SAL OE ZR A YE O a CNR N EG NPAINER U 2 E 7 RE ‏ن دا‎ CD CEST 3 1 KS , ‏ا‎ ل ۸ : RA 5 : J EEE ‏سد‎ ENE ` 2 ت 7 RR ۴ © 71 N Cr ERÊ > ARES ‏ت‎ IE Te ‏ا‎ AERTS 7 ORDER ESA VRINEORBES : ‏م‎ 5 ٍ r : ‏ی س پا لت ا‎ . rc 2 AE . en ‏ت‎ CRS . ‏ب 0 و : . ب‎ - - rN ۴ : 7 ‏ت : ی‎ 5 ee nD EE ENTE EN 5 : ‏چ‎ . : : RY ‏ل‎ ای ج ہد ب حب سا ےہ یھ ںی ود ت ‎e ar e ae EIEN rsa‏ ‎REE IAEEERNISEM SAR G‏ کک للاشام الك عمد عبد اهت حَميد الالي نصحيّح رَتَعليق ماج ا اهرس هد الیل کک ےس د ق سے 4 حا > حمول دصبوصه وحرج احاد يته التكتورعبد التحمنعميره الجزء الشاك حي لووطة لايل الطلبكة الاؤال ۹ ۰ھ ۸۹ ۱۹ م بأ خا اده الجزء الغاني معدمه الحمد لف والصلاة والسلام على محمك بن عبدالله خحاتم الأنبياء والمرسلين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتناء ويسر لنا العمل كما علسنا وأوزعنا شكر ما ناء وانهج لا سيلا بهدي ليك وافتح بنا کل شيءِ قدير. لقد كان من عون الله تعالى لنا وعنايته بنا أن وهبنا الصحة والعافية ومنحنا فسحة من الوقت تمكنا من خلالها من انجاز تحقيق الجزء الثاني من كتاب « مشارق أنوار العقول » للامام نور الدين أبي محمد ولقد تكلمنا في مقدمة الجزء الأول عن الكتاب ومؤلفه بما يغني عن الحديث عنه مرة أخرىء وان كان هناك من سيءِ يجب اضافته› فإنه يطيب لتا ان نلقي بعض الأضواء على ما حوته دفتا هذا الجزء من أبواب وفصول مشيرين الى طريقة المؤّلف في عرضها وتبيانها. ٥ بداً المؤلف حديثه في هذا الجزء عن جواز بعث الرسل والأبياء وفيه يستعرض ض أقوال العلماء والفرق المختلفك موضحاً معتقدهم من هذه القضية مفنداً راهم مشیر لصوابهم کاشفاً عن أخطائهم 9 في النهاية الرأي الأمثل والذي يتوافق مع کتاب الله تعالى وسنة الرسول E وما كاد المؤّلف ينتهي من عرض هذه القضية التى كثرت فيها الآراءِ وتبادلت فيها الأفكار حتى نراه يعقد فصلا مطولاً عن القرآن الكريم يستعرض من خلاله المحكم والمتشابه في کتاب الله تعالى› موضحاً اقسام كل منهما مبتعداً عن الرأي العجل بر نفسه عن الهوی والغوض الذي هو افة بعض العلماى والذي دى ببعضهم في في النهاية الى البلبلة والتمزق» وتوسيع هوة الخلاف بين أُبناء الأمة الواحدة. ر ثم تناول المؤلف السمعيات بالحدیثٹ› اوأسهم اسهاما ممیزا ي و ما يتبع ذلك من قضية البعث رالحاب والميزان والصراط وشماعة الرسول عيية. وهو في كل ذلك مفنداً أقوال العلماء مسنا مہ مبينا زيفها مشیر الى ما من ارا فاسدق؛ ومعتقدات باطلة ا يفعل المۇلف _ ذلك بعد عرض زيادة او نقصان. والكتاب بهذه الصورة يعتبر أحد المراجع الهامة في علم الكلام وذلك باستعراضه للكثير من اراء الفرق الکلاب: والتي واكبت تاريخ الفكر الاسلامي؛ء وساهمت مساهمة فعالة في نضحه واکتماله. ٦ نسأل الله العلي القدير أن يجزي مؤلفه جزاء العاملين الذين اجايوا داعي الف واخلصوا دينهم للف وأن يجعل عمله في هذا الكتاب في مسقط في ٢۲ جمادى الأولى ١١٤٠ ه. ٤ ۱ ينایر ۱۹۸۸م المحقق د. عبد الرحمن عميره رئيس قسم العلوم الاسلامية بجامعة السلطان قابوس الباب الثالث من الركن الثاني في جواز بعث الرسل والحكمة في بعنهم ثم من الجائز بعث الرسل يهدوننا الى الصراط الاعدل) (مقرونة دعواهم تفضلا بمعجرزات تبطلل اللقولا) (قوله ثم من الجائز) أي العقلي المعبر عنه بالامكان الخاص؛ المنافي للوجوب والاستحالق اي من الجائز في حقه تعالى بعث الرسل الخ لا من الواجب عليه تعالى خلافا للمعتزلة والفلاسفةء ولا من المستحيل عليه خلافا للبراهمة والسمنية ونحوهي أما المعتزلة فأوجبوا بعثة (١) من الناس من يظن انهم براهمة لانتسايهم الى ابراهيم عليه السلام وذلك خطاً فان هؤلاء هم المخصصون بنفي النبوات أصلاً ورأساً فكيف يقولون بابراهيم عليه السلام؟ والقوم الذين اعتقدوا نبوة ابراهيم عليه السلام من أهل الهند فهم الثنوية القائلون بالنور والظلمة على رأس اصحاب الاثنين وهوّلاء انما انتسبوا الى رجل منهم يقال له براهم وقد مهد لهم نفي النبوات اصلاً وقرر استحالة ذلك في العقول. والبراهمة تفرقوا اصنافاً فمنهم اصحاب البدوة ومنهم اصحاب الفكر ومنهم أصحاب التناسخ. (۲) السمنية: قوم ينفون النظر والاستدلال ويقولون بقدم العالم وزعموا انه لا معلوم الا من جهة الحواس الخمس وأنكر اكثرهم المعاد والبعث بعد الموت وقال فريق متهم بتناسخ الأرواح في الصور المختلفة واجازوا ان ينقل روح الأنسان الى كلب وروح الكلب الى انسان. راجع التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ص ١٤٠. راجع الفرق بين الفرق ص ٠۲۷. الرسل على الله تعالى لان صلاحية أمر المعاش والمعاد متوقفة على وجودهم فلا يتم نظامها الا بهم وهو مبني على مذهبهم الفاسد بوجوب رعاية الاصلحية على الله تعالىء ووجوب مراعاة الاصلحية مبني على قولهم بتحكيم العقل ورد الشرع اليه وقد تقدم ابطاله. (وأما الفلاسفة) فقد أوجبوا ذلك على الله تعالى بطريق العلة أو الطبيعةء وبطلان مذهبهم ظاهر لان الله تعالى هو الصانع المختار لا العلة ولا الطبيعة. (وأما) القائلون باستحالة البعثة فمنهم من ذهب انها مستحيلة لذاتها لاحتمال أن يكون ذلك الخبر الذي جاء الى هذا البشر انما هو من الا الجن اليه. وأجيب بانه يخلق الله في البشر الموحى اليه علما يدرك به أن ذلك الخبر من عند الله لا من عند الجن والشياطين. (ومنهم) من زعم أنها مستحيلة لاستحالة التكليف مع امكانها في نفسها (ومنهم) من زعم انها مستحيلة لاستحالة خرق العادة عقلا واجيبوا بان خرق العادة ليس هو باشد من ابداء خلق السموات والارض. (ومنهم) من قال بجوازها وانكر وقوعها واجيبوا بوجود المعجزات الدالة على وقوع النبوة حيث لا معارض (قوله: بعث الرسل) أي ارسال الرسل الى الخلق مبشرين ونارن مقرونين بالمعجزة الدالة على صدقهم وكذلك ايضا من الجائز تعالى الايحاء الى نبي لم يامره بالتبليغ› فيختص باسم النبي دون 6 لما سياتي من الفرق بينهما. (تتبيه) يترتب على قولنا أن بعث الرسل من الجائز العقلي عدم وجوب معرفة أن لله رسولاً بخاطر البال فانه متی ما جوز العقشل وجود بعث الرسول وعدمه كان معه كلا الطرفين سواى فلا يكون طريق (قوله يهدوننا) أي ينصبون لنا الادلة الكائنة سببا لهدايتنا الى سلوك طريق رضوان ربناء وهذا هو الحكمة في ارسالهم ولا يغني عنهم في ذلك العقل كما زعمه بعض الملحدةء حيث قالوا: إن العقل يهتدي الى معرفة الحسن فيفعله والقبيح فيتركه» والأشياء التي لم يحكم فيها العقل بحسن ولا قبح تفعل عند الضرورة وتجتنب عند عدمها. (وجوابهم): ان العقل لا يدرك من التكاليف الا بعضهاء فلا يدرك ما كان كالصلاة ووظائفها والصوم ووظائفه ونحو ذلك؛ فلا غنى عن الرسول به ولو سلمنا أنه يدرك ذلك لكان ادراکه له متفاوتا محتاجا الى مدة طويلةء وربما وقع في مهلكة قبل ادراکه لھا فالرسول کالطبیب الحاذق الذي يعرف الداء والدواء وطبائع الادويةء فيخبر الناس ان هذا لكذا وهذا لكذا وذا لكذاء فانه وإن أمن أن الناس يدركون طبائع تلك الادوية وأسرارها بمحض التجربة فلربما وقعوا في مدة تجربتهم لها في الدواء القاتل لهم فظهرت حكمة وجود الطبيب لهم. (قوله الى الصراط الاعدل) أي الطريق المستوي المبلغ الى رضوان الله تعالى. (قوله مقرونة دعواهم) حال من فاعل يهدونناء اي يهدوننا الى الصراط المستقيم حال كونهم مقرونة دعواهم بانهم أنبياء وانهم رسل من الله الى خلقهء وانهم مبلغون عن الله ما امرهم بتبليغه بمعجزات خارقة للعادة مبطلة لمعارضة المعاند لهم شاهدة على تصدیق مدعاهم نازلة منزلة صدق عبدي في كل ما بلغه عني» وقرن دعواهم بتلك المعجزات انما هو عن محض تفضل منه تعالى لا عن وجوب ولا عن ايجاب. قال الباجوري: (واعلم) أن المعجزة لغة: مأخوذة من العجز وهو ضد القدرة وعرفا: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي الذي هو دعوی الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة. ١۱ وقال السعد: هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين عن الاتيان بمثلهء وقد اعتبر المحققون فيها سبعة قيود. 7 والثاني: كنبع الماء من بين اصبعه عَية. والثالث: كعدم احراق النار لسيدنا ابراهيم› وخرج بذلك الصفة القديمة كما اذا قال اية صدقي كون الاله متصفا بصفة الاختراع. الثاني: أن تكون خارقة للعادة وهي ما اعتاده الناس واستمروا عليه مرة بعد أخری» وخرج بذلك غير الخارق كما اذا قال: اية صدقي طلوع الشمس من حيث تطلع وغروبها من حيث تغرب الثالث: أن تكون على يد مدعي النبوة أو الرسالق وخرج بذلك الكرامة وهي: ما يظهر تخليصا لهم من شدة. والاستدراج: وهو ما يظهر على يد فاسق خديعة ومكرا به. والاهانة: وهي ما يظهر على يده تکذیيا له كما وقع لمسيلمة› الكذاب فانه تفل في عين أعور لتبراً فعمیت الصحيحة. (۱) هو مسعود بن عمر بن عبدالله التفتازاني سعد الدين؛ من أئمة العربية والبيان والمنطقء ولد بتفتازان عام ۷۱۲ ه من بلاد خراسان وأقام بسرخس وأبعداه تيمورلنك الى سمرقند فتوفي فيها ودفن في سرخس كانت في لسانه لكنة. من كتبه (تهذيب المنطق والمطول في البلاغةء ومقاصد الطالبين؛ وإرشاد الهادي) وغير ذلك کثیر وکانت وفاته عام ۷۹۳ هھ. راجع بغية الوعاة ۳۹۱ ومفتاح السعادة ١: ١٠٠ والدرر الكامنة 4: ٠٠۳ واداب اللغة ۳ ٢ ودائرة المعارف الاسلامية ٥: ۳۳۹. (۲) هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي ابو ثمامة متنبىء من المعمرين؛ رفي الأمثال « أكذب من مسيلمة » ولد ونشأ باليمامة بوادي حنيفة في نجد وتلقب في الجاهلية بالرحمن وعرف برحمان اليمامة. = 1 الرابع : أن تكون مقرونة بدعوى النبوة أو الرسالة حقيقة أو حكما پان تأخرت بزمن يسير» وخرج بذلك ار وهو ما كان قبل النبوة والرسالة تأسيسا لها كاظلال الغمام له ميك قبل البعثة. الخامس: أن تكون موافقة للدعوى وخرج بذلك المخالف لها كما اذا قال اية صدقي في انفلاق البحر فانفلق الجبل. السادس: ان لا تكون مكذبة له وخرج بذلك ما اذا كانت مكذبة له كما اذا قال اية صدقي نطق هذا الجماد فنطق انه مفتر كذاب؛» بخلاف ما لو قال: اية صدقي نطق هذا الانسان الميت واحياؤه فاحيا ونطق بأنه مفتر كذاب والفرق ان الجماد لا اختيار له فاعتبر تكذيبه لانه أمر الهى والانسان مختار فلا يعتبر تكذيبه لأنه ربما اختار الكفر على الايمان. السابع: أن تتعذر معارضته وخرج بذلك السحر ومته الشعبذة وهي: خحفة في اليد يرى ان لها حقيقة ولا حقيقة لهاء كما يقع للحواة وزاد بعضهم. ثامنا: وهو أن لا تكون في زمن نفص العادة کزمن طلو ع الشمس من مغربهاء وخرج بذلك ما يمع من الدجال کامره للسماء ان تمطر فتمطر وللارض ان تنبت فتنبت؛ء وقد نظم بعضهم اقسام الامر الخارق للعادة فقال: = ولما ظهر الاسلام ودانت بذلك العرب جاءه وفد من بني حنيفة فاسلم الوفك ادعى النبوة فارسل اليه ابو بكر الجيوش بقيادة خالد بن الوليد فقضی عليه عام ١۱ ه. راجع ابن هشام ‎YE Y۳‏ والروض الأنف ‎Y۲‏ .۳4 والكامل لابن الأثير ۷۲ ۱۷ _ .ع٤۱ وشذرات الذعب ۱١: ۲۳. ۱۳ إذا ما رأيت الأمر يخرق عادةق فمعجزة أن من نبي للا صدر وإن بان منه قبل وصف نبوة فالارهاص سمه تتبع القوم في الاثر وان جاءِ یوما من ولي فانه الكر وإن كان من بعض العوام صدوره فکنوه حقا بالمعونة واشتھهہ وإلا فيدعى بالاهانة عندهم وقد تمت الاقسام عند الذي اختبر وزاد بعضهم السحر وقيل انه ليس من الخوارق لانه معتاد عند تعاطي أسبابه انتهى. (قوله تفضلا) أي اعطاء غير ناشىء عن وجوب عليه تعالی كما تقول المعتزلة ولا عن ايجاب كما تقول الفلاسفةء وانتصب على أنه حال من معجزات تقديره متفضلا بها عليهم. (قوله بمعجزات) جمع معجزة بالمعنى المتقدم ذكره وانما جمع المعجزات مع أنه يكفي لكل رسول معجزة واحدة من باب مقابلة الجمع بالجمع وذلك أنه جمع الرسل فقابلهم بجمع المعجزات؛› كقولك لبس القوم ثيابهم أي لبس كل واحد منهم ثوبه المختص به (قوله تبطل التقولا) أي تلك المعجزات تسقط تقول المعارض وذلك التقول تكذييهم الرسل وزعمهم انهم يقدرون على الاتيان بمثل ما جاؤوا به كما وقع مثل ذلك لفرعون مع موسى عليه السلام حيث قال: « فلنأتينك ٤۱ أنها اوحيت اليه يريد بها معارضة الكتاب العزين فبقيت أضحوكة عليه الى يوم . القيامة. (١) سورة طه آية رقم ۸٠ وتكملة الآية (فاجعل بيننا وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوی). قال ابن عباس: و كان يوم الزينة يوم عاشوراى وقال السدي وقتادة وابن زيد کان يوم عيدهم؛ وقال سعيد بن جبير: كان يوم سوقهم ولا منافاة. وقال وهب بن منبه: قال فرعون یاموسی اجعل بيننا وبينك اجلاً ننظر فيه قال موسی لم أومر بهذا انما امرت بمناجزتك ان انت لم تخرج دخلت اليك فأوحى الله الى موسى ان اجعل بينك وبينه اجلاً وقل له او يجعل هو. قال فرعون: اجعله الى اربعين یوما ففعل. وقال مجاهد وقتادة مكاناً سوى منصفاء وقال السدي: عدلا وقال عبد الرحمن بن زيد ابن اسلم مكاناً مستو بين الناس وما فيه لا يكون |صون ولا شيء يتغيب بعض ذلك عن بعض مستو حين يرى. والله أعلم. \ o المقصد الثاني في ما يجب للرسل وما يستحيل عليهم وما يجوز في حقهم وفي حكم ذلك (وواجب عليك ان تعرف ما يجوز للرسل وما قد لزما روما استحال عنهم فاللازە في حقهم نعتا هي المكارم) ركالصدق والبليغ والامانة والعقشل والضبط وكالفطانة) (والمتحيل ضدها كالكذب وكالجتون وارتكاب الريب) (قوله وواجب عليك) أي وجوبا شرعيا بعد قيام حجة السمع به. (قوله أن تعرف ما يجوز للرسل الخ اعلم) أن للرسل صفات جائزة وواجبة ومستحيلةء وكذلك الأنبياء ايضا وخص الرسل بالذكر لشرفهم على الاتبياى ولا عناد المعاند وتكذييه أكثر ما وقع في حقهم (قوله يجوز للرسل) أي جوازا شرعيا (قوله وما قد لزما) أي لزوما شرعيا (قوله وما استحال عنهم) استحالة شرعية وانما قيدنا جميع ذلك بالشرع لان الشرع هو الذي قضى لهم بذلك؛ أي استفيد اتصافهم بالمكارم التي ذكرها واستحالة أضدادها عليهم وجواز ما عدا ذلك في حقهم انما علم من طريق الشرع؛› كما ستقف عليه من أدلة العصمةء وذهب ٦۱ بعضهم الى أن اتصافهم بتلك المكارم واستحالة اضدادها عليهم إنما هو من طريق العقل أي العقل قضى بأن من كان نبيا يجب له كذا ويستحيل عليه کذا رقو فاللازم ف حقهم) أي 4 جانبهم أي في وهي الخصلة المحمودة (قوله كالصدق) هو مطابقة للواقع يجب في حق الأنبياء اتصافهم بالصدق في اخبارهم قال الباجوري: ولو بحسب اعتقادهم كما في قوله ع « كل ذلك لم یکن ٩ لما قال له ذو اليدين اقصرت الصلاة ام نسيت يا رسول الله حين سلم من رکعتين (أقول) ان الخبر لا يوصف بالصدق بنفس مطابقة الاعتقاد دون الواقع كما هو مذهبنا ومذهب الاشاعرة فينبغي أن يقال في مثل هذا الحديث أنه ع انما اخبر عن الواقع في ظنه فانه ظن حال اخباره أن کل ذلك لم يقع فاذا هو واقع بعضه قال (فان قيل) قد مر عَيِّْة على جماعة يؤبرون النتخل وقال: لو تركتموها لصلحت فتركوها )۱( الحديث رواه البخاري في كتاب الصلاة ۸۸ باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره. ۲ حدثنا ابن شمل اخبرنا ابن عون عن ابن سيرين عن أي هريرة قال صلی بنا الرسول وٹ احدی صلاتي العشي قال ابن سيرین: سماها ابو هر یره ولكن نسیت اُU‏ قال: فصلی بنا ركعتين ثم سلم فقام الى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كانه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين اصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من ُيواب المسجد. فقالوا: قصرت الصلاق وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا ان يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين قال: يا رسول الله انسيت ام قصرت الصلاة..؟ قال: وذکره. ورواه أيضاً في الأذان ۹۹ والسهو 4« © وأدب ‎to‏ وايمان ‎o‏ \ ورواه الامام مسلم في المساجد ۹۷ ۹۸ ۹۹ء ١٠١٠ وأبو داود في الصلاة ۱۸۹ والترمذي في الصلاة ١۷٠ والنسائي في السهو ٢۲ وابن ماجة في الاقامة ١۳٠ والدارمي في الصلاة ١۷٠. ورواه صاحب الموطاً في النلداء 4© °4 وأحمد بن حتنبل في المسند ۱۷۷:۲ ٢۲۳ ٢٢٤« ٠ (حلبي). \۷ فشاصت (اجيب) بان هذا من قبيل الانشاء لان المعنى كان في رج جائي ذلك والانشاء لا يتصف بصدق ولا كذب؛» وعدم وقوع المترجي لا يعد نقصا قال: ودليل صدقهم عليهم الصلاة والسلام لو لم يصدقوا لازم الكذب في خبره تعالى لتصديقه تعالى لهم بالمعجزة النازلة منزلة قوله تعالیى « صدق عبدي في کل ما يبلغ عني ) وتصديق الكاذب كذب وهو محال في حقه تعالی› فملزومه وهو عدم صدقهم محال واذا استحال عدم صدقهم وجب صدقهم وهو المطلوبء لكن هذا الدليل انما يدل على صدقهم في دعوى الرسالة وفي الاحكام الشرعية لان ذلك هو الذي بلغوه عن الله تعالى ولا يدل على صدقهم في غير ذلك كقام زيد وقعد عمروء لكن يدل عليه دليل الامانة لانه داخل فيها وعلم من ذلك أن أقسام الصدق ثلائة المقصود هنا الاولان» وأما الثالث فهو داخل في الامانة كما علمت انتهى. (قوله والتبليغ) وهو ايصال ما أمروا بايصاله ولو ادى ذلك الى هلاكهم خلافا للشيعة" القائلين بجواز ترك التبليغ واظهار الكفر من الانبياء للتقية اذا خافوا الهلاك (قلنا) لو جاز في حقهم ذلك للزم ابطال الدعوة أصلا لكثرة المخالفين لهم في مبدا أمرهم والقاصدين لهم بالسوء حتى أن منهم من القي في النار ومنهم من نشر بالمنشار» وانما قيدنا التبليغ بالما مورين (١)| الحديث رواه الامام احمد ثنا عبد الصمد ثنا حماد عن ثابت عن انس قال سمع رسول الله ع اصواتاً فقال: ما هذا..؟ قالوا: يلقحون النخل فقال: لو تركوه فلم يلقحره لصلح فتركوه فلم يلقحوه فخرج شيصا. فقال النبي ‏ يد وذکره. ورواه الامام مسلم في الفضائل ١٤٠ وابن ماجة في الرهون ١٠. (۲) شيعة الرجل أتباعه وأنصاره وتشيع الرجل ادعى دعوى الشيعةء وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع وقوله تعالى ج كما فعل بأشياعهم من قبل ڳ أي بأمالهم من الشيع الماضية. والشيعة: أباع الامام علي س رضي الله عنه س وقد غلا بعضهم في حب الامام علي » ويسمون الغلاة كاليونسية أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمي؛ والنصيرية والاسحاقية. ۱۸ بتبليغه ليخرج ما أمروا بکتمانه فانه يجب في حقهم کتمانه وما خيروا فيه في تبليغه وعدمه فانه يجوز في حقهم ما شاؤوا من الطرفين. قال الباجوري: والدليل على وجوب تبليغهم عليهم الصلاة والسلام انهم لو کتموا شیا مما أمروا بتبليغه للخلق لكنا مامورين بكتمان العلم» لان ولو جاز عليهم کتمان شي لك ريسي الاعظم علد قال تعالی ل واذ للذي أنعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أُن ‎Na‏ 9 الله تعالی کان ع نبيه أن زينب ستکون من ازواجه فلما شکاها اليه زید قال: أمسك عليك زوجك واتق الله واخفى في نفسه ما اعلمه به من أنه سیتزو جھهاء والله مبدي ذلك بطلاق زيد لها وتزويجها له عة ومعنى الخشية. استحياؤه عي من الناس أن يقولوا تزوج زوجة ابنه أي من تبناه فعاتبه الله على هذا الاستحياء لعلو مقامه وما قيل من أنه عد تعلق قلبه بها وأخفاه فلا يلتفت اليه وان جل ناقلوه فان أدنى الاولياءِ لا يصدر عنه مثل هذا الأمر فما بالك به عَيْْد؟ وهذا هو الذي نعتقده وندين لله به کما نقله السنوسي”› في کتبه ا. ه. (١) سورة الأحزاب آية رقم ۳۷ وتكملة الآية «لإفلما قضى زيد منها وطراأزوجناكهالكي لا يكون على المؤّمنين حرج في أزواج ادعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولاڳ. (۲) هو محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي الحسني من جهة الام ابو عبدالله عالم تلمسان في عصره وصالحها له تصانيف كثيرة منها شرح صحيح البخاري لم يكملهء وشرح مقدمات الجبر والمقابلة لابن الياسمين وتفسير سورة « ص » وما بعدها من السورء وعقيدة أهل التوحيد ويسمى (العقيدة الكبرى) وام البراهين ويسمى العقيدة الصغرى وغير ذلك كثير. توفي عام ٩٥۸۹ ه. = ۱۹ (قوله والامانة) وهي حفظ ظواهرهم وبواطتهم من التلبس بمنهي عنه ولو نهي كراهة أو خلاف الاولى فهم محفوظون ظاهرا من الزنا وشرب الخمر والكذب وغير ذلك من منهيات الظاهرء ومحفوظون باطنا من الحسد والكبر والرياء وغير ذلك من منهيات الباطن› ولا يقع منهم مكروه ولا خلاف الاولى على وجه کونه مکروها او خلاف الاولى واذا وقع صورة ذلك فهو للتشريع فيصير واجبا أو مندوبا في حقهم فافعالهم عليهم الصلاة والسلام دائرة بين الواجب والمندوب» ودليل وجوب الامانة لهم عليهم الصلاة والسلام أنهم لو خانوا بفعل محزم أو مكروه أو خلاف الاولى لكنا مامورين به لان الله تعالى أمرنا باتباعهم' في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم من غير تفصيل؛ وهو تعالى لا يأمر بمحرم ولا مكروه ولا خلاف الاولى» فلا تكون أفعالهم محرمة ولا مكروهة وخلاف الاولى وهذا الدليل وان كان على صورة الدليل العقلي هو في الحقيقة دليل شرعيء لان دليل الملازمة شرعي وبطلان التالي بدليل شرعي وهو أن الله لا يامر بالفحشاء ۱. هھ باجوري بتصرف. (قوله والعقل) هو ما يدرك به حقائق الاشياء قيل محله الرأس وقيل محله القلب أي يجب في حقهم أن يكونوا عاقلين للاشياء المعقولة فلا يكون النبي مجنونا ولا معتوها ولا من سائر الحيوانات الغير العاقلة والدليل على أن النبي لا يكون مجنونا انكاره تعالى على من وصف نبيه بالجنة في قوله تعالى «أم به جنة »% «قالوا ساحر أو مجنون » فلو جاز وصفهم بالجنة لما أنكر على من وصفهم بها = راجع البستان ٢۲۳ وتعريف الخلف ١: ١۷٠ ومعجم المطبوعات ١٠٠٠ ومناقب الحضيكي ‎YY YEN‏ (١) سورة سبأً اية رقم ۸ وتكملة الآية (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد). (۲) سورة الذاريات ايه رقم ٢ وقد جاءت الاية محرفة في المطبوعة حیث قال: (وقالوا شاعو او مجنون) وصوابها: (ساحر أو مجنون) واية ۳۹ (الذاريات) وقال (ساحر او مجنون). ۲ وأما العته فهو نوع من الجنون فدليل استحالته دليل استحالته. (وأما) دليل وجوب عدم كونه من الحيوانات الغير العاقلة قوله تعالى « وما أرسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم »© الاية فهذه الأية صريح في نفي ارسال غير الرجال قبل نبينا عليه الصلاة والسلام ونبينا رجل أيضا فدل على انه لم يكن رسول من غير جنس العقلاء. لکن الآية دليل في الرسل خاصة. (وأما) الانبياء فيستدل على أنهم من جنس العقلاء بقوله تعالى « أواعك نوح 4 ويحتمل أن يقال أن هذا الدليل خاص بالمشار اليهم وهم المذكورون (اعلم) أن وجود الانبياء من غير العقلاء ليس مما يستحيل عقلا بل جائز لكنه لم يقع ولو وقع لتقل اما قوله تعالی « وأوحی ريك الى النتحل “ فليس هو من الايحاء 'بالتبا وانما هو بمعنی الالهام اي وألهمها ربك أن تتخذ من الجبال بيوتا الى اخره (قوله والضبط) هو حفظ الشيء بحزم وفي الاصطلاح: سماع الكلام كما يحق سماعه ثم فهم معناه الذي ارید به ثم حفظه ببذل مجهوده والثبات عليه (١) سورة يوسف اآية رقم ۹٠٠ وسورة التحل اية رقم ٤٤. (۲) سورة مريم آية رقم ۸٠ وتكملة الآية «ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا ٠. (۳) سورة النحل آية رقم ۸٠ وتكملة الآية «ان اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون 0. ٢۲ بمذاکراته الى حين اُدائه الى یره ا. ه. والمراد به ها هنا المعنى اللغوي اي ومما يجب في حقهم حقهم أن يكونوا حافظين لما ألقي اليهم من الوحي على سبيل الحزم منهم عن نسيان ا شيء منه لان الاهمال مود الى التهاون بامر الأمر بالتبليغ والتهاون باهر خالقهم كبيرة وهم معصومون عنها فدليل وجوب الضبط هو دليل وجوب العصمة كما سيأتي ان شاء الله (قوله وكالفطانة) هي التفطن والتيقظ لالزام الخصوم وابطال دعاويهم الباطلة والدليل على وجوب الفطانة لهم عليهم الصلاة والسلام آيات كقوله تعالى ١« وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم” » والاشارة عائدة الى ما احتج به ابراهيم على قومه من قوله « فلما جن عليه الليل » الى قوله « وهم مهتدون » وكقوله تعالى حكاية عن قوم وح « يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا 6 أي خاصمتنا فأطلت جدالنا أو أتيت بانواعه وكقوله تعالى « وجادلهم بالتي هي أحسن ©“ أي بالطريق التي هي أحسن بحيث تشتمل على نوع ارفاق بهم ومن لم يكن فطنا بان كان مغفلا لا تمكنه اقامة الحجة ولا المجادلة (لا يقال) هذه الآيات ليست واردة الا في بعضهم فلا تدل على ثبوت الفطانة لجميعهم لانا نقول (ما ثبت لبعضهم من الكمال يثبت لغيره فشتت الفطانة لجميعهم وان لم يکونوا رسلا بل أنبياءِ فقطء فاللائق بمتصب النبوة أن يکون عندهم من الفطانة ما يردون به الخصم على تقدير وقوع جدال منهم ا. ه. باجوري. (١) سورة الأنعام آية رقم ۸۳. (۲) سورة الأنعام أية رقم ٦۷ ل ۸۲. (۲) سورة هود اية رقم ۳۲ (وتكملة الآية): « فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ». (4) سورة النحل اية رقم ١۲٠ وتكملة الآية ”ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين 0. ٢۲ (قوله والمستحيل ضدها) أي والممتنع ثبوته في حقهم ضد تلك المكارم وضد الشيء هي الصفة التي تعاقبه في محله ولا تجتمع معه ونقيض الشيء كذلك أيضا لكن الفرق بين الضدين والنقيضين أن الضدين لا يجتمعان وقد يرتفعان كالسواد والبياض فانهما قد يرتفعان عن المتلون فيتصف بالحمرة والخضرة ونحوهماء وأما النقيضان فلا يجتمعان ولا يرتفعان بمعنى انه لا ينعدمان معا ولا يوجدان معاء بل اذا وجد احدهما امتنع الاخر كالوجود والعذه والحدوث والقدم (قوله كالكذب) هو عدم مطابقة الخبر للواقع ودليل استحالته هو دليل وجوب الصدق لهم فان من وجب صدقه استحال كذبه (قوله وكالجنون) هو اختلال العقل بحيث يمنم جريان الاأفعال والاقوال على نهج العقل الا نادراء وهو عند أبي يوسف؛" ان كان حاصلا في أكثر السنة فمطبق وما دونها فغير مطبق ا. ه وقد تقدم دليل استحالته عليهم و كذلك العته وهو عبارة عن افة ناشعة عن الذات توجب خللا في العقلء فيصير صاحبه مختلط العقل فيشبه بعض كلام العقلاء وبعض كلام المجانين بخلاف (١) العدم ضد الوجوت وهو مطلق أو اضافي فالعدم المطلق هو انذي لا يضاف الى شيء والعدم الاضافي او المقيد هو المضاف الى شيء كقولنا عدم الأمنء وعدم الاستقران وعدم التاثر. قال ابن سينا ٠ البالغ في النقص غايتء فهو المنتهي الى مطلق العدم فبالحري أن يطلق عليه معنى العدم المطلق. راجع الأشارات 64٦ س ١۷. (۲) هو يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الانصاري الكوفي البغدادي أبو يوسف صاحب الامام ابي حنيفة وتلميذه وأول من نشر مذهبه كان فقيها علامة من حفاظ الحديث ولد بالكوفة عام ۳ ه وتفقه بالحديث والرواية ثم لزم أيا حنيفة فغلب عليه الرأي وولي القضاء ببغداد أيام المهدي والهادي والرشيد. ومات في خلافته عام ۱۸۲ ه. وهو أول من دعي قاضي القضاة وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة وكان واسع العلم بالتفسير والمغازي وأيام العرب من كتبه (الخراج) و(اختلاف الأمصار) و(أدب القاضي) وغير ذلك كثير. = 1 السفه فانه لا يشابه المجنون لمكن تعتريه خفة إما فرحا وإما غضبا ا. ه وهو ايضا مستحيل في حقهم لان تلك الخفة مغيرة للعقل فتجري أفعالهم وأقوالهم على خلاف الحكمة ولان السفه مناف لرتبة الأصطفاء وداع الى التنفر عن الاتباع وقاض برد القول الى قائلهء وقد اخبرنا تعالى أنهم المصطفون وقد أمرنا باتباعهم ونهانا عن رد قولهم اليه فوجب أن لا يكونوا سفهاى وهذه الادلة قاضية ايضا باستحالة الجنون والعته عليهم (قوله أو ارتكاب الريب) جمع ريبة وهي ما تكون سببا للتهمة أي يتهم بها فاعلها فتشمل جميع المعاصي ما عدا الصغير الغير الخسيس الناشىء عن غير تعمد فان وقوع هذا لا يوجب تهمة فاعله. (اعلم) أن الامة اتفقوا على عصمة الانبياء من ارتكاب الشرك عمدا وأجازت الشيعة ارتكابه لهم اذا خافوا الهلاك بعدم ارتكابهء وقد تقدم بطلان قولهم وانه يؤدي الى اخفاء الدعوة التي بعث لاأجلها الرسول واجمعوا أيضاً على استحالة الكذب عليهم فيما بعثوا به عمدا وسهواء وقد تقدم دليله واختلفوا في جواز الكذب عليهم سهوا في غير ما بعثوا بتبليغه وكذلك ايضا اختلفوا في جواز ارتكاب الصغيرة الغير الخسيسة وأما الخسيسة كسرقة لقمة ونحوها فمستحيلة عليهم اتفاقا وكذلك كبائر غير الشركء وذهبت الحشوية الى جوازها عليهم ومنع الجبائي"' في حقهم الصغيرة والكبيرة والخسيسة وغيرها على سبيل = راجع مفتاح السعادة ٢ : ١٠٠ ۷٠٠ وابن النديم ۳٢ واخبار القضاة لوکیع۳ : ٢٤٥۲ والنجوم الزاهرة ۲ : ۷٠٠ والبداية والنهاية ١٠ : ١۸٠ والجواهر المضيعة ۲ : ٠٠۲. في عصره وإليه نسبة الطائفة « الجبائية » له مقالات واراء انفرد بها في المذهب نسبته الى جبى من قرى البصرة اشتهر في البصرة ودفن بجبی عام ۳٢۳۰ ه له تفسير حافل مطول رد عليه الاشعري. = ٤۲ التعمك هذا كله بعد النبوة وأما قبلها فذهب الجمهور من الاشاعرة والمعتزلة الى جوازها أي الكبائر عليهم ومنعها بعض المعتزلة لانها مما ينفر عن الاتباع بعد النبوةء ومنع بعضهم كل ما ينفر ككون الام عاهرة ونحو ذلك ومنعت الرافضة؛ الصغيرة والكبيرة قبل النبوة (والمذهب) انهم معصومون بعد النبوة من الكبائر مطلقا ومن خسيس الصغائر ايضا لما تقدم من الادلة على وجوب ما يجب لهم وعلى استحالة ما يستحيل عليهم وأما قبل النبوة فلا دليل سمعي يرفع ذلك عنهم أما بعد النبوة فغير مسلم لان الاصلاح الاخير ممح للافساد الأول (لا يقال) ان في قوله تعالى « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان 6 وفي قوله تعالى حكاية عن ابليس ١ الا عبادك منهم المخلصين ”° دليلا على أن الشيطان لا سبيل له عليهم وعدم السبيل غير مقيد بزمان دون زمان فتستحيل عليهم مطلقا قبل النبوة وبعدها (لانا نقول) إن السبيل ممتنعم حال الاخلاص لا قبله لانه نفي عنهم حال اتصافهم بذلك (واعلم) أن تجويزنا عليهم الكبائر قبل النبوة لا يستلزم وقوعها ے راجع المقريزي ۲ : ٢٤۳ ووفيات الأعيان ١ : ٠4۸ والبداية والنهاية ١٠ : ١٠٠ واللباب ١ ومفتاح السعادة ۲ : ٢۳ ودائرة المعارف الاسلامية ٦:۲۷۰ س ٢۲۷. (١) الرافضة: الذين كانوا مع زيد بن علي الباقين على اتباعه ثم تركوه لأنهم طلبوا اليه ان يتير من الشيخين فقال: لقد كانا وزيري جدي فلا أتبراً منهما فرفضوه وتفرقوا عنهء وقد يطلق بعض الناس اسم الرفض على كل من يتولى أهل البيت وعلى هذا جاء قول الذي يقول: إن كان رفضا حب ال وله شم ن ازن ود ‎YW‏ د ۱ لان ۱ رافض انظر مقالات الاسلاميين ١ ومروج الذهب ۳ : ٠۲۲. (۲) سورة الحجر اية رقم ١٤ وتكملة الآية (إلا من اتبعك من الغاوين). (۳) سورة الحجر اية رقم ٠٤. منهم لان الجواز اخص من الوقوع وقد قلنا به لاستصحاب الحال مع عدم الماتع ولو صح دليل على منعه لمتعناه لأن المنع هو اللائق بمنصبهم الكريم (ولنا) على عصمتهم بعد النبوة أدلة (منها) أنا قد أمرنا باتباعهم کقوله تعالى « وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا ٩ وقوله « قل ان کنتم تحبون الله فاتبعوه يحببکم الله فلو جازت عليه الكبائر والخسائس لكنا مأمورين بارتكابهما حال اتباعنا لهم فيها وهو باطل (ومنها) انهم لو جاز عليهم ذلك لکانوا غير مقبولي الشهادة في شيء من أمور الدنيا لقوله تعالى « ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا » فكيف يقبل منهم ما جاؤوا به عن الله تعالی (ومنها) آنه لو جاز عليهم ذلك لدخلوا تحت اللوم والتوبيخ من قوله تعالى « أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم »* (ومنها) انه لو جاز عليهم ذلك لجاز عليهم الزجر والتعنيف لعموم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون ذلك ايذاءِ في حقهم وهو محجور (ومنها) لو جاز عليهم ذلك لضوعف العذاب في حقهم ولكانوا أشر من فساق العوام لان ذا المنصب العالي اذا عصى كان العصيان اقبح منه ولضوعف عليه العذاب بدليل « من يأت منكنٌ بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين »× (ومنها) قوله تعالى ١ لا ينال عهدي الظالمين » ولا عهد فوق النبوة (ومنها) قوله تعالى ١ ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من (١) سورة الحشر أية رقم ۷. (۲) سورة آل عمران أية رقم ٢۳ وتكملة الآية (ويغفر الكم ذنوبكم والله غفور رحيم). (۳) سورة الحجرات اية رقم ١ وتكملة الآية (ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). (4) سورة البقرة أية رقم ٤4. (5) سورة الأحزاب آية رقم ٠۳ وقد جاءت الأية محرفة في المطبوعة حيث ذکرت (ومن ہے بزيادة الواو) ومنكم بدلا من (متکن). (٦) سورة البقرة أية رقم ١۱۲. ۹٢۲ المؤّمنين »(ومنها) أنه تعالى قسم المكلفين قسمين فجعلهم حزبين وحزب الشيطان هم العصاة وهم الخاسرون ر الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون » وأنت اذا تأملت هذه الادلة كلها رأيتها ادلة لعدم الوقوع لا لرفع الجواز بالكلية لكن دليلنا على رفع الجواز ان نقول هكذا لو جاز عليهم ذلك لوقع منهم او من احدهم كما وقع من غيرهم لكنه لم يقع منهم ولا من احدهم فدل على انهم معصومون من ودليل خر هو قوله تعالی حكاية عن ابلیس « إلا عبادك منهم المخلصين )9 وقوله « ان عبادي ليس لك عليهم سلطان »٩ ولا شك أن الاخلاص لم يفارقهم منذ اصطفاهم الله لوحيه وانهم عباده المصطفون واذا كانوا كذلك فليس للشيطان عليهم سبيل فثبتت لهم العصمة (لا يقال) إن هذا الدليل ناف لارتكابهم الصغائر الخفيفة أيضا (لاأنا نقول) إِٺ صدور مثل ذلك منهم ليس هو من تسليط الشيطان قصة ادم عليه السلام (فان قيل) ان ما وقع لآدم هو من كيد الشيطان لانه هو الموسوس والمزين لهم ذلك (اجبنا) بأنه ليس ذلك من تسلیط الشيطان عليه وانما وقع بتاول ادم عليه السلام النهي عن شجرة مخصوصة لا عن جنس تلك الشجرة فا كل من شجرة غير المشار اليها لكنها من جنسها کذا قيلء وفي ظاهر قوله تعالى حكاية عن ابلیس « ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة » ما يرده لكن الجواب عنه ان ادم عليه السلام نسي النهي فأ كل بعد النسيان لقوله تعالى « ولقد عهدنا (١) سورة سباً أية رقم ۲۰. () سورة المجادلة أية رقم ١۹٠. )٤( سورة الحجر آية رقم ٤٤. (*) سورة الأعراف آية رقم ٠۲. Y۷ الى ادم من قبل فنسي 4 ول يرد هذا بذ کر ابلیس لهم النهي لاحتمال أن يكون النسيان بعد ذلك وهذا الاحتمال موجود أيضا في تاول ادم النهي عن شجرة بعينها لا عن جنسها فانه وان شار اليها الخبيث فيحتمل أن يكون ادم عليه السلام لم يلتفت الى تلك الاشارة وقيل أكل ادم من الشجرة قبل أن ينباء وعليه فلا اشكال لانا لا ندعي العصمة للاولياء بل للانبياء ولا ندعيها أيضا لهم قبل النبوة. روما عدا ذلك فهو ممكن في حقهم الا الذي يستهجن) (قوله وما عدا ذلك) أي المذكور من واجب ومستحيل فهو ممكن أي جائز في حقهم. أخر هذا القسم عن الواجب والمستحيل لانه بمنزلة المركب منهما حيث جاز لهم الطرفان الفعل والتركء وذلك كالاكل والشرب والنوم والجماعء ومخالطة الناس والمشي في الاسواق نحو ذلك من الخصال الجبلية التي خلقوا محتاجين اليها لا يستطيعون منع أنفسهم عنها أو التي خيروا في فعلها وتركها (قوله الا الذي يستهجن) أي يستقبح أي يستثنى من جواز ما عدا ما ذكره من الواجب والمستحيل الاشياء التي يستقبح فعلها للانبياء كالبول قياماء فان القوم رووا ذلك عن رسول الله عَيّْةٍ وهو باطل لقوله تعالى « وانك لعلى خلق عظيم ١“ وأن البائ ائم ليس على علق حسن فضلا من ان يون (١) سورة طه اية رقم ١٠٠. () سورة القلم أية رقم ٤. Y۸ « المقصد الثالث » ‹ في تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض » وهو مقصور على السماع؛ اي ليس لاحد أن يدخل هذا الباب باجتهاد منه لانا لسنا أهلا للحكم في ذلك وقد اختلفت الطرق في تفضيل بعضهم على بعض مع الاتفاق أن افضل الكل نبينا عة ففضل بعضهم بعده ادم وبعضهم نوحاء وبعضهم موسى؛ وبعضهم عيسى؛› وبعضهم ابراهيم» قال القطب رح وهو الصحيح فموسی فتو حا فعیسىی و بعصهم فضل عيسى على نوح فقال: هكذا أفضل الأنبياء نبینا فإبراهیم فموسی؛ فعيسى» فنوح» عليهم جميعا الصلاة والسلام فسلك المصنف هذه الطريق. ۲۹ رأفضلهم نينا ثم الخليل ثم الكليم بعده عيسى الجليل) (وبعدهم نوح فباقي الرسل فالأبيا ذوو المقام الأكمل) (قوله أفضلهم نبينا) أي محمد عة والاضافة لتشريف المضاف اليه لا للتخصيص لانه رسول الى الكافة من الاولين والأخرين والجن؛ وني الملائكة قولان ومعنى ارساله للاولين انه لو وجد أحد منهم بعد بعثته ما وسعه الا اتباعه كما يرشد الى ذلك بعض الاحاديث النبويةء والدليل على أفضليته عة على سائر الانبياء قوله تعالى « أولعك الذين هدى الله فبهداهم اقتده »* فانه ذكر أولا اخلاق الانبياء ووصف كل واحد منهم بخلق يفهم اختصاصه به ثم أمر نبيه أن يتصف بجميم تلك الاخلاق ولا شك أن المتصف بجميعها أفضل من المتصف ببعضهاء وقوله عي « انا أكرم الاولين والآخرين ولا فخر » أي ولا فخر فوق ذلك أو ولا فخر أعظم من ذلك أو ولا اقول ذلك فخرا وقوله عليه الصلاة والسلام « انا سيد ولد ادم ولا فخر )٨ ينافي هذا (١) الحديث رواه البخاري في كتاب احاديث الأنبياء ٤٤٤۳ ع أبي هريرة بلفظ (لا تفضلوا بين اولياء الله فانه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض الخ). (۲) سورة الأنعام أية رقم ۹0. (۳) الحديث رواه الترمذي في المناقب ١ والدارمي في المقدمة ۸. (4) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد ۳۷ باب ذكر الشفاعة ۸٠۳٤ء عن بي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله عَم وذكره وفيه زيادة (وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر؛ وأنا اول شافع وأول مشفع ولا فخ ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر). ورواه الترمذي في التفسير سورة ۷١ ١٠ واحمد بن حنبل في المسند ١ ٥ ۲۸۱ ٥۹٠ ۲۳۴ ۱ ٥ ۳۷ ۱۳۸ ۹۳ (حلبي). ۳۰ سان . ّ . . . ۱ ما روي نه وٹ انه قال ر لا تفضلوني على يوس بن متی ٩ وقوله ر لا تخيروني على موسی لاحتمال أُن يکون قال ذلك تواضعاء أو قاله قبل أن يعلم انه أفضل منهم. (قوله ثم الخليل) هو ابراهيم عليه السلام سمي خليل الرحمن تشريفا له على غير ومعنى الخليل في اللغة: هو من تخللت الأعضاء بحبه ويفدى بالنفس والمال» استعير هنا لعظم المتزلة ورفع الشان والدليل على أن خليل الرحمن هو أفضل الأنبياءِ بعد نبينا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى « وأو حينا اليك أن اتبع مله ابراهيم ٠" قوله « بل ملة ابراهيم حنيفا »٠ وقد ثبت الدليل على أفضلية نبينا على سائر الانبياي ومع ذلك فقد امر باتبا ع ملة ابراهيم فدل على ذلك أفضلية ابراهيم على سائر الانبياء (لا يقال) هذا دليل على أفضلية ابراهيم على جميع الأنبياءِ حتى نبينا لان المتبوع أفضل من التابع (لانا) لا نسلم ان المتبوع أفضل من التابع مطلقا لإمكان أن يختص التابع بميزة لم تكن في المتبوع (قوله ثم الكليم) بتخفيف اللام بمعنى الكليم بتشديدها هو موسى بن عمران بن يصهر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام والدليل على أن موسى عليه السلام أفضل من سائر الانبياء بعد نبينا وابراهيم عليهم الصلاة والسلام قوله تعالى ١« وكلم الله موسى تكليما ٠ وقوله (١) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب احاديث الأنبياء ٢۳ باب قول الله تعالى (وان يونس لمن المرسلين ‏ الى قوله ‏ فمتعناهم الى حين) سورة الصافات اية رقم ۱۳۹› ١ عن سعيد بن ابراهيم سمعت حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي ‏ عي وذكره ولفظة عند البخاري (لا ينبفي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متی). (۲) سبق تخريج هذا الحديث. (۳) سورة التحل أية رقم ۱۲۳. (4) سورة البقرة أاية رقم ١۳٠. (٥) سورة النساء أية رقم ١١۱. ۹٢۳ تعالى ١ واصطنعتك لنفسي » ففي الاية الاولى دليل على أن الله اسمعه کكلاما خلقه لاجل سماعه إياه بلا واسطة ملك ونحوه ومن كان . بهذه المنزلة فهو أفضل ممن لم يصلهاء وفي الاية الثانية دليل على أن الله اصطنعه لنفسه ومعناه لامره» ومن قيل له كذلك أفضل ممن لم يقل له ذلك وان كان مخلوقا لذلك أيضا (قوله وبعده عيسى) على أن عيسى افضل من سائر الانبياءِ بعد من ذکر قوله تعالى في حمفه « و کلمته ألماها الى مریم وروح منه )۲ وهذا تشریف له (قوله وبعدهم نوح) عليه السلام والدليل على أن نوحا أفضل من غيره بعد الاربعة لانه أحد اولي العزم الممدوحين بمضمون قوله تعالى )) فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل (( قالوا: وهم الخمسة المذكورون في قول المصنف وقد جمعهم غيره على هذا الترتيب أيضا فمال: فعيسى فنوح هم اولوا العزم فاعلم وجمعهم غيره أيضا على ترتيب تقدمهم في الزمان فقال: () سورة طه آية رقم 1٤ (۲) سورة النساء آية رقم ١۷٠ وتكملة الآية (فامنوا بالل ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم انما الله إله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله و کیلا). (۳) سورة الأحقاف آية رقم ٥ وتكملة الآية (ولا تستعجل لهم کانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ نهل يهلك الا القوم الفاسقون). ۳۲ أولوا العزم نوح والخليل كلاهما وموسی وعیسی والنبي محمد وأولو العزم أفضل من غيرهم وأنت اذا تأملت هذه الادلة رأيتها ظنية والاعتقاد علم لا يبنى على الظن فلا يجب اعتقاد هذه المفاضلة كذلك ولذلك لم يعتن أصحابنا المشارقة بذكر هذه المفاضلة في كتبهم لانها موقوفة على السماع من الشارع ولم يرد فيها تصريح خبر ولو قدرنا فيها وجود ذلك لقلنا خبر احاد لا يثبت به الاعتقان ولو تواتر لاشتهر نعم يجب اعتقاد أفضلية نبينا ع على جميع الخلق لاجماع الامة المحمدية على ذلك وللاخبار المروية عنه فى ذلك أيضاً وقد تلقتها الامة بالقبول ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. (قوله فباقي الرسل) وجملتهم مع الخمسة المذكورين ثلاثمائة وثلاثة عشر على المشهور» وقيل ثلاثمائة وأربعة عشر وقيل ثلاثمائة وخمسة عشر أولهم ادم عليه السلام فانه رسول الى بنيه واخرهم محمد مه سبعة منهم بعثوا الى الكافة وهم المذكورون في قوله: وادم توح والخليل كليمه وداود عیسی واللبي محمد قال البدر”› الشماخي رحمه الله : والقياس ُن يوشع ممن آرسل الى الكافة أيضا لانه خليفة موسی وآمر باحكام التوراة» وان منهم سليمان (۱) هو احمد بن سعيد بن عبد الواحد الشماخي اليفرني» بدر الدين مۇرخ من علماء الأباضية في المغرب له كتاب السير في تاريخ الاباضيةء وشرح مختصر العدل والاتصاف في أصول الفقه وشرح متن العقيدة› توفي عام ۹۲۸ هه راجع السير ۷۷٠ والدعاية الى سبيل المؤمنين ٢۲. ۳۳ عليه السلام لانه خحليفة داود (وخمسة) منهم بعثوا بالسیف موسی ويوشع وداود وسليمان ونبینا محمد صلی الله عليه وعليهم وسلم (وأربعة) متهم عربيون هود وشعيب وصالح ومحمد عليه وعليهم الصلاة والسلام (وثلاثة) سريانيون ادم وشيت وادريس عليهم السلام (ومن قوله) منهم اسمان أربعة الاول: يعقوب سمي به لتعقبه بعد أخيه العيص في بطن مه وإسر سرائیل ومعناه صفي اللّه. (والثاني) عيسى وهو المسيح. (والثالث) يونس وهو ذو النون. إلم له وابراهيم لان الله تعالى سماه ابا لاأنه ابو العدنانيين من قريش وغيرهم وهو ابو رسول الله عي وأمة الرسول في حكم أولاده وما ورد في بعض كتب أصحابنا المغارية من أن أربعة منهم أحياء الى وهما الخضر والياس فهو من الممكن وقوعهء لكن لا يتوصل الى ذلك الا بتوقيف من الشارع ولم يصل الينا خبر في ذلك فلعل القائل هو الخ بمعنى ان جبريل اخبره عن أمر الله تعالی أو بمعنی فاعل لانه مخبرنا عن أمر الله تعالى أو من النبوة بمعنى الرفعة لان الله رفع رتبته أو لانه سبب رفعة أمته إذ ما من أحد نال رفعة الا وسببها نبيه لان من لم يتبع النبي فلا رفعة له اصلاء لكن هذا المعنى مختص بالرسل لأنهم هم الذين وجب اتباعهم وما قبله من المعاني مشترك بين الأنبياء والرسل» فان النبي مخبر عن الله انه نبي وقد تقدم تعريف 8: كل واحد من النبي والرسول في شرح الخطبة وعدد الانبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا كلهم أحرار خلافا لمن قال بنبوة عبد كلقمان› فانه نوبي لانا نقول: إن ثبت أنه نوبي لم يثبت انه مملوك هذا مع الخلاف في ثبوت نبوته وكلهم من أهل القرى خلافا لمن قال بنبوة من لم يکن منها مستدلا بقوله تعالى « وجاء بكم من البدو »٩ وجوابه أن البدو في بعض التفاسير مكان وجواب اخر أنهم لم يکونوا في الأصل من البدو» وانما حدثوا اليهم فجاوروهم وكلهم ذکور عند بعض مستدلا بقوله تعالى « وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم ‏ أقول وليس في هذا دليل على حصر النبوة في الرجالء وإنما هو دليل على قصر الرسالة عليهم ولذا قال ابن حجر: ومن (١) سورة يوسف أية رقم ١٠٠ وتكملة الآية (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم). (۲) سورة يوسف أية رقم ١٠٠ وتكملة الآية (من أهل القرى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الأخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون). )۳( هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر من أئمة العلم والتاريخ أصله من عقلان (بفلسطين) ومولده عام ‎Y۳‏ بالقاهرة› ولع بالأدب والشعر قال السخاوي: انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر وكان فصيح اللسان راوية للشعر عارفا با يام المتقدمين وأخبار المتاخرين ولي. القضاء بمصر مرات ثم اعتزل توفي عام ۷۲۷ هھ من مصنفاته (الأحكام لبيان ما في القران من الأحكام) والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة والاصابة في تمييز الصحابة وفتح الباري شرح صحيح البخاري وغير ذلك كثير. راجع التبر المسبوك ٠۲۳ والضوء اللامع ۲ : ٢۳ والبدر الطالع ١ : ۸۷ وخطط مبارك 6 ولسان الميزان ١ وبدائع الزهور ۲ : ٢۳ وانظر ترجمته لنفسه في كتابه رفع الاصر ۸0. النساء من تنباً وهن ست: حواء وسارة وهاجر ومريم وام موسی واسية امرأة فرعون» وعن غيره وقد وقع الاختلاف في نبوة أربع نسوة مریم واسية وسارة وهاجر (قوله ذوو المقام الأكمل) أي أصحاب المقام الكامل عند الله تعالى بان خصهم بالايحاء اليهم واصطفاهم من بين سائر خلقه. ٢۳ ( المقصد الرابع ( رفي نسخ شرائعهم (الرسل) بشرائع نبينا) قد نسخت شرائع الجميع سوى الهدى بشرعنا البديع) روما له أي شرعنا مغير فهو على الدوام لا يغير) (قوله قد نسّخت شرائع الجميع الخ) النسخ لغة: مشترك بين الازالة والنقل يقال نسخت الشمس الظل أي أزالتهء ونسخت الكتاب أي نقك.. وقيل حقيقة في الازالة وقيل في النقل خاصة وفي الاصطلاح: رفع حكم شرعي بشرع متأخر فخرج يرفع الحكم بيان المجمل وتخصيص العام فانه تبين للمراد من المجمل والعام وبقوله حکم شرعي: ما ثبت حله مثلا باستصحاب الأصل كالخمر قبل التحريم فان تحريمها لا يسمى نسخا وقوله بشرع متأخر مخرج لما اذا اقترن الشرعان كالايتين مثلا فان أحداهما مخصصة للاخرى فهو تخصيص ولا يصح اقترانهما متناسختین أعني آنه لا يرد خطاب الشارع بشيءِ فيقرنه بما يرفعه كله في الحال نحو صل الظهر لا تصلها لانه عبث في الكلام› والباري جل وعلا منزه عنه فلزم من اقتران الايتين أن تكون احداهما أخص من الاخرى لانه من الحكمة فصح الاحتراز عنه بما ذكر. (واعلم) أن النسخ بيان لمدة انتهاء الحكم الاول عند الله تعالى أي أن الله عز وجل شرع الحكم الى مدة علمها هو واخفاها علينا فبعد انقضاء تلك المدة انزل الينا حكما آخر فعلمنا أن الأول مخصوص ۳۷ بالمدة التي انقطعت فوجب علينا الأخد بالشرع الثاني. قيل: ومن هنا انكر أبو مسلم الاصفهاني النسخ اي انكر تسمية النسخ نسحا وسماه تخصیصا لانه خصص الحكم الاول بالمدة التي انقضت فالخلاف بيننا وبينه على هذا لفظي. (واعلم) أيضا أن شريعة نبينا عليه الصلاة والسلام ناسخة لجميع الشرائع الاول الا ما لا يصح نسخه كالتوحيد ومكارم الاخلاق› فانه بعث ليتممها لا ليبدلها وأما التوحيد فلا يصح نسخه لان صفات الله تعالى لا يصح تبديلها فلا يجوز أن يؤمر هذا النبي أن يعتقد أن الله لا يرى ويؤمر هذا أن يعتقد أنه يرى فاذا عرفت هذا (فاعلم) أن نينا عة لم يكن متعبدا بشريعة أحد من قبله وقال بعضهم انه متعبد بشرية ابراهيم لقوله تعالى « ثم اوحينا اليك أن اتبع ملة ابراهيم "٠ قلنا أمر باتباعه في الحنيفية المنافية للشرك؛ وادعاء الولد له تعالى ونحو ذلك وهذه الحالة مشترك فيها جميع الانبياء وخص ابراهيم باضافتها اليه لمزية هي اتفاق اهل الكتابين والمشركين على نبوته وشهرته عندهم وقال بعضهم: بعضهم متعبد. بشريعة نوح لقوله تعالى « إنا أو حينا اليك (١) هو ابو مسلم بن بحر الأصفهاني ابو مسلم: وال من أهل أصفهان معتزلي من كبار الكتاب کان عالماً بالتفسير وبغيره من صنوف العلم وله شعر ولي اصفهان وبلاد فارس للمقتدر العباسي واستمر الى ان دخل ابن بويه اصفهان عام ٢۳۲ ه فعزل من كتبه (جامع التاويل) في التفسير أربعة عشر مجلداء جمع سعيد الأنصاري الهندي نصوصاً منه وردت في ٠ مفاتيح الغيب » المعروف بتفسير الفخر الرازي وسماها « ملتقط جامع التأويل لمحكم. التنزيل في جزء صغيرء ومن كتبه الناسخ والمنسوخ وكتاب في النحوء ومجموع رسائله توفي عام ۳۲۲ هھ راجع ارشاد الأريب ١ ) وابن النديم ٢ وملتقط جامع التاويل مقدمته. (۲) سورة التحل آية رقم ٣ وقد جاءت الأية محرفة في المطبوعة حيث قال (وأوحینا) بدلاً من (ثم اوحینا). ۳۸ كما أوحينا الى نوح 6 قلنا تشبيه للايحاء بالايحاء لا الموحى بالموحى ولو قلنا له تشبيه للموحى بالموحى ما لزمنا أن يكون متعبدا بشريعته لان تشبيه الشيء بالشيء لا يستلزم أن يكون عينه بل لا يجوز أن يكون ذلك فيلزم منه تشبيه الشيء نفسه وقال بعضهم: انه متعيد بشريعة موسى لقوله ك ٠ تحن أحق بموسى ين عمران ١ قلنا كونه أحق به لا يستلزم تعبده بشريعته وقال بعضهم انه متعبد بشريعة عيسى لقوله عة « انا أولى الناس بعيسى بن مريم 6 قلنا فيه ما في الذي قبله وقال بعضهم: انه متعبد بشريعة اولي العزم لقوله تعالى ١ فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل »” قلنا ليس فيه سوى أمره بالاقتداء بهم في الصبر وهو غير المطلوب. (تنبيه) اذا ورد في شيء من الشرائع الاول حكم في شيءِ لم يکن فيه من شريعتنا شيء لا نسخ ولا تقرير هل يصح الاخذ به ام لا؟ ذهب بعضهم الى المتع من ذلك لان جميع الشرا نسخت بشر عناء والمنسوخ لا يعمل به فان ورد فيه من شرعنا سُيءِ عملنا بى وإلا رددنا الى أصل الاشياء. (١) سورة النساء آية رقم ۳١١ وتكملة الآية (والبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسلیمان واتينا داود ‏ زبورا). (۲) الحديث رواد الامام البخاري في كتاب الصوم 4٦ باب صيام يوم عاشوراء ٢٤٠٠۲ حدثنا عبد الوارث عن ايوب عن عبدالله بن سعيد بن جبير عن ابي عن ابن عباس س رضي الله عنهما قال: قدم النبي ‏ عَيَِّةٍ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: فانا أحق بموسی منكم فصامه وأمر بصیامه. ورواه في التفسير سورة ١٠ ورواه الأمام مسلم في الصيام ١۲٠ وابن ماجة في الصيام ١٤ (۲) الحديث رواه الامام مسلم في كتاب الفضائل ١٤٠ وفيه زيادة (في الاولى والاخرة) (4) سورة الأحقاف آية رقم ٢۳ وتكملة الآية (ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون). ۳۹ أقول أصل ذلك الشيء هو حكمه الذي زل لله فيه فلا يتقل عدا ريا من قله حال أ کون یه سکم آر او ترم له لم يصل الينا نقله (لا يقال) ان التقرير للشر ع الأول هو عين لتعبد به (لانا تقول) لا نسلم انه عينه بل غير لان الشرع في اللغة عبارة عن البيان والاظهار يقال شرع الله كذا اي جعله طريقا ومذهبا فان ان الشرع لاني الذي تعبد به غير الاول الذي قررء وقال بعضهم هۇلام يوا مذهبهم عل أن حرا عل سيد فريعة س قله رقا عرفت ما فیه. (قوله سوى الهدى) الهدى يطلق على التوحيد والتقديس؛ ويطلق على ما لا يعرف الا بلسنان الانبياء من الفعل والتركء ثم انه يطلق على الكل ويطلق على الجزء ا. ه ُبو البقاء والمراد به هنا الاطلاق الاول وما لا يصح نسخه من مكارم الاخلاق. (قوله بشرعنا) متعلق بنسخت والاضافة فيه لتشريف المضاف اليه. (قوله البديم) أي الحسن نعته بصفة ملازمة له كشفا لحقيقته عند الغبي به کمن أُنکره من اليهود والنصارى. (۱) هو أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي أبو البقاء صاحب الكليات كان من قضاة الأحناف عاش وولي القضاء في ٠ كفة ¢ بتركيا وبالقدس وببغداد وعاد الى استانبول فتوفي بها عام ٤ هه ودفن في تربة خالد وله كتب أخحرى بالتركية. راجع هدية العارفين ٢۲۲ وفيه وفاته قاضيا بالقدس وإيضاح المكنون ۲: ۳۸۰ ومعجم المطبوعات ۲۹۳ وفيه وفاته سنة ١۹٠٠. (قوله وما له اي شرعنا) بجر شرع بدلا من الضمير أو غطفا عليه باي التفسيرية على مذهب من جعلها عاطفة. (قوله: مغير) أي مزیل بمعنی ناسخ ي ليس لشرعنا ناسخ أبدا لقوله تعالی « وخاتم النبيين 0 وليس بعد الخاتم أحد إذ لو کان بعده أحد لما كان خاتما لهم وقوله ا ر ل نبي بعدي )٩ فيجب اعتقاد هذا المعنى على كل من بلغه علمه. (قوله فهو على الدوام) الثابت الى يوم القيامة لا يغير أي لا يزال بمعنى أنه لا ينسخ. (۱ (۲) سورة الأحزاب أية رقم £0 الحديث رواه الامام احمد بن حنبل في المسند ۱١ ۷ س عن فتادة وعلي بن زيد بن فقلت حديثا حدثينه عنك حين استخلف رسول الله س َة علا رضي الله عنه على المدينة قال: فغضب فقال من حدثك به فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه ثم قال: « إن رسول الله س عة س حين خرج الى غزوة تبوك استخلف عليا س رضي الله عنه على المدينة. فقال يا رسول الله ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك فقال: ُو ما ترضى ان تکون مني بمنزلة هارون' من موسی غير أنه لا نبي بعدي ». ورواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة ٩ باب مناقب علي بن ابي طالب القرشي ٦۳۷۰ يسنده عن ابراهيم بن سعد عن أبيه عن الرسول ع وليس فيه (لا نبي بعدي) وذکرها ابن حجر في الشرح ورواه ابن ماجه في المقدمة ١٠ والترمذي في المناقب ۲ ا٤ « المقصد الخامس » . (في الملائكة) وبعدهم ملائك حباهم مولاهم بالقرب واجتباهم) ا الذي رأفضلهم جبريل و ضيه على اليب قد غشم (قوله وبعدهم ملائك) أي وبعض الأنبياء ف رتبة الافضلية ملائك الخ (اعلم) أنه لا تزاع في افضلية نبينا محمد ع على - جميع الخلق ا ما سيأئي عن الرمخشري"" في تفضيل جبريل على نينا عليه الصلاة والسلام وسياتي رد قوله فهو عة مستثى من الخلاف التي في تفضيل الأنبياءِ على الملائكة أو العكسء وكذلك أيضا لا نزاع في تفضيل الانبياء عليهم السلام على الملائكة السفلية الارضيةء وأما تفضيلهم على الملائكة العلوية فذهب اليه جمهورنا وجمهور الاشعرية مستدلين بادلة (منها): قوله تعالى « واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم لان المتبادر الى الذهن أمر الادنى بالسجود للاعلى لا العكس (لا يقال) إن السجود يكون على وجوه فلعله لم يكن سجود تعظيم (لانا نقول) قوله تعالى حكاية عن إبليس « أرأيتك هذا الذي کرمت علي ٢" وقوله « أن خير منه ا ينفي ما عدا التعظيم من (۱): سب سبق الترجمة له في كلمة وافية في هذا الجزء. () سورة البقرة اية رقم ٢٤۳ وتكملة الآية (فنسجدوا إلا إبلیس أبی واستكبر وكان من الکافرين). (۳) سورة الاسراء اية رقم ١٦ (4) سورة الأعراف اية رقم ١٠ وتكملة الآية (خلقتني من نار وخلقته من طين). وسورة ص آية رقم ٦۷. ۲٤ الاحتمالات (ومنها) قوله تعالى ١« وعلم ‏ ادم الأسماء كلها ٠ والعالم أفضل من غيره بدليل « هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون » (ومنها) أن عبادة الانبياء إنما تكون بتحمل المشاق في قطع العوائق من قمع الشهوات ومصادفة المكروهء ومن كان كذلك فهو أفضل لقول اللبي عَيّْْهُ « أفضل الأعمال أحمزها أي اشقها %“ (ومنها) أن الملائكة ذوو عقول بلا شهوة والبهائم شهوة بلا عقول؛» والانبياء قد جمع فيهم العقل والشهوةء فمن غلبت شهوته عقله فهو أشر من البهائم لقوله تعالى « أولعك كالانعام بل هم أضل &%“ « إن شر الدواب عند الله الآية وذلك يقتضى أن من غلب عقله شهوته أفضل من الملائكة وهذا الدليل والذي قبله يقتضيان تفضيل سائر المؤمنين عليهم أيضا وسياتي الخلاف فيه قريبا إن شاء الله. (وذهبت) المعتزلة وأبو عبد الله الحليمي”“ والقاضي أبو بكر الى (١) سورة البقرة اية رقم ١ وتكملة الآية (ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء ھؤلاء ِن کنتم صادقين). (۲) سورة الزمر آية رقم ٩ وتكملة الآية (إنما يتذكر أولوا الألباب). (۲) لم نعثر على هذا الحديث على كثرة البحث والتقصي ولعل بعض الأخوة يدلنا عليه. (4) سورة الأعراف أية رقم ۱۷۹ )®( سورة الانفال اية رقم ٢۲ ِ (٦) هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني ابو عبداللّه فقيه شافعي. قاض کان رئيس ُهل الحديث في ما وراءِ النهر. مولده بجر جان عام ۸ هھ ووفاته في بخاری عام ٤٠٤ ه له « المنهاج في شعب الايمان؛ قال الأسنوي: جمع فيه أحكاماً كثيرةء ومعاني غريية. (۷) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر أبو بكر: قاض من كبار علماء الكلام انتهت إليه الرياسة في مذهب الأشاعرةء ولد في البصرة عام ٢۳۳ وسكن بغداد فتوفي فيها عام ٣٠ ه كان جيد الاستنباط سريع الجواب من كتبه: إعجاز القرانء والاتصاف وكشف أسرار الباطنيةء والتمهيد في الرد على الملحدةء والمعطلة والخوارج والمعتزلة وغير ذلك. ۳ أن الملائكة أفضل من الأنبياء واستدلوا على ذلك بوجوه عقلية ونقلية فاما (العقلية) فمبنية على قواعد الفلسفة التى لا يسلمها الأسلاميون فلا نذ کرهاء وأما (النقلية فمنها) قوله تعالى حكاية عن نبیه ا « ولا أقول إني ملك » قلنا لم يقل على سبيل التواضع وإنما قاله ليتبراً من دعوى القوة حيث استعجلوه بانزال العذاب الذي توعدوا به وذلك أن الملائكة أقدر على زلزلة الارض وقلبها مع أن ظاهر الاية يقتضي تفضيلهم أيضا على محمد عَيَْةُ والخصم لا يقول بذلك فينتقض بذلك استدلاله. (ومنها) قوله تعالى حكاية عن إبليس « ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين »“ (قلنا) انهما رأيا الملائكة أعظم خلقة رأقوى فعالا فخيل لهما أن ذلك هو الكمال (ومنها) « لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون % (قلنا): هو رد على النصارى حيث زعموا ألوهية عيسى من حيث أنه يحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص وأنه لا اب له والملائكة أقدر على ذلك من عيسى بتقوية الله لهم ولا اب لهم ولا أم فلم يكن ذلك موجبا لاستنكافهم عن العبودية. (ومنها) « ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ». راجع وفيات الأعيان ١ ١ وتاريخ بغداد ٥: ۳۷۹ ودائرة المعارف الاسلامية ۳: ٢۲۹ والدياج المذهب ۷٠۲ ودار الكتب ١: ١١٦٠ (١) سورة الأنعام آية رقم ٠٠ بزيادة (لكم) وسورة هود اية ٢۳ (ولا اقول إني ملك) وتكملة الآية (ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يوتيهم الله خيراً الله أعلم بما في أنفسهم إني إِذاً لمن الظالمين). (۲) سورة الأعراف أية رقم ٠۲ (۳) سورة النساء أية رقم ۱۷۲ (٤) سورة يوسف أية رقم ۳۱. ٤٤ (قلنا): هو حكاية عن نسوة غير متفقهات وأيضا فهو تفضيل في الحسن لا في الخصال وذلك أنه تخيل لهن أن الملك أحسن صورة من جميع خلق الله فقلن ذلك (ومنها) أنهم رسل الله الى أنبيائه والرسول أفضل من المرسل إليه (قلنا): هذا يقتضي أن الملك اذا أرسل أحدا من عوام الناس الى ملك اخر أن يكون ذلك العامي أفضل من الملك المرسل هو إليه وأيضا فهذا يستلزم تفضيلهم على نينا والخصم لا يقول بذلك. (واختلف) القائلون بتفضيل الانبياء على الملائكة هل الملائكة أفضل من سائر المؤمنين أم المؤمتون أفضل منهم احتج من قال بأفضلية الملائكة بقوله تعالی « بل هم عباد مكرمون وفيه أن وصفهم بالا کرام لا ما يؤمرون % (واستدل) القائلون بتفضيل المؤّمتين على الملائكة بقوله تعالى حكاية عنهم « نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الأخرة »" اي نخدمكم فيهما وفيه أن من يخدم أحدا لا يستلزم أن يكون المخدوم أفضل منه « فان سيد القوم خحادمها » ولان رسول لله عد رما خدم غيره كما هو مشهور في كتب التواريخ وبقوله تعالى « إن الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين » وفيه أنه اصطفاء للانبياء على سائر العالمين لا لعامة المؤمنين عليهم. وبما روي عنه ع انه قال «الموؤمن من بني ادم (١) سورة الأنبياء أية رقم ٢۲ (۲) سورة التحريم أية رقم ٦ )۳( سورة فصلت ايه رقم ۳۹ (٤) سورة ال عمران اية رقم ۳۳ €0 أفضل عند الله من جميع الملائكة © وهذا دليل صريح في تفضيلهم على الملائكة لكنه خبر واحد لا يوجب العلم ولا يقال: إنه مردود بظاهر قوله تعالى ٠لا يعصون الله ما أمرهم 6 لانه اخبار عن كونهم لا يعصون لا عن تفضيلهم على غيرهم فلا تنافي ولبعضهم: حرمسة المسلم فاقت حرم ال يت الحرام وله لاعزاز في الدنيا وقي دار المقشام وهو أعلا عند مولا من أملاك كرام هذا وأنت خبير أن أدلة التفضيل مطلقا ظنية فإنها وإن كانت ايات قرانية ففيها احتمالات تأويلية وما كان محتملا لمعنيين فصاعدا ولم يكن ثمة قاطع بارادة أحد المعاني خاصةء فتلك الاحتمالات متساوية الدلالة وترجيح أحدها على الباقي أو نحو ذلك ترجيح ظني فقط والظني لا يفيد العلم القطعيء والاعتقاد الجازم ثمرة العلم القطعي لا الظني» فبهذا تعرف أنه ليس على المكلف من اعتقاد هذا المعنى شيء ولذا سكت عنه أصحابنا المشارقة رحمهم الله تعالى فلم يذكروه في مؤلفاتهم لاقتصارهم غالبا على بيان اللازم من الاعتقاتء وإنما ذكرناه نحن توسعة للمقام واطلاعا للطالب واظهارا للفائدةء وهكذا سبيلنا في المسائل الغير القطعية. (١) لم نعثر على هذا الحديث في كتب الصحاح وهناك حديث رواه الامام أحمد في المسند بلفظ (إن عبدي المؤّمن عندي بمنزله كل خير يحمدني وانا انزع نفسه من بين جنبيه) (١) سورة التحريم اية رقم 1 آ٦ (واعلم) أن الملائكة أجسام لطيفة من نور وقيل من غيره لكنها تضيء كالنور وليست لحما ولا دما ولا عظماء قادرة على التشكل باشكال مختلفة وهكذا تراهم الرسل. وقالت طائفة من التصارى: إن الملائكة هي أرواح الفضلاء الطيبين من بني ادم الذين ماتوا. قال القطب رحمه الله تعالى: ومن اعتقد هذا حكمنا باشراكه لقيام الأدلة القاطعة على أن الملائكة ليسوا بذلك من الأحاديث الدالة عن أن بعضا خلق من التور وبعضا من الذ كر ومن اعتقد غير ذلك فهو مخالف للاجماع قال: والواجب أن تعلم أن كل جملة غير الاخرى. الملائكة جملة والجن جملة وبنو ادم جملة فاذا قلنا الملائكة أرواح الموتى الفضلاء لزم أن يكونوا من بني ادم وأيضا قامت الادلة أن الملائكة تبعث على حدة فيلزم ان يکون بنو ادم مبعوثين بلا روح او غير مبعوئين او مبعوثين بارواح غير ما كانت فيهم في الحياة الدنياء وذلك كله شرك لانه إنكار للبعث الموصوف شرعا بأنه بأرواح وحياق وأنه لا يترك منهم شيءِ غير مبعوث مما کان فيهم في الدنيا فكيف يبعٹون بدون الروح التي كانت فيهم..؟ وإنما ينادي الملك أيتها الارواح ارجعي الى أجسادك وزعم الحكماء أنها جواهر مجردة مخالفة للنفوس الناطقة في الحقيقة فهي أرواح لم تكن في أجساد قال: والملائكة قسمان قسم للعبادة وهم العليون والمقربون والكروبيون قال الله جل وعلا « يسبحون الليل والنهار لا يفترون . وقسم لخدمة ما أمر الله به من وحي وسحاب ورجم وغير ذلك فمنهم المدبرات أمرا أو هم كلهم المدبرات امرا اعني القسم الثاني بعضهم سماوي وبعضهم ارضي قال الله تعالى ١ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ٩ ا. ه. (١) سورة الأنبيايى أية رقم ٠۲ (۲) سورة التحريم أية رقم ٦ 31 ولا يجوز وصفهم بانهم اناث ومن وصفهم بذلك فهو مشرك؛ يجوز وصفهم أيضا باتهم رجال قال الباجوري"': ومن وصفهم بذلك فقد نافق وجوز ذلك بعض أصحابنا وتاولوا عليه قوله تعالى « وعلى الاعراف رجال »” على القول بانهم ملائكة ولا دليل على نفاق من قال بذلك اللهم الا أن يريد القائل بانهم رجال وصفهم بالصفات اللازمة للرجال من وجود الذكورية ولوازمها ومجوز ذلك من اصحابنا لم يرد الا اطلاق اسم الرجال عليهم لا مدلول الاسم فافهم ولا يجور الشك في هل هم إناث او هل هم صبيان أو مجانين؟ قال عبد العزيز رحمه فيهم الاناث والصبيان والمجانين؟ فهو موحد وهذا إذا لم تقم عليه الحجة القاطعة بانهم ليسوا كذلك (واختلف) في مبدإ خلقهم فقيل وهو الصحيح للاحاديث الدالة على ذلك والأولى التوقف في فنائهم ُو ينامون قال عيد العزيز رحمه الله تعالى: ومن وصفهم بشيء من ذلك فهو مشرك والمراد بالشرك هنا الشرك الجزئي الذي لا يترتب (١) سورة الزخرف اية رقم ١٠ وتكملة الآية (أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسالون). (۲) سبقت الترجمة له في كلمة وافية في الجزء الأول (۳) سورة الأعراف آية رقم 6٦٤ وتكلمة الآية (يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون) (٤) لعله عيد العزيز بن محمد الضمدي مجتهد من العلماء بالحديث زيدي يماني من أهل ضمد ولي القضاء في زبيد والمخا وغيرهما وصنف كتباً اشتهرت في اليمن منها ٠ حاشية على شرح الخبيصي على الكافية في النحوء وتخريج أحاديث شفاء الأوام وبيان طرقها من دواوين أئمة الحديث الاعلام. : وسماه الشوكاني: عبد العزيز بن أحمد التعمان. توفي عام ۹١١۱۰ هھ ۸ عليه أحكام المشركين وهو النفاق في العقائد كما مر من بيان اصطلاحهم في ذلك ووجه نفاقه بما ذكر أن تلك الصفات يختص بها غير الملائكة فمن وصفهم بها أو بشيء منها فقد جعل غير الملائكة ملائكة وهو زعم باطل (قوله حباهم) أي أعطاهم على سبيل اللطف (قوله مولاهم) أي ناصرهم (قوله بالقرب) أي برفع المنزلة وعلو الشان (قوله. واجتباهم) أي اصطفاهم والاصطفاء للملائكة مجمع عليه (والخلف) في عصمتهم ذهب بعض الى نفيها عنهم مستدلين بقوله تعالى « قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ‏ الأية (قالوا) ففيها من المعاصي أشياء. (أحدها): الغيبة لان فيها ذكر مثالب الغير. (وثانيها): تركية النفس والجواب عنهما أن الغيبة ذكر مثالب الغير مع من لم يعلمها والتزكية ذكر فضائل النفس مع من لم يعلمها أيضا كذا قال العضد وفيه أن ذكر مثالب المؤْمن مع من علم ذلك ليس بغيبة ولیس كذلك لحديث عائشهةه ثشة في المرأة التي وصفتها مع رسول لله ع بالقصر › فقال لها اغتبتيها مع أن رسول الله وٹ تد رأی (١) سورة البقرة اية رقم ٠۳ وتكملة الآية (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون). ()۲( هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار أ بو الفضل عضد الد ين الإآيجي عالم , بالأصول والمعاني العربية من آهل (إيج) بفار س ولي القضاء وانجب تلامیدذ عظاماً وجرت له محنة م صاحب كرمان فحبسه بالقلعة فمات مسجونا من تصانيفه ٠ المواقف ٠ في علم الكلام والعقائد العضديء وجواهر الكلام ومختصر المواقف؛ والمدخل في علم المعاني والبيان والبديع. توفي عام ٢٠۷ ه. راجع بغية الوعاة ٢۲۹ ومفتاح السعادة ١: ۹١٠ والدرر الكامنة ۲: ۳۲۲ وطبقات السبكي ٦ ۱۰۸ )۳( الحديث رواء الامام أحمد في المسند 1: ٦٠ حدثني أ بي ٿنا وکيع قال نا سفيان عن علي بن الق عن أبي حذيفة عن عائشة أنها ذکرت امرأة وقالت مرة حكت امرأة وقالت إنها قصيرة فقال: اغتبتها ما أحب آي حكيت أحدا وان لي كذا وکذا). ۹٤ منها ذلك ايضا وللعضد أن يقول إن عائشة رضي الله عنها مبني على ظنها أن رسول الله عَيٌٍْْ لم ير منها ما رأت مع احتمال ان يکون الرسول عي لم ير قصرها أصلا. (ثالثها): الاعتراض على الله تعالى في فعله والجواب انها استفسار لا اعتراض أي قول الملائكة طلب لبيان الحكمة لا اعتراض على فعل الصانع. (ورابعها): أن قولهم ذلك رجما بالغيب وقول بالظن والظن في مثل هذا لا يجوز والجواب: أنه لم يكن رجما بالغيب لاحتمال أن يكونوا علموا ذلك علما من عند الله تعالی ُو شاهدوا مکتوبا في اللوح ما قالوا (واستدل) ذلك البعض أيضا بقوله تعالى « فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس “ (قالوا) لو لم يكن من الملائكة لما صح استثناؤه منهم (قلنا) هو من الجن بدلیل « الا ابلیس کان من الجن " والاستثناء منقطع على حد: وبلدة ليس بها أنيس الا اليعافير والا العيس " (قالوا) فالجن اسم لبعض الملائكة (قلنا) هو خلاف الظاهر ولا دلیل عليه (قالوا) ولو لم يكن من الملائكة لما عصى بترك السجود (١) سورة الحجر أية رقم ٠۳ وسورة ص آية رقم ۷۳ () سورة الكهف اية رقم ٠٠ وتكملة الآية (ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ). (۳) هذا البيت من أرجوزة لعامر بن الحارث المعروف بحران العود وهكذا يرويه النحاة من سيبويه الى اليوم وان كانت الرواية في ديوانه هكذا الذئب أو ذو لبد هموس... بسابسا ليس بها أنيس. إلا اليعافير وإلا العيس... وبقر ملمع كنوس O. (قلنا) الأمر للملائكة ولغيرهم فخصوا بالذكر لشرفهم عند الله تعالى ولاغلبيتهم على غيرهم كثرةء واستدلوا أيضا بما ورد في بعض الأخبار أن هاروت وماروت كانا ملكين بل نصت الاية على ذلك وقد وقعت منهما المعصية. (قلنا) ليس في الاية دليل على أنهما عاصيان أو فعلا شيئا من المناكر والاخبار بذلك من كذب اليهود كيف يكونان عاصيين مع قولهما فلا تكفر وتعليمهم الناس السحر يحتمل أن يكون بأمر من الله تعالى فتنة للمتعلمين› إذ ليس ينافي الحكمة أن يعلمهم شيئا وينهاهم عن اتيانه ويدل على أنهما مأموران بذلك قوله تعالى « وما أنزل على الملكين ببابل »٠ فالظاهر أنهما لم يکونا مامورين بذلك ما سمي ما أوتياه متزلا وهذا أولى مما قيل أنهما رجلان صالحان شبها بالملكين فاطلق عليهما اسمهما إذ لا دليل عليه. (واستدل) المثبتون للعصمة بقوله تعالى « لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤْمرون % « يسبحون الليل والتهار لا يفترون &%“ (واجيب) عنها بانها تكون دليلا على المطلوب ان لو استغرقت كل فرد منهم وكل زمان وليس فيها ذلك إنما دلت على أنهم في الجملة (١) سورة البقرة.آية رقم ١٠٠ وتكملة الآية « هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إيما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الأخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو کانوا يعلمون ». (۲) سورة التحريم آية رقم ٦ ِ (۳) سورة الأنبياء آية رقم ٠۲ وقد جاءت في الأصل الأيتان على أنهما آية واحدة. ٥٥ فيه (قلنا) الآيات اخبار عامة شاملة لجملتهم رالخبر لا يخصص ولا يقيد الا بمتصل به أو بما هو في حكم المتصل كالعقل مثلا وهنا ليس كذلك فوجب أُن يعتقد حقية مدلول الايات (وايضا) فلو جازت عليهم المعصية ما وجب على الرسول أن يصدق الملك فيما جاءه به لاحتمال أن يكون کاذبا في ذلك ويجاب بان وجوب التصديق لا يتوقف على ثبوت العصمة لاحتمال أُن یری عليه شاهد الصدقف فينقطع عذر التكذيب. (وبالجملة) فليس هنا دليل قاطع على ثبوت العصمة لجميع أشخاصهم حتى يكفر من خالفه لكن الراجح أن العموم مستغرق لافراده حتى يخصص ولا مخصص هنا (قوله أفضلهم جبريل) أي أكثرهم فضلا عند الله عز وجل وهو الملك جبریل› قيل ومعناه بالعربية عبداللّه والدليل على أفضليته أنه هو الرسول من الله الى أنبيائه والرسول أفضل ممن م يرسل لاصطفاء الرسول على غيره وهو مشاهد للوقائم التي أذن لله له أن يشهدها والمجاهد أفضل من غيره لقوله تعالى « فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجه ( (فان ل إن غيره من الملائكة أرسل وشهد أيضا (قلنا) ارساله وجهاده أكثر من ارساله غیر ہ٥ وجهاده› ومن کان أكثر خصالا ذه في الخير کان أفضل عند الله تعالی (قوله والذى رعم) أي قال د جبریل على محمد قد غشم حيث دخل مدخلا ليس له ان يدخله بلا تبت في آمره والاشارة الى الزمخشري" مستد لا بان الله عز وجل وصف جبريل بقوله « انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش (١) سورة النساء ية رقم ١۹ وقد جاءت هذه الأية محرفة في المطبوعة حيث ذكرت (فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة ». (۲) سبقت الترجمة له في هذا الجزء oY مکين ٩ ووصف محمدا بقوله ١ وما صاحیکم بمجتون 4 فاقتصر على نفي الجنة عنه واطال في وصف جبريل بما سمعت. (قلنا) ليس ني تطويل الصفات وتقصيرها ما يدل على تفضيل وغيره وإنما ذلك شيءِ اقتضاه الممقام فان قر يشا کانوا يقولون لرسول الله عة إنه معلم مجنون فرد عليهم القران قولهم حيث نفى عنه الجنة (قو له على الحبيب) هو نبينا عليه ابصلاة والسلام؛ وإثما سماه حبيبا لقوله مد « اتخذ الله ايراهيم خليلا وموس نجيا واتخذني حبيبا ثم قال عزتي وجلالي لاوٹرن حبيبي على خليلي ونجيي ". (قوله قد غشم) أي في حق محمد عع حيث فضل غيره عليه و خرف بلك الاجما ع حتی قال من قال إن الزمخشري حالف مذهبه في تفضيل جبريل على محمد عة قال القطب رحمه الله وليس هو مخالفا لمذهبه لان مذهبه تفضيل الملائكة على الأنبياء. (أقول) في المواقف" وشرحه للسيد إن المعتزلة مجمعوت مع من أجمع على تفضيل محمد عة على سائر الخلق وانه مستثنى من النزاع الواقع في تفضيل الملائكة على الأنبياي لكن صحح القطب رحمه الله عدم استثنائه من محل النزاع وتصحيحه ذلك مؤوّذن بان فيه قولا اخر فلعله علم أن ذلك القول هو مذهب الزمخشري. (١) سورة التكوير اية رقم ۰٠۲ (۲) سورة التكوير آية رقم ٢۲ (۳) الحديث رواه الامام البيهقي في شعب الايمان عن أي هريرة رضي الله عنه. (٤) كتاب المواقف لعضد الدين الايجي وقد قامت أخيرا إحدى دور النشر بلبنان بطبع المتن ولا زال الشرح في حاجة الى تحقيق وتبويب حتى يمكن للباحثين الانتفاع به. o۳ الايمان بالأنبياء والملائكة (بهم جميعا يجب الأيمان وبالذي أنزله الرحمن) روهو كلام دل بالنظم الاتم على معان فيه ارشاد الامم) (قوله بهم جميعا) الضمير عائد على الأنبياء والملائكة (قوله يجب الايمان) أي التصديق بوجودهم لقوله تعالى « امنوا بالله واليوم الآخر ٠ وقوله « والمومنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ‏ وقدم ذكر الملائكة لتقدمهم في الوجود (١) سورة النساء ية رقم ۳۹ وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة (۲) سورة البقرة آية رقم ٢۲۸ وتكملة الآية و وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ». o « المقصد السادس » في الكتب والايمان بها (قوله وبالذي انزله الرحمن) معطوف على قوله بهم جميعا يجب الايمان أي ويجب الايمان بالذي أنزله الرحمن من الكتب السماوية الى أنبيائه عموما وبالقران خصوصاء وهي مائة كتاب وأربعة كتب كما في حديث ابي ذر رضي لله عنه خمسون منها على شيث وثلاثون على ادريس» وعشرة على ابراهيم» وعشرة على موسى قبل التوراة والاربعة هي التوراة على موسی؛ والزبور على داو والانجيل على عيسى والفرقان على نبينا محمد عك وهو ناسخ لكتابتها وتلاوتها وبعض أحكامها وهو أفضلها أيضا ويليه التوراة فالانجيل فالزبور وهو كلام عربي والتوراة عبرانيء والانجيل رومي والزبور سريانيء کذا قيل ونزلت صحف ابراهيم لثلاث مضين من رمضان وقيل في أول ليلة منه ونزلت التوراة لست مضين منه ونزل الانجيل لثلاث عشرة مضين منهء والزبور لثماني عشرة مضين منه» و كلها انزلت الى انبيائها دفعة واحدة والقران في الرابعة والعشرين منه في ليلة القدر أنزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ الى سماء الدنيا واللوح المحفوظ: هو درة بيضاء طولها مسير خمسمائة عام وعرضها كذلك؛» وقيل جبهة ملك ثم نزل بعد ذلك منجما على حسب المصالحء ثم انزاله بعشر سنين بمكة وعشر بطيبة وقيل بثلاث عشرة سنة بمكة وعشر بطيبة قال القطب رحمه الله تعالى: وكل الكتب عن جبريل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللوح المحفوظ او عنه أو عن ملائكة بالنسخ من اللوح و عن جبريل عن اللوح اقوال ۱. ه. (قوله وهو کلام) أي المنزل من عند الله تعالی الى انبيائه کلام مركب من حروف ومعان مختلفة عباراته باختلاف لغات أنبيائه ) وما آرسلنا من رسول الا بلسان قو مه ) ولو جعلناه قرانا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي 7 (واعلم) أن هذا وما بعد تشخيص للكلام المنزل لا تعريف له لان الكتب من الشخصيات والشخصي لا يعرف أي لا يمكن تعريفه كزيد مثلا فانك متى قلت إنه رجل طويل عريض کان تشخيصا له لا تعريفا فلا يكمل تمييزه الا بالاشارة اليه فكذا الكتب لا يكمل تمييزها الا بالاشارة اليها وتلاوتها من أولها الى اخرهاء ولذا كان هذا الكلام جامعا غير مانې فانه شامل لکل کلام بلیغ فيه معان یھتدی بها الى طريق النجاة (قوله دل بالنظم الاتم) على معان عبر بالنظم لما فيه من حسن التعبير في تشبيه الكلام بنظم اللالي في السلك بخلاف التعبير باللفظ فانه لغة الطرح ولذا قالوا إن في التعبير به سوء أدب ولان اللفظط خاص بما عدا الكلام الالهي قاله الرضي ووصف النظم بالاتم اي التام بحسب لغة من أنزل اليهم وان کان متفاوتا في الكمال فنظم القران معجز بخلاف غيره من الكتب وهل الآية الواحدة منه معجزة للبلغاء والعلماء أو الثلاث الايات فما فوق باقتصاره تعالى عليها (١) سورة ابراهيم ية رقم ٤ وتكملة الآية «لبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاءِ وهو العزيز الحكيم 0. ر۲) سورة فصلت أية رقم ٤٤ وتكملة الآية «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذاتهم وقر وهو عليهم عمى اولك ينادون من مکان بعید ٤. (۳) هو محمد بن الحسين بن موسى أبو الحسسن؛ الرضي العلوي الحسيني الموسوي؛» أشعر الطالبين على كثرة المجيدين فيهم مولده عام ٢٥۳ ه ووفاته ببغداد عام 1٠8 ه انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد له ديوان شعر في مجلدين وكتب منها الحسن من شعر الحسين. ۱ ١۰1 ۰ ۰ - ۰ . راجع وفيات الاعيان ۱1 وتاریخ بغداد ۲: ٢٤٢۲ ويتيمة الدهر ۷ ہہ ٥\۳ ونزهة الجليس ١ ۹ والذريعة ۷:١۱ ٦ لقوله « فاتوا بسورة من مثله ..؟ واقصر السور ثلاث آيات قولان وقيل مجموعة معجز فقط قال القطب رحمه الله تعالى: وهو باطل اقول ووجه بطلانه ان قوله تعالی « قل فأتوا بعشر سور » وقوله « قل فاتوا بسورة مثله ‏ مشعر بأن الاعجاز بأقصر سورة منه لا يمجموعة فقط ولاعجازه جهات أخر (منها) ایجازه وبلاغته وبيانه وعدم كلال قارئه ومستمعه وخرق العادة في نظمه وإخباره بالغيب واخباره عما مضى في الامم الخالية وجمعه علوما لم يجمعها غيره من الكتب من حلال وحرام ومواعظ وأمثال وقصص وصرف الهمة عن معارضته وعارضه قليل فافتضحوا. (واعلم) أن النظم هو ركن الكلام المنزل به هو الركن الاعظم والركن الثاني هو المعنى فلا يجوز لقارئه سلخ معناه الى لفظ اخرء وفاعل ذلك في صلاته تفسد صلاته خلافا لابي” حنيفة في تجويزه قراءة القران فی الصلاة بالفارسية وهی احدی اعجوباته واعتذار بعض أصحابه عنه يما لا طائل تحته غير مسموع (قوله فيه) أي الكلام المنزل (قوله ارشاد الامم) اي دلالتهم الى طريق مرضاة ربهم. (۱) سورة اليقرة اية رقم ۲۳ وتكملة الآية «وادعوا شهداء كم من دون الله ِن کنتم صادقين ». (۲) سورة هود أية رقم ۳٠ وتكملة الآية «مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن کنتم صادقین ٠. ١ سورة يونس اية رقم ٢۳ وتكملة الآية (وادعوا من استطعتم من دون الله إن کنتم صادقين). وقد جاءت الاية محرفة في المطبوعة حيث قال: (بسورة من مثله) بزيادة (من) (٤) هو النعمان بن ثابت التميمي بالولاء الكوفي أبو حنيفة إمام الحنفية الفقيه المجتهد ١ا أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنةء قيل أصله من أيناء فارس ولد عام ٠۸ ه بالكوفة وكان بيع الخز ويطلب العلم في صباه ثم اتقطع للتدريس والافتاي وأراده عمر بن هبيرة أمير العراق على القضاء فامتنع ورعا وار اده المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد فابى توفي عام ١١٠۱ هھ من كتبه: المخارج في الفقهء والفقه الاكبر. راجع تاریخ بغداد ۱۳: ۳۲۳ س 4۳۳ وابن خلكان ۲: ١۳١۱ والنجوم الزاهرة ۲: ١۱ والبداية والنهاية ١٠: ١٠٠ وال جواهر الملضية ١: ٢۲ o۷ الحديث في خلق القران (والكل مخلوق لامكان العدم ولانفراده تعالى بالقدم) (قوله والكل مخلوق) ي و کله فال عوض عن المضاف اليه (اعلم) أنه (لا خلاف) بين الامة في أن كلامه تعالى المكتوب في المصاحف المتلو بالالسن المحفوظ في الصدور مخلوقف؛ لازه مر کب من حروف وكل حرف منها مشروط وجوده بانقضاء ما قبل فیکون له ابتداء حادث بالضرورة ولانه ممکن وجوده وعدمه وکل ما کان كذلك فهو حادث بالضرورة ايضاء ولانه شيء غير الله عز وجل فلو قيل بقدمه بطلت الوحدانية فى القدم لانه يلزم ان يكون حينئذ قدمان وهو باطل؛ ولان الله عز وجل قال في حقه « قرانا عربیا ۱ فيقتضي أن يكون بعض الكلام الالهي عربيا وبعضه عبرانيا ونحو ذلك من اللغات فيكون متغيرا بتغير العبارات والمتغير حادث ولان الله تعالى وصفه بانه ذكر بقوله «وأنه لذكر لك ©6" ووصف الذكر بأنه حادث بقو له ) وما يا تيهم من ذ کر من الرحمن محدثٹ »٩ ولانه (١) سورة طه اية رقم ١۱۱› وسورة الزمر آية رقم ٢۲ وسورة فصلت اية رقم ۳ وسورة الزخرف اية رقم ۳ (۲) سورة الزخرف اية رقم ٤٤ وتكملة الآية « ولقومك وسوف تسألون ». (۳) سورة الشعراء آية رقم © وتكملة الآية (إلا كانوا عنه معرضين) وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (ما يأتيهم) وصوابها (وما يأتيهم). o۸ تعالی قال في حقه « کتاب احکمت اياته ثم فصلت ١ وهذا دليل على تر کیبه من أجزاء هي اياته والمر كب حادث؛› ولانه تعالی وصمفه بانه تتزیل وذلك يقتضي تنتقله من مکان الى مکان والمتنقل حادث؛› ولانه تعالی وصفه أنه في اللوح به اهو و قرآن مجيد في لوح محفو ظ 6 واللوح حادث فكذا الحال فه ولانه تعالی وصفه بقوله « بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ‏ وتلك الصدور حادثة وكذا الحال فيهاء ولانه ذكر فيه انا أرسلنا ونحوها من صيغ ولا وجود قبله فيازم الكذب» ولانه تعالى قال فيه « انا جعلناه قرانا 0 والمجعول مخلوق ولانه لو کان قديیما لزم أن يکون المتكلم به حيث لا مخاطب سفيها والله يتعالى عن ذلك. قائمات بذاته عز ,وجل قديمة معه وبالغوا في ذلك حتی قال بعصهم جهلا: إن الجلد والغلافة قديمان وهؤلاء مشركون وقد حكى السيد عنهم في حواشي الكشاف أنهم أجازوا تعدد القدماء وهذا من ذلك (وذهبت) ي الى أن کلامه تعالی حروف وأصوات محدٹث (١) سورة هود آية رقم (۱) (۲) سورة البروج اية رقم ٢۲ (۳) سورة العنكبوت أية رقم ٩£4۹ (4) سورة الزخرف اية رقم ۳ (٥) الكرامية: زعيمها المعروف محمد بن كرام كان مطرودا من سجستان وقد دعا ابن كرام وأتباعه الى تجسيم معبوده وزعم أنه جسم له حد ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه وهذا شبيه بقول التنويه. وقد وصف ابن کرام معبوده في بعض کتبه بانه جوهر کما زعمت النصاری أن الله تعالی جوهر وقد ذكر ابن كرام في كتابه أن الله تعالى مماس لعرشه وأن العرش مكان له وأبدل أصحابه = ۹ قائم بذاته لتجويزهم قيام الحوادث بالذات العلية وهذا شرك أيضا لانهم ساووا بن الله وخاقه _ حیثٹث وصموه وه بصفاتهم (وأما) | الحنابلة فمد د وصفو الخلاف) , في الصفة الذاتية المسماة بالكلام فذهبت الاشعرية وطائفة من المشارقة الى أنه قديم لانه صفة ذات وصفات الذات قديمة› وأطلققوا عليها اسم قران فقالوا القران الذي هو صفة الذات ليس بمخلوق ولم يقم على تسمية الكلام الذاتي بالقران دليلء ولكن لهم أن يصطلحوا على ذلك فيكون الخلاف لفظيا حاصله هل يسمى الكلام الذاتي قرانا ام ا؟ (واعلم) أن أصحابنا اختلفوا في اثبات الكلام الذاتي فمن اثبته جعله عبارة عن نعي الخرس عنه تعالی وهم الجمهور› ونفاه البعض کالامامين بصفة القدرة فاذا عرفت هذا وقد تقدم لك أن صفات الذات عين الذات فاعلم أن الكلام الذاتي ليس هو شيئا غير الذات العليةء وانما هو عبارة عن اتصافها بصفة كمالية ليست هي غيرها : بمعنى أن الذات العلية كاملة وعبر عن ذلك الكمال بالفاظ دال علي انوا أنواع الكمال فليس هنالك غير الله المتصف بالكمال الذاتى حتى يوصف ذلك الغير بانه ديم نعم على مذهب الاشاعرة الزاعمين بان صفات الذات غير الذات فيلزمهم تعدد القدماء كما مر. = لفظ المماسة بلفظط اللاقاة منه للعرش وقالوا: لا يصح وجود جسم بينه وبين العرش إلا بأن يحيط العرش الى أسفل وهذا معنى المماسة التي امتنعوا من لفظها وزعم ابن كرام واتباعه ان معبودهم محل للحوادث. راج الفرقف بين الفرق ۲۱۷ (١) سبق الحديث عنهم في كلمة وافية فليرجع إليا وعلي بن اسماعيل بن اسحاق؛» أبو الحسن من نسل الصحابي بي موسی الأشعري رئيس الأشاعرة. ۹ الكل محذور لانكم ان جعلتم صفاته معاني حقيقية هي غیره لزم افتقاره اليها لانكم تزعمون انه بها يعلم وبها يقدر الى اخرهاء والمفتقر الى الغير ليس باله كما مر فاذا عرفت هذا فاعلم انه لا وجه لقول من قال من أهل المذهب ان القران قديم الا أن يريدوا ان الله تعالى ليس باخرس فيعبرو.ن بهذه العبارة القاصرة عن ذلك المعنى المطلوب؛› فتنفي عنهم البراءة بهذا الاحتمال حسن ظن بالمسلمين ولكون مذهبهم معروفا في قولهم إن صفات الذات عين الذاتء فيجب رد تلك العبارة منهم الى هذه القاعدة المنيعة ولا عبرة بمن جهل المذهب من بعض العوام فوصف القران المتلو بالقدم وشنع على مخالفه في ذلك ونظم نونية عزاها الى ابن النظر حاشاه من ذلك» فان مذهبه رحمه الله تعالى معروف من قوله: وأما كلام الله فهو كتابه كذلك قال الله للطاهر الشيم ومن قوله: الجعل شيء غيره فيما ذكر قال قال الله لم اجعل لكم من بحير ووصيل في البقر فاعلموا التبحير دينا يحتجر فانه نفى في كلامه الاول الكلام الذاتي وحصر الكلام في الكلام الفعليء ولا يتصور ممن نفى الكلام الذاتي أن يقول بقدم الكلام الفعلي ١۹ ومن نسب اليه ذلك فقد رماه بكبيرة لانه زعم ان ابن النظر يقول إن الكلام الفعلي قديم وهذا لم يقل به أحد من المسلمين الا الحنابلة› وبذلك القيل كفروا فلو قال به قائل من غيرهم حكم عليه بالکفر أيضاء لانه جعل غير القديم قديماء وذكر في كلامه الأخر ان جعل الله كله خلق وناظر من خاصمه في ذلك؛ء وقد وصف الرب القرات بقوله « انا جعلناه 6 فعلم من قاعدته رحمه الله أن القران مخلوق فمن نسب اليه النونية بعد ذلك فقد عزاه الى الجهل لان فيها ما يناقض ما هنا وذلك قوله: ان كان من أنا جعلناه فما في الجعل ان انصفت من تبيان الى اخره وقد عارض أخونا الراشدي رحمه الله تعالى هذه النونية بنونية أخرى أصاب فيها فصل الخطاب» سماها فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القران أولها: الكرت جهللا فطرة القران وجعلت كالمولى قديما اني ولئن من الله علي لاكتبن عليها شرحا يفتح مغلقها ويشهد بصوابها (قوله لامكان العدم) لان ما أمكن عدمه استحال قدمه»ء وبهذا تنتکشف شبهة القائلين بقدم القران حيث استدلوا عليه بانه غير فان لقوله تعالى « واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين % وهذا الكلام لا شك أنه قران (وجوابهم) أن امكان الفناء يكفي في الدلالة على الحدوث لو لم يقع الفناء كيف وليس في الاية دليل على أنه غير فانٍ بالفعل..؟ (۱) سورة الزخرف؛ اية رقم ۳. ‎ )1(‏ سورة يونس» آية رقم ١۱. ‎11 ‎ (قوله ولانفراده تعالى بالقدم) فلو كان القران قديما لكانا قديمين فتبطل الوحدانية في القدم المقطوع بثبوتها لله عز وجل (لا يقال) إن الكلام صفة المتكلم فلا يلزم من قدمها معه تعدد القدماء لان الصفة ليست غير الموصوف (لانا نقول) ان أريد بالكلام الكلام المنزل فلا اشکال انه غيره» وان أرید به الكلام الذاتي فقد بينا أن صفات الذات هي عين الذات أي مدلولها عين ذاته تعالىء فليس هنالك غير الذات العلية حتى يوصف بالقدم وغيره فسقط ذلك الاعتراض. 1 (قوله وفي القران محكم ومشتبه) أي من الآيات القرانية ما هو محكم متضح معنام ومنه ما هو متشابه على الاذهان لا يدرك معناه الا بتامل لخفائك وربما لا يدرك أصلا: كالحروف المقطعة أوائل السور فانه لا سبيل الى معرفة معانيها الا بتوقيف من الشارع؛ ولم يرد ذلك فالكف عن الخوض فيها أسلم وانما قلنا إن من القران محكما ومنه متشابها لقوله تعالى « منه ایات محکمات هن م الكتاب وأخر متشابهات )٠ فلا يرد علينا أنه تعالى وصف جميع القران بأنه محكم بقوله « كتاب احكمت اياته»“ وبقوله «تلك ايات الكتاب الحكيم»“ ووصف جميعه (١) سورة آل عمران آية رقم ۷ وتكملة الآية «فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ». (۲) سورة هود اية رقم ١٠ وتكملة الآية ٠ ثم فصلت من لدن حکيم خبير ». (۳) سورة يونس اية رقم ١ ٤٦ بانه متشابه بقوله « کتابا متشابها مثاني (لانا نقول): ان وصف جمیعه بالاحکام راجع الى النظم والتركيب تقول العرب هذا بناء محکم أي متقن قوي وكذلك وصف جمیعه بالمتشابه را جع الى النظم والتركيب أيضا فانه متشابه من تلك الحيثية فليس بعضه بأحكم من بعض في الت ركيب» فلا يقع فيه تفاوت في البلاغة ككلام المخلوقين فانه وان بلغ من البلاغة أقصاها فلا بد من تفاوته فيها « أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا » وأما وصف بعضه بالحكم وبعضه بالمتشابه فراجع الى النظم بالنظر الى مدلوله فلا تناقض قال الفخر : (واعلم) أن العلماء ذكروا في فوائد المتشابهات وجوها. (الوجه الاول): انه متی كانت المتشابهات مو جوده کان ۱١ لوصول الى الحق أصعب واشق وزيادة المشمقة توجب مزید الثغواب قال الله تعالى « أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ‎R0‏ (الوجه الثانى): لو كان القران محكما بالكلية لما كان مطابقا الا لمذهب واحد و کان تصريحه مبطلا لكل ما سوى ذلك المذهب. وذلك مما ينفر أرباب المذاهب عن قبوله وعن النظر فيه فالانتفاع به إنما حصل لما كان مشتملا على المحكم وعلى المتشابهء فحينئذ يطمع صاحب كل مذهب ان يجد فيه ما يقوي مذهبه ویوٹر مقالتهء فحيئذ ينظر فيه جميع أرباب المذاهب ويجتهد في التامل فيه كل ر١ سورة الزمر اية رقم ۲۳ وتكملة الآية «تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد م (۲) سورة النساء اية رقم ۸۲ (۳) سورة ال عمران آية رقم ١٤۱ صاحب مذهب فاذا بلغوا في ذلك صارت المحكمات مفسرة للمتشابهات فبهذا الطريق يتخلص المبطل عن باطله ويصل الى الحق. (الوجه الثالث): أن القران إذا كان مشتملا على المحكم والمتشابه افتقر الناظر فيه الى الاستعانة بدليل العقلء وحينئذ يتخلص عن ظلمة التقليد ويصل الى ضياء الاستدلال والبينة أما لو كان كله محكما لم يفتقر الى التمسك بالدلائل العقلية فحيتعذ كان يبقى في الجهل والتقليد. (الوجه الرابع): لما كان القران مشتملا على المحكم والمتشابه افتقر الى تعلم طرق التأويلات وترجيح بعضها على بعض» وافتقر الى تعلم ذلك الى تحصيل علوم كثيرة من علم اللغة والتحوء وعلم أصول الفقهء ولو لم يكن الامر كذلك ما کان پحتاج اانسان الى تحصیل هذه العلوم الكثيرة فكان ايراد هذه المتشابهات لاأجل هذه الفوائد الكثيرة. (الوجه الخامس): وهو السبب الأقوى في هذا الباب أن القران كتاب مشتمل على دعوة الخواص والعوام بالكليةء وطبائع العوام تنبو في اكثر الامر عن إدراك الحقائق فمن سمع من العوام في اول الامر اثبات موجود ليس بجسم لا بمتحيز ولا مشار اليه ظن أن هذا عدم ونفي فوقع في التعطيل» فكان الأصلح أن يخاطبوا بألفاظ دالة على بعض ما يناسب ما يتوهمونه ويتخيلونه» ويكون ذلك مخلوطا بما يدل على الحق الصريح (فالقسم الاول) وهو الذي يخاطبون به في أول لام يکون من باب المتشابهات» والقسم الثاني وهو الذي يكشف لهم في اخر الامر هو المحكمات ا. ه. (قو له ومجمل) هو ما خفى المراد منه إلا ببيان من المجمل ېکسر الميم الثانية وهو أنواع ثلائق لان خفاء المراد منه إما أن يكون بسبب ٦۹ اطلاقه أي المعنيين أريد حتى ينصب المتكلم قرینۀه على مراده من وتلك القرينة هي البيان وإما أن يكون بغرابة في اللفظ وذلك كأن يكون اللفظ غريبا لا يعرف ما معناه الا ببيان› ومثلوا له بالهلوع قو له اتعالی « خلق الاأنسان هلوعا )٨ فقوله « اذا مسه الشر جزوعا 0 الى اخره بيان للهلوع وإما أن يكون بسبب نقل اللفظ عن معناه المعلوم منه الى مع معنى اخر لم يعلم بعد كالصلاة فإن معناها لغق ونقل الى العبادة المخصوصة بيان من الرسول و كالربا فانه لغة الزيادة ونقل الى بيع الشيء بمثله نسيئة كان معه زيادة أولا ببيان من الرسول عَيَكُ هذا كله مبني على مذهب الحنفية في المجمل؛ أما على مذهبنا ومذهب الشافعية فهو عندنا ما احتمل معنيين لم يكن احدهما بالنسبة اليه أظهر من الآخر فلا تكون الغرابة ولا النقل اجمالا عندناء وسيأتي أن المجمل عندنا قسم من المتشابه فعطفه عليه من عطف البعض على الكل. (قوله مفصل) اي مبين وهو ما ظهر معناه سواءِ کان ظهوره بنفس لفظه ويسمى بيانه ابتدائيا أو بغيره وذلك الغير إما أن يكون کتابا أو سنة أو إجماعا أو عقلا والأول اعني ما فيه البيان بنفس لفظه ر إما أن يكون لا يحتمل غير معناه أو يحتمل غیره احتمالا مرجوحاء وهذان النوعان هما المسميان عندنا بالمحكم كما ستعرفه قريبا ان (١) سورة المعارج اية رقم ۱۹ (۲) سورة السار آية رقم ۲۰ ۱ قال الامام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن؛ حدثنا موسى بن علي بن رباح سمعت ابي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ن و شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع ٤. رواه أبو داود عن عبدالله بن الجراح عن أي عبد الرحمن المقري به وليس لعبد العزيز عنده سواه . ۹1۷ شاء الف فعلم أن المبين أعم مطلقا من المحكم لان كل محكم مبين ولا عكس. (قوله نؤمن به) أي نصدق به على وجه الاذعان أنه من عند الله ونه حق سواء ظهر لنا معناه أو خفى ونعتقد أن ما خفي معناه خفی لحكمة سيواء عرفناها أو لم نعرفهاء لانا لا نحيط علما بحكم الله عز وجل وليس لتا ان نعترض عليه في شيء من أفعاله. (فإٍن قيل) إن قوله نؤّمن به تكرارا لقوله وبالذي أنزله الرحمن. (قلنا) ليس هو بتکرار لان ما هنالك بيان للحكم وما هنا تصريح باعتقاد الناظم ولانه لما كان القران على أنواع منها يطلب الايمان به فقط كالذي خفي معناه صرح النظم بانه ممن يؤمن بذلك لان بيان الاعتقاد في مثل هذا المقام مطلوب فلذلك أردفه بقوله: كل أتى من ربنا. (قوله والخلف في حديهما) أي المحكم والمتشابه فإن الأمة قد أكثرت من الاختلافات في بيانهما وادعى كل أهل مذهب أن المحكم هو ما طابق مذهبه وان المتشابه هو ما خالفه وتلك حكمة الله فى عباده ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حيبي عن بينةد ا (قوله على أقاويل تفي) أي تجي أي سنذكرها في هذا النظم ان شاءِ الله. (قوله مع اتفاق منهم أنهما نوعان) أي وقع الخلاف من الأمة في حد المحكم وحد المتشابه مع اتفاق منهم أنهما نوعان من الكلام كل نوع منهما له حكم يخالف حكم الآ فلذا قال ري مختل حكمهما) فاي هنا تفسيرية والجملة بعدها مفسرة لغير منطوق به. ۹1۸ أقسام المحكم والمتشابه (فالمحكم المتضح المعنى انقسم للتص والظاهر معنى فانحسم) رفي النتص حكم القطع بالمراد والظن في الظاهمر للعباد) روان اتى بعكسه الدليل صير اليه وهو التأويل) روهو قريا أو بعيدا وقعا ُو متعذرا فلن يتبعا) (قوله فالمحكم المتضح المعنى) اعلم أن اللفظ إما لا يحتمل غير معنى واحد « فاعلم انه لا اله الا الله وإما أن يحتمل لكن احد معنييه اظهر من الأخر فبالنسبة الى المعنى الظاهري يسمى ظاهراء وهو قسم من المحكم وبالنسبة الى المعنى الأخر يسمى موولاء وهو قسم من المتشابه ان لم يدل عليه دليل وإما أن يكون المعنيان بالسواء أي لا يرجح أحدهما على الأخر الا بمرجح من خارج فهو المجمل وهو قسم من المتشابه ولذا قال: فالمحكم المتضح المعنى أي ما كان معناه واضحا وهو قسم من المتشابه ولذا قال فالمحكم المتضح المعنى أي ما كان معناه واضحا وهو المحكم سواء كان وضوحا لا يحتمل معنى غيره أو يحتمله مرجوحا والمحكم عند الحنفية: هو (۱) سورة محمد آية رقم ۹٠ وتكملة الآية «واستغفر لذنبك وللموّمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم f ‏ومٹواكم‎ ۹ ما لا يحتمل النسخ كالآيات الدالة على صفات الله تعالى نحو « وهو بكل شيء عليم ‏ « خالق كل شيء ٩ فان اللفظ عندهم إذا ظهر منه المراد فان لم يحتمل النسخ فهو محكم واا فإن لم يحتمل التأويل فمفسر › والا فان سیق الكلام لاجل ذلك المراد فنص والا فظاهر واذا خفي لعارض أي لغير الصيغة فخفي وان خفي لنفسه أي تفن صي وادرك عقلا فمشكل أو نقلا فمجمل؛ او لم يدرك اصلا فمتشابه ١ . هشه وهي اصطلاحات ولیس في الاأصطلاح مشاحهة. (قوله للنص والظاهر) فالتص ما لا يحتمل غير معناه منقول من نتصت الظبية جيدها اذا رفعته والظاهر ما احتمل غير معناه احتمالا مرجوحا قال البدر”: وقد يطلق النص على الظاهر أي مجازا عرفيا بجامع الوضوح (قوله معنى) تمييز محول عن فاعل أي الظاهر معناه (قوله فانحسم) أي فانقطع تقسيمه أو الكلام فيه وسنشرع في بيان حكمه ان شاء الله (قوله في النص حكم القطع بالمراد) اعلم أن المحكم له حكمان لانه قسمان لكل قسم منهما حكم يخصه فحكم النص هو القطع بمراد المتكلم بمعنى انا اذا سمعنا قوله تعالى « فاعلم أنه لا اله الا الله وقوله « واحل الله البيع وحرم الربا %“حكمنا أن المراد ما فهمناه وقطعنا بكفر من خالفنا في ذلك خلافا للفخر في (١) سورة البقرة اية رقم ٢۲ وصدر الآية وهو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوی الى السماء فسواهن سبع سموات ۽ (۲) سورة الانعام اية رقم ١٠٠ وسورة الرعد آية رقم ١٠ وسورة الزمر اية رقم ١٠ وسورة غافر آية رقم ١٩ )۳( سبقت الترجمة له في كلمة وافية في هذا الجزء )٤( سورة البقرة اية رقم ٢۲۷ وتكملة الآية «فمن جاءه موعظة من ربه فانتهی فله ما سلف وأمره الى الله ومن عاد فأولعك أصحاب النار هم فيها خالدون ». (9) سورة محمد اية رقم ١٠ وتكملة الآية «واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومٹواکم ٠. زعمه أن الادلة اللفظية لا تكون بنفسها قطعية لتوقفها على نقل اللغة والنحو والصرف ونقلها ظني والمتوقف على الظني أولى أن يكون ظنيا قلنا: لا نسلم أنها متوقفة على ظني لان العرب تعرف معاني ألفاظها من غير توقف على نقلء وما توقف منها على نقل فذلك النقل متواتر والمتواتر مقطوع بصدقه. (قوله والظن في الظاهر) أي وحكم القسم الثاني من المحكم هو الظن بان مراد المتكلم منه ظاهر معناه فيجب العمل به حتى يدل دليل على خلافت ولا نخطىء من خالف الظاهر في موضع يجوز له خلافه لاحتمال أن یکون له دليل صار اليه (قوله للعباد) تتمة وفائدته أن كون أحد المعنيين أظهر من الأخر إنما هو بالنسبة الى العباد لا الى الرب عز وجل فانه يتساوى في علمه الظاهر والخفي. (قوله وان اتی بعكسه) أي بعكس الظاهر اي اذا دل دليل على أن المراد من هذا اللفظ غير ظاهره ترك الظاهر واخذ بذلك الدليل› والاخذ به يسمى تأويلا للفظ وهذا معنى قولهم ولا يعدل عن الظاهر الا بدليل. وذهبت الباطنية الى أن الاحذ بخلاف الظاهر هو الراجح سواء كان مع دليل أو لا وهي مقالة باطلة قائلها فاسق لانها تفضي الى تعطيل غالب الاحكام الشرعيةء ولهم فيها أباطيل افتضحوا بها بين الملا ذكر بعضها صاحب العدل فراجع العدل ان شعت. (قوله صير إليه) أي الدليل لانه أقوى حينعذ من الظاهر وذلك أنه لما كان اللفظ لمعنيين ظننا أن المراد أظهرهما مع انا نجوز أن يراد المعنى الآخر فلما دل الدليل على أن المراد المعنى الثاني عرفنا أن الظاهر لم يكن مرادا وذلك الدليل إما أن يكون قطعيا فيوجب القطع بارادة الباطن أو ظنيا فيفيد الظن بارادته» واختلف حينئذ في الصيرورة اليه لانه دليل ظني أيضا فذهب بعضهم الى أن الاخذ بالظاهر أولى لانه الاصلء وذهب اخرون الى أن الاخذ بالدليل الظني أولى وهو ١۷ المذهب. قال البدر: وان تعارض العموم واخبار الأحاد فالاولان اقوى والعدول عن الاصل ممنوع فيما اذا کان بغیر دلیل. وهذا دليل قوی احد معنيي اللفظ على الأخر وان کان أظهر قاذ به. وذهبت الحنفية الى أن حكم الظاهر قطعي فلا يعدل عنه الا بقطعي هو أقوى منه؛ ودعوی القطعية غير مسلمة لانا نظن ان المراد ظاهره لكثرة ارادة المعنى الباطن بنصب الادلة عليهء ولما كثر ذلك الاستعمال ظننا أن الظاهر هو المراد لاحتمال أن يراد من ذلك اللفظ باطنه بدليل لم يىلغنا. (قوله وهو التاويل) أي المصير الى عكس الظاهر هو التاويل وعرفوه بانه حمل الكلام على المحتمل المرجوح من معاني اللفظ. (قوله وهو قريبا أو بعيدا) الخ هذا تقسيم للتأويل الى ثلاثة أقسام الى قريب يترجح على الظاهر بادنی مر جح وبعيد د تر جح اا بمر جح قوي ومتعذر لا يقبل› كتأويل بعض الحنفية قوله ٹ لرجل أسلم على عشر نسوة ١ أمسك ار بعا وفارق سائرهن 0 قالوا: يحمل على تجديد النكاح قلنا: ينفي ذلك قوله وفارق سائرهن فان الفراق لا يكون عن ثبوت عقد وكذلك قوله أمسك أربعا فان الامساك لا يدل الا على شيءِ ثابت فلو راد تجدید النكا ح لأمره به صريحا لان تجحدیده متوقف على شروط کاذن الولي وض المرأة وحضرة الشهوت› و كذلك حملهم قوله ا )) م | ‎s‏ ايتهما شعت »٩ (١) الحديث رواه الامام مالك في كتاب الطلاق ٢۲ باب جامع الطلاق ٠۷ وحدثني يحيى عن مالك عن ابن شهاب انه قال : بلغتي أن رسول الله س ع قال لرجل من ثقيف أسلم وعنده عشرة نسوة حين أسلم الثقفي وذكره. (۲) وصله الترمذي 4 كتاب النكاح ۳۳ باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده نسوة وابن ماجة في ۹ كتب النكاح ٠٤ ٢۷ للذي أسلم على الاختين على تجديد النكاح أيضا وجوابهم ما مر وكذلك حملهم قوله ميد « في أربعين شاة شاة 6 على قيمة الشاة ووجه تعذره أن فيه ابطال العين الذي هو جزء المال وهو الشاة فتبطل الحكمة المطلوبة من المال وهو النموء وكذلك حملهم « ايما امرأة نكحت نفسها بغير إِذن وليها فنكاحها باطل » على الصبية والامة ووجه تعذره ان المرأة لا تطلق على الصبية الا مجازا وأي من صيغ العموم فهي شاملة لكل امرأق وفيه أن ر يخصص والمجاز يصار ليه مع القرينةء والدليل المخصص قوله عَيَّْكُ « الثيب أحق بنفسها من وليها ‏ فيجاب أن معنى الحديث انها احق بنفسها في رضاها فلا يحل لوليها جبرهاء ومما يعضد عموم الاول قوله عي «لا نكاح (١) الحديث رواه صاحب الموطاً ١٠ باب صدقة الماشية ۲۳ حدثني يحيى عن مالك أنه قرا كتاب عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه في الصدقة. قال فوجدت فيه: بسم الله الرحمن الرحيم کتاب الصدقة ‏ وذکره. (۲) الحديث رواه الامام أحمد بن حنبل في المسند ٦ ۷ حدثنا عبدالله حدثني أ بي ٹنا اسماعیل ٿا ابن جری قال أخبرني سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول ا س گے وذكره وفيه زيادة (فاإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها فان اشتجروا قال ابن جريج فلقيت الزهري فسالته عن هذا الحديث فلم يعرفه قال: و کان سليمان بن موسى وكان فاثنى عليه. قال عبدالله قال أبي: السلطان القاضي لأن إليه أمر الفروج والأحكام. ورواه بو داود في النكاح ٦ والترمذي في النكاح ٤ والدارمي في النكاح ١. (۳) الحديث رواه الامام مسلم في كتاب النكاح ٩ باب استعذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت 1۸ وحدڻنا ابن ابي عمر حدٹنا سفیان بهذا الاسناد وقال: وذکره وسنده: م حدثنا قتيبه بن سعيد حدڻنا سفيان عن زياد بن سعد عن عبدالله بن الفضل سمع نافع بن جبير يخبر عن ابن عباس أن النبي ‎e‏ قال: وذکره ورواه ابو داود في النكاح ‎Yo‏ Y۳ الا بولي × فعم ولم يخص ومن ذلك حملهم قوله تعالی « ولذي القربى » على فقراء الاقارب ووجه تعذره أن أهل القربى شامل للاغنياء والفقراء. (قوله حاصل) ما ذكروه من أمثلة التأويل المتعذر وأقول: إن هذه الأمثلة جميعها ليست من التأويل المتعذر الذي لا يقبل وانما هي من التأويل البعيد الذي لا يترجح الا بمرجح قوي ولا مرجح لهذه التأويلات فبطل الاخذ بها (أما أمثلة) لتأويل المتعذر فكتاويل بعض الصوفية البقرة بالنفس في قوله تعالى « ان الله أم ركم أن تذبحوا بقرة ٩ وکتاويل بعض الشيعة فيها بعائشة رضي الله عنهاء وكتاويل بعض أولئعك الشيعة أيضا قوله تعالى « أو جاءِ احد منكم من الغائط »" قالوا: الغائط أبو بكر وكتأويلهم قوله تعالى ١« كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر 6© قالوا: الشيطان عمر والانسان أبو بكر وكتأويلهم قوله تعالى « مرج البحرين يلتقيان “ قالوا: هما علي وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قالوا: البرزخ هو حاجز التقوى فلا يبغي علي على فاطمة ولا فاطمة (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب النكاح؛ ٥ باب لا نکاح إلا بولي ۱۸۸۱ ہس حدثنا محمد ابن عبد الملك بن بي الشوارب» ثنا أبو عوانة ثنا أبو اسحاق الهمداني عن بي بردة عن بي موسی. قال: قال رسول الله عه وذکره. ورواه البخاري في كتاب النكاح ٢۳ وأبو داود في النكاح ١٠ والترمذي في النكاح ١١ ۷٠ والدارمي في النكاح ١٠. ورواه الامام احمد بن حنبل في المسند ۱ ۰٥۲ ٤1 ۸٤۳۹ 4۱۴ ۱۸ ۹ ۲۹۰ (۲) سورة البقرة أية رقم ۷٠ (۳) سورة النساء آية رقم ۳٤ وسورة المائدة آية رقم © (4) سورة الحشر اية رقم ١٠ وتكملة الآية (فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين) (٥) سورة الرحمن أية رقم ۱۹ v٤‎ على علي «يخرج منهما الولو والمرجان 0 هما الحسر" والحسين” ونحو ذلك من التأويلات المتعذر حمل الكتاب والسنة على مثلهاء وأكثر ما ورد مثل هذا. عن أهل الباطن من الشيعةء كما هو معتمد مذهبهم الفاسد. (١) سورة الرحمن أية رقم ٢۲ () هو الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبو محمد: خامس الخلفاء الراشدين واخرهم وثاني الأئمة الاثني عشر عند الامامية ولد في المدينة المنورة عام ۳ ه وامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله ع وهو أكبر أولادهاء وكان عاقلاً حليماً محباً للخير فصيحاً من أحسن الناس حج عشرين حجة ماشياً توفي عام ٥ اه راجع تهذيب التهذيب ۲: ٢۲۹ والاصابة ١: ٢۳۲ واليعقوبي ۲: ١۱۹ وتهذيب ابن عساکر ٤: ۱۹۹ (٢) هو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي العدناني أبو عبدالله السبط الشهيد ابن فاطمة الزهراء وفي الحديث: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولد في المدينة عام ٤ ه ونشأ في بيت النبوة وإليه نسبة كثير من الحسينيين قتل عام ١٦ ه بكربلاء راجع تهذيب ابن عساكر 4: ۳۱۱ وخطط مبارك ٥: ۳٩ ومقاتل الطالبيین ٥٤٥ و۷٦ وابن الأثير ٤: ۱\۹ Yo روذو اشتباه ما اختفیى كالمجمل أو مفهم تشبيه مولانا العلي) (فمنه ما قيل بأنه الذي له احتمالان فصاعد اخذ) ونه أيضا ما يكون مهما كتسع عشر أمرهم قد ابهما) رورشه انه الذي لم يعلم تأويله غير المهيمن اعلم) فكل هذا أصله متحد وجعله اشياء ليس يحمد) روه احرف أوائل السور وقيل بالامشال مع كل خبر) روقيل ما يكون منسوخا وما قد كان ناسخا يسمیى محكما) (قوله وذو اشتباه) أي وصاحب اشتباه والمراد به المتشابه (قوله ما اختفى) أي معناه فهو مقابل المحكم وذلك الاختفاء إما لاجمال في اللفظ كلفظة القرء أو لافهامه تشبيه الرب تعالى بخلقه» كالاستواء في اسناده الى الرحمن فهو قسمان» وهذا التعريف شامل لغالب الاقوال التي في المتشابتء وذلك أن بعضا ذهب الى أن المتشابه هو ما كان له معنيان فصاعدا. قلنا: ان كان معانيه اظهر من الباقية فبالنسبة الى ذلك المعنى محكم وبالنسبة الى غيره متشابف فيدخل تحت المختفي معناه وان كانت معانيه متساوية في الظهور والخفاء فهو مجمل وباجماله اختفى المعنى المراد منهء فيدخل تحت المختفي معناه وبعض ذهب Y٦‎ الى أن المتشابه ما لا يعرف كميته ك١«عليها تسعة عشر ٠ « ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ٩ قلنا هو من قبيل المختفي معنامص وبعض ذهب الى أن المتشابه هو ما لا يعلم تاويله الا الف قلنا: راجم الى الخفي معناه ايضا وبعض ذهب الى أن المتشابه هو الحروف المقطعة أوائل السور: كالم وطس وهو راجع الى المختفي معناه أيضا (قوله كالمجمل) انما سمي المجمل متشابها لتشابه معانيه التي احتملها حتى لا يترجح بعضها على بعض» وذكر صاحب المنهاج وهو معتزلي المذهب ان مذهبهم ان المجمل ليس من المتشايه اذ لا بد للمتشابه من معنى ظاهر ليس بمراتء ومعنى خفي هو المراد منه لقوله تعالى « فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ٠" قال: ففي هذه الاية دليل على أن في المتشابه معنى ظاهرا يتبم. (قلنا): ما ذكرته هو بعض المتشابه لا كله فلا ينافي وجود قسم اخر للمتشابه ومن اتبع شيئا من المتشابه يصدق عليه انه متبع للمتشابه (قوله أو مفهم تشبيه مولانا) أي القسم الثاني من المتشابه هو ما کان ظاهره يفهم تشبيه المولى عز وعلا بالخلق كايات الاستواي واية الجنبء وايات اليد ونحوها وإنما سمي هذا التوع متشابها لان ظاهره مشابه لحكم الوهم وباطنه موافق لحكم العقل فاشتبه المعنيان فصدق عليه اسم المتشابه (قوله فمنه ما فقيل بانه الذي الخ) اي فمن الخفي معناه القول بان المتشابه هو ما كان له معنيان فصاعدا وقد يقال: إن هذا قول اخر لانه شامل للظاهر أيضا وعلى هذا الاحتمال فهو مردود لانه يلزم عليه ان يكون غالب الكتاب والسنة متشابهاء وقد يجاب باأنه (١) سورة المدثر أية رقم ٣۳ (۲) سورة الحاقة أية رقم ۱۷ (۳) سورة ال عمران ية رقم ۷ وتكملة الآية (ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما بعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما یذ کر إلا أولو الألباب). YY لا محذور في کون غالبهما متشابهاً کیف والكتاب يشير الى ذلك بقوله « منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات )٢ فيفید ان المحكم قليل حيث عبر عنه بمن التبعيضية وان ما عدا ذلك البعض متشابه وهذا جواب حسن ولا ضير في اطلاق المتشابه على الظاهر مع العمل به بل هو خلاف لفظي وانما الضير في ترك العمل بالظاهر (قوله له احتمالان) أي محتملان اي معنيان يصح حمله على كل واحد منهما. (قوله فصاعدا) حال محذوف عاملها وجوبا تقديره فذهب الاأحتمال صاعدا. (قوله خذ) فعل أمر به يتعلق منه في صدر البيت أي خذ من تعريفنا هذا القول. (قوله ومنه ايضا) اي ومن تعريفنا القول بأن المتشابه ما كان مبهما على الخلق لا يعرفونه كوقت الساعة والتسعة العشر في قوله تعالى « عليها تسعة عشر ‏ والثمانية من قوله تعالى « ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ۷ فانه لا يدري أتسعة عشر ملکا ام ألفا وكذلك القول في الثمانية (قوله مبهما) هو الذي لا بيان له (قوله كتسع عشر) في الأية « عليهما تسعة عشر » حذفت تاؤه للوزن. (قوله أمرهم) أي حالهم قد أبهم أي لم يبين ليكون فتنة للذين كفروا ويزداد الذين امنوا ايمانا (قوله ومنه انه الذي لم يعلم الخ) أي ومن تعريفنا المتشابه بما خفي معناه القول بأن المتشابه هو ما (١) ٠ سورة ال عمران ية رقم ۷ وتكملة الآية (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه (۲) و(٤) سورة المدثر اية رقم ٠۳. (۳) سورة الحاقة أية رقم ۱۷ Y۸ لا يعلم تأويله الا الف لانه من جملة ما خفي على العباد المراد به وذلك كمعرفة وقت نزول العذاب على الكفار ومعرفة مقادير الثواب والعقاب ومعرفة وقت الساعة متى يكون..؟ فان هذه الاشياء مما خوطب بها العباد وخفيت عليهم والقول بانه تعالى لا يخاطب بما لا يعقل غير متوجه على مثل هذا لان الخطاب به في الجملة معقول ومعناه عندهم مفهوم؛ ولا يشترط في المعقول تمام المعرفة بمقادير الشيء وتفاصيلهء نعم يرد على القول بأن الحروف المقطعة أوائل السور لا يدرى ما المراد منها فيجاب بأن الخطاب هو توجيه الكلام نحو الغير للافهام فيخرج ما لم يقصد به الافهام من الكلام فانه وان تكلم به المتكلم من غير أن يقصد به افهام غيره لا يكون عبثاء اذ لا يصدق عليه انه مخاطب وانما يخص باسم متکلم. (قوله تاویله) أي تفسیره (قوله غير المهيمن) هو اسم من أسماء الله عز وجل ومعناه الشاهد. (قوله اعلم) تكملة للبيت وفيه أمر بالعلم برد هذه الاقوال الى أصل واحد والتنبيه أن ردها على اصل واحد مما تفرد به التاظم بجامع الخفاء في کل منها. (قوله فكل هذا أصله متحد) الاشارة الى المذكور هنا من الاقوال وعلى أن أصلها واحد وهو خفاء معناها على العباد سواء خفي خفاء ضعيفا كالذي يدرك بالقرينة الضعيفة ويكون التأويل فيه قريبا أو خفي خفاء قويا كالذي يحتاج في تأويله للدليل القويء أو خفاء لا يدرك معناه كالذي يتعذر تاويله الا بتوقيف» وذلك هو الذي استاثر الله بعلمه كمقادير الثواب ونحوها (قوله وجعله أشياء الخ) أي وجعل المذكور أشياء بمعنى أقاويل متعددة مختلفة المعنى غير محمود لان الخلاف فيه لفظي» الا ترى أن أهل كل قول من تلك الاقوال أشاروا الى أن المتشابه هو ما خفي معناه فيؤخذ من مجموع الاقوال أن كل ما خفي معناه فهو متشابه. ۷۹ (قوله. ومنه أحرف أوائل السور) هذا القول منسوب لابن عباس“ رضي الله عنه ونسب اليه أيضا ان المحكم هو الثلاث الآيات التي في آخر سورة الانعام « قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ‏ الى اخر الآيات واستخرج منه الفخر ان المحكم هو ما لا ينسخ بشرع وشرع كالامر بالقسط وتحريم الظلم وقتل النفس بغير حق والمتشابه: هو ما ينسخ بشرع وشرع كالصلاة والصوم. (واعلم) ان القول بان الحروف الواقعة أُوائل السور كالم وطس وق هي المتشابه راجع الى علة الخفاء فتعريفنا شامل له ايضا الا أن يقال إن صاحب هذا القول معه ان ما عدا تلك الاحرف محكم فير د بان هذا مخالف لمفهوم قوله تعالی ١ منه ايات محكمات ١“ فان من فيها للتبعيض كما تقدم ومفهوم البعض هو أن يكون أقل من الباقي وهو المتبادر وان أطلق على الاكثر في مواضع. (قوله وقيل بالامثال) هذا القول والذي يليه خارجان عن تعريف الناظم ولذا لم يقل مع ذكرهما ومنه وذلك أن بعضا قال إِن المتشابه من القران هي القصص والامثال ي الآيات التي فيها ذكر الاخبار عن الاوائل وعن المغيبات والامثال المضروبة للناس كما في قوله تعالى (١) هو عبدالله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس حبر الأمة الصحابي الجليل ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوة فلازم رسول الله عي وشهد مع علي الجمل وصفين وكف بصره في اخر عمره فسكن الطائف وتوفي بها له في الصحيحين وغيرهما ٠ حديڻا قال ابن مسعود نعم ترجمان القران ابن عباس؛» ينسب إليه كتاب في تفسير القران جمعه بعض أهل العلم من مرويات المفسرين توفي عام ۸٠ ه. (۲) سورة الأنعام آية رقم ١١٠ وتكملة الآية ألا تشركوا به شيثا وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلوت). (۳) سورة آل عمران أية رقم ۷ ران الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ‏ و كما في قوله « مثل نوره کمشکاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كاأنها كوكب دري ٩ الآية ويلزم على هذا ان يکون ما عدا القصص والامثال محكما وهو خلاف الظاهر وأيضا فلا معنى لرد القصص والامثال الى الآيات المحكمات وقد قال تعالى ١ منه ايات محكمات هن أم الكتاب »“ اي أصله فيرد المتشابه الى الاصل الذي هو المحكم (قوله وقيل ما يكون منسوخا) هذا القول مروي عن ابن عباس أيضا وحاصله أن المتشابه هو المنسوخ من الاياتء وأن المحكم هو الناسخ فيجب رد المنسوخ الى الناسخ؛ بمعنى أن العمل بالتاسخ دون المنسوخ (قوله وما قد كان ناسخا) أي والذي قد كان ناسخا. (١) سورة البقرة آية رقم ٢۲ وتكملة الآية (فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحقق من ربهم وأا الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين). (۲) سورة النور أية رقم ٥ وتكملة الآية (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يکاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم). (۳) سورة ال عمران أية رقم ۷. ۸ حتى يين اظهر احتمال) روالرد للمحكم حكم الاني ِ أو يلزمن تباقض القران) (قوله وحكمه الوقوف الى اخره) هذا بيان المتشابه بقسميه فان كان مجملا فحكمه الوقوف حتى يظهر دليل على أن المراد منه كذا فيۇؤخحذ به وذلك في قوله تعالى « والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلانة قروء 6 فانه لما كان القرء يطلق على الحيض تارة وعلى الطهر أخرى بسبيل الاشتراك بينهما لم يدر ما المراد من الأية أهي ثلاثة أطهار ام ثلاث حيض..؟ التمس الدليل على المراد من خارج ولذا اختلف فيه فقال بعض: إن المراد ثلاثة اطهار وقال اخرون: ثلاث حيض (قوله حتى يبين اظهر احتمال) أي حتى يعرف المراد منه ببيان ولو كان ذلك البيان قرينة خفية مثلا ولذا عبر عنه يبين ولم يقل حتى ياتي دليل بالبيان. (واعلم) أنه قد أجمع أصحابنا ومن حذا حذوهم ممن منم التكليف بما لا يطاق على منم تاخير البيان عن وقت الحاجة اليهء وذلك كما اذا خاطب الله العباد بما هو محتمل لمعان ليس بعضها أظهر من بعض ثم أمرهم بالعمل المراد منه فانه لا يأمرهم بذلك الا مع بيان المراد (١) سورة البقرة أية رقم ٢۲۲ وتكملة الآية (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزیز حکیم). ۸Y من لان تكليفهم بالعمل المراد منه مع عدم علمهم به مما لا يطاق؛› وتكليف ما لا يطاق لا يصح عندنا وجوزته الاشعريةء وليست المسالة دينية لانهم يقولون إن حكمة التكليف بما لا يطاق هي اختبار المكلف هل يتهياً للامتثال فيثاب أو يتهياً فيعاقب..؟ ثم رأيت القطب رحمه الله قال: بجواز ذلك واعلم أن أصحابنا والمعتزلة إنما قالوا بمنع التكليف بما لا يطاق نظرا الى جانب وقوعه لا الى جانب الاأختبار لان وقوعه ممن لا يطيقه محال والتكليف بالمحال محال؛ وما ذکرته هنا من مقالة الاشعرية هو ما صرح به بعض متاخريهم» أما قدماؤهم فلم يقولوا بذدلك التفصيل› ولذا صح لاصحابنا والمعتزلة تو جیه الرد عليهم في هذه المسالة واختلفوا هل يصح تا خير البيان الى وقت الحاجة..؟ المذهب أنه يصح لقوله تعالى « ثم إن علينا بيانه 4 فعطف بيثم والرد للمحكم حکم الثاني) أي حکم القسم الثاني من المتشابه وهو ما ظاهره التشبيه رده الى المحكم لقوله تعالى ١« هن أم الكتاب %6“ والى هذا ذهب أصحابنا والمعتزلة ومتأخرو الاشعريةء وذهب سلفهم الى الامساك عن تاويله مع القطع بحقية المراد ولذا قال في الجوهرة: وله او فوض ورم تنزيها ومن اعتقد تنزيه الله تعالى عن مشابهة الأشياء لزمه تأويل ما أوهم لقول بعض متا خريهم ان مذهب السلف أسلم بل الاسلم رده الى المحكم لحلا يتوهم الضعيف أن المراد ظاهره (قوله أو يلزمن تناقض القران) (١) سورة القيامف أية رقم ۹٠. (۲) سورة آل عمرانء آية رقم ۷. ۸Y هذا دليل وجوب رد المتشابه الى المحكم أي لو لم يرد اليه لزم تناقض القران وذلك كما في قوله تعالى « واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )٠ فانه متشابه يجب رده الى قوله تعالى « قل ان الله لا يأمر بالفحشاء » فيتأول الأمر الاول والا لزم تناقض الايتين وكما في قوله تعالى ١ نسوا الله فنسيهم × فانها متشابه محكمها « وما كان ربك نسيا © « لا يضل ربي ولا ینسی »“ وكما في قوله تعالى « الرحمن على العرش استوى ©“ « بل يداه مېسو طتان فانه متشابه محكمه « ليس کمثله شيء فلو لم يرد اليها لزم التناقض؛ء وأو في البيت عاطفة للجملة الفعلية على الجملة الاسمية قبلهاء ومعناها تخبير الواقفين عن تأويل المتشابه بين أمرين إما أن يردوه الى المحكم فيلزمهم تأويله أو يقولوا انه على ظاهره فيلزمهم تناقض القران بعضه ببعض فليختاروا اي الامرين شاؤوا ولا مخرج لهم عن أحدهما والجملتان فيهما التخيير خبريتان لفظا انشائيتان معنى لان التخيير مختص بالانشاء والله أعلم. (١) سورة الاسرار أية رقم ١٠ وتكملة الآية (فحق عليها القول فدمرناها تدميرا). (1) سورة الأعراف آية رقم ٢۲ وتكملة الآية (أتقولون. على الله ما لا تعلمون). (۳) سورة التوبة أية رقم 1۷. (4) سورة مريم اية رقم ٤1. (5) سورة طه أية رقم ٢٥. (5) سورة طه ية رقم ٥ (۷) سورة المائدة أية رقم ١٤٦ (۸) سورة الشورى آية رقم ١٠ وصدر الأية (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤ کم فيه). ۸ الباب الرابع رفي الوعد والوعيد وفيه أربعة فصول) (الفصل الاول: في الموت والبعث‹والحساب) أي في بيانها ووجوب الايمان بهاء وفي بيان صحة عذاب القبر› وخلق الجنة والنار الآنء وفي بيان الكتب والحوض؛» واقتصار المصنف في الترجمة على بعضها من باب الترجمة عن الشيء والزيادة عليه وهو حسن؛ والمعيب عندهم الترجمة عن الشيء والتقصان من نم إن الوعد والوعيد يطلقان على ما فيه الخير والشر يقال: وعدته بكذا وأوعدته بكذاء فان حذف المتعلق وهو الموعود به اطلق الوعد على ما فيه الخير خاصة والوعيد على ما فيه الشر كذا في المختار وهو المراد هنا. (١) أصل البعث اثارة الشيء وتوجيهه يقال بعثته فانبعث ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علق به فبعثت البعير اثرته وقوله تعالى: ٠ والموتى ييعشهم الله أي يخرجهم ويسيرهم الى القيامة. راجع المفردات ص ۲ص ۳٥. (والموت حق يجب الأيمان به كذاك البعث والحسبان) والبعث ردها اليه للأبد) (قوله والموت حق) أي ثابت (قوله يجب الايمان به) هذا الحكم هو المطلوب من ذكر الموت هنا والا فحقيته معلومة بالضرورة. (اعلم) انه يجب على كل مكلف ان يعتقد ان کل حي میت الا الف وقيل يكفيه أن يعتقد أن كل عاقل يموت» والأول أصلح لقوله تعالى ١« كل نفس ذائقة الموت »٩ والبهائم ذوات أنفس ويجب عليه أيضا ان يعتقد أن كل شيء فان الا الله عز وجل لقوله تعالى « كل شيء هالك الا وجهه » والفناء شامل للموت ومطلق العدم بعد الوجوت لانه اعدام فجميع الاشياء فانية حتى عجب الذنب وهو شيء مثل حبة الخردل اسفل الصلب عند العصعص كذا في الذهب الخالص؛› وفي المصباح أن العجب: هو العصعص وفي المختار: أن العجب هو عظم الذنب والعصعص هو ذلك العظم ايضا وما ورد من حديث « كل ابن ادم يفني الا عَجْب الذنب فمنه يركب ©“ قال القطب رحمه (١) سورة ال عمران آية رقم ١۸٠ وتكملة الآية (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). وسورة الأنبياء أية رقم ٢۳ وسورة العنكبوت أية رقم ۷٥ (۲) سورة القصص آية رقم ۸۸ وتكملة الآية (له الحكم وإليه ترجعون). (۳) الحديث رواه الأمام البخاري في كتاب التفسير سورة ٢۷۸ ١ باب يوم ينفخ في الصور فتاتون افواجا زمرا = ٦۸ الله تعالى: الاستثناء منقطع أي لكن عجب الذنب منه يركب بعد اعادته وقال في معنى الحديث: انه سبحانه يعيد الاعيان الفانية وير كبها عليه لحكمة لا لتعذر الاعادة الا بذلك والاشياء منها ما هو فان على الانقلاب الى دار اخرى وهم العقلاء ومنها ما هو فان على التلاشي والذهاب وهو ما عدا العقلاء من الحيوانات وغيرها من النباتات والجمادات› فانها لا تحشر وهو مذهب ابن عباس رضي الله عنه والجمهور على أن كل حي محشور لقوله تعالى « وما من دابة في الارض ولا طائر يطیر بجناحیه ٩ الى قوله تعالى ( تم الى ربهم يحشرون » لکن حشر ما عدا العقلاء على التلاشي والذهاب واختلفوا أيضا في أولاد المشركين فمنهم من ذهب الى أن فتاءهم على الانقلاب وهو المذهب؛ ومتهم من ذهب الى أن فناءهم على التلاشي كسائر الحيوانات؛ والحق الاول لقوله تعالى « وإذا الموؤودة سعلت باي ذنب قتلت ٠ (قوله كذلك البعث) اي البعث كالموت في كونه حقا وفي وجوب الايمان به . (قوله والحسبان) ي کحکم الموت فى أنه حق وان الايمان به واجب والدليل عليهما قوله تعالى « زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا = ٤ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة س رضي الله عنه قال رسول الله _ رٹ — وذکره. ورواه ابن ماجة في كتاب الزهد ٢۳ باب ذكر القبر والبلى ٢٤٤٤ عن الأعمش عن أبي صالح عن بي هر ير ة قال: قال رسول الله ن وذکره ورواه الامام أحمد بن حنبل في المسند ۲: ١٠۳ ۳۲۲ ۸٤٤ ٩۹٤ (حلبي) وقد جاء في المطبوعة (عجم) بالميم وهو تحريف. (١) سورة الانعام أية رقم ٢۳ وتكملة الآية (إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون). (۲) سورة التكوير اية رقم ٩ ۸Y قل بلى وربي لتبعشن ثم لتنبؤۇن بما عملتم 0 وأمثالها من الآيات وخص المصنف الموت والبعث والحساب بالذكر مع انه سيذكر أشياء أخر كعذاب القبر وصحة خلق الجنة والنار الآأنء والكتب والحوض؛» لان المطلوب الذي لا يتم الايمان الا به بعد قيام الحجة من هذه الاشياء كلها هي الايمان بهذه الثلائة ولذا وقع الخلاف في بعض ما ذكرنا وسیاتی بيانه ان شاء الله تعالی. (قوله فالموت ان تفارق الروح الجسد) هذا تعريف للموت وحاصله: أن الموت مفارقة الروح للجسك وعرفه بعضهم: بانه انقطاع الحياة وبعضهم عرض تضمحل به الحياةء وبعضهم بانه كيفية مخلوقة في الحي» ودليل هذين التعريفين قوله تعالى: « خلق الموت والحياة × والمخلوق اما جوهر أو عرض واجيب بأن الخلق في الآية بمعنى التقدير اي قدر الموت والحياة ويرد بأن الحياة مخلوقة وهي عرض فيلزم استعمال الخلق في معنييه التقديري والايجادي. وأيضا فحمل الاية على التقدير خلاف الظاهر لانه يستلزم حذف مضاف تقديره قدر أجل الموت والحياة والحذف خلاف الأصل ولا دليل عليه وكلام المصنف محتمل لان يكون الموت انقطاع الحياة وأن يكون عرضا تضمحل به الحياة أو كيفية مخلوقة في الحي لانه لم يزد على أن الموت مفارقة الروح للجسد ولم يذكر فيه توقفا عن تعيين السبب (قوله والبعث ردها اليه) أي رد الروح الى الجسد وفيه تصريح بان الاعادة هي للارواح واجسادها التي كانت في الدنيا خلافا لمن زعم من الكفار أنها تعاد في اجسام هي مثل الاجسام الأول لا عينها ولمن قال إن الأرواح هي المعادة دون الاجسام وقد تقدم التصريح بأن المذهب أن فناءِ الاجسام هو اعدامها بالكلية لا تفريق اجزائها فقط واستعبد قوم اعادة حقيقتها على ما كانت في (۲) سورة الملك اية رقم ١٠ وتكملة الآية « ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ». ۸A۸ دار الدنيا بعد عدمها بالكلية قلنا: ولا بعد في ذلك لان النشاة الأخرة ليست باشد من النشأة الاولى فكل منهما ممكن لذاته قالوا: ليس الوجود الثاني كالول لاه وجود خاص بکونه مسبوقا بوجود خر والوجود الاول عام ولا يلزم من امكان العام بإمكان الخاص كما لا يلزم من انتفاء الخاص انتفاء العام. قلنا لا نسلم أن الوجودين متغيران بحسب ذاتهما بل بالاضافة الى معه واذا أعيد معه لزم أن يكون المعاد هو المبداً. قلنا: لا نسلم أن وجود الشىء يستلزم وجود جميع أعراضه معه بل الواجب وجود أعراضه الشخصية فقط والزمان ليس منها وانت خبير ان حقيقة زيد اليوم هي حقيقته أمس؛ فلم تختلف ذاته بتخلف (۱) هو الحسين بن عبدالله بن سينا أبو علي شرف الملك الفيلسوف الرئيس صاحب التصانيف في العلب والمنطق والعلبيعيات ءالإلهيات أصله من بلح عام ۳۷۰ هھ مولاه في احدی فری ‎"i : . - ۲ ± ‫َ .‏ ۱ 1 1 - - ه َ‫ - 4 . َ‫ بخاری نشا و تعلم اي بخاری ۾ طاف اللات و ناظر العالمات م اتسعت سر به ء تلد الرزارة في همدان وثار عليه عسکرها ونهبوا ننه فتواری ثم ضار الى آصفهان وصنف بها اکثر کتبه. أخبر عن نفسه من أهل دعوة الحاكم من القرامطة الباطيبن. وقال ابن تيمية: تكلم ابن سينا في أشياء من الالهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم بها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتها علومهم. صنف نحو مائة مصتف من أشهرها ٠ القانون » ورسالة في المعاد وأسرار الحكمة المشرقية والأشارات وغير ذلك کثير راجع وفيات الأعيان ١: ١١٠ وتاريخ حكماء الاسلام ۲۷: ۷۲ ودائرة المعارف الاسلامية ۱١ ۳ ولسان الميزان ۲: ۲۹۱ وإغائة اللهفان لابن الجوزي ۲: ٢٦۲ ۸۹ ذلك التلميذ مصرا على التغاير فقال له ابن سینا: ان کان الامر على ما تزعم فلا يلزمني الجواب لاني غير من كان يباحثك وانت أيضا في الواقع؛ و بان الوقت ليس من المشخصات. كذا في المواقف وشرحه. (قوله للابد) متعلق بردها والابد عدم الغاية في المستقبل أي ترد الروح للاجساد لحكمة هي التأبيد إما في نعيم وإما في جحيم والعياذ بالله والحكمة في بعث غير العقلاء هي الاقتصاص لها ممن ظلمها كما يرشد الى ذلك بعض الأحاديث النبوية. النهي عن حديث الروح (والقول بالامساك في الروح أحق وما سوى التخمين للذي نطق) (قوله والقول بالامساك) أي الكف عن الخوض في الروح وعن تعاطي بيان ماهيتها (أحق) اي اثبتء من حق الشيء اذا ثبت أو بمعنى (اعلم) أن العلماء اختلفوا في بيان الروح وتعيين ماهيتها فمنهم من ذهب مذهب الوقوف عنها قائلا: ان الله تعالى لم يخبر نبيه عن ماهيتها فالو قوف بنا احق قال بعضهم: والروح ما اخبر عنا المجتبى مسك المقال عنها أدبا وقال الجنيد: الروح شيء استاثر الله بعلمه فلم يطلم عليه أحدا من خلقه فلا يجوز لعباده البحث عنها باكثر من أنها موجودة» وخاض (١) الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز ابو القاسم؛ صوفي من العلماء بالدين مولده كان يعمل الخز قال أحد معاصريه: ما رأت عيناي مثله. قال ابن الأثير: إمام الدنيا في زمانف وعده العلماء شيخ مذهب التصوف لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة من كلامه: طريقنا مضبوط بالكتاب والسنةء من لم يحفظ القران ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به له رسائل منها دواء الأرواح توفي عام ۲۹۷ ه نشاته بداد أصل بيهم من نهاوند و کان يعرف بالقوارير وعرف الجنيد بالخزاز لانه راجع وفيات الأعيان ١: ۷١٠ وحلية ١٠: ٢٥۲ وصفة الصفوة ۲: ٢۲۳ وتاريخ بغداد ۷ ٢ وطبقات السبكي ‎۳V — Y۸ :Y‏ ۹۱ اخرون في بيانها متاولين للامر بالكف عن بيانها في قوله تعالی « قل الروح من آمر ربي ٩ قائلين: انه عليه الصلاة والسلام أمر أن يقول هكذا ليوافق ما في التوراة فتكون تلك الموافقة اية لنبوته وذلك أن اليهود أمروا قريشا أن يسالوه عليه الصلاة والسلام عن أصحاب الكهف؛ وعن ذي القرنين» وعن الروح» وقالوا لهم: إن اجاب عنها كلها أو وقف عنها فليس بنبي وان أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبي. فأجاب عن الاوليين وأبهم أمر الروح لانه مبهم في التوراة قيل: الصحي انه لم يمت مل الا وأطلمه الله على ما أيهم عليه من أمر الروح وغيرها أي مما يمكن اطلاعه عليه لا على جميع معلوماته تعالى› لان علم البشر بجميعها محال ولا ينافي هذا قوله ‎YÉ‏ أعلم الغيب ‏ قيل لاحتمال ان يكون قال ذلك القول قبل اطلاعه على الغيب» والظاهر لا منافاة مطلقا اي وان قالها حال الاأطلا ع لعموم الغيبء وخصوص العلم الحادث (واختلف) هولاء الخائضون في بيانها على مذاهب. (أحدها) أن الروح هي الدم واستدلوا باه لا يفقد من الميت الا دمه ويرد عليهم بانه قد يذهب بعض الدم بجرح ونحوه فيلزم نقصان الروح بحسب نقصان ذلك الدم وهو باطل. (ثانيها): وهو المروي عن أصحاب مالك“ أن الروح هي جسم (١) سورة الإسراء اية رقم ٥۸ (۲) سورة الأنعام آية رقم ٠٠ وتكملة الآية (ولا أقول لكم اني ملك ان أتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون). (٣) هو مالك بن انس بن مالك الأصبحي الحميري؛ ابو عبدالله امام دار الهجرق وأحد الأئمة الأربعة عند اهل السنة واليه تنسب المالكية مولده عام ۳٩ ه ووفاته في المدينة عام ۷۹٠ ه كان صلبا في دينه بعيدا عن الأمراء والملوك وشي به الى جعفر عم المتصور العباس فضربه = ۹۲ ذو صورة كصورة الجسد في الشكل والهيئة. قال الباجوري: فان اصبغ ويدين ورجلين وعينين وراس تسل من الجسد سلا. (وثالثها): ما رواه النووي”' وصححه عن امام الحرمير.”' انها سياطاً انخلعت لها كتفه. سأله المنصور أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به فصنف الموطأء وله رسالة في الوعظء ورسالة في الرد على القدريةء وكتاب في النجوم وتفسير غريب ٠ القران. راجع الديباج المذهب ۷٠ ٠۲۰ والوفيات ١ : ٤۳٤ وتهذيب التهذيب ١٠ : ٠ وصفة الصفوة ٢ : ۹٩ وحلية ٦ : ١۳۱. (۱) هو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جناده العتقي المصري ابو عبدالله ويعرف بابن القاسم فقيه جمع بين الزهد والعلم تفقه بالامام مالك ونظرائه مولده عام ١۱۳ ووفاته بمصر عام ١ ه له و« المدونة » وهي من اجل كتب المالكية رواها عن الامام مالك. راجع وفيات الأعيان ١ والمكتبة الأزهرية ۱ ۳.£. (۲) هو يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي الشافعي آبو زكرياء محبي الدينء علامة بالفقه والحديث مولده ووفاته في نوا من قرى حوران بسورية عام ۳۱٦ هھ واليها نسبته. تعلم في دمشق وأقام بها زمناً طويلاً من كتبه تهذيب الأسماء واللغاتء ومنهاج الطالبين والمنهاج في شرح صحيح مسلم وشرح المهذب للشيرازي وغير ذلك كثير توفي عام ٦۷٦ ه. راجع طبقات الشافعية للسبكي ٠ : ١٠٦٠ وطبقات الشافعية والنجوم الزاهرة ۷ : ۲۷۸ واداب اللغة ۳ : ٢٢٤۲ ومفتاح السعادة ١ : ۳۹۸. (۲) هو عبد الملك بن عبدالله بن يوسف بن محمد الجوينيء أبو المعالي ركن الدين الملقب بامام الحرمين؛ أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي ولد في جوين عام 81۹ ه ورحل الى بغداد فمكة حيث جاور أربع سنين وذهب الى المدينة فأفتى ودرس جامعاً طرق المذاهب ثم عاد الى نيسابور فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية فيها وكان يحضر دروسه اكابر العلماء. له مصنفات منها غياث الأمم والتياث الظلم العقيدة النظامية في الأركان الاسلاميةء والشامل في أصول الدين؛ والارشاد في أصول الدين وغير ذلك كثير توفي عام ٨۷٤ ه. راجع وفیات الأعيان ١ : ۷٢۲ والسبكي ۲۳ وتبیين كذب المفتري ۸٢۲۷۸ : ٢۲۸. ۹۳ جسم لطيف شفاف مشتبك بالجسم كاشتباك الماء بالعود الاخضر فتكون سارية في جميع البدن. قال الباجوري: فان قيل أنه يرد على ذلك انه اذا قطع عضو حيوان لزم قطع نظیره من الروح أجيب بان لطافتها تقتضي سرعة انجذابها وانضمامها من ذلك العضو المقطوع قبل انفصاله أو سرعة الالتحام بعد القطع. قال الباجوري: وهذا يقتضي انقطاع الروح ثم تلتحم سريعا والاول يقتضي عدم انقطاعها فهو اولى لان الاصل عدم الانقطاع ا. ه (وفیه) آنا لا نسلم أن الثاني أولى لان أصل بقاء جز الروح في فلك الجزء المقطو ع انتقالها مته مفتقر الى دلیل وأيضا ظاهر البطلان لان نشاهد ان اعضو المقطرع . من البدن لم يبدل غیيره مكانف وأما الثاني فباطل ايضا لاستحالة حلول جسمين في مكان واحد ((واختلفوا) أيضا في محلها على أقوال. (احدها): انه البطن. (الثها): مكان قريب من القلب ولا دليل على شيء من هذا کله قال الباجوري :وأما بعد الموت فأرواح السعداء بافنية القبور على الصحيح وقيل عند ادم عليه السلام في سماء الدنياء لكن لا دائما فلا ينافي انها تسرح حيٹ شاءت وأما أرواح الكفار ففي سجين في الارض السابعة السفلى محبوسةء وقيل أرواح السعداء بالجايية في الشام وقيل بئر زمزم وأرواح الكفار ببئر برهوت في حضرموت التي هي مدينة في اليمن ا. ه. ولا دليل قطعي على شيء من هذه الاقوال ايضا ا التوقف. ٤۹ (قوله وما سوى التخمين) أي وليس غير التخمين للذي نطق في الروح اي تكلم فيها والتخمين: هو رؤية الوهم قال في المصباح قال الجوهري: التخمين القول بالحدس وقال أبو حاتم: هذه كلمة اصلها فارسي من قولهم خمانا على الظن والحدس واذا عرفت انه لا دليل للخائضين في الروح سوى التخمين ظهر لك أن الوقوف عن الخوض فيها واجب»ء كما هو مذهب الجنيد لقوله تعالى « ولا تقف ما ليس لك به علم 6 وقوله علد مر اشكل عليك فقف عنه أو مکروه كما هو مذهب القائل: والروح ما اخبر عنها المجتبى فنمسك المقال عنها أدبا (۱) هو محمد تن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي آبو حاتم البستي ويقال له ابن حبان» مورخ علامة جغرافي محدث ولد في بست من بلاد سجستان وتنقل في الأقطار فرحل الى خراسان والشام ومصر والعراق والجزيرة وتولى قضاء سمرقند مدة ثم عاد الى نيسابور ومنها الى بلده حيث توفي في عام ٤٣٤۳ ه. وهو احد المكثرين من التصنيف قال ياقوت أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غير و كانت الرحلة في خراسان الى مصنماته من كتبه المسند الصحيح في الحديث يقال انه اصح من سنن ابن ماجةء وروضة العقلاي ومعرفة المجروحين من المحدثين وغير ذلك كثير. راجع معجم البلدان ۲ : ١۷٠ وشذرات الذهب ۳ : ١٠ واللباب ١ : ١۲٠ وتذكرة الحفاظ ۳ : ١۲٠ وميزان الاعتدال ۳ : ۳۹ وطبقات السبكي ۲ : ١٤٠ ولسان الميزان 5 : . (۲) سورة الأسراء أية رقم ٢۳. (۳) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ۸ باب اجتناب الرأي والقياس ٥٥ ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم ثا معاذ بن جبل قال: لما بعثني رسول الله س مَل الى اليمن قال « لا تقضين ولا تفصلن الا بما تعلم وذکره ١. رولم يمت قبل انقضا العمر وقبل رزقه الذي له يحد) ركان حلالا أو حراما حجرا ار شبهة والله كلا قدرا) راذ ليس في العالم شيء يصدر الا وربا له مقدر) (قوله ولم يمت قبل انقضا العمر احد) أي كل من مات وفارقت روحه جسده باي سبب کان و بلا سبب فهو ميت باجله « فاذا جاءِ اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون « ما تسبق من أمة أجلها وما يستاخرون 6© « لكل أجل كتاب »“ هذا مذهبنا ومذهب جمهور الاشعرية قال في الجوهرة: ومسيت باجله من يقتل وغير هذا باطل لا يقبل وزعم الكعبي وهو أحد شيوخ المعتزلة أن للمقتول أجلين أحدهما أجل القتل والأخر أجل الموت وانه لو لم يقتل لبقي الى (١) سورة الأعراف آية رقم ٢٤۳. (۲) سورة الحجر اية رقم © وسورة المؤّمنون أية رقم 4۳. (۳) سورة الرعد أية رقم ٢۳۸ (٤) هو عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي من بني كعب البلخي الخراساني أبو القاسم أحد أئمة المعتزلةء كان رأس طائفة منهم تسمى د الكعبية ء وله آراء ومقالات في الكلام انفرد بها وهو من اهل بلخ اقام ببغداد مدة طويلة وتوفي ببلخ عام ۳۱۹ ه له كتب منها التفسير» وتأييد مقالة أ بي الهذيل› وقبول الأخبار ومعرفة الرجال؛ ومقالات الاسلاميين؛ وأدب الجدل؛ء وتحفة الوزراى ومفاخر خراسانء والطعن على المحدثين قال ابن حجر في لسان الميزان: أثنى عليه أبو حيان التوحيدي؛ وقال الخطيب البغدادي: صنف في الكلام كتبا كثيرة وانتشرت = ٦۹ الاجل الاخر الذي هو الموت (وزعم) بعضهم أن القاتل قطع على المقتول اجله وانه لو اخر لبقي الى أجله الذي يموت فيه والفرق بين القولين أن الاول اثبت للمقتول اجلين والثاني لم يثبت له الا اجلا واحدا وقد قطعه عليه القاتل فمات في غير اجله واحتجح الجميع بحجتين. (إحداهما): أن القاتل لو لم يكن له تأثير في موت المقتول لما استحق العقاب اذا كان المقتول مظلوما ولما لزمه الدية الى أوليائه. (فاأما) الاولى فأجاب عنها ابن ابي نبهان حیث قال وأما ما اعتقده المعتزليون من أنه لو لم ينقص ذلك من عمره لم يكن مستحقا بفعله العقاب لان كل من قتل نفسا ظلما متعمدا فجزاؤه جهنم حكما من الله تعالى فقد يمكن اُن يوافق قتل هذا وفاء اجله على زعمهم فلا ولا يصح في صفة الله تعالى أن يكون الامر على غير ما اخبر من علم الغيب ولا من العلم الذي عر فه عباده ويتفاوت القتل في المقتول أو دهر طويل أو يكون موافقا للعمر فتختلف أحكام الجزاء في قتل أقول: وكذلك يلزمهم تقدير الدية التي وجبت على القاتل على حسب ما بهي من عمر المقتول وهذا باطل ضرورة وانما استحق القاتل د كتبه ببغداد وقال السمعاني: من مقالته: ان الله تعالى ليس له ارادة وان جميع افعاله واقعة منه بغير ارادة ولا مشيئة منه لھا. راجع تاریخ بغداد ٩ : ٢٤۳۸ والمقريزي ۲ : ٢٣۳ ووفيات الأعيان ١ : ٢٣۳ ولسان الميزان ۲۳ وهدية العارفين ١: ٤٤٤ ۹۷ العقاب لانه مرتكب لما حرم الله ارتكابه ووجبت عليه الدية زجرا له عن مئل ذلك الفعل لا كما زعموا. (وأما) الثانية فأجاب عنها الامام عبد العزيز في شرح النونية حيث قال وحديث أن بعض الطاعات تزيد في العمر لا يعارض القواطع لانه خبر واحد أو أن الزيادة فيه بحسب الخير والبركة أو بالنسبة الى ما تثبته الملائكة في صحفها لانه قد يثبت فيها الشيء مطلقا وهو في علم الله تعالى “مقيد ثم يول الى موجب علمه تعالى» كما يشير إليه قوله « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ‏ أي اللوح المحفوظ المكتوب فيه جميع الكائناتء كأن يكون الموجود في صحفها ان عمر زيد خمسون سنة مثلا وهو مقيد في علم الله تعالي بان لا يفعل طاعة كذا وانه ان فعلها كان عمره ستين سنة مثلاء وسبق فى علمه تعالى انه يفعلها فانه يفعلها ويعیش ستين سنه فالمعتبر فى العمر هو ما تعلق العلم الأزلي بالوصول اليه ۱. ه کلامه. | اقول وهذه المسألة وان ظهر بطلان قول المعتزلة فيها لعدم الدليل الشاهد لدعواهم ليست من المسائل الدينية التي يفسق بها من خالف يهك لاحتمال أن يقول ذلك المخالف ان للمقتول في علمه تعالى اجلين: أجلا مقيدا بما اذا لم يقتل فانه ينتهي اليه واجلا مقيدا بما اذا قتل فانه يموت فيه وقد علم الله انه يقتل فلا يتبدل فيه علمه تعالی وكذلك يحتمل لمن قال: إن القاتل قطع على المقتول أجله انه تعالى اجل لهذا اجلا لو لم يقتله القاتل لانتهى اليه لكن علم الله انه يقتل فيموت قبل الاجل المحدود بارادته تعالى فلا يتبدل فيه علمه ولا ارادت نعم هي من مسائل الدين أن لو قيل انه تعالى لم يعلم بان القاتل (١) سورة الرعك ية رقم ۳۹. ۹۸ يقطع على المقتول اجله أو أن المقتول يموت في اجل لم يرد الله موته فيه وانما قلنا انها حينئذ من مسائل الدين لما فيها من وصف أن ارادته لم تنففك والمعتزلة يعتقدون آنه تعالی لم يرد وقوع المعاصي والقتل ظلما معصية فينبني على مذهبهم أن الله تعالى لم يرد قتل المقتول ظلماء ولا يعد أن تكون مسالة قطع الاجل على المقتول مبنية على هذه القاعدق وإنما قلنا ولا يبعد ولم نقل أنها مبنية قطعا لاطلاقهم أن القاتل قطع أجل المقتول ولم يقيدوه بما إذا كان ظالما له. (قوله وقبل رزقه) أي وقبل انقضاء رزقه بكسر الراءِ بمعنی مرزوقه وهو ما ساقه الله اليه لينتفعم به سواء كان بملكه أو بدون ملکه بان أو يتقى به عن الحر والبرد أو نحو ذلك كان المنتفع به عاقلا أو عير عافل هذا مذهبناء ومذهب جمهور الاشاعرة› ويدل عليه ما فی الخبر مرفوعا عن ابن مسعود «أن روح القدس نفٿ في روعي لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحمل احد كم استبطاء الرزق ان يطلبه بمعصية الله تعالى لا ينال ما عنده الا بطاعته ٠ ويدل عليه ايضا قوله تعالى « وکاين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم ٩ ١« وما من دابة في الارض الا على الله رزقها . (١) رواه في مسند الفردوس عن جابر في حرف الهمزة ورواه في حرف النون عنه بلفظ نفث في روعي روح القدس ان نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل رزقهاء الحديث ورواه أبو نعيم والطبراني عن أبي امامة والبزار عن حذيفة وأخرجه أيضا ابن أبي الدنيا وصححه الحاكم عن ابن مسعود كڏا في فتح الباري. (۲) سورة العنكبوت أية رقم ١1. (۲) شورة هود آية رقم 1. ۹۹ (وذهبت) المعتزلة الى ان الرزق هو ما يملك لا ما ينتفع به مطلقا قلنا وهو باطل لوجهين. (أحدهما): آنه یلزم عليه أن یسمی ما ملکه الله تعالی رزقا له. (وٹانيهما): آنه يستلزم أُن تكون الدواب وما لا ملك له غير مرزوق وكلاهما باطل. (أما) الاول: فلاستلزامه أن يکون الرب سبحانه مرزو قا (وأما) الثاني : فلمصادمته قوله تعالى «وكاين من دابة لا تحمل رزقها )٩ وقوله ) وما من دابه في الاأرض الا على الله رزقها )9 (قوله الذي له يحد) أي يقدر والموصول وصلته صفة للرزق وفيه إشارة الى أن الرزق لا يزيد ولا ينقص على ما قدر في علمه تعالى وان كان بعضه معلقا بالأسباب وبعضه غير معلق بهاء فان المعلق بالاسباب لا بد أن يكون معلوما لله تعالى آنه يناله فهو في علمه مقدر كذلك لعلمه بانه يفعل السبب فيعطي ذلك الرزق المعلق به ما اذا علم انه لا يفعل السبب فلا ينال الرزقء فذلك الرزق من الرزق الغير المحدود له فهو يموت قبل استيفائه. حلال كذلك أو لا فانه انما تعبدنا بالظواهر لا بما غاب عنا علمه قال القزويني”: ومن قال إن الحلال ليس بموجود فقد طعن في (۱) سورة العنكبوت اية رفم ١٦. (۲) سورة هود ايه رفم 1. (۳) هو عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد امام الدين أو القاسم الكرخي التميمي القزويني الشافعي: فقيه من العلماء ينعت بتاضي القضاةق ولد بتبريز قال ابن العماد: انجفل الى مصر = ۹. الشريعة وهو أحمق حصل له ذلك من جهله فان الله لم يكلف الخلق عين الحلال في علم الله تعالى بل كلفهم أن يصيبوا الحلال في اعتقادهم ر ظنهم |. ه. أقول: وفي قوله في اعتقادهم وظنهم نظر لانهم مكلفون أن يصيبوا الحلال على وفق الشريعة المحمدية لا على وفق اعتقادهم وظنهم قط لان الاعتقاد والظن قد يوافقان الشرع وقد يخالفانه فما وافق الشرع منهما جاز الاعتماد عليهء وما خالفه حرم التعويل عليه وعند التحقيق فالتعويل على ظاهر الشريعة لا على نفس الاعتقاد والظن؛ وقد مر الكلام في اخر الركن الاول على من ياتي الاشياء على وفق ظنه من غير علم بحكم الشرع فيه فراجعه ان شئت. (قوله أو حراما حجرا) أي منع من تناوله والحرام هو ما تناوله نص أو اجماع أو قياس جلي كتحريم الخمر والدخان الملحق به في القياس لاسكاره أو يقال إنه حرام بنص السنة لدخوله تحت قوله عة « وکل مسكر حرام ٩ فلا عبرة بمن حلله زاعما انه لیس بمسکں وانما هو مرقد فقط قائلا إن الاسكار هو تغير العقل مع طرب وهذا ٠ مع انقباض فليس هو باسكار قلنا: لا نسلم أن الاسكار هو تغير = فتألم في الطريق وتوفي بالقاهرة عام 6۹4 ه وكان تام الشكل متواضعاً لم يتكهل. قلت: له مختصر شعب الایمان في شستربن ۳۱۸۲. راجع شذرات ٨ : ٥٤ وهدية العارفين ١ : ۷۸۸. (١) الحديث رواه البخاري في کتاب الأدب ٠ باب قول النبي 2 يسروا ولا تعسروا. ٤ عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده قال لما بعله رسول الله عل ومعاذ ابن جبل قال لهما: يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا قال بو موسی یا رسول الل انا بأرض يصنع فيها شراب من العسل يقال له البتع وشراب من الشعير يقال له المزر قال رسول الله س عل وذکره..= العقل مع الطرب فقط بل نقول إن الاسكار هو تغير العقل مطلقا من غير قيد بطرب وانقباض لكن لا على وجه الافة ليخرج نحو الجنون والعته فانهما ليسا بسكر وأيضا فالحكمة التي لاجلها حرم الاسكار إنما هي حفظ العقل عن التغير لا حفظه عن الطرب فقطء فاندفع الاشكال والحمد لله. (قوله أو شبهة) هي أن يتجاذب الشيء أصلان أصل يحلله وأصل يحرمه ولا مرجح لواحد منهما فالواجب فيه التوقف وتقسيم الرزق الى حلال وحرام وشبهة هو مذهب الجمهور مستدلين بأحاديث رووها عن رسول الله مه وذهب بعض الى أن الاشياء إما حلال واما حرام لا غير قال الشماخي رحمه الله: وهو قول الربيع وظاهر قول جابر قال: وللمشايخ في الريبة ثلاثة أجوبة إذا وقع في الريبة ولم يدخل عليها أحدها يمسكها ولا يبالي» والثاني يبيعها ويمسك مقدار ما أنفق ويتصدق بالباقي» والثالث يبيعها ويمسك جميع الثمن قال: قال المصتف: حكاه سلمة الدرجيني عن الشيخ أبي الربيع رضي الله عنهما وان دخل عليها محققة فكالحرام وغير محققة كالذي يكون في يد من لا يتقي الحرام فيردها وينفق مثلها وياثم (قوله والله كلا قدرا) أي وقدر الله كل واحد من أنواع الوزق التي هي الحلال والحرام والشبه إِذ لا رازق سواه تعالىء لكن لا ينبغي أن يقال لله رازق الحرام كما لا يقال إنه خالق القذر لا لانه لم يخلقه لكن لما فيه من ايهام التتقيص؛ وكما يقال إنه مفسد للاشياء سے ورواه الامام مسلم في الأشربة ۳٢ ہک ٩۷ ٤٦ ۹۹٦ وأبو داود في الأشربة ‎o‏ ۷ والترمذي في الأشربة ١ ۲ والنسائي في الأشربة ۳ .4 4۹ واب" ماجة في الأشربة ۹ ۳ ٤ وصاحب الموطأ في الضحايا ۸ وأحمد بن حنبل في المسند ١ : ٢٤۲۷ ۲۸۹ ۰٥۳ :۹ ۹ ا۳ ا۹۱ ۹۸ ١.۱ (حلبي). ۱.۲ الفاسدةق وإن كان فى الحقيقة هو الذي فعل ذلك غير أن فعله بالنسبة اليه تعالى ليس بمفسدة بل هو حكمة خفيت عليناء فكانت بالنسبة الينا مفسدة لعلمنا بظاهر المضرة وجهلنا بما فوق ذلك ولذا قلت: والرزق من ربنا لا شك فيه كما فالحل والحرم كل من لدنه كما من عنده واردات النفع والضرر لكته قال خير الرازقين وما أتى به النص من وصف به اقتصر لا يوصفن بخلاق القذى الوضر وقد تقدم أن المختار أن اسماءه تعالى توقيفية فلا يسمى بما لم يرد فبه نص من کتاب او سن وذدهبت المعتزلة الى انه تعالی لا يرزق الحرام بناءِ على ما مر من ان الرزق عندهم هو ما يملك؛ء وعلى قاعدتهم في التحسين والتقبيح العقليين› وکل منهما قد مر جوابه ونزيدها هنا أن نقول يلزم هوّلاء القائلين أن يكون من عاش طول عمره بأ كل الحرام غير مرزوق؛ وهو مصادم لمو له تعالی ) وما من دابة فى الارض الا على الله رزقها ٠“ ولا قبح في أنه تعالى يرزق الحرام لأن الاشياء كلها ملك له فالحلال والحرام بالنسبة اليه سواء قال ابن ابي نبهان: إن هذه المسألة مما يسع جهلها أي ليست من مسائل الدين التي يجب اعتقادها وهى كذلك فإنها وإن صادمت ظاهر الکتاب فلا دليل قطعي بکفر المخالف فيهاء لان الظاهر والعموم ليس بدليل قطعي عندنالء (١) سورة هود آية رقم ٦. وإنما جاء بطلان قولهم من قبل التأويل بلا دليل والتخصيص بلا مخصص. (قوله إذ ليس في العالم شيء يصدر) الى اخره هذا دليل لقوله والله كلا قدرا وحاصله ان الاشياء كلها انما تصدر بارادة الله وتقدير منه فلا فاعل على الحقيقة الا هي فلو قلنا إنه لم يرزق الحرام لا كله للزم أن يكون هناك رازق غيره يرزق الحرام وهو يرزق الحلال فقطء وانما احتملنا للمعتزلة في هذه المسألة مم ظهور هذا اللزوم لامكان أن يريدوا نفي النسبة اليه لفظا مع اقرارهم بانه تقدير الله فيكون الخلاف لفظياء لكن اذا رجعت الى قواعدهم رأيتهم ينفون نحو هذا عن الله تعالى معنى طلبا لتنزيهه عما لا يليق به في زعمهم فالمسالة حينئذ دينية لانها يلزم عليها اثبات رازق غيره تعالى لوجود أكل المحرم وسوقه الى اكله وتقديره ل وهذه كلها أفعال لا تقوم إلا من فاعل والفاعل على الحقيقة هو الرب عز وجل ينفونها عنه فرجعت المسألة قدرية. الكلام في عذاب القبر (ثم عذاب القبر مما جاء به تواتر الاخبار معنى فانتبه) (واعتقدن صدقه رلا تحل تعذيب ميت لوجوه يحتمل) (قوله ثم عذاب القبر الخ) عطف بثم المقتضية للتراخي› وذلك أنه لما استطرد في بيان الرزق واخذ في الكلام عليه كان بين ذكر الموت وذكر عذاب القبر مهلة فناسب عطفه بثم وذ كر القبر تغليبا لما عليه العادة لانه هو الغالب في أحوال الموتىء والا فكل ميت راد اله تعذيبه فكذلك حكمه سواءِ قبر و أ كلته السبا ع ُو حرق وذري في الريحء ولا يمنع منه تفرق الاجزاى لان الله على كل شيء قدي وكذلك أيضا نعيم القبر واقتصاره على ذكر العذاب دون النعيم لكثرة التعبير به عن المقام. (اعلم) أن العلماء اختلفوا في ثبوت عذاب القبر فذهب جابر بن ريد“ رضي الله عن والجمهور الى تبوته› لما ورد من الايات والاحاديث الدالة على ذلك حتى قال في المعالم انها متواترة معنی›ء (۱) هو جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبدالله تابعي من فقهاء الشيعة من أهل الكوفةء أثنى عليه بعض رجال الحديث واتهمه اخرون بالقول بالرجعةء وكان واسع الرواية غزير العلم بالدين مات بالكوفة عام ۱۲۸ ه. راجع تهذيب التهذيب ۲: ١٤ وفهرست الطوسي ١٤ وميزان الاعتدال ١: ١۷٠ وذيل المذيل ۹۸. فمن الآيات قوله تعالى ١ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون أشد العذاب »© ولقد تكلف ابن ابي نبهان وهو ممن ینکر عذاب القبر تأويل هذه الاية حتی خر ج بها عن آسلوب النظم الشريف فقال: فيها تقديم وتاخير والأصل ويوم تقوم الساعة ادخحلوا ال فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا (ومنها) قوله تعالی « سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم فانه ذ کر بعد البعث كذا قيل (ومنها) قوله تعالى حكاية عن الكفار « ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين »" فذكروا أنهم أميتوا اثنتين كما انهم احيوا اثنتين. (ورد) بأن الحياة الأولى هي الحياة الدنيويةء والثانية الاخرويةء وأن الاماتة الأولى هى عبارة عن عدمهم قبل الوجود والاماتة الثانية هي التي فارقوا بها الدنيا. (وآما) الاحاديث فمنها ما خر جه ابن شيبة وابن ماجه عن بي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله عفد يقول ١ يسلط الله على الكافر في قبره تسعه وتسعين تنینا تنهشه وتلدغه حتی تمو م الساعة لو ان تنينا متها نفخ على الارض ما انبتت خضراء “٠ قال الباجوري: (١) سورة غافر اية رقم ٩٤. (۲) سورة التوبة آية رقم ١٠٠ وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (غليظ) بدلا من (عظیم). (۳) سورة غافر اية رقم ١٠ وتكملة الآية (فاعترفنا بذنوينا فهل الى خروج من سبيل). (4) الحديث رواه الامام أحمد بن حنبل في المسند ۳: ٢۳ س حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ٿا سعيد بن أبي أيوب. قال سمعت أبا السمح يقول سمعت أبا الهيثم قول سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله س ع وذکره. ورواه الدارمي في الرقاق ٤8ء ورواه الترمذي في القيامة ٢۳. ١.۱ والتنين بكسر المثناة الفوقية وتشديد النون وهو أكبر الثعابين قيل وحكمة هذا العدد أنه كفر باسماء الله الحسنى وهي تسعة وتسعون ا. ه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة تراجع من محلها (واحتج) النافون بقوله تعالی « يا ویلنا من بعثنا من مرقدنا ٠ قالوا: لو کانوا معذبين في القبر ما سموه مرقدا واجيب بأنهم سموه بذلك نظرا الى ما شاهدوا من هول الموقف حتى صار القبر بالنسبة اليهم كالمرقكء وبقوله تعالى «يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة % قالوا لو كانوا معذبين لاستطالوا المدة ولما اقسموا أنهم لم يلبثوا الا ساعة. (واجيب) عنه بأنهم انما سموا تلك المدة ساعة بالنسبة الى ما کشف لهم من التابيد الذي لا انقطا ع له فمدة البرزخ بالاضافة الى ما بعدها من الأبد أقل من ساعة (وبقوله) تعالى: « لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى %. (قالوا) لو عذبوا في القبر لزم احياؤهم فيه ثم اماتتهم بعد التعذيب» ويجاب بأن الخطاب لاهل الجنة فإذا أحياهم الله في القبر لما أراده منهم فلا يسمى ما بعد تلك الحياة موتا بالاضافة إليهم» كيف وقد ورد في الحديث أن المؤمن يرى منزله في التار ان لو عصى ومنزله في الجنة لما أطاع فيريد أن ينهض اليه فيقال له: لم يات أوان ذلك نم سعيدا نومة العروس وليس النوم بموت فلا يذوقون الا الموتة الاولى. (قوله تواتر الاخبار معنى) أي تواتر معنى الاخبار النبوية فمعنى تمييز محول عن مضاف» والمتواتر في اصطلاحهم: هو خبر جماعة عن (١) ‏ سورة يس اية رقم ٠٠ وتكملة الآية (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون). (۲) سورة الروم اية رقم ٥٥. (۳) سورة الدخان؛» اية رقم ١ وتكملة الأية ٠ ووقاهم عذاب الجحيم ٠. \.۷ جماعة لا د يمکن تواطي مشاهم على الكذب عادة مسندین الخبر اى بلفظ يخالف لفط الأ واتفقوا التي سي لوا معنوياء لاشتراك جميع الرواة في ذلك المعنى بنفسه وان اخحتلفت عباراتهم. (قوله فانتبه) أي فاستيقظ من غفلتك تكملة للبيت وفائدته التنبيه للسامع من غفلتف والمعنى إذا عرفت أن عذاب القبر جاء به التواتر المعنوي فلا تكن ذا غفلة عن أخذ الحذر منه ولا ذا تماد في الجهل به فان حق ما جات به الاخبار المتواترة أن يكون معلوما لك. (قوله واعتقدن صدقه) أي مطابقة التواتر المعنوي للواقم اي انتبه للعلم به واعتقد صدقه فالتواتر مما يقطع بصدقه وكذلك يقطع بصدق كل خبر عرف بالضرورة وبصدق کل خبر عرف بالاستدلال» وبصدق خبر الله تعالى وبصدق خبر رسوله وبصدق من أخبر الصادق بصدقه وبصدق الاجماع وبصدق خبر اخبر به عن قائله وهو حاضر يسمع الخبر ولا ينكره» ولم يمنعه من الأنكار مانع وبصدق الخبر المستفيض المتلقى بالقبول لكن وجوب تصديق ما ذكر من التواتر انما هو متوقف على من بلغه ذلك أما فى زماننا فقد تعذر ادراك التواتر من غير وصارت الاخبار كلها منزلة الآحاد لانقطاع الرواة الا ما اجمعت عليه الامة أن هذا متواتر أو أنه عن رسول الله َد فحينعذ يجب تصديق الاجماع والقطع بصدق الخبر ولذا قال صاحب المراة: المعتبر في تصحيح الاخبار وفي کونها تواترا و احادا هو ما عليه السلف في الثلاثة القرون فما تواتر هناك فهو متواتر وما لا فلاء لکن کونه متواترا في تلك القرون لا يوجب القطع به على من هو في زماننا لان كلا متعبد بعلمه ثم إن رواية أنه متواتر في تلك القرون لا تكون غالبا الا احادية فينقلب المتواتر احاديا فيكون مظنون الصدق» والعقائد لا تبني على ظن فلذا صح الخلاف في عذاب القبر. ۱۰۸ (فان قيل) فما وجه كلام الناظم في قوله واعتقدن صدقه؟ (قلنا): إنه مبني على غير الوجوب أو على ارادة من بلغه ذلك التواتر الموجب للصدق فلا اشكال. (قوله ولا تحل) بضم المثناة الفوقية ي ولا تقل باحالة تعذيب ميت ردا على من قال إن تعذيب الميت خارج عن المعقول قالوا: إن قدرنا امكانه في القبر لاعادة الروح فيه فلا يمكن ذلك في كل ميت فانا نشاهد من قتل فصلب بعد القتل مدة طويلة حتی تفنی اجزاؤه فلا نرى انها حدثت حياة يدرك بها العذاب› وكذلك من أكلته السباع و أحرق بالتار وادري في الرياحء فانا تعلم ضرورة ان أجزاءه تفرفت وحياته مع تفرق اجزائه تعذرت. (واجيب) عن الأول: با نه يحتمل أن يخلق فيه حياة لا ندر كها نحن وعن الثاني: أنه مبنى على أنه يشترط فى الحياة وجود البنية بتمامها ونحن ل نقول به لامكان أن يخلق الله لکل جزء انفرد حياة يحس بها ألم العذاب (قوله لوجوه يحتمل) أي يحتملها التعذيب وتلك الوجوه هي ما في الاجوبة التي ذكرناها. أو فاسق ليكثر التندما) روما عداهما الى الحنان بلا حساب أو الى النيران) (قوله أما الحساب) الخ هو لغة: العدد وفي الاصطلاح: ما أشار اليه المصنف بقوله: هو تمييز العمل خيرا وشرا أي تبيين عمل الخير لصاحبه وتبيين المقبول منه والمردود وتبيين مقدار ثوابه وتبيين عمل الشر لصاحبه وتبيين أنه مردود عليه وتبيين مقدار عقابه. وعرف بعضهم بانه: توقيف الله الناس على أعمالهم خيرا كانت أو شرا قولا كانت أو فعلا تفصيلا بعد أخذهم كتبها. قال الباجوري: وقد اختلف في المراد بتوقيف الله الناس على اعمالهم فقيل المراد به أن يخلق الله في قلوبهم علوما ضرورية بمقادير أعمالهم من الثواب والعقابء وقيل المراد به أن يوقفهم بين يديه ويؤتيهم کتب أعمالهم فيها سیئاتهم وحسناتهم فيقول: هذه سيئاتكم وقد تجاؤزت عنهاء وهذه حسناتكم وقد ضاعفتها لكم وهذا القول نقل عن ابن عباس قال الباجوري: وفيه قصور لان الحساب غير قاصر على هذا المقدار وقد ورد أن الكافر ينكر فتشهد جوارحه وقيل المراد به أن يكلمهم في شان أعمالهم وكيفية مالها من الثواب وما عليها من العقاب فيسمعهم كلامه القديم. قال: وهذا هو الذي تشهد له الاحاديث الصحيحة ا. ه. ١١۱ (أقول): وهذا الذي يرده النقل والعقل لان القدم مختص به عز وجل وكلامه الذاتي انما هو صفة توجب عدم الخرس لا حروف وأصوات مسموعةه فلو قدرنا أن كلامه الذاتي كذلك للزم أن يكون مشابها لخلقه في صفتهم الكلامية وهذا خلاف قوله تعالی « ليس کمثله شىء ۱ وقد تقدم في بيان الكلام ما فيه غنى عن الاعادقة وأما القول المروي عن ابن عباس فمحتمل للايقاف بين يدي ملك من ملائكته يحاسبهم أو بين قدرته ونعمتت وما جاء به الكتاب من قوله تعالى ١ اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون »" دليل على أن الحساب غير مقصور على نفس التبيين فقط بل معه مكالمة ومخاطبة وشهادة فيحمل على أن المحاسب للخلق هو خلق من خلق الله تعالى خلقه لذلك وجعل له قدرة على محاسبة الخلق كلهم جنهم وإنسهم مؤّمنهم وكافرهم الا من استثنى (١) سورة الشورى اية رقم ١٠ وصدر الآية (فاطر السموات والأرض حعل لكم من أنفسكم أرواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه). (۲) سورة يس اية رقم ١٦ قال ابن أبي حاتم حدثنا آبو شيبة ابراهيم ب عبدالله بن أبي شيبةء حدثنا منجاب بن الحارث التميمي حدثنا أيو عامر الأزدي حدثنا سفيان عن عبيد المكتب عن الفضل بن عمرو عن الشعبي عن انس بن مالك س رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فح تی بدت وجه نم قال :ا آتدرون مم اضحك.. .٩ قال: 8 من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول رب ألم تجرني من الظلم...؟ فيقول: بلي فيقول: لا أجيز عل الا شاهدا من نفسي فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباء وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيص ويقول لأركانه انطقي بعمله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول بعد لکن وسحقاً فعنكن کنت اناضل » وقد رواه مسلم والنسائي كلاھما عن ابي بكر ابي النضر عن أبي النضر عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن سفيان هو الثوري ثم قال النسائي لا أعلم أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير الاشجعي وهو حديث غريب والله تعالى أعلم. كما سياتي ويحتل آن يخلق لله صو مو جهراء هذا هو الذي ظهر لي بعد ما نظمت هذه القصيدة ولا بأس به على مذهب أصحابنا فانهم إنما يفسرون الحساب بالتبيين فقط فرارا عن التشبيه ولا تشبيه في هذا. (قوله حيرا وشرا) منصو بان على التمييز المحول عن مضاف تمدیره تمييز خير العمل وشره» أو على الحال من المضاف اليه لاقتضاء المضاف العمل أي تمييز العمل في حال کونه خيرا وفي حال کونه شرا. (قوله ليراه من فعل) أي ليعلمه من فعله (وفائدة) الحساب بيان مراتب الكمال والنقصانء فيعلم الموّمن ما كتب له وما محي عنه فيشكر ويرى الفاسق ما أثبت عليه فيفتضح. ((قوله خص به مقصر) الخ في القواعد أن الناس بالنسبة الى الحساب ثلاثة أقسام: قسم يحاسب وهو مؤّمن مقصر وفاسق غير جاحد. وقسم يدخلون الجنة يغير حساب وهم الموفون من المؤمنين. وقسم يدخلون النار بغير حساب وهم المشركون. فبنيت النظم على ما هنالك ثم ظهر لي بعد ذلك خلافه بظاهر قوله تعالى ١« زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعشن ثم لتنبؤن يما عملتم 0 فهذا صريح بأن متكري البعث ينبۇن بأعمالهم وقوله تعالى ١ وقفوهم إنهم مسۇولون)”› وفي السنة عنه ا «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ليس عليهم حساب فقيل هلا استزدت ربك فقال استزدت فزادني مع كل واحد من السبعين الفا سبعين ألفا فقيل له هلا استزدت ربك (١) سورة التغابن أية رقم ۷. (۲) سورة الصافات آية رقم ٢٤۲. فقال استزدته فزادني ثلاث حثيات بيده الكريمة 7 أي بر حمته والثلاث الحثيات ثلاث دفعات قال القطب رحمه الله: وحيث ورد نفي الحساب عن الموّمن فالمراد نفي المناقشة بعد أن قال ولا يسال نبي أو مشرك عن عمله شيئا فشيئاء وقيل يسال المشرك ثم قال بعد ذلك هذا تحقيق المقام فدع ما سوام وتلخيصه أن السوّال شيا فشيعا كائن لما عدا الانبياء من مؤّمن وفاسق› والخلاف في المشرك (قوله ليعلما) اشارة الى حكمة حساب المؤّمن المقصر أي ليعلم نعمة الله عليه حيث محا عنه سیئاته واثبت له حسناته مضاعفة. (قوله أو فاسق) أي فسق غير شرك على ما القواعد. (قوله ليكثر التندما) أي التأسف على ما فرط في جنب الله وهي الحكمة في حسابه (قوله وما عداهما) أي الموؤّمن المقصر والفاسق الغير المشرك. (قوله الى الجنان بلا حساب) وهم المؤّمتون الموفون والجنان جمع جنة وهي دار الثواب فيجب اعتقاد وجودها في الأخرة وأنها غير فانية وأن أهلها غير منتقلين عنها بفناء ونحوه» وان لهم ما تشتهي أنفسهم وتلذ اعينهم. (قوله أو الى النيران) أي بلا حساب ففيه اكتفاء وهم المشركون على ما في القواعدء والتيران جمع نار وهي دار العذاب في الاأخرة فيجب اعتقاد وجودها هنالك وان أهلها العصاة أهل الكبائر الذين لم (١) الحديث رواه ابن ماجة في الزهد ٢۳ باب صفة أمة محمد ي. ٦ س حدثنا هشام بن عمار ثنا اسماعيل بن عياش نا محمد بن زياد الالهاني قال: سمعت أبا امامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله ع يقول وذکره. ولفظه (وعدني ربي سبحانه ان يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل). ۱۱۳ يتوبوا منها وانها لا تفنىء وان أهلها مخلدون فيها فمن دخلها لا يخرج منها وانما جمع الجنان والنيران نظرا الى تعددهما فالجنان ثمان› والنيران سبع اعلاها جهنم وتحتها لظى نم الحطمة نم السعير نم وبين اعلاها واسفلها خحمس او سبع مائة سن و حرها هواءِ محرق ولا جمر لها سوی بتي ادي والاحجار المتخدة الهة من دول اله تعالى› والشياطين أيضاء وهذه الثار التى فی الدنيا ما أخحرجها الله عز وجل للناس من جهنم حتى غسلت في البحر مرتين ولولا ذلك لم يحصل الانتفاع بها لاحد من شدة حر ها و کفی بها زاجرا عن عصیان الله تعالى الموجه اليها ا. ه. من شرح الرائية للشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى. (١) هو الشيخ عبد العزيز بن الحاج بن ابراهيم الثميني ولد في يسجن بجنوب الجزائر عام ٠ هه كان احد اقطاب علماء الاباضية واليه انتهت رئاسة العلم له مؤلفات كثيرة توفي عام .۱\۲ هھ من مقدمه کتاب معالم الدين. ٤۱ الكلام في خلق الجنة والنار (والخلف هل قد خلقا وهو الأصح أو يخلقان بعد ما الفنا اتضح) روالوقف عن تعينا ذاك المحل أولی با اذ لا ديل نم دل) روعدم التعيين ليس يقشدح في قولنا ان الوجود أرجح) (قوله والخلف هل قد خلقا) أي الآن والضمير عائد الى الجنان والنيران وكان مقتضى الظاهر أن يقول خلقتا بتاء التأنيث فعدل عنه باعتبار كونهما محلين. (اعلم) أن الامة اختلفت في وجود الجنة والنار الان فذهب جمهورنا والاشاعرة وبعض المعتزلة الى أنهما موجودان الانء واستدلوا بقصة ادم وحواء عليهما السلام واسكانهما الجنة واخراجهما منها بالزلة وهذا دليل لا يمكن الجواب عنه لنص محكم الكتاب به ولتواتره ضرورة حتى عند من جحد النبوة والقول بان الجنة التي كانا فيها غير الجنة الموعود بها في الا خرة تحکم من قائله إِذ لا دليل عليه والأخبار الصحيحة سالكة هذا المسلك فإن كثيرا منها ما يدل على وجودهما الان. (واستدلوا) أيضا بقوله تعالى « أعدت للمتقين »0 « أعدت للكافرين »× بصيغة الماضي لكن يبحث فيه بأنه لا دلالة فيه على (١) سورة ال عمران آية رقم ۱۳۳. (۲) سورة البقرة اية رقم ٢٤۲ وسورة ال عمران أية رقم ١۱۳. ٥\۱ المطلوب قد قال تعالی ) و نفخ في الصور 7 ( وسيرت الجبال ”° (وذهب) جمهور المعتزلة وبعض أصحابنا كابي الموْثر» وابي سهل وابن أبي نبهان الى انهما غير مخلوقين الان وانما يخلقان يوم الجزاء (واستدلوا) بقوله تعالى في حق الجنة « اكلها دائم 0 بمعنى ما كولها دائم أي لا ينقطع› مم قوله تعالی ) کل شيءِ هالك الا وجهه 0( مخلوقة الان لزم فناؤها وهلاكها فلا تكون دائمة والنار مثلها اذ لا قائل بالفرق. (واجيب) عنه بان دوام مأكولها انما هو على سبيل البدل بمعنی فلا تنافي (أو نقول): ان فناءهما أن تتفرق اجزاؤهما وتبقى ذواتهما على ما هي فتکونان فانيتين صورة باقيتين ذاتا (او نقول): أن کون ذاتيهما قابلتين للفناءء كاف فى كونهما فان ما أمكن فيه الفناء لذاته فانٍ على الحقيقة ورفع الفناء عنه فعلا لعارض عرض عليه من خارج لا يدفع ذلك الامكان الذاتي. (أقول): وهذا هو الجواب لأن الأول والثاني وان امكنا فهما محتاجان الى دليل يدل على أن ذات الجنة والنار فانية فعلا على الأول وان صورتهما دون ذاتهما فانية فعلا أيضا على الثاني (وبقوله) تعالى ١« وجنة (١) سورة الكهف أية رقم ٩۹. (۲) سورة النبا آية رقم ۲۰. )۳( سورة الرعد اة رقم ٢۳. (٤) سورة القصص اية رقم ۸۸. (٥) سورة الرحمن أية رقم ۲۷. عرضها السموات والارض © رد با) فلو كانتا موجودتين لزم تداخل الاجسام لان الاية صريحة في أن عرض الجنة هو عرض السموات والارض. (والجواب) أن في الاية تشبيه العرض بالعرض مع حذف أداة الشبيه وهو . أبلغ وجوه التشبيه ريدل عليه التصريح بها في اية أخرى كعرض السموات والارض أيضا فلو كان العرض عين العرض لزم قيام العرض بمحلين مختلفين وهو باطل. (قوله وهو الاصح) أي القول بخلقهما الآن هو الاصح لما في قصة ادم وحواء وقد عرفت أنه لا يمكن الجواب عنها. ( قو له ُو يخلفات) أي و سيو جدان بعدما يقع الفناء لعلا يلزم فناؤۇهما (قوله بعدما الفنا اتضح) أي بعد ما وقع وظهر وعبر بالاتضاح مكان الوقوع نظرا للجاحدين للمعاد والتعريض بهم على أنهم في شك مريب وانه سيتضح وينكشف صدق الرسل بما وعدوا به واوعدوا (قوله والوقف عن تعييننا ذاك المحل الخ) أي ووقوفنا عن تبيين محل الجنة والنار بعينه أي أنه في مكان كذا أو مكان كذا أحق بنا لانه محتاج الى دليل ولا دليل يدل على ذلك ولا نعلم الا ما اطلعنا على علمه وأتی بالاشارة مم امكان أن يأتي باين مكان ذاك لما في الاشارة من اشارة لبعد المحل وتعظيمه وخفائه علينا الا بالاشارة ممن اطلع عليه. (اعلم) ُن بعض العلماء القائلين بو جود الجنة والنار أحذوا في تعيين محلهما فقال جمهورهم إن الجنة فوق السماء السابعة عند سدرة المنتهىء (١) سورة ال عمران أية رقم ۱۳۳. ۱۷ وان النار تحت الارض السفلى وقال البيضاوي في قوله تعالى « وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين €”: بمعنی هیئت لهم وفيه دليل على انها خارج هذا العالم ا. ه. ورای السعد“ التوقف وحققه شارح الرائية وهو الحق كما في النظم (قوله أولى بنا) أي أحق بنا لجهلنا بما غاب عنا الا اذا اطلعنا على علمه. (قوله إِذ لا دليل ثم دل) أي ليس هنالك دليل دل على تعيين المحل من كتاب وسنة (لا يقال) انه يلزم على هذا أي على کون الدليل معدوما أن يكون القائلون بتعيينه قد تكلموا بلا علم فيكون (لانا نقول): إن نفي الدليل انما هو بحسب ما ظهر للناظم لا بالنظر الى ما في نفس الأمر فإنه يحتمل أن يكون لهم دليل لم نطلع عليه نحن فهم محمولون على حسن الظن وعلينا الوقوف عما لا نعلم. (قوله وعدم التعيين الخ) هذا جواب اعتراض مقدر وصورته يلزمكم على القول بوجودهما الان أن تعينوا محلهما كما عينه جمهور القائلين بذلك. (١) هو عبدالل بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي أبو سعيد أو أبو الخير ناصر الدين البيضاوي قاض مفسر علامةء ولد في المدينة البيضاء بفارس قرب شيراز وولي قضاء شيراز مدةه وصرف عن القضاء فرحل الى تبريز فتوفي بها عام ٩۸٦ ه. من تصانيفه (انوار التنزيل واسرار التأويل) يعرف بتفسير البيضاوي وطوالع الأنوار؛ ومنهاج الوصول الى علم الأصولء ولب اللباب في علم الأعراب» ونظام التواريخ وغير ذلك كثير. راجع البداية والنهاية ۳٠ : ۹٠۳ والفهرس التمهیدي ٢٠۲۰ و١٠٦٠ وبروكلمان في دائرة المعارف الأسلامية ٤ : ۸١٤ وبغية الوعاة ٩۲۸ ومفتاح السعادة ١ : ٦۳٤ وطبقات السبكي ٥ 0. (۲) سورة ال عمران أية رقم ۱۳۳. (۳) سبقت الترجمة له في كلمة وافية في الجزء الأول. ۱۱۸ (وجوابه): لا يلزمنا ذلك لانه لا علم لنا الا بما علمنا وقد علمنا (قو له ليس يمد ح) القدح في النسب لَه : تتمیصه وعیبه وفي الأاصطلاح: هو منع الدليل او احدی مقدمتيه (قوله في قولنا) ي مقولنا فال عوض عن المضاف إليه (قوله ارجح) أي اقوى عن القول بانهما غير موجودتين الان. الكلام في الكتب والحوض (والكتب صحف حوت الأعمال والحوض حق فاترك الجدالا) ريرده من أمة الرسول من قد وفى بعهده المسؤول) (قوله والكتب صحف حوت الأعمال) ي والكتب التي ذ كرها الله في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه الكريم» كالتي في قوله تعالى « فاما من أوتي کتابه بیمینه فیقول هاؤم اقرآوا کتابيه » الى قوله « وأما من أوتي كتابه بشماله 6 ونحوها من الايات كقوله « ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ‏ هي صحف حاوية لاعمال العباد خيرها وشرها لامور عبر بها عن علم المرء عمله بدليل قوله تعالی ١ يلقاه منشورا » وقوله تعالی « واذا الصحف نشرت 6 فلا يصح تأويلها بالمعاني الاعتبارية التي لا وجود لها في الخارج› والايمان بوجودها في الخارج واجب» ولا يلزمنا تعيين الصحف ما هي بل يكفي الايمان بها اجمالا كما ذكرها الله عز وجل وفي الحديث « ما من ممن الا وله كل يوم صحيفة فاذا طويت وليس فيها استغفار طويت وهي سوداء مظلمة واذا (١) سورة الحاقة اية رقم ١٠ و٥۲ وتكملة الآية (فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه). )۳( سورة الاسراء آية رقم 11 (٤) .سورة التكوير آية رقم ١٠. ١۱۲ طويت وفيها استغفار طويت ولها نور يلألا »٠ قال الباجوري: والأحاديث صريحة الظواهر في أن كل مكلف له صحيفة واحدة يوم القيامةء مع أنها كانت متعددة في الدنياء وقد اختلف فقيل توصل صحف الأيام والليالي وقيل ينسخ ما في جميعها في صحيفة واحدة الى أن قال: وظواهر الآيات والاحاديث شاهدة بعمومه لجميع الامم نعم الانبياء لا يأخذون صحفا وكذا الملائكة لعصمتهم» ومن يدخل الجنة بغير حساب» وقد ورد أن الريح تطيرها من خزانة تحت العرش فلا تخطي صحيفة عنق صاحبهاء وورد أيضا أن كل أحد يدعی فیعطی کتابه فحصل التعارض بين الروايتين وجمع بينهما أن الريح تطيرها ولا من الخزانة فتتعلق كل صحيفة بعنق صاحبهاء ثم تناديهم الملائكة فتاخذها من أعناقهم وتعطيها لهم في ايديهم فالموّمن المطيع ياخذ كتابه بيمينه› والكافر يأخذه بشمالء من وراءِ ظهره ا. ه كلامه يتصرف وجميع ما فيه محتمل للحق لكن لا يجب الايمان به فى حقنا تفصيلا هكذاء فانها وان كانت فيه أُحاديث فهي أحادية لا تواتريةه نعم يجب الایمان بان المۇمن يۇتى كتابه بيمينه وان الفاسق يۇتى كتابه بشماله أو من وراء ظهره لانه ثبت بنص الكتاب. (قوله والحوض حق) أي اعطاء الحوض لسيد المرسلين ا في الأخحرة حق وردت به الأحاديث المتواترة قال بعضهم أقول: وقد تلقتها الامة بالقبول قال ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ١« حوضي مسيرة شهر وزوایاه سوا ماه أييض من اللبين؛ وريحه أطيب من المسك وكيزانه كر (۱) الحديث رواه ابن ماجه في كتاب الأدب ۷٠ باب الاستغفار ۳۸۱۸ ثنا بي نا محمد بن عبد الرحمن بن عرق سمعت عبدالله بن بسر يقول قال النبي ‏ عَيه ‏ وذکره. ولفظه « طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ٠. وفي الزوائد: اسناده صحيح؛ ورجاله ثقات. ١۱۲ من نجوم السماء؛› من شرب منه فلا يظما ابدا 0 وقد ورد تحدیده بجهات مختلفف› ففي روايه لاحمد أن الحوض كما بين عدن وعمان؛ وذلك نحو شهر وفي رواية للصحيحين ما بين صنعاء والمدينة وذلك نحو شهرين» وفي رواية ما بين مكة وايلة وذلك نحو شهر کالاولی المختلفة فكان يخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونهاء ولا تنافي من حيث تقدير المسافة بنحو شهر في بعض الروايات وبنحو شهرين في بعض اخر لان الله سبحانه وتعالى تفضل عليه باتساعه شيئا فشيئاء فاخبر عة بالمسافة القصيرة أولا ثم أخبر بالمسافة الطويلة والاعتماد على ما يدل على أطولها مسافة كما أشار اليه النووي'" ا. ه كلامه. قول الله تعالي رانا a ‏مم‎ (١) الحديث رواد الامام البخاري في كتات الرقاق ۳د باب في الحوض اعطيناك الكوثر). ۹ س حدڻنا سعد ب آبي مریم حدٹنا نافع ع ابن عمر عن ان ابي مليكة قال : قال ٍ ِ ]اب . . عبد اللد بن عمرر قال النبي د ب موذکره ورواه الامام مسلم ي الصطهارة ‎۳۸A‏ ‏والفقائل ۲۷ ٤۳ د۳ ۳۹ ١٤ ورواه الترمذي في القيامة ١٤ ٠3٠. ورواه ابن ماحة في کتاب الزهد ٢ باب ذ کر الحوض وعده زيادة (واول من يرده فقراء المهاجرين الدنسي ثيابا والشعث رؤوسا الذين لا ينكحون الصعمات ولا يفتح لهم السدد). قال: ٠ فبکی عمر حتی احضلت لحیته ٹہ قال: لکني قد نکحت المنعمات وفتحت لي السدد. لا جرم اني لا اغسل ثوبي الذي على جسادي حتي يتسخ ولا آدهن رسي حتى يشعث ٠. )۲( هو يحبى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني التووي الشافعي أبو ركرياء محبي 1 . د 2 ی - . ۰ َ‫ دين علامة بالفقه والحديث مولده عام 1۳۱ ه في نوا من قرى حوران بسورية واليها نسبته وتوفي بها عام ٦۷٦ هه تعلم في دمشق وأقام بها زمنا ط پلا . م کته: تهذیب الاسماء واللغات› ذلك كثير. مات الغافعة . ِ راجع طبقات الشافعية للسبكي د: ١١٠ والنجوم الزاهرة ۷ ٢ ومفتاح السعادة ١: ‎۳i۸‏ التيمورية ‎WN Y۳‏ .ءمنياء الطال-. والم. ‎a‏ 7 . ومنهاج لطالبين والمنهاج في سرح صحیح مسلم وغیير ۱۲۲ وهذه المسألة مما يسع جهله لمن لم يبلغه تواتر الاخبارء ويجوز التصديق بخبر الواحد فيها لانها من زيادة الفضائل لنبينا عليه الصلاة والسلام؛ فالتصديق بها تصديق بمزيد فضيلة له ولذا قال المصنف: والحوض حق ولم يقل والايمان به واجب ولم يذكره مع المسائل التي يجب اعتقادها في أول الفصل. (قوله فاترك الجدالا) اي في حقيقته فإن الاخبار واردة به كما رأيت فان انكرتها وهي في نفس الامر مطابقة للواقع كنت منکرا لما هو حق في نفس الأمر فالوقوف إن لم تصدق أولى من الاتكار واسلم فانها وان كانت لا تقوم بها حجة عليك فلا يصح تكذيبك لراويهاء وهكذا يجب في كل حديث ورد وفيه محتمل للحق ان لا يرد فان قامت به حجة فذاك وإلا فأمر راويه الى الله. (قوله يرده) أي الحوض من أمة الرسول أي محمد مفة. (قوله من قد وفى بعهده المسوُول) أي عنه أي يرد الحوض من أمة محمد ميلد من جاء موفيا بعهده الذي أخذه الله عليه ورسوله وهو الطاعة فمن أوفى بها ورد الحوض ودخل الجنة بفضل الله تعالى ومن لا فلا والمراد بالموفى بالعهد هو من مات على الطاعة مطلقاء اي سواءِ کان مطیعا فيما مضى من عمره ام عاصيا وفي البیت تخصیص ورود الحوض بالموفين من أمة محمد ع لما روي عنه عليه الصلاة والسلام ) ترد علي أمتي الحوض ونا اذود الناس عنه كما يذود الرجل ابل الرجل عن ابله فقال رجل: يا نبي الله تعرفناء قال: نعم لکم سيما ليست لاحد غير کم تردون علي غرا ا محجاین من اثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون الي فاقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني مالك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك..؟ 0 الحديث (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد ٢۳ باب ذكر الحوض ٢٠۳٤ ٹنا علي بن مسهر ۱۲۳ وفي رواية عنه عليه الصلاة والسلام: « إني لاكثر الانبياء تبعا بعا يوم القيامة فبينما أنا قائم على الحوض اذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل ن يئي ينهم فال هلم فقلت: الى أين..؟ فقال الى النار والله فقلت ما شأنهم فقال: انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى ثم اذا زمرة اخرى حتى اڏا عرفتهم خرج رجل من بيني ويينهم فقال لهم: 7 قلت الى أين..؟ قال: الى النار والله قلت ما شأنهم..؟ فقال إنهم ارتدوا على ادبارهم فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل العم 0 يعني ان الناجي منهم قليل كضالة النعم بالنسية الى جملتهاء وقد ورد أن لكل نبي حوضا ترده امت فعن الحسن مرفوعا «ان لكل نبي حوضا وهو قائم على حوضه وبيده عصى يدعو من عرفه من آمته الا وأنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا واني لارجو أن أكون أكثرهم تبعا ‏ وفي اثر حوضه عي أعرض الحيضان وأكثرها واردا. = عن أبي مالك؛ سعد بن طارق عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله س عة وذکره ورواه الامام البخاري في كتاب الرقاق ٣ باب ذكر الحوض وقول الله تعالى: إنا اعطيناك الكوثر. ٤ ۳٦ حدثنا سعيد بن بي مريي حدڻنا محمد بن مطرف حدڻني بو حازم عن سھل بن سعد قال: قال النبي س عه وذکره. (۱) الحديث رواه البخاري في كتاب الرفاق ۳٠ باب في الحوض وقول الله تعالى: (إنا اعطيناك الكوثر) ۷ حدثا مسد ين فلح حدشا أي قال: حدئتي هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي ‏ عة قال وذكره. (1) الحديث رواه الامام مسلم في كتاب الايمان باب قول النبي ‏ مَل أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا اكثر الأنبياء تبعا حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن مختار بن فلفل عن انس بن مالك قال: قال رسول الله د أنا اكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة الخ. ورواه ابن ماجة في كتاب الزهد ٦ باب ذكر الحوض ٠٠4۳ ثنا زكريا ثنا عطية عن بي سعيد الخدري ان النبي س عي قال: وذكره ورواه الامام احمد في المسند ۲ ٥)٤ (حلبي). (الفصل الغاني: في الميزان والصراط) روإنما الميزان في الحسبان عدل وانصاف من الرحمن) رلا مثل قول ذي الخلاف إذ غدا يؤولنه كفة راعمدا) روقوله الصراط فهو الحق لا جسر كما بعضهم تأولا (قوله وإنما الميزان) الى اخره (اعلم) أنه ورد ذكر الوزن والميزان في الكتاب والسنة فقال تعالى ١ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ‏ وقال « فمن ثقلت موازينه فاولعك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولفك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ٩ وقال ١ والوزن يومئذ الحق ". (واختلفت) الأمة في تأويله فذهب أصحابنا وجمهور المعتزلة الى (١) سورة الأنبياء اية رقم 7٤. (۲) سورة المؤمنون أية رقم ١٠٠. (۳) سورة الأعراف آية رقم ۸. ٥۱۲ أنه عبارة عن ثبوت السعادة لقوم والشقاوة لاخرين على سبيل الاستعارة التمثيليةء حيث شبه ثبوت العمل الصالح بثقل الموازين والعمل السيء بخفتها على وجه لا يظلم أحد فيه شيئاء وهو معنى قول الناظم عدل وانصاف» فان من ثبت له العمل الصالح لا ينقص منه شيا ومن ثبت له العمل السيء لا يزاد عليه شيئا وذلك هو العدل والاأنصافء وهو معنى قوله تعالى ١ والوزن يومئذ الحق © ففسر الوزن بانه الحق ونضع الموازين القسط فالقسط بدل من الموازين لا صفة لها ويعضده قوله تعالی ١ فلا نقیم لهم يوم القيامة وزنا × فانه دل على أن الكافر لا يقام له وزن يوم القيامةء فيلزم القائل بثبوت الوزن الحقيقي أن يقول: انه خاص بما عدا الكافر وهم لا يقولون بذلك. (وذهبت) الأشاعرة الى أن الميزان هو قصبة عمود وكفتان كل واحدة منهما أوسع من طباق السموات والارض وجبريل اخذ بعموده ناظر الى لسانه وميكائيل امين عليه ومحله عندهم بعد الحساب (ثُم) اضطربت أقوالهم في الموزون فقال بعضهم: هي الكتب بناء على أن الحسنات مميزة بكتاب والسيئات كذلك ويرد بأنكم تزعمون أن الموزون أعمالهم والكتب محل بيان الأعمال لا عينهاء ولا محلها. (وذهب) اخرون الى أن الموزون اجسام حسنة وقبيحة وذلك أن الأعمال الحسنة تنقلب أجساما حسنة والأعمال القبيحة تنقلب أجساما قبيحةء ورد بان هذا من باب قلب الحقائق وهو ممتنع عقلا فمن المحال قلب الاعراض أجساما وأجيب بأن المحال في ذلك متوقف على القسمة العقلية فلا ينقلب الواجب مستحيلا ولا العكس› وأما (١) سورة الأعراف آية رقم ۸. )۲( سورة الكهف؛ اية رقم ١ا. في ما عدا ذلك فلا استحالة والجواب أنه لم يصح انه ستقلب الاعراض اعياناء والقول في ذلك بلا دليل تحكم. (وذهب) اخرون الى ان الموزون هي انوار وظلمات ورد بان النور والظلمة ليسا بعمل العامل وهم يزعمول ان الموزون اعمالهم. (وذهب) اخرون الى أن الموزون العامل نفسه ويرد بأنه يحتاج الى شيءِ یوازنه في الكفة الاخرى فما هو ؟ و بالجملة فهذه المسالة ليست من المسائل الدينية التى لا يجوز الخلاف فيها فلا يخطى فى دينه من قال بشيء في ذلك مع تمسكه وان بشبهة اذ لا دليل قاطع على رد قوله اللهم الا أن يخطىء من خالفه فيها فيجب تضليله حينعذ لا بالخلاف فيها بل بتضليله من خالفه وهكذا كل مسالة تحتمل الحق والباطل وعدم الدليل القاطع فيهاء وانما قلنا أن هذه المسالة ليست دينية لقولهم برجحان العمل الصالح على السيء في حق السعيد وعكسه فی حى الشقى› فیحتمل على قولهم ان يرجح العمل الواحد المختوم به سائر الاعمال المتقدمة فليس هى من مسائل الاحباط الاتى بيانها (قوله في الحسبان) أي في الحساب يوم القيامة وفي بمعنى مع. رقوله عدل وانصاف) العدل: هو وضع الشيء في موضعه من غير اعتراض على فاعل والانصاف معاملة الغير بالعدل والقسطء فهو تعالى يعامل خلقه بالعدل والقسط ويضع لهم يوم القيامة موجب أعمالهم وضعا لا يظلم فيه أحدا فيعترض عليه (قوله من الرحمن) متعلق بقوله عدل او بقوله انصاف على ما قيل في التنازع (قوله لا مثل قول) خبر لمحذوف تقديره قولي لا مثل قول ذي الخلاف الخ أو صفة لمصدر محذوف مع فعله تقديره لا أقول قولا مثل قول ذي الخلاف. (قوله ذي الخلاف) بكسر الخاء المعجمة بمعنى المخالفة وذي بمعن \ ۲۷ صاحب وفي العبارة بذي الخلاف اشارة الى أن المسألة ليست مما لا يسع جهله كما قدمنا فلو كانت من مسائل الدين لعبر بالضلال مكان الخلاف. (قوله اذ غدا) أي حين صار متعلق بقوله يؤُولنه بنون التوكيد الخفيفة خبر غدا لانه بمعنى صار أي لا أقول مثل قول المخالف حيث صار كفتان وعمود واحد تعبير بالمفرد عن المثنى وبالجمع عن المفرد على سبيل التجوز› وفائدته بيان تعظيم العمود حيث جمعه وبيان تشابه الكفتين حتى كأنهما كفة واحدة (قوله وقوله الصراط فهو الحق) أي الصراط المذكور في قوله تعالى « أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم × وفي الروايات المروية عنه عة كالمروية عن ابن مسعود رضي الله عنهء قال: « يوضع الصراط على سواءِ جهنم مثل الحد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يختطف بها فمسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر کالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم يکون اخرهم انسانا رجل قد لوحته النار ولقي فیها شرا نم يد خله الله الجنة بفضله و کرمه ورحمته )0 هو عبارة عن الحق المشروع وذكر أصناف السالكين فيه تمثيل لرتب المكلفين كما صرح به الغزالي” في « المضنون به على غير هله » (١) سورة الملكء أية رقم ٢۲. (۲) ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كسعي الرجل ثم كرسل الرجل ثم كمشي الرجل. ١ (۳) هذا من کلام ابن مسعود رضي الله عنه كما قال ابن مسعود وقد جاء عن البخاري ٥٥ باب الصراط جسر جهنم ۷۳٥1 بسنده عن أبي هريرة س وهو حديث طويل وفيه (ويضرب جسر جهنم قال رسول الله عَله: فأكون اول من يجيز). (٤) الغزالي: سبق الترجمة له في كلمة وافية في الجزء الأول. ۱۲۸ فالاشياء إما حق أو باطل. (قوله لا جسر) بفتح الجيم و كسرها هو ما يعبر عليه (اعلم) أن الاشعرية قالوا: إن الصراط جسر ممدود على متن جهنم آي ظهرها يرده الاولون والاخرون حتى الكفار» وفيه طريقان يمنى ويسرى فاهل السعادة يسلك بهم ذات اليمين؛› واهل الشقاوة يسلك بهم ذات الشمالء وفيه طاقات كل طاقة تنفذ الى طبقة من طبقات جهنم وطوله ثلاثة الاف سنة الف صعوت والف هبوط والف استوايى وهذا كله ممكن وليست المسالة من باب الدين فقد ذهب الى مثل ما ذهبوا اليه بعض أصحابنا منهم الشيخ هود بن محكم القاسم البرادي والشيخ اسماعيل في القناطر وقطب الائمة في الهيميان وجامء” الشمل ومعول استدلال القائلين بجسريته قوله تعالى ١ فاستبقوا الصراط فانى يبصرون » وقوله تعالى « فاهدوهم الى صراط الجحيم وقفوهم انهم مسؤولون ‏ واجيب بان الصراط فى الايتين بمعنى الطريق ولا دلالة () لم نعثر عليه على كثرة البحث والتقصي ونرجو الله ان يوفقا اليه. (۲) هو الشيخ ابو طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي النفوسي الامام البارخ أحد أعلام المكر العربي واكبر فطاحل الفقه في الاسلام واكبر الأئمة الاعلام في زمانه قال هي العلبقات: هو حجة الاسلام الامام أبو طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي النفوسي. كان من علماء الخمسين الثانية للقرن الصابع والاول من القرن التامن واخذ العلم عن اكبر راجع مقدمة قناطر الخيرات. (۳) كتاب جامع الشمل في حديث خاتم الرسل تاليف العلامة الشيخ محمد بن الحاجر يوسف اطفیش. (4) سورة يس اية رقم٦٦. (٥) سورة الصافات أية رقم ۲۳ ٢۲ وقد جاءت الآية الاولى محرفة في المطبوعة حيث قال: اهدوهم بدلا من (فأهدوهم). ۱۲۹ فيهما على الجسر المذ كور واستدلوا على ثبوت الجسرية بالاحاديث يظهر لي ابقاء الاحاديث على اصلها من غير تعرض لردها على راويها وتفويض امره الى الله فمن صدقها من غير قطع بفكر من خالفه فيها (قوله كما بعضهم تأولا) عبر بالبعض مع أن القائلين بالجسرية كثيرون نظرا الى القائل بها من أصحابنا فانهم قليلون وعبر بالتاويل لان فيه صرف الصراط عن ظاهره. ١۱۳ (الفصل الثالث: في الشفاعة) وهي لغة الوسيلة والطلب وعرفا سوال الخير من الغير للغير وشرعا طلب تعجيل دخول الجنة أو زيادة درجة فيها من الرب عز وجل لعباده المؤّمتين فتكون للانبياء وغيرهم ويختص نبينا عليه السلام منها بخصلة هي تقدمه اليها قبل كل شافم فلا يفتح بابها الا له ثم من بعده يشفع من شاء الله أن يشفع. قيل وهو المحمود الذي في قوله تعالی ١ عسی أن يبعثك ربك مقاما محمودا ° اي يحمدك فيه الاولون والاخرون حيث لم يجدوا قبلك شافعا. (١) سورة الاسراء آية رقم ۷۹. ۱١۱۳ (رشفاعة الرسول لتقي 0 من الورى وليس للشقي) . يقل بغير ذا فقد كفر شل بغير ر كفر نعيم إن تأول ظهس روإن يكن بغير ما تاول ١ | فذاك شرك اي اشد منزل) اانه مخالف الككاب ِ وسشنةه الرسول والالباب) ولا شفيع من لظلى الجحيم) (قوله شفاعة الرسول للتقي) أي شفاعة نينا محمد ع مقصورة على التقي من المكلفين› والتقي: هو من جانب المحرمات وادیى الواجبات فلا شفاعة لغيره من الاشقياء لقوله تعالى « ولا يشفعون الا لمن ارتضى × وقوله « واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيا ولا يقبل منها شفاعة ٢٧۱ و قوله (( فما للظالمين من حميم ولا شفیع يطاع ٩“ وهده الايات عامة كما رأيت ففي الاولى تصريح بأن ى (۲) سورة البقرة اية رقم ۸٤. (۳) سورة غافر ايه رقم ١٠ وقد جاءت الأآية في المطبوعة محرفة حيث قال (فمال الظالمين) وصوابها (مال) بدون الفاء. ۲١۱۳ الشفاعة مقصورة على من ارتضاه الم وفي الثالثة دليل على نفيها عن الظالم وهو اسم لكل من ظلم نفسه او ظلم غيره» فلا تخص المشر کين كما زعمواء فانها وان كان سبب نزولها فيهم فلا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظء ويعضد هذه الأيات ما سياتي من الادلة القاطعة في تخليد أهل الكبائر فانهم متى ما ثبت تخليدهم في النار بالقطعيات الاتية انتفت عنهم الشفاعة في الموقف ضرورةء فان من ثبتت له الشفاعة فى دخول الجنة لا يدخل النار فضلا من أن يخلد فيهاء وخالفت الأشاعرة فيها فاثبتوها لاهل الكبائر تعويلا على حديث رووه « شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي ويجاب بوجوه. (لحدهم): | انه خبر واحد لا يعارض القطعي. (وثالثها): انه عارضته رواية مثلها ونصها ٠ لا تنال شفاعتي اهل الكبائر من أمتی 0 فهذه بتلك على ُن هذه قد عضدها الكتاب المحقق الخليلي رحمه الله قائلا إنه لو كانت الشفاعة لاهل الكبائر لتقرب اليه المتقربوتن بالكبائر. (١) الحديث رواه ابن ماجة في کتاب الزهد ۳۷ باب ذكر الشفاعة £۳۱۰ ثنا الوليد بن مسلم؛ ٹا زهير بن محمد عن جعفر بن محمد عن بيه عن جابر قال: سمعت رسول اللہ لد وذکره ورواه بو داود في السنة ٠٠٠ والترمذي في القيامة ١١٠ وأحمد بن حنبل في المسند ۳ : ۲۱۳. )۲( لعل هذا الحديث ذكره الربيع بن حبيب في مسنده والذي عند ابن ماجة عن نعيم بن أي هنك عن ريعي بن حراش عن أبي موسى الأشعري قال رسول الله س عه « خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين..؟ لا. ولكنها للمذنبين الخطائين؛ المتلوثين ١. في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات ورقمه عند ابن ماجة ١٤۳٤ في کتاب الزهد (۳۷) باب ذكر الشفاعة. ۱۳۳ (وأما) القول بأنها معلقة بشرط دل عليه الكتاب وهو ما اذا تابوا فان من فعل كبيرة وتاب منها کان مستحقا لان يشفع له غير ولا يلزم من هذا تخصيص الشفاعة بمن أتى الكبيرة ثم تاب منها دون من أوفى في طول عمره لتغليب من عصى فتاب على من لم يعص قط والفائدة في تخصيصهم بالذ كر دفع اياسهم من رحمة الله وتسهيل الطريق لهم « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من 1 رحمهة اله ( (قوله من الورى) أي الخلق والمراد به المكلفون (قوله وليس للشقي) أي وليس المذكور من الشفاعة للشقي: وهو من مات مصرا على كبيرة» وهذه الجملة تصريح اهوم من قوله شفاعة الرسول الى اخره وانما خص شفاعة الرسول ا بالذكر دون شفاعة غيره لان من لم تتفعه شفاعته لم تنفعه شفاعة غيره بطريق الأولى. (قوله ومن يقل بغير ذا) أي بغير القول الذي ذكرناه انه كافر كفر نعمة إذا كان متاولا في قوله لان تأويله عاد الى ابطال ما اثبته الله في كتابف والمتأول انما يتاول قوله تعالى « عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا »0 وقوله تعالى « ولسوف يعطيك ربك فترضى %“ والجواب انه س في الايتين دليل على ثبوت الشفاعة أصلا فضلا عن أن يقال إنها ثابتة لاهل الكبائر ما الأولى ففيها ذکر البعث أنه في مقام محمود د ل هذا المتاول أن يتاول ذلك المقام بغير الشفاعة تاوله هو بالشفاعة فيصار الى الادلة الخارجيةء و كذلك الاية الثانية وأيضا فالشفاعة معنى ولا يوصف المعنى بالاعطاء وانما يوصف بالجعل› (١) سورة الزمر اية رقم ۳٢٥, (۲) سورة الاسراء اية رقم ۷۹. (۳) سورة الضحى اية رقم ٥. ١٤۱۳ بأن يقال جعلت لك الشفاعة أو جعلت لك أن تشفع لمن شعت؛ وأيضا فسياق الآية غير دال على أن المعطى هو الشفاعة لقوله « وللاخرة خير لك من الاولى 6 هذا على انا لا ننكر ثبوت الشفاعة له عَكة لاجماع الامة على ثبوتها لت فنسأل الله ان يجزل لنا حظنا منهاء وانما قلنا في الايتين ذلك لتعلم أنه لا تعلق للقوم فيهما. رفان قيل) ليس للخلق ان يتكلموا فيما لا يعلمون ولا للامة أن (قلنا): أردنا باجماعهم اتفاقهم على ثبوتها من لسان الرسول عليه السلام فكل موافق وكل مخالف مقر بذلك لا لانهم قالوا فيها من تلقاء أنفسهم (قوله ِن تأويل ظهر) اي ان ظهر تاول منه فتاول فاعل للفعل المحذوف يفسره الفعل الظاهر ومتعلقه محذوف (قوله وان يكن بغير ما تأول) أي وان يكن القول بغير تأول للكتاب العزيز فحكمه الشرك فما زائدق واسم كان ضمير يعود الى القول الماخوذ من قول ومن يقل على حد قوله: ولقد نزلت فلا تظني غيره مشي بمنزلة المصحب المكرم أي فلا تظني غير نزولك واقعا مني الخ (قوله فذاك شرك) أي فذلك الكفر المحكوم به على القائل هنالك هو شرك هناء لان فيه مصادمة الكتاب العزيزء وذلك أن اجتماع الآيات الدالة على نفي الشفاعة عن الظالم وقصرها على المرضي مع الآيات الدالة على تعذيب أهل الكبائر قاطعة على نفي الشفاعة لاهل الكبائر» فمن اثبتها لهم من غير تأويل كان رادا لهذه القواطم والراد لشيء من الكتاب العزيز مشرك اتفاقا. (١) سورة الضحى؛› آية رقم ٤. ١۱۳ (قوله أي أشد منزل) هذا تفسير للشرك أن منزله عند الله وعند العباد أشد شرا من كفر النعمة وذلك اشارة لما فيه من الاحكام التي بيانها في الباب السادس من الركن الثالث. (قوله لانه مخالف الكتاب) أي لان ذلك القول مخالف للكتاب الذي هو القران العظيم والكتاب في الأصلء اسم لكل مكتوب» فصار بالتغليب علما على القران والمراد بخلاف القران هنا خلاف بعضه وهي الآيات الدالة على نفي الشفاعة عن صاحب الكبيرة وعبر بالكل عن البعض تجوزا تنبيها على أن الراد للبعض من القران في حكم الراد للكل وهكذا القول في رد السنة المتواترة. (قوله وسنة الرسول) أي ومخالف لسنة الرسول فانه عَيْكْك قال: « لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي ». وقال: « ليست الشفاعة لأهل الكبائر من آمتي » وفي رواية جابر بن زيد رضي الله عنه أنه لما نزلت « وانذر عشيرتك الاقربين جعل رسول الله ‎e‏ يفخذ افخاذ قريش فخذا. فخذا حتى أتى على بني عبد المطلب فقال يا بني عبد المطلب إن الله أمرني أن آنذ رکم أل واني ل اغني عنكم من الله شيئا الا وان أوليائي منکم المتقون أل لاعرفن ما جاء الناس غدا بالدين وجثتم بالدنيا تحملونها على رقابكم يا فاطمة بنت محمدل ويا صفية (١) هو جاير بن زيد الأزدي البصري أبو الشعثاى تابعي فقيه من الأئمة من أهل البصرق اصله من عمان» صحب ابن عباس وكان من بحور العلم وصفه الشماخي (وهو من علماء الأباضية) بانه اصل المذهب واسه الذي قامت عليه اطامه نفاه الحجاج الى عمان؛ وفي كتاب الزهد للامام احمد بن حنبل: لما مات جابر بن زيد عام ۳٩ ه قال قتادة: اليوم مات أعلم أهل العراق. راجع السير للشماخي:› ٠ س ۷۷ وتذكرة الحفاظ ١ : ۷٠ وتهذيب التهذيب ۲ : ۸٢۳۸ وحلية الأولياء ۲۳ وحاشية الجامع الصحيح للسالمي ١ : ۷ والبداية والنهاية ۹ س ٥۹. (۲) سورة الشعراء أية رقم ٢٤٠۲۱. ٦۱۳ عمة محمل؛ اشتریا انفسكما من الله فاني لا أغني عنکما من الله (قوله والألباب) أي العقول أي ذلك القول مخالف لأهل الالباب كما أنه مخالف للكتاب والسنة وذلك لانهم مجمعون على نفي الشفاعة عن اهل الكبائر ولا عبرة بخلاف من خالفهم في ذلك وعبر بالالباب والمراد أهلها تنبيها على أن لهم ألبابا كاملة حتى كان جميم أجسادهم ألبابء ومن كان هذا شانه في كمال عقله فلا يخالف نصا صح معه. (قوله كليس للظالم من حميم) أي قريب ينفعك والظالم لغة من وضع الشيء في غير موضعف كمن وضع العبادة لغير مستحقهاء و استعمل جوارحه التي جعلها الله له في غير ما خلقت لاجله أو انفذ عمره الذي أمده الله به ليقدم فيه لاخرته في غير طاعة الله تعالى» وشرعا: هو المتعدي عن الحق الى الباطلء وعلى كلا الأصطلاحين فهو شامل للمشرك والفاسق (قوله ولا شفيع) أي يطاع كما في الأية الكريمة والشفيع: هو طالب الخير من الغير للغير (قوله من لظى الجحيم) أي من لهيبها متعلق بمحذوف أي يجيزه من ذلك. (١) قال الامام احمد س حدثنا وكيم حدثنا هشام عن أبي عن عائشة قالت: لما نزلت روأنذر عشيرتك الأقربين قام رسول الله عل فقال: وذكره. انفرد باخراجه مسلم ورواه أيضاً مسلم والترمذي من حديث عبد الملك بن عمير به وقال الترمذي: غريب من هذا الوجهء ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلاً ولم يذ كر فيه أبا هريرةق والموصول هو الصحيح؛ وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد اين المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. \ ۳۷ الفصل الرابع والناس فيه على مذاهب أحدها: وهو قول الاشعرية أن آهل (١) مسألة الخلود في النار من مسائل الاعتقاد المهمة التي اصطدمت فيها الآراء وكثر فيها الكر والفر والأخذ والرد والذي يطلق لنظره العنان ويقف أمام كل مذهب من مذاهب العلماء فيها بتجرد وامعان لا يتحيز الا للدليل ولا يتعصب الا للحق يجد أن ما ذهب اليه القائلون بخلود اهل النار ‏ والعياذ بالله ‏ فيها خلودا ابدياً لا فرق في ذلك بين المشرك وغيره هو الحق الذي لا يحوم حوله ريب وناهيك ان غالب ايات الوعيد نصت على الخلود في النار ولم تفرق بين المشرك وغيره كما كشف عن ذلك الغطاء المصنف رحمه الله في هذا الشرح الحافل ولا تجد بجانب ذلك في القران ما يشير الى عدم خلود احد ولو من بعيد ولقد أوضح القران ان فكرة الخروج من النار نشات عند اليهود فدفعت بهم الى الموبقات واغرقتهم في بحار الشهوات فلم يستطيعوا خلاصا مما وقعوا فيه فقد كانوا يمنون انفسهم انهم لن يعذبوا ‏ على جرائمهم الخطيرة ‏ الا زمناً محدودا فما عليهم ان اشبعوا رغباتهم وانهمکوا في شهواتهم د وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة » ولکن یا تری هل سكت القران عن هذا المدعى بعد حكايته ام قرر الحقيقة الناصعة التي لم تترك مجالاً لأحد في الطمع فيما طمعوا فيه او في تحديث النفس بمثل هذه الأماني الفارغة التي ألهت اليهود عن الواجب واردتهم في مهاوي الموبقات اننا نجد الرد الصريح بعد حكاية هذه الفرية عنهم مباشرة بحيث لم يدع لقائل مقالاً ولا لشاك مجالاً « قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فأولكعك أصحاب = ۱۳۸ الشرك مخلدون في النار. وأهل الكبائر مما عدا الشرك إما أن يعفى = النار هم فيها خالدون » أي رد اصرح من هذا الرد. وأي تقريع ابلغ من هذا التقريع على تمني ما لم يجعل الله سبيلاً اليه ولكن رغبات النفوس وأمانيها الباطلة لا يكاد يقف في سبيلها شيء ما لم تسيطر على صاحبها عقيدة مكينة في قلبه مهيمنة على احاسیسه فکم من عالم فتح لنفسه باب التأويل في الآية فادعى ان المراد بالسيعة الشرك او ان المراد بالخلود طول المكث جاهلاً او متجاهلاً ان الآية جاءت مجتثة لمطامع اليهود في تحديد مدة مسيس النار مقررة المصير الذي ينتظر كل من ارتكب سيئة ولم يتب منها قبل فوات الفرصة ولا عبرة بخصوص سببها مع عموم لفظها وستسمع ان شاء الله ما قاله فيها بعض من طلب الحقيقة فادركها من محققي المتأخرين هذا واذا نظرت الى تقسيم القران مصائر البشر يوم الدين لم تعثر في هذا التقسيم الا على مصيرين مصير الى الجنة ومصير الى النار وكلا المصيرين خالد وان شت معرفة اصحاب كل منهما فاسمع الى قول العزيز الحكيم في سورة يونس ه للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم فترة ولا ذلة اولعك اصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً اولك اصحاب النار هم فيها خالدون » فان الآية الكريمة واضحة كل الوضوح في ان أهل الجنة وهم اصحاب المصير السعيد ‏ لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة وهؤّلاء هم الذين احسنوا فاستحقوا الحسنى وزيادة ومما لا يمكن بحال ان يصلى احد النار ولو فترة قصيرة وهو لا يرهق وجهه فتر ولا ذلة فاي ذلة افظع من ذلة العذاب وكيف لا يرهق القتر وجه من يتقلب في الجحيم وبعد حصر اصحاب السعادة في هذا الصنف اتبع بيان اصحاب المصير الآخر مصير الشقاء والويل واوضح انهم كسبوا السيئثات ولم يقيد هذه السيئات بل اطلقها وبين سبحانه جزاءهم المحتوم وانهم لا ينفكون عن هذا الجزاء بل هم فيه خالدون. ٠ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً اولك اصحاب النار هم فيها خالدون » أي اشكال بعد هذا الايضاح وأي غموض بعد هذا البيان وهل بعد هذا کله مساغ للدعوى بأن ثم فريقاً ثالثاً يشارك كلا الفريقين في مصيريهما ويأخذ حظه من جزاء كل منهما فيصلى اولاً النار ثم ينقلب الى النعيم المقيم وبالجملة فان الأيات القرانية ليس فيها ما يشير ولو من بعيد الى الخروج من النار وانما جاء كثير منها في الخلود لمطلق أهل الكبائر وقد ادرك هذه الحقيقة التي لا غبار عليها جماعة من آهل التحقيق من المتاخرين يحضرني منهم الإمامان الكبيران محمد عبده ومحمد رشيد رضا وذلك صريح في غير موضع من كلاهما في تفسيرهما القيم (المنار) ومن ذلك ما قالا في تفسير قول الله تعالی د بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولعك اصحاب النار هم يها خالدون ٠ فقد قال الامام للسيئة هنا اطلاقها وخصها مفسرنا ‏ الجلال ._ وبعض المفسرين بالشرك ولو صح هذا لما كان لقوله تعالى ٠ واحاطت به خطيئته » معني فان الشرك اكبر السيئات وهو يستحق = ۱۳۹ عنهم فلا يدخلونهاء واما أن يعذبوا بقدر اعمالهم ثم يخرجون منها. = هذا الوعد لذاته كيفما كان ومعنى احاطة الخطيئة هو حصرها لصاحبها وأخذها بجوانب احساسه ووجدانه كأنه محبوس فيها لا يجد لنفسه مخرجاً منها یری نقسه حرا مطلقاً وهو أسير الشهوات وسجين ن الموبقات ورهين الظلمات وان تكون الاحاطة بالاسترسال في الذنوب والتمادي على الأصرار قال تعالی د« كلا بل ران على قلوبهم ما کانوا يکسبون ۾ آي من الخطايا والسيئات ففي كلمة ٠ يكسبون » معنى الاسترسال والاستمرار وران عليه غطاه وستره أي ان قلوبهم اصبحت في غلف من ظلمات المعاصي حتى لم ييق منفذ لور يدخل اليه منه ومن أحدث لكل سيئة يقع فيها توبة نصوحاً واقلاعاً صحيحاً لا تحيط به الخطايا ولا يرين على قلبه السيثات روى احمد والترمذي والحكم وصححاه والنسائي وابن ما-جة وابن حبان وغيرهم من حديث ابي هريرة ان النبي َي قال د ان العبد اذا اذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء فان تاب وتزع واستغفر صقل قلبه وان عاد زادت حتى تعلو قلبه فدلك الران الذي ذكره الله في القران ‏ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون » لمثل هذا كان السلف يقولون: المعاصي بريد الكفر. وجاء عقب هدا الكلام للاستاذ الامام في المتار ما نصه قوله « فاولعك اصحاب النار هم فيها خالدون » خبر ومن كسب سيئة واحاطت به حطيئته آي هم اصحاب دار العذاب في الأخرة الاحقاء بها دون من لم يصل الى درجتهم في الدنيا وهو من في قلبه شيء من نور الايمان وتوحيد الله تعالى وما يتبعه من الخير قال الاستاد الامام: ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على اطلاقها ولم يؤولها بالشرك ولكنهم أولوا اجزاءها فقالوا ان المراد بالخلود طول مدة المكث لأن المؤمن لا يخلد في النار وان استغرفت المعاصي عمره واحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته. اولوا هذا التأويل هروب من قول المعتزلة: ان اصحاب الكبائر مخلدون في النار. وتأييدا لمذهبهم نفسهم المخالف للمعتزلة والقرآن فوق المذهب يرشد الى ان من تحيط به خطيئته لا يكون او لا يقى مۇمنا اه وقد تعقبه السيد محمد رشيد بما اوضح به عواقب تأويل الخلود فقال ان فتح باب تاويل الخلود يجرىء اصحاب استقلال الفكر في هذا الزمان على الدخول فيه والقول بان معنى خلود الكافرين في العذاب طول مكثهم فيه لأن الرحمن الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه ما كان ليعذب يعض خلقه عذابا لا نهاية له لأنهم لم يهتدوا بالدين الذي شرعه لمنفعتيم لا لمنفعته ولكنهم لم يفقهوا المنفعة واذا كان التقليد مقبو لا عند الله ہے کما یری فاتحو الباب ‏ فقد وضح عذر ال کٹرین انهم مقلدون لعلمائهم ‏ الد ما يتكلم به الاس ولا سيما في هذا العصر فان هذه المسالة قديمة وهي ابر مشكلات الدين. عم ان العلماء يحتجون عليهم بالاجماع ولو سكوتياً ولكن التأويل باب لا یکاد يسده متي فته ج شه اه وكلام هذين العالمين الجليلين واضح في ان عقيدة الخلود في الثار لها ل الكبائر هي المو لنصوص الكتاب وان تأويل شيء من هذه التصوص لموافقة مذهب معين امر يترتب ب ما بعده اذ لا يستقر معه مدلول نص من التصوص وأوضح من کلامھما ہے هنا س کلامھما س ٤\۱ (المذهب الثاني): ان اهل النار مشر کهم وفاسقهم غير مخلدين فيها = في تفسير قول الله سبحانه « فمن جاءه موعظة من ربه فائتهى فله ما سلف وأمره الى الله ومن عاد فاولثك اصحاب النار هم فيها خالدون » ونص کلامهما في الأية كما في المنار اي ومن عاد الى ما کان يا کل من الربا المحرم بعد تحريمه فاولعك البعداء عن الاتعاظ بموعظة ربهم الذي لا ينهاهم الا عما يضر بهم في افرادهم او جميعهم هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها وقد اول الخلود المفسرون لتتفق الا ية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي لا توجب الخلود في النار فقال اکٹرهم ان المراد ومن عاد الى تحليل الربا واستباحته اعتقادا ورد بعضهم بأن الكلام في أكل الربا وما ذكر عنهم من جعله کالبيع هو بيان لرأيهم فيه قبل التحريم فهو ليس بمعنى استباحة المحرم فاذا كان الوعيد قاصرا على الاعتقاد بحله لا يكون هناك على اكله بالفعل والحق ان القران فوق ما كتب المتكلمون والفقهاء يجب ارجاع كل قول في الدين اليه ولا يجوز ناويل شيء منه ليوافق كلام الناس وما الوعيد بالخلود هنا الا كالوعيد بالخلود في آية قتل العمد وليس هناك شبهة في اللفظ على ارادة الاستحلال ومن الغريب ان جعل الرازي الاية هنا ححة على القائلين بخلود مرتكب الكبيرة في النار انتصاراً لأصحابه الأشاعرة وخير من هذا التأويل تاويل بعضهم الحلود بطول المكث اما نحن فنقول ما كل ما يسمي ايماناً يعصم صاحبه من الحلود في النار الایمان ایمانان ایمان لا يعدو التسليم الايماني بالدين الذي نشا فيه المرء او نسب اليه ومجاراة اهله ولو يعدم معارضتهم فيما هم عليه وايمان هو عبارة عن معرفة صحيحة بالدین على يقين بالایمان متمكنة في العقل بالبرهان موثرة في النفس بمقتضى الاذعان حاكمة على الارادة المعرفة للجوارح في الأعمال بحيث يكون صاحبها خاضعاً لسلطانها في کل حال الا ما لا يخلو عنه الأنسان من غلية جهالة او نيان وليس الربا من المعاصي التي تنسى او تغلب النفس عليها خفة الجهالة والطيش كالحدة وثورة شهوة او يقع صاحبها منها في غمرة النسيان كالغيية والنظرة فهذا هو الايمان الذي يعصم صاحبه باذن الله من الخلود في سخط الله ولكنه لا يجتمع مع الإقدام على كبائر الاثم والفواحش عمداً ايثاراً لحب المال واللذة على دين الله وما فيه من الحكم والنصائح. واما الايمان الأول فهو صوري فقط فلا قيمة له عند الله تعالى لأنه تعالى لا ينظر الى الصور والأقوال ولكنه ينظر الى القلوب والاعمال كما ورد في الحديث والشواهد على هذا الذي قررناه في كتاب الله كثيرة جدا وهو مذهب السلف الصالح وان جهله كثير ممن يدعون اتباع السنة حتى جرأوا الناس على هدم الدين بناء على ان مدار السعادة على الاعتراف بالدين وان لم يعمل به حتى صار الناس يتبجحون بارتکاب الموبقات مع الاعتراف بأنها من کبائر ما حرم کما بلغنا عن بعض كبرائنا انه قال انتي لا أنكر انني اكل الربا ولکنني مسلم اعترف بانه حرام وقد فاته انه يلزمه بهذا القول الاعتراف بأنه من أهل هذا الوعيد وبأنه يرضى بأن يكون = ١۱ ونسب هذا الى طائفة خرجت عن الاسلام. = محارباً لله ولرسوله وظالماً لنفسه وللناس كما سياتي في اية اخرى . فهل يعترف بالملزوم أم ينكر الوعيد المنصوص فيؤّمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض نعوذ بالله من الخذلان اه ومن كلام هذين الامامين الجليلين المنصغير يتضح لكل من طلب الحقيقة ان مذهب القائلين بخلو د أهل الكبائر في النار هو مذهب السلف الصالح وان القول بخلافه يتعارض مع التصوص القرانية القاطعة والمنصف يدرك انه لا متعلق للقائلين بالخروج من النار في الايات الكريمة اذ لا اشارة في القران على الخروج فضلا عن الدلالة البينة عليه اما الروايات التي يتعلقون بها فهي ‏ مع مخالفتها لمدلول الكتاب ‏ معارضة باحاديث لا تقل عنها كثرة ولا تضعف عنها قوة والى القارىء الكريم امثلة منها: ١ روى احمد البزار والحاكم والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي عَم انه قال « لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر » وفي رواية « ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث وهو الذي يقر السوء في أهله ». ١ روى الشيخان عن رسول الله عي قوله ٠ من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الأخرة ». ۳ _روى البخاري عن رسول الله علد أنه قال « من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه ‎yı‏ حرم الله عليه الحنة . ٤ _ روى الامام الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن انس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله عي أنه قال « من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار » فقال رجل وان كان شيئاً قليلاً يسيراً يا رسول الله فقال رسول الله َي ٠ وان کان قضیباً من اراك » والحديث رواه أيضاً الامام مالك في الموطاً ومسلم والنسائي واخرون من حديث أبي امامة رضي الله عنه. ِ ١ ٥ روى الشيخان وغيرهما عن طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله عه من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجاً بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها بدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا فيها ايد ومن نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالدا مخلداً فيها أبدا ۽ ٦ روی مسلم عن رسول الله ع انه قال ٠ صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط کا ذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا » وبالجملة فان الروايات الدالة على الخلود في النار لمرتكبي الكبائر اكثر من أن تحصى تدل تارة على الخلود بصريح اللفظ وتعبر ثارة عنه بحرمان الجنة و عدم شم ريحها ومحصلها واحد واذا كانت الروايات في الخلود متعارضة فحسبنا ان نتمسك بما اعتضد بالكتاب العزيز ونسکت عما تعارض معه واللَه وراء القصد وهو تعالى ولي التوفيق. ٠ سماحة المفتي ¢. ١٤۱ (المذهب الثالث): إن أهل الكبائر غير معذبين قطعا وإنما العذاب لاهل الشرك خاصة ونسب هذا الى مقاتل” وبعض المفسرين. (المذهب الرابع): ان الجنة والنار فانيتان بعد دخول أهل كل واحد منهما فيها ونسب هذا القول الى جهم“ بن صفوان. (المذهب الخامس): وهو مذهب أهل الاستقامة والمعتزلة أن أهل الكبائر من معاصي الله کانوا مشرکين او فاسقين مخلدون في النار دائما واهل الطاعة مخلدون في الجنة دائماء لكن أهل الاستقامة يقولون إن التعذيب بعدل الله والثواب بفضلهء والمعتزلة يقولون بوجوب ذلك عليه تعالى عن ذلك بناء على أصلهم الفاسد في التحسين والتقبيح العقليين› وقد تقدم الجواب عنه فها نحن نشرع الان في بيان مذهب أهل الاستقامة وبيان حكم من خالفهم في ذلك من أهل تلك المذاهب کلها. (١) هو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي بالولاي البلخي ابو الحسن من أعلام المفسرين» اصله من بلخ انتقل الى البصرةء ودخل بغداد فحدث بها وتوفي بالبصرق كان متروك الحديث. من كتبه « التفسير الكبير » وه نوادر التفسير ى والرد على القدرية ومتشابه القران» والناسخ راجع وفیات الأعيان ۲ ۲ وتهذیب ١۰٠ : ۹٩۲۷۹ والأزهرية ١ ٠ وميزان الاعتدال ۲ وتاریخ بغداد ۱۳ : ١٦۱. (۲) هو جهم بن صفوان السمرقندي أبو محرز من موالي بني راسب رأس الجهمية قال الذهبي: الضال المبدع هلك في زمان صغار التابعين وقد زرع شرا عظيماء كان يقضي في عسكر الحارث بن سريج الخارج على أمراء خراسان فقبض على نصر بن سيار فطلب جهم استبقاءه فقال نصر: لا تقوم علينا مع اليمانية اكثر مما قمت وأمر بقتله فقتل عام ۲ ه. راجع ميزان الاعتدال ١ : ۱۹۷ ولسان الميزان ٢ : ١٤٠ وخطط المقريزي ۲ : ٩٤٠۳ء ٢٢۳. رومن عصى ولم يتب يخلد في اللار دائما بهذا نشهد) (قوله ومن عصى ولم يتب) الخ هذا بيان مذهب أهل الاستقامةء أي من عصى بكبيرة ولم يتب منها حتى مات عليها فهو مخلد في النار دائما نشهد بذلك لاخبار الله ایانا به کما في قوله تعالیى « ومن يعص الله ورسوله فان له تار جهنم خالدين فيها أيدً ا" واعترض بان المراد من عصى الله ورسوله في التوحيدء واجيب: بأن اللفظ عام ولا مخصص وقوه تعالی د بل من كسب سيلة واحاطت به خطلیته فأولعك اصحاب النار هم فيها خالدون ". (واعترض) بأنا لا نسلم أن صاحب الكبيرة أحاطت به خطيئته من كل جانب» لان له حسنات لا يظلم إياها (ويجاب) بانه أحبط حسناته باصراره على الكبيرة فلم يظلم شيئاء لانه قد اخبر انما يتقبل الله من المتقين ولا شك أن صاحب الكبيرة ليس بمتق فلم يتقبل شيئا من حسناته مع اصراره على الكبيرق ولا قبله اذا مات عليه. فيها »٠ (واعترض) بان المراد من فقتل مؤمنا على إيمانه ولا يقتل مۇمنا على إيمانه إلا مشرك. (ويجاب) أن سياق هذه الاية ينفي هذا التعليل لانه ذكر أولا حكم قاتل المؤمن خطا ٹم ذکر حکم قاتله عمداء والمحكوم عليه في كلا (١) سورة الجن أية رقم ۲۳. (۲) سورة البقرة أية رقم ۸۱. (۳) سورة النساء أية رقم ۳٩. جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبین ٠ فلو کانوا يخرجون منها لزم أن يغيبوا عنها والفجور شامل للشرك وغيره. (واعترض) بأن المراد بالفجار هنا الكاملون في الفجور كما في ۱ اولعك هم الكفرة الفجرة 9 (ویجاب) بأنه خلاف الظاهر من غير دلیل (وقوله) تعالی « ام حسب محیاهم ومماتهم ساءِ ما يحكمون ‎Gb‏ (واعترض) عليه بوجهين. (احدهما): أن المراد بمجترحي السيئات هم المشركون. (ويجاب): انه لا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ. (وثانيهما): انه ليس في الاية دليل الا على نفي مساواتهم للمؤمنين في المحيا والممات ونحن نقول إن من عذب واخرج لبس كما لم (ويجاب): بأن التسوية بينهما منفية مطلقا فمن دخ الجنة من مكتسبى السيئات كان يومعذ كالذين امنوا (وقوله) « والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا اا من تاب 0( ففي هده الاية التصريح بان فقتل النفس المحرم (١) سورة الانفطار أية رقم ١٤٠. (۲) سورة عبس أية رقم ٤٩. (۳) سورة الجاثية أية رقم ٠۲. (٤) سورة الفرقان أية رقم ۸٦. ٥\ قتلها بغير حق يوجب التخليك والزنا كذلك؛ء كما أن من يدعو مع الله الها اخر يخلد (ويعترض) عليه بوجهين. ذلك فظاهرها من فعل الشرك والقتل والزنا يخلد. (ويجاب): بأنه قد أجمعت الامة وانتم معهم بأن الشرك بالل تعالى موجب للتخليد في النارء واعتراضكم هذا يبطل ذلك الاجماع لانه أن المشرك مخلد ولو لم يقتل ويزني فما فائدة ذكر القتل والزنا في الا ية الا ليبني عليهما حكم التخليد..؟ كما أن الشرك لو انفرد صاحبه مخلد كذلك القتل المحرم والزنا فلو انفرد كل واحد منهما خلد فاعله في النار الا إن تاب (وثانيهما): لا دليل لكم في الآية على التخليد الابدي فلم لا يجوز أن يطلق التخليد على طول المكث من غير تأبيد. (ويجاب) بأن هذا الخلاف الظاهر بغير دليل وأيضا فهذا التخليد المذكور شامل للمشرك ايضا فيلزم أن يكون تخليده أيضا غير أبدي (لا يقال) إن اللفظة الواحدة تستعمل ويراد بها معنياها الحقيقيان ان كانت مشتركاء أو الحقيقي والمجازي ان كانت غير مشتركء او المجازيان تحمل الخلود هنا على الخلود الابدي في حق المشرك؛ وعلى طول المكث في حق القاتل والزاني (لانا نقول) لا نسلم جواز استعمال الكلمة في معنييها المذكورين مع ارادتهما معا في حال واحكت ولو سلمنا ذلك لقلنا إن ذلك الجواز ليس بلغوي والرب تعالى خاطبنا بلغتنا ولو سلمنا انه لغوي لقلنا إن استعمالها في معنييها مجاز محتاج الى قرينة ولا قرينة. (فان قيل) ان القرينة قوله تعالى في حق المشركين « ومن يعص ١۱ اله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبدا 0. (قلنا) ان هذه الاية عامة للمعاصي مطلقا فلا تخص المشرك دون الفاسق› وقد اجتمعت الامة قبل ظهور المخالف وبعده على الاأخذ بهذه التصوص القرانية مع ما يعضدها من الاحاديث النبوية التي بلغت في تعدد طرقها مبلغ التواترء وان لم يتواتر لفظها فالقدر الذي تواطت عليه متواتر وقد تلقتها الامة كلها بالقبولء كحديث: « من قتل نفسه بحديدة وحديث ١ لا يجد ريح الجنة ونحوهما لکن تاولوها بمن فعل ذلك مستحلا لفعله فيكون باستحلاله ما حرم الله مشركاء وهذا التأويل صارف لتلك الأحاديث عن نصوصها وزائد فيها ما لم يكن منها وليت شعري ما الذي حملهم على الدخول في هذا المضيق..؟ فان خبر الخروج من النار انما هو خبر احاد لا يعارض القطعيات ولا يثبت به العلم في الامور الاعتقاديات وريما وقع في رجاله جهالة والخبر المجهول راويه لا يعمل به في الظنيات فضلا من أن يعول عليه في القطعيات وسياتي قريبا بطلان تعلقهم بقوله تعالى « ان الله (۱) سورة الجن أية رقم ۲۳. (۲) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الجتائز ۸۳ باب ما جاء في قاتل النفس ۳٦۱۳ حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن ابي قلابة عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه= عن النبي ‏ يَلْْهُ قال: « من حلف بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال. ومن قتل نفسه بحديدة عذب به في نار جهنم » ورواه الامام مسلم في كتاب الايمان ١۷٠ والترمذي في الطب ۷ والنسائي في الجنائر ۸٦ والدارمي في الديات ١٠ واحمد بن حنبل في المسند ۲ ۷۸ ۸۸ (حلبي). (۳) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الجنائز ۸۳ باب ما جاء في قاتل النفس ١٦۱۳ قال حجاج بن منهال حدٿنا جرير بن حازم عن الحسن (حدثنا جندب ‏ رضي الله عنه في هذا المسجد فما نسينا وما نخاف ان يكذب جندب على النبي س ع قال: کان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله: بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة. ٧٤ \ لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ‏ (قوله يخلد في النار دائما) أي يقيم فيها اقامة لا انقطاع لها وجملة يخلد خبر من أن قلنا انها موصولة وفعل يخلد جواب الشرط ان قلنا انها شرطيةء ورفع لكون فعل الشرط ماضيا لم توْثر فيه أداة الشرط واذا لم تؤثر في فعل الشرط الذي هو قريب منها فاولى ان لا تؤثر في فعل الجزاء الذي هو بعيد عنهاء وذهب قوم الى انه خبر لمبتدإ محذوف مع الفاء الرابطة تقديره فهو يخلد. وذهب اخرون الى أن الجزاء محذوف وهذا دليله على حد ما قيل في قول الشاعر: وإن أتاه خليل يوم مسغبة يقول لا غائب مالي ولا حرم (لا يقال) إن في كلام المصنف شمول حكم التخليد لكل من فعل معصية ولم يتب منهاء فيدخل تحته فاعل الصغيرة» والكتاب العزيز مصرح بانها تغفر باجتناب الكبائر من غير توبة تخصها (لانا نقول) ان كلام المصنف محمول على فاعل الكبيرة خاصة لانه سياتي له في باب الصغائر والكبائر ما نصه: والحكم للراكب ذنبا صغرا اسلامه حتی یری مستکبرا فاجعل هذا البيت قيدا لما هنا فيندفم الاشكال (قوله بهذا نشهد) (4) سورة النساء أية رقم 4۸ء ١۱۱. ۸٤۱ روكافر بنعمة من فرقا ما بين ذي شرك ومن قد فسقا) (اعني لدى الخلود والفرق نشا لدى متازل العذاب وفشا) (قوله وكافر بنعمة من فرقا) الخ هذا بيان حكم من نفى العذاب عن الفاسق مطلقا وحكم من نفى عنه التخليتء اي من فرق بين المشرك والفاسق فى الخلود فى النار بان قال: يخلد احدهما دون الااأخر فهو كافر كفر نعمة وهو المخصوص باسم الفسق عند المعتزلةء ويدخل تحته حكم من قال إن صاحب الكبيرة لا يعذب بل يدخل الجنة مع السعداى وفيه اغراء بمعصية الله تعالى فان من علم أنه ان اتى الكبيرة لا يعذب سارع في اتيانها وفيه أيضا تعطيل للحكم الشرعي؛› وهو تحريم الكبيرة فان ما لا يعاقب على فعله ليس بمحرم فاين هو من قوله تعالى ١ ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا إن الذين يا كلون أموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ‏ وقوله: « ومن يقتل مۇمنا متعمدا الاية وأمثالها وانما قلنا إن هذا كافر نعمة ولم نحکم بشرکه مع ما خالف من تلك التصوص لانه يتاولها بنحو قوله تعالى « فانذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى %“ قال فقد قصر الرب تعالى النار على من كذب وتولى والفاسق لم يكذب. (وجوابه): ان هذا القصر اضافي لا حقيقي فانه انما قصرها على (١) سورة النساء أية رقم ١٠ (۲) سورة النساء اية رقم ۳٩ (۳) سورة الليل أية رقم ١٤٠ س ١٠. ۹١۱ من كذب وتولى بالنظر الى انقسام الناس يوم نزولها الى مكذب ومصدق ليفيد الترغيب في التصديق والترهيب في التكذيب. (وجواب) اخر إن قصر اصلاء النار إنما هو على الشقيء وهو اسم شامل للمشرك والفاسق وما بعد الشقي فهو وصف له لم يتناو له القصر لكن ذ فهم منه على سبيل مفهوم الصفةء وقد عرفت أن مفهوم لصفة دليل طن اختلف في وجوب العمل به فضلا من أن بثبت به العلم الاعتقادي. (و جواب) اخر لابي طاهر إن النار أبواب فالقصر انما هو لباب منها فلا ينافي تعذييهم في باب اخر واذا ثبتت هذه الاحتمالات قطعنا أن المراد بالاية غير ظاهرها لثبوت القاطع بخلافه (وقوله تعالى) « إنا قد أوحي الينا أن العذاب على من كذب وتولى ‏ (وجوابه) ليس في الاية قصر العذاب على المكذب المتولي وانما فيها اخبار عنه انه معذب وخص بالذ کر في الاية لاقتضاء المقام ذلك فانه في خحطاب فرعون لعنه الله فلو قال إن العذاب على من كذب أو فعل كبيرة مع التصديق لم يناسب المقام (وقوله تعالى) « فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين 0 وصح استدلاله بها لانه يخص اسم الكافر بالمشرك (وجوابه) لا نسلم تخصيصه به فان الفاسق كافر كفر نعمة كما سياتي بيانه ان شاء الله في محله. ولو سلمنا اختصاص اسم الكافر بالمشرك لقلنا إن جوابها كجواب التي قبلها (أما القائلون) بأن صاحب الكبيرة غير مخلد وان عذب فانهم يقولون هو في مشيئة الله ان شاء غفر له وعفا عنه بلا تعذيب وان شاء (١) سورة طه أية رقم ۸٤ (۲) سورة البقرة اية رقم ٢٤۲ وقد جاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (واتقوا) بدلاً من (فاتقوا). 0۰ شفم فيه من شاءِ وان شاءِ عذبه في ناره بقدر عمله او الى ما شاء الله من المدةء ثم يقطعون بخروجه منها ويتاولون في ذلك ايات (منها) قوله تعالى « لابثين فيها احقابا © والاحقاب جمع حقب وهو ثمانون سنة وأكثر جمع القلة عشرة فتكون الثمانون عشر مرات. (وجوابه) أن الاية في المشركين خاصة لقوله تعالى « إنهم كانوا لا يرجون حسابا و كذبوا با ياتنا کذابا ۷ فیلزمكم عدم تخليد اهل الشرك وأنتم لا تقولون به والكتاب يرده فوجب حمل الأحقاب على عدم الغايق أي مدة غير متناهية (ومنها) قوله « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره %“ (قالوا) فالاية دالة على أن من عمل خيرا راه ومن عمل شرا راه. (قلنا): إن حملتموها على ظاهرها لم تفد الا العلم بعملهم لا الجزاء عليه فالله عز وجل يري الكافر عمله لا لينتفع به بل ليكون حسرة عليه كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار وان حملتموها على رؤية جزاء الاعمال وجب دخول المشرك فيهم وأنتم لا تقولون به (فان قيل) إن المشرك خرج بدليل اخر دل على احباط عمله (قلنا) وكذلك الفاسق دل الدليل على أن عمله غير مقبول إنما يتقبل الله من المتقين فوجب حمل الرؤية في الاية على العلم بالاعمال لا على وجود جزائها. (١) سورة البأً آية رقم ۲۳. (۲) سورة التبا آية رقم ۲۷. (۳) سورة الزلزلة اية رقم ۷ ۸. ١٥۱ بالسيئة فلا يجزى الا مثلها 0 مع قوله تعالى « وما ربك بظلام للعبيد % ١ لا اضيع عمل عامل منکم ). (و جوابه) أن الحسنة المضاعفة هي حسنة المرّمن لقوله تعالى « من جاءِ بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون ‏ ولا شك انه لا یامن من فزع ذلك اليوم الا المؤمن ومن لم تقبل حسناته لفسقه فهو الظالم لنفسه والمضيع لعمله فلم يظلمه الله ولم يضيع عمله (ومنها) قوله تعالى ١« ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء 6“ مع قوله تعالى « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا 6“ (قالوا) ففي هذه الاية دليل على ان جميع الذنوب مغفورة ثم اخرج من جميعها الشرك بقوله لا يغفر ان يشرك به فبقى ما عدا الشرك من الكبائر في المشيئة لقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. (قلنا): ان في الاية الثانية غفران الذنوب كلها فاخرج الشرك على زعمكم فوجب أن تقولوا إن ما عدا الشرك مغفور فصاحب الكبيرة مغفور له قطعا فينتقض مذهبكم ولا ينفعكم. قوله لمن يشاء فانه قد علق بالمشيئة اشياء قطعتم بثبوتها فقد قال تعالى ١ ويعذب المنافقين ِن شاء او يتوب عليهم * وانتم تخصون اسم المنافق بمن اخفى الشرك وأظهر الاسلام وجزمتم بتعذيبهم وتخليدهم في النار وقال تعالى (١) سورة الأنعام ية رقم ١١٦۱. (۲) سورة فصلت آية رقم ٤٦٤. (۳) سورة ال عمران أية رقم ١۹٠. (4) سورة القصص أية رقم ٤ ۸. (5) سورة النساء أية رقم 4۸. (1) سورة الزمر أية رقم ۳٥. (۷) سورة الأحزاب اية رقم ٢۲. 31 « وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاءِ ويعذب من يشاء ٩ وقد قطعتم بتعذيب اليهود والنصارى وتخليدهم فما بالكم لا تعلقون تعذيبهم على المشيئة (فان قيل) ان الله اخبرنا بقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به أن المشركين لا يغفر لهم فبقي من عداهم في المشيئة. (قلنا): إن أردتم بالشرك اللغوي فلا يشمل جميع اليهود والتصارى فإن منهم الموحد لغة والقران نزل على لغة العرب لا على الاأصطلاح. الثاني (وان قلتم) ان اسم الشرك وضعه الشرع لكل من اشرك أو كذب رسولا أو أنكر كتاباء والاية على هذا الوضع فخرج اليهود والنصارى من المشركين مع من خرج. (قلنا) و كذلك أيضا الفاسق قد خص با يات خر تدل على القطع بتعذيبه كما في اكل مال اليتيم ظلما وقاتل المؤّمن عمدا ونحوهماء فظهر ان المغفور له هو التائب وهو الذي شاء الله أن يغفر ل لخروج المشر كين بادلة وأهل الكبائر بادلة أخرى (فان قيل) إن المشرك والفاسق مغفور لهما بالتوبة ايضا فما فائدة قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء..؟ (قلنا): فائدته التنبيه على آن ليس كل تائب مقبولة توبتهء وإنما يقبل الله توبة من يشاء ان يغفر له (وان قيل) وعد الغفران بوجود التوبة فمهما وجدت وجب قبولها لان وعده الحق. (قلنا) نعم ان وعده حق واد. التوبة النصوح مقبولة عنده لا بوجوب عليه بل بتفضيل منه فان نفس الوعد بها تفضل وقطعنا باستحال كذبه لكن للتوبة المقبولة شروط فمن شاء ان يغفر له وقفه على تلك الشروط فوفي بها فهذه فائدة التعليق بالمشيئة لا ما زعمتموه وأما فائدة الاطلاق )۱( سورة المائدة ايه رقم ۱۸. \o۳ في نفي غفران الشرك في الآية مع انه مغفور بالتو بة في ایات خر فهي لتعظيم كبيرة الشرك على كبائر الفسق» وتهويل شأنه حتى ينفر عنه السامع فلا يحوم حول حماه. (ومنها) قوله تعالى في أهل النار « وأما الذي شقوا ففي النار خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك © قالوا: فالاستثناء في الآية دليل على أن الخلود غير أبدي والا فما معناه..؟ (أجيب) بأنه لا دلالة في الاستثناء على الخروج منها فانه يصح أن تكون المدة المستثناة هي ما بين خروج أرواحهم الى وقت دخولهم فيهاء كما نقول نقعد غدا كلها مع زيد الا مدة نصنع فيها كذاء فيصح أن تكون تلك المدة المستثناة قبل القعود مع زيد وذلك أن الله أوعد الأشقياء بالخلود في النار في الدا ر الأخرة ون من مات فقد حضرت اخرته وقامت قيامته بناء على القول بأنه ليس بين الدنيا والاخرة مدق فصح استثناء وقت ما قبل الدخول ويحتمل أن يكون الاستثناء لوقت ارادة الله فيه تعذيبهم بغير النار كالزمهرير وهو واد في النار اذا ادخل فيه الشقي استغاث منه الى النارء وفائدة ادخالهم فيه تنويع عذابهم فهم خالدون فيها بالنظر الى انه وارد فيها وجزء منها ومخرجون متها بالنظر الى ان نوع عذابه يخالف نوع عذابهاء وأيضا فلو قيل ان الاستثناء دال على خروجهم منها للزم عدم تخليد الفاسق والمشرك فان اسم الشقي شامل لهم والاستثناء وارد على خلودهم جميعاء وايضا فهذا الاستثناء بعينه جاء في تخليد السعداء فيلزكم ايضا عدم تخليدهم في الجنة. (١) سورة هود آية رقم ۱۰۷. ٤ (لا يقال): إنه قال في حق أهل الجنة: « عطاء غير مجذوذ ٠ اي غير مقطوع ولم يذكر في اية الاشقياء ما يدل على عدم انقطاع تعذييبهم فيدل ذلك على تخليد اهل الجنة دونهم (لانا نقول) ان كلامنا في الاستثناء لانكم استدللتم به على خروج أهل النار فبينا لكم انه لا تعلق لكم به فلو كان لكم به تعلق للزم تناقض اية السعداء حيث كان الاستثناء يها دالا على خروجهم وقوله: عطاء غير مجذوذ دال على غير ذلك او تقولوا ما قلناه. (ومنها) قوله تعالى « واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا اخر سيئا عسی الله ان يتوب عليهم . (قالوا) فعسى من الله واجب اجماعا. (واجيب) بانه وعد المعترفين بأن يتوب عليهم والمعترفون هم التائبون فإنهم ان فعلوا عملا صالحا ثم سيا ثم اعترفوا بسيئتهم کانوا تائبين» فاإن لم يرجعوا عنها فليسوا بمعترفين فلو قدرنا أنهم لم يتوبوا منها وجاريناكم على ما انتم عليه للزم ان تقطعوا بالغفران لهم لان عسى من الله واجب اذ لا يصدر منه الشك وأنتم تزعمون أنهم في المشيئة وترجون لهم الغفران (وان قيل) إن عسى في الأية للرجاء كما هي في أصل اللغة وإن الرب تعالى خاطب الناس على لغتهم مع علمه بما يول اليه أمرهم وأيهم الامر عليهم لنكتة. (قلنا): وعلى هذا المعنى فلا تعلق لكم بها أيضا فإنه متى كانت عسى للرجاء علمنا انهم لم يوعدوا بل رجوا فنقول إن ذلك الرجاء معلق بما اذا تابوا (قوله ما بين ذي شرك ومن قد فسقا) اي کافر (١) سورة هود آية رقم ١٠٠ وصدر الآية (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ). (۲) سورة التوبة أية رقم ١٠٠. \00 بنعمة من فرق بين ذي شرك أي صاحب شرك ومن فسق» فما زائدة وبين ظرف مبهم لا يتبين معناه الا باضافته الى اثنين فصاعدا او ما يقوم مقام ذلك كقوله تعالى « عوان بين ذلك »٠ والمشهور في العطف بعدها أن يكون بالواو لانها للجمع المطلقء نحو المال بين زيد وعمرو وأجاز بعضهم بالفاء مستدلا بقول امرىء القيس: ١ بين الدخول فحومل » واجيب بأن الدخول اسم لمواضع شتى فهو لمنزلة قولك المال بين القوم وبها يتم المعنى ا. ه مصباح (قوله اعني لدی الخلود) أي اقصد بذلك الحكم من فرق بين المشرك والفاسق في الخلود لا في منازل العذاب فانهم متفاوتون في ذلك وفي الخلود مشتركون وللمفرقين بينهم في الخلود أعاجيب. (منها) ان قالوا إن العصاة اذا دخلوا النار يموتون بعد الدخول بساعة علم الله مقدارها ثم اختلفوا في كيفية ذلك الموت فقال بعضهم: إنهم يفقدون الم العذاب ولا يحسون بشيء اصلا حتى يخرجوا منها واختار (١) سورة البقرة اية رقم 6۸ والاية تقول: ۾ قالوا ادغ لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تۇەرون ». (۲) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي من بني اکل المرار أشهر شعراء العرب على الاطلاق يماي الأصل مولده بنجد نحو ١۳٠ قى ه اختلف المؤرخون في اسمه. و كان أبوه ملك أسد وغطفان» وأمه أخت المهلهل الشاعن فلقنه المهلهل الشعر فقاله وهو غلام وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب فبلغ ذلك أباه فنهاه عن سيرته فلم ينته فأبعده الى ٠ مون » بحضرموت موطن ابائه وعشيرته وهو في نحو العشرين من عمره فاقام زهاء خمس سنين ثم جعل يتنقل مع أصحابه في احياء العرب يشرب ويطرب ويغزو ويلهو الى ان ثار بتو أسد على أيه وقتلوص فبلغ ذلك امرأً القيس وهو جالس للشراب فقال: رحم الله بي ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا امر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثار لأبيه من بني اسك وقال في ذلك شعرا کڻيرا توفي عام ۸۰ ف ه. راجع الأغاني ط دار الكتب ٩ : ۷۷ وتهذيب ابن عساكر ۳ : ١٠٠ وابن قتيبة في الشعر والشعراء ۳۱ وخزانة البغدادي ١ : ١١٠. ١١۱ اخرون انهم يموتون موتا حقيقيا بزهق أرواحهم « قل هل عندكم من سلطان بهذا ام تقولون على الله ما لا تعلمون..؟ » ولهم حديث يطول ذكره ويشهد الكتاب برده فلا حاجة لذكره هنا على أنه احادي الاسناد فعلى تقدير صحته لا يثبت به الاعتقاد فكيف لهؤلاء ان يعولوا عليه دينا يجعلوه علما يقينا « قل الله أذن لكم ام على الله تفترون..؟ ٠. (قوله والفرق نشا) أي الفرق بين المشرك والفاسق ثبت عند منازل العذاب ونشا بمعنى حدث وتجدت وهو نوع من الوجود اطلقه هنا على مطلق الوجود على تقدير أن الكلام في وجود الفرق بينهما موجود عن الشارع فهو مجاز مرسل لعلاقة التقييد والاطلاق وفائدة التجوز التنبيه على أن بيان ذلك الفرق موجود كثيرا فلكثرته كان بمنزلة المتجدد حتى كانك إذا سمعت بيانا اخر ظننت انه حدث ذلك اليوم فمن ذلك البيان ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: « إن أهون اهل النار عذابا رجل فى أخمص قدمیه جمرتان یغلی منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم ما يرى أن احدا اشد منه عذابا وانه لاهونهم عذابا ومتهم من هو في النار الى كعبيه مع أجزاء العذاب ومنهم من هو في النار الى ركبتيه مع أجزاءِ العذاب ومنهم من قد اغتمر ». وفي رواية « ان ادنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه مسامعه جمر وأضراسه جمر واشفاره لهب النار وان منهم من يغلي کحبات قليل في ما كثير » وقال سويد بن غفلة اذا اراد الله (١) سورة يونس اية رقم ٩٥. (۲) هو سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي معمّرء كان شريكا لعمر بن الخطاب في الجاهلية وعاش في الباديةء وأسلم ودخل المدينة يوم وفاة النبي س عك وشهد القادسية ثم كان مع علي في حرب صفين؛ وسكن الكوفةء ومات بها في زمن الحجاج وکان شديد الساعد سمع الناس يوم القادسية يصيحون الأسد السك فضرب الأسد على راس فمر سیفه= \ oy تعالى أن يكسو هل الثار جعل للرجل نهم متاو على نره من م يتفل بقفل من تار ثم يجعل ذلك الصتدوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يلقى أو يطرح في النار فذلك قوله تعالی « من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ٠ فاذا يئس يئس القوم فما هو الا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق واخرها زفي وكان عي يقول « يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الاخحدود ولو أرسلت فيا السفن لجرت 0 نسال الله تعالی العافية (قوله وفشا) أي ظهر وانتشر. = في فقار ظهره وخرج من عكوة ذنبه» وکان فقیها اماما مات وهو ابن ١۲٠ سنة عام ۸۱ ه. راجع الأستيعاب بهامش الاصابة ٢ : ١١٠ والاصابة ٢ : ١١٠ والذهبي في العبر ١ : ۹۳. (١) سورة الزمر اية رقم ١٠ وتكملة الآية ه ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ٠. (۲) الحديث رواه ابن ماجة في الزهد ٢۳ باب صفة النار ٢٤4۳۲ حدثنا محمد بن عبدالله بن نمي ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن يزيد الرقاش عن انس بن مالك قال رسول الله كل وذكره في الزوائد: في اسناده يزيد بن ابان الرقاش وهو ضعيف. ۱\۸ ركذاك من قال بأنه يجيء وقت على النار بلا تأجج) (قوله كذاك من قال بانه يجيء الخ) هذا بيان حكم أهل القول بأن أهل النيران جميعا مشركهم وفاسقهم ينقطع تعذيهم وجعله كحكم القائلين بان أهل الكبائر يخرجون من النار لانهم يتأولون في ذلك لد ل حي يح الحار يا ته فول فط تد ي كفاني 0 ورووا أيضا أنه ينبت فيها ن شجر الجر جير وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ليأتين علي النار يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد و ذلك بعدما يلبثو ل فیا احقابا ) وتاولوا أيضا محصورة في الدار الدنيا لما يقتضيه من طبع الفساد فيها وأما يوم القيامة فتتكشف له الحقائق فلا عناد فيعود الى قرب وهذا الاستدلال (١) الحديث رواه البخاري في كتاب التفسير ٠٠ سورة ق ١ باب (وتقول هل من مزيد). ۸٨ حدثنا عبدالله ين أبي الأسود حدثنا حرمى بن عمارةء حدثنا شعبة عن قتادة عن انس رضي الله عنه عن البي ‏ عة قال: وذكره. ورواه أيضاً بسنده عن ابي هر یر ة رفعه س واکر ما کان يوافقه بو سفيان بلفظ (يقال لجهنم هل امتلأت وتقول: هل من مزيد...؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط) ورواه الترمذي في التفسير سورة 0.90 (۲) هو عبد الله بن عمرو بن العاص؛ من قريش صحايبي من النساك من أهل مكةء کان يكنب في الجاهليةء ويحسن السريانية وأسلم قبل أبيه فاستاذن رسول لل ن في أن يکتب ما يسمع منه فاذن له وكان كثير العبادة حتى قال له النبي ل ران لجسدك عليك حقاً وان لزوجك عليك حقاء وان لعينيك عليك حقا) وكان يشهد الحروب والغزوات ويضرب بسيفين له في کتب الحدیث ۷۰۰ حديث توفي عام ١٠ ه. راجع الاصابة ت ۸۳۸٤ وحلية الأولياء ١ وصفة الصفوة ١ : ٠۲۷. (۳) سورة ص اية رقم ۷۸. ۱0۹ كما تری ينفي دخوله النار أصلا فيؤول الى انكار تعذيب أهل المعاصي وليس في الاية قصر اللعنة في دار الدنيل لأن لفظ الى غاية لا قصر و مقتضاة تا بيد اللعن فلا مفهوم له. (وأما) الحديثان فلا تعلق لهم بهما ايضا لان قولها قط قط أي حسبي حسبي لا يدل على انقطاع عذابهم وانما يدل على ان اهلها يكفونها « يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزید »“ تقدير صحته فيحتمل أنهم اخرجوا الى الزمهرير لتنويع العذاب لهم (واستدلوا) ايضا بادلة عقلية. (الاول): ان القوة الجسمانية متناهية فلا بد من فنائها (الجواب) (الثاني): دوام الاحراق مع بقاءِ الحياة خروج عن قضية العقل الجواب هذا بنا على شرط البنية واعتدال المزاج ولا تقول بدليل الحياة بخلق لله تعالى وقد يخلقها دائما أبدا أو يخلق في الحي قوة لا تخرب معها بنيته بالنار كما خلقها في السمندر وهو حيوان ماواه النار. (الثالث): النار يجب افناؤها الرطوبة بالتجربة قليلا قليلا فتنتهي بالا خرة الى عدمها وتتفتت الاجزاء فلا تبقى الحياة. (الجواب): فناء الرطوبة بالنار غير واجب عندنا بل هو بافناء الله تعالى أو يفنيها ويخلق بدلها مثلها ا. ه عضد مع بعض تصرف (ثم ظهر لي) في حكم هذه الفرقة أن يقال إنهم مشركون كما صرح السيد بخروجهم عن الاسلام لقوله تعالى ر لأملان جهنم منك وممن )ا( سورة ق ايه رقم ۳ ١٦١1۱ تبعك منهم أجمعين ٠ ولأن تأويلهم هذا ليس بالتأويل القوي حتى يرفع عنهم حكم الشرك واستدلالهم العقلي إنما هو أمر فلسفي لا يثبت لقائله الحكم الاسلامي وهذا الحكم أيضا شامل لمن عذر المشرك اذا اجتهد فاخطا بخلاف ما إذا لم يجتهت ونسب هذا القول الى الجاحظ والعنبري” لان هذا التفصيل لم يدل عليه دليل فهو راد للكتاب ومصادم له ولا ينفعهم كل مجتهد مصيب؛ لانه خاص فیما يجوز فيه الاجتهات والا لزم تعارض الاأصول القظعية وتضادها على أنه لا يقاومها فان خبر الاحاد لا يوجب علماء على تقدیر انه موجب للعلم فلا يوجب العلم القطعي بل الظن فقط ويلزم أرباب هذا القول أن يعذروا بعض من قاتل محمدا عي فإن منهم المجتهدين وليسوا كلهم معاندين واذا سلموا هذا لزمهم بان سال الرسل عبث لان من اجتهد فهو سالم وان خالف نبيه وقاتله وهذا ظاهر البطلان کما تری. (قوله وقت على النار بلا تأجج) أي بلا توقد أي زعموا أن النار ياتي عليها وقت أي مدة ينطفي لهبها فلا توقد فيها فلا عذاب على احد هنالك. (١) سورة ص آية رقم ٥۸. (۲) هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي أبو عثمان الشهير بالجاحظ كبير أئمة الادب ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة مولده عام ۳١٠ ه ووفاته في البصرة عام ٢٠۲ ه مات والکتاب على صدره له تصانيف كثيرة؛ (الحيوان) و(البيان والتبيين) و(البخلاء) و(المحاسن والأضداد) و(الجد والهزل) وغير ذلك كثير. راجع ارشاد الأريب 1: والوفيات ١ : ٢۳۸ وتاريخ بغداد ١١ : ٢٠۲ ونزهة الألبا ٢٢۲. (۳) هو سوار بن عبدالله بن سوار بن عبدالله بن قدامة من بني العنبر من تميم أبو عبدالله العنبري: قاض له شعر رقيق؛ وعلم بالفقه والحديث من أهل البصرة سكن بغدات وولي القضاء بالرصافة وكف بصره في أواخر اعوامه» وتوفي ببغداد عام ٢٢۲ ه. راجع تاریخ بغداد ٩ : ۰٠۲۱. روهكذا من قال كل يدخل يها سيد رشقي مطل رومن يقل دار الخلود فانيه أو اهلها ففاسق علانيه) (قوله وهكذا من قال كل يدخل فيها) الخ أي وهكذا حكم من زعم أن السعداء والاشقياء يدخلون النار معاء ثم ينجي الذين اموا ويذر الكافرين› مستدلين بقوله تعالى « وان منکم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً “° ولا دليل لهم فيها لان قوله وان منكم خطاب لمنكري البعث لقوله تعالى « ويقول الانسان أَإذا ما مت لسوف أخرج حيا او لا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم ياك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لنتزعن من كل شيعة أيهم اشد على الرحمن عتيا ثم لنحن اعلم بالڏين هم أولى بها صليا ". ثم قال على سبیل الالتفات « وان منكم الا واردها » أي يا معشر منكري البعث ثم قال « ثم ننجي الذين اتقوا * والنجاة من الشيء لا تكون الا ۴ الوقوع فيه « فلما جاء أمرنا نجينا هودا ٠ فلم يکن هود ومن معه داخلين معهم في العذاب. (واعلم): أن أصحابنا جعلوا الخطاب في آية الورود عاما للمؤمنين والكافرين وفسروا الورود في حق الكافرين بالدخول وفي حق المؤمنين (١) سورة مریم آية رقم ۷۱ ہے ۷۲. .۷۰ ‏سورة مریم آية رقم ٦٦ س‎ )۲( (۳) سورة مریم آية رقم ۷۱. (4) سورة مریم اية رقم ۲. وتكملة الأ ية « ونذر الظالمين فيها جڻيا ». )٥( سورة هود اية رقم ۸٠. وتكملة الآية ٠ والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غلیظ ٤. ۱۲ بالاشراف» فيلزم عليه اطلاق الكلمة على معنييها معنييها الحقيقيين ان قلنا الورود مشترك بين الدخول والاشراف أو اليش , والمجازي ان قلنا بانه حقيقة في أحدهما فتلخص ان مذهبهم جواز ذلك (وانما حكم) عليهم بکفر النعمة لان تأويلهم هذا مخالف لأآيات الكتاب. (ومنها) قوله تعالى « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولثعك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها 6 (ويعترض) عليه من وجوه. (أحدها): ان الأية عامة مراد بها الخصوص فهي في ناس مخصوصين ويجاب بان الاصل عدم المخصص ولا يثبت التخصيص الا بدليل وليس في اية الورود دليل يخصص به. (وثانيها): أن قوله أولعك عنها مبعدون يحتمل أن يكون الابعاد بعد الدخول فيها (ويجاب) بأنه يلزم عليه أن يكون الابعاد غير حقيقي بل مجازي ولا يصح العدول به عن حقيقته الا بدليل أو نقول إن الابعاد مطلق ولا يصح تقييده بوقت دون وقت الا بدليل (وأيضا) فلو كانوا قربوا منها ثم ابعدوا عنها يلزم ان يکونوا مقربين منها مبعدين عنها. (وثالثها): ان الا ية دلت على نهم لا يسمعون حسيسها ولم تدل على نفي الدخول فيها فيحتمل أنهم يدخلونها ولا يسمعون لها حسا (ويجاب): بأنه كناية عن عدم قربهم إياها فيستلزم عدم دخولهم فيها. (ورابعها): يحتمل أن يكونوا لا يسمعون حسيسها بعد أن يخرجوا متها لا وقت دخولهم فيها ولا قبل ذلك (ويجاب) بانه تقييد للمطلق بلا قيد (ومنها) قوله تعالى « لا يحزنهم الفزع الاكبر ‏ وقوله (۱) سورة الأنبياء ية رقم ١١۱ ۱۰۲ وتكىلة الأية (وهم في ما اشتهت انفسهم خالدون). (۲) سورة الأنبياء آية رقم ۳.\ وتكملة الأية (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون). ۳٦۱ « وهم من فزع يومئذ امنون » فلو كانوا يدخلون النار لاحزنهم ذلك ولما امنوا من فزع ذلك اليوم (ويعترض) عليه من وجهين. (أحدهما): أنه يحتمل أن الموصوفين بذلك ناس مخصوصون من المؤؤّمنين (ويجاب) بانه .تخصيص بلا مخصص. (وٹانيهما) انه لا ا يستلزم دخولهم تار الحزن والخوف لامکان ان فان رفع حزن من یری أنه معذب ب ولق الأمن في قله حلاف الظاه ومنها قوله تعالی ( فریق في الجنة وفريق في السعير » فلو دخلوها جميعا لزم بطلان هذا التقسيم لانهم يكونون فريقا واحدا (ويعترض) عليه بان محل التقسيم بعد خروجهم من النار (ویجاب) بانه دعوی (واعلم): ان حكم كفر النعمة انما كان على هوُلاء لما أدى اليه مذهبهم من تعذيب الموّمنين كما زعم بعضهم أن هذه الامة لا يصلحون الما ولا يعلمون اين هي ولا متى مروا عليها فلا يفضي بهم قولهم هذا الى تفسيق لانهم لم يخالفوا فيه قطعيا لاحتمال أن يژُول قوله تعالى: ۱ أولثك عنها مبعدون )٠ أي عن عذابها وان کان محتاجا الى دليا . ت (۱) سورة الشورى اية رقم ۷ وصدر الاية (وكذلك أوحينا إليك قران عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر بوم الجمع لا ريب فيه). (۲) سورة الأنبياء آية رتم ١۱۰. (۴) سورة النمل أية رقم ٩8۹. ٤٦١۱ (قوله سعید أو شقي مبطل) بدل تفصیلي من قوله کل يدخل والمراد سعيد أي محق ليقابل وصف الشقي بالمبطل كما قابل السعيد بالشقي به مع المطابقة اكتفاء (قوله ومن يقل دار الخلود فانيه أو أهلها الخ) هذا بيان حكم أهل القول بأن الجنة والنار يفنيان بعد دخول أهل كل فيها ويفني أهلهما فيبقى الله وحده فحكم هولاء أنهم فاسقون لتاولهم نحو قوله تعالی « کل شيءِ هالك الا وجهه )0 وتاولهم الخلود في آيات الخلود بالمكث الطويل مثلا وتأولهم الأبد بالمبالغة في طول المكث مئلا (ثم ظهر لي) بعد ذلك انهم مشركون لان شبهتهم هذه لا ترفع عنهم حکم الشرك؛ء لان تاويلهم ليس بتاویل يقبل لابطاله تلك القواطع. (قوله ففاسق علانيه) أي فهو فاسق جهرة بمعنی أن فسقه شاھ لا يشك فيه أحد. (١) سورة القصص آية رقم ۸۸. ٥٦۱ رهذا اذا ما كان بالتأويل والشرك في الرد على السنزيل) (قوله هذا اذا ما كان بالتأويل) أي هذا الحكم الذي ذكرناه ثابت على أهل هذه المذاهب اذا كان قولهم ناشعا عن تاويل للكتاب والسنة أما إذا كان ناشغا عن رد له أو للسنة المتواترة فحكمهم الشركء كما سيأتي ان رد الكتاب نوع من الشرك وتكذيب الرسول نوع منه ايضا (قوله والشرك في الرد) أي بسبب الرد على التنزيل ومفعول الرد محذوف أي في الرد على التنزيل حکمه. ٦۱۹ (في القضاء والقدر) أي في الايمان بهما وفي حكم الخوض فيهما وحكم من خاض (وبالقضا نؤمن أيضا والقدر ولم يجز اغراقنا فيه النظر) (قوله وبالقضا نؤۇمن أيضا والقدر) أي نصدق على وجه الاذعان والتسليم بالقضاء والقدر كما صدقنا بالرسل والكتب والملائكة واليوم الآخر عملا بقوله عة ك لعبادة بن الصامت انك لن تجد ولن تبلغ حقيقة الايمان حتی تومن بالقدر خيره وشره آنه من الله تعالى› « قال: يا يا رسول وكيف لي أن أعلم خير القدر وشره..؟ قال: تعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطاك لم يكن ليصيبك فان مت على غير ذلك دخلت النار وبقوله عي وقد سكل عن الامان: « أُن تۇمن بالله وملائكته وكتبه ولقائه واليوم الأخر وأن تؤمن بالقدر خيره (۱) هو و عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد صحابي من الموصوفين بالورع؛ شيد المت وكان أحد النقباء وبدرا وسائر المشاهد ثم حضر فتح مصرء وهو أول من ولي لقضاء بفلسطين ومات بالرملة عام ٢۳ ه. روى ١۸١ حديثاً اتفق البخاري ومسلم على ستة منها وكان من سادات الصحابة. راجع حسن المحاضرة ١ : ٩۸ وتهذيب التهذيب ٥ : ١١٠ والاصابة 4۸8۸٤ وتهذيب ابن عساکر ۷ : ٦۲۰. (۲) الحديث رواه الأمام احمد بن حتبل في المسند د : ۱۸۹ حدثني ابي ٿنا قران بن تمام عن أبي سان الشيباني عن وهب الحمصي عن أبن الديلي قال أتيت آبي بن کعب فقلت له انه قد وقع في نفسي من القدر شيء فاحب ان تحدثئي بحديث لعل الله ان يذهب عني ما أجد قال لو ان الله عز وجل عذب أهل السموات» وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم له ولو رحمهم كانت رحمته لهم خير من أعمالهم ولو كان أحد لك ذهباً فأنفقته في سبيل الله ثم لم تومن بالقدر وتعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطثك وان ما أخطاك لم يكن ليصيبك ما تقبل منك ولو مت على غير ذلك دخلت النار « وفيه زيادة » ولا عليك أن تلقى أخي عبدالله بن مسعود فتسأل فلقي عبدالله فقال له مثل ذلك ثم لقي حذيفة بن اليمان فقال له مثل ذلك ثم لقي زيد بن ثابت فقال له مثل ذلك الا أنه حدثه عن نبي الله عه. ۱۹۸ وشره أنه من الله تعالى 6 (والقضاء) بالقصر والمد الا في البيت فانه والت أقوالهم الى أنه اتمام الشيء قولا وفعلا (والقدر) بفتح الدال وسكونها يرد في اللغة على وجوه سبعة نظمتها في قولي: وتعدير وتصوير وجرود ضا ې تضيق وتا وفي المصباح القدر بالفتح لا غير: هو ما يقدره الله من القضاء (والفرق) بينهما في الأصطلاح هو أن (القضاء) عبارة عن ثبوت صور جميع الاشياء في العلم الاعلى على الوجه الكليء وهو الذي تسميه الحكماء العقل الاول. تسميه الحكماء بالنفس الكلية. (وقيل القضاء) عبارة عن وجود جميع (والقدر) عبارة عن وجود جميع الموجودات في موادها الخارجية و بعد حصول شرائطها واحدا بعد واحد (وقيل) إن (القضاء) هو الحكم الكلي الاجمالي على اعيان الموجودات بأحوالها من الازل الى الابد مثل الحكم بان كل نفس ذائقة الموت (والقدر) هو تفصيل هذا الحكم بتعيين الاسباب وتخصيص ايجاد الاعيان بأوقات وازمان (١) الحديث رواه الامام مسلم في الايمان ١٠ ۷ وأبو داود في السنة ١٠ والترمذي في القدر ٠ وايمان ٤ والنسائي في الايمان © ١ وابن ماجة في المقدمة ۹٠ ١٠. واحمد بن حنبل في المسند ١ : ۲۷ء ۲۸ء ۲© ۹۷ ‎N۳۴‏ ۳\4 (حبلي). (۲) سبقت الترجمة له في الجزء الأول من هذا الكتاب. ۹٦۱ بحسب قابلياتها واستعداداتها المقتضية للوقوع منهاء وتعليق كل حال من أحوالها بزمان معين وسبب مخصوص مثل الحكم بموت زيد في اليوم الفلاني بالمرض الفلاني (وقد) يطلق (القضاء) على الشيء المقضي نفسه وهو الواقع في قوله عليه الصلاة والسلام « اللهم اني اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء والرضى به لا يجب » على هذا المعنى ولذلك استعاذ . منه والواجب الرضا بالقضاء اي بحكم الله وتصرفه وأما المقضي فلا الا اذا كان مطلوبا شرعا كالايمان ونحوء وقد ورد أن الله تعالى يقول من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ الها سوائي. (والقدر) مرضي لان التقدير فعل الله لا المقدر اذ يمكن أن يكون من الأعيان الا حسب ما يقتضيه استعدادها ا. ه من الكليات مع تصرف. (قوله ولم يجز اغراقنا فيه النظر) أي ولم يجوز لنا الشرع أن نمعن الفكر ونستقصيه في القد ر لقوله 1 « إذا ذكر القد ر فامسكوا واذا ذکرت النجوم فامسکوا )0 وي الحديث يث الرباني: القدر سري ولا ينبغي لاحد أن يطلع على سري » وقوله َي « لكل امة مجوس ومجوس هذه الامة القدرية و قوله ا « المرجئة يهود هذه الامة والقدرية (١) الحديث رواه البخاري في كتاب القدر ١۳٠ باب تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء. ٦ س حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن سُمي عن آبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ل وذکره. ورواه الامام مسلم في الذكر ۳٠ والنسائي في الاستعاذة ٤۲ ۳۱ ۳۳ ٣٤۳ ١۳ ورواه الامام أحمد في المسند ۲ : ۱۷۳ ٢٢۲. (۲) لم نعثر على هذا الحديث ولعل الله يوفقنا اليه. (۳) الحديث رواه أبو داود في باب القدر ٤۹٦٤ حدثنا محمد بن ابي كٹير أخبرنا سفيان عن = ۱۷۰ مجوسها »9 وقوله عَفيْك « لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا قبلي 6 والمراد بالقدرية الخائضون في القدر والمتكلمون فيه بما لا يحل وهم (صنفان): صنف منهم انكروا ان تكون أفعالهم خلقا لله تعالى ونسبوا خحلقها لانفسهم وهو مذهب المعتزلة بجميع فرقهم. (وصنف) نفوا الكسب عنهم وأضافوا جمیع أفعالهم الى الله عز وجل على سبيل الجبر مته لهم على فعلها ورفع الأختيار عنهم فيهاء وجعلوا أنفسهم كالميت في يد المغسل وكالخيط في الهواء تقلبه الرياح ل يستطيع امتناعا. وسياتي بيان شبه الصنفين ورد قولهم عليهم. (وذهب) أهل الاستقامة والاشعرية الى التوسط بين الحالين فقالوا: إن أفعالنا خلق لله عز وجل وهي لنا اكتساب فنثاب ونعاقب على اكتسابنا لا على خلق الله أفعالنا بدليل قوله تعالى « لها ما کسبت وعليها ما اكتسبت »" فالاية صريحة في اثبات الكسب والاكتساب لها وهي مبطلة لمذهب الجبرية ولقوله تعالى « وأنه هو أضحك وابكى » فالآية صريحة على أن الله تعالى هو خالق الضحك والبكاء فيهم وهو فعل لهم وهذا مبطل لمذهب المعتزلة. = عمر بن محمك عن عمر مولى غفرة عن رجل. من الأنصار عن حذيفة قال: قال رسول ل س ره وذكره وفيه زيادة (من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوهم؛» وهم شيعة الدجالء وحق على الله ان يلحقهم بالدجال. ورواه الامام احمد في المسند ٢ : ٦۸ ٥ : 4.7 (حلبي). (١) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ٩ باب في الايمان ۷۳ بسنده عن جابر بن عبدالله بلفظ قال رسول الله لَك (صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب: أهل الارجاي واهل القدر. (۲) لم نعشر على هذا الحديث (۳) سورة البقرة أية رقم ١۱۳. (4) سورة النجم أية رقم ٤4 ١۱۷ (واعترض) عليه بان اسناد الفعل اليه مجاز عقلي والمراد آنه فاعل سبب الضحك والبكاء لانفسهما (والجواب) أن الاصل عدم المجاز ولا يصار اليه الا بقرينة مانعة من ارادة الحقيقة وليس هنا قرينه فاذا جمعت بين الايتين أعني قوله تعالى « وأنه هو اضحك وأآبکی 77 وقوله تعالى « لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت » حصل لك طريق اثبات خلق الأفعال لله وكسبها للخلق (وعن) عكرمة" عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سعل عن القدر فقال: الناس فيه على ثلاث منازل؛ من قال ِن في الامر المشيئة الى العباد وإن الاعمال مفوضة اليهم ۷ قدر فقد ضاد الله في أمره» ومن اضاف الى الله شيعا مما ينزه عنه فقد افترى عظيما على الله عز وجل ورجل قال: إن رحمت نبفضل الله فذلك الذي سلم له دينه ودنياه. (١) سورة النجم أية رقم ۳٤. (۲) سورة البقرة أية رقم ١۱۳. (۳) هو عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي القرشي من صناديد قريش في الجاهلية والاسلام كان هو وأبوه من أشد الناس عداوة للنبي عل وأسلم عكرمة بعد فتح مكة وحسن اسلامه فشهد الوقائع وولي الأعمال لأبي بكر واستشهد في اليرموك أو و يوم مرج الصفر وعمره ۲ سنة وفي الحديث ە لا تؤذوا الأحياء بسب الموتىء قال المبرد: فنهى عن سب ابي جهل من اجل عكرمة. راجع تهذيب الأسماء ۱١ والاصابة ت ٤٤٦٥ وتاريخ الاسلام للذهبي ١ : ۳۸۰. ۱۷۲ أفعال العباد خلق لله وكسب لهم رومن يقل الهنا لم يخلق ِ افعالنلا بعدا له من أحمق) رلقوله لكل شيء خالق سبحانه الرب المليك الرازق) رلو كان خالقا سواه لزرما تعدد الاله قطما حتما) رولو تعدد الاله لظهر فساد هذا العالم الذي بهر) رلكکن لا في فعلنا اكتساب به الشنواب وبه العقاب) رمن ثم قد نيل به اعلا الرتب الا النبوات فليس تكتسب) (قوله من يقل الهنا لم يخلق أفعالنا الخ) أي من اعتقد اعتقادا جازما أن الله عز وجل لم يخلق أفعال العباد فهو فاسق منافق أحمق بعدا له وانما قلنا اعتقادا. جازما ليخرج من اعتقد لقصور عقله ان ريح المروحة ونحوها خلق له من غير أن يخطىء من خالفه في ذلك؛ فانه لا يفسق لانه من الخطا المرفوع عنا كذا في الذهب الخالص› وعزاه الى بعض محققي أصحابناء وفي عدم تفسيق هذا المعتقد اشارة الى أن المعتزلة إنما كان فسقهم في هذه المسالة من باب اعتقادها دينا وتخطعة من خالفهم في ذلك لكن المعتزلة انكروا ايجاد الله لافعالنا وجعلوها موجودة لنا فهم فاسقون بذلك أيضاء وأول من قرر هذا ۱۷۳ المذهب الفاسد واصل بن عطاء' وقد تلمذ للحسن البصري"«› ومكث في مجالسته عشرين سنةء وهو المقدر لقواعد القول بقدرة العبد وخلقه الفعلء وقال: ان الباري عادل حكيم لا يجوز ان يضاف اليه شين ولا ظلم ولا يجوز عليه أن يريد من العباد خلاف ما يأمرهم به ولا يجوز عليه أن يخلق للعباد شيئا فيجازيهم عليه والعبد هو الفاعل للخير والشر والطاعة والمعصية والله سبحانه وتعالى مجازيه بفعله وقال: ليس من الحكمة أن يكون الله سبخانه وتعالى يخلق الكفر للكافرين به وهو مبغض للكفر معاد للكافرين فيكون ذلك كمن أعان على شتم نفسه ا. ه. وهذا مبني على جعل العقل حاكما على الشرع لا يجوز عندهم أن يرد الشرع بخلافه وحاصل ما عول عليه ها هنا ثلائة اشياء. (١) هو واصل بن عطاء الغزال أبو حذيفة من موالي بني ضبة أو بني مخزوم رأس المعتزلة ومن أئمة البلغاء والمتكلمين؛ سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله درس الحسن البصري؛ ومنهم طائفة تنسب اليه تسمى (الواصلية) وهو الذي نشر مذهب الاعتزال. ولد بالمدينة عام ٠۸ ه ونشأ بالبصرةء وكان ممن بايع لمحمد بن عبدالله بن الحسن في قيامه على أهل الجور ولم يكن غزالاً وانما لقب به لتردده على سوق الغزالين بالبصرة له تصانيف منها ه اصناف المرجئة » وه المنزلة بين المنزلتين » وه معاني القران » وغير ذلك كثير توفي عام ۱١ ه. راجع وفیات الأعيان ۲ ومروج الذهب ۲ ۹ وتاريخ الاسلام للذهبي ٥ : ۳۱۱ والنجوم الزاهرة ۱١ س ١٤۳۱. (۲) هو الحسن بن يسار البصري أبو سعيد تابعيء كان إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمنهء وهو احد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك ولد بالمدينة وشب في كنف علي بن أبي طالب واستكتبه الربيع بن زياد والي خراسان في عهد معاويةء وسكن البصرة وعظمت هييته في القلوب فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم لا يخاف في الحق لومة لائم وكان أبوه من أهل ميسان مولى لبعض الأنصار. قال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنِياء توفي عام ١٠٠ ه. راجع تهذيب التهذيب ووفيات الأعيان وميزان الاعتدال ١ : ٢٠۲ وحلية الأولياء ۲ : ۱١۱۳. ٤۱۷ (أحدها): أنه لا يجوز أن يضاف الى الله شين ولا قبح لانه عدل ولا شك أن أفعال المعاصي قبح وشين فلا تصح اضافتها اليه. أن القبح عندنا معشر الاباضية وعند الاشعريةء وعند من وافقنا على ذلك ما نهى عنه الشرع لا ما قبحه العقل فقطء لان الحسن والقبح شرعیان عندنا وأما المعتزلة فعندهم انهما عقليان› وقد تقدم فساد مذهبهم. (الثاني) : انه لا يجوز عليه تعالی أن يريد من العباد خلاف ما يأمرهم به فعنده أن الارادة ملازمة للامر. (وجوابه) أن المعاصي قد صدرت من فاعلها فاذا كان الله لم يرد صدورها منه فيكون مغلوبا حيث کان من المعاصي شيء لم يرد الله وقوعه فيكون مكرها مقهورا مغلوباء ومن كان كذلك فليس بال وقد وقم هذا الجواب من أبي عبيدة رضي الله عنه لواصل بن عطای روی ان واصلا کان يتمنی لاء بي عبيدة و کانا أعميين فقال قائد واصل: هذا بو عبيدة فقال واصل لابي عبيدة: أنت الذي تقول إن الله يعذب على القدر فقال لا ولكني اقول: إن الله يعذب على المقدور أأنت الذي تزعم أن الله يعصى باستكراه فانقطع واصل ثم قل له سألته فتخلص وسألك فوقفت فقال: بنيت له بنيانا منذ أربعين سنة فهدمه وهو واقف (والفرق) بين القدر والمقدور في كلام أبي عبيدة أن القدر فعل الله والمقدور كسب العباد. (الثالث): أنه لا يجوز أن يخلق الله للعباد فعلا فيجازيهم عليه وحاصله انه لو كانت أفعالنا خلقا لله تعالى لم يجز أن يجازينا عليها. (وجوابه): ان الجزاء على اكتسابنا لها لا على خلقه اياها « لها ما کسبت وعلیها ما اکتسبت ٩ ۱ تلا أمة قد خلت لها ما کسبت (١) سورة البقرة اية رقم ٢٢۲. ٥۱۷ ولكم ما كسبتم 4 ١ أولعك لهم نصيب مما كسبوا ‏ ونحوها من الايات. (وبيانه) ان للفعل جهتين جهة خلق اي ايجاد واختراع؛ وهي لله تعالى وبها تعلقت قدرتت وجهة كسب وهي للعبد وبها تعلقت قدرته وليس فيما يفعله الحكيم قبح وانما القبح في أفعالنا اذا خالفت أوامره. (وتشبثوا) من الكتاب العزيز بايات قال السيد والعضد: وهي انواع. (الاول): ما فيه اضافة الفعل الى العبد نحو « فؤيل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم »“ « ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتی يغيروا ما بانفسهم . 9) (الثاني): ما فيه مدح وذم نحو « وابراهيم الذي وفى ١ «وكيف تکفرون بالله وما فيه وعد ووعيد کقوله « من جاء بالحسنة فله عشر امثالها × ١ ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم )“٩ وهو اکٹر من أن يحصی. (الغالث): الايات الدالة على ان أفعال الله تعالى منزهة عما يتصف به فعل العبد من تفاوت واختلاف قبح وظلم کقوله تعالی « ما تری في خلق الرحمن من تفاوت ‏ « ولو كان من عند غير الله لوجدوا (١) سورة البقرة اية رقم ١۱۳ س ١١٤۱. (۲) سورة البقرة أية رقم. ٢٠۲. () سورة البقرة آية رقم ٩۷۹. (٤) سورة الأنفال آية رقم ۳٥. (5٥) سورة النجم أية رقم ۳۷. (1) سورة البقرة أية رقم ٢۲. (۷) سورة الأنعام آية رقم ١١٠. (۸) سورة الجن أية رقم ۲۳. (۹) سورة الملك أية رقم ۳. ٦۱۷ فيه اختلافا كثيرا » «الذي أحسن كل شيء خلقه % «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون %٩ . (والرابع): تعليق أفعال العباد بمشيئتهم أي الايات الدالة عليه نحو ) فمن شاءِ فلیؤ من ومن شاء فلیکفر 9 (الخامس): الامر بالاستعانة نحو « اياك نستعين &%“ ( استعينوا » (السادس): اعتراف الانبياء بذنوبهم كقول ادم عليه السلام « ربنا ظلمنا أنفسنا 6 وقول يونس عليه السلام « سبحانك إني كنت من الظالمين 0 (السابع): ما يوجد في الاخرة من الكفار والفسقة من التحسر وطلب الر جعة نحو ١ ارجعون لعلي اعمل صالحا )^ « لو ُن لي كرة فا کون من المحسنين ۱ ه. (١) سورة النساء أية رقم ۸۲. (۲) ٠ سورة السجدة أية رقم ۷. (۳) سورة التحل أية رقم ۳۳. (4) سورة الكهف اية رقم ۲۹. (٥) سورة الفاتحة اية رقم ٠. (٦) سورة الأعراف آية رقم ۲۳ وتكملة الآية (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). (9) سورة الأيياء آية رقم ۸۷ (۸) سورة المؤّمتون آية رقم 4۹ء ١٠٠ وتكملة الآية (فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم ييعثون) وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث ذكر (ارجعوني) بدلا من (ارجعون). (۹) سورة الزمر أية رقم ۸٥. \ YY (والجواب): حمل الايات التي فيها اضافة الافعال الى العبد وجزاۋە عليها على كسبه لها وحمل ايات الاستعانة على طلب التوفيق لكسبهم أفعال الخير واعانتهم على ذلك اذ ليس في كل هذا تصريح بان العبد خالق لفعله واضافة الفعل اليه تكفي لوجه ما ولو بادنى ملابسةء كيف ولا يخفى أن كسب الفعل ملابسة قوية فيصح أن يضاف الفعل الى كاسبه وأن يستعين العبد بغيره على كسبهء وكذلك الايات التي فيها حكاية تأسف المجرمين وتحسرهم يوم القيامة وطلبهم الرجوع ليعملواء فانما كان ذلك منهم لتفريطهم في الكسب لا في الخلق. (وأما الآيات) الدالة على تنزيه أفعاله تعالى عن القبح والشين والظلم فليس فيها دلالة على أن أفعالهم مخلوقة لهم وانما تدل على أن خلق لله حسن وليس في خلقه قبح ولا يظلم احداء ونحن نقول: ٳِن جميع الأفعال بالنسبة اليه تعالى حسنة ولا قبح فيها ولا ظلم وانما القبح والظلم في اكتسابنا لها اذا خالفنا فيها المشروع وبهذا الجواب تنحل جميع شبههم ان شاء الله وستاتي فيها أدلة نقلية وعقلية لا يمكنهم الجواب عنها ان شاء الله تعالى فانتظرها. (قوله بعدا له من أحمق) مصدر بعد عن رحمة الله بعدا ناب عن فعله فاقيم مقامه كقبحا وسحقا والاحمق فاسد العقل وانما وصفه بذلك لما في قوله من ادعاء ما ليس له فكان ذلك القول دليلا على فساد عقله (قوله لقوله لكل شىء خالق) أي حكمنا بتفسيق ذلك القائل حيث دعونا عليه بالابعاد عن رحمه الله ووصفناه بالحمق الذي هو فساد العقل لادلة (منها) قوله تعالیى « خالق كل شيءِ ٧ الا ية (واعترض) عليه بثلانة أوجه. أحدها: أن الاية عامة لكل ما أطلق عليه الشيء فان حكمتم بعمومها (١) سورة الرعد اية رقم ١٠ وسورة الزمر اية رقم ١٠ وسورة غافر أية رقم ١۱. ۱۷۸ لزمكم أن يكون الله مخلوقا لانه شيء وان يكون المعدوم مخلوقا لازه شي ءِ. ا (وجوابه): ان دليل العقل قد خصص ما ذكرتم من عموم تلك الاية لان العقل قاض بأنه لو كان الله مخلوقا للزم أن يكون له خالق هو غيره فيتسلس| أو يدور وان الخلق لا يتعلق بالمعدوم لانه ليس بشيء في ذاته حتى يکون مخلوقا لغيره واطلاق اسم الشيء عليه لا يستلزم أن يكون مخلوقا فصح استثناء ما ذكرتم من عموم الآية وبقي ما عدا ذلك داخلا تحتها. _ (الثاني): ان الخلق حقيقة بمعنى التقدير وعلى هذا فتحن نقول بعموم الآية لان الله تعالى مقدر كل شيء. (وجوابه): ان للشرع وضعا نقل فيه بعض العربية الى معان أخر فكانت حقيقة شرعية فيها من ذلك الصلاة في العبادة المعروفة والصوم في الامساك المخصوص والزكاة في النصيب المحدود وهكذا فان هذه الالفاظ وما أشبهها لها معان في اللغة هي حقائق فيها غير الشرعية ثم صارت باستعمال الشرع لها فيما ذكرنا حقيقة شرعية و كذلك الخلق ان أضيف اليه تعالى فان الشرع لم يستعمله مضافا اليه تعالى الا وهو بمعنی الايجاد والاختراع. (الثالث): إن الاية عامة وانتم تقولون ان دلالة العام ظنية فما بالكم قطعتم بها هنا؟ (وجوابه): ان القطع بها حيث قضى العقل بمقتضاها وأجمعت الامة على أن المراد منها عمومها وكلا الوجهين قطعي ولا عبرة بخلاف المعتزلة فيها فان خلافهم جاء بعد انعقاد الاجماع ولان خلافهم خالف العقل المؤيد بالنقل ولو لم يكن ثمة اجماع ما التفت اليه (ومنها) ۱۷۹ قوله تعالى د هل من خالق غير ۱ - ٧ فان في الي قيا ُن ايكون قوله تعالی ) 1 من السماء والارض . بيانه أن الآ : نفت ان يکون خالق يرزقنا غير الله تعالى ونحن نقول لا خالق يرزقنا الا الله. (وجوابه): ُن لا نسلم أن النفي متوجه الى القيد المذ كور وهو الاتصاف بالرزق لانه لو كان متوجها اليه ومخصوصا به ما كان لذ كر الخالق فائدة ولقال هل من رازق الخ فذكر الخالق حينئذ عبث يتعالى عنه نظم القران (ومنها) قوله تعالى « وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى 6 فانه تصريح باسناد الرمي اليه الى ولا شك انه فعل النبي 1 ته (واعترض) بان الرمي في الأ ية بمعنى الاأصابة أي وما اصبتم اذ رميتم ولكن الله اصابهم. (وجوابه) ان اطلاق الرمي على الاصابة مجاز محتاج الى قرينة ولا قرينة ثمة (ومنها) قوله تعالى « والله خلقکم وما تعملون × اي وعملكم (واعترض) عليه بأن ما موصولة والتقدير والله خلقكم والذي تعملون به والمراد الالة التي بها العمل. قالوا: لو لم تكن الآية على هذا المنوال للزم اخلال النظم القراني فانها صدرت من ابراهيم عليه السلام على سبيل التوبيخ لهم على عبادة الأصنام التي ينحتونها بأيديهم› فلو أراد والله خلقكم وعملكم للزم ان يكون عذرا لهم لا توبيخا وبيانه انه لو قال لهم إن الله خلقكم وعملكم فما بالكم تعبدون الاصنام التي تنحتونها لحسن أن يكون جوابهم (١) سورة فاطر آية رقم ۳. (۲) سورة فاطر أي رقم ۳. (۳) سورة الأنفال اية رقم ١٠ وتكملة الآية (وليبلي الموّمنين منه بلاء حسناً ان الله سميع عليم). (4) سورة الصافات آية رقم ۹1. له اذا كان الله خالق عملنا فينا فعلام نلام على حد قول المشركين ولو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا. (وجوابه): انه يلزم ما ذكرت ان لو كانوا مجبورين على اتيان ذلك العمل الذي خلقه الله فيهم ونحن لا نقول به بل نقول ان الله خالق أعمالهم وجاعل لهم اختياراً فيها واکتسابا فالتو بيخ على اختیارهم ما نهوا عنه واكتسايهم. لخلاف ما طلب منهم مع انه تعالى خلقهم وخلق فعلهم وجعل لهم قدرة على اكتساب ذلك الفعل فامرهم ببعضه ونهاهم عن بعضه. (ومنها) قوله تعالى « فعال لما يريد × ولا شك انه يريد الايمان اجماعا فهو فاعله وكذا الكفر اذ لا قائل بالفرق بينهما (ويعترض) عليه بان الأية عامة لكل ما يريد فتحتمل التخصيص فيكون بعض ما يريده فاعلا له والبعض الااأخر فاعله غيره. (وجوابه): ان التخصيص بلا مخصص لا يصح وما ذكرتموه من الايات الدالة على اضافة الفعل الى العبد تقدم جوابها فلا يصح أن تكون مخصصة لهذه الاية وايضا فلو كان غيره فاعلا لبعض ما يریده لزم أن تكون قدرته تعالى قاصرة وغيره تعالى هو المتمم لمراده (لا يقال) انه متى أراد شيا وانفعل ذلك الشيء لم يلزم أن تكون قدرته قاصرة (لانا نقول) إن هذا صحيح ان لو كان ذلك الانفعال بقدرة الله تعالى أما اذا كان بقدرة الغير وايجاده فغير مسلم لانه وان كان مرادا له تعالى فهو مخلوق لغيره فازم ان تكون قدرته تعالى لم ينفعل لها ما أراده وانما انفعل بقدرة الغير. (قوله سبحانه) اي من أن يكون خالقا سواه (قوله الرب) اي المالك لنا والمصلح لشأننا (قوله المليك) أي المتصرف في الاشياء تصرفا لا راد له (قوله الرازق) أي المعطي لخلقه ما ينتفعون به وفي ذكر (١) سورة البروج آية رقم ١٦۱. ١۱۸ هذه الصفات في هذا المقام اشارة الى نقض استدلال تعلقت به المعتزلة (من قوله) تعالى ١ فتبارك الله احسن الخالقين . (قالوا) ففي الآية دليل على تعدد الخالقين لانه لو لم يكن الخالق الا واحدا لما كان للجميم معنى فأشار المصنف الى نقضه بقوله تعالى «وهو خير الرازقين» (وحاصل) الجواب انه يلزمكم أن تقولوا بتعدد الرازقين كما قَلْم بتعدد الخالقين لان تعلقكم بالاية انما هو بوجود الجمع فيها وهو موجود في الرازقين فوجب حمل الأيتين على غير الحقيقة فالمراد باحسن الخالقين اي أحسن الصانعين صنعا وخير الرازقين أي خير المعطين عطاء. (قوله لو كان خالقا سواه لزما) الخ هذا هو الدليل العقلي المبطل لتعدد الخالقين» وصورة البرهان انه لو كان غيره تعالى خالقا للزم أن يكون ذلك الخالق الها لما خلق فتتعدد الالهة وبيان الملازمة انه تعالى أشار الى أن الخلق صفة يختص بها الاله في قوله « إذا لذهب كل اله بما خلق » واذا كانت صفة الخلق وهي الايجاد والاختراع مختصة بالاله لزم من تعددها تعدد الاله اذ لا يتصف بها الا من كان لها والعقل قاض بذلك أما قوله تعالى « وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير » وقوله ١ وتخلقون افكا ل“ فالخلق فيهما مجاز (١) سورة الموّمنون اية رقم ١٠ وصدر الآية (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين). (۲) سورة المؤمتون آية رقم ۷۲ وسورة سباً أية رقم ۳۹. (۳) سورة المؤْمنون اية رقم ١٩ وتكملة الآية (ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ٠. (4) سورة المائدة آية رقم ١٠ وتكملة الآية (بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرىء الأكمه والابرص بإذني واذ تخرج الموتى باذني واذ کففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا الا سحر مبين). (٥) سورة العنكبوت أية رقم ۷٠ وتكملة الآية (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون). ۱۸۲ وكذلك ما أشبههما والمراد تصور من الطين وتجعلون الافك حديثا لكم (قوله تعدد الاله) أي كونه اكثر من واحد (قوله قطعا حتما) أي قطع به والمراد تعدد الاله وقطعا مصدر انتصب بفعل يفسره ما بعده (قوله ولو تعدد الاله لظهر) هذا برهان للبرهان الاول فهو تدقيق (وصورته) انه لو تعدد الاله لظهر فساد هذا العالم الذي بهر الخلق صنعه ونحن نشاهد انه لم يفسد ونعلم ذلك ضرورة فلا تعدد والى هذا اشار قوله تعالى « لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا 0 وقد تَقدم بسط هذا المقام في محله (قوله فساد هذا العالم) المراد بالفساد هاهنا تلاشيه وذهابه وخروجه عن سلك الحكمة والعالم بالفتح الخلق سمي بذلك لانه يستدل به على وجود الصانع› وعرفه بعضهم بانه عبارة عن أجسام في ظروف مكان وزمان والاول أعم لدخول الاعراض تحته فانها مما يستدل بها ايضا على وجود الصانع المختارء وأشار اليه بذا المختصة بالقريب مع هاء التنبيه اشارة الى أن بديع صنعه تعالی موجود جدا لا يخلو منه مكان فلو استغرق الانسان فكره في صنع نفسه التي هي أقرب الاشياء اليه ما استقصى غرائب ما فيها وعجائب صنعها وفي هاء التنبيه على غفلة غالب الخلق عن التفكر في هذا الصنع العجيب. (قوله الذي بهر) الذي غلب اهل العقول الثاقبة في استنباط الحكم واستخراج العجائب حيث لم يستطيعوا على الاتيان بمثل احقر شيء فيه ولم يطلعوا على السر الذي كن فيه وانما خصصنا اهل العقول بذلك لانهم هم أرباب الحكم فان عجزوا عن شيء من ذلك فغيرهم اعجز. ۱۸۳ (قوله لكن لنا في فعلنا اكتساب) اعلم انه لما صرح بابعاد من قال ان الله لم يخلق افعالنا واحتج عليهم بالعقل والنقل خاف أن يتوهم من کلامه اسناد الافعال اليه تعالى جبرا كما هو مذهب الجبرية الاتي بيان بطلانه استدرك عليه بهذا البيت قائلا إن لنا في فعلنا اکتسابا ترتب عليه الثواب والعقاب والمدح والذم لا كما زعمت الجبرية « لها ما کسبت وعليها ما اکتسبت )٩. (قوله به الثواب) أي بسبب ذلك الاكتساب يكون جزاء الخير في الاخرة (قوله وبه العقاب) أي بسبب ذلك الاكتساب يكون الجزاء بالشر في الآخرة فلا جبر ولا تعذيب على ما خلق الله (قوله من ثم قد نيل به اعلا الرتب) اي من هنالك نال من نال بالا کتساب في الدنيا أعلا الرتب وهذا دليل على أن الاكتساب يصح أن يثاب ويعاقب عليه اي كما اعطانا الله بسبب اجتهادنا واكتسابنا في الدنيا أعلى الرتب فيها كذلك يصح أن يثنينا في الاخرة باكتسابنا الخير في الدنيا ونيل اعلا الرتب في الدنيا مشاهد أكثر من أن يذ کر فمنه تحصيل العلم لطالبه ونيل العز للمجد فيه وكرامات الأولياء التي لا تكاد تحصر فانا نعلم ان هذه الاشياءِ انما حصلت بسبب اکتساب طالبها لاأسبابها وجده في استعمالها لا بخلقه طلبها والجد في تحصيلها تلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. (قوله الا النبوات) جمع نبوة بمعنى الرفعة وفي الاصطلاح عبارة عن ايحاء الله لمن شاء من خلقه بشرع قوله فليس تکتسب أي فلا من يشاء من عباده من غير اکتساب منهم لها فتاتيهم على وجه الاضطرار (١) سورة البقرة آية رقم ٢٩۲۸ ٤۱۸ لا الاختيار وهذا مذهب لبعضهم قال صاحب الجوهرة: ولم تكن نبوة مکتسبه ولو رقي في الخير اعلا عقبه وكذلك الرسالة نظرا الى الكون عند الله رسولا وذهب بعض الى أن النبوة والرسالة اكتسابيتان نظرا الى جانب القبول للوحي في النبوة لى جانبه مع التبليغ في الرسالة وقيل بل نظرا الى جانب استعمال الاسباب الموصلة اليهما وهو مذهب الفلاسفة قال الباجوري: وهي من المسائل التي كفروا بها لاستلزامها جواز وجود نبي بعد نبينا عليه الصلاة والسلام او في زمانه مع قوله تعالى ١« وخاتم النبيين 0 وقوله ا لا نبی بعدي ‏ وقد اجمعت الامة على ابقائهما على ظاهرهما (وقيل) النبوة ضرورية نظرا الى جانب الكون عند الله نبيا والرسالة اكتسابية نظرا الى جانب التبليغ› فالخلاف بين المسلمين في كونهما ضروريتين او اکتسابيتين لفظي. (١) سورة الأحزاب أية رقم 0٤.0 (۲) قال الامام احمك حدثنا يحيى بن اسحاق حدئنا ابن لهيعة عن عبدالله بن هبيرة عن عبد ۱ ٍ ات . 7 . ٤ . 1 1 خرج علينا رسول الله س عي يوما كالمودع فقال: أنا محمد النبي المي س ثلائا وتجوز بي وعرفت وعرّفت امني فاسمعوا وأطیعوا ما دمت فيكم فإٍذا ذهب بي فعلیکم بکتاب اله تعالی أحلوا حلاله وحر وا حرامه ‎f‏ ‏تفرد به الامام احمد. ورواه الامام أحمد أيضاً عن احمد بن اسحاقف عن ابن لهيعه عن عبدالله بن هبيرة عن عبدالله ابن شريح الخولاني عن ابي قيس مولى عمرو بن العاص عن عبدالله بن عمرو ‏ رضي الله عنهما فذكر مثله سواء والاحاديث في هذا كثيرة. ١٥۱۸ القائلون بالجبر فساق (وفاسق من قال إن الله جل قد جير الأنسان فيما قد فعل) روانه لم يجعصل استطاعه له لكفر شاءه او طاعه) لانه لو كان هذا بطلا أمر ونهي مع وعد جعلا) (وبطل الوعيد مع بعث الرسل وجاء تكليف الجماد كالبل) (وخلقه أفعاللا وعلمه بهن لا يوجب جبرا حكمه) (كذاك كونها له مرادا انه قد خير الجبادا) (قوله وفاسق من قال إن الله جل قد جبر الانسان) الخ أي من قال إن الله عظم شانه ‏ قد جبر المكلف على فعله الحسن والقبيح وانه لم يجعل له اختيار في شيء من ذلك ولا كسبا له ولا استطاعة على تيان فهو فاسق لانه حمل أفعاله جميعا على الله تعالى ويبطل بمذهبه هذا ارسال الرسل وانزال الكتب والوعد والوعيد والمواعظ والحكم والمدح والذم لأن من كان مجبورا على فعل من الافعال مضطرا اليه لا يستطيمع عنه محولا كان ارسال الرسل اليه ووعده إن امتثل ووعيده ان لم يمتثل مع انه لا يستطيع شيا من ذلك عبثا لا يليق بشأن الحكيم ولا يستحق المدح على امتثاله ولا الذم على عدمه. ٦۱۸ (أجابوا): بانه استحق المدح والذم لما خلق الله فيه ذلك الممدوح او المذموم كما يقال في الالوان هذا حسن وهذا قبيح فيمدحان بفعل الغير إذ من المعلوم أنها لم تكتسب يتفسها الحسن والقبح وارسال الرسل وانزال الكتب والوعد والوعيك علامة لاهل السعادة وأهل الشقاوة. (قلنا) عن (الاول): ان المدح والذم في الألوان ليس كالمدح والذم في الافعال الاختياريق فان الحسن من الالوان حسن في أي محل كان وكذلك القبيح منها والحسن من الافعال تختلف باختلاف أمر الشرع ونهيه فيكون في حق هذا حسنا اذ أمر به وفي حق هذا قبيحا اذا نهى عنه فرأينا الحسن والقبيح تابعا لامر الشارع ونهيه لا لمحلهما كالالوان (وعن الثاني): انا لا نسلم أن ارسال الرسل وانزال الكتب للتعريف بأن هذا سعيد وهذا شقى» اذ لو كان كذلك لما كان للمواعظ والزجر والتهديد فائدة› وكذلك الترغيب والترهيب ولكان يكفي في التعريف بالسعيد والشقي أن يقال من فعل كذا فهو سعيد ومن فعل كذا فهو شقي. من غير تطويل بتکثیر أوامر ونواهي وتفصيل عبادات ونحو ذلك على آنا لا نقطع بان من مات مصرا على معصية من معاصي الله تعالى انه في النار قطعا لاحتمال أن يكون تاب توبة لا نعلمها وكذلك لا نقطم بمن مات على طاعة الله في حكم الظاهر انه في الجنة قطعا لاحتمال أن يكون أصر على معصية غاب عنا علمهاء وانما نقول: ان کان فلان مات على ما ظهر منه فهو كذا فاين فائدة التعريف..؟ (وانما) قلنا بفسق هوّلاء القائلين بالجبر على الأفعال الاختيارية ولم نقل بتشريكهم مثلا في هذه المسألة لتعلقهم فيها بظواهر ايات؛ كما في قوله تعالی « ونه هو أضحك وأبکی وانه هو أمات واحيا ٠. \ AY (قالوا) فقد أخبرنا في هذه الاية عن افعالنا الاختيارية وهي الضحك والبكاى والاضطرارية وهي الاماتة والاحياى واضاف الكل الى نفسه ولم يفرق بين اختياري واضطراري. (قلنا) الاضافة اليه بالنظر الى أنه خالق ذلك لا لانه المجبر عليه فين دليل الجبر..؟ (ولا يقال) إن خلقه لها جبر عليها لما سياتي ان الخلق غير الجبر لا عينهء وبالجملة فجميع ما استدللنا به من الأيات الدالة على أن الله خالق أفعال العباد استدل به هؤّلاء على ثبوت الجبر فى الافعال الاختيارية. (وجوابهم): اجمالا أن تلك الايات لم تدل الا على تبوت خلق الفعل من الله تعالى لا على ثبوت الجبرء فلو دلت على ثبوت الجبر للزم تناقض القران لانه صرح بان الجزاء انما هو باعمالنا « اصلوها اليوم بما كنتم تکفرون ١ ذلك بما قدمت أيديكم الى ما لا يحصى عددا فاين مقام الجبر..؟ (واعلم) انه لا يمكن الجمع بين الايات الدالة على ثبوت الفعل من الله وبين الايات الدالة على ثبوته من العبد الا بجعلنا للفعل جهتين إحداهما تضاف اليه تعالى وهي الخلق› والاخرى تضاف الى العبد وهي الاكتساب» والجمع على هذا الطريق يستلزم صرف جملة من القران الى خلاف الظاهر من غير دليل (قوله فيما قد فعل) أي على فعله ففي بمعنى على وما مصدرية أو موصولة. (قوله وانه لم يجعل استطاعة له الخ) هذا تمام قول الجبرية وذلك أنهم قالوا إن الله جبر الانسان على فعله ولم يجعل له استطاعة توصله (١) سورة يس آية رقم ٤1. (١) سورة ال عمران أية رقم ۱۸۲ وتكملة الآية (وان الله ليس بظلام للعبيد). ۱۸۸ الى كفره ان شاء كفرا أو طاعةء والاستطاعة عرض يخلقه الله في الحيوان يفعل به الافعال الاختياريةء وهي عندنا وعند الاشعرية مقارنة للفعلء وعند المعتزلة موجودة قبل الفعلء والخلاف فيها مبني على الخلاف في خلق الافعال ولا حجة عليهم في قوله تعالى « إنك لن تستطيع معي صبرا 0 ولا في قوله تعالى «انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا © إذ لا دليل فيهما على نفيها قبل الفعل فقط بل نفيها محتمل للاطلاق وإنما الحجة عليهم هي الحجة في أن الافعال خلق لله تعالى» لأن استطاعة العبد أي قدرته لا تصلح لایجاد شيء لم يوجد وانما تصلح لا کتساب موجود فقط وهي حادئف فلا يخلو اما أن تكون حادثة قبل الفعل أو بعد الفعل أو حال الفعلء والقول بانها محدثة بعد الفعل مخالف للضرورة فينتقل الكلام الى وجودها قبل الفعل فنقول: إن وجودها قبل الفعل لا يخلو إما أن يكون حال وجود العبد وهذا باطل؛ لانا نشاهد بالضرورة أن المولود لا يستطيع على شيء وإما أن يكون حدوثها حال صلاحيته للفعل قبل تمكنه منه وانفعاله له هذا أيضا باطل؛ لانا نشاهد من كان في قوة من يستطيع فعل شيء يحاول فعل ذلك الشيء ولا ينفعل له فلو كانت له قدرة على فعله لفعله ومتى ما بطل هذان الاحتمالان ثبت قولنا وهو مقارنتها للفعل. رلا يقال) إن عدم انفعال الفعل للقادر على مثله إنما هو لوجود مانع من نفوذ قدرته اليه لا لعدم وجودها اصلا (لانا نقول) إن ذلك المانع هو الذي دلنا على عدم وجودها إذ لو كانت ثمة قدرة ما منعها شيء وبالجملة فالمسالة ليست من باب الدين وان تفرعت عن (۱) سورة الكهف اية رقم 5۷ ۷۲. )۲( سورة الا سرا ايه رقم ۸. ۱۸۹ مسألة خلق الافعال لاحتمال ان تفارقها فيصح لقائل أن يقول بها من غير أن يقول بخلق الأفعال. (قوله لكفر شاءه) أي العبد (قوله أو طاعة) المراد بها هنا ما يقابل الكفر فتشمل الواجب والمندوب والمباح والمكروه كراهة تنزيه (قوله لانه) أي لان الشان المحذور من صحة هذا المذهب هو لو صح هذا المذهب يلزم عليه ابطال الامر والنهي والوعد والوعيد وارسال الرسل لانها تكون حيئذ عبثا لا فائدة فيها كما تقدم ولجاز تكليف الجمادات إذ لا فرق حيئذ بينها وبين العقلاء لان الاختيار مرفوع عن الكل. (قوله لو كان) أي لو صح (قوله هذا) أي مذهب الجبر (قوله بطل أمر ونهي) أي بطل الكلام الذي فيه الامر والنهي إذ لا فائدة فيه (قوله مع وعد جعلا) وبطل الوعيد أي ولزم بطلان الكلام الذي فيه الوعد والوعيد والمراد بالبطلان ها هنا مخالفة الحكمة. (قوله مع بعث الرسل) أي إذ لا فائدة في ذلك وكذلك انزال الكتب (قوله وجاز تكليف الجماد كالبل) أي لو ثبت مذهب الجبر لجوز العقل تكليف الجمادات لانها كالنبل ي العقلاء إذ لا اختيار لكل واحد منهما فمتى ما صح تكليف العقلاء مع عدم الاستطاعة لاتيان ما أمروا به جاز تكليف الجمادات إذ لا فارق حينئفء والعقل يشهد أن تكليف الجمادات عبث يتعالى الحكيم عنه. (فان قيل) إن العبثية انما هي من خطاب ما لا يسمع ولا يعقل لا من تکليفه (قلنا): وجود السماع والعقل كعدمهما على مذهبکم لان السمع والعقل إذا لم ينفعا فوجودهما كعدمهماء على أنه يحتمل أن يكون تكليف الجمادات من غير خطاب بوجه شاء الله تكليفها منه فما بالكم تمنعونه..؟ (فان قيل) لا نمنع جوازه وإنما نمنع وقوعه فلو وقع لصح في العقل أن يجعل الله للجماد حالة يكون فيها من المكلفين (قلنا) هذا من باب قلب الحقائق والله على كل شيء قدير» وكلامنا في الجماد الذي نشاهده نحن على حالته التى نشاهده عليها فان جوزوا تكليف هذا المذ كور خرجوا عن حيز العقلاء فلا يخاطبون (قوله وخلقه أفعالنا وعلمه بهن ألخ) أي خلق الله تعالى لافعالنا وعلمه بهن لا يستلزمان الجبر على اتيانهن لان خلقه لهن وعلمه بهن لا ينافيان الاكتساب والاختيار الصادرين مناء فانه وإن خلقها لنا فلا يكون مجبرا لنا على فعلهاء لانها كانت باختيارنا وكسبنا وكذلك علمه بهن فانه عالم بجميع ما كان وما يكون» وكما أن علمه تعالى بافعالنا لا يستلزم الجبر بهن كذلك لا يستلزم خلقه لهن فلا حجة على المعتزلة على خلقهن بعلمه تعالى بهن خلافا لمن توهم ذلك. (قوله لا يوجب جبرا حكمه) أي لا يستلزم ذلك أي ثبوت خلقه لافعالنا وعلمه بهن لا يثبت جبرا على اتيانهن (قوله كذاك کونها له مرادا) أي وكذلك لا يوجب جبرا ارادة الله تعالى لافعالنا لانه قد خيرنا بين فعلها وتركها وهو مريد لاحد الطرفين»ء ونحن نقطع انه لا يكون الا ما يريد لكن لا على جهة الجبر وإنما قلنا انه لا يكون الا ما يريد لعلا يلزم أن يكون مغلوبا. (قوله لانه قد خير العبادا) أي خيرهم بين أن يفعلوا فيثيبهم أو يتر كوا فيعاقبهم ونحو ذلك وذلك التخيير مناف للجبر فلو كنا مجبورين على ذلك ما كان في تخييره ايانا حكمة. ۱۹۱ إثبات خلق الأفعال لله تعالى رلو لم يكن يعلمه لجهله لو لم يكن خالقه من جعله) رلو لم يرد وقوعه ووقعا لكان مكرها على ما صنعا) رلكن لذا التخير واكتسابنا قد انتفى الاجبار عن رثايببا) (قوله لو لم يكن يعلمه لجهله) أي لو لم يكن إلهنا يعلم المذكور من أفعالنا للزم أن يكون جاهلا به ومن كان جاهلا فلا يكون إلهاء وهذا وما بعده استدلال على ثبوت العلم لله بافعالنا وعلى خلقه وارادته لهن وبيان أن هذه الصفات لا تستلزم الجبر للعبد على الفعل. (قوله لو لم يكن خالقه) أي المذكور من أفعالنا (قوله من جعله) أي من خلقه..؟ أي اذا لم يكن الله خالقا لفعلنا فمن ذا الذي خلقه يا قد تری هل من خالق غير الله..؟ ایکون غیره مشارکا له فی خلقه أم يخلق الغير شيعا غير ما خلق الله..؟ وقد عرفت من الادلة المتقدمة أنه لا خالق غيره وهذا الانكار في غاية الحسن والاختصار. (قوله لو لم يرد وقوعه ووقعا) أي لو لم يرد ربنا عز وجل وقوع المذكور من أفعالنا ووقع ذلك الفعل الذي لم يرد وقوعه للزم أن يكون مكرها على وقوع ذلك الفعل مغلوبا حيث وقع خلاف ما یرید قال بعض المعتزلة: لم يلزمني أحد مثل ما ألزمني مجوسي ركب معنا في سفينة فقلت له: لم لم تسلم..؟ فقال: لم يرد الله اسلامي فقلت: ۱۹۲ بل اراد الله اسلامك ولكن شياطينك لا يدعونك فقال: اذا أكون مع الشريك الاغلب يعني اذا کان الشيطان لم يرد اسلامه والله عز 9 أراده فلم يسلم لزم نفاذ ارادة الشيطانء ومن نفذت ارادته فهو الغالب على من لم تنفذ ارادتهء ويلزم أن يكون الشيطان شريكا لله تعالى حيث کان له نفوذ ارادة في کٿير من الاشياء بل في غالبهاء فانه يريد الكفر وهو أكثر وقوعا من الايمانء ومن هذا الباب قصة أبي عبيدة مع واصل وقد تقدم ذکرها. (واعلم) ان المعتزلة قصروا الارادة على الامر وقالوا: لا يصح أن ينهي عن شيءِ وهو يريد وقوعه او يامر بشيءِ وهو لا يريد وقوعهء إذ ليس من الحكمة ذلك فلو فعله عاقل عد عابثا ونحن نقول: إن الارادة لا تلازم الأمر بل يجوز أن يامر بشيءِ وهو لا يريد وقوع وينهى عن شيء وهو يريد وقوعهء وليس ذلك عبثا بل فيه حكمة هي ابتلاء العباد واختبارهم « ليبلوكم أيكم أحسن عملا 6" وابتلاؤۇهم واختبارهم لا لجهل بما يصنعون بل لأظهاره للخلق ما علم انه صادر منهم والزام الحجة لهم لعلا يكون للناس على الله حجة فلو شاء ان يعذبهم بغير ذلك لكان منه عدلاء لانه هو المالك لهم من غير معارض؛ والمالك الذي لا معارض له متصرف في مملوكه كيف شاء والظلم يصدر من المالك المعارض في ملک (أما قولهم) ليس من الحكمة ان يامر بشيء وهو يريد خلافه (فجوابه) أن ذلك من الحكمة إذا كان لمعنى اخر الا ترى أن السيد إذا كان له عبد يعصيه في أمره وهو يعلم ذلك منه ويريد أن يظهر عصيانه مع غيره فاذا حضر مع جماعة قال له: افعل كذا وكذا وهو لا يريد فعل ذلك الشيء وإنما أراد اطلاع الحاضرين على عصيانه هل يعد هذا السيد عابثا في أمره..؟ (١) سورة هود آية رقم ۷ وسورة الملك أية رقم ۲. ۱۹۳ (قوله لكان مكرها) أي مقهورا مغلوبا من آکرهته على على الشيء اذا حملته عليه قهرا (قوله على ما صنعا) ب بضم المهملة مبنيا للمجهول أي لو لم يرد وقفوع ذلك الشيء وصنعه م لزم أُن يكون الله مقهورا على يكون الا اذا كان من لم يرد الفعل هو المحمول على فعلهء اما اذا كان فاعله غيره فلا يكون مقهورا عليه (لانا نقول) إن هذا الاعتراض لو سلم فانما يتصور في حق من لم يملك كل الاشیای آما في حق المالك للاشياء كلها فعدم نفوذ إرادته في جميع ممالکه قهر له ر علي مع انا لا نسلم أنه اذا فعل الفعل أحد غير الذي لم يرده ليس بقهر في بعض المواضع بل هو قهر مطلقاء فانه لا يتصور من أحد أن يتأخر عن نفوذ ما يريد الا لمعنى يحاذره أو غرض يرجوه ومن كان كذلك فهو مقهور على خلاف ما یرید عاجز عن نفوذ إرادته. (قوله لكن لذا التخيير واكتسابنا) الخ هذا استدراك على ما أمر لانه قد يتوهم منه أنه اذا كان الله مريدا لكفر الكافر وارادته نافذة وهو خالق لفعله أُن يکون العبد مجبورا على فعله› فدفع ذلك التو هم بهذا الاستدراك. « فمن شاء فليوؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين © الاية وجعل لنا قدرة على اكتساب أيهما شئنا لا على خلقهء فانه هو الذي يخلقه فینا حال اکتسابنا له وبهذا التخيير وهذا الاكتساب ارتفع الاتصاف بالجبر فلا نقول إنه مجبر لنا على فعلنا وفوق ما ذكرنا انا قد أمرنا بالكف عنه وترك الخوض فيه « لا يسال عما يفعل وهم يسألون %“ (١) سورة الكهف اية رقم ٢۲۹. (۲) سورة الأنبياءِ آية رقم ۲۳. ١۱۹ على انا نعلم أنه هو الخالق لفعلنا والخالق لقدرتنا التي نكتسب بها والخالق لاختيارنا الذي اختر نا به سلوك احدی الطريقين› ومع هذا كله فلا نقول إنه جبرنا على فعلناء وإنما نقول إنه نشا باختيار منا واکتساب لا فان رحمنا فبفضله وان عذبنا فبعدله. (قوله قد انتفى الاجبار عن رقابنا) أي لذلك التخيير والاكتساب قد ارتفع الجبر عناء فالاجبار بکسر الهمزة مصدر أجبره بمعنی جبره وعبر بالرقاب وهي الأعناق عن النفس كلها مع محلها الذي هو الجسد تعبيرا بالبعض عن الكل وفيه نوع لطافة وتنبيه على أن صورة الجبر عند الناس هو جعل حبل أو نحوه في رقبة المجبور فيجر قهرا الى الى طريق الصواب. ٥1۹ الباب السادس رفي الايمان والاسلام وبه يتم الكلام على الركن الثاني ِن شاء الله (إيماننا التصديق والاسلام إذعانا لما دعا الاحكام) (ولهما في الشرع معنى ملتزم تصديق قول عملا إذا لزم) (ومن يكن مضيعا لواحد متها استحق هلكة المعاند) (قوله ايماننا التصديق) الخ اعلم أن للايمان والاسلام استعمالين أحدهما لغوي والاخر شرعي› ل منهما حقيفه في مو صعه؛› أما الايمان والاسلام الشرعيان فسياتي بيانهما وأما الايمان اللغوي: فهو التصديق بالقلب قال تعالى « قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا 6 أي لم تصدقواء واضاف الناظم الايمان الى ضمير المتكلم لانه من العرب أي ايماننا معشر العرب» مع قطم النظر عن استعمال (وأما) الاسلام اللغوي فهو الانقياد والاذعان وترك العناد. ولذا قال: (١) سورة الحجرات أية رقم ١٠. « ولكن قولوا أسلمنا »٠ (قوله والاسلام اذعاننا) أي واسلامنا اللغوي هو اذعاننا أي انقيادنا وترك تمردنا على من طلب منا الانقياد والاذعان (قوله لما دعا الاحكام) أي لما دعتنا احكام من طلب منا ذلك والاحكام: جمع حكم وهو هنا ثبوت نسبة أو نفيها كانت على حق او باطل؛ لان العرب كانت تسمي الانقياد مطلقا اسلاما (قوله ولهما في الشرع معنى ملتزم الخ) اعلم ان للايمان والاسلام في الشرع استعمالا غير الاستعمال اللغوي وذلك أن الشرع نقلهما عن معناهما اللغوي فاستعملهما مترادفين في مطلق الواجب كان ذلك الواجب تصديقا باللسان فقط؛ء ُو تصديقا بالجنان مع قول باللسان» أو كان معهما عمل لازم اتيانه فمن أدى جميع ما وجب عليه كان موّمنا مسلما عندناء ومن أخل بشيء من الواجبات لا يسمى موّمنا مسلما عندناء بل يخص باسم المنافق والفاسق والعاصي والكافر ونحو ذلك على ما سيأتي في !خر الر كن الثالث ونعني بمنع تسميته مسلما موّمنا أو مسلما فقط التسمية التي ينبني عليها حكم المؤّمنين من الولاية واتباعهاء اما اطلاق التسمية من غير ترتب حكمها عليها فجائز لانا نقول في حق المخل بالفرائض العمليات هذا مسلم ولا نريد به انه ولي لكن اطلقنا عليه اسم مسلم. إما باعتبار المعنى اللغوي وهو الانقياتء فانه وان كان غير منقاد في الكل فهو منقاد في البعض وإما أن يكون استعمالا عرفيا عاما حيث أطلقناهء في مقابلة المشرك. (واعلم) أن المعتزلة وافقونا على ترادف الايمان والاسلام الشرعيين وأن الشرع نقلهما الى الاتيان بالواجبات» ولنا على صحة قولنا قوله تعالى « وما أمروا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة »0 فسمى إتيان المامور به دينا (١) سورة الحجرات آية رقم ١٠ وصدر الآية ٠ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمتوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم... ٠. (۲) سورة البينة اية رقم د. ۱۹۷ والدين هو الاسلام لقوله تعالى « إن الدين عند الله الاسلام ° وما ليس باسلام فليس بدين فعلم أن الإيمان اسلام وقوله تعالى « فاخرجنا من كان فيها من الموّمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين »“ واعترض على الاستدلال الاول بأن الاشارة في الآية عائدة الى الاخلاص اي وذلك الاخلاص هو الدين القيمة وعلى الاستدلال الثاني بان الأية دالة على انه لا دين سوی الاسلام فتبطل سائر الاديان والايمان بعض الاسلام وليس هو بدين اخر وعلی الثالث بان الاية دالة على صدق اطلاق الموّمن على المسلم والمسلم على المؤمن على ترادف المسلم والموؤمن فضلا من أن تدل على ترادف الايمان والاسلام. (أقول): وهذه الاعتراضات قوية فالأولى الاستدلال بقوله عي ‹لا يزني الزاني وهو مؤّمن © « لا ايمان لمن لا أمانة له » ونحوهما من الأحاديث فانها لا اعتراض عليها وما قيل إنها مبالغة على معنى أن هذه الافعال ليست من شأن المؤمن فدعوى لم يقم عليها دليل مع ما فيه من ارتکاب صرف الأحاديث عن ظاهرها والعدول بها عن مقتضاهاء حملهم على ذلك الفرار عن نقل الأيمان من معناه اللغوي الى معنى اخرء وقد وقعوا فيما فروا عنه من النقل فإنهم جعلوا الايمان في الشرع التصديق بأمور تعرف من الدين بالضرورة اجمالا في موضع الاجمال» وتفصيلا في موضع التفصيل ولا يخفى أن اطلاق الايمان (١) سورة ال عمران اية رقم ١٠ وتكملة الآية (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب). (۲) سورة الذاريات اية رقم ٢۳. )۳( الحديث رواه ابن ماجة ۳ باب النهي عن النهبة ٦۳۹۳ نانا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن ابي هريرة ‏ رضي الله عنه ان رسول الله عة قال: وذكره وفيه زيادة (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرقه وهو موؤّمن؛ ولا ينتهب نهبة يرفع الناس اليه أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ». ۱۹۸ على هذا التصديق المخصوص غير اطلاقه على أصله اللغوي» فإنه في اللغة مطلق التصديق (واستدلوا) على ثبوت قولهم هذا بأشياء منها الآيات الدالة على محلية القلب للايمانء نحو « أولعك كتب في قلوبهم الايمان © « ولما يدخل الايمان في قلوبكم 5 وقلبه مطمئن بالايمان ד والايات الدالة على الختم والطبع على القلوب وقالوا: ويؤيده دعاء النبي ا « اللهم ثبت قلبي على دينك » وقوله لأسامة وقد قتل من قال لا اله الا اله ( هلا شققت قلبه ‏ (ومنها) آنه جاء الايمان مقرونا بالعمل الصالح في غير موضع من الکتاب نحو ) الذين امنوا وعملوا الصالحات »° فدل على التغاير. (ومنها) نه فرن بضد العمل الصالح نحو ( وإِن طائفتان مر (١) سورة المجادلة أية رقم ٢۲. (۲) سورة الحجرات آية رقم ١٤٠. (۳) سورة التحل أية رقم ١٠٠. (4) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ۳٠ باب فيما أنتكرت الجهمية ۹۹٠ بسنده عن النواس ابن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله مَل يقول: ٠ ما من قلب الا بين اصبعين من أصابع الرحمن ِن شاء أقامه وان شاء ازاغه ». وكان رسول الله س ع س يقول: ە يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك ». في الزوائد: اسناده صحيح. ورواه الترمذي في القدر ۷ والامام احمد بن حنبل في المسند ۲: ۷ ۸ (حلبي). (٥) هذا جزء من حديث طويل رواه ابن ماجة في کتاب الفتن ١ باب الکف عمن قال: لا إله الا الله ۳۹۳ عن السميط بن السمير عن عمران بن الحصين وذکره. في الزوائد: هذا اسناد صحيح والسميط وثقه العجليء وروى ل مسلم في صحيحه وعاصم هو الأحول. ويروي له مسلم أيضاً في صحيحهء وذكره ابن حبان في الثقاتء وسويد بن ورواه الامام مسنم في ايمان ١١٠ وأبو داود في الجهاد ١4 واحمد بن حنبل في المسند ٤ ٥:۷ (حلبي). (٦) سورة البقرة اية رقم ٢۲. (۷) سورة الحجرات أية رقم ۹. ۱۹۹ المؤّمنين اقتتلوا » ونحو مفهوم قوله « الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم . (والجواب) عن جميعها أن الايمان في هذه المواضع كلها بمعنى التصديق وهو المعنى اللغوي لا بمعنى الايمان الشرعي والشارع تارة يعبر بهذا وتارة بهذا فقد قال في الصلاة الشرعية « واقيموا لصلاة » ونحوها في الصلاة اللغوية « صلوا عليه وسلموا تسليما ©“ (وذهبت) الكرامية الى أن الايمان هو التلفظ بالشهادتين وإن لم کانوا يكتفون ممن جاء مسلما بالتلفظ بالشهادتين من غير أن ينتظروا ورد بانهم يکتفون بذلك في الاحكام الظاهرية لانهم قد تعبدوا بذلك؛› مشرك عند الله وان أظهر الاسلام وأما عدم انتظارهم للاعمال فلانه لم يرد بها تعيد بعد ولكل نازلة حكم. (وذهب) قوم الى أن الايمان هو المعرفة ولو لم يكن معها تصديق ولا عمل وهذا باطل لاستلزامه أن يکون من عرف محمدا وٹ من أيناءهم 6© (۲) سورة البقرة أية رقم 4۳ء ١٠٠. (۳) سورة الأحزاب اية رقم ٦٠. (4) سورة البقرة أية رقم ١٤۱. (وذهب) آخرون وهم سلف الأشعرية وأهل الحديث الى أن الايمان تصديق بالجنان› وقول باللسان› وعمل بالار کان. (أقول): وهذا هو عين مذهب الأصحاب لكنهم لم يعمموا هذا التعميم بل فصلوا وجعلوا من الايمان التصديق بالجنان› والقول باللسان› اذا لزم القولء والعمل بالاركان اذا لزم العمل وربما وقع في اثارهم مجملا هكذا ففصله أهل التحقيق منهم كالامام ابي سعيد رضوان الله تعالى عليه في معتبره وقطب الائمة في هيميانه. (وذهب) اخرون الى أن جميع الطاعات ايمان أعني فرضها ونفلها مستدلين بو له وٹ « الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا اله الا اله وأدناها اماطة الاذى عن الطريق »٠ ورد بان في الحديث اطلاق الايمان على مطلق الطاعة تجوزا لا حقيقة لثبوته حقيقة في فعل الواجبات. (قوله تصديق قول) مفعول لقوله ملتزم يعني أن معنى الايمان والاسلام ٍي الشرع ملتزم لتصذيق القول وملتزم للعمل. (واعلم) أن المراد بالقول هو التلفظ بالشهادتين وتصديقه شامل لتصديقه الباطنيء» وهو التصديق بالجنان ولتصديقه الظاهري وهو فعل العمليات الواجبة لكن ذكر العمل دفعا لتوهم مذهب الاأشعرية القائلين إن الاعمال ليست من الايمان. (١) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ٩ باب في الايمان ۷ حدثنا علي بن محمد الطنافسي ثا وکيع ثنا سفيان عن سهيل بن يي صالح عن عبدالله بن دينار عن بي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عْكه وذکره. وفيه زيادة (والحياء شعبة من الايمان). ورواه أبو داود في السنة ١٠ والنسائي في الايمان ١٠. 52 (واعلم) أن فائدة التعبد بالقول انما هي اظهار ما في الجنان من التصديق وفائدة التعبد بالقول تصديق القول الذي قال به (لا يقال) ان ظاهر كلام المصنف قصر الايمان على التصديق والعمل دون القول باللسان (لانا نقول) إن القول مستلزم له قوله تصديق قول إذ لا تصديق لمعدوم مع انه لو اقتصر على التصديق والعمل ولم يذكر القول تصريحا ولا التزاما لقلنا إن القول داخل تحت العمل لان العمل حركة البدن واللسان جزۋؤە. (قوله عملا اذا لزم) اي اذا وجب معطوف على قوله تصديق قول بحذف العاطف وانما قيد بقوله اذا لم ليعلم أن العمل لا يكون من الايمان الا اذا كان لأزما فيخرج القول بان جميع الطاعات ايمانء وفيه تبيه على أنه يأتي على المكلف حال وليس عليه من الاعمال البدنية مفترض كما اذا لم تبلغه الحجة بشيء من السمعيات أو كان ولم يأت عليه وقت يجب فيه عليه عمل (قوله ومن يکن مضیعا لواحد منها) أي التصديق والقول والعمل أي من ضيع واحدا من هذه الأانة بعد لزومه فهو هالك استوجب بتضييعه ما افترض الله عليه هلاك المعاند لانه حيعذ يكون كافرا إما كفر شرك أو كفر نعمة كما سياتي فهو إما شاكرا وإما كفوراء ولا منزلة بين الايمان والكفر معنا. (وذهبت) المعتزلة الى جعل منزلة الفسق بين منزلتي الايمان والكفر قالوا: لا يسمى الفاسق موّمنا ولا كافرا فهو بين بين لان له في الدنيا احكام المؤمنين وفي الاخرة أحكام الكافرين» والخلاف بيننا لفظي لانهم خصوا اسم الكفر بالمشرك ومنعوا اطلاقه على الفاسق› ونحن نطلقه عليه لكنا نقيده بكفر النعمةء ولا نجري عليه احكام المشركين بل نقول فيه إن أحكامه في الدنيا أحكام المؤمنين الا في الولاية وقبول الشهادة ونحوهما من الاحكام المختصة بالعدول› وليست التسمية بنفسها موجبة خلافا معنويا بين الفرقء وانما الموجب لذلك الخلاف بناء 51 الاحكام على الاسماء كما ذهبت الازارقة› والصفرية والنجدية"› الى تسمية صاحب الكبيرة كافرا وأجروا حكم المشركين عليه وزادت الأزارقة على الطائفتين بتسمية صاحب الصغيرة كافرا واجراء حكم المشر كين عليه. (قوله استحق) أي استوجب بذلك التضييع وفيه اشارة الى أن العبد إنما يعذب باستحقاقه العذاب »لا ظلم اليوم ( (قوله هلكة) وزں قصبه بمعنى الهلاك كذا في المصباح (قوله المعاند) أي التارك للانقياد وهو اسم شامل لأهل الكبائر لا خاص بالمشركين الجاحدين كما قد يتوهم وإنما قلنا بعمو مه لان صاحب الكبيرة معاند معنی وإِن لم يعاند لفظا. (۱ )٢( (۳) الأزارقة: أتباع نافع بن الأزرق الحنفي المكنى بأبي راشد ولم تكن للخوارج قط فرقة أكثر عدداً ولا أشد متهم شوكة. وزعم نافع وأتباعه أن دار مخالفيهم دار كفر ويجوز فيها قتل الأطفال والنساء وأنكرت الأزارقة الرجم واستحلوا كفر الأمانة التي أمر الله تعالى بأدائها وقالوا: ان مخالفينا مشركون فلا يلزمنا اداء امانتنا اليهم ولم يقيموا الحد على قاذف الرجل المحصن؛ وأقاموه على قاذف المحصنات من النساء وقطعوا يد السارق في القليل والكثير ولم يعتبروا في السرقة نصابا. الصفرية: هم أتباع زياد بن الأصفر وقولهم في الجملة كقول الأزارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون غير أن الصفرية لا يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم وافترقت الصفرية ثلاث فرق: ١ فرقة تزعم ان صاحب كل ذنب مشرك كما قالت الأزارقة. ٢ والثانية تزعم ان اسم الكفر واقع على صاحب ذنب ليس فيه حد. ٢ والالثة تزعم ان اسم الكفر يقع على صاحب الذنب اذا حده الوالي على ذنبه. النجدات أتباع نجدة بن عامر الحنفيء وكان السبب في رياسته وزعامته أن نافع بن الأزرق لما أظهر البراءة من القعدة عنه بعد أن كانوا على رأيه وسماهم مشركين واستحل قتل أطفال مخالفيه ونسائهم وفارقه أبو فديك وعطية الحنفي وراشد الطويل ومقلاص وغيرهم وذهبوا الى اليمامة فاستقبلهم نجدة بن عامر في جند من الخوارج يريدون اللحاق بعسكر نافع فأ خبروهم باحداث نافع وردوهم الى اليمامة وبايعوا بها نجدة بن عامر واكفروا من قال باكفار القعدة منهم عن الهجرة اليهم. انظر في شان هذه الفرقة مقالات الأسلاميين ١ : ١١٠ وما بعدها والتبصير ٠٠ والملل والنحل للشهرستاني ١ : ١۲٠ وخطط المقريزي ۲ : ٢٢۲. Y.۳ رفي وجهه الشرعي ليس ينقص لکن يزيد هكذا قد خصصوا) رلانه إن هدم البعض انهدم : جميعه روذا هر القول الأتم) (قوله في وجهه الشرعي ليس ينقص)“ الخ أي الايمان بالمعنى الشرعي الذي هو أداء الواجبات مطلقا ليس ينقص نظرا الى ايمان كل ممن فإنه في ذاته غير متفاوت وان تفاوت بالنسبة الى امان غيره (بيانه) ان ايمان زيد مثلا التصديق والقول لوجوبهما عليه بقيام الحجة عليه فيهما ولم تقم عليه حجة العمل فانه يجب عليه أن ياتي بما قامت عليه به الحجة ولا يجوز له أن يترك القول مثلا اعتمادا على التصديق ولا ينقص عنه بمعنى انه لا ينحط عنه فرض القول (١) ذهب اصحابنا رحمهم الله الى ان الايمان يزيد ولا ينقص وهذا المذهب اذا تومل له اصالته في العقيدة سواء حملنا الايمان على حقيقته اللغوية أو حقيقته الشرعية فان حمل على حقيقته اللغوية وهو التصديق الذي هو قاعدة الايمان تجلت صحة هذا المذهب من حيث ان اول واجب يخاطب به الانسان الاتيان بالجملة التي كان يدعو اليها رسول الله ع وهي تتألف من ثلاث كليات تنطوي تحتها جزئيات الايمان الاعتقادي ولا يلزمه ان يعتقد شيئا من تفاصيلها التي لم تقم بها الحجة عليه فاذا قامت عليه بشيء من هذه الجزئيات وجب اعتقاده وتصبح بذلك دائرة الايمان أوسع من ذي قبل فان معرفة الشيء اجمالاً تختلف عن معرفته تفصيلا ولا يمكن ان يرجع الانسان من العلم الى الجهل وعليه فان انكار شيء ما قامت به الحجة في تفسيرها اما ان يودي الى الشرك واما الى كفر النعمة وكل منهما مناف للايمان وان حمل على معناه الشرعي الذي يشمل الاعتقاد والقول والعمل تجلت صحة هذا المذهب من حيث ان أول ما يتعبد به الانسان الاعتقاد واذا اعتقد ما لزمه اعتقاده ولم يحضره فرض قولي او عملي كان مؤمناً كامل الايمان واذا وجب عليه شيء من الأقوال او الأفمال وأداه كما وجب عليه ازداد ايمانه واذا أخل به بهذا الواجب انهدم ايمانه كله والله أعلم. سماحة المفتي. ٤۰ ايمانه حيث زاد عليه واجب عملي فان زاد عملي اخر زاد الايمان أيضا وهكذا ولا ينقص الايمان بالنسبة الى الشخص الواحك فانه وان انحط عنه فرضه يصير معه في حكم النفلء وهكذا ونقصان الايمان الذي نفاه أصحابنا هو الاخلال بشيء من الواجبات لا رفع بعض المفترضات ولا يعتبرون نفس الايمان من حيث هو هو أي مع قطع النظر عن محله الذي هو المكلف وعن عوارضه التي هي زيادة الفرائض ورفعها فانه لا شك أن الايمان بهذا الاعتبار متفاوت فإن ايمان زيد مثلا ناقص بالنسبة الى ايمان عمرو اذا كان زيد كلف بفرائض دون فرائلض عمروء وهكذا ايمان عمرو زائد بالنسبة الى ایمان زید. (واختلفت) الاشعرية في زيادة الايمان ونقصانه مع اتفاقهم على أن الايمان هو التصديق بامور تعلم من الدين بالضرورة كما قدمنا. (فذهب) الفخر الرازي وكثير من المتكلمين الى أن الايمان لا يزيد ولا ينقص لان نقصانه هو أن تحتمل النقيض ولا شك أن احتمال النقيض في الايمان شك ومن كان شاكا في تصديقه فليس بمؤمن وورد بان نقصان الايمان ليس هو باحتمال نقيضه والشك فيه وانما هو باعتبار ضعفه وقوته والالزم أن يكون ايمان النبي عليه الصلاة والسلام كايمان واحد من العوامي وهذا باطل وللزم أيضا أن يكون ثواب المؤمن بالامور الدينية اجمالا كثواب الموّمن بها تفصيلا بعد قيام الحجة بذلك وهذا باطل ايضا. (قوله لکن يزید) أي الايمان الشرعي لا ينقص لكن يزيد لانه عندنا أنها اذا وجبت لا يصح تنقيص شيء منها لا بمعنى أنه ذا وجبت (۱) سبقت الترجمة له في الجزء الأول في كلمة وافية. Y.o على العبد لا يرفع فإن سمى رفع بعض الواجبات عن بعض المكلفين نقصانا في الايمان فلا ضير فإنه خلاف لفظي وقد صرح حدیث ذم النساء بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام « ناقصات عقل ودين © وبين نقصان الدين بترك الصلاة شطر دهرها بسبب الحيض (قوله هكذا قد خصصوا) أي أصحابنا رحمهم الله تعالى (قوله لاأنه ان هدم البعض انهدم جميعه) هذا تعليل لتخصيص أصحابنا بأن الايمان يزيد ولا ينقص؛ وصورة التعليل ان هدم بعض الايمان الذي هو مطلق الواجبات هدم لجميعه لانه يخرج من الايمان الى الكفر إما شركا وإما نفاقا فهما منزلتان وهذا معنی هدم جميعه لانه يخر ج من الايمان الى الشرك؛ء كما ذهبت اليه الازارقة (قوله وذا هو القول الاتم) الاأشارة الى تخصيیص الاصحاب بزيادة الايمان دون نقصانه قائلا إن هذا هو القول الاتم أو الى التعليل أي هذا التعليل هو القول التام لكن الأول اظهر وفي ذكر معنى التمام هنا حسن اختتام للباب والركن معا والحمد لله رب العالمين. (۱) الحديث رواه ابن ماجة في کتاب الفتن ١٠ باب فتنة النساء ۳٠٠٤ عن ابن الهاد عن عبدالله ابن دينار عن عبدالله بن عمر عن رسول الله عه انه قال: يا معشر النساء تصدقن واکٹرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن جزلة: ٠ يا رسول الله اكثر أهل النار؟ قال تكثرن وتكفرن العشير ما ريت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت: يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟ قال: اما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا من نقصان العقل؛ وتمكث الليالي ما تصليء وتفطر في رمضان فهذا من نقصان الدين ». ورواه الامام مسلم في الايمان ١۱۳ وأبو داود في السنة ١٠ وأحمد ابن حنبل في المسند ۲ (حلبي) الركن الغالث رفي الولاية والبراءة وما يشتملان عليه وما يتولدان منه) أي يتسببان منه كالوفاء بالطاعة سبب للولايةء وارتكاب الكبيرة سبب للبراءة» والمراد بقوله وما يشتملان عليه كاقسامهما واحكامهما واحكام الولي والعدو› والوقوف عمن لم يعلم منه خير ولا ش شر فانهما مشتملتان عليه وبيان اشتمالهما على الوقوف أن الولي من علم منه الوفاي والعدو من علم منه الاخحلال بشيءِ من من الواجبات الدينيةء فالاول محل للولاية والثاني محل للبراءةء فبقي الكلام هل هما نقيضان لا يرتفع احدهما الا بوجود الأخر أو ا يرتفعان ولا يجتمعان؟ فذكر الوقوف في ركتهنا اشعار بانهما ضدان يرتفعان عن شخص لا تع حاله فيجدي فيه الوقوف ولا يجتمعان في شخص واحد في حال واحدت وانما قلنا في حال واحد لان الشخص قد يكون وليا في حال عدوا في حال آخر فعلم من هنا أن محل الولاية والبراءة أحوال المكلف؛» فهي موضوع هذا العلم أي فأحوال المكلف هي موضوع علم الولاية والبراءة وحده هو العلم بأحوال المكلف التي يعلق بها خطاب الشارع؛ فخرج بأحوال المكلف أحوال غيره كالبهائم ونحوهاء ولا يخرج بالقيد بالمكلف الملائكة فانهم مأمورون منهيون فهم مكلفون بمعنى انهم ملزمون للاوامر YY. والنواهي» وهو معنى التكليف فانه وان فسر بالزام الله العبد ما على النفس فيه مشقة فلا يستلزم وجود تلك المشقة في كل مكلف بل يكفي اعتبارها في جملة المكلفين ولا الصبيان فان ولايتهم تبعية أي بالتبع لا بائهم فأحوال آبائهم هي المعتبرة› ولا شك أن باهم مكلفون هذا على القول المشهور» أما على القول بأن جميع الاطفال في الولاية فانما هو بالنظر الى حالهم حیثٹ انهم لم ينقضوا الميثاق الذي أخذه الله عليهي ولا المجانين فان العلم بحالهم قبل الجنون هو المعتبر هناء فهم أُولياءِ وأعداء باعتبار حالهم الاول وخرج بالاحوال التي تعلق بها خطاب الشارع الأحوال التي لم يتعلق بها ذلك كالأعراض والألوان من أحوال المكلفين أيضا لكن لم يتعلق بها خطاب الشارع فانطبق الحد على المحدود. (وٹمرته) التوصل الى رضوان الله في موالاة أوليائه و معاداة أعدائه وهو الفوز الأكبر والمقام الأفخر. (ومن) ثمرته ائتلاف الموّمنين واجتماع شملهم فينتظم أمرهم ومجانبة الفساقف واعتزالهم والسلامة من مخالطتهم. (واعلم) ان علماءنا رحمهم الله تعالى قد جعلوا علم الولاية والبراءة علما قائما بنفسه وأفردوا فيه مصنفات عديدة ما بين مطول ومختصر واخذ بأقصی غايته ومقتصر وقد وضعنا له من هذه المنظومة هذا الركن لعلمنا انه نوع من علم الاعتقات وما في هذا الركن ان شاء لله تعالى واف بالمراد وفيه ايضا ستة أبواب. الباب الأول رفي وجوب الولاية والبراءة وأقسامهما) و هكذا براءة الذي ِ فسقا) أي في بيان ذلك (قوله ولاية الموؤّمن فرض حققا) هذا شروع في بيان أحكام الولاية والبراءة ولم يتكلم المصنف على تعريفهماء فاما والحفظ والاتصالء يقال: فلان موال لفلان إذا كان مقربا له وقائما با مره ونصره ومهتما بمصالحه و حافظا لغيبته ومتصلا په في مواضع الاتصال. قال القطب رحمه الله: وعلى هذا تنبني الولاية الشرعية أي وعلى ما ذكر من بيان تعريف الولاية اللغوية ينبني تعريف الولاية الشرعية فجميع ما ذكر هنالك من فصول التعريف هو موجود هناء لكن الولاية الشرعية شاملة لولاية العباد بعضهم لبعض» ولولاية الله فلا يصح أن تعرف الولاية الشرعية بذلك التعريف لانه غير جامع لها. (بيانه): أن من بعض قيوده الاهتمام بمصالح الغير والاتصال به والله عز وجل يتعالى عن ذلك فالتعريف المذ كور خاص بولاية العباد بعضهم ۰۹ للكافرين› ففي الآية مع الاستدلال على وجوب الولاية الاستدلال على وجوب البراءة أيضا. (قوله وهكذا براءة الذي فسقا) أي ومثل الولاية في ثبوت الفرضية البراءة من الفاسقين مطلقا أي كانوا مشركين أو أهل كفر نعمة فالبراءة منهم واجبة بنص الكتاب العزيز واجماع المحمديةء والبراءة: هي لغة البعد عن الشيء والتخلص» يقال فلان بريء من كذا اذا بعد عنه أو تخلص منه قال القطب رحمه الله: وعلى ذلك تنبني البراءة الشرعيةء ثم عرف الشرعية بما نصه وشرعا البغض والشتم واللعن للكافر لكفره قوله للكافر لكفره أي لاجل كفره أي يكون البغض والشتم واللعن للكافر إثم هو بسبب كفره لا بسبب شيء اخر غير الكفر فان ذلك لا يسمى براءة في الشرع ويدل على وجوبها ايات. (منها) قوله تعالى « لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم انا برا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تۇمنۆا بالله وحده » مع قوله تعالى «لقد كان فيهم اسوة حسنة لمن کان يرجو الله واليوم الاخر ومن يتول فان الله هو الغني الحميد ٠ فانه تعالى أوجب التأسي بابراهيم عليه السلام والذين معه بقوله « لمن كان يرجو الله واليوم الاخر » وبقوله « ومن يتول فان الله هو الغني الحميد ). (١) سورة الممتحنة أية رقم £. (۲) سورة الممتحنة آية رقم ١ وقد جاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (لقد كان فيهم) بدلا من قوله (لقد کان لكم فيهم). (۳) سورة الممتحنة أية رقم ١. (4) سورة الحديد أية رقم ٢٤۲. (ووجه) الاستدلال الاول جعل التاسي ن کان يرجو الله د واليوم في هذه الصفات المذكورة وهو وعيد علو ك د اني | عمن ثرلي عن الأسي به وها للام ل یرد رد الا فى الواجبات كما في قوله تعالى « ومن كفر فان الله غني عن العالمين 0 (ومنها) الآيات التي فيها ترتب اللعن على الكفر والظلم كما في قوله تعالی ) اولك جزاؤۇهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ‎O‏ لا لعنة الله على الظالمين » ونحوهما من الآيات. (أما) قوله تعالى « ومن يتولهم منكم فانه منهم » وقوله تعالى ر لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله الاية ونحوها من الايات فليس فيها دلالة على وجوب البراءة نعم تدل على تحريم ولايتهم ولیس كل ما دل على تحريم ولاية احد يدل عل وجوب البراءة منهء لان هنالك امرا ثالڻا هو الوقوف. لكن اختلفوا في ثبوتها تفصيلا في الاشخاص فمذهب الأصحاب ثبوتها في الاشخاص مستدلین أن العلة التي لاجلها وجبت البراءة في الجملة إنما (۱) سورة ال عمران اية رقم ۷٩. (۲) سورة آل عمران آية رقم ۸۷. (۳) سورة هود آية رقم ۱۸. (٤) سورة المائدة اية رقم ٠٠. (5) سورة المجادلة أية رقم ٢۲. الحكم الذي اوجبته هذه العلف ‏ فثبت القياس قطعيا للقطع بان عله الحكم في الاصل هي ما ذکرناء وهي مقطو ع بوجودها في الفرع أقسام الولاية والبراءة (والكل من ذين على السام رحقيقة وهي التي قد نطقا بها كعاب أو رسول حققا) الها عقيدة الانسان) (قوله والكل من ذين) أي الولاية والبراءة وذكر الاشارة باعتبار أنهما فرضان أي وكل واحد من هذين الفرضين على أقسام ثلائة. (قوله على أقسام) متعلق بمحذوف أي يكون على أقسام. (قوله ثلائة) بدل من أقسام (قوله تاتي على تمام) الجملة نعت لثلاثة. (اعلم) أن كل واحد من الولاية والبراءة على ثلاثة اقسام. (الأول): ولاية الحقيقة وبراءة الحقيقة ولهذا القسم طريقان أحدهما أن يرد الكتاب بما يوجب ولاية أحد و البراءة منه»؛ وهذا الطريق في الولاية وكابليس؛ء وفرعونء وهامانء في البراءة. (الثاني): من كني عنه كام موسى» وامراة فرعون في الولاية و کابي لهب في البراءة. (١) هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم من قريش» عم رسول الله س عله وأحد الأشراف الشجعان في الجاهليةء ومن أشد الناس عداوة للمسلمين في الاسلام كان غنيك ۲\0 (الثالث): من جاء مبهما لم يخص باسم ولا بكنية كمؤمن ال فرعون المذكور في قوله تعالى « وجاء رجل من أقصى المدينة يسعی )٩ مر من اهل الولاية و کالذي حاج ابراهیم في ربه من ُهل البراءة. (الطريق الثاني): ما نطق فيه رسول من رسل الله أن فلانا من هل السعادة أو من أهل الشقاوةء وفيه الوجوه المتقدمة وشرطوا في هذا الطريق أن يسمع السامع من لسان الرسول ذلك الكلام حين نطقه به وان يکون السامع ينظر الى شفتي الرسول عند النطقء أما اذا نقل له العدول أن الرسول قال في فلان کكذا بما يقتضي السعادة ُو الشقاوة فليسوا عليه بحجة في الحقيقةء بل ولا يجوز له أن يقطع بحقيقة قولهم لاحتمال الكذب الا اذا بلغوا رتبة لا يمكن تواطوٌ مثلهم على الكذب عادة فان الخبر يكون حيئذ من باب التواتر والمتواتر مقطوع بصدقه. أما اذا لم يكونوا بتلك المنزلة بأن كانوا اثنين أو ثلاثة أو نحو ذلك فرفعوا عن الرسول ما يقتضي الولاية بالحقيقة في شخص سيت تان علي من تقل ليه من وای ذلك الشخص پولبة مم الوه وحكمه عنده في جميع أحواله حكم الولي بالظاهر أما اذا نقلوا ما يقتضي البراءة في شخص معين فليسوا بحجة على المنقول اليه إلا س عتا كبر عليه ان يتبع ديناً جاء به ابن أخيه فاذى انصاره وحرض عليهم وقاتلهم وفيه نزلت الأية وكان أحمر الوجهء مشرقا فلقب في الجاهلية بابي لهب؛ مات بعد وقعة بدر بايام ولم يشهدها عام ۲ هھ راجع ابن الاثير ۲ :٢۲ والديار بكري ١ : ۹١٠ ودائرة المعارف الاسلامية ١ : ۳۹۳ ۹ وتاريخ الاسلام للذهبي ١ :٤۸ و١١٠ والروض الأنف ١ : ٢٠٦۲. (١) سورة القصص اأية رقم ٠۲ وتكملة الآية (قال ياموسى ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين). إذا جاؤوا بذلك النقل على سبيل الشهادة كأن قالوا: نشهد أن رسول الله عي قال في فلان كذا فانه يلزم المشهود معه أن يبرا بشهادتهم براءة حكم الظاهرء وانما قلنا انهم ليسوا بحجة في نقل ما يقتضي البراءة بخلاف ما يقتضي الولاية لان أمر البراءة أشد من أمر الولاية لانه خلع مسلم من الدين؛ والولاية هي ابقاء مسلم على اسلامه فالاعتقاد في الولاية حاصل لنا قبل وجود هذا الخبر أما في ذلك الشخص بعينه كان نعلم أنه مسلم لكن لم ينكشف لنا تصديق اسلامه فخبر الاحاد إنما كشف لتنا له صدق باسلامه ووفى بما: عليه وأما في الجملة فانا نعلم أن كل مولود يولد على الفطرة فالفطرة أصل لجميع المولودين› ثم نحن نجهل حالهم بعد البلوغ لكثرة الاحداث فكشف لتنا هذا الخبر على لسان هولاء العدول أو العدل الواحد على قول سيأتي أن فلانا مثلا باق على الفطرة التي ولد عليها فبهذا تعرف فرق ما بين الولاية والبراءة بخبر الأحات وإنما قلنا إن شهادتهم بان الرسول قال في فلان ما يقتضي البراءة حجة على المشهود معه لان شهادتهم عن لسان الرسول ليست بادنى قوة من شهادتهم على اقرار الفاعل بالكبيرة فانهم متى ما شهدوا باقراره على نفسه بكبيرة لزم قبول شهادتهم. (فان قيل) ان شهادة العدول إذا لم يبلغوا حد التواتر لا توجب علما كخبرهم فما بالكم أوجبتم البراءة..؟ قلنا: إنما أوجبناها بشهادتهم دون خبرهم لتنزيلها منزلة العمليات فإنا نعتقد البراءة منه بثبوت تلك الشهادة عندنا لتعبده تعالى ايانا بقبول شهادة العدلين في العمليات› فتحن نحكم عليه بالبراءة بتلك الشهادة مع احتمالنا ان يكون خلاف ما شهدوا به وعدم قطعنا بصدق شهادتهم كما نحکم عليه بقطع يده اذا شهد العدول انه سارق دینارا من حرز مثلاء وکما نحکم عليه بقطع رقبته قصاصا إذا شهد عليه العدلان بقتل انسان حر فليس خلعه عن الاسلام بأشد من قطع رقيته بالسيف» ومحصل ما ذكرناه أن لكل ۲\۷ من الولاية والبراءة جهتير إحداهما: جارية مجرى العبادات الاعتقادية وهي كون اعتقادهما عبادة لله والثانيه: جارية مجرى المعاملات وتلك الجهة هي كونهما من حقوق العباد فاعتبرنا في ثبوتهما بشهادة العدلين الجهة الثانية لان بشهادة العدلين تثبت الحقوق وتسقط. (القسم الثاني): الولاية بحكم الظاهر والبراءة بحكم الظاهر ومحلها مكلف ظهر منه موافقة و مخالفة دينيك؛› ولها طرق ياتي الكلام عليها في الباب الثاني من هذا الركن إن شاء الله تعالى. (القسم الثالث): ولاية الجملة وبراءة الجملة وصورتها أُن يعتمهد المكلف ولاية أهل طاعة الله من الاولين والاخرين الى يوم الدين انسهم وجنهم وملا تكتهم› وان يعتمد البراءة من جميع اهل معصية الله من عبرنا عنه بعقيدة الانسان؛» وانما عبرنا عنه بذلك لانه لا بد لكل مكلف أن يعتقده ديناء وقسما الحقيقة والظاهر وان وجبتا فوجوبهما لا على عموم المكلفين بل على من وصل اليه علم ذلك فهذه ستة اقسام بالنظر الى كل قسم من أقسام الولاية والبراءةء ولاية الحقيقةء وولاية الحكم بالظاهر وولاية الجملة فتلك ثلاثة أقسام للولايةء والقسم الرابع براءة الحقيقة. والخامس براءة الحكم بالظاهر. والسادس براءة الجملة. الصادق بولايته عند الله تعالى هو الذي اعتقدت أنت ولايته فى الجملة وكذلك براءة الحقيقة وبراءة الجملة فعلم من هذا أن ولاية الحقيقة لا تكون في شخص متبراً منه في الجملة وكذا العكس؛ وكذا ولاية كذب الصادق» وكذا الولاية بحكم الظاهر والبراءة بحكم الظاهر لا يجتمعان في حال واحد لتضاد أسبابهماء لكن الولاية بالظاهر قد توافق ولاية الحقيقة وقد تخالفهاء وبراءة الظاهر قد توافق براءِة الحقيقة وقد ۲۱۸ تخالفهاء وذلك فيما إذا كان ولاية الولي بالحقيقة وبراءة العدو بالحقيقة لم تبلغ هذا المتولي والمتبرىء بحكم الظاهر أما اذا بلغته وجب عليه الاخحذ بالحقيقة وترك الظاهر لما سيأتي قريبا ان شاء الله تعالى وكذا كل واحد من الولاية والبراءة بحكم الظاهر قد توافق الولاية في الجملة وقد تخالفها فيصح أن يكون الشخص الواحد في الحال الواحد وليا بالحقيقة عند فلان عدوا في الظاهر عند غيره وان يكون عدوا في الحقيقة وليا في الظاهر بهذا الاعتبارء وكذا يصح أن يكون وليا في الظاهر عدوا في الجملة وبالعكس ولا يصح أن يكون وليا عدوا في الحقيقة ولا وليا في الحقيقة عدوا في الجملةء وهكذا. (واعلم) أن هنا مسألة احببت ان اسمعك اياها وان تعذرت صورتها في زماننا لكن لتنبه بها على أصل حكم السلف الصالحء وهي ما إذا كان لك ولي في الحقيقة ففعل ما يوجب حدا أو ارتد والعياذ بالله وجب عليك اقامة الحد عليه وقتاله على ارتداده إِن کنت ممن يقوم بذلك وأنت تقطع أنه ولي لله في الحقيقة بان تعلم انه لا يموت الاحكام الظاهرية عليه إنما هي بحسب اتيانه لموجباتها فهي نافذة حكما ظاهريا على جميع من فعل أسبابها المناطة بها فاذا مات على حال شرك في الظاهر مثلا لزم تنزيله حيث نزل نفسه في احكام الظاهر كترك الصلاة عليه وعدم دفنه في مقابر المسلمين› وعدم مير انه كذا قالوا وعندي فيه خلاف ذلك فانه متى ما فارقت روحه الدنيا لزمنا القطع انه مات على توبة مقبولة وان لم نطلع عليها لان الله لا يغفر أن يشرك بهء وقد أخبرنا أن هذا من أهل الجنة فبضم كل واحد من الخبرين الى الأخر يحصل القطع بانه مات على توبة من شر که ميراثه لورٹته المسلمين ودفنه في مقابر المسلمين› والأصحاب رحمهم ۲۹ الله تعالى جعلوا هذه الاشياء من جملة الاحكام الظاهرية التي سبب نفوذها وجود الشرك في الظاهر» وانت خبير بأن الشرك متحسم عن هذا الولي حين موته فهو مسلم قطعا فاذا عرفت هذه القاعدة 2 أن بقية أصحابنا من أهل النهر رضي الله تعالى عنهم انما حكموا بقتل من قتل أصحابهم لفعله بحكم الظاهر ما يستوجب به القتلء وهو قتل المسلمين فقتله لهم لا ينافي كونه سعيدا عند الله تعالى وان صح خبر سعادته مع قاتله فاجراء حكم القتل عليه انما هو بحسب الظاهر إما اذا لم يصح خبر سعادته عند قاتله أو عند أحد من المسلمين وجب أن يبرا منه بحكم الظاهر لما ارتكبه من موجب البراءة»؛ وهو قتل المسلمين حتى تعلم له توبة من ذلك. (تنبيه) الولي بالحقيقة لا يصح أن يبرا منه أصلا ولو فعل موجب البراءة في الظاهر» وانما تبغض منه تلك الافعال التي توجب البراءة الظاهرية لا ذاتتص وكذا العدو بالحقيقة فانه وان فعل موجبات الولاية بالظاهر فانما تحب منه تلك الافعال لا ذاته لعلمنا بما سيصيران اليه ولا يصح لنا الرجوع عن علمنا فاذا عرفت هذا فاعلم أن الولي لله تعالى ولي دائما أبدا وان اشركء وان العدو لله تعالى عدو دائما وان أطاع لاستحالة تغیر علمه تعالی› فسقط قول النكار إن المرء عدو لله في حالة معصيتهء ولي لله في حالة طاعته وهكذا. (قوله حقيقة) انما سمي هذا القسم حقيقة لموافقته ما في نفس الامر و لثبوته بعدم التغير والانتقال بخلافه في قسم الظاهر ماخوذ على التوجيه الثاني من حق الشيء إذا ثبت. (قوله قد نطقا بها كتاب) نكر الكتاب ليفيد التعميمي لان المراد كل كتاب من كتب الله أو رسول من رسله حجة في ذلك على السواء لوجوب الصدق في الكل واسناد النطق الى الكتاب مجاز عقلي أو نجعل النطق استعارة عن الابانة بجامع الظهور في كل منهماء فنقول ٠۲۲ نطق بمعنى أبان أي أظهر والباء في بها ترشيح للاستعارةء أو تقول شبه الكتاب بناطق حقيقة وحذف المشبه به وذكر من لوازمه النطق فهي استعارة بالكناية وذلك اللازم استعارة تخييلية. (قوله او رسول حققا) أي ثبت (قوله والحكم بالظاهر فهو الثاني) أي فثبوت الولاية بحكم الظاهر وثبوت البراءة بحكم الظاهر هو القسم (قوله ثالثها) أي الاقسام (قوله عقيدة الانسان) أي المكلف والعقيدة فعلية بمعنى مفعولة أي معتقدة وهي ما ينطوي عليها ضمير الانسان كانت صحيحة أو فاسدة والمراد بها ها هنا ولاية الجملة وبراءة الجملة. ۱88 الباب الثاني (من الركن الفالث) رفي الولاية والبراءة بحکم الظاهر) أي في بيان طرقهما التي يتأديان منها وفي أحوال الولي وأحكام ذلك. (اعلم) أن موجب الولاية هو الموافقة في القول والعملء وان موجب البراءة هو المخالفة فيهما أو في أحدهماء هذا مما اتفق عليه اصحابنا واختلفوا في الموافقة بالقول قبل معرفة العمل فاوجب بعضهم الولاية به ومنعها اخرون؛ والاول اصح لقوله تعالى « يا أيها النبي إذا جاءك الموّمنات » الى قوله ١ فبايعهن واستغفر لهن الله 0 فامره بالاستغفار لهن على نفس تلك المتابعة ولم يأمره بالانتظار في أمرهن فإذا صح معنا أن فلانا موافق لنا في الاعتقاد ألزمنا أنفسنا ولايته من غير أن ننتظر به العمل لتلك الاية وهذا شامل لمن خرج عن الشرك الى الاسلام ولمن رجع عن مذهب أهل الضلال الى مذهب أهل الحق» ولمن كان مختفيا علينا حقيقة اعتقاده فظهرت لنا بعد لكن (١) سورة الممتحنة أية رقم ١٠. ٢۲۲ بشرط أن لا تظهر منه امارة تدل على مخالفته لقوله لحديث « استفت نفسك » ودع ما يريبك ٩ فاذا جمعنا بين هذين الخبرين وبين تلك الاية حصل لنا المطلوب وهو انه لا يتولى بنفس القول اذا اتهم ولكل واحد من موجبات الولاية والبراءة طرق فاما طرق البراءة فهي أربع كلها متفق عليها. (احدهما): العيان أي المشاهدة وذلك أن تشاهد مكلفا يرتكب كبيرة لا يحتمل له فيها عذر فالواجب عليك البراءة منه وسياتي لهذا الطريق زيادة بسط في الباب الرابم من هذا الركن. (الطريق الثاني): الاقرار وهو أن يقر المكلف بأنه فعل كبيرة ولم يتب منها أو انه اقر بذلك على سبيل السرور بها أو على سبيل الافتخار بها فانه يجب على من سمعه أن يبرا منه لا اذا اقر بها على سبيل الندم والتحسر على ارتكابها فان هذا تائب منها. (الطريق الثالث): شهادة العدلين بان فلانا فعل كبيرة وسياتي بسطه. (الطريق الرابع): الشهرة التي لا دافع لها على أن فلانا فعل كذا وسياتي بيانها (وأما طرق الولاية) فهي أربعة ايضا ثلاثة منها متفق عليها وواحد مختلف فيه فالمتفق عليها هي العيان أي مشاهدة الوفاء بدين الله ورفيعة العدلين للوفاء والشهرة بالوفاء (وأما المختلف فيه) فهي رفيعة العدل الواحد للوفاء بدين الله وسياتي بسطه إن شاء الله تعالى. (١) الحديث رواه الامام أحمد في المسند ٤: ۲۲۷ بلفظ د البر ما انشرح له صدرك؛ والائم ما حاك في صدرك وان أمثال الناس وأفتوك ». ورواه الدارمي في البيوع . )۲( الحديث رواه الامام أحمد في المسند ۳: ١١٠ بلفظ: دع ما يريك الى ما لا يريبك؛» ورواه البخاري في البيوع ۳ والترمذي في القيامة ١0.1 YY۲۳ (براءة الظاهر حكما تجب بواحد من أربع تعتقب) رعيان أو اقرار او شهادة عدلين أو حق أتى بشهرة) واسشن الاقرار لدى الولاية وإنما الواجب بالفلانة) (قوله براءة الظاهر حکما) أي براءِة حكم الظاهر فحكما تميیز محول عن مضاف إليه وفي اضافة البراءة الى الحكم اضافة المسبب الى سببه لأن حكم الظاهر سبب لوجود البراءة. (قوله تجب) أي تلزم أو تثبت (قوله بواحد) أي بسبب طريق واحد او من طريق واحد (قوله من اربع) اي من اربع طرق. (قوله تعتقب) أي تاتي عقب هذا البيت ويجوز بناء الفعل للمجهول (قوله عيان) بالجر وهو وما بعده بدل من أربع والمراد بالعيان المشاهدة كما مر وعبر بعضهم عن هذا الطريق بالخبرة أي العلم بحال المتولي وكلا التعبيرين إما حقيقة عرفية أو مجاز مشهور علاقته الاطلاق والتقيد وذلك ان العيان حقيقة لغة في الرؤية والمراد بها هاهنا علم الرجل بأحوال رجل اخر سواء كانت تلك الأحوال مبصرة أو مسموعة فهي مقيدة لغة بالمبصرة مطلقة عرفا على المبصر والمسموع لكن المعنى اللغفوي أعم من وجه اخر لان المراد بالمبصر هنا هي الأحوال التي يتعلق بها حکم الولاية والبراءة› وفي اللغة هي عامة لكل معاین› والخبر بضم المعجمة هي له العلم من اي طريق کان والمراد به هاهنا العلم من طريق السمع والنظر. ٤ (قوله أو اقرار) بكسر الهمزة مصدر أقر على نفسه بكذا إذا قال بقول يثبت عليه حقاء والمراد به هاهنا ما اذا اقر بكبيرة لم يتب منها. (قوله أو شهادة) عدلين ائنين كل منهما يشهد بما يشهد له الآخر فخرج بقولنا كل منهما يشهد بما يشهد به الأخر ما إذا شهد أحدهما إن فلانا ارتكب كبيرة هي كذا وشهد الاخر بانه ارتكب كبيرة غير الكبيرة التي سماها الأول فانه لا يبرا بشهادتهما حينعذ أما اذا أجملا في شهادتهما كأن قالا أن فلانا فعل كبيرة ولم يسمياها فتجب البراءة بشهادتهم إذا كانوا علماء بالكبائر الصغائر لان شهادتهم حينئذ متفقة وللعدلين أن يشهدا بذلك الاجمال ولو علم كل واحد منهما منه بكبيرة غير التي علم بها الأ خر منه وقيل يبرا بقول العدل الواحد إذا كان ذكرا وقيل وإن كان انثى كما قيل بذلك في الولاية صرح به القطب رحمه الله في البراءة بالسماع قولين أقول وهولاء القائلون بثبوت البراءة بقول العدل الواحد وبالسماع نظروا الى أن البراءة عبادة لا اسقاط حق للغير وكثير من العبادات يثبت بالظن ويحصل بخبر العدل وبالسماع ظن قوي تترتب عليه عبادات كثيرة والمراد بالعدل هو الموافق في الدين الملازم للتقوى والمروءة فخرج بقولنا في الدين المبتد ع في دینه المعتقد خلاف الحق وبقولنا الملازم للتقوى تارك الفرض وفاعل الكبيرة لأن التقوى هي تأدية الواجبات واجتناب المحرمات والمراد بالمروءة هنا اجتناب الرذائل من المباحات كالحرف الردية من نحو الحجامة وكمخالطة الاراذل ومجالسة السفل (قوله أو حق أتى بشهرة) المراد بالشهرة هنا التواتر فهما عبارتان لمعنى واحد كذا عندنا وعند الشافعية أما الحنفية ففرقوا بينهما وجعلوا للشهرة منزلة دون منزلة التواتر والخلاف لفظي وفي قول الناظم أو حق اتى بشهرة إشارة الى أن الموجب للبراءة من طريق الشهرة انما هو الحق الذي جاءت به الشهرة لا الشهرة نفسها فخرج به الشهرة الغير المحقة كشهرة الشيع بالبراءة من التصديق والفاروق وعائشة وأهل النهى رضي الله عنهم وسئل الأمام أبو سعيد YYo رضي الله عنه عن الشهرة المحقة فقال: معي انها تكون على معان كثيرة في وجوه كثيرة ومبلغ ثبوتها ووجوبها وورود علمها على الممتحن فيها من المبتلي بها من تظاهر صحة الاخبار بها على غير تناکر من أهلها الذين تقوم بهم الحجة فيها ولو كثر التناكر والاختلاف من غير أهلها على سبيل الدعاوى وانكار اليقين ا. ه وحاصله ان لشهرة الحق شرطين أحدهما أن تكون صادرة عن أهلها وثانيهما أن لا يعارضها من أهلها معارض مثل ذلك أن يصدر من بعض المحقين خبر ويصدر من البعض الاخر خبر يخالفه كل واحد من الخبرين المتعارضين آحادي ليس بشهرة أما إِذا كان الاتكار صادراً من غير أهلها فلا يعباً به وذلك كاتكار أهل الخلاف للشهرة القاضية بحقية أهل النهر فإنه انكار صادر على سبيل الدعوى منهم وها أنا أبين أهل الشهرة فاقول هم جماعة لا يمكن تواطر مثلهم على الكذب. عادة بان کانوا من جهات شتی فلا يشترط فيهم تعیين عدد خلافا ۱ لمن قال بتعيين العدد فيهم فمنهم من ذهب الى أنهم من الخمسة فصاعدا محتجين بان أكثر الشهود أربعة لا يصح القطع بخبرهم فإن كانوا خمسة ازدادوا قوة على الاربعة فكانوا شهرة قلنا هذا التعليل عليل فإنه لا يدل على أن الخمسة يجب القطع بخبرهم وإنما يدل على عكس ذلك فإنه لما لم يصح القطع بالخبر في شهادة الا ربعة علم ان زيادة الواحد لا تفيد صحة القطع لأن العلة التي منعت من القطع بخبر أولعك الأربعة هي احتمال الكذب عادة وذلك الاحتمال موجود فى الخمسة. (ومنها): من ذهب الى أن جماعهة الشهرة من العشرة فصاعدا على عدد المبشرين بالجنة عندهم وحجتهم في ذلك قوله تعالی ) و کان في المدينة تسعه رهط يفمسدون في الاأرض ولا يصلحون 0 (قالوا) )۱( سورة انهل اية رقم ۸. ٢۲ فاكثر عدد يفسدون في الارض تسعة فاذا كانوا عشرة فهم يصلحون ولا يفسدون (قلنا): في الاية اخبار عن الواقع لا حصر لمنتهى عدد أهل الفساد (ومنهم) من ذهب أنهم اذا كانوا عشرين فصاعدا لقوله تعالى « ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين ‏ ووجه ان اقل عدد اعتبر في هذا المقام هم العشرون قلنا ذكر العشرين في الأية لا يفيد اعتبارهم في الاخبار المتواترة وغيرها. (ومنهم): من ذهب الى أنهم اذا كانوا أربعين فصاعدا عدد من تجب عليه الجمعة (قلنا): اعتبار ذلك العدد في الجمعة لا يوجب اعتباره في غيرها على انا لا نسلم اعتبار ذلك العدد في صلاة الجمعة وعندنا انها إن كملت شروطها وجبت وان باقل من الاربعين. (ومنهم): من ذهب الى أنهم إن كانوا أربعين فصاعدا وفيهم ثقة. (قلنا): يرد على هذا ما يرد على الذي قبله واشترط وجود الثقة فيه لا يزيده يقينا نعم أقوي بخبره الظن وكلامنا في الخبر الموجب للعلم القطعي. (ومنهم) من ذهب الى نهم ان کانوا سبعين فصاعدا عدد من اختار موسى عليه السلام من قومه ووجهه ان موسى عليه السلام انما اختار السبعين ليبلغوا عنه قومهم ما يسمعون من كلام الله عز وجل فلولا ان خبر السبعين حجة على قومهم يحصل به الغلم اليقيني معهم لما حص ذلك العدد. (قلنا): قيام الحجة عليهم لا يتوقف على ذلك ۔العدد بل هي قائمة عليهم بكلام موسى عليه السلام وحده والعلم القطعي حاصل لهم من كلامه أيضا لوجوب صدقه باظهار المعجزة على يده. () سورة الانفال اية رقم ١٦٠ Y۷ (ومنهم) من ذهب الى انهم إن كانوا ثلاث مائة وثلائة عشر على عدد الرسل وأهل بدر وأصحاب طالوت. (قلنا): موافقة الاعداد لا تفيد ثبوت العلم القطعي فلا عبرة بموافقة شيء من ذلك وعلى كل واحد من هذه الاقوال اختلاف في وجوب العلم القطعي بذلك العدد المخصوص عند أهل كل قول من هذه الاقوال أي اختلف القائلون بتعيين العدد في ثبوت الشهرة (فمنهم) من ذهب الى أن مقدار العدد بيان لوجوب القطع بالعلم الذي أداه ذلك العدد. (ومنهم) من ذهب الى أنه بيان لعدم جواز القطع بخبر ما دون ذلك العدد فان وجد العدد المخصوص جاز أن يقطع بصدق خبره وجاز ان لا يقطع (وييحث) فيه أن التواتر مقطوع بصدقه ضرورة وجواز أن يقطع وان لا يقطع مناف لتلك الضرورة (ومن شروط) التواتر أن يكون مستندا الى حس أي شرط خبر التواتر أن يكون المخبر عنه محسوسا باحد الحواس الخمس كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس کان يقال قال فلان كذا أو العاج أبيض أو المسك طيب الرائحة أو الشهد حلو أو الحرير لين فخرج بهذا الشرط الامور العقلية كقدم الله تعالىء وحدوث العالم فإنها مقطوع بها من مجرد العقل (وشرط) بعضهم أن يتساوى عدد الناقلين وعدد المنقول بها من مجرد العقل (وشرط) بعضهم أن يتساوى عدد الناقلين وعدد المنقول عنهم وليس هذا بشي فاإله متى ما كان كلا الطرفين لا يمكن تواطوٌ مثلهم على الكذب عادة وجب القطعم بصدق ما أخبروا به ولو كان أحدهما أقل عددا من الا خر. (قوله واستئن الاقرار لدى الولاية الخ) هذا بيان للطرق الموّدية للولاية وهي ثلانة متمق عليها وواحد مختلف فيه فالثلاثة المتفق عليها هي المشاهدة وشهادة العدلين والشهرة الحقية وهذا معنى قوله واستثن الاقرار أي استثن من طرق البراءة المتقدم ذكرها الاقرار فانه لا يثبت للمقر YY۸ ولاية لان المقر بالوفاء لنفسه مدع لنفسه فلا يثبت له اقراره حكم الولاية على الغير والمراد بالاقرار هنا هو ادعاء الوفاء بدين الله لا الاقرار ' يجب الاقرار به كالتلفظ بالجملة فإنه قد تقدم أن الخارج من الشرك الى الاأسلام تجب ولايته من حين ما اقر بالاسلام فاقراره بالاسلام اتيان بما وجب عليه من الاقرار لا ادعاء فلا يرد على المصنف ذلك نعم يرد عليه ثبوت الولاية لطفله باقراره أنه ولده على مذهب من يقول أولاد الأولياء أولياء والوقوف عن غير أولاد الاولياى وهذا المذهب هو المشهور عندنا ولنا فيهم قول ٿان وهو بولاية جميع الأطفال ما کانوا أطفالا وصححه القطب رحمه الله في ذهنه وصرح بان الحديث الذي فيه تعذب أولاد المشركين موضوع وكذا الحديث الذي فيه يوقد لاولاد المشر كين والمنافقين يوم القيامة نار يقتحمونها فمن اقتحمها نجا ومن وقع فيها هلك إذ لا تكليف يومئذ. (وقيل) لا يجزي اقراره بولده حتى يخبر معه بذلك أمين واحك وقيل أمينانء وفي اطللاق الاقرار على دعوى الوفاء بدين الله مجاز علاقته المشاكلة وذلك انه لما اطلق الاأقرار في البيت الاول على حقيقته اطلقه هنا على سبيل التجوز مشاكلة لما هنالك على حد « ومكروا ومكر الله » ويبحث فيه بأن الاقرار الثانى عين الاقرار الاول لان القاعدة ان النكرة اذا اعيدت معرفة فالثانية عين الاولى وجوابه أن تلك المقاعدة إنما هي ثابتة اذا لم يقم دليل على عدم ارادتهاء أما اذا قام الدليل على عدم إرادتها كما هنا تركت القاعدة وصير الى ما يقتضيه الدليل› ومن قواعدهم ولا يعدل عن الأصل الا بدليل» وبهذا الجواب تنحل شبه كثيرة ‏ أوردت على تلك القاعدة حتى أن بعضهم قال: إن تلك القاعدة أغلبية لا دائمة ونحن نقول إنها دائمة ونخرج ما خالفها بالدليل. (فاما المشاهدة) وهي المعبر عنها في النظم بالعيان فهي أن تشاهد من المكلف الاتيان بالواجبات والمسارعة الى المندوبات واجتناب ۲۲۹ المحرمات والتجافي عن المكروهات فتتولاه على ذلك ونحسن به الظن في تا دية الفرائض التي لا تشاهد منه كحق الزوجة وكذا نحسن به الظن في اجتناب المحرمات في الحال التي نفارقه فيهاء هذا كله إذا رضيت منه جميعا أفعاله المسموعة والمبصرةء ووافق القلب على قبول ذلك وإنما شرطنا موافقة القلب على قبول ذلك لان من ظهرت منه امارات الكبر أو الحسد أو الرياء و شيء من المحرمات لا يتولى على ذلك وهذا معنی قول الأصحاب رحمهم الله: الولاية اصطفاء ودلیله قوله ا « استفت نفسك يا وابصة وان أفتوك: 0 ولأعمى البصر أن يتولى من سمع منه أقوال الخير وظن بما لا یری خيرا واصطفاه قلبه على ذلك؛ لان الولاية تصح بمجرد الظن. الا ترى أن بعض أصحابنا قال بوجوبها بخبر الواحد وهو الصحيح كما سيأتي إن شاء الله فقول العلامة الصبحي رحمه الله تعالى لولا أن ما بي من عمى البصر لتوليت رجالا يستحقون للولاية وسمى منهم رجالا محمول على أن ذلك الشيخ لا يرى وجوب الولاية الا اذا كملت شروط طرقها ومن شرط طريق المشاهدة عنده وجود البصر ونحن (١) الحديث رواه الامام احمد بن حنبل في المسند ٤ : ٢۲۲ س حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون؛ ا حماد بن سلمةه عن ازير أي عد السلا عن أبوب ابن عبدلله ين مكرز عن وايصة ابن معبد قال: أنيت رسول الله س كَل وأنا اريد أن لا أدع شيعا من البر والاثم الا سالته عنه واذا عنده جمع فذهبت اتخطى الناس فقالوا اليك يا وابصة عن رسول الله إليك يا وابصة. فقلت: أنا وابصة دعوني أدنو منه فانه من أحب الناس الي أن أدنو منه فقال 'لي: ادن يا وابصة ادن يا وابصة فدنوت منه حتی مست رکبتي رکبته. فقال يا وابصة: أخبرك ما جعت تسالني عنه و تسالني..؟ فقلت يا رسول الله: فاخبرني. قال: جثت تسالني عن البر والاثم» قلت: نعم فجمع اصايعه الثلاثة فجعل ينكث بها في صدري ويقول: ٠ يا وابصة استفت نفسك. البر ما اطمأن اليه القلب واطمأنت اليه النفس» والائم ما حاك في القلب وتردد في الصدر ‏ وإن افتاك الناس 0. قال سفيان ٠ وأفتوك » ورواه الدارمي في البيوع ۲. ۲۳۰ نشترط ذلك اذ لم يزده وجود البصر الا قوة ظن؛ والظن لا يتفاوت بالنظر الى العبادات وما علق منها بالظن ثبت عند وجوده من غير نظر الى تفاوت درجاته قوة وضعفا. (وأما شهادة) العدلين فهي أن يشهد أن فلانا ولي وكذلك خبرهما بولايته وفي حكم الشاهدين رجل وامرأتان وقد عرفت أن الحرية شرط في قبول الشهادة فلا تقبل شهادة العبد عند بعض وقيل هنا (وأما شهرة) الحق فهي أن تتواطا الاخبار من جماعة لا يمكن تواطوٌ مثلهم على الكذب عادة. (واعلم) أن الشهرة هنا أوسع منها في البراعة لانها في البراءة لا تثبت الا شهرة الحق وفي الولاية تثبت بمجرد الظن أنها حق فشهرة نسبة النونية التى فيها قدم القران عن الامام ابن النظر رحمه الله تعالى شهرة دعوی لان فيها نسبة الكبائر اليه وتلك الكبائر هي تفسيق أهل الحق وهو أحدهم والقول بأن القران المتلو بالالسن قديم فشهرتها عنه كشهرة البراءة عند الشيع من ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. (قوله وإنما الوجوب بالثلاثة) أراد بالوجوب المتفق عليه وبالثلائة هي العيان وشهادة العدلين والشهرة فالقصر في البيت اضافي أي قصر الوجوب على الثلاثة المذكورة إنما هو بالنظر الى الوجوب المتفق عليه. ۹٢۲۳ (والخلف في رفيعة الولاية من واحد عدل بلا عناية) (وإن تكن عنيته فالزم وقيل لا لزوم ثم يعلم) (لكن على العدول ليس العلما (قوله والخلف في رفيعة الولاية) الخ هذا هو الطريق المختلف في وجوب الولاية به وهو خبر الواحد العدل بولاية أحد. (فذهب) اخرون الى أنها تجب إذا كان المخبر عالما وهؤلاء زادوا على شرط الذكورية والحرية وجود العلم بالولاية والبراءةء وبعضهم ذهب الى عدم اشتراط جميع ذلك فاوجبها برفيعة المرأة والعبد وبعضهم فصل بما إذا سئل الرافع وإذا لم يسال فقال: إن سئل عن الولاية فأخبر بها لزمت السائل وان أخبر بها ابتداء لم تلزم وبعضهم قال بالتخبير في خبر الواحد العذل؛› فمن شاءِ تولی بخبره ومن شاءِ ترك وبحث القطب رحمه الله في هذا بان الولاية ليست على التخيير» لانها إن ثبتت وجبت وان لم تثبت امتنعت؛› والصحيح أن خبر الواحد العدل بالولاية موجب لها سواء کان ذکرا أو انٹى عالما او کان غير عالم لكن لا تجب برفيعة غير العالم الا اذا فسر السبب الذي استحق به ذلك المتولي الولاية أو رفع الولاية عن عالم بالولاية والبراءةء وذلك كما إذا قال العدل الضعيف أن الشيخ فلانا يقول أن فلانا ولي وإنما قلنا إن الصحيح وجوبها بخبر العدل الواحد لان خبر العدل الواحد يفيد الظن والولاية مبنية على ظن الخيرء وإنما قلنا بالتفصيل بين خبر العدل العالم وغيره فلم نوجبها بخبر غير العالم إلا اذا فسر السبب لما سياتي بيانه عند قول الناظم لكن على العدول الخ. ٢۲۳ (قوله من واحد عدل) إنما قيڊ بالعدل لأن خبره مظنون الصدق فخرج به غير العدل سواء كان فاسقا أو مجهول الحال؛ فاما الفاسق فللظن بكذب خبره وأما مجهول الحال فلاستواء الأمرين فيه أعني لا (قوله بلا عناية) أي بلا قصد وأراد به السوّال فاطلاق العناية عليه مجاز مرسل علاقته اللزوم وذلك أن السوّال ملازم للقصد (قوله وان تكن عنيته) أي سألته وفيه التجوز المذكور (قوله فألزم) أي فاشد لزوما عند بعض. (قوله وقيل لا لزوم) اي برفيعة الواحد للولاية بل أنت مخير في قبولها وعدمه. الواحد العدل (قوله لكن على العدول) المتحملين للولاية أو البراءة لان الاستدراك من قوله أو شهادة عدلين. (اعلم) أن المتحملين للولاية أو البراءة إما أن يكونوا علماء بالولاية أو البراءة وإما أن يكونوا غير علماء فان كانوا علماء بها وجب قبول قولهم» وان كانوا غير علماء لا يجب قبول قولهم حتى يفصلوا اي يينوا السبب الذي استوجب به ذلك الولي الولاية أو السبب الذي استحق به العدو البراءةء والفرق بين العلماء والضعفاء أن الضعفاء وان كانوا عدولا فلا يؤمن منهم ان يرفعوا البراءة في موضع ليس هو محل البراءة أو الولاية في موضع ليس محلا للولاية على ظن منهم إنما رفعوه كذلك فاذا فسروا السبب نظر فيه المرفوع له فان راه موجبا لشيء من ذلك حکم به والا ترکهء وقيل قول العدول مطلقا سواء كانوا علماء أو ضعفاء فسروا أو لم يفسروا لأنهم إذا كانوا عدولا فلا يقولون بما لا يعلمون ولا يخفى أن هذا التعليل اشتراط للعلي ۳۳ لان من لم يکن عالما بالشيء فتكلم فيه لا يمن ان يقول فيه ہما لا يعلم ظنا منه أنه كذلك. (قوله ليس العلماء) أي إلا العلماء (قوله تفصيل ما جاؤوا به) أي تبيين لما جاؤوا به من الاخبار أو الشهادة (قوله ليعلما) تعليل لقوله ٤۲۳ رفصل في أحوال الولي بحكم الظاهر) والمراد بأحواله هنا کونه ممن تجب ولايته على العامة ُو على الخاصة فقطء وكونه مرتكبا لمحجور في الظاهر مع احتمال حقه فيه وكونه تاركا لفرض لزمه. (اعلم) أن الاولياء صنفان: صنف تجب ولايتهم على جميع أهل مصرهم وجميع من بلغه خبرهم وهم أئمة العدل الأمرون بالمعروف الناهون عن المتكرء كابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعبدالله بن رضي الله عنهم (وأئمة الدين) الذابون عنه بالادلة والبراهين الكاشفون لشبه الملحدين الملزمون للمعاندين كعبدالله بن اباض وأبي الشعثاء جابر ابن زيد رضي الله عنهماء فاهل هذا الصنف كلهم )۱( هو عبد الله ين إباض المقاعسي المري التميمي من بني مرة بن عبيد بن مقاعس رأس س الأباضية وإليه نسبتهم اضطرب المؤرخون في سيرته وتأريخ وفاته وكان معاصرا لمعاويةء وعاش الى وار أيام عيد الملك بن مروان عده الشماي في الابين وقال: کان على ما حفظت ممن خرج الى مكة لمنع حرم الله من مسلم (بن عقبة المري) عامل يزيد بن معاويةه وکان کٹیرا ما ييدي النصائح لعبد الملك بن مروان» وفي حفظي انه يصدر في أمره عن راي جابر بن زید. ؛ نشا في زمان معاوية بن ابي سفيان وعاش الى زمان عبد الملك بن مروان وكتب اليه بالسيرة المشهورة واراد بالسيرة رسالة بعث بها عبدالله بن اباض الى عبد الملك بن مروان يقول فيها بعد البسملة والمقدمة: جاءني کتايك مع سنان بن عاصم الخ ويذكر فيها أنه ادرك معاوية ورای عمله وسيرته ونقل نشوان الحميري عن بي القاسم البلخي المعتزلي حکی أصحابنا يعني المعتزلة ان عبدالله لم يمت حتى ترك قوله أجمع ورجع الى الأعتزال ¢ » الخ توفي عام ٦۸ ه. راجع في دائرة المعارف الاسلامية الأباضية. (۲) سبقت الترجمة له في هذا الجزء. Yo تجب ولايتهم على اهل مصرهم ومن بلغه خبرهم ويسع جهلهم من لم يبلغه خبرهم ولا يحل لاأحد ولو اطلع على كبيرة متهم أن يبرا منهم مع من لم يعلم كعلمه فيهم لكلا يبيح من نفسه البراءة نعم يبدا منهم في نفسه من غير أن يطلع احد على ذلك ویتولی من يتولاهم من أوليائ لان كلا مخصوص بعلمه. حکي ان الامامين ابن محبوب وموسى بن علي رضي الله عنهما كانا يبران من المهنا بن جيفر في السريرة لعلم خصهما فيه وفي صحة هذه الحكاية نظر لانهما كکانا يبران في أنفسهما فمن الرافم ذلك عنهما إذ لا يحل لهما أن يبدياھا مع احد لم يعلم موجب البراءة من المهناء فان كانا أبدياها مم احد يعلم من المهنا كعلمهما فيه فحكم ذلك الذي أبديا معه كحكمهما لا يحل له أن ييدي ذلك الا مع من علم كعلمه في المهناء وهكذا حتى ينقطع الخبر ولم يكن المهنا رضي الله عنه من أئمة الجور حتى يكون ممن تجوز منه البراءة جهرا هذا وما حکي ان رجلا اتی الى الامام ابن محبوب رضي الله عنه فقال: انا ابرا من المهنا فقال ابن محبوب: انا براءِ منك فوجهه ظاهر على عدم صحة تلك الحكاية ان ابن محبوب لم يبرا من المهنا سرا اما على تقدير صحتها فوجهه أن ذلك الرجل أظهر البراءة من المهنا مع من لم يعلم أنه يعلم كعلمه فيه وهو بابدائه البراءة ممن تجب على العامة ولايته مع من لم يعلم أنه أطلع على ما اطلع عليه مبيح من نفسه البراءة. (الصنف الثاني): لم تجب ولايتهم على العامة وانما تجب على من بلغه موجب ولايتهم باحدى الطرق المتقدم ذكرهاء فمن علم بكبيرة من أهل هذا الصنف لا يحل له ان يبديها مع من علم انه يتولاه لثلا يبيح من نفسه البراءة معه. (واختلفوا) في جواز إبدائها عند من لم يعلم أنه يتولاه فذهب بعضهم الى جواز ذلك لانه لم تجب له ولاية على الكل والأشياء على اباحتها ٢۳ ما لم يمنعها مانع› وبعض يمتنع من ذلك لعلا يصادف وليا له فيكون قد أباح من نفسه البراءة مع من يتولاه وقال اخرون: ان فعل ذلك صغيرة من الذنوب ورده الامام رضي الله عنه أما اذا كان فسقه مشتهرا بين الانام فلا باس بابداء البراءة منه واشهارها لقوله عليه الصلاة والسلام « اذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه » ويدخل تحت هذا الصنف البراءة من أئمة الضلال المتدينين والجبابرة المعتدين› فان اشهار البراءة في مثلهم مما يندب اليه للا يغتر جاهل بما هم عليه أو يظن ظان بسكوت المسلمين عن الانكار عليهم رضى بفعلهم وربما وجب الانكار عليهم وذلك كما إِذا كان المسلمون في حيز القدرة في الانكار عليهم ويسقط الوجوب مع عدم القدرة على الانكار وتبقى الفضيلة لمن انكر فإن قتل على ذلك كان من أفضل الشهداء « أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر يقتل عليها صاحبها ». ۲۳۷ روفي ولي وجبت ولايتنه على الورى سريرة براءته) (إِن وجبت عليك والذي نطق بها جهارا للبراءة استحق) (قوله وفي ولي) أي والقول في ولي او الحكم في ولي وجبت ولايته على الخلق إذا اطلعت على موجب البراءة منه فحكمه أن تبراً مته سريرة ولا تبدي ذلك مع غيرك للا تبيح من نفسك البراءة معه. (قوله على الورى) أي الخلق المكلفين الذين بلغتهم أخبار الولي ففي اطلاق الورى على ما ذكرنا مجاز مرسل علاقته العموم والخصوص. (قوله سريرة براءته) أي براءته مسرورة فسريرة فعلية بمعنى مرفوعة ورفع على أنه خبر المبتدٍ المحذوف أول البيت وهو القول أو الحكم على التقديرين المتقدمين ورفع براءته على أنه فاعل لسريرة. (قوله إن وجبت عليك) شرط حذف جوابه بدلالة ما قبله عليه. (قوله والذي نطق بها جهارا) اي والذي يظهر علمه بالبراءة ممن وجبت ولايته على العامة مع من لم يعلم كعلمه في ذلك الولي فقد استحق للبراءة من لانه لا يحل له أن يدي ذلك مع من لم يعلم انه يعلم كعلمه لان ولاية ذلك الولي واجبة على الكل ولا يجوز لاحد أن يدي البراءة من أحد مع من يتولاه لأن ذلك المتولي (يالكسر) يجب عليه نصرة المتولى (بالفتح)› والذب عنه وعن عرضه وعن دينه› فإذا قدح فيه قادح عنده صار مبيحا من نفسه البراءة على أنه يجب عليه أن لا ييحها من نفسه وان لا يظهر ما يخالف حكم الشريعة وان كان محقا في السريرة. ۲۳۸ (ومن يح براءة من نفسه فهالك وهو حر بخسه) روإن يكن من الالى لم تلزم لهم ولاية على الكل اعلم) ربعضهم رخص ما لم تعلم ولاية والبعض من ذا يحتمي) (قوله ومن يبح براءة من نفسه فهالك) أي ومن يظهر ما يوجب البراءة من نفسه فهو هالك لوجوب اتباع حكم الشريعة في الظاهر (قوله وهو حر بخسه) أي وهو حقيق بحقارته فحر بمعنی حقيق حکي لغة النقص فيه صاحب المصباح عن التهذيب والمشهور فيه تشديد الياءء وخس بفتح المعجمة مصدر خس كضرب وتعب وزنا بمعنى حقر (قوله وان يكن) أي الولي (قوله من الالى لم تلزم لهم ولاية على الكل) اي اذا كان الولي من الذين لم تجب ولايتهم على كل من بلغه خبرهم فاطلع احد على ما يوجب البراءة منهم هل يجوز أن يبدي ذلك العلم عند من لم يعلم أنه يتولاهم..؟ قولان اشار اليهما (قوله اعلم) تكملة للبيت وفيه تنبيه السامع على الجواب الاتي (قوله فبعضهم) أي بعض العلماء (قوله رخص ما لم تعلم ولاية) اي قال بجواز ذلك عند من لم يعلم انه يتولى المتبرا منه وفي اطلاق الر خصة على القول مجاز استعاري بجامع السهولة في كل منهماء لان الرخصة شرعا هي ما شرع انيا لاعذار العباد كالفطر في رمضان للمريض؛ والمسافر فانه شرع أولا الصوم في رمضان وشرع ثانيا الافطار لذلك العذر فالشرع الأول يسمى عزيمةء والشرع الثاني يسمى رخصة و كذلك ۲۳۹ اکل الميتة للمضطر فانه شرع اولا تحريمها وهو العزيمةء وشرع ٹانيا اباحتها للمضطر وهو الرخصة (قوله والبعض من ذا يحتمي) أي يمتنع. ٠ روإن يكن كفرانه مشتهرا ل باس إن بکفره قد جهرا (قوله وان یکن) اي من اطلعت على كبيرة منه (قوله کفرانه) مصدر كفر الشيء بمعنى غطاه لغة وهو في الشرع بمعنى الفسق أي شامل لكفر الشرك وكفر النعمة كما سيأتي (قوده مشتهرا) المراد بالاشتهار هنا أن لا يقول فيه من يعرفه الا شرا ومن لا يعرفه لا يقول فيه شیئا. (قوله لا باس إن بكفره قد جهرا) اي فاذا کان من اهل هذا القبيل فليس على من أظهر البراءة باس لان المحذور هنا مامون والمحذور مصادفة من يتولاه فانه وان أمكن مصادفة ذلك المحذور فهو امكان بعيد لا يلتفت إليه حتى قال الامام رضوان الله علي إن من تاب معه هذا المشهور بالفسق أو علم منه التوبة بوجه ما انما يتولاه سرا والدليل على جميع ذلك قوله عليه الصلاة والسلام « من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له » وقوله عي « ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه ۷. رومتبر من ولي لك فل بكفره إن لم يتب عما فعل) (قوله ومتبر من ولي لك قل) الخ الواو للاستئناف ومتبر مبتداً مسوغه العمل في الجار والمجرور بعده وخبره الجملة الأنشائية في قوله قل بكفره الى اخره بناءِ على مذهب من اجاز ان يكون خبر المبتداً جملة انشائيةء والمعنى انه اذا كان لك ولي فلا يجوز لاحد أن يبرا منه عندك ولو اطلع على ما يوجب البراءة من فان برىء منه متبر عندك فاستتبه فان تاب فذاك المطلوب وان أبى عن التوبة فابراأً منهء قال الشيخ ابن ابي نبهان: ان لم يتب فتبهه أن التوبة عليه واجبة فان أبى فابراً منه وكذلك حكم من قذف وليك بكبيرة او قال بریء مني فلان الولي بلا موجب استحق به البراءة لانه اذا قال بذلك فقد رماه بكبيرة ويستثنى من هذه القاعدة أربع مسائل. (احداها): ما اذا فعل وليك فعلا لا تدري أنت ما حكم ذلك الفعل مع علمك بوقوع الفعل منه فبرىء منه متبرىء على ذلك الفعل فلا يحل لك أن تبراً من ذلك المتبرىء مخافة أن يكون ذلك الفعل مما يستوجب فاعله البراءق هذا إذا لم يعلم أنك قد اطلعت على ذلك الحدث فبرىء منه عندك وعلمت أنت انه لم يطلع على علمك بذلك الحدث فعليك أن برا من المتبرىء ولو كنت قد اطلعت على الحدث الذي برىء هو بسببه اذ لا يحل له أن ييدي البراءة من أحد مع من يتولاه إلا إذا علم أنه اطلم على حدثه. وا ل او ب ل ل و س يبرا من ذلك الراد لاحتمال أن يکون غير فاسق ولا ضال ولا منافق؛ ٢٢٤۲ وانما رماه الولي فانه ان كان الولي قد رماه بذلك فذلك الولي هو الضال المنافق أما اذا قال له يا سارق أو يا اكل الربى أو نحو ذلك من الأمور الخاصة فرد عليه بشيء مما قاله له فانه يبرا منه بذلك في الحين؛ لأن الولي إما أن يكون محقا في ذلك القول أو مبطلا فان كان مبطلا فليس كل مبطل سارقا أو اكلا للربى أو نحو ذلك فظهر انه قد رماه بكبيرة لم یکن مستحقا لھا. (الثالثة): ما يقوله الخصم للولي المدعى عليه قد دعيت على ما ليس علي أو يقول للشهود المتولين شهدتم علي بالزور أو يقول للحاكم المتولي حكمت علي بالجور ونحو ذلك في مقام الخصومة فانه لا يبرا منه كذا في القواعد ومختصره ودليلهم على ذلك قوله عة « إن لصاحب الحق مقالا × أما اذا قال للولي المدعي أنت ظالم أو تظلم الناس أو للشهود أنتم شهود الزور أو للحاكم انت حاكم الجور فانه يبرا منه بذلك الاطلاق. (الرابعة): ما اذا كان المشهور بالفسق والضلال قد اطلعت على توبته من فسقه وضلاله ولم يطلع عليها غيرك مثلا فاته تجب عليك ولايته لما علمت منه ولا تبر ممن برىء مته معك على ما مر. (١) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الاستقراض ٤ باب استقراض الابل ۲۳۹۰ س حدثنا شعبة أخبرنا. سلمة بن كهيل قال سمعت أبا سلمة بمنى يحدث عن أبي هريرة ‏ رضي الله عنه: أن رجلا تقاضى رسول الله عل فاغلظ له فهمٌ به أصحابه فقال: دعوه فان لصاحب الحق مقالاً واشتروا له بعيراً فأعطوه اياه. ورواه أيضاً ۳ باب لصاحب الحق مقال ٠٤۳ عن سلمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه وذکره. ورواه الامام مسلم في المساقاة ١۲٠ وأحمد بن حنبل في المسند 4 : ۸٠٦6ء 6١41 6٦80 (حلبي). (تنبيهان): الاول: من ادعی ولاية لحد و تمل أُن يكون صادقا معه أما اذا لم يحتمل أنه تولاه بحق فهو مبطل ولا حجة له. (الثاني): من رمى أحدا من أهل الوقوف بكبيرة ما عدا الزنا والشرك فليس عليك منه شيء الا اذا علمت انه مبطل في قذفه أما إذا رماه بالزنا فهو فاسق وكذا إن رماه بالشرك عند أهل المغرب وان كان فيما بينه وبين الله صادقا حتى ياتي بأربعة شهود في الزنا وشاهدين في الشرك؛ء وقيل يجري ثلاڻة شهود في الزنا وهو رابعهم اذا کان عدلا وشاهد آخر معه في الشرك اذا كان هو عدلاء وسيأتي الكلام مبسوطا في القذف بالزنا ان شاء الله تعالى. روفي ولي ترك الفرض اقتف عذرا له ان لم تجد عنه قف) ثم استبه ان يكن منك قبل ولتبر ان لم يرجعن عما عمل) (قوله وفي ولي ترك الفرض) الخ (اعلم) انه اذا احدث الولي حدڻا لا يحل فعله فلا يخلو ذلك الحدث من أحد أمرين: إما أن يكون من الأشياء التي لم تتعلق بها حقوق العباد ولم يكن فيها حق إلا لله وإما أن يكون من الاشياء التي للعباد فيها حق وسياتي بيان هذا التوع أما اذا كان حدثه من الاشياء التي لا حق للعباد فيها وذلك كترك الفرض الواجب عليه فعله من نحو الصلوات الخمس وصوم رمضان فحكم هذا الولي أن يلتمس له عذر في ذلك الترك ولا يبرا منه في الحالء لاحتمال أن يكون ترك الصلوات أو أكل ناسيا فان احتمل ذلك العذر بقي على ولايته وان لم يحتمل كما اذا نبه على ترك الصلاة وتضييعه الصوم فلم يزدجر أو أقر انه فعل ذلك بغير نسيان فانه يوقف عن ولايته حتى يستتاب فان تاب رجع الى ولايته وان أصر برئٌ منه ومثل هذا ما اذا رأى وليه يصلي بلا وضوء أو يصلي قاعدا ويراه صحيح الجسم يذهب ويجيء وهكذا اما اذا راه مرتکبا لمحجور بالدين فسيأتي حكمه في الباب الرابع من هذا الركن ان شاء الله تعالى. (قوله اقتف عذرا له) أي استتبع له عذرا في تركه ذلك الفرض وفيه اشارة الى المبالغة في طلب العذر للولي اذا كان بينك وبين اخحيك المؤمن مثل نسج العنكبوت فلا تهتك ستره. (قوله عنه قف) أي عن ولايته أي فف عن ولايته اذا لم تجد to له عذرا بترك ذلك الفرض ثم استتبه كذا في الأثرء وفيه التفرقة بين ما اذا ترك الولي فرضا بلا عذر وبين ما اذا ارتكکب محجورا بلا عذر فانه سياتي انه اذا ارتكب كبيرة يستتاب فان ابي بريءِ منه وقيل يبرا منه ثم يستتاب ولیس فيه قول بالوقوف حتى يستتاب» والظاهر أن ترك الفرض بلا عذر وارتكاب الكبيرة سواء لان الكل كبيرة ولا ينفعه وجود كثرة الاحتمالات في تركه الفرض بخلاف ارتكاب الكبيرة فان الكلام مفروض عند ارتفاع العذر وبارتفاعه ترتفع الاحتمالات فلا فرق. (قوله ثم استتبه) ثم هنا لمطلق الترتيب أي ليست على حقيقتها التي هي التراخي بقرينة المقام لاأنه لا يشترط المهملة بين الاستتابة والوقوف فهي فيه مجاز مرسل لعلاقة الاطلاق والتقييد (قوله ان يكن منك قبل) شرط حذف جوابه تقدیره ان قبل منك فارجعه الى ولایته (قوله ولتبر) أي وابراً منه فاللام للطلب (قوله ان لم يرجعن عما عمل) شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه وسمى ترك الفرض عملا بناء على أن الترك فعل كما مر في نظيره. ٢٢ (وان تى الولي ما لله به حق وللعباد كالقتل انتبه) (توله والبعض مهم يقف عنه وفي البراة منه ضعف) (قوله وان اتى الولي الخ) هذا بیان حکم التوع الثاني من حکم الولى المحدث وهو ما اذا احدث حدثا للعباد فيه حق كما لله فيه حق كقتل النفس فانه فيه حقا لله تعالى من حيث النهي عن قتلها بلا حق وفيه حق للعباد لما جعل الله لولي المقتول من السلطان على القاتل› فاذا اتى الولي بحدث هذه صورته فاما أن يتبين حقه في ذلك الفعل فلا ينتقل عن حكمه الأول من الولاية وما أن يتبين باطله فلا قول فيه الا البراءة منه بعد أن يستتاب فلم يتب وفي قول اخر قبل أن يستتاب وإما أن يحتمل حقه وباطله اي لم يقم الدليل على أنه محق فى قتلف ولا على انه مبطل فيه فان احتمل كذلك ففيه للائمة نلا نه مذاهب. (المذهب الاول): للامام أبي علي موسى بن علي واختاره الامام ابو سعید رضی الله عنه وهو ابقاؤه على ولايته ما دام محتملا أن يكون فعله حقا لان ولايته ثبتت بيقين ولا يزيل اليقين الا يقين مثله وهذا المذهب هو الصحيح عندنا والمطابق للقواعد الاصولية لما فيه من استصحاب حال الأصل حتى يتيقن زواله وفي الرجوع عن الولاية الى ما سياتي من مذهبي الوقوف والبراءة رجوع عن العلم الى الشك. (المذهب الثاني) لبعض الأئمة الوقوف عن الفاعل لما في فعله من الاشكال حيث احتمل أن يكون حقا وان يکون باطلا وقد قال تعالی ۷٤¥ دولا تقف ما ليس لك به علم 6 وقال عي « وأمر اشكل عليك فقف عنه وفي رواية ١ فكله الى الله ». (قلنا) ليس في هذا اتباع لما ليس له علم فانه قد تقدم له العلم العلم اشكال فاا وقوف. (المذهب الثالث): البراءة من الفاعل لما يقتضيه الحكم الظاهر فان الظاهر في القتل الحجر وهو الأصل ولا يحل الا بعارض ففي البراءة منه عمل بحكم الأصل ونسب هذا المذهب للامام أبي جابر موسى ابن أي جابر رضي الله عنه وضعفه جدا الامام ابو سعيد رضي الله عنه ووجه تضعيفه له أن فيه تركا للاصل الاول الذي هو الولاية الثابتة بيقين والانتقال عنه الى اصل آخر لم يتيقن باطل. (قوله ما لله به حق) اي ما لله حق فيه وحق الله في الاشياءِ حکمه الذي سر عه على عباده. (قوله وللعباد) اي فيه حح فهو اکتفاء وحق العباد في الاشياء هو السبيل الذي جعله الله لهم. (قوله كالقتل) لان فيه حقا لله وهو النهي عن فعله وحقا للعباد وهو السلطان لوليه (قوله انتبه) أي استيقظ لما سياتي من الجواب (١) سورة الاسراء آية رقم ٢۳. (۲) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ۸ باب اجتناب الرأي والقياس ٥٥ حدثنا الحسن بن حمات سجادةق ثنا يحي بن سعيد الامويء عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم ثنا معاذ بن جبل قال: لما بعثني رسول الله س لہ الى اليمن قال: لا تقضين ولا تفصلن الا بما تعلم وان أشكل عليك أمر فقف حتى تبينه او تکتب الي فيه ١. Y۸ (قوله توله) أي على أصل ما كنت عليه (قوله والبعض منهم يقف) عنه لما فيه من الاشكال عندهم (قوله وفي البراة) باسقاط الهمزة وكسر الهاء أو باثباتها وسكون الهاء ضرورة (قوله منه ضعف) أي من الولي وضعف بفتحتين أما الاولى فاصلية على لغة تميم وأما الثانية فتابعة وهو حلاف القوة وفریيش تضم اوله وقال بعضهم الضعف بالفتح في الرأي وبالضم في الجسم كذا في المصباح. ٢٢ ركذا اذا تى بفعل حجرا في الاصل والحل بعارض يری) (هذا اذا ما كان فعله احتمل حقا وباطلا والا حيث حل) (قوله كذا إذا اتى بفعل حجرا في الاصل) الخ أي حكم الولي اذا أتى بفعل محجور في الاصل لكن يحتمل أن يكون فعله بحق كحكمه اذا أتى فعلا فيه حق لله وللعباد وذلك كما اذا رأيت الولي ياكل لحما من يد مجوسي فان ذبيحة المجوسي حرام وحكم ما ممن تجوز ذبيحته فاذا رأيت وليك يفعل ذلك ففيه المذاهب المتقدم ذكرها وهي الولاية لاحتمال ان يكون قد علم أن ذلك اللحم حلال والوقوف لما اشكل من أمره والبراءة بما ارتكبه لان فعله محجور في الاصل. (قوله والحل بعارض يرى) أي يحتمل ذلك الفعل أن يكون حلالا لعارض عرض عليه وذلك العارض مثلا في لحم المجوسي هو احتمال ان يکون ذبحه من تجوز ذبیحته. (قوله هذا اذا ما كان فعله احتمل) الخ اي هذا حكمه ان احتمل فعله ان يكون حقا وأن يکون باطلا. (قو له والا حیث حل) أي وان لم يحتمل فعله الا أحد الأمرين ما الحق والباطل فانزله حيث حل من المنازل فمثاله اذالم يحتمل الا الحق في قتله للنفس كأن ترى انسانا يعدو اليه يطلب قتله فسبقه فقتله فان قتله هذا حق لا يزيده في منزلة الولاية الا علو درجة ومثاله اذا لم يحتمل قتله الا الباطل كأن تراه يقتل رجلا وذلك الرجل يستغيث Yo. بالله وبالمسلمين وهو لا ينفك عنه أو ترى المقتول مذعنا بما عليه ينادي ان كان لك علي حق فانا أؤديه على يد المسلمين وهو لا ينفك عن قتلت فانه من حين ما اذعن بما عليه او استغاث بالل او بالمسلمين وجب الكف عن قتله فالقادم على قتله بعد ذلك قادم على محجور ومثاله اذا لم يحتمل أكله اللحم من يد المجوسي الا الحق كان تعلم أن ذلك اللحم ذكاه من تجوز ذبيحته ومثاله اذا لم يحتمل الا الباطل كان تعلم أن ذلك اللحم بعينه ذبحه من لا تحل ذبيحته. Yo يوجب كکفر واحد فانهما) (تولى بالرأي وان شئت فقف وقوف رأي أن يکونا في ضعف) روأن يكونا عالمين تلزم ولاية المحق يما نعلم) (قوله وفي وليين) أي والقول في وليين أو الحكم في وليين. الى اخرم فالمحذوف مبتداً خبره تول بالرآي الخ على مذهب من أجاز الاخبار بالجملة الطلبية. (اعلم) أنه اذا اختلف المختلفان في الدين فلا يجوز أن يكون كلاهما محقين ويجوز أن يکون کلاهما مبطلين وان يكون احدهما محقا والاخر مبطلا فاذا وقع ذلك في حضرتك أو بنغك علمه من حيث لا تشك فيه فلا يخلو هذان المختلفان من أحد أمرين إما أن يکونا وليين لك فيما تقدم أو غير وليين فان کانا غير وليين فیما تقدم فانت في سلامة من أمرهما اللهم الا أن يكون المحق منهما عالما فيقيم الحجة عليك ببطلان من خالفت فحينعذ يلزمك ان تبراً من المبطل على المذهب المختار أو يكون الحدث في الجملة فلا يسعك الجهل بضلال المضل أو يكون الحدث في تفسيرها فانت على ما تقدم من الأختلافء وان كانا وليين لك فيما تقدم فلا يخلوان من أحد أربعة أمور: إما أن يكونا ضعيفين معا أو عالمين معا أو المحق عالما والمبطل ضعيفا أو العكس: فان كانا ضعيفين معا فلك في أمرهما طريقان. الطريق الاول: تنزيلهما من ولاية الدين الى ولاية الرأي ومعنى ولاية الرأي على ما صرح به العلامة الصبحي وغيره أن تعتقد انك تتولى المحق منهما وتبراً من المبطل. YoY الطريق الثاني: ان تقف عنهما وقوف رأي ومعنى وقوف لري أن تعتقد انك واقف عنهما لما عن لك من الامر المشكل بحيث لا يجوز أن يكون فيه كلاهما محقا وتتقد مع ذلك انك تيو السحق منهما وتبراً من المبطل فتلخص مما ذكرنا انك اذا توليتهما برأي يجوز لك أن تدعو لهما كما کان للولي بشريطة واذ! وقفت عنهما بالرأي فلا يجوز لك أن تدعو لهما بما يستحقه الولى حتى يتبين لك المحق منهما فتواليه والمبطل فتعاديهء وان كان كلاهما عالما فلا يجوز لك الا أن تتولى المحق منهما على ما كان عليه من ولاية الدين وتبراً من المبطل بدين وهده احدى طريقتين فيه والطريقة الثانية لا يلزمك البراءة من المبطل منهما اذا لم يتبين لك ضلاله بل يجوز لك أن تتولاه برأي وان تقف عنه برأيء وهذه الطريقة موقوفة على شرطين احدهما: أن لا تجمم المختلفين في ولاية الدين وثانيهما: أن لا تبراً من المحق منهما لاجل قوله بالحق وان لا تقف عنه براي ولا دين وان كان المحق عالما والمبطل ضعيفا فهما بمنزلة ان لو كانا عالمين وإِن کان المبطل عالما والمحق ضعيفا فهما بمنزلة ان لو کانا ضعيفين. (قوله مما يوجب كفر واحد) أي منهما والمراد بالكفر ما هو أعم ع الخلاف الذي لم يو جب كفرا كما اذا اختلفا في شيءِ من المسائل الاجتهادية ولم يضلل بعضهم بعضا. (قوله فانبهما) أي فخفي حکمه على السامع والالف للاطلاق (قو له تولى بالراي) اي تولاهما ولاية راي وولاية الراي هنا هي ان تبقيهما على ولايتهما الاصلية 7 اعتقاد ر من المبطل منهما 4 یر مع اعتقاد البراءِة منه ان کان حدثه يحخرجه من الولاية الى ا (وولاية( الرأي هي ولاية الشريطة وبعضهم يعبر بولا الشريطة عن الولاية في YoY الجملة (وأما) براءة الشريطة فهي أن تبراً من الفاعل ان كان حدثه يفضي به الى البراءة وبراءة الشريطة ملازمة لولاية الرأيء أي لا تكون ولاية الرأي في أحد إلا وتلازمها فيه براءة الشريطة. (واعلم) أن التعبير بولاية الرأي وبراءة الشريطة عما ذكرنا أنما هو اصطلاح لائمتنا أهل المشرق أما أئمتنا من أهل المغرب فليس معهم هذا الاصطلاح› وانما يجعلون الولي على ولايته لكن يلزمون المكلف اعتقاد البراءة من كل عدو لله فهم متفقون معنى في هذا المقام وليس في الاأصطلاح مشاحة. (قوله وان شعت فقف وقوف رآي) اي وان شئت فقف عنهما وقوف رأي لا وقوف دين (ووقوف) الرأي هو أن تعتقد أنك واقف عنهما لما اشكل عليك من أمرهما حتى يتبين لك حق واحد منهما فترده الى ولايته وبطلان الآخر فتبراً مه وهذا المذهب لبعض ائمتنا من أهل عمان» ومثلوا لذلك بالآنية النجسة اذا اختلطت بالاواني الطاهرة وبلحم الميتة اذا اختلطت بالمذكى وبالزوجة اذا اختلطت بغيرها من النساء ولم تعلم فانه يجب الوقوف في جميع هذه الامثلة حتى يتبين المباح من غيره. (واعلم) أن الفرق بين وقوف الرأي ووقوف الدين هو أن وقوف الرأي انما تقف عن الولي أو عن الوليين حتى يتبين لك أن ذلك الحدث الذى وقفت لاجله لا يكفر به صاحبه فترجعه الى الولاية ووقوف الدين انما تقف عن المكلف لما جهلت من حاله ولا ينقله عن هذا الوقوف الا موجب الولاية أو موجب البراءة. (والفرق) بين وقوف الرأي وولاية الرأي أن ولاية الرأي ابقاء الولي على ولايته مع اعتقاد البراءة منه ان كان حدثه يفضي به الى البراءة ووقوف الرأي هو خروج عن حيز الولاية وثمرة الخلاف فيهما أن vot المتولي بولاية الرآي يصح أن یدعی له بخیر الأخرة ولا يصح في الموقوف عنه برأي كما تقدم (قوله أن يكونا في ضعف) بفتحتين على ما مر أي ان كان الوليان المختلفان في ضعف من قبل قبل العلم فلك فيهما هذان الطريقان وإنما جاز الوقوف بالرأي في الوليين الضعيفين اذا اخحتلفا دينا لما أشكل من أمرهما ولم يجز ذلك في العالمين المختلفين بالدين لان المحق منهما حجة بنفسه لما في يده من الحق؛ فلا يصح أن تترك ولايته مع نطقه بالحق الذي هو حجة فيه بنفسه والضعيف لا يكون حجة في شيءِ من ذلك فهو على ما اشکل من آمره (قوله وان يكونا) أي الوليان المختلفان بالدين (قوله عالمين) أي بالكتاب والسنة والاجماع وبكيفية استنباط الاحكام من هذه الثلاثة (قوله تلزم ولاية المحق) أي يجب ابقاء المحق منهما على ولايته ولا يصح نقله منها الى غيرها لان في نقله عن ولايته ظلما لحقه وجهلا لحجته (قوله فيما نعلم) أي لانا لم نجد خلافا في ذلك. Yoo وقيل من لم يتوله عذر) قالوا فذاك هالك كمنله) (قوله وأوجبن براءة من المصر) أي واحكم بوجوب البراءة من المخطىء منهما لان قول العالم المحق حجة في ذلك أي اذا قال العالم المحق إن فلانا هذا خالفنتي في ديني وهو مبطل بذلك القول حجة منه على السامع تجب به البراءة من المبطل هذا كله على المذهب المختار من أن العالم الواحد حجة في ما يسع جهله من الدين. (قوله وقيل من لم يتوله عذر) اي وفي قول ٿان أن من لم يتول المبطل فهو معذور وذلك كما اذا أخرجه من ولاية الدين الى ولاية الرأي أو الى وقوف الرأي فانه واسع له على هذا القول وهذا القول مبني على القول بان العالم الواحد ليس بحجة فيما يسع جهله من الدين. لا يحل دينا عن حدثه ذلك فهو هالك كهلاك فاعل الحدث لانهما فيه سواءِ قال تعالى ١ ومن يتولهم منکم فانه متهم )٠ وقال تعالی « قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل » وليس المخاطبون هم القاتلين وانما القاتل اباؤهم لكنهم کانوا يتولونهم فسمي الرب تعالی متولي (١) سورة المائدة اية رقم ٠٠ وتكملة الآية: « ان الله لا يهدي القوم الظالمين ». (۲) سورة البقرة اية رقم ١٩ وصدر الآية (واذا قيل لهم امنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراه وهو الحق مصدقاً لما معهم). o٦‎ القاتل قاتلا وقال عَيْكُ « من أحب قوما فهو منهم ‏ ولهذه الادلة حرم ولاية الناس كلهم لان فيهم المشرك والمنافق فمن تولاهم كلهم فهو فاسق لان من تولى المشرك ضال وقيل مشرك ومن يتولهم منم فانه متهم ولهذه الادلة أيضا حرم البراءة من الناس كلهم لان فيهم الانبياء والاولياء أيضا وحرم الوقوف عن الناس كلهم لان فيهم من تجب عليه ولايته وفيهم من تجب عليه البراءة منه وقطع عذر المتولي لهم كلهم والمتبرىء منهم كلهم والواقف عنهم كلهم خلافا لمن قال يعذر في الولاية لهم كلهم لاحتمال ان يكون اراد البعض منهم وعبر عنه بالكل والقرينة الصارفة عن الكل كونه موحدا لانا نقول: إن هذا الاحتمال موجود في الثلاثة المواضع فان عذر في جانب الولاية لذلك الاحتمال وجب عذره في جانبي البراءة والوقوف لان ذلك الاحتمال موجود فيهما أيضا كذا قال القطب رحمه الله في المذهب (قوله قالوا) أي المسلمون جميعا ففيه اشارة الى الاجماع (قوله فذاك هالك) أي فذلك المتولي للمحدث هالك مثل المحدث والفاء رابطة لجواب الشرط وحملة القول معترضة بين الشرط وجوابه. (قوله كمثله) أي مثل هلاك المحدث فالكاف زائدة والمضاف محدوف. (١) الحديث رواه البخاري في كتاب الأدب ١۹ باب علامة الحب في الله لقوله تعالى: (ان کنتم تحبون الله فاتبعوني يحببکم الله). ۹ حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه جاء رجل الى رسول الله س ع فقال يا رسول اللہ كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول ال س ل د المرء مع من أحب 0. YoY الباب النالث رمن الركن الفالٹ) رفي أقسام الوقوف و أحكامه) راد باقسامه أنواعه الخمسة الآتي بيانهاء وباحكامه أحكام کل نوع منها واخر هذا الباب عن الذين قبله لأن المصير اليه عند تعذر موجبات الولاية والبراءةء وقدمه على الذي يليه لانه ضد الولاية والبراءة فناسب أن يذ كر عقبهما. في أحد بولاية اة وهو في ا واجب لقوله تعالی ) ولا تقف ما ليس لك به علم ‏ ولقوله عة « وأمر أشكل عليك فقف عنه ‏ وقوله عليه الصلاة والسلام « المؤمن وقاف والمنافق وثاب » (١) سورة الاسراء اية رقم ٢۳ وتكملة الآية (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولعك کان عنه مسؤوا). (۲) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ۸ باب اجتناب الرأي والقياس ٥٥٠ حدثنا الحسن بن حماد سجادقه څا يى بن سعيد الأموي عن محمد بن سياد ين خسان عن عبادة ين اسي عن عبد الرحمن بن غنم نا معاذ بن جبل قال: لما بعتي رسول الله س م الى اليمن قال: وذکره. Yo۸A وعلى هذا اجمعت الامة المحمدية فوجوبه ثابت بالكتاب والسنة والاجماع وله اقسام خمسة كلها مختلف فيها الا الاول فانه محل الأجماع الذي ذكرناه وكلها يجوز الاخذ به على خلاف في بعضها الا الخامس الذي هو قوف الشك. (القَسم الاول): وهو المجتمع عليه وقوف الدين وسماه بعض وقوف السلامة ومحله في مكلف لم تعلم حاله بصلاح ولا فسات فانه يجب عليك الوقوف عن ولايته وعن البراءة منه دينا وفي الكفاية وقوف السلامة هو أن يقف عن الفتيا بجهله بعدلها ويتولى العالم المفتي بها أو يقف عن المحدث ويتولى من برىء منه من العلماء أو يقف عن المحق ویتولی من تولاه من العلماء فان وقف عن المفتي والمتولي والمتبرىء فقد دخل فيما لا يسعه جهله لانه قد وقف وقوف الشك المهلك لاهله وعلى هذا فاقسام الوقوف ستة. (القسم الثاني): وقوف الرأي ومحله فيما اذا كان لك ولي أحدث حدثا لا تدري أنت حكمه فانه يجوز لك عند بعض أن تقف عنه حتى تعلم حكم حدثه فترده الى الولاية ان كان حدثه له يخرجه منها. (القسم الثالث): وقوف السوّال وهو وقوف الرأي بعينه لكن بعض القائلين بوقوف الرأي أوجبوا على الواقف وقوف الرأي السوُال عن حكم حدث وليه فسموا الوقوف مع اعتقاد السوّال عن حكم الولي وقوف سوال فهو مع من قال به ملازم لوقوف الرأي. (القسم الرابع): وقوف الاشكال ومحله في الوليين اذا تلاعنا أو تقاتلا ولم يعلم المبطل منهما من المحق فان بعض الأصحاب جوز الوقوف عنهما لما اشكل من أمرهما حتى يعلم المحق منهما فيتولى والمبطل فيبراً منه وسموا هذا الوقوف وقوف اشكال لا يخفى انه نوع من وقوف الرأي. o۹ (القسم الخامس): وقوف الشك وهو أن يقف الواقف عن ولاية جميع الناس فلا يتولى احدا منهم الا من شك مثل شكه وهذا الوقوف محرم لا يجوز الأخذ به لما فيه من ترك ولاية المحق بعد وجوبها ولما فيه من الولاية لمن ترك ولاية المحق بعد وجوبها أيضا. AE روقوف دين رأي أو سؤال اشكال أو شك على ضلال) (قوله وقوف دين) أي منهما وقوف دين فهو مبتداأً محذوف الخبر وقدم وقوف الدين على سائر الاقسام لانه محل الاجماع كما تقدم (قوله رأي) أي ومنها وقوف رأي فحذف المبتداً لدلالة ما قبله عليه وحذف الخبر للعلم به من المقام فهو على حد قوله تعالى « واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر ٠ واللائي لم يحضن أي فعدتهن كذلك وحذف العاطف لجواز حذفه وكذا القول في نظيره وقدم وقوف الرأي على ما يليه لانه اعم منهما فبعض القائلين بوقوف الرأي لم يقولوا بوقوف السؤال. (قوله أو سوٌال) اي او وقوف سوال وأو بمعنى الواو أي ومنها وقوف سوال (قوله اشكال بكسر الهمزة) اي ومنها وقوف اشكال والاشكال لغة الالتباس فهذه الوقوفات كلها مختلف فيها ما عدا الأول والمختار عندي وفاقا لجمهور أهل المغرب عدم جوازها لما فيها من الرجوع عن اليقين الى الشك ومن العلم الى الجهل. (بيان) ذلك: أنه اذا كان لك ولي فانت على يقين من ولايته فاذا أحدث حدثا لا تعرفه وتركت ولايته لذلك كنت راجعا عن يقينك فيه الى الشك وربما كان ذلك الحدث الذي جهلته انت فعل طاعة فتترك ولايته لاجلها فالواجب عليك في وليك أن تبقيه على ولايته حتى تعلم ضلالته واعتقاد البراءة في الجملة من كل ضال مجز لك (١) سورة الطلاق آية رقم ٤. ۹٦۲ ان كان حدثه قد اخرجه عن حد البراءة تتولاه على ما عندك من العلم السابق› وتبراً منه في الجملة إن كان عدوا لله (قوله على ضلال) اي ومنها وقوف على ضلال اي ملتبس بضلال. ٢٦۲ رفالدين في كل فتى لم تعهد خیرا وشرا منه کيما تقتدي) (روالرأي في الولي ان تسنما أمرا عليك حكمه قد أبهما) روقيل والسؤال مع ذا يلزم ‏ فهو حليف الراي مع من الزموا) (قوله فالدين) أي فاذا اردت أن تعرف محل كل واحد من الوقوفات على سبيل اللف والنشر المرتب فوقوف الدين كذا الخ (قوله في كل فتى لم تعهد الخ) أي فمحل وقوف الدين كل مكلف لم يتقدم له عندك ما يوجب الولاية ولا ما يوجب البراءة وعبر بالفتى عن المكلف على سبيل المجاز الارسالي لعلاقة الأطلاق والتقييد وفائدة التجوز الأشارة الى أن جميع الصبيان في الولاية كما هو المذهب المختار. (بيان): أخذ هذه الفائدة من ذلك التجوز أن لفظ فتى لا يطلق بموجب ولاية ولا بموجب براءة (قوله خيرا وشرا) المراد بالخير هنا موجب الولاية وبالشر موجب البراءة ففي التعبير بهما مجاز ارسالي لعلاقة الاطلاق والتقييد وفائدة التجوز بهما التنبيه على أن موجب الولاية لا يكون الا خيرا وموجب البراءة لا يكون الا شرا. (قوله کيما تقتدي) أي کي تقتدي بواحد من الخير أو الشر المذكورين فما زائدة كافة لكي عن نصب الفعل (قوله والرأي في الولي الخ) أي ومحل وقوف الرأي الولي اذا اتى بحدث لا تدري انت حکمه (قوله ان تسنما أمرا) اي ان ركب فعلا قفي اطلاق الامر على الفعل مجاز عند بعض» وفي البيت تشبيه الأمر بمركوب له سنام لان التسنم ركوب على السنام والمشبه به محذوف ذكر من لوازمه ۳ التسنم فالمحذوف استعارة بالكناية واللازم استعارة تخييلية (قوله قد أبهما) بالبناء للمعفول أحفي› والمراد انه لم يفتح الله لك معرفة حكم ذلك الحدث الذي ارتكبه وليك. (قوله وقيل والسوّال مع ذا يلزم) أي وذهب بعض من قال بوقوف الرأي مع اعتقاد السوّال وقوف سوال (قوله فهو حليف الرأي) اي فوقوف السوّال ملازم لوقوف الرأي مع من قال بوجوب السؤال على الصبي حقيقة ومعنى لم تعد اي لم يتقدم في وجودك فيه والقائلون بوجوبه في وقف الرأي قالوا بوجوبه في وقوف الاشكال لكن وقوف الاشكال نوع من وقوف الرأي. (قوله مع من ألزموا) اي مع الذين قالوا إن السؤال لازم (قوله وفي وليين الخ) أي لعن كل منهما الأخر أو برىء كل واحد منهما من الآخر ولم يعلم أيهما البادي أما اذا علم أيهما البادي فيحكم عليه بالظلم كما في الحديث « اذا قال الرجل لاخيه يا كافر فد باءِ به احدهما »© ان كان الذي قيل له كافرا فهو كافر والا رجع على من قال. (قوله احكم وقوف اشكال) اي احكم فيهما بوقوف الاشكال لما اشكل من أمرهما (قوله اذا لم يعلم بطلان كل منهما) اي أو أحدهما (١) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الأدب ۷۳ باب من اكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال. ۳ حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيی بن ابي كير عن آبي سلمةه عن أبي هريرة ‏ رضي الله عنه ان رسول الله عٍَْ قال: وذکره. وقال عكرمة بن عمار عن يحبى بن عبدالله بن يزيد سمع آبا سلمة سمع أبا هريرة عن البي س تي4 ورواه أيضا بسنده عن عبدالله بن عمر س رضي الله عنهما ان رسول الله ع قال: وذکره. ورواه الامام مسلم في ايمان ١٠١٠ وصاحب الموطاً في الكلام ١ واحمد بن حنبل في المسند ۲ ٤ ۰ ۷۷ ۰ ١۱۱ (حلبي). ٤ والمعنى أن وقوف الاشكال في الوليين اذا تلاعنا محله اذا لم يعلم أنهما مبطلان معان في لعن بعضهما بعضا أو أن المبطل واحد بعينه وفيه اشارة الى أنه يمكن أن يكونا مبطلين معا وأن يكون المبطل واحدا منهما دون الأخر وعدم امكان حقيقتهما معا (قوله والشك ان لا تولي غير من يشك) اي ووقوف الشك صورته أن لا تتولی غير من يشك مثل شكك وهو حرام لما تقدم من انه فيه تعطيل الولاية لمن وجبت ولايته. ٥٦ الباب الرابع رمن الركن الفالث) ‏ رفي الصغائر والکبائر من الذنوب وأحکام ذلك) ناسب ذكره في هذا الركن لان ارتكاب الكبائر موجب للبراءة وارتكاب الصغائر له أحكام تناسب المقام أيضا ثم انه لا بد للعالم بالولاية والبراءة من أن يكون عالما بالصغائر والكبائر من الذنوب؛» والمراد من علمه بالصغائر والكبائر تمييزه بين الاحوال التي يكفر بها المكلف والاحوال التي لا يكفر بهاء فيحتاج أولا الى معرفة حدودهما ليميز بينهما اجمالا ثم يحتاج الى معرفة احكام كل واحد متهما. وبداً المصنف بذكر حد الكبائر ثم ضبط الصغائر بأنها عكس الكبائر والمراد أن ما عدا الكبير من الذنوب فهو صغير وقد ذكر ابن حجر للکبائر (۱) هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده عام ۷۷۳ ه بالقاهرة. ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث ورحل الى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ اتتشرت مؤلفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر» وكان فصيح اللسان راوية للشعر عارفا بايام المتقدمين والمتاخرين؛ ولي قضاء مصر مرات ثم اعتزل من كتبه (لسان الميزان)= ٦۲۹ حدودا أحدها: انها ما لحق صاحبها عليها بخصوصها وعید بنص کتاب في کونه كبيرة بخصو صه. (ثانيها): أنها كل معصية أوجبت الحدود بأنهم نصوا على كبائر كثيرة ولا حد فیها کا كل الربا ومال اليتيم والعقوق وقطع الرحم والسحر وزاد الهروي' وشريح“ وكل قول خالف الأجماع العام. (رابعاه): كل جريمة توّذن بقلة اكتراث مرتكبها بالدين رقة الديانة = و(الأحكام ليان ما في القران من الأحكام) و(تقريب التهذيب) وغير ذلك كثير توفي عام ۲٢ ه. راجع التبر المسبوك ٢۲۳ وخطط مبارك ۳۷:1 ولسان الميزان ١٦ خاتمة. (۱) هو عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي أبو اسماعيل؛ شيخ خراسان في عصره من كبار الحنابلة من ذرية أبي أيوب الأنصاري كان بارعا في اللغة حافظا للحديث عارفا بالتاريخ والأنساب مظهراً للسنة داعي إليها امتحن وأوذي. من كتبه (ذم الكلام وأهلهء والفاروق في الصفات) وكتاب الأربعين في التوحيدء و منازل السائرين وغير ذلك توفي عام 4۸۱ ه. راجع الذيل على طبقات الحنابلة ١ : 4٤1. (۲) هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية من أشهر القضاة في الاسلام أصله من اليمن ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية واستعفى في ايام الحجاج فاعفاه سنة ۷۷ ه وكان ثقة في الحديث مامونا في القضاى له باع طويل في الأدب والشعرء وعمر طويلاً ومات بالكوفة عام ٢٨۷ ه. راجع طبقات ابن سعد ٦ : ۹۰ س ٠ ووفيات الأعيان ‎YY:‏ وحلية الأولياء £ ‎N۳۲:‏ ۷٦۲ قال الاذرعي” واذا تأملت بعض ما عد من الصغائر توقفت فيما اطلقه ا. ه واعتذر عنه ابن حجر بما حاصله واذا تاملت کلام الامام الأول ظهر لك انه لم يجعل ذلك حدا للكبيرة خلافا لمن فهم منه ذلك لانه يشمل صغائر الخسة ولیست بکبائر» وانما ضبط به ما يطل العدالة من المعاصي الشامل لصغائر الخسة نعم هذا الحد أشمل من التعريفين الاولين لصدقه على سائر مفردات الكبائر ولكنه غير مانع لما علمت أنه يشمل صغائر الخسة ونحوها. (خامسها): انها ما أوجب الحد أو توجه اليه الوعيد والصغيرة ما قال فيه الاثم. (سادسها): انها كل محرم لعينه منهي عنه لمعنى في نفسه فان فعله على وجه يجمع وجهين أو وجوها من التحريم كان فاحشة فالزنا كبيرة وبحليلة الجار فاحشة والصغيرة تعاطي ما تنقص رتبته عن رتبة المنصوص عليه و تعاطيه على وجه دون المنصوص عليه فان تعاطاه على وجه يجمع وجهين أو وجوها من التحريم كان كبيرة فالقبلة واللمس والمفاخذة صغيرة ومع حليلة الجار كبيرةء كذا نقل عن الحليمي وفيه نظر. (سابعها): انها كل فعل نص الكتاب على تحريمه اي بلفظ التحريم وهو أربعة اشياء اكل لحك الميتة والخنزير ومال اليتيم ونحوه والفرار من الزحف ورد بمنع الحصر في الاربعة. (١) هو أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد أبو العباس شهاب الدين الأذرعي؛» فقيه شافعي؛› ولد بأذرعات الشام وتفقه بالقاهرة وولي نياية القضاء بحلب وراسل السبكي بالمسائل ٠ الحلبيات ٠ وهي في مجلدء وجمعت فتاويه في رسالة عاد الى القاهرة سنة ۷۷۲ ه ثم استقر في حلب الى أن توفي عام ۷۸۳ ه وكان لطيف العشرة كثير الانشات وله نظم قليل. راجع الدرر الكامنة ٠:١۲٠ واعلام التبلاء ٥:1٦۸ وهدية العارفين ١:١٠٠ ودار الكتب ۱ والبدر الطالع ۱. ۲۹۸ (ثامنها): أنه لا حدً يحصرها يعرفه العباد واعتمده الواحدي" من الشافعية وبعض أصحابنا قالوا: لو أن للكبيرة حدا يحصرها يعرفه العباد لاقتحم الناس الصغائر واستباحوها ولكن الله عز وجل اخفى ذلك عن العباد ليجتهدوا في اجتناب المنهي عنه رجاء أن تجتنب الكبائر» ونظائره اخفاء الصلاة الوسطى وليلة القدر وساعة الاجابة ونحو ذلك ا. ه وقال الغزالي: ولا مطمع في معرفة الكبائر مع الحصر اذ لا يعرف ذلك الا بالسمع ولم يرد وقال مره أخرى: کل معصية يقدم المرء كبيرة وما يحمل على فلتات النفس ولا ينفك عن ندم يمتزج بها وينقص التلذذ بها فليس بكبيرة. واعترض العلامي ما قاله هنا بانه ان كان ضابطا للكبيرة من حيث هي فهو مشکل جدا اذ يرد عليه من ارتكب نحو الزنا نادما عليه فقضيته انه لا تنخرم به عدالته ولا یسمی كبيرة حينئعف وليس كذلك اتفاقا وان ضابطا لما عدا المنصوص عليه فهو قريب ا. ه بتصرف. ولما كان الحد الخامس من هذه الحدود هو الذي عول عليه الامام رصي الله عنه وجمهور الأصحاب ‏ رحمهم الله و کان ما عداه من الحدود مدخولا عول عليه الناظم أيضا. (١) هو علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه أبو الحسن الواحدي: مفسر عالم بالأدب» نعته الذهبي بامام علماء التأويلء كان من اولاد التجار أصله من ساوة (بين الري وهمذان) ومولده ووفاته عام ۸٦٤ هھ بنیسابور. له البسيطء والوسيط والوجيز كلها في التفسير وقد أخذ الغزالي هذه الأسماء وسمى بها تصانيفه» وشرح ديوان المتبي» وأسباب النزول؛ والواحدي نسبة الى الواحد بن الديل بن مهرة. راجع النجوم الزاهرة ٥ : ١٠٠ والوفيات ١ : ۳۳۳ والسبكي ۳ : ٢۲۸۹ وانباء الرواة ۲٢ :۳٣T‏ (١) سبقت الترجمة له في الجزء الأول في كلمة وافية. ۹٦ (والذنب قسمان كير وجبا حد به والباري منه غضبا) (فأوجب اللعن عليه او سخط او قبح الرسول من به سقط) (قوله والذنب قسمان) المراد بالذنب ما يشمل الاثم والزلة ونحوهما ولذا صح له تقسيمه الى صغير وكبير (قوله كبير) أي القسم الأول كبير (قوله وجبا حد به) أي الكبير ما وجب بسببه حد في الدنيا على فاعله كالسرقة فانها موجبة للقطع وكشرب الخمر فانه موجب للجلد (قوله والباري منه غضبا) أي ومن ن الكبيرة ما ذکره الله تعالی مقرونا بالفضب (قوله فأوجب اللعن) عليه مرتب على قوله والباري منه غضبا والمراد بغضب الله تعالى عقوبته وبلعنه الطرد غن رحمته (قوله أو سخط) معطوف على غضب والسخط والغضب من الله بمعنى (قو له ُو ر الرسول) بضم اللام فاعل قبح أي ومن الكبير ما قال فيه الرسول رٹ « قبح الله فاعل کذا » وحاصل ما ذکره أُن الکبیر من الذنوب هو ما ثبت فيه حد في الدنيا و عذاب في الاخرة (قوله من به سقط) أي من وقع فيه . ۷۰ (وعكسه الصغير مثل الكذب ان خف والرقص وشل اللعب) رومن اصر لصغير فكمن اتى الكبير في الكتاب والسنن) (قوله وعكسه الصغير) أي عكس الكبير من الذنوب هو الصغير والمراد بالعكس هنا مطلق المخالفة أي ما عدا الكبير من الذنوب فهو صغير بناء على المذهب المشرقي أن الصغائر موجودة في الخارج وانها معلومة للعلماء وهو مذهب النكار وجمهور قومنا وذهب أصحابنا من أهل المغرب وبعض أهل المشرق الى أنها موجودة لكنها غير معينة اذ ليس في تعيينها حكمة لانها لو عينت وهي مغفورة کان تعيينها اغراء بارتكابها والغرض انها حرام متهي عنها فيناقض تعيينها النهي عنها. (قلنا): غفرانها موقوف على اجتناب الكبائر ولا يدري المرء انه يموت على كبيرة ام لا فليس في تعيينها اغراءِ وفي قول ثالٹ ونسب الى ابن عباس رضي الله عنه ان الصغائر لا وجود لها في الخارج أحذا من قوله كل معصية يعصى بها الله فهي كبيرة إذ ليس النظر الى المعصية وإنما النظر الى من يعصى. (وذهب) مالك؛: الى أن الكبائر معاصي أهل البدع والصغائر (١) هو الامام مالك بن انس بن مالك الأصبحي الحميري؛ أبو عبدالة امام دار الهجرةق وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنةء واليه تنسب المالكية مولده عام ۳٩ ه في المدينة ووفاته بها عام ۷۹٠ ه كان صلباً في دينه بعيدا عن الأمراء والملوكء وشي به الى جعفر عم المتصور العباسي فضربه سياطا انخلعت لها كتفه ووجه اليه الرشيد العباسي لياتيه فیحدٹه فقال: العلم يوتى» فقصد الرشيد منزله واستند الى الجدار فقال مالك: ٠ يا أمير المؤمنين من اجلال رسول الله يل اجلال العلم ‏ فجلس بين يديه فحدثه. وسأله المنصور ان يضع كتاباً للناس يحملهم على العمل به فصنف الموطاً وله رسالة في ى ٢۲۷ معاصي اهل السنة وهو باطل لان في معاصي اهل السنة الزنا وشرب الخمر وقتل النفس» الى غيرها من الكبائر التي جاء النص بأنها موبقات. (وقيل) إن الكبائر معاصي ابليس والصغائر معاصي من سواه وهو باطل ايضا لانه إما أن يريد بمعصية ابليس الاستكبار والوسوسة للناس وبغض الحق وأهله فالكبائر غير منحصرة فيما ذكرء وإما أن يريد بها أن المعاصي التي تصدر من غير ابليس صغائر مطلقا ولا تصدر الكبيرة الآ من ابليس فيلزمه جعل الشرك وقتل النفس والزنا وشرب الخمر ونحوهما من غير ابليس صغائر. ولا يشك عاقل في بطلانه. (قوله مثل الكذب ان خف) هذا وما بعده مثال للصغير من الذنوب بنا على مذهب المشارقة للقائلين بتعيينها فمن ذلك الكذب الخفيف والمراد بالكذب الخفيف هو الذي لم يكن كذبا على الله أو رسوله ولا يسفك به دم ولا يتلف به مال. (وقيل) هو كبيرة مطلقا اي کان خفيفا او ثقيلا (وقيل) ان کان لكذب على شر ل ای وغير رسوله صل لل عله فهر صر (ومن ذلك) اللطمة إذا لم ت 6 (وقيل) هي كبيرة مطلقا وصححه القطب رحمه الله تعالى قيل (ومن ذلك) التعري نهارا حيث لا يراه احد (قيل) ومن ذلك التعري ليلا أيضا (ومن ذلك) دخول الحمام في ظلمة بلا ثوب (ومن ذلك) الدخول بلا اذن والغيبة وقيل هما كبيرتان قال القطب رحمه الله وهو الصحيح. =الوعظ؛ وكتاب في المسائل؛› ورسالة في الرد على القدرية وكتاب في النجوم. وتفسير غريب القران وغير ذلك كثير. راجع الدياج المذهب ۷ا ہہ ۳۰ والوفيات ۳۹:۱« وتهذيب التهذيب .1 :° وصفه الصفوة ٢ : ۹۹. ٢۷ ِ (قوله والرقص) أي ومثل الرقص أي ومن الصغائر الرقص (ومنها) أيضا ضرب الدف بلا غناء ولا اجتماع (وقيل) كبيرة ما لم يغن عليه فهو صغيرة وقيل ما لم يجتمع عليه فهو صغيرة قال القطب رحمه الله تعالى وليس ضرب الطبل لحاجة غير لهو معصية كضربه لجمع الناس او لانفارهم أو لاشهار نكاح وكضربه عند ملدوغ حية للا یغشی عليه بلا صوت يلتذ به. (ومنها) أيضا المزمار (ومنها) أيضا ضرب الطنبور (ومنها) أيضا الات اللهو (قوله ومثل اللعب) المراد باللعب الغير المقرون باللعن كلعب الشطرنج ونحوه وغير المقرون بالاباحة كملاعبة الرجل عرسه وفرسه ورميه قوسه. (قوله ومن أصر لصغير) أي على صغير الخ هذا بيان حكم الصغائر. (اعلم) ان للصغائر حكمين. (أحدهما) انها مغفورة بفعل الحسنات بشرط اجتناب الكبائر قال تعالى « إن الحسنات يذهبن السيئات © وقال تعالى « ان تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنكم سیئاتکم والمراد بالسيئات هنا الصغائر وقال تعالى « والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة 6" والمراد باللمم الصغائر من الذنوب (والحكم الثاني): أن الاصرار عليها كبيرة قال تعالى « ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ‏ فمدحهم بعدم الأصرار على المعصية وفي (١) سورة هود آية رقم ١١٠ وتكملة الآية (ذلك ذكرى للذاكرين). (۲) سورة النساء أية رقم ۳۱. (۳) سورة النجم آية رقم ٢۳ وتكملة الآية (هو أعلم بكم اذ انشأكم من الأرض واذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقی). () سورة ال عمران آية رقم ١۱۳. ۲V۳ مدحه تعالى لهم بعدم الاصرار ذم للاصرار وما ذمه الله تعالى فهو كبير. (بيانه) أنه تعالى لا يذم شيئا وهو يرضاه لعباده وقد قال تعالی « ولا يرضی لعباده الكفر 0 فاستنتج من الأيتين ان الاصرار كفر نعمة وفي هذا الاستدلال ما لا يخفى فينبغي التعويل على صريح ما يأتي من أحاديث لشهرتها وتلقي الناس لها بالقبول قال عي « الاصرار على الصغائر كبيرة » وقال « هلك المصرون قدما الى النار © (قوله فكمن أتى الكبير) أي في حكم الولاية والبراءة وفي أحكام الاخرة ويبحث فيه أن الاصرار على الصغيرة كبيرة وفاعل الاصرار فاعل الكبيرةء فيلزم المصنف تشبيه الشيء بنفسهء ويجاب بان في كلام المصنف بيان أن فاعل الاصرار ات لكبيرة لكن لما كان كون الاصرار على الصغيرة كبيرة يخفى على كثير من العوام فيعتقدون الأصرار عليها بجهلهم صغيرة أيضا خاطبهم بما وقم في أذهانهم فشبه لهم المصر بفاعل الكبيرة هذا ما اقتضاه الحال ومقتضى الحال مراعى في البلاغة. (قوله في الكتاب) أي القران العظيم أي هذا الحكم في الكتاب الى اخره (وقوله والسنن) جمع سنة وهي أقواله وأفعاله وتقريراته عليه الصلاة والسلام وعبر بالجمع مکان المفرد تجوزا على حد: شابت مفارقه وما له الا مفرق واحد أو تقولل جمعها باعتبار أن كل حديث من الأحاديث سنة أو باعتبار تعدد سنن الأنبياء فإنه مما انطبقت على تحريمه سنن الأنبياء إذ لا يجوز لنبي أن يحله. (١) سورة الزمر اية رقم ۷. (۲) الحديث رواه الأمام احمد في المسند ۲ : ١٠٠ و حدثني أبي ثنا يزيد أنا جرير ثنا حيان الشرعي عن عبدالله بن عمرو ين العاص عن النبي س َد انه قال س وهو على المتبر ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ويل لأقماع القولء ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ٤. ٤۷ أبى الى الله ببعضه فدن) (وبعضهم ضلله وتوبا ثم استمر أن عن التوب أبى) (قوله وراكب الكبير توبه الخ) هذا بيان حكم راكب الكبير من الذنوب بالنظر الى الخلقء أما حكم الكبير نفسه فيۇخذ من تعريفه الكبائر بأنها ما وجب عليها حد في الدنيا أو عذاب في الاخرة فوجوب الحد في الدنيا ووجوب العذاب في الاخرة حكمان للكبير من الذنوب. (اعلم) ُن لراكب الکبیر حکمین أحدهما: بالنظر الى ما بينه وبين ربه وهو ما أوعده الله به من العذاب في الدارين بالحد والعقوبة› أو بالعذاب في الاخرة الا إِذا تاب من ذنيه. وثانيهما: بالنظر الى الخلق وهو البراءة منه والمعاداة له فيجب على كل مكلف علم فسقه أن يبرا منه ويضلله لكن اختلفت الأئمة في القدوم على البراءة منه قبل الاستتابة فبعض ذهب الى أنه لا يبرا منه حتى يستتاب فان تاب قبل منه وان ابي بریء منه وهو اختيار الامام رحمه الله تعالى مستدلا عليه بأنه لا يحكم على احد بشيء الا بعد الاحتجاج عليه ان أمكن اجماعا واستدل عليه غيره بقوله تعالى لابليس « ما منعك أن تسحد اذ أمرتك )0 فلم يعاجله بالطر د حتی استخبر» والله عالم بكل شيء وانما هو تعلیم لعباده واظهار لما في حکمته فيستفاد من الاية ثبوت اقامة الحجة. (۱) سورة الأعراف آية رقم ١٠. Yo وذهب اخرون الى أنه يبرا منه قبل أن يس اب وصححه القطب رحمه الله تعالی ثم يستتاب فان تاب قبل منه وان بی بقي على حکم البراءة» ولاهل هذا القول أنه من حين ما ركب الكبيرة صار عدوا لل ووجبت علينا معاداته فالوقوف عنه بعد وجوب المعاداة وقوف عن الواجب» واهمال عن انفاذ الحكم لا احتجاج عليه فيما لا يحتل الا باطلا وموضع الاحتجاج على المحكوم عليه إنما هو في شيء يكون له فيه مخرج عن الباطل ولا مخرج لراكب الكبيرة أصلا فانها لا تقع بخطا. (وأما) الاية فليس فيها إلا أنه تعالى استخبره عما منعه عن السجود اظهارا لحجته عليه فهي دليل على حلمه تعالى وعفوه ولا يجب علينا الاقتداء في مثل ذلك فكثير مما عفا عنه بحلمه أوجب علينا نحن ان نعاجله بالاتلاف» فالكفار أخر الله عنهم العذاب في الدنيا وأعطاهم الأموال والخول؛ والزمنا عند القدرة ان نقتلهم ونسبي ذراريهم ونغنم أموالهم وغاية ما في الاية الاأخبار عن اتصافه تعالی بالحلم لا ايجاب ذلك علينا. (قوله توبه) أي اذا قدرت على ذلك وظاهر كلام الجامم ان التتويب واجب عليك؛ وجعله الامام من باب الامر بالمعروف فاوجبه عند القدرة. (قوله فان أبى) اي امتنع (قوله الى الله متعلق بدن والى بمعنى اللام اي اعتقد الدينونة لله ببغضه والبغض محله القلب وهو أصل البراءة ثم يترتب عليه الشتم باللسان في مواضعه والزجر باليد في مواضعه أيضا (قوله وبعضهم ضلله) اي اعتقد تضلیله (قوله وتوبا) اي بعد أن ضلله أخذ يتوبه لملا يكون معطلا للأمر بالمعروف (قوله ثم استمر) أي ذلك البعض يعني انه بقي على تضليله إِذا امتنع من التوبة وفيه اشارة الى انه إن احدث احد حدثا يستوجب به البراءة فبریءِ منه لذلك ثم احدث مرة اخرى حدثا يستوجب به البراءة أيضا أنه لا يلزم تكرار البراءة منه بتكرار احداثه الموجبة لها بل يكفي فيه اعتقاد ٦۲۷ أنه مضل باي حدث كان وذلك أن الامتنا ع عن التوبة كبيرة أخرىء فحكى المصنف عن ذلك البعض الاستمرار على تضليله الاول ولم يحك لهم تضليلا ثانيا بالامتناع عن التوبة وهذا ظاهر (قوله ان عن التوب أبى) اي إن امتنع عن التوبة فحكمه ما مر عندهم. Y۷ (والحكم للراكب ذنبا صغرا إسلامه حتی یری مستكبرا) (قوله والحكم للراكب ذنبا صغرا) الخ أي والحكم فيمن ركب ذنبا صغيرا أنه مسلم حتى يصر عليه لعفو الله تعالى عن الصغائر باجتناب الكبائر « إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم وندخلکم مدخلا كريما © ولا شك أن من عفا الله عنه فهو مسلم مؤمن أما إذا أصر على ذنبه الصغير فقد تقدم حكمه أن الاصرار على الصغير كبيرة وقد تقدم أيضا حكم فاعل الكبيرة. (واختلفوا) في صفة الأصرار الذي يصير به الصغير من الذنوب كبيرة فعن بي عبيدة رضي الله عنه وقد سئل عن المصر فقال: الذي لا يندم ولا يرجع ولا يتوب وعن بشير رحمه الله تعالى وقد سئل عمن أصاب صغيرا من الذنوب ونيته أن يتوب منه غدا أو بعد ذلك ومن دينه التوبة من ذلك الا أنه لم يتب حين مواقعة الذنب فقال: إن عزم على ترك التوبة ومات قبل أن يتوب هلك وإِن تاب قبل الموت سلم وقول علي أن يتوب من حين ما واقع المعصية الصغيرة )۱( سورة النساء آية رقم ٢۳. (۲) هو أيو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي نسبة الى تميم قبيلة عظيمة من نزار قال البدر الشماخي: كان مولى فيهم توفي في ولاية بي جعفر بعد وفاة حاجب رضي الله عنهماء تعلم العلوم وعلمها ورتب روايات الحديث وأحكمهاء وهو الذي يشار إليه بالأصابع بين أقرانه. قال أبو عبدالله: كان أبو عبيدة أفقه من ضمام وأبي نوح؛ وكان المقدم عليهما وعلى جعفر ابن السماك ولكن جعفر كان أوضع للأنى من أبي عبيدة وكان هو الحجة في الدين؛ وكانوا راجع الجزء الأول من حاشية مسند الامام الكامل الربيع بن حبيب ص ٩٩٤ ۷. YVA ولا يؤخحر ذلك وإن خر ذلك فقد صر وهو أشد القولين والاخر أفسح ثم قال: من اذنب ذنبا ثم ندم عليه فهو اقلاع عنه وتوبة لأُن الندم توبة فكل من أكثر الندم على ذنبه اجلالا لله تعالى وتعظيما له کان أرجی لقبول توبته والله أعلم. أقول: ويبحث في اقول الذي حكاه بشير لا فرق إذا بين الصغير والكبير من الذنوب» لان كلا منهما تلزم منه توبة في حال المعصية ويجاب بأنه مبني على مذهب من رای ان جميع ما يعصى به الله فهو كبير وعن السدي: ان الاصرار على الذنب هو السكوت عن التوبة والتمادي في الذنب وعن الحسن أن إتيان الذنب عمدا اصرار وقيل لا يكون صاحب الصغيرة من الذنوب مصرا هالكا حتى يكون أتى بها مستخفا لنهي الله فيها ومستحقرا لهاء فان الذنب كلما استعظمه العبد من نفسه صغر عند الله تعالى و كلما استصغره كبر عند الله تعالى لان استعظامه يصدر عن نفور القلب وكراهيته له وذلك النفور يمنع من شدة تاثره به واستصغاره يصدر عن الألف بهء وذلك يوجب شدة الأثر في القلب والقلب هو المطلوب تنويره بالطاعات» والمحذور تسويده بالسيئات ولذلك لا يۇاخذ بما يجري عليه في الغفلة فإن القلب لا يتأثر بما يجري في الغفلة وقد جاء في الخبر « المؤّمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه فاطاره ٠ وقال بعضهم: الذنب الذي لا يغفر قول العبد ليت كل ذنب عملته مثل هذا وإنما يعظم الذنب في قلب المؤّمن لعلمه بجلال الله فإذا نظر الى عظم من عصى به رأى الصغيرة كبيرة ا. ه. )۱( الحديث رواه الامام احمد في المسند بسنده عن عبدالله بن مسعود ١: ۳۸۳ ورواه الامام الترمذي في كتاب القيامة ۹٤ ورواه الأمام البخاري في كتاب الدعوات ٤. ۲۷۹ اقول: وقد حرر القطب رحمه الله هذا المقام فجعل الاصرار بأشياء منها الاقامة على الذنب ومنها الاعراض عن التوبة ومنها اعتقاد المعاودة الى الذنب ومنها اعتقاد عدم التوبة ثم ذكر بعد ذلك أنه لا يحكم عليه بالاصرار» وان سكت عن التوبة مثلا كما إذا قیل له تب فسکت حتى يقول إنه لا يتوب أو نحو ذلك. ۸۰ روالخلف في الاصرار للصغير هل اذا مضى ولم يتب من العمل) أو أن يكن اتاه باستخفاف والاني عندهم بلا خلاف) (قوله والخلف في الاصرار للصغير الخ) أي اختلف العلماء في صفة الاصرار على الذنب الصغير فقيل: هو الاستمرار على عدم التوبة مته ولو لم يعتقد عدم التوبة وذلك كما إذا اذنب ومضى ولم يتب من ذلك الذنب ولم يعتقد الاقامة عليه لكنه استرسل في أمر كذلك وقيل الاصرار هو أن يأتي بالذنب ثم يعزم على ترك التوبة من ذلك أو يتهاون ويستخف بالعقوبة على ذلك من الله ويستصغر المعصية لله بذلك أو يدين بحلال أنه حرام وإذا لم يکن منه شيءِ من هذا او ما اشبهه فلا يلزمه حكم الاصرار كذا قال الامام. قال: ويعجبني في الحكم بين العباد أن لا يحكم عليه بحكم المصر حتى يستتاب من ذلك فلا يتوب قال: وأما فيما أخاف عليه من الله في أحکام دینه فما لم یکن له اعتقاد يبريه من الاصرار بالتوبة من جميع ما رکب من معاصي الله في جملته ييني عليه ويعتقدها او كلما ذکرها جددها أو كلما ابطاً منها عاودها وتعاهدها فاني أحاف عليه إن لم يكن منه هذا لا يسلم بالاقامة على شيء من معاصي الله حتی يتوب منها بعينها وباعتقاده يدخل في جملتها ما قد عصى الله به ۱. ه. (قوله هل إذا مضی) أي هل الاصرار إذا مضى العاصي بعد مقارفة الذنب ولم يتب من عمله..؟ (قوله أو أن ا تاه باستخفاف) ي و الاصرار هو ان ياتي العاصي بالذنب مستخفا لنهي الله فيه ومستحقرا ۸۱ (قوله والثاني عندهم) أي والقول الثاني وهو أن يأتي الذنب على سبيل الاستخفاف إصرار بلا خلاف عند العلماى يعني أن الخلاف في اول الوجهين هل هو إصرار او لا؟ وأما الوجه الثاني فا جمعوا على أنه إصرار. YAY (أقوال العلماء في الولي المرتكب للذنب) (والخلف في الولي إن اتاه فعضهم في حکمه راه) (ولم يتوبه وبعض ذهبا الى الوقوف قبل أن يتوبا) (وبعضهم أحسن ظنه به وبعد ذا استابه من ذنبه) (قوله والخلف في الولي إن اتاه الخ) اي اختلف العلماء في حكم الولي إن ارتكب الذنب الصغير على ثلاثة مذاهب. (المذهب الاول): وهو الصحيح أنه باق على حكم ولايته لأن الله قد عفا عن الصغير من الذنوب لمن اجتنب الكبائر ولا شك أن المعفو عنه مؤمن وکل مؤمن ولي. (المذهب الثاني): الوقوف عنه لأنه أتى بذنب وهو بفعله عاص ولا يكون العاصي وليا ولانه يحتمل أُن يكون فد اصر على ذلك الذنب فاسلم ما يكون من الأحوال فيه أن يوقف عنه ثم يستتاب (قلنا): أما الوقوف عنه لكونه عاصيا بعد أن ثبتت ولايته فليس بمسلم لان عصيانه مغفور باجتناب الكبائر ومن غفر له معصيته فهو كمن لم يعص حكما شرعيا وأما الاحتمال أن يكون أصر على ذنبه أنه يحتمل أن يكون لم يصر أيضا وهو أمين في دینهء فالاصل عدم YAY الاصرار وأسلم الأحوال فيه أن يحكم فيه بما کان عليه من الحال لا أن ينتقل فيه من حكم ثبت بيقين الى حكم اخر لم يثبت الا بمحض تهمةء مع ما فيه من اساءة الظن بالولي. (المذهب الثالث): حسن الظن بالولي وابقاؤه على ولايته كما في المذهب الأول لكنه يستتاب من ذنبه فان تاب فذاك المطلوب منه إن أصر برىء من وكأن اشتراك الاستتابة هنا مقصود به اختبار الولي هل تغير عن حاله الأول أم هو باق على حالته؟ وفائدة اختباره هو التحرز من أن يتولى مصر وطلب ما فيه السلامة والاختبار بهذا المعنى جائز وليس هو بتجسس ونحن (نقول) إن هذا التعليل كله لا يفيد وجوب الاستتابة وإنما يفيد الندب اليهاء فان أراد هذا المذهب باشتراط الاستتابة له شرطا واجبا فغير مسلم وإن أرادوا به التنبيه على طاعة الله والندب اليها فهو حسن لكنه راجع الى أول المذاهب لانه ما من أحد إلا ويحسن الاستتابة في مثل هذا المقام لانها من باب الامر بالمعروف. (قوله فبعضهم): أي فبعض المسلمين (قوله في حكمه) أي وهو الولاية (قوله راه) أي ظهر له في رأيه (قوله ولم يتوبه) أي ولم يطلب التوبة منه لعلمه أن الصغير من الذنوب معفو باجتناب الكبير. ۱ (قوله وبعض ذهبا الى الوقوف) أي وبعض المسلمين رأى الوقوف اسلم فذهب إليه حتى يستتيبه. (قوله قبل ان يتوبا): أي قبل أن تطلب منه التوبة فيتوب فيرجع الى ولايته أو يصر فيبراً منه وفي قوله: يتوبا بالبناءِ للمفعول اشارة الى انه لا يشترط أن تكون الاستتابة من الواقف فقط بل يكفي في طلبها من المحدث شكل من طلبها منه إذا علم بذلك هذا الواقف YA عن ولايته لأن المقصود من الاستتابة اختبار حاله أهو مصر على ذنبه م لا؟ (قوله وبعضهم): أي بعض المسلمين (قوله أحسن ظنه به) فأبقاه على ولايته (قوله وبعد ذا استتابه من ذنبه) أي بعد ما أحسن الظن به طلب منه التوبة من ذنبه الصغير. ۸o الباب الخامس (من الركن الغالث). ١ رفي ذکر شيء من الكبائر وفي أحکام القاذك) أي في بيان حكم شيء من الكبائر وهي الغيبةء والتجسس» والقذف؛ وفي أحكام القاذف بالزنا وأما القاذف بغير الزنا فقد تقدم حكمه وخص من الكبائر الظاهرية هذه الثلاث مع أنها كثيرة ليتوصل بذ كرها الى بيان أحكام القاذف» فان ذلك هو مقصوده فاما التوصل بذكر القذف الى أحكام القاذف فظاهر وأما ذكر الغيبة والتجسس فلمناسبتهما للقذف في المحل والصورة والحكم فما مناسبة المحل فلأن كل واحدة من الكبائر الثلاث محله اللسان وأما المناسبة في الصورة فلاأن كل واحدة منهن ثلم في عرض الغير وأما المناسبة في الحكم فلأأن كل واحدة منهن حرام بنص الکتاب. ٦۸ (وغييبة المؤمن والتجسس والقذف في الكل حرام اسسوا) (قوله وغيبة المؤۇمن) أي حرام مبتداً حذف خبره بدلالة ما بعده عليه والغيبة بكسر المعجمة: هي أن تذكر اخاك في غيبته بما يكرهه على قصد التنقيص له لما روي عنه عد انه قال « هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: ذكرك اخاك بما يكرهه قيل أرأيت ان کان في اخي ما اقول قال: ان کان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته ٩ ومن طریق معاذ أنه قال: « ذکر رجل عند رسول الله عَيَةٍ فقالوا: ما اعجزه فقال عه اغتبتم اخاكم قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه قال: ان قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه » وعن حذيفة عن عائشة رضي الله عنها انها ذكرت عند رسول ا عأ امرأة فقالت انها قصيرة فقال عَفْْكٍ: ١ اغتبتها 6 فهذه الاحاديث دالة (١) الحديث رواه الترمذي في كناب البر ۲۳ باب ما جاء في الغية ١۱۹۳ حدثنا قيب حدثنا عبد العريز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله ما الغيبة؟ وذكره. قال الترمذي: وفي اباب عن أبي برزة واين عم وعبدالله بن عمرو وقال: هذا حديث حسن حح« . يح وروا صاحب الموطاً في الكلام ١ واحمد بن حنبل في المسند ۲: ٢٤۳۸ء ۳۸۲ (حلبي). )۲( الحديت رواه الامام مسلو في کتاب البر والصلة والآداب ٠ باب تحريم الغيبةً ۷۰ (۸۹٢٢۲) .| حدثنا يحيی بن أيوب وقتيية وان حجر قالوا حدثنا اسماعيل عن العلاء عن أيه عن أبي هريرة ان رسول الله قال: وذکره ِ ورواه آبو داود في كتاب البر ٢۳ والترمذي في البر ۲۳ والدارمي في الرقاق © واحمد ابن حنبل في المسند ۲: ۲۳۰ ٧٤۳۸ (حلبي). 1 ‏ا‎ ۹ A (۳) کذا و کذا). YAY على أن الغيبة هي ذكر المؤّمن بما يكره أما قولنا على قصد التنقيص فمأخوذ من الأحاديث الآتي ذكرها في بيان ما لا يکون غيبة فخرج بالتقييد بالموؤمن الفاسق› لانه لا غيبة له لقوله ا « اذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره ». وقوله عَيّْةٌ: « ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه ). وقوله علد ١ من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له » ودخل تحت قوله بما يکرهه كلما کان يکرهه ان لو بلغه سواء کان نقصا في بدنه او نسبه او في خلقه أو في فعله او في قوله أو في دينه أو في دنيام فمثال الغيبة في البدن فهو كذ كر العمش والحول والقصر والطول والسواد والصفرةء وجميع ما يتصور أن يوصف به مما يکرهه كيفما كان ومثال الغيبة في النسب فکان تقول: آبوه زطي او هندي أو زبال. ومثال الغيبة في الخلق فكأن تقول: هو بخيل ضعيف عاجز جبان وما يجري مجراه. ومثال الغيبة في الفعل فهو كان تقول: إنه قليل الأدب متهاون بالناس أو لا يرى لاحد على نفسه حقا أو يرى لنفسه الحق على الناس أو أنه كثير الكلام كثير الاكل نووم ينام في غير وقت النوم ويجلس في غير موضعهء و كأن تقول: طويل الذيل دنس الثيابء وخرج بقولنا على قصد التنقيص ما إذا لم يقصد بذكر المؤمن بما يكرهه تنقيص وذلك أشياء. (أحدها): التظلم فان من ذكر قاضيا بالظلم والخيانة وأخذ الرشوة کان مغتابا عاصيا ان لم يكن مظلوماء أما المظلوم من جهة القاضي فله ان يتظلم الى الامام وينسبه الى الظلم إذ لا يمكنه استيفاءِ حقه إلا به قال 2 « ان لصاحب الحق مقالا »0 وقال عليه السلام « لي الواجد يحل عقو بته وعرصضه ». () الحديث رواه الامام مسلم في کتاب المساقاة ۲ ۲ باب من استلض شیا فقضی خير من وخيركم أحسنكم قضاء ٠ (١١)) حدثا محمد بن بشار بن عثمان العبدي؛ حدثنا س بن جر حدثا شعبة عن سلمة بن کهيل عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال کان = A۸ (ثانيها): أن يكون الانسان معروفا بلقب يعرب عن عيبه کالأعر ج والأعمش والأعور والأصم فلا إِثم على من يقول روى أبو الزناد عن الأعرج وسلمان عن الأعمش وما يجري مجراه فمد فعل العلماء ذلك لضرورة التعريف لان ذلك قد صار بحيث لا يكرهه صاحبه لو علمه بعد أن قد صار مشهورا به. نعم ان وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف بعبارة اخری فهو أولى. عرفت المملوك بعيب في بدنه أو خلقه فلك أن تذكر ذلك لمشتريه المسلم إن كان العبد وليا وكذلك المز كي إذا سئل عن الشاهد فله أن يقول مثلا هو بقال او دباغ أو حجام أو حياك وان كان الشاهد وليا وكذلك المستشار في التزويج له أن يقول إن هذه المرأة غير جميلة ونحو ذلك وهذا الرجل ليس هو من حسب ونحو ذلك وإن (رابعها): الاستفتاء كان يقول للمفتي ظلمني بي ُو زوجتي ُو اخي فکیف طريقي في الخلاص لما روي عن هند بنت عتبه انها = لرجل على رسول الله س ل س حت فأغلظ له فهم به أصصحابه فقال المي س تة وذكره. ورواو الامام البخاري في ااستقضاء ؟؛ الو كالة ۹ ورهاد الإمام احمد ن حبل في السا 8 1 251 (حلبى). (۱) هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف: صحابية قرشية عالية الشهرة. وهي أم الخليفة الأموي ٠ معاوية » بن أبي سفيان تزوجت أباه بعد مفارقتها لزوجها الأول: الفاكهة بن المغيرة المخزومي في خبر طويل من طرائف اخبار الجاهليةء و كانت فصيحة جريئةء صاحبة ري وحزم ونفس وأنفة. تقول الشعر الجيد. كانت ممن اهدر النبي س ضام يوم فتح مكة وأمر بقتلهم ولو وجدوا تحت استار الكعبة فجاءته مع بعض النسوة فاعلنت اسلامهاء ورحب بها وأخد البيعة عليهن. = T۸۹ قالت للنبي عَيَْةٍ ان أيا سفيان» رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني بالمعروف". فذكرت الشح والظلم لها وولدها ولم يزجرها عَيْْك إذ كان قصدها الاستفتاء. (خامسها): الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي الى منهج الصلاح فلك أن تقول فلان فعل كذا من المنكرات عند من يعينك على ردعه عن منكره وإن كان فاعل المنكر وليا عند المستعان به كما روي أن عمر رضي الله عنه مر على عثمان وقيل على طلحة فسلم عليه فلم يرد عليه السلام فذهب الى أبي بكر رضي الله عنه فذكر له ذلك فجاء أيو بكر اليه ليصلح ذلك ولم يكن ذلك غيبة عندهم وكذلك لما بلغ عمر رضي الله عنه ان أبا جندل قد عاقر الخمر بالشامې كتب اليه « بسم الله الرحمن ن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم = من كلام عتبة: المرأة غل لا بد للعنق من فانظر من تضعه في عنقك شهدت اليرموك وحرضت على قتال الروم توفیت عام ١٤٠ ه. راجع طبقات ابن سعد ۸ : ١۱۷ وخزانة البغدادي ١ : ٦٥٠ والروض الأنف ۲ : ٢۲۷ وأسد الغابةً ° : ۲٦٠. (۱) هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: صحابي من سادات قريش في الجاهليةء وهو والد معاوية رأُس الدولة الأموية كان من رؤساء المشركين في حرب الاسلام عند ظهوره قاد قريشاً وكنانة يوم احك ويوم الخندق لقتال رسول الله عَيِه. وأسلم يوم الفتح ‏ فتح مكة س سنة ۸ ه وأبلى بعد اسلامه البلاء الحسن وشهد حنيناً والطائف ففقفعت عينه يوم الطائف ثم فقعت الاخرى يوم اليرموكء وكان من الشجعان الابطال. قال المسيب: فقد الأصوات يوم اليرموك الا صوت رجل يقول: « يا نصرالله اقترب ٠ قال: فنظرت فاذا هو ابو سفيان؛ تحت راية ابنه يزيد توفي بالمدينة عام ۳۱ ه. راجع الاغاني ١ : ٩۸ والاصابة ت ٤٤٠٤ وابن عساکر ٦ : ۳۸۸. (۲) الحديث رواه ابن ماجه في كتاب التجارات ١٠ باب للمرأة من مال زوجها ۲٢ س ثا وكيم ثنا هشام بن عروقء عن أبيهء عن عائشة قالت: جاءت هند الى النبي م يبه فقالت: وذکره = ۹ غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب » الأية. فتاب ولم يرد ذلك سيدنا عمر ممن أبلغه غيبة إذ كان قصده أن ينكر عليه ذلك فينفعه نصحه ما لا ينفعه نصح غيره ا. ه مختصرا من الاحياء› وقد نظم هذه الخمسة مع غيبة الفاسق بعضهم فقال: القدح ليس بغيبة في ستة سے ومعرف ومحذر طلب اللاعانة في ازالة منكر (قوله والتجسس) أي حرام و في الكل ومعنیى التجسس المحرم م هو السوال عن عورات الناس لقصد ألا عليهاء عن معاوية قال: سمعت رسول الله عَفَّْكُ يقول: « انك ان اتبعت عورات الناس افسدتهم او كدت تفسدهم 0 فدخل تحت قولنا عن عورات الناس عورة المسلم الي ا قا بر اح شاا عن قصد اطلام علي ا ا سئل عن العورات لقصد لقصد سترها واصلاح العالم کكسوال الامام عن أحوال رعيته وفحصه عن أخبارهم فان هذا وإن کان سؤالا عن العورات لكنه ليس بالتجسس المحجور . لما روي عنه ع انه مر بامرأة حامل = ورواه البخاري في البيوع ٥ والنسائي في القضاء ٢۳ والدارمي في النكاح ٤٠. (١) الكتاب وضعه الامام حجة الاسلام الغزالي في أربع مجلدات وتبارى العلماء في شرحه وتخريج أحاديثه ويعد من أنفس الكتب في الوعظ والارشاد والتعرف على أمراض القلب والنفس .٠ (۲) الحديث رواه أبو داود في كتاب الأدب باب النهي عن التجسس ۸۸۸٤ حدثنا عيسى بن محمد الرملي؛'وابن عوف» وهذا بلفظه قالا: ثنا الفريابيء عن سفيانء عن ثور عن راشد ابن سعك عن معاوية قال: سمعت رسول الله ي يقول: وذکره وفیه: قال ابو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله مَل نفعه الله تعالی بها ۲۹۱ على باب فسطاط فسأل عنها فقالوا: هذه امة لفلان فقال: الم بها..؟ فقالوا نعم فقال عَه: « لقد هممت ان ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف بوره وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو د يحل که ٤٠ وقد سال َك ام علقمة عن حال علقمة لما لم ينطق لسانه بالتلفظ بالشهادة عند موته فقال لها ما نصه: يا ام علقمة اصدقيني وان کذيتني جاء الوحي من الله تعالى كيف كان حال ولدك علقمة..؟ قالت يا رسول لله كان كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة قال رسول الله عَفِكْدُ فما حالك..؟ قالت يا رسول الله: انا عليه ساخطة قال لم..؟ قالت يا رسول الله كان يؤثر زوجته ويعصيني الخ والخلفاء الراشدون والائمة المهتدون كانوا يتفحصون عن أخبار الرعية ويسألون عن أحوالهم السارة والضارة ولم يعد ذلك منهم الا حزما في المملكة ونظرا في السياسة وكفى ما جرى من مثل هذا النوع لسيدنا عمر رضي الله عنه مع عماله فانه كثيرا ما يمتحنهم وقد كان يجعل عليهم عيونا ويجعل على العيون عيونا. (قوله والقذف في الكل حرام اسسوا) أي اصلوا اي جعلوا في أصولهم ان غيبة المؤمن حرام وان التجسس والقذف حرام في الكل أي في كل أحد بارا كان أو فاجراء لاطلاق النهي في التجسس والقذف وتقييده في الغيبة أما الاطلاق في التجسس فقوله تعالى: «ولا تجسسوا» وأما )۱( الحديث رواه ابو داد ي کتاب اللكاح باب ني وطء السبايا ٢٢٠۲ حدثنا النفيليء ٹا مسکين ن شعبه ع یرید ګْ‌ خمیر عن عد الرحمن بن جبير بن نغیر عن بيه عن بي الدرداء ان رسول الله س عة س كان في غزوة فرأى امرأة مجحّا (أي قربت ولادتها ‏ فقال لعل صاحبها ألم بها..؟ قالوا: نعم وذکره. ورواه الامام مسلم في اللباى ١۱۲ والنكاح ۱۳۹ والدارمي في السصير ‎۳Y‏ واحمد بن حتبل في المسند ٥ ٥) ٦ ٩ (حلبي). (۲) سورة الحجرات آية رقم ١٠ وتكملة الآية (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن أكل الحم أخيه متا فكرهتموه واقوا الل ان الله واب رحيي ۲۹۲ الاطلاق في القذف فهو قوله تعالى « والذين يرمون أزواجهم ٠" ولم يقيد الزوج بصفة إيمان ونحوه « إن الذين يرمون المحصنات ثم لم يا توا 7 الأية. وما تقییده في الغيبة فهو قوله تعالى ٠ ولا يغتب بعضكم بعضا أيجب أحدكم أن يأكل لحم اخيه ميتا ‏ (والقذف): هو رمي الغير بالفاحشة سواء كانت تلك الفاحشة زنا أو غير زنا كذا في اصطلاحهم لکن غلب في عرفنا اطلاقه على القذف بالزنا خاصة وهو حرام مطلقا ولذا شرع على فاعله الحد وهو أن يجلد ثمانين جلدة جلدا متوسطا كما قال الشيخ هود رحمه الله صونا للاعراض؛ لكنهم شرطوا في ثبوت الحد في القذف شروطا منها ما هو القاذف (فاحدها): أن يكون القاذف بالغا إذ لا حد على الصبى. (وثانيها): أن يكون عاقلا اذ لا حد على المجنوت. (وثالثها): أن يكون مسلما فلا حد على اليهودي والنصراني ان قذف المسلم عند بعضهم والصحيح ان عليه الحد لدخوله تحت قوله تعالى « ان الذين يرمون المحصنات » الأية. (ورابعها): الحرية فلا حد على العبد اذا قذف المسلم عند بعضهم وقيل يحد أربعين (وأما شروط) المقذوف: (فأحدها): البلوغ فلا حد على قاذف الصبي. (١) سورة النور أية رقم ١ وتكملة الآية (ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالل إنه من الصادقين). (۲) سورة الور آية رقم ٤ وتكملة الآية (بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة آپدا أولىك هم الفاسقون). (۳) سورة الحجرات اية رقم ١۱. ۹۳ (وثانيها): العقل فلا حد على قاذف المجنون وقيل يحد قاذفها. (ورابعها): الاسلام فلا حد على قاذف الذمي. (وسادسها): العفة فلا يحد قاذف من عرف بما قذف به عند بعض ولا يحد قاذف محدود بما حد عليه أما اذا قذفه بما لم يحد عليه ففيه الحد وسيأتي لهذا المقام تتمة في اخر الباب فاعطفها على ما هنا. « حکم قاذف الولي ( روقاذف الولي ان حرا وان عبدا وان صبي كکفره زكن) روان يكن حرا ولم يکن ولي وبالغفا كان فمثخل الاول) (قوله وقاذف الولي إلى اخره) هذا بيان الحكم الاعتقادي في القاذف (اعلم): انه ان قذف احد احدا بالزنا فلا يخلو إما أن يكون المقذوف مجهول الحال اي لا يدري هل هو من اهل الاسلام ام من اهل الشرك؟ أو هو حر أم عبد؟ أو هو صبي أم بالغ؟ وإما أن يكون حاله معروفا فان کان حاله مجهولا فلا شيء على من سمع القاذف أي يسعه السكوت عنه ولا يلزمه تتويب ولا غيرهء وإن كان المقذوف معلوم الحال فلا يخلو إما أن يكون حرا بالغا مسلما وإما أن يكون غير ذلك..؟ فان کان حرا بالغا مسلما فيبراً من قاذفه اتفاقا سواءِ کان المقذوف وليا أو غير ولى وان كان صبيا أو عبدا فاما أن يکونا وليين أو غير وليين..؟ فان کانا ولیين بریء من قاذفهما اتفاقا وان کانا غير وليين أو كان المقذوف مشركا فالخلاف في حكم قاذفهم فقيل: يبرا منه لحينه وقيل حتى يستتاب فان أصرً بریء منه هذا كله إِذا کان السامم للقذف ممن تعبد بتحريمه في أصل دين أما اذا كان السامع مشركا يستحل القذف أو صبيا لم يتعبد بعد بحكمه فلا شيء على القاذف إذا كان صادقا فى قوله أما اذا كان كاذبا فعليه التوبة من بهتانه. (قوله إن حرا) أي ان کان الولي حرا (قوله وان عبدا) اي وان ٥۲۹ کان الولي عبدا (قوله وان صبي) اي وان کان الولي صبيا ولم ينون صبيا في النظم لضرورة الوزن لانه لو نونه مثلا لزم عليه زيادة ساکن بين حركتي الوتد المجموع من مستفعلن (قوله كفره زكن) أي علم والمراد بالكفر ها هنا كفر النعمة. (قوله ولم يكن ولي) أي والحال أنه لم يلغ درجة الولاية لكنه من أهل الاقرار بالشهادتين (قوله وبالغا كان) أي وكان ذلك المقذوف بالغ الحلم بان كان فيه احدى علامات البلوغ وهي الانبات والاستحلام او انتهاءء خمس عشرة سنة أو سبع عشرة على قول وهذه العلامات تكون في الرجال والنساء ومن العلامات ما يختص بالنساء دون الرجال وهي الحيض وظهور الحمل وتكعب الثديين. (قوله فمثل الاول): أي في حكم قذفه والمراد الأول هو الولي أي فحكم قاذف الحر البالغْ المسلم الغير الولي مثل حكم قاذف الولي لان القاذف فيهما كاذب لا محالة لتكذيب الله إياهء في قوله « فاذ لم ياتوا بالشهداء فا فاولعكك غند الله هم الكاذبون 7 ي وان کانوا صادقين في سريرتهم فهم كاذبون في حكم الله عليهم لان الشارع عز وجل شرع في حكمه أن من قذف المحصنة ولم يات با ربعة شهداء فهو کاذب. (١) سورة النور آيڌ رفم ۱۳ وقد جاءت الأية محرفة في المطبوعة حيث قال: (فان) برلا من (فإذ) وقال (بأربعة) وليست في الآية وقال (شهداء) والصواب (بالشهداء). ٦۹ روان يك المقذوف عبدا أو صبي غير ولين ومشركا ابي ) رفالخلف في تكفيره من قبل تتويه عما اتی من فعل) (قوله وان يك المقذوف عبدا) الخ أي إذا كان المقذوف عبدا مملوکا غير ولي أو صبيا غير ولي أو مشركا ممتنعا عن قبول الحق فالخلاف في حكم قاذفهم هل يبرا منه قبل الامتناع من التوبة أو لا؟ استدل القائلون بالبراءة من قاذف العبد بقوله عد « من قذف مملوکه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة حدا الا أن يكون كما قال . اقول: ولیس في الحديث دلالة على المطلوب لقوله وهو بريء مما قال وقوله الا أن يكون كما قال فالوعيد فى الحديث متوجه على الأفك في المملوك لا على قذفه وقاس الامام رضوان الله .عليه قذف العبيد في حكم البراءة على اختلاس المالء وعلى لمس فرج الاجنبية قائلا: إن من اختلس أربعة دراهم اختلاسا لا يجب عليه حد القطع وتجب منه البراءة ومن لمس فرج أجنبية بذكره مثلا ولم يطأها لا يجب عليه حد الزانيء وتجب منه البراءة وكذلك قاذف العبد لا يجب عليه الحد وتجب منه البراءة أي فهذه الصور الثلاث كلها رفع متها الحد لعدم كمال شروطهء وبقيت البراءة لعدم المانع لها. (١) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الحدود 5٤ باب قذف ۸٥1۸ حدثنا يحيى ابن سعيد عن فضيل بن غزوان عن ابن ابي نمې عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الل عَلْلُّ : وذكره ورواه الامام مسلم في إيمان ۳۷ وأبو داود في الدب ١١۱ والترمذي في البر ۳۰ واحمد بن حنبل في المسند ۲: ۳۱٤ ۰٠٠ (حلبي). ۲۹۷ (واستدل) على البراءة من قاذف المشرك بقوله عي من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار ولم أجد دليلا على البراءة من قاذف الصبي وأقول إنه لا تحل البراءة من قاذفه لان الصبي غير مكلف بشيء من الاحكام الشرعية فلم يكن قاذفه راميا له بكبيرة في حقه لانه لو ارتکب ب الكبائر كلها مثلا ما كان ارتكابه ذلك في حقه فسقا فكيف يفسق من قال انه ارتکب کذا.. ؟ وهذا التعليل كما تری شامل للصبي المتولى وغير المتولى فإنه وإن كان المتولى له حرمة فوق ما لغيره فلا تبلغ به حرمته الى تكفير من قذفه وتفسيقه لان التضليل لا يكون الا بقطعي ولا قطعي هنا هذا ما ظهر لي ولم ارد بذلك خلافا لاصحابنا رحمهم الله. (قوله أو صبي) بالسكون على لغة ربيعة فانهم يقفون في المنصوب على السكون. (قوله غير وليين) حال من العبد والصبي ساغ مجيء الحال منهما مع أنهما نکرتان لوجود التتويع فيهما (قوله ومشر کا أُبي) بالسكون ع له ربيعه أيضا ومعنی ابي ممتنع اي و کان المقذوف مشر کا بيا أي ممتنعا من قبول الحق. (قوله فالخلف في تكفيره) أي في الحكم بأن قاذفهم کافر اي كفر نعمة (قوله من قبل تتوييه) أي من قبل مطالبته بالتوبة أُما إذا طولب بها فلم يتب فهو مصر يرا مته معهم (وييحث) هل طلب ۱ الله ۱ ين أي جعقر عن الخمصي عر ئي طالب عن أي فر قال مستي سل فط ر ع يقول وذکره. لفظه ف المسند وم 0ء ٠ ۔ . ٍ ۲۹۸ التوبة من قاذف هولاء واجب م لا؟ (ويجاب) بانه لا يجب لانه إما أن يكون قذفهم كبيرة فيبراً من فاعله قبل الاستتابة كما هو رأي بعضهم وإما أن يكون صغيرة وليس على من شاهد راكب صغيرة استتابة (قوله عما أتى من فعل) متعلق بتتويب والمراد بالفعل هنا القذف. ۹۹ (وإن يك المقذوف مجهولا فلا تحكم بكفر قاذف مستعجلا) (قوله وإن يك المقذوف مجهولا) الخ أي وإن كان المقذوف ممن لا يدري حاله أي ممن جهله السامع فلا يدري أهو مسلم أم مشرك م بالغ أو صبي؟ (قوله فلا تحكم بكفر قاذف مستعجلا) أي فلا تتعجل في الحكم على القاذف بانه كافر كفر نعمة لوجود تلك الاحتمالات وهذا على مذهب من لم ير البراءة من قاذف العيد الغير الولي والصبي الغير الولي والمشرك المعاند أما على مذهب من يرى البراءة من قاذف هؤلاء أيضا فلا محل للتوقف معه لان حكم البراءة معه مرتب على وجود القذف فمهما وجد من أحد في أي کان بریء منه. كفران أتيه اذا لم يكذب) بحكمه مشل صبي فاعرفا) رهذا اذا ما القذف كان بالزنا او يحضر الشهود في ذا معلنا) (قوله والقذف عند مشرك الخ) أي اذا وقع القذف من فاعله بحضرة مشرك يستحل القذف أو بحضرة صبي لم يكلف بشيء من التكاليف فلا يخلو اما ان يكون القاذف صادقا في قذفه او کاذبا..؟ فان کان كاذبا هلك بکذبه وافکه وان کان صادقا في مقاله فلا شيءِ عليه بخلاف ما اذا قذف عند من تعبد بتحريم القذف أو عند من لا يستحل ذلك فإنه يكون بقذفه فاسقا سواء كان المقذوف معه ممن يعلم أن قال الامام رضوان الله عليه. (قوله لم يوجب كفران اتيه) أي لم يثبت القذف فسق فاعله (قوله إذا لم يكذب) أي في قوله إن فلانا زان مثلا فان كذب فهو فاسق بکذبه. (قوله كذاك مع من) أي كذلك حكم القاذف مع من لم يكن مكلفا بحكم القذف (قوله مثل صبي) حال من اسم یکن (قوله فاعرفا) (قوله هذا إذا ما القذف كان بالزنا) اي هذا حكم القاذف إذا كان قذفه بالزنا وذلك كأن يقول البالغ العاقل لمحصن أو محصنة: ی زاني او يا زانية أو يا ابن الزاني أو يا ابن الزانية أو يا بنت الزنا أو يا بنت الزانية أو يا ولد الزنا لست لابيك؛ء وإن قال معرضا اما ٢۳۰ أنا فما زنيت أو ليست امرأتي زانية فليس بقذف على الصحيح وهو قول الشافعي وأبي حنيفة وقال مالك: يجب الحد أي لانه قذف وقال أحمد: يجب ان قال ذلك في حال الغضب أما اذا كان القذف بغير لفظ الزنا کان يقول يا فاسق أو يا فاجر او يا خبيث او يا من لا يرد يد لامس أو امرأته لا ترد يد لامس فليس على سامع ذلك شيءِ من قبل القاذف الا أن يكون المقذوف وليا للسامع فقد تقدم ان عليه أن يبرا من رامي وليه بالكبيرة. (قوله أو يحضر الشهود) بنصب يحضر أي إلا أن يحضر الشهود الذين يشهدون على صدق مقالته ويبرئونه من حكم القذف ولا يبريه من ذلك الا أربعة شهود عدول لقوله تعالى « ثم لم ياتوا باربعة شهداء ٩ ولا تکفي فيهم شهادة امرأتین مکان شاهد منهم وسواءِ شهدوا مجتمعين أو متفرقين وقال أبو حنيفة إن شهدوا مفترقين فهم قذفة ولا يكون الزوج أحد الاربعة عندنا وعند الشافعي ويكون عند ابي حنيفة وان شهد اثنان او ثلائة ان المقذوف زان او زنی برئوا متهم وحدوا لانهم قذفة ولا يبرا من المقذوف ولا يحد وزعم بعض انه يبرا منه ولا يحد وفي قوله أو يحضر الشهود نكتة تة وهي أن على القاذف أن يحضر الشهود لا على الحاكم كما یرشد اليه ظاهر قوله تعالى « ثم لم يأتوا باربعة شهداء » وهل على الشهود أن يحضروا لاداء الشهادة اذا استحضروا لذلك؟ نعم عليهم ذلك قال ابن حجر" ويسن للشاهد الستر بان يترك الشهادة بها ان راه ده مصلحة فان رای المصلحة في الشهادة بها شهد فان لم ير مصلحة في شيء فالاقرب (١) سورة النور آية رقم ٤ وتكملة الآية (فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولفك هم الفاسقون). (۲) سبقت الترجمة له في كلمة وافية في هذا الجزء. ٢۳۰ انه لا يشهد وعلى هذا التفصيل حمل اطلاقهم في موضع اخر عدم ندب ترك الشهادة ثم محل ندب تر کھا اذا لم يتعلق بتر کها ايجاب حد على الغير فإن تعلق به ذلك كأن شهد ثلائة بالزنا فيأثم الرابع بالتوقف ويلزمه الأداء (قوله في ذا( اي على هذا المذ كور وهو القذف (قوله معلنا) ي مظهرا من أعلن القول إذا اظهره حال من فاعل يحضر. الباب السادس من الركن الفالث رفي انقسام الكبائر الى كفر جحود وكفر نعمة) (وبه يتم الكلام على الركن الثالث إن شاء الله تعالی) وفي حصر المصنف الكبائر في ذينك القسمين أعني كفر الجحود وكفر النعمة نفي للمنزلة بين المنزلتين› أي لا منزلة عندنا بين منزلتي الايمان والكفر لان المكلف إما مؤّمن وإما كافرء وقد تقدم لك في باب الايمان أن الايمان عندنا فعل الواجبات فالكفر مقابله أي فالكفر هو ترك شيء من الواجبات» أو فعل شيء من المحرمات من الكبائر وقيدنا الكفر بالكبائر لانه قد تقدم لك ان فاعل الصغيرة مسلم ما لم يصر على فعله وزعمت المعتزلة أن فاعل الكبيرة التي هي ليست بشرك لا یسمی کافرا لکن يخص باسم الفاسق› فالفسق عندهم منزلة بين منزلتي الايمان والكفر وذلك أنهم قالوا: إنا رأينا احكام الفاسق ودفنه في مقابر المؤّمنين› واحكامه في الأخرة موافقة لاحكام الكافر أي المشرك من ادخاله النار وتخليده فيها والعياذ بالل فالخلاف بيننا (بيانه): أن فاعل الكبيرة من غير الشرك لا يسمى مؤمنا ولا كافرا 3: عندهم بل يخص باسم الفاسق لقصرهم اسم الكافر على المشرك ونحن نطلق عليه اسم الكافر دون المؤّمن لعموم الكفر عندنا للفاسق والمشرك كما ستعرفه إن شاء الله. (وذهب) الازارقة» الى أن المعاصي كلها كفر وشرك مستدلين بقوله تعالى « ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبینا ٩ والضلال البعيد هو الشرك. (قلنا): عموم الاية مخصوص بقوله تعالى « ان تجتنبوا كبائر ما تتهون عنه نكفر سيئاتكم ‏ الأية فمجتنب الكبيرة غير ضال ضلالا بعيدا وان أتى الصغيرة وأيضا فلا نسلم أن الضلال البعيد مقصور على الشرك بل يطلق عليه وعلى النفاق أيضا. (وقالت) النجدية»: الكبائر كلها شرك وأما الصغائر فلا مستدلين على ذلك بأشياء (أحدها): قوله تعالى للمؤمنين لما جادلهم الكفار في تحليل الميتة « وان اطعتموهم انكم لمشركون » (قلنا) معنى الاية وان اطعتموهم في استحلال الميتة لا في اكلها ولا شك ان المستحل لما حرم اله مجاهرة مشرك. (وثانيها): قوله تعالى « وأما من وتي کتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه » الى قوله « انه كان لا يمن بالله العظيم %"“ والفاسق (١) سبق الحديث عنها في كلمة وافية (۲) سورة الأحزاب آية رقم ٢۳ وقد جاعت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (بعيداً) بدلا من (مبينا) (۳) سورة النساء أية رقم ۳۱ (4) سبق الحديث عنها في كلمة وافية (٥) سورة الانعام أية رقم ١۱۲۱ (٦) سورة الحاقة اية رقم ٢٢۲ ۳.o لا يوتی تابه بيمينه وهو ظاهر بل بشماله إِذ لا ثالث هناك فيكون کافرا اي مشر کا. (قلنا): ان قوله « إنه كان لا يؤمن بالله العظيم » ليس عاما لكل من يؤتى كتابه بشماله لان فساق أهل القبلة مصدقون بالله فلا يندرجون في قوله « انه كان لا يؤمن ». (وثالثها): الفاسق ظالم لغيره أو لنفسه وكل ظالم كافر أي مشرك لقوله تعالى « الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم کافرون . (قلنا): يلزم مما ذكرتم تشريك الأنبياءء حيث اعترفوا بظلمهم فانه قال ادم وحواء « ربنا ظلمنا انفسنا » وقال موسی « اني ظلمت نفسي ‏ وقال يونس « اني كنت من الظالمين »٠ وحاله ان يقال ما (ورابعها): قوله تعالى « وأما الذين فسقوا فماواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون فانه يدل على أن كل فاسق مشرك (قلنا) ليس قوله مكکذب ` بيو م القيامة وانه باطل قطعا |. ه. (۱) سورة الحاقة أية رقم ۳۳ (۲) سورة الاعراف أية رقم ٥4 (۳) سورة الاعراف اية رقم ۲۳ (4) سورة القصص آية رقم ١۱ (5) سورة الأنبياء آية رقم ۸۷ (١) سورة السجدة أية رقم ٠۲ (وخامسها): قوله تعالى « يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر 6 الى قوله « وكنا نكذب بيوم الدين % فثبت بذلك أن كل مجرم داخل في النار مشرك ولا شبهة ان الفاسق مجرم يدخل النار (قلنا) إن الاية على غير ظاهرها والا لزم كون كل مجرم مكذبا بيوم القيامة وهو باطل قطعا ا. ه (سادسها) قوله تعالى حكاية عن موسی وهارون «( انا قد أوحي الينا أن العذاب على من کذب وتولی فانه يدل على انحصار العذاب في المكذب وهو مشرك ولا شك أن الفاسق معذب لما ورد فيه من الوعيد. |. هھ (سابعها): قوله تعالى ١ فانذرتكم نارا تلظى لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى » فانه يدل على أن كل من يصلى النار فهو مشرك والفاسق يصلاها للايات العامة الموعدة بدخولها. (قلنا): لعل ذلك نار خاصة يعني أن الضمير في يصلاها عائد الى نار منكرة فلعل تنكيرها للوحدة النوعية فتكون نارا مخصوصة لا يصلاها الا لمشرك ١. ه. (ثامنها) : قوله تعالی في حق من خفت موازینه « ألم تكن اياتي (۱) سورة المدثر أية رقم ۲٤ (۲) سورة المدثر ية رقم ٦٤ (۳) سورة طه اية رقم ۸٤ (٤) سورة الليل أية رقم ١۱ (5) سورة الموّمنون أية رقم ١٠٠ من خفت موازينه فهو مكذب بالاية المذكوره وكل مكذب مشرك (قلنا) قوله تعالى « ألم تكن تتلى عليكم » الاية خطاب خاص لمن كذب بالايات وأما الفساق فمسكوت عنهم في الاية ولا يلزم من کونهم ممن خفت موازینه کونهم داخلين تحت هذا الخطاب لاحتمال أن يقدر محذوفا أي فيقال لبعضهم وهذا وان كان خلاف الظاهر فهو ثابت بادلة قطعية كما ستعرفه ان شاء الله تعالی. (وذهبت) الأشعرية الى أن فاعل الكبيرة مؤّمن واستدلوا بادلة تقدم الكلام عليها في باب الايمان والاسلام والحاصل أن كل فرقة جعلت الكفر مقابلا للايمان فعلى حسب اختلافهم في الايمان يكون اختلافهم في الكفر. (ولنا) على أن الكفر شامل للشرك والفسق أدلة منها قوله تعالى «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولعك هم الكافرون »× فان كلمة من عامة في كل من لم يحكم بما انزل فيدخل فيه الفاسق المصدق وأيضا فقد علل كفرهم بعدم الحكم فكل ما لم يحكم بما أنزل کان كافرا والفاسق لم يحكم بما أنزل الله ا. ه. (ومنها): قوله تعالى « وهل نجازي الا الكفور »٠ فانه يدل على أن كل من يجازى فهو كافر وصاحب الكبيرة ممن یجازی لقوله « ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم »% فيكون كافرا. (١) سورة المائدة اية رقم ٤٤ وصدرالآية (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا باياتي ثمناً قلیلا). (۲) سورة سب اية رقم ۷٠ وقد جاءت هذه الأية محرفة في المطبوعة حيث قال: يجازي بدلا من (نجازي). (۳) سورة النساء أية رقم ۳٩ (واعترض) عليه بأنه خلاف الظاهر لان ظاهره حصر الجزاء في الكفور وهو متروك قطعا اذ يجازى غير الكفور وهو المثاب لان الجزاء (قلنا): لا نسلم أنه متروك الظاهر بل هو على ظاهره والمجازاة محصورة على الكفور الشامل للمشرك والفاسق ولا تطلق على الثواب (ومنها): قوله تعالى بعد ايجاب الحج ومن كفر اي لم يحج فان من جحد وجوبه ولا شك في کفره. (قلنا): لا نسلم أن المراد ذلك لان حمل الاية عليه خلاف الظاهر بغير دليل وبحملها عليه يختل نظم القران وذلك أنه لو قال مكان (ومنها): قوله تعالى « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم ‏ والفاسق ممن وجهه مسود بالمعصية فيكون كافرا (واعترض) بأنا لا نسلم أن كل فاسق كذلك اي مسود الوجه يوم القيامة فان الاية لا تقتضي ذلك بل هي واردة في بعض الكفار الذين كفروا بعد إيمانهم لقوله «اكفرتم بعد ایمانکم 0 (قلنا)(: الاية واردة في أحوال الناس يوم القيامة فدلت على انهم صنفان شقي وسعيد كما يرشد اليه سائر الايات فالسعداء مبيضة وجوههم (١) سورة ال عمران ية رقم ١۱۰ (۲) سورة ال عمران أية رقم ١٠٠ وتكملة الآية (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) ۳۹ والاشقياء مسودة وجوههم ووجود صنف ثالث أشقياء لم تسود وجوههم مما لم يدل عليه دليل وان أمكن عقلا فحمل الاية على التخصيص بغیر مخصص تحكم. (ومنها): قوله تعالى «إنه لا بيأس من روح الله الا القوم الكافرون » والفاسق ايس من روح الله اي ثوابه (واعترض) بان كونه ايسا ممنوع للرجاء الحاصل له بسبب إيمانه (قلنا) لا نسلم انه راج لان صاحب الكبيرة مخلد في النار والعياذ كما تقدم بالبرهان القاطع فلا رجاء له أصلا (ومنها): قوله تعالى « انك من تدخل النار فقد اخزيته ‏ مع قوله إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين وتقريره أن الفاسق يدخل النار للايات العامة الموعدة وكل من يدخل النار فهو مخزي للاية الاولى وكل مخزي كافر للاية الثانية. (واعترض) بأن المفرد المحلى باللام وهو الخزي ههنا لا عموم له عندنا فلا يلزم انحصار الخزي مطلقا في الكافر أو بان المراد به على تقدير عمومه الخزي الكامل فيلزم حينئذ انحصار أفراده في الكافر لا انحصار أفراد الخزي مطلقا فيه (قلنا) المفرد المحلى باللام عام عندنا وحمل الأية على الخزي الكامل خلاف الظاهر فظهر انحصار جميع أفراد الخزي في الكافر. (ومنها): قوله تعالى ١ وسيق الذين كفروا »“ الى قوله « وسيق الذين اتقوا »* اذ يعلم منه أن الانسان إما متق يساق الى الجنة أو كافر يساق الى النار. (١) سورة يوسف آية رقم ۸۷ () سورة ال عمران آية رقم ١۱۹ () سورة الزمر اية رقم ۷۱ (4) سورة الزمر أية رقم ۷۳ ۳ (واعترض) بان ذكر قسمين لا يدل على عدم قسم ثالث (قلنا) ثبوت قسم ثالث غير متق ولا كافر خلاف ظاهر الاية سلمنا أنها لا تدل على عدمه لكن لا يجوز ثبوته الا بدليل ولا دليل هنا (ومنها) قوله عليه السلام «( من ترك صلاة متعمدا فقد كفر في أمثاله ٠ (واعترض) بان الأحاد لا تعارض الاجماع المنعقد قبل حدوث المخالفين. (قلنا): لا نسلم انعقاد الاجماع على مدعاه وأنى له بدعوى الاجماع وهذا الكتاب العزيز وهذه السنة المطهرة ينادیان على حلاف منعاه أينعقد اجماع على خلاف نص؟ أيکون اجماعا بلا مستند من کتاب أو سنة؟ ألهم أن يشرعوا من تلقاء أنفسهم؟ (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ۷۷ باب ما جاء فيمن ترك الصلاة. ۸٨ - حدثنا علي بن محمد ٿنا وكيم نا سفيانء عن ابي الزبير عن جابر بن عبداللّ قال رسول الله عي وذكره ولفظه (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة). ورواه النسائي في الصلاة ۸ والترمذي في الايمان ٩ ورواه ابن ماجة في الفتن ٢۲ء واحمد ابن حتنبل في المسند ٥: ٣٤۰۳ ٥٥۳٠ (حلبي). ٢۳ والكفر قسمان جحود ونعم وباللنفاق الغاني مهما روسم) روامنعه في الأول حتما وهو ما لرد تزيل ومرسل نما) (قوله والكفر قسمان) ترجم هنالك عن انقسام الكبائر الى كفر جحود وكفر نعمة وعبارته هنا تقتضي انقسام الكفر الى كفر جحود وكفر نعمة وجوابه أن الكبائر هي الكفر لا غير ففي عبارته تفنن. (قوله جحود) أي كفر جحود والمراد به ها هنا مطلق النفي سواء كان نفيا للصانع ككفر من جحد وجود الصانع المختار أو نفيا لوحدانيته ككفر من عبد مع الله غيره أو نفيا لصفاته ككفر من وصف الله عز وجل بشيء من صفات غيره او انکر شيا من کمالاته أو نکر شيئا من أفعاله الثابتة بالبرهان القاطع كبعث الرسل وانزال الكتب فلا رد علي المصنف أن عبارته غير شاملة الا لكفر الجحود ويفوته كفر المساواة على أن الائمة قسموا الشرك الى جحود ومساواة فشرك الجحود هو جحدانية الصانع المختار وكفر المساواة هو أن يصف الصانع بصفات المصنوع أو يصف المصنوع بالصفات المختصة بالصانع ولنا في غاية المراد: تكون في مقعد عن غيه اعتزلا ۳۱۲ وهو المساواة بين الله جل وبين الخلق او جحده سبحانه وعلا کعليم› وقدير› وسميع؛ وبصير› فمعناها في حق الصانع غير معناها في جانب المصنوع على أن المراد بالصفات معانيها لا ألفاظها فلا (قوله ونعم): أي كفر نعم وهو ما نشا عن تأويل الخطاٍ كاستحلال ما حرمه الله تعالى بتاويل الخطا من فاعله أو قائله كخلاف جميع من خالف المسلمين وبرأتهم منهم بتأويل الخطا وما فعل انتهاكا كمقارنة شيء مما أوعد الله على فعله النكال في الدنيا والعذاب في الاخرة أو عذب به أمة من الامم الماضية كالقتل والزنا والربا والسرقة وبخس المكيالء والميزانء واتيان الرجالء وعقر الناقة والاعتداء في السبتء لاهل ذلك الزمان وغير ذلك ۱. ه. فهو قسمان: (أحداھما): ما فعل باستحلال وهو ما دان به المتدين بتاویل الخطا ويسمى مستحلا بالتاويل أما المستحل بلا تاويل فهو مشرك كما سياتي. (وثانيهما): ما فعل بانتهاك وهو ما يفعله المتدين والحال أنه محرم له في دينه ي يعتقد في دينه أن ذلك الشيء حرام فياتیه ولكل واحد منهما حكم سياتي بعضه في ركن التوبة ٳِن شاء الله تعالی ونذکر (اعلم) ان حكم المستحلين بالتا ويل ان يدعوهم الامام للدخول في دين الحق وولاية المسلمين والخروج من دين الضلال والبراءة من أئمة الضلال فإن أجابوا الى ذلك كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وإن أبوا دعاهم الى الاذعان لحكمه والتسليم له فان اذعنوا اجى فيهم حكم المسلمين وأخحذ الز كاة من اغنيائهم ووضعها في فقرائهم ۳\۳ وان امتنعوا من ذلك ناصبهم الحرب ولا يحل منهم غير دمائهم فلا شم أرق رلا ي تع مديرهم ود يجهز على جريجهم يجهز ز على جريحهم ويتبع مديرهم إِن ظن أنه يصلون ذلك المأوى وتلك الفعة أما اذا ظن أنهم لا يبلغون إليها فحكمهم كما لو لم يكن إلا أنهم لا يدعون الى براءة من أئمة الضلال فإنهم يدينون بها ولا الى ولاية لاهل العدل فانها معتقدهم. (قوله وبالنفاق الثاني منهما وسم) أي سمي كفر النعمة وهو القسم و لقوله اية المنافق ثلاث اذا وعد أخلف واذا حدث كذب واذا ائتمن ا (واعلم): أن الفاق عندنا نوعان (أحدهما): التكذيب بالقلب مع الايمان باللسان وهذا النوع هو الذي نزل في أهله القران كقوله تعالى « إن المنافقين في الدرك الاأسفل من التار . (وثانيهما): هو ارتكاب شيء من الكبائر كما يرشد اليه الحديث )۱( الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الأدب ٩ باب قول الله تعالى (يا أيها الذين امنوا انوا الله وكونوا مع الصادقين). د حدثنا اين سلام حدڻا اسماعيل بن جعفر عن ابي سهيل نافع بن مالك بن بي عامر عن آبيه؛ عن آبي هريرة ‏ رضي الله عنه ‏ أن رسول الله مه قال: وذکره ورواه ايضا في الايمان ٤ ورواه الامام مسلم في ایمان ۷١٠۱ س ۹٠۱ والترمذي في إیمان ١٤٠ (۲) سورة النساء أية رقم ١٤٠ ٤۳ فالمنافق يطلق على من كذب بقلبه وامن بلسانه وعلی من ارتکب شيئا من الکبائر. (واعلم): ان الاسماء على صنفين صنف منها مختص باهل الطاعة الموفين بدين الله وهي مؤمن ومسلم ومهتدي ومتقي وطائع وصالح وصنف مختص باهل الكبائر وهذا ايضا نوعان يطلق على أهل الكبائر كلهم وهي ضال وظالم وفاسق وفاجر وعاص و كافر والنوع الثاني مختص فلا يطلق الا على اهل صفة مخصوصة كالمشرك فانه لا يطلق الا على صاحب الشرك كالمنافق فانه لا يطلق الا على صاحب النفاق› وكالسارق فاإنه لا يطلق الا على صاحب السرقة وهكذا. (قوله وهو ما لرد تنزيل ومرسل نما) أي والشرك ما زاد في الكفر حتی انتهی الى رد تنزيل من عند الله أو رسول من رسل ۳ فیشمل التنزيل جميع الكتب السماوية مجموعة واية اية فن كل اية منها تنزيل فالراد لشيء منها كالراد لجميعهاء ويشمل المرسل جميع الرسل على سبيل البدلية لان الراد لرسول من رسل الله كالراد لجميعهم؛ وإذا عرفت أن الراد للتتزيل مشرك والراد للرسل مشركء عرفت بطريق الأولى أن منكر الصانع ومنكر بعض صفاته الواجبة له مشرك لانه إن ثبت الشرك برد شيء من أفعاله الجائزة عليه وهي انزال الكتب وارسال الرسل کان برد ما هو واجب في حقه اثبتء وللشرك وجوه قال وه في القواعد (منها) أن ينكر وجود الله سبحانه البتةء كالدهرية الزاعمة الاشياء لا محدث لھها. (ومنها): أن يقيم غير الله مقامه في الخلق والانشاء والاختراع ۳\0 كالمنانية والديصانية الذين يزعمون أن الأشياء تكونت من أصلين قديمين وهما النور والظلمةء وكالمجوس الزاعمة أن الاشياء القبيحة مخلوقة للشيطان وما أشبه هذا من مذاهب الملحدة. (ومنها) أن يقيم الخلق في العبادة مقام الله تعالى كمشركي العرب الذين يعبدون الاصنام ويقولون هي شفعاؤنا عند الله مع اقرارهم بان الخلق والرزق والاحياء والاماتة لله وحده. (ومنها): ان يکذب الله تعالی بانکار حرف من کلامه و نبي من وجه من وجوه التوحيد وما أشبه ذلك من جميع ما لا يسع جهله. (ومنها) أن يصف ربه بصفات الخلق ومعاني النقص من الجهل؛ (١) هم أتباع ماني وكان في الأصل مجومياً فأحدث ديناً ودعا إليه وزعم أن صانع العالم اثنان أحدهما فاعل الخير وهو نور وثانيهما فاعل الشر وهو ظلمة وهما قديمان لم يزالا ولن يزالا وهما مختلفان في النفس والصورة متضادان في الفعل والتدبيرء وقد ظهر في ايام سابور ابن أردشيروتبعه خلق عظيم من المجوس وادعوا له النبوة وما زال الى أن قتل في زمان سابور ابن بهرام (راجع سرح العيون ص ١١٥٠ والملل والتحل ١: ٢٤٢٤۲). (۲) الديصانية: أصحاب ديصان أثبتوا أصلين: نورا وظلاماً فالنور يفعل الخير قصداً واختيارا والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا. فما كان من خير ونفع وطيبء وحسن فمن النور» وما کان من شر وضرر وفتن وقبح فمن الظلام وزعموا أن النور: حي عالم قادر: حساس دراك ومنه تكون الحركة والحياة. والظلام: ميت جاهل عاجز؛ جمات موات لا فعل له ولا تمييز. الخ. راجع الملل والتحل للشهرستاني ۲: ده ٦۳ سبحان أو يصف الخلق بصفاته عز وجل من العلم والقدرة والقدم على الحقيقة والاحياى رالاماتق والخلق› والاختراع من العدم الى الوجوت والارسال؛ والاتزالء من جميع صفاته التي لا يليق الخلق بها. (ومنها): أن يتقرب العيد الى الله سبحانه بمعاصيه أي لا على وجه الأستحلال بالتاويل ليخرج هوْلاء المتدينون فإنهم يتقربون الى الله بالبراءة من اهل الحق وهي معصية وليسوا بذلك مشركين لتاولهم. (ومنها): أن يزعم العبد أن الله نهى عن طاعته من التوحيد وغيره مما لا يحتمل التأويل في التنزيل (وجعل منها) في موضع اخر أن يستحل ۳۱۷ ) أحكام المشركين ( (واحكم برجس أهله على الابد واغتنمن في الحرب مهم السبد) (واسب ذراريهم وحرم ذبحهم تاکحا توارثنا منالهےم) (قوله واحكم برجس أهله الخ) هذا شروع في بيان أحكام المشر كين. (اعلم) أن المشركين أصناف منهم أهل كتاب ومتهم ليسوا أهل کتاب؛» فاهل الكتاب منهم اليهود وهم أهل ملة موسى عليه السلام والنتصارىء وهم هل ملة عيسى عليه السلام والصابئون على خلاف فيهم هل هم اهل کتاب ام لا؟ وقيل: هم قوم اختاروا مطائب التوراة ومطائب الانجيل وقالوا قد أصبنا ديناء وأما غير ُهل الكتاب (١) في اللغة: صباً الرجل إذا مال وزاغ فبحكم ميل هؤّلاء عن سئن الحقء وزيغهم عن نهج الأنبياء قيل لهم الصابعة وقد يقال: صباً الرجل إذا عشق وهوى. وهم يقولون الصبوة هي الانحلال عن قيد الرجال. وإنما مدار مذهبهم على التعصب للروحانيين كما أن مدار مذهب الحنفاء هو التعصب للبشر الجسمانيين. والصابئة: تدعي أن مذهبها الاكتساب؛ والحنفاء تدعي أن مذهبها هو الفطرة. فدعرة الصابئة الى الاکتساب؛ ودعوة الحنفاء الى الفطرة. راجع الملل والتحل ۲: ۳٩ ۳۱۸ فهم مجوس والمشر كون الذين يعبدون الأوثان وغيرهم من أصناف المشركين ولهم أحكام عامة لجميعهم وخاصة في بعضهم دون بعض فاما أحكامهم العامة (فمنها): الحكم عليهم بان جميعهم نجس لقوله تعالى « إنما المشركون نجس × الاية وهو مذهب ابن عباس وعن الحسن أن من صافح مشر كا وهو متوضىء انتقض وضوءه وعليه جمهور أصحابنا وذهب اخرون منا ومن غيرنا الى أن ذواتهم ليست نجسة وإنما وصفوا بالنجس لمباشرتهم له وقلة تتزههم عنه. (ومنها): أن يدعوهم الامام الى الدخول في الاسلام فان كانوا آهل قری ومدائن دعي كبراؤۇهم وإن کانوا هل بادية دعاهم واحدا واحدا وقيل يدعو المنظور اليه منهم فان كانوا لا يعرفون لغته ترجم لهم بامينين وقيل يجزى بامين واحد ولا بد من الدعوة الى الجملة التي كان يدعو ايها رسول ا ع لما روي عنه عليه الصلاة والسلام انه بعث سرية فقال: يا علي لا تقاتل القوه حتی تدعوهم وتنذرهم وبذلك أمرت فان أخذوا بغير دعوة ردوا الى مامنهم. لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه جيء باسارى من حي من أحياءِ العرب قالوا يا رسول الله ما دعانا احد ولا بلغنا قال: الله..؟ فقالوا: الل فقال: خلوا سبيلهم حتى تصل اليهم الدعوة فان دعوتي تامة لا تنقطع الى يوم القيامة فان أيوا عن الدخول في الاسلام قاتلهم الامام وحل غنيمة أموالهم وسبى ذراريهم أينما كانوا ومن أي صنف کانوا الا قريشا فانهم ته تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم لحرمة النبي عليه الصلاة والسلام (١) سورة التوبة اية رقم ٢ وتكملة الأ ية (فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ان الله عليم حکيم). (۲) عند الامام احمد في المسند ١: ۱ ثنا حفص بن غياث ئا حجاج بن أرطاة عن ابن أي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال: ما قاتل رسول الله ع قوما حتى يدعوهم. ۳۹ أي لحلا تكون أنسابه َة خدماء والدليل على ذلك أنه كان عليه الصلاة والسلام لم يب من ذراريهم شيعا أو أن قتاله لهم فعلينا الاقتداء بء وفي قول اخر إن جميع العرب لا تسبی ذراريهم لحرمة النبي عليه الصلاة والسلام لانه منهم› ولا يخفى أن هذا القول مخالف لفعله َة فيهم فانه سبى بني المصطلق وهم من العرب» وسبى هوازن وهم منهم ايضا. (وأما): أحكامهم الخاصة فلليهود والتصارى والصابئين والمجوس حكم يخصهم مع المشركين من العرب وهو تحريم ذبائحهم ونکاح نسائهم فحكم المجوس في قبول الجزية حكم اليهود والنصارى والصابئين وفي الذبايح والنكاح حكم مشركي العرب من أهل الاوثان والدليل على أن المجوس تقبل منهم الجزية ولا تحل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم ما روي عنه عه ك من طريق عبد الرحمن بن عوف؛“ رضي الله عنه انه قال: سنوا بهم سنة آهل الکتاب غير اکلي ذبائحهم ولا ناکحي نسائهم. (وأما) الحكم الخاص بمشركي العرب من أهل الأوثان فهو انه لا يقبل منهم صلح ولا تقبل منهم جزيةق ولا تحل ذبائحهم ولا نکاح نسائهم ولكن يقاتلون ويناصبون الحرب حتى يسلمواء والدليل على ذلك انه تعالى خص قبول الجزية باهل الكتاب فقال تعالى ١« حتى )۱( هو عبد الرحمن ب ن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث» أبو محمد الزهري القرشي صحابي من اکابرهم وهو أحد العشرة المبشرين بالحنة› وأحد السسّة أصحاب الشورى الذي جعل عمر الخلافة فيهي وأحد السابقين الى الاسلام وكان من الاجواد الشجعان العقلاء. ولد بعد عام الفيل بعشر سنين ٤4 ق. ه وأسلم وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلهاء وجرح يوم أحد ٠۲ جراحةء وأعتق في يوم واحد ثلائين عبداء وكان يحترف التجارة والبيع توفي عام ٢ هھ راجع صفة الصفوة ١ ١ وحلية الاولياء ١ ۹۸ وتاریخ الخميس ۲: ۷٢۲« والبدء والتاريخ ٥: ٦۸ والرياض النضرة ۲: ۱٢۲ س ۲۹۱. ۳۲۰ يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون × وقال في حق المشركين « وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله »“ والدليل على تحريم ذبائحهم ونكاح نسائهم انه تعالى خص أهل الكتاب بجواز ذلك متهم فقال « وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم » (الاية) والدليل على تحريم مناكحة المشركين من العرب قوله تعالى « ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يۇمنوا ولعبد مۇمن خير من مشرك ولو اعجبكم ٩ وقوله تعالی « فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ١“ وأما تزويج بناته (عَْةٍ) ببعض المشركين فقبل نزول التحريم. (تنبيه) إذا أسلمت المرأة قبل زوجها ثم أسلم بعدها قبل أن تنكح زوجا غيره فإنها ترد اليه بالنكاح الاول لقوله عي لرجل اسلم على اختين « أمسك ايتهما شت » ولا یخفی أن الامساك إنما هو على الكاح الذي كانوا عليه قبل الاسلام ولقوله عة لمن أسلم على عشر نسوة « أمسك أربعا وفارق سائرهن 6“ فلو لم يكن النكاح الأول (١) سورة التوبة أية رقم ٢۲ (۲) سورة الانفال آية رقم ۳۹ وقد جاءت الأية محرفة في المطبوعة حيث قال ويكون الدين لل بدلاً: ویکون الدين کله لله ٠ (۳) سورة المائدة اية رقم د (٤) سورة البقرة آية رقم ٢۲۲ وتكملة الآية (أولعك يدعون إلى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة بإذنه ويين ایاته لناس لعلهم يتذكرون). (٥) سورة الممتحنة أية رقم ١٠ (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب النكاح ٢۳ باب الرجل يسلم وعنده اختان. ۱١۹٠س حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن ابي وهب الجيشاني حدثه أنه سمع الضحاك بن فيروز الديلمي يحدث عن أبيه قال: أتيت النبي ‏ ع فقلت: وذكره. (۷) الحديث رواه صاحب الموطا في كتاب الطلاق ٢۲ باب جامع الطلاق ٠۷ وحدئني يحى عن = ۱٢۳۲ ثابتا لم يقل عي وفارق سائرهن ولانه عي رد زينب لأبي العاص وقد أسلمت قبله بسنة ورد زوجه عكرمة بن ابي جهل" له وقد اسلمت قبله وكل ذلك لم يکن بتجدید نكاح فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من كان مسلما ثم ارتد والعياذ بالله ثم أسلم وكانت له زوجة الاول لانه إذا ثبت البناء على النتكاح الواقم في الشرك فثبوت النكاح الواقم في الاسلام أولى لأن الاسلام يعلو ولا يعلى وكذلك إذا ارتدت هي ثم أسلمت وهو باق على اسلامه (قوله على الأبد) أي مصاحبا في المستقبل ولا يخفى أن تابيد كل شيء بحسبه فتأبيد حكم الرجس = مالك عن ابن شهاب آنه قال بلغتي ان رسول الل ر قال: وذکرم ووصله الترمدي في کتاب النكاح ۳ باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة. (۱) هي زینب بنت سيد البشر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب القرشية الماشمية كبرى باته. تزوج بها ابن خحالتها بو العاص ب الربيع؛ وولدات له علياً وامامة فمات علي صغيرا و بثیت أمامة فتزوجها أمير المؤّمنين علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة الزهراء س رضي الله عنها توفیت عام ۸ هھ راجع الاصابة كتاب النساء ت٤ 46 وتاريخ الخميس ١: ۲۷۳ والسمط الثمين ١٠٠ وطبقات ابن سعد ۲۰:۸ (۲) هو عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي القرشيء من صناديد قريش في الجاهلية والاسلام كان أبوه من أشد الناس عداوة للنبي س عي وأسلم عكرمة بعد فتح مكف وحسن إسلامهء فشهد الوقائع وولي الأعمال لابي بكر واستشهد في اليرموك أو يوم مرج الصفر وعمره ١٠٦ سنة عام ١٠ ه وفي الحديث: لا تؤذوا الأحياء بسبب الموتىء قال المبرد: فتهى عن سب أبي جهل من أجل عكرمة راجع تهذيب الاسماء ١ ۲۸ وخلاصة التهذيب ‎Y۸‏ والاصابة ت ٤٤٢٤٦٥ وتاريخ الاسلام للذهبي 1 ‎۳۸A.‏ ٢۳۲ (قوله واغتدمن) بنون التوكيد الخفيفة أي خذ الغنيمة منهم وهي في اللغة: ما يناله الرجل أو الجماعة بسعي وفي الشرع ما ناله المسلمون من المشركين بالقتال أو بالقهر كائنا ما كان واستثنى بعضهم الاصول فلا تسمى غنيمة بل تسمی فیئا. قال القطب رحمه الله: وليس كذلك فإن الفيء ما جاء بلا قتال وقهر كالعشر» والجزيةء وأموال الصلح؛ والمهادنةء ومال من مات منهم في دار الاسلام ولا وارث ل“ وخراج الاصول قيل: وخمس الغنيمة ونحو ذلك ولا خمس فيه قال: وهذا هو الصحيح وهو قول الثوري' وعطاء قال فتادة كل ذلك يسمى غنيمة ويسمى فيا والغنيمة والفيء شيء واحد وفيه الخمس وكذا حكى ابن المنذر“ عن الشافعي ان في الفيء الخمس قال القطب رحمه الله أيضا والاكثرون على انه لا يخمس الفيء وأنه يقسم على المسلمين مطلقا بحسب المصلحة فيعطى الرجل بالنظر الى قومه والرجل بالنظر الى عياله والرجل (۱) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من بني ثور بن عبد مناة من مضر أبو عبدالله أمير المؤمنين في الحديثء كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى. ولد عام ۷٩ ه ونشأ في الكوقة وراوده امنصور العباسي على أن يلي الحكم فابي. وخرج من الكوفة سنة ١٤٤٠ ه فسكن مكة والمدينة ثم طلبه المهدي فتوارى وانتقل الى البصرة فمات فيها مستخفيا له من الكتب ٠ الجامع الكبير ٠ ٠ والجامع الصغير » كلاهما في الحديث وكتاب في الفرائض وفاته عام ١١۱ ه راجع دول الاسلام ١: ٤۸ وابن النديم ۱: ٢۲۲ وابن خلكان ١: ٠٠۲۱ وطبقات ابن سعد ٦: ۷٢٢۲ (۲) هو محمد بن ابراهيم بن المنذر النيسابوري أبو بكر: فقيه مجتهد من الحفاظ كان شيخ الحرم بمكة قال الذهبي: ابن المنذر صاحب الكتب التي م يصتف مثلها منها ٠ المبسوطء في الفقه والأوسط في السنن والاجماع والاختلاف؛ والاشراف على مذاهب أهل العلم وتفسير القرآن وغير ذلك بشيء توفي بمكة عام ۳۱۹ ه. راجع تذكرة الحفاظ ۳: ٤ والوفيات ١: ١41 وطبقات الشافعية ۲: ١۱۲ ولسان الميزان ٥ ۷ والوافي بالوفیات ١: ٢۳۳ ودار الکتب ١: ٩۸ و٧٩۹٤ ۳Y۳ بالنظر الى حاجته وكان الفيء في زمان النبي عه فيما ذكروا عن ر اا به تصرف فيه كما اء بق مته تفقة على عيله واباتي في السلاح والكرائم ويصرف بعده للمقاتلة لن بهم ارهاب العدو كالنبي عد وقيل هو للامام وكذا الارض وسائر الأصول فان شاء الامام قسمها كسائر الغنيمة وان شاء تركها في ايدي غيرها بجزء من غلتها أو بخراج يضربه عليها وإِن شاء فعل غير ذلك بحسب المصلحة مثل أن يرى أنه لو قسمها لاشتغلوا بها عن الجهاد فلا يقسمها. (أما): سائر الغنائم من نحو الذهب والفضة والابل والغنم وجميع أنواع الأموال فتجب قسمته على خمسة أقسام قسم منها هو الخمس وهو لمن ذكره الله في قوله عز وجل قائلا « واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل 6. قال القطب رحمه الله تعالى: والمراد بذكر الله تعظيمه وافتتاح الجملة به للتبرك وان من حق الخمس أن يتقرب به اليه كما قال مالك وانه هو الحاكم في الخمس يقسمه كيف شاء وليس المراد أن له سهما من الخمس فالدنيا والاخرة كلها لله وانما يقسم الخمس على الخمسة المذكورة بعده أو سهمه سهم الرسول فليقسم ايضا الخمس المذكور على الخمسة المذكورة وقال مالك والزجاج”: قسمه على الخمسة تمثيل باهم من يدفع اليه لا حصر فيجوز اعطاء الغير منه يقوله سبحانه « قل ما أنفقتم من خير فللوالدين 6 الخ وقد اجمعوا (١) سورة الاتفال اية رقم ٤٤. (۲) سبقت الترجمة له في هذا الجزء (۳) سبفت الترجمة له في هذا الجزرء. (4) سورة البقرة آية رقم ٢٠۲ وتكملة الآية (فللوالدين والأقربين واليتامى وامساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فان الله به عليم ». ۳Y٤‎ على جواز انفاق الخير على غير من ذ کر الله والصحيح الأول وبه أقول وهو قول الشافعي وأبي حنيفة ومالك وابن عباس والحسن بن محمد وعطاء وقتادة والنخعي” وهو ما کان رسول الله 2 يفعله وذكر الطبري" عن ابن عباس أن الخمس مقسوم على أربعة وسهم الرسول لقرابته ولیس له ولا لله شيء وقال ابو العالية المراد بذ كر لله أن له سهما فيقسم الخمس على ستة وسهم الله يصرف للكعبة يل قال عن رسول الل كه كان بأد الخمس فيقرب بيده فيه فيأعة قبضة يجعلها للكعبة وهو سهم الله ثم يقسم الباقي على خمسة وقيل سهم الله لبيت المال وقيل يضم الى سهم الرسول وقال منذر بن" (١) هو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية اللخمي الأزدي الكوفي؛ أبو عمر: قاض من أهمل الكوفة ولي القضاء ببغداد الشرقية لهارون الرشيد ثم ولاه قضاء الكوفة ومات فيها عام ١۹٠ ه كان من الفقهاء حفاظ الحديث الثقات حدث بثلاثة أو أربعة الاف حديث من حفظه وله كتاب فيه ١۷٠ حديثا من روايتهء وهو صاحب أبي حنيفة ويذكره الامامية في رجالهم. راجع تذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب وميزان الاعتدال ١: ٢٠۲ وتاريخ بغداد ۸: ۱۸۸ (۲) هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبو جعفر المورخ المفسر الامام ولد ف في امل طبر ستان عام ٢٤۲۲ ه واستوطن بغداد وترفي بها وعرض عليه القضاء فامتتع والمظالم فأبى له أخبار الرسل والملوكء وجامع البيان في تفسير القرانء واختلاف الفقهاء والمسترشد في علوم الدين وغير ذلك كير وهو من ثقات المورخين قال ابن الأثير أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ وني تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق توفي عام ۳۱۰ ه راجع ارشاد الريب ١٦: ٢۲٩ وتذكرة الحفاظط ۲: ٢٢۳ والوفيات ١: ٦٥٥ وطبقات السبكي ۲: ١۳٠ س ١٤٠ ومفتاح السعادة ١ ٢٠۲ و٥٠٤ (۳) هو مدر ين سعيد ين عبدالل بن عبد الرحمن النفزي القرطبي أو الحكم البلوطي: قاضي قضاة الأندلس في عصره. کان فقیها خطيباً شاعرا فصیحاً نسبته الى ٠ فحص البلوط » بقرب قرطبة ويقال له ١٠ الكزني » نسبة الى فخذ من البربر يسمى ٠ كزنة » رحل حاجاً سنة ۸ ه فأقام في رحلته أربعين شهراء أخذ بها عن بعض علماء مكة ومصر. قال ابن الفرضي کان بصیر ا بالجدل متحرفاً الى مذاهب أصحاب الكلام لهجا بالاحتجاج ولي قضاء .ء ماردة » وما والاها ثم قضاء الثغور الشرقية فقضاء الجماعة بقرطبة سنة ۳۳۹ واستمر الى أن توفي بها عام ٢٥۳ ه له كتب في القران والسنة على أهل الأهواء منها ٠ الانباء على استنباط ۳Yo سعيد: قالت فرقة لفقراء المسلمين و لبیيت المال ورد عليه أي على هذا القول بظاهر قوله تعالى « وللرسول © قال: وسهمه 1 بعد موته لمصالح المسلمين. وما فيه قوة الاسلام عن الشافعي واحمد وقال فرقة للكراع والسلاح وقال الاعمش والنخعي هو الذي كان أبو بكر وعمر يفعلانه وقال علي وقتادة والحسن للامام قال: وهو حسن وقال أبو حنيفة للاربعة المذكورة بعد وقالت فرقة: هو لاصحاب أربعة الاخحماس الباقية وهو الجيش» وقال قوم: لقرابته عي وقال مالك الى رأي الامام وقال اصحاب الرأي هو لليتامى والمساكين وابن السبيل دون القرابة لاه عة لا يورث وذوو القربى هم بنو هاشم وبنو المطلب يعطى منه غنيهم وفقيرهم للذكر مثل حظ الانثيين وذهب قوم الى أنه لیس لاغنیائهم مته شيءِ وانما هو لفقرائهم وصحح القطب رحمه الله الاول مستدلا عليه باعطاء رسول الله ا عمه العباس وهو من الاغنياء فاذا لم يوجد أحد من ذوي القربی فامر سهمهم الى الامام يضعه حيث شاءِ من مصالح الاسلام. (أما): أربعة أخماس الغنيمة وهي ما عدا الخمس المذ كور فيقسم على المقاتلة للفارس منهم سهمان وللراجل سهم وليس لأحد منهم أن يأخذ شيا من الغنيمة قبل القسمة لانهم شركاء في ذلك لقوله عي وقد أخذ من بعير وبرة فقال ما لي ولا لكم منها أي من الغنيمة مثل هذه الا الخمس ثم هو رد عليكم فادوا الخياط والمخيط فان = الأحكام من كتاب الله ويسمى أحكام القران» والابانة عن حقائق أصول الديانةء والناسخ والمنسوخ راجع تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ۲: ۷٠ ونفح الطيب ١: ٣۳۳ وقضاة الأندلس ١ ويغية الملتمس ٠٠4 وبغية الوعاة ۳۹۸ والكامل لابن الأثير ۸: ‎TY‏ ‏(١) سورة الانفال اية رقم ٢٤۲ وتكملة الآية (اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون). (١) الحديث رواه كتاب الجهاد ٢۳ باب الغلول ٢۰٥۲۸ ثنا بو أسامة عن بي سنان عیسی بن = ٦۳ الغلول عار وشنار على الغلة يوم القيامة ولكم الاكل والركوب والعلف ولي أحدكم أحق بالغنيمة من الأخر ولو بالسهم وقيل يا رسول الله استشهد فلان فقال كلا اني رأيته يجر الى النار بعباءة غلها. وکا لرسول الله ية الصفي وهو ما يختاره لنفسه قبل القسمة وتركه ا لامته وادخارا لاجره وكتب به الى بني زهرة وقیس أنه له فيما غنموه اي إن امنوا وبكلمة الاخلاص والزكاة والصلاة وان لكم حظا في الخمس ولا صفي بعد رسول الله ع باجماع الا ما قاله ابو ثور انه باق للامام وهو قول شاذ. (قوله في الحرب) فيه أنه لا يجوز أخذ أموالهم في غير الحرب كما هو اصل المسالة فلا يجوز لمن دخل معهم بامان اُن يأخذ شيئا = سنان عن يعلى بن شداد عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله عه يوم حنين المي جنب بعير من المقاسم ثم تناول شيا من البعير وذ کره. في الروائد: في اسناده عیسی بن سنان واختلف فيه کلام ابن معين قال: لين الحديث؛ ولیس بالقوي؛ قيل: ضعيف» وقيل: لا باس به وذكره ابن حبان في الثقات؛ وباقي رجال الاسناد ثقات. ورواه أبو داود في الجهاد ١۲٠ والنسائي في الهبة ١ والدارمي في السير ٥4 وصاحب الموطاً في الجهاد ٠۲ واحمد بن حتبل في المسند ۲: ١۱۸ 4: ۸١۱ 16 ۳۱۹ ٢۳۲ ٠ رحلبي). (١) الحديث رواه ابن ماجد في كتاب الجهاد ٢٤۳ باب الغلول ٩٣٤۲۸ حدثنا هشام بن عمارء ثا سفيان بن عييسة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أيي الجعد عن عبدالله بن عمرو. قال: كان على ثقل النبي ميك رجل يقال له كركرة فمات. فقال البي س ع س د هو ني النار » فدهبوا ینظرون فوجدوا عليه کساء ُو عباءة فد غلها. (۲) هو ابراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي أبو ثور: الفقيه صاحب الامام الشافعي. قال ابن حبان: كان أحد أئمة الانيا فقها وعلما وورعاً وفضلاء صنف الكتب وفرع على 'السنن وذب عنها يتكلم في الرأي فيخطىء ويصيب. مات ببغداد عام ٠٢٤۲ ه وقال ابن عد ال لبر له مصنفات كثيرة منها كتاب ذكر فيه اختلاف مالك والشافعي؛ وذكر مذهبه في ذلك وهو أكثر ميلا الى الشافعي في هذا الكتاب وفي كتبه كلها. راجع تذكرة الحفاظ ۲: ۸۷ وميزان الاعتدال ۱ ٥ وتاريخ بغداد 7٦: ١٠ والانتقاء ۷١۱۰ ۳Y۷ من أموالهم ولا لمن دخلوا معه بامان أن يأخذ شيعا أيضا وهنا مسالة وهو ما إذا دخل المسلم دار المشرك بأمان هل يحل له ان يشتري مما غنم المشركون أو سبوا من بعضهم بعض؟ في الأثر أنه لا يحل ذلك لانه خيانة لهم وعن المحقق الخليلي رحمه الله جواز ذلك وعنده أنها ليس بخيانة لهم. (قوله 2 أي المال مطلقا وحقيقة السبد هو المال ما كان من اسم البعض طّ الكل. (قوله واسب ذراريهم) أي أولادهم الصغار والمراد به ها هنا الاولاد ما كانوا دون البلوغ من النساء فانهن يسبين أيضا وآما من بلغ من رجالهم فانهم يقتلون بدليل أن سعد بن معاذ حكم في بني قريضة قتل مقائلهم فاقره رسول الله ع على ذلك وقال له حكمت بحكم الله الى اخر الحديث والحكمة في سبي أولادهم ثلاثة أشياء: أحدها: ليجروهم الى الاسلام فيكون ذلك سببا لدخولهم فيه وذلك تفع لهم. والثاني: شفمفه بهم حين قتل ابائهم ىلا يمو توا عطشا وجوعا. والثالث: تقوية لبيت المال. (۱) هو سعد معاذ بن النعمان بن امریء القيس الأوسي الأنصاري صحابي من الأبطال› من هل المدينةء كانت له سيادة الأوس؛ وحمل الوامهم يوم بدر» وشهد أحدا فکان مما ثبت فيهاء وکان من أطول الناس واعظمهم جسما. ورمي بسهم يوم الخندق فمات من أثر جرح ودفن بالبقيع؛ وعمره سبع وثلاڻون سن موحزن عليه النبي 5 وفي الحديث #٥ اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ٠. راجع صفة الصفوة١: ٠ وطبقات ابن سعد ۳: ۲ القسم الثاني والاصابة ت ۳۱۹۷ ۳Y۸ )قو وحرم ذبجهم) أي ما ذيحو ٠ من الحيوانات ي يحل الها و لهم و توارتا) مصدر توارٹوا إذا ورت کل متهم الآ 9 (قوله منالهم) اي كان النكاح والميراث من قبلنا لهم لو من قبلهم لنا (قوله سواء) اي سواءِ حکمهم فیما ذکرناه کانوا في حرب او التى بعده. (قوله أو بجزية هم جاؤوا) قد تقدم أن بعض المشركين لا تقبل منهم جزية صلا وهم هل الأوثان من العرب وبعضهم تقبل منهم وهم أهل الكتاب من اليهوت والنصارى» والصايئين› ومثلهم المجوس؛ ولا جزية على امراق أو عبت او طفل أو شيخ أو حبر أو مجنون؛ أو راهب أو مفلسء وعن بعض قومنا يعطيها أيضا جميع من ذكر هو ضعيف كيف يطالب بها المجتون وقال بعض العلماء يعطيها رهبان الكنائس الذين لم ينقطعوا ومن ضربت عليه ثم انقطع لم تسقط عن وقيل يعطيها الراهب مطلقا ولا يأخذ الجزية الا الامام العادل بنفسه أو بامره وإذا لم يكن إمام و كان ولم يقدر على مع الظلم عنهم لم تؤخذ منهم ومن أخذها بدون الامام لم يعامل فيها وقيل يا حذ‌ها منهم كل من منع الظلم عنهم ولو في الكتمان وقيل تَوخذ من الفقير الذي لا شيء له وقيل إذا كان له ما يكتسب منه وشدد بعضهم فقال يطلى بلبن أو عسل أو نحو ذلك مما يتأذى منه بالذباب أو النمل أو نحوها ويحبس في الشمس حتى يعطيها لانه ترك التوحيد باختياره والجزية بحسب ما یری الامام من قوة المشرك وضعفه و كثرة المال وقلته وشدة بغض الاسلام وعدمهاء وغير ذلك حتى لو رأى الصلاح في تسويتهم لفعل وقيل دينار على كل واحد في السنة وان ۳۲۹ رضوا بالزيادة فعلى المتوسط ديناران وعلى الفقير دينار وان شاؤوا اعطوا الدراهم بدل الدينار فيحسب الدينار باثي عشر درهما كدينار الديات› والارش؛» وجماع الحيض» وغير ذلك وأما دينار الزكاة فعشرة دراه ودينار المعاملات يزيد وينقص» وان شاء الامام أخذ في كل شهر دراهم فيكون على الغني في الشهر أربعة دراهم وعلى المتوسط درهمان وعلی الفقير درهم وقيل على اليهودي عشرة دراهم في کل سنةء وعلى النصراني اثني عشرء وقيل خمسة عشر ولم يذ كر صاحب هذا القول الصابئين والمجوس ولعله يقول الأمر نيهم على ما يراه الامام وعلى من توؤخذ عنه الجزية ضيافة المسلمين ثلاثة ايام وقيل الضيافة على النتصارى والمبيت على اليهود بعد أكل العشاء عند التصارى وعن عمر أنه ضرب على أهل الكتاب أيضا كسوة للمسلمين وعن عمر انه ضرب الجزية دينارا على كل واحد فى السنة وبه قال الشافعي وبه أمر ْلَه معاذا حين أرسله الى اليمن وقال له أو خذ قيمة الدنائير مغافر وهي ثياب وقد عمل به عمر في بعض القری وروي عنه أنه كتب الى عامله عثمان بن حنيف؛ في الكوفة بان على الغني أربعة دنانير وعلى المتوسط دينارين وعلى الفقير دينارأ وروي عنه غير ذلك فدل على انها ليست محدودة رقمل البي ع ليس حدا لها وانها براي الامام وقال ابن القاس من المالكية: اربعة دنانیر على کل (۱) هو عثان بن حنيف بن وهب الانصاري الأو س ي بو عمرو وال من الصحابة شهد أحدا وما بعدهاء وولاه عمر السوات ثم ولاه البصرةء ولما نشبت فتنة الجمل بين عائشة ‏ رضي الله عنها س وعلي كرم الله وجهه ‏ دعاه أنصار عائشة الى الخروج معهم على علي فامتنع فنتفوا شعر رأسه ولحيته وحاجبيه واستأذنوا به عائشة فأمرتهم باطلاقه فلحق بعلي وحضر معه الوقعة ثم سكن الكوفةء وتوفي في خلافة معاوية عام ١٤ هھ راجع الكامل لابن الأثير واصابة ت ۳۷٤ ٠ والاستيعاب بمامش الاصابة ۳: ٩۸ وتذيب التبذيب ۷: ١۱ (۲) هم ۽ عبد الرحمن ب ن القاسم بن خالد بن جنادة الع لعتقي الملصري آبو عبداللّف ويعرف بابن القاسم فة ميه جمع ۳۳ غني أو فقير لا ينقص عنها وهو قول اصبغ منهم لکن قال: يحط على الفقير بقدر حاله وقال اين الماجشون منهم: لا جزية على الفقير ويؤخذ من نصارى العرب ضعف ما يلزم المسلم في الزكاة على أموالهم فيعطي منهم من له مائتا درهم عشرة دراهم ومن له مائة درهم خمسة دراهم ولو كان لا زكاة على المسلم في ما دون المائتين وكذلك في الذهب والغلة والماشيةء وكذا فعل خالد بن الوليد بتصارى تغلب في الشام فاجازه عمر وتؤخد على تمام السنة من حين قهرهم الامام وضربها عليهم وبهذا قال الشافعي وقال ابو حنيفة من حينه وهو ضعيف وكل ما صالحهم أعني اهل الكتاب الامام عليه قبل القتال أو بعد القتال ان لم يكن غالبا فجائز عليهم ا. ه من الهيميان للقطب رحمه الله تعالى. بين الزهد والعلم تفقه بالامام مالك ونظرائه مولده عام ۱۳۲ ه ووفاته بمصر عام ١۱۹ ه له (المدونة) وهي من أجل كتب المالكية. راجع وفيات الأعيان ١: ٢۲۷ وحسن المحاضرة ١: ١١٠ والمكتبة الأزهرية ١: £0۳ (۱) هو عبد العزيز بن عبدالله بن أبي سلمة التيميء مولاهم المدني أبو عبدالله فقيه من حفاظ الحديث الثقات له تصانيف كان وقورا عاقلا ثقة اصله من اصببان نزل المدينة ثم قصد بغداد فتوفي بها عام ١١٠ ه وصلى عليه الخليفة المهدي ودفن في مقابر قريش؛ وهو يعد من فقهاء المدينة راجع تذكرة الحفاظ ١: ٢٠۲ وتهذيب ٦ ۳ وتاریخ بغداد ١٠: ٤٦٤٤ ۱٢۳۳ « تحليل ذبيحة أهل الكتاب وجواز مناکحتهم » (والذبح من أهل الكتاب جوزا مع اللكاح دون حرب جوزا) (ويرفع الحرب لجزية أتت منهم وفي المجوس حكمهم ثبت) الا الذباح والنكاح فهما محرمان في المجوس فاعلما) (قوله والذبح من أهل الكتاب) وهم اليهود والنصارى بالاتفاق والصابئون على المعتمد عليه عند أصحابناء وسمي هؤلاء أهل كتاب لان اليهود في أيديهم التوراةء وفي ايدي النصارى الانجيل؛ والصابئون قوم اختاروا مطايب التوراةء ومطايب الانجيل وهذا الحكم شامل لجميع أهل الكتاب كانوا عربا أو عجماء لان المعتبر ها هنا هو الدين لا السب وذهب ابو حنيفة وأبو يوسف الى تخصيص العجمي بهذا الحكم دون العربي سواء كان العربي أو العجمي كتابيا او غير كتابي» وذهب مالك والاوزاعي! الى تعميم هذا الحكم فيما عدا المرتد وليس الجميع بشيء لمخالفته ظاهر الكتاب والسنةء ومن دخل في دين اهل ر١ هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي من قبيلة الأوزاع أبو عمرو إمام الديار الشامية في الفقه والزهدء وأحد الكتاب المترسلين؛ ولد في بعلبك؛ ونشأ في البقاع وسكن بيروت وتوفي بهاء وعرض عليه القضاء فامتنع. له كتاب ٠ السنن ٠ في الفقهء والمسائل ويقدر ما سئل عنه بسبعين ألف مسألة أجاب عليها ٢۳۳ الكتاب بعد نسخه فلا تقبل عنه الجزية قال بعضهم: وكذلك إن دخل فيه بعد نسخه ولم يبدل فيه والذبيحة والنكاح تابعان للجزية وان وقع الشك في دخولهم قبله أو بعده قبلت منه الجزية ولا يتزوج منهم ولا تؤكل ذبائحهم حوطةء وعن علي ولا تؤكل ذبيحة نصارى العرب فانهم لن يبلغوا من النصرانية الا شرب الخمرء واختار بعض أصحابنا من دخل من العرب في دين النتصارى قبل نزول الاية فهو منهم ومن دخل بعد نزولها قتل ۱. ه. (قوله جوازا) بفتح الجيم أمر من جوز الشيء يجوزه إذا اذن في فعله والمراد جوزه لتجويز الله له (قوله مع النكاح) اي منهم أي جوز الذبح مع النكاح من أهل الكتاب بشرط أن لا يكونوا حربا للمسلمين قيل ويشترط المسلم على الكتابية اذا أراد تزويجها خمس خصال؛ ان تغتسل من الحيض» وأن تغتسل من الجنابةء وان تحلق العانق وان: لا تشرب الخمر وان لا تعلق الصليب. (قوله دون حرب): أي انما تحل ذبائحهم ونکاح نسائهم ذا صالحوا المسلمين وتركوا الحرب» أما اذا حاربوا فلا يحل شيء من ذلك منهم وهذا هو الذي صححه أصحابنا قال بعضهم: لانهم حين حاربوا لم تكن لهم حرمة تحل بها ذبائحهم ولا نساؤهم ألا تری أنه لا يحل في امرأة واحدة أن تحل لرجلين مسلمين هذا بنكاح وهذا بسباء وملك اعني لو كانت حلالا لرجل مسلم فتزوجها ليس لغيره من المسلمين أن يسبيها حين حاربوا ولا يجوز أن تحل لهذا بنكاح ولهذا بسباء = کلهال و كانت الفتيا تدور بالأندلس على رأيه الى زمن الحكم بن هشام ولأحد العلماء كتاب د محاسن المساعي في مناقب الامام أبي عمرو الأوزاعي ٠ توي عام ١٥٠ ه. راجع ابن النديم ١: ۲۲۷ والوفيات ١: ٢۲۷ وتاريخ بيروت ١٠ وحلية الأولياء ٦ ١۱۳ ۳۳۳ وملك انتهى. أقول: وهذا التعليل لا يفيد تحريم تزويج نسائهم في الحرب لانه لقائل أن يقول إن من حل سبيه منهن إنما هو من لم يكن منهن زوجة لمسلم آما التي كانت زوجة المسلم فلا يحل سبيها لحرمة ذلك المسلم؛› وقال الشيخ عامر رحمه الله في ايضاحه في کتاب الذبائح: ولا باس بذبائح أهل الحرب من آهل الكتاب ولا نکاح نسائهم› ولا صيد كلابهم اقول وهذا هو الظاهر من اطلاق الكتاب والتقييد في حل ذلك منهم بما إِذا کانوا غير حرب للمسلمين محتاج الى دليل. (قوله وجوزا) بضم الجيم فعل ماض مبني للمفعول حذف فاعله للعلم به لأن فاعل الجواز هو الشارع (قوله ويرفع الحرب لجزية) جزية اتت منهم وإنما قبلت منهم الجزية حرمة لا بائهم الذين انقرضوا على الدين الذي هو من الله قبل نسخه ولان في أيديهم كتبا قديمة . . . . َ سلا ولعلهم يتفكرون فيها فيعرفوا صدق سيدنا محمد عي مع ما ينضم الى ذلك من مشاهدتهم محاسنه وقوته و كثرة الداخلين فيه وسمیت جزية لانها تجزي عن قتلهم أو لأنها طائفة مما على أهل الذمة ان يجیزوه أي يقصوه ويقال جزا دینه بمعنی قضاه و لأنها مكافأة للمسلمين على ابقائهم | ه. (قوله أنت منهم) فيأتون بها صاغرين كما ذكر عز وجل قيل الصغر ان ياتي بها ماشيا غير راكب ويسلمها قائما والقابض قاعكء ويحرك ويزعج باقلاق ويؤخذ بمجامع ثيابه ويقال له اد الجزية وان كان يۇديها ويضرب في قفام؛ وفسره عكرمة باعطائه قائما والقابض جالس وابن عباس بان يضرب باليد عنقه والكلبي بان يضرب باليد مبسوطة في قفاب وقيل هو ان يوخذ بلحيته ويضرب في لحمتيه تحت الاذن ويقال له أّد حق الله يا عدو الله والضرب في ذلك كله خفيف. (قوله وفي المجوس حكمهم ثبت) أي وثبت حكم أهل الكتاب ۳۳ من رفع الحرب عنهم باتيان الجزية. بالشرط المتقدم في المجوس؛ وهم قوم لا كتاب لهم فمنهم من يعبد النيران ومنهم من يعبد الكواكکب الى غير ذلك. (قوله الا الذباح والنكاح فهما) الخ اي يستثنى من حكم أهل الكتاب في المجوس شيئان هما تحريم ذبحهم وتحريم نكاح نسائهم فان حكمهم فيهما حكم عبدة الاوثان لقوله عليه السلام ١« سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم ولا اکلي ذبائحكم “ هذا مذهبنا ومذهب الجمهور وعليه مالكء وابن حبيب؛ وغيره من اصحاب مالك الا قليلا منهم وظاهر ما روي عن علي أنه تحل ذبائح المجوس وحرائرهم بالجزيةء وبه فسر بعضهم حديث عبد الرحمن المذكور حيث لم يثبت عندهم زيادة غير ناکحي نسائهم ولا اکلي ذبائحهم فقالوا في معناه: سنوا بهم سنة أهل الكتاب في كل شيء كالجزية والذبيحة ونكاح الحرة منهم وسواء في ذلك مجوس العرب وغيرهم وقيل لا يقبل من مجوس العرب الا الاسلام أو القتل ولا تحل ذبيحتهم ولا (١) الحديث رواه صاحب الموطا في كعاب الزكاة ٢۲ باب جزية أها الكتاب وانجوس؛ 7٤ وحدثني عن مالك عن جعفر بن محمد بن علي عن أيه أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال: ما أدري كيف أصنع في أمرهم فقال عبد الرحمن بن عوف ‏ رضي الله عنه أشهد للسمعت رسول الله س عه وذکره. (۲) هو عبد املك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي القرطبي أبو مروان عالم بالأندلس وفقيه في عصره أصله من طليطلة من بني سُليم أو من مواليهم ولد في إلبيرة عام ١٤۱۷ ه وسكن قرطبة وزار مصر ثم عاد الى الأندلس فتوفي بقرطبةء كان عالما بالأدب والتاريخ رأسا في فقه المالكية له تصانيف قيل تزيد على ألف. منها ٠ حروب الاسلام » وطبقات الفقهاء والتابعين ‏ وتفسير موطاً مالك ومصابيح الهدى؛ ومكارم الأخلاق وغير ذلك كثير توفي عام ٢۲۳ ه راجع معجم البلدان ١: ۳۲۳ وتاريخ علماء الأندلس لابن المفرضي ١: ٢۲۲ وتذكرة ۲: ۷ وميزان الاعتدال ۲: ١٤٠ ولسان الميزان ٤: ٥١٠ ونفح الطيب ١: ۳۳۱ ۳۳o حرائرهم وقيل يوؤخذ منهم الجزية ولا تحل ذبيحتهم وحرتهم وهذا الخلاف أيضا في السامرة ونسب القول بأنهم والصابئين من أهل الكتاب وأحكامهم واحدة الى الجمهور ا. ه (قوله فاعلما) مر من علم الشيء اذا أدركه وهو تتمة للبيت وفائدتها تنبيه السامع لحكم المجوس المستثنى من جملة أحكام أهل الكتاب» وألفه بدل عن نون التأ كيد الخفيفة. ٦۳۳ حكم المشركين عبدة الأوثان روالمشركون من ذوي الاوثان ليس لهم واق سوى الايمان) ركذاك حكم راجع عن دنه واخذ بالشك عن يقنه) (قوله والمشركون من ذوي الاوثان) ي من أصحاب الأصنام وهم أهل اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونحوها من الأصنام سواء كانت العبدة لها من العرب كمشركي قريش ونحوهم أو من العجم أو من البربر أو من السودان خلافا لمن خصهم بالعرب كابي حنيفة حيث قال توخذ الجزية أيضا ممن كان من العجم مشركا غير كتابي ولا تؤخحذ من عربي مشرك غير كتابي ولايي يوسف حيث قال تۇخذ الجزية من المشرك العجمي كتابيا كان او غيره ولا تۇخذ من العربي ولو كتابيا ولمالك والاوزاعي حيث قالا توؤخذ من جميع الكفار الا المرتد وانما قلنا بذلك لان المعتبر عندنا هو الديانة لا النسب (قوله ليس لهم واق سوى الايمان) أي ليس لهؤلاء المذكورين من المشركين حافظ يحفظهم من سيوف المسلمين ومن غنم أموالهم وسبي ذراريهم غير التصديق بالله وانه لا شريك له في ذلك من کمالاته ولا يشابه شيء من مخلوقاته والتصديق بينه والشهادة له بأنه رسول الله وان ما جاء به هو الحق مجملا ومفصلا. (قوله كذاك حکم راجع عن دينه) وهو المرتد فحكمه حکم عبدة ۳۳۷ ولا موارثته وليس له شيء يحفظه من سيوف المسلمين الا الاسلام سواء رجم عن دين الاسلام الى عبادة الاوثان أو الى دين اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو نحو ذلك بحديث « من بدل دينه فاقتلوه » ويكفي في دخوله في الاسلام ان يقر بالجملة التي كان رسول الله عد يدعو إليها 2 الاثر ما نصه: والراجع الى الاسلام كالميتدي ودخولهما فيه سواءِ لا فرق بينهما وهو أن يقول أشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله وأُن ما جاءِ به محمد من عند الله هو الحق كذلك قال علماؤنا: فان لم يقر بما جاء به من عند لر يكن مؤمنا حى يقول ذلك قال أيو محمد ويعجبی ان لا يعذر من قول وانه بريء من كل دين يخالف الدين الذي دعا اليه محمد عي فإن من الكفار من يقول أن محمدا رسول الله الى العرب دون غیره. انتھی. (قوله واخذ بالشك عن يقينه) بيان لحكم من أشرك بالشك في او في قبول شيء من كتبه فان الشاك في شيء من ذلك مشرك وحکمه إذا تبين بشكه حكم عبدة الأوثان والمرتد فيدعى أولا للتصديق بما تردد فيه فان أبى قوتل حتى يصدق ويرجع عن شکه ولا يقبل منه عليه أو بجهله بشيء من كمالاته بعد قيام الحجة عليه بذلك والله اعلم. ۳۳۸ (الر كن الرابع) رفي التوبة وأحكامها وما يشتمل عليها وفيه اربعة ابواب) ختم بهذا الركن سائر الأركان تفاؤلاً. بحسن الخاتمة فإن من ظفر بالتوبة ختاما لعمله فقد ظفر. الباب الأول رفي التوبة واقسامها واحكامها) أي في بيان حقيقة التوبة ما هي؟. وفي بيان انقسامها الى واجب وغير واجب والى سر وجهر. وفي بيان أحكامها متى تكون مقبولة ومتى لا تكون مقبولة وممن تقبل وممن لا تقبل...؟ ٢٢٤۳ (توبتسدا قسمان فرض وجبا لمن عصى والثاني نفل ندبا) (قوله توبتنا) أي معشر الأمة المحمدية (قوله قسمان) أي بالنظر الى حكم الشارع فيها فهي إما واجبة وإما مندوبة فالفرض الواجب منها هو ما اذا عصى المكلف فإنه يجب عليه أن يرجع عن عصيانه في الفور فأما وجوبها فماخوذ من قوله تعالى « وتوبوا الى الله جميعا ايها الموّمنون »0 واما وجوب الفورية فيها فلما في تأخيرها من الاصرار المحرم قطعا وأما المندوب منها فهي تكرار توبة من عصى فتاب إذا تذ کر ذنبه الذي تاب منه فانه يندب له ان يعید توبت ولا يجب عليه اعادتها خلافا لبعضهم لان الصحابة ومن كان اسلم بعد كفره يتذاكرون ما كان منهم في الجاهلية من الكفر ولا يجدون له توبة. (قوله لمن عصی) أي على من عصى سواء كانت المعصية كبيرة ام صغيرة› فان التوبة واجبة على فاعل شيء منهما على الفور لتحريم الاصرار مطلقا وذدهب الجبائي”» من المعتزلة الى انه لا تجب التوبة (۱) سورة النور اية رقم ۳۱ (۲) هو محمد بن عبد الوهاب ين سلام الجبائي أبو علي: من أئمة المعتزلة ورئيس علماء الكلام في عصره وإليه نسبة الطائفة الجبائية له مقالات واراء انفرد بها في المذهب نسبته الى جبی (من قرى البصرة) اشتهر في البصرة ودفن بجی عام ۳٢ هھ له تفسير حافل مطول؛ رد عليه الأشعري = ٢٣٤۳ من الذنب الصغير لان الصغائر تكفر باجتناب الكبائر قلنا تكفيرها باجتناب الكبائر لا ينافي وجوب التوية منها على الاجمال فان العاصي متى ما عصى وجب عليه ان لا يقيم على معصية وذلك الاقلاع هو عين التوبة منها فان لم يقم عليها ولم يندم على فعلها لكنه استرسل كذلك اي مهملا لا مسترا بها ولا نادما عليها ٹم مات على ذلك مجتنبا للكبائر غفر الله له تلك المعصية وعدم التوبة منها أي فتركه التوبة من الصغيرة مع عدم الاصرار عليها صغيرة أيضا فهي مكفرة باجتناب الكبائي وفعل الطاعات أما إذا أصر عليها فلا تكفرها الا التوبة. (قوله والثاني) أي والقسم الثاني من التوبة (قوله نفل)"» اي زيادة على الواجب (قوله ندبا) اي طلب فعله طلبا غير جازم. _ احع المقريزي ۲: ٢ ووفیات الأعيان 1 ‎۸A.‏ والبداية والنهاية ١ ٥١۱۲ م اللباب 4 َ‫ ی ۱ ٢ ومفتاح السعادة ۲: ٣۳ وانظر دائرة المعارف الاأسلامية 1٦: ۲۷۰ سے ٢۲۷ (١) النفل: اي الزيادة على الواجب ويقال له النافلة قال تعالى: ٠ ومن الليل فتجديه نافلة لك ٠. وعلى هذا قوله: « ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة ٠ ويقال نفلته كذا أي أعطيته نفلا ٠. 531 أركان التوبة (اركانها ندم مع استغفار والعزم والرجوع بانكسار) (قوله أركانها) الخ أي أركان التوبة الشرعية أربعة كما روي عن ابن عباس رضي االله عنه أنه قال: التوبة التصوح الندم بالقلب؛ والاستغفار باللسان» والاقلاع بالبدنء والاضمار على أن لا يعوتء وبعضهم جعل هذه الاشياء ما عدا الرجوع عن الذنب شروطا للتوبة لا أركانا لها وجعل بعضهم الخلاف في كونها أركانا أو شروطا لفظيا وبين وجه الخلاف بان من اعتبر معنى التوبة في اللغة جعل تلك الاشياء شروطا ومن لم ينظر الى معناها اللغوي جعلها اركانا. (قوله ندم) بسكون الدال للوزن وهو غم يصيب الانسان ويتمنى أن ما وقع منه لم يقع وإنما يعتد به إن كان على ما فاته من رعاية حق الله تعالی ووقوعه في الذنب حياء من الله واسفا على عدم رعايه حقه فلو ندم لحظ دنيوي کعار او ضياع مال او تعب بدن او يکون مقتوله ولده لم يعتبر كما ذكره بعضهم وذكر أبو نصر القشيري عن والده الامام ابي القاسم: أن من شرط التوبة أن يذكر ما مضى من الزلة ويندم عليه فلو اسلف ذنبا ونسيه فتوبته من ذنوبه على الجملة وعزمه على أن لا يعود على ذنب على ما يكون توبة مما نسيه وما دام ناسيا لا يكون مطالبا بالتوبة عما نسيه ا.ه. المراد منه وقال القاضي بو بکر): ان لم يتذ كر تفصيل الذنب (١) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر أبو بكر قاض من كبار علماء الكلام انتهت إليه = Tt فليقل إن كان لي ذنب لم أعلمه فاني تائب الى الله تعالى ولعله إنما قال هذا فيما اذا علم لنفسه ذنوبا لكنه لا يتذكرها فاما إذا لم يعلم نفس ذبا فالندم على ما لم يکن محال ان علم له نا لكنه لم يتعين له في التذكر فيمكن أن يندم على ما ارتكب من المخالفة على الجملة ا العزم على أن لا يعود الى المخالفة اصلا ا. ه. (قوله مع استغفار) أي مع طلب الغفران لذنبه سواء كان ذلك الطلب بالقول والقلب أو بالقلب فقط لقوله تعالى « والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم » ولا يشترط فيه لتلفظ به مطلقا لما سيأتي من أن توبة كل ذنب مثله سرا واعلانا وقال بعضهم: إن كانت المعصية قولية كالقذف والغيبة اشترط في التوبة الاستغفار لفظا وإن كانت غير قولية لم يشترط وتجزى فيه التوبة بالسريرة. (قوله والعزم) أي على ان لا يعود في المستقبل إليه أو الى مثله وهذا إنما يتصور اشتراطه في من يتمكن من مثل الذي قدمه أما من جب بعد الزنا أو قطع لسانه بعد نحو القذف فالشرط في حقه عزمه على الترك لو عادت إليه قدرته على الذنب وبهذا علم أن توبة العاجز عن العود صحيحة ولم يخالف فيها الا ابن الجبائي" قال لانه ملجاً ع ۸ هه وسکن بغداد فتوفي بها و کان جید سے ۱ لرياسة 4 مذهب الأشاعرقه ر ولد بالبصرة | والانتصاف؛ ومناقب الائمة والملال والتحل؛ بن المعجزة والكرامةه و کشم اسر ار الباطنية توفي عام ۳. هھ ‎H1 €‏ الأندلى ۷ _ .٤ وتاريخ بغداد ٥: ۳۷۹ ودائرة ‏راج ءفيات الاعيان ١: ۸۱٩٤ وفضاة ب 2 المعارف الاسلامية ۳: ٢۲۹ ۱ ة ال عمران أية رق ١۱۳ 0 ِ ‏ب الجبا ص (۲) هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوها ک ت البهشمية نبة الى کنیته ٠ أبي هاشم ؛ ص كبار المعتز عرلة له راء انفرد بهاء وتبعته فرقة سمیت ‎۳4o ‎ الى الترك وردوا عليه بما تقرر في نحو المجبوب ا. ه. (قوله والرجوع بانکسار) اي ومن ار کان التوبة الأقلاع عن الذانب بتذلل وانكسار نفس وذلك كما إذا كان ملتبسا بالذنب أو مصرا عليه فإنه يجب عليه ترك ما تلبس به حالا وان لم یترکه فلا توبة ل“ قال ابن حجر واعترض بأن الجمهور لم يتعرضوا لهذا الشرط قال واجيب بأن من أهمله نظر الى غير الملتبس والمصر إذ لا يتصور مته الاقلاع ومن ذكره نظر الى الملتبس والمصر فلا بد من اقلاعهما قطعا أو يستحيل حصول الندم الحقيقي على شيء وهو ملازم له في الحال أو مع العزم على معاودته إذ من لازم الندم الحزن على ما فرط من الزلةء ولا يوجد ذلك الا بتركها مع العزم على عدم معاودتها ما بقي وإنما قال الناظم: الرجوع بانكسار ليخرج نحو ما إذا كان الرجوع بغير ذلك كالراجع عن معصيته خوف تعزير من الامام وتنکيل السلطان فان هذا وان رجع عن الفعل فهو عاص بالقصد لانه مصر وكالراجع عن الزنا مخافة ان يظفر به أهل المرأة أو بعد ما جبت الته وفي نفسه لو يستطيع لفعل (واعلم) انهم قد ذكروا للتوبة شروطا فوق ما ذكرنا وكلها راجعة الى ما ذکرنا. (ومنها): أن يفارق مكان المعصية على ما ذكره الزمخشري“ قال ابن حجر: وهو شاذ قال وجعل صاحب التنبيه ذلك مستحبا (ومنها) أن لا يعود للذنب على ما زعمه الباقلاني” أقول وعدم العود ليس = وله مصتفات في ٠ الشامل » في الفقت وتذكرة العالم والعدة في أصول الفقه توفي عام ۳۲۱ هھ راجع المقريزي ۲: ٢٣٤۳ ووفيات الأعيان ١: ٢۲۹ واليداية والنهاية ١٠: ١۱۷ وميزان الاعتدال ۲: ۱۳۱ وتاریخ بغداد ١۱: ٥٥ (۱) سبقت الترجمة له في الجزء الأول في كلمة وافية. () سبقت الترجمة له في كلمة وافية في هذا الجزء ٢٣ بشرط في التوبة وانما الشرط العزم على .أن لا يعود واشتراط عدم العود بعيد جدا. (ومنها): أن يمكن من اقامة حد ثبت عليه عند الحاكم فتتوقف التوبة على التمكين من استيفائه لا على استيفائه فلو مكن فلم يحده الامام ولا نائبه اثما دونه أقول وهذا الشرط إذا وجب داخل تحت الرجوع بالتذلل والخضوع فإنه إذا كان راجعا بذلك استلزم ان لا يترك واجبا عليه لله تعالى فإن ترك الواجب معصية أخرى اذا ارتكبها دل على أن رجوعه عن المعصية لم يكن لكونها معصية. (ومنها) ما اشترطته المعتزلة من رد المظالم أقول وهذا الشرط أيضا داخل تحت الرجوع فانه يجب كما تقدم أن يكون الرجوع عن المعصية لكونها معصية فيستلزم ان لا يبقى مظلمة يقدر التائب على ردها فان لم يفعل كان مصرا ورد المظالم معتبر في صحة التوبة عند أصحابنا أيضا فلا عبرة بمن لا يعتبره واجیب عنه بانه واجب اخر لا مدخل له في صحة التوبة سلمنا أنه واجب اخر لکنا لا نسلم انه لا مدخل له في صحة التوبة فإن التوبة الصحيحة منافية للاصرار وترك رد المظالم مع القدرة على ردها ترك للواجب وتارك الواجب عمدا عاص أيكون عاصيا تائبا؟ فظهر اشتراطه. ۷٤۳ (واصلها امشال امر الباري ومنتهاهما الحط للاوزاںن (قوله وأصلها) أي أصل التوبة أي سببها الحامل على فعلها هو امتثال العبد لامر مولا فان العبد متی ما سمع قو له تعالی ) وتوبوا الى الله جميعا ‏ الاية فسارع في فعل التوبة كان امتغال الامر الذي سمعه من الاية سببا لفعل تلك التوبة فصح أي يعبر عنه بالاصل. (قوله امتثال أمر الباري) أي الخالق في المصباح امتثلت أمره اذا أطعته. (قوله ومنتهاها): أي غايتها التي ينتهي اليها العبد بسبب فعلها أي ثمرتها وفائدتها فغاية الشيء وثمرته وفائدته شيء واحد لكن اختلفت العبارات لاختلاف الاعتبارات فسمي غاية باعتبار أنه طرف الفعل وثمرة باعتبار انه مترتب على الفعل كترتب ثمرة الشجرة عليها وتسمى فائدة باعتبار عود نفعه الى الفاعل. (قوله الحط للاوزار): اي منتهى التوبة وثمرتها حط الاوزار بمعنى ازالة الاثام عن المذنب وتلك الثمرة إنما هى بمحض تفضل منه تعالى لا بوجوب عليه خلافا للمعتزلة الزاعمين أنه يجب على الله قبول التائب عقلا ونقلا واستدلوا على ذلك من طريق النقل بقوله تعالى « إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء » الاية واستدلالهم بهذه الاية على مطلوبهم من وجهين الأول أن كلمة على للوجوب فقوله إنما التوبة على الله للذين يدل على أنه يجب على الله عقلا قبولها. (١) سورة النور اية رقم ۳۱. )۲( سورة النساء آية رفم ۷ . ۸٤۳ يبق بينه وبين قوله ولىك ; يتوب لل عليهم فرق لان هذا ايضا اخحبار عن الوقوع أما اذا حملنا ذلك على وجوب القبول وهذا ع على الوقوع يظهر الفرف ن الايتين ولا یلزم التكرار ورد هذا المذهب الفخر ١ الرازي بوجوه الاول: ان لازمة الوجوب استحقاق الذم عند الترك فهذه اللازمة إما أن تكون ممتنعة الثبوت في حق الله تعالى أو غير ممتنعة في حقه والأول باطل لأن ترك ذلك الواجب لما كان مستلزما لهذا الذم و هذا الذم محال الثبوت في حق الله تعالی وجب أُن يکون ذلك الترك ممتنع الثبوت في حق الف واذا كان الترك ممتنع الثبوت عقلا كان الفعل واجب الثبوت فحينئذ يكون الله تعالى موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار وذلك باطل واما ان كان استحقاق الذم غير ممتنع وقوعه محال فيلزم جواز أن يكون الاله مع كونه الها يكون موصوفا باستحقاق الذم وذلك محال لا بقوله عاقل ولما بطل هذان القسمان ثمت ان القول بالوجوب على الله تعالى باطل. (الحجة الثانية): ان قادرية العبد بالنسبة الى فعل التوبة وتركها إما أن يكون على السوية أو لا يكون على السوية فإن كان على السوية لم يترجح فعل التوبة على تركه الا لمرجح ثم ذلك المرجح إن حدث لا عن محدث لزم نفي الصانع وإِن حدث عن العبد عاد ل لتقسيم وإن فتكون تلك التوبة انعاما من الله تعالى على عبده وانعام المولى على عبده لا يوجب عليه أن ينعم عليه مرة أخرى فثبت ان صدور التوبة عن العبد لا يوجب على الله القبول وأما إن كانت قادرية العبد لا (١) سبقت الترجمة له في الجزء الأول في كلمة وافية. ۹٢٤۳ تصلح للترك والفعل فحيعذ يكون الجبر ألزم واذا كان كذلك كان القول بالوجوب أظهر بطلانا وفسادا. (الحجة الثالثة): التوبة عبارة عن الندم على ما مضى والعزم على الترك في المستقبإ والندم والعزم من باب الكراهات والارادات؛ والكراهة والار ادة لا تحصلان باختيار العبد والا افتقر في تحصيلهما الى إرادة أخرى ولزم التسلسل وإذا كان كذلك كان حصول هذا الندم وهذا العزم بمحض تخليق الله تعالى وفعل الله لا يوجب على الله فعلا اخر فثبت أن القول بالوجوب باطل. (الحجة الرابعة): إن التوبة فعل يصل باختيار العبد على قولهم فلو صار ذلك علة للوجوب على الله لصار فعل العبد مؤُثرا في ذات الله وفي صفاته وذلك لا يقوله عاقل فاما الجواب عما احتجوا به فهو أنه تعالى وعد قبول التوبة من المؤمنين فإِذا وعد الله بشيء وكان الخلف في وعده محالا كان ذلك شبيها بالواجب» فبهذا التأويل صح اطلاق كلمة على وبهذا الطريق ظهر الفرق بين قوله « إنما التوبة على الله ٩ وبين قوله « فأولعك يتوب الله عليهم ٩ ان فقيل فلما خر ان ل یکون فاعلا مختارا قلنا لاع عن الوقوع : تبع اللوقوع والوقوع تب للايقاع والبع. لا يغير الأصل فكان فاعلا مختارا في ذلك الايقاع أما أنتم فتقولون بان وقوع التوبة من حيث أنها هي تور في وجوب القبول على الله تعالى وذلك لا يقوله عاقل فظهر الفرق ١. ه. بلفظه. (١) سورة النساء أية رقم ۷٠. (۲) سورة النساء اية رقم ۱۷. (والتوب مثل الذنب عن نينا سراً وجهراً هكذا قد بنا (قوله والتوب مثل الذنب) اعلم أن من الذنوب ما هو ظاهر كالزناء وشرب الخمر وأكل الخنزيي وأكل الرباء وشهادة الزور» الى غير ذلك ومنها ما هو باطن كالعجب والكبر والرياء والحسد والعزم على الفسق ونحو ذلك وتجب التوبة من جميعها لكن توبة كل ذنب بما يناسبه فالتوبة من الذنوب الظاهرة يجب أن تكون ظاهرة على اللسان بطلب الغفران من المنان» وأما التوبة من الذنوب الباطنة يكفى أن تكون باطنة من غير اظهار على اللسان فان أظهرها مظهر كان ذلك فضلا لف وقد فعل فوق ما يجب نفلا والدليل على هذا التفصيل قوله عة لمعاذ « اذا عملت سيئة فاحدث معها توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية » والجهر في المعاصي هو أن يعمل معصية بدنية والسر فيها هي المعاصي القلبية والجهر في التوبة هي اجراءِ الاستغفار على اللسان مع الندم والانكسار في الجنان والسر منها هو الاقتصار على ما عدا الاستغفار باللسان من الاركان فاذا عمل المكلف معصية من المعاصي البدنية وجبت التوبة عليه جهرا ثم اختلفوا في حد الجهر فقال قوم: هو ما سمعته اذنان فصاعدا وقال اخرون: هو ما سمعه من يليك فصاعدا وجعل أرباب هذا القول ما سمعته الأذنان من السر وثمرة الخلاف تظهر فيما إذا عمل رجل شيئا من المعاصي البدنية وقد اطلع عليه غيره هل عليه أن يظهر التوبة عند من علم بمعصيته أم لا..؟ قولان للفقهاء صحح الامام رضوان الله عليه أن ليس عليه اظهار ذلك عند من علم بمعصيته» ونوقش في ذلك بان من اطلع على معصیته مستصحب للبراءة منه حتى يعلم رجوعه وتوبته فاجاب بما حاصله أن المتبرىء منه إنما برىء منه بحق فيجوز له ان يقيم على حقه في البراءة منه ولا شيء عليه. ۳o أقول: وهذا الجواب لا يدفع تلك المناقشة فإنها مبنية على قاعدة مشهورة صرح بها هذا الامام وغيره هي أنه ليس لأحد أن يبيح البراءة من نفسه؛ ومن أباح البراءة من نفسه فهو هالك عند الله أنه صادقف واستدل عليها الامام بقوله تعالى « فاذ لم يأتوا بالشهداء فاأولعك عند الله هم الكاذبون 6 قائلا إنه تعالى حكم على القذفة بالكذب إن لم يتوا بالشهداء ولو كانوا صادقين في نفس الأمر كذلك من أباح من نفسه البراءة في الظاهر يبرا منهء وإن كان محقا في السريرة لكن للامام أن ۳ هذا التائب إنما أباح من نفسه البراءة حين مباشرة المعصية فتوبته جب لما قبلها مطلقاء وقد يجاب بان ابقاءء من علم أنه يبرا منه بموجب البراءة على البراءة منه مع القدرة على نقله من البراءة منه اباحة للبراءة من نفسه» أما القائلون بان الجهر هو ما سمعه من يليك فصاعدا فقد اوجبوا على من عمل المعصية وأطلع عليها غيره أن يبلغ توبته من أطلع على معصيته ووجهه أنه لما كان الجهر هو ما سمعه الغير وكان بعض الغير مطلعا على المعصية والبعض لم يطلع كان لا معنى لايجاب اظهار التوبة عند من لم يطلع على معصيته› فتعين ان الواجب هو اظهارها عند من اطلع على معصیته نعم یستٹنی من ذلك إذا كان هذا العاصي مشهور الفسق في جميع النواحي أو كان قد اطلع على معصيته من لا يصل الى اخباره فإنه ليس عليه في الأول إلا اشهار التوبة كما شهرت معصيته وفسقه لتعذر اظهارها على كل فرد ممن اشتهر معه فسقهء وكذلك ليس عليه في الحال الثاني شيء لأنه إذا لم يكن من اطلع على معصيته بمحل يصل اليه (١) سورة النور آية رقم ١٠ وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (فان لم يأتوا بأربعة شهدا وصوابها ما ذکر. roy خبره ولو بالكتابة فقد تعذر اخبارهء والتكليف بما هو متعذر الوجود تكليف بما لا يطاق وهو ممنوع. (قوله عن نبينا) أي محمد عي والاشارة الى تلك الرواية والاضافة لتشريف المضاف اليه. (قوله سرا وجهرا) انتصبا على التمييز المفسر لاجمال الممائلة في هنا. (قوله هكذا قد بينا) الاشارة الى هذا التمييز أي هكذا قد بين ror (فالعجب والكبر معا والحسد كذا الريا توبتها ان تفقد) فالحق انه من العصيان) (قوله فالعجب) تفريع على قوله والتوب مثل الذنب والعجب بضم المعجمة: هو استعظام النعمة والركون إليها مع قطع النظر أنها من الله عز وجل أما إذا استعظمها بالنظر الى صدورها من الله تفضيلا عليه وأستر بها لذلك فليس هذا بعجب « قل بفضل الله وبرحمته فبذلك: فليفرحوا هو خير ما يجمعون %٩ (سببه) صفة كمال في النفس من علم أو جمال أو حسب أو نحو ذلك وهو كبيرة لما في ذلك الحديث الصحيح « لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه ) (العجب) وفي الحديث الرباني قال الله عز وجل « لولا أن الذنب خير لعبدي المؤمن من العجب ما خليت بين عبدي الموّمن وبين الذنب %" وفي حديث الديلمي: لولا أن المؤّمن يعجب بعمله لعصم من الذنب حتى (۱) سورة يونس اية رقم ۸٥ (۲) الحديث رواه الامام مسلم عن أي هريرة بلفظ (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر شم ٠. ورواه ايضا عن أب أيوب رفعه بلفظ (لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون يغفر لحم) وفي لفظ (لو أنكم لم تكن لکم ذتوب يغفرها الله لجاء بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم). وللقضاعي عن ابن عمر مرفوعا لو لم تذنبوا لجاء الله بوم يذنبون فيغفر لهم ويدخلهم الجنةء وله ايضا عن أنس رفعه او لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك: العجب العجب. وقال الدريني: إنما كان العجب أشد لأن العاصي معترف بذنبه فترجى له التوبةء والمعجب مغرور بعلمه فتويته بعيدة ويشير اليه قوله تعالى: (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا). (۲) لم نعشثر على هذا الحديث على كثرة بحثنا عليه ونرجو أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى إليه rot لخ أ بتي يد اقول هواب في تله وروی واش ر رار (وعلاجه) أن يعلم أن تلك النعمة إنما تفضل بها عليه مولاه وأنه هو محلها لا موجدها وليس للمحا| شيء من التأثير في الحال› فانی له ان يعجب بشيء ليس هو من فعله فان قال: إنه کان هو السبب لوجودها قيل له جعلك سببا لها نعمة أخرى تفضل بها عليك غيرك فليس لك من الامر شي ى فالواجب عليك شكر المنعم بها لا كفرانه. (قوله والكبر): بكسر الكاف وسكون المعجمة هو رد الحق ودفعه واحتقار الناس وازدراؤهم وهو من أعظم الكبائر لقوله تعالى ٠ ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ) واستفتحوا وخحاب كل جبار عنيد ٠ ١« كذلك يطبع الله على کل قلب متکبر جبار ٩ « انه لا يحب المستكبرين )” « ان الذين يستکبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » أي صاغرين والايات في ذم الكبر كثيرة وفي الحديث ١ اجتنبوا الكبر فان العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله تعالى اکتبوا عبدي هذا في الجبارين » وني حديث حسنه الترمذي « لا يزال العبد يذهب بنفسه أي يرتفع ويتكبر حتى يكتب في الجبارين فيصیبه ما أصابهم ( وفي الحديث الرباني يقول الله تعالی ) الكبرياء (١) سورة الأعراف أية رقم ١٤۱ (۲) سورة ابراهيم أية رقم ١٠۱ )۳( سورة غافر آية رقم ٢۰۳ (4) سورة النحل اية رقم ۲۳ (٥) سورة غافر اية رقم ٠1 ۳oo ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ) وعبر بالرداء والازار هنا عن الخصوصية أي الكبرياء والعظمة مختصان بي ليس لاحد ان ينازعني في شيء منهما كما يختص الواحد منکم بردائه وازاره فلا ينازعه فيهما منازع وفي حديث النسائي والترمذي « يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون الى سجن في جهنم يسمی بولس تعلوهم نار الانيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ». وفي حديث مسلم وأبي داؤد والترمذي وابن ماجه لا يدخل النار من کان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان ولا يدخل الجنة احد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر وفي حديث مسلم « أن الله لا ينظر الى من يجر إزاره بطرا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل أن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحب وغمط الناس ». (والكبر أنواع) لانه (إما) على الله تعالى وهو أفحش أنواع الكبر کتکبر فرعون ونمرود حیث استنکفا أن يکونا له عبدین تعالی وادعیا الربوبية قال تعالى: « إن الذين يستکبرون عن عبادتي سید خلون جهنم داخرین » اي صاغرين لن يستنکف المسيح الاية (وإما) على رسوله بان يمتنع من الانقياد له تكبرا جهلا وعنادا كما حكى الله ذلك عن كفار مكة وغيرهم من الامم. (وإما) على العباد يستعظم نفسه ويحتقر غيره ويزدريه فيأبِى عن الانقياد له أو يرتفع عليه ويانف من مساواته وهذا وان کان دون الاولين إلا أنه عظيم اثمه ايضا لأن الكبرياء والعظمة إنما يليقان بالملك القادر القوي المتين دون العبد العاجز الضعيف فتكبره فيه منازعة لله في صفة لا تليق الا بجلاله فهو كعبد أخذ تاج ملك وجلس على سريره فما اعظم استحقاقه للمقت واقرب استعجاله للخزي ومن ثم ۳o٦‎ قال تعالى كما مر في أحاديث أن من نازعه العظمة والكبرياء أهلكه اي لانهما من صفاته الخاصة به تعالى فالمنازع منازع في بعض صفاته تعالى وأيضا فالتكبر على عباده لا يليق الا به تبارك وتعالى فمن تبر عليهم فقد جنى عليه إذ من استذل خواص غلمان الملك منازع له في بعض أمره وان لم يبلغ قبح من أراد الجلوس على سريره ومن لازم هذا الكبر بنوعيه مخالفة أوامر الحق لان المتكبر ومنه المتجادلون في مسائل الدين بالهوی والتعصب تابی نفسه من قبول ما سمعه من غيره وان اتضح سبيله بل يدعوه كبره الى المبالغة في تزييفه واظهار ابطاله فهو على حد قوله تعالى ١ وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون »© « واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد © وقال ابن مسعود كفى بالرجل اثما اذا قيل له اتق الله أن يقول عليك بنفسك وقال عي لرجل يا کل بشماله كل بيمينك فقال” متكبرا لا أستطيم فشلت يده فلم يرفعها بعد » فاذن التكبر على الخلق يدعو الى التكبر على الخالق الا ترى أن ابلیس لما تکبر على ادم وحسده بقوله ر أن خير منه )٩ جره ذلك الى التكبر على الله لمخالفة أمره فهلك هلاكا مؤبدا ا. ه (وعلاجه) بجميع انواعه أن ينظر في مبدئه ومنتهاه وفي حقيقة أحواله فاٍنه متى ما استغرق نظره في ذلك عرف ماهیته وتبین له عجزه وانکسرت عند ذلك نفسه والى هذا يشير قوله تعالى « قتل الانسان ما أكفره من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره (١) سورة فصلت اية رقم ٢۲ (۲) سورة البقرة أية رقم ٢٠۲ (۳) لم نعثر على هذا الحديث (4) سورة الأعراف آية رقم ١٠ والآية (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ). وسورة ص آية ٦۷ rov ثم اذا شاء أنشره ‏ وقوله تعالى « هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيعا مذكورا ‏ الايات. (قوله معا) أي جميعا انتصب على الحال وصاحبه توبتها والعامل فيه تفقد والمعنى فالعجب والكبر وما بعدهما توبتها جميعا أن تفقد. (قوله والحسد): هو التمني زوال نعمة الغير بلا حق فخرج بقولنا بلا حق هو ما إذا كان التمني بحق وذلك كان يكون المنعم عليه باغيا مثلا فاإنه يحل شرعا اضاعة ماله وکل ما حل اضاعته جاز تمني زواله ضرورة وبقولنا تمنى ازالة النعمة ما اذا لم يتمن زوالها لكن تمنى أن يكون له مثلهاء فان هذا ليس بحسد وإنما هو غبطة وفي الحديث ‹ المؤّمن يغبط والمنافق يحسد 6 وللحسد مراتب أعلاها تمني زوال نعمة الغير من غير أن يكون للحاسد نفع في و رثانيها) من قله 0 0 تعالی « ودوا و نکن كما کفروا فتکونون سواء »© وقال ميك «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفي الماء النار والصلاة نور المؤّمن والصيام جنة »© اي ساتر ووقاية وفي رواية الديلمي الحسد (١) سورة عبس أية رقم ۱۷ ٢۲ (۲) سورة الدهر اية رقم ١ )۳( لم نعثر على هذا الحديث على كثرة البحث والتقصي. (٤) سورة النساء ايه رقم ٤٠ وتكملة الآية (فقد اتینا ال ابراهیم الكتاب والحكمة واتيناهم ملکا عظيماً). (5) سورة النساء أية رقم ٩۸ (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد ٢۲ باب في الحسد ٠٠۲٤ حدثنا هارون ابن عبدالله ۳o۸ يفسد الايمان كما يفسد الصبر العسل في رواية بي داود د ایاکم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ¢ وفي حديث اخر « دب اليكم داء الامم قبلكم الحسد والغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤّمنوا حتى تحابوا أفلا انبفكم بشيء اذا فعلتموه تحابيتم افشوا السلام بينكم »٠ وفي حديث الطبراني ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا انا منه وفي حديث الحاكم والديلمي أن ابليس يقول: ابغوا من بني ادم البغي والحسد فانهما يعدلان عند الله الشرك فهذه الأحاديث كلها دالة على أن الحسد من الكبائر أما قوله م « الحسد في اڻئين رجل اتاه الله القران فقام به واحل حلاله وحرم حرامه ورجل اتاه الله مالا فوصل به اقرباءء ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله 6 ففيه اطلاق الحسد على الغبطة تجوزا الا عن انس ان رسول الله ‎E‏ وذ رە وفي زيادة ۱ والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار والصلاة نور المؤمن؛ والصيام وفي الزوائد: الجملة الأولى رواها أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة واسناد حديث نس بن مالك فيه عيسى بن ابي عيسيء وهو ضعيف. (١) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ٩ باب في الايمان ۸٦ ثنا و کيع وأبو معاوية عن الأعمش عن ابي صالح عن بي هريرة قال: قال رسول الله ع وذکره ورواه الامام مسلم في الايمان ۳٩ وأبو داود في الأدب ١ والترمذي في الاستعذان ١ واحمد بن حنبل في المسند ۱: ١٦٠ ۱۱۷ ۳۹۱:۲ ١٤٤ ۷۷٤ ۹6٤ ١۱٥ (حلبي) (۲) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب العلم ١٠ باب الأختباط في العلم والحكمة وقال عمر: تفقهوا قبل أن تسودوا ۷۳ حدثنا سفيان قال: حدئني اسماعيل بن ابي خالد على غير ما حدثناه الزهري قال: سمعت قيس بن ابي حازم قال: سمعت عبدالله بن مسعود قال: قال اللبي ‏ مَل وذكره. ورواه الامام مسلم في المساقاة ۲۹ والنسائي ف في الز كاة ٠ واحمد بن حنبل في المند ‎\oY AA AY‏ ro۹ ترى الى قوله في اخر الحديث د تمنى أن يكون مثله » ولم يقل تمنى أن تزول نعمته واما قوله عليه الصلاة والسلام « كل ابن ادم حسود لا يضر حاسدا حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد » ففيه بيان الحسد المعفو عنه وهو ما يجده الانسان في نفسه اضطرارا فانه لا يۇاخذ به حتى يحققه بالافعال الاختيارية ومن (افات) الحسد أن فيه تسخطا لقضاء الله اذا أنعم على الغير بما لا مضرة عليك فيه وشماتة بأخيك المسلم قال تعالى « إن تمسسكم حسنة تسوهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها »٩ (وعلاجه) ان تعرف أنه يضر الحاسد دينا ودنيا ولا يضر المحسود لا دينا ولا دنيا إذ لا تزول نعمة بحسد قط والا لم تبق لله نعمة على أحد حتى ايمان لأن الكفار يحبون زواله عن أهله بل المحسود منتفع بحسدك دنيا لانه مظلوم من جهتك سيما إن أبرزت حسدك الى الخارج بالغيبة وهتك الستر وغيرهما من أنواع الايذاى فهذه هدايا تهدي إليه حسناتك بسببها حتى تلقى الله يوم القيامة مفلسا محرو ما من التعم كما حرمت منها في الدنيا ودنا لسلامته من غمك وحزنك وغیيرهما ا.ه. (قوله كذا الرياء) ويسمى الشرك الاصغر وهو ارادة العامل بعبادته غير وجه الله تعالی کان يقصد اطلا ع الناس على عبادته وكماله حتى يحصل له منهمُ مال او جاه او ثناء. (إما) باظهار نحول وصفرة وجه ونحو تشعث شعر وبذاذة هيئة وخفض صوت وغمض جفن ايهاما لشدة اجتهاده في العبادة وحزنه وسهره واعراضه عن الدنيا وأهلها. (١) سورة ال عمران أية رقم ١۱۲. ۳۰ (وإما) باظهار زي الصالحين كاطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة وابقاء أثر السجود على الوجه ولبس الصوف وخشن الثياب وتقصيره وغير ذلك و(اما) بالوعظ والتذ كير واظهار حفظ السنن ولقاء المشايخ واتقان العلوم وغير ذلك من الطرق الكثيرة. (واما) بنحو تطويل أركان الصلاة وتحسينها واظهار التخشع فيها وكذا الصوم والحج وغيرهما من العبادات (وإما) بالاصطحاب والزائرين والمخالطين كمن يطلب من عالم أو أمير أو صالح أن ياتي اليه لزيارته ايهاما لرفعته وتبرك الاكابر به وكمن يذکر انه لقي شيوخا کٹيرين افتخارا بهم وترفعا بذلك على غيره وهو بجميع أنواعه حرام بشهادة الكتاب والسنة واجماع الامة قال تعالى « الذين هم يراءون ويمنعون الماعون وقال تعالی ) ولا يشرك بعبادة ربه احدا 6 أي لا يرائي بعمله؛ء ومن م نزلت فيمن يطلب الاجر والحمد بعباداته وأعماله وقال عَيّْدٍ: « إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر الرياء يقول الله يوم القيامة اذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا انظروا هل تجدون عندهم جزاء...؟ ‏ وفي حديث اخر ان أدنى الرياءِ شرك « وأحب العبيد الى الله الاتقياء الاسخياء الاخفياء )”° )۱( سورة الماعون آية رقم ٦ ۷ وقد جاءت الأية محرفه في المطبوعة حیث قال: والذين بزیادة (الواو). (۲) سورة الكهف اية رقم ١٠۱۱ (۳) الحديث رواه الامام احمد بن حنبل في المسند ٥: ٢۲٤ ثنا يونس ثنا ليث عن يزيد يعني ابن الهادي عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله س ع قال: وذکره )٤( الحديث رواه ابن ماجه في کتاب الفتن ‎T۹۹۸۹‏ ع رید بن أسلم عن بيه عن عمر بن الخطاب ‏ رضي الله عنه س أنه خرج یوما اأ إلى مسجد رسول الله مله فوجد معاذ بن جيل قاعداً عند قير النبي س ى س يکي فقال ما ييکيك؟ قال پيکيني شيء سمعته من رسول الله س ل س سمعت رسول الله س ع يقول: إن يسير .الرياء = ۱٦۳ أي المبالغون في ستر عباداتهم وتنزيهها عن شوائب الاغراض الفانية والاخلاق الدنيئة وفي حديث آخر « إن أخعوف ما أخحاف على أمتي الاشراك بالله أما اني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية 6 وفي حديث اخر « ان الله اذا کان يوم القيامة ينزل الى العباد أي ينزل اليهم مره ليقضي بينهم وکل امة جائية فول من يدعي به رجل جمع القران ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارىء ألم أعلمك ما انزلت على رسولي قال: بلی یا رب قال: فماذا عملت فیما عملت..؟ قال: کنت أقوم اناء الليل واناء النهار فيقول الله له: كذبت بل أردت أن يقال فلان قارىء فقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج الى أحد..؟ قال: بلى يا رب قال: فما عملت فيما أتيتك قال: كنت اصل الرحم واتصدق فيقول لله له: بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك ويؤۇتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: فيما ذا قتلت..؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له: كذبت ويقول الله له بل أردت ان يقال فلان جريء أي شجاع فقد قيل ذلك يا ابا هريرة وفك الثلاثة أول خلق لله تسعر بهم النار يوم القيامة › (وعلاجه) = شرك وان من عادی لله ولا فقد بارز الله بالمحاربة وذکره. وفي الزوائد: في اسناده عبدالله ابن لهيعة وهو ضعيف. (۱) الحديث رواه الامام احمد في المسند £: ٤ ثا زيد بن الحباب قال حدثني عبد الواحد بن زيد أخبرنا عبادة بن نسي‌عن شداد بن وس آنه یکی فقيل له ما یکی قال شین معت من رسول الله م مه س یقوله فذکرته فأيکاني. سمعت رسول الله ع یقول وذکره. وفیه زیادة ٧ 1 ر ولکن يراژون بأعمالهىې والشهوة الخفية ان يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ). )۲( زهد ت ۸٤ ۲٦۳ هو أن يعرض عن رغبته في كل ذلك لما فيه من المضرة وفوات صلاح القلب وحرمان التوفيق في الحال والمنزلة الرفيعة في الأخرة والعقاب العظيم والمقت الشديد والخزي الظاهر حيث ينادي على رؤوس الخلائق ويقال للمرائي: يا فاجر يا غادر يا مرائي أما استحييت اذ اشتريت بطاعة الله تعالى عرض الحياة الدنيا راقبت قلوب العباد واستهزأت بنظر الله تعالى وطاعته وتحببت الى العباد بالتبغض الى الله تعالى وتزينت لهم بالشين عند الله تعالى وتقربت اليهم بالبعد من الله تعالى ولو لم يكن في الرياء الا احباط عبادة واحدة لكفى في شومه وضرره ا.ه. (قوله توبتها ان تفقد) أي توبة هذه الأربع الكبائر هي فقدانها أصلا وجودها ورفع (تفمقد) على اهمال ان حملا على ما المصدرية قال في الخلاصة: (وبعضهم اهمل أن حملا على ما اختها حیث استحقت عملا) (قوله وهكذا العزم على الكفران) أي ومثل هذه الكبائر الأربع في صورة التوبة العزم على الكفر لانه من الكبائر القلبية فالتوبة منه اعدامه وردع النفس عنه فلا يشترط فيها اظهار التوبة على اللسانء وقد عرفت مما مر أن الكفر نوعان كفر نعمة وكفر شرك فالعزم على كفر النعمة فسق على الصحيح وأما العزم على الشرك فقد صرح ابن حجر بأنه شرك ووجهه أنه لا يکون عازما على الشر إلا وهو شاك في الاسلام أو جاهل بحقيته أو معاند له وجميع الأوجه شرك. (قوله فالحق أنه من العصيان) أي فالحق أن العزم على الكفران هو من جملة العصيان» وأنه لم يدخل تحت الأشياء المعفو عنها بحديث د إن الله تعالى تجاوز لامتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتکلم به ۳۳ أو تعمل به © لحديث و اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه % فعلل بالحرص وللاجماع على الموّاخذة باعمال القلوب كالحسد ونحوه ولقوله تعالى « ومن يرد فيه بالحاد بظلم » الاية على تفسير الالحاد بالمعصية ولقوله تعالى « ان السمع والبصر والفواد كل أولعك كان عنه مسولا »٠ وللسبكيى“ (١) الحديث رواه ابن ماجة في الطلاق ١٠ باب طلاق المكره والناس ٤٢٤٠۲ ثنا سفيان بن عييةء عن مسعر» عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابي هريرة قال: قال رسول الله علد وذکره ورواه الامام البخاري في العتق ١ والطلاق ١٠ وايمان ١٠› ورواه الأمام مسلم في ايمان ٠١٠٠ء ٢« وأبو داود في الطلاق ١٠ والترمذي في الطلاق ۸^ والنسائي في الطلاقف ٢۲ء والامام احمد بن حنبل في المسند ۲: ۳۹۸ ٥٤٤ ٤۷٤ ۸۱٤ ۹۱٤ (حلبي). (۲) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب الفتن ١٠ باب اذا التقى المسلمان بسيفهما ۸۳٠۷ حدثنا حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال: خرجت بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني آبو بكر فقال: ين ترید؟ قلت: أريد نصرة ابن عم الرسول 2 قال: قال رسول الله 2 اذا تواجه المسلمان بسيفهما فكلاهما من أهل النار قيل: فهذا القاتل فما بال المقتول..؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه » قال حماد بن زيد فذكرت ذلك لايوب ويونس بن عبيد وأنا أريد أن يحدڻاني به فقال: إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرق حدثنا سليماتء حدثنا حماد بهذا وقال مؤمل: حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس وهشام ومعلی بن زياد عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة عن النبي عه ورواه معمر عن أيوب؛ ورواه بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة» وقال غندر حدثنا شعبه عن ربعي بن حراش عن آبي بكرة عن اللبي ع ولم يرفعه سفيان عن منصور. ورواه ايضاً في امان ٢۲ وديات ۲ والقسامة ۳۳؛ وأبو داود في الفتن ١٠ والنسائي في التحريم ٢۲ء والقسامة ۷ وابن ماجة في الفتن ١٠ واحمد بن حنبل في المسند ٤: ٤٠٠٤ء ۸ ٥ ۳ ۷ 4۸ (حلبي). (۳) سورة الحج أية رقم ٢۲ (٤) سورة الاسراء أية رقم ٢۳ (ه) هو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي أبو الحسن تقي الدين: = ٤۳ في تفصيل حديث النفس كلام أحسن فيه جدا فقال ما نصه الذي يقع في النفس من قصد المعصية على خمس مراتب. الاولى: الهاجس وهو ما يلقى فيها ثم جريانه فيها وهو الخاطر ثم حديث النفس وهو ما يقع فيها من التردد هل يفعل أو لا؟ ثم الهم وهو ترجيح قصد الفعل› ثم العزم وهو قوة ذلك القصد والجزم به بالهاجس لا يواخذ به اجماعا لانه ليس من فعله وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له عليه ولا صنع؛ والخاطر الذي بعده كان قادرا على دفعه بصرف الهاجس أول وروده ولكن هو وما بعده حديث النفس مرفوعان بالحديث الصحيح واذا ارتفع حديث النفس ارتفع ما قبله بطريق الأولى» وهذه المراتب الثلاث ايضا لو كانت في الحسنات لم يكتب له بها اجر أما الاول فظاهر وأما الثاني والثالث فلعدم القصك وأما الهم فقد بين الحديث الصحيح أن الهم بالحسنة يكتب حسنة والهم بالسيئة لا يكتب سيئة وينتظر فان تركها لله كتبت حسنةء ان فعلها كتبت سيئة واحدةء والأصح في معناه أنه يكتب عليه الفعل وحده وهو معنى قوله واحدة وان الهم مرفوع ومن هذا يعلم أن قوله في حديث النفس ما لم تتكلم به أو تعمل به ليس له مفهوم حتى يقال إنها تكلمت أو عملت يكتب عليها حديث النفس» لانه اذا كان الهم لا يكتب فحديث النفس أولىء وأما العزم فالمحققون على أنه يۇاخذ به وخالف بعضهم وقال: انه من الهم المرفوع وربما تمسك بقول = شيخ الاسلام في عصرم وأحد الحفاظ المفسرين الناظرين وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات ولد في سبك من أعمال المنوفية عام 6۸۳ ه وانتقل الى القاهرة ثم الى الشام وولي قضاء الشام سنة ۷۳۹ ه واعتل فعاد الى القاهرة فتوفي فيها عام ٢٥۷ ه من کتبه الدر العظيم في التفسيرء ومختصر طبقات الفقهاى وإحياء النفوس في صنعة القاء الدروس. وغير ذلك كثير توفي عام ٦٥۷ هھ راجع طبقات الشافعية ٦: ١١٠ ٢۳۲ وخطط مبارك ۱۲: ۷ وحسن المحاضرة ١: ۱۷۷ r0 ُهل اللغة هم بالشيء عزم ۳ والتمسك بهذا غير سديد لأن اللغوي لا يتنزل على هذه الدقائق ا. ه كلامه لكن ذكر في شرح المنهاج ما يخالف ما هنا ف الم حت قل اني ظهر لي الان المواخذة من اطلاق قوله عر وتعمل ولم يقل أو تسبل قال فؤخد مته تحر المشي الى معصية وان كان المشي في نفسه مباحا لكن الانضمام قصد الحرام إليه فكل واحد من المشي والقصد لا يحرم عند انفراده أما اذا اجتمعا فان كان مع الهم عمل لما هو من أسباب المهموم به فاقتضى اطلاق او تعمل الموُاخذة به وعلى هذا مشى ابنه في جمعه ومنعه فقال ما نصه: إن عدم الموّاخحذة بحديث النفس والهم ليس مطلقا بل بشرط عدم التكلم والعمل حتى إذا عمل يۇاخذ بشيئين همه وعمله ولا يكون همه مغفورا وحديث نفسه الا اذا لم يتعقبه العمل كما هو ظاهر الحديث ا.ه. ٦۳ قبول وقت التوبة رولم يرد تائب من ذنبه حتی یری الموت دنا من قربه) (أو تطلع الشمس من المغرب قد اى عن المختار فيما قد ورد) (قوله ولم يرد تائب من ذنبه) الخ هذا بيان لوقت قبول التوبة اعلم ان توبة التائب مقبولة ما لم يغرغر بالموت او تطلع الشمس من مغربها فاذا كان أحد الامرين لم تقبل التوبة لقوله تعالى « وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر أحدهم الموت قال اني تبت الان 6 ولقوله تعالى في صفة فرعون ٠ فلما أدركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان وقد عصيت قبل و كنت من المفسدين 6 فلم يقبل الله توبته عند مشاهدة العذاب ولو انه أتى بذلك الايمان قبل تلك الساعة بلحظة لكان مقبولا ولقوله تعالى « حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فیما ترکت كلا انها كلمة هو قائلها »" ولقوله تعالى « وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي احدكم الموت فيقول رب لولا اخرتني الى أجل قريب فاصدق وأكن من الصالحين ولن يخر الله نفسا اذا جاء أجلها » ولقوله تعالى « فلم (١) سورة النساء أية رقم ۱۸ (۲) سورة يونس آية رقم ۹۰ س ۱٩ (۳) سورة المؤمنون ية رقم ٩٩ (4) سورة المنافقون آية رقم ١٠ وتكملة الآية (والله خبير بما تعملون) آية ١٠ ۷٦۳ يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا 6 ولما روى أبو أيوب عن النبي عد أن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» أي ما لم تتردد 7 في حلقه وعن عطاء ولو قبل موته بغوان ا تاقة وعن ى لجسن دام روحه في جحسده ققال وعزي لا أغلق عليه باب التو ية ما لم يفرغر ولقوله عي التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها“ ولقوله عي للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عاما لا يزال كذلك ‎A‏ ۱ صلا حتى يأتي بعض آيات ربك طلوع الشمس من مغربها» ولقوله عَيهٍ أن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار 9 سي الليل حتی 21 الشمس من مغر بها وفي هذه الآيات ‏(١) سورة غافر اية رقم ٥۸ ‏(۲) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد ٠۳ باب ذكر التوبة ٢٥٥٤ أنبأنا الوليد بن مسلم؛ عن ابن ثوبانء عن آبيه عن مكحول؛ عن جبير بن نفير عن عبدالله بن عمرو عن النبي قال: وذکره في الزوائد: في اسناده الوليد بن مسلم ‏ وهو مدلس؛ وقد عنعنهء وكذلك مكحول الدمشقي ورواه الأمام مسلم في الدعوات ۹۸؛› واحمد بن حتبل ۲: ۱۳۲ ۳١۱٠ ۳: ٥٥٥ (حلبي) ‏(۳) الحديث رواه الامام اخمد بن حنبل في المسند 4: ٠٤6 ٠٢۲ ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن عاصم بن ابي النجود عن زر بن حبيش قال اتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك فقلت جئت اطلب العلم قال فإني سمعت رسول الله عل وذكره. ورواه الترمذي في كتاب الدعرات ۹٩ باب في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله لعبادwہ‏ ٢۳٣۳ بسنده عن زر بن حبیش وذکره قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ‏(٤) الحديث رواه الترمذي في کتاب الاعوات ٠۳٢٣۳ حدثنا أحمد بن عبدة الضبي؛› حدٹنا حماد ابن زید عن عاصم عن زر بن حبیش قال انیت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك قلت ابتغاء العلم وذكره. ‏(٥) الحديث رواه الأمام مسلم في كتاب التوبة ٥ باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت ‏من الذنوب والتوية ٢۳ (۹٠۲۷) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ‎۳۸ ‎ (أحدهما): أن الايمان عند الغرغرة وعند معاينة عذاب الاستتعصال لا ينفع وهو مجمع عليه لانه انما كان بالجاء لا باختيار الا قوم يونس فانه انما نفعهم ايمانهم عند معاينة عذاب الاستتصال كرامة لنبيهم وخصوصية لهم وخالف هذا الاجماع ابن العربي” وحكاه بعضهم عن الصوفية ايضا فزعموا ان ايمان الملجى نافع وبالغ ابن العربي فزعم أن فرعون مؤّمن شهيد حيث قال ما حاصله لما حال الغرق بين فرعون وبين اطماعه لجا الى الله تعالى والى ما اعطاه باطنه مما کان عليه من الذلة والافتقار فقال «امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل ‏ لرفعم الاشكال كما قالت السحرة لما امنت: امنا برب العالمين رب موسى وهارون لرفع الارتياب وازاحة الاشكال ثم قال وأنا من المسلمين فخاطبه بلسان العتب الان أظهرت ما كنت قبل علمته وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين في اتباعك فاليوم ننجيك فبشره قبل قبض روحه لتكون لمن خلفك اية اي لتكون النجاة علامة له اذا قال ما قلته كانت له النجاة مثل ما كانت لك إذ العذاب ما يتعلق الا بظاهرك وقد أريت الخلق نجاته من العذاب. فكان ابتداء الغرق عذابا وصار الموت فيه شهادة خالصة کل ذلك حتى لا بياس أحد من رحمة الله تعالی فانه لا بياس من روح الله الا القوم الكافرون› والاعمال بالخواتيم ما قو له تعالى سنة الله التي قد" خلت خلت « في عباده » يعني الايمان عند رؤية اليس وانما قبض فرعون ولم يۇخر = عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن موسی عن النبي س ع قال: وذکره. ورواه الامام احمد في المسند 4: ۳۹6 .ع (حلبي) بسنده عن أبي عبيدةه عن أبي موسى الأشعري (١) سبقت الترجمة له في كلمة وافية في الجزء الاول. (۲) سورة يونس آية رقم ۰٩ (۳) سورة غافر آية رقم ٥۸ وتكملة الآية (وخسر هنالك الكافرون). ۳۹ في أجله في حال ايمانه لكلا يرجع الى ما كان عليه من الدعوی» وأما قوله تعالى ٠ فاوردهم النار ‏ فما فيه نص انه يدخلها معهم بل قال الله تعالى « ادخلوا ال فرعون » ولم يقل ادخلوا فرعون ورحمة الله أوسع من حيث ان لا يقبل ايمان المضطرء وأي اضطرار أعظم من اضطرار فرعون في حال الغرق والله تعالى يقول « أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء » فقرن للمضطر اذا دعاه الاأجابة كشف السوء عنه فلم يکن عذابه | من الغرق في الماء انتهى كلامه قال ابن حجر: فهل هذا الکلام مقرر أو مردود فما وجه رده..؟ قلت ليس هذا الكلام مقررا وان كنا نعتقد جلالة قائله فان العصمة ليست الا للانبياء. ثم أطال في الرد عليه بما يغني المسترشد وسكت عن حكم هذا القائل وحكمه انه مشرك لمعارضة قوله هذا لنصوص الكتاب منها قوله تعالى « فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا » وتاويل هذه الاية يما قالوه إن النافع هو الله لا الايمان بها عن مقتضاها وعدول عن الظاهر من غير دليل والغاء لمعنى الاية إذ لا يخفى أن النافع في الحقيقة هو الله عز وجل لكنه سبحانه رتب النفع على الاسباب فاثبت ترتب النفع على الايمان قبل رؤية البأس ونفاه عنه حين رؤيته» ومنها قوله تعالى في حق فرعون « فاخذه الله نكال الاخرة والاولى »“ فهذه الاية نص في إنه في نكال الدنيا والاخرة. (والامر الثاني): أنه إذا تاب أحد من ذنب ثم رجع اليه ثم تاب (۱) سورة هود آية رقم ۹۸ وتكملة الآية (ويئس الورد المورود). (۲) سورة غافر آية رقم ٤٤ (۳) سورة النمل أية رقم ١٩ (4) سورة غافر آية رقم ٥۸ )°( سورة النازعات اية رقم ٢۲ ۳۷s منه وهكذا يقبل منه اذا تاب ويترك اذا عصى ومن هنا قال خيان الاأعرج في رجل في ولاية المسلمين ويكون منه ما يكره المسلمون فيستتاب فيتوب ويعطي الرضى ثم يرجع فيدعى فيجيب ويطيع وهذه حالته انه يدعى اذا ادبر ويقبل إذا أقبل وقال أبو عبيده رضي الله عنه: في مثل هذا توبة حتى يكون الشيطان هو الخاسر. (قوله حتى يرى الموت) أي الى أن يرى أسباب الموت وعلامات الخروج من دار الفنا. (قوله دنا من قربه) أي قرب منه وهو كناية عن الحال التي يغرغر فيها. (قوله من المغرب) أي محل بنصب تطلع عطفا على مدخول حتى (قوله من المغرب) أي محل الغروب لأن ذلك من علامات الساعة « يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا » وانما لم يك ينفعها ايمانها حينئذ لانها لم تكن امنت اختيارا بل الجاءِ واضطرارا فلا فرق بين من شاهد بعض الايات القاطعة على حضور نقله من دار التكليف وبين من كان في الموقف أو في النار اعاذنا الله منها (قوله قد أتى عن المختار الخ) اشارة الى تلك الاحاديث المروية عنه عليه الصلاة والسلام. (۱) لعله حيان بن خلف بن حسين بن حيان الأموي بالولاء بو مروان مۇرخ بحاث من ُهل قرطبةء کان صاحب لواء التاريخ في الأندلس أفنصح الناس بالتكلم فيه وأحسنهم تنسيقا له من) کتبه (المقتيس) في تاريخ الاتدلس» والمبين في تاريخ الاندلس أيضاً وكتاب في تراجم الصحابة توفي عام 814 ه راجع وفيات الأعيان ۱ ۸ ودائرة المعارف الاسلامية ۱ ١ وجذوة المقتبس ۱۸۸ (۲) سورة الأنعام آية رقم ١١٠ وقد جاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث قال: (إن كسبت) بدلاً من (أو کسبت) ۳۷۱ كل العصاة تقبل توبتهم بمشيئة الله تعالى (فقاتل المؤمن عمدا تقبل. توبته رهكذا المضلل) (من بعد موت من أضل وإذا الا لبطلن حقا فكنذا) روقيل أن لا توبة له وفي قول ابي نبهان ان ليس اصطفي) لكن على المضل أن يلغ من اضله بما دعى رمن فتن) ران كان في مقدرة والا فهو حري بمتاب المولى) (قوله فقاتل المؤّمن الخ) هذا تفريع على قوله ولم يرد تائب الخ أي إذا كان التائب من الذنب لا ترد توبته حتى يغرغر أو تطلع الشمس من المغرب» فاعلم أن من اتی جرما صغيرا کان او کبيرا داخل تحت هذا العموم فتوبته قاتل المؤّمن عمدا وتوبة من أاضل غيره بمعصيته وتوبة من حلف ليبطلن حقا اثبته الله مقبولة لدخحول الثلائة تحت ما مر وخص هولاء الثلائة بالذكر ليبين اختلاف الفقهاء في قبول توبتهم فانهم اختلفوا في قبولها منهم وفي قبول توبة الملحقة بزوجها ولدا من غيره وفي قبول توبة من قتل نبيا او قتله نبي لحديث یروی في ذلك اجمالا ولاأحاديث وردت في بعض ما ذكر تفصيلا فاما توبة من قتل نبيا أو قتله نبي فلم يرو فيها غير الحديث العام لجميع ۳۷۲ المذكورات» وقد استدل به القائلون بعدم التوبة لهؤلاء وكانه صحيح عندهم وعلى تقدير صحته فتحمله على عدم التوفيق لاسباب التوبة غالبا لا على عدم قبولها اذا أتى بها كما وجب عليه شرعا وعبر عن عدم التوفيق بما ذكر للزجر والتنفير عن هذه الكبائر جمعا بينه وبين تلك الادلة أو نقول انه اخبار عن عدم قبول توبة هؤلاء في أول الاسلام مثلا ثم نسخ بقبولها بعد بما ورد من الأدلة على قبول توبة كل تائب بل ويما ورد من الأحاديث على قبول توبة قاتل المؤمن عمدا ونحو ذلك وبالجملة فلم تثبت معنا صحة ذلك الحديث أما قوله تعالى « ومن يقتل مۇمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ٠ الآية فمقيد بما إذا لم يتب وأما قوله ع «أبى الله أن يجمل لقاتل المؤمن توبة 6 وقوله مَك ان الله ايى علي فيمن قتل مومنا ثلاڻا فاخبار احاد لا تعارض القطعية وعلى تقدير صحتها يحتمل أن المراد منها عدم التوفيق للتوبة غالبا لا عدم قبولها ليحصل الزجر والتنفير عن قتل الموّمن أو تحمل على قاتل مخصوص كما روي فيمن قتل قائل لا اله الا الله ظنا انه التجىء بها عن السيف وأما قوله عه « ايما امرأة ادخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيءِ ولن يدخلها الله جنته » فمعناه اذا لم تتب واما قوله عليه الصلاة (١) سورة النساء أية رقم ۳٩ (۲) الحديث رواه الامام البخاري في كتاب التفسير ٢ باب والذين لا يدعون مع الله إلها اخر ۳٢ حدئني محمد بن بشار حدثنا غندور شعبة. عن المغيرة بن النعمان عن سعيد اين جبير قال اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن فدخلت فيه الى ابن عباس فقال: نزلت في اخر ما نزل ولم ينسخها شيء وفي رواية (قال: لا توبة له) ورواه ابن ماجة في كتاب الديات ۲ باب هل لقاتل موّمن توبة عن ابن عباس أيضا ورواه الامام مسلم في كتاب التحريم ۲ والقسامة £۹ (۳) أبو داود في الطلاق ٢۲ والدارمي في النكاح ٤٤ ۳V۳ والسلام « ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ٩ وفي رواية اخری صحيحة ومن سن شرا فاستن به کان عليه وزره ومٹل من تبعه عير منتقص من أوزارهم شيعا فمعناه أيضا إذا لم يتب وكذا القول في قوله تعالى: إن الذين يشترون بعهد الله وايمانه ثمنا قليلا أولعك لا خلاق لهم في الاخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم » وكذا القول في أمثالها من أحاديث (قوله عمدا) أخرج قاتل المؤّمن خطاً فانه لا اثم عليه فضلا من أن لا تقبل توبته وقد فرض الله على قاتل الموّمن خطا تسليم الدية الى أهل المقتول إن كانوا مؤمنين أو بيننا وبينهم ميثاق وتحرير رقبة مؤمنة وان كان من قوم عدو لنا وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة لا غير فمن لم يجد تحرير رقبة موّمنة فصيام شهرين متتابعين» وما فرضه الله تعالى عليه هنا لا يدل على ثبوت الاثم بقتل الخطا لانه ايجاب لما ذكر من تسليم الدية وتحرير الرقبة وان كان إنما كان ذلك الايجاب بسبب صدر منه فليس كل سبب أوجب فرضا باثم صاحبه. (قوله تقبل توبته) بشرط أن يتخلص الى أولياء المقتول فاما العفو عنه أو قبول الدية منه أو القصاص النفس بالنفس فان قتل نحو عشرة (١) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة ١٠ باب من سن سنة حسنة أو سيئة ٢۲۰ ثنا أبو عوانهء ثنا عبد الملك بن عمير عن المنذر بن جرير» عن أبيه قال: قال رسول الله وذکره ورواه في الصيام ٤٤ وفي التجارات ١٠ وروا صاحب الموطاً في القران ١٤ء واحمد ابن حنبل في المسند ۲: ۳۸۰ ۳۹۷ ٥٠٥ ٠٠٥ (حلبي) ورواه الامام مسلم في العلم ٥ ١ وأبو داود في الصلاة ٠٠ والسنة ١٠ والترمذي في العلم ١٠ )۲( سورة آل عمران آية رقم ۷۷ ۳Y وما بقي فهو ديات في ماله وأما الكفارة بتحرير رقبة مؤّمنة أو“ صيام شهرين اذا لم يجد فقد اختلف في ثبوتها بقتل العمد (قوله وهكذا المضلل من بعد موت من أضل) أي ومثل قاتل المؤّمن عمدا في قبول التوبة هو من دعا غيره لضلالة فاجابه اليها ثم مات المجيب على تلك الضلالة فانه إن تاب هذا المضل قبلت توبته أما إذا لم يمت من أضله على تلك الضلالة فتوبته مقبولة قولا واحدا لكن يشترط في توبته أن يدعو الى ترك الضلالة كما دعي الى الدخول فيها. (قوله وإذا ألا ليبطلن حقا فكذا) أي وكذلك اذا حلف ليبطل حقا أثبته الله شرعا فانه ان تاب قبلت توبته سواء كان الحق الذي حلف على ابطاله لله كان يحلف انه تعالى لم يفرض الصلوات الخمس أو لم يوجب كفارة اليمين أو لم يحلل النكاح أو لم يحرم الخمر أو للعباد كان يحلف على أن هذا المال لي ليس لفلان مته شيء وذلك الحق للمحلوف عنه فان كان الحق الذي حلف على ابطاله لله سبحانه فهو مشرك لرده ما أنزل الله مصادمة من غير تاويل فتوبته منه رجوعه الى الاسلام والاسلام جب لما قبله وان كان الحق لاحد من العباد فشرط توبته منه أن يتخلص الى صاحبه برد ذلك الحق اليه ان كان باقيا بعينه وبرد مثله ان کان لم يبق بعينهء وان يكفر عن يمينه هذا كله إذا كان غير مستحل للمال الذي حلف عليه أما اذا كان مستحلا فلا شيء عند الأكثر سوى الرجوع الى الحق والاقرار ببطلان ما كان عليه. (قوله وقيل أن لا توبة لهم) أي ما ورد من تلك الأحاديث (قوله وفي قول ابي نبهان) هو الشيخ جاعد بن خميس الخليلي الخروصي رضوان الله عليه فانه ضعف هذا القول جدا (قوله ان ليس اصطفى) أي أنه غير مختار (قوله لكن على المضل الخ) هذا استدراك على مفهوم قوله وهكذا المضلل الخ اعلم أن من دعا الى ضلالة ثم أراد ۳۷o التوبة منها عليه أن يدعو الى الخروج منها كما دعا الى الدخول فيهاء فعليه أن يبلغ توبته كل من أجابه الى ضلالته وان يبين لهم انها ضلال هذا كله إِذا كان قادرا على ذلك فان کان غير قادر كما اذا مات المدعو اليها أو كان بمكان باعد لا يستطيع الوصول اليهء ولا يصل اليه كتابه فانه يعذر لعجزه عن ذلك لأن الله لم يكلف العباد فوق طاقتهم. (قوله أن يبلغ من أضله) أي أن ينهي إليهم بيان ضلالته. (قوله بما دعى) أي اليه (قوله ومن فتن) أي ومن فتنهم بضلالته (قوله ان كان في مقدرة) أي على ذلك والمقدرة بمعنى القدرة وادخل عليهما في مع امكان أن يقول ان كان ذا مقدرة مبالغة حيث جعل القدرة ظرفا للقادر وفي هذه المبالغة اشارة الى قوله تعالى ١ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر 6 ولقوله عي ١« يسروا ولا تعسروا ». (قوله والا فهو حري) أي وان لم يكن في مقدرة فهو حقيق بتوبة الله عليه. (١) سورة البقرة اية رقم ١۸٠ (۲) هذا جزء من حديث رواه الامام البخاري في كتاب العلم ١٠ باب ما كان النبي ي ينحو لهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا ۹٦ س حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا یحی بن سعید قال: حدثنا شعبه قال: حدئني أيو النياح عن أنس عن النبي ع وذكره وفيه زيادة (وبشروا ولا تنفروا) ورواه في المغازي ٠٠ والأدب ٠ ورواه الامام مسلم في الجهاد ٤ وأبو داود في الأدب ١٠ واحمد بن حنبل في المسند ۱: ۳۹ء ۲۸۳ ۳ ۱۳۱ ٢ (حلبي) ٦۳۷ الباب الغاني رمن الركن الرابع) رفي حالات التائب) الله عز وجل ماذا عليه..؟ وثانيهما: ما اذا كان عمل الطاعة في حال اصراره هل يعطي ثواب تلك الطاعة إذا تاب من تلك المعصية..؟ ۳V۷ (وتارك فرضا لمولاه مضى كفارة وتوبة قد فرضا) عليه مع ابداله وقيل لا شيء سوى التوبة في ذا جعلا) روذا كمثل الصوم والصلاة في حكم من حرم للحرمات) (قوله وتارك) مبتداً سوغه العمل في فرضاء وقوله لمولاه متعلق بفرضا (قوله كفارة) مبتداً ثان وتوبة معطوفة عليه (وقوله قد فرضا عليه) الخ خبر للمبتد الثاني والمبتداً الثاني وخبره خبر للمبتدإ الاول الذي هو تارك. (اعلم) أن العاصي لربه إما أن يكون في عصيانه مستحلا أو محرما فان کان مستحلا فلا شيء عليه عند الا کٹر سوی الرجوع الى الحق والدينونة ببطلان ما كان عليه وان كان محرما لفعله ففعله انتهاكا فاما أن يكون في فعله ذلك مضيعا لشيء من حقوق الله کالصوم والصلاة أو من حقوق العبات كاتلاف مال أو قتل أو ارتكاب فرج غصبا أو غير مضيع شيئا من ذلك فان کان غير مضيع شيعا من هذه الحقوق فليس عليه شيء سوى التوبة من عصيانء وان كان مضيعا شيئا من حقوق العباد فعليه الخروج منها بالخلاص الى أربابها كما سياتي وان کان مضيعا لشيء من حقوق الله كما اذا ترك فرضا حاضرا ففات وقته فانه تجب عليه التوبة عن ذلك التضييع واستدراكه بالقضاء وستره بالكفارة وهي تحرير رقبة او إطعام ستين مسکينا او صيام شهرين متتاليين» فما وجوب التوبة فظاهر مما مر وأما وجوب القضاء فلما ورد عنه 2 أنه كان يامر بقضاء الفوائت فرضا ونفلاء وأما وجوب الكفارة في تضييع الصيام فلما ورد عن ابي هريرة انه قال: جاءِ رجل الى رسول الله عي مرة فقال: يا رسول الله افطرت في رمضان فقال: ۳Y۸ اعتق رقبة أو صم شهرين متتابعين او اطعم ستين مسکينا» وقس عليه تضييع الصلاة بجامع ان كلا منهما فرض موقت فأوجبوا في تضييعها الكفارة كما وجبت في تضييعه وقال اخرون لا شيء عليه سوى التوبة واستقبال ما يأتي عليه بالاداء واستدلوا على ذلك بقوله عد « النائب من الذنب كمن لا ذنب له 6 قلنا ومن شرط التوبة من ذلك الذنب قضاء ما فات. والكفارة عنه بما ذكر قالوا قال عَيَْدٍ « الاسلام جب لما قبله ‏ قلنا ذلك في المشركين فان له حكما اخر يخلف ما هنا (قوله وذا كمثل) الخ وهذا الفرض المذكور فيه هذا الحكم هو مثل الصوم والصلاة فالكاف زائدة وانما خص الصوم والصلاة بالتمثيل لان لكل واحد منهما وقتا محدودا فعله بعد ذلك الوقت قضاء لا (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الصيام ١٠ باب ما جاء في كفارة من أفطر یوما من رمضان ١ ل ثنا سفيان بن عينة عن الزهري» عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال أتى النبي عد رجل فقال: هلكت قال: وما أهلكك..؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان قال النبي ميه وذكره ورواه البخاري في كتاب الادب ۸ ٥ وأبو داود في الصوم ۳۷ والطلاق ۱۷٠ والترمذي في الطلاق ٠٠ والدارمي في الصوم ۱۹ء ۳۳ء واحمد بن حنبل في المسند ۲: ۰۸٢ ٤٤٦ ۲۸۱ (حلبي). (۲) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الزهد ۳۰ باب ذكر التوبة ٢٥٥٥ ثنا محمد بن عبدالله الرقاش ثنا وهب بن خالد ثنا معمر عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله عل وذکره قال السندي: الحديث ذكره صاحب الزوائد وقال: اسناده صحيح ورجاله ثقات. ثم ضرب على ما قال: وأبقی الحال على الحالء وفي المقاصد الحسنة. رواه اين ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب من طريق أبي عبيدالله بن عبدالله بن مسعود عن آبيه رفعهء ورجاله ثقات بل حسنة شيخنا بعين لشواهده والا فأبو عبيدة: جزم غير واحد بانه لم يسمع من أبيه. (۳) هذا جزء من حديث طويل رواه الامام احمد بن حنبل في المسند ٤: ۱۹۸ عن بي اسحاق قال: حدڻني يزيد بن ابي حبيب عن راشد مولى حبيب بن ابي اوس الثقفي عن ابي حبيب ابن اوس قال حدثني عمرو بن العاص من فيه وذکره. ۳۷۹ أداءِ أما الزكاة وان كانت حقا لله عز وجل فلا تدخل تحت هذا الخلاف لان اداءها غير موقت فمن ضيعها وجب عليه غرمها وما قيل في الأثر من أنها مثل الصوم والصلاة في هذا الخلاف فمحمول على ما إذا ضيعها وهو موسر ثم تاب وهو معسر لا يجد ما يغرمها به فانه على هذا القول لا شيء عليه سوى التوبة وعلى قول اخر تلزمه الوصية بها كسائر الحقوق هذا ما ظهر لي في حمل ذلك الاطلاق. فليحرر. (قوله في حكم من حرم للحرمات) أي هذا الحكم ثابت في حكم من اعتقد حرمة ما فعله من المحرمات اما المستحل فليس عليه قضاء ولا كفارة عند الجمهور وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه أوجب القضاء على المرتد وبه قال ابو حنيفة. ۳۸ (حكم المصر على المعصية إذا فعل الطاعة) زوفي مصر قد اتى الطاعة هل له ثوابها إذا الففران حل) (أو لا أو التفصيل أولى ان عصى من غير ما شرك اتى محصحصا) (قوله وفي مصر قد أتى الطاعة) الخ اختلف في المصر على المعصية إذا فعل شيئا من الطاعات كالصلاة والزكاة والصوم ونحو ذلك ثم تاب من ذنبه واناب الى ربه هل يعطى ثواب تلك الطاعة؟ ففيه ثلاثة مذاهب. (المذهب الأول): وهو لابي عبد الله محمد بن محبوب رضي الله تعالیى عنهما واختار ابن ابي نبهان انه یعطی له ثواب وظاهر کلامهما عدم التفصيل بين المشرك والمنافق في الاصرار. (المذهب الثاني): لبشير واختاره الزاملي أنه اذا كان هذا المصر حين فعله للطاعة مشركا فلا ثواب له وان كان غير مشرك فله الثواب بعد التوبة. (المذهب الثالث): للفضل بن الحواري انه لا يعطي ثوابها کان حين فعله اياها مشركا أو منافقا مستدلا بقوله تعالى « إنما يتقبل الله من المتقين 0 ففي المسألة اطلاقان وتفصيل وعندي فيها تفصيل (١) سورة المائدة أية رقم ۲۷. ا۳۸ آخر هو الحق ان شاء الله تعالى وهو ما اذا كانت تلك الطاعة التي فعلها المصر مشروطا في صحتها الأسلام كالصلاة والصيام والحج ونحو ذلك من العبادات فلا يثاب عليها بعد التوبة إذا فعلها وهو مشرك؛ لان الثواب ثمرة الصحة والصحة مشروطة بالاسلام وما هنالك اسلام فلا صحة ولا ثواب ويثاب عليها إن فعلها هو مصر غير مشرك لأنها تكون حينئذ صحيحة فيصح ترتب لواب عليها أما قوله تعالى « إنما يتقبل الله من المتقين »0 فلا يعارض ما قررناه لأنا لا نقول بقبول العمل من المصر حال اصراره وإنما نقول بقبوله منه بعد توبته وإن كانت تلك الطاعة غير مشروط في صحتها الاسلام كرفع المنكر ورفع الظلم ونفع الضعيف واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وفك العاني وصلة الرحم واقراء الضيف» ونحو ذلك فإنه يثاب عليها بعد التوبة كل من فعلها وان کان مشرکا لقوله تعالى « فاولعك يبدل الله سيئاته حسنات ولقوله عه « التائب من الذنب كمن لا ذنب له € ومن لا ذنب له يعطى ثواب ك فكذا من مائله ولقوله ع « اسلم على ما اسلفت من خير ٢ أما قو له 1 « من أشرك ساعة حبط عمله )۱ (١) سورة المائدة أية رقم ۲۷. (۲) سورة الفرقان أية رقم ٠۷ وقد جاءت هذه الأية محرفة في المطبوعة حيث قال: (أولعك) بدلاك من (فأولعك) (۳) سبق تخريج هذا الحديث في هذا الجزء. (4٤) الحديث رواه الامام البخاري في کتاب الزكاة ٢۲ باب من تصدق في الشرك د ثم أسلم ١١٤۱ حدثنا عبدالله بن محمد حدثنا هشام حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن حکيم بن حزام س رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة ومن صلة رحم فهل فيها من أجر..؟ فقال البي عله وذکره ورواه في الأدب ١ والبيوع .٠ ٠ والعتق ١٠ء ورواه الامام مسلم في ایمان ١۱۹ ١۹٠› ٦۱۹۹ والامام أحمد في المسند ۳: £0۲ (حلبي) (٥) لم نعثر على هذا الحديث على كثرة البحث والتقصي. ۳A۷ فان تاب جدد له العمل فليس فيه دليل على المطلوب هذا كله اذا فعل الطاعة حال الاصرار ثم تاب» أما اذا فعلها قبل الاصرار ثم أشرك أو فسق ثم تاب أو أسلم فانه يرد اليه ثواب ذلك العمل لأن الاحباط مشروط عندنا بالموت على الاصرار لقوله تعالى « ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولعك حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة وأولعك أصحاب النار هم فيها خالدون 6 وعلى هذا التقييد يحمل الاأطلاق في قوله تعالی «ولو اشركوا لحبط عنهم ما کانوا يعملون ٩ والاطلاق الذي فى قوله تعالى « ومن يکفر بالايمان فقد حبط عمله ‏ والاطلاق الذي في قوله تعالى « يا أيها الذين امنوا 9 و أصواتكم فوق صوت النبي ول تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون » والاطلاق الذي في قوله عك ستة أشياء تحبط الأعمال الاشتغال بعيوب الخلق وقسوة القلب وحب الدنيا وقلة الحياء وطول الأمرء وظالم لا ينتهي وفي هذا الحديث وفي الاية التي قبله دليل على احباط العمل بالكبائر الغير الشرك أما الحديث فصريح في ذلك وأما الاية فلما فيها من ترتيب الاحباط على رفع الصوت على صوته عك وعلى الجهر معه بالقول كجهر بعضنا لبعض» ولا شك أن هاتين الخصلتين ليستا بشرك. (اعلم) أن مسالة الاحباط مبنية على مسألة القطع بتعذيب الفساق فذهب أصحابنا والمعتزلة الى احباط صالح الاعمال بمطلق الفسق إِذا لم يتب منه» وذهب القائلون بعدم القطع بوعيد الفساق الى أن الاعمال انما تحبط بالشرك لا بشيء غیره من أنواع الفسق وهي کاصلها من (١) سورة البقرة أية رقم ۲۱۷ (۲) سورة الانعام أية رقم ۸۸ (۳) سورة المائدة أية رقم ٥. (4) سورة الحجرات أية رقم ۲ TAY المسائل الدينية فما ورد في الأثر مما نصه قال جابر بن النعمان رحمه الله: اختلف المسلمون من أهل صحار في الذي يعمل الحسنات والسيئات فقال قائلون منهم إنها تحصی عليه حتى يموت ثم ينظر في حسناته وسيئاته أيهما أكثر جزي به وقال اخرون: إذا عمل حسنة ثم عمل سيئة محت السيئة الحسنة قال جابر: فخرجنا من صحار الى سمائل فسألت هاشم بن غيلان رحمه الله عن ذلك فقال: كفوا عن هذا فقد وقع هذا بصحار وكتبوا الينا فلم نجبهم وعند هذا ومثله تقع الفرقة وبالله التوفيق. هل هذا الخلاف مقرر ام مردود...؟ فالجواب فيه أن هذا المقام ليس محلا للخلاف وان القائل بان السيئة تمحو الحسنة اذا جاءت بعدها هو المصيب لکن بشرطین أحدهما أن تكون السيئة كبيرة لأن الصغائر مغفورة باجتناب الكبائر وثانيهما: ان يموت عليها لانه اذا تاب منها رد اليه ثواب حسنته وناهيك بسکوت هاشم عن الجواب عليها وبقوله وعند هذا ومثله تقع الفرقة تنبيها على أنها من مسائل الدين. (فان قيل) لو كانت المسالة من مسائل الدين ما وسع هاشما السكوت عنها لحديث: اذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فان لم يفعل فعليه لعنة الله. (قلت): فهم هاشم أن المراد من الحديث شيئان أحدهما: الزام المبتد ع الحجة وثانيهما: انقاذ لمن م ن هلكة البدعة فعلم أن الحجة قد لزمت هذا المبتدع بظهور العلم على لسان خصمه ولا يلزم تكرار اظهار العلم ورأى أن المصلحة في انقاذ المسلمين من تلك البدعة هي السكوت عن الخوض في تلك المسألة أصلا فإنها لو طال الكلام فيها لاتسع الخرق واستطارت الفتنة فيعم ضررها الامصار ومتى ما كف عن الخوض فيها خمدت نارها ولم يتعد صاحبها ضررها فلله در هاشم ما اغزر علمه واثقب فهمه. ۳۸A (قوله هل له ثوابها) الخ خبر للمبتدإ المحذوف عند قوله وفي مصر إذ التقدير والقول في مصر الخ بناء على مذهب من اجاز الاخبار عن المبتدإٍ بالجملة الانشائية (قوله اذا الغفران حل) إي وجب أي هل يعطى ثوابها اذا وجب له الغفران أما اذا لم يغفر له فلا ثواب له قد حبط عمله بما فعله..؟ (قوله أو لا) أي أو ليس له (قوله أو التفصيل اولى) أي أحق (قوله ان عصى من غير ما شرك) آي من غير شرك فما زائدة والجملة تفسير للتفصيل المذ كور (قوله أتى محصحصا) ۳۸o الباب الفالث رمن الركن الرابع) رفي توبة المحرم والمستحل) ويبحث فيه عن أمرين أحدهما: كيفية توبة كل واحد من المستحل والمحرم اجمالا وتفصيلا. وثانيهما: في التبعات والضمانات المتعلقة بالمنتهك لما حرمه في دينه وبالمستحل لما فعله. (اعلم) أن المحرم المنتهك هو من يأتي الأشياء المحرمة في دينه على غير اعتقاد لها باستحلال› والمستحل هو الذي ياتى الاشياء المحرمة في دين الله تعالى اعتقادا منه انها حلال متمسكا على ذلك بشبهة من كتاب أو سنة أو اجماعء فهو جازم بتلك الشبهة ومعتقد أنها الدليل القاطع ويلتزم بها تخطئة من خالفه في ذلك دينا أما اذا لم يكن بهذه المثابة فليس هو بالمستحل» وان اعتقد حل ذلك المحرم أو تحريم ذلك المحلل وإنما هذا جاهل بقواعد الدين الذي هو عليه. ٦۳۸ (ومجمل توبة من يحرم والمستحل عکس هذا يلزم) (قوله ومجمل توبة من يحرم) أي من ياأتي ذنبا حرم الله ارتکابه على وجه يعتقد ان ذلك الذنب حرام فان توبته منه مجملا مجزية فلا يطالب بالتفصيل ذنبا ذنبا بل إِذا قال: أنا تائب الى الله من جميع (قوله والمستحل عكس هذا يلزم) أي ويلزم المستحل للذنب الذي ارتكبه أن يتوب منه تفصيلا أي اذا کان له عدة ذنوب كلها يدين باستحلالها فانه لا يجزيه في التوبة منها الا أن يتوب عنها ذنبا ذنبا لانه يعتقدها دينا وتوبةء فاذا قال آنا تائب من جميع ذنوبي لم يدخل ما استحله تحت هذا اللفظ اذ ليس ذلك ذنبا عنده وهذا فيما بينه وبين الناس أما فيما بينه وبين الله فاذا اعترف بخطا ما كان عليه وضلالته فندم على استحلاله لذلك وارتکابه له وعزم أُن لا يعود الى شيءِ مته وطلب الغفران من ربه لمجمل ذنبه فانه يجزيه ذلك وقيل تجزیه التوبة مجملا حتى عند الناس ويقبل منه ان عرف انه راجع عن ذلك الذي يستحله وهو قول افتى به الامام محمد بن محبوبء في حق محمد بن عبات وقد استحل أشياءِ فتاب منها عند المسلمين مجملا فطلبوا منه التفصيل فبقي كالمجمل المحرنجم ان تقدم تحر وان تخر عقر فافتى ذلك الامام حينعذ بذلك القول وقبلوا منه اجماله وفي الأثر ما نصه وسألته عمن يتوب فقال استغفر الله من کل ما دنت بشيءِ من الباطل ومن جميع ما خالفت فيه الحق أيجزيه ذلك إذا كان قد دان بشيءِ من الباطل او تولی عدوا او عادی وليا..؟ قال: يجزیه ذلك إذا كان تدينه من جهة خطاً أو قذف وقال من قال لا يجزیه في هذا ون کان تدينه بشيء من البدع والضلال فذلك لا يجزيه ۳AY حتى يتوب من ضلالته تلك بعينها الا أن يكون نسيه وقد تاب من جميع ذلك فان ذلك يجزيه فيما بينه وبين الله ا.ه. ففي هذا الاثر تفصيل بين ما إذا كان المستحل من إحدى الفرق الضالة المعتقدة لاستحلال ما حرمه الله كالازارقة وبين ما اذا کان أصله من اهل الاستقامة فاستحل شيا في دين الله حرام بدليل في زعمه فاجتزی بالاجمال في حق هذا الاخر بعض ولم يجتز اخرون وأما المستحل الاول فلم يحك فيه إلا عدم الاجتزاء باجمال قولا واحدا. (١) سبق الترجمة لهم في كلمة وافية. (۲) هم فرقة. الاباضية. ۳A۸ ) حکم ارتکاب المعاصي ( رومن أتى شيئا على التحريم لم يجزه الفوب بلا تغريم) (وإن يكن أتاه باستحلال بعکكسه في اعدل الأقوال) عليه أن يسر دە لمن سلب) حتى يصح أنه قد استحل) (قوله ومن آتى شيئا) من الأشياء التي فيها حقوق العباد كأخذ مال الغير وارتكاب فرج محرم غصبا أو تأثير في نفس بما لا يحل ونحو ذلك فاما أن ياتیه الفاعل وهو معتقد لحرمته وإما أن يا تیه وهو معتقد لحله فان أتاه وهو يعتقد حرمته فعليه مع التوبة أن يغرمه لصاحبه ولا تجزيه التوبة بدون ذلك ان كان قادرا على ذلك أما اذا كان غير قادر كما إذا تعذر عليه وجود صاحبهء أو تعذر عليه ما يتخلص به فانه يجب عليه حينعذ أن يعتقد الخلاص عند القدرة عليه فان حضره الموت ولم يجد سبيلا الى الخلاص وجبت عليه الوصية ولا شيء عليه فوق ذلك وان کان أتاه وهو يعتقد حله فسياتي حكمه إن شاء الله قريبا. (قوله على التحريم) حال من فاعل أتى (قوله لم يجزه التوب بلا تغريم) أي الا أن يعفو عنه من له الحق فيحله منه فان لم يحله مته ۳۸۹ حكم عليه بتغريمه ان تحاكماء ويلزمه فيما بينه وبين الله أن يغرمه لان شرط توبته التخلص من حقوق العباد. (قوله وان يكن أتاه باستحلال بعكسه) اي ان ياتي الآتي ذلك الشيء الذي فيه حق للعباد والحال انه مستحل لاتيانه فحكمه بعكس من أتاه وهو يعتقد حرمته أي فتجزيه التوبة من ذلك الشيء دون غرمه سواء كان قائما في يده أو كان قد أتلفه وهذا الحكم ظاهر في المشركين لقوله تعالى « قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف »٠ ولقوله عي إنما قيل للجاهلية جاهلية لجهالة أهلها وضعف علمهاء فمن اأسلم على شيءِ وهو في يده فهو له ولحديث سلمان رضي عنه سين أمره رسول له عه ان بستکتب وهو على دين فياه المشركون لليهود فأمره عليه الصلاة والسلام أن يستكتب فاستكتب ولحكم رسول الله عَيْْكٍ في دور مكة ورباعها وقد دخلها على اُهل مكة عنوة فهي لهم فسوغ لهم جميع ما في آيديهم من کسب او غصب وكان للمسلمين المهاجرين فيها دور فخالف عليها المشركون من بعدهم واغتصبوها فهناها رسول الله عي لهم ولم يرد على احد من المهاجرين داره ولا انتزعها من ايدي المشركين وقد اغتصب عقيل بن ابي طالب دور رسول الله ع ومولده ودور بني عبد المطلب وصارت دار خديجة زوج رسول الله ر فردها الى داره (١) سورة الانفال أية رقم ٢۳. (١) هو عقيل بن عبد مناف (أبي طالب) الهاشمي القرشي وكنيته أبو يزيد أعلم قريش بأيامها وماثرها ومثالبها وأنسابها صحابي فصيح اللسان. شديد الجواب؛ وهو خو د علي » وه جعفر » لأبيهما وکان اسن منهما برز اسمه في الجاهلية. وکا في قریش أربعة نفر يتحاكم الناس اليهم في المنافرات: عقيل صاحب الترجمةء ومخرمةء وحويطب» وأبو جهم وبقي عقيل على الشرك الى أن كانت وقعة بدر فأخرجته قريش للقتال كرهاً فشهدها معهم وأسره المسلمون ففداه العباس بن عبد المطلب فرجع الى مكة ثم أسلم بعد الحديبية وهاجر الى المدينة سنة ۳۹۰ واغتصب أيضا بو سفيان دار ابي احمد بن جحش فاستدعی عليها رسول الله د فلم يعده فقال يا رسول الله دار ي اغتصبها أبو سفيان فاعرض عنه رسول الله ع فتاه من على يمينه فاعرض عنه فتاه من قبل شماله فاعرض عنه ثم مضی وتر که وقال: أي أحمد بن جحش يعرض بابي سفيان: دار ابن عمك بعتها تتفي بها عنك الغرامه اذهب بھے! اذهب بھ ا طوقتها طوق الحمامه وابتاعت تلك الدار بعد ذلك في غلاء دور مكة بمائة الف دينار اشتراها ابان بن عثمان في دور کر على هذا النعت وقال أسامة ابن زيدا في يوم الفتح ل الله عي وكان رحل رسول الله عه = ۸ ه وشهد غزوة موتة ولم يسمع له بخبر في فتح مكة ولا الطائف وثبت يوم حنين وتوفي عام ۰ هھ راجع الاصابة ت ۳۰٠٦٠ وطبقات ابن سعد ٤: ٢۲ (١) هو ابان بن عثمان الأموي القرشيء أول من كتب في السيرة النبوية وهو ابن الخليفة عثمان مولده بالمدينة ووفاته بها عام ١٠٠ ه شارك في وقعة الجمل مع عائشة وتقدم عند خلفاء بني أمية فولي امارة المدينة سنة ٢۷ الى ۸۳ وكان من رواة الأحاديث الثقاتء ومن فقهاء المدينة أهل الفتوىء ودون ما سمع من من أخبار السيرة النبوية والمغازي وسلمها الى سليمان ابن عبد الملك في حجه سنه ۸۲ فاأتلفها سلیمان و كانت فيه دعابة ورد صاحب الأغاني حکایات منها. راجع العبر ١: ۱۲۹ والأغاني ۲: ٤ وطبقات ابن سعد التابعين (۲) هو اسامة بن زيد بن حارثة من كنانة عوف أبو محمد: صحابي جليل ولد بمكة ونشاً على الاسلام وكان رسول الله عي يحبه حباً جما وينظر اليه نظره الى سبطيه الحسن والحسين؛ وهاجر مع النبي يي الى المدينة وأمره رسول الله عَ قبل أن يبلغ العشرين ۳۹۱ بيده أين تنزل غدا يا رسول فقال عليه الصلاة والسلام وهل ترك لتا عقيل من منزل انزل بالابطح وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولسنا بنازعين شيا من يد أحد إذا أسلم عليه وعلى هذا اجتمعت الامة المحمدية لكن الخلاف من وراء ذلك في أربعة أشياء: (أحدها): المرتد إذا أخذ شيعا من أموال المسلمين بعد ارتداده هل عليه رده اذا اسلم..؟ ذهب أبو حنيفة الى أنه عليه ذلك والمذهب أنه ليس عليه إذ لا فرق بينه وبين سائر المشركين. (الثاني): الذمي اذا أخذ شيا من أموال المسلمين حال اعطائه الذمة هل عليه رده اذا أسلم..؟ فمذهب الزمخشري وصححه القطب رحمه الله أن عليه ذلك والمذهب عندنا ان ليس عليه إذ لا فرق بينه وبين سائر المشركين أيضا واخراج المرتد والذمي من العمومات المتقدمة في المشركين يحتاج الى دليل. (الثالث): ما اغتصبه المشركون من المسلمين هل يكون لهم قبل أن يسلموا وليس لصاحبه أن يأخذه منهم وتجوز معاملتهم فيه أم لا..؟ ذهب الى الثاني ابن بركة وصاحب السؤالات والامام افلح والمحقق الخليلي وحجتهم قوله تعالى « ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبیلا ٠ وقوله عه لا حق لعرق ظالم ولا ٹواءِ على مال امرىء مسلم 4 وما روی نافع عن ابن عمر انه قال: ذهب فرس له فأخذه = من عمره فكان مظفرا موفقاً. انتقل الى دمشق بعد وفاة الرسول عه فسكن المزةء وعاد الى المدينة فاقام الى أن مات بالجرف عام ٢٥٤٥ هھ له في كتب الحديث ١۲١ حدياً راجع طبقات ابن سعد ٤: ٤٤ وتهذیب ابن عساکر ۲: ۳۹۱ ۳۹۹ والاصابة ۱: ٢۲۹ (١) سورة النساء اية رقم ١٤۱ (۲) الحديث رواه البخاري في كتاب الحرث والمزارعة ١٠ باب من أحيا أرضاً مواتا ورأى ذلك علي في أرض الخراب بالكوفة موات؛ وقال عمر من أحيا أرضاً ميتة فهي له؛ ویروی ۳۹۲ العدو فظهر عليه المسلمون فرده عليه في زمن رسول الله عْكه وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي عي وذلك في زمان بي بكر رضي الله عنه والصحابة متوافرون من غير نكير منهم على ذلك وذهب الى الأول جماعة منهم الربيعة بن حبيب وابو يعقوب يوسف بن ابراهيم والمحققون من أهل المغرب وصححه القطب رحمه الله وحجتهم في ذلك ما مر من إيقائه عليه الصلاة والسلام ما أخحذه المشركون في أيديهم يوم الفتح وقد طلبه أربابه فلم ينزعه من يد المشركين وبأمره عَيْْكُ سلمان أن يستكتب من اليهودي وسلمان ذو دين ويبحث في الاستدلال الثاني بان سلمان انما أخذه المشركون قبل أن يظهر الاسلام وهو يومئذ نصراني ولا يخفى ما في تلك النصرانية من جعل عيسى ولدا وجعل الالهة ثلاثة والكل شرك وأيضا فاليهودي الذي استكتب منه سلمان لم يغتصب سلمان بنفسه وانما اشتراه من غيره فلما لم تقم بينة أنه مغتصب فهو ملك لليهودي وعند وجود هذه الاحتمالات لا يتم ذلك الاستدلال فظهر أن الصحيح ما عليه الاولون والابحاث التي وجهت على استدلالاتهم يمكن الجواب عنها بلا تكلف. (الرابع): الموحد المقر برسالة محمد ميك الداين بحقيقة ما جاء به عليه الصلاة والسلام اذا استحل بتاويل الخطا ما كان حراما في عن عمر وابن عوف عن البي عه وقال في غير حق مسلم ولیس لعرق ظالم فيه حق؛ ویروی عن جابر عن النبي ل ۱ ي ورواه أبو داود في الامارة ۳۷ والترمذي في الأحكام ٢۳ والموطا في الأقضية ٢۲ واحمد ابن حنبل في المسند ٥: ۳۲۷. (١) هو الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي عالم بالحديث إباضي من أعيان المة الثانية للهجرة من أهل البصرة له كتاب في الحديث سماه يوسف بن ابراهيم الرجاني د الجامع الصحيح ء راجع حاشية الجامع الصحيح للسالمي١: ۳ T۹۳ دين الله عز وجل كالازارقة والصفرية في حكمهم على أهل القبلة بحكم المشركين هل يكون حكمهم فيما استحلوا كحكم المشر كين ليس عليهم الا التوبة منه ام لا؟. ذهب بعض الى أن حكمهم في ذلك حكم المشركين قياسا عليهم بجامع الاستحلال وجعلوا من هذا الباب خروج عائشة رضي الله عنها على المسلمين فسفكت بسبب خروجها الدماء فلما تابت قبل المسلمون منها ولم يلزموها شيا من الحقوق وجعلوا منه أيضا قتل علي لاهل النهر. رضي الله عنهم حتي قالوا لو تاب علي ما كان عليه الا ذلك قال ابن محبوب رضي الله عنه وزعمت البهشمية أن عليا قد تاب من ذلك ثم اختلفوا في هذا المستحل حسب اختلافهم فيما اغتصبه المشركون من المسلمين هل يكون لهم قبل أن يسلموا عليه ام لا؟ فمنهم من ذهب الى أن ما أخحذه المغتصب على وجه الاستحلال كان له وليس لربه أن ياخذه منه وتجوز معاملته فيه ولو لم يتب من استحلاله ومتهم من ذهب الى أن ذلك ليس للمستحل الا اذا تاب عليه ولا تحل معاملته فيه قبل التوبة ولصالحبه ان يأخذه ان قدر عليه. (وذهب) اخرون الى أن هذا الحكم مخصوص بالمشركين وان الموحد المستئحل لا يشابههم في ذلك الحكم فعليه أن يرد جميع ما اغتصبه أو ضمانه ان كان قد أتلفه قبل التوبة من استحلاله وبعدها وكأن أرباب هذا القول يرون أن علة الحكم ها هنا هي الشرك لا الاستحلال فلم توجد العلة في الموحد عندهم فلم يثبت القياس. (١) هؤلاء أتباع أبي هاشم بن الجبائي وأكثر معتزلة القرن الخامس الهجري على مذهبه لدعوة؛ اين عباد وزير ال بويه ويقال لهم الذميةء لفولهم باستحقاق الذم لا على فعل؛ وقد شاركوا المعتزلة في اكثر ضلالاتها وانفردوا عنهم بفضائح لم يسبقوا إليها. وانظر في شأن هذه الفرقة التبصير ص ٣٥ وقد أدمجها الشهرستاني في الملل والتحل مع الجبائية ٠/۷۸ لكون أبي هاشم صاحب هذه الفرقة ابن أبي علي صاحب الفرقة السابقة. ۳۹ (وذهب اخرون) الى التفصيل فقالوا: إن تاب هذا المستحل وفي يده شيء من المغتصبات قائم العين لزمه رده الى أربابه وان تاب وليس في يده ما هو قائم العين فلا غرم عليه وكان هوُلاء نظروا الى قوله تعالى « يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ×" والى قوله تعالی « وما جعل عليكم في الدين من حرج وجه الاستدلال بهاتين الايتين ان من كان مستحلا لشيء لا يكاد يتوقف عنه عند القدرة عليه فهو منهمك فيه ومتهور منه فان ظهر له خطاه وأراد التوبة منه لا يكاد أن يتيسر له الخلاص منه لعظم ما أتلفه فحصلت له المشقة والحرج ولا مشقة ولا حرج عليه في رد ما کان في يده فظهر الفرق عند هلاي وعلى هذا المذهب عولت في النظم ثم ظهر لي بعد ذلك ضعف هذا القول ووجه ضعفه ان علته هذه غير مطردة لان من تهور من شيءِ وهو منتهك له لزمه غرمه اتفاقا سواءِ شق عليه ذلك ام لا فلو كان شدة العسر ووجود المشقة رافعين للضمان لرفعاه عن هذا المنتهك المتهور أيضا فظهر أن العلة الرافعة للضمان إنما هي الاستحلال مطلقا أو مقيدا بالتوبة كما هو عند اهل القول الأول أو الشرك مطلقا أو مقيدا بالاسلام كما هو عند أرباب القول الثاني واذا دار الامر بين تزجيح المذهب الاول والثاني قلنا إن الراجح أن العلة الرافعة للضمان هي الشرك بقيد الاسلام فلا يكون ما اغتصبه المشرك ملكا له حتى يسلم عليه لما مر ولا يشترط في المشرك أن (١) سورة البقرة أية رقم ١۸٠ (۲) سورة الحج اية رقم ۷۸ وقد جاءت هذه الآية محرفة حيث قال: (ما) بدون الواو وزاد لفظ (الله) ولا يوجد في الاية. وتكملة الآية (ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا لیکون الرسول شهیدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالل هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير). ۳۹40 يكون مستحلا لما اغتصبه لما صح أن رسول الله ع قد حط ضمان ذلك عن جميع المشركين من أهل الكتاب أو غيرهم ولا شك أن أهل الكتاب يعرفون حقية محمد عة لقوله تعالى « الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم 0 ومن عرف الحق لا يعتقد حل معاندته ولا قتال أهله ولا يستحل أموالهم فظهر بحمد الله أن العلة في ذلك هي الشرك بقيد الاسلام ولا يعترض علينا بحط المسلمين للضمان عن عائشة فيمن قتل يوم الجمل وبقولهم ان عليا لو تاب لم يكن عليه غرم ولا قود في أهل النهر لانه ليس بالمجتمع عليه لوجود الخلاف في المسالة. (قوله في أعدل الأقوال) اشارة الى الخلاف المذ كور آنفا وترجيح لعدم التغريم في هذه الصورة وهذا الترجيح هو المشهور وقد عرفت ما فيه (قوله وان يکن في یده) أي في ملکه (قوله ما قد کسب) أي من الشيء الذي كان قد استحل كسبه (قوله عليه أن يرده) ي على احد قولين فيه. (قوله لمن سلب) أي لمن سلبه منه ومعنى سلبه اختلسه فالواجب أن يرده الى من أخذه من يده سواء كان ذلك الماخوذ من يده صاحب الحق أم كان أمينه أو نحو ذلك فيه اشارة الى جواز رد الشيء الى ليد التي أخذ منها ولو لم يكن لها إذا كان الشيء بايا بعینهء اما اذا أتلف فلا يرد إليها ضمانه الا اذا كان ربه. (قوله وحکمه محرم حين فعل) أي والحكم ف في فاعل شي ءِ يجب فيه الضمان أنه محرم لفعله فیحکم عليه الحا كم بغرمهء وان قال انه مستحل لفعله فلا يقبل منه لانه مدع لرفع الضمان عنه حتى ياتي (١) سورة البقرة أية رقم .١٤٠ ٢۳۹ الحاكم ضمان ما أتلفه أما اذا لم يطلب منه مع الحاكم ذلك فهو اعرف بنفسه فان كان يعلم منها انه غير مستحل فعليه غرم ذلك وان لم يطلب منه وان كان يعلم منها انه مستحل فلا غرم عليه على ما في النظم. العدلين (قوله انه قد استحل) أي لفعله ذلك ويكفي في ثبوت الصحة أن يقول العدلان مثلا إن فلانا هذا كان على دين كذا الى وقت كذا. ۳۹۷ الباب الرابع رمن الركن الرابع) رفي الأمور التي لا تجب توبة منها) لعفو الله تعالى بمنه وكرمه عنها على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام حيث قال « ان الله تعالى تجاوز لي عن امتي الخطاً والنسيان وما استکرهوا عليه )٨ وفي حديث اخر « إن الله تعالی تجاوز لامتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به“ أو تعمل به » فدل هذان الحديثان على أن العفو والتجاوز منه تعالى إنما هو لاربعة أمور: الخطاً والنسيان والاستكراه وحديث النفس. فعقد المصنف لكل واحد من الاستكراه والخطا فصلا وعقد للنسيان وحديث النفس فصلا واحدا ولذا قال (وفيه ثلاثة فصول). (١) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الطلاق ١٠ باب طلاق المكره والناس ٢٢٤٠۲ س حدثنا ابراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ثنا ايوب بن سويد ٿنا بو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله عه وذکره. في الزوائد: اسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبي بكر الهذلي والرواية الأخرى عن الوليد ابن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي. (۲) سبق تخريج هذا الحديث في هذا المجلد ۳۹۸ الفصل الأول في التقة وهي اسم للفعل الذي يتقى به عن النفس سواء كان قولا أو غير قول وهو المستكره عليه لا بد من أن نبين أولا حد الاكراه ٿم نشرع ٿانيا في بيان المكره عليه فنقول: قال العلقمي: وحده الاكراه ان يهدد قادر على الاكراه بعاجل من أنواع العقوبات يؤُثر العاقل لاجله الاقدام على ما أكره عليه وقد غلب على ظنه أنه يفعل به ما هدده به ان امتنع مما اكرهه عليه وعجز عن الهرب والمقاومة والاستغائة بنحوه وغيرهما من أنواع الدفع ويختلف الاكراه باختلاف الاشخاص والاسباب المكره عليها قال مجاهد: أول من آظهر الاسلام سبعة رسول الله عي وأبو بكر وخباب وصهيب وبلال”" وعمار» وسمية اما (١) هو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد التميمي أبو يحبى أو أبو عبدالله صحابي من السابقين كان في الجاهلية يعمل السيوف بمكة. شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة فمات فيها وهو ابن ۷۳ سنة. راجع الاصابة ١: ١٠٤ وحلية الأولياء ١: ١٤٠ (۲) هو صهيب بن سنان بن مالك؛ من بني النمر بن قاسط: صحابي من أرمى العرب سهما وله بس وهو أحد السابقين الى الاسلام كان أبوه من أشراف الجاهليين ولاه كسرى على الأبلة (البصرة) ولد عام ۳۲ ق. ه قال له البي عل عندما هاجر الى المدينة وترك ماله لقريش (ربح صهيب ربح صهيب) شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها له ۳۰۷ أحاديث توفي عام ٢۳۸ هھ راجع طبقات ابن سعد ۳: ١١۱ وابن عساكر ٦: ٤٤4 وصفة الصفوة ١: ١١٦۱ (۳) هو بلال بن رباح الحبشي أبو عبدالله مؤذن الرسول وخازن على بيت ماله من مولدي = ۳۹۹ الرسول عليه الصلاة والسلام فحماه أبو طالب وأما أيو بكر فحماه قومه وأخذ الاخرون وألبسوا دروع الحديد ثم جلسوا في الشمس .فبلغ منهم الجهد بحر الحديد والشمس واتاهم ابو جهل يشتمهم ويوبخهم ويشتم سمية ثم طعن الحربة في فرجها وقال الأخرون ما نالوا منهم غير بلال فانهم جعلوا يعذبونه فيقول أحد أحد حتى ملوا فكتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف ورفعوه الى صبيانهم يلعبون به حتی ملوه فترکوه قال عمار: کلنا تكلم بالذي أرادوا غير بلال فهانت عليه نفسه فتركوه قال خباب: لقد أوقدوا لي نارا ما اطفأها الا ودك ظهري وانما ذكرت لك هذه النبذة هنا لتعرف بها كيفية الاكراه التي وقعت لاولعك السادة. (اما بيان) أنواع التقية فهي إما أن تتنوع باعتبار ذاتها أي باعتبار ذلك الفعل المكره عليه واما أن يكون تنويعها باعتبار حكم الشارع فيها. (أما) تتويعها باعتبار ذاتها فلان من الافعال ما يقبل الاكراه عليه كالقتل والتكلم بكلمة الكفر ومنه ما لا يقبل الاكراه عليه قيل وهو فحيث دخل الزنا في الوجود علم انه وقع بالاختبار على سبيل الاكراه. (وأما) تنويعها باعتبار حكم الشارع فيها فهي أنواع. (النوع الاول): مباح وذلك كما اذا أكرهه على التلفظ بكلمة الكفر فها هنا يباح له ولکنه لا يجب لوجوه. س السراة وأحد السابقين للاسلام وفي الحديث: بلال سابق الحبشةء وكان شديد السمرة وشهد المشاهد مع رسول الله عل توفي عام ٠۲ هف (٤) هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي أبو اليقظان صحابي من الولاة الشجعان ذوي الرأي وهو أحد السابقين الى الاسلام والجهر به هاجر الى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان وولاه عمر الكوفة وشهد الجمل وصفين له ١٠٦ حديثا توفي عام ۳۷ هھ .غ (احدهما): ُن ا روینا أن بلال صر على ذلك العذاب وکان يقول دل ذلك عل ال لا يجب الفكل بكلمة الك ٠ (وثانيها): ما روي ان مسيلمة الكذاب اخد رجلين فقال لاحدهما.. ما تقول في محمد فقال رسول الله فقال ما تقول في قال: انت ايضا فخلاء وقال للاخر ما تقول في محمد قال رسول الله قال ما تقول : قال: أنا اصم فاعاد عليه ثلائة فاعاد جوابه فقتله فبلغ ذلك رسول ل هة فقال: أما الاول فقد اخد برخصة الله وأما الثاني فقد صدع (الاول): انه سمى التلفظ بكلمة الكفر رخصة. (وثالثهما): ان بذل النفس في تقرير الحق اشق فوجب أن يكون أكثر ثوابا لقوله عليه الصلاة والسلام أفضل العبادات أحمزها اي اشقها. (ورابعها): ان الذي أمسك عن كلمة الكفر طهر قلبه ولسانه عن الكفر. أما الذي تلفظ بها فهب ان قلبه طاهر عنه الا أن لسانه في الظاهر قد تلطخ بتلك الكلمة الخبيثة فوجب أن يكون حال الأول أفضل والله اعلم ا.ه. (والنوع الثاني) : يحرم فعله وذلك كما اذا اکر هه انسان على قتل انسان آخر أو على قطع عضو من أعضائه فها هنا ييقى الفعل على الحرمة الاصلية وهل يسقط القصاص عن المكره ام لا قولان. (١) الحديث رواه ابن عباس وفي الصحاح (أحمزها) أي امتنها وأقواها. £. (النوع الثالث): ما ذهب السيد الفخر الرازي وابن بركة العماني من أنه يجب فعل ما أكره عليه اذا كان الفعل المكره عليه مما يباح عند الضرورة وذلك كما اذا أكرهه على شرب الخمر وأكل الخنزير وأكل الميتة فاذا أكرهه عليه بالسيف فها هنا يجب الأ كل عندهما وذلك لان صون الروح عن الفوات واجب ولا سبيل اليه في هذه الصورة الا بهذا الاكل وليس في هذا الاكل ضرر على حیيوان ولا فيه اهانة لحق الله تعالى فوجب أن يجب لقوله تعالی « ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة © وذهب غيرهما الى اباحة هذا النوع وعدم وجوبه وهو الصحيح لما تقدم من الادلة على اباحة التقية بكلمة الكفر وعدم وجوبها هنالك فانه متى لم تجب التقية بالقول فمن الأولى أن لا تجب بالفعل وليس هنا القاء بالنفس الى التهلكة حتى يجب فانه وان وجب احياؤها بهذه الامور فیما اذا اضطر الیها من غیر اکراهہ کما اذا اضطره الجوع فلا يقاس عليه ما هنا كيف يقاس وهو لا يصدق عليه في هذا الموضع انه قاتل نفس وانما يقال انه قتل بخلاف ما اذا اضطره الجوع الى ذلك؛ والحال أن الله قد أباحه له فانه اذا أمسك عنه حينئذ حتى مات صح ان يقال انه قتل نفسه فيدخل فعله تحت قوله تعالی « ولا تقتلوا أنفسكم 0 وفي السنة النبوية وفي اثار الصلحاء من هذه الامة وغيرها ما يدل على عدم وجوب ذلك. (١) سورة البقرة أية رقم ١۹٠. (1) سورة النساء أية رقم ٢۲. رأجز تقية بقول ان خلص من نيل ضر من به القول يخص) روامنعها في اتلاف نفس أن جنى (قوله أجز تقية بقول) الخ اعلم أن التقية وهي الفعل المكره عليه اما أن يكون قولا أو فعلا غير القول فان كان قولا فقد ابيحت التقية به الا اذا جر ضررا بانسان أو أتلف نفساء أما اذا اتلف مالا لغيره فيه خلاف ياتي فمثال التقية بالقول اذا لم يكن في القول ضرر على أحد هى كاجراء كلمة الكفر على اللسان والقلب مطمئن بالايمان› وكولاية المبطل وعداوة المحق باللسان اذا كان القلب مضمرا خلاف ذلك و كالعتاق والطلاق وهل يثبت الطلاق بذلك القول الناشيء عن الاكراه..؟ قولان ومثالها اذا كان في القول ضرر على أحد كما اذا كان في القول دلالة على انسان أريد ظلمه بنحو جرح أو قتل او نحو ذلك فان هذا لا يحل لاحد لانه انما اتقی بغیره عن نفسه ولیست نفسه أولى بالبقاء من نفس غير ومثاله اذا اتلف. مالا كما اذا دلهم على مال غيره وخاف انه ان لم يدلهم عليه قتل أو نحو ذلك وان دلهم على المال أتلفوه. (قوله ان خلص من نيل ضر) أي جواز التقية بالقول مشروط ان يخلص القول من اصابة ضرر لمن فيه القول (قوله به القول يخص) أي يقصد على الخصوص. (قوله وامنعها) أي التقية في اتلاف نفس ان جنى اي أمنع التقية بالقول ان جنى القول اتلاف نفس. £۳ (قوله والخلف في اتلاف مال ضمنا) أي ٠ الخلف واقع في التقية بالقول اذا جنى القول اتلاف مال للغير اعتقد المكره ضمانه والصحيح ان ذلك جائز. ولم تجرز تقية بالفعفل كالحرق والفرق وشل القتل) (لكن جواز ما ابيح في الضرر كالاكل لميتة والدم اشتهر) (ولم تجز تقية بالفعل) اي اذا كان الفعل غير قول بقرينة ما مر من بيان التقية وبقرينة ما سياتي من التمثيل اعلم أن الفعل اذا لم يكن قولا فاما أن يكون من الافعال التي أباحها الله للمضطر كأ كل الميتة وأكل لحم الختزير وأكل الدم ونحو ذلك وإما أن يكون من الافعال التي لم يبحها الله للمضطر كحرق النفس وغرقها والقتل بغير الحق ونحو ذلك فان كان من الافعال التي أباحها الله للمضطر فقد اختلف في جواز التقية بها على ثلائة أقوال تقدم منها قريبا قولان الاول: الوجوب والثاني: الأباحة والقول الثالث: الحظر واستدل القائلون به بقصر اباحة هذه الاشياء على المضطر بالجوع فان النتص انما اباحها في ذلك المحل لا مطلقا والقائلون باباخحتها في التقية لم يعتبروا المعتاد وان كان الفعل من غير المباح للمضطر فلا يجوز في التقية قولا واحدا. (قوله كالحرق) وهو القاء انسان في النار أو القاء النار عليه (قوله والغرق) هو القاء انسان في ماء يبلغ الى أعلى من منخريه أو القاء في الثلاثة بالانسان اشارة الى أن غير الانسان من الحيوانات ليس في حكم الانسان فلا يضيق فيها ما يضيق في الانسان بل يجوز للمكره أن يفدي بها نفسه (قوله لكن جواز ما ابيح من في الضرر) الخ استدراك على قوله ولم تجز تقية بالفعل أي يستدرك على منع التقية بفعل جوازها في الاشياء التي ابيحت للمضطر كاكل الميتة والدم فان جواز ذلك £.0 في الضرر (قوله اشتهر) خبر جواز في اول البيت. حكم المكره على فعل يقام عليه الحد (ومكره جاء بما الحد يجب (قوله ومكره) مبتداً خبره جملة قوله في أن لا يحد نستحب سوغ كونه مبتداً وصفه بالجملة بعده اعلم انه اذا أكره احد على فعل شيءِ يجب فيه الحد أو القصاص ففعل هل يقام عليه الحد ويقتص منه ام لا..؟ قولان ذهب قوم الى وجوب اقامة الحد عليه والقصاص منه لانه انما فعل ذلك على قصد منه في حال لا يحل له فعله ولانه انما قتل او جرح عمدا عدوانا فيجب عليه القصاص لقوله تعالى « يا يها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى 9 ولقوله تعالى ) والجروح قصاص )٠ ولانهم أجمعوا على أنه لو قصد المكره أو جرحه حل لمن تقصد أن يدفعه عن نفسه حال قصده اياه فلما كان توهم اقدامه لى القتل يوجب اهدار دمه فلان يکون عند صدور لقتل منه حقيقة يصير دمه مهدرا كان أولى؛ وذهب اخرون الى عدم وجوب ذلك لما فيه من الشبهة بالا كراه وقد قال د: ) ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فان وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله ‎ )۱(‏ سورة البقرة آية رقم ۱۷۸ وتكملة الآية (الحر بالحر والعبد بالعبد والأنشى بالأشى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدی بعد ذلك فله عذاب اليم). ‏(۲) سورة المائدة أية رقم ٥٤ وتكملة الآية (فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولعك هم الظالمون). ‎ فان الامام لئن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة ¢ وقال علد ٠ ادرأوا الحدود .بالشبهات واقيلوا الكرام عثراتهم الا في حد من حدود الله 7 وقال ی ادراوا الحدود ولا ينبغي للامام تعطیل الحدود وقال : ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم له مدفعا (قوله جاء بما الحد يجب عليه) اي بسببه والذي يجب بسببه الحد أمور منها الزنا وحده مائة جلدة ان كان الزاني بكرا والرجم ان كان محصنا ومنها القذف بالزنا على ما مر من بیانه وحده ان يجلد القاذف ثمانين جلدة ومنها شرب الخمر وحده ثمانون جلدة ومنها السرقة لنحو أربعة دراهم فما فوق من حرز وحد السارق على هذه الصفة قطع يده اليمنى من الرسغ ومنها قطع الطريق وحده ان يقتل القاطع أو تقطع يده ورجله من خلاف أو ينفى من الارض على حسب ما بين القتل ليس بحد وانما هو حق لولي المقتول بدليل جواز العفو عن القاتل وشان الحدود انه لا يجوز العفو عنها. (١) الحديث رواه الترمذي في كتاب الحدود ۲ باب ما جاءِ في درء الحدود ٤١٤٠ حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري حدثنا محمد بن ربيعة حدثنا يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله عْكه وذکره (۲) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الحدود ٥ باب الستر على المؤّمن ودفع الحدود بالشبهات ٥ حدثنا عبدالله بن الجراح حدثنا وكيع عن ابراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عَلْفهٍ وذکره. £۰۸ الفصل الثاني في الخطاً وهو القصد لفعل شيء يجوز فعله فيخطاً في غير كما إِذا قصد أن يضرب طيرا مباحا فأصابت الضربة انسانا مثلا او يقصد أن يقول لزوجته أنت بارة أو جالس فيقول لها أنت طالق مثلا أو يقصد أن يقول لعبده انت صالح فيقول له: انت حر ونحو ذلك أو يقصد ان يقول: اللهم ارحمني فيقول: اللهم عذبني كما جرى ذلك لبعض الصحابة أراد أن يقول اللهم ادخلني الجنة فيقال اللهم ادخلني النار فاشتد ذلك عليه حتى قال رسول الله مد: « لا بأس عليك لك ما نويت ‏ فاذا يظهر لك أن في الخطا نوعا من القصد ولذا صلح أن يكوت سببا لبعض الاحكام كتسليم الدية وتحرير الرقبة ونحو ذلك لكن لما كان القصد فيه غير تام صلح أن يكون مخففا فتجب الدية على العاقلة ويرتفع القصاص بسببه ونحو ذلك. (١) لم نعثر على هذا الحديث على كثرة البحث والتقصي. ۹.٤ (ورفع الأنم لدی الخطاً ومن الزمه الظاهر حكما يسلمن) (كالقاتل النفس وكالمطلق ` زوجضه خطا وشل المعتق) على لسان ا ت المصنف عن رفع الاک بالخطاً لان المذهب المشهور بيننا انما هو رفع الاثم بالخطاً لا غيره من الاحكام على من اخطاً فاتلف بخطعه مالا ونحو ذلك. وفي الجزء الثامن عشر من المصتف من المسائل ما هو مبني على هذا المذهب فراجعه. وهل يجوز على الله الموّاخحذة بالخطاً ام لا..؟ ذهبت المعتزلة الى منع ذلك اخطانا ‏ قالوا لم تجز المواخذة به ما طلبوا رفعها والاتفاق على (قوله يسلمن) بنون التوكيد الخفيفة أي ينقاد ويذعن اذ لا يصح له أن يكابر الحكم الظاهر (قوله كالقاتل النفس) أي مثال ذلك كقاتل نفس خطاً فانه اذا حوكم ولم تكن له بينة على انه مخطیء فحکم (١) سورة البقرة آية رقم ٢۲۸ وتكملة الآية (ربنا ولا تحمل علينا اصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين). t1 أراد أن يقول لها انت بارة فقال: أنت طالق فانها لا تطلق فيما بينه وبين الله فان حاكمته وحكم الحاكم بوقوع الطلاق وجب عليه الانقياد والاذعان لحكم الحاكم. (قوله ومثل المعتق) أي ومثال ذلك أيضا كمن اعتق عبده على خطا فحاکمه عبده فحكم له بالعتق فانه يعتق. ١£ الفصل الثالث في النسيان والوسوسة أي في بيان عدم الموّاخذة بهما (فاما) النسيان فهو إما نسيان ذهول وهو ما يتنبه له بادنی منبه كنسيان الرجل بعض أعضائه وهذا لا باس به وأما نسيان جهل وهو ما لا ينبه صاحبه لما نسيه بتنبيه (وأما) الوسوسة: فهي القول الخفي لقصد الاضلال من وسوس اليه ووسوس له اي فعل الوسوسة لأجله وهي حديث النفس والشيطان بما لا نفع فيه ولا خير كالوسواس بالكسر والاسم بالفتح يقال لما يقع في النفس من عمل الشر وما لا خير فيه وسواس. ولما يقع من عمل الخير الهام. ولما يقع من الخوف ايجاس. ولما يقع من تقدير نيل الخير أمل. ولما يقع من تقدير لا على انسان ولا له خاطر. ١۱ع أقسام النسيان (ورثض الوزر لدى السيان وهمكذا وسوسة الشيطلان) اذا لم تكن اشد من رؤيا البصر) (قوله ورفض الوزر) أي وترك الاثم لدى اي عند النسيان وعند الوسوسة الخ (اعلم) ان النسيان إما أن يكون في الاشياء التي لا يلزم العمل بها ولا العلم وصاحبه معذور اتفاقا وإما أن يكون في الاشياء التي يلزم العلم بها كمعرفة الله تعالى ومعرفة رسوله ومعرفة ما جاء به رسوله فصاحبه هالك اتفاقا لانه بمنزلة من جهل هذه الاشياء بعد قيام حجة العلم بها أما اذا كان المنسي نبيا غير محمد َي أو ملكا غير جبريل عليه السلام ففي عذره قولان وأما أن لا يكون في الاشياء التي يلزم العلم بها وهذا نوعان: لانه إما أن يكون من حقوق الله تعالى خاصة كالصلاة والصوم ونحوهما فناسي هذه الاشياء معذور اتفاقا وإما أن يكون من حقوق العباد وهذا ايضا نوعان احدهما: ما تعلق بالذمة كالدين والوديعة والامانة ونحوها فناسيها معذور أيضا ولو كان متعديا في ول مره تم تاب منه ونسي ضمانه وٹانيها: ما کان قائم العين كزوجة طلقها وعبد اعتقه فنسي الطلاق والعقاد فاستمر على الاستمتا ع والتملك ففي عذر هذا الناسي مع اقامته على ذلك الشيء قولان من المسلمين من عذره لعموم الحديث ومنهم من لم يعذره وجعله بمنزلة من ارتكب الحرام جهلا بانه حرام (قوله وهكذا وسوسة 1 الشيطان) اضاف الوسوسة اليه لانه هو المحدث بها والمزين لها (قوله من بعد ان جاهده) أي من بعد أن جاهده أي من بعد جهاده الشيطان في ازالة الوسوسة من الجنان (قوله بما قدر) متعلق بقوله جاهده أي رفع الاثم عن الأنسان بوسوسة النفس انما هو بعد اجتهاده في دفعها حسب طاقته فيجب عليه ان لا يحب ذلك الخاطر ولا يقرره في نفسه (قوله اذ لم تكن) أي تلك الوسوسة (قوله أشد من رؤيا البصر) أي ليست تلك الوسوسة أشد من التكليف من رؤيا البصر فان البصر اذا أمسك عن المحرمات ثم وقع في محرم فانه معفو عنهء و كذلك الوسوسة وهذا تمثيل لما خفي في الصدور بما ظهر على الحس تقريبا للافهام لا قياس للوسوسة على رؤيا البصر فان كلا منهما انما ثبت حکمه بدليل يخصه وما ثبت فيه دليل خاص فلا يثبت فيه القياس. خاتمة الكتاب نذكر فيها بيان تمام هذه القصيدة والثناء على الله تعالى على تمامها والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه تبر كا بذلك ورجاء أن تقبل. رتم بحمد الله أنوار العقول حاوية أهم شيء في الأصول) رعارية عن روصمة الاخلال سالكة طريقة الكمال) رأهديتها صرفا لكل طالب تصونه من كل قول كاذب) (قوله تم بحمد الله أنوار العقول) أي تمت أنوار العقول ملتبسة بالشناء الجميل على الجميل الاختياري ووجه تسمية هذه المنظومة بانوار العقول هو أن موضوعها أصول الديانات وفيها معرفة الاعتقادات وهي عبادة محلها العقل فاذا اعتقدها الانسان على الوجه الذي ينبغي نار عقله واتضح له الحق وصار من المؤّمنين الكاملين في الايمان. (قوله حاوية) أي جامعة حال من أنوار العقول ومعنى حاوية أي محيطة من حوى الشيء ٳذا احاط به (قوله اهم شيء) آي الشيء المهم هو الذي يحق ان يعنى به. t٥‎ (قوله في الأصول) أي في علم الأصول والمراد به هنا أصول الديانات وانما سمي أصول الديانات أصولا لابتناء سائر العبادات عليها صحة وفسادا (قوله عارية) أي مجردة (قوله من وصمة الاخلال) أي من عيب الاخلال من أخل بالشيء اذا لم يف بالمراد منه (قوله سالكة طريقة الكمال) أي اخذة في قصدها بأكمل الأحوال من فنها شبه الكمال بقصر عال له طريق ثم حذف المشبه به وابقى من لوازمه الطريق ورشح بذكر السلوك (قوله أهديتها صرفا) أي صيرتها هدية خالصة من شائبة الزيغ في الاعتقاد ومضلات البدع (قوله لكل طالب) للحق قاصد للرشاد (قوله تصونه) أي تحفظه (قوله من كل قول كاذب) أي من كل اعتقاد مخالف لما في نفس الأمر ففي اطلاق القول على الاعتقاد تجوز ارسالي. رواحمد الله على التيسير في تم ما قد رمته من شرف) ثم الصلاة مع تسليم على محمد المبعوث من خير ملا) واله وصحبه ومن قفا منهاجهم على التمام والوفا) (قوله واحمد الله) ختمها بالحمدلة كما ابتداً بها تفاؤلا بحسن الاختام وشكرا لنعمة التمام ورجاء للقبول واتى بجملة الحمدلة هنا مضارعية لتفيد تجدد الحمد وحدوثه وقد اتى بها أول القصيدة اسمية لتفيد الثبوت والدوام فبالجمم بينهما يحصل تجدد دائما وفيه تاس بحدیث الحمدللة أحمده (قوله على التيسير) ي لاجل التسهيل. (قوله في اتم ما قد رمته) اي قصدته آي وحمد لله لاجل تسهیله لاتم ما قد قصدته أي لتمام مقصودي (قوله من شرف) معمول لرمته واطلق الشرف على هذا الحال وهو مقام التأليف لانه لا شيء بعد الاسلام اشرف منه فهو من نعم الله العظمى على عباده العلماء فيجب اداء الشكر عليها والوفاء بالحمد لديها (قوله ثم الصلاة مع تسليم) أي ثم الرحمة المقرونة بالتعظيم مم التحية الخاصة على محمد الخ (قوله واله وصحبه) أي على اله وصحبه (قوله ومن قفا منهاجهم) أي ومن تبعهم من منهاجهم أي طريقهم وهو التقوى وفي اطلاق المنهاج على هله تجوز ارسالي (قوله على التمام والوفا) حال من فاعل قفا اي والصلاة والتسليم على من تبعهم ملتبسا بالتمام لما وجب عليه والوفاء بدين الله وفي ذكر التمام والوفا حسن الاختتام على حد ما مر وهو أن يذكر المتكلم اخر كلامه ما يشعر باختتامه ولشاعر زمانه في هذا المقام قوله: : منطمقے في ابتدا المديح قصہےر فيك فاسمح يا منتهى الاحسان هذا اخر ما يسر الله تعليقه على هذه المنظومة والحمد لله حمدا يوافي نعمه ويکافي المزيد والصلاة والسلام على من بوجوده جددت معالم التوحيد وعلى اله وصحبه امين ذوي الرأي السديد والمنهج الرشيد بقين من المحرم سنة ۱۳۱۳ ثلاث عشر وثلاث مائة وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التسليم. £۱۸ عدد قال تعالى : ٠ فلناتينك بسحر مثله فاجعل بيننا طه وبينك موعداً لا نخلفه نحن ولا انت مکاناً سوی. » قال تعالى : « وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت الأحزاب عليه أمسك عليك زوجك وأتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. » قال تعالى : ٠ أم به جنة بل الذين لا يۇمنون سبا بالأخرة في العذاب والضلال البعيد. › قال تعالى : ٠ قالوا ساحر أو مجنون. » الذاريات إليهم. » قال تعالى : « أولعك الذين أنعم الله عليهم من النبي مریم من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح. ۽ قال تعالى : « وأوحى ربك الى التحل أن اتخذن من النتحل الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون. » ۹٤۱٤ e ‏ا‎ ۳۷ o o۸ 1۸٦ عحدد \۷ ۱۹ ۱٢۲ ٢Y‏ Y۳ قال تعالى : « وتلك حجتنا اتيناها ابراهیم على قفومه. » قال تعالى : « فلما جن عليه الليل رای کو کبا. 6 قال تعالی : « يا نوح قد جادلتنا فأكشرت جدالنا. » قال تعالى : « وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. » قال تعالى : « إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. » قال تعالى : « إلا عبادك منهم المخلصون. ¢ قال تعالى : « وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا. » قال تعالى : د قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله. 6 قال تعالى : « إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ُن تصيبوا قوما بجهالة. » قال تعالى : # أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون. » قال تعالى : « من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين. » قال تعالى : ٠ لا ينال عهدي الظالمين. » قال تعالى : « ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمتين. ¢ قال تعالى : « ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون. ¢ قال تعالى : ٠ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. » قال تعالى : « ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة. » £ الأنعام الأنعام هود التحل الحجر الحجر الحشر ال عمران الحجرات المجادلة الحجر الأعر اف ٦-۸۲ ٢۳ ٥۲\ 31 ٢۳ ٤٤ ٤۱۲ ۱۹ 31 عدد ٢٤۲ ٢۲ Y۷ Y۸ ۲۹ ٢۳ ٢۳ 1 ٤۳ ٦۳ ۳۷ ۳۸ قال تعالى : « ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما. » قال تعالى : ٠ وإنك لعلى خلق عظيم. » قال تعالى : ٠ أولعك الذين هدى الله فبهداهم اقتده. ) قال تعالى : « وأوحينا إليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا. » قال تعالی : « بل ملة ابراهيم حنيفا. » قال تعالى : ٠ وأصطنعتك لنفسي. ¢ قال تعالی : ٠ وکلم الله موسی تکلیما. » قال تعالى : « وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه. » قال تعالى : « فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل. » قال تعالى : ٠ وجاء بكم من البدو ومن بعد أن نزع الشيطان. » قال تعالى : ٠ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم. » قال تعالى : « ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة ايراهيم حنيفا. » قال تعالى : « إنا أوحينا إِليك كما أوحينا الى نوح والنبي من بعده. » قال تعالى : ٠ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل. » قال تعالى : ٠ محمد رسول الله وخاتم النبيين. ' ٢٤ السورة القلم الأنعام النحل الاحقاف يوسف يوسف التحل النساء الأحقاف الأحزاب ١٥۱۳ 3 ١٤٦۱ ۱١۱۷ To عحدد ۳۹ ا٤ 31 31 ٤ £0 ٦٤ t۷ ۸٤ ۹٤ o٥‎ قال تعالى : ٠ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا ابلیس بى واستکبر و کان من الکافرین. » قال تعالى : « أرأيتنك هذا الذي كرمت علي. » قال تعالی : و آنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. ۽ قال تعالى : ٠ وعلم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هولاء إن كنتم صادقين. » قال تعالى : ٠ أولعك كالأنعام بل هم أضل. › قال تعالى : ٠ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. » قال تعالى : ٠ يسبحون الليل والنهار لا يفترون. » قال تعالى : « لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يۇمرون. » الرحمن إناثا. » قال تعالى : « وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم. » قال تعالى : « قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. ¢ قال تعالى : « فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا ابلیس. » قال تعالی : « وما أنزل على الملكين ببابل هاروت 1 السورة الأعراف الأعراف الأنفال الأنبياء الز خرف الأعر اف ۹۲ 1 ٢۳ ۱۷۹ ٢۲ ٦٤ عدد oy o۳ o ٦٥ ov o۸ ۹ ۹۲ ۹۳ ٤٦ وماروت وما يعلمان من أحد حتی يقولا إنما نحن فتنه. » قال تعالى : « لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يۇمرون. » قال تعالى : ١٠ يسبحون الليل والنهار لا يفترون. » قال تعالى : « فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة. » قال تعالى : ٠ إنه لقول رسول لكريم ذي قوة عند ذي العرش مکين. » قال تعالی : ٥ وما صاحبكم بمجنون. » قال تعالى : ٠ والمومنون كل امن بالله وملائکته وكتبه ورسله لا تفرق بين أحد من رسله. » قال تعالى : « ولو جعلناه قراناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت اياته أأعجمي وعربي. ٤ قال تعالى : « وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه. » قال تعالى : ٠ فأتوا بسورة من مثله. » قال تعالى : ٠ وانه لذ كر لك ولقومك وسوف تسألون. » قال تعالى : و وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث. ٩ قال تعالی : و كناب اأحکمت آياته ثم فصلت. ۽ قال تعالى : وبل هو قران مجيد في لوح محفوظ. » t۳ السورة التحريم الأنبياء النساء هود البروج e Y٢‎ ۲۸o ٤ Y۳ ‏٤‎ ٢۳۲ عحدد ٦۹ ۹۷ ۹1۸ ۹ ۷ VY 1 Y٤‎ ٦۷ ‎YY‏ ‎YA‏ ‏۷۹ ‎۸s‏ قال تعالى : وه بل هو ايات بينات في صدور الذين وتوا العلم. ¢ قال تعالى : ٠« واخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين. » قال تعالى : « منه ایات محکمات هي ام الكتاب وأخر متشابهات. » قال تعالى : ٠ تلك ايات الكتاب الحكيم. » قال تعالی : « كتايا متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. » قال تعالى : ٠ أفلا يتديرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا. » قال تعالى : ٠ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الل الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ¢ قال تعالى : ٠ خلق الانسان هلوعا إذا مسه الشر جزوعا. » قال تعالى : « وهو بکل شيءِ عليم. » قال تعالى : و الله خالق کل شيء. ۽ قال تعالى : « وأحل الله البيع وحرم الربا. » قال تعالی : ٠ إن اسه يام ر کم أن تذبحوا بقرة. » قال تعالى : د أو جاءِ أحد منکم من الغائط. » قال تعالى : « كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر. » قال تعالى : « مرج البحرين يلتقيان. »¢ قال تعالى : « يخرج منهما الولو والمرجان. › 1: السورة النساء ال عمران الحشر الرحمن ۲۳ ۸Y ١۱ ۱۹ ٢۲ عدد ۸ 31 AY ۸A ٦۸ AY ۸۸ ۸۹ ۹۱ ۹۲ ۹۳ ٤۹ ٥۹ ٦۹ قال تعالى : ٠ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. » قال تعالى : « فاما الذين في قلوبهم زیغ فيتبعون ما تشابه منه. » قال تعالى : « عليها تسعة عشر. » قال تعالى : « ويحمل عرش ربك فوقهم يومیذ تُمانية. 4 قال تعالى : # قل تعالوا أقل ما حرم ريکم عليکم ألا تشر كوا به شيا وبالوالدين إحسانا. » قال تعالی : « مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري. » قال تعالى : ٠ والمطلقات يتربص بأنفسهن ثلاثة قروِ. » قال تعالی : « ثم إِن علينا بيانه. ٠ قال تعالى : ٠ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. » قال تعالى : ٠ قل إن الله لا يأمر بالفحشاء. ¢ قال تعالى : ٠ نسوا الله فنسيهم. ١ قال تعالى : ه وما کان ربك نسيا. ٤ قال تعالى : « لا يضل ربي ولا ینسی. ' قال تعالى : ٠ الرحمن على العرش استوى. » : « يل يداه مبسوطتان. ١ tYo الصورة المدثر ال عمران المدثر الحاقة الأنعام القيامة الأمسراء الأعر اف المائدة ۳۰ ۱\۷ ٢۲ ٢۲۸ 1۷ ٤٦ oY عدد ۹۷ ۹۸ ۹۹ ٠\۱ ١۱۱ ١۱۱ قال تعالى : و ليس كمئثله شيء وهو السميع البصير. » قال تعالى : « كل نفس ذائقة الموت. » قال تعالى : « كل شيء هالك إلا وجهه. › قال تعالى : « وما من دابة في الأرض ولا طائر يطیر بجناحیه. » قال تعالى : ٠ وإذا الموؤدة سعلت باي ذنب قتلت. » قال تعالى : ٠ زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعشن ثم لتنبؤن بما علمتم. » قال تعالى : « قل الروح من أمر ربي. ۽ قال تعالى : ٠ ولا تقف ما ليس لك به علم. » قال تعالى : ٠ يمحو الله ما يشاء ویثبت وعنده أم الكتاب. » قال تعالى : « وكأين من دابة لا. تحمل رزقها الله يرزقها. » قال تعالى : « وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. » قال تعالى : ٠ النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون أشد العذاب. › قال تعالی : ٠ سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. ٤ قال تعالى : ٠ ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين. » قال تعالی : و يا ویلنا من بعثنا من مرقدنا هذا. » قال تعالى : « يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. » 38 الشورى ال عمران الأنعام التكوير الرعد هود غافر التوبة غافر الروم ٥۸\ ‎۸A۸‏ ‏۳۸ ٦۳ ۳۹ ٦٤ ٤۱۱ ٥\۱ ۱۱۷ ۱۱۸ ۱۱۹ ١۱۲ ١۱۲ ۱۲۲ ۱۲۳ ٤۱۲ ٥۲ \ ۱۲۷ ۱۲۸ قال تعالى : ٠ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى. » قال تعالى : و« ليس کمئثله شيء وهو السميع البصير. » قال تعالى : # اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون. » قال تعالى : « زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعشن ثم لتنبؤن بما علمتم. » قال تعالى : ٠ وقفوهم انهم مسوولون. » قال تعالى : ٠ أعدت للكافرين. » قال تعالى : ٠ ونفخ في الصور. » قال تعالى : ٠ وسيرت الجبال. » قال تعالى : « أكلها دائم وظلها. » قال تعالى : « كل شيء هالك إلا وجهه. » قال تعالى : «ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. » قال تعالى : ٠ وجنة عرضها السموات والأرض. ¢ قال تعالی : د فاما من اأوتي کتايه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا کتابیه. ١ ٍ قال تعالى : « ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسیبا. » قال تعالى : ٠ وإذا الصحف نشرت. › قال تعالی : ٠ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. » ۲۷٤ السورة الدخان الشورى ال عمران الحاقة الأسراء الأنبياء س ۱ حع ٦ ٢Y‏ ٢۲ ۹۹ ۸۸ Y۷ ۱۲۳ Yo ۱۳ t۷ ۱۳۰ ۱١۱۳ ۱۳۲ ۱۳۳ ٤۱۳ ١٥۳ ۱۳۹ \ ۳۷ ۱۳۸ ۱۳۹ ١۱ ٤٤۱ 1 قال تعالى : ٠ فمن ثقلت موازينه فاولعك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولعك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون. » قال تعالى : ٠ والوزن يومئذ الحق. » قال تعالى : ٠ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. » قال تعالى : ٠ أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدی من يمشي سوياً على صراط مستقيم. » قال تعالى : ٠ ولا يشفعون الا لمن ارتضى. » قال تعالى : « واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة. » قال تعالى : ٠ فما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. » قال تعالى : ٠ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. » قال تعالى : #٠ عسى أن يبعشك ربك مقاماً محمودا. » قال تعالى : ٠ ولسوف يعطيك ربك فترضى. » قال تعالى : ه وللاخرة خير لك من الأولى. » قال تعالی : و وأنذر عشيرتك الأقربين. » قال تعالى : « ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبداً. » قال تعالی : « بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولعك أصحاب النار هم فيها خالدون. ۽ قال تعالى : ٠ ومن يقتل مۇمنا متعمداً فجزاۋه ۸٢٤ ٢۲ Y۸ ۸٤ ۱۸ o۳ ۸ ۹۳ 31 \oY \o٤‎ قال تعالى : « إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين؛ وما هم عنها بغائبين. » قال تعالى : « أولعك هم الكفرة الفجرة. ¢ قال تعالى : ٠ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين عملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساءِ ما يحكمون. » قال تعالى : ٠ والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب. » قال تعالی : « ومن يعصی الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها آبدا. ۽ قال تعالى : هان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. » قال تعالى : ٠ ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشاً ومقتاً وساء سبيلا. أ قال تعالى : ٠ فأنذرتكم نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى. » قال تعالى : ٥ إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولی. » قال تعالى : ٠ فاتقوا النار التي وقودها النار والحجارة أعدت للكافرين. » قال تعالى : ٠ لابثين فيها أحقاباً. » ۹٢٤ السورة الانفطار الجائية الفرقان الجن ٢٤ ٢۲ 1۸ ۲۳ £۸ ١٤-٦۱ £۸ Y٤‎ ۲۳ ١١۱ \ o۷ ۱١۱۹ ١۱ ۱۳ ٤٦۱ ٥٦۱ ٦٦۱ ۷٦۱ ۹۸٦۱ قال تعالى : « إنهم کانوا لا يرجون حساباً و كذبوا باياتنا كذابا. » قال تعالى : « من يعمل مثقال ذرة خير يره»؛ ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ) قال تعالى : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزی إلا مثلها. » قال تعالى : « وما ربك بظلام للعبيد. » قال تعالى : « لا أضيع عمل عامل منكم. » قال تعالى : « من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ امنون. » قال تعالى : « قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا. » قال تعالى : ٠« ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم. » قال تعالى : ٠ وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباۋه قل فلم يعذبکم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق. » قال تعالى : ٠ وأما الذين شقوا ففي النار خالدين فيها ما دامت السموات والارض إلا ما شاء ربك. » قال تعالى : « واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً واخر سيا عسى الله أن يتوب عليهم. ) قال تعالى : « قل الله أذن لكم أم على الله تفترون. » قال تعالى : « من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل. » قال تعالى : ٠« وإن عليك لعنتي الى يوم الدين. » t۳ الصورة التبا الزلزلة هود التوبة 1٦٤ ١٥۱۹ 34 o۳ ٤۲ ۹ ١۱ Y۸ ٠1۱۷ ١۱۷ \۷Y ۷۳ \ ٤۱۷ ۱\۷ ٦۱۷ \ ۷۷ ۱۷۸ ۱۷۹ ۱۸۰ ۱١۱۸ الايية قال تعالى : « يوم نقول لجهنم هل امتلاأت وتقول هل من مزید. » قال تعالى : « لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين. » قال تعالى : « وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جئيا. » قال تعالى : ٠ ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف أحرج حيا أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيا فوريك لنحشرنهم والشياطين ثم قال تعالى : « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولعك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها. » قال تعالى : ٠ لا يحزنهم الفزع الأكبر. » قال تعالى : ٠ وهم من فزع يومئذ امنون. » قال تعالى : ٠ فريق في الجنة وفريق في السعير. » قال تعالى : « كل شيء هالك إلا وجهه. » قال تعالی : « لها ما کسبت وعليها ما اکتسبت. » قال تعالى : د وأنه هو أضحك وأبكى. » قال تعالى : « تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما کسبتم. » قال تعالى : « أولعك لهم نصيب مما كسبوا. » قال تعالى : « فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم. » ١٣۳٤ السورة مریم مریم ® Y۲-۷۱ VY.-٦7‎ \.۳ ۸A۹ ۸۸ E: ۳ ١۱۳ Y.٢‎ ۷۹ عدد ۱۸۲ ۱۸۳ ۱\۸ ٥۱۸ ٦۱۸ \ ۸Y \۸۸ ۱۸۹ ۱۹۰ ۱١۱۹ ۱۹۲ ۱۹۳ ۱۹ ١٥۱۹ ٦۱۹۹ ۱۹۷ ۱۹۸ قال تعالى : « ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ۽ قال تعالى : ٠ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. » قال تعالی : # ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم. ) قال تعالی : ٠ ما تری في خلق الرحمن من تفاوت. » قال تعالی ‎ :‏ ولو کان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا. » قال تعالى : « الذي أحسن كل شيء خلقه. » قال تعالى : د وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. » قال تعالی : ٠ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. » قال تعالى : ٠ ربنا ظلمنا أنفسنا. » قال تعالى : هلو أن لي كرة فأكون من المحسنين. » قال تعا : « الله خالق کل شيء. » قال تعالى : « هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض. ٠ قال تعالی : « وما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمی قال تعالی : ۰ فعال لما یرید. » قال تعالى : ٠ فتبارك الله أحسن الخالقين. » قال تعالى : « اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض. ¢ قال تعالى : « وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير. » 1 الأعراف الزمر الر عد فاطر الأنفال البروج المؤمنون المؤمنون المائدة ٦1۱ 1 AY ۳۳ ۲۹ Y۳ o۸ ٦١۱ \۷ ٦۱ ٤ ۹۱ ۱١۱ ۲ قال تعالى : « لو كان فيهما اله إلا الله لفسدتا. › قال تعالی : ٥٠ فمن شاء فليؤمن ومن شاءِ فلیکفر إنا اعتدنا للظالمين نارا. ¢ قال تعالى : ٠ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. » قال تعالى : ٠ قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا. » قال تعالى : « ليبلوكم أيكم أحسن عملا. » قال تعالى : ٠ وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا. : قال تعالى : ٠ اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون. : قال تعالى : ٠ ذلك بما قدمت أيديكم. ١ قال تعالى : ٥ إنك لن تستطيع معي صبرا. » قال تعالى : ٠ أنظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا قال تعالى : « وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. » قال تعالى : « إن الدين عند الله الاسلام. » قال تعالى : ٠ فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. » قال تعالى : ٠ أولعك كتب في قلوبهم الايمان. » قال تعالى : ٠ ولما يدخل الايمان في قلوبكم. » قال تعالی : د وقلبه مطمئن بالایمان. » 1 السورة الأنبياء الكهف الأنبياء الحجرات ال عمران الذاريات المحادلة 1 ٤۱ ۱۹ ٢۳ ٢۲ ٤۱ Y\o 8R! Y۷ Y۸ ۲۹ Y۲ ٢۲۲ ٢Y‏ YYo ‏۹٦٢۲‎ قال تعالى : ٠ وإن طائفتان من المؤؤّمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهم. ) قال تعالى : ٠ الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. » قال تعالى : « صلوا عليه وسلموا تسليما. » قال تعالیى : ٠ يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. › قال تعالى : ٠ ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. ۽ قال تعالى : « يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. » قال تعالى : ٠ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. »¢ قال تعالى : ٠ فبايعهن واستغفر لهن الله. » قال تعالى : ٠ إن الذين منوا وهاجروا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولعك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءِ حتى يهاجروا. ۽ قال تعالى : « لقد كان لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم أنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا. ¢ قال تعالى : ٠ ومن يتول فان الله هو الغني الخميد. : قال تعالى : « ومن كفر فان الله غني عن العالمين. » قال تعالى : « لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله. ( ٤۳‘ الحديد ال عمران المجادلة AY ‏٦‎ ١۱ ٦ ٤۲ ۹۷ ٢۲ ٢۲۳ Y۳٢‎ Y۳۳ ٤۲۳ Yo ‏٦۲۳‎ Y۳۷ Y۳۸ ۲۳۹ ٤۲ ٢٢۲ الايية قال تعالى : « وجاء رجل من أقصى المدينة يسعی. » قال تعالى : « يا أيها النبي إذا جاءت المؤمنات مهاجرات فبايعهن واستغفر لهن الله. » قال تعالى : ٠« ولا تقف ما ليس لك به علم. ¢ قال تعالى : « ومن يتولهم منم فانه منهم. » قال تعالى : « قل فلما تقبلون أنبياء الله من قبل. » قال تعالى : « ولا تقف ما ليس لك به علم. » قال تعالى : « واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلانة اشهر. » قال الله تعالى : ٠ والذين يرمون أزواجهم ولم يکن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهدات بالله إنه من الصادقين. » قال تعالى : ٠ إن الحسنات يذهبن السيئات. » قال تعالى : و والذين يجتنبون کبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة. ¢ قال تعالی : « ِن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیاتکم. » قال تعالى : « ولم يصروا على ما . فعلوا وهم يعلمون. ١ قال تعالى : ولا یرضی لعباده الكفر. » قال تعالى : « ما منعك أن تسجد إذ أمرتك. » قال تعالی : ٠ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا کریما. » t۳٥‎ النساء ال عمران الأعر اف النساء ٦۳ ٥o‏ ۹۱ ٦۳ ٢۳ ۳۱ ١٥۱۳ 1 ٢۳ عدد ٢٢٤۲ 1 ۲ Yoo قال تعالى : « ولا يفتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأ کل لحم أيه میتا. 0 قال تعالى : «فإٍذ لم يأتوا بالشهداء فأولعك عند ٠ الله هم الكاذبون. » قال تعالى : « ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا. ۽ قال تعالى : ٠ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبینا. » قال تعالی : ٠ ِن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنکم سیفاتكم. » قال تعالى : ٠ وإن اطعتموهم إنكم لمشركون. » قال تعالى : يا ليتني لم أوت كتابي ولم أدر ما حسابيه. ١ قال تعالى : « إنه كان لا يمن بالل العظيم. » قال تعالى : ٠ الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله وييغونها عوجاً وهم بالخرة کافرون. » قال تعالى : ٠ ربنا ظلمنا أنفسنا. › قال تعالى : « اني ظلمت نفسي. » قال تعالى : « اني كنت من الظالمين. » قال تعالى : ٠ وأما الذين فسقوا فماواهم النار كلما آرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار التي كنتم به تكذبون. » قال تعالى : « يتساعلون عن المجرمين ما سلككم في سقر. » ٦۳٤ السورة الحجرات النساء الأنعام الحاقة الحاقة الأعر اف الأعراف الأنبياء السحدة المدثر e ۱۳ ٦۳ ٢۳ ١۱۲ ۳۳ £0 Y۳ ٦١۱ AY ۲٤ Yo Yo ۰٦۲ ۱٢۲۹ ٢۲۹ ۲۹۳ ٤٦۲ ٥٦۲ ٦۲ ۲۹۸ ۲۹ قال تعالى : ٠ وكنا نكذب بيوم الدين. › قال تعالى : ٠ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم. » قال تعالى : « إنه لا بياس من روح الله إلا القوم الكافرون. » قال تعالى : ٠ إنك من تدخل النار فقد اخزيته. » قال تعالى : ٠ وسيق الذين كفروا. » قال تعالى : ٠ وسيق الذين اتتوا. » قال تعالى : ٠ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار. » قال تعالى : ٠ إنما المشركون نحس. » قال تعالى : ٠ حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون. ٠ قال تعالى : ٠ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويکون الدين لله » قال تعالى : « وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم. » قال تعالى : ٠ ولا تنكحوا المشركات حتى يمن ولأمة مؤّمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تتكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم. » قال تعالى : ٠ فلا ترجعوهن الى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن. » قال تعالى : و واعلموا انما غنمتم من شيءِ فان {۳۷ السورة المدثر ال عمران يوسف ال عمران الزمر الزمر النساء المائدة AY ۱۹۲ ۷۱ Y۳ Y۷ ۲۹ ۳۹ ۱٢۲۳ 3 عدد مسلسل Ys ‏۱٢۲۷‎ YYY YYY۳ ٤۷ Yo ٦۲۷ YYY YYA ۲۷۹ Y۸. YA لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. » قال تعالى : « قل ما أنفقتم من خير فللوالدين. ¢ قال تعالى : ٠ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. » قال تعالى : ٠ والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. » قال تعالى : « إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب. » قال تعالی : ٠ فاذا لم ياتوا بالشهداء فاولعك عند الله هم الكاذبون. » قال تعالى : « قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ) قال تعالی : ٠ ساصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق. 0 قال تعالى : « واستفتحوا وخاب کل جبار عنید. » قال تعالى : « كذلك يطبع الله على کل قلب متکبر جبار. ۽ قال تعالى : ٠ انه لا يحب المستكبرين. » قال تعالى : د ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ۽ قال تعالى : « وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون. » £۳۸ السورة النور ال عمران النساء النور الأعراف غافر ê ۲\o ‏٢۳‎ \ ۷ o۸ ٢۲ عدد YAY YAY YA ۲۸o Y۸٦‎ YAY YAN ۲۸۹ ۲۹۳ ٤۹ قال تعالى : ٠ واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالائم فحسبه. جهنم ولبئس المهاد. » قال تعالى : ٠« قتل الانسان ما أكفره من ان شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره. » قال تعالى : « هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يکن شيعا مذكورا. ۽ قال تعالى : ٠ أم يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله. » قال تعالی : « ودوا لو تکفرون کما کفروا فتکونون سواءِ. » قال تعالى : ٠ ان تمسسكم حسنة تسوهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بھا. » قال تعالى : « والذين هم يراعون ويمنعون الماعون. » قال تعالى : « ولا يشرك بعبادة ريه أحدا. ۽ قال تعالی : ٠ ومن يرد فيه بالحاد بظلم. ¢ قال تعالى : ٠ إن السمع والبصر والفواد كل أولثك کان عنه مسؤولاً. » قال تعالى : ٠ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن. ¢ قال تعالى : ٠ فلما أدركه الغرق قال امنت أنه لا إله إلا الذي امنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين. ¢ قال تعالی : « حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ۳۹٤ السورة رقم الأية البقرة ٦٢۲ عیسی ۷٧۲۲_۷ الدهر ۱ النساء ‎o‏ ‏النساء ۸۹ ال عمران ١۱ الماعون ٦-۷ الكهف ١۱ الحج ‎Yo‏ ‏الأسراء ٦۳ النساء ۱۸ يونس ۹1-1۰ المؤمنون ۹۹ عدد ٥۹ ۲۹۷ T۹۸ ۹۹ الاية ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها. » قال تعالى : ٠ فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا ۽ قال تعالى : ٠ امنت أنه لا إله إلا الذي امنت به بتو اسرائيل. » قال تعالى : ٠ سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك المبطلون. ٠ قال تعالى : ٠ فاوردهم النار وبئس الورد المورود. ¢ قال تعالى : ٠ ادخلوا ال فرعون أشد العذاب. ؛ قال تعالى : « أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. » قال تعالى : « فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا. » قال تعالى : ٠ فأخذه الله نكال الأخرة والأولى. ١ قال تعالى : ٠ يوم ياتي بعض ايات ربك لا ينفع نفساً ایمانها لم تكن آمنت من قبل أو کسبت في ايمانها خيرا. » قال تعالى : « ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاه جهنم خالدا فيها. » قال تعالى : « إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلاً أولعك لا خلاق لهم. ٠ قال تعالی : ٠ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. » t1 السورة غافر هود غافر النمل غافر النازعات الأنعام النساء ال عمران e ‏س‎ ۹۸ ٦٤ 31 ۹۳ YY ٥۱۸ عدد ۳ ٢۳۱ ۳\۳ ٤\۳ ۳\o ٦۳ ۳۹ ۳۲. قال تعالى : ٠ إنما يتقبل الله من المتقين. » قال تعالی : « فأولعك دل الله سیئاتهم حسنات. » قال تعالى : « ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولعك حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة. › قال تعالى : ٠ ولو أشركوا لحبط عنهم .ما کانوا يعملون. » قال تعالی : ٠ ومن یکفر بالایمان فقد حبط عمله. ) قال تعالى : ٠ يا أيها الذين امنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. » قال تعالى : ٠ قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. ٤ قال تعالى : ٠ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبیلا. ٤ قال تعالی : ٠ وما جعل عليكم في الدين من حرج. » قال تعالى : ٠ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. » قال تعالى : ٠ الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعر فول أيناءهم. » قال تعالى : ٠ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله کان بكم رحيما. » قال تعالى : و يا أيها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. ء قال تعالى : ٠ والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له. » الأنفال النساء ۲۷ ۷ ۲\۷ ۸A۸ ٦۳ د۱۹ YA رثم 0 4ے > < ھر ۱١۱ فهرس الأحاديث النبوية الشريفة قال رسول الله عٍَْْ : « كل ذاك لم یکن » لما قال له ذو اليدين : ٠ أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله حين سلم من رکعتين. » قال رسول الله عي : د« لو تركتموها لصلحت فتركوها فشاخحت. » في الحديث القدسي : ٠ صدق عبدي في كل ما يبلغ عني. » قال رسول الله عي : « أنا أفضل الأولين والآخرين ولا فخر. » قال رسول الله ع : «أنا سيد ولد ادم ولا فخر. » قال رسول الله عي : « لا تفضلوني على يونس بن متی. » قال رسول الله عَيٌْ : « لا تخيروني على موسی. » قال رسول الله عه : « أنا أولى الناس بعيسى بن مريم. ۽ قال رسول الله ع : « أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسی غير أنه لا نبي بعدي. » قال رسول الله : « أفضل الأعمال أحمزها. ¢ قال رسول الله : « أمسك أربعاً وفارق سائرهن. » 11 الصفحة \۷ \۷ ۱۸ ٢۳ ٢۳ ۳۹ ا٤ 1 1 عدد ۱۲ ۱۳ ٤۱ ۹١۱ ۷\ ۱ ۱1 قال رسول الله : قال رسول الله : « أي امرأة نكکحت نفسها بغير اذن وليها قال رسول الله عي : فنكاحها باطل. ٤ قال رسول الله ل : قال رسول الله ا قال رسول الله سه 1 ) ير کب. ٢ قال رسول الله : مکروه. ٤ قال رسول الله َيه : « أمسك أيتهما شعت. » « في أربعين شاة شاة. » « الثيب أحق بنفسها من وليها. » کل ابن آدم يفني ال عجب الذنب فمنه )» ُو آمر أشك| عليك ففف عنه و « ان روح القدس نفث في روعي لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب. ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية لله تعالی لینال ما عنده. » قال رسول الله عه : کل مسکر حرام. « قال رسول الله عَْهٍ : « يسلط الله على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة لو ان تنينا منها نفخ على الارض ما انبتت خضراء. » قال رسول الله س حثیات بيده الكريمة. ۱ : « يدخل الجنة م رلم الصفحة 1 1 Y۳ 1 Y٤‎ ٦۸ ۹۹ أمتي سبعون ألا ١۱١۱ ۱۱۳ لیس عليهم حساب فقيل له : هلا استردت ربك فقال : استزدت فزادني مع كل واحد من السبعين ألفاً سبعين أُلفاً فقيل له هلا استزدت ربك فقال : استزدته فزادني ٹلاٹ عدد Y۳ ٤۲ ٢۲ ‎Y۷‏ Y۸ ۲۹ ۳ ا ۰ ّ قال رسول الله عي : « ما من مؤمن إلا وله كل يوم صحيفة ١۱۲ ١۱۲ فإذا طويت وليس فيها استغفار طويت وهي سواء مظلمة وإذا طويت وفيها استغفار طويت ولها نور يلألاً. » قال رسول الله عي : « حوضي مسيرة شهر وزوایاه سواء ماؤه ١۱۲ س ١۱۲ أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك» وكيزانه أكثر من نجوم السماء من شرب منه فلا يظماً أبدا. » قال رسول الله عي : « ترد أمتي على الحوض وأنا أذود الناس ۳١٠ عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن ايله فقال رجل يا نبي الله تعرفنلء قال : نعم لكم سیما ليست لأحد غير کم تردون علي غر محجلين من اثار الوضوء وليصعدن عن طائفة منكم فلا يصلون الي فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجييني مالك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك... » قال رسول الله علد : ٠ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي. » ۱۳۳ قال رسول ال عفد : و لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي. » ۱۳۳ قال رسول الله عة : « يا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة ٦۱۳ س ۱۳۷ محمد اشتريا أنفسكما من الله فاني لا أغني عنكما. ۽ قال رسول الله عد : « من قتل نفسه بحديدة عذب به في تار ۷٤۱ جهنم. 0 قال رسول الله : و إن أدنى اهل انار عذابا لرجل عليه ١٥٠ س ۷١٥٠ نعلان يغلي منهما دماغه» مسامعه جمر وأضراسه جمر؛ وأشفاره لهب الان ون متهم من يغلي کحبات قليل في ماء ٽير ۽ قال رسول ال لقو و يرسل البكاء على أهل الغار فیيكون حتى تقطع الدموع ثم ييكون الام حتى يصير في وج26 © الأخدوت ولو ارسلت يها السفن لجرت. ' to \o۸ عدد ٢۳ 1 ٤۳ ۳۹ ۳۷ ۳۸ ۳۹ 3 ٢٤ قال رسول الله عي : « حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط أي کفاني. » قال رسول الله عَيٍْْ لعبادة بن الصامت : ٠ إنك لن تجد ولن تبلغ حقيقة الايمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره أنه من الله تعالى. قال : يا رسول الله وكيف لي أن أعلم خير القدر وشره؟ قال : تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطعك؛ وما أخطاك لم يكن ليصيبك؛ فان مت على غير ذلك دخلت النار. » رثم الصفحة قال رسول الله عَيْْةٍ : « الايمان أن تومن بالله وملائکته و کتبه ۸٦۱ ۹١٦۱ ولقائه واليوم الأخر ون تؤۇمن بالقدر خیره وشره. » قال رسول الله : « اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ٠۱۷ ٠\۱ ٠ ۷\ ١۱۷ يجب. 1 قال رسول الله عَيّْ : « إذا ذكر القضاء فأمسكواء وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا. ¢ في الحديث القدسي : ٠ القدر سري ولا ينبغي لأحد أن يطلع على سري. » القدرية. » َ‫ ً ا . قال رسول الله عَلَْك : ٠ المرجعة يهود هذه الأمة والقدرية ١۷٠6 ١۷٠ مجوسها. » ً < مان َ‫ ۳ قال رسول الله عي : « لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا قبلي. » قال رسول الله عه : ٠لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. » قال رسول الله عَلْْك : « لا إيمان لمن لا أمانة له. › آ٤ ۱۹۸ ۱۹۸ عدد الحدر 6 رقه مسلسل الصفحة ٣ قال رسول الله عي : « اللهم ثبت قلبي على دينك. » ۹۹ 1 قال رسول ال كه لاسامة بن زيد : د هلا شققت عن قلبه. | 1۹۹ م قال رسول الله عي : « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول 13 لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. › ٦٤ قال رسول الله : « النساء ناقصات عقل ودين. » ٢۲ ۷ قال رسول الله عَيْلَّدٍ : « استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك. ¢ ‎Y۳‏ ‏۸ قال رسول الله عَيّْك : « دع ما يرييك إلى ما لا يرييك. » ‎Y۳‏ ‏۹٤ قال رسول الله ع : « أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره. ¢ ۲۳۷ قال رسول الله عي : « ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه. » ۲۳۷ ١ قال رسول الله عي : « من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا ٢٢۲ غيبه له. ¶ ۲ه قال رسول الله علد : ر إن لصاحب الحق مقالً. » ‎Y۳‏ ‏۳ قال رسول الله عَيَْةٍ : « وأمر أشكل عليك فقف عنه. » وفي ۸ رواية و فکله الى الله. » ‎o‏ قال رسول الله : « من أحب قوما فهو منهم. » ‎YoY‏ ‏مه قال رسول الله عل : د وأمر أشكل عليك فقف عنه. ٠ ‎Y۸‏ ‏۳ قال رسول الله : و الموّمن وقاف والمنافق وثاب. ¢ ‎o۸‏ ‎o۷‏ قال رسول الله عل : و إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به 14 أحدهما. » ۷ ۸ قال رسول ١ ا 4 و هلك المصرون. » أُن يقع عليه التاقۇ ب یری ذنبه زراب ب على أله قأطاره. 0 ٠ قال رسول الله د : وهل تدرون ما الغيبة. ..؟ قالوا الله ‎YAY‏ ‏ورسوله أعلم قال : ذ كرك اك بما يكرهه قيل أرأيت ان ۲۷۹ t۷ عدد ١۹ ۹۲ ۹۳ ٤٦ ٦۹ ۹۷ 1۸ 1۹ ۷ Y٢‎ کان في اخي ما اقول قال : ِن کان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته. » قال رسول الله عَل : ٠ ذكر رجل عند رسول الله عٍََ فقالوا ما أعجزه فقال ع اغتبتم أخاكم قالوا : يا رسول الله قلنا ما فيه قال : إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه. » وعن حذيفة عن عائشة رضي الله عنها ‏ انها ذکرت عند رسول الل عل امرأة فقالت إنها قصيرة فقال ع ١ اغتبتها. » قال رسول الله عي : ٠ أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره. » قال رسول الله عَيَهُ : « ما لكم وللمنافق قولوا فيه ما فيه. » قال رسول الله عي : ٠ من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيب له. » قال رسول الله عَيٍْْ : « إن لصاحب الحق مقالاً. » قال رسول الله عَيَّةٍ : « خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. » روي عنه َة أنه مر بأمرأة حامل على باب الفسطاط فسأل عنها فقالوا هذه أمة لفلان فقال : ألم بها...؟ فقالوا : نعم فقال عَيَةٍ : « لقد هممت أن ألعنه لعن يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له. » قال رسول الله عل : ۾ من قذف مملوکه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة جداً إلا أن يكون كما قال. » قال رسول الله عي : ٠ من قذف ذمياً حد له يوم القيامة بسياط من نار. » قال رسول الله عَي : ٠ من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر. » قال رسول الله عك : « آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب» وإذا ائتمن خان. » ۸٤£ رقم الصفحة YAY YAY YAA YAA YAA YAA ۲۹ ۲۹۲ - ۱ ۳۱ ٤۳۱ عدد الحدر ٹ ِ رلم مسلسل الصفحة ‎v۳‏ قال رسول الله عي : « روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه جيء ۳۹ بأساری من حي من أُحياء العرب قالوا يا رسول الله ما دعانا أحد ولا بلغنا قال : الله فقالوا : الله فقال : خلوا سبلهم حتى تصل إليهم الدعوة فان دعوتي تامة لا تنقطع إلى يوم القيامة. » 4٤ قال رسول الله عَيْلْك : «أمسك أبيهما شعت. » ‎۳Y.‏ ‏٥ قال رسول الله عل : ١« أمسك أربعاً وفارف سائرهن. » ‎۳Y.‏ ٦۷ قال رسول الله عي وقد أخذ من بعير وبرة فقال: « ما لي ٢۳۲ ۳۲۷ ولا لكم متها س أي من الغنيمة ‏ مثل هذه إلا الحم ثم هو رد عليكم فأدوا الخياط والمخيط فان الغلول عار وشنار وعلى الغلة يوم القيامة ولكم الأكل والركوب والعلف وليسص أحدكم أحق بالغنيمة من الاخر ولو بالسهم. » ۷ قال رسول الله عَيَّْة : « سنوا بهم سنة اهل الکتاب غير ناکحي ‎rar‏ ‏نسائهم ولا 4 ذبائحهم. » Tog ‏قال رسول الله عه عة : « لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أکبر‎ VA ) ‏منه.‎ ‎n . ‏صلابه‎ < ِ og ‏قال رسول الله عَيّْة فيما يرويه عن ربه : ٠ لولا أن الذنب خير‎ v۹ ‏لعبدي المؤمن من العجب ما خليت بين عبدي المؤمن وبين‎ » ‏الذنب.‎ e ‏مال‎ ٠ قال رسول الله عَيْةُ: « شرار أمتي المعجب بدينه المرائي بعمله ‎roo‏ ‏المخاصم بحجته›؛ والرياء شرك. ( ۸ قال رسول الل د : « اجتنبوا الكبر فان العبد لا يزال يتكبر ‎۳oo‏ ‏حتی يقول الله تعالى : اکتبوا عبدي هذا في الجبارين. » ۸۲ قال رسول لل ع : « لا يزال العبد يذهب بنفسه أي يرتفع ‎Too‏ ويتكبر حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم. » ۹٤٤ مسلسل الصفحة ‎AY‏ قال رسول الله عَيْ روايا عن ربه : « الكبرياء ردائي؛ والعظمة ٢٥۳ ٢٢۳ ازاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار. » ‏۸ قال رسول الله ع لرجل يأ کل بشماله: « كل بيمينك فقال ‎ov‏ ‏متكبرا : لا أستطيع. فشلت يده فلم يرفعها بعد. » ‏٥۸ قال رسول الله عي : د المؤّمن يغبط والمنافق يحسد. » ‎۳o۸‏ ‏٦۸ قال رسول الله عد : « الحسد يا کل الحسنات كما تأ كل النار ‎۳o۸‏ ‏الحطب» والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النانر والصلاة نور المؤمن والصيام جنة. » ۷ قال رسول الله عٍََْ : « دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد ‎ro۹‏ ‏والبفضاء هي الحالقق حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تۇمنوكء› ولا تۇمنوا حتى تحابوا. أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام ‏بینكم. » ‎ro4 ‏قال رسول الله عَيٍْ : « ليس مني ذو حسد ولا نميمق ولا‎ A۸ » ‏كهانق ولا آنا منه.‎ ۳۹ ‏قال رسول الله م : د إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك‎ ۹ ‏الأصغر الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالكم اذهبوا الى الذين کنتم تراءون في الدنيا انظروا هل تجدون ‏عندهم جزاءِ. » ِ ٍ اا 0 £ ‏۹ قال رسول الله عي : « إن أدنى الرياء شرك وأحب العبيد الى ۳۹ الله الأتقياء الأسخياء الأخفياء. ¢ ‏١ قال رسول الله علد : « إن أخوف ما أخاف على أمتي الاشراك ۳۹۲ ‏بالله أما إني لست أقول يعبدون شمسا ولا قمراً ولا وثناً ولكن أعمالا لغير الله وشهوة خفية. » ‎1-5 ‎ ‎ عحدده الحديث و رلم ا المفحة ِ سان .ا ۲ قال رسول الله عَيْْةٍ : د« إن الله تعالی تجاوز لامتي عما حدثت ٢٣۳ ٢٤٦۳ به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به. » ۳ قال رسول الله ع : « اذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل ٦۳ والمقتول في النار قالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه کان حریصاً على فتل صاحبه. » ٤۹ قال رسول الله ع : « إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم ۸٦۳ يغرغر. » ٥ قال رسول الله عي : « للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عاما ‎F۸‏ ‏لا يزال كذلك حتى ياتي بعض ايات ربك طلوع الشمس من مغربها. » قال رسول الله عََّْةٍ : « إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب ۳۸ مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. » ۷ قال رسول الله عل : « أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة. » ‎FVY‏ ۸ قال رسول الله علد : « أيما امرأة ادخلت على قوم من ليس ‎۳Y۳‏ منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الله جنته. ۽ ٩ قال رسول الله عد : ٠ من سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه ۳۷4 وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من اُوزارهم شيء. ٤ ٠ قال رسول الله ر : د« يسروا ولا تعسروا. » ‎۳V‏ ١۱ قال رسول ال علق : و التائب من الذنب كمن لا ذنب كك. ! ۳۷۹ 9 ! ‏قال رسول ال علق : د اسلم علي ما أسفلت من خير‎ ER! ۳ قال رسول الله مقر , رمن أشرك ساعة حبط عم ! 9 ‎r e‏ ٹواءِ ٤.۱ قال رسول ا لقو ولا حت لعرق ظالم ولا ثواء عى ‏مال امریءِ مسلم. » ‎to‏ ‎ ‎ ‎ مسلسل الصفحة #٠ قال رسول الله عَيَْكٍ : « إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به ۳4۸ أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به. » ٠ قال رسول الله يك : « إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطاً ۳4۸ والنسيان وما استكرهوا عليه. » ۷١ قال رسول الله عي : « أفضل العبادات أحمزها » أي أشقها. .£ ۸ قال رسول الله عَيّْةٍ : « ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ‎y‏ £ فن وجدتم للمسلم مخرجاً فخلوا سبيله. » ۹٠ قال رسول الله عَيّْكٍ : « ادرأوا الحدود بالشبهات وأقيلوا الكرام £۸ عثراتهم إلا في حد من حدود الله. » ٠ قال رسول الله َيه : « ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم £۸ له مدفعا. » د سار ۱١۱۱ قال رسول الله عد : « لا باس عليك لك ما نويت. » ۹ 131 فهرس الأعلام حرف الألف ابان بن سعید : ۳۹۱ ابراهیم عليه السلام : ۳۱ ٤۳ ۳۸ ۳۴ص ٥٥ ٦۲۱ ابلیس : ٢۲۷ احمد بن جحش : ۳۹۱ احمد بن حنبل : ۳۰۲ ٢۳۲ أحمد بن حمدان الأذرعي : ٢٠٦۲ احمد بن علي بن حجر العسقلاني : ٢۳ ادریيس عليه السلام : ۳4« ‎o0‏ ‏ادم عليه السلام : ۲۷ ۳۴ ١ ‎FoY «VY MN‏ أسامة بن زيد: ۳۹۱ اسرائيل عليه السلام : ٢۳ اسية امرأة فرعون : ٢٦۳ اصبغ : ۳۳۱ الأعرج : ٢٢۲ الأعمش : ۹٩۲۸ء ٢٦۳۲ أفلح رالامام) : ۳۹۲ tor امرء القيس : ١١٠ الأوزاعي : ٢۳۳ حرف الباء الباجوري : ١۱۱ ۱۷ 5۱۹ ۰٠ء 56۲ 4۸ ٤۹ ٦۱ ١۱۲ البدر الشماخي : ‎\.Y YY N FY‏ بلال بن رباح : ۹ء £۰.۱1 حرف التاء الترمذي (صاحب السنن) : ٥٥ ۳› ٢٥۳ حرف الجيم جابر بن زید : ۱۰۲ ٥۰٠ ٢٦۰۱۳ ٢۲۳ جابر بن النعمان : ٢٤۳۸ الجبائي : ٢٤٠۲ء ٢٣٤۳ جبريل عليه السلام : آ٢ ٦٥٥ ۳٥ الجرجاني : ‎o۳‏ ‏الجلنداء بن مسعود : ٢٢۲۳ الجنيد بن محمد الجنيد : ۹۱ء ٥١٩ جهم بن صفوان : ١٤۱ حرف الحاء الحاكم (صاحب المستدرك) : ٢٥۳ الحسن البصري : ١۷٠ الحسن بن علي : ٥۷ ٢۲۷۹ء ۳۱۸ الحسن بن محمد : ۳۱۹ ٢٥۳۲ء ٢۳۲ tot الحسين بن علي بن سينا: ۰٩ الحسين بن علي : ‎Yo‏ ‏الحليمي : ٢٠٦۲ حواءِ : ۹ ١۱ ۱۱۷ حیان الاعرج : ۳۷۱ حرف الخاء خالد بن الولید : ۳۹۳ خباب بن الأرث : ۳3۹۹ .£0 خحديجة بنت خویلد : ۳۹۰ الخضر عليه السلام : ٢٤۳ الخليلي (الامام) : ۱۳۳ ۸٢۳۲ء ۳۹۲ حرف الدال الدارقطني : ٢٥٥۳ داود عليه السلام : ‎oo «۳Y‏ الديلمي : ‎۳o۹‏ حرف الراء الراشدي : ۲٦ الربيع بن حبیب : ۱۰۲ ۳۹۳ حرف الزاي الزاملي : ۳۸۱ الزمخشري : 4۲ ۵۲ ۳٥ء ۳۹۲ too زید بن ثابت : ۱۹ حرف السين سارة : ٢٦۳ السدي : ۲۷۹ سعد الدين التفتازاني : ١۱۱۸ سعد بن معاذ : ۳۳۰ سفيان الثوري : ۳۲۳ سلمان الفارسي : ۹٩۲۸ء ۳۹۳ سلمة الدرجيني : ‎EA!‏ ‏سليمان عليه السلام : ۳۳ء ٥٥ سمية م عمار: ۳۹۹ ٠٠.٤ سويد بن غفلةً : ۷١٥١۱ السيد الشريف الجرجاني : ١١٠ حرف الشين شريح بن الحارث : ۷٦۲ شعيب عليه السلام : ٢٤۳ شيت عليه السلام : ٤۳ء ٥٤٥ حرف الصاد صالح عليه السلام : ٢۳ الصبحي (العلامة) : ٢٥۲ صهيب الرومي : ۳۹۹ 12 حرف العين عائشة أم الموّمنين : ٩٤ء ٤۷ء ۲۸۷ ٢۳۹ عبادة بن الصامت : ۸١٦۱ العباس بن عبد المطلب : ٢۳۲ عبد الرحمن بن عوف : ۳۲۰ عبد الرحمن بن القاسم : ۹۳ عبد الرحيم بن خالد : ۳٩ عبد العزيز الثميني : ۳٥ء ١٠١٠ عبدالله بن أباض : ‎۲۳o‏ ‏عبدالله بن عباس : ۸۰ ۸۱ ١۱۱ ‎Fo «WYo F14‏ عبدالله بن عمر البيضاوي : ۱۱۸ عبدالله بن عمر بن الخطاب : ۳۹۲ عبدالله بن عمرو بن العاص : ۹١١۱ء ١٦۱ عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي : ۷٠۲ عبدالله بن مسعود: ۹۹ء ۱۲۸ ۷٢٢٥۳ عبدالله بن یحی الکندي : ٢۲۳ عبد الملك بن حبيب : ٢٣۳۳ عبد الملك بن عبدالله بن يوسف الجويني : ۳٩ عبد المطلب بن هاشم : ۳۹۰ عثمان بن حنیف : ۳۳۰ عثمان بن عفان : ۲۹۰ عزانٽ بن قيس بن عزان : ٢۲۳ عضد الدين الأيجي : 4۹ء ١١٠ عطاء : ‎۳1A «Yo ۳Y۳‏ العلقمي : ۳۹۹ عقيل بن أي طالب : ۳۹۰ ۳۹۲ عكرمة بن أي جهل : ۱۷۲ ۳۲۲ toy علي بن أحمد الواحدي : ٢٦۲ علي بن ابي طالب : ٤۷ ٥۷ ۳۱۹ ۳۳۳ ٢٤۳۹ علي بن عبد الكافي السبكي : ٢٤٦۳ عمار بن یاسر : ۳۹۹ عمر بن الخطاب : ٤۷ ۲۳۱ ٢۲۳ 4 ‎FF YT FYE NAY‏ عمر بن عبد الرحمن القزويني : .۱ عمرو بن بحر الجاحظ : ١١٦۱ عیسیى عليه السلام : ۹٠ ۳۲ ۳۳ ٤۴ 00 ‎Tot FA‏ حرف الفاء فاطمة بنت رسول الل : ٢٤۷ ۳۹۰ الفخر الرازي : ٢۰٦ ٦٠.٤ فرعو : ١٤۱ ٢٠۲ ہہ ٦۲۱ ہس ٦٢٢۳ ۳۱۹ ‎۳V.‏ حرف الميم مالك بن انس : ۳۹۳ ٤F۲ ‎۳ro PFT PTT‏ ‎r4۹‏ ‏أبو الطيب الباقلاني : 4۳3٤ بن أدريس الشافعي : ‎۳Yo PYF FY‏ بن الحسين بن موسى أبو الحسن : ٦٥ بن حيان بو حاتم : ٢٩ بن عباد : ۳۸۷ EEEEEE} بن محبوب : ۳۸۷ o0۸ محمد بن جرير الطبري : ٢۳۲ محمد الغزالي : ٢٦۲ «VT VY ۳۲ ۲۰۹ ۲۰۱ ۸۷ ۸۲ ‏محمد بن یوسف اطفیش : ۷٤ء ٢٥‎ FY YT YE PY As محمد بن يوسف بن عمر السنوسي : ۱۹ مريم عليها السلام : ٢۳ مسلم بن الحجاج : ٦۳o‏ مسعود بن عمر التفتازاني : ۱۲ مسيلمة الكذاب : ١٠ معاذ بن جبل : ۲۸۷ ۳۳۰ ٢٢٥۳ معاوية بن بي سفیان : ۲۹۱ مقاتل بن سلیمان : ١٤۱ منذر بن سعید: ٢۳۲ ٢۳۲ موسی عليه السلام : ١٤۱ ۲۹ء ۳۱ ۳۲ ۳٥ ۲۷ ۳\۸ موسی بن علي : ٢۳۲ المهنا بن جيفر: ٢۲۳ حرف النون نافع بن الأزرق : ۳۹۲ النسائي : ٢٥۳ نمرود : ٦۳o‏ نوح عليه السلام : ‎FE FY N۹‏ 90 حرف الوار واصل بن عطاء :٠ ۱۷۲ ١۱۷٠ء ۱۹۳ toq حرف الهاء هاجر : ٦۳ هامان : ٢٠۲ هند بنت عتبة: ٢٢۲ هود عليه السلام : ٤۳ء ٥٥ حرف الياء يوشع عليه السلام : 74ء °° یحی بن شرف النووي : ٤۹ء ۱۲۲ « الابن » ابن برکة : ۳۹۲ ٦٠٤ ابن حجر : ٦۲۱ ۲۹۱۸ء ۳۰۲ ابن العربي : ۹٣٦۳ ابن القاسم : ۳۳ ابن الماجشون : ۳۳۱ ابن محبوب : ٢٦۲۳ء ٢۳۹ ابن المنذر : ۳۲۳ ابن النظر: ٠٦ء ١٦ء ۲۳۱ ابن ابي نبهان : ۱۰۳ ١٦۱۱ء ٢۲۳ الكنى بو أيوب الأنصاري : ۳۸ ابو البقاء: ٤4ء ۱۱۹ ابو بكر الصدیق : ۸٤۷ ۲۳۱ ٢۲۳ ۹۰ ‎FA PAF PY‏ £0 t1 بو ٹور : ۳۲۷ جایر موسی بن ابي جابر : ٢٢٤۲ جندل : ۲۹۰ جهل (الحکم بن هاشم) : ۸۰٦ حنيفة (النعمان بن ثابت) : ۷٥ ۳۰۲ ٢۳۲ ‎۹Y PY PN YT‏ داود (صاحب الستن) : ٢٥۳ ذر الغفاري : ٥٥ الزناد : ۸۹٢۲ سعيد الخدري : ١۱۰ سعیل : ۸٢٢٤۲ ا٢۲۰ ہہ ۷٢۲ ہہ ۸٢٢٤۲ سفیان بن حرب : ۲۹۰ ساکن : ۰٦ سهل : ١۱۱ طالب : .٠.٤ العاص بن الربيع : ۳۲۲ العالية : ٢۳۲ عبدالله الحليمي : ٤٤ عبيدة : ١۱۷ ۱۹۳ ‎۳V\ «۷Y۸‏ علي موسی بن علي : ٢٢٤۲ لهب : ٢٠۲ مسلم الأصفهاني : ۳۸ نبهان : ٢۳۷ ۳۸۱ يوسف : ۳ ۳۳۲( ۳4۹۳ 313 فهرس الملل والنحل والفرق والمذاهب أهل الاستقامة : ٤٤۱ ١٤٤ ١۱۷۱ الازارقة : ۰۳× ٦۰٦ ٢٥۳۰ ٢٤۳۹ الاشاعرة : ٥6 4۲ 1 ‎NAY AVY APA AFF NYT No 4۹ AT‏ ا( ٢۲۰ .£1 الباطنية : ۷۱ البراهمة : ٩ البهشمية : ٢۳۹ الحشوية : ٢۲ الحنابلة: ٠6٦ ١١٦ الحنفة : ۷٦ ۷۱ء ٢۷۲ الدهرية : ٦۳۱ الديصانية : ١٦۳۱ الرافضة : ‎Yo‏ السمنية : ۹ الشافعية : ۷٦ء ٢٢٦۲ الضعة : ۸© ٤7« ‎Vo «Nt‏ الصابئون : ۳۱۸ ٢۳۲ ‎TET YY FFs F۹‏ اؤ . يه : ‎«V۳‏ ۹۳ t۹۳ الفلاسفة : ۹ء ١٠ء ١٠ الكرامية : ۹٥ المجوس : ٦۳۱ ۳۲۰ ۳۲۹ ۳۳۰ ٥٣۳ — ٦۳۳ «۱۹ 1 8 ۴ A A AY 6o۳ 4۳۴ ‏المعتزلة : ۹ ١٤٠۱ء ٥6‎ NAY «NVA Ve No Y NAV AAT NA AAS AV AVY AMEY £1 PAT FEA FEY ef المنانية : ١۳۱ اللجدية : ۳٢۲۰ء ٢۳۰ PAF PPT PFE PPN ‏التصرانية : ١١٠ ۳۲۰ ۳۲۹ ٣۳‎ PAF PT Fo FFE FY Fs Y4 ۳W ‏اليهودية : ١٥١٠ ٠۰٠٠ء‎ ٤٦ عدد فهرس الأشعار البيسان قال الشاعر : وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا اليس قال الشاعر : حرمة المسلم فاقت حرمة البيت الحرام وله الاعزاز في الدنيا وفي دار المقام وهو أعلا عند مولاه من أمسلاك كرام قال الشاعر : . 17 ۱ قال الشاعر : ٤ - ِا‘ لا قال الشاعر : 7 عنك الغرامه دار ابن عمك بها تفي بها ِ اذقب بها اذهب بها قال الشاعر : . منطفيء في ابتداء المديح فصیر to 3 ٥۳\ ۹١٤۱ ١٦۱ فهرس موضوعات الجزء الثاني مقدمة الجزء الثاني في جواز بعث الرسل والحكمة في بعثهم ‎‏ ‏المقصد الثاني : في ما يجب للرسل وما يستحيل عليهم المقصد الثالث : في تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض ‎‏ ‏المقصد الرابع : في نسخ شرائعهم بشرائع نبينا .... ‎‏ ‏المقصد الخامس : في الملائكة ‎‏ ‏الإيمان بالأنبياء والملائكة ‎‏ ‏المقصد السادس : في الكتب والإيمان بها ‎‏ ‏الحديث في خلق القران ‎‏ ‏فصل في المحكم والمتشابه ‎‏ ‏أقسام المحكم والمتشابه ‎‏ ‏الباب الرابع من الركن الثاني : في الوعد والوعيد ‎ ‏ الفصل الأول : في الموت والبعث والحساب ‎‏ النهي عن حديث الروح الكلام في عذاب القبر ‎ ‏ الكلام في الحساب ‎‏ ‏الكلام في خلق الجنة والنار ‎‏ ‏الكلام في الكتب والحوض ‎‏ ‏الفصل الثاني : في الميزان والصراط الفصل الثالث : في الشفاعة شفاعة الرسول للأتقياء من أمته ‎‏ ‏الفصل الرابع : في الخلود في الجنة والنار ‎‏ ‏الباب الخامس من الركن الثاني : في القضاء والقدر أفعال العباد خلق لله وكسب لهم القائلون بالجبر فساق ‎‏ ‏إثبات خلق الأفعال لله تعالى الباب السادس : في الإيمان والإسلام الركن الثالث : في الولاية والبراءة ‎‏ ‏الباب الأول : في وجوب الولاية والبراءة وأقسامها أقسام الولاية والبراءة ‎‏ ‏الباب الثاني : في الولاية والبراءة بحكم الظاهر ‎‏ ‏فصل في أحكام الولي بحكم الظاهر ‎‏ ‏الباب الثالث : في أقسام الوقوف وأحكامه ‎‏ الباب الرابع : في الصغائر والكبائر ‎‏ أقوال العلماء في الولي المرتكب للذنب ‎‏ ‏الباب الخامس : في ذكر شيء من الكبائر وأحكام القاذف ‎ ‏ حكم قاذف الولي ‎‏ ‏الباب السادس : كفر جحود و كفر نعمة ‎‏ ‏أقسام الكفر ‎‏ ‏أحكام المشركين تحليل ذبيحة أهل الكتاب وجواز مناكحتهم ‎ ‏ حكم المشركين عبدة الأوثان ‎‏ ‏الركن الرابع : في التوبة وأحكامها ‎‏ ‏الباب الأول : أقسام التوبة وأحكامها ‎‏ ‏أقسام التوبة ‎‏ ‏أركان التوبة ‎‏ ‏قبول وقت التوبة ‎‏ ‏قبول توبة العصاة ‎‏ ‏الباب الثاني : في حالات التائب ‎‏ ‏حكم المصر على المعصية إذا فعل الطاعة ‎ ‏ الباب الثالث : في توبة المحرم والمستحل ‎‏ ‏حكم ارتكاب المعاصي ‎‏ ‏الباب الرابع : الأمور التي لا تجب توبة منها ‎‏ ‏الفصل الأول : في التقية ‎‏ ‏حكم المكره على فعل يقام عليه الحد ‎‏ ‏الفصل الثاني : في الخطأ‎‏ الفصل الثالث : في النسيان والوسوسة ‎‏ ‏أقسام النسيان ‎‏ ‏خاتمة الكتاب ‎‏ ‏الفهارس ‏فهرس الآيات القرانية ‎‏ ‏فهرس الأحاديث النبوية الشريفة فهرس الأعلام ‎‏ ‏فهرس الملل والنحل والفرق والمذاهب ‎‏ ‏فهرس الشعر فهرس الموضوعات ‎‏ £۷۰