_— E a 2 ۳ a 4 ‏و‎ ‏ب 0 د‎ E E 5 3 1 7 TITER ERS ET er 7 E : ‏جر‎ ‎A 2# ن ۶ 7 ‎RO‏ ‏نب ر ۸ 0 ۳ ۹ ‏ن یسن‎ r RNR ‏س ھا‎ EIR ISR IRC IRC SRNR CANON NRG ر ‎ASO ASO EEDA EC EEDA EDET A‏ A ِ SSIES SENSES ‏کے‎ A RAR ‏ر رئ‎ ' / I E EE: رت ہد سے vec e 2 REO 9) 3 $ 2 Ê \§ AA AA AA AA AA Ad AA AA AAA A 1 1 RR N N ARN RR RR ‏ا‎ ‏سا سس‎ RES ‏ا‎ AANA ‏سے‎ 2 2 رست حم ل م ن 2 0G ‎RAS‏ م 7 ‏١( ‏9 ‎7 ‎AN ‎2 /ٍ ۹ ‎4 ‎۹/A. ‎) ‏نألف ‎AICEN, ‏ا ‎ ‏7 7 \ ‎I‏ ‏بپ ا ‎AA‏ ‏۱ ‏ِ۱ ا ‎۹ 1 ‎1 ‏\ ۱ 7 )02 کا ‎2A ‎8 ‎N ‎16 ‎8 ‏2 2 کا ١۲ 19 ` ¬` ‎D4‏ ‏ک ‏` ‎N‏ ‎9) ‎Jy ‏اليه الي اشح ‎Gb‏ ‎5C‏ ‏م ‏> 7 0 ‎C9 €‏ > 2 ))9 ‏سے ‏ي ‎05 ‎2 ‎2 ‎ARAS ‏ا‎ ‎> ‎O ‎PC ‏ب‎ ‎7 1 ‎1 ‎۰ ‏ري ‏2 ‎2 0 / , ‎1 ‎ES ‏جے ج‎ NERC SERGE SEEN ESED ESSE = SWEETNESS ESSENSE, CCC CCCI OOOO NN ‎1 ‎Ê Ay 1 ) 3 Kê 2 ‎¥ ‎8 ‏ج ‎4 ‎Re ‎: ‎2 ‎E ‎HN ۷‏ الاد ‎w2 3‏ ٤ فشر مُهمات الإعتتاد ‎. r ‏اله العَلرَمه الواح‎ ‎YS CE ‏الجَرزءًالاول ‏الطكة الال ‎۹۹/A.‏ A ۹ س مكتب المستشام الخاص لحلالة السلطان للشنون الدينية والتام يخية 1 ےا أو مُدبرً » لزمه الإقرار لِمولاه بذلك في الحال › ولم يوسع له في اجهل به على إعقاد السؤال . أ ه . وأكثر المشارقة . على أن العقل في معرفة ما لا يسع جهله من التوحيد حجة › إِذا فهم ذلك يوما ما › وعذروا من کان على دين نبي من الأنبياء › ما لم يسمع بمبعث نبيدا محمد ي ؛ قال في " مُختصر القواعد " : ومن لم يصله بعث نبينا » وكان على شريعة نبي » عذر على الصحيح › ولا يعذر في الشرك › ولو لم يرأحداً.أه . قال شارح الديانات : ولا إعتداد بقول عاذر صاحب الجزيرة › بعد 7 قوله تعاى : « يها الرَسُولُ بلغ ما أل ليك ين رَبك 4 ر ٠ وهو قد أرسل إلى جميع الثقلاء من الجن والأنس » وقوله عز وجل : ل فتول عَنهُم فَمَا أنت يِمَلُوم 4 ر » يعلم منه أنه قد بلغ من أرسل إليهم » وان كان التبليغ مختلفاً › لأنه في حق من سمع المشافهة والْمُراسلة والْمُكاتبة » وفي حق من لم يسمع التوسعة له إن كان على دين نبي من الأنبياء حتى يسمع لقوله تعال ‎ :‏ وما كان الل لِضلَ قَومَا بعد إذ حَدَاهُم حَتى يي لهم ما يفون 4 رس » ويقطع عذره إن لم یکن على الدين لقوله تعالى : < ون کانواً من قبل لقي ضَلال بين ر . ُه . وقد أطلنا الكلام في هذا امقام › لأنه من مزالق الأقدام › فلينظر فيه » ولا نكتفي بالتقليد لمن فيه أهلية النظر › ومفهومه أنه من ليس فيه أهلية النظر ويكتفي بالتقليد في إيمانه . وهو كذلك على الصحيح خلافا لمن قال من القوم أنه لا يكتفي بإيمان الْمقلد › بل نقول أنه مؤمن وناج بفضله تعالى مع الوفاء . قال في " المعالم " : والأصح أن التقليد الجازم المطابق من العاجز عن النظر كافيه › وأن القادر عليه عاص إن تركه مع صحة إيمانه ؛ ثم قال : والتقليد إعتقاد جازم لقول غير المعصوم . قال : وهذا الحد كما قيل أحسن من حد من قال هو أخذ قول الغير بغير دليل › وإتباع الغير وإعتقاد صحة ما يقوله من غير دليل ولا حجة › قال : والأصح أن الإنسان قد يعجز عن النظر خلافا لمن قال إنه في غاية الندور › أوليس (١) سورة المائدة : ۷٠ . (۲) سورة الذاريات : ١٤٥ . (۳) سورة التوبة : ١٠١٠ . (٤) سورة آل عمران : ١٠٠ ؛ سورة الجُمعة : ١ . ٢۳ س هو بموجود أصلاً› ولمن قال : إن كل من معه أصل عقل التكليف فهو متمكن من المعرفة والنظر . أه . فتلخص أن في إيمان المُقلد ثلاثة مذاهب › صحيح مُطلقاً , وغير صحيح مُطلقاً ‏ الثالث : أنه عاص إن كان فيه أهلية النظر وهو المختار . والتكليف : إلزام الله العبد ما فيه كلفة أو الأمر والنهي مُطلقاً ؛ وقيل : إلزام الكلفة على المُخاطب ٠ فهو عين الأول › ومعناه : أمر المُخاطب بما عليه فيه كلفة › أي : مشقة . وفي " مُختصر القواعد " : والتكليف : إلزام ما فيه مشقة . فالملك غير مُكلف . لأنه لا تشق عليه الطاعة › والمندوب غير مكلف به › لأنه غير ملزوم به › أو الأمر والنهي › فالملك مُكلف › لأنه مأمُور منهي › والْمندوب مُکلف به › لأنه مأمور به أمر ندب کالْمکروه › فانه وفي " مُختصر العدل " : أن التكليف فعل الله › والحُكم خطاب الله المتعلق بفعل المكلف ٠ والمراد بالخحكم هو الشرعي ء والخطاب توجيه الكلام تحو الغير للإفهام › وبالإضافة إلى الله خرج بغير ذلك ء› والتكليف ليس من جهة المصلحة › لأن التكليف قد يكوت ومعنى معرفته تعالى : أن يثبت في حقه ما هو واجب عقلا › وينفي ما ٢۳ - هُوَ مُستحيل » ويجوز في حقه الجائز إثبات ما هو واجب عقلا » ونفي ما هو مُستحيل › أي : عقلاً , كذلك وتجويز ماهو جائز في حقه ٠ أي : في العقل › هو الْحُكم بتلك الأمور › وقد قسم الحُكم إلى عقلي › وغير عقلي › فلذلك قيل هنا : بالعقلي › وقولنا : أن يثبت .› أي : المُكلف › ما هو واجب عقلا › أي : في العقل › وينفي مُقابل ليثبت لأنه نقيضه » أي : ما يستحيل في العقل › ويجوز في حقه الجائز › أي : ما يمكن وجوده وعدمه › أي : يستوي الأمران فيه . وي " الدليل " : تنقسم العقليات ثلائة أقسام : وجوب الواجبات › وجواز الجائزات › وإستحالة المُستحيلات . وقال : وقولنا : وجوب الواجبات › فإن الله خلق المُكلف ٠ وركب فيه العقل › وغرز في العقل هذه العُلوم الثلاثة » وجعلها فطرية › لم تختلف الحُقلاء عليها › كدلالة الفعل على فاعل » والصنعة على صانع » والُحدوث على محدث . إلى أن قال : وقولنا : وجواز الجائزات : هُو ما استوى في العقل وجوده وعدمه » ليست إحدى الحالتين أولى من الأخرى ». كنزول المطر › وصدق الخبر ؛ قال : وقولنا : إستحالة المستحيلات : كالواحد لا يكون إثسين › في حالة واحدة › وحيا ميت » ومُوجودا معدوماً ‏ في حالة واحدة » ولو قدرنا منه مسألة واحدة » لو أن رجُلا قال لنا : أن عندنا فرساً يكون شرقا وغربا » في حالة واحدة » لقلا : محال ؛ ولو قال : أنه يكون في غير بلدكم هذا › وينقاس في البلاد - ۳۳ المّلانية , لقلا : مُحال ؛ ولو قال : إنه قد كان في الأعصر الماضية › والأمم السالفة » لفلا : مُحال ؛ ولو قال : إن في الأدوية والعقاقير ما إن إستعملعه إتفق » لقنا : مُحال ؛ ولو قال : هبكم عرفتم ذلك ئي أنفسكم فما علیکم في غی رکم ؟ قلنا : مُحال ٠ عرفناه بقضية العقل › وحُكم الشاهد على الغائب في العقليات سواء في الإستحالة فلو إنساغ ذلك › لكان القديم حديفاً › والحديث قديما وإستحالة الحقائق تبطل الكل . أه. فمن ثم قال : بعض هذه اللوم هي العقل › والصحيح إن العقل جوهر بسيط › إنغرزت فيه هذه الغلوم › فمن الواجب وجوده › الذي هو عين ذاته » من للتبعيض والواجب هنا هو العقلي › أي : الذي لا يتصور العقل عدمه › وإن شئت قلت : ما يستحيل في العقل عدمه › والوجود عين الموجود › لأن وجوده تعالى نفس تحققه › وثبوته في نفس الأمر › والدليل على وجوب وجوده حدوث العالم › والعغالم أجرام وأعراض › والأجرام مُلازمة للأعراض ۾› والأعراض متغيرة بالمشاهدة › ومُلازم الْمَُغير مُتغير › والْمُتغير حادث › فإذن لابد لها من محدث واجب لذاته › تستند إليه المحداثات دفعا للدؤر والتسلسل › أما الدور فهو توقف الشيء على شيء متوقف عليه بمرتبة أو بمراتب › والدور محال › لأنه يلزم عليه تقدم كل من المحدثين على الآخر› وتأخيره عنهء وذلك جمع بين متنافيين › ويلزم تقدم كل على نفسه › وتأخيره وتوقف الشيء على نفسه › وأما التسلسل : فهو ترتيب أمور غير مُتناهية وهو محال ؛ لأنه يودي إلى فراغ ما لا نهاية له. أ ه . ٢۳ - ومحدثها هو الله تعالى : < أو ليس الذي خَلَقَ السّمَاوات والأرض بقار على أن يَخلْقَ مِلَهُم بَلّى وَهُوَ الخلاق العَليمُ 4 رى › وأن وجوده لذاته . بمعنى : أنه غني على اللإطلاق ٠ لا يحتاج إلى شيء ما ›. معنی وجوده لذاته › لا لشيء يقتضي كونه موجودا » بل وجوده ثابت لذاته › قال بعض : واجب الوجود لذاته . هو الواجب بالذات . وهو ما يكون مُقتضيا لوجوده من حيث الذات بخلاف الواجب بالغير » وهو ما يكون مُقتضياً لوجوده » لا من حيست الذات › ل ياعتبار آخر وبعبارة أخرى واجب لوجود لذاته » هو الذي لا يتصوره العقل إلا موجودا . أ ه . فمن أجل ذلك قلنا : إنه بمعنى إنه غني على الإطلاق › فهو تفسير لقولنا › وأن وجوده لذاته › أي : لا يحتاج إلى مشخصص » ولا إلى مُحال › لأن ذلك من صفات الحادث › ولو كان كذلك »› لكان مثله › أي : أنه الغني الذي لا يفتقر وجوده إلى شيء › بل هو الذي يفتقر إليه كل موجود سواه : ل يا أيُها الناس انتم الفقَرَاءُ إلى اللَهِ الله هُو الغضي الحَمِيدٌ 4( وإنه : ل ليس كمئله شَيءٌ 4 » مُقتبس من قوله تعالی : ليس کمئله شَيءٌ که ر۳ ٠ أي : ليس كمثله شيء من الأشياء في ذات › ولا في صفة › ولا في فعل › بمعنی : أن ذاته ليست کسائر الذوات › وأن صفاته العلية ليست كصفات غيره › وأن أفعاله ليست كأفعال غيره من سائر المحدثات . (١) سورة یس : ۸۱ . (۲) سورة فاطر : ١٠ . (۳) سورة الشوری : ١٠ . ٢۳ - وفي " الكشاف " : عند قوله تعالى : ل ليس كوئله شَيءٌ ¢ › قالوا : مثلك لا يبخل › فنفوا البخل عن مثله » وهم يريدون نفيه عن ذاته > قصدوا المبالغة في ذلك فسلكوا به طريق الكناية › لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده › وعمن هو على أخص أوصافه › فقد نفوه عنه > ونظيره قولك للعربي : العرب لا تخفر الذمم › كان أبلغ من قولك : أنت لا تخفر › ومنه قولهم : قد أيفعت لداته وبلغت أترابه › يريدون إيفاعه وبلوغه . وفي حديث رفيقة بست صيفي في سُقيا عبد الْمُطلب : إل وفيهم الطيب الطاهر لذاته › والقصد إلى طهارته وطيبه . فإذا علم أنه من باب الكناية › لم يقع فرق بين قوله : ليس كاللّه شيء › وبين قوله : ل ليس کمئله شيءٌ چ » إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها ›. وكأنهما عبارتان معتقبتان على معنى واحد › وهو نفي الْمُّمائلة » ونحوه قوله عز وجل : ف بل يَداةُ مَبِسُوطْان ‏ ر » فان معناه : بل هو جواد من غير تصور يد » ولا بسط لها » لأنها وقعت عبارة عن الجود › لا يقصدون شيئا آخر › حتى أنهم إستعملوها في من لا يد له , فكذلك إستعمل هذا في من له مثل › ومن لا مثل له . اه . أي : أن ذاته العلية مُخالفة لسائر الذوات .٠ هذا وما بعده › تفسير لقوله تعالى : ل ليس كوئله شَيءٌ 4 › وذات الشيء حقيقته الخاصة التي بها هو هو . () سورة المائدة: ١١ . 7 وي أبي البقاء : هو ما يصلح أن يعلم ويخبر عنه › قال : ولفظ الذات وإن لم يرد به التوقيف › لكنه معنى ما ورد التوقيف به › وهو الشيء والنفس » إذ معنى النفس في حقه تعالى » الموجود الذي تقوم به الصفات . فكذلك الذات مع أنهما يصدقان في اللغة . على مايقوم بنفسه › فتكون اللإضافة في ذات الله › من إضافة الشيء إلى نفسه › مثل بدن الرجل » قال : ثم أنه يجوز إطلاق اسم الشيء › والموجود › والذات › بالعربية والفارسية › للحق تعالى ؛ ثم قال : قال المناوي : الذات العلية هي الحقيقة العُظمى › والعين القيومية المستلزمة لكل سبوحية قدوسية › في كل جلال وجمال › إستلزاما لا يقبل الإنفكاك البتة . أ أقول : ظاهره كله موافق › إلا قوله : الذي تقوم به الصفات . فإنه محل نظر على المذهب فليراجع وسائر الذوات › أي : ججيعها › وهي الغالم العلوي والسّفلي › فان الكل ينادي بلسان حاله › ولسان مقاله لا إِلَه إلا الله » وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد » وأنه لو شابه تعالى شيئ لكان مثله , فتعالى ربنا عن ذلك ٠ فهو منزه عن المثل › ي المشارك في تمام الماهية » وعن الند الذي هو المساوي . التنزيه الابعاد كالتقديس »› والْمُراد به : إبعاده تعالى عن الاتحاد › مع غيره في شيء من الأشياء › والمشل المساوي في ججيع الأوصاف . فمن ثم لم يتجاسر أحد أن يقول : لله مثل من جيع الخليقة. كذا قيل . وأما الظير › والند › والشبيه › فهي : أخص من المثل ٠ فمن ثم - ۳۷ جيء بالند بعد المثل › لإنتفاء الاتحاد في المناوي والأخص › وهذا تفسير لقوله تعالى : لل ليس كمئله شَيءٌ 4 - كما تقدم ‏ وأنه لا يبلغ إلى كنه حقيقته الخاصة به أحد من خلقه , أي : لا ملك مقرب › ولا نبي مُرسل › ولا صديق منتخب › والبلوغ إلى الشيء : الوصول إليه › والكنه : الغاية . أي : لا يصل إلى غاية حقيقته الخاصة به إل نفسه › وأن البحث عن حقيقته محض الباطل › إلا أن تعرفه بما عرفك به قال الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : لو كان الجواب عن الذات لسائل من المُمكنات › لأخبر تعالى عن نفسه › وأجابت به رُسله › فالمُكابرة فيه بعد وضوح الأحكام › تستدعي صواعق الإنتقام . أ ه . (بتصرف) . قال : وأما التفتيش عن حقيقته الخاصة › التي هي فوق نظر العقول ٠ فتفتيش عما لا سبيل إليه › والسائل عنه متعنت . أ ه نقله عن الكشاف . وغاية العلم به أنها ذات لا كالذوات › أي : موجود غير متحيز › ولا قائم بمتحیز › فإنه سبحانه ليس بذدي شکل › ولا جسم ۽ ولا يدرك بحد › ولا رسم › ولهذا قيل : لا يعرف الله إلا ُو ولا يلزم من عدم معرفته تعالى محذور › إذ العجز عن ذلك مّمدوح لا مذموم › ولذلك قيل عن الصديق رشي : العجز عن الإدراك إدراك › قال الإمام الخليلي عند قوله ي : " من عرف نفسه عرف ربه " ر١ › : إن النفس (١) انظر الملحق . - ۳۸ هنا عبارة عن الروح » أي : على بعض التفسير » وهي أمر إِلْهي غيبي ٠ لا يبلغ العبد إلى معرفتها › وإذا لم يعرف نفسه › فكيف بمعرفة الذات الإلهية على ما هي عليه › فذلك ما لا سبيل إليه » قال : ثم إذا كانت روحك التي بين جنبيك › وأنت لا تراها › ولا تسمعها › ولا تمسها . ولا تذوقها › ولا تشمها . ولا تتوهمها بقلبك › ولا يبلغها فهمك › ولا تعرف كيفية إتصالها وإنفصالها بجسدك › ولا إستقرارها منه › ولا أنها فوقه ولا تحته › ولا هي أقرب إلى شيء منه › ولا أبعد › إلى غير ذلك . فبذلك تعلم أن الذات الإلهية مُزهة عن وصفها بالْجسم › والعرض » والحلول › والشكل › والإستعلاء › والنزول › والحركة › والسكون › والإتصال › والإنفصال › وقرب المسافة وبعدها › وعن مماسة الحواس » وبلوغ الوهم والقياس › وإحاطة الفكر › وإدراك البصر › ونحو هذا . أ ه (بتصرف) . وإنما العلم به لخلقه . معرفته بصفاته وافعاله : إنما تفيد الحصر › أي ل يعم خلقه إل بمعرفتهم ياه بصفاته وأفال , أي : لا معرفته بذاته › ولا يلزم الُمكلف أن يكون عارفاً بجميع صفاته تعا ی › » من أول الأمر › ولا في قدرته › قبل أن يفتح له باب النظر فيه › فإذا أراد أن يبتليه › ألقى ذلك في قلبه بتفكر › أو إستدلال › أو غيره › ولو وجده مكتوبا › أو سمعه متلوا › أو بلغه بوجه ما › فإذا فهم وعرف معناه , قامت به عليه الحجة › وضاق الجهل والشك والإنكار › ووجب الإقرار , وبأي صفة قامت عليه الحجة › كانت كافية لثبوت الإسلام في حقه ‏ فإذا أقر بها كان مُسلما › ما لم يخطر بباله غيرها › - ۳۹ مما لا يسع جهله حيشار › فإن أقر بعد قيام الحجة ٠ وإلا تقض إسلامه › رد ذلك بجحد أو شك . واعلم أن الإستدلال على ثبوت الصفات يتأتى من وجوه › فان من علم ثبوت الإلهية لواجب الوجود › ثم خطر على قلبه › أنه هل يجوز في هذا الإلّه أن يتصف بشيء من النقائص أو الرذائل ؟ وجب عليه نضي ذلك في الحال لأنها ليست من صفات الله لأن من إتصف مثلاً - باحدوث › والعجز › والضعف › والصاحبة › والولد » فإنه ليس يالله . وفي هذا ونحوه إثبات لصفاته لأنه بنفي الجهل _ مشلا يثبت له العلم › وبنفي العجز تثبت له القدرة وهكذا . والوجه الثاني : إذا خطر بباله - مشلا هل يتصف بالصفات الحميدة ؟ وجب عليه العلم بأنه كذلك › لأن من لم يتصف بها إتصف ياضدادها › فإذا خطر بباله أنه عليم » أو حكيم › أو حي » أو قيوم . أو مريد › أو قادر › لم يسعه إلا أن يصفه بذلك » لأن من لم يتصف بها فلابد أن يتصف يإضدادها › والمتصف بإضداد تلك الصفات ٠ ليس يله . والوجه الثالث : النظر في أفعاله › فمن عَلم أنه خالق للمحدثات كلها › أملاكها › وعرشها › وفرشها › إنسها › وجنها › أحيى وأمات ٠ وأعطى ومنع › وفعل ما شاء › عَلم أن مثل هذا لا يكون إلا من إرادة وهكذا لأنه لو جاز. أن لا يكون كذلك › لكان جاهلاً غير متقن لصنعه › سس ولا قادر على فعله . وبالنظر في نفسه كفاية . أ ه عن الإمام الخليلي (بتصرف) . وثتمت وجوه أخر › تر كتاها روما للاختصار › ومما يجب أن يكون قديما › بمعنى : لا أول لوجوده › تقدم معنى الوجوب › أن يكون قديما › أي : كونه تعالى قديما › وفسر بمعنى : لا أول لوجوده › وبمعناه ما قاله بعضهم : هو عدم إفتتاح الوجود › لأن القدم يطلق على القدم الذاتي › وهو المراد هنا وهو ما قدمه لذاته › لا القدم الزماني › وهو ما توالت عليه الأعصار والأزمان . وفي أبي البقاء : والقدم في حق البارئ › بمعنى : الأزلية التي هو كون وجوده › غير مستفتح › لا بمعنى : تطاول الزمن › فان ذلك وصف للمحدثات ‎ :‏ كالعُرجُون القديم ‏ ر › وليس القدم معنى زايدا على الذات › فيلزمك أن تقول ذلك المعنى أيضاً › قديم بقدم زائد عليه › فيتسلسل إلى غير نهاية . اه . أقول: ل الآ حَصحَصَ الحَق ك رى ؛ قال في المعالم : إختا المحققون أن قدمه تعالى صفة سلبية لا نفسية › أي : نفس ذاته تعالى لا زائد عليها › خلافاً للباقلاني والفخر › ومرجعه على هذا إلى الوجود المستمر أزلاً » ولا صفة معنوية بمعنى : أنه زائد على الذات › خلافا للأشعري . ورد كل منهما ؛ أما الأول : فبصحة تعقل الذات بدونه › والوصف النفسي لا تعقل الذات بدونه ؛ وأما الثاني : فلما يلزم عليه (١) سورة یس : ۳۹ . (۲) سورة يوسف : ۱٥ . ا٤س من التسلسل » وقيام المعنى بامعنى . أ ه ياختصار › لا يقال : إثبات موجود لا أول له › إنبات أوقات مُتعاقبة لا نهاية لها › إذ لا بُعقل إستمرار وجود إلا في أوقات . وذلك يؤدي إلى إثبات حوادث لا أول لها » وهو باطل » لإنا نقول : الأوقات يعبر بها عن موجودات تقارن موجودا » وکل موجود أضيف إلى مقارنه موجود › فهو وقته والمستمر في العادات › التعبير بالأوقات عن حركات الفلك › وتعاقب الجديدين › فإذا تبين ذلك في معنى الوقت › فليس من شرط وجود الشيء أن يقارنه موجود آخر › إذا لم يتعلق أحدهما بالثاني في قضية عقلية › ولو افتقر كل موجود إلى وقت › وقدر الأوقات موجودة › لافتقرت إلى أوقات › وذلك يجر إلى جهالات لا يفتحلها عاقل › والله سبحانه قبل حدوث الحوادث › منفرد بوجوده وصفاته › لا يقارنه حادث . إنتهى أبو البقاء . وبمعناه بما في " المعالم "› وإنما إخترنا هذه العبارة لأنها أحضر؛ قالوا : الدليل على قدمه › أنه لو لم يكن قديماً لكان حادثاً › وحدوثه مفتقر إلى محدث › فيدور أو يتسلسل › والكل محال كما تقدم - وقدمه صفة سلبيه › بل وباقي صفاته كذلك غالبا › تقدم معنى كون القدم صفة سلبية › وأنه ليس معنى من المعاني › بل سلب الأولية عن الذات العلية . ¬ وي " مختصر القواعد " : ومعنى لا أول لأوليته› ولا لا آخر لاخریته أن له أولية وآخرية » بحسب وجود الخلق وفنائهم » أي : سيقا ٢٤ - وبقاءٌ › ولا أول لذلك السبق › ولا آخر لذلك البقاء . أ ه . بل وباقي صفاته كذلك غالبا ؛› قال الإمام الخليلي (رضواں الله عليه) : إعلم أن صفاته الكمالية أخص بهذا الباب › إذ لا يحسن أن يقال بغيره في الجواب ٠ فوصفه بالأزلية › والقدم › والأولية › لا يقتضي إلا نفي الحدوث عنه ؛ قال : والحياة والبقاء : عبارة عن عدم موته وفنائه . وتغييره وزواله ؛ والأخرية : عبارة عن عدم تناهيه › ونفي الفناء عنه ؛ والأحدية والواحدية : عبارة عن سلب الكثرة وتنزيهه عن الثاني والغالث ويجوز فيهما أن يكون المراد منهما نفي الحدوث ٠ أن الواحد ما لا شيء قبله , والأحد كذلك . أه . قال الباجوري : الصفات السلبية جزئياتها لا تتحصر خلافا لبعضهم ٠ وإنما قلنا : غالبا › لأن بعض الصفات مع سلبها ضدها › لابد من تعلقها بأمر آخر كالقدرة › فإنها مع سلبها العجز › لابد من تعلقها بالْمقدور › فلينظر في ذلك › وإنه باق › بمعنى : لا نهاية لوجوده › لأن تجويز العدم اللاحق يوجب تجويز العدم السابق › أي : ومما يجب له تعالى أنه باق › وقد فسرتاه بعدم نهاية الوجود › وبمعناه قول بعضهم : عدم آخرية الوجود ؛ قال : والآخرية تطلق على الإنقضاء › ويقابلها بهذا المعنى الأولية › بمعنى : الإبتداء › وهو المراد . وفي " المعالم " : يجب أن يكون ربنا باقياً » بمعنى : أنه لا يلحق وجوده عدم ؛ قال : والبقاء له تعالى هو سلب العدم اللاحق لوجوده ؛ قال : والمذاهب السابقة في القدم مقررة في البقاء . أ ه . کک أقول : يشير إلى أن الباقلاني والفخر يقولان : البقاء صفة نفسية › أي : نفس ذاته تعالى › وأن الأشعري يقول : إن البقاء صفة زائدة على الذات › والكل مردود ‏ وقد تقدم ‏ . قال أيضاً : والدليل على وجوب البقاء له , أنه لوقدرلحوق العدم له تعالى عن ذلك › لكانت ذاته العلية تقبل الوجود والعدم › لفرض إتصافه بهما › ولا تتصف ذاته بصفة حتى تقبلها . لكن قبوله تعالى للعدم محال › إذ لو قبله لكان هو والوجود بالنسبة إلى ذاته سيان › إذ القبول للذات نفسي لا يختلف ولا يتخلف › فيلزم إفتقار وجوده إلى موجد يرجحه على العدم الجائز › فيكون حادثا › كيف وقد ثبت بالبرهان القطعي وجوب قدمه › فبان لك بهذا البرهان › أن وجوب القدم يستلزم وجوب البقاء أبدا . أما قولنا : تجويز العدم اللاحق يوجب تجويز العدم السابق› أي : أنه إذا جاز لحوق العدم لذاته العلية فيما لا يزال » جاز لحوق العدم له في الأزل . قال في " المعالم " أيضا : تجويز العدم اللاحق ٠ يوجب ثبوت العدم السابق › يعني : أن القديم واجب البقاء . وعكسه بالموافق غير الواجب › البقاء ليس بقديم › أو تقول : كل قديم يجب له البقاء › وعكسه أيضا باڵموافق › 4 كل ما لا يجب بقاؤه فليس بقديم › يشير إلى قاعدة كلية ذكرها من قبل › وهي : كلما ثبت قدمه إستحال عدمه ٠ وهو معنى قولنا : تجويز العدم اللاحق يوجب تجويز العدم السابق ›ء ٤٤ س وأنه مره أن يكون جرم » أو قائما به أو محاذيا له ء أوفي جهة. فالتركيب يستحيل عليه مُطلقا » أي : ومما يجب له تعاى تىزيهه عن الجرمية وتقدم معنى التتزيه › والْجرم ُو المتحيز لأن التحيز صفة نفسية للجرم › ومعنى : أو قائما به » أي : يكون شيئا قائما بالْجرم › أي : من الأعراض » كالألوان والأكوان › أو محاذيا له › أي : أو يكون محاذيا للجرم » أي : قرييا منه وبازائه » أو في جهة » أي : أو يكون الرب في جهة › والجهات ست › فوق › وتحت › ويمين . وشمال › وقدام » وقفا , وكل ذلك من خواص المركب ء› فلذلك قلنا : إن التركيب يستحيل عليه مطلقاً . وفي " المعالم ' : لو فرض الصانع جسما › فلا يخلو إما أن يكون جسم تاها أو غير فته , فان كان لا يضاهي » إستحال أن يود غير مُتناه من جميع الجهات ٠ فإن ذلك يمنع وجود غيره من الأجسام ٠ فلابد من أن يكون في هذا الفرض مُتاهياً من بعض الجهات . فيجوز حركته إلى الجهة المتناهية › ويلزم منه تاهيه من الْجهة الأخرى ‏ لأن الحركة فراغ وشغل فلا يشغل من جهة إلا وقد فرغ من الأخرى › فيجب تناهيه لا محالة ؛ وأیضا فلو کان مُرکبا من جزئین فأ کٹر .للزم أن يقوم بكل جزء منه صفة العلم والقدرة ونحوهما من صفات الإِلّه › لإستحالة وجود قديم غير الله › ولعلا يلزم الإفتقار إلى مخصص في ترجيح بعض الأجزاء › بقيام الصفات به دون بعض ٠ لکن قیام الصفات بكل جُزْء محال › لما يوجب من تعداد الاله . وقال فيه أيضا : وإذا استحال في حقه تعالى أن يكون جُرما. - 4© إستحال وصفه بالصغر والكبر › اللذين هُما من صفات الأجرام › ويستحيل عليه تعالى التغير مُطلقا , وينجب له القيام بنفسه › بمعنى أنه لا يفتقر إلى محل › ولا إلى مخصص › أما عدم افتقاره إلى مخصص .٠ فلوجوب القدم والبقاء لذاته ولسائر كمالاته › التي هي عيبن ذاته › وأما عدم افتقاره إلى محل › فلوجوب إتصافه بالصفات الكاملة ؛ قال : إذ لو كان مُفتقراً إلى محل لكان صفة › والصفة لا تتصف بشيء من الصفات › وأيضا لو كان مُفتقرً إلى محل لم يكن بالإلوهية أولى من امحل الذي افتقر هو إليه › فإن فرض أنهما إلاهان لزم التعدد في الاله وهو باطل . وقال فيه أيضا : وبالجملة قد قامت البراهين القطعية على وجود الذات العلية الموصوفة بالكمالات السنية . وعلى قيامه تعالى بنفسه › وإستحالة ممائلته لكل ما يخطر بالبال › ويتكيف في الأوهام › وإستحالة إتصافه بكل ما يلزم ممائلته للحوادث ؛ قال : لو اتصف مولانا عز وجل بشيء مما سبق › للزم مماثلته للأجرام › أو لأعراضها › وذلك يلزم أن يساويهما فيما يجب لهما من الحدوث › وقد سبق وجوب قدمه وبقائه . أ ه . الفعل والترك . يفعل أخرى؛ وأما الذي إن شاء فعل › وإن شاء لم يفعل › فهو الْمختار› ا ولا يلزمه أن يكون قادرا ؛ إلى أن قال : قال صاحب " الملل والتحل " : المؤثر إما أن يؤثر مع جواز أن لا يؤثر وهو القادر › أو يؤثرلامع جواز أن لا يؤثر وهو الموجب › فدل أن كل مؤثر إما قادر وإما موجب › فعند هذا قالوا : القادر هو الذي يصح أن يؤثر تارة› وأن لا يؤثر أخرى › بحسب الدواعي المختلفة ؛ إلى أن قال : والمحال لا يدخل تحت القدرة › فلا يجوز أن يوصف الله تعالى بالقدرة على الظلم ؛ قال : والمراد من قدرة الباري › نفي العجز عنه . أ ه . وفي " الكشاف " : فإن قلت كيف قيل : ل أن الله عَلى كل شَيء قير رى ٠ وفي الأشياء ما لا تعلق به للقادر كالمستحيل › وفعل قادر آخر › قلت : مشروط في حد القادر أن لا يكون الفعل مستحيلاً ٠ فالمستحيل مستثنى في نفسه ؛ إلى أن قال : وأما الفعل بين قادرين فمختلف فيه . أ ه . قال السيد : قوله : فالمستحيل مستشنى في نفسه عند ذكر القادر › يريد أنه عام مخصوص بقرينة العقل › وكذلك الواجب لذاته مستثنى عند ذكره أيضا-ء ومن ثم قيل : أراد بالمستحيل في السؤال والجواب ٠ ما يستحيل تعلق القدرة به في نفسه › فيتناول الممتنع والواجب معا ؛ إلى أن قال : قوله : فمختلف فيه , أي : هل يمكن أن تتعلق قدرتان معاً يمقدور أو لا؟ فبان أمكن كيان مقدور غيره مقدوراً له أيضا › وداخلاً في حُكم الآية .أ ه . (۱) سورة البقرة : ۹٢٢۲ . - 6V أقول : أشار صاحب " الكشاف " إلى مذهبه › أن الأفعال أفعال المخلوقات الإختيارية لا تداخل تحت قدرة البارئ › وهو خطاً› قال بعض قوله : وأما المقدور بين قادرين › فإنها ورطة يشتاق إليها القدرية › إذ يعتقدون إنما تعلقت به قدرة العبد › إستحال أن تتعلق به قدرة الرب › لأن قدرة العبد خالقة › فيستغني الفعل بها عن قدرة خالق آخر .اه . وسيجيء قريباً - إن شاء الله - فاستبان لك أن القدرة لا تأثير لها إلا في الممكن › ولهذا قال بعضهم : إنها صفة يتأتى بها إيجاد الممكن وإعدامه › على وفق الإرادة ؛ قال في " المعالم " : لولم يكن الصانع للعالم قادرا لِمَا أوجده › وبيان الملازمة أنه لو لم يكن قادرا لكان عاجزاً › والعاجز لا يتأتى منه فعل ولا ترك » قال : وقد مر أن الموجد الإختيار › هو الذي يصح منه الفعل بدلا عن الترك وبالعكس » أي : يصح منه أن يفعل الشيء › وأن لا يفعله › والمراد بقولنا : أن لا يفعله › أن لا يخرج الفعل إلى الوجود › بل يبقيه على العدم . أ ه . وأنه ليس بعلة ولا طبيعة » أي : وأن موجد العالم فاعل بالإختيار › والفاعل بالإختيار ليس بعلة ولا طبيعة ؛ وفي " المعالم ": أما الإيجاد بالذات كإيجاد العلة والطبيعة لو صح . فلا يلزم أن تكون العلة أو الطبيعة قادرة . ولا مريدة › ولا حية › ولا عالمة , فالايجاد بالاختيار لما حقق بالبراهين القاطعة . سهل معه إثبات هذه الصفات سهولة لا يحتاج معها إلى كبير نظر ؛ وقال فيه : إذا فرض أن صانع العالم طبيعة - 4۸ أو علة . فلا يخلو › إما أن تكونا قديمتين › أو حادثتين . فإن كان الأول › لزم قدم العالم › لأن فعل العلة أو الطبيعة › إنما هو باللزوم لا بالإختيار » وقدم الملزوم يوجب قدم لازمه › وقد عرفت بالبرهان حدوث العالم › وإن كان الثاني إفتقر إلى علة أو طبيعة أخرى › فيلزم الدور أو التسلسل . وكلاهما محال › فكونهما حادثتين محال › فوجود العالم الموقوف عليهما محال › والمحال مستمر العدم › فقد لزم إستمرار العدم للعَالم › والعيان يكذب ذلك » قال : والحاصل أن كلا اللازمين المذكورين من كون الطبيعة والعلة قديمتين› أو حادثتين › باطل › فالملزوم وهو كون الصانع إحداهما باطل أيضا فتعين أن يكون فاعلاً بالاختيار › وهو المطلوب . أه . وأن يكون مريدا › ومعناه : توجيح أحد طرفي الممكن › أي : تخصيص الحوادث بأحد الطرفين الجائزين › أي : ويجب أن يكون مریدا » أي : کونه تعالی مُریداً . وفي أبي البقاء »› في حدها ء أي : الإرادة معنى ينافي الكراهة والإضطرار ؛ إلى أن قال : وقيل : إنها معنى يوجب إختصاص المفعول بوجه دون وجه › لأنه لولا الإرادة لما كان وقت وجوده أولى من وقت آخر » ولا كمية ولا كيفية أولى مما سواها ؛ قال : والإرادة إذا إستعملت في الله يراد بها المنتهى › وهو الحُكم دون المبداً ؛ قال : واختلف في معنى إرادته تعالى › والحق أنه ترجيح أحد طرفي المقدور على الأخر › وتخصيصه بوجه دون وجه ؛ قال : ثم إن إرادة الله تعالى ۹٤ - ليست صفة زائدة على ذاته كإرادتنا » بل هي غير حكمته اللي تخصص وقوع الفعل على وجه دون وجه . وحكمته عين علمه المقَتضي لنظام العالم على الوجه الأصلح والترتيب الأكمل . إلى أن قال : ولا يلزم من ضرورة وجود الإرادة والقدرة في القدم . قدم ما يتخصص بهما › والتعدد في متعلقاتها وتعلقها على نحو متعلق . الشمس بما قابلها واستضاء بها » وهو المعنى بسلب النهاية على ذات واجب الوجود › وكذا في غير الإرادة من صفات الذات ٠ وإما بسلب النهاية عنها بالنظر إلى التعلقات فيما يصح أن تتعلق به الإرادة من الجائزات › فلا نهاية له بالقوة › لا إنه غير مُتناه بالفعل › وهذا لا مراء فيه ولا دلیل ينافيه . أ ه . وفي " المعالم " : يجب أن يكون البارئ تعالى مُريداً » وهو الموصوف بالإرادة › التي هي صفة يتأتى بها ترجيح أحد طرفي الممكن ؛ قال :. معنى قولنا : يتأتى بها التعلق › أي : بتعلقها على ما ستتحقه ›؛ قال : ولو لم يكن البارئ مُريداً » لما اختص العالم بوجوده › ولا مقدار › ولا صفة › ولا زمان › بدلا عن نقائضها الجائرة › فيلزم إما قدم العالم › أو استمرار عدمه › وبيان ذلك إنا نقول : الله تعالى خصص الحوادث بأحد الطرفين الجائزين » وكل من كان كذلك › كان ُريدا › فاللّه تعالى مُريداً » أما الصغرى فواضحة › إذ لا يخفى أنه لما كان وجود الممكنات وعدمها بالنسبة إليها سواء › لا يجب أحدهما ولا يستحيل › بل هما جائزان بالسواء › ثم أنه تعالى هو الذي خصص بأحد الطرفين الجائزين عليه › وهو الوجود › ولم يبقه على الطرف الأخر الجائز عليه أيضا› وهو العدم › وكذا أوجده على مقدار مخصوص في ذاته ؛ فخصه أيضا بذلك المقدار بدلا من الآخر الجائز› وهو أن يكون أكبر من ذلك أو أصغر منه » وكذا خصصه بالوجود في ساعة كذا , من يوم كذا › في شهر كذا. في سنة كذا. بدلاعن الوجود المتقدم على ذلك › أو المتأخر عنه ›. وكذا ما يتعلق بسائر الأعراض › خص بنوع من ذلك بدلا عن تركه إلى مقابلة › وأما بيان الكبرى؛ فلأن ترجيح وقوع أحد الطرفين المستويين بغير مُرجح محال › ويستحيل أن يكون المرجح نفس ذلك الممكن › لأنه يلزم عليه أن يكون مساويا لذاته » راجحا كما مر › وأيضا فلأنه إن ترجح له الوجود عن ذاته » كان واجب الوجود لذاته › فيلزم قدمه › وإن ترجح له العدم من ذاته » وجب استمرار عدمه › فلا يوجد أبدا › لأن المرجح الذاتي يمتنع عدمه › وكلا القسمين باطل › فتعين أن يكون المرجح خارجا عنه من جهة فاعله » والسبر يقتضي أن لا مرجح لاختصاص الممكن بأحد الجائزين عليه › أو الجائزات بدلا عن مُقابله بالإرادة » وهي إختيار الفاعل › وفعل ذلك الجائز . أه . وُن يکون تعالى عَالِما يکل شيء جُزئي أو کلي لا تقانه الأشياء » أي : ولقوله تعالى : « وَهُو يكل شيء عَلِيمْ چ (0. ؛ وفي " الكشاف على هذه الآية فمن ثم خلقهن خلقاً مُستوياً مُحكما » من غير تفاوت › مع خلق ما في الأرض › على حسب حاجات أهلها ومنافعهم (١) سورة البقرة : ٢۲ ؛ سورة الأنعام : ۱۹ ؛ سورة الُحديد : ۴ . ا۵۱ ومصالحهم . آه وفي " مُختصر العدل " : العلم إدراك الشيء › بحيث لا يحتمل النقيض › قال : وهو ضربان › قديم صفة ذات › . لأن العلم من الصفات الذاتية .. إلخ ؛ وفي أبي البقاء : وأما عحلم الله تعالى › . فهو قديم وليس بضروري ولا مُكتسب ؛ إلى أن قال : والحق إن علم الله تعالى مُنزه عن الزمان » ونسبته إلى جميع الأزمنة على السوية › فيكون جيع الأزمنة من الأزل إلى الأبد بالقياس إليه تعا ى › كامتداد واحد متصل بالنسبة إلى من هو خارج عنه » فلا يخفى على الله ما يصح أن يعلم كليا كان أو جُزئيا » لأن نسبة المقتضى لعلمه إلى الكلي واحدة › فمهما حدثت المخلوقات لم يحدث له تعالى علم آخر بها . بل حصلت مكشوفة له بالعلم الأزلي › فالعلم بأن سيكون الشيء هو نفس العلم » بکونه في وقت الكون من غير تجدد ولا كثرة › وإنما المتجدد هو ن نفس التعلق والمعلق به » وذلك مما لا يوجب تجدد المتعلق بعد سبق العلم بوقوعه في وقت الوقوع › وفرض إستمراره إلى ذلك الوقت › فلا تكون صفة العلم في الأزل من غير تعلق › حتى يكون عَالِما بالقوة › فيفضي إلى نفي علمه تعالی بالحوادث في الأزل › فالصانع الذي لا يشغله شأن عن شأن » واللطيف الخبير الذي لا يفوته كمال › لأبد وأن يعلم ذاته ولازم ذاته › ولازم لازمه › عا وفرادى › إجمالاً وتفصيلاً › إلى ما لا يتناهى › وبديهة العقل تقضي بأن إبدا ع هذه المبدعات › وإبداع هذه الجكم والخواص ٠ ؛ يمتتع إلا من العام باأممتنعات › والممكنات › واموجودات › قبل وجودها علما جُزئياً › بأنه سيكون وقت كذا› - ۵۲ ليقصد ما يشاؤه في وقت شاءه فيه › وبعد وجودها أيضا › ليجعلها مُطابقة لما يشاء › ثم إعلم أن علمه تعالى في الأزل بالمعلوم امعين . الحادث تابع لماهيته » بمعنى : أن خصوصية العلم وامتيازه عن سائر اللوم › إنما هو باعتبار أنه علم بهذه الماهية › وأما وجود الماهية وفعليتها فيما لايزال › فتتابع لعلمه الأزلي بها التابع لماهيته › بمعنى : أنه تعالى لما عَلمها في الأزل على هذه الخصوصية › بكونها في نفسها على هذه الخصوصية › لزم أن يتحقق ويوجد فيما لايزال على هذه الخصوصية › فلا جبر ولا بطلان لقاعدة التكليف ۽ وأما مشيئته تعالى › فإنها متبوعة ‏ ووقوع الكائنات تابع لها فمن قال : إن علمه تعالى يجب أن يكون فعليا › لا يقول : إن العلم تابع للوقوع › ومن قال : بالتعية » قال : يإنقسام عملمه إل الفعل والاتفعال › والْمقَدم على الأرادة هو الفعل › وعلى الوقوع هو الإنفعال › ولا تعني بالتبعية للمعلوم تأخرا عن الشيء زمانا أو ذاتا › بل المراد كونه فرعا في المطابقة › والقول : بأن علمه تعالى حضوري › والمراد وجود المعلوم في الخارج يُشكل بالممتتعات › لأن علمه تعالى شامل للمتتعات › والمعدومات الممكنة › إلا أن يُقال : لها وجود في المبادئ العالية › وأما قوله تعالى : إلا لنعلَم 4 ره » وأشباهه فهو ياعتبار التعلق الحالي الذي هو مناط الجزاء › قال القاضي : في قوله تعالى : « ثم بَعَشَاهُم لْعلم 4 ر › ليتعلق علمنا تعلقاً حالياً مُطابقاً لتعلقه › أولا تعلقا إستقباليا › » فلا يلزم منه أن يحدث له تعالى علم › فإن العلم الأزلي (۱) سورة البقرة : ١١٠ ؛ سورة سباً: ٢۲ . (۲) سورة الكهف : ١۱ . ۳٥ - باحادث الفلاني › في الوقت الفلاني › غير متغير › وإنما هو قبل حدوث الحادث ,› كهو حال حدوثه وبعد حدوثه › وإنما جاء المضي والاستقبال من ضرورة كون الحادث زمانيا » وكل زمان محفوف بزمانين سابق ولاحق › فاذا ز نسبت العلم الأزلي إلى الزمان السابق › قلت :قد علم الله » وإذا نسبت إلى الزمان اُحالي › » قلت : يعلم الله › وإذا نسبت إلى الزمان اللاحق » قلت : سيعلم الله › »فجميع هذه التغيرات ت إنبعثت من إعتباراتك › وعلم الله واحد › › لأن علمه ملازم لوجوده الأول › وفعله ملازم لعلمه › أما بالنسبة إليه › فعلى سبيل الاتحاد › وأما بالنسبة إلى الموجودات › فعلى سبيل الإعتبار › فلا يستدل بتغيرها على تغيره › وبعدمها على عدمه › ويعلم جميع الجُزئيات على وجه جزئي › فعند وجودها يعلم أنها وجدت › وعند عدمها يعلم أنها عدمت › وقبل ذلك يعلم أنها ستوجد وستعدم › ولا مانع من أن يكون العلم في نفسه واحدا › ومتعلقاته مختلفة ومتغايرة . وهو يتعلق بكل واحد منها على » نحو تعلق الشمس بما قابلها وإستضاء بها . اه . وفي " المعالم " : وإنما قلنا : بأنه عَالم بكل شيء › لأن الموجب للعلم ذاته العلية › والمقتضي للمعلومية ذوات المعلومات ومفهوماتها › ونسبة الذوات إليه سواء › فإذا كان عَالماً ببعضها › كان عَالماً بكلها ؛ إلى أن قال : إنا نستدل على کونه تعالى عَالِما » بأنه لو لم يکن عَالْما لم تكن أنت في ذاتك متصفا بما أنت عليه » من غاية الأحكام والإتفاق › ودقائق المحاسن التي لا تتحصر › وبيان الملازمة أنه معلوم بالبديهة › أنه لا يحكم الفعل ويبرزه في غاية الكمال › وفيما لا يُحاط به من - 04 أنواع المحاسن › إل من هُوَعَالِم › حكيم غاية الحكمة › وأما الإستثنائية » فمعلومة بضرورة المشاهدة .أه. وأن يكون حيا› لأن الحياة شرط لصحة العلم › والقدرة › والإرادة » وغيرها » والمتصف بالّحياة يكون فاعلا › أي : ومما يجب له تعالى أن يكون حیا › لقوله تعالى : ل هُوَ ال خيلا لَه لهو ر وفي أبي البقاء : لل الحَي ‏ › هُو الذي ب يصح أن يعلم ويقدر ؛ إلى أن قال : وليست صفة حقيقية عادية عن النسب والإضافة في حقه تعالى › إلا صفة الحياة . أ وي " المعالم ' : يجب أن يكون ربنا عز وجل حيا › وَإِلاً لم یکن متصفاً بتلك الكمالات السابقة › من القدرة › والإرادة › والعلم › وبيان الملازمة , إن تلك الصفات مشروطة عقلا بكون المتصف بها حا فلو قدر عدمه لوجب عدمها › لوجوب إنتفاء المشروط لإنتفاء شرطه ؛ إلى أن قال : والحياة صفة توجب لمن إتصف بها أن يكون فاعلا › قال : وإنما فلا : أن تلك الصفات بل وغيرها مشروطة بالحياة . لأنها ليست تحتها إلا الوجود.أه. وفي " شرح النونيه " : والدليل على حياته › تصرفه في خلقه› بالإيجاد › والاعدام › والاكرام › والإيلام › والإفناء › والإعادة › ونحو ذلك ٠ مما يستحيل وجوده من الأموات . أ ه . أقول : هذا معنى قولنا : من شرط الّحي أن يكون فاعلاً » والأفعال (١) سورة غافر : ١٠ . - 00 معاني المصادر › الواقع إشتقاق الأفعال والصفات منها ». کايجاد احياة ‏ الذي هو معناه لفظ أحيى ء المشتق منه : أَحيي › ويُحيي .| ومُحيي » وكإيجاد الخلق › المشتق منه : خلق › ويخلق › وخالق › وخلوق › وعلى ذلك قياس جيع صفات الأفعال . أ ه . شرح الديانات (بتصرف) . وأن يكون راضيا عن المؤاينين ٠ ملحبا لهم ماليا ٠ ون يكون على المجرمين بعكس ذلك ٠ ومعنى الرضى ومافي معناه . هو الإزادة مع عدم اإعتراض ٠ ود یرید تعالی هما لايرضى .٠ ڪكفر لي جھل مثلا ٠ أي : ومما يجب له تعالى أن يكون راضيا عن الْمُوْمين ... إلخ › أي : وأن يكون على المجرمين بعكس ذلك › فيكون ساخطا عليهم › مُبغضاً معادياً » واختلف أئمتنا في الرضى والسخط وما في معناهما › فالجمهور على أنهما أفعال له تعالى › وأبو يعقوب المغربي ومن وافقه › أنها صفات ذاتية › كالعلم والقدرة ونحوها . وفي أبي البقاء : وأما رضى الله » فهو ترك الاعتراض لا الأرادة ؛ إلى أن قال : والرضى والمحبة كل منهما أخص من المشيئة › فكل رضى إرادة ولا عكس »› والأخص : غير الأعم . أ ه . وي * جع اأجوامع وشرحه " : والضسى والمحة من اله غير المشيئة والإرادة منه › فإن معنى الأولين المترادفين أخص من معنى الثانيين المترادفين › إذ الرضى الإرادة من غير إعتراض › والأخص غير ٦۵ س الأعم › فلا يرضى لعباده الكفر مع وقوعه من بعضهم بمشيئته ل ولو شَاء رَبك ما فَعلُوهُ 4 رن » قال البناني قوله : فلا يرضى لعباده الكفر للمغيرة المذكورة › وقول : ل ولو شَاءَ رَبك ما فَعَلوهُ ه4 » دليل لقوله مع وقوعه من بعضهم . اه وفي " شرح اللونية " : وإن له تعالى رضى مخلوقا . هو قبوله أعمال من رضي عنه من خلقه › وتوفيقه للطاعة ؛ إلى أن قال : فبإذا علمت رضاه تعالى › علمت أن سخطه مخلوق له › وأنه هو عدم التوفيق للعمل الصالح › وعدم قبوله عمل من سخط عليه . أه . أقول : هذا على القول الأول المشهور ؛ وأما على القول الثاني › أي : على القول : بأنها صفات ذاتية › فقد قال في " الدليل " : فإن قال قائل : ما الدليل على صواب ما قلتم في الرضى › والسخط › والحب ٠ والبغض . والولاية . والعداوة , أنها صفات الله ذاتية ؟ قلنا : من أحد ثلاثة أوجه › أحدها : من العقليات والضروريات › وذلك ما شرحناه ف كون الحي مُرتبطاً بصفاته التي لا ينفك من واحدة منها › إلا كان مواتا وهي العلم › والقدرة › والإرادة ‏ والرضى › والحب ء والولاية › وأن يكون فعالا فهذه حقيقة الحياة , لأنك إذا قلت : رأييت حيا إقتضى فعا › وإن قلت : رأيت فعالاً إقعضى حياً » ولو قلت : ریت حيا لا فعالاً › أو فعالاً لا حياً › أكذبك الوجود لأن معنى الحي والفعال واحد » وقولك : حي يقتضي الحياة › والعلم › والقدرة › والإرادة › والرضى › والحب » والولاية » والفعل › وقولك : فعال يقتضي الفعل ٠ والولاية › والحب ٠ والرضى »› والارادة › والقدرة › والعلم › والحياة (١) سورة الأنعام : ١١۱ . - ۵۷ ضرورة ؛ إلى أن قال : وقد أجعت الأمة على أن الرضى صفة الراضي ٠ والسخط صفة الساخط › وفي حديث عائشة أن رسول الله كك أنزل عليه « وَاسجُد واقترب ‏ ر » فسجد وتقرب إلى الله في سجوده › فكوشف بمشاهدة الخلق فنظر وليس شيء أعظم من عقاب الله › ولا من عفوه › فقال : اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك .تم سجد أخرى › فتقرب أعظم من تقربه الأول › فكوشف بمشاهدة الصفات › فلم ير شيئا أعظم من سخط الله ورضاه › فقال : وأعوذ برضاك من سخطك ثم سجد ثالثة › فتقرب أعظم من الأولين › فقصر عقله عن عظمة ذات الله فحينئذ بهره الأمر › فقال : وأعوذ بك منك › لا حصي ثناءُ عليك › أنت كما أثنيت على نفسك . إلى أن قال : إن لِلهِ حكمة في كل شيء › وأنه جعل بعض أفعال العباد سبباً لتمام تلك الحكمة . وبلوغها غاية المراد » وجعل بعض أفعالهم مانعا من تلك الحكمة › فكل فعل وافق مُقتضى الحكمة › حتى انساقت الحكمة إلى غايتها فهو شكر › وكلما خالف ومنع الأسباب من أن تنساق إلى غاية المراد فهو كفر › ثم انقسم عباده الذين هم من خلقه واختراعه » إلى من سبقت له في المشيئة الأزلية أن يستعمله لإستيقاف حكمته دون غايتها › ويكون ذلك قهرا في حقهم › لتسليط الدواعي والبواعث عليهم › وإلى من سبقت لهم في الأزل أن يستعملهم لسياق حكمته إلى غايتها في بعض الأمور › فكان لكل واحد من الفريقين نسبة إلى المشيئة خاصة › فاستعير لسببية امستعملين في إتمام احكمة (١) سورة العلق : ١٠ . - 0۸ لهم عبارة الرضى ء واستعير للذين استوقف بهم أسباب الحكمة دون غايتها » عبارة السخط » وظهر على من سخط عليه في الأزل فصل . وقفت الحكمة به دون غايتها › فاستعير له الكفر › وأردف بنقمة اللعن » وظهر على من ارتضاه في الأزل › للذي إنساقت بسببه الحكمة إلى غايتها » فاستعير له عبارة الشكر › وأردف خلفه الشناء زيادة في الرضى والقبول . أ ه بتصرف مع حذف . هذا ولا يخفى عليك › أن الأئمة قد فسروا الرضى والمحبة المستلزمين للولاية › بأنهما إلارداة مع عدم الإعتراض ء› والإرادة مطلقا أعم منهما- كما تقدم ‏ لأن كفر أبي لهب مراد له تعالى › غير مأمور به » ولا مرضي عنه › وإنما أمره بالإيمان › الذي لا يقدم عليه من أجل إشتغاله بكفره › إقامة للحجة وقطعا للعذر › ولذلك قلنا في المتن : وليس الأمر يستلزم الإرادة » وإنما ذلك مذهب المعتزلة , النافين عن إرادة الله الشرور والقبائح بزعمهم . فوقعوا في أمر أشنع مما فروا منه . حيث جعلوا كفر الكافر غير مراد له تعالى › وإنما تعلقت إرادة العبد به . فكانت أغلب من إرادته تعالى بزعمهم › فإذن يلزمهم أن يقع في ملكه ما ليس مرادا له تعالى عن ذلك » وأجابوا عن قوله تعالى : ل ولا يَرضَى لاد الكفرَ 4 رم » أي : لا يرضاه ديناً وشرعا » بل عاقب عليه › وبأن المراد بالعباد : من وفق للإيمان › والأئمة يقولون : إنه قد يريد ما لا يأمر به . لحكم ومصالح يعلمها هو لأنه : ل لا يُسئل عَمًا يَفَعَل 4 ر › وقد يأمر بما لا يريد كإيمان الكافر › فإنه أمر به (١) سورة الزمر : ۷ . (۲) سورة الأنبياء : ۲۳ . - 0۹ ولم يرده › ولو أراده لكان كما أراد : « فلو شَاء لَهَداكم أجمَعينَ 4 ١ . وفي أبي البقاء : والأمر مطلقا لا يستلزم الإرادة » ولو قلنا : بالإستلزام » للزم ذلك في جميع الصور » من جملتها أمر الله تعالى › والمعتزلة لما لم يفرقوا بين إرادة الرب وإرادة العبد › في جواز تخلف مراد › إتجه لهم القول بالإستلزام 4 قال : ونقل الزركشي في " البحر " » عن بعض المتأخرين : أن الأمر يستلزم الإرادة الدينية › ولا يستلزم الإرادة الكونية › فإنه لا يأمر إلا بما يريده شرعاً ودينا » وقد يأمر بما لا يريده كونا وقدرا » كإيمان أبي لهب ٠ وكأمر خليله بالذبح ولم يُذبح ؛ إلى أن قال : وفائدته العزم على الإمتشال وتوطين النفس عليه . أ ه . لكن هذا التفصيل لم نجده لأحد منا › فلينظر فيه , وأن يكون سميعا › بصيرا › مُتكلماً › ومعنی سمعه : : علمه بالمسموعات كما أن بصره سبحانه علمه بالمبصرات › أي : ومما يجب له سبحانه وتعالى أن يكون سميعا . .. إلخ . ومعنى سمعه وبصره : أنهما صفتان ن ب اناه بالشيء علي ما هو عليه وهما راجصتان إلى معنى العلم » إل أنهما لا يتعلقان إلا بالموجود المعين ٤ فمن ثم قلنا : ! معناهما علمه تعالى بالمسموعات في صفة السمع .كما أن علمة بامبصرات في صفة البصر . (١) سورة الأنعام : ١٤٠ . ت وفي " القناطر " : إنه تعالى سميع › لا تخفى عليه اللأصوات ٠ بصير › لا تخفى عنه الألوان ؛ إلى أن قال : فالسمع كناية عن درك الأصوات › والبصر كناية عن درك الألوان › وذلك نفس العلم › قال : وهما صفتا كمال في حقه تعالى › قال : وإذا كانتا صفتي كمال في المخلوق › فكيف في الخالق ؟! . أ ه (بتصرف) . | قال الإمام الخليلي ‏ بعد كلام له - : فإذا وصفناه مثلاً بالعلم فلن : إن ذاته المقدسة كافية في إنكشاف حقائق الأشياء لها › إنكشافا تاما › فهي حقيقة صفته بالعلم › فإذا خص ذلك الإنكشاف المذكور بالمسموعات والڵمرئيات › قيل : إن ذاته الكريمة كافية في تجلي كل مسموع أو منظور لها . تجليا حقيقياً على ما هو عليه › فهو حقيقة وصفه تعالى بالسمع والبصر . أ ه . قالوا : الدليل على كونه سميعاً بصيرا مُتكلما › الكتاب والسّنة والإجماع . لأن الدليل العقلي ضعيف ؛ قال في " المعالم " : لأن ذاته تعا ى لا تعرف حتى يحكم في حقه › بأنها يجب إتصافه ياضدادها عند عدمها › فإن الإعتماد على الدليل العقلي في ثبوت تلك الصفات › من كونها كمالات › يجب إتصافه بها › وإلا اتصف بأضدادها , فيكون ناقصا لفوات الكمال › وفواته نقص ضعيف ۾› لأنه إنما ثبت لتلك الصفات الكمال في الشاهد › ولا يلزم من كون الشيء كمالا في الشاهد . كونه كمال في الغائب . أ ه . ۰ ۵ 3 N deo قد علم مما مر › أن السمع والبصر يتعلقان بالموجود المعين › ١1س وأن العلم يتعلق بالواجب والممكن › الذي وجد أو يوجد » على قول أهل المغرب › فلا يتعلق بالممكن الذي لا يوجد ولا بالمستحيل ؛ لكن قال في " المعالم " : لا يخلو إما أن يريدوا ‏ به أنه يتعلق به › أي : بالمستحيل والْممكن › الذي لا يوجد على وجه إنكشاف حقيقته وماهيته › أو على وجه صحة الْحُكم عليه » بأنه لا يوجد أو بأنه مستحيل › فإن أرادوا به الأول › أي : إنتكشاف حقيقته وماهيته › فباطل لأن العلم هو ما يوجب إنكشاف الشيء إنكشافاً تامأ » بحيث لا يحتمل النقيض بوجه ما ۔ كما مر - ولا حقيقة في الخارج ج لما ذكر › تستدعي ذلك الإنكشاف › وإن سلم إعتبار وجودها في الذهن › فليس الكلام فيه » إن أرادوا به الثاني › أي : على وجه صحة الْحُكم عليه › أي : بأنه لا يوجد أو بأنه مستحيل › فمسلم وغير بعيد في هذا المقام › لأنه أمر إعتباري لا ينكره أحد . أ ه بزيادة . الذي عليه الإمام الأخليلي وغيره : أن علمه تعالى يتعلق بالْممكن والواجب والمستحيل » واستدلال عليه بيات » منها قوله تعالى : لين أخرِجُوا لأ يَرْجُون َعَهُم وين فوتلوا لا ينصُرُونهُم وَين نصروهم لون الأدبارَ تم لأَيصَرُون 4 ر ومنها قوله تعالى : « ولو رُدُوالعَاُوا ‏ ر ء ومن قال يتعلق اليلم باأجميع » لا يقول إنه تعالى يعلم حقيقة إنسان من ذهب مثلا » بل يعلمه سبحانه وتعالى أنه مستحيل › فهو نفس الْحُكم عليه . (١) سورة الحشر: ١٠ . (۲) سورة الأنعام : ٢۲ . ۳ قال في " شرح النونية " : ويقال : الله عَالم › ويعلم › وقد علم. وعليم › وعلام ؛ إلى أن قال : ويعلم أنه ليس لنفسه شريك . أ ألا ترى › أنه أثبت العلم بعدم الشريك وهو المطلوب › وأما كلامه : فهو فعل من أفعاله › لا صفة من صفاته › اللهم إلا أن أريد به نفي الخرس › وقد إنتفى بالقدرة › لأنه عجز عن النطق › أي : أما الصفات المتقدمة فقد مضى الكلام عليها › وأما كلامه : فهو فعل من أفعاله , أي : حادث كغيره من المحدثات › وهو كتبه المنزلة على أنبيائه ورسله ومنها القرآن › لأنه وصفه بصفات خلقه › فقال تعالى : « كناب أحكِمّت أياته ثم فصلّت ‏ رن › < فأجرهُ حتى يَسمَع كلام لله » ر » ل الله نول أحسّنَ الحديث كناب تايها € ر » إلى غير ذلك من الدلالات الدالة على حدوثه ؛ فمن ثم قلنا : إنه فعل من أفعاله . لا صفة من صفاته › إلا أن يراد به نفي الخرس » وذلك أن الأصحاب لهم في کونه تعالی متکلما » بعد إجماعهم على صحة وصفه بذلك › تأويل أن أحدهما أنه متكلم ليس بأخرس › ومعنى كلامه على هذا أن يكون متكلما بذاته . كما أن قولهم في جيع الصفات كذلك كما يأتي › والغاني : أنه خالق لكلامه , لأن اسم الفاعل لمن إتصف به › سواء كان قائما به كقائم أو غير قائم به كخالق ومتكلم ؛ وفي " الدليل "٠ عند قول الشيخ أبي الربيع : وندين بأنه خالق لوحيه › وكلامه › وجاعله . ومحدثه › قال الشيخ أبو يعقوب : وندين ها هُنا مُحتمل ما (۱) سورة هود :١ . (۲) سورة التوبة : 6 . (۳) سورة الزمر : ۲۳ . ت لم يقع أحد الشروط الثلاثة . وذلك أن هذه المسألة وقع فيها بعط المغالطة . إلى أن قال : يُسأل من يقول القرآن غير مخلوق › ما هذا القرآن الذي تريدونه وما حده ؟ فيقولون : أن الكلام أولا إنما يكون في النفس » ثم يظهر على الألسنة ‏ فيكون الظاهر والباطن كلاهما كلاما › فنظرنا إلى القرآن الظاهر عن كلام الباطن › قام ونظرنا إلى كلام النفس ء قد يكون في النفس قبل ظهوره إلينا » وأمور النفس أوكد من أمور الجوارح » والڵه تعالى لا يشبهه شيء في صفة ولا ذات ٠ فعلمنا أن كلامه كعلمه › فقلنا : الكلام والقرآن إذ هو الكلام ليس بمخلوق › ثم قلنا لأهل الظاهر › الذين يقولون : هذا المسموع هو القرآن :ما القرآن عندكم ؟ فقالوا : هذا هو المسموع بالآذان › الّمتلو باللسان › المقطع بالحروف › المتعلق بالظروف ء المحتمل للتصريف ء الموصوف بالتربيع › والتثليت › والتتصيف : ل في صُذور اين أوتوا العلمٌ 4 ر › حجة الأخرين › فها هنا وقعت المغالطة › فبإن إعترف أصحاب الظاهر لأصحاب الباطن بما قالوا ء صح لهم قولهم إنه الكلام في النفس › وأنه معنى في النفس ‏ على قول الأشعرية - وإن إعترف أصحاب الباطن لأصحاب الظاهر بما قالوا , أن الكلام هو هذا المسموع › صح أنه مخلوق › فعلى كل واحد منهم أن يقيم الحجة على ما قال › فإن أقاماها » صح ما قالا هذا صفة وهذا فعل › وإت عجز أحدهما . صح ما قال الآخر › وإن عجزا جيعا › إحتمل صحة ما قالا أو بطلانه . واستدل أصحاب الباطن بقول الأخطل اللصراني (۱) سورة العنكبوت :7 . ٤۹ - إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دلیلا واستدل الآخرون بقول الله : ل وإن أَحَد من المُشركِينَ استجَارك اجره حَتى يَسمَع كلام الله رى » فقال أصحاب الظاهر لأصحاب الباطن : صاحبكم نصراني ولا ينصت إليه في تفسير لغة العرب ؛ إلى أن قال : ونحن استدللنا بكتاب الله عز وجل › وما في الفؤاد غير مسموع بالآذان › قال الآخرون : أثبتناه صفة › لأن ضده منفي عن الله عز وجل وهو الخرس › فقال الآخرون : لم يكن الخرس للكلام بضد وإنما آفة , وضد الكلام السكوت وليس بآفة . فكما لا يجوز أن تقول ضد القدرة الْخرس. أو الوم . أو الجوع › أو العطش ‏ فهذه آفات ومجموعها هو ضد القدرة › وبعد أن يكون الكلام في النفس ككون الفعل في النفس › فلا يكونان صفة › وإنما قلنا : ككونها في لنفس متعلق إلى علم الله عز وجل » بعلم الله في علمه ‏ الذي إن ظهر كان كلاماً» وإن أظهر كان قعل وقد علم اله عز وجل كون الق في الأزل » وكون الخلق يوما ما › وَّحينا مَّا ء وعلم الكلام في الأزل › وكون الكلام يوما ما وَحِيناً ما ؛ إلى أن قال : وهذه المسألة قد حار فيها المتكلمون › وليس فيها من الحيرة أكثر مما ترى » فإن سلم أحد من الشروط الثلاثة . كان المصيب فيها غانما › والمخطئ سالما › والسلامة أقرب لمن استدل بقول الله » دون من استدل بقول النصراني › والمبتدئ بقطع العذر ظالم . أ ه مع حذف. وفيه أيضا : والشروط ما لم يدع أنه دين يُدان لله تعالی به › أو يقطع (١) سورة التوبة : 6 . ۲ ت عذر من خالفه « أو يهدم بريه قاعدة من قواعد الأسلام 9 وفيه أيضاً : والدليل على خلق القرآن لأهل احق عليهم أدلة كثيرة » وأعظمها إستدلالهم على خلقه.بالأدلة الدالة على خلقهم هم › فإن أبوا من خلق الفُرآن » أبينا لهم من خلقهم › وقد وصفه الله في کنابه وجعله ءل فنا عَرييا ر » مجعولا مزلا مسموعا بالآذان › مقروء بالألسشن » مكتوبا في المصاحف : « في قَلُوب الذِينَ أوتوا ايلم € ر٠ › وليس لهم معول بعد العشور › إلا الإعتذار بالغرور › وذلك أنهم نصبوا للكلام › وللأمر والنهي. هيولاً خيالاً غير القرآن › وهي العبارة عن القرآن › فما حاججناهم به من صفات الّخلق الموجود في القرآن ؛ قالوا : صدقتم غير أن ذلك يتوجه إلى العبارة عن القرآن ء لا نفس القَرآن ؛ قلا لهم : إن الله تعالى يقول : ل« إنا جَعَلناةُ قرآنا ريا چ ر ؛ قالوا : العبارة عنه ؛ قلا لهم : ل ما يأتيهم من کر من بهم مُحدّث إلا اسَمَعوة وهم يَعيُون » ری ؛ قالوا : العبارة عنه £ قلا لهم : قال الله عز وجل : « إن أَنرَلَاةُ في يلَع شَارَكَةٍ € رى › < إنا اة في ية القدر 4 رن » رل به الرّوح الأمينْ € رن » ل ورل ِن القرآن ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَة ومين چ رې ؛ قالوا : العبارة عنه؛ فلا لهم : بعد قوله تعالى : « أله عليه وَالمَلاَيِكَة يَشهَدُوت € ره › قلتم : العبارة عنه لا هو فمن يشهد لكم بهذا بعد أن رددتم شهادة (١) سورة الزخرف :۳ . (۲) سورة العنكبوت : ٩٠ . (۳) سورة الزخرف :۴ . (٤) سورة الأنبياء : ۲ . (٥) سورة الدخان : ۳ . (١) سورة القدر : ١ . (۷) سورة الشعراء : ۱۹۳ . (۸) صورة الإسراء : ۸۲ . (۹) سورة اللساء : ١۱۹۱ . ا الله عز وجل وشهادة الملائكة › فياسبحان الله من قوم أنكروا نزول القرآن مثل أهل الأوثان › ولو عرضوا بمثل ما هم فيه بمحمد ت › وبجبريل الروح الأمين › أنه لم ينزل به جبريل على قلب محمد يا وإنما نزل بالعبارة لا القرآن › وخيال جبريل هو الذي نزل على خيال محمد يك » ولم ينزل علينا نحن أيضا القرآن» وإنما نزل على خيالنا › وقوله تعال : « وَكُذب به فوشك مُكَ ك وَهُو الحَق ك ر ٠ وأن القوم ما كذبوا بالقرآن » وإنما كذب خيالهم لا العبارة » فليس القرآن في نفسه يحق »٠ وإنما العبارة عنه هي الحق ٠ وهي التي كذب بها خيال القوم › ومن كان بهذه الصفة . فليس بالعقلاء الذين يخاطب أمثالهم . أه . ونعتقد أيضا أن صفاته هذه عبن ذاته › لا زائدة على الذات › تقدم معنى الإعتقاد › وأيضا مصدر آص »› بمعنى : رجع » والصفات جمع صفة › وهي ما قامت بالموصوف »› وهذه إشارة إلى الصفات المتقدمة وغيرها » وعیين ذاته . بمعنی : أن ذاته كافية عن اللإتصاف بمغاير لها 6 قال : بعض وجوب الوجود » يدل على نفي المعاني › والأحوال › والصفات الزائدة عينا › قال : لأن وجوب الوجود دال على نفيها ) لأن هذه الأمور إن كانت واجبة لذواتها › لزم تعدد الواجب »› وقد.أبطلناه › وإن كانت ممكنة لذواتها . فالموجب لها إن كان هو ذات الواجب ٠ لم أن يكون الواحد قابلاً وفاعلاً » وهو باطل › وإن كان غيره › لزم إفتقار الواجب إلى غيره . أه . ١ وبهذا تعلم بُطلان ما قاله الغير › المستحيل تعدد ذوات قديمة › لا (١) سورة الأنعام : ١٠ . 1۷ س ذات وصفات › وقوله : ولا يجتراً على القول بكون الصفات واجبة الذاتها » بل يقال : هي واجبة لا لغيرها بل لما ليس عينها ولا غیرها ۽ أعني : ذات الله . ويكون هذا مراد من قال : الواجب الوجود لذاته هو الله وصفاته › يعني : أنها واجبة لذات الواجب تعالى › وأما في نفسها › أي : الصفات › فهي ممكنة ولا إستحالة في قدم الممكن › إذا كان قائما بذات القديم › واجبا به غير منفصل عنه › فليس كل قديم إلها حتى يلزم من وجود القدماء وجود الآلهة › لكن ينبغي أن يقال : الله قديم بصفاته › قال : ولا يطلق القول بالقدماء لحلا يذهب الوهم › إلى أن كلا منهما قائم بذاته » موصوف بصفات الألوهية . أ ه من " شرح العقائد " للتفتازاني . وجه البطلان مرة يقولون : إن الصفات أغيار قديمة › فيلزمهم تعدد القدماء › ومرة يقولون : إنها ممكنة في نفسها واجبة لغيرها › وهذا تخليط › فان الممكن حادث بالاتفاق ؛ قال الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : والأصل الذي ذهب إليه أصحابنا في هذا › أن صفاته تعا ى هي عين ذاته الأزلية . ولا ينكشف هذا إلا بتجريد الذات المقدسة عن الصفات بالكلية ؛ فنقول : في وصفه مثلاً بالْحياة › والعلم › والقدرة › والسمع › والبصر › والإرادة ‏ وغيرها من صفاته تبارك وتعا ى » أنها ليست بشيء زائد في ذاته › لملا يلزم الحلول في ذاته › ولا زائدة من ذاته » لئلا يلزم التبعيض في ذاته » ولا زائدة على ذاته › لثلا يلزم إفتقاره إلى ما يزيد على ذاته سبحانه › مثل عَالم بلا عِلم يعلم به ٠ وقادر لا بقدرة يقدر بها » وهكذا في سائرها › لأنه لو كان يعلم بعلم ۸ -۔ ويقدر بقدرة › فلابد إما أن يكون ذلك العلم هو هو › فيقتضي أن العلم هو الله وأن الله هو العلم » وهذا باطل › وإلا لجاز أن يكون العلم ربا لقوم . والقدرة ِلها لفيرهم › والإرادة معبودا للآخرين وهكذا. وهذا باطل لا يدعيه أحد لأنه شرك ظاهر ؛ وأما أن يكون العلم غیره › فيلزم منه إفتقار الله سبحانه إلى غيره › وهذا باطل لن من کان مفتقرا إلى غيره فليس يله › وأما أن يكون ذلك العلم لا هو هو ولا هو غيره› وهذا باطل لعدم الغالث › واعلم بأن القول : بأنه تعالى يعلم بعلم هو غيره › وأن له إرادة هي غيره › لابد له من أحد الأمرين › إما قول : بان صفاته تعا ى حادثة › فيكون الرب سبحانه وتعالى محلا للحوادث › وكل محل للحوادث فهو حادث ٠ وهذا باطل › وإما أن يقال : إنها قديمة أزلية معه . لا هي هو › ولا هي من خلقه › فتكون له شركاء كثيرين في وصف القدم والأولية . وفيه رجوع عن القول بالتوحيد والفردانية › إلى التصريح بالإثبين والثالث وما زاد › وهذا باطل › ولابد في کل واحد من هذه الأشياء الموصوفة بالقدم والأولية › من أن تكون ربا أو مربوباً » وإِلَهاً » أو مألوهاً » وكل هذا باطل › والُحق لا إِلّه إلا الله فلا قديم غبره» ولا أول سواه » وکل ما جاز القول فيه باه غبره ۽ فلا يجوز أبدا إل أن يکون مخلوقا له محدثا › مصنوعا كغيره من الأمخلوقات › والقول بهذا في صفات الله تعالى باطل لِمَا تقرر .أه. وليس معنى ما ذكرنا أن هناك ذاتا ولها صفة , وهما متحدان حقيقة › بل ذاته تعالى يترتب عليها ما يترتب على ذات وصفة معا . فلا تحتاج إلى شيء ؛ فسروا هذا بمعنى : أن ذواتنا ليست كافية في - 1۹ إنكشاف الأشياء لنا » بل نحتاج في ذلك إلى صفة العلم › الذي يقوم بنا بخلاف ذاته تعالى , فإنه لا تحتاج في إنكشاف الأشياءلهاء› وظهورها إلى صفة تقوم به » بل المفهومات بأسرها منكشفة لذاته تعالى › فذاته بهذا الاعتبار حقيقة العلم مثلا . وي " الدليل " : أن صفات البارئ سبحانه ليس هناك معنى غيره › أو شيء يلازمه أو يفارقه › فقولنا : الله موجود › إثباته ليس هناك وجود غيره يخالفه أو يوافقه › وقولنا : الله حي › إخبار عن الذات أنها ليست بميتة » وأن له التصرف في الغير » وقولنا : الله قادرا › إخبار عن الذات أنها ليست بعاجزة › ولا يعوزها شيء › وقولنا : الله مريد › إخبار عن الذات أنها غير مكرهة › ولا يفوتها شيء › وكذلك سائرها › وليس في أن نفينا عن الذات في هذه الأمور › ما يقتضي أن معها غيرها يقاومها فيضاهيها › أو شيئا غيرها نستعين به » ويكون جُزءاً منها › وذلك محال في ذات البارئ سبحانه وتعالى › فالقديم من سبق الحدث › والعجز › والحاجة وجوده › فمن حصل اسم القدم له . حصلت له الألوهية . والصفات الكاملة . أ ه . لا يقال : إن الصفة عين الموصوف على قولكم هذا › فيكون الله هو العلم › والقدرة › والحياة › إلى غير ذلك › لأنا نقول : إن الله غني في الأزل بذاته » عن أن يزيد فيها شيء من صفاته › فقولنا : حي مشلا لم يزد بالحياة غیره › فتعد صفة زائدة » فلا يقتضي أن الحياة صفة زائدة على الذات › فلا يلزم من هذا أن يقال : هُوَ الحياة مثلا . ۷۰ قال الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : إن أسماء الصفات تثبت لمعان خر وهي أن تكثر الصفات ٠ وتعدد الأسماء › إنما كان لأمور إعتبارية » بحسب تجليات أعيان الوجود وتأثرها › وإنفعالها للذات العلية . لطفاً من الله لعباده » لكمال المعرفة به › فإن تجلي المعلومات من أعيان الوجود › بمعنى : إنكشافها للذات › لو يسمى إرادة » أو قدرة » لما صح معنى ولا لغة , فكذا تجلي المسموعات لها » لا يسمى بصراً › ولا تجلي المرئيات لها › يسمى سمعاً › وهكذا في سائرها . اه . لا يُقال أيضا : إن نفي الصفات عن الذات من الممتنعات , لكون الكتاب العزيز نطق بها › قال تعالى : ل وَهُو كل شَيء عَلِيمٌ که رن ٠ ِن الله على كُلّ شَيء قير رى » في أمثالها › لأنا تقول : إنما نفينا الزائد على الذات مخافة الوقوع في الكثرة . ولم ننف عنه تعالى مفهوم العلم والقدرة › بل نقول : إنه عالم › قادر › مريد › سميع ٠ بصير › متكلم › أي : بذاته لإستحالته بديهة › ولا يقوله عاقل › فالصفات إعتبارية لا وجود لها » خارجاً عن الأذهان › كالإنكشاف في العلم . والتمكن في القدرة . والتخصيص في الإرادة › لا حقيقة زائدة على الذات العليه › قائمة بها وحالة فيها موجبة لتلك الثمرات . كما تقول الأشعرية . وإن هربوا عن الحلول › وأنفوا عنه › فالحالة قائمة وبالعكس . أ ه . (١) سورة البقرة : ۲۹ ؛ سورة الأنعام : ١٠٠ ؛ سورة الحديد : ۴ . (۲) سورة البقرة : ٢۲ ۹١٠٠ 5 8۸٠ ؛ سورة آل عمران : ١٠٠ ؛ سورة النحل : ۷۷ . ۷۱س لأنا نقول : إن ذاته تعالى بحسب إنكشاف الأشياء لها تسمى : عالمة ؛ وبحسب التأثير في المقدورات نسميه : قادرا ؛ وبحسب تخصيص جيع المرادات نسميه : مريدا ؛ وبحسب إنكشاف جميع المسموعات نسميه : سميعا ؛ وبحسب إنكشاف جيع المبصرات نسميه : بصيرا ؛ وبسحسب إستلزامه صحنة إتصافه بجميع الصفات نسميه : حي ؛ فهذا هو المراد من كونها عين الذات › لأنها إضافات وتعلقات › لا صفات حقيقية › إنما هي أمور إعتبارية يراد بها نفي أضدادها › فبالعلم ينتفي الجهل › وبالمقدرة ينتفي العجز › وبالإرادة ينتفي الإكراه › وكذا الباقي بحسب ۾› أي : باعتبار › أو أن حسب ف زادة »من باب المجاز بالربادة» وه : َلاقَو عَبَادِِ 4 ر » بزيادة ل فوقَ 4 على بعض التأويل ؛ وإنکشاف الأشياء ظهورها تسمى : عالمة › لا فرق بين قولنا ذاته : عالمة › وبين قولنا : هو عليم » وعالم » والتأثير في المقدورات هو الإنفعال للذات القادرة › فإنه فعل الذات في المقدورات على وفق الارادة › والارادة تخصيص الموجودات يبعض الجائزات دون بعض » وقد تقدم أن السمع والبصر إنكشاف مخصوص › فهو راء جع إلى العلم › والحياة عبارة عن كوت اأموجود فاعلا › وقد تقدم عن " الدليل " : أن كل فاعل حي . وکل حي فاعل › والعلم والقدرة وغيرهما شروط للحي عند المتكلمين۔ كما تقدم ‏ إضافات وتعلقات › لا وجود لها في ذاته . ولا في ذاتها . وهذا معنى قولنا : لا هي صفات حقيقية ٠ بل أمور إعتبارية › أي : معتبرة في الذهن لا غير . () سورة الأنعام : ۱۸ ٠ ١٠ . ۷۲س قال في " المعالم ' : فالذات والصفات شيء واحد في الحقيقة › وإن تغايرا بحسب المفهوم والإعتبار › ولا نعي بالصفات إلا سلب إتصافه ياضدادها السابقة › لا أمرا زائدا عليه › وعلى نفس التعلقات والإضافات › فباعتبار إضافة إتكشاف حقائق الأشياء إلى ذاته تعالى وتعلقها بها تسمى تلك : الاضافة ؛ وذلك التعلق الخاص علما بذلك الاعتبار › وباعتبار تأثير الذات العلية بالقصد والاختيار . وتعلقها يايجاد الأشياء من العدم › وجعلها متصفة بالوجود يسمى : قدرة ؛ وباعتبار تخصيصها بالاإيجاد . بدل العدم المساوي لوجودها مغلا يسمى : إرادة › وكذا الباقي › فليس وراء هذه الاعتبارات معنى زائد عليها › وَإلاً لكانت ذاته ناقصة لعينها › لكنها مكتملة بغيرها › ضرورة أن تلك المعاني القائمة بذاته تعالى - على زعمهم ‏ أغيار لها › وخصوصا من يقول منهم ‏ كالسعد › والفخر › ونظائرهما - : با صفاته تعا ى ممكنة في نفسها › إمكانا خاصا › واجبة بذات الواجب ٠ قالوا : ولا استحالة في قدم الممكن › إذا كان قائما بالقديم › واجبا به › غير منفصل عنه › وزاد الفخر على ذلك وقال : إن الذات قابلة لصفاتها › فاعلة لها › وهذا - والعياذ بالله - كفر . أ ه . لا يقال : نفيكم الصفات تعطيل موقع في مذهب الحكماء › لأنا نقول قول الحكماء » قول موجب بالعلة والطبيعة › ونحن نقول : إنه فاعل بالاختيار - كما مر غير مرة ‏ وأن ذاته العلية مقتضية لذلك الإضافات .› بلا أمر زائد عليها . وأن من قال بزيادة المعاني يلزمه تعليل الواجب تعالى » واللازم باطل › لأن الواجب لو علل لكان - ۷۳ ممكناً › لأن ثبوته يكون حينئذ مُستفاداً من غيره » والإمكان يدافي ويّقال : إنها أمور إعتبارية » بحسب تجليات أعيان الوجود وتأثرها وإنفعالها للذات العلية › وهي الفاعلة والمنكشفة لها الحقائق › فما نَم صفة زائدة » هذا الوجه مقابل للوجه الأول › ولم نره لأحد من الأئمة › غير الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) › فإنه قال : واعلم أن لأصحابنا في تعريف صفاته قولين › كليهما يخرج على الصواب ؛ إلى أن قال : أحدهما : في هذه الصفات ,› أنها أمور اعتبارية › يراد بها نفي إضدادها من النقائص المنزه عنها سبحانه ؛ إلى أن قال : فإن ذاته الكريمة غير قابلة للأوصاف الذميمة › قال : واعلم أن صفاته الكمالية هي أخص بهذا الباب › قال : وثانيهما : أن يقال في صفاته : إنها أمور اعتبارية . بحسب تجليات أعيان الوجود › وتأثرها وإنفعالها للذات العلية ؛ إلى أن قال : فإذا تجلت ذاته العظيمة › على إيجاد معدوم › أو إعدام موجود › أو غيرهما من أفعاله الخاصة › إنفعلت لها الأكوان بلا واسطة » وهي الحالة المعبر عنها بالفعل والإنفعال ؛ إلى أن قال : فكانت أسماء هذه الصفات ومعانيها › بمقتضى مدلولاتها . وهي معنی قولنا : بحسب تأثر أعيان الوجود وإنفعالها للذات العلية › فالفاعل واحد › وذاته كافية في كل ما يريد › والأشياء كلها منفعلة لذاته . على وفق إرادته ؛ إلى أن قال : فان أسماء الصفات والأفعال › إنما كانت معدودة . كشيرة لكثرة معلوماتها › وتعدد مدلولاتها تقريبا › لأفهام العباد » ليتوصلوا بها إلى معرفته › التي هي سبب فلاحهم » والأصل في ٢٤۷ - صفاته أنها شيء واحد في الحقيقة › يإعتبار تجلي ذاته المقدسة على کل شيءِ . لكنها باعتبار الأمور الخارجية من تعدد التحليات « وتتوع المتجليات للذات الكريمة › تكون أنواعا عديدة ؛ إلى أن قال : وقد راعى هذا الإعتبار اخارجي في خطابه كما قال في كتابه الكريم : « قد سَمع الل قول التي تجَادِلْك في رَوجهَا وتشتكي إلى الله واللَهُ َسمَع تحَاوَكُمَا إن الله يبع يبر 4 ر » فلا يجوز في إطلاق اللغة إل مراعاة هذه النسب الخارجية فلا يقال : إن الله يبصر الأقوال › ويرى الأصوات . أ ه مع حذف . لكن ينبغي أن يراجع النظر في هذا الوجه › فإنه مشكل جدا › لأن صفات الذات أزلية , أي : موصوف بها في الأزل › وليس يراعى فيها وجود النسب الخارجية › وإنما ذلك أمر خاص بصفات الأفعال › فليحرر المقام . ‎ARA‏ ۱ ۰ ٩ هچ ‎Anê‏ الصفات قسمان : صفات ذات › وصفات فعل ؛ أما صفات الذات : فهي ما إتصف بها في الأزل › وفيما لا يزال › كالعلم › والقدرة › والإرادة › ونحوها ؛ وأما صفات الأفعال : فكل وصف كان بسبب حدوث فعل من أفعاله . كخالق › ورازق » ومُحيي » وممیت لهم ؛ والفرق بين صفة الفعل › وصفة الذات : أن صفة الفعل تجامع ضدها في الوجود › عند إختلاف المحل › كأن يوسع في رزق زيد › ويُضيق () سورة الْمُجادلة : ١ . ٥۷ على عمرو › وأن يخلق كذا لزيد › ولا يخلق كذا لعمرو › وهكذا › وصفة الذات لا تجامع ضدها في الوجود › ولو إختلف امحل بعكس الأول › فلا يقال : عَلَمَ زيداً » ولم يُعَلِم عَمروا › ولا أراد كذا › ولا أكره على كذا » وأن صفات الفعل تتفي عنه في الأزل › فقول : كان الله › ولم يخلق › ولم يرزق › ولم يرحم » ولم يُعذب › وصفة الذات لا تنفى عنه في الأزل › فلا يُقال : كان الله » ولم يعلم › ولم يرد . قال البدر الثلائي : هذا ما يُۇخذ من كلام المشارقة » وهو يدل على أن صفات الأفعال حادثة عندهم › والذي عليه المغاربة أن صفات الله كلها قديمة أزلية › لأنه يقال : الله تعالى خالق في'الأزل » على معنى سيخلق › ورازق في الأزل › على معنى سيرزق . قال : وأن الفرقف بين صفة الذات ٠ وصفة الفعل عندهم › أن يقال في صفة الذات : لم يزل الله عَالِماً بما كان › قبل أن يكون » ولم یزل قادرا على إیجاد ما سيوجد › قبل أن يوجد › ولم زل مُريدا لوجود ما علم أنه سیوجد › قبل أن يوجد » وهكذا › وصفة الفعل : لم يزل خالقا › على معنى سيخلق › ولم يزل رازقا , على معنى سيرزق › قال : وحاصله أن صفة الذات : هي التي إتصف بها تعالى بالفعل في الأزل ؛ وصفة الفعل : هي التي لم يتصف بها بالفعل فيه › وإنما يتصف بها فيما لا يزال › وهو راجع إلى القول بحدوثها › قال : وإن بعض المشارقة قسم الصفة ثلاثة أقسام : صفة ذاتية فقط ؛ وصفة فعلية فقط ؛ وذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر ؛ فالأ ول : هي كل صفة دلت على نفي ضدها عنه تعالی ٠ واتصف بها بالفعل في الأزل › كالعلم › والقدرة › والإرادة › والسمع › ٦۷ - والبصر › والحياة ؛ والثانية : كل صفة دلت على نفي ضدها عنه تعالى › ولم يتصف بها بالفعل في الأزل › كالُخلق والإحياء › قال : والثالشة : كل صفة تحتمل معنیین متغایرين › كحكيم › فإنه بمعنى نفي العبث عنه » صفة ذات ٠ وبمعنى واضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها › صفة الفعل . أ ه من " شرح النونية " . قال بعض : إن صفات الذات › ما يلزم من نفيه نقيضه › أي : ضده من الصفات › والذي لا يلزم من نفيه نقيضه › من صفات الأفعال › مثلاً ونفيت الحياة › لزم ضدها وهو اموت › ولو نفيت القدرة › لزم ضدها وهو العجز › وهكذا › ولو نفيت الإحياء والإماتة ونحوهما › لم يلزم نقيضه › بمعنى : أن نقيضه لم ينتقض › إذ نقيض صفات الذات نقص › ونقيض صفات الأفعال ليس بنقص › وقال بعض : إن كل ما وصف الله تعالى به › ولا يجوز أن يوصف بضده › فهو من صفات الذات › وما جاز أن يوصف به وبضده › فهو من صفات الأفعال › كالرأفة › والرحمة › والرضى › والسخط . أ ه . يۇخذ ‏ مما تقدم ‏ أن الصفات منها صفة ذات متفق عليها » وهي ست : العلم › والقدرة › والإرادة » والسمع › والبصر › والحياة › ومختلف فيها هل هي صفة ذات ٠ أو صفة فعل ؟ وهي : الكلام › والرضى » والسخط › والحب ء والبفض » والولاية › والعداوة › والصحيح أنها أفعال › ومنها محتمل للوجهين:- كما تقدم - . ۷۷ ويجب أن تكون هذه الصفات قديمة› لأنه ليس محلا للحوادث › وقد تقدم تفسير الوجوب غير مرة ‏ وهذه إشارة إلى صفات الذات ٠ لأن صفة الفعل أثر على القدرة - كما تقدم ‏ وكذا معنى القدم › أنه عدم إفتتاح الوجود › بمعنى : أنه لا إفتتاح لوجوده › بل ثابت متحقق من غير إفتتاح › وقول : لأنه ليس محلا للحوادث ,› أي : لأنها لو كانت حادثة في ذاته › لزم خلو ذاته في الأزل عنها. » ثم إتصافه بها › فيلزم حينئلر تغير ذاته عما كان عليه › وهو من إمارات الحدوث ء فتكون ذاته محلا للحوادث › وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث ٠ كيف وقد ثبت أنه قديم ؟ قاله بعضهم . قال في " شرح النونية " : إنه موصوف بصفات ذاتية في الأزل ء وفيما لا يزال › إذ لو كانت حادثة لاتصفً قبل حدوثها بضدها › ووصفه به محال » والْمُودي إلى اأمحال مُحال › فحدوثها محال ٠ فوجب قدمها لعدم جواز إرتفاع النقيضين . فلو كان علمه تعاللى حادثا › ا صف قبل حدوثه بالجهل , تما عنه علا كبيرا ‏ وهكذا باقي الصفات . أ ويجب إعتقاد حدوثها › بمعنى : أن كلا من العلم › والقدرة › والإرادة » وغيرها › شيء واحد » وأن تعدد التعلقات لا أثر له في الصفات › ويجب › أي : على المكلف ,› إعتقاد وحدتها› أي : الصفات .٠ بمعنى : أن كلا من العلم » أي بمعنى : أن علمه تعالى الأزلي واحد ‏ فهو يعلم ججيع المعلومات بعلمه الأزلي وكذا القدرة فان جميع المقدورات تتعلق بها قدرته الأزلية . وكذا الارادة فإانه ۷۸س سبحانه يخصص جميع الكائنات بما يجوز عليها بارادة واحدة › وكذا السمع والبصر › أما الحياة . فقد تقدم أنه لا تعلق بشيء › لأنها ليس تحتها إلا الوجود › وأن تعدد التعلقات .› أي : كالمعلومات › والْمقدورات › والإرادات › لا أثر له وإن كثر وتعدد . فان كثرته وتعدده لا يزيد شيئا فيها › أي : الصفات ٠ وقد تقدم غير مرة أن الذات والصفات شيء واحد › وأن المفهومات لا تزيد شيا عليها › كما نقلناه عن الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) . قال في " المعالم " : دليل وجوب وحدة الصفة . أنها لو تعددت بتعدد متعلقاتها › لزم دخول ما لا نهاية له عددا في الوجود › وأنه محال ء وَإِلا لم يكن لبعض الأعداد ترجح على بعض ۽ فيفتقر في تعيين بعضها إلى مخصص › وذلك يوجب حدوثها › وقد تبين وجوب قدمها هذا خلف فتعين إذن وجوب وحدتها.أه. وقال القطب : وصفاته لا أول لها ولا آخر . وهي كلها شيء واحد › وهي ذاتية › والذات الواجب الوجود لا تتجزاً . أ ه . وقال بعض الأفاضل : البارئ تعالى في الأزل › علم بوجود العالم في وقت وجوده › وهذا العلم صفة واحدة مقتضاها في الأزل العلم بأن العالم يكون من بعد وعند الوجود العلم بأنه كائن وبعده العلم بأنه كان › وهذه الأحوال تتعاقب على العالم . ويكون مكشوفا لِه تعالى بتلك الصفة › وهي لم تتغير › وإنما المتغير أحوال العالم وإيضاحه › بمثال وهو : إذا فرضنا للواحد منا علما بقدوم زيد عند طلوع الشمس › ۷۹ - وحصل له هذا العلم قبل طلوع الشمس ء ولم ينعدم بل بقي › ولم يخلق له علم آخر عند طلوع الشمس »› فما حال هذا الشخص عند الطلوع › أيكون عالما بقدوم زيد أو غير عالم ؟ ومحال أن يكون غير عالم › لأنه قدر بقاء العلم عند الطلوع › وقد علم الآن الطلوع ٠ فيلزمه بالضرورة أن يكون عالما بالقدوم › فلو دام عند إنقضاء الطلوع فاد أن يكون عالماً بأنه كان قد قدم » والعلم الواحد أفاد الإحاطة بأنه سيكون وبأنه کائن › وأنه قد کان » فهكذا ين ينبغي أن يفهم علم الله القديم الموجب بالاحاطة بالحوادث وعلى هذا ينبغي أن يقاس السمع والبصر » لأن لكل واحد منهما صفة يتضح بها المرئي والمسموع عند الوجود » من غير حدوث تلك الصفة ولا حدوث أمر فيها › وإنما الحادث المرئي والمسموع عند الوجود من غير حدوث تلك الصفة › ولا حدوث أمر فيها › وإنما الحادث المرئي والمسموع ›. وقد مضى نحو هذا عند ذكر العلم › فليراجع وإن تعلق الصفات لا نهاية لها . وأن كيفية تعلق المتعلقات ليس من مدارك العقول › أي : ومما يجب أن يعلم أن تعلقات الصفات يما تتعلق به من الإضافات الخارجية . وهو طلب الصفة أمراً زائدا على مفهومها لا نهاية لها › وأن ذلك التعلق ليس يصل إليه أحد بعقله ٠ ولذلك فلا : إنه ليس من مدارك العقول › أي : العقول لا تدركه وهو المختار عندنا » وذلك أنه لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى ؛ ›» وقيل : إنه أمر إعتباري ؛ وقيل : بل وجودي . وفي " المعالم " : إما عدم النهاية في متعلقات الصفات , فلأنها لو ۸س اختصت ببعض ما تصلح له › لاستحال ما علم جوازه › وافتقرت إلى مخصص »› وبيانه أن نقول : لو اختصت صفة من المتعلقات ببعض ما تصلح له . لانقلْب الجائز مستحيلا › وبيان الملازمة أن البعض الذي لم تتعلق به تلك الصفة. مع صلاحية تعلقها به هو في صحة تعلقها به . مئل الذي تعلقت به . فقصرها ي التعلق على غيره › منع لما علمت صحته › وأيضاً فتخصيص الصفات ببعض ما جاز أن تتعلق به › يوجب افتقارها إلى مخصص مختار › لاستواء الجميع بالىسبة إليها › وذلك يوجب حدوتها › وقد عرفت استحالته . أه . وفيه : لو سُكل عاقل : عن كيفية تعلق القدرة القديمة بمقدورها ؟ لم يمكنه عن ذلك جواب إلا العجز وامتناع معقولية ذلك ؛ ولو سل : عن كيفية قيام الأعراض المشاهدة باحس بالجواهر ؟ لما أمكنه معقولية ذلك أبدا › فكيف بتعلق المتعلقات بالمقتضيات الخارجة عن محالها ؟! فهو طلب كيفية فيما لا تدرك له كيفية › وقد قامت الأدلة العقلية والنقلية › وشهدت الأفعال الحسية على إثبات مفهومات الصفات وإعتباراتها وتعلق المتعلق منها › فلا يجب علينا علم بأن لها تعلق » ولا كيفية في الأزل › وفيما لا يزال » فإن اجهل بأمثال هذا غير مضر في العقائد . أ ه . ه‌t‏ دة ٠ چ 0 ‎CSE‏ تقدم في بحث البسملة أن الاسم هُوَ المسمى ؛ قال : قال في " شرح النونية " : وأن الدليل على أن الاسم هو المسمى › قوله ۸۱س سبحانه وتعالی : سبح اسم ربك الأعلى 4 رم › لأن المسبّح (بالفتح) : هُو الذات العلية لا اللفظ الناطق به المسبّح (بالکسر › وقوله تعالى ارك اسع رك رم » لأن المبارك هُوَ الله تعالى لا اللفظ المنطوق به › والقول بحذف الْمُضاف , أي : مسمی ت اسم رَبك 4 › خلاف الأصل ولا داعي إليه » وأن الذي في القرآن العظيم ذكر دال أسمائه تعا ى لا أسمائه › فلا يلزمنا القول بخلقها من قولنا بخلقه › وإن دال الأسماء › وذكره › والتسمية › والاخبار › والحكايات › مخلوقة › قال : وأن معنى قول الغلماء : هل الاسم هو المسمى أو غيره ؟ إن الاسم ب بمعنى اللفظ غير المسمى قطعا › إلى أن قال : وأن المراد من الاسم هنا مجرد الذات كمدلول لفظ الجلالة أو الذات › باعتبار وصف لها . كمدلول لفظ العالم › والرازق › ونحوهما. اه وأن يكون واحدا » ومعناه : سلب الكثرة . لأنه ذات قائم بنفسه ( واجب وجوده › ليس بصفة من الصفات .٠ ولا تجري عليه التغيرات ٠ ولا يفتقر إلى الأمكنة والجهات › إلى غير ذلك › أي : ومما يجب له تعالى › أن يكون واحدا » بمعنى : أنه غير مُتجزئ ولا مُنقسم» ومعنى : أنه غير مُتعدد ولا مُتكثر » وهو معني قولنا : سلب الكثرة › للأن الوحدانية معنا صفة سلبية . وفي أبي البقاء : والواحد له معنيان : أحدهما : ما قامت به الوحدة › وهو كون الشيء » بحيث لا ينقسم إلى أمصور متشاركة في الماهية › ويقابلها الكثرة › فالواحد بهذا المعنى لا ينقسم ولا يتجزا › وهو (١) سورة الأعلى : ١ . (۲) سورة الر هن : ۷۸ . - ۸۲ الواحد الحقيقي ؛ إلى أن قال : والثاني : ما لا نظير له في ذاته › ولا شبيه له في أفعاله وصفاته › وليس في الوجود من يتصف بالمعنيين حقيقة سوى الله تعالى › لأن ما لا يتجزاً من الموجودات كالجوهر الفرد› يضم إلى مثله وأمثاله › وما لا نظير له كالعرش والكرسي › وكلما انحصر نوعه في شخصه كالشمس والقمر › فإثبات النظير لها ممكن › والبارئ سبحانه يستحيل عليه التجزا والإنقسام › فلا مشل له › ولا نظير › ولا شبيه › شهدت به الأدلة القطعية . واعلم أن للتوحيد ثلاث مراتب : مرتبة توحيد الذات : وهو مقام الإستهلاك والفناء في الله تعا ى › فلا موجود إلا الله ؛ ومرتبة توحيد الصفات : وهو أن يرى كل قدرة متفرقة في قدرته الشاملة » وكل علم مضمحلاً في علمه الكامل › بل يرى كل كمال لمعة من عكوس أنوار كماله ؛ ومرتبة توحيد الأفعال : وهو أن يتحقق ويعلم بعلم اليقين › أو بعين اليقين › أو بحق اليقين › أن لا مُوثر في الوجود إلا الله ؛ إلى أن قال : والواحد يدخل في الأحد بلا عكس › فإذا قلت : قلان لا يقاومه واحد › جاز أن يقال : لكنه يقاومه إثشنان › وأما إذا قلت : لا يقاومه أحد › فلا يجوز أن يُقال ما ذكر › قال : ومعنى أحدية الله تعالى › أي : أنه أحدي الذات ٠ أي : لا تركيب فيه أصلاً » ومعنى وحدانية الله : أنه يمتنع أن يشارکه شيء في ماهيته . وصفات | كماله › وأنه منفرد بالايجاد والتدبير العام › بلا واسطة › ولا معالجة › ولا مُؤثر سواه › في أثر ما عموما . أه . لأنه ذات › أي : حقيقته مخالفة لجميع الحقائق - وقد تقدم معنى الذات ‏ وجواز إطلاقها عليه تعالى ٠ ونزيد هنا › قال بعض : والدليل - ۸۳ على جواز إطلاق الذات عليه › قوله ي : " لا تتفكروا في ذات الله " رى › واعلم أن ما ورد الشرع بإطلاقه على الله سبحانه وتعالى › إن كان مُشت ركا بينه وبين غيره » وجب عند إطلاقه نفي المماثلة فيه › کالشيء والذات › بخلاف ما لم يرد الشرع بإطلاقه › فلا يقال : جسم لا كالأجسام مثلا . اه . قائم ينفسه › أي : غير مفتقر إلى محل › أو مخصص ؛ والمحل : الذات کذا قال السنوسي : أي : ذات الله تعالى غنية عن امحل › والمخصّص (بكسر الصاد) : هو الفاعل › فباستغنائه عن امحل » أي : عن ذات يفوم بها , يلزم أن يكون ذانا لا صفة .1ه هدهدي ٠ وقيل : فسر القيام بعدم الإفتقار إلى امحل . وهو المتعارف عند بعض المتكلمين › ولا يخفى أنه أولى من تفسير السنوسي » إذ عدم الافتقار إلى المحل هو المحتاج إليه لعدم إستفادته مما مر › بخلاف عدم الإفتقار إلى المخصص » فإنه غير محتاج إليه لعلمه من صفة القدم واجب وجوده › تقدم معنى الوجوب : أنه ما لا يتصور عدمه في العقل ٠ وأن الوجود عين الموجود » ليس بصفة من الصفات › لأن الصفة لا تقوم بصفة كيف ٠ وقد قام الدليل على أنه متصف بصفات الكمال › منتف عن ججميع النقص › ولا تجري عليه التغيرات لعدم إمكانه › لأنه واجب وجوده - كما تقدم ‏ ولأن المتغير حادث لا محالة › ولا يفتقر إلى الأزمنة والجهات › لأن الزمان والْمكان الذي هو الجهة حادث إلى غير ذلك من تنزيهاته - كما تقدم ‏ وبرهان كون مولانا واحداً › لا نظیر (١) انظر الملحق . ٤۸ - له في الألوهية › أنه لو كان معه ثان › لزم أن لا يوجد شيء من العالم للزوم عجزه حينئل › وذلك محال › لأنه خلاف الحس والعيان › وبيان ذلك أنه تقدم وجوب عموم قدرة الله تعالى بالممكنات › فلو قدر موجود له من القدرة على ممكن › ما مثل مولانا عز وجل › لزم عند ق تلك القدرتين أن لا يوجد شيء من العالم بهما ›. لما يلزم عليه من تحصيل الحاصل › أو كون الأثر الواحد أثرين . لأن المسألة مفروضة فيما لا ينقسم كالجوهر الفرد › فلاد من عجزهما إن لم يوجد بهما › أو من عجز أحدهما إن وجد بأحدهما دون الآخر . ويلزم من عجز أحدهما عجز الآخر لأنه مثله › وإذا لزم عجزهما في هذا الممكن لزم عجزهما في سائر الممكنات › إذ لا فرق › وذلك يستلزه إستحالة وجود الحوادث وهو محال › لأنه خلاف العيان › وإذا إستبان وجوب عجزهما مع الإتفاق › فمع الإختلاف أبين › وبهذا تعرف أنه لا تأثير لقدرتنا في شيء من أفعالنا › وَإِلا لزم ما تقدم › والإعتقاد الصحيح أن الله خلق للعباد قدرة على أفعالهم الإختيارية › تقارنها ولا تؤثر فيها. ون الْمُوْثْر هو الله تعال وحده › والقدرة توجد الأفعال الاختيارية عندها لا بها . كالنار بالنسبة للاحراق . أ ه هدهدي . أقول : ظاهره كله موافق »› إلا قوله : الجوهر الفرد › فإن الأصحاب لا يقولون به . قال القطب : والتحقيق أنه لا يتصور جُزء بلا تجزاً › والالزام : التداخل : وهو أن أطرافه طرف واحد › وأنه الوسط ء والوسط هو وذلك محال . أه . - ۸0 ونعتقد أيضا : أن الحسن ما حسنه الشرع › والقبيح ما قبحه الشرع › أي : ونحكم حُكماً جازماً - كما تقدم ‏ أن ليس الحسن إلا ما قال الشارع إفعلوه › سواءٌ كان الأمر به أمر وجوب › أو ندب ؛ وليس القبيح إلا ما قال الشارع لا تفعلوه › سواءٌ كان النهي عنه نهي تحريم » أو نهي تكريه » وأن ما لم يرد فيه نهي ولا أمر » فانه يحمل إلى أقرب الأمور إليه › فعلى هذا لا مباح . وهو مذهب الإمامين أبي سعيد وأبي نبهان (رضوان الله عليهما) ؛ وقال امجمهور منا المباح ما لا أجر ولا وزر فيه › فعلى هذا تكون الأحكام خخسة ؛ وفي ' المعالم " : قال بعضهم : ليس المباح بحسن › ولا قبيح › وكذا المكروه › بناءٌ على أنهما واسطة › وعلى أن الحسن ما أمر بالشاء عليه › والقبيح ما أمر بالذم عليه . وقيل : بالواسطة في المكروه فقط . بناء على أن الحسن ما ساغ الشناء عليه › والقبيح ما ساغ الذم عليه › فيخرج المكروه عنهما › ويدخل المباح في الحسن › لأنه يسوغ الثساء عليه › وأن لم يؤمر به › والصحيح كما قال بعضهم : أن لا واسطة›. وأن المباح حسن والمكروه قبيح › بناء على أن الحسن هو الْمأذون فيه ٠ فيشمل الواجب ‏ والمدوب » والصاح » والقيح هو المنهي عنه » فيشمل الحرام واأمكروه .أ ه . وأن العقل ليس له دخل في شيء من ذلك ؛ وفي ' مُختصر العدل " : اعلم أن الحسن والقبح يطلقان على موافقة الفرض وم خالفت » ولييس بذاتيين لاختلاف الأغراض › » ولا تجوز على الله . وبُطلق ويراد به ما أمر الشارع بالثناء على فاعليه وبالذم له , ويُطلق على ما فيه احرج ٦۸ على فاعله › وما لا حرج على فاعله › ولیس بذاتیین › بل إضافیین . أ وي أبي البقاء : ثم أن كلا من الحسن والقبيح › يُطلق على معان ثلانة . الأول : صفة الكمال وصفة النقص كما يقال : العلم حسن والجهل قبيح ؛ والثاني : ملائمة الغرض ومنافرته › وقد يعبر عنهما بالمصلحة والمفسدة ؛ والالث : تعلق المدح والذم عاجلا › والشواب والعقاب آجلاً ؛ فالحسن والقبيح مين ن اون ثبعا بالعقل إتفاقا › أما بالمعنى الثالث › فقد إختلفوا فيه ون ,لوا يه يشر إل خا الةم المي والمسألة مشهورة › ومعتقدنا ‏ كما تقدم ‏ أن التحسين والتقبيح شرعيان ؛ وفي " المعالم " : قال أصحابنا والأشاعرة : أن الحاكم هو الشرع › ويتفرع عليه أمران › أحدهما : أن شكر المنعم ليس بواجب عقلا » خلافا للمعتزلة › والثاني : أن الأشياء قبل ورود الشرع حكمها عندنا وعند معتزلة بغداد على الحظر وعند الشيخ إبن أبي زكريا › وإختاره الامام أبو يعقوب › وعند مُعتزلة البصرة وطائفة من الحنفية والشافعية على الإباحة ‏ وعند الأشعري والسيرافي على الوقف . لكن أدلة المعتزلة راجعة إلى العقل › وأدلة غيرهم إلى الشرع . أه . وأن التكليف يتعلق بحكم الفعل › لا بالفعل نفسه › تقدم معنى التكليف ,› إنه الإلزام › وإن تعلق بحكم الفعل › بحيث كون الفعل طاعة أو معصية ٠ نسبة وإضافة , لأنه قد تختلف أحواله وهو واحد › كالقتل قصاصاً › حسن وجائز › والقتل تعديا › ظلم وقبيح › والفعل ‎۸V‏ س واحد › وقد اختلف من جهة الاضافة ؛ وفي " مختصر العدل " : فان قلت : إذا قررت أن الحسن والقبح راجعان في الحقيقة إلى الشرع › وأن الحجة هي الإلزام ‏ فبما يتعلق الإلزام والتكليف › فلت : يتعلق بحكم الفعل لا بالفعل › نحو كونه حسنا › وطاعة › وواجبا › وصحة › وما يقابلها › وليست هذه بأوصاف الأفعال › لأن قولك : القتل ظلما قبيح › والقتل قصاصا حسن › فالفعل واحد › واختلف عليه الحسن والقبيح بالإعتبارين . أ ه . وأنه تعالى هو الموجد أفعال العباد من غير تأثير لقدرتهم فيها › لأنه خالق وما سواه مخلوق . أي : ونعتقد أنه تعال هو الموجد › أي : المخرج من العدم إلى الوجود » يُقال : أوجد الله الشيء من العدم › فوجد بالبناء للمفعول › فهو موجود له › أي : مخرج لها من العدم › سواء كانت تلك الأفعال إختيارية أو إضطرارية . كانت لعاقل كإانسي ٠ أو جني » أو ملك › أو لغير عاقل كما فعال البهائم ونحوها › من غير تأثير لقدرتهم فيها ‏ أي : في الأفعال ‏ أي : تأثير خلق › لأنه تعالى هو الفاعل لكل شيء والخالق له › ولأنها ‏ أي : تلك الأفعال ‏ من جملة الممكنات › والْممكنات بأسرها داخلة تحت قدرته › وأنه تعالى لا يؤاخذهم بغير ما اكتسبوا من أعمالهم › فلا يعذبهم على غير أعمالهم فلا جبر ولا تفويض . وفي " شرح النونية › للإمام عبد العزيز (قدس سره) . أن الله خالق لكل مخلوق يصذر منه الفعل › وأن غير عاقل خالق أيضاً لسائر ۸۸س أفعاله الإختيارية والإضطرارية . فالفعل مخلوق لله تعالى . وإن كان قائماً بالعبد › كالبياض القبائم بالجسم بخلق الله تعالى وإيجاده › وخالق لقدرة الطاعة فيمن أراد وصوله إلى رضاه ومحبته . وقدرة المعصية فيمن أراد ترك نصرته وإعانته وبعده عن رضاه ومحبته. ومُعط لمن أراد به خيرا وعده الذي سبقت به إرادته في الأزل ؛ وقال أيضا : أن لكل مخلوق يصدر منه فعل إختياري › كسبا لأفعاله الإختيارية › ألم الله بسببه عبده فعل ما فيه كلفة › ولم يكن العبد مؤثراً في المقدور تأثير إختراع وإيسجاد ؛ والمجبرة نظروا إلى جهة الخالق فقط .٠ فأضافوا أفعالهم إلى الله تعالى . وجعلوا أنفسهم كالميت في يد الغاسل › لا كسب له أصلا ؛ والمعتزلة نظروا إلى جهة الكسب فقط › فنفوا قدرة الله تعالى عن أفعالهم › وقالوا : أنه لم يخلق أفعال عباده ؛ قال : وأصخابنا (ر مهم الله تعالى) نظروا .إلى الجهتين › فأضافوا جهة اعلق لِه حاه وتعال , وجهة كسب الفعل للعد الذي ياتي ممه الفعل الاختياري . أه . قال بعضهم : واللّه خالق لأفعال العباد من املك والانس والجن ٠ وخالق لأفعال سائر الحيوانات › لا خالق لها سواه › وهو مذهب الصحابة روش › أي : موجد لذوات الأفعال › إما مع صفاتها من كونها طاعة أو معصية › كما ذهب إليه الأشعري › أو تستند صفاتها إلى قدرة العبد . كما قال القاضي أبو بكر » أو يراد أنه خالق الأفعال مع قدرة العبد › كما ذهب إليه الأستاذ › فلا رد صريحا إلا على المعتزلة › فإن قِيل : فمتى كانت القدرة › والارادة » والشعور › والآلات بخلق - ۸۹ الله تعالى › والفعل إنما يحصل من هذا المجموع . 4 فمتی ثبت المجموع حصل الفعل › ومتى لم يثبت فلا › لكي يصح اساد لقصل إلى العبد ؟ قلت : لا شك أن أصل الارادة والقدره بخلق الله تعالى › لكن تعلقها بواحد من طرفي الفعل والترك مع الأحركات والسكنات يصدر من العبد› فبهذا صح إسناده إلى العبد .أ ه من " شرح العقائد " . وأن التأثير والإيجاد خاصة من خواصه › التأثير : إبقاء الأثر - كذا قيل ‏ وأما الإيجاد ‏ فقد تقدم ‏ : أنه إخراج الشيء من العدم › وهذا والذي قبله هو قوللا › لأنه خالق ... إلخ › تعريض بمن يزعم أن العبد يخلق أفعاله بقدرة يخلقها الله تعالى فيه » وخاصة من خواصه › أي : مختص هو بتلك الخاصة لا يشاركه فيها أحد › وَإِلاً لجاز تعدد المؤثر في العالم » فيؤدي إلى تعدد الألهة وَهُوَ محال . وفي " شرح النونية " : وأعتقد أيضا أن العبد لا يخلق شيئا من أفعاله الإختيارية › خلافا للمعتزله › للإجماع على أن لا خالق غيره سبحانه وتعا ى › ولإسناد ججيع الممكنات إلى قدرته تعالى › وإرادته › وعلمه الأزليات . وعلم من وجوب إنفراده تعالى بالخلق بالاختيار › ونفي تأثير العبد فيما باشره من الأفعال بطلان دعوى أن شيئا يؤثر بطبعه أو بقوة فيه وإنما الله سبحانه وتعالى بحسب جري العادة يخلق ذلك الأثر عنده لا به » كالستر عند اللبس » والري عند الّماء › والاحتراق عند مماسة النار. أه . وفي " الشرح " أيضا : أن أصحابنا قالوا : إن للعيد كسباً لأفعاله ا الإختيارية » يتعلق به التكليف من غير أن يكون العبد موجدا لها وخالقا : لقوله تعالى ‎ :‏ وَخلق كل شيءِ وَهُو يكل شَيء عَلِيمٌ ه ره » وقوله جل وعلا : « وَاللهُ خَلقَكُم وما تعمَلُون ‏ ر » ولأنه لو كان العبد خالقا لأفعاله لكان عالما بتفاصيلها › واللازم باطل › فالْملزوم مثله وأن المعتزلة بأسرها ذهبت إلى أن أفعال العباد مخلوقة لهم . وأنهم تفردوا بها دون مالكهم جل وعلا › وأنه ليس له فيها خلق ولا تقدير . ولا يجري عليها منه سُلطان ولا تدبير › وأنهم اختلفوا في أفعال الجمادات والحيوانات من حركاتها وسكناتها الاضطرارية ؛ فقال بعضهم : إنها مخلوقة لله تعالى ؛ ؛ وقال بعضهم : إنها فعل الطبيعة لا لله تعالى » وَإلا لجاز أن يوصف بت رکه ؛ وقال بعضهم ا هي فصل ل فاعل له ؛ والصواب قول القائل : بأنها مخلوقة لله تعالى للأدلة القطعية من الكناب والسّة › الدالة على أن لا خالق سواه تعالى . أ ه . ولا يتحقق الفعل من العبد إلا يإرادته تعالى » وخلقه إياه في حال الفعل لا قبله ولا بعده » وإرادة العبد له » وكسبه إياه › والإعانة من الله له إن كان طاعة › وخذلانه إن كان معصية ؛ التحقق : البوت ٠ يقال : حق الشيء » أي : ثبت › والفعل من حيث اللغة الحدث مطلقا ‏ وي الإصطلاح : هُوَ الموجود بقدرة فاعله , لأن القدرة مع الفعل › وُو منقسم إلى الأحكام الخمسة المتقدمة إلا بارادته تعالى - تقدم معنى الإرادة - وأنه تعالى لا يكون في ملكه إلا ما يريد › وأن الإرادة غير الأمر كما تقدم - لأنه-أمر الكافر بالايمان ولم يرده منه › ولو أراده لكان . co (١) سورة الأنعام : ١٠٠ . (۲) سورة الصافات : ١٩ . ۹1 _ وأن الخلق : هُو ما يقع به المقدور › مع صحة إنفراد القادر به › أي معنى : يوجد به المقدور › وذلك المعنى : هُوَ تعلق القدرة به ؛ وقيل : ما يقع به المقدور لا في محل قدرته › أي معنى : يقع به المقدور ِي هُوَ ذات المخلوقات وأفعالها , حال كون ذلك المقدور لا في محل قدرته › الذي هُوَ ذات الله تعالى . كذا قيل في حال الفعل › أي : في حالة هي وجود الفعل › لا قبل ذلك ولا بعده › وإرادة العبد › أي : قصده له › واختياره إياه . وكسبه إياه , الكسب : هُو مقارنة القدرة الحادثة في العبد لفعله › وقيل : هُو ما يقع به المقدور بلا صحة إنفراد القادر به أي معنى : هُوَ صرف العبد قدرته وإرادته إلى ذلك المقدور › أو تعلق القدرة الحادثة بالمقدور بسببه يقع › أي : يوجد المقدور من غير صحة إنفراد العبد القادر . وإنما المنفرد بإيجاده هو الله تعالى › وقيل : هو ما يقع به الْمقدور في محل قدرته › أي معنى : بسببه أو معه يقع المقدور حال كونه في محل قدرته › وبعضهم لم يبين حقيقة الكسب واكتفى بقوله : إنا نعلم بالدليل القطعي أن لا خالق سواه تعالى › ولا تأثير إلا له » ونعلم بالضرورة أن القدرة الحادثة للعبد تتعلق ببعض الفعل › كالصعود مشلا دون السقوط › فيسمى أثرها › أي : تعلقها كسبا » وإن لم تعرف حقيقة الإعانة من الله خلقه إيتداء الطاعة إلى إنتهائها وخذلانه › أي : عدم خلق القدرة على الطاعة , وخلق قدرة المعصية فيهم › وقيل : التوفيق جعل الله تصالى فعل عبده موافقاً لما يحبه ويرضاه › والخذلان عكسه . وعن قومنا : وإرادته تعالى واحدة › قديمة أزلية , متعلقة بجميع 0 اأمرادات من أفعاله الخاصة › وأفعال عباده من حيث أنها مخلوقة › لا من حيث أنها مكتسبة لهم » فمن هذا قال : أراد الجميع خيرها وشرها ؛ نفعها وضرها › كما أراد وعلم › أراد من العباد ما علم › وأمر القلم حتى كتب في اللوح المحفوظ › فذلك حُكمه وقضاؤه وقدره الذي لا يتغير ولا يتبدل › وخلاف المعلوم مقدور الجنس بحال الوقوع › ولأن الإستطاعة عنده عرض »› والعرض لا يبقى زمانين . إلى أن قال : والعبد قادر على أفعال العباد › إذ الإنسان يجد من نفسه تفرقة ضرورية بين حركات الرعدة والرعشة › وبين حركات الإختيار والإرادة › والتفرقة راجعة إلى أن الحركات الإاختيارية حاصلة تحت القدرة › متوقفة على اختيار القادر › فمن هذا قال : المكتسب هو المقدور بالقدرة الحادثة والحاصل تحت القدرة الحادثة .ثم على أصل أبي الحسن : لا تأثير للقدرة الحادثة في الإحداث › لأن جهة الحدوث قضية واحدة. لا تختلف بالنسبة إلى الجوهر والعرض »› فلو أثرت في قضية الحدوث , لأثرت في حدوث كل محدث »› حتى يصلح لإحداث الألوان › والطعوم › والروائح › ويصلح الأحداث الجواهر والأجسام › فيؤدي إلى تجويز وقوع السماء والأرض بالقدرة الحادثة . غير أن الله تعالى أجرى سنه بأن يخلق عقيب القدرة الحادثة أو تحتها ومعها الفعل الحاصل ٠ إذا أراده العبد وتجرد له › ويسمى هذا الفعل : کسبا فيكون خلقاً من الله إبداعاً وإحدائاً وكسباً من العيد حصولا تحت قدرته › والقاضي أبو بكر الباقلاني تخطى من هذا القدر قليلا › فقال : الدليل قد قام على أن القدرة الحادثة لا تصلح للإيجاد › لكن -۹۳ ليست تقتضي صفات الفعل أو وجهه وإعتباراته على جهة جهة الحدوث فقط › بل ها هنا وجوه أخر وراء الحدوث » من كون الجوهر جوهرا متحيزا قابلاً للعرض › ومن كون العرض عرضا ولون وسوادا وغير ذلك › وهذه أحوال عند مثبت الأحوال › قال : فجهة كون الفعل حاصلا بالقدرة الحادثة أو تحتها نسبة خاصة يسمى ذلك كسبا › وذلك هو أثر القدرة الحادثة , قال : فإذا جاز على أصل المعتزلة أن يكون تأثير القدرة أو القادرية القديمة في حال هو الحدوث في الوجود ء أو في وجه من وجود الفعل › فلم لا يجوز أن يكون تأثير القدرة الحادثة في حال هو صفة للحادث › أو في وجه من وجوه الفعل . وهو كون الحركة مشلا على هيئة مخصوصة › وذلك أن المفهوم من الحركة مطلقا » ومن العرض مطلقاً › غير الّمفهوم من القيام والقعود غير › وهما حالتان متمايزتان › فإن كل قيام حركة » ولیس کل قیام حركة قياما » ومن المعلوم أن الإنسان يفرق فرقاً ضرورياً بين قولا : أوجد › وبين قولنا : صلى › وصام › وقعد › وقام » وكما لا يجوز أن يضاف إلى البارئ تعالى جهة ما يضاف إلى العبد . فكذلك لا يجوز أن يضاف إلى العبد جهة ما يضاف إلى البارئ تعالى › فأثبت القاضي تأثيراً للقدرة الحادثة وأثرها هي الحالة الُخاصةء وهي جهة من جهات الفعل › حصلت من تعلق القدرة الحادثة بالفعل . وتلك الجهة هي المتعينة لأن تكون مقابلة بالثواب والعقاب › فإن الوجود من حيث هو وجود لا يستحق عليه ثواب ولا عقاب . أ ه من الملل والنحل . أقول : ظاهره غير خارج عن احق › وتركنا قول الجويني لأنه يؤل ٤۹ إلى القول بالطبيعة ۔ كما قاله صاحب الكتاب - والذي عليه أصحابنا : أن الله أمر بالطاعة . وأحبها › ورضيها › وزينها › فمن عملها فعمله إياها بخلق الله تعا ى وعلمه ›. وإعانته إياه عليها › ونهى عن المعصية وبغضها › وكرهها › وقبحها › فمن عملها . فعمله إياها بخلق الله تعالى وعلمه ٠ وإرادته , وله عليه الحجة . أ ه من " شرح الدونية " لأن الله خلق العباد › وخلق أعمالهم › وخلق الشواب والعقاب عليها › وأنهم إكتسبوها ولم يجبروا عليها تقدم معنى الخلق والكسب فيما تقدم - ولم يجبروا عليها فيه تعريض بالمجبرة ؛ وفي " المعالم " : وذهبت المجبرة إلى أنه ليس للعبد في أفعاله مُطلقا إختيار البتة » بل هو مجبور عليها › وآلة لها كالسكين للقطع › والشجرة للريح »بل كخيط مُعلق في الهواء تميله الريح تارة يمين وتارة شمالاً › » من غير قدرة على مخالفتها أو موافقتها › فالحيوانات عندهم في أفعالها بمنزلة الجمادات لا تتعلق بها قدرتها لا إيجاداً ولا إختراعاً › ولا تناولا وإكتسابا » وبطلان ظاهر فإن الضرورة قاضية يإختياره في بعض أفعاله › وبجبره في بعضه الآخر كحركتي مد اليد للتناول والإرتعاش › ويلزمهم عدم التكليف للعبد بأمر من الأمور » فلا يصح لغة ولا شرعا › طلبه بالفعل › ونهیه عنه . ولا مدحه به › ولا ذمه عليه ٠ ولا توبيخه عليه ٠ ولا التعجب من كفره › نحو : لل كيف تَكفرُون بالڵه 4 ر٠ › والكل باطل ياجماع الموحدين . أ ه . وف " شرح العقائد ١ › للتفتازاني : وللعباد أفعال إختيارية یٹابون بھا () سصورة البقرة : ٢۲ . ٥۹ - إن كانت طاعة › ويعاقبون عليها إن كانت معصية › لا كما زعمت اأجبرية من أنه لا فعل للعبد أصلا› وأن حركاته بمنزلة حركات الجمادات › لا قدرة عليها › ولا قصد › ولا إختيار › باطل › لأنا نفرق بالضرورة بين حركة البطلش وحركة الإرتعاش › ونعلم أن الأول إختياره دون الثاني » ولأنه لو لم يكن للعبد فعل أصلا لما صح تكليفه ولا ترتب إستحقاق الثواب والعقاب على أفعاله › ولا إسناد الأفعال الي تقتضي سابقية القصد والإختيار إليه على سبيل الحقيقة , مما نجزم بالبديهة أنه لا تحقق له بدون القصد › والإختيار مشل صلى وصام › . بخلاف مثل طال الغلام وإسود لونه › والنصوص القطعية تنفضي ذلك کقوله تعالى : « جََاءَ بَا کانوا يَعملُو 4 ره » وقوله : فمن شَاءَ فون وَمَن شَاءَ فَلِكه 4( › وغير ذلك . فان قيل : بعد تعميم علم الله تعالى وإرادته الجبر لازم قطعاً » لأنهما إما أن يتعلقا بوجود الفعل فيجب ,› أو بعدمه فيمتنع › ولا اختيار مع الوجوب والإمتناع › قلنا : يعلم الله ويريد أن العبد يفعله أو يتركه يإختياره فلا إشكال › فان يل : فيكون حيسشذر فعله الإختياري واجبا أو ممتنعاً. وهذا ينافي الإختيار › قلا : ممنوع › فإن الوجوب بالإختيار محقق للإختيار › لا شُناف له › وأيضا منقوض بأفعال البارئ تعالى . أ ه . قال بعضهم : لأن علمه إن تعلق بوجود فعله في فيجب .› ون تعلق () سورة السجدة : ۷٠ ؛ سورة الأحقاف :٤ ؛ سورة الواقعة : ٢۲ . ٦۹ - ومع هذا لا يناي الإختيار › وأما النقض بفعل البارئ تعالى فمدفوع › بأنه مفتقر إلى إختيار قديم يتعلق في الأزل › بالفعل الحادث في وقته› فالمخلص أن يُقال : إن إختيار العبد مسند إلى الإستعداد الموضوع فيه بطريق الصحة لا الوجوب »› يعني : أن الله تعالى يخلق في العبد صفة من شأنها ان يريد بها اي شيء کان › في أي وقت كان .› لا يقال : إن الوجوب في فعل الله من ذاته تعالى فلا يكون الوجوب منافيا لإختياره بخلاف فعل العبد › فان الوجوب فيه لا يكون إلا من الله تعالى › فيكون منافياً لاختيار العبد › لأنا نقول : الكلام في الفعل بعد وجوبه › فالوجوب من حيث أنه وجوب ۽ سواء كان من ذات الفاعل أو غیره ٠ لا يتغير ولا ل يكون واجبا» بل ممكناً . اه . وأن الفعل عرض يوجد مع الإستطاعة › وأن لبعض قدرة العبد وإرادته مدخلا في الفعل كحركة البطلش دون بعضها› كحركة الأرتعاش › وصرف العبد قدرته وإرادته كسب › وإيجاده تعالى الفعل خلق › والمقدور الواحد داخل تحت قدرتين من جهتين مختلفتين - تقدم معنى الفعل : أنه لغة الحدث ث . وإصطلاحا : هُو الموجود بقدرة فاعله ‏ وأما كونه عرضا فهو ظاهر › لأنه إما حركة أو سكون . قال في " شرح النونية ' ' : والحركة : حصول الشيء حصولا أولا في الحيز الشاني › وبعبارة أخرى : هي کونان ئي آنين › في مكانين › والسكون : حصوله حصولاً أولاً في الحيز الأول ؛ وبعبارة أخرى : هُوَ كون واحد في آنين › في مكان واحد › والفعل : هُو حركة البدن الشاملة للقول . أ ه . يوجد › أي : يتحقق ويثبت مع الإستطاعة › اللإستطاعة : إستفعال من الطوع » وهي عند المحققين : غسم للمعاني التي يتمكن الإنسان مما يريد من إحداث الفعل › وهي أربعة أشياء : نية مخصوصة للفاعل › وتصور للفعل › ومادة قابلة للتأثير › وآلةء إن كان الفعل آليا كالكتابة › ويضاده العجز › وهو : أن لا يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا . أ ه . أبي البقاء : وأن لبعض قدرة العبد ... إلخ » أي : كل أحد يجد من نفسه فرقا بين حركة التناول وحركة الرعدة ‏ وقد تقدم معنى ذلك كله قال أصحابنا : إن أفعال العباد لا توجد إلا إذا وجدت خمسة أمور : إرادة الله وإرادة العبد › وإكتسابه › وإعانة الله له إن كان الفعل طاعة ‏ وخذلانه ‏ إن كان معصية ‏ وخلقه له تعالى في وقت الفعل › لا قبله ولا بعده . أ ه . وقد تقدم في امان . وصرف العبد قدرته وإرادته كسب - تقدم معنى الكسب أيضا - والصحيح ما قال بعضهم : إنا نعلم بالدليل القطعي أن لا خالق سواه تعال ى › ولا تأثيرا لآلة , ونعلم بالضرورة أن القدرة الحادثة للعبد تتعلق ببعض الفعل › كالصعود مشلا دون السقوط › فيسمى أثرها › أي : تعلقها : كسبا › وإن لم نعرف حقيقته . قال في " المعالم " : كان شيخنا (ر حه الله كشيرا ما يقرر لا في هذا المقام › إنا نضيف إلى الله تعالى ما أضافه إلى نفسه وهو الخلق › وإلى العبد ما أضافه إليه وهو الكسب . ونمسك عن ذلك الكسب ما هو › لكونه إِذا حقق فإنه يؤدي إلى القول بالجبر › ولقوله ع عن ربه : ۹۸ -۔ " القدر سري فلا ينبغي لأحدٍ أن يطلع على سري " والمقدور الواحد ... إلخ › أي : تحت قدرة الله من جهة الخلق › وتحت قدرة العبد من جهة الكسب ؛ وفي " المعالم " : وهذا القدر من المعنى ضروري › وإن لم نقدر على أزيد منه في تلخيص العبارة اأمفصحة عن تحقيق كون فعل العبد بخلق الله وإيجاده › مع ما للعبد فيه من القدرة والإختيار › وإن عبروا بالفرق بينهما بمثل الكسب ما وقع بآلة » والخلق ما وقع لا بآلة .اه . وفي " شرح العقائد " : فإن قيل : لا معنى لكنون العبد قاعلا بالاختيار إل كونه موجدا لأفعاله بالقصد والإختيار » وقد سبق أن الله مستقل بخلق الأفعال وإيجادها » ومعلوم أن المقدور الواحد لا يدخل تحت قدرتين مستقلتن ؛ قلا : لا كلام في قوة هذا الكلام ومتانته › إلا أنه لما ث ثبت بالبرهان أن الخالق هو الله تعالى › وبالضرورة أن لقدرة العبد وإرادته مدخلا في بعض الأفعال كحركة البطش دون البعض ٠ كحركة الإرتعاش » إحتجنا في التقصي عن هذا المضيق إلى القول بأن الله خالق » والعبد كاسب »٠ وتحقيقه إن صرف العبد قدرته وإرادته إلى الفعل كسب » وإيجاد الله تعالى الفعل عقيب ذلك خلق ؛ قال بعضهم : هذا يشعر بتقدم الكسب على الإيجاد › فيلزم كون العبد كاسبا لفعله حال عدمه » أجيب : إيجاد الله تعالى متعلق بقصد العبد متأخرا عناة تأخرا ذاتياً لا زمانياً » وأيضاً : القصد إلى تمام الفعل › فعند تمامه كان الفعل مكسوبا والقصد كسباً › وعلى الوجهين لا يلزم كسب الفعل حال عدمه . أ ه كلام ذلك البعض . - ۹۹ قال التفتازاني : والمقدور الواحد داخل تحت قدرتين . لكن بجهتين مختلفتين › والفعل مقدور لله تعالى بجهة الإيجاد › ومقدور للعبد بجهة الكسب › وهذا القدر من المعنى ضروري › وإن لم نقدر على أزيد من ذلك في تلخيص العبارة المفصحة عن تحقيق كون فعل العبد بخلق الله تعالى وإيجاده › مع ما فيه للعبد من القدرة والإختيار . قال بعضهم : فإن قيل : ما الفرق بين الخلق والكسب »› حتى يقال : أن الفعل مقدور لِلهِ تعالى من جهة الإيجاد › ومقدور للعبد من جهة الكسب ؟ قلا : منها أن يُقال : أن الخلق : إيجاد أصل الفعل ٠ والكسب : تحصيل صفته من كونه طاعة أو معصية . وكونه طاعة أو معصية › إنما هو لموافقته الأمر أو مخالفته . وكل منهما أمر لا يحتاج إلى علةٍ سوى وجود الفعل › فلا دخل لقدرة العبد في شيء منهما › نعم إن كون الفعل طاعة أو معصية › لما عرضه بالنسبة إلى محله › ناسب أن ينسب إلى قدرة امحل لذلك . أ ه كلام ذلك البعض . التفتازاني مثل قولهم : أن الكسب واقع من العبد بآلة › والخلق لا بآلة » والكسب مقدور وقع في محل قدرته › والخلق مقدور لا في محل قدرته » والكسب لا يصح إنفراد القادر به . والخلق يصح ٠ فان فيل : قد أثيتم ما نسبتم إلى المعتزلة من إثبات الشركة › فلا : إن الشركة أن يجتمع إثنان على شيء › وينفرد كل منهما بما هو له دون الآخر › كشُركاء القرية والمحلة . وكما إذا جُعل العبد خالقاً لأفعاله › والصانع خالقا لسائر الأعراض والأجسام › بخلاف ما إذا أضيف أمر u TEE أقول : أكثر هذا قد مضى عن أصحابنا › وإنما أثبتناه تقوية لهم › لكونه غير خارج عن احق فيما يظهر ۔ فلینظر فيه ۔ والکسب متعلق اللكليف الشرعي ›. وإمارة على حصول الغواب والعقاب ٠ تقدم أن الكسب : هُو تعلق القدرة الحادثة بالمقدور › مقارنة له من غير تأثير لها وهذا التعلق هو الذي يتعلق به التكليف من جهة الشارع › والتكليف : هُو الإلزام ‏ كما تقدم ‏ إذ لا تأثير لقدرة المكلف ٠ فاحاصل أن تلك الأفعال المخلوقة لِه تعال نصبها الشرع عند إقترانه بأعراض حادثة كالقدرة والارادة , إمارة على حصول الثواب والعقاب وغيرهما › أعني : المجعول إمارة على الشواب › هُوَ فعل الواجب والمندوب › والكف عن الحرام والْمكروه بنية الامتثال › وعلى العقاب فعل الحرام » والكف عن الواجب » وعلى غيرهما › الذي ُو عدم الثواب والعقاب › فعل المباح والْمكروه › والكف عن المندوب › وعن المكروه › بلا نية الإمتثال . أ ه من " المعالم " . واعلم أن أفعال الله تعالى على وجهين : عدل › وفضل › فكل نعمة منه فضل ٠ وكل نقمة منه عدل › فإن يثبنا على الطاعة ٠ فإثابته لنا إنما هي بفضله الخالص ٠ وهو العطاء عن إختيار » لا عن إيجاب ولا وجوب ء وإن يُعذبنا › فتعذيبه لنا بعدله الخالص ٠ وهو وضع الشيء في محله من غير إعتراض » وليس منه تعالى عن ذلك ظلما ولا جورا › لأن جميع الكائنات التي من جملتها الثواب والعقاب مّملوك له عز وجل › 7 فليس لهما سبب عقلي › وإنما الطاعة والمعصية إمارتان مخلوقتان له تعالی تدلان على ما اختاره من ثواب وعقاب » حتی لو عکس دلالتهما › أو أثاب وعاقب بلا سبق إمارة » لكان ذلك مته حسنا ل لا يسال عَمَايَفَعَلٌ € رن › إلا أنه ساف لما أخبر من حكمته › وأن اُخلف في وعده ووعيده نقص لا يجوز أن يُنسب إليه . . قيب المُطيع ويعذب العاصي › إنجازا لوعده ووعيده . أ ه الإمام عبد العزيز من " شرح النونية " مع حذف . وقال أيضاً : لا يكون من العباد إل ما شاء الله كونه › وعلمه › وإرادتة , وأن سعادة السعيد في بطن أمه بالعمل الصالح الذي سيقع منه المعلوم له سبحانه » وشقاوة الشقي في بطن أمِهِ بالعصيان الذي سيوجد مه المعلوم له عز وجل ؛ قال : وشقاوة الشقي ووقوعه في سوء الخاتمة . وكفر الموافاة الذي هو آخر جزء منه › الذي يموت عليه أزلي مثل سعادة السعيد › ولا انتقال لكل منهما عما ختم له في الأزل ٠ء إل لانقلب العلم جهلاً › وتبدل الإيمان كفرا بعد اموت وعكسه› وهو ظاهر الإستحالة › فالسعادة والشقاوة أزليتان . أ ه . ونعتقذ أيضا : أن رؤية البارئ محال في الدنيا والآخرة › أن حاسة البصر لا تدرك إل مكيفا › والتكييف عليه محال › ونعتقد › أي : تجزم نحن معاشر الموفقين أن رؤية البارئ › الرؤية هنا : إدراك المرئي بالبصر › أي : الحاسة المميزة للألوان والصور والهينات › البارئ تعالى معناه الخالق محال › أي : لا يتصورها العقل › لأنه : (١) سورة الأنبياء : ۲۳۴ . 9 ل ليس كمئله شيءٌ ‏ ر٠ » في دار الدنيا › وهي عبارة عن السماء والأرض وما بينهما › أو عن الليل والنهار وما فيهما› ولا في دار الآخرة › وهي دار الجزاء › إما بالثواب والنعيم › وإما بالعقشاب والعذاب الأليم › أعاذنا الله مه لأن حاسة البصر أي : الحاسة مرئي بها » التي هي العين › لا تدرك › أي : لا تبصر إلا مكيف › أي : ما له كيف ٠ والكيف عبارة عن الصور والأحوال والهيئات . وهذه الحجة أخذناها من قول إمامنا الخليلي (رضوان الله عليه) من قصيدته التي إنتصر فيها للزمخشري › مُعترضاً على بعض الأشاعرة › قوله : أن كان في الآيات ناظرة كما قالوا فهل في الآي ذكر البَلكفه وعن النبي رووا ترون إلهكم كالبدر لا غيم عليه إستكنفه أترى مقالهم بلا كيف سوى إِفك يزاد ' لقايس ما أسخحفه لو كان منظورا وغير مكيف لفى الله الكيف إذ أبقى الصفه فعلى م تأنف أن يكون مُكيفا وَهُو الذي التكييف لن يستنكفه اذ كل منظور فذاك مكيف أولا فهات دلالة عن معرفه اما بلا نظر ولا كيف له أو قل برؤية صورة متكيفه فالآي ما قالت بلا كيف ولا قال الرسول بذا فمن ذا أردفه فانظر لنفسك ما ترى تشبيهه أولى أم التقديس عن تلك الصفه والآي للتاويل قابلة على أصل صحيح ليس فيه عجرفه واۈلها: سبحانه من ليس يدرك ذاته نظر بين للذوات مكفه () سورة الشوری : ١٠ . ۹ خلق العقول لتهتدي بصفاته للذات إذ للذات قد تنهي الصفه ولتعلم هُنا : أن مسألة الرؤية مما انفرد بها الأشعري وأشياعه › وخالفهم جميع الفرق الإسلامية » وطال الإحتجاج واللجاج › وإنما مُرادنا أن نوضح معتقدنا › فنقول : إعلم أن قولهم : الله تعالی مرئي ٤ لأنه موجود › وكل موجود يصح أن يُرى › ينتقض بالأعراض ء فإنها موجودة وغير مرئية › سيما ما لا يوصف بلون › فإن البصر لا یری غير ذي لون › وقولهم : مرئي في الأخرة بدليل الوجود › يلزمهم رؤيته في ادنيا بدليل الوجود أيضا › فلم لا يقولون به » وأيضا : لو طردوا العلة في الحواس كلها › فقالوا : مسموع › » مذاق › مشموم › ملموس ٠ بدليل الوجود لكان أشبه › فتخصيص البصر بذلك تحكم › وأيضا : الإدراكات موجودة › فلم لا يقولون : أنها مرئية ؟ واعلم أن الوجود ليس بصفة › إنما هُوَ إثبات محض - كما تقدم - ولا يقتضي حُكما ولا يوجب علة . ثم قالوا : إنه لا مانع من ذلك › إذا كان لا يرى بجنسه » ولا في مكان › ولا حد › ولا صورة › ولا شکل فلا يوصف بالأماكن والحدود › والمقابلة ولا تجوز عليه المعاينة ‏ التي هي جنس المقابلة › فلا تقابله الأجسام › وأنت - خبير أن ذلك نفي لرؤية العين › إل أن تسفسطوا . قال الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : قولهم : الله موجود › وكل موجود يصح أن يرى » إن كبرى المقدمتين كاذبة , لأن المرئيات نوع من أجناس كشيرة . ولا فلينظر في هذه الرياح › والأرواح › واللأصوات ۽ والهواء المفتوق بين الأرض والسماء » إلى غير ذلك مما E يطول ذکره › ویفوت حصره › فإنها من الموجودات التي لا ت مک۰ رؤيتها . أ ه (بتصرف) . وإستدلالهم على جوازها بقوله تعالى : ل وجو يَومَيْذ ناضيرة ¥ إلى بها نَاظرّة 4 رن لا ينهض » فإن العقل مانع من ذلك . لأنه يؤدي إلى التشبيه › ولو عبروا عن الوجوه بالجملة كلها › أي : جلة الأبدان › وعن النظر بالإنتظار ‎ :‏ مَا يَنظُرُون إل صَيحَة واحدة 4 ر ٠ وأن العرب تعبر بذلك .٠ تقول : فعلت هذا لوجه فلان › أي : له ولأجله ل لكان خيرا لهم که رس . ولأن الوجوه ليست هي العيون › فلابد من التجوز ؛ وفي " الكشاف " : ومعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء . لا يُحيط بها احصر › ولا يدخل تحت العدد › في محشر يجمع الله الخلائق كلهم › فإن الْمُوْمنين نظارة ذلك اليوم › لأنهم الآمنون الذين : ل لا خوف عَلَيهم ولا هُم يَحرَنون ) ر » فإختصاصهم بنظرهم إليه لو كان منظورا إليه محال › فوجب مله على معنى يصح معه الإأختصاص » والذي يصح معه أن يكون من قول الناس : إني إلى فلان ناظر ما يصنع بي ٠ يريد معنى اللوقع والرجاء ؛ إلى أن قال : والمعنى أنهم لا يتوقعون العمة والكرامة إل من ربهم › كما كانوا في الأنيا لا يخشون › ولا يرجون إلا إياه . | وأكبر دليل على الإمتناع قوله تعالى : ل لا تدركة الأبصَار 4 رم › e () سورة القيامة : ٢۲ - ۲۳ . (۲) سورة يس : ٩٧٠ . (۲) سورة آل عمران : ١٠٠ ؛ سورة النساء : 86 5 ١٠ ؛ سورة محمد : ٠۲ ؛ سورة الحجرات : ٥٠ . (٤) سورة يونس : ۲٩ . (٥) سورة الأنعام : ١٠١٠ . ٥۰ا - فإنه تمدح بذلك» كما تمدح بقوله: طلا اَذَه مينة ولا نوم 0(4 ( فإن كُلاً من الآيتين دال على عموم النفي . قال الامام الخليلي رظَقه) : إن ظاهر الآية يؤذن بعموم النفي › ويقتضي منع الإدراك › الذي هُوَ الرؤية مُطلقا , فتخصيص حُكمها بأن يمكن في بعض ولبعض » ويمتنع في بعض ولبعض » معلوم واضح لكل ذي بال › أنه ليس من لفظ الآية › ولا من معناها › وإنما هو شيء زائد عليها » وأمر خارج عنها » ليس منها › ولا مما تدل عليه لفظا ولا معنى » وما لم يقم عليه في احق دليل › فما إلى إثباته من سبيل › والنمسك بظاهر كعاب الله تعالى هو احق بلا شك ولا جدال › والرجوع عنه إلى ما يخالفه ويضاده باطل وضلال › وهذا قول واضح المعارضه › جلي المضادة لظاهر الآية › كما لا يخفى على من له. أدنى رمق من الفهم › فكيف يجوز القول به أو التعويل عليه . أ ه . وفي " الكشاف " : البَصَر : هَُ الجوهر اللطيف › الذي ركبه الله في حاسة النظر به تدرك المبصرات › فالمعنى : أن الأبصار لا تتعلق به ولا تدركه › لأنه مُتعال أن يكون مُبصرا في ذاته › لأن الأبصار إنما تتعلق بما كان في جهة أصلا وتابعا ‏ كالأجسام والهيئات .أه. ثم أخذوا يتعلقون فيما لا تعلق لهم به › فمرة قالواً : إن الإدراك : لرؤية على جهة الإحاطة باأجوانب حى تفي , على زعمهم » ونفي الأخص لا يفيد نفي الأعم › كأنهم ينظرون إليه نظراً على جهة غير (١) سورة البقرة : ٢٥۲ . E الاحاطة فيلزمهم رؤية بعضه › ومرة يقولون : أن ل لأ تدركة الأبصَار 4 رن » سلب كل » فلا يلزم نفي جميع الأبصار بل بعضها ؛ وليت شعري ما يقولون في قوله تعالى : ل وَاللهُ لا هدي القَوه لن 4 ر » « فان الله لأ يحب الكَافِرينَ 4 ر ء إلى غير ذلك من الآيات القرآنية ؛ وأيضا قوله تعالى ‎ :‏ أن تراښي ‏ 4 » نفي عام في نفي الرؤية في الحال والإستقبال ؛ وقوله :ت تبت إِليكَ 4 رم › هل تاب إل من سؤاله الرؤية » لأنه إنما سألها لقومه » حيث قالوا :لإ لن ۇين لَك حى نَرَى الله جَهرَةٌ 4 رم » وإلاً فمُوسى رال عالم بامتناعها ›. كيف لا وهو أعلم أهل زمانه بربه › ولولا ذلك لما قال تعالى ‎ :‏ إني اصطفيتك على الناس برستي وَبكلايي 4 « › وقولهم إن : ل أن لنفي لفي الحال غير مُسلم › إِذ لا دليل عليه » لأن لن 4 لتأكيد النفي › فمدعي الُحال فيه عليه الدليل . قال الإمام الخليلي رئيب : أما رُسل الله وأنبياؤه فهم أعرف الخلق بالله تعالى وأعلمهم بآياته › وبما يجوز عليه ويستحيل من صفاته » ولا نزاع في هذا بين أحد › وكيف يجوز القول بغيره ئي حق موسى الكليم › وهو رأس العارفين بربه ا لعليم › عليه أفضل الصلاة والتسليم › وأما سؤال الرؤية مع علمه بامتناعها البته » وعدم إمكانها () سورة الأنعام : ١٠٠ . (۲) سورة البقرة : ٢٢۲ ؛ سورة آل عمران : ٩۸ ؛ سورة التوبة : ۱۹ ٠ ۹١٠٠ ؛ سورة الصف : ۷ . (٢) سورة آل عمران : ۳۲ . (٤) سورة الأعراف : ١٤٠ . (9) سورة الأعراف : ١١٠ ؛ سورة الأحقاف : ١٠ . (1) سورة البقرة : ٥٥ . (۷) سورة الأعراف : ٤ ١ ١ ۷س على الأبد ‏ فلأمر ما » وهو أن قوما عنده لم يسجدهم النهي › ولم يكفهم الزجر › ولم تنجح فيهم الموعظة › ولا الإنذار › ولا الأعذار › ولا کانوا ممن : يسيون الول فَييعُون أحسنة ‏ رن » فلق اله لهم البحر » وأغرق فيه بقدرته الخصم › ف « فالوا ا مُوسَى اجعل لا إلها كُمَا لَهُم َة 4 ر › واسمعهم كلامه بلا واسطة . فعظم مكرهم واشتد كفرهم » وكافحوا رسولهم بالكفر مواجهة بقولهم : ل لن نؤمن لك حتى نرى الله جَهرة 4 رس › وقد كانوا لشدة ما بهم من العتو والإستكبار › يقادون إلى الإيمان بسلاسل القهر والإجبار › وتلك سنة الله فيهم فقد أبوا عن قبول ما في السوراة من الشرائع والأحكام : وإذ تتقنا الجبَل قوقهُم كانه طلة ونوا أنه وَاقِعْ بهم که ر وناداهم منادي الحق : ل خذوا ما أيناكم قوق 4 رم » ولم ييأس مُوسى لتلا من قبولهم لقوله واستماعهم لنهيه › عن طلب الرؤية › سألها ليسمعهم الجواب عن الله › بما يلقمهم الحجر › وييني سد اليأس ينهم وبين ما لا سبيل إليه لأحد من البشر › ولعظم هذه الجرأة منهم › وبشاعة هذه الطلبة › وقبح كفرهم بمسألة الرؤية : ل فأخذتكم الصناعقة وأنتم تَنظْرُون € رم ٠ كما سلط القتل على عبدة العجل إذ هم جاهلون › فأي عبث في السؤال على هذا وهذه صفة الحال › ولو قنعوا بالنهي واكتفوا بالزجر لما قالوا : « لن نن لَك حَتى رى (١) سورة الزمر : ۱۸ . (۲) سورة الأعراف : ۱۳۸ . (۳) سورة البقرة : ٥9 . (٤) سورة الأعراف : ١۱۷ . (0) سورة البقرة : ۴٠ ؛ سورة الأعراف : ١۷٠ . (1) سورة البقرة : ٥٥ . ۸١ے ال جَهرَةَ 4 رى » وهل يكون هذا إلا بعد محاورة» وخطاب » وزجر › وعتاب › إذ قالوا : « أرنا الله جَهرة 4 رن › فلو فصل ذلك إيتداء إذ قالوه › ولم يمنع منه إذ سألوه › لما ألجأهم ضرورة العتو › وشدة الشكيمة في الشرك › والغلو › إلى أن يقولوا لرسولهم :لن ۇين لَك € › جزماً « حتى رى الله جَهرةٌ 4 » فأراد أن يسمعهم من كلام الله ما ينفي طمعهم › ولكون تلك الكلمة مما تقطع به الأرض ٠ وتخر منه الجبال هدا › عاقبهم الله بصاعقة تشملهم هلكا › وقال لموسى : « انظر إلى الجبَل € ر » فلما تجلت عليه آية منه: « جَعَلهُ دكا € . ولكون مُوسى لم يرد حقيقة ذلك قال : « أتهلكنا بِمَا قعل السُفَهَاءُ ما إن هي إلا فتنتك تل بها من تَشَاءُ وتهدي من تشَاءُ 4 رى » وقد دلت الآية الشريفة على معان . أولها : أن سؤال لرؤية علي الحقيقة لم يرده موسى رافلا » بدليل قوله : « ما فَعَلَ السُفَهَاءُ منا 4 ؛ وثانيها : إنما هي فتنة , أي : نوع بلاءِ واختبار › يعلم بها إيمان أهل اليقين › وتزلزل أهل الشك المرتابين ؛ وثالثها : أن قومه سفهاء جهلة ؛ ورابعها : أنهم هم الواقعون في الفتتة بها وكونها مخمولة عليهم دونه بدلالة ما سبق ؛ وخامسها : الشهادة عليهم بالضلال ؛ وسادسها : على التصريح بمكابرتهم وعنادهم › ولجاجتهم على شركهم › وعتوهم على ربهم بقولهم للرسول. :لن نن لَك 4 ؛ وسابعها : غضب الله عليهم › وإرسال الصواعق المواصلة (١) سورة البقرة: ٥٥ . (۲) سورة اللساء : ۳١١١ . (۳) سورة الأعراف : ١١١ . (٤) سورة الأعراف : ١١٠ . ۹١۱س إليهم › ليعلموا عاقبة ظلمهم : ل وما رَبك بطلام لْلعييدِ 4 رن ولكن : إن بطش رَبك رم » على من نجرا عليه « شدي € ؛ فقولك : يا هذا إن كان القوم مُؤْمنين » كفاهم قول موسى راعلا : أن الرؤية ممتنعة . .. إلخ » وإن كانوا كفارا › الم يصدقوه في حُكم الله بالإمتناع . وأياما يكون السؤال عبثاً لا فائدة فيه ؛ فقد قلنا : إنهم لم يكونوا ئي تلك الحالة مُؤمنين › وأي إيمان يصح لمن يقول لرسوله : ل لن نؤمن لك حتى نرى الله جَهرَة ‏ ر۳ ٠ أفيجوز ان يكون مُۇمنا » غير ۇمن في حالة واحدة ؟ هذا باطل لا يقبله عقل عاقل . بل الحق أنهم كانوا من لها مين ؛ م صاروا طك الكلمة الشعاء زالشي عن احق ٠ مرتدين عن الإسلام » كفاراً مشركين › يشهد عليهم كناب الله بذلك ٠ شهادة لا مرية فيها عند العارفين » وليس هذا بدعا في بني إسرائيل » فقد عبدوا العجل ظ َالو يا مُوسّى اجعل لا ِلها 4 رى » كما قالوا له في هذه : ل أن نين لَك › وأنهم لم يصدقوه في قوله بحُكم الإمتساع من الرؤية › لِمَا غلب على قلوبهم من الضلال , ولشدة حرصه على إيمانهم › وقوة طمعه في إنقاذهم من الهلكة . كما هو دأب المرسلين ‎A‏ ‏عهم › وتنقطع معه أطماعهم › وأي فائدة أعظم من هذا › وأي عبث ه٠ ك كان الكالر لا سي به ولان ليسا به . فلأي شيء أنزلت الكتب وأرميلت الرسّل » ولأي معنى نتق الجبل عليهم › وهم القوم اين نعق الجبل عليهم › لقبول الشرائع والأحكام › ودك الجبل (١) سورة قصلت : ٤٤ . (۲) سورة البروج : ١٠ . (۳) سورة البقرة : ٥٥ . (٤) سورة الأعراف : ۱۳۸ . ١١٠ لهم › ليعلموا إستحالة رؤية ذي الجلال والإكرام › فهما باب واحد › وأفعال الله تعالى وآياته كلها منزهة عن العيث واللعب لل وَمَا خلقنا السّمَاوَات والأَرض وما بَينهُمًا لاعن 4 رن .أه. وأن من الجائز إرسال الرسُل وإنزال الكتب › أي : ونحكم خحُكما جازما مُطابقاً أن من الجائز › اي : من الذي يستوي في العقل وجوده وعدمه › إرسال الرّسل » أي : إلى الخلق : ل مَبشرين وَمورين که ر ٠ والإرسال لغة التوجيه إلى الغير ؛ وفي أبي البقاء : تحميل جملة من الكلام إلى المقصود بالدلالة » وهو التوسط في إيصال الأخبار والأحكام بين المرسيل والمُرْسّل إليه . أ ه (بتصرف) . والرسل : جع رسُول » وهو من قاله له : تعالى بَلّغ عني › ولا يشترط فيه شرط - وتقدم تعريفه - ويأتي أيضا . وأولهم آدم اكلا ٠ خلاقاً لمن قال من القوم : أن أول الرُسل نوح رالا ٠ فان آدم س . كما في حديث أبي ذر › ولتعلم أن قولنا : أن من ... إلخ مالفا لمن أوجب علي الله تعلى إسال الوسل . و ی عله ي پینان ا لمن قال می الکفار :ا إرسال الرّسل من المستحيلات › واعلم أن الوسالة ليست ذاتية للرسل ولا إكتسابية › إنما هي أمر إضطراري › حال في ذات الوسُول حلول الإستطاعة في المستطيع . وكذا النبوة ؛ ومن أجل ذلك قلا : ولا يشترط فيه شرط › ومن أنكر من الفلاسفة حقائق الوحي فهو مشرك ٠ (١) سورة الدخان : ۳۸ . (۲) سورة البقرة : ۲۱۳ ؛ سورة النساء : ١٠٠ ؛ سورة الأنعام : 8۸ ؛ سورة الكهف : ١٠ . ١۱۱س يترتب عليه ما يترتب على الْمُشركين من القتل والسبي والغنيمة ؛ وي " المعالم " : الرسالة ممكنة › تفضل بها مولانا عز وجل على من إصطفاه من خلقه » وأوجبتها المعتزلة عقلا على أصلهم › في وجوب مراعاة الصلاح والإصلاح ء وأنها توكيد للعقل › ومنعتها البراهمة عقلاً › ولا يخفى فساد المذهبين . أ ه . وفائدة البعفة للرسل › قطع عذر الجاحدين والمعاندين : ل للا َكُون للناس عَلى الله حُجَة بعد الرسُّل 4 ر » وهداية من شاء له تعالى الهداية » والوصول إلى ثوابه » وأن ييلغوا عن ربهم أوامره › وأخبار الأخرة › وأحوال الأمم الماضية › وغير ذلك › والصحيح أنه لا يكون البي عبد » ولا إمرأة › ولا بدوياً » لقوله تعالى : « وَمَا أرسَّلنا ين لِك إلا رِجَالاً نوج جي يهم من اهل القرّى » ر » وأن کل رسول نبي ولا عكس » والصحيح أن الرسّل كلهم آدميون › وأن قوله تعالى : ف يا مَعشّرَ الجن والإنس ألم يَأتَكُم رُسُلٌ سكم € رم › إنما غلب الإنس على الجن › فجرى الكلام على طريق التغليب › أو أن الرْسّل (عليهم السلام أرسلوا من الجن إلى قومهم › قال تعالى : ل فلم حَصَرُوة قاوا أنصتوا لما فضي ولوأ إلى قومهم شُذْرينَ € ر » إلى آخر الآيات › وأنزل الكتب › أي : على الرس (عليهم السلام) » أي : من المجائز أيضا كالتوراة والإنجيل والُرقان › فيها بيان ما يأتون › وما يذرون » وغير ذلك › قال تعالى : ل كاب أَنرَلَاةُ ليك مارك لََدَبرُوا (١) سورة النساء : ١٠٠ . (۲) سورة يوسف : ۹١٠۱ . (۳) سورة الأنعام : ١۳٠ . (٤) سورة الأحقاف : ۲۹ . - ۱۱۲ يته ولذ ك ولوا الألاب 4 رى » والانزال معناه : لّغة الإهباط من علو وَلَمَا كانت الكتب من السماء عَبَر بالانزال الذي أصله النزول › فأدخل عليه همزة التعدية ؛ قال بعضهم : وَلِلهِ تعالى كب أنزلها على أنبيائه » وبين فيها أمره › ونهيه › ووعده › ووعيده . أه . وقد تفضل سبحانه وتعالى على الرُسُل بالمعجزات الدالة على صدقهم : التفضل : العطاء بلا عوض عاجل ولا أجل › وسبحانه : اسم بمعنى التسببح › واقع موقع المصدر › دال على التنزيه › ولا يستعمل إل مُضافاً في الغالب . وتعالى » أي : عظم شأنه عن سمة النقص , والرْسُل : جمع رسول ۽ وبالمعجزات : مع معجزة مأخوذ من الإعجاز › وهي ما قصد به تصديق مدعي الرسالة - ويأتي قريبا تعريفها - والدالة › أي : المرشدة على صدقهم › أي : مطابقة خبرهم للواقع . قال فقيه العصر في مشارقه : مقرونة دعواهم بأنهم أنبياء › وأنهم رُسُل من الله إلى خلقه › وأنهم مبلغون ما أمرهم بتبليفه بمعجزات خارقة للعادة . مبطلة لمعارضة المعاند لهم › شاهدة على تصديق مدعاهم › نازلة منزلة صدق عبدي في کل ما يبلغه عني › وقرن دعواهم بالمعجزات › إنما هو عن محض تفضل منه تعالى › لاعن وجوب .٠ ولا عن إيجاب . أه . وفي " القناطر " : ووجه دلالة المعجزة ة على صدق الرسُول › أن كل ما عجز عنه البشر لم يكن إلا فعلاً لِلَهِ تعالى فمهما كان مقرونا (١) سورة ص : ۲۹ . - ۱۱۳ بتحدي الرسُول (الَل) › نزل منزلة قول الله سبحانه وتعالى : ل وَصَدّقَ المُرسَِّنَ 4 ر » وذلك مثل القائم بين يدي املك ٠ المدعي على رعيته أني رسول املك › فإنه مهما قال للملك إن كنت صادقا فقم على سريرك › واقعد على خلاف عادتك . ففعل الملك ذلك . حصل للحاضرين علم ضروري بأن ذلك نازل منزلة قوله : صدقت . أه'. والمعجزة : فعل الله الخارق للعادة › المقارن لدعوى النبوة والرسالة » المتحدى به غير مكذب »› يعجز معارضه من الاتيان بمثله ٠ كخروج اء من بين أصايعه ا ,قعل الله ترز به صن غير الفمل كالصفة مثلً ؛ وفي " المواقف " : فعل الله أو ما يقوم مقامه . أ ه . أي : ليدخل نحو عدم إحراق النار لابراهيم رللا « وبالخارق للعادة خرج المعتاد » كطلوع الشمس من المشرق › فإنه أمر معتاد ؛ في " المعالم " : واحترز بالخارق من المعتاد › فإانه يستوي فيه الصادق والكاذب › ومن المعتاد السحر ونحوه › وما يوجد في بعض الأجسام من الخواص › » كجذب الحديد بحجر المغناطيس » فإان اأمعجزة لايد فيها أن يعرى وقوعها عن ججبع احيل المعصادة في الكثرة والندور . أه . وبالمقارن لدعوى النبوة والرسالة » خرجت أربعة أمور › أحدها الكرامة : وهو ما يظهره الله تعالى من الخوارق على يد عبد ظاهر الصلاح › ليس بمدع للنبوة في الحال › ولا في المآل . (۱) سورة یس : ۲٥ . - ١٤۱١ - صحح صاحب " المعالم د » عدم وقوع الكرامة للولي وعبادته › وإحترز بقوله : مقارن لدعوى الرسالة . مما وقع بدون دعوى »› أو بدعوى ‏ غير الرسالة ‏ كدعوى الولاية على القول بجوازها › والصحيح المنع . أ ه . وأقول : كيف يقول الصحيح : المع ؟ وفي السير ما يدل على خلافه » وممن أثبتها منا العلامة الخليلي رق ٠ وغيره › وكفى بواقعة غُمر بن الخطاب رط ٠ إذ صاح على المنبر : يا سارية الجبل (القصة) ؛ الثاني المعونة : وهو ما يظهر على يدا العوام . تخليصا لهم من شدة أو كرب كذا قيل ‏ ؛ الثالث الإهانة : وهو ما يظهر على يد فاسق تكذيبا له » كما روي عن مُسيلمة الكذاب › أنه تفل في عين أعور لتبراً› فعميت الصحيحة ؛ الرابع الاستدراج : وهو خلق الخارق على يد الأشقياء . كفرعون (أخزاه اللّه) » روي أنه كان يأتي بالمطر إذا طلبه منه قومه › وبالمتحدى به قبل وقوعه خرج الإرهاص › وهو عبارة عن العلامات الدالة على بعث نبي قبل بعثه › كالغمامة التي أظلت ينا طك قبل بعنته » ونحوها من الخوارق ؛ وفي " المعالم " : والتحدي طلب المعارضة › والصحيح منع تأخير المعجزة عن موته ء كما أن جواز تأخير ما يدل على الرسالة إلى الوفاة , قد تضيع معه فائدة البعئة ٠ وهو العلم بأحكام الله سبحانه . أ ه . ١۱٠ - وخرج ما لو كذبه الخارق › كما إذا قال : معجزتي أن ينطق الله هذا حجر › فقال : إنه كاذب ؛ وفي " المعالم " : ويقول : غير مكذب ٠ مما إذا قال : آية صدقي أن ينطق الله يدي › فنطقت بتكذيبه ؛ وفي تكذيب اميت المتحدي يإحيائه في القدح وعدمه قولان لبعض قومنا › وإختار بعضهم عدم القدح في تكذيب اليد وشبهها › لعدم التحدي بتصديقها › وإنما المتحدي به عدم النطق › وقد وقع . أ ه . وبعجز معارضه عن الإتيان ؛ مله » خرج ما يقدر عابه غيره ء كالسحر › وعلم الطلسمات › ونحوها ؛ وقد تقدم عن " المعالم " : أن المعجزة تكون عارية عن جيع الحيل ب كحرج الصاء من بين أصابعه ع › رواه نس » كما في " المواقف ۱ وئي " الخميس " : ونبع الماء من بين أصابعه بالحديبية » حتى 7 القوم وتوضؤوا › وهم ألف وأربعمائة › وأتي بقدح فيه ماء ( وضع أصابعه في القدح › فلم يسع › فوضع أربعة منها › وقال : هلموا › فتوضؤوا كلهم › وهم ما بين السبعين إلى الثمانن " . أ ه . فيجب تصديقهم في كل ما أتوا به عن الله تعالى › ويستحیل منهم الكذب عقلا › والمعاصي شرعاً . » فيجب ۽ اي : على المكلف وجوبا عقليا تصديقهم › أي : أن ينسب إليهم الصدق › فيؤمن ويطمئن أنهم غير كاذبين › والكذب عدم مطابقة الخبر للواقع مطلقاً فمن قال مثلا : إن الشمس لا تضيء العالم › فخبره كذب › ولو إعتقد ذلك › وذلك لأن دلالة المعجزة قاضية بصدقهم , أي : الأنبياء والرّسُل . فلو جاز - ٦۱۱ عليهم الكذب ٠ للزم الكذب في أخبار الله تعالى › لكن الكذب في أخباره تعا لى محال › ولمًا وجب تصديقهم فيما أتوا به › إستحال عليهم أن يكونوا كاذبين عقلا أيضا لما قدمنا ‏ ويستحيل منهم امعاصي شرعا › أي : من جهة الشرع .٠ لإججماع الأمة أننا مأمورون باتباعهم فلو وقعت المعاصي منهم » لكنا مأمُورين بها › لكننا غير مأتمُورين › ل قل إِنٌ الل ل يَامُرُ بالفحشاء 4 رى » وتجب أيضا أمانتهم وفطنتهم › وَإلاً لاتصفوا بضدها › لكن اتصافهم بضد ذلك محال ٠ ويجوز في حقهم ما هو من أوصاف البشر كالأكل » والمشي › ونحو ذلك لكن لا يقع منهم المباح والمكروه › إلا على سبيل التقوى على الطاعة لِه , أو على جهة التشريع › فافعالهم وأقوالهم دائرة بين الواجب والمندوب › لعلو درجتهم › هذا ما ظهر لنا من " المعالم " . وي " المواقف " : أجع أهل الملل والشرائع ‏ على عصمتهم عن تعمد الكذب › فيما دل المعجز على صدقهم فيه » كدعوى الرسالة › وما يبلغونه عن الله ؛ قال شارحه : إذ لو جاز عليهم التقول والإفتراء في ذلك عقلا . لأدى إلى إبطال دلالة المعجزة . وهو محال .أه. لأن دلالة المعجزة عقلية › وعبارة " المعالم " › لأن خلق الله تعالى لهذا الخارق › على وفق دعوى الشخص وتحديه › مع العجز عن معارضته وتخصيصه بذلك › يدل على إرادته تعالى تصديقه . كما يدل على إختصاص الفعل › كالبياض مثلاً للوقت المعين › والمحل المعين ٠ على إرادته تعال ى ذلك بالضرورة ؛ وبالجملة فقد جعلوا التصديق في هذا (١) سورة الأعراف : ٢۲ . - ۱۱۷ _ القول صفة للخارق الواقع على الوجه المخصوص › مع جواز أن يعرى ذلك الخارق عن صفة التصديق › بإنعدام شرط من شروط المعجزة › فصارت صفة التصديق للخارق والحادث › كسائر صفات الأفعال الحادثة . أ ه وقال بعضهم : وإنبعاث الرُسُل من القضايا الجائزة › لا الواجبة › ولا المستحيلة 4 ولكن بعد الإنبعاث تأييدهم بالمعجزات › وعصمتهم من الموبقات من جملة الواجبات › إذ لابد من طريق للمستمع يسلكه فيعرف به صدق المدعي › ولابد من إزاحة العلل › فلا يقع في التكليف تناقض . آ ه وبهذا تعلم أن قول من قال : إن القول بإستحالة الكذب ووجوب الصدق لهم شرعي مرجوح › وعصمتهم بعد النبوة ثابتة › أما قبل النبوة فهم معصومون عن الكبائر › وإن صدر منهم صغير فلا يقر عليه بعدها › عرفت العصمة : بأنها عدم قدرة على المعصية › أو خلق مانع منها غير مجبر » بل يبقى معه الاختيار » قيل : معناه أنها لا تجبره على الطاعة › ولا تعجزه عن المعصية › . بل هي لطف من اللّه يحمل العبد على فعل الخير › ويزجره عن فعل الشر › » مع بقاء الإختيار تحقيقا للإبتلاء بعد النبوة ثابتة » أي : بعد الإيحاء إليهم من ربهم ثابتة , أي : العصمة › فيما يبلغون عنه من الأوامر مر › وهذا مجمع عليه ۽ اي : مجمع على عصمتهم في التبليغ ؛ وفي أبي البقاء : واعلم أن الأنبياء عصموا دائما عن الكفر » وقبائح يطعن بها › أو تدني إلى دناءة الهمة › وعن الطعن بالكذب › وبعد البعثة عن سائر الكبائر لا قبلها . أ ه . ۱۱۸ س وهذا كما ترى غير موافق لمعتمد المذهب ٠ وإن إعتمده بعض ٠ فإن الصواب غيره ؛ وفي المعالم : وذهب أصحابنا إلى عصمتهم من الكبيرة على كل حال دون الصغائر› ولا يقرون عليها بعد النبوة. أ ه. ولقطب الأئمة في تفسيره › قال عز من قائل : ل وَوَجَدَكَ ضَالا فهّدى چ رن ما نصه : ومن زعم أنه ضل عن الحق › وكان على ملة قومه › ثم هداه الله للإسلام فقد كفر › فان الأنبياء معصومون عن الكبائر قبل البلوغ وبعده › وقبل النبوة وبعدها . أعني : لا يفعلون ما يكون كبيرة في حق البالغ المكلف : ل مَا صل صَاحنكم وَمَا غُوّى 4 ١٠ » ومعصومون عن الصغائر والقبائح › فكيف يشركون ؟ ولو كان ذلك لعابه به المشركون . أه . وسُئل الإمام ابن محبوب (ر مهما الله تعالى) › عن الأنبياء (صلوات الله عليهم) : ما كانوا عند الله إذْ كانوا رجالا غير مُسلمين ؟ قال : لا يجوز هذا القول في الأنبياء وهم أولياء الله » ولا يجوز أُن یکونوا عند عند الله في شيء من الُحالات كفاراً أو ضلالا » وهم أصفياء الله قبل أن يخلقهم ؛ قال : وأما قوله تعالى : ل وَوَجَدَك ضالا فهَّدَی ڳ . اي : يعني ضالاً عن النبوة لم تأته بعد › وكذا فسر قول موسی رالا ‎ :‏ قال فَعَلهَا إذاً ونا من الصَاليَ 4 رس » أي : عن النبوة أيضا . أه " منهاج الشيخ خيس ". وفيه أيضا : ولا يجوز أن توصف الأنبياء بالمعاصي › وقد ارتضاهم (١) سورة الضحى : ۷ . (۲) سورة النجم : ٢ . (٢) سورة الشعراء : ٠۲ - ۱۱۹ الله واصطفاهم › وجعلهم حجة على عباده : ل يَأمُرون بالمعروف وَيَهُون عن المُنكر € ر . أه. وفي أبي البقاء : وعصمة الأنبياء : حفظ الله أياهم › أول : يما اختصهم به من صفاء الجوهر . ثم بما أولاهم من الفضائل الجسيمة النقية › ثم بالنصرة وثبتت ت الأقدام › ثم بانزال السكينة عليهم وبحفظ قلوبهم بالتوفيق . أ ه . إما قبل اللبوة › أي : قبل الإيحاء إليهم › فهم معصومون عن الكبائر › خلافا لأبي البقاء › ومن حذا حذوه › وإن صدر من أحد منهم صغير » أي : على سبيل الغلط في التأويل » أو على سبيل النسيان » في غير ما أمروا بتبليغه› كقصة آدم وأكله من الشجرة › على سبيل الغلط ٠ حيث تأول أنه غير منهي عن جنس تلك الشجرة › وإنما نهي عن شجرة واحدة › أو أنه نسي النهي على بعض التأويل › وكوكز سيدنا مُوسى رالَلا) القبطي › إعانة منه للذي من شيعته لأن القبطي باغ على ذلك الرجل › ولم يرد أن يقتله لأنه لم يؤذن له بعد › وَإِلا فقتل الكافر جائ » روي أن القبطي كان خبازاً لفرعون » وأنه يحمل الإسرائيلي الحطب › وكأذنه كك للذين قال تعالى في حقهم :ل عَفا الله عَنكَ لم أَذِنت لَهُم 4 ر ٠ ونحو ذلك › فلا يقر عليه بعدها › أي : بعد النبوة › ولو لم تكن هذه لِمّمَا , لما عوتبوا واستغفروا وبكوا › ونعيت عليهم زلاتهم › فمن زعم أنهم معصومون عن الصغائر والكبائر قبل البعنة وبعدها › فقد رد النصوص (١) سورة التوبة : ۷۱ . (۲) سورة التوبة : ٤٤ . ت وفي أبي البقاء : والدليل على أن النبي مشل الأمة » في حبق جواز صدور المعصية منه قوله تعالى : ل إنمًا أا يشر مُلكم يُوحَي ِي ر » وقوله تعال : « ولولا أن تساك لقد كدت تركن إِليهم شيا ليلا ه ر » لکن لکن الله تعالى عصمهم ظاهراً وباطناً من التلبس بمنهي عنه مُطلقا . فيجب في حقهم الصدق فيما بلغوه عن اللّه تعالى إتفاقاً » وكذا الأمانة على المشهور › بل الصواب قبل النبوة وبعدها › فالكذب في التبليغ عمدا كان » أو سهوا , أو غلطا › في حقهم مستحيل › وكذا الخيانة بفعل شيء مما نهي عنه نهي تحريم أو كراهية » كذا يستحيل في حقهم كتمان شيء مما أمروا بتبليفه › لوجوب التبليغ في حقهم أيضا » ثم اعلم أن ما أمرهم الله من الشرع وتقريره وما يجري مجراهما من الأفعال › كتعليم الأمة بالفعل › فهم معصومون فيه من السهو والغلط ٠ وأما ما ليس من هذين القسمين › أعني به : ما ليس من يقة الإبلاغ . بل يختص به الأنبياء من أمور دينهم وأفكار قلوبهم › ونحو ذلك مما يفعلونه › لا ليبلغوا فيه › فإنهم فيه كغيرهم من البشر في جواز السهو والغلط › هذا ما عليه أكثر العُلماء خلافا لجماعة أمتصوفة وطائفة من المتكلمين » حيث منوا الهو والسيان والغفلات والعثرات جملة في حقهم › وأما قصصهم فما كان منها منقولا بالأحاديث وجب ردها › لأن نسبة الخطاً إلى الرواة أهون من نسبة المعاصي إلى الأنبياء » وما ثبت منها تواتراً. فما دام له محمل آخر جملناه عليه › لنصرفه عن ظاهره لدلائل العصمة › ومالم نجد له محيدا › حكمنا على أنه كان قبل البعثة , لأنهم جوزوا صدور المعصية (١) سورة الكهف : ١١٠ ؛ سورة قصلت :١ . (۲) سورة الإسراء : ٢٤۷ . ١۱۲ س على سبيل الندور كقصة أخوة يوسف . فان إخوته صاروا أنبياء . أ أقول قوله : لأنهم جوزوا صدور المعصية ... إلخ › إن أراد بالمعصية الصغيرة . فصحيح ‏ كما تقدم - وإن أراد به الكبيرة › كما هو مذهيه فلا لأن زلاتهم كلها لم تخرج عن دائرة الصغير » كما تقدم عن الأئمة › وأما أخوة يوسف فقد اختلف في نبوتهم › رفع ذلك أهل مذهبه ؛ قال البوصيري : وسمعتم بكيد أبناء يعقوب › أخاهم . وكلهم صلحاء › ولم يقل : وكلهم أنبياء ؛ قال أبو البقاء أيضا : أو من قيل ترك الأول » أو من صغائر صدرت عنهم سهوا » أو من قل الإعتراف بكونه ظلماً منهم » أو من قبيل التواضع وهضم النفس » وغير ذلك من المحامل › فواقعة آدم نسيان › أو قبل النبوة › بدليل لثم اجتبَاةُ رَه 4 )۱« والمدعي مُطالب بالبیان › و کلام الخليل راقلا : هذا ري ر » على سبيل السرض ليطله . و « بل فقلة كبيرهُم » ر » إستهزاءٌ » وقد يعلق الخبر للنفي . فعلى هذا معنى قو له : ل بل عله كييرهُم هذا فسلوهُم إن كانوأ يفون » ر » لم يفعلوا › و ا إني سيم 4 رم › كان واقعاً أو سيقع › وهذه أختي ٠ يعني في الدين › وقصة داود لم يثبت ذلك على ما قصوه › وقتل مُوسی القبطي قبل النبوة أو خط › ل وَوَجَدَكَ ضّالا € رم › مُعارضا بقوله : ل ما ضَل صَاحبكم وَمَا غُوّى رأ » والاذن للمنافقين › وأخذ الفداء من (١) سورة طه : ۱۲۲ ۔ (۲) سورة الأنعام : ٩۷ . (۳) سورة الأنبياء : ۳٦ . (٤) سورة الأنبياء : ۳٩ . (٥) سورة الصافات : ٩۸ . (1) سورة الضحی : ۷ . (۷) سورة النجم : ٢ . - ۱۲۲ الأسارى › قد وقعا بعد المشاورة فيهما › ولم يعلم أن الأولى فيهما الترك إلا بعد الوحي › فالنبي معذور فيهما . أ ه . وقد تواتر أنه ك إدعى النبوة والرسالة , وظهر الخارق على وفق دعواه › فهو رسول الله » وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ؛ التواتر : ابر الثابت على ألْسَِةٍ قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب .› وأنه ليقوم مقام العيان في إفادته العلم . فدعواه اللبوة والرسالة يك › لا سبيل إلى إنتكاره وظهر الخارق › أي : الأمر الناقض للعادة . وهو المعبر عنه بالمعجزة على وفق دعواه » أي : موافق ذلك الخارق لدعواه › أنه نبي ورسول . وفي " المعالم " : إن لنبينا محمد فة آيات ومعجزات لا تحصى ٠ والفرق بينهما › أن الآية تدل على صحة ما جاء به . وإن لم يتحد بها ٠ وأن المعجزة مشروطة مع ذلك بالتحدي › ومعجزته العظمى التي تحدى بها على الكافة القرآن › لأن القوم الذين نشا فيهم الغالب عليهم في ذلك الزمان الفصاحة والبلاغة › فكانت من جنس ما غلب عليهم › وذلك أبلغ في العجز وأقطع للعذر. أه. والإعجاز بالإيجاز › والبلاغة , والبيان › والفصاحة › وبعدم كلال قارئه . وملل مستمعه › وبخرق العادة في نظمه › وبالإخبار بالغيب › وبأخبار من مضى » وبجمعه علوما لم يجمعها غيره من حلال ٠ وحرام › ومواعظ » وأمثال › وبصرف الهمة عن معارضته › وهل كل آية معجزة منه › أو السورة . وأقلها ثلاث آيات › كالكوثر › أو كله › - ۱۲۳ _- والقول الأخير باطل › أقوال ثلائة . أ ه قطب الأئمة (بتصرف) . فهو رسول الله وتقدم معناه - ومعنى تسميته بمحمد ي8 › قال القطلب : نبئ الله محمد عَلّم منقول من اسم مفعول أحمد ربالتشديد) للمبالغة » أما من الله لكثرة خصَاله المحمودة › أو سماه به جده عبد المطلب ٠ ولم يكن من أسماء آبائه » رجاءً أن يحمد في السماء والأرض . أ ه . ابن عبد الله بن عبد المطلب ؛ قال القطب أيضاً ٠ وتجب معرفة أبيه عبد الله وجده عبد المطلب , وأنه هاشمي › وأنه فرشي › عند بعض . أ ه . ۱ وفي " شرح النونية " : وأن من قال : أعرف أن محمداً رسول الله » ولا أعرف قبيلته ولا نسبه » كان مُوحدا › ولا يضره جهلهما ؛ أن من قال : أعرف رسول الله , ولا أعرفه ابن عبد الله › فهو مُوحد› ولا يضره جهله كونه اين عبد الله » إن كان محمد حاضراً » وإن کان غائبا » أو ميتا › » لم يكن مُوحداً لجهله ذلك ؛ وإن قال : أعرفه ابن عبد الله › ولا أعرف جده › كان مُوحدا › ولا يضره جهله ؛ وقيل : يضره › وأنه غير مُوحد . أ ه وقد نسخ شرعه كل الشرع › أي : إلأ ما لا سخ › كالتوحيد › ومكارم الأخلاق ؛ ونسخ الشرع : رفعه وإزالته بحكم شرعي › وهو جائز عقلا› واقع شرعاً › فلا سبيل إلى إنكاره ؛ والشرع لأحكام امس اة وما في افا وك فلار قرلا - ١٤۱۲ - مخصوص من نبي من الأنبياء صريحا أو دلالة فهو شرع » والشوع منشيء للأحكام › لا مُبين ومؤكد لحكم العقل › خلافا لزاعمي ذلك « وتقدم : أن من كان على شريعة فله الإقامة عليها › مالم تقم عليه الحجة بنسخها › وأن من ليس على شريعة › فليس بمعذور إن بلغ عاقلا » إلا إن اعترف لِلهٍ بالوحدانية » ولم يضيع شيئ بعد قيام الحجة 4 عليه » والصحيح أن شرع من قبلنا ليس بشرع لا › إل أن أقره شرعناء وأنه ك قبل بعثته لم يتعبد بشرع نبي من الأنبياء » وأن شرعه موافق لشرع إبراهيم في احج خاصة› أما قوله تعالى : ا فَهداهُم اقعده ر٠ فإنما ذلك في مكارم الأخلاق والتوحيد . وفي " الكشاف " : والْمراد بهداهم طريقتهم : في الإيمان بالله وتوحيده » وأصول الدين دون الشرائع › فإنها مختلفة › وهي هدى ما لم تسخ › فإذا نسخت لم تبق هدى » بخلاف أصول الديين › فإنها هدى أبدا › وقد أيده تعالى بثلاث في ذاته هدى منقول › وصدق مقبول › وغيب مبذول ؛ أيد قواه بثلاث › أي : خصال في ذاته › أي : كائنة في ذاته » أي : في نفسه › هدى منقول › الهدى والهداية الدلالة الى ما يوصل إلى المطلوب › أ اهنا الصّرَاط المُسقِيم € ‹6 › والْمراد هنا ما فيه من خصال الّخير . كالحلم › والكرم › والسخاء › والعلم › واليُمن › والبركة › فإانه 8 كان بالمكان الأمكين › منها في السريرة والعلانية » حتى أنه لا يوجد من يدانيه في واحدة من تلك الخصال › كيف وقد ججعت له ججيعها ؛ وصدق مقبول : أما صدقه فلا ET () سورة الأنعام : ٠٩ . ٢) سورة الفاتحة : ١ . ۴ () سور ١۱۲ - يحتاج إلى إيضاح › لأنه غير خاف › وقد أجمع عليه أولياؤه وأعداؤه › حتى سموه الأمين في الجاهلية . واعترف له بذلك كل أحد › مع بذلهم أنفسهم وأموالهم في القدح فيه › فلم يعبه أحد بشيء من ن الكذب › جاهلية ولا إسلاما ؛ وغيب مبذول ۽ أي : إخباره بالمغييات › وأقله حکایته عن ربه انه ‎ :‏ لْظهرَةُ على الدين كله 4 رى » فوفى له بذلك في حياته › وأسعفه به بعد مماته » وليس من حكمة العليم الحكيم أن يحقق صدق الكاذب › ونقل عن التوراة أنه لا يطول أمد الكذب › كيف وأنواره ‏ والْحَمدُ لله - ساطعة . وحججه لائحة › لم تخلقها الأيام › ذلك عطاء ذي الجلال والإكراه وإنما قلنا : بثلاث في ذاته ... إلخ › تبعا لأبي يعقوب في دليله › ولأن العدد لا يفيد الحصر › وثلاث في كتابه تأليف عجيب »› وتعريف أخبار القرون الذهوب › وتوقيف على أسرار الغيوب › أي : وأيده بشلاث ... إلخ › لأنه معطوف على الأول › أي : بثلاث خصال ء وكتابه ك : هُوَ الكتاب العزيز الي : « َيه الَاطِلُ ين بَين يَدَيه ولا مين خلفه تنزِيل من حَکيم حَمِي چ ر ٠ وإنما فلا : تابه لأنه جاء به عن ربه : « كاب أنرلاة إليك حرج الاس من الظْمَات إِلّى الور € رس » وأما تأليفه العجيب : فهو ظاهر بالضرورة › وقد تحدی به في حياته فأعجز › وأسعفه تعالى به بعد مماته فأنجز › فهو التأليف الذي أعجز به الخليقة › وظهر عليهم باحقيقة . (١) سورة التوية : ۳۳ . ِ (۲) سورة فُصلت : ٤٤ . (۳) سورة إبراهیم : ١ . - ۱٦۱۲ - وفي " المعالم " : واختلفوا في تعيين الوجه المعجز الي تحدى به » فإنه اشتمل على وجوه من الإعجاز › فقال بعض من المعتزلة : إعجازه أسلوبه ونظمه الخاص ؛ وقال بعض : فصاحته وجزالته ؛ وقال قوم : مجموع ذلك › وهو المختار . أه . وتعريف أخبار القرون الذهوب : هو الإخبار عن القرون الماضية ٠ والأمم الخالية في غابر الزمان › فطابق أخباره الواقع ؛ وفي " الدليل " فجاءت على وفق أهلها ‏ ولن يقدر أحد أن يحيط علما بأخبار أقطار البلاد في زمانه » فكيف بسائر الدنيا أخبارا وأسرارا › ولا خبر أعظم من إخباره بأسرار أهل زمانه , فأطبقوا على إصابته » وليس من طبع الخليقة أن يسالموا ويطبقوا › وقد وقفوا على كذبة . أ ه . فكم خبر عن الأنبياء والأمم طابق ما في كتبهم مع کونه كط أميا لا يكتب ولا يقرا الكتابة : ل وما كنت تلو ين فيه ين كاب وَلا تحط يمك إذاً رناب المبطلُو 4 ر٠ » وتوقيف على أسرار الغيوب ٠ وهذا مع كونه من الطراز الأول » لاد وأن کون أعم من لاشتماله على المتقدم والحاضر والآتي من الأخبار › ومع ذلك فانه مشتمل على إستخراج الفوائد والعلل المستنبطة منه› مع أنه غير مخالف لقضايا العقول › فهو كناب لا تحصى فوائده .› ولا تتقضي عجائبه › لا يخلق على كثرة الترداد › ولا تتحصر فوائده بتعداد › فسبحان من أنزله : « كتابا مُتشابها اني قمر نة جُلُودُ اين يَخحشون ربهُم ثم لين جُلُودُهُم وَفلوهُم إلى ذكر اللّهِ 4 ر ٠ فهو (١) سورة العنكبوت : ۸٤ . (۲) سورة الزمر : ۲۳ . - ۱۲۷ يوقفك ‏ لا محالة ‏ على أسرار المغيبات › من استنباط الأحكام › وتمييزات الحلال من الحرام › مع ما فيه من الإخبار عن الوقائع › كقوله تعالى : لل الم ¥ غلبت الرُومُ 3 في أدنى الأرض وَهُم من بعد غلبهم سَيَلبُونَ ¥ في بضع سِنِنَ 4 ر » فکان كما أخبر بلا جدال ۽ وکقوله تعالی : ل وَعَد الله الَذِين أمنوا منكم $ ( . وثلاث في أمته : رجوع العدو المباينء ونزول البركات والخزائن › وإفتتاح البلاد والمدائن ؛ وأيده أيضا بثلاث خجصال في أمته : رجوع العدو المباين › أي : إحداها : رجوع المخالف له إليه › بعد ما كان له طالبا › وعن دينه راغبا , فصار بعد طلبه الثأر منه في المال والنفس › راجعا إليه » مُطيعا لأمره › مُوافقاً له بعد توليه عنه › يفديه بالنفس والمال › ويؤثره على الأهل والعيال › فانقلبت العداوة محبة› والمخالفة طاعة › غير كاره ولا مقهور › طلباً للوسيلة ء وروما للفضيلة › فسبحان مُقلب القلوب ؛ الخصله الثانية : نزول البركات والخزائن › وهذا ظاهر للعيان › فإنه ي جُمعت له الدُنيا بحذافيرها › ودرت له ألبانها › فأينعت أثمارها › وإيتهجت ت أقطارها › ونورت أشجارها › لقوم کانوا جفاة بدا » أشبه شيء بمواشيهم , » فر جعوا ذوي أخطار › ملوکا ذوي أقدار تملكوا ما بين الخافقين » وفازوا بعز الدارين › ومن وراء هذا كله ما نه َء حيث قال :"ما نزل هذه اليل من الفعق أوقضوا صواحب الحجرات " ؛ والخصلة الثالشة : إفساح البلاد والمدائن › سے وهذا أمر لا خفاء فيه فهو أوضح من أن يؤتي عليه بيان › فانه 8 (١) سورة الروم : ١ - ٤ . (۲) سورة الور : ١٥٥ . - ۱۲۸ قد أعطي ما لم يط نبي قبله › فإنه فحت له البلاد › وأذعنت له العباد » وذلك تصديقا لقوله تعالى ‎ :‏ لظهرَةُ عَلى الدين کله ولو كره المُشرِكُون 4 ر » فظهرت المساجد والجُمعات › وأقيمت الصلوات في الجماعات › ودُمرت الكنائس والبيع وظهر الإسلام في أكٹر الأقطار › ظهورا لا خفاء فيه . وفي " الدليل " › لأبي يعقوب (رجه اللّه) : واعلم أن الله تعالى وهب لمحمد ي ما لم يهب لبي قبله ولا لملك › وذلك أن بني إسرائيل امتن الله عليهم أن وعدهم إفتتاح القدس ومدائن الشام › وإستطالت به بنو إسرائيل على جيع الأنبياء والأمم التي قبلهم فكان ذلك › كذلك ولم يصح مع ذلك مدائن الشام كلها . وأفضل الشام فلسطين والدروب للروم › ألا ترى قول الله تعالى لداود حين قال له أخرج أولاد كنعان من أرض فلسطين › فإنهم لا يطيعون نبياً منهم ولا من غیرهم ۽ فهم للأرض كالجدري للوجه » ففتح الله تعالى لمحمد ك الشام كله . فلسطين ودروبه » وجزيرة العرب بأسرها › والجزيرة› جزيرة بني غُمر إلى الجودي › إلى ما وراء ذلك › والعراق › والبحرين › وغُمان › واليمن قاطبة » والحسا › وهجر › والمشقر › وأرض فارس › واماهات › وهمدان وحلوان › والري › وأرمينية › وخراسان › ومن وراء ذلك الصين › وإلى سمرقند › وبخارى › والتمرمذ › إلى سد يأجوج ومأجوج › ومن ناحية السند » والهند › وكرمان › ومكران › وسجستان › وغرنة › والتبت › ومن المغرب › مصر › وإفريقية cs (١) سورة التوبة : ۳۴ . - ۱۲۹ والأندلس › وبعد المخمسمائة من الهجرة فتح الله عليه بلاد السودان › جوجو ‏ وغانة إلى الجزائر الخالدات › فهو ملك الأرض من فرغانة إلى غانه . أ ه تخرب عليه الأحزاب ٠ فهو من إخباره بالڵمغيبات . فعلى كل مكلف الإيمان به » في كل ما جاء به عن الله عز وجل جملة وتفصيلا » وأنه حت › أي : إذا ژ شت جيع ماذکر من ن الآيات والمعجزات › فعلى المكلف › أي : فييجب على المكلف وجوباً شرعياً لا عقلياً ‏ واأمكلف : البالغ العاقل › الإيمان به كك أي : تصديقه في كل ما جاء به من أمر أو نهي جملة › إن قامت عليه الحجة بجملته وتفصيلاً » حيث يجب عليه التفصيل › إن قامت عليه الحجة بتفصيله وأنه حق ۽ أي : وأن يعلم أنه حق »› أي : يع ما جاء به مُطابق للواقع ؛ واعلم أن شروط التكليف البلوغ والعقل › وقيام الحجة › وأن يفهم المكلف الأمر الذي كلفه فلا تكليف على صبي › ولا مجنون › وكذا من لم تقم عليه الحجة بشيء من دين الله , ومن لم يفهم الخطات والعبارة › كالعجم إذا خوطب بالعربية › ونحو ذلك .٠ والحجة : ما يحصل بها للناظر حقيقة الشيء المنظورفيهء واستحسنت هذه العبارة , لأن الحجة إذا كانت فهي حجة › ولو جهلها الجاهل ؛ وقيل : ما دل به على صحة الداعوى ؛ وقيل : إنها مرادفة للدليل › » بمعنى : الدلالة . أي : ما يعرف به الشيء المدلول عليه › وتنقسم الحجة إلى عقلية › فيما يدرك العقل › من غير واسطة سماع › س ١۱۳ - كئبوت الصانع › ووجوب قدمه › وإستحالة عدمه › ونحو ذلك ٠ وإلى سمعية فيما لا يصل إليه العقل إل بواسطة السمع كوجوب الصلاة في الأوقات المخصوصة بشروطها ووظائفها › ونحو ذلك › وأما الإيمان الشرعي فهو ما قارنه الواب ‏ وسيأتي قريبا تفصیله - وفي " مختصر القواعد " : يجب إعتقاد أحقية ما جاء به سيدنا محمد ك › والإقرار بها إجالاً » وقيل : يكفي إعتقاد اللجمل الثلاث › وقال بعض : أن من اعتقدهن ولم ينطق بهن › مُشرك ؛ وأن من قال : يكفيه ذلك › كافر . أه . أقول : كيف يقال ذلك › والمسألة خحلافيه » وليس من قواعدهىم التكفير في المُختلف فيه ؟ والذي عليه الإمام أبو سعيد رظ : أنه لا يلزم الإقرار إل على رجلين › أحدهما : من تقدم منه شرك أو شك في شيء منها › والشاني : من نشا في دار الشرك » لأنه محكوم عليه بحكم أهل الدار في الظاهر › والقول الأول › أي : أن عليه الإقرار أول البلوغ - قول الجمهور لأن الإقرار شرط للإسلام أو شطر منه ولا يتم إل به ؛ وقال في " مُختصر القواعد " أيضا : وأما بالتفصيل › فمنه ما وسع حتى يجيء وقته › وما وسع حتی یسئل عنه » أو يخطر بباله ٠ أو ينكره › كتعيين صفة › وما وسع حتى تقوم الحجة » كتعيين نبي أو ملك › وما وسع أبدا ما وجد من قام به » كقسم المواریث › لکن لا يعذر إن قال فيه بغير احق ٠ أو قارفه بجهل › أو صوب الخطاً فيه › وإنما يخرج من الشرك بالإقرار والإعتقاد › أن لا إل إلا الله وأن محمدا رسُول الله › وأن ما جاء به حق .أه. ١۱۳ س وانظر إلى كلامه : أنه يخرج من الشرك بالإقرار › وهذا ‏ كما تقدم ‏ فيمن دخل في الشرك لا غير › والصحيح أنه يتم توحيده وإيمانه ياقراره وإعتقاد الجمل الثلاث ما لم يضيع شيا لزمه بعد قيام الحجة 4 عليه » واعلم أنه لا يصح التكليف بالمحال . كتكليف الأخرس النطق خحلافا لبعض القوم لانتفائه عقلاً ونقلاً › ومن أراد بسط هذه المسائل فعليه بامطولات و ا إِنً الدينَ عند الله الإسلاَم 4 » وأنه ججيع ما أمر الله به عباده أن يطيعوه به » من قول » وعمل › ونية › وإعتقاد » أي : وأن يعتقد المكلف أن الدين ... إلخ › وهذا مُقتبس من قوله تعالى : ل ِن الأينَ عند الله الإسلامُ 4 رى ٠ وأنه ججيع ما أمر الله به عباده ... إلخ › أي : من الواجبات › والمندوبات › وترك المحظورات › والمكروهات › فالمندوب : مأمور به أمر ندب › كما أن المكروه : منهي عنه نهي تکریه ۽ من قول : كالاقرار بحقية هيع ما اتی به سیدنا محمد ي › أو يكفيه الإقرار بالجمل الثلاث › كما مر قريباً › عن قطب الأئمة (عفى الله عنه) » وعَمَل › واعلم أن العمل منه مؤقت › فالإتيان به في وقته واجب » كالصلاة والصوم › ونحو ذلك › ومنه ما وقته العُمر كله › كفرض الحج والزكاة › فقيل : واسع جهله ما لم يجب عليه أداؤه أو الوصية به › وقول : جهله غير واسع › وإن سوغ تأخيره› وثمت قول : أنهما فوريان ؛ والاعتقاد , كاعتقاد ما لا يسع جهل اعتقاده من أمر التوحيد » وجميع فروع الاعتقاد › كثبوت الوحدانية والرسالة » ونحو ذلك من الإعتقادات يأثم . (۱) سورة آل عمران : ۱۹ . ۱۳۲ س اعلم أن الدين لغة العادة والجزاء › وغير ذلك › واصطلاحا ما يشتمل على أصول الشريعة وفروعها واحد بأنه وضع إِلْهي سابق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات . قال القطب (جزاه الله خيرا) : واحترز بالإلهي عن الوضع البشري . كالرسوم › والسياسة › والتدبيرات المعاشية › وبأولي الألباب ٠ عن الوضع الطبيعي الذي يهتدي به الحيوان لمنافعها ومضارها › وياختيارهم المحمود عن المعاني الإتفاقية والضرورية › وبإلى ما هو خير لهم بالذات »٠ من نحو صناعة الفلاحة › فإنها بالوضع الإلهي الذي هو تأثير الماء » وحرارة الشمس › وتأثير الهواء والأرض › بخلق الله تعالى ذلك › وبسائق أولي الألباب إلى صنف من الخير بالإختيار المحمود › لكن ليست تسّوق إلى ما هو خير بالذات . وهو مايکون خيرا » بالقياس إلى كل شيء » وهو السعادة الأبدية . أ ه . وقال السيد الجرجاني : الدين وضع إِلهي يدعو أصحاب العقول ال قبول ما هو عند الرسول ي8 › قال : والدين والملة متحدان بالذات » ومُختلفان بالإعتبار › فإن الشريعة من حيث أنها تطاع تسمى : ديا » ومن حيث أنها تجمع تسمى : مِلّة ٠ وقيل : الفرق بين الاين والملة » أن الدين منسوب إلى الله , والْملة منسوبة إلى الرسُول . أه . وفي أبي البقاء : والْملة : ما شرعه الله لعباده على لسان نبيه › ليتوصلوا به إلى أجل ثوابه » والدين مثلها » لكن الملة تقال باعتبار الأعاء إِليه ء والدين باعتبار الطاعة والانقياد له › والْملة الطريقة أيضا › - ۱۳۳ ثم نقلت إلى أصول الشرائع › من حيث أن الأنبياء يعلمونها ويسلكونها › ويسلكون من أمروا يإرشادهم بالنظر إلى الأصل » وبهذا الإعتبار لا تضاف إلا إلى البي الذي تسند إليه › ولا تكاد توجد مُضافا إلى الله تعالى » ولا إلى آحاد أمة البي » ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها ؛ إلى أن قال : والشريعة تضاف إلى الله والبي والأمة › وهي من حيث انها يُطاع بها تسمی : دیا ومن حيث أنها يجتمع عليها تسمى : ملة » وكثيرا ما تستعمل هذه الألفاظ بعضها مكان بعض ٠ ولهذا قيل : أنها متحدة بالذات › ومُتغايرة بالاعتبار › إذ الطريقة المخصوصة الثابتة عن البي يق وتسمى : بالإيمان : من حيث أنه واجب الإذعان ؛ وبالإسلام : من حيث أنه واجب التسليم ؛ وبالدين : من حيث أنه يُجزى به ؛ وبالملة : من حيث أنه يُملي ویکتب ویيجتمع عليه ؛ وبالشريعة : من حيث انه يرد على زلال كماله المتعطشون ؛ وبالناموس : من حيث أنه أتى به املك الذي أسمه الناموس › وهو جبريل ركلا . أ ه . فإذا عرفت هذا عرفت قولنا في المتن . وأن الدين والايمان والاسلام شي واحد مُختلفة المفهوه » مُتحدة المصادق ؛ قال القطب (عفى اله عنه) : واعلم أن الديين والإسلام والإيمان بمعنى واحد » وهو ما أمر الله به عباده أن يطيعوه › أو نفس الطاعة ؛ وقيل : ما صدقها واحد › ومفهومها مُختلف ٠ فمن حيث أن ذلك مُعتقد ومقطوع عذر من خالفه » أو يُجازى عليه › أو يلزم ويعتاد › يسم : دينا ؛ ومن حيث أنه مُستسلم إليه › ويذعن إليه › يُسمى : إسلاما ؛ ١۱۳ - ومن حيث التصديق به › يسمى : إيمانا » وقد يُطلق كل منها على التوحيد › وقد يطلق الإسلام على العمل الصالح . أ ه . وأنت خبير إن إطلاق كل منها على التوحيد › وإطلاق الإسلام على العمل الصالح › أخص من القول الأول › فليتامل . وفي " المعالم " : والإيمان لغة التصديق شرعا › أن تشهد لله تعالى بالوحدانية » ولمحمد ي › بالرسالة » وأن جميع ما جاء به حق › من المأمورات › ووظائف الاين › كلف الله بها عباده › والاسلام لغة الخضوع والانقياد ( وشرعاً أعمال الجوارح والقلب بجميع وفي " القداطر " : فإن قال قائل : قد نص رسول الله $ في حديث جبريل راكَللم) : " أن الإيمان هو ما يتعلق بالقلب من الإعتقادات " › وبقوله ي8 : " إن الإيمان ها هنا " رى » وأشار إلى صدره › وفيه أيضا : " فهل لا شققت عن قلبه للذي قعل الصارخ بالإيمان " › وأن الإسلام هو ما يتعلق بالجوارح من العبادات › ولم يذكر الدين › وأنت توجب الإيمان هو الإسلام › وأن الإسلام هو الإيمان › وهما الدين › فاعلم أن الإيمان أصله التصديق - كما ذکرنا ۔ وأُن الإسلام أصله الإاستسلام والخضوع › وأن الإسلام كله من قبل التصديق إيمان › وأن الإيمان من قبل الإستسلام والخضوع إسلام › والدين من قبل الإيمان تصديق › والإيمان من قبل الدين طاعة › وأن الأسلام من قبل الدين طاعة › والدين من قبل الإستسلام إسلام › وكل ‎o‏ _ ١۱۳ - خصلة من الإيمان فهي إسلام ودين › وكل خصلة من الإسلام فهي إيمان ودين › وكل خصلة من الدين إيمان وإسلام › وإلى هذا القول ذهب أصحابنا (رجهم اللّه) › وهو الصواب إن شاء الله › إذ لا يسعك أن تنفي الإيمان عن الصلاة وأخواتها › فإن إتسع لك ٠ فلا يسعك أن تفي الإسلام عن الإييمان » الذي هو الإعتقاد › فيكون الواحىد مُؤمناً غير مُسلم » ومُسلماً غير مُؤمن › قال الله عز وجل : < وَذَلِكَ دين القيْمَةٍ 4 رى ٠ وقال : إن الدينَ عند الله الإسلام € ‹ › وقال : لل ومن يبغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبَلَ من € رس ٠ أ ه . وبهذا تعلم أن الإختلاف في الإيمان من أنه القول فقط › أو القول والإعتقاد › أو هُما معا › وأن العمل خارج عن الإيمان › لمغايرته له ٤ ي العطف في القرآن › أقوال مردودة » فمن أراد الوقوف على ذلك فلیراجع المطولات . tA ‏دة ٠‎ 0 ٩ ۇچ ‎CEE‏ اعلم أن للدين قوائم وقواعد › فقوائمة أربعة : العلم › والعمل › والنية › والورع ؛ فأما العلم : فعلم مالايسع جهله من علم الإعتقادات › وعلم ما يجب فعله عند وجود العمل أو الترك ؛ وأما العمل : فهو فعل الواجبات وترك المنهيات إذا كلف بها وصار من جملة المخاطبين مع وجود السبب والشروط وإنتفاء الموانع ي وأما النية : فهي تجري مرضاة الآير وامتال أمره » فلو عمل ولم نو فكمن لم ,() سورة البينة : ٥ . ا (۲) سورة آل عمران : ۱۹ . (۳) سورة آل عمران : ٥۸ ۰ ٦۱۳ - يعمل ؛ وأما الورع : فالكف عن الشبهات وترك المحرمات › فلو عمل وأصر على معصية ناويا أن يلقى الله مصرا عليها › فأعماله هباء ليس له منها إلا العناء : ل إنَمَا بعل الله من المَقِينَ 4 رى ؛ وأما قواعده فأربعة أيضا : الإستسلام لأمر الله › والرضاء بقضاء الله › والتوكل على الله › والتفويض إلى الله ؛ فالإستسلام : هو الخضوع والإنقياد إلى ما أمر الله به ؛ والرضى بقضاء الله : عدم السخط لشيء ما من جميع ما حكم فيه › والعزم على الإمتثال فيما حكم ؛ والتوكل على الله : هو الإستيثاق بما عنده › والإعتماد عليه وإظهار العجز : لل قل لا أملِكُ لنفسيي ضرا ولا تفعاً إلا ما اء الله 4 ر ؛ وأما التفويض إلى الله : فهو رد الأمور كلها إليه » فإن في ذلك إستراحة لنفس المفوض » فان كم الله ماض › رضى العبد أو لاء وإنما له الأجر الجزيل في التفويض ٠ فمن أنكر شيثاً مما تقدم حُكم بشركه » ومن إستحل لِم حرم الله بغير تأويل مُشرك » أي : فمن أنكر شيئا مما تقدم من التوحيد › كأن يعتقد أن واجب الوجود ليس بموجود » كمن يقول : بقدم الصانع وقدم العالم › كالدهرية (أخزاهم اللّه) ؛ أو ثبت له شريكا في الخلق والإختراع » كالْمجوس (قبحهم اللّه) › أو يسويه بخلقه في شيء من كمالاته . أو يسوي خلقه به . كفعل جاهلية العرب › حيث قالوا : ل ما تَعبُدُهُم إلا ربوا إلى اللّهِ زلفى 4 ر۳ » ويصفه بصفة نقص › كالجهل › والعجز › والعمى › والصمم › ونحو ذلك ؛ أو ينفي (١) سورة المائدة : ۲۷ . (۲) سورة الأعراف : ۱۸۸ . (٢) سورة الزمر : ۳ . - ۱۳۷ _ عنه كمالاته التي هي عين ذاته › كالعلم » والقدرة › والإرادة › والحياة ونحوها ؛ أو يُنكر الرسالة مغلا . كأن يقول باستحالتها › كالبراهمة ؛ أو يقول : بأن الوحي لا وجود له في نفس الأمر › بل هو خيال يتخيله النبي أو الرسول › كالفلاسفة › أو نحو ذلك › حكم بشركه › أي : حكم الشرع عليه بالشرك › أي : يترتب عليه ما يترتب على أهل حزبه ك › من القتل › والسبي › وغم الأموال › والنجاسة » ونحو ذلك › ومن استحل لما حرم الله بعد قيام الحجة عليه › مغل الميتة › والدم › ولحم الخنزير › ونكاح ذوات امحارم » ونحو ذلك من غير تأويل › بل راد للنص ء فهو مُشرك أيضا › يترتب عليه ما يترتب على الذي قبله › وكذا المحرم ما أحل الله من غير تأويل بعد الحجة › لأنه مُكذب لله . وفي أبي البقاء : والشرك أنواع : شرك الاستقلال . وهو إثبات إلهين مُستقلين , كشرك المجوس ؛ وشرك التبعيض : وهو تركيب الله من آلهة › كشرك النصارى ؛ وشرك التقريب : وهو عبادة غير الله ليقرب إلى الله زلفى » كشرك متقدمي الجاهلية ؛ وشرك التقليد : وهو عبادة غير الله تبعا للغير › كشرك متأخري الجاهلية ؛ وشرك الأسباب : وهو إسناد التأثير للأسباب العادية ›. كشرك الفلاسفة والطبيعيين › ومن تبعهم على ذلك ؛ وشرك الأغراض : وهو العمل لغير الله ؛ فحُكم الأربعة الأولى الكفر ياجماع ؛ وحُكم السادس المعصية من غير كفر يماع ؛ وحکم الخامس التفصيل ؛ فمن قال في الأسباب العادية : أنها تؤثر بطبعها › فقد حكم الإججاع على كفره › ومن قال : أنها تؤثر بقوة أودعها الله فيها فهو فاسق . أ ه . - ۱۳۸ ولا يغيب عنك أن مُعتقده في الشرك أنه الكفر › وأنهما مترادفان › وأن مذهبنا أن الكفر أعم من الشرك › لأن الشرك عندنا يطلق على المساواة لله تعالى في ذاته » أو في صفاته › أو في أفعاله ‏ أو في عبادته › وعلى إنكار وجوده سبحانه وتعالى › وأن الكفر يُطلق على فاعل الكبيرة ُطلقاً » إل أنه لا يخرج من الملة الإسلامية بكل كبيرة » بل بكبائر الشرك فقط › وأما كبائر النفاق › كترك الصلاة والصوم تشهيا من غير إنكار لها » وكفعل الزنى مثلاً من غير إستحلال له › فإنه يُحبط بها ثواب العمل . ويعامل في ذنياه مُعاملة الإسلاميين › ما عدا الولاية › وقبول الشهادة › وغير ذلك مما يختص باموفي بدين الله › وأما في الأخرى › إن مات على كبيرة من غير توبة غير ناس لها » فإنه يُخلد في النار » بل قيل : إن عذابه أشد من عذاب الكفار . ` وفي " شرح النونية " › للإمام عبد العزيز دس سره : وأن الشرك يتحقق بأمور كثيرة › منها إنكار وجود الله عز وجل » كشرك الدهرية القائلين : أن الأشياء قديمة لا مُحدث لها ومنها إقامة غير الله تعالى مقامه ئي الخلق والإنشاء والإختراع كشرك المنائية › والديصانية › الزاعمين أن الأشياء وجدت من أصلين قديمين › وهما النور والظلمة ء وكشرك المجوس » الزاعمين أن الأشياء القبيحة خلقها الشيطان › والحسنة خلقها هُرمز ومنها إقامة غير اله تعالى مقا ررر كشرك مُشركي العرب العابدين لاأونان القائلين : ل ما نشم 2 ‎ERR‏ عيل الله تعا إقرارهم قربُونا إلى اللّهِ ژلفى ك رى › وهم شفعاؤنا عند الله لىيءمع ‏() سورة الزمر : ۳ . ‎- ۱۳۹ ‎ بأن نحو الخلق والرزق والإحياء والإماتة لِلهِ تعالى وحده لا لغيره › ومنها عدم معرفته سبحانه وتعالى وجميع ما لا يحل جهله › كالأنبياء وغيرهم - مما مر - ومنها تکذیبه تعالی بانکار رسُول أو نبي من آنبيائه أو ملك من ملائكته › أو حرف من كتابه › أو نحو البعث والحساب والعقاب والمعاد › ومنها وصف الله تعالى بصفة من صفات خلقه من العجز › والجور › والسهو › والنسيان › والنوم » والأكل › والشرب › وجميع ما لا يليق به عز وجل » أو وصف الخلق بصفة من صفاته تعالى ٠ كالقدرة التامة › والعلم العام › أو بفعل من أفعاله تعالى . كالإحياء › والإماتة » والخلق › والإرسال › والإنزال › ونحو ذلك › مما لا يليق إل به جل وعلا » ومنها التقرب إليه تعالى بمعاصيه › من نحو الشرك ٠ وزعم أنه تعالى أمر بها » وأنه نهی عن طاعته » كالتوحيد وغيره › ومنها تقرب العبد إلى المخلوق بطاعته تعالى » من نحو الصلاة › والزكاة › وسائر الصدقات › والذبح الصادر منه رياء وسُمعة . وهذا هو الشرك الأصغر › لقوله كك : " الرياء هو الشرك الأصغر " رى › المنهي عنه بقوله تعالى : ل فمن كان يَرجُوا لاء رَه 4 ر » ومنها دُعاء العبد إلى عبادة نفسه › كفعل إبليس اللعين › فالصادر منه ذلك الأأعاء مُشرك › والشاك في شركه مُشرك لا يحل جهله في حال ما ومنها الاکراه على القول بإلهين إثنين › وذلك امقول المكره عليه › قيل : أنه شرك ولیس بكفر ولا بمعصية › وقيل : ليس بشرك » ولا كفر› ولا معصية ٠ ولا بذنب › وإنما هو كذبٌ مُباح لقائله › واتفق الجميع على أنه غير آثم (١) انظر الملحق . (۲) سورة الكهف : ١١٠ . ١٤اس ولا مُعاقب عليه › ومنها ما ركب في العباد من الجزع › والهلع › وقلة الثقة بما عند الله تعالى ٠ وثقتهم بأنفسهم وهواهم › وما طبعوا عليه وبكلابهم ؛ وقد جعل ابن عباس (رضي الله عنهما) هذا شركاً › ويدل لشركه قوله تعالى : ل فَلَمًا نجَاهُم إلى البر إِذا هم يش رکون که ر أي : لقولهم : لولا إستواء الريح لهلكنا . أ ه .. ۱ ولا يخفى أنه ليس كل ذلك شركا حقيقيا يترتب عليه السبي والغنيمة › وذلك كالرياء ونحوه . قال في " مُختصر القواعد " : والشرك الذي لا تحل به الدماء › ولا السبي › ولا السلب › ولا يحكم عليه بحكم الشرك بل بحكم النفاق ٠ هو الجزع › وعدم الصبر › وعدم الثقة بموعود اه ء والقة بغير الله › والرياء وهو الشرك الأصغر وصحح أو هو نفاق ؛ والشرك هو الترك لغير الله قولان . أه . والمستحل بتأويل الخطاً منافق › والمستحل › أي : لما حرم الله تعالى بتأويل الخطاً › أي : بسبب تأويله الخطاً , أي : بسبب الخطاً في تأويله كتاب الله » وسنة نبيه » وآثار السلف › وكذا المحرم لما أحل الله تعالى بالمأويل منافق › أي : مُخلف ‏ لأن الفاق هو الخلف ٠ وذلك كأن يعتقد أن الله تعالى مرئي بالأبصار في الآخرة › أو يُعتقد الخروج من النار بعد الدخول فيها› أو نحو ذلك مما قطع الْمُسلمون عذر مخالفيهم فيه » واعلم أن النفاق مأخوذ من نافقاء اليربوع وهي e () سورة العنكبوت : ١٠ . ١٤۱ س خُفرة يخفيها ليخرج منها عند طلبهم له من حفرته المعروفة › وشرعا قسمان › أحدهما : تأويل الكناب والسّنة على غير الصواب - كما تقدم - والشاني : الخيانة بفعل الكبائر › أو الإصرار ولو على صغير › لأن الاصرار نفسه كبير › أو ترك الواجب › كالصلاة والصوم بعد وجوبهما من غير استحلال › والنفاق كفر» أي : كفر نعمة لا كفر شرك ٤ وزاد القطب › وأبو يعقوب قسما ثالث : هو إظهار الإسلام وإخفاء الشرك . قال القطب في " مُختصر الوضع " : والنفاق الخروج من غير المدخل › وكتمان الشيء وإظهار غيره المضاد والمناقض له . مأخوذ من نافقاء اليربوع › وهو جحر يكتمه ويظهر غيره › وهو يرققه › فبإذا أتى من قبل القاصعاء ضربه برأسه فإنتفق ٠ أي : خرج» وذلك في اللغة › وي السؤالات : إن ذلك قول غيرنا › وأن قولنا : أنه مأخوذ من نفقت الدابة » بمعنى : هلكت › ثم رأيت أثرا سابقا على زمانه لبعض الشرع › ففعل الموحد كبيرة › أظهرها أو سترها › وأسرار الشرك وهو فرع الخلف والكذب › والمراد بالخلف والكذب هنا التزلزل في التوحيد › لدم رسوخه رسوخا يمنع من الكبيرة › وصفة المنافق الكذب في الحديث › والخلف في الوعد , والخيانة في الائتمان . اه . وي ” الدليل ` لأبي يعقوب (رحمة الله عليه) : وإنما وقع الاختلاف بين الأمة في أهل الكبائر » فأطلق عليهم أهل البصائر في الدين اسم النفاق › وقاسوهم على من قبلهم من أهل الشقاق ٠ وامتتع الأخرون › وقالوا : النفاق في الخفاء › والفساد › وهؤلاء السلاطين ١١١٤۱ - وجنودهم › وأهل الطاعة لهم › ليسوا بمنافقين لأن أفعالهم ظاهرة › وهذا أمر مبني على الرأي › ما لم يتجشم ويتقحم أحدٌ › أحدً الشروط المتقدمة . أ فإن قلت : إنك أثبت النفاق في التأويل بالخطاً › وهذا نقلك عن أئمتك › أن المنافق هُوَ مُرتكب الكبيرة فقط › قلت : قد ثبت في غير موضع عنهم » أن المأول إذا قطع عذر مُخالفه في تأويله ذلك › أو هدم بتأويله قاعدة من قواعد الشرع › فهو منافق . قال في " شرح النونية " : وأن الفاق قسمان - كما مر نفاق تحليل لما حرمه الله » كالقول بالخروج من النار » وتحريم لِمَا أباحه الله , كالقول بعدم خلود الموحدين فيها › وهو نفاق هؤلاء امخالفين › المؤديهم إليه تأويلاتهم للنصوص الظاهرة › بالتأويلات الفاسدة في العبارات الكاسدة › ونفاق خيانة . وهو نفاق من ضيع وارتكب تشهيا لا تدينا .ا وفي " كرسي الأصول ' للإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : وفرق الأمة امحمدية كلها يُطلق عليها اسم الإسلام › وينفى عنها سمة الشرك والأصنام » وهم في ذلك لا يعدون جميعا عن نوعين › أهل نحلة الحق › وأهل نحلة الضلال فالفرق الضلالية كلها من نوع واحد .٤ وهم من دان › بخلاف أصل من أصول دين الله تعالى › ولا مُخالف لذلك إلا من حيث التدين بفاسد التاويل » ومن خرج عن هذا الحد من الُصاة , فهو من أهل نحلة احق في التسمية , ولو مشنتهكاً لما يدين ١٤۱ - بتحريمه › لأن الإنتهاك غير بدع في جميع الفرق › فلا يعد فرقة وحده . ومما جاء به » أن كل حي يموت إلا اللّه تعالى › والموت إنقطا ع الحياة , أو كيفية مخلوقة في الحي , ومما جاء به » أي : اللبي ي ويجب على المكلف إعتقاده أن اموت حق › كما في دُعائه عند قيامه للتهجد ي › وأن كل حي من ساكني الأرض والسماء › إنسي » أو جي » أو ملك » أو دابة ء يموت إلا الله تعالى › أي إل واجسب الوجود لذاته › امنعوت بنعوت الكمال › الْمُنرّه عن سمة النقص على كل حال » وفسر اموت بانقطاع الحياة , فهو عدم محض › أو كيفية مخلوقة في الحي › فهما قولان لأصحابنا . قال أبو ستة في " حاشية القواعد " : اموت هو عدم الحياة عمن إتصف بها › فالتقابل بينها وبين الحياة التي هي قوة تتبع إعتدال امزاج د تقابل العدم والملكة » وقيل : اموت كيفية وجودية يخلقها له تعال ي ايحي : » فهي ضد الحياة › لقوله تعالى : « خلقَ المَوتَ وَالحياة ‏ ر . والخلق لكونه معنى لا يتصور إلا فيما له وجود › والجواب : أن الخلق هنا بمعنى التقدير › كذا بخط شيخنا عبد الله (ر مه اللّه) ؛ وكلام " شارح الجهالات " صريح في القول الثاني › حيث قال : والحياة عرض من الأعراض » كما أن الموت عرض من الأعراض مثله . أ ه . فعلى هذا لا حاجة إلى التاويل في الآية , فيكون التقابل بينهما تقابل () سورة الملك :۲ . - ٤٤۱ - التضاد ؛ وفي " الكشاف " : الحياة ما يصح بوجوده الإحساس › وقيل : ما يوجب کون الشيء حيا › وهو الذي د يصح أن يعلم ويقدر › والموت عدم ذلك فيه معني : ل علق اموت وال ية 4 » إيسجاد ذلك المصحح وإعدامه . أ ه . وما يقال : أن اموت جسم على صورة الكبش » والّحياة جسم على صورة الفرس › فمذهب خلافي لم نجده لأحد من أصحابنا › قالوا : وأما المعنى القائم بالبدن عند مفارقة الروح › فإنما هو أثره › فتسميته بالموت من باب المجاز . | وفي " شرح النونية " : إن العُلماء إختلفوا في اموت › فقال بعضهم : إنه عدم الحياة , عما من شأنه الحياة ؛ وقال الأشعري : إنه كيفية وجودية تضاد الحياة › أي : توجد في الجسم بعد نزع الروح منه » فلا يعرى الجسم الحيواني عنهما › ولا يجتمعان فيه › وليس بعدم محض ٠ وفناء صرف › وإنما هو إنقطاع تعلق الروح بالبدن › ومفارقعه له › وحيلولة بينهما › وتبدل حال بحال › وانتقال من دار إلى دار ؛ وئي حديث عُمر بن عبد العزيز : " إنما خلقتم للأبد » ولكنكم تنقلون من دار إل دار " » ون القابض للروح رسُول اموت وهو : عزرائيل › ومعناه : عبد الجبار » أي : أن مُخرجها وآخذها بإذنه تعا ى من مقرها ٠ أو من يد أعوانه » ذلك الرسُول رال » سواء كانت روح آدمي شهيدا › أو غيره » أو جني » أو حيوان » ولو بعوضة › كما قال أهل احق ؛ وقالت المعتزلة : لا يقبض أرواح غير الشقلين » وانظر ما (١) سورة الملك : ۲ . ١٤۱ - القابض لها عندهم ؛ وقالت المبتدعة : أنه لا يقبض أرواح البهائم . بل أعوانه هُم القابضون لها › والمراد بالبهائم : کل ما استعجم »٠ . فيدخل الوحش والطير ونحوها › وأما إسناد التوفي إليه تعالى في قوله : ل الله وفى الأَنفسً حي مُوتها که ر » فلأنه اخالق الحقيقي الموجد له › ولما باشره ملك الموت » أسند إليه في قوله تعالى : ل قل يواكم َك الموت الذي وكل بكم ر » كإسناده لأعوانه لمعالجتهم لها ونزعها في قوله تعالى : دل توفت رسلا ه رس .اه . وني " القناطر " : واختلفوا في كيفية قبض الروح › فقال بعض الغلماء : إن ملك اموت للروح بمنزلة حجر المغناطيس في جذبه للحديد › وإنه إذا ظهر الملك للروح طار إليه ؛ وقال قوم : إن الله تعالى يُخرج الروح فيتلقاها املك › والصحيح : أن الله تعالى هُوَ الذي يُحي ويميت › وَهُو أعلم بكيفية ذلك . أ ه . أقول : لم تشترط قيام الحجة على الأمكلف هنا › لأن اموت معلوم بالمشاهدة وبالضرورة › وَل فلا يلزم شيء من ججيع ما جاء به سيدنا محمد ك من ججيع السمعيات › إلا بعد قيام الحجة عليه فيما لا يدرك إِلا : بحجة السمع كما تقدم ومما جاء به سؤال الملكين في القبر» وهما مُنكر ونكير : فيسألان اميت عن التوحيد والنبوة إمتحانا› ومما جاء به » أي : سيدنا رسول الله محمد ي8 › ويجب على المكلف إعتقاده بعد قيام الحجة السمعية عليه به سؤال الملكين اميت في (١) سورة الزمر : ٤٤ . (۲) سورة السجدة : ١٠ . (۳) سورة الأنعام : ١٠ . ١١٤۱ - القبر› أي : قبره › أي : قبر ذلك الميت المدفون هو فيه › وإنما ذ کر القبر تغليباً » وَإلً فلا يشترط القبر للسؤال › أي : سؤال الملكين وهما نكر (بفتح الكاف) ونكير ؛ قال بعضهم : سُميا بذلك لأن الّميت لم يعرفهما › ولم ير صورة مثل صورتهما › قال : والمنكر بمعنى الدكير › إذا لم يعرفه أحد › والنكير ؛ يمعنى المنكر . أ ه . أي : كل منهما اسم مفعول من النكر» الذي هو عدم المعرفة , فيسألان اميت › أي : بعد رد رُوحه على بدنه » أو على جزء منه » عن التوحيد › بأن يقولا له : من ربك ؟ كما في الحديث › وما دينك ؟ وعن اللبوة بأن يقولا له : من نبيك ؟ فإن كان مُؤمنا › قال : ربي الله الّنري لاله إلا هُوء وديني الإسلام › ونبي محمد يو6 ؛ وإن كان غير مُؤمن ٠ قال : لا أدري › إمتحانا › أي : للميت .› أو للملائكة › أو لنا معشر اأمكلفين › هل نؤمن ونصدق › أو ليباهي به سبحانه ملائكته › إن كان ُوْمنا » وليفضحه مع ملائكته › إن كان بعكس ذلك . وي " القناطر " : سؤال الملكين › وهما شُشكر ونكير › وقد وردت بهما الأخبار › وذلك منك في العقل » إذ ليس يستدعي إلا إعادة الحياة إلى جُزِء من الأجزاء الذي به يُفهم الطاب › ولا يدقع ذلك بما يشاهد من سکون أجزاء المت » وعدم سماعنا للسؤال فان النائم ساکن بظاهره 6 ويدرك في باطنه الألآم واللذات » ما يحسن تأثيره عند إنتباهه من النوم . أ ه . ولسيدي أبي نبهان (رضوان الله عليه) » في دفن اميت . وفي قول ۷٤۱ س آخر : يكشف عن عينه اليمنى › ليعاين بهما مُنكرا ونكيرا › عند سؤالهما له . أ ه كلامه › ولم يورد عليه ما يبطله . وئي " منهاج " الشيخ حيس الرستاقي (عفى الله عنه) › عند قوله تعا ی : يت الله اين انوأ بالقَول الشابت في الحيَاة اليا وقي الأَخرَةٍ 4 ره » بالخير والعمل الصالح : وفي القبر › هذا قول قعادة ؛ وقال الضحاك : ل في الحَياة الَا 4 . بلا إلّه إلا الله 4 ل وَفي الأخرة 4 » إذا سكل في القبر . أه . ۱ قلت فيه : إن القبر من الآخرة › ويشهد له حديث سيد المرسلين :" من مات فقد قامت قیامته "ر٢ . وقال القطب (رحه اللّه) : ومن مات قبل الساعة , فهو في الآخرة على الصحيح › أو في الدنيا › أو في الآخرة البرزخ أقوال . أ ه . وي " شرح النونية " : عن اين عباس (رضي الله عنهما) » في قوله تعالی : « يتت الله اين أو بالقول اشابت € › قال : الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم قيل لعكرمة : ما هو القول الثابت ؟ قال : يسألون عن الإيمان بمحمد ي › وأمر التوحيد فیجیب بما يوافق ما مات عليه من إيمان » أو كفر› أو شك » وهذا السؤال خاص بهذه الأمة . وقيل : کل نبي وأمته ‏ 4 كذلك يُسأل كل أمة نبي عن الإيمان بذلك النبي . أ ه . (۱) سورة إبراهیم : ۲۷ . (۲) انظر الملحق . ۸٤۱ - وفي " الدليل " : قال رسول الله $£ : " إن اميت إذا أذلي في قبره » وفرغ أهله من قبره › أتاه مُلكان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه › وانصرف الناس وهو يسمع خفق عالهم › فيقعده الملكان فيقولان له : من ربك ؟ فإن كان مُوْمنا › فيقول : الله ربي › فيقولان : من نبيك ؟ فيقول : محمد يه نبي › فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام ديني › ويقولان : ما قبلتك ؟ فيقول : الكعبة قبلتي › فيفتحان له بايا إلى الثار » فيقولان له : هذا مزاك فنجاك الله منه » ثم يفتحان له بابا إلى الجنة › فيريانه مكانه في الجنة › فيهم أن يقوم إليه › فيقولان : نم رشيدا › فينام نومة العروس حتى يكون أحب أهله إِليه الذي يوقظه حتى يبعثه الله يوم القيامة ؛ وأما امنافق والمرتاب › فيقولان لهما : هر ربكما ؟ فيقولان : لا ندري › فيقولان لهما : لا دريتما ولا ابتليتما › فيفتحان لهما بابا إلى الجنة › فيقولان لهما : هذا مكانكما في الجنة لكنكما صُرفتما عنه » فيفتحان لهما باب إلى النار » فيقولان لهما : هذا مكانكما في امار ند ذلك يكرهان القيامة » فكرها لقء ال فيك رَه الله لقاءهما " bh ‏سید ٠‎ 0 A EER الصحيح : لا يُسأل الأنبياى ولا أطفال الْمُؤْمنين. بل ولا الأطفال › لأنه لا تكليف عليهم » والشهيد › والمرابط وامطعون › والْميت زمن الطاعون بغیره › إذا کان صابرا مُحتسبا والصديق › والميت يوم الجُمعة أوليلتهاء والقارىء كل ليلة : ل ارك الي بيده املك 4 ر٠ ء وبعضهم () سورة الملك : ١- ۹١8٤۱ - ضم إليها سورة السجدة » والقارئ في مرضه الذي يموت فيه ‎ :‏ فل هُو الله أَحَدٌ 4 رن » راجع " شرح الونية " . لكن رأيت بعد ما كيت هذا في " الدليل "› ما نصه : ومسئلة عذاب القبر ليست من مسائل الديانات › فمن جهلها سلم › ومن علمها غنم . اه . أقول : أما من جهلها ولم تقم عليه الحجة بها فنعم › لكن من قامت عليه الحجة بالأحاديث النبوية › وإتفاق أكثر الأمة المحمدية › فما حاله › وليس اجهل بعذر لجاهل قامت عليه الحجة بشيء من دين لله لكن إذا لم يرد نصاً ولا قطع عذراً › فلا يقطع عذرهء واللّه أعلم › فلينظر فيه . لا يقال : سؤال الملكين ليس من عذاب القبر › فإنه أول نعيم › أو أول عذاب › كيف وعذاب القبر مما إتفقت عليه أكثر الأمة › ومنه سؤال الملكين ؟ ومما جاء به قيام الساعة . وهي النفخة الأولى › ولا يعلمها إلا اللّه تعالى › لكن لقربها علامات › ومما جاء به » أي : سيدنا محمد ف › ويجب على المكلف إعتقاده › ولا يسع جهله بعد قيام احجة به › قيام الساعة , قال الله تعالى : ل وان السّاعَة اة لأ ريب يها 4 ر٠ » والساعة هنا الوقت الذي تقوم فيه القيامة . ولفظ الساعة يُطلق على القيامة نفسها مُجازا › لأن الساعة في اللّغة الوقت الحاضر› وجزء من أجزاء الجديدين . (١) سورة الإخلاص :١ . (۲) سورة احج : ۷ . ت وفي " الكشاف " : والساعة من الأسماء الغالية . كالنجم للثريا › وسّميت القيامة بالساعة لوقوعها بغتة › أو لسرعة حسابها › أو على العكس لطولها › أو لأنها عند الله على طولها , كساعة من الساعات عند الخلق . أه . وقال القطب : ولا يخفى أن الساعة تطلق على وقت نفخة اموت › وعلى وقت نفخة البعث . وعلى الوقت الواسع العام , لذلك كله وما بینه وما بعده ٠ ويطلق أيضا قيام الساعة والقيامة على وقوع نفخة اموت › وإذا قيل : يوم القيامة . صح أن يراد وقت قيام الناس من قبورهم › أو وقت نفخة اموت ٠ أو الوقت الواسع الذي يقع القيام من القبور في بعضه . أه . وإنما تبع صاحب الْمتن صاحب " القواعد " › حيث قال : وهي النفخة الأولى › وعبارة " القواعد " : وهي النفخة الأولى التي يميت الله بها كل حي » وبينها وبين النفخة التي للبعث أربعون سنة . فيما يروى عن البي ي . أه . وسُمي ما بين النفختين بالبرزخ » وهو عالم المشال » أي : الحاجز بين الأجساد الكثيفة › وعالم الأرواح الأمجردة » وهل هو من الذَنيا › أو من الآخرة ء أو لا ؟ ولا أقوال ثلائة › ولا يعلمها إلا الله تعالى » أي : لا ينكشف علم وقت وقوعها إلا لواجب الوجود لذاته » قال تعالى لنبيه : ل فل إِنَمَا عِلمُها عند ريي لا يُجَيهَا وقتها إلا هُو 4 ر ٠ روي (١) سورة الأعراف : ۱۸۷ . ١١۱ - أن اليهود سألوه - وقيل : قريش - : عن الساعة ؟ فنزلت . وفي " الكشاف " ‎ :‏ إِنمَا عِلمُهَا 4 ر » أي : علم وقت إرسائها عنده › قد إستأثر به » لم يخبر به أحدا› من ملك مُقرب ٠ ولا نبي مُرسل › يكاد يُخفيها من نفسه › ليكون ذلك أدعى للطاعة › وأزجر عن المعصية . كما أخفى الأجل الخاص ٠ وهو وقت اموت لذلك . أه . قال تعالى : ل لا تأتيكم إلا بَغة 4 ر » أي : فجأة › وقال 8 : " إن الساعة تهيج بالناس والرجُل يُصلح حوضه › والرّجُل يسقي ماشيته › والرّجُل يفقوم سلعته في سوقه › والرجُل يخفض ميزانه ويرفعه " ر › وقال ك لجبريل اكلا ٠ في الحديث المشهور ر : ما السائل بأعلم بها من المستول ‏ لكن لقربها علامات » أي : لقرب وقت وقوعها علامات › أي : آيات تدل على قرب وقوعها › منها خروج الدابة » ومنها أن تلد الأمة ربتها › ومنها طلوع الشمس من مغربها › ومنها تطاول الحفاة العراة ‏ رعاة الإبل ‏ البهّم في البنيان › ومنها عدم الإيمان › قال ك8 : " لا تقوم الساعة على مُؤمن " رم › ومنها يأجوج ومأجوج › أي : خروجهما › ومنها غير ذلك » قال تعالی : ل فَهَل يرون إلا الساعَة أن ايهم بَغتَةٌ فَقَد جَاء أشرَاطّهَا € ده 0 أي : علاماتها › قالوا : متها بعنه ي › ومنها إنشقاق القمر› ومنها الأخان › ومما جاء به ويجب إعتقاده › البعث والمبعوث : هي (١) سورة الأعراف : ۱۸۷ ؛ سورة الأحزاب : 6۳ . (۲) سورة الأعراڭ : ۱۸۷ . (۳) انظر الملحق . (٤) انظر الملحق . (٥) انظر الملحق . (٦) سورة محمد :۱۸ . ۲١۱ - الأجساد الفانية بعينها› ومما جاء به أي : سيدنا محمد َ8 › ويجب ٠ أي : على كل مكلف إعتقاده › أي : بعد قيام الحجة - كما تقدم ‏ البعث › أي : إحياء الموتى بعد الموت »٠ ونشرهم من قبورهم .لأنه أمر ممكن » أخبر به الصادق › قال الله تعالى :و يقول الإنسّان ذا ما ي لستوف أحرّج حا أولاَذكُر الإنساث أا حفن ين قل ولم يك شيئ * فوَربّك لَحشْرنهُم وَالضيَاطِنَ ثم َحضرنهُم حَول جَهم جيّا » ر » والمبعوث » أي : الذي يحبى وينشر هي الأجساد الفانية بعينها › أي : ول لكان الشواب والعقاب على غير المطيع والعاصي في ادنيا , وهذا غير ممكن . وي " شرح النونية " : وأن عليه الإيمان بالبعث وقيام الساعة › فان جهلهما › أو أنكرهما › أو شك فيهما بعد قيام الحجة عليه بهما › كان مُشركا › وأن يعلم أن الله خلق الأشياء لا من شيء › ويفنيهم لا ِل شيء › ور يعيدهم لا من شيء . اه . وحديث : ' كل ابن آدم يفنى إل عجم الذنب فمن يركب ٠ ٠ تاوله القطب (رحه الله تعالى) : وعبادته وهلاك الأشياء عدم محض خلقت من غير شيء › وتعدم إلى غير شيء ۽ وتعاد من غير شيء ء ومعنى ما ورد أن عجم الذنب وهو مثل حبّة الخردل أسفل الصلب عند العصعص لا يفنى › وأن الإنسان ينبت منه » أن الله سبحانه يُعيد الأعيان الفانية وي ركبها عليه لحكمة لا لتعذر الإعادة إل بذلك مع أن التحقيق أنه يفنى أيضاً › والاستشاء في الحديث : " كل ابن آدم يفنى إلا (١) سورة مریم : ١٦۔۱۸ . ۳١١۱ - يركب بعد إعادته . اه . وفي " شرح العقائد " : والبعث : وهو أن يبعث الله تعالى الموتى من القبور » بأن يجمع أجزاءهم الأصلية › ويعيد الأرواح إليها حق › لقوله تعالى : ل فل يُحييهًا الذي أَنشَأها اول مَرةٍ 4 رن ؛ قال بعض الأفاضل : فيه تقبيح بليغ لإنكاره » حيث عجب منه بأن رتب مخاصمة املك الجبار على خلقه من هو أصله من أحقر الأشياء . أ ه . قال " شارح العقائد " : إلى غير ذلك من النصوص القاطعة الناطقة › الدالة بحشر الأجساد . أ وفي معالم الإمام عبد العزيز (قدس سره) : أن الله سبحانه يحي الأبدان بعد موتها › والدليل عليه أن الإعادة إما أن تكون إعادة الجواهر بعد إعدامها › أو ججعها بعد تفريقها » وكلاهما ممكن › وكل ممكن أخبر الصادق بوقوعه فهو حق ‏ فالإعادة حق › وإنما قلنا : أن الإعادة بالمعنى الأول ممكنة › لأن ما هية الأعراض والجواهر تقبل الوجود والعدم لذاتها ؛ لما عرفت أن القبول لا يكون إلا نفسياً › ولا للزم التسلسل › وذواتها لا تنقلب بعد عدمها › فلما قبلت الوجود والعدم إبتداء تقبلهما إنتهاء › وإنما قلنا : إنما تقبل الوجود والعدم › لأنها لو لم تقبل إلا الوجود لكانت قديمة واجبة الوجود › وهو باطل ما سبق من بُرهان حدوثها › ولو لم تقبل إلا العدم › لكانت ممتنعة () سورة یس : ۹. W-۳ الوجود والعيان يكذبه › وأما إمكان الإعادة بامعنى الثاني › وهو جمع الأجزاء بعد تفرقها وخلق الحياة فيها › فواضح هذا إذا نظرنا إلى الإعادة بحسب قابليتها › وإن نظرنا إليها بحسب فاعلها وهو الله سبحانه » فلا خفاء في أن قدرته لا يتعاصى عليها ممكن › وعلمه محيط بكل شيء› فلا تعذر إذا إل من جهة القابل › ولا من جهة الفاعل » وإلى نفي التعذرين أشار الفّرآن العظيم في قوله تعالى : < قال مَن يجي العظَامٌ وهي رَمِيم 4 ر١ » فنفى التعذر من جهة المعاد القابل بقوله تعالى : لل أنشاها اول مرق 4 ر › وأنها قابلة للوجود وبدليل النشأة الأولى › ويستحيل أن تتنقلب الحقيقة من الإمكان إلى الاستحالة › ونفى التعذر من جهة الفاعل بقوله سبحانه وتعالى : ل وُو الخلاق العَلِيم 4 رس ٠ بصفتي المبالغة . وبقوله : لل أنشَأهًا € . ثم أرشد إلى الجواب عن شبه المنكرين ومن شبههم إستيعاد جميع الأجزاء إلى أبدانها امخصوصة بعد إختلاطها بغيرها › كما قالوا : لل أعذًا متنا وكنا ترابا ذَِكَ رَجعٌ بَعِيد 4 ر ٠ بأنه تعالى عالم بجميعها » غير عاجز عن تأليفها وخلق الحياة فيها » وقال : ل قد عَلِمنا ما تقص الأرض مهم € م ٠ ومن شبههم أيضاً › أنها إذا صارت تراباً فقد تغير طبعها عن طبع الحياة التي هي الحرارة والرطوبة › فرد هذا الاستبعاد بقوله تعالى : ل الذي جَعَلَ لكم سن الجر الأخصّر تارا قاذ أنتم سنه توقدُوث 4 ر » إلى غير ذلك . أه . (١) سورة یس : ۷۸ . (۲) سورة یس : ۷۹. (٢) سورة یس : ۸۱ . (4) سورة ق :۰ ۳. (9) سورة ق : ۽ . (1) سورة یس : ۸۰. ١١۱ - ومما يجب الإيمان به : الحساب ٠ وهو تفصيل العمل وإظهار امقبول منه والمردود › ومقدار الثواب والعقاب عليه › ومما يجب الإيمان به , أي : على المكلف بعد الحجة عليه › فيجب إعتقاده احساب ‏ وهو اسم مصدر للمحاسبة أو مصدر لها قولان لأهل اللغة › وهو لغة العد لشيء ما٠ وعند الأصوليين : تفصيل العمل › أي : تمييزه » وهو عمل العبد الذي عمله في ذنياه » وإظهار المقبول منهء أي : عند الله تعالى لصاحبه » حتى يستبشر بنعمة الله وفضله في موقفه › وهو موقف المحساب والمردود › أي : منه على صاحبه » فينادى عليه في عرصات القيامة بالخسران » فيكون عليه حسرة › وتفصيل مقدار الثواب للمطيع على عمله ذلك ٠ وتفصيل مقدار العقاب للعاصي على عصيانه › فيرى المَؤمن حسناته مُضاعفة › وسيئاته مكفرة › وغير الْمُوَْمن وهو الكافر والفاسق ‏ حسناتة مُحبطة› أي : لا ثواب له عليها › وسيئاته في ميزانه مُۇاخذا بها . وفي " شرح النونية " : وعليه أن يعلم › أي : المكلف › أن الحساب حق | فإن أنكره » أو جهله › أو شك فيه أشرك › قلت : وذلك بعد قيام الحجة عليه ولو من عقله › كأن يرشدك إليه كناب الاستقامة › قال : وذلك الحساب أن يوقف الله عبده الْمُوْمن على ذنوبه » ويقول له : أتعرف ذنب كذا وكذا. فيقول : نعم يارب أعرف› فإذا أوقفه عليها كلها › ورآى بعد أنه هالك › قال له سبحانه وتعالى › ذو الرحمة الواسعة › والكرم الفائلض : أني سترتها عليك في الّنيا » وأني أغفرها لك اليوم › ثم يُعطى كتاب حسناته › وأن يُنادي على المشركين ١١۱ - والمنافقين : ل هؤلاء الذِين كذبوا على بهم 4 ر١ › وبمٹل هذا أو دونه . ا قال تعای : وهو ريع الحسَابو ‏ ر6 › ومعنى سرعة حسابه : رزق أحد عن رزق الآخر › لا يشغله شأن عن شأن . وفي " شرح النونية " » أيضا : أن من وقش في الحساب › أي : إستقصي عليه غُذْبَ ٠ كما قال يه : " وأن العبد مُحاسب على كل . شيء» إلا على أربعة أشياء › بيت يكنه › وطعام يقيم به صُلبه » وثوب يواري به عورته » وماء قراح يشربه ".اه . أرسلها وأهملها › ثقل عليه يومئذ . ‎th‏ ¿ . 8 م قال بعضهم : إن الشدائد التي تصيب الْمُسلمين في الحشر هي بعض المؤاخذة › و هي أن يبعٹهم حفاة غُراة غرلا أي : غير مختونين ٠ ثم يلجمهم العرق على قدر أحوالهم › وذلك من بقايا ذنوبهم في الذنيا ؛ قيل : إن مواقف القيامة ألف سنة ؛ وقيل : مسون ألف سنة ؛ وقيل : على المُوْمن الف سنة » وعلى غيره هسون ألف سنة » وروي أنه يكون على الْمُوْمن قدر صلاة مكتوبة › وأن للقيامة مواقف ومحاورات › ففي SSE () سورة هود : ۱۸ . (۲) سورة الرعد : ١٤ . ۱۵۷ مواضع يُسئلُون › وفي مواضع لا فلذا ترى قوله تعالى ئي بعض الأيات : ولا يسل عن ذنويهم المُجرمون € ( › « فيَومَا لأ ستل عن ذنبهِ إِنسٌ ولا جَانٌ ‏ ر » وفي بعضها « قلسن اين أريل يهم ت ص م وسن المُرسَلنَ 4 رس ٠ لل وَقفُوهُم إِنهُم مُسئولُوت 4 ٠ وفي " الكشاف "٠ عند قوله عز وجل : ا وميا ل يسل عن ذَنبهِ إنسٌ وَلاً جَان ‏ رم » والمعنى : أنهم لا يُسئلون › لأنهم يُعرفون بسيّم المجرمين » وهي سواد الوجوه وژرقة العيون › فإن فلت : هذا حلاف قوله تعالی : « وبك تلهم أَجمَعِنَ ک4 ر" » وقوله سبحانه : ل وَقَفُوهُم نهم مُسئولون 4 ر« » قلت : ذلك يوم طويل › وفيه مواطن » فَيْسَلُونَ في مواطن » ولا يلون في أخر . قال قتادة : كانت مسألة ‏ ثم ختم على أفواه القوم › وتكلمت : « أيريهم وَأَرجُلَهُم بَا كانوا يَكسبُون هرس ٠ قيل : للا يُسئل عن ذنبه 4 رم » فيعلم من جهته › ولكن يُسأل سؤال توبيخ . أه. كما أن الإيمان بالثواب وهو الجنة واجب › والايمان بالعقاب وهو النار ‏ أعاذنا اله منها ل واجب أيضا » شبه وجوب الإيمان بالغواب والعقاب بوجوب الإيمان بالبعث وغيره مما تقدم فقال : كما أن الإيمان › أي : التصديق والإعتقاد على امكلف بعد الحجة (١) سورة القصص : ٢٨۷ . (۲) سورة ال رمن : ۳۹ . (۳) سورة الأعراف : 6 . (٤) سورة الصافات : ٢۲ . (٥) سورة الرمن : ۳۹ . (١) سورة الحجر : ۲٩ . (۷) سورة الصافات : ٢۲ . (۸) سورة یس : ٢٦ (۹) سورة الرمن :۳۹ . ۸١۱ - بالثواب لأولياء الله › والشواب عبارة عن المنفعة الخالصة المقرونة بالتعظيم » وهو » أي : ذلك الثواب » الجنة , لأنها محله في الأخرة › وما تقدم ذلك من البشارة » كنضارة الوجه › والأخذ للكتاب باليمين › فهي مقدمات دالة على الثواب والايمان › أي : التصديق بالعقاب ٠ وهو › أي : ذلك العقاب ,› المضرة المقرونة بالإهانة , لأنه ضد الغواب ٠ وهو › أي : العقاب › النار لأعدائه من الكفار والمنافقين في الآخرة › لأنها محل له . وما يجدونه من سواد الوجوه › وأخذ صحائف الأعمال بالشمال 4 فكل ذلك من المقدمات الدالة على عدم الفلاح › أعاذنا الله منها › أي : النار» سؤال من الْمُلْف أن يجيره وججيع الْمُسلمين منها بمنه وكرمه . قال بو البقاء : والثواب والعقاب على إستعمال الفعل المخلوق 6 لا على أصل الخلق › ويُعاقب عليه بصرف الاستطاعة التي تصلح للطاعة إلى المعصية , لا على أحداث الطاعة . أ ه . قلت : هذا جواب عن إعتراض المعتزلة على الجمهور : حيث قالوا : إن الله يُعذبهم على خلقه فعلهم . وقال في " شرح النونية " : وعليه › أي : المكلف › أن يعلم أن الجنة حق › وأن النار حق › فإن جهلهما › أو أنكرهما› أو شك فيهما. كان مُشركا › قلت : لا يغيب عليك أن ذلك بعد قيام الحجة عليه › كما شرطناه آنفا › قال : والجنة دار الشواب › والنار دار العقاب ٠ وبعض أصحابنا جزم بعدم خلقهما الآن › والجمهور توقفوا فيه وفي ۹١۱ - عدمه › وهو المسموع من مشايخ المذهب › قال : وأنا أميل دائما إلى القول بالخلق الآن لكثرة أدلته . حتى رأيت الشارح الجيطالي (رجمه الله تعالى) › مال إليه أيضاً » فحمدت الله على ذلك وشكرته » حيث وافقت عَالمَاً فاضلاً ولي من أهل المذهب في ميله إلى خلقهما الآن › المصرح به في قوله (قدس سره) : وعندي ‏ والله أعلم ‏ أن قول من قال : أنهما مخلوقتان أمثل › وقد قال ذلك في شرحه على النونية › وفي قناطره أيضاً › قال : لقوله سبحانه وتعالى : لل وَلقد رأة نزلة أخرّى عند سيدرة المُنتهى 3% عِندّها جَنة المَأوّى € ر١ . أن رسول الله 8# قال : " إن الجنة مخلوقة وهي في السماء › وإن النار مخلوقة وهي في الأرض " › واللّه أعلم › قلت : يرشد إليه كلام قال أبو البقاء : ويجري التغير والطي والإنشقاق على السماوات السبع دون العرش والكرسي › فإن الجنة بينهما . أه . وهذا حجة لقول صاحب الدليل رضي › حيث قال : وقد إستبعد العلماء قول من يقول : إن العرش فما دونه › والسماوات والأرض تفنى › فتعود الأشياء كما كانت في الأزل , فهذا بعيد . أ ه كلامه › وقال " شارح النونية " أيضا : ورأيت في كُتب غيرنا : أن الجنة عن (١) سورة النجم : ۱۳-١٠ . ا يمين العرش › والنار عن يساره . أ وفي قناطر الشيخ الجيطالي (طاب مثواه) : والواجب على المكلف أن يعتقد أن لله سبحانه ثوابا لا يشبهه ثواب ٠ وعقاباً لا يشبهه عقاب 6 وهما الجنة والنار › وهما دائمتان مع سُكانهما من الأبرار والفجار › له يموتون › ولا هم عنها بمخرجين . أه. وخالف جهم بن صفوان وأشياعه جميع الموحدين › فقالوا : أنهما يفنيان › وله خرافات ينزه مثل هذا المختصر عنها . ليه ٠ ليا توقف بعض قومنا في ثواب الجن المطيعين › مع الإتفاق على بعٹهم وتعذيب العاصي منهم › ولعل الجن أفقه منه , حيث قال الله تعالى حكاية عنهم : ل فَمَن يُؤمن بريه فلا يَحَافُ بخساً ولا رهقا ک ره . وفي كعاب الجيطالي " كناب القواعد " : أن مُؤمني الجن في صحارى الجنة › وليتأمل هل للجنة صحاري . فإنها قصور وأنهار وبساتين › كما صرح بذلك وحده › فليحرر المقام . ومما جاء به : الشفاعة للمقصرين في حق الجار › والأزواج › والأرحام › وغيرهم › لا لأهل الكبائر ؛ وما جاء به » أي : سيدنا رسول الله ي : ويجب على المكلف معرفته بعد الحجة عليه › الشفاعة › أي : سؤال فعل الخير للغير › وترك الضرر عن الغير ء لأجل (١) سورة الجن : ١٠ . ١۱۹ - الضراعة › ولا تستعمل لغة إلا بضم الناجي إلى نقسه › من هو خائف من سطوة الغير كذا قيل للمقصرين في أشياء » هي حق الجار الواجب عليهم حقوقه » وحق الأزواج ‏ جمع زوج وحق الأرحام - جمع رحم ‏ وهم القرابة وغيرهم كالأولاد » وقد ذكر الْمُلّف وجهاً واحداً هنا › وقد تكون › أي : الشفاعة . لغير المقصرين - كما يأتي قريبا ‏ لأنها تكون لزيادة تشرف الْمُوْمنين › ورفع درجاتهم › ومُضاعفة ثوابهم › لا لأهل الكبائر ‏ جمع كبيرة ‏ وهو ما وجب بسببه حد في اليا . ووعيد في الآخرة › كالزنى › والسرقة » وشرب الخمر › وما أشبه ذلك من يع الفجور › فإن الله وعد عليها النار وبئس القرار قال أبو ستة (رجه الله تعالى) : الشفاعة حق لا تكذيب فيها › ولكنها للمؤمنين › دون أهل الكبائر العاصين الفاسقين › وهكذا خُكي عن جابر بن زيد (رحه الله) › أنه قال : الشفاعة حق . فمن كذب بها فقد كذب بالقرآن . أه . والشفاعة متفق عليها . لكنها لا لوجوب ما قد زال › ولا لزوال ما قد وجب » بل هي كرامة من الله تعالی لنبيه ىق . وئي ” الدليل " : روی ضمام بن السائب لاله ده ) : إذا فصل الله تعالى بين الخلائق في المحشر › ذهب أهل الجنة إلى الْجنة , وأهل السار إلى النار › قال الله عز وجل لمحمد 8$ : فصب اشفع ء فيأتي 68 إلى المحشر » فيختار منهم جماعة إلى الجنة › فيقول الله عز وجل : إرجع . فيرجع ويأتي بجماعة منهم إلى الجنة , فيقول الله عز وجل : - ۱۹۲ إرجع ٠ فيرجع ويأتي بجماعة منهم إلى الجنة فيقول الله عز وجل : إرجع ٠ فقول 68 : يارب لم يبق إلا من حبسه الكتاب » فيعزل الله منهم طائفة إلى الجنة › مع ما فيه أهل الأعراف › قال ضمام : هم قوم إستوت حسناتهم مع سيئاتهم » فأتت شفاعة الجواد الكريم 4 الرب الرحيم › على من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان ؛ إلى أن قال : ولا مطمع فيها للصّنفين › مُصر على معصية الله › عازم أن يلقى الله عز وجل بها يوم القيامة . ومبتدع في دين الله عز وجل › منعكس منتكس عن الله . أ ه . وفي " شرح النونية " : وما يقال من أن المؤمنين التائبين لا حاجة لهم بالشفاعة › لأنهم من أهل الجنة بلا شك مردود › بأنهم مُحتاجون لها في زيادة تشريفهم » ورفع درجاتهم » وتکثیر ثوابهم . وئي قرم في حق اجار › وذي القرسى › والأرحام › والزوجة › والأولاد ونحوها › ويدل على إحتياجهم لها قوله تعالى حكاية عنهم : ل ربا يم ليا نورا واغفر نا نك على كل شيء قَدِيرٌ 4 رن » حيث أخبر عنهم : أنهم يطلبون منه إتمامه لهم نورهم › وغفرانه لهم ذنوبهم ٠ وهم سائرون على قناطر جهنم » قبل دخولهم الجنة › وقوله $ : ۱ ما من أحد يدخل الُجنة إلا بعمل صالح › وبرحمة الله » وشفاعتي " وأنها عند أصحابنا › إنما تكون في المحشر قل دخول الكفار وعصاة الموحدين النار » وهي مخزونة لا ينالها نبي مُرسل › ولا ملك مُقرب ٠ حتى يأتيها محمد ي8 › وهي المقام المحمود الذي وعده عز وجل به › ويحمده به الأولون والآخرون › لفتحه إياه لهم › بعد كونه (١) سورة التحريم : ۸ . ۹۳٦۱ - وقال أيضا (ر مه الله تعالى) : إن أصحابنا (ر مهم الله تعالى) قالوا : إن الشفاعة حق لا شك فيها ء وأنها للمُؤمسين المطيعين › لا لأهل الكبائر العاصين › والفجار الفاسقين › وإستدل على ذلك بالكتاب والسّنة › فليراجع . إلى أن قال : فمن زعم أن الشفاعة تكون لأهل الكبائر › لزمه القول بأنهم يدخلون الجنة , وأن الأمة كلها في الجنة , وذلك خجلاف ما في الكناب والسُنة ؛ وهي شفاعات منها ما خص به كه › وهي شفاعته لأهل المحشر › ومنها لمن مات تائبا مُقصرا في العمل › ومنها للسُعداء زيادة في درجاتهم › ومنها إدخاله الجنة بغير حساب ٠ وممن يشفع : الأنبياء › والملائكة , والعُلماء › والشهداء . وهي شفاعات › أي : متعددة › والظاهر أنها أربع › لا واحدة › ولا إنستان › وإن صح ذلك عند بعض منا › منها › أي : من تلك المتعددة › ما خص به ع ٠ أي : فضل ومُيز به » أي : ببعض منها » وهي الشفاعة الُظمى ٠ شفاعة المحشر › وهي امقام المحمود › يحمده فيه الأولون والآخرون - كما تقدم ‏ تحمده الملائكة › والأنبياء › وغيرهم . لفتحه لهم باب الشفاعة » ويحمده الآخرون › حيث نجاهم الله من هول ذلك المقام › وأدخلهم بفضله دار السلام › بشفاعة المُصطفى ي . قال أبو ستة (رحه الله تعالى) : والشفاعة عندنا في المحشر› قبل دخول الكفار النار » وهي مخزونة لا يصل إليها نبي مُرسل › ولا ملك ١۱١۱ -۔ مقرب » حتى يفتحها رسُول الله 8# . وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل › يحمده فيه الأولون والأخرون ›» حيث نجاهم من ذلك المقام » ويحمده بما فتح لهم من الشفاعة › لأنها مختومة ( إلى أن قال : فبلغنا أن الله يُشفع أقوياء الْمُسلمين في ضُعفائهم › حتى قيل : إن الشهيد يشفع في سبعين من قرابته › إذا كانوا مُؤمنين . أ ه . وأما الكفار › والفسقة المنافقون › فما هم إليه صائرون أعظم من أهوال المحشر -عافانا الله تعالى بمنه وكرمه من ذلك فلا شفاعة لهم › فهنالك يقولون : « فَمَا لا ين شان * ولاً صربق حَييم 4ر5 ٠ ومنها › أي : من تلك الشفاعات شفاعته ك لمن مات تائباً مُقصراً › أي : تائبا من ذنوبه » مُقصراً في عمله › تقصيراً لا يوجب عليه تبعة ولا مؤاخذة . كتثاقله عن أول الأوقات في الواجبات › ونحو ذلك › وهي القسم الثاني من تلك الشفاعات . قال القطب رر حه الله : هي لمن مات تائباً » مُقصرا في العمل › والخروج عن المعاصي .٠ إل أنه تاب نصوحا . أ ه . وهي امبر عنها : بأنها تكون في جماعة من صللحاء أمته » ليتجاوز عنهم على تقصيرهم في الطاعات › ولم يُبين أنها مُختصة به » أو يشا رکه فيها غيره » ليحرر امقام ؛ ومنها › أي : من تلك الشفاعات › شفاعته للسعداء ‘ لأجل الزيادة في درجاتهم في دار الكرامة . (١) سورة الشعراء : ١٠٠-١٠٠ . ١1٦۱ س قال القطب : والشفاعة للسُعداء . الذين فوق ذلك بزيادة الدرجات »› زيادة قد قضى الله بها على عبيده . أ ه . وهي الثالثة من تلك الشفاعات › وهي مختصه به على ظاهر كلام القطب .› والنووي الشافعي › ومنها › أي : من تلك الشفاعات ٠ شفاعته في إدخاله بعض أمته الّجنة بغير حساب .٤ كما روي ان سبعین ألفاً من أمته يحشرون إلى الّجنة بغير حساب . فقام غُكاشة بن محصن فقال : يا رسول الله سل الله أن يجعلني منهم › فقال : اللهم إجعله منهم › فقام آخر من الحاضرين › وقال : يا رسول الله سّل الله أن يجعلني منهم › فقال : سبقك بها عُكاشة وبردة الدعوة ؛ وممن يُشفع : الملائكة › والغلماء › والشهداء › قال تعالى : « وَالمَلاَِكُة يُسَبحُون بحَمدِ رَبُهم وَس تغْفِرُون لمن في الأرض 4 رن › ل اين بَحيلون القرش وان حَوه ُسسَحُو بحَمد ربهم وِيؤمنون به ويستغفروت لِلذِينَ نوا ر » وکفی بها حجة ودلیلاً. فمن ثم قال جابر بن زيد ن : ما شفاعة الملائكة والأنبياء إلا للعائبين › أي : لظاهر هذه الآية ؛ وقال أيضا : ما نالت هذه دعوة مۇمن مُافقا قط › وقال رسول الله ك ٠ :"لا تنال شفاعتي سُلطاناً ظلوما غشوماً » ولا رجلا لا يُراقب الله في الينيم '. وقال $ :'لاتال شفاعتي الغالي في الدين › ولا الجاني عنه "› وقال يا :" صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي : القدرية والْمرجئة » وهما ملعونتان على لسان (١) سورة الشورى : ٨ . (۲) سورة غافر : ۷ . ٦۱۹ س سبعین نبیا وقال الله تعالى : « مَالِلظَالِنَ ين حَييم ولا شفيع يْطا غ ر ٠ وقال تعالی : ل ولا يَشْفْعُون إل لِمَن ارتضتى 4 ١٠ ٠ ونختم هذا البحث › بشعر الإمام. الخليلي ره › نترك السؤال ونأتي بالجواب قال : ال لفن روَا القصيد لقد افوا اللطل إِذ وَافَقوا فما لظلُوم شفيع يُطاع ولا يشفعون لمن لا ارتضى ولا تشتن من الإثم جزما إذا اشتد کرب بلول لووف وموسَی سی فلا بُشفغون م ےو فيأتون أحمد يستشفغون فبأتي وشفع فِهُّم فيعطّى فَذًا ومُحتمل غُيرهُ كرفع محل وتقريه وما مَقالهّم نها (۱) سورة غافر : ۱۸ . (۲) سورة الأنبياء : ٢۲ . مُقَال سرا نحارير صيد عَلى الْحق آي الكتاب المجيد فت كونها لغوي مريد بها ثبتت لولي سعيد بيوم القيامة يوم الوعقيد وغصّت بذاك نفوس العبيد به وَخليل العزيز المّجيد شريج شدة کرب شّدید لخوف بهم من إل شّدید لوَا الحَّمد في يده والسغود َل الى فى جنان الخلود وتعظيم تول للسعيد لأهل الكبائر ء۶ غير الجَحود له السّمّاوات ` رب وَدُود - ۱۹۷ فَحذ ما أك ودع غيره وَربُّك فاشكر تفز بالمَريد ومما جاء به : تطايْر الكتب بأعناق أهلها . وأخذها باليمين والشمال ؛ ومما جاء به » أي : سيدنا رَسُول الله ع : تطاير الكتب ٠ أي : من خزانة تحت العرش › تحملها ريح › فلا تخطى غنق صاحبها › ثم يؤتى الْمُوْمن كتابه بيمينه › فيه أعماله الني عملها في الدنيا › وتفل يمين الفاجر فیؤتی كتابه من وراء ظهره › فيأخذه بشماله › قال تعالى : « َكل إنسنان ألَماة عار في عه حرج ل وم القيامة كبا لق شور * اقرا كاي كف في الوم َك حَسِياً ‏ (۱) ؛ وعن بعضهم : أن المُوْمن يعطي بيمينه › كالهلال ميض الوجه » مكتوباً في ونه الكريم يسم ال الحم الحم €( ؛ هذا كتاب الله الجليل » إلى عبده الصالح الخليل , أدخلوه < في جَة جنة عالية *٭ قطوفهَا َة 4 رم » ثم ینادی : نعم الد عبداً ترك دنياه › وتزود لباه › وَعَبدَ مولاه » ثم إذا قرا الْمُوْمن كتابه . وجد فيه ثوابه › وأبعد الله عقابه › ويسر عليه حجسابه › ثم تستقبل إليه الملائكة › والفلمان › والحور › والولدان › وفحت له أبواب الجنة والقصور › ثم ينادي مناد : سعيد فلان بن فلان سعادة دائمة ئمة بالروح والريحان › حوله خدم ينٹرون عليه المسك والرياحين › ويلبسونه الحلل وتاج اليقين › وفي يمينه كتاب منشور › ويؤتى الكافر والمنافق كتابه بشماله مسودا » وجهه مردود إلى قفاه › یدخل شماله من صدره ویخرجها من بین کتفیه ۽ ثم (١) سورة الإسراء : ٤١-١٠ . )۲( صورة اللمل : ۳۰ (۳) سورة الحاقة : ٢۲۳-۲ . ۱۹۸ إذا قرا كتابه › إسود وجهه . لِمَا عمل من الموعود › فتضربه الملائكة بمقامع من حدید » ويصبون عليه من الحميم والصديد › ويلبسونه لباس القطران › ويوثقونه بالسلاسل والأغلال › مقرونا مع الشياطين › وهو يادي : واحَسرتاه . وَاندَّماه » مکتوبا فی کتابه : بئس العبد عبدا عبد الشيطان ٠ وترك عبادة الرجمن › أدخلوه في النيران بين العقشرب والثعبان › يکي ريصح سالويل . قال الله تعالى : : « وأا من اُوتي كاب بشمَاله فقو با ينبي لم اوت کتابيّه 3 ولم ادر مًا حِسَابيّه 3 الها كانت 1 قال تعا ی : ل هذا كِتابنا ينطق عليكم باحق إنا كنا نستسيخ ما كنتم تعمَلُوث 4 ر٠ » والكتاب من أهوال المحاسبة ؛ قال بعضهم : ومن أهوالها » شهادة الشهود العشرة : الألسنة › والأيدي › والأرجل ( والسمع › والبصر › والجلود › والأرض › والليل › والنهار › والحفظة الكرام » كل ذلك ثابت بالنصوص » ومنها تغير الألوان : ل يوم تبيض وجوه وتسود وجوة 4 (۳) › ومنها المناداة بالسعادة والشقاوة › والحكمة في هذه المحاسبة وأهوالها › مع أن امحاسب خبير › والناقد بصير › ظهور مراتب أرباب الكمال ٠ وفضائح أرباب النقصان على رؤوس الأشهاد 6 زيادة ف لذات هؤلاء ومراتبهم 6 والام أولئتك وأحزانهم › ثم في هذا ترغيب في الحسنات ٠ وزجر عن السيئات › وهل يظهر أثر هذه الأهوال في الأنبياء › والأولياء › وسائر الصُلحاء ؟ فيه () سورةالحاقة: ٢۲ ۲۷. (۲) سورة الجاثلية: ٢۲ . (٢) سورة آل عمران : ١٠٠ . ۹٦۱ - تردد › والظاهر السلامة : « مرل عَلَيهِمُ المَلائكة ألا تخافوا ولا تحرنوا € رى » أل ِد أوكاءَ الله لا خوف عَليهم وَلاهُم بَحزتون ‏ ر » وقيل : أن خوف الأكابر › خوف إجلال وإعظام › وإن کانوا آمنين من الفزع . اه . ونؤمن بحوضه يوق › ونؤمن › أي : نصدق نحن معشر الموفقين من أمته ‏ أمة الإجابة بحقيقة حوضه » أي : أنه حق› كما أخبر بلك . لأنه صادق في جميع ما أخبر به » وهو الكوثر الموعود به في قوله تعالى : إنا أعطيناك الكور ‏ رم » وأما كونه في الموقف أو بعد الجواز على الصراط » وهو المراصد السبعة المشهورة › فيه تردد . قال في " القساطر " : الحوض المورود : حوض محمد فق قد إستفاض الحديث به . كقوله ي8 : " ولُذَادَتً رجال من أمتي على حوضي " ء في أمثالها » وقد فسر ذلك في قوله عز وجل ‎ :‏ إنا أعطَيناك الكُوتْرَ 4 › في بعض الأقوال : إن الكوثر نهر في الجنة . يصب منه ميزابان في حوض البي يه › يشرب منه الْمُوْمنون قبل دخول الجنة › وبعد جواز الصراط › من شرب منه شربة لا يظماً بعدها حتى يدخل الجنة . عرضه مسيرة شهر › أشد بياضاً من اللين › وأحلى من العسل ٠ حوله أباريق عدد نجوم السماء . أ ه . وفي " شرح العقائد " : والحوض حق › لقوله تعالى : طلا إنا أعطيناك (۱) سورة فصلت : ۳۰ . (۲) سورة يونس : ١٦ . (۳) سورة الكوثر : ١ . ۱۷۰ س الكُوثر 4 قال ع : " الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي "ر . وقال : : " حوضي مسيرة شهر › وزواياه سوا › وماؤه أبيض من اللين ٠ وريحه أطيب من المسك » وكيزانه أكثر من نجوم السماء » من شرب منها فلا يظماً أبدا " ر » والأحادیث فيه کثیره . أ ه . ۰ ۵ Tv ۰ ‏ج‎ سكت الْمُوْلْف عن الصراط › والميزان › والورود للنار » لكونها مؤولة عند الأصحاب › على خلاف ما يقوله القوم ؛ فالصراط عندهم : دين الله المستقيم ومنهاجه القويم ؛ والموازين : تمييز الأعمال وتبينها لأصحابها ‏ كما تقدم ‏ ؛ والورود : الإشراف على الشيء › والإطلاع عليه : « ثم لََرَوَهَا عَينَ ايقن 4 ر » نعم أثبتوا المراصد السبعة . قال في " القواعد " : واشتهر عن أهل التفسير في قوله عز وجل : إِد رَبك بال مِرصَاد € ‹ › يعنى : ملائكة › يرصدون العباد على جسر جهنم ٩ عند القناطر السيع » وهى المحابس » فيسأل العبد عند أولهن عن الإيمان ؟ فإن جاء به مُخلصا › جاز إلى الثاني ؛ فيُسأل عن الصلاة ؟ فان جاء بها تامة » جاز إلى الثالث ؛ فيسأل عن الزكاة ؟ فان جاء بها تامة » جاز إلى الرابع ؛ فيسل عن الصوم ؟ فان جاء به تاماً › جاز إلى الخامس ؛ فيُسأل عن الحُمرة ؟ فان جاء بها تامة › جاز إلى السادس ؛ فيُسأل عن احج ؟ فإن جاء به تاما » جاز إلى السابع ؛ فيسل (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . (٢) سورة التكاثر : ۷ . (٤) سورة الفجر : ١٠ . ١۱۷ - عن الْمظالم ؟ فإن كان لم يظلم أحداً » جاز إلى الجنة . أ وينظر فيمن لم يلزمه زكاة › ولا حح › ولا غُمرة › لفقره › والظاهر لا سؤال عنها › وكذا من أسلم ثم اخترمته المنية ونحوه › فليحرر . ومما جاء به وييجب إعتقاده › وجود الملائكة الكرام ۽ وأنهم غير الجن والإنس › كالحفظة , وهم : ل عاد مُكرَمُون ‏ لا يسبقونة بالقول وَهُم بأمره يَعِملُوت 4 ر0 ؛ ومما جاء به اي : سیدنا رسول الله يا . ويجب ۽٠ أي : على المكلف إعتقاده بعد قيام الحجة عليه › وجود الملائكة (جمع مليك) › بهمزة بعد اللام حذفت ,› أي : الهمزة تخفيفاً لكثرة الإستعمال › ولذلك تراها في ملائكة مقلوب مالك › بتقديم الهمزة على اللام › وإشتقاقه من الألوكة › أي : الرسالةء وقيل : زيدت الهمزة في المجمع على غير قياس ؛ وعن بعضهم المليكة (جمع ملائك) › والتاء لتأنيث الجمع ء أو لتأكيد تأنيث الجمع ٠ وهو مقلوب مالك › من الألوكة وهي الرسالة لأنهم واسطة بين الله وبين الناس ؛ قلت : لو قال : بين الله وبين رُسله لكان أظهر» إلا إن أراد أن الرّشّل يبلغون الناس عنهم › فهو ظاهر › واختلف في حقيقتهم بعد الإتفاق على أنها ذوات موجودة قائمة بأنفسها , والصحيح أنها أجسام لطيفة قادرة على التشكل ؛ وقال الحُكماء : إنها جواهر مُجردة , مخالفة للنفوس الناطقة ؛ وقالت فرقة من النصارى : إنها النفوس الفاضلة الناطقة › المفارقة للأبدان › وهذا القول ليس بشيء › لأن النفوس الناطقة راجعة () سورة الأنبياء : ٢۲ - ۲۷ . ۱۷۲ س إلى أبدانها في المعاد » والملائكة باقية بعد القيامة في الآخرة أما وجوب الإيمان بهم › . فمن قوله تعالى : «أَمَنَ الرسُول يما أنزل ليه من رَه والمُؤينون كل أَمَنَ بالله وَمَلانِكَمِهِ 4 رى › والملائكة غير الجن › الذين هم من ولد الْجان › الذي قال فيه تعالى : ل وَالجَان خلقناة من قبل من نار السمُوم 4 ر » مأخوذ من الإجتنان » أي : الاستتار › وحُد › أي : الجن › بأنه حيوان هوائي » يتشكل بأشكال مختلفة . وأنها تقدر أن تلج أجواف الحيوانات › وتنفذ في منافذها الضيقة › » نفوذ الهواء المنتشق ؛ وأنكر وجودهم طائفة من الأطباء وبعض اليهود › ولا يعباً بهم ٥ لوجود ذكرهم في الكصب السماوية . وأنهم يأكلون بدليل سؤالهم الزاد ليلة الجن › ومن ثم نهينا عن الإستجمار بالرمة والروث › وليس عليهم أن يظهروا أنفسهم للناس › وليس عليهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر › فيما بيننا وبينهم » ولا من تبليسغ الشهادات › وتنفيذ احكومات › وأما أحكامهم بينهم › فكأحكامنا بيننا › كذا قال صاحب العدل (رحه اللّه) قال : وإن ظهروا كانت أحكامنا وأحكامهم واحدة » وظهور الأصوات ليس بظهور › وولاية مؤمنيهم جملة › وليس علينا ولاية أحد منهم بعينه ولو سمع صوته › وأما هؤلاء الذين يصرعون الناس ويخنقونهم فلا حرمة لهم › فيجوز أن يقرا عليهم بالعزائم › ولو ماتوا واحترقوا › وغير الإنس وهم البشر واشتقاق تسميتهم بذلك › قيل : من الإيناس الذي هو ضد الوحشة › وقيل : من اللوس › أي : التحرك لحركتهم › وقيل : من النسيان › وهو المروي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) › الواحد منهم إنسان › وهل هو عبارة (١) سورة البقرة : ٢۲۸ . (۲) سورة الحجر : ۲۷ . - ۱۷۳ عن الروح والبدن › أو عن الروح فقط » لأنه هو المأمور اأمنهي قولان › وذلك الجنس الذين هم الملائكة كالحفظة › واختلف فيهم فهل هما إثنان أو أربعة › إثنان بالليل وإثشان بالنهار › أو غير ذلك ؟ حتى روي عن رسول الله ي8 : " أن الْمُسلم عليه من الحفظة مائة وستون يدفعون عنه ما لم يقدر له" ”عاد ڏ مَكرمُون ‏ رن أي : مرضيون » محمود فعالهم عند ربهم › مقربون : ل لا يسبقونة بالقول € (» » لا يقولون شيئا حتى يقول لهم هو . كما هو ديدن العبد عند سیده : ل وهم بأمره يَعمَلو 4 رس ٠ أي :لايعملون قط مالم يأمرهم به » وفيه دليل على أنهم مأمورون › منهيون › مُطيعون باختيارهم وعلومهم الهامية » ويسوغ لهم الإجتهاد › واجتهادهم کله صواب . كذا قال صاحب العدل (رجمه الله › ل بسَبحُود اليل اهار لأ يفتروث 4 ر ٠ واتفق أئمتنا أنهم معصومون لأيَعصُون اله ما أََرَهُم يعون مَايُوْمَرُون ‏ رم » وما يحکی عن هاروت وماروت ٠ فمن خرافات اليهود والقّصاص الجهلة › قال تعالى :لا سروه ن عاو و يستحسِرُوت € رن › ل فَالْذِينَ عند رَبك يسبُحُون هُ بالليل وَالنهار 4 ر » وإبليس (لعنه الل . کان من الجن ٤ وإستنى مته في فة ان » لکونه واحدا بن ظهرانيهم فغلبوا عليه › ولكونه كان مثلهم في العبادة . وفي " شرح النونية " : وأن على المكلف أن يعلم أن جملة الملائكة (۱) سورة الأنبياء : ٢۲ . (۲) سورة الأنبياء : ۲۷ . (۴) سورة الأنبياء : ۷ . (4) سورة الأنبياء : ٢۲ . () سورة التحريم : ١ . (1) سورة الأنبياء : ۹٠ . (۷) سورة فصلت : ٢۳ . ١۱۷ - غير جملة الإنس والجن » وجلة الإأنس غير جلة الجن ؛ إلى أن قال : والملائكة لا يأكلون › ولا يشربون › ولا يبولون › ولا يتغوطون › ولا يوصفون بلحم ولا بدم » ومن وصفهم بشيء من ذلك فقد أخطاً ي صفتهم › والخطاً فيها شرك › ومراده بالشرك هنا الشرك الْجُزئي الذي هو خطاً في العقائد . ولا يترتب عليه ما يترتب على الشرك الحقيقي › لأنه قال : وعلى المكلف أن يعرف أن معرفة الله توحيد ء وجهلها شرك › أي : خصلة من خصاله › وفرد من أفراده › فالشرك كلي ٠ وهذه المخحصلة ونحوها جُزئيات › وإفراد له لا كل › وهذه جُزء له ولا شروط › وهذه شرط له › وقس على هذا كل ما يرد عليك مما يقال أنه شرك . أه . وقال (رحه الله : وإن الغلماء إختلفوا في موتهم وخلقهم › وقال بعضهم : خلقوا جميعاً في مرة واحدة » ويسموتون بمرة أيضا › وقال آخرون متفاوتون في الخلق وفي اموت أيضا › فأول من خلق حملة العرش › ثم من دونهم من أهل السماء السابعة › ثم من أهل السادسة ٠ فالخامسة إلى الأولى ؛ وقال قوم : يخلقون إلى يوم القيامة . إلى أن قال : وأنهم عشرة أجزاء › تسعة منها هم الكروبيون › الذين : ل سبح يِسَبَحُو اليل وَالَهَار لترو 4 رن » وجُزء منهم للرسالة › والخزانة › وما شاء الله من أمره ؛ إلى أن قال : وأن الحفظة إثنان › واحد على اليمين › وآخر على الشمال ؛ وقيل : أربعة › إثىان بالليل › وإثنان بالنهار ؛ وقيل : ستة بالليل › وستة بالنهار ؛ وقيل : لا (١) سورة الأنبياء :۲۰ . 0 يقصرون على عدد معلوم ؛ قال : واختلف فيما يكتبونه على المكلف ؛ فقيل : يكتبون عليه كل شيء صدر منه » حتى أنينه في مرضه ؛ إلى أن قال : وقيل : لا يكتبون إلا ما يؤجر ويُعاقب عليه ؛ قال : واختلفوا فيما يحفظون من عمله ؛ فقيل : ظاهره وباطنه؛ وقيل : الظاهر فقط . أ ه. قلت : وجبريل (الكَكلا) منهم › ولا تلزم معرفته أول البلوغ › خلافاً لمن قال بذلك › وممن صرح بعدم لزوم معرفته » صاحب الدليل (رضوان الله عليه) › والأئمة العُمانيون › كما في كرسي الإمام الخليلي (رجه الله » وكيف يُقال بلزوم المعرفة له اللا ٠ ولم يرد نص في ذلك قاطع ؟ وتجب ولايتهم › أي : حبهم على الطاعة › وهم مُطيعون باختيارهم › وثوابهم رضاء الله عنهم » وتجب ۽ أي : على المكلف - كما مر بعد الحجة عليه › ولايتهم › أي : ولاية المكلف لهم ٠ أي : الملائكة (عليهم السلام) › وفسر الولاية بالحب لهم على الطاعة› أي : طاعتهم لمولاهم فيما يأمرهم به » وهم مطيعون لربهم ياختيارهم › لا قهراً » ولا إضطراراً » لأن الإضطراري : لا مدح ولا ثواب عليه وهؤلاء ثوابهم رضاء الله عنهم › ويمكن أن يكون لهم ثواب ولا نعرفه › وأما نعيم الجنة فليس لهم من حظ ء لأنهم لا يأكلون ولا يشربون . وفي " شرح النونية " : وأنهم مُكلفون › مُلزمُون » مَأَمُورُون › مكتسبون › وأنه يجوز كون وابهم غير ثوابنا , وعقابهم غير عقابنا ‏ كما أن ذواتهم ليست كذواتنا . اه . وما هم ٤ فانهم يوالون » ويعادون بالظواهر ومنهم سماویوں .٠ ٦١۱۷ - ومنهم أرضيون ؛ قال الإمام الخليلي يك : وفي الأرض سياحون منهم كمثلنا › رواتع › سماعون › نشدان › رُهبان › وورد أنهم يحضرون مجالس الذركر › ولا يدخلون بيتا فيه جرس » ولا جرو » ولا صورة حيوان ‏ كذا قيل - ولا يستغفر لهم › لأنهم ليس لهم ذنب » بل یجب هم م بواثق لهم من الرتةء انها ومعت کل شيء » ولیس عاتهم من شرائع الأنبياء شيء › لأنهم يتلقون من الفيض الرباني › ومن قال : لملانكة كلهم من الجن من قوم » فد أا خط فاخا حتی دسب يعض المحققين منا إلى الشرك » ويعلم بذلك ما حكاه أبو البقاء في کلیاته نه ليس بشيء اللهم إلا أن يريد أنهم لم نرهم » فهم مستترون › وليسوا هم والجن بحقيقة واحدة . ويجب الإيمان بالأنبياء والرْسُّل › وكلهم آدميون ٠ والصحيح أنهم أفضل من الملائكة , ويجب ۾ أي : على المكلف بعد احج - كما مر غير مرة ‏ الايمان , أي : التصديق بالأنبياء (جمع نبي) مر غيرهم › وبالهمزة لغة ضعيفة . وهو المخبر عن الله تعالى › فإنه فعيل ٠ بمعنى : فاعل › أو مُخبر من قبل الله فيكون فعيلا › بمعنى : مفعول ٠ وإشتقاقه من النباً › بمعنى : الخبر › أو من النبوة › بمعنى : الرفعة › لأنه مرفوع القدر عند الله تعالى › ورافع لقدر أمته › والإيمان بالرشّل (جمع رسول) فعول › بمعنى : مفعول › وتقدم معنى الرسالة والنبوة › والصحيح ليس بشيء منهما إكتسابيا - كما تقدم - بل : ل ذلك فضل الله يؤتيه من يَشَاءُ € رن » من عباده › وأنهم كلهم › اي : کل من () سورة المائدة : ٤٠ ؛ سورة الحديد : ٠۲ ؛ سورة الجُمعة : £ . _ ٧۱۷۷ - الأنبياء والرسل آدميون › أي : من نسل آدم فهم منسوبون إليه › وإن أطلق على الملائكة أنهم رْسُّل › أي : رُسُل الله إلى أنبيائه ورُسُله . فلا يستعمل إلا مُقيدا في حقهم › وأما مع الإطلاق › فإنه مستعمل في رُسُل الشر خاصة ‏ كذا قيل واختلف في أفضليتهم على الملائكة . وصحح الْمُوَلْف : أتهم أفضل من الملائكة تبعاً لجمهورنا › خحلافا للبدر الشماخي › لأنه حكى عنه صاحب " المعالم " تفضيل الملائكة ؛ قال في " الدليل " : وقد وردت أخبار تدل على أن بني آدم أفضل منهم › قال لله عز وجل : < تحن أَوليَاؤكم في الحيَاة ادنيا وَّفي الأخجرة 4 ره ٤ فهم حفظتنا وخدمتنا › وناهيك فضلاً منهم من خدمنا » وخلقت الجنة والنار لها » وخلقت السماوات السبع والأراضون السبع › وأباح لناما في السماوات والأرضين › قال عز من قائل : « خلق سبع سَمَاوات ومن ) الأرض مثلهن يتنر الأمر بيهن لتعلَمُوا أن الله عَلَى كل شَيء َير 4 ر« » فقصر العلم إلينا › وهم سفرة ما يننا وبين رينا ء وني الحديث : " أن الْمُؤْمن من بني آدم أفضل عند الله من جهيع الملائكة " ؛ وحدثني الشيخ نوح بن نافي › » عن الشيخ أبي سُّليمان › صاحب الشيخ أبي خزر إلى مصر » أنه روي له عن الشيخ أبي خزر : " أن الْمُسلم عند الله من , بني آدم أفضل من الملائكة " . إلى أن قال : وأما قوله تعالى : « يُسَبحُو اليل وَالَهَار لا ترون € ر » فهکذا أولو العزم من الرس › والأنبياء › والصديقين › والسابقين › والمقربين ؛ وأما قوله تعالى : ل ومن يقل مِنهُم إني إِلَة (١) سورة فُصلت : ۳۱ . (۲) سورة الطلاق : ١٠ . (۳) سورة الأنبياء : ٢۲ . - ۱۷۸ ن دونه ذلك نجزيه جَهَنمْ كذلك نجزي الظالمِينَ € ١١ ٠ وعيد شدید . اه . أقول : هذا على سبيل الفرض ۾› أن لو فعلوا - حشاهم من ذلك - كقوله تعالى لببيه ي : ط لين أشركت لبط عَمَلكَ 4 ر › وأما وجوب الإيمان بهم › فمن قوله تعال : ل ولَكِن البر من أَمَنَ يالله واليوم الأخِر وَالمَلائكة والكتاب الین 4 رس ٠ ومن قوله تعالى : مَس الرسُول 4 ر » وأفضلية بعضهم على بعض » قد نطق بها الكتاب : « تلك اسل فصلا بَعصَهّم على يعض 4 رم ‎ ›‏ ولقد صلا عض انين على بعض 4 رم » واستدل بهما على أفضلية محمد ك وعليهم أجعين » وبكونه مُرسلاً إليهم › ۽ فلو وجد أحد متهم لزب إتباعه › قال الله تعالى : « وإذ أذ الل ميشاق اين لما أتيتكم من كعاب وَحِكمَّة ثم جَاءكم رَسُول مُصَد مص ق لما مَعكم ينن به ولسص رن ر » ومحال أن يؤمر الفاضل باتباع المفضول . قال في " شرح النونية " : وأن الأنبياء يجب أن يعتقد أنهم يتبعونه في الفضل › فمرتبتهم فيه بعد مرتبته ؛ إلى أن قال : وأن فضله ع على سائر الأنبياء والرسّل › بتفضيل من الله تعالى › لا لأوصاف وجدت فيه دونهم › لأنه لو قيل : إن كرمه ي أكمل من کرمهم . كان إتصفوا بتسعة أجزاء منه فقط » مثلاً لزم وجود جُزء من البخل فيهم » وَهُو نقص (١) سورة الأنبياء: ۲۹ . (۲) سورة الزمر : ١٠ . () سورة البقرة : ۱۷۷ . (4) سورة البقرة : ٢۲۸ . () سورة البقرة: ٢٢۲ . (1) سورة الإسراء : ٥ . (۷) سورة آل عمران : ۸۱ . - ۱۷۹ وأما تفضيل غيره منهم على الآخر› فهو إستخراج › فلذلك نمسك عنه لأنه ليس من الإعتقاد » والبي خُر ذكر أوحي إليه » والوسُول خُر ذكر أوحي إليه » وأمر بالتبليغ › ولا ينبغي الإفتصار على عدد › تقدم معنى النبي وإشتقاقه › وخرج بقولنا : حر العبد » فإن اله تعالى ما نبا عبداً على الصحيح › وبقولنا : ذكر خرجت النساء » لأن الله تعالى ما نبأ إمرأة على الصحيح أيضا › وينبغي أن يزاد في الحد من بني آدم لخرج الملائلكة › فإنهم لا يقال لهم أنبياء › وقولنا : أوحي إليه › الوحي في اللغة : الإخفاء والإلقاء إلى الغير › يقال : وحى إليه الكلام › يحيه وأوحاه أيضا . وهو أن يكلمه بكلام يخفيه › والوحي الإشارة › ومنه قوله تعالى : ل فَأوحَى إِليهم أن سبحو بُكرة وَعَشِبا € رن٠ ووحى الله إلى أنبيائه إخباره وإعلامه لهم » إما بواسطة ملك › وإما بإلهام › وإما بغير ذلك › والمراد به كلام الله مُطلقا ؛ وفي أبي البقاء : كل ما ألقيته إلى غيرك فهو وحي » والكتابة › والإشارة › والرسالة › والإلهام › كلها وحي بالمعنى المصدري . أ ه . وئي " القواعد " : والوحي : علم الأنبياء والرسل › وسيل 8% كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس › وهو أشده علي › فيفصم عني وقد وعيت ما قال › وأحيانا يتمثل الي املك رجلا فيكلمني › فأعي ما يقول ؛ إلى أن قال : والأنبياء (عليهم السلام) متهم من يأتيه الوحي عيانا › ومنهم من يأتيه إلهاماً › ومنهم من یراہ في (۱) سورة مریم : ١۱ . ١۱۸ - النوم . ا وأما الرسول : فهو النبي » فكل شرط وجد في البي › وجد فيه بزيادة الأمر بالتبليغ » فكل رسول : نبي › ولاعكس › وهذا هو الصحيح ؛ قال في " مختصر القواعد " : والنبي : أوحي إليه أمر بالتبليغ › أو لم يؤمر › والرسول أمر به › فبينهما عموم وخصوص مُطلق ؛ وقیل : کل نبي رسول وبالعکس » لقوله تعالى : ل وما رسلا ين لِك ين رَسُول ولا بي 4 رن ٠ فأطلق الإرسال على النبي › وأجيب بأن الأصل ولا نبأنا نبيا ؛ إلى أن قال : وقيل : ل رسول إل من له كتاب ناسخ » وهو ضعيف لقلة الكتب ٠ وكثرة الرسل؛ إلى أن قال : ومن شأن النبي الإرشاد للخير › والأمر والنهي › وَلا يكون إلا سالما من عیب منفر »٤ عيب نسبي » وعيب بدني » وأما بلاء أيوب » وعمی يعقوب ٠ . فبعد التبليغ والإعجاز » ولا يكون عند الجمهور إمرأة › نخحلافا لمن قال بنبوة حواء » وسارة » وهاجر » وآسية › وأم موسی »› ومريم ؛ ولا عبدا › أو أمة , خلافا لمن قال بنبوة هاجر ولقمان › والصحيح أنه » وذا القرنين › وصاحب الأخدود › أولياء › لا أنبياء ؛ إلى أن قال : ولا عموديا › راحلا قاحلا خلافا لمن قال ذلك : في يعقوب وبنيه › لقوله عز وجل : ءل وَجَاءَ بكم مَّنَ البدو 4 ١ ٠ ولت : ويبحث بأنهم حضريون › كانوا في البدو ثم جاءوا › أو كانوا بداة أهل ماشية › لکن لیسوا عمودیین راحلین . أ ه کلامه . أقول : الصحيح أن بني يعقوب ‏ غير يوسف (اكَكلا) - أنهم أولياء () سورة الحج : ٥٠ . (۲) سورة يوسف : ١٠٠ . ١۱۸ - وليسوا بأنبياء ۔ كما تقدم - ولا ينبغي الإقتصار على عدد› أي : لا ينبغي للمكلف أن يقتصر على عدد منهم › وإن ورد ذلك في ؛ ‎e‏ ‏كحديث أبي ذر ئي " القواعد " › لئلا يدخل فيهم من لیس منهم ٤ أ يخرج عنهم من هو من جملتهم › قال تعالی ا وسل قد قَصَمناشم َلك ن فيل ورسلا لم نقصْصهّم عَليك € ر ؛ وَالّذِي اختاره الْمُوْلْف هنا › قد نوهت به كصب المشارقة . ك " الاستقامة " ؛ قال بعض المحققين : وأول الأنبياء آدم › وآخرهم محمد ي › وقد روي بيان عددهم في بعض الأحاديث »٠ والأولى أن لا يقتصر على عدد في العسمية ؛ إلى أن قال : ولا يمن في ذكر العدد أن يدخل فيهم من ليس منهم › أو يخرج عنهم من هو منهم › وکلهم کانوا مخبرین » مُبلغين عن الله تعالى . أ ه . وإختار أصحابنا المغاربة تبيين عددهم ؛ قال في "مُختصر القواعد " : قال أبو يعقوب يوسف : والأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا › أو ثمانية الاف قولان › والرْسّل ثلاثمائة وثلانة عشر . وهو عندي الصحيح ء أو وأربعة عشر ء أو وخسة عشر› وأولهم آدم › وأخرهم سیدنا محمد عا . أه. هلي لا يقال : إن ذكر الأنبياء › والرْسُل › وا لكتب »› وما یذ کر هنا مع ما تقدم تكرار › لأننا هنا ذكرنا وجوب الإيمان بهم › وقبل ذکرنا ما (١) سورة النساء : ١١۱ . س ۱۸۲ - يجب ويستحيل › ويجوز في حقهم › ولأن ذکرهم هنا من جملة ما جاء به ي › فلا تکرار ويجب الإيمان بالكتب عموما › وبالقرآن خصوصاً › ويجب › أي : على المكلف بعد قيام الحجة › فلا تغفل الإيمان › أي : التصديق بالكتب المنزلة من عند الله تعالى › على أنبيائه ورُسُله › (جمع كتاب) » معني : مكتوب » تسمية للمفعول باسم امصدر» مأخوذ من الكتب » وَهُو الجمع عموما › أي : بجملتها › كأن يقول : آمنت بالكتب كلها » إيسماناً يعمها عموما › وبالقرآن هُو الكتاب المنزل على سيد المرسلين › المفتتح بالتحميد › المختتم بالاستعاذة › المتعبد بتلاوته » معجزة له من بين الرسُل خصوصا› أي : إيمانا يسخصه خصوصا . كأن يقول : آمنت بالقرآن أخصه خصوصا . قال شارح النونية : وإنما سمي قرآنا › أخذا له من القوء › وَهُو الجمع › لأنه جامع للسور › والآيات › والقصص » والأحكام › وغير ذلك ؛ وقيل : لأنه قرن بالحكمة › وفرقانا لفرقه بين الحق والباطل › وكتابا أخذاً له من الكتب ٠ وهو الجمع › لأنه جامع لِمَا ذكر . أه . وإن أطلق الكتاب في غرف الشرع › فالمراد به : القرآن › والدليل على وجوب الإيمان بالكتب والقرآن . قول الله تعالى : ل يا أيُهَا ارين اموا ايو باللّهِ وَرَسُولهِ والكتاب الذي نرّل عَلى رَسُولهِ والكتاب الي اَنَل من قبل 4 ر٠ إلى غير ذلك من النصوص الفرقانية › والآيات eee () سورة النساء : ١۱۳ . - ۱۸۳ القرآنية . قال في " المعالم " : جملة ما أنزل الله من الكتب على أنبيائه » مائة كتاب وأربعة کب ۽ منها خسون على شیثٹ بن آدم » وثلائون على إدريس › وعشرة على إيراهيم › وعشرة على مُوسى قبل التوراة › والتوراة على مُوسى › والإنجيل على عيسی › والزبور على داود › والفرقان على محمد يك وعليهم أجعين . أ ه . وفي كتب القوم » قال الباجوري : وقد إشتهر أنها مائة وأربعة صحف › شيث ستون › وصحف إبراهیم ثلاون › وصحف مُوسی قبل التوراة عشرة » والكتب الأربعة : التوراة لِمُوسى › والزبور لداود › والإنجيل لعيسى › والفرقان لسيدنا محمد ي ؛ وقيل : صحف شيث مسون › وصحف إدريس ثلاثون › وصحف إبراهيم ومُوسی عشرون بالسوية » والكتب الأربعة ؛ وقيل : أنها مائة وأربعة عشر › صحف شيث مسون › وصحف إدريس ثلاثون › وصحف إبراهيم عشرون ٠ إختلف في عشرة › فقيل : لآدم › وقيل : لمُوسى ؛ إلى أن قال : والتحقيق الإمساك عن حصرها في عدد فيجب إعتقاد أن الله أنزل کتبا من السماء .أه. حاشية السنوسية › وأقول : كلها منسوخة تلاوة » وحكماً › بالقرآن الكريم » وعدم الإقتصار على العدد هُوَ الصواب ء فإنه لم يرد بعددها نص قطعي « والله أعلم . وجب الإيمان بالقدر : وَهُو إيجاد الله الأشياء › وبالقضاء : وَهُو ١۱۸ س الْحُكم بها في الأزل ؛ ويجب › أي : على المكلف بعد بلوغ الحجة ٠ الإيمان › أي : التصديق بالقدر . وهو صفة فعل . فلذلك فسره بإيجاد الله تعالى الأشياء › أي : إخراجها من العدم إلى الوجود › كما علمها في الأزل مقدرة بأوقاتها . وجهاتها › وأحوالها › وبما يجري عليها من خير وشر › ونفع وضر › وقيل : القدر صفة ذات › وهو علمه تعالى الأزلي بها › أي : بذواتها وصفاتها › وبالقضاء › أي : ويجب على المكلف الإيمان بالقضاء › وفسره أنه هو الحُكم بها أي : بالأشياء على وفق علمه كما أرادها . وفي أبي البقاء : القضاء ممدود ويقصر › وقد أكثر أئمة اللغة في معناه » وآلت أقوالهم إلى أنه تمام الشيء قولاً وفعلا ؛ إلى أن قال : إن القضاء : هُوَ الْحُكم الكلي الإجالي › على أعيان الموجودات بأحوالها . من الأزل إلى الأبد › مغل الْحُكم بأن : ف كل نفس ذَاِقة الْمَوت ن والقدر : هُو تفصيل هذا الْحُكم بتعيين الأسباب ٠ وتخصيص إيجاد الأعيان » بأوقات وأزمان . بحسب قابلياتها وإستعداداتها المقتضية للوقوع منها › وتعليق كل حال من أحوالها بزمان مُعين وسبب مخصوص » مثل الْحُكم بموت زيد في اليوم الفلاني بالْمَرض الفلاني . إلى أن قال : وقد يُطلق القضاء على الشيء المقضي نفسه › وهو الواقع في قوله ن : " اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء › ودرك الشقاء . وسوء القضاء . وشماتة الأعداء " ر۲ › والرضى به لا يجب () سورة آل عمران : ١۸٠ ؛ سورة الأنبياء : ۴۵ ؛ سصورة العنكبوت : ۷٠ . (۲) انظر الملحق . ١٥۱۸ - على هذا امعنى › ولذلك إستعاذ منه » والواجب الرضى بالقضاء› أي : حكم الله وتصرفه › وأما الْمقضي فلا إلا إذا كان مطلوباً شرعاً › كالإيمان ونحوه ؛ إلى أن قال : والقدر مرضي »› لأن القدر فعل الله لا المقدر › إذ يمكن أن يكون في تقدير القبيح حكمة بالغة › والقضاء عند الأشاعرة إرادته الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال › وقدره إيجاده الأشياء على قدر مخصوص وتقدير معن في ذواتها وأحوالها . أه . قلت : إلى هذا جنح شارح النونية , حيث قال : وأن القضاء لغة الحُكم › وإصطلاحا إيجاد الله عز وجل الأشياء في اللوح المحفوظ دفعة . والقدر إيجاده إياها في الخارج على قدر مخصوص وتقدير معين في ذواتها وأحوالها › طبق ما سبق في علمه الأزلي ؛ وقيل : هو نفس الصفة التي يوجد بها كل مخلوق من حسن › وقبح › ونفع › وضر › وما يحويه من زمان ومكان › وما يترتب عليه من طاعة وعصيان › وثواب وعقاب . أ ه . وبمعناه ما قيل : واختلف في معنى القضاء والقدر › فالقضاء إرادة الله تعالى وتعلقها الأزلي › والقدر إيجاد الله الأشياء على وفق الارادة › فإرادة الله المتعلقة أول بأنك تصير عالماً أو سُلطاناً قضاء › وإيجاد العلم فيك بعد وجودك › أو السلطنة على وفق الارادة قدر ؛ وقيل : القضاء : علم اللّه الأزلي وتعلقه باأمعلوم › والقدر : إيجاد الله الأشياء على وفق العلم ٠ فعلم الله المتعلق أزلاً , بأن الشخص يصير عالماً بعد وجوده قضاء › وإيجاد العلم فيه بعد وجوده قدر › وعلى كل من ٦۱۸ - القولين فالقضاء قديم 6 لزه صفة من صفاته تعا لى 6 أما الارادة 6 وأما العلم والقدر حادث › لأنه الأإيجاد › والإايجاد من تعلقات القدرة « وتعلقات القدرة حادثة . قال الباجوري ‏ ناقلاً عن السنوسي - : إن في القضاء والقدر أقوالاً غير هذين › أحدهما : القضاء : إبراز الكائنات على وفق علمه تعالى › والقدر : تحديد كل شيء بحده الذي يوجد عليه من حسن وقبح ونفع وضر › إلى غير ذلك أزلا . وعلى هذا القول : فالقضاء : حادث ٠ والقدر : قديم ؛ إلى أن قال : ومنها أنهما بمعنى : إرادته تعا ى › ومنها أنهما بمعنى : قدرته › ومنها أنهما بمعنى : كل منهما . أ ه فليتأمل . والذي يظهر أنه كله غير خارج من الصواب »٠ وأن دليل وجوب لإييمان بالقدر» قوله ك : " إنك لن تجدء ولن تبلغ حقيقة الإيمان › حتى تؤمن بالقدر خيره وشره › أنه من الله تعالى " › وقوله ي في حديث جبريل رال ٠ لما سأله عن الايمان : " أن تؤمن بالله › وملائكته › وكتبه » ورُسُله › واليوم الأخر › وبالقدر خيره وشره " › إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في ذلك . ويجب معرفة التوحيد › بأنه إفراد الله عن الخلق › وأفعالهم › وصفاتهم › ويجب › أي : على المكلف ‏ كما تقدم ‏ معرفة التوحيد ٠ تقدم معنى المعرفة أيضاً › وأنها مُرادفة للعلم على الصحيح ٠ وهما إدراك الشيء على ما هو عليه والتوحيد : لغة الحُكم على الشيء بأنه - واحد › وشرعاً إفراد الذات العلية عن ذوات الخلق › وإفراد أفعاله - ۱۸۷ تعالى بأنها ليست كأفعالهم › ففعله بلا معالجة مثلا › وإفراد صفاته بأنها ليست كصفاتهم › وذلك معنى قول بعضهم : التوحيد : الإفراد بالوحدانية لِلهِ تعالى › ونفي الاضداد عنه تعالى ؛ قال شارح النونية : التوحيد : لغة الإفراد » والمراد هنا › إفراد الله تعالى في ذاته › وصفاته › وأقواله › وأفعاله , وعبادته . وسائر كمالاته › أي : إعتقاد کونه فرداً في ذلك کله › لا يشارکه فيه شيء ما . بأي وجه کان . مع الاقرار بذلك . أه . وقال الشيخ غُمر الثلائي : التوحيد : إفراد الله تعالى في ذاته › وصفاته › وأقواله › وأفعاله , وأحكامه › وعبادته › وسائر كمالاته التي لا نهاية لها › أي : إعتقاد وحدته في ذلك کله » وأنه لا شريك له فيه › والإقرار بها المتحقق بالتلفظ باأجمل الثلاث , التي هي لا إِلّه إلا الله محمد رسول الله » وما جاء به حق من عند الله » وإمتشال الّمأمورات › وإجتناب المنهيات ت › هذا معنى التوحيد الشرعي عندنا . قال القطب في " مُختصر القواعد " : لو تشابه معهم › أي : الخلق › في أقل قليل . لل عليه المجز مته » ولا احتاج ما احتاجوا ؛ ونقول : هو عالم » أي : الله تعالى › بمعنى : أن ذاته كافية في انكشاف اأمعلومات › فعلمه قديم عام , » غير حال › وزيد عالم بمعنی خلاف ذلك › وهكذا انتهى بزيادة . قلت : قوله : قديم يناي علم المخلوق فإنه حادث › وقوله : عَالم › أي : على ججيع المعلومات من الواجبات › والجائزات والممتتنعات - ۱۸۸ كما قدمنا - وقوله : وهكذا › أي : ما اتفق من الأسماء له ولغيره › فإنها تتفق في اللفظ وتختلف في المعنى فيه على ذلك في " القواعد " وأوجبواً هُنا معرفة الشك ء› فقالوا : لْفة هُو المساواة › وإصطلاحاً تسوية الله بغيره في ذات ٠ أو صفة › أو فعل › أو خكم › أو عبادة ؛ وتأول ذلك الشيخ أبو سعيد (ظي) › فقال : إن جهل الشرك واسع ما لم يتلبس بشيء منه › ونوه بهذا القول في " الدليل " › فليراجع 0 e من ثبت الجسمية لله تعالى › أو الجوارح › كاليد › واأجنب › والعين - هل يسرك ؟ فإن أطلقوا ذلك صراحا من غير تأويل أشر كوا وإن تأولوا نافقوا . قال الإمام الخليلي : فن زادوا على هذا في بهتانهم العظيم › فأتوا بصريح التشبيه والتجسيم من وصفه بالْجواهر والأعراض »› والكليات › والإبعاض › بقصد حقيقة مفهوم العضو والجارحة » ولم يكن قصدهم التوسع بمجاز القول لفظا › عن إرادة الحقيقة من الأعضاء › ولا يتستر في شيء يلابسه كشف حقيقة التجسيم والتصور محضاً › ففي هذا وبابه قد تردد الفقهاء بالرأي › فقول : بشركه مُجملاً › وقول : بكفر نعمته على حال ما کان › وقول : بأنه إن صرح بکونه جسما کهذه الأجسام » أو جوهراً كهذه الجواهر › أو عرضاً كهذه الأعراض ء وأنه يده › أو وجهه › أو عينه › أو شيء منه كهذه الجوارح › أو حده من قوله القادح بالإبعاض › أو بالتحيز › والإنتقال › والحلول › والإتصال › - ۱۸۹ والانفصال › مصرحا في هذا كله بأنه فيه كغيره › فإنه بهذا يكون مُشركاً في هذا الرأي › ومُرتدا به الإسلام » على أنه ما لم يخرج به من دائرة التأويل › ففي نفسي أن القول بشركه موضع رأي لا دين › حتى قال : إن القول بشركه في هذا امقام أشهر ما فيه . وأصح ما حكاه الأعلام . أ ه (بتصريف) . ويجب التفرقة بين كبائر الشرك وكبائر النفاق › لأنه يترتب على كل منهما حُكم يخالف الآخر ؛ ويجب »› أي : على المكلف ٠ التفرقة » أي : الفرز والتميز بين كبائر الشرك » التي هي تسويته تعالى بغيره في ذات › أو صفة › أو في فعل › أو في عبادة . أو تسويتهم كذلك ۔ كما تقدم - التنبيه عليها » وبين كبائر النفاق › التي هي إخفاء الشرك وإظهار الإسلام › أو ترك امأمور به أمرا جازما أو فعل المنهي عنه نهيا جازم ولو بتأويل » وإنما فنا : أمراً جازماً في الأول ليخرج النفل فإنه مأمور به أمر ندب › وكذا قولنا : نهيا جازما يخرج المکروه فإانه منهي عنه نهي تكريه › لأنه يترتب على كل منهما › أي : على کل من كبائر الشرك وكبائر النفاق حكم يخالف الآخر › أي : بيانيه فيترتب على أهل كبائر الشرك القتل › والسبي » والغنيمة › وأحكام أخرء إن أبوا من قبول الإسلام › ولم يكونوا أهل جزية » ويترتب على اهل کبائر الفاق جواز مناكحتهم › ومُوارئتهم › والصلاة معهم وعليهم › وغير ذلك › ما عدا الولاية وأشياء أخر من تعلم سير الأئمة وآثارهم . قال في " القواعد " : أما الشرك فمعناه التساوي بين الأشياء في 1۹ الذوات والصفات › ومعناه في الله جل جلاله التسوية بينه وبين خلقه في الذات أو الصفات › قال تعالى ب« إذ نسَويكم برب العَالَمِنَ € ‹0 ٠ أي : في العبادة والتعظيم وإثبات الألوهية › فالشرك إذا على وجهين : جحود ومساواة › ويتصرف على وجوه ... إلخ › فليراجع وفي " مُختصر القواعد " : أن يعلم أن تكذيب الله شرك › والكذب عليه نفاق . ودخل في التكذيب القول بخلاف ما قال . مواجهة بلا تأويل › أو أن يعلم أن الكبائر قسمان : شرك ونفاق › أو أن يعلم أن الشرك مساواة أقوال ثلاثة محررة لأصحابنا › وفي وجوب معرفة أن النفاق خلف قولان . أه . وفي " القواعد " أيضا : وكبائر النفاق على وجهين › أحدهما : إستحلال ما حرم الله تعالى بتأويل الخطاً من فاعله ؛ إلى أن قال : والوجه الآخر : مقارفة ما أوعد الله على فعله › التكال في الدّنيا › والعذاب في الآخرة › إلى آخر ما أطال فيه › فليراجع وإنما أوجبوا فرز ما بين كبائر الشرك وكبائر النفاق لوجهين › أحدهما : أنه يترتب على كل منهما حُكم يخالف الآخر ‏ كما تقدم - والثاني : أن ضلالة الفرق في الأكثر نشأت من عدم الفرق بينهما . قال في " مُختصر الوضع " : ندين بأن الطاعة : ما قرنه الأمر من تو حید وغيره ؛ والإيمان : ما قارنه الثواب من توحيد وغيره ؛ والمعصية : () سورة الشُعراء : ۸٩ . ١۱۹ س ما قارنه النهي من شرك وغيره ؛ والكفر : ما قارنه العقاب من شرك وغيره ؛ وقالت الصفرية : الطاعة والإيمان : كلاهما توحيد › والمعصية والكفر : كلاهما شرك ؛ قال : والمذهب : أن الكفر شرك أو نفاق ؛ قال : والذنب : صغير وكبير › ومنه ما لا يارى أصغير أم كبير › ومشهور المذهب : أن الصغائر لا تعلم لئثلا يجتراً عليها› لكونها تغفر ياجتناب الكبائر › وبنحو الصوم › والصلاة › والوضوء › والحج ؛ وقالت المرجئة › والماتريدية › والأشعرية :الأإيمان كله تو حید . فلا يُسمى عندهم توحيدا إل ما يُسمى عندنا توحيدا › والطاعة منها توحيد وغير توحيد › والكفر كله شرك › والمعصية منها شرك وغير شرك » واعلم أن التوحيد ما قارنه الافراد والمراد ترك مساواة الخالق بالمخلوق أو المخلوق بالخالق › والشرك ما قارنه التساوي والمراد وصف الخالق بصفة المخلوق أو ف فعله › والمخلوق بصفة الخالق أو فعله › والإيمان لُغة التصديق › والكفر لغة الستر ؛ إلى أن قال : والجحود وفيه معنى الستو › نحو : ل وَمَا يَفعَلوا ين خير فلن يكفْرُوةُ 4 ر » وعدم الشكر وشرعاً ما يجب عليه قاب الأخرة › سوا وجب عليه الد في اليا أم لاء وهو في معني ما مر وكذلك الكبيرة . أ ه (بتضرف) . وقد تقدم بعض هذا › فليراجع ويجب أن يعلم أن الله أمر بطاعته وأوجب عليها ثوابا › ونهي عن معصيته وأوجب عليها قابا › وإيجاب ذلك قضاؤه ووعده به في الجملة ؛ ويجب › أي :على المكلف › أن يعلم › أي : يعتقد إعتقادا جازما () سورة آل عمران : ١٠٠ . - ۱۹۲ مُطابقا › أن الله , أي : واجب الوجود لذاته أمر بطاععه › المراد من الأمر هنا الإيجاب والإلزام وهو فعل من أفعاله 4 كذا في " مختصر العدل " › وتقدم معنى الطاعة قريب › أنها ما قارنها الأمر من توحيد وغيره » وأوجب عليها ثوابا › أي : بمقتضى حكمته ووعده لأنه ايندل القولُ لّدَيه سبحانه › لا لمراعاة الأصلحية › خلافاً لمن قال بذلك من القوم ؛ ولهذا قال صاحب " الدليل " : فالذين قالوا : آن الشواب حتم على الله . قد أساؤوا الأدب › إنما كان ينبغي لهم أن يقولوا : حتم › في واجب الحكمة › بعد أن يصح ما قالوا أنه واجبه . أه . ونهى عن معصيته » المراد بالنهي : إييجاب الترك إمتالاً » وكذا تقدم معنى المعصية : أنه ما قارنه اللهي من شرك وغيره › وأوجب عليها عقابا › أي : أوعد ذلك ٠ ولا يخلف وعده ولا وعيده › قال تعالى : هل مَا يبدل القول لَدَي 4 رى › لأن الأمر والنهي › إذا لم يقترن بهما ثواب ولا عقاب › كان الأمر إباحة › والنهي : لغوا ء كذا في " الدليل " › وإيجاب ذلك قضاؤه › أي : حكمه ووعده به › أي : وعد المطيع الثواب › والعاصي العقاب › في الجملة . أي : لا من حيث الإفراد › فإنه يشترط في كل فرد الوفاء وعدمه › وتقدم معنى الشواب والعقاب وفي " القواعد ٣ فكلما تلزم معرفته من طاعة الله لزمت معرفته بان الله أمر به » وأوجب عليه الثواب » وأما المعرفة بان الله أوجب () سورة ق :۰ ۲۹ . - ۱۹۳ العقاب على تر که فلا يلزم ذلك إلا في التوحيد خصوصا دون سائر الطاعة . لأن على المكلف أن يعلم أن الله أمر به وأوجب عليه ثوابه› وعلى تر كه عقابه › وأما ما دون التوحيد من الفرائلض › فإنما عليه أن يعلم أن الله أمر به › وأوجب عليه ثوابا فقط . وكذلك المعاصي › وعلى هذا الحال ما خلا الشرك › فإن عليه أن يعلم أن الله نهى عنه› وأوجب على فعله عقابا » واللّه أعلم . أ ه . ويجب معرفة المَّن والدلائل » فالدلائل : دالة على وجود الله ووحدانينه » وهي ما سوى الله › والْمن : تفضل من الله بالإيجاد والإنعام » ويجب » أي : على المكلف › معرفة › أي : إدراك امن › وهو الإنعام مُطلقاء والإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه › والمن أيضا : إحسان الأمحسن غير معتد ياحسانه » فمن ثم أنه تفضل من الله لأن التفضل عطاء من غير عوض - كما تقدم ‏ والْمن الْمذموم من الخلق › الذي يفتخر ياحسانه › ويبدي ويعيد على الممنون عليه › وكذا يجب على المكلف معرفة الدلائل (جمع دلالة أو دليلة) › وهو ما يستدل به على نسحو الطريق ؛ فمن شم قال : دالة على وجود اله ووحدانيته : ل ِن في خلق السّمَاوَات والأرض وإختلاف اليل وَالَهَار لات و لأولي اللاب ك رن › وإنما خلقها إظهاراً لقدرته › لا لاحتياجه إليها . وفي " القواعد ' : هُو أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق خلقه لوا ٠ وأفاض عليهم العم صفاراً وكبارً ء ما مته وفضلا لا وجوبا (۱) سورة آل عمران : ۰٩ ١۱۹ -۔ ولا فرضاً › بل خلقهم إظهارا لقدرته » وتحقيقاً لِمَا سبق من إرادته › ولما حق في الأزل من كلمته › لا لإفتقاده إليهم وحاجته › وبعث إليهم رسُله وشرع لهم دينهم لغير حاجة دعته إلى تكليفهم › ولا من ضرورة قادته إ ى تعبدهم › وإنما قصد نفعهم تفضلا منه عليهم . إلى أن قال : وأما الدلائل : فهي مخلوقات الله تعالى الدالة على ربوبيته ووحدانيته من السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من الجوهر والعرض ۾› فالعاقل إذا نظر في ذلك بعين البصيرة › علم أن الله تعا لى لم يخلق ذلك عبشا ولا باطلا › ولم يترك الإنسان سُّدى ولا مهملا ؛ قال : ومن دلائله على وحدانيته وربوبيته › الرّسّل الذين جعلهم للخلق أدلاء › وأنزل عليهم كتبا تتلى . أ ه ياختصار . وي " مختصر الوضع " : ويمجب مع أول البلوغ › أن يعلم أن الله خلق الخلق › ورزق الأرزاق › منا وفضلا › إظهارا لقدرته › وتحقيقا لما سبق من إرادته » ولِمّا حق في الأزل من کلمته » لا وجوبا ولا فرضاًء ولا افتقاراً إليهم » ولا إستفادة م منهم ؛ إلى أن قال : وأما الدلائل : فقد علمت أنها مخلوقات الله تعالى . تدل على ربوبيته ووحدانيته › وجب على ا لمكلف الخوف والرجاء وإعتدالهما . ولو كان بمكان الطاعة أو بمكان المعصية ؛ ويجب على المكلف › أي : البالغ العاقل › مع بلوغه ملازمة امخوف من الله تعالى › أي : يخاف منه› بأن لا يقبل سعيه › فيحبط أعماله › فيعذبه › ويجب عليه »› أي : ١۱۹ - مكلف ملازمة الرجاء له تعالى › لعله أن يرجمه › فيثيبه على عمله › ویتجاوز عنه في زلاته › لأن رحمته تعا ى وسعت كل شيء ؛ ويجب عليه أيضا إعتدالهما › أي : إستواؤهما › ولو كان المكلف بمكان الطاعة ٠ أي : مُلازماً لها › ومقيماً عليها لأنه لا يعلم أنها مقبولة عند الله أم لا ء أو كان › أي : المكلف › بمكان المعصية › أي : في حالة هي ملازمة المعصية مُكبا عليها لأنه مأمور بالإنتهاء عنها› فرجاؤه بالإنقلاع عنها › وتوبته منها لا غير › لأنهما سوطان زاجران › يزجران مطية العبد › لثلا تتقحم به في المفاوز المهلكة › فلو عرى عنهما بطل سعيه › وإن عري من الخوف أمن مكر الله » وإن عرى من الرجاء خيف عليه القنوط والأياس من رحمة الله , وهما كبيرتان . قال في " مختصر الوضع " : ويجب مع أول البلوغ › خوف عذاب الأخرة » ورجاء رجمتهما › ويجوز الإقتصار في الذكر على أحدهما › وحق من عرف الجنة والمار أن لا يتصور إحداهما دون الأخرى › فإن من أيس لا يقال له خاف ٠ ومن قطع بالرجمة لا يقال له رجا » ويجب إعتدالهما كميزان الهند › ورخص ما لم ي يتعر القلب من أحدهما › فإنه ما لم يتعر ليس بآيس من الرحهة » ولا بآمن من . العذاب °¡ والإياس والأمان كبيرتان › وأ جيز اميل إلى الرجاء عند الاحتضار . اُه. وئي " شرح النونية " : إن الطمع في الثواب على الطاعة › والفزع من العقاب على المعصية › فهما واجبان على المكلف وجوبا غير موسع فيه › وواجب عليه أيضاً إستواؤهما في نفسه › مثل إستواء أمرين متصاحبين في تصاحبهما › بحيث لا يترجح أحدهما عنده على الآخر › ٦۱۹ -۔ لأنه لو ترجح الرجاء عنده على الخوف . لخيف عليه الأمن من عقاب الله » وهو كبيرة › لقوله تعالى : ل فلا يمن مَكر الله إلا القَومُ الخامرُون 4 ر » ولو توجح عنده الّخوف على الرجاء » لخيف عليه الإياس من رحة الله وهو كبيرة أيضاً › لقوله تصالل : ل إِنةُ لا يَايئس من روح الله إل القَوم الكافرُوت € ر . إلى أن قال : وإستواؤهما واجب على المكلف › ولو لم يعلم من نفسه ذنبا » ولو في حالة العصيان › وَيُؤجر بزوال الأمن من المكر › والإياس من الرجمة › من نفسه ؛ إلى أن قال : إن الخوف والرجاء يوجدهما فعل ججميع الواجبات › وترك جميع المحرمات › وأنهما إن فقدا من فعل واجب وترك المحرم › بطل السبب الضعف الحاصل لهما من فقدهما منه ؛ إلى أن قال : وإن الخوف والوجاء غير محدودين › ويثبتان بنحو التوبة من الذنب ؛ إلى أن قال : وإن مرجع الخوف والرجاء في الإمتنال إلى الشك »› في كونه على الوجه المأمور به أولا › أي : الغرض في كونه مقبولاً › وَإِلاً قال : والشك في الفرائض على ثلاثة أوجه : شك يبطلها كلها › كالشك في خصلة من خصال التوحيد › كوحدة الله ورسالة محمد ية , وحقية ججيع ما جاء به من عند ربه » وشك يبطل بعضها دون بعض » كشك المصلي في كونه صلى أربعا مثلً أو ثلاث › فإنه يطل تلك الصلاة دون غيرها من الفرائض › وشك لا يصح الفرض إلا به كالشك في كون بر الوالدين وصل إلى الحد المأمور به أولاً » وفي كون التوبة والرجاء على الوجه المأمور به أولاً › سے سے () صورة الأعراف : ٩٩ . (۲) سورة يوسف : ۸۷ . ت وهكذا باقي الفرائض الغير المحدودة › فإنها لا تصح إلا بالشك المذكور . اه . وهل خوف الأنبياء . خوف إجلال › أو خوف عقاب › أو خوف ملامة › وتوقيف محاسبة تردد ؟ اعلم أنه ثبت بالدليل القاطع خوف الأنبياء (عليهم السلام) › ورجاءوهم › لقوله تعالى : ل إِنَهُم انوا يِسَارِعُون في الخيرات ويّدغوننا رَغْبا وَرَهبا 4 ر › ولقوله عز وجل حكاية عن سیدنا إبراهیم (الْعلا) : ل وَالّذِي أَطمَمْ أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين 4 ر » ولقوله ي8 : " إني لأخوفكم لله "٠ ولقوله ك : " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كشيراً " ر » وكذا الملائكة › بدليل قوله تعالى : «خافو رهم من فوقهم 4 5 ٠ « اوليك اين يَدعُون يعون إلى رهم الوَّسِيلةً 4 رم ٠ وإذا ثيت رجاء أوللك السادة وخوفهم فحيئذ تردد الأئمة في حُكم ذلك الخوف منهم ‏ . هل هو خوف إجلال له تعالى › لأنهم في حضرة القدس › لا يغيبون عن ذلك امقام › » لكنهم عَالمون بأنهم معصومون عن الموت على شيء يكدر صفوهم › وأنهم من أهل حضيرة القدس › أو خوف عقاب لثبوت الزلة منهم غالبا كما تقدم عنهم › أو خوف ملامة وتوقيف محاسبة› کما حکی سبحانه وتعالی عن سیدنا عیسی ( لتكلا » ا وذ قال الله َاعِيسى ابن مَريم أأنت قلت لاس اتخذوني مي إَِهين من دُون الله 4 رم » على أقوال ثلائة : أصحها الأول › لما (١) سورة الأنبياء : 0٩ . (۲) سورة الشُعراء : ۸۲ . (۳) انظر الملحق . (٤) سورة اللحل : ٠٠ . () سورة الإسراء : ۷٥ . (1) سورة المائدة : ١١۱ . - ۱۹۸ يظهر من تصور الآي بانهم : لا خوف عَليهم وَلاً هم يَحزنون هر٠ وقيل : الأصح الثاني › لأنهم يخافون سوء الْخائمة › ولقول سيدنا يوسف علا : ل توفي مُسلِماً وألحقني بالصَالحِينَ ونحوه وحقيقة الخوف : غم يلحق لتوقع المكروه › بخلاف الحزن › فإنه غم يلحق من فوات نافع أو حصول ضار ؛ ولذلك قيل : الخوف : علة المتوقع › والحزن : علة الواقع › والخشية : خوف مع تعظيم . ولذلك خص بها الحُلماء في قوله سبحانه وتعالى : ل إِنْمَا يخشى الله من عِباده العُلْمَاءُ هه رس . ۱ وفي " شرح النونية " : أن الملائكة يخافون الله عز وجل خوف إجلال وتعظيم لقول الله سبحانه وتعالى فيهم : لل يَخافون رَبَهُم من فوقهم ک4 ر › قال : وأن الأنبياء (صلوات الله عليهم وسلامه أجعين) › يخافون من الله عز وجل فيما ينالهم من المنافع . ويصيبهم من المضار › وراجون ثوابه على طاعتهم › وإن كانوا عَالمين بكونهم من أهل الجنة › وأن النار لا نصيب لها فيهم › لأن الخوف والرجاء من العبادات التعبدية . أ وي " مُختصر الوضع " : وييجب على الأبياء أن يعلموا أتهم من أهل الجنة › وأن يّخافوا الملامة وتوقيف محاسبة › وأن يرجوا السلامة منها . وقيل : يجب عليهم أن يُّخافوا العقاب › ويرجوا السلامة منه تعبدا » لعلمهم أنهم من أهل الجنة . وقد يشتد خوفهم لعارض في css (١) صورة يونس : ١٩ . (۲) سورة يوسف : ١١۱٠ . (٢) سورة فاطر : ٢۲ . (4) سورة انحل : ٠٠ . - ۱۹۹ اليا » وفي يوم القيامة ‏ حتى ينسوا أنهم من أهل الجنة . أ ومما يجب إعتقاده› الولاية لأولياء الله وهي النصرة› والحب ٠ والإستغفار لهم › والبراءة من أعداء الله » وهي عكس الولاية ؛ ومما يجب إعتقاده › أي : على المكلف › أي : بعد قيام الحجة عليه › لأنه مما جاء به ك › وتقدم معنى الإعتقاد غير مرة › أنه الجزم بالحكم المطابق للواقع › الولاية (بفتح لواو » والكسر قليل) هو : النصرة لغ ؛ قال أو البقاء : الولاية (بالفتح) ؛ بمعنى : النصرة والتولي ؛ الولاية (بالكسر) بمعنى : السُّلطان › والملك ؛ ك ؛ روبالكسس في الأمور ؛ (وبالفتح) في الدين ؛ يُقال : هُوَ وال عَلى الناس › أي : متمكن › الولاية (بالكسر) وهو ولي لله أي : بين الولاية (بالفتح) › أو هما لغتان . أ ه وشرعا كما في المان : هي الحب للمُؤمنين لإيمانهم › أي : اميل اليهم والإستغفار لهم › أي : طلب المغفرة › أي : الستر› بشرط كونهم موافقين في الشريعة , لأن الولاية هي الموافقة . قال في " الدليل " : واعلم أن الولاية مرتبطة بثلاثة أوجه ء أولها : الموافقة في الشريعة › فإن اللّه تعالى أمر الْمُؤْمنين أن يكونوا على شريعة واحدة › ولا يختلفوا عليها , وأمرهم بالتعاون › وهذا أصل الولاية ؛ والثانية : المحبة بالقلوب › فمن عري من محبتهم . 4 لن ينتهي دون بغضهم ؛ والثالثة : حقوقهم من المعونة . والإسعاف , والإستغفار › والرجمة › قال الله سبحانه وتعالى : لل واستغفر لذنبك وَللمُۇَمين ‎۲a‏ سم وَالمُؤمنات 4 رى . أه مع حذف . واعلم أن الولاية تنقسم من حيث هي › أربعة أقسام › القسم الأول : ولاية العبد لربه » وهي أن يقيم نفسه تحت الأمر والنهي › فلا يجاوز في سيره إلى ربه طريق الإستقامة . حتى يحل بتوفيقه إياه دار الإقامة ؛ والقسم الغاني : هي ولاية الله لعبده › وهي نصرته له حتى يحميه عن المعصية ٠ ويعينه على الطاعة › واختلف في تحقيقها . فقيل : أنه التوفيق على الطاعة . كما أن عداوته تعالى الخذلان لعدوه › وتركه وهواه › وشيطانه › ودنياه › وقيل قيل : العلم بما يصير إليه العبد من المنزلة عنده تعالى ٠ وقيل : إعداد الغواب له › والأول أصح .› ولا تتحول ولاية الله لعبده خلافا لمن قال بذلك › لأنه يلزم على قوله ذلك اجهل بما لم يقع من الأشياء حتى يقع . قال القطب : السعيد في ولاية الله . ولو في حال المعصية . والشقي في براءة الله » ولو في حال وفائه » خلافا للنكار وابن الحسين › ولزمهم على ذلك وصفه بالجهل بما لم يقع حتى يقع › أو علم بخلاف مقتضى علمه › وهو عبث وخروج عن الحكمة . أ ه . والقسم الغالث : ولاية العبد لنفسه 4 قيل : هي قسم من ولاية الأشخاص ‏ إلا أنها أخص منها لعلمه بها ظاهراً وباطناً › . فیجب عليه ردعها عن مناهي ربه وإستغفاره لها » وطلب النصرة والإعانة منه › اجر لها بسوط الخوف ومقرعة الرجاء» حتى تصل به في سيرها إلى ما (١) سورة محمد : ۱۹ . ا أعد لها من النعيم الّمقيم : ل ورضوان من الله أكبَرُ ذلك هُو الفُوزُ العَظِيمْ 4 ر ؛ القسم الرابع : ولاية الغير المنقسمة إلى : ولاية الجملة› وولاية الحقيقة » وهي ولاية المعصومين ينص »٠ وولاية الأشخاص فردا فردا » وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى › وأما البراءة : فهي عكس الولاية بهذا اأمعنى ء فهي البفض » واللعن › والطرد لک لكفره» وتكون من اله يده ؛ حيت جتح إل ما لابو ضاه ربه اختياره/ فهي الخذلان له وعدم النصرة › ولا يجوز أن تكون البراءة من العبد لفظا في حق مولاه » وإن كان في مخالفته لنهيه › وأمره في معنى المتبري منه » وأما براءة العبد من نفسه في حال المعصية . فهو كغيره من الخليقة › نص عليه الإمام الخليلي (مّء) » والبراءة من الغير » وهي ثلائة أقسام : براءة الجملة » وسراءة الأمنصوص عليه بالسر › وبراءة الأشخاص - كما تقدم في الولاية ‏ وسيأتي أحكام الجميع إن شاء الله تعالى . ومن أنكر ولاية الْمُوْمنين جملة › وبراءة الكافرين ن أشرك › ومنافق من تركهما أو جهلهما › بعد قيام الحجة عليه ؛ ومن نكو » أي : : جحد ولاية الْمُوَمنين جملة , بأن قال : لا تلزم ولاية الجملة › أي : ولاية جملة الْمُوْمنِين من الأولين والآخريىن » وبراءة الكافرين › أي : ومن أنكر براءة الكافرين › أي : جملة › بأن قال : إن البراءة من جملة الكافرين من الأولين والآخرين لا تلزم› فقد أشركء أي : خرج من الملة الإسلامية › لأنه راد لي القرآن » مُكذب ِل تمالى في كمه » قال تعالی :لا () سورة التوبة ‎۷Y:‏ . ٢۲۰س صم }3 جد قوما ُؤمنون باللَِ وَاليوم الأخجر يُوادُون من حَادٌ الله وَرَسُولَهُ ولو کانوا َعَم او أَبنَاءَهُم ڳ رن » وقال ‎ :‏ وَالمُۇمنون وَالمُۇمنات َعضُهُم أَوليَاءُ تعض 4« وقال : « أجل الْمُلِنَ كَالْمُجرِمِنَ ¥ اكم كيف تحكُمُوٽ ک رم . وقال : ام حَسِب الِْينَ اجَرَحُوا السّيئات واد نحم کالين اشوا فيلو الصالِحّات ¢ ر › وقال ‎"E‏ ثق عرى الإسلام الْحُب في الله والبغض في الله وَهُو حقيقة الايمان ا لن لمن أحدث في لملم حدٹا أو أوَّى مُحدثا ني أمثال ذلك " وي " شرح النونية " : ا جل رل احمل واا شرل وأن من تولى كل الناس مُشرك ٠ لأنه يلزمه ولاية الكافرين › وهي شرك › وأن من تبراً من كل الناس مُشرك أيضا » لأنه يلزمه براءة من الأولياء › والأنبياء › والرْسْل › وهي شرك » وأن من توقف في الكل مُشرك ء لأنه يلزمه التوقف في الأنبياء » والرسل »› والْمُوْمين › والكافرين › وهي شرك .اه . وف الشرح ۱ أيضا : وأن الولاية قسمان : ولاية الجملة . وولاية الأشخاص › فالأولى ‏ كما تقدم ‏ : أن يعولى المكلف في أول بلوغه جهيع الْمُسلِمين والْمُسلمات من النقلين › ومن الصغار والكبار » من عرفه ومن لم يعرفه › من أول الذنيا إلى آخرهاء من غير قصد إلى معين › (۱) سورة المجادلة : ٢۲ . (۲) سورة التوبة: ۷۱ . (٢) سورة القلم :٢۳ - ٢۳. (٤) سورة الجائية : ٠٠ . (9) انظر الملحق . (٦) انظر الملحق . ۰۳ _ فالإتيان بها توحيد › وتركها وإنكارها وجهل كونها فرضا شرك کل واحد منها › وجهل كون اللّه أوجب على الإتيان بها ثواباء وعلى تركها عقابا » ضلال وكفر . أ ه . فإن قلت : أراك قسمت الولاية ثلائة أقسام › وهذا الشيخ عبد العزيز قسمها قسمين ؟ قلت : قد أدخل ولاية المنصوص عليه من المُعَيّنين والموصوفين في ولاية الأشخاص › وإنما ملت أنا إلى إصطلاح المشارقة , ولا مشاحًة في الإصطلاح › والمرجع واحد › وينافق من تركهما » أي : ترك ولاية الجملة وبراءة الجملة › أي : من غير إنكار ولا جحد وتقدم معنى النفاق ومعنى الشرك ‏ أو جهلهما › أي : جهل أمر ولاية الجملة أو براءتها › وبعد قيام الحجة عليه تنازعا › تركهما أو جهلهما فحذف من الأول » وأعمل الثاني › وإنما حذفه لكونه فضلة ؛ فإن قلت : إن ثي " شرح النونية " › تشريك من جهلهما أو تركهما ۔ كما تقدم نقله وأنت تقول بنفاقه › ف ب فبينكما البون ؟ قلت :لم يرد شارح النونية (رحمه الله › إل الشرك الجُزئي › الذي هُوَ إصطلاحهم ٠ وهو الخطاً في العقيدة » لا الشرك المعروف وعبارته في ذلك الشرح ء وأن معنى كون ولاية الجملة مثلاً توحيد › أنها خصلة من خصاله التي لا يوجد إلا بها . لكونه شرطا في وجوده أو جُزءاً مته » لا إنها إفرادُ الله تعالى › » ففي إطلاق التوحيد عليها مجاز إرسالى علاقته اللزوم › لن الشرط لازم اأمشروطء أو الكلية › أو الْجُزئية , أو هما معا › فالتوحيد كل وتلك الولاية شرط له أو جُزء مته ومعنی کون ترکھا مثلاً شرکاً » أنه خحصلة من خصاله . لا أنه جحود ‏ كما مر فالشرك كلي › وذلك 7 الترك جزئي › وفرد من أفراده - وقد مر ذلك ومعنى كون ولاية غير المنصوص عليه طاعة › أنها من خصال التقوى التي لم تبلغ في القوة مرتبة التوحيد » ومعنى كون إنكارها مغلا نفاقا › أنه من خصاله التي لم تبلغ في القوة مرتبة الشرك › فتلك الولاية من إفراد الطاعة › وتركها من إفراد النفاق › فكل من الطاعة والنفاق كلي لا كل › وقس على هذا نظائرها . ا واعلم أن الولاية والبراءة ضدان لا نقيضان » لعدم إجتماعهما في شخص في حالة واحدة › وقد يرتفعان لوجود الوقوف في من لم نعرف منه خيرا ولا شرا » هذا في حق العباد فيما بينهم » لأ في حق المولى › فإنها لا تخلو عنده من إحدى الجهتين فهما نقيضان في حقه تعالى ؛ قال الإمام الخليلي : واعلم أيضا أن الولاية الحقيقية الإفرادية لها في الأزل حُكم واحد لا يتغير › والبراءة كذلك فلا يكون الولي حقيقة عدوا حقيقة ولاعکس . ل في الذنيا ولا في الآخرة » ولا في حُكم السابق في الأزل الأول › ولا في حُكم الخواتم عند حضرة الوفاة › فالخواتم تابعة السوابق لل ختماً مُقضيا 4 رم . أ ه . أقول : وإن كان كلامه (رجه الله » لا يدل على أنهما نقيضان في حق المولى في ظاهر لفظه › فإنه دال بمعناه › إذ لم يذكر إلا الولاية والبراءة › ولا يرتفعان › ولا يجتمعان فإنه لا يخرج عبد من عباده من إحداهما › وأيضا الوقوف في حقنا فيم لا نعرف منه خيرا ولا شرا › والباري تعالى لا يغيب عليه علم شيء › فهو العليم بكل شيء . iE (۱) سورة مریم : ۷۱ . فممن تجب ولايتهم › الأنبياء › والرسُّل › والملائكة جملة › وأن يقصد إلى محمد ية . مخصوصا › ولا تلزم ولاية أحد ما لم تقم عليه الحجة غير محمد ي8 ؛ فممن تجب » أي : على المكلف » بعد قيام الحجة عليه › ولايتهم › أي : محبتهم ونصرتهم › والإستغفار لهم › وقبول ما جاعوا به عن ريهسم من الشرائع غير الّمنسوخة , الأبياء › والرْسُل » واملائكة , وتقدم تعريفهم والكلام في حقهم مستوفيا › جملة › أي : في الجملة , أو حال كونهم جملة › وأن يقصد › أي : بولايته ومحبته › إلى محمد › أي : رسول الله 8ء مخصوصا بالولاية له والرضا › وقبول ججميع ما أمر به ونهى عنه › وهذا قسم من ولاية المعصومين العام لجميعهم › ولا تلزم . أي : تجب على المكلف ولاية أحد › أي : منهم ۽ أي : الأنبياء » والرُسُل › والملائكة .»مالم تقم عليه الحجة , أي : الي لا يسع اجهل بعد قيامها غير محمد ت8 › أي : لأنه لا يتم إيمانه ِل بمعرفته » فأما ولاية الأنبياء والرْسّل فكما تقدم إنه الإستغفار والمحبة لهم › والرضى والعاء لهم بالجنة › وأما اأملائكة › فولايتهم المحبة لهم على الطاعة . لا الاستغفار › إذ لا ذنب لهم ء ولا بالدعاء بالجنة › فإنها لا تكون ثواباً لهم › وإنما يدخلونها للخدمة والسلام على أولياء الله تعالى . كل الام اللي : وأا ولاهم من حيث العموم فواجية فر يطة . على كل مكلف › ممن إنتهوا إِليه ي علمه بهم . 4 من حيث عى لامي حي الأسبا حتی قال (ر جه الله تعالى) : فلو سمع الأسماء هذه › ولم يدر ما الملائكة › ولا ما النبوة › والرسالة › ت والولاية » لم تكن واجبة عليه ولاية الحقيقة » إلا لمن لم يسع اجهل به لحق الإسلام › وهو النبي ق › فإذا عرفت هذا › عرفت أن ما يوجد في بعض العقائد المغربية › أنه تلزم ولاية آدم من الأنبياء › وجبريل من الملائكة › ليس بشيء › وقد أشار إلى إبطال هذا القول في " الدليل " › الإمام أبو يعقوب (حَقْك) مع أشياء أخر › فليراجع قال الإمام الْخليلي : فإن قلت : فهل من هؤلاء من لا يسع جهله ٤ ولو لم يسمع اسمه من كتاب اللّه؟ قلت : نعم الإنسان الكامل محمد ا . فعلى كل من بلغ إليه الخبر برسالته › أن يُؤمن إسما وصفة› ولكن لا يهلك بجهل اسمه من شهرة أو تعبیر آمين » ومختلف في أداء العلم بغيره من المعبرين على قولين : أحدهما : أن الحجة في مشل هذا بما ينهي العلم إليه ولو من مشرك أو لسان طائر › وثانيهما : لا يهلك بما عبره له غير الأمناء : ل ون يَجعَل الله للكافِرينَ عَلَى المُوْمينَ سيلا ڳ ر . ووجدت في قول آخر مغربي : ن آدم (الككلا) لا يسع جهله . قال ول جبريل اكلم مشل ذلك › وليس كذلك عند عامة غلمائنا . أ ولا يشكل عليك ‏ ما مر من أن معرفته ومعرفة أبيه وجده على قول واجبة › فإنه بعد قيام الحجة باسمه واسم أبيه وجده وقبيلته . (۱) سورة النساء : ١١١ . ۲۰۷س وممن تجب ولايتهم من ذكر الله تعالى في كتابه باسم أو صفة . أنه مُؤمن › أو راض عنه › أو ما أشبه ذلك › أو كان ذلك على لسان رسول الله يك » وهم المعصومون عن الموت على الكبائر › وكذا كل سعيد عند الله › إلا أنا لا نعرف إلا المنصوص عليه . وممن تجب ۾ أي : على المكلف › إن قامت عليه الحجة ولايتهم › أي : محبتهم ونصرتهم ۔ كما تقدم من ذكر الله تعالى › أي : أخبر عنه » واجب الوجود لذاته في كتابه » المراد هنا : القرآن › وكذا كل كتاب من كتبه الخالية . كالتوراة › والإنجيل › ونحوها › باسم › كإبراهيم › ومُوسى» وعيسى » وأمشالهم من الأنبياء والرّسشّل (عليهم السلام) › أو من الملائكة . كجبريل › وميكائيل › ونحوهما › أو بصفة . كمؤمن آل فرعون › وأصحاب الكهف › ومؤمني الاخدود › أو أنه راض عنه . نحو : « والسُابقون الولو من المُهَاجرين والأنصَار والذِينَ اتبعُوهُم ياحسَان رضي الله عَم € رى »أو ما أشبه ذلك › كقول الله تعالى : ل وكلا وَعَدَ الله الحُسنى 4 ر » في أمشال ذلك › مما يدل على قبول إيمانهم › وهذا ۔ كما تری أعم من الأول 4 لأنه عام لكل من ثبت ثبت لهاسم أوصفة. 4 ئي شيء من الكتب السماوية › أو كان ذلك على سان رسول اله ك » مرا بالرسول هنا : محمد ك › وكذا الأنبياء والرسُل الماضون › مٹل : إبراهیم » وموسی » وعیسی › فمن أخبر منهم عن أحد أنه مُؤمن حقيقة » أو أنه من أهل الجنة , أو ما أشبه ذلك › فإنهم الصادقون في (١) سورة التوبة : ١٠٠ . )۲( سورة اللساء : ٥ ٩ ؛ سورة الحديد : ۰إ 2 ۳ أخبارهم › ولا تتحول حال المخبر عنه » وهم › أي : هؤلاء المخبر عنهم بذلك › المعصومون . أي : في أحوالهم وأفعالهم وأقوالهم › عن اموت › أي : الإنتقال من عَالَم الدنيا إلى عالم الآخرة على الكبائر رقع كبيرة) ٠ وليس المراد الجمع »بل اراد الس ٠ فهم معصومون عن الموت على شيء مما يوسخ إيمانهم › وكذا من ثبشت له السعادة في الأزل › لكن علم العباد لا يتجاوز إلى غير ما علموه › فلذلك لا يعرفون إل من ثبت فيه نص › وهؤلاء هم المعبر عنهم بأهل ولاية الْحقيقة لتحقق سعادتهم . قال الإمام الخليلي (طَّك) : ومعنى الحقيقة في هذه الولاية › عرفا كونها لمن كان من أهل الجنة في حُكم الأزل › وأما شرح طبقات أهلها على اختلاف مراتبهم فيها › ففي ذلك نقول : الولاية الدينية الحقيقية هي عامة . وخاصة › وعين › وصفة › وثبوتها من أصلين من كناب الله » ولسان رسول الله يق ء ومعمولها من الأعيان » من ثبت ذكر سعادته في كعاب الله تعالى › أو في الحديث عن رسول الله يا . ثم أخذ يتكلم على أقسامها › فقال : القسم الأول : العام لجميعهم وهم : ملائكة › وأنبياء » ورُسّل ٠ وأولياء ؛ ثم قال : القسم الثاني : الولاية الحقيقية الخاصة وهي نوعان : عين . وصفة › فالنوع الأول : الولاية الحقيقية العينية وهي الخاصة العين › بعين ذكرها مفردة بالذات في كتاب الله ؛ إلى أن قال : القسم الخالث : ولاية الحقيقة الخاصة الوصفية وهي واجبة لكل فرد عرف بالصفة الممزوجة في كعاب الله تعالى » وحكم هذا ولاية الموصوف من غير تعيين له . 7 إلى أن قال : فهذا حكم ما أتى في كناب الله » وأما ما كان على لسان رسول الله 8 › فهذا يجب الإيمان به حقيقة » كما سمع من الكتاب › المرتبة الثانية : ما لم يسمع من لسانه عه . لكن تأدى ذلك إليه بالشهرة التي توجب العلم بصحة الآثار والأخبار » المرتبة الغالشة : ما صح من ذلك بشهادة أهل العدل عن لسان رسول الله يك › فهذا لا يوجب ولاية حقيقة , لأن الأخذ بالشهادة الواجب قبولها أمر ظاهري حكمي › بخلاف الشهرة المرتبة الرابعة : ما تأدى ذلك مرفوعا إلى اللبي ك › فهذا لا يفيد الحكم لمن لم يصح معه . أه مع حذف . واعلم أن الولاية الحقيقية الافرادية لا تثبت لأحد بعد موته ي ٠ لأن ذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالوحي › وقد سد بابه بموت خاتم الأنبياء صلوات اله عليه وسلامه » وهل كان ييا متعبداً بالظاهر کغيره في ولاية الخلق وبراءتهم ؟ فالجواب : نعم . قال الإمام الخليلي : واعلم أن ابي ي متعبد بالولاية الظاهرية والبراءة الظاهرية كغيره من المكلفين › إلا ما خص به من علم الحقيقة بواسطة الوحي في مخصوص من البشر أو عموم للجميع ...الخ . وقال في موضع آخر : وأما اللبي عة فهو بشر › وشريعته ظاهرية وحقيقية » وأخباره تابعة لشريعته › فهو يقول بالظواهر مرة › وباڵحقائق أخرى › فما دل على الحقيقة حكم به حقيقة ۔ كما سبق وما دل على الظواهر › حكم فيه بالأحكام الظاهرية . أه. ¬ لو صحت ولاية شخص حقيقة من كتاب »› أو لسان رسول .ثم أحدث ما يجب به كفره › أو ما يجب به عليه حد › كالزنى › أو حارب من هو حجة من الْمُسلمين في الظاهر › ما الحُكم فيه ؟ فنقول : لابد من إجراء الأحكام الظاهرية فيرجم › إن وجب عليه الرجم › ويقتل إن حارب الحجة › مع إبقاء ذاته على الولاية الحقيقية لأن حُكم الله لا يتحول فيه . لكن الله حكم على الجميع بالشريعة الظاهرة › ونقطع أنه لا يموت إلا تائبا » فلا يجوز الشك في ولايته قدر مايرتد إليك طرفك . قال الإمام الخليلي : كما لا يجوز له أن يرضى بفعله ذلك › ولا بأنه فاعل ذلك › لاستحالة كون المعصية مرضية عند الله تعالى › لإستحالة كونه محقاً › فلا يُوَالَى من حيث أفعاله . ولا يُعادي من حيث ماله . أ ه ياختصار . اومن ثم تلم لصحي رهم من ا و عير مق أخرجّت ف .لين نن ية على الا ْحَمَاءُ ينهم تراهم ركع سُجُدا ڳ ر » لا من حيث أشخاصهم فردا فردا » فإن لکل منهم حکمه فانه ك قد أقام الحدود في أهلها . ووا وغادی صرح کا ا خف عل من تع سوت وام الله لا (۱) سورة آل عمران : ١۱۱ . (۲) سورة الفتح : ٢۲ . ۳ تختلف ولا تتخافى في أحد › وسيأتي لهذا مزيد من بيان إن شاء الله › ومن ثم (بفتح الفاء) . أي : من هناك › أي : من حيث علمت ولاية الحقيقة » أن معمولها من ثبت له حكم السعادة في الكتاب ٠ أو على لسان الرسول ك › تعلم » أي : تتيقن بأن الصحابة (بفتح الصاد - جمع صاحب) » قيل : ولا يجمع فاعل على فعالة إلا هذا › ونقل عن الجوهري : الصحابة (بالفتح) : الأصحاب ٠ وهو في اللأصل مصدر ؛ وفي أبي البقاء : الصحابة في الأصل مصدر › أطلق على أصحاب الرسول يك › لكنها أخص من الأصحاب . لكونها بغلبة الإستعمال في أصحاب الرسول ك › كالعلم لهم › ولهذا نسب الصحابي إليها › بخلاف الأصحاب والصاحب › مشتق من الصحبة . وهي وإن كانت تعم القليل والكثير › لكن العرف خصصها لَمَا طالت » وهم من آمن سول الله 8 ٠ قبل : مخرج للكفار › فمن إجتمع به وهو على كفره » فلا يمى صحابيا › وهل هو خاص بِمُؤْمني الإنس › كإشتراط البلوغ عند بعض أو عام » فيدخل مُؤينو الجن والطفل › وإن غير مميز قولان › وهل الملائكة داخل فتشملهم الصحبة ؟ الصحيح لا . قال أبو البقاء : ثم الصحابي › هو من لقي النبي ي بعد النبوة في حال حياته يقظة مؤمنا به » ومات على ذلك ٠ ولو أعمى كإبن ام مكتوم وغيره » ممن حنكه النبي ميق » أو مسح وجهه من الأطفال › أو من غير جنس البشر › کوفد جن نصیبين . وإستشكل ابن الأثير في كتابه : " أسد الغابة " › دخوله في اسم الصحبة . وكمن لقيه من الملائكة ليلة الاسراء وغيرها › بناء على أنه ۲٢۲ - مرسل إليهم أيضاً . وعليه المحققون › وقد عبر بعضهم بالاجتماع دون اللقاء , إشعارا بأشراط الاتصاف بالتميز » فلا يدخل في الصحبة من حنكه من الأطفال › أو مسح على وجهه ء إذ لهم رؤية › وليس لهم صحبة» وخرج به أيضا الأنبياء الذين اجتمعوا به ليلة الإسراء أو غيرها › ومن اجتمع به من الملائكة › لأن المراد الإجتماع المتعارف »لاما وقع على وجه خرق العادة › ومقامهم أجل من رتبة الصحبة . أه . وإذا سمعت ما نقل عن أبي البقاء » عرفت اختيار المصنف من قوله في المتن : من آمن برسول الله » واجتمع به في الأرض مُؤمنا » من أن الملائكة والأطفال خارجون بهذا التقييد › وقولنا : كلهم جملة أنهم من أهل الجنة » أي : من أهل ولاية الحقيقة › وهذه الولاية لا قصد فيها إلى حصته في الخارج › ولا يدخل فيها إلا المُوْمن عند الله › لأنها من ولاية الجملة د کا ل يدل ا( تم خير اة حت وي " البيضاوي " كم رأة دل على يرنه فيما مضى › ولم يدل على إنقطاع طرَ. کقوله تعالى : « وكان الله عورا رحيماً € ر » وقيل ب نتم € في علم الله في اللوح المحفوظ ‏ وفيما بين الأمم اعدم : ل أخرجّت لِلناس ‏ » أي : ظهرت لھا قال الله تعالى : ل وَالَذِينَ مَعهُ أَشِدَاءُ على الكفار رُحَمَاءُ بيهم ترَاهُم E (۱) سورة آل عمران : ١۱۱ (۲) سورة النساء : ١٩ › ٠ ؛ سورة الفرقان : ٠ سورة الأحزاب : ٥ › ٠ ١ ۴ ؛ سورة الفتح : ٤ . ۲۱۳ ركُعاً سُحُداً 4 رن » ا ودين مَعَهُ 4 . أي : محمد ي . وصفهم سبحانه وتعا ى بالشدة والغلظة : ل« عَلى الكفار 4 ٠ وهذا دال على البراءة والعداوة لمَن خالف الله ورسوله » قيل : إنهم كانوا يتحرزون منهم أن تمسهم ثيابهم › ثم وصفهم بالرجمة فيما بينهم › وهذا يدل على ولايتهم لبعضهم بعض › ولذلك قال ىة : " اللهم لا تجعل الكافر علي يدا فأحبه لا من حيث أشخاصهم فردا فردا › أي : لا تفت ولايتهم حقيقة في أشخاصهم منفردين كل واحد على حدة لا لمن صح › وذلك له من طريق الشهرة أنه نزل فيه كعاب .› أو قال فيه الرسول ي » أنه من أهل ولاية الحقيقة, فإن لكل واحد منهم حكمه › أي : بالظاهر أو بالحقيقة . وتقدم أنه عك يوالي ويعادي بالظواهر › إلأ ما دل الدليل عليه أنه من ولاية الحقيقة , فإنه 8 › قد أقام المحدود في أهلها › هذا غير خاف فلا يحتاج إلى إيضاح » فان حدود لرن نزلت فيهم › قال تعالی. : < إنا أنرلنا ليك الكتاب بالحَق لتحكم بين لغاس يما أَرَاكَ اله ول تكن لحان خصييماً € « ٠ وقال ب « فا ربك لا يُؤمنون حتى يُحَكُمُوكَ فيمَا شَجَرَ ينهم چ رس » من هؤلاء لاون ومن الذين إنشى عنهم الإيسمان ,إن لم يحكموە ٥ ل فيمًا تَر بَينهْم 4 › وقال 8 : " لیس منا من غشنا وقال ا : ليس متا من لق و صلي "رم » وقال كه : " إستوصوا بالأنصار خيرا " ر ٠ وقال 8# : ' الأنصار عيبتي " ر › وقال ي :" رحم (١) سورة الفتح : ٢۲ . (۲) سورة النساء : ١٠٠ . (۳) سورة النساء : ١٠ . (٤) انظر الملحق . (۵) انظر الملحق . (1) انظر الملحق . (۷) انظر الملحق . n اله نساء الأنصار " رى › وقال 8$ : " اللهم صل على آل أبي أوفى " ر٠ » وكذا قوله ك لعبد الله بن رواحه : " رحم الله إبنة عمك وقد وجدتها فقيهة في الدين "› وقال 8$ : " رحم الله أبا ذر يمشي وحده › ويموت وحده › ويبعث وحده "رس٠ وكما يوجد في : " تیسیر الوصول إلى جامع الأصول " › من حديث الرسول َع › أنه قال : " مات فلان وغل نعلين؛ فهو يُعذب بهمَا في النار "ء وفي رواية أخرى › أنه كان رجل من الْمُسلمين في غزوة قريظة شديد البأس فأطنب الْمُسلمون في مدحه؛ فقال رسول الله 8$ : " ذلك من أهل النار "٠ فتَعَجَبُوا منه » فما لبث أن خرج فقتل نفسه › فقال النبي ك : " أشهد أني عبد الله ورسوله " › والكلام على هذا لا يُحصى ء وفيما مضى كفاية : ل لِمَن كان لَه فلب أو ألقى السّمع وَهُوَ شَهيدٌ 4 ‹ › فإذا عرفت هذا عرفت ما في المت . ووالى › وعادى › وعرض » وصرح ۔ كما تقدم ‏ جُملة وإفرادا › فأما معنى الولاية والبراءة ‏ فقد تقدم ‏ وأما التعريض والتصريح : فهما ضدان ٠ فالتعريض : الإتيان بلفظ لا يُفيد المعنى حقيقة ولا مجازا › لكن يفيده بالإشارة إليه , كقوله ي وقد فرش رداءه لعُدي بن حاتم : " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " رم » والتصريح أن يبرز المعنى في حيز الظهور › بحيث لا يحتاج إلى تأویل » کقوله 8 :"من بدل دينه فاقتلوه " ر . (۱) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . (۳) انظر الملحق . (٤) سورة ق :۳۷ . (٥) انظر الملحق . (١) انظر الملحق . 7 وفي أبي البقاء : التصريح : الإتيان بلفظ خالص للمعنى › عار عن تعلقات غيره › لا يحتمل المجاز ولا التأويل . أ ه . وأما التعريض : فهو إيهام المقصود بما لم يوضع له لفظ حقيقة ولا مجازا . وهو أن يتضمن ما يصلح للدلالة على المقصود وغير المقصود › إلا أن إشعاره بجانب المقصود أتم وأرجح . أ ه . كما لا يخفى ۽ أي : بل هو ظاهر بين على من تتبع سيرته ۽ أي : تطلبها › وسيرته ك : طريقته المثلى › وأحكام الله لا تختلف › أي : لا يخالف بعضها بعضا › بل أحكامه سبحانه وتعالى مُتفقة مُؤتلفة . فهي على كل أحد › وهم فيها سواء› ولا تتخلف »› أي : لا تتأخر عن أحد من اللمكلفين › وتثبت في حق آخرين › وناهيك بقوله ي : " خحُكمي على الواحد حُكمي على الجميع " ر ٠ وسيأتي لهذا مزيد بيان › أي : في الخاتمة في ذكر الامامة . لبه ٠ ge قال صاحب العدل (ر جه الله : واعلم أن الناس في أول الإسلام › قبل أن تختل الأمانات › وتتغير الديانات . فظهور العدالة بظاهر الإسلام » كما قال غُمر بن الخطاب رظي : الْمُسلمون كلهم عدول ٠ إل مجرياً عليه بشهادة زور أو ظنينا في ولاء » أو نسب» فهذا هو الأصل › فلما تغيرت الأمانة على عهد غُمر رطق › وفشت فيهم (١) انظر الملحق . ٦۲۱ - اأخيانة , أحدث لهم المزكين › فلما وقعت الفتنة , أصبح الاس وقد مرجت عهودهم وأماناتهم › وجب التوقف والبحث › وأخذ الناس بما يعرفون › ويدعون ما ينكرون ٠ كما قال رسول الله ي8 لعبد الله بن عمرو بن العاص : " كيف بك إذا مرجت عهود الاس وأمانتهم ؟ "٠ قال : ما تأمرني به يارسول الله › قال ي : " تأخذ بما تعرف | وتدع ا تتكر » ولو أن تعض بأصل شجرة حتى ينيك اموت " ء فهناك يسع العامي التوقف ما لم يقبل بالفعال أو بالمقال › فيسعه ما لم يتوقف في الْمُسلمين › أو يتولى المجرمين › أو ينتهك الحرام » ولكن يقول : ديني دين الْمُسلمين › وقولي قول الْمُسِلمين › وهذا لمن لم يعدين ولا فأما من تدين › فلا يسعه حتى يرجع عن مقالعه إلى مقالة المُسلمين قصدا ؛ ومن الولاية ‏ ولاية الأشخاص › وهم : كل من تشاهد منه الوفاء » أو قامت الحجة أنه موفى › فالْمشرك إذا أقر بالجمل الثلاث › وجبت ولايته » وهي شهادة أن لا إلّه إلا الله أن محمداً رسول الله وأن ما جاء به حق من عند الله » ما لم يحدث كبيرة على الصحيح ٠ وكذا المخالف › إذا خرج من مذهبه » ودخل في مذهبنا ؛ ومن الولاية › أي : من أقسامها › لأنه تقدم أنها منقسمة ثلائة أقسام : ولاية الجملة وولاية المنصوص عليه باسم أو صفة › وتقدم الكلام عليهما « والقسم الثالث هذا › وهو : ولاية الأشخاص (ججع شخص) › أي : غير اأمنصوص عليه › وهم : كل من شوهد منه الوفاء لَه بدينه وهم قسمان : جملة , وإفراد ؛ فالجملة : هُم غُلماء المُسلمين وأئمتهم في الاين › كابن عباس » وجابر بن زيد » وأبي عُبيدة › في الأقدمين › ۲۱۷ وكالمحاربين يوم الدار على الحق المبين › وكالمنكرين ن التحكيم يوم صفين › وكالمنكرين على الفرق ضلالهم . كمحبوب بن الرحيل › وأبي سعيد و1 أجمعين › وكالأئمة امنصوبين القائمين بأمر الله تعالى › كأبي بكر » وغمر » وابن وهب » وکالْجلندا › والوارث بن کعب ٤ وكأئمة المغرب › عبد الرحهن بن رستم . وبنيه رطا أجمعين › وأما نارون » فكأبي نيهان » والأخليلي (رضي الله عنهما) . وكذا كل من حذا حذوهم » ومشى على طريقهم » واتبع أثرهم › فهؤلاء وأمٹالهم لا يسع من قامت عليه الحجة بالشهرة إلا ولايتهم › وقبول الحق منهم › فمن تبراً برأي » أو دين » من أحد منهم » او من جملتهم › بعد قيام الحجة عليه , هلك (والعياذ بالل , وهكذا كل من كان من غُلماء الْمُسلمين بهذه الصفة . من المعاصرين مثلا › فإنه لا يجوز البراءة من الغالم › ولا الوقوف عنه برأي › ولا بدين ؛ وأما الإفراد : فهو من شوهد منه الوفاء لله بدينه › من فعل الواجبات ٠ وترك المنهيات › مع سلامة إعتقاده من الزيغ › فإنه تجب ولايته » وهو من عرفه لا يعرف منه إل خير » ولا يسمع عنه إلا بخير» وكان موافقاً في القول والعمل › وقيل : ولو في القول فقط ء والقول بوجوب ولايته هو الصحيح › وقيل : لاد من الإنتظار به حتى تطيب النفس › لكن هذا يؤدي إلى تعطيل حقوق الولاية وما يتبعها › أما إن أتهم بزيغ في إعتقاده › فلا ولاية حتى تبرأً ساحته من ذلك › ولو صلى وصام › وحج البيت الحرام » وتصدق بماله في الفقراء والأيتام › وآتي بأصناف الطاعات من المندوبات والمفترضات › فإنه لا يزيده ذلك إلا بُعدا من ربه » ما دام ضالاً عن ۲۱۸ احق في إعتقاده» ناكباً عن الطريقة المثلى , راكباً عشواه» مُتبعاً لهواه فلا ولاية ولا كرامة › وإنما ذلك عليه حسرة وندامة › نسأله سبحانه أن يطهرنا من الباطل بمنه وكرمه . فمن أجل ذلك قالوا : إن الأديان إذا ظهرت ببقعة أو بلدة › لالد من الإمتحان لمن أتهم بشيء من أديان الضلال › فان الدار محكوم عليها بحكم ساكنيها › أو بحكم السيرة الظاهرة فيها › فهي تبع لمالكها › وقيل : بحكم الأغلب عليها › وهذا قسم من أحكام ولاية البيضة - وسيأتي ‏ أو قامت الحجة بأنه موف قيام الحجة بأحد ثلاثة أمور : إما بالشهرة التي لا دافع لها أو برفيعة عالمين › وفي العالم الواحد خلاف » فقيل : إنه تقبل رفيعته مُطلقاً , فتجب ولاية المرفوع ولايته » وقيل : تجوز ما لم تساله › فلو سأل وجب ۽ وقيل : ولو سال فهي جائزة لا واجبة › وقيل : لا مُطلقا إلا برفيعة عالمين › لأنها الحجة في الشهادة . وهل المرأة إن نزلت منزلة الرّجُل في العلم بأحكام الولاية والبراءة تكون كالرّجُل أم لا قولان » وهل العبد كالُحر إن تلت بتلك امنزلة قولان » وهل الأمة مغل الّمرأة في ججيع ما ذكر قولان أيضا › وأما الضعيف وهو من لا علم له بأحكام الولاية والبراءة ء لايكون حجة إلا إن رفع عن العالم » وهل إن رفع الضعيف عن العالم يكون حجة فتجب الولاية , أو تجوز › أو لبد من ضعيفين يرفعان عن عالم قولان » ومن أراد بسط ذلك فعليه بالمطولات ؛ القسم الثالث : الخبرة (رهي بكسر الخاء وضمها) › هي الإختيار › وقد تقدم الكلام عليها مستوفيا . ت ليس على الضعيف من ولاية الأشخاص وبراءتهم › حتى يكون عالما بأحكام ما يسع جهله وما لا يسع جهله › من أحكام الولاية والبراءة › وولاية الجملة وبراءة الجملة جُنة له » حتى ينزل منزلة من يكون حجة في أحكام الولاية والبراءة . قال الامام الخليلي بعد كلام له : وعلى هذا الولاية الدينية الظاهرية النظرية لا تجب إلا على البصراء بالنظر كما حققناه › ومحال أن يكون بصيراً من لا علم له » فإذا هي لا تجب إلا على العلماء » لكن لا على كل عالم بقن من العلم » بل على كل عالم بهذا العلم كما قررناه في هذه القاعدة › فإن قلت : فالضعيف إذا رأى من تجب على العُلماء ولايته بالظاهرية › فما يكون له من الْحُكم في حقه؟ فأقول : سلامة الضعيف في وقوف الدين › وولاية الجملة › والشريطة › وبراءتها وكفى » فبإن قلت : ولم لم يكن للضعيف أن يتولى هذه الولاية ؟ فأقول : لأنه ليس من أهل النظر › وهو شرط فيها . أ ه . فالمشرك › أي : من أي صنف من أصناف المشركين المتقدم بيانهم » سواء كان شركه بالجحد أو بالتسوية › إذا أقر › أي : إعترف وصدق بالجمل الثلاث › وجبت ولايته › أي : بشرط أن يكون غير مكره عليها › ولا جار منه إقراره على سبيل الهزؤ » وجبّت ولایته › أي : على من عرف منه ذلك › بشرط كونه عالماً بأحكام الولاية والبراءة › وأجاز الإمام الخليلي هنا › وفي الطفل المتولى بولاية أبيه › ۰٢۲۲ د إذا بلغ ولاية الرأي › قال : أنه يشترك في ذلك العالم والضعيف › وهنا يشاركها العالم الضعيف في ولاية الرأي › فليتامل › أي : الجمل الثلاث : شهادة أن لِه إلا الله ون حمداً رسول الله وأن ما جاء به حق من عند الله › وإنما قال في الّمان : وهي › ولم يقل : وهن ۽ لأنهن كالشيء الواحد › ولهذا عبر بعض الأصحاب عنهن بالجملة › وأيضا فقد ورد مثل هذا عن البلغاء . قال أبو الطيب : فتلك الخيل وهي مسومات البيت › فإن قلت : من أين لك أن تقول : وإنما جاء به حق من عند الله من الجملة . والبي ت يدعو الاس إلى قول لا إِلّه إلا الله حمدا رسول الله ولم يرد عنه » ولا عن الخلفاء الراشدين » أن ما جاء به حق من عند الله ؟ قلت : قل د نت عنه ي أنهەقال ٠ من عبد حتى يمن بأريع » شهادة أن لاله إل الله وني رسول الَا وأني بعثت باحق " رى » وأيضاً فإن أصحابنا قد أججعوا على وجوب الإقرار بذلك . قال القطب : وإنما يخرج من الشرك بالاقرار والإعتقاد أن لا إلّه إلا الله وأن حمداً رسول الله » وأن ما جاء به حق . أه . وفي " الدليل " : إن بعض اليهود زعم أن حمدا رسول آتی الأميين دون غيرهم › فأمر الْمُسلمون بالإقرار› وأن ما جاء به حق » خروجا من () انظر الملحق .٠ _ ٢۲۲ - ضلالتهم » واستدل بالحديث أيضاً › وقوله تعالى :ل وَمَا لالا نؤين وو اتا بن الق ا » وقول المتن د مالم دت على الصحيح › تبع فيه كتب أهل المغرب ٠ ك " القواعد " و" مختصره " › و" هامشه " › و" الوضع "٠ وغيره . قال في " شرح النونية " : وولاية من رجع من الشرك إلى الإسلام ٠ لقوله تعالى : ل فل للْذِينَ كُفرُوا إن يوا يُغفر لهم ما قد سلف که ر ٠ وقوله ك : " الإسلام جُبٌ لما قبله " رم » أي : قطع . أه . ولم یذ کر غیره . وأما عبارة القطب (عفى الله عنه) في ذَهَبهِ : وتجب ولاية داخل الإسلام . ولو بيد مُخالف › ما لم يُحدث كبيرة على الصحيح ٠ أو يوقف فيه › إن دخل بعد ظهور الجورة › حتى يبرا منهم قولان . اه . وفي " هامش القواعد " عند قول " المصنف " : فالمستجيب إلى الإسلام خارج من الشرك وجيع المعاصي › فإن مات قبل حلول الفرض عليه فهو مسلم › ما لم يكن منه حدث أو تفريط في شيء من الفروض › وقد قيل : أن المستجيب اليوم على خلاف المستجيب في زمان الرسول يك › أراد : أنه لا يتولى حتى يدين بالبراءة من الجبابرة ... إلخ › قوله : أراد أنه لا يدولى › أي : أراد صاحب هذا القيل › وكأنه مرجوح عنده , ولذلك حكاه بقيل . أ ه كلامهما فلیتامل . (١) سورة المائدة : 4٤۸ . (۲) سورة الأنفال : ٨۳ . (۳) انظر الملحق . ۲٢۲ ۔ وأما الإمام الخليلي › فعبارته : الحزب الأول من لم يكن مأخوذ لما مضى › وصحت له الموافقة . كصبي بلغ › ومشرك أسلم › ففي ولايتهم ثلاثة أقوال › إحداها : ولايتهم في الحال ؛ ثانيها : ينتظر بهم الأعمال ؛ الها : ما قيل في الولاية الاصطفائية ؛ حتى قال : فإن قلت : فما ترى في هذا القول الأول › وهل عليه عندك المعول ؟ قلت : وأما هو فغير خارج من النظر › كما أنه مشهور في الأثشر › ومن الحجة فيه تقل قوله تعال : يا يها ابي إِذا جَاعَك المُؤمنات يَيعنك عَلى أن لا يشركن بالل شين ولا برقن ولا يني ولا يقتلن أُولادَهُنَ ولا يتن ھتان َفترِينة بين ايديهن وأرجلهن ولا يعصينك في مَعروف فبايعهن واستغفر لَهَنَ الله إِنَ الله فور رَحِيمٌ 4 ر ٠ قيل : والاستغفار ولاية › وأما من النظر فقد ث ثبت لكل منها حكم الإسلام › ولم يضيع فريضة بعد ولم يتهم بخيانة » فاول به الأمانة » ولن يغلب الكفر على الإيمان من لنفسه إرتضاه ودان بمقتضاه . ولو مات على ذلك غير مُبدل . لكان في الجنة جزما › وأما أن يكون المعمول على هذا القول الأول › وأنه وأقول : إن النبي يي › إكتفى من الأعراب وأحلاف العرب بالشهادتين › ولم يلزم واحدا غير مفارقة الكفر وأهله › والكون مع الإسلام وأهله › ولم ينتظر بأحد في أمر ولايمه شهرين ولا أقل ولا اکثر > ل فمن تكث فَإنَمَا ينث على تفسيه ومن أوفى يما عَامَد عَليةُ الل فسوي تيه جرا عَظِيماً ‏ ر٢ » وقوله : على الصحيح ٠ فيه إشارة إلى (١) سورة المُمتحنة : ١٠ . (۲) سورة الفتح : ١٠ ۲۲۳ القولين الآخرين ء وكذا المخالف إذا خرج من مذهبه ودخل ئي مذهبنا . أي : إذا لم يمنع من ولايته ِل خلافه › فإنه تجب ولايته على الصحيح › وفيه الثلاثة الأقوال الْمُتَقدمة . كما في الْمُّشرك › وزاد القطب شرطاً وهو : كونه مُقلداً » فأما إذا كان مُتدينا مُجتهدا› فلا حتى يتوب من بدعته تلك بعينها ؛ وعبارته : تجب ولاية المخالف إذا دخل في مذهبنا › إن كان مُقلداً غير قاطع للعذر › وإن كان مُجتهدا أو قاطعا للعذر › فلا » حتى يتوب من كل بدعة دان بها واحدة واحدة › ويعترف بالخطاً فيها عند كل من يعلمها منه ولو برسالة . أ ه . لكن قوله : عند كل من يعلمها منه ... إل » فيه شكال » لأنه علمها منه » ولم يتبعه عليها »فليس عليه إعلامه » بل عليه إعلام ن إتبعه عليها » هكذا في الأثر ؛ وعبارة " القواعد " : وإن كان المُبتدع دعا إ ى بدعته فاستجيب له › فأراد التوبة , فلابد له أن يذهب إلى من دعاه › فيعرفه أن الذي دعاه إليه ضلال ٠ وأنه تاب إلى الله من ذلك ٠ إن غالوا وكانوا بحيث يعرف أثرهم وصل إليهم وعرفهم توبته وردهم عن ضلالتهم › فإن قبلوا فسبيل ذلك ... إلخ . الولاية : ولاية الإمام العدل ومن تحته من الرعية إجالاً , لأن الدار حينئذ دار عدل وإسلام ومن الولاية › أي : ولاية الأشخاص على الصحيح › التي تجب ۾ أي : وجوبا عينياً › ولاية الامام العدل › أي : المعاصر › وهو الذي صر ح الأثر به أنه لا يسع جهله . قال الإمام الخليلي : لكن وجوب ذلك على رعيته › إذ لابُد من ٢٤۲۲ - إلتزام طاعته ديناً إن ثبعت إمامته › وَإلاً فبالعكس إن ظهرت عداوته . ا ومن تحته من الرعية إجهالاً › أي : من ثبت عليه حكمه من الناس في الجملة من غير تعيين لأحد مخصوص . قال الإمام الخليلي : في الدار العدلية المجتمع عليها › وهي دار الإمامة المتسمي أهلها بدين أهل الإستقامة › فإذا صح ذلك منهم › وجرت الأحكام فيها بالعدل › فظهرت السّنن › وإنخمدت الفتن › يحكم الإمام المجتمع عليه › أو من له حكمه › فلأهل الدار حينئذ تلبت ولاية البيضة - فيما قيل ‏ بالحكم الظاهر في الجملة › فيجوز لهم من حيث الجملة » ما يجوز للولي من الشاء والإستغفار ؛ وقال في موضع آخر : دار الإمام العدل إذا كانت إمامته ظاهرة › ويده لأهلها قاهرة , ففي أهلها أقوال › أحدها : إن كل من إستقبل القبلة › ودان بطاعة الإمام › وجبت ولايته ؛ وثانيها : الأول › إلا أنه قال : إذا لم يعلم منه مخالفة الإمام › وإستقبل القبلة . على قول من يرى الموافقة بالقول » ورابعها : قول المغربي : إنه يدولى کل من رآه في زي اهل الدار » ولم تظهر منه مُخالفة لهم › وخامس الأقوال : إنه لا ولاية إلا بزيادة شروط الولاية الاصطفائية › وقد مضى القول عليها . والإاختلاف هنا كما هو ثمة أيضاً . اه . وأما أعوان الإمام › فأمناؤه على العباد في البلاد » كوال › وقاض › ففيهم قولان , أحدهما : أنهم يتولون › لأنه لا يباح له تولية أهل الفساد › ٢۲۲ - فهم تبّع له في الولاية . وقول : هم كغيرهم من العباد › وأما عساكره وجنوده › وقد تقدم القول : أنهم يتولون في الجملة › على بعض القول › لا من حيث إفرادهم › ويلحق بالإمام العدل كل حاكم عدل على الصحيح › ولو لم تثبت له بيعة › إن سار بسيرة الإمام العدل › وقولنا : لأن الدار حينئذ دار عدل وإسلام › أي : بسبب حكمه الجاري على اهلها » ولو أن فيها فساقا أو أهل ذمة » قال رسول الله $ : ' الهم إرحم الأنصار والْمُهاجرين "ر » وقال ك8 : " أسلم » سالمها الله › وغفار › غفر الله لها " › ومعلوم أن هذه ولاية في الجملة › ولا ينظر إلى من کان تحت حكم الإمام . مقهورا من الفسقة › وقد مضى أن حكم الدار لمالكها › أو لساكنها › أو للأغلب ٠ نص عليه الإمام الخليلي ٠ وإحتج عليه بقوله تعالى : ل وَنَجََاةُ من القرية الي كانت تعمل الخبائث ‏ ر › فلم يلتفت إلى بيت للوط رال ٠ لأنه بيت بين ظهرانيهم › » بل حكم على القرية بالفسق › حيث قال : ل إِنهّم كانوا قوم سُوء فاسِقِينَ 4 رم › وإِن كانت الدار إختلاطية › بأن ظهر فيها تدين بضلال أو بشرك › ولم تكن يد أهل العدل قاهرة » فلا يمول إلا من صحت له الموافقة في القول والعمل › وللديار أحكام تطلب من مظانها . ومن الولاية أيضا : ولاية أطفال الْمُوْمنين ؛ ومن الولاية » أي : من أقسامها› أي : ولاية الأشخاص › ولاية أطفال الْمُؤَمنين› أي : من ثبتت ولاية آبائهم وأمهاتهم . بأي وجه من أقسام الولاية الْمتقدم حُكمها › (١) انظر الملحق . (1) سورة الأنبياء : ٤۷ . (۴) سورة الأنبياء : ٢٤۷ . - ٢٦۲٢۲ -۔ لكنها ولاية بحكم الظاهر › ولو ثبتت لآبائهم ولاية الحقيقة › وقول : إن ولي الحقيقة يتولى ولده بالحقيقة , وهو الأصح لقوله يك :"تمام رضاعحك في الجنة يابُني " › في ولده إبراهيم (الَكل) . وثبوت ولايتهم بالتبع › لقوله عز وجل : « وَالْذِين أمنوا وهم ذْريعَهُم يايمَان € رن » واتفق الحُلماء على ولاية ولد المتولي بولاية أبيه » واختلشوا في ولاينه بولاية مه » والصحيح أنه يتولى بولايتها لأنها تجره إلى إسلامها › إذا أسلمت وأبوه مُشرك › والمعتوه إذا بلغ معتوها وأبوه متولي » فكذلك يتولى بالتبع » وأما إذا كان وليا قبل كونه معتوها» فإنه یبقی على ولايته لإنكسار القلم بعد أن يكون معتوها › واختلفوا في مولى المتولى وعبده › إذا كانا طفلين » والشيخ الخليلي يميل إلى أنه تبع لأبيه لا لسيده › إن يكن له أب في الإسلام وعبادته إن كان لهم أبوان في الإسلام ولو مملوكا › فلهم في الولاية حكمه لأنهم ذريته ولا فرق › وإن لم یکن لهم في الإسلام أب ولا ام , فلا یکونون ي هذا الموضع تبعا لآبائهم المجهولين › لأنهم في حكم من لم يدر منه خير ولا شر » ولا يصح لهم تبع لآبائهم لو كانوا مُشركين › لأنهم تبع للإسلام › فيما لهم من الأحكام . أ ه . وفي " الأثر المغربي " : يصح ولايتهم بالتبع لسيدهم وهو الظاهر ٤ وإن كان القول بعدم ولايتهم بالتبع مشهودا › فإذا بلغ المتولي بالتبع › فقيل : إنه باق على ولايته › ما لم يقع منه ما يوجب خروجه عنها . والأصح إنه يوقف عنه كغيره › حتى يثبت له موجبها فيتولى أو العكس (١) سورة الطور : ٢۲ . ۲۲۷ فليبراً منه › فلو غاب قبل البلوغ › فالقولان ثابتان › إذا صار بحد من يمكن بلوغه بسن أو شهادة عدلين أو شهرة قاضية . لأنه يمكن بقاؤه فیحکم عليه بحکم نفسه › ويمكن موته فيكون وليا بالتبع لأبيه . ۰ ۵ Tv 0 ‏۾ هي‎ من الولاية : ولاية الرأي › والسؤال » والشريطة » وكلها في حق الضعاف لا الأعلام . وذلك أن يقع من الولي حدث محرم في غير الجملة وتفسيرها › لكن لا يعلم الضعيف الحكم عليه › فإنه يتوسع بهذه الأقسام فيه , فيتولاه على أشتراط البراءة منه ء إن كان حدثه تجب به البراءة » أو على إعتقاد السؤال في حدثه » حتى ينزله منزلته ٠ أو يتولاه بالرأي على ذلك › وهذه طريقة المشارقة ؛ وأما المغاربة : فإنهم يتوقفون في الفعل › ويبقون الشخص على حاله » وسيأتي واللڵه أعلم . وأما البراءة : فقد تقدم أنها البغض واللعن للكافر لكفره › أي : أما الولاية › فقد تم الكلام عليها › وأما البراءة . .. إلخ › ولها معنى لغوي ومعنى شرعي » أما اللغوي : فهي المفارقة والتخلص عن الشيء › وأما الشرعي » فكما في المتن : إنها البغض واللعن للكافر . .. إلخ . وأدلتها تقدمت في باب الولاية › وإنما قلا : إنها البغض واللعن . ..إلخ. لأنها ضد الولاية › وهي منقسمة إلى : براءة الله من عبده › إذا خذله ‏ كما تقدم - فخذلان الله عبده هي براءته منه › وقيل : علمه به وبمنزلته في جهنم (أعاذنا الله منها) › وإلى : براءة العبد من نفسه › وذلك حال ۲۲۸ مقارفته لذنبه وعصيانه لربه » وإلى : براءة الشخص من غيره › إن شهر عنه ما تجب به البراءة من قول › أو عمل › أو إعتقاد . أو صح ذلك بالبينة العادلة » وهي شهادة عدلين ما » تجب به البراءة » وهل تجوز المرأتان مع العدل › إن نزلتا منزلة من تؤخذ منه البراءة » وكذا العبد إن نزل تلك المنزلة قولان . وفي " شرح النونية " : وأن البراءة تؤخذ بأحد خخسة أسباب : إقرار المرء على نفسه بفعله كبيرة › ويإتخاذ الخطاً دينا ومشاهدته على كبيرة أو صغيرة مُصراً عليها » وبشهادة عدلين ممن تقوم بهما الحجة في الولاية والبراءة › وبالشهرة التي لا تدفع . أه . بيه ٠ oa SNES أنكر براءة الأشخاص بعض القوم على ما يوجد في الأثر › وليس بشيء › فان علة براءة الجملة عدم الوفاء › وهو بعينه علة براءة الأشخاص . قال الإمام الخليلي (رضوان الله عليه) : فلا تركىن إلى قول من لا يرى البراءة إلا في الجملة دون الأفراد › فإنه لقصور علم وركاكة فهم ... إلخ . وإنها تجب براءة الكافرين جملة » ومن لم يبرا من جملتهم › فقد أشرك ؛ وإنها , أي : القصة والشأن › تجب على المكلف براءة الكافرين › أي : من الأولين والآخرين جملة › أي : حال كونهم جلة › - ۲۲۹ أو في الجملة , سواء كان كفرهم شركا أو نفاقاً » ومن لم يبرا من جلتهم › فقد أشرك لرده على الله حكمه فيهم › قال الله تعالى : « أن اة ري سن الْمُشْرِكِنَ ورَسُوله چ ره ¢ وقال ‎ :‏ وَعَدَ الله الْمَُافِقَِ وَالْمُافِقات وَالكُفار نار جهنم ر » في أمثالها وقد تقدم في باب الولاية أكثر من هذا . وفي " شرح النونية " : وأن البراءة أيضاً قسمان : براءة جملة › وبراءة أشخاص » فالأو ى كما سبق : هي أن يتبرا المكلف عند أول بلوغه من جميع العاصين والعاصيات › والمشركين والمشركات › من الإنس والّجن › والأحرار والعبيد › المعروف له منهم وغير المعروف › من أول الدّنيا إلى آخرها › من غير قصد إلى معين . وفي كرسي الإمام الخليلي (قدس سره) : في البراءة الحقيقية للجملة الوصفية . وهذه هي المعروفة عندنا بالبراءة في الجملة من كل عدو وء من شرك أو منافق فاق » البراءة من أهل هذه الصفات قيقية بنص الكتاب › والأصل فيه قوله تعالى : « وَيعَذْب الاق اتقات لوكي والمضركات ‏ ر .وأ اين سفوا فَمَاوَاُمُ انار ر » وما يشبههن من الآيات ؛ فالبراءة في الجملة واجبة لأهل هذه الصفات › من دون تعلق بالذات إل بحكم الظواهر › وهذه البراءة من كل عدو ِء هي الْمُسماة عندنا : ببراءة الجملة الحقيقية › في كُتب الشيخ يسميها : البراءة الشرطية . أه . (١) سورة التوبة : ۳ . (۲) سورة التوبة : ۸ (۳) سورة الفتح : ١ . (٤) سورة السجدة : ٢۲ - ۲۳۰ وفي " القواعد " : في براءة الجملة » وهي فريضة على كل مكلف في حال البلوغ » كالولاية حذو النعل بالنعل » ففرض البراءة على كل مكلف ء أن يبرا من جميع أعداء الله من الأولين والآخرين › من الجن والانس أجمعين إلى يوم الأين › من غير قصد إلى أحد بشخصه من الكافرین » هكذا توحيد › والترك لشيء من ذلك شرك › والجهل بأن الله وب على العمل بها ثوابا كفر وشرك › والإنكار لوجوبها شرك أيضا . أقول : إذا سمعت ما تلوناه عليك من آثار الْمُسلمين فلاتغفل أن هذا مشروط بقيام الحجة التي ينقطع بها عذر المكلف » ولا فلا تكليف إلا بها - كما تقدم غير مرة ۔ . وكذا براءة المنصوص عليه بالشر واجبة » وهو من ذكر الله في كتابه › أو على لسان رسوله ي › باسم أو صفة› أنه من أهل لنار › وأنه كافرا › وما أشبه ذلك كابي لهب ۽ وکالذي تولی كبر من العصبة : ل الذِينَ جَاعُو بالافك € ر١ ٠ ونحو ذلك . أي : ومشل. وجوب براءة اللجملة › براءة المنصوص عليه » أي : الثابت عليه حكم من الله تعالى بالبراءة أو بالكفر واجبة › : أي على من قامت عليه الحجة بذلك من المكلفين › وهو المعبر عنه في كتب الشيخ أبي سعيد (رحمه الله » ببراءة الحقيقة » وهو من ذكر اله تعالى في كتابه » أي : القرآن » وكذا كل كعاب من الكُتب السماوية المتقدمة . حكمها حكم الفرآن › أو على لسان رسوله ية وهو سيدنا محمد َة . وكذا e () سورة الور : ١ . ٢۲۳ - كل رسول من الرْسُل المتقدمين باسم › أي : كفرعون › وهامان ٠ وقارون › أو بصفة : كأصحاب الرس › وقوم هود › وقوم صالح › وأصحاب الاخدود › أنه من أهل النار أي : من أهل عذاب الله تعالى › أو أنه كافر كفر نعمة » أو كفر جحود وإنكار » وما أشبه ذلك مما يؤول إلى سخط الله وعذابه › كأبي لهب . لقوله تعا لى : ل ت تبت يدا بي َهَبٍ وَتبً ‏ ر ٠ فان التب : الخسران والهلاك › وكذلك ‎i:‏ لوين جَايُو بالإفك عُصبَةٌ كم لا تحسبوةُ شرا كم بل هُوَ خير لم لکل امريء مهم ما اكتسّب من الإثم وَالذِي تولى كِبرة مِنهُم ل عَذابٌ عَظِيمٌ ڳ ر ۽ أي : الكذب في حق السيدة عائشة (عليها السلام) › والقصة مشهورة في كتب الأحاديث والتفاسير ؛ قيل قيل : أن المتولي کبره ابن أبي (أخزاه الله » لكن لا يلزم البراءة منه بالْحقيقة › إل مع من صح له ذلك بالشهرة التي لا دافع لها بخلاف الصفة في الآية › فانه يبرا منه حقيقة › واعلم أن الأمنصوص عليه إما جملة › وإما أفراداً › وإما صفة › أو باسم ۔ كما تقدم فالجملة ظاهر معناها كقوله تعالى : ف وَقَوم وح لما كذبُو اسل أَغرَقناهُم ‏ رس » في أمثالها من الآي › والمفرد المسمى : كأبي لَهَبٍ › والموصوف : ك طلا وامرأتة حَمَالة الحَطْبِ که ر . قال الإمام الخليلي في البراءة احقيقية للجملة العينية : هي ما عينت لذوات معروفة . كالشياطين › وقوم نوج 4 وعاد › وثمود ؛ إلى أن قال : فالبراءة منهم بأعيانهم واجبة بالحقيقة » على کل من تأدی (١) سورة المسد :١ . (۲) سورة النور: ١٠ (۳) سورة الفرقان : ۳۴۷ . (٤) سورة اللمسد : £ ۲۳۲ س ذلك إليهم من العلم الذي يوجب الحقيقة ؛ حتى قال : فبإن قلت : إن كانت هذه الحقيقية › فالبراءة جنسية لشمولها الكل ؟ فأقول : نعم هي في الكلام بحكم الحقيقة , وذلك في الجملة لازم بص الكتاب ؛ ثم قال : قد سبق أن الجملة نوعان : عينية ووصفية ؛ فالعينية : ما عينت لذوات معروفة » والوصفية : ما دلت على صفات مألوفة ؛ فالأولى منهما لشمول الأعيان جميعا › لا تقصر على فرد أبدا من نوع ذلك الجنس › الذي صح فيه حكم الحقيقة من ولاية أو براءة › فمن لزمته ولاية الجملة للملائكة (عليهم السلام) › ثم صح معه أن إسرافيل وعزرائيل (سلام اله عليهما) ملكان › وجبت عليه لهما الولاية في الأفراد › ومن لزمته البراءة العينية من الشياطين › وعلم أن منهم إبليس (لعنه اللّه) » وجبت عليه له العداوة الحقيقية . ولم يكن عليه سؤال عن صفة إبليس وعمله › ولم يجز له الشك فيه ؛ وأما الجملة الوصفية › فكذلك يندرج تحتها كل نوع من أهل جنس تلك الصفة › ولكن لا يحكم على الأفراد بحقيقة إتصافهم بهاتيك الصفة إلى الممات › لأنه من الغيب » فمنع الحقيقة لقصور علمنا عن الحكم عليهم بثباتهم على حقيقة الاتصاف .› لا لقصور عن حقيقة في الحكم لأهل تلك الصفة › فقد بلغ العلم اليقيني الحقيقي › أن كل من استقام على الدين فهم من أهل الجنة قطعا بنص الكتاب › ولكن لم يصح عندنا العلم القاطع في أحدٍ أنه من أهل الاستقامة إلى الممات › لِمًا فيه من المحتملات التي إنفرد بها عالم الغيب والشهادة . إلى أن قال في البراءة الحقيقية من الأفراد : وهي أيضا على نوعین ؛ - ۲۳۳ التوع الأول : البراءة الحقيقية العينية : وهي كل من ثبت اسمه في كناب الله تعالى › وذكر فيه بالوعيد واللعن › أو الشتم › أو الذم › كفرعون › وهامان » وآذر › فالبراءة منهم واجبة بالحقيقة › وكذا من ثبت فيه ما يوجب براءة الحقيقة عن لسان نبي أو رسول ؛ ثم قال : التوع الثاني : في البراءة الحقيقية الوصفية من الأفراد : وهو كل من لم يذكر اسمه بعينه › وإنما ذكر بصفة يعرف بها › وهم في الوجود طائفتان لا سوى »› فالأولى : شيطانية » وهي أم امخبائث ٠ وقد بقي في الكتاب من صفة قائدهم إلى النار › ما كثر قوله تعالى في الشيطان الرجيم : طلا وركم ب باللَهِ الغْرُور € (& ‎ ›‏ إن لكم عَدُو مين ر › والبراءة والعداوة واجبة ممن حلي بهذه الصفات ت القبيحة » عند كل من ن انتهت إليه من كتاب الله . كذلك ولا تجب بها البراءة منه بالاسم إلا على من عرف التأويل يقينا ؛ والطائفة الغانية : الإنسانية ء وهم رجال ونساء : وكل يوجد فيه ذلك من شرار الفريقين › فالرجال : كقوله تعالى : لل وَاتلٌ عَلَيهِم تب اني أيناةُ يا فانسلخ منها فتبَعَهُ عه الشّيطًانُ فكان ِن الغاوينَ ‏ رس » فالبراءة واجبة من هذا بالصفة لا بالغير › إل من علم يقيناً من التأويل أنها نزلت في أحد معروف العين عنده › فتجب عليه العداوة الحقيقية ؛ ثم قال : والدساء : كقوله تعالى : لا ضَربَ الله 4 ص مرم مفلا للذِين كفرُوا امرًت فوح وامرأًت لوط كا تحت غين ين عِبَادنا صَالِحَين فُخانتاهُمَا فلم بيا عَنهْمَا ِن الله شيا وَقيل ادخلاً انار مَعَ الذَاخِلينَ 4 ر ٠ والحكم فيهما بالعداوة الحقيقية الوصفية كما (۱) سورة الحديد : ١٠ . (۲) ضورة البقرة : ۸١ ٠ ۸٠۲ ؛ سورة الأنعام : ١8٠ ؛ سورة يس : ١٠ ؛ سورة الزخرف : ١٠ . )۳( سورة الأعراف : ۵٥۷ . (٤) سورة التحريم : ۹ ٢۲۳ -۔ مضى . أ ه مع حذف . ومن الواجب البراءة ممن شوهد › أو شهر » أو أخبر عنه متوليان › أنه يأتي كبيرة » أو مُصر على معصية › لأن الاصرار كبير » واللّه وعد تكفير الصغائر مع إجتناب الكبائر ؛ ومن الواجب › أي : على المكلف إذا نزل منزلة من يجب عليه ذلك بعد قيام الحجة › البراءة › أي : المفارقة الدينية من كل شخص شوهد › أي : علم منه أنه يأتي كبيرة › أي : يفعلها › وفسرت المشاهدة بالعلم › سواءٌ كان ذلك بعيان › أو سماع › أو إقرار › إذا أقر بذلك على سبيل السرور بهما أو الإفتخار › وشرطه أن لا یکون له محتمل › فلو احتمل له وجه يخرجه من احق البتة . أ ه . وقولنا : يأتي كبيرة ‏ تقدم ضبطها ‏ : أنه ما وجب به حد في الأنيب ووعيد في الآخرة وما أشبهه › وما قبح فاعله › وهي لا تعدو ثلاثة أقسام : شرك › وإستحلال › وإنتهاك › وضابطها : واجب الترك › وترك الواجب › واختلف في المظالم . فقيل : أنها كبير مُطلقاً » وقيل : ما خرج في معنى الأموال › على معنى السرق والتلصص › فلا كبير حتى يكون قيمته أربعة دراهم › وكذا في الأنفس › فكلما أوجب قصاصا فكبير › تشبيهاً له بالْحد › وقول : ولو رمية ببعرة » وأما الخارج على معنى البغي والحرب ٠ فهو كبير مُطلقا › ولا خلاف فيه أو شهر » أي : إشتهر شهرة حق لا دافع لها (وهي بضم الشين) › ولا تتحصر بعدد › وضابطها ظهور الشيء بلا لبس › وهي عرفا ما کان من خير متواتر متواطى عليه » حتى يرتفع الريب ويثبت العلم اليقيني . ٢٥۲۳ - قال فقيه العصر في مشارقه : وحاصله إن لشهرة احق شرطين : أحدهما : أن تكون صادرة عن أهلها ؛ وثانيهما : أن لا يعارضها من أهلها معارض ء› مثال ذلك : أن يصدر من , بعض المحقين خبر » ويصدر من البعض الآخر خبر يخالفه , فإن كل واحد من الخبرين المتعارضين آحادي ليس بشهرة › أما إذا كان الانكار صادراً من غير أهلها › فلا يعبا به » وذلك كإنكار أهل الخلاف للشهرة القاضية بحقية أهل النهر› فإنه إنكار صادر على سبيل الدعوى منهم › وها أنا أبين أهل الشهرة › فأقول : هم جماعة لا يمكن تواطوء مثلهم على الكذب عادة . بأن کانوا من جهات شتی »› فلا يشترط فیهم تعیین عدد › خلافا لمن قال : بتعيين العدد فيهم . أ ه . أو أخبر عنه متوليان › أي : شهد عليه المتوليان وإن ضعيفين ٠ أن الشهادة يشترط فيها العدالة , ولا يشترط كون الشاهد عالما ‏ فشهادة المتولي مقبولة ولو ضعيفا لكن على الضعيف أن يفسر الحدث › وقول : لا تقبل من الضعيف مُطلقا , وقول : لا تقبل من الضعيف على عالم أو إمام › وبعض فرق بين الأحداث ,› فقال : ما كان فيه العالم والضعيف سواء › كالزنى والشرك › فلا تفسير على ضعيف ولا على عالم » ما كان من الأحداث لا يصل إليه إل العالم كتجوير الحاكم في حكمه » وأخذ مال الله من غير موضعه فهذا ونحوه يشترط فيه شهادة الغلماء › وحيث اشترط في باب الولاية والبراءة الغلماء › فالمراد بهم غُلماء الفن › وفي الأمشهود عليه لبد من أن يكون حاضرا على الصحيح › أما الأموات فلا تقبل الشهادة عليهم › لعدم إمكان - ٢۲۳ - حضورهم › وبعض جوز الشهادة على غير الحاضر › فالأموات ما لم يكونوا غلماء أو أئمة . فلابد من أن يلحقهم الإختلاف السابق › أما الغلماء والأئمة › فقد حكى الإجماع على عدم جواز الشهادة عليهم بعد موتهم » وهل يشترط في الشاهد أن يكون حرا › ذكرا › بالغا » تشبيها للبراءة بالحدود . فلا تجوز شهادة النساء › أو تجوز مع الرجال كاحقوق 3 قولان » وكذا العيد أو صر على معصية . الاص ا : لفة الاقامة . وعرفا : عدم الإنقلاع عن المعاصي › سواء كانت المعصية كبيرة أو صغيرة . قال الإمام الخليلي : والإصرار عرفا : عبارة عن الثبوت على الشيء بلا إقلاع عنه › وقد اختلف في الْمُّدة التي يحكم فيها بالإصرار على من ركب الصغائر من الذنوب › فقيل : ما لم يتب من حينه فقا أصر ؛ وفي قول آخر : ما لم يعزم على ترك المتاب ٠ وذلك لا يعرف حتى يستتاب › فإن امتنع فقد أصر › وكذلك إن بإصراره أقر › ومن فعل الصغير متهاونا به › أو مستخفا بعقابه › فذلك كبير من جرمه لعظم إثمه . أه .2 لأن الاصرار كبيرة › أي : لقوله ي : " هلك المصرون " رى ٠ ولقوله ك أيضاً : " لا كبيرة مع الإستغفار › ولا صغيرة مع الإأصرار " ر › وللإجهاع على أن الإصرار كبير › وقد نوه إلى ذلك الكتاب › كقوله تعالى : لل ولم يُصيرُوا عَلى ما فعَلوا وَهُم يَعِلَمُون 4 رم . (۱) انظر الملحق . )۲( انظر الملحق . (٢۲) سورة آل عمران : ١۱۳ . ۲۳۷ ۔ وفي " الكشاف " : في هذه الآيات بيان قاطع › أن لين أَمَنوا على ثلاث طبقات : متقون › وتائبون › ومصرون ؛ وان الجنة للمتقين والتائبين منهم دون المصرين › ومن خالف في ذلك فقد كابر عقله وعاند ربه . آه . واللّه وعد تكفير الصغائر › مع إجتاب الكبائر › أي : لقوله سبحانه وتعا ی : « إن تَجتينوا كبائر ما تهون عَنهُ نكفر عَنكُم سَياتټکم وندخلکم مدخلا کریما که ر . قال في " شرح النونية " : إن في وجود الصغير عند أصحابنا خلافا › فقيل : لا وجود لها أصلاء وقيل : أنها موجودة في نفس الأمر › ولكنها غير معلومة لنا › وقيل : موجودة فيه معلومة لاء كالتبسم الغير المباح › ونية امعصية والهم بها › ويمكن رد القول بعدم علمها إلى القول بعدم وجودها › لأن السالبة تصدق بنفي الموضوع . كما هو مقرر في علم الميزان الحاوي له أهل التقى والإتقان › وإن في الآثر عن غير واحد : أن الصغائر تحط عن العبد ياجتنابه الكبائر وبفعله الطاعات ٠ لاستشاء الله إياها › بقوله تعالى : إلا اللْممَ 4 ر » وقوله : ل إن الْحَسَناتِ يُذهِبن السياتٍ 4 ر › أي : أن الصلوات الأخمس يكفرن الصغائر لمن اجتسب الكبائر » وكذلك الصوم من رمضان إلى رمضان › والجمعة إلى الجمعة › والحُمرة إلى العُمرة . كل هذه المعاني تكفر الصغائر لمجتنب الكبائر › وأما من كانت معه كبيرة › فإنه يُعاقب عليها (١) سورة النساء : ۴۱ . (۲) سورة النجم : ۳۲ . (۳) سورة هود : ١۱۱ . - ۲۳۸ وعلى الصغير معا › لقوله تعالى : ليغار صَفِيرة ولا كبيرة 4 0 ٠ فأخبر أنه تعالى أحصى عليهم صغير الذنوب وكبيرها › والمراد من إجتناب الكبائر ما يعم التوبة منها بعد ملابستها .لاما يخص عدم مفارقتها بامرة » وأما إجابها بعد اتليس بها من غير توبة » فلا تفر به الذنوب الصغائر بالنسبة لتلك الكبائر › ولا ينحصر مكفر الصغائر في إجتناب الكبائر › لقوله تعالى : « إِذً الحَسّات € ى › وقوله 8$ : " اتبع السيئة الحسنة تمحها "ر › وقول 6 : :"من توضا نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه؛ أي : بسوء› غفر له ما تقدم من ذنبه " ر4 › وفي رواية : " لا يتوضاأ مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر له ما بينها وبين التي تليها " رم › وكذا المصائب تكفر الصغائر كذلك . أ ه . وإذا سمعت ما تلوناه عن الإمام عبد العزيز › علمت إختيار الْمُوَلْف : أن الصغائر لها وجود في الخارج › وفاقا للجم الفقير من أهل المذهب وغيرهم . قال الإمام الخليلي : وأما الصغائر فهي ما عدا الكبائر من المعاصي مُطلقا . كقبلة › ونظرة » ومس في بدن أجنبية › لا على ما جاز ولو لعذر » ولا في الفرج على عمد › فكبيرة ؛ وعلى قول آخر : فجميع اأمعاصي كبائر . وكأنه قول من إستغرقته هيبة الجلالة فأسكرته 6 ودهشته بوارق العظمة فحيرته › فأتى في مقاله بلسان حاله » وَالَنِي يطابق (١) سورة الكهف : ٩٤ . (۲) سورة هود : ١۱۱ . (۴) انظر الملحق . (4) انظر الملحق . (٥) انظر الملحق . - ۲۳۹ مفصل الشريعة الأول › بدليل الثابت في نص الكتاب › من مشل قوله تعا لی ‎ :‏ إن يبوا كبا ما تهون عة نكفر نکم سانكم وتدخلکم مُدخلاً کریما ‏ ره » وقوله تعالی : « ووضع الكِتابْ فترى المُجرِينَ ُشِِقين مما فيه وَيَفُولُون وما مال هذا الكتاب لأ يعَادِرُ صقيرة ولا كبيرة إلا أحصَاها وَوَجَدُوا ما عَمِلوا حَاضرا ولا يَظلِمُ رَبك أَحَداً ‏ ر » ومن السّة . كقوله يك : " لا صغيرة مع إصرار› ولا كبيرة مع إستغفار " ر۳ .اه . فالبراءة من أئمة الْجور » وممن تبعهم على جورهم » أو أعانهم › واجبة ؛ (الفاء) فصيحة › أي : واقعة جواب شرط مقدر › والبراءة › تقدم معناها : أنها المفارقة الدينية من أئمة الجور › أي : المائلين عن صد الهم له ورسول يم تون وم یدرون ون و لمهم خياد لله تال ي لاد »أو أعنهم » أي ؛ على جورهم ۽ قال سبحانه وتعا ی : ل وتعاونوا على الب وَالَقوَى ولا تعَاونو عَلَى الثم والُدوَان ‏ ر › فمن أعان جائراً فهو جائر » وقوله تعالى : ل ولا كوا إلى نين موأ َك اا رم » وقوله تال : « وَل تطع نهم انما أو كفوراً ڳ رم ء وقول رسول الله ي : " لعن الله الظلمة › وأعوانهم › وأعوان أعوا: نهم ولو ببرية قلم أو بمدة دواة "0 رواه جابر بن زيد (رحمه الله واجبة »أي : على من قامت عليه الحجة (١) سورة النساء : ۳۱ . (۲) سورة الكهف : ٩٤ . (۴) انظر الملحق . (٤) سورة المائدة : ۲ . () سورة هود : ۱۱۳ . (1) سورة الإنسان : ٤۲ . ۰٤۲ - من المكلفين › وهذا كما ترى في مقابلة ولاية الأئمة العدل › فكما تجب لهم الولاية والنصرة والقيام بالأمو فهؤلاء على العفكس من أولئك . قال في " القواعد " : ولا يبرا من جميع من كان تحت لوائه › لأنه قد يكون الْمُسلمون تحت لوائه بالتقية › فيسوغ لهم ذلك ؛ إلى أن قال : والأصل في هذا ما روي عن البي ية › قال : " قدموا قريشاً ولا تتقدموها › وتعلموا منها ولا تعلموها › وأطيعوهم ما أقاموا فيكم كتاب الله وسُنتي › فإذا عصوهما , فلا طاعة لهم عليكم › ثم خذوا أسيافكم واجعلوها على عواتقكم › واضربوهم بها حتی تبیدوا خضراءهم › إلا فعیشوا تحتهم حراثین فدادین › حتی تلقوني بأسوا حال " ر ؛ فالواجب على الإنسان › إذا رأى دارا الغالب عليها الجبابرة والحكا الضالة المضلة › أن ينسب الدار إليهم › فيسميها دار الجور والظلم . ویبرا من کل من دان بطاعتهم » مع انقیاد الرعية إلى أحكامهم اأجائرة › وديانة العامة المسخرة بطاعتهم › ويبراً من كل من دان بطاعتهم › واحتطب في حبالهم › ولا يدول منهم أحدا إل من يعرفه أنه موافق للمُسلمين في أقوالهم وأفعالهم . أه. ٩ ي ‎eRe‏ إعانته على جوره › بل نبرا منه » ونفتي بالخروج عليه مع الإمكان › (١) انظر الملحق . ٢٢۲ خلافاً لمن قال من القوم : إن السُلطان لا يُجوز الخروج عليه وإن بدل الأحكام وطمس معالم الإسلام » ما لم يكن فعله شركاً › حتى أن الخطيب الشربيني في " شرحه على المنهاج ' › قال : لا يجوز الخروج 4 عليه › ولو كان الخارج مُحقاً » والسُلطان مُبطلا ؛ ونقل اين حجر » عن الغزالي في " شرح الهمزية " : أن الُحسين خروجه على يزيد باطل › واب كل سيف جد وهذا بال » ترده التصوص المتقدمة : والبراءة من المرتد إلى الشرك وقتله واجب › في كل زمان › أي : ومن الواجب مع قيام الحجة على المكلف › البراءة ... إلخ - وتقدم معناها غير مرة ‏ من المرتد› أي : الراجع من الإسلام إلى الشرك› إلى ء ي : نوع من غير الشرك » الهلع › والإكراه› والرياء - كما تقدم آنفا ‏ كان إسلام الراجع إليه أصلياً › بأن كان بالغاً › عاقلا › مُسلما › ميا بن كان محكوما ملام بعد بلوغة لإسلام اويه أو أحدهما ولا اعتداد بشرك الطفل وقعله › أي : المرتد إلى الشرك إن لم يحب ٠ واجب وجوب ذلك بالسنة وإجماع الْمُسلمين › قال څا :"من بدل دينه فاقتلوه " ر٠ › وهل المرأة كالرجل إن إرتدت ؟ الصحيح نعم › وخالف بعض » فقال : لا لخروجهن من خطاب الرجل في كل زمان ء أي : لا يقيد الحكم عليه بذلك بوقت دون وقت › أما وجوب البراءة › فمن قوله تعالى : ل ومن يرتود کم عن ییو مُت وُو كاف که ر ۰ وقوله سبحانه وتعالى : « وَمَن يبغ غير الإسلام دينا فلن يبل من 4 رس٠ (١) انظر الملحق . (۲) سورة البقرة : ۲۱۷ . (۳) سورة آل عمران : ۸0 . 7 وقوله تعالل : « وَمَن يكفر بالإيمًان ققد حَبط عَمَلّهُ ‏ رى ؛ وأما وجوب القتل » فمن الحديث المتقدم ومن الإججاع ؛ لکن قال غُمر بن الخطاب رطق : يُستتاب ثلاث مرات في ثلاثة ايام » تعرض عليه التوبة في كل يوم مرة » فإن أبى فمل » وتوبته أن يقر بالجمل الحلاث › وبالرجوع عما أشرك به من قبل › لأنه إذا فعل أو قال خصلة شرك ٠ فقد خرج من الإسلام › ولا دخول فيه بدون الجمل . _ قال القطب (عفى الله عنه) : ولا تسبى ذريته › ولا يغنم ماله › أو تسبى ويغنم إن لحق بدار الحرب قولان › ويقتل الرابع من بني أبنائه ويسبى أو الغالث قولان . وولده الطفل من جملة يتامى المُسلمين › وكذا طفل ولده - عند بعض - ويقتل ولده البالغ إن أبي الإسلام › ومال لأهل دينه الذين ارتد إليهم › أو لورثته المُسلمين وهو ضعيف ۾› أو ما سعاه في دار الإسلام لهم › وما في دار الحرب لورثته في الشرك أو لبيت المال أقوال › وبطل ما عمل قبل الإرتداد ولو زلة وتاب ويعيده أو يعيد احج فقط مُطلقاً › أو إن وجدت شروطه حين تاب ۽ أو لا يُعيد شيئا وياب على عمله إن مات تائبا » ولا يُعيده وهو الصحيح »› أو يُعيده وما فاته من الفرائض حال الإرتداد أقوال › ولزمه غسل جسده إذا تاب وما مسه بلله أو ما نجس فقط قولان › انظر التفسير › ويبدل الله سيئات من تاب من شرك أو نفاق وحسنات › ومعنی هذا : أنه يرجع إلى عمل الحسنات بالتوفيق أقوال › ولا إعادة على المنافق الموحد باتفاق › ولكن لا ثواب له إن لم يتب » وحرمت على المرتد زوجته › ومثله من (۱) سورة المائدة: ۵ . _ ٢٢۲ - اطلع فيه على خصلة شرك حادثة في أحكامه السابقة كلها › وإن كانت منذ كلف › فحكمه حكم المشرك » أو لا تحرم زوج من فيه خصلة شرك مما هو زلة قولان . وكذا في الإأرث والذبائح والافن مع اأموحدين › وتوبة المرتد الإقرار بالجمل الغلاث . ولابّد أيضا أن يبرا من كل دين خالف الح » وهذا أيضاً في كل مشرك تاب أو يکفي مُطلقا لا له إل الله محمد رسول الله لأنه إذا كان رسول الله ».فكل ما جاء به حق من كونه إلى الكافة » وكون القرآن من اله أو هذا في زمانه كك › أقوال . أه . والراجع عن مذهينا نير منه ولا تقتله › إلا إن طعن في مذهينا طعنا صريحا › لا لمجرد إعتقاد ديائشه ؛ الراجع عن مذهبنا › أي : عن مذهب الأباضية المحقة › إذا كان على الاعتقاد الصحيح قبل .ثم خرج عنه إلى أي مذهب من مذاهب المبتدعة › بأن صوب ديانتهم › أو تبرا من أحد من أئمة المُسلمين › أو من جملتهم › أو نسبهم إلى الخطاً ٠ أو الضلال › فيما دانوا به » وقطعوا عذر من خالفهم فيه › نبرا منه وهو حقيق بذلك ولا نقتله › » لأنه لا تحل الدماء بالتدين بأديان جميع مذاهب أهل الإسلام › ِل إن طمن » أي : ذلك الخارج في مذهينا طعنا صريحا » بأن يخرج في تضليل أهل المذهب › أو سبهم بما ليس فيهم . قال بعض الأئمة : والطعن في دين المُسلمين كبيرة عندنا » ويحل بها دمه . ا ٢٤٢٤۲ - والأصل في ذلك › أنه ك8 » دس على كعب بن الأشرف › فَقَِل لشتمه إياه » وروي عن الإمام عمروس بن فصح (رجمه الله › أنه قال لأبي منصور : إن لم تأذن لله بثلاث › فخذ خاتمك عني : الدال على عورات الْمُسلمين يُقتل » والطاعن في دين الْمُسلمين يتل › ومانع الحق يتل › ولقد ورد عن أبي بلال (رجمه الله » ما يُؤيد قول عمروس في الطاعن › حيث قال لمن قال : إن فرسك هذا لحروري › فقال له أبو بلال : وددت أني وطئت بها على بطنك في سبيل الله ء ولکن یا فتی أحسن حملان رأسك › فأشار إلى جواز قتله على قوله : فرسك هذا حروري » فلو تاب الطاعن مما طعن به فمقبول مه » ولا قصل عليه . والمخالف إذا طعن ثم رجع إلى دين الْمُسلمين › فوجوعه رجوع عن طعنه ولا شيء عليه » ومن صوب من طعن في دين الْمُسلمين › فهذا أشد من الطعن › والأمر بالطعن في المُسلمين والمستحل لذلك طاعن › وأما من صوب مذهبه , أو خطاً ما يخالف مذهبه من الاعتقاد › كالقول : بعدم خلق القرآن ونحوه › فليس بطعن › وهذا هو المراد من قولنا › لا لمجرد اعتقاد ديانته › فإن المتدين ينقض على من خالفه في اعتقاده › ويأتي على قوله بالحجج › وليس ذلك بطعن في مذهب الغير » وعبارة القطب في ذهبه › تجب براءة من رجع منا إلى مذهب اأمخالفين الذي هو ديانة › ويُقتل إن طعن في مذهبنا . كما فعل بخردلة بأمر جابر » حين رجع إلى المخالفين وطعن فينا . أ ه . وني " الدليل " : وأما قول القائل : ما أفضل الجهاد يا أبا الشعثاء ؟ فقال له جابر : قتل قاتل خردلة » وخردلة رجل من المُسلمين ‏ قتله _ ٥٢٤۲ - رجل فأشار به إليه فقال : لا حتى تضع يدك عليه › فباني أخشى أن أقع في غيره › فجاز أبو الشعثاء - خلف الرجل فوضع كفه عليه › فقام ليه الرجل فقتله » وطلبوا إلى الرجل أن يدلهم على من شار إليه بقتله فامتنع › قال جابر : وكنت أخشى أن يشير إِلي › حتی قتلوه . أ ه . وهذا يدل على أن خردلة رجل صالح › والرجل القاتل له هو الذي دل جابر على قتله › ومن ثم قالوا : إن المقتول على ديانته › لا يُعفي عن قاتله » وليس لوليه ذلك › وإنما ذلك للقائم بأمر الْمُسلمين › وجابر (رحمه الله تعالى) » هُو من أئمة الْمُْسلمين . د ۵ ۰ 0 چ الطاعن والقاتل على الديانة يُقتلان في الظهور والكتمان ›. وكفى بفعل جابر حجة » وهو من أهل الكتمان › والله أعلم . ولا يبر من أحد حتى يستتاب على الصحيح ٠ أو لا يستتاب ۽ إلا الولي » فهل يستتاب قبل البراءة » أو يبرا منه ثم يستتاب ؟ قولان › ولا يبرا من أحد » أي : من المكلفين » ممن قارف معصية . سواء كانت شركا › أو إستحلالاً » أو إنتهاكاً » حتى يستتاب ۽ اي : يطلب منه الرجوع » لأن البراءة حكم » ولا يحكم عليه حتى ينقطع عذره على الصحيح › فيه إشارة إلى القول الآخر . قال القطب : وتستحب استتابة غير المتولي من الذنب › لأن ذلك من جملة العاء 0 الله ء وإحاء الدين › وإظهار شعاره . وزعم بعض أنه لا يستتاب . ٢٢۲ - أو لا يستتاب أي أحد ممن قارف إلا الولي › لأنه له حق على متولاه › فاستتابته واجبة . قال الإمام الخليلي (رحمة الله عليه) : والولي إذا واقع الكبيرة › ولم يكن له مخرج منها › فقد كفر كفر النعمة في حال مواقعتها بلا تأخير › وأما البراءة منه فلهم فيها قولان › أحدهما : يبرأمنهەثم يستتاب › فان تاب رجع إلى ولايته ؛ وثانيهما : أن لا يبرا منه حتى یستتاب لأن البراءة حكم » ولا يحكم على أحد إلا بعد إنقطاع الحجة ٠ كما ث ثبت من السنة في المرتد › ألا يُقتل إل بعد أن يستتاب › والقول في اللمستحل هكذا »غير أن البراءة منه قبل امستتابته هي أكثر ما قيل به » وغير الولي يبرا منه من حينه » ومختلف في ثبوت الاستتابة له. أه. فإذا سمعت الآثر » علمت ما في المتن › فهل يستتاب قبل البراءة › أو يبرا منه ثم يستتاب ؟ قولان لهم فيه › فلا يحتاج إلى إعادة . قال القطب في ذهبه : وتجب استتابة المتولي » ومن لم يستتبه › فمنافق إن كان الذنب كبيرة › وعاص إن كان صغيرة . على القول بظهورها » أو لا يدري أصغيرة أم كبيرة › من عاين من مصولاه كبيرة » أو أخبره الأمناء › تبراً منه ثم استتابه وهو هو الصحيح › أو يستتيبه ثم يبرا منه » إن لم يتب إلا الزاني » فإنه يقدم فيه البراءة ؛ قلت : وكذا الشرك فإنه شر منه » ومن كل سؤال » إن قال : ولا تجب استتابة المتولي بولاية البيضة › ومن استتيب من ذنب فتاب ثم عاد إلى الذنب بعينه ٢۲ - إستتيب أيضاً وهكذا وهو الصحيح › أو يستتاب ثلاث › قولان › وإن استتیب وتاب › ثم قال : لم أتب »٤ برئ منه › وإذ استتیب › فقال : تبت من جيع ذنوبي › لم يجزه حتى يبين الذنب المستتاب منه › أو أجزاه مُطلقا › أو إن لم يستحله أقوال . أ ه . وقال الإمام الخليلي (رحة الله عليه) : وإذا تاب غير المستحل مما به كفر › وأحدث من الضمانات والمظالم والتبعات › فقد قيل : بولايته في الحال ٠ وأنه مأمون على أداء ما لزمه من ذلك » لأنه في الذمة عليه كالديون ؛ وعلى قول آخر : فهو على حكم الحدث في البراءة › حتى يصح منه قضاء تلك المظالم والديون بأدائها لأهلها على ما جاز ؛ وعلى قول آخر : فهو في البراءة حتى يصح له حكم الأداء › ولابد على هذا القول من زيادة إشتراط إل أن يكون له عذر ؛ وعلی قول سادس : فتصح له ولاية إن أئتمن على معرفة ما لزمه من الدينونة به » ووضع كل شيء في موضعه › ولم يخالجه في صدقه ريب ولا تهمة › وَل فلا ؛ وسابع الأقوال : يوقف عنه بعد التوبة حتى ينزاح الإشكال › ويخرج من الشبهة بالجمع بين التوبة والدينونة بالقضاء › وكان هذا القول هو الذي يعجب الشيخ › وهو حسن . أه . أقول : ظاهر الأقوال خهسة لا سبعة › إل أن يكون غلط بىس ختنا › وليت شعري لم جاز أن يبقي في البراءة بعد التوبة › والله تعالى يقول : لل ومن لم يتب فأولك هُمُ الطَالِمُوت 4 رن » وقال رسول الله 8$ : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " › وليس لنا إلا ما ظهر › والله (۱) سورة الحجرات : ١٠ . ۸٢۸٢۲ - يتولى السرائر وفي ذهب القطب (عفى الله عنه) : وذكر أبو إسحاق : أن من تاب من ذنبه › ثبتت ولايته ساعته › وأن محمد بن محبوب قال : إذا أستتيب المجرم لذنبه » لم أرجع إلى ولايته » حتى أستديمه وأستبريه بعد التوبة » ويطمئن إليه قلبي › قال أبو إسحاق : وأظن قوله هذا إحتياطً عنده . أه. وسكت هو › والإمام الخليلي عن المستحل ؛ قُلت : تقدم في باب ولاية الخارج من مذهب أهل الخلاف إلى مذهبنا › أنه يتولى إذا لم بقي من لم يعرف منه خير ولا شر فالحكم فيه الوقوف ء الولاية والبراءة ؛ بقي من المكلفين من لم يعرف منه خيره ولا يعردا منه شر » فيبراً منه على شره › فالحكم فيه عند غُلمائنا الوقوف بالدين عنه » حتى يعلم أحد الأمرين فيه › واعلم أنه لا يكون في الجملة . كما كانت الولاية في الجملة › والبراءة كذلك › لأنه لا يخلو عبد في الحقيقة عند اللّه من أحد الأمرين » إما طبع أو عاص فمن أجل ذلك لم يغبت يُثبت الوقوف الديني في الجملة نص عليه الإمام الخليلي (َق) - وجبارته في الوقوف الديني › وهو : لا يكون من حيث الْجُملة في الاس بالنظر إلى الحقيقة » إذ لا مخرج لأحد في حال من أا يكون مُطيما أو عاصیا » لكن الاحاطة بهم من هذه الكيفية متعذرة في الإقرار قلت : واستدلوا على وجوب الوقوف الديني في المجهول أمره ۹٢۲ بالعقل والنقل . قال الإمام الخليلي أيضا : فإذا ثبت أن الولاية لا تكون إلا في معلوم الحال ۽ فالبراءة كذلك لكونها حكماً › والحكم لا يكون إلا بصحة » وَإلاً كان ظناً وتخميناً » والظن محتمل لكونه حقاً أو باطلاً › وكل محتمل لم يقم الدليل عليه » وكل ما لم يقم الدليل عليه لم يجز القطع به › وإذا لم يجز القطع › وجب الإأمساك حتى يصح ما يوجب القطع ؛ حتى قال في البرهان النقلي : فجميع ما في كتاب الله من ذم القول بغير علم › فهو شاهد للوقوف . أ ه فليراجع قال القطب (عفى الله عنه) : يجب الوقوف فيمن لم يعلم فيه موجب الولاية » ولا موجب البراءة » لقوله تعالى : لل ولا تَقفُ ما ليس لك به عِلمٌ که رى . هه قلت : والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى 4 منها قوله ي : " دع ما يريبك إلى ما لا يريك " » في أمثالها › وأجمع على ذلك أئمتنا . ا ١ ۵ ۰ قال الإمام الخليلي مسألة : فيمن يجب الوقوف عنه بالدين يإجماع أو إختلاف › فأما المجتمع عليه › فمثاله : إذا رأيت شخصاً لا تعرف منه موافقة ولا مفارقة في الدين في قول ولا عمل › فالوقوف واجب عنه ياجماع › وأما المختلف فيه : فمن صحت له موافقة بالقول دون العمل › (١) سورة الإسراء : ۳۹ . ت وفي معناه : مشرك إستسلم » وصبي من أهل الإسلام بلغ ومنتهك › أو مبتدع أظهر المتاب ٠ وهكذا حكم من عرف ببعض الأعمال الصالحات ٠ كرجل وجد يصلي في المسجد ... إلخ › وأنت خبير أن المشرك إذا أسلم › والصبي إذا بلغ متولي بولاية أحد أبويه › والمخالف إذا رجع إلينا › والمنتهك إذا تاب › أن الأصح فيهم الولاية الدينية › لأنها حق واجب › فلا يخر إلا لما يُوجب التأخر ؛ وأما الموافق في القول دون العمل › ومن وجد يصلي في المسجد ولا يعرف حاله . فجديران بالوقوف الديني حتى يعلم حالهما بالخبرة › والمسألة في الموافق بالقول دون العمل خلافية , وتقدم ذلك كله في مواضعه . وكذا المتشاتمان والمتقاتلان › إن لم تعرف المحق منهما › فهما في حكمهما السابق ؛ وكذا المتشاتمان والمتقاتلان ... إلخ ؛ أي : ومثل ما يجب الوقوف فيمن لم يعرف بخير ولا شر للجهل بحاله › والحكم على الجهل لا يصح › يجب أيضا الوقوف في فعل المتشاتمين والمتقاتلين ومن في معناهما › حتى يعلم المحق منهما › وأن فعلهما ذلك حق أم باطل › ولا يكونان محقين › لأنهما ضدان › وممكن باطلهما › وباطل أحدهما › فيجب الحكم بإبقائهما على حالهما السابق من ولاية › أو براءة › أو وقوف › هذه طريقة المغاربة . قال القطب (عفى الله عنه) : إذا لم يعرف المحق من المتشاتمين والمتقاتلين › تركا على ما هما عليه من ولاية › أو وقوف ۽ أو براءة ‏ ووقف في الفعل ؛ وزعمت النكار : أنه يوقف فيهما إن كانا متوليين › ولزمهم الرجوع عن العلم المتيقن بالشك › وأن يتركوا كلما طراً لهم ٢٢۲ - لكن في " الدليل " › بعد حكايته هذا › قال : إما إن زاد متولي آخر إلى أحدهما › فالمتوليان هما الحجة › وأما طريقة المشارقة , فلهم فيهما ونحوهما ثلائة مذاهب › قالوا : وأما من له وليان › فسمع كلا منهما يبر من الآخر › فهذا موضع خصومةء كانا ضعيفين › أو عَالِمين ‏ أو ضعيفاً وعَالما » فأيهما برئ من صاحبه قبل الآخر فهو قاذف › ويبراً منه بدين لمعنى القذف .٠ ويتولى الآخر بدين إذا غاب أمرهما على براءته منه » لأنه امبتدئ بالبراءة » ويبرا منه بحكم الظاهر › والمحق منهما هو الْمبرا منه » كان عَالماً › أو ضعيفاً› لأنه موضع أحكام لا موضع فتيا › وأما إذا لم يعرف البادئ بالبراءة منهما قبل الآأخر › فقد قيل : بولايتهما على الأصل › حتى يعرف المبطل ٠ وقيل : بالوقوف فيهما للإشكال › وقول : بالبراءة لإظهارهما القذف › وليس لهما بذلك حجة . أ ه " منهاج " الشيخ حيس (بتصرف) . أما إذا اختلفا في التحليل والتحريم » وبرئ كل من صاحبه على ذلك › فإن كانا عَالمين › فلا تجوز البراءة من العَالم المحق برأي ولا دين » العام المبطل ينزل هنا منزلة الضعفاء » فإن لم يهتد سامعهما ال اسك عه » مع علمه يإختلافهما › ففي المبطل منهما أربعة : ولاية الرأي › وبراءة الرأي › ووقوف السؤال › والبراءة على لشريطة »وان كنا ضعبف »فان العف لا تقوم به اة ي الفا . وقد برئ من ضعيف مثله › أو عَالْم نزل منزلته فلا تجوز ولايتهما بالدين › إلا على إشتراط البراءة من المبطل منهما » ومن اراد بسط ٢٢۲ - هذه المسائل › فليراجع المطولات . ۾ ڀ إذا عرفت ما هنا › عرفت بطلان قول من يقول : أن البراءة بالواحد جائزة ›. ولیت شعري كيف لا تجوز شهادته ئي قيراط على يهودي لمسلم » وتجوز البراءة به من ولي في الاين › والبراءة قىل ؟ إن هذا لأمر عجيب »٠ وكذا من فعل فعلا لا يعلم المحكم فيه . وقفنا في الفعل وأبقيناه على حاله الأول › أي : لأنا لو وقفنا › أ تبرأنا منه على فعل لا نعلمه › لكنا ربما برئنا › أو وقفنا عنه › على فع الطاعة › وهو لا يجوز اللهم إلا أن يكون حدثاً في الأجملةء ومختلف في الحكم عليه › إن كان في تفسير الجملة كالصفات والأفعال › وكذا المستحل والمصر قيل : إنهم لا يسع جهل حدثهم . كالحدث في الجملة . وقيل : إنه لا يهلك أحد بهلاك أحد . وهذه طريق المغاربة أيضا . قال صاحب " الدليل " : فكل معصية ليس عليك فيها إلا الكف . وكل فرض ليس عليك إلا أن تعرف أنه واجب عليك وتعصي بت رکه › وكذا كل من وجب عليه شيء فضیعه » » فليس عليه من معرفته ومعرفة الفاعل إلا أن يعلمه حراما › حراما عليه تركه › وليس عليك من معرفة أسمائه › لا من الكبير › ولا من الفسق » ولا من النفاق › ولامن الشرك » إلا الشرك الظاهر › الذي ظهرت به تسوية الباري سبحانه بخلقه › أو نفي وجوده › أو قصد إلى شخص بعينه › فهذه الوجوه ۳٢٢۲ النلائة . لا يسعك إلا تشريكه › وتكفيره › وإيجاب العقاب له , وأما ما سوى ذلك من المحرمات › فليس عليك منها شيء › فان وجب عليك معرفة شيء › فتعلم أنه حرام › وأنه معصية › وأما ما سوی هذين الأمرين › وهو الشرك الباطني › والفرض الواجب من معرفة محمد . والبعث والحساب › والجنة والنار › والْمُسلمين والْمُسلمات › وججيع ما لا يسع جهله › فليس عليه من شيء إلا أنه حرام › وأن علينا أن الفعلة التي صدرت من ولينا هي معصية . ولا ندري مايبلغ بهاء فهي كالمسألة الأولى › فولينا على حاله » والمتبري منه ليس علينا منه شيء › ونكون على ولايتهما كأول مرة . وقال الشيخ أبو خزر (قه) : يسع جهل جيع أهل الحرام › ما خلا الشرك ‏ وقد تقدم ذكره وأما قول الشيخ : والإستحلال لما حرم الله › أو إصرار على ما حرم الله » وشرط في هاتين إذا علمت . وكذلك في سائر المعاصي إذا علمت › وأما إذا لم تعلم » فليس عليك منه شيء . فإذا سمعت هذا › فاستمع لْمَا يقوله أهل المشرق في ذلك › فإنهم قالوا : ليس له أن يتولى وليه المحدث بدين › إذا علم أنه محدث › ولا يعلم ما يبلغ به حدثه › ولا يبرا من ضعيف إِذا برئ منه بدين »› ولا من عَالم برئ منه برأي › ولا بدين . قال الإمام الخليلي (رة الله عليه) : واعلم أن براءة الرأي لها موضعان لا غير › فيما نعلمه من صحيح الأثر : فالموضع الأول : فيمن أحدث ما يکفر به من غير ما محتمل فيه » أو عذر يصح له في رأي . ٢٢۲ - أو دين › سواء كان من قبله في حكم ولاية › أو براءة › أو وقوف ٠ فإذا صح ذلك منه عند ضعيف › لا بصر له في أحكام براءة في ذلك › فواسع له أن يبرا بالرأي › في قول أهل العلم في هذا الموضع › ما لم تقم عليه الحجة من قول من يلزمه أن لا يرد في احق قوله من غُلماء الْمُسلمين . ومثال ذلك : من أحدث الباطل › كالزنى › وشرب الخمر › وأكل لحم المينتة المحرم ‏ إلا ما اضطر إليه » في موضع جوازه على قول . أو بإجماع › فإذا جهل الضعيف أن يبرا منه على ذلك › كان واسعا له في هذا الّمقام أن يبرا منه برأيه في الأحكام › ولو كان في الأصل وليا له من قبل ذلك » أو كان من الأعلام › أو الأئمة في الإسلام › فالحق في ذلك واحد » ولذلك قيل في المختلفين : من ضعيف وَعَالِم ‏ والعَالم ُو المبطل في دين الله تعالى » أن البراءة من العالم جائزة بالرأي .لمن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعرف بالحق من هو المبطل منهما في دين الله املك احق . فكيف ترى في المبطل إن كان ضعيفا » ومخالفه في احق مثله في سمة الضعف أنها في المبطل لأجوز لا محالة , ولكن إذا كانوا من قبل في الولاية جميعا » وبريء المحق الضعيف من المبطل › ضعيفا کان ۽ أو عَالما فهذا هو الموضع الثاني من مواضع جواز البراءة بالرأي › فإذا كان هو المبتدئ بالبراءة بالرأي › فإذا کان فيه هو المبتدئ بالبراءة بالدين › على ما به من الضعف الذي لا يكون فيه حجة › فقد قيل : أن البراءة بالرأي منه جائزة في هذا الموضع › لمن برئ من وليه » وكان هو محقاً في الأصل › صادقا في البراءة › موافقا لأحكام الله تعالى . فكيف إذا كان هو المبطل ؟ إنها لأحق به › ولو كان عَالما › لأنه ينحط حيئذ عن درجات العلم إلى درجات الظلم ٠ ٢٢۲ - شيء . اه . ويتوقف في أطفال الكفار والمنافقين › وإن صرح بعض أكابرنا بأنه لا ذنب عليهم › ولا يضيع الله ذرية آدم » وأنهم في الجنة يثابون ». وإِن قصرت بهم درجتهم عن درجة العاملين › وقيل : هم ثواب كالحور العين ؛ ونتوقف › أي : نحن معاشر الأباضية › في أطفال الكفار والمنافقين › أي : عن الحكم عليهم بولاية أو براءة » بل نحكم عليهم بالوقوف عنهم › » لعدم ورود نص قاطع فيهم › وقد ورد في أطفال الْمُوْمنين . وفي " شرح النونية " : وإن أطفال أهل الشرك والنفاق في الوقوف إلى البلوغ › لقوله َك للسائل عنهم : " الله أعلم بما كانوا عاملين › إن لو كانوا عاملين " ر › قال : وإن أطفال المتولي إذا إرتد إلى الشرك » على ولايتهم الأولى › وإن أولاد المتولي إذا نافق يرجعون إلى الوقوف . أه . قلت : ينظر ما الفرق بين المسألتين » مع أن الشرك أكبر الكبائر › فليحرر المقام . وفي " الشرح " أيضا : وأن الناس اختلفوا في أفعال الأطفال › فقيل : لا تكتب حسنة ولا سيئة › وقيل : تكعب الحسنات كقراءة القرآن ٠ وقيل : إن لهم سيئات وخطايا › وأنها نصيب من خطيئة أبيهم آدم (۱) انظر الملحق . 7 حذف) . وإن صرح بعض أكابرنا : بأنه لا ذنب عليهم » لما في الحديث : " أن القلم مكسور عنهم " ؛ ولحكاية الإمام عبد العزيز : الإجماع على أنه لا تكتب عليهم السيئات ؛ والأكابر : كأبي سعيد (رجه الله) › فإانه ذکر في " المعتبر "› أنه : ل ولا زر وازرة وزر أخرّى 4 رى ء ولم يكن منهم ما يوجب تعذيبهم › وهم على الفطرة ؛ وكما في " الدليل " › لأبي يعقوب › فإنه قال › بعد كلام يدل على إيمانهم : فظهرت منة الله تعالى على الأطفال › أن أصحبهم الإيمان من حين ولادتهم إلى أن يبلغوا حال الرجال › فمن مات منهم قبل البلوغ دخل الجنة . لحرمة آدم اَل ... إلخ ؛ ثم قال : فلما قضينا لكل مولود يولد على الفطرة › بالفطرة وبالحنيفية › قضينا له بالايمان › وبالحنيفية بعد الإيمان لأولاد الْمُشركين ولأولاد المُؤَمنين ؛ قال : وهو مذهب مُعاذ بن جبل ‏ أعلم هذه الأمة بعد نبيها ف8 - وهو أشبه . أه رمع حذف أيضا) . ولا يضيع الله ذرية آدم › فيه إعتراض على قول من زعم : أنهم یکونون تراباً کالبهائم » وعلی زعم الخوارج : أنهم في النار تبع لآبائهم › قياساً على أولاد الْمُوْمنين في التبعية » وكلا القولين ليس بشيء » كما في " دليل " بي يعقوب (رحمة الله عليه) : وأنهم في الجنة يغابون ... إلخ › (١) سورة الأنعام : ٤٦۱ سورة الاسراء :0 ؛ سورة فاطر : ۱۸ ؛ صورة الزمر : ۷ . ۷٢٢۲۵ - أي لإقرارهم بالإيسمان › وثبوت العهد لهم › يوم قال لهم الله تعالى : « الست بربكم فَالوا لى 4ر٠ وهم ئي صلب آدم راٿعلا) » كالذر › ولقوله ك : " خلقت هذه القلوب حنيفية » ِل ما كان من الشيطان › فانه يخترمها عما خلقت له " » وأنت خبير أن درجات العاملين متفاوتة في الثواب › فكيف بمن لم یکن له منه عمل قط › بل ثبت منه الإيمان ؛ فمن ٹم قال : وإن قصرت بهم درجتهم عن درجة العاملين لل فمن حزح عَن النار وأدخِلً الجنة قد فار € ‹ ٠ وقيل : إنهم من جملة ثواب أهل الجنة » وليس لهم من الثواب شيء » بل هم خدم لساکني الجنان . وفي " كرسي الأصول " : وثانيهما : أولاد الأعداء من مشرك وفاسق › ففيهم من أقوال العُلماء ثلائة : أحدها : أنهم في الجنة . لثبوت شهادتهم › يوم قال لهم المولى : ل الست بربكم قالوا لى $ ر › وكل مولود يولد على الفطرة › والقلم مرفوع عنه حتى يبلغ › لكن على هذا القول أيشابون أم يكونسون ثوابا لأهل الجنة؟ قولان › والصحيح : لم يقم دليل على أحدهما ؛ وثانيها : أنهم في النار تبع لآبائهم لقوله ك للسيدة خديجة (عليها السلام) : " إن شئت أسمعتك تغاءهم في السار " › واختلفوا إنهم يعذبون فيها أم لا ؟ على قولين › والصحيح إنه : « ولاً تر وازرة وزر أُخرى ‏ ر » والحديث متأول » إذ لم يقل : إنهم في النار » ولكن أبهم الجواب وعلقه بمشيئتها علما (١) سورة الأعراف : ۱۷۲ . (۲) سورة آل عمران : ١۱۸ . (۳) سورة الأعراف : ۱۷۲ . (٤) سورة الأنعام : ٤ ؛ سورة الإسراء : ١٠ ؛ سورة فاطر : ۸٠ ؛ سورة الزمر : ۷ . ۸٢۸٢۲ - بانها لا تشاء » ولم يصرح بشيء › لئلايکون ياذاعمه تسلية للكفار تأسيا بالمولى فترك ذكرهم ؛ وثالثها : الوقوف عن الخوض فيهم طلبا للسلامة . أ ونعرض هنا عن أحكام الملل ؛ الإعراض : الصدود والميل عن ذكر أحكام الملل › أي : الست المذكورة في سورة الحج › .وهو قوله تعال : « إن الذي منوا والَذِينَ هَادُوا وَالصابيَ وَالنصَارَى وَالْمَجُوسَ والَذِينَ أشرَكُوا 4 ره » لأنها ليست من الإعتقاد » خلافاً لمن قال من أصحابنا : أنه لا يسع جهل أحكام أصحاب الملل . وفي " الدليل " : وحكاية الشيخ (طَيه) : أنه لايسع جهل جهل الملل وهم : اليَهُودَ » والنصَارى › والصًابئون › والْمَجُوسَ ٠ والْذِين أشركُو › فهذه بعد من هذه المسائل كلها وأل › ولم تبلغ درجة اليهود › وَالنصَارّى › وَالْمَجُوسَ › والْذِين أشركوا › أن يقرن الله الإيمان بهم › بالإيمان به . وتلك منزلة لم تبلغها أنبياؤهم › إبراهيم › وَمُوسى › وعيسى › بل هم أخس من ذلك . اه . وني " ذهب " القطب : ولا تلزم معرفة تلك الملل وأحكامها ‏ حتى تقوم الحجة عند : عمروس › وعبد الرحهن بن رستم » وأبي خزر » وابن زرقون › وأبي يعقوب » وغيرهم من المحقين › وهو الصحيح عندي . أو تلزم › وأشرك من لم يعرف ذلك › أو من لم يعرف الملل فقط ٠ ومعرفتها أن يعرف أنها ملل شرك › أو أن يعرف أن عبدة الأصنام () سورة الحج :۷ . ۹٢۲ - والمجوس مشركون »› لأنه لا يعذر جاهل الشرك › القائل بتعدد الألهة . أ ه . وفي " شوح النونية " : وأن الملة الأولى من الست : ملة أهل التوحيد › وحكم أهلها : ولاية الموفي منهم بالدين » وحبه › وطلب الغفران له › ونصيحته › وإعانته على البر والتقوى › وترك ضره وبغضه واغتيابه » وغير ذلك من حقوقه الواجبة له › ظاهراً وباطنا › وبراءة غير اأموفي منهم بالدين › وبغضه › ولعنه › وجلده على الزنى ‏ إن لم يحصن › ورجه عليه إن أحصن › وجلده على القذف ٠ وإجراء حقوق أمولى عليه » من غسله » وتكفينه » والصلاة عليه › ودفنه › وقطع يده إن سرق ما يجب به القطع › وعدم قبول شهادته في ء غير اللتكاح › وقبولها فيه › وعدم عدالته . وحل مناكحته › وارثه . وأخذ الزكاة منه › ووضعها في الفقير من جنسه › والحج معه › والتسوية بينه وبين الموفي في القود . والقصاص › والدية . وتحريم دمه › وماله › وسبيه › ودعائه. إلى ترك البغي › إن صدر منه . وإعطائه للحق › والإنصاف منه وله › وإقامة الحدود عليه › ولزوم غرم المتلفات › ورد التباعات ٠ والقصاص في الجراحات › وفي الأنفس بالقود والديات › فإن أجاب وأذعن للحق ورجع إليه » وترك ما كان عليه › فإنه لا يقاتل › وإن إمتبع من الرجوع عن ذلك » وعن الفساد بعد التبيه والإنذار › قوتل إلى أن يرجع إلى أصر اله ولا يفنم ماله » ولا يُسبى أهله وعياله › وإن إنهزم أتبع ولا يُجهز عليه إن جرح › ويحرم الفرار حال حربه » إلا لمتحرف لقتال ٠ أو متحيز إلى فئة » وهذا هو حكم الموافق في الدين الموفي وغيره › وأما ۰٢٦۲ - المخالف فيه › فحكمه الدعاء إلى ترك ما به ضل › من إعتقاد البدع ٠ وإلى البراءة من الأئمة المبتدعين لها ء وإلى الدخول في ديننا › وولاية أئمتنا . وأهل الوفاء منا › فإن أجاب صار منا ء له ما لنا . وعليه ما علينا » من الحقوق كلها » وإن إمتتع دُعي إلى دفع الحقوق الواجبة للمُسلمين › وإلى الإستسلام لأحكامهم › وإجراء حدود الله عليه » فان أذعن لذلك وانقاد له. ترك وما هو عليه › مع حل كل ما يحل منا منه. من نحو المناكحة › والموارثة . والمدافنة . وإجازة شهادته › إن كان عدلاً في الأحكام › دون الولاية والبراءة › وما فيه تكفير الْمُسلمين . وقال أبو الْمُوثر (رجه الله : إذا غلبنا جازت شهادته » وإن غلبناه لم تجز › ويجب عليه وله » ما يجب علينا ولنا › من الحقوق كلها ما خلا الولاية › فإنه ليس له فيها نصيب › ونصيبه البراءة منه › من نحو أكل الذبائح › والقصاص › وقبول شهادته إن لم يتهم › وعدم إظهار المنكرات › والصلاة معه إن لم يحدث فيها ما يبطلها› وأخذ الصدقات والفيء منه منه إن كان غنيا » ووضعها في فقيره في زمان الظهور › ودفع الظلم عنهم » وإن إمتتع من إجراء الحقوق عليه » أدب يما يقمعه ويردعه عن إمتاعه منه » فإن إنقمع وارتدع بذلك الأدب › ترك وما هو عليه › وَإِلاً حل قتاله وضربه إلى أن يذعن › وحرم سبي عياله › وغنيمة أمواله » وإتباعه إن أدبر » والإجهاز عليه إن جرح » ولم تكن له فة باغية يرجع إليها › فإن كانت أتبع وأجهز عليه › وإن الفانية » والثالشة › والرابعة : ملة أهل الكتاب › وَهُم : اليهود › والنصارى › والصابئون › وحكمهم واحد › وهو أن يدعوهم الإمام العادل إلى الدخول في الإسلام › ن د فإن قبلوا دعوته ودخلوا فيه » كان لهم وعليهم ما للمُسلمين وعليهم من جميع الحقوق الإسلامية - مما مر - وغيره › وإن أبوا من الدخول فيه » دعاهم إلى دفع الجزية عن يد وهم صاغرون › فبإن أجابوا لذلك ورضوا يإعطائها › أخذها منهم وترکهم على ما هم عليه من دیانتهم ٠ وحلت ذبائحهم › ونكاح الحرائر من نسائهم الغير الزانيات › دون الإماء والزانيات › وإن أبوا من دفعها › حاربهم وحل دمهم › وسبي ذريتهم » وغنيمة أموالهم › وحرم أكل ذبائحهم › ونکاح حرائرهم ٠ وللإمام أن يصالحهم قبل أن يحاربهم › إن أرادوا الصلح ٠ ويأخذ منهم كل ما اتفقوا عليه مما يقع الصلح على دفعه له لا غير ذلك › فإن نقضوه وامتنعوا من الجزية › قاتلهم › وسباهم › وغنم › إلا ما دفعوا عليه المجزية حال الصلح › فإنه لا يغنم › ولا يُسبى ٠ وقد رفع الخلاف بين أئمتنا (رحمهم الله › في كيفية دعاء الإمام لهم . فقال بعضهم : يدعوا الأمراء من أهل القرار » وكل واحد من أهل البادية بعينه › وقال آخرون : يدعوا أمراءَهم أيضاً كأهل القرار › فإن لم يعلم لغتهم أتى بترجمانين آمينين يدعوانهم 4 وقيل : بواحد ؛ وأن الخامسة : ملة المجوس › وحكم أهلها كحكم أهل الكناب » لقوله . : " سوا بهم سنة أهل الكتاب » إلا في الذبائح › ونكاح الحرائر منهم › فإنهما لا يحلان › ولو أذعنوا للجزية ودفعوها "ر › فقوله : سنوا بهم ... إلخ » محمول على الجزية فقط لا على الأبائح والتكاح أيضاً ؛ وأن السادسة : ملة خبدة الأوكان › وحكمهم أن (١) انظر الملحق . ۲٢۲ - يدعوهم الإمام إلى الإسلام › فإن قبلوه ودخلوا فيه › كانوا مسلمين › ولهم وعليهم ما للمُسلمين › وعليهم من الحقوق الإسلامية كلها › وتجب ولاية من دخل في الإسلام من جميع من تقدم على الفور › حتى يظهر منه ما وجب راع مد » وان أبوا من الدخول ف ۽ آي : عبار الأوثان › حاربهم › ولا يقبل منهم جزية ولا صلحاًء وتسبی ذري: وغنم أموالهم إلا المُشركين من أهل مكة (زادها الله شرف » وقي : هع مشر العرب لا يسون» تعظيماً له 1 » ويل : قريش خاصة › كما في العقيدة . أ ه فإذا سمعت هذا › فاعلم إنا نقول : لا يلزم معرفة أحكام الملل › وهل يكفر من لم يعرف أن نكاح المجوسية حرام › ونكاح المعاهدة من الكتابيات حلال ؟ وما الفرق بين هذه المسائل وغيرها من مسائل لفروع إلا الحكم » وقد أجعوا أن من أقرباأجملة فهو ومن » ما لم يضيع شيئا بعد قيام الحجة عليه . © _ ۳٢٦۲ - esses sess sss ees essen eee ۱ ANGE ‏١‎ الشاك في شرح مهمات الاعتتا والحَمدُ لله حق حمده وصلاة الله وسلامه على خير خلقه وآله وصحبه | _ ولا حول ولا فوة إلا بالله ب اللي العظيم , وقد وقع الفراغ من تسويد هذه النسخة الأولى من تاليف شيخنا › الفقيه › العلامة ‏ الفاضل / ‎Î‏ ‏سيف بن ناصر بن سُليمان بن علي الخروصي ا أدام الله بقاءه وجزاه الله عنا خيرا آمين 1 بقلم العبد الضعيف › الفقير لَه تعالى / ‎Î‏ ‏هود بن سالم بن خيس الزاملي بيده وکان تمامه نهار ۱۹ من شهر ربيع الأول سنة ۳۲۸١ ئ بعد الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الملاة والتحية - ٢٤٦۲ - مُلحقّ خر الاحادث الشرية طرف الحديث الحمد رُس الشكر أنا سيد ولد أدم يوم القيامة ولا فخر رفم عن أمتي الخطاً والنسيان إذا إجتهد الحاكم فأخطاً فله أجر من عرف نفسه عرف ربه لا تتفكروا في ذات الله إن الإيمان ها هُنا الرياء هو الشرك الأصغر ن المرجع إتحاف ٩ : £۹ منثور ١ : ١۱۱ كنز ٩۱٢ الكشاف ١٩ م الفضائل ٣/ت ٨٢٤۳۱ تلخیص ١ : ۲۸۱ درر ‏ ۸۷ تذكرة ۱٩ قط ٢٤:۲۱۱ تلخيص ٤ : ۱۸۰ حاوي ۲ : ١۱٤ خف ۲:۲٦۳ إتحاف ۰٠: ١٦۱۸۲/۱ حبیب ۴۳ : ۱۷ کنز ۸٨۹۹٢٤ ۳۸۲۱/۳ طب ۲۰۹:۱۷ حم ٥۸:۵٨٤ سنه ١١ : ۷ درر ٩۸ الصفحة ٢۲ ۲۳ ٥۲ ٢۲ ۳۸ ۸ ١۱۳ 2٤۱ طرف الحديث من مات فقد قامت قیامته ما السائل بأعلم بها من المسئول لا تقوم الساعة على مُؤمن الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي حوضي مسيرة شهر وزوایاه سواء اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء لو تعلمون ما أعلم أوثق غُرى الإسلام الحُب في الله لعن الله من أحدث في الإسلام حدثا لیس منا من غشنا ليس منا من حلق أو صلق ا ت المرجع تذكرة ٢۲۱ فوائد ۷٦۲ الكشاف ٦٦ منثور 1٦ : ۰٥ قرطبي ١٠ : ۸۲ مطالب ٢۸٨٤٧/ ٢٤۸٥٤ فتح ۱۳ : ٥۸ کنز ٩٦٢۳۹۱ م فضائل الصحابة ۲۷ تمهید ٢ : ۳۰۷ إتحاف ٥ : ٧٣٤۸ عر ۱:٢۳۲ کنز ‎۳i۸‏ غ ‎VINA E :Y‏ £0 ۸ ۱۹/۹/۷ د اعمان ٠٢٤۲ ش ١۱ :£۱ حبیب ١ : ۱۳ كنز ۹۹۷۲ إتحاف 6٦ : ٢٢۲ مشکل ۲ : ١۱۳ د ۳۱۳۰ الصفحة ۸٤۱ ٥٥N‏ ١٥١۱ ١٥١۱ ١۱۷ ١۱۷ ١٥۱۸ ۱۹۸ Ya۳ ‏٤۲‎ ٤۲ طرف الحديث إستوصوا بالأنصار خيرا الأنصار عيبتي رحم الله نساء الأنصار اللهم صل على آل أبي أوفى رحم الله أبا ذر » يمشي وحده إذا آتاکم کریم قوم فاکرموه من بدل دینه فاقتلوه كمي على الواحد حُكمي على الجميع لا يؤمن عبد حتى يُؤمن بأربع الإسلام جُبٌ لما قبله اللهم ارحم الأنصار والمُهاجرين ۷٢٦۲ المرجع حم ۱:۳٢٤۲ كنز ۳۳۷۹۷ سنه ١۱ : ۱۷۱ ا ۸:۲١۱ فق ١ : ۸٤ عدی ۳ : ١۱۲۲۰ غ :۸/0 41/۹ مشکل ١٦۱ ك ۳ :وه كکشاف ۸۲ هھ ۳۷۱۲ ك ۲۹۲ خ٤ ١۹/۷ ۱۳۷/۱۹ ت ١١٤۱ تذکره ١۱۸ أسرار ۱۸۸ ت ٩٢٤۲۱ ترغیب ٢٦ إتحاف ۹ : ۰۹ | نبوه £ : ٢٢۳ حم ۴ : ۷۷ فتح ۸ : ٥٥ ٥ ٤۲ ٤۲ A ٥ا۲ A ٥\۲ ٦۲ ۲۲۹ ٢۲۲ ٢۲۲ طرف الحديث المرجع الصفحة |. هلك المصرون مسیره ٢ :٢۲۰ | ۲۳۷ لا كبيرة مع الإستغفار کنز ۱۰۲۳۸ ۲۳۷ خف ۲ : ۲٥٥ اتبع السيئة الحسنة تمحها می ٢ :۳۲۳ ۳۹ کثیر ٤ : ۲۸۹ من توضاً نحو وْضوئي هذا خ ‎o0:‏ ۲۳۹ م الطهارة ۳/٤ لا يتوضاً مسلم فيحسن الوضوء م الطهارة ب٤ رقم ٥| ۲۳۹ الإيعان ب٤ رقم ٥ مكرر لا صغيرة مع إصرار إتحاف ۸ : ۰٢۷ 4٢٤۲ خف ۲ : ۰۸٩۵ ۱ درر ۱۸۰ قدموا قريش ولا تتقدموها تلخیص ۲ : ٢۳ ١٢٤۲ إتحاف ۲ : ٢۲۳۳ ف ٢۲۷۸ من بدل دینه فاقتلوه ‎/e‏ ۹ ۳۷/۹ | ٤Y‏ ِ ت ١١٤۱ الله أعلم بما كانوا عاملين :۸/0 ‎Yon o۳‏ م ۸٢٢٤۹/۲۰٤۰ سنوا بهم سنة أهل الكناب هق ٩ : ۱۸۹ ٢۲ غلیل ٥ : ۸٨۸ - ۲۹۸ رقم الادداع : ۹۹/۸