ەى 11 27 ا ویو ا ى ر کا م لحبارالاهّة الجامع‌لاحخبار و أابحزء الاول 11 قوق الطبّع جحموَّة اة الشات وَالتْقَامَة سَلطتَة مان الطيَمَهالتَانَه ۳ه ‎e.۳‏ سلطنة غُمان ۔ ص.ب.: ۸٦٦ مسقطء الرمز.البریدی: ١٠٠ هاحتف: ٤٤۱٤٦٢٤۲ / ٥٦٤٤٤7٢٤۲ فاكس: ‎YEE‏ ‏البريد الإلكتروني: ‎in0 @ mh§.90۷.00‏ موقع الوزارة على الإنترنت: ‎Www.mhce.g0v.0M‏ لا يجوز تسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب في أي شکل من الأشكال أو بأية وسيلة من الوسائل - سواء التصويرية أو الالكترونيةء بما في ذلك النسخ الفوتوغرافي أو سواه وحفظ المعلومات واسترجاعها ‏ إلا بإذن خطي من التاشر. َاطتَةْجُكان س وار الصا كااشقاقَة یا .ى » الشيخ سان بزسَهیدالاوکوي (القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي) محقيق وتقشديم از الأول مقدمة الطبعة الثائية تُعَلٌ مسألة إعادة طباعة الكتب والمخطوطات المحققة ظاهرة صحية في الأوساط العلمية والأكاديميةء تعكس حقيقة اهتمام الجهة المسؤولة عن الأصدار والمؤلفين والمحققين بإصداراتهم ومۇلفاتهم› وباراء جماهير القراء المتلقين من جهةء ومدى حرصهم على تغيير واقع الحالء وسد الثغرات وتجنب بعض الأخطاء التي تنشاً من اشتراك أكثر من طرف في عملية الإخراج والطباعه من جهة أخرى. وبناءٌ عليه ونظراً للقيمة العلمية الكبيرة لكتاب: «كشف الغّمة الجامع لأخبار الأمة» لما يحتوي عليه من ثروة علمية ومادة تاريخية عن عُمان والأمة الإسلامية كلهاء وحرصاً منا على إيرازه بالصورة المثالية وفق ضوابط التحقيق العلمي وقواعده وشروطه الأكاديميةء فقد قمنا بمراجعة شاملة لعملية التحقيق للطبعة الأولىء وأدخلنا بعض التعديلات في الطبعة الثانية منها: ١ إضافة عناوين فرعية إلى النص في بعض أبواب الكتاب؛» ووضعناها بین قوسین [ ....] لتسهيل مهمة الباحثين الذين يعتمدون على هذا المصدر التاريخي المهم؛ء ومساعدة القارئ الكريم في الاستفادة أكثر وبطريقة أسهل من المادة العملية التي يتضمنها هذا العمل الموسوعي القيّم. : الجامع لأخبار الأمة ٢ - تعديل بعض الحواشي التي وردت في الطبعة الأولى» وبخاصة ما يتصل منها بترجمة بعض الأعلام والمصادر التي تَمٌ الاعتماد عليهاء وتقديم نبذة عن المدن والبلدات العُمانيةء بعد صدور كتب ومؤلفات رأينا ضرورة الاعتماد عليهاء لأنها تساهم في إثراء عملية التحقيق بحد ذاتها. ۳ مراجعة النص المحقق كاملاً والحواشي في الطبعة الأولىء وتصحيح الأخطاء الطباعيةء باللإضافة إلى استدراك بعض الحواشي التي سقطت في الطبعة الأولىء وإن كانت قليلة. ٤ - إعادة طباعة الكتاب بإخراج جديد في ثلاثة أجزاء بما في ذلك الفهارس› بدلا من سبعة أجزاء (الطبعة الأولى) وتقديمه للقارئ الكريم والباحثين المتخصصين بمظهر لائق يتناسب والقيمة العلمية الكبيرة للكتاب. ٥ نظرًا للإقبال الواسع من قبل جماهير القَرَّاء الأعزاء على شراء الطبعة الأولى في عُمان وخارجهاء حرص المسؤولون في وزارة التراث والثقافة الغمانية على إصدار الطبعة الثانيةء ووضعها بيد القارئ العربى للتعريف بتراث عُمان الفكري والعملى» وانجازات علمائها فى مجال الثقافة والحضارة الأسلامية كلها ` ' وأخيراء لا نستطيم أن نعي الكمال؛» فالمال لله وحده لكننا نتوخى دائما تقديم كل ما هو أفضل؛ مع ضرورة التأکید على أنه من دواعی سرورنا وسعادتنا أن نتلقی ملاحظات القارئ الكريم حول هذه الطبعة. والله ولي التوفيق» نظراً لأهمية المخطوطات التاريخية الحُمانية والمكانة الكبيرة والمميزة التي تشغلها وسط المصادر التاريخية الأخرىء وللدور الذي تمثله عملية إخراج المخطوطات والكتب الترائية إلى الثور في إحياء التراث الفكري والعلمي والحضاري العُماني» وإدراكا منها لحقيقة امتلاك عُمان عدد كبير من المخطوطات التاريخية التي ترقى إلى مستوى الأعمال الموسوعية الضخمةء تحرص وزارة التراث والئقافة الحمانية والقائمون عليها على الكشف عن كنوز هذه الثروة القومية ووضعها في أجلى صورها وأحسن أحوالها بين أيدي المؤرخين والباحثين والقرّاى في وقت تشهد فيه سلطنة تمان ثورة حقيقية في مجال التعليم والثقافةء وارتأى القائمون عليها عدم نشر أي مخطوط كما هو من دون تحقيق وتقديم وفق مناهج البحث التاريخي والعلمي والأدبيء ومن دون دراسة تؤدي إلى إخراجه بطريقة علمية صحيحةء للاستفادة منه كما يجب وبالشكل الأمئل. ولمَا كان مخطوط «كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء يمل درَة المخطوطات العُمانية والمصدر الأول في كتابة تاريخ عُمان عبر العصور ونظرا لقيمته العلمية الكبيرةء وحاجة المكتبة العُمانية والعربية والاإسلامية إليهء وحاجتنا نحن المحققين محمد حبيب صالح ومحمود بن مبارك السليمي إلى أن ننتهل المزيد من معين التاريخ والأدب والثقافة العُمانيةء قررنا أن نخوض عباب بحر مؤلفه العالم المؤرخ المفكر سرحان بن سعيد الإأزكوي الذي ترك ر ۱ الجامع لأخبار الأمة بعمله العلمي هذا بصمات واضحة في تاريخ الفكر والثقافة العُمانيةء وأن نخرج موسوعته التاريخية الرائعة محققة وفق ضوابط البحث العلمي وشروطه الأكاديمية. سرحان بن سعيد الازكوي: عصره وحياته: هو العالم المؤرخ الفقيه سرحان بن سعيد بن سرحان بن محمد بلحسن بن سرحان أمبو علي الإزكوي! شيخ المؤرخين العُمانيين» ومؤلف أول موسوعة تاريخية حُمانيةه تحدث فيها عن تاريخ عُمان منذ الجاهلية وحتى أواسط العصر الحديث. يعد سرحان بن سعيد الإزكوي من علماء عغمان في القرن الثاني عشر الهجري؛ الثامن عشر الميلادي» ولا يعرف تاريخ مولده» ولا تاريخ وفاته. إلا أنه من الثابت تاريخياً أنه عاصر فترة من عهد اليعاربة ونهاية دولتهم› وشهد الأحداث التي عاشتها عُمان في أواخر أيام اليعاربة ومطلع عهد الدولة ألبو سعيدية. فقد انتهى من كتابة مخطوطته هذه في يوم الجمعة ۲۳ محرم سنة ٦ ه/ ١۱۷۳ م. ولما كان انجاز هذا العمل العلمي يحتاج إلى سنوات وأن يكون المؤلف في سن النتضوج العقلي والعطاء الفكري والعلمي» فإننا نستطيع أن نضع تاريخاً تقريباً لميلاده ١٠٠٠ ه / ۳٢ م. فقد «أدرك أيام الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي» وحضر البيعة الثانئية له بنزوى سنة ١١٦۱٠اه/ ١٥۷٠م بعد البيعة له بالرستاق سنة (١۱ه/ ۹٤ ۱۷م)". وهذا ما يستنتج صراحة من قوله: «أنا أول من بايع الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الأزدي الأدمي› وحضر البيعة حبيب بن ۱( هكذا ورد اسمه في الصفحة الأخيرة من النسخة الأصلية من مخطوطته الشهيرة «كشف الغمة الجامع لأخبار الأئمةه ص ۸٥٥. وهي النسخة التي كتبها بخط يده وانتهى من كتابتها كما يشير فى الصفحة نفسها في ٢۲ محرم سنة ١٤۱۱ھ /٤۱۷۳م. ۱ (۲) انظر الصفحة ۸٥٠ من النسخة الأصلية (ب). (۳) انظر: البطاشي: سیف بن حمود بن حامد: إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان؛ مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخيةء مسقط الطبعة الأولى ۱م ج ص ٢٤٢۲. وهاهنا آلف هذا الكتاب» وهذا الإإمام يزداد قَوَة بمحمان» وکانت بیعته بنزوی بعد موت الامام بلعرب بن حمیر بن سلطان؛ طرش لنا وبايعناهء وانتقل الملك من السادة آل يعرب إلى الإمام أحمد بن سعیل؛ وذلك سن ۱۷٦۱ ۱ه / ١۱۷۵م . وبالتالي فإن وفاة سرحان بن سعيد بعد هذا التاريخء ويمكننا وضع تاريخ تقريبي لوفاته بين عامي (۷٦۱۱ - ۱۱۷۷ ه / ١۱۷۵ - ١٦۱۷ م). وقد ترجم له العلامة سيف بن حمود البطاشی فی کتابه «إتحاف الأعيان» باسم «سرحان بن سعید بن سرحان بن سعيد بن عمر السرحني الا زکوي. وقال: وفي بعض الأوراق إنه أمبو علي». وقال: «وقد اختلفت الروايات في نسبه» فقيل: إٍنه سرحنيء وفي أكثر من رواية: إنه أمبو علي وهو ما يدل عليه كلام اطلعت عليه من أوراق قديمة»" . وأضاف: «كلامه صريح في انتسابه إلى أمبو علي». وهذا الكلام الصريح يتطابق مع اسمه أيضاً في الصفحة الأخيرة من مخطوطته الشهيرة التى كتبها بخط يده مما لا يدع مجالاً للشك في صحة نسبة أمبو على. والإزكوي هو مؤلف كتاب «كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء الذي يعد أهم مصادر التاريخ العغمانى› وأقدم موسوعه تاريخة غُمانية وقد وصمه البطاشي بقوله: «وعلى ندرة المؤلفات في التاريخ العُماني» فهو يعد مرجعا في تاريخ غعُمان». غير آنه أشار إلى وجود اختلاف في عنوان الکتاب؛ فقال: (١) البطاشي؛» المصدر نفسهء ص ٤٠ ۲. (۲) المصدر نفسهء؛ ص ٤٤ ۲. )۳( المصدر نفسهء ص ٢٤٤٠ ۲. () المصدر نفسهء ص ٤٤٠۲. )0( المصدر نفسة؛ ص ۲۳۹. ۱ الجامع لأخبار الأمة «ومن مؤلفاته كتاب كشف الغمة في افتراق الأمةء. لكن هذا الاختلاف لا يغَيّر من واقع الأمر شيئاء فقد ذكر المؤلف سرحان بن سعيد الإزكوي عنوان كتابه فى مقدمة الكتاب» حيث قال: «وقد سميته كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة» ° وهذا القول موجود في مقدمة جميع النسخ المتوافرة من المخطوطةء وفي النسخة الأصلية التي كتبها المؤلف بخط يده. تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الكنّاب والمؤرخين المعاصرين من غير العُمانيين من عرب وأجانب أحالوا نسبة كتاب «كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة» إلى مؤلف مجهول؛ ويعود السبب في ذلك إلى أن نسّاخ المخطوطة لم يذكروا اسم المؤلف» وذكروا أسماءهم؛ ولمن نسخوهاء في غالب الأحيان› ناهيك عن أن جميع هؤلاء الكتاب والمؤرخين لم يتمكنوا من الحصول على النسخة الأصلية من المخطوطة. وقد أشار البطاشي إلى هذه المسألة بقوله: «وقد حاول بعض الكنّاب المعاصرين من غير العُمانيين نسبة الكتاب إلى غير الإزكوي» وذلك غير صواب» فإن كتاب كشف الغمة هو للمؤلف المذكورء وقد أطبق المؤلفون الذين جاؤوا من بعده إلى نسبة الكتاب إليه... والكتاب الذي نحن بصدد التعريف عنهء هو عندنا أشهر من نار على علم؛ إنه لمؤلفه الشيخ سرحان بن سعيد اللإزكوي»”. لكن وبما أن النسخة الأصلية من المخطوطة بخط المؤلف نفسه مذيلة باسمه كاملا «سرحان بن سعيد بن سرحان بن محمد بن بلحسن بن سرحان أمبو علي» وبتاريخ انتهائه من تأليفهاء فإننا نجد أنفسنا نحن المحققين في حل من الدخول في نقاش حول مسألة حسمت نتيجتهاء وبان اسم المؤلف واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. ونذكر (۱) البطاشى› المصدر نفسهء ص ۲۳۹. (۲) انظر النسخة الأصلية من مخطوطة: كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء ص ۲. (۳) انظر: البطاشي؛ سيف بن حمود بن حامد: إتحاف الأعيان› جح ص۹٢٢ ٤٢٤۲. أخيراً كل من وقع في هذا الخطاً ودونه في أعماله العلمية أن يعيد قراءة ما كتبه وتصحيح هذا الخطاء فالتاريخ لا يرحم؛ وربما يجد من يدينه بالاعتداء على حقوق المؤلف وخيانة الأمانة العلميةء والتقصير والجهل بقواعد البحث العلمي والمنهجية العلمية الصحيحة وشروط التحقيقء وواجبات المحقق والابتعاد عن الموضوعية في التعامل مع المخطوطات التاريخية. أهمية تحقيق مخطوطة كشف الغمة في إبراز معالم التاريخ العماني: التاريخ علم من حيث منهجيته وأدواته وأساليبهء ولذا قيل: إن الكتابة التاريخية متغيرة ومتحولة وغير ثابتة نظرا لاستمرار الكشوفات الوثائقية والأثريةء وبخاصة المخطوطات. وتحقيق المخطوطات التاريخية يغير من واقع الحال في مجال البحوث والدراسات التاريخيةء ويساعد إلى حذّ بعيد في «تجديد التاريخ» ولا يُقصد بالتجديد هنا إلغاء ما سبق من الوقائع والأحداث التاريخيةء أو تزويرهاء أو طمسهاء وإنما يقصد بذلك التجديد الذي يؤدي إلى سذ الثغرات؛ وتقديم مادة علمية تاريخية جديدة ومهمةء فكيف الحال والحديث يجري هنا عن مخطوطة تعدٌ المصدر الأول والأكئر أهمية وقيمة ووزناً علمياً بين المصادر التاريخية العُمانيةء واعتمد عليه كل شيوخ المؤرخين العُمانيين الذين تصدوا من بعده لمهمة كتابة التاريخ العُمانيء نظراً لما تقدمه من معلومات قيّمةَ عن تاريخ غمان. وتكمن أهمية إخراج هذه المخطوطة إلى التور في كونها تعد عملا موسوعياً بامتياز» يقدم مادة دسمةء تساعد في دراسة الوقائع والأحداث التاريخية التي جرت في التاريخين العربي والإسلامي عامةء والعُماني خاصة كتبها شيخ المؤرخين العمانيين سرحان بن سعيد الإزكوي في جو من الحرية وبعيداً عن المؤثرات السياسية الضاغطة التي تلعب دوراً بارزأً وخطيراً في الجامع لأخبار الأمة تعطيل العمل الفكري والتاريخي. فقد كان الإزكوي مؤرخاً حرَأء وبالتالي كان من الطبيعي أن يقدم عملا فكرياً حقيقياء وأثبت في مخطوطته هذه أن النشاط الذي بذله مبتغياً من ورائه بناء صرح عالمه التاريخي نشاط صادر عن إرادة حرّةء إذ لا تاريخ من دون حقيقة ولا حقيقة من دون حرية. وأخيراء استطاع الإزكوي أن يقدم للباحثين والمؤرخين مادة علمية تاريخية قيمة ونادرة عن تاريخ عُمانء واحتفظ لنا وللتاريخ في مخطوطته هذه بمجموعة من الخطب والرسائل (خطبة أبي حمزة الشاري في المسجد النبوي الشريف» رسائل عبد الله بن إباض إلى عبد الملك بن مروان). كما تعد المادة العلمية والتاريخية التي قدمها لنا في هذه المخطوطة عن تاريخ عصر النباهنة وعصر اليعاربة درّة عمله الموسوعي هذا. فهو الشاهد الحي؛ والمصدر الناطق› والمؤلف المبدع لتاريخه عهد دولة اليعاربة من دون منازع. منهجية اللإزكوي وأسلوبه في الكتابة : المعرفة التاريخية هي بطبيعتها معرفة غير مباشرة للأن المؤرخ يتناول في كثير من الأحيان وقائع أمور وقعت في الأزمنة السالفةء ولهذا يختلف منهج علم التاريخ اختلافاً أساسياً عن منهج العلوم المباشرة. فالعمل في التأريخ عمل نقدي من الطراز الأولء والتاريخ شأنه شأن أية دراسة أخرى ينطوي على أخطاء واقعية تنشاأً أحياناً عن نقص في الانتبام لكنه أكثر تعرضاً من غيره للأخطاء الناشئة عن اختلاط الذهن الذي قد يؤدي إلى القيام بتحليلات ناقصة وعقد استدلالات باطلةء وربما تطال هذه القاعدة شريحة واسعة من المؤرخين: إلا أننا هنا أمام حالة استثنائية عن هذه القاعدة. فقد تمكن الإزكوي بحكم ثقافته الواسعة ومعرفته التاريخية الموسوعية أن يقدم لنا مخطوطته هذه بأسلوب المؤرخ الذي تهمه المادة التاريخية أكثر مما تهمه البلاغة والأساليب البيانية تقديم ۱۳ وقدم سرداً منطقياً ومتوازناً للحقائق بعبارات موجزة وواضحة ومفهومة. ولدى وصفه للمناسبات والأحداث الخطيرة استشهد بأشعار شعراء معاصرين لها. واتبع أسلوب التأريخ الحولي لأحداث عصر الرسول يَيةٍ. أي على أساس السنينء وعلى أسلوب التأريخ للخلفاء في عصر الدولة الراشديةء في حين اتبع أسلوب التأريخ على أساس الموضوعات في بقية الأبواب الأخرى من المخطوطة. وقد أحسن انتقاء المصادر التاريخية التي اعتمد عليها في كتابة المخطوطة فجاءت في غالبيتها من أمهات مصادر التاريخ الإسلامي» غير أنه لم يشر إليهاء وتطلبت عملية التعرف عليها جهدا إضافيا منّا نحن المحققبن لدى مقارنة نص المادة العلمية لديه مع تلك المصادر. مخطوطة كشف الغمة من خلال تسخها ومصادر الإزكوي في تأليشها: أدرك العُمانيون بشكل عام والمؤرخون والعلماء والأدباء متهم بشكل خاص منذ ما يقرب من قرنين من الزمن الأهمية العلمية الخاصة لكتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء وحرصوا على امتلاك نسخ منه واستخدامه مصدرا رئيسيا أساسيا في كتاباتهم التاريخية والأدبيةء وهذا يفسر لنا ظاهرة توفر عدد من النسخ منه؛ كتبت في فترات زمنية مختلفة لمؤرخين وعلماء وشعراء وأدباء ومسؤولين حكوميين» وسبب وصوله إلى أقطار وبلدان بعيدة عن غُمان. لذلك كانت خطوتنا الأولى على طريق تحقيق هذا العمل العلمى الضخم هي الحصول على أكبر عدد ممكن من تلك النسخ؛ وقد وفقنا الله في ذلك بفضل نعمته ورضوانه» وحصلنا على ما يزيد على سبع نسخ؛ أجرینا مقارنة بين نصوصهاء وقررنا تصنيفها بحسب قيمتهاء ووضعها في مجموعتين اثنتين» استخدمنا الأولى منها فى التحقيق؛ واستبعدنا الثانية تجنباً لوضع الجامع لأخبار الأمة ملاحظات كثيرة في الحواشي ولأسباب أخرى سنشير إليها أثناء الحديث عن أولاً - النسخ المستخدمة في التحقيق ١ نسخة جمعية الشيخ أبي إسحاق أطفيش لخدمة التراث - غرداية - الحزائر (النسخة الأصلية ب): وهي النسخة الأصلية من المخطوطةء كتبها مؤلفها سرحان بن سعيد بن سرحان بن محمد بن بلحسن بن سرحان أمبو علي الإزكوي بخط يده سنة ١ه/ ۱۷۳۷م ومحفوظة في مكتبة جمعية الشيخ أبي إسحاق أطفيش لخدمة التراث - غرداية - الجزائر قدمت لنا وزارة التراث والثقافة العُمانية نسخة منها على قرص مدمج ‎.)(D(‏ والنسخة الأصلية بحالة جيدة غير أن الصفحة الأولى من المقدمة مفقودةء ويوجد فيها رطوبة فى عدد من الصفحات. | ولهذه النسخة أهمية كبيرة جد في عملنا هذاء وبفضل توفرها بين أيدينا استطعنا نحن المحققان أن تحسم وننهي الجدل والنقاش والخلاف الذي دار بين المؤرخين والباحثين الذين اهتموا بدراستهاء سواء بتقديم دراسات عنهاء أو تحقيق أبواب منهاء وحول اسم مؤلفهاء وعنوانهاء وتاريخ تأليفها. تقع هذه النسخة في ۸٥٠ صفحةء تبداً بمقدمة المؤلف» وقد فقدت الصفحة الأولى منهاء وتنتهي الصفحة الأخيرة ب «تم هذا الكتاب على يد مالكه ومؤلفه الفقير إلى الله تعالى» الغني به» العبد الأقل سرحان بن سعيد بن سرحان بن محمد بن بلحسن بن سرحان أمبو علي الإزكوي» نسخه وألفه لنفسه ابتغاء مرضاة ربّهء وكان تمامه آخر وقت صلاة الظهر من يوم الجمعة من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والتسليم». ولدى مقارنة هذه النسخة مع نسخة دار الكتب الظاهريةء تبيّن أنها متطابقة معها إلا في فصل مسيلمة الكذاب» فقد اكتفى الناسخ الأول نصر الله بن محمد بن أحمد الكندي بكتابة العنوان فقطء وتلاه بعبارة: «تركه الناسخ؛ وزعم خوف الإطالةء وطلباً للاختصار». فى حين كتب المؤلف الفصل كاملاً فى النسخة الأصلية (انظر: ص ۰۱٠۲ ٢۰٠ ۲۰۳ ٢٠۲). .وسميناها النسخة الأصليةء ورمزنا إليها بالحرف (ب) أي النسخة الأصلية (ب) وقارنا بينها وبين جميع النسخ الأخرى التي بين أيديناء وقررنا اعتماد نسخة دار الكتب الظاهريةء ورمزنا إليها بالرمز (ا) أي النسخة (ا)› وأضفنا إليها فصل مسيلمة الكذاب» وأشرنا إلى ذلك فى الحاشية. ۲ - نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق (النسخة ‏ أ -): تعذًٌ نسخة دار الكتب الظاهرية” بدمشق من أفضل التسخ التي عثرنا عليهاء قدمت لنا وزارة التراث والثقافة العمانية نسخة مصورة عنهاء وهي بحالة جيدة التي. سقطت أثناء النسخ من النص في الهوامش. لدى مقارنة هذه النسخة مع النسخة الأصلية (ب) تبيّن أنها تحتوي على (١) انظر: الإزكوي: سرحان بن سعيد: كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق؛ ص ٢۲۰. دار الكتب الظاهرية إليها. و جميع الأبواب والفصول والفقرات كاملةء إلا فصل مسيلمة الكذاب کما آشرنا (ب). وقد لاحظنا وجود صفحات مكررة أثناء المقارنة تم استبعادها أثناء عملية الترقيم التي قمنا بهاء كما لاحظنا وجود تقديم وتأخير لبعض الصفحات وضعناها في أمکنتها الصحيحة. تتكون هذه النسخة من ٦۳٥ صفحة؛ تُسخت عام ١۱۳۱ه /۱۸۹۲م على يد ناسخين› هما: نصر الله بن محمد بن أحمد الکندي؛ من ص ۱١ إلى ص ٢ ٤٤. وعبد الرحمن بن محمد بن سالم بن سيف الرواحيء من ص ٤٤٦٤ حتى الصفحة الأخيرة ٠٠٠› نسخها لأخيه اللوذعي الأديب الأريب سالم بن محمد بن سالم بن سيف الرواحي وقد اعتمدنا هذه النسخة في التحقيق› ورمزنا إليها بالرمز (اً) أي النسخة (ا) لأنها أفضل النسخ وأحسنها حالاء ونظرا لوجود رطوبة فى صفحات النسخة الأصلية (ب) كما أسلفنا. ۳ نسخة مكتبة معالي السيد محمد بن أحمد ألبو سعيدي (النسخة ج): توجد هذه النسخة في مكتبة معالي السيد محمد بن أحمد ألبو سعيدي الخاصة في السيب تحت رقم (0۷۱) وتتألف من ۲٠۷ صفحة من القطع المتوسط (٤۲×٠۲) سم وتعدٌ من النسخ المهمة جداً لأنها أقدم نسخة عثرنا عليها بعد النسخة الأصلية (ب)» ولدى مقارنتها معها تبي أنها مطابقة لهاء وبالتالي تأكدنا من صحة ما أشار إِليه الناسخ عامر بن مسعود بن (۱) سالم بن محمد بن سالم بن سيف الرواحي: أديب من أدباء عُمان؛ وقاض من القضاة المشهورين› وردت ترجمته في سياق الحديث عن أعيان بني رواحة «وفي بني رواحة قضاة أهل علم ومعرفة وأدبای وأعيان» وأفاضل؛» وأعوان بواسل؛ وزعماء فمن القضاة الشيخ محمد بن سالم بن محمكء الذي كان قاضياً في زنجبار ومن أفاضل بن رواحة أولاً سالم بن محمك وهو والد الشيخ محمد بن سالم». انظر: الخصيبي: محمد.بن راشد بن عزيز: شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عُمان؛ الطبعة الرابعة ٢٠٠۲م ج۲ ص ١۱۷۲-۱۷. ۱۷ ‏تقديم‎ ‎NEE خلف بن عمر بن عبيد الإزكوي أنه قد انتهی من نسخها في جمادی الأولی سنة ۱ه نقلا عن النسخة الأصلية (ب) التى يعود تاريخها إلى سنة آ٦ ه. حيث وهبها لمسجد «الحبيب المعروف بحجرة حارة بني حسين من قرية إزکي وقفا مؤبدا إلى يوم القيامةء يُقَتفى به آثار الكتب الموقوفة لهذا المسجد على السيرة المقدمة فيه...». وقد بدا الناسخ الصفحة الأولى منهاء بعد التعويذ والبسملة بذكر الاسم الكامل للمخطوطة واسم مؤلفها: «هذا كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة تأليف الشيخ العالم الفقيه الورع النبيه الوالد سرحان بن سعيد بن سرحان بن محمد أمبو علي الإزكوي»". ثم عاد وذكر اسم الكتاب واسم المؤلف ثانية في الصفحة الأخيرة من المخطوطة”. وبالتالي فقد قدّم لنا دليلا آخر على العنوان الصحيح للمخطوطة واسم مؤلفهاء خاصة وأنه من أبناء قرية المؤلف» ويعرف مكانته وحق قدره وقدم لنا برهاناً آخر على أن الخلط الذي حصل لدى بعض المؤرخين المعاصرين حول هذا الأمر غير صحيح وغير مبرر ولا حاجة للخوض فيه ثانية. لذلك رأينا نحن المحققان استخدامها كنسخة رئيسية ومهمة في عملية التحقيق هذه لما في ذلك من أهمية علميةء وبخاصة ضبط النص وإخراجه بالصورة الأفضل والأمثل. ٤ نسخة وزارة التراث والثقافة العمانية (النسخة - د -): توجد هذه النسخة في قسم المخطوطات في وزارة التراث والثقافة العُمانية تحت رقم (۳۸۲۰) وتتألف من ٤٤٥ صفحة قياس (۲۱×۳۲سم) () انظر الصفحة الأخيرة من المخطوطةء (ص ۲١٦۷). (۲) انظر الصفحة الأخيرة من المخطوطةء (ص ۲٦۷). (۳) انظر الصفحة الأولى من المخطوطةء (ص ١). (٤) انظر الصفحة الأخيرة من المخطوطةء (ص ۲٦۷). 2 الجامع لأخبار الأمة كتبت بخط نسخي جيد وواضح» وبمداد سود في حین کتبت الأبواب والفصول والفقرات باللون الأحمر. والمخطوطة بحالة جيدةء لكن فقدت من أولها اثنتا عشرة صفحة؛ ومن آخرها ثماني صفحات» عوضها القائمون على قسم المخطوطات بصفحات مطبوعةء لذلك لم يظهر فيها اسم المؤلفء ولا الناسخ؛ ولا تاريخ نسخها. لدى مقارنة هذه النسخة مع النسخة الأصلية (ب) ومع نسخة دار الكتب الظاهرية (اً) تبن أن الناسخ أضاف على بعض الجمل في النتص كلمات يقتضيها السياقء وصحح جميع الأخطاء النحوية وقررنا استخدامها في التحقيقء ورمزنا إليها بالحرف (د). ثانيا - النسخ غير المستخدمة في التحقيق: ١ نسخة دار الكتب التونسية (النسخة - ه -): توجد هذه النسخة في دار الكتب التونسية تحت رقم (۳۱۸۲). وتتألف من ٢٤۲ ورقة من القطع الكبير» كتبت بخط نسخي جيد وواضح» غير انه توجد فيها رطوبة في مواضع كثيرة. نسخها عثمان بن عامر بن سليمان بن محمد بن خلف الريامي الإزكوي للمؤرخ والأديب العُماني الشهير حميد بن محمد بن رزيق بن بخيت النخلي العُماني”» حيث اعتمد عليها كأحد المصادر (۱) حمید بن محمد بن رزيق (۱۲۹۱-۱۱۹۸ه/ ۱۷۸۳-٤ ۱۸۷م): العلامة المؤرخ؛ الشاعر الأديبء صاحب المؤلفات الموسوعيةء وثالث شيوخ المؤرخين العُمانيين؛ له أكثر من خمسة عشر عملا علمياً ضخماً منها: الصحيفة القحطانية (محققة ومطبوعة في خمسة أجزاء)؛ الصحيفة العدناتية (مخطوط في ٠٠۹ صفحة)؛ سبائك اللجين (ديوان شعر في ٠ صفحة) سلك الفريد (ديوان شعر مطبوع في ثلاثة أجزاء) الفتح المبين في سيرة السادة ألبء سعيديين (مطبوع). انظر ترجمته الكاملة في: تقديم النسخة المحققة من الصحيفة القحطانيةء ج١٠ ص ۷-۲. الرئيسية في كتابة التاريخ العُماني في الصحيفة القحطانية وفي الشعاع الشائع باللمعانء وقد أشار إلى ذلك في الصفحة الأخيرة من المخطوطة «تم الكتاب بعون الملك الوهاب ضحى السبت والنصف من صفر سنة أربع وستين الأزكوي لوالده ومحبه الشاعر الفصيح حميد بن محمد بن رزيق ابن بخیت النخلىء رزفه الله يا نه رحیم وهاب؛ وصلی الله علی سیدنا محمد (صلی الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً)» ولا حول ولا قتوة إلا بالله العلي ۱ لعظيم». ولدى مقارنة هذه النسخة مع التسخة الأصلية (ب) ونسخة دار الكتب الظاهرية (ا) ونظرا لوجود رطوبة في الكثير من صفحاتهاء قررنا عدم الاعتماد عليها في التحقيق. ٢ - نسخة مکتية د. محمود بن مبارك السليمى (النسخة ‏ و -): عن هذه النسخةء حصل عليها من أحد الأصدقاى كما اطلع الدكتور محمد حبيب صالح على صورة أخرى من هذه النسخة في مكتبة یحیی بن إبراهيم بن تلف هذه النسخة من ٤٥٤ صفحة من قياس (٠۲۲×۳) سم» على الصفحة الأولى منها رسم دائري› وفي وسطه رسمة أوراق نباتية سداسية الشكلء وعلی جانبه كتابة لحقت بها رطوبةء فبقي من عنوان المخطوطة كلمة «الأمة» واسم عمر ابن سعيد السرحني الإزكوي” وفيها رطوبة في الصفحة الأولى من (۱) سرحان بن عمر بن سعيد الإزكوي: بعد العودة إلى كتب التراجم العُمانية تبن أن هذا الاسم غير = الجامع لأخبار الأمة المقدمة. كتبت بخط نسخي جيد وواضح» وفي الصفحة الأخيرة منها إشارة من الناسخ على تاريخ نسخها: «تم الكتاب بعون الملك الوهاب في يوم الثلاثاء سبعة وعشرين يوماً خلت من شهر رمضان المعظم؛» من شهور سنة سبع عشرة وثلاثماية سنة وألف سنة من الهجرة النبوية اللإسلاميةء على يد الفقير الحقير له تعالى راجي رحمته القدير» المعترف بالذنب والتقصيرء خويدم المسلمين سعید بن خميس بن حمد بن سالم المدسري البهلوي» مولی بني علي بيده ولا حول ولا قَوَّة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد ورسولنا وحبيبنا محمد النبي الأميء وعلى آله وسلم؛ آمين؛ آمين». وبعد مقارنة هذه النسخة مع النسخة الأصلية (ب) ونسخة دار الكتب الظاهرية (ا) تبيّن أن الناسخ أضاف فصولا وفقرات كاملة (تسع صفحات) على النص الأصلي؛ منه (فصل في انشقاق القمر من أربع صفحات ١١۷۱ء ۲ ۳ ٤۷) أضافه إلى نهاية الباب السابع. كما أضاف إلى الباب الثالث والعشرين الصفحات (۱۸۸› ۱۸۹١ء ١۹٠ ١۹ء ١۱۹) من الحديث الذي جرى حول مبايعة أبي بكر الصديق بالخلافةء وادعى الناسخ ضرورة التصحيح بالعودة إلى نهج البلاغة. في حين أن التص واضح ولا لبس فيه في السخة الأصلية (ب) ولا حاجة لهذه اللإضافةء كما يوجد تشطيب على بعض الصفحات ٤٥٤۲ء ٤٤ء ٤٤۲ ٢۸٤۲) لذلك استبعدنا النسخة من التحقيق› ناهيك عن وجود خلاف في نسب المؤلف بالمقارنة مع الاسم الكامل الذي ورد في نهاية النسخة الأصلية (ب). = موجود فيهاء وقد ذكر البطاشي اسم «الشيخ سرحان بن سعيد بن عمر الإزكوي الفقيه العالم؛ من علماء القرن الثاني عشر الهجري» وهو جذ الشيخ الفقيه المؤرخ سرحان بن سعيد بن سرحان مؤلف كتاب كشف الغمةء وقد نسب هذا الشيخ أو حفيده إلى أمبو علي وقد تكرر ذلك في مواضع؛. وهذا تأکید آخر على أن الاسم المذكور ليس مؤلف المخطوطة. انظر: البطاشي؛ سيف بن حمود بن حامد: إتحاف الأعيان؛ ج ۳ء ص ٤٢٢٤۲. ثالثا . مصادر اللإزكوي في تأليف المخطوطة : ١ الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ء تحقيق: إسماعيل بن أحمد الخرافى» وعلى بن إسماعيل المؤيد؛ مطبعة دار العودةء بيروت؛ ودار الكلمةء صنعاء الطبعة الثانيةء ۱۹۷۸ م. الهمذاني› بو محمد الحسن: الإكليل في أخبار اليمن وأنساب حميرء حرره وعلق حواشیه: نبيه مين فارس» مطبعة دار العودةء بیروت؛ دار الكلمة صنعاء الطبعة الثانية ۱۹۸۷ م. الصنعانى› وهب بن منبه الأبناوي: کتاب التيجان فى ملوك حمی ر مركز الدراسات والأبحاث اليمنيةء الجمهورية العربية اليمنيةء صنعاء. العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب» وزارة التراث القومي والثقافة مسقطء سلطنة عُمان؛ الطبعة الرابعة ١۱۹۹م. وأنباء أبناء الزمان» تحقيق: إحسان عباس دار الثقافةء بيروت. السعدي؛ أحمد بن عامر بن حصین: شرح الصدر فى تسمية أهل بدرء مخطوطة فى مكتبة وزارة التراث والثقافة الغمانية تحت رقم (١۱۹۱). الصحاري› عبدالله بن خلفان بن قیصر بن سلیمان: سيرة الامام ناصر بن مرشك؛ مخطوطة فى مكتبة وزارة التراث والثقافة الغمانية تحت رقم (۱٦۱۸). العصامي؛› عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكي: تاريخ العصامي› ج مخطوطة في مكتبة وزارة التراث والثقافة العمانية تحت رقم ( ۱۸۷ ). ٢۳ الجامع لأخبار الأمة ٩ القرمانيء أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي: أخبار الدول وآثار الأولء مخطوطة فى مكتبة وزارة التراث والثقافة العُمانية تحت رقم (۱۸). ٠ - القلهاتي» محمد بن سعيد الأزدي الحميري: الكشف والبيانء ج٠+جء مخطوطة في مكتبة وزارة التراث والثقافة التمانية تحت رقم: (۸ ١٤۱ ‎(NAVY NEY TAA‏ ١ - النيسابوريء محمد بن إبراهيم التغلبي: قصص الأنبياء وأخبار الأولياء وعجائبهم› مخطوطة في مكتبة وزارة التراث والثقافة العمانية تحت رقم (٦٢٢۳). ۲ - الكدمي؛ أبو سعيدء محمد بن سعيد: الاستقامة. وزارة التراث القومى والثقافةء سلطنة عُمانء مسقط. ۳ - الطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك المعروف بتاريخ الطبري. دار اقلم بیروت؛ لبنان. ٤ - ابن كثير أبو الفداء الحافظ: البداية والنهاية. ٥ - ابن كثير؛ أبو الفداء الحافظ: قصص الأنبيياء دار مكتبة الحياة آ٢ م. ١ - الشهرستاني» أبو الفتح: الملل والتحل؛ دار دانية للطباعة والنشر بيروت؛ ۷ - ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: قصص الأنبياء. ۸ - ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ. دار صادر للطباعة والنشر بیروت؛ لبنان؛ ٥ م. ۱۹ ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام الحميري: السيرة النبويةء مطبعة البابي ۱ لحلبي» ١۱۹۳م. التلمسانى› أحمد بن محمد المقري: فح الطليب فی عصن الأندلس الرطيبء تحفقيق محمد محی الدين عبد الحميك دار الكتاب العربى›ء بیروت؛ لبنانء ۹ م. البغدادي› عبد القاهر بن ظاهر بن محمد: الفرق بین الفرفء تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميدء مطبعة المدني؛ القاهرةء من دون تاريخ طباعة. رابعا - موضوع المخطوطة وأبوابها : يتألف كناب كکشف الغمة الجامع لأخبار الأمة من مقدمة بدأها المؤلف الشيخ سرحان بن سعيد الإأزكوي بحمد الله تعالى والثناء عليه الصلاة والتسليم على النبي الأمين محمد خاتم الأنبياء والمرسلينء وعلى آله الطيبين الطاهرين. وأظهر فيها الأسباب التي دعته إلى تأليفه وفي ذلك يقول: «فقد دعتني الهمة إلى جمع هذا الكتاب وتأليفهء وتلخيص معانيه وتصنيفهء فلبيتها أهلاً وسهلاء وإن لم أكن للتأليف أهلاء وذلك لما رأيت أكثر أهل زماننا قد غفلوا عن أصل مذهبهم الشريف» وأقبلوا على أئمة مذهبهم بالتعنيف والتعسيف» ومالوا إلى حب السادات ذوي التشريف» وقد رغبت أنفسهم عن قراءة الكتب التي أصَلها السلف» ليعرفوا المُحقّ ممن هو على شفا جرف هار فانهار به إلى التلفء وقد سمعت أحداً ممن يتحلى بالعلم؛ وينتسب إلى ذوي المعرفة والفهم يقول: عجل أهل النهر بخروجهم عن طاعة ذي الفخر. وقد عرفت من كثير ممن يتسمَى بهذا المذهب» ويعزى إليهء ويرفع بهء وينسب خلافاً لأئمته الذين أسسوهء وركنوا إلى الذين نفوا عنه». ‎a 0 ۲۶‏ الجامع لأخبار الأمة ‎EE‏ ر 2 ‏ثم بين بشكل لا يقبل الشك أو التأويل أن هدفه الأول والأخير وغايته المرجوّة من تأليفه هو الحفاظ على الصلات العميقة والمتينة بين المذهب الإباضي والعقيدة الوهبية واتباع المُْذهب» وتعريفهم بأصول مذهبهم تاریخاً وأعلاماً وعقيدةً. فيقول: «فصنفت هذا الكتاب» وبينت فيه عذر أولي الألباب› وجعلت ظاهره في القصص والأخبارء وباطته في المذهب المختار للأن الناس لقراءة الأثر لا يستمعونء ولاستماع القصص عن اللغو يثبتون» فملت إلى رغبتهم لكي يكونوا مستمعين» ولقراءته بصميم القلب مطيعين» عسى أنهم لأصول المذهب يعرفون؛ ولأهل الحق بالحق يعترفون». ‏وقسّم الكتاب إلى أربعين باباء تناول فيها موضوعات تاريخية عديدة ومتنوعةء وقضايا عقائدية تتصل مباشرة بالمذهب الإباضي وفق ما يأتي: ‏الباب الأول: في ذكر بدو عبادة الأصنام واعتقاد أهل الشرك والضلال. (خلق آدم وحواء وقصتهما مع إبليس» عبادة الأصنام عقائد أهل الهنك فرق اليهوت فرق النتصارى» فرق المجوس؛ مذاهب الفغلاسفة). ‏الباب الثاني: في آراء العرب في الجاهليةء وما كانوا عليه. (عبادة الأصنام› إنكار الرسل؛ الاعتقاد بالتناسخ› تمسك بعض العرب في الجاهلية بالديانة الحنيفية مثل زيد بن عمرو بن نفيل» عمرو بن الظرب العدواني» عبد الله بن طابخة القضاعي› قيس بن صرمة بن أنس؛ زهیر بن ابي سلمی...). ‏الباب الثالث: في ذكر ملوك العجم والعرب» وذكر شيء من أخبارهم. (ويستعرض في هذا الباب ملوك العجم من كيوميرث إلى يزدجرت وملوك العرب الحميريين من قحطان بن هود إلى سيف بن ذي يزن). ‏الباب الرابع: في انتقال الأزد من اليمن إلى أرض عُمانء وإجلاء الفرس عن غُمان. (انتقال الأزد إلى عُمان بقيادة مالك بن فهم الأزدي الدوسي ‎ ‎ وإاجلاء الفرس عنهاء أخبار مالك بن فهم في غُمان ووفاتهء أخبار ولده سليمة وإخوته بعد موته). الباب الخامس: فى معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين (آدم شیثٹ» إدريس؛ نوح؛ سام هود صالح؛ إبراهيمء إسماعيل› إسحاق؛ يعقوب؛ يوسف١ يوب موسى» هارون؛ شعيب» يونس؛ يوشع بن نون داود» سلیمانء زکریاء يحیی› إلياس؛ العزين عیسی بن مریم؛ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). الباب السادس: في ظهور النبي محمد يَلٍ. (بدء الرسالة وأول من آمن به إسلام حمزة؛ إسلام عمر بن الخطاب؛ء الهجرة الأولى إلى الحبشةء محاصرة بتي هاشم في شعب أبي طالب» زواج النبي ية من عائشة وسودةء بدء إسلام الأنصار). الباب السابع: في ذدکر المعراج؛ء ودکر طرف في صفة الجنة والنار. الباب الثامن: في ذكر بيعة العقبة. (يذكر فيه الحديث الذي جری بين الباب التاسع: في ذكر هجرة النبي محمد يَيٍْ من مكة إلى المدينة. (تآمر قريش عليه لقتلهء نوم علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه في فراشه ليلة الهجرة الباب العاشر: فی دکر فدوم النبي محمد ی إلى المدينة. (استقبال الأنصار للنبي يٍَ في المدينةء بناء مسجد قباء قصة إسلام سلمان الفارسي:› هم الأحداث التي وقعت في السنة الأولى من الهجرة). الباب الحادي عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة. (زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراءء تحويل القبلة إلى الكعبةء رؤية عبدالله بن زيد الأذان في المنام نزول فريضة رمضان» غزوة بدر الکبری؛ء تقض يهود بني قيتقاع المهد مع اللبي ياء غزوة السويق...). الباب الثاني عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة. (غزوة أنمار غزوة القَرَدَةه زواج النبي يَيةٌ من حفصة بنت عمر وزينب بنت خزيمةء غزوة َد ومن استشهد فيها من المسلمين؛ء غزوة حمراء الأسد...). الباب الثالث عشر: فى ذكر الأمور الحادثة فى السنة الرابعة من الهجرة. (غزوة بئثر معونةء سريّة الرجيعء غزوة بني النضيرء زواج النبي ييه من أم سلمف عزوة بدر الصغرى...). الباب الرابع عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة. (غزوة ذات الرقاع› غزوة المريسيعء حدیٹ الأفك زواج النبي ا من زینب بنت جحش بن رياب» غزوة الخندق؛ غزوة بني قريظة....). الباب الخامس عشر: في دکر الأمور الحادثة فى السنة السادسة.من الهجرة. (عحزوة بني لحيان» غزوة الغابةء مقتل أبي رافع اليهودي» غزوة الحديبيةء إرسال الرسل إلى فيصر ملك الروم» وكسرى الفرس» ونجاشي الحبشة؛ والحارث بن سمرة الغساني صاحب دمشیق› وهودة الحنفي صاحب اليمامة والمقوقس صاحب مصر...). الباب السادس عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابعة من الهجرة. (غزوة خیبرء زواج البي يي من أم حبيبةء؛ ومن ميمونة بنت الحارث؛ عمرة القضاء...). الباب السابع عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة. (سرية مؤتةء سرية الخبطء فتح مك إسلام ُهل غمان؛ء عزوة حنیين› زواج النبي يَيةٍ من مليكة الكندية مولد إبراهيم ابن النبي َي ....). الباب الثامن عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة التاسعة من الهجرة. (قدوم الوفود إلى المدينةء هجرة النبي لنسائه؛ء وفاة النتجاشي؛ء غزوة تبوك؛ قصة البكائين› هدم مسجد ضرار...). الباب التاسع عشر: في ذكر الأمور الحادئة في السنة العاشرة من الهجرة. (تتابع قدوم الوفود إلى المدينةء وفاة إبراهيم ابن النبي مخمد ييي حجة الوداع› فصل في شجاعة النبي يَلِْء فصل في قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري...). الباب العشرون: فى ذكر الأمور الحادثة فى السنة الحادية عشرة من الهجرة. (سريّة أسامة بن زيدكء قصة مسيلمة الكذاب والأسود العنسى» مرض الباب الحادي والعشرون: في آداب النبى َي . الباب الثانى والعشرون: فى شىء من الأحاديث النبوية. (فى هذا الباب الباب الثالث والعشرون: فى ذكر خلافة أبى بكر يِه . (بيعة الصديق› الباب الرابع والعشرون: في ذكر خلافة عمر بن الخطاب َي . (وصية الصديق للفاروق بالخلافة قصة عمر مع جبلة بن الأيهم الغسانيء الفتوح الأسلامية فی العراق - القادسية - جلولاء نھاونل الفتوح الإاسلامية فی بلاد الشام؛ء اليرموك؛ء أجنادين› فتح مص ر وفاته...). الباب الخامس والعشرون: في ذكر خلافة عثمان بن عفان وذكر إحدائه من الأمويين على الأمصارء ضرب عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود ويا نفى لفيف من الصحابةء قصة الدار ومقتل عثمان؛ء ذكر من قتله من قريش...). الجامع لأخبار الأامة الباب السادس والعشرون: في ذكر خلافة علي بن بي طالب كرّم الله وجهه؛ وما جرى فيها. (مبايعة علي بالخلافةء خروج طلحة والزبير وعائشة على علي ومعركة الجمل؛ء خروج معاوية بن أبي سفيان على علي ومعركة صفين؛ قصة التحكيم وما جرى بين ابن عباس والمحكمةء معركة التهروان› مقتل الإمام علي كرَم الله وجهه...). الباب السابع والعشرون: في جواب عبدالله بن إياض لعبد الملك بن مروان» وفي أمر عثمان ومعاوية وعلي بن أبي طالب وولده الحسن. (ويتضمن الرسائل المتبادلة بين عبدالله بن إباض وعبد الملك بن مروان وذيّله بفصل من کتاب الكفاية عن البراءة من عثمانء وعلي؛ء ومعاويةء والحسن» والحسين› وعمرو بن العاص» وآبو موسى الأشعري؛ وملوك بني أميةء وملوك بني العباس...). الباب الثامن والعشرون: في ذكر الفرق الإأسلاميةء وهي ثلاث وسبعون فرقةء وذكر اعتقاد كل فرقة منهاء وفيه أربعة فصول. (المعتزلةء وهم خمس عشرة فرقة. العثمانيةء وهم الحشوية والصفاتيةء وهم خمس عشرة فرقة. الخوارج؛ وهم ست عشرة فرقة. الشيعةء وهم ست وعشرون فرقة). الباب التاسع والعشرون: في اعتقاد الفرقة الوهبية اللإباضيةء وهى الفرقة المحقة. (يستعرض في هذا الباب عقائد الوهبيةء وعمّن أخذوها من الصحابة والتابعين...). الباب الثلاثون: في ذكر الدولة الأموية والدولة العباسية. (يتحدث فيه الأزكوي باختصار عن ملوك بني أمية في الشام والأندلس» وعن ملوك بني العباس» وخلفاء الدولة الفاطمية في المغرب ومصر...). الباب الحادي والثلاثون: في ذكر الأئمة الذين باعوا أنفسهم لله في إنكار تقديم ههت المنكر. (عبد الله بن وهب الراسبي» أبو بلال مرداس بن حدير التميميء جابر بن زيد الآأزدي الُماني› بو عبيدة مسلم بن أبى كريمة التميمىء عبد الله بن یحیی الكندي› ابو حمزة الشاري وخطبته المشهورة فى المدينة...). الباب الثانى والثلاثون: فى ذكر انتشار المذهب الإباضى بأرض المغرب» وذكر أئمتهم وعلمائهم. (أبو الخطاب المعافري» أبو حاتم الأئمة الرستميون من الإمام عبدالرحمن بن رستم حتى أفلح بن العباس» وفصل في ذكر بعض علماء الإباضية في المغرب الإإسلامي...). الباب الثالث والثلاثون: في ذكر أخبار أهل عُمان من أول إسلامهم إلى اختلاف كلمتهم. (يستعرض فيه تاريخ غُمان في عصر الرسول والدولة الراشديةء وفي العصر الأموي؛ والعصر العباسي حتى عزل الإمام الصلت بن مالك سنة ۳٢۲۷ه). الباب الرابع والثلاثون: في ذكر اختلاف أهل الدعوة في ولاية أهل الحرب الواقع بتُمان في الصلت بن مالك. (اختلاف الرأي في عزل الإمام الصلت بن مالك الرأي في إمامة عزان بن تميم الخروصي» الرأي في ولاية الحواري بن عبداللء فصل في ذكر أمر بعض العلماء من الأحداث). الباب الخامس والثلاثون: في ذكر الإمامين سعيد بن عبدالله وراشد بن الوليدء ومن بعدهما من الأئمة إلى عمر بن قاسم الفضيلي. (الإمام سعيد بن عبدالل الإمام راشد بن الوليد اللإمام الخليل بن شاذانء الإمام راشد بن سعید الاّمام حفص بن راشد بن سعید الامام راشد بن علي؛ الاٴمام موسی بن أبي جابر المعالي» الإمام خنبش بن محمد بن هشام الإمام محمد بن خنبش. وعهد ملوك النباهنة الأولين والأئمة المتصوبين في عهدهم: الإمام مالك بن الحواري» الإإمام آبو الحسن خميس بن عامر الإمام عمر بن الخطاب ين ور الجامع لأخبار الأمة محمد الخروصي الإمام محمد بن سليمان بن مفرج القاضي الإمام عمر الشريف الإمام أحمد بن عمر الربخي الإمام أيو الحسن بن عبد السلام؛ء الإمام محمد بن إسماعيل الإسماعيلي؛ الإمام بركات بن محمد بن إسماعيل الأسماعيلي» الإمام عبدالله بن محمد القرن. خروج ابن الداية على عُمانء خروج أولاد الريّس على النباهنة....). الباب السادس والثلاثون: في ذكر الملوك المتأخرين من النباهنة وغيرهم؛ الباب السابع والثلاثون: في ذكر ظهور الإأمام ناصر بن مرشد اليعربي (رحمه الله) وذكر الأئمة من بعده إلى وقوع الفتنة بين اليعاربة. (الإمام ثاصر بن مرشد اليعربي وتوحيد عُمان؛ الإمام سلطان بن سيف الأول الإمام بلعرب بن سلطان؛ الإمام سيف بن سلطان (الأول) المعروف ب «قيد الأرض»؛ الإمام سلطان بن سيف (الثاني)» الأمام المهنا بن سلطان). الباب الثامن والثلاثون: في ذكر وقوع الفتنة بنحمان بين اليعاربة وما آلت إليه تلك الأمور. (يتحدث فيه الإزكوي عن الحرب الأهلية الكُمانية بين عامي )۱۷۲۲-١٤۱۷ ع(. الباب التاسع والثلانون: في ذکر تواريخ موت بعض الصحابةء وذكر علماء الإباضية من غمان وغيرها. (فصل في موت بعض الصحابةء فصل في معرفة العلماء من أهل الدعوة من تمان وغيرهاء فصل في موت العلماء من ُهل غعُمان). الباب الأربعون: وهو خاتمة الكتاب في ذكر عذاب القبرء وفي الرة على من قال بالرؤية في الآخرةء وفي ذكر الشفاعة والميزان والصراطء وفي الرد على من قال بالعفو والخروج من النار لأهل الكبائر ذوي الإقرار. تقديم ۳۹ خامسا ‏ مخطوطة كشف الغمة بين مغالطات المؤرخين وأخطاء المحققين: تعد مخطوطة كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة من أهم المصادر التاريخية العُمانيةء إن لم تكن أهمها على الإطلاق؛ لذلك فقد اهتم بها الباحثون والمؤرخون العرب والأجانب أكثر من غيرها من المخطوطات العُمانية الأخرى. وكان الباحثون الأجانب أول من تصدى لدراستهاء وكتبوا بحوثا ومقالاات عنهاء ومنهم: ا - إدوارد روس: المعتمد السياسي البريطاني في مسقط في عامي (۱۸۷۲-۱۸۷۱) الذي ترجم قسماً من المخطوطة إلى اللغة الإنكليزيةء وجعله ضمن دراسة نشرها في مجلة الجمعية الأسيوية في کالیكوتا عام ٤م تحت عنوان: «تأريخ غُمان المتتابع من أقدم الأزمنة حتى عام ۱۷۲۸ »”* ‎Annals)‏ .(of Oman from Early Times to the year 1728 وفد شار فيها إلى أن «نسخ كشف الغمة نادرة جداً فی غُمان؛ء وأشك أن يکون مشهورا لدى العمانيين»”. غير أن هذا الطرح يتنافى مع الواقع تماما بدليل وجود أكئر من ثماني نسخ من المخطوطةء كتبت في فترات زمنية مختلفة أولها عام ۸١۲٠ه؛ وآخرها ١١۳٠ه» ناهيك عن أن النسخة التي كتبها عامر بن مسعود بن محمد بن خلف بن عمر بن عبيد الإأزكوي كانت موقوفة لمسجد الحبيب' في إزكي كما أشرنا سابقاء مما يعني أنها كانت بين أيدي عامة الناس معروفة لدى شريحة واسعة من رواد المسجد. وبالتالي يفتقر ادعاء روس إلى الدليل والحجة والبرهان. Rse. E: Annals of Oman from Early to the year 1728 AD, the Aleanader UK, 1884. (\) Rse. E: Annals of Oman from Early to the year 1728 AD, the Aleanader UK, 1884 p1. (Y) ‎CENE‏ ر ‏ب - س. ب. مايلز: المعتمد السياسي البريطاني في مسقط بين عامي ۲ - ۱۸۸م الذي تعرف على تاريخ عمان من مصادره المختلفة خلال تلك الفترةء وقد أشار باختصار شديد إلى كتاب كشف الغمة وإلى اسم مؤلفه؛ وبين أن المؤرخ العُماني الشهير حميد بن محمد بن رزيق النتخلي العُماني اعتمد عليه كمصدر رئيسي في كتابه «الفتح المبين في سيرة السادة ألبو سعيديين» من دون أن يشير إليهء وحذف الفصل الأول من «هجرات الأزد إلى غُمان»*. ‏ج - جون ويلكينسون: ذكر كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة في بحث كتبه عن تاريخ عُمان» شكك فيه بان یکون سرحان بن سعید بن سرحان الإزكوي هو مؤلف الكتاب» وعدّه ناسخا لا أكثر وقال: «من الملاحظ أنه حين يشير مؤرخو عُمان إلى المخطوطة ويذكرونها باسمها الكامل يذكرون كشف الغمة في اختلاف الأمةء وليس المخطوط المنسوب إلى الإزكوي» وحين يتكلمون عن المؤلف يشيرون إلى المؤلف المجهول» وليس إلى الإزكوي». ‏غير أن ويلكينسون وقع في خطاً هنا كما نرى نحن المحققون؛ فقد عودنا المؤرخون العُمانيون ومنهم شيخ المؤرخين ابن رزيق على استخدام عبارة «قال صاحب كشف الغمة» للإشارة إلى هذا المصدر المهم أثناء الاعتماد عليه في كتابة التاريخ العُماني نظرا لشهرة سرحان بن سعيد الواسعةء وقد استخدم ابن رزيق هذه العبارة مرات كثيرة أثناء الاعتماد عليه فى كتابة مخطوطته الشهيرة الصحيفة القحطانية التي حققناهاء وخرجت إلى الور في طبعتها الأولى عام ۹٠٠۲م؛ وهنا نذكر القارئ الكريم أن ابن رزيق اعتمد على كتاب ‎Miles. S.B.: The Countries and Tribes of the Gulf, London, 1966, P16. (۱)‏ (۲) ويلکينسونء جون: عُمان تاريخاً وعلماءء ترجمةء محمد أمين؛ وزارة التراث القومى والثقافةء سلطنة عُمان؛ مسقط؛ الطبعة الأولى؛ ۹۰م ص ۳۹. ‎ ‎ ‎ تقديم ۳۳ وفيات الأعيان لأحمد بن خلكان في الترجمة لعدد كبير من الأدباء والشعراء من العرب القحطانيةء من دون أن يشير إليه إلا في موضع واحد من الصحيفة عندما أراد أن يخالفه بما جاء به. كما اعتمد على كتاب الأنساب للعوتبي من دون أن يشير إليهء وكانت غالبية المؤرخين حتى ذلك العصر لا تشير إلى المصادر ومؤلفيها. وبالتالي لا يمكن أن نفهم من هذه العبارة أن الكتاب يتسب إلى مؤلف مجهول. وإذا كان الباحشون والمؤرخون الأجانب قد تناولوا المخطوطة في بعض دراساتهم» فإن بعض المؤرخين العرب حاولوا تحقيق بعض أبوابها وفصولهاء ومنهم: ا عبدالمجيد حسيب القيسي: حيث اقتطع من المخطوطة الأبواب التي تتحدث عن تاريخ غُمان» وجعلها في كتاب تحت عنوان «تاريخ غُمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء. وعلى الرغم من أهمية هذا العمل في حينه؛ إلا أنه يبدو متواضعاً جدا إذا نظرنا إليه بمنظار اليوم وإذا أخذنا بالاعتبار استبعاد القيسي لبقية أبواب الكتاب وفصوله الأخرىء والتي برأينا لا تقل أهمية عن الأبواب التي تناولها بالدراسةء ناهيك عن أنه كان عليه أن يعود إلى المصادر التي اعتمد عليها سرحان بن سعيد في كتابة مخطوطته هذه لضبط المادة العلمية التي وردت فيهاء وهذا شرط مهم جد في عملية التحقية ب - أحمد عبيدلى: حاول تحقيق بعض أبواب المخطوطة بطريقة انتقائية حيث حقق بعض الأبواب؛ واستبعد البعض الأخر مما جعل عمله ناقصاً (۱) ويلكينسون؛ المرجع نفسهء؛ ص ۳۹. (۲) انظر: تاريخ عُمان المقتبس من كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء تحقيق عبد المجيد القيسيء وزارة التراث القومي والثقافةء سلطنة عُمان؛ء مسقط؛ ٠ م. ۳ الجامع لأخبار الامة أيضاً كعمل من سبقهء ثم إنه ينسب المخطوطة إلى مؤلف مجهول؛» وعد الإأزكوي ناسخ الكتاب لا مؤلفه”. وبرر ذلك.باختلاف الأسلوب في كتابة بعض الأبواب وكأنه يريد أن يقول أنه لأكثر من مؤلف. غير أننا نرى أن هذا العمل لا يرقى إلى مستوى العمل الأكاديمي القائم على أسس وقواعد منهجية التحقيق العلمي الصحيحء خاصة وأن المحقق أحمد عبيدلي لم يطلع على النسخ التي أشرنا إليها سابقاء والتي تحمل اسم المؤلف نفسه» بما في ذلك نسخة المؤلف (النسخة الأصلية ب) التي كتبها بخط يده ولا يوجد فرق في الخط من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرةء ناهيك عن أننا لم نلاحظ وجود ما يدعيه من اختلاف في أسلوب كتابة بعض فصول الكتاب. أما المحاولة الثالثة فكانت من جانب الدكتور حسن النابودةء حيث خرجت المخطوطة إلى النور عن طريق دار البارودي» الطبعة الأولى» ٢٠٠۲م. وفي ما يأتي دراسة موجزة عنها. سادسا ‏ ملاحظات على النسخة التي حققها حسن النابودة: عندما كنا تحن المحققون نضع اللمسات الأخيرة على إخراج النسخة المحققة من قبلنا لمخطوطة كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة علمنا من بعض الأصدقاء أن المخطوطة خرجت إلى النور محققة من قبل الدكتور حسن محمد عبد الله النابودةء فقررنا الأطلاع عليهاء ومقارنتها بالنسخة التى حققناهاء وكان المفاجأةٌ بوجود عدد كبير من الملاحظات العلمية والمنهجية التى رأينا أن من واجبنا إطلاع الباحثين والقراء عليها من خلال الإأشارة فى مقدمة النسخة التى حققناهاء وفی ما يأتى أهمها: (١) انظر: كشف الغمة الجامع لأخبار الأمةء تحقيق أحمد عبيدلي» دار دلمون للنشر؛ قبرص؛» ١۱۹۸م. أولاً: ملاحظات على ما جاء فى مقدمة المحقق د. حسن النابودة: تجب مراعاتها وتطبيقها من قبل المحقق بحسب الأصول العلمية والمنهج الأكاديمي الصحيح أثناء تحقيق المخطوطات التاريخيةء منها: ا أن يخرج النص كما هو لأن الغاية من التحقيق هي إخراج نص المخطوطة ومادته العلمية كما هى فى الحقيقةء لا كما نحب أن تكون» أو كما نريدها أن تكون. وبالتالي لا يحق له أن يحكم على مضمون المخطوط وفقا لمعتقداته الدينيةء أو السياسيةء أو الحزبيةء وفى سياق عقيدته وميوله واتجاھاته وتياراته. ب ۔علی المحقق أن يتحلىی بالفطنة› وفوة الانتباتء والاإرادة وعله أن يدرك أن اللإفراط في النقد شكل من أشكال الجهل الفاحش» وأن لكل مؤلف طريقته الخاصة في الكتابةء وبالتالي تجب مراعاة هذه الخصوصيةء وأن الوقائع التاريخية مُحَدَدَةٌ المكان والزمانء وتحدث فى مكان وزمان معلومين› وأن البرهان هو أصعب عمليات المعرفة التاريخية ممارسة على الوجه الصحيح. ج لا يحق للمحقق أن ينصب نفسه حكماً على الكاتب وهو ابن الزمان والمكان؛› وأن يحكم عليه باللاموضوعيةء في وقت يقر فيه جميع المؤرخين الموضوعيين بأن للحقائق التاريخية حقاً متساوياً في أن تأخذ مكانها في التاريخ» وأن الاحتفاظ ببعضها على أنه هو الصحيح؛ واستبعاد الآخر على اعتبار أنه غير صحيح؛ ما هو إلا اختيار ذاتي يخضع للهوى الفردي. بالتالي لا يجوز أن نضحي بأية معلومة تاريخيةء لأن في كل واحدة منها شيء من الحقيقةء ولا تكتمل الحقيقة إلا بها جميعهاء أي بكل عناصرها ومقوماتها. د- يجب على المحقق أن يدرك جيداً أن المؤرخين يمكن أن يختلفواء وقد اختلفوا في الكثير من الأحيان حول مسائل جوهرية؛ وبالتالي هم 2 ر الجامع لأخبار الأمة لا يدركون الهدف من العمل التاريخي (التأريخ) بالطريقة نفسهاء غير أن هذا لا يبرر للمحقق مهما عَلَتْ درجته العلمية والأكاديمية أن يصدر أحكاما جائرة بحق المؤرخ؛ء ولا أن يفصل التاريخ عن المؤرخ› ولا يحق له أن يتناسى أن التاريخ يتضمن كثيراً من الأهواء وأنه كما يحكم على الآخرين بالهوى والميل؛ يمكن أن يحكم عليه بالخطاً والتزييف. وفي ما يأتي أهم الملاحظات: الملاحظة الأولى: تحدث المحقق في الصفحة ١٠ من المقدمة عن أن «الرّوح المذهبيّة والمحليّة واضحة جليّة في كتاب كشف الغمةء وأن هذا النهج محور اهتمامه في كتابة التاريخ بشكل عام والإباضي بشكل خاص» وان هذا المقياس الديني الإباضي ليس بجديك فقد سار عليه مؤلفو الإباضيةء ونجده عند المؤرخين الذين سبقوا اللإزكوي؛ وبخاصة كناب السيرء كما نجده عند المؤرخين الغمانيين الذين جاؤوا بعد الإزكوي» وبخاصة ابن رزيق؛ء والسالمي› والمؤرخ الحُماني المعاصر السيابي». ثم وقع في شرك التناقض مع نفسه في الصفحة ١٠ من المقدمةء وفيما يأتي بعض ما كتبه فيها: «ينتقل الإأزكوي بعد ذلك إلى عهد الرسول يي ويخصص الأبواب من السادس إلى الثاني والعشرين للتأريخ عن هذه الفترةء ويعطي تفاصيل مطولة لبعض الحوادث مع التركيز على بعض القضايا ذات الصلة التاريخية بالإباضيةء ومثال ذلك قصة إسلام سلمان الفارسي في السنة الأولى للهجرة لقوله: إن الأئمة الرستميين من نسله». وأضاف: «والإزكوي لا يخرج عن الإطار التقليدي في رواياته الخاصة بعهد الرسول يَيٍء والخلفاء الراشدين الذين خضص لهم الأبواب من الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين› ورغم عدم ذكره للمصادر فإنه ينقل حرفياً فقرات كاملة من الطبري» وابن كثير» وابن الأثيرء والملل والتحل». تقديم ۳۷ أين المقياس الديني الإباضي الذي يدعيه المحقق ويتحدث عنهء وفي المخطوطة واحد وعشرون بابأ من أصل أربعين تتحدث عن تاريخ الدولة الإسلامية في عصر الرسول والخلفاء الراشدين؟ والمحقق يقول عن اللإزكوي: إنه لم يخرج عن الإأطار التقليدي في روايته الخاصة بعهد الرسول والخلفاء الراشدين» وأنه ينقل حرفي فقرات كاملة عن الطبري» وابن كثير وابن الأثير فهل سار هؤلاء المؤرخون على المقياس الديني الإباضي؟! ويتجاوز المحقق في حكمه على هذا المؤرخ الإأزكوي ليطال شيوخ المؤرخين العمانيين الآخرين (ابن رزيق» ونور الدين السالميء وسالم بن حمود السيابي) ونحن نقول له: إن لم يتصف هؤلاء بالنزاهة والموضوعية والأمانة في كتابة التاريخ الحُماني» فمن هم الذين كتبوا التاريخ العُماني واتٌسموا بالموضوعيةء أليسوا هم أدرى بتاريخهم وأنسابهم ووقائعهم من غيرهم؟! اّما بالنسبة لقصة إسلام سلمان الفارسي التي يقول المحقق عنها: «إن الإزكوي ذكرها لأن الأئمة الرستميين من نسله» فقد ذكر قبل ذلك وتحت عنوان مستقل قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب» وقصة إسلام عمر بن الخطاب» فما رد المحقق على ذلك؟! هل لأن الأئمة الرستميين» أو غيرهم من أئمة الإباضية من نسلهما؟! الملاحظة الثانية: ذكر المحقق في الصفحة ١٠ من المقدمة ما ياتي: «وأسهب الإزكوي في الحديث عن آراء الفرق الإإسلامية... ويؤخذ على الإزكوي نتيجة لإسهابه هذا التعشف في إصدار الأحكام على الكثير من الشخصيات التاريخية إلى حذ التكفير والتجريحء وسرد الكثير من الأحاديث النبويةء والأخبار والقصص بغير سند ويما يتوافق مع غاياته المذهبيةء ونتيجة لذلك فقد أوقع نفسه في الكثير من الأخطاء والتكرار لكثير من الأحكام الفقهية والمعتقدات الدينية بسبب تعصبه المذهبي». ۳۸ ن الجامع لأخبار الأمة ‎EEE‏ ر إن هذا القول بحاجة إلى أدلة وبراهين» وهذا ما يفتقر إليه المحقق الكريم» كنا نتمنّى أنه لو أورد دليلاً واحداً. ثم نجده يعود بنفسه إلى أمهات كتب الحديث النبوي الشريف» ويثبت وجود الأحاديث النبوية التي استخدمها الأزكوي» إنه التناقض بعينه. الملاحظة الثالثة: يرى المحقق أن تاريخ الأمويين والعباسيين هو تاريخ سنيء وقد أشار إلى ذلك في الصفحة ٠ من المقدمة بقوله: «ويختصر الإزكوي تاريخ الأمويين والعباسيين في باب واحد؛ هو الثلاثون» ورغم اختصاره هذا إلا أنه يمثل أهمية خاصة بالنسبة لناء فهو يكتب تاريخا سنيا من وجهة نظر إباضية». ونحن نقول بدورنا للمحقق: متى كان تاريخ الدولة الإاسلامية حصراً على فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب؟! وكأنه هنا اختصر التاريخ الإسلامي؛ء وجعله ستياء ولا نعتقد أن أحداً من المؤرخين الموضوعيين يوافقه على ذلك. الملاحظة الرابعة: أصدر المحقق حكماً قاسياً بحق مؤلف المخطوطة في الصفحة ٢۲ من المقدمة عندما قال: «والمؤلف كما هو واضح يشط كثيرا في كلامه عن أصحاب المذهب و(نقلة العلم) كما يسميهم؛ وعن المناطق التي انتشر فيها المذهب الإباضي». ونحن نقول للمحقق د. حسن: إن المادة العلمية القيّمة والمعلومات التاريخية المهمة التي قدمها لنا الإزكوي في هذا المجال فريدة من نوعهاء وهي حق يُخسَبُ له لا عليهء فقد قدم لنا مادة تاريخية حجبها عنًا المؤرخون الآخرون لأسباب وأهداف يعرفها الكثير من المسلمين؛ غير خافية على أهل البصيرة. الملاحظة الخامسة: ابتعد المحقق عن الموضوعية كثيراً عندما أصدر أحكاماً تفوح منها رائحة التعصب لدى إشارته إلى قصة إسلام الصحابي مازن بن غضوبة السمائلي» ووضعها في خانة القصص الخيالية في الصفحة ۲۳ تقديم 2 من المقدمةء حيث قال: «ويهدف الإزكوي من ذلك إلى جعل عُمان وأهلها في مقدمة المناطق التي سارعت إلى الإسلام وآمنت برسالة النبي يي وحملت لواءء». ثم يشكك بصحة الأحاديث التي دارت بين عمرو بن العاص وبين حكام عُمان» ويرى أن «الإزكوي لا يمكن أن يكون حجّة في هذا الموضوعء لتغلب العاطفة على رواياته التي يشوبها الخيال». والناظر إلى قصة إسلام مازن بن غضوبة يجد أنه قد ذكرها ابن حجر العسقلانيء وأشار إلى أن مصدرها الكلبي بحسب ما ذكر المحقق؛ فما هو قائل في ذلك؟! إِذاً الإزكوي ليس الوحيد الذي يذكر القصةء وله مصادره. ثم إن الإزكوي يذكرها كحالة فرديةء ولم يقل: إن أهل عُمان أسلموا على يد مازن بن غضويةء وكان منسجما مع نفسه ومع الحقيقة التاريخية عندما أرجع إسلام أهل غعُمان إلى رسالة النبي ي إلى حاكمَي عُمان عبد وجيفر الجلندانيين. وهنا ينسب إلى الإزكوي ما لم يقله عن جعل عُمان وأهلها في مقدمة المناطق التي سارعت إلى الإسلام. وإن لم يكن اللإزكوي حجة في مثل هذا الموضوعء وهو صاحب المصدر الأول في تاريخ عُمان كما أشار المحقق في بداية المقدمة التي وضعتهاء فمن الحجة؟! الملاحظة السادسة: أشار المحقق د. حسن في الصفحة ٢۲ من المقدمة إلى أن نسخة تونس رقم (۲۱۸۲) التي رمز إليها بالحرف (س) تعد أقدم النسخ وأهمهاء وأنها كتبت عام ١٦۲٠ه/ ۷٤۸٠م وبرر أهميتها بقوله: «ذلك لأنها كانت خاصة بالمؤرخ والأديب العُماني الشهير ابن رزيق». ونحن نقول له: إنه كان عليه أن يشير إلى نها لا تختلف في شيء عن النسخ الأخرى وبخاصة نسخة دار الكتب الظاهريةء وأن النسخة (س) لا يمكن أن تعوّض عن النسخة الأصلية التي كتبت بخط يد المؤلف نفسه سرحان بن سعيد الإزكويء ووضعتها بين أيدينا وزارة التراث والثقافة العُمانية مشكورة .$ 2 الجامع لأخبار الأمة و على ميكروفيلم بعد أن حصلت عليها من مكتبة غرداية بوادي ميزاب في الجزائر وقد سميناها النسخة الأصلية (ب)› حيث تمكنا بالاعتماد عليها من استدراك جميع النواقص» وتصحيح الأخطاء التي وقع بها الاخ واستبعاد الفقرات والفصول التي أضافوها إلى النتص. وتاريخ المخطوطة يعود إلى عام ٦ هه / ۱۷۳۷م وبالتالي هي الأصل» وهي الأقدم. الملاحظة السابعة: ذكر المحقق في الصفحة ٠۳ من المقدمة في سياق حديثه عن النسخة الجديدة التي رمز إليها بالحرف (ج) ما يأتي: «تم استدراك النقص الحاصل في نسخة دار الكتب الظاهرية في بعض الصفحات بحدود ٠ صفحة وقد أشير إليهاء وهذه ميزة إضافية لهذه النسخة». ونحن نقول للمحقق الكريم: هذه ليست ميزة في العمل» بل هي عيب علمي واضح؛ وخرق فاضح لقواعد وشروط وأصول التحقيق العلمي الصحيحء وكان عليك الإشارة فقط إلى الزيادة التي أقحمها الناسخ في نص المخطوطة الأصلي؛ وأن تنبه القارئ الكريم إليها في الحواشي» خاصة وأنها من النسخ المتأخرة ونسخت عام ۷ ه. ثانياً: ملاحظات على النص الذي حققه د. حسن النابودة: من الأهمية بمكان التأكيد هنا على أن الغاية من تدوين هذه الملاحظات هي التقويم العلمي وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها المحقق الدكتور حسن النابودةء مع التأكيد على حقيقة أن ما من عمل علمى مهما علت مرتبة صاحبه. يخلو من أخطاء علما أن ما سنشير إِليه هو أخطاء علمية خالصةء وفي ما يأتي أهمها: الملاحظة الأولى: أسقطت عبارة (وملك من بعده أخوه أزدشير وکان ملكه عشر سنين) من الصفحة ٤۹ء الجزء الثانى» لأنها فى الحقيقة غير تقديم ۱غ موجودة في جميع النسخ التي اعتمدها المحقق؛ ولو أنه ضبط التص بالاعتماد على المصادز التى اعتمد عليها اللإزكوي لتمكن من اكتشاف النقص الحاصل. وقد وردت العبارة في النسخة الأصلية (ب) التى اعتمدناها حصراً ص ۷٠. وجاءت وفق ما ياتي: ' وملك من بعده سابور ذو الأكتاف؛ وكان له ملك عظيم؛ وكان ملکه (وملك من بعده أخوه آزدشیرء وکان ملکه عشر سئین). وملك من بعده سابورء وکان ملکه خمس سنين. الملاحظة الثانية: وقع مؤلف المخطوطة سرحان بن سعيد اللإزكوي في خطاً عندما أشار إلى أن سيف ابن قيفان الذي يقال له: «الصمصامة» صار لمعد يكرب الزبيدي» ولم يصحح المحقق هذا الخطاً في السطر الرابع من الصفحة ١٠١٠ء ج١. ولدى عودتنا إلى المصدر الذي اعتمد عليه الإزكوي في التأريخ لملوك حميرء وهو: ملوك حمير وأقيال اليمن لمؤلفه نشوان بن سعيد الحميري» تبيّن أن سيف ابن قيفان المسمى «الصمصامةء» صار لعمرو بن معد يکرب الزبيدي» ولیس لوالده. وهنا تبدو أهمية ضبط المادة العلمية الواردة في نص المخطوطة بالعودة إلى المصادر التي اعتمد عليها الإأزكوي. الملاحظة الثالثة: لم يلاحظ المحقق ركاكة وعدم ترابط الفقرة التي وردت في الصفحة ١٠٠ من الجزء الأولء وهي: «ودخل مدينة الصعيد فهلك بهاء فسميت «شمركند» بلغة العجم أي شمر خرّبهاء فعربتها العرب» فقيل سمرقند». واكتفى بتصحيح اسم المدينة من الصعيد إلى الصغد وأشار إلى ذلك في الحاشية رقم (1). في حين أن الفقرة الصحيحة جاءت في النسخة الأصلية (ب) كما ڀاتي: «ودخل مدينة الصغد فهدمهاء فسميت سمركند بلغة العجم ر الجامع لأخبار الأمة أي شمر خربهاء فعربتها العرب» فقيل: سمرقند». وهنا تبدو ومن جديد أهمية السخة الأصلية (ب) واستخدامها في عملية التحقيق. الملاحظة الرابعة: أضاف المحقق في نهاية الباب الرابع الصفحات ٤ ۴ ۳۲ ۱۳۷ ۱۳۸ من الجزء الأول تحت عنوان: (فصل: اختلف العلماء في نسب الفرس) وأشار إلى ذلك في الحاشية رقم بقوله: ما بين حاصرتين زيادة من نسخة (ج) من ص ۱۳۳ -۱۳۸؛ وأضاف في نهاية الباب السابع الصفحات ٢۲۲ ۲۲۱ ٢۲۲۲ء ۲۳ ٢٤۲۲ من الجزء الأول تحت عنوان: فصل (انشقاق القمر). وأشار إلى ذلك في الحاشية رقم بقوله: ما بين حاصرتين زيادة من النسخة (ج). علماً أن هذين الفصلين المضافين غير موجودين في بقية النسخ الأخرى التي اعتمد عليها المحققء كما أنهما غير موجودين في النسخة الأصلية (ب) التي بين أيديناء وبالتالي هما زيادة أقحمها الناسخ في النص» وتقتضي عملية التحقيق العلمي الصحيح عدم إضافتهما إلى النتص» وعلى المحقق أن يكتفي بالإشارة إليهما في الحواشي فقط. الملاحظة الخامسة: سقطت من الصفحة ٢٠۲۳ من الجزء الأول السطر الثاني عبارة (سبعة رجالء ومن بني عوف بن الخزرج) وهي غير موجودة في النسخ الأربع التي اعتمد عليها المحقق؛ وترتيبها في السياق كما جاءت في النسخة الأصلية (ب) وفق ما يأتي: «ومن بني الحارث بن الخزرج (سبعة رجال؛ ومن بني عوف بن الخزرج) ستة رجال. الملاحظة السادسة: أشار المحقق في الصفحة ٢٠۲ من الجزء الأول إلى نقص في الفقرة التالة: «... فوا حسان بن ثابت» فقالوا: إن رسول الله يِا . أمرك أن تناصح؛› وفي نسخة تنافح عن وعن أحساب قومك» فقال: لا والله حتی آتي رسول الله يٍَء فأسأله عن معايب القوم فإنه أعلم قومه بقريش؛› لينسب القوم بما فيهم (....) وإنك لا تزال تعان بروح القدس ما نافحت عن نبيك وقومك» غير أن الفقرة وردت كاملة وصحيحة في النسخة الأصلية (ب) ص ۷٠٠ كما يأتي: «... فأتوا حسان بن ثابت» فقالوا: إن رسول الله يِل أمرك أن تناصح؛ وفي نسخة تنافح عنهء وعن أحساب قومك» فقال: لا والله حتی اتی رسول الله يي فأسألهء فأتى النبيء فأمره النبيء وقال له: امض إلى أبي بكر فاسأله عن معايب القوم فإنه أعلم قومه بقريش» لينسب القوم بما فيهم» وإنك لن تزال تُعان بروح القدس؛ ما نافحت عن نبيّك وقومك». وهذا تأکید آخر على أهمية النسخة الأصلية (ب) التي لم يطلع عليها المحققء ولم يسمع بها. الملاحظة السابعة: من مهمة المحقق أن يتأكد من صحة المادة العلمية الواردة في النصء» بما في ذلك التواريخ طبعاء وقد ورد خطاأً في الصفحة ۲ ۳ من الجزء الأول وهو: «فخرج النبي يَيٍ يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان؛ وقيل لثلاث خلون منه على رأس تسع عشرة من الهجرة» وقد ورد التاريخ صحيحاً في النسخة الأصلية (ب) ص ١٠٠ كما يأتي: «فخرج النبي يٍَ يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان؛ وقيل لثلاث خلون من رأس تسعة عشر شهراً من الهجرة». وهنا نسأل كيف يمكن للنبي ية أن يخرج سنة تسع عشرة من الهجرة وقد توفي سنة إحدى عشرة للهجرة؟! ناهيك عن أن هذا الباب يتحدث عن الأحداث التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. وهذا تأكيد آخر على أهمية النسخة الأصلية (ب). الملاحظة الثامنة: أسقط المحقق (فصل قصة النباش) من آخر الباب التاسع عشر علماً أنه ورد في نسخة دار الكتب الظاهرية ص ٢۲۰ ٢۰٠٠ $£ 2 الجامع لأخبار الأمة ر ٤ والتي اعتمدها المحقق نسخة أصلية في التحقيق» ورمز إليها بحرف (ظ) في حين أضاف إلى النص فصل (اختلف العلماء في نسب الفرس) وفصل (انشقاق القمر) كما أشرنا سابقاه معتمداً على النسخة (ج) مما يؤکد عدم الدقّة في التعامل مع النص» علما أن فصل قصة النباش موجود في النسخة الأصلية (ب) ص ۱۹۹ ٢٠۲٠ ۱١٠۲ء وهذا تأکید جديد على أهمية هذه النسخة في التحقيق› وأن النسخة التونسية ليست نسخة المؤلف. الملاحظة التاسعة: أورد المحقق في الصفحة 7٠٤ من الجزء الأول نقلاً عن الأصول الأربعة كما يسميها: «فصل في ذكر مسيلمة الكذاب لعنه الله» ووضع نقاطاً بين قوسين (....) وكتب في الحاشية رقم: تركه الناسخ؛ وزعم خوف الإطالةء وطلبا للاختصار. غير أن فصل مسيلمة الكذاب موجود بالكامل في النسخة الأصلية (ب) ص ١٠۲ ٢٠۲ ۳٠۲ وفيه رطوبة في بدايتهء وربما کان هذا هو السبب الذي جعل النسشاخ في ما بعد يتجاهلونه. وهذا تأكيد جديد على أنه ليس بين النسخ التي اعتمد عليها المحقق نسخة المؤلف الأصليةء وتأكيد آخر على أهمية النسخة الأصلية (ب). الملاحظة العاشرة: أضاف ناسخ النسخة (ج) بداعي الخلل الصفحات (۸۸٠› ۴۹ ٠ ١ ۲ )) على النص من حديث أبي النتاج مولى أبي عبيدة بالعودة إلى نهج البلاغةء علماً أن هذه الصفحات المضافة غير موجودة في بقية النسخ الأخرى التي اعتمد عليها المحققء ومع ذلك أقحمها في النص المُحقق في الصفحات ‎4۸V)‏ ٣4۸۳« £۸4« ‎(E4 EAA EAA EAY EAT E۸0‏ من الجزء الأول مخالفاً بذلك مرّة أخرى شروط وقواعد التحقيق العلمي الصحيح. ونضيف نحن المحققون؛» ونقول: إن هذه الإإضافة غير موجودة فى النسخة تقديم ۵٥0٤ الأصلية (ب) ولا يلاحظ في هذه النسخة (على عكس بقية النسخ الأخرى) انقطاع في السياقء أو خلل في الفكرة والمعنى يقتضي إضافتها. وبالتالي كان على المحقق الإشارة إلى وجود هذه الإضافة في الحواشي» وكفى. الملاحظة الحادية عشرة: وقع نشاخ النسخ الأربع التي اعتمد عليها المحقق في خطاً علمي عندما نسيوا أفعال سليمان بن عبدالملك إلى أخيه الوليد بن عبد الملك الذي تولى الحكم قبلC‏ وأسقطوا خلافة سليمان ولم يذكروها في النص» وانتقلوا إلى الحديث عن خلافة عمر بن عبد العزيز مباشرة بعد الوليد. ولم يكتشف المحقق هذا الخطاً العلميء» وهذا دليل على أنه لم يتحقق من صحة المادة العلمية الواردة في التص من المصادر التاريخية. ناهيك عن أن المعلومات جاءت صحيحة ودقيقة في النسخة الأصلية (ب) ص ۳۸۲. وهذا تأكيد آخر على أهمية هذه النسخة في تحقيق العمل العلمي الموسوعي العظيم. الملاحظة الثانية عشرة: من شروط التحقيق العلمي التعريف بالأشخاص والأماكن والأحداث» والنصوص الشعرية نظراً لأهمية ذلك في استكمال المادة التاريخية عن الفترة التي تناولتها المخطوطة بالدراسةء ويجب الاستعانة بكتب التراجم والمعاجم الجغرافية. وهذا ما لم يتقيد به المحقق د. حسن النابودة على الإأطلاق. وأخيراً فإننا لا ندعي السلامة من الأخطاء العلمية والمطبعية في هذا العمل الموسوعي الكبير؛ فما من عمل علمي يخلو تماما منهاء ونأمل أن نكون قد أنجزنا الواجب المطلوب وفق قواعد وأسس منهجية التحقيق العلمي الصحيح؛ ونتمنى أن نكون عند حسن ظن من حملنا المسؤولية الشريفةء ونحن بها معترون» ولها مخلصون؛» والحمد لله رب العالمين. 3 الجامع لأخبار الأمة 0 اپ | لات ولا & ولاسياۓ! 4 و ا ت 4 تلو بوامسشىنه ولا نرد م ١ ازن بشت لحا ى ى ‎r‏ ‏و ا ا اا ا فاي دال قاطوا لۈە ون ا ی نم د علا اوهس دد ا | واياا چاەل لر ويلع كالهلا ا | ۵ - وره التو اسب را اماف ل ‎OF‏ رس وباج نام ما واحتا دات اسا غالا ‎SÛT‏ 9 رعا حل وماكا غا عة ‎SUT ÛÎ‏ لوا الوت ودک ربن ملتاره م ا الزانخ ا نالاا زد لما إرضها ن ن ولحلاو ۱ بت امسن وېوقرالرسل صلولات سي چە لتا دش ورا لدی ر علیہ والر ويس ي . ِ ,اید را لولح اح و ورطع وص لر والتا د١ . .الا اتنام و دترسعہ سعرالعى دە ەە 0٥ ‎EEE‏ رالىسو عل سارى تا الغاشى ى رق م الى لوسراي ان اللرستك: ر ادش الام وريا دتم اسا نئي من ‎ZT T‏ كالاھ ورلا تلش والسێ زا لتا ل ‏سر ‎: ‏لالت ` رالا مورلا »رہ اسه امنا‎ Û ‏تع وو ەورالامورلطادتہ ۇللىتىلامسىمم : الا لفامشنء مواد انمالسا ت ١ ‎Ti ۳ ۴‏ سم س 3 ‎TR‏ ‎ ‏الصفحة الأولى من نسخة جمعية الشيخ أبي إسحاق أطفيش لخدمة التراث - غرداية - الجزائر (النسخة الأصلية ب) ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ تقديم ا ‎FREE‏ 8 1 ٠ ‎PENNE NED O‏ س سحو دیس ہس وہ 4 ا ‎EP ً 2 g8‏ . ٍ . ا 0O۸ الوت یول رلاد سل خد لل کلام ت ا ںا گنا اساها شها ‎7l‏ فما د الما ر وجحضالاعنلا نامام ` ا ¡ فر ىلابا هراهعسل ۴ 4 ا لاض ورهاما فیا را برواالبيان وا اوۈاليو والشنات . ‎AE‏ ر ااب حفا ووجے آم غرلا وص ا كان الري رياه رالاباب _ ايده بانانا يوقا س رشن روانم ‏طا او وع مرل نا زا است ورلو لفت فىى لى ووارنت فىرمښاج زوئا شا ب والمررف ددا رتا ‏وعلر ادما و كن اوهوجسنا و اول دری معب اعد ‏١ با وتوضما لطاع و :ل وسائرس ر لیو با ام لدو ونود 7 ضا واک ي ل ول بي گر الاي وان قبل , ) ويلمسا تل شش و ور ‏۱ رال ننه .ولاص ي لدان ولاف ا ‎LSA‏ 214 رک مالا 0 انما لى كە 0 لوا تا و ا و وگ 1 3 ‎r‏ 2 ‌ ‏ااا 6 روگات ا 6 ن ف ‎r‏ س ا ق ا 2 اا اممنا صلق د لرگ ‏ا م ‏و ر م ر وم ‎ ‎ECE EI E ‏ل یاف‎ ‏الصفحة الأخيرة من نسخة جمعية الشيخ أبي إسحاق أطفيش لخدمة التراث غرداية - الجزائر (النسخة الأصلية ب) ‏سو يجام اس روس اسل اهف م ‏الجرا' وراك ي ولاحوف ولاوح ا9ا نالعاو فام ا . ع ‎E‏ ان طا ملسا اسا تاد رىرفا دى ‏¬ َ‫ ب ی . 7 ‎PES‏ 0 . . و کے . ‎EAS‏ سال ج ر ا ‎eee rrr‏ ب ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ 7 الجامع لأخبار الأمة ل ك مادو انام ا ا لہں دسالزيم ماهوا ت يجہعمعروبناها ەو ار لجالا ء | ودحاهاء مججۇجاا ۵ا ويا دانارياهاء ولق اوم علسلل مز یئ" وجهل سلا سلال منهلە مید وا حع راطو اتاج نام روزا ھام وطايجان ونا هم لىز د ج چ زع رخا بێى* عكا العم لامینا رن ہو ئ ونا لی ہا ن ٥ غاس لالم انيا وارىسلەن» ضينوالم اتوليين ٠ واويضصو الم السب سبيت ءا توا القاهر دالت نيمس اطاع ملعت وسم مضل وعو ل انين ساء وا سما لوا ور لززل سنوابالىتى علصلا هال لامعل ينا الامەن» را تم الښيآو ملل لن علا لہا لطبين الطا هين وبل قر عت اة الجع هلا الا ب وتاليع وتاخی رسای ن روي نيمه لتا حلاصلا وان ارتا ل هلد * ودکریماطایت ااهل نهان شلوا عواصيل مهبم اثريتء وا قبلا غل ايم متمم بالتعيف ى والتعىفە وهمالوا الجبلا دات ار ورالٹويه وقد بت اہم رل - عجرا 5 الما البملعت لي الى مى عوعۈتما جرب هارا سا یږ ۱(تلنه وق سيعت ا حل نبز بإلعاه وبنتتاڭ رول لر نتوالغمء يتو للها الښ خر چم عرطایۓ لز و ق پک رفت تک رر تيملا مزهت - | ويڃزي اليروير يم ہے و نے خلا ماعات ىالنيت سوه ور نوالا ا تفواعره فصنهل اللا ليقن نول اباب وحعلت اهر التصص ولاضارے * وبا طرف المرصبفت ريلان ١ضامرلغراء ‏ الايژلايستيعوينء «لالستاع التصوع اللوويتبتوت ه فلت اللرش اريزا مستي ولوا + يعم قد طن ەع ‎e‏ ول المذعب رون « ولاهلګق با يترون ەوىسيته کر الصفحة الأولى من نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق (النسخة ‏ أ -) ناي دەرش طا افو نانا ننن قال ونما خا توا رارق روات لاور المد اتمم س ادناو مىتا زھرمستادذ ناک لازاه عليز باستنا ايوا اوقتا اوقتا ائوا نيل اڭ یولاطا به نالاچ ةلالا دان رتا ڭىتا علينۈنا راللام نفلاك لدعو لاخر ادلم پىرا قى واا يد و اون ااا“ ويفا نم اهت يدلام زمرلا رايلم" امال س جاع ف لن لاا تا ا ابن اينات س لز مہ €2 ان اح لزنا لضعم الا ماس ا 3 و 3 اللود ل لادلا ایارک سيش ب و ا ر ل ی ا کت يانانانى ن رن نان و لاطا الفوع فلاا ل ج تەن الصفحة الأخيرة من نسخة دار الكتب الظاهرية بدمشق (النسخة - أ -) ‎Ww A‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏او طانم بد تا سل امو ا و امه عله امبزی وساب سول سد لای يە ت ي بے 5 ‏م ‎ ‏۱ ا عند ەگرى کے 2 الت اتتا ماعل دي ١ ست حتواحى والصلا ن وال ل( امت با الاد ‏مر کان الابساو و تلہم الہ الطسم لطاهك . 9 قاب ماه رد 1 هن ا 5 ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‏الصفحة الأولى من نسخة مكتبة معالي السيد محمد بن أحمد آلبوسعيدى (النسخة - ج -) ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ برو ولاح ك ادكه العو طبه ملم (لحَ لای علي ملاظ يم مانا ماكان فبه محا لله افأ فرص ودره وان نهدت الال رصل ی ادن على ب سو له سب نا دحام ال وتلا می ا لی ولل تنه رب الال لن تاي . ب نمال ازو مس ای ر٤ 6ء سن روف سض ان صان 4 و فی سره وال ا ا اعرف الت ت والتقصبره | قحلت اله راچو الى سنه ب به لاقل لله ع وجل عا ع بسع و مر حل ب عب عند الارلوك الاه الالبە لىيا چ ا لکا ودنه موا مطل ع مو لف اها نه العو الال الوا لف ا سان تود س چان شن ج ا ي ین ق ا علطا صل | وعورل فلمتدن منفضلا على ندا لفلههی ۱ ا سے ول | للحن س ےچ ول لني سانزاماجمر اد ااه وهر لن 7 و عا تيەك تناما الى را لقمه يشن به انار الكنب ال وفوف لون الف 2 <) A 13 Ê o ` ۰ IA CM AT I (rs; ۶ KI Semere 4 niy, Lw hnzvle ‏کالہ‎ ‎¢6 4 ‏ي‎ Fv nse I) وہ ا ‎e |‏ الصفحة الأخيرة من نسخة مكتبة معالى السيد محمد بن أحمد البوسعيدى (النسخة - ج -) ا ل الجامع لأخبار الأمة 72 وبقاناف د الجا دمو حا انت ی وک نشو ممالم تد بال گا ترك صنت اہ واجللعا لا صلع دینہ و انل لعارخادىيتا ® خصلزاةے ملول حبش ق لاما ياتا َ كاحت الإ تقطابن ك طيتنا سه داب یہافلماما طا رهام ماف ولت بحت فخلفد ىلص ر لڭلاخروىييا رنما رقا بب روصنم ووولح ابا توول جح ا پجتا عرزت صباخاو“ :هكا لخو جنرت وساد الع ايده وح صجت ولان قبل . يبا بولح فظو ع خصا زىك ك شرق ودد رونل والىن. | ل ! هدا ترا دع للفو لشفا ن يتلل قطيى دو لجنو ا وا حلفا تال ابر لله اضف اكت ساسم دابا :وان انب ىرقلۈ ا لىجا لنچ يبك پالتراضغا تیدا والناشس ,وہ لہ ى وإحُفْصو ا اروا بچجازهدا سوبو ا مسیی‌فا ن دمغ ئاو ج ا لیا وي ريمح لسہوۆوسيۈدو اومعا فصل ضلاه :٠ خا الجا اله وانصن المولڭے! _ وا خآ شار شرا تل ر )ماندائقاهاا نى ناد إلاإما ارف ر ا سمودوا ب فاو ريال شقا ار ي رۈت وی تع ویتکا بیہره ضسا وب سیا سام کا ‎CN‏ سا سیا وا . ‎e‏ ا و تف چب مر راداب لتا ونه ي هدوبن ‏! لالاح ویات کي قا ر مسماجهابا ‎UA‏ اتر کابه وسر ل جخوس عو اديا مىزعات تب (لغَاسرو وٽل کار اش م مکلرنیه لی ییک لکا جنات | ‎ ‏الصفحة الأولى من نسخة مكتبة وزارة التراث والثقافة العُمانية (النسخة - ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ بخن لل زروت روا شرعلنہ 2 يمام لزېيخلالنا كان لي جى رن الامانه دازي زىرخزل تات رمتعا زاك زچنن (دلركا ج ج رائ ى نا خىل تىزقاهدا ليره د انضاح السبيل وات حتے پول غا وات ری ئز مخف لدنا ا یکی ننن ا سمو ی رم ار نار جى قلنا کر حاجل روا رعالشىدت! لابتاوبلم هفاماهن الا خا صتلاهل الو لالهلا التض ليا !صي عد را دربۈبت اکن نا غ ابه ا يزع درول اڭ ليوات رېخ شريراكىقا بے فاراکات . برک قت زبىت سرچ ي سينا ىم صرت عدم زاسترعفا روو 2 ےا ریه بره واا اتعىگا ان وناويښا وڑآتریک تزا مقغح دنا ا سو طا مذ[ تابو! وا قلعو وات لش آ لقاب منم اقام ىمعا صر اصع لہ د واتىنخيجب ` عت آت هنامز لرن خانالىسوت سارن فاج لبم يون نوی واسل امہ ج سالسےالزیكا ودنن شرم هفات . قا قارات الاو اسم رفكت كاتف سۇلىشىزسى ‏ امنا ضوح لزاس| تکاخر تاك مکزب واف سۆمصروگ رانا سى غا ناوم قدا لزالعا عي لااو وژئتوحىرا حى لاسا ا یندا م خاس ود ® ائرلى لرک دلرتے واد وان اها ج جت صد[ عن س ىده وقال نی با پا منوا که س کادے لصت مات ا الښاسق ر هدت ل ل اذز ىز جرامانكه دفا نوعط ما ماكن نزن ےه وا ہا ښک ۲يا درو لمانا ی خاسقو د وجو ل السام اقا لاح النا سيا تنا رتيل ع بارس لىخاد غا سلكت نىى © یرعوي منرشی حعنتں؟ با انجس ایم برماص ل انخص 24۹۹© ر کہ الصفحة الأولى من نسخة مكتبة وزارة التراث والثقافة التمانية (النسخة - د -) ‎ANN‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏کک ايد الور الر ازىر رانىد يناهاه ور له ااا ا وران اما تا سل لزم ہلال مرها نه واچ يد مت اا واا نه وا ا با نا واش ر ونم ق وح و ‎RE‏ ‎E‏ ېالزنا ىنو حا وا طلاتوا لل مازىن ا دادعالا ا وبعد هافن !ع هاائاروتاليفهو خجلا لصن : ان انتا لن عه دارا €5 لشت دا تبلوعذاى هررم ال اين وتاش رأة ی هوعز فاج رو ارقا بهازيد! ل للت وقں مورا حرام گیل الح س ل ودا ا نو می تان ار دفر س هى و ردم ینسر خلا فاك ايناس وده و تالزن انفوا اعنر ووي 4 هزاای ت وجنت و اناا ا ره مروالااره رث وباطنہ ۱ ي ز5 ‎Br‏ و سمجرن ن و : و لتصمچن ‏مصطوينھ د سي ىن ر د ‎ ‎ ‎ ‏ئن داه دورق لاجد االله وان بان لخطا معا شري اا اهبويع و وا ‎ ‎ ‏الصفحة الأولى من نسخة دار الكتب التونسية (۳۱۸۲) (النسخة ‏ هھ -) ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ خي د لرن الا زا ی ظرو, ۆر فارطا عابنا ضاران نەقاليلغنا ان اده يفو زللغاج روم الق ما زات غا لقنتل ارک في توو فور اىك , ن بزب الدنيا يلدارب نبا رك ونغا ديات | 6تقاز واا غا لق تز ۈم لقيت ۇيك «يلخنا ادا تبا رى قىلى الفمزماكا نظ ريق وط کرس تفل هن فيقوزالپ ‎REREAFA‏ ِ ورس وك ۋيقوليارب رد ذاش الرنا يفول ايده اين‌الرشا وقرافىثارضها وسماها وھا رها د مھا دلىلقا وا رھاوجبالقا ويا دغافبقو ادر اب زم ا ;الاما ن ئي قود تدا رلامان الاح غ خيق رفاوت ولياق ەسىد فحن ر مزر علي روخناق باحا شي ختم ۱ ويببا بد ولېلان امقس اة طا راصم حار زد ححضا لاعتلدزا ويرجنامافه اهر نرو لايا رشان ئار نىناق هااا حقاود وتا نالتا ليفرووفقنالتق فتنمم وى يدخطا اوت قان سید ناهن وي م اغلات وفارقبەمنهاح رو !نىراب والصرة ياه وشا وعلاغغادنا ويب عصیتننا وو حسبنا ونت الوك زا قو ىمى ز وار لاو ضا تالعبويبا وال وىگاوتوفقا . لطاعان روثب ليا مات ولذ با اجالنا وقي اموي اننا و لت ية لنالعلناوان يتقبا ناي بناع ليغ ليومت تارادا رچ انحو وا سط ىاج امان فد اء ابص اتغاءمرضا ريه فان اه نيىك سير راید ت ا ی ری ا ا ور ‎x‏ ‏و ارلوی و الات و ر ر ر تی ‎B‏ 1 ار ود ٍ . ا سا۵ از و صر مہ ت تت رہ ر . س س سے ہے ر 5 الع الصفحة الأخيرة من نسخة دار الكتب التونسية (۳۱۸۲) (النسخة - هھ -) 00 الجامع لأخبار الأمة الصفحة الأولى من نسخة مكتبة الدكتور محمود بن مبارك السليمي (النسخة ‏ و -) ل م الح راجا مشا لني م السمۈت باريد وېناھاە د سما لار على وچەللاءوڭها 6 دجە بالبالا ونا دا خارساهاة وو اام علب السلام طن 9۵ ‎a‏ لاسلسلا . اء هينغ واطرج د ريت اطوارا شتا نهين ۵ اهرش متخاو اواهاطاي زد جر واعن ښبهخاتفين ۵ انا لهم ڑم تارڪگنەو ^ فارسل اليم اء وامسلين 6 نينا بلا ميد وإ نهم با غرازقاهة والزهينه فيم اطا هند" ان اساك ما علا 6و جي الذيلا حي ابلس ١ مين د ترجا الابياء ها ملين غ وعاں اله الط م ور دعننيا اة ابجع هنا الاب اليف ٥ 13ا ا سرا وان ل ان اناللتاليت الاو نا منم السري ‏ واښلواغلى له ن ااا وگ اريف 1 | صلا السلف لب رفوا المع همزهوعا' تان شای العام «يلشىت امو جم عن طا عند اله وني الب 3 بقعب ىباه عن ودشوا تصضفت‌هلاها . اه ال انه الصفحة الاولى من نسخة مكتبة الدكتور محمود بن مبارك السليمى (النسخة - و -) َ ل الجامع لأخبار الأمة مو الصفحة الأخيرة من نسخة مكتبة الدكتور محمود بن مبارك السليمي (النسخة - و -) ن الحمد لله الذي رفع السماوات بغير عمد وبناهاء وسطح الأرض على وجه الماى ودحاهاء وجعل لها الجبال أوتاد فأرساهاء وخلق آدم َف من طين؛ وجعل نسله من سلالة من ماء مهين» وأخرج ذريته أطواراً متتابعين؛ فأمرهم ليمتثلوا أوامره طائعين» ونهاهم ليزدجروا عن نهيه خائفين» فكان أکٹرهم لأمره تارکین» ولم یکونوا لنهیه مجانبين› فأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين» فبيّنوا لهم الحق المبين» وأوضحوا لهم السبيل المستبين» وأتوهم بالحجج القاهرة والبراهين» فمنهم من أطاع واهتدى؛ ومنهم من ضلٌ وغوى» ليجزي الذين أساؤوا بما عملواء ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى» والصلاة والسلام على نبينا الأمينء محمد خاتم الأنبياء والمرسلين» وعلى آله الطيبين الطاهرين» وبعد... فقد دعتني الهمَةء إلى جمع هذا الكتاب وتأليفهء وتلخيص معانيه وتصنيفه» فلبيتها أهلاً وسهلاء وإن لم أكن للتأليف أهلاء وذلك لما رأيت أكثر أهل زمانناء قد غفلوا عن أصل مذهبهم الشريف» وأقبلوا على أئمة مذهبهم بالتعنتيف والتعسيف» ومالوا إلى حب السادات ذوي التشريف» وقد رغبت أنفسهم عن قراءة الكتب» التي أصلها السلف ليعرفوا المُحق ممن هو على شفا جرف هار فانهار به إلى التلف» وقد سمعت أحدا ممن يتحلى بالعلم› وينتسب إلى ذوي المعرفة والفهم؛ يقول: عجل أهل النهر بخروجهم عن طاعة ذي الفخر. وقد عرفت من كثير مما يتسمَى بهذا المذهب» ويُعزى إليهء ويرفع به ويُنسب» خلافاً لأئمته الذين أسسوه وركنوا إلى الذين أنفوا عنه. الجامع لأخبار الأمة فصنّفت هذا الكتاب» وبيّنت فيه عذر أولي الألبابء وجعلت ظاهره في القصص والأخبارء وباطنه في المذهب المختار للأن الناس لقراءة الأثر لا يستمعون» ولاستماع القصص عن اللغو يثبتونء فملت إلى رغبتهم» لكي يكونوا مستمعين» ولقراءته بصميم القلب مهطعين» عسى إنهم لأصول المذهب يعرفون» ولأهل الحق بالحف يعترفونء وسميته «كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة» فمن وقف عليه ودخل فيه فليمهد لي العذر فيه لأني ركيك الفهم؛ قليل الحظ والعلم؛ وإن بان له خطاً في معانيهء فليصلح بفضل منه مبانيd‏ وعلى الله أتوكل» وهو حسبي ونعم الوكيل» وأنا أستغفر الله من مخالفة أهل الحق والتفضيل» ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ترتيب الأبواب لهذا الكتاب اللاب الأول: فى ذكر بدو عبادة الأصنام واعتقادات أها الشرك باب في دکر م والضلال. الباب الثاني: في ذکر آراء العرب في الجاهليةء وما كانوا عليه. الباب الثالث: في ذكر ملوك العجم والعرب» وذكر شيء من أخبارهم. الباب الرابع: في انتقال الأزد من اليمن إلى أرض غُمان؛ء وإجلاء الفرس من غمان. الباب الخامس: في معرفة الرسلء صلوات الله عليهم أجمعين. الباب السادس: في ظهور النبي محمد يَياةٍ. الباب السابع: في ذكر المعراجء وذكر طرف من صفة الجنة والنار. الباب الثامن: في ذكر بيعة العقبة. الباب التاسع: في ذكر هجرة النبي يَيٍْء من مكة إلى المدينة. الباب العاشر: في ذكر قدوم النبي يٍَْء إلى المدينة. الباب الحادي عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة. الباب الثاني عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة. الباب الثالث عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة. الباب الرابع عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة. الباب الخامس عشر: في ذكر الأمور الحادثة فى السنة السادسة من الهجرة. ' ' الباب السادس عشر: في ذكر الأمور الحادثة فى السنة السابعة من الهجرة. ' ' اباب السابع عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة. الباب الثامن عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة التاسعة من الهجرة. الباب التاسع عشر: في ذكر الأمور الحادثة في السنة العاشرة من الهجرة. الباب العشرون: في ذكر الأمور الحادثة في السنة الحادية عشرة من الهجرة الباب الحادي والعشرون: في آداب النبي محمد يَة. الباب الثاني والعمشرون: في شيء من الأحاديث النبوية. الباب الثالث والعشرون: في ذكر خلافة أبي بكر قله . الباب الرابع والعشرون: في ذكر خلافة عمر بن الخطاب ويلك . الباب الخامس والعشرون: في ذکر خلافة عثمان بن عمفان؛ وذکر إحداثه وقتله. الباب السادس والعشرون: في ذكر خلافة علي بن ابي طالب» وما جری فيها. الباب السابع والعشرون: فى جواب عبدالله بن إياض لعبد الملك بن مروان؛ وفي مر عثمان؛ء ومعاوية؛ وعلي بن بي طالب وولده الحسن. الباب الثامن والعشرون: في ذكر الفرق الاأسلاميةء وهي ثلاث وسبعون فرقةء وذكر اعتقاد كل فرقة منهاء وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: في أسماء فرق المعتزلةء واعتقاد كل فرقة منهم؛ء وهم حمس عشرة فرفهة. الفصل الثاني: في الغرق العثمانيةء وهم خمس عشرة فرقة. الفصل الثالث: في فرق الخوارج›ء وهم ست وعشرون فرفه. الفصل الرابع: في فرق الشيعةء وهم ست وعشرون فرقة. المحقة. الباب الثلاثون: فى ذكر الدولة الأمويةء والدولة العباسية. الباب الحادي والثلاثون: في ذكر الأئمة الذين باعوا أنفسهم لله في إنكار المنكر. الباب الثاني والثلاثون: في ذكر انتشار المذهب الإباضي بأرض المغرب» وذكر أئمتهم وعلمائهم. الباب الثالث والثلاثون: في ذكر أخبار أهل عُمان من أول إسلامهم؛ إلى الباب الرابع والثلاثون: في ذكر اختلاف أهل الدعوة في ولاية أهل الحرب الواقع بعُمان في عهد الإمام الصلت بن مالك. 9 0 الجامع لأخيار الأمة رال الباب الخامس والثلانون: فی ذکر الإأمامين سعيید بن عبد الل وراشد بن (٤) الوليكء ومن بعدهما من الأئمةء إلى عمر بن قاسم الفضيلى. الباب السادس والثلاثون: في ذكر الملوك المتأخرين من النباهنة وغيرهم؛ إلى ظهور الامام ناصر بن مرشد رحمه الله. وذكر الأئمة من بعد إلى وقوع الفتنة بين العياربة. الباب الثامن والثلاثون: في ذكر وقوع الفتنة بعُمان بين اليعاربةء وما آلت إليه تلك الأمور. الأباضيةء من عمان وغيرها. الباب الأربعون: وهو خاتم] الكتاب» في ذكر عذاب القبرء وفى الرد على من قال بالرؤية في الأخرة وفي ذكر الشفاعةء والميزان» والصراطء وفى الرد على من قال بالعفوء والخروج من النار لأهل الكبائر من ذوي الإقرار. تمت الأبواب» بعون الملك الوهاب» ولا حول ولا قوة إلا بالله وعليهم أجمعين. الباب الأول فى ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال ٦۹1 ر الجامع لأخبار الأمة ‎EEN‏ ر2 الحمد لله الذي لم يزلء لا ببقاء مبق أبقاه» فبقي ببقاء المبقي له باقياء الدائم الذي لم يزلء» لا بإدامة مدوم أدامهء فدام بديمومة المدو م له دائماء خلق الأشياء لا من مؤات عند كما زعم المفترون سبحانه وتعالى علوًا عما يقولون» بل خلق الأشياء لا من شيء اخترعها من عدم أنشأها ويدعهاء ثم خلق بعضها من بعض» سبحانه الخالق لكل شيع وهو العليم القدير» فنفسه ذاته» وذاته إثباتCہ‏ ليس كمنلو شى وهو السَمِيع لبر [الشورى: ١1]› خلق الخلائق دلالة على ربوبيته» ولكن مكلفهم حظا بعبادته» فأمر الله يك بعبادته العقلاء البالغين» ليوصلهم أسنى المنازل» إن امتثلوا أوامره طائعين› فمنهم من اهتدى؛ ومنهم من ضلٌ وغوى» فتفرقوا عند أوامره أطواراً مختلفين» فهدى الله الذين آمنوا لحسن اختيارهم» فأصبحوا بنعمته مؤتلفين» وأضل الله الذين اختلفوا بسوء اختيارهم» فأصبحوا لسوء اختيارهم كافرين» ولا يزالوا مختلفین› إلا من رحم ربك وهو أعلم بالمهتدين. فأول من خالف وطغى» وتمرّد وعصى» إيليس اللعين» حين قال الله للملائكة: اسجدوا لآدم فسجدوا خاضعين؛ إلا إبليس؛ كان من الجن؛ ففسق عن أمر ربهء فصار من الكافرين» فقال الله: يا إبليس» ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديٌ؛ استكبرت» أم كنت من العالين؟ فقال إبليس: لم أكن لأسجد له خلقتني من نار وخلقته من طين» فظن إبليس؛ لعنه الله أنه خير من آدم؛ الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال 1۷ إذ لق من نار وخلق آدم من طين» وجعل النار عنده أفضل من الطين؛ء فقال اللّه: اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدينء فأحط الله عباده ثمانين ألف سنة بمعصية واحدة. وقيل: كان إبليس يعبدالله كل يوم في سماء حتى إِذا كان يوم الجمعة عبد الله في السماء السابعةء وكان امتناعه عن السجود لآدم حسدا له وتكبراء فصار من الهالكين. فاحذروا الحسد والكبر أيها السامعون؛ واتقوهماء فإنهما رأس الخطايا الموبقات» وأساس الذنوب المهلكات» فكم من حاسد أرداه حسده في نار جهنم ومتكبر ألقاء كبره في العذاب المهين» نعوذ بالله من الكبر والحسك ومن جميع الذنوب والخطاياء إنه هو السميع العليم. ثم لما أسكن الله آدم وزوجته ية الجنةء وسوس لهما الشيطانء حتى أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن أكلهاء فأخرجهما الله من الجنةء إذ عصياء ثم تاب آدم وحواء لما أهبطا إلى الأرض؛ فتقبل الله منهماء وتاب عليهما لأَنٌ الله يقبل التوبة عن عباده» ويعفو عن السيئات» ويغفر الذنوب جميعاء إنه هو الغفور الرحيم» فلا يمنعنٌ أحدكم عن التوبة كشرة ذنوبه وإسرافه على نفسه؛ ويقول: ذنوبي (1) عظيمةء فلا تقبل توبتيء ولیس لي توبةء فيزداد بعداً من الرحمة فما من ذنب إلا وله توبة وإن الله يحب التوابين» وإن الله يقبل التوبة من عبده» حتى يغرغر بالموت» فحينئذ لا تقبل توبة ولا فديةء ولا ينفع مال ولا بنونء فصار آدم إمام التائبين› وإبليس إمام المصرين. فاحذروا إخواني الإأصرارء واتقوه؛ وبادروا المتاب؛› وعجلوه» والعنوا إبليس» واتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونو! من أصحاب السعير. الجامع لأخبار الامة وقيل: إن لعن إبليس فريضةء كما أن الصلاة على النبي يَيْةٍ فريضةء وفيه الثواب. ولم يزل دين الله على الاستقامةء حتى قتل قابيل هابيل"' وكان ذلك من سبب الحسد أيضاًء فمات قابيل كافرأء ولم يكن له عقب» ليقع في الناس اختلاف. ولم يزل الدين مستقيماء حتى عُبدت الأصنام؛ فوقع بين الخلق الاختلافء وسبب عبادة الأصنام قيل: لما مات نسر بن آدم وكان آدم قد أوصى إليهء فقام شيث بوصية أبيه» وإخوته الأربعة له تابعون» يجلونه» ويقذّمونه» إلى أن () قابيل وهابيل: بعد هبوط آدم وحواء إلى الأرض» ولدت له حواء أربعين من ذكر وآنٹى في عشرين بطناًء وكانت تلد في كل بطن ذكراً وتوأمه «أنشی». وکان أول أولاده وتوأمته «قلیما» ثم هابيل وتوأمته «ليوذاء. فكان آدم يزوج غلام البطن مع توأمه الآخر. وكانت أخت قابيل أحسن من أخت هابيل. فطلب هابيل أن ينكحهاء فابى عليه قابيل وقال: هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك» وأنا أحق أن أتزوجها. فأمره أيوه آدم أن يزوجها لهابيل» فأبى. وعندما أمر الله تعالى آدم أن يأتي بيت الله في مكة. قتل قابیل أخاه هابيل کي لا ينکح أختهء فلما قتلهء سقط في يديه ولم يدر كيف یواریهء فبعث الله غراباً ييحث في الأرض لیریه کیف یواری؛ فواراه الثرى. انظر: الطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك دار القلم؛ بيروت» لبناثء ج١ ص ٠۷۲-۷۱. )۲( نسر بن آدم: لم يرد ذكره بين أولاد آدم في المصادر العربية الرئيسية التي تعنى بدراسة قصضة الخلق. وذكره ياقوت الحموي بين الأصنام التي كانت تعبد في عهد نوح َل وترجمته: نسر: أحد الأصنام الخمسة التي كان يعبدها قوم نوح ييف وصارت إلى عمرو بن لحي ودعا القوم إلى عبادتهاء فكان فيمن أجابه حمير» فأعطاهم نسراًء ودفعه إلى رجل من ذي رعین يقال له معدي کرب» فکان بموضع من أرض سب يقال له بلخع؛ فعبدته حمير ومن والاهاء حتى هوّدهم ذو نواس. وقد ذكره الأخطل فقال: أبا ودماء مائرات تخالها على فُنّة العرّى وبالنسر عندما وما سبح الرحمن في كل بيعة أبيل الأبيلين المسيح بن مريما انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› جح ص ٢٤۲۸. )۳( شیث بن آدم: ولد شیث بن آدم بعدما قتل قابیل أخاه هابیل بخمس سئین» وکان عمر آدم حين ولد شيث ١۳٠سنة. فسمي شيث «هبة الله» لأن جبريل ل قال لآدم حين وضعته حواء: «هذا هبة الله بدل هابيل». وإليه أوصى آدم؛ وصارت الرئاسة إليه بعد وفاة أبيهء فأنزل الله عليه خمسين صحيفة وهناك = الباب الأول ` في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال 1۹ مات فأوصى إلى أخيه يغوث” فقدّموه كما قدّموا أخاب فسار بسيرة أخيهء فجاءه إبليس» فقال له: إني رفيق لك فقال يغوث: كيف ذلك؟ فقال: أصوّر لكم صورة أخيكم في جميع الآفاق. لکي تنظروه وتمروا عليه فقال له: آنت وذلك» فصوّره لهم في جميع الأقطار. فلما مات يغوث» استخلفوا عليهم يعوق"» فسار فيهم سيرة أخويهء فجاءه إبليس» وقال له كما قال لیغوث؛» فقال يعوق: أنت وذلكء فصور لهم صورة يغوث في جميع الأقطار. ولم يزل إبليس كلما مات واحد من هؤلاء الأربعةء صوره لهم وتناسل أولاد هؤلاء الأربعة فکان کل منهم طوف علی جد ولمَا تطاولت الندة جاءهم إبليس» فقال: إن آباءكم كانوا يعمن دون هذه الأصنام؛ فافترق الناس ومذ فرفتين» فكذبه قوم وهم المخلصونه لما سق في علم لق انه لین ل ص م م عليهم سلطان؛ لقوله تعالى: ¥ إن عكادى لَب لك علييح سُْطنُ إلا من امك من الشَاونَ 4 [الحجر: ۲٤ ]. واتبعه الغاوون وأطاعوه فعبدوا تلك الأصنام = من يقول: إن كل بني البشر من صلب شیث» لأن كل أولاد آدم انقرض عقبهم. ولم یزل شیث مقیماً بمكة يحج ويعتمر؛ وبنى الكعبة من الحجارة والطين حتى مات» فدفن مع أبويه آدم وحواء في غار أبي قبيس. انظر: الطبري محمد ين جرير: المصدر السابق؛ ج١ ص ۸۱-۷۴. (۱) يغوث: لم یرد ذکره بین ن أولاد آدم في المصادر التاريخية العربية التي تعنى بدراسة قصة الخلقء وذكره ياقوت الحموي بين الأصنام التي كانت تُعبد في عهد نوح تَّل. وترجمته: يغوث: من أصنام قوم نوح الخمسة المذكورة في القرآن الكريم» أخذها عمرو بن لحي من ساحل جدة وفرقها فيمن أجابه من العرب إلى عبادتها. فدفع يغوث إلى أنعم بن عمرو المراديء وكان بأكمة باليمن يقال لها مذحج تعبده مذجح ومن والاهاء ثم أخذه بنو الحارث. قال الشاعر: وسار بنا يغوث إلى مراد فناجزناهم قبل الصباح انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج٥ ص ۳۹٤. )۲( يعوق: لم يرد ذكره بين أولاد آدم في المصادر التاريخية العربية التي تتحدث عن قصة الخلق. وذکره ياقوت الحموي بين الأصنام الخمسة التي كانت تعبد في عهد نوح ّلا. وترجمته: يعوق: اسم صنم كان لهمذان وخولانء وكان في أرحب» ويعوق من الأصنام الخمسة التي كانت لقوم نوح كف وأخذها عمرو بن لحي من ساحل جدّةء وأعطاها لمن أجابه إلى عبادتهاء فأجابته همذان فدفع إلى مالك بن مرثد الهمذاني يعوق» فكان بقرية يقال لها خيوان تعبده همذان ومن والاها بأرض اليمن إلى ان تهودوا آيام ذي نواس. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٥ ص ۸٤٤. ۷ الجامع لأخبار الأمة المصوّرةء وصدقوا ما قال لهم وقالوا: صحيح» لأننا وجدنا آباءنا يطوفون بها. فمن ذلك اليوم والناس في عبادة الأصنام. وقيل: إن الأصنام (۷) عُبدت من عهد نوح لك وذلك أن نوحاً كان يحرس قبر آدم ف على جبل بالهند فجاء إبليس إلى من خالف نوحاء وقال: أنا أصنع لكم صورة آدم وأولاده» لثلا يفتخر عليكم نوح ومن تابعف ويقولون: نحن ذرية آدم دونكم» فتحت لهم هذه الأصنام الخمسة فعبدوهاء وهي: ود وسواع"» ويغوث» ويعوق» ونسرء وهم أسماء آلهتهم. فلما كان زمان الغرق» اندفنت هذه الأصنام فلم تزل مدفونة حتى أخرجها إبليس» لعنه اله للعرب في أول جاهليتهم؛ ودلّهم عليهاء وسماها لهم. فأخذت قضاعة وداً © فعبدوه في دومة () ود: اسم صنم كان لقوم نوح لف وکان لقريش صنم يدعونه ودا وكان لبني وبرةء وکان بدومه الجندل؛ء وكانت سدانته لبني الفرافصة أبناء الأحوص ١ لكلبيين» وبقي يُعبد حتی هدمه وکسره خالد بن الوليد بعد غزوة تبوك. انظر: الحموي؛ء ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء دار صادرء بیروت؛ لبنان؛ ۷م ج ص ٦۳۱۸-۳۱. )۲( سواع: : اسم صنم كان لقوم نوح نف ثم اتخذه هذيل ب بن مدركةء فكان لهم برهاط من أرض ينبعء وکان سدنته بنو لحيان. قال الشاعر: تراهم حول تيلهم عكوفاً كما عکفت هڏذيل على سواع يظل جتابه صرعى لديه ‏ عشائر من ذخائر كل راع انظر: الحموي؛› ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء ج ص ٦۲۷. )۳( قضاعة: جذ جاهلي قديم؛ بنوه قبائل وبطون كثيرةء اختلف الرواة في نسبه؛ فقیل: إنه ابن مالك بن عمرو بن مرةء من حمیر من قحطان؛ وقیل: هو عمرو ابن معد بن عدنان. وثمة روايات أخرى في أسماء آباثه. والاكشر على أنه قحطاني. ویقال: کان ملكا على بلاد «الشحر» بين عُمان واليمن» نزل بنوه أو بعضهم شاطئ ۽ البحر الأحمر وفاتلهم العدنانيون» كانت مساكنهم بين جذة وذات عرق (قفرب مكة) ثم تفرقوا في البلات فمنهم من نزل بوادي القرى والحجر» ومنهم من استقر في أطراف الشام ومنهم من طلع إلى نجد. وقال ابن خلدون: كان لقضاعة ملك ما بين الشام والحجاز إلى العراق» واستعملهم الروم على بادية العرب. ونقل الهمذاني عن ابن منبه أن قبر قضاعة اكتشف في اليمن؛ أيام عمرو ذي الأذعار الحميري؛ وفيه عمود أخضر كتب عليه بالمسند: : «هذا قبر قضاعة بن مالك بن حمير. انظر: الزركلي» خير الدين› الأعلام؛ دار العلم للملايين› بیروت؛ لبنان الطبعة الخامسة عشرة؛ 0۲ آم ج ص ۱۹۹. الباب الأول في ذكر بدء عيادة الاصنام واعتقادات ُهل الشرك والضلال ۷۱ الجندل”» ثم توارثته الأكابرء حتى صار إلى كلب فجاء الإأسلام وهم يعم دونه. وأما سواع؛ فصار إلى هذیل فجاء الإسلام وهم يعمن دونه. (۱) (۲) (۳) )٤( (0) وأما يعویف؛ فکان عند طي ء٩ فصار إلى مراد فعبدوه»؛ هم وينو دومة الجندل: بلدة في غائط من الأرض فيها عين تسقى منها بساتين النخيل والزرع؛ سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم؛ وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبني من الجندل. فتحها خالد بن الوليد سنة ۹ه. وقعت فيها قصة التحكيم بين أصحاب علي وأصحاب معاوية بعد معركة صفين. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ جح٥ ص ۸۷٤ -۸۹٤. كلب: كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعةء جد جاهلي؛ حيثما أطلق لفظ «كلبي» فالنسبة إليهء من نسله بنو كلدة وبنو أوس وبنو ثور وبنو رفيدةء كانوا ينزلون دومة الجندل» وتبوكاً وأطراف الشام. وصنمهم في الجاهلية «ود» نصبوه بدومة الجندلء وكانت لهم في أوائل القرن الثالث للهجرة خفارة الطريق على البر بالسماوة في ما بين الكوفة ودمشق على طريق تدمر وغيرها. انظر: الزركليء خير الدين الأعلام ج ٥ء ص ٢۲۳. هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر من عدنان: جد جاهلي» بنوه قبيلة كبيرة. کان أکثر سکان وادي نخلة المجاور لمكة منهم. ولهم منازل بين مكة والمدينةء ومنهم في جيال السراة وكانوا أهل عدد ومنعةء واشتهر منهم كثيرون في الجاهلية والأسلام وكان صنمهم «مناة» وهو صخرة في ديارهم بقديد على ساحل البحر الأحمر وبعث النبي يٍَ علي بن أبي طالب كرم الله وجههء فحطمه سنة ۸ه. وشاركوا كنانة في عبادة «سواع» بوادي نعمان قريباً من مكة. وهم الذين دفعوا أبا الطاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي على اقتلاع «ميزاب الكعبةه يوم نهب مكة وفتك بأهلها سنة ٦ه انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۸ ص ۸۰. طيء: طيء بن ادد من بني يشجب» من كهلانء جڏ جاهلي؛ النسبة اليه طائي. وقیل: اسمه جلهمةء وطيء لقبهء كانت منازل بنيه في اليمن؛ وانتقلوا إلى جبلي «أجأً وسلمی» من بلاد نجك فكانت منازلهم من دون قديد إلى أن أقصى أجأً إلى القرياتء وكان اسم صنمهم في الجاهلية. «الفلس» أقاموه بنجد؛ قريباً من قديدء وسدنته بنو بولان. أرجع الأشرف الرسولي قبائل طيء إلى أصلين: جديلةء والغوث» ومنهم الآن بطون كثيرة متفرقة في شمالي الحجاز وباديتي الشام والعراق» ينضوي معظمها تحت اسم «قبائل شمرء. انظر الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٤۲۳. مراد: مراد «واسمه يحابر" بن مالك (وهو مذحج) بن أدد بن زيد من كهلان من القحطانية: جد جاهلي يماني» بنوه قبيلة كبيرة وبطون: قيل لعمرو بن معد يكرب: ما قولك في مراد؟ فقال: «أولثك الأتقياء البررة والمساعير الفخرةء أكرمنا قراراء وأبعدنا آثارا» من نسله «فروة بن مسيك الصحابىء و«شريك بن عمرو بن عبد يغوث» من فرسان القادسيةء ضرب ابن رستم بالسيف. انظر الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ۱۹۹. الجامع لأخبار الأمة الحارث بن كعب”. وأما يغوث» فلعله كان لهمدان. وأما نسر فلحمير"› ومن دخل في ملکهم. فهذا سبب عبادة الأصنام فأرسل الله رسله مبشرين ومنذرين» فكلما جاء مه رسُولّهاء كُذبوه» وحاربوه» وآذوه ولقي الأنبياء من الكفار ما لقوهء فصبروا على طاعة ربهم. ثم استحوذ الشيطان على الزنادقة الدهريةء فجحدوا الباري ييكء لرا ما هن إِ حن ادنيا توت ريا وما يلكا إلا لَه [الجاية: ٤۲]› يعنون: ما يهلكهم إلا طول مرور الأيام والليالي والشهور والأعوام وليس لهذا س 4 الخلق خالق خلقه فكذبهم الله بقوله: رما كنم يديك من عِلر إن هم إِلا نوه » [الجاثية: ٢٤ ۲]. (۱) الحارث بن كعب: الحارث بن كعب بن عمرو بن علةء من مذحج؛ من كهلان: جذ جاهلي. من نسله بنو الديان (رؤساء نجران) وشريح بن هانئ (من أصحاب علي) ومطرف بن طریف.“ وآخرون؛ كلهم حارثيون کهلانيونء من فحطان. انظر الزركلي› خير الدين: الأعلامء ج ص ۱۷. (۲) همذان: همذان بن مالك بن زيد بن أوسلةء من بني كهلانء من قحطان: جد جاهلي قديم. كانت منازل بنيه في شرقي اليمنء ونزل كثير منهم بعد اللإسلام في بلاد الحجاز وغيرها. وكانوا أيام اتقاد الفتن بين بعض الصحابة من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجههء واستمر التشيع فيهم. كان صنمهم في الجاهلية «يمصوق» منصوباً في «أرحب» ومشاركتهم فيه خولان. كانت تلبية من نسك ليعوق: «لبيك اللهم لبيك. لبيك» بغْض إلينا الشر وحبب إلينا الخير ولا تبطرنا فنأشر ولا تفدحنا بعثار. انظر الزركليء خير الدين: الأعلامء جح ص ٤۹. )۳( حمير: حمير بن سبأً بن يشجب بن يعرب بن قحطانء كان ملك اليمن» وإليه نسبة الحميريين ملوك اليمن وأفياله» كان شجاعاً مظفرأء حكم بعد أبيه سبأء وعاصمة ملکه صنعای وإنه غزا وافتتح حتی بلغ بعض غزاته الصين؛ واتخذ تاجا من الذهب» وكان أول من توج به» ويرى بعضهم أن اسمه العرنجج؛ وآنه لقب بحمير لكثرة لبسه الثياب الحمرء وإليه ينسب الخط الحميري» ولما توفي جُعل في مغارةء ووضعت معه أدراعه كي لا يلبسها أحد بعده. وكان لبني حمير في الجاهلية صنم اسمه سرا منصوب بنجران؛ واخر اسمه «رثام» بصتعاء. انظر: الزركلىء خير الدين: الأعلام؛ ج ص ٢٤۲۸. الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال ‎V۳‏ ‏۰ ۰ ۰ . ۱ ۰ فصل في مذهب (أهل)” الهند وهم أولاد حام بن نوح للف وهم أمة كثيرةء وملة عظيمةء ولهم آراء مختلفة. فمنهم البراهمة” المنكرون للنبوة. ومنهم من يميل إلى الدهريةء ومنهم من يميل إلى الثنوية”› وأكثرهم على مذهب الصابئة» ومنهم من يقول بالروحانيات” (۱) (۲) (۳) (9) إضافة من نسخة دار الكتب الظاهريةء؛ ص ۷. حام بن نوح: كان أحد أولاده الثلاثة (سام وحام ويافث) الذين صعدوا إلى سفينة نوح حين أخبرته زوجته بفوران الماء من التنور. وتخلف عنه ابنه يام لأنه كان كافراً لم يؤمن. وأرسل الله المطر أربعين يوماً. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ دار صادر للطباعة والنشرء بیروت» لبنان؛ ١٦۱۹م ج۱ ص ۷۳-۷۲. البراهمة: نسبوا إلى رجل يقال برهم؛ وهم ينفون النبواتء ويقرون في مذهبهم على العقل وما حسن فيه ثم افترقت البراهمة أصنافاً كثيرةء فمنهم من مال إلى الهيكل والأنداتء ومنهم أصحاب الفكرة المحتالةء ومنهم أصحاب التناسخ؛› ولهم أقاويل كثيرة وآراء مختلفة. انظر: القلهاتي؛ أبو عبد الله محمد بن سعيد: الكشف والبیان؛ ج ۲ء ص ۲۹۳. الثنوية: هؤلاء هم أصحاب الاثنين الأزليين؛ يزعمون أن النور والظلمة أزليان قديمان بخلاف المجوس فإنهم قالوا بحدوث الظلام وبتساويهما في القدم؛ واختلافهما في الجوهر؛ والطبع والفعل؛ء والحيز والمكانء والأجناس والأبدان والأرواح؛ انظر: الشهرستاني» عبد الكريم؛ والظاهريء علي بن حزم: الفصل في الملك والتحل. ج٢ ص ۸۰-٠۸. الصابئة: قيل لهم الصابئة لأنهم مالوا عن سنن الحقء ومدار مذهبهم التعصب للروحانيين والابتعاد عن نهج الأنبياء ومذهبهم يدعو إلى الاكتساب لا إلى الفطرة. انظر: المصدر السابقء ص ٩۹. الروحانيات: والصحيح أصحاب الروحانيات: ومذهبهم أن للعالم صانعاً فاطراً حكيماً مقدساً عن سمات الحدثان؛ والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلالهء وإنما يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه وهم: الروحانيونء المطهرون؛ المقدسونء جوهراً وفعلا وحالةء أما الجوهر فهم المقدسون عن المواد الجسمانية المبرَأون عن القوى الجسدانيةء المنزهون عن الحركات المكانية والتغيرات الزمانيةء قد جُبلوا على الطهارةء وفطروا على التقديس والتسبيح؛ لا يعصون الله ما أمرهم؛ ويفعلون ما يؤمرون» ومعلمهم الأول في هذا عاذيمون وهرمس. فالواجب علينا أن نطهر نفوسنا من دنس الشهوات الطبيعيةء وتهذيب أخلاقنا عن علائق القوى الشهوانيةء حتى يحصل مناسبة بيننا وبين الروحانيات. انظر: المصدر السابق» ص ٦۹. ۷ ل انجامع لأخيار الأمة ‎CZ‏ وأصحاب الهياكل والحكماء”ء وعبدة الأصنام. فهذه خمس فرق. ثم انشعبوا إلى فرق كثيرةء فمنهم من يعبد الشمس والقمر؛ ومنهم من يعبد الكواكب» وضياء العالم› وتكون الموجودات السفليّةء وأنه ملك يستحق التعظيم والسجود والتبجيل» فهؤلاء عبدة الشمس» وقد اتخذوا على صورتها صنماء وبيده جوهرة على لون النار. وكذلك عبدة القمر يقولون: إنه ملك من الملائكةء يستحق التعظيم والعبادةء وينسبون إليه تدبير العالم السفليء وبزيادته ونقصانه يعرفون الأزمان والساعات» وهو تلو الشمس وقرينهاء واتخذوا على لونه صنماً يعمن دونه ويسجدون له (۸) ويصومون في كل نصف شهر؛ ولا يفطرون حتى يطلع القمر ويسألونه حوائجهم» والأكثر منهم يعمن دون كل ما يمرون عليه من حجر؛ ومدرء وشجر» وبشرء من غير حجة ولا برهان؛» إنما يقولون: نعبد (١) أصحاب الهياكل والحكماء: من فرق الصابئة ويرون أنه لا بد للإنسان من متوسط ولا بد للمتوسط من أن يُرى» فيتوجه إليه» ويتقرب به» ويُستفاد منه» فزعوا إلى الهياكل التي هي السيارات السبعء فتعرفوا أولاً بيوتها ومنازلهاء وثانياً مطالعها ومغاربهاء وثالثاً اتصالاتها على أشكال الموافقة والمخالفة مرتبة على طبائعهاء ورابعا تقسيم الأيام والليالي والساعات عليهاء وخامساً تقدير الصور والأشخاص والأقاليم والأمصار عليهاء فعلموا الخواتيم وتعلموا العزائم والدعوات؛ وعينوا ليوم زحل مثلاً یوم السبت» ورعوا فيه ساعته الأولىء وتختموا بخاتمة المعمول على صورته وهيثته وصنعته» ولبسوا اللباس الخاص به؛ ويخروا ببخوره الخاص؛ ودعوا بدعواته الخاصةء وسألوا حاجاتهم منه. وكذلك رفع الحاجات الخاصة بكل كوكب من الكواكب السبعةء وكانوا يسمونها أرباباً آلهة لهم. انظر: المصدر السابق؛ ص ٤١٤٠ - ۷٤۱. الباب الأول في ذکر بدء عبادة الاصنام واعتقادات ُهل الشرك والضلال ‎Vo‏ ‏قصل في فرق اليهود سموا اليهود يهودأء لاأنتسابهم إلى بهو دا بن يعقشوب” ا وکتابهم التوراةء ويقال: هاد الرجل: إِذا رجع وتاب وقيل: لزمهم هذا الأمر خاصة لقول موسى” ّف إنا هدنا إليكء أي رجعنا إليك وتضرعنا. افترقت اليهود أربع فرق» ثم تشعبت إلى إحدى وسبعين فرقةء كلها هالكةء منها: اليعوسويّة» والمقارنةء والبوذعانية والموسكاتية› ومن (۱) يهودا بن يعقوب: يهودا بن يعقوب من زوجته لیا بنت لبان بت بتويل؛ وهي ابنة خاله. وأخوته من امه وأبیه هم: روبيل. وشمعون؛ ولاوي؛ وزبالون؛ ويسحر؛ عندما توفيت والدته ليا تزوج يعقوب أختها راحيل؛ فولدت له يوسف وبنيامين. وولد ليعقوب من سُريتين أربعة أولادهم: دان؛ ونفتاليء وجادء وأشر. وکان ليعقوب اثنا عشر رجلاً. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ٦۱۲. () موسی: هو موسی بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم؛ وولد لاوي ليعقوب وهو ابن تسع وثمانين سنة. وأم موسی یوخانف واسم زوجته صفورا بنت شعیب النبي. وكان فرعون مصر في أيامه قابوس بن مصعب بن معاوية صاحب يوسف الثاني وکانت امرأته آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريّان بن الوليد فرعون يوسف الأول. سار موسى إلى فرعون رسولاً مع هارون؛» ثم سار إلى التيه مع قومه بعد أن مضى عبر البحرء وكان مقامهم هنالك إلى أن خرجوا مع يوشع بن نون أربعين سنةء فکان بین مولد موسى إلى وفاته ١۱۲ سنة. انظر: ابن الائيں علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۹٦۱. (۳) اليعوسويّة: والصحيح العيسوية: نسبوا إلى عيسى بن إسحاق بن يعقوب الأصفهاني وقيل: اسمه عوفيد الوهيم أي عابد الله. كان في زمان المنصور؛ وابتداً دعوته في زمن آخر ملوك بني أمية مروان بن محمد الحمار فاتبعه كثير من اليهود وادعوا له آيات ومعجزات. وقيل: إنه لما حارب أصحاب المنصور بالري قتل» وقتل معه أصحابه. وزعم عيسى أنه نبي وأنه رسول المسيح المنتظر. وخالف اليهود في كثير من أحكام الشريعة الكبيرة المذكورة في التوراة. انظر: الشهرستاني» عبد الكريم؛ والظاهري؛ علي بن حزم: الفصل في الملل والأهواء والتحل› ج ۲ء ص 005 - 01. (٤) المقارنة والبوذعانية: والصحيح اليوذعانية: نسبوا إلى يوذعان رجل من همذان؛ وقيل: كان اسمه يهوداء يحث على الزهد وتكثير الصلاة. كان يزعم أن للتوراة ظاهراً وباطناً وتنزيلاً وتأويلاًء خالف بتأويلاته عامة اليهودء وخالفهم في التشبيهء ومال إلى القدرء وأثبت الفعل حقيقة للعبدء وقدر الثواب والعقاب عليهء وشدّد في ذلك. انظر: المصدر السابقء ص ٦٠. (0) الموسكانية: والصحيح الموشكاتية: أصحاب موشكا على مذهب يوذعان؛ غير أنه كان يوجب الخروج على مخالفيه ونصب القتال معهم؛ فخرج في تسعة عشر رجلا فقتل بناحية قم. وذكر عن = ۷۹1 الجامع لأخبار الأمة قولهم: إثبات نبوة محمد يَيةٍ. إلا نهم يقولون: أرسل إلى العرب خاصةء وسائر الناس» سوى اليهودء ويقولون: إن الله كتب التوراة بيده» واستوی على العرش قراراء وإنه على صورة آدمء وغلوا في دينهم. ومنهم السامرية”» أثبتوا نبوّة موسى وهارون” ويوشع بن نون" وأنکروا نبوّة من بعدهم. وفرقة يقال لها (الغاتية» والكوشاتيةء والروشاتية)› يزعمون أن الثواب والعقاب في الدنيا فقط. وفرقهم كثيرةء ترکتها اختصارا. = جماعة من الموشكاتية أنهم أثبتوا نبوة المصطفى ك إلى العرب وسائر الناس سوى اليهود لأنهم أهل ملة وكتاب. انظر: المصدر السابق» ص ٦٠. (١) السامرية: قوم يسكنون بين المقدس وقرايا من أعمال مصر يتقشّفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود» أثبتوا نبوّة موسى وهارون ويوشع بن نون تيء وأنكروا نبوّة من بعدهم رأساً إلا نبياً واحداً. وقالوا: التوراة ما بشرت إلا بنبي واحد يأتي بعد موسى» يصدق ما بين يديه من التوراة ويحكم بحكمها ولا يخالفها البنّةء وظهر في السامرة رجل يقال له الألفانء ادعى النبوةء وزعم أنه هو الذي بشر به موسى» وأنه هو الكوكب الذي ورد في التوراة أنه يضيء ضوء القمر. وكان ظهوره قبل المسيح كَل بقريب من مائة سنة. انظر: المصدر السابق» ص 9۸. (1) هارون: هارون بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بټي. النبي المرسل مع موسى ل وأخوه. (۳) يوشع بن نون: يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل َة أرسله الله نبياً إلى بني إسرائيل» وأمره بالمسير إلى أريحا مدينة الجبارين بعد انقضاء أربعين سنة من التيه توفي خلالها موسى وهارون؛ فلما ظفر يوشع بن نون بالجبارين أدركه المساء ليلة السبت؛ فدعا الله فرد الشمس عليه وزاد في النهار ساعةء فهزم الجبارين› ودخل مدينتهم. ويقال: حاصرها ستة أشهرء فلما كان السابع تقدموا إلى المدينة؛ وصاحوا صيحة واحدةء فسقط السور فدخلوها وهزموا الجبارين» وقتلوا فيهم فأكثروا. ثم توفاه الل فاستخلف على قومه كالب بن يوفنًا» وكان عمر يوشم ١۱۲ سنةء وکان قیامه بالأمر بعد موسی سبعاً وعشرين سنة. انظر: ابن الاثیر علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ١ء ص ٢۲۰۳-۲۰. (4) الغاتية والكوشاتية والروشاتية: (والصحيح دوستانية) وهم الألفانية والكوشانية. حيث انقسمت الفرقة السامرية إلى دوستانية وهم الألفانية ومعناها الفرقة المتفرقة الكاذبة. والكوشانية ومعناها الجماعة الصادقةء وهم يقرون بالأخرة والثواب والعقاب فيها. والدوستانية تزعم أن الشواب والعقاب في الدنيا. وبين الأحكام والشرائع. انظر: الفصل في الملل والتحل؛ء ص ١9. الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال ‎VY‏ ‏قصل في فرق التنصاری وهم قوم نبي الله وروحه عیسی« نكف كانت اليهود يسمونه ايسوحء وهو بالعربية عيسى» سموا بذلك لأن المسيح كان بقرية يقال لها ناصرة” من أرض الخليل» وقيل: سموا بذلك لقول الحواريين: نحن أنصار الله . وهم إثنتان وسبعون فرقةء كلها هالكةء وافتراقهم بعدما رفع الله عيسى نكف وعلماؤهم الذين فرقوهم أربعة: يعقوب» ونسطورء وإسرائيل» وملك» وهو ملك من ملوكهم» ترك الملكء ودخل في القسيسين» فاجتمعت إليهم قومهم› فقالوا: قولوا نسمع لقولكم فتكلم يعقوب» وقال: هل سمعتم برجل؛» مذ خلق لله السماوات والأرض» يحبي الموتىء وينفخ في الطين» فيكون طيراء ويبرئ الأكمه (4) والأبرص والأعمى؛ غير عيسى؟ قالوا: لاء قال: فان صاحبكم الذي كان يفعل هذا هو ربكم فادعوه الله فأبى الثلاثة عن قولهء وكذبوه» فخرج عنهم وأخبر الناس بمقالتهء فاتبعته طائفةء وهم اليعقوبية”» الذين أنزل )۱( عيسى: نبي الله عيسى بن مريم؛ وهو المبعوث حقاً بعد موسی يّل. كانت له آيات ظاهرة وبينات زاهرة مثل إحياء الموتى وإيراء الأكمه والأبرص؛ ونفس وجوده وفطرته آية كاملة على صدقه وذلك حصوله من غير نطفة سابقة ونطفة من غير تعليم سالف» وجميع الأنبياء وحيهم أربعون سنةء وقد أوحى إليه إنطاقاً في المهدء وأوحي إليه بلاغاً عند الثلاثين. انظر: المصدر السابق» ص ۹٥ - ١6. (۲) الناصرة: قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلاء فيها كان مولد المسيح عيسى بن مريم ّلك ومنها اشتق اسم التصارى» وكان أهلها عيروا مريم. وأهل القدس يأبون ذلك؛ ويزعمون أن المسيح إنما ولد في بيت لحم وانتقلت به أمه إلى هذه القريةء وذكر في الإنجيل يسوع الناصري. انظر: الحمويء ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› ج٥ ص ۱٢٥۲. (۳) الخليل: بلدة فيها حصن وعمارة وسوق بقرب بيت المقدس؛ بينهما مسيرة يوم فيها قبر الخليل إبراهيم نكلك في مغارة تحت الأرض» وهناك مشهد وزوار وقوّام في الموضع وضيافة للزوار› وبالخليل سُمي الموضع؛ واسمه الأصلي حبرون؛ وقيل: حبري. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء؛ ج۲ ص ۳۸۷. () اليعقوبية: أصحاب يعقوب قالوا بالأقانيم الثلائةء إلا أنهم قالوا: انقلبت الكلمة لحماً ودماً فصار و ًٍ وس 2 سے ر سی س سے الك هو المَسِيح ابن م سے 2 صے سے صے لله فيهم: # لد ڪكمر [المائدة: ١۱ ]. ثم تكلم نسطورء فقال: لا أقول كما قال يعقوب» لو كان المسيح هو ال ما كان يأكل› ويشرب» ويصلي؛» ويصوم؛ من خشية غیرهء وما کان ليصلب» وأنتم تشهدون» ولكن أقول هو كلمة الله وابنه فادعوه» إنه ابنه. فقال الآخران: لا نقول هذاء فخرج نسطور إلى الناس» فأخبرهم بمقالته› فاتبعته طائفةء وهم اللسطورية” الذين أنزل الله فيهم: # وَقَالتِ النصسِرَى اَلْمَسِيِخُ أث الله [التوبة: ٠ ثم تكلم إسرائيل؛» فقال: لا أقول كما قال يعقوب ونسطور» ولكن أقول: إنه ثالث ثلاثة: الله والمسيح؛ ومريم آلهة. فاتبعته على ذلك فرقة فهم الإسرائيلية”›» الذين أنزل الله فيهم: = الإله هو المسيح؛ وهو الظاهر بجسده؛ بل هو هو. فمنهم من قال المسيح هو اللهء ومنهم من قال: ظهر اللاهوت بالناسوت؛ فصار الناسوت المسيح مظهر الحق الأعلى طريق حلول جرؤ فيه ولا على سبيل اتحاد الكلمة التي هي في حكم الصفةء بل صار هو هو. وزعم أكثر اليعقوبية أن المسيح جوهر واحد اقنوم واحد إلا أنه من جوهرين وربما قالوا: طبيعة واحدة من طبيعتين» فجوهر الإله القديم وجوهر الإنسان المحدث تركبا كما تركبت النفس والبدنء فصارا جوهراً واحداً اقنوماً واحدا وهو الإنسان كله فيقال الإنسان صار إلهاً. انظر: الشهرستاني؛ عبد الكريم؛ والظاهري» علي بن حزم: الفصل في الملك والنحل وبهامشه كتاب الملل والتحلء ص ٦٠٦ -1۷. (١) النسطورية: أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون العباسي؛» وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه وإضافته إليهم إضافة المعتزلة إلى الشريعة الإسلامية. قال نسطور: إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة: الوجود؛ والعلم والحياة. وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات» ولا هى هو واتحدت الكلمة بجسد عيسى ّلا لا على طريق الامتزاج» ولا على طريق الظهورية كما قالت اليعقوبية ولكن كإشراق الشمس في كوّة وعلى بللور» وقالوا: إن القتل وقع على عيسى المسيح من جهة ناسوتيه لا من جهة لاهوتيه لأن الإله لا تحله الآلام. انظر: الشهرستاني؛» عبد الكريم والظاهري› علي بن حزم: الفصل في الملل والتحل؛ ج۲ء ص ١٤٠٦-١٠. (۲) الإسرائيلية: الفرقة الثالثة بعد اليعقوبية والنسطوريةء وهي الفرقة الملكائية أصحاب ملكا الذي ظهر بالروم واستولى عليهاء ومعظم الروم ملكائية. قالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح؛› وتدرعت بناسوته» ويعنون بالكلمة انوم العلم؛ ويعنون بروح القدس اقنوم الحياةء ولا يسمون العلم قبل تدرعه به ابناء بل المسيح مع ما تدرع به ابن فقال بعضهم: إن الكلمة مازجت جسد المسيح كما يمازج = الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال E ‏لے‎ کے ا س م 2ے ِ ف لَمَدَ كمر الذِبن قالواً إت اه ثالث ية [المائدة: ۷۳] .. وعليها أكثر ثم تكلم الرابع من العلماى وهو الملك» قال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحد أحد فرد صمد لا ضدٌ له ولان $ لم كلد وَل ثولَدَ ٥ وَل کن لم مرا لحد $ [الإحلاص: ۳ 4]. ¥ ما اَلْمَِيِحُ ا مرب رلا رَسُون مڌ حت من قي اسل واس ية ڪا ياڪَُلَانِ العام [المائدة: ٢۷]› فأيده الله بالحجة بقوله: ەل وََر لَب ءامنوا سک عل عدوم فاصبحوا ظهرن 4 [الصف: ١٠ ]. فهذه فرق النتصارى› وسېتب افترافهم. ومن فرفهم (الألباتية والياسريةء والمقدانوسية والسياليةء والبرطنوشية› وفرف كثيرةء ولهم خبط کثٹیرء ومقالات ضالة ترکتها. = الخمر اللبن. وصرحت الملكائية أن الجوهر غير الأقانيم كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا بإثبات التثليث. انظر: المصدر السايقء ص ١٠.٠ (1) (الألباتيةء والياسريةء والمقدانوسية والسياليةء والبرطنوشية) والصحيح (الأليائيةء والبليارسية والمقدانونية والسبالية والبوطينوسية) وهي الفرق الملكائية أو الفرق التي خرجت من صفوف الملكائية. انظر الشهرستاني» عبد الكريم؛» والظاهري؛ علي بن حزم الفصل بين الملل والتحل؛ء ج 7ء ص ۱۲. .۸ ل الجامع لأخبار الأمة ر قصل في فرق المجوس المجوس: كلمة فارسية معرّبة أصلها موكوس» وذلك أنهم نسبوا إلى رئيس لهم» كان كثير شعر الأذنين› يقال له موکوس» ثم عربت» فقيل موجوس» ثم أسقطوا الواو الأولىء لكشرة استعمالهم» فقالوا: مجوس» وفي النسبة: مجوسي. وهم فرق كثيرةء ومسائلهم تدور حول قاعدتین: أحدهما امتزاج النور بالظلمةء والثانية: سبب خلاص النور من الظلمة. وقالت فرقة منهم: إن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين» فالنور أزلي» والظلمة محدثة. ثم لهم اختلاف كثير في سبب حدوثهاء ولهم اختلاف كثير إِذ لا فائدة فيه ولا عبادة به» ويسعنا جهله. الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال ۸۱ (١٠) فصل في مذهب الفلاسفة وتمسیره محب الحكمة فلا: محتب» وسوف: الحكمة. فمنهم حكماء الهندء وهم البراهمة لا يقولون بالنبوة أصلاً. ومنهم حكماء العرب» أكثر حكمهم بالطبع وخطرات القلبء وربما قالوا بالنبوات. ومهم حكماء الروم وهم منقسمون؛ منهم من يميل إلى القدماء مثل أرستاطاليس” وإلى الحكماء السبعةء وهم: الملطيء وسقراط» وأفلاطونء والفلاسفة كثير» ولهم مذاهب كثيرة» تركتها اختصاراً. (۱) (۲) (۳) )٤( ارستاطاليس: والصحيح أرسطوطاليس الحكيم (٤۳۸- ۳۲۲ ق.م) علّم المنطق وسماه تعليمات› وإنما هو جرده عن كلام القدماء وإِلڵا فلما تخل الحكمة عن قوانين المنطق فقطء وربما عذّها آلة العلومء فقال: الموضوع في العلم الألهي هو الوجود المطلق؛ ومسألة البحث عن أحوال الوجود من حيث هو وجود؛ والموضوع في العلم الطبيعي هو الجسم. ومسألة البحث عن أحوال الجسم من حيث هو جسم والموضوع في العلم الرياضي هو الأبعاد والمقادير» وبالجملة الكمية من حيث إنها مجردة. انظر: المصدر السابقء ص ١١٠. الملطي: وهو أحد الحكماء السبعةء وهم قتاليس الملطي؛ وأنكساغورس» وأنكسيمانس» وأنبذكالس› وفيئاغورث» وسقراط؛ وأفلاطون. وتبعهم جماعة من الحكماء مٹل: فلو طرخیس؛ وأبقراط وديمقراطيس» والشعراء النساك؛ وإنما يدور كلامهم على ذكر وحدانية الباري تعالىء وإحاطته علماً بالكائنات› وفي الإبداع وتکوين العالم› انظر: المصدر السابق› ص ٦١۱. سقراط: الحكيم الفاضل الزاهد من أثيناء وكان قد اقتبس الحكمة من فيثاغورث وأرسالاوس؛ واقتصر من أصنافها على الإلهيات والأخلاقيات؛ وانشغل بالزهد ورياضة النفس وتهذيب الأخلاق؛ء وأعرض عن ملاذ الدنياء واعتزل إلى الجبل» وأقام في غار بهء ونهى الرؤساء الذين كانوا في زمانه عن الشرك وعبادة الأوثان» فثوّروا عليه وألجأوا الملك إلى قتلهء فحبسه الملك؛ ثم سقاه السم. انظر: المصدر السابق›ء ص ١۱۸. أفلاطون: هو آخر المتقدمين الأوائل الأساطينء من أثيناء معروف بالتوحيد والحكمة تتلمذ على يد سقراط؛ ولما اغتيل سقراط بالسم قام مقامهء وجلس على كرسيَه؛ فقد أخذ العلم عن سقراط وطماوس والغريبين: غريب أثيناء وغريب الناطس» وضم إليه العلوم الطبيعية والرياضيةء ويروى عنه أنه قال: إن للعالم محدثاً مبدعاً أزلياً واجباً بذاته عالماً بجميع معلوماته على نعت الأسباب الكلية کان الأولء ولم يكن في الوجود رسم ولا طلل. إلا مثال عند الباري. انظر: المصدر السابق› ص ٦۱۹. . ۱. A\ ۲ ١ الجامع لاخبار الأامة وفلاسفة الإسلام مٹل: يعفقوب بن إسحاق الكندي”'ء وحنير ويحی التحوي' وأ بي الفرجء وأبي سليمان النحوي' وأبي زکریا ثابت بن رة (۱) (۳) ی )٤( يعقوب بن إسحاق الكندي: يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي؛ أبو يوسف» فيلسوف العرب والإسلام في عصره وأحد أبناء الملوك من كندةء نشا في البصرةء وانتقل إلى بغداد فتعلم؛› واشتهر بالطب والفلسفة والموسيقى والهندسة والفلك؛ وألْفء وترجم» وشرح كتباً كثيرةء يزيد عددها على ثلاثمائةء ولقي في حياته ما يلقاه أمثاله من فلاسفة الأمم. انظر: الزركليء خير الدينء الأعلام» ج ٠ء ص ١۱۹. وانظر الذهبيء شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام التبلاءى مؤسسة الرسالة؛ بيروت» الطبعة الرابعةه ج۱۲ء ص۳۳۷. حنين: حنين بن إسحاق العبادي؛ أبو زيد: طبيب» مؤرخ» مترجم؛ كان أبوه صيدلانياًء من أهل الحيرةء سافر حنين إلى البصرة فاخذ العربية عن الخليل بن أحمد وانتقل إلى بغدادء فأخذ الطب عن يوحنا بن ماسويه وغيرهء وتمكن من اللغات اليونانية والسريانية والفارسية. فانتهت إليه رياسة العلم بها بين المترجمين» اتصل بالمأمون» فجعله رئيساً لديوان الترجمةء له مؤلفات كثيرة. انظر: الزركليء خير الدين» الأعلام ج۲ء ص ۲۸۷ -۲۸۸. وانظر الذهبيء شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام التبلاى ج۱۲ء ص ٦٩۹٤. يحيى النحوي: يحى بن زياد بن عبدالله بن منظور الديلمي؛ «الفراء» إمام الكوفيين وأعلمهم بالتحو واللغة وفتون الأدب. كان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحوء وكان مع تقدمه في اللغة فقيهاً متكلماً عالماً بأيام العرب وأخبارهاء عارفاً بالنجوم والطب» يميل إلى الاعتزال. له مؤلفات كثيرة. انظر: الزركلي» خير الدين الأعلام ج ۸ء ص ١٤٠ -١۱4. وانظر الذهبيء شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام النبلاء ج ١۱ء ص۱۱۸. أبو الفرج الأصفهاني: علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي القرشيء أبو الفرج الأصفهاني: من أئمة الأدب الأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير والآثار واللغة والمغازيء ولد في أصفهان سنة ٤۲۸ه ونشاً وتوفي في بغداد سنة ٢٥۲ه. قال الذهبي: «والعجب آنه آموي شيعي» من کتبه «الأغاني» جمعه في خمسين سنةء و«مقاتل الطالبيين». و«أيام العرب» و«جمهرة النسب». انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج٤ء ص ٢۲۷. وانظر الذهبيء شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام النبلاء ج١٦۱ء ص٠٠۲. أبو سليمان النحوي: هو محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني› أبو سليمان المنطقي:› عالم بالحكمة والفلسفة والمنطق» من أهل سجستان (والنسبة إليها سجستاني وسجزي) سكن بغداتء ولزم منزلهء لعور فيه وبرص كانا يمنعانه من غشيان منازل الأمراء والوزراء وأقبل العلماء والحكماء عليهء وكان عضد الدولة فناخسرو شاهنشاه يكرمه ويفخمه. له تصانيف» منها: «رسالة فى مراتب قوی الإنسان» ورسالة في «اقتصاص طرق الفضائل» وكتاب «صوان الحكمةء وشرح کاب أرسطوه. توفي سنة ٠/٠ ۹4م. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج6 ص ١۱۷. آبو زکریا ثابت بن فَرَة (۲۸۸-۲۲۱ه): ثابت بن فُرة بن زهرون الحراني الصابئي» أبو الحسن: = الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال ‎AY‏ وعيسى بن عيسى الوزير”» وأبي علي الحسين بن عبد الله بن سینا" وکثیر منهم؛ تركتهم. ولهم مقالات كثيرة في الخلقةء والفطرةء والرجعةء والحلول؛ء وتقسيم الآأفلاكء والدوائر والألفاظء والحسٌ» والعرضء» والوجود؛ والوهم؛ وغير ذلك لم أشرحهء لأن الحاجة غير داعية إليهء والعبادة منوطة بغيره. طبیب» حاسب» فيلسوف. ولد ونشأ بحران (بين دجلة والفرات) وحدثت له مع أهل مذهبه (الصابئة) أشياء أنتكروها عليه في المذهب» فحرم عليه رئيسهم دخول الهيكل؛ فخرج من حران؛ وقصد بغداب فاشتغل بالفلسفة والطب» فبرع. صنف نحو ١۵٠ كتابا. توفي في بغداد سنة ۲۸۸ه. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام ج ص 4۸. وانظر الذهبيء شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام التبلاع ج۳ ص ٥۸٤. عیسی بن عیسی الوزیر: هو عیسی بن علي بن عیسی بن داود بن الجراح (۳۹۱-۳۰۲ه/ ٤-٠٠٠م) أبو القاسم كاتب عارف بعلوم الأوائلء من أهل بغداتء كان أبوه من كبار الوزراى وعمل هو في ديوان الرسائل للخليفة الطائع لله ببغدادء ومات بها. قال أبو حيان: عیسی بن علي له الذرع الواسع والصدر الرحيب في العبارة حجة في النقل والترجمة والتصرف في فنون اللغات وضروب المعاني والعبارات؛ أعين بالعمر الطويلء لكنه بخيل بكلمة واحدة لسودائه الغالبة عليه ومزاجه المتشيط بها. قال ابن كثير: كان صحيح السماع للحديث» كثير العلوم؛ اتهم بشيء من مذهب الفلاسفة. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام ج٥ ص ١٠٠.0 أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا (۳۷۰- 4۲۸ ه): الحسين بن عبدالله بن سيناء بو عليء شرف الملك: الفيلسوف الرئيس» صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والإلهياتء أصله من بلخء ومولده في إحدی قرى بخاری» نشا وتعلم في بخارى» وطاف البلات وناظر العلماءء واتسعت شهرتهء وتقلد الوزارة في همذان» وثار عليه عسكرها ونهبوا بيتهء فتوارى. ثم صار إلى أصفهان؛ وصنف بها أكثر كتبه» وعاد في أواخر أيامه إلى همذانء فمرض في الطريقء ومات بها. صنف نحو مشة كتاب بين مطوّل ومختصر. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج۲ء ص ٤٤۲ ٤٤۲. وانظر شمس الدين محمد بن أحمد: سير أعلام النبلاى ج۱۷ ص١۳۱٥. الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما کانوا عليه . ‏الجامع لأخبار الامة‎ ۸A وأما معطلة العرب فى الجاهلية أصناف شتى: صنف أنكروا الخالق والمخلوق» والبعث والإعادةء وقالوا بالطبع؛ فالطبع المحيي» والدهر المفنيء وهم الذين أخبر الله عنهم» وقالوا: ما هى إلا خان اَلّنا نموت رعا وما يلكا إلا أَلنَهْر ‏ [الجائية: ٢٠]. إشارةً منهم إلى الطبعء فأكذبهم الله بآيات كثيرة فى القرآن. وصنف منهم قر بالخالق وابتداء الخلق» ونوع من الإعادةء وأنكروا الرسل؛ء وعبدوا الأصنام وزعموا أنها شفعاؤهم في الآخرة عند اللء وحجوا إليهاء ونحروا لها الهداياء وقرّبوا القرابين» وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر» وأحلوا وحرَّموا. ومنهم من کان يعبد الملائكة ويقولون: هم بنات الله . o 7 Sa Ae . ومنهم من كان يقول: ‏ وقالوا مالي هنذا الرَسُول يآكل العام وَييِى فب امراق 4 [الفرقان: ۷]. وشبهات العرب مقصورة على هاتين الشبهتين؛ أحدهما: إنكار البعث بعد فناء الأجسات والثانية: جحود البعث؛ء فعلی الأولى قالوا: ¥ ودا ننا و ا وما ا لمَبعودُونَ 0© اباو ولون 4 [الصافات: ١١٠ ١۱۷ ]›ء وعبروا عن ذلك في أشعارهم (١٠). قال شاعرهم: حياة ثم موت ثم بعصث حديث خرافة يا أم عمرو” (۱) انظر البيت في: القلهاتي› أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ تحقيق سيدة إسماعيل كاشف؛ وزارة التراث والثقافة سلطنة عُمانء ج ص ۲۸۸-۲۸۷. الباب الثاني في آراء المرب في الجاهلية وما كانوا عليه ‎AY‏ ولبعضهم في أهل بدر: فماذا بالقليب قليب بدر من الشترى يكلل بالسنام وخبرنا الرسول بان سیحی فكيف حياة أصداء وهام ومن العرب من يعتقد بالتناسخ؛ ويقول: إذا مات الإإنسان؛» أو قتل› اجتمع دم الدماعء وخرج منه طير يسمى الهامةء فيرجع إلى القبر في دور كل مائة سنة وعلى هذا أنكر عليهم الرسول َء فقال: (لا هامةء ولا طيرةء ولا عدوی؛ ولا صفر). ومنهم من أنكر الرسول والرسل كافة. . ومنهم من یرید أن يأتي من السماء ملك رسولا. وكانت ثقيف' تعبد اللات" وقريش «› (۱) (۲) (۳) )٤( انظر البيتين فى المصدر السابقء ص ۲۸۰. ثقيف: ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن عدنان: جد جاهلي» النسبة إِليه ثقفي» قيل: اسمه قسئ» وثقيف لقبهء كانت منازل بنيه في الطائف» وهم عة بطون؛ بقي منهم إلى عصرنا هذا كثيرونء وکان صنمهم في الجاهلية «اللات» مبنيا على صخرة في الطائف؛ هدمه خالد بن الوليد والمغيرة بن شعبةء وكانت تلبيتهم قبل الإسلام إذا حجّوا: «لبيك اللهم؛ إن ثقيفاً قد أتوكء وأخلفوا المال وقد رجوك». وفي النسابين من يعد ثقيفاً من بقايا ثمود غير أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان يكذب ذلك. انظر الزركليء خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ١٠٠. اللات: اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزى؛ قالوا: وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجاج في الزمن الأول. وقيل: كان اللات رجلا من ثقيف» فلما مات قال لهم عمرو بن لحي: لم يمت ولكن دخل في الصخرة ثم أمرهم بعبادتهاء وأن يبنوا عليها بنياناً يسمى اللات واتخذته ثقيف طاغوتاً. وبعد فتح الطائف أمرهم النبي ي بهدمهء والصخرة اليوم تحت مسجد الطائف. قال الشاعر: لا تتصروا اللات إن الله يهلكها ‏ وكيف نصرْكُم من ليس ينتصر انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج٥ ص٤ -ه. قریش: قریش بن بدر بن يخلد بن النضر بن کنانة من عدنانء جاهليء من آهل مكة. کان دليل بني كنانة في تجارتهم فإذا أقبل في القافلة يقال: قدمت عير قریش» فغلب لفظ «قریش» على من کان في عهده من بني النضر بن كنانةء وقال قائل: إنه لقب لفهر بن مالك بن النضر بن كنانةء وقائل: إن بني النضر بن كنانة سموا قريشاً لتقرشهم أي تجمعهم في أيام قصي بن كلاب النضري الكناني» وقال فائل غير هڏا. والقرشيون قسمان: «قريش البطاح» وهم من ولد قصي بن كلاب وبنو کعب بن لؤي؛ و«فريش الظواهر» وهم من سواهم. وقد تفرع من هذين القسمين بطون كثيرة. وللزبير بن بكار كتاب «أنساب قريش وأخبارهاء. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ١۹٠. (۱) (۳) (۱) الجامع لأخبار الأمة ت لد ا :ی وه )۲( و ا للاأوس © وا : زرج © وغ ان“ العزى: صنم كان لثقيف» والعزى سَمْرَةٌ كانت لغطفان يعمن دونهاء وكانوا بنوا عليها بيتاء وأقاموا لهاء سدنة فبعث النبي ي خالد بن الوليد إليهاء فهدم البيت» وأحرق السشمرة. وقال ابن حبيب: العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفانء وسدنتها من بني صرمة بن مرة. وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى» وكانت أعظم الأصنام عند قريش» وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبائح. وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: اللات والعزة ومناة الثالثة الأخرى» فإنهن الغرانيق العلى؛ وإن شفاعتهن لترتجى» وكانوا يقولون: بنات الله يّكء وهنّ يشفعن إليه. وبقيت حتى بعث رسول الله ي خالد بن الوليدء فقطع الشجر؛ وهدم البيت» وكسر الوثن. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ٦۱۱۸-۱۱. هُبل: صنم لبني كنانة بكر ومالك وملکان» وکانت قريش تعبدهء وقيل: كان هبل من أصنام الكعبةء صنع من عقيق أحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش» فصنعت له يدا من ذهب. وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضرء وكان يقال له هبل خزيمة. ويوم فتح مکة دخل النبي يَأ المسجد والأصنام متصوبة حول الكعبةء فجعل يطعن بسنية قوسه في عيونها ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاًء وأمر بإخراجها من المسجد وإحراقها. انظر: الحموي؛ء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج٥ ص ۳۹۱-۳۹۰. مناة: اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديداً على سبعة أميال من المدينةء وكانت الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليهء وكان أول من نصبه عمرو بن لحي الخزاعي» وكانت الأوس والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب يأتون مناة أثناء الحج؛ ولا يرون لحجهم تماما لا بذلك. وقد هدمه علي ب بن ابي طالب عام فتح مكة سنة ۸ه. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج٥ ص ٢٠۲۰. الأوس: أوس بن حارثة بن ثعلبةء من بني مزيقياى من الأزدء من كهلان: جذ قبيلة الأوس ([حدی قبيلتي الأنصار: الأوس والخزرج) تحوّل بنوه من اليمن إلى يثرب (المدينة المتورة) وجاء الإسلام وهم فيهاء وتفرعت عنهم بطون متعددة وكان صنمهم في الجاهلية «مناة» منصوباً بفدك مما يلي ساحل البحر» يشاركهم فيه الخزرج. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٢ء ص ١۳۱. الخزرج: الخزرج بن حارثة بن تعلبة بن عمرو مزيقياء من الآأزدء من قحطان: جذ جاهلي؛ بنوه من أصل يماني» نزلوا بيثرب» هم وأبناء عمهم الأوس؛ وتعرف القبيلتان بالأنصار. وبطون الخزرج كثيرةه منهم: «بنو النجار» واسمه تيم اله وهبنو عوف» وهبنو غنم وهبنو جشم» وآخرون. وللزبير بن بكار كتاب والأوس والخزرج». انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٠٠ ص ٢٤ ۳۰. غسان: اسم من ماء نزل عليه بنو مازن بن الأزد ‏ بن الغوث؛ وهم الأنصار وبنو حنيفة وخزاعة فسمّوا به. وفي كتاب عبدالملك بن هشام: غسان ماء بمأرب باليمن؛ كان شراباً لبني مازن بن الأزد بن الغوث» ويقال: غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفةء وقال نصر: غسان ماء باليمن بين رمع وزبیك وإليه = الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه ‎۸A۹‏ وإساف ونائلة”'› وکانا على الصفا"ء والمروة› وضعهما عمرو بن لحى الخزاعي” يذبح لهما تجاه الكعبةء وقيل: إنهما رجل وامرأةء يسميان إسياف (۱ (۳) )٤( تنسب القبائل المشهورة› قيل: هو اسم دابة وقعت في هذا الماء فسمي بها. قال الشاعر: يا بنت آل معاذ إنتي رجل من معشر لهم في المجد بنيان شم الأنوف لهم عر ومكرمة كانت لهم من جبال الطود أركان أما سألت نفإنا معشر نحب الأزد نسبتنا والماء غسان انظر: الحمويء» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ٤٤٦ -٢٤٠۲. إساف ونائلة: صنمان كانا بمكة. قال ابن إسحاق: هما مسخان؛ وهما إساف بن بغاءء ونائلة بنت ذئثب» وقيل: إساف بن عمروء ونائلة بنت سهيل» وإنهما زنيا في الكعبة فمُسخا حجرين؛ فنصبا عند الكعبةء وقيل: صب أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليُعْتير بهماء فقدم الأمرء فأمر عمرو بن لحي الخزاعي بعبادتهما. وعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب. فكانا على ذلك إلى أن كسرهما رسول الله هَل يوم الفتح في ما كسر من الأصنام. وجاء بعض أحاديث مسلم بن الحجاج: كان إساف ونائلة بشط البحرء وكانت الأنصار في الجاهلية تهلٌ لهماء والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج١٠ ص ١۱۷۱-۱۷. الصفا: الصفا العريض من الحجارة الملس؛ والصفا مكان مرتفع من جبل أبي قبيس؛ بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق» ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود والمشعر الحرام بين الصفا والمروة. قال تُصيب: وبين الصفا والمروتين ذكرتكم بمختلف من بين ساع وموجف انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ۳ء ص ١٤٤. المروة: جبل بمكة يعطف على الصفاء قال عرام: ومن جبال مكة المروة جبل مائل إلى الحمرةء أخبرني أبو الربيع سليمان بن عبدالله المكي المحدّث أن منزله في رأس المروة وأنها أكمة لطيفة في وسط مكة تحيط بهاء وعليها دور أهل مكة ومنازلهم قال: وهي من جانب مکة الڏڌي يلي قعيقعان» وقد ثناه جرير وهو في قوله: فلا يقربنَ المروتين ولا الصفا ولا مسحد الله الحرام المطهّرا انظر: الحموي› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء جح٥ ص ٦۱۱. عمرو بن لحي الخزاعي: عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزديء من قحطان: ول من غير دين إسماعيلء ودعا العرب إلى عبادة الأوثان. كنيته أبو ثمامة. وفي نسبه خلاف شديد. وفي العلماء من يجزم بأنه مُضري من عدنان» لحديث انفرد به أبو هريرة. وهو جد «خزاعة» عند کثير من النسابين» ورئيسها عند بعضهم. ومنهم يسميه «عمرو بن ربيعةء ويجعل لحيا لقبا لربيعةء وخلاصة ما قيل في خبره أنه كان قد تولى حجابة «البيت الحرام» بمكة وزار بلاد الشام ودخل أرض «مآب» في وادي الأردنء فوجد أهلها يعمن دون الأصنام فأعجب بذلك؛ وأخذ عدداً منهاء ونصبها في مك 2 الجامع لأخبار الأمة ونائلةء فجرا في الكعبةء فمسخا حجرين. وكان لبني ملكان” من كنانة صنم؛ يقال له سعد" وهو الذي يقول فيه الشاعر هذين البيتين شعرا: أتينا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد فما نحن من سعد وهل سعد إلا صخرة يلفظونها من الأرض لا تدعو لغيّ ولارشد وكانت العرب إذا لبت» تقول في تلبيتها: اللهم لبيك لا شريك لكء لبيك» لا شريكأ هو لك تملكه ولا ملك. ومن العرب من كان يميل إلى اليهودية. ومنهم من مال إلى النصرانية. وآخر صبا إلى الصابئةء وكانوا يعتقدون في الأنواء اعتقاد المنجمين في السييارات» حتى لا تتحرك ولا تسكن إلا بها. وكان لهم من العلم علم الأنساب؛ وعلم التواريخ. وممن کان يجل ويرفع فدره ومجلسه ويحكکم بین الخصوم عبد المطلب بن هاشم وكان يأمر قريشأ بترك الظلم والبغيء ويحثهم على = ودعا الناس إلى تعظيمها والاستشفاء بهاء فكان أول من فعل ذلك من العرب. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٤ ۸. ۱( بنو ملكان: ملكان (أخو مَلْك) بن كنانة بن خزيمة بن مدركةء من مضر: جد جاهلي. بنوه بطون جمة. وكان لهم صنم في الجاهلية يقال له «سعدء وهو صخرة طويلة بفلاة في أرضهم. وکان لبعضهم في الإأسلام؛ عدد وثروة ووجاهة بمرسية. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ۲۸۸. (۲) سعد: صنم بساحل جذّق وهو صخرة طويلةء وكان لمالك وملكان ابني كنانةء فأقبل رجل منهم بابل ليقفها عليه تبزكاً به» فلما دناها نفرت منه» فذهبت في كل وجه؛ وتفرقت عنه؛ فتناول حجراً ورماه وقال: لا بارك الله فيك إلهاء أنفرت علي إبلي. وقال البيتين المذكورين من الشعر. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج۳ ص ٢۲۲. (۳) انظر: البيتين في: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج ۳ء ص ٢۲۲ (4) في الأصل: أهلبت؛ والصحيح ما أثبتناه في النص «لّت». (٥) عبد المطلب بن هاشم: عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحارث: زعيم قريش في الجاهليةء وأحد سادات العرب ومقدميهم. مولده في المدينة ومنشاء في مكة. كان عاقلا ذا أناة ونجدةء فصيح اللسان؛ حاضر القلب؛ أحبه فوم ورفعوا من شأنهء فكانت له السقاية والرفادة مارس الحكومة العظمى بمكة من سنة ٠٠٠ إلى سنة ۷۹٥م وخلص وطنه من غارة الحبشة. وهو = الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه ۹ مكارم الأخلاق» وينهاهم عن دنيّات الأمور (١٠)› وكان يتولى حكومات العرب» وتوضع له وسادة عند الملتزم» فيستند عليها. وكان هاشم ين عبد مناف” خطيب العرب» وله الخطبة المشهورة التي سمتها العرب الحكيمةء قيل: إنه وقع بين بني عذرة” وبني خزاعة حرب في سبب غلام لخزاعة قتله غلام لعمرة بنت قبيصة العذريةء فلم ترض خزاعة إلا بقتلهء فلما تقاوموا للحرب» خشي هاشم أن تنتهك حرمة الحرم نصب منبره إلى جانب الكعبة. (۱) )٢( (۳) جذ رسول الله يَيةٍ. قيل: اسمه شيبة وهعبد المطلب» لقب غلب عليه. وهو ممن وفد على الملك «سيف بن ذي يزن» في وجوه قريش يهنئونه بالنصر على الحبشة؛ وهو اول من خضب بالسواد من العرب. وكان أبيض مديد القامة. مات بمكة عن نحو ثمانين عاماً أو أكثر. انظر الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ١١٠. هاشم بن عبد مناف: هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّةء من قریش: أحد من انتهت الیهم السيادة في الجاهليةء ومن بنيه النبي ي اسمه عمروء وغلب عليه لقبه «هاشم» لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة في إحدى المجاعات. وهو أول من سن الرحلتين لقريش للتجارة: رحلة الشتاء إلى اليمن والحبشةء ورحلة الصيف إلى غزة وبلاد الشام. وكان أحد الأجواد الذين ضرب بهم المثل في الكرم. ولد بمكة وساد صغيرأ فتولى بعد موت أبيه سقاية الحاج ورفادته (وهي إطعام الفقراء من الحجاج). توفي في غرّةء ويقال لغْرّة: «غرّة هاشم». انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٩ء ص ٦۱. عذرة: عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث؛» من قضاعةء من قحطان: جڏ جاهلي. من بنيه بطون عامرء وكاهل؛ وإياس؛ وعوف» ورفاعةء وبنو عذرة هؤلاء هم المعروفون بشدة العشق والعفة فيه. وأخيار بني عذرة كثيرة ومتفرقة في كتب الأدب. وكان لبعضهم صنم في الجاهلية يقال له: «شمس؛. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ٢۲۲. خزاعة: خزاعةء من بني عمرو بن لحي من مزيقياء من الأزدء من قحطان: جد جاهلي؛ أو لقب جف من بني عمرو بن لحي» اختلف النسابون في اسمه. وقيل: خزاعة اسم قبائل من نسل عمرو بن لحي. وفي النسابين من يجعلهم عدنانيين من معد والأكثر على أنهم قحطانيون. كانت متازلهم بقرب الأبواء (بين مكة والمدينة) وفي وادي غزال ووادي دوران وعسفان في تهامة الحجاز؛ ورحل بعضهم إلى الشام وغُمانء وهم بطون كثيرةء صنمها في الجاهلية «ذو الكفين» تشاركها فيه قبائل «دوس» كانت ولاية البيت الحرام في خزاعة ثلاثمائة عام. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج٠٠ ص ٢٤ ۳۰. 1 )€ لأخبار الامة وقال: يا أيها الناس؛ نحن آل إيراهيم”› وذرية إسماعيل”»› وولد التضر بن كنانة وبنو قصي بن كلاب أرباب مكةء وسكان الحرم لتنا ذروة الشرف» ولباب الحسب» ومعدن المجد وغاية العرٌء ونحن جبال الأرض» ودعائم الحق» وسادات الأمم ولكل من كل خلف تجب نصرتهء وتلبى عشيرته» إلا ما دعى إلى عقوق عشيرةء أو قطع رحم؛ وقد جمعتكم (۱) (۲) (۳) )٤( (0) و هكذا وردت في النسخة الأصلية بء ص ١١ء بينما جاء في النسخة الظاهرية عنوان «خطبة هاشم» انظر ص ١۱.٠ إبراهيم: ويسميه المسلمون خليل الل ويعدونه جد العرب عن طريق ابنه إسماعيل» وهو أحد الأنبياء والجذ الأعلى للنبي محمد ي . ذكرت قصته في القرآن غير مرق عبد قومه الأوثان» فحاجَّهم في أمرهاء ولما لم يمتثلوا كسَرهاء فأوقدوا النار لإحراق ونجاه الله منهاء عاش بعد نوح وعارض ثمود رحل إلى فلسطين» ثم تركها على أثر جدب حل بها إلى مصر؛ وهنا أهدي هاجر فأنجبت له إسماعيل مما أثار غيرة زوجته سارة فرحل مع الابن والأم إلى مكةء حيث بنى الكعبةء وكان النبي َل يتحتف على ملته قبيل الإسلام. انظر: غربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج ١ء ص ۲. إسماعيل: إسماعيل بن إبراهيم الخليل بن أزرء من نسل سام بن نوح؛ رأس السلالة العربية الثالثة المعروفة بالمستعربةء نزل بمكة مع أمه هاجر نحو سنة ۲۷۹۳ قبل الهجرة وهو طفل› وساعد أباء في بناء الكعبة: « وَإِد رفع إَِهِعر العَواِدَ من الت رَإِسَمَلُّ الآية. واستمر البيت على ما بناه إبراهيم وإسماعيل إلى أن هدمته قريش ٢۳ سنة من مولد الرسول يَلٍ. تزوج إسماعيل بعد وفاة أمه بامرأة من جرهم (الثانية من قحطان) فولدت له اثني عشر ذكراً. وتوفي بمكةء ودفن بالحجر عند قبر أمه. ورد اسمه مرات في القرآن الكريم. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١ ص ٠٦٠۳۰۷-۳۰. النضر بن كنانة: النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركةء من بئي نزار من عدنان: جذ جاهلي. من سلسلة السب النبوي» كنيته أبو يخلدء وقيل: اسمه قيس ولقب بالنضر لجماله. بنوه قبائل وبطون كثيرة. كانت مساكنهم حول مكة وما والاها. وفي النسابین من یری أنه هو «قریش» أمه برة بنت مر بن أد. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۸ ص ۳۳. قصي بن كلاب: قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي: سيد قريش في عصرهء ورئيسهم قيل: هو أول من كان له ملك من بني كنانة. وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي. مات أبوه وهو طفل فتزوجت أمه برجل من بني عذرةء فانتقل بها إلى أطراف الشام؛ فشب في حجر وسمي «قصياًء لبعده عن دار قومه. ويشير أكثر المؤرخين على أن اسمه «زيد» أو «يزيد» ولما كبر عاد إلى الحجاز؛ وكان موصوفاً بالدهاء. . وولي البيت الحرام فهدم الكعبةء وجدد بنيانها. كانت له الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء وكانت قريش تتيمن برأيهء فلا ترم أمراً إلا في دار وهو الذي أحدث وفود التار في «المزدلفة» ليراها من دفع من عرفة. مات بمكة ودفن بالحجون. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥› ص ۱۹۹-۱۹۸. الباب الثاني في آراء المرب في الجاهلية وما كانوا عليه ۹۳ خوف أن تقتادكم العجلة وسوء الرأيء وجهل المعرفةء إلى حصر القمةء وجز الساعد فيتحمل كل امرئ صبابة على أخيهء مستأصلاً على قطع الرأس بحيث قطع؛ يستأصل به باسقات فروعه؛ قطعاً يردع الجهل قد يف الكبك وتنغلق اللسان المقددة البعيدة أفواقهاء ويكف ويقرع المهادن جمة الدجن؛ء ويظهر قصبه من السهم؛ والريح الحواصن؛ وهو مضمر مستودع أنفاسهاء فإذا كان كذلك. طاش حلم الأريبء وضل رأي المصيبء واتسع فرى التسويةء ووشل ترح العرب» واتصل لحام الفتن» وقيل: قد ضاق الطريقء وهنالك يغلب الأمر آمرهء ويملك السهم قصد» ويقتر الحجر شديخه ویستر کل يا بني خزاعةء إن بني أبيكم حملوا إليكم قيمة عبد رمته المنيّة عن يد الخطاًء فوافق أجل فلو كان عن إرصاد طالب» كان عهدأء وقد أبيتم قبول ما هو سنة العرب» لتعظم نيران الهنبثةء فتكون هامة تهتف العرب بشؤمهاء وقد حكمثٌ عليكم بقبول قيمتهء وعلى بني عذرة بدفم ذلك إليكم؛ فمن أمحکه اللجاج؛ء وترك ما حكمثتٌ به عليه فأنا حلف عليه ومادّة عدوه إليه» حتى يحتقبها السفر وترفل بها خوص الركاب إلى حكام العرب» فتصير مثالا. أيها الناس الحلم شرف والصبر ظفرء والجود سؤددء والمعروف كنز والحرب خدعة والآيام دول» والدهر عبر (۱۳) والمرء منسوبٌ إلى فعله مأخوذ بعملهء فاستشعروا الصبرء يجزكم الفوزء ودعوا الفضول؛ تجانبكم السفهاء وأكرموا الجليس» يعمر ناديكم» وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة وإياكم والأخلاق الدنيئةء فإنها تضع الشرف وتهدم المجد ألا وقد أنبأت مخافة المستعجم» فلربٌ بعير مستعد التسعين» سليم الشوى» بعيد الخطو؛ وقمّة قرع الرياضةء وتخلص هاديةء جيد الجريرء فاثقب مدمجه؛ رضيض إلا ما عن لبعد المدلجةء فأرجل راكبه» ومتعشى ركب أعطش أهله أملاص مرس السير ۹ الجامع لأخبار الأمة به لترك أحكام عقد الكرب» فلم ينخ إلا بلمضة المرتضع؛ فشدقات وإن نهنهه الجاهل أهون من جريرتهء ورأس العشيرة يحمل ثقلهاء ومقام الحكم عظة لمن قال ابن العباس: وللعرب أقوال كثيرةء ومذاهب شتى» فأهل مكة يقولون: الله ربنا وحده لا شريك له؛ والملائكة بناتت فلم يؤمنوا. وقال عبدة الأصنام: الله ربنا وحده لا شريك له» والأصنام شفعاؤنا عند فلم يؤمنوا. وقالت اليهود: ربنا الله وحده لا شريك له وعزير ابنهء فلم يؤمنوا. وقالت عبدة الشمس: الله ربنا والشمس تشفع لناء فلم يؤمنوا. وقال المسلمون: الله ربنا وحده لا شريك له والنبيّون عبيده ورسله؛» فاآمنوا وصدقوا. وكان للعرب علم الرؤيا في الجاهليةء وكان أعلمهم به ايو بكر الصديق”' وي فكان يعبر الرؤيا فى الجاهليةء فيصيب» وكانوا يرجعون إليهء ظهور النبي ي منهم: قس بن ساعدة الإيادي” وكان يقول في مواعظه: كلا (١) أبو بكر الصديق: عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي؛ أبو بكر: أول الخلفاء الراشدين» وأول من آمن برسول الله ي من الرجال» وأحد أعظم العرب» ولد بمكةء ونشأ سيداً من سادات فريش» وغنياً من كبار موسريهم؛ وعالماً بأنساب القبائل وأخبارها وسياستهاء وكانت العرب تلقبه بعالم قريش. وحرم على نفسه الخمر في الجاهليةء فلم يشربهاء ثم كانت له في عصر النبوة مواقف كبيرةء فشهد الحروب» واحتمل الشدائد وبذل الأموالء وبويع بالخلافة يوم وفاة النبي يي سنة ١٠اه فحارب المرتدين› مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف الشهرء توفي في المدينة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ٣ء ص١۳۱- ۳۱۷ وانظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ١٠٠. () فس بن ساعدة الإيادي: فقس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك» من بني إياد أحد حكماء العرب» ومن كبار خطبائهم في الجاهليةء كان أسقف نجران؛ ویقال: : إنه أول عربي خطب متوكئاً على سيف أو عصاء وأول من قال في كلامه «أما بعد» وكان يفد على قيصر الروم زائراً فیکرمه ويعظمه. وهو معدود من المعمرين» طالت حياتهء وأدركه البي يَأ قبل النبوةء ورآه في عكاظ؛ وسئل عنه بعد ذلك فقال: يُحشر آمة وحده. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ١۱۹. الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه ۹0 ورب الكعبةء ليعودنٌ ما باد ولئن ذهب وليعودن ما ذهب وقال: كلا بل هو الله إلهء ليس بمولودء ولا والك أعاد وأبدى» وإليه المآب غدا. وفي ذلك يقول شعرا: باباكي الموت والأموات في جدث" عليهمٌ من بقايا برهم خرَقٌ دعهم فإِنٌ لهم يوماً يُصاح بهم كما يبه من نوماته الصَعقٌ (١٤۱) حتى يجيئوا بحال غير حالهم ‏ خلقٌ مضوا ثم هذا بعد أن خلقوا منهم عراة وموتى في ثيابهم ‏ منها الجديد ومنها الدارس” اللو وله أخبار كثيرة تركتها. ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل» الذي يقول: كل دين يوم القيامة عند الله لعله باطل؛ إلا دين الحنفية نور. وله أشعار كثيرة تركتها. ومنهم عمرو بن الضرب العدواني"» كان من حكماء العرب» وله وصية (1) «يا باعث الخلق والأموات في جدثب: انظر: القلهاتي› أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ ج۲ ص ٦۲۸. ۱ | (۲) «حتى يجيبوا بحال غير حالهم». انظر: المصدر السابق» ص ٦۲۸. (۳) «منها الجديد ومنها الأزرق الخلق»: انظر: المصدر السابقء ص ٦۲۸. (4) انظر الأبيات في المصدر السابق» ص ٦۲۸. (٥) زيد بن عمرو بن نفيل: زيد بن عمرو بن نقيل بن عبد العزى القرشي العدوي: نصير المرأة في الجاهليةء وأحد الحكماء وهو ابن عم عمر بن الخطاب. لم يدرك الإسلام؛ كان يكره عبادة الأوثانء ولا يأكل مما ذبح عليهاء ورحل إلى الشام باحثاً عن عبادات أهلهاء فلم تستمله اليهودية ولا النصرانيةء فعاد إلى مكة يعبدالله على دين إبراهيم. وجاهر بعداء الأوثان؛ فتألب عليه جمع من قريش» فأخرجوه من مكةء فانصرف إلى «حراء فسلط عليه عمه الخطاب شباناً لا يدعونه يدخل مكةء فكان لا يدخلها إلا سراً. وكان عدواً لوأد البناتء لا يعلم ببنت يراد وأدها إلا قصد أباها وكفاه مؤونتهاء فيربيها حتى إذا ترعرعت عرضها على أبيهاء فإن لم يأخذهاء بحث لها عن كف فزوجها به ورآه النبي قبل النبوةء وسشئل عنه بعدهاء فقال: يبعث يوم القيامة أمة واحدة. توفي قبل مبعث النبي يق بخمس سنين. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ١٠ (1) عمرو بن الضرب العدواني: والصحيح عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ العدواني» ذو الحلم؛ء حكيم؛ خطیب؛ رئيس من الجاهليين. كان إمام مضر وحكمها وفارسهاء وممن حرم الخمر في الجاهليةء وكانت العرب لا تعدل بفهمه فهما ولا بحكمه حكماً وهو أحد المعمرين في الجاهليةء وأول من ر طويلة وموعظة حسنةء يقول في آخرها: ما رایت ساقطاً خلق نفس ولا رایت موضوعاً إلا مصنوعاًء ولا جائياً إِلا ذاهباء ولا حياً إلا ميتاًء ولو كان يميت الناس الداى لأحياهم الدواء ثم إني لأعلم أمورأً شتىء وحتى» فقيل له: وما حتى؟ قال: حتى يرجم الميت حيأء ويعود لا شيء شيئاًء ولذلك خلقت السماوات والأرض. وكان عمرو قد حرم الخمر على نفسهء وله فيها أشعار. وممن حرم الخمر على نفسه؛ قيس بن عاصم التميمي”› وصفوان بن أميّة بن الحارث الكندي"ء وعفيف بن معد يكرب الكندي؛ وقالوا فيها الأشعار. ومنهم عبد الله بن طابخة بن ثعلب بن وبرة القضاعي”› وکان مؤمتا با وقال فى ذلك شعرا: (۳) قرعت له العصاء وكان يقال له «ذو الحلم». انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٠۲. فيس بن عاصم التميمي: قيس بن عاصم بن سنان المنقري السعدي التميمي؛ أبو علي أحد أمراء المرب وعقلائهم الموصوفين بالحلم والشجاعة فيهم. كان شاعراء اشتهر وساد في الجاهلية. وهو ممن حرم على نفسه الخمر فيهاء ووفد على النبي ي في وفد تميم سنة ۹ه فأسلم فقال البي ي لما رآه: هذا سيد أهل الوبر» واستخدمه على صدقات قومه. ثم نزل البصرة في أواخر أيامهء وروی أحادیث. وتوفي بھا. انظر: ابن الاير علي بن محمد: أسد الغابة فى معرفة الصحابةء ج ٤ء ص١٠٤ - ٤١٤ وانظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٠٠۲. صفوان بن أمية بن الحارث الكندي: جاء في الملل والتحل: «وممن كان قد حرم الخمر في الجاهلية: قيس بن عاصم التميمي؛ وصفوان بن أمية بن الحارث الكناني؛ وعفيف بن معد يكرب الکندي؛ وقالوا فيها أشعاراً وقال الأسلوم الياليء وقد حرم الخمر والزنا على نفسه: وتركت شرب الراح وهي أثيرة والمومسات وترك ذلك أشرفث وعففت عنه يا أميم تكرماً وكذاك يفعل دو الحجى المتعفث انظر: الشهرستاني؛ أبي الفتح: الملل والتحل؛ دار دانية للطباعة والتشر بيروت» الطبعة الأولىء ۰ع ص ۲۳۹. عبد الله بن طابخة: جاء في الملل والنحل» ممن كان يؤمن بالخالق تعالى» وبخلق آدم ل عبد الله بن طابخة بن ثعلب بن وبرة بن قضاعةء وقال فیه: أدعوك يا ربي بما أنت أهله دعاء غريق قد تشبّث بالعُصم لأنك أهل الحمد والخير كله وذو الطول لم تعجل بسخط ولم تلم انظر: الشهرستاني؛ أبي الفتح: الملل والتحل؛ ص ۲۳۹. الياب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه ‎۹V‏ ونت القديم الماجد الواحد الذي بيدأت بخلق الناس في الزمن القَدمْ وأنت الذي ا حللتنى غيب ظلمة إلى ظلمة من صلب آدم في ظل ومنهم زهير بن ابي سلمی ٩ کان إذا مر بالشجر وقد أورقء بعدما يېس» فيقول: لولا أن تسبنى العرب لآمنت بمحييك» إن الذي أحياك بعد يبس سيحيي العظام وهي رميم. وهو صاحب القصيدة التي يقول فيها هذين البيتين› د )۳( )٤( شعرا: يؤخر فيوضع في كتاب فيذخر ليوم الحساب أو يعجل فينقم فلا تکتمن الله ما في نفوسکم ليخفى ومهما يکتم الله يعلم 4 انظر: القلهاتي» أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان» ج ۲ء ص ۲۸۷. وفي الشهرستاني› أيي الفتح: الملل والتحل؛ ص ۲۳۹. زهير بن أبي سلمى: زهير بن أبي سلمى؛ ربيعة بن رياح المزني» من مضر: حكيم الشعراء في الجاهلية. وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره» كان أبوه شاعرأء وخاله شاعراًء وأخته سلمى شاعرةء وابناء كعب وبجیر شاعرين» وأخته الخنساء شاعرةء ولد في بلاد المزينة بنواحي المدينةء وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنةء فكانت قصائده تسمى «الحوليات». وله ديوان مطبوع. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ٢٥. ومما قاله عامر بن الضرب العدواني بعد أن حرم الخمر على نفسه شعراً: إن أشرب الخمر أشربها للذتها وإن أدعها فإني ما قلت قالي لولا اللذاذة والقينات لم أرها ولم تراني إلا من مدا العالي سلابة للفتى ما کان في يده ذهابة لعقشول الوم والمال قد تورث القوم أضغاناً بلا آخر وترتدي بالفتى ذي النجدة العالي أقسمت بالله أني لست أشربها حتى يفرق رب الأرض أوصالي انظر الأبيات في: القلهاتيء بو عبد الله محمد بن سعید الأزدي: الكشف والبيانء جح ۲ء ص ٦۲۸. انظر البيتين في: المصدر السابق›ء ص ۲۸۷. محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ ج ۲ء ص ۲۸۷. ‎EES‏ : ر ‏ولقد شهدت الخصم يوم رفاعة فأخذت منه خطة المغتال (١٠) وعلمث أن الله يحزی عبده يوم الحساب بأحسن الأعمال”' ‏وكان من العرب من يقول إذا حضرته الوفاة لولده: ادفنوا معي راحلتي› أحشر عليهاء فإن لم.تفعلوا» خحشرت» وسعيت على رجليء وفي ذلك يقول خرشة بن الأشيم الأسديء في الجاهليةء لما حضرته الوفاقة هذه الأبيات: ‏يا سعد أما أهلكنٌ فإنني أوصيك إن أخ الوصية أرب ‏لاتتركنٌ أباك يعشر راجلا في الحشر يُصرعُ لليدين وينكبٌ واحمل أباك على بعير صالح وثق الحناية إنه هو أصوبٌ ولعلني مما تركت مطيّة في الحشر أركبها إِذا قيل ارکبوا ‏ومنهم قيس بن صرمة بن انس" وقيل: هو آبو قيس؛ وهو احد بني ‏(١) انظر البيتين في: المصدر السابق› ج٢ ص ۲۸۷. ‏(۲) خرشة بن الأشتم الأسدي: وفي الكشف والبيان للقلهاتي « حرش بن الأشتم الأسدي؛ء والصحيح: جريبة بن أشتم الفقعسي: شاعر جاهلي» كان من القائلين بالبعث» وممن يزعمون أن «من عغُقرت مطيته في قبره يُحشر عليهاء. نسبته إلى فقعس بن الحارث من بني أسد بن خزيمة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۲ ص ۱۱۹-۱۱۸. ‏(۳) انظر الأبيات في: القلهاتي» أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان» ج 7ء ص ۲۸۸-۲۸۷. ‏(٤) قيس بن صرمة بن أنس: والصحيح صرمة بن قيس بن مالك النجاري الأوسي؛ أبو قيس شاعر جاهلي عمّر طويلاًء وترقب» وفارق الأوثان في الجاهلية. كان معظماً في قومه. أدرك الإسلام في شيخوختهء وأسلم عام الهجرة. توفي نحو سنة ٥ه /1۲۷م. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ۳٠۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص۷٠4 - 408. وقد استندنا في التصحيح على القلهاتي الذي أورد القصيدة (التي ذكر منها الإزكوي بيتين فقط) كاملة حيث يقول: فمن قول أبي قيس صرمة في الجاهلية شعراً: ‏سبحوا الله شرق کل صباح طلعت شمسه وكل هلال عالم السرَ والبيان لدينا ليس ما قاله ربتابضلال وله الطير تستدير وتأوي في وکور من آمنات الجبال وله الوحش بالفلاة تراها في خفاف وفي ظلال الرمال وله هودت يهود ودانت كل دين إذا ذكرت عضال وله شمس النصارى وقاموا كل عيد لديهم واحتفال ‎ ‎ ‎ الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه ۹۹ عدي بن النجارء ترهب في الجاهليةء ولبس المسوح› وفارق الأوڻانء واغتسل من الجنابةء وتطهر من الحائض» ودخل بيتاً ل“ اتخذه مسجداء لاتدخل عليه طامث» وقال: أعبد رب إبراهيم ثم هداه الله للإسلام عند قدوم النبي َة . فمن قوله فى الجاهلية شعرا: سبحوا الله شرق کل صباح عالم السر والبيان لدينا وقال ابن زيد عند مو ته لولده: بني زودنی ادا فارقتنی للبعث أركبها إِذا قيل اظعنوا لیس ما قال رینا بضلالد في القبر راحلة برحل عابر والخلق بين مدافع أو عاثر ومنهم من كان يربط البلية الناقة معكوسة الرأس على مؤخرهاء مما يلي ظهرهاء أو مما يلي كاهلها أو بطنهاء ويأخذون ولية يشون وسطهاء ويقلدونها بعضهم يشبه رحالاً: «كالبلايا في أعناقها الولايا». = انظر القصيدة كاملةء وهي من خمسة عشر بيتاً في القلهاتي» أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكعف والبيان› ج ص ۲۸۸. )۱( انظر البيتين فی: المصدر السابق› ص ۲۸۸. (۲) ابن زيد: هو عمر بن زيد التميمي؛ ذكره القلهاتي في «الكشف والبيان» قال: وقال عمرو بن زيد ال لتميمي يوصی ابنه عند موته: بني زودني إذا فارقتني للبعمث أركبها إذ قيل اظعنوا من لم يوافيه على عبراته في القبر راحلة برجل عابر والخلق بين مدافع أو عاثر انظر: القلهاتى؛› أبو عبد الله محمد بن سعید الأزدي: الكشف والبيان» ج ص ۲۸۸. الجامع لأخبار الامة لا ينكحون الأمهات» ولا البنات» ولا الخالات» (١٠) ولا العمات» وكان أقبح ما يصنعون» الجمع بين الأختين» أو يتخلف على امرأة أبيه» وكانوا يسمون من يفعل ذلك الضيزن سلف وأول من جمع بين الأختين من قريش» أبو أحيحة سعيد بن العاص”» جمع بين هند وصفيةء ابنتي المغيرة بن عبد الله بن مخزوم» وكان إذا مات الرجل عن المرأةء أو طلقهاء قام أكبر بنيهء فإن كان له فيها حاجةء طرح ثوبه عليهاء وإن لم تكن له إليها حاجة؛ تزوجها بعض إخوته. وقيل: كانوا يطلقون المرأة ثلاث وأول من طلّق ثلاثاء إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلوات الله عليهما. وكانوا يحججون البيت» ويعتمرون› ويطوفون بالبيت أسبوعاء كما قال زهير بن بي سلمی: جعلنا القنان عن يمين وحرنه ‏ وكم بالقنان من محل ومحرم'“ وکانوا يمسحولن الحجر الأسوت ويسعون بين الصفا والمروةء كما قال أبو طالب ”›: (١) سعيد بن العاص: سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس» أبو أحيحة: من سادات أمية في الجاهليةء يقال له: «ذو العصابةء ودذو العمامة» كناية عن السيادة. والعرب تقول: فلان معمم؛ يريدون أنه مسؤول عن كل جناية يجنيها جانٍ من عشيرته. وقيل: كان سعيد إذا أعتم لم يعتم أحد من قریش حتى ينزع عمامته. من أخباره أنه ذهب إلى الشام في تجارةء فحبسه عمرو بن جفنةء فقال في ذلك شعراً وصل إلى بني عبد شمس؛ فجمعوا مالاً كثيراً وافتدوم عاش إلى ما بعد ظهور الإسلام ومات على دين الجاهلية. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ٦۹. (۲) المغيرة بن عبدالله بن مخزوم: المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم آبو هاشم من سادات قریش في الجاهلية. قال الزبيري في كلامه على «بتي مخزوم»: والعدد والشرف والبيت في ولد المغيرة. کان من سکان مك معاصراً لعبد المطلب ين هاشم. وعارض عبد المطلب في ذبح ابنه عبد الل وقال: وال لا تذبحه حتى تعذر فيه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج ۷ء ص ۲۷۷. (۳) انظر البيت في: القلهاتي: أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ ج ۲ء ص ۲۸۹. (٤) أبو طالب: عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم من قرش أبو طالب: والد علي كرم الله وجه وعم النبي َء وكافله ومربيه ومناصره. كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم؛ ومن الخطباء العقلاء الأباة. نشا النبي في بيتهء وسافر معه إلى الشام في صباه. قال فيه الرسول يَلٍْ: «ما نالت قريش مني شيثاً أکرهه حتی مات آبو طالب». مولده ووفاته في مكة. وللسيد محمد علي شرف الدين العاملي = سے ۰ سے الباب الثاني في آراء المرب في الجاهلية وما كانوا عليه وأشواط بين المروتين إلى الصفا وما فيهما من صورة ومخایل" وكانوا يقفون المواقف كلهاء قال العبدي”': وبالبيت الذي حجحت قريىش وموقف ذي الحجيج على الآ ليى” وكانوا يهدون الهدي: ويرمون الجمارء ويحرمون الأشهر الحرم؛ء ولا يغزون» ولا يقاتلون فيها سوى طي وخثعم ١۱ء وبعض بني الحارث بن كعب» كانوا لا يحجون؛» ولا يعتمرون؛» ولا يحرمون الأشهر الحرم ولا الشهر الحرام› وإنما سمت قريش الحرب التي كانت بينها وبين قيس“ عام الفجار› كانت في الأشهر الحرم فلما قاتلوا فيهن» قالوا: قد فجرناء فسميت تلك السنة بعام الفجارء وكانوا يكرهون الظلم في الحرم وفي ذلك يقول مضاض بن عمرو الجرهمي"“: (0) رسالة «شيخ الأبطح» في سيرته وأخباره» قال فيها: «إن الشيعة الإمامية وأكثر الزيدية يقولون بإسلام ص ٦۱۱. انظر البيت في: القلهاتي؛› أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيانء ج ¶ء ص ۲۸۹. العبدي: كذلك دکره القلهاتىء العبدي؛ء من دون إضافة. انظر البيت في: القلهاتيء أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيانء ج ٢ء ص ۲۸۹. قیس: قيس عيلان بن مضر بن نزار من عدنان: جڏ جاهلي. بنوه قبائل كثيرةء منها «هوازن» و«سُليم» و«دغطفان» ودفهم» و«عدوان» وإذا قيل: قيس ويمن؛ دخلت العدنانية كلها في قيس» نسباً أو عصبية. ذكرت القيسية عند النبي يَيٍء فقال: رحم الله قيساً! فقيل: يا رسول الله تترحم على قيس؟ قال: نعم نه کان علي دين نبنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الله يا قيس حي يمناء يا يمن حي قيساء ِن قیساً فرسان الله في الأرض». انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ ص ۷٠۸-۲۰١۲. مضاض بن عمرو الجرهمي: مضاض بن عمرو بن نفيلة الجرهمي: من ملوك العرب في الجاهلية. كان محباً للغزى كثير المعارك؛ مقيماً فى الحجاز تابعاً لليمن. وكان قبل الميلاد بزمن بعيدء ويقال: إن إسماعيل النبي تزوج ابنتهء وجميع ولد إسماعيل منها. ويؤخذ من رواية نقلها الزبيدي أنه كان معاصراً عمرو بن مزيقياء. كان مضاض يحكم أعلى مكةء ويأخذ العشور ممن يدخلها في تلك الجهة. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ٢٤۲. ١١۱ ن الجامع لأخبار الأمة ‎EEE‏ ر أبنتي لاتظلم بمكة لا الصغير ولاالكبير بني من يظلم بمكة يلق أطراف الشروز” وكانوا ينسئون في كل عام شهرأء وفيهم نزلت ل إا الى زياد في ]۱۷[ لر 4 [التوبة: ۳۷]. وكان الحمس لا يخرجون مع الناس إلى عرفة ويقيمون بمنى» وكانوا إذا ذبحوا للأصنام› لطخوها بدم الهدي» يلتمسون الزيادة في أموالهم. ومنهم قصي بن كلاب» كان يأمر بعبادة الله وينهى عن عبادة الأصنامء وفي ذلك يقول شعرا: تركت اللات والعمزى جميعا كذلك يفعل الرجل اللبيب” وكانوا يغتسلون من الجنابةء ويغسلون الموتى. وفى ذلك يقول الأفوه الأودي” شعرا: ألا عللاني وأعلما أن لي عذر فما قلت تنجيني الشقائق والحذرُ وما قلت تنجيني إِذا ما بدت لكم مفاصل أوصالى وقد شخص البصرٌ وجاؤوا بماءِ بارد يغسلونني فيا لك من غسل سيتبعه غر وكانوا يكفنون أمواتهم؛ ويصلون عليه وکانت صلاتهم؛ إذا مات الميت؛ حمل على سرير؛ ثم يقوم ولیه» ویذکر محاسنه كلهاء ويثني عليه ثم یصلی (١) انظر البيتين في: القلهاتي: أبو عبد الله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيانء ج ١ء ص ٢۲۹۰. (۲) انظر البيت في: القلهاتي؛ أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ء ج ٠ء ص ٢۲۹۰. (۳) الأفوه الأودي: هو صلاءة بن عمرو بن مالك من بني أود من مذحج؛ شاعر يماني جاهلي» یکنی ابا ربيعة. قالوا: لقب بالأفوه لأنه غليظ الشفتين ظاهر الأسنان. كان سيد قومه وقائدهم في حروبهم. وهو أحد الحكماء والشعراء في عصره» أشهر شعره قصيدة منها: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا انظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٠٠۷-۲٠۲. (٤) انظر البيت في: القلهاتيء بو عبد الله محمد بن سعید الأزدي: الكشف والبيان؛ ج ص ٢۲۹۰. الباب الثاني في آراء المرب في الجاهلية وما كانوا عليه ۱۰۳ ]ا عليهء ثم يدفن» ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله. وقال رجل من كلب لابن عمه فى الجاهلية شعراً: أعسرو إن هلكت وكنت يا فإني مكثر لك من وصاتي فاجعمل نصف مالي لابن سام حياتي إن حييث وفي مماتي وكانوا يداومون على الطهارات العشر» التي ابتلى الله إبراهيم بهاء وسيأتي ذكرها في الباب الخامس. وكانوا يقطعون اليد اليمين من السارق؛ إذا سرق. وكانت ملوك اليمن وملوك الحيرة يصلبون من قطع الطريق. وكانوا يوفون بالعقودء ويكرمون الضيف» ويحمون الجارء وكانت لهم الذمةء وفيهم الفصاحةء ويحفظون الأصول من التهجين. وكانوا يتعايرون ويتمادحون› ويحبون مكارم الأخلاق؛ء وفيهم الحمية والأنفةء والذمةء والهمةء والعصبيةء والكرم والخطب» والأشعار. وهم أفضل ولد سام بن نوحء ويکفيهم من الفضل ما قال رسول الله يَلٍ: «أحبٌ العرب لشلاث: «لأني عربيء وكتاب الله عربي؛» ولغة أهل الجنة عربيةء فمن (۱۸) أحبهم فليحبني› ومن أيغضهم فليبغضني». وقال بعض الشعراء: قریش خيار بني آدم وخیر قریش بنو هاشم وخير بني هاشم كلها رسول الإله أبوالقاسم وقيل: خير بني نوح سام وخير بني سام العرب» وخير العرب قريش» وخیر قریش بنو هاشم وخير بني هاشم بنو عبد المطلب؛» وخير بني عبد المطلب (۱) انظر البيتين في: المصدر السابق› ص ٢۲۹. (۲) الطهارات العشر: وهي السنن العشر التي ابتلى الله إبراهيم بهاء خمس في الرأس وخمس في البدنء فاللواتى فى الرأس: «فرق الشعر والمضمضة وقصّ الشارب» والسواك؛ والاستنشاق». واللواتي في البدن: «قلم الأظفارء ونتف شعر الإبطين؛ وحلق العانةء والاستنجاء من البول والغائط› والختان». انظر: القلهاتي؛» أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيانء ج؟ء ص ۲۹۰-٠۲۹. «] الجامع لأخبار الأمة سے حم وتابعي تابعيهم» إلى يوم الدين. وقيل: كانت العرب تجعل بحيرة من الإبل» تمنع درّها للطواغيت» فلا يحلبها أحد من الناس» والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يُحمل عليها شيت والوصيلة: الناقة البكر التي تبكر بأنثى. ثم تأتي بأنثى» والحام: فحل الإبل› يضرب الضرب المعدود فإذا انتهى ضربه؛ قالوا: حمی ظهره» فلا يركب ولا يحمل عليهء وسيبوه لآلهتهم؛» وفي ذلك يقول الل جل ذكره: ما جَعَلَ ل ِن حدَة رلا سَة ر ميلو ولا عار كك الب كوا يتت عل ألو الك وا كرهب لا يفون [المائدة: ١١٠]. البداب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب. وذكر شيء من أخبارهم ۹١۱ 3 الجامع لأخبار الأمة ر [ کیومرث] يروى في الأخبار أن آدم لما كثر أولاده» اختار منهم اثنين: شيث» والاخر كيومرث”» وأعطاهم أربعين صحيفةء ليعملا بما فيهاء ثم ولى شيثاأً حفظ أمور الدين والآخرةء وولى كيومرث أمور الدنيا والمملكة فكان أول ملوك الأرض». وكانت مدة ملكه ثلاثين سنة. [هوشتك] فملك من بعده هوشنك وکانت مذّة ملكة أربعين سنهة. (١) كيومرث: أو جيومرت» زعم بعض علماء الفرس أن جيومرت هو آدم؛ وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصليه من حواء. وقد خالف علماء الفرس فيما قالوا من ذلك آخرون من غیرهم ممن زعم أنه آدم؛ ووافق علماء الفرس على اسمهء وخالفه في عينه وصفتهء فزعم أن جيومرت الذي زعمت الفرس أنه آدم ّلا إنما هو جامر بن یافث بن نوح؛ وأنه کان معمراً سيدا نزل جبل دنباوند من جبال طبرستان من أرض المشرق» وتملك بها وبفارس» ثم عظم أمره؛ وأمر ولدهء حتى ملكوا بابل» وملكوا في بعض الأوقات الأقاليم كلها. وأن جيومرت منع من البلاد ما صار إليه متهاء وابتنى المدن والحصوت وعمرهاء وأعدً السلاحء واتخذ الخيل؛ وأنه تجبْر في آخر عمره وتسمی آدم؛ وقال: من سماني بغير هذا الاسم ضربت عنقه. وأنه تزوج ثلاثين امرأةء فكثر منهن نسله وأن مارى ابنه وماريانة أخته ممن ولد له في آخر عمره» فأعجب بهما وقدمهماء فصار الملوك بذلك السبب من نسلهماء وأن ملكه اتسع وعظم. ولا تدافع بين العلماء أن جيومرت هو أبو الفرس. انظر: الطبري» محمد بن جيري: تاريخ الأمم والملوك؛ ج١ ص ۷۳. () هوشنك: هوشنك (فيشذاذ) الملك؛ وهو الذي خلف جه جيومرت في الملكء وأول من جمع له ملك الأقاليم السبعة. ويسميه الفرس أوشهنج» وقالوا: ولد أوشهنج ملكا وكان فاضلاً محموداً في سيرته وسياسة رعیته. وذکر أنه أول من وضع الأحكام والحدودء وكان ملقباً بذلك يُدعى «فيشذاذ» ومعناه بالفارسية أول من حكم بالعدل» وذلك أن فاش معناه: أولء وأن داد: عدل وقضاء. وذكروا أنه نزل الهنك وتنقل في البلات فلما استقام أمره» واستوثق له الملك عقد على رأسه تاجاً وخطب خطبة فقال فيها: إنه ورث الملك عن جذه جيومرت» وأنه عذاب ونقمة على مردة اللإنس والشياطين. وذكروا أنه قهر إبليس وجنودهء ومتعهم من الاختلاط بالناس؛ وكتب عليهم كتاباً أبيض» وأخذ عليهم = الياب الثالث في ذکر ملوك العجم والعرب: وذ کر شيء من أخبارهم ۱.۷ [طمهورث] فملك من بعده طهمورث”' وکان يحارب الجنء وکانت مدة ملکه ثلائثين سنة. وملك من بعده جمشىد' وهو الذي أظهر السروج والسلاح وعدد الحرب؛ وکانت له الأعمال العظيمة؛ء ومده ملکه سبعمائة سنة. (۱) (۲) الموائيق أن لا يعرضوا لأحد من الاإأنس؛ وتوعدهم على ذلك وقتل مردتهم وجماعة من الغيلانء فهربوا إلى المغاور والجبال والأوديةء وأنه ملك الأقاليم كلهاء وأنه كان بين موت جيومرت إلى مولد أوشهنج وملکه مائتان وثلاث وعشرون سنةء وذكروا أن إبليس وجنوده فرحوا بموت أوشهنج: ودخلوا مساكن بني آدم؛ حيث نزلوا إليهم من الجبال والأودية. انظر: الطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج6› ص ۸£ - 5٥۸. طهمورث: اختلف في نسبه فقيل: طهمورث بن يونجهان بن خنانداذ بن حناذر بن أوشهنج (فیشذاذ). وقال بعض نسابه الفرس: هو طهمورث بن أيونكهان بن انكهد بن أسكهد بن آوشهنج. وقال هشام بن محمد الكلبي: إن طهمورث هو أول ملوك بابل وقال: بلغناء والله أعلم أن الله أعطاء من القوّة ما خضع له إبليس وشياطينهء وأنه كان مطيعاً له وعقد على رأسه تاجاًء وقال يوم ملك: نحن دافعون بعون الله عن خليقته المردة الفسدة. وكان محموداً في ملكه حدباً على رعيتهء وأنه أول من بنى سابور من فارس ونزلهاء وتنقل في البلدان» وأنه وثب بإبلیس حتی رکبهء فطاف عليه أداني الأرض وأقاصيهاء وأفزعه مردّة أصحابه حتى تطايروا وتفرقواء وأنه أول من اتخذ الصوف والشعر واللباس والفرش» وأول من اتخذ من زينة الملوك الخيل والبغال والحمير وأمر باتخاذ الكلاب لحفظ المواشي وحراستها من السباع والجوارح. وكتب بالفارسية. انظر: الطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج ١ء ص ٦۸. جمشيد: جم الشيد ملك بعد طهمورث» والشيد عندهم معناه الشعاع؛ لقبوه بذلك في ما زعموا لجمالهء وهو جم بن يونجهانء وهو أخو طهمورث. وقيل: إنه ملك الأقاليم السبعة كلهاء وسشخر له ما فيها من الجن والإنس؛ وعقد على رأسه التاج؛ وقال حين عقد على ملكه: إن الله تبارك وتعالى قد أكمل بهاءناء وأحسن تأييدناء وسنوسع رعيتنا خيراً. وإنه أبدع صنوف السلاح؛ ودل على صنعة الابريسم والقرً وغيره مما يغزل» فأمر بنسج الثياب وصبغهاء ونحت السروج والأكف وتذليل الدواب بها. وصنف الناس أربع طبقات: طبقة مقاتلةء وطبقة فقهاءء وطبقة كناب وصناع وحراثين› وطبقة خذام. وأمر كل طبقة بلزوم العمل الذي ألزمها إياه. وعمل الرخام والجصّ والكلس والبناء والذهب والفضة والطيب. ثم بطر وجمع الإآنس والجن وأخبرهم أنه عليهم ومالكهم والمدافع بقومه عنهم؛ فتخلفت عنه الملائكةء فأحيٌ بذلك بيوراسب فامتلخ أمعاءه واشترطها. ونشره بمنشار. وقال بعض علماء الفرس: إن جما لم يزل محمود السيرة إلى أن بقي مائة سنة من ملك فادعى الربوبيةء فاضطرب عليه الأمر فوثب عليه أخوه اسفتوز؛ لکنه تواری؛ ثم خرج عليه بيوراسب ونشره بالمنشار. انظر: الطبريء محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوكء ج١ ص ۸۹-۸۸. ۸ سے الأمة [ بوزاسب] فملك من بعده بوزاسب”» الذي يعرف بالضحاك؛ وهو ذو الحيّتين› وكان صاحب المكر والدواهي والسحر وكان ظالماً جباراً متعدياأء وکانت (۱۹) مدة ملكه ألف سنة. [ أفرينون] وملك من بعده أفريذون” فكان حسن السيرة والرسم؛ وله حسن الصيت؛ وإفاضة العدلء وکانت مدة ملكه خمسمائة سنة.- () بوزاسب: والصحيح بيوراسب (الذي يسميه العرب: الضحاك). وهو بيوراسب بن أرونداسب بن زينكاو بن ويروشك بن تاز بن فرواك بن سامك بن جيومرت. ومن الفرس أيضاً من ينسبه هذه النسبةء غير أنه يخالف النطق بأسماء آبائه فيقول: هو الضحاك بن أندرماسب بن رنحدار بن وندريسخ بن تاج بن فرياك بن ساهمك بن ماذی بن جيومرت. المجوس تزعم ان تاج هذا هو آبو العرب. ظهر بيوراسب في أول سنة من ملكه ودعا إلى ملة الصابئين. ويقال: إنه كان يعمل بالسحر» وكان إذا أراد شيشا من جميع مملكته» أو أعجبته دابة أو امرأة نفخ بقصبة كانت له من ذهب» وكان يجيء إليه كل شيء يريد فمن ثم تنفخ اليهود. وقال آخرون: کان نوح في عهد بیوراسب» وكان قومه يعمن دون الأصنام فدعاهم إلى الله يك تسعمائة سنة وخمسين سنةء كلما مضى قرن يتبعهم قرن على ملَّة واحدة من الكفر والعذاب» حتى أنزل الله عليهم العذاب فأفتاهم. انظر: الطبري؛ محمد بن جريرء: تاريخ الأمم والملوك؛ ج١ ص ٦۸- ۹۸-۸۷. (۲) أفريذون: هو من نسل جمشيذ الملك؛ ويزعمون أنه التاسع من ولدهء وكان مولده بدنباونك» خرج حتى ورد منزل بيوراسب (الضحاك) وهو عنه غائب بالهند فحوی على منزله وما فيه ولما بلغ الضحاك ذلك أقبل وقد سلبه الله قوته وذهبت دولته؛ فوثب به أفريذونء فأوثقه وصيره إلى جبال دنباوند. فالعجم تزعم اليوم أنه إلى اليوم موثق في الحديد بُعذّب هناك. وذكر أن الضحاك لم يكن غائباً عن مسكنه» ولكن أفريذون بن أثفيان جاء إلى مسکن له في حصن یدعی زرنج ماه مهرروزمهر فنكح امرأتين له تسمى إحداهما أروناز والأخرى سنوار» فوهل بيوراسب الضحاك لما عاين ذلكء وخر مُدلهاً لا يعقل. فضرب أفريدون هامته بجزر له ملتوي الرأس» فزاده على ذلك وهلا وعزوب عقل» ثم توجه به أفريذون إلى جبل دنباوند» وشذه هناك وثاقاً وأمر الناس باتخاذ مهرماء مهروز» وهو المهرجان اليوم الذي أوثق فيه بيوراسب عيداً. وبعض الفرس يزعم أن أفريذون قتله يوم النيروز فقال العجم عند قتله: [مروز نوروز أي استقبلنا الدهر بيوم جديد فاتخذوه عيداً. وجلس أفريذون على كرسي الملك. فكان أول من ذل الفيلة وامتطاهاء واتخذ الإوز والحمام وعمل الترياق› ورد المظالم وأمر الناس بعبادة الله والإنصاف والإحسانء وهو أول من نظر في علم الطبء وأول = الباب الثالث في ذكر ملوك المجم والعرب؛ وذكر شيء من أخيارهم ۱۹ [متوجهر.] وملك من بعده منوجهر” وکان صاحب العلم والأعمال الكبيرة والأمور العظيمةء وكانت مدة ملكه مائة وعشرين سنة. [نوذر] وملك من بعده نوذر” فكان ملكه اثنتي عشرة سنة. [ أفراسياب] وملك من بعده أفراسياب الذي ملك إيرانء وكانت الأتراك تسميه = من سمي الصوفي. وهو الذي تتبع من بقي بالسواد من آل نمرود والنبط وغيرهم؛ حتى أتى على وجوههم ومحا أعلامهم. وكان ملكه خمسمائة سنة. انظر: الطبريء محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوكء ج ٠ء ص ۹۹-١٠٠. وانظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ٦۷ء ۸۳؛ ‎.A‏ ۱( ملو جهر: والصحيح منوشهر: وهو الملك منوشهر من ولد ايرج بن أفريذونء وقد تزعم بعضهم أن ويرك بن سروشنك بن إيرك ابن بيتك بن بتك بن فرزشك بن زشك بن فركوزك بن إيرج بن أفريذون. کان مولده بدنباوندك› ويقول بعض: کان مولده بالري. وزعم أهل الأخبار أن منوشهر هذا هو منوشهر بن منشخرنر بن افريقيس بن إسحاق بن إبراهيم» وأنه انتقل إليه الملك بعد أفريذون» وبعد أن مضى ألف سنة وتسعمائة سنة واثنتان وعشرون سنة من عهد جيومرت. وأما الفرس فإنها تنكر السب ولا تعرف لها ملكاً إلا في أولاد أفريذون؛ ولا تقر بالملك لغيرهم. كان منوشهر يوصف بالعدل والإحسان؛ء وهو أول من خندق الخنادق» وجمع آلة الحرب» وأول من وضع الدهقنةء فجعل لكل قرية دهقاناً وأمر أهلها بطاعته. ويقال: إن موسی ثل ظهر في سنة ستین من ملکه. وذُکر أن منوشهر اشتق تق من الفرات ودجلة ونهر بلخ أنهاراً عظاماء وأمر بعمارة الأرض. انظر: الطبريء محمد بن جریرء: تاريخ الأمم والملوك ج ١ء ص ١٤۹٠۱ -١۱۹. وانظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› ج ص ١٤١٦۱۱۸-۱. (۲) نوذر: لا يشير المؤرخون العرب وبخاصة الطبري وابن الأثير إلى حكم ملك فارسي اسمه نوذر؛ ومن المرجح أن يكون قد حكم البلاد بعد وفاة والده منوشهر مباشرة وظل الحكم حتى تمكن الملك التركي أفراسياب بن فشنجح بن رستم من السيطرة على بابل وبلاد فارس. علماً أن الطبري وابن الأثير يذكران في سياق الحديث عن الملك كيقباذ أن نسبته تنتهي إلى نوذر بن منوشهر. انظر: الطبري» محمد بن جریر؛: تاريخ الأمم والملوك ج ١ء ص ٢٠۳-۲٦۲. وانظر: ابن الآثير: علي بن محمد بن محمذ: الكامل في التاريخ› ج ص ۲۰۹ (۳) أفراسياب: هو ملك الترك أفراسياب بن فشنجح بن رستم. سار إلى مملكة فارس لما هلك الملك = الجامع لأخبار الامة كيكيا ألب» وله الشجاعةء وتسيير العساكر بالليل» وتشويش بالرّجل والخيل› وکان ملکه اڻنتي عشرة سنهة. [روبين طهماسب] وملك من بعده روبين طهماسب ٩ وکان له الشحجاعة وطيب الخلق› [كيقباذ] وملك من بعده كکقباذ”؟ وکان صاحب تعبئه العساكر وتدبيیر الجنوت؛ء = الفارسي منوشهر؛ واستولى على مملكتهء وسار إلى أرض بابل وأكثر المقام بها وبمهرجانقذق› وأكثر الفساد في مملكة فارس؛ وعظم ظلمهء وخرب ما كان عامراء ودفن الأنهار والقنوات. وقحط الناس في سنة خمس من ملكه؛ إلى أن خرج عن مملكة فارس» ولم يزل الناس منه في أعظم البلية إلى أن ملك زو بن طهماسب. انظر: الطبريء محمد بن جريرء: تاريخ الأمم والملوكء ج ١ء ص ٢۲۳. وانظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۲۰۷. (۱) روبين طهماسب: والصحيح زو بن طهماسب بن منوشهر. ولد في بلاد الترك. حيث كان الملك الفارسي منوشهر قد سخط على ولده طهماسب ونفاه عن بلاده» فأقام في بلاد الترك عند ملك لهم يقال له: «وامن» وتزوج ابنته» فولدت له زوا بن طهماسب» وكان المنجمون قد قالوا لأبيها: إن ابنتك تلد ولداً يقتلك. فسجنهاء فلما تزوجها طهماسب وولدت منه كتمت أمرها وولدهاء ثم إن منوشهر رضي على طهماسب وأحضره إليه» فاحتال في إخراج زوجته وولده زو من فحبسهماء فوصلت إليه. ثم إن زوا قتل جذ وأشن الترك في ب بعض الحروب» وطرد أفراسياب التركي عن مملكته فکانت غلبة أفراسياب على أقاليم بابل ومملكة فارس اثتني عشرة سنة. کان زو محموداً قي ملکه محستاً إلى رعيته» فأمر بإصلاح ما كان أفراسياب قد أفسده من مملكتهم وبعمارة الحصون» وإخراج المياه التي غور طرقها. ووضع عن الناس خراج سبع سنين. واستخرج بالسواد نهراً سماه الزاب» وبنی عليه مدينة العتيقة. وكان أول من اتخذ ألوان الطبيخ وأمر بها وبأصناف الأطعمة. وكان جميع ملكه إلى أن انقضت مذته ثلاث سنين. وان کرشاسب بن أنوط وزیره فی ملکه ومعینه فيه وقيل: کان شريكه في الملك؛ والأول أصح؛ وكان عظيم الشأن في فارس؛» ِا أنه لم يملك. انظر: ابن الأثيره علي محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱ ص ۲۰۸-۲۰۷. (۲) كيقباذ: كيقباذ بن راع بن نوذر بن متوشهر. ملك بعد زق وقدّر مياه الأنهار والعيون لشرب = الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب؛ وذكر شيء من أخبارهم ١۱۱ [ کيخسرو] وملك من بعد کیخس رو٩ وکان حسن القيام والقعود؛ء وتمشه الكبار في الأمورء والزهد في الأشياء بعد نيل المراد منهاء وكانت مدة ملكه ستين سه . = الأرض؛ وسمى البلاد بأسمائهاء وحذها بحدودهاء وكوّر الكورء وبين ميز كل كورة وأخذ العشر من غلاتها لأرزاق الجند. وكان حريصاً على عمارة البلادء ومتعها من العدقء كثير الكنوز. وقيل: إن الملوك الكيانية وأبناءهم من نسله. وجرت بينه وبين الترك حروب كثيرةء فكان مقيماً بالقرب من نهر بلخء وهو جيحونء لمنع الترك من تطرق شيء من بلاده. وكان ملكه مائة سنة. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١٠ ص ۲۰۹.۔ (١) والصحيح أنه حکم من بعده ابنه کیکاوس. وهو کیکاوس بن کینية بن کیقباذء حمی بلاده» وقتل جماعة من عظماء البلاد المجاورة لهء وکان يسکكن بنواحي بلخ؛ وولد له ولد سماه سياوخش؛ وضمه على رستم الشديد بن داستان بن نريمان بن جوذنك بن کرشاسب» وکان أصبهبذ سجستان وما يليهاء وجعله عنده ليربيهء فأحسن تربيتهء وعلمه الفروسية والآداب. غير أن خالته (امرأة أبيه) أفسدت العلاقة بينه وبين أبي فلجاً إلى أفراسياب ملك الترك فأكرمه وزوجه بنته وسفافريك فولدات له «كيخسرو لكنه ارتاب منه لاحقاء وأمر بقتله فقتلوه» ومثلوا به. وحین علم کیکاوس بمقتل ابنه سياوخش سير الجيوش إلى بلاد التركء وقتل ابنا أفراسياب وأخوه الذين أشاروا بقتل سياوخش. ثم توفي كيكاوس» وكان ملكه مائة وخمسين سنة. انظر: ابن الآثير: علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاریخ؛ ج١ ص ٢٢٤٦ ٤٢٤۲. (۲) كيخسرو: كيخسرو بن سياوخش بن كيكاووس» وأمه وسفافريد ابنة أفراسياب ملك التركء ملك بلاد فارس بعد وفاة أبيه كيكاوس. لما مَلْكَ كتب إلى الأصبهبذين جميعهم أن يأتوا بعساكرهم جميعاً فلما اجتمعواء جهّز ثلاثين ألفاً مع طوس وأمره بدخول بلاد التركء وأن لا يمر بقرية ولا مدينة لهم إلا قتل كل من فيهاء إلا مدينة من مدنهم کان بها أخ له اسمه فیروزد بن سیاوخش» کان أبوه قد تزوج أمه في بعض مدائن التركء لكن أفراسیاب تمکن من هزیمتهم» فجمع کیخسرو جیشاً عظیماً غزا بلاد الترك من أربع جهات» وقتل جماعة كثيرة من أهل أفراسياب» في إحدى المعارك؛ ثم سار أفراسياب بنفسه لمقاتلته» لكنه هُزم وفر إلى أذربيجان فاستتر» لکن کیخسرو ظفر به فلما حضر عنده سأله عن غدره بأبيه فلم يكن له حجّة ولا عذر فأمر بقتلهء فذبح كما ذُبح سیاوخش؛ ثم انصرف من أذربيجان؛» مظفراً متصوراً فرحاً. ثم ترك الملك وتنشك» وعهد بالملك إلى لهراسب؛» وغاب عن الئاس فلا يُدرى ما كان منه ولا أين مات. وهناك رواية أخرى وهي الأصح تقول: إنه حكم ستين عاماء ولما حضرته الوفاة عهد إلى ابن عمه لهراسب. انظر: ابن الأثير: علي ين محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱ ص ٢۲۲-٢٢٥۲. ۱۱۲ 2 الجامع لأخبار الأمة ر [ لهراسب] وملك من بعده لهراسب”» وكان صاحب التاج» والكبر» والتيه» والفخرء [ کشتاسب] وملك من بعده کشتاسب ٩ وکان يعتمد مذهب زرادشت وکانت مده ملكه مائة وعشرين سنة. (۱) (۳) لهراسب: لهراسب بن يوخي بن کیکاوس. ابن عم الملك کیخسرو؛ فهو ابن ابن کیکاووس؛ عهد إليه بالملك كيخسرو لما حضرته الوفاة. ولما ملك اتخذ سريراً من ذهب وكلّله بأنواع الجواهر› وبنیت له بأرض خراسان مدينة بلخ وسماها الحسناءع ودوّن الدواوين› وقوى ملكه بانتخابه الجنودء وعمّر الأرض» وجبى الخراج لأرزاق الجند. كان محموداً عند أهل مملكته» شديداً على أعدائه. شق عدّة أنهارء وحمل إليه ملوك الهند والروم والمغرب الخراج. ثم إنه تشك وفارق الملكء واشتغل بالعبادة» واستخلف ابنه بشتاسب في الملك. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› ج ص ۸٥۲. كشتاسب: والصحيح بشتاسب بن لهراسب بن کیوخي بن کیکاوس. حکم بلاد فارس بعد تنسّك والده لهراسب ومفارقته الملك. وفي أيامه ظهر زرادشت ابن سقيمان الذي ادعى النبوّة وتبعه المجوس؛ فحبسه بشتاسب مدّة؛ ثم أطلقه. ثم إن بشتاسب أحضر زرادشت وهو ببلخ واتبعه» وقهر الناس على اتباعهء وقتل منهم خلقاً كثیراً حتی قبلوه ودانو به. وکان بشتاسب وآباؤه قبله يدينون بدين الصايئة. وضبط بشتاسب الملك؛ وقرر قوانينهء وبنى بفارس مدينة «بسا» ورتب سبعة من عظماء ُهل مملکته مراتب الملك؛ وملك كل واحد منهم مملكة على قدر مرتبتهء وصالح ملك الترك خرزاسف (أخو أفراسياب) لكن زرادشت نصحه بنقض الصلح؛ وقال له: أنا أعين لك طالعاً تسير فيه إلى الحرب فتظفر وهذا أول وقت وضعت فيه الاختيارات للملوك بالنجوم. ووقعت الحرب بين الطرفين» وكانت الهزيمة للتركء وعاد بشتاسب مظفراً إلى بلخ. ثم رحل إلى ناحية كرمان وسجستان» وسار إلى جبل طميدر لدراسة دينه والتنسك هناك فهاجم الترك بلاده» وقتلوا والده لهراسب» وكان شيخاً عجوزاً. وأحرقوا الدواوين» وهدموا بيوت النيران. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاریخ؛ ج١ ص ٢٢٥۲-٢٢٦٢ -٤٢٢-٢٤۲۷. زرادشت: زرادشت بن سقيمانء ادعى النبوة وتبعه المجوس؛ وکان زرادشت في ما يزعم اهل الكتاب من أهل فلسطين يخدم لبعض تلامذة إرميا النبي خاصاً به فخانه وكذب عليه فدعا الله عليه؛ فرص ولحق ببلاد آذربیجان؛ وشرع بها دين المجوس. وقيل: إنه من العجم؛ وصنف كتاياً وطاف به الأرض وسماه «أشتا» حبسه ملك الفرس بشتاسب مدّة ثم أطلقه. وشرح زرادشت كتابه الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمربء. وذكر شيء من أخبارهم ۱۱۳ [ أسفتديار] وملك من بعده أسفنديار”» وکان صاحب الحقد والجهد هذ في الحروب؛ وكان ملكه مائة وائنتي عشرة سنة. [بهمن بن أسفنديار] (۱) )٢( وملك من بعده بهمن بن أسفندیار”؟ وکان ملكه مائة وائنتي عشرة سنه. وسماه «زند» أي التفسير ثم شرح الزند بكتاب سماه «بازند» أي تفسير التفسير» وفيه علوم مختلفة كالرياضيات وأحكام النجوم والطب وأخبار القرون الماضية وكتب الأنبياء. ثم إن بشتاسب أحضره إليه وهو ببلخ؛ فلما قدم عليه شرع له دينه؛ فأعجبه؛ واتبعهء وقهر الناس باتباعه. وأما المجوس فيزعمون أن أصله من أذربيجان؛ وأنه نزل على الملك من سقف إيوانه وبيده كبة من نار يلعب بها ولا تحرقهء وكل من أخذها منه لم تحرقه وأنه اتبعه الملك ودان بدينهء وبنى بيوؤت النيران في البلاف وأشعل تلك التار في بيوت النيران. وکان ظهور زرادشت بعد مضي ثلائين سنة من ملك بشتاسب» وأتاه بكتاب زعم أنه وحي من الله تعالى» وكتب في جلد اثني عشر ألف بقرة حفراً ونقشاً بالذهب» فجعله بشتاسب في موضع باصطخرء ومنع من تعليمه العامة. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۸٥۰-۲٦۲. أسفنديار: ذ في الواقع لم يحكم أسفنديار بعد أبيه بشتاسب. وكان والده أودعه في السجن بعد الانتصارات الكبرى التي حققها على التركء فقد اغتنى أسفنديار كثيراً من تلك الحرب» وخاف والده أن يطمع بالملك. وظل في السجن إلى أن غزا الترك بلاد فارس» فأخرجه والده من السجن؛ ووعده بالملك إذا نجح في طرد الترك من البلاد. فتهض أسفنديار وجمع من عنده الجند وقاتل قتال الأبطالء واستعاد درفش كابيان؛ فلما دخل على أبيه استبشر بهء وأمره بملاحقة الترك وقتل ملكهم ومن قدر عليه من أهلهء وأن يستنقذ السبايا والغنائم التي أخذت من بلاد فارس. فسار أسفندیار ودخل بلاد التركء وقتل وسبى وخرّب» وبلغ مدينتهم العظمىء وقتل ملك الترك وإخوتهء وسبى نساءهء واستنقذ أختيهء وأقطع بلاد التركء وجعل لكل ناحية رجل من وجوه الترك بعد أن أمَنهم ووظف عليهم خراجاً يحملونه كل عام إلى أبيه بشتاسب» ثم عاد إلى بلخ. فحسده أبوه وخاف منهء وأمر بتجهیز جيش لمقاتله رستم الشديد بسجستان فقتله رستم. ومات بعده والده بشتاسب» وكان ملكه مثة وخمسين سنة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١۱؛ ص ۲۷۳-٥۲۷. بهمن بن أسفنديار: هو الملك أردشير بهمن بن أسفنديا رملك من بعد وفاة جذه بشتاسب. وكان مظفراً في مغازیہ وملك أكثر من أبيه وقیل: إنه بنی بالسواد مدينة وسماها «إياوان أردشير وهي القرية المعروفة بهيمينيا أو (بهمشنا) بالزاب الأعلى» وابتنى بكور دجلة الأبلةَء وسار إلى سجستان طالياً بثأر بيه اسفتدیان فقتل رستم وأباه دستان وابنه فرامرز. وبهمن هو آبو دارا الأكبرء وأبو ساسان أبي ملوك الفرس الأحرار أردشير بن بابك وولده. وغزا بهمن رومية الداخليةء وكان ملوك الأرض ۱۱ ا الجامع لأخبار الأمة س ل [هماي بنت بهمن] وملکت من بعده ابنته هماي"» وکانت صاحبة رأي وتدبیرء وکان ملکھا سبع عشرة سنه. [دارا] وملك من بعد‌ها دارا“ وکان صاحب الهيبة والجزع والجبن› وکان ملکه إحدى وأربعين سنة. = يحملون إليه الأتاوى وكان أعظم ملوك الفرس شأناً وأفضلهم تدبيراً. وكانت أم بهمن من نسل بنيامين بن يعقوب ن وأم ابنه ساسان من نسل سليمان بن داوود. وكان ملك بهمن مئة وعشرين عاماً. وكان متواضعاً مرضياً فيهم. وكانت كتبه تخرج: من عبدالله خادم الله السائس لأموركم. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ١۱ء ص ۲۷۸. (۱) هماي: والصحيح خمانى بنت بهمن بن أسفندیار بن أسفندیار بن بشتاسب» ملكت فارس بعد وفاة أبيهاء ملكوها حباً لأبيها ولعقلها وفروسيتهاء وكانت تلعب بشهرزاد. وقيل إنما ملكت لأنها حين حملت منه دارا الأكبر سألته أن يعقد التاج له في بطنها ويؤثره بالملك؛ ففعل بهمن» وعقد التاج عليه حملا في بطنهاء وساسان بهمن رجل يتصنّع الملك؛ فلما رأى فعل أبيه لحق باصطخر وتزهك ولحق برؤوس الجبال» واتخذ غنماء وكان لا يتولاها بنفسه. وهلك بهمن ودارا في بطن أمهء فملوكهاء ووضعته بعد أشهر من ملكه؛ فأيْفّت من إظهار ذلك وجعلته في تابوت؛ وجعلت معه جواهر؛ وأجرته في نهر الكرَ من باصطخر وقيل: بنهر بلخ؛ وسار التابوت إلى طحان من أهل إصطخر ففرح به لما فيه من الجواهر فحضتته امرأتهء ثم ظهر أمره حین شب فأقرّت خمانی بإساءتها (بأنه ابنها) فلما تكامل امشّحِنّ» فوجد على غاية ما يكون أبناء الملوكء فحولت التاج إليهء وسارت إلى فارس» وبنت مدينة اصطخر وكانت أوتيت ظفراء وأغزت الروم وشغلت الأعداء عن تطرّق بلادهاء وخففت عن رعيتها الخراج؛ وكان ملكها ثلاثين سنة. وقيل: إن خمانی أم دارا حضنته حتی كبر فسلمت له الملكء وعزلت نفسهاء فضبط الملك بشجاعة وحزم. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۲۷۹-۲۷۸. (۲) دارا: دارا الأكبر وهو دارا بن بهمن بن أسفندیار بن أسفندیار بن بشتاسب ملك بلاد فارس بعدما تخلت أمه خمانى عن الحكم له بعدما كبر وكان يلقب جهرزاد ويعني: كريم الطبع؛ فنزل ببابل» وكان ضابطاً لملكه؛ قاهرا لمن حوله من ملوك يدون إليه الخراج. بنى بفارس مدينة سماها «دارابجرد» وزينها بدواب البُرد ورتبهاء وکان معجباً بابنه دارا» ومن حټه له سماه بنفسه؛ وصيِر له الملك من بعده. وكان ملكه اثنتين وعشرين سنة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱ ص ۲۷۹-۲۷۸. ج ج ‎O‏ الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم | [ دارا بن دارا] وملك من بعده دارا بن دارا وكان له قود العساكر؛ وترتيب الحشم؛ء [الإسكندر الرومي] وملك بعده الاسكندر | ومېي ٩ و ذو القر نير وکان له | اف من : مي وهو نين في العالم» والأسفار البعيدةء ومشاهدة العجائب» وفتوح البلدانء وقهر الملوكء وكان ملكه ستا وثلائين سنة. أبيه دارا الأكبر» وبنى بأرض الجزيرة بالقرب من نصيبين مدينة «دارا» واستوزر إنساناً لا يصلح لهاء فأفسد قلبه على أصحابهء فقتل رؤوساء عسكره واستوحش منه الخاصة والعامةء وكان شاباً غرًا وجميلاء حقوداً جبارأء سيئ السيرة في رعيته. كان ملكه أربع عشرة سنة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› ج ص ۲۸۱. )۲( الآاسکكندر الرومى: الاسکندر دو القرنين؛ء أو الاسكندر المقدونى اليونانيء ملك مقدونية الذي ورث الحكم عن أبيه فيليبوس» واستولى على بلاد الروم أجمع. كان والده فیليبوس قد صالح ولم يحمل له الخراج (وكان والده يدفعه بيضاً من ذهب) فسخط عليه داراء وكتب إليه يؤنبه بسوء صنيعه في ترك حمل الخراج؛ فكتب إليه الإأسكندر جواباً. ثم خاف اللإسكندر الحربء فطلب الصلح فاستشار دارا أصحابه؛ فأشاروا عليه بالحرب» لفساد قلوبهم عليه. فحاربه الإاسكندر وانتصر عليهء ولحقه الإسكندر وهو بآخر رمق(وقيل: بل فتك به رجلان من حرسه يعد هزيمة عسكره) فأوصاه أن يتزوج ابنته روشنك ويعظم قدرهاء وأن يأخذ بشأره ممن قتله. ففعل الاسكندر كل ذلك؛ وفتل حاجبي دارا۔ وقد حمل الاإسکندر علوم فارس من علوم ونجوم وحكمة ونقله إلى الرومية. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١٠ ص ۲۸۱-۲۸۲. )۳( اختلف المؤرخحون حول الملك ذي القرنين؛ء فهناك من يقول: نه الأاسكندر المقدونيء وهناك من يقول: إنه تيع الأقرنء ويسمى الأقرن ذي القرنين لشيب كان على قرنيهء وهنالك من يقول: إنه الصعب ذو القرنين الذي بنى السذ والذي ذكره الله في الكتاب الكريم. انظر: ابن رزیقء حمید بن محمد: الصحيفة القحطانيةء تحقيق محمود بن مبارك السليمي؛ء ومحمد حبيب صالح؛ وعلال الصديق الغازي؛ الطبعة الأولى ۹٠٠۲ء ج١ء ص ١٠٦۳۳۱-۲. ٦١۱ الجامع لأخبار الأمة [ أردشير بن بابك] وملك من بعد أردشير بن بابك كان ملكاً عادلاء ذا فطنة وذكای كريماء حسن السيرة حميد الأحدوثةء وكان ملكه ثلاثاً وثلائين سنة. [سابور بن بابك] وملك من بعده سابور بن آردشیر وكان ملكه ٹلاڻا وثلاثون سنهة. (١) وملك من بعد الاسكندر الرومي ملوك الطوائف في بلاد فارس» ويعود السبب في تمليكهم إلى الإسكندر ذلك أن الإسكندر لما ملك بلاد فارس» ووصل إلى ما أراتب كتب إلى أرسطاطاليس الحكيم: «إني وترت جميع من في بلاد المشرق؛ وقد خشيت أن يتَفقوا بعدي على قصد بلادنا وإيذاء قومناء وقد هممت أن أقتل أولاد من قتلت من الملوك وألحقهم بآبائهم› فما ترى؟». فكتب أرسطاطاليس الحكيم إليه: «إنك إن قتلت أبناء الملوك أفضى الملك إلى السفل والأنذالء والسفل إذا ملكوا قذرواء وإذا قذروا طغوا وبغوا وظلمواء وما يخشى من مضرتهم أكثر والرأي أن تجمع أبناء الملوك؛ فتملك كل واحد منهم بلدا واحداً وكورة واحدة فإن كل واحد منهم يقوم في وجه الآأخر يمنعه عن بلوغ غرضه خوفا على ما بيده فتتولد العداوة بينهم› فيشتغل بعضهم ببعض؛» فلا يتفرغون إلى من بَعُدَ عنهم». فعندها قسم اللإسكندر بلاد المشرق على ملوك الطوائف. ويسمون في بلاد فارس الأشغانية أو الأشكانيةء وهم: الملك أشك» ملك اثنتين وخمسين سنة. وشابور بن أشكء لَك أربعاً وعشرين سنةء والملك جوذرز بن شابور بن أشك» وهو الذي غزا بني إسرائيل بعد قتل يحى بن زكريا. والملك يجن بن بلاش بن أشك؛ مَلّكَ إحدى وعشرين سنة. والملك جوذرز بن يجن بن بلاش بن أشك؛ مَلّكَ تسع عشرة سنة. والملك نرسي بن يجن بن بلاش بن أشك مَلَكَ ثلائين سنة. ثم ملك عمه همزان بن بلاش بن شابور تسع عشرة سنة. ثم ملك ابنه فیروز بن هرمزان اثنتي عشرة سنة. ثم ملك ابنه خسرو أربعين سنة. ثم ملك أخوه بلاش بن فيروز أربعاً وعشرين سنة. ثم ملك ابنه أردوان بن بلاش خمساً وخمسين سنة. وقد ذكر بعضهم أنه ملك بعد هرمزان بن بلاش أردوان الاكبر اثنتي عشرة سنة. وبدأً بعدهم عهد الطبقة الساسانية من الملوك وأولهم أردشير بن بابك. انظر: ابن الأثير» علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ١ء ص ۳۷۹-۳۷۸-۲۹۳. (۲) أردشير بن بابك: هو الملك الفارسي أردشير بن بابك بن ساسان بن بابك بن مهرمس بن ساسان بن بهمن بن أسفنديار بن بشتاسب. نهض يريد الأخذ بثأر الملك دارا بن داراء ورد الملك إلى أهله وإلى من لم يزل عليه أيام سلفه الذين مضوا قبل ملوك الطوائف» وجمعه لرئيس واحد. وكان قد مضى من لدن ملك الإسكندر أرض بابل ۳٥٥ سنةء وفي فول المجوس ٢١۲ سنة. واستطاع توحید بلاد فارس تحت سلطتهء وبنى الكثير من المدن؛ ولم يزل محمود السيرة مظفراً منتصوراً لا ترد له راية؛ ورتب المراتب وعمّر البلاد. حكم بلاد فارس بعد توحيدها مدَّة أربع عشرة سنة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱؛ ص ٢۸٨۳-٢٤۳۸. (۳) سابور بن أردشير: سابور بن أردشير بن بابك بن ساسان؛ كان والده أردشير قد أسرف في قتل الأشكانية < الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخيارهم [ أوزمرد] وملك من بعده أوزمرد” وکان ملکه ٹلائين (٢۲) سنه ونلا نه أشهر. [بهرام بن بهرام] 8 (۳) وملك من بعده) بهرام بن بهرام ٩ وکان ملکه عشر سنين. (ملوك الطوائف) حتى أفناهم بسيب أليَة ألاها جذه ساسان بن أردشیر بن بهمن؛ فاته أقسم أنه إن ملك يوماً من الدهر لم يستبق من نسل أشك بن جزه أحدا وأوجب ذلك على عقبهء فكان أول من ملك من عقبه أردشير بن بابك؛ فقتلهم جميعاً ونساءهم ورجلهم؛ غير أنه وجد جارية في دار المملكة أعجبته» فتزوجهاء وكانت ابنة الملك المقتولء فسألها عن نسبهاء فذكرت أنها خادمة لبعض نساء الملك. فسألها أبكر أم ثێب؟ فأجابته أنها بكر فاتخذها لتفسه وواقعهاء فعلقت منهء فلما أمنت منه بحبلها أخبرته أنها من ولد أشك؛ء فتفر عنهاء ودعا الشيخ هرجد بن أسام ليقتلهاء فأخذها الشيخ ليقتلها ووضعها في سرداب تحت الأرض؛ء ووضعها في حقٌ وختم عليه وحضر إلى الملك ودفع الحقَ إليهء فختمه بخاتمه وأودعه في بعض خزائنه. ثم وضعت الخادمة غلاماء فسماه الشيخ شابور ومعناه: ابن الملك» وهو أول من سمي بهذا الاسم. وبقي أردشير لا يولد له فأخبره الشيخ بقصة ولده شابورء فشهر أمره بين الناس؛ وعقد له التاج من بعده. وكان شابور عاقلاً بليغاً فاضلا فلما ملك ووضع التاج على رأسه فرق الأموال على الناس وأحسن إليهم› وبنى مدينة نيسابور» ومدينة سابور بفارس» وبنى فيروز سابور» وهي الأنبار» وبنى جنديسابور. وهو صاحب القصة المشهورة مع «النضيرة» بنت ملك الحضر. وفي أيامه ظهر ماني الزنديق وأدعى النبوّة. وکان ملکه ثلائين سنة وخمسة عشر يوماً. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ» ج١؛ ص ٢۳۸۸-۳۸. أوزمرد: والصحيح هرمز بن سابور بن أردشير بن بابك. وأمه من بنات الملك مهرك الذي قتله أردشير وتتبع نسله فقتلهم؛ وكان هرمز قبل توليه الحكم والياً لأبيه على خراسان؛ فقهر الأعداء واستقل بالأمر› فوشى به الوشاة إلى والده أنه عزم يأخذ الملك منهء وسمع هرمز فقطع يده وأرسلها إلى والده لإزالة التهمة (لأن رسمهم أنهم كانوا لا يملكون ذا عاهة) فلما وصلت يده إلى والده تقطع أسفاء وأرسل إلى هرمز يعلمهء وعقد له الملك وملكه. فعدل هرمز في الرعيةء وكان صادقاًء وسلك سبيل آبائه» وكوّر كورة رامهرمز. وكان ملكه سنة وعشرة آيام. انظر: ابن الاير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١ ص ۳۸۹-۳۸۸. والصحيح أنه ملك من يعد هرمز بن سابور اينه بهرام بن هرمز بن سابور. وكان حليماً متأنياه حسن السيرةء قتل ماني الزنديق» وسلخهء وحشا جلده تبن وغُلق على باب من أبواب جنديسابور یسمی «باب ماني». وكان ملكه ثلاث سنين وثلائة أشهر وثلاثة أيام. وکان عامل سابور بن أردشیرء وابنه هرمز وبهرام بن هرمز بعد مهلك عمرو بن عدي على ربيعة ومضر وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة يومغذ ابن لعمرو بن عدي يقال له امرؤ القيس الكندي. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۳۹۰. بهرام بن بهرام: بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشیر. کان ملکه حسناء وکان عالماً بالامور ۱۱۸ [بهراميان] وملك من بعده بهراميان”'» وكان ملكه أربعة أشهر. [توسي] وملك من بعده نوسي" وکان ملکه تسع سنين. [هرمز نوسي] وملك من بعده هرمز نوسي وکان ملکه سبعين سنة وخمسة أشهر. [سايور ذو الأكتاف] ملك من بعده سابور ذو الأكتاف' وكان له ملك عظيم؛ وكان مله = فلما عُقد له التاج وعد الرعيّة بحسن السيرةء واختلف في سني ملكه؛ فقيل: ماني عشرة سنةء وقيل سبع عشرة سنة. والله أعلم. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ١ء ص ۳۹۰ )۱( بهرامیان: والصحیح بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن اردشير. عندما عُقد له التاج دعا له العظماء فأحسن الردّ. وكان قبل أن يفضي إليه الأمر مملكاً على سجستان. وكان ملکه أربع سنين. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١› ص ۳۹۱. (1) نوسي: والصحيح نرسي وهو نرسي بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشيرء وهو أخو بهرام الثالٹ. عندما عُقد التاج على رأسه دخل عليه الأشراف والعظماء فدعوا له فوعدهم خيرأء وسار فيهم بأعدل السيرة وقال: لن نضيع شكر ما أنعم الله به عليناء وكان ملكه تسع سنين. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ؛ ج۱» ص ۳۹۱. (٢) هرمز بن نرسي: هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن اردشير. کان الناس قد وجلوا منه لفظاظتهء فأعلمهم أنه قد علم بما كانوا يخافون من شدّة ولايتهء وأن الله قد أبدل ما کان فيه من الفظاظة رفَةٌ ورأفةء فساسهم أرفق سياسةء وكان حريصاً على انتعاش الضعفاء وعمارة البلاد والعدلء ثم هلك ولا ولد لهء فشقَ ذلك على الناس؛ فسألوا عن نسائ فذكر لهم أن بعضهن حبلىء وقيل: إن هرمز كان أوصى بالملك لذلك الحمل وولدت المرأة سابور ذا الأكتاف. وكان ملك هرمز بن نرسي ست سنين وخمسة أشهر وقيل: سبع سنين وخمسة أشهر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۳۹۲-۳۹۱. (٤) سابور ذو الأكتاف: وهو سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشیر بن بابك. قيل: ملك بوصية أبيه لهء فاستبشر الناس بولادته» وينوا خبره في الآفاق» وتقلّد الوزراء والكتاب = الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب. وذكر شيء من أخبارهم ۱۹ [ آزدشير] (وملك من بعده أخوه أزدشير"» وكان ملکه عشر سنين). [سابور بن سابور] وملك من بعده سابور بن سابور وکان ملکه حمس سنين. [بهرام بن سايور] (۲) (۳) )٤( وملك من بعده بهرام بن سابور» وکان ملکه اثنتي عشرة سنه. ما كانوا يعلمونه في ملك أبيه. فطمعت بمملكتهم الترك والعرب والروم فلما ترعرع سابور وكير وبلغ عمره ست عشرة سنةء وقوي على حمل السلاح» فهاجم الذين سیطروا على جزء من بلاد فارس» فقتل وأسر وأكثر ثم هاجم البحرين» وسار إلى هجر وأباد عبد القيس» وقصد اليمامة وأكثر في أهلها القتلء وقصد بكراً وتغلب بين الشام والعراق» فقتل وسبى وغوّر مياههم؛ وسار إلى قرب المدينة ففعل ذلك وكان ينزع أكتاف رؤسائهم ويقتلهم إلى أن هلك فسموه سابور ذا الأكتاف. وحارب الروم؛ فسيطروا على طبستور (المدائن الشرقية) وملكوا أموال سابور وخزائنه. لكن سابور استعادهاء وأسر قيصر الروم وغنم أمواله ونساءء وثقّله بالحديد وأمره بعمارة ما خرب من جنديسابور. وكان ملكه اثنتين وسبعين سنة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۳۹۱-۳۹۲. أردشير: أردشير بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن آردشير بن بابك. وهو أخو سابور ذي الأكتاف. عندما استقر له الملك عطف على العظماء وذوي الرئاسةء فقتل منهم خلقاً كثيراء فخلعه الناس بعد أربع سنين من ملكه. انظر: ابن الأثير» علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخء ج ص ۳۹۷. استدراك من التسخة الأصلية بء ص ۱۹٠. سابور بن سابور: سابور بن سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن آردشیر بن .بابك. وهو ابن سابور ذي الأكتاف. تولى الملك بعد خلع عمه أردشيرء فاستيشر الناس بعودة ملك بيه إلي وکتب إلى العملا بالعدل والرفق بالرعيةء وأمر بلك وزراءه وحاشيتهء وأطاعه عمّه المخلوع؛ وأحبته رغيته. ثم إن العظماء وأهل الشرف قطعوا أطناب خيمة كان فيهاء فسقطت عليه فقتلته. وكان ملکه خمس سنين. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› ج ص ۲۹۸-۳۹۷. بهرام بن سابور: بهرام بن سابور ذي الأكتاف» وكان يلقب كرمان شا لان أباء ملكه كرمان في حياتهء فكتب إلى القواد كتاباً يحٹهم على الطاعةء وكان محموداً في أمورء وبنى بكرمان مدينةء وثار به ناس من الفتاك فقتله أحدهم بنشّابهء وكان ملكه إحدى عشرة سنة. انظر: ابن الاير علي بن محمد بن محمد: الكامل فی التاريخ› ج ص ۳۹۸. الجامع لأخبار الامة [يزدجرد بزة کار] وملك من بعده یزدجرد بزه کار وکان صاحب الجور والظلم والفسات وكان ملكه ثلاثين سنة. [بهرام کور] وملك من بعده بهرام كور" وكان له النظر التام في أحوال الرعيةء والرمی بالقوس؛ والاشتغال بالفرجة واللعبء والعشرة والشرب وکان ملکه (۱) یزدجرد بزة کار: وهو يزدجرد الأثيم بن بهرام بن سابور ذي الأكتاف. ومن اهل العلم من يقول: إن يزدجرد هذا هو أخو بهرام كرمان شاه ابن سابور لا ابنه. كان فظاً غليظاً ذا عيوب كثيرةء يضع الشيء في غير مواضعه؛ كثير الرؤية في الصغائر» واستعمل كل ما عنده من المواربة والمخاتلة مع فطنة بجهات الشن وكان غلقاً سيئ الخلق لا يغفر الصغيرة من الزلات؛ ولا يقبل شفاعة أحد من الناس وإن كان قريباً من كثير التهمةء ولا يأتمن أحداً على شيء. ولما استوى على الملك واشتدت شوكته هابته الأشراف والعظماء وحمل على الضعفاء فأكثر من سفك الدماء. رَمَحَهُ فْرَسٌ على فؤاده» فهلك في مكانه. وكان ملكه اثنتين وعشرين سنة وخمسة أشهر وستة عشر يوماً. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ۳۹۸ ٠٤٤. بهرام کور: أو بهرام جور وهو بهرام بن يزدجرد الأثيم. عندما ولد بهرام اختار والده لحضانته العربء فدعا المنذر بن النعمان واستحضنه بهرام وشرفه وكزمه وملكه العرب» وأحسن المنذر تربيته» ومات أبوه وهو عند المنذرء فتعاهد العظماء وأهل الشرف على أن لا يملكوا أحداً من ذرية يزدجرد لسوء سيرتهء واجتمعت الكلمة على صدق الملك من بهرام لنشوئه في العرب وتخلقه بأخلاقهم ولآنه ولد يزدجرد» وملكوا رجلاً من عقب أردشير بن بايك يقال له کسری. فجهز المنذر له جيشاً من ٹلاڻين الفا من فرسان العرب إلى مدينتي الملك؛ فجمع بهرام الناس؛ وصعد على منبر من ذهب مكلل بالجوهر فتكلم عظماء الفرس» فذكروا فظاظة يزدجرد أبي بهرام وسوء سيرتهء وكثرة قتله وإخراب البلادء وأنهم لهذا السبب صرفوا الملك عن ولده. فوعدهم أن يصلح ما أفسده والده وملك وهو ابن عشرين سنةء وأمر أن يلزم رعيته راحة ودعة. ثم سار إلى أذربيجان ليتنسك في بیت نارهاء واستخلف أخاه نرسي؛» فطمع خاقان الترك بملكه فقاتله بهرام وقتله بيده» وظفر بتاجه وإكليلهء وعاد بهرام إلى العراق» وولى أخاه نرسي على خراسان؛ وأمره أن ينزل مدينة بلخ. وخرج عليه الديلم› فظفر بهم وبنى مدينة سماها فيروز بهرام. هلك في جب عندما كان في رحلة صید. وکان ملکه ثماني عشرة سنة وعشرة أشهر وعشرين يوماًء وقيل: ثلاثاً وعشرين سنة. انظر: ابن الأثير على بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱ ص ٤٤٤ -٤٦٠4. ۱ سے < سے الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب. وذكر شيء من أخبارهم [یزدجرد ين بهرام] وملك من بعده یزدجرد بن بهرام وکان ملکه ٹماني عشرة سنه. [هرمز] وملك من بعده هرم وكان ملكه إحدى عشرة سنة. وملك من بعده شك وکان ملکه حمس سنین وشهرين. [ کیفتا] (۱) (۳) وملك من بعده كيفتا' وكان ملكه أربعين سنه. وملك من بعده جام یزدجرد بن بهرام: یزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد الأثيم لما لبس التاج جلس للناس ووعدهم؛ وذكر أباه ومناقبه» وأعلمهم أنهم إن فقدوا منه طول جلوسه لهم فإن خلوته في صالحهم وكيد أعدائهم؛ وأنه قد استوزر نرسي صاحب أبيه. وعدل في رعيتهء وقمع أعداء وأحسن إلى جنده. وكان الروم منعوا الخراج عن يزدجرد» فوجه إليهم وزيره نرسي في العذة التي أنفذه بها أبوه فبلغ إرادته. وكان ملك يزدجرد ثماني عشرة سنة وأربعة أشهرء وقيل: تسم عشرة سنة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ٤٤٤. هرمز: هرمز بن يزدجرد بن بهرام جور. كان في حياة والده والياً على سجستان؛ فغلب على الملك بعد هلاك أبيه يزدجرد» فهرب أخوه فيروز ولحق ببلاد الهياطلةء واستنجد بملكهم؛ فأمدّه بعد أن دفع إليه الطالقان؛ فأقبل بهم فقتل أخاه هرمز بالري؛ وكانا من أم واحدةء وقيل: لم يقتلهء وإنما أسره وأخذ الملك منه. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخء ج١٠ ص 7٠٤. أشك: وقم مؤلف المخطوطة سرحان بن سعيد الإزكوي في خطاً وأعادنا إلى عهد ملوك الطوائف الذي ساد بلاد فارس بعد موت الإسكندر المقدوني؛» وكان أشك أول ملوكه؛ وإليه تنسب طبقة ملوك فارس الأشكانية كما رأينا سابقاً. وهذه الطبقة من ملوك فارس حكمت قبل عهد الملوك الساسانيين. والصحيح أن الملك فيروز هو الذي حكم بعد هرمز وليس أشك. وفيروز: هو فيروز بن يزدجرد بن بهرام. حكم بلاد فارس بعدما ظفر بأخيه هرمز وملك وأظهر العدلء وأحسن السيرةء وكان يتديّن. إلا أنه كان مشؤوماً على رعيته» وقحطت البلاد في زمانه سبع سنين متواليه» وغارت الأنهار والقنواتء وقل ماء دجلةء وماتت الطيور والوحوش؛ وعم أهل البلاد الجوع والجهد الشديكء فكتب إلى جميع رعيته أن لا خراج عليهم ولا جزية ولا مؤونة. وبعد انقضاء سنوات المجاعة قرر محاربة الهياطلةء وقتل في إحدى المعارك معهم. وكان ملكه ستاً وعشرين سنةء وقيل: إحدى وعشرين سنة. انظر: المصدر السابق؛ ص ۸٨١4٤. 3 کیفتا: والصحیح بلاش بن فیروز بن یزدجرد. ملك بعد مقتل آبیه فیروز؛ وكان حسن السيرة حريصاً ر سب الحكيم” وکان صاحب علم النجوم› وله فيه الأحكام الصحيحةء وكان ملكه سنة وستة أشهر. [کسری انو شروان] وملك من بعده کسری نو شروان" فخر ملوك إيوانء صاحب العدل والإنصاف واللإحسان واللإسعاف؛ وكان ملكه ثماني وأربعين سنة. وکتب کسری إلى بعض عماله: ۱ ت على العمارة وكان لا يبلغه أن بيتاً خرب وجلا أهله عنه إلا عاقب صاحب تلك القرية على تركه سذ فاقتهم حتى لا يضطروا إلى مفارقة أوطانهم وبنى مدينة ساباط قرب المدائن» وكان ملكه أربع سنين. انظر: المصدر السابق› ص ۸*٤. جام أسب الحكيم: والصحيح قباذ بن فیروز بن یزدجرد. خرج على أخیه بلاش» وسار إلى خاقان الترك مستنصراً به عليه فمر في طريقه بحدود نيسابورء وتزوج فتاة من الأساروي؛ فحملت بأنو شروان» وأمر لها بجائزة ستية ورذها. ومضى إلى خاقان الترك فأقام عنده أربع سنين وهو يعده. ثم أرسل معه جيشاء فلما صار بالقرب من الناحية التي بها زوجته سأل عنهاء فأحضرت ومعها أنوشروان وأعلمته أنه ابنهء وورد الخبر إليه في ذلك المكان أن أخاه بلاش قد هلك؛ فتيمّن بالمولود وحمله وأمه على مراكب نساء الملوك. وفي عهده ظهر «مزدك؛» وابتدع؛ وتبعه الملك قباف ولما مضى عشر سنين من ملك قباذ اجتمع موبذان موبذ والعظماء وخلعوهء وملكوا أخاه جامسب» ووضعوه في السجن. غير أن أخته مكنته من الفرارء فجمع قواه» وغلب أخاه جامسب على الملك. وكان ملك جامسب ست سنين. فكان ملك قباذ مع ملك أخيه جامسب ثلاثاً وأربعين سنة. انظر: ابن الأثيى علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١ ص ٤٤٤ -٤٠٤. کسری أنو شروان: هو کسری آنو شروان بن قباذ بن فیروز بن یزدجرد بن بهرام جور بن یزدجرد الأثيم. لبس التاج بعد موت أبيه قباذء فحمد الله وأثنى عليه وذكر ما اببُلوا به من فساد أمورهم ودينهم وأولادهم وأعلمهم أنه يصلح ذلك ثم أمر برؤوس المزدكيةء فقتلواء وقسمت أموالهم على أهل الحاجة. وقتل مزدك وصلبه؛ وقتل منهم ما بين جازر إلى النهروان إلى المدائن في ضحوة واحدة ماثة ألف زنديق وصلبهم وسمي يومئذ «أنو شروان». وعمر الجسور والقناطرء وأصلح الخراب؛» وتفقد الأساورة وأعطاهم وبنى في الطرق القصور والحصون؛ وتخير الولاة والعمال والحكام واقتدى بسيرة أردشير وارتجع بلاداً كانت لمملكة فارس» منها: السند وسندوست والۇخج وزابلستان وطخارستان. وحارب الروم؛ وسبى أهل نطاكية ونقلهم إلى أرض السواد وبنى لهم مدينة الرومية. وسار من الروم إلى الخزرء فقتل منهم وغنم وأخذ منهم بثأر رعيته. وولد الرسول يَأ في آخر ملكه. وكان مله ثماني وأربعين سنة. انظر: ابن الأثيں علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج۱؛ ص ٤٤٤ -٤٤٤. الباب الثالث في ذكر ملوك المجم والمربء وذكر شيء من أخبارهم ۱۲۳ المال درهماً واحداء لا صحة له عندي؛ أمرت بصلب عامل تلك الناحية فلا تتخذوا لنا من جلود الناس لباساء ولامن لحومهم طعامء ولا من دمائهم شرابأء ولا تحرقوا في نیراننا شيئ من حطامهم فإن الله قد أغنانا بملکنا عا في ايدي رعایاناء ولا تقوموا ملكنا بالظلم والجور؛ فإنه غاية القبحء وغاية المسبه. وانظروا في أرباب الغلات في غلاتهم» فإنه ليس من العدل أن نأخذ منهم إِذا زکت ونمت» کما آنا لا نرد عليهم إذا خسرت وعجزت). [ نو شروان هرمز] وملك من بعده أنو شروان هرمز وكان ملكه اثنتي عشرة سنة. [(خسرو برويز] (۲) وملك من بعده (۲۱) خسرو برو وما وصل أحد من الملوك درجته هرمز بن أنو شروان: هرمز بن أنو شروان. وأمه ابنة خاقان الأکیر» وکان هرمز بن کسری أدیباً ذا ية في اللإحسان إلى الضعفاء والحمل على الأشراف» فعادوه وأبغضوه وكان عادلاً. وكان مظفراً متصوراً. وهاجمه العرب والترك والروم فخلعته حاشيته وقواده وقالوا: إن ابنه أبرويز أصلح للملك منه بتحريض من قائده بهرام حُشنش» فلما علم أبرويز ذلك خاف أباهء وهرب إلى أذربيجان. ووثب العظماء على المدائن وفيهم خالا أبرويزن فخلعوا هرمز وسملوا عيئيه؛ وبلغ أبرويز ذلك فأقبل من أذربيجان إلى دار الملك. وكان ملك هرمز إحدى عشرة سنة وتسعة أشهرء ولم يسمل من ملوك الفرس غيره لا قبله ولا بعده. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١٠ ص ٩٦٤ -٦۷٤. خسرو برویز: والصحیح کسری أبرویز بن هرمز بن کسری أنو شروان. كان من أشد ملوك الفرس بطشاً وأنفذهم رأياً وبلغ من البأس والنجدة وجمع الأموال ومساعدة الأقدار ما لم يبلغه ملك قبل ولذلك لقب «أبرويز» ومعناه: المظفّر. وكان قد طغى لكشرة ماله وما فتحه من بلاد العدو؛ء وشَرَه على أموال الناس ففسدت قلويهم ونياتهم؛ ومضى ناس من العظماء إلى بابل فأحضروا ولده شيرويه بن أبرويز فوصل إلى بهرسير فدخلها ليلا فأاخرج من کان في سجونهاء واجتمع إليه من كان كسرى أمر بقتلهم» فنادوا شاهنشام وساروا حين أصبحوا إلى رحبة کسری؛ فهرب حرسه؛ وخرج کسری إلى بستان قريب من قصره هاربا فأخذ أسيراء وملکوا ابنهء فارسل إلى أبیه ٤۱۳ الجامع لأخبار الأمة فی الملكء وجمع الخزائن والآلات؛ وکنز الكنوزء واستعمل (من)٩ اللذات؛ء ما لو وصفناهء لطال بشر حه الكتاب؛ء وکان ملکه ثماني وٹلائین سنه. [شیروی بن خسرو] وملك من بعده شیروی بن خسرو” وكان ملكه سبعة آشهر. [ أزدشير] (۳) وملك من بعده أزدشير” وکان ملكه عشر سنين وستة أشهر. يقرعه بما كان منهء ثم قتله الفرس وساعدهم ابنهء وكان ملكه ثماني وثلاثين سنة. أي بعد هجرة الرسول يَأ إلى المدينة بستة أعوام. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› جح ص ٢۷٤-4۹۲-4۷۳ -£۹۳. إضافة يقتضيها السياق. شيروي بن خسرو: والصحیح شیرویه بن کسری» وهو کسری شیرویه بن کسری بن أبرویز بن هرمز بن أنو شروان. ملك بعد خلع أبيه من الملك. وأم شيرويه هي مريم بنت موريق ملك الروم» واسمه قبان ودخل عليه العظماء والأشراف وقالوا: لا يستقيم أن يكون لنا ملكانء فإما أن تقتل كسرى ونحن عبيدك؛ وإما أن تخلعك ونطيعه. فانکسر شيرويه ونقل أباه من دار الملك إلى موضع آخر حبسه فيه ثم جمع العظماءى وأمر بقتل أبيه على كره منهء وانتدب لقتله رجالاً ممن وترهم کسرى أبرويز؛ وکان الذي باشر بقتله شاب يقال له مهر هرمز بن مردانشاه من ماحية نیمروذء فلما قتل شق شیرویه ثیابهء وبكى» ولطم وجههء وحملت جنازته وتبعه العظماء وأشراف الناس؛ فلما دُفن أمر شيرويه بقتل مهر هرمز قاتل أبيه. ثم إن شيرويه قتل إخوتهء فهلك منهم سبعة عشر أخاً ذوي شجاعة وأدب» بمشورة وزیره فيروز. وابئُلي شیرویه بالامراض؛ وكان هلاكه بدسكرة الملك؛ وجزع بعد قتل إخوته جزعاً شدیدا ويقال: إنه لما كان اليوم الثاني من قتل إخوته دخلت عليه أختاه: بوران وأزرميدخت فأغلظتا عليه وقالتا: حملك الحرص على الملك الذي لا يتم لك على قتل أبيك وإخوتك. فلما سمع ذلك بکی بکاءٌ شدیداً ورمى التاج عن رأسه؛ ولم يزل مهموماً مدنفاء ويقال: إنه أباد من قدر عليه من اهل بيت وفشا الطاعون في أيامهء فهلك من الفرس أكثرهم ثم هلك هو. وكان ملكه ثمانية أشهر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١٠ ص ٤۹٤ - 4۹۷. آزدشیر: آزدشیر بن شیرویه بن آبرویز بن هرمز بن أنوشروان. کان عمره سبع سنين عندما توفي والده شيرويهء فملكه الفرس» وحضنه رجل يقال له بهادر جسنس؛ مرتبته رئاسة أصحاب المائدة» فأحسن سياسة الملك؛ فبلغ من إحكامه ذلك ما لم يُحَسٌ معه بحداثة سن الملك أردشير. وكان شهر براز بغر الروم في جند ضمهم اليه کسری آبرویز وکان قد صلح له بعده ما فعل بالروم. وکان ينفذ له الخلع والهداياء وكان أبرويز وشيرويه يكاتبانه ويستشيرانه؛ فلما لم يشاوره عظماء الفرس في تمليك = الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم 1 [كراز] [ تورانر تحت] وملك من بعده توران تخت وکان ملکه ستة أشهر. وملك من بعده أرزمى دخت» وكان ملكه أربعة أشهر. [فرخ زاد] وملك من بعده فرح زاد» وکان ملکه شهرا واحدا. = أردشير اتخذ ذلك ذريعة إلى التعنّت وبسط يده في القتلء وجعله سيباً للطمع في الملك احتقاراً لأردشير لصغر سنه فأقبل بجنده نحو المدائن› فتحول أردشير وبهادر جسنس ومن بقي من نسل الملك إلى مدينة طيسفون؛» فحاصرهم شهربراز؛ ونصب عليهم المجانيق؛ فلم يظفر بشيء؛ فأتاها من قبل المكيدةء فلم يزل يخدع رئيس الحرس وأصبهبذ نيمروذ حتى فتحا له باب المدينةء فدخلها وقتل جماعة من الرؤساء وأخذ لهم أموالهم؛ وقتل بعض أصحابه أردشير في إيوان خسروشاه قباذ بأمر من شهر براز. وكان ملكه سنة وستة أشهر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الکامل في التاريخ› ج ص ۸٩۹٤. (۱) كراز: والصحيح شهربراز واسمه فَرْخانء ولم يكن من بيت الملك. تسلم الحكم بعدما قتل أردشير وجلس على تخت المملكة وحين جلس عليه ضرب عليه بطنهء فاشتد ذلك؛ ثم عوفي. وتعاهد ثلاثة أخوة من أهل اصطخر على قتله غضباً لقتل أردشيرء وكانو في حرسه؛ فركب شهربراز يوم ولما حاذاهم طعنوه» فسقط ميت فشدوا في رجله حبلاً وجرّوهء وساعدهم بعض العظماء وتساعدوا على قتل جماعة قتلوا أردشير. وكان جميع ما ملكه شهربراز أربعين يوماً. انظر: ابن الأٿيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل فی التاريخ› ج ص ٩۹۹٤. (۲) توران تخت: والصحيح بورانء وهي بوران ابنة أبرویز بن هرمز بن أنوشروان. لما قتل شهربراز ملكت الفرس بوران لأنهم لم يجدوا من بيت المملكة رجلا يملكونه. فلما ملكت أحسينت السيرة في رعيتهاء وعدلت فيهم؛ فأصلحت القناطرء ووضعت ما بقي من الخراجء ورت خشبة الصليب على ملك الروم وكانت مملكتها سنة وأربعة أشهر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ص ٩۹۹٤. (۳) فرخ زاد: ربما قصد به مؤلف المخطوطة أنه فَوخان الاسم الحقيقي لشهربراز الذي سماه خط کراز ٦۱ [یزدجرد بن شهريار] وملك من بعده یزدجرد بن شهریار وهو آخر ملوك العجم؛ء وکان وبعد ذلك استولى أهل الإسلام وغلبوا العجم؛ء وأزاحوهم عن البلاتد فاعلم أيها السامع وتيقَنء أن هؤلاء الملوك الذين ذكرناهم» كانوا أصحاب الانياء وملوك الأرض» وأنهم بلغوا من الدنيا مرادهم؛ وصرفوا باللذات أوقاتهم› ومضواء وبعیت أسماؤۇهم وسماتهم؛ كما عددناه من خصالهم؛ (۱) (۲) وقد حكم قبل بوران. والذي ملك من بعدها ليس فرخ زاد إنما هو خشنشبنده من بني عم آبرویز الأبعدين؛ وكان ملكه أقل من شهر وقتله الجند لأنهم أنكروا سيرته. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۱ء ص ٩۹٤. والصحيح أنه ملك بلاد فارس بعد مقتل خشنشبنده الملكة آزرميدخت ابنه أبرويزء وكانت من أجمل النساء وكان عظيم الفرس يومئذ فرخهرمز أصبهبذ خراسان؛ فأرسل إليها يخطبهاء فقالت: إِنْ التزوّج للملكة غير جائزء وغرضك قضاء حاجتك مني فصر إِليَ وقت كذا. ففعل وسار إليها تلك الليلةء فتقدمت إلى صاحب حرسها أن يقتلهء فقتله وطرحه في رحبة دار المملكةء فلما أصبحوا رأوه قتيلاً فغيِبوه. وكان ابنه رستم (وهو الذي قاتل المسلمين في ما بعد في القادسية) خليفة أبيه بخراسان» فسار في عسکره حتی نزل بالمدائن» وسمل عيني آزرمیدخت وقتلها. وقیل: بل سُمُت. وکان ملکھا ستة آشهر. وقیل: ثم آتی رجل يقال له کسری بن مهر جسنس من عقب أردشیر بن بابك کان ینزل الأهواز فملكه العظماء ولبس التاج؛ وقتل بعد أيام. وقيل: إن الذي ملك بعد آزرميدخت خرزازخسرو من ولد أبرويزء وآمه كردية أخت بسطام؛ قيل: وجد بحصن الحجارة قرب نصيبين» فمكث أياماً يسيرة ثم خلعوه» وقتلوه. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١ ص ۰٠٥. یزدجرد بن شهریار: هو یزدجرد بن شهریار بن آبرویز. وکان سبب تنصیبه ملکاً على بلاد فارس هو ٴ أن الفرس أضطرب أمرهم ودخل المسلمون بلادهم؛ فطلبوا أحداً من بيت المملكة ليملّكوه ويقاتلوا بین یدیه» ویحفظوا بلادهم؛ فظفروا بیزدجرد بن شهریار بن آبرویز باصطخر فأخذوه وساروا به إلى المدائن؛ فملكوه» واستقر في الملك؛ غير أن ملكه كان كالخيال عند ملك أهل بيته. وكان الوزراء والعظماء يدبرون ملكه لحداثة سنّهء وضعف أمر مملكة فارس؛ واجترا عليهم الأعداء وتطرّقوا ببلادهم» وغزت العرب بلاده بعد أن مضى من ملكه سنتان؛ وكان عمره إلى أن قتل ثماني وعشرين سنة. فكان آخر ملوك فارس. انظر: ابن الاير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١٠ ص ٦٠۰٠. الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم ۱۲۷ وأوردناه من أفعالهم لتعلم أن الناس إنما هم الحديث الذي يبقى بعدهم› فكل إنسان يذكر بما كان يفعله» (وينسبٌ إلى ما كان يعمله) إن خيراً فخیر وإن شرا فشر فيجب على الإنسان أن يزرع بذر الخير وأن ينفي عن نفسه العيوب الفاحشات والخطايا الموبقات» ليبقي بعده حسن الاسم وصالح الرسم» ولعلا يذكر بالقبيح» وقد غيّب في الضريح» كما قال الشاعر: إهرب من الذنب وتب يا فتى وإن بدا منك فدع واندم وانف عن نفسك ما شانها ومن تبيح الفعل كف تسلم بعدك يبقى الذكر لاغيره وكن حديثا حسنا تغنم ويقال: إن ذكر الرجال بعد موتهم حياة ثانيةء لأن نشر ذكره ميتاء يجب له الحمد به والذم› كأنه في الحياةء وحين يذكر ميتا كحين يذكر (٢۲) حياء وليجتهد العاقل في إصلاح دينه أولاء وليخف العار (في دنياه)“ حيا وميتا. )۱( استدراك من النسخة الأصلية ب؛ء ص ۲۰. (۲) انظر الأبيات في: الغزالي» أبو حامد: التبر المسبوك في نصيحة الملوكء ص ٦٠.0 (۳) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ٢۲۰. > [قحطان] قیل: لما مات هود ل ل صار الأمر من بعده إلى اينه تحطان' » فلزم طريقة أبيه» واقتدی بها. [يعرب بن قحطان] (۱) (۲) (۳ فلما مات قحطان؛ قام مقامه ولده يعرب" وخلفه بأحسن الخلافة وسار هود: (هود ) بن عبدالله بن رياح بن الخلود بن عاد: نبي عربي من قوم عاد الآولى (وهي قبل ثمود) من سكان الأحقاف (شمالي حضرموت). كان يتكلم بالعربيةء وكان قومه وثنيين› فدعاهم إلى الل فكذبوه واتهموه في عقلهء فأنذرهم وحذرهم من غضب الله فأمسك عنهم المطرء ثم أرسلت عليهم ريح استمرت ثمانية أيام» هلك أكثرهم؛ ونجا هود ومن آمن به فأقام في حضرموت إلى ان توفي» ودفن على مراحل من مدينة «تريم». وقيل: توفي ودفن في الأحقاف في مکان یدعی «الهنیق»» بقرب نهر الحفيف. وفي خبر آخر أنه مدفون بمكة بين زمزم والحجر. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۸ ص ١١٠-١٠٠. وانظر نسبه وولده في العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب» ج١ء ص۱۲۳۴. قحطان: قحطان بن عامر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح: أصل العرب القحطانيةء وأبو بطون حميرء وكهلان؛ والتبابعة (ملوك اليمن) واللخميين (ملوك الحيرة) والغساسنة (ملوك الشام) في الجاهلية. يعده أهل الأنساب أو ل رجال الجيل الثاني من أجيال العرب الثلاثة (العاربة والمستعربة والمتعربة)» ويقولون: إنه أول من لبس التاج من ملوك اليمن وجزيرة العرب. كان من سکان حضرموت» وانتقل إلى أرض صنعاء وفابتنی فيهاء فعمّرت في أيامه. وهاجم العراقء وقاتل بعلوس ملك الأشوريين في عهده» وتوفي في حروبه؛ وتفرقت سلالته في المشرق والمغرب» واسمه في التوراة «يقظان» وعنها أخذ النسابون نسبه. وفيهم من قال: إنه ابن هود النبي. وجعله بعضهم من سلالة «إسماعيل» كعدنان. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام؛ ج ٥ء ص ١۱۹۱-۱۹. وانظر نسبه وولده فی في العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج ١ء ص۱۲۳ -١۲٠. يعرب: يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح: أحد ملوك العرب في جاهليتهم الأولىء يوصف بأنه من خطبائهم وحكمائهم وشجعانهم وهو أبو قبائل اليمن كلها. وبنوه العرب العاربة. ولي إمارة صنعاء بعد موت أبیه وغزا الأشوريين في العراق وبابل› ففاز بغنائم› وعاد إلى اليمن» فصفا له ملكهاء وحارب العمالقةء وكانوا أصحاب الحجاز فغلبهم عليه. ويقال: إنه أول = الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب؛ وذكر شيء من أخبارهم ۱۹ بسيرة أبيهء وعمل على وصيتهء وهو أول من تكلم بالعربيةء وأول من حيًا يابيت” اللعن» وأنعم صباحاًء وكان ملكا لم تغْرٌ ولم تصدر بنو سام إلا عن رأيه. ومن وصيته لأولاده قبل موته: يا بني احفظوا مني خصالا عشراء تکن لكم شرف وذكراً: تعلموا العلم واعملوا به» واتركوا الحسد ولا تلتفتوا إليه فإنه داعية القطيعةء واجتنبوا الشر وأهلهء فإن الشر لا يجلب عليكم إلا الشر وانصفوا الناس من أنفسكم» وإياكم والكبر» فإنه يبعد قلوب الرجال عنكم؛ وعليكم بالتواضع؛» فإنه يقرّبكم إلى الناس» ويحببكم إليهم؛ واحفظوا للجار› وإن جارء واصفحوا عن المسيء فإن الصفح عن المسيء يحسم العداوة ویزید مع السؤدد سؤددا ومع الفضل فضلاء وآثروا الجار والدخيل على أنفسكم؛ فإن جماله جمالكم؛ وانصروا المولى في السلم والحرب» فإنه منكم ولكم؛ وابن المولى من أنفسكم؛ وحقه عليكم؛ مثل حق أحدكم على سائركم؛ وإذا استشارکم مستشیر فأشیروا عليه مثل ما تشیرون به على أنفسكم» فإنها أمانة ألقاها الله في أعناقكم» والأمانة ما قد علمتم» وتمسكوا باصطباع الرجال› تسودوا به غيركم» فإن ذلك يزيدكم شرف إلى آخر الدهر. [يشجب بن يعرب] فلمَا مات يعرب» خلفه يشجب وئثبت على وصيّة بف فساد بني سام وملك أمرهم ونهيهم؛ وملك اليمن والحجاز. = من دعا العرب إلى الاحتفاظ بأساليب لغتهم بعد أن دخلتها لغات الأمم الثانية. وقال وهب بن منبه: «يعرب أول من قال الشعرء ووزنهء ومدح؛ ووصف» وقص؛ وشبَّب». مات بصنعاء بعد آبيه بنحو ثلاثين عاماً. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۸ء ص ١۱۹. وانظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنسابء ج١ ص۱۲۳. () وفي النسخة الأصلية بء ص ٠۲ء «بأبيت». (1) يشجب: يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود ّف ملك اليمن والحجاز ولم يغير وصية أبيهء ثم إنه أوصى بنيه وأهل بيتهء فقال لهم: يا بني إني لم أَسْذ أخوتي وعشيرتي إلا بحفظي وصية آبي يعربء الجامع لأخبار الأمة [سباً بن يشجب] فلما مات يشجب» خلفه من بعده ولده سيا واسمه عامر ‏ وکان ملكا عظيماء وكان يعبد الشمس» فسمي عبد شمس» وغزا بابل» فافتتحهاء وبنی قنطرةء (صنجة)“ وهي من أوابد الدنياء وغزا الشام وكان كلما قاتل (۲۳) أمهء سبا زراريهاء وبنى مدينة مصر وسماها بابليون» ثم رجع إلى اليمن؛ء وبنى السد الذي ذكره الله في كتابه العزيزء واسمه العره› وهو سذ يقبل (۲) )۳( )٤( (0) وبعملي بهاء وثباتي عليهاء فأقيموا على ما وجدتموني عليهء وهو الذي أنهيه إليكم مما وصاني به أبيء فاحفظوا ذلك» واثبتوا عليهء واعملوا به» والله خلفني عليكم والرشيد المهتدي منكم وأنشاً يقول: أوصى النبي ابنه قحطان جڌي بما أوصیى بنيه أبى من بعد تحطان علم حواه آبي من دون أخوته وحزته بعده من دون إخواني انظر: الترجمة الكاملة في: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ١۹ -١٠. سباً: سباً بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي ف کان ملکاً عظیماًء لما مات أبوه یشجب ادعى كل واحد من أولاد يعرب الملك؛ ففتر الأمر وتغلب ملوك العجم بنو فارس على الفرس» وبتو يافث على أرمينيا وما وراءهاء وبنو عوجان بن يافث على أنطاكية ودروب الروم؛ وبنو کنعان على بیت المقدس إلى الغرب؛ فقام سبأً وجمع بني قحطان وبني جود وخطب فيهم خطبةء وزحف على بابل ففتحهاء وقتل من وجد فيهاء وسار طالباً أرض خراسان» وغزا أرض أرمينيا والخزرء وغزا الشام ثم غزا مصر وبنى فيها مدينة بابليون على اسم ابنه بابليون الذي جعله والياً على مصر؛ وأنشاً يقول: ألا قل لبابليون والقول حكمة ملكت زمام الشرق والغرب أجمل فخذ لبني سام من الأمر قسطه ولا تك جباراً عليهم وأمهل وهو الذي قسم الملك بين ولديه حمير وكهلانء ونصب حميراً ملكاً مكانه. انظر: الترجمة الكاملة في: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ۹-١٠. عامر: اسم سباً بن يشجب: عامر؛ ويسمى أيضاً: عبد شمس وهو الذي يقول فيه الشاعر: ورثناالملك من جذ فجحد وراثة حمير من عبد شمس انظر: الحميري؛ نشوان بن سعید: ملوك حمير وأقيال اليمنء ص ١۱. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ٠۲. بابليون: مدينة بناها الملك سبأً بن يشجب في مصر بعدما غزاهاء وهي تحمل اسم ابنه بابليون الذي كلفه بحكمها. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ١۱۱. سذ العرم: يقول بعض العلماء: إن بانيه هو لقيان بن عاد بن الكبرء ويقول آخرون: إن بانيه هو الأزد بن الغفوث من عقب كهلان. انظر: الهمذاني؛ أبي محمد الحسن: الإكليل؛ ج۸ ص 5٤. الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم ١۱۳ عليه سبعون وادياء وقيل: إنه مات قبل إتمامهء وقيل: كان عمره خمسمائة سنه . [حمير بن سبا] ثم ملك من بعده ولده حمير' ولم یزل ملکاء حتی مات» وکان ملکه زيادة على مائة سنة. [الهميسع بن حمير] نم ملك من بعده ولده الهميسع”'› واشتذت وطأتت ووازره عمه کهلان وهو شيخ کبیر. (۱) 8 (۳) حمير: حمير بن سبأً بن يشجب بن يعرب بن قحطان: جذ جاهلي قديم كان ملك اليمن؛ وإليه نسبة الحميريين (ملوك اليمن وأقياله) وكان شجاعاً مظفراً. حكم بعد أبيه سبأء وعاصمة ملكه صنعاى وإنه غزا وافتتح حتى بلغ بعض غزواته الصين. واتخذ تاجاً من الذهب» فكان أول من تتوج ب قاتل قبائل ثمودء كان مقامها في اليمن» ففرقهاء فارتحلت إلى الحجاز وأنه عاش خمسين سنة بعد أبيه وولد خمسة أولاد: مالك؛ وعامرء وعمروء وسعد؛ ووائل. ومن بطون حمير: السكاسك؛ والشعبيون؛ وبنو الريانء وقضاعةء وعبد شمس. ومن ملوك الحميريين التبابعة والأذواء والأقيالء ويرى بعضهم أن اسمه «العرنجج» وأنه لقب بحمير لكثرة لبسه الثياب الحمر. وعندما توفي جُعل في مغارةء وقد وضعت معه في تلك المغارة أدرعه. انظر: الزركي» خير الدين: الأعلام ج٠٠ ص ٢٤ ٢۲. وانظر أنساب حمير في: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنسابء ج١. ص۱۷۳. الهميسع: الهميسع بن حمير بن سبأً بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ملك بعد وفاة آبيه حميرء وابن الهميسع أیمن؛ فابنه زهیر» فابنه غریب» فابنه حيدانء فأخوه قطن بن غریب» فالغوث بن حیدان؛ فابنه وائل؛ فابنه عبد شمس» فابنه الصوار فابنه ذو يقدم فذو أبين؛ فالمظاظ فابنه وتار وانتقل الملك إلى تبع بن يزيد من همذان» ثم عاد الملك إلى حمير فحكم الملك الحارث الرايش. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ص ٤۲۸. (وردت الترجمة في سياق ترجمة حمير). وانظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج١. ص١٦۱۷. كهلان: كهلان بن سبأً بن يشجب بن يعرب بن قحطان. جد جاهلي قديم؛ بنوه قبائل ضخمة جدا منها: «همذان» ودالأزده وهطيء» و«مذحج» كانت لهم إمارة أطراف اليمن وثغورها. ولما تقلص ملك حمير بقيت رئاسة البادية لبي كهلان. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ٢۲۳. وانظر نسب كهلان وولده في: العوتبي؛ سلمة بن مسلم الأنسابء ج ١ء ص٦٢٤۲. ۱۳۲ الجامع لأخبار الأمة [أيمن بن الهميسع] فلما توفي | لهميسع› قام من بعده ولده آيمن. [زهير بن آيمن] ولما توفي يمن قام من بعده ولده زهیر. ولما توفي زهيرء قام من بعده ولده غریب أحسن قيام خمد فی فلم يلم وعدل؛ ولم يجر. [قطن بن غريب] ولما توفي غريب» ملك من بعده ولده قط 9 فسار في الناس سيره () أيمن: أيمن بن الهميسع بن حميرء تسلم الملك بعد وفاة والده الهميسع؛ فأجال الشرف والسؤدت فقال مالك بن حمير في ذلك هذه الأبيات: نطيع ولا نعصي أخانا الهميسعا وأيمن ما غنى الحمام وأسحعا لقد ساد أملاك البلاد هميس وما بلفت تسعاً سنوه وأربعا وأيمن شمنا نيه ما في هميسع رأته بنو هود فطيماً ومرضعا انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص٢ ۲. زهیر: زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأء ملك بعد وفاة والده يمن ووازره على ملکه نبت بن مالك بن زید بن کهلان» وعاضده على ملکه صدراً من ولایتهء ثم نصب معه ابنه الغوث بن نبت. ولمًا أسنٌ زهير أوصى لابنه غريب. انظر: الحميري؛» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال الیمن؛ ص ٢۲-٠٦۲. (۳) غريب: والصحيح عريب بن زهير بن آيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي ّة. قام بالحكم بعد وفاة أبيه زهير أحسن قيام وولى معه الغوث بن نبت صدراً من ولايته ثم أسند العمل إلى ابنه الأزد فتولى جميع ما كان أبوه الفوث يتولاء لزهير وعريب. له أربعة أولاد: صناجةء وجيادةء وأبرهةء وقطن. انظر: الحميري› نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال الیمن؛ ص٦۳ ۳۷. () قطن: قطن بن عريب بن زهير بن الهميسع بن حمير بن سبأء ولي الملك بعد أبيه عريب» وسار في الناس سيرة أسلافه ووازره الأزد صدراً من و لایته؛ ثم نصب معه ابنه مازن بن الأزت فندب أخاه ۲ a _- = الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمربء وذكر شيء من أخبارهم ۱۳۳ أسلافهء وأظهر العدل؛ء وقمع السفهاء وأحسن إلى العرب» وأوصل ملوك العجم؛ء واعتقل كل واحد منهم معقلا وراء ظهره. [جيدان بن قطن] ولما مات قطن ملك من بعده ولده جیدان” فحسنت سیرت وحمدت أفعاله. [الغوث بن جيدان] ثم إنه خلع الملك على ولده الغوث”ء وذكر أن الغوث ولي الملك في حياة بيه وبعد وفاته دهرا طویلا وکان أحسن الملوك سيره وتزوج أم البنين بنت ذي القرنين» ومات وهي حامل بوائل”. (۱) (۳) نصر بن الأزد وجرّده على الشحر وغُمان في الخيل والرجال والعدت؛ وأمره أن يتوطن بتلك البلاتء فسار نصر ابن الأزد حتى وصل إلى الشحر؛ فسمع له من بمشارق اليمن إلى عُمان. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال الیمن؛ ص ۳۹-۳۸. جيدان: جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن الهميسع بن حمير بن سباء ملك يمني ولي الملك بعد بيه قطن بن عریب» وحمدت أفعاله واستحسنت» وفي حياته قَلّد الملك لابنه الغوث؛ وأنشاً يقول: وصيت غوثاً بما أوصی آوائله وللوصية إنماء وإنكاث قلدته الملك لما أن رأيت له فضائلاً كلها للملك إحثاث انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ٤٤ -٤٤. الغفوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأء ملك اليمن في حياة أبيه جيدانء فكان من أحسن الملوك سيرةء وأعلم بسيرة آبائه وأجداده» ثم إنه خطب إلى ذي القرنين ابنته أم البنين؛ فزوجه إياهاء فلم يلبث إلا يسيراً حتى توفي وهي حامل بوائلء وخلف في الملك ذا القرنينء وكان مع الفوث من بني كهلان: مازن بن الغوث بن الأزد عاملاً على الثغور. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ٤٤. وائل: وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن آيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ. والدته أم البنين ابنة ذي القرنين» توفي والده الغوث وأمه حامل به فنشأً في كنف جذ ولما نشا وائل أقام بالمملكة› وسار بالناس سيرة حميدة واستکمل جزيرة العرب من اليمن والحجاز والعروض والبحرين والعراق والشام. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ٢٤. ۱۳ الجامع لأخبار الأمة [وائل بن الغوث] فخلف في الملك من بعده ذو القرنين"» فلما نشا وائل وكبر قام جميلة . 4 واستکمل جزيرة العرب من اليمن إلى الحجار”' والعروض› والبحرين” وأداني الشام طاعه وإجابة. [أعبد شمس ين وائل] ولما توفي» ملك من بعده ولده عبد شمس بن وائل» فاجتهد في الرعيّةء وسار فيهم سيرة حسنة. (۱) (۲) (۳) ذو القرنين: هو الملك تبع الأقرن بن شمر بن يرعش» ولعله هو ذو القرنين المذكور في القرآن› ويسمى الأقرن ذو القرنين لشيب كان على قرنيهء ولد وهو عليهء وكان ملكا عظيماً حليماء قد اطلع على الغيبء وسمع حكومات من ينظر في القرآن. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ٤۹-٥۹. الحجاز: هي في الأصل سلسلة جبال السرات التي تبدأً جنوباً من اليمن؛ وتمتد شمالًا إلى قرب الشام وسميت حجازاً لأنها تحجز تهامة عن الغور عن نجد. وحدد الأصمعي الحجاز في کتابه. «جزيرة العرب» بأنه تخوم صنعاى من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام. انظر: الموسوعة العربية العالميةء ج۹ ص ۸۲۸۳. العروض: المدينة ومكة واليمن› وقيل: مكة واليمن. وقال ابن دريد: مكة والطائف وما حولهما. وسميت تلك الناحية بالعروض لأنها معترضة في بلاد اليمن والعرب وما بين تخوم فارس إلى أقصى أرض اليمن مستطيلة مع ساحل البحر. وقال ابن الكلبي: بلاد اليمامة والبحرين وما والاها العروض؛ وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ١۱۱. البحرين: تتألف من مجموعة من الجزر في الخليج العربي بين قطر والإاحساء أكبرها جزيرة البحريسن؛› بها عيون ماء عذبةء وجزيسرة المحرق» والنبي صالح؛ وأم تعسان؛ اشتهرت قديما بصيد اللؤلؤ. انظر: غربال؛ محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج ٠ء ص ۳۳۰. عبد شمس بن وائل: عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن. تولى الحكم بعد وفاة أبيه وائل؛ وسار في الرعية سيرة حسنةء كان له ولدان: الصوار وجشم» أوصى قبيل وفاته بالحكم لابه الصوار. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ٤٤. الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمربء وذكر شيء من أخبارهم ١۱۳ [ أبو السميدع الصوار] فلما مات ملك من بعده ولده ابو السميدع الصوار”› وکان حسن السيرةء وجمع الأموالء واتخذ السلاح. [ذو يقدم] ولمَا مات» ملك من بعده دو يقد فسار سيره أجدادتv‏ وشمُّر عن ساق؛ وأصاب في ملكه قحط وجدب؛ وکان في (٤۲) زمن يوسف” ك فسار أهل اليمن يمتارون من عند فرثى لهم من بعد السفر فقال لهم: أين أنتم من التواضح"ء ووصفها لهم فلما رجعواء احتفروا الآبارء فكانت النواضح من (۱) (۲ (۳) )٤( الصوار: الصوّار بن عبد شمس بن وائل» قام مقام والده بعد وفاته فالتقط في أيامه آثار أجدادہ واستعمل وصية أبيه عبد شمس في المملكةء أخذ في جمع الأموال وادخار السلاح؛ء وأنجد حمير بأنجاد العدتء ولم ينس حظه من العدل وحسن السيرةء حتى سنت به حياته. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن؛ ص ٤٤ -٤٦٤. ذو يقدم: ذو يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل. ملك بعد وفاة أبيء وسار بالناس سيرة حسنةء واستخلف بعده ابنه ذا أنس؛ وقال في ذلك شعرا: أبا عمرو إذا ما قمت بعدي قأمرك بالأقارب والعمشير ولاينقذك مطلوب بضر ولاتظهر لهم كل الظهور وإن من الحجاب لما يعنى عليك الجاريات من الأمور ولاتبح نذيراً حين يسعى بتصح فالنذير أخو البشير انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ٤٤ -۸٤. يوسف: النبي يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ّل كان قد قسم به ولَأعَه شطر الحسن؛ أحبه والده حباً شديداء وحسده أخوته على ذلك» غيبه أخوته في الجبَ؛ ودخل مصر وله سبع عشرة سنةء واستوزره فرعون بعد ثلاث عشرة سنة من قدومه إلى مص أتاه الله العلم والحكمة قبل النبوّة وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنة. كانت غيبته عن أبيه يعقوب اثنتين وعشرين سنةء وکان مقام يعقوب وأهله بمصر سبع عشرة سنة. مات يوسف بمصر وكان قد أوصى بأن يحمل ویدفن عند آباثه في مزرعة حبرون (جيرون) فحمله موسى لما خرج بقومهء ومن نسل يوسف يوشع بن نون بن لافرائيم بن يوسف. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخء ج۱٠ ص ۱۳۹-۱۳۸. النواضح: الآبار. انظر: لسان العرب؛» نضح+ نضخ. ‎0O۱۹‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏وتسمیى العادية واليوسفية. ‏[ذو أتس بن ذي يقدم] ولمَا مات دو يقدم؛ ملك من بعده ولده دو نس فاستن سنن آبائت وسار على منهاجهم؛ وعمل بوصایاهم. ‏[(عمرو بن أتس] ولما توفي ملك من بعده ولده عمرو" وكان مصطنعاً لعز الرئاسة مستحقاً ‏[ الملطاط بن عمرو] فلما توفي ملك من بعده الملطاط”. ‏() ذو أنس: ذو آنس بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل. تولى الملك بعد وفاة أبيه ذو يقدم فمضی على سنن آبائه» وجری جريهم وأقبل على اينه عمرو دون أخوته غنم والراتع» وقال وهو يوصیه شعرا: يا عمرو من صاحب الأيام کان له على العزيز بها فضل إذا اختبرا إن الأنيس وإن لم يرض عقدته يسوۋه العاقل العيف ما عمرا من لم يجاوز بخير نعمة شردت عنه وأصبح عنها يقتضي الأثرا والشر مفتاح أبواب المزيد لمن ييفي المزيد وكفاك الذي عمرا انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٠٠. () عمرو بن أنس (ذو أبين) بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شنمس بن وائل. تولى الملك بعد وفاة ييه ذو أبين وهو ذو انس. وسار بالناس سيرة حسنة. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمیر وأقيال اليمن» ص ١٠٠. (۳) الملطاط: وفي الكثير من المصادر الملظاظ بن عمرو بن ذي أبين. ملك يماني جاهلي قديم من ملوك حميرء صاهر «علهان تبع» من همذان؛ فتزوج هذا أختهء وولدت له أيمن بن علهان. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ۲۸۷. ‎ ‎ ‎ الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمعربء وذكر شيء من أخبارهم ۱۳۷ [عامر بن ماء السماء] فلما توفي الملطاط. قیل: ملك من بعده عامر ماء السماء”› وسمي ماء السماى لأنه كان إذا قحط الناس؛ أقام ماله مقام المطر. [ شداد بن الملطاط] وقيل: ملك من بعد الملطاط شداد'. [وتار بن شداد] وقيل: ملك من بعده وتار فلم يلبث وتار في الملك إلا قليلاًء حتى نازعه بنو الصوار في الملك» وقالوا: نحن أحق بالملك منه لأنه ملك أبيناء وتداعوا للحرب» فلما رأت ذلك وجوه حمير خافوا الفرقة والقطيعةء فرأوا خلع وتار وإخراج عمومته من الملك. (١) عامر ماء السماء: عامر بن حارثة بن الغطريف الأزدي» من يعرب»ء سمي ماء السماء لأنه كان يقيم ماله إذا بئست الناس مقام المطرء فيبلغ الناس بعطاياء ورفده وقت الجدب؛ إلى أن يلحقهم المطر والخصب؛ وذكروا أن عامر ماء السماء بن حارثة جرد إلى الشام زيد بن ليث بن سدد بن أسلم؛ فلما صار الحجاز وقع بين عشائره كلام فافترقت قضاعة عنهم؛ وأقام زيد بالحجازء ونسله بها إلى اليوم. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ٥٤٥-٥۰. (۲) شداد: وفي الكثير من المصادر سدد بن الملظاظ بن عمرو بن ذي أبين. ملك بعد وفاة أبيه الملظاظء وامتشل ما عهد إليه أبوه» فسعد به أقاربهء وحظي به من لم ينأ عنهء ولم يبق له ولد غير الحارث الرائش ووتار فأسند إليه الملك وأشهره به. ومما قاله شعرا: جعلت عمري أثلاثاً فأوله صباً وأوسطه للغشم والجرت ثم ارتفصت فكان الثلث آخره قسماً لدنياي موفوراً لآخرتي انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن» ص ٥٥ -٦٥. وتار: وتار بن سدد بن الملظاظ؛ تولى الحكم بعد وفاة بيه سددء وکان ولي عهده وکان في عهده إليهء إذا أنا متء فقف عمرك على خمس خصال؛ء تستعذب وردهاء وتستعدي صدرهاء وتحمد غبها: على فرض الله تؤديهء ووطر لنفسك تقضيهء وتيقظ في الملك تحميهء وحكم عدل في الرعية تمضيهء ولذي آلب في غير الده ما يكفيهء فلم تطل مدّة وتار ولا ثبتت قدمه في الملك حتى نازعه عمومته بنو الصوار. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ٦٥ - ۷٥. ۳ ر ۱۳۸ الجامع لأخبار الأمة [تبع بن زيد] فأقاموا تبع بن زيد» ورضيت به بنو الصوّارء فملك تبع. وحسنت سیر ته. [علهان وبهقان] ثم ملك من بعده علهان؛» وبهقان”» فاً حسنا السيرةء وامتثلا ما وضّاهما به أبوهما. ثم مات بهقان وبقي علهان» واستفرد بالملك» فسار سيرة من سبق [شهران بن بهقان] (۳)۰ ثم ملك من بعده شهران [تالب ریم بن شهران] ولما توفی شهرانء ملك من بعده تالب ريم فعظم سلطانهء وحسنت أيامهء وذكرته حمير فى كثیر من مشاهدها. )۱( تبع بن زيد: تولى الحكم بعد خلع الملك وتار من قبل بني الصوارء فملك وحسنت سيرتهء وقزب بني الصوار وأدناهم وآثارهم؛ وكان له الاسم ولهم الجسم. ويعرف بصاحب السد «سد تبعا. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعید: ملوك حمير وأقيال اليمن› ص ۸-۷٥. )۲( علهان وبهقان: ملكا وأحسنا السيرة وعملا بوصية أبيهماء وعندما توفى بهفان› استفرد علهان بالملك› وأوصى إلى ابن أخيه شهران بالملك؛ وقال له: إني لم أخضك بالملك دون ابي أيمن لأجل أنك تزيد عليه في الفضل أو سعة في نجدة ولكن أحببت أن أصل ما طوته الأيام من عمر أبيك دون ما بقي من عمر أبيك دون عمري. انظر: الحميري؛» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن» ص ۸٥.۰ )۳( شهران: شهران بن بهقان؛ ملك بعد وفاة عمه علهانء فأوسع الناس هيبة ورهبة ورغبة وشملهم عدله؛ وقام سلطانه» فأمر ببناء ما حول ناعط من قصور؛ وأوصی بالحکم من بعده لابنه تالب ريم. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ۸٥. 3 تالب ريم: تولى الملك بعد وفاة أبيه شهران؛ وكان والده قد استعمله فى حياته فى أرض حمیرء وكتب له كتاباً جاء فیه: «باسمك الله رب حمير وهمذان؛ زبور ما زبر على قط وحجر بعهدي لك يا تالب في حياتيء ووصية لك بعد وفاتي أن لك الشركة فى أمري ما حييت» والحوزة للملك ما ردیت؛ فاتخذ بسٽتي واعمل جاڏتيء ولا ترضين لنفسك أن يقال: بوه خير من وأن يلحق الآخر الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب؛ وذ كر شيء من أخبارهم ۱۳۹ [حاشد ذو أمر] ثم ملك من بعده حاشد ذو أمر فأحسن السيرة وأقام قليلا. ثم إنه جمع حمير وکهلان؛ وقال: أيها الناس إن لكل قوم دولةء ولكل دولة مدق كما أنه لكل حامل تمام ولكل مرضع فطاعم وقد حان ما انقطاع الأمك ووفاء بظهور آل سدد فإنه لنا لولكء وقد جاء في الخبر أنه الملك المنتظرء والعلم المشتهرء وإني قدر رأيت أن أنزل نفسي منزلة العباء له خشية أن أنزلها منه. فلم يزل كذلك؛ حتى قام الحارث الرائش”› واعتضد به. [الرائش بن شدد] وهذا هو الملك الرائش بن شدد (٥۲) بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر وولده التبابعةء وكان ملكا عظيماً مهاباً شديد البأأس» غزا الهنت فقتل المقاتلةء وسبا الذريةء وغنم الأموالء وخلف عليها يعفر بن عمرو”› في اني عشر أف وأمره أن يبني بها مدينةء يذكر بهاء ورجع إلى اليمن» وقام يعفر بالهنك وبنى بها مدينةء لم يْرَ مثلهاء وسماها الرائشة. ولما رجع الرائش إلى اليمن» دانت له الملوكء وحملت إليه الخراجء ولبث باليمن زمانأ طويلاء - بالأول...». حكم تألب ريم حكماً عادلاء فعظم سلطانه وحسنت أيامه وذكرته حمير في کڻير من مساندهاء ولم تعرف له همذان عهداً ولا وصيةء لأنه كان أكثر أيامهء في حمير. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن؛ ص ۹٥۱۰-۵. (۱) حاشد ذو أمر: هو حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف الهمذانيء من قحطانء جد جاهلي بنوه أحد القبيلتين في اليمن حاشد وبكيلء وهم بطون كثيرة. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج٠٠ ص ۱۹. (۲) الحارث الرائش: هو الحارث الرائش من آل سدد بن الملظاظ بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوّار بن عبد شمس. انظر: الهمذاني» أبي محمد الحسن: الإكليل؛ ج ۸ء ص ۳٠۲۱ (۳) يعفر بن عمرو: هو يعفر بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس القائد العسكري الذي دخل أرض الهند بجيش عظيم. بنى في الهند مدينة الرائشةء فثقل هذا الاسم على العجم فسموها الرايةء ويقال: الوايةء فأقام بها يعفر حيناء وخلف عمالهء وعاد إلى اليمن بالغنائم العظيمة. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ۳٦. مع لأخبار الأمة لا يغزو ودانت له الآفاق» وأتته الرسل من ملك بابل والأكاسرةء وحملوا إليه الهدايا والتحف» وغزا السندء والترك؛ وبابل» وکان ذلك في زمن موسی طلا . وللرائش أخبار كثيرةء اختصرتها خوف الإطالة. [أبرهة ذو المنار] ثم ملك من بعده ابنه أبرهة ذو المنار» وسمي ذو المنار لآنه أول من بنى المنائر” والأعلام والأمثال على السبل» ليهتدي بها عند قفوله من غزوه» وكان غزوه إلى منقطع العمارة من الغرب» وملك جميع تلك النواحي» وقيل: إن أبرهه كان أجمل أهل زمانهء عشقته امرأة من الجن» يقال لها المنعوق بنت المرابع› فتزوج بهاء فولدت له العيدء وسار أبرهه غازياء ومعه ابنه العيدء واستخلف على اليمن ابنه افريقش› إلى أرض السودان برأ وبحرا وأمعن فيهاء وأقام بها. وأرسل ولده العيد إلى أرض المغرب في عسكره» فسار بهاء حتى أتى على قوم وجوههم في صدورهم؛ وإذا جاءهم النهارء وحميت عليهم الشمس؛ استخفوا في الماع فوضع فيهم السيف» حتى أفناهم» ورجع إلى أبيه بسبايا كثيرة منهم؛ فلما قدم بهم إلى أيه ذعرت الئاس منهم؛ فسمي ذو الأذعار”. (١) أبرهة ذو المنار: انظر: سيرته الكاملة في: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمنء ص ۹٦-۷۰ ۷۱. (۲) المنائر: جمع مناراتء وهي أشبه بالشاخصات التي تدل على الطريق. (۳) إفريقش: انظر: سيرته الكاملة في: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ء ص ٢۷۳-۷۲-۷۱. )4( ذو الأذعار: هو عمرو بن أبرهة ذي المنار بن الحارث الرائش؛ من حمير» وذكره نشوان بعد سعيد الحميري في قصيدته: العبد ذو الأذعار أحد التبابعة ملوك اليمن. وهو معاصر لسليمان النبي 3ء أو بعده بقليل» كان جباراًء ظلم الناس» فلقب بذي الأذعار وثار في أيامه شرجیل بن عمرو فأنشاً دولة في مأرب» انتقلت بالإرث إلى ابنه الهدهات ثم إلى بلقيس؛ وضعفت بلقيس فجيء بها إلى ذي الأذعار فقتلته بحيلة في غمدان. وفي سيرته اختلاف في الروايات والأقاويل. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام جح ص ۷۲. وانظر: الحميري؛ نشوان ين سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن. ص۰۷۰ الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم ١٤۱ ومن أعمال أبرهه الهدهاد”' بن شرحبیل بن زيد"» وهو ابو بلقيس؛ التي ذكرها الله فى كتابه العزين وأمها بنت اليلب بن مصعب ملك الجن؛ وتزويجه بها له حديث طويل» تركته اختصاراء وخوف الإطالة. وكان ملك الهدهاد من [بلقيس ينت أبرهة الهدهاد] وملکت من بعده ابنته بلقیس› حتىی تزوجها سلیمان بن داؤد ل ‎J‏ ‏ولتزويجه بها حدیٹ مشهور» ترکته. وفيل: إن سلیمان بن داؤد زوجها ذي تبع» وردهما إلى الیمن» فبنی ذو تبع باليمن المصانع› ولم يزل بها ملكأء إلى أن مات سلیمان بن داد والله أعلم. )۱( أبرهة الهدهاد: هو الهدهاد بن شرجيل بن عمرو؛ من حميرء ملك يماني جاهلي قديم؛ خلف أباه في ملكهء وتابع حربه مع ذي الأذعار (عمرو بن أبرهة) فاقتتلا عشرين سنة لا يقوى أحدهما على الآخر وهو أبو بلقيس. قال أصحاب الأحبار: عهد إليها بالملك قبيل وفاته. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ‎A‏ ص ۷۸. )۲( شرحبیل بن زید: والصحيح شراحيل بن عمرو بن غالب من حميرء ملك يماني. کان من کبار قومه في عهد ذي الأذعار (عمرو بن أبرهة) وثار على ذي الأذعارء فاجتمعت حوله جموع مأرب؛» فأنشا دولة مستقلة وقاتله ذو الأذعار فمات شراحيل بعد سنة واحدةق وخلفه ابنه أبرهة الهدهاد. انظر: ابن منبه؛ وهب: التيجان في ملوك حمیر؛ ص ١ ۱۳. (۳) ذو تبع: ملكان من ملوك اليمن أولهما: ذو تبع الأكبرء وهو نوف بن يخصب بن الصوارء ولقبه ذو تبعء ملك جاهلى يمانى من ملوك حمير يقال له: الأكبر تمبيزاً له عن حفيده نوف بن موهب إل. وثانيهما: ذو تبع الأصغر وهو نوف بن موهب إلء ويقال: إنه تزوج بلقيس؛» وفيه يقول علقمة ذو جدن: هل لأناس مشل آثارهم بمأرب ذات البناء اليف أو مشل صرواح وما دونها مما بنت بلقيس أو ذو تبغ انظر: الزركلىء خير الدين: الأعلام؛ء ج۸ ص ٢٥ ٥. وفيه يقول النعمان بن بشير الأنصاري: آم ين ڏو تبع وڏو سخط معاً أو ذو الملاحي لات حين مُلاح انظر الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص۰۱۸۲ ١٤۱ الجامع لأخبار الامة [ناشر تتعم بن عمرو] آبر هه فكان ملكا عظیماء دوخ الشام ومصر؛ وتوجه نحو المغرب» حتى بلغ وادي الرملء ويقال: لا يوجد خلف ذلك الوادي نبات ولا شيء من الحيوان؛ء وله أخبار طويلة تركتها. [شمر يرعش] ثم ملك (٢۲) شمر يرعش" بن افريقيش بن أبرههء سمي بذلك لان کل من راه کان يرعش من هيبت وقيل: إنه أصابه في آخر عمره الفالجحء فمن بقایياهن سيف ابن قيفان الذي صار لمعد يكرب (۲) (۳) ملك حمير إليهاء بعد أن انتقل سليمان بن دواد كلك وهو الذي أوصى له الهدهاد بالملك في عهد بلقيس أو بعدهاء فأجابته حمير وقذّموه. ويقال: لما ولي ياسر تنعم الملك أقَرَ بلقيس على ملك مأرب» ولم يغير عليها شيء من أمرهاء وكان ملكاً عظيماًء خرج من اليمن غازياء فدوّخ الشام ومصرء وقبض أتاواتهاء وتوجه نحو المغرب لرؤيا رآها حتى بلغ وادي الرمل الذي يسيل؛ ولم يبلغه أحد من الملوك قبلهء ويقال: إن اسمه وادي الرسيل؛ وفيه أمر بصنع صنم من نحاس؛ فصع ونصب على صخرةء وكتب عليه بالمسنكء وهو كتاب بالحميرية وعليه أبيات من الشعر منها: أنا علم الملوك ثبت دهري على رغم المقاول والقيول نصبت فلم أزل صنماً مقيماً لحمير للشباب وللكهول انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن» ص ۹۹-۸۹. شمر يرعش: شمر يرعش بن إفريقش بن أبرهة ذو المنار بن الحارث بن الرائش» وهو الذي أحدث السيوف الحميرية اليرعشيةء وهو الذي أحكم السيوف سقياً وأكثرها جوهراء ويقال: إن حديدها من جبل نعم وسمي يرعش لأنه كان يرعش من رآه من هيبته» وقيل: إنه سمي بذلك لأنه أصابه الفالج في أخر عمرهء وكان يرتعش منه. وكانت مدّة ملكه مائة وست وثلائين سنة. انظر الترجمة الكاملة في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ۹۳-٥۹. ابن قيفان: هو علقمة بن ذي قيفان الأاصغر من ولد ذي بيح بن ذي قيفان الأكبر. وقد نقل الهمذاني في الجزء الثاني من الإكليل قصة هذا السيف وانتقاله إلى عمرو بن معد يكرب» وفي ذلك قال ابن معد يكرب هذا البيت: الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمربء وذ كر شيء من آخبارهم 1 كثيرة؛ حتی دخل بابل ثم توجه یرید الصين› فأخذ على أرض فارس ٩ وسجستان وخراسان) وبلاد الترك؛ء فافتتح المدائن والحصون؛ وقتل الأعاجم؛ وسبى ذريتهم؛ ودخل مدينة الصخضد (۱) وسيف لابن ڏي قيفان عندي تخيره الفتى من عصر عاد انظر: الهمذاني» أبي محمد الحسن: الإكليل؛ ج ٢ء ص ۷٠. معد يكرب الزبيدي: والصحيح عمرو بن معد يكرب الزبيديء حيث سقط اسم عمرو من المخطوط. انظر: الحميري» نشوان بن سعيدء ملوك حمير وأقيال اليمن؛ء ص ۹۳. وترجمته: عمرو بن معد يکرب الزبيديء فارس اليمن» صاحب الغارات المذكورة. وقدم على المدينة سنة ۹ه في عشرة من بني زبيدء فأسلم وأسلمواء وعادوا. ولما توفي النبي ية ارت عمرو في اليمن؛ ثم رجع إلى الإسلام؛ فبعثه أبو بكر إلى الشام؛ فشهد اليرموك؛ وذهبت إحدى عينيهء وبعثه عمر إلى العراق» فشهد القادسيةء وكان عصي النفس أبيهاء فيه قسوة الجاهليةء يكنى أبا ثور وأخبار شجاعته كثيرة له شعر جيد. توفي (۲) (۳) على مقربة من الري. وقيل: فُتل عطشاً يوم القادسية. انظر: ابن الأثيري علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ ص١٠۲ - ۳١۲ وانظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج٥ء ص ٦۸. فارس: أي بلاد فارس» سمیت بفارس بن علم بن سام بن نوح اٹ وقال ابن الکلبي: سمیت بفارس طهورث» وإليه ينسب لأنهم من ولد وكان ملكاً عادلاً قديماً قريب العهد من الطوفان. وقال ابن لهيعة: فارس والروم قريش العجم؛ وبلاد العجم هي إيران حالياء وتشمل غالب برسيس القديمة التي كانت نواة الإمبراطورية الفارسية القيمة. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج ٤ء ص ٦۲۲۷-۲۲. وغربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج۲ ص ١۲٠.0 سجستان: ناحية كبيرة وولاية واسعة. قال الاصطخري: أرض سجستان سبخة ورمال حارةء بها نخيل؛ وهي أرض سهلةء ولا يرى فيها جبل» وسكانها من الفرس» من مدنها زالقء وكركويةء؛ وهیسوم؛ وزرنج؛ وبست» وبها أثر مربط فرس رستم الشديدء ونهرها المعروف بالهند مند. وكثير من علماء المسلمين ينسبون إليها. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ۴ء ص ١۱۹۲-۱۹. خراسان: بلاد واسعةء أول حدودها مما يلي العراق» وآخر حدودها مما يلي الهندء وطخارستان وغزنة وسجستان وكرمان؛» وليس ذلك منهاء وإنما أطراف حدودهاء وتشمل على أمهات البلات منها: نيسابور» وهراةء ومرو؛ وبلخ؛ وطالتان؛ ونساء وأبيروت وسرخس» وما يتخلل ذلك من المدن التي دون نهر جيحونء كذلك» ومن الناس من يدخل أعمال خوارزم فيهاء ويعد ما وراء النهر منهاء وليس الأمر كذلك؛ وقد فتحت أكثر هذه البلاد عنوة صلحاً وذلك سنة ١ه في أيام عثمان. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج٢ ص ٢۳. انظر: الحميري» نشوان بن سعيدء ملوك حمير وأقيال اليمنء ص ۹۳. وقد وردت في النتص «الصعيدء والصحيح ما أثبتناه في المتن. ۱۶ الجامع لأخبار الأمة فهدمها فسميت شمر كند بلغة العجم؛ أي شمر خرّبهاء فعربتها العرب» فقيل: سمرقنك وقيل: إنه أول من بناهاء فشميت باسمه؛ واختلف أيضاء قيل: إِنه مات بهاء وقيل: إنه خرج يريد الصين؛ فأصابهم العطش؛ فمات» هو وكثیر من أصحابه وله حديث يطول» تركته. وقيل: إنه رجع إلى اليمن سالما. [تبع الأقرن] ثم ملك من بعده تبع الأقرن"» وهو ذو القرنين على بعض القولء بن شمر يرعش؛ وكثیر من حمير یری ان هذا هو ذو القرنينء المذكور في القرآنء لشذة ملكه وعدلء وحسن سیيرته وله أخبار كثيرة واختلافات؛ لم أوردهاء والله أعلم. [ الرائد] ثم ملك الرائد” وهو يسمى الربيع الأكبر لعظم سلطانهء وشنة ملك وهو تبع بن تبع الأقرن بن شمر يرعش. (١) انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد ملوك حمير وأقيال اليمنء ص ۹۳. وقد وردت في النص «فهلك بها» والصحيح ما أثبتناه في المتن. () تبع الأقرن: وهو ابن الملك شمر يرعش» ويسمى الأقرن «ذو القرنين» لشيب على قرنيهء ولد وهو عليهء وكان ملكأ عظيماً صليحاً قد اطلع على الغيبء وسمع حكومات من ينظر في القرآن. ويقال: إنه هو القائل شعراً: أنا الملك الموج بالعطايا جلبت الخيل من أوطان سام غزا بلاد الروم وأوغل فيها حتی قطعهاء ووصف بتلك الناحية وادياً فيه الياقوت» وبالقرب منه عين يسمى ماۋها «ماء الحيوان» وفيل «ماء الحياة» الذي ظفر به الخضر دون ذي القرنينء ولما بلغ هذه الناحية أدركه الشتاء فمات» ودفن هناك وكرَ أصحابه راجعين خوف الهلاك. انظر: الحميريء نشوان بن سعيد: ملوك حمیر وأقیال الیمن؛» ص ٥۹-٦۹. (۳) الملك الرائد: الملك الرائد تبع الأكبر لعظم ملكه وشذة وطأته وهو تبع بن تبع الأقرن بن شمر يرعش بن إفريقش» وكثير من حمير يقول: إنه ذو القرنين السار الذي بنى سد ياجوج وماجوج؛ وأنه = الباب الثالث في ذكر ملوك المجم والمربء وذكر شيء من أخبارهم ٥۱ [ أسعد الكامل] ثم ملك من بعده أسعد الكامل”ء فكان ملكا عظيماء شاعراء فصيحاًء عالماً بالنجوم وهو أحد المعمرين؛ عمر ثلاثمائة سنة وإحدى وخمسين سنة وكان ملكه ثلاثمائة سنة وستاً وعشرين سنةء وكان مؤمناً بال وهو أحد الذين نهى الرسول يي عن سبهم. وقيل: كان يؤمن بمبعث النبي محمد يَية. وقيل: هو الذي قدمت إليه امرأة من أهل الشام تشكو من رجل ذبح لها كبشا غصبها على أخذه فلم يزل يقود العساكر؛ ويفتح المدائن والحصون؛ طالبا لذلك؛ء حتى دخل الظلمات؛ وله حديث طويل. وسمي أسعد الكامل» لكماله (۲۷) في الدنيا والآخرة. وقيل: إنه نبيء لأن <2 A الله ذكره مع الأنبياء في قصصهم فقال: وقوم نبج 7ق ]0 وهو اول من كسا البيت العتيق الأنطاع المذهبة اليمانيةء فرأى في نومه قائلاً يقول: زد فى = الصعب ذو القرنين بن الأقرنء أقام عشرين سنة لا يغزو فأتاء عن الترك ما ساءه من أمر مطاولتهم على من ببابل وتناولهم لأطاريفهء فسار إليهم على أرض نجد ثم على جبل طيء ثم على الأنبار وهو الطريق الذي كان يسلكه الملك الرائش شمر يرعش؛» فلقيهم في حدٌ أذربيجان› فهزمهم؛ وأذرع القتل فيهم؛ وأسر منهم وسبى؛ ثم جال في بلاد فارس وخراسان وبابل» ثم توجه إلى الصين وافتتحها وسباهاء وفي ذلك قال تبع الأكبر شعراً: نا تبع الأملاك من نسل حمير ملكنا عباد الله في الزمن الخالي ملكناهم قهراً وسارت جيوشنا ‏ إلى الهند والأتراك تردي بأبطالر انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛» ص ١١۱-١٠۱٠. (١) أسعد الكامل: هو الملك الكامل تبع الأوسط أسعد الكامل بن ملكيكرب بن تبع الأكبرء وهو الرائد تبع الأقرن. وكان أبوه ملكيكرب ملكاً على اليمن لا سواهاء وما حوله بنو سباً الأاصغر وسائر بطون حمير لأنهم طلبوا بذلك الراحة مما كانوا يعتادونه من التعب في المغازي مع ملوكهم الأوائل. كان أسعد كامل كثير الغزوء وكان كثير التوجه بقواد» وإذا خرج لم يترك طريقاً سلکه آباۋه إلا سلكه ولا منهلاً وردوه إلا ورده» ولا بلداً إلا وطأء وقصده أو بعث إليه عسكره» حتى دخل الظلمات؛ وفي ذلك يقول شعرا: سيذكر قومي بعد موتي وقائمي وما فعلت تومي بقيس أفاعلا وما دۇّخحت أرض اليمامة والقنا وما صبحت يها تميما ووائلا انظر: الترجمة الكاملة في: الحميري؛» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ۱۱۷ -۱۱۸. ٦١۱۶ الجامع لأخبار الأمة كسوة البيت» فكساه المعافري”» فرأى ثانية كالقول الأولء فكساه الوشيء ونحر بمكة سبعين ألف بدن وطاف بالبیتء وسعی؛ وعمل له باب ومفتاح ورجع إلى اليمن» ومات بها [ حسان بن أسعد الکامل] ثم ملك من بعده ولده حسان وهو الذي م مضیى إلى اليمامةء وفتل ملکها © وكانت بها الزرقاء تنظر من مسيرة ثلانه يام فتنذر قومهاء فيهربون» فلما سار إليها حسان؛ أمر قومه أن يحمل کل رجل منهم غصنا من الشجرء يغطون به أنفسهم» وأمر واحدا أن يأخذ كتفاً يلوّح بهاء فلما نظرت الزرقاءء قالت لقومها: قد جائتكم حمير وسارت إليكم الشجرء فقالوا: كيف تسير إلينا الشجر؟ أخولط عقلك؟ وكذبوها. فقدم عليهم حسان بالجنود على غير استعداد للحرب» ولا هيئة للهرب» فقتلهم عن آخرهم؛ وأمر بالزرقاى (١) المعافري: نوع من الثيابء سميت بذلك نسبة إلى حي من أحياء العرب يدعى معافر. (۲) حسان: هو حسان بن أسعد تبع؛ وهو الذي قتل جديساً باليمامةء وكان سبب ذلك أن ملكا من طسم يقال له عمليق بن حباش» وكان مطيماً لملوك حمير وكان ملكاً على طسم وجديس بن عابر بن إرم بن سانم بن نوحء وكان جباراً لا يتزوج رجل امرأة إلا وأهدیت إليه قبل زوجهاء حتی تزوج رجل من جديس عفيرة بنت عفار خت الأسود بن عفار عظيم جديس ورئيسهاء فأدخلوها عليه فانتزعهاء وخلى سبيلها. وفي اليوم التالي دعاه أخوها إلى غداء وقتل عمليق وجنوده غدراًء انظر: الحميريء نشوان بن سعيد: ملوك حمیر وأقیال الیمن» ص ٤٤٤۱ -٤٤۱. ملك اليمامة: هو الأسود بن عفار سيد بني جديس؛» كان جلداً فاتكأ وقصة أخته عفراء معروفة وبسببها دير حيلةء وفتل الملك عمليق بن حباش» فوثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم؛ ثم قتلوا باقيتهم» وفي ذلك يقول عفار: ذوقي ببغيك يا طسم مجللة فقد أتيت لعمري أعجب العجحب إنا أنفنا فلم ننفك نقتلهم والبين هيج منا سورة الفضب انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبداللء معجم البلدان› ج٥ ص ٤٤٤. () الزرقاء: وتعرف باسم زرقاء اليمامةء وهي أخت رياح بن مرة الطسمي» واسمها يمامة بنت مرّة الطسميةء كانت متزوجة من جديس» وهي أبصر خلق الله وكانت زرقاء العين» ولذلك سميت زرقاء اليمامة انظر: الحموي؛› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ جح ص ٦٤ ٤. ۳) ت الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والمربء وذكر شيء من أخبارهم ۷ فأدخلت عليه فقال لها: بم نلت هذا البصر؟ فقالت: بحجر الإثمك كنت أدقه وأسحقه وأكتحل به إذا أويت إلى الفراش» فأمر بقلع عينيهاء فوجدوا بالحدقتين عروقا سودا من الكحل. ثم إن حسان نهض بجنوده» يريد العراق» فغضبت حمير» وعلموا أنه لن يرجع من غزوتهء حتى يبلغ حيث بلغ أبوه فأتوا إلى أخيه عمرو بن أسعد” فسألوه أن يرد أخاب فقال: إنه لا يفعل؛ فقالوا: إن أبى اقتل ونحن نملكك عليناء فنهاه خاله ذو رعين”' عن قتلهء فأبى عمروء ووب على أخیه؛ فقتلہ ورجع بالجنود إلى اليمن؛ ثم افترقت عليه حميرء حتى ضعف عن العدو؛ ثم ندم ندامة على قتل أخيه وامتنع عن النوم فشكا إلى بعض خواصه ما يجد من السهاد فقالوا له: لا تقدر على النوم حتى تقتل الذين أشاروا عليك بقتل أخيك؛ فقتلهم عن آخرهم. [تبع الأعرج بن حسان] ثم ملك من بعده تَبَع الأعرج بن حسان بن أسعد الكامل» وهو (۲۸) آخر (۱) عمرو بن أسعد: عمرو بن أسعد تبع أبي كرب» من ملوك اليمن. كان مع أخيه حسان بن أسعد تبع في زحفه على العراق» قتل أخاء حسان؛» وولي ملك حمير وعاد إلى بلاد فتزل بغمدان؛ وقتل من أشار عليه بقتل أخيهء فاضطربت أمورہ واستمر إلى أن مات. ومدّة ملكه ١٠ سنة. وكان معاصراً لعمرو بن حجر الكندي جد امرئ القيس. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ٤۷. وانظر قصة قتله لأخيه في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص٤٤٠ - ١٤٠. (٢) ذو رعين: هو شرحبيل بن عمرو بن شمر تنعم بن شرحبيل بن معد يکرب بن غشم بن الغوث بن يعرب بن يكنف بن جيدان بن لهيعة بن مثوب بن يريم ابن ذي رعين الأكبر. وهو خال عمرو بن أسعد وهو الذي نهاه عن قتل أخيه حسان؛ لكنه رفض وقتله. انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٤٤۱. (۳) انظر تفاصيل القصة كاملة في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٤٤١-١٤۱. ۱ (4) تبع الأعرج بن حسان بن أسعد الكامل: والصحيح عمرو تبع الأعرج بن حسان بن أسعد الكامل. انظر الترجمة الكاملة في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقیال اليمن؛ ص ١٤٤٠ -٤١٤۱. ۸٤۱ . الجامع لأخبار الأمة التبابعةء غزا الأعاجم؛ وقفل على طریق يثرب» وفي نفسه من اليهوتء لحدث أحدثوه في غيبته لتلك الغزاة فجمع منهم ثلاثمائة رجل؛ء فضرب أعناقهم بالمدينة› فقام منهم شيخ کبیرء قد آيس؛ فقال: بیت اللعن يها الملك» ملك لا يفتى رعيته على الغضبء وإن هذه المدينة مهاجرها نبي في آخر الزمانء من ولد إسماعيل َف فأعجب الملك ذلك وكف عنهم واتبع دينهم؛ وأخذ الشيخء ومعه حبر من الأحبارء فتهودت حمیر. [عبد کلال] ثم ملك عبد كلال. [ذو معاهن بن حسان] ثم ملك ذو معاهن بن حسان الأضخم بن تبع الأقرنء وشمي ذو المعاهن” لأنه أول من أحدث المعاهن على باب ظفارء وهي جرس من ذهب» إذا فتح البابء سمع لها صوت من بعید. ' [ذو نواس الأصغر] ثم ملك من بعده ذو نواس الأصغرء واسمه زرعة بن عمرو بن تبع )۱( عبد کلال: عبد كلال بن مثوب بن ذي حدث بن مالك بن عيدان بن مالك بن حجر بن ريم بن ڏي رعين. ملك بعد عمرو وتبع بن حسان بن أسعد الكامل. كان على دين المسیح عیسی بن مریم لاف ولم يكن له غزوةء ولا فتك بأحدء ومات حميد الخلالء حسن السيرة في رعيتهء تاركاً للظلم» كثير الحلم. انظر: الحميري؛» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٤٠. (۲) ذو معاهن بن حسام الأضخم: وهو ذو معاهن بن حسان الأضخم بن تبع الأقرن بن ذي معاهن؛ وهو أول من أحدث المعاهن بباب ظفار. كان حميد السيرةء تاركاً للظلم كثير العدل. انظر: الحميريء نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٤۱. (۳) ذو المعاهر: والصحيح ذو المعاهن› وسمي بذلك لاأنه أول من أحدث المعاهن بباب ظفارء وهي جرس من ذهب يعلق خلف الباب» فإذا فح الباب مع لتلك الجرس صوت من بعيد. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١٤۱. الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم ۹١٤۱ الأصغر بن حسان بن أسعك وهو صاحب الأخدوت وسمي ذو نواس لذؤابتين كانتا تنوسان على رأسهء وكان على دين اليهودء فشكا إليه يهود بنجران” غلبة بنجرانء وحفر الأخدودء وأضرم فيها النارء وخيّر التصارى بين الرجوع عن دینهم» وبين إلقائهم في النار› وفيهم نزلت هذه الآيات: ل فيل أعصْب الأْمدود 4 البروج: ٤] إلى قوله: الْعريز اميد [البروج: ۸]. فلما صنع ذو نواس ما صنع بالنصارى؛ غضب ثعلبان الأكبر بن شرحبيل بن الحارث بن لمك بن زید بن سدد بن زرعةء وهو حمير الأصغرء ومضى إلى النجاشى ملك الحبشةء ودينه دين النصاری» فاستنجده» وشكا إليه ما صنع ذو نواس» فبعث معه النجاشي قائدا فی ثلائين ألفاء فلقيهم ذو نواس» فقال: نحن سامعون مطيعون لكم دونكم اليمن» فهذه مفاتيح خزائنهاء فابعثوا إليها من يقبض لكم الخزائن» وأتى بمفاتيح كثيرةء تحملها الإأبل› فكتب القائد إلى النجاشي يخبره ويستشيرە› فكتب إليه أن يقبل الطاعة فافترقت الحبشة باليمن» وكتب ذو نواس إلى حمير؛ فقتلوهم حتى أفنوهم. وعلم الحبشي أنه قد غدر بهم فوجه قائدين وجيشاً عظيماء فقاتلهم (۲۹) ذو نواس» فلما علم أنه لا طاقة له بهم اقتحم () نجران: نجران من مخاليف اليمن» من ناحية مكةء قالوا: سمي بنجران بن ریدان بن سباً بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ٥ء ص ٦٦۲. (۲) القائد هو «أرياط» القائد الحبشى المعروف الذي حارب جيشه ذا نواس صاحب الأخدوت وهدمت قواته سلحين وبينون» ولم يكن مثلهما في الدنيا. وفي ذلك قال الشاعر علقمة ذو وجدن: أو ما رايت وکل شيء هالك بينون خاوية كأن لم تعمر أو ما رأيت وكل شيء هالك سلحين خاوية كظهر الأدبر انظر: الهمذانيء أبو محمد الحسنء الإكليل؛ ج۸ء ص ٦۲۲۷-۲۲ ۱0۰ 63 الجامع لأخبار الأمة ‎EES‏ رتل ثم جمع النعمان بن عفير» جموعاً من اليمن؛ فقاتل الحبشةء فلم تكن له بهم طاقةء واستولت الحبشة على اليمن”'. [سيف بن ذي يزن] ثم ملك من بعده سيف بن ذي يزن"» وذلك آنه مضی إلى کسری یستنصره على الحبشةء فأمذّه بالمسجونين› واختار منهم رجلا يقال له وهرزء وأمره إِذا قدم اليمن أن يسأل عن سيف بن ذي يزن» فإن كان من الملوك؛ فألبسه التاجء وأعطه الخلعةء والمنطقةء وسلم إليه الأمرء وإن لم يكن من الملوك؛ء فابعث إِلي بر سء واضبط البلادء إلى أن يصلك خبري. ثم خرج سيف والقائد بالعسكر» وركبوا في مركبين» فغرق أحدهماء وسلم الأخر وهو الذي فيه القائد وسيف فنزلوا بساحل عدن فلقيهم جموع الحبشة فاقتتلوا قتالً شديداء وقتل وهررٌ أميرَ الحبشة فانهزمت الحبشة وملكوا البلاد. (۱) النعمان بن عفير: قائد يمني أعاد تجميع قوات ذي نواس» وقاتل جيش النجاشي في السهول؛ لکنه هُزم واضطر إلى الهروب» ولجاً إلى الجبال بمجموعة فيمن اتبعه من أهل اليمن؛ ولحقتهم الحبشةء فاستسلموا وسيطر الأحباش على اليمن. انظر: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمنء ص ١٤۱. (۲) انظر التفاصيل في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأفيال اليمن» ص ١٤٤ -٤۹٤۱. () سيف بن ذي يزن: الملك سيف بن ذي يزن بن النعمان بن زرعة بن الحارث بن النعمان بن قيس بن عبيد بن سيف الأكبر بن عامر بن ذي يزن؛ وهو الذي عناه عمرو بن العاص في قوله للحسن بن علي جوابا لمعاوية: فأقبل يمشي مستخیلاً کأنه شراحیل ذو همدان وسیف بن ذی يرن انظر: الحميري؛ نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال اليمن؛ ص ١١٥٠. ۱ (٤) عدن: مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند (المحيط الهندي) من ناحية اليمن؛ ردثة لا ماء فيها ولا مرعی؛ وهي مرفاً مراكب الهند والتجار يجتمعون إليه لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة. وقال آهل السير سيمت بعدن بن سنان بن إبراهيم ل وكان أول من نزلها. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ۸۹. الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعربء وذكر شيء من أخبارهم ١٥۱ ثم إن وهرزء سأل أهل اليمن عن حال سیف فقالوا: ملکنا وابن ملکنا. فألبسه التاج والخلعة والمنطقةء وسلّم الأمر إليه. وسيف هذا هو الذي وفد عليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد متاف» جذ النبي يَيْوِء في وجوه قريش» وقبائل العرب» يهنئونه بالظفر على الحبشة فاستأذنوا بالدخول عليه فأذن لهم فلما دخلوا عليه استأذنه عبد المطلب في الكلام؛ فتكلم عبد المطلب بكلام طويل» تركتهء فسأله سيف من أنت؟ فقال: أيها الملك؛ أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف» فقال: إدن مني فدنا منهء فأقبل عليه سيف» وعلى النفر الذي معهء فتكلم سيف معهم کلاما جمیلا حسنا ترکته خوف التطويل. ثم نهضوا إلى دار الضيافة فأقاموا بها شهراء لا يؤذن لهم بالدخول عليه ولا الانصراف ثم إنه أرسل إلى عبدالمطلب: إِنيّ مسر إليك من سر علمي أمراء لم أبح غيرك عليه ووجدتك (٠۳) أهلاً له فليكن عندك مصوناء حتى يان الله فيه وأستَر إليه ظهور النبي ية فأخبره عبد المطلب بأنه (قد ولد لأبنه عبدالله ولد على الصفة التي وصفها سيف» وكان بينهما كلام جميل جليل» تركته» وأمر سيف عبد الله بالاحتفاظ على ولد وأعطى عبد المطلب وأصحابه عطايا جزيلة”» تركت وصفهاء وقال: أتني بخبر هذا المولود رأس (١) قال عبد المطلب: «إن الله أحلّك محلا رفيعاء صعباء شامخا باذخاء وأنبتك نباتاً طيباء طابت أرومته وعرّت جرثومتهء وثبت أصلهء وانشق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن؛ وأنت أبيت اللعن رأس المرب الذي إليه مقادهاء وعليه العمات ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد...». انظر: نص الحوار الذي جرى بين عبد المطلب وسيف بن ذي يزن في: الحميري» نشوان بن سعيد: ملوك حمیر وأقیال اليمنء ص ١١١-١٤ ١۱. ۱ (۲) استدراك من النسخ الأصلية بء ص ٢۲. (۳) وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي؛ حيث كان برفقة عبد المطلب آنذاك: جلبنا المدح تحمله المطايا على أكوار أجمال ونوق مغلغلة مراجعها ترامي إلى صتعاء من فج عميق توم بنا ابن ذي يزن وتغري ذوات بطونها أمٌ الطريق ۱o۲ الحول. فمات سيف بن ذي يزن قبل (أن يحول) الحولء فصار ملك اليمن إلى كسرى» فكان يجعل عليها عامل والله أعلم وأحكم. = وترعى من مخاليها بروقاً مواقعة الوميض إلى البروق فلما وافقت صنعاء صارت إلى دي الملك والحسب الوثيق إلى ملك أدرَ لنا العطايا بحسن بشاشة الوجه الطليق انظر الأبيات في الهمذاني» أبي محمد الحسن: الإكليل؛ ج۸ ص ۳. (۱) استدراك من النسخة الأصلية ب؛ ص ۲۸. الباب الرابع فى ذكر انتقال الأزدا إلى غمان وإجلاء الفرس منها (١) الأزد: الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان؛ء من القحطانيةء جد جاهلي يماني قديم» بنوه أكبر قبيلة في كهلان. ويقال أيضاً: دالأشك بالسين الساكنة والنسية إلى «أزدي» أو «أسدي» بسكون الزاي والسين؛ وهو بالزاي أفصح. انقسم بنوه إلى ثلائة أقسام: أزد شنوءة وأزد السراةء وأزد عُمان. ومن سلالته قبائل غسانء وخزاعةء وأسلم؛ وبارق» وألمع› والاوس› والخزرج. انظر الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١٠ ص ٠۲۹. وانظر تفاصيل أنساب الأزدلي: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب»ء ج¶›ء ص44 - 40. 06 © الجامع لأخبار الأمة ‎EES‏ ر ۱ قال الكلبي: إن أول من لحق بعُمان من الأزد مالك بن فهم بن غانم بن عبد الله بن مالك (بن) نصر بن الأزد الأزديء نم الدوسي. وکان سبب خروجه إلى غعُمانء أنه کان له جار وكان لجاره كلبةء وکان بنو أخيه عمرو بن فهم يسرحون ويروحون؛ فيمرون على بيت ذلك الرجلء وکانت الكلبة تنبحهم› وتفرّق أغنامهم فرماها رجل منهم بسهم؛ فقتلهاء فشكا إليه جار فغضب مالك وقال: لا اقيم ببلد ينال فيه هذا من جاري؛ فخرج وقيل: إن راعياً كان في طریق بیته کلب عقور لغلام من دوس فش الكلب على الراعي» فرماه بسهم» فقتلهء فعرض صاحب الكلب للراعيء فخرج مالك من السراةء بمن أطاعه من قومه» فسمی ذلك النجد نجد الكلبة فلما (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ٢۲. (۲) دوس: دوس بن غدثان بن عبدالله بن زهرانء من آزد شنوءة من قحطانء جڏ جاهلي: من بنیه: أبو هريرة الصحابي؛ ومنهم من نزل عُمان» ومنهم من بالحجاز وخراسان؛» وکانت دار دوس في الأندلس «تدمير» وكان صنمهم في الجاهلية اسمه «ذو الكفين» وكسره عمرو بن حممة الدوسي. انظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج۳ ص ٥. (۳) السراة: هي الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة وقال الحسن الهمذاني: السراة جبل يصل ما بين أقصى اليمن والشام وليس بجبل واحد وإنما جبال متصلة على شق واحد من أقصى اليمن إلى الشام. وقالوا: والسروات ثلاث: سراة بين تهامة ونجد أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء والطائف من سراة بني ثقيف» وهو أدنى السروات إلى مكةء ومعدن البُرم هو السراة الثانيةء وهو في بلاد عدوان» والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من الغرب وعلى نجد من الشرق» وبأسفل السروات أودية تصب في البحر منها: الليث؛ وقنوناء والحسبةء وضنكانء وعشم؛ - -- توسط مالك الطريقء حنّت إبله إلى مراعيهاء وجعلت تتلفت إلى السراة وتردد الياب الرابع الحنينء فقال مالك شعرا: تحن إلى أوطانها إبل مالك وفي كل أرض للفتى متقلب ستغنيك عن أرض الحجاز مشارب وقال أيضاً: . تحن إلى أوطانها يُزل مالك وشيخ بي فيه منع لضائم فحثي رويدا واستريحي وبلغي في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس منها ۱00 ومن دونها عرض الفلا والدكادك ولست بدار الذل يوماً برامك (۳۱) رحاب النواحی واضحات المسالك” ومن دون ما تهوى المرار المغارف وفتيانٌ أنجادٌ كرام غطارف فهيهات منك اليوم تلك المآلفٌ” ثم سار يريد تُمانء فكان لا يمر بحي من أحياء العرب من معد ولا عدنان؛ إل سالموه ووادعوه»ء لمنعته وكئرة عساکره ٹم سار حتی نزل برهوت”. واد بحضرموت"» فلبث فيه حتى أراح واستراح؛ وبلغه أن (۳) )٤( وبيش ومركوب» ونعمان» وهو أقربها إلى مكةء وهو وادي عرفات. وأهل السراة ثلاث: أولها هذيل وهي تلي السهل من تهامة ثم بجيلةء وهي السراة الوسطى» ثم سراة الأزد أزد شنوءة. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج۳ ص ٢٢۲-٢٠۲. انظر الأبيات: الخصيبى؛ محمد بن راشد بن عزيز: شقائق النعمان على سموط الجمانء وزارة التراث القومي والثقافة سلطنة عُمانء مسقط الطبعة الثالثق ١۹۹م ج" ض ٤۱۷. انظر الأبيات في المصدر السابق› ص ١٤۱۷. مع اختلاف في بعض الألفاظ. وردت كلمة المآلف في النسخة الظاهرية «المتالف». برهوت: واد باليمن» وقيل: برهوت بثر حضرموت. انظر الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ص ٥١4. حضرموت: منطقة جنوب جزيرة العرب على خليج عدن والبحر العربي؛ قيل: سميت بحاضر ميت» وهو أول من نزلهاء ثم خففت بإسقاط الألف؛ وقال ابن الكلبي: اسم حضرموت في التوارة حاضرمیت. وقیل سمیت بحضرموت بن يقطن بن عامر بن شالخ؛ وقيل: اسم حضرموت عمرو بن قيس بن معاوية بن سبأء وقیل حضرموت اسمه عامر بن قحطان؛ وإنما سمي حضرموت لانه کان إِذا حضر حرباً أكثر فيها من القتل؛ فلقب بذلك. فيها قبر هود ّل. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان›؛ ج۲ء ص ۲۷۱-۲۱۹. ٦۱۵ الجامع لأخبار الأمة بممان الفرس» وهم ساكنوهاء فعباً عساكره» وعرضهاء فيقال: إنهم کانوا زهاء ستة آلاف من فارس وراجل؛ فاستعد وآقبل یرید عُمانء وجعل على مقدمته ابنه هناءة ويقال: فراهيد" في آلفي فارس من صنادید قومهء فلما وصل إلى الشحر تخلف عنه مهرة بن جيدان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير فنزل الشحر”. وسار مالك حتى دخل غُمانء بعسكر جم في الخيل والعدّة والعدت فوجد بها الفرس من جهة الملك دارا بن دارا بن بهمن› وهم يومئذ أهلها وسكانهاء والمتقدم عليهم يومئذ المرزبانء عامل الملك فعند ذلك اعتزل مالك بمن معه إلى جانب قلهات» من شط غُمان» لیکون أمنع لهم وترك العيال والأثقالء وترك معهم من يمنعهم من العسكر وسار ببقية (۱) (۲) (۳) هناءة: هناءة بن مالك بن فهم من الآزدء جد جاهلي. كانت منازل بنيه في جهات عُمانء من نسله «الأهيف بن حمحام» وديحيى بن يزيد» من رجال الحديث» له ترجمة في تهذيب التهذيب؛ و«عقبة بن مسلم» ولاه المنصور على البحرين والبصرة. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج ۸ء ص ٦0.۹ فراهيد: فراهيد بن مالك بن فهم جڏ جاهلي› ينسب إليه بنو جشم وفي بطونهم: بنو هانئع؛ وينو بکر؛ وبنو وهب وبنو ضحیان؛» ومن بنو حدید بن جشم کان منهم بعُمان الموازع «ضحیان بن مازعةء» ومن بني فراهيد أبو يكر محمد بن الحسن بن دريدء ومن فراهيد الخليل أحمد الفراهيدي صاحب كتاب «العين» وكتاب «العروض» ومتهم أبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد التحوي الشهير المعروف ب هالمبرّد» ومنهم بلح بن عقبة الشاري» والربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي الإمام المشهور. انظر العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ وزارة التراث القومي والثقافةء مسقطء سلطنة عُمان؛ الطبعة الثالثق ١۹۹٠م ج ص ۲۲۹-۲۲۷. الشحر: الشحر هو الشطء وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ۳ء ص ۳۲۷. مهرة بن جيدان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير: جڏ جاهلي يماني. كانت بلاد بنيه في الشحر (بين عدن وغُمان) على ساحل البحر. وإليهم تنسب الإبل المهرية (وجمعها المهاري) بفتح الراء وكسرهاء كما في الصحاح) وإلى مهرة يرجع كل مهري. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۷ ص١٤ ۳۱. قلهات: أولى العواصم في الجاهلية قبل غيرها لعمان: وهي المعهد الملاكي والمركز السلطاني المهم؛ فكانت الدولة المعروفة في الجاهلية الأولى لعمانء كانت عاصمة مالك بن فهم عند نزوله عُمانء ثم ما زالت عرشه في الساحل؛ ومنهج قصره في الداخل» ثم انتقلت رئاسة القطر إلى صُحار› ولكن قلهات اليوم اسم بلا مسمى؛ وأثر بعد عين. انظر: السيابي؛ سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاريخ عُمان؛ ص٤٥٤٥ - ٥٥. الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى غُمان وإجلاء الفرس متها 0۷ \ العسكرء وجعل على المقدمة ابنه هناءة فى ألفى فارس» وسار حتى نزل بناحية الجوف”» فعسكر معسكره» وضرب مضاربه بالصحراء» وأرسل إلى الفرس» يطلب إليهم النزول في قطر من أقطار عُمان» وأن يمكنوه ويفسحوا له في الماء والكلا ليقيم معهم. فلما وصلت رسله إلى المرزبان وأصحابه ائتمروا في ما بينهم» وتشاورواء حتى طال ترديد الكلام والتشاور بينهم؛ ثم أجمع رأيهم على صرفهء وقالوا: ما نحب هذا العربي ينزل معناء فيضيق علينا أرضنا وبلادناء فلا حاجة لتا إلى فربه وجواره. فلما وصل جوابهم إلى مالك أرسل إليهم: إنه لا بد لي من النزول (۳۲) في قطر من غُمانء وأن تواسوني في الماء والكلاً والمرعى» فإن تركتموني طوعا نزلت في البلاف وحمدتكم وإن أبيتم أقمتٌ على كرهكم فإن قاتلتموني قاتلتكم» فإن ظهرت عليكم قتلت المقاتلة وسبيت الذريةء ولم أترك أحداً منكم ينزل عُمان أبداً. فأبوا أن يتركوه طوعاأء وجعلوا يستعدون لحربه وقتالهء وأقام مالك بناحية الجوف حتى أراح واستراحء وتأهب لحرب الفرس ولقائهم؛ وكان هنالك إلى أن استعذّت الفرس لحربه وقتاله. ثم إن المرزبان أمر أن ينفخ في البوقء وتضرب الطبولء وركب من صحار في جنوده وعساكره في عسكر جم يقال: إِنه کان في زهاء أربعین الفاء وقيل: ثلاثين ألفاء ومعه الفيلةء وسار يريد الجوف» للقاء مالك؛ ونزل بصحراء (١) الجوف: موضع بأرض عُمانء يقال: إن سامة بن لؤي مات فيه. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الل معجم البلدانء ج ٤ء ص ۳۹۳. أما السيابي فقد عرفه بما يأتي: الجوف اسم يقع على بلدان العوامر تغريباء فيشمل إزكي وأعمالهاء ونزوى وأعمالهاء وبهلا وتوابعهاء والحمرا وما إليهاء إلى الجبل الأخضر شمالاء وجبل الكور غرباً وتحده من الجهة الجنوبية أدم فالرمل الجنوبي إلى الفهود. انظر: السيابيء سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاريخ عُمانء ص٤ ۱. سلوت”» قريباً من نزوى. فبلغ ذلك مالك بن فهم» فركب في ستة آلافء حتى أتى صحراء سلوت» فعسكر بهاء بإزاء عسكر المرزبان» فمكثوا يومهم ثم إن.مالك بن فهم بات ليلته يعبي عساكره يمنة ويسرة وقلباء ويکتب الكتائب» ويوقف فرسان الأزد مواقفهم» فولى الميمنة ابنه هناءةء وولى الميسرة ابنه فراهید ووقف هو في القلب في اهل النجدة والشذة. وبات المرزبان ورکب مالك فرسا أبلق؛ء ولبس درعین؛ ولبس عليهما غلالة حمرای وتكمم على رأسه بكمة حدید وتعمم عليها بعمامة صفراء ورکب معه ولد وفرسان الأزد على تلك التعبئةء وقد تقَنّعوا بالدروع والبيض والجواشن؛» ولم يظهر منهم غير الحدق. فلما توقفوا للحرب» جعل مالك يدور على أصحابه راية رايةء وكتيبة كتيبةء ويقول: يا معشر الأزدء أهل النجدة والحفاظء حاموا على أحسابكم وذبّوا عن أبنائكم وقاتلوا وناصحوا ملككم وسلطانكم؛ فإنكم إن انهزمتم () صحراء سلوت: تقع صحراء سلّوت قرب نزوى» بين نزوى وبهلاء وقعت فيها المعركة الشهيرة بين جيش مالك بن فهم والفرس المرازبة. () نزوى: مدينة عُمانية تقع على سفح الجبل الأخضر في المنطقة الداخليةء أنشأها عدمان بن عمرو الأزدي؛ نزله السبثيون. كما سكنها الخيار بن يحيى من أبناء امرئ القيس» وسكن أخوه الآخر بسمد نزوى» ومنهم انتشرت ذريتهم بنزوى» وتوسعت المدينة أيام الأئمة الخروصيين؛ ثم في عصر النباهنةء وكذلك الأئمة اليعاربة. حيث اتخذت عاصمة للإمامة فى عُمان منذ بداية عهد الإمامة الثانية سنة ۷ه وقال ياقوت: يعمل في نزوى صنف من الثياب منمقة بالحرير جيدة فائقةء لا يعمل في شيء من بلاد العرب مثلهاء ومازر من ذلك الصنفء يبالغ في ثمنها. انظر نزوی عبر التاريخ» حصاد ندوة المنتدى الأدبي في نزوى؛ الطبعة الأولىء ١م انظر: الحموي؛» ياقوت بن عبد الله معجم البلدانء ج ٥ء ص ١۲۸. وللمزيد من التفاصيل انظر: السيابي› سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاریخ عُمان؛ ص۳٦ -٦۱. الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس متها ۹١۱ تبعتكم العجم بجنودهاء فاختطفوكم؛› واصطادوکم بین کل حجر ومدر؛ وباد ملككم وسلطانكم؛ (۳۳) فوطتوا أنفسكم على الحرب» وعليكم بالصبر والحفاظء فإن هذا اليوم له ما بعده. وجعل يحرّضهم» ويأمرهم بالصبر والحفاظ. ثم إن المرزبان زحف بجميع عساكره وقوّادw‏ وجعل الفيلة أمامه. وأقبل مالك وأصحابه» ونادى بالحملة عليهم؛ وقال: يا معشر الآأزدء احملوا معي فداكم أبي وأميء على هذه الفيلة فاكشفوها بأسيافكم وأسنتكم. ثم حمل وحملوا معه على الفيلة بالرماح والسيوف. ورشقوها بالسهام› فولت الفيلة راجعة على عسكر المرزبانء فوطئت منهم خلقاً كثيراء وحمل مالك وكافة أصحابه على المرزبان وأصحابهء فانتفضت صفوف العجم؛ وجالوا جولة ثم تراجعت العجم بعضها إلى بعض» وأقبلت إلى حدها وحديدهاء وصاح المرزبان بأصحابه وأمرهم بالحملةء فحملواء والتقى الجمعان؛» واختلف الضرب والطعان؛ء واشتد القتالء وعظم النزالء فلم تسمع إلا صليل الحديد ووقع السيوف فاقتتلوا يومهم ذلك» إلى أن حال بينهم الليلء وانصرف بعضهم عن بعض» وقد كثر القتل والجراح في الجميع. ثم ابتكروا من الغد فاقتتلوا قتالاً شديداء وقتل من الفرس خلق كثير وثبتت لهم الأزدء إلى أن حال بينهم الليل. فلما أصبحوا في اليوم الثالثء زحف الفريقان بعضهم إلى بعض» فوقفوا مواقفهم تحت راياتهم» وأقبل أربعة نفر من المرازبة والأساورة يعد الواحد متهم بألف رجل» حتى دنوا من مالك فقالوا: هلم إلينا تتصفك من أنفسناء ويبارزك منا واحد واحدء فتقدم مالك إليهم؛ وخرج منهم واحد؛ فطارده مالك ساعةء قعطف عليه مالك؛ فطعنه برمحه في صلبه» فخْرٌ عن فرسه إلى الأرض؛ فضربه بالسيف» فقتله. . 0 الجامع لأخبار الأمة شيئاء وضربه مالك على مفرق رأسه فقدً البيضة والرأس» وخر الفارس میتا. ثم حمل الفارس الثالثء فضربه مالك على عاتقهء فقسمه نصفينء ووصل السيف إلى الدابّةء فقطعها نصفين. فلما رأى الفارس الرابع ما صنع مالك بأصحابهء كاعت نفسه؛ وولى راجعاً نحو أصحابه حتى دخل فيهم. وانصرف مالك (٣٤۳) إلى موقفهء وقد تفاءل بالظفر وفرحت بلك الأزد فرحا شدیدأء ونشطوا للحرب. فلما رأى المرزبان ماصنع مالك بقواده الثلائةء دخلته الحمية والغضبء وخرج من بین أصحابهء وقال: لاخير في الحياة بعدهم؛› ونادی مالكاء وقال: أيها العربي» اخرج إِليّ؛ إن كنت تحاول ملكا فيّنا ظفر بصاحبه» کان له ما يحاول» ولا نعرّض أصحابنا للهلاك. فخرج إليه مالك برباطة جأش وشدة قلب» فتجاولا بين الصفين مليأء وقد قبض الجمعان أعنّة خيولهم ينظرون ما يكون منهماء ثم إن المرزبان حمل على مالك بالسيف حملة الأسد الباسل» فراغ عنه مالك وضربه بسيفه على مفرق رأسه؛ فقَدٌ البيضة والدرع؛ وأبان رأسه عن جسده فزحف الفريقان بعضهما إلى بعض» واقتتلوا من نصف النهار إلى العصر وأكل أصحاب المرزبان السيف» وصذقتهم الأزد الضرب والطعن؛ فووا منهزمين» على وجوههم هاربین» حتى انتهوا عسكرهم» وقد قتل منهم خلق كثيرء وكثرت الجراح في عامتهم فعند ذلك أرسلوا إلى مالك؛ يطلبون منه الصلح؛ وأن يكف عنهم الحرب» ويؤجلهم إلى سنةء ليخرجوا أهليهم من عُمان؛ء وأعطوه على ذلك عهداً وجزيةء فأجابهم مالك إلى ذلك وأعطاهم عهداً أن لا يعارضهم حتى الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عغُمان وإجلاء الفرس متها ۱١٦۱ يبدأوه بحرب» وكف عنهم الحرب» وعادوا إلى صحار”» وما حولها من الشطوط؛ فكانوا هناك والأزد في عُمان. وانحاز مالك إلى جانب قلهات؛ء فقيل: إن الفرس» في تلك المهادنةء طمسوا أنهارا كثيرة وأعموهاء وكان النبي سلیمان بن داؤد قد حفر فيها عشرة آلاف فلج. ثم إن الفرس كتبوا إلى دارا بن دارا بقدوم مالك إلى غُمان بمن معهء وما جری بينهم وبينه من الحرب» وقتل قائده المرزبانء وجل أصحابهم؛ وأخبروه بما هم فيه من الضعف والعجزء واستأذنوه في التحمل إِليه بأهليهم وذراريهم. فلما وصل كتابهم إليه وقرأہ غضب غضباً شديداء وداحَلهُ القلق» وأخذته الحمية لمن فل من أصحابه وقواده» فعند ذلك؛ دعا بقائد من عظماء مرازیت وأساورته وعقد له على ثلاثة آلاف من أجلاء أصحابه ومرازبته» وبعثهم مددا لأصحابه الذين بعُمانء فتحملوا إلى البحرين» ثم تخلصوا إلى عُمانء وكل هذا لم يدر به مالك. (١) صحار: مدينة عُمانية تحمل اسم صحار بن سام بن نوح؛ وقبيلة صحار من العرب البائدةء عاش بهاء كانت مقر حكم عبد وجيفر ابني اللنديء عندما حمل إليهما عمرو بن العاص رسالة الرسول يٍَء وأسلماء وأسلم معهما العُمانيون. بلغت المدينة ذروتها في العهد الإسلامي؛ فكانت حاضرة عُمانء وليس على البحر من مدينة أكبر منهاء وكانت ممر الصين» وخزانة الشرق؛ وأعظم مدن عُمان عمراناً وأكثرها مالاً. ووصفها ياقوت الحموي بقوله: صحار قصبة عُمان مما يلي الجبلء وتوأم قصبتها مما يلي الساحل؛ وهي مدينة طيبة الهواء والخيرات والفواكهء مبنية بالآجر والساجء كبيرة ليس في تلك النواحي مثلهاء وإليها ينسب أبو علي محمد بن زوزان الصحاري الشاعر العُماني› وكان قد نكب فخرج إلى بغدات فقال يتشوق إلى بلدته: لحى الله دهراً شردتنی صروفه عن الأهل حتى صرت مغترباً فردا ألا أيها الركب اليمانى بلغوا تحية نأي الدار لقيتم رُشدا ذا ما حللتم في صحار فالمعوا بمسجد يشار وجوزوا به قصدا انظر الموسوعة العربية العالميةء مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع الرياض؛ السعودية الطبعة الثانيةء ۹۹۹٠ م› ج ص ٤٤ -٤٤. والحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ۳ء ص ٢۹-٢٤۲۹. وللمزيد من التفاصيل» انظر: السيابي» سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاريخ عُمان؛ ص ۳٥ - ٢٤٥. ۹۲٦۱ ۳ الجامع لأخبار الأمة فلما وصلوا إلى أصحابهم» أخذوا يتأهبون للحرب» حتى انقضى أجل الهدنةء فجعل مالك يستطلع أخبارهم (٣۳) فبلغه وصول المدد إليهم› فكتب لهم: إني قد وفيت لكم بما كان بيني وبينكم من العهد وتأكيد الأجلء وأنتم بعد حلول بعُمان؛ وبلغني أنه قد أتاكم من قبل الملك مدد عظيم؛ وأنكم تستعدون لحربي وقتالي» فإما أن تخرجوا من عُمان طوعاء وإِلڵا زحفتٌ عليكم بخيلي ورجلي؛ ووطئت ساحتكم؛ وقتلت مقاتلتكم› وسبيت الذراري› وعنمت الأموال. فلما وصل رسوله إِليهم هالهم أمره» وعظموا رسالته إِليهم مع قلة عسكره وكثرتهم» وما هم فيه من القَوّة والمنعةء وزادهم غيظاً وحنقاء وردّوا عليه أقبح رى فعند ذلك زحف عليهم مالك في خیله ورجاله وسار حتى وطئع أرضهم؛ واستعدت الفرس لقتاله ومعهم الفيلةء فلما قربوا من معسكره» عباً أصحابه راية رايةء وكتيبة كتيبةء وجعل على الميمنة هناءة بن مالك وعلى الميسرة فراهيد وقام هو وبقية أولاده في القلب» والتقوا هم والفرس» فاقتتلوا قتالاً شديداًء ودارت رحى الحرب بينهم ملياً من النهار. ثم انكشفت العجم؛ وکان معهم فيل عظيم؛ فترکوه» فدنا منه هناءة فضربه على خرطومه»؛ فولی؛» وله صياح؛ واتبعه معن بن مالك؛ فعرقبهء فسقط. ثم إن العجم ثابوا وتراجعواء فحملوا على الأزد حملة رجل واحدء فجالت الأزد جولةء ونادى مالك: يا معشر الأزدء اقصدوا إلى لوائهم فاكشفوه من كل وجه. وحمل بهم على العجم حملة رجل واحك حتى كشفوا اللواءء واختلط الضرب» والتحم القتالء وارتفع الغبارء وثار العجاج حتى حجب الشمس» فلم تسمع إِلڵا صليل الحديد ووقع السيوف» وتراموا بالسهام فتقصدت» وتجالدوا بالسيوف» فتكسرت» وتطاعنوا بالرماح» فتحطمت» وصبروا صبراً جميلاء وکثر القتال والجراح في الفريقين. الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى غعُمان وإجلاء الفرس متها ۳٦۱ ثم لم يكن للفرس ثبات» وولوا منهزمين على وجوههم؛ فاتبعهم فرسان الأزد يقتلون ويأسرون من لحقوا منهم؛ فقتلوا منهم خلقاً كثيراء وجعلوا يطلبونهم حيثما ثقفوهم وأدركوهم› ولم يفلت” منهم إلا من ستره الليل. وتحمّل بقية الفرس في السفن» وركبوا البحرء وعبروا إلى فارس. فاستولى مالك على عُمانء وغنم جميع (٢۳) أموال الفرس» وأسر منهم خلقاً كثيرء ومكڻوا في السجن زمناً طويلاً ثم أطلقهم ومن عليهم بأرواحهم؛› وكساهم وزودهم؛ وأوصلهم في السفن إلى أرض فارس. وملك عُمان وما يليها من الأطرافء وساسها سياسة حسنةء وسار فيها سيرة جميلة وله ولأولاده في مسيرهم إلى عُمانء وحربهم للفرس أشعار كثيرةء وشواهد تركتها اختصارا. ثم جاءت إلى عُمان قبائل كثيرة من الآأزدء فأول من لحق بمالك من الأزد عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء”» وولداه الحح ”٩ والأسود وتمرعت من الحجر والأسود بغمان قبائل كثيرة. (١) في الأصل: «يفت»» والصحيح ما أثبتناه في النص. )۲( عمران بن عمرو بن ماء السماء: عمران الوضّاح بن عمرو مزيقیاء بن عامر ماء السماء ين حارثة الفطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب» وهو غسان بن الأزت فولد رجلين هما: الأسد بن عمران» والحجر بن عمران. انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج٢ء ص ۱۱۷. القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب» وهو غسان بن الأزد يقول الأزد: «إنه كان نبياء وبنوه بطون كثيرة منها: زهران؛ وزيد مناة وطابخة وبنو إيادء وممن ينسب إليه في الإسلام الحافظ بن عبد الغني بن سعيد الأزدي وآل بيته»ء وسعيد بن بشر بن مروان الأزدي الحجري. انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب› ج ص ۱۱۷. والزركليء خير الدين: الأعلام ج ۹. )٤( الأسود: والصحيح الأسد وهو الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارئة الفطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن زاد الركب» وهو غسان بن الأزد. ولده ستة رهط: العتيك بن الأسدء وسهيل بن الأسد ومالك بن الأسد وأبا وائل بن الأسب والحارث بن الأسد وسليمة بن الأسدء وأمهم هند بنت سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. انظر التفاصيل في: العوتبي» سلمة بن مسلم: الأنسابء جء ص ١١١۱۸-۱١0.۱ 0) a )١( (۷) (۸) (۹) وخرجت ملادس” بن عمرو بن عدي بن حارئةء فدخلت في هداد. ثم خرجت عرمان بن عمرو بن الأزد. ثم خرجت اليحمد بن حمى”. ثم خرجت بنو غنم بن غالب بن عثمان”“. نم خرجت الحذان وأخوها زياد وهو الندب الأصغر”'. ۸ . ّ ل » )۷( ثم خرجت الندب الأكبر“. وخرجت الضيق”'. «ثم خرجت الربعةء واسمه ربيعة بن الحارث بن عبدالله بن عامر الغطريف» وإخوته من بني الحارث بن عبداللهء. انظر: العوتبي» سلمة بن مسلم: الأنساب» ج»› ص ٢٠۲. ملادس: والصحيح ملارس. «وخرجت ملارس بن عمرو بن عدي بن حارثة فدخلت في هداد على نسب فيهم». انظر: العوتبي» سلمة بن مسلم: الأنساب» ج۲ ص ٢٠٠. هكذا وردت أيضاً في الأنساب «ثم خرجت عرمان بن عمرو بن الأزدء. انظر العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب› ج۲ ص ٢٠۲. وفي الأنساب: «ثم خرجت اليحمد بن حمی؛ واسم حمی عبد الله بن عثمان بن نصر بن زهران». انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب› ج٦ ص ٢٠۲. وفي الأنساب: «ئم خرجت بنو غنم بن غالب بن عثمانء وبطونها جذيمة بن غنم وسعد بن غنم». العوتبي» سلمة بن مسلم: الأنساب» ج۲ ص ٢٠۲. وفي الأنساب: «ثم خرجت الحدان؛ وإخوتها زياد وهوب الندب الأصغرء وبالسراة منهم كثير». انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنسابء ج٢ ص ٢٠۲. وفي الأنساب: «ثم خرجت معولةء وهم بنو شمس بن عمرو بن غانم بن عثمان». انظر: العوتبي» سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج ص ٢٠۲. وفي الأنساب: «ثم خرجت الندب» وهو الندب الأكبرء ونكل بن النهى بن الهور بن الهنو بن الأزتف فدخلت الندب في بني غالب بن عثمان؛ فقالوا الندب بن غالب». انظر: العوتبىء سلمة بن مسلم: الأنساب؛› ج٦ ص ٢٠۲. ۱ وفي الأنساب: «وخرجت الضيق بن عمرو بن الأزد فدخلت في عبد القيس بن غالب» فانتسب منهم). انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب› ج ص ٢۵٠۲. ۱ الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس متها ١٦۱ وخرج ناس من بني يشکر”'. وخرج ناس من بني غامد" وخرج ناس من حواله. خرجت هذه القبائل كلها على راياتهاء لا يمرّون على أحد إلا أکلوه» حتی وصلوا عُمان فلمؤوهاء وأقاموا في بلد ريف (وخير)“ واتساعء وسمت الأزد عُمان عُماناء للأن منازلها كانت على واد لهم بمأرب» يقال له عُمانء فشبهّوها به» والعجم تسميها مزون» وقال بعض العرب شعرا: إن کسری سمى عُمان مزوناً ومزون ياصاح خير البلاد بلدة ذات مزرع ونخيل ومراع ومشرب غير صاد لم تزل قبائل الأزد تنتقل إلى عُمانء حتى كشروا بهاء وقویت يدهم واشتدت شوکتهم؛ وملئوهاء حتی انتشروا إلى البحرينء وهجر”'. )۱( وفي الأنساب: «وخرج ناس من بني یشکر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران». انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج ص ٢٠۲. )۲( وفي الأنساب: «وخرج ناس من بني غامد بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن کعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. وخرجت ناس من خواله». انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج٢› ص ٢٠۲. (۳) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ٢۳. (٤) مأرب: اسم مکان في اليمنء وهي بلاد الأزد فيها. قال سهيلي: مأرب اسم قصر کان لهم. وقیل: وكان في بلاد مأرب سد عظيم؛ عرف بسد مأرب» دمره سيل العرم؛ الذي دقر بدوره أيضاً الضياعء والحدائق؛ والجنان؛ والقصورء والدور» وباعد الله بين أسفار من کان مقيماً حولهء حیث تفرقوا في جزيرة العرب وبلاد الشام. انظر: الحموي؛» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ٢۳-٥۳. (٥) انظر البيتين في السالمي› نور الدين: تحفة الأعيانء ج ص۲۹. () هجر: الهجر بلغة حمير والعرب العاربة القرية. وهجر: مدينةء وهي قاعدة البحرين؛ وقيل: ناحية البحرين كلها هجر وهو الصواب. انظر: الحموي؛› ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛› ج ص ۳۹۳. ۱۹۹ الجامع لأخبار الأمة في جوار الأزدء وكان فيها ناس من بني سعد وناس من بني عبد القيس (۷) (۸) ونزل بعمان ناس من بني تميم» آل خزيمة بن خازم”» ونزلها ناس من النبت”ء ومنازلهم عبري ٩ والسليف”› وتتعم؛ والسر. سامة بن لؤي بن غالب: سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانةء ومن قریش. السام عروق الذهب والواحدة سامةء وبه سمي سامة بن لڙي. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء ج٥ ص ۱۷۸. توام: اسم قصبة في عُمان مما يلي الساحل؛ وصحار قصبتها مما يلي الجبل. ينسب إليها الد وبها قرى كثيرة» والتوأم: جمع توأم؛ جمع عزيز. وقال نصر: توأم قرية بعُمان بها منبر لبني سامة. سعد: سعد بن زيد مناة بن تميم؛ من عدنان: جذ جاهلي. كانت منازل بنيه في يبرين وما تلاها ورمالهاء ثم تفرقت بطون منهم بين قطر وعُمان وأطراف البحرين» إلى ما يلي البصرةء ونزل بعضهم في العراق. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ٥۸. عبد القيس: عبدالقيس بن أفصى بن دعمي؛ من أسد ربيعةء من عدنان؛ جد جاهلي› النسب إليه عبدي؛ وقيسي» وعبد قيس» واقتصر ابن الأثير على عبدي؛» كانت ديار بنيه تهامةء ثم خرجوا إلى البحرين واستقروا بهاء وهم بطون كثيرة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ۹٤. وانظر نسب بني عبد القيس في: العوتبي. سلمة بن سلم: الأنساب؛ ج١ ص١٤٠ - ۸٤۱. خزيمة بن خازم: والصحيح خزيمة بن خازم التميمي؛ وال» من أكابر القواد في عصر الرشيد والأمين والمأمون. شهد الوقائع الكثيرةء وقاد الجيوش» وولي على البصرة أيام الرشيد والجزيرة في أيام الأمين. ولما عظم الخلاف بين الأمين والمأمون انحاز إلى أصحاب المأمون» واشترك في حصار بغداد إلى أن قتل الأمين» فأقام ببغداد حتى مات فيها سن ٢٠۲ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ص ٢۳۰۵. نبت: نبت بن مالك بن زيد بن کهلان بن سباً: جڏ جاهلي يماني قديم. بنوه قبائل وبطون من أصولها دالأزد و«خثعم» و«بجيلةء. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج ۸ء ص ۷. عبري: كرسي بلاد الظاهرةء وقاعدة ملكهاء وحماها المنيع. من أجمل بلاد الظاهرة وأفخرهاء وأوسعها مقاماء وأفسحها مناخاء وأطلقها هوا وأنضرها رياضاً. ولها يخضع كثير من قبائل ذلك الأفقء وبلاد السرَ هي عينها الباصرة وهامتها العالية. هي عاصمة الظاهرةء واقعة في تربة صالحةء قابلة للغراس على مختلف أنواعه. وهي النافذة التي تطل على عُمان الداخلء» والباب الذي يمهد السبيل للواصل إلى عُمان من الجهة الغربية. انظر: السيابيء سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاریخ غُمان؛ ص٦۷ - ۷۷. السليف: قرية تابعة لولاية عبري في منطقة الظاهرة من سلطنة عُمان. الياب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس متها ۷٦۱ ونزلها ناس من بني الحارث بن كعب» ومنازلهم بضنك". ونزلها ناس من قضاعةء نحو مائة رجل؛ وهم بضنك أيضاً. ونزلها من بني رواحة بن قطيعة بن عبس منهم آبو الهیٹم. واستقوى ملك مالك بعمانء وكئر ماله وهابته جميع القبائلء من يمن ونزار» وكانت له جرأة وإقدام ما لم يكن لغيره من الملوك؛ء وكان ينزل إلى شاطئ قلهات» وينتقل إلى غيرها. ونزل بناحيته ملك من ملوك الأزتء يقال له مالك بن زهيرء وكان عظيم الشأن؛» كاد أن يكون مشل مالك بن فهم في العرٌ والقدرةء فخشي مالك بن فهم أن يقع بينهما تحاسد؛ وأن يقشع بينهما حرب» فخطب مته أبنت فزوجه على أن يكون لأولادها منه التقدمة والكبرء على سائر أولاده من غيرهاء فأجابه مالك بن فهم إلى ذلك» وتزوجهاء فولدت له سليمة بن مالك. وملك مالك عُمان سبعين سنةء لم ينازعه في ملکه عربي ولا عجمي. )۱( ضنك: من أفخر البلاد وأوسعهاء في قاع خصب بين حزون جاثمةء روضة من ریاض القناء وارفة الظل؛ وافية القطوف» مغروسة بما يعود عليها نفعه العميم. من أطيب بلاد الجوء وأوسعها عمراناً. في ضنك أخلاط من القبائل العديدة إذ هي من أمهات القرى. انظر: السيابيء سالم بن حمود بن شامس: العنوان في تاریخ غُمانء؛ ص١۰٠٠ - ۱۰۱. )۲( قطيعة بن عبس: قطيعة بن عبس بن بغيض؛ من غطفان؛ من عدنانء جذ جاهلي. النسبة إليه «قطعي» بضم أوله وفتح ثانيه. من نسله حذيفة بن اليمان الصحابي» وحزم وسهيل وعبد الواحد القطعيونء من رجال الحديث وخالد بن برد ولاه الوليد دمشق. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج٥ ص ٢٠. (۳) وردت في الأصل: «أبو الهشم؛ء ويقصد بذلك: أبو الهيثم العبسي الرواحي. انظر: العوتبيء سلمة بن مسلم: الأنساب؛ ج ۲ء ص ۲۳۷. () مالك بن زهير: ملك عُماني فقديم لم نعثر على ترجمة له. (٥) واسمها الحزام بنت مالك بن زهير. انظر: السالميء نور الدين: تحفة الأعيانء ج١٠ ص١۳. ١ ر الجامع لأخبار الأمة وقيل: هو الملك الذي ذكره الله تعالى: عل بأد كا سَعينَةٍ عَصبًا ‏ [الكهف: ۷۹]. وقيل: الملك الذي ذكره الل هو متدلة بن الجلندى بن كركر» من وله مالك بن فهم وهو جد الصفاق”. وقيل: هو الجلندي بن كركر» وهو من ولد مالك بن فهم. وقيل: هو الجلندي بن المستكبر. وقيل: هو المستنير بن سعود بن جرار بن عبد العزى ابن معولة بن شمس بن غانم بن عثمان بن نصر بن زهران بن کعب بن الحارث بن عبدالله بن مالك بن نصر ابن الأزد. وليس هو كذلك» بل والقول الأول هو الأصم لأن الجلندي هذا قبل الإسلام إلا بقليلء وقيل: أدرك الإسلام. وولداه عبد وجيفر”» وقصة السفينة كانت في زمن موسى نكف وبين نبنا محمد يي وبين موسی»› اعوام ودهور. (١) عاش مائة وعشرين سنةء وامتدحه أوس بن زيد العبديء وكان عظيم القدر في معد وهو في جوار مالك بن فهم فقال: إن الأسد الكرام إن جل جار نمع النجم لا يخاف غريبا عرً من كان مالك له جار لست فى الأزد حللت غريبا انظر السالميء نور الدينء تحفة الأعيانء؛ ص١۳. ۱ (۲) مندلة بن الجلندي ين كركر: ملك عُماني قديم؛ لم نعثر له على ترجمة. (۳) الصفاق: ملك عُماني قديم لم نعثر له على ترجمة. (٤) الجلندي بن كركر: ملك عُماني قديم لم نعثر له على ترجمة. (٥) عبد بن الجلندي: ملك غُمانيء عاش في صدر الإسلام دعاه النبي يَأ إلى الإسلام برسالة بعث بها إليه مع عمرو بن العاص» فنزل عمرو في مدينة صحارء وبعث إلى عبد وأخيه جيفرء وقد ذکر ان آبا بكر أمر عبد على سرية لمقاتلة المرتدين› فقام بمهمته خير قيام وأشاد حسان بن ثابت به وبرآیه وجعل أبو بكر الصديق أخذ الصدقات من أهل عُمان على يده هو وأخوه جيفر بن الجلندي. انظر: دليل أعلام عُمان؛ ص ١۱۱. (1) جيفر بن الجلندي: ملك غُماني» كتب إليه النبي يي يدعوه إلى الإسلام وبعث الصحيفة مع عمرو بن العاص» ونزل عمرو صحار› وقابل جیفر ودفع إليه بالصحيفة› فلما قرأهاء أسلم جيفر ومن معه؛ وانتشر اللإأسلام في غُمان كلها إلا الفرس؛» فقاتلهم جيفر وأخوه عبد وأخرجوهم من عُمان. انظر: دليل أعلام غُمان؛ ص ٤٦٤ . الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس منها ۹٦۱ فصل (مقتل مالك بن فهم) وقيل: إن مالك بن فهم قتله ولده سليمة خطأء وسبب ذلك قيل: إن مالکا جعل على أولاده الحرس بالنوبةء كل ليلة على رجل منهم؛ ومعه جماعة من خواصه وأمنائهء وكان سليمة أحب إخوته إلى (۳۸) أبيهء وأحظاهم لديC‏ وأكرمهم عليهء وأرفعهم منزلة عندهء وكان يعلمه الرميء حتى أحذقء وصار حاذقاً ماهر فحسده إخوته لمكانه من أبيهء وكانوا يطلبون له عثرة مم أبيه فلم يجدوا له عثرة. فأقبل ذات يوم نفر منهم إلى أبيهم» فقالوا: يا أباناء إنك جعلت على كل واحد ما نوبة من الحرس» وکل ما قائم بنوبته ما خلا آخانا سليمةء فإنه إذا كانت نوبته» انفرد عن أصحابهء وتشاغل بالنوم عن الحرس؛» فلا تكن لك منه كفاية ولا مغنى. وجعلوا يوهنون أمرهء وينسبونه إلى العجز والتقصير. فقال أبوهم: إن كلاً منكم قائم بما عليهء وليس من أحد منكم تقصيرء وقد فهمت قولكم في ولدي سليمةء فإنه لم تزل الأخوة تحسد بعضها بعضاء لإيشار الآباء بعضهم على بعض» وإن ظني فيه كعلمي به. فانصرفوا عنهء ولم يبلغوا ما أملوه. ثم إن مالكاً داخله الشك فيما تكلموا به من أمر سليمةء فأراد ليختبر دعواهم» فلما كانت نوبة سليمة في الحرس» وقد خرج سليمة في فرسان قومه» وكان من عادته إذا خرج للحرس؛» انقرد عن أصحابهء وكمن قريبا من دار أبيهء فلما كانت تلك الليلةء خرج مع أصحابه» وانفرد عنهم كعادتهء وكمن في مكانه الأول. وكان مالك (قد) خرج في تلك الليلة متتكرا مستخفياء لينظر هل يصح قول أولاده في سليمةء وكان سليمة قد أخذته في تلك الساعة سنةء وهو على ظهر فرسه؛ فلما رأى الفرس شخص مالك من بعیدء صهلء (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۳۹. ۱۷۰ ل الجامع لأخبار الأمة فانتبه سليمة من سنته مذعوراء ورأى الفرس ناصباً أذنيهء وكان معوداً الفرس إذا رأى شيئاء ينصب أذنيه مقابلاً لما يرى» فيرمي الفارس السهم بين أذني الفرس» فلا يخطيئءٌ ما رماه الفارس» ففوّق سليمة سهمه؛ ويمّمة نحو مالك؛ء وهو لا يعلم أن ذلك الشخص أبوه فسمع مالك صوت السهم؛ وقد خرج من كبد القوس» فهتف به: لا ترمي يا بني» أنا أبوك. فقال: يا أبتِ؛ء ملك السهم قصده فأصاب مالكاً في لبة قلبه. فقال مالك حين أصابه السهم قصيدة طويلة انتخبتُ» منها هذه الأببات: جزاه الله من ولد جزاءٌ سليمة إنه سأماً جزاني أعلّمه الرماية كل يوم فلما اشتدًٌ ساعده رماني توخاني بقدح شك لبي دقيق قد برته الراحتان فأصوى سهمه كالبرق حتى ‏ أصاب به الفؤاد وما عداني ألا لت يمينك حين ترمي وطارت منك حاملة البنان”' فلما مات مالك أنشاً ولده هناءة يقول هذه الأبيات: لو کان یبقی على الأیام ذو شرف بمجده لم يمت فهم وما ولدا حلت على ملك الأملاك جائحة ‏ هذّت بناء العلا والمحد فانفصدا أبا جذيمة لايبعد ولا غلبت به المنايا وقد أودى وقد بعدا لوكان يفدى لبيت العزٌ ذو كرم ‏ فداك من حل سهل الأرض والجلدا ياراعي الملك أضحى الملك بعدك لا تدري الرعاة أحار الملك أم قصدا” () انظر القصيدة كاملة في: السالميء نور الدين عبد الله بن حميد: تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان» ج ص۱٦۳ ۳۷. (۲) انظر الأبيات في: الخصيبيء محمد بن راشد بن عزيز: شقائق التعمان على سموط الجمان؛ء ج ص ۱۷۷. وفي السالمي» نور الدين عبدالله بن حميد: تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان؛ء ج١٠ ص٦۳ ۳۷. الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى غُمان وإجلاء الفرس متها ۱١۱۷ (ذكر أخبار سليمة بعد موت آبیه) ولمًا قتل سليمة أباv‏ تخوّف من إخوتهء واعتزلهم؛ وأجمع على الخروج من بينهم» فسار إليه أخوه هناءة في جماعة من وجوه قومه؛ فاجتمعوا اليه وكرّهوا إليه الخروج؛ء وكان أكثر تخوّفه من ناحية أخيه معن فقال لهم: إن لا أستطيع المقام معكم؛ وقد قتلت أباكم؛» وكان ذلك من سبب حسد إخوتي ليء وقد يبلغني من معن ما أكره» وإني لأخشى أن يتوقع علي في بعض سفهاء قومهء فناشدوه الله والرَّحم؛ء أن يقعد عندهم؛» وضمن له هناءة بتسليم الدية عنه إلى أخوته من ماله وأعفوه عن القودء فقبل ذلك سليمةء وأقام معهم. وسلم هناءةً عنه الدّية من ماله إلى إخوته فقبلها الإخوة وعفواء إلا معن فإنه قبلها ولم يعف» وطمع هناءة أن يصلح ذات بينهم وكان حسن السيرة في إخوته وقومه. ثم إن معناً خلا له زمن» لا يتعرض لسليمة بشيء أبدء حتى أكل الذية ثم إنه جعل يطلب غفلة سليمةء ويغري به سفهاء قومه» من حيث لا يعلم به أحك فبلغ ذلك سليمةء فأقسم لا"يقيم بأرض غُمانء وأجمع رأيه على ركوب البحر» فخرج هارباً في نفر من قومهء وقطع البحرء حتی نزل ببرٌ فارس» وأقام بجاسك""» وتزوج بامرأة منهم من قوم يقال لهم الاسفاهيةء فولده منها يسمون بنو الاسفاهية. فبينما سليمة ذات يوم قاعد تذكر رض عُمان» وانفراده عنهاء (٤٤) وعن إخوتهء وما كانوا فيه من العرٌ والسلطان؛ء فقال هذين البيتين: () جاسك: جزيرة كبيرة بين جزيرة قيس وهي المعروفة ب بكيش» قبالة مدينة هرمز. انظر: الحمويء ياقوت بن عبد اللّه: معجم البلدان› ج ص ۹۵. ۱۷۲ الجامع لأخبار الأمة کفی حزناً اني مقيم ببلدة أخلائي عنها نازحون بعيدُ الث فی البلاد فلا أرى وجوه أخلائى الذين ريد ثم إنه رحل» ونزل بأرض كرمان» وأقام عند بعض ملوكهاء وعرّفهم بحسبه وسبه؛ وكکف حسده إخوتd‏ وکیف قتل آباہ وکف کان خروجه عن إخوته. فلما عرفوا مکانه وشرفهء کتموا آمرهہ مخافة أن يعرض له بسوء لأجل ما کان من أبيه وأخبه جذيمة الأبرش" فى ملوك فارس» وأكرموا مٹو اء وأعجبهم ما رأوا من فصاحته وجمالء وکمال آمرہ فرفعوا قدره» وأرادوا أن یيزوجوه من کريمة من کرائم نسائهم. وکان ذلك في زمن ملکهم ولد دارا بن دارا وكان كثير العسف والظلم» جباراً غشوماً على رعية وأهل مملكتهء وقد (۱) (۲) (۳ انظر البيتين في: الخصيبي» محمد بن راشد بن عزيز: شقائق التعمان على سموط الجمانء ج ٢ء ص ۱۷۸. وفي السالمي؛» نور الدين عبدالله بن حميد: تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان» ج ١ء ص ۳۸. كرمان: ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقری ومدن واسعة بین بلاد فارس ومکران وسجستان وخراسانء وهي بلاد كثيرة النخل والزرع والمواشي والضرع؛ تشبه البصرة في كثرة التمور وجودتها وسعة الخيراتء سمیت كرمان بکرمان بن فلوج بن لنطي بن يافث بن نوح ن2. وقیل: إنما سميت بكرمان بن فارك بن سام بن نوح؛ لأنه نزلها لما تبلبلت الألسن واستوطنهاء فسميت به فتحت كرمان في عهد عمر بن الخطاب و على يد عثمان بن أبي العاص الثقفي. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج4 ص ٤٥4 -400. جذيمة بن الأبرش: جذيمة بن مالك بن فهم الأزدي» ثالث ملوك الدولة التنوخية في العراق» وكان أعرّ من سبقه من ملوك هذه الدولةء اجتمع له ما بين الحيرة والأنبار› والرققه وعين التمر والقطقطانية› وبقةء وهيت» وأطراف البر إلى العمير ويبرين» وما وراء ذلك. وهو أول من غزا بالجيوش المنظمة وأول من عملت له المجانيق للحرب من ملوك العرب. وكان يقال له: «الوضاح» وهالأبرش» لبرص فيه. طمع إلى امتلاك مشارف الشام وأرض الجزيرة فغزاهاء وحارب ملكها (عمرو بن الظرب _أيا الزباء) فقتله وانتهب أملاكهء وانصرف» فراسلت الزباء جذيمة وعرضت عليه نفسها زوجةء فجاءها في جمع قليل» فقتلته بثأر أبيها. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٢ ص ١٤١٠. دارا بن دارا: هو دارار بن دارا بن بھمن بن أسفندیاں تولى الحكم بعد والدهء وبنی بأرض الجزيرة بالقرب من نصيبين مدينة دارا. كان شاباً غراً جميلاً حقوداً جباراً سيئ السيرة في رعیتهء واستوحش منه الخاصة والعامة. دام ملكه أربع عشرة سنة. انظر: ابن الأثير: الكامل في التاريخ» ج ١ء ص ۲۱۳-۲۱۲. الباب الرايع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس متها ۱۷۳ ضر بهم وكان إٍدا تزوجت امرآة من نسائهم؛ ولم تزف إليه قبل زوجهاء قتلها وقتل أهلها وبعلهاء ولا يقدر أحد أن يبتنى بامرأة إلا بعد أن يفتضّها الملك ويجامعهاء كانت بكرا أو ثيبا. فأخبروا سليمة بصنيع الملك فيهم» وشكوا إليه جوره» وأنهم لا يقدرون عليه لكشرة حجابه وحراسه فقال سليمة: ماذا لي عليكم إن کفيتکموه» وأرحتكم منه؟ فقالوء ى لك ذلك ولم يقدر عليه من كان قبلنا من أهل العزٌ والسلطان؟ فقال: تدبير الأمر علي فماذا لي عليكم؟ قالوا: ما شئت» قال: إذا كان الغكء فليحضر عندي أهل الوفاء والعهد والتقديم منكم. فلما كان الغد اجتمع إليه عظماء كرمان وأشرافها أهل الوفاء فجرى الكلام بينهم فقال سليمة: إن أمكنتموني مما أشرط عليكم ديرت الأمر فقالوا كلهم: لك ما طلبت. فقال: أريدٌ أن تصيروا ملكه وسلطانه ليء ولعقبي من بعدي» وعلى أن آخذ جميم غلات كرمان وخراجهاء إلى أن أتمكن وأنتتخضب من العرب من أردت» وأجعلهم معي وعلى أن تزوجوني من کرائم نسائكم. فأعطوه ذلك وضربوا على يده وقالوا: لك الوفاء بجميع ما طلبت وشرّطت. وبايعوه على قتل الملكء وأعطوه العهود والمواثيق على الوفاءء وكتموا أمرهم. وكان فيهم من بيت الملك؛ وهم قَوَامةٌ ونظام (٤٤) ملك ولكن کثر عليهم ظلمهء فكرهوه» ورأوا قتله راحة لهم. انظروا أيها السامعون في عاقبة الظلم والجور؛ أداه إلى أن تقتله أقرباؤv‏ ولو عدل لأحبه البعداء والأدنياى وتمنوا له طول العمر والتصر على الأعداء. فلما فرغوا من البيعةء زوّجوه من كرائم نسائهم وكل هذا لم يعلم الملك منه شيء وأشهروا التزويج لرجل من أهل كرمان» لئلا يعلم الملك بشيء فلما فرغوا من أمر التزويجء عاهدهم سليمة على ليلة معلومةء ليزفوه ١٠2 الجامع لأخبار الأمة إلى الملك» وقال: اشهروا أمر التزويج؛ ليتهياً له الملك؛ وليتأهب لمباشرة العرس. فلما كانت تلك الليلةء أشهروا الزفْةء وعمدوا إلى سليمةء فألبسوه الحلل الفاخرةء والحلي السنيّء وضمخوه بالأطأيب» وكان شاباً حسناً جميلاء وكان قد شحذ سكين وجعلها في سراويله» وزفوه في الخدم والحشم؛ حتى انتهوا به إلى الحصن؛ ففتحت لهم الأبواب» ودخلوا به» فنظر إليه الملك في ضوء المشاميعء وهو في تلك الهيئة الحسنة الجميلة هاله منظرهء وسلب لبه وعقلف فأوماً إلى النساء والخدم لينصرفواء فانصرفواء فأغلق الأبواب» وأرخى الستور وبقي هو وسليمة في غرفة واحدة فأهوی إليه يقبله ويضمه إلى صدره» فاسترخی سليمةء وجعل يلاعبه ويداعبه» كما تفعل الجارية» حتی تمكن منه؛ فأخرج السكين؛ء وضربه في خاصرتهء وقتلهء ولبس سليمة درع الملك» وتقلد السيف» وجعل على رأسه البيضةء وبات متأهباء ولم يعلم أحد بما صنع بالملك» وبات الذين بايعوه في خوف عظيم؛ لا يدرون ما يكون من أمر سليمة والملك. فلمَا طلع الفجرء وثب سليمة إلى الأبواب» ففتحهاء وخرج على الحرّاس وخاضة الملك وحجابه فوضع فيهم السيف» حتى أباد عامتهم والباب العامد مغلوق لم يفتحهء ووقع الضجيج في الحصن؛ وعلت الأصوات» فأقبل أهل البيعة وغيرهم من أهل البلد بالسلاح التام فأشرف عليهم سليمة من أعلى الحصن؛ وعليه الدرع والبيضةء وبيده سيف الملك؛ يقطر دماء ورمى إل برس الملك وجثتهء فلما نظروا إليه هالهم ما رأوا من أمر سليمة وجرأتهء وُر بذلك كثير من أهل البلكء وخاف من لم يسرَّه ذلك» ولم يقدر(أن)” يظهر حرباً ولا كلاماء واستقام (٢٤) الأمر لسليمة بأرض كرمان» وسلّمت له جميع رعاياها طوعاً وكرهأء ورغبة وهيبة. (۱) إضافة يقتضيها السياق. الياب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس متها ١۱۷ ثم جعلوا في رجل الملك حبلا وأمروا الصبيان يسحبونه» ويطوفون به في شوارع البلد وسککھا. ولما استقر الأمر لسلميةء أهدوا إليه عرسّه؛ فابتنى بهاء وتمهد له الأمر واستولى على كرمان وثغورها ونواحيهاء وأطاعوه ومكنوه من أنفسهم وأموالهم؛ وأعانوه في جميع أموره فلم يزل كذلك› حتی حسدوه» وبغوا عليه وقالوا: إلى متى يملكنا هذا العربيء ونحن أولو القوّة والمنعة؟ وجعلوا يتعرضون له في أطراف ملكه. فكتب سليمة إلى أخيه هناءة بن مالك بعُمان؛ يستصرخه؛ ويطلب منه المعونة والمدد من فرسان الأزد ورجالهم؛› يشدٌ بهم عضده ويقيم بهم أود من اعوج عليه من أهل مملكته» فأمدّه بثلاثة آلاف من فرسان الأزد وشجعانهم› وحملهم في المراكب» حتى أوصلهم أرض كرمان؛» فتحصنوا عند سليمةء فشد بهم عضده وأقام بهم من تعاوج عليه من العجم. ولم يزل أمره مستقيماً بأرض کرمان» واشتدٌ ملکه وقوي سلطانه وولد له عشرة أولات كلهم ذكور؛ وهم: عبكء وحمايةء وسعكء ورواحةء ومجاشن؛ وكلاب» وأسد وزاهرء وأسودء وعثمان. وتوفي سليمة بأرض كرمان؛» فاختلف رأي أولاده من بعد ودخل الناس بينهم؛ فكان سبب زوال ملكهم» ورجوع الملك إلى العجم؛ فغلبت الفرس عليهم› واستولوا على ملك أبيهم واضمحل أمرهم؛ فتفرقوا بأرض رمان وفرقة توجهت إلى عُمان» وجمهور بني سليمة بأرض كرمان؛ لهم بأس وشدّةق وعدد كثير وبعمان الأقل منهم. ثم لم تكن للفرس رجعة إلى عُمانء بعد أن جلاهم مالك عنهاء إلى أن انقضى ملكهء وملك أولاده من بعدهء وصار ملكها إلى الجلندي بن المستنير ٦۱۷ ر ۱ الجامع لأخبار الأمة المعوليء وصار ملك فارس إلى بني ساسانء وهم رهط الأكاسرةء فكان الصلح بينهم وبين الجلندي بعُمانء فكانوا يجعلون لهم بها أربعة آلاف من الأكاسرة والمرازبةء مع عامل لهم بها مع ملوك الأزدء فكانت الفرس في السواحل وشطوط البحر والأزد ملوكاً في البادية والجبال وأطراف عُمانء وكل الأمور منوطة بهم وکان کل من غضب عليه کسری او خافه على نفسه وملكه أرسله إلى عُمانء (٤٤) يحبسه بها. ولم يزالوا كذلك؛ إلى أن أظهر الله الإسلام بكُمان. الباب الخامس في معرفة الرسل | صلوات الله عليهم أجمعين ۱۷۸ الجامع لأخبار الامة أول الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين آدم .ثم ابنه شيث”» أنزل الله عليه سبعين صحيفةء وهو نبي ورسول. ثم دريس“ وهو أخنوخ. نبي ورسول» أنزل الله عليه ثلائين صحيفةء وفرض عليه صلاتين» في طرف الها غدوة وعشيَةء وفرض عليه الحج إلى الكعبة البيت الحرام كما فرض على آدم وشیث من قبله. ثم بعث الله نوحأ نف واسمه: ساکن بن لمك بن ياجور بن أخنوخء وهو إدريس نَل فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامأء فلم يؤمنواء› فأخذهم الطوفان وهم ظالمون؛ ابتعثة الله بالدين الذي أمر به ملائكته› وأوحى الله إليهء إني آنا الله لا إله إلا آنا فاعبدني» ولا تشرك بي شيئاء وادع قومك إلى ذلك. ومما فرض الله عليه بر الوالدين» وأن يوفوا بالعهد وأن (١) انظر قصة آدم كاملة في: القلهاتي» أبو عبد الله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيان» ج ۲ء ص ١۱-٦۲. (۲) شيث بن آدم: عندما بلغ شيث مبلغ الرجال» أوحى الله تعالى إلى آدم أن يأخذ من شيث العهود والموائيق؛ فبرز حتى صار إلى موضع خالٍ من الأرض؛ فجعل يوصي شيث بتقوى الله ویحذره نقم الله. فلما فرغ من وصيتهء أوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل والملائكة أن اهبطوا إلى شيث وآدم وخذوا على شيث العهد والميثاق» واكتبوا عليه كتاباًء وكونوا من الشاهدين. انظر: القلهاتي› بو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبیان؛ ج ۲ء ص ۲۷. (۳) إدريس: وهو أول من بعث بعد آدم ا وهو جذ نوح نلك وكان أشد الناس عبادة بعثه الله على قومه؛ وكانوا من السحرةء وأول من لعن الآباء والأمهات؛ وقطعوا الأرحام وأطاعوا الشيطانء فدعاهم إدريس إلى طاعة الل وفرض الله تعالى عليه صلاتين طرفي التهار: غدوة وعشيةء وفرض عليه الحج إلى الكعبة البيت الحرام؛ وفرض عليه الأحكام والحدودء وترك السحر فلما دعا قومه إلى ذلك أبواء وهموا بقتلهء فرفعه الله إليهء وأسكنه الجنّة. انظر: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبیان؛ ج۲» ص ۳۰-۲۹. (٤) انظر قصة النبي نوح في: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيان» ج ۲ء ص ۳۱- ۳۷. الباب الخامس 0 في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين ۱۷۹ لا يقربوا الزنىء وأن لا يأكلوا مال اليتامى ظلماء وكان نوح يتلو الكتاب من الصدر الأول في صلاتهء وفرض عليه كل يوم ثلاث صلوات: أول النهار ووسطه» وآخرهء وكان لا يصلي جماعةء وكان يصوم من کل شهر ثلاثة ايام فريضة من ربهء فدعا قومه إلى طاعة الل وما أمر ربّهء فکذبوه وشتموه وضربوه. ثم أخذ في عمل السغينةء بعدما أذن الله له في عملهاء وأمره أن يحمل الناس في أعلاهاء ون يجعل آدم وحواء بتابوتيهما في وسطهاء والدواب والوحوش في أسفلهاء وحمل فيها من کل زوجين ائئينء مما يلد ویبیض» إلا ما يتولد من الطين كالحشرات» فإنه لم يحمله. فلما استوت السفينةء أوحى الله إليه أن العلامة إذا فار التنور الذي فى دارك؛ فاركب السفينة أنت ومن معك. فلما فار التنورء ركب نوح في ٹمانين امرأة وثمانين رجلا وحمل فيها من كل زوجين اثنين» والذين سبق عليهم القول (٤٤) من أهله امرأته وولدهء فلم يركبا في السفينةء وفتح الله أبواب السماء بماء منهمرء وفجر الأرض عيوناء فالتقى الماء على أمر قد در وارتفم الماء فوق أعلى جبل في الأرض أربعين ذراعا. وركب نوح لعشر خلون من رجب» ونزل لعشر خلون من المحرمء تمام ستة أشهر. وكانت تجري بهم في موج كالجبال» فإذا أتت الحرم طافت بمكان البيت سبعة أشواطء ورفع البيت عن الغرق» وقيل: كانت الكعبة من درَّة من جوهر الجنةء وبقي منه الحجر الأسود في جبل أبي قبيس”. ثم سارت السفينة حتى () جبل أبي قبيس: اسم الجبل المشرف على مكةء وجهه إلى قعيقعانء ومكةء بینماء سمي باسم رجل من مذحج؛ كان يکنى أبا قبيس» لأنه أول من بنى فيه قبة. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ۸۰. ۱۸۰ 9 الجامع لأخيار الامة ]3 ر « انتهت (إلى)” جبل الجودي” بأرض الموصل؛ وقیل: إنه بالصين› ورفعه وأتى الماء على جميع الدنياء فغرق كل من عليها من الخلق؛ فلما نشفت الأرض» نزل نوح بمن معه بأرض بابل» فموضعهم یسمی سوق ثمانين» ولم تكن للذين ركبوا مع نوح ذريةء والتاس كلهم من أولاد نوح الثلاثة وهم سام وحام؛ ویافث: فالزنج› والسند والهندء والنوبةء والحبشةء والبربرء من أولاد حام والعرب» والفرس» والروم؛ من أولاد سام. وياجوج وماجوج والترك ووصى نوح أولاده بطاعة اللهء وأن يؤمنوا بالله والرسل من قبلهم. واستخلف نوح ولده سام وكان أفضل أولاده ومنه كانت الأنبياى صلوات الله عليهم والأولياى والملوكء وخيار الناس؛ وكان سام يصلي في كل يوم الاين ركعةء وكان يصوم عاشوراء وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي» وخرج سام مع أبيهء وعلمه المناسك؛» وكان يقول في تلبيته: لبيك اللهم لبيكء لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لك» لا شريك لك لبيك؛ وقيل: نزلت عليه صحف. ولم تزل الناس على طريقة واحدةء ومنهاج واحد إلى أن مات سام فتبلبلت الألسن؛ وتكلم كل ناس بلغة وتكلم أبو عاد بالعربيةء فهم العرب العاربة. (١) إضافة يقتضيها السياق. )۲( جبل الجودي: جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من اعمال الموصل› ياقوت ابن عبد الله: معجم البلدانء ج ص ۱۷۹. الباب الخامس ‏ في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين ۱١۱۸ ثم أرسل الله هودا إلى عاد وهو هود بن عابر بن عاد بن ارم بن سام بن نوح؛ فدعا إلى ما دعا إليه من قبل فكذبوه» فحبس الله عنهم الغيثء (٥0 ٤( وأخذهم بالسنين» ونالهم الضرٌ فبعثوا ثلاثة رجال منهم إلى الحرم ليستقوا لهم وهم: فيل بن عادء والتيم بن هزالء ومرند بن سعيد. وقيل بعثوا أربعة: قيل» وشدات ولقمانء ولقيم فساروا إلى الحرم فاستقواء فلم يسقواء وأآرسل منقعر» سخرها عليهم سبع ليال وثمانية يام حسوماء فتری القوم فیها صرعیء كأنهم أعجاز نخل خاوية. فبقيت منهم بقَيّة كانوا عنهم بمنزح› وهم مود فأرسل الله عليهم صالح” بن كاين بن راشك بن كاشح بن الأروع بن مهل بن هود نيف فدعاهم إلى ما دعت الرسل من قبله؛ء وكان يصوم يوم عاشوراء وکانت صالح إلى طاعة الل فسألوه أن يريهم آيةء فأخرج لهم من صخرة كانت قریباً منهم ناقة يتبعها فصيلهاء لم يَرَ الراؤون أحسن منهاء ومن فصيلهاء وقد کان شرط عليهم إن مشوها بسوء أخذهم عذاب أليم ون لهم شرب يوم ولها شرب یوم معلوم. ويُروى عن النبي يَيةٍ أنها إذا كان يوم شربهاء تضع شفتيها على الماء () انظر قصة النبي هود في: القلهاتي» أبو عبد الله ين محمد بن سعيد: الكشف والبيان؛ ج۲ ص ۳۷- ٤٤. (۲) ثمود: ثمود بن عابر بن إرم؛ من بني سام بن نوحء رأس قبيلة من العرب العاربة في الجاهلية الأولى. كانت إقامته في بايلء ورحل عنها بعشيرته إلى الحجر (بين المدينة والشام)» ثم انتشروا بين الشام والحجاز وبقيت آثارهم في الحجر المعروفة بمدائن صالح إلى اليوم. وفيها عجيب الآثارء بيوت محفورة في الصخور. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج؟ء ص ١١٠۱-٠۱٠٠.0 (۳) صالح: انظر قصة النبي صالح في: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء ج ٠ء ص ٤٤ -٤٤. ‎\۸AY‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏فتشرب ماءهم کله فيخرج منها لبن فيشبعهم كلهم فكفروا بنعمة الله وکان فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض» ولا يصلحون؛ فُسّاق» شراب الخمور» كانوا من أكابرهم» فعقروا الناقةء وقسموا لحمها في ثمودء وخرجوا يطلبون الفصيل. ‏وبلغ الخبر إلى صالح؛ فقال: أدركوا الفصيلء فلعلكم إن أدركتموه لا تعذبون. وخرج صالح معهم فلما (رأیى) الفصيل صالحاء نادی: يا صالح› يا مام ثلائة أصوات فقال صالح لقومه: استعدوا للعذاب. وكانوا عقروا الناقة يوم الأربعاء فأتتهم الصيحة يوم الأحك فأصبحوا في ديارهم جاثمين. ‏ثم إن الله تعالى» بمنه ولطفه؛ ؛ بعث خليله ونبيّه إبراهيم“ء صلوات الله عليهء في زمن نمرود بن کنعان“ بن کوش بن حام بن نوح ٹف وهو من الأربعة الذين ملكوا الأرض؛ وهم: نمرود؛ وشداد' وسليمان بن ‏(۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۳٤. ‏() انظر قصة النبي إبراهيم في: القلهاتي؛ أيو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء ج۲؛ ص ٤٤ -۱٠. ‏(۲) نمرود بن کنعان: هو نمرود بن کنعان بن كوش بن حام بن نوح» وكان في زمانه الكهنة والمنجمونء وقالوا له: سيولد في مملكتك مولود يكون سبب هلاكك وهلاك ملكك على يديه في هذه السنةء وأنه يدعو إلى غير دينك. فأمر بعزل النساء عن الرجالء وكل حبلى ولدت غلاماً أمر بقتلهء وكان من قدر الله أن آزر أبا إبراهيم صلوات الله عليه قد واقع امرأته على طهر منهاء فحملت إيراهیم خليل الرحمٰن؛ فلما جاءها المخاض خرجت هاربة وخبأته في شجرة وأخبرت والده بمکانه فأخذه وجعله في سرداب تحت الأرض» وكانت أمه تختلف إليه وترضعهء وهو إيراهيم النبي لل. وکان هلاك نمرود على يده. انظر: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء ج ٢ء ص ٤٤.۰ ‏)٤( شداد: شداد بن عاد بن ملطاط بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حميرء من قحطان؛ ملك يماني جاهلي قديم› من ملوك الدولة الحميريةء اتفقت عليه كلمة أولي الرأي من حمير وقحطان؛ بعد وفاة النعمان بن يعفر فولڵوه الملك في صنعاءى فكان حازماً مغواراً غزا البلاد إلى أن بلغ أرمينياء وعاد إلى الشام فزحف إلى المغرب» يبني المدن ويتخذ المصانع. ولما رجع إلى اليمن مضى إلى مأآرب» فبنى فيه قصراً بجانب السذء ولم يكن في الدنيا مثلهء ولما مات نقبت له مغارة في جبل شبام ودفن فيهاء ومعه جميع أموالهء انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام› جح ص ١١٠۹-۱١۱. وانظر التفاصيل في: الحميري نشوان بن سعيد: ملوك حمير وأقيال الیمن؛ ص٤٥ - ٥٥. ‎ ‎ ‎ الباب الخامس في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجممين ۱۸۲ داؤد (٦ ٤) عل بتلا وذو القرنينء وكان في زمانه الكهنة والمنجمون؛ء وهو ٍبراهیم بن آزر بن تارح بن ياجور بن شاروع بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح نف وقیل: کان مولده بالسوسç››‏ وقیل: ببابل› وقيل بكوثا" والله أعلم. وابتلاه الله بعشر كلمات؛ فأَتَمَّهنٌ خمس منهن بالرأس» وخمس بالبدنء فاللواتي في الرأس: قص الشارب» والمضمضةء والاستنشاق» والسواك؛ وفرق الشعر. واللواتي في البدن: تقليم الأظفارء ونتف اللإبطين» وحلق العانة والختانء والاستنجاء بالماء. وقيل: هن مناسك الحج. وقيل: ابتلاه الله بالكواكب» والشمس والقمرء فأحسن فى ذلك؛ وعرف رب نه دائم لا يزول. وابتلاه بالنارء فصبرء وفضائله وشرفه كثيرء لا يحصى. وکفی ما قص الله فى كتابه أنه جعله إماماً للناس› واتخذه خليلا. وهو اول من ضاف الضيفء وأطعم الطعامء وسن الحجء وعد فواعد البيت بعد الغرق» وأول من ١ء ختتن» وأول من أوفى بعهده»ء وأطاع ربّهء في دبح ولده إلى أن فداه الله بذبح عظيم؛ وهو اول من شاب؛ وأول من کسر (١) السوس: بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي ّل. قال حمزة: السوس تعريب الشوش ومعناه الحسن والنزه والطيب واللطيف. وقال ابن المقفع: أول سور وضع في الأرض بعد الطوفان هو سور السوس؛ ولا يعرف من بناه. وقيل: إن أول من بنى كور السوس وحفر نهرها أردشير بن بهمن القديم بن اسفنديار بن كشتاسب. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلداثء ج ۳ء ص ۲۸۱-۲۸۰. (۲) كوثا: وتعرف باسم كوا ريّى في العراق» وبها مشهد إبراهيم الخليل ّث وبها مولدهء وهي من أرض بابل» وبها طرح إبراهيم غ في النار. فتحت في عهد عمر بن الخطاب؛ على يد سعد بن أبي وقاص. قال زهير بن جُؤيّة: لقينا بكوثى شهريار نقوده ‏ عشية كوئى والأسّة جائرة انظر: الحموي؛» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ۸۷٤ -۸۸٤. ۱۸ 3 ا الجامع لأخبار الأمة الصليب» وأول من طهر البيت العتيق من الأوثانء وأول من اتخذ المقام وفضائله لا تحصی. وفي الخبر إن البيت انهدم فبنته العمالقة' من بعد إبراهيم» ثم انهدم› ووضع الحجر الأسود في الركن رسول الله يَيةٍ. ثم أرسل الله لوطأء وهو لوط ب بن هارون بن رباح» واسمه بالعربية آزر فكفى بما قصٌ الله في كتابه من قصته وقومه وهلاكهم وأنجى الله لوطاً وأهله وجميع مواشيه إلا امرأته كانت من الغابرين» وهو ابن أخ إبراهيم» ومدائنهم خمس؛ أهلك الله أربعأء وبقيت واحدة. ۶ ثم أر سل الله إسماعيل› وإسحاق"» ويعقوب!» ثم يوسف› وآيوب”› (١) العمالقة: عملاق أو عمليق بن لاوذ بن إرم: جذ جاهلي قديم» من العرب العاربة. بنوه العمالقةء وكانوا ببابل؛ فغلبتهم عليها الفرس؛ فانتقلوا إلى تهامة بالحجاز ثم تفرقوا في الحجازء والبحرين وعمانء والجزيرةء والشام. قال الطبري: كانوا عرباً ولسانهم عربي. وكان منهم ملوك العراق الجزيرة وجبابرة الشام (الكنعانيون) وفراعنة مصر. وتكرر في التوراة ذكر قتالهم اليهودء قال يوست: العماليق شعب قوي ذكر أولاً في قصة كدر لعومر ولا يعرف أصلهم وعدهم بلعام أول الشعوب. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ ج ٥ء ص ۸۸. (۲) انظر قصة النبي لوط في: القلهاتي؛ أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء ج ٢ء ص ٦٠٥ 1-۳ (۳) إسحاق: وهو أصغر ولد إبراهيم ڳل بلا وجعل إبراهيم الوصية إليه» وآمن بكلمة التقوى وهي: شهادة أن لا إله إلا شه وأن يتبع ملّة أبيه إبراهيم فعمل نبي الله إسحاق بما أمره أبوه حتى ولد له يعقوب والعيص. انظر: القلهاتي؛ أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيان؛ ج ۲ء ص ۳٥. (4) يعقوب: يعقوب بن إسحاق بَإَل انظر قصة نبوته في: ابن الأثير: الكامل في التاريخ» ج١» ص ۰۱۳۷ (٥) يوسف: يوسف بن يعقوب بء النبي الذي أعطاه الله الحسن والجمال ما لم يعطه أحداً من ولد آدم؛ أيغضه أخوتهء وكمنوا له العداوة في سبب الرؤيا التي ذكرها الله في محكم كتابه العزيز «القرآن». انظر قصة النبي يوسف في: القلهاتي؛› أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء ج ٠ء ص ٥٥ -1٦0. (1) أيوب: وهو يوب بن العيص بن إسحاق بن إيراهيم تللا . كان أعبد الناس في زمانه؛ء وکان من -_-_- = الياب الخامس في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجممين ۵٥۱۸ 32 ثم أرسل الله موسى وهارون” وشعيبا ويونس» (۷٤) ويوشع بن نون وکلم الله موسى تكليماء وانزل عليه التوراق وأرسل داؤۇد وأنرل عليه الزبورء وأرسل سليمان”» وملكه الدنيا جميعهاء والجن والأنس؛» والشياطين› = أحسن الناس صنعاً بمن يمر به من السائلين؛ ورث الكرم عن جذه إبراهيم كث وكان يأمر بكلمة التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الل ابتلاه الله بالجدري» فغطى جسده كله ولم يبق له إلا عيناه ينظر بهما إلى السماء ويقول: يارب صبرني على بلائك» وأفرغ علي رحمتك؛ ومن علي بعافيتك. ثم شرب من العين ورد الله عليه ملكه وأولاده وقصوره. انظر القصة كاملة فى: القلهاتى؛ أبو عبدالله بن محمد بن سعید: الكشف والبیان؛ ج۲ء ص ٢٥-٤٥٤ ٥-٥٥. ۱ (١) انظر قصة نبوة موسى وهارون في: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبیان؛ ج ٢ء ص ٦١-١٦. (۲) شعيب: هو النبي شعيب بن نون من ولده الهون بن الهيرة بن الأزد بعثه الله إلى قومهء فلما أمرهم بطاعة الله وعبادته» وترك عبادة الأصنام كذبوه وعصوه» فأخذهم عذاب يوم الظلة. ويقال: إنه أصابهم في بيوتهم حر شديد فخرجوا يلتمسون الوح فأتاهم كهيئة سحابةء فخرجوا يسعون إليهاء فلما أظلتهم أخذتهم الصاعقة فأصبحوا في دیارهم جاثمين. انظر قصة النبي شعيب في: القلهاتي› أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيان؛ ج۲ ص ١٦-۱۱. (۳) يونس: يونس بن متى النبي كلف قصته مع الحوت الذي ابتلعه مشهورةء أرسله الله نبياً على بني إسرائيل بعدما خرج من بطن الحوت» وأنذرهم بالعذاب لما عصوهء وعندما أقبلت العيون علموا أن العذاب نازل بهم فآمنوا. انظر قصة النبي يونس في: القلهاتي؛ أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء جح ۲ء ص ٩٦ -٤۷. (٤) يوشع بن نون: كان في العهد الذي نزل فيه الوحي على موسی تلف واستخلفه الله تعالى على قومه من بعده. كان كثير الصلاةء يصلي في اليوم مائة وعشرين ركعةء واشترى سيفا وقوسا يجاهد في سبيل ربه. وكان يأمر قومه بالمعروف وينهاهم عن المتكرء ويحثهم على طاعة الله واتباع رسلهء والإيمان بما جاؤوا به من التوحيد. انظر: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيانء جح ٦ء ص ١۱۲-۱. )0( داود: هو داود بن إیشا بن عبید بن بهش بن فارط بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهیم صلوات الله عليهم. أتاه الله تعالى الملك والنبوةء فقسم الدهر ثلاثة أيام: يوم لقضائه بين الناس؛ ويوم لخلوته ونسائهء ويوم لعبادة ربه قائم في المحراب. انظر قصة النبي داود في: القلهاتيء أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبیانء جح۲ ص ۲٦-٥۱. (7) سلیمان: سلیمان بن داود بن إيشا بن عبيد بن بهش بن فارط بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم؛ ملكه داود الملك على بني إضرائيل وهو ابن اثنتي عشرة سنةء وعليهم ووليهم بعد أبيه وهو ابن أربعين سنةء وفهمه الله منطق الطير وحشر له الجن والإنس؛ وسخر له الريح عاصفةء وسخر له الشياطين يغوصون له في البحر يخرجون له اللؤلؤ والمرجانء وأسال له = ٦۱۸ الجامع لأخبار الأمة والعفاريت» والطير والوحوش» وكل من في الأرض» وسخر له الريح تجري بأمره رخاءء حيث أصاب. وأرسل زكريا ویحیی» والياس"› والعزيز"» وعیسی ابن مريمء وأنزل عليه الإنجيل» وقيل: إن عيسى دعا إلى طاعة الله وهو ابن ثلاثين سنةء ومدّة دعوته ثلاث سنين» وثلاثة أشهرء وثلاثة أيام» ثم رفعه الله إليهء وأنزل الله عليه المائدة» قيل: إنها: كانت خبزاً وسمكاأء وقد کانوا طلبوا منه ذلك؛ فدعا ال كما قال الله في كتابه: الهم ربا آنل علا مايدة سن اَلسَمَ = عين القطرء وهي عين التحاس. وأخبار سليمان وأحاديثه كثيرة منها ما جرى له عند بلقيس. ولمًا عبد غير الله في بيته نزع الله عنه خاتمه وملك وأراه الذل والهوان» فكان يخدم كل يوم عند الصيادين بسمكتين إلى أن رد عليه خاتمه وملكه. انظر: القلهاتى» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبيان ج۲ ص ٥1٦-1۹. ۱ (۱) زكریا ویحیی: نبان من أنبياء بني إسرائيل لاء وقد سمي يحیی بهذا الاسم لأن أباهء زكريا أوتي يحى وهو يومثذر ابن خمس وتسعين سنةء وكانت زوجته في سنه. أخرجه الله حياة للأرض يذکره ويسبحه ويقدسه؛ من شيخ كبير وامرأة عجوز. كان يحبى يلبس ثياب الصوف والشعرء وساح في الأرض يعبدالله ليلاً ونهاراء وكان إذا صلى بکى حتى يکي من سمعه لبکائه. قتله ملك بني إسرائيل بعدما رفض أن يحلل له الزواج من ابنته ذبحاً في محرابه» وجُعل رأسه في طشت» وجاؤوا به إلى الملك والرأس يتكلم ويقول: «إنها لا تحل لك». فهرب والده زكريا ودخل في جوف سدرة فجاءه جند الملك وقتلوه» وحملوا رأسه إلى الملك والرأس يتكلم ويقول أيضاً: لا تحل هذه المرأة لك انظر تفاصيل قصة زكريا ويحى ب في: القلهاتي» أبو عبدالله بن محمد بن سعيد: الكشف والبیانء ج ص ۸۱-۸۰.. (۲) الياس: هو الياس التشبيء ويقال: ابن ياسین بن فتحاص بن العیزار بن حرون؛ وقیل الياس بن العازر بن العيزار بن هارون بن عمران. وقالوا: وكان إرساله إلى أهل بعلبك غربي دمشق؛ فدعاهم إلى الله كء وأن يتركوا عبادة صنم لهم يسمونه «بعلا» فكذبوه وخالفوه وأرادوا قتلهه فهرب منهم؛ واختفى عنهم حتى أهلك الله ملكهم؛ وولي غيره» فأتاه الياس؛ وعرض علي الإسلام. فأسلم؛ وأسلم من قومه خلق عظيم. انظر تفاصيل قصة الياس في: ابن كثير أبو الفداء الحافظ: والبداية النهايةء مكتبة المعارف» بيروت» لبنان؛ الطبعة الأولىء ٦م ج اء ص ۳۳۸-۳۴۷. (۳) العزيىز: عزيز بن جروة؛ ویقال ابن سوریق بن عدیا بن آیوب بن درزنا بن أسبوع بن فتحاص بن العازر بن هارون بن عمران؛ ویقال: عزیز بن سروخاء جاء في بعض الآثار أن فبره في دمشق؛ کان صالحاً حكيماً. انظر قصة العزيز الكاملة في: ابن كثير؛ أبو الفداء الحافظ: البداية والنهايةه ج ۲ء ص ٤٤-٤٤-٥٤-٦٤ -4۷. (٤) عيسى بن مريم: انظر قصته كاملة في: القلهاتيء بو عبدالله بن محمد بن سعید: الكشف والبيانء ج ٦ء ص ٦۹۰-۸. الباب الخامس في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجممين ۱۸۷ س و مہ کس ی ‎o oe‏ حط سو و م ص سو د ص و تكن لتا عيدًا لِاوَلمًا واخرنا واي منك وارزفنا وت حير ارون 9 قال اله إت وک ےہ ےم 7 مس سے ت وو و وو م2 س وو $ ‎e e‏ مترلها عَلتَكهٍ فمن يكر بعد منک فان أعذبه, َا لا أعذبه أحدا من الم ¶* [المائدة: ١١١٠ ١٠١٠] فلما عصو ا بعدها أعمهم الله بعقابف؛ ومسخهم فردة وخنازیر. وفي الخبر أن عيسى قام فيهم؛ بعدما أنزل الله عليه الإنجيل سنتين ونصفاء ورُفع وهو ابن اثنتين وثلائين سنةء وستة أشهرء وعاشت أمه بعده خمس سنین؛ وولدته وهي ابنة اثنتي عشرة سنةء وماتت» ولها من العمر تسع وأربعون سنة وستة أشهر والله أعلم. وقيل إن أمه ماتت قبل والله أعلم. والحكمة تحت أقدامكم. يا علماء السوء جلستم على باب الجنة لا دخلتم ولا تركتم الناس يدخلون؛» يا علماء السوع لا تأخذوا للعلم ثمنء فإنكم إن فعلتم ذلك شقيتمء تظهرون للناس السكينةء وتلبسون ثياب الصوفء وتمترشون ومن کلامه: الدنيا لقت مزرعةء فمن زرع خيرأء حصد في الآخرة خیرا ومن زر الشن حصد الشر. (۸). ومن کلامه: النفس نور كل حيء والحكمة نور كل قلب؛ء والتقوى رأس كل حكمة والحق باب کل قلب» والتقوی راس کل خیر. ثم أرسل الله سيدنا ونبينا محمد يٍَِْ بما أرسل النبيين من قبلهء فنسخت شريعته جميع الشرائع› إلى يوم القامة وجعله خاتم رسلهء وبعثه إلى الخلق كافةء وجعل كتابه معجزاء لا يمكن الإتيان بمثلهء وخصَّةُ بخروج الماء من أصابع ولىلة القدر ويوم الجمعةء ومنعه من قول الشعرء فلا يتأتى له وهو أفصح الخلق لساناء وأعطي (نوابغ) الكلم؛ وكان يرى من خلفهء كما يرى () استدراك من النسخة الأصلية ب ص ٢٥ ٥. ۱۸۸ الجامع لأخبار الامة من قدّامةء وليست له ظلة إذا مشى فى الشمس» وتؤٹر قدمه› إذا مشی في الصخرة الصلداء ولا توثر في الرمل والثرى» ولا يحط عليه الذباب» وحص بصلاة العشاء الآخرةء وصلاة الجماعةء وصلاة الجمعةء وصلا الكسوفين؛ء وصلاة الاستسقاء وصلاة العيدينء وصلاة الليل› والأذان» والإقامةء وصلاة الوترء وخصّ بإباحة الغنيمةء وكان آفرس من ركب الفرس من العالمينء وکان لا ينهزم؛ إذا لقي العدوء وإن كثرواء وأ ييح له الوصال في الصوم: وحرّم الله نكاح أزواجه على الخلق؛ وجعلهن أمهات المؤمنين» وحص بإسقاط المهر والنكاح بلا وليء ولا شهودء وخص بهبة المرأة ل نفسهاء وحرّم عليه نکاح الإماء أبدا إلا ما يشتري لنفسهء وهو أكثر النبيين أَمّهء ويشهد لجميع الأنبياء فلذلك كان خاتمهم وله الشفاعةء ولواء الحمدء والحوض الموروتء ونهر الكوثرء وأول من يدخل الجنة. وقال في خلقه وعظمه: ‏ ونك لعل حُلقي عظيم ‏ (القلم: ٤ ]. ومن شرفه أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم› وأنه لم يناده الله فی القرآن باسمه تعظیماء کما نادی الرسل: یا آدم ويا نوح» ویا إبراهیم» ویا موسی» ویا عیسی. ومن شرفه أن السماوات حرست من الشياطين» ورفعت له الدنيا ومن فيها إلى النفخة. وأقسم الله على هدایته؛ فقال: ل وَالنَجُو ذا هوی َ ضلَّ ل ان وما 1 م س غوئ 0 وما ينطق عن الهو © إن هو لا وحی دو که [النجم: ١ - وأقسم على رسالتهء فقال: يس © والمَرمَان لكر ٨ إِنَك لمن الْمْرسَلنَ ٠ عل صر شن مسقم [یس: ٤-٤]. وأقسم (۹٤) عل محبتهء فقال: ولص © وليل إِدا س © ما ودعك ريك مر ص تو وما قل [الضحى: ١ -۳). الباب الخامس ‏ في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجممين ۱۸۹ وأقسم على براءته من العيوب» فقال: كلا اقيم يما ثرون © وما لا سرود © إَِه, لول رسُول كيم © وما هو يقو شاعر فللا ما ونون © ولا قول اهن للا ما تذکرون م ‎Ar A‏ [الحاقة: ۸٢۳۸ - ۲٤]. ب ۶ ونهی الله المؤمنين أن يدعوه باسمه» فقال: لا علو دعا الرسُولِ کم كدعا د عام بعکم بعصا $ [النور: 1۳]. وقد ناداه الله: ‏ يما اَي االأنناں: مد ل ايها الول 4 [المائدة: ١ 4]. ونهى عن رفع الصوت على صوته قوله: « لا ترقعوا َصوَكَكم ت ن ولا كَهَوا تہ بالق کر میم ينی آن َد دكم وَأشر لا عرو [الحجرات: ۲]. وأقسم الله بحياتهء فقال: ¥ لعمرك اء بم لفى سکريهم يمهو ن $ [الحجر: ۷7]. ونصره بالرعب من مسيرة شهرین من بین يديه ومن خلفه؛ وأيّده بالملائكة ونصره بريح الصباء ورفع ذكره فقال: ل ورفعنا لك ورك [الشرح: 4]. وقرن اسمه مع اسم وأمر أهل السماوات والأرض بالصلاة عليه وصلى عليه وملائكتهء فقال: و إن الله وملتمكته, لون ع عل لني ا ارك ء اموا ‎AK‏ دَسَلَمُاً كلكا ‏صَلوا عله وسلموا تًا [الأحراب: 06]. ‏وشق له اسما سما فالله المحموت والنبي محمكء وسماه الرؤوف الرحيم؛ وفرن طاعته بطاعته فقال: من يع الرَسُولُ مد اطا ا له 4 الساء ٠۸ وقال: ‏ إا أَرَلا ِلك الكتب باحق لحك ب الاس ما ارك ا وا تك َنب حَصسيكًا $ [النساء ١٠٠]. فجعل الله الأمر إليه لطهارته ‏سے م ‏ص 22 س ‏عشدت وأماتته على لق وجعله مغياً باد ققال: ”د ما نموا ا ار ‏خرو و سرو کو ‏أَعُتَهَهُ الله ورسولهء من فصل 4 [التوبة: ٤ ۷]. ‎ ۱۹۰ الجامع لأخبار الامة ومن شرفه ما نزل عليه في عتابهء لم يسمع السامعون لأحد من قبل ولا من بعد في الأولين وفي الآخرين» بأحسن منه» فبدأه بالعفو» قبل التأنيب في المخاطبةء وقبل أن يعرف الذنب» فقال: عَم أله عنلكت لم لوت لر حى َب آل الت صدَذاً وا وتار الکذيے ‏ االتوبة: ٤٤]. و نوو ا سو س سو وأنزل الله فيه: وما ءاد سول فحخذوه و كم عه كانهو ڳا [الحشر: :۷[ ومن شرفهء وضع الأغلال والأصار عن العباتء وجعله الله على عباده. وشرفه كثيرء لا يعد ولا يحصى ولا يحصر ولا يستوعب» ولا يقدر أحد على إتيان عشر عشر عشره» ولو عمر المجتهد ألوفاً من (٠0) الأعوام. وسأشرح؛ إن شاء الله بدء مره إلى آخره من مولده ا إلى وفاتف؛ وأذكر جميع حروبه وغزواته» وبالله أستعين› وعليه أتوكل» وهو حسبي؛» ونعم الوكيل. وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد متناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة. قیل: حملت به أيام التشريق عند الجمرة الوسطى» وولد ليلة الاثتين» لعشر ليال خلون من شهر ربيم الأولء وقيل: كان الطالع عشرون درجة من برج الدلوء والمشتري وزحل مقترنين في ثلاث درجات من برج العقرب» وهي درجة وسط السماء وهي اليوم الثامن من نيسان» عام الفيل» وقيل: لعامين› وقيل: ثلاث وقيل: النتي عشرة سنةء وقيل: بعد قدوم الفيل بسبعة وخمسين يوماء لاثنين وثمانين سنة وثمانمائة سنة لذي القرنين» والله أعلم. وليلة مولده اهتز إيوان كسرى» وسقطت معه أربع عشرة شرافةء فهال ذلك کسری» وعزم على کتمانه من وزرائه» فلم تحتمله نفسه؛ وضاق به صدره فلما أصبح الصباح؛ أخذ برّته ولباسهء وقعد تحت تاج وأرسل إلى وزرائه وأهل مملكتهء فلما حضروا عند قال: أخبروني» لماذا أرسلت إليكم؟ قالوا: لتسألنا عن شيء فإن كان عندنا منه علم أخبرناك. فقص عليهم خبر الإيوانء وكان في وزرائه رجل؛ يقال له الموبذانء فقال: أصلح الله الملكء وأنا رأيت رؤيا أهالتني» وأقلقتني» فقال الملك: هات رؤياك قال: رأيت إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً حتى انتشرت في دجلة وبلادهاء فقال الملك: أي الباب السادس في ظهور النبي محمد ي ۱۳ شيء يكون ذلك؟ قال الموبذان: لا أدري» غير أن حدثاً يكون في ناحية المغرب. )ا٥0( فبينما هم في ذلك يتحاورون» إِذا قبل عليهم راکب بخمود نار فارس» وكانت قبل ذلك لم تخمد ألف عام فهاله ذلك أكثر مما رأى من الإيوان› ۲) ۹ ورؤيا الموبذان؛› (وبينما)' هم في ذلك إذا أتاهم آت بغور بحيرة ساو وفاض وادي السماوة› فاشتد جزعه؛ واستشار وزراءه وأصحاب فقال بعضهم: إن في ناحية العرب علماء الكهنةء فلو بعثت إلى عاملك النعمان بن المتذر فيبعث إليك بأعلم من فيهم؛ فأرسل إليه أن ابعث إلى بأعلم من في بلادك فبعث إليه عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن ثعلبة الغساني'ء وقد أتى عليه نيف على ثلاثمائة سنةء وكان على دين النصرانيةء فلما قدم إلى کسری؛ قال له: أخبرني لِم بعثت إليك؟ قال: لتسألني» فإن يك عندي شيء وإِلا أتيت (١) إضافة يقتضيها السياق. (۲) بحيرة ساوة: ساوة مدينة حسنة بين الري وهمذانء وفي حديث سطيح في أعلام النبوة: وخمدت نار فارس» وغارت بحيرة ساوةء وفاض وادي السماوة فليست الشام لسطيح شاماً... وقد ذكرها أبو عبدالله محمد بن خليفة السنبسي شاعر سيف الدولة بن مزيد فقال: ولم تدر ما أعلام مرو وساوة ولم تمس في جيحون تلتمس العبرا انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج۳ ص ۱۷۹. (۳) وادي السماوة: السماوة ماء بالباديةء سميت السماوة لأنها أرض مستوية لا حجر بهاء كانت أم النعمان سميت بهاء فكان اسمها ماع فسمتها العرب ماء السماء. وبادية السماوة التي هي بين الكوفة والشام مسماة بهذا الماء. قال جرير: صَبَحُت عُمان الخيل رهوا كأنها قطاً هاج من فوق السماوة ناهل انظر: الحموي› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء جح ص ٢٤٤۲. () عبدالمسيح: عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الفساني: معمّر من الدهاةء من أهل الحيرة (في العراق) له شعر وأخبار. يقال: إنه باني قصر الحيرةء عاش زمناً طويلاً في الجاهليةء وأدرك الإأسلام وظل على النصرانية. واجتمع به خالد بن الوليد في الحيرة. وفي أمالي المرتضى خبر عن رجل من أهل الحيرة كان يحضر أساساً لبناى فظهر له قير عبد المسيح بن بقيلة وعند رأسه أبيات من شعره. وهو ابن آخت سطيح الكاهن. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ٤ء ص ١۱. ر رجلا من بني عمّي بمشارق الشام فيخبرني عن سؤال الملك من غير أن أساله. فأخبره بايوان الملك» ورؤيا الموبذانء وخمود نار فارس» وغور البحيرةء وإفاضة الوادي» فقال عبد المسيح: ليس عندي في هذا شيء ولكن أنظرني حتى أقدم إلى الشام وآتيكم بعلم ذلك؛» فمضى عبد المسيح؛» فتوجه إلى الشام حتى قدمهاء وقد أشرف في طريقه على الموت بالعطش؛ فلما قدم على سطیح' وقف بين يديه» فلم يجبه سطيح جواباًء ولم يرفع اليه رأسهء فلما استبطأةُ عبد المسيح› » أنشاً يرجز ويقول شعرا: أصمٌ أم يسم غطريف اليمن م فلزفان لم ينشاً والعنن يا فاصل الخطة أعيت مَنْ وَمَنْ أتاك شيخ الجن من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حَحن يض فصفاض اليدين والبدن رسول قيل العُجم سرى للوسن يجوب في الأرض علنداة شزنِ ترفعني وجن تهوي بي وجن حتی آنا عاري الحافي والفطن” فلما تم أرجوزتهء رفع إليه سطيح رأسه فقال: «عبد المسيح على جمل مشيح؛ أتى إلى سطيح وقد أشفى إلى الضريح؛ بعتك ملك بني ساسان (۱) سطيح: سطيح الکاهنء هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي ب بن الذثب» من بني مازن» من الأزد: كاهن جاهلي غساني. من المعمرين› يعرف بسطيح. كان العرب يحتكمون إليه» ويرضون بقضائء حتى إن عبد المطلب بن هاشم على جلاله وقدره ومقامه - رضي به حكماً بينه وبين جماعة من قيس عيلان في خلاف على ماء الطائف» كانوا يقولون: إنه لهم. وكان يضرب المثل بجودة رأيه. وقال الفيروزآبادي: سطيحء كاهن بني ذثب» ما كان فيه عظم سوى رأسه. وزاد الزبيدي: كان أبداً منبسطاً منسطحاً على الأرض لا يقدر على قيام ولا قعود ويقال: كان يطوي كما تطوى الحصيرةء ويتكلم بكل أعجوبة. وهو من أهل الجابيةء من مشارف الشام. مات فيها بعد مولد البى ية بقليل. وكان الناس يأتونه فيقولون: جثناك بأمر؟ فما هو؟ فيجيبهم على ما في أنفسهم. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ١٤٠. (۲) انظر الأبيات في: ابن کثير؛ آبو الفداء الحافظ: البداية والنهايةء ج؟ء ص ۹٠۲. مع اختلاف في بعض الألفاظ. الياب السادس في ظهور النبي محمد ا ۵١۱۹ ‎EES‏ لارتکاس الژيوان؛ وخمود د النيران ورؤيا الموبذان؛ رای إبلا صعاباء تقود فقال عبد المسيح: أي شيء يكون ذلك؟ فقال سطيح: إذا كثرت التلاوة وبعث صاحب الهراوة وفاض وادي السماوة وغارت بحيرة ساوق فليس الشام لسطيح بشام؛ يملك (منهم) ملوك وملكات» على عدد الشّوّفاتء وكل ما هو آت آت. وذكر الجاحظ" أن سطيحا قضى مكانه. ثم إن عبد المسيح؛ رجع إلى کسری فلما کان ب ببعض الطريق» أنشاً يقول: (۲) (۳ شمر فإنك ماضي الهم تشميرٌ لا يفيز عَنَك إدلاج وتهجير إن يُمُس ملك بني ساسان أفرطهم فإنٌ ذا الدهر أطوارٌ دهاريد منهم أخو الصرح بهرامٌ وإخوته والهرمزان وسابور وسابورٌ فربّما رتما أضحوا بمنزلة تخاف صَوَلهُمْ الأَسْدٌ المهاصي والناس أولادٌ علات فمن علموا أن قد أقل فمحقور ومهجور وهم بنو الأم إِمّا إن رأوا نشبا فذاك بالفيب محظوظ ومنصورُ والخير والشرٌ مقرونان في فَرَن فالخير مُتبع والشرٌ محذور» صاحب الهراوة: هو النبي الأكرم محمد بن عبدالله يَل. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۹٤. الجاحظ: (١١۱- ٥٥۲ھ / ٠۸1۹-۷۸م): عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليشيء أبو عثمان؛ الشهير بالجاحظ كبير أئمة الأدب» ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده ووفاته في البصرة. فلج في آخر عمرهء وكان مشوّه الخلقة. ومات والكتاب على صدره. قتلته مجلدات من الكتب وفعت عليه. له تصانيف كثيرة. منها «الحيوان» وهالبيان والتبيين» و«سحر البيان» و«التبصر والتجارة». انظر: ابن خلكان؛ أحمد بن محمد: وفيات الأعيان. ج٣ ص٠۷٤4 - ٥4۷. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ٥ء ص ٤۷. انظر الأبيات في: ابن كثير» أبو الفداء الحافظ: البداية والنهايةء ج؟ء ص 1۹٠5ء مع اختلاف في كثير من الألفاظ. فلمَا وصل إلى كسرى» أخبره بما قال سطيح فقال: إلى أن تملك منا ثم إن النبي يِل أخذته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية”» لأن نساء قريش كن لا يرضعن أولادهنَ؛ وعندها شق صدره وملئع حكمة وإيماناء بعد أن استخرج حظ الشيطان منه. وأرضعته أرضاً فريبة الأسلمة”› جارية بي لهب وحصنته م أيمن بركة الحبشية» كان ورثها من أبيه فلما كبر أعتقهاء وزوجها زيد بن حارثة. (۱) ۳) چ حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية: حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث بن شجنة بن جابر السعدي البكري الهوازني: من أمهات النبي ي في الرضاع. كانت زوجه الحارث بن عبد العزى السعدي من بادية الحديبيةء وكان المرضعات يقدمن إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفالء ويفضلن من يكون أبوه حياً لبر إِلڵا أن محمداً كان يتيماًء مات أبوه عبداللهء فتسلمته حليمة من أمه آمنةء ونشأ في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافهاء ثم في المدينةء وعادت به إلى أمه. وماتت آمنة وعمره ست سنين؛ فكفله جذه عبد المطلب. وقدمت حليمة إلى مكة بعد أن تزوج رسول الله يِل بخديجةء وشکت إليه الجدب؛ فكلم خديجة بشأنهاء فأعطتها أربعين شاة. وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما. وجاءت إلى النبي يوم حنين» وهو على الجعرانةء فقام إليها وبسط لها رداء فجلست عليهء ولها رواية عن النبي بء وروى عنها عبدالله بن جعفر. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷› ص1۹ - ١۷. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ص ۲۷۱. قريبة الأسلمية: والصحيح ثويبةء وهي أول مرضعة للنبي ي كانت جارية أبي لهب. أرضعت النبي بلبن ابنها مسروح» وكانت تدخل على النبي بعد أن تزوج خديجةء فكانت تكرمها. وأعتقها أبو لهب لما هاجر النبي إلى المدينةء؛ وكان رسول الله ييه يبعث إليها من المدينة بكسوة وحلّة حتى ماتت بعد فتح خيبر سنة ۷ه /1۲۸م. ومات ابنها مسروح قبلها. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٠ء ص ١٠٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص۷٤. أيو لهب: عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم من قريش؛ ع الرسول يَِء وأحد الأشراف الشجعان في الجاهليةء ومن أشد الناس عداوة للمسلمين في الإسلام. كان غنياً عتياء كبر عليه أن يتبع ديناً جاء به ابن أخیه؛ فآذی أنصارہ وحرص عليهم وفاتلهم وفيه الآية: تبت يدا ی لهب وب © ما اع عَنهُ ماله وما كسب 4 وكان أحمر الوجه مشرقاء فلقب فى الجاهلية بأبي لهب. مات بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٤ ص ١6ء ` بركة الحبشية: هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة ين عمرو بن النعمان» وهي أم أيمن؛ غلبت عليها كنيتهاء كنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي أم أسامة بن زیدء تزوجها زيد بن حارثة بن عبيد الحبشي؛ فولدت له أسامةء يقال لها مولاة رسول الله يي وخادم رسول الله. هاجرت إلى الحبشةء وإلى المدينةء تعرف بأم الظباء انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۷ء ص ٦۳. الباب السادس في ظهور النبي محمد ر س کر ‎NEES‏ وتوفي ابوه وهو في بطن امه له شهران» وقیل: سبع وقیل: مات آبوه وهو ابن ثمانية وعشرين شهرا. وماتت أمه وهو ابن اربع ستنين. وفیل: ابن ست سنين. وکفله جذه عبد المطلب؛ ولما بلغ ثماني سنين؛ وشهرين وعشرة أيام؛ توفي جذه عبد المطلب» فوليه عمه أبو طالب. ولما بلغ اثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة آيام خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام؛ فلما بلغ بصری ٩ رآه بحيرا الراهب”"'› فعر فه بصفته فجاءه فأخذ بىلە» وقال: هذا رسول رتب العالمين» يبعثه الله رحمهة للعالمين. (۳) وخرج ثانية إلى الشام؛ في صحبة ميسرة"» غلام خديجة بنت خويلدء () بصرى: مدينة بالشام من أعمال دمشق؛ وهي قصبة كورة حوران» مشهورة عند العرب قديماً وحديثاء فتحت سنة ١٠ه. ذكرها كثير من الشعراء في أشعارهم. قال الأعرابي: أيا رفقة من آل بصری تحملوا رسالتنا لقت من رفقة رشدا وقال الصمّة بن عبدالله القشيري: نظرت وطرف العين يبع الهوى بشرقي بصرى نظرة المتطاول انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ۱ء ص ١٤٤.٠ (۲) بحيرا الراهب: الراهب بحيرا كاهن نصراني من عبدالقيس؛ كان في صومعة له في بصرى الشام وكان إليه علم أهل النصرانيةء تعوف على شارات النبوة عندما لقي الرسول يي وهو في طريقه إلى الشام مع عمه أبي طالب. وقال له: ارجع بابن أخيك إلى بلدهء واحذر عليه اليهوت فوالله لئن رأو»ء وعرفوا منه ما عرفت ليبغْنّه شرا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده. ویقال أيضاً: إن بحيرا من أحبار يهود تیماء وکان اسمه جرجیس أو جرس. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام الحميري: السيرة النبويةء مطبعة مصطفى البابي الحلبيء ١۱۹۳ء ج١ ص ١8-۱1۹٤0.۱۹ (۳) ميسرة: ميسرة أبو طيبة الحجّام روى يزيد بن معقل بن ميسرة عن أبيه معقل» عن أبيه ميسرة حجّام عن النبي يل قال: قال رسول الله كَل : «ستة يعذبون يوم القيامة: الأمراء بالجورء والعرب بالعصبية والعلماء بالحسد والدهاقين بالكبر والتجار بالخيانة وأهل الرساتيق بالجهل؛. انظر: ابن الأثيره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابق ج٥ء ص ٢٤۲۸-٥۲۸. (4) خديجة بشت خويلد: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى» من قريش» زوجة رسول الله يي الأولىء وكانت أسنّ منه بخمس عشرة سنةء ولات بمكة ونشأت في بیت شرف ويسارء ومات أبوها يوم الفجار وتزوجت بأبي هالة بن زرارة التميمي فمات عنها. وكانت ذات مال كثير» وتجارة ۱۹۸ الجامع لأخبار الامة (۳٥) في تجارة لهاء قبل أن يتزوجهاء فلما قدم الشام نزل تحت ظل شجرة قريباً من صومعة راهب» فقال الراهب: ما نزل تحت ظل هذه الشجرة إِلا نبيْ» وكان ميسرة يقول: إذا كان الهاجرةء واشتد الحرء نزل ملكان؛ يظلانه من الشمس» وهو يسير على بعیره. ولما رجع من سفره ذلك تزوج بخديجة بنت خويلد؛ وهو ابن خمس وعشرين سنه وشهر و عشرة ايام وروي عنه أنه أصدقها اثنتي عشرة أوقية ذهباء وهي اول من آمن به ڀا وهي يومئذ بنت أربعين سنه. ولما بلغ خمسا وثلاثين سنةء شهد بنيان الكعبةء ووضع الحجر الأسود بىله. = تبعثها إلى الشام تستأجر الرجالء وتدفع المال مضاربة. فلما بلغ رسول الله يي الخامسة والعشرين خرج في تجارة لها إلى سوق بصری بحوران» وعاد رابحا فدست له من عرض عليه الزواج بھاء فأرسلت عمها عمرو بن أسعك فحضر فتزوجها رسول الله قبل النبوةء فولدت له القاسم؛ والطاهر› وزينب» ورقيةء وأم كلثوم وفاطمة. كانت أول من أسلم من الرجال والنساء. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ص ٢٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۷ ص۸۰ -٦۸. الباب السادس في ظهور النبي محمد ي ۱۹۹ فصل في بدء الرسالة قيل: إن النبي يَيٍء كان يأتيه الوحي في المنام ستة أشهرء ثم قرن معه اسرافيلء ثلاث سنين. فلما بلغ أربعين سنة ويوماء تاه جبريل نَل وابتعثه الله بشيراً ونذيرء وكانت مبداً النبوة يوم الاثنين» لثماني ليال خلون من شهر ربيع الأولء وذلك أن النبي كان يخرج بعيداً من الناس» ويقيل بغار في جبل حرا فيأتيه جبريل» فيسمع صوتهء ولا يرام فيفزع؛ ويأتي إلى خديجة فيخبرها بما يسمع؛ فتقول: لا تخف» إن ربك يريد بك خيراً. فبينما رسول الله يِيوٍء قاعداً بالغار إذ سمع صوتاء قال: فنظرت يمنة ويسر فلم أرَ شيئاء ثم نظرت إلى فوقي» فإٍذا به قاعد على عرش بين السماء والأر ض؛» يعني الملك الذي نادا» قال النبي: فرعبت» ثم نزل› فأخذني؛ وضغطني؛› حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني؛ وقال: يا محمد أبشر فنا جبریلء ونت رسول الله إلى هذه الأمق ثم أخرج قطعة نمط فقال لي: إقرأء فقلت: والله ما قرأت كتاباً قط وما أرى شيئاً أقرأہ وإني لامي فقال: إقرأء فقلت: وما أقرا؟ فقال: أفرا بار ريك الى عَلَقَ © عل انس من علق © قرا ورك الاك © الرى عل َه عر لسن ما لَريَر 4 االعدق: ١-5 ثم قال لي: انزلء فنزلت» ونزل من قرار الجبل إلى الأرض» فأجلسني على دربوك؛ وهو البساطء وعليه ثوبان أخضران؛ (٤٥) ثم ضرب برجله الأرض؛ فخرجت عين ماء فتوضأً وتوضأت كما توضاآء وأول ما علمني الوضوء ثم قام (١) جبل حراء: جبل من جبال مكة على ثلاثة أميالء وهو معروف» ومنهم من يؤنثه فلا يعرفهء قال جریر: ألسنا أكرم الشقلين طُراً وأعظمهم ببطن حراء تارا؟ وكان النبي ي قبل أن يأتيه الوحي يتعبد الله في غار من هذا الجبل» وفيه أتاه جبريل ل. وقال عرام بن الأصبغ: وهو من جبال مكةء شامخ؛ أرفع من جبل ثبير» ارتقى رصول الله ي ذروته ومعه تفر من أصحابه فتحرك فقال له: إسكن ياحراء فما عليك إلا نبي أو صذیق أو شهید. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ص ٢٤٢-٤ ۲۳. 9 الجامع لأخبار الأمة ۸ : ۲ ۰ ‏ر‎ ENES جبريل وصلى؛ وصليت معه ركعتين› ثم قال لي: هكذا الصلاة يا محمك ثم انصرف. فأتيت خديجة وقد صنعت لي طعاماًء وأرسلت في طلبي؛ فلم تجدني. فلما رأتتي وجدتني متغير اللون» كأن في وجهي غبار فمسحته فلم يذهب فقالت: ما لك يا ابن عبدالله؟ فقلت: أرأيتك الذي كنت أخبرتك» أني كنت أسمع صوته ولا أراv‏ فقد والله بدا لي اليوم قالت: وكيف ذلك؟ فقصصت عليها ما كان فقالت: ألم أخبرك أن ربك لن يصنع بك إلا خيرا؟. فلبست خديجة ثوبهاء ثم انطلقت إلى عداس الراهب» وهو عالم من علمائهم» يقال له شيبة بن ربیعة بن عبد شمس بن عبد مناف» فقال لھا: ما لك يا سيدة نساء قریش؟ وکانت تسمى بهذا الاسم في نساء قریش» فقالت: أنشدك الله يا عداس؛ هل سمعت في ما سمعت بجبريل؟ فقال عداس: ذلك ظاهر ربناء ما لك تذكرينه بهذا البلد؟ أنبئيني» فذكرت له ما ذكر لها النبي يَيٍَْء فقال: نعم والله» إنه لرسول الله. ' ثم انطلقت إلى ورفة بن نوفل وهو عمهاء وکان ورقة طلب الدين›ء فخالف دين آبائهء وتنضر قبل أن يبعث النبى تة فأخبرته بما ذكر النبى لهاء (١) شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف: من زعماء قريش في الجاهلية. أدرك الإسلام وقتل على الوثنية. وهو أحد الذين نزلت فيهم الآية: « كما أَرَلَ عل الْمَفتَمِبَ 4 وهم سبعة عشر رجلاً من قريش» اقتسموا عقبات مكة في بدء ظهور الإسلام وجعلوا دأبهم في موسم الحج أن يصدوا الناس عن النبي يَيء ولما كانت وقعة بدرء حضرها شيبة مع مشركيهم؛ ونحر ذبائح لإطعام رجالهم؛ وقتل فيها. انظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ١۱۸. (۲) ورقة بن نوفل: ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزی» من قريش: حکيم جاهلي» اعتزل الأوثان قبل الإاسلام وامتنع عن أكل ذبائحهاء تنصر وقرأ كتب الأديان؛ أدرك أوائل عصر النبوةء ولم يدرك الدعوةء وهو ابن عم خديجة أم المؤمنين. عندما نزل الوحي على الرسول يِل أخذته خديجة إليهء فأخيره الرسول ما رأى؛ فقال له ورقة: «هذا الناموس الذي نرّل على موسى». وقد سُئل النبي يل عن ورقة فقال: «يبعث يوم القيامة أمة واحدة». انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۸ ص ١١٠-١٠٠. الياب السادس . في ظهور النبي محمد ي ۱١۲۰ فقال: والله لئن كانتا رجلا جبريل استقرتا على الأرض» فقد نزل على خير خلق الله فأرسلي إلى محمد. فأرسلت إليهء فأتاهماء فسأله ورقة: هل أمرك جبريل بشيء؟ قال: لا والله. قال: هل أمرك أن تدعو أحدا؟ قال: لاء قال ورقة: أما والله لئن بقيت إلى دعوتك لأبلِينٌ الله عذراً في نصرتك. فمات ورقة قبل أن يدعو النبي يَلٍء وفشا أمر النبي يِل . <€ + الجامع لأخبار الأمة فصل في اول من آمن بالنبي محمد َا الصديق وين › ثم على بن أبي طالب وقیل: إن علباً ولد في الإسلام م زيد بن حارڻة. وکان ابو بكر رجلا مهابا نجىاء ذا خلق ومعروف ١ وکان تاجرأ وکان رجال (٥٥) قومه ياتونه ويألفونه فكان يدعو إلى الأسلام من وثق به من قومه» ممن يغشاه» ويجلس إليهء فأسلم على يديه الزبير بن العوام"› وعثمان (١) علي بن أبي طالب: واسم أبي طالب عبد مناف عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت أسد بن )٢( ۳ a هاشم بن عبد مناف» بويع الخلافة يوم قتل عثمان بن عفان الذي اشتعلت الفتنة ضذه من لدن معاويةء واستمرت مع علي كرَم الله وجهه إلى أن انتهت بموقعة صفين؛ وعذّة من قتل معه في وقعة الجمل ثمانية آلافء منهم من الأزد خاصة أربعة آلافء ومن ضبة ألف ومائةء وباقيهم من سائر الناس. وكان بين وقعة الجمل ووقعة صفين مع معاوية سبعة أشهر وثلاثة وعشرين يوماء بقي في الخلافة حتى مقتله على يد عبدالرحمن بن ملجم في ۷٠ رمضان سنة ٤ه وهو أول من وضع النحو وسن العربية وألقا إلى أبي الأسود الدؤلي. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم الأدباى دار الكتب العلميةء بيروت» لبنان؛ الطبعة الأولىء ١۹۹٠م ج٤ء ص ۱۷۳ -١۱۷. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۷ ص۸۷ - ۱۱۷. زيد بن حارثة: زيد بن حارثة بن شراحيل (أو شرجيل) الكلبي: صحابي اختطف في الجاهلية صغيراًء واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي يَأ حين تزوجهاء فتبناه النبي قبل الإسلام؛ وأعتقه وزوجه بتت عمته؛ واستمر الناس يسمونه «زيد بن محمد» حتى نزلت آية $ آدعوهم سايم وهو من أقدم الصحابة إسلاماء وكان النبي ي لا يبعثه في سرية إلا أمره عليهاء وكان يحبه ويقدمه. جعل له الإمارة في غزوة مؤتةء فاستشهد فيها سنة ۸ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ۷٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۲ء ص٢۰٥۳ - ۳٥۳. الزبير بن العوام: الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي أبو عبدالله الصحابي الشجاع؛ أحد العشرة المبشرين بالجنةء وأول من سل سيفه في الإسلام؛ وهو ابن عمة النبي َء أسلم وله ١٠۱ سنة. وشهد بدراً وأحداً وغيرهما. وكان على بعض الكراديس في اليرموك. وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب. قالوا: كان في صدر ابن العوام أمثال العيون من الطعن والرمي؛ء وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده. وكان موسراًء كثير المتاجر» خلف أملاكاً بيعت بنحو أربعين مليون درهم» وكان طويلاً جداًء إذا ركب تخط رجلاء الأرض. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع (على بعد ۷ _- = الباب السادس في ظهور النبي محمد ي ‎Y۳‏ ابن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن بي وقاص“ وعبد الرحمن (۱) (۳) فراسخ من البصرة) وكان خفيف اللحيةء أسمر اللون؛» كثير الشعر له ٢۳ حديئثاً. انظر: ابن الأثيره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ء ص۳۰۷ -١۳۱. الزركلي؛› خير الدين: الأعلام ج٣ ص ٤٤. عثمان بن عفان: (۷٤ ق.ه- ٣ه / 101-0۷۷م): بن أبي العاص بن أميةء من قريش» أمير المؤمنين ذو النورينء ثالث الخلفاء الراشدين؛ وأحد العشرة المبشرين بالجنةء ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليلء كان غنياً شريفاً في الجاهلية. ومن أعظم أعماله في الإسلام قام بتجهيز جيش العسرة بمالهء صارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة ۲ه افتتحت في أيامه أرمينيا وخراسان وكرمان؛ وسجستان وإفريقياء وقبرص» وأتم جمع القرآن. كان أول من زاد في المسجد الحرام ومسجد الرسول؛ وقدّم الخطبة في العيد على الصلاة وأمر بالأذان الأول يوم الجمعة واتخذ الشرطةء نقم عليه الناس اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال›ء فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر؛ وطلبوا منه عزل أقاربه فامتنع. فحصروه في داره یراودونه أن يخلع نفسه فلم يفعل؛ » فحاصروه أربعين يوماء وتسور عليه بعضهم الجدار فقتلوه صبيحة عيد الأضحى في بيته في المدينة سنة ٥۳ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ٠. وابن ن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص ۷۸-٥ ۰۸. طلحة بن عبيدالله: طلحة بن عبيد الله بن عثمان التميمي القرشي المدني؛» أبو محمد صحابي شجاع من الأجواد. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنةء وأحد الستة أصحاب الشورىء وأحد الثمانية السابقين إلى الأسلام. كان من دهاة قريش» وکان يقال له ولأبي بكر: «القرينان». ويقال له: «طلحة الجودء أو «طلحة الخير» ودطلحة الفياض؛. شهد أحد وشهد الخندق وسائر المشاهد. وكانت له تجارة وافرة مع العراق. قتل يوم الجمل وهو بجانب عائشة ودفن بالبصرة سنة ١۳ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ٢٤۲۲. و انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ ص٤۸ - ۸۸. سعد بن أبي وقاص: هو سعد بن مالك يكنى أبا إسحاق» وأمه همنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. أسلم بعد سنةء وقيل: بعد أربعء وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنةه شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مم رسول الله يق وأبلى يوم أحد بلاء عظيماء وهو أول من أراق دماً في سبيل الله وأول من رمى بسهم في سبيل الله واستعمل عمر بن الخطاب سعداً على الجيوش التي سيرها لقتال الفرس؛ وكان أمير الجيش الذي هزم الفرس في القادسية وهو الذي فتح المدائن بالعراق» وهو الذي بنى الكوفةء وولي العراقء ولما قتل عثمان اعتزل الفتنةء توفي سعد سنة خمس وخمسين هجرية بالعقيق على بعد سبعة أميال من المدينةء فحمل على أعناق الرجال إلى المدينةء ودفن في البقيع. وهو آخر العشرة المبشرين بالجنة. انظر: أبو الحسن علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحايةء ج ص ٥٥4 -4051. وابين حجر العسقلانيء أحمد بن علي: تهذيب التهذيبء ج ص 1۹۹-۱۹۸. cہ‎ الجامع لأخبار الأمة ابن عوف) ثم جاء بعٹمان بن مظغون'ء وأبي عبيدة عامر بن الجراح” وأبي سلمة بن عبد الأسود'ء والأرقم بن بي الأرقم (۱) (۳) عبد الرحمن بن عوف: عبدالرحمٰن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث؛» أبو محمد الزهري القرشي: صحابي» من أكابرهم» وهو أحد العشرة المبشرين بالجنةء وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم؛ وأحد السباقين إلى الإسلام؛ قيل: هو الثامن. وكان من الأجواد الشجعان العقلاء. اسمه في الجاهلية «عبد الكعبة» أو «أبو عمرو» وسماه الرسول َو عبد الرحمن ولد بعد الفيل بعشر سنين. وأسلم؛ وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها. وجرح يوم أحد ٢۲ جراحاً. كان يحترف التجارة والبيع والشراءء فاجتمعت له شروة كبيرة. وتصدّق يوما بقافلة فيها سبعمائة راحلة تحمل الحنطة والدقيق والطعام. ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله. كانت وفاته في المدينة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ٢۳۲. وانظر: اين الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٣› ص٥۷٤ - 4۸۰. عثمان بن مظعون: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي؛» أبو السائب: صحابي کان من حکماء العرب في الجاهليةء يحرم الخمر. وأسلم بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر إلى أرض الحبشة مرتين. وأراد التبتل والسياحة في الأرض زهداً بالحياة فمنعه رسول الله فاتخذ بيتاً يتعبد فيه فأتاه النبي يَةء فأخذ بعضادتي البيت» وقال: يا عثمان إن الله لم ييعثتي بالرهبانية (مرتين أو ثلاثً) وإن خير الدين عند الله الحنفية السمحة. وشهد بدرا. ولما مات جاءه النبي ي يو وقبله ميتاًء حتی رؤیت دموعه تسيل على خد عثمان. وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين› وأول من دفن بالبقيع منهم. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام؛ء ج ص١٤ ٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ۳ء ص۸۹٥ - 9۹۲. أبو عبيدة عامر بن الجراح: عامر بن عبدالله الجراح بن هلال الفهري القرشي: الأمير القائكء فاتح الديار الشاميةء والصحابي» أحد العشرة المبشرين بالجنةء قال ابن عساكر: داهيتا قريش أبو بكر وأبو عبيدة. وكان لقبه أمين الأمة. ولد بمكة. وهو من السابقين إلى الإسلام وشهد المشاهد كلها. وولاه عمر بن الخطاب قيادة الجيش الزاحف إلى الشام بعد خالد بن الوليدء فم له فتح الديار الشاميةء وبلغ الفرات شرقاً وآسيا الصغرى شمالاًء توفي بطاعون عمواس» ودفن في غور بيسان؛ وانقرض عقبه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢١۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳›ء ص١۲٠ - ١۱۲. أبو سلمى بن عبدالأسد: والصحيح أبو سلمة بن عبدالأسد هلال بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. اسمه عبدالله بن عبد الأسدء وأمه بريرة بنت عبد المطلبء فهو ابن عمة النبي يَْوٍ. کان قديم الإسلام أسلم مع آبي عبيدة بن الحارث؛ وعثمان بن مظعون؛ء والأرقم بن الأرقم. وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أم سلمةء ثم عاد وهاجر إلى المدينة. وشهد بدراً وجُرح بأَحُد جُرحاً اندمل ثم انتفض» فمات منه في جمادى الآخر سنة ثلاث من الهجرة. انظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج٠ ص ١١٠ وانظر أيضاً: ابن الأئير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۳ ص٥۲۹ - ۲۹۷. A+ O الياب السادس في ظهور النبي محمد ا | ۰ فلما أسلمواء وكانوا تسعة وثلاثين رجلاء جعل أبو بكر يلح على رسول الله يِل في الظهور فقال: يا أبا بكر إِنا قليلون. فلم يزل به حتى أظهر أمره ىء وفرّق المسلمين في نواحي المسجد وقام أبو بكر خطيباء ورسول الله جالس؛ کان بر یکر آل خطیب في الاس لا دعا إلى الله المسحد ضرباً شدیدأ وأخذ الفاسق عتبة بن ربيعة يضرب أب بكر و بنعلين مخصوفتين؛ فأثْر في وجهه َُِنْهء وجاءت بنو تميم مه أم الخير” وقالوا: (أطعميه)” واسقيهء فلما دخلت وألحت عليه جعل يقول: ما فعل رسول الله يَيْ؟ قالت: والله ما لي علم بصاحبك» قال: اذهبي إلى م جميل بنت الخطاب"'ء فاسأليها عن ففعلت» فجاءت إلى أبي بكر فقالت: إِني أن (۱ (۲) (۳) (4) يسبقه إلى الأسلام غير ستة من الصحابة. كانت داره بمكةء عند الصفاء تسمى «دار الإأسلام» وفيها كان رسول الله يل يدعو الناس إلى الإسلام وممن أسلم فيها عمر بن الخطاب؛ وشهد الأرقم المشاهد كلها مع رسول الله. ونفله النبي ي يوم بدر سيفاء واستعمله على الصدقات. توفي بالمدينة سنة ٥ه انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ١ء ص ۲۸۸. عتبة بن ربيعة: عتبة بن ربيعة بن عبد شمس» أبو الوليد: كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية. کان موصوفاً بالرأي والحلم والفضلء خطيباء نافذ القول. نشا يتيماً في حجر حرب بن أمية. وأول ما عرف عنه توسطه للصلح في حرب الفجار (بين هوازن ن وكنانة) وقد رضى الفريقان بحكمه؛ وانقضت الحرب على یده. وکان یقال: لم يسد من قريش مملق إلا عتبة وأبو طالب» فإنهما سادا بغير مال. أدرك الإسلام وطغى» فشهد بدراً مع المشركين. وكان ضخم الجثةء عظيم الهامةء طلب خوذة يلبسها يوم «بدر» فلم يجد ما يسع هامته فاعتجر على رأسه بثوب له» وقاتل قتالاً شديداًء فاحاط به علي بن أبي طالب کرم الله وجهه والحمزة وعبيدة بن الحارث فقتلوه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٠۲ آم الخير: أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة القرشية التميميةء واسمها سلمىء وهي أم أبي بكر الصديق» أسلمت قديماً مع ابنها أبي بكر وتوفيت أم الخير قبل أبي قحافة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ۷ء ص ٦۳۲. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٠٠. أم جميل بنت الخطاب: هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدويةء أخت عمر بن الخطاب؛ وهي امرأة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي» أحد العشرة. أسلمت قديماً أول الإسلام مع زوجها سعيد قبل إسلام أخيها عمرء وكانت سبب إسلام أخيها عمر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحايقة ج۷ ص ٢٠۲. ۳ EEE أن ينتقم الله لك. فقال أبو بكر: ما فعل رسول الله يَلْ؟ فقالت أم جميل: هذه أمك تسمع فقال: لا عليك منهاء قالت: سالم صالح. قال: اين هو؟ قالت: في دار الأرقم. فحلف لا يأكل ولا يشرب» حتى يأتي رسول الله يَا. فلما هدأت الرجال» وسكن الناس» أخرجتاهُ م جمیل بنت الخطابء وام الخيرء وهو يتكئ عليهماء حتى أدخلتاه على رسول الله يِل فأكبٌ عليه وقبلCہ‏ فرق له رسول الله يَيوٍ فقال أبو بکر: یا رسول الله لیس بی إلا ما نال هذا الفاسق مني هذه أمي برّت بولدهاء فادعها إلى الل وادع لھا اله فأسلمتء فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراء وكانوا (تسعة)٩ وثلائين رجلا. () استدراك من النسخة الأصلية ب» ص ۳٥. الباب السادس في ظهور الثئيي محمد ن < فصل: في إسلام حمزة”'' ونه وكان حمزة أسلم يوم ضرب أبو بكر طق وسبب إسلامه ان أبا جهل لعنه الل متر برسول الله وهو جالس» على الصفا (٦٥) فاذاةُ وشتمة فلم يكلمه رسول الله يَيوٍء وكانت مولاة لعبدالله بن جدعان» في مسکكن لهاء فوق الصفاء تسمع ذلك فأقبل حمزة متوشحا قوسه؛ راجعاً من القنص» فمرّ بالمولاة» فقالت: يا أبا عمارة ما لقي ابن أخيك محمد (آبقاً) ما لقي من أبي (۱) (۲) (۳) )٤( حمزة: حمزة بن عبد المطلب بن هاشم أبو عمارة؛ من قريش: عم النبي يلاء وأحد صنادید قریش وسادتهم في الجاهلية واللإأسلام. ولد ونشأ في مكة. وكان أعز قريش وأشدها شكيمة. ولما ظهر الإأسلام تردد في اعتناقهء ثم علم أن أبا جهل تعرض للنبي يٍَ ونال من فقصده الحمزةء فضربه وأظهر إسلامهء فقالت العرب: اليوم عر محمد وإن حمزة سيمنعه. وكفوا عن بعض ما كانوا يسيثون به إلى المسلمين. وهاجر حمزة مع النبي يَف إلى المدينةء وحضر موقعة بدر وغيرها. قال المدائني: أول لواء عقده رسول الله ية كان لحمزة. وكان شعار حمزة في الحرب ريشة نعامة يضعها على صدره» ولما كان يوم بدر قاتل بسيفين» وفعل الأفاعيل. وقتل يوم أحدء فدفنه المسلمون في المدينةء وانقرض عقبه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ص ٢۲۷. وانظر: اين الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ ص۷٠ - ٠۷. بو جهل: عمرو ين هشام بن المغيرة المخزومي القرشي: أشد الاس عداوة للنبي ي في صدر الإأسلام وأحد سادات قريش وأبطالها ودهاتها في الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار: «سوّدت قريش أبا جهل ولم يطر شاربه» فأدخلته دار الندوة مع الكهول. أدرك الإسلام. وكان يقال له «أبو الحكم»ء فدعاه المسلمون «أبا جهلء. استمر يثير الناس على محمد رسول الله يَيٍْ وأصحابهء لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهمء حتى كانت وقعة بدر الكبرى؛ فشهدها مع المشركين؛ فكان من قتلاها. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٥ء ص ۸۷. عبد الله بن جدعان: عبد الله بن جدعان التميمي القرشي» أحد الأجواد المشهورين في الجاهليةء أدرك البي يل قبل النبوة. كانت له جفنة يأكل منها الطعام القائم والراكب» فوقع فيها صبي؛ فغرقء وهو الذي خاطبه أمية بن أبي الصلت بأبيات اشتهر منها قوله: أأذكر حاجتي آم قد کفاني حياؤك إن شيمتك الحياء له أخبار كثيرةء أورد الأصفهاني بعضها متفرقة. وسماه اليعقوبي بين حكام العرب في الجاهلية. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ٦۷. هكذا وردت في الأصول والصحيح «آنفاه. E > فغضب حمزة فخرج سريعأء ودخل المسجد فراأی ابا جهل جالساً مع قومه عند الكعبةء فضربه بقوسه ضربة شجه بها شجة منكرةء وقال: أتشتمه وأنا على دين أقول كما يقولء فردٌ على ذلك إن استطعت. وتم حمزة على إسلامهء فعرفت قريش أنه سيمنعهء فكفْوا عنه بعض ما کانوا ینالونه. الباب السادس في ظهور الٽبي محمد ي ۳۰۹ قیل: دعا رسول الله په کیا . فقال: اللهم عر الإسلام بعمر بن الخطاب؛ء أو بابي جهل بن هشام يوم الأربعاء فأسلم عمر يوم الخميس› وذلك ان قریشاً اجتمعواء فتشاوروا فى أمر النبىء فقالوا: أي رجل ينطلق إلى محمد يقتله فقال: بن ترید با عمر؟ فقال: أريد محمد قال: 1 نت؟ قال: تعب قال: أنت أصغر من ذلك؛ء فقال عمر: لعلك أصبأت إلى محمل؛ فأبداً بك فأقتلك أولك قال سعد: أترید قتل محمد؟ أوَتَدَُُك بنو عبد مناف أن تمشي على الأرض؟ إعلم أنى قد آمنت بمحمک؛ وأشهد ان لا إله إلا الل وآن محمداً رسول الل فسل عمر سيفه؛ وکشف سعد عن سیفهء وشذٌ کل واحد منهما على صاحبف حتی کادا أن يختلطاء فقال سعد: ما لك لا تصنع هذا بأختك آمنة» وزوجها سعید بن زید"» فقال: هما أسلما؟ قال: نعم. فتركه» ومضى إلى منزل أَخّتهء فإذا هي وزوجها يقرأون سورة طه فقال: عمر: ما هذه الهمهمة التي أسمعها؟ فقالت أَحُته: لا شيء قال: أخبرت أتكما اتبعتما دين محمد وبطش بلحية سعيدء وضرب به الأرض؛ وجلس على صدره فجاءته أخته لتجرّه عن فلطمها لطمة فج وجههاء فقالت: يا عدو الل أتضربني على أن أوحد الله تعالى؟ والله لقد أسلمناء ونشهد أن (١) أمنة: آمنة بنت الخطاب. والصحيح فاطمة بنت الخطاب زوجة سعید بن زيد؛ وردت ترجمتها سابقاً. (۲) سعید بن زید: سعید بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي؛ آبو الأعور: صحابيء من خيارهم. هاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلهاء إلا بدرا وكان غائثباً في مهمة أرسله بها النبي بء وهو أحد العشرة المبشرين؛ وكان من ذوي الرأي والبسالة. وشهد اليرموك وحضر حصار دمشق. وولاه أبو عبيدة دمشق. مولده بمكة ووفاته بالمدينة سنة ١٥ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ٤. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص٦۷٤ - 4۷۸8ء ۲۱ )© لأخبار الأمة _ ر لا إله إِلا الل وأن محمداً رسول الل على رغم من أنفك؛» فاصنع ما أنت صانع. (۷٥) فما سمع عمر ذلك؛ قام عنهء وقال: اعرضا علي الصحيفة التي كنتما تدرسانهاء فتمنّعت» وقالت: ويحك؛ فقال: قد وقع في قلبي ما قلتِ؛ فأعطنيهاء أنظر إليهاء وأعطيك المواثيق أن لا أخونك فيهاء قالت: فانطلق فاغتسل. فخرج عمر ليغتسل؛ فقال زوجها: أتدفعين إليه كتاب اللهء وهو كافر: قالت: أرجو أن يهدي الله أخي؛ فلما جاء عمرء دفعت إليه الصحيفة فقرأهاء فلما انتهى إلى قوله تعالى: لَه, ما فى لسوت وما فى الأَرَضِ وما يتما وَمَا كت ال [طه: ٦]. قال عمر: ينبغي لمن هذه صفته أن لا يعبد معه غير فلما انتهى إلى قوله تعالى: للد الما اى 4 [طه: ۸]. قال عمر: أشهد أن لا إله إلا الل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ فكبّر زوجها من جوف البيت» ثم خرج؛ فقال: يا عمر» سبقت فيك دعوة رسول الله يَْوٍء بالامس. فقال عمر: انطلق بنا إلى رسول الله يٍَ. فنهض معه باب« وسعید حتی أتوا منزل حمزةء فدقوا البابء فخرج بعض أصحاب الرسول؛ فنظر من شق الباب» ثم رجع؛ فقال: يا رسول الل هذا عمر نعوذ بالله من شرّه فقال النبي: افتحوا له الباب» فإن جاء بخير قبلنا» وإن جاء بشر قتلناه. ففتح له الباب» (۱) خباب: هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد التميمي؛ أبو يحيى؛» أو أبو عبداللهء صحابي من السابقين؛ قيل: أسلم سادس ستةء وهو أول من أظهر إسلام. كان في الجاهلية قيناً يعمل السيوف بمكةء ولما أسلم استضعفه المشركون فعذبوه ليرجع عن دينه فصبرء إلى أن كانت الهجرةء ثم شهد المشاهد كلهاء ونزل الكوفةء فمات فيها سنة ۳۷ه/ ۷٥1م وهو ابن ۷۳ سنة. ولما رجع علي من صفين مز بقبره» فقال: رحم الله خبابء أسلم راغباء وهاجر طائعاًء وعاش مجاهداً. روی له البخاري ومسلم ۳۲ حديثاً. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ۸۷. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٢ ص١٤٠ - ١١٠. (۲) سعید: هو سعید بن زیدء وردت ترجمته سابقاً. الباب السادس في ظهور النبي محمد ر ۲۱۱ واستقبله رسول الله ِء في صحن الدار وأخذ بساعده وقال: يا عمر ما جاء بك؟ فلما غمز النبي ساعد ارتعد عمرء وقال: إني جئتك مسلماً يا رسول الل فقال له: قل أشهد أن لا إِله إلا الل وإني رسول الل فقالها عمر فكبر رسول الله َء وكبر المسلمون؛ فقال عمر: يا رسول الل لا ينبغي أن یکتم هذا الدين. وکان النبي يسر أمره سنتين؛ أو ثلاث سنين» فلما كان من اتبعه أربعين س„ مه ورلو س رجلا وذلك سنة ست من نبوته نزلت عليه: فاصدع ب ما نومر وأعرض عن ا امرك 4 [الحجر: ٤۹]. فقام ية على الصفا ونادى بأعلى صوته في أيام الموسم: يا أيها الناس؛› إني رسول الله رب العالمين› فرمقه الناس بأبصارهم؛ قالها ثلاڻا. ثم انطلق› حتى انتهى إلى المروةء فرماه أبو جهل؛» لعنه الله بحجر؛ فشجه بين عینيه واتبعته الناس بالحجارةء فمضى حتى أتى الجبل» فاستند إلى موضع يقال له المتكأ والناس في (۸٥) طلبه. وأخبر علي أن محمدا قتل› فانطلق إلى خديجة فأخبرها الخبر» ثم قال: ناوليني شيئاً فيه ماىص وخذي معك شيئاً من الطعام وانطلقي بناء نلتمس رسول الله يَيوٍء فمضياء حتى جاوزا الجبل» فقال علي: يا خديجةء استبطني الوادي» وأنا أستظهره فجعلا يناديانه. وهبط جبريل ف فبکی رسول الله يَيٍْء وقال: ما تری ما صنع بي قومي؟ کذبوني وطردوني. فأخذ جبريل بيده وأقعده على الجبل» ثم أخرج من تحت جناحیه درنوکاً من درانيك الجنةء منسوجاً بالدر والياقوت» وهو البساط؛ وبسطه؛ء حتى جلله جبال تهامةء ثم أقعد النبي َء وقال له: أتريد أن تعلم كرامتك على الله؟ ادع إليك تلك الشجرة تجيبك» فدعاهاء فأقبلت إليه ۹۲ و : الجامع لأخبار الأمة حتی خرّت ساجدة بین یدیه» فقال: یا محمد مرها ترجع؛ فأمرهاء فرجعت إلى مكانها. وهبط عليه إسماعيلء حارس سماء الدنياء فقال: السلام عليك يا رسول الله وأقبل ملك الشمس» وقال: إن الله أمرني أن أطيعك» أتأمرني أن أجمع وأقبل ملك الجبالء فسلّم عليه وقال: أتأمرني أن أنسف عليهم الجبال حط ؟ وأقبل ملك البحار وقالء بعد التسليم عليه: أتأمرني أن آمر البحار فتغرقهم. فقال النبي يَيٍ: قد أمرتم بطاعتي؟ قالوا: نعم فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني لم أبصث عذاباء وإنما بشت رحمة دعوني وقومي. فإنهم ونظر جبريل إلى خديجة وهي تجول في الوادي؛ فقال: يا رسول الل 1 ترى إلى خديجة؟ وقد بكت لبكائها ملائكة السماء ادعها إليكء واقرءها مني السلام وقل لها: إن جبريل يقرؤك السلام؛ وبشرها بأن لها بيتاً في الجنّة من فدعاها رسول الله . والدماء تسيل من وجهه وهو يمسحهاء ويرذها ان تقع على الأرض» ويقول: أخشى أن يغضب رب الأرض (۹٥) على من فيها. الباب السادس 0 في ظهور النبي محمد 3% ۳ ثم إن رسول الله ية مر بسوق ذي المجاز”» وعليه حلة حمراى وهو ينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس» قولوا: لا إله إلا الله وإني رسول الل تفلحوا. وعمه عبد العزى"» ينادي: يها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب وقد رمى النبي بالحجارة» حتى ُدمي عقباه وکعباهء وأوذي. وسب؛ وشتم وهو يدعوهم إلى عبادة الله وتوحيدهء ويجادلهم بالتي هي أحسن. وقيل: كانت بنت رسول الله يَيْوٍء عند عتبة بن أبى لهب» فأراد عتبة السفر إلى الشامء فقال: تين محمدأء فاذیه فی ربه» فمضى إليه؛ء وقال: يا محمک؛ اللهم سلط عليه كلباً من كلابك؛ وكان أبو طالب حاضراء فوجم لهاء فقال: ما أغناك يا ابن أخى عن هذاء ورجع عتبة إلى أبيهہ فأخبره بما کان. ثم خرجوا إلى الشام؛ فنزلوا منزلاء فأشرف عليهم راهب» فقال: هذه الأرض مسبعةء فقال أبو لهب: يا معاشر قريش أعينونا هذه الليلةء فإني أخاف دعوة محمد على ولدي؛ فجمعوا أحمالهم ونام عتبة فوقهاء وأحاطوا به فجاء الأسك فجعل يشم وجوههم؛ ثم ضرب بيده وجه عتبةء فخدشه؛ فصاح عتبة قتلني رب محمد ومات مكانه. ولحسان بن ثابت"» شعر في هذا المعنى» يقول: (١) سوق ذي المجاز: سوق فى مكة. (۲) عبدالعزى: أبو لهب بن عبد المطلب بن هاشم من قريش» عم الرسول يق وأحد الأشراف الشجعان في الجاهليةء كان أشد الناس عداوة للمسلمين في الإسلام كان غنياً عتياًء كبر عليه أن يتبع ديناً جاء به ابن أخيهء فآذى أنصار وحرّض عليهم وقاتلهم؛ وفيه نزلت الآية: تبت يدا أي لهب رنب © ب اق عَنِهُ مَل وكا كََبَ 4. كان أحمر الوجه مشرقاء فلقب في الجاهلية بابي لهب. مات سنة ۲ه /٤ 1۲م قبل وقعة بدر بأيام ولم يشهدها. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج٦ ص ١٠. () حسان بن ثابت: بن المنذر الخزرجي الأنصاري أبو الوليدء الصحابي؛ء شاعر النبي يق وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام عاش ستين سنة في الجاهليةء ومثلها في الإسلام؛ وکان من سکان المدينةء واشتهرت مدائحه في الفسانيين وملوك الحيرة قبل الإأسلام عمي قبل وفاتء لم يشهد مع النبي يَأ مشهداء لعلة أصابتهء وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه. وكان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله. قال أبو عبيدة: «فضل حسان الشعراء الثلاثةء. كان شاعر الأنصار في = ر سائل بني الأشعر إن جنتهم ما كان من أنباء بني واسع لا وشع الله له قبرة بل ضيّق الله على القاطع رمی رسول الله من بینهم دون قريش رمية القاذع فاستوجب الدعوة منه بما بين للناظر والسامع أن سلط الله له كله يمشي الهوينا مشية الخادع حتى أتاه وسط أصحابه وقد علته سنة الهاجع فالتقم الرأس بيافوخه والنحر منه نقرة الجائع ثم علابعدبأنيابه منعفرا وسط دم ناقع (۰٦) وقد كان هذا لكم عبرة للسيد المتبوع والتابع وإن يرجع العام إلى أهله فما أكيل السبع بالراجه” وقيل: اجتمع المشركون إلى أبي طالب» وذكروا له شأن النبي يي فقالوا: إن ابن أخيك سفَة أحلامناء وسّب آلهتناء وشتم آباءناء وإِنّا ندفع إليك عمارة بن الوليد بن المغيرة" فخذه واتخذه ولد وادفع لنا ابن أخيك نقتلہ (۲) الجاهليةء وشاعر النبي في النبوةء وشاعر اليمانيين في الإأسلام. كان شديد الهجاءى فحل الشعر. قال المبرّد (في الكامل) أعرق قوم كانوا في الشعراء آل حسان؛ فإنهم يعدون ستة نسق؛ كلهم شاعر؛ منهم سعید بن عمر عبد الرحمّن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام. توفي بالمدينة سنة ٤ه / ٤1۷م وله ديوان شعر بقي محفوظاً منهء وقد انقرض عقب حسان. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ص١۷٠ -٠۱۷. وابن حجر العسقلاني» أحمد بن علي: تهذيب التهذيب» ج ص ۳۸۰. ١ _ انظر القصيدة كاملة في: دیوان حسان بن ثابت» تحقیق الدکتور ولید عرفات؛ دار صادر؛ بیروت» لبنان» ج١ ص ٢٤۲-٠٠۲. مع اختلاف في كثير من الألفاظ. الوليد بن المغيرة: الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس: من قضاة العرب في الجاهليةء ومن زعماء قريش» ومن زنادقتها. يقال له: «العدل» لأنه كان عدل قريش كلها: كانت قريش تكسو «البيت» جميعهاء والوليد يكسو وحده. وكان ممن حرم الخمر في الجاهليةء وضرب اينه هشاماً على شربها. وأدرك الإسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته. وهو الذي جمع قريشاً وقال: إن الناس يأتونكم أيام الحج فيسألونكم عن محمد فتختلف أقوالكم فيه فيقول هذا: كاهن» ويقول هذا: شاعر؛ ويقول هذا: مجنون» وليس يشبه أحداً مما يقولون» ولكن أصلح ما قیل فیه» «ساحر لآنه الياب السادس في ظهور النبي محمد 4% ‎Y0‏ فإنه خالف دين آبائك» وفارق قومك؛ وسفه أحلامهم؛ فقال: والله لبئس ما تسومونني» تعطونني ابنكم أغذوه لكم وأرتيهء وأعطيكم ولدي تقتلونه» فهذا والله لا يكون أبداء ثم قال للنبي: فاصدع بأمركء لن يصلوا إليك بجمعهم› (ولأبي طالب شعر في المعنى): والله لن يصلوا إليبك بجمعهم ‏ حتى أَغيّب في الراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر وقَرَ بذاك منك عيونا ودعوتني وعلمت انك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثم أمينا وعرضت ديناً قد عرفت بأنه من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك متينا وقد كان اشد المشركين عداوة للنبي ية وأعظمهم أذى له وأكثرهم استهزاءُ به خمسة نهر : الوليد بن المغيرة المخزومى؛› والعاص بن وائل” أبو عمرو بن العاص السهمي» والأسود بن عبد يغوث» والحارث بن قيس = يفرق بين المرء وأخيه والزوج وزوجته». وهلك بعد الهجرة بثلاثة أشهر ودفن بالحجون. وهو والد خالد بن الوليد. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام ج ۸ء ص ١۱۲. (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۷٠. (۲) انظر الأبيات في: الأمين» محسن: أعيان الشيعةء دار التعارف للمطبوعات» بيروت» لبنان» ۱۹۸۳ م› ج ص ١٠٠. مع اختلاف في بعض الألفاظ. (۳) العاص بن وائل: العاص أو (العاصي) بن وائل بن هاشم السهمي؛ من قريش: أحد الحكام في الجاهلية. كان نديما لهشام بن المغيرةء وأدرك الإسلام وظل على الشركء ويعذٌ من المستهزئين ومن الزنادقة الذي ماتوا كفاراً وثنيين› وكان على رأس بني سهم في حرب الفجار. وقيل في خبر موته: خرج يوماً على راحلتهء ومعه أبناء له يتنزه ونزل في أحد الشعاب» فلما وضع قدمه على الأرض؛ صاح؛ فلم يروا شيعا وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعيرء ومات» فقالوا: لدغته الأرض. وکانت أمه من بني «بليه من قضاعة اسمها «سلمی» وفيه يقول ابن الزبعري من أبيات: أصاب ابن سلمى خلة من صديقه ولولا ابن سلمى لم يكن لك راتق وهو والد «عمرو بن العاص؛. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٤۲.٠ () عمرو بن العاص: عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي: أو عبدالله: فاتح مصر أحد دهاة العرب وأولي الرأي والحزم والمكيدة والفهم. كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام؛ وأسلم في هدنة = ۹ س الامة زا ر المخزومي”» والأسود بن المطلب الأسدي» فأهلكهم الله جميعاً في يوم واحد بأنواع من العذاب» وذلك أن جبريل نَل كان واقفاً عند النبي ييه عند المقام› قبل هلاك هؤلاء بیوم؛ وهؤلاء الرهط يطوفون بالبیت» فكلما مر رجل متهم قال جبريل: يا محمد اي رجل هذا؟ قال النبي: بئس الرجل هذاء قال جبریل: قد کفښتک› حتی مروا كلهم وکانوا يستهزئون بکتاب الله وبه؛ فقال جبریل: کیف تراهم یا محمد؟ قال: ما صح أجسامهم یا جبریل؛ ما ری بهم قلبق قال جبريل: وربك يا محمد لا يمسين منهم أحد غداً على وجه الأرض. فأما الوليد بن المغيرة فإنه مر برجل من خزاعة يريش نبلاء فوطئ على وأما العاص بن وائل؛ (١1) فإنه أصاب بمكة مطر شديد بالليل› فلما أصبح قال لولده: شد لي على بعيري» حتى أطوف على شعاب مكة فأتنرَّہ ففعل» فأتى على شعب من شعاب مكة وأناخ بعيره فضربته حية في رجله فانتفخت رجله حتی صارت مثل علق بعیره فنادی: قتلئی رب محمل؛ فطلبوا الحيّةء فلم يقدروا عليهاء فانطلقوا به محمولاً على سريرء وهو ينادي: قتلني رب محمد فمات من یومه. = الحديبية. وولّاء النبي على إمرة جيش «ذات السلاسل» وأمده بابي بكر وعمر. ثم استعمله على عُمان. ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر؛ وهو الذي فتح قنسرين؛ وصالح على حلب وإنطاكية ومتبج؛ وولاء عمر فلسطين ثم مصر ففتحهاء وعزله عثمان. ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية کان عمرو مع معاويةء فولڵاه معاوية على مصر سنة ۸ ه٤ وأطلق له خراجها ست سنين؛ فجمع أموالا طائلة. توفي بالفسطاط. أخباره كثيرة. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج ٥ء ص ۷۹. وانظر: ابن الاير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٤ ص۲۳۲ - ٢۲۳. (١) الحارث بن قيس المخزومي؛ والأسود بن المطلب الأسدي: من أشراف قريش» اجتمعوا مع بقية أشرافها: عتبة بن ربيعةء وشيبة بن ربيعةء وأبو سفیان بن حرب» والنضر بن الحارث؛ وآبو البحتري بن هشام؛ وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرةء أبو جهل هشام؛ وعبدالله بن أبي أميةء والعاص بن وائل» وأمية بن خلف. وبعثوا إلى الرسول يي فكلّموہ وخاصموه حتى تعذروا فيه ثم انصرف عنهم حزيناً لما رأی مباعدتهم إیاه. انظر تفاصیل الحادثة في: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية ج0 ص ١۳۱۹-۳۱. + < الباب السادس في ظهور النبي محمد ييه وأما الحارث بن قيس» فإنه أكل سمكا مملوحاً فى الليل› فأخذه عطش شدید فجعل يشرب من الماء ولا یروی؛» وکلما تنفس قال: قتلنی رب محمد حتی شرب قربة ماع فانفتق بطنهء فمات. وأما الأسود بن عبد يغوث» فإنه انطلق إلى بعض مياه بنى كنانةء فجعل يحذرهم النبي ياء وينهاهم عن اتباع؛ فال لهم: إن قلتم إن محمداً ساحر صدقتم وإن قلتم: إنه مجنون؛ء صدقتم ومن أخذه ودفعه إليناء فله مائة من الإبل. ثم رجع إلى أهلهء وقد شوه الله خلقهء وسوّد جلد وصار كالحبشي:› فلما أتى هكف نكرو ولم يعرفوه» وأغلقوا دونه البابء فجعل يقول لهم: ان الأسود بن عبد يغوث. قالوا: كذبت بل أنت لص؛ اخرج عنَاء فلما طردوه» جعل يطوف في شعاب مكة ويقول: قتلنئي رب محمد فلم يزل كذلك حتی مات. إلى الشامء ووعده أن يرجع يوم کذاء وقت كذاء وقاس له المراحل؛› فأبطاً عليه فقال لغلامه: اخرج بنا إلى الصحراء نلتقى ولدي؛ فقد أبطاً عليناء فخرجاء فقال للغلام: هل ترى شيئاً؟ قال: أرى سواداء قال: انطلق بنا إليهه فعسى أن يكون ذلك ولدي؛ فانطلقا إليهء فإذا هي سمرة قد رفعت لهماء وأتى جبريل» فجعل يضرب وجهه بأغصان تلك السمرةء ونادی الأسود: أدركني ياغلام إن رب محمد قتلني؛ء قال الغلام: ما أرى أحداً يضربك. فلم يزل CC ‏فأنزل الله: إنا كيك المسبرءبيك © الذي علوت مع أله ِلها ءاخر‎ Aor Zor فسوف بعلمورے #٭ [الحجر: ۹0 ٦۹]. أي يعلمون عقابي في الآخرةء مع عذابي لهم في اجل الدنياء وأراح الله T۱۸ الجامع لأخبار الأمة فصل (في الهجرة الأولى إلى الحبشة) وأخذ المشركون يعذبون من أسلم؛ ويفتنونهم عن دينهم؛ فلما كثر عليهم الإيذاء استأذنوا النبى أن يهاجروا إلى أرض الحبشة عند النجاشي» فأذن لهم فهاجروا إليهاء وكانوا نيف وثلائين رجلاء وثماني نسوةء سوى الصبيان الذين خرجوا بهم. ویروی عن ام سلمة أنها قالت: لما قدمنا الحبشة"› أصبنا خير دار وجاورنا رجلا حسن الجوار (١1) تعني النجاشي. فبعثت قريش عبد الله بن بی ربيعة"» وعمرو بن العاص؛ إلى النىجاشى› يطلبون منه رذنا إليهمء وأهدوا إليه من طرف بلادهم وأهدوا للبطارقة أيضأء ونزلوا عندهم. ثم دخلوا عند النجاشي» فسجدا ل وسلما عليهء وقالا: أيها الملكء إن قومنا لك ناصحون؛ء ولسعيك شاكرون؛ وللإصلاحك محبون؛ وإنهم (١) أم سلمة: هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم (۳) كانت عند أبي سلمة بن عبدالأسد بن هلال المخزومي؛ فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب؛ هاجرت إلى الحبشةء ثم إلى المدينة. تزوجها رسول الله يي سنة ثلاث بعد وقعة بدر. توفيت سنة ۹ه ودفنت بالبقيع. انظر: عبد البر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب دار الجيل؛ بيروت» لبنانء الطبعة الأولى ۱۹۹۲م ج٤ء ص ١٦۱۹۳. الحبشة: مملكة قديمة في إفريقياء قبالة جزيرة العرب من جهة البحر الأحمر. لا يعرف زمن ظهورهاء ويقال: إنها أسست حوالى عام١٠٠٠ق .مء وأن الذي أسسها هو الابن الأكبر للملك سليمان من مملكة سبا. وكانت الحبشة بعاصمتها أكسوم وثنيةء ثم اعتنقت المسيحية على يد فرومنتيوس» وهو أسقف قبطي أوفده بطريرك الاسكندرية في القرن الرابع الميلادي. وإليها هاجر المسلمون الهجرتين الأولى والثانية. انظر: غربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج١ ص 9۳. عبدالله بن أبي ربيعة: عبدالله بن أبي ربيعةء واسمه عمرو بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم المخزومي؛ أبو عبد الرحمن المكي والد عمر الشاعر. له صحبة. كان اسمه بحير» فسماه رسول اله يھ عبداللف وولاء الجند ومخاليفهاء فلم يزل عليها حتى قتل عمر وأفرَه عثمان» فجاء لينصره» فوقع عن راحلتهء فمات قرب مكة. انظر: ابن حجر العسقلاني» دار المعارف العظاميةء الهنكء حيدر آباد› ٦٣ ه؛ ج ص ۲۰۸. الياب السادس في ظهور النبي محمد بَا ۳۱۹ بعثونا لتحذرك هؤلاء القوم الذين قدموا عليك؛ لأنهم قوم رجل كذاب» حرحج فيناء يزعم أنه رسول؛ ولم يتابعه أحد منًا إلا السفهاءى وقد ابتدعوا دینا سوى دينك ودین من مضی من آبائناء لا نعرفهء وفارقوا أشرافهم› وخیارهم)؛ وهل رأيهم وانقطعوا بأمرهم عنهم؛ ثم خرجوا إليك لتمنعهم من عشائرهم› وآبائهم فادفعهم إليناء نرڈهم على آبائهم فقالت البطارقة: صدقوا أيها الملك؛ فارددهم فهم أعلم بقومهم. وقال قال النجاشي: لم أكن لأرة قوماً نزلوا بلادي» وجاؤوا إِليَ. قالت أم سلمة ييييا: فمضى المسلمون إليهء فلما وصلواء صاح جعفر” بالباب: يستأذن علىك حزب الل قال النجاشى: نعم فلىيدخلوا بأمان الله وذمته؛ فقال عمرو لصاحبه: ألا تسمع كيف يرطنونء والرطن: كلام لا يفهم› وساءهما ما أجابهما به النجاشي» ثم دخلواء ولم يسجدواء فقال عمرو: ألا ترى أنهم يستكبرون أن يسجدوا لك؟ فقال النجاشي: ما منعكم أن تسجدوا (۱) جعفر: جعفر بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب بن هاشم: صحابي هاشمي. من شجعانهم. يقال له «جعفر الطيارء وهو أخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. وكان أسن من علي بعشر سنين. وهو من السابقين إلى الإسلام أسلم قبل أن يدخل رسول اله يَلٍ دار الأرقم ويدعو فيهاء هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانيةء فلم يزل هناك إلى أن هاجر النبي يَأ إلى المدينةء فقدم عليه جعفر وهو بخيبر سنة ۷ه. وحضر وقعة مؤتة بالبلقاء (من أرض الشام) فنزل عن فرسه وقاتل» ثم حمل الراية وتقدم صفوف المسلمين؛ فقطعت يمنا فحمل الراية باليسرى» فقطعت أيضاًء فاحتضن الراية على صدره وصبر حتى وقع شهيداء وفي جسمه نحو تسعين طعنة ورميةء فقيل: إن الله عوؤّضه عن يديه. بجناحين فى الجنةء وقال حسان: فلا يبعدن لله قتلى تتابعوا بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ۲ء ص ١١٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحايقف ج١ ص۰٥۳ - ٢٢۳. لى؟ فقالوا: نسجد لله الذي خلقك وملكك» وإنما كانت تلك التحية لناء ونحن تعبد الأوثان» فبعث الله فينا نبياً صادقاء وأمْرنا بالتحية التي رضيها الله لنا» وهي السلام عليكم؛ تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي ذلك حق» وأنه كذلك في التوراة والإنجيل› فقال: أيكم الهاتف يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر: أناء قال: إن هذين يزعمان أنكم فارقتم دينهماء ولم تتبعوا دين اليهود ولا ديني» فانتم على اي دين؟ فقال جعفر: إنك ملك ومن أهل الكتاب؛ ولا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلمء وأنا أجيب عن أصحابي» وهذان الرجلان؛ فليتكلم أحدهماء وينصت الآخر فقال عمرو لجعفر: تكلم قال جعفر للنجاشي: سل هذين الرجلين» أعبيد نحن أم أحرارء فإن كنا عبيدا قد أبقناء فارددنا إليهم» فسألهما النجاشي: أعبيد هؤلاء أم أحرار؟ قال عمرو: بل هم (۱۳) أحرار كرام. قال النجاشي: نجوا من العبودية. فقال جعفر: سلهماء هل أخذنا أموال الناس بغير حق؛ فعلينا قضاؤها؟ فقال النجاشي: يا عمروء وإن كان قنطارء فعلي قضاؤه» فقال عمرو: ولا قيراطا. قال النتجاشي: فما تطلبان منهم؟ قال عمرو: كنا وهم على دين واحد دین آبائناء فتركوه» واتبعوا غيره. فقال النجاشي: ما هذا الدين الذي اتبعتموه؟ وما الدين الذي تركتموه؟ أصدقني يا جعفر. قال جعفر: أما الدين الذي كنا عليهء فتركنام فهو دين الشيطان» كنا نترك عبادة الله ونعبد الحجارة وأما الذي تحوّلنا إليهء فدين الله الإسلام بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبهء وصدقه وعفافه» فدعانا لتعبد الله وحده ولا نشرك به شیئأه ونخلع كل معبود دونه» وأمرنا بالمعروف» ونهانا عن المنكر» وأمرنا بإقامة الصلاةء وإيتاء الزكاق وصوم شهر رمضان؛ وصلة الرحم؛ وعلمنا الأخلاق الحسنةء وتلا علينا تنزيلاً لا يشبهه غيره» فصدقنام وآمنا به وعرفنا أن جاء به من عند الل فهو الحق المبين؛ ففارقنا عند ذلك قومناء فآذونا وفتنوناء الياب السادس في ظلهور النبي محمد ا ٢۳۲ فلما بلغ بنا ما نكر ولم نقدر على الامتناع؛ أمرنا نبيدا ىء أن نخرج إلى بلادك اختياراً منه لك عن سواك؛ لأنك تمنع من الظلم؛ وإن كتابك مثل کتاب ابن مريم؛ فقال النجاشي: تكلمت بشيء عظيم؛ فعلى رسلك. فأمر النجاشي بضرب الناقوس» فاجتمع إليه كل قسيس وراهب» فقال النتجاشي: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسىء هل تجدون بين عيسى والقيامة نبياً مرسلا؟ فقالوا: اللهم نعم بشرنا به عيسى؛ وقال: من آمن به فقد آمن بي؛» ومن کفر به فقد كفر بي. قال النجاشي: یا جعفر اقرا علي مما يُقراً عليكم. فقراً عليه سُورة العنكبوت والروم؛ ففاضت عينا النجاشي وأصحابه من الدمع؛ وقال: يا جعفر: زدنا من هذا الحديث الحسن الطيّبء فقراً عليه سورة الكهف» فأراد عمرو أن يغضب النجاشي» فقال: إنهم يشتمون عيسى وأمه. فقال النجاشي: ما تقولون في عيسى وأمه؟ فقراً عليهم جعفر سورة مریم فلما تى على ذكر عیسی» رفع النجاشي نفثة من سواکه (٤٦) وقال: والله ما زاد عیسی على ما قال نبيّكم قدر هذا. ثم قال لجغفر وأصحابه: اذهبوا فأنتم سيوم بأرضيء أعني آمنين؛ من سبكم أو آذاكم غرم. (ثم) قال: لا دهوزة اليوم عليكم حزب إبراهيم. فقال عمرو: ومن حزب إبراهیم؟ قال: هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عند ومن اتبعهم. ثم رد النتجاشي على عمرو وصاحبه المال الذي ساقاه إليهء وقال: إنما هديتكم رشوةء فإن الله ملکني؛ ولم يأخذ مني رشوة. قال جعفر: فانصرفناء فکٽا في خير دار وحسن جوار. وانصرف عمرو وصاحبه إلى قریش. () استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱۱. ‎YY‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏فصل (في مقاطعة قريش لبني هاشم) ‏ثم إن قريشاً تعاهدت مع النبي» وتقاسمت على عداوته» وذلك أنه لما فشا اللإسلام في القبائل» وعرفت قريش أنه لا سبيل إلى محمد اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتاباً إلى بني هاشم وعبد المطلب» أن لا ينكحوا إليهم› ولا يبايعوهم؛ ولا يشتروا منهم؛ ولا يخالطوهم» ولا يكلموهم ولا ينصرونهم› ولا يتركوهم ينتفعون بشيء من المنافعء فكتبوا العهود على بعضهم بعض» ثم غدوا على من أسلم فأوثقوهم وآذوهم واشتد البلاء والفتنة على المسلمين› وقال المشركون: لا صلح ولا رحم إلا على قتل هذا الصابئي؛› فدخل أبو طالب والنبي وبنو عمهء ومن اتبعهم من المؤمنين» والمشركون الذين حموهم» وانحازت بنو هاشم وبنو المطلب كلهم إلى شعب آبي طالب» غير أبي لهب» فإنه انضم إلى قبائل قريش» وظاهرهم على النبي. ‏وآذت قريش رسول الله وء وضربوا أصحابه في كل طريق» وحصروهم في الشعب» ولم يتركوا أحداً يدخل عليهم طعاماً ولا شيئاء وإذا خرجوا من الشعب إلى الموسم نادى منادي الوليد : بن المغيرة: أيما رجل تجدوه يشتري طعاماء فزيدوا عليه. فبقوا على ذلك ثلاث سنين» حتى بلغ بهم الجهد الشديك وسمع أصوات صبيانهم؛ يتصارخون من الجوع› وكانوا لا يصل إِليهم شيء من الطعام إلا سرا ممن أراد صلتهم مستخفياً. ‏ثم قام في نقض العهد نفر من قريش؛» ولداتهم نساء من بني هاشم منهم: هش ام بن عمر" وزهیر بن ابي ‏(١) هشام بن عمر: والصحيح هشام بن عمرو: وهو هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن نصر بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وکان ذا شرف في قومهء وهو الذي نقض الصحيفة. ويقال: «إنه كان يأتي بالعير وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا وقد أوقره طعاماء حتى إذا أقبل به به فم الشعب خلمع خطامه من رأسه؛ ثم ضرب جنب فيدخل = ‎ ‎ ‎ الباب السادس في ظهور الٽبي محمد ي ‎۳Y۳‏ أمسسة”» وأبو البخترى والمطعم بن عدي فخرج التبى وأصحابه من الحصار. ومات أبو طالب في سنة عشر من النبوّة (10) ودفن في مكة ولم يسلم. وماتت خديجة ياء بعد أيام. وقيل: إنها ماتت بعد شهر وخمسة يام وولدت للنبي ولدين ذكرين» هما: القاسم» وعبد الله وماتا أطفالاً قبل = الشعب عليهم؛ ويقذم لهم الطعام. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ١١-١۱. (١) زهير بن أبي أمية: زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم وأمه عاتكة بنت عبد المطلب. كان من المسيثين إلى الرسول يَقٍِ. من أشراف قريش» وقد ذكره أبو طالب في القصيدة اللامية التي أوضح فيها لقريش أنه غير مُسَلّم رسول الله يي ولا تاركه لشيء أبداًء حتى يهلك دونه. فقال في مطلعها: ولما رأيت القوم لاود فيهم وقد قطعوا كل العرى والوسائل وقد صارحونا بالعمداوة والأذى وقد طاوعوا أمر العدو المزايل انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة التبويةءه ج١ء ص ٠۲-۲۹۱٠۳. (۲) أيو البخترى: من أشراف قريش الذين اجتمعوا بالبي ي فكلموهء وخاصموه؛ وانصرف عنهم حزیناً لما رأی مباعدتهم له. انظر التفاصيل في: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج١ ص ١۳۱۹-۳۱. () المطعم بن عدي: المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف» من قريش: رئيس بني نوفل في الجاهليةء وقائدهم في حرب الفجار وهو الذي أجار رسول الله يَأ لما انصرف عن أهل الطائف» وعاد متوجهاً إلى مكةء ونزل بقرب حراء فبعث إلى بعض حلفاء قريش ليجيروه في دخول مكةء فامتتعواء فبعث إلى المطعم بن عدي بذلك؛ فتسلح المطعم وأهل بيتهء وخرج بهم حتى أتوا المسجدء فأرسل من يدعو النبي يٍَ للدخول» فدخل مكةء وطاف بالبيت» وصلى عند ثم انصرف إلى منزله آمناء وهو الذي أجار سعد بن عبادق وقد دخل مكة معتمرا وتعلقت به قريش» فأجاره مطعم. مات المطعم قبل وقعة بدر» وله بضع وتسعون سنةء وفيه يقول حسان من قصيدة: فلو كان مجد يخلد الدهر واحداً من الناس أبقى مجده اليوم مطعما انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ٢٢٥۲. (4) القاسم: هو القاسم بن محمد بن عبد المطلب الهاشمي؛» ابن الرسول ي من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ياء وبه كان يكنى» وهو أكبر بنيهء وكان مولده ووفاته قبل بعثة الرسول يَلو. ودفن بمكة. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةءه ج١ ص ٢٠0.۲ (9) عبد الله: عبداللهء ويلقب بالطيب والطاهر لولادته بعد الوحي› ولد بمكة بعد الإأسلام ومات = Y٤‎ الجامع لأخبار الامة Dc الإسلامء وأربع بنات» وهن: زینب ٩ ورقية› وأُم کلشو م وفاطمة وأدركن الإسلام وأسلمنَ› وکل أولاده ماتوا قبل إلا فاطمة؛ء فإنها عاشت بعده ستة أشهر. فلما مات ابو طالبء وماتت خديجة لزم النبى بيته› وأقل الخروجء ونالت منه قریش ما لم تکن تنال. (۳) بهاء وبعضهم يعذٌ الطيب والطاهر اثنين. انظر: الأمين؛ء محسرن: أعيان الشيعفةء ج ١ء ص ۲۲۳. زينب: زينب بنت سيد البشر محمد بن عبدالله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية: كبرى بناته. تزوج بها ابن خالها أبو العاص بن الربيع» وولدت له علياً وأمامةء فمات علي صغيراًء وبقيت أمامة» فتزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه بعد وفاة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ۱۷٠. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۷› ص١۱۳ - ۱۳۲. رقيّة: رقية بنت محمد النبي العربي القرشي صلوات الله وسلامه عليه وأمها خديجة أم المؤمنينء ولدت ونشأت في الجاهليةء وتزوجت عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب. ولما ظهر الإسلام ونزلت آية: بت يدا يي لهب » غضب أبو لهب فأمر بمفارقتهاء ففارقها» وأسلمت حين أسلمت أمها خديجةء وتزوجها في الإسلام عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين الأولى والثانية. ثم استقرت في المدينةء؛ وتوفيت ورسول الله يِل ببدر سنة ۲ه. انظر: ابن الأثير على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۷ ص١٤١٠ - ١٠٠. وانظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج۳ ص ۳۱. أم كلثوم: ينت من بنات رسول الله يِل من زوجته الأولى خديجة بنت خويلد. تزوجها في الجاهلية عتبة بن أبي لهب» وفارقها للسبب الذي من أجله فارق أخوه عتبة أختها رقية. وهاجرت إلى المدينة مع عيال رسول الله يَيٍ. فلما توفيت أختها رقية سنة ۲ه تزوجها عثمان بن عفان سنة ٣ه وتوفيت عنده في المدينةء فقال النبي يَْو: «لو أن لنا ثالثة لزوجنا عثمان بهاء. انظر: ابن الأثيره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص٢٤۳۷ - ٢۳۷. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ۲۳۱. فاطمة الزهراء (۷٠ ق.ه- ١٠ه)/(0٠1٠-1۳۲م). فاطمة بنت رسول الله محمد ي بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية القرشيةء وأمها خديجة بنت خويلدء من نابهات قريش. وإحدى الفصيحات العاقلات» تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كم الله وجهه في الثامنة عشرة من عمرهاء وولدت له الحسن؛ والحسين؛ وأم كلثوم وزينب. وعاشت بعد أبيها ستة أشهر. وهي أول من جعل له النعش في الإإسلام عملته لها أسماء بنت عميس. انظر: ابن الأئیں على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ء ص۳٠۲ - ١٠۲. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ص ۱۳۲. ثم إن النبي يَيٍء خرج إلى الطائف”› ومعه زيد بن حارثةء في ليال بقين من شوال» فقام بها عشرة أيام وقيل: شهراً. وأتى إلى ثلاثة أخوة من ثقيف» وسألهم أن يجيبوه إلى الإسلام وینصروه على من خالفه من قوم وكانوا هم رؤساء الطائف» فقال واحد منهم: ما تثاب الكعبة إن كان الله أرسلك. وقال الثاني: أما وجد الله أحداً غيرك يرسله؟ وقال الثالث: والله أكلمك؛ فإن كان الله أرسلكء فأنت أعظم خطراً من أن أكلمك؛ وإن كنت كاذب فما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله عنهم؛» وقد يئس من آل ثقيف» فقال لهم: فإذا لم تفعلواء فاكتموا على إذا. وقد کره رسول الله أن يبلغ ذلك قومهء فيخبرهم عليه فلم يكتموا عليه وأغروا به سفهاءهم وعبیدهم يسبونه ویشتمونه؛ ويصيحون عليه ویرمونه بالحجارة» حتی إن رجليه لتدميان› وزيد بن حارثة يقیه بنفسه» حتى شح في رأسه. واجتمع عليه الناس» حتى ألجؤوه على حائط عتبة وشيبة ابني ربيعةء هما فيه فرجع عنه من اتبعهماء وجلس هو وزید تحت ظل خمرهء ودعا الله يبل بدعوات. ثم انصرف رسول الله يَيٍ إلى مكة وهو محزون؛ فلما نزلء قام في جوف الليل يصلى» فصرف الله إليه نفراً من جن نصيبين"» فاستمعوا قراءته» فلما (۱) الطائف: هو وادي وَج وهو بلاد ثقيف» بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخاً. وهي مدينة ذات زرع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكهء وبها مياه جاريةء وجل أهلها من ثقيف وحمير وقوم من قريشء وهي على ظهر جبل غزوان. وقال ابن عباس: سميت الطائف لأن إبراهيم ّلد لما أسكن ذريته مكة سال الله أن يرزق أهلها من الثمرات» فأمر الله يك قطعة من الأرض أن تسير بشجرها حتى تستقر بمكان الطائف» فأقبلت وطافت بالبيت» ثم أقرها الله بمكان الطائف» فسميت الطائف لطوافها بالبيت. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ ج ٤ء ص ۹-۸. (۲) نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل بين الموصل والشام؛ وفي قراها أربعون ألف بستانء» وعليها سور كانت الروم بنتهء وأتمه كسرى أنو شروان عند فتحه إياها. فتحها عبد الله بن عبد الله بن عتبان سنة ١٠ه. وإلى هذه المدينة ينسب عدد كبير من العلماء. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الل معجم البلدان؛ ج٥ ص ۲۸۹. ۳۹ الجامع لأخبار الأمة قضاهاء ولوا إلى قومهم منذرين» قد آمنوا وأجابواء فقصٌ الله خبرهم بقوله: روَد صَرَف ِلك نَمَر يَنَ لين ¶ [الأحقاف: 6۹]. فلما أراد النبى يَلِْ أن يدخل على قريش» لم يدر كيف يدخل عليهم؛ وقد أخرجوه منهاء فأرسل رجلا من (٦1) خزاعة إلى مطعم بن عدي؛ لیدخل في جواره» فقال ابن عدي: نعم فأمر مطحم بنيه وقومهء وقال لهم: البسوا وقام على راحلته؛ء ونادی: يا معشر قريش» إنى قد أجرت محمدأ فلا يهيجه أحد منكم؛ فلما سمع أبو جهل کلامه قال: أجرنا من آجرت. فانتھی رسول الله يو إلى الركن» واستلمهء وصلى ركعتين» ثم انتصرف إلى بیته ومطعم وأولاده وقومه مطيفون حوله. ثم قام بمكةء وكان يقف بالموسم» يدعو القبائل» وكان يقول: يا بني فلان» اني رسول الله إليكم» يأمركم أن تعبدوه» ولا تشركوا به شيئأء وأبو لهب يقول: لا تطیعوه. نم تى کند ۱ فى منازلهم وأتی كلا وبنی حنيفة ٩ وعامر بن صعصعة' فدعاهم إلى الله ك وعرضص عليهم الإسلام. (١) كندة: كندة بن عفير بن عدي بن الحارث من کهلان: جذ جاهلي يماني. قيل: اسمه ثورء وکندة لقبه. كان لبنيه ملك بالحجاز واليمن؛ في الجاهلية. وكان لهم صنم اسمه «دريج» أقاموه بالنجير (حصن بالیمن؛ قرب حضرموت) وآخر اسمه والجلسد؛ سدنته بنو شكامةء من أحفاده. وتلبيتهم: «لبيك لا شريك لك تملكه أو تهلكه». ولابن الكلبي كتاب ملوك كندة. ولما ظهر الإسلام وفد على النبي ي وفد «كندة» من حضرموت؛ فأسلموا. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ء ج ص ٢٤ ۲۳. انظر أنساب كندة في العوتبي» سلمة بن سلم: الأنساب» ج١ ص٣٤۳۳ - ۳۳۲. (۲) كلب: كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعةء جد جاهليء حيثما أطبق لفظ «كلبي» فالنسبة إليه. من نسله بنو كلدة؛ وبنو أوس؛ وبنو ثور وبنو رفيدة. من منازلهم القديمة (صوأر) فوق الكوفةء وكانوا ينزلون دومة الجندل وتبوكاً وأطراف الشام وصنمهم في الجاهلية «ود» نصبوه بدومة الجندل. انظر: الزركلي؛› خير الدين: الأعلام ج ص ۲۳۰ (۳) حنيفة بن لجم بن صعب» من بني بكر بن وائل؛ من عدنان: جد جاهلي. كانت منازل بنيه «اليمامة» ومنهم مسيلمة الكذاب. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ۲۸۷. )٤( عامر بن صعصحعة: عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر من قيس عيلانء من العدنائية: جڏ جاهلي۔ بنوه بطون كثيرة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام› ج ص ٢٢۲. الباب السادس في ظلهور النبي محمد ی ‎YY۷‏ قصل في إسلام جن نصیبین ثم إن رسول الله ي أمر بإنذار الجن وضرفوا إليه مرة ثانية. قال عبدالله بن مسعود” وَء: خرجت مع رسول الله ياء بأعلى مكةء فدخلنا شعب الحجون؛ فخط لي رسول الله خطاء وأمرني بالجلوس فيه وقال لي: لا تخرج منه حتى أعود إليك» فجلستٌ فيه ومضى النبيء فافتتح القرآنء فكنت أرى النسور تهوي إليهء وسمعت لغطأً شديداء حتى خفت على رسول الله َء وغشيته نسور كثيرةء حالت بيني وبینهء حتی ما كنت أسمع له صوتا. ثم طفقوا يمضون كقطع السحاب ذاهبين؛ ففرغ رسول الله منهم مع الفجرء وأتى إلى فقال: از نمت؟ فقلتُ: لا وال ولقد هممت مرارأء أن استغيث بالناس» حتى سمعتك تفزعهم بعصى» وتقول: اجلسوا. قال النبي: والله لو خرجت» لم آمن عليك أن يختطفك أحد منهم. ثم قال لي: هل رأیت شیئا؟ قلت: نعم رأیت رجالا سوداء عليهم ثیاب بیض» قال: أولثئك جن نصيبين» سألونى ي الزات فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة فقالوا: يا رسول الله يقذرها بنو آدم» يعنون العظام لأن الروث لدوابهم› فنهى رسول الله عن الاستجمار(1۷٦) بالعظام والروث» فقلت: يا رسول اللهء وما يغني عنهم ذلك؟ قال: إنهم لا يجدون عظماًء ٠ إلا وجدوا عليه لحمة يوم أكل» ولا روثةء إلا وجدوا عليها حبها يوم أكلت. (۱) عبدالله بن مسعود: عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي؛ آبو عبد الرحمٰن: صحابي من أكابرهم فضلاً وعقلاء وقرباً من رسول الله َء وهو من أهل مكةء ومن السابقين إلى الإسلام› وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة. وكان خادم رسول الله الأمين؛ وصاحب سره ورفيقه في ترحاله وغزواته يدخل عليه كل وقت» يمشي معه. نظر إليه عمر يوماء وقال: وعاء مليء علماً. وولي بعد وفاة النبي يَلٍِ بيت مال الكوفة. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان بن عفانء فتوفي فيها عن نحو ستين عاماً. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ۱۳۷. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٣ ص١۴۸ - ۳۸۷. ل(ر] الجامع لأخبار الأمة وقيل: إن الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحةء يطيرون في الهواى وصنف كالحيات والكلاب؛ وصنف يحلون ويظعنون. وقيل: إن من الجن لأجسام عاقلة خفيفةء تغلب عليهم النارية والهوائيةء والله أعلم. الياب السادس في ظهور الثبي محمد ي ‎T۳۹‏ فصل في تزويج النبي ية بعائشة وسودة” وذلك أنه لما ماتت خديجةء أتت خولة بنت حكيم"» امرأة عثمان بن مظعون» فقالت: يا رسول الله آلا تتزوج؟ قال: بمن؟ قالت: إن شئت بكرأ وإن شئت ثيبأء قال: من البكر؟ قالت: بنت أحب الخلق إليك أبي بكر. قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعةء قد آمنت بك» واتبعتك على دينك» قال: فاذهبي فاذكريني عليهما. قالت: فدخلت بیت بي بكر َء فقلت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت: وما ذلك؟ قالت: سألني رسول الله يَوٍء أخطب عليه عائشةء قالت: انتظري آبا بکر. فجاء آبو بکر ِي فذکرت له فقال: هل تصلح له إنها لصغيرةء فأرسل أبو بكر ابنته إلى النبي يَةٍء وقال لها: قولي للنبي: هل تصلح لك الحلة؟ فأتت عائشة إلى النبيء وقالت: يقول لك أبي: هل تصلح لك الحلّةء فقال لها النبي: ارجعي إلى أبيكء وقولي له: إنها لصالحةء فرجعت إلى أبيهاء وقالت: يقول: إنها لصالحة. فأتى أبو بكر (١) سودة بنت زمعة: سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس» من لؤي» من قریش» إحدی آزواج النبي يَيٍ. كانت في الجاهلية زوجة السكران بن عمرو بن عبد شمس؛ وأسلمت ثم أسلم زوجها. وهاجروا إلى الحبشة في الهجرة الثانية. ثم عادا إلى مكة. فتوفي السكران؛ فتزوجها النبي يَتٍِ بعد خديجة. توفيت في المدينة سنة ٥ه انظر: ابن الاير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص۷١٠ - ١١۱. الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج۳ ص ١٤٠. () خولة بنت حكيم: خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الارقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلميةء امرأة عثمان بن مظعونء وهي التي وهبت نفسها للنبي يي وكانت امرأة صالحةء روى عنها سعد بن أبي وقاص في النزول في السفر. انظر: ابن عبدالبرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب» ج٤ء ص ١۱۸۳. وانظر: ابن الاأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحاية جح۷ ص ۹۳. () أم رومان: م رومان بنت عامر بن عويمر» من كنانة: الصحابيةء زوجة أبي بكر الصديق وأم عائشة. توفيت في حياة الرسول ي فنزل في قبرها واستغفر لهاء وقال: «اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك». انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسصد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۷ء ص٢١۳۲ ١۲۲. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلامء ج ص٦۳. ۳۳۰ الجامع لأخبار الأمة إلى النبيء وزوجه بهاء وأصدقها أربعمائة وثمانين درهماً. وقيل: إن أبا بكر سلم مهرها من ماله. قالت خولة بنت حکيم: ثم دخلت على سودة بنت زمعةء فقلت: لقد ساق الله إليك الخير والبركة. قالت: فما ذلك؟ فقلت: أرسلني النبي أخطبك عليه قالت: وددت ذلك فأدخلي على أبيء فدخلبتُ على أبيهاء وكان شيخاً كبيراء فقلت: إن النبي أرسلني أخطب عليه (6۸٦) ابنتك. قال كفؤ کريم» فما تقول صاحبتك؟ فقلت: تحب ذلك فقال: ادعيها إِليَء فدعتهاء فأتت؛ فقال: أي بني إن هذه تزعم أن محمداً أرسل إِليكء وهو كفؤ كريم» فماذا تقولين؟ أتحبين أن أزوجه بك؟ قالت: نعم قال: يا سودة ادعيه إِليّء فجاء النبي إليه» وزوجه بها أخوها عبيد الله بأمر أبيهء وكان تزويجه بها سنة عشر من نبوته ياه . أيام الموسم» كما كان يصنع من قبل في كل موسم. فبينما هو عند العقبة' إذ لقي الباب السادس في ظهور النبي محمد 4 ۲۳۱ فصل في بدء إسلام الأنصار وذلك في سنة إحدى عشرة من النبوةء خرج النبي يعرض نفسه على القبائل رهطاً من الخزرج» قال: ألا تجلسون أحدثكم؟ قالوا: بلا فجلسوا إِليهء فدعاهم إلى الله يك وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآنء وكانوا قد سمعوا (من اليهود) يقولون: قد أظلنا زمان نبي يبعث» فلما كلمهم النبي يَْ قالوا: والله إنه النبي الذي تعدكم به اليهود فلا يسبقنّكم إليه أحد من القبائل. فآمنوا به (وكانواד ستة آنفس: أسعد بن زرارةء وعوف بن الحرث»ء وهو ابن عفراءء ورافع بن (۱) (۲) (۳) (5) (0) (۱) العقبة: العقبة التي بويع فيها النبي يَف بمكةء فهي عقبة بين منى ومكةء وعندها مسجدء؛ ومنها ترمى جمرة العقبةء وكان من حديثها أن النبي ي كان في بدء أمره يوافي الموسم بسوق عكاظ وذي المجاز ومجنةء ويتتبع القبائل في رحالهاء حتى إذا كانت سنة إحدى عشرة من النبوةء لقي ستة نفر من الأوس عند هذه العقبة فدعاهم إلى الإسلام وعرض عليهم أن يمنعوه فقالوا: هذا والله النبي الذي تعدنا به اليهودء يجدونه مكتوباً في توراتهم» فآمنوا به وصدقوه. ثم لما كانت سنة اثنتي عشرة من النبوة وافى الموسم منهم اثنا عشر رجلا فلما كانت سنة ثلاث عشرة من النبوة أتى منهم سبعون رجلا وامرأتانء ودعوا الرسول إلى الهجرة إلى المدينة. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدات؛ ج ۳ء ص ٢۲۲. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١1٦. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٠. أسعد بن زرارة: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبدالله بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي؛ غلبت عليه كنيتهء واشتهر بهاء كان عقيباً نقيباًء شهد العقبتين الأولى والثائيةء وبايع فيهما. انظر الترجمة كاملة فى: اين الأثيىي على بن محمد الجزري: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص ٢۲۰-٦٠۲۰. ۱ ۱ عوف بن الحرث: والصحيح عوف بن الحارث وهو عوف ين الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن النجار. لم يرد ذكره في كتب تراجم الصحابةء ذكره ابن هشام في السيرة: انظر ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۲ء ص ١١0.۱ عفراء بنت عبيد: عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريةء آم معاذ ومعوذ وعوف وبها تعرف أولادهاء وكلهم من الأنصار. انظر: ابن الأثير» علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء دار الشعب؛ ج ۷ء ص ۱۹۷. Y۳ الجامع لأخبار الأمة مالك العجلانى”› وقطبة بن عامر بن حديدة» وعقبة بن عامر ٩ وجابر بن عبد الله بن رباب. فلما رجعوا إلى المدينة» ذكروا لهم أمر النبي يَْةِء ودعوهم إلى الإسلام فلم تبق دار من دور المدينة إلا وفه دکر رسول الله . وذلك لسابق (۱) (۳) راقع بن مالك العجلاني: رافع بن مالك العجلاني ين عمرو بن عامر بن رزيق الزرقي الأنصاري الخزرجي» يكنى أبا مالك» ويكنى أبا رفاعةء بدري» شهد العقبتين الأولى والثانيةء وشهد بدراً فيما ذكره موسی بن عقبةء عن ابن شهاب» ولم يذکره ابن اسحاق في البدريين. قال أحمد بن زهیر: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول: رافع بن مالك أحد الستة النقباء وأحد الائني عشر وأحد السبعين. قتل يوم أحد شهيدا. قال أبو عمر: الستة النقباء كلهم قتلوا. انظر: ابن عبد البر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب» ج ص ٤1. وابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۲ء ص ٤٤۲. قطبة بن عامر بن حديدة: قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. يكنى أبا زيد. شهد العقبتين الأولى والثانيةء وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله يَْوٍ. وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح. وجرح يوم أحد تسعة جراحات» ورمى يوم بدر حجراً بين الصفين. وقال: لا أفرَ حتى يفرَ هذا الحجر. توفي في خلافة عثمان بن عفان. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ۷ء ص ٦ ٠٤. عقبة بن عامر: عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودعة بن عدي بن غنم بن ربيعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني» أبو حماتء صحابي» روى عن النبي ية ولي أمرة مصر من قبل معاوية سنة ٤٤ه. وتوفي في عهد معاوية سنة ۸٥ھ ودفن بالمقطم؛ وهو أحد من جمع القرآنء ومصحفه بمصر. انظر: ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب» ج ۷ء ص ٢٤ ۲- ٤٤۲. جاير بن عبد الله بن رباب: الصحيح جابر بن عبدالله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد الخزرجي الأنتصاري السلميء صحابي؛ من المكثرين في الرواية عن النبي ي وروى عنه جماعة من الصحابةء له ولابيه صحبة. غزا تسع عشرة غزوة. كانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي» يؤخذ عنه العلم؛ روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما ١٤١٥٠ حديثاً. عمّر طويلاً مولده سنة ١۱ ق ه. ووفاته سنة ۷۸ه. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام جء ص ١١٠. وابن هشام: السيرة النبويةء ج ۲ء ص ۷۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ ص۹٠٠. المدينة: مدينة رسول الله يو سميت يثرب لأن أول من سكنها يثرب بن قانية بن مهلائيل بن ارم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح يد فلما نزلها الرسول يو بعد هجرته أصبحت تعرف باسم المدينة المنورةء ومدينة الرسول» اتخذ منها مركزاً للدعوة الإسلاميةء ونجح في تحصينها ضدٌ المشركين. كانت عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الرسول يَيٍ. والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم. وتعذ المدينة ثاني المدن الإإسلامية بعد مكة المكرمة. قال ابن عباس طَيّه: من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثاًء إنما هي طيبة. وقال البي يي لما هاجر: «إنك أخرجتني من أحب أرضك إل فاسكنتني أحب أرض إليك». فأسكنه المدينة. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» جح٥ ص ٤٤٤. وغربال؛ محمد شفیق: الموسوعة الميسرةء جح۲ ص ١٤ ۱۱۷. الباب السادس في ظهور النبي محمد يل ‎Y۳‏ العلم إذ سبقت لهم من الله السعادةء وهم من غير قومه» وكذبه قومه وشتمو وسمّوه ساحرأء وكاذباء (وشاعرا) ومجنونء وكاهناء واقترحوا عليه أن يجعل لهم الصفا ذهباء وأن يكون له بيت من زخرف» وأن يكون له كنز وجنّةء يأكل منهاء وأن يرقى في السماء فيأتيهم بكتاب يقرأوه» وأن يأتيهم بالله والملائكة قبيلاً. وكم أصاب النبي منهم من الأذى والبلاء فانظر أيها الغاقل بعين بصيرتك» واعلم أنها لا تنفع القرابةء وإنما للمرء ما فضي عليه وقدّر. ثم انظر فيما لحق النبي من البلاء والأذى من الكفارء أكان ذلك لهوانه على ربه أم كان الله عاجزاً عن دفعهم عن نبيّه أن يصلوا إليه بسوء فلا واللهء بل کان اله قوياً عزيزاء وكان النبي على الله كريماء وإنما أراد الله ليرفع بذلك درجات (1۹) نبيّهء ويضاعف حسناتهء فكذلك ما أصاب المؤمن في دنياه» فلكرامته على ربهء وليكفر بذلك عنه السيئات؛ وترفع له الدرجات؛ء أو يكون عقوبة لذنب سلف منهء فلا يعاقب عليه في الآخرةء والله أكرم من أن يعاقب على ذنب مرتين» فطوبى لمن عوقب في دنياه على ذنبهء أو يكون ذلك له رفعا إلى درجات؛ لم يبلغها عمله» فقدر له ذلك؛ ليعظم أجره وثوابه» ويبلغه الدرجات العلى. وقد قيل عن النبي يِل : (الأنبياء أُشدَ الناس بلاءٌ في الدنياء ثم الأمثل فالأمٹل). وقيل: إذا أحب الله عبداً زوى» عنه الدنياء كما يزوي الوالد الشفيق المكاره عن ولده. وكذلك قيل: ما أصاب الكافر في الدنيا من ثروة وعافيةء فإنما ذلك من الدنيا» وما له في الآخرة من نصيب» كقوله تعالى: # وَلوْلاً أن يَكوْبَ أ دة لتنا ن يكن بن ريم فقا ن َة رمي ا هروت د ربوم أو ورا عب بتو ٥ روَدْخرا إن كل كلك لا ‎e‏ سے ‏2 7سس 2 7 ۶إ 2 ر س ‎Ae‏ اہ متعم الحيوو الدنيا والأخرةً عند ريك لِلمَمَينَ ‏ (الزخرف: ۳۳-٥۳]. ‏() استدراك من النسخة الأصلية ب ص ٦۱. ‎ ‎ ‎Y۳‏ الجامع لأخبار الأمة ‏فالواجب على العبد أن يشكر مولا على كل حال» وليعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه؛ وليكن خائفاء وجلا وراجياً موقن وليعلم أن الله غافر الذنب» وقابل التوب» وإن الله شديد العقاب» وليحذر من اللإصرار على صغائر الذنوب» فإنه لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفارء وليتق المعصية جهدء فإذا بدت منه فليتبعها باستغفار» فإن كانت معصيته فيها حق لله وحده؛» أجزاه الاستغفار» وإن كان الحق فيها للعباتء فلا يجزيه الاستغفارء إلا بعد التخلص من الحق الذي لزمهء إلى من لزمهء أو براءة من صاحبهء ولا يمنعنٌ أحدكم الحياء من التخلص؛» وطلب البراءة فإن فضوح الدنياء أيسر من فضوح الآخرةء وليكن المرء على أهبة لهجوم الموت عليه فإنه لا يدري متى يهجم عليه فلا يمكنه التخلصء إذا حضره الموت» ولا يطولن الأمل؛ فإن الأجل قريب» فاستيقظواء واستعدّواء واصبروا سويعةء تستريحوا دهراً طويلاء لا غاية له ولا نهايةء وتنجوا من عذاب أليم لا انقضاء له (٠۷) وانظروا فيما مضى من العمرء هل تجدون لما أصبتم من نعيم لذة؟ أو لما أصابكم من ألم شدّة؟ وأضرب لكم مثلاً: رجلان اتی عليهما شهر رمضان؛ فصام أحدهماء ولم يصم الآخرء حتى انقضى شهر رمضان؛ فأصبحا جميعا مفطرين» فلم يجد الصائم تعب الصوم وبقي له الأجر ولا المفطر لذة ما أكل في شهر رمضان؛ وبقي عليه الوزر. ‏وأتموا أيها الإخوان جميع خصال الإيمان؛ فإنه لا يتم إلا بجميع خصالهء وإذا انقضت منه خصلةء ذهب جميعهء واعلموا أن الله لا يقبل» إلا ممن تب إيمانه فلو كان مشلا رجل مجتهدء يصوم النهار ويقوم الليل» ويقراً القرآنء وينفق على الفقراء والمساكين؛ وبذل نفسه في محاربة المشركين» حتى قتل غير مول دبره» إلا أنه كان يدين بتحليل الخمر وقتل على هذا غير تائب منهء ولا مقلع عنهء لم ينفعه ذلك الاجتهات ولا الصوم ولا الصلاةق ولا الصدقةء ولا جهاده للمشركين» حتى قتل غير مول دبره» واسألوا أيها الإخوان التوفيقء لإتمام الإيمان» وما يقرب لمرضاته نه جواد کريم. ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ۹ لأخبار الامة قيل: أسري بالبي بء من المسجد الحرام"؟» إلى المسجد الأقصى› ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان» في السنة الثانية عشرة من النبوّة» قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً. وقیل: ليلة سبع عشرة من ربيع الأولء قبل الهجرة بسنة. وقيل: بسنة وشهرين. وقيل: ليلة سبع وعشرين من رجب. تعالى. واختُلف فيهء هل كان في اليقظة أم في النوم؟ والأصح أنه في اليقظةء لأنه لو كان في النوم لم يكن معجزةء ولم يستبعده المشركون؛ ولا كذبوا به ولا ارتد من ارتدء لأن الرؤيا لا يعذٌ فيها مثل هذا. (١) المسجد الحرام: أو البيت الحرام؛ أو الكعبة المشرفةء بناء مربع أقامه النبي إبراهيم ِء وجذدته قريش قبل البعشةء وجُدّد بعد ذلك غير مرة. معبد قريش الأكبر؛ وكان مقر أصنامها إلى أن طهره محمد ية عام الفتحء وحطم الأصنام. كان مكشوفاًء ثم سقف وكسي بالديباج؛ حجّ إليه العرب في الجاهليةء ويحج إليه المسلمون من مختلف الأقطارء ويسمى البيت العتيق» والبيت الحرام والكعبة المشرفة والمسجد الحرام. انظر: غربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج۲ء ص 5٦٤٠.0 (۲) المسجد الأقصى: مسجد كبير ببيت المقدس؛› ثاني مسجد بُني بعد المسجد الحرام بدأه داود وأتمه سليمان كمعيدء ثم جدد بعد ذلك غير مرة كان كنيس ثم مسجداء وكان قبلة للصلاة زمناء ثم عادت القبلة إلى الكعبةء أسرى الله سبحانه وتعالى بالنبي محمد َة إليه من المسجد الحرام بمكةء وعرج منه إلى السماء. جدد بناء المسجد في عهد الملك الأموي عبد الملك بن مروان. انظر: غربال؛ء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج۲ء ص ١۹١۱. واختلف أيضاً فيه هل كان بالروح دون الجسد؟ أم بالروح والجسد معاً؟ والله أعلم. روي عن النبي يِل أنه قال: بينما أنا في الحطيم» وربما قال مضطجعاء إذ اُتاني آت» فشق من نحري إلى مراق بطنيء فأخرج قلبي» ثم أوتي بطشت من ذهب مملوءة من ماء زمزم فغسل قلبي وبطنيء وححشيت (۷۱) حكمةً وإيماناء ثم أعيد؛ ثم أوتيتٌ بالبراق» وهي دابّة دون البغلء وفوق الحمار أبيض؛ يقع حافره عند منتهی طرفهء و حملت عليه وانطلق بي جبریل ف حتى أتيتٌ بيت المقدس"» فربطة في الحلقة التي تربط بها الأنبياءء ثم دخلت المسجكف فصليت فيه رکعتين» ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء فيه خمر؛ وإناء فيه لبن فاخترت اللبن» فقال جبريل: اخترت الفطرةء فشربت قدر نصفه؛ ثم ناولته جبریل» فقال: لو شربته كله لهديت أمتك كلهاء فقلت: اردده علي يا جبريلء فقال: فضي الأمر بسعادة من يؤمن» وشقاوة من يکفر. ثم انطلق بي جبريل إلى سماء الدنياء فاستفتح› فقیل: من هذا؟ قال: جبريل» فقيل: ومن معك؟ قال: محمد قیل: وقد رسل؟ قال: نعم قیل: مرحباً به ونعم المجيء جاء ففتح لناء فلما خلصت؛ فإذا فيها آدم صلوات الله عليه وقيل لي: هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمتُ عليهء فرد علي السلام؛ وقال: مرحبا بالولد الصالح. )۱( بيت المقدس: المدينة المقدسةء تقم في فلسطين وتتوسطهاء أقيمت فوق تل صخري؛ تجددت عظمتها حين اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحيةء ويقال: إن أمه هيلانة أعادت بناء الكثير من الأماكن المقدسة فيها. فتحت المدينة فى زمن عمر بن الخطاب سنة ١٠اه تحتوي مدينة بيت المقدس على كثير من الأماكن المقدسة لدى اتباع الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحيةء واليهودية وأهمها: المسجد الأقصى؛ وكنيسة القيامةء سيطر عليها الصليبيون زمن الحملات الصليبيةء وأسسوا فيها مملكة عرفت باسم مملكة بيت المقدس (المملكة اللاتينية)» قضى عليها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين الشهيرة عام ۱۱۸۷م. انظر: غربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج ٠ء ص ٤٤٤. ‎T۳۸‏ : الجامع لأخبار الأمة ‏ثم صعد بي إلى السماء الثانيةء فاستفتح» فقيل: من هذا؟ قال: جبریل ومعه محمد. قیل: وقد آرسل؟ قال: نعم قيل: مرحباً به ونعم المجيء ء جا ففتح لناء فلما خلصتُ فإذا أنا بيحيى”» وعيسى» وهما أبناء خالةء فسلمت ‏عليهماء فردًا علي السلام وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ‏ثم صعد بي إلى السماء الثالثةء فاستفتح» فقيل: من هذا؟ قال: جبريل ومعه محمد. قیل: وقد أرسل؟ قال: نعم قیل: مرحباً به ونعم المجيء جاع ثم فتح؛ فلما خلصت فإذا برجل فكُضَل على الناس بالحسن والجمال» كما فُضَل القمر على الكواكب» فقلت: من هذا يا أخي جبريل؟ قال: هو أخوك يوسف» فدنوت منه وسلمت عليه. ‏ثم صعد بي إلى السماء الرابعةء فاستفتح› فقیل: من هذا؟ قال: جبریل ومعه محمد. قیل: وقد أرسل محمد؟ قال: نعم ففتحء فلما خلصت؛ فإدا برجل؛ فقلت: من هذا؟ قال جبريل: هذا إدريس» رفعه الله مكاناً علياء وهو مسند ظهره إلى دواوین الخلائق التي فيها أمورهم. ‏(۱) يحیى: : اللبي يحى بن زكريا لا ولد قبل عيسى المسيح نة بستة بستة أشهرء وكان عمر أبيه اثنتين وتسعين سنةء وأمه ثماني وتسعين سنة. نئ صغيراًء فكان يدعو الناس إلى عبادة الل وكان لا يأتي النساء ولا يلعب مع الصبيان. ويحيى أول من آمن بعيسى المسيح وصدقهء وذلك أن أمه كانت حاملاً بعد فاستقبلت مریم بنت عمران وهي حامل بعیسی» فقالت لها: يا مریم أحامل أنتٍ؟ فقالت: لماذا تسأليني؟ قالت: إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك. وقيل: صدّق المسيح كل وله ثلاث سنين» وسماه الله تعالى يحیی» ولم يکن قبله من تسمی بهذا الاسم. وبعث الله عیسی رسولاً نسخ بعض أحكام التوراة فكان مما نسخ أنه حرم نكاح بنت الأخ؛ وكان لملكهم هيرودوس بنت أخ تعجبه يريد أن يتزوجهاء فنهاء يحيى عنهاء فطلبت منه أن يذبح یحی بن زكرياء فدعا بیحیی؛ ودعا بطست» فذبحه فلما رأت الرأس قالت: اليوم قرت عينئ؛ فصعدت إلى سطح قصرهاء فسقطت منه إلى الأرض ولها كلاب ضارية تحته؛ فوثبت الكلاب عليها فأكلتها وهي تنظر وآخر ما أكلته منها عيناها. وبعث الله بختنضر عليهم؛ فقتل منهم سبعين ألفاً. وقيل: كان قتل یحیی بن زکریا قبل رفع عيسى المسيح ّل بسنة ونصف والله أعلم. انظر: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج١ ص ٢۲۹-٠٠۳. ‎ ‎ ‎ الباب السابع في ذكر الممراج وذكر طرف من الجنة والنار ۳۳۹ ثم صعد بي إلى السماء الخامسة› فاستفتح› فقیل: من هذا؟ قال: جبریل ومعه محمد. قيل: وقد آرسل محمد؟ قال: نعم ففتح لنا فلما خلصناء فإذا برجل جالس» ومعه قوم يقص عليهم فقلت: (۷۲) يا جبريل» من هذا؟ ومن هؤلاء؟ قال: هذا هارون المجيب والذين حوله بنو إسرائيل. ثم صعدنا إلى السماء السادسة فاستفتح؛ فقيل: من هذا؟ قال: جبریل ومعه محمد. قيل: وقد أرسل محمد؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخء ومن خليفةء ثم دخلناء فإذا برجل جالس» فجاوزنامہ فبکی الرجل» فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: موسی» فقلت: ما باله يبکي؟ قال: تزعم بنو إسرائیل أنه آکرم بني آدم على الله. ثم صعدنا إلى السماء ء السابعةء فاستفتح؛ فقيل: من هذا؟ قال: جبريل ومعه محمد. قالوا: وقد أرسل محمد؟ قال: نعم قالوا: مرحباً به» ثم دخلناءه فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنةء وعنده قوم جلوس؛ بيض الوجوهء وقوم في ألوانهم شيء فقام الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهر فاغتسلوا منهء فخرجواء وقد صارت ألوانهم مثل أصحابهم؛ ثم جاءواء فجلسوا إلى أصحابهم فقلت: يا جبريل» من هذا الأشمط؟ ومن هؤلاء؟ وما هذه الأنهار؟ قال: هذا أبوك إبراهيم أول من أشمط على الأرض» وأما هؤلاء البيض الوجوه» فهم قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم» وأما الذين في ألوانهم شيء فقوم قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيثاء ثم تابواء فتاب الله عليهم. وام الأنهار الثلائة فأدناها رحمة الل والثانى: نعمة الله والثالث: الشراب الطهور. وإبراهيم مسند ظهره إلى بيت» فقلت لجبريل: ما هذا البيت؟ قال: هو البيت المعمورء يدخله كل يوم سبعون آلف ملك؛ إذا خرجوا لم يعودوا إليهء إلى يوم القيامة. الجامع لأخبار الامة ثم مضينا حتى أتينا سدرة المنتهى» فإذا بشجرة لها أوراقء الواحدة منها قد غطت الدنيا بما فيهاء ونبقها مثل قلال هجر يخرج من أصلها أربعة أنهار: نهران ظاهران» ونهران باطنان» فسألت جبريل عنهاء فقال: ما الباطنان ففي الجنةء وأما الظاهران: فالنيل والفرات. طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين› وآنهار من عسل مصفی؛ وهي على خد قال يِل : «انتهيتُ إلى سدرة المنتهى» وأنا أعرف أنها سدرةء ورقها وثمرهاء فغفشيها من نور الله ما غشيهاء وغشيتها الملائكةء كأنهم جراد من ذهب من خشية الل فلما غشيها ما غشيهاء تحولت» حتى لا يستطيع أحد أن ينعتهاء وفيها من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله تعالىء ومقام جبريل في وسطهاء فلما انتهيت ٳليهاء قال لي جبريل: تدم قلت: بل تقدم انت يا جبريل» قال: بل تقدم أنت يا محمد أنت أكرم على الله منيْ» فتقدمت» وجبريل على أثريء حتی انتهی بي حجاب فراش الذهب» فحركت الحجاب فقيل› من هذا؟ فقال: جبريل ومعي محمد. قال الملك: الله أكبر وأخرج يده من تحت الحجاب؛ فاحتملني» وتخلف جبريل فقلت له: إلى أين؟ قال: يا محمد وما ما إلا له مقام معلوم إن هذا منتهى الخلائق» وإنما أُذن لي في الدنو إلى الحجاب لاحترامك وإجلالك. فانطلق بي الملك في أسرع من طرفة عين إلى حجاب اللؤلق فحزك الحجاب» فقيل: من هذا؟ قال: صاحب حجاب الذهب؛ ومعى محمد رسول العرب» فقال الملك: الله أكبر فأخرج يده من تحت الحجاب» فاحتملني حتی وضعني بين یدیه. الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ٤Y‏ فلم أزل كذلك من حجاب إلى حجاب» حتی جاوز بي سبعین حجاباء غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ما بين الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام. ثم دلى لي رفرف أخضر يغلب ضوء الشمس» فوضعتٌ عليه فاحتملني حتى وصل بي إلى العرش» فلما رأيت العرش» اتضع عندي كل شيء دونه فقرّبني الله فکنت قاب قوسين ن أو أدنىء وتدلت قطرة من العرش. فوقعت على لساني» فما ذاق الذائقون شيئاً قط أحلى منهاء فأنبأني الله بها نبا الأولين والآخرين» وانطلق لساني بعدما كل من هيبة الرحمُن؛ فقلت: التحيات لهء والصلوات والطيّبات» فقال الله تعالى: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاتهء فقلت: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» فقال الله تعالى: هل تعلم يا محمد فيما اختصم الملا الأعلى» قلت: أنت أعلم يا رب بذلكء وبکل شيء؛ وأنت علام الغيوب» قال: اختصموا في الدرجات والحسنات؛› فهل تدري(٤۷) يا محمد ما الدرجات والحسنات؟ قلت: أنت أعلم يا رب. قال: الدرجات: إسباغ الوضوء في المكاره» والمشي إلى الجماعات» وانتظار الصلاة بعد الصلاةء والحسنات: إفشاء السلام وإطعام الطعامء والتهجد بالليل والناس نيام. ٹم قال: (يا) محمد آمن الرسولء قلتُ: نعم أي وربي» قال: ومن؟ قلت: والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله؛ لا نفرّق بين أحد من رسله؛ كما فرّقت اليهود والنتصارى. قال: فماذا قالوا؟ قلت: قالوا سمعنا قولك» وأطعنا أمرك. قال: صدقت» فسل تعطی: فقلت: غفرانك ربنا وإليك المصير قال: قد غفرت لك ولأمتك» سل تُعطى؛ ة قلت: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأناء قال: قد غفرت الخطايا والنسيان لك ولأمتك» وما استكرهوا عليه قلت: ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا من اليهوت قال: ذلك لك ولأمتك؛ قلت: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال: )۱( استدراك من النسخة الأصلية ب٤ ص ۷۱. ۱1 0 الجامع لأخبار الأمة قد فعلت ذلك بك وبأمتك» قال ربنا اعف عنًا من الخسف» واغفر لنا من القذف» وارحمنا من المسخ؛ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» قال: فعلت ذلك بك وبأمتك. ثم قال لي: سل تُعطی» قلت: يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليلاًء وكلمت موسی تکلیماء ورفعت إدریس مکاناً علیاًء وآتیت سلیمان ملكا عظیماًء وآتیت داؤد زبوراء فما لي يا رب؟ فقال: اتخذتك حبیباء كما اتخذت إبراهیم خلیلاء وكلمتك كما کلمت موسی تکليماء وأعطيتك فاتحة الكتاب» وخواتم سورة البقرةء وكنزا من کنوز عرشي ولم أعطها نبي من قبلك؛» وجعلت لك ولأمتك الأرض مسجداء وترابها طهوراًء وأطعمتك وأمتك الفيء ولم أطعمه أحدا قبلك؛ ونصرتك بالرعب على عدوك؛ مسيرة شهرء وأنزلت عليك سيد الكتب كلهاء ومهيمنا عليها قرآنأ فرقناہ ورفعت لك ذكرك حتی تذکر» كما ذکرت شريعة من شرائع ديني» وأعطيتك مكان التوراة المثاني» ومكان الإنجيل المبين؛ ومكان الزبور الحواميم› وفضلتك بالمفصَلء وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك؛ وجعلت أمتك خير أمه أخرجت للناس› وجعلتهم أُمةٌ وسطأء وجعلتهم الأولين» وهم الآخرون؛ فخذ ما آتيتك» وكن من الشاكرين ثم أفضى إِليّ أموراً بعدهاء لم يأذن لي أن أخبركم بها. (٥۷) ثم فرضت علي وعلى آمتي في کل يوم خمسون صلاة. فلما عهد إِليّ بعهده وتركني عنده ما شاع قال لي: ارجع إلى مك فبلغهم عٽي. . فحملني الرفرف الأخضر الذي كنت عليه يرفعني ويخفشني خی هوی بي إل سدرة المنتهى› فإذا جبريل تكلا أبصره خلفي بقلبي» كما أبصره بعيني أمامي» فقال: أبشر يا محمد فإنك خير خلق الله وصفوته من النبيين» حياك الله بما لم يحيي به أحداً من خلقه الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والثار 1 لا نبي مرسلاء ولا ملكاً مقرّباء ولقد بلّغك مكاناء لم يصل إليه أحد من أهل السماوات والأرضين. فهنَأك الله كرامت وما حباك من المنزلة الأثيرةء والكرامة الفائقةء فخذ ذلك بشكر فإن الله منعم؛ء يحب الشاكرين› فحمدت الله على ذلك. ثم قال لي جبريل: يا محمد انطلق إلى الجنق حتى أريك ما لك فيهاء فتزداد بذلك زهادة في الدنيا إلى زهادتك» وفي الاأخرة رغبة إلى رغبتك. فسرنا نهوي منقضين؛ أسرع من السهم والريحء حتى وصلناء بإذن لل إلى الجنةء فهدأت إِليّ نفسي» وثاب إِليّ فؤادي» وجعلت أسأل جبريل عمّا كنت رأيت في عليّين من البحور والنار والنور وغيرها. فقال: سبحان الل تلك سواد سرادقات عرش العزة التي أحاطت به فهي سترة الخلائق من نور العرش والحجاب» ولولا ذلك لاحترق ما تحتها من خلق الل وما لم تره» أكثر وأعجب» فقلت: سبحان الله العظيم؛ ما أكثر عجائب وقلت: يا جبريلء ومن الملائكة الذين رأيتهم في تلك البحور وتلك الصفوف بعد الصفوف» كأنهم بنيان مرصوص؟ قال: يا رسول الل هم الروحانيون الذين يقول الله فيهم: وم قوم الوح وَلْمَلمَكُةَ صما االبا: ٢۲۳ ومنهم الروح الأعظم؛ ثم إسرافيل بعد ذلك. قلت: يا جبريل» من الصف الآخر الذين في البحر الأعلىء فوق الصفوف كلها قد أحاطوا بالعرش؟ قال: هم الكروبيون أشراف الملائكة وعظمائهم: وما يجترئ أحد من الملائكة أن ينظر إلى الكروبيين» وهم أعظم شأناً من أن أطيق (أن) أصفهم لك؛ وكفى بما رأيت منهم. () استدراك من النتسخة الأصلية بء ص ۷۳. 66 9 الجامع لأخبار الأمة ‎ES‏ ر ثم طاف بي جبريل في الجنةء بإذن الله تعالى» فما ترك فيها مكاناً إِلَا رأيتهء وأخبرني عنهء فرأيت القصور (١٦۷) من الدرٌ والياقوت والزبرجد» ورأيت الأشجار من الذهب الأحمر قضبانها اللؤلق وعروقها الفضة الراسخة فلأنا أعرف بكل درجة وقصر وبيت وخيمة وثمر في الجنة من بما في مسجدي هذا. ورأيت نهراً يخرج من أصله ماء أشد بياضا من اللبن؛» وأحلى من العسل؛ على رضاض من المسك الأذفرء ودر وياقوت. فقال جبريل: هذا الكوثر الذي أعطاك الله تعالى؛ وهو التسنيم› يخرج من تحت العرش» إلى دورهم وقصورهم وبيوتهم وغرفهم؛ يمزجون به أشربتهم من العسل واللبن والخمر وذلك قوله تعالى: عا ّرب يها عباد أله يفَجِرونها تس االإنسان: 6]. ثم انطلق يطوف بي في الجنةء حتى انتهينا إلى شجرة لم أَرَ مثلها في الجن فلما وقفت تحتهاء رفعت رسي فلم أَرَ شيئا من خلق (الله) غيرهاء لعظمهاء وتفرّق أغصانهاء ووجدت فيها ريحاً طيبةء لم أشم في الجنّة ريحاً أطيب منهاء فقلبِتُ بصري فيهاء فإذا هي ورقها حلل طرائف من ثياب الجئّةء من بين أصفر وأحمر وأبيض وأخضر وثمرها أمثال القلال العظام من كل ثمرة خلق الله في السموات والأرضين؛» من ألوان شى وريح شنىء فعجبت من تلك الشجرة وما رأيت من حسنهاء قلت: وما هذه الشجرة؟ قال: هذه التي ذكرها تعالى: ولكثير من أمتك ورهطك حسن مقيل؛ ونعم طويل. ورأيت في الجنة ما لا عين رأًت» ولا اُذن سمعت» ولا خطر على قلب رأيت» وقلت: لمثل هذا فليعمل العاملون. (١) اسنتدراك من النسخة الأصلية بء ص ۷۳. الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والٽار %0 قصل: ومن غير المعراج وفي الجنة شجرةء يخرج من أصلها خيل من ذهب» ذوات أجنحة وأسرجة من ذهب» ملجمة بالدر فيركبها أولياء الل فتطير بهم حيث يشاؤون؛» فیقول الذين دونهم: يا هل الجنّةء انصفونا. ثم يقولون: (يا رب)» بما بلغ عبادك هذه الكرامة؟ فيقول لهم (۷۷): كانوا يقومون الليل» وأنتم تنامون؛ ويصومون التهارء وأنتم تأكلونء وينفقون» وأنتم تبخلون؛ ويقاتلون» وأنتم تجبنون. وقال رسول الله يٍَ: في الجنة قصر من لؤلؤق في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء في کل دار سبعون بيت من زمرّد أخضر في کل بیت (سبعون) سریر» على کل سریر سبعون فراشاء من کل لون» علی کل فراش زوجة من الحور العينء لكل حورية سبعون وصيفةء عند كل وصيفة سبعون مائدة» كل مائدة لا تشبه الأخرى» ويعطى ولي الله من القوّة ما يأتي على ذلك کله. وجنة عدن كلها من الياقوت الأحمر وجنة الفردوس من اللؤلۇ» ودار من الغضة البيضاء ودار السلام من درّة بيضاء بلا علاقة من فوقهء ولا دعامة من تحت له سبعول ممصورة. وفي الجنة نخل عروقها من ذهب وکربها من دهب٤ وعراجينها من ذهب وشماريخها من الذهب» لها رطب مثل الدلاءء شد بياضا من اللبن والفضة وألْين من الزبد والسمن» وأذكى من المسك والكافورء وأحلى من السكر والعسل. () استدراك من النسخة الأصلية ب٤ ص ٤ ۷. (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ٤ ۷. ٦٢۳ الجامع لأخبار الأمة وجنة عدن هي بطنان الجنانء وهي الدرجة العلياء والجنان وسطهاء قد حفّت بها الجنان» وفيها التسنيم يجيء من معالي الجنة إلى بيوت الجنان التي حولهاء وهي مغلقة مذ خلقها الله تعالى» حتى يدخلها النبيّون والشهداء والصالحون. وخلق الله الجنةء وجعل ترابها المسك» وأرضها الفضةء ورضراضها الدرّ والياقوت؛ وجعل حيطانها لبنة من ذهب» ولبنة من فضةء ولبنة من در ولبنة من زمرّد وجعل ما بين اللبنتين المسك الأذفرء وغرس أشجارها بقدرتd‏ وقيل: في الجنة ست شجرات: واحدة لثمارهم؛» وخمس لحللهم؛ يجمع ولي الله سبعين حلةء فيواريها بين إصبعيه. وقال ابن عباس: لما خلق الله جنة عدن قال لها: تزيني» فتزینت» ٹم قال لها: أظهري أنهارك فأظهرت السلسبيل وعين الكافور وعين التسنيم» ففجر منها في الجنان أنهار الخمر وأنهار العسل» وأنهار اللبن» وقال: أظهري سررك؛ وحللك» وكراسيك» وحليك (۷۸) وحور عينك» فأظهرت» فقال لها: تكلمي› فقالت: طوبى لمن دخلني» فقال الله وك: وعرّتي وجلالي› لا يدخلنك بخيل. قال المؤلف: البخيل: الذي لا يؤدي ما افترض الله عليه من ماله. وجنة الفردوس وسط جنة عدن كالتاج على رأس الملك؛ وفيها درجة الوسيلةء وهي أعلى الدرجات» وهي للنبي محمد يَيٍء وفيها قصر من ذهب يقال له عدن وفيه أربعة آلاف ٻاب. ۱ ويروى أن في الجنة نهراً يقال له الجدول» تنبت على شاطئيه الحور العين كنبات الزعفران» ينشقٌ النبت عن حواجبها كالأهلّةء وأشفار عينيها كقوادم النسورء يغشى الشمس ضوؤهاء لو أخرجت كنَّهاء لاقتبس به أهل السماوات والأرض. الباب السابع في ذکر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ‎Ys‏ ويروى أن في الجنة حوراء يقال لها لعبةء لقت من أربعة أشياء: الزعفران الرطب» والمسك الأذف والعنبر الأشهبء والكافور الأبيض؛ء وان جميع أهل الجنّة لها عشاق من حسنهاء وجمالها وبهائها وكمالهاء مكتوب على نحرها: من أراد أن يكون له مثلي» فليعمل بطاعة ربيَ. وحولها سبعون ألف وصيفةء يقلن: يا ويح المشتاقين إليناء لو عاينوناء لصبروا على طاعة الل ولو نشروا بالمناشير» وقرّضوا بالمقاريض» حتى يصيروا إليناء ونصير إليهمء شعرا: حورية ما إن لها مشبه في الحسن والنعمة واللين إن مسها الماء على لينها جرت مع الماء على الطين تزهو بوجه حسن بهج أبهج من روض البساتين تقول بالفنج لأترابها إذا مشت في الخرّد العين يا طلبي لو كنت لي طالباً لما تشاغلت بمن دوني يا عاشقى لو كنت لى عاشقاً ‏ ما كنت فى الأحباب تجفونى سبحان من صورها لعبة وجل من قال لها کوني فالحوراء قد وصفها رسول الله َء قال: خلقت من الزعفرانء وغجنت بماء الحياة وألبست من اللؤلؤ والمرجان» شعرها مرصع باللؤلۇ» وهي في بيياض الدرّ وصفاء المرجانء مطهرة من الطرق والأذى» يُرى مخ ساقها من وراء ثيابهاء مهفهفةء مرهفةء متوجةء دعجةء غنجةء مكحلةء مطيبةء بهيةء شُهيّة لاعبق مخذّرة منعمةء (۷۹) راضية مرضيةء ضاحكة مضحكة خود خدلجة مسفرة نيّرةء لعوب كعوب» مسورّة مخلخلةء إذا خطرت في دحداح قصرهاء مالت الأشجار إليها. قال لها خالقها: كوني» فکانت» وهي تنادي: نحن الخالدات فلا نموت أبداء نحن الناعمات فلا نبأس أبداء نحن الضاحكات فلا تحزن أبداء طوبی لمن کنا لہ وکان لنا. 7 ر الجامع لأخبار الأمة ر يا ابن آدم إن الحور العين لبسها الأرجوانء وقبابها المرجانء وخذامها الولدانء ومقامها الجنانء دار الأمانء أمشاطهنّ الذهب» ومجامرهنٌ ومداهنهن اللؤلؤق وموائدهنٌ الياقوت. ويروى عن النبي يِل أنه قال: أوحى الله إلى جبريل نين أن اهبط إلى الجنة الفردوس؛» فانظر ما أعددت فيها لأوليائيء فهبطء فإذا هو بأربع قوائم: قائمة بيضاء وقائمة حمراء وقائمة خضراء وقائمة صفراء وإذا في أعلاها غرفة من ياقوتة حمراء لها اثنا عشر ألف مصراع من الزبرجد الأخضر ما بين المصراع إلى المصراع اثنا عشر ألف ذراع؛ فيها رياح الرحمة تخفق› وأنهار تطرد؛ فبينما هم كذلك» إذ تجلت لهم حورية من الحور العين» كأن الشمس والقمر يخرجان من جبينهاء وكأن حاجبيها أجنحة النسورء ولها اثنتا عشرة آلف ذؤابة مرضع شعرها بالذر والجوهر» تمشي في الجنة باثنتي عشرة ألف مشيةء كلما مشيت مشيةء تبذّل حليها وحللهاء ومشى عن يمينها ألف وصيفة بأيديهن صبائر الريحان والمسك والزعفرانء وعن شمالها اثنتا عشرة ألف وصيفة بأيديهنَ الحلي والحلل. فبينما جبريل ينظر إليهاء إذ ابتسمت في وجهه فأضاءت جنة الفردوس من ضوء ثناياهاء فخْرً جبريل ساجداًء وهو يقول: سبحانك لا إله إلا أنت. وفي الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا أرادت أن تمشي في الجنةء أتت إليها سبعون ألف حورية من الحور العين؛ فهنٌ عن يمينها وعن شمالها يحملن أذيالهاء فترفع أذيالها إلى عنقهاء فتقول لها الحور العين: يا عيناءء لو رآك ولي الله كيف كان يفعل؟ (٠۸) فتقول: كان يقتل نفسه في الدنيا. قال المؤلف: معناه يجهد نفسه في العمل والطاعة؛ والانتهاء عن المعصية لا القتل بعينء لأنه لو قتل أحد نفسه لكان من أهل النار لم يصل إلى عيناء. الياب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ‎Y۹‏ ثم تقول: إِنًا للصائمين إِنا للقائمين» إا للراكعين إِنّا للساجدين» إِنا للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إِنا لمن أطعم الطعام؛ إِنا لمن أفشى السلام إِنًا لمن صلى بالليل والناس نيام. ويروى أن لوليٌ الله في جنة الفردوس قصراً من درّة بيضاء في جوف ذلك القصر بيوت» طول كل بيت ألف ذراعء وعرضه كذلك؛» في ذلك البيت سبعة بيوت: الأول من الفضةء والثاني من الذهب والثالث من اللؤلق والرابع من الزمرَّدء والخامس من الزبرجد» والسادس من الذرء والسابع من النور. وأبواب البيوت من العنبرء على كل باب آلف سرير من الزعفران والكافور الأبيض» على كل سرير ألف فراش من السندس الأخضر على كل فراش حورية خلقها الله من الطيبء من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفرانء ومن ركبتيها إلى عنقها من العنبر الأشهب» ومن عنقها إلى مفرق رأسها من الكافور الأبيض؛ وعلى كل واحدة منهنٌ ستون ألف حلة من حلل الجنّةء وفي أذن كل واحدة قرطان من الذهب» وشنفان من الياقوت الأحمر إذا أقبلت على زوجها يرى الياقوتتين تضيئان من ورائها كالشمس بهية للناظرين» ولكل واحدة منهن ثلاثئون ألف ذؤابة من المسك» تسحبها فى تراب الجنّةء تحمل كل ذؤابة سبعون ألف وصيفة مکتوب على جباههر: هذا ثواب الله لأوليائه جزاءٌ بما کانوا يعملون. ويسروى عن النبي يلاق أنه قراً: #إِنَ أضحّب اة ايوم فى سُحّلِ فَكهُوب © هم واَروجَهُر فى كل عل الاريك کون ٭ [یس: ٥٥٠ ٦٥]. فقال لأصحابه: أتدرون ما شغل أهل الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شغلهم افتضاض الأبكار منهم من يفتض ثمانية آلاف بكر ومنهم من يفتض عشرة آلاف بكر كل على قدر عمله في الدنيا. الجامع لأخبار الأمة ويروى عن من طريق عمر بن الخطاب وء أنه (۸۱) قال: القرآن آلف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف» من قرأه صابرا محتسباء کان له بكل حرف زوجة من الحور العين. وعن النبي يَْوء قال: يقول الله يكْء لوليه: إصعد إلى منزلك» فيصعد إلى قصر من لؤلؤة بيضاء فيتلقاه ملك» فيقول له: هذه مفاتيح قصرك ما فتح مذ حلق» إلى أن جئت» فيدخل إلى غرفة حمراء مبطنة بخضراع وخضراء مبطنة بحمراء وفیها زوجات؛ وما تشتهي نقسه. وقيل: إذا استقر بولئ الله قراره» قال: فيا سبحان الله ما ريت شيئاً في الانياء إلا رأيته في الجنّةء إلا المراكب» فيؤتى بنجيبة من الدّرء فيقال له: إركب» فيركب» وإذا أهل الجنة على مشل حالهء فيقال لهم: انطلقوا بنا إلى السوق» فيأتون إلى سوق ليس فيه بيع ولا شراء فيه الصور فما يأتي على صورة إلا ودخل فيهاء فیخرج» وقد ازداد حسنه وبهاؤه سبعين ضعفاًء فیرجع إلى زوجت وقد ازدادت في الحسن سبعين ضعفاًء وتقول: الله أهدى إلي بعدك هدية حلياً وححللاء وألف وصيفةء كأنهن بيض مكنون؛ وإذا على باب خيمته ألف أمرد فيقولون: نحن قهارمتك على ضياعك» كل واحد منّا على مسيرة الف عام. وقيل: في جنة عدن قصر من ذهب» حوله البروج والمروج؛ له خمسة آلاف باب» على كل باب خمسة آلاف حبرةء وإِن ولي الله يکون على سریره بين سماطين من اللؤلؤ المكنون؛» والغلمان قيام على رأسهء عليهم أقبية الديباجء ومناطق الد مسوّرون؛ مخلخلون؛ مقرّطون؛ فتأتى الملائكة من عند رب العالمين» فيقولون للحاجب الأول: استأذن لنا على ولي الل فيقول: أين آنا من ولي الله ولكن أذكر للذي يليني» ويذكر للذي يليه حتى ينتهي إلى الخاصةء فيقولون: يا ولي الل الملائكة على الباب يستأذنون عليك» فيقول: أثذنوا لهم. وقيل: تأتي ريح فتلقي الاستئذان في أذن ولي اللهء فيأذن لهم فيدخلون وهم بين سماطين من ادر حتى يصلوا إليه؛ فيقولون: سم عكر يما عر فم عَفی ار ارم وعند كل ملك هدية لا تبه الأخرى كلا عر ملكء دخل آخر وتدخل عليهم ريح طيبة تنسيهم كل ريح وجدوها في الدنياء فهم كذلك يختلفون عليهم. ويروى أن علامة ما بينهم وبين الخدم إِذا أرادوا الطعام أن يقولوا (8۲) سبحانك اللهم؛ فإذا قالواء علم الخدم أنهم يريدون الطعام فيدخلون عليهم من أربعة آلاف باب بالموائد» فتوضع بين أيديهم ميلا في ميل؛ فيقوم على رأس ولي الله سبعون ألف غلام بيد كل غلام صحيفتانء واحدة من ذهب والأخرى من فضةء في كل صحيفة لون من الطعام لا يشبه ما في الأخرىء فيأكل مقدار أربعين عاماء كلما شبع شرب انهضم الطعام فيخرج جشاء أطيب من ريح المسك» وما شرب» فيرشح عرقأء أذكى من المسك الأذفر. ثم تأتي الطيرء كأمثال النجب» قد اصطفت بين يديهء وتكلمت بلسان طلق ذلقء تقول: يا ولي الله كل منيء فإني رعيت في روضة كذا وکذاء فإٍذا اشتھی واحدة منهن؛ سقطت بين يديه على سبعين لوناً من ألوان الشوي والقلي والمطبوخ فيأكل» وهي تسبح الله فإذا شبع؛ء نهضت سليمة كما كانت فتقع على غصن من تلك الأغصانء وهي تفخر على الطير فتقول: من مثليء وقد أكل ولي الله من لحمي؟ ويروى أن ولي الله يقول للطير: أطعمني» فتطعمه من إحدى شقيه طبيخا ليس كالطبيخ» ومن الأخرى شواء ليس كالشوي. وإذا اشتهى ولي الله الوقوف على البحر والتنزه على ساحلهء وهو رمل من كافور أصفر فإذا انتهى» نظر إلى الحوت في البحر» أوماً إليه» فيأتيه وقشره ‎YoY‏ الجامع لأخبار الأمة ‎a ‏من الذهب والفضةء وإذا خرج للتنزه في ميادين الجنةء على خيل من ذهب» فيصيدون من ظباها بلا شبك» ولا حبل. ‏وعلى رأس کل ولي تاج من ذهب» له سبعون ركناء على كل ركن ياقوتة بيضاء تضيء مسيرة ثلاثة أيام للراكب المتعب» وعلى جبينه الأكاليل من الجوهر» وعلى ولي الله سبعون طاقاً من سندس واستبرق مختلفة الألوان. والذي يلي جسده من حرير أبيض. ‏وقيل: في دار ولي الله لؤلوّة مجوفةء فيها شجرةء تطلع منها الحلل؛ فيأخذ ولى اللهء الحلة منظومة بالذّر والجوهر محكمة بأكمامها وأزرارها. وقيل: أدنى أهل الجنة متزلةء من ينظر إلى ملكه مسيرة ألف عام ينظر إلى أقصاv‏ كما ينظر إلى أدناvه‏ ويقوم على رأسه ثمانون ألف غلام لو طلع أحدهم على الشمس والقمر لانكسفا من حسنهم وجمالهم؛ء وهي صفة اللؤلؤ المكنون. ‏قيل: يا رسول اللهء (۸۳) هذا الخادم؛ فكيف المخدوم؟! قال: كما بين البدر ليلة تمامهء وبين الكواكب. ‏وقال رسول الله يٍَ: أهل الجنة جرد مرد مكحلون؛» محبرون» مسرورون؛» منعمون مخلخلون؛ يعطى كل واحد منهم قوة مائة رجل في الطعام والشراب والشهوةء ويجد لذة شهوتهء بعد فراغه من إنعامه مقدار أربعين عاماء قد ألبس الله وجوههم النور وأجسادهم الحرير فهم بيض الألوانء صفر الحلل» في يد كل واحد منهم عشرة خواتم من الذهب» لكل إصبع خاتمان» مزوجون بالحور متوجون بتيجان الذهب والجوهر على رأس كل واحد تاج من الجوهرء ذلك التاج أخف من الريش» له سبعون ذؤابةء (كل ذؤابة)" تساوي ما بين المشرق والمغرب» وجبهته نورء وذلك قوله تعالى: ترف فى وجوههر صر اليم 4 [المطففين: ٤۲]. يبدو ضوء الشمس من ضياء وجوههم؛ وفي يد كل واحد منهم ثلاثة ‏(۱) استدراك من النسخة الأاصلية ب؛٠ ص ۸۰. ‎ ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والٽار ‎YoY‏ ‎NEES‏ أسوره: سوار من ذهب» وسوار من فضةء وسوار من لؤلؤ. إما أصفر بين أبيضين› وإما أبيض بين أصفرين. وفي صدره وشاحان وطوق» وفي رجلیه خلخالان. قيل لابن عباس: كيف يعرف الرجال من النساء واللباس واحد؟ قال: الرجال عليهم التيجان» والنساء عليهن الحْمُر إذا أقبل ولي الله ترى قرطيه يضيئانء فإذا دخل عليهم» استقبلته الحوراء من الحور العين» عليها سبعون حلةء كل حلة لا تشبه الأخرى» ليس فيها مفصلء إلا وعليه حلةء يوجد ريحها من مسيرة مائة عام من نظر وجههاء أبصر وجهه فيهاء من صفاء وجههاء وإذا نظر إلى صدرهاء أبصر كبدها من رقة بدنهاء ويبصر مخ ساقها من رقة عظمها وجلدهاء وهي في بيت فرسخ في فرسخ؛ ورفعه مثل ذلك» عليه أربعة آلاف مصراع من ذهب» فيه بساط من ذهب مکلل باللؤلؤ» وقد فرش على طول البيتء وفيه سرير عليه الفرش» وهو بمنزلة سبعين غرفة من غرف الدنيا. فإذا اشتهى ولي الله ثمرةء طارت إليه الثمرة» حتى يأكل منهاء أو يذهب به سريره» حتى يأكل منهاء وهذا كله ثواب المتقين» الذين يتقون شرب الخمر والفواحشس؛ وما حرم الله . إخواني (٤۸) اصبروا قليلاًء تستريحوا دهراً طويلاء کي تنالوا هذه النعم الجزيلة التي لا يقدر أحد على وصفهاء فإنما دنياكم هذه ماضية ذاهبةء أين الأخلاء والأصحاب والآباء والأمهات والإخوة والأخوات» والملوك والرؤساء الأكابر؟ الذين كنتم أنتم وإياهم في عصر واحدء هل تقدرون على إحصاء من قد مات» ممن تحفظونه حيأء تمشون على وجه الأرض انتم وزيا ممن هو آکبر منکم؛ وأصغر سنا وممن ولد بعدكم مضواء فكأنهم ما کانواء قدموا إلى ما قدمواء فاعتبروا بهم أيها الإخوانء فإنكم لا محالة بهم لاحقون› ولما صاروا إليه صائرون؛ تمر بكم الأيام والساعات» وتسوقكم الأنفاس والأوقات؛ فلا تغرنّكم الحياة الدنياء ولا يغرّنكم بالله الغرور. ‎Yo‏ الجامع لأخبار الأمة ‏رجع إلى المعراج ‏قال رسول الله يٍَ: «ثم عرض علي النار فنظرت إلى أغلالهاء وسلاسلهاء وحياتهاء وعقاربهاء وغساقهاء ويحمومهاء فنظرت» فإذا أنا بقوم لهم مشافر كالإبل» قد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يُجعل على أفواههم صخرا من التارء فيخرج من أسافلهم قلت: يا جبريل› من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما. ‏ثم انطلقت» فإذا أنا بقوم بطونهم كالبيوت» وهم على سابلة آل فرعون؛ فإذا خرج من آل فرعون صدید فیسقونه» فتسیل بطونهم› فيقعون؛ فتوطاهم آل فرعون بأرجلهم» وهم يعرضون على النار؛ غدواً وعشياًء قلت: يا جبريل» من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الرباء مثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس؛ء ومن الربا أن يشتري الرجل مالا أو شيئاً بالخيار» يريد به الغلة فقطء أو يدين دارهم فيأخذ من غلة المائة كذا وكذاء لاريّة” على دور السنةء وللربا سبعون بابل أدناها كناكح أمه». ‏فاتقوا الل يا أهل الدراهم؛ لا تهلكوا أنفسكم فإن الله قد أغناكم بالحلال عن الحرام وجعل لكم في البيوعات أبواباً حلالاء تأخذون منها الأرباح صافية بلا تبعةء فاتقوا الل ثم اتقوا الل واحذروا البيوعات الفاسدة والمعاملات المشتبهةء ولا تهلكوا أنفسكم فتدخلوا النار وبئس القرارء فأنتم ميتون قريباً لا محالةء انظروا إلى من كنتم (٥۸) تحفظونهم؛» كم جمعوا من الأموال بالمعاملات الفاسدة فماتوا عنهاء وتركوها ميراثاً حلالاً لغيرهم» وبقي عليهم الوزر» فأدخلوا أنفسهم النار. ‏(١) اللارية: اسم عملة مل بها المؤلف. ‎ ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والثار 0ا۵ . واعلموا أن الأرزاق مبسوطة عليكم من الله فتيقظوا قبل الفوات» وتداركوا أنفسكم قبل الموت» واسمعوا نصحي وعواء فستذكرون ما أقول لكم؛ ومن كان معه دراهم فليعامل بها معاملة صحيحة؛ أو يشتري بها سلعاء فعسی أن يرزقه الله ربحاً حلالاء أكثر مما يأخذ من المعاملة الفاسدة والله ولي التوفيق. قال رسول الله يٍَ: ثم انطلقت» فإذا بنساء معلقات بأئدائهن› قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي يزنين؛ ويقتلن أولادهن. ثم مضينا من الجحيم. Yo وإذا سيق أهل النار إلى النارء ودنوا منهاء واستقبلتهم الملائكة الغلاظ الشداد بمقامع الحديد فإذا دخلوا النار لم يبق منهم عضو إلا استقبله عذاب» إما حيّة تنهشه أو نار تحرقه» أو ملك يضربه؛ فإذا ضربه الملكء هوى في النار سبعین عاماء لا يبلغ قرارهاء ثم يرفعه اللهب» فيضربه الملكء ٺيهوي» فهو سو و ووو سے كذلك» كلما بدا رأسه ضربه ضربة فیهوی بھاء لما ت جلود هم سهم ‎A‏ 0 سى جلُودًا غرها ليذ وفوا العذاب 4 [النساء: ٦0]. ‏قيل: إنهم يبدلون في اليوم سبعين مرّةء وقيل: سبعين ألف مرةء وإذا عطش» نادى الشراب» فيؤتى بالحميم فإذا تناولهء سقطت أصايعه› فإذا قَرَّبه من وجهه سقط لحم وجههء ثم يدخله في فيه فتسقط أضراسه ولهاته ويدخل بطنهء فتقع أمعاء» وينضج جلد وذلك قوله تعالى: ‏ يهر به ما ف طونم والو © وم ممم ِن ديد [الحج: ٠٠ ٠۲]. فيعذبون ما شاء الله ثم يدعون خزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنًا يوماً من العذاب» فلا يجيبونهم› ثم يدعون مالكاً أربعين عاماًء فلا يجيبهم» فيقولون: قد دعونا الخزنةء ودعونا مالك فلم نُجب» هلم بنا نجزع؛ فلا يغني عنهم ثم يقولون: هلموا بنا نصبرء ‏ے ‏س ‏فيصبرون؛ فلا يغتي عنهم؛ فيقولون: سوا علا أَجرَعُنا آم صرت ما لا من مَحِيصِ ‏ اإيراهيم: ١2 فهذا العذاب للكافرين. ولكن المسلم إذا جرت (٦8) عليه المعصيةء ثم تاب وندم وأقلعٍء يرجى له من الله أن يمن عليه ویر حمه؛ والله غفور رحيم. ‏ويقال: إن أدراك النار سبعة أدراك قال تعالى: ل لعن ق لرك 1 ِن الار 4 [الساء: ١٤1]. وبعض الدراكات أسف من بعض؛ ما بين النار والتار خمسمائة عام والباب الأعلى منهاء يضعف عن ناركم هذه سبعين ضعفاً. ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والثار ‎ov‏ وقيل: إن نار الدنيا خلقت من نار جهنم» وضربت بالماء ستين مرَّة» ولولا ذلك لما انتفع بها أهل الدنياء وقيل: إذا كان يوم القيامةء ترد هذه النار إلى نار جهنم فتستجیر بالل وتستفيث من نار جهنم وقیل: إن الله أمر بالنار فأو قدت ألفي ص حتى احمرّت» ثم أوقدت آلفي عام حتى ابيضت» ثم أوقدت ألفي عام حتى اسودّت» فهي سوداء مظلمة. والئيران سبع: أولها جهنم ولظى؛ وسقرء والحطمةء والجحيم؛ والسعير والهاويةء وهي أسفل النيران. وسميت جهنم لسعتها وغزرها وعمقها. وقيل: سُميت جهنم لأنها تجهم يوم القيامة على الخلائق» فتأكل وجوههم. وعن النبي يَيٍِْ أنه قال: لجهنم سبعة أبواب» ولكل باب منها سبعون واديأء كل واد مسيرة سبعين عاماء لكل واد (سبعون) ألف شعبةء ولكل شعبة ألف مفازةء ولكل مفازة سبعون (ألف) شق في كل شق سبعون ألف ثعبان› في كل ثعبان سبعون آلف عقرب» في كل عقرب سبعون آلف فقارةء في کل فقارة قَلة سم. فلا ينتهي الكافر والمنافق» حتى يواقع ذلك کله. قال كعب: إن آٹاما واد من أودية جهنم يجتمع فيه صدید اهل النار فينطلق بهم فيغمسون في ذلك الصديد حتى تنخلع مفاصلهم» فيخرجون منهاء وقد جد الله لهم جلوداً جديدة فيلقون في النارء وهي التي قال الله يَيَك: هلزو جه الت يكب بها الْجرْمُونَ © يطوفونً ينها وب يم مان ٭ [الرحلمن: £۳ 44 ]. وقال: #سحبون 8 حجرو کے ¢ اغائ ۷۱ ۷۲ وقوله تعالی في نار الدنيا: ¥ عن جلها جلها ي ر وا ‎A‏ ِلمَموين 4 [الواقعة: ۷۳]. ي جعلنا هذه النار التي في أيديكم كردا ا ا جه () استدراك من النسخة الأصلية ب٤ ص ٤ ۸. )۲( استدراك من النسخة الأصلية ب٤ ص ٤ ۸. ‎YOoA‏ الجامع لأخبار الامة ‏وقيل: في جهنم واد يقال له غي أبعدها قعراء وأشدها حرَاء وفيه بئر تسمى الهبهب» كلما خبت جهنم» فتح الله تلك (۸۷) البئرء فتسعر منها ‏وقال ابن عباس: إن اليهود يجدون في كتبهم ان ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين ألف سنة. ‏وقيل: يأمر الل فيؤتى بجهنم فتجيء وهي تدب على أربع قوائم› تجرها ملائكة غلاظ شداد بسبعين آلف زمام حتى تقف بين يدي الجبار› وهي ترمي بشرر كالقصر العظيم؛ ولها زفير ودوي» فتخرٌ بين يدي الله ساجدة وتقول: يا رب هل خلقت خلقاً تعذبني به فيقول: لا وعزتي وجلالي» إنما خلقتك لأنتقم بك ممن أكل رزقي» وشکر غيري» فتخْر ساجدة لله تعالی» ثم يقال لها: ازفري في وجوه أعداء الل فتزفر» فلا يبقى ملك مقرّب» ولا نبي مرسل» ولا طائر يطیر بجناحیه؛ إِلڵا جثا على ركبتيه» وتخرج منها حيّات من نار تسمع أكلها في بني آدم كالخيل في آجام القصب. ‏وعن أبي هريرة» عن النبي يَيةٍء قال: غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعأء وله أربعون إهابء ما بين الإهابين ذراعان» محشوان عقارب كأمثال البغالء وحيّات عظام؛ وضرسه مثل أحد. وما بين إصبعيه مسيرة فرسخ؛ وشمته السفلى متدلية إلى صدرهء والعليا قالصة إلى وجههء وهم فيها كالحون. ‏() أبو هريرة: عبد الرحمٰن بن صخر الدوسي الملقب بأبي هريرة (۲٠٦-1۷۹م)» صحابي؛ كان أكثر الصحابة حفظاً للحديث ورواية ل نشأً يتيماً في الجاهليةء وقدم المدينة ورسول الله يٍَ بخيبر» فأسلم سنة اه ولزم صحبة النبي» فروى عنه (٤0۳۷) حديثاًء نقلها عن أيي هريرة أكثر من ۸۰۰ رجل من صحابي وتابعي؛ وولي إمرة المدينة مذةء ولما صارت الخلافة إلى عمر استعمله على البحرين» ثم رآه لين العريكة مشغولاً بالعبادقة فعزلهء وكان أكثر مقامه بالمدينةء وتوفي فيها. وکان يفتيء قد جمع شيخ الإسلام تقي الدين السبكي جزءا سمي (فتاوى أبي هريرة) ولعبد الحسين شرف الدين كتاب في سيرته. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج۳ ص ۸٠۳. وانظر: ابن الأثيي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص40۷. ‎ ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ‎Yo‏ ولظى؛ سُميت بذلك؛ لشذة التهابها. وسقر لأنها تذيب الأجسات وتعصرهاء وتلوحها وتلوح الأرواح› ل وما أدريك ما سره لا نق ي ولا ندر [المدثر: ۷٠ ٢۲]. لا تبقي لحماً ولا عظاماً إلا أكلته. ثم بعاد خلقاً جديداء ل لواد لَلشره [المدثر: ۲۹]. مغبّرة مسودة. وسميت الحطمة لحطمها من فيهاء وتدق الشيء بالشيء وتبلعء ولأنها تحطم الكافرين؛ وتدقهم› وتسرطهم. وسّميت الجحيم لعظم جمرهاء وهو جمر أسود ليس له نورء ولشذة أدوارها وتوقدها وسُميت السعير لاستعارها وتوقدهاء وشدة تلهبها وتأججهاء ص 2 2 وء وقوله تعالی: ڪالما خت زدنهمر سه سِا االإسراء: 1۹7 أي تا ججاء كف - ر ص تھے سوير سعبا ب [النساء: ٥ 0]. اي تأججاً. وشميت الهاويةء لأن من فيها يهوي بهاء فلا يبلغ قعرهاء وهم فيها أبدا معذبون» لا يستقرون ولا يجدون قراراً. وقيل: إن النار ظاهرها من نحاس» وباطنها من رصاص» وأرضها عذاب؛ وسقفها سخط الل حرّها شديد وقعرها بعيدء وشراب أهلها الصديد وعذابها باق لا یك (۸۸) فالنار من فوقهم؛ والتار من تحتهم؛ والنار من خلفهم؛ والنار من قذامهم والنار عن أيمانهم؛ والتار عن شمائلهم قد أحاطت بهم وأطبقت عليهم؛» فهم فيها معذبون؛ لا يفتر عنهم؛ وهم فيها مبلسون؛ قد اسوذت وجوههم؛ وصْمّت آذانهم ونضجت جلودهم لا تقال لهم عثرة ولا تفرج عنهم شدةء إِذا استغاثوا لا يُغاثون» وإن دعوا لا يجابون؛ إلا أن يقال لهم اخسئوا فيها ولا تکلمون طعامهم الجحيم؛ وشرابهم الحميم» ومثواهم في العذاب الأليم» لباسهم القطران› وتفشى وجوههم النيران» فهم في الذل والهوان ل يقضى عليهم فيموتواء وما هم منها بمخرجين» قد كلت بهم ملائكة غلاظ شداد فيقولون لخزنة جهنم : ادعوا ربكم يخفف عنًا يوماً من العذاب» فيقولون لهم: أو لم تأتكم رسلكم بالبيّنات› قالوا: بلى» قالوا: فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال. ۳۰ ر الجامع لأخبار الامة ص ‎U‏ ثم يدعون مالكاً: يا مالك؛ ليقضي علينا ربك» فيجيبهم بعد ألف سنة إنكم ماكشون. ثم يقولون: ادعوا ربكم فلا احد خير من ربكم فيقولون: [غافر: ١١ فيقول الله مجيباً لهم: ذلك بأنه إذا دعا الله وحده كفرتم› وإن يُشرك به تؤمنواء فالحكم لله العلي الكبير. ثم يقولون: ربا أبصرنا وَسَمِعًْا فَنَحِعْتَا حمل صلا $ [السجدة: ١۱1]. فيجيبهم الله: و اوم ورا أَفََمسُم تن قل ما لم بن رَوالِ 4 (إيراهيم: ٤٤]. شم يقولون: ربا أخرحنا نَمل صلا عَرَ الى كنا نَمل 4 ‎Se MA he o E AE et fs 7‏ [فاطر: ۳۷). فقول الله: و ول نعم ما ڪر فه من بذ وجاء لذ ‎AA‏ م س $ س س و ص سے فذوقوا فما للظنلمين من ضير * [فاطر: ۳۷]. ثم يقولون: قالوا ربا غلبت علتا ‎Zef oA e e AE ۰ ‏سُفُوّنا وڪن فوم لے 0 رینا لخرجنا منہا فان عدنا 4 [المؤمنون: ١١٠» ۷١۱]ء ‏فيقول الله لهم: ۶ قال احسشوا ہا ولا شُکلِمُون ‏ [المؤمنون: ١١٠]. فلا يتكلمون ‏بعدها أبدا. ‏وقال عیسی بن مریم كل: كم جسد صحيح؛ ووجه صبيح» ولسان فصيح؛ غدا في أطباق جهنم يصيح. ‏أيها الغافل المغرورء بما هو فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على الانقضاءى دع التفكر فيما أنت مُرتحل عنهء واصرف الفكر في موعدك فإنك أخبرت أن النار مورد الجميع؛ لقوله تعالى: ‏ وَإن يكر إلا واردُها كان كَل فآنت من الورود على يقين» ومن النجاة على شك فاستشعر في قلبك هول ذلك الورودء فعساك (۸۹) تستعد للنجاة بالتشمير إلى أعمالهاء وتأمل حال الخلائقء وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسواء فبينما هم في كروبها ‎ ‎ الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار ۱٦۳ وأهوالهاء واقفين ينتظرون حقائق أنبيائهاء وتشفيع شفعائهاء إذ أحاطت بالمجرمین ظلمات ذات شعب وأظلتهم نار ذات لهب» وسمعوا لها زفيرا وجرجرةء تفصح عن شدة الغيظ والغضب» فأيقن المجرمون بالعطب» وجثت الأمم على الركب» حتى أشفق المخلصون من سوء المنقلبء وخرج المنادي من الزبانية: ين فلان المُسَوف نفسه في الدنيا بطول الأملء المضيّع عمره في سوء العمل؟ فيبادرونه بمقامع الحديدء ويستقبلونه بعظائم التهديك› ويسوقونه إلى العذاب الشديدء وينكسونه في قعر الجحيم؛ ويقولون له: « دق إِنلك أتَ امير الكرہ $ [الدخان: 44 ]. فاسكنوا دارا ضيقة الأرجاى مظلمة المسالك مبهمة المهالك» يُخْلّد فيها الأسير ويُوقد فيها السعيرء فشرابهم فيها الحميم؛ ومستقرهم الجحيم الزبانية تقمعهم» والهاوية تجمعهم فيتمنون فيها الهلاك وما لهم عنها من فكاك؛ قد شُدت أقدامهم إلى النواصي» وسُودت وجوههم من المعاصي؛ ينادون من أكنافهاء ويضجون فى أطرافها: يا مالك؛ قد حقّ بنا الوعيدء يا مالك قد أثقلنا الحديد يا مالكء قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منهاء فإنا لا نعود. فتقول الزبانية: هيهات» ولا تحين مناص» ولا أمان ولا خروج لکم من دار الهوان. فعند ذلك يقنطون؛ وعلى ما فرّطوا في جنب الله يتأسّفونء فيأخذون في البكاء والعويلء حتى تفرغ الدموع؛ء فيبكون الدماء حتى تكون وجوههم كهيئة الأخدود لو أجريت فيها السفن لجرت» وما دام يؤذن لهم في البكاء والشهيق والدعاء والزفيرء فذلك يستروحون به لكنهم يمنعون من ذلك» وعذاب الله لا يوصف ولا يكيّف» وإنما هذه تذكرة وموعظةء وکفی بالقرآن واعظاء لمن تدبر آياته ووعاها. ٢٦۲ الجامع لأخبار الامة فانظر لنفسك أيها الإنسان؛ فإنما الدنيا طريق تمرٌ بك على عقبة كأداع فيستريح فيها المخمون؛ ويتعب فيها المثقلون؛ ثم تفضي بك إلى هاتين المنزلتين اللتين مر ذكرهماء بما فيهما من النعيم والعذاب الآليم فلا بد لك من واحدة منهماء فحاول ما دامت فيك المكنةء والرأي عندك؛ والأمر لكء قبل أن يصير الرأي لغيركء أن يكون إنضاؤك من هذه العقبة إلى دار النعيم» وتفكرَ في قوله (٠4) تعالى: وم حشر المَتَعَببَ إل الَحنن وَفْدًا [مريم: ٢۸]. والوفد لا يكون إلا ركباناً. ¥ وون ا الْمجمنَ إل جه وزد [مریم: ٦۸]. فواحد يخرج من قبره» فإذا البراق على رأسهء والحلل بين يديهء فيلبس الحلل؛ ويضع التاج على رأسهء ويركب والملائكة مطيفون بهء يزفونه إلى جنات النعيم› لا يترك من عزّه وكرمه على الله أن يمشي إلى الجنة على قدميهء وآخر يخرج من قبره» وإذا الزبانية قد أحاطت به؛ وألبسته السلاسل والأغلال؛ والأنكال والسرابيل من القطران والعذاب والخزي والهوان» وقد أحاط به ولا يُخْلى أن يمشي على قدميه من هوانه على ربه» بل يُسحب على وجهه إلى سواء الجحيم؛ فيحل به العذاب الأليم» نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابهء الذي لا طاقة لنا به. ثم الطامّة الكبرى» والمصيبة العظمى» الخلود فى النار إذ لو كان العذاب منقطعاً لكان الأمر أيسرء ولكن الشأن في الخلود. ' قلتُ: فأي (قلب)” يحتمل هذا؟! وأي نفس تصير على هذا؟ والله قد هدانا الطريق» وبين لناء وأعذر وأنذر فلا حجة لنا بعد ذلك هل أن عَلٌ الان حي ين الدَهر لم يکن سنا مَذكْرا ٥ إا عقا الانسن من طْمَدٍ اماج تله فجعلنه سیکا با © إن هدينه أ َيِل إا اکر وما کشورا 4 [الانسان: ١- ۳]› نسأل الله أن يهدينا لمرضاتC‏ ويوفقنا لطاعته ويختم بالخير أعمالناء ويسدد في جميع الأمور أحوالناء إنه سميع مجيب. (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۸۸. الباب السابع في ذكر الممراج وذكر طرف من الجنة والٽار ‎Y۳‏ ‏رجع على ذكر المعراج حتى انتهينا إلى موسى ف فقال: ما فرض الله عليك وعلى أمتك؟ فقلت: خمسين صلاة. قال موسى: أنا أعلم بالناس منك» وقد بلوت بني إسرائيلء وعالجتهم شد معالجة وإن أمتك أضعف الأمم فارجع إلى ربكء فاسأله التخفيف لأمتك؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال النبى: فرجعت إلى سدرة المنتهى›ء فخررت ساجدأ فقلت: يا رب فرضت علي وعلى أمتي خمسين صلاةء ولن أستطيع (أن) أقوم بها أناء ولا أمتىء فخفف عنى عشرا. التخفيف» فإن أمتك أضعف الأمم. فال: فرجعت؛»؟ ولم أزل ما بين ربي وموسی» حتی ردھها إلى خمس صلوات. ثم قال لي موسی: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت: قد استحيت من ربي. وما ن براجع. فقال: فنوديت إني يوم خلقت السماوات والأرض؛ء فرضت (١۹) عليك وعلى أمتك في اليوم والليلة خمس صلوات» وما يبدل (۱) إضافة يقتضيها السياق. 81 الجامع لأخبار الأمة لا يفوتني (ولا أفوته)» حتى انتهى بي إلى مضجعي. وكان ذلك في ليلة واحدة من لیالیكم؛ فنا سید ولد آدم ولا فخر. قيل: لمارجع النبي يَأ ليلة أسري بهء وکان بذي طوی“» قال: «يا جبريل» أخاف أن لا يصدقوني»» قال: يصدقك أبو بكر وهو الصديق. وقال النبي َو : «لمَا أصبحت بمكة قبضت بيدي؛ وعرفت أن الناس فقعد رسول الله يق حزيناً معتزلء فمرٌ به أبو جهل» فأتامه وجلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل استفدت شيئاً الليلة؟ قال: نعم أسري بي الليلةء قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس» قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم فلم ير أبو جهل أن ينكره مخافة أن يمنعه الحديث قال: أتحدّث قومك بما حدئتني؟ قال: نعم قال ابو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤيء هلمواء فانفضت المجالس حتى جلسوا إليهماء قال: حدّث قومك بما حدثتني» قال: نعم؛ أسري بي الليلةء قالوا: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس» قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانینا؟ قال: نعم فکانوا بین مصفق بیدیه ورافع يده على رأسه متعجبین من الكذب» وارتذ ناس ممن کان آمن به وصدقه؛ وسعی رجال من المشرکين إلى آبي بكر فقالوا له: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؛ قال: أَوَقَدْ قال؟ قالوا: نعم قال: لئن قال ذلك فقد صدق» لأني أصدقه بما هو أبعد من ذلك؛ء أصدقه بخبر السماء في غدوه أو روحهء فلذلك سمي أبو بكر الصديق َف . (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۸۸. () طوى: واد في مكةء وقال الداودي؛» هو الأبطح؛ وليس كما قال. انظر: الحموي؛» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› ج ص ٤٤. الباب السابع في ذكر الممعراج وذكر طرف من الجنة والثار ‎T0‏ وكان فيهم من قد سافر إلى بيت المقدس» فقالوا: هل تستطيع أن تنعت بین يديه فكان ينعته وهو ینظره» قال القوم: أُما النعت؟ فقد أصاب. ثم قالوا: يا محمد أخبرنا عن عيرناء فهم أهم إلينا من قولك» هل لقيتها؟ قال: نعم مررت على عير بني فلان» (۹۲) وهي بالروحاء قد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبهء ومررت بعير فلان وفلان راكبان قعوداً لهما بڏي مرو (ونفر بکرهما)" حتی رمی بفلان» وانکسرت ید فلما رجعاء سألوهما عن ذلك فقالا: نعم فكان ذلك» فقالوا: هذه آيةء أخبرنا عن عيرناء متى تجيء؟ قال: مررت بها في التنعيم”» قالوا: فما عذّتها وأحمالها وهيئتها؟ قال: كنت في شغل عن ذلك» ثم مثلت له بين يديه فقال: نعم هيئتها كذا وكذاء وفيها فلان وفلان» يقدمها جمل أورق» عليه غرارتان مخيطتان؛ تطلع عليكم عند طلوع الشمس» قالوا: وهذه آية. ثم خرجوا يتنشدون عند الثننة وهم يقولون: والله لقد قص محمد شيئاء وأتى بيْنةء حتى أتوا كدئ” وجلسوا إليه» فجعلوا ينتظرون حتى تطلع الشمس؛ () ذو مرو: والصحيح ذو المروة: وهي قرية بوادي القرى» وقيل: بين خشب ووادي القرى. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلداتء ج٥ ص ١٦٠۱۱. (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۸۹. (۳) التنعيم: موضع بمكة في الحل؛ وهو بين مكة وسرف» على فرسخين من مكةء وقيل: على أربعةء وسمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان؛ وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينةء ومنه يحرم المكيون بالعمرة. قال محمد بن عبدالله النميري: فلم ثَرَ عيني مثل سرب رأيته ‏ خرجن من التنعيم معتمرات مررن به بفخ ثم رحن عشية يلبيّن للرحمن مؤتجرات تضوّع مسكاً بطن نعمان إن مشت به زين ينب في نسوة عطرات انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج“ ص ۹٤-٠٥. )4( کدئ: | لضم والقصر جمع كُذية وهي صلابة تكون في الأرضء يقال للحافر إذا بلغ إلى حجر = ٦۳۹ الجامع لأخبار الأمة فيرون؛» أيصدق محمد؟ أم يكذب؟ فبينما هم كذلك» إِذ قال قائل منهم: والله هذه الشمس قد طلعت. وقال آخر: والله هذه اللإبل قد طلعت؛ يقدمها جمل أورق عليه غرارتان مخيطتان؛» وفيها فلان وفلان؛ كما قال محمد فراوا منه الصدق والحق؛ فلم يؤمنواء› ولم يفلحواء وقالوا: ما سمعنا بمثل هذاء إن هذا وقيل: التقى الأخنس بن شريك”» وأبو جهل بن هشام؛ فقال الأخنس لأبي جهل: أخبرني عن محمد أهو صادق أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل: والله إن محمدا لصادق» وما كذب محمد قطء منذ نشاء ولكن إذا ذهب بنو لؤي بالسقايةء واللواء والحجابةء والندوةء والنبوّة» فما يكون لسائر قريش؟. فهم يصدقونه سريرة» ويكذبونه علانيةء حسدا منهم إذ خصّه الله بالفضل العظيم؛ وما يحسدون إلا أنفسهم؛ وما يشعرون› ولكن الشيطان سوّل لهم وأملى لهم وذلك قوله تعالى: # فد تعلم إِنه ليحزنك زى ولو ك لا یکزہو تل ولك الِب ايت أ ححَدُونَ 4 [الأنعام: ۳۳]. = لا يمكنه معه الحفر قد بلغ الكدية: وهو موضع بمكة. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلداٽ ج٤ ص ٤٤٤. (١) الأخنس بن شريك: والصحيح الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفيء حليف بني زهرة بن کلاب. سمي الأخنسن؛ لأنه خنس بالقوم يوم بدره وائما سمه ابي وهو اين بني علا بن آي سلمة بن عوف بن عقبة. وکان ممن ذکر هم أبو طالب في قصيدته اللامية الشهيرة . انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةءه ج١ء ص ٠٠۳۳۷-۳۰. الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة Y۸ الجامع لأخبار الامة فلمَا كانت سنة ثلاث عشرة من النبوّةء واعد رسول الله يَةٍء رجالا من الأنصار عند العقبةء في أوسط أيام التشريق. قال عمر بن كعب بن مالك”›: خرجنا مع حجاج قومنا إلى مكةء ومعنا بو جابر عبدالله بن حزام"» سيد من ساداتنا» وکنا نکتم أمرنا على من عندنا (۹۳) من مشركي قومناء دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه أنَا واعدنا رسول الله يَوٍء فأسلم وشهد معنا العقبة. فبتنا تلك الليلة في رحالناء حتى إذا مضى من الليل لٹا خرجنا إلى الميعاد مستخفين› نتسلل واحداً واحداء وکٽا ثلانه وسبعین رجلا ومعنا امرأتان: سمبة بنت کعب (۱) (۳) عمر بن كعب بن مالك: والصحيح معد بن كعب بن مالك. وجاءت الرواية عند ابن إسحاق کما يأتي: قال ابن إسحاق: حدئثني معد بن كعب أن أخاه عبدالله بن كعب حدثه أن أباء كعب بن مالك حدثه» قال كعب: ثم خرجنا إلى الحجء وأوعدنا رسول الله يٍَِ العقبة من أوسط أيام التشريق. قال: فلما فرغنا من الحج؛ وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله ييو لهاء ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرام أبو جابر» سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا أخذناء معنا... انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام؛ السيرة النبويةء ج ۲ء ص ۸۳. عبد الله بن حزم: والصحيح عبدالله بن عمرو بن حرام: وهو عبد الله بن عمرو بن حرام بن ٹعلبةء أبو جابر الأنصار ي الخزرجي السلميء صحابي من أجلائهم. وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا الرسول يٍَء وشهد العقبة مع السبعين من الأنصارء وشهد بدراً وأحداء واستشهد سنة ٣ه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ١١۱. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۳ ص٢٤٠۲ -٢٠۲. سمية بنت كعب: والصحيح نسيبة بنت كعب. وهي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازنء وهي آم غُمارق وكانت شهدت الحرب مع رسول الله يَةِء وشهدت معها أختها. وزوجها هو زید بن عاصم بن کعب» وابناها حبیب بن زید وعبد الله بن زید وابنها حبيب الذي أخذه مسيلمة الكذاب الحنفي» صاحب اليمامةء فجعل يقول له: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ فيقول: نعم فيقول: أفتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع؛ فجعل يقطعه عضواً عضواً حتى مات في یده. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۲ء ص ۹١٠-١٠٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ۷ء ص۹٠۲ - ٠۲۷. الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة ۹٦۳ أم عمار بن ياسر" وأسماء بنت عمر بن معدي" فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله َء فجاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب» وهو يومئذ على دين قومهء إلا أنه أحب أن يوائق لابن أخيه. فلما جلسناء قال العباس: إنكم تعلمون منزلة محمد عندناء وقد منعناه من قومناء ممن هو على دينناء فهو في عر من قومه ومنعه في بلده» وإنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم واللحوق بكم» فإن كنتم ترون أتكم وافون له بما دعوتموه إليهء ومانعوه ممن يخالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك» وإن كنتم ترون أنكم لا تقدرون على منعه بعد خروجه إليكم فمن الان دعوه» فهو في عز ومنعه من قومه وبلده. قال كعب: قد سمعنا ما قلت» فتكلم يا رسول الله يق وخذ لنفسك ولريك من الشرط ما أحببت. فتكلم رسول الل وتلا القرآنء ودعا إلى الله تعالیىء ورغب في الإسلام ثم قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون (١) هي نسيبة بنت كعب وليست سميةء وبالتالي ليست أم ياسر كما ذكر المؤلف. (۲) عمار بن ياسر: (۷٥ ق.ه ۳۷ھ / ۷٦٥ - ۷٥1م): عمار بن ياسر بن عامر الکناني المذحجي العنسي القحطاني؛ أبو اليقظانء صحابي من الو لاة الشجعان ذوي الرأيء وهو أحد السباقين إلى الإسلام والجهرية. هاجر إلى المدينةء وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان» كان النبي ي يلقبه (الطيب المطيب). وفي الحديث: «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. وهو أول من بنى مسجداً في اللإسلام (بناه في المدينة وسماه قباء) وولا عمر الكوفةء فأقام زمناء وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مم علي؛ وقتل في صفين سنة ۷٣ه» وعمره ثلاث وتسعون سنةء له ١۱ حديثاً وضع عبدالله السبيني كتاباً في سيرته اسمه (عمار بن ياسر). انظر: ابن الاثير» علي بن محمد: أسد الغابة فى معرفة الصحابةء ج٤ء ص۱۲۲٠ - ۱۲۸. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج 4 ص۴ )۳( أسماء بنت عمر بن معدي: والصحيح أسماء بنت عمرو بن عدي: وهي آسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمةه أم منيع الأنصارية السلمية. من المبايعات تحت العقبةء وهى ابنة عمّة معاذ بن جبل. روى عبدالله بن كعب بن مالك الأنصاري؛ عن أبيهء وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله يَيٍء وذكر قصة البيعةء فقال: واجتمعنا بالشعب عند العقبةء ونحن سبعون رجلا وامرأتان: نسيبة بنت كعب أم عمارةء وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي [حدی نساء بني سلمةء وهي أم منيع. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۷ء ص ١٤ ۱. ۳۷ . الجامع لأخبار الأمة ‎Eh. _‏ مته نساءكم وأنفسكم وأبناءكم». فأخذ بيده البراء» وقال: والذي بعثك بالحق و قال: فبايعنا رسول الل ونحن أهل الحرب والسلاح» ورثناها كابر عن وبين اليهود حبالاء ونحن قاطعوهاء فهل عسيت إن د فعلنا ذلك وأظهرك الل أن ; لر قومك؛ وتدعنا؟ فتبت ل الله يَيٍ. فقال: «بل الد لله › ن ترجع إلى قوم و سم رسو ر ۱ بل الدم الدم والهدم الهدم؛ انتم منی؛ وانا منکم؛ احارب من حاربتم وأسالم من سالمتم». وقالوا له: الشرط لنا عليك» أن تكون في بلدنا حياً وميتأء قال: نعم وقال: تسعة من الخزرج» وثلاثة من الأوس» فقال رسول الله: «أنتم كفلاء على و قومكم بما أخذ عليكم» قالوا: نعم فما لنا بذلك يا رسول الله؟ قال: لكم الحنّة. (١) البراء: البراء بن معرور بن صخر الخزرجي الأنتصاري: صحابي من القراء المقدمين؛ شهد العقبةء وكان أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار. وهو أول من تكلم منهم ليلة العقبة حين لقي السبعون من الأنصار رسول الله ييو وبايعوهء وأول من مات من النقباء. توفي قبل الهجرة بشهر واحد. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج١ ص۷١۱. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۲ء ص ۷٤. الهيثم بن التيهان: والصحيح أبو الهيشم بن التيهان: وهو مالك بن التيهان بن مالك بن عمرو بن عبدالأعلم بن عامر؛ أبو الهيشم؛ البلوي» من بلي بن الحاف بن قضاعةء حليف بني عبدالأشهل؛ء شهد بيعتي العقبة الأولى والثانيةه وكان أحد الستة الذين لقوا قبل ذلك رسول الله يي بالعقبة. قيل: إنه أول من بايع النبي ي ليلة العقبةء وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها. وتوفي في خلافة عمر سنة عشرين أو إحدى وعشرين» وقيل: بل قتل يوم صفين مع علي سنة سبع وثلائين. وقيل: بل بقي حتی مات بعدها بيسير. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج٤ء ص 4۸. والزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ٢٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء چ ص١۱ -٤۱. ۲) ت الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة ‎Y۷‏ قالوا: ربح البيع فلا نقيل» ولا نستقيل» فأنزل الله: رن اه شتی مرڪ الزؤيمے أشسهمر رارم يأك لَه الحنَة يوت في سيل اله 4 سے و سو سے . ا سم . س وم ع سے فقون لورت وعدا عله حم 3 المورسة والإ يل والْفَره ان ومن م س مرو 7 ء شو م و و € س ‎ones‏ و ا يعهدو مرے الله فاسَبشروا د 2 الزڑى بايععم ب بے ولل هو العو َيِه * [التوبة: ١]. فجميع المؤمنين داخلون في هذه الأية. ومر إعرابي» والنبي يقرا هذه الآيةء فقال: كلام من هذا؟ قال النبي: کلام ال قال الأعرابي: بيع والله مربح؛» لا نقيله ولا نستقيلهء فخرج الأعرابي إلى الغزوء فاستشهد. وأنشد بو علي الكوفي” شعرا من يشتري قبة في العدن عالية ‏ في ظل طوبی رفيعات مبانيها دلالها المصطفى والله بائعها ممن راد وجبريل مناديها ٹم قالوا: يا رسول الل ابسط يدك؛ فبسط رسول الله یي يده فبایعوه» على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئا. ثم قال رسول الله یا : «انفضوا إلى رحالکم). قال: فانفضضناء فلما أصبحناء عدّت علينا قريش فى منازلناء وقالوا: يا معشر الخزرج إنا قد بلغنا نكم جئتم إلى صاحبنا هذا لتستخرجوه من بين أظهرناء وتبایعوه على حربناء والله ما متر حي من العرب أبغض من أن ينشب الحرب بيننا وبينهم منكم فانبعث مشر كوا قومنا هنالك يحلفون لهم ما کان من هذا شيء وما علمناهء وقد صدقواء إذ هم لم يعلمواء ونحن ينظر بعضنا إلى بعض. )۱( أبو علي الكوفي: هو أحمد بن محمد بن عمار» أبو علي؛ فاضل إمامي؛ عارف بالحديث والأصول؛ من أهل الكوفةء من كتبه: «أخبار آباء البي يَقٌ» و«إيمان أبي طالب» وكتاب «الممدوحون والمذمومون؛ و«المبيضةء وهم الفرق التي خالفت بني العباس في البيعة والرأيء وكان شعارها ليس البياض خلافاً للعباسيبين المعروفين بالمسودة. توفي أبو علي الكوفي سنة ٦۲۳ه. انظر: الأمين؛ محسن: أعيان الشيعةء ج ۳ء ص ١٤٠. YVY ر الجامع لأخبار الأمة أصحابه» فقال: إن هذا الأمر لجسيم؛ وما كان أصحابي ليتقوّلوا علي بمثل هذاء وما علمته فانصرفوا عن وقال كعب بن مالك" أبياتاً يذكر فيها النقباء وهي هذه: فأبلغ أبا سفيان أن قد أضاءنا ودونك فاعلم أن نقض عهودنا أباه بن عمرو والبراء كلاهما وسعد أباء الساعديٌ ومنذر وما ابن الربيع إن تناولت عقده وأيضاً فلا يعطيكم ابن رواحة وفاءٌ به والخزرجي ابن صامت وأيضا فلا يعطيكم بن رواحة بأحمد نور من هدی الله ساطع أباه الملا منا الذين تبايعوا وأسعد يأباء عليك ورافعٌ(٥۹) لأنفك إن حاولت ذلك جادع بمسلمة لا يطمعنْ تم طامغ وإحقاره من دونه السم ناقغ بمندوحة عمّا تحاول واسعغ وإحقاره من دونه السم نافع صبور لما أعطى من الحق جامغ فهل أنت عن إحموقة الغيّ نازع أبو هيشم أيضا وفي بمثلها وما ابن حضير إن أريد بمطمع عبدالله بن أبي سلول: عبدالله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد الخزرجي؛ أبو الحباب المشهور بابن سلول» وسلول جذته لأبيه من خزاعة: رأس المنافقين في الإسلام؛ من أهل المدينة. كان سيد الخزرج في آخر جاهليتهم. وأظهر الإسلام بعد وقعة بدر تقيَة. ولما تهيأً النبي يي لوقعة أَحُدء انخزل ابن أبي وكان معه ثلاثمائة رجل؛ فعاد بهم إلى المدينة. وفعل ذلك يوم التهيؤ لغزوة تبوك. وكان كلما حلت بالمسلمين نازلة شمت بهم وكلما سمع بسيئة نشرها وله في ذلك أخبارء ولما مات تقدم النبي ي فصلى عليه؛ ولم يكن ذلك من رأي عمرء فنزلت الآية: « رلا صل عل أَحَدٍ ينبم ...4. وكان عملاقاً يركب الفرس» فتخبط إبهاماه في الأرض. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ١٠. كعب بن مالك: كعب بن مالك بن عمرو بن القين؛ الأنصاري السلمي الخزرجي: صحابي» من أكابر الشعراء. من أهل المدينة. اشتهر في الجاهلية. وكان في الإسلام من شعراء النبي يٍَء وشهد أكثر الوقائع. ثم كان من أصحاب عثمانء وأنجده يوم الثورةء وحرّض الأنصار على نصرته. ولما قتل عثمان قعد عن نصرة علي فلم يشهد حروبه. وعمي في آخر عمره وعاش سبعاً وسبعين سنة. له ديوان شعر مطبوع جمعه سامي العاني في بغداد. انظر: ابن الأثير على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص١٦٤ - ٢41٤. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ ص ۲۲۹. الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه أولاك نجوم أسعد يهتدي بها YVY۳ خحؤون لما تنوي من الأمر مانغ ونجمك نح في دجى اليل طالٌ ٠٩ وجملة من شهد العقبة من الأوس: أحد عشر رجلا من الخزرج: من بني النتجار اثنا عشر رجلا ومن بني الحارث بن الخزرج سبعة رجالء ومن بني عوف بن الخزرج ستة رجال» ومن بني الجشم بن الخزرج خمسة وثلاثون رجلا ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج رجلان؛ فذلك ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان. وقال حسان بن ثابت كذب امرؤ أضحى يعد قبيلة فسل البرية هل أجبنا ربنا ما ضرّنا أن البرية كلها ولرب مغتبط بحسن بلائنا نحن الذين سروا بمكة بعدما مشیا على خوف فلم نر مثله نصرت بأجمعها اللبي سوانا لو يستطيع عن الهدى لثنانا نام الرقييب فزاننا مسرانا وکفی بنا فضلا على من غیرنا نيما أحب ومثلها أعطانا حب النبى محمد إيانا بكة ‏ بتظر أن بوذن له في الهجرته ولم يملف ممه أحد بمكة إل أذ و حېبس»› وتن عن دینه؛ وهاجر - جميع المؤمنين› إلا علي ب بن بي طالب وأبو بكر طفن . (١) انظر القصيدة في: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية جح۲ ص ۸۸-۸۷ مع اختلاف في بعض الألفاظ. وفي القلهاتي› أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيانء ج 7ء ص ١٥٠. (۲) انظر القصيدة في: القلهاتىء أبو عبدالله محمد بن سعيد الأزدي: الكشف والبيان؛ جح۲ء ص ۷١۱. 7 الجامع لأخبار الأمة وكان أبو بكر كثيراً ما يستأذن النبي في الهجرةء وهو يقول (۹1) له: «لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباء. ثم إن أبا بكر خرج من مكة يريد أرض الحبشة مهاجراء حتى إذا بلغ ترك العماد”» لقى ابن الدعنّة” وهو سيد القادة فقال له: إلى أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أخرجني قومي» أريد أن أسيح في الأرض» أعبد ربي» فقال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم؛ وتحمل الكل وتقري الضيف» وتعين على نوائب الحق» فنا لك جار فارجع» فاعبد ربك بېلدك. فرجع أبو بكر» وارتحل معه ابن الدغنّةء فطاف عشيته في أشراف قریش؛» فقال: إن أبا بكر مثله لا يخرج» أتخرجون رجلا يكسب المعدوم؛ ويصل الرحم؛ ويحمل الكلء ويقري الضيف» ويعين على نوائب الحق»ء ووفى ابن الدغنّة لأبي بكر بالذمةء فلبث أبو بكر يعبد ربه في داره» ولا يشتغل بغير صلاته وقراءته» ثم بدا له» فبنى مسجداً بفناء دار فكان يصلي فيه» ويقراً القرآن» فيزدحمن عليه نساء المشركين؛ وأبناؤهم يتعجبون؛» وينظرون إليه وكان وء بكاءُ لا يملك عينيه إذا قرأ ففاظ من ذلك أشراف قریش» فأرسلوا إلى أبي الدغنّةء وقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجواركء على أن يعبد ربه في بيتهء فقد تجاوز ذلك وبنى مسجدا بفناء دارم فأعلن فيه بالصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءناء فانهه» فإن أحب أن يقتصر على عبادة ربه سرا فعل» وإن أيى إلا أن يعلن بذلك؛ فاسأله فليرد عليك جوارك؛ فإنا كرهنا أن نخفرك في ذمتك» ولسنا مقرين أبا بكر على الاستعلان في بلدنا. ۱( ترك العماد: موضع بعینه قرب مکة في ديار بني سليم؛ ي يسكنه بنو صبيحة. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› ج‘ ص ۹٤۱. )۲( ابن الذَغْنَة: هو أخو بني الحارث بن عبد مناة بن كنانق والهون بن خزيمة بن مدركة؛ وبنو المصطلق من خزاعة تحالفوا جميعاء فسموا الأحابيش (لأنهم تحالفوا في أسفل مكة يقال له وادي الأحبش) وكان ابن الدُغنّة سيد الأحابيش. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه ج ۲ء ص ١٠0 الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة ان ن فأتى ابن الدغنّة إلى أبي بكر فقال له: قد علمت ما عاقدتك عليه فإما أن ثم إن آبا بکر تجهّزء یرید المدينةء فقال له النبي يٍَ: «على رسلك؛ فإني فحبس أبو بكر نفسه على النبى يَيةء حتى أمر النبى يي بالهجرة إلى المدينة. وكان قد رأى في المنام أنه قد هاجر من مكة إلى أرض ذات نخل؛» فقال: ظننت أنها اليمامة أو هجر فإذا هى المدينةء فأمره الله بالهجرة إليهاء وهو () اليمامة: اليمامة اسم إقليم في نجد وقاعدتها هجر وتسمى اليمامة جوَاً والصروض بفتح العين؛ وكان اسمها قديماً جَوَاً فسميت باليمامة بنت سهم بن طسم قال آهل السیر: كانت منازل طسم وجديس باليمامة. وقال الكسائي: اليمام من الحمام البري» التي تكون في البيوت والحمام البي. وقال الأصمعي: اليمام ضرب من الحمام البري. كان فتح اليمامة في عهد أبي بكر الصديق فيه في السنة الثانية عشرة للهجرةء وفتحها خالد بن الوليدء حيث دخل في معركة طاحنة مع جيش مسيلمة الكذاب من بني حنيفةء وقتل مسليمة في هذه المعركة على يد وحشي مولی جبير بن مطعم ورجل من الأنصار. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٥ ص ١٤٤ - 446. وابن الأثير أبو الحسن علي بن محمد: الكامل في التاريخ» ج ٢ء ص ٢٤٦-٢٤ ۲۲. 1 ٠ . ۹ ۹ . م 7 1 7 سا ¥ ۶ 0 ۱ ‎CC |‏ ۰ ا | ۰ 0 .. 0 9 ۳ ۱ : 8 . ‎e , 7 ِ‏ ۳ . ۳ + 5 ن ۱ ٠ ٠ ` ‎a‏ ا“ 1 7 . ۰ قيل: لما رأى المشركون ظهور النبي ية والمؤمنون يزدادون عند اجتمع أشراف قريش للتشاور في دار الندوةء فقال بعضهم لبعض: إن محمدا يزعم أنكم إن بايعتموه» كنتم ملوك العرب والعجم؛ وإدا منم بُعثتم إلى جنات أحسن من جنات الأرض؛ وإن لم تبايعوه» كان لكم منه ذبح؛» ثم بُعثتم بعد موتكم إلى النار تحرقون بها. فبينما هم كذلك» إذ دخل عليهم إبليس» لعنه الل في صورة شيخ قالوا: من أنت أيها الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد؛ سمع باجتماعكم؛ فحضركم؛ ليسمع ما تقولون» عسى أن لا يعدمكم راي شيخ. ثم ذكروا شأن محمد فقال بعضهم: إن هذا الرجل قد کان من أمره ما كان وإنا والل لا نأمنه على الوثوب علينا بمن معه؛ فأجمعوا فيه على رأي. فقال هشام بن عروة: أوثقوه بالحديد وأغلقوا عليه ثم تربصوا به ما أصاب (۱) دار الندوة: دار اتخذها قصي بن كلاب بعدما تيمّنت قريش بأمره» كان باب دار الندوة في المسجدء وفيها كانت قريش تقضي أمورهاء وبعد موت قصي أصبحت دار الندوة لبتي عبد الدار ثم لولده حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار لمعاويةء فجعلها دار الإمارة بمكة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ» ج۲ ص ۲۳-۲۱. (۲) هشام بن عروة: بعد المراجعة والتدقيق في مصادر التاريخ الإسلامي الرئيسية وبخاصة السيرة النبوية وتاريخ الطبري تبين أن الذين اجتمعوا من أشراف قريش في دار الندوة للتشاور في أمر الرسول ي هم: من بني عبد شمس: عتبة بن ربيعةء وشيبة بن ربيعةء وأبو سفيان صخر بن حرب. ومن بني نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدي؛ وجبیر بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بني عبد الدار بن قصي: النضر بن الحارث بن كلدة. ومن بني أسد بن عبد العزى: أبو البختري بن هشام؛ وزمعة ين الأسود بن المطلب؛ وحكيم بن حزام. ومن بني مخزوم: ايو جهل هشام. ومن بني سهم: نبيه ومنبه ابنا الحجاج. ومن بني جمح: أمية بن خلف. ولم يرد ذكر هشام بن عروةء والقول الذي = الباب التاسع في ذكرهجرة النبي ية . من مكة إلى المدينة ‎V۹‏ من قبل کزهیر» والنابغة”» من الموت. فقال الشيخ: والله لو حہستمو٥» لخرج إلى أصحابهء وانتزعوه من أيديكم. فقال أبو البخترى: نخرجه من بين أظهرناء وننفيه من بلدنا. فقال الشيخ النتجدي: ما هذا لكم برأيء ألا ترون إلى حسن منطقهء وحلاوة حديثهء وغلبته على قلوب الرجال» بما يأتي به؟ فوالل لو فعلتم ذلك ما أمنتٌ عليكم أن يأتي إلى حي من العرب» فيغلب عليهم بحسن حديثه؛ فيبايعوه» ثم يسير بهم عليكم فيطأکم بهم. فقال ابو - ل والله إن لي فيه لرأيأء وهو أن نأخذ من كل قبيلة فتی شابا نجدا جلداء فنعطي كل واحد منهم سیفاً صارماء ف مدوںن إليهء ویضصربونه = نسبه إليه مؤلف المخطوطة منسوب إلى: وقال قائل منهم. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويقه ج۲ ص ١٥۱٠. والطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوكء ج١ ص ٤٢٤۲. (١) النابغة: زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الفطفاني المضري» أبو أمامة: شاعر جاهليء من الطبقة الأولىء من أهل الحجاز. كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظء فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة. وكان عمرو بن العلاء يفضله على ساثر الشعراء. وهو أحد الأشراف في الجاهلية. وكان حظياً عند التعمان بن المنذرء وحتى شبّب فى قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغفضب النعمانء ففر النابغةء ووفد على القسانيين بالشام وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان» فعاد إليه. شعره كثير» جمع بعضه في ديوان مطبوع. وكان أحسن شعراء العرب ديباجةء لا تكلف في شعره ولا حشو. وعاش عمراً طویلاً. انظر الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٤٥. () أبو جهل: عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي؛ أشذ الناس عداوة للنبي بء وأحد سادات قريش ودهاتها فى الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار: سوّدت قريش آبا جهل لم يطرَ شارب فأدخلته دار الندوة مع الكهول. أدرك الإسلام وكان يقال له «أبو الحكم» فدعاه المسلمون «أبا جهل» سأله الأخنس بن شريق الثقفىء وكانا قد سمعا شيثاً من القرآن: ما رأيك يا أبا الحكم في ما سمعت من محمد؟ فقال: ماذا سمعت» تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف» أطعموا فأطعمناء وحملوا فحملناء وأعطوا فأعطينا» حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان» قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى تدرك هذه... والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدّقهء واستمر في عناده يثير الناس على الي ي وأصحابه؛ لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهم؛ حتى كانت وقعة بدر الكبرى؛ فشهدها مع المشركين؛ وكان من قتلاها سنة ۲ه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ٥ء ص ۸۷. ‎Y۸‏ ل الجامع لأخيار الأمة ر ‏ضربة رجل واحد فیقتلونه» فنستريح منه؛ ويتفرف دمه في القبائلء فلا يقدر ‏فقال الشيخ النتجدي: القول ما قال هذا الرجل» وهو الرآي عندي› فاجتمع القوم كلهم على ذلك. ‏فأتى جبريل لق إلى النبي يي وأخبره بما كان من اجتماعهم؛ وقال له: لا تبيتن الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليهء وأمره بالهجرة إلى المدينة. ‏فلما كانت العتمةء اجتمع القوم على بابه» وترصدوا له حتى ينام فيبيّتونه» فلما رأى النبي مكانهم؛ قال لعلي: نم على فراشي الليلةء واتشح ببردي الحضرمي (4۸) الأخضر فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه. فبات علي تلك الليلة على فراش النبي. ‏وخرج التبي إلى أبي بكر فقال له: قد أذن لي في الخروج؛ فقال أيو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: نعم فعمدا إلى الغار” وكان خروجهما ليلة الاثنين› لثلاث بقين من شهر صفرء وقيل: لأربع خلون من ربيع الأول. ‏ويروى أن أبا بكر قال لعائشة: لو رأيتني ورسول الله يَةٍء إذ صعدنا إلى الغارء وقدما رسول الله تقطران دماء وأما قدماي (فعادا) كأنهما صنوان؛ وكان أبو بكر يمشي تارة قذّام النبي» فيذكر الطلب من خلفهماء فيمشي خلفهء ثم يذكر الرصدء فيمشي قذامهء شفقة على النبي منهء حتى انتهيا إلى الغار فقال آبو بكر: دعني أدخل قبلك» التمس الغار إن كان فيه شيء فدخل أبو بكر ‏وصاحبه الصذيق أثناء الهجرةء وهو غار بجبل ثور بمكة. انظر: الحموي› ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ ج ص ۱۸۲. )۲( استدراك من ال لنسخة الأصلية بء ص ٩۹. ‎ ‎ ‎ الباب التاسع في ذكر هجرة النبي ي٠ من مكة إلى المدينة ‎Y۸‏ إلى الغارء ثم خرجء وصعد فوق سطحه؛ فجعل یرزن برجلیه؛ یستوٹق منهء ثم نزل» ودخل هو والنبي» فكان أبو بكر كلما رأى حجراً في الغار» ألقمه قطعة من ثوبه؛ حتى قطع جميع ثوبهء وبقي حجر واحدء فسذه بعقبه؛ وکان فيه حي فلسعتهء فرقاها له النبى َي . فلما أصبحاء قال له النبي يِل" أين ثوبك يا أبا بكر؟! فأخبره بما صنع؛ فقال النبي صلوات الله عليه وسلامه: اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامةء فأوحى الله إليهء إن الله قد استجاب دعائك. ثم دعا النبي شجرة كانت قريبا من الغار على باب الغارء فبعث الله حمامتين» فباضتا على باب الغارء ونسج العنكبوت على باب الغار. وقیل: لذلك نهى النبي يق عن قتل العنكبوت» وقال: هي جند من جنود الله. وجعل الجزاء في الحمام. وبات المشركون يحرسون علياً على فراش النبي يَلِء فلما أصبح؛ ثاروا عليه فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري. فاقتفوا أثرهء حتى أتوا إلى الغار› فظنّوه قديمأء لما رأوا عليه من نسح العنكبوت» وبيض الحمام؛ ونبت الشجرة فقالوا: إنه لو دخل الغار لاتكسر بيض الحمام ولا نقشع نسج العنكبوتء وأثره قد انتهى إلى هاهنا. فإما أنه ساخ في الأرض» أو صعد إلى السماى وبقوا متحيّرين؛ لا يدرون اين ذهب. وأمر أبو جهل منادياً ينادي في مكة أعلاها وأسفلها: من جاء بمحمد وصاحبه أو دَلَ عليهماء أو جاء بأحدهماء فله مائة من الإبل. فأقبل فتيان من قريش يطلبونهماء فقال أبو بكر للنبي: لو نظر أحد منهم إلى قدمه لرآناء فقال البي: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهماء فأنزل الله (44): $ إلا تصضروه () استدراك من النسخة الأصلية ب؛ء ص ٦۹. ‎YAY‏ © الجامع لأخيار الأمة ‏س ص و س ر مک ص س سے و٥ س س . قفد تصره أله ِد أَخَر از كتا اي ان ا خا ف ‏الكار إِد فول لو لا تَر إا اله مما 4 االتوبة: ٠ ‏فمكشا في الغار ثلاثة أيام» يبيت معهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فیدلج من عندهما بسحر؛ ویصبځ عند قریش کالبایت معهم؛ فلا يسمع أمراً يُكادان به إلا وعام وأخبرهما به» ويأتي إليهما حين يختلط الظلام ويأتيهما بطعامهما عامر بن فهيرة» بغلس» فيغبق بهما. ‏ثم استأجرا رجلا من بني الدئل» وهو على دين کفار قریش» یدلهما على الطريق. ‏قالت عائشة ياء لما أراد النبي وأبو بكر الخروج إلى المدينةء جهزناھما أحسن الجهازء ووضعنا لهما سفرة في ججراب» فقطعت أسماء بنت بي بکر من نطاقهاء فسذت به فم الجراب؛ فمن ذلك سميت ذات النطاقين» واحتمل بو بكر جميع ماله وكان خمسة آلاف درهم» وقیل: ستة آلاف درهم؛ وکان أبو بكر قد علف راحلتين» كانتا عند ورق (السدر)"» وهو «الخبط» أربعة ‏(۱) عبدالله بن أبي بكر: عبدالله بن أبي بكر الصديق عبدالله بن عثمان التيمي القرشي: صحابي. من العقلاء الشجعان. أسلم قديماء وكان يحمل الطعام وأخبار قريش إلى النبي يق وأبي بكر: إذ هما في الغار. وشهد فتح مكة وحنيناً والطائف١ وأصيب يوم الطائف بسهم فلم يؤذه في حينهء وانتفض عليه بعد ذلك؛ فتوفي بعلته؛ له شعرء اشتهرت منه أبيات في زوجته «عاتكة» أوردها ابن حجر في الإ صابة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٤ء ص 4۹. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ جح ۳ء ص۱۸۸. ‏(۲) عامر بن فهيرة: عامر بن فهيرة التيمي» مولى أبي بكر الصديق؛ يقال: أصله من الأزد. ويقال: من عنز بن وائل. ارق في الجاهليةء فاشتراه أبو بكر الصديق؛ فأعتقهء وهو من السباقين إلى الإسلام وممن كان يُعذّبٌ من أجل إسلامہ وكان رفيق أبي بكر في الهجرة. ثم شهد بدراً وأحداً واستشهد في بثر معونة. انظر: ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب» ج٥ ص ١۸. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص١٤ ۱۳. ‏(۳) «سمر) في النسخة الأصلية بء ص۹۷. ‎ ‎ ‎ الباب التاسع في ذكر هجرة النبي بء من مكة إلى المدينة ‎YAY‏ أشهر فأخذ الرجل الدئلى الراحلتين› فأتاهما بغار ثور فركباء وأردف أبو بكر خادمه عامر بن فهيرةء ليخدمهما فى الطريق. قال أبو بكر: فأدلجناء فحثثنا يومنا وليلتناء حتى قام قائم الظهيرة» فضربت ببصري» هل أرى ظلا نأوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة فاهوينا إليهاء فسويت بقية ظلها لرسول الله ي وفرشت له فروةء وقلت اضطجع يا رسول اللہ فاضطجع فخرجت (أنظر) هل أرى أحداً من الطلب» فإذا أنا براعي غنم قلت: لمن آنت؟ قال: لرجل من قريش» فسماه لي» فعرفتهء فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم قلت: هل آنت حالب لي؟ قال: نعم فاعتقل شاق فأمرتهء فنفض من ضرعها التراب» وأمرتهء فنفض كفيه من الغبارء ومعي إداوة على فمها خرقةء فحلب لي كثيفة من الغنم» فصببت الماء على القدحء حتى يبرد أسفلهء فأتيت رسول الله يَوِء وقلت: إشرب يا رسول الله. فشرب حتی رضیت» ثم قلت: قد آن الرحيل. فارتحلنا والقوم يطلبونناء فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك ابن جعشم" على فرس» فقلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقناء قال: لا تحزن؛ إن الله معناء حتى إِذا دنا منّاء وکان بیننا وبینه قدر رمح أو رمحين. فقلت: يا رسول الل هذا الطلب قد لحقناء (١٠٠) وبکیت» فقال: لم تبکي؟ فقلت: والله ما على نه نفسي أبكي» ولكن أبكي عليك» فدعا رسول الله یاو على سراقةء وقال: اللهم اكفنا شرّه بما شئت شئت . فساخت قوائم فرسه إلى بطنها )۱( استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۹۷. (۲) سراقة بن مالك بن جعشم: سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني؛ آبو سفيانء صحابي؛ له شعر. كان ينزل قديداً. له في كتب الحديث تسعة عشر حديثاء وكان في الجاهلية قائفاًء أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر الرسول َل حين خرج إلى الغار مم أبي بكر وأسلم بعد غزوة الطائف سنة ۸ه انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۲ء ص ١٠4٤ء وانظر الزركلي› خير الدين: الأعلام؛ ج ص ٩۸. ‎YA‏ الجامع لأخبار الامة ‎ ‏في أرض صلدة فنزل عنهاء وقال: یا محمد قد علمت أن هذا عملك؛ فادع ‏الله أن ينجينى مما أنا في“ فوالله لاعمين على من ورائي من الطلب» وهذه ‏م حاجتك فقال الث : لا حاجة فها. فدعا له فانطلق› ورد إلى ِ: 1 ‎ً ‏اصحابه. ‏الإبل؛ وقد كنت في مجلس من مجالس قومي؛ إذ قبل رجل منهم فقال: إني ریت سواداً بالساحل› أظنه محمداً وصاحبه؛ فعرفت أنه هماء فقلت: ليسا هماء ولكنك رأيت فلاناً وفلانء انطلقا بأغنامنا. قال سراقة: وقد عرض ‏ثم إن النبي َء سار هو وأصحابه؛ أبو بكر ومولاه عامر ودليلهم عبدالله بن الأريقط”» فمروا على خيمة أم معبد الخزاعية”» وكانت برزة جلدة تختبئ بفناء الخيمةء ثم تسقي وتطعم» فسألوها لحماً وتمرأء يشترون من عندها شيئاً من ذلك وإذا القوم مرطون مسنتون؛ فقالت: والله لو كان عندنا (شيء) ما أعوزكم القرى. ‏)۱( عبدالله بن الأريقط: والصحيح عبدالله بن أرقط وهو دليل رسول الله ييو وصاحبه أشناء الهجرةء حيث سلك بهما أسفل مكة؛ ثم مضى بهما على الساحل حتى عارض الطريق أسفل عُسفان؛ ثم سلك بهما أسفل أمج؛ ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق؛ بعد أن أجاز قديدا ثم أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما الخرّار ثم سلك بهما ثنية المرة ثم سلك بهما لقفاً. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ٦۱۳. ‏)۲( أم معبد الخزاعية: هي عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعةء أم معبد الخزاعيةء ويقال عاتكة بنت خالد بن خليف. وهي التي نزل عليها رسول الله ي في خيمتها حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجراء وذلك الموضع يدعى إلى اليوم خيمة أم معبد. انظر: ابن عبد البر» يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ص ٦۱۸۷. وانظر: ابن الأثيري على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص٦۳۸. ‏(۳) استدراك من النسخة الأصلية بء ص۹۸. ‎ ‎ ‎ الباب التاسع في ذكر هجرة النبي #ة. من مكة إلى المدينة ۲۸0 ا .فنظر رسول الله يَْوٍء في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاه يا أم معبد؟ فقالت: شاه خلفها الجهد عن الغنم. قال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك. قال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي وأمي» إن رأيت بها لبناء فاحلبها. فدعاها رسول الله يَيْوٍء ومسح بيده الكريمة على ضرعهاء وسمى الله ودعا لها الله في شاتهاء فتفاحت عليه ودرّت» واجترّت ودعا بإناء تربض الرهطء أي تروي الجماعةء فحلب فيها ثجأ حتى ملأهاء ثم سقی م معبد حتی رویت» وسقی أصحابه حتى روواء وشرب هو آخرهم ثم حلب فيه ثانيا حتى امتلاء وتركه لهاء وبايعها على الإأسلام؛ وارتحلوا عنها. فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبدء يسوق أغناماً عجافاء تساوکن (١١٠) هزالاء فلما رأى أبو معبد اللبن؛ء عجب» وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معب والشاه عازب حيالء ولا حلوبة بالبیت؟ قالت: لا والله مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذاء قال: صفيه لي یا ام معبدء قالت: (رأيت) رجلا ظاهر الوضاءةء أبلج الوجهء حسن الخلق» ربعةء بعيد ما بين المنكبين؛ أبيض في اللونء مشرّب بحمرّة يبلغ شعره شحمة أذنيهء لم يبلغ الشيب في رأسه ولحيته» يتلألاً وجهه كالقمر ليلة التمامء معتدل؛» إن صمت فعليه الوقارء وإن تكلم سماء وعلاه البهاءء أجمل الناس وأبهاهم من بعید وأحسنهم وأحلاهم من قريب» حلو المنطق» واسع الجبين» أزج الحواجب في غير قرن؛» أقنى الأنف» سهل الخدينء ضليع الفم أشنب» مفلج الأسنانء بين كتفيه خاتم النبوّةء يقول واصفه: لم أَرَ قبله ولا بعده له رفقاء يحفون بء إن قال أنصتوا لقولهء وإن أمر تبادروا لأمره محفود محسود؛ لا عابس ولا منفر. (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۹۸. ‎E Y۸‘‏ الجامع لأخبار الامة ‎ ‏قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش» الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ‏وقيل: أصبح بمكة صوت عال» يسمعونهء ولا یدرون من صاحبه؛ ینشده هذه الأبيات: جزا الله رب العرش خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدی فاهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد فيالقصيٌ ما زوی عنكم به من فخار لايباري وسؤدد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت بدر صريح ضرة الشاة مزبد فغادرها وهنا كحالب لقحة ترددها في مصدر ثم مورد يهن أبا بكر سعادة جذ بصحبته من يسعد الله يسعد ‏وبقيبت الشاة التي حلبها رسول اله يا عندها (تحليها)"' صبو حاً وغبوقاء إلى زمن عمر بن الخطاب» إلى سنة ثماني عشرة من الهجرة. ‏ولقيهم في طريقهم» بريدة بن الحصيب!” في سبعين راكباً في اهل بیته ثم قال النبي: من أنت؟ قال بريدة (١٠٠): فالتفت النبى إلى أبى بكر وقال ‏(١) انظر الأبيات في: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاریخ؛ ج۲ ص ٦۱۰. وانظر الأبيات في شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري» ضبط وتحقيق عبد الرحمٰن البرقوتي» دار الأندلس؛ بيروت؛ لبنان ١١۱۹م ص ١٤٠ -١٤۱. وقد رد حسان بن ثابت يجاوب الهاتف قائ ‏لقد خاب قوم غاب عنهم نيهم وقدس من يسري إليهم ويفتدي ترخل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد هداهم به بعد الضلالة رتهم وأرشدهم من يتبع الحقّ يرشد ‏(۲) استدراك من النسخة الأصلية ب؛ ص ۹۹. 0 ‏(۳) بريدة بن الحصيب: بريدة بن الحصيب بن عبدالله بن الحارث الأسلمي: من أكابر الصحابةء أسلم قبل بدر ولم يشهدهاء وشهد خيبر وفتح مك واستعمله النبي ي على صدقات قومه. وسكن = ‎ ‎ ‎ الباب التاسع في ذكر هجرة النبي بء من مكة إلى المدينة ‎YAY‏ برد الأمر وصَلّح. ثم قال النبي للرجل: ممن أنت؟ قال: من أسلم فقال رسول الله يِل لأبي بكر: سلمناء قال النبي: ومن اي حي؟ قال: من بني سهم قال: إخرج سهمك» قال بريدة: ومن أنت؟ قال: أنا محمد رسول الله قال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك عبده ورسوله. فأسلم بريدة» وأسلم من كان معه جميعاء فلما أصبح؛ قال بريدة للنبي: لا تدخل إلا ومعك لواءء فجعل بريدة عمامته في رمح» وشذهاء ومشی ب بين يدي النبي َء وقال: يا نبي الله تنزل معي؟ فقال النبي: إن ناقتي مأمورةء فقال بريدة: الحمد له آسلم بنو سهم طائعين. غير مكرهين. ثم إنهم لقوا الزبير في ركب من المسلمين؛ قافلين من الشام تجارأء فكساهم الزبير ثيابا بيضاء. قيل: وأقبل رسول الله إلى المدينة مردفاً أبا بكر َيه وأبو بكر شيخ يعرف والنبي يَيْوِء شاب لا يعرف» فيتلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الذي يهديني السبيل» فيسب أنه يعني الطريقء وهو يعني سبيل الخير. = المدينة. وانتقل إلى البصرة ثم إلى مرو فمات بها. له ١١۱ حديئاً. انظر: ابن الاثيرء علي بن محمد: أسد الغابة فى معرفة الصحابةء ج\ 6 ص۷٦۳ ۷۰ وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ء ج ص ٥0. الباب العاشر في ذکر قدوم النبي 6 إلى المدينة الجامع لأخبار الأمة روي عن عروة» عن عائشة ياء أنها قالت: جمع المسلمون بمخرج رسول الله ييو من مكةء وكانوا يعمدون كل يوم إلى الحرَة» ينتظرونه حتى يرذهم حر الظهيرة. فأقبلوا يوماء بعدما أطالوا انتظارهم» فلما أووا إلى بيوتهم» وصعد رجل من اليهود على أطم من آطام المدينة لأمر ينظر إليهء فبصر برسول الله َء وأصحابه لابسين البياض» يزول بهم السراب» فلم يتمالك اليهودي أن صاح بأعلى صوته: يا معشر العرب» هذا جدكم الذي تنتظرونه. وثار المسلمون إلى السلاح» فتلقوا رسول الله بظهر الحرّة فعدل بهم ذات اليمين» حتی نزل في بني عمرو بن عوف"» وهم اهل () عروة: عروة بن زيد الخيل بن مهلهل الطائي: شاع من رجال الفتوح في صدر الإسلام عاش مدة في الجاهليةء وشهد مع أيه بعض حروبها. وأسلم؛ ويقال: إنه اجتمع بالبي يَ. ثم عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين. قال البلاذري: كتب عمر بن الخطاب إلى عمار بن ياسر؛ وهو عامله على الكوفةء بعد شهرين من وقعة نهاوند سنة ١۲ه» يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الري ودستبي في ثمانية آلافء ففعل» وسار عروة إلى من هناك فجمعت الديلم› وأمدهم أهل الري فقتلوم فأظهره الله عليهم واجتاحهم وذهب إلى عمر فأخبره بالفتح» فسماه البشير. وکان ممن شهد وقعة القادسيةء ويشير إلى ذلك بقوله من أبيات: برزت لأهل القادسية معلماً ما كل من يفشى الكريهة يعلم انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ٦۲۲. (۲) الحرة: هي حرة واقم؛ إحدى حرتي المدينةء وهي الشرفيةء سميت برجل من العماليق اسمه واقم. وقيل: واقم اسم أطم من آطام المدينة إِليه تضاف الحرّة. وفى هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية سنة ۳٦ه. قال محمد بن بحرة الساعدي: فإن تقتلونا يوم حرّة واقمٍ ‏ لفتحن على الإسلام أول من قتل وتحن تركناكم ببدر أذلة وأبنا بأسياف لنا منكم نفل انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان›ء ج ص ٩۹٢٤۲. (۲) عمرو بن عوف: عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة من الأزتب من القحطانية: جد جاهلي› = الباب العاشر في ذكر قدوم النبي ية . إلى المدينة ‎Y۹‏ قباء”» فنزل على كلثوم بن الهدم”» وقيل: نزل على سعيد بن خيثمة"» وکان أنزل الللة على بني النجارء أخوال بني عبد المطلب»ء لأکرمهم؛ فإدا أصبحت؛ غدوت حیث آمرت. وكان قدومه يوم الاأئنين (١١۱) نصف النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربع الأول. والأربعاء والخميس» وقيل: بضعة عشر يومأء وأسس مسجدهم؛ وخرج عنهم يوم الجمعة فجمع في بني سال فکانت أول جمعة جمعها (في الإسلام)» وخطب في بني سالم بن عوف” هذه الخطبة: (۳) )٤( )0( كان له من الولد «عوف» ومنه سلالتd‏ وهي بطون. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ص ۸۲. قباء: وهي قرية على ميلين من المدينة المنورة على يسار القاصد إلى مكةء بها أثر بنيان كثيرء وهناك مسجد التقوى» وقيل: إنه مسجد رسول الله يَف وإليها ينسب عدد كبير من أهل العلم. انظر: الحموي؛› ياقوت بن عبداللهء معجم البلدان› ج ص ۳۰۲-۳۰۱. كلثوم بن الهدم: كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. کان سكن قباى ویعرف بصاحب رسول الله يِل بقباء. انظر: ابن الأثير أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص £17 -1۸٤. سعيد بن خيثمة: والصحيح سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النخاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن | للم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنتصاري. صحابي» أحد النقباء الائني عشر بالعقبة. يقال: إن رسول الله ي نزل عنده بعد هجرته إلى المدينة. وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة «بيت الأعزاب». حضر غزوة بدر الكبرى واستشهد فيها سنة ۲ه. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ص ۸۷ ۱۳۸ . انظر: الزركلى؛ء خير الدين: الأعلام؛ء ج ص ‎A‏ استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١١٠. سالم بن عوف: سالم ن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: جذ جاهلي. من بنيه مالك بن العجلان؛ سيد الأنصارء وعدة من الصحابة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ۷۲. «الحمد لله أحمده وأستعينه› وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أکفرهء وأعادي من يكفره» وأشهد أن لا إله إلا ال وحده لا شريك له وإني عبده ورسوله؛ أرسلني بالهدى والنور والموعظةء على فترة من الرسل؛ وقلة من العلم؛ وضلالة من الناس؛ء وانقطاع من الزمانء ودنو الساعف وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله؛› ففقد رشكک؛ ومن عصی الله ورسوله› فقد غوی وفرط وضل ضلالا بعيدا. أوصيكم بتقوى الل فإنه خير ما أوصى به المسلم أن يحضه على الأخرةء وأن يأمره بتقوى الل فاحذروا ما حذركم الله من نفسه؛ ولا أفضل من ذلك (ذكرا)» وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربهء عون صدق على ما تتقوون به من أمر الآخرةء ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرَ والعلانيةء ولا ينوي بذلك؛ إلا وجه ال يكن له ذكراً في عاجل أمره وذخراً فيما بعد الموت» حين يفتقر المر إلى ما دم وما كان من هوى ذلك ليود أن لو كان بينه وبين ذلك أمدٌ بعيٌ ويحذركم الله نفسه؛ والله رؤوف بالعبات والذي صدق قوله وأنجز وعدم لا خلف لذلك فإنه يقول: ‏ ما يدل اقول دك وما أا كو لِد 4 اق: ٢1۲ فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجل في السرَ والعلانيةء فإنه من ينق الله يكفر عنه سيئاته» ويعظم له أجرأء ومن ينق ال فقد فاز فوزاً عظيمأء وإن تقوى الله يوقي مقته وعقوبته وسخطهء تبیض به الوجوه» ويرضي الرّب» ويرفع الدرجة. خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الل قد علمكم الله كتاب» وانهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقواء ويعلم الكاذبين› فأحسنوا كما أحسن الله إليكم؛ وعادوا أعداءه» وجاهدوا في الله حق جهاده» هو اجتباکم؛ وسماكم المسلمين من قبل» ليهلك من هلك عن بيّنة؛ ويحبى من يحيى عن بينةء ولا حول ولا قَوّة إِلَا بالله العلي العظيم› (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص١٠٠. الباب العاشر في ذکر قدوم النبي َء إلى المدينة ‎YA4۳‏ فأكثروا ذكر الل واعلموا أنه خير من الدنيا وما فيهاء واعملوا لما بعد الموتء فإن من (٤١٠) يصلح ما بينه وبين الل يكفه ما بينه وبين الناس» ذلك بأن الله من الله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم». ثم ركب رسول الله َل ناقتء وأرخى لها الزمام فلا يمر بدور من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول معهم ويقولون له: هلم إلى العدد والعذة والمنعة. ويقول لهم: خلوا زمامهاء فإنها مأمورةء حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم؛ وبركت على باب المسجدء (وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار)» في حجر معاذ بن عفراء" أو أسعد بن زرارة فلم ينزل رسول الله يَيوٍء عنهاء ثم وثبتء وسارت غير بعيدء ورسول الله واضع لها زمامهاء لا يثنيهاء ثم التفتت إلى خلفهاء فرجعت إلى مبركها الأولء فبركت فيه ووضعت جرانهاء ونزل رسول الله ي عنهاء فاحتمل آبو یوب" رحله (۱) ورد في الأصل: (وهو يومئذر في يد العلاء بن يمين من بني عبد النجار) والصحيح ما أثبتناه في اللنص؛ والمربد: هو الموضع الذي يجفف فيه التمر. واليتيمان هما: سهلء وسهيل ابنا رافع بن عمرو بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وقد شهد سهل بدراً والمشاهد كلهاء ومات في خلافة عمر. ولم يشهد سهيل بدراًء وشهد غيرهاء ومات قبل أخيه سهیل. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء جح ص ١٤٠.0 (۲) معاذ بن عفراء: هو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النتجارء يعرف بابن عفراء وهي أمهء وهي عفراء بنت عبيد بن ثعلبة من بني غنم بن النجار. صحابي من الأنتصارء وهو الذي سأله النبي يَأ لدى هجرته إلى المدينة عن أصحاب المربد الذي بركت عنده ناقة الرسول يل فأجابه بأنه لغلامين يتيمين من بني النجار وفي حجره وهما سهل وسهيل وقال له: سأرضيهما منهء فأمر رسول الله ي بهدم المربد وأمر أن يبنى مكانه مسجد. وعمل فيه رسول الله يللو . انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه جح۲ء ص ٤٠ -١٤٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص١۹٠ - ١0.۱۹ )۳( ابو آيوب: : أ بو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبةء من بني النجارء صحابي؛ شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق» وسائر المشاهد. وكان شجاعاً صابراً تقياً محباً للغزو والجهاد. عاش إلى أيام بني أميةء وكان يسكن المدينةء فرحل إلى الشام. ولما غزا يزيد القسطنطينية في خلافة أبيه معاويةء = ۳۹ الجامع لأخبار الأمة ووضعه في بيته» فدعت الأنصار رسول الله إلى النزول معهم؛ فقال: المرء عند رحله. فنزل عند أبي أيوب خالد بن زيكء فسأله عن المنزل» لمن هوء فأخبره معان وقال: هو ليتيمين عندي. فدعاهما رسول الله يَْوٍء فاشتراه منهماء وبناه مسجداً فكان ينقل معهم اللبن في بنيانهء وهو يقول: اللهم إن الأجر أجر الآخرةء فارحم الأنصار والمهاجرة». ثم إن عبدالله بن الأريقطء رجع من المدينة إلى مكة فأخبر عبدالله بن أبي بكر بمكان أبيهء فخرج عبدالله بن أبي بكر بعيال أبيه إلى المدينةء وصحبهم طلحة بن عبيد الل ومعهم أم رومانء وهي أم عائشةء وعبد الرحمُن» حتى قدموا المدينةء وبعث رسول الله يي إلى علي بن أبي طالب» وأتى راقع ليخرجا بأهله سودة بنت زمعة؛ وبناته» فخرجا بهم حتى بلغا المدينة؛ فبنى رسول الله َو بعائشةء في شهر شوالء وهي بنت تسع سنين؛ ومکثت معه تسع سنين. وفي هذه السنةء زيدت صلاة الحضر وأقرّت صلاة السفر ركعتين» إلا المغرب؛ فإنها ثلاث في الحضر والسفرء وكذلك الفجرء ركعتان فى الحضر والسفر. وفي هذه السنةء آخا النبي يٍَْء (١٠٠) بين المهاجرين والأنصارء على الحق والمساواة؛ يتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام؛ وكانوا تسعين رجلا وثلائمائة رجل؛ نصف من المهاجرين؛ ونصف من الأبصارء وكان ذلك قبل بدن ثم أنزل الله وولو لاام بشُبُم أل بض فی ِب الله من المومنہے والمهنجرن [الأحزاب: ©] فنسخت ما كان تبلهاء ورجع کل إنسان إلى نسبه وورثة أرحامه. = صحبه أبو أيوب غازياء فحضر الوقائع ومرض؛ فأوصى أن يوغل به في أرض العدوء فلما توفي دفن في أصل حصن القسطتطينية. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٠ ص ٢۲۹. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج7 ص١۱۲ - ۱۲۳. الباب العاشر في ذكر قدوم النبي ية إلى المدينة ۹40 وفي هذه السنةء مات البراء وهو أول من تكلم ليلة العقبةء مات قبل قدوم النبي بشهرء فلما قدم رسول الله يَيةٍء صلى عليه ودعا لهء وهو أول من مات من النقباء. وفيها مات أسعد بن زرارة» وهو من النقباءء مات قبل أن يتم بناء المسجك ودفن بالبقيع”› وهو أول من دفن به على قول الأنصارء وأما المهاجرون؛ء يقولون: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. فلما مات أسعد بن زرارة جاء بنو النجار إلى النبي يَيٍء وقالوا: مات نقيبناء فنقب علینا. فقال: آنا نقیبكم. وفيها مات كلئوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث؛ وكان كبير السن شريفا في قومهء أسلم قبل قدوم النبي بقليل. ومات فيها من المشركين: العاص بن وائل السهمي؛ والوليد بن المغيرة بمكة. قيل: لما حضرت الوليد الوفاة جزع؛ء فقال له أبو جهل: ما يجزعك؟ قال: والله ما بي جزع من الموت» ولكن أخاف أن يظهر دين أبي كبشة بمكة فقال أبو سفيان": لا تخف أنا ضامن لك أن لا يظهر. ۱( البقيع: بقيع الفرقد أصل البقيع في اللغة: هو الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى؛ وبه سمي بقيع الفرقكء والفرقد: كبار العوسج؛ وهو مقبرة أهل المدينةء وهي داخل المدينة. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ١ء ص ۷۳٤.٠ (۲) أبو سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: صحابي من سادات قريش في الجاهلية. وهو والد معاوية رأس الدولة الأموية. كان من رؤساء المشركين في حرب الإسلام عند ظهوره. قاد قریشا وكنانة يوم أحد ويوم الخندق لقتال رسول الله مء واسلم يوم فتح مكة سنة ۸ه. شهد حنيناً والطائف» ففقئت عينه يوم الطائف» ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك؛ فعمي. . ولما توفي رسول الله كان أبو سفيان عامله في نجران. ثم أتى الشام وتوفي بالمدينةء وقيل بالشام. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج۳ ص ٠٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ص۹ -١٩۱. () عبدالله بن سلام: عبدالله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي» آبو يوسف: صحابي؛ قيل: إنه من = ٦۹ الجامع لأخبار الأمة وقد قرا الكتب والتوراة والإنجيلء ووجد صفة النبي يَيٍْء فلما قدم النبي أتامv‏ وقال: إنى أسألك عن مسائل؛ إن أنبأتتي عنها صدقتك؛ وآمنت بك. فسأله عن ألف مسألة وخمسمائة مسألةء فأجابه النبي عنهاء فآمن به ودخل في الإسلام. ومسائله موجودة مشروحةء تركتها خوف الإطالة. وی هذه السنةء أسلم سلمان الفارسى”. روي عن ابن عباس قال: حدڻني سلمان الفارسي َيه قال: كنت رجلا فارسياً من أهل أصفهان” من قريةء يقال (۱) (۲) نسل يوسف بن يعقوب» أسلم عند قدوم النبي ي المدينةء وكان اسمه «الحصين» فسماء رسول الله يَأ عبدالله. وفيه الآية: «وَكَبدَ عَاهِدٌ مَنْ ب إِنرَِيل...4. «ومن عنده علم الكتاب». وشهد مع عمر فتح بيت المقدس والجابية. ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية؛ اتخذ سيفا من خشب واعتزلها. وأقام بالمدينة إلى أن مات. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص٢٥٦۲ - ١٦٠۲. وانظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ١۰۹ سلمان الفارسي: سلمان الفارسي؛ء صحابي: من مقدميهم. كان يسمى سلمان الإسلام. أصله من مجوس أصبهان. عاش عمراً طويلاًء واختلفوا في ما كان يسمی به في بلادهء وقالوا: نشأً في قرية جيانء ورحل إلى الشام؛ فالموصل؛ فنصيبين» فعموريةء وقرأ كتب الفرس والروم واليهودء وقصد بلاد العرب» فلقيه ركب من بني کلب» فاستخدموه ثم استعبدوه وباعوه» فاشتراء رجل من قريظةء فجاء به إلى المدينة. وعلم سلمان بخبر الإسلام فقصد النبي ي بقباءء وسمع كلامه ولازمه أياماً. وأبی أن «يتحرر بالإسلام فأعانه المسلمون على شراء نفسه من صاحبه فأظهر إسلامهء وكان قوي الجسم صحيح الرأيء عالماً بالشرائع وغيرها. وهو الذي دل المسلمين على حفر الخندق في غزوة الأحزاب؛ حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار كلاهما يقول: سلمان مناء فقال رسول الله َو : «سلمان ما آل البيت». وسئل عنه علي فقال: امرؤ من وإلينا أهل البيت؛ من لكم بمثل لقمان الحكيم؛ علم الأول والآخرء وكان بحراً لا ينزف. وجعل أميراً على المدائن؛ فأقام فيها حتى توفي. وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به. ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده. به فى كتب الحديث ١٦ حديثاً. «ولابن بابوية القمي كتاب «أخبار سلمان وزهده وفضائله»ومثلە للجلودي. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ١١١۱-١۱۱. وانظر: ابن الأئير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص١۱٥ -٥٠٥. أصفهان: أو أصبهان مدينة عظيمة مشهورةء سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن ونان بن یافث» وقال ابن الكلبي: سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح ف ومعناها بالفارسية بلاد الفرسان. وفالوا: ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من آل ساسان إلا أهل أصبهان. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدانء ج١ء ص ٦٠۷-۲١۲. الباب العاشر في ذكر قدوم النبي بء إلى المدينة ‎Y۷‏ لها آجيء وكان أبي دهقان" قريتهء وكنت أحب خلق الله إليهء أجلسني في بيته» كما تجلس الجاريةء واجتهدت في المجوسيةء حتى كنت قاطن النار” التي يوقدونهاء حتى لا أتركها تخبو ساعةء وكانت لأبي ضيعة عظيمةء فأرسلني في ضيعته» وقال لي: لا تحتبس علي فمررت بكنيسة التصارى» فسمعت أصواتهم› وهم يصلون؛ وكنت لا أدري ما أمرهم (١٠۱) فوالله ما ترکتهم» حتی غربت الشمس؛ ولم آت الضيعةء فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ فقالوا: بالشام؛ فرجعت إلى أبي» فأخبرته الخبرء فقال: يا بني» ليس في ذلك الدين خير ودينك ودين آبائك خير منه. فقلت: كلا إنه خير من دينناء فخافني» وقيّدني» وحبسني في بيتهء فبعثت إلى النصارى؛ إذا قدم عليهم ركب من الشام؛ فليخبروني. فلما قدم عليهم ركب الشام من النتصارى» أرسلوا إِليّء فلما قضى الركب حوائجهم» وأرادوا الرجوعء ألقيت الحديد من رجليء وخرجت معهم؛ حتى قدمت الشام فسألت عن أفاضل أهل هذا الدينء فدللت على رجل في كنيسة فجئتهء وقلت له: ني رغبت في هذا الدينء وأحببت أن أكون معك» أخدمكء وأتعلم منك وأصلي معك. فقال: إدخل؛ فدخلت معهم. (۱) دهقان: الدهقان شيخ القرية العارف بالفلاحة وما يصلح بالأرضء؛ يلجا إليه في معرفة ذلك. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۲۸۸. (۲) المجوسية: عقيدة فارس القديمة ودينها الأول ويقول المجوس بأصلين اثنين مدبّرين قديمين› يقتسمان الخير والشر والنقع والضرر والصلاح والفسادء يسمون أحدهما النور والثاني الظلمةء ويالفارسية: يزدان وأهرمن؛ ولهم في ذلك تفصيل مذهب؛ وسائل المجوس كلها تدور على قاعدتين إحداهما: بيان سبب النور بالظلمةء والثانية سبب خلاص النور من الظلمةء وجعلوا الامتزاج مبدأً الخلاص. وزعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين؛ بل النور أزليء والظلمة محدثةء ثم لهم اختلاف في سبب حدوڻٹهاء أمن النور حدثت والنور لا يحدث شرا جزئياء فكيف يحدث أصل الشن م شيء آخر؟ ولا شيء يشترك النور في الإأحداث والقدم. وبهذا يظهر خيط المجوس. انظر: الشهرستاني› عبد الكريم؛ والظاهري علي بن محمد: الفصل في الملل والتحل؛ ج ۲ء ص ۷۳-۷۲. () قاطن النار: خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبوء لتعظيمهم إياها. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۲۲۹. ‎Y۹۸‏ الجامع لأخبار الأمة ‏وکان يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيهاء فاتوا إليه شيئا من الصدقة وأمروه أن يتصدق بها عنهم؛ فکنزه لنفسه› ولم يعطه الفقراء والمساكين› فبغضته بغضاً شديدا. ‏فلما مات اجتمعت النصارى ليدفنوه» أخبرتهم بفعله فقالوا: وما علمك بذلك؟ فقلت: أنا أدلكم على كنز فأريتهم موضعه؛ فاستخرجوه سبع قلال مملوءة ذهباً وورقأء فلما رأوهاء قالوا: والله لا ندفته أبدأء فصلبوه» ثم رموه بالحجارة. ‏ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه» فرأتيه رجلا زاهداً في الدنياء راغباً في الآخرة فأحببته حُبأً شديداء فأقمتٌ معه زمان ثم حضرته الوفاة فقلت له: إلى من توصي بي وبما تأمرني» فأشار إلى رجل بالموصل» فلحقت به فکنت عنده» ووجدته خير رجل على أمر صاحبهء فلم يلبث أن مات» فلما حضرته الوفاةء أوصى بي إلى رجل بنصيبين› فسرت إليهء فأقمت عند فوجدته خير رجل» فما لبث أن مات وأمرني ان آتي رجلا بعمورية"» فلحقت به فوجدته ‏(١) الموصل: المدينة المشهورة العظيمةء سميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق» وقيل: وصلت بين دجلة والفرات؛ وقيل: إن الملك الذي أحدثها اسمه الموصل؛ وهي مدينة قديمة الأس على طرف نهر دجلة. فيها قبر النبي جرجيس. إليها ينسب عدد كبير من العلماء. قال السري بن أحمد الرفاء الشاعر الموصلي يشؤقها: ‏سقى ربي الموصل الفيحاء من بلا جود من المزن يحكي جود أهليها ‏أو أدب العيش فيها أم أنوح على أيامها أم أعرّي في لياليها ‏أرض يحن إليها من يفارقها ويحمد العيش فيها من يدانيها انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٥ ص ٤٤٢٦-٢٤ ۲۲. ‏(۲) عمورية: مدينة ببلاد الروم» سميت بعمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح ن وهي تلك التي فتحها المعتصم سنة ٠ه وفتح أنقرة بسبب أسر العلوية في قضّة طويلة. وقد ذكرها أبو تما فقال: ‏يا يوم وفعة عمورية انصرفت عنك المنى خُفلاً معسولة الحلب انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج٤٠ ص ۸١۱. ‎ ‎ ‎ الباب العاشر في ذكر قدوم النبي بء إلى المدينة ۳4۹ خير رجل على أمر أصحابه» فاکتسبت» حتی حصلت لي بقیرات وغنیمات؛ ثم نزل به الموت» فقلت له: من توصي بي؟ فقال: والله لا أعلم أحدا على ما كنا عليه أمرك أن تأتيهء ولكن قد أظلك زمان نبي» يبعث على دين إبراهيم› صلوات الله عليه يخرج بأرض العرب» مهاجره إلى أرض بين حرّتين» ذات نخل؛ وبه علامات لا تخفى» يأكل الهديةء ولا يأكل (۷١٠) الصدقة بين كتفيه خاتم النبوّةء فإن استطعت أن تلحق بتلك البلكء فافعل. قال: فمكثت بعمورية ما شاء الل ثم مر بي نفر من كلب تٌجار» فأعطيتهم بقيراتي وغنيماتي» ليحملوني إلى أرض العرب» فحملوني» حتى إذا قدموا بي وادي القرى» ظلموني» وباعوني على رجل من اليهود فمکثت عند ورأيت النخلء فرجوت أن يكون البلد التي وصفها صاحبي. فبينما آنا عند إذ قدم علينا ابن عم له من بني قريظة'. فاشتراني منهء وحملني إلى المدينةء فعرفتها بصفة صاحبي» وبعث الله رسول الله ييي فأقام بمكة ما أقام لم أسمع له بذكر» حتى هاجر إلى المدينةء فوالله إني أحمل على رسي عذقاً لسيدي» وهو جالس» إِذا أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: (۱) وادي القرى: وهو واد بين المدينة المنورة والشام من أعمال المدينة كثير القرى فتحها النبي ي سنة سبع عنوةء ثم صولحوا على الجزيةء أجلى عمر يهودها فيمن أجلىء فقسمها بين من قاتل عليها. قال 7 ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ‏ بوادي القرى إني إا لسعيد وهل أرين جملا به وهي أيمٌ وما رث من حبل الوصال جديد انظر: الحموي. باقوت ين عبداله: ممم ل الإسلام» والتى سميت المدينة المنورة بعد (۲) بنو قريظة: قوم من الیهود کانوا یسکنون يثرب د : 7 . ۵ 7 ۱ ل يھو . هجرة الرسول ي إليها سنة ١۲٦م. وفي غزوة الخندق أعان بتو قريظة ااي و ِ 0 0 7 کم فيهم سعد بن ي ؛ فحاصرهم لمدة خمس عشرة ليلة؛ ثم نزلوا على حکمه ۱ لمين. انظر: البلاذريء . أن ب مالهم بين من جرت عليه المواسي؛ وبسبي النساء والذدت ك ۹ ص ٢۳-٥۰.۳ أحمد بن يحيى: فتوح البلدان؛ المكتبة التجارية الكبرى» مصر الجامع لأخبار الأامة ! قاتل الله بني قيلة» يعني الأنصار› والله إنهم الآن مجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم اليوم من مكةء يزعمون أنه نبي. قال: فلما سمعت تلك الكلمة أخذتني الرعدة؛ء فنزلت عن النخلةء فقلت: مادا يقول؟ حتی عضب سيدي؛ وكلمني كلمة شديدة ثم قال: ما لك ولهذا؟! وقد کان عندي شيء جمعته؛ فلما أمسيت» أخذتهء وذهبت به إلى رسول الله يَلْوِء وهو بقباءء فدخلتُ عليه وقلت: إنه بلغني أنك رجل صالح؛ء ولك أصحاب معك غرباء ذوو حاجةء وهذا شيء عندي للصدقةء فرأيتكم أحق به من غيركم» وقربته إليهء فقال لأصحابه: كلواء وأمسك يده فلم يأكل› فقلت في نفسي: هذه واحدة من العلامات» ثم انصرفت» فجمعت شيئا. ثم تحول رسول الله ية من قباء إلى المدينةء فمضيت إليهء وقلت له: هذه هدية أكرمتك بهاء فأكل منهاء وأمر أصحابهء فأكلواء فقلت في نفسي: وهذه أيضاً علامةء فمضت اثنتان. وروي أن الطعام الذي أهداء سلمان خبز ولحم. قال: ثم جئته وهو ببقيع الفرقدء وقد تبع جنازة رجل من أصحابه» فسلمت عليه وهو جالس» ثم استدرت إلى ظهره هل أرى الخاتم؟ فكأنه علم ما أردتء فکشف رداءه عن ظهرہ فراًیت الخاتم› فعرفته؛› فانكببت عليه أقبله وأبكي» فقال لي: تحوّل» فتحولت» فقصصت عليه ما جرى علي من أوله إلى آخره. فأعجب ذلك رسول اله يَيِ؛ أن يسمع أصحابه. ` )۱( قيلة: هي فيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زید بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة آم الأوس والخزرج. قال النعمان بن بشير الأنصاري يمدح الأوس والخزرج: بهاليل من أولاد قيلة لم يجد عليهم خليط في مخالطة عتبا مساميح أبطال يراحون للندى يرون عليهم فعل آبائهم تحبا انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج١› ص ۲۳۳-۲۳۲. الباب العاشر في ذكر قدوم النبي يَْة. إلى المدينة ۳۱ ‎ENES‏ ثم شغلني الرق حتى فاتتني بدر ثم قال رسول الله يٍَ: کاتب یا سلمان (۸١۱) فکاتہبت صاحبي على ثلاثمائة نخلةء أفسلها له واسقيهاء وأعملها حتى تثمر» فقال رسول الله يَْوٍء أعينوا أخاكم فأعانونيء فمنهم من أعانني بثلاڻين صرمةء ومنهم بعشرين صرمةء ومنهم بخمس عشرةء ومنهم بعشر؛ کل علی قدر ما عند حتى اجتمعت إِليَ ثلاثمائة صرمةء فقال البي يَيَةٍ: إذهب يا سلمان؛ء فاحفر لهاء فإذا حفرت؛ فاتتي» أضعها بیيدي» فذهبت» فحفرت لهاء حيث أمرني صاحبي» وذلك بدار البقيرة. ثم أتيت النبي يَْوٍء فسار عندي؛ فجعلنا نقرب إليه الصرم؛ ويضع بيده فوالله ما ماتت منها صرمةء وأثمرت في حولها. فأديتها إلى صاحبي» وبقیت علي أربعون أوقيةء كنت كاتبته عليها مع التخل؛» فأتى رسول الله يَيةٍء بمثل بيضة دجاجة ذهبأء من بعض المغازي› فدعاني» وقال: خذ هذه فأدٌ ما عليك؛ فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما عليّ؟ قال: خذها فإن الله سيؤدي بها عنك. فأخذتهاء فوزنت له منها أربعين أوقيةء وغُتقت. وشهدت مع رسول الله ْو الخندق ثم لم يفتني معه مشهك؛ء وأمر رسول الله ييا أن کسی فکساني بو بكر فاه » توبه. (١) بدر: بدر ماء مشهور بين مكة والمدينةء أسفل وادي الصفراءء بينه وبين الجارء وهو ساحل البحرء ويقال: إنه ينتسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانةء وبه سمیت قریش» وابنه بدر بن قریش» وبه سميت بدر التى كانت بها الواقعة المباركةء لأنه كان احتفرهاء وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله تعالى بها الإسلام وكان لها أثرها في نفوس العرب جميعاً. انظر: الحموي؛ء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج١ ص ۷٣۳۸-۳. وابن الأثير: الكامل في التاريخ؛» ج ٦ء ص ١٤۳۴-۱. (۲) الخندق: يوم الخندق هو اليوم الذي وقعت فيه غزوة الأحزاب سنة ٥ه حين قدمت قريش لمهاجمة المدينة المنورة بعشرة آلاف نزلوا في مجمع الأسيال من رومةء فأمر رسول الله ي بحفر الخندق شمالي المدينةء لأن الجهات الأخرى كانت محصنة. وهزم الله المشركين في هذه الغزوةء بعدما تفرقت كلمتهم. انظر لتوسعة المادة: حسن إبراهيم: تاريخ الأسلام السياسي؛ء ج ١ء ص ٦۹ -١٠٠. 0 ۱ الجامع لأخبار الأمة وقيل: إن أبا بكر اشترى سلمان؛ فأعتقهء وقيل: أعتقتةٌ امرأةء يقال لها حل خلىسة» و سلمت؛ فكافاها رسول الله َل بان غرس لها ٹلاثمائة ِ فسلة. وروي أن سلمان عاش ثلاثمائة سنةء ومات بالمدائن"»› وقيل: رجع إلى أصفهان» أي في زمن عمر بن الخطاب يِف . وكان له أخ بشيراز"» وله نسل هناك وله بنت بأصفهان» وبنتان بمصر وابن يقال له كثير» والله أعلم. وقيل: إن أئمة أهل المغرب وهم الرستميون من نسل سلمان؛» والله أعلم. وفى هذه السنةء أمر رسول الله يَوٍ حسان بن ثابت الأنصاريء وهو أحد بني النجار» وهو شاعر النبي» أن ينافح عنهء وعن أصحابهء فكان شعره على قريش كوقع السيوف» وفي نسخة أشد من وقع السيوف» وذلك أنه لما هاجر النبى وأصحابت تناولته شعراء فریش بالهجاء وتناولت الأنصار فمشت إليه رجال الأنصار فقالوا: يا رسول الله إن قريشاً أغرت بك وبنا () خليسة: خليسةء مولاة سلمان الفارسي. لها ذكر في قصة إسلام سلمانء رواه أبو سلمة بن عبد الرحمٰنء عن سلمان الفارسي» وذكر قضة إسلامه» قال: «فمر بي أعراب من كلب» فاحتملوني› حتى أتوا بي يثرب» فاشترتني امرأة يقال لها: «خليسة بنت فلان» حليف بني النجار بثلاثمائة درهم: قال: فمكثت معها ستة عشر شهراً حتى قدم محمد يلو المدينةء قال: «فأتيته». وذكر إسلامه فقال: «فأرسل إليها النبي ي علي بن أبي طالب يقول لها: إما أن تعتقيى سلمان وإما أن أعتقه. وكانت قد أسلمت؛ فقالت: قل للنبي: إن شئت أعتقتہ وإن شثت فهو لك. قال رسول الله يَْوء اعتقيه أنت. فأعتقته» قال: فغرس لها رسول الله يَأ ثلاثمائة فسيلة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۷ ص ۸۷. (۲) المدائن: مدينة قديمة في العراق بناها كسرى أنوشروان بن قبان وأقام بها هو ومن كان معه من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطاب؛» ويقال: إن أول من اختط مدينة في هذا الموضع أردشير بن بابك. وكان فتح المدائن على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة ٦ ه. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ ج٥ ص ٢٤ ۷-٥۷. () شيراز: مدينة مشهورة في بلاد فارس؛ سمیت بشیراز بن طهمورث» بنى سورها الملك ابن کالیجار سلطان الدولة بن بويه سنة ١۳٤ ه» وجعل لها أحد عشر بابا وقد نسب إلى شيراز جماعة كثيرة من العلماء من كل فنَ. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج۳› ص ۳۸۱-۳۸۰. چ ۳۰ الباب العاشر في ذكر قدوم النبي ي إلى المدينة شعراءهم؛» فتناولت عرضك وأعراضنا بالهجاء وفينا شعراء فقال: قولوا لشعرائكم» وليصيبوا منهم ما أصابوا منّاء فأمروا (۹٠٠) كعب بن مالك فقال: فلم يصنع شیا فأمروا عبدالله بن رواحة“ قال: فلم يصنع شيئاء فأتوا حسان بن ثابت» فقالوا: إن رسول الله يَأوٍء أمرك أن تناصح» وفي نسخة تنافح عنه وعن أحساب قومك؛ فقال: لا واللهء حتى آتي رسول الله َا فأسأله (فآتى النبيء فأمره النبيء وقال له: امض إلى أبي بكر فاسأله) عن معايب القوم فإنه أعلم قومه بقريش» لينسب القوم بما فيهم› وإنك لن تزال تعان بروح القدس» ما نافحت عن نبيّك وقومك. وقال النبي لحسان: [كيف تصنع بأبي سفيان المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب]› فقال: والذي بعثك بالحق نبياً الأسلنك كما تسل الشعرة من العجين» فمما قاله في ذلك اليوم شعرا: )۱( عبدالله بن رواحة: عبدالله بن رواحة بن ثعلبة الأنتصاري؛ من الخزرج؛ أبو محمد صحابي؛ يعد من أحد التقباء الاثنى عشرء وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبيةء واستخلفه النبي ية على المدينة في إحدی غزواته. وصحبه في عمرة القضاء وله فيها رجز. وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتةء فاستشهد فيها. انظر: ابن الأثير على بن محمد: أسد الغاية في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص٢٥۲۳ - ٢۲۳. وانظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ء جح ص ٦۸. )۲( استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۷١۱. (۳) وردت في الأصل أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: والصحيح ما أثبتناء في النص: المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أيو سفيان الهاشمي القرشي» أحد الأبطال الشعراء في الجاهلية والاسلام. وهو أخو رسول الله يلأ من الرضاع. كان يألفه في صباهما. ولما أظهر النبي الدعوة إلى الإسلام عاداه المغيرةء وهجا وهجا الصحابة. واستمر على ذلك إلى أن فوي المسلمونء وتداول الناس خبر تحرك النبي لفتح مكة ثم تنكر وقصد رسول الله مء فلما رآه أعرض عنه النبيء فتحول المغيرة إلى الجهة التى تحول إليها بصره فأعرض؛ فأدرك المغيرة أنه مقتول لا محالةء فأسلم ورسول الله معرض عنه. وشهد فتح مكةء ثم وقعة حئين وأبلى بلاءٌ حسناء فرضي عنه النبيء ثم کان من أخصائه. له شعر فى الجاهلية هجاء بالاسلام وشعر كثير في الإأسلام هجاء بالمشركين. مات بالمدينة سنة ٠۲ه. وصلى عليه عمر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص۲۳۷. وانظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلام؛ء ج ص ٦۲۷. عفت ذات الأصابع فالجواء ديار من بني حسان قفر ألا أبلغ ابا سفيان عني هحوت محمداً فأجبثت عنه هحوت محمدا برا تقباً أنهجوه ولست له بكفء فإن أبي ووالاتي وعرضي فسوف يجبكم حسان عنه الجامع لأخبار الأمة إلى عذراء منزلها لاء الروامس والسماء مغلغلة فقد برح الخفاء وعند الله في ذاك الجزاء أمين الله شيمته الوفاءُ فشرّكما لخيركما الفداء يصوغ المكرمات كما يشاءُ لسانی صارم لاعيب فيه وبحري ما تكذره الدلاء) فقال له النبى كار: نت حسان؛ ولسانك حسام. فأخرج حسان لساك فقال يَأٍ: ما سرّني مقول على وجه الأرض كمقول حسان؛ حتى ظننت أن لو شئت شئت لفريت به الأدم. وئيل عنه كف أنه قال: إهح المشركين؛ وجبریل معك. وقال: قل يا حسان؛ وجبریل يؤۇيدك. الإسلام. ومن قوله هذه الأبيات: فالا الجهد ينسيني حيائي وعفتي ولا وقعات الدهر يفللن مبردي وأکشر آهلي من عيالي سواهم وأطوي على الماء القراح المبرّد(١١1) فإن َك ذا مال كثير أجد به وإن يعتصر عودي على العدم يجمد (١) انظر القصيدة كاملة في: شرح دیوان حسان بن ثابت؛ ضبط وتصحيح عبد الرحمن البرقوقي» ۷ -٦۱. ص الياب العاشر وإني ليدعوني الندى فأجيبه وإني لوال لدى الليث مرحباً ومن قوله أيضا: ونحن إذا ما الحرب حل ضرامها فمني زمام السابقين إلى الوغى ونحن إِذا لم يبرم الناس أمرهم ولو وزنت رضوی بحلم سراتنا وتحن إذا ما الآل أمسى كأنما لنطعم في المشتى ونطعن بالقنى وتلفى لدى أبياتنا حين يحتذى رفيع عماد البيت يمنع عرضه في ذكر قدوم النبي ي٠ إلى المدينة 0 < وأضرب بيض العارض المتوقد وأهلا إذا ما ريع من کل مرقد” فحادت على الحالات بالموت والدم إذا الفشل الرعديد لم يتقَدّم نكون على حق من الأمر مبرم لمال برضوی حلمنا وبرمرم على حافتيه مملس اللون عندم إذا الحرب كانت كالحريق المضرم مجالس فیها کل خرق معمم من الذم میمون النقيية خض ره (١) انظر القصيدة كاملة في: شرح ديوان حسان بن ثابت» ضبط وتصحيح عبد الرحمُن البرقوقي› ص ۱۸۸-۱۷۸. مع اختلاف في بعض الألفاظ. (۲) انظر القصيدة كاملة في: شرح ديوان حسان بن ثابت؛ ضبط وتصحيح عبد الرحمْن البرقوقي› ص ١-٤1. مع اختلاف في كثير من الألفاظ. ٠ في السنة الثانئية من الهجرة ب : : 3 ت . 0 1 1 , 1 ۲ 0 . ‎WF ۱‏ ۳ ل ےء. . 7 1 َ 07 ٠ ء . . 4 » . ۰ . ِ ۱ ۴ ۰ ۰ . : 3 0 1 7 . ` : : ۱ ۱ ۱ ّ .۱ 3 . 3 ۱ ١ ` ۱ ْ 46 ۱ 0# ٠ َ ¥ ٠ ‎ê . ْ‏ 7 3 , فی ذکر الامور الحاد فة ا 7 - e . ۰ te: . الجامع لأخبار الأمة : > ففي هذه السنةء تزوج علي بن أبي طالب بفاطمة بنت النبي يَيِء في شهر صفر لليال بقين منهء وقيل: في شهر رجب» وبني بها في شهر ذي الحجة؛ وقيل: تزوجها في رمضانء وهي بنت ثماني عشرة سنةء وأهدیت إليه في بردين» وعليها دملجان من فضةء ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف. وهي الوسادةء ومنتخل؛ ورحى» وقدح؛› وجرباب» وفراش من غلیظ الكتانء حشوه ليف. وروي أن النبي يَةٍ؛ خطب حين زوّج علياً بفاطمةء فقال: «الحمد لله المحمود بنعمتهء المعبود بقدرتهء المطاع بسلطانهء المرهوب من عذابهء المرغوب إليه فيما عند النافذ أمره في سمائه وأرضه؛ الذي خلق الخلق بقدرته» وميزهم بأحكامهم› وأحكمهم بعزتهء وأعرّهم بدينهء وأكرمهم بنبنه محمد يا ثم إن الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاء وأمراً مفترضاء نسخ به الآثام وأوشح بها الأرحام وألزمها الأنام فقال ييك: « وُو الى حَقَ من اَمَك َك فجعله, ب صا وکن ريك قرا 4 [الفرقان: £ °]› فأمر الله يجري إلى قضائه؛ وقضاؤه (١۱۱) يجري إلى قدره» وقدره يجري إلى أجل فلکل قضاء قدر ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب» يمحو الله ما یشاء ویثبت» وعنده آم الكتاب. ثم إن الله أمر أن يزوج علياً بفاطمةء وقد زوجته إياها على أربعمائة مثقال فضة أرضيت يا علي؟ فقال علی: رضیت». الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ۳۰۹ ‎ENED‏ ویروی آنه دعا لهماء فولدت فاطمة الحسن والحسير.”› وقيل: إن أبا بكر خطب فاطمة من النبى» فقال: انتظر فيها أمر الل وخطبها عم ر ؛ فقال له مثل ذلك. وفی هذه السنة؛ء حولت القبلة إلى الكعبة يوم الثلائاءء للنصف من شعبان؛ء أو يوم الاثتين للنتصف من رجب وهي أول ما نسخ من الشريعة وذلك أن النبي يَيةٍء (والمسلمين)×” يصلون في مكة متوجهين ين إلى الكعبة فلما هاجر أمره الله أن يصلى إلى بيت المقدس» فصلى إليه سبعة عشر شهرأء فقالت اليهود: يزعم محمد أنه نبي» ولم نره أحدث في نبوته شیئاء ليس يصلى إلى قبلتناء ویستن بسنتنا؟ فإن كانت هذه نبوة فنحن أقدم وأوفر (١) الحسن: الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي» أبو محمد: خامس الخلفاء الراشدين وآخرهم؛ وثاني الأئمة الائني عشر عند الإمامةء ولد في المدينة المنورةء وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله یلا . وهو أكبر أولادها وأولهم. كان عاقلا حليماً محباً للخير فصيحاً من أحسن الناس منطقاً وبديهيةء حج عشرين حجة ماشياً بعد تنازله عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة ١٤ ه. انصرف الحسن إلى المدينةء حيث أقام فيها إلى أن توفي مسموماً (في قول بعضهم) ومدّة خلافته ستة أشهر وخمسة أيام وولد له أحد عشر ابناً وبنت واحدةء وإليه نسبة الحسنيين كافةء وكان على نقش خاتمه (الله أكبر وبه أستعين). انظر الزركلي: خير الدين: الأعلام ج؟ء ص ۹۹٠۱-٠٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ء ص ١١١-١٠٠. (۲) الحسين: الحسين بن علي (٤- ٠٦ ه/ ٠۲٠ -1۸۲م) بن أبي طالب الهاشمي القرشي العدناني› أبو عبدال السبط الشهيدء ابن فاطمة الزهراء. وفي الحديث: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» ولد في المدينةء ونشاً في بيت النبوةء وإليه نسبة كثير من الحسينيين وهو الذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين بعد وفاة معاوية بن ابي سيان سنه ١ ٦هت خلفه ابنه يزيد فخرج الحسير إلى العراق مع ذراريه» وعلم يزيد بسفره؛ فوجه إليه جيشاً اعترضه بكربلاء (قرب الكوفة) فنشب قتال عنيف» وقتل الحسين في العاشر من محرم سنة 1ه على يد شمر بن دي الجوشن؛› وأرسل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى دمشق (عاصمة الأمويين). انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٠ ص ٤٢٤۲. وانظر: ابن الأثيى علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ص ۲۷-۲۲. (۳) إضافة يقتضيها السياق. ۱ الجامع لأخبار الأمة ۳۰ ‎E‏ ۹ فبلغ ذلك رسول الله . ٹہ ق عليه وزاده شوقا إلى الكعبة وقال لجبريل: وددتٌ لو أن الله صرفني من قبلة بيت المقدس إلى استقبال الكعبةء قال: إنما أنا عبد مثلك؛ء وعرج جبريل وجعل النبي یدیم النظر إلى السماءء رجاء أن ينزل (عليه) جبريل بتحويل القبلة. 7 فبينما هو يصلي الظهر إذ نزل عليه جبريل بهذه الآية ‏ فد برى تَعَلبٍَ وجهك فى المَماءِ ‏ [البقرة: ٤٤٠]› الآية فحوّل وجهه إلى الكعبةء فكان فعله هذا أصلاً يقاس عليه هذه المسألة: من عميت عليه القبلةء ثم استبانت له» وهو في الصلاة فليستقبل, القَبلةء ويتم الصلاة. فعند ذلك قالت اليهود للنبي يَيٍ: ما أمرك ربك بهذاء وإنما هو شيء تبتدعه من نقسك؛ فکان هذا ابتلاء من الله لعباده» فمن عصمه الله ثبت على الإسلام ومن خذله شك وتردّد وارتدذ عن الإسلام. وقال المؤمتون: كيف حال من مات من إخواننا؟» فأنزل الله وما كان الله ليع يمك : اک أله بلاس لوف نحم االبقرة: ١٤٠]. وفي هذه السنةء رای عبد الله بن زيد الأذان في المنامء وسببه انهم ذكروا أشياء يجمعون بها الناس للصلاة فقال بعضهم: البوفقء وقال آخرون: الناقوس. فبينما هم كذلك إذ نام عبدالله بن زيد (١٠۱) الخزرجي؛› فراًی رجلا عليه ٹوبان أخضران؛ء وفي يده ناقوس؛ فقال: أتبايعني هذا الناقوس؟ فقال: لماذا تریده؟ قال: ريد (أن) أجمع به الناس للصلاة فقال: أنا أعلمكم خير من هذاء وعلّمه الأذان. (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٠٠. )۲( عبدالله بن زید: عبد لله بن زید بن عاصم بن كعب النجاري الأنصاري: صحابي؛ من آهل المدينة. كان شجاعاء شهد بدراً. وفتل مسيلمة الكذاب؛ يوم اليمامةء له ۸٤ حديثاء قتل في وقعة الحرّة سنة ۳ه انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۳ ص٢٢٥۲ - ٠٢۲. وانظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلامء ج ص ۸۸. (۳) إضافة يقتضيها السياق. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثائية من الهجرة ۳۹ ثم انتبهء فمضى إلى النبي يَقِْوِء فأخبره بذلك؛ فقال يَيٍ: «إنها رؤيا حق› علَّمهُ بلالأ”» فإنه أبرع متك صوتا فعلمه إيام فأَذْن بلال» ثم أتى عمر بن الخطاب ن فقال: رایت هذا فی المنامء فقال النبى ار : الحمد لله. وفي هذه السنةء نزلت فريضة رمضانء بعدما صرفت القبلة بشهر. وأمر رسول الله بزكاة الفطرء وذلك قبل نزول فرض الزكاة في الأموال» وأمر أن يخرج عن الحرٌ والعبدء والذكر والأنشى» والصغير والكبير صاع مما يقتاته الإنسانء قيل: في سنتهء وقيل: في شهره والأفضل قبل أن يغدو إلى المصلى؛ ليكون الفقراء أغنياء في ذلك اليوم؛ وكانت فريضة رمضان؛ إذا صام يوم وحل الإفطارء فطرء فمن نام أو صلى العشاء الآخرةء حرم عليه ما يحرم على الصائم؛ إلى القابلةء فأجهد الناس ذلك الصوم. وقيل: إن رجلا من أصحاب رسول الله يي كان كثير الاشتغال بالنهار في شهر رمضان؛ فأوى إلى دار بعد أن حل الإفطار فسأل أهله الطعام فقالوا: إنه قد برد فقامت زوجته تسخن له الطعام ثم أتت به إليهء فوجدته نائمأءه فأيقَظْتَهء ؤقد حرم عليه الأكل» فأصبح صائماًء فقيل: إنه مات من جهد الصوم. واعترف قوم من أصحابه يَيٍء بالجماع في الليلء وأظن أن عمر بن الخطاب ويي جامع زوجت بعد أن صلى العشاء الآخرة في رمضان؛ فاتى البي يۇء وهو يبكيء فشك إليه ما صنع؛ فقال اللبي يَيٌ: ما كنت جديرا . ۶ 6 ً . ۸ : ۱ بذلك يا عمر فأنزل الله الرخصةء وأحل الأكل والشرب» والجماع في الليل وخازنه على بیت ماله. من مولدي الحبشةء وكان شديد السمرةء نحيفا مع رسول الله ي ولما توفي إلى الشام؛ فار معهم. توفي الدين: الأعلامء ج ص ۷۳. ‎fo‏ _£۱. (۱) بلال: بلال بن رباح الحبشي؛ أبو عبداللهء مؤذن رسول الله وي السراةء وأحد السباقين إلى الإسلام. وفي الحديث: «بلال سايق طويلاء خفيف العارضين؛ له شعر كثيف» وشهد المشاهد کل رسول الله أذن بلالء ولم يؤذن بعد ذلك. وأقام حتى خرجت لبعو في دمشق؛ روی له البخاري ومسلم ٢٤۲ حديا. ال م ص وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في مر ۳۱۲ في شهر الصيام حتى يطلع الفجر بقوله أ ايك هن ياس لک و با له عم ا أت واو َابَ عل َلك (١۱۱) وما عَنكم كن ب وهن واوا ما ڪب اه نکم وکوا ٠ < 7 ورد لاي لاض ۳ فط الاسود من الجر تم اوا ايام رل َيل [البقرة: 1۸۷]. وقيل: كان في بدء الصيام يُعَخْيْر فمن شاء صام؛ ومن شاء أطعم ولم يصم؛ وهو صحيح حاضر في بلده» ثم نسخ التخيير في الحضرء وبقي في السفر. وفي هذه السنةء خرج رسول الله يَيةٍ. إلى المصلى؛ء وصلی بالناس صلاة العيد. وفي هذه السنةء ولد عبدالله بن الزبير"» لعشرين شهراً من الهجرةء وهو أول من ولد في الهجرة من المهاجرين» فكبر النبي ي وأصحابهء وكان المسلمون يتحدثون أن اليهود قد سحرتهم؛ فلا يولد لهم ولك فكان تكبيرهم سروراً بذلك» وأمه أسماء بنت أبي بكر». (١) عبدالله بن الزبير (۷۳۴-۱ه/ 1۲۲ -1۹۲م): عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي؛ أبو بكر: فارس قريىش في زمنهء وأول من ولد في المدينة بعد الهجرة. شهد فتح إفريقيا زمن عثمان؛ وبويع له بالخلافة سنة ٤1٦ه» بعد موت يزيد بن معاويةء فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام وجعل قاعدة ملكه المدينة. وكانت له مع الأمويين وقائع هائلةء؛ حتى سيروا إليه الحجاج بن يوسف الثقفي؛ في أيام عبد الملك بن مروانء فانتقل إلى مكةء وعسكر الحجاج في الطائف. ونشبت بينهما حروب أتى المؤرخون على تفصيلهاء انتهت بمقتل ابن الزبير في مكةء بعد أن خذله عامة أصحابه وقاتل قتال الأبطالء وهو في عشر الثمانين. وكان من خطباء قر يش المعدودين» شه في ذلك بابي بکر. مدة خلافته تسع سنين» وكان نقش الدراهم في أيامه بأحد الوجهين «محمدل رسول الله» والآخر «أمر الله بالوفاء والعدل»» وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص٤٤۲ - ٢٤۲. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام› ج ص ۸۷. )۲( أسماء بنت أبي بكر: أسماء بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر» من قریش» صحابيةء من الفضيلات. آخر المهاجرين والمهاجرات وفاق وهي أخت عائشة لأبيهاء وأم عبدالله بن = الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة 11 وفي هذه السنةء بني مسجد قباء ققدم جداره النبي إلى موضعه اليومء ووضع أساسه بيده ونقل الحجارة بيده. ويروى عنه ي أنه قال: «من توضاً وصلی في مسجد قبای کان له أجر عمره»ء وکان عمر ريه يأتيه يوم الاثنين؛ء ويوم الخميس. وفي هذه السنةء كانت غزوة بدرء في السابع عشر من شهر رمضان؛ يوم الجمعةء وبدر: اسم بئر لرجل كان يُدعى بدراً. وسبب هيجان تلك الوقع قتل عمرو بن الحضرمي» وذلك أن رسول الله يٍَء أرسل عبدالله بن جحش الأسدي"» مع نفر من المهاجرين» قيل: ثمانيةء وقيل: إثنا عشر؛ إلى بطن نخلة» مترصدين لعير قريش» مستخبرين أحوالهم وكتب لعبدالله كتاباڭ وذلك قبل قتال بدر بشهرين» فلما نزلوا بطن نخلةء مرّت بهم عير لقریش؛ = الزبير» تزوجها الزبير بن العوام فولدت له عة أبناء بينهم عبدالله. ثم طلقها الزبير فعاشت بمكة مع ابنها عبد الله إلى أن قتلء فعميت بعد مقتله» وتوفيت بمكة. شهدت اليرموك مع ابنها عبد الله وزوجها. وكانت فصيحة حاضرة القلب واللب؛» تقول الشعر. وخبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبد الله مشهور. عاشت مثة سنةء وهى محتفظة بعقلها. وسميت ذات النطاقين؛ لأنها صنعت للنبي يَأ طعاماً حين هاجر إلى المدينةء فلم تجد ما تشّده به» فشقت نطاقهاء وشدّت به الطعام. انظر: اين الأثير على بن محمد أسد الغابة فى معرفة الصحابق ج۷ ص۷ ۸. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج0 ص ٢٠۳۲. ۱ (۱) عمرو بن الحضرمي: هو عمرو بن عبد الله بن عماد بن الك احد لكو و و رما سر مداق ن حح دمه نفيل. كان عمرو بن الحضرمي قائد قافلة قريش التي ١ 0 ‎FF WF‏ فقله. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج٠ واقد بن عبد الله التميمي بسهم . ٍ ص ٢٤٢٤۳-۲٢۲-٥٥۲. أكبر أحد الصدف» واسم الصدف: عمرو بن . ۱ 0 1 . رتاب بن يعمر الأسدي؛ صحابي؛ قديم الإأسلام؛ )۲( عبد الله بن جحش الأسدى: عبدالله بن جحش بن ل الله ينو أخو زينب أم 7 كان م. أم اء السرايا. وهو صهر رسو هاجر إلى بلاد الحبشةء ثم إلى المدينة. وكان من 'مر انظ : ابن الأثير ‎ee‏ رە الحم ة فى قبر واحد. اتشر ي المؤمنين قتل يوم أحد شهيداء فدفن هو والحمز ل الإركلي» خير الدين: الأعلام 1 .و هما الطرف على الطريقء وهو بع" برف 1 الللدات ج۱ ص ٢۹٤٤-٠٥٤٠ على بن محمد أصد الغابة فى معرفة الصحابة ‎a‏ ص١٤۱۹ - ِ )۴( بطن نخلة: قرية قريبة من المدينة المتورة على طريق ن . عد الله ممعم العرّاف للقاصد إلى مكة. انظر: الحموي» ياقوت بث ` حح الجامع لأخبار الامة + تحمل زبيباً وأدماء وتجارة من تجارة الطائف» وفيها عمرو بن الحضرمي؛› وعثمان بن عبدالله بن المغيرة وأخوه نوفل”» والحكم بن كيسان فلما رأوا أصحاب رسول الله يَوٍء هابوهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن» حالقاً رأسهء فلما رآه المشركون آمنواء وقالوا: قوم عمار» لا بأس عليكم منهم؛ وكان ذلك أول رجب» والمسلمون يظنون أنه من آخر جمادی» فقتلوا من قدروا علي“ وأخذوا ما معهم ورمى واقد بن عبد الله الحنظلي” (عمراً)» (۱) (۳) )٤( عثمان بن عبد الله بن المغيرة: عثمان بن عبدالله بن المغيرة المخزومي أحد وجوه قريش في القافلة التي كانت تحمل زبيباً وأدماً وتجارة من تجارة قريش. أسره واقد بن عبدالله التميمي هو والحكم بن كيسان وأقبل عبدالله بن جحش بالعير والأسيرين إلى رسول الله يٍَ بالمدينة فأقداهما رسول الله يٍَ. ولحق عثمان بن عبدالله بمكةء فمات كافراً. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء جح۲ ص ٢٢٥۲-٥٥۲. نوفل بن عبدالله بن المغيرة: نوفل بن عبدالله بن المغيرة المخزومي» أحد وجوه قريش في القافلة التي كان قادمة من الشام تحمل تجارة من تجارة قريش» داهمتها سرية عبد الله بن جحش» وقد تمکن من الإفلات من القتل والأسر. في حين أسر أخوه عثمان بن عبدالله. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء جح ص ٢٢٥٦-٢٤٥۲. الحكم بن كيسان: هو مولى هشام بن المغيرةء كان في قافلة قريش»- وأسره واقد بن عبد الله التميمي هو وعبدالله بن عثمان وأقبل بهما إلى المدينةء فأفداهما رسول الله ي . وبقي الحكم بن كيسان في المدينةء فأسلم وحسن إسلامهء وأقام عند رسول الله يي حتى قتل يوم بثر معونة شهيداً. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۲ء ص ٢٢۲ -٥٥۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمكء أسد الغابة في معرفة الصحابة ج 6ء ص٤٥. عكاشة بن محصن: عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي؛ من بني غنم صحابي من أمراء السراياء يعد من أهل المدينة. شهد المشاهد كلها مع النبي يي وقتل في حرب الردّة ببزاخة (بأرض نجد) قتله طليمة بن خويلد الأسدي. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ح٤٠ ص٤١. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج ٤ء ص ٤٢٤۲. واقد بن عبدالله الحنظلي: وفي السيرة النبوية: واقد بن عبد لله التميميء وهو الذي رمى عمرو بن الحضرمي بسهم فقتل وكان واقد في سرية عبدالله بن جحش؛» كما أسر عثمان بن عبد المخزومي والحكم بن كيسان؛ وأخذ عير قريش إلى المدينة المنورة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ ص٤ ١. وانظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ٢ء ص ٢٠۲. وانظر: ابن الاثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابق ج٥ ص٣40 - ٤ *4. (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٠۱٠. الباب الحادي عشر في ذكر الامور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة س وح لہ فقتله واستأثروا عثمان والحكم وش المسلمون عليهم؛ واستاقوا العير فعيز المشركون أصحاب (١٤١۱) رسول الله وقالوا: استحلوا الشهر الحرام ووقف (النبي)”° عن العير والأسيرين› وأبى أن يأخذ منهما شيئاء وقال: «ما أمرتم بقتال في الشهر الحرام» فعظم ذلك على أصحاب السريةء وظنوا أنهم هلكوكء وأدى رسول الله دية عمرو لعهد بنيه وبين أهل مكةء أن لا يقاتلوا سنيناء فأنزل الله يلوك عَن ابر العام َالِ فد كل َال فيد كيب لقره ٠٠ب الآية. ففرح المسلمون بتزولهاء وأخذ رسول الله خمس العير وقسّم الباقي بين السريةء فكانت أول غنيمة في الإسلام. وكان قد تخلف عن السرية سعد بن بي وقاص وعتبة بن بي غزوان أضلا بعيراً لهما. وأرسلت قريش بفدي الأسيرين إلى النبي َء فقال النبي: لئن رجع إلينا صاحباناء فأديناكم» وإن قتلاء قتلناهما بهما. فرجع سعد وعتبة ففاداهما رسول الله فما الحكم فأسلم وأما عثمان رجع إلى مكة كافرا. ثم أغار كرز بن جابر القرشي”» على سرح أهل المدينةء فبلغ ذلك النبي؛ء فركب في أثره» فسبقه كرز» فرجع النبي. )۱( استدراك من النسخة الأصلية ب ص ۱۱۲. البصرة. صحابي قديم الإسلام هاجر إلى الحبشةء وشهد بدرا. ثم شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص. ووجّهه عمر إلى أرض البصرة والياً عليهاء وكانت تسمى «الأبلةء أو «أرض الهنده فاختطها عتبة ومصضرها. وسار إلى ميسان وأبرقبان فافتتحهما. وقدم المدينة لأمر خاطب به عمر؛ ثم عاد فمات في الطريق. وكان طويلاً جميلاً من الرماة المعدودين» روى عن النبي يَأ أربعة أحاديث. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۳ ص۸٥٥ - ۹٥0. انظر: الزركلي؛ء خير الدين: الأعلامء ج ص١۱٢۲. () كرز بن جابر القرشي: هو كرز بن جابر الفهري» أغار على سرح المدينة بعد قدوم الرسول يو من غزوة العشيرة بليال قليلةء فاستعمل الرسول ي زيد بن حارثة على المدينةء وخرج في طلب كرز هشام عبد الملك بن هشام السيرة النبويةء ج۲ء ص ٠١۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة فى معرفة الصحابة ج‘ ص٤٤٤ -٤٤٤. )] الجامع لأخبار الأمة ثم أقبل أبو سفيان في عير لقريش» وفيها عمرو بن العاص وجماعة من أربعين راكباً من كبار قريش» وفيها تجارة عظيمةء حتی إٍذا کانوا قریبا من بدرء بلغ ذلك النبي ف فتدب أصحابه إليهم وأخبرهم بكثرة المالء وقلة العدوء وقال: «اخرجوا إلى العير لعل الله ينفلكموها» وما ظن رسول الله أن يلقى حرباً. فخرج النبي يلو يوم السبت لائنتي عشرة ليلة خلت من رمضان؛ء وقیل: لثلاث خلون منه على رأس تسعة عشر (شهرا) من الهجرةء واستخلف على المدينة عمرو بن أم كلثوم"'ء وخرج ومعه ثلاثمائة وثلاثة وعشرين رجلا أصح ما قيل على عدة أصحاب طالوت» مائتان وسبعون من الأنصار والباقون من المهاجرين؛ وقيل سبعة وسبعون من المهاجرين والباقون من الأنصارء وكانت الإبل معهم سبعين جملا يتعاقبون عليهاء وکانت معهم فرسان: فرس للمقداد”ء وفرس لمرثد بن أبي مرد وقيل: للزبير. وکانت الدروع ستكف والسيوف ثمانية. وکان رسول الله يو قدم جاسوسين؛ وهما بسبس بن عمروء وعدي بن (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١١۱۱. )۲( عمرو بن أم كلثوم: هو عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم (ابن أُم کلثوم) صحابيء» شجاع. کان ضریر البصر أسلم بمكةء وهاجر إلى المدينة بعد موقعة بدر. وكان يؤذن لرسول الله يَلِِ في المدينة مع بلال. وکان النبي ي يستخلفه على المدينةء يصلي بالناس في عامة غزواته. وحضر حرب القادسية ومعه راية سوداء وعليها درع سابغةء فقاتل - وهو أعمى - ورجع بعدها إلى المدينةء فتوفي فيهاء قبيل وفاة عمر بن الخطاب. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص٠٢۳ - ٢٢۴. وانظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ۸۳. (۳) -فرس المقداد: لا يمكن أن تكون الفرس للمقداد فهو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام وكان من المهاجرين إلى المدينةء فكيف تكون له فرس مع قافلة المشركين وهو في المدينة؟ حليفي حمزة بن عبد المطلب؛ وقتل مرثد يوم الرجيع في حياة رسول الله ي . روی حديثه عمرو بن شعیب» عن أبیه عن جذه. قلت: كان قتله في صفر سنة أربع. وكان زميل النبي يَي . انظر: ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب:› ج 1“ ص ۸۲. )0( بسيس بن عمرو: هو بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خراشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان» والبعض ینسبه الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ۳۱۷ الرعناء» فلما بلغا إلى الصفراءى موضع بينه وبين المدينة لاٹ مراحل؛ سمعا جاريتين من جهينة ب (١۱۱) ر تقولان: إنما تأتي العير غداء أو بعد غد. فلما ثم إن با بان عقب ما فرای منا خهماء وأخذ بعرة من يعار بعیرهماء ففتّهاء فإذا فيها النوى» فقال: والله هذه علائف يثرب» فضرب وجوه العير إلى وبلغه خروج النبي لأخذ ما معت فاستأجر ضمیم بن عمرو الغفاري” فبعثه إلى قريش» يستنفرهم لحفظ أموالهم. ونزل جبريل نكف على النبي يي يخبره» أن الله وعدهم إحدى الطائفتين: إما العير وإما قريش. = إلى جهينة. كان حليف بني ساعدةء وقد شهد بدراء وأرسله الرسول يي مع عدي بن أبي الرّغباء إلى بدر يتحسسان له الأخبار عن أبي سفيان بن حرب وغيره. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۲ء ا (۱) عدي بن الرعناء: والصحيح عدي بن بي الرّغباء الجهنيء » واسمه سان بن سبيع بن ثعلبة النجاري› س س ا سفيان بن حرب. ثم ارتحل رسول الله يٍَْ قد قدّمهماء وأخبروه بمسیر قريش إليه لتمنع عیرها. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۲ء ص ١٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمك أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٤ ص١٠. (۲) جهينة: جهينة بن زيد بن ليث؛ من قضاعة جد جاهلي؛ النسبة إليه «جهني» نزل كثيرون من بنیه بعد الإسلام بالكوفة والبصرة وصعيد مصر. وبعضهم في بلادي إخميم وحلب وغيرهما من البلاد الشامية. ولا يزال منهم كثيرون الآن على شاطئ البحر الأحمرء من جنوبي ديرة «بلى» إلى جنوبي ينبع. وفي جنوبي سنار بالسودان قبيلة تدعى جهينةء قد تكون من جهينة قضاعةء کان لھا ذکر في حروب المهدي والتعايشي بالسودان. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ١٤٠.٠ (۳) ضميم بن عمرو الغفاري: وفي السيرة الرواية مختلفة: «وقد كان خُفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري؛ أو أبوه أيماء بن رحضة الغفاري بعث إلى قريش حين مروا به ابن له بجزائر (أي ذبائح) أهداها لهم وقال: إن أحبيتم أن نمذكم بسلاح ورجال فعلنا. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۲ ص ۲۷۳. ۳۸ الجامع لأخبار الأمة وكانت عاتكة بنت عبدالمطلب”» قد رأت في المنام قبل قدوم ضميم إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا أفزعتهاء رأت راكباً على بعير له فوقف بالأبطح» ثم صرخ بأعلى صوته: يا آل غدر» انفروا لمصارعكم» ثم دخل المسجد والناس يتبعونه» فبينما هم حوله؛ إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبةء وصرخ بمثلهاء ثم مثل به بعيره على ظهر أبي قبيس» فقال مثل ذلك» ثم أخذ صخرةء فأرسلهاء فأقبلت تهوى» حتى إذا بلغت أسفل الجبل» انقضت» فلم يبق بيت بمكة إلا ودخلته منها فلقة. فذكرت للعباس» واستكتمته» فلقي الوليد بن عتبهء وكان صديقاً له فأخبره بالرؤيا واستكتمه؛ فغشا الحديث بين قريش؛ فلقي ابو جهل العباس» فقال: يا أبا الفضل؛ متى حدثت فيكم هذه النبيّة؟ فقال العباس: وما ذلك؟ فقال الرؤيا التي رأتها عاتكةء وزعمت أنه قيل: انفروا في ثلاث» فنتربص بكم هذه الثلاث؛ فإن كان ما قالت حقاء وإلا كتبنا عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب. يا بني عبدالمطلب» أما رضيتم أن تتنباً رجالكم حتى تنبأت نساؤكم؟ فقال. العباس: فجحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت. فلما كان اليوم الثالث» غدوت إلى المسجد فرأيت أبا جهل يستند على باب المسجكد وإذا هو قد سمع صوت ضميم؛ يصرخ ببطن الوادي› وقد (١) عاتكة بنت عبد المطلب: عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم: شاعرةء لها في ديوان «الحماسة» أبيات مختارة. هي من عات النبي پَو. اختلف في إسلامهاء والثابت أنها كانت يوم وقعة بدر (سنة ۲ه/٤1۲م) بمكة مع مشركي قريش. قال ابن سعد: أسلمت بمكةء وهاجرت إلى المدينة. انظر: ابن الاثیں علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص۱۸۳ - ١۱۸. وانظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام› ج۳ ص ٢٢۲. () الأبطح: الأبطح مكان يضاف إلى مكة وإلى منى؛ لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان أقرب إلى منى» وهو المحضب» وهو خيف بني كنانة وقد قیل: إنه ذو طوی ولیس به. قال ابن درید: الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على وجه الأرض. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان›ء ج ص ٤۷. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ۳۹ وقف على بعیرهء وجدعه وشق قميصه؛ وهو يقول: يا معشر قریش؛ أموالكم الغوث. . فعند ذلك تجهز الناس» وكانوا بين خارج بنفسه وباعث أحداً مكانd‏ فلم يتخلف من قريش أحد إلا أبو لهب» فإنه بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة”'. فلما أرادوا المسيرء ذكروا ما بينهم (١١۱) وبين كنانة ومدلج؛ فقالوا: نخشى أن يأتونا من خلفناء فتصدى لهم إبليس؛ لعنه الله في هيئة سراقة بن مالك بن جعشم» وكان من أشراف كنانةء وقال: إِني جار لكم من کنانة ومدلج؛ فخرجوا سراعاً مع القيان والدفوف» وكانوا تسعمائة وخمسين مقاتلاء وخيلهم مائة فرس. فبلغ الخبر إلى النبي ي أن.قريشاً خرجوا ليمنعوا عيرهم؛ فاستشار أصحابهء وأخبرهم عن قريش» فقام أبو بكر َيه فقال فأحسن وقام المقدات فقالء فأحسن» وقال: امض لما أمرك ربك» ولسنا نقول كما قالت بنو إسرائيل: اذهب أت ورل فيلا إت حَهنا كعدو [المائدة: ٤۲]. ولكنّانقول: إذهب أنت وربك» فقاتلا إنا معكما مقاتلونء فوالذي بعثك بالحق» لو سرت بنا إلى برك العمات يعني مدينة (في) الحبشةء لجاهدنا معك من دونه حتى تبلغت فقال يٍَ: خيراء ودعا له بالخير. (١) العاص بن هشام بن المغيرة: العاص (أو العاصي) بن هشام بن المغيرة المخزومي: أخو أبي جهل. کان ينادمه في الجاهلية العاص بن سعد بن العاص بن أميةء ويقال لهما: «أحمقا قريش» وقتلا يوم بدر على الشرك. قتل الأول عمر بن الخطاب؛ وقتل الثاني علي بن أبي طالب. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۳ ص ٢٢٤۲. (۲) في الأصل «يأتونناء والصواب ما أثبتناه في النص. (۳) إضافة يقتضيها السياق. ۳۲ 2 الجامع لأخبار الأمة 0 ثم قال: «أيها الناس» أشيروا عليْء وإنما يريد بذلك الأنصار لأنهم قالوا يوم العقبة: إِنًا براء من ذمامك» حتى تصل إلى دارناء فإذا وصلت دارناء فأنت في ذمامناء نمنعك مما نمنع منه نساءنا وأبناءنا. فكان يخاف ألا ترى الأنصار نصرته» إلا ممن دهمه المدينةء وأن لا يسير بهم إلى عدوّه فقال سعد بن معاذ: فكأنك يا رسول الله تريدنا؟ فقال: أجل قال: قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به الحق» وأعطيناك عهودنا على السمع والطاعةء فامض لما أردت» فوالذي بعشك بالحق› لو خضت هذا البحر لخضناه معك ما يتخلف منّا رجل واحدء وما نكره أن تلقى بنا عدوا غداًء إِنا لذوو صدق عند اللقاءء وذوو صبر عند الحرب» ولعل الله يريك ما تقر به عينك» فسر بنا على بركة الله تعالى. وابشرواء فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأنى أنظر إلى مصارع القوم». ثم سار رسول الل حتی بلغ قریباً من بدرء فرکب هو ورجل من أصحابهء حتى وقفا على شيخ من العرب» فسألاء عن قريش» وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم؛ فقال الشيخ: لا أخبركما حتی تعرّفانی (۱۱۷) من نتماء فقال النبي: إِذا أخبرتنا أخبرناك قال الشيخ: إنه قد بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذاء فإن كان الذي أخبرني صدقني» فإنهم اليوم في ۱( سعد بن معاذ: سعد پن معاد التعمان بن امرئ القيس الأوسي الأنصاري؛ صحابي من الأبطال. من عل اأمدينة؛ كانت له مسيادة الأوس؛ وحمل لواء‌هم يوم بره وشهد أحداً فکان ممن ثبت فيها. ون من طول الناس وأعظمهم جسماً ورمي بسهم يوم الختدق؛ فمات من آثر جراحه. ودفن بالقيع. عمره سبع وثلائون سنةء وحزن عليه النبي ي وفي الحديث: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذء. انظر: ابن الأثير علي بن محمں ِ . أسد الغابة فى معرفة الصحابة ح٠ صر ١١٤ - ٤. وانظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ي مر 73 ج ص ۸۸. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثائية من | موضح كذا ي يعني الموضع ي نه اني وأصحابه - ويلختي | أن قریشاً يعني الموضع الذي نزلته قریش» ثم قال. من أنتما؟ فقال الي نحن من ماع أراد أن يوهمه أنهما من العراق؛ لأن العراق”' تسمى ماع وإنما أراد أنه حلقَ من ماء. ثم رجع النبي إلى أصحابه فلما أمسى؛ بعث علياء والزبيرء وسعد بن أبي وقاص» في نفر من أصحابه إلى بدر» يلتمسون الخبر» فأصابوا راوية لقريش» فيها أسلم غلام ابن الحجاجء وعويض بن بشار غلام أيي العاص؛ء فآتوا بهما إلى النبي يَيةٍء وهو قائم يصليء فسألوهماء فقالا: نحن سقاة قریش» بعثونا نستقي لهم» فکرهوا ذکر قریش» ورجوا أن يکونا لابي سفیانء فقالوا: ما أنتما إلا لأبي سفيان» فأنكراء فضربوهماء فقالا: نحن لأبي سفيان› فتركوهما. فلما قضى النبي صلاتهء قال: صدقاكم فضربتوهماء وأكذباكم فترکتموهماء صدقا والله إنهما لقريش. ثم قال لهما: أخبراني» أين قريش؟ فقالا: هما وراء هذا الكثب الذي تراه بالعدوة القصوى من الوادي» قال: كم القوم؟ قالا: كثيرء قال: كم عددهم؟ قالا: لا ندري قال: كم تنحرون؟ قالا: يوماً تسعأء ويوماً عشراء قال النبي: (۱) العراق: العراق بلاد سميت بذلك لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر أخذ من عراق القربةء وهو الحرز الذي في أ سفلهاء وقيل: العراق ضرب من الطير. وقال قطرب: إنما سمي عراقاً لأنه دنا من البحر» وفيه سباخ وشجر» وقال الخليل: العراق شاطئ البحرء - وسمي العراق عراقاً لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدا حتى يتصل بالبحر على طول احتضنت أرضه حضارات السومريين والأكاديين والبابليين والآأشوريين؛ ثم جاء الفرس» فسيطروا على بابل» ودام حكمهم حتى سنة ٦۳٦م عندما انتصر المسلمون عليهم في موقعة القادسية. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ص ۳٩ -٤. وغربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميسرةء ج؟ء ص ١۱۱۹۷-۱۱۹. القوم ما بين التسعمائة إلى العشر مائة. ثم قال: من فيهم من أشراف قریش؟ قالا: العباس بن عبد المطلب”«ء وعتبةء وشيبةء وأبو البخترىء وحكيم بن حزام» والحارث بن عامر وطعمة بن عدي والنضر بن الحارث”'› (۱) (۳) العباس بن عبد المطلب: العباس ين عبد المطلب ين هاشم بن عبد مناف. أيو الفضل: من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام وجذ الخلفاء العباسيين. قال رسول الله ي في وصفه: «أجود قریش کفاء وأوصلهاء هذا بقية آبائي» وهو عمه؛ وكان محسناً لقومهء سديد الرأيء واسع العقل» مولعاً بإعتاق العبيد. كارهاً للرق» اشترى سبعين عبداً وأعتقهم. وكانت له سقاية الحجاج وعمارة المسجد الحرام (وهي أن لا يدع أحداً يسب أحداً في المسجد ولا يقول فيه هجراً) أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامهء وأقام بمكة يكتب إلى الرسول ي أخبار المشركين» ثم هاجر إلى المدينةء وشهد وقعة حنين» فكان من ثبت حين انهزم الناس؛ وشهد فتح مكة. وعمي في آخر عمره. وکان ٳذ مر بعمر في آيام خلافته ترجل عمر إجلالاً ل كذلك عثمان› وأحصي ولده سنة ٠٠ ۲ه فبلغوا ۳۳ ألفاً. وكانت وفاته في المدينة عن عشرة أولاد ذكور سوى الإناث» وله في كتب الحديث ٢۳ حديئاً. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص۳١۱ - ١١۱. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٠۲. حکیم بن حزام: حکیم بن حزام بن خویلد بن سد بن عبد العزیء أيو خالكء صحابيء قرشي وهو ابن أخي خديجة أم المؤمنين. مولده بمكة (في الكعبة) شهد حرب الفجار. وكان صديقاً للنبي يل قبل البعثة وبعدهاء وعمّر طويلا قيل: ١١٠ سنة. وكان من سادات قريش في الجاهلية والإسلام عالماً بالنسب. أسلم يوم الفتح؛ وفيه الحديث يومعذ: «من دخل دار أبى سفيان فهو آمن؛ ومن دخل دار حکيم بن حزام فهو آمن» توفي بالمدينة سنة ٤٥ ه. انظر: ابن الأثير: علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۲ء ث۸ - 0۹. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٠۲. طعمة بن عدي: والصحيح طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: من رؤساء قريش في الجاهلية. كان ينادمه منبه بن الحجاج السهمي؛ قتل يوم بدر. قتله حمزة وعلي ييا. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ۲۲۷. اللضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف» من بني عبد الدار» من قريش: صاحب لواء المشركين ببدر. كان من شجعان قريش ووجوهها ومن شياطينهاء له اطلاع على كتب الفرس وغيرهم قرأ تاريخهم في الحيرة وقيل: هو أول من غنى على العود بألحان الفرس. وهو ابن خالة النبي ي ولما ظهر الإسلام استمر على عقيدة الجاهليةء وآذى رسول ال يَْء كثيراً. وكان إذا جلس النبي مجلساً للتذكير بالل والتحذير من مثل ما أصاب الأمم الخالية من نقمة اله جلس النتضر بعدهء فحدث قريشاً بأخبار ملوك فارس ورستم واسفنديار: أنا أحسن منه حديثاء إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين. وشهد وقعة بدر مع مشركي قريش» فأسره المسلمون» وقتلوه بالأثيل (قرب المدينة) سنة ۲ه انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٢ ص٠٥ - ۹. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلامء ج ۳ء ص ۳۳. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ‎۳Y۲‏ وزمعة بن الأسود' وأبو جهل» وأمية بن خلف» ونبيه' ® ومنبەM»‏ ابتا الحجاجء وسهيل بن عمرو بن عبد ود فأقبل النبى إلى أصحابت وقال: هذه مكة قد لقت إليكم أفلاذ كبدها. (۳) ولمَا أقبلت قريش» وقد ولى أبو سفيان بالعير أرسل إليهم آبو سفيان: قال آبو جهل: والله لا نرجع» حتى نرد بدرأًء فنقيم بها ثلاثة ايام وننحر زمعة بن الأسود: زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد كان من سادات قريش؛ وممن حضر معهم غزوة بدر؛ هو وابنه الحارث بن زمعة بن الأسودء وقتل زمعة والحارث في بدرء وكان الحارث من الفتية الذين نزل فيهم القرآن: ® إِدَ الِب تكم اكه طال أَنشيِيم 4. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء جح۲ء ص ٢۲۹ -۲۹۷. أمية بن خلف: أمية بن خلف بن وهب» من بني لؤي: أحد جبايرة قريش في الجاهليةء ومن ساداتهم. أدرك الإأسلام ولم يسلم. وهو الذي عذّب بلالا الحبشي في بداية ظهور الإسلام. أسره عبدالرحمٰن بن عوف يوم بدر. فرآه بلالء فصاح بالناس يحرضهم على قتلهء فقتلوه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج۲ ص ٢۲. نبيه بن الحجاج: نبيه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة السعدي السهمي القرشي؛ أبو الررام: شاعرء من ذوي الوجاهة في قريش قبل الإأسلام. كان نديماً للتضر بن الحارث. ثم کان هو وأخوه منبه من «المقتسمين» . وهم سبعة عشر رجلا من قريش» اقتسموا أعقاب مكة يصدون الناس عن رسول الله يَلٍْء وفيهم نزلت الآية: « كما ألا عل الْمَقْتَمِبَ لَمَفَتَيِمِبَ 4. فتل مم أخيه مشركين في وقعة بدر سنة ۲ه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج٠٠ ص۸ -۹. منبه بن الحجاج: منبه بن الحجاج السهمي: نديم جاهليء من أآشراف قريش في الجاهلية وزنادقتها. قال ابن حبيب: تعلموا الزندقة من نصارى الحيرةء وكان منبه نديما لطعيمة بن عدي (وحضر معه موقعة بدر» ونحر منبه عشراً من الإبلء وقتله أبو قيس الأنصاري في تلك الواقعة). انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۲ ص ۲۸۹-٠۲۹. سهيل بن عمرو بن عبد: سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري؛ من لؤي؛ خطيب قريش» وأحد ساداتها في الجاهليةء أسره المسلمون يوم بدر وافتدى فأقام على دينه إلى يوم الفتح بمكةء فأسلم وسكنهاء ثم سكن المدينة. وهو الذي تولى أمر صلح الحديبيةء وجاء في مقدمة كتاب الصلح: «باسمك اللهم. هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهیل بن عمرو» وکان عمر بن الخطاب یخشی مواقفه في الخطابة. مات بالطاعون في الشام سنة ۸ه انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ١٤٤۱. ۳۲۶ الجامع لأخيار الأمة الجزورء ونطعم الطعام ونسقى الخمرء وتضرب علينا الأقيان بالأدفاف فقال الأخنس: قد نجي الله أموالكم» فارجعواء(۱۸٠) فرجع بنو زهرة. ثم إن أبا سفيانء لما وصل مكةء لحق المشركين ببدرء ونزلت قريش خلف العنقنقل”» وقد سبقوا المسلمين على الماء ومنعوهء ونزل المسلمون على شغير الوادي بالعدوة الدنيا من المدينة وكان كثيباء تغوص فيه الأقدام» وليس عندهم مای وأصبحواء منهم من أجنب؛ ومنهم محدث؛ ولیس عندهم ماء فوسوس لهم الشيطانء وقال: كيف ترجون الظفر وقد غلبوكم على الماءء وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين» وتزعمون أتكم أولياء ال وفيكم رسوله. فانزل الله عليهم المطر وسال الوادي» ولبد الرمل لتثبت به الأقدام واغتسلواء وشربواء وصلواء وزالت عنهم الوسوسةء وذلك قوله تعالى: ويل عَليّكم من السماء ما لْطهَركم به س م م 2 وهب عك ر شين ربط عل قو م وبثیت به امام [الأنفال: ١1]. فلما اطمأنت قريش» بعثوا عمير بن وهب الجمحى يحرز لهم (١) زهرة: زهرة بن كلاب بن مرّةء جذ جاهلي من قريش» من العرب العدنانيةء من ذريته بعض الصحابة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ١٠٠. (۲) العتقلنقل: والصحيح العناقة: وهو ماء لغني› قال أبو زياد: وإذا خرج عامل بني كلاب مصذقاً من المدينة فإن أول منزل ينزله ويصدّق عليه أريكةء ثم يرحل من أريكة إلى العناقة وهي لغني؛ فيصدّق غنيَاً كلها وبطونها من الضباب وبطوناً من بني جعفر بن كلاب. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٤ ص ١١٠. (۲) عمير بن وهب الجمحي: عمير بن وهب الجمحي› بو أمية صحابي؛ من الشجعان؛ أبطأً قبول الإسلام وشهد وقعة بدر مع المشركين؛ فأسر المسلمون ابناً له فرجع إلى مكةء فخلا به صفوان بن أمية بالحجر وقال له: دينك علئْ؛ وعيالك علي أمرّنهم ما عشت وأجعل لك كذا وكذا إن أنت خرجت إلى محمد فقتلتهء فوافقه عميرء ورحل إلى المدينةء فدخل بسيفه على النبي ي وهو بالمسجد فسأله: لم قدمت؟ قال: أريد فداء ابني. فقال: ما لك والسلاح؟ قال: نسيته علئ لما دخلت. قال: فما جعل لك صفوان بن أمية في الحجر؟ فأنكر» فأخبره النبي بما كان؛ فدهش واسلم وعاد إلى مكة فأشهر إسلامه. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ‎۳Yo‏ المسلمين؛ فجاء بفرسه نحو العسكر ثم رجع؛ فقال: ثلاثمائة رجل» يزيدون قليلاًء أو ينقصون قليلاء لكني والله ما رى رجلا منهم يُقتل› حتى يقتل منکم؛ لحدتهم وثباتهم. فمشى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعةء فقال: انت کبیر قریش وسیدهاء وأرى أن ترجع بالناس» وتحمل دم حليفك ابن الحضرمي؛ قال: نعم فاذهب إلى أبي جهل» فمضى إليه » فقال له: هل لك أن ترجع بالناس عن ابن عمك؟ فقال: ما قال عتبة؟ فقال: لا تنفخ متحرك؛ أي رئتك؛ فقال عتبة: ياي تعني يا مصفر استه. وکان أبو جهل به برص في إليته» يغْيّره بالزعفران» فسل ابو جهل سيفهء وضرب به متن فرس عتبةء فقال بعض من حضر: بئس الفال. وروي أن أبا جهل؛ قال: اللهم من كان أقطع رحم مني (ومحمد)”' فأخنه فكانت الدائرة عليه. وعقد رسول الله يَوٍء الألويةء وكان اللواء الأعظم لواء المهاجرين مع مصعب بن عمير"» ولواء الخزرج مع الحباب”› ولواء الأوس مع سعد بن = ثم هاجر إلى المدينةء وشهد مع المسلمين أحداً وما بعدها. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٩۸-٠4. وانظر: ابن الاير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ ص۲۸۹. (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٦٠۱۱. )۲( مصعب بن عمير: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد متناف القرشيء من بني عبد الدارء صحابي شجاع؛ من السباقين إلى الإسلام أسلم في مكةء وكتم إسلامهء فعلم به أهله؛ فأوثقوه وحبسوه فهرب مع من هاجر إلى الحبشةء ثم رجع إلى مكةء وهاجر إلى المدينةء فكان أول من جمع الجمعة فيهاء وعرف فيها بالمقرئء وأسلم على يده أسيد بن حضيرء وسعد بن معاذء وشهد بدرا. وکان في الجاهلية فتى مكةء شباباً وجمالاً ونعمةء ولما أظهر الإسلام زهد بالنعيم. وكان يلقب «مصعب ابن الأثيره على بن محمك أسد الغابة فى معرفة الصحابة؛› ج ص١٥۱۷ - ۱۷۷. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ء ج۷ ص ٢٢۲. ٦۳۲ الجامع لأخبار الأمة وكان مع المشركين ثلاثة ألويةء وكان ذلك اليوم؛ ليلة الجمعة لستة عشر یوما خلت» من شهر رمضان. فخرج الأسود بن عبدالأسدد المخزومي؛ وقال: والله لأشربنّ من حوضهم ولأَهدَمنّه أو لأموتنٌ دونه فخرج له حمزة بن عبد المطلب» فضربه على ساقهء فوقع على ظهره تشخب رجله دماء (۱۱۹) ثم دنا من الحوض ليقتحم فيهء يريد أن يبر بيمينه» فأتبعه حمزة بضربة أخرى؛ء قتله بها. ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة وابنه الوليد بن عتبةء حتى إِذا فصل من الصف دعوا خصو مهم للمبارزة› فخرجت لهم فتيان من الأنصار: عوف”» ومعونذ ابنا الحارث؛» وعبد الله بن رواحةء فقالوا: من أنتم؟ ما لنا بكم (من) حاجة. ونادوا: يا محمد أخرج إليا أكفاءنا من قومناء فأخرج ال : حمزة (وعليأء وعبيدة» فقالوا: أَكفّاء كرام فبارز عبيدةٌ عثبةً بن ربيعةء وبارز حمزة شيبة) وبارز علي الوليَ فقتل علي وحمزة قرينيهماء واختلف = الشجعان الشعراء يقال له: «ذو الرأي» قال الثعالبي: «هو صاحب المشورة يوم بدر» أخحذ النبي يَف برآیه» ونزل جبریل فقال: «الرأي ما قال حباب». وكانت له في الجاهلية آراء مشهورة. مات في خلافة عمر سنة ٠ه وقد زاد على الخمسين. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج٢ ص ١۳١۱. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج١ ص١٥٦1. (١) عوف بن الحارث؛ ومعوّذ بن الحارث: وهما ابنا عفراء قاتلا فى بدر إلى جانب رسول الله ييف ويقال: إن عوف بن الحارث قال للنبي يٍَ: يارسول الل ما يضحك الرب من عبده؟ قال: غمسة يده في العدو حاسراء فزع عوف بن الحارث درعاً كانت عليه فقذفهاء ثم أخذ سيف فقاتل القوم حتى قتل شهيدا. أما أخوه معوّذ بن عفراء فقد لقي أبا جهل وهو عقير؛ فضربه حتى أثبته» فترکه وبه رمق وقاتل معوّذ حتی قتل شهیداً وبكتهما أمهما العفراء. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء ج؟ء ص ٠۸ء ٢۲۸۸ء ۲۹۹. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٤› ص۲۹۹ - ٠٠۳ ومعوذ في ج٥ء ص١۲۳. (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۷٠. (۳) استدراك من النسخة الأصلية ب؛ء ص ۱۱۷. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ‎۳Y۷‏ الطعن والضرب بين عبيدة وعتبةء كل واحد ثبت لصاحبه؛ ثم كر علي وحمزة على عتبةء فقتلا» وقيل: ضرب شيبةٌ رجل (عبيدة) فقطعهاء فقام إِليه حمزة واحتمل علي وحمزة عبيدةء وأتيا رسول الله يَأ فقال: ألسّت شهيداً يا رسول الله؟ قال: بلى. ومات» ودفته رسول الله بالصفراء› وقيل عاش ثلاثة يام ومات بالروحاء وهو ابن ثلاث وستين سنة. ثم تزاحف الناس» ودنا بعضهم من بعض» وقد أمر رسول الله أن لا يحملواء حتی يأمرهم؛ وقال: إن أكثبكم الوم فانضحوهم بالنبل› ورسول الله وأبو بكر في العريش يناشد ربَهٌ ما وعده من النصر ويقول: «اللهم أنجرز لي ما وعدتني؛» إنك لا تخلف الميعادء وإنها إن تهلك هذه العصابةء لا تعبد في الأرض». فما زال يهتف ربه» مادا يديه حتى سقط الرداء عن منكبيه» فأخذ أبو بكر رداء» فسواه» ثم التزمه من ورائهء وقال: كفاك مناشدة ربك» فإنه سينجز ما وعدك. فأنزل الله: لإ فَسعِيتُونَ ريك فَسْحََابَ لڪكُم أن ‎KE‏ $ [الأنغال: ۹]. ثم خفف الله عن رسوله ثم انتبهء وقال: يا أبا بكر أتاك نصر الل هذا جبريل أخذ بفرسه» يقوده» علا ثناياه النقع؛ أي الغبارء ومعه خمسمائة فارس من الملائكة وميكائيل ومعه خمسمائة فارس» على صورة الرجال» عليهم ثياب بيض» وعلی رؤوسهم عمائم ييض» قد أرخوا أطرافها بين أكتافهم؛ على (۱) الصحيح عبيدة وليس عتبة. ‎O.‏ ِ ا الحاجء وسلكه رسول الله يل غير مرّةء ويينه وان ٠ مما يلي المدينةء وماؤها 6 و ق ی الصفراء: قرية كثيرة النخل والمزارع وماؤها عيوث كلها ا ص 7 يجري إلى ينبع. انظر: الحموي» ياقوت بن عبداللة: معجم | ج ‎۳Y۸‏ ر الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏ویروی عن ابي أسيد مالك بن ربيعة» انه قالء بعدما ذهب بصره: لو كنت معكم اليوم بېدر» ومعی بصري»› لاریتکم الشعب الذي خرجت منه الملائكة وذلك قوله تعالى: أن ممدكم يلف س الْمَلكةٍ روفي االأنفال: ٩]. ‏وقيل: أمدهم الله بخمسة آلاف من الملائكة وثلاثة أيضاًء ولم يقاتلوا» وكانوا بشرى لهم فجاء جبريل بمن معه من الملائكة (١١٠) على الميمنةء وميکائيل بمن معه على الميسرةء فكان الملك يسير أمام الصف على صورة رجل؛ ويقول: أبشروا فإن الله ناصركم وإن المشركين خافوا منكم فتزداد بذلك قوة المسلمين. ‏وقال ابن عباس: فبينما الرجل من المسلمين يعدو في أثر الرجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة سوطء وصوت فارس يقول: أقدم يا حيزوم؛ ونظر إلى المشرك خر مستلقياء فنظره» فإذا هو قد شي وجهه؛ وحطم أف كضربة السوطء فيحدث الملك؛ فيقول: نعم ذلك من مدد السماء. ‏وقال ابن عباس: حدڻني رجل من بني غفار”» قال: قبلت آنا وابن عميء حتى صعدنا جبلاء أشرف بنا على بدر ونحن يومئذ في الشركء ننظر إلى أهل الوقعةء على من تكون الدائرة فتنهب مع من ينهب» فبينما نحن في الجبل» إِذ دنت منا سحابةء فسمعنا حمحمة الخيل» وسمعنا قائلاً يقول: أقدم يا حيزوم. فأما ابن عمي» فانكشف قناع قلبه» فمات مكان وأما أناء فكدت أهلك؛ ثم أفقت؛ لما سكت. ‏() مالك بن ربيعة: مالك بن ربيعة بن عمرو «البدن» بن عوف الخزرجي الساعدي› أبو أسيد: صحابي؛ كانت معه راية بني ساعدة يوم الفتح. وروی أحاديث. وكفَ بصره اختلفوا في تاريخ وفاته. وقیل: نه آخر البدریين موتا له ٢۲ حديئثاً. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٠٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةه ج٥ ص٠۲ ٢۲. ‏(۲) غفار: غفار بن مليل بن ضمرة بن بکر بن عبد مناةق من کنانةء جذ جاهلی. من نسله آبو ذر (جندب بن جنادة) الغفاري» من الصحابةء وأبو رهم (كلثوم بن الحصين) الغفاري. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ١١٠. ‎ ‎ ‎ الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ۳۲۹ وعن آبي رافعء مولى رسول الله يو أنه قال: كنت بمكة غلاماء فلما جاء الخبر عن مصاب قريش» كان أبو لهب فى مكةء فقال الناس: هذا أبو سفيان قدم فقال ُبو لهب: هلم يابن خي فعندك الخبرء فجلس إليه والناس قیام عليه فقال آبو سفيان» لا شيء والله إن كان إلا أن لقيناهم؛» فمتحناهم أكتافتا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاؤواء وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس» لقينا رجالاً بیضاً على خيل بلق» بین ن السماء والأرض؛ لا يقوم لهم شيء. قال آبو رافع: فرفعت طرف الحجرة بيدي؛ ثم قلت: تلك الملائكة. فرفع ابو لهب يده فضرب وجھی ضربه شديدة؛ فثاورته فضرب بى الأرض؛ وبرك علیَ وکنت ضعیفاً فقامت أم الفضل؛ إلى عمود من عمد الخيمةء فضربته به ضربةء فلقت (بها) رأسه» وقالت: أتستضعفه إذ غاب سيّده عنه؟ فقام مولياء فوالله ما عاش بعدها إلا سبعة أيام ورماه الله بالعدسة فقتلته وتركه ولدام لم يدفناvه‏ حتى نتن فى بيته. وكانت قريش تتقى العدسةء كما يتقى الناس الطاعون. قيل: وكان الرجل المسلم يتتبع الرجل من المشركين ليضربهء فيقع رأس المشرك إلى الأرض» قبل أن يضربه الرجل المسلم؛ وإن أحد المسلمين يشير بسيفه إلى المشرك؛ فينخزل؛ قبل أن يصله السيف» وكان المسلمون(۱١۱) يرون رؤوس المشركين تقع على الأرض» لا يدرون من قطعها. وكان النبي يحرّضهم ويقول: لا يقاتلهم اليوم الرجل منكم صايراً محتسباً غير مدير إلا وحاز الجنة. وقيل: أخحذ النبي قبضة من الرمل؛ء وتفل عليهاء وحصدهم بهاء وقال: شاهت: الوجوه. فلم يبق أحد من المشركين» إلا ودخل من تلك القبضة عينيه ومنخريه وأنفهء وات تبعهم المسلمون؛ يقتلونهم ويأسرونهم› وذلك قوله تعالى: وما رمك إِذ رمت ولكرت اله رى 4 (الأنفل: ١1] الآية. وقلل الله المشركين (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۱۸. 0 ر الجامع لأخبار الأمة E ‏م‎ في أعين المؤمنين» وأكثر المؤمنين في أعين المشركين؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولاً. وقتل يومئذ من المشركين سبعون رجلاء منهم يو جهل» لعنه الله. روي أن معاذ بن عمرو”» قال: ضربت أبا جهل» فطارت رجله من ساق فضربنی اينه عكرمة) على عاتقی›ء فقطع يدي وتعلقت بجلدة› فقاتلت عامة يومي وأنا أسحبها خلفي» فلما أذتني» وطثت عليها برجلي» فقطعتها. وعاش معاد إلى زمن عثمان. ثم مر بأبي جهل مسعود بن عفراء» فضربه حتی آڅخنہ وترکه ويه رمق من الحياق وقاتل حتى قتل. قال عبد الله بن مسعود: تيت إلى ابي جهل وهو صريع؛ يذب الناس بسیفه فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله. قال: هل هو إلا رجل قتله قوم فجعلت أتناوله بسيفي غير طائل» فأصبت يده فطاح سيفه؛ فأخذت السيفء فضربته» حتی قتلته. (۱) معاذ بن عمرو: معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيدء من بني كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلميء شجاعء صحابي. شهد العقبة وبدراً. وكان أول من تعاونوا على قتل أبي جهل يوم بدر» ضربه وهو في جمع أصحابهء فقطع ساقهء ووثب عكرمة بن أبي جهل؛ فضرب معاذاًء فقطع يده وبقيت معلقة بجلدة من جسمه فضايقتهء فوضعها تحت قدمه؛ وتمطی حتى فصلها عن جسد»؛ واستمر يقاتل حتى آخر النهرء وعاش بعد ذلك حتى وفاته سنة ٥۲ه. فى خلافة عثمان. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٥ ص٤۹٠ - ١۹٠. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۷ء ص ٢٠۲. عكرمة بن أبي جهل: عكرمة بن ابي جهل عمرو بن هشام المخزومي القرشي. کان من صنادید قریش في الجاهلية والإسلام. كان هو وأبوه أشد الناس عداوة للنبي يو . أسلم عكرمة بعد فتح مكة وحسن إسلامهء فشهد الوقائمء وولي الأعمال لأبي بكر. واستشهد في اليرموك؛ أو يوم مرج الصفر وعمره ۲ سنة. انظر: اين الأثير» علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابق ج٤ء ص۷٠ - ۸. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ٤٠۲. (۳) مسعود بن عفراء: والصحيح معوّذ بن عفراء. وقد وردت ترجمته سابقاً. انظر: اين هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء؛ ج۲ء ص ۲۸۸. ۲ a الياب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ١۳۳ وقتل من المشركين أيضاً أمية بن خلف:› قال عبد الرحمٰن بن عوف: كان أمية بن خلف صديقاً لي بمكة فلما كان يوم بدر لقيته واقفاًء ومعه ابنه علي» آخذاً بيده فأخذت بيدهما أقودهماء إذ رآهما بلالء وكان أمية يعذب بلالا بمكة ليترك الإأسلام؛ فيخرجه إلى رمضاء مكةء فيضجعه على ظهرهء ويجعل على صدره صخرة عظيمة. فقال بلالء حين رآه ببدر: رأس الكفرة أمية بن خلف: لا نجوت إذ نجاء فأحاط بنا المسلمون؛ وأنا أذب عن فضرب رجل من المسلمين ولد فصاح صيحة ما سمعت مثلها قطء فقلت: إنج بنفسك؛ فوالله ما أغني عنك شيئاء فضربوهما حتی قتلوهما. سبعوث وجل وقفل النبى راجعاً إلى المدينةء فلما وصل إلى الصفراء أمر علياً أن يقتل من الأسارى النضر بن الحارث» فقتله. ولما وصل عرف الظطيةء )۱۲۲( مر بقتل عقبة بن بي معيط"» فأتاه عاصم"» ليقتلهء قال: فمن للصبية يا محمد؟ فقال: لها النار. (١) عرق الظبية: مكان بين مكة والمدينةء قال الواقدي: هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة. وبعرق الظبية مسجد للنبي يٍَ. وقال ابن إسحاق في غزوة بدر: مز 2 على السيالةء ثم على فج الروحاء ثم على شنوكة وهي الطريق المعتدلة حتى إذا كان بعرق الظبيَة. وقيل: إن الظبية هي الروحاء نفسها. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ٤ء ص 9۸. (۲) عقبة بن أبي معيط: عقبة بن أبان بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس: من مقدمي فريش في الجاهلية. كنيته أبو الوليدء وكنية أبيه أبو معيط. كان شديد الأذى للمسلمين عند ظهور الدعوةء فأسروه يوم يدر وقتلوه ثم صلبوه وهو أول مصلوب في الإسلام. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ء ج ٤ء ص ٤٢۲. (۳) عاصم: عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح قيس بن عصمة الأتصاري الأوسي؛ آبو سليمان صحابي؛ من السابقين الأولين من الأنصارء شهد بدراً وأحداً مع رسول الله يٍِء واستشهد يوم الرجيع؛ ورثاه حسان بن ثابت. ينسب إليه رجز في بعض حروبه. . انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۳ ص۷٠٠ - ١٠٠۱. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٢٤۲. ۳۳۲ الجامع لأخبار الأمة ولقيه الناس بالروحاء يهنئونه بما فتح الله عليهء ودخل المدينة قبل الأسارى بيوم» وقال: استوصوا بالأساري خيراًء فلما جاؤوا بهم إلى المدينةء قال النبي: ما تقولون في ھؤلاء؟ قال أبو بكر: قومك وأهلك» استبقهم واستأن بهم لعل الله يتوب عليهم› وخذ منهم فديةء تكون لنا قوة على الكفار. وقال عمر: يا رسول الله كذبوك وأخرجوك قَدّمهم؛ ومكن علي من عقيل فيضرب عنقه» ومكني من فلان» يعني شيبةء فأضرب عنقهء ومكن حمزة من العباس ليضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر. وقال عبدالله بن رواحة: يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب» فأدخلهم فيه ثم أضرم عليهم نار فقال لهم العباس: قطعت رحمك. فسكت رسول الل ولم يجبهم؛ ودخل» فاختلف الناس أنه بأي رأي يأخذء ثم خرج؛» فقال: إن الله ليلين قلوب أقوام حتى تكون ألين من الزبك وإنه ليشدد قلوب أقوام» حتى تكون أشدً من الحجارةء وإن مثلك يا أبا بكر مشل إبراهيم» قال: لضن بيعنى إن مي ومن عصان َك عفور يحم [إبراهيم: ٢۳]› ومثلك یا عمر مٹل نوح؛ قال: رب لا ئذر عل الارضِ سن الْكَعْرَ ديرا [نوح: ٢۲]. أو کمثل موسیى» قال: و أطمس عه لهم وَاَشّدُدٌ عل لوبهم فلا ونوا حول دروا لداب الال € [یونس: ۸۸]. ثم قال رسول الله يو : «أنتم اليوم عالت فلا بد لأحدكم من الفداءى أو ضرب عنقه). م ثم فاداهم رسول الله يَوٍء وکان فداء الرجل منهم أربعة آلاف درهم؛ وثلاثة آلاف» وألفينء وألفء ونودي عليهم على قدر أمولهم ومن كان لا مال له جعل عليه أن يعلم الكتابة عشرة من أهل المدينةء لآنهم کانوا لا يکتبونء وأهل مكة يكتبون» فإذا أحذقواء كان ذلك فداؤهم؛ ومن رسول الله على قوم منهم؛ فسرحهم. ِ الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ۳۳۳ وأما العباس» فإنه أحد العشرة الذين ضمنوا الطعام لأهل بدر فبلغته النوبة يوم بدر وكان خرج بعشرين أوقية ذهباء فأراد أن يطعم الناس؛ فاقتلوا قبل أن يطعم فأخذٌ أسيراً مع الذهب فسأل النبي أن يكون ذلك من فدائه» وكان الذي أسره (۱۲۳) أبو اليسر كعب بن عمير”» قال له رسول الله: كيف أسرته؟ قال: أعانني عليه رجل لم أعرفهء ما رأيته من قبل ذلك ولا بعده. قال النبي: أعانك عليه ملك كريم. فأبى النبي أن يجعل ذلك من فدائه» وقال: أما شيء خر جت به لتستعين به عليناء فلا أتركه لك؛ وكلفه فداء ابتى أخيه عقيل بن أبي طالب“ ونوفل بن الحارث”» فقال العباس: يا محمد تركتني أتكقف قريشاًء ما بقى لى شىء؟ فقال النبى: اين الذهب الذي دفعته إلى ام الفضل حين خروجك من مكة؟ وكُلتَ لها: إن حدث بك حدث» فهذا لك لعبد اف ولعبيد اللهء وللفضل؛ وقثم؛ يعني أولادهء فقال العباس: وما يدريك؟ قال: ۱( كعب بن عمير: كعب بن عمير الغفاري: من كبار الصحابةء بعثه النبي ي أميراً على سرية نحو «ذات أطلاح» في البلقاءء فقتل فيها. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ء ص۸٥4. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام؛ ج٥ ص ٢۲۲. (۲) عقيل بن أبي طالب: عقيل بن عبد مناف (أبي طالب) بن عبد المطلب الهاشمي القرشي» وكنيته بو يزيد: أعلم قريش بأيامها ومثالبها وأنسابها. صحابي» فصيح اللسانء شديد الجواب؛ وهو أخو «علي» و«جعفر» لأبيهما. وكان أسن منهما. برز اسمه في الجاهلية. وكان في قريش أربعة يتحاکم الناس إليهم المنافرات: عقيل» ومخرمةء وحويطب» وأبو جهم. وبقي عقيل على الشرك إلى أن كانت وقعة بدر. أسلم بعد الحديبية وهاجر إلى المدينة سنة ۸ه وشهد غزوة مؤتة. توفي سنة ١1٦ه في عهد معاوية. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٣ء ص١٠ - 1۳. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ٢٤٠۲. () نوفل بن الحارث: نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي القرشيء صحابي؛ كان من أغنياء قريش وأجوادهم وشجعانهم. أخرج قومه يوم بدر لقتال المسلمين وهو كار اسر 5 ثم أسلم؛ وکان أسن من أسلم من بني هاشم. ورجع إلى مكةء ثم هاجر إلى الرسول اله يَةٍ أيام الخندقء وشهد فتح مكةء وحضر حنيناً والطائف وثبت مع رسول الله ي يوم حنينء فكان عن يمينه وتبرع في هذه الوقعة بثلائة آلاف رمح. وعاش إلى خلافة عمر بن الخطاب» وكانت وفاته سنة ١٠ه. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص۷٤۳. وانظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام جح ص ٢٤ ٥. ٤۳۳ ‎BR‏ لأخبار الأمة وأشهد أك ` عحبده ورسوله ولم بطل عل ما قلت لاء الفضل إل الل وم العباس عقيلاء فأسلم. فلما كان من الغك قال عمر: جئت إلى رسول الله يَيهِء فرأيته هو وآبو بکر یبکیان» فقلت: يا رسول الله من أي شيء تبکیان؟ فإن رأیت بکاء وإلا تباکیت. فقال يَلٍ: «أبكي للذي على أصحابك من أخذ الفداء لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة». لشجرة كانت قريبة منهء وذلك أنه نزلت عليه هذه الآية: ل لول كلب شر الله سبق لمسك فيم أحَذَمٌ عَذَابٌ عَظ 4 االأنشال: ۸] قال ي ملو ثل عاب من السمات ما تجا مته أحد غير عدر بن الخطاب؛ وسعد بن معاف. فأمسك النبي وأصحابه عن أكل ما أخذوا من الغداء. فأنزل الله: « فكلو مما عَيُم حَلَلَا طب االأنفال: ۹٦] الآية. وإنما أنكر الله على نبيه ذلك لأن المي عائرا قك فلما كثرواء أنزل الله: ل كَإمًا من بعد وما ودا 4 وقيل: لما رجع المشركون إلى مكةء بعد هزيمتهم من بدرء قال عمير لصفوان”: لولا دين علي فضاؤٌه»؛ ولیس عندي قضاء» وعیيال أخشی عليهم فقال صفوان: علي دينك؛» أقضيه عنك» وعيالك مع عيالي» أواسيهم ما بقواء فقال عمير: اكتم علي ذلك» فقال صفوان: نعم. (۱) صفوان: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي القرشي المكي؛ء أبو وهب» كان من أشراف قريش في الجاهلية. قال أبو عبيدة: : «إن صفوان قنطر في الجاهليةء قنطره آبوه أي صار له قنطار ذهبا. أسلم بعد فتح مكةء وكان من المؤلفة قلوبهم» وشهد اليرموك؛ ومات بمكة سنة ١٤ه/١٦1م. انظر: ابن الأثير» علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص٢٤۲ - ٠۲. وانظر: الزركليء خير الدين: الأعلام جح ص ٢٠۲۰. الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ٥۳۳ فرآه عمر بن الخطاب يِه قد أناخ عند باب المسجد متوشحاً السيف» فقال: هذا عدو الله عمير ما جاء إلا بشر. ثم دخل عمر على رسول الل فقال: يا نبي الل هذا عمير قد جاء متوشحا بسيفه (١۱۲) قال: أدخله علي فأقبل عمر على عميرء فجعل خمائل سیفه على عنق عمير وقال لرجال من الأنصار: أدخلوا على رسول الله َء واجلسوا عند واحذروا عليه من هذا الخبيث» فإنه غير مأمون. ثم دخل به على النبي يِل فلما رآص وعمر أخذ عنقه على خمائل سيفه؛ قال: أرسله يا عم وقال: أدن منّي يا عمير فدنا عمير من النبي» وقال: انعموا صباحاء وكانت تلك تحية الجاهليةء فقال النبي: «قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك یا عمیر بالسلام تحية أهل الجنّة». ثم قال: يا عميرء ما جاء بك؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي بين أيديكم» فأحسنوا إليهء يعني ابن صفوان؛ لأنه كان أسيرا يوم بدر. قال النبي: فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها الله من سيوفء وهل أغنت شيئاً؟ قال: ما الذي جئت له يا عمير؟ أصدقني. قال ما جئت إلا لذلك. قال: بلىء قعدت أنت وصفوان بن أمية بالحجر”» فذكرتما أصحاب القليب من قريش» ثم قلت: لولا دين علي وخوفي على عيالي لعلا يضيعوا بعدي؛» لخرجت» حتى أقتل محمداء فتحمل صفوان عنك دينك وعيالك؛ على أن تقتلني» والله حائل بيني وبينك. فقال عمير: أشهد أنك رسول اللهء وقد کٽا نكذبك» وهذا أمر لم يحضره أحد غيري وصفوان» فإني والله لأعلم ما نباك به إلا الله فالحمد لله الذي هداني للإسلام؛ وساقني هذا المساق؛ ثم تشهد (١) الحجر: حجر الكعبةء وهو ما تركت قريش في بنائها من أساس إبراهيم ِء وحجرت على الموضع ليُعلم أنه من الكعبةء فسمي حجراً لذلك. وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناهاء فلما هدم الحاج بناءء صرفه عما كان عليه في الجاهلية. في الحجر قبر هاجر آم إسماعيل . انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ۲ء ص ٢۲۲. شهادة الحق» فقال النبي يَلٍ: «فقهوا أخاكم في دينه وعلموه القرآن. وأطلقوا له أسيره» ففعلوا. ثم قال: يا رسول اللهء اني جهدت في الشرك؛ والله لقد كنت شديد الأذى لمن كان على دين الله وإني لا أحب أن تأذن لي أن آتي مكةء فأدعوها إلى الل وإلى الإسلام وإلا آذیتهم على دینهم» كما كنت آذي على دين الله فاذن له ولحق بمكة. وكان صفوان يسأل عنه الركبانء ويقول لقريش: أبشروا بوقعة تنسيكم بدرا. ثم قدم ركب» فأخبروه بإسلام عميرء فحلف أنه لا يكلمه؛ ولا ينفعه بشيء فلما قدم عمير إلى مكة قام يدعو إلى الإأسلام ويؤذي من خالفه؛ فأسلم على يده خلق كثير. وفي هذه السنةء قتلت عصماء بنت مروان اليهودية”» وكانت تعيب المسلمين؛ وتؤذي رسول الله وتقول فيه الشعرء قتلها عمرو بن عدي وفيها قال رسول الله ييو (١۲٠): لا تنتطح فيها عنزان. فهذه اول ما سمعت من غریب کلامه. (١) عصماء بنت مروان اليهودية: وهي عصاء بنت مروان؛ سن بني عمرو ین عوف» كانت نحشن می الفتك برسول الله يَةء فوجأها عمير بن عدي بسكين تحت ثديهاء فقتلهاء ثم أتى النبي يَْء فأخبره وقال: إني لاتقي تبعة أخوتها. فقال النبي يَلٍ: لا تخفهم. وردت ترجمتها في سياق ترجمة عمير بن عدي. انظر: ابن عبد البر؛ يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج۳ ١0.۱۲۱۸ (1) عمرو بن عدي: والصحيح عمير. وهو عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمةء مام بني خطمة وقارئهم كان ضعيف البصرء وقد حفظ طائفة من القرآنء فسمي القارئ» شهد أحُداً وما بعدها من المشاهد. أما الواقدي وأهل المغازي فيقولون لم يشهد أحداً ولا الخندق لضرر بصرهء ولكنه قديم الإسلام صحيح النيَةء وكان هو وخزيمة بن ثابت يكسران أصنام بني خطمة. وكان عمير أول من أسلم من بني خطمة. وهو الذي قتل عصماء بنت مروان اليهودية لشتمها رسول الله يل . انظر: ابن عبدالبرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في المعرفة الأصحاب؛ ج۳ ص ۱۲۱۸-۱۲۱۷ الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة 7 سسس سے وي 1 الىسنة مص يهود بني فينقاع العهد الذي بينهم وبين اليهودء وكان النبي وادع اليهودء حين قدم المدينةء أن لا يعينوا عليه أحدا وإن دهمه العدو بالمدينةء نصروه؛ فقال لهم رسول الله يٍَ: «احذروا ما نزل بقريش من النقمةء وأسلمواء فإنكم قد عرفتم أنني نبي من قبل». فقالوا: يا محمد إنك ترى» أننا كقومك» لا يغرنّك أنك لاقيت قوم أغمار لا علم لهم بالحرب. فخرج رسول الله يَْوٍء للنتصف من شهر شوالء وحمل لواءه حمزة واستخلف على المدينة ابا لبانة فتحصنت اليهود فى حصونهاء فحاصرهم رسول الله ية حمس عشرة ليلة. ثم نزلوا على حكم رسول الله يَْوٍء فأراد قتلهم؛ فكلمه فيهم عبد الله بن ثم أعاد السؤال ثانية فأعرض عن فأدخل يده فى جيب رسول الله ڀَيِ. فقال النبي: ويحك أر سلني. فقال: لا والله لا أرسلك؛ حتى تحسن إلى مواليّ› أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأسود والأحمرء تحصدهم في غداة واحدة؟ فقال: هم لك؛ وأمر يَأ بإجلائهم وغنم النبي ما كان لهم من مال فكان أول خمس في الإسلام بعد بدر ثم انصرف إلى المدينة. ا وفى هذه السنةء مات أمية بن أبى الصلت” وكان قد رغب عن عبادة زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس؛» كان نقيباء شهد العقبةء وشهد بدراً. قال ابن إسحاق: وزعم قوم أن أبا لبانة بن عبدالمنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله ي إلى بدر فرجعهماء أمر أبا لبانة على المدينة. وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر. قال ابن هشام: رهما من الروحاء. مات أبو لبانة في خلافة علي بن أبي طالب كِرم الله وجهه. انظر: ابن عبد الب يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ص ۹١۱۷-١۱٤ ۱۷. )۲( أمية بن آبي الصلت: أمية بن عبدالله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفيء شاعر جاهلي حكيم» - ۳۳۸ س را الأوثان» وقراً الكتب المتقدمة وأخبر أن نبياً يخرج» قد أظل زمانه. وكان يأمل أن يكون هو النبي الموصوف» فلما بلغه خروج النبي يَةٍء كفر به حسدا له. وفي هذه السنة خرج النبي يِل لصلاة عيد الأضحى إلى المصلىء وضخى هو والأغنياء من أصحابه» وهو أول أضحى كان في المسلمين. وفي هذه السنة كانت غزوة السويقء وسبب ذلك أن أبا سفيان حرم على نفسه بعد بدر الدهن والنساء حتى يأخذ الثأر من محمد. فخرج في مائتي راكب» إلى أن بقي بينه وبين المدينة ثلاثة أميالء فقتل رجلا من الأنصار وأجيراً له وحرق بيوتاه (١۱۲) فرأى أن يمینه قد برّت» ثم ولى هارباً. فبلغ ذلك النبي يَء فخرج في أثره في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار يوم الأحدء لخمس ليال خلون من ذي الحجةء واستخلف على المدينة أبا لبانة بن عبدالمنذرء فجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون للهرب؛ء فيرمون ما عندهم من الزات وكان عامة زادهم جرب السويق» فلم يلحقهم النبيء وأخذ المسلمون ما طرحوه من جرب السويق؛» فسميت غزوة السويق. فرجع النبي وأصحابه إلى المدينةء وكانت غيبتهم خمسة أيام. = من أهل الطائف. قدم دمشق قبل اللإأسلام وكان مطلعاً على الكتب القديمةء يلبس المسوح تعبداء وهو ممن حزموا على أنفسهم الخمر» ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. ورحل إلى البحرين؛ فأقام ثماني سنين» ظهر في أثنائها الإسلام عاد إلى الطائف فسأل عن خبر محمد بن عبدالله يق فقيل له: يزعم أنه نبي. فخرج حتى قدم عليه بمكةء وسمع منه آيات من القرآن» وانصرف عنه؛ فتبعته قریش تسأله عن رأيه في فقال: أشهد أنه على الحق قالوا: فهل تتبعه؟ فقال: حتى أنظر في أمره. وخرج إلى الشام وهاجر رسول الله إلى المدينةء وحدثت وقعة بدرء وعاد أمية من الشام يريد الإسلام فعلم بمقتل أهل بدر وفيهم ابنا خال له فامتنع؛ وأقام بالطائف حتى وفاته سنة ٥ه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج؟ء ص ۲۳. H۰ . 1 . . 4 1 ۰ } ۱ 7 6 م © 7 7 9 / . ‎Es e‏ و - ً , ل ب 5 . 1 9 . 5 7 + ل ئك 7 ج ۸ لي ذکر الأمور الحاد الت ال غي فی ۰ ۳۶ © لأخيار الأمة ففي هذه السنةء تزوج عثمان بن عفان آم كلثوم بنت النبي يَيةٍء في ربيع الأول وبنى بها في جمادى الآخرة من هذه السنة. وكان بين البناء بهاء وبين موت أخحتها رقيّة تسعة أشهر. وفي هذه السنةء غزا رسول الله يَأ غزوة أنمار"'ء في ربيع الأولء فلما بلغ ذا مر" عسكر به» ونزل هو وأصحابهء ولا يرون من العدوٌ أحداء والسماء ترش؛» ووضع الناس أسلحتهم› وخرج رسول الله في حاجةء وقد وضع سلاحهء وجاء الوادي» فحال بينه وبين أصحابهء فجلس في ظل شجرة؛ فبصر به غویرث بن الحارث المحاربي". فقال له أصحابه: يا غويرث» هذا محمد قد انقطع عن أصحابهء قال: قتلني الله إن لم أقتله. ثم انحدر من الجبل ومعه سيفه قد سله من غمده» فلم يشعر به النبي؛ إِلا وهو واقف على رأسه؛ مخترط السيف» فقال: يا محمدء من يعصمك مني؟ قال: يعصمني الله ثم قال: اللهم اكفني غويرثا بما شئت. ثم أهوى غويرث بسيفه إلى النبي» فزلقت به رجله» فكب على وجه وخرج السيف من يده» فأخذه النبي» وقال: يا غويرث» من يمنعك الآن منّي؟ قال لا أحد يمنعني» فقال له: قل أشهد أن لا إله إلا الل وإني عبده ورسوله فأعطيك (١) غزوة أنمار: انظر تفاصيل الغزوة في: ابن كثير» أبو الفداء الحافظ: البداية والنهايةء ج ٤ء ص ٢-۳. (۲) ذو مر: اسم مكانء وسمي مرا لأنه في عرق من الوادي» من غير لون الأرض. ويذكر عن کثیر أنه قال: سميت مزا لمرارتهاء وهو موضع على بعد مرحلة من مكة. انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ ج٥ ص ١٤١٠. (۳) غويرث بن الحارث المحاربي: وفي البداية والنهاية: «غورث بن الحارث» أو دعثور بن الحارث؛» وفيه إشارة إلى أن غويرث لم يسلم؛ بل استمر على دينه» ولم يكن عاهد النبي أن لا يقاتله» والله أعلم. انظر: ابن کثیر؛ آبو الفداء الحافظ: البداية والنهايةء ج ٤ء ص ١۲-١. الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ۱٢۳ سيفك» قال: لاء ولكن أشهد أن لا أقاتلك أبداء ولا أعين عليك عدوا فأعطاه سيفهء ثم قال غويرث للنبي: أنت خير مني فقال النبى: أجل أحق بذلك منك. ورجع غويرث» فقال له أصحابهء ويلك لقد رأيناك هويت بالسيف إليهء فما متعك منه؟ فقصٌ عليهم الخبرء فلحقت بنو محارب”' وبنو نمار برۋوس الجبالء (۱۲۷) ودخل قلوبهم الرعب. ثم انقطع الواديء وأتی النبي إلى أصحابه وقص عليهم الخبر ورجع إلى المدينة. وفي هذه السنةء كانت غزوة القرده وذلك أن قريشاً قالت: إن محمداً قد عوّز علينا متجرناء وهو على طريقناء فإن أقمنا بمكةء أكلنا رؤوس أموالناء فاستأجر صفوان بن أمية الفرات بن حيان العجلي” دليلاء وخر بهم إلى الشام وكان ذلك وقت الشتاى فسلك بهم ذات عرق فلما بلغ الخبر إلى النبي يٍَء بعث زيد بن حارثةء في جمادى الأولى» فاعترض العيرء وظفر بهاء وأفلت أعيان القوم وأسر من أتىء وكان معهم مال كثير» وأواني الفضةء (۱) بنو محارب: ينسبون إلى محارب بن فهر بن مالك بن التضرء من قريش» ومن نسله مشاهير کئيرون. انظر: الزركلي؛» خيرالدين: الأعلام ج ٥ء ص ۲۸۱. (۲) بنو أنمار: ينسبون إلى أنمار بن نزار بن معكء من عدنان» وكان بعض بنيه في تهامة الحجاز ثم تحولوا إلى سراة عسير بين اليمن والحجاز. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج۲ء ص ٢۲. (۳) الفرات بن حيان العجلي: فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبدالعزى بن حبيب بن حيّة بن ربيعة بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب البكري ثم العجلي؛ حليف بني سهم وهو أحد الاربعة الذين أسلموا من ربيعةء وحسن إسلامه» وفقه في الدينء وسيره النبي إلى ثمامة بن آثال في قتل مسيلمة وقتاله. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ٤ء ص ٠٥٦ -۲٥۳. (4) ذات عرق: مُهَل أهل العراقء وهو الحدٌ بين مجد وتهامةء وقيل: عرق جبل بطريق مكةء ومنه ذات عرق. وقال الأصمعي: ما ارتفع من بطن الرّمَة فهو نجد على ثنايا ذات عرقء وعرق: هو الجبل المشرف على ذات عرق» وإياهء عنى ساعدة بن جؤيّة بقوله يصف سحابا: لما رأی عرقاً ورججع صوبه هدراً كما هدر الفنيق المصعصب انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ۷١۸-۱١0۱ 1 ر الجامع لأخبار الأمة فاقتسم النبي يل الغنائم بين أصحاب السريّةء وأخرج الخمس» قيل: بلغ الخمس عشرين ألفاء وأطلق الفرات بن حيانء فرجع إلى مكة. وفي هذه السنةء تزوج رسول الله يلو حفصة بنت عمر بن الخطاب ويا في شهر شعبان» وكانت تحت حبيش بن حذافة السهمي» في الجاهليةء فتوفي عنهاء قبل مبعث النبي» وقيل: أدرك النبيء وأسلم› وشهد بدراء وتوفي بالمدينة. عمر عرض ابنته على عثمان أولاء فقال له: سأنظر في ذلك؛ فمكث أياماًء ثم قال: بدا لي أن لا آتزوج اليوم. ثم عرضها على أبي بكر فسکت عنه؛ ولم يجبهء فوجد عمر على ابي بکر» فمکث ليالي» ثم خطبها منه رسول الله يَلوٍء فزوجه بهاء ثم لقیه بو بكر فقال له: لعلك وجدت علي يا عمر؟ فقال نعم قال أبو بكر: سكت عنك؛ لأني سمعت رسول الله يَلٍء يذكرهاء فكرهت أن أفشي سره ومنعني ذکره إياها أن أقبلهاء ولو تركها النبي لقبلتها. وقيل إن النبي هم بطلاقهاء فوهبت يومها لعائشةء فقالت: ليس لي رغبة في الزواج؛ وإنما أريد أن أحشر من جملة نسائك. وقيل: إنه طلقهاء فأتاء جبريل» وقال له: راجع حفصةء فإنها صوامة قوامة (١) حفصة: حفصة بنت عمر بن الخطاب: صحابية جليلة صالحةء من أزواج النبي يَيٍء ولدت بمكة وتزوجها خنيس بن حذافة السهمي؛ فكانت عنده إلى أن ظهر الإسلام فأسلماء وهاجرت معه إلى المدينةء فمات عنهاء فخطبها رسول الله يل من أبيهاء فزوجه إياها سنة اثنتين أو ثلاث للهجرةء واستمرت في المدينة بعد وفاة النبي يي إلى أن توفيت بها سنة ٥٤ ه. روى لها البخاري ومسلم ١٦ حديثاً. انظر: ابن الاثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ۷ء ص۱۷ - 1۸. وانظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ٢٤٠٦۲-٢٠٦۲. الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎۳s‏ وهي زوجتك في الجنّةء وقيل إنه راجعها رحمة لأبيهاء وعاشت حفصة ستين سنةء وماتت بالمدينةء فى خلافة عثمان. وفي هذه السنة تزوج رسول الله يَةٍ زينب بنت خزيمة» في شهر رمضان؛ء وأصدقها اثنتي عشرة أوقيةء وكساء فمكثت عنده ثمانية أشهرء وتوفيت في ربيع الآخر سنة أربع من الهجرة ودفنت بالبقيع› وکانت تسمی ام المساكين› وكانت قبل النبي مع الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب”". وقيل: تزوجها النبي» بعد وقعة أحدء وإنها كانت تحت عبد الله بن جحش؛ وكانت أخت ميمونة” من الأم فعلى هذا القولء مكثت مع النبي شهرين أو ثلاثة. وفي هذه السنة كانت غزوة أحدء في يوم السبت» لسبع ليال خلون من شوال» أو للنصف منهء وسبب تلك الغزوة أنه لما رجع المشركون من بدرء وجدوا العير التي رجع بها أبو سفيان موقوفة في دار الندوةء (۱۲۸) فمشت (١) زينب بنت خزيمة: زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية: من أزواج النبي َء كانت تدعى في الجاهلية «أم المساكين» تزوجها عبيدة بن الحارث» وقتل عنها ببدرء فتزوجها النبي يَأ سنة ٣هت ولبثت عنده ثمانية أشهر أو أقلء وماتت بالمدينةء وعمرها نحو ثلاثين سنة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۷ء› ص١۱۳. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ء ‎r‏ ‏ص ٦۱. (۲) الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب: الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم صحابي؛› قرشي شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها. وكان من ذوي الشجاعة والشرف. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج٣ ص ۲۲۷. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص٤ ۷. (۳) ميمونة: ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية: آخر امرأة تزوجها رسول الله ي وآخر من مات من زوجاته. كان اسمها «برة» فسماها «ميمونة» بايعت بمكة قبل الهجرة. وكانت زوجة ابي رهم بن عبد العزى العامري. مات عنهاء فتزوجها النبي ي سنة ۷ه. وروت عنه ٦۷ حدیئا. وعاشت ۸۰ سنةء وتوفيت في «سرف» وهو الموضع الذي كان فيه زواجها بالبي فرب مكةء ودفنت به. وکانت صالحة فاضلة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام جء ص ٤٤۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمف أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص٢٠۲ - ۳٦۲. ۳6 ر الجامع لأخبار الأمة أشراف قريش إلى أبي سفيان» وقالوا: جهز بهذا الربح جيشاً إلى محمد فقال: نعم أنا أول من أجاب إلى ذلك» وبنو عبد المطلب معي» وكان المال ألف بعير» وخمسين ألف دينار» فباعوهاء وسلموا لأهلها رؤوس أموالهم› وعزلوا الأرباحء وبعشوا إلى الأعراب يستنصرونهم؛› فخرجوا من مكةء ومعهم نسوة تذكرهم قتلى بدر» ليجدوا في الحرب. وک ِ العباس خبرهم إلى النبى . وکان عددهم ئلانه آلاف؛ ومعهم سبعمائة درع ومائتا فارس» وثلاثة آلاف بعير» فنزلوا بذي الحليفة» وأقاموا الأربعاء والخميس والجمعة. فاستشار النبي أصحابه للقتالء ودعا عبد الله بن أبي سلول؛ ولم يدعه قط قبلهاء فاستشاره» فقال عبد الله وأكثر الأنصار: يا رسول الله أقم بالمدينةء فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط إِلڵا وأصاب مناء ولا دخل علينا إلا أصبنا منف فكيف وأنت فيناء فأعجب النبي هذا الرأي. وقال بعض الصحابة: إخرج بنا يا رسول الله إلى هذه الأكلب» لا يرون أنا جبنا عنهم. وأتاه النعمان بن مالك الأنصاري» فقال: يا رسول اللهء لا تحرمني الجنةء فو الذي بعثك بالحق لأدخلن الجنةء فقال له: صدقت. ثم قال: إن )۱( ذو الحليفة: مكان من تهامةء ورد ذكره في حديث رافع بن خديج؛ قال: کٽا مع رسول الله ي بذي الحليفة من تهامةء فأصبنا نهب غنم فهو موضع بين حاذة وذات عرق من أرض تهامة. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج۲ ص ٦۲۹. ۲( التعمان بن مالك الأنصاري: النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج؛ وثعلبة بن دعد هو الذي يقال له قوقل؛ وكان له عن فكان يقول للخائف: قوقل حيث شئت» فأنت آمن؛ فقيل لبي غنم ولبني سالم لذلك القواقلةء وكذلك يدعون في الديوان النعمان بن قوقل. شهد النعمان بن مالك بدراً وأحُداء وقتل يوم أحد شهيداً قتله صفوان بن أبي أمية في قول محمد بن عمر؛ وأما عبدالله بن محمد بن عمارة فإنه قال: الذي شهد بدراً وقتل يوم أحد النعمان الأعرج بن مالك بن ثعلبة. والذي يدعى قوقلاً هو النعمان بن مالك لم يشهد بدراً والله أعلم. نظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج٤ء ص ۷٠. الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ٥٤۳ أشهد أن لا إله إلا الل وأنك رسول اله ولا أَفوٌ من الزحف. قال: صدقت. فقيل يومئذف» قال رسول الله يٍَ: «رأيت في المنام بقراً فأولتها خير ورأيت في ذباب سيفي ثلماًء فأولته هزيمةء ورأيت (أني) أدخلت يدي في درع حصينةء فأولتها المدينةء فإن رأيتم أن تقفوا بالمدينة وتدعوهم فإن أقامواء أقاموا بشرَ مقام وإن دخلوا علينا المدينةء حاربناهم فيها». وكان رسول الله يلو يعجبه أن يدخلوا عليهم المدينةء فيقاتلوهم في الأزقة. وكان رجال ممن فاتتهم بدر أكرمهم الله بالشهادة يوم أحد فقالوا: إخرج بنا إلى أعدائناء فلم يزالوا به حتی دخل فلبس لامة حربهء فلما راوه لبس السلاحء ندمواء وقالوا: بئس ما صنعناء نشیر على رسول الله والوحي يأتيهء فقاموا واعتذروا إليهء وقالوا: إصنع ما رأيت. قال: «لا ينبغي لنبي أن يلبس لامة حربه» ثم يضعها حتی یقاتل»» فسار النبي إليهم بعد صلاة الجمعةء وكان قد مات رجل من الأنصار فصلى عليهء ثم خرج في (۱۲۹) ألف رجل؛ وقیل: تسعمائة وخمسین› ونيهم مائه دارع وعمد ئلانه ألوية: فدفع لواء الأوس إلى أسيد بن حضیر" ولواء الخزرج إلى الحباب؛ وقیل: إلى سعد بن عبادة» ولواء المهاجرين إلى علي وقیل: إلى مصعب بن عمير (۱) إضافة يقتضيها السياق. (۲) أسيد بن حضير: أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك الأوسي؛ أبو يحيی: صحابيء کان شريفاً في الجاهلية والإسلام مقدماً في قبيلته (الأوس) من أهل المدينة. يعد من عقلاء العرب وذوي الرأي فيهم. وكان يسمى الكامل؛ شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار. وكان من النقباء الاثني عشرء وشهد أَحُدا فجرح سبع جراحات» وثبت مع رسول الله حين انكشف الناس عنهء وشهد الخندق والمشاهد كلها. وفي الحديث: «نعم الرجل أسيد بن الحضير» توفي في المدينةء له ١۱ حديثاً. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١ ص ١۳۳. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج۱ ص٤٢٤۲ - ٢٢٤۲. (۳) سعد بن عبادة: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي أبو ثابت: صحابيء من أهل المدينة. كان سيد الخزرج؛ وأحد الأمراء الأشراف في الجاهلية والإسلام. وكان يلقب في الجاهلية بالكامل (لمعرفته الكتابة والرمي والسباحة) وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار. وشهد أحداً والخندق = ۳6۹ الجامع لأخبار الأمة ‎SNN‏ 4 واستخلف على المدينة ابن أم كلشوم› وصلى المغرب من طرف المدينةء وبات في بيوت بني حارثة» واستعمل تلك الليلة على الحرس محمد بن سلمة» في خمسين رجلا يطوفون بالعسكر» وأدلج بسحرء» وصلى الصبح بأصحابه فلما بلغ الشوط» انعزل عبدالله بن أبي» في ثلاثمائة رجل ممن يتبعهء وكان رأيه أن لا يخرج من المدينةء وهو الذي أنزل فيه وَقَيل ف تَعالَواً سے 7 مے کے صوص س سرو کک سو ص کی ھور وة ‎E‏ س . كيلو فى سيل اله أو أدفعواً قَالوا لو تلم فسالا لاتبعنكم هم للڪكفر وميد و سے أقرب مهم للإيمنن 4 [آل عمران: ١۷١۱]. وهمت بنتو حارثة وبنو سلمة بالاأنصراف تسلا واه ليما [آل عمران: ١١۱]. = وغيرهما. وكان أحد النقباء الاثني عشر. ولما توفي رسول الله يٍَْء طمع بالخلافة لم يبايع أبا يكر. فلما صار إلى عمر عاتبهء فقال سعد: كان والله أصبحت كارهاً لجوارك. فقال عمر: من کره جوار جاره تحول عنه. فلم يلبث سعد صاحبك أحب إلينا منك» وقد والله أن خرج إلى الشام مهاجراء فمات بحوران. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ۸۵. وانظر: ابن الأئير علي بن محمكء أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ ص٤٤٤ - ٤٤٤. (١) حارثة: حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو الأوسي الأزدي القحطاني: جد جاهلي. من بنيه رافع بن خديج» والبراء بن عازب» وعبد الرحمن بن نجيد الحارثيون الأنصاريون. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۲ء ص ۸١۱. (۲) محمد بن سلمة: محمد بن سلمة الأنصاري الحارثي» يكنى أبا عبد الرحمٰن» ويقال: بل يكنى أبا عبداللء وهو محمد بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس» حليف بني عبدالأشهل؛ شهد بدراً والمشاهد كلهاء ومات بالمدينةء ولم يستوطن غيرهاء وکانت وفاته بها في صغر سنه سنة ست وأربعين» وقيل سنة تسع وأربعينء وهو ابن سبع وسبعين سنةء وصلى عليه مروان بن الحكم؛ وهو يومئذر أمير على المدينة. انظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج۳ ص ٢۳٤. ۱ (۳) الشوط: اسم حائط؛ يعني بستاناً بالمدينة. قال ابن إسحاق: لما خرج رسول الله يو إلى حت حتی إذا كان بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عبدالله بن أبي» ورجع إلى المدينةء وفيه يقول قيس بن الخطيم: وقتدعلموا أتمافلهم خدور البيوت وأعيانها وبالشوط من يشرب أعبْد ستهلك في الخمر أثمانها انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› ج۳ ص ۳۷۲. الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎۳T۷‏ ومضى رسول الله في سبعمائة رجل؛ حتى بلغ الشعب من أَحُدء في عدوة الواديء وجعل أحداً خلف ظهرهء واستقبل المدينةء وجعل جبل عينين” عن يمين وجبل قباء من يسار وجعل عليه خمسین رجلا من الرماةء وأمر عليهم عبدالله بن جبير”"» وقال: أقيموا بأصل الجبل؛ وانضحوا عنه بالنبل› لا يأتونا من خلفناء فإن كانت لنا أو عليناء لا تبرحوا مکانكم فإنا لا نزال غالبین ما ثبنّم مكانكم» وأقبل يسوي الصفوف» وجاء المشركون؛ وصَفُواء وجعلوا خالد بن الوليد على الميمنةء وعكرمة على الميسرةء وصفوان بن أمية على الجبل› أو عمرو بن العاص» وعلى الرماة عبدالله بن ربيعةء ولواؤهم بيد طلحة بن أبي طلحةء وكانوا مائة رامء ومعهم النساء يضرين بالدفوف» ويقلن الأشعار فقالت هند ِ (۱) (۳) )٤( جبل عينين: وهو تثنية عين» ولكن بعضهم يتلفظ به على هذه الصيغة في جميع أحوالهء فإن الأزهري ذکره فقال ميتدثا: عينين جبل بأحدء وقد بسطث القول فيه في عينان» قال أبو عبيدة في قول البعيث: ونحن منعنا يوم عينين متقراً ولم ننب في يومي جدود عن الأسَلِ انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج٤ ص ١۱۸. عبد الله بن جبير: عبدالله بن جبير بن النعمان الأنصاري: صحابي» شهد العقبة وبدرا وكان أمير الرماة يوم أحد فاستشهد فيها سنة ٣ه انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤٠ ص ٦۷. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ۳ء ص١٤۱۹. خالد بن الوليد: خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشيء صحابي» كان من أشراف قريش في الجاهليةء يلي أعنّة الخيلء وشهد مع مشركيهم حروب الإسلام إلى عمرة الحديبيةء وأسلم قبل فتح مكة سنة اه؛ فسر به رسول الله ي وولاء الخيل. ولما ولي أبو بكر وجهه لقتال مسيلمةء ثم سيره إلى العراق سنة ١٠ه ففتح الحيرة وجانباً عظيماً منه. وحوله إلى الشام. ولما ولي عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام وولى أبا عبيدة بن الجراح. مات بحمص سنة ١۲ه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج؟ء ص ٠٠۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص ٤١٤٤١ -١٤٤۱. هند: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف» أم الخليفة الأموي معاوية ب بن آبي سفیانء تزوجت أباه بعد مفارقتها لزوجها الأول الفاكه بن المغيرة المخزومي. كانت فصيحة تقول الشعرء وأكثر ما عرف عنها مراثيها لقتلى بدر من مشركي قريش قبل أن تسلم؛ ووقفت بعد وقعة بدر (في وقعة أحد ومعها بعض النسوة يمثلن بقتلى المسلمين؛» ويجدعن آذانهم وأنوفهم وتجعلها هند قلائك وخلالء وترجس في تحريض المشركين والنساء من حولها يضربن الدفوف: ‎TEA‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‎ ‏. ٫ ينات طارق نمشي على النمارق” ‏وكان أول من لقيهم بالحرب أبو عامر الصيفي بمن معه من الأحابيش؛ وعبيد أهل مكة فقاتلهم قتالاً شديدا حتى حميت الحرب» واشتدّت» فقال رسول الله يَوٍ: «من يأخذ هذا السيف» ويضرب به العدو حتى ينحني»؟. فأخذه أبو دجانة سماك بن خرشة"» وكان رجلا (شجاعاً) يختال عند الحرب» ويقول: ‏أنا الذي عاهدني خليلي ‏ أن لا أقوم الاهر في الكبول ‏ونحن بالسفح لدى النخيل أضرب بسيف الله والرسول” ‏= ششحم نات طظارئ مشي على النمارق إن تقبلوا نعمانق أو تدبروا نفارق فراق غير وام ‏وكانت ممن أهدر النبي يَأ دماءهم؛ يوم فتح مكة وأمر بقتلهم ولو وجدوا تحت ستار الكعبة فجاءته مع بعض النسوة في الأبطح؛ فأعلنت إسلامها. توفيت سنة ١ه انظر: الزركليء خيرالدين: الأعلام ج٤ ص ۸. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص٢۲۸ - ۲۸۲. )۱( انظر البيت في: ابن الأثير علي بن محمد بن محمد: الكامل في التاريخ› ج ص ١١۱. ۲( أبو عامر الصيفي: هو أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان أحد بني ضبيعةء خرج إلى مكة مباعدا رسول الله ية في خمسين غلاماً من الأوس؛ فلما التقى الناس كان أول من لقيهم بو عامر في الأحابيش وعُبْدان أهل مكةء فنادی: يا معشر الأوس؛ أنا أبو عامر فقالوا: فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق. وكان يسمى في الجاهلية: الراهب» فسماه النبي يٍَ الفاسق؛ وقاتل قومه قتالا شديیدا. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ١۷۱. أبو دجانة سماك بن خرشة: سماك بن خرشة الخزرجي البياضي الأنصاري» المعروف بأبي دجانة: صحابي؛ كان شجاعا بطلا. له آثار جميلة في الإسلام شهد بدراء وثبت يوم أحد وأصيب بجراحات كثيرة. واستشهد باليمامة كانت له مشية عجيبة في الخيلاى يضرب بها المثل. نظر إليه النبي ية في معركة وهو يتبختر بين الصفين؛ فقال: هذه مشية يبغضها الله إلا فى هذا المكان. وكان يقال له «ذو الشهرةء وهي درع يلبسها في الحرب. وهذو السيفين» لقتاله يوم أحد بسيفه وسيف رسول الله يي دف في ية ماك ين وس بن خرشة. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ۱۳۹-۱۳۸ وانظر: این | ثير. علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٠› ص۰٥٥ - ٠٥۰. () استدراك من النسخة الأصلية ب 5۲۷ ‎۳) ‏س ‏(٥) انظر الأييات في: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۷۳. ‎ ‎ ‎ ‎ الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ۹٤۳ (١۱۳) فقال يَأٍ: «إنها لمشية يبغضها الل إلا في هذا الموضع». ثم صاح طلحة بن أبي طلحة: البراز فبرز له علي بن أبي طالب» فضربه على رأسهء ففلق هامتهء وكبر المسلمونء وشدوا على المشركين؛ وضرب حمزة عثمان بن أبي طلحة حامل اللواء فقطع يده ثم حمله أبو سعيد بن طلحة”'ء فوثب سعد بن أبي وقاص؛ فقتل ثم حمله مسافع بن أبي طلحة؛ فرماه عاصم بن ثابت» فقتله ثم حمله الحارث بن طلحة» فرماه عاصم أيضاء فقتلهء ثم حمله (١) عثمان بن أبي طلحة: هو عثمان بن أبي طلحة عبدالله بن عبد لعزی بن عثمان بن عبدالدار بعد مقتل أخيه كان صاحب لواء المشركين في معركة أحد وكان يقاتل ويردد هذا البيت: ۱ إن على أهل اللواء حقأً أن يخضبوا الصضعدة أو تندقًا نازله حمزة بن عبد المطلب عم النبي يِل وقتله. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۷۹. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغاية في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص۷۲٥. (۲) أبو سعيد بن طلحة: والصحيح أبو سعد بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين في معركة أحد. بارزه الإمام علي بن أبي طالب كرَم الله وجههء وكان يحمل راية رسول الله يَيْْء فصرعه علي؛ ثم انتصرف عنهء ولم يجهز عليه فقال له أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟ فقال: استقبلني بعورتهء فعطفتني الرَحم؛ وعرفت أن الله يك قد قتله. وفعل علي هذه غير مرّة عندما حمل على بسر بن أرطأة في صفين؛ وعلى عمرو بن العاص في صفين أيضاً. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۳ ص ۷۸. (۳) عاصم بن ثابت: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح» صحابيء شهد غزوة أحدء وأبلى فيها بلاء حسئاً. قتل مسافع بن طلحة وأخاه الجلاس بن طلحةء كلاهما يشعره سهماًء فيأتي أمه سلافة (وكانت سلافة زوجة طلحة بن أبي طليحة من جملة نساء وجهاء قريش من المشركين اللواتي حضرن مع هند آكلة الأكباد) فيضع رأسه في حجرهاء فتقول: يا بني من أصابك؟ فيقول: سمعت رجلا حين رماني يقول: خذها وأنا ابن أبي الأقلح. فنذرت إن أملكها الله رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر. وكان عاصم قد عاهد الله أن لا يمس مشركاً أبداًء ولا يمسه مشرك. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۷۹. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص۷٠٠. (٤) الحارث بن طلحة: الحارث بن طلحة بن أبي طليحة عبدالله بن عبد العزى بن عثمان ين عبد الدارء وهو ابن طلحة بن أبي طليحة صاحب راية المشركين في أحدء وقد قتل في تلك المعركةء ولم يذكر ابن هشام أن عاصم بن ثابت قتلهء وعاصم هو قاتل أخويه: مسافع بن طلحة والجلاس بن طلحة. والذي قتله هو قزمانء حليف لبني ظفر. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۷۹ ١۱۳. ‎۳o.‏ ر الجامع لأخبار الأمة ‏كلاب بن طلحة» فقتله الزبير. ثم حمله حلاس بن طلحة» فقتله طلحة بن عبيد الله. ثم حمله أرطأة بن شرحبيل"» فقتله علي. ثم حمله شريح بن فارض؛ فقتله بعض المسلمين› ثم حمله صوار فقتله بعض المسلمين. ‏فلما قتل أصحاب اللواءء وهم عشرة © انهزم المشركون؛ وجعلن النساء يدعیين بالویل والثبور فتبعهم المسلمون؛ء وقتل علي الحكم بن الأخنس ‏الثقفي” وأبا أمية بن حذيفة» وقتل حمزة سباع بن عبد العزى”“ ‏ئ المشركين قل يوم عد هو ووه وأغوقه.. يقال كُزمان» حليف لبني ظفر. انظ : بن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص٦1١ ١٤۳ . ‏)۲( حلاس بن طلحة: والصحيح الجلاس بن طلحة ب بن أبي طلحة بن عبدالعزی بن عثمان بن عبد الدار. من المشركين؛» قتله ثابت بن أبي الأقلح بسهم أصابه في رأسه. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: ‏السيرة النبويةء ج ص ۷۹. ‏أرطأة بن شرحبيل: والصحيح أرطأة بن عبد شرحبیل. وهو أرطأة بن عبد شرحبیل بن هاشم بن عبد ‏مناف بن عبد الدار» وكان أحد التفر الذين يحملون اللواء. قتله حمزة بن عبد المطلب عم الرسول يي ‏في معركة أحد. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ٤۷. ‏)٤( صوار: والصحيح صواب؛ وهو غلام لبني أبي طليحة؛ حبشي؛› وکان آخر من أخذه منهم؛ فقاتل حتى قطعت يداه ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى فُتل عليه. وفیه قال حسان بن ثابت الأنصاري: انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۸۳. ‏)0( قتلهم علي بن أبي طالب كرَم الله وجهه. انظر: الطبري» محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج٠ ‏ص ۱۷. ‏الحكم بن الأخنس الثقفي: والصحيح أبو الحكم بن الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي. ‏من مشركي قريش» وأحد الذين شاركوا في معركة احد. قتله علي بن أبي طالب كرَم الله وجهه. انظر: ‏ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ١۱۳. ‏)۷( أبو أمية بن حذيفة: والصحيح أبو أمية بن أبي حذيفة بن المغيرةء من مشركي قریيش؛» وأحد الذين شاركوا في معركة أحد قتله علي بن أبي طالب كرَم الله وجهه. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية» ج ص ۷۸. ‏(۸) سباع بن عبد العزى: هو سباع بن عبد العزى الغبشاني» وكان يكنى بابي نيار من المشركين؛ قاتل = ‎۳) ‎Ca ‎0 ‏تر ‎ ‎ ‎ الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ٥۳o‏ وقتل من المشركين طائفة أخرى» منهم الواسط بن شریح بن هاشم وهاشم بن أمية' والوليد ب بن العاص' © وخالد بن الأعلمء وعبيدة بن جابر ٩ وشيبة بن مالك”9 وأسید بن آبی طلحة؛ قتله عبد الرحمن بن عوف. فلما رأى المسلمون انهزام المشركين أقبلوا ينهبون؛ ويأخذون الغنائم ولمَا رأیى الرماة ذلك أقبلواء يريدون النهب مثل أصحابهم» واختلفواء فقال عامتهم؛ ولحقوا بالعسكر فلما رأى خالد بن الوليد قلة الرماة واشتغال (۱) (۲) (۳ (5) (0) (1) المسلمين في معركة أحدء مر بعمَ الرسول يَلِْْ حمزة بن عبد المطلب» فقال له حمزة: هلم إِلئٌ يا ابن مقطعة البظون وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمرو بن وهب التقفي» وكانت ختائة بمكةه فلما التقيا ظفر به حمزة فقتله. انظر: الطبريء محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج؟ء ص ۱۷٠. الواسط بن شريح بن هاشم: والصحيح القاسط. وهو القاسط بن شريح بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار أحد مشركي قريش الذين شاركوا في معركة أحد؛ وقتل فيهاء قتله قزمان؛ حليف لبني ظفر. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ١۱۳. هشام بن أمية: وهو هشام بن أبي أمية بن المغيرة. من مشركي قريش» شارك في معركة أحدء وقتل فيها. قتله قزمانء حليف لبني ظفر. انظر: اين هشام؛ عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ١۱۳. الوليد بن العاص: هو الوليد بن العاص بن هشام بن المغيرة. من زعماء المشركين في قريش» شارك في معركة أحدء وقتل فيها۔ فتله قزمانء حليف لبني ظفر. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه ج۳ ص ١۳٠. خالد ين الأعلم: خالد بن الأعلمء حليف لبني مخزوم بن يقظةء أحد المشركين القرشبين الذين في معركة أحدء وقتل فيها. قتله قزمان» حليف لبني ظفر. انظر: ابن هشام؛ عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۳› ص ١۳٠. عبيدة بن جابر: عبيدة بن جابر» من نبي عامر بني لؤي؛ أحد المشركين» من قريش» شارك في معركة أحد وقتل فيها. قتله قزمان» حليف لبني ظفر. وقال ابن هشام: ويقال فُتل عبيدة بن آي جابر بن عبد الله بن مسعود. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ١۳٠. شيبة بن مالك: شيبة بن مالك بن المضرّب» من بني عامر بن لؤي؛ أحد مشركي قريش؛ شارك في معركة أحدء وقتل فيها. قتله قزمان» حليف لبي ظفر. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه ج۳› ص ١۳٠. ‎E 4.‏ الجامع لأخيار الأامة ‎ ‏المسلمين بالنهب» ورأى ظهورهم خاليةء صاح في خيلة من المشركين» فحملوا على المسلمين؛ وقتلوا من بقي من الرماةء وقتلوا عبدالله بن جبيرء وانفضت صفوف المسلمين؛ ورمى عبدالله بن قمئة الحارثي”» النبي يَيوِء فذب عنه مصعب» فقتل مصعب دون النبي» وظن عبدالله بن قمئة أنه قتل النبي» فقال: إني قتلت محمد ونادى إبليس» لعنه الل إن محمداً قد قتل؛ فانكشف المسلمون» وثبت النبي ومعه ثلاثة عشر رجلاء سبعة من المهاجرين: أبو بكر وعثمانء وعليء وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحممن بن عوف» وسعد بن أبي وقاص. وجعل رسول الله يدعو الناس» ويقول: إِليَ عباد الله إِلي عباد الله. فاجتمع إليه ثلاثون رجلاء فحموه» وكشفوا عنه المشركين؛ ورمى سعد بن أبي وقاص» حتى اندقت سنية قوسه وأصيبت يد طلحة بن عبيد الل وقي بها النبيء وأصيبت عين قتادة (۱۳۱) بن النعمان"» حتى وقعت على جبين فردّها رسول الله فعادت کأحسن ما کانت. ‏فلما انتصرف رسول الله أدركه أبي بن خلف الجمحي وقال: لا نجوت ‏(١) عبدالله بن قمثة الحارثي: والصحيح هو أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله يَأ يومئذ فکسر رباعیته اليمنى السفلى؛ء وجرح شفته السفلىء وأن عبدالله بن شهاب الزهري شجه في جبهته. وأن عبدالله بن قمئة الحارثي جرح وجنته. وكان ابن قمثة قتل مصعب بن عمير وهو يدافع عن النبي ڀَيٍ. وظن ابن قمئة أنه رسول الل فرجع إلى المشركين» وقال: قتلت محمداً. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية ج ۳› ص ۷۷ء ٥۸. ‏(۲) فتادة بن النعمان: فتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب؛» وكعب هو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الظفري الأنصاري» يكنى أبا عمرى وقيل: يكئى أبا عبد الله عقبي» شهد بدراً والمشاهد كلهاء وأصيبت عينه يوم بدر وقيل يوم الخندق؛ وقيل: يوم أحدء فسالت حدقت فأرادوا قطعهاء ثم أتوا النبي بء فدفع حدقته بيده فردهاء فكانت أحسن عينه وأهداهما نظراً. وكانت وفاته في ثلاثة وعشرين» وقيل: سنة أربع وعشرين؛ ونزل في قبره آبو سعيد الخدري؛ وهو أخوه لأمه. انظر: عبدالبر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب» ج ۳ء ص ۳۸۹-۳۸۸. وانظر: ابن الاثيي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابقف ج4٤ ص٠۳۷ - ۳۷۱. ‏)۳( أي بن خلف الجمحي: أبي بن أبي خلف الجمحي؛» أحد سادات المشركين في قريش؛ کان يلتقي رسول الله ية بمكة فيقول: يا محمد إن عندي الصوذ فرساً أعلفه كل يوم فرقاً (مكيال يسع = ‎ ‎ ‎ الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة 11 إن نجوت» وكان قبل ذلك» يقول للنبى: أنا أقتلك؛ قال النبى: لاء بل أنا أقتلك إن شاء الله فلما دنا منه؛ تناول النبي الحربة من الحارث بن الصمة» ثم استقبله بهاء فطعنه فى عنقهء وخدشه خدشة تدهده عن فرسه؛ وهو يخور کما يخور الشورء ويقول: قتلني محمد فاحتمله أصحابهء وهم يقولون: لا بأس عليك؛ قال: بلى» لو كانت هذه الطعنة بربيعة ومضر لقتلتهم» أليس قال لي: أنا اقتلك» فلم يلبث إلا يوماء حتى مات بموضع يقال له سرف”. وقال حسان بن ثابت: لقد ورث الشلاة عن ا أب حيین بارزه الرسول تبت إليه تحمل ثُمّ ونوعده ونت به جهول ونه قلت بدو الجا مک أي ِد تغوّث يا عقيل" ثم فشا في الناس أن النبي قد قتلء فقال بعض المسلمين: ليت لنا = اني عشر رطلا) من ذرة أقتلك علي فيقول رسول الله ييا : بل أنا أقتلك إن شاء الله. فلما كانت معركة أحد جاء أبي بن خلف إلى النبي يأ وهو يقول: أي محمد لا نجوت إن نجوت؛ فأخذ رسول الله ي الحربة من الحارث بن الصمّة وطعن بها أبي في عنقه فخدشه خدشاً غير كبير» ففر بي إلى أصحابه من المشركين؛ واحتقن دمه فقال: قتلني والله محمد! فقالوا له: ذهب والله فؤادك؛ والله إن بك من بأس. فقال: إنه قد قال لي بمكة: أنا أقتلك» فوالله لو بصق علئ لقتلني. فمات عدو الله بسرف» وهم قافلون به إلى مكة. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۸۹. (١) الحارث بن الصمة: صحابيء شارك في غزوة أحد. أخذ منه الرسول يِل الحربة التي طعن بها أبي بن خلف عندما حاول قتله. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص 0۸۹ (۲) سرف: هو موضع على بعد ستة أميال من مكةء تزوج به رسول الله يي ميمونة بنت الحارث؛ وهناك بى بهاء وهناك توفیت؛ وفیه قال عبید الله بن فیس الرقیان: سرف منزله لسليمة فالظه ران منا منازل فالقصيم انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء جح۳ ص ٢۲۱. (۳) وردت الأبيات في شرح ديوان حسان بن ثابت الأتصاري» ضبط وتصحيح عبد الرحمٰن البرقوقي› ص ٦۳۹۷-۳۹. ر و لقد ورث الضلالة عن أبيه أبئ حين فارقه الرسول و وقد نالت بنو النجار منكم أمية إذ يغوّث يا عقيل ‎Tos‏ الجامع لأخبار الأمة ‏جلسواء وألقوا بأيديهم. وقال المنافقون: الحقوا بدينكم الأولء وقال أنس بن التضر” عم أنس بن مالك”: يا قوم إن کان محمد قد قتل؛ فرب محمد لم يقتل» وما تصتعون بالحياة بعد نيكم؟ فقاتلوا على ما قائل عليه وموتوا ‏يعني المسلمين» وأبراًإليك مما جاء به هؤلاء» يعني المنافقين» ثم سل سيقه؛ وقاتل حتى قتل. ‏ثم إن رسول الله انطلق إلى الصخرة وهو يدعو الناس؛ فأول من عرفه كعب بن مالك قال: ريت عينيه تحت المغفر تزهران؛ء فنادی بأعلى صو ته: ‏يا معشر المسلمين› هذا رسول الله يَقِ فأشار إليه النبي أن اسكت» فاجتمع إليه أصحابه فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتناء أتانا الخبر أنك قتلت» فرعبت قلوبناء فأنزل الله ل وما صد إلا رَسُول كَدٌ حلت من كبله الرسل ‏م ىہ ۋو کک ‏قاين كَاتَ أو فل اَنقلتٌ عل أعفليكه 4 [آل عمران: ٤٤٠]. الآية. ومحمد ‏() أنس بن النضر: أنس بن النضر بن ضمضم بن زید بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن التجار الأتصاري› المدنيء صحابي؛ وهو عم أنس بن مالك. شارك في معركة أحد ويقال: إنه انتهى إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصارء وقد ألقوا بأيديهم فقال: وما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله يَلٍ. قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده!؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله يَقء ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل شهيداء فوجدوا في جسده يومئظر سبعين ضربةء فما عرفه إلا أختهء عرفته ببنانه. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۸۸. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص١۳۰ ۳۰۱. ‏(1) أنس بن مالك: أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن عدي بن النجار الأنصاري› المدني» أبو حمزة أبو ثمامةء صاحب الرسول يِل وخادمه. روى عنه رجال الحديث ٢۲۲۸ حديئاً. مولده بالمدينة سنة ١٠ ق.ه وأسلم صغيراً وخدم النبي ي إلى أن قبض. ثم رحل إلى دمشق» ومنها إلى البصرةء فمات فيهاء وهو آخر من مات من الصحابة في البصرة سنة ۳ه / ۷۱۲م انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج٠٠ ٢٠-٢٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ ص١۲۹۱ - ۲۹۷. ‎ ‎ ‎ الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎۳oo‏ مستغرق جميع المحامد لأن محمداً مستغرق التحميد فوق الحمك فأكرم الله ثابت: نبيّه وصفيّهُ باسمين مشتقين من اسمه أحمد ومحمد. وقال حسان بن ألم تَر اَن الله أرسل عبده ببرهانه والله أعلا وأمحد )۱۳۲( وشي له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد نبي أتانا بعد يس وفترة من الدين والأوثان فى الأرض تعبّد فأرسله ضوءًا منيراً وهادياً يلوح كما لاح الصقيل المهنّدٌ”' وقد كسرت رباعية رسول الله في ذلكء وشج في وجهه وأنفهء وطفق النبي يمسح وجههء وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم بالدماء؟ قيل: ِن الذين کسروا رباعیته» لم يولد لهم ولد. وقتل يومئذ حمزة عم النبي» قتله وحشي”» وذلك أن حمزة قتل طعيمة بن عدي فقال جبیر بن مطعم لوحشي: إن قتلت حمزة بعمي؛› فأنت حر فخرج من المشرکین سباع فنادی: هل من مبارز؟ فبرز إليه حمزةء فقال: یا (۱) (۲) (۳) انظر القصيدة كاملة في شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري؛» ضبط وتصحيح عبد الرحمْن البرقوتيء ص ١۱۳-١۱۳. مع اختلاف في بعض الألفاظ. وحشي: وحشي بن حرب الحبشي؛ أبو دسمةء مولی بني نوفل» من سودان مكة. کان من آيطال الموالي في الجاهلة. وهو قاتل الحمزة عم النبي يَلٍِء قتله يوم أحدء استخقى له خلف حجر ثم رماه بحربة كان يرمي بها رمي الحبشةء فلا يكاد يخطئ. ثم وفد على النبي ي مع وفد من أهل الطائفء بعد أخذها وأسلم فقال له النبي يَلأ: «غيب عني وجهك يا وحشي؛ لا أراك» وشهد اليرموكء وشارك في قتل مسيلمةء وزعم أنه رماه بحربته التي قتل بها حمزةء وكان يقول: «قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس». وسكن حمص؛ فمات بها في خلافة عثمان. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۸ ص ١١۱. وانظر: ابن الأثير؛ علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص٩٤٤ ٤٤٤. جبیر بن مطعم: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي؛ آبو عدي کان من علماء قریيش وسادتهم. توفي بالمدينةء وعدّه الجاحظ من كبار النسابين. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ء ج۲ ص ١۱۱. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص٥٠٥ ۷٠٠. ۳0 الجامع لأخبار الأمة سباع يا ابن ام أنمار» يا ابن مقطعة (البظور) أتحارب الله ورسوله؟ ثم شد عليهء فکان كلمس الدابر وكان وحشي قد كمن لحمزة تحت صخرةء فلما مر حمزة بتلك الصخرةء رماه بحربته» فدخلت بین ورکیهء فوثب عليه وبقر بطنهء وأخرج كبده. وقيل: وجد بحمزة تسعين ضربة سيف وطعنة رمح. وقيل: أمر رسول الله أن يصلى على القتلىء فكان يقدّم حمزةء ويجعل عنده تسعة فإذا فرغ رفعوا التسعةء ثم (أوتي) بتسعة غيرهم وحمزة عاشرهم› حتى كمل القتلىء ودفن هو وعبدالله بن جحش في قبر واحدء وحمزة خال عبدالله» وأنزله في قبره أبو بكر وعمر والزبير ټن» ورسول الله قاعد على شفير القبر. وممن قتل يومف ثابت بن الدحداح» قتله خالد بن الوليد وقيل: إنه جرح وبرئ من جراحت ومات على فراشه؛» بعدما رجع النبي من الحديبية”“› استدراك من النسخحة الأصلية ب ص ١۱۳ استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۳٠. ۱ ۲ (۳) عبدالله ين جحش: عبدالله بن جحش بن رثاب بن يعمر الأسدي: صحابي؛ قديم الإسلام هاجر إلى بلاد الحبشةء ثم إلى المدينة. وكان من أمراء السرايا. وهو صهر رسول الله يَلْ أخو زينب أم المؤمنين؛ قتل يوم أحد شهيداً قتله خالد بن الوليد. فدفن هو وحمزة بن عبد المطلب في قبر واحد. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ١۷. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابق ج۳ ص١٤۱۹ - ١۹٠. (٤) ثابت بن الدحداح: ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم بن إياس» ویکنی آبا.الدحداحء وکان في بني أنيف أو في بني العجلان من بني العجلان من بلي حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. قال محمد بن عمر الواقدي: «أقبل ثابت بن الدحداح يوم أحد والمسلمون أوزاع› وقد سقط في أيديهم› فجعل يصيح يا معشر الأنصار الي أنا ثابت بن الداحداحة إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت» فقاتلوا عن دينكم فإن الله مظهر لكم وناصركم وحمل مع نفر من الأتصارء فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح» فأنفذهء فوقع ميتاً. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۱ء ص ٢٠٦۲. (٥) الحديبية: قرية متوسطة ليست بالكبيرة» وسُميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله ي تحتهاء وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع. وبين = الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎Yov‏ ‎TNE‏ وان الئبي شهد جنازتهء وهو الذي قال فيه النبي د : «كم عذق رداحء ودار فاح في الجنة لأبي الدحداح» وذلك لما نزلت هذه الآية: من ذا الى يِعَرض س ِ € ر کو نض سے سل س 4 1 1۶ 5 م ٤ سس $ الله فرضا حستا عه لمر أصافا يره والله بعص وط 4 [البقرة: ٥٥٤ ۲] الآية. قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الل إن ربنا يستقرضناء وهو غني عنا. قال: نعم يريد أن يدخلكم الجنّةء قال: فإني إن قرضت ربي ټكء تضمن لي الجنة؟ قال: نعم» من تصدق بصدقةء فله أضعافها في الجنة. قال: وزوجتي م الدحداح معي؟ قال: نعم. قال: وصبيتي الدحداحة معي؟ قال: نعم. قال: إن لي حديقتين: واحدة بالسافلةء وواحدة بالعاليةء والله لا (۱۳۳) أملك غيرهماء فجعلتهما قرضا لله. قال النبي: إجعل واحدة منهما قرضاء وأمسك الأخرى لك ولعيالك. فقال: أشهدك يا رسول اللهء قد جعلت خيرهما وهو حائط فيه ستمائة نخلة. قال النبي: إذاً يجزيك اله به الجنة. فانطلق أبو الدحداح؛ء حتى أتى زوجتهء وهي مع صبيتها في الحديقة تدور بالنخل› فأنشاً يقول: هداك ربى سبل الرشاد إلى سبيل الخير والسداد بني من الحائط لي بالوادي فقد مضى قرضاً إلى التناد بالطوع لام ولا ارتياد إلا رجا التضعيف في المعاد فارتحلى بالنفس والأولاد فالبر لاشك فخير زاد ' قذّمه المرء إلى الميعاد فقالت أم الدحداح: ربح بيعك» وبارك الله فيما اشتريت. ثم أقبلت على ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٢ ص ۲۲۹. ‎E To۸‏ الجامع لاخبار الأمة ‎ ‏أولادهاء تخرج ما في أفواههم› وتنفض ما في أكمامهم من التمر» حتی خرجت من الحائط. ‏وممن قتل يومئذء حنظلة بن عامر الراهب”» استعلی أبا سفيان الملائكة. ‏وجملة من قتل بأحد من المسلمين سبعون رجلاء وجرح سبعون؛ وقال آنس: تي بعلي وفيه نيف وستون جراحة من طعنة وضربة ورميةء فجعل النبي يمسحهاء وهي تلتئم بإذن الله تعالى» كأن لم تکن. ون ين عاس ن قال صم بو خان جيل فان بن ان ا را وهذا أن قال بو سفيان: يوم يبوم والحرب سجال. قال عمر: لا سوا قتلانا في الجنةء وقتلاكم في النار. قال: لأنتم تزعمون ذلك. ‏وقيل: لما انصرف المشركون من أحد خاف المسلمون كرّة المشركين عليهم» فكانوا تحت الجحف متأهبين للقتال› فأمنهم الل وأنزل عليهم النعاس؛› وكان ذلك خاصة للمؤمنين› وذلك قوله تعالى: ا نم أَرَّلَ ل عليك من بعد الو الف مه ناسا رَد كى طآبة يىك وَطايمَهُ َد أَهمَتَب َي € لال عسرانة ٤٥1 ‏الآية. ‏() حنظلة بن عامر الراهب: والصحيح حنظلة بن أبي عامرء وهو حنظلة بن أبي عامر» واسم بي عامر عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة. ويقال: اسم آبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة. وآبوه أبو عامرء كان يعرف بالراهب في الجاهليةء وکان هو وعبد الله بن آبي سلول قد فسا (حسدا) على رسول الله يو ما من الله به عليه. وأما حنظلة ابنه فهو المعروف بغسيل الملائكةء قتل يوم أحد شهيداً. قتله أبو سفيان بن حرب» وقال: حنظلة بحنظلةء يعني بابنه المقتول ببدر. وقیل: بل قتله شداد بن الأاسود بن شعوب الليشي. انظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج٦› ص ۳۸۱-۳۸۰. ‎ ‎ ‎ الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎۳o۹‏ ثم إن رسول الله انصرف إلى المدينة كئيبا حزيناء وجعلت المرأة تجيء وأبوها أو ابنها مقتولونء وهي تلتذم؛ أي تضطرب» فقال النبي يَيهٍ: «إن الله جعل أرواح الشهداء في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنةء وتأكل من أثمارهاء وتسرح في الجنة حيث شاءت؛ وتأوي على قناديل من ذهب معلقة تحت العرش». فلما رأوا طيب مقيلهم ومطعمهم ومشربهم (١٤۱۳) ورأوا ما أعدٌ الله لهم من الكرامةء قالوا: يا ليت قومنا يعلمون ما نحن فيه من النعيم؛ وما صنع الله اء کي ربوا في الجهات ولا ينكلوا عنه؛ قال الله: أنا مخبرهم عنكم ۽ ففرحوا بذلك واس: ستبشرول فأنرل الله: ر َس اليب يلا ى سيل ار أمروتا بل ا عند ره فون * [آل عمران: ١١۱]. الآيات. فهم أحياء عند ربهم ببقاء الذكر كما قيل شعرا: موت التقي حياة لا فناء لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء وقيل: سماهم أحياء لأنه يكتب لهم ثواب كل غزوة ويُشرَكون في فضل كل جهاد يكون في الدنيا إلى يوم القيامة. وقيل: لأن الشهيد لا يبلى» ولا تأكله الأرض» وقيل: أربعة لا تبلى أجسامهم: الأنباى والعلماى والشهداء وأئمة العدل. وقيل: خرّب السيل قبر شهيدين من شهداء أَحُد فوجدا لم يتغيراء كأنهما ماتا بالأمس» وكان أحدهما قد جرح ووضع يده على جرحه؛ فرفعت عن الجرح؛ ثُم أرسلت» فعادت كما كانت. وكان ما بين دفنهماء إلى أن حفر عنهما السيل ست وأربعون سنة. وقيل: إن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أَحُدء وبلغوا الروحاءء ندموا عن انصرافهم عن المسلمين؛ وتلاومواء وقالوا: لا محمدا قتلتم› ولا الكواعب أردفتهم؛ فهموا بالاتصراف» فبلغ ذلك النبي» فأراد أن يرهب الجامع لأخيار الأمة ۳ 7 العدو ويريهم قوّة من نفسه وأصحايهء فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان؛» فقال: ألا عصابة تشدد لأمرهاء وتطلب عدوهاء فانتدبت عصابة مع ما بها من الجرح والقرحء ونادی منادي رسول الله: آلا لا يخرج معنا إلا من حضر يومنا بالأمس» فخرج النبي وأصحابه العشرةء الذين بشروا بالجنة في سبعين رجلا حتى بلغوا حمراء الأسد”» وكانت خزاعة مسلمهم وكافرهم عتبة" رسول الله يَأ بتهامة صفقتهم مع لا يخفون عليه شيئأء وكان بها معبد يومئذ مشركا فقال: يا محمد لقد عر علينا ما أصابك. ثم خرج من عنده» حتى لقي أبا سفيان» فقال له: ما وراءك يا معبد؟ قال: ومر بأبي سفیان رکب من عبد قیس» فقال لهم: اين تریدون؟ قالوا: (١) حمراء الأسد: موضع على بعد ثمانية أميال من المدينةء إليه انتهى رسول اله ي يوم أحد في طلب المشركين. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج۲ء ص ٠٠۳. (۲) والصحيح (عَيبة نصح لرسول الله) أي موضع سزه. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبوية» ج ۳ء ص ۸١٠. (۳) تهامة: منطقة تهامة تساير البحرء والحجاز: ما حجز بينها وبين العروض؛ وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحهاء وهو من النَهم؛ وهو شذة الح وركود الريح. وعن الأصمعي: النّهمة الأرض المتصوبة إلى البحر. والنسبة إلى تهامة تهامي قال ابن أحمر: وأكبادهم كابني سُباتٍ تفقوا سباً ثم كانوا منجداً وتهاميا وألقى التهامي منهما بلطاته وأخلط هذا لا أريم مکانيا انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج۲ء ص ٤٤٦ -٤٠. (4) معبد: معبد بن أبي معبد الخزاعي؛» نزل عنده رسول الله يَأ في غزوة حمراء الأسد؛ وكان معبد يومئذ مشركاًء فقال للرسول ي أما والله لقد عر علينا ما أصابك» ولوددنا أن الله عافاك فيهم. وهو الذي نهى أبا سفيان عن العودة لمحاربة المسلمين بعد أحد. انظر: تفاصيل الرواية في: ابن هشام؛ عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةءه ج ۳ء ص ١٠٠-۹٠٠. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص۹٠۲ -٠٠۲. (٥) عبد القيس بن أفضى بن دعمي» من أسد بن ربيعةء من عدنانء ج جاهلي؛ النسبة إِليه عبدي؛ وقيسيء وعبد قيس. كانت ديار بنيه في تهامةء ثم خرجوا إلى البحرين واستقروا بهاء وهم بطون كثيرة. وظهر = الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ٦۳ المدينة. قال: أبلغوا عنّي محمدا انا قد أجمعنا على استئصال بقيتهم. وانصرف أبو سفيان إلى مكة. ومر الركب بالنبى› فأخبره بما قال أبو سفيان» فقال: حسبنا الله ونعم الوکیل.(١۱۳) قيل: أقام النبي بحمراء الأسد يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء. وكان المسلمون يوقدون في هذه الليالي خمسمائة نار فذهب صوت معسکرهم وضوء نارهم في كل وجه. فكبت الله بذلك عدوهم. ووجد النبي أبا عزة الشاعر”» فأسره»ء وكان قد أسره قبل ذلك مرّةء وسأل النبي أن يطلقه؛ وقال: يا محمد إن لي بنات؛ فرحمة النبي؛ فأطلقهء وأخذ عليه العهد أن لا يعين عليه فأعان عليه يوم اح فأسره بحمراء الأسد. وانصرف إلى المدينةء فدخلها يوم الجمعةء وكانت غيبته خمس ليالء فقال بو عزة: اطلقني يا محمد فإن لي بنات» فقال له النبي: لا تمسح على لحيتك؛ وتقول: خدعت محمداً مرتين» ثم قال: لا يلسع مؤمن من جحر مرتين؛ وأمر به فقتل فسميت هذه الغزوة حمراء الأسد. = فيهم مشاهير. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤ء ص 44٤. وانظر: العوتبيء سلمة بن سلم: الأنساب؛ ج ١ء ص١٤۱٠. () أبو عرّة الشاعر: عمرو بن عبدالله بن عثمان الجمحيء شاعر جاهليء من أهل مكةء أدرك الإسلام؛ وأسر على الشرك يوم بدر» فأتي به إلى الرسول يق فقال: يا رسول الله لقد علمت ما لي من مال وإني لذو حاجة وعيال» فامنن علئ ولك أن لا أظاهر عليك أحداً. فامتنٌ عليه فنظم قصيدة يمدحه بهاء ومنها البيت المشهور: فانك من حاربته لمحارب شقي ومن سالمته لسعيد ثم لما كان يوم أحد دعاء صفوان بن أميةء سيد بني جمح للخروج؛ فقال: إن محمداً قد من علي. وعاهدته أن لا أعين عليهء فلم يزل به يطعمه حتى خرج وسار في بني كنانةء واشترك مع عمرو بن العاص في استنفار القبائلء ونظم شعراً يحرض به على قتال المسلمين. فلما كانت الواقعة أسره المسلمون فقال: يا رسول الله من علئ فقال النبي يَ: لا يلاغ المؤمن من جحر مرتين» لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك وتقول: خدعت محمداً مرتين. وأمر به عاصم بن ثابت» فضرب عنقه. انظر: الزركلي؛» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ١۸-٠۸. ٤۳ الجامع لأخبار الأمة ففي هذه السنةء كانت غزوة بثر معونة» في شهر صفرء على رأس أربعة أشهر من غزوة أحده وسببها أن أبا براء عامر بن مالك“ سيد بني عامر بن صعصعةء وكان يسمى ملاعب الأسنَّةء قدم على رسول الله يِل المدينةء وأهدى إليه هديةء فأبى أن يقبلها وقال: لا أقبل هدية مشرك. ثم إن النبي عرض عليه الإأسلام وقراً عليه القرآنء فلم يُسلم قال: إن الذي تدعو إليه لحسن جميل؛ ولو بعثت معي رجالا من أصحابك إلى أهل نجدء رجوت أن يجيبك قومي. قال النبي: إني لأخشى عليهم أهل نجد. فقال: أنا جار لهم إن يعرض لهم أحد فبعث معه تسعين رجلا من الأنصار من خيار المسلمين› يسمون القرّاء وأمر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي» فساروا» حتى نزلوا (١) بثر معونة: بين أرض عامر ومرّة بني مسلم. وقال حسان بن ثابت يرڻي شهداءها: على قتلى معونة فاستهلي ‏ بدمع العين سحا غير نزر على خيل الرسول غداة لاقوا ولاقتهم مناياهم بقدر انظر: الحموي» ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ جح٥ ص ۹٥۱. (۲) أبو براء عامر ين مالك: عامر ين مالك بن جعفر بن كلاب العامري» أبو براءء فارس قيس» وأحد الأبطال العرب في الجاهلية. وهو خال عامر بن الطفيل. سمي «ملاعب الأسنةء بقول أوس بن حجر. ولاعب أطراف الأسنة عامر فراح به حظ الكتيبة أجمع أدرك الإأسلام وقدم على رسول اله يَأ بتبوك» ولم يثبت إسلامه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٥۲. (۳) المنذر بن عمرو الساعدي: المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن تعلبية بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بين الخزرج الأتصاري الخزرجي الساعدي. شهد العقبة وبدراً وأحداًء وكان نقيب بني ساعدة وهو سعد بن عبادةء وکان یکتب ‎F‏ الجاهلية بالعربية› وآخى رسول الله بينه وبين أبي ذر الغفاري. وكان على ميسرة النبيء وقتل بعد أحد بأربعة أشهر يوم بئر معونة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة. ج٥ ص ۹٠٦۲-٠۲۷. الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة ‎۳o‏ بئر معونةء وهي لبني سليم"» ثم أرسلوا حزام بن ملحان”» بكتاب النبي إلى عامر بن الطفيل» وهو على ذلك الماء فلما وصل إليهء لم ينظر إلى كتاب رسول الله يي ثم قال حزام لأهل الماء: بعثني رسول الله إليكمء لتشهدوا أن لا إله إلا الل وأن محمداً رسول الله يَوٍ فآمنوا بالل ورسولهء فخرج إليه رجل من المشركين» فضربه برمح في جبينه؛ خرجت من الجنب الآخر. فقال حزام: الله أكبر» فزت ورب الكعبة. ثم استصرخ عامر بن الطفيل ببني عامر على المسلمين؛ فلم يجیبوء وقالوا: (١) بنو سُليم: بنو سُليم بن قطرة بن غنم: جذ جاهلي» بنوه بطن من شنوءةء من القحطانية. النسبة إليه سُلمي (بضم السين وفتح اللام). انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ۹٠٠. (۲) حرام بن ملحان: واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار الأنتصاري» شهد بدراً مع أخيه سليم بن ملحانء وشهد أحداء وقتل يوم بثر معونةء وهو الذي حمل كتاب رسول الله ي إلى عامر بن الطفيل. وهو خال أنس بن مالك. ويقال: إنه لما طعن برأسه يوم بثر معونة تلقى دمه بكفْهء فنتضحه على رأسه ووجهه؛ وقال: فزت ورب الكعبة. انظر: اين عبد البرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ١ء ص ٢٦۳۳- ۳۳۷. (۳) عامر بن الطفيل: عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري» من بني عامر بن صعصعةء فارس قومهء وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية. كنيته أبو عليء ولد ونشأ بنجد. وكان يأمر منادياً في «عکاظ؛ ينادي: هل من راجل فنحمله؟ أو جائع فنطعمه؟ أو خائف فنؤمنه؟ خاض المعارك الكثيرةء وأدرك الإأسلام شيخاء فوفد على رسول الله يَأ وهو في المدينة بعد فتح مكةء يريد الخدر بهء فلم يجرؤ عليه. فدعاه إلى الإسلام فاشترط أن يجعل له نصف ثمار المدينةء وأن يجعله ولي الأمر من بعده. فردّه فعاد حنقاء وسمعه أحدهم يقول: لأملانها خيلاً جردا ولأربطن بكل نخلة فرساًء فمات في طريقه قبل أن يبلغ قومه. وكان أعورء أصيبت عينه في إحدی وقائعه؛ عقيماً لا يولد له. وهو ابن عم لبيد الشاعر؛ له ديوان شعر مطبوع. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ۳ء ص ٢٢۲. (4) سُليم: سُليم بن منصور بن عكرمةء جذ جاهلي؛ بنوه قبيلة عظيمة من قيس عیلانء من مضرء کانت منازلها في عالية نجد بالقرب من خيبرء وتفرقت في شرقي إفريقية والمغرب» واستقر بعضهم في البحرين وغُمان؛ فكانوا جنداً للقرامطة. بطون سُليم: بنو عصيّةء وبنو بهز؛ وبنو بهثةء وبنو زغبء وبنو زعل؛ وبنو مطرود؛ وبنو ذكوان؛ وبنو الشريد انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج۳٠ ص ١۱۲. ۳۹۹ 6 لأخبار الأمة وعصية» ورعال وذكوان فخرجوا معه؛ فاستبطاً المسلمون حزامأء فخرجوا إِليه فلقيهم القوم فأحاطوا بهم» وقيل: غشيهم القوم في رحالهم› فلما رآهم (۱١۱۳) المسلمون؛ أخذوا السيوفء فقاتلوهم حتی قتلوا عن آخرهم؛ إلا كعب بن زيد» فإنهم تركوه وبه رمق من الحياة فعاش حتى قتل يوم الخندق. وكان عمرو بن أمية الضمري» ورجل من الأنصار أضلا بعيراء فلما رجعا إلى مصارع القوم والخيل التي أصابتهم واقفةء فقال الأنصاري لعمرو: ماذا ترى؟ قال: نرجع إلى رسول الل فتخبره» قال الأنتصاري: ما كنت أرغب بنفسي عن مؤطن قتل فيه المنذر بن عمرو فقاتل القوم حتى فتل» وأخذ عمرو ابن أمية أسيراء فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيلء بعدما جر ناصيته» واعتقه عن رقبة يزعم نها كانت على آمه. )۱( عصية: عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة من بني سليم بن منصورء جذ جاهلي؛ بنوه بطن من سليم؛ من قيس عيلان» من العدنانيةء وفي الحديث: «عصية عصت الله ورسوله». لأنهم عاهدوه وغدرواء إذا قتلوا أصحاب بثر معونة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٤ء ص ٢٤ ۲۳. () رعل: رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثةء جذ جاهلي» بنوه بطن من بهثةء من سُليم؛ من العدنانيةء وهم الذين مكث النبي يي يقنت في الصلاة شهراء ويدعوا عليهم. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلامء ج ص ۱۸. (۳) ذكوان: ذكوان بن ثعلبة بن بهثةء جذ جاهلي» بنوه بطن من سشليم من العدنانيةء ينسب إليه كثيرون» منهم صفوان بن المعطل؛ وعمير بن الحباب» والحجاف بن حكيم السليميون (من سليم) الذكوانيون. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ۷. (8) كعب بن زيد: كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري» شهد يدر وقتل يوم الخندق شهيداًء قتله ضرار بن الخطاب» ويذكرون أن الذي أصابه أمية بن ربيعة بن صخر الدؤلي؛ وكان قد نجا يوم بثر معونة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص ۷۷٤. (٥) عمرو بن أمية الضمري: عمرو بن أمية الضمري بن خويلد بن عبدالله الضمري: شجاع؛ من الصحابةء اشتهر في الجاهليةء وشهد مع المشركين بدراً وأحداً. ثم أسلم وحضر بثر معونة» فأسرته بتو عامرء وأطلقه عامر بن الطفيل. وعاش أيام الخلفاء الراشدين؛ء وشهد وقائع كثيرةء علت بها شهرته في البسالة. ومات بالمدينة في خلافة معاوية له ٢۲ حديئثاً. انظر: الزركلى› خير الدين: الأعلام» ج ٥ء ص ۷۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابقه ج ٤ء ص١۱۸ - ۱۸۲. الياب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابمة من الهجرة ۳۷ فقدم عمرو على النبي› فأخبره الخبر فقال: هذا عمل ابی برای وقد كنت لهذا كارهاً متخوفء وبلغ أبا براء ما أصاب أصحاب النبي» فشقّ عليه إخفار عامر ل وما أصاب أصحاب الرسول بسببه وجواره. وکان فی من أآصیب عامر بن فهيرة. ویروری أن عامر بن الطفيل لما فته رآه رفع بين السماء والأرض» ثم إن ابا براء علا عامر بن الطفيل بسيفهء فقتلهء وأسلم بعد ذلك وقاتل المشركين› وقنت رسول الله شهراً في صلاة الصبحء يدعو على (بني)٩ سليم› وبني رعل؛ ودکوان› وبني لحيان؛ء ولم يقنت بعد ذلك؛ء ولم يمت على القنوت. وروي عنه أنه قال: إن صلاتنا هذ لا يصلح فيها كلام الأدميين» والقنوت إنما هو دعاء من كلام الآدميين. وإن صك أن النبي قنت في صلاة فالسنة تنسخ بعضها بعضاء كما أن الكتاب ينسخ بعضه بعضاً. وقد تنسخ السنة الكتابء وينسخ الكتاب السنة وعند أصحابنا لا يجوز القنوت فى الصلاة ولا تجوز الصلاة خلف من يقنتء إذا علم منه ذلك. وفي هذه السنةء كانت سرية الرجيع» في هذا الشهر أعني صفراء وسببها أن كفار قريش بعثوا للنبى: إِنّا قد أسلمناء فأبعث إلينا نفرا من أصحابك» يعلموننا () استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۳٠. (۲) بيب بن عدي: بيب بن عدي الأنصاري؛ من بئي جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري» شهد بدراًء وأسر يوم الرجيع في السرية الي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد في سبعة نفر» فقتلواء وذلك سنة ثلاث. وأسر خبيب وزيد بن الدثنة وانطلق المشركون إلى مكة فباعوهماء فاشتری خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل؛ وکان بيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر؛ فخرجوا = ۳\۸ الجامع لأخبار الأمة ابن ابي مرد الغنوي”'› وخالد بن بکیر"» وعبد الله بن طارق بن شهاب” وزيد بن الذثنة›› وأَمَرَ عليهم عاصم بن ثابت» فساروا یریدون مك فنزلوا ۱ a (۳) به إلى الحرم ليقتلوه فقال»: دعوني أصلي ركعتين» فكان أول من صلى ركعتين عند القتل. وبعد الصلاة قال: فلست أبالي حي اقل مسلماً على أي جنب کان في الله مصرعي انظر: ابن عبد البر» يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ چ ص ٤٤٤ -٤٤4. مرثد بن أبي مرثد الغنوي: كناز بن الحصين بن يربوع الغنوي» أبو مرثد: صحابي» من السباقين إلى الإسلام. كان ترباً لحمزة بن عبد المطلب. وشهد بدراً والخندق وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله ىء وكان شجاعاً بطلا طويل القامةء كثير شعر الرأس» توفي بالمدينة سنة ١ه وهو ابن ١٠ سنة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج٥› ص ٢٤۲۳. وانظر: ابن الأثيں علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص۱۳۲ - ١۱۳. خالد بن بکیر: خالد بن البکیر بن عبد یالیل بن غیرة بن سعد بن لیٹ بن بکر بن عبد مناة بن کنانة الليشي الكنانيء شهد بدراء وبعثه النبي ي مع عبدالله بن جحش إلى عير قريش قبل بدر في رهط من المهاجرين؛ فقتلوا عمرو بن الحضرمي» وقتل خالد يوم الرجيع في صفر سنة أربع من الهجرة. وكان له من العمر أربعاً وثلاثين سنة. وقتل معه مرثد بن أبي مرئد الغنوي» وعاصم ب بن ثابت بن ابي الأقلح وآخرون. وفيهم يقول حسان بن ثابت الأتصاري: ألا ليتني شهدت ابن طارق وزيداً وما تٌغنى الأمانى مرثدا فدافعت عن حي خبيب وعاصم وكکان شفاءٌ لو تدارکت خالدا انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ ص ١۹. عبدالله بن طارق: عبدالله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي» حليف لبني ظفر من الأنصارء شهد بدراً وأحداً وهو أحد النفر الستة الذين بعثهم رسول الله يي إلى رهط من عضل والقارة ليفقهوهم في الدين ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام فخرجوا معهم حتى إذا كانوا بالرجيع استصرخوا هذيلاً وغدروا بهم وأسروا عبد الله فلما كانوا بالظهران انتزع عبدالله بن طارق يده من القرآن وأخذ سیف واستأخر عن القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه. قبره بالظهران. انظر: ابن الأثيي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة؛ ج ۳ء ص٢٤۲۸ - ٢۲۸. زيد بن الدئنة: زيد ب بن الدثنة بن معاوية بن عبيد البياضي؛» من بني بياضةء من الخزرج› من الأنصار: من فقهاء الصحابةه شهد بدراء وأحداً. ووفد رجال من عضل والقارة (من بني الهون بن خزيمة) على البي يَأوء فقالوا: إن فينا إسلاماء فابعث معنا من يفقهنا في الدين» فأرسل معهم عدداً من فقهاء الصحابة فيهم زيد بن الدثنة. فغدروا بهم في الرجيع (وهو ماء لهذيل) على أميال من الهدةء وقتلوا أكثرهم وأبقوا كل اثنين؛ أحدهما زي فباعوه بمكةء فقتله مشركو قريش» وصلبوه بالتنعيم» على أميال من مكة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٣ ص ١٠. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ ج۲ ص۷٥۲ - ٢٥۳. الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة ۳۹ بطن الرجيع”» بين مكة والمدينةء ومعهم عجوه يأكلوهاء فمرّت عجوزن؛ رجلا فأحاطوا بالمسلمين› وحاربوهم؛› (۱۳۷) وقتلوا مرٹدا وخالدا وعبد الل ونثر عاصم كنانته وفيها سبعة سهم فقتل بكل سهم رجلاء وقال: اللهم إني حميت دينك صدر أول النهار فاحم لحمي آخر النهار فأحاط به المشركون؛ فقتلوه وأرادوا جر رس لیبیعوه من سلافة بنت سعكک؛ وکانت نذرت حين أصاب ابنها يوم أحدء لئن قدرت على رأس عاصم» لتشربَنٌ في قحفته الخمر فأرسل الله الزنابير فحمت عاصماء فقالوا: دعوه حتى يمسي» فجاءت سحابة سودای فأمطرت؛ء وسال الوادي؛ فاحتمل عاصماء ودهب به إلى الجن وحمل خمسين رجلا من المشركين إلى النار. وکان عاصم عهد أن لا یمس مشرکاء ولا يمسه مشرك أبداً فلما بلغ ذلك عمر قال: منعه الله بعد وفاتهء كما امتنع في حياته. وأسر المشركون خُبيب بن عدي» وزيد بن الدثنةء فذهبوا بهما إلى مكة. فأما خبيب» فابتاعه بنو الحارث بن عامر» ليقتلوه بأبيهم» فخرجوا به من الحرم ليقتلوه ويصلبوه» فسألهم أن يتركوه يصلي ركعتين؛ فتركوه» فصلى رکعتين» فكانت سنة لمن يتل أن يصلي ركعتين؛» ثم إنهم صلبوه» فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس حولي من يبلغ رسولك سلامي (فبلغه سلامي)ء ثم جاء رجل منهم ومعه رمح فوضعه بین ثديي خبيب» فقال له: اتق الله فما زاده إلا عتوًا. )۱( بطن الرجيع: هو الموضع الذي غدرت فيه عَضَل والقارة بالسبعة نفر الذين بعٹهم رسول الله عب معهم؛ ومنهم عاصم بن ثابت حمي الدّبرء وخبيب بن عدي» ومرڻد بن آبي مرثد الغنويء وهو ماء لهذيل؛ وقال ابن إسحاق والواقدي: الرجبع ماء لهذيل قرب الهدأة بين مكة والطائف. وقد ذكره أبو ذؤيب» فقال: رأيست أهلى بوادي الرجي ع من أرض قيلة برقا مليحا انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج ۳ء ص ٢۲۹. (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء صن ١٦۱۳. ۳۷ © الجامع لأخبار الامة وأما زيد بن الدثنةء فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف» فلما قدم ليقتل؛ء قال له أبو سفيان: إرجع عن دينك قال: لا والله. قال: قل كلمة هي أُهون عليك. قال: وما هي؟ قال: قل وددت لو کان محمد مکاني؛ فانا أطلقك؛ قال: والله (إني)؛ لا أود أن تصيب محمداً شوكة في رجلهء وآنا قاعد فلما بلغ الخبر إلى النبي يل قال: «أيكم يمضي إلى مكة فيطلق خبيبا من خشبته وله الجنّةء قال الزبير: أنا وصاحبي المقداد بن الأسود”'› فخرجا يمشيان بالليل» ويكمنان بالنهار حتى دخلا مكة ليلاء وإذا حول الخشبة أربعون من المشركين» نوام نشاوى من الخمر فأنزلا خبيباء فإذا هو رطب لم يتغير منه شيء؛ وله أربعون يوماء فحمله الزبير على فرس له فانتبه الكفار› فرکب منهم سبعون فارسا فلما لحقوهماء قذف الزبير خبيباء فابتعلته الأرض (فسمي بليع الأرض)"» ثم رفع الزبير العمامة عن رأسه وقال: (۱۳۸) نا الزبير بن العوام وصاحبي المقداد بن الأسود أسدان رابضان يدفعان عن سبلهماء فإن شئتم ناصلتکم؛ وإن شتتم بارزتکم؛ وإِن شئتم انصرفتم. () استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱۳. (۲) المقداد بن الأسود: المقداد بن عمرو؛ يعرف بابن الأسوت الكندي البهراني الحضرمي› بو معبک؛ أو أبو عمرو: صحابي من الأبطال. وهو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر اللإسلام. وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله. وفي الحديث: «إن الله ي أمرني بحب أربعةء وأخبرني أنه يحبهم: علي؛ والمقدادء وأبو ذر» وسلمان». وكان في الجاهلية من سکان حضرموت. واسم أآبيه عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف» وهرب إلى مكة فتبناه الأسود بن يغوث الزهري» فصار يقال له: «المقداد بن الأسود» إلى أن نزلت آية: « لَدَعُوهُم لبَايِهم» فعاد يسمى المقداد بن عمرو. وشهد بدراً وغيرها. وسكن المدينةء وتوفي على مقربة منهاء فحمل إليها ودفن فيها. له ۸٤ حديثاً. انظر: الزركلىء خير الدين: الأعلام جح۷ ص ۲۸۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص٤٢٤٢ -٤٢٤٢٤۲. (۳) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱۳. الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة ۱٢۳۷ فانصرفوا. وقدما على النبي مء وجبريل عند فقال: إن الملائكة لتباھى بهذين من أصحابك. قُتلواء فرد الله عليهم» وأنزل في القتلى والطاغين قوله: « رَمِنَ الَا مَن بل كول ى الْحَيرو الذي (الترة ٢٠۲]. الآيات. وفي هذه السنةء كانت غزوة بني النضيرء في ربيع الأولء وذلك أن النبي لما قدم المدينةء وادَعٌ بني النضير أن لا يقاتلوه» ولا يقاتلوا معه أحداء فلما غزا بدراء وأظهره الل قالت بنو النضير: هذا والله هو النبي الذي كنا نسمع به لاتردٌ له راية. ولما غزا أَحُداء وحُزم المسلمون؛ ارتابواء وأظهروا العداوة لله ولرسوله وللمؤمنين. ثم ركب كعب بن الأشرف اليهودي في أربعين راكبا إلى مكةء وحالفوا أبا سفيان وأصحابه على عداوة رسول الله يَيْوٍء فتحالفوا تحت أستار الكعبةء وركب كعب وأصحابه إلى المدينة. ونزل جبريل على النبي» وقال: إن الله يأمرك بقتل كعب بن الأشرف”› فأرسل رسول الله إلى رهط بني الأشهل فيهم عمرو بن معاذ"» وملکان بن () كعب الأشراف: كعب بن الأشرف الطائي» من بني نبهان: شاعر جاهلي. كانت أمه من «بني النضر» فدان باليهوديةء وكان سيداً في أخواله. يقيم في حصن له قريب من المدينةء ومازالت بقاياء إلى اليوم؛ يبيع فيه التمر والطعام› أدرك الإسلام ولم يسلم. وأكثر من هجو النبي يَأ وأصحابهء وتحريض القبائل عليهم وإيذائهم؛ والتشبيب بنسائهم. وخرج إلى مكة بعد موقعة بدرء فتدب قتلى قريش فيهاء وحضٌ على الأخذ بثارهم. وعاد إلى المدينةء وأمر النبي يَف بقتلفء فانطلق إليه خمسة من الأنصار فقتلوه في ظاهر حصنهء وحملوا رأسه في مخلاة إلى المدينة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلامء ج ص ٢۲۲. (1) عمرو بن معاذ: عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي؛ من بني عبدالأشهلء شهد مع أخيه سعد بن معاذ الأشهلي بدر وقتل يوم أحد شهيداً لا عقب له قتله ضرار بن الخطاب» وان له يوم ُتل اثنان وثلاثون سنة. انظر: ابن عبدالبر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج٣ ص ١١۱۲. ۳۷۲ لز الجامع لأخبار الامة يشر" فأمرهم بقتل كعب» فقالوا: يا رسول الله إخواننا من بني حارئةء تحب أن ينطلق معنا أحد منهم؛ فإن فيهم أخا كعب من الرضاعة وحليفه ومولاه محمد بن مسلمةء وآبو عبس بن جبر"» فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الل أحب أن تأذن لي فأنا لك عند الرجل؛» فأذن له. فانطلق فناداہ فخرج إليه كعب فتعلقت به امرأتC‏ وقالت: لا تخرج؛ فإنى أرى حمرة الدم تلوح من هذا الصوت» قبل أن يكون. فقال لها: دعيني لا أبا لك؛ فإنه لو دعي ابن حرة في الليل لطعنة أجاب. فأشرف عليهم» فإذا هو محمد بن مسلمةء وملکان بن بشر؛ فقال کعب: ما جاء بك يا محمد؟ قال: أخذنا هذا الرجل بالصدقةء وما عندنا ما نأكل› فجئتك لتقرضني وسقاً من التمر. قال كعب: لا والله إلا برهن» (قال) محمد: الرهن عندي. انزل فخذه فنزل؛ فأخذ محمد برأسهء وكبرء فخرج أصحاب وكانوا من وراء الحائطء فضربوه» فصاح كعب عند أول ضربةء فسمعته امرآت فصاحت» وتصايحت اليهود» وأحاطوا بأصحاب النبيء فعقروا رجلا منهم فالقى بسيفه إلى أصحابه (۱۳۹) وقال: لا أحبسكم أقرأوا على رسول الله مني السلام» قالوا: والله لنقتلن جميعاء أو لنرجعن جميعاء فانطلقوا به يحملونه (١) ملكان بن بشر: لم نعثر له على ترجمة في كتب أعلام الصحابة. )۲( محمد بن مسلمة: محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري؛ شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله إلا تبوكء وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف» واستخلفه رسول الله ي على المدينة فى بعض غزواتهء وكان صاحب العمال أيام عمر. توفي سنة ٦٤ ه في المدينة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص ١۱۱۳-۱۱. (۳) آبو عبس بن جبر: آبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس» شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله يَِِء وهو ممن قتل كعب بن الأشرف. مات أبو عبس سنة ٤ ٣ه؛ وصلى عليه عثمان بن عفان. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ١ء ص ٢٠۳-۲٠۲. (٤) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۳۷. الباب الثالث عشر فى ذكر الأمور الحادثة فى السنة الرابعة من الهجرة ‎۳VY‏ ‏ب واجتمعت اليهود فطلبوهم» فأخذوا طريقاً غير طريقهم» ومضوا إلى النبي يَل. فلما أصبح النبي» أمر الناس بالمسير على بني التضير فلمَا بلغهم ذلك تحصنوا في الدور وأرسل إليهم عبدالله بن أبي سلول: إن معي ألفين من أصحابي» فإن قاتلكم محمد قاتلنا معكم؛ ولئن خرجتم؛ لنتخرجنٌ معكم؛ وحلفاؤكم من غطفان وقريظة ستمدكم؛ فلما بلغهم كلام عبد الله طمعوا في قتال النبي» فأتاهم النبي» وحاصرهم إحدى وعشرين ليلةء فكان كلما ظهر على دار من دورهم هدمه ليتسع لقومه المكانء وجعلت اليهود ينقبون دورهم من أدبارهاء للدور التي تليهاء فيتحصنون فيهاء ويرمون أصحاب رسول الل بنقضهاء وجعل المسلمون يخربون البيوتء ويقطعون النتخل؛ وذلك قوله تعالى: ريون بيوتهم يأيمم وأيْدٍى 4 اَلْمُونينَ كه [الحشر: ۲]. فلما رأى اليهود خراب البيوت وقطع النخيل؛ء قالوا لأصحاب النبي: إنكم تزعمون أنكم مؤمنون؛ وتنهون عن الفساد وأنتم تخربون المتازل وتقطعون النخيلء دعوها لمن غلب» فأبى النبي أن يدعهاء فنزلت الآية $ ما [الحشر: 5]. ولمَا خذلهم المنافقون صالحوا النبيء فصالحهم على الخروج من المدينةء وليحمل كل أهل ثلاثة بیوت على بعیر ما شاؤوا من أمتعتهم؛ إلا الحلقةء أي السلاح؛ والباقي للنبيء فخرجوا من المدينة متوجهين إلى خيبر” )۱( خيبر: ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام يطلق هذا الاسم على الولايةء وتشمل على سبعة حصون ومزارع؛ ونخل كثير» أما لفظ خيبرء فهو بلسان اليهود الحصن؛ ولكون هذه البقعة ۳V الجامع لأخبار الأمة وأذريحا' وأذرعات”' فقبص رسول الله ا الأموال والحلقةء فوجد فيها خمسین درعا وخمسين بيضة وثلائمائة وأربعين سفا. وفى هذه السنةء توفى عبدالله بن عثمان بن عفان؛ وأمه رقيّة بنتت رسول الله کیا . ولد في الإسلامء وبلغ ست سنين؛ نهره ديك في عینهء فمرض» فمات في جمادی الأولى. ۲) ر (۳) وفيها توفيت زينب بنت خزيمةء أم المؤمنين. وتوفي عبد الله بن عبد الأسد”» قريباً من شهرء ثم صالحوه على حقن دمائهم وترك الذريةء على أن يخلوا بين المسلمين؛ وبين الأرض الصغراء والبيضاء والبرّة إلا ما كان منها على الأجساد» وأن لا يكتموه شيثاً. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج ٢ء ص ٩٠٤٤ - ٤٠٤. أذريحا: وهي هضاب تنبسط على الأرض حُمرٌ وهي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة. وفي كتاب مسلم بن الحجاج: بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام. وبأذرح كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري؛› وقيل بدومة الجندل والصحيح أذرحء ويشهد بذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري: أبوك تلافى الدين والتاس بعدما تساءوا وبيت الدين منطقع الكسر شد إصار الدين أيام أذرح رد حروباً قد لقحن إلى عقر انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان ج ١ء ص ۱۲۹-١۱۳. أذرعات: بلد في أطرف الشام يجاور أرض البلقاء وعمانء ينسب إليه الخمرء وقد ذكرتها العرب في أشعارهاء وقال امرؤ القيس: ومثلك بيضاء العوارض طفلة لموب تنسيني إذا قمت سِريالي تنؤّرتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظو عال وينسب إلى أذرعان أذرعي؛ وخرج منها طائفة من أهل العلم. انظر: الحموي› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ص ١۱۳۱-۱۳. عبدالله بن عبد الأسد: عبدالله ين عبدالأسد بن هلال بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي؛ أبو سلمة زوج أم سلمة قبل النبي يق وأمه بنت عبد المطلب بن هاشم أسلم بعد عشرة ة أنفس» فكان الحادي عشر من المسلمين؛ هاجر مع زوجته إلى الحبشةء ثم شهد بدراًء واستخلفه رسول الله يي على المدينة حين خرج إلى غزوة العشيرة. توفي آخر جمادى الآخرة سنة ثلاث للهجرة . انظر: ابن عبد البر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج۳ ص 440-۹۳۹. الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابمة من الهجرة ‎۳Vo‏ ‎NEES‏ زوج أ سلمة وتوفیت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف” ام علي بن بي طالب» وقد أسلمت؛ وكانت صالحةء وکانت يزورها النبيء ولمَا توفیتء نزع النبي قميصه؛ فكفنت فيها. وفي هذه السنة تزوج رسول الله یٍ٤( ٤١٤٠) أم سلمةء في شوالء واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرةء وكانت تحت أبي سلمة عبداللهء هاجر إلى الحبشةء وولدت سلمةء وعمروء وزينب» ودرة. قيل: لما انقضت عذتهاء أرسل إليها أبو بكر يخطبهاء فأبت» ثم أرسل إليها عمر يخطبهاء فأبت؛ ثم أرسل إليها النبي يَلٍ يخطبهاء فقالت: مرحباً برسول الل إن في ثلاث خلال: إني شديدة الغيرةء وإني ذات أولات وليس هاهنا أحد من أوليائي» فيزوجني. ثم إنها قالت لابنها: زوج رسول الله فزوجه. قيل: مهرها جرّتين» ورحیء ووسادة من أدم حشوها ليف. وقيل: تزوجها على صاع قيمته عشرة دراهم. وروي عن عائشة أنها قالت: لما تزوج رسول الله بأم سلمةء حزنت حزنا شديداء لما ذكر لي من أمر جمالهاء فتلطفتٌ لها حتى رأيتهاء فوجدتها أضعاف ما وّصفت لي من الحسن؛ فذكرت ذلك لحفصةء وكانت عائشة وحفصة على يد واحدةء فقالت: إنما هذه غيرةء ما هي كما تقولين. فتلطفت حفصة لام سلمة حتى رأتهاء فقالت: لا والله ما هي كما تقولين» ولا قريب من ذلك. قالت عائشة: فرأيتها بعد ذلك» فإذا هي كما قالت حفصةء وإنما كانت زينتها لي شذة الغيرة. )۱( فاطمة بنت أسد بن هاشم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية أول هاشمية ولدت خليفة. هي أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وإخوتهء نشأت في الجاهلية بمكةء وتزوجت بأبي طالب (عبد مناف بن عبد المطلب) وأسلمت بعد وفاتهء فكان النبي ي يزورهاء ويقيل في بيتها. ثم هاجرت مع أبنائها إلى المدينةء وماتت بهاء فكفنها البي ية بقميصهء واضجع في قبرهاء وقال: لم يكن أحد بعد آبي طالب أب بي منها. قبرها بالبقيع. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام جح٥ ص ١۱۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء 244 ص ۲۱۳-۲۱۲. ٦٦۳۷ 1 الجامع لاخبار الأمة قيل: أول من هلك من نسائهء زینب بنت جحش» هلکت في زمن عمرء وآخر من هلك أم سلمةء ماتت سنة تسع وخمسين؛ وصلى عليها أبو هريرة وقیل: سعید بن زيدء وكان عمرها أربعا وثمانين سنة. وفى هذه السنة كانت غزوة بدر الصغرى؛ وذلك أن أبا سفيانء قال حين أنصرف من أححد: موعدكم بدر الصغرى رأس الحولء نلتقي بهاء فنقتتل. فقال النبي لعمر: قل له» إن شاء الله. فلما كان العام القابل» خرج أبو سفيان» فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي"ء وقد قدم معتمراء فقال له أبو سفيان: إني قد واعدتُ محمداً وأصحابه أن نلتقي ببدر وقد جاء الوقت» وهذه سنة جدب؛ ولا يصلح الخروج إلا في عام خصب ترعى الإبل الشجرء ونشرب اللبن› وأكره أن يخرج محمد ولا نخرج؛ فيجترئ عليناء فالحق بالمدينة وأخبر أصحاب محمد إنا في جمع كثير ولا طاقة لهم بناء وثبطهم؛ وعندي لك عشر من اليل يضمنها لك سهيل بن عمرو. فقدم نعيم المدينةء فأخبرهم بما قال أبو سفيان» وخوَّفهم› فكره أصحاب النبي الخروج» فقال يَيوٍ: لأخرجنَ ولو بنفسي» فخرج ومعه ألف وخمسمائة والخيل عشرةء واستخلف (١٤٠) على المدينة عبدالله بن رواحةء وحمل اللواء علي بن أبي طالب فكانوا يلقون المشركين» فيسألونهم عن قريش» فيقولون: قد جمعوا لكم يريدون ترهيب المؤمنين› فيقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل. (١) نعيم بن مسعود الاشجعي: نعیم بن مسعود الأشجعي: صحابي؛ من ذوي العقل الراجح. قدم على رسول الله ي سرا أيام الخندق واجتماع الأحزاب؛ فأسلم وكتم إسلامهء وعاد إلى الأحزاب المجتمعة لقتال المسلمين› فألقى الفتنة بين قبائل قريظة وقريش: فتفرقواء فكان نعيم بعد ذلك يقول: أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه وأنا أمين رسول الله يَف على سزه. وسكن المدينة. ومات فی خلافة شمان وقیل: و الجمل قبل فدوم علي إلى البصرة. انظر: الزركليء خير الدين؛›: الأعلام چ۸ ص ١٤. وانظر: ابن الاثیں علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٥ ص ٢۳۲۹-۳۲. الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة ‎۳V۷‏ وكان المسلمون خرجوا ببضائع وتجارات» وکانت بدر الصغرى مجتمعاً تجتمع فيه العرب» وسوقاً يقوم لهلال ذي القعدة فأقام السوق فيها صبيحة الهلالء وقعد المسلمون بها ثمانية أيام وباعوا ما معهم من التجارة فكانت العشرة عشرين› وقيل: ثلائين. وكان أبو سفيان بلغ مر الظهران”'» ومعه ألفان وخمسون فرساء فتخلف عن الموعد؛ ورجع إلى مكة. ورجع الئبي وأصحابه إلى المدينة سالمين› وذلك قوله تعالى: و الذي اسحجابواً يه وَالَسُول ‏ (آل عمران: ١۱۷]. إلى قوله: ل كانقلبواً شِعمَة من الله وفَضّل لخ يَسسَسمُم سوت واتبعوا رضو وان الَو والله دو فضل عَظيم * [آل عمران: ١ ۱۷]. وفی هذه السنةء صرت الصلاةء والله أعلم. (۱) مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة له ذكر في الحديث؛» وقال عرام: مر القريةء والظهران هو الوادي» وبمر عيون كثيرةء ونخل؛» وجميزء وهو لأسلم وهذيل وغاضرة. وقال الواقدي: بين مر وبين مكة خمسة أميال. ويقال: إنما سميت خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن لخطریف من لز نهم دخو و ا بم الظهران» وأقاموا بهاء أي انقطعوا عنهم قال عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي في الإسلام: فلما هبطنا بطن مر تخزعت خزاعة منا في حلول کراکر انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الله: معدم البلدان؛ء ج ص ١٤ ١۱-١٠۱. $ في السنة الخا + 8 ا - لحادثة ۳ ‎i‏ ا ن من الهجرة ” ا . ۰ 1 5 ‎ ‎ ففي هذه السنةء كانت غزوة ذات الرقاع”ء وإنما سميت بهذا الاسم لأنها كانت عند جبل فيه سواد وبياض وحمرةء وسبب ذلك أن قادماً قدم المدينة جالباء فأخبر أآصحاب النبي أن أنمار وثعلبة قد أجمعوا لهم الجموعء فبلغ ذلك النبي يَةٍء فخرج إليهم ليلة السبت» لعشر خلون من المحرم في أربعمائةء وقيل: سبعمائةء واستخلف على المدينة عثمان بن عفانء فمضى حتى أتي إلى محالهم بذات الرقاعء فلم يجدوا إلا نسوةء فأخذوهن؛ وفيهن امرأة وضيئة الجمالء فهربت الأعراب إلى رؤوس الجبالء وخاف المسلمون أن يعودوا عليهم؛› فصلى بهم صلاة الخوفء وهي أول صلاة خوف صلاهاء وانتصرف راجعاً إلى المدينة وابتاع من جابر جملاء وشرط له ظهره إلى المدينةء واستغفر في هذه السنة لجابر (خمساً و) عشرين مرق وقيل: سبعين مرَّةء وكانت غيبته عن المدينة خمسة عشر يوما. وفي هذه السنةء كسف القمر في جمادى الآخرء فضرب اليهود الطاس؛ء وصلی النبي صلاة الكسوف؛ وهي أول صلاة کسوف صلاها. (١) غزوة ذات الرقاع: اختلفت الروايات في سبب تسميتها. قال أبو ذر الغفاري كَيّه: إنما قيل لها ذات الرقاع لأنهم نزلوا بجبل يقال له ذات الرقاع. وقيل أيضاً: إنها أرض فیها بقع سود وبقع بیض کلھا مرقعة برقاع مختلفةء وقد سميت ذات الرقاع بذلك. وقيل: إنما قيل لها ذلك لأن الحجارة أوهنت أقدامهم فشدذوا رقاعاً. وهي الرواية الأصح. وهي: (غخزوة محارب» وغزوة بني ثعلبةء وغزوة بتي آنمار وغزوة صلاة الخوف» لوقوعها بهاء وغزوة الأعاجيب؛ لما وقع فيها من الأعاجيب). انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ٤٠۲. (۲) استدراك من النسخة الأصلية ب ص ١٤۱. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۸۱ وفي هذه السنةء كانت غزوة المريسيع”» في شهر شعبان» وذلك أن بني المصطلق كانوا ينزلون بهذه البئرء وكان سیدهم الحارث بن أبي ضرار فدعاهم إلى حرب رسول الل فأجابوه وتهَياوا للمسير معه؛ فبلغ ذلك التبى . فأرسل بريده بن الحصيب”"› ليعلم حقيقة ذلك؛ء فتاهي ولقى الحارث بن بي ضرارء وكلمهء ورجع إلى النبي» فأخبره (١٤٠) عن حالهم. أناس من المنافقين» واستخلف النبي على المدينة زيد بن حارثةء وخرج يوم الاثتين» لليلتين خلتا من شعبان؛ء وبلغ ذلك الحارث؛ء فسىء بذلك؛› وخاف› وتفرّق من معه من العرب. وعائشةء فصف أصحابهء وهيأهم للقتالء ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر () المريسيع: اسم ماء في ناحية قديد إلى الساحل؛ سار النبي يَْء سنة خمس إلى بني المصطلق من خزاعةء فوجدهم على ماء يقال له المريسيع؛ فقاتلهم وسباهم؛ وفي السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعي زوجة النبي يق وفي هذه الغزو كان حديث الإفك. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان›ء ج٥ ص ۱۱۸. (۲) الحرث ين ضرار: والصحيح الحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق وقائدهم؛ وأبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله يلو وكانت من بين السبي في غزوة المصطلق. جاء والدها إلى المدينة ليفديهاء فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء فرغب في بعيرين منهاء فغْيبهما في شعب من شعاب العقيق» ثم أتى إلى النبي ي وقال: يا محمك أصبتم ابنتيء وهذا فداؤهاء فقال رسول الله يَلٍ: فأين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيقء في شعب كذا وكذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الل فوالله ما طلع على ذلك إلا الله: فأسلم الحارث وولداه وناس من قومهء وأسلمت ابتته جوريةء فخطبها النبيء وكان مهرها أن أعتق مثة من أهل بيت المصطلق. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه ج ۳ء ص ۳۰۲ ۳۰۷ ٢٠۳. (۳) بريدة بن الحصيب: بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلميء من أكابر الصحابةء أسلم قبل بدر» ولم يشهدهاء وشهد خيبر وفتح مكةء واستعمله النبي ي على صدقات قومهء وسکن المدينةء وانتقل إلى البصرة ثم على مروء فمات بها. له ١١٠ حديئا. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج١ ص ١٠. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٠٠ ص۳۱۷ - ۳۷۰. الجامع لأخبار الأمة وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة فتراموا بالنبل ساعةء ثم أمرهم؛ فحملوا عليهم حملة رجل واحد فقتلوا من المشركين عشرةء وأسروا الباقين» وسبوا الرجال والنساء والذرية والنعم؛› والشاء فكانت الإبل ألفي بعيرء والغنم خمسة آلاف» والسبي مائتي أهل بيت إلا رجل واحد. ولمَا رجع إلى المدينة أتوا أهاليهم ففدوهم. وكانت جويرية بنت الحارث” وقعت في القسم لثابت بن قيس وابن عمه؛ فکاتباهاء فأتت تسال رسول الله في کتابتهاء وتزوجهاء وسماها برةء وقيل: بريرة. وعتق عن صداقها أربعين من قومها. وكانت امرأة حلوةء لا تكاد يراها أحد إلا أخذ بنفسه. قالت عائشة: كرهت دخول جويرية على النبىء حين دخلت تسأله الإعانة فى فكاك رقبتهاء وعرفت أنه سیری من حسنها ما رأیت. قیل: عاشت خمسا وستين» وماتت في ربيع الأول سنة ست وخمسين من الهجرة. وفي هذه السنةء تنازع سنان بن وبر وجهجاه بن وبر وشهر بين (١) جويرية بنت الحارث: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرارء من خزاعةء إحدى زوجات النبي يَةء تزوجها قبله مسافع بن صفوان؛ وقتل يوم المريسيع سنة ٦ه. وكان أبوها سيد قومه في الجاهليةء فسبيت مع بني مصطلق فافتداها أبوهاء ثم زوجها لرسول الله يَلْوٍء وكان اسمها «برة» فغيره النبي يل وسماها «جويرية» وكانت من فضليات النساء أدباً وفصاحة. توفيت بالمدينة سنة ٦٥ ه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٢ء ص ١۱4. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة؛ ج ۷ء ص ۷٥ -۹٠. (۲) ثابت بن قیس: ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي الأنصاري؛ صحابي؛ کان خطيب رسول الله يلء وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد. وفي الحديث: نعم الرجل ثابت. ودخل عليه النبي يي وهو عليل» فقال: «اذهب الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس». قتل يوم اليمامة شهيداً في خلافة أبي بكر سنة ۲ه /1۳۳م. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ۸. وانظر: ابن الأثيي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ء ص١45 - 407. (۳) سنان بن وبر: سنان بن وبر الجهني. ويقال: وبرة. روي عنه ما ياتي: کٽا مع رسول الله َة في المريسيع - غزوة بني المصطلق - فكان شعارهم: يا منصور؛ أمت أمت. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ ج۲ء ص ۳٦٤. (4) جهجاه بن وبر: والصحيح جهجاه بن قيس؛ وقیل: ابن سعید بن سعد بن حرام بن غفار الغفاري. الياب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ‎YAY‏ ‎E‏ الأوس والخزرج السلاح. وقال عبدالله بن أبي سلول؛ رأس المنافقين: ليخرجن من المدينة الأعز الأذل. وقال لقومه: هذا ما صنعتم بأنفسكم› ومع ذلك زيد ‏ بن أرقم» فابلغه الرسول ي وقال: جعال لابن ابي سلول: لا أفارقك حتى تقر أن محمداً الأعز وأنت الأذلء فمر بهما النبي ي وقال: «دعه فلعمري لنحستن بصحبته ما دام بے بين أظهرنا». وفي هذه السنةء نزلت آية التيممء قالت عائشة ويا: كنا مع رسول الله يو حتى إذا كنا في البيداء وبات الجيش؛» انقطع عقد لي؛ فضل؛ فأخبرت رسول الله ِء فأقام على التماسه؛ وليسوا على ماء وليس عندهم ماى وحضرت الصلاة فأتى الناس أبا بكر وقالوا: ألا ترى إلى عائشةء حبست الناس على غير ماع فجاء أبو بكر فعاتبني» وقال ما شاء الله (١٤۱) فانزل الله آية التيمم. قالت: فبعثنا البعيرء فوجدنا العقد تحتهء فقال أسيد بن حضير: ما هذا أول برکتکم یا آل أيي بكر» جزاكم الله خير ما نزل بك أمر تکرهینهء إلا جعل الله لك وللمسلمين فيه خيراً. وفي هذه السنةء كان حديث الإإفكء عن عائشة وَييقا. قالت: كان النبي إذا أراد سفرأء قرع بين نسائه فأيهن خرج لهاء خرج بها رسول الله يو فقرع بيننا في غزوة غزاهاء فخرج سهمي» فخرجت معهء وذلك بعدما نزلت آية = وهو من أهل المدينةء شهد مع النبي ية بيعة الرضوانء وشهد غزوة المريسيع إلى بني المصطلق من خزاعةء وكان يومشذر أجيراً لعمر بن الخطاب» ووقع بينه وبين سنان بن فروة الجهني في تلك الغزوة شر فنادى جهجاه يا للمهاجرين ونادى سنان يا للأنصار وكان حليفاً لبني عوف من الخزرجء وكان ذلك سبب قول عبدالله بن أبي رأس المنافقين: ليخرجن الأعر منها الأذل»ء. انظر: ابن الأثير 2 أسد الغابة في معرن الصحابةء ج١ ص ٦٦۳۱۷-۳. ۱( بن أرقم: زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاري: صحابي. غر مع النبي ی سبع عشرة ة غزوق وشسهد صقين مع عليه ومات بالکوية. له في كتب الحديث ٠ حديشا. انظر الزركليء خير الدين: الأعلام ج۳ ص ٠١٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج07 ص ٢٢٤-٤٢٤۲. ‎TAS‏ الجامع لأخبار الأمة ‏الحجاب» فسرنا حتى رجع رسول الله من سفره» ودنونا من المدينة» أذنوا بالمبييت» فنزلناء فخرجت من هودجي لحاجة أردتهاء فانقطع عقد لي من جزع ظفار» فحبسني ابتغاؤه فأرادوا الرحيل» فحملوا هودجي» ولم يعرفوا أنى لست فيه. وكانت النساء يومئذ جفافاء لم يهلهن اللحم؛ إنما يأكلن اليسير من الطعامء ووجدت عقدي؛ وجئت منازلهم› فرأيتهم قد ارتحلواء فظننت أن القوم سيفقدونني. ‏فبينما أنا جالسة إِذ غلبني النوم فنمت» وكان صفوان بن المعطل”"» قد عرس من وراء الجيش» فأصبح عند منزلي» فرای سواد إنسان نائم؛ فاتاني» فعرفني حين رآني» وکان قد رآني قبل نزول الحجاب» فما استیقظت إلا باسترجاعه حين عرفنيء فخمرت وجهي بجلبابي» فوالله ما كلمني بكلمةء ثم آناخ راحلتهء فرکبتهاء فانطلق يقود بي الراحلةء حتى أتينا الجيش» بعدما نزلوا في نحو الظهيرةء فهلك من هلك في شاني» فکان الذي تولی كبره عبدالله بن ابي سلول. ‏فقدمت المدينةء فاشتكيت حين قدمتها شهراء والناس يخوضون في قول أهل الإفك» ولا أشعر بشيء من ذلك» وإنما يريبني في وجعيء» اني لم أعرف اللطف من رسول اللهء الذي كنت أراه منه قبل هذا حين أشتكي. ثم ني خرجت بعدما نقهت؛ وخرجت معي ام مسطح؛ وهي عاتكة بنت بي إبراهيم بن عبد المطلبء وأمها خالة آبي بكر ن فعثرت ام مسطح في ‏)۱( صفوان بن المعطل بن رحضة السلمي الذكواني» أبو عمرو: صحابى› شهد الخندق والمشاهد كلها. وحضر فتح دمشق. واستشهد بأرمينياء وقيل: في سمیساط. وهو الذي قال أهل الإفك فيه وفي عائشة ما قالوا. روى عن النبي ي حديثين. انظر الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ٠٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۳ ص ۳۳-۳۱. مناف» كانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خالة أبي بكر الصدیق» أخبرت عائشة بحديث الاإأفك. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ص ۱۸. وانظر: ابن الأثيں علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة 20 ص ۳۸۳. ‎ ‎ ‎ الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۸0 مرطهاء فقالت: تعس مسطح؛ فقلت: أتسبين رجلا شهد بدرا. قالت: أولم تسمعي ما قال أهل الإفك؟ فازددت مرضا إلى مرضي» فلما دخلت بيتيء دخل علي رسول الله ِء ٹم قال لي: كيف اأنتِ؟ فقلت: أتأذن لي ان آتي أبوي؟ وأنا أريد (أن) أتيقن الخبر من قبلهماء فأذن ليء فجئت أبويء فقلت لأمي: يا أماصء ماذا يتحدث الناس؟ فقالت أي بنيةء هوّني عليك» فوالله لقل ما كانت امرأة مرضيّة عند زوجهاء ولها ضرائر إلا (٤٤۱) كثرن عليها. فقلت: سبحان الله أُوَقْد تحدّث الناس بهذا؟ قالت: نعم فمكثت تلك الليلة حتى أصبحت» لا يرقى لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت آبکي. ودعا النبي علي بن أبي طالب» وأسامة بن زيد"» حين استبطاً الوحيء استشارهما في فراق آهل فقال أسامة: هم أهلكء» ولا نعلم إلا خيراً. وأما علي فقال: لم يضيّق الله عليك» والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك؛› فقال النبي لبريرة”: هل رابك شيء من عائشة؟ فقالت: والذي بعثك بالحق نبياء ما رأيت عليها أمراً قطء إلا أنها حديثة السن؛ تنام عن عجين أهلهاء فيأتي الداجن فيأكلهء فقام رسول الل فاستعذر من عبد الله ين اُبي» وهو على المنبر (١) إضافة يقتضيها السياق. (۲) أسامة بن زيد: أسامة بن زيد بن حارثةء من كنانة عوف» أبو محمد: صحابي جليل. ولد بمكةء ونشاً على الإسلام (لأن أباء كان من أول الناس إسلاماً) وكان رسول الله ي يحبه حباً جما وينظر إليه نظره إلى سبطية الحسن والحسين؛ هاجر مع النبي ي إلى المدينةء وأتره رسول الله قبل أن يبلغ العشرين من عمره» فكان مظفراً موفقاً ولما توفي رسول الله رحل أسامة إلى وادي القرى فسكنه؛ ثم انتقل إلى دمشق في أيام معاويةه فسكن المرّةه وعاد بعدها إلى المدينةء فأقام إلى أن مات بالجرف سنة ٤ ٥ه. وله في الحديث ١١٠ حديثاً. وفي تاريخ ابن عساكر أن رسول الله ي استعمل أسامة على جیش فيه أبو بكر وعمر. انظر الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١ ص ٠۲۹. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج١ ص ١۱۹ - 0.۱۹۷ (۳) بريرة: بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق» كان مولاة لبعض بني هلال. وقيل: كانت مولا لابي أحمد بن جحش. وقيل: كانت مولاة أناس من الأنصار فكاتبوها ثم باعوهاء فأعتقتها. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۷ء ص ۳۹. 7 الجامع لأخبار الأمة يقول: يا معشر المسلمين؛› من يعذرني من رجل قد بلغني من اذاه ف في اهليء فوالله ما علمت على أهلى إلا خير ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرً. فقال سعد بن معاذ: أعذرك يا رسول اللهء إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج» أمرتنا ففعلنا أمرك. فقال سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج» وکان رجلا صالحاًء ولکنه احتملته الحميةء فقال لسعد بن معاذ: كذبت» فقال: لعمري والله لنقتلهء وإنك منافق› تجادل عن المنافقين. فشار الأوس والخزرجء وهموًا أن يقتتلوا» ورسول الله على المنبر» فلم يزل يخفضهم؛ حتى سکنوا. قالت عائشة: ومكثت يومي ذلك» لا يرقاً.دمعي» وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي. قالت: فبينما هما جالسان (عندي)› وأنا اُبکيء إِذ دخل علينا رسول الله يَيةِء وجلس عندي؛ ولم يجلس عندي منذ قيل في ما قيلء ولقد لبث شهراً لا يوحى اليه أبداً في شأني. فتشهَدَ ثم قال: أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذاء فإن كنت بريئةء فسيبرئك الل وإن كنت ألممتِ بذنب» فاستغفري الل وتوبي إليهء فإن العبد إذا أذنب ذنبأء ثم تاب» تاب الله علي قالت: فلما قضی مقالت فاض دمعي ما قدرت أحبس منه قطرة فقلت لأبي: أجب عي رسول الله. قال: والله ما أدري ما أقول له. فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله. فقالت: لا آدري ما أقول له. فقلت: أنا جارية حديثة السن» لا أقراً من القرآن كثيراء فوالله لقد عرفت أنكم سمعتم بهذا الأمر حتی استقر بأنفسكم» وصدقتم به فلئن قلت: إني بريئةء والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني» ولئن اعترفت لكم بالذنب» والله يعلم إني بريئة» لا تصدقوني» (١٤١) والله ما أجد لي ولكم (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٤٠. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ‎TAY‏ ‏ل (مشلا)” إلا كما قال أبو يوسف ولم أعرف اسمه: فصبر جميل» والله المستعان على ما تصفون. قالت: ثم تحولت» واضطجعت على فراشي» وآنا والله أعلم حينئذ إني بريئةء والله مبرئي ببراءتي» ولكن والله ما كنت اظن أن ينزل في شأني وحي يُتلىء كنت أحقر في نفسي من ذلك» ولکن كنت اأرجو أن یری النبي براءتي في المنام؛ فوالله ما قام النبي من مجلسه» ولا خرج من أهل البيت أحدء حتى أنزل الله عليه فأخذه مما كان يأخذه من البرحاءى حتى إنه ليتحدر منه عرق كالجمان في اليوم الشاتي من ثقل الوحي» ثم سرى عنه ذلك وهو يضحك؛ فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: ابشري يا عائشةء إن الله قد براك مما يقولون. فقلت: بحمد الله لا بحمدك. فقالت لي أمي: قومي إليه. فقلت: والله لا قوم إليهء ولا أحمد إلا ال هو الذي أنزل براءتي» فأنرل الله: إن الذي جاو يلافك [النور: ١۱]. عشر آيات. فحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح” بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله ولا َل ولو اَلْفَضل منكر والسَعَةٍ 4 [الندور: ٢۲]. الآية. فقال أبو بکر: ني لأحب أن يغفر الله ليء فرجع إلى مسطح ما كان ينفق علیه. قالت: وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت» فضربه ضربة بالسيف» فصاح حسان واستغاث» وجاء إلى النبي مستعدياً على صفوان في ضربته. فسأله النبي أن يهب له ضربة صفوان» فوهبها له فعوضه حائطاً من النخل عظيماء وجارية روميّة. () استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٤۱. )۲( مسطح: مسطح بن أثاثة ين عباد بن المطلب بن عبد منافء» من قريش؛ آيو عبات صحابي؛ من الشجعان الأشراف. كان اسمه عوفاًء ولقب بمسطح» فغلب عليه؛ أمه بنت خالة أبي بكر وكان آبو بکر یمونه لقرابته منهء وأطعمه رسول الله ي بخيبر خمسين وسقاء وهو ممن شهد بدراً وأحداًء والمشاهد كلها مع رسول الله توفي سنة ٤۲/٤ 0ام. انظر الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ء ج ص ١۵٠۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ جح٥ ص ١١٠. T۸۸ وقال حسان في براءة عائشة واعتذاره إليهاء رضي الله تعالی عنها: حصان رزان ما تز بریہ حليلة خير الخلق ديناً ومنصبا مهذبة قد طيّب الله جيبها فإن كان ما قد جاء عن قلته وإن الذي قد قيل ليس بلائق” فکيف ووڏي ما حييٽ ونصرتي له رتب عال على الناس فضلها 03 آ۵ وتصبح غرثى من لحوم الغوافل نبي الهدی دي المكرمات الفواضل کرام المساعي محدها غير زائل وطهرها من کل شین وباطل فلا رفعت سوطي لي آناملي” بك الدهر بل قول ی تقاصر عنها سور المتطاول ثم أمر رسول الله ي بالذين رموا عائشة جميعاء فجلدوا الحدًٌ (١٤۱) ثمانين جلدة. وفی هذه السنةء تزوج رسول اله ی . زینب بنت جحش بن رئاب ٩ وأمها أميمة بنت عبد المطلب” وكانت امرأة جميلةء فيها حدّةء وكان قبل (۱) (۲) (۳) )٤( فإن كنت قد قلت الذي قد زعمنّم فلا رفصت سوطي إلى أناملي انظر شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري؛» ضبط وتصحيح عبد الرحمن البرقوقي» ص ۳۸۱. انظر الأييات في: شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري؛ ضبط وتصحيح عبدالرحمن البرقوقي ص ۳۸۰ - ۳۸۲. زينب بنت جحش: زينب بنت جحش بن رئاب الأسديةء من أسد خزيمة أم المؤمنين» وإحدى شهيرات النساء في صدر الإأسلام كانت زوجة زيد بن حارثةء واسمها «برة» وطلقها زیدء فتزوج بها النبي َء وسماها «زينب» وكانت من أجمل التساء وبسببها نزلت آية الحجاب. روت ١٠ حديثاً. وهي أول من حمل بالنعش من موتى العرب. وكانت الحبشة تحمل به فلما رآء عمر قال: نعم خباء الظعينة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٠ء ص ١1. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص١۱۲ - ۱۲۸. أميّة بنت عبد المطلب: والصحيح أميمةء وهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي ي وأم زينب بنت جحش زوج النبي يَء وأخت عبد الله بن جحش انظر ترجمة زینب بنت جحش في: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ۷ء ص ١١٠. الباب الرابيع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ‎۳A۹‏ أنه يخطبها لزيد مولام قالت: لا أرضاه لنفسى» وأنا بنت عمتك» فقال: قد رضيته لك. وکان النبي قد اشتری زيدا من عکاظ” قبل مبعئهء فأعتقه وتبنابہ وکان يقال له: زید بن محمد حتى أنرل الله ¥ آدعوهم باهم 4 [الأحزاب: °]. الآية. قيل: إنها أبت هي وأخوها نكاح زيد» فانزل الله وما كان لِمومن ولا مَومَةٍ إِدا قضى اله ورسولشر مر 4 [الأحراب: ٢۳]. الآية. فرضيا به فأنكحها رسول الله عله زیدأء وساق إليها رسول الله عشرة دنانير وستين درهماء وخمارأ ودرعأء وملحفة وإزاراء وخمسين مدا من الطعام وثلائين صاعاً من التمرء ومكثت عنده حيناً. ثم إن رسول الله يو أتى یوما بیت زید يطلب فلم يجده» فأبصر زينبء فوقعت في نفسه فأعجبتهء فقال: سبحان الله مقلب القلوب» وانصرف. فلما جاء زيد ذكر له ذلك» ففطن زيدء فألقي في نفس زيد كراهيتها في الوقت. ویروی عن زينب ان زيداً لم يقدر عليهاء فمتع جماعها من غیر امتناع منهاء ثم إن زيداً أتى النبي لف فقال: أريد أن أفارق صاحبتي» فقال: ما لك؟ هل رابك منها شيء؟ قال: لا والله ما رأيت منها إلا خيراء ولكنها تتعظم على لشرفهاء فقال له: أمسك عليك زوجك» واتق الله في أمرها. (١) عكاظ: سوق من أسواق العرب في الجاهليةء موضعه بين نخلة والطائف وذي المجاز؛ كانت تجتمع فيه القبائل مذّة عشرين يوماء من هلال ذي القعدة إلى العشرين منه في كل سنةء يتبايعون فيه. كما كان الشعراء يحضرون إلى السوق لينشدوا ما أحدثوا من أشعار التفاخر والحماسة والمجادلة. انظر: غربالء محمد شفيق: الموسوعة العربية الميشّرةء دار إحياء التراث العربيء بیروت» لبنان›؛ جء ص ١۳٠۱. ۳۹۰ )] الجامع لأخبار الأمة الله يل ءل واد تول لِلَذِئ أنعم اه عليه شم إن زيداً طلقهاء ثم أنزل لله كل وإذ تعقو لرك انعم ١ ًه 2 2< سو وَأَنْصَمتَ عله [الأحزاب: ۳۷]. إلى قوله: وكات أمر اللو مولا 4 [الأحزاب: ۳۷]. فلم يحتج النبي إلى عقد نكاح على زينب؛ فقال النبي: من يذهب ويبشر زينب أن الله قد زوجنيهاء فذهبت سلمى” خادمته» فبشرتها بذلك» فأغبطتها أوضاحا. قالت عائشة قيا: أخذني ما بعد وما قرب حينئذ من الغيرةء لما يبلغنا من جمالهاء وأخرى أعظم الأمور وأشرفهاء إن الله زوجها بالنبي من السماء فهي تفتخر علينا بذلك. وكان تزويجه بها هلال دي القعدةء وهي بنت خمس وثلائين سنةء وهي اول من مات من نسائه. قيل: قال النبي يَأ لزوجاته: أطولكنٌ يدا أقربكنٌ لحوقاً بي» فجعلن يتطاولن بأيديهنَ. وكان مراده يٍَ بالطول في اليدء بسطها في طاعة الله تعالى. ' ' وقالت عائشة لم تكن امرأة خيراً منها في الدين» وأتقى منها (١٤۱) لله وأصدق حديفاء وأوصل للرحم؛ وأعظم صدقة وأشذ بذلا منها للنفس في العمل الذي يتصدق به؛ ويقترب إلى الله تعالى. ماتت بالمدينة سنة عشرين› وقيل: إحدى وعشرين. وهي يومئذ بنت ثلاث وخمسين سنةء وصلى عليها عمر بن الخطاب؛ وهي أول جنازة جعل (۱) سلمى: سلمى بنت خادم رسول الله َء وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب» عمة رسول الله يَوء وهي امرأة أبي رافع. ويقال أيضاً: إنها مولاة النبي. وكانت قابلة بني فاطمة بنت رسول الله ي . وقابلة ابنه إبراهيم. ا وشي ي فكت فاط ازهراء مح زوجها علي ومع اسما شت عدن وشهدت خيبر مع رسول الله ييو . انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص ١٤۱ ۸٤۱. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۱٢۳۹ وفي هذه السنةء كانت غزوة الخندق؛ وهي غزوة الأحزاب في شوالء وقيل في ذي القعدةء وسببها أن بني النضير لما جلوا من المدينةء وساروا إلى خيبرء خرج معهم نفر من اليهودء ومنهم حيبي بن أخطب النضيري”› وسلام بن أبي الحقيق”'» وهوذة بن قيس" وعمرو بن كنانة» ونفر من بني وائل. فسارواء حتى وصلوا مكةء وقدموا على قريش» ودعوهم إلى حرب النبي» وقالوا: إِنا معكم؛ حتى نستأصله وأصحابه. فقالوا لهم: إنكم أهل كتاب› تملمون م تختلف يه نحن رمحم فدیه خر ا دیت؟ فقلوا ب ل کم خر من دينه» وأنتم أولى بالحق من فأنزل الله: ‏ الم د ل رال سے ۶ے س ‎A‏ $ ی ص 77 من الِب ومون ن لبت وَالطلعُوت ومو 1 ل ا ع ‎EE‏ ‏س م ل من الذي ءامنواً سيا © اوليك لين لعتيم ام ومن يلعن أله علن عد له تدا [النساء: ١© ٢9]. فلما قالوا لهم ذلك؛ء نشطوا لحرب النبيء واستعذوا له (واجتمعو ا)° علىه. (۱) حيي ب بن أخطب النضيري: حيبي بن أخطب النضريء» جاهلي من الأشداء العتاة كان ينعت بسيّد الحاضر والبادي. أدرك الإسلام وآذى المسلمين؛ فأسروه يوم قريظةء ثم قتلوه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ۲۹۲. )۲( سلام بن أبي الحقيق: من أشراف اليهودء من بني النضيرء سار إلى خيبر بعد غزوة بني النضير ومعه كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق» وحبي بن أخطب» فلما نزلوها دان لهم أهلها. وعندما خرجوا استقلوا بالنساء والأموال والأبناى ومعهم الدفوف والمزامير» والقيان يعزفن خلفهم. انظر: ابن هشام؛› عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةه ج۳› ص ٠٠۲. (۳) هوذة بن قيس: هوذة بن قيس الوائلي» أحد أشراف يهود بني النضيرء خرج في نفر من بني وائل منهم أبو عمار الوائلي» وفي نفر من بني النضير إلى خيبرء وهم الذين حربوا الأحزاب على رسول الله يو . انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ٢۲۲. (4) عمرو بن كنانة: الصحيح كنانة بن الربيع بن الحقيق» من أشراف يهود بني النضيرء سار إلى خيبر مع بقية الأشراف» ونزل فيهاء ودان أهلها لهم. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ٠٠۲. الطبري: محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج ٣ء ص ٢۳ (٥) وفي النسخة الأصلية بء ص ١٤٠ «واجمعواء. ۳4۲ الجامع لأخبار الأمة ثم خرج أولئك النفر من اليهود إلى غطفان"» ودعوهم إلى حرب النبي أيضاًء وأعلموهم أن قريشاً تابعتهم على ذلك» فخرجوا وقائد يني فزارة عيينة ابن حصين“» وقائد بني مرّة البحارث بن عوف» وخرجت قریش وقائدها بو سفيان. فلما سمع النبي بذلكء ضرب الخندق على باب المدينةء وأشار عليه بذلك سلمان الفارسي. وكان أول مشهد شهده وهو حن فعمل فيه النبي والمسلمون؛ حتى فرغوا منه. قيل: كان قسمة النبي بينهم» وقيل: إنه عرض في الخندق صخرة عظيمة؛ء کسرت حديد القوم وكانت في سهم عمرو بن عوف» وسلمان الفارسي› )۱( غطفان: غطفان بن سعد بن قيس عيلانء من مضر من العدنانية: جذ جاهلي قديم» بنوه بطون كثيرةء ترجع أنسابها إلى ابنيه «أعصرء ودريث» منها «باهلة» و«غني» من نسل الأولء و«أشجع» و«بغيض؛ وه«عبس» و«ذبیان» من نسل الثاني. وکانت منازل غطفان فيما يلي وادي القرى وجبلي طيء. وصنمهم في الجاهلية «العرّى» وبه شجرة عندها وثنء قطعها خالد بن الوليدء وكسر الوثن. وفي عهد الفتوحات الإسلامية تفرقت غطفان في الأقطار. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ١١٠. (۲) فزارة: فزارة بن ذبيان بن بغيض» من غطفان؛ من العدنانية: جڏ جاهلي» تفرع نسله في خمسة من أبنائه: مازنء وسعد وعدي؛ وظالم؛ وشمخ. تفرقت بطونهم في نجد ووادي القرى» ثم بإفريقيا والمغرب الأقصى. قال المقريزي: منهم جماعة بالصعيدء وجماعة بضواحي القاهرةء في قليوب وما حولهاء وبهم عرفت البلدة المسماة بخراب فزارة. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج°› ص ١٤۱. (۳) عيينة بن حصين: والصحيح عيبنة بن حصن بن حذيفة بن بدرء قائد بني غطفان في غزوة الأحزابء حم رسول الله يَأ أن يعقد الصلح معه ومع الحارث بن عوف المري على ثلث ثمار المدينةء غير أن سعد بن معاذ تناول الصحيفة ومحا ما فيها. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج٣ ص ٤٢۲. (٤) الحارث بن عوف: الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّيء من الفرسان في الجاهليةء له فيها أخبار› أدرك الإسلام وأسلم وله خبر بعد إسلامه. قال فيه حسان بن ثابت شعراً أورده ابن عبد البر. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٠ ص ۷١۱. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ ص1۲۹. (0) عمرو بن عوف: عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۹۲۳ وثمانية من الأنصارء فصعد سلمان إلى النبي» وكانت مضروبة له خيمة تركيةە فأجبره بذلك» فأخذ النبي من سلمان المعولء وضرب به على الصخرة ثلاثاء فبرق منها برق» أضاء ما بين لابتي المدينةء كأنه مصباح في ليل مظلم» فکبر النبي يي تكبير فتح» وكبر المسلمون؛ فسأله سلمان وقال: لقد رأيت شيئاء يا رسول الل لم أره قبل قط فالتفت النبي إلى القوم وقال: هل رأيتم ما أرى؟ قالوا: نعم. فقال: ذلك قصور الحيرةء ومدائن كسرى» وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهاء والبرق الثاني أضاءت (١٤۱) لي قصور الروم؛ وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهاء والثالث قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهاء فابشروا. فاستبشر المسلمون» وقالوا: الحمد لله بوعد وعدنا بنصره بعد الحصر. وقال المنافقون: ألا تتعجبون من محمد يعدكم ويمنيكم بالباطل› ويخبركم أنه يرى من المدينة قصور الحيرة ومدائن كسرى» وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق» لا تستطيعون أن تبرزواء فنزل قوله تعالى: ‏ ول يمول اَمو ولدب ف فلويهم مرضي ما وعدا اه ورسُولهد إلا عرد 4 الأحزاب: ١١]. وأنزل قوله: % فل الله ميك ملب توق انملكت من كَكَا * آل عمران: ٢۲]. إلى تمام الاية. الجرف والغابة فى عشرة آلافء ممن تبعهم من بني كنانة وهل تهامة وأقبل = أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو عبد الله المزني. کان قديم الإأسلام؛ يقال: إنه قدم مع النبي ي إلى المدينة. ويقال: إن أول مشاهده الخندق؛ء وکان أحد البكائين في غزوة تبوك؛ له منزل بالمدينة ولا يعلم حئ العرب لهم مجلس بالمدينة غير مزينة. وهو جذ کثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف الذي روى أحاديشه. مات بالمدينة آخر أيام معاوية. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ‎a‏ ص ۲۹. الجامع لأخبار الأمة وخرج النبي والمسلمون يوم الائتينء لثماني لیال بقین من ذي القعدةء فجعلوا ظهورهم إلى سلع؛ وهم ثلاثة آلافء فضرب هنالك المعسكر والخندق بينه وبين القوم وأمر بالنساء والذراري» فرفعوا في الأطام. وخرج عدو الله حيي بن أخطب» فأتى كعب بن أسد القرظي”» صاحب عقد بني قريظة وعهدهم» وكان كعب قد وادع النبي» وعاهده على ذلك» فلما سمع كعب بحيي» أغلق دونه باب الحصن؛ وأبى أن يأذن ل فناداه: يا کعب» افتح الباب؛ فقال: ويحك يا حيي» إنك امرؤ مشؤوم؛ قد عاهدت محمداء فلا أنقض عهده ولم أرَ منه إلا وفاءٌ وصدقاً. فقال: ويحك افتح لي أكلمك. فقال: ما آنا بفاتح لك. فلم يزل به حتى فتح لهء وقال: جئتك بعر الدهر وببحر طام؛ جئتك بقريش على قادتها وسادتهاء وبغطفان» وقد عاهدونى أن لا يرجعوا حتى يستأصلوا محمد وأصحابه. فقال كعب: جئتني بذل الدهر والله ما هذا إلا جهام قد أهرق ماؤ وبرعد ليس فيه شيء وبرق خلب» دعني ومحمداً وما انا عليه فإني لم أَرَ منه إلا صدقاً ووفاء. فلم يزل به حتى أعطاه عهداً من الله ومیثاقاء لئن رجعت قریش وغطفان منهزمين» ولم يصيبوا محمداًء ليدخله في حصنهء فيصيب حيياً ما يصیب کعباًء ونقض عهده. فأرسل إليه رسول الله سعد بن معاف وسعد بن عبادة وعبدالله بن رواحق مع فيس بن الخطم في يوم بعاث. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج ص ٢۲۲. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ‎۳4o‏ ليختبروه فمضوا إليه وسألوم فقال: لا عهد بيني وبين محمد. فرجعوا إلى النبي» فأخبروه بما قال. وأقام النبي بحذا المشركين أربعاً وعشرين ليلةء ولم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل» وبحصى. وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف» وأتاهم (۹٤۱) المشركون من فوقهم ومن أسفل منهم فقال المنافقون: يعدنا أن يفتح كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يقدر (أن) يذهب إلى الغائط من الخوف؛ ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً. وقال أوس بن قيظي بن حارثة"» للنبي: إن بيوتنا خارجة من المدينةء وهي عورةء فأذن لنا أن نخرج إلى دیارنا. وأراد النبي أن يبعث إلى عيينة بن حصن وحارث بن عوف» وهما من غطفان؛ ليرجعا بمن معهماء ليعطيهما ثلث ثمار المدينةء فاستشار سعد بن معافء وسعد بن عبادة» فقالا: يا رسول الله أشيء أمرك الله به؟ فلا بد لنا من أن نفعله؟ أم أمر تحبه فتصنعه لنا؟ فقال: ما أصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة» وکالبوکم من کل جانب» فأردت أن أکسر عنکم شوکتهم. فقال سعد بن معاذ: قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالل وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرةء إلا قري أو بيعاء فكيف حين أكرمنا الله بالإاسلام وأعرّنا بك» نعطيهم أموالنا؟ ما لنا في هذا والله من حاجةء والله ما نعطيهم إلا السيف» حتى يحكم الله بيننا وبينهم» وهو خير الحاكمين. ثم اقام رسول الله والمسلمون؛ والمشركون لهم محاصرون؛ ولم يكن (١) إضافة يقتضيها السياق. (۲) أوس بن قيظي: اوس بن قيظي بن عمرو بن زید بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي› شهد أحداً هو وابناه كنانة وعبداله» ولم يحضر عرابه بن أوس أحداً مع أيه واخویه استصقره رول اله 6و. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص ۱۷۹-٠۱۸ ۳۹41 ِ )0 لأخبار الأمة بينهم قتال» إلا أن فوارس قريش» وهم: عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل» وهبيرة بن ابي وهب ونوفل بن عبد الله وضرار بن الخطاب"› ومرداس» قد تلبسوا للقتالء وخرجوا إلى خيلهم؛ء ومرّوا على بني كنانة فقالوا: تَهَيأوا للحرب» فستعلمون اليوم من الفرسان. ثم أقبلوا نحو الخندقء حتى أقبلوا عليه فلما رأوه قالوا: والله إن هذه لمكيدة ما كانت للعرب تكيدهاء ثم تيمموا مكانأً من الخندق ضيقاء فضربوا خيولهم» فاقتحمت بهم وجالت بهم في السبخة بين الخندق وسلعء وخرج علي بن أبي طالب ونفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحمتها خيلهم» فأقبلت الفرسان تعنوا نحوهم. وكان عمرو بن عبد ود قاتل في بدر حتى أثخنته الجراحء ولم يشهد أحُداً. فلما كان يوم الخندق خرج معلماً ليرى مكانه فقال له علي: إنك كنت تعاهد الله لا يدعوك رجل من قريش إلى خلتين إلا أخذت منه أحدهماء قال: أجل فقال له علي: إِنّي أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الإسلام فقال: لا حاجة لي إلى ذلك» فقال علي: فإني أدعوك إلى النزال. قال: ولم يا ابن أخيء فإني )۱( عمرو بن عبد وذ: عمرو بن عبد ود العامري؛ من بني لؤيء من قریش» فارس قریش وشجعانها في الجاهليةء. أدرك الإأسلام ولم يسلم؛ وعاش إلى أن كانت موقعة الخندق» فحضرها وقد تجاوز الثمانين» فقتله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ١۸. عكرمة بن أبي جهل: عكرمة بن ابي جهل عمرو بن هشام المخزومي القرشيء من صناديد قريش في الجاهلية والإسلام. كان أبوه من أشد الئاس عداوة للنبي يق أسلم عكرمة بعد فتح مكة سنة ۸ه وحسن إسلامهء فشهد الوقائعء وولڵي الأعمال لأبي بكر» استشهد في اليرموك؛ أو يوم مرج الصفرء وعمره ١٠ سنة. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٤ ص ٤٤۲. وانظر ابن الأثير» علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤. ص۷٠ - ٠۷. ۲ س (۳) ضرار بن الخطاب: ضرار بن الخطاب بن مرداس القرشي الفهري: فارس شاعر؛ صحابي» من القادة. من سكان الشراةه فوق الطائف» قاتل المسلمين يوم أحد والخندق أشد قتالء وأسلم يوم فتح مكة. ولم يكن في قریش أشعر منه؛ وله أخبار في فتح الشام واستشهد في وقعة أجنادين. انظر: الزركلي› خير الدين: الأعلام ج ص ١٠۲. وانظر ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۳ ص۳٥ - ٥٥. الباب الرايع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۹۷ ذلك فرسه؛ وضربه على وجهه؛ وأقبل على علي (١٥۱) فتجاولاء فقتله عليء فخرجت خيله منهزمف وأصاب منبه بن عثمانء سهم فمات منه بمكة. ونوفل بن عبد الله المخزومي» تورط عند اقتحامه الخندق؛ فرموه بالحجارة› فقال: يا معاشر العرب: فَتْلَةٌ خير من هذاء فقتله على» فغلب المسلمون المشركين على جسده» فأخذوه فأرسل المشركون إلى النبي أن يبايعهم جسده فقال: لا حاجة لنا في جسده ولا في ثمنهء فشأنكم ره فأخذوه. قيل: وكان حسان بن ثابت مع النساء والذراري في حصن؛ فمرً بهم يهودي» وجعل يطوف بالحصن؛» فقالت صفية بنت عبد المطلب"ء لحسان: إن هذا اليهودي» كما ترى» يطوف بالحصن؛ وقد حاربت بنو قريظة النبي› والله لا نأمنه أن يدل على عورتناء والنبي في نحور العدوء ولا يستطيعون أن يتصرفوا إليناء فانزل إليهء واقتله. فقال: يغفر الله لك قد علمت ما أنا بصاحب هذاء فنزلت إليه صفيّة وقد تخمرت» وأخذت عموداء ونزلت من الحصن؛› فضربته بالعموت حتى قتلته» ورجعت إلى الحصن؛ فقالت: يا حسان؛ انزل إليه وخذ سلبه» فما متعني من سلبه إلا إني امرأة وهو رجل» فقال: لا أستطيع؛ وما لي في سلبه من حاجةء وکان حسان رجلا جباناً. ص ص ص وس مدو ً وأقام النبي وأصحابه في شذّة كما قال الله تعالى: « هنايك ابتلى المومنويك (١) صفية بنت عبد المطلب: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم؛ سيدة قرشيةء شاعرة باسلةء وهي عمة النبى يَيٍِْء أسلمت قبل الهجرةء وهاجرت إلى المدينةء رأت المسلمين يتراجعون يوم أحدء فتقدمت؛ء وبيدها رمح تضرب به في وجوه الناس» وتقول: انهزمتم عن رسول الها فأشار النبي إلى الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها الحمزةء (وكان قد بُقر بطنهء فكره رسول الله أن تراه) فناداها الزبير أن تتنحخى» فزجرته» وأقبلت حتى رأت أخاها. لها مراث رقيقة. في شعرها جودة. ماتت في المدينة سنة ٠ه انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام جح۳ ص ٦١۲. وانظر ابن الاثيرء علي بن محمد: آسد الغابة في معرفة الصحابق جح۷ ص١۱۷ - ۱۷۲. ۳۹4۸ الجامع لأخبار الأمة ولرلوا زرالا سَدِيدًا 4 [الأحزاب: ١1]. وحبسوا عن الصلوات. ولم يقتل من المسلمين إلا ستة نفر: كعب بن زيد الذبياني”› وعبدالله بن سعد" وآنيس ابن أوس"» والطفيل بن النعمان» وثعلبة بن غنمة» ورمي سعد بن معاذ بسهم؛ فأصاب أكحلة ابن العرقة"» وقال: خذها وآنا ابن العرقةء فقال سعد: عرّق الله وجهك بالنار ٹم قال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قریيش» فابقني لهاء وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم» فاجعله لي شهادة. (۱) ۳) ر (9) (۱) كعب بن زيد الذبياني: كعب بن زيد الذبياني بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري النجاري. شهد بدراً والخندق؛ وقتل يوم الخندق شهيداً. قال الواقدي: قتله ضرار بن الخطاب يوم الخندق. وقال ابن إسحاق: أصابه سهم غُزب (أي سهم لا يعرف راميه) يوم الخندق فقتله. ويذكرون أن الذي أصابه أمية بن ربيعة بن صخر الدؤلي» وكان قد نجا يوم بثر معونة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغاية في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص ۷۷٤. عبد الله بن سعد: والصحيح عبد الله بن سهل؛ وهو عبدالله بن سهل الأنصاري؛ ذكره ابن إسحاق؛ء وابن عقبة فيمن شهد بدراً مع الأتصار ثم من بني عبد الأشهل. قال ابن هشام: عبدالله بن سهل هذا هو أخو زعوراء بن عبدالأشهل. قال: ويقال إنه من غسان؛ حليف لبني عبد الأشهل؛ وقال ابن إسحاق: قتل ابن سهل هذا يوم الخندق شهيداً ونسبه بعضهم فقال: عبدالله بن سهل بن زید بن عامر بن عمرو ين جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. انظر: اين عبد البرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ۳ء ص ٤ ۹۲. أنيس بن أوس: والصحيح أنس» وهو أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبدالاعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. شهد أحداً وقتل يوم الخندق؛ قال موسى بن عقبةء عن ابن شهاب: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتلهء ولم يشهد بدراء وقال غیره: قتل يوم أحد. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص ١١٠. الطفيل بن النعمان: الطفيل بن النعمان بن مالك بن التعمان بن خنساء وقيل: الطفيل بن التعمان بن خنساء الأنتصاري السلمي؛ من بني سلمةء شهد العقبةء وشهد بدراً وأحدا جُرح بِأَحُد ثلاثة عشر جرحاًء وعاش حتى شهد الخندق» وقتل يوم الخندق شهيداً قتله وحشي بن حرب. نظ ا ابن عبد البر» يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج٠ ص ۷۱۲ ۷۱۷. ثعلبة بن غنمة: ثعلية بن غنمة بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأتصاري الخزرجي السلميء شهد العقية في البيتين» وشهد يدر وهو أحد الاين كردا آلهة بني سلمة. قتل يوم الخندق شهيداء قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص ٢۲۹. ابن العرقة: هو حبان بن قيس بن العرقةء أحد بني عامر بن لؤي؛ انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۲۷. الباب الرايع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۹۹ ثم ِن نعيم بن مسعود الأشجعي”› أتى النبيء فقال: يا رسول الل إني واحد متا فاخدع عٽا إن استطعت؛ فان الحرب خدعة. فخرج نعيم؛ فأتی بني قريظةء وکان صديقا لهم في الجاهليةء فقال: يا بني قريظة؛ قد عرفتم إن قريشاً وغطفان جاؤوا لحرب محمد وقد ظاهرتموهم عليه وهم ليسوا کھیئتکم فالبلد بلدکم؛ ويه أموالكم وأبناۋكم ونساؤكم؛ لا تقدرون تتحولون عنه إلى غیره وهم إن وجدوا فرصة انتهزوهاء وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم (١١۱) وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم بهء ون خلا بكم فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهناً من أشرافهم يكون بأيديكم ثقة لكي على أن يقاتلوا معکم محمداً حتی تناجزوه بجواره؛ء فقالوا: لقد أشرت براي ونصحت. قريىش» قد عرفتم ودي إياكم› وعداوتي لمحمد وقد بلغني أمر ريت أن أبلغفكم إياء نصحاً لكم فاكتموه عليٌ» قالوا: نعم قال: اعلموا أن اليهود قد ندموا على ما صنعوه بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه: أن قد ندمنا على فعلناء هل يرضيك عنًا أن نأخذ من أشراف القبيلتين قريش وغطفان رجالا فتدفعهم إليك؛ فتضرب أعناقهم» ثم نكون معك على من بقي منهم› فأرسل إليهم: نعم نرضى منكم بذلك» فإن بعثت إليكم اليهود يلتمسون منكم رهنأء (۱) نعيم بن مسعود الأث شجعي: صحابي من ذوي العقل الراجح» قدم على رسول الله ي سراً يام الخندق› فأسلم وكتم إسلامهء ثم عاد وألقى الفتنة بين قبائل قريظة وغطفان وقريش؛ فتفرقوا. فکان نعيم يقول: أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه؛ وآنا آمين رسول الله ي على سره وسكن المدينة. مات في خلافة عثمانء وقيل: قتل يوم «الجمل» قبل قدوم علي إلى البصرة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۸ء ص ١٤. وانظر ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص۳۳۸ ۳۳۹ ۳۹۸ © الجامع لأخبار الأمة ولرل زرالا سَدِيدًا 4 [الاحزاب: ١1]. وحبسوا عن الصلوات. ولم يقتل من المسلمين إلا ستة نفر: كعب بن زيد الذبيانيى”› وعبدالله بن سعد وأنيس ابن وس" والطفيل بن النعمان» وثعلبة بن غنمة”» ورمي سعد بن معاذ بسهم؛ فأصاب أكحلة ابن العرقة”» وقال: خذها وأنا ابن العرقةء فقال سعد: عرّق الله وجهك بالنار ثم قال: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش» فابقني لهاء وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم› فاجعله لي شهادة. (۱) كعب بن زيد الذبياني: كعب بن زيد الذبياني بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن ديتار بن النجار الأنصاري النجاري. شهد بدراً والخندق؛ وقتل يوم الخندق شهيدا. قال الواقدي: قتله ضرار بن الخطاب يوم الخندق. وقال ابن إسحاق: أصابه سهم غَرزب (أي سهم لا يعرف راميه) يوم الخندق فقتله. ويذكرون أن الذي أصابه أمية بن ربيعة بن صخر الدؤلي؛» وكان قد نجا يوم بثر معونة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ء ص 4۷۷. (۲) عبدالله بن سعد: والصحيح عبدالله بن سهل» وهو عبدالله بن سهل الأنصاري» ذكره ابن إسحاق؛ وابن عقبة فيمن شهد بدراً مع الأنصار ثم من بني عبد الأشهل. قال ابن هشام: عبدالله بن سهل هذا هو أخو زعوراء بن عبدالأشهل. قال: ويقال إنه من غسانء حليف لبني عبد الأشهل؛ وقال ابن إسحاق: قتل ابن سهل هذا يوم الخندق شهيداًء ونسبه بعضهم فقال: عبدالله بن سهل بن زد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. انظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبدالله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج۳ ص ٤ ۹۲. () أنيس بن أوس: والصحيح أنس» وهو أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبدالأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج ين عمرو بن مالك بن الأوس. شهد أحداً وقتل يوم الخندق» قال موسى بن عقبةء عن ابن شهاب: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتلهء ولم يشهد بدراء وقال غيره: قتل يوم أحد. انظر: ابن الأثير» علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص ١١٠.0 (4) الطفيل بن النعمان: الطفيل بن النعمان بن مالك بن النعمان بن خنساع وقيل: الطفيل بن النعمان بن خنساء الأنصاري السلمي» من بني سلمةء شهد العقبةء وشهد بدراً وأحداًء جرح بِأَحُد ثلاثة عشر جرحاء وعاش حتى شهد الخندق؛ وقتل يوم الخندق شهيداء قتله وحشي بن حرب. انظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ص ۷۱۲ ۷۹۷. () ثعلبة بن غنمة: ثعلبة بن غنمة بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلميء شهد العقبة في البيعتين» وشهد بدراً وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة. قتل يوم الخندق شهيداء قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ ص ۹۰. ۱ ۱ () ابن العرقة: هو حبان بن قيس بن العرقةء أحد بني عامر بن لؤي» انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ۳ء ص ۲۷. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۳۹۹ ثم إن نعيم بن مسعود الأشجعي”" أتى النبي» فقال: يا رسول اللهء إني قد أسلمت» وإن قومي لم يعلموا بإسلامي» فمرني بما شئت . فقال له: فأنت واحد منّاء فاخدع عنًا إن استطعت» فإن الحرب خدعة. فخرج نعيم» فأتى بني قريظةء وكان صديقاً لهم في الجاهليةء فقال: يا بني قريظةء قد عرفتم ودي إياكم» وخاصة ما بيني وبینكم» قالوا: صدقت» لست عندنا بمتهم. فقال: کھهیئتکم» فالبلد بلدكم؛ وبه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم» لا تقدرون تتحولون عنه إلى غيرهء وهم إن وجدوا فرصة انتهزوهاء وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم (۱١۱) وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم بهء وإن خلا بكم فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا رهن من أشرافهم» يكون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمداً حتى تناجزوه بجواره فقالوا: لقد أشرت قرش قد عرفشم وي اياکې وعداوتي لمحمف وقد بتي سر رایت آذ أبلغكم إياء نتصحاً لكم؛ » فاکتموه علي قالوا: : نعم قال: اعلموا أن اليهود قد ندموا على ما صنعوه بينهم وبين محمد وقد أرسلوا | إليه: أن قد ندمنا على فعلناء هل يرضيك عا أن نأخذ من أشراف القبيلتين قريش وغطفان رجالا دنمهم إليكء تضرب أعناتهې ثم تكون مك على من بقي متهم ناد ل : نعم نرضى منكم بذلك» فإن بعثت إليكم اليهود يلتمسون منكم رهناء )۱( نعيم بن مسعود الأشجي : صحابي من ذوي العقل الراجح» قدم على رسول الله يَف مسرأ أيام الخندق› فأسلم وكتم إسلامهء ثم عاد وألقى الفتنة بين قبائل قريظة وغطفان وقريش» فتفرقوا. . فکان نعيم يقول: : أا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه وأنا أمين رسول الله يَهةٍ على سر وسكن المدينة. مات في خلافة عثمان» وقيل: قتل يوم «الجمل» قبل قدوم علي إلى البصرة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ‎4d‏ ص ١٤ . وانظر ابن الأثيره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص۲۳۹-۳۳۸. حح فلا تدفعوا إليهم رجلا واحداً. ثم أتى غطفان؛ فقال لهم مئل ما قال لقريش؛» وحذرهم. فلما كان ليلة السبت» أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قريظة: إنا ليس لنا هنا دار مقام قد هلك الخف والحافر» فأعدوا للقتالء حتى نناجز محمد ويفرغ فيما بينناء وبينه. فأرسلوا إليهم: إنه اليوم السبت» ولا نفعل فيه شیا ولسنا نقاتل معكم؛ حتی تعطونا رهنا من رجالكم» يکون بأيدينا ثقة لناء حتى نناجز محمداً وإنا نخشى إذا اشتدٌ عليكم القتالء سرتم إلى بلادكم وتركتمونا ومحمدا في بلادناء ولا طاقة لنا به. فلما رجع إليهم الرسول» قالت قريش وغطفان: والله إن الذي ذكر نعيم لحق فأبوا أن يعطوهم رهناء وخذلهم الل وفرّق شملهم» وكان ذلك مما صنع الله لرسولهء وأرسل الله عليهم الريح والملائكة في ليال شاتية شديدة البرد» طرحت ستورهم وبنيانهم› وتکفأت قدورهم؛» فانصرفوا خائبين. ودخل حيي بن أخطب مع بني قريظة حصنهم» ووفی له کعب بما عاهده. وفي هذه السنةء كانت غزوة بني قريظةء وسببها أن النبي يَيةٍء لما أصبح من الليلة التي انصرفت قريش فيهاء ورجع هو والمؤمنون عن الخندق إلى المدينةء وضعوا السلاح؛ فلما كان الصبح أتاه جبريل َلك معتماً بعمامة من استبرق” على بغلة عليها رحالة وقطيفة من ديباج. وكان النبي عند زينب أو عائشة اء وقد غسلت شق رأسهء فقال له جبريل: قد وضعت السلاح؟ قال: نعم وقال: عفا الله عنك؛ فما وضعت الملائكة السلاح منذ أربعين ليلةء وما رجعت الآن إلا من طلب القوم؛ والله يأمرك (١١٠) بالمسير إلى بني قريظةء فسر إليهم وقد زلزلت أوتادهم› وفتحت أبوابهم› وتركتهم في زلزال وبلبال. (١) الاستبرق: ضرب من الدياج غليظ. الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۱غ فنادی منادي النبى: إن من کان سامعاً ومطیعاء فلیصلی فی بنى قريظة فسار الناس إليهم؛ ونزل علي بئرا من آبارهم” في ناحية من أموالهم وحاصرهم خمسا وعشرين ليلةء حتى أجهدهم الحصارء وقذف الله في قلوبهم الرعب فلما أيقنوا أن رسول الله غير منصرف عنهم؛ حتى يناجزهم؛ قال كعب بن أسد: يا معشر اليهودء إنه قد نزل بكم من الأمرء ما ترون؟ إني عارض علیکم ثلاث خلال فاختاروا ايها شئتم. فقالوا: ما هنٌ؟ قال: نبايع هذا الرجل» ونصدقه إلى الل فوالله لقد تبن لكم أنه نبي مرسل؛ وإنه الذي تجدونه في كتبكم» فتأمنوا على دياركم وأبنائكم وأموالكم ونسائكم. قالوا: لا نفارق دینناء ولا نستبېدل به غیره. قال: فإذا أبيتم هذه فهلموا نقتل أبناءنا ونساءناء ونخرج إلى محمد رجالاً مصلتين بالسيوف فإن نهلك نهلك ولا نترك شيئا نتخشى عليه وإن نظهر اتخذنا النساء والأبناءء فقالوا: نقتل هؤلاء المساكين» فلا خير في العيش بعدهم. قال: فإن أبيتم هذه فإن الليلة ليلة السبت»ء وعسى أن يكون محمد وأصحابه آمنين فيهاء فانزلواء فلعلنا نصيبهم على غفلة. فقالوا: أنفسد سبتناء ونحدث فيه وقد علمت ما أصاب من أحدث في السبت من المسخ؛ قال: ما بات رجل منكم حازم منذ ولدته أمه ليلة واحدة. ثم إنهم أرسلوا إلى النبى يَيٍْء أن ابعث إلينا أبا لبانة ستشیر٥؛ فأرسله إليهم فلما رأوم قام إليه الرجال والنساء والصبيان يبكون في وجههء فرق لهم وخالف أمر النبيء فلم يت النبيء وربط نفسه في ساريةء وقال: لا أبرح (١) هو بثر انى بالمدينة من آبار بني قريظة نزله النبي ي لما فرغ من غزوة الخندق» وقصد بني النضر انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج١ ص ٢٥۲ )۲( كعب بن أسد: هو كعب بن أسد بن سعيد القرظيء من بني قريظةء شاعر جاهلي؛ له مناقضات مع قيس بن الخطيم يوم بعاث. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ٢۲۲. ر الجامع لأخبار الأمة مكاني» حتى يتوب الله عليٌ» فبلغ ذلك النبي» فقال: لو أنه أتاني لاستغفرت ل فلم يزل كذلك» حتى أنزل الله توبته» وأطلقه النبي يَيةٍ. ثم أسلم ثعلبة» وأسيد بن عبيد”» ونزلت بنو قريظة إلى النبي يَء فقال الأوس: يا رسول اللهء إنهم موالينا دون الخزرجء وقد فعلت في موالي الخزرج بالأمس ما فعلت. فقال: ألا ترضون أن أحكم فيهم رجلا منكم؟ قالوا: بلى. قال: فذاك سعد بن معاد. وكان سعد بن معاذ أصابه منهم سهم في أكحلة يوم الخندق» فقال: اللهم لا تمتني» حتى تشفيني من بني قريظةء فرقاً دمه فلما حكم في بني قريظةء انفجر أكحلةء فمات» فجاء جبريل نلك إلى النبيء (١١٠) َي فقال له: اهت العرش لموت رجل من أصحابك» وما اهترٌ لموت أحد قبله. فقام النبي ي مسرعا إلى سعد فإذا سعد قد قضى نحبهء والأنصار حول فلما خرجوا من بيتهء لم يبق فيه إلا سعد وحدهء فجعل النبي ييي يتخلل في مشيه في البيت» مرّة يميناء ومرّة شمالاء حتی جلس إلى جنب سعد؛ وحزن عليه حزناً شدیداء حتی رُؤي ذلك في وجهه؛ وأمر بجهازه فجُهُز ثم خرج (١) ثعلبة: ثعلبة بن سعية. وقيل: ابن يامین. روى سعيد بن جبير وعكرمةء عن ابن عباس» قال: لما آسلم عبدالله بن سلام؛ وثعلبة بن سعيةء وأسيد بن سعية وأسد بن عبيدء ومن أسلم من يهود معهم فامنوا وصدقوا ورغبوا في اللإسلام قالت أحبار اليهوت وأهل الكفر منهم: والله ما آمن بمحمد ولا تبعه إا أشرارناء ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آباءهم؛» وذهبوا إلى غيره» فأنزل الله تعالى: $ لَيسُوا سواه ين اهل الكتب أَكَةٌ مَبْمَةٌ 4 وقال البخاري: توفي ثعلبة بن سعية في حياة النبي ي . وذكر الطبري أن ابن إسحاق قال في ثعلبة بن سعية وأسيد بن عبيد: هم من بني هدل» ليسوا من بني قريظة ولا النضيرء نسبهم فوق ذلك وهم بنو عم القوم؛ أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حکم سعد بن معاذ. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج١ ص ٦۲۸. (۲) أسيد بن عبيد: أسيد بن عبيدء أسلم هو وثعلبة بن سعية وأحرز ماله» وحسن إسلامه. وذكر الطبري عن ابن حميد عن سلمة عن أبي إسحاق» قال: ثم إن ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعيةء وأسید بن عبيدء وهم من بني هدلء أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم سعد بن معاذ. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ١ء ص ١١۱. الباب الرابيع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة £۳ معه؛ وتحمل وصلى عليه يَيةٍ. وکبر سبعا. ووقف على قبره طویلا. فُسُئل النبي يَوٍء عن مشيه متخللاً في بیت سعد والبیت فارغ؛ فقال: ما وجدت إليه مخلصاً من الملائكةء حتى قبض ملك منهم جناحهء وهذا جبريل يخبرني ان فقال أبو المنذر بن هشام بن محمد حدثنا عبد الحميد الأنصاري: بينما قريش في المسجد الحرام؛ إذ سمعت قائلاً يقول على جبل أبي قبيس: إن يسلم السعدان يضحى محمد بمكة لا يخشى خلاف مخالف فلما أصبحت فریش» اجتمعت؛ وقال بعضهم لبعض: من السعود؟ قالوا سعد بكر أو سعد بن تميم أو سعد هذيل. فلما كانت الليلة القابلةء سمعوا الصوت فى ذلك المكانء وهو يقول: فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصري ‏ ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعى الهدى وتمنيا ‏ على الله فى الفردوس منية عارف فقال بعضهم لبعض: هذان والله سعد بن معافء وسعد بن عبادة. ثم قال الأوس: يا أبا عمروء أحسن في مواليك؛ فإنك قد حكمك رسول الله يهم وأكٹروا علي قال: ني سعل؛ لا تأخذني في الله لومة لانم وقال: أترضون أن أحكم فيهم؟ قالوا: نعم قال: ني حكمت فيهم أن تقتل (۱) سعد بکر: سعد بن بکر بن هوازن» من عدنان» جذ جاهلي؛» امتاز بنوه بالفصاحة وفيهم نشا النبي يِل في طفولته» إذ تسلمته حليمة السعدية من أمهء وحملته إلى المدينةء وأحسنت تربيته. ولّما ردته إلى مكة نظر إليه عبد المطلب فامتلا سروراًء وقال: جمال قريش وفصاحة سعد وحلاوة يثرت. وکانت منازل بني سعد بن بكر في الحديبية وأطرافها. وهم الآن بطونء يسكنون بالقرب من الطائف. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام جح٥۳ء ص ٤ ۸. (۲) سعد هذیل: سعد بن زید بن ليث بن سود؛ من قضاعة: جذ جاهلي. حضنه حبشي اسمه «هذيم» فأضيف إليه. والنسبة إلى سعد هذيم «هُذمي» بضم الهاء وفتح الذال. بنوء عذّة بطون ذكرها ابن حزم. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ۳ء ص ٥۸.٠ 3 ۰ ع )© لأخبار الأمة رجالهم وتغنم أموالهم» وتُسبى ذراريهم. فقال النبي يٍَ: حكمت فيهم بحكم الله. فأمر النبي بضرب أعناقهم› وكانوا سبعمائة إلى تسعمائةء وكان علي والزبير يضربان أعناق بني قريظةء والنبي جالس عندهم؛ وکان فیهم شیخ یکنی أبا عبدالرحمن» وكان قد مر على ثابت بن قيس بن شماس» في الجاهليةء يريدون قتله فأخذه وجره بيده وخلڵى سبيله» فقال ثابت: يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني؟ قال: وهل يجهل مثلي مثلك؟ قال: إني أريد (أن) أجزيك بيدك عندي. قال: إن الكريم يجزي الكريم؛ فأتى ثابت النبي» وقال: يا رسول الله إن لأبي عبد الرحمن عندي يدء قد أحببت أن أجزيه بهاء فهب لي دمه (٤٥۱) فوهبه له» فأتا وقال له: إن النبي» قد وهب لي دمك» فقال: شيخ كبير لا آهل به ولا ولد. فأتى ثابت النبي› وسأله أن يهب به أهله وولده فوهبهم له فأتای وقال: قد وهب لي أهلك وولدك فهم لك. فقال: أهلي عيالء ولا مال لي فما بقاؤهم على ذلك؛ فسأل ثابت النبي أن يهب له ماله فوهبه له فأتام فقال له: قد وهب لي النبي مالك» فهو لك فقال: أي ثابت» ما فعل كعب بن الأسد؟ قال: قتل؛ قال: أسالك بيدي عندك إلا ما ألحقتني بالقوم فما أنا صابر حتى ألقى الأحبة. فقذّمه ثابت» وضرب عنقه؛ فبلغ أبا بكر ذلك فقال: يلقاهم الله في جهنم خالدا مخلدا. الخمس» فأعطى الراجل سهما والفارس سهمين. وكانت الخيل ستة وثلاثين فرساء واصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة”» فكانت عنده إلى أن مات» وکان (۱) إضافة يقتضيها السياق. (۲) ريحانة: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خناقةء من بني النضر؛ إحدی أزواج النبي يَيْْوٍء كانت يهودية وسُبيت» وأسلمت سنة ٦ه فأعتقها النبي بء وتزوجها. كان معجباً بأدبها وبيانهاء ولا تسأله حاجة إلا قضاها. ولم تزل عنده حتى ماتت» وهو عائد من حجة الوداع› فدفنها بالبقيع سنة ۱ه / ۳۲٦م. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج ص ۴۸. وانظر ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ ج ۷ء ص١۱۲ - ١۱۲. حم الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ۰0 يحرص عليها أن يتزوجهاء ويضرب عليها الحجاب» فقالت: بل تتركني يا وفي هذه السنةء حُرّمت الخمر. قيل: أنزل الله في الخمر أربع آيات› نزلت في مكة: وين تمر الل والب دوت مته سرا وَرذقا حَسنا € [التحل: ۷٠]. الآية. فكان المسلمون يشربونهاء وهى حلال يومئذ. ثم نزلت في مسألة عمرء ومعاذ ياء حين قالا: يا رسول الل أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل› مذهبة للمال. فأنزل الله: $ بويك عر الَحَمر وَاَلْمر االبقرة: ۹٠۲]. الآية. فكانوا يستمتعون بمنافعهاء ويجتنبون ماثمهاء إلى أن صنع عبد الرحممن بن عوف طعاماء فدعا أناساً من الصحابة وأتاهم بخمر فأكلواء وشربوا من الخمر حتى سكرواء وحضرت صلاة المغرب» فقدموا رجلا منهم يصلي بهم ‎e‏ هم سے ر روو ِ س ےو و مص صو م ‏فقراً: قل يَأمها الكنروت © لا أعبد ما يدون [الکافرون: ٢١ ٢] بغیر لا۔ ‎Lae Es A AEE Gta e AE e‏ فأنزل الله: $ يتأمًا الَذب ءامنواً لا نتروا الصَ لوه وآتم سشکری حى تعلموا ما ‏کک ر سے ‏تُعُولونَ ¶ [النساء: 4۳ ]. ‏فكانوا يشربونها في غير أوقات الصلاة إلى أن شربها رجل من المسلمين› فجعل ينوح على قتلى بدر» ويقول شعرا: ‏تحيا بالسلامة أ بكر وهل لك بعد رهطك من سلام ‏ذريني أصطبح يا أم بكر رأيت الموت نقب عن هشام ‏(١٥٠) فېلغ ذلك النبي» فجاء يجرٌ رداء حتى انتهى إليهء ورفع شیئاً کان بيده» ليضربه» فلما عاينه الرجل» قال: أعوذ بالله من غضب الله ورسوله؛ والله لا أطعمها أبداً. ‎ ۹ الجامع لأخبار الأمة وروي عن علي أنه قال: کان لي شارف من الغنم» ودفع لي رسول الله شارفاً من الخمس؛ فواعدت صواغاً يخرج معنا بالأذخر لأبيعه من الصواغين؛ أستعين بثمنه على الدخول بفاطمة. قال: فعقلتٌ شارفي عند حائط رجل من الأنصارء ومضيت لأجمع الحبال والغرائر فجئت» فوجدت شارفي قد تقر بطنف فلم أملك عيني أن بكيت» وقلت: من فعل هذا؟ فقيل لي: عمك حمزة وها هو ذا في البيت مع شرب» غنتهم جاريةء فقالت: ألا يا حمز بالشرف البواء وهن معقّلات بالغناء ضع السكين في اللبات منها فضرّجهن حمزة بالدماء وعجل في سرائحها كتاباً مُهَلوَجَةُ على وجه الصلاء وأصلح من أطاييها طبيخاً لشربك من قدير أو شواء فت أبو العمارة والمرججا لكشف الضرً عنا والبلاء قال: فجئت إلى النبي يَيٍْء وقلت: إن عمك فعل بشارفي كذا وكذاء فقام النبي» ولبس رداءه ونعليهء وصحبته أنا وزيد مولا فاستأذن» ودخل البيتء وقال: يا حمزةء ما حملك على ما فعلت؟ فجعل ينظر إلى صدر النبي» وإلى ساقي ثم قال: ألستم عبيداً لأبي؟ فرجع النبي القهقرىء وقال: إن عمك قد ثمل» وهما لك يا عليء فعرّفهما لي. فلما أصبحء غدا حمزة إلى رسول الله يعتذر إليهء فقال: مه يا عم. فعفا عنه. قيل: واتخذ غسان بن مالك» دعوة ودعا رجالا فيهم سعد بن ابي وقاص وكان قد شوى لهم رأس بعير» فأكلواء وشربوا الخمر فتفاخرواء وأخذوا ينشدون الأشعار فأنشد سعد قصيدة فيها هجاء الأنصار وفخر لقومه فقام رجل من الاتصار» وأخذ لخمي البعي شرب ب وجه سع فشجه موف ‎r‏ موہ پو ‏في الخمر بيا بيان فأنرل الله: ‎cy‏ الَذْنَ 7 نَم اتر س لگ ‎E‏ ‎ ‎ الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة ٧ $ ‎EEE‏ رج من عمل الشيطن فاجتنوه لَملكم تَفَلحُونَ ‏ [المائدة: ٠۹]. إلى قوله: فهل آنل سوس مون [المائدة: ۹1]. فقال عمر: انتهينا يا رب. والخمر ما خامر العقلء وهو كل مسكر. وقال النبي يَيٍْْ: «لا يجمع الله الخمر والإيمان في جوف مسلم أبداء ومدمن الخمر کعاید وٹن». وقال: «من شرب الخمرء ولم يتب حرمها في الآخرةء ومن حرم خمرة الآخرة قد خرم الحنة ومن حرم الحنف فمأواه النار». ولعن النبي شارب الخمرء وساقيهاء وبائعهاء ومشتريهاء وعاصرهاء ومعتصرهاء وحاملها والمحمولة إليهء واکل ثمنها. وفى هذه السنةء ركب النبى يي فرساً إلى الغابة فى ذي الحجةء فسقطء فخدش خده الأيمن› وأقام بالبيت خمسة أيام يصلي قاعدا. وفيها نزلت فريضة الحجء وحج النبي يلو سنة عشر من الهجرةء حح الفريضةء والله أعلم. + ++ ۰ ۳7 ۰. »+ ری ء ذکر الآمور الحاد 6 غي فی ۷ ) ا الجامع لأخبار الأمة ففی هذه السنةء كانت غزوة بنی لحیان”'ء في ربيع الأولء وبنو لحيان كانوا بناحية عُسفانء فخرج النبي يَلٍ حتى بلغ ثج› (فحذروا) وتمعنوا في رؤوس الجبال. وفي هذه السنة كانت عزوة الغابةء وهي في طريق الشامء وکانت في ربيم الأولء وذلك أنه غار عيينة بن حصن في خيل من بني غطفان على لقاح رسول الله ي وفيها رجل من غفار وامرأة فقتلوا الرجل» واحتملوا المرأة وساقوا اللقاحء فخرج النبي يي في أثرهم؛ وكان رجلا من الصحابة يقال له سلمة بن الأكوع”» خرج في طلب القوم أمام النبيء فأدركهم يسقون من الماع وكان رجلا رامياء فجعل يرميهم بالنبل» حتى استنقذ اللقاح والمرأة واستلب منهم ثلاثين بردةء وجاء النبيٌ وأصحابه» وقال: يا رسول الله قد حميت القوم (١) لحيان: لحيان بن هذيل بن مدركة من عدنانء جذ جاهلي» أظهرت الآثار أنه كانت لبنيه إمارة في (۳) شمالي شبه الجزيرة العربية قبل الميلاد وبعده. ووجد في جهات «العُلاء من منازل الحج بين الشام والمدينة بضع مثات من الكتابات «اللحيانية» وفي مؤرخي العرب من يجعل «لحيان» هذا يماني الأاصل من جرهم من قحطان؛ دخل بنوه في هذيل. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥› ص ٢٢۲. استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١٥٠. سلمة بن الأكوع: سلمة بن الأكوع؛ وقيل سلمة بن عمرو بن الأكوع؛ واسم الأكوع سنان بن عبدالله بن قشير بن خزيمة بن سلامان بن أسلم الأسلمي» یکنى أبا مسلم وقيل: أبو إِياس» وقیل: بو عامر والأكثر أبو إياس» بابنه إياس» وكان سلمة ممن بايع تحت الشجرة مرتين» وسكن المدينةء ثم انتقل إلى الربوةء وكان شجاعاً رامياً محسناً خيراً فاضلاً. قال رسول الله يَلٍ: «خير رجالنا سلمة بن الأكوع›. وروی عنه أنه قال: بايعت رسول الله يوم الحديبية على الموت. غزا مع رسول الله ي سبع غزوات. توفي بالمدينة سنة ٦ه وهو ابن ثمانين سنة. انظر: ابن الأثيرء على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۲ء ص ٤٤٤-٤ ٤٤. ۱ الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة و ‎NEE‏ من الماءء وهم عطاش» فابعث إليهم الساعة. فقال: يا ابن الأكوع (إذا ملكت وفي هذه السنة قتل آبو رافع اليهودي› وکان يؤذي رسول الف ويعين عليه وكان له حصن بأرض الحجاز» فبعث إليه النبي رجالا من الأنصارء وأمر عليهم عبد الل فساروا إليC‏ حتی دنوا منهء وقد غربت الشمس؛» قال عبد یله" لأصحابه: اجلسوا مكانكم (۷١۱) ومضى حتى دنا من الباب متقنعاً بثوب كأنه يقضي حاجةء وقد دخل الناس الحصن» فهتف به البواب: يا هذاء إن كنت تريد (أن) تدخل» فادخل» فإني أريد أن أغلق الباب. قال: فدخلت وأغلق الباب» فعلق المفاتيح؛» وأنا كامن: فلما مضى؛ء ذهبت إلى المفاتيحء ففتحت الأبواب الداخلةء ودخلت» وكان أبو رافع يخرج إلى أصحابهء يسمر عندهم؛ فلمَا ذهب عنه الناس» دخل إلى أعالي الحصن› فدخلت» وصعدت إليه وكلما دخلت باباً أغلقته فانتهيت إليهء فإذا هو في بیت مظلم وسط عياله» فلم أدر أين هو من عياله» فناديته» فقال: من هذاء فأهویت بسيفي نحو الصوت» ونا دهش فلم أصبه فصاح؛ فخرجت من البیتء ومکٹت قليلاء ودخلت إليه» فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ قال: لأمك الويل» إن رجلا ضربني بسيف» فأهويت بسيفي إليه» فضربته» فأثخنتهء وأدخلت في بطنه ظبوة السيف» حتى بدرت من ظهرهء وعرفت أني قتلتهء فهبطت؛» وجعلت أفتح الأبواب بابأً بابأء فظننت أني انتهيت» فوضعت رجلي» فسقطت على الأرض؛» فانکسرت ساقي فعصبتها بعمامتي» وجلست على الباب» حتى استيقنَ اني (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١١٠. (۲) عبدالله: هو عبدالله بن عتيك الأنصاري» أخو جابر بن عتيك الأوسي من بني مالك بن معاويةء؛ وهو أحد قتلة راقع بن أبي الحقيق اليهودي» شهد بدراً وأحداًه وقتل يوم اليمامة شهيداً. انظر: ابن الأثيي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة جح۳۲ ص ٢٠۳-۲٠۲. (۳) إضافة يقتضيها السياق. قتلتهء فلما صاح الديك؛ صاح الناعي على السور؛ وقال: أنعي أبا رافع؛ فانطلقت إلى أصحابي» فقلت النجاة النجاة قد قتل الله أيا رافعء فسرنا حتى انتهينا إلى رسول الله يَلْةٍ فحدثته ومسح على ساقي فلم أشکه قط . وفى هذه السنة أسر ثمامة بن أثال الحنفي” سيد اليمامةء فأتوا به رسول الله ي فأمر به فؤبط في سارية من سواري المسجد فقال له النبي: ما عندك يا ثمامة؟ قال عندي خبر: إن تقتل تَقتل ذا ذم وإِن تعفو تعفو عن شاكرء فإن ترد المال تُعط حاجتك» فلم يزل النبي يسألهء ويرد عليهء فقال النبي: أطلقوا ثمام فأطلقوم فانطلق إلى حائطء فاغتسل؛ ثم أتى النبي» فبايعه على الإسلام. ثم قال: يا رسول اللهء إني أريد العمرةء فعلمه كيف يعتمر» فلما قدم مكةء رآه أهل مكة یطوف بالبیت» فقالوا: صبوت یا ٹمامء قال: ما صبوت؛ ولكني دخلت في دين محمد وهو أفضل الأديان؛ والله لا تصل إليكم حبة من طعام ما دمتم حربا لرسول الله. وكتب النبي إلى المنذر بن ساوى”» وهو بهجران”» أن لا يحمل إلى مكة طعامأء وقطع عليهم الطريق من العراق أيضاء فجهد أهل مكة جهدا (١) ثمامة بن آثال: ثمامة بن آثال بن النعمان اليمامي؛ من بني حنيفةء أبو إمامةء صحابي» كان سيد أهل اليمامةء ولما ارتد أهل اليمامة في فتنة «مسيلمة ثبت هو على إسلامهء ولحق بالعلاء الحضرمي في جميع ممن ثبت مع فقتل المرتدين من أهل البحرين؛ وقتل بعيد ذلك سنة ١٠ه/ 1۳۳م. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام› ج ص ١٠٠. وانظر ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابف ج١ ص۷۷٤ - ۷۸٤. (۲) المنذر بن ساوى: المنذر بن ساوى بن الأخنس العبدي من عبد القيس أو من بني عبد الله بن دارم» من تميم؛ أمير في الجاهلية والإسلام؛ كان صاحب البحرين؛ وكتب إليه النبي يَأ رسالةء قبل فتح مكة مع العلاء بن الحضرمي» يدعوه إلى الإأسلام فأسلم؛ واستمر في عمله. ولم يصح خبر وفوده على النبي يو . ومات قبل ردة أهل البحرين. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج۷ ص ۳٢٩٢ -٤۲۹. (۳) هجران: والصحيح هجر: مدينة تعد قاعدة البحرين؛ وقيل: هجر ناحية البحرين كلهاء والهجر بلغة حمير والعرب العاربة تعني القرية. فتحت هجر في أيام النبي يَأ. قيل: في سنة ثمانء وقيل: في سنة عش على يد العلاء الحضرمي. انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ جح ٥ء ص ۳۹۳. حم 1 الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة وکان النبي . دعا عليهم حین آذوه )۸٥( وآذوا أصحابت فقال: اللهم سلط عليهم سنين كسنين يوسف» وكتب إلى أهل اليمامة أن لا يحملوا إليهم طعاما. وابتلاهم الله بالجوع› حتى أكلوا فيها الجيف ولجوم الكلاب والعظام المحرقة وذلك قوله تعالى: ‏ ولَقد أخذتَهم يالعذاب فما اسكانواً لريهم وما ‎A‏ ہے ‏بُضرعون ې [المؤمنون: ٦۷]. ‏وكانوا يرون على أبصارهم مثل الدخان من شذة الجهد. فأتى أبو سفيان إلى النبي وقال: يا محمد قد هلك قومك من شذّة الجهك وهذا على الرجالء فما ذنب النساء والصبيان. فرَّق لهم رسول الله يَيٍْء فكتب إلى ثمام والمنذر أن احملوا إلى مكة الطعام فحملوا إليهم؛ وودعا الله فأمطرهم وخصبواء فعادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر. قال الله: ولو متهم وكشفنا ما يهم ين ضر لجا في طحيَنْهم يَعَمَهُور ن * [المؤمنون: ٥۷]. ‏وفي هذه السنةء كسفت الشمس؛» فصلى النبي صلاة الكسوف. وفيها أجدب الناس» فخرج النبيء فصلى صلاة الاستسقاء فجاءهم الغيث سبعة أيام بلياليهن» فأتاه المسلمون؛ فقالوا: يا رسول الل قد غرقت الأرض» وتهدمت البيوت» وانقطعت السبل؛ فادعوا الله أن يصرفها عنّاء فضحك النبي يِل متعجباً من بني آدم وملالتهم ثم قال: اللهم حوالينا ولا عليناء اللهم في رؤوس الجبال» ومنابت الشجر وبطون الأدويةء فانجاب السحاب عن المدينة كالحلقةء وأمطرت مراعيهاء ولا يمطر عليها قطرة واحدة. ‏وفي هذه السنةء قدم نفر من عرنيين وعكل وبايعوا النبي نفاقاء ثم ‏() عرنيين: والصحيح عرينة بن بذير بن قسر بن عقر بن أنمار» من بجيلةء من كهلان» من القحطانيةء جد جاهلي. النسبة إليه عريني. من نسله جماعة قدموا المدينة في عصر النبوةء ولم تطب لهم الإقامة بهاء وآخرون ارتدوا في عصر النبي يء فاستاقوا إبلاً لهء وأسملوا أعين الرعاةء فسمل النبي يَأ أعينهم. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ٤ء ص ٢٢۲. ‏() عكل: امرأة جاهليةء يقال إنها من الإماى ينسب إليها «الحارث» ودجشم» وه سعد؛ و«عدي» أبناء = ‎ ‎ قالوا: إِنّا نجتوي المدينةء فقال لهم: اخرجوا إلى لقاحناء واشربوا من ألبانهاء فذهبواء فقتلوا الرعاة وأساقوا الإبل» وارتدوا عن الإأسلام؛ فبعث إِليهم النبي عشرين راكباء واستعمل عليهم کرز بن جابر” وكان ذلك في شوالء فأدرکوهم فأمر النبي بقطع أيديهم وأرجلهم› وسمل أعينهم؛» وتركهم بالحرّة. وكانت اللقاح خمس عشرةء فعقروا واحدة منها. وفی هذه السنة ظاهر وس بن صامت "٩ من زوجته خولة بنت ثعلبة "9 وهو أول ظهار في الإسلام وكان طلاقاً في الجاهلية. = عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناف بن أذ من مضر. وکانت حاضنة لھم فعرفوا بھاء وسموا هم وذرياتهم «بني عكل؛. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ٤ء ص ٢٢٠۲. (۱) کرز بن جابر: کرز بن جابر بن حسيل» ويقال جسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري. أسلم بعد الهجرة. قال ابن إسحاق: أغار کرز بن جابر على سرح المدينةء فخرج رسول الله يو في طلبهء حتى بلغ وادياً يقال له «سفوان» ففاته کرز. ثم آسلم کرز؛ وحسن إسلامهء وولاء رسول الله ييو الجيشين الذين بعثهم في أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه. وقتل كرز يوم الفتح سنة ثمان من الهجرة . وقتل معه حبيش» کانا في خيل خالد ب بن الوليد فشذا عنه» وسلكا طریقاً غير طریقه» فقتلاء فلما قتل حبیش» جعله کرز بین رجلیه؛ ثم قاتل حتى قتل؛ وهو يرتجز ویقول: قد علمت صفراء من بني فهر نقيّةالوجه نقيّة الصدر لأضرين اليوم عن أبي صخر وكان حبيش يكنى أبا صخر. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة حع ٤ء ص ۸٦٤.٠ (۲) أوس بن الصامت: أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر ين ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي» أخو عباد بن الصامت. شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله يو وهو الذي ظاهر من امرأته ووطئها قبل أن يكر فأمره رسول الله يِن أن يکفر بخمسة عشر صاعاً من شعير على ستين مسكيناً. وسكن هو وشداد بن أوس الأنصاري بيت المقدس. وتوفي بالرملة من أرض فلسطين سنة سبع وثلاثين؛ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. انظر: ابن الأثیره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ١ء ص ۱۷۸-۱۷۷. (۳) خولة بنت ثعلبة: خولة بت ثعلبة» وقيل: خويلة. والأول أكثر. وقيل: خولة بنت حکيم. وقیل: خولة بنت مالك بن ثعلبة ة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف. ظاهر عليها زوجها وس بن الصامت؛ وفيها نزلت ية الكريمة: فد سَعَ اله قول ألى َلك في رها رََفتى إک ا...» الآيات؛ إلى قوله: « وللكفريے عَدَابُ ا 4. انظر: تفاصيل الرواية في: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابف ج۷ ص ١١ -٦۱. الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة ني السنة السادسة من الهجرة ٥£ وفي هذه السنةء ماتت أم رومان» وهي ام عائشة ڪَاء وهي بنت عامر بن عويمر» وأنزلها (١١۱) في قبرها النبي يَلٍْء وقال: من أراد أن ينظر إلى زوجة من الحور العين» فلينظر إليها. وفي هذه السنةء كانت غزوة الحديبيةء وهي بتخفيف الياءء وقيل بتشديدهاء اسم قرية صغيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرةء وبينها وبين مكة مرحلةء وبينها وبين المدينة تسع مراحل» وكانت تلك الغزوة (في ذي الحجة)» وذلك أن النبي خرج يريد العمرة لا يريد قتالاء ومعه تسعمائة رجل» وقيل: ألف» وقيل: ثمانمائق ومعه سبعون بدنةء فلما أتى الخليفة قلّد الهدي وأشعرهء وأحرم منها بعمرةء وبعث نفرأً من خزاعةء يأتونه بخبر قریش» وسار حتی بلغ غدیر الأشطاط"ء قريب من عسفان”» أتاه عيينه الخزاعي» وقال: إن قريشاً قد جمعوا لك الجموع؛ء فهم مقاتلوكء وصادوك عن البيت» فقال لأصحابه: أشيروا عليّ؛ أنميل على ذراري هؤلاء الذين عانوهم› فتصيبهم» فإن قعدوا قعدوا محزونين» وإن نجوا يكونوا عنقا قطعها الله؟ أم تريدون أن نم البيت؟ فمن صدّنا عنه قتلناه؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامداً إلى البيت» لا تريد قتال أحد ولا حرباء فتوجه ل“ فمن صدنا عنه قاتلناv‏ وقال المسلمون: امض على بركة الله تعالى. (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١١۱٠. (۲) غدير الأشطاط: غدير الأشطاط قريب من عُسفانء وأشطاط جمع شط وهو البعكء أو جمع الشطط وهو الجزر. قال عبيد الله بن قيس الرقيات: فغدير الأشطاط منها محل فبمُسفان منزل معلوم انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ١ء ص ۰.۱۹۸ )۳( عُسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكةء سميت عغُسفان لتعشف السيل فيها. وقيل: عُسفان بين المسجدين؛ وهي من مكة على مرحلتين. وقيل: عُسفان قرية جامعة بها منبر ونخیل ومزارع على ستة وثلاثين ميلاً من مكةء وهی حذ تهامة. قال أعرابي: لقد ذكرتني عن لباب حمامةٌ بعسفان أهلي فالفؤاد حزينٌُ انظر: الحمويء ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ١۱۲۲-۱۲. فأحب النبي أن يأخذ طريق السيف فقال لأصحابه: أي رجل يأخذ بنا نحو الساحل؛ء حتى لا يعلم بنا أحد من المشركين» لعلنا نطوي مسلحة القوم. وكان خالد بن الوليد بكراع النعيم"'› قاطعاً للنبي› فقال رجل: أنا يا رسول الله. قال: امض على بركة الله (تعالى)» فمضى على راحلتهء فطووا مسلحة الْقوم› وأخذوا على الحمص؛» فلم يشعر بهم خالد وأصحابهء حتى نزلوا مياه الحديبية. ورجع خالد بمن معه إلى مكةه فأعلم قريشاً أن النبي بالحديبيّةء فخرجت قريش بمن معهاء فنزلوا قريباً من الحديبيةء واستعدوا ليصدوا النبي وأصحابه عن البيت. فبعث إليهم النبي عثمان بن عفانء فسار إِليهم فتلقاه أبان بن سعيد بن العاص” بن أميّة فأجاره» وحمله بين يديه على فرسه؛ فلم ينله أحد بأذى. وبعثت قريش عروة بن مسعود الثقفيء إلى رسول الله ية ليأتيهم (١) كراع النعيم: موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينةء؛ وهو واد أمام عُسفان بثمانية أميالء وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتد إليه. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص ۳٤٤.٠ (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۹١٠. (۳) أبان بن سعيد بن العاص: أبان بن سعيد بن العاص الأموي أبو الوليد: صحابي من ذوي الشرف. كان في عصر النبوة شديد الخصومة للإسلام والمسلمين؛ ثم أسلم سنة ۷ه وبعثه رسول الله يَأ عاملاً على البحرين؛ فخرج بلواء معقود أبيض وراية سوداء. وأقام في البحرين إلى أن توفي رسول الله ي فسافر أبان إلى المدينةء ولقيه أبو بكر فلامه على قدومهء فقال: آليت أن لا أكون عاملاً لأحد بعد رسول الله. وأقام إلى أن كانت موقعة أجنادين في خلافة أبي بكر فحضرها أبان» مات في خلافة عثمان. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١٠ ص ۲۷. وانظر ابن الأثيى علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج١. ص١٤٠ - ١١٠. )٤( عروة بن مسعود الثقشي: عروة بن مسعود بن متعب الثقفيء صحابي مشهور. كان كبيراً في قومه بالطائف» قيل: إنه المراد بقوله تعالى: « عل رَجْلٍ ِن ارين عَم € ولما أسلم استأذن النبي يل أن يرجع إلى قومه يدعوهم للإسلام؛ فقال: أخاف أن يقتلوك. قال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني فأذن لہ فرجع فدعاهم إلى الإسلام فخالفوه» ورماه أحدهم بسهم فقتله. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج٤ ص ۲۲۷. وانظر ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤. ص١۳. الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة £۷ بالخبر فرجع إليهم عروة وقال: أقوام عُمَارء لم يأتوا للقتال. فأبوا عليه فقال: لم أرَ قوما صدوا مثل هؤلاء عن بيت الله واتهموه. وبعثوا بديل بن ورقاء الخزاعي”» ورباب بن الحليس"» فرجعاء (١٦۱) وقالا لهم مثل ما قال عروةء فاتهموهما. ثم بعثوا سهيل بن عمروء ومعه بكر بن حفص» من بني عامر بن لؤيء فلما أتى سهيل» تذاكروا الهدي والموادعةء فاطمأن النبي إلى ذلك وانطلق ناس من المسلمين إلى عشائرهم من المشركين» فحبسوهم عندهم. وأمر النبي بالرحيل» فسارواء حتى دخلوا أول مكةء فلما كان نصف النهارء وأمر النبي بالبيعةء فتادى مناد: ألا إن روح القدس جبريل نزل على («النبي“ وأمره بالبيعةء فأقبلوا سراعاء فبايعوه تحت الشجرة. قيل: إنها كانت سمرهء فبايعوه على أنهم يقاتلون العدو ولا يفرّون من الزحف» ولا يخافون في الله لومة لائم. وأخذ المسلمون رجالاً من المشركين؛ فأتوا بهم إلى رسول الله يَيء فقال لهم النبي: ألكم علي عهد؟ قالوا: لا. فأعتقهم؛ وخلا سبيلهمء وزمي رجل من (۱) بديل بن ورقاء: بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزی بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعيء أسلم يوم فتح مكة وقال ابن إسحاق: إن قريشاً يوم الفتح لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي» ودار مولاه رافعء وشهد بديل وابنه عبدالله حنيناً والطائف وتبوك؛ وكان من كبار مسلمة الفتحء. توفي بديل بن ورقاء في حياة الرسول ي . انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١۱ء ص ٢٠۲. (۲) زبان بن الحليس: والصحيح: الحليس بن زبان» أو الحليس بن علقمة من بني الحارث ين عبد مناة بن كنانة سيد «الأحابيش» ورئيسهم يوم أحدء وكان من مشركي قريش. قال الزييدي: الاحابیش: بنو المصطلق من خزاعةء وبنو الهون بن خزيمةء اجتمعوا عند «جبل حُبشي» بأسفل مكةء وحالفوا قريشاًء فسموا أحابيش قريش. وهو الذي قال فيه النبي يِل يوم الحديبية سنة ٦ه: «هذا من قوم يعظمون البّدنء. وليس فيما وقفت عليه ما يدل على إسلامه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام؛ء ج۲ ص ٢۲۷. (۳) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۹١۱٠. ‎A £ ۱۸‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏المسلمين» فقتل فرماهم المسلمون بالحجارة» حتى أدخلوهم البيوت» فأقبل أشرافهم إلى النبي يَةٍ فقالوا: يا محمد ما كان هذا عن رضى منًاء وإنما فعله سفهاؤناء وعرضوا الصلح فقبله منهم وأرسل كل منهم من کان عنده من الأسارى؛ وكان أمير المشركين سهيل بن عمرو على الصلح؛ فصالحهم النبي على ترك الحرب ستتين» يأمن بعضهم بعضاًء ومن لحق بالنبي من أهل مكة رده عليهم» ومن لحق بمكة من عند النبي لم يردوه عليه. وأن ينحروا الهدي (مكانهم)» وليس لهم أن يجاوزوا ذلك. ‏وعلى أن لا يدخلوا مكة بسلاحء سوى السيف والقوس» فصالحهم النبي على ذلك؛» فوجد أصحاب النبي من هذا الشرط وجدا شديداء وقالوا: يا رسول الل كيف نرد عليهم من جاء مسلمأء ولا يردون علینا منافقاً لهم؟ فقال: من لحق بهم منا فأبعده الل فهو أولى بمن كفر» ومن أراد أن يلحق بنا متهم فسيعجل الله له مخرجا. ‏فلما أرادوا أن يكتبوا العهد بينهم؛ قال النبي ي لعلي بن أبي طالب: اكتب» بسم الله الرحممن الرحيم. فكره المشركون ذلك» وقالوا: اكتب كما كنت تكتب من قبل اليوم باسمك اللهم. قال النبي: اكتب» باسمك اللهم. ثم قال له اكتب: «هذا ما قاضى عليه النبي يَيٍ أهل مكة» فقال المشركون: لا وال ما نقرٌ بهذاء ولا نعرف أنك رسول الله وإذا أقررنا أنك رسول الله ومتعناك أن تطوف بالبيت» فقد ظلمناك بل أنت محمد بن عبدالله. قال: أنا رسول الله وإن كذبتموني. فكتبوا القصة: هذا ما قاضى عليه محمد بن (۱١۱) عبد الله أهل مكة. ‏فلما فرغوا من کتابهم» أقبل آبو جندل بن سهيل بن عمرو” يرسف في ‏)۱( استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱٦۱. ‏(۲) آبو جندل بن سهيل بن عمرو: آبو جندل بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن = ‎ ‎ ‎ الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادئة في السنة السادسة من الهجرة ۹ قيوده» حتى دخل عسكر المسلميرن» وكان قد أسلم؛ وعذبوه على إسلامهء فلما خاف أبوه أن يأتي النبي أوثقه بالحديد فلما دخل عسكر المسلمين قال: ني مسلم؛ وأعوذ بالله ان تردوتي على المشركين؛ فأفتن وأعذّب» وتبعتة رجال من المسلمين» وأرادوا أن يمعو فناشدهم أبوه سهيل: العهد والميثاق. فقال النبي: خلوا بينه وبين فإن كلم الله الصدق من أبي جندل نجام ودفعه لأبيه» فقال عمر لأبي جندل: إت الر جل يقتل أخاه وأباه في الل وإنما هو رجل معك فاقتله فلم يفعل بو جحدل ‏ فانطلق به أبوه» وقد عُذب» فنادی: یا معشر المسلمين› أَرَدٌ إلى المشركيت و أا مسلم؟ قال عمر: فما دخلني شيء من أمر الإسلام إلا يومف فأتیت رسول يق وقلت له: لست رسول الله © قال: بلى» قلتٌ: أفلسنا على الحقء وعدونا على الباطل؟ قال: بلىء قلت: فعلى ما نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الل ولن أعصي ربي» وهو ناصري . قلت: أليس وعدتنا ان نطوف بالبیت؟ قال: بلىء وعدتك أن نطوف به هه اقسنة قلت: لاء قال: فإنا سنطوف به. قال عمر: ثم أتيت أبا یکر وقلت له ما قلت للنبي ييو فقال لي: إنه رسول الل يفعل ما يؤمرے وانقه ناصره» فاستمسك يا عمر بعروة الله حتى تموت؛ فو الله نه لعلى الحق الميين. ثم أمر الي أصحابه أن ‎e‏ تخل على آم سلما 6 قالت: فابداً يتحروا ه هديهم؛ فلم يقلو حخالت: : جيك أن تحر وا؟ قال: : نعم ‎N‏ الده سهيل بن عمرو أحد = مالك بن حسل بن عامر بن رؤ عي يت غالب بن فهر القرشي العامري. د يدل الماصي: أشراف قریش وخطبائهم و تیم وهو صاحب قضية بو لين ال الي . انظر تفاصيل ا ا خاما کان الحدييية هرب 3 01-00-0 سلم يمکةه فسجنه آپوه وقيدي ا لصحابة ج1 ص ٤01-00-9 ‏فة ‏قصته في: ابن الأئين علي بر حمد: 1سد الغابة في معر ‎ ‎ ‎EAN‏ الجامع لأخبار الأمة ‎ ‎| ۰ ‎ ‏أنت» فانخر فإذا رأوك نحرت نحروا. فدعا بالهدي فتحره» فلما رأوه نحن نتحروا وأقبلوا يحلق بعضهم بعضاء ويقصر بعضهم لبعض. فقال النبي: يرحم الله المحلقين ثلاثاً. قالوا: يا رسول اللهء والمقصرين؟ قال: والمقصرين. ‏ورجع النبي بمن معه إلى المدينةء ومكث في هذه الغزوة شهراً ونصف شهر فكان أول من أتى إلى المدينةء من أهل مكةء أم كلشوم بنت عتبة بن أبي معيط”» جاءت مسلمة مهاجرةء فقبلها النبيء ولم يردها. فأنزل الله: يأ اَن انرا إا حسم المؤمكث مميت تُه 4 االممتحنة: 60 إلى قوله: عور رح [الممتحنة: ١۱ ]. ‏فاستحلفها النبي هذه اليمين: والله الذي لا إله إلا هو ما أخرجك من قومك حدث أحدثتيه ولا بغضاً من زوجكء وما أخرجك إلا حب اللإسلام فحلفت؛ فبايعها النبي بلسانهء ولم يبايعها بيده وزوّجها (١١۱) بعض المسلمين على مثل صداقها من زوجها المشرك؛ ودفع صداقها من المسلم للزوج المشركء وأرسل أهل مكة إلى النبي ليرجعهاء وذكروا له العهدء فقال: لم تعن النساءء وإنما عنينا الرجال؛ ألا ترون الكتاب؟ ألا رددته؟ فلم يجدوا له جواباء فتركوها. ‏ثم أتى بعدها أيو نظير الثقفي”» وهو ابن أخ سهيل؛› وكان أحب الناس ‏)۱( أم كلشوم بنت عتبة بن أبي معيط: صحابية. هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي يَلق وأسلمت قديماًء ولما علمت بهجرة الرسولء خرجت ماشية من مكة إلى المدينة تتبعهء ولحقها أخوان لها لإعادتهاء فلم ترجع. وكانت عذراء» فتزوجها في المدينة زيد بن حارثة» واستشهد في غزوة مؤتة سنة ۸ه. فتزوجها الزبير بن العوام؛ فولدت له زينب» وفارقها. فتزوجها عبد الرحمٰن بن عوف» فولدت له إبراهيم وحميداء ومات عنهاء فتزوجها عمرو بن العاص؛ فمكثت عنده شهراً في المدينة؛ وهي أخحت عثمان بن عفان لأمه توفيت سنة ۳۳ه. انظر: الزركلي؛ خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٢۲۳۱. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغاية في معرفة الصحاية ج ۷ء ص٦۳۷ - ۳۷۷. ‏(۲) أبو النظير الثقفي: والصحيح أبو بصير الثقفي: وهو عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبدالله بن سلمة بن عبدالله بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي» وأمه سالمة بنت عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب» وهو الذي جاء إلى رسول الله يي بعد صلح الحديبية. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٦ ص ٢۳-٠٦۳. ‎ ‎ ‎ الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة ۱٢٤ إليه مهاجراً مسلماء فبعث سهيل إليه رجلين ليأتيانه بأبي نظيرء وجعل لهما عى أحدهما من بني عامر والآخر مولى لهم (أي عبد لهم)” فقدما على النبي» وذكرا له العهت وأن يدفع إليهما أبا نظيرء فقال أبو نظير: أتدفعني يا رسول الله ليعذبوني ويفتنوني؟ فقال النبي: عاهدتهم على ذلك؛ فأخذاه وربطاه بحبل» وتزوّدا تمر عجوة فلما تيا دي الحليفةء نزلا وربطاه على شجرةء ووضعا سفرتيهما لکلا من العجوة فقال لهما أبو نظير: ويحكما خلياني آكل معكماء فأخذهما ذمام فأطلقاهء يأكل معهما. ثم إن أبا نظير رأى سيف العامري معلقاً بصن من أغصان الشجرة فقال: يا أخا بني عامر» أرى سيفك هذارياء فقال العامري: والله إنه مع ذلك لصارم. قال أبو نظير: أرينيه أنظر إليه. فأخذه العامري» واخترطه وهزرّه ثم ناوله أبا نظير فلما أخذه أبو نظير علاه به فقتل فهرب المولى يعدو إلى المدينةء وأبو نظير فى أثرہ حتى دخل المسجد؛ وللحصى طنين من شدة ركضه؛ فأخذ برجل رسول الله وتعوذ به من ابي نظیر ووقف أبو نظير على باب المسجد وبیده السيف مخضباً بالدم وقال: يا رسول اللهء قد وفت ذمتك» ولم يكن بيني وبينهم عهد؛ وخفت أن يعرضوا علي الفتنةء ففعلت ما فعلت» فقال النبي: ويل أمه مسعر حرب لو أن رجالاء ففهمها آبو نظیر وعرف مراد النبي. ومن معه من المسلمين من أهل مكة ليلحقوا به فلحقواء وجعلوا يقطعون الطريق على قريش» فإذا مرت عير المشركين نهبوهاء وقتلوا من فيهاء وإذا مرّت عير المسلمين تركوهاء فأرسل المشركون إلى النبي يناشدونه أن يضمهم () استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱٦۰.۱ ٢£۳ الجامع لأخبار الامة إليهء وإنك يا محمد في حل أن تضم من جاء إِليك منّا واختارك عليناء فهو لك فاقبضه إليك» فإنهم إن كانوا معك؛ فهم أهون عليناء فقد قطعوا علينا السبل» فما ينفعنا ما بيننا وبينك من الأمان. فكتب النبى إلى أبى نظير وأصحابه أن يقدموا (۳١۱) إلى المدينةء فجاءهم الكتاب وأبو نظیر مریض؛ قال لأصحابه: احملوني إلى رسول الل فقالوا: إنك مریص» فقال: ولو مت فاحملوني على بعیر فحملوهء فما ساروا إلا قلیلاً حتی مات؛ ودفنوه بشعب ٩ وقبرہ بها مُعلم. وقدم أصحابه على رسول الله فكان من أسلم وهاجر بسبب بي نظیر أكثر ممن أسلم وهاجر قبله. وفي هذه السنةء بعث النبي يَْء ستة نفر في ذي الحجة أرسل حاطب بن أبي بلتعة» إلى المقوقس» وأرسل دحيّة بن خليفة الكلبي"» إلى قيصرء وعبد الله بن حذافة» إلى كسرى» وعمرو بن (١) شعب: الشعب ماء بين العقبة والقاع في طريق مكةء على ثلاثة أميال من العقبةء حبس للماء عند قباب خراب. والشعب هو ما انفرج بين جبلين. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ٢٢۳. (۲) حاطب بن أبي بلتعة: حاطب بن آبي بلتعة اللخميء صحابي» شهد الوقائع كلها مع رسول الله يَيٍء وكان من أشد الرماة في الصحابة. وكانت له تجارة واسعةء بعشه النبي ي بكتابه إلى المقوقس صاحب الاسكندرية. ومات في المدينة. وكان أحد فرسان قريش وشعرائها فى الجاهلية. انظر: الزركلي؛» خير الديين: الأعلامء ج ۲ء ص ۹١۱٠. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص۹٥1 - ١11. (۲) دحية بن خليفة الكلبي: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زید اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي. صاحب رسول الل شهد أَحُداً وما بعدهاء وبعثه رسول الله ي رسولاً على قيصر سنة ست في الهدنةء فآمن به قيصر وامتنع بطارقته» فأخبر دحية الرسول يَأ بذلك؛ فقال: ثجت الله ملكه. انظر: ابن الأثيره علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢ ص ١١٠. () عبدالله بن حذافة: عبدالله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي» یکنی آبا حذافق أسلم قديماًء وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس. ويقال إنه شهد بدرأًء وكان الرسول رسول الله يو أرسله إلى كسرى بكتاب يدعوه إلى الإسلام الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في الستة السادسة من الهجرة 1 أمية الضمري”ء إلى النجاشي» وشجاع بن وهب"ء إلى الحارث بن أبي شمر الغساني' ۳ صاحب دمشق› وسلط بن عمرو العامري 0 إلى هودة الحنفي“› واتخذ النبي خاتماً من فضة فنقش عليه محمد رسول الله ليختم به الكتب. (۳) )٤( فمزق كسرى الكتاب؛ فقال رسول الله يَيٍ: اللهم مرّق ملكه. وقال إِذا مات کسری فلا کسری بعده. مات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان. انظر: ابن عبد البر» يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج ص ۸۹۰-۸۸۹-۷۷۷. عمرو بن أمية الضمري: عمرو بن أمية بن خويلد بن عبدالله بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن کعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري» يكنى أبا أمية. بعثه النبي ي وحده عيناً إلى قريش» فحمل خبيب بن عدي عن الخشبة التي صلب عليهاء وأرسله إلى التجاشي وكيلاء فعقد له على أم حبيبة بنت أيي سفيان. وأسلم قديماء وهو من المهاجرة إلى الحبشةء ثم هاجر إلى المدينةء وأول مشاهده بثر معونة. وكان من أنجاد العرب» ورجالها نجدة وجرأة. توفي في أواخر أيام معاوية قبل الستين هجرية. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ٤ء ص ۱۹۳ -٤۱۹. شجاع بن أبي وهب: شجاع بن آبي وهب بن ربيعة الأسدي؛ من بني غنم صحابي؛ شجاع من آمراء السرايا. قديم الإسلام. شهد المشاهد كلهاء بعثه النبي ية رسولا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني بغوطة دمشق؛ فلم يسلم الحارث. وقتل شجاع يوم اليمامة سنة ١٠ه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج ۳ء ص ١١۱. وانظر: ابن الأثقيرء علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء جء ص١٠1. الحارث بن أبي شمر الغساني: الحارث بن أبي شمر الغساني» من أمراء غسان في أطراف الشام كانت إقامته بغوطة دمشق. وأدرك الإسلام فأرسل إليه النبي يَأ كتاباً مع شجاع بن أبي وهب. مات الحارث في عام فتح مكة سنة ۸ه. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٢ ص ١٥٠. سليط بن عمرو العامري: وهو سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب العامري» أخو سهيل والسكران ابني عمروء وكان من الذين هاجروا إلى الحبشة ومعه زوجتهء فولدت له سليطاً بن سليط. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً. وهو الذي أرسله النبي َي إلى هوذة بن علي الحنفي» وإلى ثمامة بن أثال الحنفي» وهما رئيسا اليمامة وذلك سنة ست أو سبع من الهجرةء وقتل باليمامة سئة اثنتي عشرة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ۲ء ص `4٤٤. هوذة الحنفي: هوذة بن علي بن ثمامة بن عمرو الحنفي» من بني حنيفةء من بكر بن وائل: صاحب اليمامة (بنجد) وشاعر بني حنيفة وخطيبها قبل الإسلام وفي العهد النبوي. وهو من أهل «فَرَان» من قرى اليمامةء وكان ممن يزور كسرى في المهمات. ويقال له «ذو التاجء. وكانت بين هوذة «وبنی تميم» غارات» أسروه في إحداهاء ففدى نفسه بثلاثمائة بعير. ولما ظهر الإسلام كتب إليه النبى يل «أسلم تسلم واجعل لك ما تحت يديك». فأجاب مشترطاً أن يكون له مع النبي بعض الأمر؛ فلم يجبهء وقال: «بادء وباد ما في يديه». ولم يعش بعد ذلك غير قليل. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۸ ص ١١٠. 83 الجامع لأخبار الأمة فما المقوقس» كان ملك مصر والإسكندريةء فلما وصل إليه حاطب» أكرمه وأخذ كتاب النبي» وكتب له جواباً: قد علمت أن نبياً قد بقي» وقد أكرمت رسولك» وأهديت لك أربع جواري منهن؛ مارية” وسيرين» وحماراً يقال له عفيرء وقيل يعفور وبغلة يقال لها الدلولء ولم يسلم؛ فقبل النبي هديتهء وظن الخبيث بقاء ملكه؛ ولا بقاء له واصطفى النبي مارية لنفسه؛ وكانت بيضاء جميلةء وكان يطاها بملك اليمنء وضرب عليها الحجاب. وأما سيرين» فوهبها لحسان بن ثابت. وأما قيصر ملك الروم حين قدم عليه دحيةء دعا أبا سفيان؛ وکان قد خرج في ركب من قريش تجاراً إلى الشام فدخل أبو سفيان وأصحابه على قيصر وهو هرقل في مجلسه» وحوله عظماء الروم فقال الترجمان: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أبو سفيان: أنا أقربهم نسبا إليهء فقال هرقل: أدنوه منيء وقال لترجمانه: قل له إني سائله عن هذا الرجل» فان كذبني قتلته» قال هرقل: ما نسب هذا الرجل فیکم؟ قلت: هو فینا ذو نسب قال: هل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لاء قال: هل کان أحد من آبائه ملك؟ قلت: لاء قال فأشراف الناس اتبعه ام ضعفاؤهم؟ قلت: ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: هل يرتده أحد منهم سخطه (١) مارية: مارية بنت شمعون القبطيةء أم إيراهيم› من سراري النبي َء مصرية الأصل؛ بيضاء ولدت في قرية «حفن» من كورة «أنصناء بمصر وأهداها المقوقس القبطي (صاحب الاسكندرية) سنة ۷ه إلى النبي يِل هي وأخت لها تدعى «سيرين» فولدت له إبراهيم» فقال: اعتقها ولدها. توفيت بالمدينة سنة ١ه ودفنت بالبقيع. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ء ص ٢٥۲. وانظر: ابن الأثقير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ص۳٥۳. (۲) سیرین: سیرین خت مارية القبطية. أهداهما المقوقس صاحب الاسكندرية إلى النبى يَيء فتسرى النبي ماريةء وهي أم ابنه إبراهيم ّل. ووهب سيرين لحسان بن ثابت الأنصار ي فهي آم ابنه عبد الرحمن بن حسان. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷› ص ١٦۱. الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة ٥۲‘ لدینه؟ قلت: لاء قال: هل كنتم تتهمونه بالكذب؟ قلت: لا. قال: هل کان يغدر؟ قلت: لا. قال: فهل قاتلتموه؟ (٤٦۱) قلت: نعم قال: نكف قتالكم إّاه؟ قلت: الحرب بيننا سجال» ينال منّا وننال منه. قال: فماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاء واتركوا ما يقول آباؤكم» ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة. قال هرقل: هكذا صفات الأنبياء وإن كان ما يقول حقأء فسيملك موضع قدمي هاتين» وقد كنت أعلم أنه خارج» ولم أظن أنه منكم فلو أني أعلم اني أخلص إليه لجشمت نفسي؛» حتى ألقاہ ولو كنت عند لغسلت قدميه. ثم دعانا بالكتاب الذي جاء به دحيّةء فإذا هو مکتوب: بسم الله الرحمن الرحيم› من محمد بن عبدالله ورسوله» إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى؛ أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلامء أسلم تسلم؛ أسلم يؤتك الله أجرك؛ وإن توليت» فإنما عليك إثم المتولين› قل يمل التب تَملَوا ولل لمق سيم بَتتًا وببنکر الا مب ړلا أله ولا فشر وء عا رلا يَكَحْدَ بصا بصا أَراا ین دون افو كان رلا كَعُووا اشهدوا يت موب # [آل عمران: ٤٦]. قال آبو سفيان: فلما فرغ من قراءة الكتاب؛ كثر عنده الصخب» وارتفعت الأصوات» ثم خرجناء فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد مر أمر ابن أبي كبيشةء أنه يخاف منه ملك بني الأصفر فما زلت موقناً أنه سيظهر. ثم إن هرقل دعا بدحيةء وقال إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل؛ وانه الذي نجده في كتابناء ولكني أخاف الروم على نفسي؛ ولولا ذلك لاتبعتهء ولكن سر إلى ضغاطر الأسقف» واذكر له أمر صاحبك» فانظر ماذا يقول. فأتاه دحيةء وأخبره بما جاء به عن النبي يي فقال ضغاطر: صاحبك نبي مرسل؛ نعرفه بصفته؛ ونجدة بكتابنا باسمه» ثم دخل» فألقى ثياباً كانت عليه سوداًء £۳۹ 6 الجامع لأخبار الأمة ولبس ثياباً بيضاء وأخذ عصى» وخرج إلى الروم؛ وهم في كنيسة؛ فقال: يا معشر الروم؛ إنه قد أتانا كتاب من أحمدء يدعو فيه إلى الله وإِنّي أشهد أن لا إله إلا اللهء وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فقام إليه الروم» وضربوه حتى قتلوه» ورجع دحية إلى هرقل فأخبره الخبر قال: قد قلت لك؛ إني أخاف (الروم) على نفسي» فضغاطر والله عندهم أعظم قدراء وأصدق قولا مٽي. (٦ ۱( وما کسری» فهو أبرویز بن هرمز انو شروان» فلما بلغه کتاب رسول الله مزق وقال: يكتب إلى هذا الكتاب؛ء وهو عبدي. فقيل: إن النبي دعا عليهء ثم كتب كسرى إلى باذان» وهو على اليمن: إنه قد بلغني أن في أرضك رجلا تنب فاربطهء وابعث به إِليّء فبعث إليه باذان قهرمانه ورجلا من الفرس يقال له خرخره فساراء حتى وصلا إلى المدينة» ودخلا على النبي يَيْوٍء وقد حلقا لحاهماء وأعفيا شواربهماء فكره النظر إليهماء وقال: ويلكما من أمركما هذاء فقالا: أمرنا به ربناء يعنون كسرى» فقال النبي: ولكني أمرني ربي بقص شاربي وإعفاء لحيتي. ثم قال القهرمان: يا محمد ملك الملوك كسرى» بعث إلى باذان أن يبعث بك إليهء وقد بعثنا باذان إليك» لتنطلق معي إلى كسرى› فإن فعلت» كتبت لك أقيالاً إلى ملك الملوك؛ فينفعك؛ ولا يصيبك منه شیی ويك عنك أذا وإن أبيت» فأنت تعلم صولت وهو مهلكك؛ ومهلك قومك» ومخرّب بلادك. فقال النبي: أرجعا حتى تأتياني غداء فرجعا. ثم نزل جبريل ف على النبي يَ: إن الله قد سط على کسری ابنه شيرويهء فقتله في شهر كذاء ليلة كذاء بعدما مضى من الليل كذا. فلما كان () استدراك من النسخة الأصلية ب٤ ص ١٤۱۱. الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة ‎Y۷‏ ¢ الغدء أتاه القهرمان وصاحبهء فكلمام فقال لهما: إن الذي تزعمون أنه ربكماء قتله ابنه وقت كذا وكذا. فقالا: سنخبر عنك الملك. فقال أخبراء عنى» وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما يبلغ ملك كسرى» وقولا له: إن أسلم ملكته على (قومه)» وأعطيته ماتحت يديهء ثم أعطى خرخرة منطقة فيها ذهب وفضةء فخرجا من عنده إلى باذان» وأخبراه الخبر فقال: والله ما هذا يكلام ملك وإنّي لأرى الرجل نبياء وإِنًا لننظر فإن كان ما قال حقاء فهو لا شك نبي مرسل» ون لم يكن كذلك» فسنری فيه رأ فلم یلبث باذان حتی قدم عليه کتاب شيرویه: اني قد قتلت کسری ولم أقتله إلا غضباً لفارس» لما استحل من قتل أشرافهم فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك» وانظر الرجل الذي كان كسرى كتب لك بإتيانه إليء فلا تهجه حتى يأتيك أمري. فلما قرا باذان الكتاب» قال: إن هذا الرجل لرسول الله حقأء فأسلم وأسلم من کان (١١۱) باليمن من الفرس» وكان فقتل كسرى ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى الآخرء سنة سبع من الهجرة لست ساعات مضين من الليل. وقتل شيرويه سبعة عشر من إخوتهء كلهم ذوو أدب وشجاعة فابتلي بالإسقام وبقي بعدهم ستة أشهر أو ثمانية ومات. أما النتجاشي» فإنه لما قدم إليه عمرو بن أمية بكتاب رسول الله َي أخذم وهبط عن سريره إجلالا له وقبّلهء ووضعه على عينيهء وفتحه؛ فإذا هو فيه مکتوب: بسم الله الرحممن الرحيم» من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة إني أحمد إليك الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن؛ وأشهد أن عيسى بن (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١١٦٠. ‎Y۸‏ ر الجامع لأخبار الأمة ‎ ‏مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مریم البتول الطيبةء فحملت بعيسى» وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى أن تتبعني» وتؤمن بالذي جاءني› فإني رسول اللهء وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرء ومعه نفر من المسلمين؛› والسلام على من اتبع الهدى. ‏ثم إنه كتب جواباً لكتاب رسول الله يٍَ: من النجاشي؛ سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاتهء وإني أحمد الله الذي لا إله إلا هوء الذي هداني للإسلام أما بعك فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى» فورب السماوات والأرض إن عيسى صلوات الله عليه ما يزيد على ما تقول تغروقاء فهو كما قلت وعرفت» ما بعثت به إليناء وقد كان قدم ابن عمك جعفر وأصحابهء وقد أسلمت على يديه والحمد لله رب العالمين› وقد بعثت إليك ولدي»ء وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الل والسلام عليك ورحمة الله وبرکاته. ‏قيل: أرسل النجاشي ولده في ستين من الحبشة إلى النبي يَيء حتى إذا توسطوا البحرء غرقت سفينتهم؛ والله أعلم. ‏وأما الحارث بن شمر الغساني» قال شجاع بن وهب: لما وصلت إليه بکتاب رسول الله یا وقفت على بابه يومين» وقلت لحاجبه: إني رسول رسول الله. فقال: لا تصل إليهء حتى يخرج يوم كذا وکذاء وکان حاجبه روماه فجعل يسألني عن رسول الل فكنت أحدثه عن صفتهء وما يدعو إليه فرق حتى غلبه البكاى وقال: قرأت الإأنجيلء ووجدت صفة هذا النبي» وأنا أول من آمن به وصدّقه ولكني أخاف من الحارث (أن) يقتلنيء وهو الآن يكرمني› ويحسن ضيافتي. ‏(۱) إضافة يقتضيها السياق. ‎ ‎ ‎ الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة ٤٧٤ ثم إن الحارث خرجح؛ وجلس في مجلس ووضع التاج على رأسهء فدفعت إليه الكتاب؛ فقر ام ورمی به وقال: من ينتزع مٽي ملکيء نا سائر بما ترى» وكتب إلى قيصر يخبره بذلك. فكتب إليه قيصر أن لا تسر إليه والهُ ‎e‏ مر ‏عه ووافینی ‎LLL‏ . ‏وقال: متى تريد (أن) تخرج إلى صاحبك؟ قلت غداء فأمر لى بمائة مثقال ذهبأء ووصلني حاجبه بنفقة وكسوة» وقال: أقر رسول الله يلأ مني السلام فلما قدمت على النبى أخبرته بما كان من الحارث» فقال: أباد الله ملك فمات ‏وأما هودة الحنفي» لما قدم عليه سليط بن عمرو العامري» أنزله وحياءُ وقراً كتاب رسول الله يَيٍء ورد الجواب للنبي يٍَ: إنه حسن ما تدعو إليه وجميل» وأنا شاعر قومي وخطيبهم؛ والعرب تهاب مکانيء فاجعل لي بعض الأمر أتبعك. وأجاز سلط الجائة الحسنةء وكساه ثيباباً من نسح هجر فد مر و 2 لر من سح هجر م سليط إلى النبى بالكتاب» فقرأه النبى» وقال: لو سألنى شيئا من الأرض» مثل هذا العود أخذه ما فعلت؛» ثم قال: باد وباد ما في يده فمات بعد انصراف ‏وفي هذه السنةء أسلم أبو هريرة طَُهء قدم مهاجراء والنبي بخيبر» فشهد ‏() إيليا: إيليا اسم مدينة بيت المقدس؛» قيل: معناه بيت الله وقد سمي البيات المقدس؛ يقول الفرزدق: وبينان بيت الله نحن ولاته وقصر بأعلى إيليا مُشرّفث وقيل: إنما سميت إيلياء باسم بانيهاء وهو إيلياء بن إرم بن نوح ل وهو أخو دمشق وحمص واردن وفلسطين» قال أعرابي: فلو أن طبرا كُلّضفت مشل سيره إلى واسط من إيلياء لكلّت انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ١ء ص ۲۹۳. (۲) إضافة يقتضيها السياق. ‎ ‎ ‎ 6۳۰ الجامع لأخبار الأمة خيبر» ولم يُسهم ل وکان اسمه عبد شمس» وقيل: عبد بهم وقيل: عمرو بن عبد غنم؛ وكنيته في الجاهلية أبو الأسودء فسماه النبي عبد اللهء وكناه بأبي هريرةء وكان أحفظ الصحابة لأخبار النبي وآثارهء ولم يشتغل بالصفق في الأسواق» ولا بغرس الوادي» وقطع الأعذاق» لزم النبي ثلاث سنين مختارا للعدم والإملاقء ودعا له النبي يَيٍ فقال: «اللهم حبب عبدك هذا إلى عبادك المؤمنين› وحببهم إليه». وكان من أقرباء عائشة ٹا وروي أن النبي يي قال له: «زر غباً تزد حځبا». فقالت عائشة ويْنًا: أكثرت زوره فملك؛ ودمت على ذلك فاستثقلك؛ لو كنت ممن يزور غبا لأبر في قلبه محلك» فقال النبي يِلٍ: «ما مللناه وما قليناء ولكن علمناه وأديناه). وعاش أبو هريرة ثماني وسبعين سنةء وتوفي بالمدينة» وقیل: قبر بالعقیق”“ سنة سبع أو ثمانِ أو تسع وخمسين من الهجرة في آخر خلافة معاوية. (١) العقيق: تقول العرب لكل ماء مسيل ماء شقه السيل من الأرض فأنهزه ووسعه عقيق. ومنها عقيق بناحية المدينة» وفيه عيون ونخل. وفيه يقول الشاعر: إني مررت على العقيق وأهلّةُ يشكون من مطر الربيع نُرُورا ما ضرّکم إن کان جعفر جارکم أن لايكون عقيقكم ممطورا والعقيق واد عليه أموال أهل المدينةء وهو على ثلاثة أميال أو ميلين» وقيل: ستةء وقيل: سبعة. وفي العقيق قصور ودور ومنازل وقرى. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ٤ء ص ۱۳۹. الباب السادس عشر ` في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابعة من الهجرة ٢£۳ الجامع لأخبار الأمة (۸٦۱) ففی هذه السنةء كانت غزوة خیبر في جمادی الأولىء وذلك أن رسول الله يلق لما رجع من الحديبية أمر أن لا يخرج معه إلى خيبر» إلا من خرج معه إلى الحديبسةء فأتاه المنافقون› فقالوا: نخرج معك؛ وذلك نهم لما سمعوا بذكر الغنيمة. فقال لهم النبي: «إن أردتم أن تخرجوا معي فليس لكم في الغنيمة من نصيب». وذلك أنهم لم يخرجوا معه إلى الحديبيةء وقالوا: لن يرجع محمد من هذه فلم يأذن لهم في الخروج إلا متطوعين. ثم خرج النبي في بقية المحرّم» واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري”› فقدم غيينا ليجيئه بالخبر. وأخذ معه أم سلمة ومضی إلى خیبرء وهي مسير ثلاثة أيام من المدينةء وسكانها اليهوت فلما سمعوا بمسيره إِليهم› أرسلوا إلى حلفائهم من أسد وغطفان يستمدونهم» فأمدوهم» وأدخلوهم حصنا لهم منبعأء يسمى القموص”. فلما قدم النبي خيبرء ونصب الرايات عليهاء أرسل إلى أسد وغطفان: «إن ربي وعدني أن يفتح لي خيبر» فخلوا بيني وبين أهلهاء فإذا فتحها فهي لکم» فأبواء فصرف النبي الرايات إلى الحصن الذي هم فيهء فهربوا في الليل» ولم (۱) سباع بن عرطفة الغفاري: سباع بن عرطفة الغفاري› استعمله النبي يي لما خرج إلى خيبر وإلى دومة الجندلء وهو من مشاهير الصحابة. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ص ۳۲۳. (۲) القموص: القماص: الوثب: وأن لا يستقر في موضع؛ والقموص الذي يفعل ذلك. والقموص هو جبل بخیبر عليه حصن بي الحقيق اليهودي. انظر: الحموي› ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان؛ء ج ص ۲۸۹. الباب السادس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابعة من الهجرة ۳۳غ وأقبل النبي يقاتل أهل خيبرء فحاصرهم وقاتلهمء وكان يخرج من اليهود عادية عليها مرحب ٩ فیخرج لھا النبى عادية من أصحابه يقاتلوهم حتى يهزموهم؛ ويدخلونهم الحصن فاإدا دخلواء أغلقوا الأبواب. - ويقول: (۱) (۲) ثم إن مرحبا خرج بمن معه من عادية اليهود؛» فبرز وهو يرتجز قد علمت خيبر اني مرحپُ ‏ شاي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلتَ تلتهب”" فبرز إليه عامر'» وهو يقول شعرا: قد علمت خيبر أني عامرٌ شاكي السلاح بطل يغامر‹ مرحب: مرحب الحميري» أحد فرسان اليهود. خرج من حصنه يوم خيبر وقد جمع سلاحه وهو يرتجز الشعر وهو يقول هل من مبارز؟ فخرج إليه صاحب راية رسول الله يَأ الإمام علي بن أبي طالب كرَم الله وجهه؛ فاختلف مرحب وعلي بضربتین» فضربه علي بسیفه على هامته حتی عض السيف منها أضراسه؛ وخر صريعاء وسمع التاس الضربة فهاجموا الحصن خلف علي حتى فتح الله لهم. انظر الطبري: محمد بن جرير: تاريخ الأمم والملوك ج۳ ص ۹۳-۹۲. قد علمت خيبر أني مرح شاكي السلاح بطل مجرَب أطعن أحياناً وحينا أضربٌ إا الليوث أقبلت تَلهَب كأن حماي كالحمى لايقرب انظر الأبيات في: ابن الأثير علي بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ٦ء ص ۲۱۸. عامر: هو عامر بن سنان الأكوع. وترجمته: عامر بن سنان الاكوع بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلمان بن أسلم الأسلمي. كان شاعراءة وسار مع رسول الله يي » فقتل بها شيهداً. انظر: ابن الأثير علي بن محمد أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ۳ء ص١۱۲ - ۱۲۳. فبرز إليه «ياسر: وهو يقول: قد علمت خيبر أني ياسر شاكي السلاح بطل مغاورُ انظر: ابن الأثير» علي بن محمد: الكامل في التاريخ؛ جح۲ ص ۲۱۹. £۳6 الجامع لأخبار الأمة ليستله من الترس» فوقع على أكحله» فقطعهء فمات» فخرج إليه علي بن أبي طالب وهو يرتجز شعراً: أنا الذي سمتني أمي حيدره ضرغام آجام وليث قسوره عبل الذراعين صبيح المنظره أكيلهم بالسيف كيل السّندره أضرب بالسيف وجوه الكفره” فلما سمع مرحب كلام علي هَمٌ بالرجوع» فأنف من ذلك فتجاولاء فضربه علي بسيفهء فسقط (۱۱۹) قتيلاء فلما قتل مرحب تضعضع ركن اليهوت وأخذ أبو بكر طق الرايةء وقاتل قتالً شديداء ثم أخذها عمر وف فقاتل قتالاً شديداً ثم أخذها عليء فقاتل» وضربه رجل من اليهودء فطاحعت ترسه من يده» فاقتلع بابا قرب الحصن؛» فتترس به فلم يزل في يده وهو يقاتل» حتى فتح الله خیبر. وحمل المسلمون على اليهودء حتى ألحقوهم بحصنهم» وقال النبي: الله أكبر» خربت خيبر إنا إِذا أنزلنا بقوم فساء صباح المنذرين» وفتح الله خيبر للمسلمين» ووجد النبي آل أبي الحقيق وآل خُيّي بن أخطب» وهم من بني النضيرء فدخلوا خيبر بعد غزوة بني النضيرء وحملوا معهم آنية من فضة وأمتعةء فسألهم النبي عن مالهم» فقالوا: أنفقناء يوم خيبر على أنفسنا وعيالناء فقال لهم: فإن كتمتموني مالا فذمّة الله ورسولهء وذمّة المؤمنين منكم بريئةء ودماؤكم وذراريكم لي. قالوا: نعم فتاه جبریل» فأخبره بموضع المالء فأخرجه فإذا هو في نخلة جوفاء فأمر بهم النبيء فضربت أعناقهم. ثم إن اليهود قالوا للنبي: تعطينا خيبر نعملهاء ولنا نصف الثمرةء فأعطاهم إياهاء واصطفى لنفسه من السبايا صفية بنت حُيّي» وأمر بها إلى مزل (١) انظر الابيات في: ابن الاثير علي بن محمد: الكامل في التاريخ؛ ج ۲ء ص ٢٠۲. (۲) صفية بنت حيي: صفية بنت حبي بن أخطب» من الخزرج: من أزواج النبي يَلء كانت في الجاهلية = الباب السادس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابمة من الهجرة ٥۳ وعرض عليها الإسلام فأسلمت» ورأى في وجهها أثرأ فقال لها: ما هذا الأثر؟ قالت: يا نبي الله كنت رأيت في المنام كأن قمر أقبل من المدينة حتى وقع في حجري وكأن كبشا ذبح على بابي فذكرت ذلك لكنانة» وهو زوجهاء فلطمني» وقال: كأنك تتمنين أن تكوني تحت الملك الذي يجيء من المدينة. وأهدت زنب بنت الحارث' زوجه سلام بن مشکہم للتبى شاة مسمو م فتناول النبي منها الذراعء وکان أحب الأعضاء إليك فلاك منه مضغةء قال الذراع: إني مسموم أنطقه الله بذلك؛» فلفظها. وروي أنه قال في مرضه الذي مات فيه: هذا أوانء قطعت أبهري المضغة = من ذوات الشرف. تدين باليهوديةء من أهل المدينة. تزوجها سلام بن مشكم القرظي؛» ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع النضري» وقتل عنها يوم خيبر» وأسلمت» فتزوجها رسول الله ي توفيت بالمدينة سنة ١٠٥ ه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٣ء ص ٠٠۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ ج ۷ء ص۸١٦۱ - ۱1۹. (١) كنانة: كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضريء زوج صفية بنت حتي قبل غزوة خيبر» حيث اصطفاها الرسول ية لنفسه؛ وأتى رسول الله ي بكنانةء وكان عند كنز بني التضيرء فسألهء فجحد أن يكون يعلم مكانه» فقال له: «أرأيت إن وجدناه عندك أقتلك» فقال: نعم فأمر رسول الله يَأ بحفر خربة قرب دار كنانة فأخرج متها بعض کنزهم: فأمْرَ به الزبير بن العوام؛ فكان الزبير يقدح بزنده في صدره حتى أشرف على نفسه؛ ثم دفعه إلى محمد بن مسلمةء فضرب عنقه بأخيه محمد بن مسلمة. انظر: الطبريء محمد بن جرير: تاريخ الطبري؛ المجلد الثاني» ص ۹0. () زينب بنت الحارث: زينب بن الحارث اليهوديةء زوجة سلام بن مشكم اليهودي. أهدت الرسول يل شاة مصلية (مشويّة) وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إليه؟ فقيل لها: الذراعء فأكثرت فيها من السَم ثم سمّت الشاة كلهاء وجاءت بهاء فتناول الرسول ي الذراعء فلاك منها مضغةء فلم يسغهاء فلفظهاء وقال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم؛ ثم دعا بهاء فاعترفت» فقال ما حملك على ذلك؟ فقالت: بلغت من قومي ما لم يخفت عليك؛ وقلت: إن کان ملكا استرحت منه؛ وإِن کان نبیاً فسيُخبره. فتجاوز عنها رسول الله ي . انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج۳ ص ١١٦- ۳١۱. (۲) سلام بن مشكم: سلام بن مشكم القريظي اليهودي؛ زوج زينب بنت الحارث التي أهدت للرسول ية شاة مسمومة. انظر: ابن هشام عبدالملك بن هشام: السيرة النبويةء جح ۳ء ص ٢٥۳. £۳۹ الجامع لأخبار الأمة المسمومة. فأرسل إليهاء فقال لها: ما حملك على هذا؟ فقالت: أردت (أن)” أعلم صدقك من كذبك؛ فإن كنت صادقاء أخبرت بذلك» وإن كنت کاذبا أرحت الناس منك» فقيل: إنه عفا عنهاء وقيل: قتلها. ولما سمع أهل فدك ما صنع النبي بخيبر» أتوه» فسألوه أن يعاملهم بما عامل به أهل خيبر» فعاملهم بذلك؛ وكانت خيبر للمسلمين› وفدك له خاصةء لأنه لم يوجف عليها خيلا ولا رکاباً. وأقام النبي في غزوة خيبر أربعين يوماء ورجع إلى المدينةء وقدم جعفر بن ابي طالب من أرض الحبشة فقال النبي: لست أدري أنا أشد (١۱۷) فرحا بفتح خيبر آم بقدوم جعفر؟ وفي هذه السنةء تزوج النبي يَأ أم حبيبة”. واسمها رملةء وأمها بنت ابي العاص؛ عمّة عثمان بن عفان» وسلم النجاشي صداقها من ماله أربعمائة دينار. وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين» أو اثنتين وأربعين. () إضافة يقتضيها السياق. (۲) فدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومانء وقيل ثلاثةء أفاءها الله على رسوله يِل في سنة سبع صلحاً. ويها عين فوارة ونخيل كثيرة. قال الزجاجي: سميت بفدك بن حام وکان أول من نرلها. وقال زهير: لئن حللت بجو في بني أسد فى دين عمرو وحالت بيننا فدڭك ليأتينّك مني منطق قنع باق كما دنس القبطية الودڭ انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان› ج ‎VE-۸‏ (۳) أم حبيبة (٢۲ق.ه- ٤ ٤ه/114-0۹1م): هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميةء صحابيةء من أزواج النبي يَيٍ. كانت من فصيحات قريش ومن ذوات الرأي والحصافة. تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش» وهاجرت معه إلى أرض الحبشة (في الهجرة الثانية) ثم ارئّد عبيد الله عن الإاسلام فأعرضت عنه إلى أن مات. فأرسل إليها رسول الله يَأ يخطبهاء وعهد للنجاشي (ملك الحبشة) بعقد نكاحه عليهاء ووكلت هي خالد بن سعيد بن العاص؛ فأصدقها النتجاشي أربعمائة دینار سنة ۷اه ولها من العمر بضع وثلاثون سنةء وأبوها لا يزال على دين الجاهلية. توفيت بالمدينة. ولها في كب الحديث ١٠ حديئاً. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج ٣ء ص ۳۳. وانظر: ابن الأثير على بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحايةء جح۷ ص۳۰۳ - ٢٤۳۰. الباب السادس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابعة من الهجرة ‎g۳۷‏ ‎NINES‏ وفی هذه السنةء كانت عزوة عمرة القضاء”'ء قیل: آمر النبى أصحابه حين رأى هلال ذي القعدة أن يعتمروا قضاءٌ لعمرتهم التي صذهم المشركون عن قضائهاء وأمر أن لا يتخلف أحد ممن شهد الحديبيّةء فلم يتخلف أحد منهم إلا من استشهد بخيبر» وخرج معه أيضاً قوم عمّاراًء فكانوا في عمرة القضاء ألفين؛ وقيل: ألفين وسبعمائة. واستخلف على المدينة أبا رُهُم الغفاري” وساق النبي ستين بدنةء وقيل: سبعين هدياء وجعل عليها ناجية ابن جندب الأسلمى”› وحمل الدروع والسلاح والرماح؛ وفاد مائة رواحة أخحذ بزمام مطته؛ وقالت قریش: إن محمداً وأصحابه لفى جهد وحاجة فبلغ ذلك النبىء فهرول بين العلمين› وأمر بذلك أصحابه ليري قريشاً من نفسه وأصحابه فوة وطاف؛ وسعی؛ وحلق؛› وأقام بمكة ثلائة أيام فلما كان عند الظهر من اليوم الثالثء ٺاداه سهيل بن عمرو. (١) عمرة القضاء: ويقال لها عمرة القصاص؛ لأنهم صدوا رسول الله يَوٍ في ذي القعدة من الشهر الحرام من سنة ست للهجرة فاقتص منهم؛ فدخل مكة في ذي القعدةء في الشهر الحرام الذي صدوه فيه سنة سبع للهجرة. وفيها أنزل الله تعالى: وَاْمّتُ يَصَاسٌ 4. انظر: ابن هشام عبد الملك بن هشام: السيرة النبويةء ج ٤ء ص ١٠. (۲) أيو رُهم الغفاري: اسمه كلثوم بن الحصين؛» وقيل: ابن حصن بن عبيد؛ وقيل: ابن عتبة بن خلف بن بدر بن أحميس بن غفار. أسلم بعد قدوم النبي إلى المدينةء وشهد أحُداً فرمي بسهم في تحر فسمي المنحورء فجاء النبي فبصق عليه؛ فبرأء واستخلفه على المدينة مرتين: مزّة في عمرة القضاء ومرّة عام الفتحء فلم يزل عليها حتى انصرف رسول الله ي من الطائف. وشهد بيعة الرضوانء وبايع تحت الشجرةء وروى عنه مولاه أبو حازم أنه قال: حضرت خيبراً أنا وأخي ومعنا فرسان؛ فأسهم لنا النبي. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٠ ص ۱۱۷. (۳) ناجية بن جندب الأسلمي: ناجية بن جندب بن كعب» وقيل: ناجية بن کعب بن کعب وقيل: ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن نائلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن آسلم الأسلمي. صاحب بُذن رسول الله يَقء معدود من أهل المعرفة. وقيل: كان اسمه ذكوانء فسماه رسول الله يَأ ناجيةء إذ نجا من قريش. انظر: ابن الأثيرء على بن محمد: أسد الغابة فى معرفة الصحابة ج٥ ٢٤۲۹. ۱ £۳۸ الجامع لأخبار الامة أصحابه بالخروج› ورکب يَيٍْ. حتی نزل بسرف؛» وهي على عشرة أميال وفي هذه السنةء تزوج رسول الله . ميمونة بنت الحارث” تزوجها بسرف» وبناها هناك وهي آخر امرأة تزوجهاء وقيل: هي التي وهبت نفسها له ماتت بمكةء ودفنت بقبتهاء سنة ثلاث وستين. (١) ميمونة بنت الحارث: ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية: آخر امرأة تزوجها رسول الله يل وآخر من مات من زوجاتهء کان اسمها «برّة» فسماها «ميمونة» بايعت بمكة قبل الهجرة. وكانت زوجة بی رهم بن عبد العزى العامري. ومات عنهاء فتزوجها النبي يَأ سنة ۷ه. عاشت ثمانين سنة. وتوفیت في «سرف» الموضع الذي كان فيه زواجها بالنبي يَأ قرب مكةء ودفنت به وكانت صالحة فاضلة. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج۷› ص ٤٤۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۷ ٢٢۲ -٢٤٠۲. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة الجامع لأخبار الأمة ففى هذه السنةء كان غلاء السعر على المسلمين» فأتوا النبي يَيٍء وقالوا: سعر لناء فقال: «إِن الله هو القابض والباسط السعر والأرزاق› وإني لأرجو اَن ألقى الل وليس أحد منكم ي يطلبنى بمظلمة فى نفس ولا مال». وفى هذه السنةء طلق النبى سودة بنت زمعةء فقعدت على طريقهء بين المغرب والعشاء وقالت: يا رسول اللهء راجعني فوالله ما بي حب الرجال› وفيها توفیت زینب (۱۷۱) بنت رسول الله ی . أريد رسول الله ييو فلقيت خالد بن الوليد مقبلا من مكةء وذلك في عام الفتحء وقلت: أين تريد يا أبا سليمان؟ قال: والله قد استقام الميسم؛ وإن الرجل لنبيء أذهب أسلم؛» فحتى متى» فقلت: والله ما جئت إلا لأسلم؛ فقدمنا على رسول الله فتقدم خالد فأسلم وبايع» وأسلمت وبايعت. وفي هذه السنةء اتخذ رسول الله يي المنبرء وكان يخطب على جذع من التخل؛ فقالت امرأة من الأنصارء كان لها ابن نجار واسمها عائشةء واسم ابنها باقوم الرومي: يا رسول اللهء إن لي ولداً نجار أفلا آمره أن يتخذ لك منبرا؟ فقال: نعم إن شئت. فأمرت ولدهاء فاتخذ النبي منبرأ صُنع له ثلاث درجات» فلما کان يوم الجمعةء خطب النبي عليهء فحن الجذع الذي كان يده علیهء فسکت» وقال له: إن شعت أذنت للحائط الذى كنت فيه؛ فانبت الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة 1٤£ عروقك» ويكمل خلقك» ويجدد لك خوصك فتكون لك سعف وثمرةء وإن شئت أغرسك في الجنةء فيأكل أولياء الله من ثمرك؛ فقال: بل تغرسني في الجنةء فيأكل أولياء الله من ثمري» وأن أكون في مکان لا أپلی فیہ فأختار الجذع دار البقاء على دار الفناءء وأمر به النبيء فدفن تحت المنبر فلما هدم المسجد وعَيّرء أخذه أبي بن كعب”» فكان عنده حتى بلىء وأكلته الأرض؛ وعاد رفاتاً. | وفي هذه السنةء بعث النبي يي › عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد ابنى الجلندي بعُمانء وكانا على دين النتصارى» فأمنا بالنبى وصدقا بما جاءبت وأخذا على المجوس الجزيةء فلا تؤكل دبائحهم؛ ولا تنكح نساۋهم. وبعث النبى كعب بن عمرو الغفاري» في خمسة عشر رجلا إلى ذات أطلاق» من ناحية الشام فوجد بها جمعاً كثيرء فدعاهم إلى الإسلام فلم يجبو ٥ء وقتلوا أصحابه جمبعأ ونجا هو بنفسه؛ وقدم المدينة. ۱( بي بن کعب: بي بن كعب بن قيس بن عبيدء من بني النجارء من الخزرج؛ أبو المنذر؛ صحابي أتصاري. كان قبل اللإسلام حبرا من أحبار اليهود مطلعاً على الكتب القديمةء يكتب ويقرأً على قلَة العارفين بالقراءة والكتابة في عصره ولمًا أسلم كان من كتاب الوحي» وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله َء وكان يفتي في عهدهء وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابيةء وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس؛» وأمره عثمان بجمع القرآن. كان نحيفاً قصيراً أبيض الرأس واللحيةء مات بالمدينة سنة١ ۲ه / ٤ ٤1م. انظر الزركلي» خير الدين: الأعلام؛ ج ١ء ص ۸۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج ١ء ص١١٠١ ١۱۷. (۲) كعب بن عمرو الغافري: والصحيح كعب بن عمير الغفاري: من كبار الصحابةء بعثه النبي يَف أميراً على سريةء نحو «ذات البلقاء» فقتل فيها. انظر الزركليء خير الدين: الأعلام ج٥٠ ص ٢۲۲. وانظر: ابن الأثيںي علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ ص۸٥4. (۳) ذات أطلاق: هي موضع وراء ذات القرى إلى المدينةء غزاء الرسول بء بسريّة قادها كعب بن عمير الغفاري› فأصيب بها هو وأصحابه: انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ۲۱۸. 1 الجامع لاخبار الأمة ثم بعث النبي يَيأْوِء شجاع بن وهب" في سرية إلى بني عامر بناحية نجدکء فأصابوا نعماً وشاءًُ. وفی هذه السنةء كانت سرية مؤت وھی بأدنی البلقاءء دون دمشق› فی جمادى الأولى» فلما نزلهاء عرض عليه شرحبيل مائة لف (۱۷۲) فقتل فبلغ ذلك النبي› فشي عليه فتدب الناس» فأجابوه وهم ثلائة آلاف؛ فقال النبي يٍَ: أمير الناس زيد بن حارثةء فإن قتل» فجعفر بن أبي طالب» فإن قل فعبدالله بن رواحة فإن قتل؛ فيختار الناس أميراً لهم وعقد لهم لواءٌ يض وخرج مشیعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع” ووقف وودعهم؛ وأمرهم أن يدعوا من هناك إلى الإسلام فإن أجابوا وإلا قاتلوهم. (۳) وساروا حتی نزلوا معان من رض الشام؛ بلغهم أن هرقل نزل في شجاع بن وهب: شجاع بن وهب بن ربيعة بن سد بن صهيب بن مالك بن کثیر بن غنم بن دودن بن أسد بن خزيمة الأسدي. حليف لبني عبد شمس؛ يكنى أبا وهب. أسلم قديماء وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانيةء وعاد إلى مكة لما بلغه أن أهلها أسلموا. ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراء هو وأخوه عقبة؛ وشهد المشاهد كلها مع رسول الله يَوٍء وآخى رسول الله بيه وبين ابن خولى» وأرسله إلى الحارث بن أبي شمر الغساني›ء وإلى جبلة بن الأيهم الفساني› واستشهد شجاع يوم اليمامةء وهو ابن بضع وأربعين سنةء وكان أجنى (مائل الظهر) نحيفاً. انظر: ابن الأئير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٢› ص ٥٠٠. ثنية الوداع: وهي ثنية مشرفة على المدينة يطأها من يريد مكةء واختّلف في تسميتها بذلك» فقيل: لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة. وقيل: لأن النبي يل ودّع بها بعض من خلفف بالمدينة في آخر خرجاته» وقيل: في بعض سراياه المبعوثة عنه. وقيل: الوداع اسم واد بالمدينة. والصحيح أنه اسم جاهلي قديم› سمي لتوديع المسافرين. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء جح ص ٦۸. معان: مدينة في طرف بادية الشام من نواحي البلقاءء وكان النبي يَأ بعث جيشاً إلى مؤتة فيه زيد بن حارئة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحةء فساروا حتی بلغوا معانْء فأقاموا وأرادوا أن يکتبوا إلى النبي ي عمّن تجمع من الجيوش؛ وفيل: قد اجتمع من الروم والعرب نحو مائتي ألفء فنهاهم عبد الله بن رواحة وقال: إنما هي الشهادة أو الطعن؛ ثم قال: جلبنا الخيل من جاءِ وفرع شُفَرَ من الحشيش لها العكوةُ الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة ٣٤ ‎ENE‏ أرض البلقاء في مائة ألف من الروم؛ فأقاموا بها ليلتين ينظرون في أمرهم› فتشجع عبدالله بن رواحة وقال: يا قوم واللّه إن الذي تكرهون؛ التي خحرجتم لأجلها الشهادةء وما نقاتل الناس بعدد ولا قوَةء وإنما نقاتل بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقواء فإنما هى إحدى الحسنين: إما ظهورء وإما شهادة. فقال الناس: صدق ابن رواحةء ثم رحلواء فلما كانوا قريباً من البلقاء لقيهم هرقل» فلما دنا العدوء وانحاز المسلمون إلى قرية مؤتةء فالتقوا واقتتلوا(بها) قعالاً شديدا وأخذ اللواء زيد بن حارثةء فقاتل حتى قتل؛ ثم أخذه جعفر بن ابي طالب» وقاتل» فطعته رجل من الروم برمح» وضربه بسیفهء فقسمه نصفین› فوجد في أحد نصفيه نيف وثلائين ضربة. ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة وقاتل حتى قتل» ثم أخذه خالد بن الوليد بن المغيرة المخزوميء فقاتل حتی انكشفت الروم وانهزمواء وكسر في يده تسعة أسياف» كلما كسر سيفاً أخذ آخرء ورجع المسلمون إلى المدينة سالمين غانمين. وفي هذه السنةء بعث رسول الله عمرو بن العاص إلى دات السلاسل”› وهم قضاعة فخرج في نفر من الأنصارء فلما وصل؛ استمذ النبي» فأمدهم بابي عبيدة عامر بن الجرّاحء في نفر من المهاجرين والأنصار فيهم آبو بكر أقامت ليلتين من معان فأعقب بعد فترتهاجموم فحنا والجياد مسومات تفس في مناخرها السُمومُ انظر: الحموي؛» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٥ء ص ٤٠-٤ ١۱٠. (۱) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۷۲. (۲) ذات السلاسل: ماء بأرض جُذام وبذلك سميت غزوة ذات السلاسل؛ وقال ابن إسحاق: اسم الماء سلسل» وبه سميت ذات السلاسل. وقال جردان العود: بوعساء من ذات السلاسل يلتقي عليها من العلقى نبات مؤنّفت وفال الراعى: ولما علت ذات السلاسل وانتحى لها مصغيات للفجاء عواسز انظر: الحموي› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج ۳ء ص ۲۳۳. غ الجامع لأخبار الأمة وعمر ويياء فاختلف أبو عبيدة وعمرو بن العاص؛ کل يقول هو الأمير لأصحابd‏ فأبی عمرو؛ وقال: انتم لي مدد فأطاعه بو عبيدة. وفي هذه السنة كانت سرية الخبط» بعث رسول الله يِلوٍء (۱۷۳) أبا عبيدة عامر بن الجراح في ثلاثمائة راكب من المهاجرين والأنتصارء في طلب عير قریش» وزوّدهم جراب تمر فساروا وأقاموا على الساحل» حتى فني زادهم فأصابهم جوع شديد فكان أبو عبيدة يعطيهم لكل رجل حفنةء ثم أعطاهم تمرة لكل رجل» ثم كانوا يأكلون الخبطء أي أوراق الشجرء حتى صارت أشداقهم كأشداق الإبل. ثم أرسل إليهم دابّة يقال لها العنبر”» فأكلوا منها نصف شهر وقيل: أكلوا منها شهراً. ونصب أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعهاء يمر تحته راکب البعير من طولهء فلما قدموا المدينةء أخبروا النبى بذلك؛ فقال يَيةٍ: «ذلك رزق ساقه الله إليكم». ۱ وفي هذه السنةء كان فتح مكةء حرسها الله تعالى»ء وسبب ذلك أن النبي وادع قريشا على ترك الحرب بينهم سنتين؛ وكانت خزاعة دخلت في عهد رسول الل لهم ما له من العهد وعليهم ما عليه. وبنو بكر مع قريش» وکان بين خزاعة» وبين بني بكر شر قديم فاقتتل خزاعة وبنو بکر» وطلب بنو بکر الإعانة من قريش على خزاعةء فأعانوهم بالرجال» وقاتلت معهم طائفة من فريش مستخفين مستنكرين» فيهم: صفوان بن أميةء وعكرمة بن ابي جهل۔ وسهل!" بن عمرو وعبیدهم؛ فبيتوا خزاعة ليلا فهاجموهم؛ وقتلوا منهم. ثم ندمت قريش على ما صنعت» وعلموا أن هذا نقضاً للعهد الذي كان ١) الخضط:ا ضع د ر نة القلة )۱( لخبط: اسم موضع في ارض جهينة بالقبلية» وبينها وبين المدينة خمسة أيام وهي بناحية ساحل البحر. انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان؛ ج٦ ص ٤٣٤ ۳. (۲) العنبر: هو الحوت. (۳) والصحيح سهيل بن عمرو؛ وقد مرت ترجمته سابقاً. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة 0 بينهم وبين رسول الله يِل لأن خزاعة كانت في عهده وخرج عمرو بن سالم الخزاعي”» في أربعين راكباأ من خزاعةء فقدموا على النبي يخبرونه بما أصابهم ويستنصرونه فقام النبي يِه جر رداء ويقول: «لا نصرت إن لم أنصر بنى خزاعة». وقدم أبو سفيان على النبي َء يسأله تجديد العهد وأن يزيدوا في المذّة. فلما دخل المدينةء دخل على أم حبيبةء فأراد أن يقعد على فراش رسول الله يَوٍء فطوته عنهء فقال: ولم ذلك؟ قالت: فكيف تقعد على فراش فخرج من عندهاء وأتى النبي يَلْوٍء فكلمه في ذلك» فلم يجبه؛ غير أنه قال: نقض أهل مكة العهد. فذهب إلى أبي بكر فکلمه لیکلم له رسول الله یلا فقال: ما أنا بفاعل» فخرج من عنده إلى عمر بن الخطاب» فقال له عمر: أأشفع لك عند رسول الله؟ (٤۱۷) هل لا کان. فخرج من عند وأتى علي بن ابي طالب» وقال: يا علي إنك أمس القوم رحماء وأقربهم إِليّء وقد جئتك في حاجة ولا أرجو أن أرجع خائباء فاشفع لي إلى ابن عمك محمد فقال له علي: ويحك يا أبا سغيانء لقد عزم رسول الله يَيوٍء على أمر لا أستطيع أن أكلمه فيه. فخرج أبو سفيان» وركب بعيره» وأتى قريشاًء وأخبرهم بذلك. (۱) عمرو بن سالم الخزاعي: سيد بني خزاعةء خرج مع النبي يَيٍء في المدينة بعدما تظاهرت بنو بکر وقريش على خزاعةء وأصابواء ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله يَأ من العهد والميثاق. بما استحلوا من خزاعةء وكان في عقده وعهده. وكان ذلك مما أحاج فتح مكة. فوقف عمرو بن سالم عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس» فقال: يارب إنى ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا قد کنتم ؤلداً وكنًا والداً ثبت أسلمنا فلم نزع يدا فانصضر هداك الله نصراً أعتدا وادع عاد الله يأتوا مددا فقال له رسول الله يي : صرت يا عمرو بن سالم. انظر: ابن هشام؛ عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية ج٤ ص٦۳۷-۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج٤ء ص۲٠۲۱ - ۲۱۳. وأما رسول الله يَْوٍء فإنه أمر بالجهاز إلى مكةء وأخفى أمره وقال: «اللهم خذ على أبصارهم فلا يروني إلا بغتة». ولم يعلم به أحد إلا الله تعالى. وكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بما أجمع عليه رسول الله يَلْوٍء وأعطاه امرأة يقال لها ضغينةء ودفع لها عشرة دنانير وعشرة دراهم وأمرها بالمسير إلى أهل مكةء وأن تدفع إليهم الكتاب» فتزل جبريل لا إلى النبي يَلةٍء فأخبره بما فعل حاطب فبعث النبي إليها علياء والزبير وطلحةء والمقدات وجماعة من المسلمين؛ء كلهم فرسان؛ فانطلقوا فى طلبهاء حتى وجدوها عند الحليفةء وقالوا لها: أين الكتاب الذي أرسله معك حاطب إلى مكة؟ فقالت: ما عندي كتاب» ولا أرسل حاطب معي کتابأه فحلفت لهم بال ففتشوا متاعهاء فلم يجدوا معها كتاباء فهمّوا بالرجوع. قال علي: ما كذب رسول الله» وسل سيفهء وقال لها: إما اخرجي الكتاب» وإما قطعت عنقك بهذا السيف» فلما رأت الجهد قالت: اعرض عني؛ء فأعرض عنهاء وحلت رأسهاء وأخرجت الكتاب من ذؤابتهاء فدفعته إليه» فخلوا سبيلهاء فأتوا النبي يِل فدفع علي إليه الكتاب» فأرسل النبي إلى حاطب قال: ما حملك على هذا؟ فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسولهء ولكن ليس لي في القوم أصل ولا عشيرةء ولي بين أظهرهم أهل؛ فأردت أن أتخذ بذلك عندهم يدأ وقد علمت أن الله منزل بأسه عليهم» وأن لا يغني ذلك عنهم؛ فصدقه رسول الله يَلأٍْ. فقال عمر: يا رسول الل دعني أضرب عنقف فقد نافق فقال رسول الله: وما يدريك يا عمر؟ فأنزل الله أي اَلَرِنَ ءام ل ً #22 صو ر س 77 ‎ed 7 TK e‏ 0 دوا عدوى وعدوم أولياء تلقو إلنهم يالمودة وقد كَمَرُوا » [الممتحنة: ١]. (١۱۷) ثم إن رسول الله يٍَء بعث إلى من حوله من القبائل؛ بني سليم؛ وغمار ومزينة؛ وجهينك؛ وبي أشجع وبني سليم؛ ليتوه فمنهم من وافاه بالمدينة ومنهم من لحقه بالطريق؛ء واستخلف على المدينة كلثوم بن الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة £۷ حصين بن عتبة بن خلف الغفاري» وقيل: عبدالله بن آم مكتوم"» وخرج يوم الأربعاء لعشر ليال خلون من شهر رمضان؛ بعد العصر؛ فصام الناس؛ وصام النبي» وكانوا عشرة الاف» فسار حتى بلغ الكديد”ء وكان ذلك المكان بين عسفان» وأمج فأفطرء وأفطر المسلمون. ر تتخلف أحد من المهاجرين والأنصاںر وأمر أصحابه أن يوقدوا عشرة آلاف نار ولم تعلم قريش مسيرهم؛ وهم مغتمون؛ وخرج آبو سفيانء وبديل بن ورقاء يتحسسون الأخبار فقال أبو سفيان: ما رأيت كالليلة نيراناء فقال بديل: هذه نيران خزاعةء فقال أبو سفيان: خزاعة اذل من هذا. (۱) (۳) كلثوم بن حصين الغفاري: كلثوم بن الحصين بن عبيد بن خلف بن بدر بن أحمیس بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانةء أبو رهم الغفاري. وهو مشهور بکنیته. أسلم قبل قدوم النبي يل المدينةء ولم يشهد بدرأء وشهد أَحُداً وكان ممن بايع تحت الشجرةء وکان قد رُمي بسهم في نحره» فجاء النبي» فبصق فيه؛ فبرأء وكان أبو رهم يسمى المنحور. استخلفه النبي ي على المدينة مرتين: مرّة في حميرة القضاء ومرّة عام فتح مكةء لما سار إلى مكة والطائف وحنين. وكان يسكن المدينة. انظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحايةء ج ٤ء ص 4۹۳3. عبدالله بن أم مكتوم: عبدالله بن أم مكتوم الأعمى القرشي العامري» وهو عبدالله بن زائدة الأصم. وقال آخرون: هو عبدالله بن قيس بن مالك بن رواحة بن صخر بن عبدالله بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري. كان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى المدينة. كان رسول الله ي يستخلفه على المدينة أكثر غزواته. وشهد القادسية فيما يقولون. انظر: ابن عبد البرء يوسف بن عبد الله: الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ ج۳ ص ۹۹۸-۹۹۷. الكديد: وهو موضع بالحجاز؛ ويوم الكديد: من أيام العربء وهو موضع على بعد اثنين وأربعين ميلا من مكةء وقال ابن إسحاق: سار النبي يَأ إلى مكة في رمضانء فصام وصام أصحابهء حتی إذا کان بالكديد بين عُسفان وأمج أفطر. والكديد هو التراب الدقاق المركل بالقوائم› وقيل: الكديد: ما غلظ من الأرض: انظر الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ٤ء ص 7٤ ٤. أمج: الأمج في اللغة: العطش؛» وهو بلد من أعراض المدينة. وقال أبو منذر هشام بن محمد: أمج وغران واديان يأخذان من مرة بني سليم؛ ويفرقان في البحر. قال الوليد بن العباس القرشي: يا من على الأرض من غاد ومذلج 3 أقري السلام على الأبيان من أمجٍ انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلداثء ج ١ء ص ٢٥۲. 7 ر الجامع لأخبار الأمة وكان قد خرج العباس يطوف» لعله يرى أحداً من قریش» يخبرهم بمکان رسول الله يٍَء ليخرجوا إليه يستأمنوه» فعرف صوت أبي سفيانء فقال: يا ابا وأميىء ومالك؟ فقال العباس: ويحك يا أبا سفيانء هذا رسول الله يَوٍء أتاكم بما لا قبل لکم به. قال: فما الحيلة؟ فقال العباس: لئن ظفر بك» ليضرينَ عنقك؛ فاركب معي على هذه البغلةء حتى آتي بك رسول الل فأستأمنه لك. فرکب معه؛ فساراء فکانا كلما مرًا على نار نادوهم من هڏا؟ فإذا رأوا البغلة قالوا: هذه بغلة رسول الله يَي. وهذا النبي وعمرء حتی مرًا على نار بمحرس عمر فقال من هؤلاء؟ فسكتا عن فقام عمر إليهماء فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلةء قال: هذا عدو الله أبو سفيانء الحمد لله الذي مكن منك بغير عهد ولا عقد. ثم خرج عمر يركض نحو النبي» فركض العباس البغلةء فسبقه إلى النبي› فدخل العباس قبل ثم دخل عمر فقال: يا رسول الل هذا عدو الل قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهدء دعني أضرب عنقه؛ فقال العباس: يا رسول الل ني أجرته» ثم جلس عمر إلى رسول الله فأخذ العباس برأس النبي» وقال: (١۱۷) والله لا يناجيه الليلة أحد دوني» وأكثر عمر في قتل ابي سفیان فقال العباس: مهلا يا عمرء فلو كان من بني عدي" بن كعب ما قلت هذاء ولکنه من بني عبد مناف» فقال: مهلا يا عباس» فوالله لإسلامك كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم لأني عرفت أن إسلامك أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب لو أسلم؛ ثم قال رسول الله: «إذهب به يا عباس إلى رحلكء فإدا أصبحت: فاتتی به فذهب وبات عنده. (۱) عدي بن كعب: عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر من قريش؛ من عدنانء جڏ جاهلي من نسله عمر بن الخطاب وكثيرون. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤ء ص ٠۲۲. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة ۹ فلما أصبح أتى به عند النبي» فلما رآه النبيء قال: ويحك يا أبا سفيان› ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الل فقال: بأبي وأمي أنتء ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره» لقد أغنى عني. فقال: «ويحك يا أبا سفيان» ألم يان لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال بأبي وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! أما هذه في النفس منها شيء حتى الآنء فقال العباس: ويحك يا أبا سفيانء أسلم قبل أن تضرب عنقك؛ فتشهد شهادة الحق» وأسلم؛ فقال العباس: يا رسول اللهء إن أبا سفيان يحب الفخرء فاجعل له شيئ فقال: نعم من دخل دار ابي سفيان فهو آمن» ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن. فلما أراد أبو سفيان ليدخل مكة قال النبي للعباس: إجلس به في مضيق الوادي عند خطم الجبل» حتى ينظر أبو سفيان إلى جنود الله فيراهاء فخرج العباس ومعه أبو سفيانء وحبسه هناك فجعلت تمر عليه القبائل على راياتهاء كلما مرّت عليه قبيلةء قال: من هؤلاء يا عباس؟ فيقول: هؤلاء بنو فلان» فيقول: مالي ولهؤلاء. حتى مر عليه رسول الله يَيِء وعنده المهاجرون والأنصار لا یری منهم إلا الحدق من الحديد فقال: سبحان الله يا عباس» من ھۇلاء؟ فقال: هذا رسول الله يَوٍء في المهاجرين والأنصار فقال: لا طاقة لنا بهم لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً. فقال العباس: يا أبا سفيان» إنها النبوة قال: نعم. ثم قال العباس: إلحق إِذاً بقومك» فحذرهم فخرج سریعاء فأتی مكق وصرخ في المسجد بأعلى صوته: : یا معشر قریش» هذا محمد وقد جاءكم بما لا قبل لکم به» فمن دخل دار بي سفيان فهو آمن» ومن آغلق عليه ابه فهو س ا 7 0 ل ال دارك؟ فتفرق الناس إلى دورهم› وأغلقوا أبوابهم الحرام. وقال أبو سفيان: اذاه أسلموا تسلمواء فقامت إليه زوجته هند بنت عتبة؛ وأخحذت بشعره؛ وقالت: لا تغرّنكم أنفسكم فقد جاءكم بما لا قبل لكم به. ثم إن النبي بعث الزبيرء وأعطاه رايةء وأمره أن يركز الراية بأعلى مكة بالحجون”› وقال له: «لا تبرح حيث أمرتك أن تركز الراية حتى آتىك». فلما بلغ النبي يي بذي طوى› فرق جنوده فبعث علي من ثنية المدنيين"» قريش وأحابیشهم؛ فمنعوه الدخولء وشهروا السلاحء ورموا بالنبلء فصاح خالد بأصحابه؛ وقاتلهم فقتل منهم أربعة وعشرين رجلا وأربعة من بني هذيلء وقتل من المسلمين رجلان: كرز بن جابرء وخالد الأشعري”'. و جرح (١) الحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن من أهلهاء وقال السكري: وكان من البيت على بعد ميل ونصف وقال السهلي: على فرسخ وثلائةء وعليه سقيفة آل زياد بن عبيد الله الحارثي عامل مكة أيام السفاح. وقال الأصمعي: الحجون هو الجبل المشرف الذي بحذاء مسجد البيعة على شعب الجزارين. وقال مضاض بن عمرو الجرهمي يتشوق إلى مكة لما أجلتهم عنها خزاعة: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ‏ أنيس ولم يسمر بمكة سام بلى نحن كنا أهلها فأنابنا صروف الليالي والجدود العواثرٌ انظر: الحموي؛ ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان› ج ص ٢۲۲. )۲( ثنية المدنيين: أو الثنية البيضاء وهي عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخ وأنت قادم من المدينة وتريد مكةء أسفل مكة من قبل ذي طوی. انظر: الحموي» ياقوت بن عبدالله: معجم البلدان» ج ٦ء ص ٥۸. (۳) الليط: اسم مكان أسفل مكة. قال ابن إسحاق: لما ورد النبي يي عام الفتح مكةء أمر خالد بن الوليكء فدخل من الليط أسغل في بعض الناس» وكان خالد في المجنبة اليسرى» وفيها أسْلَّمُ وعفار ومزينة وجهينة. انظر: الحموي؛› ياقوت بن عبدالله: معجم البلدانء ج ص ۲۸. (4) خالد الأشعري: والصحيح خالد بن الأشعر الخزاعي الكعبي: اختلف في اسم أبيه. قال الواقدي: قتل خالد بن الأشعر مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح. انظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ص ١٩۹. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة £01 عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف"» فکتم جراحه فکانت تصافحه الملائكة› وتسلم عليه طرفي النهار› ويسمع تسبيحهاء ولا يدري من هم. ثم إنه اشتكى جراحه إلى أحدء فانقطعت عنه الملائكةء وما كان يسمع منها. فشكا ذلك إلى النبيء فقال له: كيف جرحك الذي أصابك يوم كذا وكذا؟ قال: لا يوجعني» فقال له: أشكوت وجعه إلى أحد؟ قال: نعم قال: تلك الملائكةء كانت تحف بك لصبرك فلما شكوته» انقطعت عنك» والذي بعثني نبيأء لو صبرت إلى أن تموت» لسلّمت عليك الملائكة إلى أن تموت. فكان عمران يتلهب على ما صنع؛ إلى أن مات. ثم هزم الله تعالى قريشاء ولم يكن بمكة قتال غير هذاء فلما ظهر النبي قال: «ألم أنه عن القتال؟» فقيل له: خالد بن الوليد مُوتل فقاتل. وأمر النبي سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس» فقال سعد حين توجه: اليوم يوم الملحمةء اليوم تستحل الحرمةء فسمعه رجل من المهاجرين؛ فقال: يا رسول اللهء اسمع ما يقول سعد وما نأمن أن يكون له صولة في قریش. فقال النبي لعلي: أدركهء وخذ الراية منهء (۱۷۸) وكن أنت الذي تدخل بها. وضربت لرسول الله فة بالحجون؛ ودخل مكة وعلی رأسه عمامة سوداءی فلما دخل مكة ووقف على باب الكعبةء قال: «لا إله إلا الله وحدهء صدق وعده؛ ونصر عبد وهزم الأحزاب وحده؛ء ألا إن كل مأثرة أو دم أو مال يدعی فهو تحت فدمي› إل سدانة البيت وسقایته للعباس. (١) عمران بن الحصين: عمران بن الحصين بن عبيد أبو نجيد الخزاعي: من علماء الصحابة. أسلم عام خير سنة ۷ه» وكانت معه راية خزاعة يوم فتح مكةء وبعثه عمر إلى أهل البصرة ليفقههم. وولاه زياد قضاءها. وتوفي بها. وهو ممن اعتزل حرب صفين. له في كتب الحدیث ١۱۳ حديثاً. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام› ج٥ ص ١۷. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج٤ ص١۱۳. OY 2 ا الجامع لأخبار الأمة يا معشر قريش» إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها أ لا ن أبا الناس آدم وآدم من تراب» ثم تلا: يتابيا الاس إِنَا حلفت من أن وجعلتک شعوبا ويل عار ن ن ڪرم عند اله سک [الحجرات: ۴٠ ۳ یا أل مكة ما ترون ئې فاعل بکم؟ قالو خيراء اخ کريم وابن ن اخ کريم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء». ج فأعتقهم؛ وقد أمكنه الله من رقابهم عنوة فبذلك يسمى أهل مكة الطلقاء. وأقبل يَأ إلى الحجرء فاستلمهء وطاف بالبيت» وكان في الكعبة يومئذ ثلائمائة صنم وستون صنماًء فجعل يشير إلى کل صنم مر عليه بقضیب کان في يده ويقول: جاء الحق وزهق الباطل» إن الباطل كان زهوقاء فيخْر الصنم ساقطاً على وجه وكان أعظمها هبل وهو على باب الكعبة فأمر به النبىء فقطع رأسه؛ وجعله عتبة لباب السلام؛ يطأه الداخل والخارج برجليه» وهو وأرسل النبي إلى عثمان بن طلحة” ليعطيه مفتاح الكعبةء فأتاء علي فمنعه إيا وقال: لو علمت أنه نبى لدفعته إليهء فلوى على يده عليه وأخذ منه مفتاح الكعبة قهرا وأتى به إلى الرسولء وفتح باب الكعبة› (ودخل النبى الكعبة) وصلى فيها ركعتين› فقال له العباس: اجمع لي يا رسول الله السدانة مع السقاية فأنزل الله تعالى: إن اه يمرك أن نودو الأمكت إل أهيها 4 (١) عثمان بن طلحة: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة عبد الله القرشي العبدلي» من بني عبد الدار؛ صحابيء كان حاجب الست الحرام؛ أسلم مع خالد ر بن أي في نة الحدييةء وشهه قح مکاه فاع بهاء وقيل بمكة انظر: الزركلي» خير الدين: الم چ ص۷ ٢۲. ‎a‏ ابن الأئیں علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ص ۷۲٥. (۲) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۷۸. * الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة ‎O۳‏ [النساء: 9۸8]. فرده التبى إلى عثمان بن طلحة فهو فی يد أولاده إلى يومنا هذا. ثم قال عثمان: أخذته مني قهرأء ورددته علي باللطف» فقال: «إن الله أمرني برده إليك؛ فقراً عليه الآيةء فأسلم عند ذلك عثمانء ودفع النبي السقاية إلى العباس َيه . ثم أمر النبي يَلٍ: «ألا من کان في بیته صنم (۱۷۹) فلیکسره. فکسروا الأصنام كلها. ثم أتى النبي يي إلى الصفاء وجلس عليهء وجعل يبايع الناس على الإسلام وعمر بن الخطاب أسفل منه يبايع له الناس على السمع والطاعة فيما استطاعواء فلما فرغ من مبايعة الرجال؛ أقبل يبايع النساء يبايعهن باللسان دون اليد وهند بنت عتبة متنقبةء وهي زوجة أبي سفيان» فقال تكَز: «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا» فرفعت هند رأسها وقالت: والله إنك لتأخذ علينا أمراً ما رأيناك أخذته على الرجال» فقال النبي: «وعلى أن لا تسرقن» فقالت هند: إن أبا سفيان شحيح؛ وقد أصبت منه هنات فلا أدري أتحل ام لا؟ فقال أبو سفيان: هو لك حلال فيما مضى. فضحك رسول الله وعرفهاء وقال لھا: «وإنك لهند بنت عتبة» قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبي اللهء فقال النبي: «وعلی أن لا تزنین»» فقالت هند: أوتزني الحرّة؟ فقال: «ولا تقتلن أولادكن» فقالت هند: ربيناهم صغارأء فقتلوهم كبارا فأنتم وهم أعلم؛ وكان ابنها قتل يوم بدرء فضحك عمر بن الخطاب» وتبسشم النبي؛ ثم قال: «ولا تأتين ببهتان تفترينه بأيديكنَ وأرجلكنّ» ومعناه أن تأتي بولد من غير زوجها فتنسبه إليهء فذلك البهتان؛ فقالت: إن البهتان والله لقبيح؛ وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق فقال: «ولا تعصينني في معروف» فقالت: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك بشيء ثم إنها جعلت تكسر صنمها وتقول: كنا منك في غرور. ثم قال النبي يٍَ: «إن الله حرّم مكةء لم تحل لأحد قبلي» ولا تحل لأحد £06 الجامع لأخبار الأمة ‎TEENS‏ بعدي» وإنما حلت لي ساعة من النهارء ألا وإنها من ساعتي هذه حرام لا يختلى هلالهاء ولا ينفر صيدهاء ولا يعضد شجرهاء ولا تحل لقيطتها إِلا لمنشدهاء. فقام العباس» وقال: يا رسول الله إِلّا الإذخر فإنا نجعله في بيوتنا وقبورناء فقال النبي: «إلا الإذخر». وهرب من أهل مكة عبد الله بن الزبير» ثم جاء فأسلم» وصفوان بن أمية خرج يريد جدّةء ليركب («البحر) فطلب له الأمان ابن وهب الجمحي” من النبى» فأعطاه له الأمانء فركب عمير فأدركه بجذّةء فقال له: أخذت لك الأمان فارجع؛ فرجع» وقال: زعم عمير انك أمنتني یا محمد؟ فقال النبي: «نعم»» قال: فاجعلني بالخيار شهرين› قال: «أنت فيه (٠۱۸) بالخيار أربعة أشهرء. وعكرمة بن أبي جهل هرب إلى اليمن؛ فأخذت له الأمان زوجته أم حكيم وكانت ذات عقل؛ وقد أسلمت يوم الفتح؛ فأعطاها له الأمانء فأدركته بساحل من سواحل تهامة فقالت أخذت لك الأمان من رسول الله فارجعء ولا تهلك نفسك. فرجع؛ء وأسلم؛ فقال النبي: »لا تعيّروا عكرمة بكفر أبيه» فإن سب الميّت يؤذي الحيّ»» ثم قال عكرمة: أما والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت أضعافها (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ۱۷۹. (۲) ابن وهب الجمحي: وهو عمیر بن وهب الجمحيء وردت ترجمته سابقاً. (۳) أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميةء صحابية؛ حضرت يوم أحد مع المشركينء ثم أسلمت يوم فتح مكةء وكان زوجها عكرمة بن ابي جهل قد فر إلى اليمن؛ فتوجهت اليه باذن من اللبي ي فحضر معهاء وأسلم. وخرجت معه إلى غزو الروم فقتل فتزوجها خالد بن سعيد العاص قبيل معركة مرج الصفر جنوبي دمشق» وأراد الدخول بهاء فقالت لو تأخرت حتى يهزم الله هذه الجموع؛ فقال: إن نفسي تحدثني أني أقتل؛ قالت: فدونك؛ فأعرس بها عند «القنطرة» فعرفت بها بعد ذلك «فقنطرة أم حکيم» ثم أصبح؛ فأولم » فلما فرغوا من الطعام وافاهم الروم؛ ووقع القتالء فقتل خالد فشدّت أم حكيم ثيابهاء وقتلت بعمود الفسطاط الذي أعرس بها فيه خالد سبعة من الروم وفتلت. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج۲ء ص ۹٠۲. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء؛ جح ۷ء ص۹٠۳۰. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة £00 في سبيل الل ولا قتالا كنت آقاتل في صد عن سبيل الله إلا بذلت ضعفه في سبيل الله. وعكرمة هذا ليس هو المذكور في كتاب الأشرافء ثم بعث رسول الله َي خالد بن الوليد إلى العزةء وهو صنم لقريش؛› فخرج؛ وکسره؛ وهدم بيتهء ورجع إلى النبي. وبعث عمرو بن العاص إلى سواع؛ وهو صنم لهذيل› فمضی إليه وکسره وهدم بیته» وأسلم على يديه سدنته؛ ورجع إلى النبى. وبعث سعد بن زيد الأشهل إلى حنين» لقتال هوازن” وهي واد قرب وادي الحجاز؛ فبينها وبين مكة ثلاث ليالء وذلك أن هوازن لما سمعت النبي دخل مكةء وافتتحهاء اجتمعت إلى بني ثقيف وبني ججشم وبني سعد وفي ججشم دريد بن الصمة وهو شيخ کبیر وعالم بالحروب» فخرج إليهم يي (۱) هوازن: هو هوازن بن منتصور بن عكرمة بن قيس عيلانء من عدنانء جذ جاهليء بنوه بطون كثيرةء كانت منازلهم ما بين غور تهامة إلى ما والى «بيشةء وناحية السراة والطائف» كان لهم صنم في الجاهلية اسمه «جهار اقيم بعكاظ. من بطون قبائلهم: بنو سعد الذين منهم حليمة السعديةء وثقيف وفروعهاء وعامر وكلاب» وعقيلء وخفاجةء وهلال بن عامرء وغزيةء وجُشم ابن بكر وأخبارهم كثيرة في الجاهلية والإسلام. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج ۸ء ص ١٠٠. (۲) دريد بن الصمّة: دريد بن الصمّة الجشمي البكري من هوازنء شجاع من الأبطال؛ الشعراى المعمّرين في الجاهلية. كان سيد بتي جشم وفارسهم وقائدهم› وغزا نحو مئة غزوة لم يهزم في واحدة منها. وعاش حتى سقط حاجباء عن عينيهء وأدرك الإسلام ولم يسلم؛ فقتل على دين الجاهلية يوم حنين» وكانت هوازن خرجت لقتال المسلمين؛ فاستصحبته معها تيمناً به وهو أعمی؛ فلما انهزمت جموعهاء أدركه ربيعة بن رفيع السلمي فقتله. له أخبار كثيرة. والصمة لقب أبيه معاوية بن الحارث. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام؛ ج٠٠ ص ۳۳۹. 01ع الجامع لأخبار الأمة فى اثئى عشر الفا من المهاجرين والأنصار ألفين من أهل مكة من الطلقاءء وكان المشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف» وعلى هوازن مالك بن عوف التضري” وعلى ثقيف كنانة بن عبد ياليل”٩. فلما التقى الجمعان قال رجل من الأنصار يقال له سلامة بن قيس: لن نغلب اليوم عن قلةء فساء ذلك النبي» ووكل المسلمون إلى كلامه» فاقتتلوا قتالا شدیداء وانهزم المسلمون؛ء وخلوا الذراري» قيل: بلغت خيلهم عند الهزيمة إلى عسفان وإلى جدّة وانكشف المسلمون؛ ولم يبق مع النبي يوم غير العباس» (۱) وأبي سفيان بن الحارث» وأيمن بن أم أيمن» وعمر بن الخطاب» وآبي بكر وعلي» والفضل"» وطفق النبي يَيٍ يركض بغلته» وکانت بغلته شهباء لا تألو ولا تقصّر وهو يقول: «أنا النبي لا أكذب» أنا ابن عبد المطلب». (۱) (۳) مالك بن عوف النضري: مالك بن عوف بن سعد بن يربوع النضري» من هوازن» صحابي» من اهل الطائف» كان رئيس المشركين يوم حنين› قاد «دهوازن» لحرب رسول الله ي وکان من الجرارين» قال ابن حبيب: «ولم يكن الرجل يسمى جراراً حتى يرأس ألفاء. ثم أسلم مالك؛ وكان من المؤلفة قلوبهم» وشهد القادسية وفتح دمشق؛ وكان شاعرأء رفيع القدر في قومهء استعمله النبي يِل عليهم؛ فكان يقاتل ثقيفاً قبل أن يسلمواء فلا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه حتى يصیبه. وکانت داره في دمشق تعرف بدار بني نضر نزلها مالك أول ما فتحت دمشق» فعرفت به. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٤٠۲. وانظر: ابن الأثيرء علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةه ج°› ص۳۹-۳۸. كنانة بن عبد ياليل: كنانة بن عبد ياليل الثقفيء شاعر جاهلي» من أهل الطائف» كان رئيس ثقيف في زمانه. مدح النعمان بن المنذر وأدرك الإاسلام وقدم على النبي ي في وفد ثقيف بعد حصار الطائفء فأسلم الوفد إلا كنانةء فتوجه إلى بلاد الروم؛ فمات فيها سنة ١٠ه/٠1۳م. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج٥ ص ٢۲۳. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابة ج ٤ء ص4۷۳. الفضل: هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي» من شجعان الصحابة ووجوههم. كان أسنّ ولد العباس» ثبت يوم حنين. وأردفه رسول الله ي وراءء في صحبة الوداع؛ فلقب «ردف رسول الله». وخرج بعد وفاة النبي مجاهداً إلى الشام؛ فاستشهد في وقعة أجنادين (بفلسطين) وقيل: مات بناحية الأردن في طاعون عمواس؛» له ٢۲ حديثاً. وفي مدينة الرملة بفلسطين قبر قديم يقال: إنه مدفون فيه. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج5 ص ١٤۱. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةف ج٤ ص۹٤۳ - ٢٥۳. الياب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامتة من الهجرة ‎OY‏ ثم أمر النبي َل أن ينادى يا معشر الأنصارء يا معشر المهاجرين» وكان العباس رجلا صيّتاء فنادى ونادوا: يا حماة السوء اذكروا الفضائح؛ فتراجعواء وعطف المسلمون حين سمعوا صوت العباس عطفة البقر على أولادهاء والتفت النبي إلى عصابة من الأنصار فقال: هل معكم غيركم؟ فقالوا: يا رسول الله لو عمدت إلى برك العماد من اليمن لكا معك. ثم التقوا بالمشركين» واقتتلوا قتالً شديداء ورشقهم الكفار بالنبل» وكانوا رماة حاذقين› فأخذ رسول الله بيده كفا من الحصى» فرماهم وقال: «شاهت الوجوهء شاهت الوجوه؛» انهزموا ورب الكعبة» (انهزموا ورب الكعبة) فوالله ما زال أمرهم مدبراء وحذهم كليلاء حتى هزمهم الله تعالى» وأمد الله نبيه بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. وروي أن شيبة بن عثمان” قال: استدبرت النبي يوم حنين أريد أن أقتله بطلحة بن عثمانء فأطلعه الله على ما في نفسي» فالتفت إِليْء وضرب صدري؛ فأرعدت فرائصي» فنظرت إليه وهو أحب إِليّ من سمعي وبصري» فقلت أشهد نك رسول الله فإن الله أطلعك على ما في نفسي. فلما هزم الله المشركين» وولوا مدبرين» انطلق النبي والمسلمون حتى أتوا أوطاس وبها عيال المشركين وأموالهم› فبعث النبي رجلا من الأشعريين يقال له عامر» وأمره على الناس» فقاتله من كان بها من المشركين عند الذراريء فقتل ابو عامر وغنم المسلمون جميع ما في أوطاس. (١) استدراك من النسخة الأصلية بء ص ١۱۸. (۲) شيبة بن عثمان: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي» من بني عبدالدارء صحابي؛ من أهل مكةء أسلم يوم الفتح؛ وكان حاجب الكعبة في الجاهليةء ورث حجابتها عن آبائهء وأقرّه النبي ي على ذلكء ولا يزال بنوه حجابها إلى اليوم. توفي شيبة سنة ۹٥ ه/1۷۹م. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام› ج۳ ص ١۱۸۱. وانظر: ابن الأثير علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء ج۲ء ص١٥٤٠. (۳) عامر: والصحيح أبو عامر الأشعري. 7 2 الجام لأخبار الأمة وهرب أمير المشركين مالك بن عوف النضري» وأخذ ماله وعياله› فأتى الطائف» فتحضّن بهاء فسار إليه النبي من فورهء وحاصرهم بقية الشهرء فلما دخل ذو القعدةء وهو شهر الحرام لا يحل فيه القتالء رجع عنهم وأتى الجعرانةء وقسّم بها الغنائم والسبي والأموالء وقال: «لا تطأوا الحوائل حتى يحضن؛ ولا الحوامل حتى يضعن»» وكانت السبايا ستة آلاف» والإبل أربعة وعشرين ألفاء والغنم أكثر من أربعين ألف شاة والفضة أربعة آلاف أوقيةء وتألف النبي أناساً فيهم أبو سفيان بن حرب» والحارث بن هشام؛ وسهیل بن عمرو (۱۸۲) والأقرع بن حابس وأعطى كل واحد الخمسين والمائة من الإبل؛ فقالت الأنصار: آثر قومهء فبلغ ذلك النبي يَيةٍء فجمعهم وقال: «يا معشر الأنصار ما هذا الذي بلغني عنكم؟» قالوا: هو الذي بلغك؛ وكانوا لا يكذبون» فقال: «ألم تكونوا ضلَالا فهداكم الله بي» وكنتم أذلة فأعرّكم الله بي؟» فقال سعد بن عبادة: آذن لي فأتکلم؟ قال: «تکلم» قال له عمر: هل تدري من تكلم يا سعد؟ فقال: يا عمرء أكلم رسول الله وخیر خلقهء فقال النبي د : «والذي نفسي بيده لو سلكت الأنصار وادیا لسلکت وادي الأنتصار ولولا الهجرة لكان الأمراء أمراء الأنصارء الأنصار كرشي وعيبتي» أي موضع سرَي» فاقبلوا من محسنهم» وتجاوزوا عن مسیئهم». ثم قال: «يا معشر الأنصار أما رضيتم أن ينقلب الناس بالشاء والإبل› وتنقلبون برسول الله؟» فقالت الأنصار: رضينا من الله ورسولهء وما قلنا ذلك إلا ظنّنا بالل ورسوله» فقال: «إن الله ورسوله يصدقانكم ویعذرانكم». (۱) الأقرع بن حابس: الأقرع بن حابس بن عقال المجاشعي الدارمي التميميء صحابي» كان من سادات العرب في الجاهليةء قدم على رسول الله يو في وفد بني دارم (من تميم) فأسلموا. وشهد حنيناً وفتح مكة والطائف» وسكن المدينة. وكان من المؤلفة قلوبهم؛ ورحل إلى دومة الجندل في خلافة أبي بكر وكان مع خالد بن الوليد في أكثر وقائعه حتى اليمامة واستشهد بالجوزخان سنة ۱ ۳ه / ۱٥1 م. وفي المؤرخين من يرى أن اسمه «فراس» وأن الأقرع لقب له لقرع كان برأسهء. كان حكيماً في الجاهلية. انظر: الزركلي» خير الدين: الأعلام ج١٠ ص ۸۰. وانظر: ابن الأثير» علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابةء جح ص٢٤٦۲ ۔۲۱۷. الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة £0۹ ثم جاء ناس من هوازن مسلمين» فسألوا النبي أن يرد إليهم سباياهم وأموالهم فأعطاهم ما سألواء وسألهم عن مالك بن عوف» فقالوا: هو بالطائف؛ قال: «لو أتاني مسلما لرددت إليه ماله وأهلهء وأعطيته مائة من الإبل». فبلغ ذلك مالك بن عوف فأتى النبي مسلما فأسلم؛ فرد عليه أهله ومالهء وأعطاه مائة من الإبل» وولاء على قومهء وعلى من أسلم من أهل الطائف ومن حولها. واستعمل النبي على مكة عتاب بن أسيد” وجعل معاذ بن جبل يفقه الناس ويعلمهم القرآنء وقفل راجعا إلى المدينة يوم الخميس لأربع عشرة ليلة بقين من دي القعدة. وفي هذه السنة تزوج النبي مليكة الكنديةء وكان أبوها قتل يوم الفتحء فقال لها بعض نساء النبي: لا تستحين؛ تتزوجين رجلا قتل أباكء فقيل: إنها استعاذت منه؛ وقالت: أعوذ بالل منك» فقال: «عذت بکريم» فطلقهاء وقیل: إنه لما أراد الدخول بها امتنعت ومانعته نفسهاء ثم إنه قعد عنهاء وقال لها: «تهيئي لي كما تتهياً المرأة لزوجها». فقالت: أتتهياً الملكة للسوقة؟ فقال لها: اذهبي فأنتِ طالق. وفي هذه السنة (۱۸۳) ولد إبراهيم ابن النبي يَلْوٍء وأمه مارية القبطيةء في ذى الحجة. (١) عتاب بن أسيد: عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمسء» آبو عبد الرحمٰن؛ وال آموي قرشي مكي» من الصحابةء كان شجاعاً عاقلا من أشراف العرب في صدر الإسلام وأسلم يوم فتح مكةء واستعمله النبي يَأ عليها عند مخرجه إلى حنين سنة ۸ه وكان عمره ٢۲ سنة وأقرّه يو بکره واستمر فيها إلى أن مات يوم مات أبو بكر الصديق سنة ١ه وفي المؤرخين من ذكر أنه عاش والياً على مكة إلى أواخر أيام عمرء فتكون وفاته في أوائل سنة ۲۳ه/ ٤٤1م. انظر: الزركليء خير الدين: الأعلام ج٤ ص ۹۹٠-٠٠۲. وانظر: اين الأثير؛ علي بن محمد: أسد الغابة في معرفة الصحابق ج ص۹٤ ٥. e a ¥ سے بحي نط ب کک لیک ka A3 aer e 5 Le 7 A ‏٣‎ ۶ "e فهرس الجزء الأول مقدمة الطبعة الثانية تقديم ترتيب الأبواب لهذا الكتاب.… الباب الأول في ذكر بدء عبادة الأصنام واعتقادات أهل الشرك والضلال. فصل في مذهب أهل الهند فصل في فرق اليهود فصل في فرق النصاری فصل في فرق المجوس فصل في مذهب الفلاسفة الباب الثاني في آراء العرب في الجاهلية وما كانوا عليه … الباب الثالث في ذكر ملوك العجم والعرب؛ وذكر شيء من أخبارهم فصل في ملوك حمير الباب الرابع في ذكر انتقال الأزد إلى عُمان وإجلاء الفرس منها فصل مقتل مالك بن فهم ذكر أخبار سليمة بعد موت أبيه الباب الخامس في معرفة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين الباب السادس فصل في أول من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فصل في إسلام حمزة فصل في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصل في الهجرة الأولى إلى الحبشة فصل في مقاطعة قريش لبني هاشم فصل في إسلام جن نصيبين فصل في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وسودة فصل في بدء إسلام الأنصار الباب السابع في ذكر المعراج وذكر طرف من الجنة والنار الباب الثامن في ذكر بيعة العقبة. الباب التاسع في ذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة الباب العاشر في ذكر قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الباب الحادي عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثانية من الهجرة ‎‏ ‏الباب الثاني عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثالثة من الهجرة ‎‏ ‏الباب الثالث عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الرابعة من الهجرة الباب الرابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الخامسة من الهجرة الباب الخامس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السادسة من الهجرة ‎‏ ‏الباب السادس عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة السابعة من الهجرة ‎‏ الباب السابع عشر في ذكر الأمور الحادثة في السنة الثامنة من الهجرة Î e ‏رقم الإيداع:‎ N 2 ‏ع‎ ن : 2 و ا ‎E‏ ون ا ۱ ‎IR)‏ ‏. ۲ " 4 1 . 7 آ ب 7 ۰ كات المو سە ‎Wa i‏ ذب ۱ : اا ‎DR RS RRR RE OL E EE‏ به 3 . ا ر 9 ‎ER EE‏ ۱ : ب ‎RR‏ الإسلامي؛ واعطته قيمة مصضافة: ليس ققط للمورخين المعاصرين: ال س ادات ي ومحبی الإطلات کے اا رو ‎CE eA Er‏