬ ‫بها ما يعرف بنظام الأقسام الداخلية‪ .‬حيث كان ينفق على تلاميذه ومرتادي‬ ‫مدرسته من مسكن ومطعم والإنفاق على حوائجهم" ومستلزماتهم التعليمية‪.‬‬ ‫حتى الطلاب المغاربة كانوا من رواد مدرسته تلك'‪.‬‬ ‫عرف ابن بركة بأنه صاحب فكر متميز‪ .‬حتى أصبح له مدرسة فكرية‬ ‫متميزة "لها وسائلها المعرفية‪ .‬وخطوطها المنهجية‪ .‬ومعالمها الفكرية‪ .‬وهي‬ ‫تعتمد في المقام الأول على أصول الفقه في تأصيل الأحكام“ة وقد اشتهر‬ ‫بأنه من أئمة الأصول في الفقه‪ .‬وقد عنيت مدرسته بتأصيل الأحكام الفقهية‪.‬‬ ‫واهتمت بعلوم أصول الفقه وقواعده"‪ .‬أما بالنسبة لموقف مدرسته السياسى‬ ‫من قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصى فقد أعلنت البراءة من أهل‬ ‫الأحداث الخارجين على الإمام الصلت "‪ .‬فكان ابن بركة من المتشددين في‬ ‫القضية‪ .‬ولهذا عد عميد المدرسة الرستاقية‪.‬‬ ‫صتف ابن بركة العديد من المؤلفات أشهرها‪ :‬كتاب الجامع المعروف‬ ‫بجامع أبي محمد وله كتاب الشرح لجامع ابن جعفر‘ وكتاب التقييد الذي‬ ‫[ ‪ -‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام ابن بركة“‪ .‬ص‪.91-02‬‬ ‫‪ - 2‬السيابي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.21-31‬‬ ‫‪ - 3‬الفرق بين الفقه وأصول الفقه‪ :‬يعرف الفقه اصطلاحا بأنه "معرفة الأحكام الشرعية“‪ .‬أما أصول‬ ‫الفقه فيعرف بأنه "إدراك القواعد التى يتوصل بها إلى استنباط الفقه“‪ .‬انظر‪ :‬الحصري‪ .‬أحمد محمد‪.‬‬ ‫القواعد الفقهية للفقه الإسلامى (مكتبة الكليات الأزهرية‪ .‬القاهرة‪3991 .‬م )‪ .‬صك‪.51‬‬ ‫‪ - 4‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام ابن بركة"‪ .‬ص‪.51-81‬‬ ‫‪022‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأتار الفحرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالح‬ ‫قيد فيه مسائل عديدة عن شيخه أيي مالك غسان بن محمد بن الخضر‬ ‫الصلاني‪ ،‬وكتاب الموازنة‪ .‬وقد ألفه في الرد على ادعاءات المدرسة النزوانية‪.‬‬ ‫هذا عدا كتاب المبتدئ‪ .‬وكتاب التعارف‪ .‬وكتاب الإقليد‪ .‬وأجوبة كثيرة‬ ‫متناثرة فكيتب الفقه الإباضي"‪.‬‬ ‫ومهما قيل عن الفكر المتشدد لابن بركة في أحداث عزل الإمام الصلت‬ ‫بن مالك الخروصي‪ .‬وإعلانه البراءة من الخارجين عليه‪ .‬والواقفين عنه‪ .‬فإن‬ ‫الباحث يتفق مع رأي الأغبري من أنه لا ينبغي التحامل على ابن بركه؛ لأنه‬ ‫أراد بموقفه المتشدد ذلك قطع الطريق على كل من تسول له نفسه الخروج‬ ‫على الإمام العادل دون مبرر مقبول"‪.‬‬ ‫‪ - 2‬أبو الحست البسيوي‬ ‫‪ -‬نسبه وصولده‬ ‫هو الفقيه العلامة أبو الحسن على بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن‬ ‫لبسيوي الأزدي اليحمدي‪ .‬والبسيوي نسبة إلى قرية يسيا التابعة لمدينة هلا‬ ‫بمحافظة الداخلية‪ .‬ويقال إنه شكيلى‪ .‬وهو من علماء القرن الرابع الهجري‪/‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العاشر الميلادي‪..‬‬ ‫لا تشير المصادر إلى السنة التي ولد فيها البسيوي شأنه في ذلك شأن‬ ‫غيره من العلماء في تلك الفترة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.792‬‬ ‫ص‪.681‬‬ ‫الأغبرى‪ .‬مرجع سابق‬ ‫‪2‬۔‬ ‫‪.‬‬ ‫ص‪13‬‬ ‫سالم ‪ :‬الإسعاف‪.‬‬ ‫السيابى‪.‬‬ ‫ص‪.003‬‬ ‫مرجع سابق‬ ‫البطاشضى‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫‪122‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ب‪ -‬عصره‬ ‫عاصر البسيوي الكثير من أحداث القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميلادي‪.‬‬ ‫وتزامنت فترة حياته مع إمامة كل من‪ :‬الإمام سعيد ين عبد الله بن محبوب‬ ‫(‪ 823 - 023‬ه‪239/‬م ‪049 -‬م)‪ .‬وإمامة راشد بن الوليد (‪243 - 823‬ه‪239/‬‬ ‫‪359 -‬م)‪ .‬بدليل أن شيخه ابن بركة قد ألزمه ضمان ما كان أيام راشد بن‬ ‫الوليد‪!.‬‬ ‫عاصر كذلك إمامة حفص بن راشد بدليل أنه شئل عن حفص بن راشد‬ ‫أكانت إمامته صحيحة أم لا؟ وقد أفتى البسيوي بعدم صحة عقده الأول‪.‬‬ ‫وقد ناقش البطاشي مسألة الفترة الزمنية لإمامة حفص بن راشد التي يعتقد‬ ‫يعض الباحثين أنها كانت سنة ‪544‬ه‪3501/‬م وبالتالي فإن حفص بن راشد‬ ‫الذي أفتى البسيوي بعدم صحة عقد إمامته ليس اين الإمام راشد بن سعيد‪.‬‬ ‫الذي كانت إمامته في الثلث الأوسط من القرن الخامس الهجري‪ /‬الحادي‬ ‫عشر الميلادي" وعليه ليس من المعقول أن يكون البسيوي الذي عاصر الإمام‬ ‫راشد بن الوليد‪ ،‬وابن بركة‪ ،‬وأبو سعيد الكدمي‪.‬في الأربعينيات من القرن‬ ‫الرابع قد امتد به العمر حتى منتصف القرن الخامس الهجري‪ /‬الحادي عشر‬ ‫الميلادي تقريبا"‪.‬‬ ‫ج‪ -‬حياته العلمية وآثاره الفكرية‬ ‫كان البسيوي أحد أشهر الذين تتلمذوا على يد الشيخ أبى محمد عبد الله‬ ‫‪ - 1‬البطاشى‪ .‬المرجع السابقش ص‪.303 - 203‬‬ ‫‪-2‬۔ المرجع نفسه ص‪.303‬‬ ‫‪222‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفكرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫ين محمد بن بركة‪ .‬وقد اقتفى أثر شيخه متأثرا بمذهبه في الولاية والبراءة‪ .‬وفي‬ ‫ان أحد أعمدتها المشهود لهم بغزارة العلم‬ ‫تبني أفكارالمدرسة الرستاقية‪.‬ك بل‬ ‫وسعة الاطلاع‪ .‬وقد كتب سيرته المشهورة "الحجة على مأنبطل السؤال‬ ‫في الحدث الواقع بعمان“ ليرة فيها على من قال بأنه لا داعى للسؤال عن‬ ‫ما مضى من سالف الأحداث وكانت موجهته لأيي سعيد الكدمي انتصارا‬ ‫لشيخه اين بركة'‪.‬‬ ‫ترك لنا البسيوي عددا من المؤلفات المهمة في الفقه‪ .‬ومسائل الأديان‬ ‫والأحكام لعل أهمها‪ :‬كتاب الجامع المعروف بجامع أبايلحسن وكذلك‬ ‫بمختصر ‏‪ ١‬لبسيوي ( وقد تميز في مؤلفاته بسلاسة‬ ‫‏‪ ١‬لمعروف‬ ‫‏‪ ١‬لمختصر‪.‬‬ ‫كتا ب‬ ‫الأسلوبڵ والابتعاد عن التكرار والتعقيد"‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المدرسة النزوانية‪:‬‬ ‫منطلقات فكرها السياسي‪:‬‬ ‫هناك من الباحثين من يعتبر المدرسة النزوانية مدرسة توفيقية‪ ،‬تتبنى‬ ‫موقف وسطاً بين المدرسة التى أيدت عزل الإمام‪ .‬وقد اختفى أنصارها من‬ ‫الساحة بموتهم‪ .‬والتي كان من أشهر مناصريها الفضل بن الحواري‪ ،‬ومحمد‬ ‫بن جعفر‪ .‬وبين المدرسة التى عارضت العزلة كما يعتبرونها مدرسة معتدلة‬ ‫في فكرها! عكس الرستاقية المتشددة‪.‬‬ ‫ص‪.003‬‬ ‫مرجع السابق‬ ‫‪ 1‬۔ البطاشي‪.‬‬ ‫‪2‬۔ المرجع نقسه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬الخطاب" مرجع سابق‪ .‬ص‪.181‬‬ ‫‪322‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫يمكن القول أن المدرسة النزوانية نشأت بعد المدرسة الرستاقية بقليل‪.‬‬ ‫ولم تتبلور أفكارها فى خضم الأحداث كما نعتقد إلا بعد أن أعلن الأزهر‬ ‫بن محمد بن جعفر رجوعه عن موقفه المؤيد للعزل إلى جانب والده متخذا‬ ‫مبدأ الوقوف بعد أن استمع وجالس من لهم صلة بتلك المحداث‘ ووصل‬ ‫إلى قناعة بضرورة تحري الحقيقة‪ .‬وهو ما يعرف بوقوف السؤال' قبل إصدار‬ ‫أحكام تتعلق بالولاية والبراءة‪.‬‬ ‫بنى أنصار المدرسة النزوانية فكرهم السياسي على الشك في حادنة‬ ‫العزل" فمنهم من حاول إيجاد العذر لمن قام بعزل الإمام! ومنهم من وقف‬ ‫على أقل تقدير عن الخوض في تلك القضية{ وعدم الخوض في خلاف مضى‬ ‫عليه زمن وقد عبر الكدمي عن ذلك صراحة يالقول‪" :‬وإنما ذلك شيء زائل‪.‬‬ ‫قد انقضى ومضى إلا أن يكون ذلك قائما بعينه‪ .‬ينتهك حرمة الله ويضيع‬ ‫فرائض الله“"‪.‬‬ ‫يرى أنصار النزوانية أن الاختلاف في أحداث عزل الإمام الصلت‪ .‬إنما‬ ‫هي دعاوى‪ .‬تحتمل الحق والباطل‪ .‬والخطأ والصواب" وإنه لا يمكن الوصول‬ ‫إلى علم حقيقة الحدث إلا بمشاهدته‪ .‬أو النقل عن المشاهدين للحدث‬ ‫بشرط اتفاقهم‪ .‬وإجماعهم على تأكيده أو نفيه‪ .‬وتصويبه أو تخطئة من قام به‪.‬‬ ‫! ‪ -‬هناك خمسة أقسام للوقوف أشار إليها السالمي هي‪ :‬وقوف الدين‪ .‬ووقوف الرأي‪ .‬ووقوف‬ ‫السؤال‪ .‬ووقوف الإشكال‪ .‬ووقوف الشك‪ .‬للمزيد حول ذلك انظر‪ :‬السالميں عبد الله‪ :‬مشارق الأنوار‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا الكدمي؛ ‪:‬ا الاستقامة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.141‬‬ ‫‪- 3‬الكندي‪ .‬أحمد‪ :‬الاهتداء‪ .‬ص‪.85‬‬ ‫‪422‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأثار القحرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫وجاء في الحجج التي ساقوها قولهم‪" :‬وإنما وقف الواتفون عن أهل هذه‬ ‫الأحداث التي جرت بعمان‪ .‬على اعتقاد ولاية المحق منهم والبراءة من‬ ‫المبطل منهم‪ .‬إذ خفي عليهم حقيقة أمرهم‪ .‬وصحة أصل فعلهم‪ .‬واةعاؤهم‬ ‫على بعضهم بعض قَتكل لذلك أمرهم‪ .‬واحتمل حقهم وباطلهم عندهم‪.‬۔“'‪.‬‬ ‫ويسبب رأيهم ذلك اتهمهم مخالفيهم بالشك في الحق بعدما رفضوا البراءة‬ ‫من أهل الأحداث من الخارجين على الإمام الصلت بن مالك‪ .‬فجاء في‬ ‫يعض السير ما نصه "أنهم شكوا في الحق وتحيروا‪ .‬وادعوا منازل العلماء‪.‬‬ ‫وكان مما دانوا به من الباطل‪ .‬وانتحلوا ممن البدع أن قالوا‪ :‬ليس علينا أن‬ ‫نتكلف علم ما غاب عناء ولا نتعرض لما يسعنا جهله‪ .‬مما تقدمنا‪ ...‬وانها‬ ‫كانت فتنة‪ ...‬وأن أهل الدار فيها كل مخصوص بعلمه فمن تولى الجميع‬ ‫توليناه‪ .‬ومن وقف عنهم توليناه‪.‬۔“"‪.‬‬ ‫هذا ويمكن الوقوف على أفكار المدرسة النزوانية بصورة عملية{ وبشيء‬ ‫من الوضوح‪ .‬من خلال رصد واستعراض بعض من مواقفها تجاه الأحداث‪.‬‬ ‫التى كانت مدار الاختلاف بينها وبين المدرسة الرستاقية‪ .‬وهى على النحو‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الآتي‪.‬‬ ‫أ‪ -‬موقفها مت عزل الإمام الصلت بن صالك الخروصي‪:‬‬ ‫أخذ أنصار المدرسة النزوانية بالأسباب الظاهرة والمعلنة من قبل من‬ ‫قام بعزل الإمام الصلت ين مالك ككبر سنه‪ .‬وإنه اعتزل ولم يُغزل‪ ،‬وانه‬ ‫الكندي‪ .‬محمد ‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .3‬ص‪. 322‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪" -2‬سير لبعض المسلمين“‪ .‬ص‪.442‬‬ ‫‪522‬‬ ‫قضية عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ربما قد ظهر منه حدث مستتر يعلمه الخاصة فممزل على إثره! وكيف أنه‬ ‫تبرأ من الإمامة بتسليمه الخاتم والكمة إلى راشد ين النظر‪ .‬وأنه لم يظهر منه‬ ‫نكير على الخارجين عليه وغيرها من الادعاءات'‪ ،‬وهم بذلك ينطلقون من‬ ‫قاعدة مفادها‪ " :‬أن المسلمين إذا عرفوا من الأئمة أحدائا مستترة يخافون‬ ‫أن يشهروا وقع الاختلاف‪ .‬ستروا ما علموا‪ .‬وبرؤوا منه في السريرة‪ ،‬ولم‬ ‫يكلفوا المسلمين علم ما وسعهم جهله‪ .‬وتولوا الصالحين من أعوانهم‪ .‬إذا لم‬ ‫يعلموا منهم مثل ما علمواء ولم يسارعوا إلى معونتهم‪ .‬فإذا صلوا الجمعة معهم‬ ‫ركعتين أعادوها أربعا“"‪.‬‬ ‫لقد كانوا يمثلون الاتجاه البرجماتى ‪-‬يالمفهوم الحديث في تعاملهم مع‬ ‫السلطة في موقف يميل إلى الحيادية مما يجري من الأحداث‪ ،‬غير أن هذا‬ ‫الموقف ينطوي على مبدأ خطير نظرا لما فيه من دعوى إلى السكوت عن‬ ‫إعلان الحقيقة وإظهار عكس ما يبطنون‪ ،‬وكأنهم بذلك يداهنون السلطة‪.‬‬ ‫ويسيرون في ركب سياساتها‪.‬‬ ‫وعلى ذلك لم يتخذوا موقفا معارضا من إمامة راشد بن النظر‪ ،‬بكلانوا في‬ ‫موقف المتفرج بانتظار ما ستسفر عنه الأحداث بين الفريق المؤيد للعزل‪٬‬‏‬ ‫والفريق الآخر الرافض له‪ ،‬مما حدا بخصومهم إلى اتهامهم بمذهب الإرجاء‬ ‫كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 1‬لمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪ 822‬وما بعدها‪ .‬الكندي‪ .‬أحمد‪:‬‬ ‫الاهتداء؛‪ .‬ص‪.35 - 05‬‬ ‫۔ ‪.462‬‬ ‫ص‪362‬‬ ‫‪-2‬۔ الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ح‪.‬‬ ‫‪622‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفخرية المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الططت بن مالك‬ ‫ب‪ -‬صوقفهم صف صوست بث موست الإزكوي وراشد بث النظر اليحصديا‬ ‫لم يعلن أنصار المدرسة النزوانية البراءة من موسى بن موسى وراشد بن‬ ‫النظر‪ ،‬اللذين كان لهما دو مباش في الفتنة التي حدثت" والتي أدت إلى‬ ‫عزل الإمام الصلت بن مالك‘ رغم اعترافهم بصحة إمامة الصلت{ وصحة‬ ‫تقدم راشد بن النظر على الإمام الصلت بن مالك وهو حي لم يمت\ ويمكن‬ ‫الاستشهاد هنا بموقف أحد أبرز علماء المدرسة النزوانية وهو العالم محمد‬ ‫بن روح بن عربي عندما قال‪:‬‬ ‫”وأعلمك أنه صح معي إمامة الصلت‪ ،‬وصح معي أن الصلت كان قد‬ ‫كبر سنه! حتى كان يتكئ على قناة معروضة على أكف الرجال" وأنه قد‬ ‫صح معي تقدم راشد على الصلت‪ ،‬والصلت حي لم يمت ولم يصح معي أن‬ ‫الصلت تبرأ من الإمامة‪ .‬ولا عزله المسلمون بحق" ولا صح معي بغي راشد‬ ‫على الصلتؤ فيما صح معي من تقدمه على الصلت إماما في حياته بمنزلة‬ ‫من رأيته يأكل في شهر رمضان نهارا‪ ،‬ولم يصح معي أنه مسافر ولا مقيم‪ .‬ولا‬ ‫ناس ولا متعمد للأكل من غير عذر البراءة منه{ وعلى من علم أنه أكل بعذر‬ ‫أن يتولاه إن كان يتولاه قبل ذلك“"‪ .‬وذلك موقف ينطوي على تناقض‪ .‬ويدعو‬ ‫إلى الشك والحيرة‪ .‬ولا يمكن معه إصدار حكم على ما ذهب إليه ابن روح‪.‬‬ ‫سوى أن يزيد الأمر تعقيدا‪ .‬وعندما سأله شخص يدعى جمعة بن أحمد‬ ‫الإزكوي" عن الأحداث الجارية على يدي راشد بن النظر وموسى بن موسى‪.‬‬ ‫جوا ب أيي عبد الله محمد بن روح بن عر بيت سير‪ .‬مخطوط رقم ‪( 851‬مكتبة ‏‪ ١‬لسيد‬ ‫ابن روح‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمد بن أحمد‪ .‬السيب) ورقة ‪ .054 - 944‬وسيشار إليه‪ .‬ابن روح‪ :‬جواب أبى عبد اله‪.‬‬ ‫‪ -2‬جمعة ين أحمد الإزكوي‪ :‬لم نعثر على ترجمة له‪ .‬ويبدو أنه من تلاميذ ابن روح بن عربي‪ ،‬وكان‬ ‫معاصرا له بطبيعة الحال‪.‬‬ ‫‪722‬‬ ‫قضة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وعزان بن تميم‪ .‬والفضل بن الحواري والحواري بن عبد الله‪ ،‬أجابه ابن روح‪:‬‬ ‫"أنه يسعنا جهل ذلك؛ ولا يكلف علمه إذا غاب عنا حكمه من ولاية أو براءة‬ ‫أو وقوف فرأينا السلامة في الوقوف عنهم‪ .‬واختلافهم وافتراقهم أولى لأننا لم‬ ‫نعلم أصل حدتهم أهم محقون أم مبطلون؟“ '‪.‬‬ ‫أما أبو سعيد الكدمي‪-‬۔ عميد المدرسة النزوانية‪ -‬فإنه يرى "أن موسى بن‬ ‫موسى وراشد بن النظر أقاما على الصلت بن مالك‪ .‬حجة ينقطع بها عذره‬ ‫بشيء من المكفراتك ولا أنهما ركبا مثل ذلك من المكفرات بغير حجة‪.‬‬ ‫يحتمل معنى لهماء ولا صح في ظاهر الحكم أن الحدث وقع على انتهاك ما‬ ‫يدان بتحريمه‪ .‬ولا يدعوى تحليل حرام؛ ولا تحريم حلال“"‪.‬‬ ‫كان الكدمي يوافق شيخه فيما ذهب إليه في عدم إدانة موسى بن موسى‪.‬‬ ‫وراشد بن النظر؛ بحجة تضارب الروايات حولهماء على اعتبار أنهم خرجوا‬ ‫محتسبين لله وللمسلمين‪ ،‬ولم يعقدوا إلا بعد اعتزال الصلت من الإمامة‪.‬‬ ‫وتبرئه منها‪ 3‬وبالتالي ينفون عنهم صفة البغي التي أطلقها عليهم أنصار‬ ‫المدرسة الرستاقية‪ .‬ولا يتبرؤون منهم بحال من الأحوال لعدم اكتمال أدلة‬ ‫إدانتهم من جهة‪ .‬ولمضي زمانهم من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ابن روح‪ .‬محمد بن روح بن عربي‪" .‬الولاية والبراءة“ مخطوط رقم (‪691. 231. 7‬م‪.)8‬‬ ‫(جامعة السلطان قابوس المجموعات الخاصة‪ .‬الخوض)! ورقة ‪.415 - 315‬‬ ‫‪ - 2‬الكدمي‪ .‬أبو سعيد محمد بن سعيد‪ .‬المعتبر‪ .‬ج‪( 2‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪4‬م)‪ .‬ص‪ .89 - 79‬وسيشار إليه‪ .‬الكدمى‪ :‬المعتبر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬أحمد‪ .‬الاهتداء ص‪" .85‬‬ ‫‪822‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الآنار الفحرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الطت بن صالح‬ ‫ج‪ -‬موقفهم مت العلصاء الذين عاصروا أحداث الإمام الصلت‪ .‬أو‬ ‫سمعوا عنها‬ ‫لم يكن أنصار المدرسة النزوانية وعلى رأسهم أبو سعيد الكدمي ليعلنوا‬ ‫بأى حال من الأحوال البراءة من العلماء الذين عاصروا أحداث الإمام‬ ‫الصلت بن مالك سواء من أولئك الذين أيدوا عزله حينها‪ .‬أو من الذين‬ ‫اعترضوا على عزله‪ ،‬فبالنسبة للعلماء الذين أيدوا فكرة العزل كالفضل بن‬ ‫الحواري مثلا يقول عنه أبو سعيد‪" :‬وقد تواترت فيه الأخبار أنه كان يصوب‬ ‫موسى وراشد دون أن يظهر براءة من الصلت ولا نكيزا‪ .‬وأنه لم يصح عليه‬ ‫حكم بدعة‪ .‬ولا مخالفة لأحكام الحق‪ ...‬وإنما صح معنا أمره بسابق فضله مع‬ ‫إشكال أمره‪ ...‬وقولنا فيه قول المسلمين‪ .‬ونحن واقفون عنه وقوف من أشكل‬ ‫عليه أمره‪ .‬من غير ترك منا لولاية من تولاه من أوليائنا من المسلمين؛ ولا ترك‬ ‫منا لولاية من برئ منه من أوليائنا من المسلمين“'‪ 5‬وكذلك كان الحال بالنسبة‬ ‫موقفه من الحواري بن عبد الله‪ 1‬وأبي جاير محمد بن جعفر‪.‬‬ ‫أما موقفهم من العلماء الذين اعترضوا على عزل الإمام الصلت بن مالك‪.‬‬ ‫كأيي المؤثر الصلت ين خميس الخروصي وأبي المنذر‪ .‬وأبي محمد أبناء‬ ‫محمد بن محبوب الذين كانوا يبرؤون من موسى بن موسى وراشد بن النظر‬ ‫فإنهم كانوا يتولونهم على ما قد صح من أمرهم في حد من يتولى بالشهرة"‪.‬‬ ‫لقد كانوا في مواقفهم تلك متوافقين مع مواقف من سبقهم من العلماء‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.912 - 812‬‬ ‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪ .‬ص‪.122 - 022‬‬ ‫‪922‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ممن عاصر الأحداثث وآثر الوقوف عن كلا الطرفين" دون إعلان البراءة‪.‬‬ ‫بل هم بالنسبة لهم على ا لية طالما أمرهم فيه اختلاف كوت أبى على‬ ‫الأزهر بن محمد بن عش و بايلحواري محمد بن الحواري" وأبي إيراهيم‬ ‫محمد بن سعيد بن أيي بكر!‬ ‫وكذلك الحال بالنسبة للعلماء الذين كانوا معاصرين لأبى سعيد الكدمي‪.‬‬ ‫و ممن توافقت آراؤهم مع آرائه كأبي عبد الله محمد بن روح بن عربي‪.‬‬ ‫وأبي الحسن محمد بن الحسن أو حتى ممن اختلفت آراؤهم عنه{ مثل‬ ‫أيي مالك غسان بن محمد بن الخضر الصلاني"‪ .‬وكان أبو سعيد الكدمي‬ ‫يقول‪" :‬إن كانت مقالتهم في ذلك قد اختلفتا فإن مذاهبهم في ذلك قد‬ ‫ائتلفت“‪ .‬وعندما سأله سائل فيما إذا كان يجوز له أن يتولى شخص يبرأ من‬ ‫موسى وراشد أجابه‪ “:‬أنه إذا لم تكن تتولى موسى وراشد واحتمل للمتبرئ‬ ‫منهما ما يقول بوجه من وجوه الحق أنه قد صح ذلك فهو مؤتمن على دينه‬ ‫في براءته ممن برئ منه‪ ،‬وولايته لمن يتولاه‪ .‬ووقوفه عمن وقف عنه‪ ،‬وهو في‬ ‫الولاية حتى يعلم باطل شيء دخل فيه إذا كان مستحقا لها“ '} ولا شك أن‬ ‫مواقف أنصار المدرسة النزوانية‪ .‬والتي مثلها الكدمي على وجه الخصوص‬ ‫‪ - 1‬لقد سبقت الإشارة إلى مواقف الأزهر بن محمد بن جعفر‪ .‬وأبو الحواري محمد بن الحواري في‬ ‫الفصل الثاني من هذه الدراسة‪ .‬انظر‪ :‬ص‪.49 - 39‬‬ ‫‪ - 2‬حول تفاصيل موقف أبي سعيد الكدمي من هؤلاء العلماء انظر‪ :‬الكدمي‪ .‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪.1‬‬ ‫ص ‪.322- 222‬‬ ‫‪- 3‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪.722 .1‬‬ ‫‪- 4‬الكدمي" أبي سعيد محمد بن سعيد‪ .‬الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد‪ ،‬ج! (وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ .‬مسقط ك‪891‬م)‪ .‬صك‪ .62- 2‬وسيشار إليه‪ .‬الكدمي‪ :‬الجامع المفيد‪.‬‬ ‫‪032‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفخرية المترتبة على عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫تنطوي على تسامح من جهة‪ .‬وعلى الاعتراف بفضل من سبقهم من العلماء‬ ‫من جهة أخرى‪.‬‬ ‫ورغم ما أبدوه من تسامح تجاه أولئك العلماء الذين سبق ذكرهم‪ .‬إلا أنهم‬ ‫أظهروا شيئا من الجفاء تجاه خصومهم من أنصار المدرسة الرستاقية الذين‬ ‫تشددوا في مواقفهم فعابوا عليهم حتى قال عنهم ابن روح‪ “:‬ونحن ندين لله‬ ‫بالبراءة ممن يقر على أحد من الناس بغير الحق‪ .‬إلا أن يتوب‪ ،‬وإنما أنكرنا‬ ‫على الفاسقين عن الحق ببدعتهم إذ ألزموا الناس في من لم يدركوا من‬ ‫الأئمة‪ .‬كما يلزمهم في الحق فيمن أدركوه من الأئمةش وبين ذلك فرق بعيد“'‪.‬‬ ‫أما أبو سعيد فلم يكن موقفه اتجاهم بأقل وطأة من موقف شيخه ابن‬ ‫روح إذ يقول عنهم‪" :‬أنه يلقى الواحد منهم المتسمي بالفقه والعلم ممن اتزر‬ ‫بالجفوة وارتدى العمى‪ .‬وأنزل نفسه على الضعقاء منازل الفقهاء والعلماء على‬ ‫الواحد من الضعفاء من المسلمين فيقول له‪” :‬إن الولاية والبراءة فريضتان‪.‬‬ ‫ولا يسع العبد دون أن يوالي في الله{ أو يعادي في الله‪ .‬ويتولى ويبرأ‪ ،‬وعليه‬ ‫أن يتولى من تولاه المسلمون\ ويبرأ ممن برئ منه المسلمون‪ ،‬ولا يسعه دون‬ ‫ذلك‪ .‬والمسلمون قد يرؤوا من فلان بن فلان‪ ،‬وفلان بن فلان‪ ،‬يعني بذلك علياً‬ ‫وعثمان‪ .‬ومن تقدم ذكره من المحدثين في العصر والزمان؛ ولا يسعك إلا أن‬ ‫تبرأ ممن قد برئ منه المسلمون هؤلاء‪ ...‬وإلا فأنت هالك بدون ذلك فإن لم‬ ‫تعرف ذلك فعليك السؤال والبحث عن ذلك" ولا يسعك دون ذلك““"‪.‬‬ ‫‪ - 1‬اين روح‪" :‬جواب أبي عبد الله“‪ ،‬ورقة ‪.844‬‬ ‫‪ - 2‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.62‬‬ ‫‪132‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ومن تلك النصوص وغيرها نستنتج كم كان الخلاف على أشده بين‬ ‫الرستاقية والنزوانية‪ .‬وكيف أن ذلك الصراع كان خفيا في البداية‪ .‬ثم تاصل‬ ‫في الجيل اللاحق من العلماء} وبالأخص جيل القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر‬ ‫الميلادي الذي تزامن مع عصر ابن بركة‪ .‬وأبي سعيد الكدمي اللذين توليا زمام‬ ‫المناظرة‪ .‬ولعل السبب في ذلك ‪-‬على ما نعتقد‪ -‬راجع إلى كون القرن الرابع‬ ‫اليجري‪/‬العاشر الميلادي أكثر استقرارا نوعا ما‪ .‬كما أن حيثيات أي قضية‬ ‫سياسية لا تظهر سريعا‪ .‬بل إن أبعادها ونتائجها تظهر على المدى البعيد‪ .‬كما‬ ‫أن محاولة الخروج‪ .‬والوعي بالمأزق الذي خلفته حادثة عزل الإمام الصلت‬ ‫دفعت بالعلماء اللاحقين إلى محاولة حل ألغاز تلك القضية بعد تلك الفترة‬ ‫الزمنية من حادثة العزل‪.‬‬ ‫د‪ -‬الرد علا ادعاءات المدرسة الورستاقية‪:‬‬ ‫تصدى أبو سعيد الكدمي‪ .‬وشيخه أبو عبد الله محمد بن روح بن عربي‬ ‫من قبله لرد اتهامات الرستاقية لهم‪ .‬وقد اتخذوا من اختلاف الروايات حول‬ ‫حقيقة ما حدث كالقول‪ :‬إن الإمام الصلت اعتزل ولم يعزل أو أته لم يبد‬ ‫اعتراضا ولا إنكار على من خرج عليه ودعا إلى عزله‪ .‬وأته سلم إليهم الكمة‬ ‫والخاتم ومفاتيح الخزانة‪ .‬إلى غير ذلك مما سبق وإث أشرنا إليه في معرض‬ ‫حديثنا في رد المدرسة الرستاقية على ادعاءات النزوانية'‪.‬‬ ‫ولإثبات صحة ما ذهبوا إليه‪ .‬فقد حاولوا أن يبرهنوا على سلامة موقفهم‬ ‫على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬انظر‪ :‬ص‪ 181 - 871‬من هذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪232‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفكربة المترتبة علعر عزل ازا‪ .‬مام الطت بز مالك‬ ‫‪ - 1‬أجازوا الرخصة في الوقوف عن علم ما قد وسعهم جهله‪ .‬فبالنسبة‬ ‫للأئمة فعندهم إمامان إمام طاعة وإمام كفر‪ .‬وأن الرعية المشاهدين لهم‪ .‬لا‬ ‫يسعهم جهل إمامة الأول‪ .‬ولا جهل البراءة من الثاني‪ ” .‬وأما من لم يكن في‬ ‫مملكة هذين الإمامين‪ .‬ولم تبلغه دعوتهما‪ .‬ولم يكن من رعيتهما فينسعه جهل‬ ‫الولاية والعداوة فيهما حتى تصح معه ذلك‪ .‬وتقوم عليه الحجة في حكم ما‬ ‫يلزمه من أحكام الشريعة‪.‬۔ه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يتمسكون يالقول‪ :‬إن فعل موسى وراشد في خروجهما على الإمام‬ ‫الصلت‪ .‬يخرج على سبيل الدعوى{ معتبرين البراءة منهما بمثابة قذف لهما‪.‬‬ ‫وفي هذا يقول الكدمى‪" :‬من قال إن موسى وراشد باغيان على الصلت‬ ‫بن مالك في خروجهما ذلك‘ وتقدم راشد إماما لموسى على الصلت فهو‬ ‫مدع على موسى وراشد نازل بذلك منازل المدعين فإذا قال ذلك مع من‬ ‫يتولى موسى وراشد فهو قاذف لهما معه\ وقد أباح البراءة من نفسه عند من‬ ‫يتولاهما} ولو علم هو أنهما باغيان في أصل فعلهما‪ .‬ولو كان الذي يتولاهما قد‬ ‫علم بخروجهما‪ .‬إلا أنه لم يعلم أكانا باغيين أو لم يكونا باغيينں لأن حدثهما‬ ‫يخرج على سبيل الدعوى والاحتمال للحق والباطل فيما ظهر من أمرهما“"‪.‬‬ ‫‪ - 3‬احتجوا أنه لم يظهر من العلماء إجماع على باطل فعل موسى وراشد‪.‬‬ ‫كما لم يكن هناك إجماع على تصويب فعلهما‪ ،‬وبالتالي لهم أن يتوسعوا‬ ‫بالوقوف عنهماء إذ شكل عليهم أمرهماء وبرهنوا على ذلك أنه جاء في الأثر‬ ‫‪ - 1‬ابن روح‪" :‬جواب أيي عبد الله“‪ ،‬ورقة ‪.843 - 744‬‬ ‫‪ - 2‬الكدمي‪ :‬الاستقامة‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.87‬‬ ‫‪332‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الصحيح "أن كل مشكوك موقوف“ و"أن الأمور ثلاثة‪ :‬أمر بان لك رشده‬ ‫فتبعه‪ .‬وأمر بان لك غيه فاجتنبه‪ .‬وأمر أشكل عليك فكله إلى الله“ '‪:‬‬ ‫‪ - 4‬لا يلزمون الناس بالسؤال عن سالف ما قد مضى من الأحداث‬ ‫المختلف فيها‪ .‬وفي ذلك يرى ابن روح أنه لا يحل لأحد ممن لم يدرك زمان‬ ‫راشد وزمان الصلت أ يسأل داينا بالسؤال عن بغي راشد‪ .‬فيسأل أكان‬ ‫راشد باغيا على الصلت" أم كان محقاً معتبراً ذلك من التجسس الذي‬ ‫نهى الله عنه‪ .‬وعليه فقد أنكر النزوانية على من ألزم الناس أن يدينوا بما لم‬ ‫يلزمهم"‪.‬‬ ‫والسؤال بالنسبة لهم إنما يجب ويكون فرضا في موضعين‪" :‬الأول‪ :‬عند‬ ‫اختلاف الناس في الدين فيؤدي اختلافهم إلى تخطئة بعضهم بعضا فعند‬ ‫ذلك يكون السؤال ليعلم المحق منهم‪ .‬والثاني‪ :‬إذا وجب الفرض وحضر‬ ‫وقته فعليه السؤال عند حضور وقته‪ .‬فإن خشي فوت الوقت ولم يجد من‬ ‫يعبر له فعند ذلك يكون السؤال فرضا مثل‪ :‬الصلوات والصيام} وأشباه ذلك‪.‬‬ ‫وليس بفرض قبل حضور وقته“ _‪.‬‬ ‫‪ -‬يرون أنه لا يجوز التقليد في البراءة‪ .‬وإنما يلزم كل واحد في نفسه‬ ‫البراءة من أهل الحدث\ بعد حدثهم من طريق الشهرة بذلك الحدث‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن البراءة من راشد بن النظر أنما تلزم من صح معه حدثه‪ .‬لا أن‬ ‫يكون مقلدا وهو لا يعرف أحكام الولاية والبراءة والوقوف‪.‬‬ ‫‪ -‬المصدر السابق‪ .‬ج‪ .1‬ص‪.232 - 032‬‬ ‫سم‬ ‫‪ -‬ابن روح‪" :‬جواب أبي عبد الله"‪ .‬ورقة ‪.944‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬الكندي‪ .‬محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .3‬ص‪.501‬‬ ‫لا‬ ‫‪ -‬ابن روح‪ .‬المصدر السابق‪ .‬ورقة ‪.944‬‬ ‫ه‬ ‫‪432‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الاثار الفكرية المترتبة على عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك‬ ‫وإذا كان رة أنصار المدرسة النزوانية "التيار المعتدل“‪ .‬أقل حدة وتشددا‬ ‫على مخالفيهم من أنصار المدرسة الرستاقية' إلا أتهم حاولوا بشتى الوسائل‬ ‫تبرير مواقفهم وإثبات صحة وجهة نظرهم‪ .‬مما أجبر خصومهم على الاعتراف‬ ‫بوجودهم كتيار فكري سياسي له أتباعه في مقابل التيار المحافظ الذي كان‬ ‫يمثله الرستاقية‪ .‬وغالبا ما يكون للتيارات التي تتسم بالوسطية والاعتدال‬ ‫شعبية تقربهم من الناس أكثر‪ ،‬وقد نجح أبو سعيد الكدمي بشكل كبير في‬ ‫تخفيف حدة الصراع الدائر بين التيارين‪ ،‬من خلال إفراده مصنفا بين فيه‬ ‫أحكام الولاية والبراءة والوقوف‪ ،‬وهو كتاب الاستقامة‪ .‬فئّد فيه ادعاءات‬ ‫المدرسة الرستاقية بأسلوب رزين وبمنهجية منطقية خاطب فيه العقل‪.‬‬ ‫وضمير من يدعو إلى نبذ الخلافات والفتنة‪.‬‬ ‫ح أبرز علصاء الصدرسة النزوانية‪:‬‬ ‫سيقتصر حديثنا على أهم شخصيتين كان لهما الأثر الواضح في بلورة فكر‬ ‫المدرسة النزوانية وهم‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ابت وروح‬ ‫‪ -‬نسبه ومولده‬ ‫هو الشيخ العالم الفقيه محمد بن روح بن عربي الكندي النزوي السمدي‪,‬‬ ‫وكنيته أبو عبد الله! وهو من علماء النصف الأول من القرن الرابع الجري‪/‬‬ ‫العاشر الميلادي" وهو من أهل سمد نزوى وعلمائها الكبار"‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫البطاشي‪ .‬مرجع سايق صر‪ .772‬مجموعة مؤلفين ‪ :‬معجم! صکك‪.533‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪532‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬مام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫لمولده فغير معروف على وجه التحديد‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون في الربع‬ ‫الأخير من القرن الثالث الهجري‪ /‬التاسع الميلادي‪ .‬كما أن تاريخ وفاته يبقى‬ ‫مجهولا هو الآخر‪.‬‬ ‫‪ -‬عصره‪:‬‬ ‫عاش في زمن النفوذ العباسي على عمان‪ ،‬وشهد غزوات القرامطة‪.‬‬ ‫وقد وقف عن موسى بن موسى" وراشد بن النظر'‪ ،‬ومن أجل موقفه ذلك‬ ‫خاض كغيره مكنبار علماء زمانه ذلك الصراع المرير الذي أعقب أحداث‬ ‫عزل الإمام الصلت بن مالك" وشارك في تحليل تلك القضية‪ .‬وناظر علماء‬ ‫الرستاقية‪.‬‬ ‫‪ - .‬حياته العلمية وآثاره الفكرية‬ ‫تتلمذ ابن روح على يدكبار علماء القرن الثالث الهمجري‪/‬التاسع الميلادي‪.‬‬ ‫وكان من أبرز شيوخه أبو الحواري محمد بن الحواري" والشيخ أبو مالك‬ ‫غسان بن محمد بن الخضر الصلاني‪ ،‬الذي كان رستاقياً‪ .‬فحاد اين روح عنه‬ ‫في موقفه من قضية عزل الإمام الصلت‪ ،‬إذ كان الشيخ أبو مالك غسان بن‬ ‫محمد يبرأ من موسى بن موسى ‪-‬كما أسلفنا‪ .‬في حين أن تلميذه ابن روح‬ ‫آثر مبدأ الوقوف‪.‬‬ ‫تخرج على يديه نخبة من العلماء لعل أبرزهم على الإطلاق أبو سعيد‬ ‫الكدمي الذي قال معترفا بفضل شيخه عليه‪" :‬وأما أبو عبد الله محمد بن‬ ‫روح‪ .‬وأبو الحسن محمد بن الحسن فشهدناهما! وصحبناهما الزمن الطويل‪.‬‬ ‫ص‪.533.‬‬ ‫مجموعة مؤلفين ‪ :‬معجم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪632‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الأثار الفكرية المترتبة على عزل الماام الصلت بن صالك‬ ‫والكثير غير القليل وأخذنا عامة أمر ديننا عنهما"‪ .‬كما نظم أبو سعيد‬ ‫الكدمي قصيدة طويلة‪ :‬في الولاية والبراءة مطلعها‪:‬‬ ‫بالذي دات بن روح‬ ‫الحبرات‬ ‫ورمشقويىلن‬ ‫في أمور الشيخ صلت‬ ‫وابر موسى يتبعات‬ ‫ترك اين روح سير وجوابات‪ ،‬منها سيرته التي كتبها في الحدث الواقع‬ ‫بعمان أيام الإمام الصلت‪ .‬أوضح فيها موقفه من الحدث"‪ .‬كما ألف كتاباً في‬ ‫الولاية والبراءة‪ .‬وعنه أخذ علماء المدرسة النزوانية مذهبهم‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو سعيد الكدمي‬ ‫‪ -‬نسبه ومولده‬ ‫التابعة لولاية الحمراء بمحافظة الداخلية‪ ،‬وكنيته أبو سعيد'‪ .‬تاريخ مولده غير‬ ‫معروف على وجه الدقة[ غير أنه عمل كحارس للسجن في عهد الإمام سعيد‬ ‫بن عبد الله ين محمد بن محبوب بن الرحيل بعد أن بلغ سن الحلم! وعليه‬ ‫صر ‪.772‬‬ ‫‪ - 1‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‬ ‫‪ - 2‬انظر نص القصيدة في‪ :‬الكندي" محمد‪ :‬بيان الشرع‪ .‬ج‪ .4‬ص‪.201 - 59‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬مرجع السابقش ص‪.872‬‬ ‫‪ - 4‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.392‬‬ ‫‪732‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫يرجح السيابي‪ .‬أن يكون مولده سنة ‪503‬ه‪ /‬على وجه التقريب'‪ ،‬أما وفاته‬ ‫فيرجح البطاشي أنها كانت بين سنة ‪053‬ه‪169/‬م وسنة ‪653‬ه‪669/‬م تقريبا‪.‬‬ ‫‪ -‬عصره‬ ‫عاش أبو سعيد في القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميلادي‪ .‬وعاصر جملة‬ ‫من العلماء} منهم أبو إبراهيم محمد بن سعيد الإزكوي‪ ،‬وعبد الله بن محمد‬ ‫بن أيي المؤثر‪ .‬كما عاصر الإمامين العادلين سعيد بن عبد الله بن محمد‬ ‫بن محبوب (‪823 - 023‬م‪9 - 239 /‬م)‪ .‬وراشد بن الوليد الكندى (؟‪-‬‬ ‫‪/‬؟‪359 -‬م)‪ .:‬كما تزامل مع ابن بركة‪ .‬وإن كان لكل منهما اتجاه فكري‬ ‫‪2‬‬ ‫يختلف عن الآخر‪ .‬فإذا كان اين بركة قد تزعم المدرسة الرستاقيةش فإن أبا‬ ‫سعيد الكدمي كان على رأس المدرسة النزوانية وعميدها‪.:‬‬ ‫‪ -‬حياته العلصية‪ .‬وآثاره الفكرية‬ ‫سبق وأن ذكرنا أن أبا سعيد قد تتلمذ على يد محمد بن روح بن عربي‬ ‫وعنه أخذ آراءه إلا أن شهرته قد فاقت شهرة أستاذه‪ .‬كما تتلمذ أيضا على‬ ‫يكدبار علماء عصره منهم رمشقي بن راشد‪ ،‬وأيي الحسن محمد ين الحسن‪.‬‬ ‫وأبي محمد عبد الله بن محمد ين أبي المؤثر‪ ،‬وأبي إبراهيم محمد بن سعيد‬ ‫بن أبي بكر الإزكوي‪ .‬ثم ما لبث أن أصبح مرجعا لنخبة من طلاب العلم‬ ‫فتتلمذ على يديه الإمام حفص بن راشدك وأبو علي موسى ين مخلد‪ ،‬وابنه‬ ‫سعيد ث‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام أبو سعيد“‪ .‬ص‪.31‬‬ ‫‪ - 2‬مجموعة مؤلفين‪ :‬معجم! ص‪.933‬‬ ‫‪ - 3‬السيابي‪ .‬أحمد‪" :‬الإمام أبو سعيد"‪ .‬ص‪.42 - 32‬‬ ‫‪ - 4‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.61 - 31‬‬ ‫‪832‬‬ ‫‪ .‬الفحل الرابع‪ :‬الاثار الفكرية المترتبة على عزل ازا‪ .‬مام الصلت بن مالك‬ ‫يمثل الكدمى ”أحد أبرز رموز المدرسة الفقهية العمانية في القرون‬ ‫الإسلامية الأولى© إضافة إلى كونه واحدا من أبرز الفقهاء المسلمين الذين‬ ‫تناولوا موضوع الولاية والبراءة بعمق واستفاضة‪ .‬ودقة واستنارة‪ .‬في إصدار‬ ‫الأحكام الفقهية“"‪ .‬ويشهد كتابه الاستقامة على عمق علمه وغزارته‪.‬‬ ‫تميز أبو سعيد الكدمي عن غيره من العلماء بقدرته على احتواء واستيعاب‬ ‫الآراء الأخرى المخالفة لآرائه‪ .‬ولا يتعجل بإصدار الأحكام جزافا‪ ,‬خاصة في‬ ‫مسألتي الولاية والبراءة‪ .‬وقد قاده اعتداله ذلك إلى أن يطلق عليه علماء عمان‬ ‫"مام المذهب“‪6‬ة‪ 5‬بعد أن ترك ثروة علمية خلدت اسمه في مصافي علماء‬ ‫عمان وفقهائها‪ .‬ومن أشهر مؤلفاته كتاب "الاستقامة لمفتي الأمة ومنقذها من‬ ‫الظلمة“ ألفه في الزد على من خالف سيرة السلف في الحكم على بعض‬ ‫الخارجين في زمن الإمام الصلت بن مالكث وكذلك كتابه "المعتبر“ الذى فمد‬ ‫كثير من أجزائه "وقد طبعت وزارة التراث والثقافة ما تبقى من تلك الأجزاء‪.‬‬ ‫وله مجموعة جوابات جمعت في كتاب“ الجامع المفيد من جوابات أبي‬ ‫سعيد (مطبوع)‪ .‬كما أن من آثاره الفكرية "زيادات الأشراف“ء الذي تعقب‬ ‫فيه كتاب الأشراف لابن منذر النيسابوري الشافعي" وغيرها من الفتاوى‬ ‫الفقهية المتناثرة في كتب الفقه العمانية"‪.‬‬ ‫ص[‪.4‬‬ ‫مرجع سابق‬ ‫‪ - 1‬الرواس‬ ‫‪ - 2‬مجموعة مؤلفين‪ :‬معجم‪ .‬ص‪.043‬‬ ‫ص ‪ . 782‬مجموعة مؤلفين‪ :‬معجم! ص‪. 043‬‬ ‫‪ - 3‬البطاشي‪ .‬مرجع سابق‬ ‫‪932‬‬ ‫قضبة عزل المام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫الخانمة‬ ‫توصل الباحث إلى عدد من النتائج‪ .‬هى بمثابة المحصلة النهائية للدراسة‪.‬‬ ‫والتي يمكن أن نجملها على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إن فترة إمامة الصلت بن مالك حتى ظهور فكرة عزله كانت فترة مزدهرة‬ ‫يحكم الاستقرار السياسى والقوة العسكرية‪ .‬والرخاء الاقتصادي الذي ورثه‬ ‫من الأئمة السابقين عليه‪ .‬غير أن الظروف التي واجهته في النصف الثاني‬ ‫من إمامته‪ .‬كالأمطار الغزيرة التى اجتاحت البلاد فى الخمسينيات من القرن‬ ‫الالث الهجري‪ /‬التاسع الميلادي‪ .‬ثم احتلال سقطرى من قبل النصارى‪.‬‬ ‫بالإضافة إلى تقدم العمر به بعد أن حكم لفترة طويلة من الزمن امتدت لأكثر‬ ‫من ‪ 53‬عاما قد أضعف من قدرته على إدارة شؤون الإمامة‪ .‬واتاح الفرصة‬ ‫للبعض من العلماء} وبتأييد من بعض زعماء القبائل لتشكيل حركة معارضة‬ ‫دعت إلى عزله‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لعب العالم موسى بن موسى بن علي الإزكوي؛ دوراً محوريا في‬ ‫حركة المعارضة ضد الإمام الصلت\ ونجح في كسب العديد من الأتباع من‬ ‫وزعماء القبائل ساعده فى ذلك رحيل جيل العلماء الذين كانوا‬ ‫العلماء}‬ ‫‏‪ ٥‬وا فع شخصية ‘‬ ‫وقد حركت جميع هؤلاء‬ ‫بن مالك‬ ‫خير سنل للإما م الصلت‬ ‫‪042‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫وآخرين غرر بهم‪ .‬وما أن نجحوا في دفع الإمام وإجباره على الاعتزال"‬ ‫حتى تارت العصبية القبلية بين اليمانية والنزارية على اقتسام السلطة‪ .‬وانقسم‬ ‫المعارضون على أنقسهم‪ ،‬حتى لقي بعضهم حتفه كموسى بن موسى‪ .‬والفضل‬ ‫بن الحواري‪ .‬والحواري بن عبد الله الحداني‪.‬‬ ‫‪- 3‬كانت الانقسامات الداخلية‪ .‬والفتن والحروب الأهلية‪ .‬كفيلة بإسقاط‬ ‫نظام الإمامة على يد قوى خارجية‪ .‬كانت تتحين الفرصة للاستيلاء على عمان‬ ‫منذ زمن‪ ،‬وقد نجح محمد بن نور ‪-‬والي الخليفة المعتضد على البحرين‪-‬‬ ‫سنة ‪082‬ه‪398/‬م من يسط نقوذه على بعض مناطق عمان بعد أن تمكن من‬ ‫إسقاط إمامة عزان ين تميم وقتله في موقعة سمد الشأن‪ .‬كما قتل أحد أبرز‬ ‫قادته وهو الأهيف بن حمحام الهنائى في موقعة دما‪ .‬وكقدانا آخر المدافعين‬ ‫عن نظام الإمامة آنذاك‪.‬‬ ‫‪ - 4‬في ظل تدهور الوضع السياسي وانعدام الأمنں وغياب الوحدة نتيجة‬ ‫تضارب المصالح‪ .‬تعرضت البلاد لغزوات خارجية عدة من قبل القرامطة‬ ‫على فترات مختلفة‪ .‬ومن قبل البويهيين كذلك‪ ،‬كما سيطرت بعض الاسر‬ ‫على الحكم في يعض المناطق كأسرة بني مكرم مع عدم إغفال أن فكرة‬ ‫إحياء الإمامة كانت قائمة خاصة في المناطق الداخلية‪ .‬بل وشهدت عمان‬ ‫ومنذ العقد الثاني من القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميلادي اختيار أئمة‬ ‫أكفاء كالإمام سعيد بن عبد الله بن محمد بن الرحيل (‪823 - 023‬ه‪149/‬م‪-‬‬ ‫‪9‬م) ثم الإمام راشد بن الوليد من بعده حتى سنة ‪443‬ه‪559/‬م)‪٥‬‏ وإن‬ ‫‪142‬‬ ‫قضية عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كانت سيطرتهم لم تمتد لكامل ربوع عمان كعهد غيرهم من الأئمة الأقوياء‬ ‫بسبب ظروف العصر الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬بالرغم من تدهور الأوضاع خلال القترة التي تناولتها الدراسة إلا أن‬ ‫الإنتاج العلمي للفقهاء لم يتوقف‪ ،‬بل أن قضية عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫أفرزت موروثاً فكريا‪ .‬ما كان ليرى النور لولا تلك القضية{ وقد تجسد ذلك‬ ‫الموروث في مراجعة وإعادة صياغة الكثير من المفاهيم التشريعية في الفقه‬ ‫السياسي التي كانت تحكم نظام الحكم في المذهب الأباضي‪ .‬والتي اعتبرت‬ ‫بمثابة دستور يتم التحاكم بموجبها! كما ظهرت أكبر مدرستين فكريتين‬ ‫في التاريخ العماني هما‪ :‬المدرستان الرستاقية والنزوانية‪ .‬عيرتا عن الدور‬ ‫السياسي لعلماء الدين‪ .‬والعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ .‬كما‬ ‫أوضحت بجلاء كيف أن أي صراع بين السلطتين قد يقود إلى نتائج كارثية‪.‬‬ ‫كما حدث بالنسبة لعزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي" وما أعقبه من‬ ‫تبعات خطيرة‪.‬‬ ‫‪242‬‬ ‫الناتمة‬ ‫الملاحق‬ ‫ملحق (‪)1‬‬ ‫خارطة توضح خط سير حملة الإمام الصلت بن مالك لاسترداد جزيرة سقطرى‬ ‫‪342‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫صلحف (‪)2‬‬ ‫`‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بلاد فارس‬ ‫‏‪١‬‬ ‫`‬ ‫‪,‬‬ ‫= حور‬ ‫م `‬ ‫اللخخلليدج العريي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عما‬ ‫خابح‬ ‫‪..‬‬ ‫سحر‬ ‫‪ .‬ته‪ ,‬خه‬ ‫البحرين‬ ‫نصبه‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫ِ‬ ‫\‬ ‫الخريطة‬ ‫مقتاح‬ ‫‪/‬‬ ‫اهم المواقع لتي قلمت بها العروب‬ ‫‪٥‬‬ ‫‏‪,‬‬ ‫مناطق السلطة‬ ‫[]‬ ‫‪/‬‬ ‫م‬ ‫\‬ ‫‏‪١‬‬ ‫\\‬ ‫\‬ ‫‪ .‬ه‪.‬‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ص‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪_ 40‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪= _-‬‬ ‫ل‪.-= -‬‬ ‫\‬ ‫إ©) نمر هنصستي‬ ‫خارطة لاهم مواقع الحروب الأهلية في عمان عقب عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫‪442‬‬ ‫الملاحق‬ ‫صلحق (‪)3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫خارطة توضح هجرة بعض سكان مناطق الباطنة إلى هرمز‪ .‬شيراز والبصرة عقب‬ ‫سماعهم بوصول حملة محمد بن بور إلى عمان‬ ‫‪542‬‬ ‫الملاحق‬ ‫ملحق (‪)5‬‬ ‫قائمة بأسما ء العلماء الذين شملتهم الدراسة مع بيان موقنهم من عزل‬ ‫الإمام الصلت بن مالك الخروصى وأهم إنتاجهم العلمى إن وجد‬ ‫أول‪ :‬العلماء المؤيدون لعزل الإمام الصلت‬ ‫ملاحظات‬ ‫الإنتاج العلمي‬ ‫‏‪ ١‬سم العا لم‬ ‫موسى بن موسى ين علي‬ ‫الإركوي (ت‪872:‬ه‪198/‬م)‬ ‫۔ كتاب الجامع‬ ‫المعروف بجامع الفضل‬ ‫بن الحواري (مطبوع‪.‬‬ ‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫أبو محمد الفضل بن الحواري‬ ‫كان هؤلاء العلماء‬ ‫‪ -‬بالإضافة إلى سيرة‬ ‫(ت‪872:‬ھ‪98 1/‬م)‬ ‫يمثلون المدرسة التى‬ ‫موجهة إلى راشد بن‬ ‫أيدت عزل الإمام‬ ‫الصلت ووقفت إلى‬ ‫من قضية عزل الإمام‬ ‫الصلت‬ ‫جانب الإمام راشد‬ ‫بن النظر‪ ,‬غير أن‬ ‫‪ -‬جامع ابن جعفر‬ ‫طبع منه ‪ 3‬أجزاء وتوجد هذه المدرسة اختفت‬ ‫نسخ مخطوطة بدار‬ ‫بوفا تهم‬ ‫أبو جابر محمد بن جعقر‬ ‫الوتائق بوزارة التراث‬ ‫والنقافة‪ .‬وفي مكتبة‬ ‫الإزكوي (ق‪3‬ه‪9/‬م)‬ ‫بالسيب‬ ‫‪247‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫مع الإمام‬ ‫‏‪ ١‬حلمها‬ ‫ختلفو‬ ‫الخروصى‬ ‫‪.‬‬ ‫خالد بن سعوة‬ ‫‪4‬‬ ‫ذلك'‬ ‫ة | فهم بن الوارث (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫عبد الله بن سعيد الفجحى‬ ‫‪6‬‬ ‫(‪3‬ق‪4‬ه‪ 01/‬م(‬ ‫الحواري بن عبد الله الحداني‬ ‫السلوتى (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫الوليد بن مخلد الكندي‬ ‫‪8‬‬ ‫أبو علي موسى بن مخلد‬ ‫السمدي النزوي‬ ‫‪248‬‬ ‫الملاحق‬ ‫ثانيا‪ :‬العلماء المعارضون لعزل الإمام الصلت (المدرسة الرستاقية)‬ ‫ملاحظات‬ ‫الإنتاج العلمى‬ ‫اسم العالم‬ ‫‪ -‬كتاب احداث‬ ‫والصفات (مطبوع)‬ ‫‪ -‬سيرة إلى أيي جابر‬ ‫محمد بن جعفر‬ ‫(مطبوع ضمن كتاب‬ ‫السير والجوابات لعلماء‬ ‫وأئمة عمان)‬ ‫أبو المؤثر الصلت بن‬ ‫‪ -‬البيان والبرهان‬ ‫ِ‬ ‫(مطبوع ضمن كتاب‬ ‫خميس الخروصي‬ ‫السير والجوابات)‬ ‫(ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫‪-‬كتاب تفسير‬ ‫الخمسمائة آية فى‬ ‫الحلال والحرام‬ ‫(مخطوط)‬ ‫‪ - .‬قصيدة في الولاية‬ ‫والبراءة‬ ‫‪29‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪-‬كتاب البستان في‬ ‫الأصول (مخطوط)‬ ‫الرلضف في‬ ‫۔ كتاب‬ ‫التوحيد وحدوث العالم‬ ‫(مخطوط)‬ ‫‪..‬‬ ‫ِ أحكام القرآن والسنة‬ ‫أبو المنذر بشير بن محمد‬ ‫(ت‪:‬‬ ‫‪ | 2‬بن محبوب بن ‪.‬‬ ‫والإمام وأسماء الدار‬ ‫وأحكامها (مخطوط‬ ‫‪:‬‬ ‫‪3‬ه‪ 788/‬م‬ ‫‪ -‬كتاب الخزانة‬ ‫(مخطوط فقد معظمه)‬ ‫‪-‬كتاب المحار بة‬ ‫(مخطوط)‬ ‫ين النظر"‬ ‫الإزكوي (ت‪772:‬ه‪098/‬م)‬ ‫محبوب بن الرحيل‬ ‫‪4‬‬ ‫(ق‪4‬ه‪ 01/‬م(‬ ‫‪ -‬سيرة أبى قحطان خالد‬ ‫ين قحطان‬ ‫‪ | .‬أبو قحطان خالد بن قحطان‬ ‫‪ -‬جامع أبي قحطان‬ ‫(ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫(مخطوط)‬ ‫موسى بن محمد بن علي‬ ‫الأزكانى (ق‪3‬ھه‪9/‬م)‬ ‫‪250‬‬ ‫الملاحق‬ ‫قتل في فتنة وقعت‬ ‫أبو محمد عبد الله بن محمد‬ ‫بالغشب في ولاة‬ ‫ين أيي المؤثر (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫الرستاق_‬ ‫كان يذهب إلى‬ ‫الوقوف عن الإمام‬ ‫أبو محمل الحواري بن عثمان‬ ‫(ق‪4‬ھ‪ 01/‬م(‬ ‫الصلت'‬ ‫مالك بن غسان ين خليد‬ ‫(ق‪4‬ھه‪ 01/‬م(‬ ‫أبو مالك غسان بن محمد بن‬ ‫الخضر الصلاني (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫النعمان بن عبد‬ ‫أبو مسعود‬ ‫‪10‬‬ ‫الحميد (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫أبو محمد عبد الله ين محمد‬ ‫‪11‬‬ ‫ين أبي شيخة‬ ‫الجامع‬ ‫‪-‬۔‪-‬كتاب‬ ‫(مطبوع‪ .‬جزءان)‬ ‫‪-‬كتاب الشرح لجامع‬ ‫ابن جعفر (مخطوط)‬ ‫‪-‬كتاب التقييد كتاب‬ ‫الله‬ ‫محما‬ ‫أه‬ ‫بو محمد عيد اله بن مح | المبتدئ التعارف‪٥‬‏‬ ‫‪12‬‬ ‫بن بركة (ق‪4‬ه‪"/‬؟) |} | كتاب الإقليد (وجميعها‬ ‫مخطوطة)‬ ‫‪-‬كتاب الموازنة‬ ‫(ضمن كتاب السير‬ ‫والجوابات)‬ ‫‪251‬‬ ‫قضبة عزل الامام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ -‬جامع أيي الحسن‬ ‫‪4‬‬ ‫(مطبوع‪.‬‬ ‫البسيوي‬ ‫أجزاء)‬ ‫‪ -‬مختصر البسيوي‬ ‫أبو الحسن علي بن محمد‬ ‫‪31‬‬ ‫(مطبوع)‬ ‫البسيوي (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫سيرة السؤال‬ ‫(ضمن كتاب السير‬ ‫والجوابات)‬ ‫العلماء الذين وقفوا عن موسى بن موسى وراشد ين النظر(المدرسة النزوانية)‬ ‫ملاحظات‬ ‫الإنتاج العلمي‬ ‫‏‪ ١‬سم العا لم‬ ‫كان مؤيدا لموقف‬ ‫الأزهر بن محمد بن جعفر‬ ‫والده ثم رجع إلى‬ ‫الوقوف‬ ‫الإزكوي (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫أبو عبد الله نبهان بن عثمان‬ ‫السمدي النزوي (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫‪ -‬جامع أيي الحواري‬ ‫أبو الحوا ري محمد بن‬ ‫(مطبوع‪ .‬دأجزاء)‬ ‫_‪.٤‬‬ ‫‪ -‬تفسير الخمسمائة‬ ‫الحواري بن عثمان القري‬ ‫(ق‪4‬ه‪1 0/‬م (‬ ‫في الأحكام‬ ‫أبو براهيم محمل بن سعيد‬ ‫بن أبي بكر ( ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫(‪4‬ه‪ 01/‬م(‬ ‫‪252‬‬ ‫الملاحق‬ ‫سيرة ابن روح‬ ‫كان يبرأ من مو‬ ‫ضمن مجموعة السير‬ ‫بن موسى وراشد بن‬ ‫والجوابات‬ ‫بن روح بن عربي‬ ‫النظر ثم رجع إلى‬ ‫۔كتاب في الولاية‬ ‫الكندي(ق‪4‬ه‪1٥/‬م)‏‬ ‫الوقوفُ‬ ‫والبراءة (مخطوط)‬ ‫كان يبرأ من موسى‬ ‫بن موسى وراشد بن‬ ‫أبو الحسن محمد بن الحسن‬ ‫النظر ثم رجع إلى‬ ‫(ق‪4 :‬ه‪01/‬م)‬ ‫الوقوف“‬ ‫أبو عتمان رمشقي بن راشد‬ ‫(ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫رجع إلى البراءة من‬ ‫أبو خليد كيس بن الملا‬ ‫موسى بن موسى‬ ‫(ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫وراشد بن النظر"‬ ‫‪10‬‬ ‫صالح (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫أبو المنذر بن أبي محمد بن‬ ‫‪11‬‬ ‫روح بن عربي‬ ‫‪352‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬عام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫۔كتاب المعتبر (فقد‬ ‫معتظلمه‪ .‬والمطبوع منه‬ ‫‪4‬أجزاء‬ ‫‪-‬كتاب الجامع المفيد‬ ‫أبو سعيد محمد بن سعيد | من جوابات أبي سعيد‬ ‫(مطبوع‪ .‬ةأجزاء)‬ ‫الكدمى (ق‪4‬ه‪01/‬م)‬ ‫‪21‬‬ ‫‪-‬كتاب الإستقامة‬ ‫(مطبوع‪ 3‬أجزاء)‬ ‫‪ -‬زيادات الأشراف‬ ‫(مخطوط)‬ ‫)ع(‬ ‫‪.‬البطاشي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪224‬‬ ‫‪.‬البطاشي‪ 6‬مرجع سابق ص‪234‬‬ ‫‪.‬البطاشيء مرجع سابق‪ ،‬ص‪034‬‬ ‫‪.‬الكدمى‪ :‬الإستقامة‪ .‬ص‪222‬‬ ‫‪.‬الكدمى ‪ :‬الاستقامة‪ .‬ص‪322‬‬ ‫‪.‬المصدر نفسه؛ ص‪322‬‬ ‫‪.‬المصدر نفسه؛ ص‪222‬‬ ‫‪452‬‬ ‫قانمة المصادر والمراحع‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬ ‫‪ -‬القرآت الكريكے‬ ‫أولا‪ :‬المخطوطات‬ ‫‪ - 1‬اين بركه أبو محمد عبد الله بن محمد (ت ‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫"كتاب التقييد“‪ .‬مخطوط رقم ‪( .061‬مكتبة السيد محمد بن احمد‪ .‬السيب)‪.‬‬ ‫‪ -2‬ابن رزيق حميد بن محمد (ت ‪ :‬بعد ‪4781‬م)‪.‬‬ ‫القحطانية“‪.‬جزءان‪ .‬مخطوط مصور عن نسخة أكسفورد‬ ‫الصحيفة‬ ‫بإنجلترا‪( .‬المجموعات الخاصة‪ .‬جامعة السلطان قابوس" الخوض)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الرقيي‪ ،‬احمد بن عبد الله (ت‪ :‬ق‪11‬ه‪71/‬م)‪.‬‬ ‫"مصباح الظلام في شرح دعائم العالم"‪ .‬مخطوط مصور الرقم العام ‪5371-‬‬ ‫الرقم الخاص ‪( .912‬دائرة المخطوطات والوثائق" وزارة التراث والثقافة‬ ‫مسقط)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ابن روح‪ .‬محمد بن عربي الكندي (ت ‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫قابوس‬ ‫السلطان‬ ‫جامعة‬ ‫(مكتبة‬ ‫مصور‪.‬‬ ‫مخطوط‬ ‫والبراءة“ء‬ ‫"الولاية‬ ‫المجموعات الخاصة الخوض)‪.‬‬ ‫ك ‪ -‬السيفي محمد بن خميس‪.‬‬ ‫‪552‬‬ ‫قضبة عزل ال‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وا نمتهم“ ‘ مخطوط ئ ميكروفيلم رقم ‪.69‬‬ ‫في ذكر ‏‪ ٥‬ولة بتي خروص‬ ‫”| لنصوص‬ ‫الرقم العام ‪ .0591‬الرقم الخاص ‪(.401‬دائرة المخطوطات والوثائق‪ ،‬وزارة‬ ‫التراث والنقافة‪ .‬مسقط)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أبو قحطان‪ .‬خالد بن قحطان(ت ‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫‪" .‬جامع أبو قحطان“‪ .‬جزءان! مخطوط رقم ‪( 63‬مكتبة السيد محمد بن‬ ‫أحمد السيب)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬مجموعة علماء‪.‬‬ ‫(مكتبة السيد محمد بن احمد‪ .‬السيب)‪.‬‬ ‫"”سير“! مخطوط رقم ‪8‬‬ ‫‪_ -8‬۔‪.‬‬ ‫"سير الأباضية“‪ 3‬مخطوط رقم ‪( 5810‬مكتبة السيد محمد ين احمد السيب)‪.‬‬ ‫‪_ - 9‬۔‪.‬‬ ‫"سير الأباضية“‪ .‬مخطوط رقم ‪( .732‬مكتبة السيد محمد بن احمد السيب)‪.‬‬ ‫‪. - 0‬‬ ‫"سير علماء الاباضية“‪ .‬جزءان‪ ،‬مخطوطة مصورة‪ ،‬بدون رقم (دار العلوم‪.‬‬ ‫القاهرة)‪.‬‬ ‫‪-. 1‬‬ ‫"كتاب السير“‪ .‬مخطوط رقم ‪( .3202‬مكتبة السيد محمد بن احمد‪ .‬السيب)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مجهول‪.‬‬ ‫"تواريخ العلماء ومعرفة أسمائهم‪ 3‬وكناهم وبلدانهم“‪ .‬مخطوط رقم ‪.4242‬‬ ‫‪652‬‬ ‫قانمة المهاد‪ ,‬والمرادع‬ ‫(دائرة المخطوطات والوتائق‪ .‬وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط)‪.‬‬ ‫‪-3‬۔‪.‬‬ ‫"اللمعة المباركة الشريفة“‪ .‬مخطوط رقم ‪( .4572‬دائرة المخطوطات والونائق‪.‬‬ ‫وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المنذر‪ ،‬بشير بن محمد(ت‪ :‬ق ‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫"كتاب المحاربة“‪ 3‬مخطوط مصور رقم ‪( 770‬مكتبة السيد مكتبة محمد بن‬ ‫محمد‪ .‬السيب)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الصصادر‬ ‫‪ - 1‬اين الأثير‪ .‬علي بن محمد (ت‪036 :‬ه‪3321/‬م)‪.‬‬ ‫الكامل في التاريخ‪ 01 .‬أجزاء‪( .‬دار الكتاب العر بي‪ .‬بيروت" ‪6891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الازكوي‪ ،‬سرحان بن سعيد (ت‪ :‬ق‪ 81‬م)‪.‬‬ ‫كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة‪ .‬تحقيق‪.‬أحمد عبيدلي" (دلمون للنشر‪.‬‬ ‫نيقوسيا! ك‪891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الازكوي محمد بن جعفر (ت‪ :‬ق‪3‬ه‪9/‬م)‬ ‫الجامع لابن جعفر ‪ 3‬أجزاء‪ .‬تحقيق عبد المنعم عامر‪( ،‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة مسقط ‪1891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبو إسحاقؤ إبراهيم بن قيس (ت‪ :‬قكه‪ 11 /‬م)‪.‬‬ ‫مختصر الخصال‪( .‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫‪752‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫ك ‪ -‬الأشعري‪ .‬أبو الحسن علي بن إسماعيل (ت‪423 :‬ه‪539/‬م)‪.‬‬ ‫كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصليين‪ .‬تصحيح‪ :‬هلموت ريتر‪ .‬طة‪.‬‬ ‫(فرانزشتاين‪ .‬بفيسبادن‪0891 .‬م)‪.‬‬ ‫أحمد بن عبد الله (ت‪034 :‬ه ‪8301/‬م)‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ‪ 01‬أجزاء‪( ،‬دار الفكر‪ .‬بيروت{ د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ 7‬البخاري‪ .‬أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت ‪652 :‬ه‪968/‬م)‪.‬‬ ‫صحيح البخاري‪ 41 .‬جزء (مركز السيرة والسنة‪ ،‬وزارة الأوقاف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪4991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬البسيوي‪ ،‬على بن محمد (ت‪ :‬ق‪ 4‬ه‪01 /‬م)‪.‬‬ ‫جامع أيي الحسن البسيوي‪ 4 ،‬أجزاء‪( ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‬ ‫‪491‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬البغدادي" أبي بكر أحمد بن علي (ت‪364 :‬ه ‪0701/‬م)‪.‬‬ ‫تاريخ مدينة السلام؛ ‪ 61‬جزء تحقيق وضبط ‪ :‬بشار عواد معروف (دار الغرب‬ ‫الإسلامي‪ .‬بيروت ‘‪1002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬البغدادي‪ .‬عبد القاهر بن طاهر (ت ‪924 :‬ه‪7301/‬م)‪.‬‬ ‫الرق بين الفرق" تحقيق‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي" (دار الجيل‪ ،‬ودار‬ ‫الافاق الجديدة‪ .‬بيروت‪7891 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 11‬البيهقي‪ .‬أبو الفضل محمد (ت‪ 074 :‬ه‪7701/‬م)‪.‬‬ ‫تاريخ البيهقي‪ .‬نقله إلى العربية يحيى الخشاب وصادق نشأت (دار النهضة‬ ‫‪ ١‬لعر بية ‪ 0‬بيروت\ ‪ 2891‬م‪( ‎‬‬ ‫‪258‬‬ ‫قانمة المصادر والمراحع‬ ‫‪ - 2‬التنوخى‪ .‬أبي علي المحسن بن على (ت ‪483 :‬ه‪499/‬م)‪.‬‬ ‫نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة‪ 8 .‬أجزاء‪ .‬تحقيق‪ :‬عبود الشالجي‪( .‬الفجر‬ ‫العربي‪ .‬بيروت ‪1791‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اين الجوزي‪ .‬جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي (ت‪:‬‬ ‫‪ 1021/‬م( ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المنتظم في تاريخ الملوك والأممإ ‪ 31‬جزء تحقيق‪ :‬سهيل زكار‪( .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪591‬م) ‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪ 4‬۔ الحموي ياقوت بن عبد اله (ت‪ :626‬ه‪8221/‬م) ‪.‬‬ ‫معجم البلدان‪ 5 .‬أجزاء‪( ،‬دار إحياء التراث\ بيروت{ ‪9791‬م)‬ ‫‪ - 51‬ابن حوقل أبي القاسم (ت‪ 963 :‬ه‪979/‬م)‪.‬‬ ‫كتاب صورة الأرض‪( ،‬دار مكتبة الحياة‪ .‬بيروت{ ‪9791‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ابن خرداذبة‪ .‬أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله (ت في حدود‪003 :‬ه )‪.‬‬ ‫المسالك والممالك (مكتبة المثنى‪ ،‬بغداد! د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ابن خلدون‪ .‬عبد الرحمن بن محمد (ت‪8 :‬ه‪5041/‬م) ‪.‬‬ ‫تاريخ ابن خلدون ‪ 7‬أجزاء‪( ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة جمال{ ‪9791‬م)‪.‬‬ ‫‪.. - 8‬‬ ‫مقدمة ابن خلدون تحقيق درويش الجويدي ط‪( .2‬المكتبة العصرية‪.‬‬ ‫بيروت ‪6991‬م)‬ ‫‪ - 9‬الدمشقى‪ .‬أبى عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري (ت‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪77‬ھ‪6231/‬م)‪.‬‬ ‫‪952‬‬ ‫قضبة عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر (دار إحياء التراث العربي‪.‬‬ ‫بيروت‪ .‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬الذهبى‪ .‬شمس الدين محمد بن احمد (ت ‪847 :‬ه‪4731/‬م)‪.‬‬ ‫سير أعلام النبلاء ‪ 71‬جزما‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجيب الدين سعيد عمر العمروي‪.‬‬ ‫(دار الفكر‪ .‬بيروت\ ‪7991‬م)‪.‬‬ ‫‪ -. 12‬الرازي‪ .‬فخر الدين محمد عمر(ت ‪606 :‬ه‪9021/‬م)‪.‬‬ ‫اعتقادات فرق المسلمين والمشركين‪( .‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروتث‬ ‫‪1 6‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اين رزيق‪ .‬حميد بن محمد (ت ‪ :‬بعد ‪4781‬م)‪.‬‬ ‫الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان تحقيق‪ :‬عبد المنعم عامر(وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫‪_. 3-‬‬ ‫الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد المنعم عامر‪.‬‬ ‫ومحمد مرسى عبد اله (وزارة التراث القومى والثقافة‪4991 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬السالمي‪ .‬عبد لله بن حميد (ت‪ 21 :‬ه‪31 /‬م)‪.‬‬ ‫تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" جزءان‪( .‬مكتبة نور الدين السالمي‪ ،‬مسقط‪،‬‬ ‫‪51‬م)‪.‬‬ ‫‪_. 5-‬‬ ‫جوهر النظام في علمى الأديان والأحكام‪ 4 .‬أجزاء! (جمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫القاهرة‪1791 .‬م)‬ ‫‪062‬‬ ‫قانمة المصادر‪ ,‬والمراجع‬ ‫‪.- 6‬‬ ‫مشارق أنوار العقول{ تحقيق‪ :‬عبد الرحمن عميرة‪( .‬مكتبة الاستقامة‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪9‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الشقصي{ خميس بن سعيد (ق‪ 71‬م)‪.‬‬ ‫منهج الطالبين وبلاغ الراغبين‪ 02 ،‬جزءاإ تحقيق‪ :‬سالم بن حمد الحاني‪.‬‬ ‫(وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪9791‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الشهرستاني‪ .‬أيو الفتح محمد عبد الكريم (ت‪845 :‬ه‪3511/‬م)‪.‬‬ ‫الملل والنحلك تحقيق‪ :‬محمد سيد كيلاني‪ .‬جزءان‪( ،‬دار المعرفة‪ .‬بيروت‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪11‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الصايي‪ .‬أبو الحسن الهلال بن المحسن (ت‪844‬ه‪6501/‬م)‪.‬‬ ‫الوزراء‪ .‬تحقيق عبد الستار أحمد فراج (دار الآفاق العر بية‪ .‬القاهرة‪3002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬الطبري محمد بن جرير‪( ،‬ت‪013 :‬ھ‪229/‬م)‪.‬‬ ‫تاريخ الأمم والملوك تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم (دار سويدان‪.‬‬ ‫‪761‬م( ‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪ - 7‬العوتبي‪ .‬سلمة بن مسلم (ت ‪ :‬ق‪5‬ه‪1 1/‬م( ‪.‬‬ ‫الأنساب جزاءن (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫‪.- 2‬‬ ‫الضياءش ‪ 42‬جزاء‪( ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪1991‬م)‪.‬‬ ‫(ت ‪ :‬ق‪2‬ه‪8/‬م) ‪.‬‬ ‫الربيع بن حبيب‬ ‫۔ الفراهيدي‬ ‫‪3‬‬ ‫‪162‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب‪ 4 ،‬أجزاء‪ ،‬مكتبة الاستقامة‪.‬‬ ‫‪5991‬م( ‪.‬‬ ‫مسقط‬ ‫‪ - 43‬أبو الفرج‪ .‬قدامة بن جعقر(ت ‪923 :‬ه‪049/‬م)‪.‬‬ ‫كتاب الخراج وصناعة الكتابة‪( .‬مكتبة المثنى بغداد د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬القفطي‪ .‬جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف(ت ‪646 :‬ه‪8421/‬م)‪.‬‬ ‫أنباه الرواة على أنباء النحاة‪ .‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل ليراهيم (القاهرة‪.‬‬ ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪1891 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬القلهاتى؛ محمد بن سعيد (ت ‪ :‬ق‪6‬ه‪ 21/‬م( ‪.‬‬ ‫الكشف والبيان‪( .‬مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية‬ ‫الجامعة التونسية‪4891 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الكافيء أبو عمار عبد الكافي‪.‬‬ ‫الموجز‪ .‬جزءان" تعليق‪ :‬عبد الرحمن عمير‪( .‬دار الجيل الجديد بيروت‪،‬‬ ‫‪0‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الكدمىك أبو سعيد محمد بن سعيد(ت‪ :‬ق‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫الاستقامة‪ 3 .‬أجزاء‪( ،‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪5891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬۔۔‪.‬‬ ‫القومي وا لثقافة‬ ‫(وزارة التراث‬ ‫الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد ‪ 4‬أجزاى‬ ‫‪5891‬م( ‪.‬‬ ‫مسقط‬ ‫‪. - 0‬۔‪.‬‬ ‫‪4891‬م( ‪.‬‬ ‫المعتبر ‪ 3‬أجزاى (وزارة التراث القومى والثقافة مسقط‬ ‫‪262‬‬ ‫قانمة المصادر والمراحع‬ ‫‪ - 1‬الكندى‪ .‬احمد بن عبد الله بن موسى (ت‪755 :‬ه‪1611/‬م)‪.‬‬ ‫كتاب الامتداء والمنتخب من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأئمة وعلماء‬ ‫عمانإ تحقيق‪ :‬سيدة إسماعيل كاشف (وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪5891 .‬م)‪.‬‬ ‫‪._ - 2‬‬ ‫المصنفت© ‪ 24‬جزءاء (وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الكندي‪ .‬محمد بن إبراهيم بن سليمان (ت‪805 :‬ه‪4111 /‬م)‪.‬‬ ‫بيان الشرع‪27 .‬جزءا (وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪4891 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬أبو المؤثر‪ 5‬الصلت بن خميس ( ت‪ :‬ق‪4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫كتاب الأحداث والصفات‪ ،‬تحقيق‪ :‬جاسم ياسين محمد الدرويش (وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪6991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الماوردي‪ .‬علي بن محمد (ت ‪054:‬ه‪8501/‬م)‪.‬‬ ‫الأحكام السلطانية (دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‘ د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬مجموعة علماء‪.‬‬ ‫السير والجوابات لعلماء وأئمة عمان‪ .‬جزءان" تحقيق‪ :‬سيدة إسماعيل‬ ‫كاشفت ط‪( .‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط{ ‪9891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬المسعودي‪ .‬أبو الحسن على بن الحسين (ت‪643‬ھ‪759/‬م)‪.‬‬ ‫التنبيه والإشراف ‪ ،‬تعليق قاسم وهب جزءان" (وزارة الثقافة‪ .‬دمشق‪.‬‬ ‫‪ 00‬م)‪.‬‬ ‫‪362‬‬ ‫قضية عزل الامام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪-. 84‬‬ ‫مروج الذهب ومعادن الجوهر ‪ 4‬أجزاء‪ .‬شرح وتقديم مفيد محمد قميحة‬ ‫(دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت ‪6891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬المقدسي‪ .‬محمد بن احمد (ت ‪083 :‬ه‪099/‬م)‪.‬‬ ‫أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم‪ .‬تقديم محمد مخزوم‪( .‬دار إحياء التراث‬ ‫العربي‪ ،‬بيروت‘ ‪7891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬المقريزي" تقي الدين أحمد بن علي(ت ‪548 :‬ه‪1441/‬م)‬ ‫اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا! ‪ 3‬أجزاء تحقيق‪ :‬جمال الدين‬ ‫الشيال ومحمد حلمي محمد أحمد‪ .‬ط‪ ( .2‬وزارة الأوقاف‪ .‬القاهرة‪6991 .‬م)‬ ‫‪ - 1‬ابن منظور أبي افضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت‪117‬ه‪1131/‬م)‪.‬‬ ‫لسان العرب‪٥‬‏ طك\ ‪51‬جزءاً (دار صادر‪ .‬بيروت‪7991 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مسكويه أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب (ت ‪124:‬ه‪0301/‬م)‬ ‫تجارب الأمم‪ .‬تجارب الأمم‪ .‬جزءان" (دار الكتاب الإسلاميء القاهرة‪.‬‬ ‫د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الهمداني‪ .‬الحسن بن علي(ق‪ 4‬ه‪01/‬م)‪.‬‬ ‫صفة جزيرة العرب تحقيق‪ :‬محمد علي الأكوع‪( .‬دار اليمامةإ الرياض‪.‬‬ ‫‪7‬م)‪.‬‬ ‫‪462‬‬ ‫قانمة المصادر والمراحع‬ ‫ثالثا‪ :‬الصراجعم العوبية والصعربة‬ ‫‪ - 1‬إبراهيم! رجب عبد الجواد‪.‬‬ ‫المعجم العربي لأسماء الملابس‪( .‬دار الآفاق العربية‪ .‬القاهرة‪2002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬إسماعيل‪ .‬محمود‪.‬‬ ‫الحركات السرية فى الإسلام طا (مؤسسة الانتشار العربى بيروت‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬أطفيش محمد بن يوسف (ت‪2331 :‬ه‪4191/‬م)‪.‬‬ ‫شرح كتاب النيل وشفاء العليلؤ ‪ 71‬جزء (وزارة التراث القومي والثقافة‬ ‫مسقط‪91 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الأغبري‪ ،‬إسماعيل بن صالح‪.‬‬ ‫"المدخل إلى الفقه الأباضى“ رسالة ماجستير (جامعة اليرموك‪ ،‬كلية‬ ‫الدراسات الإسلامية‪ .‬قسم النه وأصوله‪ .‬الأردن‪0 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أمين‪ .‬أحمد‪.‬‬ ‫فجر الإسلام! ط‪( .41‬مكتبة النهضة المصرية القاهرة‪6891 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬البادي‪ .‬حميد بن سعيد‪.‬‬ ‫دور العمانيين في الملاحة والتجارة في منطقة الشرق والمحيط الهندي‪.‬‬ ‫(جامعة تونس الأولى‪ ،‬تونس ‪2002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الباروني‪ .‬أبو الربيع‪.‬‬ ‫مختصر تاريخ الأباضية‪( .‬مكتبة الضامري" السيب‪3002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪562‬‬ ‫قضية عزل الا مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 8‬البطاشى‪ ،‬سيف بن حمود ين حامد (ت ‪9991 :‬م)‪.‬‬ ‫إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان‪ .‬ط‪(2‬مكتب المستشار الخاص‬ ‫لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية! مسقط ‪4002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬البلوشي‪ .‬عطا الله‪.‬‬ ‫بلاد البحرين في العصر العباسي الثاني‪( .‬المجمع الثقافي‪ .‬أبو ظبي‪2002 .‬م)‪.‬‬ ‫محمد بن قاسم ناصر‪.‬‬ ‫‪ - 01‬بو حجام‬ ‫التواصل الثقافي بين عمان والجزائر‪( ،‬مكتبة الضامري السيب‪3002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬البهلاني‪ ،‬أحمد بن محمد بن سليمان‪.‬‬ ‫الإمعان في وقائع جرت بعمان‪( ،‬مكتبة يعقوب بن سعيد البرواني‪ ،‬ولاية‬ ‫القابل) بحث غير منشور‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التهانوي! محمد علي‪.‬‬ ‫موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم؛ تحقيق علي دحروج‪ .‬تعريب‬ ‫عبد الله الخالدي‪ .‬جزءان (مكتبة لبنان‪ .‬بيروت ‪6991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬جهلان‪ .‬عدون‪.‬‬ ‫الفكر السياسي عند الأباضية من خلال آراء الشيخ محمد أطفيش‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫(مكتبة الضامري السيب‪1991 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الحاج‪ .‬عزيز‪.‬‬ ‫العلاقات العمانية‪ -‬العراقية عبر التاريخ‪( .‬دار الحكمة‪ .‬لندن{ ‪3002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الحارثي‪ ،‬أحمد بن عبد الله‪.‬‬ ‫‪662‬‬ ‫قانمة المصادر والمرادع‬ ‫اليسرى في إنقاذ جزيرة سقطرى (مكتبة الضامري‪ .‬السيب‪2991 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الحارثي" سالم بن حمد‪.‬‬ ‫العقود الفضية في أصول الأباضية‪( .‬د‪.‬نث د‪.‬م د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الحارثي عبد الله ين ناصر‪.‬‬ ‫عمان في عهد يني نبهان‪( .‬مركز الدراسات العمانية‪ .‬جامعة السلطان قابوس‪.‬‬ ‫الخوض‪4002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الحجري محمد بن ناصر‪.‬‬ ‫نظام الأفلاج في عمان ودوره في التنمية‪ ( .‬مطابع النهضة‪ .‬روي{ ‪8991‬م)‪.‬‬ ‫‪ 4‬أحمد محمد‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الحصر‪:‬‬ ‫القواعد الفقهية للفقه الإسلامي‪( .‬مكتبة الكليات الازهرية‪ .‬القاهرة‪3991 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬أبو حمدة‪ .‬محمد على‪.‬‬ ‫في التذوق الجمالي لقصيدة أبي تمام الطائى في فتح عمورية(دار الجيل‪.‬‬ ‫عمان‪ :‬مكتبة المحتسبیؤ بيروت\ ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬حميد الله‪ .‬محمد‪.‬‬ ‫‪ .‬مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة (دار النفائس‪.‬‬ ‫‪791‬م( ‪.‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪ - 2‬دحلان احمد بن زيني (ت ‪4031 :‬ه‪ 6881 /‬م)‪.‬‬ ‫تهذيب تاريخ الدول الإسلامية بالجداول المرضية‪( .‬دار المشاريع للطباعة‬ ‫والنشر والتوزيع‪ .‬د‪.‬م{ د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪762‬‬ ‫قضبة عزل الامام الطلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 3‬الريامي‪ .‬أبو زيد عبد الله بن محمد (ت ‪4491 :‬م)‪.‬‬ ‫كتاب حل المشكلات (وزارة التراث القومى والثقافة‪ .‬مسقط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 42‬زامباور‪.‬‬ ‫معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي" إخراج وترجمة‬ ‫محمد حسن بك وحسن أحمد محمود وآخرون‪( ،‬دار الرائد العربي‪.‬‬ ‫بيروت‘ ‪0891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬زكار سهيل‪.‬‬ ‫الجامع في أخبار القرامطة في الإحساء‪ -‬الشام‪-‬العراق‪ -‬اليمن‪( ،‬دار حسان‪.‬‬ ‫دمشق ‪7891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أبو زهرة! محمد‪.‬‬ ‫العلاقات الدولية في الإسلام‪( .‬دار الفكر العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أبو زيدں راشد توفيق و النابودة} وداد خليفة‪.‬‬ ‫تاريخ الخليج العربي منذ العصور الإسلامية حتى أواخر القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫(مطبعة دبي‪ ،‬دبى‪8991 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬السالمي" محمد بن عبد الله{ وعساف" ناجي‪.‬‬ ‫عمان تاريخ يتكلم‪( .‬المطبعة العمومية‪ .‬دمشق ‪3691‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬س‪ .‬ب‪ .‬مايلز‪.‬‬ ‫الخليج بلدانه وقبائل‪ .‬ترجمة محمد أمين عبد الله ط‪( \4‬وزارة التراث‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991‬م)‪.‬‬ ‫‪862‬‬ ‫فانمة المصادر و المرانع‬ ‫‪ - 0‬السهيل‪ .‬نايف جبر‪.‬‬ ‫الأباضية في الخليج العربي في القرنين الثالث والرابع الهجريين‪ .‬ط‪.2‬‬ ‫(مكتبة الاستقامة‪ .‬مسقط ‪8991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬السيابي‪ ،‬خلفان بن جميل‪.‬‬ ‫سلك الدرر الحاوي غرر الأثر‪ .‬جزءان" (وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪11‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬السيابي سالم ين حمود(ت‪3991 :‬م)‪.‬‬ ‫إزالة الوعثاء عن أتباع أبي الشعثاء} تحقيق‪ :‬سيده إسماعيل كاشف (وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط{ د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪ - 33‬۔‪.‬‬ ‫إسعاف الأعيان في أنساب عمان (المكتب الإسلامي‪ ،‬دبي‪5691 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬۔‪.‬‬ ‫عمان عبر التاريخ‪ 4 .‬أجزاء‪( ،‬وزارة التراث القومي والنقافةه مسقط‪6891.‬م)‪.‬‬ ‫‪.- 53‬‬ ‫العنوان عن تاريخ عمان‪( ،‬طبع على نفقة الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى‬ ‫الحارثي د‪ .‬م ‪5991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الشعباني‪ .‬محمد بن عبد الله‪.‬‬ ‫المرجان في نسب سامة بن لؤي وقبائلهم بعمان‪ .‬تحقيق‪ :‬خليفة بن حمد‬ ‫السعدي‪ .‬بحث غير منشور (وزارة التراث والثقافة‪ .‬مسقط{ د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫‪962‬‬ ‫قضية عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 7‬الشنكعة‪ .‬مصطفى‪.‬‬ ‫إسلام بلا مذاهب ‪ ،‬طق‪ ( .‬الدار المصرية اللبنانية‪ .‬القاهرة‪7991 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الشنفري! بخيت بن علي‪.‬‬ ‫الأباضية في عمان وعلاقتهم بأباضية المغرب إلى نهاية القرن الثالث الهجري‪.‬‬ ‫(جامعة الزيتونة‪ .‬تونس‪3991 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الشيباني‪ .‬سلطان بن مبارك‪.‬‬ ‫معجم أعلام النساء الأباضيات(قسم المشرق)‪( .‬مكتبة السيد محمد بن‬ ‫احمد{ السيب‘{ ‪1002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬شهاب\ حسن صالح‪.‬‬ ‫البعد الجغرافي لملاحة في المحيط الهند يقبل القرن السادس عشر الميلادي‪.‬‬ ‫(وزارة التراث القومي والثقافة‪ ,‬مسقط ‪4991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الصوافي‪ ،‬صالح بن احمد‪.‬‬ ‫الإمام جابر بن زيد العماني وآناره في الدعوة‪ .‬طق‪( .‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪7991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العاني‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد الكريم‪.‬‬ ‫دور العمانيين في الملاحة والتجارة الإسلامية حتى القرن الرابع الهجري‪( ،‬دار‬ ‫الحكمة‪ .‬لندن‪3002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬عبيدلى‪ 6‬احمد‪.‬‬ ‫الدولة العمانية الأولى أيام وأحوال‪( ،‬دار جريدة عمان مسقط ‪6991‬م)‪.‬‬ ‫‪072‬‬ ‫فانمة المصادر‪ ,‬والمرادع‬ ‫‪ - 4‬العش‪ ،‬محمد أبو الفرج‪.‬‬ ‫النقود العمانية من خلال التاريخ الإسلام‪ .‬سلسلة تراثنا‪ .‬ع‪( .45‬وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4891‬م)‪.‬‬ ‫العقيلي‪ .‬محمد رشيد‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الأباضة في عمان وعلاقاتها مع الدولة العباسية في عصرها الأول‪ .‬سلسلة‬ ‫تراثنا ع‪( .06‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪4891 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬عون‪ ،‬فيصل بدير‪.‬‬ ‫علم الكلام ومدارسه (مكتبة الحرية الحديثة‪ .‬جامعة عين شكس‪2891 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬غباش‪ ،‬حسن عبيد‪.‬‬ ‫عمان الديمقراطية الإسلامية‪( .‬دار الجديد بيروت‘ ‪7991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬فاخوري‪ .‬محمود وخوام‪ ،‬صلاح الدين‪.‬‬ ‫موسوعة وحدات القياس العربية والإسلامية‪( .‬مكتبة لبنان‪ .‬بيروت ‪2002.‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬الفاروقي‪ .‬إسماعيل راجي‪ .‬الفاروقي" لوس لمياء‪.‬‬ ‫أطلس الحضارة الإسلامية‪ .‬ترجمة عبد الواحد لؤلؤة‪ ( .‬مكتبة العبيكانض‬ ‫الرياض ‪8991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 0‬فوزي‪ ،‬فاروق عمر‪.‬التدوين عن المسلمين‪( ،‬مركز زايد للتراث والتاريخ‪.‬‬ ‫العين‪4002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪._- 1‬‬ ‫الخليج العربي في العصور الإسلامية‪( .‬دار القلم‪٬‬‏ دبي{ ‪3891‬م)‪.‬‬ ‫‪172‬‬ ‫قضية عزل المام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪- 2‬۔۔‪.‬‬ ‫دراسات في تاريخ عمان (جامعة آل البيت عمان{ ‪0002‬م)‪.‬‬ ‫‪_ - 3‬۔‪.‬‬ ‫مقدمة في المصادر التاريخية العمانية‪( .‬مركز زايد للتراث والتاريخ‪ .‬العين‪.‬‬ ‫‪ 4002‬م)‪.‬‬ ‫‪-. 4‬‬ ‫نشأة الحركات الدينية السياسية في الإسلام‪ ( .‬الأهلية‪ .‬عمان‪9991 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬كريزر‪ ،‬كلوس وآخرون‪.‬‬ ‫معجم العالم الإسلاميں ترجمة ج‪ .‬كتورة‪( ،‬المؤسسة الجامعية للذراسات‬ ‫والنشر والتوزيع‪ .‬بيروت ‪1991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 6‬لاندن" روبرت جيران‪.‬‬ ‫عمان منذ ‪6581‬مسيرا ومصيرا! ‪3‬ط‪ (.‬وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‬ ‫‪31‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬المباركبوري‪ ،‬أبو المعالي أطهر‪.‬‬ ‫رجال السند والهند إلى القرن السابع‪( .‬دار الأنصار القاهرة‪7791 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬مجموعة مؤلفين‪.‬‬ ‫أعمال الملتقى العلمي الثاني حول حصاد التاريخ العماني ( جامعة آل‬ ‫البيت‘ عمان ‪3002‬م)‪.‬‬ ‫‪_ - 9‬۔۔‪.‬‬ ‫‪2272‬‬ ‫قانمة المصادر والمرادع‬ ‫حصاد ندوة الدراسات العمانية‪ 01 .‬أجزءا‪( .‬وزارة التراث القومى والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪ 0‬م)‪.‬‬ ‫‪.- 0‬۔‪.‬‬ ‫جوهرة الزمان في تاريخ سمد الشأن‪( .‬المطبعة الذهبية‪ .‬مسقط‪9991 .‬م)‪.‬‬ ‫‪-1‬۔‪.‬‬ ‫فعاليات المنتدى الأدبي ‪4991‬م‪ .‬الإصدار الخامس (وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991‬م)‪.‬‬ ‫‪.- 2‬‬ ‫قراءات فى فكر أبهى سعيد الكدمي‪ ،‬حصاد ندوة المنتدى الادبي‪( .‬وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط‪1002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪._ - 3‬‬ ‫قراءات فى فكر ابن بركه البهلوي‪ .‬حصاد ندوة المنتدى الأدبي‪( .‬وزارة التراث‬ ‫القومي والثقافة‪ ,‬مسقط ‪1002‬م)‪.‬‬ ‫‪._- 4‬‬ ‫معجم أعلام الأباضية من القرن الأول الهجري إلى العصر الحديث{ (قسم‬ ‫المغرب الإسلامي)‪ .‬جزءان‪ .‬ط‪( .2‬دار الغرب الإسلامي‪ ،‬بيروت ‪9991‬م)‪.‬‬ ‫‪- 5‬۔‪.‬‬ ‫الملتقى العلمى الأول حول تراث سلطنة عمان قديما وحديثا‪ .‬سلسلة وحدة‬ ‫الدراسات العمانية‪( .‬جامعة آل البيت‪ .‬عمان{ ‪2002‬م)‪.‬‬ ‫‪322‬‬ ‫قضية عزل المام الطت بن مالك الخروصي‬ ‫‪_ - 6‬۔۔‪.‬‬ ‫ملامح من تاريخ العوابي عبر العصور (المطابع العالمية‪ ،‬مسقط ‪3002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬۔‪.‬‬ ‫ندوة مكانة الخليج العربى في التاريخ الإسلامي العصر العباسي‪( .-‬جامعة‬ ‫الإمارات والمجمع الثقافي‪ .‬أبو ظبي‪9891 .‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 8‬المسعودي" زاهر بن خميس‪.‬‬ ‫الإمام ابن بركة السليمي ودوره الفقهي من خلال كتابه الجامعض (وزارة الأوقاف‬ ‫والشؤون الدينية‪ .‬مسقط ‪0002‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 9‬ناصر! محمد علي‪.‬‬ ‫منهج الدعوة عند الأباضية‪( .‬مكتبة الاستقامة! مسقط ‪7991‬م)‪.‬‬ ‫النامي" عمرو خليفة‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫دراسات عن الاباضية‪ .‬ترجمة ميخائيل خوري (دار الغرب الإسلامي‪.‬‬ ‫بيروت‪1002 ،‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نصار! محمود شيبة‪.‬‬ ‫الفكر السياسي عند الأباضيةش (رسالة ماجستير‪ .‬كلية الدراسات العربية‪.‬‬ ‫قسم الفلسفة الإسلامية‪ .‬جامعة المنيا! ‪6991‬م‪.).‬‬ ‫‪ - 2‬وزارة الأعلام‪.‬‬ ‫عمان تاريخها البحري" (وزارة الأعلام والثقافة‪ .‬مسقط ‪9791‬م)‬ ‫‪ - 3‬وزارة الداخلية‪.‬‬ ‫‪472‬‬ ‫قانمة المصادر والمرادع‬ ‫المرشد العام ولايات والقبائل في سلطنة عمان (وزارة الداخلية‪ .‬مسقط‪.‬‬ ‫‪21‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ولسون\ ارنولد‪.‬‬ ‫تاريخ الخليج‪ .‬ترجمة محمد أمين عبد اللا طة‪( .‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ .‬مسقط ‪8891‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ولكنسون‪.‬‬ ‫الأفلاج ووسائل الري في عمان‪ ،‬ترجمة محمد أمين عبد الله ط‪( .3‬وزارة‬ ‫التراث والثقافة‪ .‬د‪.‬م‪.)3002 5‬‬ ‫‪._- 6‬‬ ‫عمان تاريخا وعلماء{ ترجمة محمد أمين عبد الله سلسلة تراثنا! ع‪ 011‬ط‪.3‬‬ ‫(وزارة التراث القومي والثقافة‪ .‬مسقط ‪4991‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 7‬وليامسون‪ ،‬اندرو‪.‬‬ ‫صحار عبر التاريخ‪ .‬سلسلة تراثنا! ع‪ .2‬ط‪( \3‬وزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫مسقط ‪4991‬م) ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬هاشم‪ .‬مهدي طالب‪.‬‬ ‫الحركة الأباضية في المشرق العربي‪ ،‬ط‪( '2‬دار الحكمة‪ .‬لندن" ‪3002‬م)‪.‬‬ ‫‪ 9‬۔ الهواري‪ .‬زهير‪.‬‬ ‫السلطة والمعارضة في الإسلام ‪ -‬بحث في الإشكاليات الفكرية والاجتماعية‬ ‫(المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت‘‬ ‫‪231 - 1‬ه‪.07 - 216 /‬‬ ‫‪.3‬م)‪.‬‬ ‫‪572‬‬ ‫قخية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫وابعا‪ :‬الصراجم الأجنبية‪:‬‬ ‫‪,‬نسدل‪-٨‬ل‪٨‬‏ ‪1.‬‬ ‫د‬ ‫لل‬ ‫م‬ ‫[ ع‬ ‫‪ 5501-226/744-11‬ل‬ ‫!‬ ‫‪(,‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪, 3002).‬م‬ ‫‪2.‬‬ ‫‪-,‬ل‬ ‫آ‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫حو‬ ‫‪0‬‬ ‫‪(082-11. /226 - 398 . ):‬‬ ‫لح‬ ‫‪ (. .‬م‬ ‫ن‬ ‫‪, 0991).‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ح‬ ‫ح(‬ ‫‪,‬‬ ‫‪, 0002).‬‬ ‫‪4.‬‬ ‫‪,‬‬ ‫ح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 0‬م‬ ‫س‬ ‫‪ 0‬ن‬ ‫‪,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫آ‬ ‫(‬ ‫‪).‬‬ ‫‪5.‬‬ ‫] ‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ع‬ ‫آ‬ ‫‪ 0‬ل‬ ‫( ‪0‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪,7891).‬‬ ‫خاصسا‪ :‬الدوريات‬ ‫‪ - 1‬البار‪ ,‬محمد بن على‪.‬‬ ‫"يوم الصلت في سقطرى“‪ .‬مجلة المجتمعؤ ع‪( .1131‬د‪ .‬د‪ ،‬الكويتث‬ ‫أغسطس ‪8991‬م)‬ ‫‪672‬‬ ‫قانمة المصادر والمرادع‬ ‫‪ - 2‬السالمي‪ .‬عبد الرحمن‪.‬‬ ‫"إمارة بني مكرم في عمان“‪ .‬مجلة نزوى‪ .‬ع‪( .13‬مؤسسة عمان للصحافة‬ ‫والأنباء والنشر والإعلان‪ .‬مسقط‪2002 .‬م)‪.‬‬ ‫‪._ -3‬‬ ‫"العلاقة بين الأئمة والعلماء وتطورات الدولة العمانية حتى نهاية القرن‬ ‫‪0‬هھ‪61/‬م‪ :‬قراءة في السير العمانية“‪ .‬مجلة نزوى‪ .‬ع‪ .03‬إيريل ‪2002‬م‪.‬‬ ‫(مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان‪ .‬مسقط ‪2002‬م)‪.‬‬ ‫‪._- 4‬‬ ‫"من مصادر التاريخ والثقافة‪ :‬السير العمانية‪ .‬مجلة نزوى‪ .‬ع‪.42‬‬ ‫أكتوبر‪0002‬مإ (مؤسسة عمان لصحافة والأنباء والنشر والإعلان‪ ،‬مسقط‪.‬‬ ‫‪0‬م)‪.‬‬ ‫‪ - 5‬عبيدلى‪ .‬احمد‪.‬‬ ‫"حملة الإمام الصلت بن مالك على جزيرة سقطرى والعلاقات العمانية‬ ‫المهرية“‪ ،‬مجلة نزوى‪ ،‬ع‪ 31‬ى يناير ‪( 89911‬مؤسسة عمان لصحافة والأنباء‬ ‫والنشر والإعلان‪ .‬مسقط‪.)8991 .‬‬ ‫سادسا‪ :‬الندوات والمحاضرات‬ ‫‪ - 1‬الخروصي" مهنا‪.‬ين خلفان‪.‬‬ ‫"محاضرة تاريخية عن سيرة الإمام الصلت“‪ .‬ندوة تاريخية بمدرسة الإمام‬ ‫ناصر بن مرشد‪( .‬الرستاق ‪4991‬م) غير منشوره‪.‬‬ ‫‪772‬‬ ‫قضية عزل الا‪ .‬مام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪ - 2‬الشيباني‪ .‬سلطان بن مبارك‪.‬‬ ‫"الكتابات الفقهية وتطوراتها عند العمانيين في القرن الخامس الهجري“ ندوة‬ ‫تطور العلوم الفقهية في عمان خلال القرن الخامس الهجري في القترة من‬ ‫‪6//001‬م بجامع السلطان قابوس الأكبر (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية‪.‬‬ ‫‪5‬م)‪ .‬بحث غير منشور‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬التسجيلات‬ ‫[ ‪ -‬العبري" زاهر بن عبد الله‪.‬‬ ‫عهد الإمام الصلت بن مالك" محاضرة مسجلة ينادي بهلا ‪( 8991‬تسجيلات‬ ‫مشارق الأنوار روي)‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬المقابلات‬ ‫‪ - 1‬مقابلة مع ا لشيخ سالم بن حمد الحارثى ‪ -‬المضيربؤ ولاية القابل‪ .‬بتا ريخ‬ ‫‪9,9/4002‬م‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مقابلة مع الشيخ محمود بن زاهر الهنائي بوزارة التراث القومي والثقافة‪.‬‬ ‫سلطنة عمان‪ ،‬مسقط بتاريخ ‪01/01/4002‬م‪.‬‬ ‫‪872‬‬ ‫التهرس‬ ‫‪5‬‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫‪7‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪22‬‬ ‫الملخص‬ ‫‪25‬‬ ‫‏‪٦٠٦‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الفصل الأول‪ :‬عصر الإمام الصلت بن مالك الخروصي‬ ‫‪86‬‬ ‫الفصل الثانى‪ :‬حركة المعارضة وعزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫الفصل الثالث النتائج السياسية المترتبة على عزل الإمام الصلت بن‬ ‫‪621‬‬ ‫مالك الخروصى‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الآثار الفكرية المترتبة‬ ‫‪281‬‬ ‫على عزل الإمام الصلت بن مالك‬ ‫‪042‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪342‬‬ ‫الملاحق‬ ‫للاطلاع على قائمة إصداراتنا ‪:‬‬ ‫بيت الغشام للنشر والترجمة [‪'¡:‬‬ ‫طبع بمطابع مؤسسة عأأن للصحافة والنشر والإعلان‬