ر 2 س س روس ^۸ : 2 1 ٰ 7 ۸ 7 7 ۸ ۸ ۳ 1 ر ےه ‎RN CSACIRCIRCIARCIRCIRCIRCIRCIRCIRCIRCIREIRCIRECIRCIREIREII|‏ ا ‎SAAN ARRAN RNN‏ . , 239 7> / 2 SA 6 5/1 2 5 2 5C ARA 4 ۶ e ‏سے‎ 2 > 6 )4 22 ب 5 ۷ 0ے ۱ 0 7 سے ا )2 2 2 Gb ‏تَا‎ الاو 78 = > ل 9¥ ( 5 ۹ - ئ ‎n‏ )9 ےا دہ رسس ہے ا ۷ ۱( ا 7ح 7 لعَلرمة الويع اشح 5 ۹ ‎۹۹/A‏ 2 6 2 \ 9 ررب مهما ت الها Gele ‏الج‎ ‏الط‎ ‏ر‎ 2 5 سے 0 چ سے و سه > (4 ۱ ب ۸A ‏کے‎ ۱ < ہے 2 ‏سے ر‎ A / 2 ‏و‎ 3 CIC ‏کے صر کے ص و کے حر کے ہے سے = کے و سے سے‎ CIRA P4 7 ۹ 0 U Po CDC DCD OCD CD CD CD CC ‏و ا‎ CSE NNNNONIR a ۷ و ٍ RCSA CSRCSRACSRCSRCSRCSRCSIRCSA ROO ANOAON We ‎HEKE . 0 5 0 >‏ ل که ع ا ‎CI‏ ‏ر 4 ا ‎a‏ ‏0.41 س ھم 4 ‏بپ ‎ ‎ ‎ ‎4 ‎ ‎ ‏تلف ‏اله العَلرَمهَ لياش ‏ا ‏الطكةالاْلي ‎۹۹/A.‏ ‏ا ‎0 ‎2 ‏ہے ‏4 ‎ ‎ ‏ا ‎5 ‎0 ‎4 ‎e ‏ا‎ ‎ ‎ ‎ ‎¥ ‏:کی ‎0 0 ‏ت ٢ یر 2 ‎ ‎ ‎ ‎ ‎2 6 ‎ ‎ ‎7 ‎ ‎I GR ‏باب‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ مكتب المستشام الخاص لحلالة السلطان للشُون الدنية والتاميخية NIG ‏ا‎ ‏ک2 ہکےہ ج‎ ‏ک—‎ RR / 6S PM هذا اء النورڪنا ا لأرشادا سكا ت« ا اسو لاتراق اتب ى( غا كرغت عا الول عر غاب بوك اض ول حارفا لش ام نتو ران الاما مواج باسنا لز طاولا اى لبقا راغا اختيا رل لى ره ونقوىڭ ای ئ رنىت وزغا لوه اهنا ناعارات امام ولف مصر ر امتا لجلا يناما اى وإصطل ركا ياي عاتن ممالا اعبارڭ الارن ولجتاي سا لاعع لاا قا لماعملا وما دجوا ال اجاح وقول الصا اول راشرس اعانا زوك رمه قور اسىن" حارج اجالع قال ا لصب رنريت الام امام فب ولج دكاتا سلو عا نىدڭ لرن يون وة ممع ماكو وما لوا اشنزطلت ان يكو عل النص_ا قتعا اناسع دعۋان فصع فان كنك ما صا يلو ماي رابگر ي صورة الصفحة الأولى من المخطوط - © - ,® 4 الاستمیا زیو جرش اء وت مالقالا س سے ِ ‎ZT‏ 1 ۱ واکدی ب الماد لص لو رىسان والرت با جع ولا حول لاَق الابادّالعاا لظم هذا الْجُزء الثاني من كتاب : ۱ الامشاد ي شرح مہمات الاعنتاد ۱ إنه لما كان بحث الأمامة › وسير الأئمة . وإفتراف الامة › ليس من العقائد › ولكن جرت عادة الْمُوْفِين ‏ غالبا - بذكر ذلك › أفرد الْمُوْلْف له هذا الْجُزء . والله ولي التوفيق ©٠ سیف ین ناص بن سلیمان بن علي ا روصي ونقول : أل الإمامة واجبة مع إستكمال شروطها. ولا يختص بها قرشي ٠ وليس فيا نص .٠ إنما هي الخثيار من المسلمين ؛ ونقول › أي : نعتقد . فالقول هنا بمعنى : الإعتقاد . أن الامامة (هي لغة مصدر من أمَّمت الرجل › أي : صيرته أمامي › أي : قدامي › وإصطلاحا : هي رياسة عامة متضمنة حفظ مصالح العباد في الدارين) » واجبة › أي : شرعا لا عقلا . خلافا لمن قال بوجوبها عقلا › وإنما وجوبها من طريق الإجماع ؛ وقول الرافضة : أنها واجبة على الله › ليس بشيء › لأنه سبحانه لا يجب عليه شيء ۔ كما تقدم - وقول : أبي الحسين والنجدات من الخوارج › لا تجب باطل . قال القطب (عفى الله عنه) : وينم الأمر والنهي بإمام عدل › ونصبه واجب › إذا كان الْمُسلمون على نصف عدوهم الذين يبقون شو کتهم » مع ما يكفيهم من علم ومال › وإنما إشترطت أن يکونوا على النصف » لقوله تعالى : « الأن خف الله عَنكم وَعَلِم أن فيكم ضتعفا قان يكن سكم مَنَةٌ صايرة بعلو مأئتين وإن يكن سكم الف لوا لين » رن › وإنما قلت بوجوبه › لوجوب الأمر والنبهي والإنصاف . . لأصحاب الحقوق وإخراج الحدود › وإنما يتم ذلك بالإمام › وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ۽ ولأمر النبي َك يامامة (١) سورة الأنفال : ١6 . ١۱ س أبي بكر › أو إشادته إليه » ولإجماع الأمة عليه › وَعَلَى غُمر › وَعَلى مان »وى علي » وقال المكار والوارج : أن صب الإمام غير واجب »› وإنه يجب على الناس أن يقيموا كتاب الله فيما بينهم . ويرده ما ذكرناه › والجماعة لا تقوم بذلك › بل ولو كان تقوم لكن تختلف ٠ فليكن الإمام ... إلخ » مع إستكمال شروطها › أي : تمام شروطها (جمع شرط) » إذ لا يتم اللمشروط إلا بتمام شرطه ؛ وهذه الشروط › إما في الإمام . وهو کونه : خُرا» ذكرا » مُکلفا » عاقلا › عدلا› غير مُقعد لزمانه » ونحوها › سالما من فقد بصر › وسمع › وكلام ؛ وأما في العاقدين عليه . ويشترط أن يكونوا ذوي عدة . وقوة في امال والعلم › لِمَا يأتي عليهم من حوادث الأمور › ويغشاهم من متشابه النوازل › وصاروا مع ذلك بالعدة في النصف .› لما يليهم من أعدائهم اين يتقون شوكتهم . وقال القطب : ذلك أن يختار الْمُسلمون ياجماع أهل الرأي والنظر رجلا › أقدمهم هجرة من الشرك › أو النفاق » أو من أمر العامة وخوصهم › أعلمهم بكتاب الله تعالى » وسنة رسوله محمد ئ › عزيزا في قومه » ذا حسب ونسب › شجاعا جوادا بماله » وإن وجدوا أصلح للإمامة جاز › ولو كان فيهم من هُو أَعَلم مه › فيلزمه القيام بالحق › وعلى ذلك يُبايعونه » وتلزمهم طاعته ما دام على احق ٠ ويكون الناس عنده في الحق سواء . أه . وأنت خبير › أن أكثر هذه الشروط التي ذكرها اإاستحبابية لا وجوبية › وشروط الإستحباب أكثر من أن تبين . ت وفي طوالع البيضاوي ` من كشب قومنا لنا مقامان : وجوبه علينا سمعا » وعدم وجوبه على الله تعالى ؛ أما الأول : فلأن نصب الإمام لدفع ضرر لا يندفع إلا به لأن البلد إذا خلا عن رئيس قاهر › يأمر بالطاعات › وينهى عن المعاصي .٠ ويدراً بأس الظلمة عن المُستضعفين › إستحوذ عليهم الشيطان » وفشى فيهم الفسشّوق والعصيان › وشاع الهرج والمرج › ودقع الضرر عن النفس بقدر الإمكان › واجب بإجماع الأنبياء . وإتفاق العقلاء ؛ فيان قيل : يُحتمل مفاسد أيضا › إإذ ربما يستنكف الناس من طاعته فيزداد-الفساد » أو يستولى عليهم فيظلمهم › ويحتاج لدفع المعارض وتقوية الرياسة إلى مزید مال فيغصب منهم ؛ ؛ قلا : إحتمالات مرجوحة ء› وترك الخير لأجل الشر القليل شر كثير ؛ وأما الثاني : فلما بينا أنه لا يجب عليه شيء ۽ بل هو الموجب لکل شيء . اه . وأنت خبير › أن هذه مقدمات عقلية فالأولى الإاستدلال يماع الصحابة › وروي أن الصديق (طه) قال في خطبته يوم موت رسول الله ‎E‏ : أيها الناس من كان يعبد محمدا › فمحمد قد مات › ومن کان يعبد الله › فإانه حي لا يموت » ولابْد لهذا الأمر ء أو لهذا الديين من قائم يقوم به ... إلخ . فلم يعترض عليه أحد من المهاجرين والأنصار › بل بادروا إلى ذلك . وقال الب لبيضاوي أيضا 4 في صفات الأئمة : الأولى : أن يكون مُجتهدا في أصول الدين وفروعه › ليتمكن من إيراد الدلائل › وحل - ۱۳ وتدبير » يدبر احرب والسلم › وسائر الأمور السياسية ؛ الغالثة : أن يكون شُجاعاً » لا يجين عن قيام بالحرب » ولا يضعف قلبه عن إقامة ادود ؛ وع تساهلوا في الصفات الثلاث . وقالوا : ينيب من كان موصوفا بها . أ ولا يخفى أن هذه الصفات معنا إستحبابية إن أمكنت › وَل فلا عطل الفْطر من قائم غير مُجتهد ونحوه إن لم يوجد ؛ قال أيضاً : الرابعة : أن يكون عدلاً › لأنه مُتصرف في رقاب الناس › وأموالهم › وإبضاعهم ؛ الخامسة والسادسة : العقل والبلوغ ؛ السابعة : الذكورة فانهن ‏ أي : النساء - ناقصات عقل ودين ؛ الثامنة : المحرية , لأن العبد مُستحقر بين الناس › مُشتغل بخدمة السيد ؛ التاسعة : كونه قرشياً › خحلافا للخوارج › وجمع من الْمُعرلة » لا قول البي ي8 : " الأئمة من فريش " ر » واللام في اللجمع › حيث لا عهد للعمُوم › وقوله ي : " الولاة من قريش ما أطاعوا الله وإستقاموا في الأمور "ر . أه. وأنت تعلم أن هذه الشروط كلها وجوبية » إلا قوله :٠ كوه رشا الود عليه هش مى حه الاي إسعل به وه الحديث الثاني › وهو قوله $ : " الولاة من قريىش ما أطاعوا الله وإستقاموا في الأمور " › فإن مفهومه إن لم يستقيموا ولم يطيعوه تعال ى › فلا ولاية لهم › بل ولا كرامة › وأما الحديث الأول › فهو قطعة من حديث رواه أصحابنا : " الأئمة من قريش › ما حكمت فعدلت وقسمت (۱) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . فقسطت " ٠ وهو عين احديث الثاني › فإن مفهومه إن لم تعدل في الحكم › وتقسط في القسم › فلا . وي " تاريخ السيوطي " : عن أبي بردة عن النبي ك : " الإئمة من قريش ما حکموا فعدلوا › ووعدوا فوفوا › واسترحوا فرحموا " ر۱ فإذا عرفت هذا › فاعلم أن هذا مُستحب مع الإمكان › وَإلاً فما يقولون في صقع لم يوجد فيه قرشي » ولا قدروا عليه » وکملت شروط الإمامة › أتراهم يعطلون › أم يفعلون › فليختاروا ؟ فإذا سمعت هذا علمت قول الْمُلْف في الما : ولا يختص بها قرشي ء أي : رىش وغيرهم فيها سواء › وهذا تعريض بهم » حیث خصصوا بلا تخصص ٥ وقول الصيديق (مَي4) يوم السقيفة » حين قال : الأنصار منا أمير › ومنكم أمير › الرب واحد › والرسول واحد » والكتاب واحد › فالإمام واد ولن يصرف هذا الأصر إل في أرييش . فاتهم لوط الساس ... إلخ لا دليل فيه › فان قريشاً من يصلح منهم للأمر يومئذ دوجود وف لا وفيهم من ني عليه باه في تابه . ئي غير موضع منه › فلا ينبغي العدول بها عنهم حينئذ ؛ وما الفرق بين قول الأشعرية : أن الله ورسوله نصا على قرش › وقول الشيعة : أن الله ورسوله نصا على عَلِيٌ وبنيه إلا التحكم بلا دليل › ولو سلموا أن الإمامة إختيار من الْمُسلمين › ليس فيها نص على فريش ء ولا على غيرهم › إنما هي إختيار من الْمُّسلمين » الذين هم حجة اللّه في بلاده › وخلفاءه على عباده › لكان خيراً لهم › ولكن : ل وَمَا تغيي الأيات (١) انظر الملحق . ١۱ س اندر عَن قوم لا ينون ر » وقولنا : ليس فيها نص تعريض بهم ويإخوانهم الرافضة . كيف وقد إنعقد الإجماع من الصحابة وهم : ل خير أرجت لاس € ر » على بيعة أبي يكر وغمر » وغثمان » ولم يكر أحد ذلك » وسيأتي في موضعه إن شاء الله . وأل الثمة بعد النبي ق5 ٠ أو بكر الصدييق (ت) ٠ وو لليته وإمامته حق › لقوله تعالى : لوَا محم لا رَسُول فد عت ين فبله اسل أفين مات أو فيل اليم على أعقابكم وَمن َقَلِب على عَقِبيه فلن يَصْر الله شين وَسَيَجزِي لَه الشاكرن € س ٠ وهل إمام الشاكرين إل أبو بكر » ويقوله تال : ل« فل لْلِمُحَلَفِنَ ين عراب سََدعَون € رى » فكان أبو بكر هو الداعي » وقوله تعالى : وَعَد الله الذينَ انوا نكم وَعَيِلُوا الصالحَات لس تَخلفنهُم في الأَرضٍ ‏ رم » فاستخلف أبو بكر › فأنجز الله وعده › ومكنه من دينه الذي إرتضى له › وأبدله بعد الخوف أا › وكفى بإجماع الصحابة إطباقهم › وهم المعصومون عن الزلل › فلا يجتمعون على ضلال . وأول الأئمة بعد البي يوع › أبو بكر الصديق رمَقْك) › بويع يوم موته ق › في سقيفة بني ساعدةء بعد مُراجعة بين المُهاجرِين والأنصار › حتى كادت أن تقع الفتنة › ثم وقى الله شرها › حين إنحاز أكثر الأنصار إلى سعيد بن عبادة بالسقيفة › وبنو هاشم وابن العوام إلى بيت () سورة ال عمرات :٤۱ 1 (٤) سورة الفتح :۹١ . (٥) سورة النور : ٥9 . ت فاطمة (عليها السلام) › وأكثر المهاجرين إلى أبي بكر › فبلغهم أن الأنصار مع سعد بالسقيفة › فقالوا : لنأتين إليهم . فساروا إليهم › فقال الأنصار ما قالوا . فقال أبو بكر : إختاروا إما هذا . وإما هذا . وكان بين أبي عبيدة وغُمر (رضي الله عنهما) › فأخذ غُمر بيد أبي بكر فبايعه › ثم بايع من حضر من المهاجرين والأنصار رظن › فاستقام الأمر . وفي كعاب " الكشف والييان " : فلما قيض رسول الله ي8 » ولم يستخلف على أمته أحداً› وعلموا أن لا يسعهم أن يقيموا دين الله إلا يامام يعمل بالكعاب والسُنة › ويقوم بأمرهم من قبض الصدقات › وحفظ الأموال › وإقامة المحدود › وتجهيز الجيوش للجهاد › والأمر بالمعروف › والنهي عن الْمَُكر › فلم يروا أفضل من أبي بكر › ولا أولاهم بالتقديم منه لأنه أولهم إسلاما ‏ وأقدمهم هجرة › وأولهم لرسول الله ك » محبة › وأكئرهم معرفة » وأشجعهم قلبا › وأحسنهم سيرة ؛ حتى قال : فقدموه › فكان لذلك أهلا › واتبع كعاب الله › وأخذ بسُنة رسوله 8 وحارب من إرتد إلى الشرك » ومن مضع الزكاة › حتى دخلوا فيما خرجوا منه . أ ه (بتصرف) . وفي " تاريخ الخميس "٠ من كتب قومنا : ولم ينص رسول الله يع › على إمامة أحد › وفوض أمرها إلى الأمة ؛ وقوله ي : " إقتدوا اين من بعدي أبي بكر ومر " ر » ليس نصا عليهما » وقوله 8 . لعلي : " أنت مني يمنزلة هارون من مُوسی إلا أنه ل نبي بعدي " (۲) 6 لا يدل على کونه خليفته له بعد وفاته › بل المراد : أنه خليفة له حبن (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . ۱۷ س غيبته في غزوة تبوك › كما كان هارون خليفة لمُوسی › حين غیبته عن قو مه : وولايته وإمامته حق › أي : لإجماع الصحابة كما تقدم - وللاستقامته على النهج القويم › ولقوله تعاى : < وا مُحَمد إل رَسُول قد خلت من قله الرْسُل أن مات أو فيل انقلتم عَلَى أعقابکم و من ينقلب على عَقبيهِ فلن يضر الله شيناً وَسَيّجزي الل الشّاكرين 4 ر٠ ٠ تعريض بأن الراجع على عقبه ضرره عائد على نفسه » والثابت على طريقته المثالى مجزی على ثباته » لکونه شاکرا لربه » غير متغیر حاله » ولأنه (485) هو الذي تلى عليهم هذه الآية » وكان ثابت العقل » ريط الاش يوم موته ك » حين تغيرت أحوالهم › وطاشت عقولهم ؛ فمن ثم قُلنا : أ هو إمام الشاكرين لا شيره » وده الآبة لت يوم أحد ؛ إذ صرح صارخ : أن محمداً قد فل » وذلك أن ابن قميئة رماه ي بحجر › فشجه وکسر رباعیته ؛ ففداه مصعب بن غُمير بنفسه فقتله ابن قميئة › وکان یری أنه رسول الله ي › فقال : قلت محمدا › فقال بعض اْمُنافقَينِ : لو كان نبيا ما قُتل › وقال بعض : لیت ابن أبي حاضر فيأخذ لنا أُمانا من أبي سُّفیان فقال أنس بن النظر : اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء › وأبرا إليك مما جاء به هؤلاء » فقاتل حتى قعل ٠ فثبات أبي بكر (أك) › يوم قضي عليه 6# › هو ثبات ابن النظر واضرابه » يوم أخبر بموته قتيلا . وروي أن رجلا من الْمُهاجرين مر بأنصاري يتشحط في دمه › فقال له : أن رسول الله 8 › قد قتل › فقال : إن كان قعل فربه باق › (١) سورة آل عمران : ١٤١٤۱ . ۱۸ س قاتلوا على دینکم حتی تلحقوا به › ولقوله تعالى : « فل للمْحَلفنَ ين الأعراب سَتدعَون إلى قوم اولي باس شيد تفَبِلَوَهم أو يُسلِمُونَ فان تطِيُوا ؤكم الله أجرا حَسَناً وإن ولوأ كما وليم مُن قبل يُعَذبكم عَذّابا أليما 4 رى › أطبق المفسرون أن الداعي أبو بكر › والقوم بوا حنيفة . أو أهل الردة . قال الإمام الخليلي في رسالته الجهادية بعد ذكر الآية : فأججعت الأمة أن الداعي في هذه الأية هو أبو بكر ريه . خليفة رسول اللّه › لما دعى الناس في قتال بني حنيفة › وقد سمعت مافيهامن الوعيد على من تخلف عن إجابة دعوته . أه . وفي " الدليل " : وقال الله تعالى في الْمَُافقين حين منعهم الجهاد مع نبيه ع . حين تخلفوا عنه ئي زمن . الحديبية ال لعن ب الأعراب ستدعون إلى قوم ولي باس شَدِيد تفَاِلونَهُم أو يُسلِمُون قان يفوا بوتكم الله أجراً حَسنناً وإن تولو كما ويم مُن قبل يُعَذبكم عَذابا اليما 4 . فوعدهم الله تعالى إن تخلفوا › بعد ما كانوا تخلفوا عن رسول الله يق ء وخليفته من بعده › والمأموم المطيع › الفائز بطاعه ك » ولقوله سبحانه وتعالى : « وَعَد الله اين أموايسنكم َعَمِلو الصالحات ليَسَخلِفنهُم في الأرض كُمًا استخلّف الَذِينَ ين فيلهم مَك هم ديهم الذي ارتصتی لهم وَيَدهُم شن بعد خوفهم آنا يَعبُدُونِي لا يش رکون بي شيئا وَمَن كُفر بعد ذلك فوك مُمُ الفاسِقوٌ 4 6 . (١) سورة الفتح : ١٠ . (۲) سورة النور : ٥٥ . - ۱۹ قال في " الدليل " : فلما استخلف أبو بكر (سَقْك) › أنجز الله له وعده › فثبت أن أبا بكر مُؤمن › وقد عمل الصالحات › ومكنه الله بعد ذلك من دينه › الذي ارتضى لَه وبدله الأمن من بعد الخوف ٠ فصار إل العبادة وإدحاض الشرك › ومن كفر بعد ذلك ممن لم يسلك سبيل أبي بكر خاف بعد الأمان › واضطهد في قعر داره › والأنيا أمان واستغاث › ولم يغث › والدنيا إيمان : ل فأولَيكَ ْم الفاسِقوت 4 (5 ٠ ودليل آخر على تصويب ولايته من السُنة : أن قدمه رسول الله ي › على عماد الاين › وهي الصلاة . وجعله إمام المَُقين › والغير مأموم › ومن خالفه ملوم› كما قال علي بن أبي طالب : رضيك رسول الله عك لديننا » ورضيناك لدنيانا , وقد قال رسول الله ي : " إقتدوا بالذين من بعدي " ر۲ › إمامة دليل › على أن الإمام مشحق › يدعوا إلى الهدى . أه . ولإجماع الأمة . واطباق امفسرين › قلا : أن أبا بكر هو الداعي › وإن إختلف في المدعو إلى قتاله » أهم أهل الردة › أو بنو حنيفة › أو فارس » أو الروم › أو غيرهم › فإنه أول داع إلى ذلك بعده › فلم يکن من بعده إلا أبو بكر وغُمر (رضي الله عنهما) . ومن رأي الْمُسلمين في الإجماع : إطباق الصحابة عليه . ورجوع الْمَُافقَين إليهم › وإطلاق الاسم أنه خليفة رسول الله ع وحسبه اسمه عند الله : الصديق الأكبر : مل ثاني اثنين إذ هُمَا في الغار 4 رس . أ ه . (١) سورة آل عمران : ۸۲ ؛ سورة المائدة : 4۷ ؛ سورة النور : ٥٥ . (۲) انظر الملحق . (۳) سورة التوبة : ١4 . ۰٢۲ س فحين سمعت ما تلوناه عليك » عرفت المتن › فأنجز الله وعده› أي : المذ كور في الآية . لكمال إيمانه . ومكنه من دينه الذي إرتضى له , بأن جهز الجيوش › وأولها جيش أسامة . فإنه جهزه ي › وأمره بأمره › فأنفذ أبو بكر ذلك › ثم قاتل أهل الردة › وقوم مُسيلمة وغيرهم » حتى رجع الدين أعز › والمنهاج بينا › وأي بيان أوضح من ذلك وأبدله بعد الخوف أمنا › فان رسول الله يك › وأصحابه ر ٠ کانوا يروحون ويغدون في السلاح › يتوقعون هجوم العدو من كل وجهة . حتى من من الله عليهم › فافتتح رسول الله جزيرة العرب › كما قال تعالی : إا جَاءَ صر الله والفتح %* وريت الئاس يَدخلُون في دين الله أفوَاجاً 4 رى ٠ فلما إستخلف ري › إرتدت العرب أكثرهم › فردهم أبو بكر الصديق إلى الإسلام صاغرين » وأخة متهم الحلقة والكراع » ولما إعترض عليه غُمر بن الخطاب رظقه) » في حرب الردة » قال أبو بكر (ظكه) › لمر : أجبار في الجاهلية . وخوار في الإسلام › قد إنسد باب الوحي ٠ وكمل الدين ؛ قال غُمر : فرجعنا كلنا إلى قوله » وكفى بإجماع الصحابة › أي : على بيعته › وإطباقهم على كلمته » ورجوعهم في المستصعبات إليه › وهم › أي : الصحابة رظان › المعصومون من حيث جلتهم عن الزلل في الاين › فلا يجتمعون على ضلالة . قال في " تاريخ الخميس " : لما كثرت المُراجعة من الصحابة (١) سورة النصر : ١ - ۲ . ٢۲ - اأمشورة فيما لم يمض فيه أمر من نبيكم › ولا نزل به الكتاب عليكم » وأن الله لن يجمعكم على ضلالة › وإني سأشير عليكم › وإنما أنا رجل منكم » تنظرون فيما أشرته عليكم » وفيما أشرتم به » فتجتمعون على أرشد ذلك » فإن الله يوفقكم › أما أنا : فأرى أن نشد على عدونا : ءل فَمَن شَاءَ فَُؤْمِن وَمَن شَاء فليَكفر 4 رن ٠ وأن لا نرشوا على الاسلام أحدا › وأن تتأسوا برسول الله ي ›. فنجاهد كما جاهد ... إلخ كلامه . ومقصدنا من ذلك الإختصار › ومن أراد إستيفاء مناقب أبي بكر الصديق ه) › فليراجع السير ؛ فإن قلت : أراك ادعيت الإجماع على بيعة أبي بكر › واستدللت بالكتاب والسّة على إمامته وولايته » وثمت فرق الشيعة كلها › تدعي أنه ليس للخلافة أهلا › وإن بايعه من بايعه من الصحابة , فإن ذلك عدول منهم عن الكتاب والسّة › كيف لا وقد قال رسول الله يك في علي بن أبي طالب : " إنه هو الإمام احق " ٠ فتارة تصريحا › وتارة تلويحاً » وكما تأولتم في أبي بكر آيات › فقد تأولوا أيضا في علي › منها قوله سبحانه وتعالى : ل إِنمَا وَلِكُمُ الله و و وَرَسُولهُ 4 ر › ومنها آية المباهلة , وهي قوله تعالى : لل فقل تَعَالوا ند غ أيناءنا وأبناءكم ونِسَاءنا وَنِسَاءكم وأنفسنا وأَنفسكم ‏ رس › فقد أجمع أهل السير والتفاسير أنه ي › إحتضن الحسين › وقاد الحسن › واتبعه علي وفاطمة (عليها السلام) . (١) سورة الكهف : ٢۲ . (۲) سورة المائدة : ٥٥ . (۳۴) سورة آل عمران : ۱١٦ . - ۲۲ قلت قلت : الجواب الإجمالي عن جميع زعم الشيعة . إجماع الصحابة على بيعة أبي بكر » وعلي من جملتهم » فقد دخل في جميع ما دخل فيه الأمة › و هي الثابتة لها العصمة عن الإجماع على الباطل كيف والعهد جديد › وهم الذين ينزل فيهم القرآن › مشل قوله تعالى : « للفْقَرَاء المُهَاجِرِينَ الذِينَ أخرَجُوا من ديارهم وأموالهم يفون فُضلا من الله ورضوانا صروت اله ورَسُوله ويك هُمُ الصّادفون * ودين وؤ الدَارَ وَالإيمَان من فبلهم يُحُون مَن هَاجَرَ إِليهم ولا يَجِدُو في صْدُورهم حَاجَة مما وتوا وي رون عَلى أَنفسيهم ولو كان بهم خَصَاصة وَمَن يُوقَ شح نفسه فوْيِكَ هم الْمُفِحُو ‏ ر » إلى آخر الآيات › ومثل قوله سبحانه وتعالى : « والذينَ منوا وَعَمِلوا الصَالحات ومنو بمَا نل عَلى مُحَمِ وَهُو الحَقّ من رَبهم كفر عَنهُم سَياتهِم وَأصلَح ْم 4 رى ٠ وقال عز وجل في حقهم ‎ :‏ كنتم خير اَم أخ رجت ص م کر و للناس 4 رم » وقوله تعالى : « وكذلك جَعلناكم اة وَسَطا لتکونوا شُهَدَاءَ عَلّى الاس 4 رى › وقال 8 : ' أمتي أمة مرحومة ' 5( ¢ إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى : « وَرَحمَتي وسقت كل شيء ک رن ؛ وقال فقا : " أنتم توافون سبعين أمة › أنتم خيرها وأفضلها عند الله " ر7 › فالكتاب والسنة ناطقة بولاية الصحابة جملة . وعصمتهم من الخطاً والضلالة في إجماعهم ؛ وأما الآيات التي يستدل بها هؤلاء على زعمهم » فليس فيها أكثر من كونه وليا للَهِء ولي للمُوْمنين ء إن صح أنها (۱) سورة الحشر : ٣٨-۹ . (۲) سورة محمد : ۲ . (۳) سورة آل عمران : ١۱۱ . (٤) سورةالبقرة: ١١٤٠ . (٥) انظر الملحق . (1٦) سورة الأعراف : ١١٠ . (۷) انظر الملحق . - ۲۳ نزلت فيه ؛ وأما آية المباهلة فهي أبعد › لكونها معه فيها رسول الله ع › وبضعته فاطمة › ومع ذلك فلا تدل على إمارة › وأصحاب رسول الله 63# هم المُلماء › بتأويل كعاب الله لا الشيعة › وإنما اقتبسوا هذا المذهب في علي › » من النصارى في المسيح ٠ لمجاورتهم لهم . فتراهم يفضلونه على جميع الأنبياء » ومرة يقولون أن محمدا ع وعليا في الفضل سواء » وكلهم يدينون بالرجعة في ادنيا قبل القيامة › ولهم بدع لا تحصى » منها شرك › ومنها كفر نعمة › فالإعراض عنهم وعن مُعارضتهم أليق . وَالْذِي زعموه أنه منع فاطمة (عليها السلام) من الميراث فقد شهد جم من الصحابة › أنهم سمعوا الحديث من رسول الله 88 : " أنه لا يورث منه درهم ولا دينار › إنما تركته الأنبياء صدقة " › لكنها تمسكت بالعموم › حتى ظهر المخصص »› وهذا شائع في كتب الأصول › أنه للإنسان أن يتمسك بالعام » حتى يظهر له المخصص ٠ وإن أبى من ذلك الشافعية . قال صاحب " العدل " › (رجمه الله تعال) : وهو الي ذهبت إليه فاطمة (رضي الله عنها) › في قول الله عز وجل : ل يوصيكم الله في أولأدكم للذ كر مل حَظ انين 4 رى › فاعترضت به أبا بكر الصديق (ظه) » في ميراثها من أبيها . فقالت : أترثكم بناتكم › ولا أُرث أبي : () سورة النساء : ١٠ . (۲) سورة يونس : ۹٥ . ٢۲ س رَه بالخبر › وهو قول رسول الله ي8 : " نحن معاشر الأنبياء ما تر كناه صدقة ' ر١ › ولم يردوا عليها مذهبها في التعميم › ولا أخذوا وفي " تاريخ الخميس " : أنه إسترضاها فرضيت › فقال : إنه لن يبرح عن بابها حتی رضیت . ييه ٠ a أتفقت الأمة ما عدا الشيعة - على أفضلية أبي بكر الصديق رطق بعد النبيين » لسابقته » وفضله › وزهده › وثباته مع نبيه ك في المستصعبات ‏ ولأنه : < كاي اين إذهُمًا في الفَار €« ٠ وغير ذلك ؛ قال الشيخ ابن النظر : بعد النبي الأبطحي العبدل صلى عليه الله من مُزْمّل ولما مرض (ظَقكه) مرضه الذي مات فيه , لم يأل جهدا في نصح الأمة , ومشاورة أهل السابقة › كعبد الرجمن بن عوف › وغُئمان › وعلي › وأسيد بن حضير (من الأنصار) » كما في جواهر البرادي (رمة الله عليه) ؛ وتاريخ غ الخميس ؛ وغيرهما في عهده ؛ إلى مر بن الخطاب رمَقِك) فأمر غُثمان › فكتب بالعهد إلى غُمر › وهو : (١) انظر الملحق . (۲) سورة التوبة : ٠4 .. ٢۲ - ف سم الله ال رحن الحم € هذا ما عهد به أبو بكر » عند آخر عهده بالدُنيا » خارجا متها وعند أول عهده بالآخرة , داخلاً فيها › حيث يۇ آمن الكافر › ويتقي الفاجر » ويصدق الكاذب › إني إستخلفت عليكم غُمر بن الخطاب ٠ فإن عدل واتقى › فذلك ظني وعلمي فيه . ورجائي وأملي › وإن بدل أو غير » فالّخير أردت » ولا أعلم الغيب » لل وَسَيعلمُ الذِينَ طَلمُوا أي فلب لبون 4 ر . فمن ثم قال في المتن : وإمامة عمر بن الخطاب (ع) . وولايته بعد أبي بكر الصديق (ت48) حق ٠ وله شركة مع أي بكر في جميع دولته ٠ نسقا بنسيق ٠ أما حقية إمامته : فلأنه إستخلفه أبو بكر رظ › وذلك حكم منه على الرعية › وارتضته الجماعة ؛ وأما حقية ولايته : فلإستقامته على الطريقة المثلى › ولم يعترض عليه في شيء من سيرته › بل كان معه القريب والبعيد سواء ‏ يسعهم عدله › وفتح الله الفتوح على يده › وأعز به الإسلام › إجابة لدعوة نبيه يق › وكمل الله به الأربعين يوم إسلامه › وقال رطق : لا عبد الله سرا بعد اليوم ؛ وسماه رسول الله ي8 : " الفاروق ' ؛ وقال : "ما سلك غُمر فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً آخر " ر ؛ وقال : " لو كان نبياً من بعدي لكان غُمر " رم ؛ وقال 8 : " لكل أمة روع فيان يكن فيكم فعُمر "؛ وقال 88 : " لو نزل علينا عذابٌ من () سورة الشعراء : ۲۲۷ . (۲) انظر الملحق . (۳) انظر الملحق . ٢٦۲ -۔ السماء لِمَا نجي منه غير غُمر " ره ؛ وأما شركته مع ابي بكر (رضي الله عنهما) فلأنه كان في الحياة وزيره › ومُشيره › ومُعينه على الصالحات › وفي الممات إقتفى سيرته › واتبع الحق على وتيرته › فكلما ثبت من الآي في أبي بكر › فله فيه نصيب ٠ ومن اتبع الحق لا يخيب › فهما وأضرابهما عند الله الذِينَ منوا ء المستخلفون في الأرض ٠ والداعون إلى إزاحة الكفر وأهله › والتابع في الخير له من نصيب المتبوع من غير أن ينقص من نصيب المتبوع شيء : ل اولك عَلى هُدئ من رهم 4 ر ٠ في الظاهر » وإلى اللّه تبلى السرائر » ومن يتبع غير سبيل الْمُؤمنين خسر وخاب » ولم یکن سعیه عند ربه بمُستطاب . وأما كراماته فغير خافية » وكفى بقصة سارية حين ناداه وهو بأرض الشام › من منبر رسول الله كك : يا سارية الجبل . وكان بينه وبين المدينة مسير شهر › فسمع سارية نداءه ولزم الجبل ٠ فسلم من العدو بمن معه من الْمُسلمين . قال في * تاريخ الخميس ` : وعن عمرو بن الحارث » قال : بینما غُمر بن الخطاب ن طك › يخطب يوم الْجُمعة , إذ ترك خطبته ونادى : ا سارية ابل (مرتين أو ثلانا) » ثم أقبل على خُطبته فقال ناس من اصحاب رسول الله ع : إنه لمجيون , ترك العْطبة ونادى : يا سارية الجبل › فدخل عليه عبد الرجهن بن عوف ٠ وكان يبسط عليه › فقال : يا أمير الْمُوْمنين » تجعل للناس عليك مقالاً › بينما أنت في خطبتك إذ ناديت : يا سارية الجبل » على شيء هذا؟ فقال رظ : واللّه ما ملکت () انظر الملحق . (۲) سورة البقرة : ٥ ؛ سورة لقمان : ٥ . ل ذلك › حين رأيت سارية وأصحابه يقاتلون عند جبل › يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم › فلم أملك أن قلت : يا سارية الجبل › ليلحقوا بالْجبل ؛ فلم يمض إلا أيام حتى جاء رسول سارية بكتابه › أن القوم لاقونا يوم الْجُمعة › فقاتلناهم من حين صلاة الصبح › إلى أن حضرت الجُمعة › وذر حاجب الشمس › فسمعنا صوت مناد يادي : يا سارية الجبل (مرتين) › فلحقنا بالْجبل › فلم نزل قاهرين لعدونا › حتى هزمهم الله . أ قيل : أنه في جبل نهاوند غار سمع سارية منه نداء غُمر بن الخطاب رضه) ٠ وإلى الآن يعظم ذلك المكان ؛ وكتابته إلى نيل مصر › وغير ذلك › وكان يُراجع رسول الله 8$ › فينزل القرآن على رأيه . د ١ ١ ۵ 0 0 چې نقمت الشيعة على غُمر بن الخطاب رشَيْه) أشياء » أجاب عنها في ' الدليل " › فقال : ونحن نذكر السّتن التي أحدثها عُمر بن الخطاب (ظك) › فنقضتها عليه الشيعة والروافض ؛ أولها : أرض الفيء والخراج › فقالوا : أن الله تعالى قد حكم في غنائم المَسلمين بالسهام ٠ والقسم على أهلها الذين غنموها › قال الله عز وجل : « وَاعلمُوا نما غيمم من شَيء فان لِه خَمُسَة وَلِلرّسُول ولي القربى وَالامَى وَالْمَسَاكين وَابنِ اليل إن كنم امعم باللهِ وما َا عَلَى عبدنا يو الفرقَان يوه الى اْجَمِعَان ولل على كل شّيء قدي 4 « » وكان من (١) سورة الأنفال : ١8 . 7 سّة رسول الله ع أن جعل المغائم في الأموال والرباع 4 كما قال الله تعالى : < واعلمُوا نما غيمتم من شيء فد لله حمس € رن . فعمم ولم د يخص ٠ وقسم رسول الله عك ء في أرض خيبر الأموال والرباع على عشرين سهما فخمسها وأخرج منها أربعة أسهم للخمس › وبقي ستة عشر سهما › والْجيش في ألف وثلاثمائة رجل ومائة فارس » لكل مائة سهم › وأعطا المائة فارس ثلائة أسهم › سهمان للفرس › وسهم لراكبها › فصار لكل رجل عشر عشر السهم الواحد › واحد من مائة . ولكل فارس ثلاثة أعشار العشر › فخالف غُمر إلى أرض الفيء › فنزعها من أيدي أهلها الذين غنموها › فجعلها بين الْمُسلمين مشاعا إلى يوم القيامة › والّماضي والتالي منه . الجواب وبالله التوفيق : إن أرض خيبر جعلها الله لمن أطعموها وهم اهل الحدييية خصوصا , وأهل الوضوان خصوصاً» فاتزل الله عز لك ن ائم اي وعدهم ولم يم لهم علا كير » قال عر من قائل : اط لقد رضي الله عن المُْمِنين إذ يبايعُونك تحت شُجَرَة و فعَلِم ما في لوبهم فانرل السكينة م انام قحا قرا € 5 » وهي خیبر ثم وعدهم : « وَعَدكُمُ الله مانم كثيرة تاخذونهَا فَعَجُل لَكم هذ وَكف أيدي الاس عنكم ولتكون أيه للمُومِنَ ويهدنكم صيراطاً مُستقيما 4 رس › وأما الأخرى التي لم يقدروا عليها » فهي فتح مكة › وأخبرهم أنه : لل قد أحَاط الله بها 4 ر ء لما كف أيدي الناس عنهم › () سورة الأنفال : ١8 . (۲) سورة الفتح : ۱۸ . (۳) سورة الفتح : ٠۲ . (٤) سورة الفتح : ٠۲ . 7 وهم كنانة » وججيع خلفاء ريش للعهد الذي عاهدوا عليه رسول الله ‎E‏ فلم خف من قرش » ولا من كنانة » فمکث على خيبر زَهَاء شهر يفتح ريا قرية » حتى إفتتحها كلها › وهي أحدى وعشرون قرية › فهرب منها أهل تسع فرى ٠ وهي الكثيبة › فوهبها الله عز وجل صوصاً محمد 8 وجنده» فقسم خيبر على القسمة الي ذكرنا . فأنزل الله بعد ذلك : ما أقاءَ الله على رَسُولهِ من أهل القرى فيه وَِلرّسُول وَلِذِي القربّى وَاليامَى وَالْمَسَا كين وابن اسيل كي لأيَكُون ُولَّة ين الأَيَاء نكم وما اكم الرّسُول فَحذوة وما تهاكم عن فانتهوا اتقو الل ِن الله شدي العقاب ‏ راء المُهَاجرِين الذي أخرِجُوا من دیارهم وأموالهم َون فضلا من الله ۽ ورضوانا وَبصُرُون الله وَرَسُولهُ أك هُمُ الصَادِقُون ‏ والَذِينَ َبوَعُو الدَارَ وَالإيمَات من فلِهم ِصُوث من مَاجَرَ لهم ولايَجِدُوت في صُدورهم حَجَة مما وتوا يرون على أنفسيهم ولو كان بهم خصَاصة ومن بوق شح نفسه ويك هم الْمفلِحُونَ * وَالذِينَ جَاغُو من بعدهم يقَولُون نا اغ لا والاخواننا ين سَقونا بالإِيمَان ولا تجعل في قلوبنا غلا لَلَذِينَ أمنوا ربا إنك رَؤُوف رَحِيمٌ 4 رى » ولما قال ها هنا للمُهاجرين الأولين : وَالَذِينَ بُو الدَارَ وَالإيمَات € › لل وَالّذينَ جَاءُو من بعرم 4 › علمنا أنه أراد الرباع والعقار › وبقيت الغنائم كلها لأهلها الذين زوه وفضوها في كل لياع » وكوت المصابة المحمدية مسن تجتمع أمة هد إلا على احق ,فان ادعوا أن هناك منكرا أتوا متك . (۱) سورة الحشر : ۷ - ٠ . ۳ وهل في الأمة أحد من الصحابة نازع عن هذا الخراج ج أو حرمه ء› أو قال بقسمته فمنع ولا يحدونه . فأول ذلك علي بن أبي طالب الذي انتصروا له » وله في العراق مستغل أربعين ألف دينار في كل سنة . وقد عرفوا حال غُمر بن الخطاب رلك › مع رسول اللّه عك في النصوص ٠ فكيف المحدثات وقد أطبقت الأمة على هذا » ولكل اهل زمان في محدثاتها أحكام ؛ حتى قال : والثانية : صنيع غُمر بن الخطاب رنه في القرابة » قرابة رسول الله 6% سل منهم الْحَمس ومنعهم إیاه › بعد قوله عز وجل : ل وَاعلَمُوا نما غيمتم من شيء ک4 ر ٠ فعمل به رسول الله يك أيام حياته » وعمل به أبو بكر » وبعد أبي بكر مر ثم بداله ومنعهم إياه » وغير سُنة رسول الله ي › وسّنة أبي بكر › ثم سُنة نفسه › بغضاً لآل رسول الله يك ولقرابته , فكيف يلزمه في صنيعه في سهمهم الخمس › وقد سلبهم ما آتاهم الله , أحيى فيهم الْحُكم الجاهلي › وغير حُكم الإسلام › وهذا كله مذهب الشيعة والروافض في عُمر بن الخطاب رطق . الجواب وباللّه التوفيق : إن الله تعالى جعل لقرابة رسول الله 6$ فرضاً مفروضا › وأنفذه رسول الله 8$ › وأبو بكر وغُمر › وكان رسول الله يك . يسد به خلل الفقراء منهم › وينكح الأيامى منهم › ويصون به وجوههم عن مسئلة الناس › وعن أوساخ الناس من الصدقات التي حرمها الله عز وجل عنه وعنهم › ولم يذهب مذهب السهام الغني والفقير› والحاضر والغائب › ولكن يسد الخلل ولو كانت () سورة الأنفال : ١8 . ا٢۳ سهامهم واجبة غير زايلة » لما إستحقها قوم دون قوم » فلما فح الله عز وجل على الْمُْسلمين البلاد » واقتبس غُمر (ط) من كناب الله أراض ضي الفيء » وخراج الأرضين › فاستغنى به الجميع عن أموال المساكين › والفقراء › والأيتام › وأبناء السبيل › أغناهم الله عز وجل بخراج الأرضين › عن مُشاركة الفقراء والمساكين وغيرهم › لأن العلة التي أباح الله عز وجل بها تلك الأموال › الصون عن أوساخ الناس › فاستعملها لهم عُمر في الفقراء والمساكين وذويهم › بأن صانهم عن مُشاركة المذكورين › بأن أغناهم الله تعالى من فضله بخراج الأرضين وغللها › والفقه في كناب الله عز وجل » وفي سُنة رسوله كط معرفة حقائق العلل › وذهاب العلة ذهاب المعلول › فلو كان سهم القرابة للرجال والدساء والفقراء والأغنياء › لكان مُرتبطاً بهم لا يزول › لكنه للحاجة › فعند زوالها يزول المعلول › وعند وجودها يُوجد ؛ والغالفة : صنيع غم في الْمَولفةِ فلوْهُم » قالت الشيعة والروافض : أن الله تعالى فرض في كتابه موق لوبهم سهما في الصّدّقات › فقال عز من قائل : إِنمَا الصدقَات لِلْقَرَاء وَالمَسَاكين والعامِلن عَليهَا وَالمُولفةِ لوبهم وفي الرقَاب والغارمِينَ وفي سَبيل اللهِ وابن ن السبيل فريضة من الله وَاللةُ عَليم حَكِيمٌ » ره » فاول هذا قوله : « إَِمَا الصّدقّاتُ 4 ٠ وإنما عند العرب من حروف الحصر لا يدخله إستثناء ولا تغيير لقوله عز وجل : ل إِنمَا الله له واد ر › وقوله : إن الحُكم إلا لله 4 ى٠ والثانية : قوله : ل فريضَة من الله والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ 4 ر ٠ فجاء غُمر (١) سورة التوبة : ١٠ . (۲) سورة النساء : ١۱۷ . (۳) سورة الأنعام : 5۷ ؛ سورة يوسف : ٤٤ ١ ۷٠ . (4٤) سورة التوبة : ٠٩ ٢۳ - وادعى أنه أعلم من الله وأحكم › فلو ساغ لعُمر بن الخطاب فعل › .لساغ أن تنقض الناس الصلوات الخمس صلاة ›. وصيام رمضان › وأن تحوله إلى غيره» والحج في أيامه ومكانه › ولا يُؤمن ممن يأتي بعد › فييدل أحكام الشريعة ويسلخها إختيارا » ويندرج عمدا اضطرارا » فلو كان لأحد تبديل الشريعة › لكان للمهدي الذي هداه الله . وعلمه ما لم يكن يعلم » وكات فَضلُ الله عَليهِ عَظِيما » وامهدي من ولد فاطمة . الجواب وبالله التوفيق : إن الله عز وجل فرض الفرائض والأحكام › وسن رسول الله ك السُنن » وبين منها كل فن › وفوض باقيها لمن يأتي من المُسلمين › الذين فوض الله عز وجل إليهم الإستنباط › ولهم على سواء الصراط » وجعل لهم العلل منارا » والفقه في الدين أنوارا › وانفهم لهم أن العلة في سهم الْمُوَلفَة قَلوبْهّم . حاجة الإسلام إليهم وخيفتهم منه » كما قال عُمر بن الخطاب رَه حين جاءوا يطلبون سهامهم : ذلك إذا كان الإسلام حقيا › وأما الآن فقد بزل › ولهذا قال عز وجل : « إن أنرلناة قرأنا عَريبا لعلَكم تعلو 4 رى ٠ ُي : لما فيه من المعاني البديعة . والغرائب العجيبة › قال : ل لعَلكم عقون 4 › والخطاب منه عز وجل » قد إعتوره لحن الخطاب وفحواه › ودليله ومعناه › لا يعلمه إلا العالمون العاقلون › وقد نبهت قبل هذا على ما تضمنه كلام العرب من المعاني › وما تفرد به من عقول العرب دون العجم ؛ الرابعة : عنقه لأمهات الأولاد على آبائهم › وذلك أن الله أباح تسري إماء الناس لأربابهن › قال الله عز وجل : ل لا يحل (١) سورة يوسف : ٢ . ۳۳ ك السَءُ ين بعد ولا أن ندل يهن من أزواج ولو أعجبك حُسنهن إلا ما ملكت يَمِينك ) رن › وقال تعالى : ل حرمت ت عَلَيكم أَمُهَاَكُم سانكم وأخواتكم وَعَماَكُم وخالاتكم وسات الأخ وبنات الأخت كم ابي أرطتعكم واكم من الرْصاعة وهات اكم ربكم اي في حُجُو ركم مُن نَسَئِكُم الي دَخلتم بهن قان لم تکونوا لتم بهن فلا جاح عَليكم وَحَلايل يكم اين م من أصلابكم وان تجمَعوا بين ين الأخمين إلا ما قد سلف ِن الله كان غقورا رحيماً ¥ والْمُحصَاتُ من النسَاء إل َا ملكت أيمَانكُم » ر » فاباح الله تعالى السراري أمهات الأولاد وغيرهن »ولم يعتق على الناس أمهات أولادهم › وليس في سنة رسول الله ى8 عتق شيء منهن » ولم يسبقه أحد من الناس إليهن إلا رأيه › والرأي مع النصوص من الكتاب والسُنة ساقط . الجواب وباللّه التوفيق : إن مر بن الخطاب ركَقه) » ذهب في أمهات الأولاد إلى الذي ينبغي › والذي ينبغي إعتاقهن لحرمة أبناءهن › وأما أن يخرجن من غير إعتاق فلا علي أنه ورد عنه ي › أنه قال ف مارية القبطية : " سريته أعتقها ذو بطنها " › وهي التي ولدت ولده إبراهيم (اكَعَلا) › فلو عول غُمر (رظه) على هذا الحديث › وبنى عليه فتواه » لكان ماذا فان ؟ قال قائل : فإن كانت أ الولد عتيقة ‏ فقد أباح فرج حرة على حكم التسري ؛ قلنا : خكم سبق وتقدم . ولم يأت ما ينقضه ؛ حتى قال : وليس في هذا أعظم أمر قد سلم له من حضر . ولا (۱) سورة الأحزاب : ٢٠ . (۲) سورة النساء : ۲۳ - ٢۲ . 7 والعجب من هؤلاء الزاعمين › نهم على هُدی من ربهم » دون الأمة المُحمدية . كيف سولت لهم أنفسهم › . حتى رأوا الخروج في عرض أبي بكر الصديق وغُمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) دون كل » فضيلة في الإاسلام فتراهم في خطبهم وَمُوَفَاتَهم . يخرجون في هؤلاء السادة الكرام » من أصحاب محمد و6 ل وَمَن يرد الله فة فلن تملك له من اللّهِ شين اولك الَذِين لم يرد الله أن يُطَهْرَ فُلويَهُم 4 ر ٠ وولاية علثمان بن عفان ٠ كان بدوها حقا المراد هنا : الإمارة - فالولاية بمعنى كونه واليا على الناس › أي : أميرا› كان بدؤها حقا » لإنعقاد الإجماع من أهل الشورى › ومن بقية الصحابة عليها › قيل : ان غمر بن الخطاب رط » لما طعنه أبو لۇلۇة غلام المغيرة (أخزاه اللّه) في صلاة الفجر › ثلاث طعنات ٠ وطعن معه ثلاثة عشر رجلا » وصلى بالناس عبد الرجهن بن عوف » حمل إلى بيته » وقد أغمي عليه › فأرادوا أن يُنبهوه فلم ينتبه › فقالوا له : الصلاة › ففتح عينيه وقال : لا حظ في الإسلام لعبد ترك الصلاة » فصلى وجراحاته تثعب دما فمكث ثلاثة أيام يُصلي في أثوابه الني طُصن فيها .ثم قال لابنه عبد الله : إلعمس لي طبيباء فسقاه الطبيب لينا › » فخرج من الطعن ٠ فقال له : لا أراك تمسي › فما أنت صانع فاصنع › »ثم جعل الأمر شوری بين ستة من الْمُهاجرين › علي بن ابي طالب ۽ وغثمان بن عفان ۽ وطلحة › والژبير بن العوام › وعبد الرّحمَن بن عوف » وسعد بن أبي (١) سورة المائدة : ١8 . ٢۳ - وقاص › وأمر بالصلاة صُهيبا › إلى أن يتفقوا › وأمر أبا طلحة الأنصاري صاحب رسول الله ع مع هسين من الأنصار» إن لم يتفقوا إلى ثلائة أيام » أن يُضرب أعناقهم ‏ ثم فضي مر (رحة الله عليه) » فمر عليهم المقداد بن الأسود - فارس رسول الله 6 فقال : أناشدكم الله لا تولوا رجلا لم يحضر بدراً » وفر يوم أحد › ولم يشهد بيعة الرضوان ؛ وروي أن غُمر قال في أهل الشورى : إن إفترقوا فكونوا مع الأكثر › فإن إستووا › فكونوا مع فرقة عبد الرحمن بن عوت › ولما ناظر عبد الرحهن بن عوف بعضهم في بعض »› أكئرهم مال إلى غثمان بن عفان لِمُسابقة فضله › ولتقدم إسلامه › ولأنه ممن هاجر الهجرتين › وجهز جيش الحُسرة » وحفر بئر دومة » وتزوج بابنتي رسول الله ففق › واحدة بعد أخرى › وأهدى الهدي عن رسول الله ية يوم الحديبية › لما أن صدهم المشركون › فبايعه عبد الرجهن بن عوف على إتباع سنة رسول الله ك وسيرة الخليفتين من بعده › وبايعه أهل الشورى والمهاجرون والأنصار › فانعقد الإجهاع على بيعته › ولم يزل مُستقيما على طاعة الله تعالى ست سنين »› والمُسلمون عنه راضون . وله مۋازرون . قال البرادي (رحمة اله عليه) : ثم أن غثمان بن عفان لم يزل يستشفع بعائشة (رضي الله عنها) › عند عبد الله بن مسعود ليأذن له › فيدخل عليه › فقال : أقعدوني › فأقعدوه › فقال له عُثمان : إستغفر لي يا أبا عبد الرجمن › فقال له : إن كنت كما أقول فما ينفعك . وإن كنت كما تقول فما يضرك وإن لم أستغفر لك › وكان غُثمان حبس عطائه ٢۳س س سنين › وكان عطاءه كل سنة خسة آلاف درهم › فاجتمع له خخسة وعشرون ألفا . فقال له غُثمان : إبعث إلى عطائك فخذه › فقد اجتمع لك عندنا مال › فقال عبد الله بن مسعود : لا واللّه لا أأخذ منه شيئ حتى ألقى محمدا ي › فقام غُثمان وقال للؤبير : لا تسبقوني بجنازته › فلما مات عجل القوم بدفنه › فبلغ غُثمان موته فركب فاتاهم › فوجدهم قد فرغوا من دفنه › فقال : يا بير بر » رفعتم والله أيديكم عن خير من على الأرض » ولم تعلموني › فقال الژبير مُتمثلا : لأعرفنك بعد الموت تندبني وف حياتي ما زودتني زادا وفي رواية : قال له لما دخل عليه بعد خجطاب طويل : ما تشتکي يا أبا عبد الرجمن ؟ فقال : ذنوبي › فقال له : فما تشتهي ؟ فقال : المغفرة › فقال له : ألا ندعوا لك الطبيب ليّداويك ؟ فقال : فعل هذا بي » فقال له : ألا نامر لك بعطاءك ؟ فقال : حبسته إذ أنا مُحتاج له › وتعرضه علي إذ أنا غني عنه › فقال له : أرى في بناتك عيلة ؟ فقال : لا أخاف عليهن ما صلين الغداة › ثم قال عبد الله : يا أمهات الْمُوْمنين ويا أصحاب محمد ي › أناشدكم الله إن صدقت لمَا صدقتموني › وإن كذبت لِمَا كذبتموني › أتعلمون أن رسول الله ي8 . قال في مواطن يوم كذا وكذا ‏ يعدد مناقب له فقالوا : اللهم نعم › ثم قال : وتعلمون أن رسول الله ع8 › قال في مواطن ثلاث : " اللهم إني قد رضت لاسي من رضي لها ان أم عيد. رخفت من سخط ل | : اللهم نعم ؛ فخرج غثمان وأقعد غلاماً له عنده حتى يُعلمه ون فصرب اله عل أذ الفا » فمات ابن مسعود ليلا وقد ۳۷ أوصاهم أن يُعجلوا بدفنه › فلما بلغه موته جاء فوجدهم فرغوا من دفنه . قال السيوطي من قومنا : وكان كثيراً ما يولي بني أمية › ممن لم يكن له مع رسول الله ي صُحبة › فكان يجيء من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد ي . وكان غُثمان يستعتب فيهم 4 فلا يعزلهم › وذلك في سنة هس وثلاثين › فلما كان في الست الأواخر › إستأثر بني عمه فولاهم › وما أشرك معهم › فولى عبد الله بن أبي سرح مصر » فمکث عليها سنين › فجاءه أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه , وقد كان قبل ذلك من غُثمان هناة إلى عبد الله بن مسعود › وأبي ذر » وعمار بن ياسر › وكان بنوا هذيل › وبنوا زهرة في قلوبهم ما فيها › لحال ابن مسعود › وكانت غفار وأخلافها . ومن غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها . وکانت بوا مخزوم قد حنقت على غُثمان لحال عمار بن ياسر » وجاء أهل مصر يشتکون من ابن ابي سرح » فکعب اليه کتابا يتهدده فيه › فأبى ابن أبي سرح يقبل ما نهاه عنه غُثمان › وضرب بعض من أتاه من قبل غُثمان من اهل مصر › ممن کان اتی غُثمان فقتله . أ ه . قال البرادي في " جواهره " : حدثنا سُليمان الأعمش › عن غُبيد الله بن حارثه » قال : سمعت علياً يقول : دعاني غُثمان فقال : يا علي أعني نفسك › ولك عير أولها بالشام وآخرها بالمدينة . ولك عير أولها بالمدينة وآخرها بالعراق › ولك عيرٌ أولها بالمدينة وآخرها باليمن › فقلت له : بخ بخ » لقد أكثرت »› لو كان من مالك › فقال : من مال من أذن › فقال علي : من مال قوم جالدوا عليه بأسيافهم › فقال : ٢۳۸ - وإنك لهناك تذهب .| وفي " جواهر البرادي " (عفى الله عنه) : وأعطى مروان بن الحكم خمس إفريقية › وأعطى أخاه الحارث بن الحكم مائة ألف درهم من صدقة البحرين › وأعطى عبد الله بن خالد بن أبي العاصي ستمائة ألف درهم من صدقة البصرة › كتب له بها إلى عبد الله بن عامر ‏ عامله على البصرة ‏ وأرسل إليه أبو مُوسى الأشعري بمال عظيم من صدقة البصرة › فجعل يقسمه بين ولده وأهله بالصحاف › وكان زياد بن عباد - مولى الحارث الثقفي حاضرا » وهو الذي أتى بالْمال 4 فبکی وفاضت عيناه بالدموع › فقال غُثمان : ما يُبكيك لا أم لك ؟ فقال : ذکرت غمر ر بن الخطاب رطَيْه) وصنيعه ي مال أتيته به من البصرة › وكان زياد أتى غُمر بن الخطاب رنه قبل ذلك بمال من البصرة › وبين يديه إبنة له صغيرة › فأخذت درهما فجعلته في فيها فذهبت › فصاح بها غُمر لترجع فسعت فسعي في أثرها › فأخذها وأدخل سبابته في فيها › فأخرج الدرهم ورده في امال › وبكت الصبية وردها إلى صدره › فقال : أسكتي بنتي فوالله لأنت تبكين أيام ادنيا كلها › أحصب إلي من أن يبكي غُمر يوم القيامة › فقال له غُثمان : لله أبوك› 4 غمر منع أهله وقرابته رجاء ما عند الله , وأنا أعطيت أهلي وقرابتي رجاء ما عند الله . وني الكتاب أيضاً : واستسلف من مال اللّه مالاً عظيما › فأتاه عبداللّه بن أرقم ‏ أمين الْمُسلمين - وكان يلي الخمس والغنائم في أيام رسول الله ي6 › ووليّ الّمال في أيام أبي بكر الصديق رشَيك) › فأتاه - ۳۹ يتقاضاه منه ›. فجعل غُثمان يماطله ويمنيه › فلما طال ذلك على عبد الله ناشده الله » إلا ما أدى ما قبله من فيء الله , فقال غُثمان : مالك ولهذا امال › فواللّه ما أُؤدي منه شيئا أبدا › فلما سمع منه ذلك إنطلق إلى المفاتيح فاخذها › ثم أتى غُثمان والناس عنده › فقال : يا معشر الْمُسلمين › هذه مفاتيحكم وبيت مالكم »ثم قال لعثمان : ل ألي لك شيا أبدا . وفي " تاريخ الخميس " : فلما كان سنة هس وثلاثين › قَدِمَ المدينة مالك بن الأشتر النخعي › في مائتي رجل من أهل مصر › كلهم مجمعون على خلع غُثمان من الخلافة › فلما إجتمعوا في المدينة › سير إليهم غُثمان المُغيرة بن شعبة › وعمرو بن العاصي › ليدعوهم إلى كناب الله › وسّنة رسوله ي › فردوهما أقبح رد › ولم يسمعوا كلامهما » فبعث إليهم عليا فردهم إلى ذلك › وضمن لهم ما يعدهم به شمان » وكتبوا على عُثمان كتاباً يازاحة علتهم › والسير فيهم بكتاب الله عز وجل » وسُنة نبيه ك › وأخذوا عليه عهداً بذلك › وأشهدوا عليا على أنه ضمن ذلك » وإقترح المصريون على غُثمان عزل عبد الله بن أبي سرح » وتولية محمد بن ابي بكر › فأجابهم إلى ذلك وولاه › فإفترق الجمع كل إلى بلده › فلما وصل المصريون إلى أيلة . وجدوا رجلا على نجيب لغثمان › ومعه كتاب مختوم بخاتم غُثمان › مُصطنع على لسانه » وعنوانه : من غُثمان إلى عبد الله بن أبي سرح » وفيه : إذا قَِمٍ محمد بن أبي بكر › وفلان وفلان » فاقطع أيديهم وأرجلهم › وارفعهم على جذوع النخل › فرجع المصريون › والبصريون › والكوفيون › لما بلغهم ذلك › وأخبروه الخبر فحلف e عُثمان أنه ما فعل ذلك ولا أمر به › فقالوا : هذا أشد عليك › يُۇخذ خاتمك › ونجيب من إبلك ٠ وأنت لا تعلم › وما أنت إلا مغلوب على أمرك » وسألوه أن يعتزل فابى › فأجمعوا على حصاره › فحصروه في داره . آه . وفي " جواهر البرادي " : فساروا إليه الْمُسلمون من كل أفق ليستتيبوه › أو ليعزلوه › أو ليقتلوه › فلما نرل أوائلهم الذين أقبلوا من مصر › وكانوا من أشد الناس عليه › أرسل إلى المهاجرين والأنصار › أني أتوب إلى الله مما فعلته › فلا تعجلوا علي › وردوا الناس عني ٠ فإني لكم على عهد الله وميثاقه › لأرّدن المظالم إلى أهلها › ولأقيمن الحدود التي عطلتها › ولأعزلن غُمالي الذين كرهتموهم › ولأستعملن عليكم ما أحببتم › فلما أرسل بذلك إليهم تواثقوا منه › وأخذوا عهد الله وميثاقه على الوفاء لهم بما قبلوه › وكان ولي ذلك منه علي بن أبي طالب »› فلقي الناس وصرفهم عنه › فانصرفوا إلى أمصارهم › ورجی الناس أن يوفي لهم › فلم يفعل . حدثنا محمد بن إسحاق بن ياسر المدني » عن محمد بن عبد الرجمن ٤ قال : لما رأي الناس ما صنع غُثمان › كتبوا إلى أصحاب محمد ي بالمغازي والنغور وقالوا لهم : إنكم قد نفرتم تطلبون دين محمد ي ٠ ودن خمد ا غاا قد ركد وه فهلموا فأقيموا دين محمد › فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه » وكان غُثمان قد كسب إلى عبد الله بن سعد عامله إلى مصر حيث تراجع الناس عنه . فزعم أنه تائب في الذين شخصوا إليه من مصر وکانوا من أشد أهل الأمصار 7 عليه : أما بعد › فانظر إذا قدم عليك فلان وفلان › فاضرب رقابهما › وانظر فُلاناً وفُلاناً , فعاقبهما بكذا وكذا › ونفر من أصحاب رسول الله . ونفر من التابعين لهم ياحسان › وكان رسوله في ذلك أبو الأعور السلمي › مله غُثمان على جمل له › ثم أمره بالجد والإجتهاد › حتى يدخل مصر قبل القوم › فلحقهم أبو الأعور ببعض الطريق › فسألوه : أين تريد ؟ فقال : أريد مصر » ومعه رجُل من أهل الشام من خولان ٠ فقالوا له : هل معك كناب ؟ وقد عرفوا جحل غُثمان › فقال : لا ٠ ففتشوه فوجدوا معه كتابا » فنظروه فإذا فيه قل بعضهم ٠ وعقوبة بعضهم في أنفسهم وأموالهم . ورجعوا بالكتاب إلى المدينة › فبلغ الناس رجوعهم والذي كان › فتراجع الناس من الآفاق كلها › وثار عليه أهل المدينة , فلما جاءوه وقالوا له : أليس هذا عاملك ؟ قال : إنطلق بغير إذني › قالوا : أوليس هذا جملك ؟ قال : سُرق من داري بغير علمي وأمري . قالوا : أوليس هذا كتابك ؟ قال : قد شبه الخط بالخط ٠ قالوا : أوليس هذا طابع خاتمك ؟ قال : نقش عليه › قال : فلما رأي غُثمان ما نزل به » وما قد إنبعث من الناس عليه ›. كعب إلى معاوية بالشام : أما بعد › فإن أهل المدينة قد كفروا › وخلعوا الطاعة . ونكثوا البيعة › فابعث إلي بمن قبلك من مُقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول ؛ فلما قرا معاوية الكتاب › تربص وكره إظهاره › وخاف من مُخالفة أصحاب محمد كي » وقد عَلِم إجتماعهم على أمر غُثمان › فلما أبطاً عليه أمراءة » كتب غثمان إلى أهل الشام يستنفرهم ويستعجلهم › ويذكر الْخلفاء › وما أمر الله به من طاعتهم › ومُاصحتهم › ووعدهم ا أن يتخذهم بطانة وجُنداً دون الناس › وذكرهم بلاءه وصنيعه › فإن كان عليكم غياثا فالعجل العجل › فإن القوم أعجلونا › فلما قريء كتابه عندهم › قام أسد بن كريز البجلي › فحمد الله وأشى عليه › وذكر غُئمان وما هو فيه › وحضهم على نصرته › وأمرهم بالْمسير › فتابعه ناس کثیر » فساروا معه حتی کانوا بوادي القری › فبلغهم قعل غُثمان فرجعوا » وقد كان غُثمان كتب نسخة كتابه إليهم › فوجهها إلى عبد الله بن عامر بن كريز » أن يندب أهل البصرة إلى نصرته › فجمعهم عبد الله وقراأ عليهم الكتاب ٠ فقام فيهم مجاشع بن مسعود السلمي › وكان أول من تكلم » وهو یومئذ سید فرش » فحٹهم على نصرته . وقام قيس بن الهيثم › فخطب وحث الناس على نصرة غُثمان › فتسارع الناس إلى ذلك › فاستعمل عبد الله بن عامر › مجاشع بن مسعود السلمي » فسار بهم حتى نزلوا الربوة » ونزلت مُقدمته صدار » مسيرة أيام من المدينة › فأتاهم قتل غُثمان . أ ه . ثم ذكر صاحب الكتاب : سبب قتله » ومن قتله » ومن کان عليه » ومن كان معه » ومن فقتل يومئذ » فليراجع . نعم › أشار صاحب " المروج " › بعد حكاية قولهم › فقال : وقال حسان بن ثابت ٠ فيمن تخلف عنه › وخذله من الأنصار وغيرهم ٠ ومن أعان على قتله - والله أعلم بما قاله من أبيات ‏ : خذلته الأنصار إذ حضر الم وت وكانت ولاته الأنصار ٤۳٤ - من عذيري من الزبير ومن طلح ةد إذ جاء أمر له مقدار فتولى محمد بن أبي بک ر عيانا وخلفه عمار في شعر طويل › يذكر غير من ذكرنا » وينسبهم إلى التمالي على قتله › والرضى بما فعل به » والله أعلم . أه. انظروا - معاشر المُسلمين ‏ إلى أجوبة هذا البحر من غُلماء هؤلاء ٠ فإنه قال : أن جفينة نصراني » وإبنة أبي لؤلؤة أبوها مَجوسي ء وأمها مُجهولة › والهرمزان هو الآمر › كأن قتل الذمي عنده جائز › ولابد أن يكون جفينة ذميا أو مُستأمنا - على زعمه ‏ وألا فَهُمُ المصرحون أن عُمر لا يرضى أن يدخل المدينة مُشرك بلغ الْحُلم › وقد حكم غُمر بن اخطاب رمَيِيه) في إبنة غُبيد الله » أما أن يأتي ببينة تشهد أن الهرمزان آمر أبا للوق بقتل غُمر › وإلا فليقَد غُبيد الله بمن قتله بلا حجة . ولم يرض بذلك عُثمان » وذلك حُكم من إمام تقدمه ؛ قال : ومنها أنه كان غادرا لما وقع له مع محمد بن أبي بكر رطق › قال : وجوابه أنه حلف لهم فصدقوه . أ ه . قال في " الدليل " : إذ لا يعيذ الإسلام باغياً › ولا الامامة خائنا › ولا الشهر الحرام فاسقا › ولا الصحبة مُرتداً على عقبه . أ ه . فإن قلت : أراك أطنبت في غُثمان › وأن الأمة الإسلامية لا تجتمع على ما ذكرت فيه ؟ قلت : قد أججعت الأمة على إحدائه ‏ كما تقدم - وأن هؤلاء المَُلقَبِين بأهل السنة والجماعة › بعدما حكوا إحداثه› قالوا : ٤٤ أنه قعل مظلوما » وأنه من أهل الّجنة ولا غرو ؛ فإن قلت : أن غُثمان أشرف عليهم يوم الدار › فقال لهم : أناشدكم الله › ألم تسمعوا أن رسول الله َك يقول : " لا يحل دم إمرء مُسلم› إلا بإحدی ثلاث : كفر بعد إيسمان » وزني بعد إحصان » وقصل النفس التي حرم الله إلا احق "ر » وأنا ما زنيت »ولا كفرت بعد إيمان › ولا قتلت النفس ٠ قلت : قد غفل عن إباحة دم الباغي › قال الله تصالى : ل فَفَايِلوا الي تبفي حتى تفيءَ إلى أمر الله 4 ر › فإن قلت : قد أجمع أئمتك على أن الإمام حجة في تنفيذ الأحكام » وليس لأحد أن يعترض عليه » وهو من حجج الله على العامة في الأحكام › وكل من حاربه على إتفاذ حُكم › فهو خصم للحجة › وهو مقطوع العذر › ولو كان الإمام خائنا في السريرة. قلت : نعم ما لم تنكر عليه عُلماء عصره في شيء »› أما إذا أنتكر عليه الغلماء أن الذي يأتيه من الأفعال خارجة من القانون الشرعي › فإن الغلماء حجة عليه في الإنكار › لأن العُلماء هم الحجة على الإمام , فإن إختلفوا عليه في ذلك ٠ فبإن كانت الأحكام ممالا يجوز المخلاف فيها , فالحجة في ذلك من نطق باحق منهم › والذي يقول بالباطل › لا حجة له ولا منه › وإن كان مما يخرج مخرج الاعوى منهم ما قالوه › فلا يقطع على أحد بدعواه عذره ؛ فإن قلت : فهل تجب البراءة من عُثمان على كل مُکلف ؟ قلت : لا إنما تجب على من صح معه ذلك بمعاينة › أو شهادة › أو شهرة من اهل زمانه › أو من (۱) انظر المُلحق . (۲) سورة الحجرات : ٩ ٥٤ -۔ غيرهم › إذا عَلِم الْحُكم في ذلك › وأما من لم يصح معه ذلك فلا ء وكذا من لم يعلم الْحُكم في إحداثه ؛ فان قلت : أن غُثمان من الأئمة ٠ وقد جاء الأثر أنه لا يسع جهل الأئمة ؟ قلت : قد فسر ذلك في أئمة أهل عصره ‏ كما تقدم ‏ ولو كان ذلك كذلك ›. لكان هو وغيره من الإئمة سواء › فإذا لم يسع جهله هو › فغيره كذلك . وفي كرسي الإمام الْخليلي (قدس سره) : وحرام أن يبر بغير حجة . ولا لمن حكم على الجهل › ولا عذر له في التكلم بما لم يأذن له به الله ولم يأذن الله لأحد أن يقول بما لا يعلم › لأنه من إفتراء الكذب على الله › وهو كبيرة › وفاعل ذلك مُبطل في حُكم الدين . أ ه . وأما علي بن أبي طالب ٠ فن ولايته وإمامته حق ٠ حيث إنعقد الإجماع من الصحابة عليها : وأما علي بن أبي طالب ... إلخ . إختلف في اسم أبي طالب › فقيل : أنه عبد مناف ٠ وقيل : غُمران » والأول أصح » والثاني في شعر الموسوي »› ولايته › أي : إمارته › وإمامته › أي : تقدمه على الاس في الأمر والنهي › بمصالح الإسلام كما تقدم حق › لأنه أهل للخلافة › لسابقته وبلائه في مواطن جمة . » كبدر » وأحلو» وغيرهما › وأنه إفتصح خيبر » واجتهد في الإسلام أي إجتهاد › ولأنه روي أنه لم يعبد صنماً قط » لأنه تربى في حجر رسول الله يك › ولأنه قيل : أول من أسلم من الصبيان › كذا روى قومنا › وأنا أتعجب من هذا › لأن رسول اللّه ي لم يكن يخص بدعوته الصبيان › اللهم إلا أن يكون ذلك من خصوصيات علي › وَإِلا ت فأبو بكر هو أول الناس إسلاما » وكان أعلم الصحابة في القضاء › لشهادة رسول الله ك8 بذلك له › فإنه قال : " أقضاكم علي " رى ٠ ولأنه زوج البتول فاطمة (عليها السلام) › ولأنه كان أزهد الصحابة › وكفاه فضلاً وشرفا آية الْمُباهلة , وحديث رسول الله كك : " أنا مدينة اللم وعلي بابها " (6) » وروي أن غُمر بن الخطاب (طَه) أرسل إلى إمرأة فأجهضت جنينا › فأفتاه الصحابة بأنه مُؤدب ولا شيء عليه › فأفتاه علي بأن ديته في عشيرته › لأنه بمنزلة الخطاء › فقال غُمر بن الخطاب رظ : لولا علي لهلك غُمر ؛ لا كما تقول الشيعة : أنه أمر برجم إمرأة وفي بطنها جنين › فقال له علي : لا لك شيء على ما في بطنها » اللهم إلا أن يكون غُمر قال ذلك مرتين › لإجماع الصحابة. عليها أي : على إمامته . وفي كناب " الكشف والبيان " : لما قتل عُثمان › بايع الْمُسلمون عليا . بعد أن ترددوا عليه أياما وهو يأبى › ولّما بايعوه صعد المنبر وعليه السلاح › وعمار بن ياسر عن يمينه » وحمد بن أبي بكر عن يساره › فحمد الله . وصلى على نبيه » وسأل الله الإعانة له › ورد مقاطع عُثمان › وأخذ ما في بيته من بيت مال الْمُسلمين . وترك ماله لورثته » ثم قال : إن لكم في العدل سعة › ومن ضاق عليه العدل ٠ فالجور عليه أضيق . أ ه (بتصرف) . (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . ۷٤ س وفي " مروج المسعودي " : وقعد عن بيعته جماعة غُثمانية لم يروا إل الخروج عن الأمر› منهم : : سعد بن أبي وقاص » وعبد الله بين عُمر › وبايع يزيد بعد ذلك ء والحجاج لعبد الْملك بن مروان› ومنهم : قدامة بن مظعون › ووهبان بن صيفي › وعبد الله بن سلام › والمغيرة بن شعبة الثقفي » وصمن إعتزل من الأنصار : كعب بن مالك » وحسان بن ثابت - وكانا شاعرين ‏ وأبو سعيد الخدري › وحمد بن مسلمة ۔ حليف بني عبد الأشهل - وفضالة بن عبيد » وكعب بن عجرة › ومسلمة بن خالد › في آخرين ممن لم يذكرهم من الفثمانية من الأنصار › وغيرهم من بني أمية وسواهم › وإنتزع علي أملاكا كانت لعثمان › أقطعها جماعة من الْمُسلمين . أ قلت : تقدم عن القلهاتي : أنه ترك له أملاكه لوارثه › وأخذ السلاح ›. والنجب ۾› والأموال التي أقطعها أقاربه . وأصلها بيت مال لْمُسلمين ‏ وسيأتي أن عُمر بن عبد العزيز فعل ذلك › حين أفضى إليه الأمر » فإن قلت : أنك تقول أن بيعته وقع عليها الإجهاع , وهؤلاء من أكابر الصحابة › مثل : ابن غُمر » وابن سلام › وابن أبي وقاص ‏ أحد أهل الشورى ‏ لم يُبايعوا ؟ قلت : لم ينكروا بيعته » بل سلموا › ولا يلزم كل أحد أن يبايع › إذا ايع أهل الحل والعقد ولو إثنان » ولم ينكر الآخرون على أن عليا لما سل عنهم › قال : أولئك قوم قعدوا عن عن الحق ٠ ولم يعيدوا على الباطل › لكن مبايعة ابن غُمر ليزيد › والحجاج لابن مروان › إن لم تكن عن تقية › ففيها ما فيها . 7 قال صاحب " الدليل " (رحهه الله : الفرقة الثانية : هم المتوقفون ئي عثمان › ولم يروا حل دمه منهم : سعد بن أبي وقاص ‏ وعبد الله بن عُمر بن الخطاب ٠ وعبد الله بن سلام › وزيد بن ثابث › وأبو هريرة › وحمد بن مسلمة › والمتوقفون من عامة الساس › فهؤلاء توقفوا في تحلة دم عُثمان › ولم يبرؤوا من عمار وأصحابه › ولم يبرا عمار وأصحابه منهم ٠ فالأول عمار وأصحابه أهل البصائر في الديين › ولاسيما أن رسول الله ك جعله علماً للفتنة › وقال 8$$ : " تقل عمارا الفئة الباغية " ر6 › قال الله عز وجل : ل وَإن طائْفتان ين pn OB الُم من الو قَأصلِحُوا َيَهُمَا قان بعت إحداهُمَا عَلى الأخرّى فَفاِلُو اي تبغي حى تيء إلى أمر اله قن فَاءَت فَأصِيِحُوأ هما بالقدل وأقسطوا إن الله يحب الْمْقَسِطِىَ 4 5 ؛ حتى قال : والآخرون قصرت بصائرهم عن تحلة دم غثمان فتوقفوا › والكل على بصيرة » ما لم يبغ بعضهم على بعض »› وأما أصحاب الدار فهم في حزب عثمان في الذنيا وفي دار القرار › وأما الفرقتان عمار وسعد › فواسع لهم مايقحم أحدهما أحد الشروط الثلائة : إحدّها : أن يرى رأيه دينا لله لا يسع أحداً التخلف عنه ؛ والثاني : أن يقطع عذر صاحبه في التخلف عنه ؛ والغالث : أن يخرجه قوله إلى أن يهدم قاعدة من قواعد الإسلام › فمن سلم من هذه الشروط الثلائة وسعه ذلك ٠ ومن إبتداً بالبراءة من الطائفتين › فهو أولى بها . أ ه . (١) انظر الملحق . (۲) سورة الحجرات : ٩ . ۹٤ - قال ابن الوردي ئي تاريخه : وبايعته الأنصار إلا نفراً قليلا › ثم أخذ في تعدادهم ؛ ثم قال : هؤلاء قد ولاهم غُثمان على الصدقات وغيرها › قال : وسار النعمان بن بشير بشوب غثمان مُلطخا بالدم إلى الشام › فكان معاوية يُعلق قميص غُثمان على المنبر تحريضا على قتال علي . اه . قال المسعودي : وقسم علي ما في بيت امال على الناس › ولم يُفضل أحدا على أحد ؛ حتى قال : وإتصلت بيعة علي بالكوفة وغيرها من الأمصار › وكانت أهل الكوفة أسرع إجابة إلى بيعته » وأخذ له البيعة على أهلها أبو مُوسى الأشعري › حتى تكاثر الناس عليه › وكان عليها عامل لُشمان » وأتاه ججاعة ممن تخلف عن بيعته من بني أمية ؛ ثم قال : فجری بينه وبينهم خطب طويل › وقال له الوليد : إنا لم نتخلف عنك رغبة عن بيعتك » لَكِنا قوم وترنا الاس وخفنا على نفوسنا › فَعُذرنا مما نقول واضح . إلى أن قال : وذكر أبو مخنف لوط بن يّحيى : أن حسان بن ثابت › وكعب بن مالك › والنعمان بن بشیر ۔ قبل نفوره بالقمیص - أ علي في آخرين من المثمانية › فقال كعب بن مالك : يا أمير الْمُؤْمنين . ليس مُسيئا من أعتب » وخیر كفو ما محاه عذر» في کلام کشیر . »تم بايع وبایع من ذ کر جیعا . قلت : إن صح هذا › فهو الجواب عن المتن › لإنعقاد الاجماع عليها › وَإِلاً فتأخر هؤلاء ومنازعة أهل البغي لا تنقض الإجماع ٠ أن ‎O‏ س المنازع مُحكوم ببغيه إجماعا » ولا حجة من باغ حتى يتوب عن بغيه » وعدم الإنكار من الآخرين › ثم رجوعهم إليهم عين الإجماع . فقاتل طلحة › والزبير › وعائشة › ومن معهم › فقتاله حق لشقهم عصى الأمة ونكئهم الصفقة › وأول من أسسوا الخروج على الأئمة › ل لي قله رذ ما کان س ر عارش ها شد اشتهرت عدر الْمُسلمِين بتوبتها (رضوان الله عليها) : فقاتل › أي : علي بن طالب لأنه هو الامام الحق يومئذ لح آي ,ابن شيا ال أمهاجري القرشي › والؤبسير › أي : ابن العوام المهاجري القرشي › وعائشة زوج رسول الله عع › لأنها استزلاها عن الصواب » وَل فهي التي كانت تحرض الاس › وتشهد عليه بالخطاً في إحداثه التي أحدثها . وذلك أنهما ومن معهما قالوا لها : أن غُثمان قتله الناس بعد التوبة - كما تقدم عن صاحب العدل وسيأتي ‏ فقتاله لهم حق › لأنهم بايعوه أولً » أي : طلحة والژبير ومن معهم › ثم شقوا عصى الأمة › أي : فارقوها وعادوها ؛ يُقال : شق عصى الأمة › أي : فارقهم › فهو كناية عن تخلفهم عن الهّدی . ونكنهم الصفقة › أي : نقضهم عهد البيعة . وأول من أسسوا الخروج على أئمة العدل › فلهم نصيب من خروج كل خارج على حجة الله من إمام أو جماعة إلى يوم القيامة › فحل لعليّ بن أبي طالب قتالهم . قال ابن الوردي : أول من بايعه طلحة » وكانت يده مشلولة من أحد › فقال حبيب بن ذویب : ل إنا لله 4 ر » أول من بدا بالبيعة يد () سورة البقرة :۱۹ . ا۵ - شلا لا يتم هذا الأمر › وبايع الزبير وقد قال علي لهما : إن أحببتما أن تبايعا » وإن أحببتما بايعتكما › فقالا : بل نبايعك › وقال علي لسعد بن أبي وقاص : بايع › فقال : حتى يُبايع الناس › واللّه ما عليك مني باس › فخلا سبيله . ا ه . وفي مروج المسعودي : قال ابن عباس : قدمت من مكة بعد مقتل شمان بخمس ليال › فجشت علياً أدخل عليه 4 فقيل لي :- عند الْمُغيرة بن شعبه فجلست بالباب ساعة فخرج الْمُغيرة فسلم علي وقال : متى قدمت ؟ فقلت : الساعة . ودخلت عَلى عَلِيّ وسلمت عليه › فقال : أين لقيت الزبير وطلحة ؟ قلت بالنواصف › قال : ومن معهما ؟ فقلت : أبو سُفيان بن الحارث بن هشام › فقال علي : أما إنهم لم يكن لهم بد أن يخرجوا ‏ يقولون : نطلب دم غُثمان › واللّه يعلم أنهم قتلة عُثمان . أ ه . قلت : انظر إلى هذا › يرفع عن ابن عباس › عن علي › أن قتلة عُثمان : طلحة › والزبير › وقومنا لل يُحَرفونَ الكلم عَن مُوّاضعه ر لكن ذلك ليس بعجيب منهم . قال المسعودي أيضا : فقلت : أخبرني عن شأن المغيرة . ولم خلا بك ؟ قال : جاءني بعد مقتل غُثمان بيومين › فقال : إخلني › ففعلت ٠ فقال لي : إن النصح رخيص ء› وأنت بقية الناس › وأنا لك ناصح › وأنا أشير عليك › أن لا ترد عُمال عُثمان عامك هذا › فاكتب إليهم يإثباتهم () سورة النساء : 46 ؛ سورة المائدة : ۳٠ . ۵۲ ب على أعمالهم › فإذا بايعوك وإطمأن أمرك › عزلت من أحببت ٠ وأقررت من أحببت » فقلت له : والله لا أداهن في ديني › ولا أعطي الدنية في أمري › قال : فإن كنت قد أبيت › فانزع من شئت »› واترك معاوية فان له جرأة › وهو في أهل الشام مسموع منه . ولك حجة في إثباته » فقد كان غُمر ولاه الشام كلها › فقلت له : لا والله لا أستعمل معاوية يومين أبدا , فخرج من عندي على ما أشاد به » ثم عاد فقال : إني أشرت بما أشرت › وأبيت علي فنظرت في الأمر › وإذا أنت صيب » لا ينبغي أن تأخذ أمرك بخدعة › ولا تكون فيه دنية › فقال ابن عباس : فقلت له : أما أول ما أشار عليك فقد نصحك › وأما الآخر فقد غشك » وأنا أشير عليك أن تثبت ثبت معاوية › فإن بايع لك › فعلى أن أقلعه من منزله › قال : واللّه لا أعطيه إلا السيف 4 ثم تمثل : فما ميتة إن متها غير عاجز بعار إِذا ما غالت النفس غولها فلت : يا أمير الْمُْمنين › أنت رجل شجاع › أما سمعت رسول الله ي يقول : " الحرب خدعة "رم٠ فقال علي : بلى › قلت : ما والله ئن أطعتني » لأصدرن بهم بعد ورود » ولا تزكنهم ينظرون في أثرهم إلا بأمر › ولا يدرون ما كان وجهه › من غير نقص لك › ولا إثم عليك › فقال : يا ابن عباس . لست من هنياتك وهنيات معاوية في شيء سیر . ما لك عندي إلا الطاعة » واللّه ولي التوفيق › قال : ودخل طلحة والزبير مكة › وقد كانا استاذنا علياً في المُمرة › فقال لهما : لعلكما تريدان البصرة أو الشام , فأقسما أنهما لا يقصدان غير مكة .أه. (١) انظر الملحق . - 0۳ قلت : لينظر من كان له قلب ٠ فإن هذا أول الغدر منهما . قال أيضاً : وكانت عائشة (رضي الله عنها) بمكة . وقد كان عبد الله بن عامر ‏ عامل عُثمان على البصرة - هرب عنها » حين أخذ البيعة لعليّ بها على الناس حارثة بن قدامة السعدي › ومصير غثمان بن حنيف الأنصاري إليها › على خراجها من قبل علي › وإنصرف عن اليمن عامل عُثمان ٠ وأعطى عائشة . وطلحة › والزبير . أربعمائة درهما › وكراعاً › وسلاحا › وبعث إلى عائشة بالجمل المُسمى : عسكرا › وكان شراءه عليه باليمن بمائتي دينار › فأرادوا الشام › فصدهم ابن عامر› وقال : إن بها معاوية › ولا ينقاد إليكم ولا يطيعكم ٠ لكن هذه البصرة لي بها صنائع وعدد › فجهزهم بألف ألف درهم › ومائة من الإبل › وغير ذلك ٠ وسار القوم نحو البصرة في ستمائة راكب ٠ فانتهوا في الليل إلى ماء لبني كلاب »› يُعرف : بالحواءب ۽ عليه ناس من بني كلاب › فعوت كلابهم على الركب » فقالت عائشة : ما اسم هذا اموضع › فقال لها السائق لجملها : الحواءب › فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك . أه . قلت : لم يذكر الذي قيل لھا ؟ وي ابن الوردي : وطلب بدم غُثمان › عائشة › وطلحة › والزبير 6 للإستيلاء على البصرة › واكتفوا بمعاوية في أمر الشام › قال : ومروا بمكان اسمه : الحوأب › فنبحت كلابه › فقالت عائشة : أي ماء هذا « ٤٥ - قيل : هذا ماء الحوأب › فصرخت › وقالت : لل إنا لله وَإنا ليه راجعون که ر١ » سمعت رسول لله يك يقول › وعنده نساءه :'ليت شعري أيتكن تتبحها كلاب الحوأب " ر » ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته » وقالت : ردوني › فأناخوا يوما وليلة . أ ه . قلت : الحديث مشهور مع الأمة : " أيتكن تبحها كلاب الحوأب ٠ وهي مع الفئة الباغية وإن كنتم ذلك من کتمه . كأنهم لم يذكروا مراجعة الزبير › وطلحة › لعائشة , عند قدومهم مكة , حيث قالا لها : إن علياً إستأثر هذا الأمر لنفسه من غير مشورة , وأن غُغمان تخرج من حجرتها مُصحفها › وتقول : أشهد بالله › أن عغُثمان كفر بما في هذا المصحف ۾ فلم يزالا بها حتى أخرجاها من بيتها › الذي أمرها الله بالقرار فيه › قائلين : يجب أن تسيري معنا إلى العراق ٠ وتصلحي بين الناس › وتكفي بعضهم عن بعض »› ويصلح الله أمر هذه الأمة بك . أ ه . قال المسعودي : فقالت : ردوني إلى حرم رسول الله 8 › لا حاجة لي بالْمسير › فقال ابن الزبير : بالله ما هذا الحوأب › ولقد غلط فيما أخبرك به . وكان طلحة في ساقة الناس فلحقها › فأقسم أن ذلك ليس بالُحوأب » شهد معهما خمسون رجلا ممن کان معهم . فکان ذلك أول شهادة زور أقيمت في الإسلام . فأتوا البصرة › فخرج إل (١) سورة البقرة : ۹ . (۲) انظر الملحق . ~ 00 عُثمان بن حنيف فمانعهم › وجري قتال › قال : ثم أنهم اصطلحوا بعد ذلك على كف الُحرب إلى قدوم علي , فلما كان في بعض الليالي › بيتوا عُثمان بن حنيف فأسروه › وضربوه › ونتفوا لحيته . ثم أن القوم استرجعوا وخافوا على مخلفيهم بالمدينة من أخيه سهل بن حنيف ٠ وغيره من الأنصار . فخلوا عنه › وأرادوا ب يت المال › فمانعهم الخحزان والموكلون به » وهم الصالحون › فقتلوا منهم سبعين رجلا غير من جرح ۽ وخسون من السبعين طربت رقايي صيرا من يعد الأسر ‏ وهؤلاء أول من قتلوا لما في الإسلام » وصبروا وقتلوا حكيم بن جبله العبدي › وكان من سادات عبد القيس › وزهاد ربيعة › ونساكها . أ ه کلام المسعودي . قلت : الله أكبر » هؤلاء الذين يشهد لهم أهل السُنة بالْجنة › ويروون ذلك عن رسول الله ي8 › وإذا تأمل العاقل في إعتقادات المخالفين » لاسيما الأشاعرة › وجد ججيع ما عاب الله عز وجل به اليهود › لهم منه نصيب ۽ قال تعالى : « فَخَلفَ ين بعدهم خلفٌ وَرثوا الكتاب يَأخذون عَ رض هَذا الأدنى ويقولون سَيُغْفْر أا چ رى »قال سيدنا رسول الله ى : : " إن دماءكم » وأموالكم › وأعراضكم › عليكم حرام "› وقال 8 : : " ألا ل ترجعوا بعدي كفارا , يضرب بعضكم رقاب بعض " › لكن القوم طالَ : ل عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقسّت لوهم وكير مهم قاسيقون ڳه ر٠ . (١) سورة الأعراف : ۹٦۱ . (۲) سورة الحديد : ١٠ . 1٦0 - قال المسعودي في مروجه : وتشاجر طلحة والزبير في الصلاة بالناس › ثم إتفقوا على أن يُصلي بالناس عبد الله بن الزبير يوما › ويْصلي محمد بن طلحة يوماً » في خطب طويل » كان بين طلحة والزبیر» إلى أن إتفقا على ما وصفنا › وسار علي من المدينة بعد أربعة أشهر في سبعمائة را كب 5 منهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار › منهم سبعون بدريا › وباقيهم من الصحابة . حتى قال : ولحق بعلي جماعة من الأنصار › فيهم خزيمة بن ثابت - ذو الشهادتين ‏ ؛ قال : وكاتب علي من الربدة إلى أبا مُوسى الأشعري ليستنفر الناس › فثبطهم أبو مُوسى وقال : إنما هي فتنة › فنمى ذلك لى علي فول على الكوفة فرطة بن كعب الأنصاري » وكصب إلى أبي مُوسى : إعتزل عملنا يا ابن الحائك › مذموما مدحورا › فما هذا أول يومنا منك ,› وأن لك فيها الهنات وهنيات . حتى قال : فإنتهى إلى البصرة ‏ يعني : عليا - وراسل القوم وناشدهم الله › فأبوا إلا قتاله . أ ه كلامه مع حذف . ثم أخذ في وصف المواكب والرايات › ومن دخل مع علي البصسرة من الْمُهاجرين والأنصار (وَي) › منهم : خزيمةء وعمار› وابن عباس » وغيرهم من أهل الفضل (جزاهم الله عن الإسلام وأهله خيرا ورضي عنهم) » حيث بينوا منار الهدى › وأوضحوا السبيل لمن اتبع رضوان الله › فهم على من سواهم من البغاة ؛ وقول من قال : أن الزبير وطلحة اجتهدا فأخطاءا › لا أدري أي إجتهاد هذا لكن القوم غميت أبصارهم › - 0۷ زادها الله عمى في الدارين › وقد قال تعال : ل فمن نكث فَإِنمَا كث على تفسيه 4 ر١ › وقال رسول الله ك للزبير : " أا إنك لتقاتلنه وأنت له ظالم " » ولم يكن قتال. بين علي والزبير إل هذا › وتعيين عُمر رظء) لهم للشورى › إنما ذلك رأي رآه ء كما أنه قال : لو كان سالم - مولى أبي خذيفة ‏ حيا » ما خالجني فيه الظنون . قال أبو يعقوب (رحمة الله عليه) في دليله : وزلة طلحة والزبير في نكنهما الصفقة . حين بايعا علياً فنكفا › فإن أراد التوبة مما فعلاه بُشمان » حين يقول طلحة : اللهم خذ مني لمُشمان حتى ترضى › فقد أخطاً › إنما يرضى الله تعالى أن لو أقادا من أنفسهما لوليٌ دم غُثمان › وسلما من نكث الصفقة . وشرعا دين الخوارج دينا » ولهما أجور الخوارج أو أوزارهم › على أن الخوارج إنما خرجوا على الأئمة الجورة › أحر بهم في الخروج › لولا الإستعراض للعامة . أ ه . قال المسعودي بعد ذكره عليا ومن معه من الْمُهاجرِين والأنصار : فساروا حتی نزلوا الموضع المعروف بالزاوية , فصلى أربع ركعات › وعفر خديه بالترية » ثم رفع يديه يدعوا ؛ قال : وقال ي ذعائه : اللهم هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي › وبفوا علي » ونكشوا بيعتي ... إلخ ؛ قال : وبعث من يُناشدهم الله في الدماء ؛ وقال : علاما يُقاتلونني ؟ فأبوا إلا الحرب › فبعث رجلا من أصحابه اسمه مسلم » ومعه مصحف يدعوا إلى الله . فرموه بينهم فقتلوه › فحُمل إلى علي ؛ ثم قال : وأمر علي أن يُصافوهم ولا يبدؤنهم بقتال ؛ حتى قال : جاء عبد الله بن بُديل (١) سورة الفتح : ١٠ - ۵۸ ابن ورقاء الخزاعي بأخ له مقتول › وجاء قوم من الميسرة برجل قد رمي بسهم فقتل › فقال علي : اللهم اشهدء وعذروا إلى القوم › فقام عمار بن ياسر بين الصفير › فقال : أيها الناس › ما أنصفتم نبيكم › حيث كففتم غُتقاء تلك الخدور › وأبرزتم عقيلته للسيوف .٠ وعائشة على جل ئي هودج» قال : فدنی عمار من موضعها فنادی: إلى ما تدعينني ؟ فقالت : إلى الطلب بدم غثمان › فقال : قتل الله في هذا اليوم الباغي › والطالب بغير الحق ٠ ثم قال : أيها الناس ء إنكم لتعلمون أينا الممالي في قتل غُغمان › ثم أنشاً يقول › وقد رشقوه بالنبل : فمنك البكاء ومنك العويل ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الإمام وقاتله عندنا من آمره إلى أن قال : فقام علي › فقال : يها الاس › إذا هزمتموهم › فلا تتجهزوا على جريح » ولا تقتلوا أسيراً › ولا تتبعوا مُوليا » ولا تطلبوا دبرا › ولا تكشفوا عورة » ولا تمثلوا بقتیل » ولا تهتکوا سترا › ولا تقربوا من أموالهم » إل ما تجدونه في عسكرهم من سلاح » وکراع » وعبلر» وأَمَةٍ, وما سوى ذلك » فهو ميراث لورثتهم . أ ه ياختصار . قلت : هذا هو مذهبنا في حرب البغاة كله › إل قوله : ما تجدونه ... إلخ › فإن العيد والأمة من الّمال » وأما السلاح والكراع ؛ فقد قال في " المعالم " : والخلف في سلاح الباغي › بعد إنقضاء الحرب . - 0۹ _ قال الشماخي : فالصحيح أنه يرد عليه › ويذلك حكم أصحاب عبد الله بن يحيى ؛ وقيل : يُدفن › كما فعل أصحاب أبي بلال في الرجل الذي فتكوا به في داره › فدفنوا معه ماله وسلاحه ؛ وقيل : يباع ويتصدق بثمنه على الفقراء الْذِين شهدوا القتال ؛ وقال بعض أئمتنا : لا بأس للمُسلمين أن يستعينوا بخيل › إن وجدوها سارحة أو في رباطها › إن كانت لعدوهم › أو قتلوا أهلها عليها . وكذا السلاح إن قتلوا أهله › أو وجدوه في منازلهم . أه . وقوله : ولا تبعوا مُدبرا » المدبر لا يبع ولا يُجهز على جريحهء إن لم يكن له مأوى يأوي إليه › فيمتنع به › ولا أتبع وأجهز عليه › إن كان ذلك له › ويرفع عن الباغي ما أتلفه › في حال حربه من قعل أو مال ؛ وقيل : لا يرفع عنه إلا القتل فقط لا الأموال › فإنه مأخوذ بها ؛ وقيل : لا رفع عنه إل ما أتلفه في امعركة ؛ وقيل : لا يُرفع عنه شيء من ذلك كله › فهو مأخوذ بما أتلفه . نص على ذلك إمامنا الخليلي في بعض اجوبته . قال المسعودي › بعدما ذكر أمر وقعة الجمل : ودخل علي بيت مال البصرة في جماعة من الْمُهاجرين والأنصار › فنظر إلى ما فيه من العين والورق . فجعل يقول : يا صفراء غري غيري » وأدام النظر إلى امال مُفكرا › ثم قال : أقسموه بين أصحابي ومن معي خسمائة جمسمائة › ففعلوا › فما نقص درهم واحد › وعدد الرجال إثنى عشر ألفا » وقبض ما كان في عسكرهم من سلاح › ودابة » ومتاع › وآلة ‏ 1۰س وغير ذلك ٠ فباعه وقسمه بين أصحابه › وأخذ لنفسه ماأخذ .لكل قلت : نعم › هُو الذي ذكره أصحابنا في بيت مال البصرة › أنه فرقه خمسمائة درهم لكل واحد ممن معه › وأخذ هو مثل واحد منهم ٤ وإنما إكتفينا بكلام المسعودي في أكثر هذه الواقعة لأنه واف بالّمرام › فلا حاجة إلى نقل الكتب » فإن هذا لا غبار عليه › بقي قول المت : إلا ما كان من عائشة » فإنها قد إشتهرت عند المُسلمين توبتها ... إلخ › فإنه لم يُصرح المسعودي لها بتوبة . ولكنه أشار إلى ذلك › ونورد إشارته › ثم نتبعها بكلام الأصحاب في ذلك . قال المسعودي › بعد حكاية إرسال علي لعائشة إلى المدينة : قيل لها : كيف رأيت مسيرك ؟ قالت : كنت بخير واللّه ؛ إلى أن قالت : وددت والله أني لم أخرج › وإن أصابتني کیت وکیت » من أمور ذكرتها › وإنما قيل لي : تخرجين فتصلحين بين عباد الله › فكان ما کان . اه . وفي " جواهر البرادي " (رحمة الله عليه) : ويومئذ قال عمار بن ياسر (طقْك) » لعائشة (رضي الله عنها) › وقد قال له علي : أدخل على هذه أنت وفلان . وكلماها وقولا لها توب وتستغفر الله › فقال لها عمار : واللّه إنا لنعلم إنك زوج نبينا في الجنة . ولكن لا ندع الله يعصى بين أظهرنا › فتابت واستغفرت . وقال في الكناب أيضا : وقال أبو سُفيان محبوب بن الرحیل (ر هه ١٦س الله : دخل جابر بن زيد » وأبو بلال مرداس »› على عائشة ران ٠ وعاتباها على ما كان منها يوم الجمل › فاستغفرت وتابت مما دخلت فيه . اه . قلت : وإنما لم يوجبوا عليها شيئاً من العزم › لأنها ترى في خروجها ذلك » أن فعلها حلال لها . فهي من المستحلين › ولا غرم على المستحل إن تاب مما فعل › إذا أتلف الأموال والأنفس ياستحلاله › ومن ذلك أخذ أصحابنا : أن المشهود له بالجنة › ببص کتاب ۽ او حديث عن رسول الله ك . لايد من إجراء الأحكام عليه - كما تقدم ‏ والله أعلم . فمن مات تحت راي علي يومئد . ويوم صفين . هم أثمة المسلمين وأعلام الدين ؛ أي : فمن مات قتيلا› أو غير قتيل › إلا أنه موال للمُسلمين على سيرتهم › وأمرهم بالمعروف › مثل : إيني بديل بن ورقاء الخزاعيين (رضي الله عنهما) › تحت راية علي ٠ أي : محاربا للبغاة يومئذ › أي : يوم قاتل علي › طلحة والزبير بالبصرة › ويوم صفين › أي : مع علي في حرب معاوية » وعمرو بن العاص ٠ ومن معهما من البُغاة » الشاهد عليهم بالبغي رسول الله عع › والْمُسلمون كافة » إل من أضله الله عن احق › وهي الفتنة الثالشة من الفان › لأن الأولى فتنة الدار › والثانية فتنة الجمل . قال المسعودي : وقد كان عمرو بن العاص مُشحرفاً عن غُثمان ٠ لإنحرافه وتولية مصر غيره › فنزل الشام › فلما إتصل به أمر غُثمان ٠ ن وما كان من بيعة علي › كتب إلى معاوية يهزه ويُشير عليه بالمطالبة بدم غُثمان › وكان فيما كتب إليه : ما كنت صانعا إٳذ قشرت من کل شيء تملكه › فاصنع ما أنت صانع ٠ فبعث. إليه معاوية › فسار إليه › فقال له معاوية : بايعني › فقال : والله لا أعينك من ديني ؛ حتى أنال من دنياك › قال : سل › قال : مصر طعمة › فأجابه إلى ذلك › وکتب له به کتابا ؛ قال : ووجه علي بجرير بن عبد الله إلى معاوية › وقد كان جرير قال لعليّ : إبعثني إليه › فإنه لم يزل بي مُستنصحا » وإذا فاتيه وأدعوه إلى أن يُسلم هذا الأمر › وأدعو أهل الشام إلى طاعتك › فقال الأشتر : لا تبعثه ولا تصدقه › فوالله إني لأن هواه هواهم › ونيته نيتهم › فقال علي : دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا » فبعث به › وكتب إلى معاوية معه » يُعلمه مُبايعة المُهاجرين والأنصار › وإجتماعهم عليه › ونكث الزبير وطلحة › وما أوقعه الله بهما › ويأمره بالدخول في طاعته › ويعلمه أنه من الطلقاء الذزين لا تحل لهم الخلالة , فلما قدم عليه جرير › دافعه وسائله أن ينتظر به › وكتب إلى عمرو بن العاص - كما قدمنا - فأشار إليه عمرو بالبعثة إلى وجوه الشام › وأن يلزم علياً بدم غثمان ويقاتلهم به › فقدم جرير إلى علي فأخبره خبرهم وإجتماع آهل الشام مع معاوية على قتاله . وأنهم يبكون على غُثمان ويقولون : إن عليا قتله وآوى قتلته › ومنع منهم › وإنهم لابُد لهم من قتاله حتی يفنو ه٥ أو يفنيهم › فقال له الأشتر : قد كنت أخبرتك يا أمير الْمُوْمنين بعداوته وغشه › لو بعثتني لكنت خير من هذا الذي أرخى خناقه › وأقام حتى لم يدع باباً يرجو منه إِلاً فمحه » ولا باباً يخاف منه إل غلقه › فقال له - 1۳ جرير : لو كنت لقتلوك » والله لقد ذكروا إنك من قعلة عُثمان ٠ قال الأشتر : لو أتيتهم والله لم يُعيني جوابهم › ولا ثقل علي خطابهم › و لحملت معاوية على خطة أعجلته فيها عن الفكر › ولو أطاعني أمير لْمُؤْمنين قبل » لحبستك وأشباهك في محبس »› فلا تخرجون منه حتى ثم ذكر مسير علي إلى صفين بجيشه › ونزوله الرقة › وقال بعضهم في عدد الجيش : أثبت معوي قد أتاك الحافل ثم سار معاوية من الشام › ومعه جيشه أهل الشام › قيل : أنهم ثمانية وتسعون ألفا ؛ وقيل : خخسة وثمانون .. قلت : هذه المقاتلة من الفريقين دون الأخدمة , فقد أنهاهم بعض إلى أكثر من ذلك . ثم ذكر المسعودي نزول معاوية على الماء › ومنع علي ومن معه من الورود › وأمر علي الأشعث ومن معه › قال : بينما علي يدور في الليل في جيشه › إذ سمع قائلا يقول : أيمنعنا القوم ماء الفرات وفينا الرماح وفينا الجحف وفينا علي له صولة إذا خوفوه الردى لم يخف ا ونحن غداة لقينا الزبير وطلحة خضنا غمار التلف فما باللا الأمس أسد العرين وما بالنا اليوم شاة النجف قال : وألقيت في فسطاط الأشعث رقعة فيها : ن لم يُجل الأشعث اليوم كرب من اموت عنا للنفوس تعلت ونشرب من ماء الفرات بسيفه فهبنا أناسا قبل كانوا فمرت قال : فلما قرا » هاج وأتى عليا » فقال له : أخرج في أربعة آلاف من الجيش » حتى تهجم في عسكر معاوية› فتشرب وتسقي الأصحاب › أو تموتوا عن آخركم . إلى أن قال : وكان الأشعث يُقدم رمحه › ثم يحث أصحابه › فيقول : أرجهوهم مقدار هذا الرمح › قال : وإرتحل معاوية ومن معه عن الماء » وورد علي ومن معه › قال : وبعث علي إلى معاوية يدعوه إلى إتحاد الكلمة , والدخول في جماعة المُسلمين › وطالت المُراسلة بينهما ؛ حتى قال : ولما كان في اليوم الآخر من المحرم › قبل غروب الشمس بعث إلى أهل الشام أني قد إحتججت عليكم بكناب الله › ودعوتكم إليه › وإني قد أنبذت إِليكم : « على سَواء ِن الله ل يِب الْحَائيينَ € رى ٠ فلم يردوا عليه جوابا › إل السيف بيننا وبينك› ويهلك الأعجز منا . أ ه ما أردنا نقله من كلامه . ثم أخذ في وصف الوقائع الأجارية في صفين ؛ حتى قال : في يوم (١) سورة الأنفال : ١ . _ ٥10٦ - الأربعاء خرج علي بنفسه في الصحابة › من البدريين › وغيرهم من المّهاجرين › والأنصار › وربيعة » وهمدان ؛ قال ابن عباس : رأيت في هذا اليوم علياً وعليه عمامة بيضاء › وكأ عينيه سراجا سليط › وهو يقف على طوائف الناس في مراتبهم › يحثهم ويحرضهم › حتى إنتهى إل وأنا في كثيف من الناس › فقال : يا معاشر المُسلمين . غموا الأصوات › وأكملوا الملامة » واستشعروا الخشية ٠ وأقلقوا السيوف في الأجفان قبل السلة › والحظوا الشرر ء وأطعنوا الهبر › ونافحوا الصبا » وصلوا السيوف بالخطا › والنبال بالرماح › وطيبوا عن أنفسكم أنفسا › فإنكم بعين الله , ومع ابن عم رسول الله يع › عاودوا الكر › واستقبحوا الفر › فإنه عار في الأحقاب › ونار يوم الحساب .› ودونكم هذا السواد الأعظم › والرواق المطنب › فاضربوا نهجه › فإن الشيطان راكب صعيده › مُعترض ذراعيه › قد قدم للوثبة يدا › وآخر للدكوص رجلا فصبرا جهیلا › حتى تنجلي عن وجهة الحق » وأنتم الأعلون › والله معكم › ولن يتركم أعمالكم › وتقدم علي على بغلة رسول الله ا للحرب . حتى قال : وقال عمار بن ياسر : إني لأرى وجوه قوم لايزالون يقاتلون » حتى يرتاب المبطلون › والله لو هزمونا › حتى يبلغوا بنا سعاف هجر › لكنا على الحق › وكانوا على الباطل » وتقدم عمار فقاتل › ثم رجع إلى موضعه › فاستسقا › فاتته إمرأة من نساء بني شیبان » من مصافهم › بعسل فيه لبن › فدفعته إليهء فقال : الله أكبر › الله أكبره اليوم ألقي الأحبة تحت الأسنة » صدق الصادق ٠ وبذلك أخبر الناطق › ۳ وهو اليوم الذي وعدت فيه ؛ ثم قال : ايها الناس › هل من رائح إلى الله تحت العوالي ؟ والذي نفسي بيده › لنقاتلدكم على تأويله › كما قاتلناكم على تنزيله › وتقدم وهو يقول : نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويُذهل الخليل عن خليله أو يرجع الحق إلى سبيله قلت : في كب أصحابنا › أنه قال : هل من رائح إلى اللّه قبل تحكيم الحكمين ؟ فإن قلت : أن التحكيم لم يكن حيئذ › قلت : أنهم لايزالون يترقبون إلى ذلك . قال المسعودي : كان أبو مُوسى الأشعري يُحدث قبل وقعة صفين › ويقول : إن الفتن لم تزل في بني إسرائيل › ترفعهم وتخفضهم › حتى يبعثوا احكمين . يحكمان بما لا يرضى به من أتبعهما › فقال سويد بن علقمه : إياك إن أدركت ذلك الزمان › أن تكون أحد الحكمين › قال : أنا ؟! قال : نعم أنت › فكان يخلع قميصه ويقول : لا جعل الله لي إِذاً في السماء مصعداً › ولا في الأرض مقعدا › فلقيه سويد بن علقمة بعد ذلك › فقال : يا أبا مُوسى» اتذ كر مقالتك ؟ قال : سل ربك العافية . أ ه . ثم قال المسعودي أيضا : فتوسط القوم › وإشتبكت عليه الأسنة - يعني : عمارا ‏ فقتله ابو الهادية العاملي › وأبو حواء السكسكي 6 ۷٦ - وإختلفا في سلبه » فاحتكما إلى عبد الله بن عمرو بن العاص › فقال لهما : أخرجنا عني . فإني سمعت رسول الله ى يقول › أو قال رسول الله ع6 : ' وبفت قريش بعمار ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " رى ؛ فلت : وفي البخاري وغيره › عبه يل : " ويح عمار تقتله الفئة الباغية " ر١ . أ ه . ثم أخذ في وصف المعركة › ومن فمل مع علي يومئذ من أهل البصائر › مثل : خزيمة بن ثابت › وعمار › وابني بديل بن ورقاء › والْمر ؛ قال هاشم : وغيرهم (يش) ؛ فمن ثم قلا : إنهم أئمة الْمُسلمين « وأعلام الدين » (جزاهم الله عن الاسلام وأهله خيرا) . ثم قال المسعودي : ولّما رآى معاوية القتل في أهل الشام » وكلب أهل العراق عليهم › إستدعى بالنعمان بن جبله التنوخي » وکان صاحب راية قومه في تنوخ ونهد › وقال له : لقد هممت أن أولي قومك من هو خير منك مقدما › وأنصح منك دينا › فقال له النعمان : إنا لو کنا ندعی إلى جيش ممنوع › لكان في لكع بعد الإناة , فكيف ونحن ندعوهم إلى سيوف قاطعة › وَرُدَيُنيَة شاغرة . وقوم ذوي بصائر نافذة › والله لقد نصحتك على نفسي › وآثرت مُلكك على ديني › وتركت لهواك الرشد وأنا أعرفه » وحدت عن الحق وأنا أبصره › وما وفقت لرشد حين أقاتل عن مُلكك ابن عم رسول الله 8 » وأول مُؤمن به › ومُهاجر معه › ولو أعطيناه ما أعطيناك › لكان أرأف بالرعية › وأجزل في العطية › ولكن قد بذلنا لك الأمر » ولابُد من إتمامه › أكان غيا أو رشدا › وحاشا (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . ۸٦ أن يكون رشداً › وسنقاتل عن تين الغوطة وزيتونها › إذا أحرمنا ثمار الجنة وأنهارها › وخرج إلى قومه فصمد إلى الحرب . أه . وفي كتب بعض الْمُخالفين : قال قيس بن أبي حازم : كنت مع علي في جميع أحواله وحروبه ؛ حتى قال يوم صفين : انفروا إلى بقية الأحزاب › انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله ق وأنتم تقولون : صدق الله ورسوله عع » فعرفت إيش كان يعتقد في المجماعة › فاعتزلت عنه . أه . تنبيه : قال المسعودي : وقد تكلم طوائف من الاس ممن سلف وخلف » من أهل الآراء في الخوارج وغيرهم » من فعل علي يوم اللجمل ويوم صفين › وتباين حُكمه فيهما » وفي من ڦُتل من اهل صفين مُقبلين ۽ ومُدبرين › وإجهازه على جُرحائهم › ويوم الجمل لم يتبع مُولياء ولا أجهز على جريح › ومن القی سلاحه » او دخل داره کان آمنا › وما أجابهم به شيعة علي . في تباين خكم علي في هذين اليومين لاختلاف حكمهما › وهو : أن أصحاب الجمل لما إنكشفوا لم يكن لهم فئة يرجعون إليها › وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير محاربين › ولا منابذين › ولا لأمره مُخالفين فرضوا بالكف عنهم وكان الْحُكم فيهم رفع السيف › إذ لم يطلبوا عليه أعواناً » وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة › وإمام مُنتصب ٠ يجمع لهم السلاح › ويسني لهم الأعطية› ويُقسم لهم الأموال › ويّجبر كسيرهم › ويحمل راجلهم › ۹٦ - ويردهم فيرجعون إلى الحرب » وهم إلى إمامته مُنقادون › ولرأيه مُتبعون › ولغيره مُخالفون › ولامامته تاركون . ولحقه جاحدون › وبأنه يطلب ما ليس له قائلون › فاختلف الْحُكم لما وصفنا › وتباين حُكماهما لما ذکرنا . اه . قلت : وقد مضى ما هو المذهب في حرب البّغاة قبل هذا › وإنما إكتفينا بكلام المسعودي في الواقعتين › وتركنا كتبنا فيهما › لأنه حجة على مُنكري حقية مذهبنا › والْحَمدُ لِلهِ عَلّى کل حال . ثم أن علي رضي بتحكيم الحكمين . ثم عاد عودة على بدئه › فقال : إنهما حكما بغير ما أنزل الله » فقتل من رضي بالتحكيم › ومن أبى منه › فلم يرضه » فان كان حقا في نفسه » فليس له أن يرجع عنه ٠ وإن کان باطلا | » فمن أين له الاخول ؟ وإعتذار من يعتذر عنه بأنه مقهور ومغلوب ليس بشيء » لأنه عليه أن يسمضي على الحق ٠ ولو بقي بنفسه › قال تعالى : « واتقوا فتن ل تصن الذي طَلَمُوا منكم خاصّة وَاعلَمُوا أن الله شَدِيدُ العقاب ‏ رى ٠ فحرمه اللّه بذلك المحرمين › وعوضه دار الفتنة العراقين › فسلم منه أهل الشرك . ووقع بأسه بهل الإسلام ؛ ثم ن علي بعد صحة بيعته وثبوتها من أهل الل والعقد › وقتاله الفرقتين الباغيتين من أهل الجمل وصفين › وبعد قعل الأفاضل الأخيار من جيشه › رجع عن ذلك كله › فرضي بتحكيم الحكمين ٠ وهما : أبو مُوسى الأشعري › من لذن علي › بعدما كان يبط الناس عنه » وبعد عزله له عن ولاية الكوفة ‏ كما قدمنا - › وعمرو بن العاص › () سورة الأنفال : ٢۲ . ‎۷V‏ س ‎ الذي لم يزل يحرض الناس › ويُجمعهم عليه › ويُخاصمه › ويُحاربه مع معاوية › وبعد شهادته عليهم أنهم بقية الأحزاب . قال المسعودي › بعد ذكره ليلة الهرير › وما وقع فيها من بلاء الْمُسلمين بهؤلاء الشامية : وقال معاوية : هلم مُخباتك يا ابن العاص ٠ قد هلكنا › وتذكر ولاية مصر › فقال عمرو بن العاص : يها الناس › من كان معه مُصحف فليرفعه على رمحه» فكثر في الجيش رفع المصاحف . وارتفعت الضجة . ونادوا : كتاب الله بيننا وبينكم . أ ه . قلت : وفي " جواهر البرادي " (عفى الله عنه) : وحمل الْمُسلمون على أصحاب معاوية › فهزموهم وأكثروا فيهم القتل › حتى دخلوا. ناحية عسكره ؛ إلى أن قال : وإنحاز عمرو إلى ناحية من العسكر › ثم إنصرف معاوية › فقال له عمرو : هل لك أن تدعو القوم دعوة › إن أعطوها إفترقوا » وإن منعوها إفترقوا › ولا تزيدنا إلا إجتماعا › وَل تزيدهم إل فرقة وشتاتا » فقال معاوية : وما هي ؟ فقال : إني عارف بأهل العراق › إرفعوا لهم المصاحف على الرماح ء وادعوهم إلى ما فيها فقال له معاوية : إفعل › فأمر لأن ترفع لهم امصاحف على الرماح › ; خرج غاديا › وقال : بيننا وبينكم كعاب الله » فلما سمع منهم اهل الوهن › مثل : الأشعث بن قيس › وغيره من جبناء أهل العراق › قاموا إليه فقالوا : يا أمير الْمُومِين أنصفك القوم . أ ه . وفي مروج المسعودي : رفع في عسکر معاوية نحوا من حمسمائة مصحف »› فلما رأى كثير من أهل العراق ذلك .› قالوا : نجيب إلى ا۷۱ -۔ کتاب الله ونثوب إليه › وأحب القوم المُوادعة › وقيل لعلي : قد أعطاك معاوية احق . قال : وكان أشدهم في ذلك اليوم الأشعث بن قيس › فقال علي : يها الناس لم يكن من أمركم ما حب حتی قرحتکم الحرب › وقد الله أخذت منكم وتركت » وإني كنت أمس أميرا . فأصبحت اليوم مأمُورا . أ ه . وقد جرى بينه › وبين الأشعث شعث وأضرابه . ممن أحب البقاء » وآثر الحياة الدُنيا » خطب طويل . حتى قال المسعودي : فقال علي : ما رفعوها لأنكم تعلمونها › ولا يعملون بها › وما رفعوها لكم › إلا خديعة ›. ودهاء › ومكيدة . فقالوا له : ما يسعنا أن ندعى إلى كناب الله فنابى أن نقبله . فقال : ويحكم إنما قاتلتهم ليدينوا بحُكم الكتاب › فقد عصوا الله فيما آمرهم به › ونبذوا كتابه › فامضوا على حقكم وقصدكم » وقتال عدو كم » فان معاوية › وعمرو بن العاص › وابن ن أبي معط › وحبيب بن مسلمه ٠ وبني النابغة » وعدة غير هؤلاء » ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ؛ حتى قال : وتهددوه أن يصنعوا به ما صنع بغثمان . أ ه . وفي " جواهر البرادي " (عفى الله عنه) : وخرجت حينئذ طائفة من أصحاب علي › فقالوا : ل حُكم إلا لله » وَاللّه ما كناب الله يُريدون › وتقلدوا سيوفهم › واعتقلوا رماحهم › وقالوا لعليّ : قد مضى الْحُكم في معاوية وأصحابه › إنهم أهل بغي › حتى يرجعوا إلى كعاب الله ؛ حتى قال : وعن خالد بن سعيد : أن بعض القوم دعوا إلى القتال › حين ۷۲ رفعت المصاحف ٠ منهم : الأشتر النخعي › وشبيب بن ربيعة › ویزید بن قيس وغیرهم › وکان یأبی من القبيلة الرجل والرجلان › وكان أكثر من يأبى من الناس همدان › لما دخل الناس من الكراهية للحُكومة » حتى رجعوا وأجابوا . أ ف . ثم ذكر المسعودي : إرسال علي الأشعث إلى معاوية › واتفاقهما على الْحُكومة . حتى قال المسعودي : فقال له معاوية : ترجع نحن وأنتم إلى كناب الله وإلى ما أمر الله به في كتابه › تبعثون منكم رجلا ترضونه › وتختارونه » ونبعث برجل › ونأخذ عليهما العهد والميشاق › أن يعملا بالكتاب › ولا يخرجا عنه » وننقاد جميعا إلى ما اتفقنا عليه فصوب الأشعث قوله › وانصرف إلى علي فأخبره بذلك › فقال أكثر الناس : رضينا › وقبلنا ‏ وسمعنا › وأطعنا › فاختار أهل الشام عمرو بن العاص ٠ وقال الأشعث › ومن إرتد بعد إلى رأي الخوارج : رضينا نحن بابي مُوسى الأشعري . أ ه كلام المسعودي بحروفه . قلت : هنا زلت بجميع الأشعرية القَدم؛ كالمسعودي وغيره فإنهم ما أنصفوا › فإن الخوارج لم يرضوا بالحكومة أصلا› وأن عروة بن جدير (ظَ) . ضرب الأشعث فأصاب بغلته › وقال : لا حكم إلا لله لأن الحكومة معهم باطل لأن المصوب لها راجع عما كان عليه من قبل » وقد ثبت أن قتال علي › والمهاجرين › والأنصار › والتابعين لهم باحسان » لمعاوية . وعمرو بن العاص › ومن إنتظم في سلكهم › - ۷۳ احق الْمِين › لا مرية في ذلك › كيف وقد شهد رسول اللّه ٣ إنهم بُغاة , حيث قال لعمار بن ياسر (ضَي) : " تقتله الفئة الباغية " ر6 › وما قال معاوية › وعمرو بن العاص › للأشعث ء٠ ما قالاه إلا مكر وخديعة › وكيف يحكمون كتاب الله » وقد قتلوا على كناب الله خسة وعشرين ألفاً من أفضل الناس . قال صاحب الدليل (رحة الله عليه : فإن قال قائل : هذه أمة أحمد , قد أصيبت باتباع أوائلها › وما يدريكم لعلكم أنتم أيضاً ممن أصيب باتباع أوائله › ولم قضيتم أن أوائلكم على الهّدى › وأوائل غي ركم على الردی › وأوائلکم غير معصومین › کأوائل غير کم ؟ ُلنا وباللّه التوفيق : إنا اتبعنا أوائلنا » وحاسبناهم › واتبعناهم تقييدا › ولم نتبعهم تقليدا › فعولت أوائلدا على الوزن بالقسطاس المُستقيم › والبرهان القويم وَعو لكاب والسة , ورأي المُسلمين . وذلك أنه لم تفترق فرقة بعد رسول الله ك » إلا كان أوائلنا في أفضلها › حتى إنتهى الأمر إلينا › وأول ذلك : أن الْمُسلمين اختلفوا بعد بد رسول الله ك › فأججعوا على أبي بكر الصديق رن › فخالفت الشيعة›. وكنا مع المُهاجرين والأنصار › وكانت مع حزب الشيطان الرجيم › وغُمر بن الخطاب (ط) » في حزب أبي بكر الصديق رَقه) › فوقعنا في حزب الذين بعد رسول اللّه ي8 › والمُهاجرين › والأنصار › وأهل الشورى بعدهما› ثم ولي غُثمان بعد الإمامين › فاختلف عليه أصحاب رسول (١) انظر الملحق . ٤۷ - الله ع فجل الْمُهَاجرين والأنصار عليه لاله » ِل ما كان من زيد بن ابت » وعبد الله بن سلام › والمتوقفون : عبد الله بن غُمر› وسعد بن أبي وقاص › وحمد بن مسلمة › وباقي الْمُهاجرين والأنصار › عليه لا ل والإمام عمار بن ياسر (طقه) لما جعله رسول الله ية . علامة للفتنة › قال ك6 : " ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الْجنة ويدعونه إلى النار » إنما عمار جلدة بين أنفي وعيني › مهما أصيب المراً هنالك لم يستبق " ر » وقوله ي لعمار : " تقتلك الفئة الباغية " ر » وقوله ك : " عليكم بهدي عمار وابن أم عبد " رم » ثم أطبق أهل الشورى والْمُهاجرين والأنصار على علي › وكنا معهم › فخرجا عنه طلحة والزبير › فنكغا الصفقة › وعائشة أم المؤمنين التائبة › فحصلنا بحمد اله مع المجمهور › ثم خالف معاوية وعمرو بن العاص بالشام › وليس معهم من الْمُهَاجرين والأنصار مقهور ولا مذكور › فحصلنا مع علي وعمار › ومع الّمُهاجرين والأنصار › ثم أن علي رجع على عقبيه ورضي بالحكوعة . التي كفر راضيها » وصوب ساخطها» فقعل الفريقين يع ٠ الراضي والساخط ء والمحق والمبطل › فكنا على الأصل الذي فارقنا عليه أبا ذر › وابن مسعود › وعمار بن ياسر › الذي جعله رسول الله عَلّماً للفتنة , حين قال ي : " عمار تقتله الفئة الباغية " ‹4» › فأثبته على الهدي عند الإختلاف › وحين قال ي : "عليكم بهدي عمار وبهدي ابن اُم عبد " » وقال ك : " ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الْجنة ويدعونه إلى النار " › فوقعنا بحمد الله في حزبهما ›. فبإن كان الجميع (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . (٢) انظر الملحق . (٤) انظر الملحق . ٥۷ - على الحق › فنحن أولى › ولا نعمت عين لهم › وإن كانوا على الباطل ٠ وبهذا يتبين المت › ثم عاد عودة على بدئه » إذ ليس بين العبارتين إلا أختلاف اللفظ › والعود : الرجوع على بدئه › أي : على ما كان عليه من قبل » فإنه كان يشهد عليهم » أي : معاوية وحزبهەس بأنهم ليسوا أهل دين ولا قرآن › فإنه أعطاهم الرضى بالتحكيم . ثم رجع ونقل عنه في كناب " الملل والنحل " › أنه يقول : انفروا إلى بقية الأحزاب › انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله › وأنتىم تقولون : صدق الله ورسوله ؛ فإن قيل : أن صاحب " الملل والنحل" › قال : إعلم أنه أول من خرج على أمير المَؤمنين عَليّ بن أبي طالب ٠ جماعة ممن كان معه في حرب صفين › وأشدهم خروجا عليه ٠ ومروقا في الدين : الأشعث بن قيس › ومسعود بن فدكي › وزيد بن حصین › قالوا : القوم يدعوننا إلى كناب اللهء وأنت تدعونا إلى السيف ؛ حتی قال : أا أعلم يما في كناب الله › انضروا إلى بقية الأحزاب › انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله › وأنتم تقولون : صدق الله ورسوله › قالوا : لشن لم ترجعن الأشتر عن قتال الْمُسلمين ٠ وَإلا لفعلن بك كما فعلنا بغثمان › فاضطر إلى رد الأشتر › بعد أن هزم الجمع وولوا مُدبرين » وما بقي منهم إلا شرذمة قليلة فيهم حشاشة قوة » فامتشل الأشتر أمره » وكان من أمر الحكمين . إن الخوارج حَملوه على التحكيم أولا 6 وكان يريد أن يبعث ٦۷ - عبد الله بن عباس ٤ فما رضي الخوارج بذلك › وقالوا : هو منك › فحملوه على بعث أبي مُوسى الأشعري . على أن يُحكما بكتاب الله تعا ى › فجرى الأمر على خلاف ما رضى به › فلما لم يسرض » خرجت الخوارج عليه » وقالوا : لم حكمت الرجال › لا حُكم إلا لله وهم المارقة الذين اجتمعوا بالنهروان › هذا كلام الشهرستاني في ملله . قلت : أما قوله : أول من خرج على أمير الْمُوْمين علي بن أبي طالب › جماعة ممن كان معه في حرب صفين »› فان هذا هوس منه. وقد قدمنا أن أول الخوارج عليه : طلحة › والزبير » ومن معهما › وأنهم هم الذين سنوا الخروج على الأئمة › فلهم أجور الخوارج › أو ُوزارهم۔ كما تقدم عن أبي يعقوب- لكنهم إحولت أعينهم عنهم لأنهم بقية متهم › ومنهم من إعتذر عن طلحة والزبير › بأنهما إجتهدا فأخطاءا . وقد جملهم الإجتهاد إلى أن يقاتلوا المُسلمين من المُهاجرين والأنصار › ويسفكوا دماء مسين من أهل البصائر صبرا › ومنهم من يقول : أنهما تابا إذ ذكرهما علي فتذ كرا . وهذا المسعودي يحكي عن ابن عباس » حین جری بينه وبين ابن الزبير أمرٌ › فقال له : وأما قولك : حواري رسول الله ي8 , فقد لقيت أباك في الزحف . وأنا مع إمام هُدى › فإن يكن على ما أقول : فقد كکفر أبوك بقتالنا , وإن يكن على ما تقول : فقد كفر بهربه عنا . أ ه . فإن طلحة قعل بالمعركة › والزبير قعل هارباً بوادي السباع › هذا ولم يدع أحد من فرق الموحدة توبتهما غير الأشعرية › فالمعتزلة › - ۷۷ والشيعة › والخوارج » لم يدع أحد توبتهم › وإن كانوا خصماء لا يُقبِل قولهم › ثم كان من معاوية ما كان بصفين › حتى أحسوا بالهزيمة › فاحتالوا على علي بأمر احكومة , وقد أنكرها المحققون لأنها باطل › فمن أجازها فقد رجع عن حرب الفئة الباغية › وأن عمار بن ياسر لم يزل ينهي عنها حتی استشهد (ه) . وقوله : وأشدهم خروجا عليه الأشعصث .. .إلخ .لعن الله الأشعث › وهل أعان البغاة والباطل إلا الأشعث وأضرابه › وأما زيد بن حصين الطائي (طه) » فهو ممن حكم الله . وقوله : وكان من أمر الحكمين › أن الخوارج حَملوه على التحكيم . .. إلخ » ما لهم يحملونه على على التحكيم › وهم ينهون عنه ٠ ولا يجيزونه أصلاً » وأيضا هم شرذمة قليلون › والجيش مائة ألف أو يزيدون › بل كيف يتوعدونه أن يُفعل به ما فعل بفُشمان » وهو في مشل هذا الجيش ممن بايعه ورضي يإمامته › من الْمُهاجرين › والأنصار › والشابعين لهم ياحسان › هل هذا إلا خبط عشوى ؟ عافانا اله والْمسلمين من اللجاج › وَالْميل إلى الإعوجاج › إنما هله على الحكومة › الأشعث وأضرابه › الذين مردوا على الفاق » ولعمري لم يكن له من أمره إلا مُطاوعتهم » ثم أنه أظهر التوبة من التحكيم › حين عاتبه مسلون › فقبلوا مشه » ولم يردوا عليه تويته » حتى جاءه الأشعث › فرده عن الحق › » فرجع بعد أخذ الميثاق عليه . فلم يلبث أن خرجوا عنه › وقوله : وأولا كان يريد أن يبعث ببعث ابن عباس › فما رضی الخوارج بذلك › وقالوا : هو منك › فحملوه على بعث أبي مُوسی - ۷۸ الأشعري : ل إنا لله وإنا إِليهِ راجغون که ر . هل هذا إلا إختلاق على الخوارج » إن الخوارج لم يقبلوا التحكيم من أول الأمر › لأن الله تعالى حكم في الفعة الباغية , أن قاتل : ل حتى تيء إلى أمر الله 4 ر١ › ومعاوية وحزبه لم يفيئوا إلى أمر الله » فليس لعمرو بن العاص › وأبي مُوسى الأشعري › ولا غيرهم › أن يحكموا› أو يحكموا › وليس لعلي قبول قولهم › ولا فرق أن يسير ابن عباس » أو غيره » أو يسير علي بنفسه » وقد حكى المسعودي› عن ابن عباس » أنه قيل له رظَله) : ما منع عليا أن يبعشك مكان أبي مُوسى يوم الحكمين؟ فقال : منعه من ذلك حائل القدر › وقصر المدة › ومحنة الإبتلاء › أما والله لو بعشضي مكانه › لإعترضت مدارج نفسه › ناقضاً لِمَا أبرم › ومُبرما لِمَا أنقض ٠ أسف إذ طار » وأطير إذا أسف › ولكن مضى قدر › وبقي أسف › ومع اليوم غداء › وللآخرة خير للمتقين . أه . فقال : إنهما حكما بغير ما أنزل الله › أي : حيث لم يثبنا أمره › بل إتفقا على خلعه من الإمارة › وأقر عمرو بن العاص معاوية وبايع له . قال المسعودي في مروجه : وكان فيما كتب في الصحيفة : أن يُحيى الحكمان ما أحيى القرآن › ولا يتبعان الهوى › ولا يُداهنان في شيء من ذلك › فإن فعلا فلا حُكم لهما » والْمُسلمون من حُكمهما بُراء › قال : () سورة البقرة : ۹ . (۲) سورة الحجرات : ٩ . - ۷۹ وصيروا الأجل إلى شهر رمضان › على إجتماع الحكمين » في موضوع بين الكوفة والشام ؛ قال : ومر الأشعث بالصحيفة يقرأها على الناس فرحا مسرورا » حتی مر بمجلس بني تميم » وفيه جماعة من زعمائهم » منهم : عروة بن حدیر النميمي ‏ أخو أبي بلال الخارجي ‏ فقرأها عليهم » فجرى بين الأشعث وبين أناس منهم خطب طويل › وأن الأشعث كان بدا هذا الأمر › والمانع له من قتال عدوهم › حتى يفيئوا إلى أمر الله , فقال عروة : أتحكمون في دين الله › وأمره ونهيه الرجال لا حُكم إلا لله ء فكان أول من قالها وحكم بها » وشد على الأشعث بسيفه › فضم فرسه على الضربة › فوقعت في عجز الفرس ونجي الأشعث ؛ قال : ولما وقع التحكيم › تباغض القوم جميعا › يبرا الأخ من أخيه › والإبن من أبيهء وأمر علي بالرحيل › لإختلاف الكلمة › وتفاوت الرأي . وعدم النظام لأمورهم › وما لحقه من الخلاف منهم ٠ وكثرة التحكيم في جيش أهل العراق › وتضارب القوم بالمقارع ونعال السيوف › ولام كل فريق منهم الآخر في رأيةء وسار علي يؤم الكوفة › ولحق معاوية بدمشق ‏ من أرض الشام؛ قال : ولما دخل على الكوفة › إنحاز عنه عنه إثنا عشر ألفا من القراء وغيرهم فلحقوا بحروراء قرية من رى الكوفة - وجعلوا عليهم شبيب بن ربعي التميمي . وعلى صلاتهم عبد الله بن الكوى اليشكري - من بكر بن وائل ‏ فخرج علي إليهم › وكانت لَه معهم مناظرات › فدخلوا ` جيعا الكوفة . أ ه كلامه مع حذف . قلت : وقد غص بريقه عن ذكر المحاورة › وأنا ألخص كلاه - ۸۰ الأصحاب .› وأتبعه بكلام الأشاعرة ؛ قالوا : جرى بين الشيعة والْمُسلمين › حين فارقوا عليا مُناظرة › فقال لهم الْمُسلمون : إستبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرسي رهان › فأما أهل الشام فانهم بايعوا معاوية على ما أحبوا وكرهوا › وأما أنتم فبايعتم علياً على أنكم أولياء من والى » وأعداء من عادی » ثم نزل الْمُسلمون حروراء » فارسل إليهم علي ابن عباس »› فلما قدم إليهم رحبوا به » وقالوا : ما سرنا أن غيرك جاء إلينا › فقال لهم : ما نقمتم على أمير الّمُوْمنِين ؟ فقالوا له : أخبرنا عن الأمر الذي كنا نحن وعلي عليه بالبصرة مع طلحة والزبير › وبصفين مع معاوية وعمرو بن العاص › أَهُدئ كان أم ضلالاً ؟ فقال لهم : اللهم إنه لهّدى › فقالوا له : أنزل كتاب من السماء بترك ذلك الأمر » وتأمين معاوية وحزبه من البّغاة › وقد قال الله تعالى : « فَقَاِلو ِي تبفي حى تيء إلى أصر الله رن » أم فاء إلى أمر الله معاوية وحزبه ء إِذ امتهم علي ؟ فقال ابن عباس : إن الله تعالى يقول في شقاق بين رجل وزوجته : « وإن خفتم شِقَاق بيهم قَابعنوا حَكما من أَهلِه وَحَكَماً من هلا رن » وف صيد يقتله مرم : با أا اين أصُو لا فلو الصنّيد وأنتم حرم ومن قله منكم مَُعَمداً فَجَرَاءْ مل ما فل من العم يَحكُمُ به دوا دل نكم رم » فكيف بأمر أمة محمد 8 ؟ فقالوا له : كل حُكم فوض الله الأمر فيه إلى المُسلمين فذلك إليهم› وأما الحُكم الذي حكم فيه بنفسه › فليس لأحد أن يُبدله من تلقاء نفسه › (١۱) سورة الحجرات : ٩ . (۲) سصورة النساء : ٢۳ . )۳( سورة المائدة :۹0 . ٢۸ أرأيت لو وجب حد على أحد » كحد الزنى مشلا › أو قطع السبيل ء فأراد القائم بالأمر من أئمة الْمُسلمين أن يُقيم عليه الحد › هل له أن يقول للإمام : نبعث حكماً من قبلك › وحكما من قبلي » فما حکما به رضيناه » هل للإمام أن يقبل ذلك ؟ ثم كروا عليه › فقالوا : أرأيت لو أن يهودية تحت مُسلم فتشاقا › فأرادت زوجة المُسلم أن تحاكمه إلى أحكام اليهود › هل لها ذلك › ويجبر ر الْمُسلم على أحكام اليهود ؟ فقال لهم : اللهم لا › فقالوا له : إن عمروا يريد أن يحمل الْمُسلمين على حكمه فيهم › وبالأمس حكمه فيهم القتل أو الرجوع إليهم على باطلهم › ثم قالوا له : إن قاتل الصيد وهو مُحرم . هل يجوز له أن يحكم من مذهبه › إستباحة قتل الصيد وهو مُحرم ؟ فقال : اللهم لا ٠ فقالوا له : كيف حكمتم عمروا في دماء المُسلمين ودينهم › وهو يستحل قتلهم ويسفك دماءهم ؟ ثم کروا عليه › فقالوا له : أخبرنا عن قعل جرادة في الحرم . هل يجوز أن يحکم عليه غير ذوي عدل من الْمُسلمين ؟ فقال لهم : اللهم لا فقالوا له : كيف جوزتم حكومة عمرو وأبي مُوسى » وعندكم أنهما ليسا بعدلين ؟ فناشدك الله يا ابن عباس » المُسلمون أعظم خُرمة أم الجرادة حين قتلها قتلها المحره 9 ابن عباس إلى علي وقد لزمته الحجة » فسار علي إليهم › فقال لهم : إن الكلام منكم جملة لا يُستطاع › فليخرج إِلي منكم مائةء ثم قال للمائة : ليخرج إِلي منكم عشرة » فخطب مُتكاً على قوسه » فقال في آخر كلامه : ما نقمتم علينا › ولأي شيء کان خروجکےم عنا› فقام متكلمهم فقال : نقمنا عليك ترك الأمر الذي كنا عليه تحن وأنت ۸۲ بالأمس › وإعطاءك الأمان لمعاوية وحزبه › وهم بُغاة لم يفيئوا إلى أمر الله , وخلعك نفسك من إمارة الْمُوَمين › وقد أججعت الأمة المحقة عليها » وكتبت باسمك واسم أبيك › وحكمت الرجال في أمرك › وحُكم الله مُقدم فيهم » بأن يُقاتلوا حتى يفيئوا › أو تفنى أرواحهم › فلم يسعنا أن نكون معك › بل وجبت مُفارقتك › والبراءة من وراء ذلك حتى ترجع › فقال : أما تركي للأمر الذي كنا عليه › فلأن القوم دعونا إلى كتاب الله وأن رسول الله كك . هادن قريشاً عام الحديبية › وأما كتابتي باسمي واسم أبي › فقد فعل ذلك رسول الله يها لقريش ٠ حين قالوا له : لو نعلم إنك رسول الله لما قاتلداك ولاتبعناك › فكعب من محمد بن عبد الله › وأما تحكيمي للرجال › فان رسول الله 88 حكم سعد بن مُعاذ في قضية بني قريظة › فقال مُتكلمهم : أما قولك : القوم دعونا إلى كتاب الله › فإن القوم لم يفيئوا ولم يرجعوا › وعلى كتاب الله قاتلناهم › وأن رسول الله يع هادن قريشا › فذلك منسوخ بسورة براءة ( التوبة ) » حيث يقول تعالى : ل وَقاتلو المُشركِين كافة كما يُقاتلونكم كافة ‏ رى › فلا يقاس على المنسوخ » وأما کتابته باسمه واسم أبيه › فلما أوحى الله إليه › أنه يسالمهم ليفتح خيبر بسبب ذلك › فلا يخاف من قريش وأحلافها › وأنت قد إجتمع على بيعتك الْمُهاجرون › والأنصار › والتابعون لهم ياحسان › فخلعت نفسك من بيعتهم › وأما تحكيم رسول الله ي8 سعدا › فإنه ثقة عدل › لا يرى للكفر على الإسلام مزية ء وأنت حكمت عمرواء وهو يراك ومن (۱) سورة التوبة : ٢۳ . - ۸۳ معك قتلة عُثمان ويطلبكم بدمه › فأين قضيتك من هذه وغُثمان هو قتيل حجة الله ؟ أما تعلم أن عمروا ليس منك » وأيضا فإن رسول الله › حكم سعدا في شيء لم يأت فيه عن الله نص ء إنما حكمه ليجتهد رأيه » وقضيتك هذه حُكم الله فيها › وفرغ الْحُكم منها › فلما سمع كلام القوم وإحتجاجهم › إلتفت إلى قوم منهم ممن حضر صفين . وقد أنقذهم الله بإخوانهم عند رجوعهم › فقال : ألستم تعلمون أن القوم دعونا إلى كعاب اللّه › فقلعم : كيف نقاتل قوما يدعوننا إلى كناب الله ؟ فقلت لكم : خدعة منهم › فقعدتم في رحالكم › ثم قلت : دعوني أبعث رجلا مني › فأبيتم غير أبي مُوسی ۽ فقلت : كيف نثق بالرجل »› وبالأمس يقول : إحذروا الفسة الصماء البكماء › التي القاعد فيها خير من الماشي › والماشي خير من الساعي › فاكسروا قسيكم › واقطعوا أوتارها › فکبروا حين سمعوا منه › فکبر الناس › واتصل التكبير إلى مسجد الكوفة . ثم قال بعضهم : إن بيعة علي خرجت من أعناقكم . فعليكم برجل تولونه أمركم » فناشدهم الله أن لا يفعلوا » وأنه راجع إليهم » ومعط من نفسه احق . فأخذوا عليه العهود › فرجعوا جيعا إلى الكوفة › فخطب علي › فقال: إن أمر الحكمين ضلال › وإنا نبرا إلى الله منهما ٠ وممن رضي الحكم لهما ؛ ثم قال في آخر كلامه : زللت زلةٌ فسوف أكيس بعدها » ولم يزل يكررها في خطبه » فبلغ الأشعث , فدخل عليه › فقال : ما هذا يا أمير لوين ما بالكوفة أمة على ظهرها جرة »إلا وهي تحدث إنك تبت من أمر الحكومة › أو تظن أن الناس يعدلون بك ٤۸ - معاوية › وآنت ت أقدم إسلاما » وأشرف ديناً وحسباً ؟ ثم بلغ معاوية › فكتب إلى وجوه العراقية , فنهضوا عليه نهضة رجل واحد › فرجع إلى قولهم › ثم صعد المنبر › فقال : إنا نظرنا في أمر الحكمين فصوبناه › فتواثبوا من نواحي المسجد › ومن تحت المنبر › وهم يقولون : حُكم إلا لِلَهِ ‏ فقال علي ال كر إن سكموا ماهم , واد خرجوا قاتلناهم › هذا معنى ما قاله المسعودي : آنه جری له معهم مُناظرة فرجعوا جيعا › وأما من يزعمون أنهم أهل السُنة والجماعة › فعندهم أن شبهة أهل النهروان الْمُسمين لهم بالخوارج قطعية البطلان ٠ دون من قاتل عليا » فإنهم عندهم أهل إجتهاد . قال ابن حجر الهيثمي › في كتابه " تطهير الجنان واللسان " ٠ عن سيده معاوية بن أبي سّفيان › قال : وأما ما يضطر إليه من أحوال مولاه أمير الْمُؤْمنين علي بن أبي طالب »› في حروبه وقتاله لعائشة › وطلحة › والزبير » ومن معهم من الصحابة وغيرهم › وللخوارج البالغين - ئي رواية بضعا وعشرين ألفا على الوصف والعلامة › اللذين بينهما النبي ك ومن كونه الإمام احق › والخليفة الصدق . فكل من قاتله من هؤلاء بغاة عليه لكن من عدا الخوارج » وان کانوا مُخطئين فهم مشابون » لأنهم ُقهاء › أئمة › مُجتهدون › مُۇلون تاويلاً حملا › بخلاف الخوارج › فإن تأويلهم قطعي البُطلان . أ ه . ليت شعري . ما لهم وللخوارج » لم يسلكوا فيهم سبيل اللإنصاف › وإنما تعسفوا ف فيهم أكبر الإعتساف ء› فإن تكن علتهم الصحبة فهؤلاء ٥۸ - من أجلهم › كيف لا › ومنهم : شجرة بن أوفي السلمي ‏ بدري ‏ وغتبة بن معمر الأنصاري › من الذين نزل إليهم قوله تعالى ‎ :‏ ولا عَلى لين إذا ما أتوك لمحملَهُم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وَأَعينهُم تفيض مِنَ المع حَرَنا ألا يَجدُوا ما يفِقَون 4 رن ٠ وعبد الله بن شجرة ممن بايع تحت الشجرة - وغيرهم (طن) » وإن يكن الفقه علتهم › فقد سمعت إحتجاجهم على علي وابن عباس › وإن یکن لعبادتهم ٠ فهم خير ممن نزل فيه : ل إن شانئك ُوالأبتر » ر » ويمن قال فيه رسول الله 8 * اللهم إلعته يكل بيت لعنة » فإني لا أحسن الشعر "› ويمن قال فيه 8 : " إذا رأيتم فلانا على منبري فاقتلوه " رس » ويمن قال فيه ك8 : " إن بني أمية شر الئاس " قال ابن حجر › في ذلك الكتاب : الغالث › الحديث المروي بسند حسن »› إنه كك قال : " شر قبائل العرب بنوا أمية وينوا حنيفه وثقيف "» وفي الحديث الصحيح › قال احاكم على شرط الشيخين › عن ابي برزة (َفكه) : كان أبغض الأحياء أو الناس إلى رسول الله ع بنوا أمية . أ ه م أخذ يتعسف في تأويل ذلك الحديث › فليراجع ؛ وإذ قد وعدنا أن نحكي قولهم وما صاغوه من زخرفاتهم في حق أُولَِكَ السادة › فدونك . (۱) سورة التوبة: ۲٩ . (۲) سورة الكوثر : ٣ . (۳) انظر الملحق . ٦۸س قال أبو العباس المبرد في كامله ‏ في باب أخبار الخوارج : ويروى أن عليا في أول خروج القوم عليه » دعا صعصعة بن صوحان العبدي ٠ وقد كان وجه إليهم زياد بن النظر الحارثي مع عبد الله بن عباس ٠ فقال لصعصعة : بأي القوم رأيتهم أشدا طاقة ؟ فقال يزيد بن قيس : الأرجني › فركب علي إِليهم إلى حروراء » فجعل يتخللهم حتی صار إلى مضرب زید بن قيس » فصلی فيه رکعتین » ثم خرج فاتکا علی قوسه وأقبل على الئاس › : ثم قال ن ج للج يوم قياش ¦ م هل علمتم أن أحذاً كم كان أكره للحكومة مني ١ : اللهم لا › قال أفطلميم أتكم أكرهتيوني حتي قبلتها ؟ قالوا : و .قل : فعلاما خالفتموني ونابذاتموني ؟ قالوا : إنا أتينا ذنبا عظيما فتبنا إلى الله فتب إلى الله منه واستغفره نعُد إليك › فقال على : أستغفر الله من كل ذنب ٠ فرجعوا معه وهم ستة آلاف » فلما استقروا الكوفة أشاعوا أن علا رجع عن التحكيم » ورآه لال » وقالوا : نما ينتظر أمير الْمُؤْمنين أن يسمن الكرا ع ويُجبي المال › فينهض إلى الشام › فأتى الأشعث بن قيس عليا › فقال د يا أصير الْمُوْمنين . إن الناس قد تحدثوا عنك › أنك رأيت الحكومة ضلالاً . والاقامة عليها كفرا » فخطب علي الناس › فقال : من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب › ومن رآها ضلالاً فهو أضل › فخرجت الخوارج من المسجد فحكمت »› فقيل لعليّ : إنهم خارجون عليك ء› فقال : لا أقاتلهم حتى يُقاتلوني وسيفعلون › فوجه إليهم عبد الله بن عباس . أ ه. قلت : مفهوم كلامه › أن ابن عباس سار إليهم › بعد مسير علي ٠ ۸۷ ومفهوم كلامه › قيل : أنه سار إليهم › قبل مسير علي ۔ كما تقدم عن أئمتنا - (ر هم الله » وقول علي إن صح عنه ‏ أنه قال لهم : من رأي الحكومة ضلالاً فهو أضل › تخطئة منه لهم . فحريٌ أن يُخطيء حيث إعترف لهم من قبل باحق › والبادي أظلم . قال أبو العباس أيضاً : فوجه إليهم عبد الله بن العباس › فلما صار رحبوا به وأكرموه » فرآي منهم جباها قرحة لطول السجود › وأيديا كثفنات الإبل › وعليهم قمص مرحضة وهم مشمرون . اه . فلت : أي وري » كذا وصفهم الله تعال . فقال : ل سِيمَامُم في وُجُوهِهم من اثر السُجُودٍ ‏ رن » ولكن قومنا عکسوا فانتکسوا › فقالوا فيهم : إن إيسمانهم لا يجاوز تراقيهم » واللّه يقول : بلى من أوفى يهد واتقى فان اله يُحِبْ القن 4( › وقال تعالى : إن من يت ويصبر فإ الله ل ضع جر لمُحسِنَ 4 رس › وقال :ِن الذي قالوا بنا الله ثم استقامُوا مرل عَليهم الْمَلئَكة ألا تحافوا ولا تحزنوا وأبشيرُو بالجنة اي كنتم توعَدُوت € › وقال 88 : ' قل آمنت باللّه ثم استقم " ره › أفلا تراهم ييخالفون الآي والأحاديث › في قوم حكموا الله على أنفسهم . قال أبو العباس أيضاً : فقالوا : ما جاء بك يا ابن عباس ؟ فقال : جئتكم من عند صهر رسول الله ي › وابن عمه » وأعلمنا بريه وسنة (١) سورة الفتح : ٢۲ . (۲) سورة آل عمران : ٩۷ . (۳) سورة يوسف : ۰٩ . (٤) سورة فصلت : ۳۰ (٥) انظر الملحق . - ۸۸ بيه 8 › ومن عند الْمُّهاجرين والأنصار › قالوا : إنا أتينا ذنبا عظيما حين حكمنا الرجال في دين الله » فإن تاب كما تبنا ونهض لمُجاهدة عدونا رجعنا إليه » فقال ابن عباس : أنشدكم الله تعالى ألا ما صدقتم أنفسكم › أما علمتم أن الله أمر بتحكيم الرجال في أرزنب تساوي ربع درهم تصاد في الحرم » وفي شقاق رجل وامرأته ؟ قالوا : اللهم نعم › قال : فانشد كم الله تعالى › فهل علمتم أن رسول الله ك أمسك عن القتال للهّدنة بينه وبين أهل مكة ؟ فقالوا : اللهم نعم › ولكن علي محى نفسه من إمارة الْمُسلمين › قال ابن عباس : ذلك ليس يزيلها عنه » وقد محى رسول الله ي اسمه من النبوة » وقد أخذ على الحكمين أن لا يجورا › وإن لم يجورا › فعليٌ أولى من معاوية وغیره » قالوا : إن معاوية يدعي مثل دعوی علي ». فأيهما رأيتموه أولى فولوه › قالوا : صدقت ؛ قال ابن عباس : ومتى جار الحكمان › فلا طاعة لهما . ولا قبول لقولهما. أه. وأنت تعلم أن هذه تلفيقات لفقوها : ل يُريدُون أن يُطفِئُواً نور الله بأفواههم ويَابى الل إلا أن يم نورة ولو كُرة الكافِرُون 4 ر » وأكثر أجوبتهم مضت فيما نقلناه عن أئمتنا (ر هم الله » ثم أخذوا يطعنون عليهم بأشياء هم منها براء › كقولهم : بقروا بطن إمرأة خبلی › وقتلوا عبد الله بن خباب › وغير ذلك مما ليس من سيرتهم › ولا هو بمعروف من مذهبهم › ثم رفعوا عن علي » أن قول الله سبحانه وتعالى : < قل هَل بكم بالأخسَرين عملا ¥ الْذِينَ صَلَ سَعيُهُم في (١) صورة التوبة : ۴۷ ٠ ۸۹س الحَيَاةٍ الُا وَهُم يَحسبُون انهم يُحسينوت صنعا 4 رم » أنها نزلت في أهل حروراء » وحين نزول الآي لم يكن لأهل حروراء اسم ولا رسم » وهذا مئل قول معاوية في علي بن أبي طالب : أن قول الله سبحانه وتعالى : « فَهَل عَسيتم إن وينم أن تفسيدوا في الأرض وفوا أرحَامَكُم * أوليك الذي لَعَهُم الله قَصَمهُم وأعمى أبصَارَهُم € 6 › أنها نزلت في علي › والخصم ليس بمقبول منه دعواه على خصمه . قال المسعودي : ولما رجع علي الكوفة » جعلت الحرورية تنادیه وهو على المنبر : جزعت من البلية ء ورضيت بالقضية › وقبلت الذنيه › لا حُكم إلا لله فيقول : حُكم الله انتظر فيكم . أ فلت : لعله ينتظر حُكم أبي مُوسى الأشعري › وعمرو بن العاص ٠ إلا فَحكم الله قد مضى في الباغي › وعليه جرى من قبل فسبحان مُقلب القلوب . حتى قال المسعودي : في سنة ثمان وثلائين » كان إلتقاء احكمين بدومة الجندل › وقيل : بغيرها › على ما قدمنا في وصف التنازع في ذلك › وبعث علي بعبد الله بن عباس › وشريح بن هاني الهمداني » أربعمائة رجل › فيهم : أبو مُوسى الأشعري › وبعث معاوية بعمرو بن العاص ,٠ ومعه شرحبيل بن الصمة › في أربعمائة رجل . أه . وفي جواهر البرادي (رحة الله عليه) : ثم أججع علي على المسير إلى أبي موسى وعمرو › بعد مُراجعة , وخجطاب »٠ ومُحاورة › وجواب ٤ (١) سورة الكهف : ٤٠٠-١١٠ . (۲) سورة حمد : ٢۷ - ۲۳ . - ۹۰ فأمر بجمل له أن يشد › فبينما الجمل يُشد عليه › إذ مال فمات › فتطير علي من سببه › فأقام وبعث إلى أبي موسى أربعمائة رجل › عليهم ولم يذكر أن ابن عباس سار معهم » بل ذکر قوما آخرین » کما يعلم بالوقوف على كلامه ؛ قال أيضا : ثم إلتقى الحكمان › وحضر معاوية بنفسه › وأرسلوا إلى نفر من قریش » فیهم : ابن غُمر ؛ وابن الزبير › وابن الجهم › وغيرهم . أ ه (بتصرف) . قال المسعودي : فلما. تدانى القوم من الموضع الذي كان فيه الإجتماع › قال ابن عباس لأبي مُوسى الأشعري : إن عليا لم يرض بك حكما لفضل غيرك › والمتقدمون عليك كثير › وأن الناس أبوا غيرك › وإني لأظن ذلك لشر يراد بهم › وقد ضم داهية العرب معك أن نسيت ٠ فلا تىس أن علياً بايعه الذين بايعوا أبا بكر الصديق (ظَقْك) › وغُمر بن الخطاب رظَيه) › وغعُثمان بن عفان › وليس فيه خصلة تباعده من الخلافة . وليس في معاوية خصلة تقربه من الخلافة . أ ه . وقال في جواهر البرادي : وانصرف معاوية إلى الشام › بعدما وقف على أبي مُوسى الأشعري › وقال : قد علمت أني قد وافيت › وأن عليا لم يواف › وأن رسول الله ي8 › إذا إختصم إليه رجلان » وتخلف أحدهما › قضي للذي لم يتخلف › فقال له أبو مُوسى : إنما كان رسول الله يك . يقضي في البعير والشاة » وهذا أمر أمة محمد 6$ › قال : فما ترى لي ؟ قال : أرى لك أن تؤمن على من يأتيك من الئاس › ۹۹س وتتقي الله › فقال له معاوية : نعما أمرتني به . أ وقال المسعودي : فلما إلتقى أبو مُوسى الأشعري › وعمرو بن العاص » قال عمرو لأبي مُوسى : تكلم وقل خيرا ؟ فقال ابو مُوسی : بل تكلم أنت يا عمرو › فقال عمرو : ما كنت لأفعل وأقدم نفسي قبلك › ولك حقوق كلها واجبة » لسنك › وصحبتك رسول الله 635 ٠ وأنت ضيف »› فحمد الله أبو مُوسى »› وأثنى عليه » وذكر الحديث الذي حل بالإسلام › والخلاف الواقع بأهله › ثم قال : يا عمرو » هَلمَ ِى أمر يجمع الله فيه الألفه ويلم الشعث › ويصلح ذات البين › فجزاه عمرو خيراً » وقال : إن للكلام أولً وآخرا › ومتى تنازعنا الكلام خطبا » لم نبلغ آخره حتى ننسى أوله › فاجعل ما كان من الكلام نتصادر عليه في كناب يصير إليه أمرنا › قال : فاكتب › فدعا عمرو بصحيفة وكاتب › وكان الكاتب غُلاماً لعمرو › فتقدم إليه ليبدا به أولاً دون أبي مُوسى لما أراد من المكر به ثم قال له الجماعة : أكتب فإنك شاهد علينا › ولا تكتب شيئا يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر فيه › فإذا أمرك فاكتب » وإذا نهاك فانته حتى يجتمع رأينا › أكتب : ف« يسم الله الرحمَن اريم € تقاضى عليه فُلان وفلان » فكتب ‏ ويدأ بعمرو بن العاص » فقال له عمرو : لا أم لك › أتقدمني قبله كأنك جاهل بحقه فبداً بام عبد الله بن قيس . وكتب تقاضياً على أنهما يشهدان أن لا له إلا الله وحده لا شريك لُه › وأن محمدا عبده ورسوله › أرسله : « بالهدى ۹۲ وَين الحَقليُظهرَةُ على الدين كله ولو كرة المُشركون € 5ء ثم قال عمرو : ونشهد أن أا بكر (ط) خليفة رسول الله 8 4 عمل بكناب الله » وسنة رسول الله يك حتى قبضه الله إليه › وقد أدى الحق الذي عليه › قال أبو مُوسى : أكتب » ثم قال في غُمر بن الخطاب ريه مثل ذلك ۽ ثم قال عمرو : أكتب » وأن غثمان ولي هذا الأمر بعد غُمر ٩ » على إجماع من المُسلمين › وشورى من أصحاب رسول الله عقا ء ورضى منهم › وأنه كان مُوْمنا › فقال أبو مُوسى الأشعري : ليس هذا مما قعدنا له › قال عمرو : واللڵّه لبد من أن يكون مُؤمنا أو کافرا » قال أبو مُوسی : أكعب ۽ قال عمرو : فظالما قعل غُثمان أو مظلوما ؟ قال أبو مُوسی : بل مظلوما » قال عمرو : افليس قد جعل الله لولي المظلوم سُلطاناً يطلب بدمه ؟ قال أبو مُوسى : نعم › قال عمرو : فهل تعلم شمان ولي أولى من معاوية ؟ قال ابو مُوسی : لا ٠ قال عمرو : فليس لمعاوية أن يطلب قاتله حيثما كان › حتى يقتله أو يعجز ؟ قال أبو مُوسى : بلى › قال عمرو للكاتب : أكتب » وأمره ابو غوسى فكتب › قال عمرو : فإنا نقيم البينة أن عليا قتل غُثمان › قال أبو مُوسى : هذا أمر قد حدث في الإسلام › وإنما إجتمعنا لله › فهلم إلى أمر يصلح به أمة محمد يي . قال عمرو : وما هو ؟ قال ابو مُوسی : قد علمت أن أهل العراق لا يُحبون معاوية أبدا . وأن أهل الشام لا يُحبون عليا أبدا » فهل نخلعهما جيعاً › ونستخلف عبد الله بن غُمر› وكان عبد الله بن غُمر › على بينة أبي مُوسى » قال عمرو : أيفعل ذلك عبد الله بن عُمر ؟ قال أبو مُوسى : نعم › إذا مله الناس على ذلك فعل › e () سورة التوبة ۳۳ ؛ سورة الصف : ٩ . -۹۳ فعمد عمرو إلى كل ما مال إليه أبو موسى فصوبه › وقال له : هل لك في سعد ؟ فقال له أبو مُوسى : لا فعدد له عمرو جماعة › وأبو مُوسیى يأبى ذلك إلا ابن مر › فأخذ عمرو الصحيفة فطواها › وجعلها تحت قدمه .بعد أن ختماها ججيعا› وقال عمرو : أرأيت إن رضى أهل العراق بعبد الله بن غ غُمر › وأبى أهل الشام › أيقاتل أهل الشام ؟ قال أبو مُوسى : لا قال عمرو : فان رضى أهل الشام › وأبى أهل العراق › أيقاتل أهل العراق ؟ قال أبو مُوسى : لا ٠ قال عمرو : أما إذا ريت الصلاح في هذا الأمر › والخير للمُسلمين › فقم فاخطب الناس › واخلع صاحبينا › وتكلم باسم هذا الرجل الذي نستخلف › فقال أبو مُوسى : بل أنت قم فاخطب الناس » فأنت أحق بذلك › قال عمرو : ما أحب أن أتقدمك › وما قولي وقولك للناس إلا قول واحد › فقم راشدا › فقام أبو مُوسى الأشعري . فحمد الله , وأثنى عليه . وصلى على نبيه ئۇ › ثم قال : أيه الناس › إنا قد نظرنا في أمرنا » فرأينا أقرب ما يحضرنا من الأمن والصلاح » ولم الشعث ٠ وحقن الدماء › وجمع الألفة خلعنا عليا ومعاوية › وقد خلعت علياً » كما خلعت عمامتي هذه › وأهوی إلى عمامته فخلعها › واستخلفنا رجلا قد صحب رسول الله يق بنفسه ٠ وصحب أبوه النبي يك › فبرز في سابقته » وهو : عبد الله بن مر وأطراه › ورغب الناس فيه ونزل › فقام عمرو بن العاص › فحمد الله وأثنى عليه › وصلى على رسوله ف › ثم قال : يها الاس ء إن أيا مُوسی عبد الله بن قيس › خلع علي › وأخرجه من هذا الأمر الذي يطلب ٠ وهو أعلم به › ألا وإني خلعت علياً معه » وأئبت معاوية علي ٤۹ - وعليكم » وأن أبا مُوسى قد كتب في الصحيفة أن غُثمان قد فتل مظلوما شهيدا › وأن لوليه أن يطلب بدمه حيث كان › وقد صحب معاوية رسول الله يك بنفسه › وصحب أبوه النبي يي › وأطراه ورغب الناس فيه › وقال : هو الخليفة علينا › وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عُثمان › فقال أبو مُوسى : كذب عمرو › لم نستخلف معاوية . ولكنا خلعنا معاوية وعليا معا » فقال عمرو : بل كذب عبد الله بن قيس › قد خلع عليا ولم نخلع معاوية . قال المسعودي : ووجدت في وجه آخر من الروايات : أنهما إتفقا على خلع علي ومعاوية › وأنه يجعلا الأمر بعد ذلك شورى › يختار الناس رجلا يصلح لها › فقدم عمرو أبا مُوسى › فقال أبو مُوسى : إني قد خلعت عليا ومعاوية › فاستقبلوا أمركم وتنحى › وقام عمرو من كانه » فقال : إن هذا قد خلع صاحبه » وأنا أخلع صاحبه كما خلعه › ثبت صاحبي معاوية › فقال أبو مُوسى : مالك لا وفقك الله غدرت فجرت إنما ملك كتل لتحيل اسنا )دل له عمرو : بل إياك يلعن الله » كذبت وغدرت › إنما مثلك ‎ :‏ كمثل الكلب إن تحيل عَلَيهِ لث أو تتركة لث » ر » ثم وکز أا مُوسی فألقاه لجنبه فلما رأي ذلك شريح بن هاني قرع عمرواً بالسوط ٤ وتحول أبو مُوسى فاستوى على راحلته › ولحق بمكة ولم يعد إلى الكوفة › وقد كانت خطته وأهله وولده بها , وآلى أن لا ينظر إلى وجه عَلي ما بقي › ومضى ابن غُمر وسعد إلى بيت المقدس . () سورة الجمعة : ٥ . (۲) سورة الأعراف : ١۱۷ . ٥۹ - وفي فعل الحكمين › يقول أيمن بن خزيم بن فاتك الأسدي : لو كان للقوم رأي ٠ يغبطون به عند الخطوب › رموكم بابن عباس » لكن رموکم بوغد من ذوي يمن ۽ لم يدر ما ضرب اماس بأسداس ۽ هذا ما كان من رأي الحكمين › ونرجع إلى مقتل أهل النهروان (وة) . واعلم أن أصحابنا صوبوا أهل النهروان على إنكارهم التحكيم ؛ قال الشيخ أبو الربيع سّليمان بن يخلف المغربي : وندين بتصويب اهل النهر › في إنكارهم الحكومة يوم صفين على معاوية . قال الشيخ أبو يعقوب في " الدليل " : واعلم أن قوله في هذه المسألة : وندين › لا يحتمل أكثر من قطع العذر › لإنتهاك علي خُرمة الدماء › فلو لم يقع إلا القول › لم يتجاوزوا فيه إلى قطع العذر › وإنتهاك خرمة الدم › لكان فيها ما فيها من الوسع › ولكن الأمور التي لا تقتضي إلا حُكماً » ولیس إلا فوار الفم › لا يؤدي إلى قطع العذر › إلا رأياً» ففيه إحتمال › واللّه أعلم . وفي جواهر البرادي : لما قال علي : الله أكبر › إن سكتوا غمضناهم › وإن خرجوا قاتلناهم › قام زيد بن عاصم النجاري › قال کلاما منه : يا علي أبالقتال تخوفنا » وبالموت تعرفنا › أما والله إني لأرجو أن أضربكم بها عما قليل : « ثم لمحن أَعلمُ باَِينَ هُم وى بها عيليً 4 رن » ثم خرج من المسجد وأربعة أخوة له » وهو يقول : ل حُكم إلا لِلَهِء ولما بلغ الْمُسلمون توجيه أبي مُوسى» مشى نفر منهم › (١) سورة مریم : ۷۰ ٦۹ - فقالوا : يا علي أين العهد الذي أعطيتنا › أن لا تبعث أحداً › ولا تفي لهم ؟ فقال لهم : شككتمونا فأهلكتمونا › وقال له هلال الأعور : أما نحن › فنطلب بقتالك الله › وأما أنت ٠ فمن تطلب بقتالنا ؟ ودخل عليه حرقوص بن زهير السعدي › وذرعة الطائي › فقالا له : يا علي تب من خطيئتك › واخرج بنا إلى عدونا وعدوك › فقال لهما : كتبنا بيننا كناب وأخذوا عهودنا › وقد قال الله عز وجل : ل وأوفواً بهد الله ِا عَاهَدتم 4 رن » فقال حرقوص : إن ذلك ذنب يجب أن تتوب منه › فقال له : ما هو بذنب ٠ ولكنه عجز في الرأي . فقال له ذرعة الطائي : لأن لم تدع تحكيم الرجال لأقاتلىك› أطلب بذلك وجه الله فقال له علي : بؤسا لك › كأنك قتيل بسيفي » تسفى عليك الريح › فقال : وددت إن كان ذلك › فخرجا من عنده وهما يحکمان ٠ فجری يما بينهم کلام . حتى قال صاحب الكتاب : فقام حهزة بن سنان › فقال بعد کلام طويل : فإنه لابد لكم من مُستند وعماد › ومن رأيه تجتمعون بها وترجعون إليها › فولوا أمركم رجلا منكم › فابعٹوا إلى زيد بن حصن الطائي › وكان من أفاضلهم وخيارهم › فعرضوها عليه فأبى ؛ فعرضوها على حرقوص فأبى ؛ وعرضوها على المسيب بن ضمرة فأبى ؛ فعرضوها على شريح بن أوفى العبسي فأبى ؛ فعرضوها على عبد الله بن وهب .٠ بعدما تقاذفوها › فقال : هاتوها فو الله ما أخذتها رغبة في ادنيا › ولا أدعها فرقاً من اموت › فبايعوا عبد الله بن وهب . أ ه (بتصرف ٠ (١) سورة النحل : ۱٩ . - ۹۷ وتقديم وتأخير) . وفي " كامل " أبي العباس المبرد : وكان عبد الله بن وهب »٠ ذا رأي › وفهم › ولسان › وشجاعة ؛ وقال أيضا : لما عزموا على البيعة لعبد الله بن وهب الراسبي - من الأزد - تكره ذلك › فأبوا من سواه › ولم يريدوا غيره › فلما رأي ذلك منهم › فقال لهم ; يا قوم استبيتوا الرأي › قال : وكان يقول : نعوذ بالله من الرأي الديري ؛ ولما بلغ علياً ما حكم به الحكمان › وما مكر بأبي مُوسى الأشعري › صعد امبر » وخلعهما › وبريء منهما › وقال : ليس على المُسلمين منهم حُكم › فانفروا إلى عدوكم وجاهدوهم › وأعطا الناس العطايا › ثم سار إلى معاوية حتى إنتهی إلى الأنبار › فقال له الأشعث : أتسير إلى الشام ومعاوية وتترك أهل النهر وراءك ك . فقال لهم : إليهم أريد › ف فبعث إليهم الحسن في خيل . فلما جاءهم › قالوا له : لم جئتنا يا حسن › نذكرك الله في دماءنا » علاما تقاتلنا , على أن سمينا أباك أمير الْمُوْمنين › وخلع نفسه › وأبينا أن تخلعه . ودعوناه أن يمضي إلى قتال عدو الله وعدونا › فأبى › وشك › وثبتنا على ذلك ٠ فانصرف الحسن ولم ُقاتلهم › حتى إنتهى إلى علي › فقال له الأشعث : يا علي ناجز القوم › فإنهم إن كلموا الناس أفسدوهم عليك › ثم قدم صعصعة بن صوحان العبسي › فأتاهم › فخطبهم › فقالوا له : يا صعصعة , قد أعطيت بضعة تقلبها في فيك › فنناشدك الله › لو كنا نحن الذين دعونا إلى تحكيم الحكمين › وركنا إلى ذلك › وكان علي هو الذي أنكر علينا ذلك ٠ أمعنا كان الحق › أم مع علي ؟ فلم يحر جواباً › فانصرف حتى أتي ۹۸ علي › فأخبره الخبر » فبعث إليهم قيس بن سعد › فلما أتاهم › قال لهم : أناشد كم الله يا معشر الْمُسلمين › في دماءنا ودماءكم › ما الذي تريدون » قالوا : قتال معاوية حتى يحكم الله › أو يعمل بكتاب الله › فقال قيس : هذا أمير الْمُوْمنين يعمل فيكم بكتاب الله › قالوا : ومن أمير الْمُوْمنِين ؟ قال : علي . قالوا : وليس خلع نفسه › ونبذها › وخلعها من غُنقه › وولاها أبا ُوسى › فخلعه كما يخلع نعليه › فما ترى عليا » كيف صنع الله به › ألم يسلبه دينه وسّلطانه › وأنه لم يغضب لربه › وإنما غضب لنفسه › حين لم يحكم له › وحكم لغيره › قال قيس : فكيف ذلك ؟ قالوا : اليس حكم أبا مُوسى وعمرو بن العاص 2 فخلعاه وترك حُكم القرآن › قال الله عز وجل : « ون أحسَنُ من الله كما قوم يوقوت € ر . أه جواهر البرادي . وفي " العقد " : فلما كاد عمرو بن العاص أبا مُوسى › إضطرب الناس على علي واختلفوا » وخرجت الخوارمج › وقالوا : لا حُكم إلا لله . جعل يتمثل بهذه الأبيات : سوف أكيس بعدها وأتشمر واجمع الأمر الشتيت المنتشر حتی قال : فبينما علي يوما على المنبر › إذ إلتشت إلى الحسن ۔ ابنه ۔ فقال : قم يا حسن . فقل في هَذين الرجلين : عبد الله بن قيس › () سورة المائدة : ١٠ . ۹۹ وعمرو بن العاص › فقام الحسن › فقال : يها الناس › إنكم قد أكثرتم بالهوى على الكتاب › ومن كان هكذا لم يسم حكما › ولكنه محكوم عليه › وقد أخطاً عبد الله بن قيس › إذ جعلها لعبد الله بن غُمر› فأخطاً في ثلاث خصال : واحدة : أنه خالف أباه › إذ لم يرضها له . ولا جعله من أهل الشورى ؛ وأخرى : أنه لم يستأمره في نفسه ؛ والغة : أ نه لم يجتمع عليه الْمُهاجرون والأنصار › الذين يعقدون الإمارة 6 ويحكمون بها على الناس » ثم جلس ء فقال لعبد الله بن عباس : قم « فقال عبد الله بن عباس » بعد أن حمد الله , وأثنى عليه ‎HF‏ الناس › إن للحق أهلاً أصابوه بالتوفيق › فالناس بين راض به وراغب عنه فانه بعث عبد الله بن قيس يهدي إلى ضلالة » وبعث عمرو بضلالة إلى دع فلم يا رجع عد الل ين فيس عن داه » وت عمرو على وع إماصسة ؛ وسار عمو ومعاوية إمامة ؛ فما بعاد هذا من غب ينتظر . أ ه مع حذف . فقتل من رضي بالتحكيم › كمعاوية › وعمرو › وحزبهما › ومن أبى منه فلم يرضه › وهم أهل النهروان (وين) ٠ وقد سمعت القصة . فمن ثم قلا : إن كان حقاً في نفسه › أي : التحكيم 4 لأنه من حكم في قضية فحكمه نافذ › لا قال : أن الخصمين إذا رضيا بأحد من الناس أن يحكم بينهما فلكل منهما منهما الرجوع › فإنا نقول : أن عليا ٤ ت هو الإمام العدل في زعمهم › فتحكيمه أبا مُوسى ثابت عليه › بعدما أفضت إليه الحكومة منه › لأنه نائب الأامام . فحكمه ثابت على الإمام وغيره › وإن كان › أي : التحكيم › باطلا› وقد سمعت المحجة بطلانه » فمن أين له الدخول › أي : فيه , وقد دخل فيه وخرج منه كما سمعت - فلا تلتفت إلى من أضله هواه › فسلك سبيل العصبية › فأعمى الله بصره . قال المسعودي : وقد كان علي إنفصل عن الكوفة في خسة وثلاثين ألفا › وأتاه من البصرة » من قبل ابن عباس - وكان عامله عليها - عشرة آلاف ؛ حتى قال : فنزل علي الأنبار › وإلتامت عليه العساكر › فخطب الناس › وحرضهم على الجهاد › وقال : سيروا إلى قتلة الْمُهاجرين والأنصار › قد طالما سعوا في إطفاء نور الله من قبل › وحرضوا على قتل رسول الله يق ومن معه › حتی قال : سيروا إل القاسطين › فإنهم أهم علينا من الخوارج » سيروا إلى قوم يُقاتلونكم كيما يكونوا جبارين › يتخذهم الناس أربابا › ويتخذون عباد الله خولاً » وما لهم دولاً » فابوا إل أن يبدؤا باخوارج . أه مع حذف . قلت : يدلك على أن علياً أمره ليس له › وأنهم يتلاعبون به تلاعب الكرة » كيف يدعوهم إلى قوم ›. ویدعونه ای آخرین » فیزیدون عليه هذا وقد سمعت كلامه في معاوية وأحزابه . وقد قال ابن حجر عن عمار (ظَيّه) › وبسن رجاله ثقات : أن عمارا حلف › أن قوم معاوية . لو قاتلوا قوم علي › حتى بلغوا بهم -1- سعفات هجر › لما شكوا أن عليا إمامهم على الحق ٠ وضده على الباطل › وقال أيضاً : الحديث الرابع › الحديث الصحيح › أن رسول الله ي قال لعمار بن ياسر : " تقتلك الفئة الباغية " ر١ › فقاتل عسكر معاوية حتی فقتل فهذا إخبار من الصدوق الصادق ‏ قال رسول ال ك : " إن معاوية باغ على علي › وأن علي هو الخليفة احق " جوابه أن غاية ما يدل عليه هذا الحديث : أن معاوية وأصحابه بفاة ٠ وقد مر أن ذلك لا نقص فيه › وإنهم مع ذلك مأجورون غير مأزورين بص قوله 8 : " أن المجتهد إذا إجتهد فأخطاً فله أجرٌ " › ومن مستوفي مبسوطا أن معاوية مُجتهد › وقد أُولً هذا الحديث بما لا يقطع بطلانه › الذي لا يفسق ولا يؤثم . أ ه كلامه . فإذا كان معاوية باغ › وإنه لا يفسق ولا يأثم ببغيه › فما بال أهل النهروان (ط) › يضللونهم ويفسقونهم › والعلة واحدة . هل هذا من الإنصاف ؟ فإما أن يكونوا ججيعا بُغفات مأجورين على بغيهم › وإنه لا يفسق أحد من هؤلاء ولا من هؤلاء › وإما أن ينزلوهم ججيعا في هوة الضلال › ولا ملجأ لهم من ذلك إلا التعصب وعدم الإنصاف . وإذ قد سمعت كلام هذا البحر من ن أئمة الشافعية . فاعلم أنه يجوز للمُجتهد أن يُخاصم الحجة › ويُعارضها بإجتهاده عنده › وما الفرق بين مُعارضة النبي يك › إذا جاء عن الله بأمر › وبين من إقتفى سيرته » واتبع شريعته › من أئمة العدل › والحجج القائمة في بلاده › (١) انظر الملحق . ۲١اس وعلى عباده › والأئمة العادلة نواب الأنبياء › وهل هذا إل مذهب بلعام (أخزاه الله) » حيث أداه إجتهاده إلى مُخالفة نبي الله مُوسی # حين دعا على قومه › ثم مع ذلك لم يطردوا العلة في الجميع . بل ذهبوا في معاوية وإخوانه › إلى أنهم معذورون › وذهبوا في غيرهم › إلى التشنيع › وقد أثنى علي على اللجميع › بل زاد على ما يذكرونه من الناء على أهل النهروان › فإنه قال فيهم : إخواننا بغوا علينا › فقاتلناهم › وهذا الكلام نقله عنه الزرقاني › شارح " الموطاً ".من قومنا . وروي أن عليا قال لقمبر : ويحك يا قمبر › أتدري من صرع هاهنا › لقد صرعنا خيار هذه الأمة وقراءها › وذلك بعد قتله أهل : النهروان › ثم قال : جذعت أنفي › وشفيت غيظي › نقل ذلك ابن عباس عنه › وأن أصحاب علي »› ليطوفون في القتلا يدفنونهم › فيعرف الرجل أخاه › وقريبه › ومولاه › فيخرج هاربا من العسكر » حتى هرب في يوم واحد إثنى عشر ألفا . وروي غُثمان بن بسطام الضبي : أن رجلا أقبل رافعا صوته › يقول في العسكر › وهو بمسمع من علي : من حمل على بغلة شهباء يوم قتلنا المشركين › فقال علي : علي بالرجل › فقال له : ويحك » إنهم ليسوا بمشر کین » من الشرك فروا › فقال : أفا منافقون ؟ فقال له علي : ويىحك إن المنافقين لا د « يَذكرُوت الله إلا ليلا ر › وهؤلاء يذكرون الله كثيرا › فقال : أفهم من : ل الْذِينَ ضَلَ سَعيْهُم في الحَياة (١) سورة النساء :١ . ۳١ا - الَا وَهُم يَحسبُون انهم يُحسنوث صنعا 4 رى » فقال علي : وييحك ٤ وليك أهل التوراة والإنجيل › فقال : إذن فمن هم يا أمير المُوْمنِين ؟ فقال : هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم › فقام إليه رجل فقال : يا علي › وليسوا بمُشركين › ولا بمنافقين فعلاما قتلناهم ؟ فخرج عنه › وقال له رجل ممن حضر : يا علي › واللّه ما بين الطريقين طريق › إن كان أمر الحكمين هدي » لقد ضللت بنقض عهدك ويراءتك منهماء وما إهتديت ولا إهتدينا ء وإن كان أمرهما ضلالاً لقد ضللت بقتلك أهل النهر › إذ نهوك عن الضلال › وأن أويسا القرني فتل معهم › عرفه رجل من أهل اليمن ساكنا بالمدينة , وقد عرف إهداء رسول الله £ السلام إليه » فقال لما رآه صريعا : يا علي › هذا أويس › رسول الله كق يهديه السلام › ونحن نهديه أطراف الرماح : ل إِنا لِه وَإنا ليه راجتو € ر » فقال له علي : ليس الرجل بأويس » فقال له الرجل : إني لأعرفه كما إني أعرفك › فقال له علي : اسکت وَإِلاً رایت ما تكره › فسكت حتى دخل الليل » فخرج الرجل من العسكر . وحدث عبد الله بن يزيد الفزاري › عن عوانة : أن الحريث بن راشد - رجل من بني ناجية كان من أصحاب علي فلما حكم الحكمان بخلع علي › أتى الحريث إليه › فقال : إنكما حكمتما هذين الرجلين ٠ فحكما بخلعك › واختلفا في معاوية ‏ فأنت ليس لك من الأمر شيء › ثم خرج فأتى أسياف بحر فارس يدعو إلى خلع علي , فأتبعه ناس على ذلك › فبعث إليه علي › معقل بن قيس » فلقى الحريث وأصحابه فقتلهم . (١) سورة الكهف : ١٠٠ . (۲) سورة البقرة : ١١٠ . ٤٠ا - وحدثي عبد الله بن يزيد الفزاري : أن عدي بن حاتم قال لعلي : تركتنا لا ندري أين نذهب › قتلت من دعى إلى القضية ورضيها › وقتلت من أباها ونها عنها › أما عبد الله بن وهب وأصحابه فكرهوها › وأما الحريث بن راشد وأصحابه فرضوها › والله ما بين هؤلاء موضع قدم › إن كان إنكارها حقاً من الله , ظلمت عبد الله وأصحابه › وإن كانت باطلا › لقد ظلمت الحريث وأصحابه , فقال علي : يا عدي ‘6 إنك لأعربيٌ تتوضى ببولك › فقال عدي : واللّه لا أتوضء ببولي › ولقد صحبت محمدا ي › ولكنا تركعنا لا ندري أين نذهب . وعن جاير بن زيد : أن علي لما رأي الناس » وما نزل بهم من الندامة › وقد قيل له : إنك قتلت قوما › ثم صرت تثني عليهم › وتزيىن أمرهم › لتخلعن أو لتقتلن › فلما أصبح قال : إبتغوا في القتلى شيطانا › فوجدوا رجلا من المُسلمين كان قد الفحل تتذوته . فقال علي : إن هذا لهو › فقال إبنه › أي : الحسن : أليس هذا رافع » مولى ترمله › صاحب رسول الله ي › وكان الرجل رافع له صُحبة وجهاد مع رسول الله ى8 › فقال لابنه : اسكت فإن الحرب خدعة . وعن الشعبي : أن عليا لما قتل أهل النهر › آيس أن يستقيم له الأمر › فقال لبنيه : لا تكرهوا بيعة معاوية › فإنكم لو فقدتموه لرأيتم الرؤس تتطاير من كواهلها تطاير الجراد › ولما دخل علي الكوفة › إفتقد أصوات القراء والذاكرين › فقال : أين أهل القرآن ؟ أين أسد التهار ورهبان الليل ؟ فقال له ابنه احسن : قتلوا يوم النهروان › أما ٥۰ا — واللّه لا يدخل قاتلهم الجنة › فقال علي : ليتني أدخلها ولو حبوا . وقال ابن عباس (ي) للحسن بن علي : إنكم لأهل بيت في العرب › أحق أن تتيهوا › كما تاهت بنوا إسرائيل › قمتم بكتاب الله › وسنة نبيه كق › وجاهدتم بهما في الله عدوكم › ثم جعلتم حَكماً على كتاب الله › وقد إستبان لكم حُكم الله في عدوكم › ثم عمدتم إلى فقهاء الاس وخيارهم › وقد أفوا اللحم والّمخ . وأجهدوا الجلد والعظم › في العبادة لله › وبذلوا أنفسهم وأموالهم لله › واللّه لو كان الحكمان من الْمُسلمين › ما حل لكنم أن تقتلوا المُسلمين . إن لم يرضوا برأيهما › فكيف وهم عدوكم › وقد قتلوا أولياءكم ؟ فاعتزلهم ابن عباس (رضي الله عنهما) . أ ه من " الجواهر " بتصرف » وتقديم وتأخير . وروى بعض المُخالفين : أن بعض عمال علي كتب إلى علي : أ ابن عمك أكل ما تحت يده » من غير علم منك » فلم يسعني کتمان ذلك › فكتب إليه علي : وآل على الحق وفارق الجور › وذلك حين فارق ابن عباس (رضي الله عنهما) علياً » وأخذ ما في بيت مال البصرة › وكتب إليه علي : أنه بلغني عنك أمرٌ › إن كنت فعلته فقد أسخطت الله وأخربت أمانتك › وعصيت إمامك › وخنت الَمُسلمن بلغني إنك خربت الأرض . وأكلت ما تحت يدك › فارفع لي حسابك › واعلم أن ساب الله عظيم › فأجابه ابن عباس : إني لما تحت يدي ضابط › وما بلغك باطل › فلم يستكف علي منه بهذا . فلما رأي أن ۹٦١٠١١ س عليا غير مُقلع عنه ‏ ۽ كتب اليه ابن عباس : أنه بلغني تعظيمك علي من مرزاة مال » وأيم الله » لئن ألقى اله بما في بطن هذه الأرض ء » من عقباتها » ومُخبئاتها › وبما في بطنها وتلاعها ذهبا » أحب إِلي من أن ألقى الله , وقد سفكت دماء هذه الأمة ‏ لأنال بذلك الْمُلك والأمرة › فلما أراد عبد الله المسير › دعى أخواله بني هلال بن عامر بسن صعصعة › فجاء الضحاك بن عبد الله › فأجاره هو ورجل معه . وقال بنوا هلال : لا غنی لنا عن هوازن » لا غنى بنا عن سليم › فلما إجتمعوا إليه » حمل ما في بيت امال وسار به › فتبعته الأماس › فجرى بينهم خطب طويل » ثم وصل عبد الله الحجاز . حتی قال : قال سُلیمان بن ابي راشد » عن عبد الله بن عبید » عن أبي الكنود › قال : كنت من أعوان عبد الله بن عباس بالبصرة › فلما کان من أمره ما کان » أتیت علا فأخبرته » فقال : ل وَاتلٌ عَليهم نبا ِي أَنَيناةُ ينا فَانسَلُخٌ منها كنع الشَيطان فَكَان من الغاوينَ 4 ‹ ٠ ثم كتب إليه معه : أني كنت أشركتك في أمانتي » ولم يکن من اهل بيتي من رجل أوثق عندي منك › لِمُواساتي ومُؤازرتي بأداء الأمانة › فلما رأيت الزمان قد كلب على ابن عمك › والعدو قد حرد › وأمانة الناس قد خربت »› وهذه الأمة قد فتنت › قلبت لابن عمك ظهر المحن › ففارقته مع القوم المفارقين› وخذلته أسوء خذلان › وخنته مع من خان › فلا ابن عمك آسيت › ولا الأمانة إليه أديت . كأنك لم تكن على بينة من ربك › وإنما كدت أمة محمد ي عن دُنياهم › وغدرتهم عن فيئهم › (١) سورة الأعراف : ١۷٠ . ۷١ فلما أمكنتك الفرصة في خيانة الأمة » أسرعت الفدرة › وعاجلت الوثبة » وإختطفت ما قدرت عليه من أموالهم › وإنقلبت بها إلى احجاز › كأنك إنما خرت على أهلك ميراثك من أبيك وأمك . سبحان الله › أما تؤمن بالمعاد › أما تخاف الحساب › أما تعلم إنك تأكل حراما . وتشرب حرام » وتشتري الإماء وتستنكحها بأموال اليتامى والأرامل › والْمُجاهدين في سبيل الله » التي أفاء الله عليهم › فاتق ق الله › وأد إلى القوم أموالهم › فإنك والله لئن لم تفعل › وأمكنني اللممنك › لأعذرن إلى الله فيك › فو الله لو أن الحسن والْحُسين فعلا مغل ذلك الذي فعلت › ما كان لهما عندي هوادة , ولما تركتهما حتى أخذ احق منهما › والسلام . فأجابه ابن عباس : أن حقي في بيت مال الله أكثر من الذي أخذته . فكتب إليه علي : العجب منك إنك ترى أن لك في بيت مال الله أكثر مما لواحد من الْمُسلمين . أ ه . فحرم › أي : خُرمة الله تعالى بذلك الفعل » حين أتى علي أولياءه وأعدائه مسحا بالسوق والأعناق . وتاول في أهل المهروان › وإن كانوا عنده من أهل الإجتهاد › إن في صنيعهم الفرقة وتشتيت الأمة . وبلوغ بن أبي سفيان فيهم أعظم الأية , فانی عليهم عن آخرهم » وأنت تعلم فيمن قعل مُؤمنا واحداً › فكيف بمن قعل أربعة آلاف أواب تواب ؛ الحرمين الشريفين أن يقيم بهما في حياته › وأن يكونا مثواه بعد وفاته › وهذا من أدلة الحرمان › وقد حدث بعض القوم : أن عبد الله بن سلام n تعد له على طريقه › إبان خروجه إلى البصرة › فقال له : إلى أين تذهب ؟ فقال علي : أريد البصرة › فقال له عبد الله : أما إنك لن خرجت من حرم رسول الله يق . لا تعودن إليه أبداً , فكان كذلك ؛ وعوض » أي : عوضه الله دار الفتنة العراقين › فبإن رسول الله $ أشار بيده الشريفة إلى جهة المشرق › وقال : " ألا إن الفعنة ها هنا › حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر " رى » فكان مقامه بهما في حياته › ومدفنه بعد وفاته › ذفن بالنجف ٠ وقيل : بل بمسجد الكوفة › وقيل : حُملً على جمل ليّدفن بالمدينة › فتاه به الجمل › فلم يدر أيين توجه › فمن ثم زعم بعض الجهلة من الشيعة أنه بالسحاب › فقال : ومن قوم إذا ذكروا عليا يردون السلام إلى ولهم فيه خرافات › يعجز عن حملها امقام › وقيل : بل الجمل ظهر بجبل طي › فدفن هنالك › هذا وقال بعض من ينتصر لمعاوية : وأعظم آفات علي أن خلف الحجاز الذي فيه الحرمان › مكة والمدينة› اللذان فيهما بيت الله الُحرام . وقبر نبيه ع › وفضلتا على جميع مدن اليا وحرميهما وعوض الله متهم العراق » دار الفضة والشقاق ٠ والقسوة والنفاق › ونيران المجوس والعقاق . حيث أشار رسول اللّه ك أنه موضع الفتن › والبلايا › والمحن .أه. فسلم منه أهل الشرك › حيث أنه لم يفتح في خلافته مدينة من مدائن المُشركين › وَلاً حارب عدوا من أعداء الدين » بل سل السيف في (١) انظر الملحق . ۹١ا - لْمُسلمين » وعطل الثغور › ووقع بأسه بأهل الأسلام » فسل فيهم السيف › وفتح بابا سلكته الخوارج › بعد قول الله سبحانه وتعالى : وَل تلو ا أنفُسَكُم إِن لَه كان بكم ريما ومن يَفعَل ذلك غُدوانا َظُلما فَسَوفَ نصليه تارا وَكان ذَلِكَ عَلى الله سيير 4 رن ٠ وبعد قول رسول الله ي8 : ' ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ر۲) . وأما معاوية بن أبي سُّفيان › ووزيره عمرو بن العاص › فهما أظهر من أن يبين تأمرهما › وكفى يإجماع الأمة على بغيهما › وقول رسول الله يك , لعمار بن ياسر : " تقتلك الفئة الباغية " رس › وقد قتلاه بصفين مع طغام الشام : وأما معاوية ووزيره ... إلخ › إعلم أنهما غشما الأمر › واعتسفاه عسفاً › ولم يكن لهما منه شيء » لأن معاوية بن أبي سيان من الطلقاء› وعمرو بن العاص فيه ما فيه » والأمر لأهل بدر › وأحد » والسابقين الأولين من المُهاجرين والأنصار ريأ › وقد شهدا على أنفسهما › أنهما لا على شيء من أمر الدين › وشهد عليهما رسول الله ك بذلك . أما شهادتهما على أنفسهما › فقد روى سفيان بن عيينة : أن معاوية عَلم إن لم يبايعه عمرو بن العاص لن يتم له الأمر › فقال له : يا عمرو إتبعني › فقال عمرو : لماذا ءللآخرة » فو الله ماعندك آخرة› أم للذنيا › فو الله لا كان حتى أكون شريكك فيها › قال : فانت شریکي فيها إلى آخر القصة . (١) سورة النساء : ۴۰ . (۲) انظر الملحق . (۳) انظر الملحق . ١ا١٠ - وأما شهادة رسول الله ي8 › فإنهم قالوا الما قدم عمرو على معاوية › وقام معه في شأن علي › بعد أن جعل له مصر طعمة » فقال له : إن بأرضك رجلا له شرف واسم › واللڵه إن قام معك › إستهويت به قلوب الرجال › وهو عبادة بن الصامت › فارسل إليه معاوية › فلما أتاه وسع له بينه وبين عمرو › فجلس بينهما › فحمد الله معاوية › وأئىى عليه › وذكر فضل عبادة وسابقته › وذكر غُثمان وما ناله » وحضه على القيام معه › فقال عبادة : قد سمعت ما قلت › أتدريان لم جلست بينكما في مكانكما ؟ قالا : نعم › لفضلك › وسابقتك › وشرفك . قال : لا والله ما جلست بينكما لذلك › وما كنت لأجلس بينكما في مكانكما » ولكن بينما نحن نسير مع رسول الله يق في غزوة تبوك › إذ نظر إليكما وأنتما تتحدثان › فإلتفت إلينا فقال : " إذا رأيتموهما ` إجتمعا › ففرقوا بينهما › فإنهما لا يُجتمعان على خير أبدا " رر » وأنا أنهاكما عن إجتماعكما . أ ه من " عقد الفريد " . وئي ابن حجر : أن شداد بن أويس دخل على معاوية . وعمرو معه على فراشه › فجلس بينهما › وقال : أتدريان ما أجلسني بينكما ؟ إني سمعت رسول الله يك يقول : " إذا رأيتموهما جيعا › ففرقوا بينهما › فو الله ما إجتمعا إل علي در "٠ فاحبيت أن أفوق يتما" وقال أيضا : وجاء بسند رجاله › رجال الصحيح › إلا واحدا فمُختلف فيه › لكن قواه الذهبي بقوله : إنه أحد النقات › وما علمت فيه جرحاً أصلاً : أن عمروً صعد المنبر فوقع في علي . ثم فعل مثله (١) انظر الملحق . ١۱۱ س المُغيرة بن شعبة › فقيل للحسن : اصعد المنبر لترد عليهما › فامتنع إلا أن يعطوه عهداً إنهم يصدقوه إذا قال حقاً › ويكذبوه إن قال باطلا › فأعطوه ذلك » فصعد المنبر فحمد الله . وأنى عليه › ثم قال : تشدكما اله يا عمرو. ويا مذيرة »الم تعلما أن رسول اله بل , لعن السائق والقائد › أحدهما : فلان ؟ قالا : بلى › ثم قال : أنشدكما اه يا اوي »وا تة »الم تلم أك المي 8 ٠ لعن عمرو بكل قافية قالها لعنة ؟ قال : اللهم بلى ء ثم قال : أنشدكما باللّه يا عمرو » ويا معاوية » ألم تعلما أن رسول الله يك › لعن قوم هذا ؟ قالا : بلى . أ ه . قلت : سجى ابن حجر أن يسمي معاوية › لأن عنده أمير المَؤمنين › وهذا هُو الذي أشار إليه الشيخ أجمد بن النظر في لاميته › حيث يقول : ذاك بين حرب راس كُل مُبطل ‏ والأقعس الملعون خلف الجمل فهما أظهر من أن يبين أمرهما › أي : لمًا سمعت من قصصهما . ومُحاريتهما للحجة الي هي عند اله حجة » وشا عتهما للمُهاجرين والأنصار ‏ وإحتيالهما بالْمُماكرة والْمُخادعة . حعى صارت الخلافة بهما مُلكا عضوضاً › كما قال رسول اللّه عق › فلا تلتفت إلى بغيغات المبرسمين » القائلين : أنهما من أهل الجهاد والإجتهاد , فإن ذلك تمويه لا طائل تحته › إلا أن أهل الأهواء شياطين الخدع › وكفى يإجماع الأمة على بغيهما › لا إنكار لذلك › حتى مع من يقول : أنهما من أهل الإجتهاد › لكن معهم أن البفي ليس باسم ذم › ولا يُخرجهما من - ۱۱۲ الإيمان › لأن البغي معهم الإستطالة من طريق اللغة » وعندنا ماخوذ من التعدي ؛ ومن قال : أن الباغي مؤمن حال بغيه › فهو مبتدع | ن لا د بقال W4 أن قول الله تعالى : ل وإن طافتان من الْمُوْمنينَ الوا فأصلِحُوا يينَهْمَا € إن بت إحداهُمَا على الأخرى فقاو ابي تيفي حي تَفِيءَ إلى أمر اله فان قَاءّت فأصلحُوا بيْهْمَا بالغدل وأقسِطوا إن الله يحب الْمقَسِطِنَ 4 ره » فيه دليل على ثبوت الإيمان للفرقصين لأن اراد بالْمُوْمنين : الْمُوحدون › فإن الإيمان في اللغة : التصديق › لا المراد به الإيمان الكامل › وقد قال رسول الله 8$ : " إذا إلتقى الْمُسلمان بسيفهما › فالقاتل والمقتول في النار "٠ قيل : يا رسول الله هذا القاتل › فما بال المقتول ؟ قال : " لأن كل واحد منهما أراد أن يقتل صاحبه " ر » وقول رسول الله كق › لعمار بن ياسر : " تقتلك الفئة الباغية " (۳) تقدم مقتل عمار (ط) - وقد قتلاه بصفين مع طغام الشام › عن ام سلمه زوج النبي هع › قالت : لما بنى رسول الله َه مسجده اأمدينة » أمر باللين تضرب وما يحتاج إِليه › ثم قام رسول الله 6$ › فوضع رداءه › فلما رأي ذلك الْمُهاجرون والأنصار › وضعوا أرديتهم وأكسيتهم › يرتجزون ويقولون ويعملون : لئن قعدنا والنبي يعمل ذاك إذث لعملً مضلل قالت : وكان غُثمان رجلا نظيفا متنظفا , فكان يحمل اللبنة وجا بها عن ثوبه › فإذا وضعها نض يديه » ونظر إلى ويه » فان أصابه شيء من التراب نفضه ‏ فنظر إليه علي ب بن أبي طالب » فأنشد : () سورة الحجرات : ٩ . (۲) انظر الملحق . (۳) انظر الملحق . - ۱۱۳ _ لا يستوي من يعمر المساجدا يداب فيها راكعا وساجدا قائما طورا وطورا قاعدا ومن یری عن التراب حائدا فسمعها عمار بن ياسر › فجعل يرتجز بها › وهو لا يدري من يعني بها › فسمعه غُثمان › فقال : يا ابن سمية › ما أعرفني بمن تعرض ؟ ومعه جريدة › فقال : لتكفن أو لأعترضن بها وجهك › فسمعه النبي وهو جالس في ظل حائط › فقال كق : " عمار جلدة ما بين عيني وأنفي › فمن بلغ ذلك منه فقد بلغ مني " › وأشار بيده فوضعها بين عينيه » فكف الناس عن ذلك › وقالوا لعمار : إن رسول الله كك قد غضب فيك › ونخاف أن ينزل فينا قرآن › فقال : أنا أرضيه كما غضب » فأقبل عليه › فقال : يا رسول الله › ما لي ولأصحابك ؟ فقال يك : مالك ولهم ؟ قال : يُريدون قتلي › يُحملون لبنة. ويُحملون علي لبنتين › فأخذه وطاف به في المسجد › وجعل يُمسح وجهه من التراب › ويقول : " يا ابن سمية لا تقتلك أصحابي › ولكن تقتلك الفئة الباغية " › فلما قتل بصفين ؛ وروى هذا المحديث عبد الله بن عمرو بن العاص ٠ قال معاوية : هم قتلوه › لأنهم أخرجوه إلى القتل › فلما بلغ ذلك علياً › قال : نحن قتلنا أيضا حهزة › لإنا أخرجاه. أه . قلت : وفتل عدي بن حجر وأصحابه صبراً › ماذا يقول معاوية فيهم ؟ وإحراق محمد بن أبي بكر حيا بالنار بمصر › بعد إدخاله في جيفة مار › وأن السيدة عائشة مكنت تدعو عليهما ذُبر كل صلاة › ثم كان بعد هؤلاء من تغلب على الممالك › وعمل بالمهالك › فلا حاجة إلى ١٤۱۱ - ذكرهم › حاشى عُمر بن عبد العزيز ؛ ثم كان بعد هؤلاء ‏ أي : الذين ذكرناهم آنفا - من تغلب على الممالك › أي : ممالك الإسلام › وعمل بالْمهالك › أي : المعاصي المُهلكة . كيزيد بن معاوية . فانه بايع له أبوه معاوية , وأخذ له البيعة طوعا وكرها › فعاث في البلاد › وأكثر فيها الفساد › ثم تتابعت بنوا أمية › الذين قال فيهم رسول اللّه يع : " إنهم شر الناس " › على ذلك يورثها الكبير الصغير › حاشى غُمر بن عبد العزيز › فان سيرته غير سيرتهم › لكن بعض الأصحاب توقف فيه › لتوقفه في غُثمان › وبعضهم قال : إذا والى أولياء المُسلمين فقد تبراً ممن تبروا منه . قال في " المعالم " › بعد ذكره الصديقين : ومن عدل بعدهما فهو ناظر لطريقتهما › كعُمر بن عبد العزيز › فإنه قد أعطى الخلافة حقها عدلا وزهدا› غير أنه يتوقف في غثمان › وتولى الإمارة من غير مشورة . أ ه. قلت : قولة : يتوقف في غُثمان › سيأتي عن أبي الحر › أنه رجع عن توقفه › وأما توليته الخلافة » فمن تولى الأمر على سبيل الإحتساب › عبد املك ابن عمه ‏ فكان من قدر الله › أن جعله قائما بالأمر في بلاده › وعلى عباده . ومن كلمة جریر فيه : جاء الخلافة أو كانت له قدرا كما أتی ربه مُوسی على قدر ومنه فيه : الخير ما دمت فينا لا يُفارقنا بُوركت يا عُمر اخيرات من غُمر ١۱٠ - وفي بعض السير : أن أبا الحر » علي بن الحصين › والوفد الذين معه › قدموا على غُمر › فدخلوا عليه » وكان أبو الُحر وجعا › فطرحت وسادة له من أدم؛ فجرى بين غُمر وبينهم كلام ئي عثمان › فقال غمر : كان غُثمان خيراً من قتله » فطرح أبو الُحر (رحمه اللّه) الوسادة› وقال : إنك لتعذر الظلمة » فلم يزل الكلام فيما بينهم › حتى قبل منهم في عُثمان › ثم قالوا : إن المُسلمين شتموا على المنابر”ء فأظهر عذر الْمُسلمين › فقال : إني أخاف أن لا أتمكن إلى ذلك › فقالوا : إن أئمة العدل لا تسعها التقية › وقد فقتل الْمُسلمون وصُلبوا » وهم يُلعنون على امنابر › فأظهر عذرهم › وأبراً من الظالمين › فإنه لا يسعك إلا ذلك › فقبل ابنه عبد املك › فقال : يا أبت ٠ أطع القوم بالبكور ولو غليت لحومنا بالمراجل بالعشي › فقال غُمر : إن فعلت ذلك غُوجلت › لكن علي لكم نميت كل يوم بدعة » ونحبي سة » فأبوا › وقالوا : نخرج عنك لا نتولاك › فبلغ الخبر أبا غُبيدة › فقال : ليت القوم قبلوا منه › وقيل : لما ولي غُمر الخلافة » خطب الناس › ثم ذهب يتبوء مقيلا › فقال له ابنه عبد املك : أتقيل ولا ترد اللمظالم › فقال : أي بني . سهرت في أمر سُليمان البارحة . فإذا صليت الظهر رددت المظالم › فقال له : يا أصير الْمُوْمنين › وهل لك بأن تعيش إلى الظهر ؟ فقال له غُمر : إدن مني › فالتزمه › وقال : الْحَمدُ لِلهِ الذي أخرج من صُلبي من يعني على ديني › ثم خرج ولم يقل » ونزل رجل من اهل الصلاح على غُمر › فأنزله مع ولده عبد الملك › وكان عبد املك أعزب ٠ قال الرجل : فكنت معه في بيته حتى صلينا العشاء › وأوي كل منا إلى ١۱۱ - فراشه › فظن أني قد نمت › فقام إلى المصباح فأطفاه › وقام يُصلي حتى ذهب بي النوم › ثم استيقظت وهو يقرا قوله تعالى : « اريت إن مَعناهُم سيين ¥ ثم جَاءَهُم ما کانويُوعَدُون ¥ ما أغنی عَنهُم ما کانوا ُمََعُون 4 رن » بکی » ثم رجع إلیها » ثم بکی » حصی خضت أن يقتله اللكاء › فقلت كالمُستيقظ : سبحان الله وَالْحَمدُ لله . فلما سمعني ألبد قلم أسمع له حسا ؛ وكان في وفد أبي الحر جعفر بن السمان ٠ والحتات بن كاتب » وأبو سفيان ؛ أخبرني مبارك بن حتات ۽ » عن أبيه : أن عبد املك بن غُمر › توفي ونحن يومئذ عند عُمر 4 فبعث إلينا › وقال : جهزوا صاحبكم › فدخلنا لفسله › فوضع لعمر كرسي فجلس عليه › وأخذنا في غسله ونزع ثيابه › فغشي على غُمر فوقع › فرفعوه وقال بعض من حضر : يا أمير الْمُومنين › إن هذا ليس لك بمجلس › فلو خرجت إلى الناس فعزوك وحدثوك › لكان أرفق بك › فخرج › فغسلناه وواريناه وصلى عليه أبوه (رجمة الله عليهما) › ولما دفن عبد املك بن غُمر › إستوى عُمر بن عبد العزيز قائما › وأحاط به الناس › فقال : اني » لقد كنت برا بابيك › وكنت مذ وهبك الله لي مسروراً بك » وَلاً واللّه ما كنت قط أشد سرورا » ولا أرجى لحظي فيك › وقد وضعك في المنزل الذي صيرك الله إليه » فرجمك الله وغفر لك . وجازاك بأحسن عملك › ورحم الله كل داع لك › من شاهد وغائب › رضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره › وَالْحَمدُ لله على كل حال . أ ه منهاج الشيخ هيس بن سعيد (بتصرف وتقديم وتأخير) . ومن ثمة قال الشيخ أحمد بن النظر (رحمه الله تعالى وغفر له) : E (۱) سورة الشعراء : ٢٠۲ - ۷٠۲ . - ۱۱۷ والعن بني مروان طراً واركل فليس فيهم لأخي الحق ولي غير الذي هم ولما يفعل ذاك أبو حفص كسيف مقصل ذاك الربيع في الزمان الممحل وإبنه عبد المليك المفضل مسئلة : من أقطعه الإمام من أراضي الفيء › هل له › أو لغيره من الأئمة › الرجوع في ذلك ؟ الجواب : نعم › كما فعل علي بن أبي طالب في مقاطيع غُثمان › وکما جرى لعُمر بن عبد العزيز (رجه اللّه) » وذلك أنه نظر إلى ما صار إلى بني أمية من أموال الفيء › فرأه أموالاً جليلة › فأتى الأسفاط التي فيها وثائق الأموال › فنادى : الصلاة جامعة › فاجتمع الناس ٠ فخطبهم › وقال : يها الناس › إني نظرت إلى ما في أيدينا من أموال الفيء › فرأيته اهز ثلث الفيء أو نصفه › ثم يفتح السفط › ويأخذ منه الوثيقة › ويدفعها لولده عبد املك › وعبد املك على رأس المنبر › فيقول : إقرأ يا بي › فيقول : هذا ما دفع أمير الْمُوْمنين غُثمان بن عفان لمروان › من مال الفيء › أقطعه إياه قطيعة › فيقول : يا بني ٠ ما تقول أنت ؟ فيقول عبد املك : إن الله أقطعه الْمُسلمين قبله › فيقول غُمر : مزق يا بي › فيمزق عبد املك الوثيقة › ويتبع ججيع مكاسب مروان › وعبد العزيز - أبيه ‏ من لذن الخلفاء › فيقول : مزق يا بُني › فمزقه › حتى أتى على آخرها » ثم أن غُمر قال لحاجبه يوماً واحدا : لا يدخلن علي أحد إلا أموي › لا يأذن لغيرهم › ولا يستأذن لغيرهم › فلما إجتمعوا › قال لهم غُمر بن عبد العزيز : إني نظرت إلى ما في أيديكم ۱۱۸ من مال الفيء › فوجدته يزيد على الثلث › أو على النصف ء٠ فالآن إنخلعوا عما في أيديكم من مال الله » فسكتوا ولم يحيروا جوابا وقال لهم ثانية › فسكتوا › فقال لهم الشة , فأجابه العباس بن عبد املك بن مروان ‏ وكان أسن القوم ‏ فقال : إن هذه الأموال جعلتها الخلفاء لأجدادنا وآباءنا › لسنا ننقضه › أنفقر أبناءنا 6 ونكفر آباءنا » لسنا بفاعلي ذلك ما دامت هذه وأشار برأسه ۔ على كواهلنا . فسكت غُمر هُنيئة › ثم قال : وأيم الله » لولا أن تستعينوا بمن أطلب له حقه من هذا المال علي › فتقاتلوني بهم » ما خرجتم من هنا أو تتركوه › وقال لهم : إنصرفوا › فانصرفوا › فكان من رأي غُمر إسترداد ذلك منهم كله هذا وإنما قلا : لا حاجة إلى ذكرهم › لأن النبي ي قد عرض وصرح بهم . قال ابن حجر : قال عبد الله بن عُمر. عنه كه : " لكل نبي آفة ‏ وآفة هذا الدين بنوا أمية " › قال : وبسند فيه › قال الحافظ الهيثمي : لا أعرفه أنه ي › قال : " يكون خليفة هو وذريته من أهل اللار " › قال : وبسند فيه مستور › وبقية رجاله ثقات › أن الحكم إستأذن على اللبي 8 › فعرفه › فقال : " ءإذنوا له فعليه : ل لعنة الله وَالمَلائكة والناس أجمَعينَ ‏ رن » وما يخرج من صلبه » يشرفون في الدنيا › ويرذلون في الآخرة » ذووا مكر وخديعة › إل الصالحين منهم › وقليل ماهم ".اه . ۱ (١) سورة البقرة : ١١٠ ؛ سورة آل عمران : ۸۷ . ۱۱۹ س قلت : هذه إشارة من رسول الله ك8 › إلى مشل الخليفة غُمر بن عبد العزيز › وإبنه (ر هما الله) . وقال ابن حجر أیضا » وبسند رجاله » رجال الصحيح ٠ إلا واحدا فقة , أنه كا رأى كأن يني اللحكم ينزون على منبره › وينزلون › فأصبح كالْمتغيظ › وقال : " رأيت بني المحكم ينزون على منبري ٤ نزو القردة " ر » قال أبو هريرة : فما رأي ي مُستجمعا ضاحكاً › حتى لقي الله , وقال : وبسند فيه من نسب للوضع ؛ وقال ابن عدي : لا بأس به : " أن لبني العباس رايتين › أحداهما كفر › والأخرى ضلال › فإن أدركتهما فلا تضل " ر١ » وبسند » وفيه ضعيف أنه ي8 قال : " ما لي ولبني العباس › شقوا على أمتي › وسفكوا دماءهم › وألبسوهم ثياب السواد› ألبسهم الله ثياب النار "رس . أ ه . هذا في كتب القوم . وأما کتبنا ففي ” الدليل " : وعن راشد بن سعيد » أن الي تن قال يوما › وعنده نفر من ريش : أل إنكم ولاة هذا الأمر من بعدي › فلا أعرفن ما شققتم على أمتي › اللهم من شق على أمتي فشق عليه " » وعن أبي هريرة › عنه عه › أنه قال : " يهلك أمتي هذا الحي من فريش " › قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : " لو أن الناس إعتزلوهم " أ قال : تركوهم - وعنه يع › أنه قال : " ما أشد ما أتخوف على أمتي الشيطان والدجال › ولكن أشد ما ألقي عليهم ‏ الأئمة الْمضلون "٠ وعنه كك أيضاً› أنه قال : " من ولى من إمة محمد شيئاً فلم يعدل فيها (١) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . (۳) انظر الملحق . 0 فعليه بُهلة الله " ر › قالوا : وما بُهلة الله ؟ قال : " لعنة الله عز وجل " . وَذُكِرَ في فتوحات إفريقية أن رسول الله ي » قال لعمه العباس : ماذا تلقى ذريتي من ذريتك يا عم ؟ فقال له العباس : أفلا أجب نفسي من قريش ولا تعلموها › وقدموها ولا تتقدموها » وأطيعوهم ما أطاعوا الله › فإذا عصوه › فلا طاعة لهم عليكم › ثم خذوا أسيافكم واجعلوها على عواتقكم › واضربوهم بها حتی تبيدوا خضراءهم » وَإِلا فعیشوا تحتهم فدادين حرائين . حتى تلقوني بسوء حال " ر۲ . اه . لةه ٠ e وأما الحُكم في خزائن الملوك وبيوت أموالهم › فإن الْحُكم فيها كالْحُكم في بيوت أموال الْمُسلمين › إلا أن تكون بشيء معروف › لم يسلكوا فيه سبيل الخلفاء الراشدين › ولا سبيل مذهبهم هم › فإنما هو غصب ومظلمة , فهو مردود على أهله › إلا أن يكون ذاهب العين ومضى لسبيله » ومن داين بيت الّمال - مال المُسلمين ‏ في أيام الْملوك الظلمة . فمطلوه ومنعوه › أو حيل بينهم وبينه ‏ فله ماله من بيت مال الْمُسلمين على أخذه , وما كان لأحد من عدة في بيت مال المُسلمين ٠ فلأمير الْمُسلمين الوفاء بذلك› إن رآه مصلحة له ممن يستحق ذلك › ورل فالخيار له » وكل صلح بين هؤلاء الْملوك وبين عدوهم من الروم (۱) انظر الملحق . (۲) انظر الملحق . وغيرهم » فهم على صلحهم » إلا أن يخافوا منهم خيانة » فلينبذ إليهم على سواء » وكل حق للملوك على الولاة › فروغوهم بها حتى زال سُلطان الملوك › فإن لأمير الْمُؤْمنين في ذلك إمضاء الحُكم فيه على وجهه » وإن عطل أهل الذمة ما عليهم من الخراج › ومن الجزية . سنين عدة › فإنا نأخذهم بذلك › إلا أن سوغت لهم الملوك ذلك ٠ وإن غاب أهل الذمة في بلاد بعيدة غير بلادنا › فأتوا علينا › فإنا لا نأخذهم بشيء من الجزاء › إِلاً إذا مكثوا في بلادنا سنة كاملة » سواء تلك البلاد التي جاءوا منها بلاد شرك أو بلاد إسلام » إن طاع لهم أهل تلك البلاد بها وَإلا أخذنا الجزاء عدة تلك السنين ما خلا بلاد الشرك › ولا نعشر أموالهم إلا لعام واحد › فإن ادعوا أنهم أعطوا العشر» أو الجزية › بعض أهل تلك البلاد التي جاءوا منها » أو لأهل الخلاف ٠ ولهم على ذلك براوات › فإنا نحط عنهم تلك الجزاء أو الخراج › ونعشرهم لعامنا الذي جازوا فيه علينا › وما أحدثوه أيام الملوك من الكنائس والبيع بالرّشی هدمناه » وإن کانوا على إِذن تركناه › وعن ظلم ازحناه وإنهم أهل الذمة بالإسلام ‏ وإن أدوه ومنعهم منه الملوك وصابروا إلى أيامنا › فليس علينا منهم شيء إن أسلموا فسبيل ذلك › وإن تمادوا على ما هم عليه › فليس علينا منهم شيء » وذلك أنهم في أيام الحجاج بن يوسف › جارت عليهم الولاة فأسلم بعضهم › فمنعوهم من الإسلام › لكلا يضيع بيت مال الْمُسلمين › وإن أسلم أهل الذمة › إنتزعنا منهم الفيء › ورددناها على جيرانهم › وحططنا عنهم الجزاء والخراج › وإن كانت بلادهم بلاد صلح لا بلاد فيء › فمن أسلم وما له وعليه فيه ۱۲۲ الصلح والعشر ‏ إلا أن أراد أن يسلمها لأخوته » ومن إشتراها من المُسلمين › كان عليهم مثل ذلك › ولا ينبغي لمُسلم أن يذل نفسه › وذكر أن جل أموال الليث بن سعد من ذلك » وإن بنوا الكنائس والبيع بأمر الملوك وظهرنا عليهم › تركناهم وإياها › وأما إن كان على يد السّلطان › متعناهم منها › وإن إصطفت الملوك الغنائم في أيامها › وعطلوا فيها السهام › وردوها إلى بيت مال الْمُسلمين › تركناهم وفعلهم › وإن كان قائمة لم يقضوا فيها بأمر › أجريناها على السهام › وإن عاقبوا بالأموال جميع من عمل المعاصي ‏ أو خالف أمرهم أو فينوه › وانتزعوا منهم الديار › والعقار › والدمن › والأموال › وهي قائمة بأعيانها في بيت مال الْمُسلمين › أو في يد من أعطوها له › وليس علينا إصلاح شيء من هذا › ولا النظر فيه › تصرف أو لم يتصرف . وإن كان بينهم نقض عهد › أو غدر ء› أو مظالم بينهم وبين أهل الذمة والْمُحاربين › فإنا نصلح من ذلك ما أفسدوا › ونحل عقد ما إجترموا › سواء كان النقض › أو الفدر › من أهل الإسلام › أو من أهل الذمة والْمُحاربين › فمن إمتنع أجرينا عليه حكم الإسلام وأهله › ومن إمتنع قاتلناه وحاربناه › وأما السلاطين الجورة › فهم الذين تغلبوا على الناس › لا يُراعون شرعاً › ولا يدعون إليه » ولا يعملون به › وعطلوا الركاة » والصدقات › والعشور › والخراجات › ولا يهتبلون بالأقضية والحكومات › ولا ياقامة المحدود والقصاصات ٠ وشرعوا لأنفسهم طرق في إقامة ملكهم , خلاف طرائق الشرائع › وشيدوا القصور › وبنوا الدور وحصنوها بالْحرس والأعوان › ويغيرون على البلدان › واستعملوا - ۱۲۳ في جيع الأموال › المغارم والقبالات › واتخذوا الأعوان والكفات › وأظهروا شرب الخمور › ولباس الحرير »› والمعازف والستور › والجور في جميع الأمور . أه من " الدليل " . فاستعمل الْمُسلمون حينئذ مسالك الدين › وهي : الظهور › والدفاع › والشراء › والكتمان ؛ فالظهور : كأمر أبي بكر الصديق › ومر بن الخطاب › وعبد الله بن يحيى الكندي ”طالب التخق - والجلندا بن مسعود › وغيرهم من أئمة المُسلمين , وسمي هذا بالظهور› لأن الحدود لا تم ولا تقام › إل بالإمام الظاهر › مل : القطع › والرجم › ونحوها . فاستعمل الْمُسلمون مسالك الدين › أي : طرقه . وهي : الأحوال الي يترتب عليها الأمر بالمعروف › والنهي عن الْمُنَكر › الواجب على مكلف مع الإمكان › وهي تلك الأحوال ؛ الظهور : وهو الأصل المأمور به » وعليه توفى رسول الله 8 › وذلك بأن يكون الْمُسلمون كنصف عدوهم › في جميع ما يحتاجون إليه , عدداً وعدة ؛ والدفاع : وهي أن يجتمع الناس على إمام › يقدمونه عند قتال العدو إذا قصدهم › وتجب عليه نصيحتهم . كما أن عليهم طاعته ؛ قيل : وتزول إمامته بزوال القتال › والصحيح : نصبه على الإستمرار للدفع - وهو الأحوط - إذ يمكن هجوم العدو بغتة › والدفاع من فروض العين . قال الإمام الخليلي : الوجه الثاني › أي : من وجهي الجهاد : هو اللدفاع المذ كور في قوله تعاى : « وَلَعلم اين افوا ويل لَهُم عاو ١٤۱۲ - اوا في سَبيل الله أو ادفعُوا ر ٠ فأخر الدفاع في الآية لتأخره رتب › فالدفا ع ضرورة ربما تستعمله البهائم › والجهاد المحض لمرضات الله . وكبت أعداء الله . حتى قال : إذا غشي العدو البلدء وجب دفعه على الغني › والفقير › والحر » والعبد › على قول في العبد والمديون › ولو لم يكن له وفاء › والشراء بالّمد والقصر › وهو : أن يشتري الْمُسلمون الجنة بأنفسهم › أو يشتروا أنفسهم من النار › أو أن يبيعوها لله , فإن إطلاق الشراء على على البيع جائز › وهو : أن يُخرج الْمُسلمون إلى الجهاد في أربعين رجلا فصاعدا . قال أبو ستة في " هامش الوضع " : والشراء مقصور وممدود › من أسماء الأضداد ؛ يُطلق على البيع والشراء › والمراد أنهم بايعوا أنفسهم لِلهٍ بجنته › قال الله تعالى : ل ون الاس من يَشري نفسَة ابغاء مَرضّات الله 4 ر » أي : يبيعها » وقال الله تعالى : إت الله اشتری من الْمُومِنِنَ َنفُسَهُم وأموَالْهّم بأ لهم الْجَنَة په رس . قال بعضهم : نفاسة السلعة تعرف بثلائة أشياء : بعظم الْمُشتري . لأن العظيم القدر لا يباشر في العادة الشرا اء › ولا يشتري الأشياء الخسيسة بنفسه » ولا نسب إليه شراءها › وتعرف بجلالة الدلال › لأن cs (۱) سورة آل عمران : ۱۷٦۱ . (۲) سورة البقرة : ۷٠۲ . (۳) سورة التوبة : ١۱۱ . ١۱۲ - الدلال الكبير لا يسمي على الأشياء الْحقيرة ؛ وتعرف بعظم الثمن › لأن الشيء الحقير لا يُدفع فيه الثمن الخطير ؛ فانظر إل نفوس الشُهداء والْمُجاهدين › كيف إشتراها سبحانه وتعالى بنفسه جلا وعلا › وجعل السمسار عليها أشرف خلقه أجعين › وجعل ثمنها الجنة في جوار رب لعَالَّميِن › وناهيك بهذا شرفاً لم ينله غيرهم › وفضلاً لم يصل إليه سواهم . قال بعض العارفين : النشفوس ثلاثة : نفوس لم يقع عليه البيع لخساستها › وهي : نفوس الكافرين ؛ ونفوس وقع عليها البيع لكرامتها › وهي : نفوس المؤمنين ؛ ونفوس لم يقع عليه البيع لخرمتها› وهي : نفوس الأنبياء . لطيفذة ٠ ل قال بعضهم : لما أخبر الله سبحانه بأنه : لل اشترّى من الْمُوْمِنِينَ سهم وَأَموَالَهى فكأنهم قالوا : ربنا ما الثمن في هذا البيع ؟ قال الله تعالى ‎ :‏ بان هم الجنة 4 فكأنهم قالوا : ربنا فكيف نسلم بهذه السلعة التي وقع عليها البيع ؟ قال الله تعالى :ا اون في سَبيل الله يقتلون يقلو 4 ره › فإذا فعلتم ذلك › فقد سلمتم السلعة › ووفیتم يما لزمكم في هذه الصفقة › ووجبت لكم الجنة فكأنهم قالوا : ربنا مضت سنة فضلك ء أن تشهد ملائكتك بما تتعم به على عبيدك » وقد قلت في كِتابك العزيز : ل وأشهدُوا إِذا تبايعتم 4 › وأمرت بكتابة () سورة التوبة : ١١۱ . ٦۱۲ - الوثائق بين الْمُتبايعين » فمن شهد في هذا البيع ؟ فقال الله تعالى : يل وعدا عَليهِ حَقا في التوراة والإنجيل وَالقَرأَن € رى » فانتم يا عبادي تثقون بوثيقة واحدة › فهذه ثلاث وثائق › وتثقون بشاهدين › فقد أشهد . o A . é ‏علي من أنزلتها عليهم وهم ثلاث أمم . كل أمة لا تحصى . فكأنهم‎ › ‏قالوا : ربنا أنت تمحو ما تشاء › وتثبت ما تشاء › ولا تسأل عما. تفعل‎ : ‏فريما تمحوا هذا › فترجع على الثمن خائبين ؟ فقال سبحانه وتعالى‎ ‏ل وَمَن أَوفى بعهده ِن الله 4 ر« ٠ أي : لا أحد أوفى بعده مني )ثم‎ ‏لما كان من البيع ما يعقبه الندم › إذا تبين لصاحبه الخسران › ونقصا‎ ‏ئي الثمن › ومنه ما يعقبه الفرح والسرور » بما يظهر فيه من الربح‎ ‏والغبطة » وخسن الوفاء › قال سبحانه : ل فاستبشروا بعكم الذي‎ ‏اعم به وَذَلِكَ هُو الور العَظِيم 4 ر › ولذلك لما مر الأعرابي على‎ ‏ابي ك › وهو يقرا هذه الآية : إن الله اشترى من الْمُوْمينَ‎ : ‏أنفسَهُم وأَموالَهُم أن لَه الجنة 4( › فقال : کلام من هذا ؟ قال‎ ‏کلام الله › قال : بي والله مُربح › . لا نقيله ولا نستقيله 4 فخرج إلى‎ . ‏العدو فاستشهد . أ ه‎ وإنما ذكرت هذا مع طوله › لما فيه من التحرض على الصبر › على الجهاد في سبيل الله ؛ والكتمان : هو مصدر كتم الأمر » يكتمه › كتماناً › يطلق ما إذا كان الْمُسلمون يعذبون على دين الله › أو يمنعون منه , أو يعذبون على مذهبهم › أو يمنعون منه › ويطلق على ما إذا كانوا لا يعذبون على ذلك › ولا يمنعون منه › ولو لم يبلغوا حد (١) سورة البقرة : ۲٢۲ . (۲) سورة التوبة : ١۱۱٠ . - ۱۲۷ الظهور › وهو حال رسول الله عك قبل الهجرة › وحال الْمُسلمين في آخر الزمان . أ ه كلام قطب الأئمة (بتصرف) . فالظهور : كأمر أبي بكر » وغمر » أي : وهو حال رسول الله 5 بعد هجرته › إلى أن قبضه الله تعالى › ثم إقتفى أثره سيدنا أبو بكر › والخليفة الثاني غُمر بن الخطاب (ررضي الله عنهما) › وقد تقدم الكلام عليهما ؛ وكعبد الله بن يحيى الكبدي (الْمُلقَب : بطالب الحق) هُو أحد بني غُمر بن معاوية » کان من حضرموت » وکان مُجتهدا عابدا , قال له رجل» بعد إطالة النظر إليه : لتملكن ولتبلغن خيلك وادي القرى › قاله أبو الفرج . حتی قال : وكتب إلى أبي غبيدة مسلم ‏ بن أبي كريمة وال غیره من الأباضية بالبصرة » يشاورهم في الخروج فكتبوا إليه : إن استطعت ألا تقيم يوما واحداً فافعل › فإن الْمادرة بالعمل الصالح أفضل ؛ قال : وشخص إليه أبو هزة الْمُختار بن عوف الأزدي ٠ وبلج بن غقبة › في رجال من الأباضية . فحئوه بالخروج › وأتوه بكتب من أصحابه : إذا خرجتم فلا تغلوا› ولا تغدروا › واقتدوا بسلفكم الصالح ؛ قال : فدعا أصحابه فبايعوه › فقصدوا دار الإمارة › وعلى حضرموت إيراهيم بن جبله › » فحبسوه يوما فأطلقوه , وأقام ع عبد الله بن يحيى بحضرموت وكثر جمعه » وسموه : طالب الحق فكصب إلى من كان من أصحابه بصنعاء › أني قادم عليكم › وتوجه إلى صنعاء سنة تسع وعشرين ومائة › في ألفين » وبلغ عامل مروان بن محمد مسيره ‏ فخرج يريد الأباضية في - ۱۲۸ سلاح ظاهر » وعدة › وجمع كثيرة » فلقيه عبد الله بن يحیی قريبا من الليل › فقال الناس َا الأمير لا تقاتل الخوارج ليلا قابى وقاتلهم › فقتلوا من أصحابه كثیرا › وانهزم إلى صنعاء › فأقام يوما › ثم عسكر قريباً من صنعاء › فاقبل عبد الله بن يحیی فنزل على میلین من عسکو القاسم › فوجه إليهم يزيد بن الفيض في ثلائة آلاف , فكانت بينهم مناوشة » فرجع يزيد إلى القاسم فاستأذنه ئي بياتهم . فأبی › فقال يزيد : واللّه إن لم تبيتهم ليغمنك » ثم أقبل عبد الله بن يحيى › فوافاهم مع طلوع الفجر › فقاتلهم الناس على الخندق › والقاسم يُصلي › فركب وقاتلهم الصلت بن يوسف › فإنهزم أهل صنعاء › فأراد أبرهة بن الصباح إتباعهم فمنعه عبد الله بن د يحيى › واتبع يزيد القاسم فأخبره الخبر › فقال القاسم : ألاليت شعري هل أذودن بالقنا وبالهند وأينات قبل مماتي وهل أصبحن الحارئن كليهما ‏ بطمن وضربو يقطع اللهوات ثم دخل عبد الله بن يحيى صنعاء › فحبس الضحاك بن رمة › وإبراهيم بن جبلة وأحرز الخزائن والأموال › ثم أرسلهما › وقال : حبستكما خوفا عليكما من العامة › ولا عليكما › فأقيما إن شئتما › فخرجا » وخطب الناس عبد الله بعد إستيلاءه على اليمن › فحمد الله وصلى على نبيه 8 ؛ ٽم قال : إنا ندعوا إلى كعاب الله › وسُنة نبيه اء الإسلام ديسا » ومحمداً ا نينا » والكية ناء والُرآ إمامنا ... إلخ خطبته . - ۱۲۹ حتی قال : من زنی فهو کافر › ومن سرق فهو کافر . ومن شك في كفره فهو كافر ؛ حتى قال : ونشهد أنه صادق فيما وعد › وعدل فیما حكم » ندعوا إلى توحيد الرب › واليقين بالوعيد والوعد › وأداء الفرائض . والأمر بالمعروف والنهي عن الْمُكر › والولاية لأهل ولاية الله › والعداوة لأعداء الله ... إلخ . حتی قال : وأقام عبد الله بصنعاء أشهُرا › يّحسن ن السيرة فيهم › ويلين جانبه لهم › ويكف عن الناس › فكثر جمعه › وآتته الشراة من كل جانب » وكان وقت احج › فوجه أبا هزة » وبلج بن غُقبة , وأبرهة بن الصباح › إلى مكة في تسعمائة فارس › وأمره أن يُقيم بمكة إذا صدر الاس › ويوجه بلجا › إلى الشام › فقدموا مكة يوم التروية › وعليها عبد الواحد بن سُليمان بن عبدالملك » فكره قتالهم فكانت بينه وبينهم مُهادنة إلى النفر الأخير › ثم هرب عبد الواحد في النفر الأول إلى المدينة , فدخل بلج وأصحابه مكة من غير حرب › وأقام بها ؛ قال : ودعى عبد الواحد بالديوان » وضرب على الناس › وزاد في عطياتهم › وخرج بهم عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن غُثمان » فنزلوا قديدا يلا فلم يرعهم إلا القوم قد خرجوا عليهم » فكانت المقتلة على قریش وهم كانوا أكثر الناس وبهم الشوكة › فكتب عبد الواحد إلى مروان › يعتذر من خروجه عن مكة › فكتب مروان إلى عبد العزيز بن مر بن عبد العزيز › يأمره بتوجيه الجيش إلى مكة › فوجه ثمانية آلاف رجل من أبناء الْمهاجرين والأنصار › ولّما بلغ أبا حمزة إقبال أهل المدينة إليه › إستخلف على مكة أبرهة بن الصباح › وشخص إليهم › ١۳١ - وعلى مُقدمته بلج بن غقبة › ولما كان الليلة التي صبحهم »قال لأصحابه نكم لاقو قومكم غد وقد وضح الصبح لذي عيدين . فأکثروا ذکر الله › وتلاوة القرآن » ووطنوا أنفسكم على الصبر › وأرسل إليهم أبو حمزة بلجا » فأتاهم في ثلاثين راكبا› فذكرهم الله وسألهم أن يكفوا» فقال لهم : خلوا سبیلنا نسر على من جار في الْحُكم عليكم › فإنا لا نريد قتالكم › فشتمهم أهل المدينة › وقالوا : نخليكم تفسدون في الأرض يا أعداء الله › فقالت الخوارج : إنما خرجنا لكف أهل الفساد › لا لنفسد في الأرض » ولا نقاتل إلا من قاتلا › فادخلوا في السلم » وعاونوا أهل احق › فقال له عبد العزيز : ما تقولون في عُثمان ؟ فقال له : بريءمنه الْمُسلمون قبلي › وأنا مُقتد بهم › فقال له : ارجع إلى أصحابك » فليس بيننا وبينكم إلا السيف » فرجع إلى أبي جهزة فأخبره › فقال : لا تقاتلوهم حتى يبدءوكم بالقنال › فواقعوهم › فرمي رجل من أهل المدينة في عسكر أبي حمزة بسهم فجرح رجلا فقال أبو حمزة : الآن حل قتالهم › فحملوا عليهم › فثبت بعضهم لبعض ٠ ثم إنكشف أهل المدينة فلم يتبعوهم › ثم كروا عليهم فقاتلوهم قليلا › ثم إنهزموا › فلم يبعدوا حتى كروا الشة › فقاتلهم أبو حمزة فهزمهم هزيمة لم تبق منهم باقية, فقال ابن احصين : اتبع القوم فاقتل المدبر › فلو جاءك أهل الشام غدا لرأيت من هؤلاء ما تكره › فقال أبو حمزة : لا أخالف سيرة سلفنا ؛ قال : وبلغت قتلى قديد ألفين ومائتين وثلاثين رجلا » ودخل بلج المدينة بغير حرب» ورجع أبو حهزة إلى مكة . وکان على شرطته أبو بكر بن عبد الله , من آل سُراقة » ومضى عبد الواحد ١۱۳ - إلى الشام › فرقي أبو حمزة المنبر . أ ه من أبي الفرج الأصبهاني . وخطبه مشهورة › وكذا خبر مقتلهم رون › فلا حاجة إلى الإاطالة . والجلندى بن مسعود › بويع سنة تسع وعشرين ومائة › واستشهد زره اللّه) سنة إحدى وثلائين ومائة » فسنتان وشهر وبعض الأيام مُدة خلافته » وهو الإمام العادل ء البطل › الحلاحل , أبو المآثر والفضائل › وناهيك به فضلاً وشرفاً › وتفضيل بعض إياه على الإمام العدل سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب (رحمة الله عليهم جيعاً) » مع ما للإمام سعيد من الفضل › والعلم › والورع › وأنه مات شهيدا › والإمام الجلندى (رجه الله . أول من عقد له الامامة بكُمان › قيل : أنه كان من شراة أبي حهزة الْمُختار (رجه الله › فنجا فيمن نجا ؛ ومزاياه أشهر من نار على غلم »لو لم يكن له من الفضل إلا قله بني عمه بني الجلندى › وقضيته معهم مشهورة . قال صاحب " كشف الغمة " : لما ولي عبد الله السفاح ء من بني العباس » ولى أخاه أبا جعفر المنصور على العراق › وغُمان يومئذ تحت أيديهم › فول امنصور على مان محمد بن جناح الهنائي › فأحسن السيرة » واجتمع رأي الأباضية على أن يقدموا الجلندى بن مسعود إماما › فبايعوه على طاعة الله ورسوله يا › وسيرة الأئمة من قبله , فكان عدلاً فاضلاً » حسن السيرة › فلم يلبث أن خرج عليه شيبان » وكان السفاح طالب الشيبان › فلما وصل شيبان مان › أخرج إليه الإمام هلال بن عطية الخراساني » وكان عَالِما فاضلاً » ويحيى بن ۱۳۲ س نجيح في جماعة من الْمُسلمين . وكان فضل يحيى هذا بين الْمُسلمين شاهرا › فدعا » فأمن الفريقين على دُعائه ؛ وذلك أنه قال : اللهم إن كنت تعلم أننا على الدين الذي ترضاه › وتحب أن نلقاك به › فاجعلني أول قتيل من أصحابي › ثم اجعل شيبان أول قتيل من أصحابه » واجصل الدائرة عليهم › وإن كنت تعلم أن شيبان وأصحابه على الدين الذي ترضاه › وتحب أن يؤتى به › فاجعل شيبان أول قتيل من أصحابه › ثم اجعلني أول قتيل من أصحابي › ثم اجعل الدائرة علينا › فتزاحف الفريقان بعد أن آمنَ على دُعاء يحيى كل منهم › فكان يحيى أول قتيل من أصحابه › ثم كان شيبان أول قتيل من أصحابه › وتفرق أصحاب شيبان › ثم وصل حازم بن خزيمة من عند السفاح طالبا لشيبان › فقال للإمام : أريد أن أرجع إلى الخليفة بسيف شيبان وخاتمه » وأنكم في طاعته » فلم ير المُسلمون للإمام المداهنة › ولا تسليم سيف شيبان › لأنه أمانة لوارثه › ففضب حازم لذلك › فقاتل اأمسلمين › فلم يبق منهم إلا الإمام وعَالمه هلال بن عطية ء فقال هلال للإمام : أنت إمامي › فكن إمامي › ولك علي أن لا أبقى بعدك › فتقدم الإأمام فاستشهد (ر حه الله » ثم تقدم هلال › فكان يتعجب منه قوم حازم » حتی عرفوه › فاحتالوا عليه حتی قتلوه (رجه الله تعالى) . أ ه وغيرهم من أئمة الْمُسلمين ) أي : مئل الوارث وأضرابه 6 فإن الإمام الوارث كان إماما شاريا › وقد قاتل الجبابرة› حتى إستقام الأمر › وعز الدين . - ۱۳۳ قال العلامة سيدي أبو نبهان (ظَ) : فمن لي مثل وارث بن كعب إمام عادل بطل حلاحل وصلت نجل مالك والمهنا فقد نشروا من العدل الغلائل وهذه قصيدة طويلة › توارد عليها هو وشيخه محمد بن عبد الله الفشري › في ذكر الأئمة › وَسْمِي هذا › أي : الحال : بالظهور › أي : الْمتقدم بيانه › لأن الحدود جمع حد › » هو في اللغة امنع . وشرعا عقوبة مخصوصة على ذنب مخصوص › وإنما جمعه مُراعاة لأنواعه › فمنه قتل › ومنه ضرب » ومنه قطع › فالقتل في الزاني المحصن › حال كونه خُرا › بالغا › عاقلا › فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت ؛ وفي المَرتد عن الإسلام › يقتل بالسيف - كما مر - وفي قاطع الطريق إذا قتل › وهل قتل تارك الصلاة تكاسلا › والمقتول قصاصا › يُسمى بالْحد أم ا ؟ قولان ؛ وأما الضرب » فالزاني البكر › يُجلد مائة جلدة › وشارب الخمر والقاذف يُجلدان ثمانين جلدة › والعبد يُجلد نصف جلد الحر ؛ وأما القطع › ففي السارق أربعة دراهم فصاعدا من حرز › تقطع يمينه من الرسغ » كما هو مُقرر في محله » وفي قاطع السبيل › إن سلب ولم يقتل › تقطع يده ورجله من خلاف . فلو قطع الطريق › ولم يقتل › ولم يسلب » غُرّر» لا تتم » أي : لأنها مشروطة بالإمام › ولا تقام › أي : لا يجب على الجماعة قيامها › وإن جاز لهم على بعض القول ؛ قال رسول الله 6$ :" الحدود » والْجُمعة » والزكاة › للإمام " › رواه أبو سعيد في إستقامته › وكذا - جبر الرعية على الجهاد › وتولية القضاء ٠ وغير ذلك . ١۱۳ - قال في * المواقف * : أن في نصب الإمام دقع الور » ودقع الضرر واجب على العباد › إذا قدروا عليه إجماعا › بيانه أن في نصب الإمام › وأنا نعلم علما يُقارب الضرورة › أن مقصود الشارع فيما شرع من الْمُعاملات ٠ والمُناكحات › والجهاد › والْمقاصات › وإظهار شعار الشرع في الأعياد والجُمعات › إنما هي مصالح عائدة على الخلق معاشا ومعاداً » وذلك لا تتم إلا يامام يكون من قبل الشارع › يرجعون إليه فيما يعن لهم › لأنهم مع إختلاف الأهواء . وتشتت الآراء › وما بينهما من الشحناء » قل ما ينقاد بعضهم لبعض » فيفضي ذلك إلى السازع والتوائب » وربما أدى إلى هلاكهم جيعا › ويشهد له التجربة والفان القائمة عند موت الولاة. أه . والدفاع : كابن وهب » إمام المحكمة › الفرقة الْمُحقة الْمُكرين التحكيم › فاستشهد بالنهروان هو من معه من الْمُسلمين (رضوان الله عليهم) ؛ والدفاع تقدم عليه الكلام ؛ وابن وهب : هُو عبد الله بن وهب الأزدي الْمُلقَب : بذي الثفنات › لكثرة عبادته ؛ قال المبرد : كان عبد الله بن وهب ذا رأي › وفهم › وشجاعة ‏ وتقدم الكلام عليه - قال : ولم يختلف في إججاعهم على ابن وهب الراسبي › وأنه إمتتع عليهم › وأوماً إلى غيره › فلم يقنعوا إلا به » فكان إمام القوم ؛ قال : وإنما لجئوا إليه › وخلوا معدان الأيادي › لقول معدان : سلام على من بايع الله شاريا وليس على الحر المقيم سلام فتبرؤا منه › وقالوا : إنك خالفت › لأنك برأت من القعد › قال : ١۱۳ — والخوارج في جيع أصنافهم يتبرأون من الكاذب › ومن ذي المعصية الظاهرة . أه . قلت : لعمري إن جرمهم لكبير 4 حيث لم يوالوا السُفهاء امتبجحين بمعاصي الله › ومن ن أجل جرمهم عند المرجئة والحشوية ما ذكره الشهرستاني في ملله » حيث قال : وأما خروجهم في الزمن الأول على أمرين : أحدهما : بدعتهم في الإمامة › إذ جوزوا الإمامة في غير قریش ؛ قال : والبدعة الثانية : أنهم قالوا : أخطاً علي في التحكيم › إذ حكم الرجال » لا حُكم إلا ِء وكذبوا عَلّى عَلِي من وجهين : أحدهما في التحكيم : أنه حكم الرجال › وليس ذلك صدقاً › لأنهم هم الذين لوه على التحكيم ؛ والثاني : أن تحكيم الرجال جائز › فان القوم هم الحاكمون في هذه المسألة › وهم رجال . أه . قلت : فأما كون الإامامة في فُريش › فقد إنفردت بذلك الأشعرية › وقد تكلمنا في الإمامة في موضعها ؛ وأما قوله : هم الذين جملوه على التحكيم › فليته هو وحزبه إرتاحوا إلى قول ابن حجر الهيشمي » فانه قال : حين إختلف الحكمان › فقال علي : قد كنت نهيتكم عن الحكومة فعصيتموني › فقام إليه في فأغلظ عليه الكلام › وقال له : بل أمرتنا » وإنما تبرأت لما كان فيها ما تكره › فاغلظ له علي في الجواب › فقال له : ما أنت وهذا الكلام › ٹم قال : والله إن كان ذنبا › أنه لصغير مغفور › ولإن كان حسناً › أنه لعظيم مشكور » وقال أيضا : أن أبا مُوسى الأشعري قال : سمعت رسول الله عي يقول : " يكون في هذه الأمة حكمان ضالان » ضال من اتبعهما " › فقيل له : یا ابا مُوسی ١۱۳ س انظر لأن تكون أحدهما . وقال أيضا : أخرج أبو يعلي بسند صحيح › قال : لما إستمر القتل في أهل الشام بصفين › إعتصم معاوية وأصحابه بجبل . فقال له مرو بن العاص : أرسل لعليّ المُصحف واسأله الصلح › فو الله لا یرده علیکم » فارسل له رجلا بجمله ونا ينادي : بيننا وبينكم كعاب الله : « ألم تر إلى الذِينَ ن أوتوا تعيب من الكتاب يُدعَون إلى كتاب الله َحكُم َينهُم تم يتولى فَريق سهم وهم مُعرضون ک رن قال : نعم . يننا وبينكم كعاب الله › وإنا وى به منكم » فجاءت الخوارج ‏ وکنا نسميهم يوذ : الشراء - أسيافهم على عواتقهم » قالوا : يا أمير نؤسين » ل تمش لهؤلاء القوم حى يحكم اله يشا وينم » فقا سهل بن حنيف › فنهاهم عن رد الصلح › وإستدل بقصة الحديبية › أن اللبي ي8 › مال إلى الصُلح دون كشيرين من الصحابة › وكان الخير كل الخير في الصّلح › ولما لم يسمع لهم علي في رد الصلح . خرجوا عليه › فأرسل ييناشدهم الرجوع إليه › فأتوا بضعة عشر ألفا . أ ه . أل ترى أن عليا تردد في الحكومة › اهي ذنب ام لا ؟ ثم مع تردده قل الراضي بها › والساخط لها وتقدم › وأما أبو موسى › فقد شهد على نفسه أن رسول الله 8$ قال فيها : " أنها لضلالة " ›. وأما الشهرستاني . قو له : أنهم حكموا في المسألة وهم رجال › حكموا فيها ِ كم لبقتل الاغي حي يلي» أو تفي روه » ولم جلو لأحد رأيا في المحكومة › وقوله : أنهم كذبوا . سفه منه » والسكوت عن () سورة آل عمران : ۲۳ . - ۱۳۷ _ السفيه خير › كما قيل : نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت أما المحكمة سموا : محكمة لتحكيمهم الله › وتركهم حكومة عمرو وأبي مُوسی › قال بعضهم : ألم تر أن الله أنزل حكمه وعمرو وعبد الله مختلفان قال في " المواقف " : المحكمة : هم الذين خرجوا عَلى عَلِيّ في التحكيم وكفروه » وهم إنى عشر آلف رجل كانوا أهل صلاة وصيام , وفيهم قال ابي ي :"يحقرأحدكم صلاته في جنب صلاتهم » وصومه في جنب صومهم » ولک لا يجاوز ایمانهم تراڦيهم " ر۱ £ فلت : أن رسول الله 8# » وهو المبلغ عن ربه قوله تعالى : « بَلى ن أوفى بهد وَاتقى فُِن الله يُحِبْ الْمَقِينَ 4 ر › وقال سبحانه وتعا لى : ا« إِنه ن يتت وصبر فان الله ليع جر الْمُحسِيِنَ 4 © ٠ وقوله تعال ل : < إِث الَذِينَ قاو رَبنا الله ثم استقَامُو قلا حَوف عَليهم ولا هم بحرنو رم ٠ أم هؤلاء خصهم ف8 › بان لا ترفع أعمالهم › حتى أن إيمانهم لا يجاوز تراقيهم › وهل هذا إلا من مُبتدعات الحشوية › فإن هذا قول مُختلف ,› أنه يبلغ عن اللّه › ثم يُخالفه في بعض أمته ‏ ليت شعري ما لهم لا يفقهون حديثا . (١) انظر الملحق . (۲) سورة آل عمران : ٩۷ . (۳) سورة يوسف : ۰٩ . (٤) سورة الأحقاف : ۳٠ . ۱۳۸ س قال في * اأمواقف " أيضاً : لوا : من لصب من فيش وغيرهي وعدل فيما بين الناس فهو إمام › وإن غير السيرة وجب أن يُعزل أو يقتل › ولم يوجبوا نصب الإمام › بل جوزوا أن لا يكون في العالم إمام › وكفروا غثمان وأكثر الصحابة . ومرتكب الكبيرة . أه . قلت : قوله : من نصب من قريش وغيرهم وعدل ... لخ » سيأتي أن مر بن الخطاب رظ أشار إلى ذلك ء بل لم تفرد المحكمة بذلك ‏ كما يأتي ‏ . وقوله : وإن غير السيرة وجار ... إلخ › لهم أسوة بأصحاب رسول الله ي › عمار › وأبو ذر ء وابن مسعود › وغيرهم › حیث نقموا على غثمان وتبرؤا منه › بل كل الصحابة بين قاتل وخاذل . وقوله : ولم يوجبوا نصب نصب الإمام » هذا لا ييحتاج إلى جواب › انهم هم الناقلون عنهم : أنهم بايعوا عبد الله بن وهب ٠ .فلايكون قولهم ييخالف فعلهم . لكنهم شرطوا للإمامة شروطا وقد تقدمت ‏ . قوله : كفروا عُثمان وأكثر الصحابة › ومُرتكب الكبيرة إن أراد بالكفر الخروج من الملة , فذلك مذهب الأزارقة » وليس من مذهب المحكمة › وإن أراد به كفر النعمة › فقد وردت النصوص القاطعة بذلك , هذا وأن صاحب " المواقف " لم يقذع فيهم › وأما غيره من الحشوية والشيعة › فقد بلغوا الغاية في سبهم › وقد قال الشاعر : إن العرانين تلقاها محسدة ولا ترى للام الناس حُسَادَا - ۱۳۹ وفولنا : الفرقة المُحقة , لأنهم لم يدخلوا في أمر الحكومة › وقد سمعت رسول الله ي8 › قوله في الحكمين ومُتبعهما› الْمُكرين التحكيم - تقدم هذا غير مرة ‏ › فاستشهدوا بالنهروان . هو ومن معه من المُسلمين (رضوان الله عليهم) › تقدم الكلام على مقتلهم . قال الإمام أبو سعيد (شْ) : من كان على أصل › وثبت له في شيء حكم › فهو عليه حتى يصح أنه رجع عنه › ولا شك ان علي بن ومعاوية وحزبه کانوا حربا للحق وأهله › ولا شك في حُكم الظاهر أن أهل النهروان ثبتوا على ذلك السبيل في حُكم الظاهر › وليس ترك أحد من الناس لسبيل الحق من إمام أو غيره بضار له . ولو كان الثابت على على كل من خالف سبيل من ثبت على الحق الذي وقع عليه الإجماع ٠ والمُخالف نازل ياحدی منزلتين مُدع › لا تقبل دعواه › ولا يجوز له مُحاربة الْمُحق على إدعائه › وأما مُنتهك لما يدين بتحريمه مُكابر تغلب على غير سبيل احق . حتى قال : فإن كان علي مُحقا في قتال أهل النهروان فیما صح معه عليهم › فإنه مُبطل في الحُكم بالظاهر › لأنه قعل الحجة قبل أن يصح زوالها » ولا يُجوز أن تتحول الحجة إلا بحجة مثلها . ثم قال (رجه الله) : كل من مضى على سبيل أهل النهروان (َ) من خارج › أو قاعد › أو مُسالم , أو مُحارب »› إلى يوم القيامة › ولم ٤٤١۱ - غير ولم يبدل › فهو الحجة النامة على سبيل ما مضى عليه اللبي ي › وأبو بكر الصديق › وغُمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) › والجماعة الذين هم حجة الله يوم الدار في قتال عُثمان › وما قاتل عليه علي والجماعة . وطلحة › والزبير › وما قاتلوا عليه معاوية أيام صفين › وما قاتل عليه أهل النهروان (رجهم اللّه) › فالحجة قاضية › والأحكام ماضية › إن هذا كله فسبيله واحد لا تناقض في أحكامه › وأن من خالف ذلك السبيل فهو مُخالف للحق › وكفى بالإجماع على هذا › وليس علينا أن نحكم في شيء من الأمور إل بما ظهر . ثم قال (ر مه الله : وكيف يجوز قبول دعوی مدع في إدعائه . يطل حجة من حجج الإسلام › وينقض ما ثبت من الأحكام ؟ فمن خالف الحجة فهو خصم لأهل الُحقء ولا ثقبل دعواه حتى يستبين حقه › ولو كان الْمُدعَى عليه مُخالفاً لدين الله في السريرة . أ ه مع حذف . والشراة : كأبي بلال مرداس بن حدير » ومن حذا حذوه من الْمُسلمين › وأخوه عروة » وهو أول من قال : لاً حُكم إلا لِلِ » وقريب والزحاف ؛ تقدم معنى الشراة ؛ مرداس بن حدير › قال أبو العباس المبرد في سبب خروج أبي بلال مرداس: وکانت من الْمُجتهدين : البلجاء › وهي إمرأة من بني حرام بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زید مناة بن تميم » وکان مرداس بن حدير أبو بلال › أحد بني ربيعة بن حنظلة › تعظمه الخوارج › وكان مُجتهدا › كشير الصواب في لفظه › فلقيه غيلان بن خرشه الضبي › فقال : يا أبا بلال › إني سمعت البارحة ١١٤۱ س الأمير غُبيد الله بن زياد يذكر البلجاء › وأحسبها ستؤخذ › فمضى إليها أبو بلال › فقال لها : إن الله قد وسع على الّمُؤْمنين في التقية فاستتري › فان هذا المُسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك › فقالت : إن يأخذني ف فهو أشقي بي › فما أنا فما أحب أن يعنت إنسان بسببي فوجه إليها غُبيد الله بن زياد » فأتى بها » فقطع يديها ورجليها » ورمي بها في السوق › فمر أبو بلال والناس مُجتمعون › فقال : ما هذا ؟ فقالوا : البلجاء › فعرج إليها » فنظر ثم عض على لحيته › وقال لنفسه : لهذه أطيب نفس عن بقية اليا منك يا مرداس › ثم أن غبيد الله تبع الخوارج فحبسهم وحبس مرداسا › فرأي صاحب السجن شدة إجتهاده وحلاوة منطقه › فقال : إني أرى مذهبا حسنا وإني لأحب أن أوليك معروفا › أفرأيت إن تركتك تصرف ليلا إلى بيتك أتدلج إِليً ؟ قال : نعم › فكان يفعل ذلك به » ولج بيد الله في حبس الخوارج وقتلهم › فكلم في بعض الخوارج فلح وأبى › وقال : أقمع النفاق قبل أن ينجم لكلام هؤلاء أسرع للقلوب من النار إلى اليراع » فلما كان ذات يوم قتل رجل من الخوارج رجلا من الششرط » وقال ابن زياد : ما أصنع بهؤلاء › كلما أمرت رجلا بقتل رجل منهم فتكوا بقاتله › لأقتلن من في حبسي منهم » فاخرج السجان مرداساً إلى منزله كما كان يفعل › وأتی مرداسا الخبر › . فلما كان في السحر تهياً للرجوع › فقال له أهله :٠ اتق اله في نفسك فإنك إن رجعت فتلت › فقال : إني والله ما كنت لألقى الله غادرا › فرجع إلى السجان › فقال : إني قد علمت ما عزم عليه صاحبك › فقال : أعلمت ورجعت . ١١١٤۱ - ويْروى أن مرداسا مر بأعرابي يهناءُ بعيراً له › فهرج البعير فسقط مرداس مغشيا عليه » فظن الأعرابي أنه صُرع » فقراأ في أذنه » فلما أفاق › قال له الأعرابي : قرأت في أذنك › فقال له مرداس : ليس بي ما خفته علي › ولكني رأيت بعيرك هرج من القطران › فذكرت آية قطران جهنم فأصابني ما رأيت › فقال : لا جرم والله لا أفارقك أبداً ؛ وكان مرداس قد شهد صفين مع علي بن أبي طالب »٠ وأنكر التحكيم ٠ وشهد النهر ونجا فيمن نجا » فلما خرج من حبس ابن زياد » ورأي جدٌ بن زياد في طلب الشراة › عزم على الخروج › فقال لأصحابه : أنه واللّه ما يسعنا الْمقام بين هؤلاء الظالمين › تجري علينا أحكامهم › مُجانبين للعدل › مُفارقين للفضل ‏ واللّه إن الصبر على هذا لعظيم › وإن تجريد الطريق › وإخافة السبيل لعظيم › ولكنا ننتبذ عنهم › ولا نجرد سيفا › ولا نقاتل إلا من قاتلنا › فاجتمع إليه أصحابه زهاء ثلاڻين رجلا › منهم : حريث بن حجل › و کهمس بن طلق الصريمي . فأرادوا أن يولوا أمرهم حريثا فأبى › فولوا أمرهم مرداسا » فلما مضى بأصحابه › لقيه عبد الله بن رباح الأنصاري› وكان له صديقا › فقال له : يا أخي أين تريد ؟ قال : أريد أن أهرب بديني وأديان أصحابي من أحكام هؤلاء اللجورة › فقال له : أعلم بكم أحد؟ قال : لا 4 قال : فارجع . قال : أو تخاف علي مكروهاً ؟ قال : نعم › وأن يُؤتى بكم › قال : لا تخف » فإني لا أجرد سيفاً › ولا أخيف أحداً › ولا أقاتل ل من قاتلني ثم مضی حى نزل آسك ۽ وهو ماء بين رام هرمز وأرجان › فمر به مال يحمل لإبن زياد › وقد قارب أصحابه الأربعين › ١١٤۱ - فحط ذلك المال وأخذ منه عطاءه وأعطيته أصحابه ›. ورد الباقي على الرسل › وقال : قولوا لصاحبكم : إنما قبضنا أعطياتنا › فقال بعض أصحابه : فعلى ما تدع الباقي ؟ قال : إنهم يقيمون بهذا الفيء . كما يُقيمون الصلاة › فلا نقاتلهم على الصلاة › ولأبي بلال أشعار في الخروج › إخترت منها قوله : أبعد ابن وهب ذي النزاهة والتقى ومن خاض في تلك الحروب المهالكا أحب بقاءُ أو أ رجي سلامة وقد قتلوا زید بن حصن ومالکا فيارب سلم نيتي وبصيرتي وهب لي النقى حتى ألاقي أُولََكا وروی أن رجلا من أصحاب ابن زیاد قال : خرجنا فی جیش نرید خراسان › فمررنا بآسك › فإذا نحن بهم ستة وثلائین رجلا › فصاح بنا أبو بلال : أقاصدون لقتالنا أنتم ؟ وكنت أنا وأخي قد دخلنا زريا › فوقف أخي ببابه فقال : السلام عليكم › فقال مرداس : وعليكم السلام › فقال لأخي : أجئتم لقتالنا ؟ قال : لا › إنما نريد خراسان › فقال : أبلغ من لقيكم » إنا لم تخرج لنفسد في الأرض » ولا نروع أحداً » ولكن هربنا من الظلمة » ولسنا نقاتل إلا من قاتلنا › ولا نأخذ من الفيء إلا أعطياتنا › أندب لنا أحد قلا : نعم › أسلم بن زرعة الكلابي › قال : فمتى ترونه يصل إلينا ؟ قلنا : يوم كذا وكذا › فقال أبو بلال : ل حَسبًا الله وَنعم الوّكِيلُ ‏ ر١ » وجهز غبيد الله أسلم بن زرعة في أسرع وقت ٠ وجهه إليهم في ألفين › وقد تتام أصحاب مرداس (١) سورة آل عمران : ۱۷۳ . ١٤٤۱ - أربعين رجلا » فلما صار إليهم أسلم › صاح أبو بلال : ا3 ق الله يا أسلم › فإنا لا نريد قتالاً » ولا نحتجزن فيئا » فما الذي تريد ؟ قال : ريد أن أردكم إلى ابن زياد » قال مرداس : إذا يقتلا ؟ قال : وإن قتلکم . قال : أتشرك في دمائنا ؟ قال : إني أدين لِلهٍ بانه مُحق › وإنکم مُبطلون » فصاح به حريث بن حجل : أهو محق وهو يطيع الفجرة وهو أحدهم ٠ ويقتل بالظنة » ويخص بالفيء › ويُجور في الخكم › أما علمت أنه قتل بابن سعاد أربعة براء › وأنا أحد قتلته › ولقد وضعت في بطنه دراهم كانت معه › ثم حملوا عليه حملة رجل واحد › فانهزم هو وأصحابه من غير قتال . وكان معبد أحد الخوارج › قد كاد يأخذه , فلما ورد على ابن زياد غضب عليه غضباً شديدا › وقال : ويلك أتمضي في ألفين فتهزم لحملة من أربعين › وكان أسلم يقول : لئن يذمني ابن زياد حيا » حب الي من أن يمدحني ميتا » وكان إذا خرج إلى السوق » أو مر بصبيان ٠ صاحوا به : أبو بلال ورائك › وربما صاحوا به : یا معبد خذه ؛ حتی شكي ذلك إلى ابن زياد › فأمر الشرط أن يكفوا الناس عنه › ففي ذلك فلما أصبحوا صلوا وقاموا إلى الجرد العتاق مسومينا فلما استجمعوا حملوا عليهم فظل ذووا الجعائل يُقَتَلونا بقية يومهم حتى أتاهم سواد الليل فيه يراوغونا يقول بصيرهم لما أتوهم بأ القوم ولوا هاريينا ألفا مُؤمن فيما زعمتم ويهزمهم باسك أربعونا ١١٤٠ - هم الفئة القليلة غير شك على الفئة الكثيرة ينصرونا ثم ندب غبيد الله بن زياد لهم الناس › فاختار عباد بن أخضر › وليس أبوه أخضر » وَهُوَ : عباد بن علقمة المازني › وکان أخضر زوج أمه » فغلب عليه » فوجهه في أربعة آلاف › فشهد لهم › ويزعم أهل العلم › أن القوم كانوا قد تتحوا عن داراب جرد › من أرض فارس › فصا ر إليهم عباد » وكان إلتقاءهم في يوم الْجُمعة › فناداه أبو يلال : أخرج إِليّ يا عباد › فإني أريد أن أحاورك فخرج إليه › فقال : ما الذي تبغي ؟ قال : أن آخذ بأقفاءكم › فأردكم إلى الأمير غُبيد الله بن زياد › قال : أو غير ذلك ؟ قال : وما هو؟ قال : أن ترجع » فنا لا نخيف سبيلا ولا نذعر مُسلماً › ولا تحارب إلا من حارينا » ولا نجبي إلا ما ينا › فقال له عباد : الأمر ما قلت لك › فقال له حريث بن حجل : أتحاول أن ترد فئة من المُسلمين إلى جبار عنيد ؟ قال لهم : أنتم أولى بالضلال منه › وما من ذلك بد › وقدم القعقاع بن عطية الباهلي من خراسان يريد الحج › فلما رأي الجمعين › قال : ما هذا ؟ قالوا : الشراة » فحمل عليهم › ونشبت الحرب . فأخذ القعقاع أسيرا › فأوتي به أبو بلال › فقال : ما أنت ؟ قال : لست من أعداءك ٠ وإنما قدمت للحج › فجهلت وأعزرت › فأطلقه . فرجع إلى عباد › فأصلح من شأنه › ثم حمل عليهم ثانية وهو يقول : أقاتلهم وليس علي بعث نشاطا ليس هذا بالىشاط ١٤۱ س أكر على الحروريين مهري لأحملهم على وضح الصراط فحمل عليه حُريث بن حجل السدوسي » وکھمس بن طلق الصريمي › فأسراه وقتلاه › ولم يأتيا به أبا بلال › فلم يزل القوم يجتلدون › حتى جاء وقت الصلاة يوم الجمعة › فناداهم أبو بلال : يا قوم › هذا وقت الصلاة › فوادعونا حتى نصلي وتصلوا › قالوا : لك ذلك ٠ فرمي القوم أجمعون بأسلحتهم وعمدوا إلى الصلاة › فأسرع عباد ومن معه › والحرورية مبطئون › فهم من بين راكع » وساجد » وقائم في الصلاة › وقاعد › حتى مال عليهم عباد ومن معه › فقتلوهم أججعين › فأتي برأس أبي بلال . وتروي الشراة : أن مرداسا أبا بلال » لما عقد على أصحابه › وعزم على الخروج › رفع يديه › وقال : اللهم إن كان ما نحن فيه حقا فأرنا آية ‏ فرجف البيت . وقال آخرون : فارتفع السقف ؛ فروي أهل العلم : أن رجلا من الخوارج ذكر ذلك لأبي العالية الرباحي › يعجبه من الآية › ويرغبه في مذهب القوم › فقال أبو العالية : كاد الخسف ينزل بهم › ثم أدركتهم نظرة الله . أ ه . فلت : ذلك ليس بغريب من أبي العالية وأضرابه » فإن فريشاً لما أخبرهم رسول الله ي عن الإسراء به إلى بيت المقدس › قالوا له : أرنا آية » فانشق القمر › فقالوا : سحرنا محمد › فقال تعالی : ت وان ١٤۱ س روا أي بعوضُوا ويقولوا ميحر مُسعَمن » رن ٠ وما أظن هذا إل بقية من ولك ؛ وقوله : أدركتهم نظرة الله › أي : واللّه أدركتهم نظرة الله ؛ قال أبو العباس أيضا : فلما فرغ من أولعك الجماعة › أقبل بهم ٠ وصُلبت رؤوسهم › وفيهم : داود بن شیث » وکان ناسکا › وفیهم : خبية النظر بن قيس » وكان مُجتهدا ؛ حتى قال : في القوم كهمس › وكان أبر الناس بأمه› فقال لها : يا ام لولا مكانك لخرجت › فقالت : يا بي › قد وهبتك لله › ففي ذلك يقول الخطى عيسى بن فاتك : ألا في الله لا في الناس سالت مضوا قتلا وتمزيقا وصلبا إذا ما الليل أظلم كابدوه أطار الخوف نومهم فقاموا بداو وإخوته الجذوع تحوم عليهم طير وقوع فيسفر عنهم وهم ركوع وأهل الأمن في الأنيا هجوع وقال غمران بن حطان (ر جه الله تعالى) : يا عن بكي لمرداس ومصرعه ترکتني هائماً ابکي لمرزاتي أنكرت بعدك ما قد كنت أعرفة أما شربت بكأس دار أولها فكل من لم يذقها شارب عجلا يارب مرداس اجعلني کمرداس ئي منزل موحش من بعد ايناس ما الناس بعدك يا مرداس بالناس على القرون فذاقوا جرعة الكأس منها بأنفاس ورد بعد أنفاس (١) سورة القمر : ٢ . ۸٤۱ - المغربي › وغيره › ومن حذا حذوه › أي : فعل كفعله , بأن نسج على منواله › كقتله ابن الأخضر . قال أبو العباس المبرد : ثم أن عباد بن الأخضر المازني › لبث دهرا في المصر محمودا بما كان منه › حتى أتمر به جماعة من الخوارج أن يفتكوا به » فجلسوا له في يوم ججعة › فقام إِليه رجل منهم › فقال : أسألك عن مساألةٍ » أرأيت رجلا قتل رجلا يفير حق › وللقاتل جاه وقدر عند السّلطان › اولي ذلك المقتول أن يفتك به ؟ قال : بل يرفعه إلى السّلطان ٠ فقال له : إن السُّلطان لا يعديه علينا لمكانه منه › قال : أخاف عليه إن فتك به السُلطان › فقال له : دع ماتخافه› أتلحقه تبعة فيما بينه وبين الله ؟ قال : لا فحكم هو وأصحابه › وخبطوه بأسيافهم فقتلوه › وقتلوا (رحة الله عليهم) . أ ه مع حذف . وأخوه عروة » أي : أبن حدير › ويُكنيان : بإبني أديه , لأن أدية جدتهما في الجاهلية › وَهُوَ : عروة بن حدير › أحد بني ربيعة بن حنظلة › قال قوم : إن أول من حكم عروة ؛ وقیل : رجل يقال له : سعيد من بي مُحارب › لكين الأصح معنا الأول › وقد تقدم خبره قال أبو العباس المبرد : وكان عروة نجا من حرب النهروان . فلم يزل باقياً مُدة من خلافة معاوية » ثم وتي به زياد ومعه مولى له › فسأله عن أبي بكر الصديق وعُمر بن المخطاب (رضي الله عنهما) ؟ فقال : خیرا › فقال له : ما تقول في أمير الْمُؤْمنين غُشمان › وأبي تراب ؟ فتولى ۹٤۱ - عُثمان ست سنين من خلافته » ثم شهد عليه بالكفر» وفعل في أمر علي مثل ذلك › إلى أن حکم ثم شهد عليه بالکفر ثم سأله عن معاوية ؟ فسبه سباً قبيحا› ثم سأله عن نفسه ؟ فقال :أو لك لزنية. وآخرك لدعوة › وأنت بعد عاص لربك › ثم أمر به › فضصربت عنقه .ثم دعا مولاه › فقال : صف لي أموره ؟ فقال : أطنب أم أختصر ؟ فقال : بل إختصر › فقال : ما أتيته بطعام نهار قط › ولا فوشت شت له فراشا بليل . أ ه . هذا ما ذكره أبو العباس المبرد صدر الباب . وقال في موضع آخر : وكان قتل عباد ‏ قاتل أبي بلال › وغبيد لَه بن زياد - بالكوفة › وخليفته بالبصرة غبيد الله بن أبي بكره › فكتب إليه يأمره : أن لا يدع أحدا يعرف بهذا الرأي إل حبسه › وجد لي طلبه › فجعل شيد الله ن أبي يكره يمهم فياذهم » فإذا شفع إل احد كفله إلى أن يقدم بن زياد » حتى أوتي بعروة فأطلقه › وقال : كفيلك › افلم قدم شه له بي زيا عو مر ف اليس فليم يها ٠ وطلب الكفلاء بمن كفلوا به منهم » فكل من جاء بصاحبه أطلقه وقتل الخارجي › ومن لم يأت بمن كفل به منهم قتله » ثم قال لبيد الله بن أبي بكره : هات عروة » قال : لا أقدر عليه › قال : إذاً واللّه أقتلك ٠ فانك كفيله › فلم يزل يطلبه حتى دل عليه › فكتب ذلك إلى ابن زياد ٠ قال : فلما أقيم عروة بين يديه حاوره وقد إختلف في خبره وأصحه عندنا › قال له : لقد جهزت أخاك علي ؟ فقال له : واللّه لقد كنت به ظنينا › وكان لي عزا › ولقد أردت له ما أردت لنفسي › فعزم عزما فمضى عليه › فما أحب لنفسي إلا الْمقام وترك الخروج › قال : أفانت T۳ على رأيه ؟ قال : كنا نعبد ربا واحدا » وقال : أما لأمثلن بك › قال : اختر لنفسك من القصاص ما شئت ؟ فأمر به , فقطعوا يديه ورجليه › ثم قال له : كيف ترى ؟ قال : أفسدت علي دُنياي › وأفسدت عليك آخرتك › ثم أمر به فقتل . أه مع حذف . وقریب والزحاف ؛ قال الْمُوْلْف : لم أجد لهما ترجهة عن أحد من القوم › إل ما شنع به عليهما أبو العباس المبرد » ولا غرو فدأبه التشنيع على هذه العصابة . وإنما ذكرتهما تبعا للشيخ أحمد بن النظر › حيث يقول : أو كقريب عند هول مهول والغالث الزحاف يوم المحفل إذٰ جما بالصخر م الجندل ويوم طواف الشهيد البطل قال الشارح : ثم خرج قريب الأزدي › وزحاف الطائي › وهما إبنا خالة » وعقدا لواء حين أبصرا إنتهاك خُرمة الدين › فاجتمعا بالبصرة يُريدان الخروج › وعندهما جماعة من المُسلمين › فبلغ خبرهما غبيد الله بن زياد فبعث إليهم الَخيل والرجال » ولم يكونوا تأهبوا » فخر7 يمن معهما يُريدان الجبان › فجعا الاس يرمونهم بالصخر من فوف البيوت يمينا وشمالا › ويقولون : احرورية » الحرورية » فذهبت إمرأة حتىی ترميهم بصخرة › فطعنها أحد منهم بالرمح » وقاتلا وسن معهم قتلا . أ ه (بتصرف) . : : : م : ثم خرج قريب ١١1 - الأزدي › وزحاف الطائي › وهما إبنا خالة فقتل (رحمهما الله بحومة بني راسب »› عاجلوهما ولم يكونا تهيثا للخروج › فرموهما من فوق البيوت ومن الأزقة . فبعث غبيد الله بن أبي بكرة » إلى ابن زياد بالكوفة : إن كان لك بالبصرة حاجة فالعجل العجل › فلما قدم قامت الخطباء على رأسه . أ ه . قال المبرد : وكان بيد الله بن زياد لا يلبث عن قعل الخوارج . بحبسهم تارة › ويقتلهم تارة › وأكثر ذلك يقتلهم › ولا يتغافل عن أحد منهم › وسبب ذلك أنه كان أطلقهم من حبس زياد لما ولي بعده › فخرجوا عليه › فأما زياد فكان يقتل المعلن › ويستصلح امسر › ولا يجرد السيف حتى تزول التهمة . أ ه . قلت : كل من قتل منهم أحداً › فسبيله سبيل قاتلهم بالنهروان › لأنه جعلها سنة فيهم › وغدا إلى الله تبلى السرائر . والكتمان ٠ كحال ابي الشعثاء جابر بن زيد ٠ وأو عبيدة مسلم ٠ وحاجب ٠ وغيرهم من آئمة المسلمين . وإمامهم في ذلك اين عباس (زضي اله عنهما) ‏ فلن جار بن زيد تلميذ له ٠ وعنه أخذ ٠ وقد عاشوا تحت للجحورة متمسكين بدينهم ٠ ولابأس ٠ فن أّمة المُسلمين أجازوا القامة تحت الجورة ٠ إأا لم ينفذوا لهم جورهم ٠ أ يأمروهم بمعصية 6 وال فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ٠ والكتمان : كحال أبي الشعثاء جابر بن زيد ... إلخ › تقدم أن الكتمان : أن لا يقدر ١١۱ - الْمُسلمون على إنكار الْمَكر › وإظهار الأمر بالمعروف › وهو حال رسول الله 66 قبل الهجرة › قال ي : " بدا الدين غريبا › وسيعود غريباً كما بدا » فطوبى للغرباء " ر ؛ كحال أبي الشعثاء جابر بن زيد ؛ عده الشهرستاني في ملله من رجال الخوارج ؛ وقال القطب رمه الله) : جابر بن زيد من التابعين » ذكره في الثقات ابن حجر › ووثقه البخاري › واجتمعت عليه الأمة . أ ه . وفي " هامش الوضع " : أنه من الأزد › وأنه من أهل غُمان › وهو أحول › أو أعور › والأول أصح › قلت : روى أن السيدة عائشة (رضي اله عنها) › حين سألها عن أحوال رسول الله عق › فأخبرته حتى كونه مع أهله ع ثم قال لها : أحبك يا أماه › ثم راجعها › فقال لها : أحبك في الله , فأذكرت عليه » وقالت : أمحبة في غير الله يا أعور› أخذت هذا من بعض أشياخي . قال أبو ستة أيضا : ولد لسنتين بقيتا من خلافة غُمر بن الخطاب ٠ وتوفي سنة ستٍ وتسعين بالبصرة› كان من أعلم الناس وله أخبار› قال : وبلغنا أن هؤلاء العصابة يخرجون بأمر إمامهم جابر بن زيد » ويحيون سيرة الحرب › لثلا تموت دعوتهم › ویکون جابر ردا لهم . أ ه . وفي سيرة محبوب بن الرحيل : أن المرداس وعروة ئي زمانه . وخروج مرداس عن أمره › وكان أبو غبيدة من تلامذته › وضمام بن السائب من تلامذته أيضا › ومن تلامذته : الربيع بن حبيب » اد رکه (۱) انظر الملحق . - ۱۵۳ وهو شاب › وقل ما حمل عنه من العلم › و كان الربيع يروي عن ضمام ٥ عن جابر » وکان جایر بن زید أفقه من الحسن بن أبي الحسن . لكن جابر لقوم › والحسن للعامة . ومن كلامه › ما رواه صاحب ” الدليل " : لا يحل للغالم أن يقول للجاهل : إعلم مثل علمي » وَإِلاً قطعت عذرك › ولا يحل للجاهل أن يقول للعالم : أجهل مثل جهلي » وَإِلاً قطعت عذرك › فان قال العَالِم للجاهل : إعلم مثل عحلمي وَل قطعت عذرك . قطع الله عذرالعَالم › وإن قال الُجاهل للعَالم : إجهل مثل .جهلي وَإِلاً قطعت عذرك قطع الله عذر الجاهل ؛ ومن كلامه › ما بنيت عليه أصول الولاية والبراءة › قوله : يسع الناس جهل ما دانوا بتحريمه › ما لم يركبوه . وئي " الدليل * : أنه تول الفتوى والمساحات للحجاج › وأخذ العطايا منه . وكان جابر أخذ العلم عن ابن عباس › وعن ابن غُمر والسيدة عائشة › وروي عنه أنه لقي سبعين ممن شهد بدرا › وأخذ عنهم › وروي عنه (رجه الله) › أنه قال : لقيت سبعين بدريا › فأخذت عنهم › فحويت ما معهم » إلا البحر › يعني : ابن عباس › وروي عنه . أنه قيل له في مرضه الذي مات فيه : ماذا تشتهي ؟ فقال : الحسن بن أيي الحسن › فلما حضره وهو في السياق › قال له : قل لا إِلّه إل الله › فسكت جابر › فأعاد عليه › فسكت أيضا › فقال الحسن ب ل نالل وإنا إِلّهِ رَاجعُون ‏ ر » مثل جابر يرتج عليه في هذا امقام › فسمعه › () سورة البقرة : ١١۱ . ١١۱ - فقال جابر : طال ما قلتها إن تقلبت › ثم تلا قوله تعالى : $ يوم يُأتي عض يات رَبك لا نفع نفسا إيمَانها لم تكن أقنت من فل که ر ٠ فقال الحسن : لله درك من فقيه » أو كلام هذا معضاه › ثم سأله ما علامة الْمُوْمن عند اموت ؟ فقال له : أن يجد بردا على قلبه » ونفساً مُطمئنة » فقال جابر : الله أكبر » أما إني لأجد ذلك » ولما توفي (رحمة الله عليه) › وقف الحسن على قبره › فقال : اليوم دفن رباني هذه الأمة . جابر بن زيد › وأخذ عنه وعن غیره › وهو مولی لبي تمیم . وامتحن وأذاه الحجاج بالسجن ٤ وکان من أفضل أصحاب جابر . وي " السيرة " : أن أبا غبيدة يروي عن جابر › وعن ضمام › وأكثر ما حمل من العلم عن صحار بن العبد » وهو فقيه من فقهاء الْمُسلمين من خراسان › وتقدم أن خروج طالب الحق عن مشورته › ومما تقدم فيه على الخاص والعاه : نه کان حاجا زمن هدم الحجاج الكعبة › فدخل المسجد الحرام والكعبة نقض والناس لا يعرفون ما يفعلون › فتقدم وتلی قوله تعالى : « إِنمًا أمرت أن اعد رب هَذِهِ الد ِي حَرَمَهَا وله كل شَيء وأيرت أن أكوث من الْمُسلِِنَ 4 ٠ وطاف » فتتابع الناس على ذلك » وروي أن واصل المعتزلي كان يتمنى لقاءه قريباً من أربعين عاماً » ويزعم أنه إن لقيه نقض عليه مذهبه في (١) سورة الأنعام : ١١٠ . (۲) سورة النمل : ۱٩ . _ ١١۱ - القدر › فإلتقيا بمكة › فقال له بعض أتباعه : هذا أبو غُبيدة › فقال واصل لأبي غُبيدة رظي : أأنت تقول : أن الله يعذب على القدر:؟ فقال له : بل أقول : أن الله يعذب على المقدور › ولكنك أنت تقول : أن الله يعصى مُستكرهاً ؟ فسكت واصل ولم يحر جوابا )ثم مر أبو عغبيدة › فسأل واصلا بعض خواصه › فقال له : سألته فتخلص منك › وسألك فتوقفت ؟ فقال واصل : كنت أبني له بُنيانا مُنذ أربعين سنةً فهدمه وهو واقف › ثم بنى بيني وبينه سدا فلم أستطع النفوة إليه . وفي " السير المغربية " : أنه تعلم اللوم وعلمها » ورتب روايات الحديث وأحكمها وهو الذي يشار إليه بالأصابع بين أقرانه « ویزدحم عى زوجو و اعترف له محوز قصبات السيق › واعترف مع بسجن الجا ج إياهما (ر مهما الل : قال أبو سّفيان : لما سجن الحجاج با غبيدة وضماما 4 منع أن يوصل إليهما شيء › وان يطعم اهل السجن ‏ خبز الشعير وملح الجريش ٤ وكان يعمد إلى مراكن عظام » فيسكب فيها الماء » ويطرح فيها الملح › فيضربوه حتى يخرج رغوته › فمن شرب أولا كان أمشل › ومن شرب أخوا كان العذاب › فربما ضاق ضمام ٠ فيقول أبو غُبيدة : عى صن يق ؟ ولم يرجا من السجن حى مات الحجاج . توفي ايو غبيدة في خحلافة أبي ‏ جعفر المنصور › بعد موت حاجب (رجمهما الله تعال) › وحاجب وغيره من أئمة الْمُسلمين ؛ حاجب : هو ١١۱ - ابو مودود الطائي ›. من طبقة أبي غبيدة › وَهُو العام الفيصل بين الأصحاب .› بل كان كما قيل فيه : أنه بالزهد والورع موصوف . وبالعلم والفضل معروف . وفي " السير المغربية " : قال أبو سُفيان : أتى حمزة الكوفي أبا عُبيدة ليذاكره في أمر القدر . فخرجنا إلى منزل حاجب فتناظرا كثیرا »: وآخر ما سمع من أبي غُبيدة : يا جمزة على هذا فارقت غیلان › فخرج فکلمه حاجب › وكان هيبته من حاجب أعظم من هيبته من أبي غبيدة . فقال حهزة : إنما أخذت هذا القول عن الْمُسلمين › فقال له حاجب : لم تدرك أحد إلا وقد أدركته › إلا جابرا فعن من أخذته ؟ فقال : عنك . فقال حاجب : إني أرجع عنه » فارجع عنه کما رجعت ۽ فقال : أُر و بي › وأقبل ما أقول : ل مًا أصَابكَ ِن حَسَةٍ فمن الله وَمَا أصَابَكَ ين سه فين نفيك 4 ر » فالحسنة من الله › والسيئة من العباد» وأقول : لا يِكُلْفُ الله تفساً إلا وْسعَهَا 4 ر ٠ فقال له : إما هذه الكلمة فمقبولة من غيرك › وأما منك فأنا أعرف مذهبك أولا . » فخرج › فسئل عنه حاجب › فقال : أرفقوا بحمزة › ثم بلغهم بعد مدة أنه مشى إلى النساء والضعفاء فكلمهم › فأمر أبو غُبيدة حاجبا فجمع له الناس › فتكلم الْمُتكلمون › ثم تكلم حاجب » فحمد الله وأثنى عليه › وقال : إن مزة وعطية أحدثا علينا أحداثا › فمن أواهما › أو أنزلهما › أو جالسهما › فهو عندنا الخائن الْمُنَهم › فتفرق الناس › وطردا من المجلس . أ ه . (١) سورة النساء : ٩۷ . (۲) سورة البقرة : ٢۲۸ . ۷١۱ - ومنها أيضا › قال أبو سفيان . عن وائل : أن حاجبا قدم مكة عام وقع بين أهل حضرموت ما وقع في أمر عبد الله بن سعيد » حين جعلوه في احديد وبايعوا حسناً » وخالفت طائفة يكرهون ما فعل به » فبعث هؤلاء رجالاً › وهؤلاء رجالا › فدخلوا على حاجب وهو أرمد › فقال : لقد خرجت من أجلكم › فما أبصر من البصرة سهلاً ولا جبلا › ومما أرجوا من قضاء نسكي يا أهل حضرموت » إنکم قد غلبتمونا › فقال وائل : يرمك الله لا نخرج من رأيك › فقال له : اسکت واللّه ما أريدك ولا أصاحبك › فقال الذين أنكروا على عبد الله : ما أحق بالأمر الدافع أم بالشاري ؟ قال : بل الشاري › فقال أصحاب أبي سعيد : أما إذا شروا فليخرجوا عنا فإنا لا طاقة لنا بالحرب › فقال : صدقوا › أخرجوا عنهم فقالوا : يؤجلوننا شهرا › فقال : لا واللّه ولا ثلاثة أيام إل برضاهم › قال أبو سفيان : وکان حاجب هو القائم بمثل هذه الأمور في مثل هذه الأشياء › من أمر احرب وجمع لمال والمعونة . أه . وغيرهم من أئمة الْمُسلمين » أي : غير هؤلاء المذكورين › مثل : ضمام بن السائب » وأبو نوح › وأبو المورج › وأمشالهم › كما تشهد بذلك الآثار والسير من الْمُوافق والْمُخالف ؛ وإمامهم في ذلك › أي : إمام هذه العصابة في ذلك › أي : في الكتمان › إبن عباس ء هو : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ء٠ ابن عم رسول الله 8 › الذي قال فيه رسول الله ك8 : " اللهم فقه ابن عباس وعلمه العأويل " « › وكانوا يلقبونه بالبحر. › وسمعت مفارقته لعلي › وما جری بیينهما بعد (١) انظر الملحق . ۱۸ س النهروان › وكذا سمعت قول جابر فيه أيضا » وكان عطاء يقول : ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس » أهل الفقه يسألونه › وأهل الحديث يسألونه » وأصحاب التفسير يسألونه . كلا يجيب › ويذهب معه في بحر واسع . وقال مُجاهد : أجلس إلى ابن عباس يوما » وإلى ابن غُمر یوما › فکان ابن عباس ییجیب في کل ما یسال عنه . وکان ابن غُمر یرد اکٹر ما بسأل عنه . وقال محمد بن سیرین : ما ریت مشل ابن عباس » اأکٹر حدیفا ‏ وفهماً › ولا أكثر خبزاً ولا لحما »يشير إلى کرمه ؛ ومما رواه عبد الله بن عباس »› قال : كنت رديفاً لرسول الله يك وأنا غلام › فقال ك : " يا غلام تقرب إلى الله في الرخاء » يسجرك عند البلاء › واحفظ من الله » يحفظك الله " › وله أخبار . وقال أبو العباس المبرد : أن نافع بن الأزرق ينتجع عبد الله بن عباس فيسأله › وله عنه مسائل من القرآن وغيره › قد رجع إليه في تفسيرها . حدث أبو عُبيدة معمر بن المثني التيمي › عن أسامة بن زيد » عن عكرمة › قال : رأيت ابن عباس وعنده نافع بن الأزرق . وهو يسأله ويطلب الإحتجاج باللغة › فإذا سأله عن شيء › قال له : وهل تعرف العوب ذلك ؟ فيقول ابن عباس : نعم › فيسأله عن قول الله عز وجل : - 10۹ _ وليل وَمَا وَسّقَ € رى › فقال : وما جمع › فقال : أتعرف ذلك العرب ؟ فقال ابن عباس : أما سمعت قول الراجز : إن لنا قلائصا حقائقا مستوسقات لو يجدن سائقا والقصة مشهورة ؛ وقال ابن حجر : أن ابن الزبير كعب إلى ابن عباس (َيه) لبايعه . فأبى ٠ فظن يزيد بن معاوية أن ذلك رعاية له › فكتب إلى ابن عباس بذلك › وبخذلان ابن الزبير وتنفير الناس عنه › وأن يزيد يُحسن جائزته » فكتب إليه ابن عباس › وأطال في سبه وتقبيحه › وأنه لم يمتنع من مبايعة ابن الزبير لرجاء جائزة يزيد › ولا معرفة لحقه › وأنه لا يدعوا أحدا إلى يزيد › ولا يخذل عن ابن الزبير › وأن يزيد يحبس عنه بره وصلته . لیکون ابن عباس حابسا عنه وده ونصره › ثم أطال في الخط على أبيه بما صنع في إستلحاق زياد › وعلى يزيد بما إستباح من حُرمة آل الرسول ق حتی قعل حُسينا وكثيرين من أهل البيت » وسبي ذراريهم › واستباح خُرمة المدينة الْمُكرمة المُعظمة . وخُرمة أهلها , حتى أباح العظائم بالقتل والنهب أياما . أ ه . مسلم : إثنان وسبعون › وقد كف بصره آخر غُمره › وكان يقول : أن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور ٣ ت قلبي ذکي وعقلي غير مدخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور فان جابر بن زيد تلميذ له › وعنه أخذ ‏ تقدم معنى هذا الكلام - وقد عاشوا تحت تحت الجورة متمسكين بدينهم › أي : غير قادرين على الأمر بامعروف ولا النهي عن المنكر » بل سبيلهم الکتمان › تمسكا بظاهر قوله ى8 : ' وال فعیشوا تحتهم فدادین › حتى تلقوني بأسوء حال "ر١ › والذي يظهر أن بأسوء حال متعلق بعيشوا لا بتلقوني › أي : عيشوا بأسوء حال حتى تلقوني › وذلك إذا لم يقدروا على ضرب فريش حتى يبدوا خضراءهم › وإنما ذکر ريشا تغلیبا لما کشف له أنهم ولاة الأمر بعده › وَل فكل جبار كذلك ولا بأس » أي : عليهم في الإقامة تحتهم مكتتمين لأنه : لأ يكلف الله نفساً إلا وُسِعَها €« › خحلافا للخوارج من الأزارقة والجدات وغيرهما › فإن أئمة الْمُسلمين أجازوا الاقامة تحت الجورة , أي : مُنكرين الْمَُكر بقلوبهم › إن لم يستطيعو ا الانكار بالید ولا باللسان . قال في "الدليل " : واعلم أنه يجوز الغزو معهم لجميع الْمُشركين الذين حل قتالهم ؛ قال : والناس تحت الظلمة على طبقات › الأولى : من باين الظلمة وناصبهم ما قدر › وهو يأمرهم وينهاهم عن الُنكر › ويرد عليهم سوء مذهبهم ويناقضهم › وكان معروفا عند الناس في ذلك ٠ فهذا يسوغ له الكون تحتهم › والجهاد معهم › ويأخذ سهمه من الغنيمة › ويلي لهم على الفتوى ٠ وقسمة المساحات ٠ لجابر بن زيد › (١) انظر الملحق . (۲) سورة البقرة : ٢۲۸ ١۱۹۱ س والحسن البصري › وشريح › وابن عباس › وكثير من الصحابة › فهؤلاء ليس عليهم بأس أن يلوا من الأمور ما ليس به بأس › بشرط أن يعملوا بأمر الله » ويستعملوا طريقة العدل › ولا تأخذهم في الله لومة لائم › ولا يكونوا معاونين لأهل الباطل › الذيسن قال فيهم رسول الله 8$ : " لعن الله الظالمين وأعوانهم ولو بمدة قلم " ؛ وقال : وأما من لم يكن له عهد بهذه الأمور › فلا ينبغي أن يلي من أمورهم شيئ › ِل أن يكون أمرا يعرف الناس صلاحه فلا بأس عليه . وأما أن يريد صلاح الْمُسلمين › فإن كان أمرا يعرفه ويعرف صلاحه فلا بأس › وأما إن راودوه على معصيتهم أو أكرهوه ليها فلا › وأما أن يلي أمور المساجد › أو الإقامة , والتأذين › والمحاضر › والتذ كير › فلا بأس . وأما أن يصير أمينا على الأسواق › أو على المقاسم . أو عونا › أو رأس الأعوان › أو عريفا لهم › أو من الحرس ء› أو على الدواوين › دواوين الجنود › والخراج » وجباية الأموال › والحراسة من عدو يُحاربهم ظالما › أو مظلوماً » فلا في هذا كله , وأما إن كان لهم أميناً في أمور المعصية كلها ؛ فمن ظهرت منه معصية أخبرهم بها فإنه لا يأمن أن يعاقبون العاصي بخلاف مُقتضيات الشريعة . فلا يكون أميناً › ولا وبالجملة . فأحكام الجبابرة موضعها كتب الفقه , وقد أتينا على قال في " الدليل " : لا يجوز لمن يتخذ دار الشرك وطنا › لقول - ۲٦۱ - رسول الله ك : " ثلاث من الكبائر : خروجك من أمتك › وتبديلك سُنتك › وقتالك أهل صفقتك " › ومعنى خروجك من أمتك ۽ أراد بذلك إتخاذك دار الشرك وطنا › وقال ك في المُسلمين والْمُشركين : " لا تنزا آي نارهما " » دلیل على أنه لا تجوز مُساکنتهم › ویجوز لنا السفر إلى بلادهم › إن أمنا أن لا يغدوا ولا يجروا علينا أحكامهم › ولا يكرهون على معصية › ويجوز دخولنا عليهم عيونا › وجواسيس ٠ ودعاة إلى الإسلام » وإلى الصّلح › أو نقضه › أو لأمر للمُسلمين فيه فرج . وان طلبوا منا الأمان للتصرف في بلادنا لتجارة › أو للإسلام › أو رسل إلينا » فجائز لنا تركهم › وإن غزا الْمُشركون بلاد المُسلمين . جاز لأهل البلاد الكون معهم وتحتهم . وتجري عليهم أحكامهم › ولا يجوز لأحد أن ينزلها ويتخذها وطنا من سائر الاس › وإن خرج أحد من المُسلمین من بلاده من خوفهم ۽ فھو مئل من لم یسکنها قط ٠ وإں كان المُشركون أهل كناب ٠ كاليهود والنصارى › فللمُسلمين مخالطتهم | ومبايعتهم › ومُواكلتهم › ويأكلون ذبائحهم › وسمنهم › وأقطهم › وجبنهم › إن لم يظهروا على حرام ؛ قال : وإن اتهمؤهم على النجاسة › فليتحرجوا منهم ما قدروا › ولا يتزوجون إليهم › ولا يتسرون › ولا ينكحونهم › ويعاملونهم في أموالهم › ولا يحذرون منها شيئا ؛ قال : ولا يعاملونهم بالربا , ويدفعون عن بلدهم › إلا عساكر الْمُسلمين › فلا يدفعونهم › ويتقون من المجوسي جيع ما يُۇكل ؛ قال : ويجوز لنا منهم جيع ما يجوز للمُسلمين › الذين لم يتملكوهم من غدر › وخيانة , ودلالة . والخروج عليهم ؛ قال : وإن دخلنا بلادهم - ۱۱۳ بأمان › فلا نخون › ولا نغدر . أ ه بإاختصار . ومسائل ما بيننا وبين الْمُشركين أكفر من أن تحصی » فمن أرادها فليطلبها من مظانها ؛ إذا لم ينفذوا لهم جورهم › قد سمعت ما يجوز لهم معهم › وما لا يجوز › أما إذا نفذوا لهم جورهم› فهم شرکاء فيه وللمجني عليه إن قدر أن يأخذ أيهم شاء بالخيانة › وتقدم أنه يجوز الغزو معهم لجميع الْمُشركين › إذا كانوا مُتدينين › والأخذ للعطاء من الغنيمة › والخمس »٠ والصدقات › وتجوز الجُمعة والجماعة خلفهم إن أقاموها › وأما ما يتعلق بالحدود والقصاص › فإنه يفعل معهم جميع الحدود › إن ثبتت بالحجة الشرعية › كالرجم للمحصن .› ويجلد القاذف › والزاني البكر› وغير ذلك مما أتوه على وجهه على الأصح › لأنه من التعاون على البر » أما لو جبروه بأن يفعل فعلاً لا يرضاه . فإنه يكون مُعدما للرضى » وأما الفعل فهو يإختياره › لكن جاز له أن ينقي على نفسه في القول › ولو أجبر على الشرك باللّه › إذا إطمئن قلبه بالإيمان › وكذا لو أكره في القول بما لا يضر بفعله أحداً . قال شارح " النونية " : وأن التقية بالقول عن اموت جائزة في كل قول » بشرط إطمئنان القلب بالحق فيما يُقال . وذلك كتحقيق الباطل › وإبطال الحق › وولاية الكافرين › وبراءة المُسلمين › وتصويب ديانات الْمُخَالفين . ونسبة شخص لغير أبيه › وإنكار الزوجة وإثباتها › وإثبات العبودية للنفس أو للغير › وأنها لا تجوز في قذف المُحصنات خلافا لأبي عبد الله محمد بن بركة العُماني (رحمه اللّه) في قوله بها فيه قولا ١٤٦۱ - ضعيفا › ولا في الفتوى بغير حق ٠ ولا في شهادة الزور » وأجازها بض الغلماء في هذه الثلاثنة . وفي كل ما يقوله اللسان من القول › بغير ما أنزل الله » والكذب والبُهتان › قياسا على الشرك الذي هو أعظم منها ٤ وأنها إنما تجوز في إتلاف النفس دون إتلاف امال › إذا لم يكن إتلافه مؤدياً إلى إتلافها , فإن كان كذلك » جازت فيه أيضاً ودون › نحو : الحبس › والضرب › والجوع › والعطش › إن لم تؤد إلى تلف النفس › فإن أدت إليه » جازت فيها أيضا دون نفس الغير وماله . كأن يقول : ظالم الشخص إن لم تقل بإلّهين إثين › قتلت فلاناً › أو أتلفت ماله › فإنه لا يقول ذلك » إلا إذا كان عدم القول به يُؤدي إلى تلف نفسه » وإنها لا تجوز في الفعل » كالقتل › والزنا » وأكل أموال الاس بالباطل › والفساد في الأموال والأنفس › والتجسيس فيهما › وإلقاء السلاح للعدو › وإعطاء اللباس له » وشرب الخمر › وأقذار بني آدم › وأكل ما لا يختلف في نجاسته من نحو الأبوال › فمن أكره بالقتل على فصل شيء من ذلك ونحوه › فإنه يقتل ولا يجوز له فعله › وأجازها بعض العلماء في الأفعال كلها من نحو : شرب الخمر › والأنجاس › وأكل الميتة » والدم » ولحم الخنزير › وأجاز بعضهم تنجية النفس عن الإكراه على نحو : أكل مال الغير › أو شربه › والإنتفاع به بأي وجه كان › وأجاز أيضا للمُضطر بالجوع والعطش أن ينجي نفسه من الموت » باکله أو شربه من مال غیره » قدر ما ينجيه منه فقط › أو يعطى مثل ما أكله › أو شربه › أو قيمته لصاحبه › ولا يجوز له مُجاوزة القدر الذي ينجي به نفسه من الهلاك › واختلف فيمن ١٦٠ - أكره على أكل الميتة أو نحوها ؛ فقال بعضهم : لا يأكلها لأنها إنما باح لجاع العادم غيرها فقط ؛ وقال بعضه م : يأكلها لأنها أبيحت لتنجية اللفس من الهلاك › وأجاز ‏ بعض الْمُعترلة النقية في فصل جميع اأمعاصي قياساً على القول › إل ما كان فيه ظُلم الفير ؛ وقال بعض الغلماء ال يوع اقول بالكف ل طرق العريض لقوله ي : " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " ( .أه. أو يأمروهم بمعصية › تقدم ما يجوز معهم › وما تجوز التقية لهم فيه » فإن أمروهم بالمعاصي › فأمر الله أحق أن يتبعوه › ومُقدم على أمر فراغتهم ؛ ولهذا قال في امان : ولا ء أي : وإن لم يمتئلوا أمر الله › " فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " › وهذا حديث عن رسول الله طك وقد قال الميديق الأكبر رظَيْ) : أطيعوني ما أطعت الله › فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم . وعبد الله بن أاض ٠ المنسوب إليه المذهب ٠ هومن التابعين ٠ لكنه أظهر الدعوة ٠ وسل الرسائل إلى البلدان ٠ له كان عزيزافي فومه ؛ ولم يستكن .بل قام لله : وعبد الله بن أباض ... إلخ › » هو واسطة العقد › بل هو العلم الذي يهتدى بمناره › والحائز لقصبات السبق في مضماره › وإنما نسب إليه المذهب › لأن المحكمة كانت كلمتهم واحدة , لاً يختلفون إلا في شاذ من الفروع › كما قال المبرد في كامله › ثم إفترقوا › وأول من (١) انظر الملحق . ١٦۱۹ س فرق كلمتهم وأحدث عليهم نافع بن الأزرق . وذلك أن المحكمة خرجوا للذب عن حرم الله » إذ أباح مسلم المسرف من طرف يزيد اأمدينة. وفعل في أهلها الْمُكرات الهائلة. وأنهم يعينون ابن الزبير حين أظهر لهم أنه على رأيهم خدعة منه › حتى إمتحنوه وعرفوا ما عنده ففارقوه . ثم مات يزيد بن معاوية وضعفت شوكة ابن زياد بالبصرة › وكان في حبسه قدر أربعمائة منهم ›. فكلم فيهم فأطلقهم › فخرجوا عليه وأوهنوه › فانتقل إلى الأزد › فهاجت الحرب بين الأزد › وربيعة › وتميم ٠ فاعتزلت المحكمة الحرب ؛ إلا من أخذته العصبية على قومه › فأظهر المحكمة بالبصرة كلمتهم › وطردوا منها مال الجبابرة » وهم على رأي واحد › يتولون أهل النهروان › وأهل النخيلة › ومرداسا وأصحابه › ونافع بن الأزرق يومئذ بالأهواز , فأحدث نافع أحداثا « منها : أنه رأي الإستعراض للعامة › ومنها : أنه رأي الدار دار كفر › قاباح السبا والغنيمة إل من أظهر إيمانه › وأنه لا تحل ذبائحهم › ولا توارشتهم » ولا شاكحتهم » وإن جاءنا منهم أحد فعلينا أن نمتحنه › وهم مثل كفار العرب ۽ لا يُقبل منهم إلا الإسلام أو السيف › ومنها : أن القعدة عن الحرب بمنزلتهم › أي : كفار › والتقية لا تحل لأحد في قول ولا فعل › فنفر منه جل المحكمة › فوقعت بينه وبينهم مناظرات › ومُراجعات › ومُكاتبات » يطول ذکرها . فلما ورد کتابه إلى محكمة البصرة › وفيهم الإمام عبد الله بن أباض (رحمه اللّه) ٠ وأبو بيهس الهيضم بن جابر الضبعي › فجرت بينهما محاوزة , فكان من كلام أبي بيهس ,› أن قال : أن نافعا غلا فكفر» وأنت قصرت فکفرت »٠ ۷٦١۱ - وتزعم أن من خالف ليس بمشرك › وإنما هم كفار النعم › لتمسكهم بالكتاب › وإقرارهم بالرسول يق » وزعمت أن مُناكحتهم › ومُوارثتهم › والاقامة معهم › حلال طلق » وأنا أقول : أن أعداءنا كأعداء رسول الله تحل لا الإقامة فيهم . كما فعل الْمُسلمون في إقامتهم بمكة› وأحكام المُشركين تجري فيهم › وأزعم أن موارثتهم › ومناكحتهم › تجوز › لأنهم مُّافقون يُظهرون الإسلام › وأن حكمهم عند الله كم الْمُشزكين › فصارت المحكمة حينئذ ثلاث فرق › لهم ثلاثة أقاويل › وقول أبي بيهس »› وقول الإمام عبد الله بن أباض . قال المبرد في كامله : وقول عبد الله بن أباض هُو أقوب إلى السّنة من أقاويل الضلال والصفرية . والنجدية تقول في ذلك الوقت بقول عبد الله بن أباض . أ ه . ثم إضطرب كلام النسخة التي معي › وأقول كما قال أبو حمزة سالم بن غسان الخروصي : أعادينا بمفخرنا شهود وخير القوم من شهدت عداها وجل هذا لخصته من " كامل " المبرد › فإذا سمعت فاعلم أن ما ي كب القوم الكلامية من الإضافات إل الأباضية » إتها من زخرفاتهم شجزة » وغير ذلك صما يبون إل » كاذب بحت وانت إفا - ۱۹۸ تأملت في كتابنا هذا › علمت أن الحق له نور ساطع › وبرهان قاطع ٠ وقولنا المنسوب إليه المذهب تقدم › كون المذهب منسوبا إليه صدر الكناب» عند قولنا : في مُعتقدنا معشر الأباضية » هو من التابعين » أي : ممن أدرك بعض الصحابة › فالتابعي من أدرك أحدا منهم فانه أدرك أحدا منهم فإنه أدرك ابن عباس وعائشة (و) . قال في " كشف الغمة " : عبد الله بن أباض › من تميم › من رهط الأحنف بن قيس » نشا في زمان معاوية بن أبي سّْفيان › وعاش إلى زمن عبد املك بن مروان ؛ قال : ورفع المذهب عن ابن عباس » وأبي الشعثاء جابر بن زيد › وعن أهل النخيلة › والنهروان › ومن بقي من أهل صفين › وأهل النخيلة › والتابعين لهم ياحسان ... إلخ . وفي " السير المغربية " : أنه إمام أهل التحقيق ٠ والعمدة في المذهب » عند شغب التفريق › سلك بأصحابه محجة العدل ٠ وفارق سبل الضلالة والْجهل › وكان كشيرا ما يدي النصائح لعبد املك وغيره » وله مُاظرات مع الخوارج وغيرهم » وكان يرد ويصدر في أموره عن رأي جابر بن زید . ا ه . ثم قلنا : لكنه أظهر الدعوة : أي : بين للناس ما يدعوه إليه هو وأصحابه من قواعد للمُسلمين › وخالف أهل الزيغ › ومن تفرقت بهم السّبل عن سبيل ربهم » وأرسل الرسائل إلى البلدان » أي : بما هو عليه من الإعتقاد احق › ولو لم تكن له إلا الرسالة المشهورة › التي أجاب بها عبد املك بن مروان » في أمر غُثمان › ومن شائعه وحذا ا حذوه › لكفى بها دليلاً على شرفه وعزه › ومن كلامه في تلك الرسالة مُخاطباً له : وأوصيك بتقوى الله , فإن العاقبة للتقوى ؛ قال : وأما ما ذكرت عن غُثمان › والذي عرضت به من شأن الأمة › فانه ليس لأحد أن نكر على الله شهادته » حيث يقول سبحانه : لل وَمَن لم يحكم بمًا نل الله قَأولَكَ هم الظالِمُوت 4 رى › وهذا عام ؛ وقال : ولقد كان عُثمان كما ذكرت من قدمه في الإسلام › ولكن الله تعالى لم يجر العباد من الفتنة ؛ حتى قال : والْمُوْمون شهداء لله في الأرض .ثم أطال في أمر عُثمان وغيره › وما نقمه الْمُسلمون عليهم ‏ وقد تقدم فلا نطيل الكتاب ‏ لأنه كان عزيزاً في قومه › هذا ظاهر لا يحتاج إلى بیان ٠ ومن عزه وشرفه › مُجاهرته للملوك بما هو عليه من احق وقد عرفت أن أئمة المذهب أكثرهم في غاية من الكتمان › ومن أظهر منهم كلمته › وأعلن دعوته › تظاهرت عليه الأعداء . فهم بين قتيل تذري على جسده الرياح » وأسير في سجون الجبارين › وقد أسمعناك بعض أخبارهم › فإن أردت المزيد› فارجع ِل سیرهم وآثارهم › ولم یستکن › بل قام لله » أي : داعياً إلى دينه › وناقضاً على مُخالفيه ‏ كما قدمنا - لكنه لم يقم مُحاربا بسيفه وسنانه » بل كان إحتجاجه أشد من السهام النافذة في مقاتل الأعداء . ومن ثمة فُلنا : قال ابن الأثير : عبد الله بن أباض أراد المخروج بالبصرة › فسمع رنين الْمُوْذْنين › وقراءة القراء › وذكر الذاكرين › فقال : لا أخرج على هؤلاء . اه . (۱) سورة المائدة : 405 . ١۱۷ س ابن الأثير › أي : الشيباني › صاحب التاريخ المسمى ب " الكامل " وكلامه هذا نقله قطب الأئمة في كتابه " إزالة الاعتراض " »؛نم قال (عفى الله عنه) : أنه من مذهبنا إعتقاد أن الشتم ليس بعبادة . أ ه . وإنما إخترنا نقله » لأنه شاهد لعبد الله » أنه مُخالف لطريقة من جوز الاعتراض للعامة . وهذا عيبن ما حكاه أبو يعقوب في " دليله " حيث قال : وقد جرى لعبد الله بن أباض شيء من هذا › وذلك أنه اتفق مع أصحابه بمنارة الجامع › أن يجتمعوا فيها آخر الليل › للإتفاق على الخروج › فقام آخر الليل › فسبقهم إلى المنارة وجلس عندها 4 إذ سمع أصوات الْمُْذنين › ورنين المُتعبدين › وصنوف الأذكار في الأسحار › فقال لهم : لست منكم في شيء › أعلى هؤلاء يجوز الخروج والإستعراض › ثم فارقهم › فسلم وتورطوا ؛ إلى أن قال : وذلك أن طريقة عبد الله بن أباض › إنما هو الخروج على الملوك الجورة ‏ لا على العامة المسخرة . كطريقة أبي بلال (رحمه الله . أ ه . فمن أجل ذلك 4 قال الْمُوْلّف : ‎A‏ المذهب الخروج على الملوك الظلمة ٠ والسلاطين الجورة 6 ذا بدلوا الأحكام . وطمسوا معالم الإسلام ٠ فمن شاء أقام تحتهم ٠ متمسكا يدينه ٠ ومن اد الخروج عليهم جاژته : لأن المذهب ۾ أي : لمعتقد احق » والطريقة اأملى » جواز اعروج على اموك , أي : القاهرين للعامة › الْمُتسلطين الظلمة , أي : المُتجاوزين لحدود الشرع ۱١۱۷ س إذا بدلوا الأحكام › أي : أوامر الله ونواهيه › بأن حكموا بالهوی › ولم تقدهم ديانة › لأن الله سبحانه وتعالى يقول : « ولا تطع مِنهُم اما او كفُوراً ه ر » وقال سبحانه : « ولا تركنوا إلى اين طَلمُوا فََمَسَكُم لنار ‏ ر » في غيرها » فكيف تجوز مؤاثرة طاعة الجبارين على طاعة رب العَالّمين › إن هذا إل قول مُختلف › أم ترى أن مُؤاثرة الحياة ادنيا أضر من الغقبى . ولهذا قال في " الدليل " : وقد إختلفت الأمة في هذه المسألة على ثلائة أقوال : الأول : قول أهل الدعوة : أنه جائز الخروج عليهم › وقتالهم › ومُناصبتهم › والإمتناع من إجراء أحكامهم » إذا كنا في غير حكمهم › وأما إذا كنا تحت حكمهم › فلا يسعنا الإمتناع من کثير من أحكامهم » وإن أردنا الشراء والخروج عليهم جاز لا ؛ الثاني : قول لْمُخالفين : أنه لا يجوز الخروج عليهم › ولا قتالهم › ولا الإمتناع من أحكامهم › ولا الدفاع ؛ الثالث : مذهب الأزارقة › والصغرية › والنجدات : في الإستعراض لسائر الخلق › الملوك وأجنادها › والرعية وعوامها › لأنهم حكموا على الجميع بالشرك › فاستعرضوا الجميع › وأجروا عليهم حُكم الْمُشركين › من القتل › والسبي › والغنيمة . أ ه (بتصرف) . فإن قلت : تقدم أن الصفرية والنجدات تقول بقول الأباضية ؟ قلت : لكل منهم قوله يعرفون بها وسياتي › وإنما كان بدا أمر (١) سورة الإنسان : ٢۲ . (۲) سورة هود : ۱۱۳ . - ۱۷۲ الخوارج كلهم على كلمة واحدة فتفرقوا وكان أمر أكثرهم فرطا « ولما کان أمر الخروج على الجبابرة وعدمه مناطا بأمر الامامة › لن الإمام العدل لا يسع جهله - كما تقدم - وكذا إمام الجور . جعل الْمُوْلْف كلام امسعودي كالشهادة على قول الأئمة › ولأنه من الْمُخالفين . لكونه حجة عليهم كلامهم › فقال : ولتذ کر هنا کلاما للمسعودي › حتى تعلم أن جل فرق الإسلام على ما قلناه : ولتذكر ربتاء اخطاب بعد لام الأمر) ؛ وهنا : إشارة إلى المقام › أي : الذي نحن فيه الآن؛ کلاما : اسم جنس لما يتكلم به قلیلا کان أو کثیرا . وفي الإصطلاح ما تضمن كلمتين بالإسناد › والمراد هنا به الألفاظ الدالة على المعاني الآتية ؛ والمسعودي : هُوَ العلامة عَلي بن الْحُسين › والكلا م الآتي ذكره » إنما ذكره في ترجهة يزيد وإبراهیم يم ابني الوليد بن عبد املك › حتى تعلم بناء اخطاب ٠ أي : تتيقن أيها الواقف على ذلك أن جل ۽ اي : معظم فرق الإسلام (جمع فرقة) . وهي الطائفة المباينة لغيرها في الأصول على ما قلنا » أي : إعتقادناه في أمر الإمامة أنها إختيار › وأن الامام لا يلزم أن يكون هاشميا معصوماء بل لا عصمة لغير الأنبياء- كما قدمنا - ولا قريشياً وإن خان , لأن الخائن لا إمامة له » والإمامة استشمار من الله ورسوله على عباده في بلاده › قال تعالى : ولا تطيعوا أمرَ لْمُسرفنَ 4 10 وقال سبحانه وتعالى : ل ومن شاق الرَسُولَ ين بعد ما ْنأ الى وبع عبر سيل اتۇي وه ما تولى وتنصلِه جَهَنْم وَسَاءّت مصييراً ڳ ر ؛ قال : كانت المعتزلة (١) سورة الشعراء : ١١٠ . (۲) سورة النساء : ١٠٠ . - ۱۷۳ وغيرها من الطوائف › تذهب إلى أن الأمامة إختيار من الأمة » وذلك أن الله عز وجل لم ينص على رجل بعينه » وأن إختيار ذلك مفوض إلى الأمة › تختار رجلا منها ينفذ أحكامهم › سواء كان قرشيا أو غيره من ملة الإسلام , وأهل العدل والإيمان › ولم يراعوا في ذلك النسب ولا غيره › وواجب على أهل كل عصر أن يفعلوا ذلك . أ ه . قوله : كانت المعتزلة ... إلخ ؛ المعتزله هم أصحاب : واصل بن عطاء الْمُلقَب : بالغزال › قيل : لطول غُنقه . وقيل غير ذلك .٠ وكان ممن يقول بالقدر › وتقدمت له مُناظرة أبي غبيدة (رجه الله . قال المسعودي عند ذكره يزيد الناقص ٠ وسمي بذلك لنقص بعض الجند من أرزاقهم › قال : وكان يذهب إلى قول المعتزلة وما يذهبون إليه في الأصول الخمسة » من التوحيد › والعدل › والوعد › والوعيد › والأسماء › والأحكام › والقول بالمنزلة بين المنزلتين › والأمر بالمعروف والنهي عن المُكر » وتفسير قولهم فيما ذهبوا إليه من الباب الأول وهو باب التوحيد › هو : ما إجتمعت عليه المعتزلة من البصريين والبغداديين وغيرهم › وإن كانوا في غير ذلك من فروعهم مُتباينين من أن الله عز وجل لا كالأشياء » وإنه ليس , بجسم › ولا عرض ٠ »ولا غنصر ۽ ولا جزء › ولا جوهر › بل هو الخالق لجسم › والموض . والشنصر » والْجُزء » والجوهر › وإن شيئ من الحواس لا يُدركه في اليا ولا في الآخرة › وأنه لا يحصره المكان › ولا تحويه الأقطار › بل هو الذي لم يزل › ولا زمان › ولا مكان › ولا نهاية , ولا حد › وأنه ١٤۱۷ - الخالق للأشياء › الدع لها › لا من شيء » وأنه القديم › وإنما سواه مُحدث ؛ وأما قوله : بالعدل › وهو الأصل الثاني › .فهو : أن الله لا يحب يحب الفساد › ولا يخلق أفعال العباد › بل يفعلون ما أمروا به ونهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وزكبها فيهم › وأنه لم يأمر إلا بما أراد » ولم ينه إل عما كره » وأنه ولي كل حسنة مر بها بريء من کل سیئة نھی عنها لم يكلف ما لا يطيقون › ولا أراد متهم ما لا يقدرون عليه » وإن أحداً لا يقدر على قبض ولا بسط » إلا بقدرة الله التي أعطاهم إياها › وَهُوَ امالك لها دونهم 4 يفنيها إذا شاء › ويبقيها إذا شاء » ولو شاء لجبر الخلق على طاعته › ومنعهم إضطرارا عن معصية » ولكان على ذلك قادرا غي أنه لا يفل إو كان في ذلك رفع للمحنة وإزالة للبلوى ؛ وأما القول : بالوعيد » وهو الأصل الثالث › فهو : أن الله لا يفضر لمُرتكب الكبائر إلا بالتوبة › وأنه لصادق في وعده ووعيده › لا مُبدل لكلماته ؛ وأما القول : بالمنزلة بين المنزلتين › وهو الأصل الرابع » فهو : أن الفاسق الْمُرتكب للكبائر ليس بمُؤمن ولا كافر › بل يسمى فاسقا › على حسب ما ورد التوقيف بتسميته › وأججع أهل الصلاة على فسوقه . قال المسعودي : وبهذا الباب سُميت المعتزلة : وهو الإعتزال › وهو الموصوف بالأسماء والأحكام » مع ما تقدم من الوعيد في الفامسق من الخلود في النار ؛ وأما القول : بوجوب الأمر بامعروف والهي عن کر » وهو الأصل الخامس › فهو : إنما ذكره على مسائر الْمُوْمنِين جب .٤ على حسب سطاعتهم في ذلك بلسي فسا دونه : وان ١۱۷ - كان كالجهاد › ولا فرق بين مُجاهدة الكافر والفاسق › فهذاما إجتمعت عليه المعتزلة . أه. وأنت إذا عرفت بما مر في هذا الكتاب . عرفت خلافهم لك › ووفاقهم فيما وافقوا وخالفوا » وغيرها › أي : غير المعتزلة من الطوائف › أي : طوائف المُسلمين › أي : فرق الإسلام من غير المعتزلة . ممن مذهبه عدم النص ٠ فذهب أن الإمامة إختيار من الأمة تقدم تفسير ذلك - وذلك أن الله تعالى لم ينص على أحد بعينه ؛ فمن ثم قال سيدنا غُمر بن الخطاب (رَقْه) : أن بيعة أبي بكر كانت فلتة فوقى الله شرها › فمن فعل ذلك فاقتلوه › أي : من فعل ذلك بغير مشورة من أهل الحل والعقد من الْمُسلمين - كما عليه إئمتنا - وبسيعة أبي بكر كانت بمشورة › كيف وأكابر الْمُهاجرين والأنصار حضور ئي سقيفة بني ساعدة كما تقدم - وأن إختيار ذلك مفوض إلى الأمة أي : إلى غُلماء الأمة وأكابرها › تختار › أي : الأمة › رجلا منها › أي : ممن كملت فيه الشروط المتقدمة , ينفذ أحكامهم › أي : يقوم بواجبات الشرع › سواء كان قرشياً › أو غيره من ملة الاسلام › لأنه حجة الله في بلاده › ولا حجة لكافر على مُؤمن › لأن الاسلام يعلو ولا يعلى عليه » ومن أهل العدل والإيمان › أي : وأن العدالة شرط فيه › وإذا كانت شرط في الشاهد الذي يكون حجة على الغير في إنفاذ الحُكم › فما ظنك بالامام القائم بأمر الله في بلاده وعلی عباده » ولم يراعوا في ذلك السب ولا غيره › أما السب فهو ما ينبغي إن أمكن - إل فما فاده مع العيانة وعدم الأمانة › قال اله تعالى : إن ت أكرَمكم عند الله أتقاكم 4 ر١ ٠ وقال رسول الله 8 : " سلمان منا أهل البيت " › وقد قيل في ذلك : لعمرك ما الإنسان إلا ابن دينه فلا تترك التقوى إعتماداً على السب فقد رفع الاسلام سلمان فارس. وقد وضع الجهل ا شقي أبا لهب ولم يراعوا في ذلك النسب ولا غيره › ولا أدري ما مُراده بالغيرية هنا » وواجب على أهل كل عصر أن يفعلوا ذلك › أي : مع إستكمال الشروط الْمُتقدمة . قال الإمام بو سعيد (رحمه الله تعالى) › في " الاستقامة " : ومما أوجب الله تعالى فرضا ثابتا على عباده في كتابه : طاعة أولي الأمر منهم ؛ حتى قال : وأجمع أهل الإستقامة من الأمة على طاعة الامام العدل › ما أطاع الله ورسوله ي8 . وعمل بكتابه وسُنة نيه £8 › وإججاع الْمُحقين من الأمة , ولم نعلم منهم خلافاً في ذلك بقول › ولا عمل ؛ قال : وأجمع أهل العلم من الْمُسلمين › أن الإمام إذا ثبتت إمامته بوجه من وجوه الحق › أن طاعتة لازمة واجبة › ما لم يُخالف كعاب الله , أو سة نبيه يك › أو إجماع الْمُسلمين قبله › أو إجهاع أهل العلم ممن في عصره › مما يكون حُكمه إجماعا› فما لم يأت بأحد هذه المعاني فطاعته ثابتة . أ ه مع حذف . أقول : هذا كله صحيح › مع إستكمال شروط الإمامة › الْمُترجم (١) سورة الحجرات : ۳٠ . ۱۷۷ س لها في كتب الفقه ؛ أقول : (فعل مُضارع) من القول الذي تحكي بعده الجمل › جيء به ليدل على التجدد› وهذا إشارة إلى كلام المسعودي ٠ والصحيح ما قابله الفساد › وهو ما إجتمعت أركانه وشرائطه » حتى يكون مُعتبرا في حق الْحُكم» مع إستكمال شروط الإمامة ؛ الإستكمال : هو الكمال › (فالتاء والسين زائدتان) › الْمُترجم لها . أي : الإمامة في كُتب الفقه » ك " بيان الشرع "› " والنيل " » وأكمل ما ذذ كرت فيه شرائط الأمامة " إغائة المليُوف " ٠ لإمامنا الخليلي › فراجعه إن شئت › وقد تقدم منها ما فتح الله به . وقال أيضاً : والذي ذهب إلى أن الإمامة قد تجوز في قرش وغيرهم من الناس » هم المعتزلة بأسرها › وجماعة من الزيدية مشل : الحسن بن صالح ؛ قال : ويوافق من ذكرنا على هذا القول جميع الخوارج من الأباضية وغيرهم ؛ وقال أيضا › أي : المسعودي : والذي ذهب إلى أن الإمامة قد تجوز في قريش وغيرهم من الناس › هم امعتزلة بأسرها ‏ أي : جيعها › وقد سمعت ما حكاه عنهم في أصولهم الخمسة › وهذا ما حكاه عنهم في الإمامة » لكن عبارة الشهرستاني في ملله تؤذن بالخلاف عندهم › حيث قال : واختلفوا في الإمامة › والقول فيها نصا أو إختيارا - كما سيأتي ‏ عند مقالة كل طائفة ؛ وقال أيضا : القاعدة الرابعة قوله » أي : قول واصل في الفريقين › من أصحاب الجمل وصفين : أن أحدهما مُخطيء لا بعينه . وكذلك قوله في غُثمان وقاتليه وخاذليه ؛ قال : أحد الفريقين فاسق لا محالة . كما أن أحد المُتلاعنين فاسق لا بعينه › وقد عرفت قوله في الفاسق › وأقل درجات - ۱۷۸ الفريقين أنه لا تقبل شهادتهما › كما لا تقبل شهادة المتلاعنين . أ ه . وجماعة من الزيدية : إعلم أن الزيدية أتباع زيد بن عَليّ بن الْحُسين بن عَلَيّ بن أبي طالب » كان مُعتزلي الأصول › لكونه تلميذا لواصل بن عطاء وجل أصحابه › بل كلهم مُعتزلة » حکی اهل الْمقالات عنهم ذلك ؛ قال الشهرستاني ي ملله : وكان من مذهبه . جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل ء وأن عَليّ بن أبي طالب أفضل الصحابة . إل أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رأوها › وقاعدة دينية راعوها › من تسكين نائرة الفتنة » وتطيب قلوب العامة ؛ قال : وجرت بينه وبين أخيه محمد الباقر مناظرة لا من هذا الوجه › بل من حيث کان تلميذاً لواصل بن عطاء › ويفتبس العلم ممن يجوز الخطاء على جده في قتال الناكثين › والقاسطين › ومن تكلم في القدر على غير ما ذهب إليه أهل البيت › ومن حيث أنه كان يشترط الخروج شرطا في كون الإمام إماما » حتى قال له يوماً على قضية مذهبك : والدك ليس يامام › فإنه لم يخرج قط › ولا تعرض للخروج . إلى أن قال : وقالت أكثر الزيدية بعد ذلك من القول : بإمامة المفضول › وطعنت في الصحابة طعن الإمامية › وهم أصناف ثلائة : جارودية » وسُليمانية › وبترية › والصالحية منهم والبتريه على مذهب واحد . أه . وجماعة من الزيدية » يعني : السّليمانية ؛ قال الشهرستاني : السّليمانية أصحاب سُليمان بن جرير › وكان يقول : أن الإمامة شورى - ۱۷۹ فيما بين الخلق » ويصح أن تتعقد بعقد رجلين من خيار الناس » وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل ؛ قال : وتابعه على القول بجواز إمامة اأمفضول مع قيام الأفضل› جماعة من المعتزلة› منهم : جعفر بن بشرء وجعفر بن حرب » وكثير النوى › وهو من أصحاب الحديث . أ ه . مثل : الحسن بن صالح » نسب الشهرستاني إليه الفرقة الصالحية › فقال : الصالحية : أصحاب الحسن بن صالح بن حي ؛ واليترية : أصبحاب كثير الدوي الأبتر » وهما مُتفقان في المذهب › وقولهم في الإمامة . كقول السُليمانية › إلا أنهم توقفوا في أمر غُثمان › أهو مُؤمن أو كافر ... إلخ ؛ قال : ويوافق من ذكرنا على هذا القول › جميع الخوارج من الأباضية وغيرهم › أي : القول بأن الامامة إختيار ؛ قوله : ججيع الخوارج . قال في " المعالم " في ذكر الفرق الي ترق إليها هذه الأمة : وقد أشار إليها رسول الله ي8 › بقوله : " إفترقت المجوس إلى سبعين فرقة » واليهود إلى إحدى وسبعين فرقة › والنصارى إلى إثنتين وسبعين فرقة » وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة . كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية › وهي ما أنا عليه وأصحابي " ر٠ › وكان ذلك من معجزاته 6 › حيث وقع ما أخبر به » وكلهم يدعي تلك الناجية ؛ إلى أن قال : وقد إختلف الناس في وجه تفريقها على طرق › فلنقتصر على ذكر طريقتين منها› مُعتمدين على الثانية منهماء كما سنقف على بیانها ؛ (١) انظر الملحق . E Vi الأولى : إنما ذكر بعضهم أن منها عشرين في المرجئة › وأربعا وعشرين في الشيعة » وسبع عشرة في المحكمة › وإئتي عشرة في المعتزلة ؛ قال : والثانية هي التي قررها العضد في " المواقف ".ثم إختارها وأخذ في تقرير كتابه عليها › فراجعه إن شئت . قوله : جميع اخوارج من الأباضية وغيرهم › هم الفرق السبعة عشر التي تصوب المحكمة › على تركهم تحكيم عمرو بن العاص وصنوه كما تقدم - وذلك لأن سلفهم أثبتوا إمامة ابن وهب للدفاع › كما أثبتوا إمامة سيد الْمُسلمين مرداس للشراة » ومن هنا تفرقت المحكمة كما قدمنا ‏ ثم لا يغيب عنك أن قول الصالحية هو قول أئمتك في الإمامة : وإن كنا لا نعدل بأفضلية أبي بكر أحدا - كما قدمنا ‏ ؛ إلى أن قال : وذهب من قال بهذا القول إلى دلائل ذكروها › منها قول غُمر بن الخطاب رمَيِه) : لو أن سالما حي ما خالجني فيه الظنون › وذلك حين فوض الأمر إلى أهل الشورى › قالوا : وسالم مولى إمرأة من الأنصار › فلو لم يعلم عُمر أن الإمامة جائزة في سائر المُؤمنين .لم يطلق هذا القول › ولم يتأسف على موت سالم - مولی ابي حذیفه -قالو! : وصح بذلك عن النبي ي أخبار كشيرة › منها قوله يك : " اسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع " رى › وقد قال الله عز وجل : « إِن أكرَمَكم عند الله أتقاكم ك رى . أه . إنما قال الْمُوْلف : إلى أن قال : وذهب ...إلخ.لأنه ترك حکایته › (١) انظر الملحق . (۲) سورة الحجرات :۳ . ١۱۸ — قول النجدات : وذلك أنه لما قال : ويوافق من ذكرنا على هذا القول جيع الخوارج من الأباضية وغيرهم › قال : إلا اللجدات من فرق الخوارج » فزعموا أن الإمامة غير واجب نصبها › ووافقهم على هذا القول أناس من المعتزلة . أ ه . قلت : هذا يُؤيد كلام الشهرستاني من قبل › أن المعتزلة مُختلفة في وجوب نصب الإمام ‏ كما قدمنا - وذهب من قال بهذا القول › أي : ممن تقدم ذكرهم من فرق المعتزلة › وااريديا والأباضية › وغيرهم › إلى دلائل ذكروها » رمع دلالة) » بمعنی : الدليل › تسمية للفاعل باسم المصدر › وهو لغة ما نصب »› ليدل على غيره وإصطلاحا . قال أبو البقاء : ثم اسم الدليل يقع على كل ما يُعرف به المدلول « حسيا كان أو شرعيا » قطعياً کان أو غير قطعي › حتی سمی الُحس ٤ والعقل › والنص › والقياس › وخبر الواحد . وظواهر النصوص كلها أدلة . أه منها › أي : من تلك الدلائل › قول غُمر بن الخطاب رظ : لو أن سالما حي ما خالجني فيه الظنون › والدليل في قوله رظي أنه لم يقصر القول بالإمامة في قريش - كما تقول الحشوية - بل جوزها حتى في الموالي » وذلك حين فوض الأمر إلى أهل الشورى » وتقدم ذلك في أول الباب عند موت غُمر بن الخطاب رظَيْه) › قالوا : وسالم مولى إمرأة من الأنصار › أي : فإطلاق قوله ذلك يرد على من قال بتخصیيص ريش فلو لم يعلم عُمر (ظَقه) أن الإمامة جائزة في سائر الْمُؤَمنين 4 لم س ۱۸۲ - يطلق هذا القول › ولم يتأسف على موت سالم ‏ مولى أبي حذيفة - كيف وقد أطلق قوله ذلك ؟ قالوا › أي : المجوزون :"نصب الإمام من غير فريش » وصح بذلك عن النبي ي أخبار كشيرة » منها ما قدمنا أول الباب › ومنها قوله : " اسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع "٠ أي : ما أقام فيكم أحكام الله ومُحال أن يأمر اللبي يَيَة بطاعة أهل الكبائر› كيف وقد قال ی : " من سود اسمه مع سُلطان جائر حشره معه يوم القيامة " › وقال يق : " الْمُوْمنون يد على من سواهم › يسعى بذمتهم أدناهم " › وحمل حديث الباب على طاعة من يوليه الإمام › . خروج به عن مُقتضى ظاهره › وقد قال الله عز وجل : لط إن أكرَمكم عند الله اكم € رن ء لا ترى أنه سبحانه وتعالى جعل علة الكرامة ليه هي للقوى ء لا السب » ولا الْمال ء وقال سبحانه وتعالى قبل ذلك « يا ايها الغاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى َجعلا كم شعوباً وائ لتعارفوا که رن » أي لا لتتفاخروا » فان الفخر الأكبر » والكرامة الي لا مزيد عليها » هي التقوى › وهي فعل الواجبات وترك المنهيات › ولهذا أمر سبحانه عباده الْمُوْمنين أن يكونوا مع الصادقين › فقال الله تعالی لب أيه الذي تنو او اللّة ونوا مَع الصَادِقينَ 4 ر . فاين مقال هؤلاء من الكتاب والسُنةء ولكن : ل عَلى قلوبهم أكنة أن َفقَهُوةُ وفي أَذَانِهم وقراً 4 ر۳ ؛ وإنما نقلنا كلامه برمته » لأنه أصدق شاهد على الْمرء لسانه » أي : نقلنا كلام المسعودي من تاريخه " مروج () سورة الحجرات : ۳٠ . (۲) سورة التوبة : ۱۱۹ . (۴) سورة الأنعام : ٢۲ ؛ سورة الإسراء : 46 ؛ سورة الكهف : ١٠ . ۱۸۳ س الذهب "٠ برمته › أي : جيعه › لأنه أصدق شاهد على المرء لسانه › لإرتفاع اللبس بشهادة نفسه عنه » فإن في شهادة الغير عليه إحتمالاً › وذلك لأن الْمُخالف إذا إعترف لمن خالفه أن الحق في يده › فقد أبطل ما هو عليه » فإن قلت : لم يعترف به وإنما حکاه » قلت : فحکایته له تؤذن بخلاف معتقده › فلا ضير . ولا نقول كما تقول الأزارقة من الخوارج › والصفرية › والنجدات : أنه يجوز إستعراض الاس مُطلقا › لأنهم إذا لم يكونوا معهم وفي بلادهم › فهم مشركون › يحل منهم القتل › والسبي › والغنيمة ؛ تقدم أن القول يُطلق على الإعتقاد كما هنا , أي : لا نعتقد إعتقاد الأزارقة › وهم أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق › وسمع مُخالفته وإحداثه على المحكمة فيما تقدم . قال الشهرستاني في ملله : هم الذين خرجوا مع نافع . من البصرة إلى الأهواز › فغلبوا عليها › وعلى كورها › وما وراءها من بلدان فارس وكرمان » في أيام عبد الله بن الزبير › وقتلوا ماله بهذه النواحي › وكان مع نافع من أمراء الخوارج : عطية بسن الأسود المحنفي ٠ وعبد الله بن ماخون › وأخواه غُثمان › والزبير › وغُمر بن غُمير العنبري › وقطرى بن الفجاءه المازني › وغُبيدة بن هلال البشكري › وأخوه محرز بن هلال › وصخر بن حنبا التميمي » وصالح بن مخراق العبدي › وعبد ربه الكبير » وعبد ربه الصغير › في زهاء ثلاثين ألف فارس » ممن يرى رأيهم وينخرط في سلكهم » فانفذ إليهم غبيد الله بن الحرث بن نوفل النوفلي › يُصاحب جيشه مسلم بن عنبس بن کویز بن ١٤۱۸ - حبيب » فقتله الخوارج وهزموا أصحابه . فاخرج إليهم أيضا غُثمان بن عبد الله بن مُعمر التميمي فهزموه › فأخرج إليهم حارثة بن بدر العتابي في جيش كثير فهزموه › وخشي أهل البصرة على أنفسهم وبلدهم من لخوارج » فاخرج اليه المُهلب بن أبي صلضرة ؛ فيقي في حرب الأزارقة تسع عشرة سنة » إلى أن فرغ من أمرهم في أيام الحجاج › ومات نافع قبل وقائع الْمُهلب مع الأزارقة › وبايعوا بعده قطرى بن الفجاءه › وسموه أمير الْمُۇْمين ؛ ثم قال : ويدع الأزارقة ثمانية › إحداها : أنهم كفروا علياً › وقالوا : إن الله أنزل في شانه : « ومن الاس مَن يُعجبّكَ قَولُ في الحياة الَا ويْشههُ اة على ما في قل وهو الد الخصام 4 رى ٠ وصوبوا عبد الله بن ملجم » وقالوا : أ الله أنزل في شأنه وين ااي من شري فة يفا ترضات الله 4 ر › وقال غُمران بن حطان › وهو مُفتي الخوارج › وزاهدها . وشاعرها الأكبر » في تصويبه ابن ملجم : يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذکره يوما فأحسبة أوفى البرية عند الله میزانا أ ه (بتصرف) . وإنما حذفت ما لا يطابق من قذعه . وأقول : أما غُمران بن حطان (ر حه الله تعالی) › فهو من اهل ولاية الْمُسلمين . كما في " السير المغربية ‎ "‏ وليس هو من الفرقة الأزرقية › وأما ابن ملجم › فليس عندي فيه علم » قامره إلى ربه » ولكن تقدم أن (١) سورة البقرة : ٢٠۲ . (۲) سورة البقرة : ۷٠۲ . ١٥۱۸ - المحكمة كلمتهم واحدة › قبل إحداث نافع ٠ . وأيضا فإنه قد أثبت له الولاية في شعره هذا » ومشهور أن الشعر لعمران . قال الشهرستاني أيضا : والثانية : أنه كفر القعدة › وهو أول من أظهر البراءة من القعدة على القتال › وإن كان موافقا على دينه » وكفر من لم يُهاجر إِليه ؛ والفالثة : إباحته قتل أطفال الْمُخالفين والنسوان ؛ والرابعة : إسقاط الرجم عن الزاني › إذ ليس في القرآن ذكره › وإسقاط حد القذف عمن قذف الْمُحصنين من الرجال › مع وجوب الحد على قاذف المُحصنات من النساء ؛ الخامسة : حُكمه بأن أطفال المُشركين في النار مع آبائهم ؛ السادسة : أن التقية غير جائزة في قول ولا عمل ؛ السابعة : تجويزه أن يبعث الله تعالى نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته › أو كان كافرا قبل البعثة ‏ والكبائر والصغائر إذا كانت بمثابة عنده وهي كفر » وفي الأمة من جوز الكبائر والصغائر على الأنبياء (عليهم السلام) فهي كفر ؛ الثامنة : إجتمعت الأزارقة على أن من إرتكب كبيرة من لكبائر »فر كفر ملة» عوج به عن الإسلام جلت » ویون تخد في النار مع سائر الكفار › واستدلوا بكفر إيليس (لعنه الله › وقالوا : إرتكب إلا كبيرة » حيث أمر بالسجود لآدم فامتتع » ولا هُو عارف بواحدانية الله تعالى . أ ه . من الخوارج : إعلم أن فرق المحكمة كلها تسمى : خوارج ٠ لخروجهم عن علي بن أبي طالب » حين رجع عن قتال الفئة الباغية › وإعطائه العهد بتحكيم الرجال في مسألة حكم الله فيها › ولم يكلها إلى ١۱۸ - أحد من خلقه : وما کان ِمُْمِن ولا مُۇمنة إِذَا قَضَى الله وَرَسُوِله أمراً أن يَكُون هم الخيرَةٌ من أمرهم ومن عص الله وَرَسُونَهُ ققد صل صلالاً شينا که ر » والصفرية والنجدات . أي : منهم .أي : من الخوارج ؛ أما الصفرية › فهل هم أتباع ابن الصفار › أو أتباع زياد بن الأصفر ؟ قولان › وفي تسميتهم صفرية › هل لإتباعهم من ذكرنا » أو لاصفرار وجوههم من العبادة ؟ قولان أيضا . وئ ' المعالم " : أنهم يشركون أهل التأؤيل › كبعض الزيدية › والنظاه من المعتزلة . وي ملل أبي الفتح الشهرستاني : الصفرية › الزيادية › أصحاب زياد بن الأصفر › خالفوا الأزارقة , والنجدات › والأباضية › في أمور› منها : أنهم لم يكفروا القعدة عن القتال › إذا كانوا مُوافقين في الدين والإعتقاد › ولم يسقطوا الرجم › ولم يحكموا بقتل أطفال المُشركين » وبتكفيرهم » وتخليدهم ‏ وقالوا : التقية جائزة في القول دون العمل . أ ه . وأنت خبير › أن هذا كله لم يخالفوا ف فيه إلا ابن الأزرق ٠ فإن الأباضية هذا قولهم في هذه المسائل › وقال أيضا : وقالوا : ما کان من الأعمال عليه حد واقع فلا يتعدى بأهله الاسم الذي لزمه به الحد › كالزنى › والسرقة › والقذف › » فیسمی : زانیا » سارقا › قاذفا › لا کافرا مُش رکا » وما کان من الکبائر مما لیس فيه حد لعظم قدره » مشل () سورة الأحزاب : ٢۳ . - ۱۸۷ ترك الصلاة › فإنه يكفر بذلك . أ ه . وأما النجدات : فهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي › خالف: نافع بن الأزرق في أشياء ونقمها عليه › فوقعت بينهما مُراجعات . كما في " الكامل " › للمبرد . وفي ملل الشهرستاني : النجدات العاذرية › أي : سموا بالعاذرية › كما سموا بالنجدات › قال : هم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي ٠ وقيل : عاصم › وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسکره يريد اللحوق بالأزارقة , فاستقبله أبو فديك › وعطية بن الأسود › في الطائفة الذين خالفوا نافع بن الأزرق › فأخبروه بإحداث نافع من المخلاف › بتكفير القعدة عنه › وسائر الأحداث والبدع › وبايعوا نجدة وسموه أمير المُوْمين › ثم إختلفوا على نجدة , فقد كفره قوم منهم لأمور نقموها عليه » منها : أنه بعث ابنه مع جيش إلى أهل القطيف .٠ فقتلوا › وسبوا نساءهم › وقوموها على أنفسهم › وقالوا : إن صارت قيمتهن في حصصنا فذاك › وَإِلاً رددنا الفضل › ونكحوهن قبل القسمة › وأكلوا من الغنيمة › فلما رجعوا إلى نجدة وأخبروه بذلك › قال : لم يسعكم ما فعلتم ؟ قالوا : لم نعلم أن ذلك لم يسعنا › فعذرهم بجهالتهم › واختلف أصحابه بعد ذلك › فمنهم من وافقه › وعذر بالجهالات في الحكم الإجتهادي . أ ه . وبالجملة › إن له مقالة بنفسه تعرف في كُتب الكلام » منها قولهم : من خاف العذاب على الْمُجتهد الْمُخطيء في الأحكام قبل قيام الحجة - ۱۸۸ عليه فهو كافر › ومنها إستحلال دماء أهل العهد والذمة › سبي نسائهم ٩٠ وغنم أموالهم › ومنها : أن أصحاب الحدود والكبائر من موافقيه › أن الله لعله إن يعفو عنهم . وإن عذبهم فبغير النار » ثم يدخلهم الجنة › ومنها : من فعل ولو صغيرة وأصر عليها فهو مُشرك › ومن أتى الكبائر غير مُصير فهو غير مُشرك › ومنها : حكاية الكعبي عنه › أن التقية جائزة في القول والعمل › وحكى أيضا عنهم : الإجماع على عدم وجوب نصب الإمام › لأن على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم › ومنها غير ذلك › فليراجع . وإنما جمع الْمُوْلف بينهم › وإن لم يكن إعتقادهم جيعاً كذلك › لكنهم قريبوا الإعتقاد من بعضهم بعض ‏ كما سمعت - وأما الذي حکاه ئي المتن › فهو : إعتقاد نافع ومتابعيه › أنه يجوز إستعراض الناس مُطلقا › أي : من غير إلتفات إلى دعوى ولا عدمها › مع أن رسول الله › قال : " إن دعوتي باقية إلى يوم القيامة › وإنهم أخافوا الطرق › ولم يُؤمنوا من خالفهم › وانتحلوا الهجرة إليهم "٠ وقال رسول الله : " لا هجرة بعد فتح مكة " . فمن ثم قال في المتن : لأنهم إذا لم يكونوا معهم وفي بلادهم فهم مشركون › أي : وإن مُوافقين لهم في الإعتقاد › إلا أنهم لم يُهاجروا إليهم › وقد اتبعوا الحكم الاسم » فقالوا : يحل منهم القتل › والسبي › والغنيمة › وليس هذا مختص بنافع ومتابعيه › فالنجدات والصفرية مثلهم في هذا الإعتقاد . وإن خالفوهم في الأشياء › وقد تقدمت غالب مقالتهم ؛ ولا كما تقول المرجئة : أن الإمام لا يكون إلا فرشياً ‏ وإن - ۱۸۹ بدل الأحكام » وطمس معالم الحلال والحرام › فان إمامته لا تىزول إلا بالشرك ؛ ولا كما تقول المرجمة › أي : ولا تقول كقول المرجمة › أي : إعتقادهم › لا نعتقد › والمراد بهم هنا : أبو حنيفة وأصحابه › ومن حذا حذوهم من جيع الأشاعرة › وإن هم أبوا ذلك › فإنهم يغترفون من مواردهم › كما صرح أئمتنا بذلك › لأن الإرجاء تأخير صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة › ولا يقضي عليه بحُكم في الأنيا من كونه من أهل الجنة » أو من أهل النار › كذا قيل › والإرجاء لغة على وجهين › أحدهما : التأخير والإمهال › والثاني : إعطاء الرجاء ›» وعلى كليتهما فمعناه ظاهر › لأنهم يُؤخرون العمل عن الإعتقاد › وعلى الثاني يقولون : لا يضر مع الإيمان معصية › وهما عين الإرجاء . وفي مروج المسعودي : وذهب أبو حنيفةء وأكثر المرجئة . وأكثر الزيدية من الجارودية وغيرها › وسائر فرق الشيعة › والرافضة › والراونديه » إلى أن الإمامة لا تجوز إل في قريش 4 لقول النبي :اة ي ئريىش وقولە 2 ٠ ' قدموا قريشا ولا تتقدموها " ).اه . قمر ن ها عة مي حليت لا حليث امل » واي سره : " الإمامة في قریش ما حکمت فعدلت › وقسمت فقسطت "٠ قد امالا هوه »أ ذا لم يكن نها ذال . فلا إمامة لها بل ولا كرامة › وقوله ئ : : " قدموا قريشاً ولا تتقدموها " قطعة من حديث متعلق بما بعده › وقد مر الكلام عليه . (١) انظر الملحق . ١۱۹ - قال الشهرستاني : ولعمري كان يقال لأبي حنيفة وأصحابه : مرجئة السّنة » وعده كثير من أصحاب المقالات من جملة المرجئة › ولعل السبب فيه ء أنه لما كان يقول : أن الإيمان هو التصديق بالقلب ٠ وهو لا يزيد ولا ينقص › ظنوا به أنه يؤخر العمل عن الإيمان › والروجل مع تحرجه في العمل › كيف يفتي بترك العمل وله سبب آخر › وهو أنه كان يُخالف القدرية والمعتزلة › الذين ظهروا في الصدر الأول › والمعتزلة كانوا يُلقبون كل من خالفهم في القدر مرجئيا . وكذلك الوعيدية من الخوارج › فلا يبعد أن اللقشب إنما لزمه من فريقي المعتزلة والخوارج . أه . والذي نقوله : أن اللقب لزمهم › من حيث أنهم يرجون الجنة للمنتهكين لحرمات الله تعالى › وهم المصرون على إنتهاكها › الموافون للمحشر من غير توبة › وإن كانوا يقولون : أن الإيمان قول وعمل › لكنهم يقولون : أن غير العاملين في مشيئة الله تعالى › فإن شاء عفى عنهم فأدخلهم الجنة › وإن شاء عذبهم بقدر عملهم .ثم يخرجون من النار فيدخلون الجنة › قال صاحب الجوهرة : ومن يمت ولم يتب من ذنبه فأمره مفوض لربه ألا ترى هم يوافقون المرجئة في المعنى . أن الإيمان قول بلا عمل › وإن خالفوهم في اللفظ . فقد إتفقت مادتهم › ومما تعجب منه الشهرستاني › حيث يقول : ومن العجب أنهم لم يجزموا القول بأن الْمُوْمنين من أهل التوحيد يخرجون لا محالة من النار . أ ه . ۱١۱۹ س قلت : إذاً المرجئة أحسن حالاً منه ومن أصحابه › لأنهم وإن قالوا ذلك › فإنهم لم يجزموا بذلك › وإنما جزم بذلك هو وأصحابه ؛ قال أيضا : وقيل : أن أول من قال بالإرجاء الحسن ين محمد بن علي بن ابي طالب فكان يكنب فيه الكُتب إلى الأمصار › إلا أنه ما أخر العمل عن الايمان › كما قالت المرجئة اليونسية › والعبيدية لكنه حكم بأن صاحب الكبيرة لا يكفر › إذا أدى الطاعات › وترك المعاصي » ليس من أصل الإيمان حتى يزول الإيمان بزوالها ؛ ثم قال : رجال المرجئة كما نقل الحسن بن حمد بن علي بن ابي طالب ٤ وسعید بن جبیر » وطلق بن حبيب › وعمرو بن مُرة » ومحارب بن دثار . ومقاتل بن سُليمان › وذر › وعمرو بن ذر » وماد بن أبي سُليمان › وأبو حنيفة . وأبو يوسف » ومحمد بن الحسن ء وقديد بن جعفر › وهؤلاء كلهم أئمة الحديث › لم يكفروا أصحاب الكبائر بالكبيرة . ولم يحكموا بتخليدهم في النار , خلافا للخوارج والقدرية . أ ه . قلت : قد أنصف هذا العَالم التحرير › أنهم هم المرجئة › وأن هؤلاء أئمتهم › ف : أن المَفَر ا كلأ لا وَرَر 4 رن » وقد قال البي فوا : * المرجخة يهود هذه الأمة " , أي : لإدعائهم اروج من النار › وما الفرق بين قول اليهود د ‎ :‏ أن نمسا انار إ إلا أياما مُعدُودًات وَغْرَهُم في دينهم ما کانوا يَفترُون ‏ ر » وبين قولهم بخروج اهل الكبائر المُصرين عليها › المُوافين القيامة من غير توبة › وقد آيسهم يق من الشفاعة › فقال : " طائفتان من أمتي لا تنالهما شفاعتي › وهما () سورة القيامة : ١٠ - ١٠ . (۲) سورة آل عمران : ٤ . - ۱۹۲ ملعونتان على لسان سبعين نبيا قبلي : القدرية › والموجئة " ؛ وقول المت : أن الإمام لا يكون إلا قرشيا › واستدلوا بالحديث المتقدم › وقد أجبنا عنه » وبفعل الصحابة يوم السقيفة ولا دلالة » فأين لهم مثل أبي بكر » وقوله (َ) : منا الأمراء » ومتكم الوزراء » مُخاطباً للأنصار › أي : إن حكموا بالحق وَإِلاً فالإمامة لا ينالها ظالم › لأنها من عهود الله تعا ى › ومما أوجبها الله على عباده › لإجماع الصحابة عليها بعد موته ك › ولا تجتمع أمته على ضلال › ومُرتكب الكبيرة ظالم › فأنى ينالها › وإن بدل الأحكام . فعمل بما تهوى نفسه › كما قال بعضهم بإمامة معاوية وبنيه » ومروان وبنيه » مع إنهماكهم في معاصيهم . وإعانة الفسقة لهم . کأن أوامر الله لديهم هباء› بل كأن الخطاب لم يعمهم › وطمسوا معالم الإسلام بتأخيرهم عما وجب عليهم فعله › وتقديمهم ما نهُوا عنه » فمنهم : من وطيء: إبنته › وقال : لا يفوز باللذات إلا الجسور › ومنهم : من جامع بنات أخيه › ومنهم : من يخر الصلاة إلى غير أوقاتها › وقد أجعوا أن الإمامة لا تزول إل بالشرك › فعذروا أهل المعاصي › ومنهم : من زعم اُن الخليفة إذا ملك ' أربعين يوما فلا حساب عليه ؛ وَلِلهِ در أبي يعقوب حيث يقول: وأما إخواننا المرجئة › فإنهم نظروا إلى أنفسهم › لا غنى لهم عن المعصية ولا صبر دونها › وقد تتغصت عليهم بالوعيد الشديد › والخلود في النار يوم الخلود › عمدوا إلى ما أنزل الله على نبيه محمد يك › أول مرة في ُعائه المشركين الجاهلين إلى الدخول في الإسلام » والباب الذي فتح لهم من الإيمان › وعظم ما وعد الله للداخلين فيه من الثواب الجزيل - ۱۹۳ والأجر الجليل › إستصلاحا لعباده » وتسهيلا لهم في الاخول في الإسلام » وترغيبا لهم في عظيم الشواب › فلما دخلوا في الإسلام › وتمكن في قلوبهم الإيمان › خاطبهم وقال : الم ¥ أَحَسِبَ الاس أن يركوا أن فووا نا وهم لا يُفتتون وقد نا الْذِينَ ين بلهم َعَم ال اين صدَقُوا وِلَعلَمَنَ الكَاذِينَ 4 ر٠ ٠ ثم عقبوا على الوعيد الذي عقبه الباريء سبحانه › في آخرية الإسلام على المعاصي والذنوب › وأبطلوه ولاشوه : ل ويَومَ القيَامَةٍ رى الْذينَ كُذبُوا عَلَى ال وُجُوهُهُم مُسودَة َيس في جَهَم شوئ لْلمَْكَبَرِينَ 4 ر ٠ فاحولت أعينهم › عمدوا إلى الناسخ فأبطلوه › ورضوا بالمنسوخ وقبلوه › وإرتاحت أنفسهم باخروج من الفار » تسليا وتولياً بعد قول الله عز وجل حكاية عن اليهود : « وَفَالُوا لن تَمَسّنا الما إل أياما مُعدُودة قل أتخذتم عند الله هدا فلن يُخلِف الله عَهدَة أم تَقولُون عَلى الله َا لا تعلَمُون * بى من كسب سيه وَأَحَاطّت به خَطِيئة فَأوتيك أصحَابُ لار هُم فِيهَا خَالِدُون 4 رس ٠ أتموا بإاخوتهم اليهود . أ ه . ولا كما تقول الرافضة : أن الإمامة في علي وذريته › وأنهم معصومون ؛ ولا كما تقول الرافضة › أي : لا تقول كقولهم › وهم فرق شتى دون السبعين › ولهم مقالات وإعتقادات يُخالف بعضها بعضا › في الإمامة وغيرها . وسموا الرافضة . لرفضهم زيد بن علي بن الحسين بن علي كما يأتي ‏ وقيل : لغير ذلك » ونذكر هنا إختلافهم ئي الإمامة وخبطهم فيها (١) سورة العكبوت : ٠-۳ . (۲) سورة الزمر : ٠٦ (۳) سورة البقرة: ۸-۸. - ٤۱۹ - قال المسعودي : وانفرد أهل الإمامة » بأن الإمامة لاً تكون إلا نصا من الله ورسوله على عين الإمام واسمه » واشتهاره كذلك » وفي سائر الأعصار لا تخلوا الاس من حجة الله فيهم ظاهرا أو باطناً » على حسب إستعماله التقية والخوف على نقسه › واستدلوا بالنص على أن الإمامة في فريش ٠ وبدلائل كثيرة من العقول › وجوامع من النصوص في وجوبها » وي النص عليهم » وئي عصمتهم من ذلك › قوله عز وجل مُخبرا عن إيراهیم : « إني جَاعِلك للناس إَِاما 4 رن » ومسألة إبراهيم بقو له : لا ومن ذريتي 4 ر١ » وإجابة الله له بأنه : لاأ ينال هدي الظالِعِنَ 4 ر › قالوا : ففيما تلونا دلائل على أن الإمامة نص من لله » ولو كان نصها نصها إلى الناس › ما كان لمسألة إبراهيم ربه وجها ‏ ولما كان الله قد أعلمه أنه إختاره › وقوله : ل لايالُ عهدي الي € رى . دلالة على أن عهده يشاله من ليس بظالم » ووصف هؤلاء الامام › فقالوا : نعت الإمام في نفسه أن يكون معصوما من الذنوب لأنه إن لم يكن معصوما لم يُؤمن أن يدخل فيما يدخل منه غيره من الذنوب فيحتاج الإمام إلى الإمام إلى غير نهاية › ولم يؤمن عليه أيضا أن يكون في الباطن فاسقاً › فاجرا › كافرا › أو أن يكون أعلم اأخليقة , لأنه إن لم يكن عَالْما لم يؤمن عليه أن يقلب شرائع الله وأحكامه › فيقطع من يجب عليه الحدء ويحد من يجب عليه القطع ٠ ويضع الأحكام في غير المواضع التي وضعها الله › وأن يكون أشجع الخلق › لأنهم يرجعون إليه في اأحرب ‏ فان جبن هرب يكون قد باء () سورة البقرة :١١۱ ٠ ١۹٠ س بغضب من الله › وأن يكون أسخى الخلق › لأنه خازن المُسلمين وأمينهم › فإن لم يكن سخيا » تاقت نفسه إلى أموالهم › وشرهت إلى ما في أيديهم › وفي ذلك الوعيد بالدار › وذكروا خصالا كشيرة ينال بها أعلى درجات الفضل › لا يُشاركه فيها أحد › وأن ذلك كله وجد في علي بن أبي طالب وولده (رضي الله عنهما) › في السبق إلى الإيمان › والهجرة › والقرابة » والحكم بالعدل › والجهاد في سبيل الله ء والورع › والزهد › وأن الله قد أخبر عن بواطنهم وموافقتها لظواهرهم › بقوله عز وجل › ووصفه لهم فيما صنعوه من الإطعام للمسكين › واليتيم › والأسير › وأن ذلك لوجهه خالصا › لا إنهم أبدوه بألسنتهم فقط ٠ وأخبر عن أمرهم في المنقلب › وحسن المؤمل في المحشر ؛ ثم في إخباره عز وجل عما ذهب عنهم من الرجس › وفعل بهم من التطهير ٠ وفي غير ذلك . أه . وأنت خبير أن هذا كله منقوض بإجماع الصحابة على غيره › وإنما صاغوا هذه الخرافة ليتوصلوا بها إلى تكفير أصحاب رسول الله عة وتضليلهم › بعد ما نزل القرآن العظيم بمدحهم › كما يعلم بالوقوف على الآي الكريمة فيهم وتفاسيرها › كلا فلا تغرنك مخرقات المضلين عن سواء السبيل . وي ملل الشهرستاني : ومن قال : أن الإمامة تثيبت بالنص › إختلفوا بعد علي (العَكلاً) › فمنهم من قال : إنما نص على اينه محمد بن الحنفية › وهؤلاء الكيسانية , ثم إختلفوا بعده › فمنهم من ۹٦۱۹ - قال : أنه لم يمت ويرجع فيملا الأرض عدلاً ؛ ومنهم من قال : أنه مات وإنتقلت الإمامة بعده إلى إبنه أبي هاشم › وإفترقت هؤلاء › فمنهم من قال : الإمامة بقيت ي عقبه › وصية بعد وصية ؛ ومنهم من قال : إنتقلت إلى غيره › فاختلفوا في ذلك الغير ؛ فمنهم من قال : هُوَ بنان بن سمعان النهدي ؛ ومنهم من قال : هو علي بن عبد الله بن عباس ؛ ومنهم من قال : هُوَ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب » وهؤلاء كلهم يقولون : أن الدين طاعة رجل › ويتأولون أحكام الشرع كلها على شخص مُعين › كما ستأتي مذاهبهم › وأما من لم يقل بالنص على محمد بن الحنفية , قال بالنص على الُحسن والحسين › وقال : الامامة في الأخوين الحسن والحسين › ثم هؤلاء اختلفوا › فمنهم من أجری الإمامة في أولاد الحسن › فقال : بعد يإمامة ابنه الحسن › ثم ابنه عبد الله › ثم ابنه محمد › ثم أخيه إبراهيم الإمامين › وقد خحرجا في أيام المنصور فقتلا في أيامه › ومن هؤلاء من يقول : برجعة محمد الإمام › ومنهم من أجرى الوصية في أولاد الحسين › وقال : بعد يإمامة ابنه علي زين العابدين نصا عليه › ثم اختلفوا بعده › فقالت الزيدية : يإمامة ابنه زيد › ومذهبهم أن كل فاطمي خرج » وَهُو عَالم » زاهد › شجاع . سخي › كان إماما واجب الإتباع » وجوزوا رجوع الإمامة إلى أولاد الحسن › ومنهم من وقف وقال : بالوصية ؛ ومنهم من ساق وقال : يإمامة كل من هذا حاله في كل زمان › وسيأتي تفضيل مذاهبهم . وأما الإمامية › فقالوا : يامامة محمد بن علي الباقر نصا عليه › ثم بإمامة جعفر بن محمد وصية إليه » ثم اختلفوا بعده في أولاده من - ۱۹۷ اأمنصوص عليه وهم حخسة : محمد » وإسماعيل » وعبد الله ء ومُوسى › وعلي ؛ فمنهم من قال : يامامة محمد › وهم العمارية ؛ ومنهم من قال : يامامة إسماعيل ‏ وأنكروا موته في حياة أيه » وهم المباركية ؛ ومن هؤلاء من وقف عليه وقال برجعته ؛ ومنهم من ساق الإمامة في أولاده نصا بعد نص إلى يومنا هذا » وهم الإسماعيلية ؛ ومنهم من قال : يإمامة عبد الله الأفطح ٠ وقال برجعته بعد موته › لأنه مات ولم يعقب ؛ ومنهم من قال : يإمامة مُوسى نصا عليه › إذ قال والده سابقكم قائمكم › ألا وهو سمي صاحب التوراة › ثم هؤلاء اختلفوا › فمنهم من اقتصر عليه وقال برجعته › إذ قال : لم يمت هو ؛ ومنهم من توقف في موته وهم الممطورة ؛ ومنهم من قطع بموته وساق الإمامة إلى اينه علي بن مُوسى الرضي » وهم القطعية » ثم هؤلاء اختلفوا في كل ولد بعده › فالأثنى عشرية ساقوا الإمامة من علي الرضي إلى ابنه محمد › ثم إلى ابنه علي ٠ ثم إلى ابنه الحسن ثم إلى ابنه محمد القائم المنتظر الثاني عشر » قالوا : وهو حي لم يمت › فيرجع ويملا الأرض عدا كما مُلئت جورا › وغيرهم ساقوا الإمامة إلى الحسن العسكري › ; نم قالوا يامامة أخية جعفر › وقالوا بالتوقف عليه » إذ قالوا : بالشك ف حال محمد › ولهم خطب طويل في سوق الإمامة › والتوقف › والقول بالرجعة عد الوت » والقول بالفية »ثم بالرجعة بعد الغية . أه. ولل لْحَمدُ على آلا من مشل هذه السفاسف » وأنت إذا يرت المداف , » علمت أن الحق أين هو ؟ فلتشكره : < واعبّد رَبك يك القن 4 ر١ ؛ هذا وإن نقموا على الأباضية › تجويزهم (١) سورة الحجر : ٩٩ . ۱۹۸ ن الخروج على الملوك الجورةء فلا غرو › فقد خرج الحسين بن عَلي بن أبي طالب على يزيد بن معاوية ‏ أي : فلينقموا عليه › فإنه من الصحابة › ومن أفاضل الناس › وممن يعلنون بولايته ومحبته في آخر خطبهم »٠ ولعمري أن بعضهم مثل الغزالي › قال : أنه قعل بسيف جده › لأنه خرج على الإمام في زعمهم › وأما قضية خروجه ومقتله فمشهورة › ولا بأس بإيراد شيء من أخباره › قيل : أنه كان أشجع ولد علي › وكان لا يسام خسفا › وأما أصحابنا فإنه لم يكن على طريقتهم . وإن كانوا لا يعدون عليه إلا موالاته لأبيه وأخيه › قيل : أنه لما طلب منه والي المدينة البيعة ليزيد . خرج إلى مكة وهو يقول متمثلا : لا ذعرت السوام في فلق الصبح مُفيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطي مخافة الّموت ضيما والمنايا يرصدنني أن أحيدا فكتب إليه أهل الكوفة : أنهم حابسوا أنفسهم على بيعته › وأنهم لا يحضرون جُمعة ولا جماعة › وإنهم يُبايعونه على الموت دونه › فارسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب » فنزل الكوفة مُخيفيا › فبايعه منها للحسين إثنا عشر ألفا › وكان الأمير يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري › وفشى خبره › وقد أرسل إلى الحسين › فهم الحسين بالخروج › فنصحه ابن عباس › وقال له : إن أهل العراق قوم غدر› فإن لم يكن لك بُد من الخروج فلتأت اليمن › فإن فيها حصونا , ولك هنالك أنصار › وأمر أهل العراق بإخراج أميرهم إن كانوا صادقين › فابی الحسين إِلا الخروج › فخرج عند ابن عباس ٠ قمر يإبن الزبير - ۱۹۹ فقال : قرت عينك يا ابن الزبير › هذا الحسين يسخرج إلى الكوفة ويُخليك والحجاز » وكان أحب شيء لإبن الزبير خروج الحسين حتى يتم له الدست › فإنه لا يتم له مُراده والحسين هناك › فإنهم لا يعدلونه به » ثم دخل ابن الزبير على الحسين فزين له الخروج ء› ثم خاف أن يتهمه فرغب له في المقام . وأنه يدعوا الناس إلى بيعته » وممن لم يأل جهدا في نصيحة الحسين › أبو بكر بن الحارث بن هشام بسن عبد المطلب ٠ وقد بلغ الخبر يزيد بن معاوية » فأرسل لإبن زياد من البصرة بولاية الكوفة › فخرج إليها بحشمه والناس يرجون الحسين › فكلما مر بناد من محافل الكوفة › قالوا : مرحبا يابن بنت رسول الله حتى إستبان لهم أنه ابن زياد › فتنادوا : ابن مرجانه › وقد فاتهم فتحصن بقصر الإمارة › ولما وصل ابن زياد خاف مسلم › فتحول إلى هاني المرادي › وكان کبیر قومه » فقتلهما ابن زياد بعد خطب طویل ٠ فبلغ الحسين خبر قعل ابن عمه وهو بالقادسية › فهم بالوجوع إلى مكة › فأبى من ذلك أخو مسلم وابنه , وقالا : حتى نأخذ بثأرنا أو نموت .٠ فقال الحسين : لا خير في الحياة بعدكم › فمال إلى كربلاء بمن معه من اهل بيته وأصحابه › والمكثر يقول : أنهم خخسمائة فارس ومائة راجل › والمقل يقول : هم إثنان وسبعون › ولما تكاثرت عليه عساكر ابن زياد وهم أهل الكوفة » وليس ثمت إلا كوفي › قال : اللهم احكم بيني وبين قوم دعوني ثم هم يُقاتلونني » وکانوا يومئذ أربعة وعشرين ألفا وقيل بغير ذلك › فمنعوهم من ورد الْماء › وقاتلوهم حتى فصل الحسين وكشير من أهل بيته وممن معه › واجتزت رؤوسهم › فحملت 7 ت إلى ابن زياد › ثم إِلی يزيد » وحخملت نساء بني هاشم سبایا على أقتاب الجمال › وأمر غُمر بن سعيد بن العاص أن توطا الخيل جنٹهم . وهو يومئذ أمير جيش ابن زياد » ولما وصلت الرؤوس إلى يزيد › جعل رأس الحسين في طست ٠ فجعل يزيد ينكت فيه على ثناياه بقضيب › ويقول : نفلة هاما من رجال أعزة علينا وهم کانوا أعق وأظلما وكان من الحاضرين أبو بردة » فقال : ثنایا طال » ما رأیت رسول الله عك يقبلها » فارفع قضيبك › وخرج التوابون أيضا وهم أربعة آلاف . فأخذوا الجزيرة طول وعرضا ء يقتلون ويقتلون . إنما أوردنا هذا › وما بعده › وما قبله › ليكون حجة لا على جواز الخروج › وأن غالب الأمة الاسلامية فعلته » فليس بدعاً في مذهبنا › وليس مُرادنا أن نستقصي أخبار هؤلاء › فان کتابنا لیس کتاب خبر . فأما التوابون › فإنهم زعموا أنهم ندموا على ترك الحسين وخذلانه حتى فل » وهم قريبون منه » ورأوا أن توبتهم » إما أن يُقتلوا كما فقتل » أو يقتلوا قتلته » فعسكروا بالنخيلة » فلقيهم ابن زياد في ثلاثين ألفاً من أهل الشام › وفي المخميس في سنة هس وستین › سار سُلیمان بن صرد الخزاعي › والمسيب › الأميران في أربعة آلاف يطلبون بثأر الحسين ٠ وقصدوا عبيد الله بن زياد » وكان مروان قد وجهه ليأخذ له العراق في ثلاثين ألف فارس » فالتقوا فقتل الأميران › ولسُليمان بن صرد صحبة› والمسيب من كبراء أصحاب علي › وكانت الواقعة بالجزيرة . أ ه . ٢٠۲س وخرج عبد الرحمن بن محمد بن اللشسحث الكندي ٠ وقامت العامة على الحجاج بن يُوسف اللقفي . وفيها الفقهاء زأهاء خمسمائة فقيه . منم ٠ الشعبي ٠ وسعيد بن جبير ؛ وخرج عبد الرهن بن محمد . .. إلخ » استعمله الحجاج واليا على سجستان وبست وغيرها › فکان رجلا مشمراً شهما فوقعت له حروب مع الترك وغيرهم في تلك النواحي حي › وفصح فتوحا؛ ثم بدا له فخلع طاعة الحجاج ٠ وصار إلى كرمان ٠ ثم ثني بخلع عبد الملك ٠ وإنقاد له أهل الري والجبال › مما بين الكوفة والبصرة وغيرهما› ثم سار الحجاج إلى البصرة › فحاربه ابن الأشعث شعث › فکان له معه حروب عظيمة › وفي ابن الأشعث يقول الشاعر : خلع الملوك وسار تحت لوائه شجر العرى وعراعر الأقدام وكتب المحجاج لعبد املك يعلمه بخبر ابن الأشعث ٠ وكتب إليه عبد املك : لعمري لقد خلع طاعة الله بيمينه › وسُلطانه بشماله › وخرج من الدين غُريانا » وإني لأرجو أن يكون هلاكه وهلاك أهل بيته على يد أمير الْمُوْمنين . ثم دخل ابن الأشعث الكوفة › فاستغاث الحجاج بعبد املك , بأن قال : يا غوثاه بالله (ثلانا) › فأرسل إليه عبد الملك جنود الشام › وأجابه : بلبيك (ثلاثا) › فالتقى الحجاج وابن الأشعث بدير الجماجم › فكانت بينهم نيف وثمانون وقعة . وكانت على ابن الأشعث . فانتهى إلى ملوك الهند » فاحتال المحجاج في قتله . فقتل وأتي به برأسه » وقيل : أنه أرسل به أهل الهند منع أربعين من ۰۲ت أصحابه » فرمي نفسه من عال › فاتى اللحجاج برأسه › وحلف الحجاج لا يؤتى بأسير من دير الُجماجم إلا قتله . أه مُلخصا من المسعودي وغيره . وقامت العامة على الحجاج بن يؤسف ۾› أي : حال إمارته على العراق وغيرها . من لدن عبد الملك › وفيها , أي : في تلك العامة القائمة عليه › زهاء خمسمائة فقيه › أي : قدر خمسمائة › وهؤلاء من الذين يزعمون أنهم أهل السنة والجماعة › وهم لا يرون الخروج . فمن ثم قال في " الدليل " : أما السّنية . فقد نقضوا أقوالهم بافعالهم » أي : ثي هذه الوقجة وغيرها › منهم : الشعبي ء وسعيد بن جبير ؛ أما الشعبي › فقد رفع عنه المسعودي › أنه قال انی الحجاج موثقاً » فلما دخلت عليه استقبلني يزيد بن مسلم › فقال : ! لوب شي »على ما بين ذقيىك من الله ولي بيرم شفع .بوه للأمير بالشرك والنفاق على نفسك ۾ فبالحري أن تيجو منها › فلما دخلت واستقبلني محمد بن الحجاج › فقال لي مثل مقالة يزيد › فلما مثلت بين يدي الحجاج . فقال : وأنت يا شعبي › فيمن خرج علينا ‏ وكشر » قلت : نعم › أصلح الله الأمير › أحزن بنا المبرك › وأجدب الجنان › وضاق المسلك . واكتحلنا السهاد › واستحلسنا الخوف › ووقعنا في فتنة . لم نكن فيها بررة أتقياء › ولا فجرة أقوياء › قال : صدق واللّه › ما يروا بخروجهم علينا › ولا قوموا إذ فجروا › أطلقوا عنه ؛ وأما سعيد بن جبير › فقد قال المسعودي أيضا : لما ظفر ۰۳ الحجاج بن يُوسف بسعيد بن - جبير› وأوصل اليه قال له : ما اسمك ؟ قال : اسمي سعيد بن جبير › قال : بل شقي بن کسير ۽ قال : ابي کان أعلم باسمي منك › قال : لقد شقيت وشقى أبوك › قال : الغيب إنما يعلمه غيرك › قال : لأبدلىك بالدنيا نار لظى › قال : لو علمت أن ذلك بيدك ما اتخذت إِلّها غيرك »قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوکیل » قال : فاختر أي قتلة تريد أن أقتلك ؟ قال : بل اختر يا شقي لنفسك فو الله ما تقتلني اليوم بقتلة إلا قطتك في الآخرة بمئلها » فأمر به الحجاج فأخرج لقتل 4 فلما ولى ضحك › فأمر الحجاج برده › وسأله عن ضحكه ؟ فقال : عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك › فام به فلما كب لوجهه › قال : أشهد أن لا َه إل الله وحده لا شريك له › وأن حمداً عبده ورسوله » وأن الحجاج غير مُؤمن بالله › ثم قال : اللهم لا تسلط الحجاج على أحد يقتله من بعدي › فذبح واجتز رأسه › ولم ب يش المحجاج من بعد إلا جسة عشر ليلة . حتى وقعت في جوفه الأكلة فمات من ذلك › ويروى أنه كان يقول بعد قتل سعيد بن جبير : يا قومي مالي ولسعید بن جبیر ٤ كلما عزمت على النوم أخذ بحلقي . أ ه وخرج زيد بن علي بن الحسين › في ايام هشام بن عبد املك ٠ فقال له بعض قومه : ما تقول في أبي بكر الصديق › وغُمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) ؟ فقال لهم : يا قوم ليس هذا أوان ذلك › فقالوا : كلا ؟ فقال لهم : إن أبا بكر وغُمر هما اللذان أخرجاني › وااي ها امقام » فرفضوه وخذلوه » وأخذ أسيراً وضُوبت غنقه ؛ وخرج زياد 7 المذهب المعروف . قال الشهرستاني : ساقوا الإمامة في آولاد فاطمة (عليها السلام) ٠ ولم يجوزوا ثبوت إمامة في غيرهم » إِلا أنهم جوزوا إمامة كل فاطمي . م شجاع » سخي » خرج بالامامة › » يكون إماماً واجب الطاعة . أ وهذا منتقض عليه › بتجويزهم إمامة الشيخين › وإذا تأملت كلام الشهرستاني › وجدت أكثره _ كذلك - ينقض بعضه بعضا › والنقل قد تقدم عنهم › أنهم يجوزون أن يختاروا رجلا منهم يلي أمرهم › فيأمر وينهي بمقتضى كتاب الله » وسنة نيه 8# » وإجماع الْمُسلمين من الأمة . ويكون تقدمه عن أمر رجلين صالحين › فاضلين › عَالمين › وإن وجد من هو أفضل منه لأن مذهبهم : تجويز إمامة المفضول مع وجود الأفضل فلا عبرة بكلام الشهرستاني ؛ في أيام هشام بن عبد املك › قيل : أن هشاماً هذا كان خشنا | فظا » غليظا › وكان أحول . قال المسعودي : كان يزيد بن علي يشاور أخاه أبا جعفر » فأشار عليه بان لا يركن ن إلى أهل الكوفة › إذ كانوا أهل غدر ومكر › وقال له : بها تل جدك علي » وبها طمن عمك الحسن ء وبها فل أبوك الحسين › وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت › وأخبره بما كان عنده من العلم في مُدة مُلك بني مروان › وما يتعقبهم من الدولة العباسية › قابى إلا ما عزم عليه من المطالبة باحق › فقال له : إني أخاف عليك يا ٥۰ أخي أن تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة › وودعه أبو جعفر › وأعلمه أنهما لا يلتقيان . أ ه . فقال له بعض قومه : ما تقول في أبي بكر وغُمر › لأن الشيعة يعتقدون أن أبا بكر وعُمر ليسا بأئمة » وأن الإمام علي بص من الله ورسوله ‏ كما تقدم عنهم ‏ فمن ثم سألوه عنهما ؟ فقال لهم :يا قوم ليس هذا أوان ذلك › لأنه في أمر ثاني › هُو تدبير الحرب وتجهيز الجيوش ٠ فقالوا له : كلا ؟ أي : إرتدع › لأن كلا حرف ردع وزجر › أي : إرتدع عن هذا الذي نقوله › وأخبرنا عن حقيقة إعتقادك فيهما ؟ فقال لهم : إن أبا بكر وغُمر هما اللذان أخرجاني › أي : من مكاني . لطلب العدل › وإقامة الحجة › مُشيرا بذلك أنهما إماما حق معه ٠ وأقاماني في هذا امقام الصعب › فرفضوه وخذلوه › فسموا الرافضة لذلك . قال الشهرستاني : وكان من مذهبه جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل › قال : فلا سمعت شيعة الكوفة هذه المقالة منه . وعرفوه أنه لا يبرا من الشيخين › رفضوه › حتى أتى قدره عليه › فسّميت رافضة . قال المسعودي : وقد كان زيد دخل على هشام بالرصافة › فلما مثل بين يديه › لم ير موضعا يجلس فيه » فجلس حيث إنتهی به مجلسه › قال : يا أمير الْمُْمنين , ليس أحد يكبر عن تقوى الله › ولا يصغر دون تقوى الله . أ ه . فجرى بينه وبين هشام كلام › وأغلظ عليه هشام ؛ حتى قال ۳ المسعودي : فمضى إلى الكوفة » وخرج عنها ومعه القراء والأشراف ›. فحاربه ُوسف بن غمر الثقفي فلما قامت الحرب › إنهزم أصحاب زل زيد › وبقي في جماعة يسيرة › فقاتلهم أشد قتال › وهو يقول متمثلا : أذل الحياة وعز الممات وكلا أراة طعَاماً وبيلا فإن كان لايد من واحدٍ فسيري إلى اموت سيرا جميلا وحال المساء بين الفريقين › فراح زيد مشخنا بالجراح › وقد أصابه سهم في جبهته › فطلبوا من ينزع النصل › فأوتي بحجام من بعض القرى › فاستكتموا أمره › فاستخرج النصل › فمات من ساعته › فدفنوه في ساقية ماء . وجعلوا على قبره التراب والحشيش › وأجرى لماء على ذلك › وقد حضر الحجام مواراته » فعرف الموضع › فلما أصبح مضى إلى يُوسف مُتتصحا › فدله على موضع قبره › فاستخرجه يُوسف وبعث برأسه إلى هشام › فكتب إليه هشام : أن أصلبه غُريانا › فصلبه يوسف كذلك › ثم كتب هشام إلى يوسف : بإحراقه وذروه في الرياح . أه مع حذف . هذا ما ذكره المسعودي › وهو مُخالف لما في المتن › فإنه قال : وأخذ أسيراً » فضريت غنقه » وقد تبع في ذلك المُلْف ف . الإمام أبا يعقوب . فان عبارته في " الدليل " : واستجازت الشيعة الخروج عليهم كما استجزنه »فرج زيد ين علي بن اسن بن علي بن ي طالب على خالد بن عبد الله القسري › وكان عاملا لهشام بن عبد الّملك ين مروان بن الحكم ؛ إلى أن قال : فانهزم عنه أصحابه فأخذ أسيرا ۲۰۷س وقد إلتزم صاحب الْمتن في مته هذا أن لا يأخذ إلأ عن أئمعه ٠ وخرج ابنه يحیی بن زید › وخرج ابن الزبیر من قبل علی یزید بن معاوية › فما لنا ولهم على الخروج ؛ خروج يحيى بعد قعل أبيه › وذلك في أيام الوليد بن يزيد » خرج بالجوزجان من بلد خراسان فقتل . قال المسعودي : خرج مُنكراً للظلم › وما عم الناس من الجور . فسير إليه الوليد › نصر بن سيار › ومسلم بن أحرز المازني › فقتل يحيى في المعركة ؛ قال : وليحيى وقائع كشيرة » وفسل في المعركة بسهم أصابه في صدغه › فولى أصحابه عنه يومئذ . واجتز رأسه فحخمل إلى الوليد . أه . وفي ملل الشهرستاني : ولم ينتظم أمر الزيدية بعد ذلك › حتى ظهر بخراسان ناصر الأضروش › فطلب مكانه لبقتل › فاختفى واعتزل إلى بلاد الديلم والجبل › ولم يتحلوا بدين الإسلام بعد › فدعا الناس دعوة إلى الإسلام › على مذهب يزيد بن علي › فدانوا بذلك ونشوا عليه › وبقيت الزيدية في تلك البلاد ظاهرين › وكان يخرج واحد بعد واحد من الأئمة . أ ه . وخرج ابن الزبير من قبل » على يزيد بن معاوية : أما الزبير فإنه لم n البيعة . ومما وصى به معاوية ابنه يزيد › أنه إن ظفر بابن الزبير أن يقطعه إرباً إرباً » وهل بُويع ابن الزبير بالخلافة في أيام يزيد وهو الصحيح › كما نقله صاحب الخميس › أو بعد موت يزيد › وموت ابنه معاوية › قولان لأهل الأخبار . قال المسعودي : ولما شمل الناس جور يزيد وعُماله › وعمهم ظُلمه , وما ظهر من فسقه › وقتله ابن بنت رسول الله يك ء وما ظهر من شربه الخمور › وسار سيرة فرعون › بل كان فرعون أعدل منه في رعيته » وأنصف منه لخاصته وعامته › أخرج أهل المدينة عامله عليهم › قال : وذلك عند تنسك ابن الزبير . وتألهه وإظهار الدعوة لنفسه › وكان إخراجهم › لما ذكرنا من بني أمية › وعامل يزيد عن اُذن ابن الزبير . حتی قال : فسير إليهم بالجيوش من أهل الشام › عليهم مسلم بن عقبة المري ,› الذي أخاف المدينة ونهبها وقتل أهلها › وبايعه أهلها على أنهم عبيدٌ يزيد › وسماها : نتنه › وقد سماها رسول الله 8 : طيبة . أه . قلت : أين أهل الإنصاف ؟ أين من أخذ قومنا عدم جواز الخروج ؟ فهذا اين الزبير صاحب رسول الله 8# › وان حواريه › وأول مولود ئي الإسلام ‏ ثم هؤلاء أهل المدينة › قائدهم عبد الله بن مسطبع › وعبد الله بن حنظلة الفسيل › قد سنوا الخروج على الجبابرة ؛ فمن ثم قلا : فما لنا ولهم على الخروج ؟ أي : ما لنا لا نخرج › وقد فعله من ۰۹ - هو خير منا › وما لهم لا يسلكون طريق الحق › ومحجة الصدق ٠ قبح الله من خالف أئمة الهّدى منا ومنهم . من أخبار ابن الزبير » مما نقله المسعودي › قال بعد الاسناد : ان بن ازير خطب رين پا ل لي على اسي اه . وقال : ل : يمنعني أن أصلي عليه » إل أن تشمخ رجال بآنافها » وذکر سعيد بين جبیر : أن عبد الله بن عباس دخل على ابن الزبير › فقال له اين الزبير : أنت الذي تؤنبني وتبخلني ؟ قال ابن عباس : نعم » سمعت رسول الله › يقول : " ليس المُسلم الذي يشنبع ويجوع.جاره " ر . فقال ابن الزبير : إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة » وجري هما خطب طويل › فخرج ابن عباس من مكة خوفا على نفسه › فنزل الطائف فتوفي هنالك . أ ه . قلت : رحم الله ابن عباس › ولا وفق الله مُبغضيه › وقد سمعت ما ذكر المبرد : أن المحكمة إنتهت إلى ابن الزبير › ثم فارقته لما بان لهم مكره › ولإبن الزبير أخبار مع أهل البيت › منها : حبس ابن الحنفية ومن معه › ومنها غير ذلك . وفي المسعودي أيضاً : وقد كان ابن الزبير عهد إلى من بمكة من بني هاشم › فحصرهم في الشيعب › وجمع لهم حطبا عظيما › لو وقعت فيه شرارة من نار » لم يسلم من الموت أحد › وفي القوم محمد بن الحنيفية . أ ١) انظر الملحق . ۰ا۲۹ - وقد أخرجتهم من هذا الشيعب خيل المختار بن عبيد الله النقفي › الله . ِ قال بعض أئمتنا : جرى لي كلام مع الفقيه يحيى بن أبي بكر بن الحسن بن الشيخ يوسف بسلجماستة › فقال الفقيه : أول من سن الخروج على السلاطين : أبو بلال مرداس › فقلت له : أن له في ذلك أسوة حسنة › فقال : أو حسنة ؟ فقلت : أو سيئة ؟ فقال : ومن هو ؟ فقلت : طلحة والزبير › فقال لي : إن طلحة والزبير إجتهدا فأخطاءا › فقلت : ولعل أبا بلال إجتهد فأصاب .› فقال : أو أصاب ؟ فقلت : ولعله إجتهد فأخطاً › فقال : يغفر الله للجميع . أ ه . قال بعض أئمتنا : المراد بهذا البعض هنا : الإمام أبو يعقوب ُوسف بن إيراهيم السدراتي المغربي ) صاحب كتاب ” العدل والإنصاف " ٠ وكتاب " الدليل والبرهان " › وله من التصانيف غير هذين الكتابين » التفسير الكبير المشهور › الذي ذكر أصحابنا أنه ذهب أكثره › وهو الامام المشهور في الفقه › واللأصول › والتفسير › والحديث › والمعقول › والمنقول › وقد رتب المسند عن الربيع › عن أبي عبيدة › وبالجملة فهو أشهر من نار على عَلم . قال في " السير المغربية " : كان في علوم القرآن غاية . وفي عُلوم النظر › والجدل . والمنطق › والكلام › نهاية ؛ وفي علم الحديث ٠ ونقل الأخبار › والسّنن › والآثار › والفروع › والأحكام › وَعلم د الفرائض » والمواريث › ومعرفة رجال الحديث › ولم الحساب . والتنجيم . أ ه . ولا يخفى أن آثاره دالة عليه ؛ وقوله : جرى لي كلام مع الفقيه يحيى بن أبي بكر بسلجماسة › مُراده بهذا الفقيه › أنه من فقهاء المخالفين › وسلجماسة ‏ بلدة بالمغرب - قريبة من بلدة ورجلان › وي " السير " : أنها بلاد الرمل التي بينهم وبين السودان.؛ فقال الفقيه › أي : يحيى المذكور : أول من سن الخروج على السلاطين أبو بلال مرداس › لأن مذهب ذلك الفقيه لا يجوز الخروج عليهم › وإن ضلوا › فسفكوا الدماء › ونهبوا الأموال - كما تقدم - فقال الإمام (رجمه الله : فقلت له : أن له في ذلك أسوة حسنة › وهذا مُغالطة منه لذلك الفقيه » حيث إعتقد أن الخروج على السلاطين زلة › فأجابه أن تلك الفعلة أخذها عمن تعتقدون حقيته وتصويبه ؛ فمن ثم قال الفقيه متعجبا : أو حسنة ؟ فأبهم الإمام عليه › فقال : أو هي سيئة ؟ فقال الفقيه : ومن هو الذي إقتدى به أبو بلال ؟ فقال له الإمام : طلحة والزبير › فهما اللذان تعتقدون أنهما من أهل الجنة › فمن تبعهما على زعمكم لا يكون مُخطنا ؛ فمن ثم قال الفقيه : أن طلحة والزبير إجتهدا فاخطاءا › والمجتهد لا زلة منه . بل يؤجر على خطأه › كما قال رسول الله ية . قال الامام : فقلت › أي : لذلك الفقيه : ولعل أبا بلال إجتهد فاصاب , لأن الأمر بالمعروف › والنهي عن المنكر › وإزالة الظلم › وجهاد البغاة › ليس في شيء منه خطاً › فصوابه ظاهر ؛ فمن ثم قال الفقيه : أو أصاب ؟! على سبيل التعجب › قال الإمام : فقلت : 7 ولعله إجتهد فأخطاً › أي : إن لم تسلم أن ما فعله أبو بلال صواب ٠ فلعله من باب ما ذكرته عن طحلة والزبير › أنه من باب الخطاً في الإجتهاد › وهذا أمر باب التسليم › وإرخاء العنان للخصم ‏ وَإِلاً فالإمام على تصويب أبي بلال › ولما رأي الفقيه أن لامحيدلهەعن جعل الحادثتين في حكم واحد › فقال : يغفر الله للجميع . وللقلم في مثل هذا › مجال رحب » فالإمساك بعنانه عن الجري أولى ؛ وللقلم في مثل هذا » أي : في مشل جواب هذا الفقيه . مجال رحب » المجال : محل الجولان للفارس › والرحب : الواسع › وذلك أنه شبه القلم بالفارس الذي يجول › تشبيها مضمرا في النفس › إستعارة بالكناية › وأثبت له الجولان إستعارة تخيلية › والامساك بالعنان عن الجري توشيح › وأولى › أي : بنا من غير الإمساك ؛ فلينظر للفسه كل مكلف › فالطريق واضح بين ؛ كل مكلف › أي : بالغ عاقل › فالطريق واضح بين › أي : لمن أراد سلوكها › قال سبحانه وتعالى : ظ إنا هَدَينَاةُ السبِيلَ إِمّا شاكرا وَإِمًا كفورا ‏ ر١ . وَالْحَمدُ لله , والصلاة والسلام على رسول الله ي8 ؛ بدأ الْمُولْف باحمدلة والصلعمة › ثم ختم بهما › تبركا بذكر الله » وذكر رسوله › نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة خير . - ۲۱۳ _ 4 الخاتمةه قال الْمُولْف : جعت هذه الكلمات › وليس لي فيها إلا ججعها › ثلا يظن ظان أنه من تلقاء نفسه › ولهذا أتى بالنفي والإثبات على سبيل الحصر . قال الْمُولْف : وأكثر إعتمادي في ذلك » عَلى كناب " الدليل " › وكتاب " المعالم "٠ " ورسالة الإمام الخليلي وتاب " مُختصر القواعد * ؛ أما كتاب " الدليل " فَمُولْفه أبو يعقوب كماتقدم -؛ وأما کناب " المعالم " › فللإمام إبراهيم المصعبي صاحب كتاب " النيل " › وصاحب التصانيف الجليلة . ك " التاج ".و "الورد البسام "٠ و ” شرح النونية ”› و" شرح الرائية " » وغيرها› و" رسالة شمس الدين * » للإمام ايلي » وقعت منه جوابا لض طلبته › وهو الإمام العَالِم › الفيصل › القائم بالعدل › . فهو أشهر من تبن فضائله » مات شهيداً بعد إمامه بأيام (رضوان الله عليهم أججعين) . وغمره ست وخمسون سنة ؛ وكاب " مُختصر القواعد " › هُو للقطب ٠ الإمام » شيخ الإسلام › محمد بن يُوسف أطفيش › صاحب التصانيف العديدة › وقد خدم الكتب › متعنا الله بحياته . ومن غيرها › لكن المعتمد هذه › كما يشهد بذلك النقل على هذا المت فلينظر فيه › ثم لأ يۇخ إلا بعدله › أي : وما كان خطاً › أو زللا فلينبه عليه › فان قبول غير الحق لا يجوز لالم أو جاهل » ولا توفيق لنا » ولا لأحد من ٢۲۱ - الخليقة › إلا بالله » لكن لا ينبغي الإستعجال على شيء منه » حتي يتبين خطاه » وَلِلّهِ در القائل : وکم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم ۳ والحَمد لله رب العَالِْنٌ . والصلاة والسلام على سيد المرسلين | ا وآله وصحبه أججعين ‎Î‏ ‏وَل حول وَلاً قوة إلا باللّه العلي العظيم وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب الشريف › بعون الله اللطيف . بقلم العبد الضصعيف الفقير لله تعالى ¦ امود بن سالم بن خیس بن طالب بن سيف الزاملي بيده ۱ نهار ١٠ من شهر ربيع الآخر سنة ۱۳۲۸ه | وصلى الله على سيدنا محمد | وآله وصحبه وسلم ‎o‏ ١ - ۲۱۷ مُلحق يحرج الأحاديث الشرية طرف الحديث الأئمة من ريش الولاة من قريش ما أطاعوا الله الأئمة من قريش ما حكموا إقتدوا بالذين من بعدي نت مني بمنزلة هارون من مُوسی إقتدوا بالذين من بعدي أمتي أمة مرحومة أنتم توافون سبعين أمة نحن معاشر الأنبياء ما سلك عُمر فجا إلا وسلك لو کان نبيا من بعدي لکان غُمر لو نزل علينا عذاب من السماء إذا بلغ بنوا أبي العاص أقضاكم علي أنا مدينة العلم وعلي بابها تقتل عمارا الفئة الباغية الحرب خدعة لیت شعري أیتکن تنبحها کلاب المرجع كنز العمال جح۰/۱۲ ۳۳۸۳۱۹ كىز العمال ج/١٤۱ كنز العمال ج ۳۴۳۸۳۱۰/۱۲ كنز العمال ج ١۱۱/٦٢۳۲۹ كنز العمال ج ٥/٤٤ ١١٠١ كنز العمال ج ٢۱/٢٦۳۲ تذكرة الموضوعات ۲٩ مستدرك الحاکم ٤ : ٧٤۸ مسند الإمام الربيع ٢ : ٢٦ السنه لابن أبي عاصم ٢ : ۸۲٥ كنز العمال ج ٢٥/٤٥٢٤۳۲۷ الشفا للقاضي عياض ۲ : ٢٤٦۳ مسند امد بن حنبل ۴ : ۸۰ فتح الباري ١۱۰: ۰٥٥ | كنز العمال ج ۳/۱۳٤٢٤٢٦۳ كنز العمال ج ١۱٠/٥٥٣۳۳ مستدرك الحا کم ۲/١١۱ البداية والنهاية ۷ : ۲۳۱ - ۲۱۹ الصفحة ٤١ ٤۱ ١۱ ۱۷ ۷ ۲۰ ۲۳ ۲۳ ٥۲ ٦٢۲ ٦٢۲ ۲۷ ٥٤ £۷ £۷ ۹٤ ‎o۳‏ o0 طرف الحديث وبغت قرش بعمار ويح عمار تقتله الفئة الباغية تقتله الفئة الباغية ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة تقتلك الفئة الباغية عليكم بهدي عمار واين ام عبد عمار تقتله الفئة الباغية إذا رأيتم فلانا على منبري فاقتلوه ل آمنت بالله ثم استقم تقتلك الفئة الباغية ألا أن الفتنة ها هُنا ل لا ترجعوا بعدي کفارا تقتلك الفئة الباغية إذا رأيتموهُما إجتمعا ففرقوا بينهما إذا إلتقى الْمُسلمان بسيفيهما تقتلك الفئة الباغية | رأيت بني الحكم ينزون على منبري إن لبني العباس رايتين ما لي ولبني العباس شقوا على من ولی من أُمة محمد شیئا تعلموا من قريش ولا تعلموها المرجع البداية والنهاية ۷ : ۹٦۲ صحيح البخاري ١۱۲ صحيح البخاري ٣۹۱۲ البداية والنهاية ۷ : ۹٦۲ كنز العمال ٢۲۳۷۳ مشكل الآثار ٢ : ٥۸ صحيح البخاري ۹۱۲۳۲ | الكامل في الضعفاء ۳ : ١٠٠١ كنز العمال ج ۴/٧۷٤ ٥ كنز العمال ‎۲۳V‏ ‏كنز العمال ٦۳۰۸۵ كنز العمال ۳۰۹۰۱ كنز العمال ٢۲۳۷۳ كنز العمال ۳۹۷۲۳ مشكاة المصابيح ‎۳o۸‏ ‏كنز العمال ٢۲۳۷۳ البداية والنهاية ۸ : ٢٥۲ كنز العمال ٢۳۱۰۳ كنز العمال ٤٢۳۱۰ أمالي الشجري ٢ : ٢۲۲ كنز العمال ۳۳۸۰۸ ۰٢۲ س المفحة ۹۸ ۹۸ ٤۷ ‎Vo‏ ‏٥۷ ‏٥۷ ‎Yo‏ ‏٦۸ ‎A۸‏ ‏٢۹ ‏۱۹ ‏۱۹۰ ‏۱۰ ‏۱١۱ ‏۱۳ ‏۱۳ ‏١۱۲ ‏١۱۲ ‏١۱۲ ‏۱١۱ ‏١۱ طرف اللحديث المرجع الصفحة يحقر أحدكم صلاته في جنب صلاتهم | سنن ابن ماجه ۳۹۸۹ ۱۳۸ بدا الدين غريبا وسيعود غريبا سنن ابن ماجه ۳۹۸۹ ۳١۱ اللهم فقه ابن عباس مسند الإمام الربيع ۳ : ٢۲ ۸١۱ وَل فعيشوا تحتهم فدادين كنز العمال ۰۸ ۳۳۸ ١٦۱ إن في المعاريض لمندوحة إتحاف السادة المتقين ۷ : ۸٠٥ 7 إفترقت المجُوس إلى سبعين فرقة سنن ابي داوود ٦۵۹٠ ٤ ۱۸ إسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع مسند أحمد بن حنبل ٦ : ٤٤٤ | ۱۸۱ قدموا قريشا ولا تتقدموها تلخيص البیر ٢ : ٢۳ 1۹ ليس المُسلم الذي يشبع القول المسدد ٢۲ ‎Ak‏ ٢۲۲ - قمالاداع: ٢٤۰/۱۱٠٠۲