كتاب سير الأئمة وأخبارهم ‎CAF bh‏ ن 9 ‎1 ‎۲ ‎ ‎ ‎ORA ‎ ‎. : 7 ^ ‎FR ‏ب و‎ 2 O RED E PEIN i : 0 e ‏کت ن و ا را و‎ e E RA OE dpi ‏ا‎ 2 4 ۸ ‎i ‎7 ‏پر‎ ‎۱ ‎7 ‎4 ‎K1 ‏و‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎7 ‎N CORD IRR TANS : SILAS ۱ 1 5 O ‏ج‎ r ‏ا‎ Ones Rl ‏شرل‎ e ‏ا‎ ‏س‎ ۲ ‏ا‎ E e ‏و 1 ا‎ 0 A A 1 0 E 1 e 6 E ‏١‎ 2 : ‏ا‎ ۱ 1 : ‎e ‎e ‎7 ‏و‎ ‏ل ‏سل م ‎a ‎2 ‏ا‎ ‎2 ‎4“ ‎4 8 ۹ ‎r ‎O ‏2 ‏ج ‎4 ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎171 ‎7 ‎f ‎e ‎ ‎7 ‎2 ‎Rb E o ‏ر ‎pr 7‏ ‎FPS 4‏ ¥ ‎TASH‏ ‎3 ‎4 ‎ ‏0 ‏7 ‏ی ‏ا ‏2 ‏د ‎E ‏4 ‏ا ‎7 ‎0 ‎ ‎n۴ ‎ ‎ ‎ ‏1 ‏7 ‏و 1 ‎ ‎ ‎ ‎ESA ‎3 ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‏4 ‏م ‏ا ‎4 ‎SEER ‎1 ‎2 ‎1 ‏ب‎ ANGE LEE ROR SOTE SOOO ET ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‏ا ‏4 ‏4 : 4 . ‎SARE RN E‏ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎: 1 2 0 1 7 > ۱ 9 ۳ ۱ O ‏ا ١‎ ۱: 1 1 ۴ ۱ “MR ۳ ‏م‎ ‎oP 1 0 AIF 1:۳ : r ۲ ê R1 : 4: EK ~ PÊ HH , ‏و‎ ( 1۱ ‏١‎ ‎» 1 7 0 ‏ا‎ 4 F7E ۱ ‏ر‎ 1 ۱ ‏و‎ : + 2 (7 E : . E ۲ nh ‏ب‎ ‎1 1 2 ۱ 2 ‏کپ‎ ۳ ّ ۴ 7 , 1 4 7 f ۹ 0 ۴ ۳ f7 a ۶û ۰ 1 i. ۴1 1 TEK ۱ 7. 7 14 ۸ 2 4 2 4 3 ‏٢‎ 0 bh ۴ ¥ ‏ئ‎ ۱ ۴ ۱ : / CA ۲ 4 2 ۹ ‏د‎ ‏ا 4 ذ‎ 5 1 / ‏ب ۹ 7 4 1 ت ل‎ 1 i۳ ۲ 5 C4 AC <: ۱ ۳ ‏ا‎ ۱ “J ۴ ۱ FR ۳ ‏ب‎ ‎۶ ‏ر‎ ‎, 11 4 : 3 1 . ۱ 7 ۰ 1 7 7 ۴# ‏٧‎ i 7 FF ۹ : ۲ 1 : Rt / 0 1 SRI ۱ ‏ا‎ 7 hb ۱ 7 1۹4 2 212 + ۰ ۱ ۱ iB! ۹ e ‏ا‎ . 0 0 1 4 1 11 UK 1 FN ‏ل‎ F۴ : Ab ۳ ‏ل‎ ۲ ۱ RR : 14 N 1 ^ 12 ۹ R1 RR E 1 ۷ ۱ 1! ir ۰ ۴ ۱ r 7 ۹ 8 E 4 : 7 ۲ 7 ۸ 1 E + 0 1 E ۱ 1 Bn : 10 1 ‏٢۲‎ n : ۲ 1 1 ‏٤‎ N i i 8 Kk 1 ۲ ME DO 1 1: 1 LER RN 2 5 2 V۹ ‏أ{ ٤‎ ۱ 9 4: : : 1: N E ۲ A ‏ت‎ 7 r ۲ ۱ 2 1 7 7 ‏ر‎ 2 ۲ 7 7 7 1 1 ۲ t 1 I ۲ ۱ 2 ۴ E ‏ا‎ ۹۳ : A ۹ | ME / 4 ۱ ‏٤‎ ‎2 7 ۹ i 1 1 : 1 ۹ Ya : 0 / / ۲ 4: 1 ea WMI N ۱ : r ` 1 | A RT | 2 ‏ا ر‎ A e ۱ 5 4 7 5 ‏ا ا‎ ۱ 7 5 , 1 1 ” ۱ ۲ ۱ 1 0 ۱ eR A (Ih ۱۸ : 2x ep r ۴ ‏ا‎ ۳ ۱ - 0 : N MEU ‏١‎ 1 ‏ا‎ : 1 4. 7 3 : : 1۱ 2 ۱ 4 ۱ 4 / 1 7 ۱ ۲ ۲ 1 1 n (E ۱ 1 ۱ 3 1 ‏٠ ۰ . ٤ ٠‎ ۳ / 7 1 ۲ O . 1 1 1 7 4 ۲ 1 2 ‏ا و‎ ۹ 0 r ۱ : E ۱ PF ‏ر‎ ۱ 4 ۱ . Br < ‏ات‎ ۰ E : 1 ۱ ۱ 1 7 «` 0 ۳ 4 1 1 ‏٤‎ ‎/ : ‏ا‎ ‎| ۱ 2 1 ۰ ‏ا‎ ‏ا‎ OF 2 . > 4 7 e 3 7 1 ۳ ‏ر م‎ 2 4 1 ۱ ۰ ۷ ۳ّ E ‏م‎ ۴ . ۰ : 0 ۳P ۴ ۰ 1 4 ۲ 2 ‎ ‎ كتاب سير الأئمة وأخبارهم المعروف بتاريخ أي زكرياء لدار الغرب الاسلامي الطبعة الأولى 1399 ه _ 1979 م الطبعة الثانية 1402 هى _ 1982 م و 0 |5 5 بسا لای لا رفت لاء تالف ل نراه یی ال ب حقَقه ووضع ايل ال صرب الطبكة دازالعہت لاشلا ى جرت الطبِعَة الأو الكتبة الوَطّة ا جزائرية ماله لالم المَدمة طريق الإباضية إلى المغرب ترجم قصة الخوارج إلى أخطر شقاق ظهر ي الإسلام في خلافة علي بن أبي طالب عقب معركة صفين» حين فارقه الخوارج الذين استنكروا قبوله لبداً التحكيم مع معاوية. وبعد فشل هذا التحكيم نتيجة ناورة عمرو بن العاص ل حساب واستئناف أبدى علي کثیرا من الحلم وسعة الصدر والميل إلى المهادنة مع العناصر الثائرة التي كانت نمثل سندا قوياً لقضيتهء ولکن بدون حيث أن الجحركة قد اتغذت موقف العداء السافر تجاه الحزبين معا. وكذلك أعلن الخوارج حب جديد واتغذوا لأنفسهم زعب وقائدا هو عبد الله بن وهب الراسبى” ٠ . (ومن اسمه أخذت الطائفة نسبة الوهبية) ونادوا بشعارهم اللشهور: الاحكم | إلا لله!» الذي رد عليه الامام علي بقوله: «كلمة حق أريد به باطل !»٠ ثم انسحبوا إلى قرية حرورة التي تقع غير بعيد من الكوفة (ومنها أخذ الخوارج الأوائل اسم الحرورية) . ومع مرور الأيام كثرت جموع الخوارج واشتدت شوكتهم بالتحاق كثير من اتباع علي ممن أغراهم مبداً المساواة الذي أعلنوه بجيش (1) انظر ترجمته في الكامل للمبرد (191/2)؛ طبقات الدرجيني (202.201/2). 5 عبد الله بن وهب الذي احتل موقعاً استراتيجياً مهم على الضفة اليسرى لنهر دجلةء على طول ترعة نهروان(“) ونتيجة لشعورهم بالقوةء أخذت حركة الخوارج تزداد تطرفاً وتعصباً وتصم بالكفر والردة كل من لایری راما ولايتبرۇؤ من علي وكذلك اتغذت أعمالما طابعاً استفزازيا بل وارهابیا وم تتورع بعض العناصر منها على قتل الصحابة الأبرياء والنساء (عبد الله بن خباب وزوجته) بدون سبب سوی رفضهم تکفير علي بن آبي طالب . فلم بلغت هذه الأحداث عليا بعث إليهم قائلً: «ادفعوا إلينا قتلة اخواننا منکم أقتلهم ہم ثم انا تارککم وکاف . ولكن الخوارج ردوا عليه قائلين انهم متضامنون ي الأفعال التي يرتكبونها: «كلنا وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم») 4( وقد حاول عدد من الشخصيات ممن کانوا يحرصون على حقن دماء اللسلمينء وفي مقدمتهم قيس بن سعد( وأبو أيوب الأنصاري ”9 القيام بمساعي للصلح ولرآب الصدع؛ وناشدوا الخوارج العودة إلى صفوف علي لمواجهة العدو المشترك ئي الشامء ولكن هذه الجهود باءت بالفشل. (2) ضبطها ياقوت وقال إن أكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون. وهى كورة ؤاسعة بين بداد وواسط. حدها الأعلى متصل ببغداد. راجع معجم البلدان (337-334/5)؛ الكامل (343/5)؛ العبر (180/2). (3) نفس المصدرين الأخيرين. (4) راجع المامش على النص أسفلهء ص 41 هامش 8. (5) فيس بن سعد بن دلیم الأنصاري الخزرجي (ت سنة 60 ه.). کان من دهاة العرب وذوې الرأي في الحرب والسلم . استعمله علي على مصر صنة 37-36 وعاد فکان في مقدمة رجاله في صفين: راجع الإصابة. (الترجمة 7179)؛ النجوم الزاهر ى )83/1( ابن العبري› (ص 185). (6) هو خالد بن زيد. صحابي حب للغزو. توفي 52 ه. (طبقات ابن سعد 49:3). 6 وفي نفس الوقتء كان على بن أبي طالب يواجه ضغوطاً قوية في صفوفه حيث ارتفعت أصوات قوية من أنصاره تطالبه بالعمل لتامين مؤخرة جيشهء ولتصفية الموقف بينه وبين الخوارجء قبل أن يقدم على مواجهة جيوش الشام . وكذلك اضر اليف إلى أن يتخذ عدته للقضاء على الخطر اللستشري › فأعطى أبا أيوب الأنصاري راية الأمان› فنادى الخوارج قائلا ان من جاء تحت هذه الراية فهو امن ومن م يقتل منکم وانصرف إلى الكوفة أو فهو امن. وعقب ذلك زحف علي بن آي طالب على الخوارج (9 صفر 38 ه) فيا صبح يعرف بعد ذلك جوقعة الهروان التي قتل» من بين من قتل» فيها عبد الله بن وهب الراسبي(” والتي أحرز فيها الخليفة الرابع نصرا مبيناً ولكنه كلّفه كثيراً من التضحيات» فضلا عن أنه لم يقض نهائياً على حركة الخوارج . وهذه الحركة لم تلبث أن ظهرت من جدید على مسرح الأحداث في سلسلة من الفتن المحلية (في سنة 39 و 40ه) قبل أن يتوج نشاطها عبد الرحمن ابن ملجم باغتیال علي بن أ آي طالب . (7) قتل جيم الخوارج الذين اشتركوا في معركة النهروان والذين كان عددهم يبلغ ألفا ومن بينهم جماعة من خيار الصحابة . (8) قتل علي بن أبي طالب في رمضانء سنة 40ه. ولكنه اختلف في تاريخ اليوم الذي فتل فيه. فقيل يوم 17 وقيل يوم 11. وقيل في شهر ربيم الأول. وقد رجح ابن خلدون (ع) وابن الأثير وغيرهما التاريخ الأول. راجع هذه الأحداث حتى نايتها بمقتل علي في العبر (180/2)؛ الكامل (334/3 وما يليها)؛ الشماخي › (ص 56-40)؛ وفيات الأعيان (الفهرس)؛ حلية الأولياء (61/1)؛ تاريخ ابن الخميس (276/2)؛ مروج الذهب (الفهرست)؛ تاريخ الطبري (83/6)؛ البدء والتاريخ (73/5)؛ تاريخ اليعقوي (145/2)؛ الأصابة (ت 5690)؛ الفرق بين الفرق (ئي عدة مواضع) مقالة زول دااع ع1) في دائرة المعارف الأسلامية. مادة «الخوارج»» (الطبعة الأو ى). 7 وبي العصر التاليء واجهت الدولة الأموية ورات هنا وهنالك قام ہا ا لخوارج › ولا سے| ف الكوفة والبصرة . وي غضون العشرين سنة التاليةء زادت حدة شوكة «الشراة» (ك| يسمى الخوارج أيضاً). بازدياد عدد كبار رجاهم الذين سقطوا في الميدان ويعتبرونهېم شهداء. وهم هذه الثورات› بدون شك؛ هي تورة مرداس بن ابي حدیر التميمي» أي بلال( التي ل يتمكن جيش عباد بن علقمة المازني من قمعها إلا حيث أحاط بأبي بلال وأصحابهء وهم في الصلاة› وقتلهم عن آخرهم» وهو حدث سيترك جرحاً في نفوس أصحاب امذهب لايندمل مع مرور القرون. وقد زادت شوكة الخوارج حدة وقویت جموعهم واتسعت حرکتهم خصوصاء أثناء الاضطرابات التي أعقبت وفاة يزيد بن معاويةء فکانت هذه القوة إلى جانب ضغط جیوش الأموين بقيادة الجحجاج الثقفي» من العوامل التي عجلت بنهاية خلافة عبد الله بن التي دامت تسم سنين فقد كانت عداوة «الشراة» لهذا الخليفة الشجاع لاتقل حدة عن شعور العداء الذي يحملونه لبنى أمية الذين نجحوا في إبقائهم بعيدا عن معاقلهم في الشام. (9) راجع الامش على النص أسفلهء ص 131 هامش 4. (10) عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي. أبوبكر. أول مولود في المدينة (السنة 1)ء بعد المجرة. بويع با خلافة عقب موت يزيد ابن معاوية في سنة 64 ه. وشمل سلطانه مصر والحجاز واليمن. وقد دخل في معارك عديدة ضد الأموين. وخصوصا ضد الحجاج ابن يوسف. انتهت بمقتله ي مكة في سنة 73ه. راجع فوات الوفيات (210/1)؛ اليعقوبي (2/3)؛ الطبري (202/7)؛ الكامل (135/4). (11) راجع الملل والنحل للشهرستاني (161/1)؛ الكامل للمبرد (136/1)؛ الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي (ص 93-54 وكذلك 265.263). 8 وفي هذه الأثناى تفرّقت حركة الخوارج إلى عدة فرقء يقول اللؤ رخون انها تباوزت عشرين فرقة لا تجمع بينهم سوى نظريتين: نظرية الخلافة التي ل يعودوا يشترطون أن تكون من قريش» ونظرية اعتبار العمل جزء من ¿ الامان 12 . وقد اشتهر من هذه الفرف؛ء خصوصاً الأزارقة (أتباع نافع بن الأزرق) والصفرية الذين لا يختلفون کثیرا عن الأزارقةء من حيث غم حمیعاً يكفرون المسلمين ماعداهم. والاباضية (نسبة إلى عبد الله بن إباض» زعيم الذين تتكون منهم الأغلبية الساحقة من الخوارج في المغرب. والاباضية طائفة تمتاز بالاعتدال في نظرتها إلى مالفيهاء حيث أنهم لا يحكمون بتکفیرهم › بل انهم يعتبرون التزاوج والیراث مع غيرهم من السلمين حلالا. وهم لا يستبيحون قتل غير الخوارج من المسلمين إلا في حالة إعلان الحرب (عكس الأزارقة) . باتخاذه موقفاً ختلف ء عن موقفهم تیاه آهل 14 وبعد مقتل أبي بلال الذي قاد ثورة سنة 61 ه.» وقتل فيهاء تسلم زمام رئاسة الطائفة عبد الله بن اباض الذي وصفه الشماخي بأنه «إمام أهل التحقيق والعمدة)(15) وقد كان عبد الله يتسم بحصافة وبعد نظر (12) راجم الامش على النص أسفلهء ص 40 هامش 5. Welhausen. Die Religios- Politischen Opposition in Alter : ‏ر اجع‎ (13) Islam, (Berlin, 1901, p. 2-28). (14) سير الشماخي› (ص 77). (15) نفس الصدر. سياسي سيضمن لطائفته فترة من السلام والاستقرار هي في أشد الحاجة إليها. اللستحكم للأموينء بل ان علاقة متينة قامت بينه وبين عبد الملك بن مروان (86-26ه) سمحت له بأن يقوم بدور المستشار هذا الخليفة 19 . وسواء أكان هذا التقارب قد وقم بوحي من أكبر تلامذة عبد الله tO ۰ ۰ ‫َ ۰ 7 ۰ ۰ و نجهم جابر بن زید 1( م أن عبد الله بن اباض هو صاحب هده الخطة السياسيةء فإن من المؤكد أن هذا الموقف لايمكن أن يوصف بالتقية التي وصف با موقف أي نوح سعید بن زنغيل وآبي القاسم يزيد بن لد من المعز لدين الله الفاطمى › بعد ذلك بنحو قرنين . وهذا الموقف ثل انقلابا ف علاقات الخوارج بواحد من الحزبين اللذين قاومو هما طویلاء وتلك العلاقات السلمية ستستمر حتى أواخر القرن الأول للهجرة. وبعد عبد الله بن اباض» حمل لواء الدعوة في البصرة أبوالأشعث؛› جابر بن زید الأزدى . وجابر بن زيد الذي ينتمى إلى مدينة نزوةء والذي ولد في سنة 18 يعتبر» بشهادة أبي زكرياء نفسه من أكبر علماء المذهب. ومن يدري فلو وصل إلينا ديوانه المشهور (محجموعة أعماله) والذي يحدثنا عنه أبوزكرياء باستفاضةء لكان من المحتمل أن نستخلص منه علً غزيرا عن عفدة المذهب ولكان اسم هذا الامام أكثر شعبية مما هو الآن . ولكن هذا الديوان الذي يقم في حجم كبير يعتبر الآن مفقوداً . (16) نفس المصدر. (17) راجم حاشية الجامع الصحيح على مسند الربيع بن حبيب لعبد الله السالي (8-7/1)؛ طبقات الدرجيني (205/2)؛ سير الشماخي» (ص 75 وما يليها) . (18) راجع طبقات الدرجيني (205/2)؛ سير الشماخي › (ص 70). 10 وقصاری القول ان جابر بن زید الذي يصفه الشماخي ب «بحر العلوم العجاج › وسراج التقوى› أصل لذب 1( هو الذي اقام دعائم اذهب الاباضي نہائیا عل الأسس الي وضعها ٩ عبد الله بن اباض . وانطلاقاً من القاعدة السياسية التي أرساها سلفهء فقد سار جابر في السنوات الأولى من زعامته على سياسة ودية تجاه وارتبط بعلاقات وليقة مع الحجاج بن يوسف الثقفي (95-40 ه). بحیث عرض عليه عامل بني أمية على العراق القضاء("”). وقد كانت الواسطة بيغاء هو يزيد بن ابي مسلم . صحيح أن هذه الصداقة السياسية يمكن أن تفسر بأنها مهادنة من الحجاج الذي ل يشتهر باللين ولا بالمسالمةء حيث أنه كان في تلك الفترة منهمكا في قتال الطوائف المتطرفة من الخوارجء ولم يكن من حسن السياسة أن يدفع بالاباضيين المعتدلين في أحضان أعدائه ولكنه يجب ألا ننسى أن الحجاج كان عامل عبد الملك بن مروان الذي رأينا عطفه على الاباضيين وتقريبه لأمامهم . وأيأ ماكان الأمرء فان هذه العلاقات التي استمرت حتى بعد بناء مدينة واسط (86-83 أخذت تسوء تدريجيا في أواخر القرن. (19) سير الشماخي . (20) أمير شجاع. ولد في سنة 53ه. وين والياً على خراسان بعد وفاة أبيهء ي سنة 3 ه. (21) كان أبو مسلم من موالي ثقيف ويعمل كاتباً للحجاج. وقد ظهرت براعته بحيث أن الحجاج استخلفه على العراق لا حضرته الوفاة وأقره في منصبه الوليد بن عبد املك بعده. توفي في سنة 102 هجرية. 11 وسبب تدهور العلاقات بين الحجاج وجابر بن زيدء يعزى. ئي الملكان الأول إلى وفاة عبد الملك بن مروان (سنة 86ه). ولكن عا لاشك فيه أيضاء أن التقارب الذي وقع بين الأباضيين في البصرة وأسرة يزيد ابن اهلب(“ الذي كانت نصيحة الحجاج للخليفة عبد املك بن مروان السبب في عزله من منصب الوالي على خراسانء کان عاملا آخر في تحول الحجاج عن الأباضيين. وهذا التقارب ندرك عمقه إذا عرفنا أن عاتكة شقيقة يزيد بن الهلب» كانت من المناضلين في صفوف الإباضيين؛ ومن الدعاة المتحمسين (23). وبعد ما تمت القطيعةء أخذ الحجاج يقوم بحملة اضطهاد ضد الاباضيين كان من نتائجها تشتيت رجال المذهب» ك| أبعد هو نفسه كثيرا من علمائهم عن العراقء ومن بینہم جابر ابن زيدء وساروا ای عمان وغيرها من المناطق . کان من أعلم تلامذة جابر بن زيد (الذي توفي في سنة 93ه). وأشدهم تقانياً في الدفاع عن الدعوةء رجل اسمه مسلم بن أبي كريمة التميمي أبوعبيدة. ويبدو أن أبا عبيدة ينحدر من أصل فارسي (فيا يقول صاحب الأغاني)› مثل تلميذهء عبد الرحمن بن رستمء وآن انتاءه إلى قبيلة تيم إنا كان بالولاء. على أن الأصل الفارسي أو البربري › لا يؤخذ في الاعتبار عند ج لدى النظر في اختيار الامام (وأبو زكرياء يعقد فصلا خاصاً ي سيره لذكر فضائل البربر والعجم) . ولذلك› فان أصل أي عبيدة ل يقم حائلا دون اختياره خليفة حابر بن زيد على رأس الأمة الاباضية . Perier (J), la vie d’El-Hadjadj, Paris, 1904 (pp. 221-231). : ‏راجع‎ (22) .)78 ‏سير الشماخي › (ص‎ )23( 12 والشيء الذي يتميز به أبو عبيدة عن شيخه وسلفه› هو انه تعرص ألوان التعذيب. وفي معرض الحديث عن تبربة أبي عبيدة مع الحجاج ابن يوسف» يقول الشماخي : «ما سجن الحجاج أباعبيدة وضماماء منع أن يوصل إليھا شيء وكانا يقصان شار بأسناناء وكان أحدهما ينفض لحيته فيتساقط منہا القمل . وکان طعام أهل السجن خبز الشعير وملح ويعمد إلى مراكن عظام فيسكب فيها الماء ويطرح فيها الملحء ثم يضربونه حتی تحرج رغوته» فمن شرب أولا کان أمٹل قليلا ومن شرب أخيراء كان (ذلك) العذاب»“ . كان مركز الامامة الاباضية في البصرةء وهناك أنشاً أبوعبيدة معهداً للدراسات الاباضيةء كان هو نفسه يشرف عليه ويعلم الطلبة ویدرہم عل القيام بنشر الدعوة م يبعث با يسمى «حملة العلم» إلى تلف البلدان . وكانت التعليمات التي یزود بها هؤلاء تقضي بن يقوموا بعمل سياسي وبنشر الدعوة في السر حتى يلقوا الظروف اللائمة ويجتمع لدیہم عدد كاف من الأنصار والمؤ يدين› ثم يعلنوا «حالة الظهور». وني هذا السياقء يجب أن نعرف أن الاباضية في هذه المرحلة قد )24( راجع مقالة ‎De‏ .۸) في دائرة المعارف اللاسلامية› (الطبعة الأولى)ء مادة «اباضية». وSکiلJك‏ : ‎Sachau (E), Uber ein Arabonik aus Zanzibar (Siminar fur‏ ‎orientalische spraken), 1898, (p. 1-19).‏ 13 وجدت تربة خصبة في بعض أطراف الجحزيرة وخصوصاء ئي عمان وفارس وزنجبار وأفريقية الشرقيةء وفي الغرب ٠ وهذه الأقليات الدينية هي التي عمل أبوعبيا.ه على تغذيتها بالعلم وتزويدها بوسائل التوغل الايدولوجي ولشحذ همم أبنائها لتوسيع دائرة إشعاع اللذهب. وكذلك وجه أبوعبيدة بعثات إلى اليمن وحضرموت وعمان وخراسان» وإلى المغرب أيضاً. وقد كانت بعثة المغرب تتألف من أي الخطاب وعبد الرحمن بن رستمء وعاصم السدراتي› واسماعيل بن درار الغوامسي › وآ داود القبلي النفزاوى 9 ٠ وهذه العمليات التي نالت نجاحاً باهرا بسبب ما كانت تتمتع به من التنظيمء ولكن لأن نشاط «حملة العلم»ء صادف انهيار سلطة الدولة الأموية في تلف أطراف ولا قامت الدولة العباسيةء استمر الاباضيون على نشاطهم الذي وجد تشجيعاء بل ورعايةء من بعض الشخصيات البارزة في الدولة الجديدةء وفي مقدمتهم عمة الخليفةء المهدي. وزوجهاء عبد الله بن الربيع الذي اعتنق المذهب الاباضيء بل ان الخليفة أباجعفر نفسه كان يبدي ميلا إلى الطائفة الاباضية . (25) راجع سير الشماخي › (ص 125-124). (26) راجع مقالة لیویسکي ي دائرة المعارف الاسلامية. (الطبعة الثانية)› مادة «الاباضية». (27) سير الشماخي › (ص 108-107). (28) راجع ليويسكي (المصدر المذكور). 14 ولكنه بعد وفاة ابي عبيدة في سنة (145 )29( دخل نشاط المذهب الاباضي ف مرحلة من الركود النسبي › ولو أن وجود الطائفة استمر تحت إمامة الربيع بن حبيب البصري» الذي خلف أبا عبيدة. بل آن هذا الامام حاول احياء التقليد الذي سنه أبوعبيدة بارسال بعثات من حملة العلم إلى الأقطا ر. على أن علاء المذهب ل يلبثوا أن أخذوا في الحمجرة جماعات من البصرة إلى عمانء ولو أن وجود الطائفة استمر في الكوفةء فيا يبدو طوال القرن الثاني وكذلك تحول مركز الثقل في الاباضية الآن إلى عمانء بفضل الآثر الذي تركه هناك جابر بن زيد وغيره من زعاء المذهب الذين لحقوا به . ومن عمان. انطلق اشعاع اذهب في اتباه الحند والصينء وخصوصا إلى شواطىء أفريقية الشرقية المجاورةء كا أصبحت مصر مركزاً للدراسات الأباضية لا يقل أهمية عن البضرة سابقاً. ولكن الدور الذي سيلعبه رجال امذهب ف اغوب سيكون حاسً في المراحل الأولى من تاريخ الإسلام في هذه البلاد. فول من حمل الدعوة إلى المغرب» كيا ذكر أبوزكرياۍ هو سلامة بن سعد وعكرمة بن عبد الله (الذي يعزى إليه نشر مذهب الصفرية) في أوائل القرن الثاني ال حجري . ويبدو أن نشاط سلامة وحد أرضاً بكرأ فنالت دعوته نجاحاً (29) هذا هو التاريخ الذي تورده الرواية لوفاة أبي عبيدة› ولكن المستشرق ليويكي (المصدر المذكور)» يرى أن قول أبي زكرياء بأن أباعبيدة مات في عهد عبد الرحمن بن رستم لا يمكن قبوله. على أن هذا الباحث لا ينوه بالأسباب التي حلته على هذا الرفض . (30) راجع ابن عبد الحكيم» فتوح مصر (ص 224) . 15. ملحوظاًء حيث أنه لم يكد يمضي على دخوله إلى المغرب عشرون سنة حتى تكونت جماعة معتبرة من الاباضين ي طرابلس يتزعمها رجل يدعی عبد أله بن مسعود التجيبي وکانت تسانده قبيلة هوارة . ولکن هذا الزعيم يلبث أن قتله عامل طرابلس ٠ وبعده» تحولت زعامة المذهب إلى عبد الجحبار بن قيس المرادي › ومعه الحارثٹ بن تليد الحضرمي . وتحت رئاسة هذين الزعيمين اللذين كانا يتمتعان أيضاً بتأييد أصبحت طرابلس قاعدة للمذهب. على أن خلافا ظهر بينا فاقتتلا وقتل كل من)| الآأخر في سنة 131 ه. وعقب ذلك انتخب أتباع المذهب رئيساً عليهم اسماعيل بن زياد وخلعوا عليه لقب «إمام الدفاع» . وكذلك نال المذهب تأييد زناتة في مرحلة لاحقة في المناطق الغربية لطرابلس في جبل نفوسة. وي سنة 132 استولى اسماعيل النفوسي على مدينة قابس ولکنه فتل على مقربة من هذه اللدينة بي معركة خاضها مع جيش عباسي بقيادة عبد الرحمن بن حبيب» عامل وبمقتل اسماعيل النفوسي. انهارت الدولة الاباضية الأولى في طرابلس› وذلك على الرغم من بقاء بعضص العلاء ف طرابلس ومن مسك سكان المنطقة بالذهب. (32) نفس المصدر. 16 وعفب هذه المرحلة› عادت إلى المغرب بعش رحملة العلم» التي من بينها عبد الرحمن بن رستم وعبد العلاء ابن السمح المعافري› أبوالخطاب الذي عينه أبوعبيدة رئيساء بعدما تلقى التعليم والتدريب على هذا الاما ۴ وبعد وقت قصين تمكن أبوالخطاب من الاستيلاء على مدينة طرابلس وولايتهاء ثم اتجهت الجيوش الاباضية إلى مدينة القيروان › حاضرة افريقيةء التي كانت تحتلها ورفجومة (في صفر 141 ه) واستولت عليها. وبذلك أصبحت الدولة الاباضية قوية وتمتد حدودها من برقة مروراً بطرابلس ونفوسةء حتى حدود الجزائر الشرقيةء بجا في ذلك مناطق قسنطينة وأراضي كتامة من سطيف. على أن دولة أب الخطاب ل تعمر طويلاء حيث قضی عليها جیش عباسي جمع إلى دقة التنظيم وبراعة التخطيط بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعيء والي مصرء عقب معركة حاسمة وقعت في شرق فقد فيها أبوالخطاب عدة الاف من جيشه وقتل هو نفسه نها( . وعفب هذه الحزيمة الق صمنت للعصباسيين السيطرة عل ولاية طرابلس انسحب الاباضيون ف اتحباه جنوب طرابلس وتوس والمغرب الأوسط . (33) راجع عن هذه الأحداث العبر (192-191/4)؛ البيان (70/1 و82)؛ الاستقصا (55/1 و57)؛ سي الشماخىء (ص 132-123)؛ الخلاصة النقية (ص 17)؛ طبقات الدرجيني (33-25/1 و22/2 ومايليها). وانظر كذلك تاريخ فتح ليبيا للطاهىر الزواوي › (ص 180-173). 17 وقد كان في مقدمة الفارين للنجاة بأنفسهم › عامل أبي الخطاب على القيروان ورفيقه في الدراسةء عبد الرحمن بن الذي سلك طريق بكثير من التفصيل بحيث يعتبر المرجع (مع تاريخ ابن الصغير) عن هذه الدولةء وبالتالي› فنحن لا نكلف أنفسنا مؤنة الحديث عن العهد الرستمي لاستعراض ما تخلله من الأحداث الدينية والسياسية . وإلى جانب عبد الرحمن بن رستم كان يوجد علماء اباضيون اخرون عاشوا بعد هزيمة أي الخطاب وكانوا يتمتعون بمكانة عظيمة بين الطائفة بقوا ي جبل نفوسة. وبعض هؤلاء كانوا يرون أن الامامة تؤل إلى عبد الرحمن الذي استخلفه أبو الخطاب على القيروان» ولذلك أعلنوا ولاءهم له وكانوا يبعثون إليه بالزكاة اعترافاً له بالولاية. وقد كان في مقدمة هؤلاء أبوحاتم الللزوزي . وفي سنه 151 ه. قامت ثورة اشترك فيها الاباضيون مع الصفريةء بقيادة أي حاتم الللزوزي الذي خلع عليه لقب «امام ادا کان من نتائجها استيلاء أبي حاتم عل طرابلس والقيروانء قبل أن يتجه غرباً ليضرب حصاراً على مدينة طبنة. وبعد سنوات من النضالء انهزم أبوحاتم واتجه إلى جبل نفوسة في فلول »٩ فطارده یرید بن حاتم إلى أن أدركه ف جندوية› تله ف لانن الفا من أصحابه (ئِ سنه 5 ه) › وبذلك سط بنو العباس سلطانهم من جديد على طرابلس وافريقية 18 أبي حاتم الملزوزي من طرابلس وتونس نحو الغرب وال حنوب الغربيء وخصوصاً إلى بلاد كتامة حيث استقرت جماعة معتبرة منہم من سنة 156 هھ وانضم کشیر منہم إلى منطقة تيهرت التي انتخب عبد الرحمن رستم إماماً عليها في سنة 160 (وئي روايةء في سنة 1 ه) والتي أصبحت الآن الموئل الرئيسي لاضن( . ¥ ¥ ¥ وتعت الأئمة عبد الرحمن» وابنه عبد الوهاب» وحفيد› أفلح. 4 بلغ اللذهب الاباضي أوج عظمته العلمية والسياسية حيث كان أساساً لحضارة لم يشهد لها المغرب الأوسط مثيلاً من قبل. فإن الأسرة الرستمية التي استطاعت أن تفرض سلطانها على القبائل المضطربة في هذه المنطقة دون أن يكون فا سند من العصبية إنما تمكنت من ذلك بسبب المكانة الأدبية التي كان يتمتم بها هؤلاء الأئمةء وبفضل عنايتهم بالعلوم والفنون وحرصهم على اقامة العدل والقسطاس› واعتمادهم في السياسة منہج الشورى واحترام رأي ا وباختصار تلك البادىء الق ناضل الأاباضيون من أجلها کثیرا وكلفتهم تضحيات باهظة عبر العصور ولم يتمكنوا من تطبيقها في المشرق. كان سلطان تيهرت يشمل منطقة تمتد من تلمسان غرباً حتی طرابلس شرقاً. وفي الشمال الغربي كانت حدود المملكة تمتد حتى البحر (34) راجع (ص 78)؛ سير الشماخي (ص 135-133 و138)؛ طبقات الدرجيني (36-34/1)؛ معجم البلدان (27/2)؛ الأزهار الرياضية (ص 83 ومايليها)؛ تاريخ المذكور). (35) راجع طبقات الدرجيني (56/2). 19 الأبيض عند مرسى الفروج» ومن الشمال الشرقي حتى مرسى الخرز (أي بين أرزيو الحالية والقالة) وتشمل مرسى الدجاج (الجحزائر) ومرسى بجاية . وي هذه الرقعة کان يقطن عدد من القبائل أهمها وأكبرهاء مايه وسدراته ومزاته وزنانة ولواتة ومكناسة وغمارة وازداحه وهوارة ونقوسة› وهی › بالطبع م تكن كلها تدين بالڏذهب الاباضي ء ولکنہا تخضع لسلطان الرستميين السياسي . وفي الجنوب» كانت رقعة الدولة الرستمية تشمل عدداً من الواحات التي أهمها وادي ريغ ووارجلان» إلى جانب الزاب وجزء من الجحريد. وكذلك کان یوجد مصیی تد بين جزء من اللحضنة والزاب وجبل أوراس يقطنه الاباضيون ويمثل حلقة الوصل بين أمامة تيهرت وبين المناطق اللأهولة بالاباضيين في جنوب تونس وطرابلس. والمناطق الشرقية الاباضيةء كانت في أوائل القرن الثالث المجري ء تشمل مناطق قفصة وقسطيلية وقنطرارة› ونمزاوة› والحبال الي تد من الجنوب الشرقي التونسي» كما تشمل جيع ولاية طرابلس (فيا عدا المدينة نفسها) . ومن هذه الملاحظات؛ نستخلص أن الدولة الرستمية كانت تحيط بدولة الأغالية من جيم الجهات (فے)| عدا شریط ممتد من الشمال) بحیٹ كانت رقعة هذه الدولة ي الربع الأول من القرن الثالث الحمجري لا تتجاوز الشمال التونسي وجزء صغير من الشمال الشرقي الحزائري . ولکنه ف سنه 224 هھ نجح الأغالية ف تحطيم هذا الحصارں 20 باحتلال المضيق الذي يربط تيهرت بطرابلس (أي منطقة قفصة وبلاد الجريد)ء وكان ذلك بفضل حملة فادها عیسی بن ريعان الأزدى 5 . وفي منتصف القرن الثالث منيت تيهرت بالشقاق الذي أحدثه النكار والواصلية واستغلته القبائل الساخطة سياسيأء ثم بخروج الخلفية وابن مصالة الذي كون دويلة صغيرة مستقلة عن تیهرت؛» وغبر بعید منہا. وهذه أحداث يتناولها أبو زكرياء باستفاضةء ولكن القارىء يحسن صنعاً إِذا قارن رواية مؤلفنا الاباضي برواية ابن الصغير المالكي الذي كان يعيش تلك الأحداث في تيهرت. ۱ وقطم الأغالبة لطريق الاتصال بين تيهرت والمناطق الشرقية التابعة لاء والشقاق العقائدي› وعحاولة الولاة الاستقلال با ولوا عليه أو اقتطعوه لأنفسهم› كانت كلها ضربات قاسية هزت كيان الدولة الرستميةء ولكن الضربة القاضية على سلطان الأباضيين»› كانت معركة «مانو» (بين طرابلس وقابس) التي ألحق فيها ابراهيم بن أحمد الأغلبي في سنة 283 هت هزيمة منكرة بالاباضين» لايتحرج مؤلفنا من ذكر تفاصيلها واثارها السياسية والعسكرية ففى هذه المعركة تحطمت شوكة نفوسة الى كانت بثابة العمود الفقري للدولة الرستمية في المنطقة. حتى سنة 296 هت حين تعرضت لضغوط قوات العبيديين المباشرةء قبل أن (36) راجع عن هذه الأحداث العبر (200/4)؛ اليعقوي (ط. دوخويه› ص 347-346) ؛ طبقات الدرجيني الشماخي (ص 159-154 و 161). )37( قارن البيان الذي يؤرخ لذه الوقعة في سنة 284 ه. (130/1)؛ العبر (303/4)؛ طبقات الدرجيني (90-86/1)؛ سير الشماخي (269-267). 21 تسقط في ایدم في آخر الأمر. وحينئذ لم يكن لآخر الأئمة أي يوسف يعقوب بد من الفرار مع أسرته وأعيان دولته إلى سدراتة وارجلان» في الحنوب الشرقي من تيهرت. وهناك فكر البعض ي اعادة بناء الامامةء ولكن هذه الفكرة لم تكن واقعية. وقد أدرك هذه الحقيقة الامام نفسه. %4 # وفي هذه الأثناىء تكونت دويلة اباضية في جبل نفوسة الذي يقتحمه العبيديون إلا في وقت متأخر» بزعامة عام يسمى أبو يحيى زكرياء الأرجاف. وخلع عليه لقب «الامام المدافع»» وقد دامت هذه الدويلة نحو 15 سنة. وهذا هو الحاكم الاباضي الوحيد الذي أخذ لقب «الامام» بعد الرستميين. وعلى الرغم من أن سلطان ابي یی ل یکن یتجاوز جبل فهو مع ذلك کان يحکم هذه المنطقة فعلا ومنم عنہا العبيديين. والاباضيون في الوقت الحاضر لا يزالون متمسكين بتراثهم وميزاتهم الي ورثوها عبر القرونء وهم يعيشون في جماعات متضامنة منطوية على نفسها ولکنہا ترتبط بعلاقات بتبادل تجاري وتعيش ئي وئام مع محتلف الجماعات الدينية والاثنوغرافية في المغرب. والناطق الحغرافية الأساسية التي يعيشون فيها (فيا عدا المدن الرئيسية التي يمارسون الأعمال فيها) هي ورجلة ووادي ميزاب في الحزائر وفي جبل نفوسة في ليبياء وي جربة» في تونس» حيث توجد أقلية تمثل النكارية» كا هي الحال في زواغة بلیبيا. oO )38( ترجم له الشماخي ووصفه ب «القاضي العادل›ء العالم الكامل › الامام الفاضل› جم عل وعملا وورعا» . راڄجع السب (ص 244-243) , 22 من هو ابو زکرياء؟ م يرد ي التراجم القديمة غير الاباضية التي بين أيدينا ذكر لأبي زكرياء يحیى بن أبي بكر" وأما كتب التراجم الاباضية الي تعرضت لسيرة ابي زکریاءء فهي تعود كلها إلى أصل وهو طبقات أبي العباس الدرجيني )ت . سنة 670 ه) . وترحمه الدرجيني الي لخصها الشماخي تلخيصاً جيداً ولكنه لا يضيف إليها شيئاً ا كر تصنف با زكريء صمن علاء الطقة العاشرة (500-450 ه) مع أخبه زکریاء ومع أبي الربيع سليمان بن يلف الزاتي (الذي مات في نفس السنة التي مات فيها أبو زكرياء ‏ 471 ه). وأبي سليمان يوسف(”). ونحن نکتفي هنا بنقل ما ورد ئي هذه الترحمة: «ومنہم آبو زکریاء یحی بن أي بکر وأخوہ ابو یحی زکریاءء رحمھا (1) يجب عدم الخلط بينه وبين أبي زكزياء يحيى بن أي زكرياء الذي كان أيضاً عالاً ومن کتاب الس ولکنه حاء متاخخرا حیٹ عاش ف النصف الأول من القرن السادس ال حجري . (2) راجع السين (ص 418-417). (3) انظر للمتأخرين عن أبي زكرياء. معجم المطبوعات (1914)؛ تاريخ الجحزائر العام (400/1)؛ معجم أعلام الجزائر (ص 204( الأزهار الرياضية امش 2)› . Brock S: 1/336 ‏وكذلك‎ 23 الله . كانا من الأفاضل القتفين لآثار الأوائل» لم تزل الديانة بحياتم| وطرق البر ناهجةء وطلب علوم المذهب وسير من تنسك وترهب» وفيا ثي علوم النظر أطول باع بأدلة ذات وحجج تلا القلوب والاسماع؛› وتغنى عند المحاضرة مالا تغني الملشرفية عند القراعء فكانا مراد الفارين . مع تباعد الدارين». دوذكروا أن أبا زكرياء بن أب بكر توجه ذات سنة إلى وارجلان زائراء تم رجع ٠ فمر بجماعة من أصحابه بقنطرارة› فسالوه عن أحوال اهل وارجلان › وکان ذا فطنة وبصيرة فقال : أُما ذهب بصري فلم أُر أحدل وأما رأيت ورجلان خلت ف) بها أحد». «وحكي أن أهل وارجلان قالوا له حين وصل إليهم : أقم عندنا قلیلاً فنأنس بك. فقال لحم: قولوا أقم عندنا قليلا يمت قلبك» وذلك لا اطلع عليه من سوء طريقتهم ورداءة أحوالحم». «وذكر غير واحد من تلامذة أبي الربيع بن يلف قال: أردنا الطلوع إلى جبل دمر لدراسة ونحن حماعة نقراً بتمولست› فلم يوافق ذلك أبا الربيم ولا أبا زكرياء». (4) هكذا في سير الشماخي. ولكن النص المطبوع من الطبقات يورد اسم أبي يحيى زكرياع انه لن المؤسف أن محقق الطبقات الفاضل ل يقم بمقارنة نسخه بالنسخة اللطبوعة من السير (وهي نسخة حسنة في مجموعها). ولو فعل ذلك لأمكن توضيح كثير من الفوارق واللبس › ولا سےا ف الأعلام الق ترجم لأصحاما کلا الملؤلفين. ونحن نعتمدذ ف هذا النص قراءة الشماخي › لأن أبا زكرياء أشهر من أخيهء کا ن اسمه ورد قبل اسم أخیه في الترجمة. وبالتاليء فمن الطبيعي أن يدور الحديث حوله )5( قراءة الشماخي . وفي النص المطبوع من الطبقات: ولا أبايحيى زكرياء. 24 «وقال بو زکریاء اعلموا ان سوء ا اا يحرج منه من دخل فيه بالرجوع عنه لا بالتمادي عليه . وقال لحم أيضا : إنكم إن مضیتم إل أهليكم على هذه الحالةء كنتم كمن تعمد إماتة الدين. وهذا تحريض وترغيب ئي طلب العلم». وكان كثيراً ما يوصيهم . فيقول م : إياكم والتسارع إلى قبول صنائع الناس وهداياهم › فإنه قيل كن عبداً لله ولا تكن عبد للناس. وأنشد في ذلك : ولست وان قربت يوماً ببائع ‏ لديني وأخلاقي رجاء التقرب ويعتاده فوم لقوم تجارة ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي » ويعضي الدرجيني. فيورد مراسلة أبي زكرياء لأبي نوح محمد في مسألتين فقهيتين وإجابة أبي نوح ثم يقول: «وروى أبو عمرو( عن أي زكرياء بن بن أبي بكر انه کان کثیرا ما یردد قول می بن معاذ الرازي : للتوبة ثلاث مقامات» الندم والاستغفار والحقيقة. فالندم عند التحول والشعور بمرارة المعاصي . والاستغفار› طلب الغفران بصحة اللارادة . والحقيقة. الاوبة إلى الله ص وجل. فافة الندم وافة الاستغفار الغفلة وافة الحقيقة الشهوة»(” (7) الطبقات (451-448/2). 25 كلمة عن كتاب السير قمت بتحقيق نص كتاب السير على أساس مخطوطة واحدة مكتوبة خط معرب حسن واضح ‏ والعناوين مكتوبة بال حبر الأحمر. ويېلغ عدد صفحات المخطوطة 180 صفحة مقاس 18×25 › وعدد أسطر الصفحة 21 سطراً من المتوسط. والنسخة ملك للشيخ سليمان بن داود من غردايةء أعارها مشكوراء لغرض تحقيق الكتاب. وهذه النسخة منسوخة على نسخة أخرى بخط الشيخ عمر بن يوسف وصححت على نسخة أخری بخط ابن أخ وهو يى ابن الحاج سعيد بن يوسف. وقد قام بنسخ النسخة التي اعتمدت عليهاء بكير بن إبراهيم الذي نسخها للشيخ محمد بن إبراهيم بن سليمان بن إبراهيمء وفرغ من نسخها في غرة محرم سنة 1335 بغردايةء وقد حبست النسخة برسم محكمة غرداية (سجل 101 ). ونظراً لجودة النسخة التي أسعفني الحظ بالعثور عليها والق هى النسخة الوحيدة المعروفة لدي ولدى أصدقائي الاباضيين الذين تحدثت معهم ي الموضوع؛ فإنني لم أجد سوى صعوبات ثانوية في تحقيق هذا النص. وهذه الصعوبات تتصل › خصوصا بقراءة س اء بعص الأشخاص 26 والأماكن وقد تمكنت من تذليلها بالرجوع إلى سير الشماخي وطبقات الدرجيني . وذلك بالاضافة إلى مخطوط أباضي آخر (أتيحت لي منه نسختان) قمت بتحقيقه. في نفس تقریبا وأعني بلك سير أبي الربيع الوسياني . فهذه النصوص بالأضافة إل المراجع المعروفة والتي استعنت ہا لوضم الموامش» هي التي استعملتها لمقارنة ماأشكل علي من أساء الأشخاص والأماكن الواردة في محطوطة كتاب السير. وهذا الكتاب يحقق وينشر لأول مرة بالرغم من مضي نحو عشرة فرون عل ولکنه مع ذلك معروف لدی القدماء والمحدڻن من الدارستين لشؤ ون الاباضيين الدينية والسياسية . فان المستشرف الالماني› ادوارد ساخو مخبرنا ُن الكتاب قد اعتمده المشارقة مصدراً للأخبار التي تتعلق باباضية المغربء وان اللؤلف المجهول لكتاب «كشف الغمة في سير أئمة عمان» إنما أخذ مادته عن رجال المذهب في شمال افريقية من كتاب السير لابن زكرياء(. وقبل ذلك كان كتاب السير المصدر الأساسي (مع سير أبي الربيع الوسياني) الذي استقى منه الدرجيني مادة طبقاته (ولا سےا الجزء الأول الذي يشتمل على عشرات الصفحات الملخصة أو المقتبسة حرفي من كتاب السير) وكذلك استفاد منه ونقل كثيرأ من روايات أبي زكرياء أبو الربيع الوسياني الذي عاش في القرن السادس في سيره . )1( راجع ادوارد ساخڂخو. المصدر المذكور› ص 19-1) . (2) قام هذا الكاتب بتحقيق الحزء الثاني من سير أبي الربيم الوسيانيء والكتاب تحت الطبع . 27 وأما الشماخي › يدو انه بطلع على نص الكتاب› ولکنه مع ذلك ينقل عنه كثيراً بواسطة طبقات الدرجيني . وكذلك استفاد منه سليمان الباروني كثيراً في كتابهء أزهار الرياض (الجزء الثاني) الذي أرخ فيه لتيهرت وللأئمة الر ستميين . بواسطته وضع صورة تركيبية للدولة الرستمية(”. وهو أيضا من المراجع الى لا يمكن كتابة تاريخ المغرب دون الاستعانة ها . وبالفعلء فان المؤ رخين الأوربين الذين كتبوا عن المغرب في غضون القرن الماضيء منذ ترجمة كتاب السير إلى اللغة الفرنسية (سنة 18 م) . إنما أخذوا مادتہم الأساسية عن عدد من الموضوعات. وفي مقدمتها ما يتعلق بتاریخ تيهرت. من هذا الكتاب. على أن الشىء الذي ينبغى تسجيله أيضأ هو أن الكتاب قد صادف سوء طالع غريب. فبينما نجد الكتب الاباضية التي استقت منه واعتمدتهء مٹل سير الشماخي وطبقات الدرجينى قد نشرت نصوصها (والأول نشر مرتين)› فإذا به هو يظل غطوطاً نادر الوجود. والترجمة الفرنسية التي أشرنا إليها لكتاب السير قام بها ماسکاري تحت عنوان «تاريخ أبي زكرياء». وإنه لمن سوء الحظ أن هذه الترجمة (3) مع اعتبار أن ابن الصغير مالكي وليس اباضياء كما سبقت الإشارة إلى ذلك. (4) ر اجع : ‎Basset (R), Les sanctuaires du Djebel Neffousa, Paris, 1889, (p.6).‏ Emile Masqueray, La Chronique d'Abou Zakaria, Alger, 1878. (5) 28 ۾ تکن ئي اللستوى المطلوبء بل ان من الممكن القول صراحة بأنها رديئه فإلى جانب الثغرات الكثيرة الموجودة في النص الفرنسي والتي تهمل فيها جمل أو فقرات هنا وهنالك» والتى أشرنا إليهاء مت كانت مهمة. ئي هوامش كتابناء نلاحظ أن النسخة التي اعتمدها المترجم مبتورة في الوسط وي الأخيى بحيث يبلغ عدد الورقات التي سقطت في مكان واحد 30 ورقة (من الورقة 130 حتى 161 في مخطوطتنا). وفي يعترف المترجم بأن نسخته غير كاملة بحيث أنه لا يعرف عدد الصفحات الناقصة منه. وع الصعيد ا فان ترحمه تحطلوط مغامرة بير ولکي يضمن اللختين 0 هو أرضا متمرل .عل آلیات فراءة اط العربيء وله دريب معقول ف ذلك. وهذه› مع الأسف؛› ليست حال مترجم محطوطناء الذي کان روما من اليزة الأخيرةء في الوقت الذي كان فيه مستوى لغته العربية لا يتجاوز مستوى معلم فرنسي في مدرسة ثانوية هذه اللغة ف عهد الاستعمار. وئي هذا السياق› نلاحظ أن الطريقة ال انتهجها المترجمء هي أنه يمل بكل بساطة الجحملة التي وجد صعوبة في فراءة إحدیى كلماتها. والترجمة لي مجموعها تنطوي على كثير من التمديد والإأضافة غير الضرورية والحشو والاقتضاب. والمترجم» بعك لم يبذل أي نمجهود للتعرف (6) وصفها البعض بأنها ناقصة. وقال جورج مارسي ‎Marais)‏ .6) في مقاله «الرستميون» في دائرة المعارف الاسلامية «انها ترجمة جزئية». وتحدث عنما المستشرق البولندي ليويسكي في موضعين» وصفها في الأول بأنها «متواضعة» وفي الثاني بأنها «رديئة جداء . Revue des Etudes Islamiques, 1934 (p.74 et p.59. note 2) : ‏ر اجع‎ 29 على أساء الأماكن الواردة في النص» أو على الاعلام المترجم لاء بل إن سم اللؤلف نفسه ورد في العنوان بهذا الاقتضاب الغريب: «أبو زكريا»ء وهو إسم (كنية) يشترك فيه عشرات من العلماء الاباضيين . وي غضون التعليقات الضافية التي کثیرا ما تفقد الصلة بالوضوع كليق عثاً يحاول القارىء أن يكتشف حالة بذل المترجم فيها مجهودا للتوفيق بين روايات أبي زكرياء وأقوال غيره من المؤلفين. ونحن على کل حال نعلن بكل أسف أننا م نستفد من هذه التعليقات قليلا أو كثيراً في الحوامش التي وضعناها على النص الذي بين أيدينا. وإذا استغرب القارىء عدم الأشارة إلى هذه الترجمة وإلى هوامشهاء فينبغى أن يعرف أن السبب في ذلك هو اننا غير مدينين لذا المترجم بشيء عل الأطلاف. على أن الأسواً من كل ماتقدم هو الروح الاستعمارية الفجة التي تسود هوامش الترجم ومقدمته والتي لا نجد فا مثیلا ِل في الجحيل الأول أمثال بيجو وخلفائه. وهذه النزعة يصدمنا بها المترجم ويبرزها ئي مناسبة وي غير ولا سيا حین یستعمل کلمات مٹل : «متلکاتنا» و «جزائرنا» و«شاويتنا» و«ميزابنا». وهذه كل تتردد في المقدمة وا هوامش بالاعتزاز والفخر الذي يتحدث به الأقطاعي عن قطعانه وعبيده. والعملية كلها (الترجمة) في ذهن المترجم لا تنحصر في نقل معلومات وتقديم خدمة للباحثين بل هي تستهدف توفير صورة خلفية لكي يفهم المستعمرون «عقلية الأهالي الذين يحکمونهم : «فإذا أردنا فهم شعب لکي تحكمه نيجب أن ناخذه كا هي 7). وبعد مرور مايقرب من قرن على ظهور ترجمة مسکاري لکتاب السر قام اللۇرخ الملستعرب المعروف. لوتورنو ‎)R.Le Tourneau)‏ فى سنة (7) ترجمة كتاب السين (ص 151 هامش 1). 30 60 »5 بحاولة لأعادة ترجمة ونشر فقسا من هذه الترجمة يمثل أقل من ثلث النص الأصلي» في المجلة الأفريقية(). وقد ذكر المترجم في الفقرة التي قدم بها هذه الترجمة انه اكتشف عدداً من محطوطات الكتاب› بعضها کامل › والبعض الأخر عبارة عن أقسام مله . ونحن نأسف لأن المترجم لم يدلنا على أماكن وجود هذه اللخطوطات» وما إذا كان قد عثر عليها في مكتبة عمومية أم في خزائن الأفراد. وهو كذلك ل يقدم لنا أي وصف للمخطوطة (أو المخطوطات) الي اعتمدها للترجمة (مثل عدد أوراق المخطوطة وسطورها ونوع الخط وحالة ورقها إلخ)ء بل هو اكتفى بالقول بأن «جاعة من المستعربين واللستشرقين قد عكفت على مهمة تحقيق النص العربي للكتاب وعلى ترجته إلى اللغة الفرنسية(”ء وذلك دون أن يذكر أساء أفراد هذه ال حماعة. وعلى الرغم من أن القسم المترجم من الكتاب لا يحمل سوى توقيع الملسيو لوتورنوء فان قلم تحرير المجلة نوه بأن هذه الترجمة جزء من ترجمة جماعة المستشرقين . وكذلك أهمل المترجم أن يورد أرقام أوراق المخطوطة الأصليةء الأمر الذي كان يكن معه التعرف على حجم المخطوطة إجالا. على أن يداً يجهولة قامت بمذه المهمة بوضع أرقام الأوراق بقلم رصاص على هامش الترجمة في النسخة المحفوظة في المكتيبة الوطنية الحزائريةء فكان عدد أوراق اللخطوطة المترجمة 49 ورقة (وهو يمثل أقل من ثلث الكتاب) . Revue Africaine, 1960 (p. 99-172), 1960 (99-172) (8) 31 ونحن ل نحاول دراسة هذه الترجمة بتعمق بمقارنتها بالنص العربي (ك| فعلنا بالترجمة الأولى)ء لأن نيفاً وسبع عشرة سنة مضت دون أن يتمكن المترجم من إتمام عمله الذي لا يزال محرد قطعة. ولكن الانطباع بشأنه هو أنه على الرغم من وجود أغلاط فيها (تبرعت يد مجهولة بتصحيحها في نسخة الكتبة الوطنية من المجلة)» فإن هذه الترجمة أفضل من ترجمة مسکاري . قلنا ان حظ الكتاب من الترجمة سيّىءء وقد شاءت الأقدار أن تكون هذه الترحمة الرديئة هى الي اعتمدها الكتاب في كل ماكتب ئي غضون هذا القرن عن الأحداث التي تناوها أبو زكرياء. ولكن ماهي العوائق التي حالت دون تحقيق هذا الكتاب ونشره؟ السبب الأساسي › ےا يىدو لي هو ان الكتاب 7 مفقوداً حيث أننا لا نعرف وجود نسخة منه في مكتبة عمومية أو فردية )1( وأما المخطوطة المبتورة الى اعتمد عليها ماسكاري لترجمة 2 فانها قد اختفت عقب وفاة هذا الكاتب الذي اختطفته يد المنون اثر ترجته بوقت وقد فشلت جهود الباحثين اللهتمين بالوضوع في الود عليها. وكذلك اعتبر النص العري لكتاب السير ضائعاً. مما جعل العلامة )11( ذکر يکي )1934 ‎a (Revue des Etudes Islamiques,‏ توجد نسخة من كتاب السبر ئي مكتبة جامعة «لوو» ببولندا. ولكنا نعرف أن معظم المخطوطات التي جمعها الملستشرقون البولنديون (ومنها يحموعة سموجورزوفسکي ‎Smogorgowski‏ الثمينة) قد نقلت إلى الاتحاد السوفيتي عقب ضم مساحات شاسعة من الأراضي البولندية إلى أوكرانيا وروسيا البيضاء. وقد علمنا بطريقة غير مباشرة أن سموجورزوفسکي کان ملك نسخة من کتاب السير. لأن المۇرخ جوتییه ‎ai (Gautier)‏ وعده بتحقیق الملخطوط ونشره. ولكن ذلك م يقع. والملخطوطة نفسها لا نعرف عن مصيرها شیئا. 32 جوتييه يقول بصدد اللجحديثٹ عنه باستغرات : ته من الأشياء المحيرة للعقل ل تعرف كنبا عرياً ي اناري إل عن طريق 02 قلا ان كتاب السير قد احتل المكانة اللائقة به بين المراجع التاريخية منذ ظهور ترجمته. ولكن ماهي نوعية المساهمة التي يقدمها أبو زكرياء بن في المكان الأول يعرفنا الكاتب بعدد من مراكز إشعاع امذهب الاباضي › مٹل قنطرارة وقفصة ووارجلان وتيهرت وما: کان يجري فیها من نشاط ف التعليم وال حدال والاجتهاد والافتاء إلخ ؛ ف الوقت الذي یترجم فيه لعدد من أئمة المذهب ومشائخه ويقدم إلينا عنهم صفحات مؤثرة تبرز» إلى جانب علمهم فضلهم وتقشفهم وميوطم إلى العدل والتمسك بأهداب الدين الحنيف. وهو ف ذلك كله يتحدث عن شخصيات معاصرة له أو هي قريبة العهد به ولا تزال ماثرها حية وذكراها عاطرة في نفوس الناس. ونحن نستطيع أن نطمئن إلى روايات أبي زكرياء لأنه واحد من ذلك القوم ولأنه م يكن من مؤ رخي القصور ولم يلتمس رضا سيد من الأسيادء وانما هو عالم يدفعه إلى تسجيل سير أشياخه ليكونوا قدوة للامةء نفس الراسخ م الذي حمل اأسلافه على الوقوف في وجه أمواج القوة المتعاقة. والصفحات الق خصصها المؤلف لثورة أبي يزيد الخارجي (صاحب الحمار) مفعمة بالتفاصيل الثيرة وذلك فضل عن أن الكاتب يفند زعم القائلين بن الأباضيين متضامنون بطريقة العصبية وينصرون أخاهم «ظالا أو مظلوما» حيث أنه لا يتردد في استنكار الفظائم التي ارتكبها هذا الثائر ويصفه بأنه «عدو الله» . Gautier (F), le Passé de 'Afrique du Nord, 6d, Payot, 1954 (p.304). : ‏راجع‎ (12) 33 وفي نفس الوقت» فان وصف المؤلف للعبيديين هم أيضاء «أعداء الله يمنعه من أن يخصص صفحات من کتابه لينقل لينا صورة فريدة عن معاملة المعز لدين الله لأبي نوح سعيد بن زنغيل ولأبي القاسم بن يزيد بن غلك الامامين الاباضيين اللذين قادا ثورة فاشلة ضده وقد بلغ به الأمر في حرصه على إرضائه) وإرضاء أتباعها أنه عرض عليه| إعادة ملك تيهرت إلى الطائفة الاباضية. وكذلك يعرض علينا الؤلف بسخاء تفاصيل مالقيه أبو نوح في بلاط القيروان من الرعاية والكرم والتقدير لعلمهء مما يدل على نزاهة هذه الرواية وبعدها عن التعصب والحزازات التاريخية . صحيح أن رواية أبي زكرياء عن عبيد الله المهدي وعن أبي عبد الله (الداعي) تختلف في بعض التفاصيل عن رواية بقية المؤ رخين (ومثال ذلك مايتصل بإقامة عبيد الله في وارجلان وفي سجلماسة وكون اليسع بن مدرار قد عينه وزيراً في دولته)› كا أننا لا نفهم إلحاحه على تسمية أب عبد الله الداعي باسم «أبي محمد الحجاني» (هل كان ذلك جهلا بهذا الاسم اللامع؟ ). ولكن هذا الاختلاف ينطوي على عناصر جديدة توسع افاق النظرة التقليدية إلى بداية عهد العبيدين. ونحن لا نغالي إذا قلنا ان الباحث الذي يريد رسم خريطة تبرز مسيرة عبيد الله من الشام عبر مصر وا جنوب التونسي وبلاد كتامة ووارجلان إلى سجلماسةء يتاج إلى أن يدرس بعناية رواية أبي زكرياء. وكذلك نرى أن الباحث الذي يدرس ثورة أبي يزيد صاحب الحمار وشخصية هذا الرجل لا يمكنه أن يستوفي البحث حقه إذا أهمل العناصر الجحوهرية التي يقدمها أبو زكرياء. والحق أن «تغطية» أبي زكرياء هذه الثورة لا تفوقها بي التفاصيل سوى رواية ابن الأثر. 34 وأما ما ذكره أبو زكرياء عن الأئمة فهو بالتأكيد أدق وأغنى ما وصل إلينا من المعلومات عن هذه الدولة. وكتاب السير سيظل اللرجع الأول والأخير عنها. ولكن ذا لا يعني إن الكتاب كلو من فجوات هتا وا فان القارىء› مغل سيندهش حين يلاحظ ان أبا زكرياء لا يذکر شيئ عن دور ورفجومة التي كانت تناصر أبا حاتم عندما نشب القتال بينه وبين يد بن حاتم › بعدما تحولت هذه القبيلة من موقف العداء الذي لا هوادة فيه للخوارج منذ بضعة أعوام إلى موقف الحليف والتصير. ومن الغريب كذلك أن الكاتب الذي يقدم إلينا صفحات ثمينة عن العبيديين في لا يذكر قليلا أو كثيرا عن دولة الأدارسة ولا عن علاقات هذه الدولة بالرستميين الذين كانت تتعايش معهم في سلم ووئام. وهذا الصمت يحيرناء خصوصاً إِذا اعتبرنا أن الأدارسة كانواء مشل الرستميين وبني مدرار في سجلماسةء جيعاً يقاومون عدوا مشتركاً غزا أراضيهم وشتت شمل أسرهم الحاكمة . وأكثر من ذلك فان الكتاب لا يعطينا سوى صورة غامضة عن تيهرت في أيامها الأخيرةء قبل أن يدمرها العبيديون. والكتاب لا يذكر شیئا عن علاقات تيهرت بالخلافة الأموية فى الأندلس تلك العلاقات الى كانت نتيجة لظهور قوة العبيديين ولرغبة قرطبة في إقامة حواجز بينها وبينهم في أبعد نقطة ممكنة. ومن جهة أهمل المؤلف كلية تاريخ الأغالبةء وما شهدته دولتهم من الثورات في القارة وحروبهم في صقلية وانما يذكرهم لأول مرة لدى مرور جيوشهم بجبل نفوسة في طريقهم إلى تيهرت. حيث دخلوا ئي معركة حاسمة في تاريخ الاباضية (مانو . بل إن أبا زكرياء لم يتعرض في روايته لافتتاح أبي عبد الله للجنوب 35 التونسي» وخصوصاء لقسطيلية وقفصةء وهمامعقلان اباضيان من الدرجة الأول (13). تلك وغيرها فجوات تستلفت أنظار الدارس المدقق لكتاب وليس من السهل تفسيرهاء اللهم إلا إذا راعينا أن انسحاب الاباضيين إلى الجنوب واحتلال العبيديين لكثير من مراكز الإشعاع لبلدهم قد حرمهم من مكتباتهم ولا مكتبة «اللعصومة» بتيهرت التي قيل إنها أحرقت واضطر علاءهم إلى اجترار الرواية الشفهية التي عملوا بها لتسجيل الأحداث التي نقلتها إليهم واعتمدوا عليها دون سواها. وهذا الاعتبار يفسر لنا أيضاً ظاهرة أخرى في سير أبي زكرياء وفيا كتب بعده من السير الاباضيةء وهي خلوها من تواريخ ميلاد المترجم له وتاريخ وفاته؛ ومن التواريخ بصفة عامةء وخلوها كذلك» من الحقائق المجردةء ومن تسلسل أنساب الترجم لحم إلى مافوق الأب والجدء وعدم إيرادها أية مراجع تاريخية لغبر الاباضيين . ومها یکن من أمر يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن تاریخ ابي زكرياء إغا هو تاريخ اباضي ديني في المكان الأول يرتكز على سير العلاء والأئمة الذين يقتصر على إيراد الحوادث التي وقعت لم أو شاركوا فيهاء دون أن هتم بسياقها التاريخي العام في المغرب. ونحن يجب أن نأخذه كا هو ونثني على منجية صاحبه وعلی دقته ونزاهته . الجحزائر في 8 إبريل 1977 . إسماعيل العربي )13( راجع عن افتتاح هاتين المدينتين› رسالة افتتاح (ص 198-197)؛ البيان (145/1)› الذي ذكر هذا الفتح ضمن حوادث سنة 296 ه. الى هى السنة الى افتتح فيها أبوعبدالله تيهرت أيضاً. نفس المصدر (197/1)؛ الكامل (49/8)؛ الاتعاظ (ص 66). (14) أعرب الأستاذ الباحث موسى لقبال عن تشككه في الرواية القائلة بأن العيدين أحرقوا مكتبة «المعصومة» ي مقال نشره في مجلة الأصالةء عدد يناير 1977 (ص 61› وما يليها) . 36 ‎r‏ ال2م ‎se‏ الله سید خڅ روالم اء الأو رمن كلاب الى س ا الأيمة تاليف الي 2 ناليد اخ ےا ا ‎PE‏ کے کہ وار طلا .ا ‎o!‏ ‏اسا ا ولت طا الا ولەد هالا ‏اد ااا ےر ‏ا ‎PPA‏ 1 ا باب ‏تاا ا ‏ا ر ت ‏ا 2 ا د ل ‏ا و حا ‎e‏ ‏اا ا 0 کر بالامام اى الما 1 وهخ /ألصعة و ا هب ال باضية وف : تیفولاولك ابلا ‎A‏ ر ا ا ا وة ول 1 ا ا س ‎ETT‏ رالا 4 0 خرك عنکے 1 و مامتها ا ر نرج ملقد اال الخ ء کلہم ليد 2 ك ! علقت الب ار ال موان بها سال ا 77 CE كرما 7 او ا > 1 دک بعد ان ی 3 0 ا ا 1 ا س ‎ER‏ ‏تددر 2 ر ا شل ا 5 ع وز ا 0 صد ولے اه کتاتب امسر أي زكرياء بسم الله الرحمن الرحيمء صلى الله على سيدنا محمد واله الحمد لله الذي له ماني السموات وما في الأرض وله الحمد في الآأخرة وهو الحكيم الخبير. انبعثت أفكارنا إلى تأليف أخبار من سلف من أهل هذه الدعوة( وصلحائها ونذكر مناقبهم» وحسن سيرهم» وجيل مذاهبهم› ونشر فضائلهم» فكتبنا من ذلك ما تیسر لنا کتابته ورجونا منفعته من بعد ماخشينا على العوام أن يتخذوه وراءهم ظهرياء ويجعلوه نسياً منسياء وإلى الله الرغبة وإياه نسأل العصمةء ومن لدنه نرجو الثواب في له قصدناء وله المنة وهو حسبا ونعم الوكيل . فأول ذلك ذكر سبب وقم مذهب الأباضية ببلاد المغروبء وكيف كان الخمسة النفر الحملة العلم إلى أرض المغربء وكيف كان ابتداء الإمامة إلى انقراضهاء ثم مايتلو ذلك من أخبار المشائخ وأخبار أهل الدعوة مع الأئمة المسودة(”) وكيف كان قيام من قام عنهم» قرناً بعد قرن» (1) الدعوة الأباضية . (2) بنو العباس الذين اشتهروا بلباس السواد. ولكن أبا زكرياء كثيراً مايتحدث عن الفاطميين ويسميهم أيضاً الملسودة لسبب نجهله. 39 وما( يتبم ذلك من أحاديث أهل الدعوة ونشر ماثرهم» وطلب خابرهم» خلف عن سلف وخلف بعد خلفء وعسى أن يتذكر به متذكر ويستيقظ ذو هفوة فان الذکرى تنفع المؤمنين. حدث غير واحد من أصحابنا وحدث به الامام أفلح عن أبيه عبد الوهاب عن أبيه عبد الرحمن بن رستم ‏ رضي الله عنہم ‏ ئي بعض مامحدٹ به وكان إذا ذكرە بالامامء قال أخبرنا مام أو قال سمعته يقول» أو من جاء بهذه الصفة يريد مذهب الاباضية في الأصل: بعدما. (4) في الأصل: سلف عن خلف. (5) ينسب اذهب إلى عبد الله بن إباض (ت 86ه) بكسر الألف في أكثر الروايات وبالضم والفتح في بعضها. وهو عبد الله ابن اباض المقاعسي اللري التميمي. من بني مرة. كان معاصراً لمعاوية وعاش في أواخر أيام عبد الملك بن مروان (86-26 ه) الذي كان على علاقات حسنة معه. وإذا كان المؤرخون قد وقعوا في اضطراب بشأن تحديد سنة وفاته فإن الدرجيني يعتبره من الطبقة الثانية (100-50 ه) ويعده الشماخي من التابعين؛ ويرى صاحب أزهار الرياض أنه من أبناء النصف الثاني من الئة الأولى جرة. بعد جابر بن زيد. وصفه الدرجيني بقوله: «كان إمام آهل الطريق وجامع فهو العمدة في الاعتقادات والبين لطرق الاستدلالات». وقال عنه الشماخي انه «إمام أهل التحقيق . قيل نقلاً عن نشوان الحميري» عن أبي القاسم المعتزلي. ان عبدالله «ل يت حتى ترك قوله کله ورجع إلى الاعتزال». ولكن هذا القول لا تؤيد المصادر الأباضيةء ونحن نعرف ان الاباضية كانت تتمشى مع الاعتزال في عقلانيتهء وأنه على الرغم مما كان ينما من خلافات ثانوية لم يتفصلا إلا في عهد الإمام عبد الوهاب . ومن الأقوال الأخرى التي تبدو غريبة عن سيرة عبد الله ابن اباض؛» ما رواه الشهرستاني من أن عبد الله اشترك في ثورة طالب الحق وحارب في وقعة بقديد مع عبدالعزيز بن عبدالله بن عثمان. ولكن المستشرق دو موتلينسكى ء۸.D)‏ عرض لتفنيد هذه الرواية بحجج حيث أن المصادر الاباضية الموثوق بها تفيد بأن عبد الله مات قبل هذه الثورة بزمن طويل . راجع: سيرة عبد الله بن اباض ئي طبقات الدرجيني (214/2)؛ سير الشماخى = 40 ونحن بقيروان افريقيةء سلمة بن سعيدء قدم علينا من أرض البصرةء هو وعكرمة) مولی ابن عباس» وھما راکبان على جمل واحد حملا عليه زادهماء سلمة بن سعد(7) يدعو إلى الاباضيةء وعكرمة بن عباس يدعو إلى الصغرية. قال وسمعت سلمة یوما يقولء وددت أن يظهر هذا الأمر يعي مذهب الاباضية بامغرب يوماً واحداً من غدوة إلى الليلء فما أبالي بعد (6) (7) ثم ان عبد الرحمن بن رستم قام في ذلك الأمر جتهداً في طلبه غاية (ص 78-77)؛ الملل والنحل للشهرستاى (ص 196-168)؛ الفرق بين الفرق للبغدادي (ص 62-61)؛ تاجح العروس (مادة أبض) فجر الأسلام (ص 261-260)؛ الكامل ,179/2 و180)؛ ضحى الأسلام (338-337/3)؛ الكامل للميرد ‎«Wright . b)‏ ص 610( ‎Beker, Der Islam‏ (412 تعليق 1)؛ الاباضية للمستشرق ء۸.D‏ فاصنا في دائرة المعارف الأسلامية (الطبعة الأوى). مقالة «الاباضية للمستشرق ‎«(T. Leweski‏ ف دائرة المعارف الاسلامية (الطبعة الثانية) . ‎Welhausen, Dies Religios-Politischen opposition parlein in Alten Islam, Berlin,‏ — ‎pp. 9-28.‏ ,1910 هو عكرمة بن عبد الله البربري (105-25 ه) مولى ابن عباس تابعي. کان من أعلم الئاس بالتفسير والمغازي. وقد روى عنه مايقرب من 300 رجل. كثير منم من التابعين . وقد خرج إلى بلاد المغرب فأخذ عنه رأي «الصفرية» من الخوارج› وعاد إلى المدينة فطلبه أميرها فاختفى عنه حتى مات . راجع: سيرته في حلية الأولياء (326-3)؛ ميزان الاعتدال (208-2)؛ وفيات الأعيان (266-265/3)؛ طبقات الدرجيني (12-11-1). ذكره الشماخي بالعبارات التالية : دهو الذي وصل إلى المغرب يدعو الناس إلى هذا اذهب وهو يتمنى ظهوره یوما واحداً ووت ف أخر» وقال انه هو الذي دل حملة العلم على موضع ابن عبيدة بالبصرة؛ السير (ص 98). قارن طبقات الدرجيني )11/1( . راجم : الاباضية في موكب التاريخ (26-25/1). 41 الاجتهات فقال له رجل من أهل الدعوةء ان كنت تريد علم أهل هذا الأمر الذي كلفت به وعلقته وأراك تطلبهء فدونك أرض البصرةء فإن بها عالاً يكنى أباعبيدةء واسمه مسلم ابن أبي كرمة التميمي» فإنك تجبد عنده ماتطلبه. وقيل إن أمه هي التي قالت ذلك له فلذلك توجه عبد الرحمن بن رستم إلى أبي عبيدة ‏ رضي الله عنه ے؛ وله حديث عنه سأذكره بعد ان شاء الف مع النفر الذين طلبوا العلم إلى أبي عبيدة إذا صرنا إليه . 42 ذکر فضائل الفرس من العجم ونظرنا في كتاب اعلام النبي صلى الله عليه وسلم لابن قتيبة(” وقد ذكر أبو عثمانء عمرو بن بحر الجحاحظ في كتاب الوعظ والزهاد أن إيوان كسرى اهتز وسقط منه أربع عشرة شرفة ليلة تولد با النبي صلى الله عليه فهاله مارأى من ذلك فعزم على كتمان ذلك عن وزرائهء فلم تحتمله نفسه وضاق به صدره. فلا کان بالغد من ليلتهء أخذ بزته ولباسه وقعد تحت تاج فأرسل إلى وزرائه وأهل مملكتهء فلا اجتمعوا عليه تكلم کسر ي (2) فقال م : (1) عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينور. أبومحمد. ولد ي بغداد سنة 213ه؛ وسكن الكوفة ثم ولي القضاء في الدينور وتوفي في سنة 276ه. له عدد كبير من التاليف معظمها مطبوع من أهمها: كتاب «المعاني» ؛ وعيون الأخبار. راجع عه آداب اللغة العربية ‎Ch. Broek. S.1/184‏ وكذلك مقالة «عبد الله بن قتييةء في دائرة المعارف الأسلامية (1028/2)ء والمراجع التي أحيل إليهاء وكذلك (الفهرست() ¢ ‎Ch. Pellal,‏ . Milieu bassrien dans la formation de Gêhiz (2) کسری أنو شروان (578-531م.). ر اجع : ‎Basset (R) La Borda de Cheikh El-Boussiri,‏ ‎Paris, 1894, p.51;‏ وفجر الاسلام» (ص 112-111). 43 أخبروني بم بعثت إليكم. فقالوا: ليخبرنا املك فإن يكن عندنا شی ء أخبرناه به . فقص عليهم خبر الأيوان. وکان من وزرائه رجل يقال له الموبدانء فقال: وأناء أصلح الله الك ريت رؤيا أهالتني وأقلقتني . فقال له الملك: ياموبدان( هات رؤياك. فقال الموبدان: إني رایت ابلا صعاباً تقود خيلا ‎O‏ حتی انتشرت ف دجلة وبلادها. فقال الملك: أي شيء يكون ذلك يا موبدان؟ فقال الموبدان: لا أدري غير أنه حدث يكون في ناحية المغرب. (وبينا) هم في ذلك يتحاورون الكلامء إذأقبل عليهم راكب (يخبر) بخمود نار فارس(. وكانت قبل ذلك ل تخمد ألف عام فهاله ذلك بأشد مما رأى من الإيوان ورؤيا الموبدان (وبينا) هم في ذلك أتاهم ات بغور بحيرة ساوة وفيض ماء السماوات» فاشتد جزعه واستشار وزراءه وأصحابه. فقال له بعضهم ان في ناحية المغرب علماء الكهنةء فلو بعثت إلى عاملك النعمان بن المنذر فيبعث إليك بأعلم من فيهم. ` (3) موبدان. اسم فارسي معناه: «القسيس الأكبر لعبدة التار». (4) الاعراب: إجراء الفرس. يقال أعرب على فرسه. إذا أجراه. والخيل العرابء هي اليل العربية السليمة من المجنة. ومن حديث سطيح: «تقود خيلا عراباه. 1 عربية. راجع تفاصیل ری ئي تاج العروس (372/1). (5) راجع عن الزردشتية وطقوس عبادة النار بين الفرس. الفصل الذي خصصه أحمد أمين لدين الفرس ئي ضحى الإسلامء (ص 112-98). والمراجع التي أحال إليها. (6) هو النعمان بن المنذر بن امرىء القيس اللخمي. أبو قابوس» ممدوح النابغة الذبياني وحسان بن من ملوك الحيرة قبل اشتهر بالدهاء وتعزو إليه الرواية بناء «النعمانية» الي تقع على ضفاف دجلة اليمنى. ورث النعمان ملك الحيرة عن أبيه. وكانت تابعة للفرس› فاستمر في حکمها حتی نقم عليه کسری = 44 قال فأرسل املك إلى النعمان بن المنذرء أن ابعث إِلي بأعلم من ‎WH‏ 0 قال فبعث إليه النعمان بن المنذر بعبد المسيح بن عمر بن بن ثعلبة( الغساني» وقد أق عليه من السنين نيف وثلاثمائة سر کات رد العرب»ء بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم . فمر ڼه خالد بن حين صدر من اليمامة. وهو ئي بلاد ا 9(5 وهو حی »٠ وله معه حديث ليس هذا موصعه› وکان عل دين النتصرانية . أبرويز فعزله ونفاه إلى خانقين حيث حبسه حتى مات في حوالي سنة 602 ميلادية . وبموته الغت الحكومة الفارسية نظام اللخمبين وأصبحت الحيرة خاضعة لكسرى الذي يولي عليها حاكًا فارسيا. راجع عن النعمان ابن المنذر؛ اليعقوبي (173/1)؛ الكامل (173-171/1)؛ العبر (265/2)؛ الأغافي (طبعم ساسي (132-20)؛ صبح الأعشي (الفهرست) النويري (331-321-15)؛ مروج الذهب (208-201-30)؛ فجر الإسلام› (ص 18-16). (7) كذا ي الأصل. والأصح: ابن بقيلة. وقد سمي بهذا الاسم لأنه خرج من ثوبين أخحضرين» فقال له إنسان: ماأنت إلا بقيلة! وهو عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان العساني (من أهل الحيرة بالعراق)ء زعم أنه باني قصر الحيرة. عاش في زمن الجاهلية وأدركه الأسلام (ت. حوالي سنة 12 ه.) ولكنه لم بل بقي على النصرانية. له شعر وأخبار› وهو ابن خت سطيح الكاهن المذكور أسفله. راجع عن عبد المسيح الديارات (ص 154)؛ البيان والتبيين (74/2)؛ اللباب (136/1)؛ أمالي المرتضى (188-1)؛ المقتضب (ص 72)؛ الجمهرة (ص 374 هامش 3). (8) خالد بن الوليد بن المغيرة الملخزومي القرشي › الصحاي› أسلم قبل فتح مكة (سنة 7ه)› وولا رسول الله (ص) الخيل. ولا تولى الخلافة أبوبكرء وجهه لقتال المرتدين من العرب» ثم سيره إلى العراق في سنة 16ه. ففتح جانباً عظيً منهء كما فتح الحيرةء ثم ولي على الشام حتى عزله عمر. وقد مات بحمص (وقيل بالمدينة)ء سنة 1ه. راجم سيرته في الإصابة (413/1)؛ وتاريخ الخميس (247/2) وفي غير هذين الصدرين من كتب السبر ال صدرت حدیٹا وتتناول حياته بالتفصيل . (9) قصبة الملوك اللخميين› وکانت تقع على مسيرة ثلائة أميال من الكوفة وعلى بحيرة نجف عند توم الصحراء . ويعود تخطيط المدينة إلى عهد بختنصر ي تاریخ لا تحدده الرواية. وقد بلغت الحيرة شأوا معتبراً من الحضارة تحت اللوك اللخميين. فانتشرت = 45 فلا قدم على كسرى الملك؛› قال له: أخبرني فيم بعت به إل فقال عبد اللسيح : ليخبرني الملك. فإن يکن عندي شيء وإلا أتيت رجلا من بتي عمي بمشارف الشام؛ وهي ما وا ى الحجاز من أرض موتة استشهد بہا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه. فيخبرني عن سؤال املك من غير أن أسأله فضلا عن أن استخبره. قال فأخبره الملك بإيوانه ورؤ يا الموبدان وكل ماجرى عليه. فقال عبد المسيح › ليس عندي ف هذا شی ء ما راد الملك› ولكن أنظرنا حی قال فمضی عبد المسيح متوجهاً الى الشام حت قدمها وقد أشرف في طريقه على الموت بالعطش . فلا قد ۽ عل طح قف بين يديه اقلم جب سط جوابا. ول يرفع إليه ر سه. فل استبطاه عبد أ نشا يرتجز ويقول: = فيها صناعة الكتابة وازدهر الشعر في بلاطهم (وفي مقدمة شعراء اللخميين امرؤ القيس والنابغة الذبياني) . وقد استمر الأكاسرة بعد عزشم اخر ملوك اللخميينء على حكم الإمارة بواسطة حاكم فارسي» حتى غزا خالد بن الوليد في سنة 12 ه. واستولى عليها بدون قتال وقبل سكانها دفم الجحزية. وبعد ذلك قلت أهمية الحيرة بازدياد ظهور الكوفة على المسرح السياسي والثقافي. قبل أن تتدهور وتضمحل. راجع معجم البلدان (331-328/2)؛ تاريخ الطبري (ط. دوخويه 82/1 ومايليها)؛ البلاذري (ط. دوخويهء ص 241)؛ الكامل (105/6 و131/18)؛ صبح الأعشى الفهرست الملطبوع على اثفراتء (ص وكذلك )ص 140/138( . ‎Rothstein, Dynastie des‏ ‎Lakhmid‏ , (10) سطيح الكاهن. هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذئب» من الأزتء غساني عاش في الجاهلية ومات في سنة 52 قبل الحمجرة. كان العرب يحتكمون إليه ويقبلون وهو الذي عناه ابن الرومي بقوله : تبدى له سر العيون كهانة يوحي با رای كراأي سطيح له أخبار كثيرة يمكن مراجعتها في مروج الذهب (364/3)؛ اليعقوي (602/1)؛ الجمهرة (ص 375)؛ تاج العروس (مادة سطيح)؛ تاريخ الخميس (201/1) . 46 أصم أم يسمع غطريف اليمن يا فاضل الخطة أعيت من ومن وأمه من ال ديب بن حجن ۳ فدفان لم به شاو العنن أبيض ا الرداء والبدن ترفعني وجن وتهوى لي وجن حتى أتاه عاري الجابی الخ . 47 أرجوزته ورفع إليه سطيح رسف فقال جاء عبد المسيح على جمل مشیح أو ق إل وفد أشفى على على الضريح. فقال بعثك ملك ساسان لارتکاس الأيوانء وخمود النيران› ورؤ يا الموبدان› ۴ صعاباً خلا عراباً حت انتشرت ف دحلة وىلادها. قال عبد المسيح : أي شيء يكون ذلك؟ فقال سطیح : إدا كثرت التلاوة › وبعث صاحب وفاضت السماوات وغاضت بحيره کساوت › فليس الشام لسطيح بشام . فال : ما بال الشرفات؟ فقال: يملك منم ملوك وملكات على عدد الشرفات› وكل ماهو آت آت. وذكر الجاحظ في کتابه أن سطیحاً قضی مکانه. ثم إن عبد المسيح رجع إلى كسرى» فلا كان ببعض الطريق أنشاً يقول: شمر فإنك ماضي الهمم تشمير أن يمسي ملك بني ساسان أفرطهم منهم أخو الصرح بهرام واخوته فربما ربما أضحوا بمنزلة والناس أولاد علات فمن علموا والخير والشر مقرونان في قرن لا يفزعنك إدلاجٌ وتهجير فإن ذا الدهر أطوار دهارير والهرمزان وسابور وسابور يخاف صولهم الأسد المهاجير أن قد فل فمحمور ومهھ جور والخير متبع والشر محذور فلا وصل كسرى خبره با قال سطيح» قال له الملك: إلى أن تملك منا أربعة عشرء تكون أمور عظام. فملك منم تسعة› فتأخر ملکهم ببعث النبي صلى الله عليه وسلم . قال عبد الله بن فته ئي کتابه : والله أعلم بن کان ره التمام وبرجو أن هؤلاء الذين وصلوا أرض المغرب بتاهرت من أئمتناء وقد بلغوا فيها درجة عظيمةء وولوها نيفاً ومائة وخمسين سنةء فيم ذكره بعض الرواة. وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نزلت هذه الأية: لإياأيما الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءڳ. فأشار إلى سلمان الفارستي › وکان سلمان جالساً ين يديه فقال : ولعلهم أن يكونوا من رهط هذا. وذكر في الكتاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله كنوزا ليست من ذهب ولا من فضةء ولكن في ظهور أبناء فارس». وذکر ابن أب (؟) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشى ذات مرة مع الغيرة بن شعبة 1 وكان المغيرة أعور فقال له عمر رضي الله عنه: هل (11) هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي . أبوعبد الل أحد قادة العرب ومن ذوي الحصافة في الرأي من الولاة بحيث يسمى «مغيرة الرأي». صحابي ولد في الطائف في سنة 20 قبل ال مجرة. ولا ظهر الاسلام تردد ني قبوله حتى سنة 5 هجريةء فأسلم وشهد وأصيبت عينه ي اليرموك» كما شهد القادسية ومواقع نهاوند وهمدان وغيرها. ولاه عمر بن الخطاب (ض) على البصرة ثم الكوفة ثم عزلهء ولا حدثت الفتنة بين علي ابتعد المغيرة عنہا وحضر مع الحكمين وقد ولاه معاوية الكوفة بعد ذلك ولم يزل عليها حتى مات ئي سنة 50ه. راجم سيرته في الطبري (131/6)؛ الكامل (182/3)؛ الإصابة (ترجمة 8181)؛ أسد الغابة (406/4) ¢ المرزباني (ص 368)؛ ال جمهرة (ص 267). 48 أبصرت بعينك هذه شيئاً يامغيرة؟ فقال المغيرة: نعم يا أمير المؤمنين. فقال له عمر: ثم عورت؟ فقال له المغيرة: ثم عورت. فقال له عمر: ليعورن الإسلام کا عورت. ثم لیعمی حتی لا يدري من له ومن عليه. فساله المغيرة: من أي ماء يا أمبر اللؤمنين› من ماء احجان و من ماء العرافقء أو من ماء الشام؟ فول عنه عمر رضي الله عنه ‏ وترکه. ثم أن الفرس وليته على رأس مائة وستين بتاهرت. وذكر بعض أصحابنا أن ولايتهم على رأس اثنتين وستين سنة. وروي عن زيد بن اسل 19 أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤ يا فقصها على أصحابت قال «رآیت غ سوداء خالطها غنم بیضاء» فأولتها أن العجم يدخلون الإأسلامء وسيشركونكم في نسائكم وأموالكم › فتعجبوا من ذلك فقالوا: العجم: يارسول الله؟ فقال: «اي. والذي نفسي بيده لو أن الدين متعلق بالثريا لتناولته رجال من العجم › وأسعدهم به فارس» . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طریق اخر انه قال: لو أن العلم معلق بالثريا لناولته الفرس. وذكر بعض المفسرين في قوله عز وجل: ستدعون إلى قوم أولي بعضهم الفرس. )12( زید بن أسلم العدوي العمري › فيه مفسر من المدينة.ء كان ثقة كثير الحديثٹ وله كتاب في التفسير. راجع عنه تذكرة الحفاظ: (394/1). 49 البربر من العجم وبلغنا أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنہاء دخل عليها ذات يوم رجل من البربر» وهي جالسة ومعها نفر من المهاجرين والأنصارء فقامت عائشة عن وسادتهاء فطرحتها للبربري دونهمء فانسل القوم فاستفتا البربري في حاجته ثم خرج؛ فأرسلت إليهم عائشة فالتقطتهم من دورهم » فجاؤا كلهم فقالت لم عائشة رضي الله عنها: راکم قمتم عني غضاباء ولم ذلك؟ قال بعض (هم) : غضبنا عليك من أجل رجل جاءك من البربر کنا نزدريه وننقص قومه» فأثرته علينا وعلى نفسك. قالت لم عائشة رضي الله عنا: رنه عليکم وعل شي ا يهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : أتعرف فلانا البربري؟ قالوا: نعم قالت عائشة كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جلوساً إذ دخل علينا ذلك البربري مصفر الوجه غائر العينين» فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: مادهاكء أمرضت مرضة؟ فارقتني بالأمس ظاهر الدم صحيح اللونء وجئتني الساعة كإنا نشرت من قبر. فقال له البربري: يارسول الل بت بهم شديد. قال له النبي صلى 50 الله عليه وسلم» ما الذي همك؟ قال: تردد بصرك على بالأمس» خفت من ذلك أنه قد نزلت في اية من الله . قال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحزنك ذلك إنما تردد بصري عليك بالأمس من أجل جبريل عليه السلامء جاءني فقال لي: يامحمد أوصيك بتقوى الله وبالبربر. قلت: ياجبريل» وأي البربر. قال: قوم هذا وأشار إليك. قال النبي :: فقلت لحبريل: وما شأنهم؟ قال قوم يحيون دين اللهء بعد أن يموت وبیجددونه بعد إذيلى. قال جبريل: يا محمد دين الله خلق من خلقه ينشاً بالحجاز واصله بالمدينة. خلقة ضعيفةء ثم ينميه وينشئه حت یعلو ویٹمر ک| تثمر الشجرة. ثم يقع. وإِنما يقع رأس دين الله بالمغرب. والشيء إذا وقع يرفع من وسطه؛ ولا من أصله ونما يرفع من عند رآسه. وبلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ‏ حين قدم عليه قوم من البربر «لواتة» أرسلهم إليه عمرو بن العاص» وهم ملقو الرؤ وس واللحاء فقال لم من أنتم؟ قالوا من البربر» لواتةء فقال عمر ل حلسائه : هل منكم من يعرف هذا القبيل ي شيء من قبائل العرب والعجم؟ قالوا: ليس لنا بقبيلهم علم. فقال العباس بن مرداس السلمي : إن عندي فيهم عل يا أمير المؤمنين. هؤلاء من ولد بربر بن قيس» وكان لقيس عدة من أحدهم سالم بن قيس وفي خلقه بعض الرعونة› يعني صيفاء فقاتل اخوته ذات يوم فخرج إلى البراري» فکثر بها نسله وولده» وکانت العرب تقول تبربرواء أي كثروا. فنظر إليهم عمر رضي الله عنهء وكان أوفدهم إليه عمرو بن العاصر () وأرسل معهم ترجمانا يترجم كلامهم إن (1) عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبوعبد الله . فاتح مصر وأحد كبار الساسة الدهاة في الدولة الإسلامية. كان من أمراء الجيش في الشام في زمن عمر الذي ولاء فلسطين ثم مصر. ولا وفعت الفتنة اصطف عمرو في صف معاوية الذي ولاه في سنة 38 ه. ولد في سنة 50 قبل الحجرة وتوئي ي سنة 43 ه. راجع کتاب حسن إبراهيم حسن ؛ تاریخ عمرو بن العاص» والمراجع التي أحال إليها. 51 سألم عمر عن شيع فقال لحم عمر: مالكم محلقو الرؤ وس واللحا. فقالوا: شعر نبت على الكفر فأحببنا أن نبدل شعراً في الاسلام . قال لحم عمر: هل لكم مدائن تسکنون ہا؟ قالوا: لا. قال : هل لكم حصون تتحصنون ہا؟ قالوا: لا. قال: فهل لكم أسواق تتبايعون فيها. قالوا: لا. فبکی عمر رضي الله عنه وقال له جلساؤه: وما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال: أبكاني حديث سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يوم حنينء حين انهزم المسلمون» ونظر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي» فقال: ماييكيك يا عمر؟ قات أبكاني يارسول الله قلة هذه العصابة من المسلمين واجتماع أمم الكفر عليهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنبئنك ياعمر ن الله سيفتح للإسلام باباً من المغرب (ب) قوم يعز الله بهم الإسلام ويذل بهم الكفرء أهل خشية وبصائر» يموتون على ما أبصرواء ليست لم مدائن يسكنونها ولا حصون يتحصنون بها ولا أسواق يتبايعون فيها. ولذلك بکیت الساعة حيث ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وما ذكره لي عليهم من الفضائل› فردهم عمر إلى عمرو بن العاص وأمره أن يجعلهم في مقدمة عسكرهء وكانوا مع عمرو بن العاص حين قتل عثمان بن عفان . فلا كان هذا الحديث في عصابة من أهل المغرب عن عمرء عن رسول الله صل الله عليه وسلم › رجونا ُن یکونوا ُهل دعوتناء وآن وقد بلغنا عن رجل من ذرية آي بکرں قال علي بن أ ن طالب (ص) : يا ُهل مكة› ويا ُهل المدينة› أوصيکم بالله فانم سیأتونکم بدین الله من بعد أن يضیعوه› هم الذين دکر هم 52 الله في کتابه: يا أا الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يحافون لومة لائم ذلك فضل الله يونیه من يشاء ې . وهم الذين لا ينظرون في حسب أحد خلاف طاعة الله . قال البكري : فمن حين وقعت الفتنة إنما نقاتل تحن العرب على الدينار والدرهم . واما البربرء فإنما يقاتلون عل دين الله ليقيموه . قال وهو يرفم الحديث إلى ابن مسعود(” : إن آخر حجة حجها قام خطيبا. فقال: يا أهل مكة والمدينة أوصيكم بتقوى الله وبالبربر» سيأتونكم بدين الله من المغرب» وهم الذين استبدل الله بكم إذيقول: لوان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونون أمثالكم. والذي نفس ابن مسعود بيده لو أدركتهم لكنت لم أطوع من إمائهم وأقرب م من دثارهم» يعني یابہم. وبلغنا عن عائشة رضى الله عنهاء إنها أبصرت صبياً له ذوابتان ذاجمال وهيئةء فقالت: من أي قبيل هذا من السبعم. قالوا: من البربر. قالت عائشة: البربر یقروں الضيف». ويضربون بالسيف ويلجمون الملوك جام الخيل اللجم. (2) عبد الله بن مسعود بن غافل الزلي. أبوعبد الرحمنء من أكابر الصحابة ومن السابقين إلى الاسلام كان مقربا من رسول الله (ص) ورفيقه في الأسفار وفي غزواتهء ولي بعد وفاة النبي بيت الال في الكوفة. رويت عنه أحاديث كثيرة وله ترجمات عديدة يكن مراجعة بعضها في الإصابة (ت 4955)؛ حلية الأولياء (124/1)؛ تاريخ الخميس (257/2) . 53 رجع الحديث إلى ذكر النفر الخمسة العلم: أحدهم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري(”) ومعافر قبيلة من ب وعبد الرحمن بن رستم الفارسي وعاصم السدراي› ۱ 5 آخبار عبد الو حمن بن رستم بن برام بن کسرى املك الفارسي ” کان أصله من العراق وکان ابوه رستم عنده في العلم أن ذریته ستلي أرض المغرب. فأقبل رستم متوجها من العراق ومعه ابنه عبد الرحمن (3) هو عبد الأعلى بن السمح المعافري الحميري اليمني. أبوالخطاب (ستأتي ترجمة أبي زكرياء له)؛ زعيم ديني على اذهب وقائد عسكر شجاع محنك ومن آهل الرأي. ولاه حملة العلم على أنفسهم بناء على أمر أي عبيدة للقيام بالدعوة سرا ثم الظهور بعدما تشتد شوكتهم. وعقب ظهور الدعوة ثار أبوالخطاب واستولى على طرابلس الغرب على غفلة من أهلها في سنة 141 ه. وانفتح أمامه طريق افريقية في سنة 141 ه. وبعدما هزم ورفجومة دانت له القيروان التي جعل عبد الرحمن بن رستمي أحد حلة العلمء عامل عليها. وقد قتل أبوالخطاب في معركة فاجاه فيها جيش العباسيين ي «سرت» ئي سنة 144 ه. وكان عدد جيشه يتراوح بين 12 و14 ألف مقاتل. راجع سيرته في سير الشماخي (ص 132-123)؛ الكامل (316/5) ؛ العبر (112/6)؛ الاستقصا(57-955/1)؛ البيان (70/1 و82)؛ مرآة الحنان وانظر تفاصيل مبايعة أبي الخطاب وحروبه أيضاً في طبقات الدرجينى (35-22/2)؛ الاباضية في موكب التاريخ (54-49/1). ۱ (4) راجع عن معافر بن يعفر. العبر (256/2)؛ النويري في نهاية الارب (303/2)؛ معجم البلدان (472/2)؛ عمر كحالة؛ معجم قبائل العرب (1115/3). (5) تعتبر رواية أي زكرياء عن الرستمين؛ وعن عبد الرحمن بصفة خاصة من أدق وأقدم وأوثق الروايات الي وصلت إلينا (ونحن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن أبا زكرياء كان يكتب تاريا لا يفصله عن عصره سوى مايقرب من قرن من الزمن). ومع ذلك یکن مقارنة هذه الرواية بالاصابة (ترجمة 5110)؛ سير الشماخي (ص 138)؛ الأزهار = 54 وزوجه ليتوصل إلى أرض المغرب منها. فلا كان بمكة أو قریباً متها أدرکه حمامه فانقضت أیامه› فمات. فالتقی ابنه عبد الرحمن وامه مع الحجاج من اهل لغرب فتزوجت أم عبد الرحمن رجلا من أهل القيروان . ۴ بها حتى قدموا أرض ونشاً ہا عبد الرحمن بن رستم. فلا بلغ مبلغ الرجال وقرأ نظر إليه رجل من ل الدعوة فقال له : إن كنت طالبا ما أراك تطلبهء فاقصد إلى أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمى 9٠ رضي الله عن تجد عنده مارجوت. فسار عبد الرحمن بن رستم إلى أي عبيدةء فالتقی النفر الذي ذكرناء فصافحهم أبو عبيدة وسألحم عن أحوالحم ومن أين أقبلواء فأخبروه انهم من آهل المغرب» وانهم أرادوا ا العلم 9 ا بهم إلى ذلك وىكئوا عنده سنين عدة. وکان الشيخ أبو عبيدة رضي ‎û‏ عنه ‏ مستخفياً متخوفاً من بعض أمراء البصرة وأدخلهم سرباً وجعل فيه سلسلةء فصار = الرياضية (84/2)؛ البسكري› (ص 68)؛ البيان (196/1)؛ الكامل (50/3)؛ طبقات الدرجيني (الفهرست) تاريخ ابن خلدون (ط. دوسلان 154/1) ابن الصغير (ط. ‎)A.De Motylinski‏ (ص 10-9( . البرادي › كتاب ‎(Basset (R), les‏ ‎sanctuaires de Djebel Nefousa, Journal Asiatique, 1899, T.1])‏ : «بنو رستم ف دائرة المعارف الإسلامية ل حورج مارسي». (6) هو مسلم بن أبي كريمة (أبوعبيدة) البصري › فقيه من كبار علماء الأباضية أخذ أصول اذهب عن جابر بن زيد وصار مرجعاً تشد إليه الرحالء وكان أعور. ويقول صاحب حاشية الجامع الصحيح أنه روی أيضاً (رواية تابع عن تابع) عن أنس بن مالك؛ وأبي وابن عباس» وأبي سعيد الخدري وعن عائشة. ويقول الشماخي أنه تعلم العلوم وعلمها وأصبح ممن «يشار إليهم بالأصابع بين أقرانه. . . وقد اعترف له بقصب السبق في العلوم». ووصفه الدرجيني الذي يعتبره ضمن علاء الطبقة الثالثة (150-100 ه) بأنه کان عالاً بالکلام وحاجج واصل بن عطاء المعتزلي وغلبه. توفي ي نحو سنة 145. راجع سيرته في سير الشماخي (ص 88-83)؛ سلم العامة (ص 6)؛ حاشية الجامم الصحيح (ص7-6)؛ لسان الميزان (32/6)؛ طبقات الدرجيني (246-238/2)؛ الاباضية في موكب التاريخ (103-89/1) . 55 يعمل القفاف بباب السرب» فمتى رأى شخصاً حرك السلسلة فيسكتون. فإذا انصرف حركهاء فيأخذون في عزمهم(. وكان عبد الرحمن شاباً يلا حدث السنء وكان أبوعبيدة يجعل بينه وبين الناس ستراً لكل يشغلهم بجمالهء فلا بلغوا من العلوم ما قدر الله لهم وأرادوا الاتصراف إلى بلادهم› كلم العجائز أباعبيدة وطلبن إليه أن يريمن عبد الرحمن فيدعونهء فأجابمن أبوعبيدةء فادخلهن عليهء وكن ثلاث فدعت الواحدة منهن» فقالت: بارك الله في عين الشمس. وقالت الثانية: وبارك الله فيك كا بارك في البحر. وقالت الثالثة: وبارك الله فيك كا بارك في مطيب الطعام من الملح. قال فلا عزموا على المسير إلى بلادهم › كلموا أبا عبيدة واستشاروه في شأنهم فقالوا: ياشيخناء قد كانت لنا في المغرب قوةء ووجدنا من أنفسنا طاقة› نتو لي عل انفسنا رجلا ما وما تری؟ فقال لم أبو عبيدة : توجهوا إلى فان کان في اهل هل دعوتکم ما جب به عليكم التولية في العدد والعدة من الرجالء فولوا على أنفسكم رجلا منكمء فان آي فاقتلوه فأشار إلى أبي الخطاب رضي الله عنه. فلا أراد الخروج من عنده تهيا الشيخ للركوب ولوادعتهم وجعل رجله من الركابء فسأله اسماعيل بن درار عن ثلاثمائة مسألة من مسائل الأحكام› قبل أن يستوي على متن الدابق فقال له أبو عبيدة: أتريد أن تكون قاضياً یا ابن درار. فقال له اسماعيل بن درار: أرأيت ان ابتليت به يرحمك الله في ذلك الوقت أم قبل ذلك؟ ثم توجهوا إلى فلا وصلوا عرضوا الامامة على عبد الرحمن بن فاعتذر | إليهم› وقال إن بيدي أمانة الناس . )16-13/3( 56 وبضائعهم › وقبلوا عذره وترکوه» وأرادوا تولية آي الخطاب› رضي الله عنه ‏ (الاأمامة) . إمامة آي الخطاب عد الأعل بن السمح ٠ رصی الله عنه ذكر بعض أصحابنا أنه لا قدم أبو الخطاب مع أصحابه من أرض الشام إلى طرابلس» اهتم بأمور المسلمين من له النظر فيهم من المشايخ› فاجتمع جماعة من المسلمين بعدما اقتتل الحارث وعبد الحبار والناس في فكانوا يجتمعون ويذكرون عقد الامامةء فأجالوا النظر وأطالوا الفكر فيا بينهم فيمن يولونه أمرهمء إن كانت لحم قوة على عدوهم؛› فكانوا يجتمعون في موضع يقال له صياد غربي المدينةء مدينة طرابلس؛› يظهرون على أنفسهم أنهم إنما يجتمعون في أمر أرض بين قوم أرادوا قسمتهاء وأظهروا ذلك وأعلنوه. وقيل إنهم إنما يجتمعون على أمر رجل وزوجته اختصاء وإنمامرادهم الأمامة. فإذا اجتمعوا في ذلك اوضع ء وفرغوا من كلامهم. توجهوا إلى عامل المدينةء فيسلمون عليه مداراة له حت اتفق رہم على عقد الأمامةء فاجتمعت كلمتهم على مبايعة أي الخطاب» رحه الله . وذكر بعض أصحابنا أنهم لا اتفقوا على ذلك جعلوا بينهم موعدا يوماً معلوماً يجتمعون فيه بالصيات فاتفقوا على أن كل واحد منهم يأتي بمن خلفه من الرجالء ومن تبعه من الناس» بالسلاحء ويجبعلون الدروق في الغرائز» ويحشونها بالتبن . وكان بينهم وبين مشائخ المسلمين من أهل المدينة ومن لا يقدر على النہوض معهم علامف إذا رأوها دخلوا المدينة بجماعتهم ( و ) أن يشهروا السلاح ويظهروها. وأخبروهم أن الإمام (هو) أبو الخطاب في 57 السر. فلا كانوا بالموعد اجتمعوا فيه بعامة المسلمين من شيوخهم البرير وغيرهم» من نفوسة وهوارة وجريشةء وغيرهم من أبناء القبائل . فلا توافوا وقد أخرجوا أبا الخطاب حين خرجواء وقالوا: امض معنا على بركة الله وعونه في هذا الأمر الذي فيه منذ زمان. قال فخرج معهم أبو الخطاب و يدر مایریدونه. وهو غافل ص مرادهم » فلا وصلوا إلى صياد تكلم متكلمهم وقال : اليس قد اجتمع رأينا على ماقد علمتموه؟ قالوا: بلي. قال: فأتموا أمركم إذاً. قال فقامت منېم طائفة ناحية فتکلموا فيا ثم رجعوا فقالوا لأب الخطاب: ابسط يدك لنبايعك على أن تحكم بيننا بكتاب الله وسنة رسوله. فقال لحم أبو الخطاب: استغفلتموني› وليس هذا أخرجت إليكم. فقالوا له: لا بد لك من الدخول في أمور المسلمين. فلا رأی الحقيقة منم والح قال لم: لا أقبل أمانتكم إلا على فقال: اشرطي 0 لا اتذكروا ف عسكري مسألة الحارث وفرفه . وقد حدث بعض أصحابنا أن مسألة الحارث وعبد الحبار) اتصلت إلى أرض المشرق بينهم فيها اختلاف وفرقةء وفي المغرب أشد من ذلك؛ حتى كتب إليهم آبو عبيدة مسلم وأو مودود حاجب» رمه الله یأمران جماعة المسلمين بالكف عن ذكرهما. فأراد أبو عبيدة أن يقطع الاختلاف من جماعة المسلمين بإماتة ذلك . )8( راجع تفاصيل أخرى عن الأحداث الق تصل بدور هذين الشخصين في سير الشماخي (ص 126-125). 58 فقالوا له: لك ذلك عليناء وبایعوه عل الاأقامة بح الله فےا ف وذكر بعض أصحابنا أن ولاية أبي الخطاب» كانت على رأس سنة ثم اجتمع رأيهم على دخول مدينة طرابلس» وبا عامل لأي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. ثم إنهم عمدوا إلى رجال مع سلاحء فحملوها في جوالقق في هيئة الرفقةء وجعلوا أفواه الجوالق مربوطة في داخل من أسفلء وجعلوا مع کل جمل رجلين بالسلاح . ولا توسطوا المدينة ولم يفطن بصنيعهم أحدء فتحوا الجحوالق وخرج الرجال والسلاح من أيديهم» فقالوا: لا حكم إلا شى لا طاعة إلا طاعة وقصدوا إلى نحو العامل ليقتلوه ء وأيں عليهم بو الخطاب ذلك › وقال شم : إنما دخلنا عليهم بالأمان . فلا نظر أهل المدينة إليهمء وقد أشهروا السلاحء قالوا: هذه غدرة. وقال حم السلمون: ليس ذلك بغدر لا بأس عليكم. فمن أراد منكم العافية فليقم في منزله. فخير أبو الخطاب العامل في الاقامة بالمدينة وينخلع من العمالة والخرج بالامان. فاختار العامل الخروج إلى أرض الشرقء فدفع إلى أبي الخطاب مفاتح بيت الال فأخذ منهء وأحسن أبو الخطاب السيرة في أحكامه وأيامه . وکانت ولاية أي الخطاب أربع سين ٩ فد ولي عل راس أربعبن ومائة سنة. 59 وبلغنا أن امرأة من نساء القيروان كتبت بطاقة إلى الامام آي الخطاب› رصي الله عن تشکو إليه جور ورفجومة› فقالت : «أما بعد يا أمير المؤمنين» فإن لي بنتا م أحرزها إلا في حفرة حفرتها تحت سريري غافة عليها من الورفجومية أن يفسدوها» . وكانت ورفجومه ولاة القيروان › فلا وصلت البطاقة إلى الامام ابي الخطاب› ا رضي الله عن صادفته ومو يتوضاء وقراً کتاہا وصار پيکي م وضعل ابر خطيا فحمد الله وق عليه خي ورش فا اهاد وأمر رعته بالاستعداد للحربء وخرج آبو الخطاب من الملسحد فلا وصل إل بابه› سل سيفه وکسر غمده وقال : لا حكم إلا لله ! ترغيباً للمسلمين في الجهاد وغضباً لله ولدينه . وبلغنا من طریق اخر أن ورفجومة أخرجوا من القيروان امرأة وهي تصيح وتقول: أغيثوني معاشر المسلمين من عسكره. ولم نيد احداً يدقع عها. ا با الخطاب رضي ا الله عنه ‏ ابو الخطاب عيبا ا لبيك با أختاه! فعند ذلك أمر أبو الخطاب رضي الله عنه ‏ مناديه بالنفير: ودکر بعض أصحابنا ُن امرأة من أهل القيروان ظلمها ورفجومة . وصاحت من القيروان: يا پا الخطات: أغثني! فمد الله ف صوتها. وسمعها أبو الخطاب رضي الله عله من مدينة طرابلس . فقال محا ها لبيك با أختاء! فعند ذلك أمر بالنفر. فعسكر على طرف المدينة. حتى اجتمع إليه من أصحابه جموع كثيرة. وتبعه عبد الرحمن بن رستم. رضي الله عنه. فخرجوا في سنة قحلة ذات قحط وجوع وجدب. فأمرهم الله فيها بالجراد. فإذا نزلوا نزل وبلغنا أن أبا الخطاب . رضي الله عنه . ما خرج أمر منادیه . فنادی » ایا الناس! من کان له أبوان كبیران أو (أب) واحد. فليرجم. ومن کانت له عروس قريب العهد بہا. فليرجع. ومن کانت له غروس صغار. فليرجع . ومن أراد منكم الرجوع. فليرجع بليل. فلا جنهم الليل. رجعت طائفة من عسکره. فلا کان بالغداة ار خيلا تقطع وراه فوجد آثر الناس قد رجعوا. فآمر منادیه . فنادی . وأمرهم ُن لا يرجعوا إلا بالليل . فلا جنہم الليل بعص عسكره فد رجع . ۳7 منادیه ف ال فل جنہم الليل › رجم من من أراد الرجوع؛ء وبقي من له رغبة ف وعددهم سنه الاف› فأمر بو ب رضي الله عله (أن) يقطع خحلف العسكر » ليعلم إن کان رجم أحد م ل فقطعوا» فلم يرجع أحد بعد ثلاث . وقال أبو الخطابء رضي الله عنه: أنا ضامن لمن مات في غزوتنا هذه الحنةء إلا من كانت معه إحدى ثلاث خصال : حرام » والغالثة › من كانت ف يده أرض وله منہا څحرج. 61 أما من کان على فراش حرام فلیبراً منه ولیستشهد انا ليست بامرأته ويتوب إلى الله. وأما من ملك أرض غيرهء إذا كانت ئي يده فليتبرا منها ولیستشهد على ترکھا. وأما من قتل نفساً من غير حلهاء فليفد نفسه لأولياء القتيل › فإن لم يجدهم فليدفع نفسه في سبيل الله فقام إليه رجل فقال: قد اجتمعت في يا أمير فأمره الامام أن ينتفي من الفراش الحرام ويتبراً من الأرض المغصوبة ويقيد لأولياء القتيلء فإِن | يجدهم» فليدفع نفسه لي سبيل الله . وبلغنا أن أيا الخطاب› رصي الله عن جاز عل مدينه قابس » فحاصر أهلها حتى ضعفوا وأذعنوا له بالطاعةء فجعل على المدينة عامل . حاصرهم بأشد الحصار ما شاء الله . تم إن عاص السدراتي مرص مرضا شديداء وکان من خیار العسكر وهو أحد الخمسة الحملة للعلمء وأشد شوكة على أهل القيروانء فسمع أهل القيروان بمرضه وأنه اشتهى قثاةء فبعث أهل القيروان رجلا بياعا بيع القثاء › فسموا منہا فاه وأمروه آن لا يبيعها إلا قال فمضى البياع با معه من القثاء إلى أن وصل إلى العسكر واشترى لعاصم أصحابه القثاة المسمومة وأتوه بها فأكلهاء فقطعه السم فمات وهرب البياع حين باعها فم فاستشهد عاصم رحمه الله فصاح أهل المدينة: أين عاصم السدراتي القتيل بالسم. ثم قال (أحدهم): مات عاصمكم يا پربر! 62 فعلم أبو الخطاب أنهم خدعوه وبلغ فيه موت عاصم(” مبلغا عظيًء فقال لاصحابه: إنهم خدعونا وغدروناء فسنخادعهم کا فعلوا. فخادعهم رحة الله عليه فأمر أهل العسكر أن يأخذوا أسلحتهم ويخلوا أخبيتهم» ويغرجوا تحت الليلء ويأخذوا الطريق شبه منهزمين› فأصبح عسكر أبي الخطاب خاليا فظن أهل القيروان أنهم انهزموا لحم ليلا. فقالوا: انهزمت البربر. فأخذوا فى طريقهم عل اثرهہ ومضى أبو اخطاب› ‏ رحة الله عليه فيمن معه من إلى واد وراء فحص وكمن فيه برجله وخيله فأخذ أهل المدينة في طلب أبي الخطاب رشي الله عنه وأصحابه فل| لحقوهم وجدوهم معسكرين» فترأى أبو الخطاب فيمن معه في وجوههم» فهزموهم» فتبعهم أبو الخطاب وأصحابه يقتلونهم حتى دخلوا المدينة معهم. فحصلت المدينة لأبي وذلك في سنة إحدى وأربعين ومائة من التاريخ . فلا استولی آبو الخطاب على المدينة› استعمل عليها عبد الرحمن بن رستم. _ وكان أبو الخطاب في حصاره المدينة قد أمر أصحابه ألا يفسدوا زرعاً من ررعهم . وحدث بعض أصحابنا أن شيخاً من شيوخ القيروان بعث ابناً له يرتاد مزرعة كانت يقرب مناخ عسکر آي الخطاب ا رضي الله عن فقال : الغلام إلى ازرعة فوجدها کا كانت 1 يفسدوا فيها شیا فرجع م ا إلى أبيه فأخبرهء فتعجب الناس من عدل أبي الخطاب رضي الله عنه. ومن )9( قارن عن وفاة عاصم السدراقي› سير الشماخى ص 129-8) ؛ وطبقات الدرجينى (29-28/1)؛ تسمية شيوخ نفوسة (ص 21)؛ تعليق ص 77). 63 وقال الشيخ لن كان بحضرته: إنما تشبهون دینکم بدين ابي الخطاب› وأين مثل أبي الخطاب ي عدله وفضله . وبلغنا أن امرأتين خرجتا من مدينة القيروان حين هزم الله أهلها على يد أبي الخطاب» فنظرت واحدة منہا إلى القتلى مزملين في ٹیابہم كانم رقوف فسمي ذلك الموضع رقادة إلى يومنا هذا. فأمر أبو الخطاب أهل المدينة› إذهزمهم› أن يخرجوا إلى قتلاهم ليدفنوهم › فتفقد أبو الخطاب القتلى › فوجد قتيلً مسلوباًه فأمر أبو الخطاب منادياً ينادي في عسكره: من أخذ منكم من القتلی شيئا فلیرده . فلا أيس أبو الخطاب منه دعا أن يفضحه الله ويظهره على أعين فأمر أبو الخطاب أصحابه أن يركبوا ويجروا خيوطم بين يديه. وكان من أهل العسکر رجل من سدراتهء فأجری اهل العسكر خيوحم› فأجرى معهم. قال فانقطع حزام سر فوفع وخرجت كساة سفارية تحعت سرج فرسه. وقال بعضهم جبة حرير فأخذه امام فحده وقال إنما نغزو بن یغزی. وبلغنا أن أبا ا لخطاب رضي الله عنه؛ حين هزمهم› أحسن يهم اسر قمر أصحابه لا عو مدير ولا ر على فقال رجل فقا أو اطا : ٠ ‎AAI‏ ‏جهنم فنکون کا قال الله تعالى : لوكلا دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا فيها معا قالت أخراهم لأولاهم رتا ھؤلاء أضلونا فا تہم عذابا ضعفاً من النا 104 )10( فارن عن هذه الأحداث؛› العبر (190/4) ؛ البيان (71-61/1)› الكامل (317-311/5) › (386-385/2) . 64 ثم إن أباالخطاب توجه إلى مدينة طرابلس وقد استعمل على قروا عبد الرجمن بن م رضي الله عنه ‏ وولا عل ما والاها عبد الله بن عقيبة . ُن الرجل المحدود من سرقة الثوب توجه مغضباً ا فعل معه بو الخطاب إل لى أرض قاصدا إلى بغداد يريد أبا جعفر المنصور )11( فلما وصل إلى بغدات وقف على بايا سنة لا يؤذن له (خلاا) بالدخول ولا بالانصراف. فلم كان عند رأس الحولء أذن له أبو جعفر المتصورء ودخل عليه وخلا مع فسأله عن حاجته فقال له حاجتي أن تنفذ معي عسكراً إلى ناحية المغرب» فأمر أبو جعفر بالاستعداد للمسير إلى أرض المغرب» فانفذ جيشاً إلى ناحية المغرب» وجعل عليه محمد بن الأشعث ال خزاعي . (11) عبد الله بن محمد بن علي بن العباس. ثاني (أبو العباس) الخلفاء العباسيين ولد في الحميمة في سنة 95 ه. وهو والد الخلفاء العباسيين جمیعاً. عرف أبو جعفر برعایته للعلوم والفلسفة. وكان هو نفسه عارفاً بالفقه والأدب. ومن اثاره بناء مدينة بغداد الى أمر بتخطيطها في سنة 145 ه. وجعلها عاصمة الخلافة عوضاً عن الحاشمية الى بناها الفاح وقد مات أبوجعفر في أراضي مكةء سنة 158 ه. راجع سيرته في البدء والتاريخ (90/6)؛ تاريخ الخميس (324/2)؛ اليعقوي (100/3)؛ مروج الذهب (194-180/2)؛ الكامل (172/5 و6/6)؛ الطبري (322-292/9). 65 سر اين الأشعث (1) إلى إفريفية وذدکر بعض أصحابنا أن عدة العسكر مسون لف وقال بعضهم › بل سبعون ألا وجعل على طائفة من العسكر رجلا دون ابن الأشعث وأمره أن يطيع ابن الأشعث. فتوجه ابن الأشعث من المشرق قاصداً إلى أي الخطاب . فلا فصل عنه عسكره من مصر أرسل عيونه إلى عسكر أي وبعث أبو الخطاب عيونةء فصارت العيون تختلف إلى الفريقين بكل ماحدث فيه|. فقد (عاد) عيون ابن الأشعث من عسكر أبي الخطاب؛ فسالم عن أخبار أبي الخطاب وقالوا: نجمل ام نفسر؟ فقال هم : بل اجملوا. فقالوا: رأينا رهباناً بالليل أسراباً بالنہار» يتمنون لقاءكء كا يتمنى المريض لقاء الطبيب. لو زى صاحبهم لرجموه› (1) محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي. كان أحد كبار القواد في خلافة أبي جعفر. وقد وجهه الخليفة إلى المغرب عقب هزيمة جيش أبي الأحوص العجلي في بداية ثورة بي الخطاب. وقد دخل ابن الأشعث القيروان في سنة 146٠ واستقر له الأمر في افريقية حتى ثار عليه عيسى بن عجلان على رأس جماعة من قواد الجيش وأخرجوه في سنة 8 ه. وقد مات في غزو بلاد الروم سنة 148 ه. راجع سيرته في الولاة والقضاة› (ص 108)؛ دول الأسلام للذهبي (78/1)؛ الجمهرة (ص 241)؛ النجوم الزاهرة (346/1)؛ الكامل (317/5 و318). ولو سرق لقطعوه. وخيلهم من نتاجهم» ليست لم بيت مال يرزقون منه» وإنما معاشهم من کسب یدهم . فلا وصفوا لابن الأشعث من أخبار أي الخطاب وأصحابه› رحمه الله عليهم ‏ ماوصفوا من ذلك استشار العامل المأمور له بالطاعة بالرجوعء فأبي له ذلك. ولا رأى ابن الأشعث ذلك تخغوف من افتراق الكلمةء عمد إلى الرجال من عسكر»› فأعطاهم هيئة المسافرين› أن يتنحوا عن العسكر فإذا كان أوان الضحى» أقبلوا وكأنهم جاءوا من فلا كان الوقت الذي أمرهم فيه بالاقبال إلى العسكرء أقبلواء فابتدرهم الناس من کل نواحي العسكرء وأتوا بهم محمد بن الأشعث ا لخزاعي وأعطوا له كتابا فقرأه ابن الأشعث وأمر الناس بالرجوعء وأظهر لحم أن أبا جعفر يأمره بذلك» ويقول انه قد ظهر بأرضنا ما نحن أحوج إليه (العسكر) نما أنتم فيه. فرجع ابن الأشعث وکره صاحبه الرجوع. فل راه ابن الأشعث كذلك أرسل فأمر به فقتل فخيل إلى الناس أن أبا جعفر أمر فضم إلى نفسه العسكرين. ثم ان ابن الأشعث كر راجعاً إلى المشرق وتباطاً في مسيرهء وقرب اللراحل والعيون تختلف بالأخبار (ل) كلا الفريقين. فإذا ارتحل ابن الأشعث من أول النهار (ارتحل) من أول فإذا انتصف النهار نزل. فإذا كان بالغداة ارتحل» والعيون التي لأبي الخطابء. كلا رأوا ابن الأشعث› رحعت طائفة مہم مرحلة . وابن . الأشعث› کل ارتحل مرحلة› مر خيلا تقطح الأثر من ان کان بقي ي عسکره * من عيوں 67 فلا وصلت عيون أبي الخطاب إليه من عسكر ابن الأشعث تبره برجوعهء وقد اجتمع على ابن الخطاب قريب من سبعين ألفاء ابتدره الناس بالرجوع لی منازم ومواطنہم » وذلك في زمان الحصاد. فقال لم أبوالخطاب» ياقومء إن العرب أصحاب مكر وخداع؛› فلا تفترقوا عن حتى تستيقنوا برجوع القوم » فغلبته العامة فأذن لحم رحه الف فسار كل إلى منزله ووطنهء فتفرقوا عن أبي الخطابء وكل ذلك (على مرأى من) عيون ابن الأشعث مع أي الخطاب› فلا تفرقت جنوده وجموعهء أسرعت العيون السبر إلى صاحبهم محبرونه بافترای العسكر عن أبي فكر ابن الأشعث راجعاً يطوي المراحل طيا فلم يشعر بهم أبواخطاب حتی غشیت عساکره حیز طرابلس» بعد رجوع أبي الخطاب إلى مدينة. فقال إن العدو قد غشي حريمي ولا يسعني أن أقعد ولا أدافع عن رعيتي» فهذا ماأقول لكم: ان العرب أصحاب مكر وغدر وخداع ونکر. قال ففرق أبوالخطاب رسله في البلدان التي وليها يستنفرهم ويستمدهم› وأرسل إلى عبد الرحمن بن رستم يستنفره ويستمده ويستحشدە . فأمر أيواخطاب أصحابه بالخروج» وأشار عليه بعضهم بالاقامة حتی يأتیه إمداده من عماله فأ عليهم وقال لا يسعني امقام بعد دخولحم حريمي ورعيتي إلا أن أرد ظلمهم» أو الحق بالل . قال فخرج أبو الخطاب يمن حضر من أصحايه ومن کان بقرب المدينة من نفوسة وهوارة وجريشة وسائر البربرء یرید محمد بن الأشعث الخزاعي › فلقيه وکان بینہا ون المدينة مسيرة ثمانية ايام › ےا قيل» والله أعلم . مقتل آي اللخطاب و حدث غير واحد من أصحابنا أن أبا الخطاب لا سمع بإقبال ابن الأشعث إليهء خرج. فیمن خرج معه من البربره فاغذ السبر إلى ابن الأشعثء فوجده أبوالخطاب وقد سبقه إلى الماء ونزل عليه . فال ابن الأشعث لأصحابت› إن نزل أبوالخطاب ومن معه فاستراحوا وسقوا کرعهم فإنكم لا تقدرون فم عل شيء؛ وإلا فأنتم أقدر عليهم متهم وقد بدأت (المعركة بين) الفريقين بموضع يقال له تورغا بقرب مدينة طرابلس على مسيرة أربعة أيامء فيا فيل ٠ والله أعلم . فلا وصلهم أبو الخطاب› تاقت نفوسهم إلى لقائهم والجهاد في سبيل الل والناس على بصائرهم» وآبوالخطاب في قلة وابن الأشعث وأصحابه في فأسرع القتل في أصحاب ُي الخطاب» وکان بینہم قتال شديد فصار الرجال في الصفينÇ”"‏ كال حيطان . ولم يبرح أبو الخطاب» رحه الف بقلة من معه من حتى استشهدوا. و(قد) استشهد معه أربعة عشر ألفاً فيم ذكر بعض الرواة. (1) في الأصل كلمة غير مفهومة شكلها: تنهد. 69 وذکر اخرون عشر الفا ول یفلت من عسکره إل اليسيرء فتسامعت رعيته بمقتلهء فهربوا إلى الجحبال واوا إلى الحصون النيعة والقلاع العالية . وبلغنا أن عبد الرحمن بن رستم» لا وصلت رسل الإمام أبي الخطاب إليه يستنفره» أسرع السبي فأدركه (خبر) مقتل أبي الخطاب ومن معه من المسلمن› جمدينة قابس فافترفقت عساکره» ومر مستخفيا حی دخل القيروان . فلا سمع عبد الرحمن بن حبيب بمصاب أبي الخطاب ومن معه من اللسلمين» بافتراق عساكره ثار في مدينة القيروانء وطلب عبد الرحمن بن رستم» فلم ولم يقدر عليه فما زال يبحث عن أخباره ويتکشف عن اثاره حی ظفر به فابتدر رجل من أهل المدينة من أصحاب عبد الرحمن بن رستم إلى عبد الرحمن بن آي فشفع فیهء فقال اا الأمر لي إليك حاحة. فقال له ابن حبيبء حوائجك كلها مقضيةء إل عبد الرحمن قال فترکه له ابن حبيب. المسلمين› قال : يا معشر الملسلمين› لا تولوا عبد الرحمن بن حبیب أمور اللسلمين؛» فإنه إبليس إلا أن عليه بشرة بني دم فحقدها عليه ابن حبيب. فلما افترقت جنود أبي الخطاب وجنود ابن رستم”ء جعل عليه ابن حبيب الطلب» حتى شفع فيه القروي . (2) في الأصل كلمة زائدة: ولذلك. 70 خروج عبد الرحمن بن رستم من القيروان وبلغنا أن عبد الرحمن بن رستم خرج من القيروانء هو وابنهء عبد الوهاب وعبد مء خائفين مستخفيين» فتوجهوا إلى أرض المغرب» ولم يكن معهم إِل فرس واحدء فمات لمم ببعض الطريق ودفنوه» مخافة أن يقتص أثرهم فيطمع فيهم من يتبعهم ويجتهد في طلبهم؛ إن علم بموت فسمي ذلك اللوضع الفرس. وقد ضعفت قوة الشيخ عبد الرحمنء فصار يحمله عبده تارة وابنه تارة (أخرى). فإذا حمله العبدك قال له عبد الوهاب إن أدركنا العدوء فلا تضعن أبي إذا لم يكونوا إل دون خسمائة أو نحوها. فإذا أعيا العبد حمله عبد الوهاب» فقال له العبد مثل ذلك . عبد الرحمن وقصده والتجاً إليه. وحدث أبو الربيعء سليمان بن يخلف عمن حدثه أن من طرابلس. وتسامع ابن الأشعث بخبر عبد الرحمن واجتماع الناس علي (ف) أقبل مجدا في طلبه فأخبر أنه في جبل منيم يقال له سوف 71 أججء فقصده حتى وصلهء وحاصر عبد الرحمن بن رستم وأحدق على عسكره في حصاره إيامء غافة أن يفاجئهم عبد الرحمن ومن معه من السلمين ويطرق عليهم بليل. فأطال المقام تحت فوخم عسكر ابن الأشعث ووقع فيه ال جدري › فمات منہم بشر كثبر وجمع ابن الأشعث أصحابه وقال لحم إن هؤلاء القوم في جبل منيع يقال له سوف أجج لا يدخله إلا دارع أو مدجج؛ ماذا ترون؟ فأشار عليه بعضهم بالإقامة وأشار عليه أخرون بالارتحال عنم فأخذ برأي الذين أشاروا عليه بالارتحالء فارتحل إلى مدينة القيروانء وقد أيس من (إدراك) عبد الرحمن وأصحابهء ودخلها وتحصن 72 رصی الله عنه وأرضاء وحدث غير واحد من أصحابنا أن أباحاتم يعقوب ابن لبيب ولي مدينة طرابلس في رجب سنة خمس وأربعين ومائةء ومکٹ فيها أربع وكانت ولايتهء ولاية الدفاع؛ وطلب الحق› وکان يرسل با جمع من الصدقات للإمام عبدالرحمن بن رستمء قبل أن يتولى عبد الرحمن ولاية الظهور. وسبب ولاية أبي حاتم أن جماعة من المسلمين من بقية أصحاب أي الخطاب نا أنسوا من أنفسهم من حيز طرابلس قوة بعد أبي الخطاب . وکان لحم عدةق أظهروا عن أنفسهم أنهم يريدون الاجتماع على أمر امرأة مسلمةء وكان زوجها رجل سوء ساءت سيرته إليهاء فأظهروا الاجتماع (1) يعقوب بن حبيب الكندي بالولاى أبوحاتم الاباضي» ثار على رس جمع کبير من البربر في سنة 151 ه. وهزم جيوش عمر بن حفص» أمير افريقيةء عند طرابلس؛» وحاصر القيروانء فقاتل عمر حتى قتلء وظل يغزو ويقتل ي البلاد متخذا جبل نفوسة قاعدةء حتى سير إليه الخليفة يزيد بن حاتم على رأس جیش يبلغ عدد رجاله ستين ألف مقاتل. مات أبوحاتم في سنة 155 ه. ورواية أبي زكرياء تضيف کثيرا من التفاصيل إلى المعلومات المعروفة عن هذه قارن النممل العذب (55/1 وما يليها) . (2) في الأصل: لبيد الملزوزي . 73 لشأنها وهم يريدون الخروج على جند طرابلس وعامل أي جعفرء کہا فعل أصحاب ابي الخطاب أول مرة حی ولوه» فسمع باجتماعهم عامل المدينة› مدينة طرابلس» فأخرج إليهم خمسمائة فارس» وجعل عليها عاملا. فلا وصلتهم تلك الخيل› قال لم عاملهاء أجيبوا الطاعة لأمير المؤمنين. فقالوا أجبنا الطاعة لأمر اللؤمين› يعنونل عمر بن الخطاتب › رضی الله عنهء ویرید العامل أبا جعفر. قال فرجعت الخيل إلى عامل الجند بمدينة طرابلس» فأخبروه خير أن القوم قد أجابوا الطاعة لأمير المؤمتين فلم يقنعه ذلك متهم . ثم ان جميع من ينظر إليه من خيار المسلمين اجتمعوا ليلتهم تلك › فاتفقوا على عفد الولاية لأي حاتم ولاية الدفاع› فعقدوها له من ليلتهم . فلا أصبحواء خرج إليهم عامل الجند بسيفه وبخيل عظيمةء فلا أتاهم قال طم أجيبوا الطاعة لأمبر اللؤمتين. قالواء أجىنا: الطاعة اللؤمنين. قال لحم أجيبوا الطاعة لأمير المؤمنين أبي جعفر. فقالوا له عليك لعنة الله وعلى أبي كافر معك» يعنون أباجعفرء وكان أبوجعفر يلقب ب بابي الدوانيق. ۳ ان عامل | الحند اسهم ' القتال جزم ايا من البربر وهم الذين کانوا مع ابي ۳1 ي اخطاب › (وساروا) حی مدينة طرابلس» وقتلوا منهم بشرا كثيراً. وىلغنا أن ابا حاتم ‎Ll‏ هزم الله عل يده العدو کان معه من عوام البربر من لم يعود النظز في أمور الدين› غير أغېم سلموا لأمر المسلمين وعمدوا إلى اسلاب المقتولين›ء فأخذوها وانتزعوا ِ فغضب أبوحاتم ي ذات الله بفعلهم ذلك فقال هم: ليس من سيرة 74 اللسلمين› إذا قتلوا من بغى امهم من أهل التوحيدء وکنی الله مؤنتهم› أن يطلبوا من انهزم أو يجهزوا( على جريحهم؛ ولا أن ينتزعوا ثیابهم. ولکن يقال ۳ إذا وكفى الله المسلمين ارجعوا إلى قتلاکم وادفتوهم وخذوا والآن. إن لم تردوا ما أخذتم من أمتعتهم فقد اعتزلت أموركم وتركت ولايتكم وبرئت منها إليكم . فلا سمعوا ذلك مته أطاعوه وردوا أسلاب المقتولين . وقد دخل یوما أبو حاتم › رمه الله مدينه طرابلس › مع › فاقام ماشاء الله ثم نادى با خروج إلى افريقية . وبلغنا أنه خرج إليه جيش من افريقيةء فتلقاهم أبوحاتم ببعض الطريقء فهزمهم اللفء فأحسن فيهم السيرةء وأمر ألا يتبع مدبرهم» ولا يجهز() على جريحهم» ولا تؤخذ أسلاب المقتولين منهم. وقد تقدم إلى الناس في ذلك ونهاهم عليه. فلا قدم مدينة القيروان› حاصر أهلها سنةء وطال على أهلها الحصار فألقوا إليه بأيديهم» فأذعنوا له بالطاعق إلا ماكان من ابن الأشعث( فإنه انحاز وانحجز في دار الإمارة في بقية أصحابه الذين قدم بهم من أرض المشرقء فحاصره أبوحاتم سنة أخرى بعد دخوله المدينةء فأجلى أبوحاتم من بها من بقية جند ابن الأشعثء فاعطى لكل خمسة متهم قربة وخشبة يحملون عليها (3) في الأصل: ولا يجيروا. (4) في الأصل: ولا يباز. (5) الصواب ما ذكرناه في الامش السابق من أن الذي حاصره أبو حاتم هو عمر بن حفص الذي قتله ثوار أبي حاتم في سنة 154 ه. وأما ابن فقد مات كا سبق أن أوردناه في سنة 148 ه. ولن يريد المزيد من التفاصيل عن هذه الأحداث؛› مراجعة الكامل (600-598/5)؛ البيان (76/1)؛ العبر (192/4)؛ الاستقصا (58/1)؛ سير الشماخي (ص 13-2)؛ تاريخ الفتح العربي في ليبيا (ص 188-186). 75 قربتهم » وأعطاهم خحنجراً يصلحون به نعالحم» وأعطى لکل واحد من الخمسة رغيفا من خبز لزادهم › فتفرق أولئك الأسارى وانصرفوا إلى اللشرق. وذكر بعض أصحابنا أن السدراتي المحدود من السرقة الذي جاء بالعسكر من أرض المشرق من عند أبي جعفر» ندم على مافعل حين ظفر بإخوانه وأهل مذهبه عدوهم» فأبادهم بأيدي أعاديهمء (ف) عمد إلى بقية الأسارىء فخرج معهم يريد أرض المشرق» فأظهر لم أنه يريد أن يردهم إلى منازلهم ويوصلهم إلى مواطنيهم» فاعمى بهم وأخذ بهم طريقاً لم يکن به مای فاستهلکهم عن اخرهم؛» وهم في كثرة. والله أعلم أي ذلك کان . 76 ذکر (1) TF وبلغنا أن أبا حاتم سمع بطوالع أقبلت من المشرق فخرج من مدينة طرابلس› فتلقاهم وصح يقال له وهو عى مسيره ثمانية أيام من مدينة طرابلس» فلا وصلهم أبوحاتم لاقو فاقتتلوا قتالً شديداء فهزم الله له العدو ومنحهم أكتافهم› فقتل منہم ستة عشر ألفاً. وبلغنا أن رجلا من اهل الحضر نظر إلى رجل من أهل الدعوة فقال (1) ذكر البكري مغمداس وقال انه يبعد بمرحلة عن قصر حسان ويبمرحلة عن سرت (ص 7). وهذا المكان› بدون شك هو الذي يذكره الادريسي باسم قصر مغداش (ص ويقول انه يبعد عن سرت بمجرى ونصف. وهذا التحريف لا بد وأن يكون ناجاً عن سقوط اليم . لأن الكلمة وردت بحرف الشين المعجمة في فتوح مصر لابن عبد الحكم؛ (ص 149). ولربما كان هذا هو المكان الذي أورده ياقوت في معجم البلدان (158/5) باسم «معمراش» واكتفى بالقول بأنه «موضع باللخر ب» (وهو نفس التعريف الذي أورده صاحب مراصد الاطلاع). ومغمداس هو أيضاً رسم ابن خلدون والشماخي . والجحدير بالذكر أن المستشرق الرحالة بارث حاول التعرف عن مغمداس في مرسى الزعفران الي تقع على مسيرة يوم من سرت في شرق طرابلس. راجع : )]ءwiski) ‏وهذا التعرف قد أكده المستشرق ليويسكى‎ Vandrungen, T. 1. (p.375) ۱ . Etudes abadites (1/55) ‏البولندي ف دراسته القيمة عن الاباضية العنونة‎ (2) في الأصل: صافوه. له الحضري» ما تفسير تاورغاء يذكره مقتل أبي الخطاب»› رضي الله عن ويعيره بذلك» وكان صاحبنا فطناً حاذق فاجابف فقال: تفسيرها: مغمداس» فيه أربعة أكداس» في كل كدس أربعة الاف رأيتهاء م ان أباحاتم ما قتلهم رجع إلى مدينة طرابلس وحسنت حالته بہا. 78 مقتل أي حاتم وأصحابه رضي الله عم وىلغنا أن ن أيا حاتم لا تمكن في مدينة طرابلس» دست الكتب بقية أهل المشرق من طوالعهم والمخالفين من أهل مدينة القيروان إلى أبي جعفر سغدادا' یشکون أبا حاتم › وأنفذ إلى ُي حاتم جیشاً کبيرا واستعمل عليه يزيد بن حاتم الأزدي . قال فليا اتفصل يزيد بن حاتم من مصر بعسکره» وسمع ابو حاتم بخبره» جمم أصحابه ومن ولي عليه من القبائل من نفوسة وهوارة وجريشة واخلام البربره فحضهم على الجهاد ورغبهم في الاستشهاد. ثم ان بن حاتم لا قرب من حزي طرابلس» خرج اليه أبوحاتم ومن تبعه مي المي ف موق پال ته جن فمدت قبيلة من البربر من هوارة يقال ا مليلة يزيد بن حاتم فسأل أبوحاتم عمن أعان عليه من ومن کان مع يزيد قالوا له لیس معه خلا مليلة. فقال أبو حاتم اللهم ذل مليلةء فبلغت فيهم دعوة أبي حاتم › فاستجاب الله فيهم. وكذلك کانوا من (بين) ساثر البربر. وبلغنا أن الموضع الذي كانت فيه معركتهم يتضىء من كل ليلة خيس ویبصر ضیاؤه من مكان أو قد سطع في المواء وامتد صاعداً. 79 وقد ذكر بعض أصحابنا ممن في عصرنا هذا انه راه وهو نور ساطع وضياء وحدث يعقوب بن يوسف الياجراني الملقب بابي منصور أنه مر به صاحب له وقد سكنا بجبال ذلك اللوضع في أحياء من البربر» فجاز به يعقوب وصاحه بلیل مظلم وقصدا ذلك اللوضع . فل وجدا مكان معركتهم في مطمئن من الأرض» فشقاهاء فاستبان أثر الحوام الصغار بالليل البهيم لا فيه من الضياء الساطع . فلا خرجا منه دخلا ف ظلمة عظيمة› التفتا وراءهماء فإدا الضياء حتى توسطا مكان المعركة . وكان يعقوب بن يوسف رجلا شجاعاً شديد قوي الطبيعة ل تز لشيء من خور. (1) في الأصل: المرة. إمامة عبد الرحمن بن رستم (ض) وحدث غير واحد من أصحابنا أن عبد الرحمن بن رستم» رضي الله عنهء ولي بتاهرت سنة ستين ومائةء وذكر بعض أصحابنا أنه إنما ولي على رأس اثنتين وستين (ومائة) سنة. والله أعلم أي التاريخين أنفذ. وسبب ولايته أن حماعة المسلمين اتفقوا أن ينتخبوا موضعاً يبنون فيه مدينة تكون حرزاً وحصناً فأرسلوا الروافد في الأرض» فرجعوا فدلوهم على تاهرت» فاتفق جمهور المسلمين مع أهل تاهرت القديمة على أشياء معلومة أن يأخذوها من غلتها. وقد كانت قبل ذلك غياضاً عامرة بالوحوش والسباع وا وام . فل اتفقوا على عمارتهاء أمروا مناديا ينادي» إلى من بها من الوحوش والسباع: ان اخرجواء فإنا أردنا عمارة هذه الأرض» وأجلوا لا ثلاثة أيام(") . وبلغنا أنهم رأوا بها وحشاً تحمل أولادها في أفواههاء خارجة منہاء فكان ذلك ما رغبهم فيها وزادهم بصيرة ف عمارتہا وانشائها. ثم انهم أطلقوا فيها النيرانء وأحرقت النيران ما عليها من أشجار. (1) هذه القصة نفسھا يروما عدد من الملؤرخين. وئي مقدمتهم ابن عبد الحکم لدی ذكرهم لبناء مدينة القيروان . 81 وقد عمدوا إلى أصول تلك الأشجار ودوحها فغسلوها فصاروا يدفنون الحيس تحت أصول تلك الأشجار”. فلا جنهم الليل طرقت الخنازير تلك الأشجار فصاروا يحفرونها حتى أتت على اخرهاء حيث شمت ريح ذلك الحيس. فلا أصبحواء وجدوها كلها مقتلعة على وجه الأرض ثم انهم عمدوا إلى مكان فأصلحوه لصلاتهم» فلا أرادوا أن يبنوها انتخبوا أربعة أمكنة واقترعوا عليها أيها يجعلونه للمسجد الجامع › فوقعت قرعتهم على المكان الأول الذي أصلحوه للصلاةء فبنوا الملسجد الجامع› فأخذوا في إنشائها وعمارتهاء فجعلوها ديار وقصورا(. ثم آن جماعة من المسلمين من أهل النظر منهمء وجدوا في أنفسهم فوة وأنسوا طاقة فأرادوا التوليةء فنظروا في عامة القبائل. فوجدوا في كل قبيلة رأساً أو رأسينء كل يصلحون للإمارةء فاشتوروا فيا بینہم. فقال بعضهم ان عبد الرحمن ابن رستم الفارسيء رضي الله عنهء ممن لا تبهلون فضلهء وهو أحد الخمسة الحاملين للعلمء وعامل الإأمام أبي الخطاب» رضي الله عنه. وقد عرض عليه المسلمون الإمامة قبل تولية أبي الخطاب» فأعرض عنہا ودفعها عن نفسه› ولم يردها ولا سے| وأنه ليست له قبيلة إدا تغير وتبدل. (2) وقع اضطراب في هذه الجحملة في الأصل فجاءت كما يلي: «ماعليها من أشجار وأصول تلك الأشجار ودوحها وعمدوا إلى حيس فغسلوه فلثوه فصاروا يدفنون تحت تلك الأشجار» . وا حيس : معجون من غر وسویق . )3( راجع عن بناء تاهرت الرستمية البيان (196/1)؛ البكري (ص 69-66)؛ اليعقوي (ط. ص 14)› تاریخ ابن الصغير (الفهرست) ؛ الأزهار الرياضية (45-6/2) £ معجم البلدان (9-7/2) ؛ ابن حوقل (ص 86 و93)؛ البكري (ص 68-66)؛ الأدريسي (ص 88-87)؛ الاستبصار (ص 66)؛ القزويني (ص 169)؛ الاباضية في موکب التاريخ (الفهرست). وكذلك مقالة جورج مارسي» مادة «تاهرت» في دائرة العارف الإسلامية . ۱ 82 وقالوا إذا ر ُن تولوه أمور اللسلمين› فافعلوا فاتفق رہم عل تولیته ا على الأمامة بکتاب الله وسنه ة رسوله › 2 الل عليه وسلم › واثار الغا الراشدين المهتدين› فقيل عبد الرحمن (“) وأحسن السيرة في إما وينم عليه أحد في حكومة ولا ل خصوما ولم یکن على يديه تراق الاباضية يومئذ . كلها محتمعة مو تافة6) م یٹر منہا ثائر. وبلغنا أن الوالي على أهل عمان في إمامة عبد الرحمن» رجل يقال له الوارث ء وأبوه عبيدة› رحمه الله حی . وي إمامة عبد الرحمن توئي . ثم ان عبد الرحمن اتصلت أخباره إلى أهل البصرة من أهل دعوة المسلمين› فبعثوا إليه بثلائة أحمال مالا . فلا وصلت الرسل ال تاهرت» صاروا يسألون عن دار الأمارة وقد كانوا خلفوا أحالحم خارجاء فلا نعتت لم الدار› قصدوا نحوهاء فإذا الإمامي رضي الله عنهء فوق البيت يعمل السقوف والعبد تحته يناوله الطينء فسألوا العبد أن يأذن لم٠ وقد أيقن العبد أن الامام سمع كلامهم فقال له : أخرهم فنزل عن الحائط وغسل الطين عن حسده» فأذن طم فسلموا عليه فرد عليهم » فوضم حم شيئأ من خبز وعصر عليه عسكة. (4) جاء في تاريخ ابن الصغير في معرض الحديث عن تولية عبدالرحمن (ص 9): «ثم نضوا إليه بأجمعهم وقالوا ياعبد الرحمن: رضيك الإمام (أبو الخطاب) في ابتدائنا ونحن الآن نرضى بك ونقدمك على أنفسنا. فقد علمت أنه لا يصلح أمرنا إل إمام نلجا إليه في أمورنا ونحكم عنده فيا ينوب من أسبابنا. فقال لحم: إن اعطيتموني عهد الله وميثاقه على الطاعة فيا وافق الحق وطابقهء قبلت ذلك فأعطوه عهد الله ومیثاقه على ذلك». قارن العبر (121/6). (5) في الأصل: في أمانته. (6) في الأصل: مؤلفة. 83 فلا أكلوه استأذنوه أن يتناجوا عنهء فأذن لحم فتناجوا عنه فيا بينہم» وأجمع رأهم على أنهم راضون عنه» فاتفقوا أن يدفعوا له المال. فما وصلت الجمال إلى عبد الرحمنء شاور أصحابه فيهاء فاشاروا عليه أن يأخذها فييثها في فقراء المسلمين و(في شراء) السلاح والعدة(7) ففعل رحه الله ذلك بمحضر تلك الرسلء فلا رجعت الرسل إلى اللشرق» أخبروا أهل دعوتهم بعدل عبد الرحمن وفضله وورعه (ف) بعثوا له بأموال أكثر من الأول . فلا وصلت إلى عبد الرحمن» شاور فقالوا له: رأيك أمير الملؤمنين› فلا ردوا الرأي إليهء قال أما إذا أرددتم إلينا رأيهاء فرأيي فيها أن ترجع إلى أرباباء فهم أحوج إليها مناء وقد استغنينا وقویناء فشق ذلك على الرسل» وليس عليهم بد من طاعة إمامهم» فردوها إلى المشرق› فعجبوا من زهادته في الدنيا ورغبته في الآخرةء فأقروا بإمامته وواصلوه بكتبهم ووصایاهم . ثم ان تاهرت كانت حرزاً وحصناً لحماعة المسلمين وسميت بأم العسكر عسكر البارك. فلا حضرت الوفاة عبد الرحمن» رضي الله عن جعلها شورى في سبعة )9 صنيع عمر بن الخطاب» رضي الله عن (7) في تاريخ ابن الصغير: «أشاروا عليه أن يجعل منه ثلثاً في الكراع وثلثاً في السلاحء ولثا في فقراء الناس»» (ص 12-11)؛ وفي أزهار الرياض: «ثم شرع الإمام في شراء الكراع وقوي بيت مال المسلمين بالذخائر الحربية ومهمات الدفاع الوقتيةء وتقوى الضعيف وانتعش الفقبرء (ص 87). )8( يذکر صاحب أزهار الرياض أن هذه الأموال بلغت عشرة أحمال. راجع تفاصيل أخرى ئي هذا اللصدر؛ (ص 91-90). (9) في الأصل ستة نغر. وقد صححنا سبعة ووضعنا «ورجل» بين قوسين؛ حتی تتسق الرواية مع ما أورده الشماخي (ص 145)؛ وصاحب أزهار الرياض (ص 99). وأما الدرجيني الذي نقل رواية أي زكرياء. فقد ذكر أن لجنة الشورى تتكون من ستة نفر= 84 أحدهم› مسعود الأندلسي › وکان رجلا ناض فقيهاً ورعاً من شيوخ المسلمين› ومنہم أبو قدامة يزيد بن فندين اليفراني (ورجل) يقال له عمران”") بن مروان وعبد الوهاب بن عبد الرحمن؛› وأبوالموفقء بغدوس بن عطيةء وسكر بن صالح الكتامي ومصعب بن سدمان . = (46/1)› ولكنه أمل ذكر مصعب ابن سدمان. وقد فات عق الطبقات أن يقوم بمقارنة نصه بالنصين الآخرين ويثبت هذا الاسم بين قوسين إن كان محذوفا في الخطوط. ِ (10) في الأصل: عثمان. وقد صححنا عمران اعتمادا على الشماخي وسليمان الباروني . وأما الدرجيني فقد أهمل هذا الاسم الأول وذكر صاحبه باسم مروان الأندلسي . 85 ولاية عبد الوهاب بن عبد الرحمن فلا مات عبد الرحمن بن رستم » رصي الله عنه وغفر له اجتمع أهل الشورى على من يولونه أمور المسلمين فتدافع بعضهم إلى بعض» إلا أن عامة المسلمين مالت أنفسهم إلى اثنين متهم أحدهما مسعود الأندلسي والأخر عبد الوهاب› رصي الله عنه . فبعض المسلمين أرادوا تولية مسعود وبعضهم أراد تولية عبد الوهاب» فمكڻوا حوالي شهر يديرون الرأي فما ثم ان العامة مالت إلى مسعود فبادروه ليبايعوه › فهرب م واستخفا . وابتدروا عبد الوهاب فلا سمع مسعود بتركهم لبايعتهم له وإرادتهم مبايعة عبد الوهاب» رضي الله عنه خرج مبادرا ليکون اول من يبایعم عبد الوهاب هو. وكان أبوقدامة حين ل تمل أعين الناس إليه ولم تنتصرف قلوب اللسلمين لديه › ورای أنه قد خلا منہا راد تولية عبد الوهاب وقال : هو أقرب منا رحا من غیره» ولعل ذلك أن يعطفه عليناء لأن م عبد الوهاب يفرانيةء فرجوا فيه أن يؤثرهم في الأمور لأنه ابن أختهم. فقام أبوقدامة في نفر من أصحابه فابوا إل مبايعة عبد الوهاب» للمناسبة التي فطمعوا فيه أن يؤثرهم على غيرهم» ولكن تخوفت أنفسهم من جهته. فل راد الناس مبايعة عبد الوهاب› رضي الله عن تدم مسعود 86 الأندلسي لیبايعه فتکلم يزيد بن فندین وأصحاب› فقَالوا نبایعه بشرط لا يقضى دون جماعة معلومة . فقال لحم مسعوف ماعلمنا من أمور الإمامة شرطاً غير أن تحكم فينا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهء عليه السلامء واثار الصالحين قبله. فترك ابن فندین وأصحابه الشرطء حين رد عليهم الملسلمون› فِتقَدم مسعود › فبایع عبد الوهاب؛ رضی الله عن وبایع الناس بعد ذلك بيعة ‎(1z.‏ فحملوه إلى دار الإمامة فلم يختلف عن بيعته أحدء ولم ينقم عليه أحد في أمور حكومة ولا في خصومة حتى نجم ابن فندين وأصحابه . (1) الأرجح أن عبد الوهاب تولى الأمامة بعد وفاة أبيه (بنحو شهر) في سنة 171 هف على أن المؤ رخين يختلفون في هذه القضية. والشائع بينم هو أن إمامة عبد الوهاب دامت 0 سنةء باعتبار أنه تولى الملك في سنة 168 ه وتوفي في سنة 208 ه. وقد أورد ابن الأثير خبراً مؤداه أن عبد الوهاب سار على رأس البربر في جمع عظيم في سنة 6م إلى طرابلس وحاصرها ودام حصاره لما حتى وفاة ابراهيم بن الأغلب (الذي مات في تلك ثم صالحه عبد الله (ابنه) الأغلبي . وهذا الخبر الذي يدل على أن عبد الوهاب كان حياً في سنة 196 ه. ردده الشماخي» ولكن ابن عذاري (الذي يسمي عبد الوهاب عبد الوارث) يقول ان إمامته دامت عشرين سنة ويذكر أن الإمام توي ني سنة 188 ه: أي أنه تولى الإمامة في سنة 168 ه. وهذا التاريخ لبدء ولاية عبد الوهاب» هو الذي اعتمده كل من جورج مارسي وزمباو ي معجم الأنساب والأسر ال حاكمة (وكلاهما ذكر أن عبد الوهاب مات في سنة ۸٠۲ه). على أن سليمان الباروني يصحح رواية ابن عذاري فيقول: «والصحيح آن ولایته كانت في سنة 171 هھ تقريباء ومدتها 19 سنة فوفاته تكون في سنة 190 ه تقريبا». راجع عن عهد عبد الوهاب : السير للشماخي (163-144)؛ طبقات الدرجيتي (72-47/1) ؛ الأزهار الرياضية (165-100/2)؛ الكامل (270/6)› العبر (194/4)؛ البيان (197-1)؛ معجم الأنساب (ص 100)؛ سلم العامة (ص 14-12)؛ البكري (ص 68-66)؛ تاريخ ابن الصغير المالكي (ص 23-16)؛ البرادي في كتاب الجواهر؛ تاریخ الحزائر (23/2)؛ مقالة جورج مارسي (بنورستم) في دائرة المعارف الاسلامية. — Basset (R), les Sanctuaires de Djebel Nafousa : كلİSو‎ ولنفس المؤلف (المجلة الأسيويةء ج 1899/2). — Etude sur la Zanata de Ourqla et de Oued Rir, Publication de la Faculté des Lettres, Alger. 87 و ل افتراق الإباضية مع أن طائفة تنتحل اسم الاباضية يقال لا العمرانية› تجمعنا واياهم الكلمة من أولء وزعموا أنهم اباضيةء وكثيراً ما يسندون مذهبهم إلى عبد الله ابن مسعود؛ رضي الله عنهء فهم تبعة عيسى بن عمير وسنذكر مذهبهم إن شاء الله والرد عليهم فيا خالفوا فيه أهل الحق. تم بعد ذلك (نتحدث عن) افتراق الاباضية (ومذاهبهم) واحداً بعد فنرد على كل فرقة منہم ماخالفت فيه آهل الحق؛ ونفرد كتاباً نجمم فيه مقالاتمم إن شاء الله . سب افترا الإباضية 0 فأما سبب افتراق الاباضيةء فقد أخبر به غير واحد من أصحابناء (1) تختلف رواية أبي زكرياء عن رواية ابن الصغير التي هي أقدم اختلافاً کبیرا بشان الشقاق الأول في صفوف الاباضية. راجع تاريخ الأئمة (ص 20-17). والشقاق في صفوف الاباضية إنما هو تفتت جديد في مذهب الخوارج الذين ينقسمون إلى عدة طوائف ينضوي كل منها تحت لواء معين. ومع ذلك فان الخوارج. بوجه عام يتفقون ي نظرية الخلافة الي يرون أن تكون باختيار حر من وفي نظرية اعتبار العمل (الصلاة والصوم الخ.) جزء من الإمان. ويبلغ عدد طوائف الخوارج نحو عشر طوائف تختلف كل واحدة متها عن الأخرى في تعاليمها. ومن أهمها الاباضية والنجدات والأزارقة والصفرية (أتباع زيد بن الأصفر التي لا يجختلف أتباعها کثيراً عن الأزارقة ف تعصبهم واستباحتهم لبعض المحرمات . 88 وذلك أن عبد الوهاب › رصي الله عنهء لا ولي أمور المسلمين وکانت رغته في أهل الخبر واستعمال أهل العلم والبصيرة من الدين في أمور المسلمين› فعمد إلى رجال ليست لم رغبة في الولايات» فولاهم الأمور. فلا نظر يزيد بن فندين وأصحابه إلى وقد خالفت فيه الرجعية› تعيرت وتنکرت صدورهم › وساءعت ظنونهم وسقط ف أيديهم ما اثروا من تولية عبد الوهاب» فأخذوا في العلل وقالوا إنما كانت ولاية عبد الوهاب على الشرط ألا يقضي أمرأً دون جماعة معلومةء فرجعوا إلى ماعیب عنہم اول مرة» فأفشوه عند الجهال ومن ليست له بصيرة بأمور فصاروا يستنزلونهم عن بصائرهم› فكثر القال والقيل في البلد. ويقولون انه ا2 بعص الناس علینا وولاهم الأمور دونناء وحن أولى بالأمور من ولاه عل الناس› لأنه إنما كانت ولايته عل أيدينا. وکان مما يقولونه للجهلة من الناس انه لا تجوز تولية رجل إذا كان في جماعة تارة يقولون لا تصلح ولاية رجلء إذا كان في جماعة المسلمين” من هو أعلم منهء وتارة يقولون بل كانت ولايته على الشرط. أن يضعوا أوزار الحرب حتى يراسلوا إخوانهم بالملشرقء ويكف بعضهم عن فما أجابوهم به أخذوه. وبعثوا رسولين› فتوجه الرسولان إلى المشرق. فلا وصلا إلى مصرء (2) في الأصل: حاما. (3) يجب أن نتذكر أن أبا زكرياء يستعمل دائ في كتاب السير كلمة «جاعة المسلمين» واعتبارها مرادفة لحماعة الاباضية . 89 ِ OWE ‏وجدا ہا شعيب بن المعروف وشيعته (*) فأخبراه بوت عبد الرحمن بن‎ ‏رستم» رضي الله عنهء واستخلاف الناس ابنه عبد وخروج‎ ‏ابن فندين عليه وادعائه الشرط في إمامة عبد الوهاب» وما زخرف (به) من‎ الأباطيل . قال فلا سمع شعيب بن المعروف ذلك من الرسولين» خلا بطائفة من أصحايه› منم أبو المتوكل › واتمقوا عل المسبر إلى تاهرت . ثم ان الرسولين توجها إلى مكة فوجدا فيها أباعمرو الربيع بن جيب گا رضي الله عن في جماعة من أصحابنا منهم أبوغسان ملد بن لمرد © فأخبرهم الرسولان فيم قدما فيه من إرسال أصحابهم من أهل المغرب» ويبموت عبد الرحمن وتولية عبد الوهاب وخروج ا عليه وادعائه العلل ودفعا لحم كتب إخوانهم من اهل لغرب فقرءوها وفهموا ما کتبوا ف فيها إليهم› فاجتمع من با من المسلمين على أن يردوا الجحواب» فلم يألوا جهدا فكتبوا إليهم : (4) قارن ماذكره كل من الشماخي الذي أخذ كثيرا من عناصر روایته من أبي زکریاء بشن هذه السفارة ورحلة شعيب إلى تيهرت طمعاً في الولاية ص 148 وما يليها) ؛ وأزهار الرياض الذي يشتمل على تفاصيل أوفى (106-2 وما يليها) . (5) هو الربيع بن حبيب الأزدي الفراهيدي› ترجم له الشماخي ولكنه ل يذكر سنة ميلاده ولا تاريخ وفاته. وقد وصفه بأنه «طود المذهب وبحر العلوم» (ص 103-102). له كتاب الجامع الصحيح (طبع بمطبعة الأزهار البارونية في سنة 1326 ه. مع حاشية لعبد الله بن أحمد السالي) . وقد ذکر السالي ي حاشیته (5-3/1) أنه صحب أبا عبيدة ونزل البصرة ثم انتقل إلى عمان وسكن غضفان. وقد أدرك الربيع بن حبيب جابر بن زيد. وهو شاب وکان يروي عن ضمام عن جابر ابن زيد عن ابن عباس راجع أيضا: طبقات الدرجيني (278-271-243-242-213/2) . (6) كذا في الأصل. «بسم الله الرحمن الرحيمء أما بعد يا اخوانناء قد بلغنا ما كان (من) قبلكم وفهمنا ما كتبتمونا من أمر الشرط في الإمامة ألا يقضى أمر دون جحماعة معلومة . فالامامة صحيحة والشرط باطل . فلو صح ف الامامة لا قام لله حت ولا اقيم له حدء ولتعطلت الحدود وبطلت الأحكام ولضاع الحق. والجماعة يتعذر اتفاقها على أن الإمام إن قدم إليه لا يصيب أن يقيم عليه الحد فيقطع يده حتى تحضر الجحماعة الي » ذكروا أو زنى أحد فلا يرجم ولا يجلدء حتى تحضر الجماعةء ولا يجاهد الأمام عدواء ولا ينبى عن فساد إلا بحضرة الحماعة المعلومة . فالامامة صحيحة والشرط باطل . وأما ماذكرتم من تولية رجل وفي جاعة المسلمين من هو أعلم منه فذلك جائز إذا كان في القناعة والفضل بنزلة حسنة. وقد ولي أبوبكر الصديق› رضي ا لله عن وزید بن أفرض منه »٨ وعليِ بن «أفرضكم زيد وأقضاكم على وأقراكم أي( وأعلم أمتي با حلال والحرام (7) زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي: من أكابر الصحابة. كان كاتب الوحي ٠ ولد بمكه وهاجر مع النبي (ص) وهو صبي . وقد كان إمام الفقه والقضاء والفتوى في المدينة بحيث أن ابن عباس كان يزوره في بيته. وهو الذي كتب الملصحف لعثمان . توفي سنة 5ه. راجع : غاية النهاية (296/1)؛ صفة الصفوة (294/1). (8) معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي» أبوعبدالرحمن: صحابي جليلء كان أعلم الناس بالحلال والحرام. شهد عدا من الوقائعء ومن بينها بدر وأحد وا خندق كا شارك في غزو الشام. وقد كان واحدا من الستة الذين جعوا القران كا رويت عنه أحاديثٹ كثيرة. راجع : سيرته في طبقات ابن سعد (ترجمة 8039)؛ أسد الغابة (376/4)؛ حلية الأولياء (228/1). (9) كذا في الأصل. 91 معاد بن جبل». وقوله› صل الله عليه وسلم «معاذ بن جبل سيد العلماء»» فردوا الجحواب بإثبات ولاية عبد الوهاب» وإبطال الشرط وتخطئة من انتحل الشرط. وذكروا أن الإمامة لا تبطل إلا بحدث في الأسلامء بعد الأعذار والانذار منېم› والاصرار والاعتبار من إمامهمء فحينئذء يزول من الأمامة . ثم ان شعيباه حين جاز عليه الرسولان صر عزم على المسير إلى تاهرت › فخرج في نفر من أصحابه بغير مشورة مشائخ مصر طمعا في الأمارة. وفد كان ها لحماعة اللسلمين مشا ٿخ ذوو فضل وعلم وور ع. وفد هاه ٠ بعضهم عن الخروج إل تاهرت› فقا له کف تقدم إلى بلد اختلف أهله؟ ول يشتغل م واستعجل › هو وأصحابه› طمعاً ف الأمور فمضوا مستعجلن حت أضنوا رواحلهم فصاروا يسوقونها سوقاً. وحكي عنہم أنهم وصلوا من مصر إلى تاهرت في عشرين يوماً. فلا وصل شعيب وأصحابه إلى تاهرت»ء دخل على الإمامء ولم يكن له بد من الدخول عليهء فسأله الإمامء رضي الله عنهء عن إمام ولي بشرط ل يفضي أمراً دون حماعه معلومة؟ فأجایه شعیب أن الامامة وسأله أيضاء هل يجوز تولية رجل وفي جماعة المسلمين من هو أعلم منه؟ فأجابه بجواز ذلك. ثم ان شعيباً خرج وتوجه نحو يزيد بن فندين وأصحابه› فأطمعوه ٥ في الأمور فندم عل فتواه للامام عبد الوهاب › رضي الله عن فبدا له قوز ابن فندين وأصحابه على الأمام› رضي الله عن (10) في الأصل: فوازرا. فخرج من كان ينظر إليه من النكار من المدينة إلى المنازل الي بجبال الملدينةء فصاروا يجتمعون ويتناجون. فلذلك› سموا . ثم بعد ذلك اجتمعوا بكدية بجبال المدينة.ء فأظهروا إنكار إمامة عبد فسموا . وسموا «الشخبية» في الإسلام الشغبء وسموا «الملحدة» حين الحدوا في أساء الله تعالى› ود«الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون». وسموا «النكاث» لنكنهم بيعة الامام بغر حدثٹ. وىلغْنا أ- نېم کانوا يدخلون المدينة بالجحماعات› فتكام يعض السلمين إلى الامام ُن ينېاهم عن ذلك ولم يشتغلوا به . فكلمهم في خروجهم من المدينة إلى المنازلء فقالوا هذه مدينتناء وتلك منازلناء فإن عصينا في خروجنا من المدينةء فليخبرنا الإمام بذلك فنترك. قال فتركهم الإمام ثم بعد ذلك صاروا يدخلون المدينة بالسلاح. فكلم بعض المسلمين أن ينہاهم عن ذلك فتهاهم الإمام عن إمساكهم السلاح. و(ان) أثمنا من إمساكنا السلاحء فليخبرنا بذلك الامامء فنترك. قال فتركهم الإمام وأمر أهل المدينة بإمساك السلاح غافة عليهم من الغدر بهم . وبلغنا أن نفرأ متهم اجتمعوا على غدر الإمامء رضي الله عن فأداروا أمرهم بيهم » فقالوا كيف لنا بالوصول إلى قتلهء فلم يتجه ذلك . ثم ان رجلا منہم قال لحم : هل لکم في رايي؟ أن تأخذوا تابوتا وتجعلوني فيه وتمضون بالتابوت إليهء كأنكم غتمون عليه وتمتنعون من الاتفاق عليه وأن يجعل في يد أحدكم دون غيره. فإِذا صرتم إلى ذلك فقولوا له لا نرضى أن نضعه عند أحد سواك فاتفق رأيهم على ذلك . 93 وعمدوا إلى التابوت فأدخلوا (الرجل) فيه ومعه سيف وكان التابوت مغلقاً من داخل› وأقبلوا بالتابوت إلى الامام عبد رضي الله عنه. على اتفاقهم الأول وهم يتنازعون عليه حتى أظهروا من أنفسهم (أنهم) يتجاسرون ويقع الشر بينهم . فلم وصلوا إلى تكلم فقال يا أمير افصل بين هؤلاء القوم وانزع هذا التابوت من أيديهم جيعاء حتى تصلح بينهم» ويزول الشر الذي بينم فقال القوم بأجمعهم» صدق لك» يا أمير اللؤمنين ولسنا نثق بأحد أن نضعه عنده إلا أنتء فضعه لنا عندكء حتى نتفق . فلا رأى الامام منم ذلك وخاف أن يقم الشر بينم قال لحم : الوا تابوتكم إلى الموضع الذي امركم أن تضعوه فيه. قال فلا لوص ونظر إليهم الإمام مثقلين بحمل التابوت› استرابهم. ثم ان الإمام عبد الوهاب» تأمل التابوت فوجده مقفلا من داخلهء فكان ذلك مما زاده ريبة وظن ام أرادوا به المكر والغدر. وقد كانوا اشترطوا عليه ألا يضعه إلا ئي بیت ينام فيه فلا وضعو خرجوا من عنده مستبشرين فرحين» وظنوا أنهم يظفرون بحاجتهم. فخيبهم الله وكانوا أهل مكر وخداع وخبث النفوس. وىلغنا نم اتفقوا مع صاحبهم أنه إِذا قتل الامامء أن يؤذن لصلاة الصبحء عند طلوع الفجر فإذا سمعوا آذان وهم يعرفون يبادرون إلى دار الامام عبد الوهاب› رضي الله عنهء وإِن لم عرفوا فلا جاء الليلء اشتغل الإمام رضي الله عنه في فلا فرغ منہا وفرغ من حوائج ُهل بیته» وکانت عادته؛ إذ فرغ منها أن يأخحذ کتابا فيقراً فيه . فلا كانت تلك الليلةء عمد الإمام رضي الله عن إلى زق فوضعه على فراشهء فوضع عليه ملحفة بيضاى فلا قضى حاجته 94 من قراءة كتابه وجاء الوقت الذي يرقد فيهء أخذ المصباح فأوقده› وا عليه غطاء بسترةء وتنحى إلى جانب وأقبل على الصلاة لا يسمع به ولا يراه من کان في التابوت . فلا هدا صوت الإمام عن صاحب التابوت› وظن أن الإمام قد رقد› فتح التابوت وخرج من فنظر في البيت ينأ فلم ير ش 3 إل بياضا من ناحية البيت» فظن أنه الامام› فقصده وبيده السيف مستلاء والإمامء رضي الله عنه صر فلا وصل إلى فراش ضرب بالسيف على فظن أنه قتل وإنما أصاب الزق منفوخاً. فلا سمع الأمام ضربه بالسيف» نزع الغطاء عن المصباح واستضاء فقصده وضربه الإمام بالسيف» فقده نصفين» فأخذه ولفه في ثيابه ورده في تابوت فبات القوم متململين ينتظرون متى تكون الصيحة على الامام عبد الوهابء رضي الله عنه أو يؤذن فلا كان بالغكف اجتمعوا فتساءلوا فے| بینهم » فقال بعضهم لبعض: هل سمعتم عن الامام أو عن صاحبكم شیئا؟ فقالوا: لا! فقال بعضهم لبعض: امضوا بنا لنأخذ تابوتناء ونقول له قد اتفقنا عليه واصطلحنا . قال: فأقبلوا إلى الإمامء رضي الله عنهء وقالوا له: أعطنا تابوتناء فقد اتفقنا عليه . قال فقال لم الإمامء امضوا إلى الموضع الذي وضعتم فيه تابوتکم . فمضوا مع حتى دخلوا البيت› فوجدوا تابوتہم ف الوضع الذي وضعوه فيهء فلا وصلوا إلى فتحوا فوجدوا صاحبهم قتیلً مقدودا نصفين فخيب الله سعيهم ٤ وأظهر بغيهم وأخلف ظنهم» فخرجوا من المدينة خوفاً من صنيعهم من الملسلمين. گان 95 ثورة ابن فندين ”۰ ثم إن بن المعروف” تكلم إلى يزيد ابن فتدين وأصحابه فقال طم : ماذا تنتظرون بہم؟ فبادروا القوم واستغفلوهم ولا تتربصوا بهم يريد الإمام ورعيته. وإما قال ذلك غافة ان يأتي الجواب من اللشرقء فتكون عليهم الحجةء ولأنه علم أن الصواب (هو) ما أفق به أو ثم رجع عنه حين أطمعوه في الأمور. وكان ابن فندين وأصحابه ينتظرون متى تكون لحم الفرصة أو يجدون من أهل المدينة غرة. وقد أمر الإمام عبد الوهاب ‏ رضي الله عنه ‏ جماعة السلمين أن يمسكوا السلاح فكانوا كذلك إلى أن خرج الإمام عبد الوهاب رضي الله عنه ‏ ذات يوم إلى بعض حاجته؛ فبادر يزيد بن فندين أهل المدينة واستغفلوهم حين سمعوا بخروج الامام من المدينة ليدخلوها عليهم› على غفلة من أهلهاء فقامت الصيحة في المدينة› فابتدرهم أهل المدينة من كل مكانء فصادف ذلك أفلح وأخته تضفر راس وقد ضفرت له شق رأسه وبقي الشق الآخر ل يضفر فأخذ سلاحه فابتدرهم فوجدهم على باب وقد كادوا يدخلون» فوقف لم أفلح على بابماء فنشب إحدى رجليه في الصفا فسلخ رجله إلى العرقوبء وصار يتقي بدرقته ويضربونه حتی ل يجد ئي درقته مايتقي بء فرمی بہاء فعمد إلى باب المدينةء فاقتلعهء فصار يتقي به فتمالك أهل المدينة. ويزيد بن فتدين» مقابل أفلح بن عبد الوهاب على باب المدينةء وعلى راسه بیضتان (12) قارن رواية أبي زكرياء عن ثورة ة ابن فندين بجا ذكره الدرجيني (الذي اقتبس کثيرا من أبي زكرياء). في الطبقات (48/1 ومايليها)؛ والشماخي في السير (ص 146 وما يليها)؛ والباروني في أزهار الرياض (102/2 وما يليها) . )13( ورد هذا الاسم بالرسمين: ابن المعروف» وابن المعرف. ول استطع التحقق من الرسم الصحيح . يضرت الناس بنا وشمالا فقشصده أفلح› فضر به عل م رأسه بالسيف فمده والبيضتن والرأس› ونشب السيف ف عمود الباب› باب المدينة› فخْرٌ ابن فندين صريعاء فاحس أفلح بن عبدالوهاب رضي الله عنه ‏ في يده بعض الشدة حين ضربهء فظن أن ذلك كله (من صلابة) رأسهء فقال له: ما أقوى رأسك يا بربر(ي)» يا مشؤ وم . فلم نظر إليه أصحابه قتيلاً صريعاء ولوا منهزمين» فقتل منهم جماعة السلمين مقتلة عظيمةء فيها اثنا عشر ألف قتيل. وبلغنا أن دم القتلى جرى على باب المدينة كالسيل من كثرة القتلى . ثم ان أهل المدينة اجتمعوا بعدد كثير على أن يردّوا الباب كا كان أولء فلم يقدروا عليه فقالوا لأفلح : ردد مانزعت! فقال: ردوا غیظی آثقاً أرده لکم! ثم ان الإمام عبد الوهاب رضي الله عله رجع من بعض حوائجهء فوجد على باب المدينة مقتلة عظيمةء فأخبره أهل المدينة خبر ابن فندین فأمرهم بالقتلې فجمعوا ما آمکنہم فصل عليهم رجاء ف الصلحء وطمعاً في العافية لعامة المسلمين من بقية أصحاب ابن فندين. ثم إن شعيب بن المعروفء هرب حين انهزم القومء إلى مدينة طرابلس» فأظهر فيها الخلاف للإمام والبراءة منهء واستقبل الحجاج بلك واتصل ذلك إلى الربيع بن حبیب رضي الله عنه ‏ وحماعة السلمين بأرض المشرق فتبرءوا من شعيب و(من) يزيد بن فندين وأصحابم| الذين قتلوا معه ومن كان على سبيلهم. إلا من تاب . وكان الربيع بن حبيب رضي الله عنه يقول في مجلسه: عبد الوهاب إمامنا وتقینا وإمام المسلمين أن . ويظهر البراءة من شعیب 97 عبد الوهاب إمامنا وتقينا وإمام المسلمين أجمعين. ثم إن بقية أصحاب ابن فندين الذين لم يصابوا يوم قتلء بقيت في أنفسهم حزازات فتنحوا ناحية من المدينة واجتمعوا أو كديةء فسميت كدية ثم ان الرسولين اللذين توجها نحو المشرق قدما إلى تاهرت وقد تقدمت من يزيد بن فندين وأصحابه الواقعة› فاجتمع أهل المدينة على جواب إخوانهم من أهل المشرق» فأخذوا الكتب فقرءوهاء فوجدوا فيها تخطئة ابن فندين وأصحابهء وإثبات ولاية عبد الوهاب ‏ رضي الله عنه ‏ فمكثوا في ذلك حيناً. وبلغنا أن ميمون بن عبد الوهاب قتل بليل ومرّق حمه وقطعه إربا إربأً. فلا أصبحء وجده أهل المدينة على تلك الحالة قتيل فاتاء الامام عبد الوهاب ‏ رضي الله عنه فلا نظر إليهء قال: أي بني اجتمعت فيك ثلاث قول قائل» ويل لن مرّت الخيل بکسائه» وويح لن أصيب بليلء وقول القائلء إذا أمسست ابن السلطان يسوی فامسسه مسا فأخذ عبد الوهاب ابنه وكفنه ودفنه» ولم يدر من قتله . (14) وقع آبو عبيدة البكري ي اضطراب كبير حين تعرض لذكر الأئمة الرستميين بعد عبد الرحمن» فزعم أن ميمون «ابن عبد الرحمن (كذا) بن عبد كان صاحب تاهرت. . . ومضى فقال ان ميمون كان «رأس الاباضية وإمامهم وإمام الصفر. . . والواصلية؛ وكان يسلم عليه با خلافة . راجع: كتاب الغرب (ص ونحن لا نعرف شيثاً عن ميمون قبل هذه المعركة التي قتل فيهاء ولكنه لا يوجد من بين المؤرخين الاباضيين من يذكر أنه تولى الإمامة. وهو ل يتوا قبل أبيهء حيث أن الإجماع تام بأن عبد الوهاب هو الذي خلف والده عبدالرحمن في الإمامة. هذا من جهةء ومن جهة فإن الأئمة الاباضيين لا يحملون لقب الخليفة. ثم ان الاباضية والصفرية فرقتان متميزتان ءفد انفصلتا منذ بداية تاريخ الخوارج. وذلك من الناحية السياسية والعقيدية معاً. ‏ 98 ثم انه خرج ابن ليمون بن عبد الوهاب ساعیا فل فلا وصل إلى النتكار نادوه : بابن المهدور دمه » فرجع إل حده عبد الوهاب › فاستقصا عبد الوهاب رضي الله عنه في قتل ابته. فلا صح عنده أن التكارء هم الذين قتلوا ابنهء أنفذ إليهم جيشاء فجعل عليه ابنا ليمون فخرج ا على مسيرة أيام ف المدينة› فصادفهم محتمعين على عدتهم › منتظرين له فصادفو فقاتلهم فهزمهم الله له فقتل متهم عددا كېيرا وقصر الناس عن تعدادهم وقالوا في أي اسم أقل عددا من هؤلاء المقتولين» فوجدوه (اسم) هارون اسم هارون أصیب فوجدوا ثلانمائهة هارون قتیلاء فاآوهن الله شوکتهم و وأضعف قوتهم . وکان بہت الرستميين ہت العلم ف فنونه من الأصولء والفقه› والتفسس 4 وعلم اخحتلاف الناس› وعلم النحو والأعراب والفصاحة وعلم وبلغنا أن بعضهم قال : معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم منزلة وبلغنا أن عبد الوهاب رضي الله عنه سمر ذات ليلةء هو وأخوه» يتعلمان مسائل الفرائض» فلم يصبح عليه إلا وهما يورثان أهل الملشرق وأهل الغرب. وكانا ف سمرهما يقدان مصباحاً يجعل له عبد الوهاب الفتائل من عمامته حتى أتى عليها. وذكر بعض أصحابنا أن عبد الوهاب بعث ألف دينار إلى إخوانه من أهل المشرق بالبصرة أن يشتروا له با الكتب. فلا وصلهم الألفء = ولميكن من الممكن أن يكون إمام الاباضية إماماً للصفرية. وهذا يقال أيضاً على وجه التقريب عن علاقات الواصلية والاباضية وقد دلت الأحداث التي ذهب ميمون نفسه ضحيتها على بعد الحوة التي تفصل بين الفرقتين . 99 اجتمعوا واتفقوا أن يشتروا بها رقا ويجعلوا من أنفسهم الحبر والأقلام وعولة الكتاب» وأخذوا في فنسخوا له أربعين حلا من كتب» فبعثوا بها إليه. فلا جاءته نشرها وقرأها حتى أق على اخرها بأجمعها فقال: الحمد لل ليست منها مسألة ليست عندي إلا لو سئلت عنم قسمته| إلى نظائرهما من المسائل لصادفت ما ذكره في الكتاب. 100 محاربة الواصلية ‏ للامام وحدّث غير واحد من أصحابنا أن الإمام عبد الوهاب رضي الله (1) الواصلية هي مذهب واصل بن عطاء الغزال (171-80 ه.) من أئمة البلاغة وعلم الكلامء وطائفته من المعتزلة. ولقد نشرت الواصلية المناضلة مذهب الاعتزال في تلف أنحاء العام الإسلاميء حيث بعث واصل بعدد من رجاله إلى اليمن وا جزيرة وأرمينية والمغرب الخ. لإذاعة المذهب» فأجابه خلق كثير. ولد واصل بن عطاء بالمدينة ونشاً بالبصرةء وقد كان ممن بايع لمحمد بن عبد الله بن الحسن. وفيا يتعلق بانتشار الواصلية في منطقة تيهرت» فقد ذكر أبوعبيد البكري أن مجمع الواصلية قرب المدينة يبل نحو ثلائين ألفاً يسكنون «في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها». ولواصل بن عطاء عدد من المؤّلفات منها: «النزلة بين النزلتين» و«أصناف المرجئة» (طبقات أهل العلم والجهل). وفي واصل واتباعه يقول صفوان الأنصاري شاعر المعتزلة : له خلف شعب الصين في كل ثغرة إلى سوسها الأقصى وخلف البرابر رجال دعاة لا يفل عزيهم تېکم جبار ولا کید ماكر يصيبون فصل القول في كل منطق كما طبقت في العظم مدية جازر تراهم كان الطير فوق رؤ وسهم على عمة معروفة في العشائر وسيماهم معروفة في وجوههم وني المشي حجاجا وفوق الأباعر وني ركعة تأي على الليل كله وظاهر قول في مثال الضمائر راجع : عن واصل ومذهبه؛ وفيات الأعيان (11-7/6)؛ معجم البلدان (9-7/2)؛ أمالي المرتضي (113/1)؛ وفيات الوفيات (317/2)؛ تاريخ الإسلام للذهبي (113/5)؛ مرآة الجنان (274/1)؛ لسان اليزان (214/6)؛ مروج الذهب (298/2)؛ ضحى الاسلام (93-92/3). 101 عنه لا أوهن الله على يده كلمة النكار وأورثهم الخزي والعار تحركت لواصلية بعض الحركةء وهم قوم من البربر أكثرهم (من) قبائل زناتة. وذلكء حين أحسوا ببعض الفرقة في الاباضية وأرادوا أن ينتهزوا بعض الفرصةء فبلغ الامام ذلك فاعتذر إليهم مرةء بعد وقد نشا إذ ذاك من الواصلية شاب حدث السن؛ شجاع عظيم؛ بطل لا يقاوم له شي وهو ابن سيدهم وعمدتهم. وفيهم رجل منتحل للمناظرة يذب من مذهبهء وقد جرت بينه وبين الامام مناظرات كثيرةء وكان شديد المعارضةء حديد العارضةء فتكائفت كلمة الواصلية واجتمعوا من كل نقب وجازوا من كل أوب» فانحازوا عن تاهرت» وأخذوا عن وهم أصحاب العموت وأظهروا غخالفة الإمام رضي الله عنه فاعتذر وخرج إليهم بعساكر كثيرةء فقاتلهم مرة بعد مرة وكان الفتى المعروف بالنجدة والشجاعة لا يدرك أحداً إلا قتلهء ولا يارزه أحد إلا قتله. و(كان) لذلك الفى ب يحرّضه عند القتال؛ ويقول له: «أقدم› أي بني»! فلا رأی الإمام رضي الله عنه ‏ ذلك وأن حربہم جد )2( أرسل إلى جبل نفوسة يستمدهم أن يبعثوا إليه جيشاً نجيباء يکون فيه رجل ذو علم بفنون الرد على المخالفين ورجل عالم بفنون التفسيرء ورجل شجاع بطل نجد يبارز الفتى المعتزلي الموصوف بالشجاعة. فلا وصلت رسل الإمام رضي الله عنه ‏ إلى جبل نفوسة» ائتمروا على من يرسلونه للإمام رضي الله عنه س واتفق رأم جمبعاً على أن يبعثوا له بأربعة نفر: أحدهم مهدي والآأخر ا بن العباس » والثالث محمد بن يانس› والرابع ل يبلغنا اسمهء وقد قيل ان اسمه أبومحمد فارس» فأرسل إليهم عامل عبد الوهاب على نفوسة فلا أتاهم رسول العامل› توجهوا نحو (2) في الأصل: وإن جرهم مجداً. 102 وقال لحم : ان أمير المؤمنين احتاج إليكم في أمور وأنا منفذكم إليهء فكونوا على هيئة السفر. وبلغنا أن النفر تساعءلوا فيا بينم فقال لحم المهدي: أماأناء فلا يغلبني حالف في مناظرة إلا إن ركنت في دين الله. فقال حم محمد بن يانس: أماأناء فقد أخذت تفسير القران كله من الثقات› وعلمته عنم › إلا حرفاً واحدأ أو فإن اضطررت أجد مغرجاً. قال : وأخذ النفر الأربعة في هيئة السفرء فخرجوا من جبل نفوسة› متوجهين إلى تاهرت» فلا انفصلوا من الجبلء طلبهم محمد بن ڀانس() أن يدعوه أن يكون خادمهم فأبوا عليهء وألح عليهم في الطلب» فأجابوه إلى ذلك فإِذا ارتحلوا نهارهم ونزلوا عند الليلء عمد محمد بن يانس إلى خيلهم» فيعلفهاء فيأخذ في صنع طعامهم» فإذا طعموا ونامواء أقبل على الصلاة راكعاً وساجدأ حتى يطلع عليه الفجر. وكان صائً نهاره» قاتا ليله فكان ذلك دأيه ودأبہم . فلا رأوه متمادياً على ذلك أشفقوا علي وشي عليهم فطلبوا اليه أن يرفق بنفسه ولا فوق وأن يترك بعض ما يعمل في السفر ويأخذ غفوة بالليل. فاي لم فعزموا عليه أن يترك وإلا طلبوا من يخدمهم غيره. فلا ری جدهم وعزمهم وخاف أن يمنعوه خدمتهم› ويحدمهم قال لحم : ان أفعل ما أردتم » ولكن عل شرط ُن تدعوني أركع رکعتين لا أزيد عليي| بعد إن شاء الله . (3) أبو امنيب محمد بن يانس. وصفه الشماخي في السير بأنه «المجاهد لنفسه المطيع لربهء ذو المناقب الشهيرة والاثر الكريمة» (ص 166-165). وكذلك ترجم له الدرجيني في الطبقات› وهو صمن عا الطقة الخامسة (250-200ه) . وقال عنه انه من (سمع 103 فلا سمعوا منه ذلك طابت نفوسهم بذلك› وسرهم › وظنوا انهم فلا كانت الليلة المقبلةء وقد فرغ من خدمتهم قام إلى الركعتين (اللتين) أل يزيد عليه شيئاء فقراً في الركعة الأولى نصف القرآنء وفي الركعة الثانية النصف الآخرء وطلع عليه الصبح. فل كان الغدء شي على أصحابه ما فعل أكثر من أول مرة وبلغ فيهم ذلك وطلبوا إليه أن يرجم كى كان أول مرق لأن ذلك أرفق به وأروح ما التجاً إليه . وبلغنا أغهم رقدوا ذات ليلةء إذ انتبه أحدهم من منامهء فنظر إلى ابن يانس قائ يصلي» وكانت ليلة ممطرة ذات ريح وقر( فسمع طرف كسوة ابن يانس يضرب با الريحء فتصوت» فقال: إن كان لا يدخل الجنة إلا من كان مثلك يا ابن يانس» فستصيبك بها الوحشة. وبلغنا أن الإمام لما سمع بخروجهم من جبل نفوسة وإقبالحم إليه وفرهم منه؛ کلم عبيده»ء وقال: من بشرني منكم بقدوم (آهل) نفوسةء فهو حر. وكانت العبيدء إذا طلعت الشمس خرجوا من المدينةء ينظرون يمينأ وشمالء وكان للإمام رضي الله عنه عبد لا يستطيع النبوض مع جملة العبيد» فعمد إلى سور المدينة فرقى عليه فلزمء وقعد عليه فكانت حال کا ذکرناء. محرجون کل يوم ينتظرون قدوم (أهل) نفوسة . فلا كان ذات يوم رأت عبيد الإمام رضي الله عنه س (أهل) )4( ف الأصل : . (5) في الأصل كلمة غير مقروءة بالشكل التالي: وصر. 104 نفوسة وقد أقبلواء فتبادروا إلى الامام وتسابقوا | إليه ر بقدومهم (ف) نظر إليه الأعرج بعيدأ فقام وصاح إلى الامام و وأخبره بفدومهم وبشره ‎cp‏ فخرج حرا فحاء أصحابه بعد ذلك فوجدوه فد سبقهم بالىشارة إل الإمام رضي الله عنه فقالوا: قد فاز بها الأعرج. فلا وصل النفر النفوسيون إلى مدينة تاهرت وأخبر الإمام بقدومهم › وأغېم کانوا أربعة نهر ساءه ذلك؛ وکان ینتظر قدوم العسكر› فأدخلوا منم لا يصلح له فأمر الإمام رضي الله عنه ‏ بإدخالحم في دار الضيافة وإجراء الضيافة عليهم وعلف . وبلغنا أن الإمام رضي الله عنه أجل قبل ذلك للمعتزلة في اللقاى أجل قبل قدومهم. فلا قدمواء قال لحم عبد الوهاب: الخروج. قال النفر النفوسيون: «دعنا يا أمبر المؤمنين حتی تستریح دوابناء فإنہا قد أخحذ متها السير وأتعبها السفر». وىلغنا أن الأمام رضي الله عنه أدخلهم ذات مره ة . فقال له مهدی 9 : ٠ «أما أنا يا أمبر اللؤمنين› فد كفتك أمر المبارزة› إن شاء الله» . التفاسس إن شاء الله» . )6( مهدي النفوسي الويغوي . . ترجم له الشماخي في السير وقال عنه انه «المقدم ي علم الحدال الذي له اليد العليا في البرهان والاستدلال» (ص 172-170). ووصفه الدرجيني بأنه «المقدم ف علم البيان والاستدلال». الطبقات (314-313/2). راجع أيضاً الاباضية في موكب التاريخ (31-26/3). 105 فقال الإمام لمهدي: «إنه جرى بيني وبين هذا المعتزلي المنتجل للمناظرة وجوه منہا أريد ُن أعرضها عليك». فقال مهدي : «افعل» يا أمير المؤمنين». قال: فساق الحديث مما جرى بينه وبين المعتزلي من الكلام حتى أتمه فإذا (به) زاغ المعتزلي» وحاد عن الحواب» قال مهدي للامام رضي الله عنه ‏ ياأمير المؤمنين: «هاهنا ذهب لك بالحجة وحاد عن المحجة» حتى اطلع الإمام رضي الله عنه على جميع ماليس فيه المعتزلة عليه ومواضع يسرق له فيها السؤال ويحيد فيها عن الحواب . وىلغنا أن مهدي حين کان بتاهرت. خرج ذات مرة عن أصحابه فتغيب عنهم ولم يدروا أين توجه. فلا جنهم الليلء وقرب عشاؤهم› انتظروا حتى أيسوا منه وأكلوا حاجاتهم وأفضلوا له عشاءء» فكانوا كذلك إذا أقبل إليهم مهدي فقالوا له: أين تغيبت؟ ومن اين جئت وقد برد. عشاؤۇك فقال حم : في رددت إلى دين الله سعد (7) عالا من اهل الخلاف في غيبوبتي عنكم. قال: فتقدم إلى فصادف عجيناً عجنوه لغذائهم فكشف عنه فصار يأكل فلا كاد قال لأصحابه: كان عشاءكم الليلة ل يطبخ ولم يطب وقد وجدت فيه طعم العجين. قال بعضهم : لعلك إِنما صادفت عجين غذائنا. قال ففتشوا وقال شم مهدي : حمدت الله على ثلاث واحدة نى إذا َم إلى (7) في الترجمة: تسعون. ولربما كان سبب التحريف ومرجعه إلى النقاط حيث أن تسعين 106 الطعام ماأبالي أي طعام كان فإني أقضي منه حاجتي. والثانيةء إذا أخحذت غفوة من النوم اجتزيت با. لست اتغوف مالفا على نفسي أن يغلبني ني حجة إلا أن ركنت ني دين الله . ثم إن الإمام رضي الله عنه بعث إلى رئيس المعتزلة وسيدهم بأنه سيخرج إليهم في اليوم الفلانيء وضرب لم أجلا. فلا كان ذلك اليوم» وقد ساءت ظنون المعتزلة وانتفخت أسحارهم عماذا ينجلي لحم من نفوسة وكانوا في غمة مطلخمة. يا أمير المؤمنين» إن فرسي أتعبه السفر فلو أمر لنا أمير المؤمنين بخيل نركبهاء فأمر الإمام رضي الله عنه أيوب أن يدخل في دار الدواب» فيأخذ منه فرسا يعجبه فدخل» فإذا نظر إلى فرس أعجبته هيئتهء أخذ بناصيتها فجذبه جذبة فاقتلعت رجلاه وكاد أن يسقط على رأسه بين يديه فكان كذلك حت أت على اخرها وم يعجبه شيء منها. فقال أيوب بن العباس للإمام: اجمع علي فرسي يا أمير اللؤمنين» فإن عهدي به أحسن إِلي من غیره. قال أيوب بن العباس فأمر الإمام ‏ رضي الله عنه أن يؤقى بفرسه جذبه أيوب جذبة بقدر مايقوم عليه فيقلع للفرس رأسه وينقلع من الحواء ولم يقدرله على شي فتأمل أيوب فرسه فوجده ويه اللحفال فأمر بإحراق الرمل وتسحینه فائتمر به فجعله ئي بیت فوضعه فيه فأدخل فرسه في البیتء فجعل له فخرجوا. والتقى العسكران والناس ينظرون إلى أيوب ويتعجبون به لا سمعوا 1 07 فاعتذر الإمام إلى المعتزلة ودعاهم إلى ترك مابه ضلواء فأعذر إليهم في الحجة فأبوا إلا مناصبتهء فسألوا المناظرة. ثم إن الإمام رضي الله عنه أمر بالصفوف والواصلية قد صفت صفوفهاء فخرج مهدي للمناظرة بين الصفين ومن. معه من أصحابه وجماعة المسلمين فخرج معهم الأمام بوجوه أصحابهء فخرج الفى المناظر من المعتزلة ووجوه المعتزلة معهء فقال مهدي لمحمد بن يانس: اخحرج اليه فناظره. فقال له ابن یانس: بل اخرج إليه أنت» ولست بأعلم مني ولكني تخوفت إذا خرجت إليه العرق الذي (يتصبب)” من قبل يانس . أسلمته نفسه وظنت به الظنونء فارسل إلى مهدي في سر من أصحابه يقول له: إني إذا ناظرتك وغلبتني أريد أن تستر علي وإن غلبتك سترت عليك» وليس فينا أحد يدري لن الدائرة على صاحبه. فاتفق مهدي مم أصحابه أنه إذ غلبت المعتزلي› أن علامة غلبته له أن يتزع شاشيته عن رأسه ويضعها تحت رکبته. ثم إنا جرت بينا وجوه من المناظرة والناس يعلمون ما يقولان› فلم يفلح أحدهما على صاحبه. ثم إنا دخلا في فنون العلمء فخفي ذلك عمن حضرهماء غير أن الإمام يعلم حتى صار عند جماعة من حضرهما كالصفق بين الحجرين عند الإمام وعند غير فا کان بأوشك أن غلبه مهدي . (9) في الأصل: الذي في. 108 فلا غلبهء أخذ الشاشية فنزعها عن رأسه وجعلها تحت وکان ذلك أمارة بينه وبين أصحابت إذا غلب المعتزليء فکبر أصحاب مهدي لغلبة مهدي عليه. فلا نظر إليه المعتزلي ومافعل» قال: غدرتني يا مهدي .. فلم افترقا من المناظرة› وقد أفلح عليهم مهدي › حرج الفق اللعروف بالشجاعة من اللعتزلق» فطلب البارزة. فأخذ أيوب بن العباس في هيئة الخروج إليه فجذب فرسه حتى استوی بين فاراد رکوبه حیث يراه الفريقان › تجامل ي ركوب فضحك منه عامة الفريقين وازدرته أعينهم » فال ا بو الفى الشجاع من المعتزلة: هيهات! الآن جاء من يقتل ابني. أو لا تری فرسه حين رکبه كيف أدلى» ولا يفعل الفرس ذلك إلا تحت الفارس الحاذق. فخرج (أيوب) إلى الفتىء فاقسلا ملياً وتضاربا قليلاء فحمل عليه وذكر بعض أصحابنا أنه طعنه فشقه برحه") فلا رأت (الواصلية) ابن رئيسها وعميدها وفارسها الذي يحمي عنہا صریعا ولوا مہزمين »٩ بعدما حمي الوطيس واشتدت الحرب واستمر القتل في المعتزلة. وكان أفلح بن الإمام يضرب على ناحية وأيوب بن العباس» يضرب على ناحية أخرى. وكان سيف أيوب ابن العباس ليس له إلا حد واحد. 109 وقیل شبران مايل ولیس له حد من ناحية واحدة ولعله إذا عي جعله عل فلا أمعن أهل العسكر في قتل الواصلية وأثخن» وضعت الحرب أوزارها ول يكذ يفلت من المعتزلة إلا اليسيرء صار المسلمون يعدون من أصابه أفلح بن الامام رضي الله عنه ‏ ومن أصابه أيوب بن العباس» فوجدوا أحدهم أكثر قتلٌ بقتيل واحدء وقد ذكر أنه أفلحء وذكر بعض أصحابنا أن قتلى أفلح عدتها أربعمائة قيا )7 . وذكر بعض أصحابنا أن أحدهما (كان) يضرب على ناحية واحدة والآخر يضرب على الناحيتين» والله أعلم أي وبلغنا أن المعتزلة حين انهزموا كان المسلمون في ساقتهم وأن أيوب بن العباس» نظر إلى شيء واقف كهيئة رجل في حومة ي نقيع الحجاج» فخاله رجلا فضربه بسیفه فیمن ضربه وأحس ي يده حين ضربه شدة. فلا رجع قال لأصحابه: إنى ضربت شئا قوی ولست أدري (11) تدل الأوصاف الي وصلت إلينا للسيف الذي كان البربر يستعملونه في العصور الوسطى أنه كان طويلً ومستقيً وذا حدين وهو يشبه إلى حد بعيد (وريا کان من بقايا مطه) السيف الطوارقى المشهور. والذين يعرفون هذا السيف يلاحظون بصفة خاصة صغر مقبضه وطول المد الذي يفصل بين السيف والمقبض» ما يذكر من بعيد بالصليب» الأمر الذي استدل به بعض الباحثين بتسرع على. .. توغل المسيحية في بلاد البربر في العصور القديمة حتى وصلت إلى قلب الصحراء. وهو كا لا نحتاج إلى تبيينهء استنتاج واه. وذلك لأنه كانت بعض هذه السيوف تستورد من البلدان اللسيحية ومنها اسبانيا والمانيا. هذا من جهة. ومن جهة أخرى» فإن بلاد البربر الى كانت تصنع السيف ذا قد اعتمدت أيضاً السيف ذا الحد الواحد الذي تسمح متانة ظهره بتسديد ضربة قوية إلى العدوء ومقبض هذا السيف لا أثر فيه للصليب المزعوم. وسيف أيوب بن العباس من التوع الأخيرء كا نرى. (12) تقدير عدد قتلى أفلح غير وارد في الترجة. 110 ما هو فتصفحوا من القتلى › فوجدوه عموداً واقفاً . فل مسوه بأیدہم وقع من ضرب أيوب له بالسيف» فصار نصفين. يأتيهاء بعد ما فعل فيها الأفاعيل› فأراد اللسير فمنعه عامة المسلمين من ذلك واي عليهم إلا الس وخوفوه من الغدر فلم یشتغل بہم . قال : فسار يوب بن العباس حی وصل إل بعضص أحيائهم › فلا جنهم الليل › . قربوا له عشاءه› وهي قصعة كبيرة عليها شاة حم و لبن فأکل من القصحعة كلها وانتقی عظام الضشاة›ء عظ عظً اق على اخرهاء وشرب الوطب كله من اللبن›ء ولم يفضل شبئا . نم انه عمد إلى الركاز الأوسط من الخص فاتکاً عليه فأخحذ ف قراءة القرانء حى أصبح . فلے| أصبح عليه الصباح صل صلاة الصبح بوصوء العشاء وم ينتقض عليه الوضوء. فلا طلعت الشمس» أمرهم أيوب أن يقربوا له فرسهء وقد اتفقوا أن يغدروا به. فلا ركب فرسهء تكلم متكلمهم فقال: يا أيوب» إن فتيان الحي أرادوا أن تلاعبهم على فرسك . ثم ان فتيان الحي ركبوا وأخذوا قضباناً یترامون بہاء وکان فيهم رجل ذو نجدة وشجاعة فتکفل لم بغدر آیوب . بالرمح فتغافل عنه يوب حين علم به. 111 فل أراد أن يضربه» اتقى أيوب ضربته› فش عليهم آيوبء فقتل منہم ثمانية وحمل عليهم مرة فقتل منهم ثمانية أآخریء فصاح إلى نساء ال جي : هل یکفیکن ام أزيدكن؟ فقلن له: يكفينا! قال: فتوجه أيوب ابن العباس. وبلغنا أنه جاز بواد فوجد فيه سبعاً ولبوة وأشبالماء فشذًّ عليهم بالسيف» وقطع حين ضرب رجلي الأسد ورجلي اللبوءةء فتركه) يزحفان ويحبوان فجاز بحي من أحياء البربر فنادى: يا آهل الحي؟ من أراد منكم اللحم فليمض إلى الوادي عند السدرةء فابتدر أهل ال جي فوجدوا بها سبع ولبؤة يحبوان ومعهما أشبالما. فمن يأكل المكروء طفق ياكل. وذكر بعض أصحابنا أن مهدي كان مشتغلا بأمر الآخرة كثيراً تارك للدنياء وكان ابن خالته مشتغلا بالدنيا وم يعرض لعلم الآخرة. وبلغنا أن الإمام رضي الله عنه ‏ اختصم إليه مهدي وابن خالته بتاهرت» فقال ابن خالته: يا أمير المؤمنين إن هذاء يريد مهدي قد ضيع دنیاء حتی کاد ذلك يضر باخرته . قال مهدي : يا أمبر الؤمنين› إِن ابن خالتي هذا اشتغل بأمر حتى كاد يضر ذلك باخرته فلم يرد م الإمام جوابا. مهدي فوجدها دار عابد زاهد ليست له ف الدنيا رغبة ولا هم وقد أضر بالإمام رضي اللعنه المطر فلم يصب عند مهدي مايقي عنه المطر. ثم ان ابن خالة مهدي قال مهدي دعه يسکن عندي» فهو أنفع 112 قال: فخرج الإمام متوجهاً إلى دار ومعه مهدي فلا وصل إلى وجدها دار مترف من نعمة قد انبسطت عليه الدنياء فدخل صاحب الدار إلى المخزنء فاستخرج لم ثياباً جديدة لينلها المطر ولم يبتلهاء فكساهم إياهاء وفرش غم فراشاً ووطاء حسناً وأمر بالأطعمة فقربت ووسع عليهم الخير وأوقد لحم النيرانء فرفع الإمام رأسه إلى مهدي فقال: عليك الحجة يامهدي. ورد ےا جواب محاصمتها بتاهرت . وبلغنا أن مهدي خطب امرأة بجبل نفوسةء فمضت الرأة إلى شيخ من شيوخ تستشيره في أمرها. فقال ا الشيخ: أما مهدي. فرجل عبادة ورغبة في الآخرةء وهو من أهل الصلاحء. وفا تلمة مئتا جلواخ› بعينى واسعة ا سد فوقی سد قد انهدمت وانهدمت جسورها لا يقدر على سدها وإصلاحها إلا قبيلة من الناس. فإذا تزوجتء فاظنن الأشد إلا بتراب تنقلينه على رأسك. فرجعت الرأة فتزوجها مهدي. ومكث الشيخ زماناً ثم أراد زيارتها في منزطاء فاتاهاء فوجدها ليست بهء فسأل عنباء فأخبر بموضعها فتوجه نحوهاء فوجدها تنقل التراب على رأسها للتلعةء فتذكر قوله ما. 113 محاصرة الامام رضي الله عنه لدينة طرابلس © وحذّث غير واحد من أصحابنا أن الامام عبد الوهاب رضي الله أراد المسير إلى الحجء فاخذ في هيئة السفرء فمضى متوجها” إلى ‎O‏ مر( فجاز اء فاستعمل عليهم رجلا يقال له فقداراب. وللامام بها صل في موضع يقال له تلاليت. وفي عراب المصلى بلاط يتكىء عليها الإمام رضي الله عنه ‏ فيستوي رأسه ورس البلاطةء فهي اليوم» تبلغ الواقف منا إلى الصدر. ثم توجه إلى جبل نفوسة وقد عزم على المسير إلى الحج فاجتمعت (1) قارن عن محاصرة الإمام عبد الوهاب طبقات الدرجيني (66-65/1)؛ وسير الشماخي (ص 196)؛ وأزهار الرياض (146-144/2) . (2) ورد في الترجمة: مع زوجته. (3) جبل ولاية طرابلس. وهو يشكل الطرف الغربي للسلسة التي تمتد من جنوب هذه اللاينة حتى قابس . ذكر الادريسي أن المافة التي تفصل بين جبل نفوسة وجبل دمر تبلغ «ثلاثة مراحل في رمال متصلة» . وقال انه تسكن ئي أطراف هذه الجبال قبائل من البربر يسمون رهانةء «ينتجون الإبل ويركبون أمضاها وأسرعها». وهذه المناطق تتصل من الجنوب بودان . راجع : المغرب وأرض السودان (ص 133). (4) في الترجمة مدرار. 114 عليه جموع نفوسة فأخبرهم بمراده للمسير إلى الحج؛ فقالوا له: يا أمير الؤمنينء لسنا ندعك أن عضي غافة عليك من المسودة أن يأخذوك ويحبسوك فتتعطل أمور المسلمين وحدود الله. ولو أصبنا أن يقتلوكء فنولي بعدك رجلا من المسلمين» ماباليناء ولان ذلك علينا من أن تعطل حدود الله وأحكامه . قال: فأرسل الإمام رضي الله عنه ‏ إلى إخوانه من أهل وکان المقدم ف ذلك العصر ف الفضل والورع والعلم › أبو عمرو الربيع بن حبيب رضي الله عنه وابن عباد. فلا وصلت الرسل إلى اللشرق وإلى الربيع وابن عبادء أجابه الربيم» بأن من كان مثلك في العناء لأمور الملسلمين وتحمل أمانتهم وخاف على نفسه من المسودة أن ييعث ل وهو حي . فقال ابن عباد: من كان مثلك على الصفة المذكورة من العناء لأمور السلمينء فليس عليه لأن أمان الطريق من الشروط التي يجب بها الحج على من استطاعه . فمكث الإمام رضي الله عنه منتظرا لرسوله أن يقدم عليه من الربيع بن فأرسل مال ليحج به عليه فمکث في نفوسة(9 (5) اشتهر جبل نفوسة الذي يِتد من الشمال إلى الجنوب على نحو ثلاثة بأنه معقل الإباضية منذ عهد علي بن أبي طالب (ض) وقت اتصراف الخوارج عنه بمن سلم معهم من أهل نهروان. وكذلك اشتهر الجحبل بمياهه الجارية وغياضه الوارفة الظلال وبأشجار الفاكهةء من الكروم والتين وغير ذلك وبمزارعه التي تصلح فيها زراعة الشعير بصفة خاصةء بحيث يقول ابن حوقل ومن بعده ياقوت» انه «إذا أخبز کان أطيب طعبًا من خبز الحنطة». وقد تركزت روح المقاومة للسلطان في هذه المناطق البعيدة عن الطرق اللطروقة في عدد من القرى التي كان أشهرها قريتان: شروس (أو سروس) وجادواء وذلك باللأضافة إلى نفزاوة وقسطيلية المدينتين اللتين تعتبر كل منا مركز إشعاع خاص = 115 فى تلك المرةء فا بلغتا سبع ستين» يتعلمون عنده مسائل الصلاة› وبقي منها أبواب ل يذکروها. ثم إن الإمام حين أرسل إلى المشرق» توجه بمن أطاعه من الناس إل أهل حيز طرابلس وجبل نفوسق وعامة من بجباهم من البربر وكان بينه وبين أهل المدينة قتال شديد» وفيه استشهد مهدي . وىلغنا نه لا قتلوه قطعوا رس فإدا قالوا له انہزم الملسلمون› انقبض وجهه وتعبّس» وإذا قالوا له انهزم المسودة انشرح وجهه وتبسم . ثم ان الإمام رضي الله عنهدے إذا أرادوا أن يتناجوا على کید العدو خرج سرهم وکان ينتقص من يتناجون ثم خرج سرهم أيضاء وكان ذلك دأبه حت ل يبفی إلا هو ووزیرهء مزور بن عمران › فقال لهم ارفعوا [الحصار فانا] لا أحاصر المدينة برجل واحف؛ ثم توجه راجعاً إلى جبل نفوسةء وقد أيس من فتح المدينةء فمكث بال جحبل حيناً. وكان الإمام أعطي من العلم والحلم والاحتمال والصبر والعناية بأمور اللسلمين كثيرا. = لعلوم الدين على اذهب الاباضي . وال جحدیر بالاشارة ان فتح جبل نفوسة الذي كانت تسکنه نصارى قد تم في عهد عمرو بن العاص الذي اضطر إلى وقف فتوحه عند هذا الحد بناء على أوامر من أمبر الؤمنين عمر ابن الخطاب (ض). راجع: عن جبل نفوسة ابن حوقل (ص 93-92)؛ الادريسي (ص 106-105)؛ البكري (الفهرست)؛ معجم البلدان (297-296/5)؛ ورحلة التجاني (الفهرست) . وÜSلك‏ : ‎Basset (R), Les sanctuaires du Djebel Nafousa; Xavier de‏ — ‎Planhol, Les fondements geographiques de l'histoire de [’Islam, p. 143 et 154;‏ نسمية شيوخ جبل نفوسة وفراهم» تحقيق وترجمة : (.7) 116 وبلغنا أنه اختصم إليه رجلان بجبل نفوسةء فاستردد المدعي عليه یرید الامام رضي الله عه . فقال الامام حلسائه › هل هاهنا ابن مغطر؟ فقالوا لا . فقال الإمام للخصمين الأجل غداً. فل كان بالغكء استمسك لدعي بالملاعى عليه فامتنع أيضاً من رد ک| فعل أول مرة. فقال الإمام لجلسائء هل هاهنا ابن مغطير؟ قالوا لا . الأجل غدا . فلا كان اليوم الثالثء كذلك؛ قال لمم الأجل غدا. فلا كان اليوم الرابم حضر الخصمان» واستمسك المذعي بامذعى عليه فاستردده الامام الحواب› فامتنع › وقال. ماذا يقول هذا الحضري › فقال الإمام لجلسائء هل هاهنا ابن مغطير؟ وکان ابن مغطير قاعداً في طرف الناس مستغشياً بثيابهء فلم يتم الإمام قوله إلا وثب ابن مغطير على فوطئه والرجل يصيح ويقول: أدركني يا أمير اللؤمنين! فأمر الإمام رضي الله عنه بتركه» فاسترد الجحواب» فرده وحكم بينهم» ولم يضجر بطول سخافة الرجل. (6) ترجم له الشماخي وقال عنه انه كان «شيخا فاضلاً فقيهاً مفتياً وكان ممن أخذ عن أبي عبيدة ثم قدم بعده الخمسة المذكورون. فانتقل عن الفتيا وقال إني أخذت عن أبي عبيدة ولم يجرر لي المأخوذ به عنده من الأقوال» . راجع : كتاب السير (ص 143). وكذلك : )1/92-93( ‎Eudes 1badites‏ المصدر المذكور. 117 الافتراق الثاني ين الإباضية حدّث أكثر أصحابنا أن الإمام رضي الله عنه سے لا أراد التوجه إلى تاهرت» اجتمع إليه جوامع أهل طرابلس وطالبوه أن يول عليهم رجلا فاراد الإمام رضي الله عنه تولية بعض وزرائه عليهم› ولم يبوا ذلك وأراد الإمام رضي الله عنه أن يولي عليهم وزير السمح بن عبد الأعلى رضي الله عنما وطلبوه إليهء لا رأوا من محبة الإمام له وإيثاره له وحسن شأنه عليه وهو ابن إمامهم» أبي الخطاب”) رضي الله عنهە سے قبل ذلك . فل علم الامام رضي الله عنه ‏ مرادهم ف السمح › کره مفارقته وأراد مؤازرته [له]ء وقالء يا معشر إنكم قد علمتم أن السمح وريري وأحب الناس إِليء وأنصحهم › ولن أريد مفارقته . فإدا أردتم ُن (1) تختلف رواية ابن الصغير اختلافاً كبيرا عن رواية أبي زكرياء بشأن الشقاق الثاني الذي وقع في صفوف الاباضية. راجم تاريخ الأئمة (ص 23-20) . ۱ (2) من علماء التصف الثاني من القرن الثاني للهجرةء صنفه سليمان الباروني ضمن علاء الطبقة الرابعةء كان وزيراً للإمام عبد الوهاب وكان يقوم بالتدريس ويعقد الحلقات. راجم عنه طبقات الدرجيني (ص 67/1 وما يليها)؛ سير الشماخي (ص 163)؛ الأزهار الرياضية 147/2))؛ الاباضية في موكب التاريخ (77/1). ` 118 أستعمله عليكم › فإني قد اثرتكم على نفسي واستعملته عليكم ووادعهم الامام رضي الله عنهەد سے وتوجه یرید تاهرت› والسمح على حیز طرابلس» فأحسن يهم السيرة وأعدل ف حکكمه؛ فذلّل هله وأصلحهم › مقر بإمامة عبد الوهاب ‏ رضي الله عنه ‏ فلا حضرت الوفاة السمح› اجتمع إليه وجوه أصحابه وقد استعمل في طرابلس وحيزها عمال كثيرة تحت فقالوا لف وضّناء وأمرنا بأمرك» رحمك الف فإنا مطيعوك في حياتك وبعد مماتك. وإنك لن تألونا رشدأ جزاك الله عنا وعن الإسلام خيراً. فقال لحم السمحء أوصيكم ونفسي بتقوى الله والاتباع لا أمركم به والاأنتهاء عا زجركم عنهء وطاعة إمامكم عبد الوهاب رضي الله عنه ‏ وتأییدهء ما دام مستقيًا عن الحق الذي عليه وجاهدوا من خالفه. وتوفي رجه الله وغفر له . فلا توفي السمح رحمة الله عليه بلغ الأمر في الناس بموته مبلغا عظيً وترك ولداً يقال له خلف؛ وقد بلغ حب الناس لسمح غاية عظيمة بحسن سیرته وعظم درجته؛ فائتمرت العامة من الناس› ممن ليس له علم في الدين ولا تمييز في أمور المسلمينء أن يولوا على أنفسهم خلف ابن السمح وظنوا أن ذلك أوفق لأمير المؤمنين رضي الله عنه س من فعلهم» فردٌ ذلك عليهم من له علم في الدين وقال: ليس ينبغي أن تسبقوا إمامكم إلى شيء من أموركم . وقال بعضهم» نوليه على أنفسناء فإن رضي بذلك أمير المؤمنين› وإلا عزلناه عن أنفسنا فاي عليهم ذلك ُهل الصلاح منہم : 119 بو امنيب اسماعيل بن درار الغداسيÇ”)‏ رضي الله عنه› وأبو الحسن» ل 1 رضي الله عنه ‏ على جبل نفوسة» ووجوه من ینظر إليهم من أ هل دعوة الملسلمين: : فأابت العامة إلا أن يولوه (خلف) على أنفسهم› فولّو وبعٹوا كتاباً إلى الامام رضي الله عنه ‏ بتاهرت» بنعي عاملهء السمح› واستخلافهم ابنه خلفاء فقالواء إن رصي أمبر المؤمنين بفعلنال وإلا تركناه وعزلناه عن أمورنا. فلا وصلت الإمام كتب أهل طرابلس» بوفاة عامله وتولية بعض الناس ابنه خلفء ورد أهل الخير ذلك عليهم» كتب الإمام رضي الله عنه ‏ جواب مكاتبتهم : : الله الرحمن الرحيم» أما بعد فإني امركم بتقوى الله العظيم والاتباع لا أمركم به والانتهاء کہا نہاکم عن فقد بلغني ما کاتبتمونني به من وفاة السمح واستخلاف البعض خلفا ورد [أهل] الخر ذلك. فإن من ول خلفا بغر رضا إمامهء فقد أخطاً سيرة الملسلمين» ومن أي من توليتهء فقد أصاب. فإذا أتاكم كتابي هذاء فلیرجع كل عامل استعمله السمح إلى عمله الذي ول عليه الأخلف بن السمحء فحتى يأتيه أمري» وتوبوا إلى ربكم وراجعوا التوبة لعلكم تفلحون». فلا وصل کتاب الإمام إلى طرابلس› اجتمع أهلها عليه فقرأوه› وأصابوا به تخطئة من ول خلفاً وتصويب من توقّف عن توليتهء وأمر الإمام بكل عامل أن يرجع إلى عملهء إلا خلف بن فكتبوا إليه رضي الله عنه مرة ثانية» يطلبون أن شم ما فعلوا من توليتهم خلفاً. وکتب الإمام إليهم كتاباً أن ماسألوه من تجويز فعلهم› لا يسعه ذلك فيا بينه (3) أحد العلماء الخمسة المعروفين بحملة العلم. قارن ماذكره الدرجيني في الطبقات (21/1)؛ والشماخي في السير (ص 124 و142). انظر كذلك: الاباضية في موكب التاريخ (25-17/3). 120 وبين الله . «ولو وسعني ذلك لفعلته لكم». ون يتوبوا من فعلهم ذلك؛ فأرسل الامام إلى خلف کتاباً أفرده فيه يأمره بتقوى الله والاعتزال لامور اللسلمين والكف عنهاء وحرم على من يدفع له صدقات من ماله فحرم عليه أخذها حتى يعتزل أمور المسلمين. ثم إن الامام رضي الله عنه اجتهد في النظر لأمور المسلمين بغاية فارسل كتاباً | إلى الخاصة من جماعة المسلمين الذين كانوا ئي طرابلس» وکتاباً اخر فيه استعمال خلف» وأمرهم أن يدفعوا له الكتاب الأول الذي فيه عزل خلف. فإن قرأه واعتزل عن أمور المسلمين وكفت عنها وأطاع ولم تكن له رغبة في الأمورء أن يدفعوا له الكتاب الثاني الذي فيه توليتهء وإن أي الاعتزال أن يتركوه في غيه وزيغهء حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين . فلا وصلت كتب الامام رضي الله عنه إلى طرابلس› دفعوا خلف بن السمح الكتاب الذي فيه عزلهء فلا قرأه وفهمهء اعتز وأين من الاعتزالء وتمادى على تولية الحهال [له]. فتركه الملسلمون في غه وزيغە”. وأما الذين ولو فلا وصلهم كتاب الإمام رضي الله عنه ‏ وحرم عليهم فعلهم والإقامة عليه وأنه لا يسعه أن يجيز م ما فعلوهء وينہاهم أن يدفعوا صدقات [من] أموالحمء فلم ینیم ذلك ولم يرضوا به اجتمعوا وأرسلوا كتاباً | لى المشرقء إلى أي سفيان محبوب بن الرحيل» وهو إذ ذاكء رأس و والمقدم في الشرق» بعد انقراض طبقة (4) قارن بشأن الشقاق الذي ظهر بين الإمام عبد الوهاب وأنصار خلف بن السمح؛ سير السماخي (ص 88 وما يليها)؛ أزهار الرياض (148/2 وما يليها) . وما رواية الدرجيني (69-68/1)› فهي لا تعدو كونها اقتباساً ما ذكره أبو زكرياء . 121 الربيع بن حبیب»؛ وابن . غسان 5 ملد , بن العم و بي المهاجر وآبي ايوب بن وائل. فما وصلت الكتب إلى أبي سفيان محبوب بن الرحيل © رضي الله عنە سے كتب | إليهم بجواب كتبهم» بتخطئة من ول خلفا وإصابة من لم يول وأمرهم باتباع عبد الوهاب رضي الله عنه . فلا وصل جواب عتوب إليهم. ترکوه ولم يشتغلوا به حين لم يوافقهم ماأجاب [به و] أخذوا في العلل. وزعموا أن عبد الوهاب رضي الله عنه ليس بإمامهم بغير حدث ولا بدعةء وزعموا آن خلف بعد سؤالحم الامام أن يجوز 1 ما فعلوا من وزعموا أن الحوزات منقطعة عن عبد الوهاب» وأنه في حوزةء وهم في حوزة أخرى» فلم يكن بيننا وبينهم مسائل» إلا الإقرار بإمامة عبد الوهاب رضي الله عنه. وسنذكر والرد عليهم في کتاب «افتراق الاباضية» إن شاء الله . (6) قارن عن أي سفيان محبوب بن الرحيل؛ طبقات الدرجيني (70/1)؛ وسير الشماخى (ص 495 . ۱ 122 استعمال أي عبيدة عبد (ض) ومحاربة خلف الحبيب بن الطيب ذكر غير واحد من أصحابناء أن عامل عبد الوهاب ‏ رضي الله عنه ‏ أبو الحسن بن أيوب» أدركته منيتهء وهو أحد العمال الذين أنكروا على خلف ما صنع؛ فأرسلت نفوسة إلى الإمام رضي الله عنه ‏ يخبرونه بوفاة عامله وأن يستعمل عليهم عاملا فأرسل الإمام إليهم أن يختاروا أفضلهم وأولاهم بأمور يسمُونه لهء [ف] يستعمله عليهم . فراجعوا الامام ثانية ألا يصلح غذا الأمر أحد إلا أبو عبيدة عبد الحميدء رجل من أهل أجناون. فارسل إليهم الإمام رضي الله عنه أن يولوه على أنفسهم برأيه وأمرء فاجتمعت جموع نفوسة حين بلغتها وصية الامام وأمره لم فأرسلوا إلى أبي عبيدةء فقالوا له: إن أمير المؤمنين أمرنا بتوليتك على أنفسنا واستعمالك علينا لتقضي بيننا بكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام ‏ واثار الصالحين . ۱ فلا سمع أبو عبيدة متهم ذلك قال: «آنا ضعيف» آنا فلست أقدر على القيام بأمور المسلمين». فراسلت نفوسة الاأمام مرة أخرى )1( قارن عن أي عبيدة الجناوني طبقات الدرجيني )70/1 وما يليها) ؛ وسر الشماخي (ص 79 ومايليها)؛ أزهار الرياض (155-152)؛ وانظر كذلك الاباضية في موكب التاريڂخ (103-89/1) . 123 ف شأنه «أنا ضعيف»» فأرسل إليهم الأمام ‏ رضي الله عنه — كتا يأمرهم باستعماله › وحلف لم بالل بالعربية› و «برديو» بال حضرية وأبیکیش بالىربرية(2) لا أقلد أمور الملسلمين إلا رجلا يقولء ‎U»‏ ضعيف؛ ُن ضعيف). وكتب الامام ل أبي عبيدة يأمره بالدخول في أمور المسلمين› ويقول له: «إن كنت ضعيفاً في الالء بيت مال المسلمين تغنيك. وإن كنت ضعيفاً فِ البدن» فادخل في أمور المسلمين» يقوي الله بدنك؛ وإن كنت ضعيفاً في العلم» فعليك بأبي زكرياء يصلتين التوكيتي”». فارسلوا 91 آي عبيدة» فقالوا له ‎yı‏ يسعك ا الدخول ف ف أمور فمضی أبو عبيدةء متوجّها إلى عجوز معروفة بالعلم والأدب الجبلء فماذا ترين لي وتشيرين به علي؟ (2) راجع عن أساء الاله باللغة البربرية: ‎De Motylinski (A), le nom Berbere de Dieu, Revue Africaine, 1905 (p. 141-8).‏ — ‎Marçais (G), Les Dieux des abadites et des Barghwata, Hesp. XXII, (1936).‏ — وكلمة «بريديو» قد تكون الكلمة اللاتينية «سDie‏ rدP».‏ ونحن نتذكر أن اللغة اللاتينية كانت لا تزال مستعملة في بعض الأوساط بشيوع في المدن في هذا العهد. )3( ترجم له الشماخي › فقال› نق عن ابي العباس› «إنه کان عل لکل الفضائل› ومعلا لکل ناهل» . راجع: السير (ص 178). وقد ذكره الدرجيني الذي ينقل رواية أبي زكرياء بحذافیرها با أبي زكرياء اللالوتي. قارن أزهار الرياض (153/2). وقد صنفه الباروني ضمن علاء الطبقة الخامسة. وأما صاحب الاباضية في موكب التاريخ› فيتحدث عنه باسم أي زكرياء التكوتي (46-45/3). 124 فقالت: هل كان في جماعة نفوسة من هو أفضل منك وأحزم؟ فقال قالت: ادخل إذا في أمور المسلمين لئلا يفسخ الله عظامك في نار جهنم! قال فاق أبو عبيدة إلى حماعه المسلمن من نفوسة› فأنعم فم ف الدخول ئي أمورهم فولوه على أنفسهم . فقال بعضهم لبعض امضوا بنا لنزور وقاية أحسن من عمائمنا! فل ولي أبو عبيدة عبد ال أحسن السيرة ف يع أموره . أما أبو زكرياء الذي ذكرناى فقد بلغنا عنه [كثير] من الفضل والورع. وبلغنا أن رجلا من أصحابنا من أهل المشرق» أقبل من المشرق يريد زيارة أهل الدعوق فجاز بالجبل وتفخص أهله وتأمُلهم وتوجّه إلى الإمام بتاهرت. فلا وصلها تصفح أهلها وتفرّسهم. وسأله اهل تاهرت عن الجبل ونفوسةء فقال: «الجحبلء هو أبو زكرياءء وآبو زكرياء هو الجبلء وأما أبو مرداس [ف] مثل الغزالكء نفسي» نفسي» وأما أبو العباس ففتى مغر عيني). فقال: «ليس با إلا الأمامء ووزيرهء يعني الأمام عبد الوهاب ووزيرهء مزور بن عمران». 125 وبلغنا أن أبا مرداس”) اشتغل في أمر آخرتهء فضاع [عليه] أمر دنیاه. و[قد] کان فقيرأ فأرسل ذات مرة رجلا يخطب عليه امرأةء فطاف الرجل بالجحبل يطلب ويخطب له ولم يجبد امرأق إلا واحدة فأخبرها أن أبا مرداس أرسله يخطب عليه فاجابته إلى نفسهاء فأتامي فأخبره خبرهاء فقال له أبو مرداس تزوجها علي حين اختارتني . قال فتزوجها عليه الرجل» فمكث معها أبو مرداس دهراء فکانت بعد ذلك من أفضل نساء نفوسة وأحسنهن وأرفعهن ذكراً. فلا سمع خلف بن السمح بتولية الإمام رضي الله عنه اشمخر واستكبر وهيّجه ذلك ودس اللصوص والغارات على ُهل الدعوةء دعوة المسلمين من رعية ابي عبيدة. ثم إن أباعبيدة بعث إليه يأمره أن يكف عن رعيته أمر فإذا انتحل ما انتحل من أمر الخلافة لامامهء فليكف عن جماعة المسلمين الغارات . وأي خلف ذلك ولم يشتغل به وأرسل أبو عبيدة إلى الإمام رضي الله عنه س يخبره ويقول له: «ان خلف بن السمح اشتدٌ علينا بالغارات والعساكر فأذن لي يا أمير المؤمنين في دفاعه». قال فرد عليه الإمام رضي الله عنه ‏ الحواب بالملاطفة والملاينة ما قدروا عليها. فإن فاجأهم فليدفعوا عن أنفسهم . ثم انهم مكڻوا كذلك برهة من الدهر فأدركت الإمام ‏ رضي الله عنه منيته» فتوفي. رمه الله وقدس روحه وبرد ضریحه. (4) أبو مرداس معاصر لعاصم السدراتي: من علماء الصف الثاني من القرن الثاني للهجرة. لزم الامام عبد الوهاب طيلة بمائه ف جبل نفوسة. وفد اشتهر بنقده الشديد ومحاسية نفسه قبل محاسية الناس . راجع : أخباره ف سر الشماخي (ص 175-174) . وانظر أيضا الاباضية ف موكب يخ (44-37/3) . وكذلك المصدر المذكور )1/66( ‎Etudes 1badites‏ . 126 ولاية أفلح بن عبد (1) بويع الإمام أفلح بن عبد الوهاب في اليوم الذي توفي فيه والده. وقد اشتهر الامام الثالث بالعدل والشجاعة وقوة الساعدء كا عرف بشغفه بالعلم والمداولة فيه ومساجلة العلماء. وقد وصفه الشماخي بقوله: «الامام التقيء العدل العالم الأنجحء أمر اللؤمنين. أفلح بن عبد الوهاب الذي تمسك بالحجة البيضاء والصراط الأفيح». وذكر سليمان الباروني «أن الإمام فلح قد خلف عدة مؤلفات ورسائل وأجوية ونصائح کا کان أديباً ذا اقتدار على النظم». «وقد امتاز عهد الامام أفلحء خصوصا بتوثيق علاقات تيهرت بعدد من مالك أفريقية السوداءء وفي مقدمتهاء› مملكة «كوكو» التي تبعد عن تيهرت بمسافة ثلائة أشهر وكانت القوافل التجارية تغدو وتروح إليهاء خصوصاء من وارجلان. وكذلك قامت علاقات بين هذا الإمام وبين خلفاء الأندلس الأموين. وتعرض ابن الصغير المالكي الذي كان معاصراً للدولة الرستمية ويكتب في تيهرت» لوصف عهد الإمام أفلحء فقال إنه كان عهد ازدهار اقتصادي م تعرف له البلاد من قبل مثيل . فقد عمر المدينة (تيهرت) وبنى فيها القصور واتغذ لما باب من حديد «وعمرت معه الدنيا وكثرت الأموال والمستقلات»› واتته الرفاق والوفود من كل الأمصار والآفاق بأنواع التجارةء وتنافس الناس في البنيان حتى ابتنى الناس القصور والضياع خارج المدينة وأجروا الأنهار. . . وانتشرت القبائل وعمرت العمائر وكثرت الأموال بأيدهم». وقد توفي الامام أفلح لتأثره من سجن ابنهء أبي اليقظان في بغدات وذلك ي سنة 240 ه. فكانت مدة خلافته ستن سن على حد قول أي زكرياء والدرجیني ني الذي ينقل عنهء أو خمسين سنةء في رواية ابن الصغير. وهذا الخلاف يتصل بقضية تاریخ وفاة الإمام عبد الوهاب التي استعرضنا تلف الأقوال بشأنما في هامش سابق. 127 ولو عل شه من يومهم ذلك وکان میموںل اليه فک الله ره البلاد ووقى به العباد. فلا اتصلت الأخبار إلى أبي عبيدة بوت الإمام رضي الله عنه كتب إلى الإمام أفلح رضي الله عنه س يستشيره في أمر خلف ويستأذنه ف فأمره أفلح جا أمره ره ابوه عبد الوهاب رضي الله عنه ‏ من الرفق واللطلف واللن› مالم يفاجئوه . فلا بلغت خلف وفاة الامام وولاية ابن احتمى لذلك وأنف منه وانحاز بمن معه إلى موضع يقال له تيمت( فسلّط الغارات على من کان عل طاعة الامام رصي الله عنه ‏ فصاروا يأخذون الأموال وینہبون الديار ويقتلون الرجال› وقد قل عدة من أصحابه غلطاً ف حريم آي عبيدة وحیزه› وحسبوهم من عسکر آي عبيدة . ثم انه استمال كثيراً من الناس من أجل أن ماقبله من الأرض خصبت وتربعت وجدب ما قبل ابي رمه الله فكانوا معت طلباً معاشهم ورغبة في الدنياء وكانوا معه على رأيه وبدعته» ثم انه خرج بعسكره يريد أبا عبيدة ومن معه من المسلمين› حين أبصرهم في قلة. وکان هو في كثرة ليستاصل شأفتهم . = (راجع ص 87ء هامش 1). والى جانب المصادر التي سبقت الأحالة إليها ئي ذلك الحامش» يمكن الاستفادة بصفة خاصة من المراجع التالية عن الأمام أفلح: سير الشماخي (ص 192 ومايليها)؛ طبقات الدرجيني (55-54/1) و(83-72/2)؛ تاريخ ابن الصغير (ص 31-23)؛ الأزهار الرياضية (222-166/2)؛ تاريخ الحزائر العام (23/2)؛ الكامل (519/6) ؛ معجم أعلام ال جحزائر (ص 52). ‎¿Q )2(‏ يتمكن أحد من الباحثين الذين تعرضوا لذا الموضوع من التعرف على قرية («تیمتی). ‎128 ‎ فسمع بأخباره عبد الحميد فأمر أصحابه باروج › فخرجوالء فعسکروا بعيداً من الحبل. فلا قرب عسکر خلف من عسکر أبي عبيدةء أرسل خلف رعيلاً من خيل نحو أربعمائةء فأرسل فيهم إخوته ومواليه وعبيده› فلم يشعر بهم عبد الحميد حتی غشيه ومن معه ہار هو وأصحابه› معسكرين ئي حيزهم وحريمهم . فلا رأى أبو عبيدة ذلك قَدّم إلى أصحابه أل ينالوهم بمكروه وأن يكفوا عنہم حت يعلموا ما يريدون . فكفٌ عنهم عبد الحميد وأصحابه حتی هجمت تلك الخيل على قرية كانت بحيال عسكر أبي عبيدة تسمی ايدرف في حيز عبد الحميد وحريمه وطاعتهء فوضعوا أيديهم في النهب وأكل الأموالء وقتلوا من قدروا عليهء فيا بين العسكر والمنزل. وبلغنا أن تلك الخيل أصابت نحواً من عشرة أنفس من أصحاب أبي عبيدةء فلا استبان لعبد الحميد ظلمهم وبغيهم» أمر أصحابه بمنابذة تلك اليل ومناصبتها. وناصبهم عبد الحميد وأصحابهء فانهزموا وقتل منېم کثیراء فأراد أصحاب عبد الحميد متابعتهم› فأبي لم ذلك فأحسن فيهم السيرة . فلا رأی خلف هزمتهم › رجع بعسکره إلى الموضع الذي خرحج مله ٩ وهو تیمتی » وانحجز فيه . . ورجع عبد الل حميد إلى منزله ووطنه » وأمر أصابه بالرجوع إلى مناز م » وظن أن القوم لا يريدون بعد ذلك نأساً. ثم انه أرسل إلى خلف فقال له: «فإذ فعلت ما فعلت فلماذا الحرب(”) كن في حيّزكء وأكون في حيّزي». فاي ذلك وأمر خلف (3) في الأصل: فما يال الحرب . 129 أصحابه ل يفتروا عن الغارات عل آهل طاعة ُي عبيدة ورعیته » وأمرهم بنهب الأموال وقتل الأنفس و[القيام ب] ما قدروا عليه من الفساد. ثم ان خلفاً مكث بعد ذلك حوالي سنةء وقد اجتمع له عدد كثير [و] خرج معسکراء يريد أباعبيدة ومن معه من المسلمين. وأمر أبو عبيدة بالخروج فخرجواء فعسكروا بعيداً عن الجبل» ولیس معه مر الناس إلا الله و م أ بصائر يموتون على ما أبصرواء و من ساس یبالوا في قلة کانوا أو في کثرةء مرادهم بین ایدیہم . وذكر بعض أصحابنا أن عدّتهم سبعمائة وذكر اخرون أن عددهم عدد أصحاب بدر من المسلمين› ثلاثمائة وثلائة عشر. فأقبل خلف بمن معه من العساكر» وقد أعجبته نفس وكثرة من معهء ولم يعلم أن الله مع الذين اتَقوا والذين هم محسنون» وعدد عسكر خلف أربعون ألفاً. ثم إن خلفاً أرسل إلى أبي عبيدة رسولين بخلم ولاية أفلح وإثبات ولايته هو . فلا قدم الرسولان على أبي عبيدة يدعوانه إلى طاعة خلف» وخلع طاعة أفلح رضي الله عنه ‏ حاججه) أبو عبيدة في أمر الأئمة وقال لما : «فهل أحدث الإمام رضي الله عنه س أو ابنه أفلح رضي الل عنما حدثا أو أمراً يحل لكا به خلع ولايتها؟». واحتج عليه بطاعة السمح لعبد الوهاب_ رضي الله عنه حتى مات» فاعتلا بالجحوزات وانقطاعها . وقال لرا أبو عبيدة ان السمح قد أقر بطاعته على افتراق الحوزات . فقال أحد الرسولين : «إننا نخاف إن لم تجب إلى طاعة هذا الرجلء إراقة الدماء» . 130 فقال له بو : أا إراقة الدماء› أو ترك القيام بدین الله؟»«. فقال له الرجل: «إراقة الدماء أعظم». فقال ابو عبیده : «لو کان الأمر كا ذکرتم » ما افترف أصحاب الغهر وغیرهم ولأذعنوا لطاعة الظلمة المسودة وأصاب النخيلة وأبو لال( (4) هو مرداس بن خدیر أبوبلالء من کبار «الشراة». شهد صفين مع علي ولکنه أنکر التحكيم» وشهد النهروان وسجنه عبيد الله بن زياد بالكوفةء وقد كانت له مواقف معارضة مم زياد تعرض لا صاحب الطبقات بالتفصيل. وأما موقفه مع عبيد الله بن زياد فخلاصته أن أبا بلال هرب من السجن والتجا مع ستة وثلاڻين من أصحابه إلى اسك؛» بالأهواز واذاع في الناس أنه لا يقاتل إل من قاتله وأنہم لن يرعوا أحدا ولن يأخذوا من الفيء إل . وقد وجه إليهم عبيد الله بن زياد جیشاً تعداده ألفان› وجيش آي بلال لا يتجاوز أربعين مقاتلا. فدخل الطرفان ي معركة انتهت بهزيمة جيش الخليفة. وبعد ذلك وجه إليهم جيشاً آخر بقيادة عباد بن أخحضر (كذا في الطبقاتء وفي رواية ابن علقمة المازني). وبعد محاورات بين الطرفين اتفقا على وقف القتال للصلاة. ولا ألقى أبوبلال وأصحابه بسلاحهم وشرعوا في الصلاة أحاط م جیش عبد الله وقتلهم غدراً عن اخرهم؛ وكان ذلك في سنة 61 ه. ومن رڻاء بي مرداس يقول عمران ابن قحطان : يا عن آيکي مرداس ومصرعه يا رب مرداس اجعلني كمرداس ترکتني ههائ اأبکي لمرزئتي ئي منزل موحش من بعد ايناس أنكرت بعدك ما قد كنت أعرفه يا رب مرداس اجعلني کمرداس على أن «الشراة» انتقموا لمرداس وأصحابه وقتلوا عباداً وابنه بعد ذلك . راجع عن أبي بلال طبقات الدرجيني (223-214/2)؛ سير الشماخي (ص 66)؛ الكامل (203/3 و38/4)؛ الجمهرة (ص 212)؛ معجم البلدان (57/1)؛ معجم ما استعجم (ص 91)؛ رغبة الأمل (196-87/7). 131 وأصحابه› وعد الله بن 5 وأبو ;9 وأصحاماء› وبو أبو ا خطاب” 7( ومن نبعه من اللسلمين› ا ومن تبعه رضي الله عنہم ‏ أمين› حتی لا یجتمع منہم اثنان حتی أعد له من آسلاف المسلمين عددا (6) من اليمن› خلع طاعة مروان ابن محمد وبویع له باخلافة واستولى على صنعاء ومكة واشتد خطره وتبعه أبوحمزة المختار وبلج بن عة حر علي ابن حصیين بن حرب وغیرهم . وقد وجه إليه الخليفة جیشاً بقيادة عبد الملك بن محمد السعدي» ودخل في معركة مع أبي حمزة قتل فيها الأخبرء ثم سار إلى طالب الحق الذي حرج إليه من صتعاء ونشبت بين الطرفين معركة انتهت بمقتل طالب زعيم الثورة نفسهء وكان ذلك في سنة 130 ه. راجع : عن هذه الثورة طبقات الدرجيني (258/2 وما يليها)؛ اليعقوي (77/3 و78)؛ الكامل (392-388/5)؛ سير الشماخي (ص 98 ومايليها)؛ البداية والنهاية (36/10)؛ دائرة المعارف الأسلامية (957/2) , هو المختار بن عوف بن سليمان بن مالك الأزدي البصري» أبو حمزة› ائر إباضي من رجال طالب الحق الذي التقى به في سنة 128 وبايعه باخلافة في حضرموت. وتوجه أبوحزة من اليمن إلى الشام لقتال مروان بن محمد فاستولى على مكة في طريقهء ثم قاتله أهل المدينة في «قديد» وقتل منهم نحو ثم واصل سيره في اتباه شا ووجه مروان لقاتلته جیشاً تعداده أربعة الاف مقاتل› فالتقى الجمعان بوادي القرى فكانت المزيمة من نصيب الخوارج فعاد أبوحمزة ببقية جيشه إلى مكة ولحق به جيش الخليفة ودخل الطرفان في معركة فقتل فيها أبوحمزة في سنة (130ه). راجع: الدرجيني الذي ترجم لطالب الحق ولأبي حمزة في فصل واحد (258/2 وما يليها)؛ الشماخي (ص 98 ومايليها)؛ الكامل (392-388/5)؛ البداية والنهاية (35/10)؛ شذرات الذهب (177/1)؛ تاريخ الطبري (حوادث سنة 130)؛ مروج الذهب (230/5). )7( راجع ترجمته أعلاه . )8( راجع ترجمته أعلاه. 132 أهرقت دماؤ هم على القيام بحق الله ولم يتركوا القيام بحق الله مخافة إراقة الدماء ولكتهم رغبوا في الجهاد والقتل في سبيل الل فبذلوا مهجهم لأسنة السيوفء حتى أدركوا رضوان الله. فتحن على آثارهم» إن شاء الف لا نبتغي به بدلا ولا عنم حولا. فمن أراد غير الل فالله يحم بيننا وبينه بعدله وفضله وهو خير الحاكمين . ثم ان أباعبيدة قال للرسولين» إذا كان عندكم إهراقة الدماء أعظم من القيام بدين اللهء فعلم يقتل الناس؟ ارجعوا إلى صاحبكم» فقولوا له ان هذا يوم الخميس» دعونا [منه]؛ فإِذا كان يوم الغكء يوم الحمعةء إن شاء الف نصوم لله تعالىء وأطلع أنا وخلف بن السمح وأبو امنيب اسماعيل بن درار الغدامسي على شرف فنبتهل فنجعل لعنة الله على وأن يفتح بيننا وبينكم وهو خير الفاتحين . فهذا كله والخيل ثابرة غادية ورائحة على القرى التي وليها أبو عبيدةء تقطم اليرة وتطلب الغارة بمال تأكله أو من تقتله. فرجع الرسولان إل خلف فأخبراه بہاجری بینہم (وبين آي عبيدة) من الكلامء فأمر عساكره بالتهيؤ للاقاة أبي عبيدة. فلا قرب العسكران وتراءعى بعضهم من بعض›ء تقدم رجل ممن کان مع خلف بن السمح› وكان محاميا لحماعة المسلمين› ومن یشمق عليهم فقال لأبي عبيدة: «تنح بأصحابك إلى سفح فإن تكن الدائرة لكم (9) كذا في الأصل: وقد صعب علي قراءة النص إلا بتعديل بسيط. ولريا كان من الملائم أن نقراء كما يلي: «حتى لا يجتمع (وراء أحد) منهم إل واعد له من أسلاف المسلمين الخْ». وقد قرأ ماسكارى هذه الكلمة وترجمها كما يلي : ‎«Deux de ces hommes suffiraient A représenter I’Islamisme et la majorité des‏ — musulmans devraient les soutenir». (p. 159). 133 أدركتم ما رجوتم» وأمنتم ما خفتم › وإن تكن عليكم › کنتم ف حصن ولا يغرنكم ذلك». فقال ابو عبيدة: «نصيحة نزعها الله من عدوه)› فأمر أصحابه بالتتخي فأسندوا ظهرهم إلى الجبل. فلا تنخى أبو عبيدة إلى إلى الجبلء ظن خلف أن جبناً وخوراً عن القتالء [ف] قدم سرعان خيلهء وتبعهم بعساكره. فلا غشيت الخيل أبا عبيدة ومن معه من دعا أبو عبيدة اء الوضوى فامر رجلا فجعلوا له ستراء فتوضاً وصلى ركعتين» ودعا الله تعالى وابتهل إليه أن يفت شوكتهم› : ثم قال: «يامن لم أعرض عنه منذ استقبلت أمره, لا تَفرّق هذه العصابة 1 يده) . وبلغنا أن رجلا من عسكر تدم إلى رجل في طرف صف أي عبيدةء فقال: ما الذي أوقفكم؟ فقال الرجل الذي في عسكر أبي عبيدة: وقفنا لذكر الله. فقال الخلفي : مابال السلاح؟ فقال له: للدفاع في سبيل الله. فقال له: من تدفعون؟ فقال : من بغي علينا. فتکلم رجل آخر من عسكر أبي عبيدة إلى فقال له : مالك بينت له الكلام؟ فقال له الرجل : طمعاً في الصلح› ولتأخير بعض الشر با أ جي . نم ان الصفين تدانيا بعضهم من بعص »٩ وذلك؛ عشية الخجميس لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى عشرة ومائتين› بعد هجرة رسول الله صل الله عليه وسلم › والتقوا فاقتتلوا شدیدا وکان ف 134 عسکر آي رجل شجاع حاذقف بالطعن› يقال له العباس› وهو أبو أيوب بن العباس("ء نظر إليه أبو عبيدة [وهو ] يضرب في أعراض اليل ویکشفها ینا وشمالا وقد ھی الميمنة والقلب والميسرة› فقال بو عد( وقد دکره» صار ئي عيني كالعقاب ا أكلته النار يريد العباس. وقد ذكروا عن العباس أيضاً أنه ضرب رجلا بسيف فط رأسه فقال العباس للرأس حين طارت: «إلى الناره! فقال له الرأس عحيبا: «ولبئس المصبر»!! وكان ممن قد عرف بالنسك والعبادة قبل ذلك . وقال [العباس] جسد أدعو له بالحنة زماناً تأكله النار! إنّا للّه إليه راجعون . وبلغنا أن رجلا من أصحاب أبي عبيدةء رمي في عسكر خلف مزراقء فصادف رجلا فخرج منه المزراقء وركل خلف الرجل» فخْرٌ صريعاء فبنوا بعد ذلك في ذلك الموضع وجعلوه وهو إلى اليوم معروفء فأسرع القتل في عسكر خلف وانهزمواء وقتلت منهم مقتلة وأمر أبو عبيدة أصحابه أن لا يتبعوا مدبراً ولا يجهزوا على فأحسن يهم السيرةء أحسن الله إليه ‏ فانحاز ل (12) خلف ويفقية أصحابه إلى تيمتىء فأمر بإخراج جميع من فيها من نفوسة وغيرهم. من أصحاب ابي عبيدة ٨ (10) قارن عن العباس بن أيوب سير الشماخي الذي وصفه بأنه «من أهل التقى والصلاح والاشتها في طرق الخير وسبل الرشاد. . . له أخبار في الشجاعة وسير الحروب : (ص 165)؛ وطبقات الدرجينى الذي ينقل ما أورده عنه أبو زكرياء (76/1)؛ وسليمان الباروني في أزهار الرياض (172/2)ء الذي يقتبس هو أيضاً ما ذكره أبوزكرياء. (11) في الأصل: له. (12) في الأصل: إليه. 135 ولقد أخرج منهم كثيراً من أصحابه غلطاً عليهم وأجّل لم ثلاثة ايام › فمن وحد بعد ذلك فمهدور الدم والمال› ومن ليس له ذنب» عل کره مہم من وأوطانهم . فلا هزمهم الف افترق جل أصحابه عنه من نفوسة وغیرهم» فصاروا يأتون إلى أبي عبيدة يتوبون ويقبل منہم توبتهم ويرجعون عن وبلغنا أن رجلا ذا مجهود أتاه فيمن أتاه تائباً فقال له ياأباعبيدة. فقال له أبو عبيدةء قبلت عنك» تاب الله عليك» فأتاه رجل آخر ممن أتى الأمر على عمد وعلم؛ تبت ياأباعبيدة› إن لم يسدد بعك يابن يريد باب التوبةء فأوهن الله شوكة ولم تسكن له بعد ذلك حركةء حت مات في زیفه وغيهء ثم من بعد ابنهء ولم تسكن له حركةء ثم ان ابن خلف» انحاز إلى جربة والتجاً إليهاء وسنذكر حديثه وخبره ومنتهى أمرهء إذا نحن صرنا إليهء إن شاء الله . ثم ان الإمام أفلح ‏ رضي الله عنه ‏ ألقى بيده يمينا وشمالاً وتكن في واطردت له الأمور. وبلغنا أنه قعدت عليه أربع حلق يتعلمون عنده فنون العلم› قبل أن يبلغ وبلغ في حساب الغبار والنجامة مبلغاً عظيً. وذکروا عنه اه فعد ذات ليله هو وأخته› قال مال هلم تحست ماذا يذبح في السوق غداً أو إن شاء الف فحسب» فقال له إن أول مايذبح في السوق بقرة صفراءء في بطنها عجل ذو غرة في جبهته. فقالت له صدقت هي البقرة الصفراء وني بطنها عجل؛ غير أن الذي 136 رأيتهء هو طرف ذنبه أبيض تعممه على جبهتهء فخلته أبيض الجحبهة ذاغرةء وإنما ذلك طرف ذنبه . ثم ان أباعبيدة عبدالحميد أدركته منيتهء فتوفي س رحه الله فاستعمل الامام رضي الله عنه ‏ على نموسة› العباس› وکان يرجو فيه الخير بدعوة الشيخ آي عبيدة له حين قال : (معصم ٤ لا أكلته النار» . ولي فأحسن السيرةء فكان على سبيل أصحابه حتى مات رحمة الله عليه . 137 الافتراق الثالث من الاباضية حدث غير واحد من أصحابنا أن الامامء ‏ رضي الله عنه ‏ استعمل على قنطرارة أبايونس» وسيم النفوسي( فولي قنطرارة وما فاحسن السيرة. وكان أبو يونس أصله من نفوسة فخرج من الجبال متوجهاً إلى قنطرارة(” وكان سبب خروجه أن إماء» إذا خرجن إلى الفحص صرن يأخذن الحطب من أجنة الناس» فإذا أمطر في وقتهء كانت المواضع التي يأخذن الحطب متها يتمكن. فيها المطر. فيأخذ الماء (في الحريان) فتنہدم الحسور بذلك› فخرج خحوفاً من أتباعفء فولي بقنطرارة سنين عديدة. وبلغنا عن أبي يونس أنه طلم على الشرف الذي بنيت عليه (1) قارن عن أبي يونس وسيم النفوسي ما ذكره الدرجيني في الطبقات (77/1)؛ والشماخي في السير (ص 195)› وكلاما يقتصر على إيراد المعلومات التي يقدمها أبو زكرياء. )2( تقع قنطرارة على مسافة نحو 15 ميلا لي الشمال من «كباو» تحت سفح وتسمیى الآن «تيجي». وقد كانت فنطرارة مدينة متوسطة الرقعة تحیط بہا جنات وحدائق وبساتين ترويها مياه غزيرة وکانت تنتج أجود الفواکه والتمور. وقد خربہا ابراهيم بن الأغلب عقب وقعة «مانو» الي 9 ذكرها. وقنطرارة الآن عبارة عن ينابيم الياه تسقي حقولاً محدودة الملساحة من أشجار التخيل . وبعد تخريب فنطرارة. انتقل من نجا من علمائها من معركة «مانو» إلى تغصمص التي تقم ي جنوب «طمزين» والتي سيرد ذكرها في السطور التالية . 138 قنطرارة» وهو يقول: لا فرار من الصدقةء والفار من الصدقة يؤدي . ل فرار» من الصدقة› والفار يؤڏي › ويكرر ذلك حتی صعد الشرف وأرسل سعيد إلى رضي الله عنه سے ليتعلم عنده ولد سعیلذ › فاراد 8 رضي الله عنه ‏ ن يستممل عل قطرارة. ولام ال الدين ودود الله فكتب سجادٌ باستعمال سعیل› فطواه وختم عليه بخاتمهء ولم يبين لما العامل منماء فدفع فا السجل› فأمرهما ألا يفكا عن السجل حتى يأتيا إلى بلدهما ويصلا إلى قنطرارة. فمضياء فلا كانا ببعض الطريقء استخف بنفاث الشره والخفة وسوء الخلق وحب الرئاسة وإرادة الإمارة واستغفل سعيداء فتخلف إلى ففتش وراء المكتوب فوجده وفض خاتمه وفكه وقراً الكتاب ليعلم من استعمله من فوجد (أن) سعيدا هو فظنت نفسه الظنونء وأضمر في قلبه الغش والعداوةء حيث لم يستعمله الاأمام. فوصل سعید إلى فول وأحسن ن السيرة وأقام بحق الله فيها وله منبر وجعة(". ثم ان لا وصل إلى بلدهء سئل عن فأظهر الطعن إلى الصيدء ویصلي بالأشابر فبلغ ذلك الامام› رضي لله عنه ‏ وما (3) قارن قصة سعيد ونفاث في طبقات الدرجيني (77/1 ومايليها)؛ وسير الشماخي (214 وما يليها) وكلاهما ينقل عناصرها الأساسية عن أبي زكرياء. 139 يقوله فيه فأرسل إليه الامام أن ف نقمه عليه تشقضه بين يديه وان کان حقا اعته الامام من نفسه›؛ وان کان باطلء فأيه. . . ویواعده الامام بقوله «إيه) . فلا سمع نماٹ بذلك› قال : «إيه) من السلطان › هو القتل . وله مسائل انتحلها لا أصل لا: منها الخطبةء زعم أنها بدعة. وسئل عن مسألة› فقيل له رجل مات وترك الخوته من الآب وبني اخوته من الأب والأم . فقال بنو الأخوة من الأب والام أو ى من الأخوة من الأب فزاد ضلالا إل ضلاله . وذكر المشائخ أنه لو لم يفته إل هذه المسألة لكفر بها وحدها. وبلغنا أن نفاثاً له ابن أخت. فرأى ابن أخته ذلك ليلة رؤياء فاق إلى نفاث فقصها عليه فقال: رأيت رؤ ياء فعبرها لي. ریت رجلا جمع عرمة شعير فرقى على رأسها سنور فوقف عليها. فقال له نفاثء ذلك رجل يجمع فيستولي عليه الشيطان . فقال له ابن أختهء فأنت هو يا خالي! وبلغنا أنه دخل منزل فقصد إلى رجل فلم یجده في فخرج : فجاء صاحب المنزلء فأخبره عياله بخبر فأخذ دايه له فرکبها ونعه یرید أن یدرکه ليكون على مذهبهء فجنه الليل فمشى حتى سمع صوته بلیل مظلم وهو يقول: «ضللت وأضللت» يانفاث»› يريد نفسه (وراح) يردد ذلك . فلم سمع الرجل ذلك منه» قال» كيف لي باتباع رجل يقر على نفسه 140 وبلغنا أنه أعطي في العلم منزلة عظيمة وفي ولكنه أفسد ذلك كله بالحسد وحب الأمور. وذكروا عنه أنه جاءته امرأة ذات مرة تستفتيه في مسألةء أخرج إليك. فقعدت المرأة ودخل إلى الدار فأخذ بيضة ونيلً وجعله في قدر وماى فطبخها حت از نضجها فتزع فکسر منہاء فوجد النيل قد سود القشرة وتغير داخل البيضة حتى صار كلون النيلء فعلم أن القشر لا ينم النجس؛ء فخرج إلى المرأق فقال ها إن البيضة قد نجست. وبلغنا أن سعيدا خرج متوجهاً في أثر نفاث» وهو بجبل محافة من يضل من الناس› فعمد سعيد إلى دار محال فأخحذ ف بنیانہاء وكان نفاث بناء عظيً). فأراد نفاث معاونة سعيد في البنيانء وصار يبن ل ويجتمع الناس إلى سعيد في فإذا نظر سعيد إلى الناس قد اجتمعوا عليه وتغوف أن يتوهموا أنه قد رضى على صار يقول في ملا من الناس: فإلى متي تترك كفرك يانفاث» فيقول له نفاث: معاذ الله من يا شيخ!. فإٍذا خلا سعيد بأصحابهء قال ليس جزاء من يخدمني ويبني لي ان أشتمه في وجهه وانما تخوفت من الفتنة على الناس. ولذلك فعلت ما فعلت» وانما جزاؤه الخبز واللحم . وذكر بعض أصحابنا أن نفاثاً توجه إلى أرض المشرق» فلا وصل إلى بغداد مكث فيها زماناً وکان يستانس برجل من اهل بغداد ويقعد معه ي حانوته ويحدثه. فبين) هم كذلكء إذ سمم نفاث منادياً ينادي. فقال لصاحبهء ماذا (ينادي) المنادي؟ . 141 فقال له صاحب يقول من أجاب أمير المؤمنين (في) مسألة. فله سؤله ومناه . فقال له صاحب الحانوت› أسكت لأنه (س) يقطع رأسك إن أمير المؤمنين بعد تكلفك الجواب . فقال له أجيبه عن كل ما سال . فلا جاز أعوان السلطان على الحانوت» قال لم (صاحبه)ء ان هذا الرجل تكلف أن يجيب أمير المؤمنين (على) سؤاله. قال: فابتدر الأعوان إلى نفاث› فأخذوه وحملوه ومضوا به إلى دار الإمارة فاستاأذنوا له على فأذن لم السلطان فدخله (عليه) . فل مثل بين يدي السلطان › سلم سلام الأمارة› فقربه السلطان وأدناه فساله عن أحواله وىلده ونسه ومولده . فال نفاث › يا أمبر المؤمتين في مجلسك با بدا لي. فقال له السلطان: قل ما بدا لك. ثم ان السلطان سأله عن مسألةء فأجابه (عنها) وزاد عليه السؤالء فكلا زاد عليه أجاب› وفد اجحتمعت وجوه بغداد وهار ها وعلماؤ ها فطفقوا يسألونه عن العلم حتى عيواء فلم يقدروا على شيء فنظر إليه السلطان وتأمله ملياء وتعجب نما حوى من مع سخافته ونسبه› وقله أدب قال : نعم العسل ف ظرف سوء . ففطن له نماث فقال› وهو 142 يعرض به کا فعل (هو): نعم الرجل ئي نفر سوء یرید ديوان جابر بن زيكء ‏ رضي الله عنه _ الذي كان محصوراً في الخزائن لا يستنفع به واحتمی لذلك السلطان وغضب وأنف من قوله› وتذکر عهده وأمره ثم ان السلطان قال لهء سل حاجتك. فقال له نفاثء حاجتي أن تهب لى ديوان جابر بن زيد أن أنسخه فأجابه السلطان إلى ذلك. فل خرج نفاث قال للسلطان بعضص وزرائه › وکیف يا أمر اللؤمنين عندڭ ديوان جابر بن زيد وفي بلدك وخزائنك وتبود به لغيرك وتخرجه من (4) جابر بن زيد أبو الشعشاء ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر (أي سنة 21ه)› ومات سنة 96 ه ي رواية الشماخى (وفي رواية أخرى سنة 93 ه): تابعي من أهل البصرةء واصله من عمان. وصفه الشماخي بأنه «بحر العلم وسراج الدين› أصل المذهب واسه. . . صاحب ابن عباس (ض) وکان أشهر من صحبه وقرا علیه» وينقل الدرجيني عن اياس بن معاوية قوله: «لقد رأيت البصرة وما بها مفت غير جابر بن زيد» ويصنفه الدرجيني ضمن علماء الطبقة الثانية (100-50 ه). وفي حاشية الجامع الصحيح› أنه ا مات زيد وبلغ خبر وفاته أنس بن مالك قال: «مات أعلم من على ظهر الأرض» وفيه أن جابرا مات في سنة 93ه. وذكر صاحب تذكرة الحفاظ قول عمرو بن دینار: «ما رایت أحدا أعلم بالفتيا من جابر بن زيد. وكذلك روي عن ابن عباس قوله: «تسالوني عن شيء وفيکم جابر ابن زيد». وقد ذکر صاحب التذكرة أن جابرا توفي في سنة 93ه ولكنه أورد أيضاً قول للواقدي ولابن سعد بأنه مات في سنة 103ه. ونحن نلاحظ أنه إن صح ما روي عن أنس بن مالك وما قاله عندما بلغته وفاة جابر بن زيك فلا بد وأن يکون جابر قد توفي قبل سنة 93ه؛ حیث أن هذه هي السنة التي توفي فيها أنس على أوثق الروايات (وفي رواية أخرى أوردها صاحب مراة الجنان» أن أنس.توفي سنة 90 ه وقيل في سنة 91ء وقيل في سنة (92ه). راجعم: سيرة جابر بن زيد في حاشية الحامم الصحيح على مسند الإأمام الربيم بن حبيب لأحمد السالي (ص 8-7)؛ تذكرة الحفاظ (72-73/1)؛ تهذيب التهذيب (38/2)؛ طبقات الدرجينيى (214-205/2)؛ سير الشماخي (ص 70-71) ؛ حلية الأولياء (85/3)؛ البداية والغهاية (95-93/9). 143 ما فعل الرجل وما بلغ من العلوم على فقد مايتعلمه منهء فكيف لو أصاب فلا سمع السلطان ذلك من قوم ندم على وعده لنفاث نسخه› وقال للوزير أي قد وعدت له ذلك› وما الحيلة› ومٹلي لا ينبغي له أن مخلف وعده؟ فقال له الوزير؛ أرسل إليه وقل له الديوان الذي وعدتك أن تنسخه عليه وأما (ب) غير ذلك فلا تصيبه . ففطن نفاث أن بعض وزراء السلطان طعنوا فيه عنده فقال نفاث ثم ان نفاثاً اشترى دنائير حبراً من عفص وزاج وصمغ( وعمل أحواضا فحصها بالجحير والشيد وهياً للحبر أمكنة يمكن (معها) للوراقين الكتابة من أماكنهم . فلا كان أطول يوم في السنةء أمر منادياً في الناس: ألا ان كل وراق كتب ئي يومه هذا فله دینار وللملي نصف دينار فابتدره الناس من كل مکان فاتفق معهم . فلا جاء اليوم الذي انتخبه للكتابةء أخذ الوراقون في الكتابة. ولا كان عند غروب الشمس. أمر منادياً ينادي: ألا من يكتب لنا لیلته هذه بدينارين» وللملي دينار. (5) انظر بشأن الفر فى بين الحبر والصمغ والمداد لسان العرب» على التوالي (549-548/1) و (453-452/5) و (475/2) . 144 فابتدره الناس من كل جانب فا طلع عليه (النہار) الا وقد استکمل دیوان جابر بن زیدء ‏ رضی الله عنه ‏ الا کتابا واحداء وکمل عنده سبعة أحمالء فدخل على السلطان يطلب إليه أن يدعه أن ينسخ ذلك الكتاب. فأى عليه السلطان. فسأله أن يدعه يقرا بين يديه مرة واحدة فأعطاه إيام فقرأه مرة واحدة فحفظه فقال للسلطان: إني قد حفظته ظاهرل وان أردت أن أتلوه عليك فعلت. فقال له السلطان» اتله على . قال فأخذ في قراءته حت اتمه . ۱ ثم ان السلطان› جع وجوه ووزرائه › فقال لحم : ان هذا الرجل فد غلىنالء ف ترك لنا من حيلة. وأراه یرید الخروج مہذا الديوان› وم أصب إليه سبيلا فانظروا با تحولون بينه وبين هذا الديوان» فافعلوا. ثم ان السلطان قال مء إذا أراد التوجه إلى بلدهء فإني سأخرج إليه فأسألهء فان وقف لي في مسألة قتلته. وإلا فاسألوه عما قدرتم عليهء فمن وقف منكم في مسألته قتلناه. فل أزمع نفاث على امسر إلى خرج إليه السلطان فتلقاه ف عده من أصحابه. فل وصلوا إليه وحدوه وفد راد الركوب عل له له (و) قد وضع رجله في الركاب فسأله السلطان عن مسألةء فطفق الناس يسألونه حت قرب وقت الصلاة› فلم يقدر له عل شيء. قال : فتعرص نماث لطريق › فأخذ عیره أن فتوجه به إلى مكةء ثم من مكة إلى أرض المغرب. فلا وصل إلى حیز طرابلس» نظر إلى ضعف آهل مذهبه وغصت نفسه وساء ظنه غخافة أن يصير الديوان إلى أهل دعوة فأخحذه فانتخب له موضعا فحفر له فيه ودفنه» ولم يعرف موضعه إلى يومنا هذا. 145 وهذا كله حسد وبغى وسوء العاقبة. نعوذ بالله من حوادث الدهر وما يختلف به الليل وقالء ثم ان الامام أفلح بن عبد الوهاب› رضي الله عنه ‏ مكث في إمامته ستين سنة إماماً حسن السيرة رؤ وفاً بالرعية › لا يخاف في الله لومة لائمء ٹم توفي رحمه الله وولي من بعده ابنه بو بکر. وكان محمد بن أفلح غائباً في أرض المشرق وقد دل با عليه فأخذ وحبس حتى أطلقوه وأحسنوا جائزته› فتوجه نحو بلادهء فلم ابتعد عنهم حسبوا له فوجدوه ستكون له دولة لا محالة فأخذوا في أثره یریدونهء فکان محمد ممن بلغ الغاية والنهاية في النجامة فحسب للوقت الذي يحسبون فيه فعلمها. فلا كانت تلك الساعة أخذ قصعة كبيرة فملأها ماء فدخلها فحسبوا له حين جاء الوقت الذي يحسبون فيه فوجدوه في الماء وظنوا أنه قد دخل البحر ولا يقدرون له على شيء. فرجعوا عنه وتوجه محمد بن رضي الله عنه ‏ إلى تاهرت» ومعه رجل من نفوسة رفیق له. فلا وصل إلى تاهرت» وكان من أخيه ماكان من أمر ابن عرفة) اعتزل محمد رضي الله عنه الفريقين من أمر أخيه وابن عرفةء فلم يكن مع أخيه ولا مع غیره. )6( يجب عدم الخلط بين أبن عرفة هذل وسميه محمد بن محمد بن عرف الفقيه صاحب اللختصر الكبير في الفقه والذي عاش في الفترة بين 803-716 ه. وأما ابن عرفة صاحب أي بکر وضحيته. فإن المؤ رخين الإباضين لا يتعرضون لقتله إل بکثير من التحفظ مثل أبي زكرياء. على أن سليمان الباروني خصص لهذا الحادث المهم في کتابه از هار الرياض عدة صفحات (236-223/2). والغريب أن الارجيني يورد خبر مقتل ابن عرفة بصيغة التشكك فيقول: «فوجد ابن عرفة قتي فنسب إلى أبي بکر». راجم: الطبقات (83/2)؛ انظر أيضاً ابن الصغير الالكي الذي يقول ان «الإمارة كانت بالاسم لأبي بكر وبالحقيقة لمحمد بن عرفة»؛ تاريخ الأئمة (ص 39-31). وهذا الحادث يذكرنا بفتك هارون الرشيد بالبرامكة . 146 حدث غير واحد من أصحابنا أن محمد بن أفلح اجتمع عليه عامة اللسلمين فولوه على ولم يكن منهم في توليته اختلاف» وبلغ في العدل والفضل غاية عظيمة. وكانت نفوسة لا تعدل بولايته إلا ولاية جد عبد رضي الله عنما . (1) هو محمد بن أفلح بن عبد الوهاب» أبو اليقظان, والمعروف أن الذي تولى الأمامة بعد أفلحء هو ابنهء أبوبكر الذي أهمل أبو زكرياء ذکر ولایته تحرجا من فعلته واکتفی بذکر حادث غدره بابن عرفة. وقد تنازل ابو بكر لأخیه الذي كان باملشرق عند وفاة آبيه عن الامامة بعدما ملك أقل من سنتين. وصف الدرجيني محمد بن أفلح «بلغ الغاية في العدل والفضل والاقتداء بن سلفهء فكانت نفوسة لا يعدلون أيامه وسيرته إلا بأيام جده عبد الرحمن وذلك أنهم اتغذوا يجلسه حينئذ كاملسجد فطائفة وطائفة يتذاكرون في فنون للم 9 وذکر الشماخي أن أبا اليقظان الف كتا كثيرة ووضع في الاستطاعة وحدها أربعیين کتاباً وقد دخل أبو اليقظان في معارك مع محمد بن مسالةء وهو أمير إباضي مستقل عن تيهرت تمكن من الاستيلاء على هذه المدينةء بعد الفتنة التي أعقبت مقتل ابن عرف وقد توفي أبواليقظان في سنة 281 ه بعدما ملك 27 سنة. راجع عن عهده وسيرته المصادر المذكورةء وبصفة خاصةء طبقات الدرجيني (84-83/2)؛ سير الشماخي (ص 222-221)؛ سلم العامة (ص 14 و43)؛ البيان (197/1)؛ الأزهار الرياضية (265-236/2)؛ ابن الصغير المالكي (ص 50-41). 147 وكانت نفوسة تجعل باب داره كاملسجد يسهرون حولهء طائفة يصلون» وطائفة يقرأون القرانء وطائفة يتحدثون في فنون العلم. ومکٹ ف إمامته أربعين سنة حسن السيرة. أورع من ف زمانه» فعاش حت کبر سنه ثم توئي. رصي الله عنه . وکان له ف الرد على اللخالفين كنب كثيرة بليغة شافيةء وقد ذكر أنها قومت» فبلفت قيمتها سبعة عشر دینارأ والله أعلم› أي ذلك . 148 ولاية يوسف "بن محمد بن أفلح. ر مهم اله فلا مات محمد بن أفلح رضي الله عنهەے ولي من بعده يوسف بن محمد مكث في إمامته اثنى عشر سنةء وقد اطردت له الأمور (1) (2) بويع يوسف بن محمد بن أبوحاتم» بعد وفاة بيه ف سنة 281 هھ وقد کان يتو ى الشؤون العامة في إمارة والده ومن المهام التي كان مكلفا بها في حياة والده قيامه› على رأس جيش من زناتة بحماية القوافل الى تقبل من الشرق أو تقصد إليه حاملة الذهب وغتلف أنواع البضائع. وقد اشتهر يوسف بالبشاشة والكرم والمروءة والبر وكانت له سمعة شعبية عارمة بحیث أنه يکد يدفن أبوه حتی سارع الناس في الأزقة إلى المناداة بأبي حاتم يوسفب إماماً. في الوقت الذي كان هو فيه يرافق القوافل› وذلك بدون وقوع التشاور التقليدي وقبل اجتماع رؤساء القبائل للنظر في الأمر. وقد كان من أكبر أنصاره والمرشحين له للإمامة محمد بن حمادء أخ الشاعر المشهور فيا يرجح. وقد وصفه الشماخي بقوله: «الامام الماهر والبحر الزاخر العالم الذاكر أبي حاتم الخ». وقال انه مكث في الامامة أربع عشرة سنة. فبعد ثورات وحروب مع عمه يعقوب ابن أفلح الذي نادی به آهل تيهرت إماما وقتاما استقر له ودام ملکه حتی قتله بنوأخيه (اليقظان) غيلة في سنة 294 ه. راجع: سيرة أبي حاتم في تاريخ ابن الصغير (ص 53-50 و62-56)؛ طبقات الدرجيني (291-265/2)؛ البيان (179/1)؛ سلم العامة (ص 20-15)؛ سير الشماخي (ص 262)؛ الأزهار الرياضية (291-265/2)؛ تاريخ الجحزائر العام (24/2). وصف الشماخي أبا متصور بأنه «حكم عدل وفيصل في القضاء فلم الشعث ورتق الفتوق ورقم الخروق. السير (ص 318). 149 جبل نفوسة ولأبيه وکان قاضي ُي منصور؛ عمروس بن فت (3) رضي الله عنه . وکان عمروس عالاً له کتابان ئي الأصول والفقهء وما مات حتى هم أن يفرز بين مسائل النص ومسائل السنة ورأي اللسلمين. وكان حافظاً فاطناً حاضر ال حجة . وبلغنا عله انه استمسك رجل برجل فاستردد عمروس جوابت اللاعى عليه » فسکت. قال فوطئه عمروس برجلیه وعليي| خحماه» وأبو منصور› الياس حاضر. عمروس اص يده »› قال : کم هذه ر ااامتصور! فقال آبو منصور واحداً واحدأء حی تن عل 0 . فان ل تاذن ۴ بٹلاٹ فخذ خاتمك عني : بقتل الطاعن في دين المسلمين› ومانع الحق. والدال على عورات الملسلمين. وكان أبو منصور فاضلاً مستجاب الدعاى وفي ذريته الولاية بنفوسة. وكان إذا خرج في عسكر ركب بغلته لا يتقي نبلا عن نفسه ولا على بغلته ولا يقع فيه ولا ي بغلته واحدة ولا يبالي من الله لومة لاثم . - راجع أخباره أيضاً في طبقات الدرجيني (84/1 ومايليها)؛ الأزهار الرياضية (252-251/2) تسمية شيوخ نفوسة وقراهم (ص 21 تعليق 29ء ص 48). (3) من علاء الإباضين الذين قتلوا في وقعة مانو وصفه الدرجيني بأنه «يحر العلوم الزاخر المبرز أول السبقء وهو الآخر الضابط الحافظ وهو المحتاط م تشغله المجاهدة في الله عن دراسة العلوم». راجع: ترجمته ي الطبقات (320/2) ؛ سير الشماخي (225 ومايليها). انظر كذلك» الاباضية في موكب التاريخ (143-137/1). (4) ي الأصل: اهتم . 150 وحدث يعقوب بن أبي يعقوب» ‏ رضي الله عنه ان آبا منصور خرج في طلب ولد ابن خلف في اخر دولة الرستميين وقد هرب إلى زواغة والتأمت عليه وأرادوا منعهء وكانوا على مذهب أبيهء فسمعوا قولف وأطاعو وقبلوا دعوته إلى أن رجعوا عن وسنذكر ذلك وكيف کان رجوعهم عنہاء إن شاء الله . قال فسار أبو منصور ومن معه من نفوسةء فلا وصل إلى أريصةء قرب طرابلس» وجد بها جماعة زواغة في عدد كبر قد اتحدوا على ولد بن خلف وأرادوا منعه من أي منصوں فتکلم شيخ کبير من شيوخ بني هراسن» يقال له أبو سلمةء وقال» يا معشر زواغةء هل لكم في ثلاث أن تفعلوا واحدة منهن» الأولى أن تدعوا تربة أريصة وتدخلوا جربة وتتحصنوا فيها وتمنعوا صاحبكم» والثانية أن ترسلوا إلى تاهرت أن يستعمل عليكم عاملا فتخرجوا من طاعة نفوسة والذل م . والغالغة أن تدفعوا الي ولد خلف لأسير به إلى نفوسةق وأنا ضامن لكم وكفيل الا يجاوزوا فيه . فلا اتم کلامهء تكلم رجل من زواغة فقال. ما اراد هذه اليهرساني إل أن يجلب” الوقيعة على الخليفة. فقال أبو سلمةء كيف قلت؟ فتكلم إلى أبي سلمة رجل اخر من زواغةء فقالء لا تسمع ياأباسلمة لا تسمع! فقال له أبو سلمة لست أسمع› فجعل يده في الأرض فقام . نم ان زواغه اجتمعوا عل مناصةه أي منصور فلا فلا وصلهم أبو منصور ناجزهم القتالء فاقتتلوا اقتتالاً شدیدا فانہزمت زواعه . (5) في الأصل: تحدثوا. (6) في الأصل: يغلب. 151 وكانت عامة أرض أريصة عامرة بأشجار صغار کا غرست» وکانت عادتهم لن أراد أن يغرس أرضاً بأغصان الأشجار فيجعل ها الأمكنةء فيغرسها في تلك الأمكنة ويوصل مابينها بحبال كبيرة أو خيوط لئلا يفسدها الوحش والبهائم فلم هزمهم أبو منصور تبعهم يقتلهم أينا وجدهم. وإذا انتهوا إلى تلك الجبال›ء ردم 6 ف استطاعوا جوازهاء فوقها ولا تحتهاء فقتل مہم أبو منصور عدداً کبیر فرجع عنم ودخلت بقية زواغة جربة› والتجاً ولد ابن خلف إلى رجل من زواغة وأدخله ي قصر من قصور جر بة(7) يقال له «غرادية» . (7) جزيرة بالبحر الأبيض المتوسط تقع في خليج قابس طوفا من الشرق إلى الغرب 6 ميلا وعرضها من الشمال إلى الجنوب 11 و16 ميل وتبلغ مساحتها 224 ميلا مربعاً. ويمصل بینہا وبين البر مضیق يبلغ أتساعه 0 ميلا. ومتاز جربه باعتدال مناخها ودفء جوها في الشتاء وبتربتها الخصبة وأشجارها الوفيرةء ولا سيا من التين والزيتون والنخيل والكروم» ويبلغ عدد سكانها حالياً 61500 نسم وهم من البربر الذين يحتفظون بلغتهم الأصلية الي تشبه لغة جبال زواوه والريف وذلك عدا أقلية من العرب الذين ينتمون إلى قبيلة حازم وأولاد مبتول. وجربة التي يذكرها الجسن بن محمد الوزان باسم (rboءG)›‏ ومرمول باسم كانت معروفة ئي العصور القَديمة باسم «منيكس» (xنصء).‏ وقد كانت الجزيرة في التصف الثاني من القرن الخامس عشر مركز القرصنة البربريةء واتغذها عروج في أوائل القرن التاليء فاعدة لأعماله في البحر الأبيض المتوسط. وهي تعتبرء إلى جانب جبل نفوسةء ووادي ميزاب من القواعد الكبرى في المغرب للمذهب الاباضي . راجع عن جغرافية الحزيرة وتاريخها: البكري الذي قال عنها انها كثيرة الذهب (ص 85)؛ الادريسي (128-127)؛ كتاب الحغرافيا لابن سعيد (ص 145)؛ الحسن بن محمد الوزان (ط. شيفرز 176/2)؛ رحلة التجاني (ص وكذلك محمد أبوراس بن أحمد الناصر: ومن المصادر الأوروبية: ‎Kayser, Description et Histoire de Djerba, Tunis, 1884;‏ — ‎Gutérin (V); Voyage archéologique dans la Régence de Tunis, 1860;‏ — ‎Mas Latrie, Traités de Paix et de Commerce, p. 158;‏ — = — Brulat (A), Monographie de l'île de Djerba, 1885; 152 فسار إِليهم أبو منصور ومن معه من نفوسه. فلا قرب آبو منصور من جرب أرسل رجلا من بي بہراسن إل الزواغي الذي مع ولد ابن خلف (و) أرسل معه مائة دينار صرفاء فدخل الرجل جربة. فلا وصل إلى الزواغي وهو معقل من بني مرايةء سلم عليهء فصار يصافحه ويصب الدراهم من كمه إلى الزواغي . فلا أحس الزواغي جعل يسأله عن أحوال الشيخ ويقول له لو أتيت إلى أولادنا لدفعناهم إِليك!. وكان أبو المنصور في مسيرته إذا حل وقت الصلاة نقر في طبله ويقف أول العسكر لآأخره ويصلي بهم ركعتين فيرتحلون. وقدمها على (ثلاثة ثم ان الرجل الزواغي توجه إلى ولد بن خلف» فقال له: انزل أيها فقد طالا أرملت نساء زواغة على يدك . فقال له ولد بن يلف ليتكم لم تسموني أميراً يا مشؤومات بالبربريةء لأنه رجل عربي لم يحسن البربريةء فدفعوه لأبي منصور فسار بهء ولم يكن يومئذ ي جربة حركة ولا قتالء فمضی به أبو منصور إلى الجحبل فسجنه بهء وكان في سجنه إلى أن نزلت عليهم مسألة قطع الرجلء فاختلفوا يها فتوجهوا تحوه . فسالوه عنہا: من اين تقطم؟ فأفتاهم أنها تقطع دون العاقب. هذا الفتى إلى مذهب أهل الحق وحسنت أحوالهء والله أعلم . — Laffitte et Servonnet, Le Golfe de Gabès, 1881, Tunis, 1888; = — Bossoutrot, Documents pour servir a I'Histoire de Djerba, Revue Tunisienne, 1903; — Gendre, L'île de Djerba, Revue Tunisienne, 1907 et 1908. 153 وفعة مانوا وانقراض الامامة” حدث غبر واحد من أصحابنا أن نفوسة بلغت في التأييد لسلطان (1) جرت موقعة «مانوا» بين بین ابراهیم بن أجمد بن الأغلب وبين بين اهل جبل نفوسة وکان ذلك في سنة 283 ه. وقد دخل الخوارج هذه المعركة بعد كثير من الترددء حيث أن أفلح بن العباس أي لحم ذلك کا أبي لم عامل قنطرارة سعيد بن يونس وهذا ما يفسر جزئيا هذه الكارثة التي حطمت سلطان الخوارج في المغرب إلى الأبكفء بهذا النصر حقق المعتضد بالله العباسي (ومانو وقعت في عهده وليس في عهد المتوكل كا ذهب أبو زكرياء والدرجيني» لأن المتوكل توفي في سنة 247 ه) واحدا من أهدافه الكبيرة في القضاء على مواطن الشغب والثائرين في المملكة الإسلاميةء ويقول الشماخحي نقلاً عن ابن الرقيق ان ابراهيم بن أحمد خرج يريد محاربة ابن طيلون (كذا في السيرء ولكن الدرجيني يقول انه كان يتجه إلى تيهرت ‏ وهي الرواية الي اعتمدها سليمان الباروني)ء بعدما حشد الجيوش وسار من تونس لعشر خلون من المحرم» فاقام برقادة إلى سبع بقين من صف ثم خرج بقواته واعترضته نفوسة في النصف الول من ريع الأول «فکان ب بینہم قتال عظيم » فقتل من جنده حماعة من الرؤٌ ثم انبزم أهل فتبعهم وقتلهم قتا ذريعاء وتطارح منهم بشر كثير وقتلهم حتی غلبت حمرة الدم على ماء البحر». وقد قتل في هذه المعركة طبقاً لرواية اؤ رخين الأباضيين إثنا عشر الف منهم 400 من العلاى وحمل ابراهيم معه ثمانين عالا أسرى. وبعد هذه المعركة سار ابراهيم إلى طرابلس؛ ثم كر على الاباضيين في أطراف جبل نفوسة ي سنة 284 هف فقتل من وجده فیها. فارن رواية أبي زكرياء عن «مانو» بروايات الدرجيني في الطبقات (87/2 وما يليها)؛ وسير الشماخي (ص 268 وما يليها) ؛ الأزهار الرياضية (287-285/2)؛ العبر (203/4) . 154 الرستميين بأرض تاهرت مبلغاً عظيًء لم يبلغه غيرهم في مغربنا هذاء فلذلك قال الإمام : إِنما قام هذا الدين بسيوف نفوسة وأموال مزاتة . واتصلت أخبار خوسة إلى من كان بالشرق من أئمة المسودة يدس إليهم بالكتب من كان بالقيروان ومدينة طرابلس ويخبرهم أن قيام دولة الفرس بتاهرت تضر بهم. وكان ذلك على عهد المتوكل ببغداد من بني العباس . فل تواردتÇ‏ الكتب والأخبار إليهء أنفذ إلى المغرب عسكراً وجعل عليه إبراهيم بن أحمد من بني الأغلب(”) فسار إبراهيم نحو المغرب بعسکره. فلا قرب من طرابلس» سمع بخبر نفوسة الحبل» فاجتمعواء فاتفق رہم لا یترکوه وما یریل إل الحواز إل تاهرت› دون أن يناصبوه . قال فاتصل ذلك به من قوشم وعزمهم على منعه دون الوصول إلى تاهرت فوجه إليهم: أن اتركوا لي ساحل البحر مقدار نشر عمامة لأجوز قال فلا رأى إبراهيم أن ليس (له) إلا الرجوع إلى اشرق أو مناصبتهم › تیا للقائهم › وعزم عل محاربتهم › فقال لأصحابت› خحذوا (2) في الأصل: تداركت. (3) هو ابراهيم بن أحد بن محمد بن الأغلب كان والياً على القيروان لأخيه أبي الغرانيقء فلا توفي أخوه ولي مكانه ي سنة 261 ه» وقد قمع عدة ثورات أخرى» عدا ثورة كما افتتح عدداً من حصون الأفرنج وغزا صقلية. ولكنه في أواخر أيامه اختل عقله وقتل عددا كبيرا من أفراد ومنهم اثنان من أبناثه. وقد دامت ولايته 28 سنة ونصف . راجع أخباره في البيان (116/1)؛ العبر (203/4)؛ أعمال الاعلام (ص 3). 155 عدتكم وشمروا أنفسكم› وجوزوا عل الساحل › ولا تتعرضوا لاء القوم › نان هم ترکونا وطریفناء وال ناصبناهم . فوصل ذلك إلى نفوسة فقال بعضهم لبعض: دعوا هذا الرجل ولا تتعرضوا له بشي فان جهور المسلمين ذلك وكان سعيد بن أبي يونس رصی الله عنه » فیمن قال لحم لا تتعرضوا له . فقال له بعضهم اشتقت إلى (المحافظة) على قنطرارة ولم ترد الموت . فقال حم یا فوم » ليس بي ما تذکرون وما تقولون » ولکنني خحمت أن تذبح البقرة فيتبعها عجلهاء يعني بالبقرةء الجبل وبالعجل» قنطرارة. ثم انهم خرجوا فتوجهوا نحو الفاسق فقاتلوه بالموضع المعروف جانا وهو قصر من قصور الأولين على ساحل البحرء فاقتتلوا فيه قتالاً شدیدا فلم يذکر أنه رأى مثله في ذلك العصر بأرض المغربء فطلب رجل من عسکر المسودة لبارزة إلى عسكر 4 فلم بارزه أحد إلا ذلك هو واليهم العام عليهم ق إل الخروج إليه فخرج إليه فبارزه فمتله أفلح فاشتد القتال بينهم وأسرع القتل في الفريقينء فكثر القتلى وال حرحى في نفوسة حتى هموا بالانجزام» فتهدم الرجال في الصفين كالحيطان . فلا رأى ذلك واليهم أفلح بن العباس» أمر صاحب البند أن يحفر ئي الأرض ويوتفه کي لا يزم عل البند جد فأ له صاحب البند ثم اقتتلوا ملي فرجع إليهء فقال: «احفر للبند»» فأبي عليه ثم أبي ‎Er‏ فقال له صاحب البند : «مسكته عند جدك؛ فلم يقل ذلك ومسكته عند أبيك› ولم يقل لي ذلك. (ان) حفرت له حفر الله لك». 156 فحفر للبند ووقفهء فولى أفلح مدبراً وتركهم يلوذون بالبند» ول يستجيزوا أن ينہزموا والبند واقف حتی قتل منہم بشر كثير. وقد كان في بلغناء كره خروجهم إلى الفاسق وقتالشم إياءء فلذلك فعل بهم ما فعل. ثم ان رجلا من ذوي البصائر في الدينء نظر إلى البند واقفا والناس يصرعون حول فقال ان أمرك قد انتهك بالله وقصد نحو البند فضربه بسيمه فوقع . فلا رأی من بقي من المسلمين أن البند قد انېزموا وولوا مدبرین» فأفلت من فلت منہم. وبلغنا عن ثقاة أهل دعوتنا من أهل الحبل أن عدد قتلاهم اثنا عشر ألفا. أربعة الاف من نفوسةء وثمانية (آلاف) يمن كان معهم من البربر وغيرهم» وفيهم أربعمائة عام فقيهء فيا ذكروا. وبلغنا أن عمروس بن فتح كان في اخر المعركة يحمي الناس ويذود عنم ولم يقدروا عليه وكان على فرس سابق. فلا أعجزهم وأتعبهم› عمدوا إلى حبال فنصبوها له واضطروه إليهاء فعثر به الفرس» فأخذوه ومضوا به إلى فسألوه أن يستعفيه ليعفيهء فقال لحم كلمة لا تسمعها مني ولكن أسألك في سراويلي هذا لا تکشفوني منهء فأخذوا يقطعونه بال حديد من أناملهء فلا وصلوا إلى عضده استشهك رحه الله وقد كانت بعض نسوة نفوسة حين خرجوا» خرجن معهم» فأخذن؛ فكانت فيهم أخت عمروس بن فتح فتخوفت عليهن الفتنة من قبل الظلمة والفجرة فأمرت أن تستخلف كل واحدة منبن عن نفسها من يزوجها لن أرادها بسوى وكانت عالة فقيهة . 157 ۳ ان بقية ة نفوسة رجمو لى ابل وتحصنوا فيه واشتوروا ر 1 ماکان من آي وغیره فإنه ا ب هم من خحشية ‎e‏ ‏و س من علمائهم وفقهائهم إل أيو القاسم البغطوري( وعبد الله بن الحير وهما اللذان يفتيان لأهل الجبل في نوازهم من تلك الوقعةء ولولاهما لعطلت (الفتوى) إلى يوم القيامة. ثم إن نفوسة عزلوا أفلح بن العباس وولوا مکانه ابن عمه. فلا علم ذلك أفلح› وفد کان معه رجل من محامیه › عضب وتحامی وقام يريدە» فقال أفلح : مني فقالل الرجل لا ادر ن احيك فقال له . (4) (5) (6) (7) ترجم له الشماخي باسم أبي القاسم سدرات بن الحسين البغطوري النفوسي ووصفه بأنه «بقية الحافظين واعتماد أهل الدنيا والدينء بل كان من الراسخين. أخذ العلم من منبعه. . . وأحیاه بعد انطماسه. تعلُم عند أبان بويغو». السير (ص 235). وأما الدرجيني الذي ينقل رواية أبي زكرياء عن هذه الأحداث فيصف أبا القاسم بقوله انه «م يبق بعدهم (الذين قتلوا أو أسروا في مانو عالم يفتي في النوازل غير أبوالقاسم البفطوري» وعبد الله بن الخير»؛ الطبقات (89/1)؛ راجع كذلك تسمية شيوخ نفوسة (ص 21ء تعلیق 55 ص 68). ترجم له الشماخي وقال› نقلا عن أبي الربيع ان عبد الله ب بن الخير «عالم كبير يضرب به اللشل» ويقال :«من ضيع كتابا کمن ضيعم خسة عشر عالاً مٹل عبد اللہ بن . وعبد الله بن الخير نفوسي من قرية تؤنزيرف عمر مايقرب من 103 سنوات . راجع : السير (ص 237-236) تسمية شيوخ جبل نفوسة (ص 21ء تعلیق 6٤ ص 31). في الأاصل: احملني. فقال له لا أقدر أن أحملك. راجع أخباراً له في طبقات الدرجيني (90/1 و157)؛ وفي سير الشماخي (ص 265-263)؛ وي تسمية شيوخ نفوسة (ص 121 تعليق 20) أن اسمه: أبومعروف ماطوس» وماطوس» مدينة تقع في الطرف الغري من جبل نفوسة. 158 فوجده في حالته تلك فنهاء عن الفرقة والاختلاف وأمره بالصبر فسمع منه أفلح وقبل قوله واطمأن إليه حين قال لنفوسة لا تعزلوهء وترك 1 الاختلاف ومكث ابن عم أفلح حوالي ثلاثة أشهر فلم يحسن شيثا فترکوه ورجع الناس إلى أفلح. وحدث غير واحد من أصحابنا أن الصفين لا 4 انوا وجنہم الليل› جا نجل من عم الفاسق ¦ إبراهيم ب إلى أخ له مات ف فلا وصل إلى الصفين ورفع أخاه على دابته» نظر إلى شخص كهيئة صورة سلوق يطوف في قتلى المسلمين› فسمعه يقول: «كبروا يا أهل الحنة› كبروا». فكبر قتلى المسلمين بأمعهم . د ثم جاز علي قتلى فسمعه يقول: «انجوا يا كلاب النار». فتجوا باسرهم حت تبح اوه بين يديه عل سرج الدابةء فألقى به إلى الأرض وهرب وتركه ومضى لسبيله . ولا فرغ الفاسق من قتال نفوسة ومن كان معهاء ذكر له أن قنطرارة کانت ہا بقية آهل دعوتهم» فعمد نحوهم حتی أتاهم بغتة. فنزل عليهم عند طلوع الفجر فقتلهم واختار من فقهائهم وعلمائهم ٹثمانين عالا فشد وثاقهم . وىلغنا أنه لا فرغ من آهل قنطرارة سأل عن بقية أهل الدعوةء فقالوا له ان بنفزاوة رجلا عالا فقيهاً من علمائهم وفقهائهم يقال له أبو بكر بن يوسف النفوسي فوجه إليهء فأخذته الرسل بتيز زاج( 8 فلا أخذته رسل الفاسق. طلبهم الشيخ أن يدعوه حتى يصلي ركعتين. فلا صلاهماء أخذ بالدعاء إلى اللهء فبعث الله عليهم ريا عاصفاً (8) كذا في الأصل: تيزى زاج؟؟ 159 مظلَء فحال بينهم وبين الشيخء فاخذ ابنه يوسف» وكان الشيخ إذ ذاك قد كف بصره ومضی إلى تناوتە 9 . م ان الفاسق عدو الف توجه بثمانين عالاً يريد مدينة القيروان فشد وثاقهم . وقد كان فيهم رجل عالم يقال له ابن يئيب( وکان مقطوع العرقوبء فلا جن عليهم الليل استأذن أصحابه في الحروب» ولم يرد المروب حتى يأذنوا لهء فأذنوا لہ فحل رجله من الوثاقء فهرب. وفد كان حين أرادوا أن يشدوه أخرج م الرجل المقطوعة العرقوب› فأعطاها هم فشدوها. فل هرب ابن يثيب» أمر إبراهيم بن أحمد بأصحابه كلهم فقتلوا عن أخرهم . فتوجه إلى مدينة القيروانء فدخلها وتحصن فيها. وهو الذي بنى لأهل المغرب المحارس على ساحل البحرء من سبتة إلى الإأسكندرية. وكان سبب ذلك أن أهل الاسكندرية كانوا ينظرون من النارة التي عملها ذو القرنين شم ف فيرون قلاع الروم ف البحر أينا كانت ويحذرون من كان بحواليهم . فلما بنى إيراهيم ابن الأغلب هذه القصور التي على الساحل» أمر أهل الإسكندريةء إذا نظروا في مراة المنارة ورأوا قلاع العدو إن ينيروا فیبصر نارهم من کان قریبا منہم من القصوں فينيروا هم أيضاً. فكل من رأى من أهل القصور نار القصر الذي يليه فينيروا هم أيضأء فتتصل نيرانهم حتى تبلغ في ليلة واحدة إلى سبتةء فيحذر الموحدون الروم . فكانت (9) ورد في الترجمة بالنص العربي: ماوته . (10) كذا ئي الأصل› أوردها المترجم بالشکل الفرنسي : ‎(Jetsoub)‏ , 160 الروم بعد ذلك دهراً طويلا لا يظفرون بالموحدين في شي من سواحلهمء ورجع الموحدون يغزونهم إلى أرضهم واغتم لذلك ملك الرومء فجمم أهل مملكته فاستشارهم في الحيلةء فوثب رجل فا بلغناء فقالء أا املك إن أنت أذنت لي (بالدخول) إلى بيت الأموالء أخذ متها حاجتي» أكفيك المؤونة إن شاء الله. فقال له الملك : شأنك وما تريد. قال فعمد اليهودي إلى بيت الالء فأخذ منها أموالً عظيمة من الجوهر والدرر واليواقيت والذهب المضروب على سكة الأولين. فوفر من ذلك أحال فقصد إلى أرض الإسكندرية فصار يحفر ئي کل جبل من جباا ويدفن (الأموال) في الأودية وعند المدينةء ثم أظهر على نفسه مرتبة وزينة وزيا حسناء فأظهر أنه عالم إخراج كنوز الأولين› ٹم اتصل خبره بالسلطان بمصر فبعث إليهء فصار رج له الدفائن التي دفتها هو بنفسهء فلا نظروا إلى أموال جسيمة وكنوز اطمأنت نفوسهم إلى جهته وأعجبهم مارأوا من ذلك . فلا أحس اليهودي منهم (الثقة). قال للسلطان. ها هنا كنز أعظم من جيم الكنوز في المنارق تحت الرآة. فإن أذن لي السلطان في نزع المراة الى في النارة ونزعناها وأخرجنا ماتحتهاء وصقلناهاء فإنها قد تصدت ورددناها. فأذن له السلطان في ذلك؛› رغبة في المال. فما نزع المراة أمر بعض القوم بالحدم تحتها وبعضاً بصقالة المراق انسل اليهودي فلم يروا له اثر فعالحوا المرأة لردها على بنيانها الأول فلم يتجه لحم . (11) يشوب روايات الحغرافيين والمؤ رخين العرب عن منارة الاسكندرية وخصوصأء مراتہاء كثير من التهويل والتضخيم كا تحيط با قصص هي أقرب إلى الأساطیر منہا إلى والخلاف قائم أول حول من بناها وحول مادة البناء الي يقوم عليها أساسها ثم حول طول النارةء ولكن الخلاف الخطير الشأن بين المؤ رخين هو الذي = 161 يتعلق بمرآة المنارة العجيبة. فمن قائل ان أساس النارة من الزجاج (ياقوت) ومن قائل انه من الحجر المنحوت أو الحجر المضموم بالرصاص الخ. . وهناك من يقول (وهم الأكثرية) بأن الاسكندر ذا القرنين هو باني النارةء وآخرون يذكرون أن الذي بناھا هو فرعون» بل ان ابن عبد الحكم يعزو بناء المنارة إلى دلولة بنت زباءء بعد فرعون . والادريسي يقول ان ارتفاع المنارة يبلغ 0 قامة (القامة = أربعة أذرع) ولكن ابن سعيد,يذكر أن طول المنارة في زمنه 84 قامةء في الوقت الذي يعزو فا ابن جبير 0 قامة فقط . وفيا يتعلق بالمرآق أو بعبارة أدق بتدمير هذه الراة التي يقال «ان الرائي يرى فيها المراكب إذا خرجت من أفرنجة أو من القسطنطينية» فإن ياقوت يخبرنا أن ملكا من الروم اسمه سليمانء ظهر البرص ي جسمه وسار إلى الاسكندرية للاستشفاء ي حمة تقم فيها ورافقه إلیها أسطول کبیں وبعد ماتم له الشفاءء استغل قوته فغور الحمة. .. ثم اقتلع مراة المنارة! روالرواية الي تقترب من رواية أبي زكرياء هي رواية زکرياء بن محمد القزويني (القرن السابع المجري) الذي يقول ان النارة ظلت باقية حتى عهد عبد الملك بن مروان (ت. سنة 86 ه). فأنفذ ملك الروم شخصاً من خواصه ذا دھاء فجاء إلی بعض الثغور وأظهر أنه هارب من ملك الروم ورغب في الإسلامء وأسلم على يد الوليد بن عبد الملك؛ واستخرج له دفائن الكنوز من أرض الشام. فلا صارت تلك الأموال إلى الوليدء شرهت نفسهء فقال له: ياأمير المؤمنين› إن ههنا أموالاً ودفائن للملوك الماضيةء فسأله الوليد عن مكانهء فقال: تحت منارة الاسكندرية. فإن الاسكندر احتوى على أموال شداد بن عاد وملوك مصر والشام وترکها في اراج وبنی عليها المنارة. فبعث الوليد معه قوماً لاستخراجهاء فنقضوا نصف النارة وأزيلت لمراة. ولا رأى العلج أن المرآة بطلت هرب بالليل في مركب نحو الروم . وكذلك نرى أنه إذا استثنينا بعض التفاصيل الثانويةء فرواية أبي زكرياء تتفق مع رواية القزويني بشأن الطريقة التي اختفت بها مراة منارة الاسكندريةء ولكن اللشكلةء هي أنه في الوقت الذي يقول فيه القزويني إن العلج قام بفعلته الشنيعة في عهد الوليد بن عبد املك (ت. سنة 96 ه). يذكر أبوزكرياء أن اليهودي نفذ خدعته بعد عهد الموحدين. . ولكن الطريف هو أن الرحالة وال جغرافي ابن حوقل الذي هو معاصر لأبي ینکر حتی محرد وجود مراة المنارة! ويقول إن الأمر لا يعدو قبة على رأس المنارة وقعت لقدمها «لا كا يدعي المحاليون في حماقات ورقاعات مصنفة أنها بنيت = 162 راة كانت فيهاء يرى الرائي (منها) سائر مايدخل بحر الروم». والجدير بالتسجيل أن ابن عبد الحكم (وهو أقدمهم جميعاً) لم يشر لدى ذكره لبناء المنارة إلى هذه المرآة. راجع عن المنارة ومراتها تعليقنا على كتاب الجحغرافيا لابن سعيد المغربي (النص : ص 148 تعليق 159 ص 247)؛ فتوح مصر (ص 41-40)؛ ابن حوفقل (ص 142)؛ معجم البلدان (188-186/1)؛ الادريسي (ص 136 وما يليها)؛ القزويني (ص 147-144)؛ رحلة ابن بطوطة (30-29/1). 163 0 وعفبه من بعده: س وابنه اسماعیل وابته مع ومسیر معز( إلى مصر ومسير الشيخ أبي حزر وأخبار من قام عليه من الاباضية . حذّث غبر واحد من أصحابنا أن عبيد الله أقبل من المشرقء وهو ينتمي إلى علي بن أبي طالب (ض) وفاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم» وكان عنده في العلم أنه سيلي املك بمدينة يقال لا توزر» وأنه منها تقوم دولته . ابل من فلا وصل إلى توزر وحسب آنا هي الي تقوم منها دولته إلى رجالماء فليس یری عليهم زين املك ولا هيئة (1) في الأصل: معاف وهو الرسم المحرف الذي اعتمده المترجم. (2) ولد عبيد الله بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق مؤسس الدولة الفاطمية في المغربء في سنة 259 ه. وكان أبوه قد وجه أبا عبد الله إلى المغرب حيث استقبلته كتامة ونصرته ي الدعوة لظهور «المهدي»› حتى تمكنت دعايته واستفحل أمرهء فلحق به عبيد الله عن طريق الزاب وسجلماسة وبويع ي القيروان في سنة 297 هف ونزل «رقادة». وبعدما طوح بدولة توغلت جيوشه في المغرب الأقصى ثم حاول الاستيلاء على مصر ولكنه فشل؛ وعبيد الله الذي طعن في نسبه عدد من المؤ رخين ونسب إلى عبد الله بن ميمون هو باني «المهدية» ومؤ سس الأسرة الي ستحكم إلى جانب مصر وسورية أيضاً. توي عبيد الله سنة 322 هھ بعدما حکم 4 ه. راجع : سیرته فِ رسالة افتتاح الدعوة للقاضي التعمان بن محمد تحقیق وداد القاضي (الفهرست)؛ العبر (11/4 و40-30/4)؛ تاريخ الخميس (385/2)؛ وفيات الأعيان (119-116/3)؛ الكامل (90/8)؛ البيان (الفهرست) حسن ابراهیم وطه شرف عبيد الله إمام الشيعة والاسماعيلية . 164 السلطنةء وإنا كانوا وأصحاب الحوانيتء وكانت معه دابة ‎O‏ ۳ .)4 نفيسة ركبها من فنزعها له رجل من بني جلتمين” وهم من بني واسین » فکتب عبيد الله اسم الرجل وقبیلته واسم بلده. فلا نظر عبيد الله إلى أهل توزر على الصفة التي ذكرناء ازدراهم ونقصهم وبقي متحيراً في طالعاً ونازلء لا يدري مايفعل. فقعد ذات يوم في سوق فسمم رجلا ينادي ويقول: من يشتري قمح تاصورت» فأتاه فسأله : هل في المغرب مدينة تسمی تاصورت غير هذه؟ فأعلمه الرجل أن في كتامة قلعة تسمى تاصورت» فوجدها على الصفة الى توافق فوجه إليهم عبده الحجاني› فدعاهم إل التشيع › وقبلوا دعوته . وحدثني من دخل بلد كتامة أن بقية الشيعة فيهم إلى يومنا هذاء قال: فخرج عبيد الله متوجهاً إلى سلجماسق فجاز بطريقه إلى أورجلان. فلا راه سفهاؤهم هزؤ وا منه. وقالوا: هذا الذي جاء من اللشرق يطلب الملك؟ فرموا في وجهه وضربوا له القرونء وكان أشد الناس عليه في ذلك أهل قصر بكر فلذلك حرق المسجد الكببرفي رجوعه. وسنذکر كيف كان ذلك إذا صرنا إلى موضعهء إن شاء الله . (3) كذا في الأصل. وقد أهمل المترجم الكلمة. وهي كلمة محرفة عن «الشاطرين» أي دهاة حاذقين . (4) كذا في الأصل. وقد أوردها المترجم برسم ‎(Beni Djelthin)‏ . )5( يقصد أبا عبد الله الداعيء ونحن ل نعثر له على هذه التسمية في مصدر اخر. 165 ثم إن عبيد الله سال عن شيخ آهل ورجلان» فقيل له غیار. فقال: أين منزله؟ فقالوا: تاغیارت. فقال: شيخهم غار وبلدهم تاغيارت . غر الله ماہم! قال فخرج من ورجلان إل سجلماسة وأقام بهامدة طويلة. فانتشر خبره في الناس (و) أنه هرب من المشرق بأموال عظيمةء فهاله ذلك عبيد الله فأعطى له بعضص ما عنده ليرد عنه الناس . فمکٹ عبيد الله ف سحلماسة زمانا طویلاء وسکن ف عالية دار وسکن رجل من وجوه سجلماسة في سفلاها. فبات الرجل صاحب الدار الساكن في سفلى الدار ذات ليلة إذ رأى» فيا يرى النائم ثعباناً عظيً مضطجعاء في الدار» فانتبه مرعوبا فرعا فمکث باقي لیلته متململا. فلا أصبح عليه طلع إلى عبيد الله وهو في عليا الدارء وقد کان راه قبل ذلك يقرا کتایا وینظر فيه فقص عليه الرؤ ياء ول بره بن راه . قال عبيد الف إن كانت الرؤيا صادقةء فالثعبان العظيم يملك الملشرق والمغرب . (6) فيا يتعلق بتحديد موقع سجلماسة التي أنشئت سنة 140 ه والتعرّف عليها في القرن المأضي في مدينة تافيلالت الحالية . راجع: تعليقنا رقم 124 على كتاب الجغرافيا لابن سعيد (ص والمراجع الحال إليها. وكذلك يكن الاطلاع على يحمل وصف الجحغرافيين العرب» ي محتلف العمصور لعاصمة بني مدرار في كتابنا «المدن المغربية في الأدب الحغرافي العربي». وفيه قائمة وافية بامراجع العربية والأجنبية . 166 فلا سمع الرجل ذلك من قولهء طأطاً على يده فقبلهاء وقال: العفو يا مولاي . فقال له عبيد الله: مماذا تستفتني؟ فقال: أنا صاحب الرؤيا. وقد رايت ئي منامي ثعبانا عظيًا وليس معي في الدار أحد غير فأنت ذاك. فزاده ذلك حرصاً ئي حاجتهء فمكث بسجلماسة حتى عرف بالعلم والفقه والقراءةء وصار الناس يختلفون إليه ويسألونه عن حوائجهم› فكانوا يجدون عنده فول ما يريدون› حتی ادناه والي المدينة إلى نفسه واثره عل جميع أصحابه وجعله وزيرا ئي جميع أموره. قال: وكانت حالته كذلك. فريما يزحف عسكره إلى سجلماسة فيأمرهم با فيظفرون» وينهاهم عن الخروج. فلا يندمون. وإن عصوه في هذا كله كان وبال ذلك عليهم. فزحف إليهم عسكر فأمرهم بالخروج على كثرة العسكر في قلة معلومةء فخرجوا وظفرواء فتيمنوا به في جميع أحوالحم . فلم يلبث ُن توفي اليسع بن مدرار (7) فابتدر أهل المدينة عبيد الله ليولوه على أنفسهم فامتنع وأبي وتوف منم أن (ف) قال: أنا رجل غریب» انظروا من تولونه غيري. فأبوا إلا توليتهء فولي عليهم . فولي في سجلماسة وما حوفا من البربرء فصار يأخذ القرى والمدائن الي بحواليها إلى أن أخذ مدينة فاس . قال: فلا تمكن في البلد وملك على الحنتء بعث إلى مولاه الحجاني › وهو بكتامة أن يجمع له من أطاعه ويسمع دعوته من الناس ومن كان على مذهبه (ويسير) إلى سجلماسة. )7( راجع عن اسح و وغیره من أمراء بني مدرار الصفرين› البكري )ص 8- 151( والقاضي النعمان ف رسا افتتاح الدعوة (الفهرست) وخصوصا (ص 7- 240 167 خروح لعنه الله من کتامة حذّث بعضهم أن الحجاني لا وصلته رسل سيده بالكتب متواترة أن يخرج إليه بن أطاعه من الناس وقد (تمكن) الحجاني من نفس كتامة وعظمت درجته عندهم؛ وکان ذا علم عظيم بحساب النجوم› وكانت حاله عندهم مرضي لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه. وبلغنا أنه تعلّم عنده من فتيان كتامة نحو من أربعمائة غلام . (1) يقصد أبا عبد الله (الحسين بن أحمد) الشيعي الملقب بالمعلم ناشر دعوة العبيديين في الغزب . أصله من صنعاء وأرسله عبيد الله إلى المغرب لجحمع الأنصار لقضيتهء وقد أحاط دعوته بكثير من الأسرار والغموض» بحيث أنه حمل كتامة على مبايعة سيده «المهدي» (سنة 286ه)› دون أن يسميه لحم. وبعد وقت من التعليم والتدريب الايديولوجي دخل أبوعبد الله في مرحلة النتضال العسكري واتغذ من قلعة ايقجان حصنا له قبل أن يزحف على ميلة ثم على القيروان ليطرد منها زيادة الله الأغلبيء وبذلك مهد العرش لعبيد الل وقد كان نفوذ أبي عبد الله وأخيه أبي العباس عارماً بين كتامة وغيرها من قبائل البربر» مما خشي معه عبيد الله على مستقبل ملک فامر بقتلهاء وقتلا ي رقادة ي سنة 298 ه. راجع: رسالة افتتاح الدعوة (الفهرست)؛ البيان (164/1)؛ وفيات الأعيان (193-192/2)؛ الاستقصا (الفهرست)؛ الكامل (17-10/8)؛ العبر (362/3 و31/4 و 37). 168 قال : فمكث في ذلك إل أن قال لحم یوما من الأيام › لعامة من علمه من فتيانهم: «ليس مرادي التعليمء وإنما مرادي الملك». قال: فأجابوه لذلك واتبعوه على قوله. فلا تمكن أمر بالخروج إلى سجلماسة وأظهر لحم من نفسه أنه وجد في العلم أنه سيلي أرض سجلماسةء وأنه سيغلب الأمير الذي كان عليهاء فخرج متوجها يريد سجلماسة. أفلح س عبد الوهاب رصي الله عنہم ‎UL‏ فتل أبوها وغعدره بنو يقظانء خرجت متوجهة إلى الحجاني مع أ ها. فلا وصلت إليه أخبرته بقصة أبيها وماانتهمك من حرمت فلم یشتغل ہہا. فلا رأته كذلك وعدته من نفسهاء إن هو أخذ بثأرها أن تزوجه من ثم إن الحجاني أخذ في طريقه إلى تاهرت» فلا کان بقرب منہاء خرج إليه وجوه أهلها من المخالفين والشيعة والواصلية ومن بها من الصفرية وتلقو وشكوا إليه الإمارة ووعدوه العون من على جميع الرستميين» وأمروه باستئصال شافتهم وتوهين شوكتهم. فأرسل الحجاني رسله إلى يقظان وبنيه: أن اخرجوا الي . فل وصلت رسله إل يقظان خرج هو فتَلقوه عل مسيرة 169 لأنفسكم ملک فأطفيتم نور الإسلام وألقَيتِم إلينا بأيديكم بغير قتال ولا حصار». فأمر به وببنیه فقتلوا عن اخرهم . فلم أيقنت دوسر بنت يوسف تغيبت وهربت من الحجاني محافة أن يتزوجهاء وطلبها حتى عي» فلم يقدر عليها. ثم إن الحجاني دخل المدينة وانتهبها وانتهك حرمتها وأجلى كثيرا من فيها وجعل أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون . وذكروا أنه وجد بها صومعة مملوءة كتبأء فاستخرجھا کلھا واقتنی منہا كل ما يصلح للملك والحساب» وأضرم النار في بقيتها. وذكر بعض أصحابنا أن يعقوب بن أفلح› ‎Ls‏ سمع بإقبال الحجاني. حرج من تاهرت متوجهاً إل ورجلان› وله حدیٹث طویل سأذکره في موصعه إن شاء الله وأذکر اينه سلیمان › وکیف انتحل الفرية . نم إن الجحجاني توجه يريل مولاه عيد الل ومولاه خارج من سجلماسة بن معه من عساکره يریل عبده الحجاني› والرسل تختلف بینہما بالكتب. فلا قرب التقاء العسكرين أرسل الحجاني إلى عبيدالله: إنا إذا نزلت وقبلت يديك. فاتفقا على ذلك. فل كان الد تراءوی العسكران وتدانا بعضهم من بعص ٩ حرج الحجاني إل عبيد الله من الصف فنزل عن دابته وقبل يديه ورکىتیه › فتحامت لذلك كتامة . فال شم الحجاني : ررانه مولايې وسلطاني وسلطانكم من ذرية علي بن ابي طالب وابن ٠ فاطمة› بنت رسول الف صلى الله عليه وسلم). 170 فقالوا له: «لا نعرف لأنفسنا سلطاناً سواك». فقال ل مم: «هو سلطاني ومولاي». فسمعوا له وأطاعوه فالتام العسكران لعصيد الله . ثم إن عبيد الله انتخب من عسكره أولي القوة والعدة والسلاح فجعل عليهم عاملا وأنفذهم إلى ورجلان فتوجه بهم العامل. فلا وصل ِل ورجلان () وقد سمع آهل ورجلان بإقباله توجهوا (إلى) كريمةء وهي كدية عظيمة لا ترام فطلعوهاء فحفروا فيها مواجل للا فملؤوها. . . فلا وصل إليهم حاصرهم أشد الحصار. وذكر أصحابنا أنه طوق عليهم سبعة أطواق من خيل» فاراد الإقامة (2) ورد ذكر ورجلان (وارقلة حاليا) في أعمال الحغرافيين العرب بأشكال متعددة: واركلانء وارجلان. وارجلن. ورجلن. ورجلان› وارقلان.ء ضبطها ياقوت : ورجلانء وقال عنما انها «كورة بين إفريقية ويلاد الجريد (كذا)ء ضاربة في البرء كثيرة النخيل والخيرات». ورسم الادريسي الكلمة: وارقلان. وقال ان فيها «قبائل مياسير وتبار أغنياء يتجولون ي بلاد السودان إلى بلاد غانةء وبلاد ونقارةء فيخرجون منہا التبر ويضربونه في بلادهم باسم وهم وهبية (انظر هذه الكلمة في هامش اباضية نكار خوارج في دين الإسلام». وجاء ذكرها في كتاب الدليل لأبي يعقوب يوسف الورجلاني. (507-500): ورجلانء. وذكرها ابن خلدون مكتوبة واركلا بالكاف اخرها لام ويدون نون وشكلها بالحركات مكسورة الراء. وهذا التشكيل غفل عنه المرحوم ابن تاويت الطنجي الذي أوردها في التعريف بابن خلدون› وشكلها واركلا. وورجلان (عرضها الشمالي 32° وطوفا الشرقي '25-5°) تقع في جنوب مدينة تقرت في واحة وفيرة المياه والكلاً والنخيل. وهي الآن قاعدة ولاية في التقسيم الإداري الجحديد في الجحزائر. راجع: معجم البلدان (371/5)؛ البكري (ص 77 و182)؛ العبر (في عدة أماكن)؛ التعريف بابن خلدون (ص 155)؛ الادريسي (ص 120)؛ رحلة العياشي (الفهرست)؛ طبقات الدرجيني (2/ الفهرست)؛ بغية الرواد (23/2 و32)؛ تاريخ الجزائر العام (الفهرست) مقالة الأستاذ عبد الرحمن الجحيلالي (مجلة الاصالة ‏ يناير 7) عن كتاب الدليل والبرهان للورجلاني . وكذلك : ‎Fanyan (E) Extraits inédits (171-162) G. Sell (st.), Atlas‏ — ‎arch, de I’Algérie, F. 26.‏ 171 عليهم حتى يوتوا عطشاً. فلم رأوا ذلك ارتابت نفوسهم» وفيهم رجل مودي » فأمر بجمال فزمت أفواهها فعطشها ثم أخذها فوقفها على حرف كريمةء فجعل لحم ئي قصاع کبار زيتا. فإِذا نظرت الحمال إلى مائي القصاعء جعلت أفواهها في فمن راها من أسفل كريمةء حسب أنها تشرب. فإذا أعيتها أزمتها رفعت رؤسها فنفضت الزيت عن مناخرها. ومن بعد عنہا حسب آنا تشرب . وبلغنا جم أخحذوا كساءة فرشوها بزیت فنشرت عل حرف کرمه. فل رأوهاء قالوا ال مع الْقوم مات وحن محاصروهم ليموتوا ورجلانء فحرقوا المسجد الكبير لحنون ابن يمريان(ء رحه الله فدخلوا دیارهم فمتشوها فوجدوا ف دار واحد منم بيضة النعامة جملوءة شعيرا فحملوها. فلا وصلوا إلى رملة أزلفان لحقهم رجل من أهل ورجلان» ممن أراد هلاكهم» فأدرك بقية أهل العسكر فقال لم: مالكم ترکتم ُهل ورجلان ولیس معهم وإنما جعلوا لكم الحيلة . فنظر بعضي إلى بعضص فأخذوه وقتلوه قبل أُن يفشي خبره ف العسكر فيرجع العامل إلى أهل ورجلان فيهلكهم . وإغا صادف هذا الرجل المقتول في ساقة العسكز (من) فتحامت لاخوتہاء ولذلك قتلوه . ثم إن بعض العسكر جاز بتوزرء فقصد نحو القبيلة الى أخذت له 172 فلا وصل العامل إلى القيروانء وقد تمكن بها عبيد اللهء أخبرهم خبر اهل ورجلان فقال له: إنك رفقت بهم . قال: فعمد العامل إلى رمح طويل فوکزه ونصب عليه رغيفاًء فقال له: أصلح الله مولاناء هل يقدر أحد أن ينتزع هذا الرغيف عن هذا الرمح على هذا الحال؟ فكذلك أهل فأخرج له بيضة مملوءة شعیراء فال له: هذه مطامیرهم . وذدکر بعضهم أن عبيد الله لا صحت له ولاية القيروان › آرسل مولاه الجحجاني إل کتامه عامل له عليهاء فتکاتف مہا مر واشتد سلطانه . فلا كبر عبيد الله وخاف من الحجاني على عقبه من بعده أن يفسد عليهم سلطانهم » أرسل إليه وقال له : أقدم عل بوجوه كتامة »٩ فإني كبرت ورق عظمي» وأنا ي اخر عمري» فاريد أن تقدم علي عاجلا لأوصيك بوصایا. فل وصل کتاب عبيد الله إل الحجاني › انتخب من وجوه کتامه عددا کبیرا فأقبل :م إل القيروان . فلم أق إلى القيروان وقد بنى بها عبيد الله قصراً كبيراً وجعل عليه غرفا. فلا وصل إليه الحجاني وأصحابه أدخله وأصحابه في بعض غرف القصرء فأعطى هم طعاماً وشراباً. فلا أخذت فيهم الخمر مأخذهاء أضرم من تحتهم ثارأ في سقف الثرف وأحت رجالا السلاح . فلا أحسوا بالنيرانء صاروا يتساقطون من القصرء فمن أفلت من النيران› قتله الرجال الذين حفوا بالقصر إلا ماكان من الحجاني. فلا أحس 173 بالنان قفز قفزة صار بها خارج القصر فأخذه الرجال. فقال شم مهلا علي لا تعجلوا بقتلي وامضوا بي إلى فمضوا به إلى عبيد الله . فلا دخل عليه قال له الحجاني: «هذا جزائي عندك؟ أطعتك وبتك السلطنة والملك»» وذكر له أياديه عنده. قال له عبيدالله: «كل ماذكرته قد كانء ولكني ل أُؤئثر عليك إلا نفسي». نامر به فذبح ئي فأظهر عبيد الله التشريق في أرض المغرب حت مات . فل مات ولي من بعده ابنه» أبو القاسم بن عبيد الله فظلٌ ينظر متى تكون له الدولة في أرض مصر. وفي أيامه وعصره خرج آبو یزید. (4) هو محمد بن عبيد ال أبوالقاسم القائم بن اهدي الذي يسمى أيضاً نزارا. ولد بسورية في سنة 278 ه. ودخل المغرب مع أبيه. قام بحملتين على مصر وخاب في كل وعاد إلى المغرب› بویع ف سنة 322 هب بعد وفاة أبيهء وهو أول من تلقب بلقب أمير المؤمنين من الفاطميينء وقد مات محاصراً في المهدية سنة 4 ه. راجع : أخباره في رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان بن محمد (الفهرست) ؛ النجوم الزاهرة (287/3)؛ وفيات الأعيان (27/2)؛ البيان (171/1 و208). 174 (1) بو يريد مخلد بن كيداد اليفراق 29 حذّث غبر واحد من أصحابنا ان آبا يزيد کان رجلا من بني يفرن» هو أبو يزيد ملد بن كيداد النتكاري› صاحب الحمار أصله من البربر» وکان ممارس الزهد والتقشف» نشا في قسطيلية وخالط النكار:وأصبح إماماً من أئمتهم» وقد كان في مبداً الأمر معلا ثم أخذ على نفسه العمل لتغيير المنكر فكثر أتباعف وعقب وفاة المهدي العبيدي في سنة 322 هه أعلن الثورة في جبل أوراس وتلقب بشيخ ثم استولى على القيروان وحاصر القائم العبيدي في المهديةء على أن البربر أخذوا ينتقضون عليه لا كان یرتکبه من الأعمال الوحشية ولم يلبث انتصاره أن تحول إلى هزائم وانتهى الأمر بق قيض الصا عليه ومات متاثراً بجراحه في سنة 336 ه. ورواية أبي زكرياء عن ثورة ا هي أقدم الروايات وأدعاها إلى الثقة وأكثرها تقاصیل؛» إذا استثنينا رواية ابن الأئثبىي على أن الروايتين تكمل إحداهما والذي يستحق التنويه أيضاً هو أن رواية أبي زكرياء الذي لا يفصله عن هذه الأحداث سوی مايقرب من قرن ل يستفد منہا اللتأخرون› مٹل ابن خلدون وابن خلکان. ومن هناء يمكن مقارنتها بفائدة مما كتبه الم رخون الذين تعرضوا لأخبار ثورة أبي يزيد. وني مقدمتهم صاحب البيان (193/1 و316 و320-319)؛ رسالة افتتاح, الدعوة (ص 19-15)؛ وفيات الأعيان (235-234/1)؛ اتعاظ الحنفاء (ص 109)؛ الكامل (441-422/8)؛ النجوم الزاهرة (28/3)؛ العير (44-40/4). انظر أيضاً: طبقات اللدرجينى (123-119/1)؛ سير الشماخى (ص 346)؛ رياض النفوس (2/ الفهرست)؛ المؤنس (ص 62-57)؛ الحلة السيراء (391-390/2)؛ داثرة المعارف الاسلامية (الطبعة الثانية 164/1)؛ مقالة الدكتور إحسان عباس (محلة الأصالة ‏ يناير 7) (ص 42-25). صالح الاباضية بال حريد (الفهرست) . وSذلك‏ : ‎Letourneau (R), la Revolte d’Abou Yazid au Xme siècle, Les‏ — ‎Cahiers de Tunisie (1/1953).‏ 175 وکان مسکنه بشلعة سدادة» وله حدیٹ ف مدا عزمه مع أي الربيع سلیمان سن زرقون) ورجوعه إلى مذهب النكار بعل الوهبية › وسنذکر ذلك إن شاء الله في أحاديث ابن زرقون. فإنما قصدنا من هذا اللوضہ› خروجه عن القاسم بن عبيد الله وإلى ما انتهت به المقادير. وحذّث بعض أصحابنا أنه وجد على حجر مكتوب عليه: «ثلائة مفسدون في شداد بن عات وفرعون ذي الأوتاى ولد بن کيداد». وکان سبب فيا بلغناء أنه توجه إلى المشرق يريد عند الحجام فقال له: غط رأسك أا الثائر فضربه عليه. فلا سمعها بو يزيد محلد بن وقع في نفسه من ذلك ما وقع . فلا حجّ وقضى مناسكه كر راجعاً إلى المغرب . فلا وصل في طريقه إلى قرب جبل نفوسة فوض من سار عنه نحو وافينا كثيراء وأنه ليس لله علينا أن نشتري حجة. وقد بلغنا (أنه) دى ف طريقه تلك قل من درهم ولذلك قال : ليس لله علينا شراء حجة. فل رجع أبو يزيد من أرض حفر غارا بقلعة سدادة ف (کان) يجتمع فيه مم أصحاي› يذکرون ما يريدون من أمرهم › وذلك الغار اليوم معروف» وینتظرون متی يأ وقت ذلك . )2( قارن سير الشماخي (ص 36)؛ وطبقات الدرجيني (349/2). انظر كذلك الاباضية فى موكب التاريخ (164-162/1). | )3( ف الأصل : تیارته . 176 وكان على قسطالية عامل من عمال أبي القاسم بن عبيد الف وهو الذي بنى مدينة المهدية وسمّيت بهء وكانيسمى المهدي. وتسمى أيضاً القاسميةء باسم القاسم. وكان عند المهدي علم بأنه سيخرج عليه رجل من البربرء بصفة کذا فصار يتوقع ذلك ويتوکعه › ویرسل إل عماله ف الىلاد يأمرهم فكان هو وعماله يستكشفون عن الصفة التي كانت عنده ويبحثون في طلبهاء إلى أن ذكر لعامل قسطالية رجل بقلعة سدادة من نعته ومن أمره كذا وكذاء فبث إليه عامل قسطاليةء وهو بمدينة توزر. فلے| راه وعرفه بالنعت الذي نعته له صاحه› أخحذه فرماه ف سحنه ف الحديد ليرسله إلى السلطان بالقيروان . فلم طال مكث أبي يزيد في الحبس ول يجد لنفسه حيلةء وأنست نفسه من سلامة تكون على يد وبلغ ذلك جماعة النكارء اجتمعوا فيا بينهم واختاروا من أَنفُسهم أربعة رجال» يثقون بهم في الحلد والشجاعة والبأس والنجدة فأرسلوهم إليه أخر التهار. فلا وصلوا إلى باب المدينةء وقف واحد متهم على البابه وتقدم ثلاثة إلى الحبس» فلا أتو بدأوا بالسجان الذي يحرس الحبس» فقتلوه وکسروا السجن › وأخرجوا جميع من فيه وأخرجوا صاحبهم مقبدا واحتمله أحدهم عل ظهره وکان اسم فيا بلغناء وبين يديه رجل بالسيف مصلتاء واخر خلفه. فكل من قام إليهم من الناس قتلوه . فخرجوا بصاحبهم حتى أتوا على صخرة بين الحامة وتوزر» وکسروا ما عليه من اليلد فسميت («(صخرة أبي يزید». 177 فمضی نحو بني يدرجتن ف الصحراى برملة سماطة› رجاء منم أن بمنعوه» وفد کانوا في قوة عظيمة ينتهون إلى ثمانية عشر آلف فارس » ےا بلغناء فالتحاً إليهم وطلبهم أن ينعو › فلم جد عندهم ما یرید» نمضی من عندهم مستخفياً إلى جبل اوراس )4( فأنفذ إليه يه الاسم بن عيد له جیا فحاصره اوراس سی سٽن ٩ وبلغت فيه نفوسهم التراقي . وي ذلك قال متكلمهم يذکر مانزل (4) هي سلسلة من جبال الأطلس الصحراوي بالحزائر. وهذه السلسلة تمثل شكلا رباعيا طوله من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب 65 ميلا. وفي نهاية هذه السلسلة إلى الجنوب تند التلال القليلة الارتفاع التي تتصل بالصحراء وأهم قمم هذه السلسلة من الشمال هي كيف حمل (40 قدماً) وشيلية (759 قدماً) . والقمم المرتفعة منها تغطيها الثلوج في الشتاء والربيعمء كا تتعرض السفوح الشمالية منبا للرياح الشمالية الباردة. وسكان أوراس يتكونون من عناصر مختلفة أهمها البربرء الذين انضمت إليهم عناصر عربية أشهر قبائلها حلفوية الذين هاجروا من منطقة بسكرة. وأولاد فدهلة وأولاد زيان. والجمورة والبرانس الذين قيل انهم هاجروا إلى هناك من الساقية الحمراء. وأما أشهر قبائل البربر الأصلية في أوراس. فهم زناتة (أوربة وجراوة) التي ظلت تحتفظ باستقلاله في عهد الرومان والبيزنطيين والوندالء ولكن لمنطقة تلقت روافد من العناصر العربية بعد الغزو اللاي فاستوطن اوراس الشمالية بنودريد (من بطون أثبج). ۾ راجع: وصف أوراس في البكري (الفهرست)؛ الادريسي (الفهرست). وكذلك المر اجع التالية : — Xavier de Plankol, Les fondements géographiques de l'histoire de Islam (p. 125-26); — Lartigue: Monographie de P'Aurès; — Masqueray: Formation des cités chez les populations sédentaires de Afrique Septentrionale (Rev. Afric., 1884); — Basset (R) Note sur les Chaouia de la province de Constantine, Paris, 1897; — Mercier (E), Chaouia de ’Aurès, Ecole des Lettres d’Alger, 1896. 178 م من البلاء والضرر وطول ا لحصار والمطر قال : «جبل لا ومطر ساكب وی مستقصی › وشيخ غر مدفوع. وحن المبتلون المقتولون». فلم رأى القوم ما نزل عليهم وحلٌ بهم اجتمعوا إليه وقالوا له: قد رأيت ماحل بنا ونزل علينا من أمر هذا الفتى» ول يبق لنا طاقة للقوم . فهلاك رجل واحد أيسر من هلاك العامة. فقال لحم أبو يزيد: «أمهلوني ي هذه الليلة». فلا أظلم عليهم الليلء أمر بخمسمائة ثور وأمر أن يشد على قرن كل ثور منها حزمة من حلفاى وإلى ذنبه حزمة أخری. قال: فاختار خمسمائة رجل من من ذوي البأس والنجدة فأخذوا عدتہم وسلاحهم وساف کل واحد منم ورا حتى إذا قربوا من العسكر أي جيش العبيديين ألقى کل واحد منہم في حزمات وره نار . فلا بلغت حرارة النار إلى الثيرانء ركضت أمامهاء فخاضت الثيران بالمعسكر والرجال في ساقتها بالسيوف مصلتةء يضربون بها كل من أدركوه» فجعل الله ذلك هزمه للعسكر فانهزمواء فقتلهم أبو يزيد وأصحابه قتلً ذريعاً. فليا كان صباح يومئذ من المحزيةء عرض في اثني عشر الف فارس من أهل عسكر القاسم خاصة ورجعوا إليهء فصار الطلب على باقي عسكر القاسم› فتسامعت به القبائل وطار اسمه في فاجتمعوا إليه من كل أوب» والتامت إليه عساكر كثيرةء حتى عدوا في عسكره ألفاً من الخيل والله أعلم . ومعه من مزاته الاف كثيرةق فأخذ ف فتح المدائن والقرى ففتح الساحل كله وأقبل يريد قسطالية التي منها خرج› ففتحها باسرها. 179 قال : فلا أحسٌ من نفسه القوة ورأى كثرة من اجتمع له من ناس تكلم إليه بعض عزابتهم ماذا تنتظر (للأخذ) بثاأر يزيد بر الناسء تكلم إليه بعض تنتظر ( ) بار يزيد بن فقال ابو یزید: دعنا حتی نفرغ من نسج کسائنا. فإِذا ما فرغنا منہا فقام إليه بعض من كان معه من مزاتةء وهو مسارة بن غني ٤ فقال له: فلا تظن أن الوهبية قد خرجت معك» إنما كانت في مساجدهم . وإنا خرجنا معك نحن لنتواكل هذه اليتةء فدع عنك هذاء وإلا قتلنا كلاب الحي ‏ يريد باليتة الغنائم والأموال التي يأخذونها. ثم إن عدو الله سار يريد القاسم بالقيروانء وكل قرية ومدينة مر با في طريقه خربها وسبا ذريتها وغنم كفعل نافع بن الأزرق وغیره من الخوارج› بل قفد زاد عليهم وأري . كان معه رجل من علاء النكار یسمی زكرياى ينكر ذلك عليه ويقول: «إن هذا لو الخروج من الدين». فليا رأى أبو يزيد إنكاره عليه خشي أن يفسد عليه العامة من الناس› آمر بقتله فقتل للا ولا یدری اين کان . فلا سمع القاسم بإقبال يزيد إليه بالا قبل له به من العساكر› (5) العزابة اسم لجحماعةء واحدهم وهو مشتق من العزوب عن الشيء› أو البعد عن الأمور الدنيوية. والعزابة تعني الانقطاع والعزلة الجماعية وتنطبق خصوصا على طلبة العلم. ولكن هذا الملصطلح أصبح يطلق في العصور الحديثة على هيئة تقوم بالأشراف على شؤون المجتمع الاباضي الدينية والسياسية والتربويةء وهذه الحيئة تمثلى في زمن «الظهور» (أي إعلان الدعوة)» مجلس شورى للإمام أو لعاملهء ومقر العزابة هو الملسجد. 180 خرج من القيروان إلى المهديةء فترك على القيروان رجلا وقدم أبو يزيد القيروان وحاصر أهلهاء› حتى اشتد عليهم وقد أنهب من المدينة کثیرا من أطرافهاء فخافوا على أنفسهم وألقوا إليه بأيديهم وخرجوا إلا قاضي المدينة. (ف) قد انحاز في دار الإمارة بأموال جسيمةء فأرسل . إليه ابو يزید: «أخرج»! فاي القاضي إلا بالأمان.ء وأعطاه أبو يزيد الأمان . فلا خرج إليه القاضيء شاور فقال له رجل منېم يسمى أباعمارة: ألم تعلم ما ذكر في كتاب كليلة ودمنة؟ فقال له أبو يزيد: وكيف ذلك؟ قال له: ليس شيء أروح للقلب من قتل عدو محوف» وإن بلغ من الضعف الغاية. قال: فأمر بو يزيد بقتل فقتل بعد الأمان وأخذ تلك الأموال . | وذكروا أنه بلغ عدة ما خرب على يده في إفريقية ثلاثون ألف قرية تعمر إلى يومنا هذا. وفعل ي إفريقية من الفسوق والمعاصي والفجور› ما ل يىلغنا مثله عن الفراعنة والأكاسرة والقياصرة واللحبابرة . وىلغنا أنه عوتب عل ما يفعله عسکره من الفساد وا خراب › وهو شاهد كا يراهم ولا ينہاهم» بل قد يأمرهم به فتلا قوله تعالى : ##واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان» وما كفر سليمان» ولكن الشياطين گە . معه ٩ وإدا عدا سبق الخيل . يحسن السيرة) . 181 وبلغنا أنه مر بعسكره على مدينة قابس فنظر إلى غابة وقومها بكسر درهم» وأمر أصحابه بالنهب والأكل والفساد وا خراب ومكث عليها زماناً كذلك. فلا أزاد الانصراف» قوم الغابة مرة أخرىء فجعلها درهما فصار يطالب أهل قابس فيا زاد على التقويم الأول. وبلغنا أنه نزل فاخذ أهل عسكره صبيتين جميلتين› فجاءته أمها تشكو إليه فقالت له: يا شيخ إن العزابة سبوا لي ابنتين؛ وهما حرتان؛ وغصبوهماء فلم يجبها عدو الله بجواب» غير أنه قال: هل ئي إفريقية حرة؟ فخافت الرأة على نفسها فهربت ونجت بنفسها. وبلغنا أن عدو الف لا يبيت كل ليلة إلا على أربعة أبكار. ثم إن أبايزيد سار من القيروان يريد المهدية”) فحاصر بها الهدي زماناً طويلاء حتى نزل بالرملة التي بباب المدينةء وبنى بحيال باب المدينة مصلى وھو بہا معروف یدعی «مصلی بي یزید». تم إن (ابن) اهدي فضی الله عليه بالوت ورجع ف مکانه اينه اسماعي| (5) ابن ابي القاسم بن اهدي › فسمم ُهل العسكر بوفاة (6) راجع وصف الجغرافيين العرب في تلف العصور لدينة قابس في كتابنا: المدن المغربية في الأدب الحغرافي العربي. (7) راجم وصف الجحغرافيين العرب في مختلف العصور للمهدية في نفس المصدر. (8) إسماعيل بن محمد بن عبيد الله المهدي» المنصور بنصر اللهء ثالث خلفاء الفاطميين› تولى الخلافة بعد وفاة أبيه أثناء حرب أبي يزيد في سنة 334 ه؛ ولكنه لم يبايع رسمياً إلآ في سنة 336 هف وهو الذي تمت على يده بمساعدة هزمة أبي يزيد والمنصور هو الذي بنى مدينة «المنصورية» التي تحمل اسمهء وقد توفي فيها ئي سنة 1 ه. راجع: سيرته ي وفيات الأعيان (236-234/1)؛ رسالة افتتاح الدعوة (ص 279-278)؛ العبر (43/4)؛ الكامل (150/8 و164)؛ البيان (218/1)؛ أعمال الاعلام (22 و23)؛ طبقات الدرجيني (102/1 و104). 182 آي القاسم وسُرّوا بذلك غاية السرورء واستبشروا وطمعوا في أخذ وبشروا بموته أبا يزيد فساءه ذلك وتراجع وتنکس طویلا. فقال له أصحابه: 1 هذا؟ فقال: مات رجل أديل لنا عليهء وولي رجل فلا ندري أيدال له علينا أم يدال لنا عليه . قال: فزحف أآبو يزيد فيمن معه 7 أحد أبواب فضرب فيهاء وكان اسماعيل عنده ي العلم أن أبايزيدء إِذا ضرب في باب معروف من أحد البابين؛ (ف) انه يخيب. وإذا ضرب في الآأخر (ف) إنه يظفر. ووقم ضربه على باب الخيبة وخيبه الله . . وقالوا له من أعلى البرج: أخطأت» يا شيخ! قال: فوقم القتال بينهم حتى انهزم عدو الله أبو يزيد وكانت الدائرة عليه . وقد ذكروا أن ميمنة عسكره انهزمتء حتى انتهت المحزيمة إلى القيروانء ولم يشعر بذلك أهل الميسرة ب (سبب) كثرة جنوده. ثم ان أبا يزيد سمع بأن أهل القيروان” وثبوا على عامله عليها وحاصروه حتى اخرجوهء وقد دس اليهم الشيعي بالكتب في ذلك؛ء فتراجم ‏ أبو يزيد عن المهدية. فعندها انهزم عدو الله المزيمة التي أصيب با. فلا سمع اسماعيل با فعل أهل القيروان بعامل أبي يزيد وأحس فيه التأخر (وقيل إن اسماعيل خرج إليهم بخمسمائة فارس أو نحوها) خرج إليه وتبعهء فكانت عليه المزيمة واستحر القتل في عسكر أبي یزید. )9( راجع وصف الحغرافيين العرب في مختلف العصور لدينة القيروان كتابنا: المدن المغربية في الأدب الجغرافي العربي. (10) في الأصل: فتأخر. 183 وبلغنا أن ما قتل بعضهم من بعض أكثر مماقتل منهم عدوهم. فلم يزل الشيعي في ساقتهم يقتلهم إلى أن انتهى إلى القيروان. فلم وصلوا إلى الموضع الذي بنيت فيه قال أبو يزيد لأصحابه : «اصبروا صبرة»» فكرٌ راجعاً. فلذلك سمي الموضع قال: فخرج عليه أهل القيروان يقاتلونهء فلا أخذته الغلبة ولى منهزمء وتبعه طائفة من خيل اسماعيل فأدرکوه وقد تأثر من جروح. فى بيده على أحدهم› فقال له: خلصني! فقال له الفارس: من تكون؟ فقال له أبو يزيد: أنا أبو يزيد. قال: فأخذه الرجل ومضی به إلى اسماعیل . فل مثل بين يديه قال الرجل لاسماعيل: إِني أسرت هذا الرجل وزعم أنه أبو يزيد وأنا لست أعرفه. قال : فدعا اسماعيل ممن یعرفه؛ فأخبره أنه هو. ثم دعا اسماعیل بالأطاء لیعا لحو وفد أنفدته لئلا يموت (حیث أنه) يریل ُن يعذيه بأنواع العذاب . فقال له الأطباء› نه لیت. فال: فل علم اسماعيل بذلك من آمر مر بسلخه (11) مدينة صبرة متصلة بالقيروانء بناها يوسف بن زيري بن مناد في عهد المنصور العبيدي في سنة 337 هت واستوطنما الخليفة وسماها المنصورية. ولا تولى المعز الفاطمي الحكم نقل إليها أسواق القيروان كلها وجميع الصناعات؛ وقد كان لما خمسة أبواب» ويذكر البكري أنه كان دخل واحداً من أبوابا في اليوم» ستة وعشرين ألف درهم . وصبرة المنصورية هي التي ذکرها ابن رشیق حین یقول: بنفسي من سكان صبرة واحد هو الناس والباقون بعد فضول وصبرة الآن خراب يباب. راجع الادريسي (ص 103 و121)؛ البكري (ص 47-26)؛ معجم البلدان (292-291/3) . 184 واخذوا في سلخه. فلا وصلوا إلى السرة مات عدو الله إلى النار وبئس اللصيرء فتفرقت عساكره ومضى كل في وجهته. ثم إن الفضل بن أي يزيد بعد موت آبيه› جمع على نفسه جمعاً من أخلاط الاس فلا رأى كثرة من جت لف قصد إلى ظعائن مزاتة وفيهم أبو القاسم يزيد بن محلدء وآبو خزر يعلى بن زلتان رضي الله عن فلم يشعروا إلا وعساكر الفضل تضرب أخبيتها وكانت عساكره في ٹلاڻين ألفا ف صباح وقال ادفعوا إلى إخوتي من بني «تيجرت»» يريد أبا القاسم وأباخزرء رضي الله عنہا. وذلك أن بني واسن وبني يفرن وهم جيعا بنو تیجرت. فقال لحم (الفضل). ل أقصدكم؛ يامزاتةء إنما قصدت إخوتي؛ فائتمرت مزاتة على دفعهاء فكان رأي بعض أهل الدنيا أن وأبي لحم اهل الصلاح متهم ذلك وتنحوا ناحية عن أهل الدنياء وهم في ذلك إذ أتاهم رجل من ملا مزاتة وقال لحم : إن إخوانكم من هذه الجماعة ليست لكم فيهم ما يقومون له فإن أحببتم أن تشمروا عن أنفسكم وتدفعوا عن صاحبكم فافعلوا. فقال بعضهم لبعض: قوموا بنا لنأخذ عدة الحرب» فقاموا غضباً لله ولدينه ومشائخهم › فأخذوا من هيئة السلاحء بعضهم يشد السرج لفغرسهء وبعضه يسوي سنان رغه 0 يقلد سيفه وأمثال ذلك من أنواع السلاح «وما منا إلا وله في القوم (آخ) 2 و ابن عم أو نسيب أو قريب . فإن هم رأونا محاربین لا يدعوننا ویسلموننا» . فلا رای أُهل الدنيا عزمة المشائخ على الحرب وجدهم على القتالء رجعوا إليهم فتابوا ما بلغ المشائخ عنہم ٩ فقبلوا عنم توبتهم . (12) كلمة سقطت في النص ولكنها وردت في الترجة. 185 قال : فاجتمع رہم على ذلك وكان مسارة بن من مزاته ممن وافق رأیه راي المشائخ› فقال: لي انا عشر ايتا وقد وهبتهم لكم يا مشائخ . وقال مسارة لبنيه: قاتلوا اليوم وقد أمر المشائخء كقتال علي بن بي طالب مام صلى الله عليه وسلم . قال: فتهيأت العامة للحربء واستجمع عسكر الفضل في خيله واجتمعت المشائخ ومن م إن مسارة التفت إلى أحد ولد وهو أصغرهم» فقال له: «أمك طالق إن لم تكشف تلك الربوة التي عليها خيل وقد كانت عليها الخيل حتی اسودت» في) بلغناء كالليل المظلم وحمل عليهم الف وكشف عنها. ثم ان الفريقين التقوا ونشبت الحرب وكان ذلك ضحوة نهار فيا بلغناء فاقتتلوا ملا والفضل في ثلاثين الفا وكانت الدائرة على الفضل وأصحابه وقتل منہم خلق كثير. وحدثٹ أبو الربيع » سليمان بن يلف رضي الله عنه ‏ عن أي يعقوب يوسف بن نفات رضي الله عنه ‏ أنه قال: لا انهزم الفضل وصاروا ثلاث فرق طائفة مستأصلة وطائفة هلك بعضها ونجا بعضهاء وطائفة لم تصب من يتبعهاء فهرب سی انتھی إلى قرية من قرى تلك الأرض» فدخلهاء فأخذه أهلها وقطعوا وتوسلوا بء إلى اسماعيل بن فتشفعوا به إليهء فشفعهم وانطفاً ذكره. وبلغنا عن رجل من هوارة يسمى محمد بن عربيةء حين انهزم عسكر الفضل» ضلت له إبل ليلة يوم الحزيمةء فمضى في أثرها يطلبها ثم جنه الليلء فبات ولم يعلف حصانه . (13) في الأصل: خيل الخيلء وهو تحريف واضح. 186 فلا كان صباح (يوم) المزمةء العسكرين وقد تواقفاء وكان على فرس سابق. فلا انهزم الفضل وأصحابهء كان سرعان الخيل. فإذا بلغ إلى جماعة رجال من أصحاب الفضل› اقتطعهم إلى من خلفه من أصحابه وم ولا يقتل هو أحدا. فكان كذلك حتی استقتل منہم عدداً کبیرا وکان رجلا تائبا ف خر عمره بعد كبر ولم یکن بالغا ئي العلم. فلا كان في الليلة المقبلةء علف حصانه أربعة أثمان بالثمنة الكبيرة. (14) في الأصل: وافى. 187 أخباريعقوب”" بن أفلح ابن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رضي الله عنهم وحدّث غير واحد من أصحابنا أن الحجاني لا سار متوجهاً إلى خرج يعقوب بن أفلح في خيل من أصحابه بعائلاتهم وأهاليهم › فتبعهم عسكر العدو» وكان عنده حصان عظيم الشآنء فتقدم لأصحابه على وقد أسدل على رأسه ملحفة فَإذا قرب العدو من أصحابه وغشيهم خيلهم› نادوهء فيقف لم حتى يصلوا ويأمرهم بالسير على الطريق ويستقبل خيل العدو بوجه فرسهء وكان فرسه تضرب به الأمثال في اللغرب. فإذا نظروا إليه وعرفو توقفوا له من هيبته. فإذا ماتباعد (1) كان يعقوب بن أفلح؛ أبويوسف» يطمع في الإمامة بعد وفاة أخيهء محمد بن أفلح ولا بويع ليوسف بن أخيهء كا تقذم انقطع يعقوب عنه ورحل إلى زواعةء وعندما ثار أهل تيهرت على يوسف وأخرجوه منہاء أرسلوا إلى يعقوب» فجاءهم وبايعوه بالأمامة في سنة 284 ه وقد استمر في الإمامة أربع وكان سلطانه محصوراً في تيهرت وضواحيهاء ولا خلم عادت الإمامة إلى يوسف في سنة 288 ه» وبعدما اغتيل الأخير خلفه أخوه يقظان بن محمد الذي فقتل في سنة 296 ه وكان آخر الأئمة الرستميين . ولا حل العبيديون بتيهرتء رحل عنما يعقوب إلى حيث أحسن السكان استقباله وعرضوا عليه الامامةء ولكنه رفضهاء معتقداً أن سلطان الاباضية ذهب لغير رجعةء وقد ظل ئي ورجلان حت توئي سنة 310 ه. راجع: عن يعقوب ابن أفلح؛ طبقات الدرجيني (104/2 وما يليها)؛ البيان (197/1)؛ سير الشماخي الذي يكتفي بنقل أقوال أبي زكرياء (ص 266-265)؛ الأزهار الرياضية الذي يصف يعقوب ب «العلامةء (271-266/2). 188 أصحابه عنهم سار في أثرهم حتى يدركهم فيسبقهم» وعسكر العدو يقتفي أثرهم › حتى كادوا أن يدركوا أصحابه تارة أخری» فنادوه مرة أخریء فيقف لحم حتى يتباعدوا فيأخذوا في أٹرهم . فکانت تلك حافشم وحاله حت يس منہم العدو ورجعوا عینه وأصحابه» فمضى يعقوب وأصحابه سائرين إلى ورجلان . وبلغنا أنه نظر إلى الطالع في طريقهء ذلك فالتفت إلى أصحابه وقال لحم : إنه «لا يجتمع منكم اثنان إلا كان عليهم الطلب. افترقواء فد انقضت أيامکم وزال ملککم ولا يعود إليكم إلى يوم القيامة» . قال : فافترقوا وأقبل هو وعیاله وأهله إلى ورجلان › وذلك عل عهد أي صالح جنون بن مريان رحمه الله فتلقاه بو صالح في جوع اهل ورجلان › فأدخلوه وأکرموه وأحسنوا القيام به« فطلبوه أن يولوه عل أنفسهم فامتنع لم من ذلك فقال: «لا يستتر الحمل بالغنم» فأرسلها ومکٹ يهم دهرا وکانت له بنتان وابنتا أخيهء قد منعه| وحىسه| من التزويج” فلا اجتمع إليه مشائخ أهل ورجلان يطلبون إليه أن يزوجها ولا يدعهاء قال لحم: إني لا أزوج ابنتي إلا لرجلين› أحدهما من أهل الدين والآخر من أهل فاضع يدي بيد من شئت. فقالوا له : ضع يدك عل من شئت ٤ فقال حم : فن کان ولا بل (2) كذا في الأصلء وفي النص المترجم: ‎«Il avait deux fils et deux filles, tous quatres de la même mère, mais il ne‏ — voulait pas les marier». أي کان له ابنان وابنتان من ام واحدة ولم يرد تزويجهم . 189 فالذي كان من أهل الصلاح حوم بن لۇلۇ(» والثاني العز بن محمد قال: فزوجه| لحمو وللعز وکانت عند حمو امرأة غر ابنة يعقوت فل| سمعت بتزوج جو »٩ خالطها الحم ٠ حتى قضى الله عليها بالوت . وبلغنا أن بعض أهل ورجلان سأل يعقوب بن أفلحء فقال له: أتحعفظ القرآن كله؟ فقال يعقوب: معاذ الله أن ينزل على موسی وعیسی مالم أحفظه وأعرف معنا نكيف بکتاب نله الله عل نبينا صل الله عليه وسلم . وكان يعقوب بن أفلح محتهداً في الليلء وكان ذات ليلة في بيت يصلي وخز عليه السقف إلا الخشبة التي تقابل رأسهء فكان كا هو حتى أتاه الناس› فحفروا إليه ؛ فوجدوه قائ يصلي وسألوه› فقالواله : ماذا ظننت؟ فقال لحهم: ظننت أن القيامة قد قامت وبورجلان بعض اثارها. (3) في الترجمة اقتضاب واضطراب ئي هذه الفقرة . (4) قارن طبقات الدرجيني (105/1)؛ وسير الشماخيى (ص 514). 190 الافتراق الرابع من الاباضية وحذّث غير واحد من أصحابنا أن أبا سليمان بن يعقوب بن افلح انتحل بعض العلوم ومدارسة الكتبء فحذر أبوه منه جماعة أهل ورجلان › وقال فم : لا تطمئنوا إليهء فانه درس دیوان أجمد بن الحسين . فلا مات يعقوب بن أفلحء اجتمع جموع آهل ورجلان فجهزوه ودفنوه مفبرة أي صالح جنوں بن مریان رصي الله عنه ‏ وقبره ف عصرنا هذا لم يندرس› كانه ربوه. وكان أهل ورجلان قد أجادوا الضيافة لأبي سليمان ابن يعقوب وأصحابه() والناس يتهمونه على مسائل منها تنجيس الفرث» فأرادوا استخراج ذلك وتجربته وصنعوا لع طعاماً عليه العصب فيها فرث» فدعوه وأصحابه إلى الطعام وذلك بعد صلاة العصر. أخذ أبو سليمان عصبة واحدة فشمها فأحس فيها الفرثء فرما بها وألقاها وقال : «هذا طعام منجوس». (1) هذه العبارة غير واردة في الترجمة. 191 فقال له أصحاب الطعام ماذا نفعل بالطعام؟ فقال لحم احفروا له وادفنوه» وقطعم عذر من أكله. فبلغ الشيخ 1 جنون بن رضي الله عنه ‏ مافعل› وکان الشيخ وأخبروه بتنجیسه طعاماً طبخ فيه الفرث» وأخحذ ذلك بمسامع أهل وتغوف الشيخ من الفتنة. وارتاب كثير من الناس في ذلك الطعامء وأبي أهله أن يطعموه حتى يأكل منه الشيخ. فلا راهم كذلكء مضى في جحاعة من أصحابه إلى الدار التي با الطعام سذ فأذن له أصحاب فدعى باء وغسل يديه وقربوا له الطعامء فأفطر وأكل هو (وقضوا) حاجتهم . ثم إنه كان بين الشيخ وبين أ ي سليمان على ذلك مشاجرة ومنازعة عن تلك المسألةء فقال له الشيخء إن شئت باهلتك. فقال له أبو سلیمان » ل واتفقا أن يبتهلا يوم الجحمعة. ثم إن الشيخ أخذ في العبادة والابتهال إلى الله أن ينصر أحب الفريقين اه فلا كان يوم الجحمعة اقترعا بين كريمة وتيسر سرين» فوقعت قرعة الشيخ على تيسر وتوجه نحوهاء وتوجه أبو سليمان إلى كريمةء فعمل الشيخ بتيسر سرين مصلى؛ وهو اليوم فمكئا بقية رمه يدعوان الله على ثم رجعا فمكث أبو سليمان بعد ذلك ففضحه الله وكان من تبعه على أثره حتى أباد الله جملتهم. وقد فت طم ئي سبع مسائل: أوفا الفرث» والثانية تحريم الجنين بعدما ذبحت أمه› والثالثة عرق الحنب» والرابعة عرق الحائض والخامسة دماء العروق الى استبطنت الظهر بعدما ذبحت الشاق والسادسة صوم يوم الشكر والسابعة الزكاة للقرابة. 192 أخبار أي الربيع . سليمان بن زرقون النفوسي. رضى الله عنه وكان أبو الربيم قادةء وهو من نفوسة تابدیوت) وها مولده ومسكنه. ولقد أخبرنا بعض أصحابنا ممن كان في عصرناء أنه أدرك دیوانه وكتبه بقرية تابديوت. وقد بلغ من العلوم مالم يبلغه كثير ممن في عصره. وكان تعلمه في سجلماسة هو وأبو يزيد عند ابن الجحمع. وکان ابن س رجلا من آهل الدعوة› أقبل من الملشرف تاجرا ينتحل جميع الفرق”) وكان غزير فقدم توزر (وأقام) بها وإذ ذاك بو الربيم شاب حدث السن. وكان ابن الجحمع يرسله في حوائجه ويلوذ لهء فاختبره في أمور كثيرة. فوجده فاهماً حاذقاً ذکیاً. فقال له ابن الجمع یوما من الأيام ا راه من فهمه وحضور ذهنه. إن أراك ن وشد ابن الجمع الطاء لیوهم عليه أنه أراد الفطنة› قاجابه الشيخ أ بو الربيع : غر منزلق ياعمي . فتعجب به . (1) كذا في الأصل. وفي النص الترجم : )2( من علاء المشرق وتجبارها الأغنياء . نزل توزر وبقي فیها مده من الزمن »٠ وهناك التقى به الطالب ابن زرقون فلزمه. راجع: الاباضية في موكب التاريخ (162/1› هامش 3). 193 بتخطيته» فغطاه. فقال ابن الجمع: «الزيت خيرأ»» ليوهم عليه أنه أرات جزریت خير ففطن به أبو الربيع › فاجایت فقال له : «على الخبز ياعمي»! فعظمت درجته عنده لا رأی من فهمه وعقله . ثم أراد ابن الجمع المسير إلى سجلماسةء فطلبه أن يسير معه ويعلمه ما أراد من العلوم . وصلاها مکٹ عنده سنن عديدة؛ ومعه بو یرید محلد بن کیداد. ولا حضرت الوفاة ابن الجحمعء أوصى بكتبه لأبي الربيع. فلا مات ابن الجمعء أقبل بو الربيع إل قسطالية وفد اشتهر اسمه وعلا ذکره» فطفق الناس يسألونه عن فنون العلمء فكل من سألهء أجابهء واضطربت قسطالية كلها من أجله. وکان ہا رجل مدب قبل ذلك لأبي الربيعم ف صخر قبل أن يتعلم» لم يتماسك أن يقول: إنما قرأ عندي» وأنا علمتهء ويكرر ذلك أينا جاز. وبلغنا أن أهل سجلماسة اختلفوا بعده في مسألة. فكادوا يقتتلون عليهاء فاتفقوا على أن يبعثوا رجلين بحملين إلى أبي الربيع أينا کان فمضى الرسولان وجعل فما أهل البلد أجل معلوماء فتوجها حتى فاستفتيام فأفتى لما بوجه فكرٌ الرسولان راجعين حتى وصلا إلى سجلماسة فأخبرا با أفتى به فاصطلحوا بعدما كانوا يقتتلون . 194 وحدّث غير واحد من أصحابنا أن أبا الربيع وأبا يزيد خلدابن کيدادء خرجا ذات مرة سائرين ئي بعض حوائجھاء فصادفا بعض اهل الدعوةء فاستضافاهم› فأخافوهماء ولم يحسنوا ضيافتهاء فتلجلج في نفس ابي يزيد شيءء وهو السبب الذي أهلكه أول مرة. ثم إنما مرا بقوم من فاستضافاهم› فأضافوهما بأحسن والرجالء فهل لك في الرجوع بنا إلى مذهب ھؤلاء القوم؟ فقال له أبو الربيع : لست أريد الدنياء ولو كانت مرادي» إذا لنلتها قال : فرجع أبو يزيد ناریا وثبت بو الربيع على مذهب الحق. وبلغنا أن أبا الربيعء توجه يريد إفريقية» فوجدها متغيرة راجعة إلى مذهب النكار فلم يزل بهم حتى ردهم إلى مذهب الوهبية . وبلغنا أنه دخل خصاً فوجد فيها سبعة أسرة منصوبةء وعلى كل سرير شيخ من شيوخ النکار. فقال له شيخ من شيوخهم: هاهناء يا أبا الربيمء ففسح له للجلوس» فقصد أبو الربيع نحو فأراد الطلوع إليه فوق السرير فلا طلع وكاد يستوي في الجحلوس» عثر عليه عثرة ووقع على النكاري ووكزه فكاد يكسره فقال له: كسرتك» يا شيخ وأوهم نفسه أنه ل يتعمد الوقوع عليهء فجرت بينا مناظرات فغلبهم أبو الربيع وطردهم من تلك الأحياء قبل أن وقد حضر غداؤهم› فاتبع أثرهم في إفريقية يطردهم أينما وجدهم ويردهم إلى الوهبيةء حتى طهر إفريقية من اثار النكار. 195 وبلغنا أنه توجه إلى جبل نفوسةء وكان الشيخ أبو القاسم البغطوري يوالي نفاثاً قبل إحداث ماأحدث» ول تقم البينة عند الشيخ على نفاث› فقال أبو الربيع لأهل منزله: شيخكم يوالي نفاثأء وأنتم توالون شيخكم» فكلكم نفاثية . وبلغنا عه أنه سألته عجور عن براءة النكار قال لا حستك ياأم فلان فقيهة في العلم. (...) فقال لا: من لم يصب ماينفق› فلیصبح ويلعنېم› فكأنه أنفق جراب دراهم . وکان يمي ف مسائل الرخص كثيرا. وبلغنا عنه (أنه) طلب إلى عجوز خرقة ليرقع بها جبتهء فأعطته خرقه قال ا: إنها نجسة. قال : : فأخحذها وانتزع من أطرافها شيئ ورمى به إلى العجوز وقال ا: خذي نجسك» فأخذ الىقية لترقيع وبلغنا عنه أنه طلب إلى عجوز ماء ليشرب› فأعطته فقالت : اشرب قلیلاً. قال ؛ : فأخحذه وشربه کله . فل أخحذت الكوز منه وقد شرب الماء کله قالت له: قلت لك اشرب قليلا وشرب كلا . قال فا: ما شربت إلا قلیل! قال الله تعالى: #قل متاع الدنيا قليل». وعوتب ذات مرة على فتيا في مسائل الرخص للناس» بيني وبینهم النسيان . وبلغنا أنه دخل ذات مرة قسطاليةء فرأی نساءها متبرجات مكشوفات فقال: ما أكثر خدم هذا البلك حملهن على أنهن لسن بحرائر. 196 وىلغنا انه شمر ذات ليلة فوطیء برجل عل شيء رطب فال ما أكثر طعام هذا البلد! وحدّث غير واحد من أصحابنا أن أبا الربيع مر بريصة(”) فوجد يها أربع فرق من فرق الاباضية متداهنين متساترين. وذلك في أيام وأمر الفتيا إلى النكارء والإمامة في صلاة رمضان إلى الخلفي والأذان إلى النفاثي . فل قدم عليهم بو الربيع › وجدهم محتمعن عل ما ذدکرناء وکان فيهم من الوهبية من ذكره كذلك. ثم إن أبا الربيع وجدهم في الحلقة فقعد ف طرفهاء وکان بجانه رجل فأمره بو الربيع ُن يسال عن سؤال وسال الرجل صاحب الفتياء وهو النتكاري › فل سمع المسألة› تعجب بالسؤ ال وتوقف في جوابه وتلعٹم . فقال له أبو الربيع: أجب الرجل سؤاله. فألح السائل في السؤالء وآبو الربيع يقولء أجب الرجل سؤاله. فقال له النكاري › أجبه أنت! فقال آبو الربيع للسائل: كيف سؤالك؟ فأعاد الرجل السؤالء فأجاب› وزاد فأجابت فقدموه وجه الحلقة يسألونف والنكاري متروك يسألوه بعد . وکان ف اللحلقة من اهل الدعوة من کره تساترهم › وتداهنهم . فسال رجل أبا الربيع › فقال له: ماتقول في النكار يا شيخ؟ فقال: «هم کفار»! )3( كذا في الاصل› أورده صاحب الترجمة في الامش برسم : بريضه وقال انه ريما يعني روصة (ص 275 هامش 1). 197 فقال له: ما تقول في الخلفية؟ فال : هم کفار» ! فقال له: ما تقول في النفاثية؟ قال : «هم کفار»! فلا سمعوا بذلك التفتوا فيا بينم فقالوا: تكلموا على فتكلموا فافترقوا. فقام بعض أصحاب أي الخطاب إليه فأخبروه با فعل » فقال له كانه عجل على القوم › فقال لم أبو الخطاب› کلا: إنه فصل لکم دینكم على حده. وبلغنا أن أبا الخطاب وسيم عاتبته نفوسة في أربعة أشياء: قالوا له: إنك التزمت الأمور لیقظان وتغرم اليتامى والأرامل بالظلمة . وتستمتي نكارياء وتقدم في الصلاة خلفياً فل بلغه کتاہم وعتابهم » استعبر وبکی وقال : الحمد لله الذي جعل لي إخواناً يعاتبونني على ما بلفهم عني قبل يوم القيامة. ثم انه کتب إليهم : «أما ما دکرغوه من التزامي من الأمور ليقظان› التزمها ليقظان › وإنما التزمتها احتساباً لله . وما ما دکرغموه من آموال الأيتام والأرامل › فإن الظلمة إ إذا قبلت إليهم أمرتهم أن يداروا عن أنفسهم. وأما الاستفتاء في النتكار فلم أحكم إل با عندي . وأما تقديمي في الصلاة الخلفي . فإني إذا صلیت الفريضة نادیت يا فيتقدم › فیصلي بالناس› ول آمره بالتقدم › والسلام) . (4) هذه الفقرة غير واردة في الترجمة. 198 وبلغنا أن رجلا من آهل القيروان کان عنده ف العلم أن من بن مسجدا في موضع معروف» يقال له تبازريوت» بقرب بحر جربة انه مسلم عند الله . قال فخرج الرجل من القيروان متجهزاً لبنيانهء فلا وصل إلى ذلك وهو اليوم معروف. فلح عليه الرجل في فتأمله أبوالخطاب ملي فقال: إن خصومتي معك لعار» فانتزع ديناراً فاعطاه إياه. وبلغنا أن أيا الخطاب تاه رجل من أغنياء بني بہراسن » وکان له أ فقير صعلوك يقال له تينونء فسأل الشيخ أبا الخطاب إن كان يجوز أن يدفع إليه من زكاة ماله . فقال له بو الخطاب› اتن به فتاه به » فاستتابه الشيخ › فقال له : تبت يا شيخ . فقال لأخيهء ادفع إليه صدقة مالك. ثم قال الشيخ لتينونء البسناك لباس التقوىء فإن تعريت منا فلا يقتلك إلا الجوع فتغير تينون بعد ذلك فابتلاه الله بال جوع وكان ذلك في عقبه من بعد فاستجاب الله فيه لآأي الخطاب . ولا مات أبواخطاب» قالت امرأة معافرية من ذرية أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح› رضي الله عنه؛ وهي تنديه وتىکيه› قالت: ,لا 199 مات أبوالخطاب مات الحق وبقيتم ها هناء يا زواغةء ببطون كالأخرجة» وعمائم كالأبرقة وأحكام متعوجة) . وبلغنا أن أبا الخطاب وأبا أيوب بن كلابة الزواغي › خرجا ذات يوم في بعض حوائجهاء فأبصرا ليلة القدر فدعا أبوالخطاب وسأل لأمر اخرتهء ودعا أبوأيوب أن يرزقه الله دنيا يصيب منها الآأخرة. فقال له أبو الخطاب» ماذا تفعل يا أبا أيوب! كنا ي موقف عظيمء فتتعرض للدنيا وذكرها؟ فقال له أبوأيوب :إن ل أنل با الجنةء فلا رزقنيها اللهء وكانا جميعاً ثي بريصه. ثم ان الله تعالى بسط الرزق على أبي أيوب» فاتسعت عليه الدنيا بأوسم ما يکون. وبلغنا أنه إذا جمع عرمة في الأندر ليدرسها بريصةء راه من بجزيرة جربةء ونه أطلق يده في ماله بالنفقة للوارد والصادر والغائب وال حاضر فإنا نرجو أن ينال الآخرة من دنیاہء ک| سأل. وبلغنا أنه نزلت به رفقة ليمتارواء ففتح لحم وهو ال حب قال له أبوه ماذا فعلت اللطمورة يا بنى؟ فقال الغلاي حسنت ياأبت» الا... فقال له أبوهء وما ذلك› قمحها قمح الحنة! وبلغنا أنه قال لابن اخرج؛ أي بني فخرج الغلامء فأعطی منہا المطمورة حتى أتى على اخرها. 200 وحدث بعض أصحابنا عنه أنه جاءته جماعة من مشائخ أهل الجبل ف سنه شديدة بالحل والقحط› وفد کن بالناس الجوع والهزال . فلا نظر | إليهم أبواً يوت »٠ وقد دهاهم أمر السنةء أنزم ومکٹوا عنده شهرا يذیح خم في کل ليله کبشا. وكل يوم کبشاً. وكان عدة ما ذبح ستين کشا بغر ما أ نمق عليهم من الطعام . ثم انېم سمعوا برخص الطمام ي جز فأرادوا أن يرسلوا ما معهم لیمتارو فارسلوا إلى أ بي ايوب أبا مسور يسجا بن فلا وصل أبو مسور إلى أبي أيوب أخبره براد فقال له أبوأيوب» وجد مکتوبا على حجر ف طرف البحر ثلاث كلمات: الأولى› «لا يركب البحر إل ذو خطر أو جاهل مغرور) والثانية : «مالي. مالي ما دام ف کمي! فإذا خرج من كمي صرت مدعیا» والثالثة : «من يعطي ماله على القراض يعتريه منه البرسام) . إذ ذاك شاباً حدث السن. فلا جاء الشيخ استفهموه واستخبروه ثانية فقالوا له كيف قلت لاي مسور؟ فال م أبو الأمر ما قال لكم أبومسور. فإنه أخذ تشقيق الكلام من بني سلاوةء وهم أخوال أبي مسور. ثم ان با یوب أطلق بغال اللشائخ ي الأندر تأكل كا أرادت. فقال بعضهم › عجباً للشيخ أبي كيف يصنع بزكاة ماله. فلا كان وقت إخراج الزكاةء أخذ في الكيل» فصار يكتال ويخرج العاشرة والتاسعة والثامنة والسابعة والسادسة. ثم يرجع فيخرج العاشرة والتاسعة والثامنة والسابعة وكذلك حت يفرع زرعه. فتعجبوا (منه) . 201 ثم انم امتار لحم من وكان في تلك الحماعة رجل یسمی أبايعقوب ومعه ابن له فقال لم اجعلوا للصبي حظه. فقالوا له إن كان متولياً لك نجعل له سهمه فقال لحم دعوني ابیت معه الليلةء فلا أصبح؛ قال لحم فإِني قد توليته الليلةء فأعطوا له سه9 . وىلغنا أنه خرج ذات مره ف عله من أصحابه› يريدون زيارة نفوسة الجحبل. فبينا هم يسيرون إذ نظروا إلى رفقة أقبلت إليهم. فظنوا أنها عسكر العدو فنزلوا عن بغالهم وهربوا إلى الجبل» فباتوا فيه. فلا جنهم قال لم أبوأيوب» حين أيقن أنه يبقی بلا عشاء إن عندي ألف قفيز من طعام بالقروي والحربي. وعندي مايلوثه من الزيت أو مايؤكل ہا وأنا أبيت بلا عشاتی وخر ما یدخر المرء التقوى. ثم ان اهل الرفقة جازوا عل بغال الشيوخ › فعقلوها وأخذوها ومضوا ہا. (5) هذه الفقرة غير واردة في الترجمة. 202 الافتراق الخامس من الإباضية : وذكر عدة من أصحابنا أن الشكاس كان يكن أبد ال وکان أبوه رجلا وبلغنا أن أباه توجه إلى قبل مولد ابنه» ابد اللهء فلا کان في سفره» رأیء فيا یری النائم انه فد ولد عنده شیطان . فلم| رجع إلى هله وکان مسکنه بقنطرارة وجحد ولد ولد عندى فسماه أبد الله. فنشا الغلاي فلا احتمل الأدب» أدخله أبوه في الكتاب» فقراً وحفظ فلا اشتدوبلغ سولت له نفسه طلب العلوم . فلا بلغ منها منيتهء دعته نفسه وسولت له مسائل خالف فيهن الواحدة ابطال سنة رسول الل صلى الله عليه وسلم؛› وابطال ري اللسلمين› وأن الله أغنى بكتابه آهل العقول عن غیره» فليس والثانية ان الصلاة بالحماعة بدعة. والثالثة ان الاأذان بدعة. فاذا سمع هو واصحابه اذان الصلاة› قالوا: ہیی الحمبر! 203 والرابعة ان الصلاة عنده لا تجوز بشيء من القران» الا بما عرف معناه . والخامسة ان الأجنة نجسة با من سماد بني ادم . والسادسة ان الصلاة لا تجوز بثوب فيه قمل. والسابعة ان الأندر اذا بالت فيها لا يطهر القمح الذي تدرسه الا بالغسل . وحدّث أبو الربيمء سليمان بن يخلفء رضي الله عنهء عن ابي يعقوب» يوسف بن نفاث» رضى الله عنهء قال أدركنا بقية اصحاب ابد الله الشكاس اذا قرب وقت الصلاة خرجوا متخبين عن الناس فذهبوا فصاروا یصلون فرادی . وهذا أخبرناء قال ادركنا جماعة من المشائخ بقسطالية يصلون عل موقن اهل القبلة كلهم الا اصحاب الشكاس. فاذا مات منہم احد جعلوا ئي رجله مرابط فیجرونه الى موضع یوارونه فيه . سے وحكى أبو الربيعء سليمان بن يخلفء رضي الله عنه عن أي يعقوب يوسف بن عن أبي الربيع سليمان. من اهل تميجار أنه قال ان من العلاء من يقول انهم مشركون» ومنہم من یقول انهم منافقون؛ يعني الشكاس. وكان مذهب الشكاس ل يجاوز بل لم يجاوز قنطرارة» ولم تكن لحم بقية حتی فنوا عن آخرهم . (1) راجع أخباره في سير الشماخي (ص 467-466). 204 كان أبو القاسم وأبو خزر الوسيانيانء وأبوالقاسم أسن من أبي خزر وكان مسكن| بالحامة وكان الذي تعلا عنده الأصول وأخذاها (هو) حسنون ن2( بن آيوب . وأما غير ذلك من مسائل الاعراب واللغة. وفتون فعن أبي الربيمء سليمان بن زرقون النفوسي . وکان بو القاسم ذا مال کشر وأما أبو خزرء فلم يكن كذلك؛ واا كانت معيشته من كسب يله . وکانا ف أول يقران كتا واحداً. فإدا قام بو خزر إل إصلاح معیشته » قرا بو القاسم واشتغل ئي قراءة کتابه ودراسته . فإذا رجع أبو خزر من طلب معاشهء قال لأبي القاسم: ارجع إلى حیث قمت عنك؛ فيقول له أبو القاسم› نعم لي مرتان ولك مرة» فیرجع أبو القاسم› فیعید ما قرا بعده. (1) نقل الارجيني ي الطبقات (119/1 ومايليها)؛ والشماخي ف السير (ص 346 وما يليها)» ترجمة أبي زكرياء للشيخين دون أن يضيف أحدهما شيثا يذكر إليها. وئي مقابل ذلك تشتمل ترجمة أبي الربيم الوسياني على إضافات مهمة ولا سيا فيا يتصل بالفتوى والشؤ ون الفقهية المخطوطة المحققة (ورقة 44 وما يليها) . (2) كذا في الأصل وفي النص الترجم؛ وفي طبقات الدرجيني: سحنون. 205 وكانت تلك حالما حتى بلغا من العلم مبلغاً عظيً فعقدا الحلقة ويأتيها من اهل الدعوة من کانت له رغه ف العلم والأدب وسير الصا حين› وكان أبو القاسم يطعمهم وينفق عليهم من ماله وأبوه ملد إِذ ذاك حى . فقال بعض الحاضرين لأبيهء ملد إن ابنك هذا مجنونء يعلمهم ويطعمهم . وتزوج أبو القاسم امرأة يقال ا «الغاية» . وبلغنا عن أبي القاسم أنه سأل عن رجل من التلامذةء فقيل له تزوج. فقال: ليبلغني موت واحد من التلامذة أحب إِلي من توج فقالت له زوجته؛ الغاية: فلم تزوجت أنت إذا؟ فقال لا لو علمت أين كانت مسألة ليست لشددت رحلي إلى وما أخاف ۴ يعذبني الله إِلآ على الجهل. وبلغنا عن زوجته الغاية أنها سمعت من قرا القران قراءة السر في الصلاة بتكييف ولم يحرك شفتيه أنه يعيد صلاته. فلا جنها الليلء أقبلت على الصلاة تحتاط لصلوات سنة في ليلة واحدة. وكانت عادتها قبل ذلك الصلاة بالتكييف. وبلغنا أن أبا القاسم وأبا خزر ومن معها من التلامذة كانوا ببعض أحياء البربرء فقصد إليهم رجل من النکار فأظهر الرجوع عن مذهبه إلى أهل الدعوةء فمكث عندهم دهرا طویلا يتعلم ويتکيف من الشيوخ غرة وأظهر على نفسه حالة حسنة› وإنما أراد من يغدر به من المشايخ. ثم ان أبا القاسم انتبه ذات مرة من القائلة فقام منتحيا عن الحي ليتهياً للصلاة› وقد أخذ كل واحد من التلامذة في جهته يشتغلون في وظائف الصلاةء فنظر الرجل النكاري إلى أبي القاسم منفردا عن الناس مبتعداً عن 206 الجي. ولم یکن معه أحدف فنظر إلى رماح التلامذة مركوزة بجانب خص فتيممها وأخذ منها رمحا ولم يشعر به الشيخ فتبعه. فلا بعد الشيخ عن الحي. قصد نحوه فطعنه من خلفه فأخحذ الرمح على جانب الشيخ وخرج الرمح من ثيابه أمامه. وكان الشيخ لاسا محشوة فأخطاً الرمح جسد الشيخ فصادف محشوته بحمد الله فقامت على الرجل الصيحةء فابتدره الناس من كل جانب فأخذوهء فصاروا يجرونه ويسحبونه إلى المشائخ ولم يريدوا أن يحدثوا فيه حدثاً إل عن رأي المشائخ. فقال لحم رجل أمهلوني حتى أسأل المشائخ . قال فتوجه نحوهم بريدهم» 9 ببعض الطريقء تربص قليلا اقتلوه ولم ير شيخاء فقتلوه. وبلغنا أن رجلا من نفوسة نظر إلى أبي القاسم راكب على دابة عليها سرج عحلاة بالذهب بزينة حسنة فقال لهء ياشيخء ليس هذا من سيرة آهل الدعوة وأفعالحم فبكى رحه اللهء فأ النفوسي إلى الجبل وأخبرهم › وقال حم : لد كلمت أبا القاسم ووعظته حتی بکی »٥ فقالوا: بجهلك کان يبکي ! وکان لاي الاسم عشرون حلا وخلاخل يسافر جم | لى القيروان وکان ہا مشهورأ عظیہ المنزلةء معروفاً بالعلم والأدب والورع. وبلغنا أنه إذا دخل مدينه القيروان› اضطربت المدينة كلهاء من أجله بفنون العلم والسؤالات والمعضلات يدخرونها ليسألوء عنباء من المخالفين› ُو من أراد تعلم مذهبه› فعظمت درحته فيها. وروي عن الشيخ ابي توح سعید بن زنغیل » رضي الله عنهء أن 207 أبا رحة الله عليهء جاز برجل من الوراقين بمدينة القيروانء يقال له أبوابراهيم المشبهء فمر بهء وهو يكتب تشبيه الله بخلقهء فتعجب به فجرى بينا كلام كثير حتى قال له المشبه: إذ زعمت أن الله ليس بجسم ولا عرض ولا صورةء فأخبرني عمن آراد آن يبطل كيف يقول؟ فقال له أبو القاسم رضي الله عنه: فليقل مثلم تقول! فانقطع الكلام «وبلغنا أن رجلا من أهل القيروانء سأل أبا القاسم عن بيت من الشعر فيه لز كيف تنشد هذا البيت : قاد الجيوش لسبع عشرة حجة ولداته إذ ذاك في تسعال بفتح اللام في إنشاده من ولداته. فقال له أبو القاسم: نصبه” ينزله. إنما هو بكسر اللام. فقال القروي لأصحايت› ان أبا القاسم لعالم کہں فمن أنشد بعتح فهو دم لأنه أراد السدوات (؟) ومن كسر أراد الاتراب والاقران . وکان أبو القاسم لا بلغ من العلم عظيم الدرجة رفيع الرتبة عند سلاطين القيروان() . (4) هذه الفقرة غير واردة في الترجمة. 208 وىلغنا أن ںا تيم (9) بعث إل الحامة جیشأ وکان من عادته إذا سخط عل ‎TR‏ أو مدينة ُن يبعث مع حنده راية حمراء فهي أمارة السخط على تلك القرية أو المدينةء وله أيضاء راية بيضاءء فهي أمارة لرضاه بعد السخط . فسمع آبو القاسم› رحة الله عليه أن با تميم بعث إلى الحامة جنداً فيهم الراية الحمراء وهو عام ب بخبر الرايتين › فخرج مبادرا إلى لى القيروان› ح صل إلى أبي تيم. فلا دخل عليه سأله أبوتميم عن حاجتهء فأخبره أبو القاسم عن حاجته واستعفاه عن الحامةء فعفا عنهاء فأعطى له أيوتميم الراية البيضاء› فأسرع با أبوالقاسم السين كي لا يسبقه العسكر إلى الحامةء فوانى أبوالقاسم العسكرء كا وصل إليها فلا رأى العسكر الراية البيضاء تنحوا عن الحامة فتركوها. وكانت منزلة أبي القاسم عظيمةء وأبوتميم هو القائل فيه: «يزيد بن محلد› تلد العرب مثله) . (5) هو الخليفة معد المعز لدين الله بن اسماعيل بن القائم بن المهدي الفاطمي› أبوتميم ولد في المهدية سنة 319 ه؛ وبویع له بالخلافة بعد وفاة أبيه في سنة 341 هب وهو الذي وجه جیشاً بقيادة جوهر الصقلي في كتامة إلى المغرب في المرحلة الأولى وفتحه حتى سجلماسة عدا ثم إلى مصر. في المرحلة الثانية وطوح بعرش الإاخشيدي واحتلها وبنى القاهرة (سنة 361-359 ه)ء وشيد جامع الأزهر قبل أن يستولي على سورية وتقام له الدعوة بالحجاز. وقد غادر المعز الفاطمي إفريقية الي استخلف عليها بلكين بن زيري في سنة 361 هف ودخل القاهرة في 5 رمضان سنة 361 ه. راجع : سيرته في وفيات الأعيان (228-224/4)؛ الكامل (220-165/8)؛ البيان (221/2) هدية العارفين (465/2)؛ أعمال الاعلام (ص 24)؛ رسالة افتتاح الدعوة (282-279)؛ العبر (46/4)؛ اتعاظ الحتفاء (ص 134). وفي سياق أبي القاسم وماجرى له مع أبي تميم. راج أيضاً سير الشماخي (ص 348 وما يليها). 209 ودکر أبو خزر قال ؛ «يغلي عالم ور ع). وذکر آبا سعد بن زنغيا فال : «سعيد فقي محادل» . وبلغنا أن أبا رضي الله عنهء دخل ذات مرة على أبي تيم فطلبه أن يريه سيف رسول اللهء صل الله عليه وسلم › ذا الفقار فأمكنه منه وأراه إياه . فل أخذه أبو رضي الله عنهء وهزه بين يديه رعد أبو تيم من ثم قال أبوتميمء بعد مارد له السيف لبعض وزرائه: لم آمن على نفسي حين أمكنت أبا القاسم من السيفء حتى دخل يدي فتخوف من جهة أبي القاسم كثيرأء وطعن في أب القاسمء رضي الله عن بعض وزرائه وأكثروا فيه الطعن . وذكر أبو الربيمء سليمان بن يخلفء رضي الله عن( أن أبا القاسم› رضي الله عن تحدٹ مع بہودي فجری بینہہا کلام في أمر تقوم عليه ونخرجه من تلك المدينة» إن شاء الله - يعني مدينة القيروان. (6) راجع أخبار أب نوحء سعيد بن زنغيل في سير الشماخي في سياق الحديث عن أبي القاسم (ص 349 وما يليها)› وكذلك في صفحة (349 ومايليها). وقد ترجم له الدرجيني الذي يصنفه بين علماء الطبقة الثامنة (سنة 400-350 ه). وأورد كثيراً من أخباره ووصفه باأنه «أنجب من طالع ودرس» واحد من أحيا ماکان عفی ودرس »٤ جبلته طلب الصلاحية والعلم» الخ . راجم: الطبقات (361-353/2). وكذلك تعرض أبو الربيع الوسياني لذكر أخبار أي وح بن زنغيل في «سير مشائخ اللغرب» (النسخة الخطية المحققة (15-14/2)› وي الصفحات التالية سيورد أبوزكرياء كثيراً من القصص التي نقل معظمها عنه الارجيني والشماخي . (7) هذه الفقرة غير واردة في الترجمة . 210 ما قاله بو القاسم لليهودي › فاتوه وعاتبوه عل ذلك ولاموه» وقالوا له : لو كنت على ذلك فمثلك لا يفشي سره ولا يهتك أحسن الله وکان آبو القاسم› رصي الله عن وحماعة المشائش محرجون أوان الربيع إلى ظعائن مزاتةء وکانت فم بها قوة عظيمة؛ وعدتهم انا عشر ألف فارس» وأما الرجال» فلا يعدون. ثم ان أبا تيم بعث إلى عامله بالحامةء يأمره بقتل أي القاسم› رصي الله عن ويبعث إليه برأسف فتلكاً عنه العامل › ولم یرد قتله. لمکانته عنده وعظم شأنه لديه وكان له صاحباً عظيًء فأشار العامل لأبي القاسم› رضي الله عنهء بالمسير إلى ج اهي تحتسبون إعادة و ت ثرونه لكثرة فضله (8) هم أتباع عبد الله بن وهب الراسبي الأزدي من عرف بعلمه وفصاحته وسداد رأی› وهي الخصائص الي أهلته لأن يكون أول من طبقت عليه نظرية الخوارج القائلة بأن الخليفة ليس من الضروري أن يكون قرشیا وذلك حين بایعوه وسموه «أمير المؤمنين». وكان عبد الله قد شهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص» وکان في صف علي ي حروبهء حتى وقعت قضية التحكيم الذي ينكره عليه الخوارج. وفي مقدمتهم عبد الله بن وهب وتحولوا على علي وقاتلوه في معارك مشهورة ئي تاريخ الاباضية في النهروانء حيث قتل عبد الله بن وهب الراسبي › في سنة 38 ه. راجع: الكامل للمبرد (119/2)؛ طبقات الدرجيني (201/2- -218)؛ وانظر فجر الإأسلام ‎E‏ 260-56) . 211 فاستبطاً بو تيم عاملهء فارسل إليه كتاباً ثانياً يأمره فيه بقتل أي القاسم . قال فأشار العامل إلى أبي القاسم بال خروج إلى ورجلان. فقال له قال فاستبطا أبو تيم إنفاذ أمره من عاملهء فكتب إليه كتاباً ثالث یأمره فيه بقتل ابي القاسم› ويقول له : إما رأس ُي القاسم وإما رأسك! فلا رای العامل عزمه على ذلك وجده عليه يقن أنه إن ينفذ أمرء فهو هالك . ثم ان العامل أرسل إلى أبي فلا وصلت رسل العامل إليهء رکب دابته وتوجه نحوه. فل دخل إليه قعد عند فدفع إليه الكتاب الأول الذي وجهه إليه أبوتميم و(الكتاب) الثاني والثالث. فل قرا أبو القاسم الكتاب» قال له العامل: هذا الذي أقوله لكء ولست أؤثر عليك إلا نفسي . أمهلني أركع ركعتين. قال فتركه حتى ركم وفرغ منہاء نظر إلى البيت» فإذا (9) وصف ابن حوقل قسطيلية بالعبارات التالية: «وقسطيلية مدينة كبيرة عليها سور حصین وفا نخیل کئیں والتمر والقسب ہا کٹ وهي مخونة أفريقية وفيها بعض ولكن ياقوت يقتصر على إیراد بعض عبارات ابن حوقل ویشیر إلى وصف البكري الام ليلاد قسطيلية . راجع : ابن حوقل ( ص 92) ؛ البكري (ص 48) ؛ معجم البلدان (348/5) ›؛ الادريسي (ص وانظر كذلك تفاصيل ومراجع أخرى في كتابناء المدن المغربية في الأدب الحغرافي العربي. 212 هو مملوء بالرجالء عليهم فبادروا إليه ووثبوا عليه رحمه الله ء ول يحتمل العامل أن يراه كذلك لا بيا من الخلة والصداقة. طلم إلى غرف فوق فأغلق على نفسه الباب . و (کان) ف عصد ُي القاسم› رضي الله عن سکن فسله فدافعهم به . فإدا دفعهم تمرقوا عه فتح العامل باب الغرفة وسره ذلك › فإذا اجتمعوا عليه أغلق على نفسه كراهة أن يراه كذلك. فکان كذلك حالم وحاله حت ظفروا به وقتلوه ومات شهيداً ومضی فقيداء رحمة الله عليه ورضوانه ومغفرته . فل قتلوه وعیبوه» ابتدروا أبا محمد ولان (10) فأخحذوه وقالوا له : فقال فم بو حمد حن أحذوه : أين صاحىته؟ ف المدارج أو (يِ) عريسا؟ وهما موضعان يقعد فيا السلابة لقطم الطرف. وكان أبو محمد شيخاً فاضلاً قارئاً للقرآن جهبر الصوت. فلا انتهوا به إلى الحبس» تفرغ إلى قراءة القرانء فاشتكى به أهل السجن أنه يسهرهم بقراءته ويؤۇدهم› فأخرجوه من السجن. وسئل بعد ذلك عن السجن» فقال: يصلح لقراءة القران! (10) ترجم له أبو الربيع الوسياني في سيره (المخطوطة المحققةء ص 8) باسم ابن محمد ويسلان بن يعقوب» وبهذا الاسم أيضاء ذكره الدرجيني في الطبقات (127-126/1)› 54 وذلك ف الوقت الذي يترجم له فيه الشماخي ف سيره بابن محمد ويسلان بن أي بکر. راجع : السير (ص 375) فهل تنطبق هذه الكنيات المتعددة على شخص واحد؟ اللؤكد هو أن بعض العناصر التي تحتوي عليها ترجمة الوسياني تتفق مع بعض الأخبار الي يوردها أبو زكرياء والتي تشتمل عليها ترجمة الشماخي» وهو عامل يوحي إلى النفس ببعض الثقة في هذا التعرف. 213 خبر وفعة باغاي وکیف کان خبرها ومنتهی امرها وحدث بعض أصحابنا ُن أب القاسم ‎L‏ فقتل رضي الله عنه بلغ في آهل الدعوة مقتله مبلغا عظيً ولم يجدوا في أنفسهم أن يصبروا عن حقه وعن طلب دمه. وعرم ري الشيخ آي خحزر» رصي الله عن عل القيام بثأره والطلب بحقه من الأئمة السودة هو ومن معه (من اللشائخ) › ولکن م يريدوا أن يحدثوا حدثا إلا عن مشورة أهل الدعوة واستمدادهم . فأرسلوا إلى ناحية طرابلس أبانوحء سعيد بن زنغيلء رضي الله عن فتوجه أبونوح إلى جبل نفوسة. وكان شيخهم ومن يرجع إليه أمرهم» أبا عبد الله بن أبي عمرو بن أبي منصور الياس النفوسي» رحمة الله عليه . فجمعهم أبو نوح فقالوا له: نحن في الضعف الذي تقدم ذدکره؛ وهو الناجم عن وفعة مانو ولکن کونوا عى هیئتكم › فنحن فرجع آبو نوح إلى فاستشارهم › وکان مراد العامة منہم طلب الثأر للشيخ › إلا ما كان من أبي صالح رضي الله فإنه کره 214 ذلك وقال لاي نوح. ل تېیجوا لأنفسكم آهل أكثر منكم عدداً ومدداً وأقوی يدا . ولكن العامة (كانت تيل إلى الثار) على مارأى الشيخ أبو خزر ومن عند أهل طرابلس. فاتفق رأي ا ي خزر رضي الله عه » ومن معه على ان فوقف عليه ا ٠ وفهمه فزاده ذلك حنقاً. وكان أبو محمد ويسلان ممن ذكر قيامهم وخروجهم على أب تيم وکان يقول ليس لكم ما تقومون به في مزاته. ونظر دات مره إلى أي وفد أكثر النجوى ف آمر القيام عل أب تيم فقال أبو محمد ساعلم من اين يرج نجواك يا أبا نوح. ثم ان أبا تيم حين سمع بخروجهم عليه والتهيؤ لذلك. أرسل إلى اللشائخ وقال لحم ارجعوا إلى بلادكم التي وليتموها قبل هذا (العهد) في تاهرت وغيرها فتكونوا على ما كان عليه أوائلكم ونكون على ما کان عليه أوائلنا. وكان مراد الشيخ أبي خزرء رضي الله عنهء أن يفعلوا ذلك ولكن العامة أبت إلا مناصبة أبي تميم وقتاله والطلب لثار الشيخ. ثم ان أباخزر أرسل إلى ناحية واريغ ووارجلان أبا محمد )1( تد منطقة الزاب التي تقع حول بسكرة ة على نحو 120 كيلومت من الشرق إل الغرب والزاب الشمالي. والزاب القبلي. وأهم مدن الزاب. بعد هي طولقة وطبنة = 215 وذكر يعقوب بن أي اسحاق ان رسل آي خزر رضي الله عن ے وصلت إلى وارجلان ليستفزوهم › فأخذوا ف التهيؤ للخروج. وخرجوا في السلاح الشائك. ثم ان أباخزر رضي الله عنه ‏ اجتمعت عليه جموع [من] مزاتة تعد باڻني عشر ألف فارس» وأما الرجالء فلا يعدون. وکان رجاء ابي بو عمرو میمول س مودي رصي الله عله م قال أدركت ألواح التلامذة الذين خرجوا إلى باغاي( مسجد النيةء وكانت جماعة التلامذة الذين يتعلمون العلم ويتعلمون الفراسةء بفحص مسجد ابي خزر رضي الله عنه ‏ ثم ان الشيخ با خزر ‏ رضي الله عنه ‏ عقدوا له الولاية على الدفاع والطلب بحق الشيخ رضي الله عنه ‏ فإن أدركوا حاجتهم عقدوا له ولاية الظهورء فزحف الشيخ أبو خزر رضي الله عنه ‏ ولم ينتظر إمدادهم. = ولو أن الحسن ابن محمد الوزان يذكر أن الزاب يشتمل على نحو خخس وعشرين مدينةء وذلك علاوة على عدد كبير من القرى (وزاب المغرب هو غير زاب العراق). ولريما اعتبر هذا الرحالة مدنا أخر من الجحريد التونسي مثل توزر وقفصة ونفزاوة ونفطةء من ضمن کا صنع ياقوت . راجع: معجم البلدان (124/3)؛ البكري (ص 59)؛ ابن حوقل (ص 85)؛ الادريسى (ص 93 و104). و كذلك: ‎De Lattre, Excursions dans le Zab Occidental (Société‏ — ‎Archéologique et Géographique de Constantine) (1889);‏ ‎Marçais, les Arabes en Berbérie;‏ — ‎Leon 'Africain, Description de Afrique, &d, Scheper (II/250).‏ — (2) راجع وصف الجحغرافيين العرب لدينة باغاي ي كتابنالء المدن المغربية في الأدب الجغرافي العربي. 216 فلا وصلت عساکره إل باغاي › حاصر أهلها بأشد الجصاںر ثم اضطرهم إلى القصر القديم . فل اشتد عليهم الحصارںر رجعوا إل الأموالء فصاروا ينتهبون (ما في القصر القديم ويورعونها) في العسكر فيرشون بها من يطمعون فيه وبلغنا أن أهل باغاي جاعلوا ناسا من مزاتة يقال لحم بنويليان على أن يجعلوا في أنفسهم الحزيمةء فكان بينهم وبين بدنة”) ضغائن ودحول وثارات . فل التحم تحت بنو يليان وانحازوا إل ناحية وألقوا ف مسامع العسكر أن بني بدنة تخلّفت لم [لتستولي على] أموالحم وأنعامهم ومواشيهم وأحيائهمء وجعلوا في أنفسهم الحزيمةء وانهزم العسكر. وكان الشيخ آبو خزر والشيخ أبو نوح وجماعة التلامذةء في ساقة العسكر [ووقع عبء] القتال عليهم وكان أبو نوح على فرس أدهم فاضطروه إلى الخندق وألحأوه إليهء فرمى بفرسه في الخندق وعاد فيهم حتى نفس على كثير من العسكر الحزيمة. وبلغنا أن شیخاً منهم من بني عبود يقال له عبود من بني کریز وعليه الحلقة ركب فرسا له وقد قال له بعض تلاميذه قبل ذلك إنك على فرس» ونحن نخاف» ٳذا کان شيء ما نکره ان تتنحی عنا وقضي بفرسك وتف عناء فأنت راكب ونحن رجالة . (3) كذا في الأصل وفي طبقات الدرجيني» وقد قرا المترجم غلطاً: مديونةء مع أن مناطق مديونة ف الغرب› بن تلمسان وجبل جنويا. 217 قال لهم عبود لا أفر عنكم» إن شاء الل فلم انهزم الناس كشر عبود) وشكل فرسه للقوم ليفي لتلاميذه بوعده وكثر معه تلاميذە. فا برحوا حتی استشهد واستشهدوا معه . وحدّث أبو الربيم» سليمان بن يلف رضي الله عنه ‏ عن أي زكرياء بن أبي زكرياء( رضي الله عنما أنه قال: مات في تلك الوقعة من التلاميذ عشرات: ل يفقهم أبو نوح سعيد بن زنغيل إلا بعلم اللغةء فافترق العسكر وكان الطلب على الشيخ (أبي خزر؟). الله عنه ‏ عن أبي وانودین أن ابا محمد جالاء لا استنفر اهل الزاب واریغ وورجلان › خرجوا في جموع فخرج خزروں بن فلا وصل 9 0 اللوضع الذي يقال له أفودان تطلا() وکان بينه وبين (ساقة فما فيل واه الم سمع بخبر اشزية کاب اشح اي خزر رشي لل عه ببعض فدفعه له ففکه وقرأه ووحد فيه خبر ی فاضت عیناه دوعا فأمر الناس أن يرجعوا إلى منازلهم ومواطتهم» وأخبرهم خبر الشيخ أبي خزر وبلغنا أن أباخزر قال عقيب المزة: كنا عبّلنا بالتلامذة فاستهلکناهم . (4) كلمة غير واضحة ويمكن أن تقر أيضاً عثر عبود. (5) راجع سير الشماخي (ص 437-427). (6) كذا في الأصل وقد أورد المترجم رسمه العربي: أفودان لكلا. (7) وردت الكلمة في الأصل محرفة: مغيلة. 218 وىلغنا انه رای ثلائة رجال رؤ يا ف ليلة واحدة ُن يسموا هذه الوقعة› وفعة الشهداء. ثم ان أباخزر رضي الله عنه لا انهزم العسكر تنحى وهرب إلى جبل يقال له تلتماجرت) ومعه رجل يقال له أبو محمد يوجين› فاستخفى الشيخ رضي الله عنه ‏ أربعين صباحاً انقطع عنه الخبر وعيا عنه الأثر ولیس له طعام إلا الوبر بصطاده بو محمد. ولبس عباءة وصار يرع إبلً. فل بلغ مر الهزيمة با يم » حرج بعسکره محا ي طلب الشيوخ من القيروان› وفرق. رسله ف الىلاد تمتش وراء الشيوخ حی صادفت رسله آبا نوح یرعی ابل عباءة متنكرا ئي زي راع. فلا نظروا إليه عرفو فقالوا له: ليس مثلك يرعى الإبل› فقيدوه في الحديد ومضوا به إلى أبي تيم ي فتلقوه في بعض الطريق› فألبسوه لباس الزنار وخلعوا عليه الخلق والأطمار» وحملوه على جمل» وكانوا يطوفون به في کل [مکان] مروا به وینادون به عليه: «هذا الذي سعى ئي فساد دين الله سعی فيه زمانا ونحن عقود. سعى فيه بجبل نفوسة واستمدٌ الأمداد ووعد بالأصفاد» . نم يقول المنادي › بعل ذلك : «وهذا کل فےا قال ابن ورجوج)». وکان حسن بن ورمجوج رجلا نفوسیاء من نموسة قنطرارة . (8) هذا هو الرسم الذي أورده الدرجيني في طبقاتهء ونص المخطوطة غير واضح وهو بالشكل التالي: بالصعر وقد أورد المترجم رسم المخطوطة التي اعتمدها بالعربية: تسحرة. 21¥ وكانت أم أبي نوح رضي الله عنه ‏ قد تتبعته حين يطوفون به . فإٍذا نظروا إليها أعجبتهم ويقولون : لا يلد السبع إلا اللبوة . فلا کان اخر النہارء نزل أهل العسكر فأنزلوه عن ال حمل ووكلوا عليه صاحب السجن . قال قال أبو نوح» فلا نزلت» وقد قرب غياب الشمس ابتدرت فتيمُمت لأصلَء قبل أن يقتلوني» فنظر إلي السجانء وقال لي: ياسعيد› ادخل الخباء واسترح وأزل البرد عن نفسك» فعند ذلك تصلي. قال أبو فلا قال لي ذلك اطمأنت نفسي ورجوت الحياة. قال أبو وکان یاتیني رجل منہم فیقول: ترکت رجال مولانا يتحدّثون فيك ويأكلون لحمك مضغة مضغة. فيعطفه علي . فل عفا 71 بوق ا وقزبني » وکان یل تين ويقول؛ حبيبه مضغة مضغة؟ قال لي نحن رجال مولانا فمن أحبه أحبىنات ومن کرهه کرهناه . قال م ان آبا ميم ج اسساب وتاملوا | الكتاب الذي رضي الله عله ومول سره » فأرادوا 4 ل الیقیسوه إلى الكتاب المبعوث إلى بني أمية. فقال لحم ودي انا أستخرج لكم خطه. قال ابو توح ینا ُن ف يديهم ِد أتاني بہودي بطاقة وحبرة فقال لي اكتب إلى مولانا وأطلبه أن يعفو عنك واعتذر على نفسك واحتج لاء فإن مولانا كثير العفو. فوضع البطاقة وكل مامعه وجلس 220 ساعق ثم خرج. فأخذت البطاقة والقلم وكتبت «بسم الله الرحمن الرحيم» سط واحدا في أولماء فالحمني الف وذکرنی أمر البطاقة التي کتبت إلى بني أميةء فخفت أن يكونوا أخذوها وأرادوا استخراج خطي ٤ قال فقصصت ذلك السطر الأول الذي كتبته واستعملت كتابة خلاف الكتابة الأولى . فل کان بعد ل دخل إل اليهودي فأعطيت له الكتاب وحمله فرحا مستبشرا وظن أنه نه أدرك حاحته . فلا وصل الكتاب إلى أبي تيم جمع على نفسه الكتاب والوراقين› فدفع إليهم كتاب أبي نوح» فقاسوه إلى الأولء فوجدوا حروفه كلها محالفة لحروف الكتاب الأول فاتفقوا كلهم على أن الكتاب الأول ليس من خط ابي نوح؛ إلا رجلا واحداً کان أحذقه (9) في الخط فقال أن الرجل الذي كتب الكتابين واحد ولكنه بذّل الخط في الثاني . ولا يقدر على تبديل جيع الحروف» وإنما يقدر الكاتب على تبديل سطر واحد أو سطرين» أما البطاقة كلها فلا . ثم ان آباتميم بعث إلى أبي نوح. فجاءه في قیوده وزنانیرهء فلا وصل إلى أبي وجده في قبة حمراء على سریر قوائمه من عظام ر وعليه ثياب حمراى وعلى رأسه شاشية حمراىء وحول قبته رجال يهم الحراب . فلم نظر الشيخ أبو نوح إلى لى أمتعة أبي تيم كلها وقد 0 هاله ذلك وكاد يتيقن باملوت. فدخل عليه وسل وأطرق أبو تيم برأسه ملياً ثم رفعف فقالء ياسعيد» أحقاً كاتبتم فينا بني أمية؟ (9) في الأصل: أحرى. 221 قال أبو فقلت له ياسيدي» إن كان لا ترفع لي حجة ويقبل لي عذر فمولانا فاعل ما أراد. قال أبو تيم بل ترفم لك حجة ويقبل لك عذر فاحتج على نفسك واعتذر. وكان أبو نوح فصيح اللسانء كثير البيانء فقالء كيف نكاتب بني أمبة وقد علمت ما بيننا وبینہم ؛ يوم الدار ويوم الجمل› ويم صمن› وهم الشجرة الملعونة الى ذكرها الله في القران؟ فلا سمع بو تيم ذلك منه سره وتسم وانطلق وحهه وسره ما دکر ي بني أمية. قال قال أبو نوحء فدفع إِلي الكتاب» فقال لي أنت الذي كتبت هذا الكتاب؟ فحلفت له وقلت» والله ماهذا كتاب كتبته بيدي. واختلف من ينه فطائفة قالوا م يحلف ولكنه جعل اليم زائدة. وقال بعضهم انه من البربر لا يفطن لذلك ولا يفهمهء قال أبو تميم: نعم! ما هذا بخطك؟ إلا إن غیرتهء یاسعید. رایت لو صادفتني يوم باغاي. أکنت تترکني إلى غيرك؟ ما قد أقررت به! فعلم أبو نوح أنه قد صدّقه في کل ما قال له. ثم قال أبو تميم» ياسعيد إن القيود التي برجلك إنما دخلت فيه بالعلم ولا ينزعان إلا بالعلم . 222 فقال آبو وح عسى الله أن يجعل ذلك كفارة لذنوي. قال› فغضب أبو ميم عند ذلك وقال: فتحن إذاً لك مسيئون! عسى الله أن محجعله لك متصلا بعذاب الأخرة . قال أبو نوحء فلا عرفت الغضب في وجههء قلت ليس في ذلك مايثبت الإساءة لولانا. ألا ترى أن الله جل ثناؤه يبتلي عبده المؤمن فصب » فيؤ جر وليس في ذلك ما يث يثبت لله الإساءة. قال بو فر فرأیت فيه الانطلاف› وشمع ف رل“ )10( ابن زيري س مناد بن منکوس الصنباجي › وکلمه أن يحل وثاقي ويعفو عني . فلم أجابه إلى ذلك خرج آبو وح وارسل له أبو تميم ثياباً نفيسة وأمر أن يسر عله ال عليه والأطمار. فلا وصلته رسله نزعوا ماعليه وحلوا وثاقه ونوا عليه الأطمار وأرادوا أخذهاء فاي عليهم أبو وح فقال متاع مولانا (10) بلكين (أو بلقين أو بلجين) بن زيري بن مناد أبوالفتوح الذي سماه المعز العبيدي «يوسف»: تولى شؤون المغرب بعد رحيل العبيديين إلى مصرء وكان له في ولاية زيريء دور مهم في تثبيت سلطانهم؛ ولا سيا في المغرب الأقصى» كما قام الزيريون بنجد المهدية أثناء محاصرة أبي زيد الخارجي لا بالمواد الغذائية وغيرها. وفي أيامه ثار لغرب الأقصى وخلع طاعة الفاطميين وأعلن الولاء خليفة قرطبةء فسار إليه بلكين وأعاده إلى حظيرة الولاء خليفة مصر. وقد توفي بلكين ق سنة 373 ه. راجع : العبر (155/6)؛ البيان (228/1 و318-239)؛ أعمال الاعلام (ص 26)؛ وفيات الأعيان (287-286/1)؛ وكذلك كتابناء دولة بني حماد ملوك القلعة وبجاية. | (11) الطمر (ج أطمار) الثوب الخلق؛ وفي لسان العرب (52-51/2). (والزنارة) هو «ما على وسط المجوسي والنصراني». والزنير لغة منه. ومن ذلك قول الشاعر: نحزم فوق الثوب بالزنير تقسم استيا لما بنير 223 قال قال أُبو توح وکان یرسل ل مره فمرة. ثم انه أرسل ِل ذات مره اتيت فدخلت عليه وسلمت› فوقمت بين يديه فسالنی عن آي خزر رضي الله عنه ‏ وقال : اين صاحك› يغلي فقلت له لا أدري . فقال لي لو كان صاحبك بغانة لجحلبته دراهمنا. قال فقال أتغشى أمره؟ فقلت إن كان السلطان أعطى الأمان للناس في بلادهم› فلا نخشى فإن لم يعطهم فإنه يخشى أمرهء فراني نصحته› فبعث في أقاليم الوهبية كلها بالأمان ولا يميج أحد منم . وحدّث أبو الربيمء سليمان بن يخلف رضي الله عنه ‏ عن أبي يعقوب بن يوسف بن نفاث ‏ رضى الله عنه ‏ أنه قال: إن أهل الدعوة في أمانه إلى يومنا هذا. وحدّث إبراهيم بن إبراهيم أن أبا نوح ‏ رضي الله عنه م دخل دات مرة عل ُي میم فأمر بو تيم خازن بیوت أمواله ُن ىلا كم الشيخ ما دراهم ودنانير. وأرخي كمي فلا يکاد ممتليء كمي فيقول الخازن لي: ألم يمتلىء كمك؟ فقلت لم يمتلیء (ولکنه امتلا) حتی كدت لا انمض به. ثم قلت له ان كمي قد امتلاً . قال › فخرج ابو توح ودخل الخازن إلى ابي يم وفد امتشل ما أمره الخازن: نعم . قال فأمر بو تيم رجلا أن حرج إلى باب القصر لينظر ما يفعل أبو نوح بالأموال. 224 فلا خرج آبو نوح إلى باب القصر وجد الناس أفواجاًء فصار يدخل يده في كمّه فيملأها ويعطي مين وشمالء حتى لم يبق في كمه إلا مقدار مقبض اليد فرجع الرسول إلى أبي تيم فأخبره خبر أبي فقال إن الشيخ لمجنون» يريد أبانوحء يدخل يده في كمه فيعطي الال جزافا. فقال له أبو تيم كلا ماهو بذلك» ولكنه منتحل للرئاسة» فكان أبو تيم يجمع بين يديه علماء الفرق ويتكلمون بين يديه وقوفا ويتناظرون› فیحکم بینہم » فحسنت أحوال الشيخ ابي نوح رضي الله عن لعلمه وفصاحته وبراعته وبلاغته وعلمه بفنون الرد على المخالفين. ولذلك قال فيه ابو میم : «سعید فتی ادل (12) الصفحات التالية (من الورقة 131 حتى الورقة 161 من نمخطوطتنا) غير واردة في الترجمة الفرنسية. 225 مناظر ات آي وح رصی الله عنه يين يدي أي تيم وبلغنا أن أباتميم كان يرسل إلى أبي نوح رضي الله عنه یناظر بين يديه المخالفين. وبلغنا انه أرسل إليه دات مرة» قال لف ياسعید؛ سل مابدا لك من السؤال. قال آبو فبدأتء فقلت: ماالدليل على أن لمذه الصنعة صانعا؟ قال فلبث جلساؤه حيناً ساكتين» ثم أخذوا في الجواب» فقالوا أقاويل كثيرة. فا وافقوا فيها بجواب قاطع . يرض بأجوبتهم . قال أبو نوحء فرأيت في وجه أبي تميم إرادة الجحواب وما أراد أن جیب ولم أسأله ‏ من كثرة ديه وحسن سیرنه . فقلت إن رای مولانا ُن يتفضل على رعيته بال جواب» فليفعل. فرأيت في وجهه تبس وانطلاقا فال ياسعيدء يقال غذا السائل اشرح سؤالك لكي تستحق جواباء وفي شرح سؤاله جواب لقولهء وقوله صنعة دليل على صانع. قال أبو نوح رضي الله عنه ‏ فأخبرت بهذا الجحواب شيخنا با خزر رضي الله عله فتعجب ره وقال› هذا جواب قاطع . 226 وذلك أيضاً أنه أرسل إليه أبو تميم ذات مرق قال قال له أبو نوحء فقدمت عليه فوجدته ورجل من المعتزلة واقف بين يديه فاخذ في مسألة الأسماء فأنصت إليه وفرغت ذهني إلى كلامه حتى عثر عثرة نجا منباء بحمد الل فقال أن أساء الله تعالى كزيد وعمرو. فأقبلت الله بالكلام فقلت له إلى من كلامك إل أو إلى مولانا؟ فقال له كلامك إليهء فقلت له: أليس قد قلت زيد غير عمرو؟ قال بلی! قال: فقلت له اليس هما مغیر غیرهماء فجعل زیدا غير عمرو فقال لي نعم! فقلت له وكذلك الله والرحمان» هذا غير هذاء ولا مغير غيرهماء فجعل أحدهما غير الآخر. قال فقطع السلطان جوابهء فقال: هذا هو الكفر بعينهء فخرجنا. ثم ان أبا تيم أطال البحث عن أبي خزر رضي الله عنه حتی علم أنه بجبل نفوسةء فأرسل أبو تيم [إليه] بالأمانء وكان قبل یکاتب نفوسة في أمرهء ويراسلهم في شأنه. فل سم بو خزر رضي الله عنه بالامانء خرج من جبل نفوسة إلى أبي تيم بالقيروان. وكان القائم على شأن أي خزر رضي الله عنه ‏ والحافظ له أبو زكرياء بن أبي عبد الله بن آبي عمر بن أي منصور الياس» وأبو زكرياء إذ ذاك حين خدمته لأبي خزں رضي الله عنه (...). وحدّث غير واحد من أصحابنا أن أبانوح قال أرسل إل أبو تيم وقال لي سر إلى صاحبك فإنه قد وصل إلى قابس وما کنت قبل شعرت حتى قال لي سر إليه. قال آبو نوح» فطلبت إليه أن يرسل معي ناساً من مزاتة. فارسل معي ثمانين فارسا. 227 فلا خرجنا عن السلطان› طعن فینا بعضص حلساء السلطان › وقالوا للسلطان ان أبانوح حين أصاب ثمانين فارسا [يستطيع أن] يمنع بهم با وح أباخزرء إن راد ذلك . قال ابو توح فأرسل وراءنا ورجعناء واسترد کل ما کان معي إلا القليل . ثم ان أبانوح مضى متوبّهاً إلى أبي خزر رضي الله عنه بقابس . فلا وصل إلى المدينةء وجد با الشيخ أباخزر رضي الله عنه أما تحاف على نفسك؟ فقال أيو خزر رضي الله عنه ‏ مابين قدومي وقدومك إلا يسير. وقد علمت أن أبا تميم لا ينقض العهد ولا ينكث اليثاق. فجئت حين أعطاني الأمانء فسارا ومن معها إلى القيروان» إلى أبي تميم. فلا دخل عليه الشيخ بو خزر رضي الله عنه ‏ رحب به وأکرمه وتلطف ره وعظم شانه (عنده) وجعل له قدرا وجاها ومنزلة عظيمة . وکان يقعد معه على وغيره من الناس وقوف بين يديه لا يصيبون القعود. ثم أن أبا تيم وافته رسله من مصر وقد أخذها له عامله(”) وأراد (1) وهو جوهر بن عبد الله الروميء قائد العبيديين الذي دوخ المغرب وفتح لحم مصر في سنة 358 ه. وبنى القاهرة وظل حاكن البلاد حتى حل با امعزن عرف جوهر بالشجاعة والحنكة السياسية كم اشتهر بالفضل والإحسانء توفي هذا القائد في سنة 1 ه. راجع : وفيات الأعيان (380-375/1)؛ النجوم الزاهرة (28/4 وما يليها)؛ معجم البلدان (19/7)؛ ابن عساكر (416). 228 التوجه إليها بأهله وعياله وبيوت أموالهء وكانت مهمته أن يسير بالشيخين لخوفه من ثورتې| وخلافه له ولم يرد أن يفارقهاء وكلمه)ا في المسير معه إلى وأما بو لوح فکره اللسير معه. وکان عند آبي غيم ودي 0 يعرف فضل أبي نوح وتعظیم قدره ويجري ي مراد فأعلمه أبو نوح أنه كره المسير إلى مصر. فقال له اليهودي› خذ نخالة الشعر فانقعها في الماء حتى الصباح› واشرب من مائها واغسل وجهك منهاء ففعل أيو نوح ذلك فاصفر وجه فتفْقّده ابو تيم وسال عنه وقيل له انه مريض. وجيء به فراه مصفر فظن أنه ورجع بو نوح ومکث قلیلاً ول يرسل إليه أبو تيم » فتوجه نحو وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله بعد فراغنا من أحادیث آي خزرں رضي الله عنه. وبلغنا أن ن آباتحيم لا خرج من القيروان متوجها مص وزم مل يارب ب العالين. (أبو خزر) يقول : عليكم سلام الله إني مسافر وما أدري بعد السفر إن كنت راجع عليكم سلام الله في كل ساعة ‏ سلام كثير دائم متتابع وإني إذا ماهجت ليلا بذكركم أبيت حزينا والنجوم طوالع أحب لقا الاخوان في كل ساعة فإن لقا الإخوان فيه نوافع نيارب فاجمع بيننا بسلامة فإنك أنت للمشتت جامع وإلا فصبّرني على طول غربتي ‏ فأنت لمن يدعوك يارب سامع 229 أجب دعوتي يا ذا الجلال فإنني دعوتك مضطرا إليك وطامع ألا ليت شعري عن غزال تركته ‏ إذا ماأتاه مصرعي كيف يصنع أيلبس أثواب السواد مجدداً على مالك للبعل أم فيه مطمع ثم آن أبا تيم استخلف على أهل مملكته من آهل افريقية بلجين بن زيري بن مناد بن منكوس » وأوصاه بوصایاه وقال له اشفني من أولاد المجوس» زناتة ومزاتةء وقال له إني تركت لك في افريقية مائة ألف متزلء. فاجعل على كل منزل فارساً تكتفي به لمحاربته. فسار أبو تيم متوجها إلى مص ومعه الشيخ بو خزر رضي الله عنه . فلا وصل الشيخ إلى لايةء أحسنوا القيام به وعظموا درجته وقاموا بحوائجه وساءهم مسیره مع المسودة› فعند ذلك قال بو خزر: «لماية ُهل الدعوة». وبلغنا أن أبازكرياء فيصل بن أبي مسور”) رضي الله عنما خرج من جربة حين سمع بمسير الشيخ وتلقاه ببعض الطريق وسأله عن ثلاث مسائل . وكان أبو زكرياء يحذّث بذلك ويقول. سألته فلم يجني فيها إلا ها أحب. ثم توجه ابو تيم هله وعياله وهل مملکته وبیوت أمواله› یرید ابي غيم ٤ ا رأوا من تعظیمه إیاه وتفضیله عليهم . (2) راجع أخباره في سير أبي الربيع الوسياني (محطوطتي المحققة ورقة 24)؛ طبقات الدرجيني (168-67/1) الذي تقل معظم روايته عن أبي زكرياء. سير الشماخى (ص 372-371). | 230 وبلغنا أنه سار ذات مرة في مركب من ومعه أبو خزر فتعرّض له زرع؛ فشقه آبو تيم وعدل عنه آبو خزر رضي الله عنه ‏ ناحية فتکلم أصحاب أبي تيم إلى آي تيم في ذلك وقالوا له : عدل عن طريقك ولم يرض باتباعك! فغضب عليه أبو تيم وقال له: الست ترضى بطريقنا يا أبا يغلى؟». فقال له أبو خزر رضي الله عنه ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم › قال: «إذا غابت الثرياء فلا يدخل الزرع إلا ساقي أو واقيهء أو ناقيه: فأنا لست بساقيه ولا واقيه ولا ناقيه. وأما انت فواقیه» . قال تعب أُبو تيم من بدېته وعلم› وأعجته فراسته وحسن جوابه . قال أبو تيم لأصحابه: ألم أقل لكم انكم لا تقدرون ليغلى على شيء. فاعذر إليهم ألا يتكلموا فيه عنده بعد ذلك . آي خزر رضي الله عنه ‏ وبلغهم أن با تيم أتاهم بعالم من أرض لغرب فأرادوا امتحانه [ومعرفة] مبلغ ولكن تخوفوا من معارضته . واتفقوا أن يصنعوا طعاما ويدعوا إليه أبا خزر رضي الله عنه . فإدا حصر الطعام أخذوا ف الأكل› ف فمن اکل قلىلا رفع يله » فإِن رفع الشيخ يده معهم قبل أن يقضي حاجته› علموا أنم يظفرون به » وإن م يشتغل بهم وأخذ في الأكل حت يقضي حاجته› علموا أنهم لا يقدرون على شيء. ثم انهم أحضروا الطعام وأحضروا الشيخ أباخزر رضي الله 231 عنه وأخذوا في فمن أكل قليلً رفم يده فتأخر الشيخ رضي الله عنه بعدهم حتی قضی فمسح يده فقالوا: ليس لنا طاقة بالشيخ» وعلموا أنهم لا يقدرون على فتركوا معارضته . وبلغنا أن رجلا من اهل تجدیت» يقال له أبو سليمانء اصطحب مع الشيخ ابي خزر رضي الله عنه إلى مصرء وکان يدث ويقول: اصطحبت مع الشيخ أبي خزر رضي الله عنه ‏ ولم تحمل عنه إلا مسألة واحدة وهي : «إن المسلم من بني ادم أفضل عند الله من الملائكة». ثم إن أباتميم اقطع أباخزر» رضي الله عنه» دارا وعقاراً وحسنت أحوال الشيخ عنده. وبلغنا أن أباخزرء رضي الله عنهء قال: وما همني إلا ما مضیت به لأهل الدعوة من مسائل بالرخص» ولكن من عمل بهذه الآية فنا ضامن له الحنةء قول الله : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب› ولكن البر من أمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وات الال على حبه ذوي القري واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة واى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقونك. وبلغنا عنه أنه قال: لو أصبت من فتيان أهل الدعوة عشرين فى لكفيتهم مؤنة العيش من الأكل والملبس حتى الكراء الذي يکرون به فينالون من العلم مرادهم . وحدثٹ أبو الربيع› سليمان بن يلف عن أبي عبد الله محمد بن بکر» عن أب سعید بن زنغيلء رضي الله عنہم ‏ أنه قال: وقد ذکر ابا خزر رضي الله عن فقال: ما أورعه! ما يسمع بشيء من الفضائل قط إلا علمه. وكانت عادتهء إذا صلى صلاة الصبح يستفتح 232 بالقران ويتنحى ناحية فيقبل على الدعاء والتضرع إلى الله تعالى حتى تطلع الشمس. وكان جامعا لخصال الخير والعلم والحلم والفراسة. وبلغنا عنه حين كان بأرض المغرب أن بني يكون وبني واسين التقوا فاقتتلوا قتالً شديداً حتى بلغت المزمة إلى حي بني واسين» وأبو خزرں رضي الله عنه على فرس له واقفاً. ثم انه نظر إلى الغايةء زوج أب القاسمء رضي الله عنهء وقد أدركتها السلابة وأخذوا في نزع ثيابهاء فرمى بفرسه فيهم وهزمهم وحدهء وقتل منم عدة وانهزموا واتبعهم بنو واسين . فلا كان بالغد أتاهم أبو رضي الله عنهء لیصلح بینہم وبين اخوتهم فلم یزل حت اصلح مابینهم» فلم یکترث با عل بہم بالامس. وبلغنا عنه أنه نظر إلى هيئة تلميذ قد أمسك لوحأ فخاله من أهل الدعوة فتبعه ووجده نكاريا. فرجع عنه. ثم ان جماعة من التلاميذ جازت عليه فقال لمم : انا لنقنم في وبلغنا عنه أنه أعطى بطاقة لأي نوحء سعيد بن زنغيلء رضي الله عنهء يكتبها إلى بعض أمراء المسودةء وكان الشيخ يلي عليه ويدعو للأمير بالدعاء الحسن الذي لا يستحقه إلا المسلم والامام العدلء فقال له أبو رضي الله عنه: أتفعل هذا يا شيخ للرجل الكافر؟ فقال له الشيخ: إنا كنا معهم كوناً لو قلنا لمم لكم الدنيا والأخرة› لوسعنا ذلك. وحدث غير واحد من أصحابنا أن أبا تيم › مات ولي من بعده 233 من المعتزلة مصر من بلاد المشرق يطلب المعارضة والمناظرة في الفرقء فكل من خرج إليه من علماء مصر غلبه فشق ذلك على آهل مصر وشكوا ذلك إلى السلطانء فجمع أصحابه ووزراءه وهل فاستشارهم في أمر فقال له بعض من أدرك أبام آباتميم› إن هناك شيخا جاء به أبوك من أرض المغرب يكرمه ويصفه بالعلم ويعظم منزلته ويرفع درجتهء ولا نظن أحداً يقدر على ا لمعتزلي إلا هو يقال له يغلى: فلو بعثت إليه ليخرج إليه فيناظره. قال فبعث السلطان في طلب أي خزر رصي الله عنه› لیخرج إل فلا فلا وصل الرسول إلى بي خزر رصي الله عنه » أخبره بأمر السلطان. فقال أبو خزر: ليس لي لباس أحضر به المجالس» ولم يكن معي ما أركبه . فرجع الرسول | إلى السلطان› فأخبره بقول الشيخ › ضعث إليه السلطان بغلة يركبها ولباساً يليسه . فلا وصلت البغلة واللباس إلى الشيخء لبس الثياب وركب البغلة . وخرج المعتزلي› فلا وصل وجده يا قد نصبها في الفسطاط للمناظرة. فاستاذن عليه الشيخ› فأذن لف فدخل وسلم› وسأله أبو خزر عن أحواله وفيا يشي فيه؟ فقال المعتزلي: في اللناظرة. ثم إنما تناظراء فكل باب من أبواب العلوم ناظره فيه ابو خزں فقال له آبوخزرں ف به لشي وال فقال له المعتزلي : کذبت وروي عن ن اء سلیمان المذكور الذي اصطحب الشيخ إلى مصر› 234 أنه قال: الحمد ف ما دخلت معه باباً من أبواب العلوم إلا غلبته فيه قد ملم ا الإنسان غالبه . مصحفا قال له : ياشيخ. 7 تقر في الصحف والكتب حاضرة. فقال له الشيخ: إنما ينظر في الكتب ويقراً فيها من يستفيد منها. وأما من لا يستفيد منہاء فأفضل له قراءة اللصحف. رأسه من طول سکونه ووقاره ف الصلاة› فأحس به من کان خلمه من الناس› فضحکوا فانتقضت عليهم الصلاة› ومضی هو ئي صلاته حتی أتمها. وکان الشيخ ابو القاسم› هو الذي يتقدم للناس ف الصلاة. فل کان ذات يوم أقيمت الصلاةء فقدوا الشيخ ابا القاسم› فتقدم أبو خزر. فل نفدم أحس بي القاسم قد حجایى فتأخر وراءص وقال له وأما أ بو الربيع › سعيد بن رضي الله عله »٩ فلا هرب من آي غيم نوجه نحو وارجلان ھارب بظعائنه واهله مستخفياً . فلا وصل إلى البركات التي يقال ها تيرسينء أرسل إلى الشيخ أي صالح جنون بن فرد إليه الرسولء وقال: لا تخف نجوت من القوم الظالن. فلا انتهی أبو نوح رضي الله عنه إلى وارجلان. أكرمه أهله وحفظوه وعظموا درجته وأحسنوا القيام به فملاً له الشيخ صالح جنون› رضي الله عن بيتاً إلى السقف بالتمر» وأجرى عليه مائدة بكرة وأخرى 235 وبلغنا أنه قعد معه ذات يوم وقال له أبو رضي الله عنه: اجعل يدك ئي جيبيء فإن أصبت شيئا فخذه واغسل به ثيابك . فجعل آبو رصی الله عنه» يده ئي جیبهء فوجد فيه صرة وفكهاء فوجد فيها سبعين دينارا. فعند ذلك قال ابو نوح: من کان له اخ مثڻل جنون ابن مريان وكانت جموع اهل وارجلان تجتمع اليه ئي مسجد جنون بن مريانء فسأله ذات مرة رجل من أغنيائهم فقال له: أخبرنا ياأبانوح بکل فقال له أبو نوح: فكيف أخبركم با أكلت في تعلمه أقفزة ملح ئي ليلة واحدة . فمكث أبو نوح في ورجلان زمنأً حسن الحال» ثم أراد الرجوع إلى بلاده وأخذ في أهبة السفر فقال الشيخ بو صالح جنون: اقعد في وارجلان وأقاسمك جيم ما ملكت وكان الشيخ جنون ذامال كثير في وارجلان فأبي عليه ابو نوح. قال فتوجه إلى افريقيةء فلا وصلهاء وجد البلاد قد تغيرت والصدور قد تنكرت . وقال له بعض أصحابه قبل ذلك : ماالذي ردك ياشيخ وأخرجك من وقد أحسنوا القيام بأمورك وقاموا بحوائجك؟ فقال له ابو نوح : الأخوان والاصحاب . وکان ابو وح رصي الله عن تارة وتارة بقسطالية . 236 وبلغنا أن مقدم بني درجين. حنين بن وحبتين () ممن يغدون إلى المنصور بن بلجحن بن زيري ٠ وکان عنده ہکان فتوجه إليه ذات مره . فل رجع من عنده وقد حباه وأکرمه وأعطات والشيخ بو توح رصي الله عن وتلاميذه بقنطرارة. فسمع بو توح رصي الله عنه ‏ برجوعه من عند وخرج إليه أبو نوح بمن معه ومن تبعه من اهل لمنزل ليتلقاه . فليا اتفصلوا عن المدينةء نظروا إلى جماعة سبقتهم؛ فإذا هم جماعة النكار. فل راهم بو نوح. رضي الله عن قد سبقوه وأصحابه› أمرهم بالقعوتف› وقال لحم دعوه» فإن سلم عليهم حنن وصافحهم قبلنا هاجرناه . فلا قربت النكار من حنين وقد انصرف عنہم بفرسه وأشار عليهم بالسلام بإصبعه وتركهم ومضى نحو الشيخ أبي رصي الله عه ٩ وحماعته . لأصحايه: قوموا بنا لنتصافحه› فماموا. فلا اقترب منہم» نزل عن فرسه ومشى إليهم . وحدث أبو يوسف بن ٩ رصي االله عنه ‏ أنه قال: كأني أنظر إلى حنين يسعى إل الشيخ وأصحابه لابسا كساءة من خز وأشبوره يطعن كساءته حتى صافح الشيخ أبا نوح ومن مع فاهتز أبونوح ما فعل حنين فدعا له وفي ولده بركة تلك الدعوة إلى يومنا هذا فقال م حنين: ما همني غيركم وما كنت لکم عليه من أموركم لو مت ئي سفري هذا. )3( كذا ي الأصل. وفي طبقات الدرجيني: حنين بن وريغول. 237 وبلغنا أن أبانوح أرسل إليه المنتصور بن بلجين أن يسير إليهء فلا وصلت رسل المنصور إليه توجه نحو دار حنينء وذلك عند الحاجرة ليستشيره في المسير إليهء إن خاف عليه منه أم لا. فقال له حنين: إن أردت أن مضي فإِني لا أخاف عليك. وإن أردت أن تقعد فإنا تغنعك ونخاف عليك. قال فدعا له بخ ومضیى أبو نوح» رضي الله عنهء متوجهاً إلى القيروان. فلا وصلهاء استأذنوا له على فأذن له فدخل وسلم عليه وأكرمه المنصور وتلطف به وقربه وفضله على كثير من أصحابه. وبلغنا عن المنصور أنه قال: إن رمحي لوهبي وإن فرسي لوهبي . وكان أبو نوحء كا تقدم ذكره عالاً بفنون المناظرات والرد على ميم أصحاب القالات› فاجتمع ذات مرة مع اي جو بين يدي المنصور فتناظرا فبداه أبو نوح بالسؤال. فال قال أبو نوح: فقلت له: ماعلامة الصنعة. قال: فقال الحدث» والحركة والسكون» والزوال. قال فقلت له: كل محدث ملوق. فقال وکابر على نفسه: کل محلوق محدث ولیس کل محدث محلو . فال فقلت له: الحدث على ضربين: محدث تلوق ومحدث غير تحلوق. فيلزمك أن يكون القديم على ضربين: خالق وغير خالق . قال فقال عند ذلك بل القديم كله خالق . فال فقلت له: وكذلك المحدث› كله محلوق. قال: بل كل قديم خالق. وکل محدث غلوق. 238 قال فقلت: فالكفر إذا لوق لأنه محدث. قال وهو جواب مضطرب. الكفر لوق لي. قال فقلت له: إذا كان الكفر لوقا لك فينبغي على هذا العيار والوزن › أن يکون مربوبا لكء ومأهولا لك. فأنت. على هذا القياس› إله فعلك وربه. قال فقال› وهو مستخفي مضطرب : بل الكغر محلوق لي ولیس قال فقلت له: ويلزمك» على هذا القياس أن يكون غلوقاً لف غير مزبوب له. فإن الله خالق لا خلق من الأشياءء وليس ولا الاهها. قال فقال لي المنصور: فا الذي يقول لك هذا الشيخ؟ قالء فقلت له: ياسيدي» يقول إن له خلقأء وش عز وجل خلق. فالله منفرد بخلقه . فقال له اللنصور لقد جعلت لله شريكأء ياشيخء إذقلت إنك تلق والله يخلق. فهذا هو الشرك بعينه! بجائزة سنية وأكرمه وأمره بالرجوع إلى أهله. وبلغنا أن أبا وح رضي الله عن ناظر دات مرة يحيى الأعرج التكاري › وکان شیخا من شيوخ النتكار وعالاً من علمائهم قال له بو 239 توح أسألك في حجة السمع . أخبرني عن رجل دعاه رجل من امسلمين إل ديه اذ يعم لتوحید؛ وهو يتبعه ‎WE‏ فا قال فقلت له: | إن س نادء يسلم الى ق التوحيد دون بعض. وإن قلت إنه مشركء فبماذا أشرك بالذي سمع من التوحيدء قال فقلت له: لا د نستحي ولا تحشم » ولكنك بلغت مبلغاً ل تقف إلا ئي موضع وقف فيه عالك وفقيهك› عبد الله بن یزید. ولو وقفت دون ذلك أمكنك . وىلغنا ُن الشيخ کلمه بعص تلامذته › فقالوا له أرأيت ان قال يحيى »إا أشرك بالذي لم يسمع؟ قال لم: فإن قال إنه أشرك بالذي م يسمع؛ فهو الرجوع إلى قولنا: حجة الله تقوم بسماع وبغير سماع. خير من إظهاره: ویلزمه أيضاً ُن يکون ترك ا مانا ويكون فعله كفراً. وبلغنا أن رجلا من أهل الدعوة ناظر رجلا من النكار بمدينة توزر) فخرجا من المدينة مغضبينء فشكا النكاري إلى النكار ماأصابه من الوهبي › واشتکی الوهبي إل الوهبية ما أصابه وما دهاه› وأبو توح بتوزر. )4( راجع وصف الجغرافيين العرب في تلف العصور لمدينة توزر في كتابناء المدن المغربية في الأدب الجحغرافي العربي. 240 شدید وأسرع القتال ف النكار واستحر يهم الملوت› فانہزموا ونبعهم الوهبية ليقتلوهم إلى تيقيوس» ولحق رجل من الوهبية يمى الأعرج في الحزيمة› وکان یمجی دمیم الصورةء شه شيء. بالیهود. فلا غشي الوهبي یحیی» قال له یحیی : لا تقتلني. فإني يودي . وىلغنا ُن أبا جعفر أحمد بن خيران(_) رضي الله عنه ‏ أدرك رجلا من النكار صريعاً في فمك عنه ول يقتله. فقيل له بعد قال خفت أن تقول الوهبية: هذا هو الذي قتل الرجل. وكان صاحب مجهود وله روايات نفيسة كثيرة. ثم ان الوهبية ائتمرت في اتباع النكار وحصارهم في تيقيوس فابي عليهم الشيخ بو نوج رضي اله عنهء وقال لحم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أديل على قوم مرتين في يوم واحد قط». فأبت العامة إلا اتباع النكار وحصارهم ما أراد الله . فلا وصلوا تیقیوس». حاصروا من ہا من النکار ورجعت النكار بعضها إلى ٩ فخرجوا إليهم وقاتلوهم قتال رجل وانہزمت (5) راجع ترجمته في سير الشماخي (ص 398). وقد خصص له أبوالربيع الوسياني الذي يسمه أبا جعفر أحمد بن خیران الحامي › عدة صفمحات ف ترجمته. وقال عنه انه کان درجلا سخياً جتهداً في العبادةء. النسخة الخطية الملحققة من سير شيوخ المغرب (ورفه 15-1). 241 الوهبية إلى مدينة توزر» وكان أبو نوح من ساقة العسكر يزود ويحمي عن الوهبية حتى غشية النكار. فلا اضطروهء حملوا عليهء فحال بينهم وبينه عزيز بن فحمل عليهم وفرقهم» وسلم الله الشيخ (أبا فکان يکر فيهم مرة بعد أخرى» حتى أيسوا من الشيخ أبي نوح. وکان يقول بعد ذلك عزيزن أنا خير من أخي صابر. فقد وقعت على الشيخ أي نوح ودفعت عنه وفر أخي. وكان مثل ليقة صوف طار با الريحء فر عند الحزيمة وترك أبانوحء ولولا أنا لقتلته النكار. . وبلغنا أن أبا اسماعيل إبراهيم بن بلال المعروف كان يومئذ ممن يبطىء الناس على القتالء ويقول: أيها الناس» احذروا القتال! ثم ان أبانوحء رضي الله عنهء وصل بعد ذلك إلى قنطرارة فتمارض فيها فدخل عليه أبو يوسف بن نفاث؛ رضي الله عن وسأله عن أحوالهء فقال له أبو نوحء رضي الله عنه: أحسبت أني مريض؟ بل إنما اضطجعت هنا بهم بعض أهل الدعوة وکان ظني أن عبيد أهل الدعوة وإماءهم يقاتلون النكار (ولو) باخزف» فضلا عن غیرهم فكيف يقاتلوننا ويصيرون لنا اندادا. وبلغنا أن طائفة من مزاتة قدمت على أبي نوحء رضي الله عن يستشيرونه في أمر المسجد (الذي) أرادوا أن يبنوه . فقال لهم أبو نوح: إذا قوم (أرادوا) أن يبنوا مسجداء فليتفق خيار أهل البلد على موضع معلوم يصلح لبنيان الملسجد» فإذا اتفق أهل الخير والصلاح منم عرضوا ذلك على العامة من أهل البلد. فإن اتفقواء فليشاوروا جيرانهم» فإن أنعموا لحم بذلك؛ أرسلوا إلى من ينظر إليه من أهل الدعوة فيستشيرونهء فإن اتفقول فليبنو بعد ذلك إن شاؤوا. مطبعية (راجع : الس ص 403) . 242 وحدث من أثق به أن الشيخ أبانوحء أخذه بعض أمراء توزر فحبسه. وذلك أن أبا نوح عظمت منزلته وعلت رتبته فكبر في أعين الوهبية وعلا ذدکره يهم واشتهر أمره فحىسه بعضص أمراء تورر طمعا ےا يعطی عنه ورجاء لا ينال على يديه وسلاطينها إذ ذاك صنباجة. قال فمكث الشيخ أبو نوح ماشاء الله في الحبس؛» حت قدمت فرقة من أريغ إلى قسطالية للمير(” فيها (في) بني تکسنيت و (فيهم) رجل واحد من أهل الدعوة يقال له يوسف بن توجينت. فلا وصلوا إلى نفطق سمع الشيخ بمجيء الرفقة إلى قسطالية› فسأل عمن با من أهل الدعوق فقيل ل رجل واحد يقال له قال فأرسل الشيخ إليه فحاءه فساله بو النوح عن مال تباع فذکر له جمال أصحابه من بني تکسنیت» ثمانية عشر جملا ِ فساومهم يوسف بن توجينت عند أصحابمم فأوقفهم بعشرين دینارا لکل واحد منم . فجاء أعوان الأمير على الخيلء فوجدوا الحمال ي الفتدقء فحلوا لكل واحد منهم رسنه من رأسهء وجلبوها بغير موافقة أصحاماء فتبعهم أصحاب الحمالء ومعهم يوسف» وهم يقولون: ماذا فعلت بنا يا يوسف؟ والأعوان يطردون الحمال بال خيل › يقصدون بہا نحو الأمى بتوزر فنظروا فإذا واحد من الحمال أعرج ٠ فردوه إلى أصحابت فاستبشروابه وسروا لاجل ما يصلون به إلى بلادهم . ثم أن أبانوح قدم إلى قنطرارة بعد ذلك فقصده يوسف فوجده في )7( ف الأصل : للام وهو تحريف. 243 دته والمصباح يضيءء مع حماعة من الناس› فقال له ابو نوح: يا أردت الوصول إلى أهل الدعوة. فأجابه يوسف إلى ذلك وكانت معه بكرة جاء با للأمي فعمد يوسف إلى البسط فعمل منه وهياها لركوب الشيخ على البكرة وبسط عليها بساطا يتكىء عليه أبو فركب فعاد به إلى بعض الطريق› قال له يوسف: ما أدري ما أسألك عه فأخبرنیي بشيء. فقال له أبو نوح: حب للناس ما تحب لنفسك واکره لم ما تکره ۵ لنفسك . إلا اخبرني به. وسارا حتى وصلا أسوف» (وادي سوف) فخرج إليه)ا الناس يلتقونهم فرحين مسرورين بمقدمه) وهم يعلمون مانزل بهء فصاروا يناولون له وکل ويدفعون إليه الأموال من الحيوان والصامت وما تيسر م. فجاءه رجل بدينار فدفعه إليهء فقيل له: أتعرفه؟ قال: لا. فقيل له : نکاري . فقال ردوه » فردوه» فقال له : خذ دينارك . قال الرجل: ؟ قال له أبو نوح: طبعت هذه القلوب على حب من أحسن إليها وعلى بغض من أساء إليهاء فلا أريد أن أحبك . فرده له وخرج من بني أسوف قاصداً بني ينجاسن . فلا وصل إليهم قال له يوسف: إني أردت أن أصل إلى أهلي. فقال له أبو نوح: ائثت أهلك» ثم تأتيني بأصحاب الحمال. وذهب إلى هله ثم ق بأصحاب الجمال› فأوفاهم أموالم › وا حمد وبلغنا أن الشيخ أبا نوحء رضي الله عنهء حين كان بوارجلان متربياً 244 في بلاد النعمةء ومتنعًا بطبيخ الملوكء اجتمع أهل فطلبوا امرأة تحسن صنع طعامه› فلم يجدوال إلا امرأة واحدة من بني جعفر وکانت تقوم بطعامه وتحسن عمله وتصلحه له وكان الشيخ يدعو فا بالبركة فنفذت فيها دعوة الشيخ . وبلغنا (أنها) حين ماتت أحاط با من ذريتها سبعون نسمة. أبو عبد الله محمد بن بكر رضي الله عنما بمحراب مسجد قنطرارة عن ٹلاٹ مسائل : قال أخبرني عن طفل رجل مسلم إذا أبلغ ماالحكم فيه؟ قال الشيخ: إن أنست منه خيراً فجدد له الاستغفار. وإن ل تأنس منه رشدا ولا خیرا فأمسك عن ولايته . وعبد الجبار إذ قلنا بالامضاء على ولايتهاء وقالوا بالوقوف فيهيا. فقال له الشيخ: لا يلزمنا معارضة النكار في ذلك لأننا نقول إنما كانت ولايتنا إياهم» بولايتنا لآبائهم . فإٍذا بلغوا رجعوا إلى أفعالحم» وزال عنم حكم أبائهم. وتوقفنا فيهم إذ صاروا إلى حكم أنفسهم بعد إذلم يكن لم إلا حکم ابائهم. وأما التكار فقد أزالوا المعنى الذي أثبتوا له من الولايةء ولم يثبتوا صد ما أزالواء وهو البراءة›» فلا يلزمنا معارضتهم ئي شيء. والثانيةء سأله عن معنى الرواية الي يؤثرها أهل التشبيهء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠ قالوا م تمتلىء جهنم حتى يضع ال جبار قدمه. فتنزوي من نواحيهاء وتقول: «قطني قطني». 245 نقال الشيخ: إن كانت الرواية صحيحةء فلها حرج ومعنى قدمه ما قدم فا من أهل الشقاوة. قال الله تبارك وتعالى: #وبشر الذين امنوا أن م قدم صدق عند رہم وليس يريد «قدم»» الجحارحة. والثالثة سأله عن الورود الذي تقوم به الحجة فقال له: كا تفهم فول من قال لك› قم فادخل وکل . وحدث عن رحيل الزاتية عن عدة من أصحابنا انها قالت: قال أبو نوحء رضي الله عنه: إن عشت قليلاً يارحیل» ستدرکین زماناً (فیه) أقوام يتبعون الطريق حتى يلتف لم في ألف من بنات الطريقء الفضة في ألسنتهم والنحاس في قلوهم› وإنما يسمعون بالأضراس. آقوام يأخذون للتروك من العلم. وزيد عن غير رحيل: قوم إن أسديت لحم خيرا وإن منعتهم بهروڭك. قال أبو نوح: إن شر ماخلق الله الكفر والفقر. وحدث عن غير واحد من أصحابناء أن أبا رضي الله عنهء رجع إلى وارجلان ثانيةء بعد موت أبي صالحء جنون بن يمريانء رضي الله عنهء فلا وصل إلى وجد أحوال أهله قد تغيرت فمكث فيها ما شاء الله فجمع من ينظر إليه من وجوه أهل فقال لحم: إني قد رأیت فیکم ثلاث كلها غير مرضية . أما فنكاح السر فيكم فاش. فإذا مر أحدكم برجل وامرأة مجتمعين في موضم التهمة وزجرهما ونهاهما عن الاجتماع في موضع فالا له: إنا قد تناكحنا فكاد يظهر فيكم الفحشاء. إن أحدكم يطلق عبيده ولا ويأمرهم بطلب معاشهم فيطلقون في أموال الناس من جرائد التخل والليف والكرانف» وغبر ذلك فيكاد أحدكم أن يكون سارقاء وهو في المحراب قاعد. 246 والثالثةء إنكم أظهرتم بينكم التفرقة: فطائفة يقولونء مسجدنا ومسجدكم › وطائفة يقولون : حصیرنا وحصیرکم › وہودنا ویہودکم . فاجتمعوا ليردوا له الجواب» فتباطأوا في رد الحواب» فل استبطأهم الشيخ استرابممء فا بات تلك الليلة إلا عند حمو بن اللؤْلؤ في تين بامطوس . وبلغنا أنه توجه من تين بامطوس( يريد ينجوساء ومعه مو بن الولو ومعه ابنه أبو عبد الله ومع أبي عبد الله ابنه عبد اللف متتابعين على الطريق . ولا حضر وقت الصلاق نادى عبدالل أباي فقال له إن وقت الصلاة قد حضر فتقدم أبو عبدالله إلى أبيه حمي فقال له: الصلاة يا أبتاه. فقال له حمو: اسكت إنا قد كفينا المؤونة. قال فمشوا قليلء ففعلوا ذلك مرارأء وفي كل مرة. يقول طم حمو: كفينا المؤونةء حتى وصلوا إلى المصلى الذي خلف ينجوساء خرج الشيخ من الطريق وأناخ إلى المصلىء ونزل حي فأقام الشيخ أبو نوح الصلاةء فصلى بهم. وبلغنا أن الشيخ أبا و رضي الله عنهء توجه إلى زويلة ومعه عبد الله بن زرزتين الوسياني” رضي الله عنهء ودخل الشيخ عند أبن (8) كذا في الأصل. وفي طبقات الدرجيني: تينماطوس. (9) ترجم له الشماخي في السير (ص 394)› م ابي محمد عبد الله بن سورديسن وميمون بن مودي بن زورزتين الوسيانيين» نقلً عن الدرجيني الذي يصنفهم ضمن علاء الطبقة التاسعة (سنة 500-450 ه). وقال عنہم اہم «علاء وفخر لإخوانهم . .. درسوا علوم النظر واتقنوها ودونوها» . راجع : الطبقات (399-395/2). 247 خطاب بزويلةء فقربه وتلطف به وأكرمه» ووجد عنده رجلا من يقال له حلي فقال له أبو نوح: أسألك يا بودي عن ثلاث مسائل» فن أجبت عنهن فانت حلي وإن لم تجب فانت جلي . فسأله عن رجل ضرب عنقه حیاً فابانهاء متی قتل نفسهء في حال حياته أو في حال موته؟ وعن الكائن ي السفينة إلى مت يطلب والسكون لا يكن له على حال؟ وعن رجل رمی رجلا بسهم» فمات الرامي» قبل أن يموت المرمي » متی قتله (حیاً أو میتا)؟ . قال فبهت اليهودي وتحيںء فا نطق بجواب. قال فقال لي ابن خحطاب: هات بجوابمن. فقلت له: أما الذي ضرب عنقه فأبانماء إنما قتل نفسه في حال الموت بما فعل في حال الحياة. وأما الكائن في السفينة› فإنه لا يلو من الحركةء حركة اكتسبها بنفسهء وحركة السفينةء وهي اضطرار وذلك إنما يطلب الراحة إذا كانت محتمعة إلى حركة الاضطراب ويكف عن حركة نفسه حتى يتبعه ذلك فيطلب الراحة إلى اجتماع الحركتين؛ فيقصد إلى حركة نفسه. وأما الرامى الذي قتل فإنما فتله في حال الموت» مما فعل في حال الحياة. ` وبلغنا أن أبا نوح» رضي الله عنهء قال: يعلم الله ويطلع أن هذا الاين حق عند الله أن خاصمت به عند أبي تيم وبين يدي ابن خطاب بزويلةء وعند المنصور ابن بلجين» بالقيروان» ولم يبق دين إلا غلبه هذا الدين وأوقم التراب على إلا من أبطاً به عمله . وبلغنا عن الشيخ أبي رضي الله عن أيضأ أنه قال: كل معروف أسداه أحدكم إلى أقاربه (...) فإن خلفته من وراء عتبة داره يريد تعجيل الخلفة ل10 )10( كذا في الأصل. ويلاحظ في الجملة اضطراب المعنى . 248 دات مرة عن رجلي انسان إن کان يطهره اللسح . قال : حسد ابن ادم کله يطهره المح إلا الفروج والرجلين› إلا ويغسلها كمثل البيضة وفيه)| أثر القيود التي قيده بها أبو تيم . وبلغنا أن أبانوحء رضي الله عنهء سمع برجل عالم أقبل من اللشرقء وكان يأتيهء فأتاه ذات مرة فبدأه أبو نوحء رضي الله عنه ‏ بالسؤالء فقال: ماتقول في يعسوب الضلالةء فقال له الرجل: الأدب› الأدب› يا با نوح! الضلالة. ثم قال الرجل: أما يعسوب الضلالة فهو إبليس. ويعسوب كل شي أوله وقائده. وبلغنا أن الشيخ أبا نوح خرج من قنطرارة ومعه المعز ابن فضالة والشيخ راكب على والمعز ماش على رجليهء فأمعنا في السير. فلا وصلا إلى أسوف» نزل الشيخ عن بغلتهء فصار الشيخ يئن ويقول: مافي عظمي من مفصل إلا وهو يوجعني. فقال له المعز: أما أنا يا شيخ فيا بي وجع ولا أحسه. فقال له الشيخ: فإذا كنت هكذا فإن لله عليك أن تحج من قوتك. قال فأخذت تلك الكلمة مسامع المعز فرجع إل الله وتاب وباع أملاکه وماله› وأعطى لامرأته صداقها فأنفذ وصيته . 249 وبلغنا أنه أنفذها ثلاث مرات ورقي ربوة (.. .)27 ثم سار إلى الحجء فرجع فصار يختلف إلى مجالس الذكر حتى مات. ولذلك قالوا: من أراد أن يتوب» فليتب توبة المعز بن فضالة . (11) في الأصل كلمة غير مفهومة: وتحرى للموت . 250 آخبار آي مسور سيجا بن يوجين اليهراساني کان ول من اشتهر بالعلم من بين يہراسن. وکان تعلمه بجبل نفوسق وانما أخذ العلم عن أبي معروف وأبي زكرياء يى بن يونس السدراتي. وفي ابتداء تعلمه ل يكن بيده مالء وكان فقيرا( وريا أخذ شعيراً فيعطيه لمن يقليه له من الصبيان. فإن ل يجد من يقليه لهء وضعه في طرف ثوبه فيرشه بالماء حتى يبتل. فيقتات به. وكان يتنحی الى جربة فيأكل فيها شعيره وقد استمر ذلك برهة من الدهر لم يفطن به أحد فإِذا جاء إلى مجلس المشائخ يقعد في طرف الحلقة. فإذا صار أهل الحلقة يقومون يتقدم إلى الإمام حتى لايبقى أحد بين يديهء فيقعد بين يدي فیسأله ما دام قاعدا. وكان حاله كذلك إلى أن قعد ذات يوم ي المجلس. فلا أراد الشيخ (1) ترجم له الدرجيني باسم أبي مسور بن وجين اليراسني» بعد أبي خزر وأبي نوح. وقال عنه انه أول من اشتهر من بني يراسن بالعلوم» وكان تعلمه بجبل نفوسة. ويلاحظ ان معظم مادة الدرجيني في هذه الترجمةء منقول عن أبي زكرياء حرفياً في كثير من الحالات . راجع : الطبقات (157/1 ومايليها). وكذلك فهرست الحزء الثاني ؛ الشماخي ( ص 232-230) ؛ وكذلك تسمية شيوخ نفوسة (ص 21/ تعليق 15/ ص 37). (2) كذا في الأصل: الأولى قراءة: مقتراً. 251 القيامء قام أبومسور فانحل العقد فانصب الشعير من طرف ثوبه على ا لحصير. قال الشيخ › انكم معشر نفوسة لا ترفعون إلا من رفعه الله . قال فابتدرت المشائخ فردوه إلى رجل منم حسن القيام ره ویتکفل فحسن حال ُي مسور وتفرع لطلبه وعرمه حی أدرك من العلم ما قدره الله له . فلا أراد المسير إلى أهلهء اجتهد في الكتب يكتبهاء فنظر إليه رجل فقال له انها تبارة بائرةء يا سيجا. ثم انه تزوج ي جبل نفوسة (من زوجته) التي ولدت له ابنه أب زكرياى فيصل بن أبي مسور. وكان سبب تزوجه لتلك المرأة أن شیخاً من شيوخ نفوسة بعث أبا مسور إليها ليخطبها عليه فاتاها بو مسور وذکر ذلك فأشارت إليه هو أنها ترید تزوجه دون الذي أرسله . فل أحس ذلك أبومسور رجع إلى صاحب› فقال له انظر من ترسله غيري . فقال له الشيخ› لعلها تريدك قال ذه فمضى الشيخ إلى المرأة فخطبها لأبي مسور فتزوجها وتقدم با إلى جزيرة جربة. وفد كانت جربهة إذذاك عل مذهب خلف , بن السمح؛› إل تفر سیر فدعاهم أبومسور إلى دعوه قالجانه بعضهم . وكان رجل من زواغة يقال له خلف بن امد على مذهب النکاں يدعوهم فمن لم يجب أبا مسور؛ أجاب خلف بن أحمد. وکان ذا مال کٹير سخیاً يمضي باحمال الدقيق يطعم الناس لكي يرجعوا إلى مذهبه فلم يبق في الجزيرة على مذهب خلف بن السمح أحد. 252 فأقام أبومسور بجزيرة جربة وبنا بها الملسجد المعروف اليوم بالمسجد الكبير لبني يهراسن ولم فأتمه من بعده ابنه أبوزكرياءء فيصل بن أي مسور رضي الله عنہا. وحدث أبوالربيمعء سليمان بن يخلف»ء عن أبي عبد اللف محمد بن بكر رضي الله عن الشيخ أبي نوحء سعيد بن زنغيل» رضي الله عنه ‏ (أنه كان) إذا سئل عن المشهور الذي تجوز ولايته لمن يتولاه بغير شهادة الأمناء إلا بشهرته وخبر العامة يقولء مثل أبي خزر في إفريقيةء وأبي مسور في جربةء واي صالحء جنون بن ِريان في وارجلان رضي الله عنهم . ولأي مسور رضي الله عنه ‏ ولد يقال له أبوزكرياء فيصل رضي الله عنما فقد حوى من الاثر والمناقب والفضائل والمراتب مال يبلغنا عن أحد من أهل عصره. وبلغنا عن ثلاثة من المشائخ تكلموا فيه كل واحد منم كلمة. قال أحدهم› وهو أبو محمد عبد الله ابن مانو ج رضي الله عنه: لو کان الوحي ينزل في هذا الزمان على أحد لاستحق أبوزكرياء أن ينزلعليه. وقال الآخرء وهو أآبو عمرانء موسى بن زكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ لو كانت امامة المسلمين (قائمة) في هذا الزمان.ء لاستحقها آبو زكرياء. وقال وهو أبوعبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه ‏ لو مسكت خحصال الخير والبر كلها بيدكء فطلبت أن تزيده منہا خصلة واحدة (3) راجع ترجمته في طبقات الدرجيني (377/2) وفي سير الشماخي (ص 384). ترجم له أبو الربيع الوسياني ترحمة طويلة ف سير مشائخ الملغرب. النسخة المحققة (ورقة 28 و 44). (4) راجع ترجمته في سير الشماخي (ص 396). وترجم له أبوالربيع الوسياني في سير مشائخ المغرب ترجمة وافية تقع ي عدة صفحات النسخة الخطية المحققة (ورقة 8-2). 253 ليست فيه لا وجدتها. وؤ لاء المشائ ئ تکلموا عل افترای الأمكنة وبعد المواضع وکان تعليم أي زكرياء رضي الله عنه ‏ بافريقية عند الشيخ وحدث غير واحد من أصحابنا أن أبا زكرياء أرسله أبوه الى نفزاوة ليمتار له التمر من بني يزمرتن في سنة ممحلة(” ذات جدب وقحط . قال فتوجه أبو زكرياء إلى نفزاوة© فلا وصلها اجتمع أهلها من بني يزمرتن ومن با من أهل الدعوةء فعبوا ت أحماله وأوقروها ا فأنفذها أبوزكرياء ‏ رضى الله عنه ‏ إلى أبيه وأنفذ أيضاً ماجاء به الدنانير التي أرسله بها بوه (لشراء) التمرء ثم عمد إلى عمامته› فزعي وباعها وأمسك ثمنها حوائجه . وتوجه نحو الشيخ آي خزر ‏ رضي ال الله عنه ‏ فمکٹ عنده ما شاء یه عنه ‏ والقيام شار ا راجعً ال جرب لينزع تبعاته ويودع هله ویستاذن بای ابا مسور ‏ رضی أ لله عه . فلا وصلها وىز ع تبعاته وودع من أراد تودیعه واستاذن بای فاذن له وطلبه من قبله (إعفاءء) من جميع حقوقه› قال له : أحللتك من جميع (5) في الأصل: عيلة. (6) راجع وصف الحغرافيين العرب في تلف العصور لنفزاوة في كتابناء المدن المغربية في الأدب الحغرافي العربي. 254 حقوقي عليك. إلا ما فعلت حين رددت الدنانر من نمزاوة ول تكن حبستها . وأصحابه وما کان أصابہم من الجزيمة› فرجع . ر أن عامل المسودة جعل على بني بېراسن من الخراج شیاه الشيخ فيا فأنفق مثل ذلك على الفقراء . ¥ وبلغنا عن العامل أيضاً أنه أخذ رجلا من الحضر في جزيرة جربقف فشفع فيه أبوزكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ فشفعه وترکه . ثم ان الحضري بعث الى الشيخ قميصاً مستعملاء قاي الشيخ أخذه. فقال له الحضري» ياشيخ أعطني ما اشتريت به ولا أترك لك إلا قيمة الخياطة فاني خيطته بيدي» فابي أخذه. وبلغنا عن أبي زكرياء أنه قال: إذا قحطت الأرض تنال الجنة بقبضة من طعام. وإذا قحط نال الحنة بكلمة حق تقال. وقحط الإسلام أشد من قحط الطعام وقد اجتمعا كلاهما في زماننا هذا. وبلغنا عن أبي زكرياء أنه قال ماعلمنا كيف تكلم ولا كيف نسکت» مع مابلغه من العلم والحلم والصبر في أمور الدين. وقد قالوا لو أن أحدا يوضع من حکمه ومَنطقه دواوین » لكان هو أبو زكرياء رصي الله عنه. 7 . د عه _ قا (7) راجع ترجمة وافية له في طيقات الدرجيني ومايليها)؛ وفي سير الشماخي (ص 427 و 437). 255 اجتمع أبوزكرياء مع شيخ من شيوخ النکار من ملا من زواغة) وفيه الوهبية والنكارء فجرى بينم كلام إلى أن قال له النكار يا أبا زكرياء› نحن كلنا نكار (ف) إنا قد أنکرنا على علي بن آبي طالب ما فعل من التحكيم. (وقد) أراد النكاري أن يلبس على الضعفاء بذلك (متى) وقم في مسامع العامة فإن سكت أبوزكرياء ولم ينقم عليهء لزم الفريقين اسم النكارء ففطن به الشيخ وعلم أنه من بعض مكائدهم. فقال له أبوزكرياء (أما أنا) فلست بنكار فأفحمه وخيب الله کید التكارء فتعجب الناس من فراسة الشيخ أبي محمد وبديهتهء حتى قال قائل من زواغة: فلان يحتال على أبي زكرياء وأبو زكریاء قائم على نفسه. وبلغنا أن أبا محمد كموس() مرض في آخر عمرهء فطاف به الشيطان وأخطر له بالبال: كيف ربه ومن اي شيء (خلق). حتی کاد الشيخ أبو محمد يهلك. ۱ (8) تقع مدينة زاوغة غربي طرابلس وتبعد عنها بحوالي خمسين على شاطىء البحر. وزاوغة هي التي تحمل اليوم اسم صبراتةء وقد كانت زواغة قاعدة للبادية التي تمتد من السهل المنبسط بين البحر والجحبل والذي اشتهر بثروته الزراعية وفي زواغة نشأ عدد من علماء الإباضية: وفي مقدمتهم أبوالخطاب ووسیل بن سنتین وأبوموسی عيسى بن السمح ويزيد بن يخلف. راجع: عن زاوغة الادريسي (ص 113)؛ البكري (الفهرست) . (9) ترجم له الشماخي ي السير باسم أبي محمد كاموس الزواغي. وقد أورد ما ذکر أبوزكرياء عنه. راج : السير (ص 471-470). (10) ترجم له الشماخي في السير باسم أبي القاسم يونس بن أبي الحسن. راجع السير (ص وصنفه الدرجيني ضمن علاء الطبقة التاسعة وترجم له مع أبي يحيى زكرياء. راجع : الطبقات (395-393/2). 256 اثتني» بأبيك» يا يونس» وعجل علي! فان الشيطان كاد يهلكني على ضعفي وكبري » وأولع بي في اخر عمري . قال فأسرع أبوالقاسم السير إلى أبيهء فأخبره بخبر أبي محمكف فأقبل إليه أبوزكرياء مسرعأء تارة يهشي وتارة يسعى ويتوكا أحياناً على ابنه حتى قدم عليه فقال له أبو محمد علم إِلي حبيبي» فان الشيطان مولع بي ويخيل إلي أن أكيف ري ويخطر لي بالبال ما أخاف أن پېلکني. فقال له أبو زكرياء رضي الله عنه ‏ اعلم أن كل ما يخطر ببالكء أو يتمٹل في وهمك أو يخطر بقلبك ويتلقاء ذهنك (هو) من خلق اللهء ولا يخغطر بالبال إلا ما ادركته الحواس» أو ما يشبه بما أدركته الحواس. فالله يتعالی عن شبه الأشياء. وقد قيل في بعض الآثار ان نفى هذه الخواطر عن الله تعالى› محض التوحيد. فقال له أبومحمك فرجت على أجرك الله يا أبا زكرياء. وبلغنا أن ابا محمد استخرج لأبي زكرياء شيثاً من لحم الغنم مطبوخاً بالبارحة من يومه ذلك في اخر النهار فقال أبو محمد لأبي زكرياءء كل وألح عليه وکان أبوزكرياء صائا ولم يرد أن يفطن في آخر النهار. فقال له أبوزكرياء ياشيخء إني ولست اكل وقد مضى جل التهارء فألح عليه أبومحمد فأخذ منه أبوزكرياء فأكل لوافقة نفس فأدخل عليه السرور. وكان أبوزكریاء ‏ رضي الله عنه ‏ (یشکو) من مرض عليه أكل لحم العنز واللحم المطبوخ الذي بات. فلا أكله تطييباً لنفس أبرأه الله من ذلك الرض ولم یره بعد ذلك . وبلغنا عنه أنه رای ف منامه ُن واقفاً وقف عليه وقال له أن موافقتك لراد الشيخ أبي محمد وطيب نفسهء وادخال السرور عليه أفضل من عبادة سنة. 257 (وبعد ذلك) كان أبوزكرياء يأكل لحم العتز ولا يضر و(كذلك) اللحم المطبوخ الذي بات و(قد) استراح من علته. وسئل أبو محمد في اخر عمره عن أحواله› فتلا هذه الأية : ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا وبلغنا أن امرأة سائلة وقفت إلى أبي زكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ تساله من الزيت تدهن به رأسهاء وقد أخذ با الشعث فأخذ طنجرة عل فا فيا اليم فك ع الاي فراها تنظر إلى ما أعطاه الله من السعة وكثرة ماعندهء فصار يصب في الطنجرة وعيناء تهملان دموعأ وهو يقول: بالل ليس بيننا وبينك نسب تعطينا دون غيرناء ولكن برحمتك يا أرحم الراحمين . وحدثٹ بو الربيع› سليمان بن يلف رضي الله عنه ‏ أن با زكرياء رضي الله عنه ‏ خرج في بعض حوائجه فجاز على منزل موسى بن في وقت» فوجده ل يكن به فخرجت إليه امرأة موسی» ولم تكن تعرفه» فقالت من اأنت؟ فقال انا ضیف. فقالت له مااسمك؟ فقال فا فيصل. فقالت له: الأضياف على منازل. منم المقربون باللحم › ومنہم بالأدام › ومنېم من لا جعل له الأدام . فقال ا أبو زكریاءء اجعليني بالأوسط› صاحب ثم انها أضافته بالزيت. فخرج أبو زكرياء وجاء بعلهاء موسی بن الارث› فأخبرته خبره» فقال لا زوجها: ويحك! ذلك أبو زكرياء. (11) كذا في الأصل. وني طبقات الدرجيني: موسى بن الارب . 258 وبلغنا أن أبا زكرياء رضي الله عنه ‏ ستو عنده رجل من الحضر وديعة ‏ وهو من آهل سفاقس ‏ دنان فاي أن يضعها عند فالح عليه الحضري ورغب في ذلك فأنعم له وطلب أن يعطيها له فأعطاها له . . فخرج السفاقسي ومضى لسبيله . فل حان وفت الزكاق أخرج عليها الزكاة من مال وکان ذلك زمنا فنطالت عة السفاقسي › صاحب الال عه فأطال الشيخ البحث عن فسمع بالملجاعة من بلد الحضري»› وهو سفاقس» وكان ذلك في حين يتعذر فيه ركوب البحرء فركب أبوزكرياءء ومضى بالوديعة متوجها الى سفاقسر ”۲ فطيب الله البحر. فلا خرج من البحر إلى مدينة سأل عن الرجل فأخبر بدار فاستأذن عليه فوجده (وقد ألم) به الجوع فخرج إلى السوق› فاستسلف من أهل السوق حوالي أربعة دنانیں فاشتری له ہا طعاما فراه على شفا اللاك فصار يطعمه حتى أنقذه من التهلكة. فل أفاق مما به وتمتحت قال اله( (للشيخ أي زكرياء) رضي الله عنه ‏ ما أقدمك؛› يا شيخ؟ قال فدمت ل وديعتك » ها هي › خذ‌ها. قال فطالبه السفاقسي أن يقاسمه فيهاء فأبي أبوزكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ ورجع إلى جرب وقال. لو سنح بخاطري قبل دفعي الزكاق لدفعتها منہا. وكان الشيخ أبوزكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ حين وجه ابنيهء زكرياء ويوسف» وابن أبا بکر بن یی واخوته ‏ رضي الله عنہم س إلى أبي عبد الف محمد بن بکر ‏ رضی الله عنه ‏ رد أبو زكرياء ابن أخحته )12( راجع وصف الحغرافيين العرب ف العهود لمدينة سفاقس ف كتابناء المدن المغربية ف الأدب الحغرافي العربي . 259 سعید بن یحیی » أخا أبي بکر بن یحیی» وکان يدمه ويقوم عليه ویستفید مه . وقال أبوزكریاع ان سعيداً لايبادهمء يريد ابنيه وابن أخته با بكر ف مسیرهم إل آبي عبد الله محمد ابن بكر رضي الله عنه ‏ (فرأی) قعود سعید عنده. وكان أبوزكرياء (قد) تعود الصلاة في موضع معلومء فإذا طلع وبلغنا أن الليلة التي مات فيها أبوزكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ وهي في رمضان» وكان ابنه زكرياء قدام الناس في قيام رمضان» فسمعوا صوت مه وهي تقول: مات سيدي أبوزكرياءء فبهت الناس وذهب كل منهم في وجهته فانتقضت عليهم الصلاةء إلا زكرياء ابن فإنه أقبل على صلاته حتى أتمها. وبلغنا أن عامل المسودةء سأل عن أبي زكریاءء فقيل له فقال: امضوا بي إل قبر» فمضوا به إلى قبرهء فقالء عاش حميدا ومات فقيدا . اللهم اخلف عل جرية بعده. وقال أيضأء مات امرؤ علم أنه سيموت . وحدث زكریاء ابنهء فقال؛ انه ما مٹل ابي زکریاء في اخر عمرہ إلا كمثل دابة مثقلةء رأت موضعاً تحط فيه ثقلهاء فأسرعت إليه. وقال أيضاً: ما مثل موضع يركع فيه أبو زكرياء إلا كموضع توضا فيه إنسان. وبلغنا أن زكرياء وأخاه يونس رضي الله عنما س توجھا إلى احج فل كانا ببعض الطريق› وقد أضر با السيرء وأغجكها السفرء نام زكرياء وتخلف عن الرفقة. 260 فل انته من دعا الله مہذا الدعاءء فقال : دیا صاحب کل غریب» ویا مؤنس کل وحید؛ ویا قریباً غبر اجعل لي من سفري هذا فرجا ورجا فرفع رأسه ونظر أمامه إلى عمود من تور ساطع ف فتيممه ومشی حی وصل إلى الرفقة فوجد وبلغنا أخهم رقدواذات ليلة في طريقهم ذلك وقد استل زكرياء سيوفهم » إذ غشيهم بعض السلابةء فصاح يونس إلى أخيه: أعطني السيف يأخي مرتين» فمد أبوالقاسم يده بحيال رجلي أخيه زكرياى فأمكنه الله من قائم السيفء فضرب به واحدا (من السلابة) فقده فلم يجاوزه واحد منم . وبلغنا أن أبا يونس رضي الله عنه ‏ نام ذات ليلة بطريقهم ذلك إذ تنبهء وقد جاوزتهم الرفقة. ثم ان جماعة من أهل الرفقة مضوا عنه قليلاء فرقدوا. فلا انتبهولء أخذوا في أثر الرفقةء حتى مر بهم أبوالقاسم يونس وكان يقطعهم فوجاً فوجأء وقد طال مکٹهم خلف الرفقةء فجاز برجل قد أدركه العيا خلف الرفقة وتورمت قدماه وانتفخت رجلا ومعه صرة دنانر. فلا نظر إلى الشيخء أعجبته هيئتهء فقال له ان معي صرة دنانير وقد أشرفت على اللاك فدونكها فخذهاء فأنت أولى ا من فاي الشيخ أخذهاء فألح عليه الرجل. فقال لهء خذهاء فأنت أولى بها من غيرك من هؤلاء الصامدة (؟) فأخذها منهء وتوجه نحو الرفقة حتى وصلهاء فخلف الرجل خلفه. ثم ان أهل الرفقة نزلوا وأخذوا الرجل في أثرهم› تارة يهشي وتارة يستريح. فبات فيها واستراح . فلا كان الغدء ارتحل المسافرون وارتحل معهم› ووجد من نفسه قوة 261 وتذكرت نفسه صرتهء فصار ينظر في وجوه الرجال ويتكشف عن خبر صرته بين اللسافرين» ويسأل ويبحث وينظر. فنظر إليه الشيخ أب القاسم رضي الله عنه ‏ وقد تغير وجهه فقال له ماالذي أصابك؟ فقال الرجلء قصتي كذا وكذا. فقال له أعطيتها له أو أخذها منك بغضب؟ فقال الرجل» بل أعطيتها له. فقال أبوالقاسم» أتعقله؟ فقال ل لست أعقل إلا أنه وسيم طويل مثلك. فقال لهء أتعقل الصرة؟ فلا نظر إليها ل يتمالك» ودفعها إليهء فصاح وقال: والله ما هو إلا مسلم والله ماهو إلا فکررها مرارأ فصار يسعی ئي رجلان السافرين› ويقولء هذا ما فعله! والله ماهو إلا مسلم! 262 ( أخبار الشيخ أي عبد الله وقعوده فى الحلفة وكان تعليمه على الشيخ أبي نوحء سعيد بن زنغل وعند ابي زكرياء فيصل بن أي مسوں رحمه) الله . وبلغنا أنه نظر إليه ذات يوم أبونوح سعيد بن زنغيل ‏ رضي الله عنه ‏ فقال : إن كنت أفهم شيئاء فإن هذا الفتى هو الذي يحيي دين الله . توجه نحو القيروان وتعلم بها النحو والعربية. فلا صدر عن القيروان› فعد للحلقة . وسبب حدث په أبوالربيع بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ عن أي یحیی » زكرياء بن أبي زكرياء ‏ رضي الله عنه . وذلك أن أبا زكرياء فيصل أرشل ابنیه زکریاء ویونس وابن آختهء آبا بکر بن یحیی وغیرهم مهن خرج معهم إلى الشيخ أبي عبد اللفء محمد بن بكر رضي الله عنه ‏ فقثال لحم أبو زكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ حين أرسلهم إليه: امضوا إليه . فإن آنتم وجدتموه فکونوا معه؛ ولو في شغل دنیاہ قال فخرجوا من جربة متررجهين نحو فلا وصلوا إلى جبال تمولست (وجدوا أن) ليس با إذ ذاك (1) هنا تنتهي الصفحات المحذوفة في الترجمة الفرنسية. 263 من أهل الدعوة أحك وإنما تغيروا ورجعوا إلى أهل الدعوة إلا يصليتين › عم أبي الربيع › سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه. قال أبوالربيمء سليمان بن يلف رضي الله عنه قال زكرياء بن أبي زكرياء رضي الله عنه ان اهل تمولست قد تغيروا إذذاك وليس بها إلا يصليتين› والنساء والأطفالء وأخذنا على جبالاء وعدلنا عنباء إلى أمدي فسمع بها عمك يصليتين› فلحقنا ئي أمدو فطلبنا أن نرجع إلى تمولست» فأبينا عليهء واستقصا عليناء فلم نجبه بالرجوع واعتذرنا له بالتعجيل وانا قد جاوزناها بعد. فلا رانا يصليتين قال لناء فأما إذا لم تفعلوا فاني راجعء ولیس ہا من اهل الذدعوة إلا ناء والنساء والأطفال› أرجع واحذ بایدهم . فلا سمعنا مته (ذلك) أجبناء إلى الرجوع إلى تمولست. قال فسرنا معهء فلا وصلناها ومكثنا فيها ما شاء الف وكان يصليتين يأتينا بالعشاء والغداء ومعه النساء والأطفال›ء فتقول النساء والأطفال: هذا دينكم وهؤلاء آهل دينكم؛ ثم إنا خرجنا من تمولست» فمضيناء فلم ندر اين نصادف الشيخ أبا عبد الله في البلاد. فلا وصلنا إلى تيقيوس» التقينا مع الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر والعربيةء يريد المسير إلى أبي عمران» موسى ابن أبي زكرياء ‏ رضي الله عنه ‏ بتجديت» ليتعلم عنده الفقه. وكانوا قبل ذلك لايدرون أين ولا أين فوفقهم الله . وذكر أبوالربيع سليمان عن أب يحيى» زكرياء رضي الله عنما 264 قال وما ظننت مصادفتنا لف لأننا لا نعرف موضعاً هو فيه إلا بموافقتنا ليصليتين وإدخال السرور عليه وعلى النساء والأطفال. ثم إنهم كلموا الشيخ أباعبد الله أن يقعد هم في الحلقة فاي لحم ذلك وامتنع ومکٹوا یراودونه ما شاء الله فابا عليهم حتی کادوا ان يیئسوا منه. وبلغنا أنهم قعدوا معه ذات مرة قدام مسجد النية یراودونه ویطلبونه إذ خرج رجلان من تيقيوس» شيم أحدهما صاحبهء وهو يريد طريق الحامة . فل افترفا نادی أحدهما صاحه وقال : اسمع يا نلان قال فالتفت إليه وقال: اجعلها لله! فمن جعلها لله فلا تضيم. فلا سمعوا تلك المقالة تفاءلوا ها وعطفه ذلك عليهم » عل شرط لا يسال ولا جیب حتى تضي أربعة أشهر. ومكثٹوا في تيقوس ما شاء الف (وهو لا يسأل ولا يجيب . وكان ذلك في السنة التي تحركت فيها زناتة مع صنهاجة من ناحية طرابلس”' وهي تسمى (سنة) هزيمة الأبراج وكثرة الزلازل في الأرضء حتى (أصبح) لايستقيم هم شيء. فقال لحم الشيخ: انا ههنا أناس رقاق القلوبء وأرجو أن ينج فيهم الإسلام وينبت فيهم الخين فهل لكم أن تنتقوا إليهم» وهم بنو مغراوة؟ فأجابوه إلى ذلك مسرورين مغتبطين. فارسل الشيخ إلى أي القاسم بن ورقون الويلي» ومن يمهم بقدومه إلى ناحيتهم وأن يهيئوا له غارا يجتمم فيه التلاميذ للحلقة والعزم . (2) راجع وصف الجغرافيين العرب لطرابلس في تلف العصور.. في كتابناء المدن الملغربية في الأدب الجغرافي العربي. 265 فأحذ أبوالقاسم في حفر فقدم الشيخ أبوعبد الله وتلاميذه . وهذا هو السبب الذي قعدت عليه الحلقة. ثم انه كان من عادتهء إذا قعد إِذا ختموا وأرادوا القيام أن يدعو الشيخ بواحد من تلاميذه فيقراً عليه المواعظ قليلاء فيقوم الشيخ . وعند ذلك» انتقل إلى بني يسلى وانتقل معه تلاميذه وکانوا يکابدون مؤونة العيش لأنفسهم واجتهدوا غاية الاجتهاد في عزمهم. وكان الشيخ يشتي في أريغ ويربم في البراري عند بني مصعب وغيرهم وكانوا إذ ذاك واصليةء فرد بعضهم إلى الوهبية . (3) (3) وادي میزاب . تقم منطقة ميزاب على مسافة 0 كيلومتر جنوب مدينة الحزائر ويبلغ ارتفاعها على مستوى البحر 566 متراً. والمنطقة أراضي صحراوية لا تتلقى سوى أمطار قليلةء وف عدا ثروة متواضعة من النخيلء فهي لا تعرف الزراعة ولا تنتج أراضيها سوى الكلاً الضعيف. وهذه العوامل المناخيةء وبعدها حتى عن مناطق العمران الصحراوية (يبعد وادي ميزاب عن عاصمة الأغواط التي كان يتبعها إداريا ب190 كيلومتر) وعدم وجود مايغري الغازة بها أوبهيىءالظروف الملائمة للإقامة بها هي التي راعاها الاباضيون الأوائل حينا قرروا الاستقرار في هذه عقب جلائهم عن تيهرت ومطاردة العبيديين لرجال المذهب في أوائل القرن الرابع ال حجري › وأغلبية سكان المنطلقة (مثل سكان نفوسة وجربة) من البربر الذين ينتمون إلى تلف بطون زناتةء وقد فهر العمران في وادي ميزاب في مبدأ الأمر في شكل تجمع سکني في عدة جهات متفرقة وفي أحقاب مختلفة كا تشهد بذلك خرائب «بوكيا» و«ترشين» ودتلات ويزقن». وترية الصوفة (أغرم نتلزضيت) وقرية «اولوال» في العطف و«بنورة» القدمة وبقايا قرية « اتميزارت» (أغرام انوادي) بمليكة و«اغرم انياب السعد بغرادية» . وميزاب يتكون من سبع مدن صغيرةء خمس منہا أنشئت على وادي ميزاب في فترات متقاربة منذ سنة 402 ه = 1012م وهو تاريخ تأسيس العطف وفي سنة 4ه أسست غرادية والمنطقة ظلت تحتفظ باستقلال داخلي في تلف العصور قبل الأتراك وبعد قيام الحم العثماني دخلت في اتفاقيات معهم في عهد عثمان باشا ,1190 ه = 1785 م). 266 الغنم أعطي لصدقة مالي؟ فضرب له الشيخ مثلا فقال: ما تقول فيمن أعطاك أربعين شاة ثم بعد ذلك سألك أن تعطيه شاة واحدة أيها تعطى؟ قال الرجل أحستها. فقال له الشيخ› إن الله هو الذي أعطاك أربعين شاق فأخرج آفيأكل من ماله شيئا ام لا؟ فضرب له الشيخ ثل فقال اریت جحرا رأیت فيه فار ويربوعا الحية. وبلغنا عنه أنه توجه إلى قسطالية فأراد المسير متها إلى طرابلس› فاجتمع عليه كثير من الناس» فوقع في نفسه مخافة من ناحية المخالفين حتى فيل انه تا (...). ثم انه استغفلهم» فاعطی لواحد من تلامذته بغلته فاخذ بہا طريقا وأعطى للآخر سرجها فأخذ به طريقاً آخر وأخذ الآخر بيده وفرقهم على الطرق واتعد معهم في موضع معين. فلا ابتعدوا عن اجتمعوا فشدوا السرج على البغلةء فركب وم یکن معهم یومئذ زاد غير انهم مروا برجل» فدفع مم طابق شاة لحم فتزودوا به فسار الشيخ وأصحابه. فلا وصلوا إلى قريب من تمولست؛ ولم يصلوهاء وأبوالربيمء سليمان بن يخلف ‏ رضي الله عنه ‏ مقبل من 267 الحيء وهم ي الربيعء في موضع يقال له ميركين() هو ومحمد بن عيسى بن ابراهيم الحواري» متوجها إلى تمولست» فرأوا بغلة الشيخ فعقلاه فقصدا نحو فوجداه هو فصافحاه هو ومن معه. وکان ممن معه عيسى بن ابراهيم المذكور أولاً وأبوالربيع فجلبوهم إلى الحجي وصافحوهم . فقال عیسی بن ابراهیم لاي الربيع › اجعل محمد سه من الأجر. فقال له أبو الربيمء قد فعلت عنا. انه اراد ابنه. فقال له عيسى بن ابراهيم انما عنى لك محمد بن بکر. فلا فرغوا من العشاءء جعلوا عليه المجلس في المسائل› قال الشيخ فقعدنا حتى عييناء فقمناء فدنت إليه النسوةء وفيهن أم البخت» وأختها. وكانت أم البخت تدعي المسائل وقراءة الكتبء فجعل عليه النسوان المجلس في المسائل والمواعظء حتى طلع الفجر. فقالت أم البخت لأبي الربيم» وهي ابنة خاله: لأجل هذه الفوائد طالت غيبتك عناء يا سليمان . فجاءه بليس بن سندي › فصافح الشيخ › فسأل عنه أبو عبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه ‏ فأخبر به فقال الشيڂخ: هو صاحبنا قبل هذا. فقال له الشيخ› نعم نت في واد ونحن ئي واد. ثم ان أبا الربيع وبليس المذكور أراد أن يبشرا شيوخ لايةء فتوجها يبشرانهم بقدوم الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر رضى الله عنه ‏ فقال بليس لأبي الربيع حين سارا أن يبشرا لماية: اجعل لي سه من الأجر في بشارتك للشيوخ › بقدوم وذلك من حسن أدبه وسیاسته› (4) يكن أن تقر الكلمة في الأصل: هيركين. 268 فبشرهم أبوالربيع وبليس معه. فتهيأوا لمسير الشيخ إلى لاية وغيرهم . (وهناك) اجتمع عليهم الشيوخ › وفيهم عبد الله بن الأمير وأبو محمد وارسفلاس» وكان أبو محمد وارسفلاس عالا كبيراء فإذا سئل الشيخ أبو عبد الله بن بكر رضي الله عنه ‏ عن مسألة من الفقه› يردها إل أي محمد عبد الله بن الأمير ‏ رضي الله عنه. وكان أبو محمد عبد الله قليل الجحواب يتوقف في أكثر المسائل. فقال الشيخ أبو محمد وارسفلاس للشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر س رضي الله فمضى الشيخء فلا دخل جربةء أسرع المسير حتى وصل إلى السجد الكبير عند بني ومکٹ مامکٹ» فأراد الخروجء فقربت دابته للركوب» وابتدره الناس ليمسكوا له الركابء وابتدره معهم صالح بن صالح ليمسك ركاب فأى الناس عليه ذلك فقال لم الشيخ أبوعبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه ‏ دعو فمسك له الركابء فتمثل الشيخ أبوعبد الف محمد بن بكر رضي الله عنه ‏ ببيتين من الشعر فقال : لله أيام الشباب وعصره لو يستعار جدیدهم فیعار ما كان أقصر ليله ونهاره وكذلك أيام الشباب قصار ثم خرج الشيخ فجاز بتباحالت على الشيخ عمروس» فاستمسك به ليضيفهء فنزل عنده الشيخ أبوعبد الف فذبح له عمروس خروفين کبیرین . وبلغنا أن خروفاً مناء أراد رجل أخذه فتطاول الخروف فوقف على احدى رجليهء فكانت قامته كقامة الرجل. فلا ذبحوهما وطبخوهما قدموا للشيخ اللحم 269 وحدث عن جابر بن عمار قال كنت أختار للشيخ مطایبها فنظر الشيخ إلى سمنماء فقال: كيف يكون قلب من يأکل هذا من ماله؛ فکیف من مال غيرهء ٹم ٳِن الشيخ كر راجعا إلى أريغ. وبلغنا عن عبد الله بن مانوج » رصی الله عنه ے انه قال : عجباً لهذا النفوسي وأصحابهء كمثل الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام . وبلغنا عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر س رضي الله عنه س حين زار أهل ورجلانء ودخل على الشيخ أبي عبد اللهء محمد السدراتي› رضي الله عنه ے الذي ولاه أهل ورجلان أمورهم. فعندما كبر ولزم بیته؛ تنتحی عن أمورهم› فقال م أبو عبد الله السدراتي» ‏ رضي الله عنه : يا محمد تقولون خير الرعاة راع ساوى بين القوي والضعيف› فسكت الشيخ أبو عبد الله محمد بن زکریاءء س رضي الله عن ے» ثم قال : أليس يقولونء اصطحب الناس على المكروهات لئلا تفترقوا؟ فقال الشيخ أبو عبد الف محمد بن بكر رضي الله عنه ہے ف فقال له أبو عبد الله محمد قد انتهى علمي إلى هنا. وما تقول أنت؟ . وحسن المعاشرة وقلة الاختلاف› ومٹل ذلك وأما أمور الدين. فلو كان ذلك يسعها مافرق الأوائل أئمتهم حتى قتلواء ولم يستهلك أهل 270 هوان ُه 4 ف أمور مع القدرة (مٹل) عبد الله بن ی الكندي لا تطمئن إلى كثرة من يدخل عليك لعلا يقال عليك مالا تقوله. فقال له أبو عبد الله السدراتي: من أتاني زائرء فأجره على الشف وبلغنا عن الشيخ آي عبد اش )7( محمد بن بكر رضي الله عنه » انه ولد له أول مولو فأراد الناس أُن یولوا له فاب ذلك وامتنع عن فکلمته امرأة آي القاسم› يوس بن ورجون الوليلي » فقالت له : ولو وانما قالت له ذلك للذي ينه وبين الشيخ ابي القاسم من المودة والنصيحة . فقال طا الشيخ: لاء لست أصيب يدي فوق. فاردها إلى أسفل . (5) كذا ضبطه ياقوت وهى كورة واسعة بين بغداد حدها الأعلى متصل ببغدات وفيها عدة بلاد متوسطة . والنهروان أيضاً مدينة يشقها نهر النهروان بنصفين في وسطهاء وصفها ابن حوقل بأنها مدينة صغيرة عامرة تبعد بأربعة فراسخ عن بغداد. راجع : وصف النهروان في صورة الأرض لابن حوقل (ص 219-218)؛ معجم البلدان (327-324/5)ء وفيا يتعلق بموقعة التهروان بين علي (ض) والخوارج. راجع تفاصيلها في الكامل لابن الأثبر (346-334/3). (6) سبقت الترجمة له. راجع أعلاه. (7) راجع أخبار أبي عبد الله ويعقوب بن أبي القاسم في طبقات الدرجيني (377/2). وقد وصف الدرجينى أباعبد الل الذي يصنفه ضمن علاء الطبقة التاسعة (سنة 500450 ه) أنه «طود تطاولت دونه الأطواد والبحر الذي لا تقاس به الثماد. . بيت أهل المذهب» أسس قواعد السيرةء وله في كل فن تأليف كثير. 271 إنما أراد بذلك› قول الرسولء صلى الله عليه وسلم : «اليد العليا خير من اليد السفلى». وإنما ذلك في الاعطاء والصدقة . والشيخ يجعل شا وليس يريد مايأتي من قبلها لئلا يصير مكافاة لا يجعل فا فيحرج . وكان الشيخ قد أعطاه الله فراسة وبصيرة لا يكاد يسبق (تنبۋە) بشيء إلا كان . وحدث يعقوب بن ابي القاسم› ال فعدت عند الشيخ ذات مرة بتین يسل إذ سمع بأخبار جماعة من بني درجين مقبلة اليه يزورونه› فسألنا عن شاة حم فقلت لست أعلم عند أحد شاة إلا شاة واحدة عند عجوز في أجلي فقال ان بتين يسلى يصيب رزقها(؟). فقام ودخل العريش› فرقد هنيهة › ثم قال لي قم يا يعقوب انظر إل ناحية القبلة. فال › فقمت فنظرت؛ فلم أر فرجعت وفعدت هنيهه› فال ل فم فتطلع› فقمت فنظرت وقلت له أرى شخصاً. فقال فانظرء هل کان معه شيء؟ فنظرت فقلت له أرى معه شيئاً يحرج أحيانا من الطريق ويدخل أحياناً فتربصت له قليلاء فقمت فوجدته رجلا من بني ويليل ومعه شاة فدفعها للشيخ» فجاء جماعة من بني درجين» فذبحها لحم . وحدث يعقوب بن أي القاسم› قال كنت ذات مرة عند الشيخ قال لي قم وأمر الرومي أن يزيد ئي غدائنا قال فقمت وأمرته ُن یرید ف غعدائناء فزاد فيه ففعدت عنده ملي فقال لي قم وانظر | إلى تاحية الشمالء هل ترى شيئاً؟ 272 قال فقمت فنظرت | إلى بغلة عليها راكبهاء فجئت إليه فأخبرته› فقعدت قلیلا » فرجعت» فوجدته هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن اخ رضي الله عنه سے فنزل عن بغلته فصار يشكلهاء فأق إلى فسلم عليه وناجاني الشيخ وأمرني أن امر الرومي ليزيد في غدائناء فنظر إليه الشيخ أبو عبد الله محمد بن الخیر س رضي الله عنه سے فقال: کأني أعرف ما تقولان. اصبرا ها هنا شيء حاضر» فنزع خرجه» فاذا فيه طعام مطبوخ . فقال الشيخء. قم إلى الرومي وقل له أن يترك لئلا يفسد الطعام . وروی بعض أصحابنا آنه جاءته أضياف ولم يکن عنده ما يذبح شم وكانت غنمه في البراري › فقعدت قلیلاء فقال لمن عمه: انظر إن کان في العريش شيء. قال فوجد ف العريش کشا کبیرا فأخحذه فذبحه . فلا قدموا على رعاة غنم سألوهم عن (حال) الغنمء فقالواء ماعلينا من بأس سوى أن الكبش الكبير دارت عليه زوبعة الريح فتغيب ولم نعرف موصعه. وحدثٹث بو أبو الربيع › سلیمان بن لف رصي الله عنه ہے قال › كنت عند الشيخ دات مره (وکان) له عمال يعملون › ققدم إليهم يسيرا قال ل الشيخ کل معهم › يا سلیمان . فأبیت. فقال لي إن من تطوع لحسن؛ فأردت أن أقول له: ولو فيا لا ينبغي؟ فسکتت . فقال لي إن ذلك ما لا ينبغيء فأخبرني عا أخفيته في نفسي» قبل أن أذكره. 273 وحدث غير واحد من أصحابنا أنه كانت عنده امرأة مهتمة بأمُور التلامذة› كثيرة العناية بهم › ف زمان الشيخ › فتزوجها واحد فتغیب عنہا ف ناحية طرابلس» في احياء زناتة فاضر بها ذلك . وبلغ الشيخ غيبة زوجها عنبا واضراره ياء فبعث الشيخ رجلين› أحدهما (هو) علي بن يعقوب السيتني (والآخر هو) عمر بن الوليلي في شأنها. (فلما) استوثقا من عندها توجها نحو طرابلس . فلا وصلا إلى الرجل خلصاها منه وكرا راجعين. ومضی علي بن يعقوب إلى نفوسة؛ ورجع عمرو بن بجی إلى أريع . ثم ان علي بن يعقوب لا وصل إلى جبل نفوسة أخذ على تلك الناحيةء فبات بقرية خاملة) الذكر في الحبلء فيها عجوز ذات علم يجتمع عليها أهل تلك القرية يستفتونها. وكان في بيت العجوز مصلى. قال علي بن يعقوب فصليت فيه صلاة الصبح مع أهل المتزلء فتفرق الناس وبقيت وحدي وقعدت في موضع أقراأ فيه من القرآن ما تيسر إلى أن غلبني النوم؛ فنبهتني قراءة (ولکني) لا ری شخصا قارئا بہا قبل طلوع‌الشمس» فحسست حس تحريك ثياب ففزعت؛› فتكلم لي› فقال: لا تفزع أنا رجل من الجن فسألته عن الأخبار» فأخبرني بكثير مما سألته عنهء وسألني فيم أمشي. فأخبرته بخبر الشيخ والرأة وزوجها. فسالني › فقال› كيف ولایتکم لنا وولايتنا لكم فرددت إليه المسألة. فقال أما ولايتنا لكم فبالأشخاص» وأما ولايتكم لناء فبالجملة. فسمعت العجوز فقالت متعجبة: سبحان اللهء سبحان الله! . ثم إني اشتكيت إليه أمر الخوف في الطريق» فقال لي: تعلم هذه (8) في الأصل: خالية. 274 الآية: «قولوا ما بالل وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل4› الآية كلهاء فأخذ يعلمني إياهاء فيقراً وأتبعه ويكررها حتى حفظتهاء فقال لي: أعد علي فأعدت عليه فقال لي: حفظت. ثم قال لي إن لنا بالجزيرة موعداً نجتمع فيه يومنا هذاء وهو موضع بجبل نفوسةء أريد أن وأنا راجع إليكء إن شاء اللهء فلا تغيب وجهك عن هذا المكان› وأنا راجع إليكء إن شاء الله. فقلت؛ نعم. (وبينا) نحن في ذلك إذ طلعت الشمس» فقال لي: تكلي ادع الله فرددت إليهء فقال لي بل أنتم الأفضل› فادع. فلا كلامنا. فلا فرغ » قال ا زيدي › يا فتکلمت؛› قال : سبحان الله ٩ سبحان الله ! ثم إنه مضى علي وانتشر الخبر في تلك القرية أن جنياً تكلم إلى رجل من الأنس؛ فتنحيت على فدخلت قرية بحذاء تلك القرية› فلم انتبهت» أتيت إلى العجوز فسلمت عليهاء وسألتها عن الخبر فقالت لي: أين تغيبت؟ وقد جاعني الجنيء صاحبك» بعدكء فدخل علي فسألنى فقلت لا أدري فرمى علي فقال لي ٳِن جاء بعدي» فادفعيها إليه. قال على فاخذتهاء فوجدت عليها خطاً رقيقاً لا أكاد أتبينه فمضيت واشتريت من تلك البلاد كساة أنطاكية فأخذت على ناحية نفزاوة ومعي صاحب لي فاخذنا على طريق بشري حین صدرنا من نفزاوۃة إلى 275 تيقيوس( فما توسطنا السبخةء إذا بخيل في مقابلتنا» لا نستطيع الجروب ولا بحد ما یسترنا عنم فأخذنا إليهم الطريق › فأخذوه إلينا. فلا وصلنا إليهم › حلقوا وکنت أقراً الآيات الق علمنيها الجي. وكان على تلك الخيل أمر فتكلم إليناء فتطلع وتصعد فینا ببصره من فوق إلى أسفلء حتى غشيني لعاب فرسهء والكساة الأنطاكية على فسالنا: من أنتم؟ فقلنا له تلامذة. فقال› امضوا عل طريقكم راشدين . قال وکنت توفعت أن يقول لي دع الكساة فخلصنا الله مہم فكانت تلك الحصباء معنا حت وصلنا ہا إلى بلاد ولم یوکل لي مقدار قید قط . وذكر يعقوب بن أبي القاسم ان أبا الحسن» فلم( كان تعلم عند بكر رصي الله عنه س فمكث فيهم سنين عدة فاضيا عليهم يحکم بینہم بالعدل› ووقعوا فيه عند الشيخ › وکثرت الشكوى في أمره. (9) وصف الإدريسي تيقيوس (تقيوس) بأنها مدينة تبعد عن الحمة بنحو عشرين ميلك وهي مدينة عامرة لا غلات الحناء والكمون والكروية وبها نخل وتر وجملة بقول طيبة ناعمة. وبين تيقيوس وقفصة مرحلة. الادريسي (ص 104). (10) راجع طبقات الدرجيني (381/2) الذي نقل معظم أقوال أبي زكرياء في هذه الفقرات» وقد خصص الشماخي بضعة أسطر في سيره للحديث عن أبي ال جسن أفلح المادغاسني› وقال عنه انه کان «شيخاً عالاً وإماماً حاكئاء أخذ العلم من الشيخ حوبن اللؤلق وكان صديقاً لأبي عبد الله محمد بن راجع السير (ص 519-518). 276 تلك الناحيف› فاجتمعوا عليه وحلقوا حلقة وسکتوا طويلا. قال لحم الشيخ› سکتم (وقد) اشتکیتم باي الحسن. فقال فقال الشيخء ياأبا أكان ذلك؟ قال له نعم. ثم قال م الشيخء ثم ماذا؟ قالوا حكم على رجل بصداق امرأته بغير إقرار ولا شهادة . فقال له أكان ذلك ياأبا الحسن؟ فقال لف نعم. فقال لحم الشيخ. ثم ماذا؟ قالوا اختصم عنده رجلان في أمر الشفعةء فأبطلها الشفيع الذي ادعاهاء فقال لهء الشيخء أكان ذلك يا أبا الحسن؟ قال نعم . قال لحم الشيخ› ثم ماذا؟ قالوا مات رجل من بني ورتيزلن بقرية يقال ا عين الحمارء فاکل وصيته. فقال له أكان ذلك يا أبا الحسن؟ فقال له سأخبرك بما فعلت فيها. نم قال لحم ثم ماذا؟ فلم يجدوا ما يزیدونه ولا ينقصونه . ثم قال أبو الحسن» ياأباعبد الف هل يثبت الحاكم الخصومة في أرض اللشاع؟ فقال له لا. فقال له أبو الحسن» إن هؤلاء القوم حين دخلت هذه البلاتء شهد عندي خيارهم ان مابين الموضع الفلاني إلى الموضع الفلانيء لبني فوقعوا فيه فصاروا يعمرون ف ذلك الشاع؛ وهم الذين أثبت الخصومة بينهم. 277 ثم قال أبو ال حسن» ما تقول» يا شيخ في رجل أقر بالنشوز» هل یحکم عليه بالصداق؟ قال الشيخء نعم. فقال له أبو اختصم عندي الخير بن فسار وامرأته تزوراغت» فأقر الخبر بالنشوز فحكمت عليه بصداق امرأته . العامة› هل يحكم فيها القاضي بالشفعة لبعضهم دون بعض؟ قال الشيخ › لا. فقال له أبو ان رجلين اختصا عندي في نخلة على مجری العامة :فطلبها رجل من تلك العامة بالشفعة ممن اشتراها من صاحبهاء فلم أحكم له. ثم قال أما أمر الوصضيةء فان الرجل الذي مات من بني ورتيزل قد استحلف عل وصيته فجاءتني في أمر الوصية ٠ فقالت لي : آرسل معي من يعلمني كيف أنفذ الوصيةء فأرسلت معها الصبيء وهو ابني› وبلغني أنها تصدقت عليه م تلك الوصية بربع شاة حم فلم أره ولم اکله. ثم قال ياشيخء لي إليك كلام أريد أن أبلغهء فقال له دع عنك كلامك» فحلف له أن لا يدخل قضاهم من حين ذلك إلى سبع سنواتء فصاح عليهم الشيخ فتفرقوا كل في جهته. فنقال الشيخ ليعقوب بن ابي القاسم› إدرك أب الحسن واردده . انتظرني و(کان) ذلك في أول الليل . فانتظرته حتى أصبح› فلم حرج ثم إلى غروب الشمس» فلم يرج ثم حتى الصباحء فخرج إلي. 278 قال يعقوب» فقمت إٳليهء فقال لي من هذا؟ ٹم قال وأنت قاعد هنا إلى الآن؟ فقلت له أجل. فتودع الشيخ مع أ ي الحسن› ۽ ثم قال لي منذ دخلت عنك إلى وقتي هذا م يفتر لساني عن مسائل الأحكام ولم ينقطم إل إذا قمنا إلى الصلاة. فلا يقوم بسؤال العالم إل العام مثله. ثم قال: هيهاتء إن جيرانك يتصارعون مع من لا يقدرون له على شيء. الشيخ أبا عبد الله وصلٰل إلى أحروان (هو) وأصحانه دات مرة» وأحضرت حم موائد الطعام . فوضع الشيخ يده عل المائدة الق وصعت ٺين يديه فوجد عليها ودك عجز شاة من اللحم ثم قال لرجل قم وتامل الموائدء ان كان عليها مثل ما على هذه. فام الرجل فمتشها . فلم يجد عليها مثل ذلك ؛ فرجع فأخبره» فقام الشيخ › فترك الطعام . وبلغنا عنه حين خرج من وارجلانء وصل إلى تين بامطوس» (حیٹث) أرسل إليه رجل من ورجلان باللفائف وشيء من الجمار فاي أخذ اللفائف وقال: هذه ترجم إلى صاحها فردها وقال: وما بحن والحدايا؟ فأكل الجمار. وذكر علي بن يعقوب قالء رأيت في منامي بعد موت الشيخ أي أتیت إلى تين يسلي وسالت روج الشيخ عن فقالت قد خرج. تحن في ذلك إذ أقبل على فرس حسن أدهم» )11( ف الأصل : وكیف. 279 یا شيخ عاد لست بماض. فقال الشيخ › تركته للناقضين الذين يموت الدين على أيدهمء ثم توجه إلى ناحية اللشرق. وبلغنا عنه أنه أرسل بوب بن الشيخ وأبا بكر بن محمد رضي الله عنما ليشتريا له خادماء فاشترياها له فلم علم صاحب الخادم لمن يشتريانهاء نزع لما من الثمن خمسة دنانیںي واشترياها وأتيا بها الشيخ› وأخبراه خبرها وما فعل صاحب الخادم ي الخمسة دناني فردها وأبي أخذهاء تحرجاً منه» ‏ رضي الله عنه . 280 سلیمان بن لف الز اق وكان أبو الربيعمء سليمان بن يلف ممن تعلم عند الشيخ أي عبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه . فلا تعلم عنده الأصول وبلغ بها مبلغاً عظيماً توجه نحو جربة. فلم انتهى إليها يريد تعلم الفقه عند مشائخ بني يهراسن» أبي محمد وأبي زكرياءء ويونس» وأبي بکر بن حى ‎ »‏ رضي اللہ عنہم ہے وجدهم في زمان الاشتغال وتكلموا فيا بينہم إل يدعوه وحده في امسج فاتفق رأيهم على أن يعملوا له كل يوم من يقعد مع فكانوا يتداولون عنده يوما فيوماء وکان يستفید من کل واحد منم . (1) ترجم له الدرجيني في الطبقات وصنفه ضمن الطبقة العاشرة (سنة 500-450) ووصفه بأنه «الأصولي الفقيهء الزكي النبيه. .. وخرج من تلامذته كل نجيب» وقيد عنه كل جواب مصيب». وأكثر ماذکره عنه منقول عن أبي زکرياء . راجع الطبقات (429-425/2) ومثل أبي زكرياء روى عنه أبو الربيع الوسياني كثيراً ما أورده في سير مشائخ لغرب (النسخة المحققة 69/2) وقال ان أبا الربيع سليمان توفي في سنة 471 ه» وهي السنة التي ذكرها الدرجيني أيضاً لوفاته . وأما أبو زكرياء الذي يسجل وفاة أبي الربيع في هذه الترحمة فإنه لا يذكر سنة وفاتهء وأنه لمن غرائب الصدف أن هذه هي السنة الي توفي فيها أبو زكرياء نفسه ب وكذلك خصصن الشماخي مکاناً بارزاً في سيره لترجمة أبي الربيع سليمان بن يخلف. راجع السير (ص 412 وما يليها) . 281 ثم إن التلامذة قصدوا إلى أبي محمد ويسلان ليتعلموا عنده الفقه وكانت الحلقة عليه وكثروا وكان فيهم من يتعلم عند الشيخ أي عبد الله محمد بن أبي بكر رضي الله عنه ‏ مسائل الحجة اتر ئي الأصول ويريد تعلم الفقهء فقصد عند أبي محمد ويسلان (عدد) منم بو بو سليمان بن يلف ويعقوب بن يغلي ومصالة بن ممن اجتمعو من بلاد شتی فکانت مشائخ بني بہراسن يجتمعون م وم ويؤيدونهم على عزمهم (تعلم) على الكلامء وهم أولاد الشيخ أي زكرياء والشيخ أبي بكر بن يی . ثم إن المشائخ المذكورين من بني بهراسن اهتموا بهؤلاء الفتيان الذين أرادوا تعلم علم الكلام› فأرسلوا إلى النفر الذين تعلموا عند الشيخ أي عبد الله محمد بن بكر رضي الله عه »٩ رسولاً يرغبهم ف القعود للفتية الذين أرادوا علم الكلام ويحببونهم إليهم . فلا وصل إليهم الرسولء أخبرهم با أرسله إليهم به الشيخ وراد فتکلم أحدهم› فقال نما جئت لأتعلم عند الشيخ أي محمد ويسلان ولم ات لأعلم غيري. وقال له الآخرء مثل ذلك. فقال شم ابو الربيع › رضي الله عله »٩ ما أناء فلا أشترك معكم في هذا الرأي . فرجع الرسول إلى فأخبرهم با قال كل واحد منهم . ثم إن المشائخ اجتمعوا بالفتية فأخبروهم بجواب القوم . فقال طم (2) ترجم له ولفلفول بن يحيى الدرجيني في الطبقات (453-451/2) وقال ان لكل واحد من هذين الشيخين «ماثر وفضائل تحلدة في بطون الدفاتر» وكذلك ترجم له الشماخي في السير (429-428) ولكن معظم مادته مأخوذة من طبقات الدرجيني . 282 ولا تطلبوا الراحة وتثل لم بقول الأولين . ۸ ثم إن ي اجتهدوا ‏ غاية 7 وکان ‎e‏ يحضرون ویسلان› رضي 1 عند ہے فیجد ص يتللا . شجرتان من الحروف (؟). وکانت القلية موصعم حلقة أي محمد ويسلان› والشمالية مہا أصحاب الكلام وال حجة . ثم انتقلوا إلى المسجد الكبين وكثر أصحاب فاجتمع إليهم من أهل البلد وغيرهم کٹير. فلا رأى الشيخ أبو محمد كثرة أصحاب الكلام وقلة انتقل بهن يتعلم عنده الفقه إلى بيت قبالة المسجد وكانوا يتعلمون فيه . وكانوا على حالم ذلك حتى أرادوا الخروج إلى الجبلء فخزجوا كلهم . فلا رجعوا من الجحبلء قصد أبو محمد إلى جربةء وقصد الشيخ أبو الربيع إلى تمولست» فاجتمعت جموع زنزفة وزناتة ولايةء فايدوا الشيخ بها قدروا عليه فمكثوا فيها ما شاء اللهء وكانت تمولست طريق الغرب في الغرب من طرابلس إلى افريقيةء وكانوا في خوف شديد فبلغ ذلك أبا القاسم يونس بن أبي زكرياء رضي الله عنه سے فارسل إلى لى الشيخ أبي الربيع وتلاميذه رجلا قاصداً | إليهمء فحجر عليهم إل يقعدوا في تمولست من أجل الخوف» فقالوا: نحن في أمانء وسليمان وتلاميذه في 283 لئلا يکسروا نهي الشيخ أي القاسم. ثم انهم اجتمعوا عليه بعد ذلك ومضى بهم إلى جبال زنزفةء وقصد بهم إلى قلعة بني علي وكانوا في غار فكثر التلامذة حتى (لم يعد) يسعهم الغار الواحد فانتقل بعضهم إلى غار اخر فكان الشيخ ليلة عند هؤلاء وليلة عند هؤلاء. ثم انهم أرادوا زيارة أهل دعوتهم» فأرسلوا إلى هل جربة ئي ذلك؛ فلحقهم بعضهم قبل أن يخرجوا من الحبلء فساروا حتى وصلوا إلى قسطاليةء وذلك بقية سنة تسع وأربعين ووصلوا قنطرارة فخرجوا منہاء وكان معهم رجل من نفطة خرج من مذهبه الى اهل الدعوة›ء واسمه عمران بن علي. بلغني عنه أنه قال للشيوخ › وددت لو أنكم ركبتم البغال فجاء ذلك الرجل المسمى إلى أبي الربيع بكسوة ليلبسها فأى أن يأخذها. وسار الشيخ ومن معه حتى وصلوا إلى أسوف فاراد أهل أسوف أن يلزموا المشائخ فقال الشيخ خليفة بن عمارق خفت أن يقطعوا بنا وأن يحبسوناء ولا يصيبوا هنا إِ ما يكرهون. وقال الشيخ أبو الربيعء اصبروا حتى يأتي أقوام مرادكم على مرادهم . فمكڻوا في أسوف ما شاء الله ٹم خرجوا منه فساروا حتى وصلوا إلى وغلانف فأخحذوا منه حت وصلوا إلى غماسين› فاستعجل المشائخ المسيرء فتعلق إليهم أهل البلد في القعود عندهم . فلا نظر الشيخ أبو عبد الله محمد بن بكر س رضي الله عنه ‏ إلى 284 تعجيل الشيوخ وكراهيتهم للقعوت قال لأهل المنزلء مهلا ليس شيء أحب إلى نفسي من أن يأكلوا طعامي . وموافقتهم أحب ٳِلي من ذلك . ابن عمارء هذا الذي أقول لك في أسوف. ثم ساروا من عندهم › فكل من ساروا عليه وجازوا به من المشائخ جاءوا به حتى وصلوا ورجلان . فل قر بوا من حير ورجلان اجتمع المشائخ وسن مهم من التلامذة› ونہوا عن فعل مالا ليق فحدوا لأنفسهم حدودأ إل يتکلموا ف أمور اهل ورجلان إل عل وحه الزيارة من المواعظ والأمر باللعروف عن المنكر والاأقامة بح الله تعالى . فنہوا عن الأخلاق الدنيئة وأخلاق السو وکل ما يدنس دين الله وما مجر إلى تدنيسه من المطامع . فلا وصلوا إلى ينجوساء اجتمعت إليهم جموع آهل ورجلان وخيار أهل الدعوة› حى قال قائل › يجتمع من آهل الدعوة ومن الأخياںر مثل| اجتمم هذه المرة في بلد من البلدان في ذلك العصر. وكانت مشائخ تين بامطوس» اشتكوا إلى المشائخ أمر خليفة بن برارةقء وأنه منع الحق عنهم ويفعل الباطل (وكذلك) اشتكوا إليهم أشياء (أخرى) كثيرة. جماعة لمان مصافحتي فصار ي يتوب ااه ونژ م عن ن داپته. فلا وصلوا إلى طرف السبخةء طلبهم بالدخول و(قال لمم) إنه سيفعل ما يريدون. فاشترطوا عليه أن ينزلوا بطرف المنزل. حتى يرضيهم 285 من نفسه فنزلوا على عين بحد المنزل. فتحروا هم ثلاث نوق» وانتظروا خليفة أن يأتيهم ليعطيهم الحق من نفسهء فلم يأتهم وامتنع عن إعطاء الحق. فخرجوا وتوجهوا نحو وارجلانء فلا وصلوا السبخة التي وراء بعمون» تلقاهم جموع أهل ورجلانء كلهم بأمرائهم وسلاحهم وهيئتهم. (وكذلك تلقاهم) من يليهم من منازل وارجلان بعدة عظيمة عجيبة حتی قال قائل ٥ أر مثل هذه العدة في صنهاجة ولا في غيرهاء فقصدوا مسجد الشيخ ابي صالح جنون بن يريان؛ ‏ رضي الله عنه ے فأخذوا على منازل سدراته أجمع . فإذا دخلوا منزل اجتمع إليهم أهلء فيأمرونهم بالمعروف واتباع سيرة أوائلهم وبإقامة حقوق الله عليهم . وكان ذلك حالم من ورجلان (حتی خرجوا) متوجھین لی بلادهم » فأخذوا على ناحية . وقد كان الشيخ أبو القاسم سلیمان بن رضي الله عنهە س حين سمع بخبر الشيوخ مقبلين إلى أرسل إلى غنمه باندرار و (کان) له بہا غنم کٹیں وأمر رسوله أن يأ بأسمن غنمهء فوصل الرسول إلى اندرار فتباطاً في سيره ولم يات حتى خرج المشائخ من وارجلان . (وبعد وارجلان) نزلوا فأخذهم المطر بها ولم يتجه لمم السينء فمكثوا حتى جاء رسول الشيخ وقد اختار ماكان فيها فلا و لى أخذوها وذدبحوها وأکلواء ودخلت عليهم سنه مسين وأربعمائة من التاريخ في البكرات. 286 مضت جاعة الشيوخ متوجهين إلى بلادهم. فلا جاوزوا حد سماطس» (توجه من كان يقيم) بقسطالية إليها وما وراءهاء وتوجه الطرابلسيون إلى ومضى أبو الربيع سليمان بن يخلفء ‏ رضي الله عنه ‏ إلى زنزفة. ثم ان انتقل من الحبل إلى تمولست. ثم إن التلامذة طلبوا ُن يدون لحم دیوانا من تاليف ووضعهء فلم ينعم 1 بذلك . فمكڻوا ده ويلا يراودونه على ذلك وهو ياي لحم 4 فوا في الطلب» فا زال حتى أنعم لحم وأجابهم إلى ذلك على کره. ثم إن إبراهيم بن إيراهيم( رأى رؤ يا أن جماعة التلامذة أخذوا الشيخ أبا الربيم فنقبوا صدرء فنزعوا منه قصعتين من عسل. فلا انتبه من منامه» هاله ذلك وأقلقه حتى ظن بالشيخ أنه يوت عن عجلة قبل ان يصنع لم شيا ومضى إلى قابس فسأل عن معبر الرؤياء فاطلع عليه. فلا راه سأله عن رجل أخذ قوم ينقبون صدره فاستخرجوا منه قصعتين من عسل . فقال له المعبر إن كان تاجراً صاحب مال فانه يستخرج منه المال كرها. فقال له إبراهيم» ليس بصاحب مال. فقال له المعبر» ان كان عالاً فيستخرج منه العلم كرهاً. قال له: ذاك. . فرجع إبراهيم إلى الشيخ والتلامذة فأخبرهم خبر الرؤ ي با وما کان من شأنهاء فالحوا على الشيخ في الطلب في تنظيم فأخذ کبیر تلامذته الواحاً فافترقوا على تأليفه. فإِذا قام من مجلس وقد نظم لحم فنوناً من العلمء يؤلفون كل ماجاز في مجلس حسبا سمعوا منه. فما استفضوا كثيراً من محالسه وقد ألفوا ألواحاً كثيرة أتوا ها (3) راجع أخباره في طبقات الدرجيني (413/2 و428 و439). 287 فعرضوها عليه فطائفة منم أسقط ألواحها كلها وطائفة أسقط كثيراً منباء وطائفة أثبتها. تم عرضوها عليه مرة بعد مرة» ومکٹوا زماناً يعرضون عليه (الألواح) ينقص ويزيد منهاء حتى حققها وأمر بتدوینهاء فكانا دفترين يقال لأحدهما الآأولء الثاني . ومكث الشيخ وتلامذته في تمولست» ماشاء الف ثم خرجوا منہاء وكانوا عرضوا الكتب على الشيخ أبي عبد الف محمد بن سدرين» فلم يزد فيها إل حرفين. ومضى سائر التلامذة إلى الجحبل وبقیت منم فلا کان أوان رجوع التلامذة من الحبلء رجعوا إلى تمولست فمكئوا (فيها) سنتهم . واتصلت الأخبار إلى الشيخ وتلاميذه أن منجا بن عقيل أراد وأرسلت بذلك بنو بهراسن إلى الشيخ. فكانوا كذلك إلى ذات يوم غدوةء عند فراغهم من الصلاةء فطائفة أخذوا في القراءةء وطائفة يأخذوا بعد في القراءةء إذ سمعوا صيحة حول تمولست. ابتدرت التلامذة إليهم بالرماحء فجاز بعضهم على بعض. فلا وصلوا الصيحة› وجدوا منجار بن عقيل في خيل مغيرة على اهل تمولست وقتلوا رجلا من التلامذة يقال له زيري الرنداجيء فهربت التلامذة الغار فلا وصلوا إلى باب الغار تراموا عليهم» فانحجزوا فيه والشيخ أبو الربيع خلفهم › فأدركه العرب ونزعوا كسوته وجرحوى رحمة الله عليه ثم انتقلوا بعد إلى موضع يقال له توتیں فنزلوا فيه بالخیل» حتی صار منزلاً وماوی للعزابة› فجرى فيه العزم والاجتهاد أجل قدره الف حتی فشی خبره وسمع ذکره في الخين فأحيوا فيه السنن وأقاموا سير من كان قبلهم من أهل الدعوة حتى توفي فيها أبو الربيع سليمان بن يخلفء ‏ رضي الله عنه وعنہم ‏ أجمعين› وغفر لم ولنا وتاب عليهم وعلينا إنه هو التواب الرحيم والحمد لله رب وصلى الله على سيدنا محمد واله. انتهى الكتاب 288 اللراجع 1 س المراجع العريية تحقيق ٠ (Î) (ب) الاباضية في الحريد لصالح تونس 196. الأباضية ي موكب التاريخ؛ لعلي يى معمر 3 أجزاء 1964. اثار البلاد وأخبار العباد لزكرياءء بن محمد القزويني› بيروت»› 1969. الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الاباضية لسليمان البيروني» المطبعة البيرونية (الحزء بدون تاريخ . أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثبى في خمس محلدات› مصر 1280 ه. الاصابة ي تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني› 4 يجلدات› مصر 1358 ه. أعمال الاعلام فيمن بويم قبل الاحتلام من ملوك الاسلام للسان الدين بن تحقيق احمد مختار العبادي وابراهيم الكتاني. الدار البيضاء› 1964. الأغاني لأي الفرج الأصفهانيء طبع الساسي في 21 جزى مصر 1353. أمالي المرتضى للشريف علي بن الحسين العلوي» 4 يجلدات. طبع مصر 1325. الأنوار السنية في نسب من سجلماسة من الاشراف (مخطوط محفوظ بال خزانة العامة بالرباط) . الأنيس المطرب القرطاس لاين أبي زرع؛ طبعة فاس 1305 ه. , البدء والتاريخ المنسوب لأحمد بن سهل 6 أجزاى طبع شالون› 1916. بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد ليحيى بن تحقيق الفرد بيلء جلدان› الزائ 1903. 289 )ج( )جح( (۵) )۵ذ( البيان الملغرب في اخبار الأندلس والمغرب» تحقيق كولان وليفي 4 أجزاء بيروت»› 1948. البيان والتين للجاحظ› 4 أجزاى مصر 1369-1367 تاج العروس من جواهر القاموس ل محمد مرتضى الزبيدي › ف عشرة محلدات › طبع مصر› 1307-1306 . تاریخ الأمم والملوك لابن جریر الطبري ف 1 جز طبع مص 1326 ه. تاریخ ابن الصغر المالكي › طبع وتحقیق الملستشرق دوموتلینسكي › أعادة الطبع ف ‎LesCahiers de Tunisie (Tome XXII) 1975‏ , تاريخ الخميس في أحوال انفس نفيس» لحسن بن محمد طبع مصر؛ء 13 . تاریخ الدولتن الموحدية وا لحفصية محمد بن ابراهیم اللؤلؤي المعروف بالزركشي › طبع تونس 1289 ه. تاریخ اليعقوبي لأححد بن اسحاق اليعقوبي › 3 أجزای طبع النحف 1358 . جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي› طبع مصر 1952. حاشية الجامع الصحيح؛ تأليف عبد الله السالي طبع مطبعة الأزهار البيرونية . الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية للسان الدين بن الخطيب (؟) طبع تونس» 1 . الحلة السيراء لابن الابار في جزأينء طبع 1963. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني في عشرة محلدات؛ مصر 1 ه. 1. الديارات للشابشى› بغداتى 1951. دائرة المعارف الاسلامية الطبعتين الفرنسية والانجليزية. الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة لعلي بن بسام 3 أجزاى طبع القاهرة 1364-558 ه. 290 (ر) )ر( (س) ( س ) ( ص) ( ض) (غ) (ف) رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار) طبع مصر 1322 ه. رحلة تحقيق حسن حسني عبد الوهاب» تونس 1958. رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان بن محمد تحقيق وداد طبع بیروت» 1970. زهرة الآأس في بناء مدينة فاس طبع الجزائر 1923. سلم العامة والمبتدئين لعبد الله بن يى البيروني؛ طبع مصر 1324 ه. سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس فيمن اقبر من العلاء والصالحين بمدينة فاس لمحمد ابن جعفر الكتاني› طبع فاس 6 . السير لأحمد بن سعيد الشماخىء طبعة حجرية (قسنطينة؟). سیر مشائخ المغرب لأبي الربيع الوسيانيء تحقيق اسماعيل العربي. شذرات الذهب لابن العماد الحنبلى› 8 أجزاى القاهرة 1350 ه. صبح الأعشى في صناعة الانشا لأبي العباس القلقشندي› 14 جزءل طبع مصر 1338-01 . صفة اللغورب وأرض مصر والسودان للشريف الادريسي › تحقیق دوخويه ودوزي » ليدن 1866. صحی الاسلام لأحد امین ف 3 أجزایى طبع ار الكتاب العري› بیروت . طبع قسنطينة 1974. طبقات ابن سعل 8 أجزایى طبع ليدن 1 ه. غاية النهاية ف طبقات القراء لشمس الدين الجزري› ف جلدين› طبع مصر 1951 . فتوح مصر وأخبارها لابن عد طبع مصر؛ 4 . فجر الاسلام لأحمد امن طبع بیروت . قلائد العقيان للفتح بن خاقان» طبع باريس . الكامل لابن الأئر 12 جزع تحقیق طور برج اعادة الطبع بہبیروت ١٩ 15 . 291 )م( (2) الكامل في اللغة لأبي العباس البرد في جزأين› طبع مصر 1333 ه. كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار للكاتب المجهولء تحقيق سعد زغلول عبد طبع الاسكندرية› 1958. كتاب ال حغرافيا لابن سعيد المغربي؛ تحقيق ونشر اسماعيل العري؛ بيروت 1970. كتاب العبر لابن طبع 7 أجزاء 1284. كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصىء طبع القاهرةء 1312 ه. كتاب المغرب في ذكر بلاد افريقية واللغرب» لأبي عبيد البكري تحقيق طبع باریس 1965. تختصر كتاب البلدان لأبي بكر تحقيق ليدن 1885. اللختصر في اخبار البشر للملك المؤيد اسماعيل ابي الفداء طبع بيروت» 4 أجزاء. مراة الجنان وعبرة اليقظان لمحمد بن عبد الله ابن سليمان عفيف الدين اليافعيء طبع بيروت» 1338. مراصد الاطلاع على اسءالأمكنة والبقاع لعبد المؤمن بن عبد الحق في ثلاثة طبعة ليدن 1854-1852 . مروج الذهب ومعادن الحوهر في 9 أجزای طبع باریس 1861 . اللقتضب من تحفة القادم للبلفيقي › طبع بیروت . معالم الامان في معرفة اهل القيروان لعبد الرحمن بن محمد 4 أجزاءء تونس 0. معجم البلدان لياقوت الحموي»› 8 أجزاى طبع مصر 1325-1323 ه. معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لعمر رضا كحالة ثلائة اجزاى دمشق› 19 . معجم الملطبوعات العربية والمعرية لیوسف الیان طبع مصر؛ 1928. الللل والتحل للشهرستاني محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في ثلاثة أجزاى طبع مصر 1320-1317 . المؤنس في اخبار افريقية وتونس لابن ابي دینار تونس 1967. ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي في 3 مجلدات طبع مص 1323. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب لأحمد تحقيق احسان عباس طبع 1968 . نهاية الأرب ني معرفة انساب العرب للقلقشندي› طبع بغداد. نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري. طبع منه في مصر 21 جزءاً. 292 (و) وفيات الأعيان وانباء ابناءالزمان لابن خلكان؛ في 8 محلدات؛ تحقيق احسان عباس » طبع دار الثقافة بیروت . 293 u المراجع - مقالة «إياضية» لدوموتلينكي في دائرة المعارف الاسلامية (الطبعة الأولى). مقالة وإباضية» لتادوزليويك في دائرة المعارف الاسلامية (الطبعة الثانية) . مقالة «الخوارج» لليفي دلافيدا (الطبعة الأوى) . — Basset (R), la Zenaha du Mzab et de l’oued Right, Alger, 1898. — Basset (R). Les Sanctuaires du Djebel Nefoussa. —— Basset (R), Note sur les Chaouia de la province de Constantine, Paris, 1897. — Colvin (L), Le Maghreb central û l'époque des Zirides, Alger, 1957. — Dureau de la Malle, Esquisse Générale sur Afrique Ancienne, Paris, 1852. — Fournel, les Berbères, en 2 vol., Paris 1875. — Gautier (F), le Passé de I’'Afrique du Nord, Payot, 1952. — Marçais (G.), les Arabes en Berbérie, Paris, 1913. — Motylinski (A. de), les livres de la secte Abathite. (مجموعة الأبحاث الي نشرت ضمن اعمال مؤتمر المستشرقين الرابع عشرء ص 409 وما يليها) . — Wellhausen (I), Die Religios — Politischen oppositions, parteis in Alten Islam, Berlin, 1901. — Xavier de Planhol, les Fondements Geographiques de l’Islam, Paris, 1968. 294 فهرس عام لأساء الأشخاص والأماكن رأ( ابراهيم (بن احمد الأغلبي): 155› 161 ابراهیم (بن ابراهيم): 223 287. ابراهیم (بن بلال): 242. ابو بكر (بن أفلح): 146. أبو بكر (الصديق): 52 53. 91. أبو بكر (بن محمد): 280. أبو یکر (بن يجی): 282. أبو بكر (بن يوسف) : 159 . أبو القاسم البغطوري: 158 196. أبو القاسم (بن ورقون الويلي): 265. بو القاسم العبيدي : 4 174 7. 178 180 181. أبو القاسم يونس: 283. أجج (سوق): 71. أجناون: 123. أحراون: 279. أحمد (بن خيران): 241. أريصة (ريصة): 151. 152. أزلفان: 173. إأزداجة: 20. الاسكندرية: 160 . اسماعیل (بن درار): 14ء 54 56 0. 133. اسماعیل (بن زیاد): 16. اسماعيل العبيدي: 164› 183 186. اسماعيل النفوسي : 16ء 117. أسوف (واديې سوف): 244 249 4 285. أفلح (أبو الحسن): 276 277 278. أفلح (ابن العباس): 156 157. افلح (بن عبد الوهاب): £19 40 96› 9 127 129 136 146 19 . أفودان: 218 . إلياس (أبو منتصور): 153-149› 214 7. أندرار: 286. أوراس (جبل): 20ء 178 . 295 إيدرف: 129. أيوب (بن العباس): 102 107› 19 . أيوب (أبو الحسن): 120. أيوب (أبو الأنصاري: 6 7. إيوان كسرى: 43 47. (ب) باغاي : 214 217. بجاية: 20. البخت (أم): 268. برقة: 17. بغداد: 44 265 141 155. بغدوس (بن عطية): 85. البكري: 52 53. بلجين (بن زيري): 223 230. هرام : 7 54. و (ت) تابدیوت: 193. تاصورت: 165 . تاهرت (تيهرت): 20 35 48. 81. 83 90 92 98 103 105 3 119 120 125 127 6 151 155 169 170 18 . تاورغا: 68 78. تجدیت: 232. تلالیت: 114. تلمسان: 19 . تلتماجرت: 219. 296 تمولست: 24 263 268 283 7 288. تيم (قبيلة): 12. تناوتة : 169 . توزر: 164› 0. 243. توتير: 288. تورنو (لو: 30. تونس: 17ء 20. تيززاج: 159. تيقيوس: 241 264 276. تيماسين: 284. 193 177 2 تيمتي (موضع): 8 135. تين بامطوس (موضع): 7 279 25. تين يسلي (موضع): 272 279. )ج( جابر (بن زید): 10ء 11ء 12 15ء 3 144. جابر (بن عمار): 270. جرية (جزيرة): 136 151 152 9 200 214 230 251 3 254 259 263 269 1 284. الجريد: 18ء 21. الجحزيرة العربية: 6. الحزائر: 14. جعفر بن أي طالب: 46. ابن الجمع : 193. جنون (بن يمريان): 172 189 191 5 246 253 286. )ج( حاتم (أبو الملزوزي: 218 35. الحارث (بن تليد): 16. الحامة: 209 265. الحجاج (بن يوسف): 8ء 11 12. الجحجاني: 5 167 168 170 3 188. الحجاز: £46 49 51. حرورة (قرية): 5. الحسن (أبى: 123. حسن وريجوج: 219. حسنون (بن أیوب): 205. حضرموت: 14. حمزة (ابی: 133. حمزة 133 . حو (بن لۇلۇ: 190 247 276. حنين (بن ویجبتين): 237. الحيرة (بلاد) : 5. (خ) خالد (بن الوليد): 45. خراسان: 12. خزرون (بن فلفل): 218. خلف ربن الحبيب): 123 126 130-8 134 135. خلف ربن أحمد): 252. خلف (بن السمح): 9 120 252. خليفة (بن عمار): 284 285. خليفة (بن برارة): 285. )د( داود (آبو) القبيلى: 14. داود (بن يوسف) : 3. دجلة (نر) : 6 4 47. دمر (جبل): 24 114. الدرجيني : 7 28. دوسر (بنت يوسف) : 19 . الدينور: 43. )ر( الربيع (بن حبيب): 2 15ء 90 97 15. الربيع (أبو الوسياني: 205.27 213. ریغ (أريع ‏ وادي) : 0 218 266 270 (2) الزاب: 20 215 218. زکریاء بن أي بکر: ک 6 8 0 23 18 19 (وفي کٹر جدا من صفحات الكتاب) زكريا (بن أبي زكرياء): 218 260. زناتة: £16 20 230 274. زنجبار: 14 . زنرفة: 287. زواغة: 151 252 256. زويلة: 248. زید (بن اي اسلم): زید (بن ثابت) : 91. زيري الرنداجي : 28 . 297 (س) سبتة: 210. سجلماسة: 34 2166 2167 169 0 193 194 206 209. سدراتة: £20 64 172 286. سطيح: 46 47. سطيف: 17. سعيد بن زنغيل (أبو نوح) : 0 207 60 214 218 220- 222 6 229-227 232 233 249-5 253 263. سعيد (بن وستيم): 139 141. سعید (بن یحی ) : 260 سفاقس : 259. سلمان الفارسى : 48. سلمة (بن سعد): 15ء 41. سليمان الباروني: 28. سلیمان (بن داود): 26. سليمان (بن زرقون): 176 193 5. سلیمان (بن موسی): 286. سليمان (بن مخلف): 23 71. 186 3 204 218 224 232 3 258 264 267 268 3 281 283. سماطة: 178. السمح (بن عبد الأعلى): 120-118› 10. سيجا (بن يوجین): 251 252. ۵ (س) الشام : 46. شعيب (بن المعروف): 90. 91. 96› 97. الشكاس رأبد اش): 203 204. الشماخي: 27ء 28ء وفي صفحات كثيرة .من الكتاب. (ص) صبرة : 184 . صفين: 5. صقلية: 35. الصين: 15. رط( طرابلس: 21-16 57 59 63 65 798 97 114 116 121-8 145 151 155 4 265 267 274 283. )ع( عاصم السدراتي : 54 62 63. عائشة (أم المؤمنين): 50 53. عاتكة (بن المهلب): 12. عباد (بن علقمة): 8. عباد (ابن): 115. العباس (أبو أيوب): 134 135. العباس (بن مرداس): 51. عبدالجبار (ابن قیس): 16. عبد الحميد (أبو عبيدة): 126-123 131-8 137-133. عبد الرحمن بن حبیب: 16ء 70. عبد الرحمن (بن ملجم): 7. عبد الرحمن (بن رستم): 12 14 17 408 56-5442 65 73-70 84-1 86. 90. عبد الله 34. عبد الله (بن إباض): 9 10 40. عبد الله (بن خباب): 6. عبد الله (بن الخ 158. عبد الله (بن الربيع): 14. عبد الله (ين الزبير: 8. عبد الله السالى: 10. عبد الله (بن العباس): 65. عبد الله (بن عقيبة): 65. عبد الله (بن قتيبة): 48. عبد الله (بن مسعود): £16 53 88. عبد الله (بن وهب): 5 211. عبد الله بن زرزتین: 247. عبد الله (بن يزيد): 240. عبد الله (بن يحجی): 132 271. عبد الله (بن يى الكندي): 271. عبد الوهاب (الرستمى): 19ء £71 86› 7 107-89 127-114. عكرمة (بن عبد الله): 15ء 41. عبيد الله (المهدي): 34 167-164 174-0 . عبيدة 215-12 42 55 58. 83 . عبد الأعلى (بن السمح): 17 18ء 54 70-61 £73 78 82. عبد المسيح (بن عمر): 47-45. عبد املك (بن مروان): 12. عثمان (بن عفان): 52. العراق: 45 54. عرفة (ابن): 146 . العز (بن محمد): 190. علي (بن أي طالب): 7-5 52 91 164 170. علي (بن یحجی): 199. عل (بن يعقوب): 274 279. عمان: 14 15 83. عمران (بن علي): 284. عمران (بن مروان): 85 عمر (بن الخطاب): 48ء 51 74. عمرو (بن العاص): 51. عمرو (بن بحر) الحاحظ: 43 47. عمرو (أبوق: 25. عمرو (بن ميمون): 216. عمروس (بن فتح): 157 269. عیسی (بن ریعان): 21. عیسی (بن عمير): 88. )غ( الغاية (امرأة): 206 233. غرداية: 26. غمارة : 20. (ف) فارس (البلد: 49. فاس: 167 . فاطمة (بنت الرسول): 164 170 . الفضل (بن أبي يزيد): 187-185. فلفل (بن يجی): 282. .263 258 3 (ق) قابس: 16ء 182 227 287. ابو القاسم (بن يزيد): 34. قديد (موضع): 132. قسطالية (قسطيلية: 20 36 177 9 196 204 212 236 7 284 287. فسنطينة: 17. قفصة: 20 33 36. قلعة سداد: 176 . قتطرارة: 20 24 33 138 154 6 159 204 237 242 3 245 249 284. القيروان: 17ء 18 41 55 60› 64-2 170 72 15 19 55 160 173 180 181 83 184 199 207 209 60 219 228 229 238 8 263 264. (ك) كتامة: 17 19 34 164. 165 8 170. کسری (أنو شروان) : 47-3. کموس (بو محمد): 256 257. الكوفة: ىگ 7 15 43 48. كوكو (مملكة): 127. )ل( لاية: 20 269 283. لواتة: 20. )م( مانو (مكان موقعة): 154 4. محبوب (بن الرحيل): 122. حبوب (بن عبد الله) السدراي: 279› 280. محمد (بن افلح): 146 147, 149. محمد (بن بکر): 232 245 253 9 260 263 264 269 0 276 281 284. محمد (بن الخ 218 273. محمد (بن سدرين): 288. محمد السدراقي: 270. محمد (بن عبد الله) الأمير: 269. محمد (بن عربية): 186. محمد (بن مانوح): 253 270. محمد (بن عیسی) المواري : :268 . المختار (بن عوف): 271. لد (بن کیيداد): 184-175 194 195 . مرداس (أبو بلال) : 1. مرزور (بن عمران): 125. مزاتة: 155 179 185 216 7. 230. 242. مسارة (بن غني): 180 186. معد (العبيدي): 164. العز لدين الله (العبيدي ‏ ابو تميم): 212-9 215 231-219 235-3 249. 300 النصور بن بلجين: 239-237 248. المعز (بن فضالة) : 9. منجا (بن عقيل): 288. مهدي الويغوي: 102 103. 105 16 108 109 112 116. المهدية: 177 182. )ن( نافع (بن الأزرق): £9 180. نزوة (مدينة): 10 . اللعمان (بن المنذر): 244 45. نفزاوة: 254. نفطة: 284. نفوسة (جبل): 18-16 35 68 79 2 104 105 107 117-72 0 0.13 126-4 2137-135 146 7 150 151 159-154 6 193 196 202 207 4 219 251 252 274. (ه) الحند: 15. 216 20. )و ) واسط ( مدينه) : 1. الوارث (امام عمان) : 83. ورجلان (ورقلة) : 20 24 33 4 وفي أماكن كثيرة من الكتاب . ورفجومة : 7. (ي) جى الأعرج: 239. می (بن أبي زكرياء): 251. يى (بن يونس) السدراقي: 251. يزيد (بن أبي مسلم): 11. يزيد (بن حاتم): 18 35 73 79. يزيد (بن نمخلد): 10. 181. 213-5. يزيد (بن معاوية): 8. يزيد (بن المهلب): 12. يزيد (بن فندين): 85 87 89 92 98-6 180. يسجا (بن يوجين): 201. اليسع (بن مدرار): 34ء 166. يصليتن (أبو زكرياء): 124 125. يعقوب (أبو حاتم) : 75-3 79. يعقوب (بن أبي اسحاق): 216. يعقوب (بن أبي القاسم) : 2 276 28. يعقوب (بن ابي يعقوب): 151. يعقوب (بن أفلح): 191-188. يعقوب (بن يغل): 282. يعقوب (بن يوسف) : 80. يعلى (بن زلتاف): 205 210 216-4 224 229-226 2 233 235 254 255. اليمامة: 45. ينجوسا: 247 285. 301 1 282. يونس (بن أبي زكرياء): 256 260. يوسف (بن توجينت): 243 244. يونس (بن وجرون): 271. يوسف (بن محمد بن أفلح): 19 . 302 الموضوع الصفحة المققدمة ‎SO‏ ‏طريق الاباضية إلى المغرب ‎SO‏ ‏من هو ابو زکریا؟ 23 كلمة عن كتاب السير 26 صفحتان من المخطوطة المعتمدة 37 كتاب السير لأبي زكرياء 39 ذكر فضائل الفرس من العجم 43 فضائل البربر من العجم 50 رجع الحديث إلى ذكر النفر الخمسة الحملة العلم .54 اخبار عبد الرحمن بن رستم بن بہرام بن کسری ‎e‏ 54 إمامة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح رضي الله عنه ‎57e.‏ ‏سير ابن الأشعث إلى افريقية 66 مقتل أي الخطاب وأصحابه رضي الله عنم .ا 69 ولاية ابن حاتم رضي الله عنه وأرضاه ‎T3.‏ ‏ذكر وقعة مغمداس ‎TT‏ 303 الموضوع مقتل بي حاتم رضي الله عنہم ‎e.‏ 79 إمامة عبد الرحمن بن رستم 81 ولاية عبد الوهاب بن عبد الرحمن 86 أول افتراق الاباضية ‏ سبب الافتراق .88 ثورة ابن فندین 96 محارية الواصلية للامام رضي الله عنه ‎e‏ 101 محاصرة الإمام رضي الله عنه لمدينة طرابلس ‎114d‏ ‏الافتراق الثاني بين الاباضية 118 استعمال أبي عبيدة عبد الحميد ومحاربة خلف الحبيب بن الطيب ‏ 123 ولاية افلح بن عبد الوهاب 127 الافتراق الثالث من الأباضية 138 ولاية محمد بن أفلح رضي الله عنه 147 ولاية يوسف بن محمد بن أفلح رحمهم الله ‎e.‏ 149 وقعة مانوا وانقراض الامامة ‎e EES‏ 154 أخبار عبيد الله ووقوعه بأرض المغرب 164 خروج الحجاني لعنه الله من كتامة 168 آبو یزید لد بن کیداد اليفراني 175 أبویزید لد بن کیداد الیفرانی .175 أخبار يعقوب بن افلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم» رضي الله عنہم 188 الافتراق الرابع من الاباضية ‎191e‏ اخبار بي الربيعء سليمان بن زرقون النفوسى رضى الله عنه ‎ .‏ 193 الافتراق الخامس من الاباضيةء خبر الشكاس وانتحال مذهبه 203 304 الموضوع اخبار أي القاسم يزيد بن ملد وأبي خزر یغلی بن زلتاف الوسيانيان» ايدهما الله خبر وقعة باغاي وکیف کان خبرهاومنتهیامرها _ مناظرات ُي توح رضي الله بين يدي ُي تيم ا أخبار أي مسور سيجا بن يوجين اليهراساني رضي الله عنه . أخبار الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر رضي الله عنه وقعوده في الحلقة ‎EES‏ ‏أخبار الشيخ ابي الربيع›ء سليمان بن يلف الزاتي رضي الله عنه مراجع التحفيق ‎TE‏ ‏فهرس عام لأسماء الأشخاص والأماكن ‎ES‏ الفهرس ا 305 214 226 251 263 281 289 295 303 tionne ses victoires éclatantes, aussi bien que son échec retentissant, avec un esprit critique, dénué cependant de toute trace de sympathie, voire même de tout essai de compréhension. Abû Zakariyî nous fournit parfois des détails que nous ne trouvons nulle part ailleurs, et qui se trouvent sbuvent en contfadiction avec les versions des chroniques connues sur l'histoire des ‘Ubayditcs, notamment sur les débuts de cette histoire, après l'arrivée du Mahdi ‘Ubayd Allîh û Sidjilmîêssa. Mais la contribution la plus importante qu'apporte le Kitab as-siyar est incontesta- blement, lexposé relatif aux Imims rostémides, depuis le chef de file ‘Abd ar-Rahmîn ibn Rustum, qui a brandi le drapeau de la secte après la mort d’'Abû'l-Hattãb, vaincu par Muhammed ibn al-As'ath, jusqu'a la chute de l'état de Tihart survenue sous le régne du dernier Imam rostémide, Ya'qûb Ibn Aflah, qui, détrêné par les '‘Ubaydites, se réfugie û Ouargla. étude qu’Abû Zakariyãî fait de la dynastie rostémide dépasse le champ politique, pour englober des questions idéologiques ayant trait i la doctrine laquelle avait, depuis le règne de I'Imêm Abd al Wahhîêb, û combattre sur deux fronts : contre les Nukkarites, qui sont des Kharidjites, et contre les Mu'tazilites, célèbres par leur rationalisme et la force de leur argumentation. Alger, le 15 mai 1979 306 aujourd'hui une édition critique, suivie de notes et d'index. La Bibliotheque Nationale en assure la publication, permettant ainsi de le mettre A la disposi- tion des chercheurs qui s'intéressent A l'histoire du Maghreb au Moyen-Age, et i I'évolution de l'Ibêdisme en Afrique du Nord. Le manuscrit qui a servi de base A cette édition critique, est complet. C'est une copie dont l'écriture maghrébine est soignée et de lecture facile, de sorte que l'auteur de cette édition critique, n'a rencontré que des difficultés mineures qu'il a aplanies en s'aidant des sources ibîdites connues, ce qui lui a permis d'enrichir ce travail a l'aide de notes et de références, et de comparer le récit d’Abû Zakariyê avec celui d'autre auteurs. Quelle place occupe cet ouvrage dans la littérature ibêdite, et quelle contribution peut-il apporter i la recherche scientifique ? Sa caractéristique essentielle est que son auteur, Abû Zakariyê (mort en 471/1078), a vécu i une époque peu éloignée des événements qu'il relate, et que les sources de sa narration sont essentiellement orales, et remontent, par ses maîtres, aux grands savants de la secte ibadite. Il n'est donc pas éton- nant que cet auteur soit entouré d'une auréole de considération, qui confine èd la vénération, dans les milieux et que son ouvrage soit une source essentielle pour les historiens et écrivains de l'époque contemporaine. La principale contribution qu'apporte Abû Zakariyî û la recherche, est de premier ordre, car il nous fait connaitre un certain nombre de centres de rayonnement de l'Ibadisme au Maghreb, tels que Guentrara, Gafsa, Ouargla, Tihart ; il nous renseigne sur l'activité qui y régnait dans les domaines de l'éducation et de l'enseignement, les controverses, l'ijtihad, la jurisprudence, etc..., en même temps qu'il nous fournit la biographie d'un certain nombre de docteurs de la secte et de ses maflres, et nous dépeint, en plus de leur science, leurs vertus, leur piété, leur penchant pour l'équité et la défense de la secte. Abù Zakariyî, suivi par Abû'r-Rabî'al Wasyînî, nous présente les bio- graphies vivantes d'un certain nombre de savants qui furent ses contempo- rains, tels Sa'id Ibn Zanjîl (Abû Nûh), et Sulaymûn Ibn Abî'r-Rabî ; mort la même année qu' Abû Zakariyî ; il nous entretient de leur enseignement, de leurs du rÖle joué par chacun d'entre eux dans la lutte contre la domi- nation ‘ubaydite, leur souci de veiller a lapplication des principes de la religion. Les pages qu’ Abû Zakariyã a consacrées ù la révolte d' Abû Yazîd, l' Hom- me i l'ane, sont pleins de détails intéressants et de remarques précises. ll y étudie la personnalité de ce rebelle nukkarite d'une manière objective, men- 307 Le Kitab as-Siyar d'Abù Zakariyi Yahyi Ibn Abi Bakr Le Kitib as-Siyar d'Abù Zakariyè est demeuré inédit jusqu'd nos jours, victime de circonstances défavorables, qui ont privé ainsi la bibliothèquec arabe en général, et la littérature ibîdite en particulier, d'un ouvrage important. En effet, ce livre qui fut la source principale utilisée par ad-Darjînî, ach- Chammêkhi, par lauteur du Kachf al-Gbummab et, plus tard, Sulaymin al-Bûrûnî, est demeuré aux yeux des chercheurs, un ouvrage perdu. Nu! n'avait connaissance de l'existence d'un manuscrit du Kitab as-siyar, dans aucun pays du monde, si ce n'est une copie qui, dit-on, faisait partie du fond: oriental d'une bibliothèque en Pologne, avant la seconde guerre mondiale. mais que personne n'a retrouvée, de même que de nombreux autres manuscrit: ara!ı»s précieux qui ont disparu dans ce pays, au cours de la seconde guerre mundiale. Une autre copie, dont on connaissait l'existence, au siècle précédent, est celle que possédait Masqueray, qui l'a utilisée pour la traduction de cet ouvrage en langue française (édité en 1878). Mais cette copıe a disparu cllic- aussi, et l'on ignore ce qu'elle est devenue, aprts la mort du traducteur. Parmi les circonstances défavorables i cet ouvrage, il y a également celles qui ont trait A sa traduction française. En effet, la copie manuscritc que possédait Masqueray comptait deux importantes lacunes l'une au milieu, la seconde i la fin de l'ouvrage, qui se ‘trouvait ainsi amputé du tiers de son volume. Il faut ajouter 2 celi, que le traducteur ne possédait pas une connais: sance suffisante de la langue arabe, et n'était pas rompu ûi la lecture des manuscrits ; il s'ensuivit de nombreuses erreurs de lecture et, par conséquent, une traduction souvent dénaturée du texte. Malgré tout celi, les chercheurs n'ont pas cessé, jusqu’d nos jours, de se référer è la traduction française de cet ouvrage. Ce n'est que tout dernièrement, que l'historien al-'Arabî a eu la chance de découvrir un manuscrit unique du Kitdb as-siyar d'Abû Zakariyî, appartenent i l'un des cheikhs ibddites de Ghardaia, en Algérie. Il en présente 308 © Bibliothèque Nationale d'Algérie - Algcr. Imprimé sur les Presses de la Société Nationale d Edition et de Diffusion Imprimerie ZABANA - Alger ABU ZAKARIYA YAHYA IBN ABI BAKR KITAB SIYAR AL-A’IMMA WA AKHBARIHIM Texte établi et annoté par ISMA’IL AL-‘ARABI