7 EP A ea ‏ی یح‎ o e . ۵ م 1 مكانة الأباضية 1 ۱ ‎o0 ۱ 0‏ ۱ احضا ل ا لما أ6 س ا ل 1 با 7 اتا هتف ‎Rr ‎e ‏الحلفة ‏أعداد ‏الطبعة الاولى ت ‎ ‎7 ‎ ‎ ‎ مكانة الإباضية في الحضارة السلا مية ل مكانة الاباضية ‎YE‏ ۱ ا 2 ۰ 9 ت المذاهب الاسلامصة لم ۰ م ر ` الآن وقد عرف القارىء الكريم الاسس اللي بتي عليها المذهب الإباضي والاأتجاهات التي ينتهجها والسلوك الذي يسير به يستطيع أن يقرر له حيزا ضيقاً بين المذاهب الإسلامية . وأن يبعد عن نفسه تلك الصورة القائمة البشعة الشرسة التي تعماون على وضعها ظروف مختلفة من السياسة والتعصب وسوء الفهم . مكانة الاباضية بين المذاهب الاسلامية(1) بقلم : الشيخ علي يحي معمر سبق الى أذهان كثير من الناس ‏ بسبب أخطاء المؤرخين وكتساب القالات ‏ أن الإباضية فرقة من الخوارج وأنما ‏ في عقائدها وآرائها - معتدلة بالقياس إلى الخوارج ومتطرفة بالقياس إلى أهل السنة . وهذا مفهوم خاطىء ويجبب أن يفتفي فالإباضية ليسوا من الخوارج وإنما نشأوا عندما غدا الخوارج لجابمة الخوارج وليسوا متطرفين بالنسبة إلى أهل السنة لا في السياسة ولا في العقائد ولا في الفقه وإنما يتفقون مع كل مذهب في مواضيع اعتداله . وإن شئت مزيدا من التفصيل فاقرا المقال الاي : نشا اذهب الإباضى في فترة متقدمة بالنسبة إلى غيره من المذاهب الإسلامية . هذا من حيث التاريخ › أما الطريقة الق نشا با فهي لا تختلف عن غيرها من ق نشأة بقية المذاهب » إمام من المامين ( وبالنسبة إلى الإباضية هو أحد كبار التابعين ) يجتع عليه عدد من طلاب ()الشيخ على یحی معمر (ليى (ت ‏ 1980 ) صاحب المؤلفات التاريخية القيمة . العم . يلتزمون مجلسه ويأخذون عنه ثم يتفرقون بعد التحصيل في البلاد › فيقف المتفقون منهم موقف أستاذه » يتخذ نفس أسلوبه في السلوك والتدريس وينقل عنه لطلابه روايته ورأيه . ثم تنتقل العملية مع الأجيال وكل جيل ينل عن اليل السايق ما حفظه من ن آثار الأراء . وتزداد هده الصورة ر الأيام . هذه الصورة هي الصورة التقريبية الي نشأت عنها جميع المذاهب وإن اختلفت أزمنة الأئة فمنهم من كان من الرعيل الأول من التابعين ومنهم من أبعد من ذلك بكثير كابن تهية وکحمد بن عبد الوهاب . وبالنسبة إلى الإباضية فقد كان يحضر مجلس جابر بن زيد عدد من الطلاب الأذكياء ۶ مهم من يأخذ عه وعن عبره 6 كقتادة وأيوب 6 وابن دینار › وحیان الأعرج 4 ولي اللنذر غم بن حويص ء ومنهم من يأخذ عنه أكثر ما يأخذ عن غيره أو يكاد يختص بمجله كأيي عبيدة ملم › وضبام » وأني نوح الدهان والربيع بن حبيب ٠ وعبد الله بن إباض ومن حؤلاء الطلاب من كان يشتغل أثناء التحصيل وبعد التحصيل بالشؤون 'لعامة ومنهم من اشتغل بامسائل السياسية ومطارحاتما مع حكام الدولة الاموية في ميدان الكامة دون استعال السيف كعبد الله بن ومنهم (1) كثير من المؤرخين وأصحاب القالات يحسبون أن عبد الله خرج في أبا مروان بن ن عمد أنه قتل في ممركة ثبالة وهو خطاً تاريفي لأن عبد الله بن ابا دي تنسب إليه الإباضية توفي في أواخر يام عبد املك وهو اکہ ر من جابر في ال وتابع له في المذهب والرأي . . ونسب المذهب إليه لأنه كان أكثر ظهور !في اميدان اسي عند الدونة الاموية والتمية منها . ب من جلس للتدريس وأخذ,مكان الإمام كأبي عبيدة وأبي نوح صالح الدهان وقام بنفس الدور وتخصص فيه ولا كانت هذه الحركة في عنفوان بناء الدولة الأموية وكانت سيوفها مسلطة على جميع الأمة والعاماء خوفا منهم أن يجهروا بالإنكار عليها » أو يدعوا الناس إلى الخروج عنها ء وكان جابر ابن زيد في مجالسه كزملائه الحسن وسعيد م من كار التابعين غير راضين عن الوضع وكثيرا ما يتناولونه بالنقد ء فكانت السلطات بدورها تراقبهم ثم وتلامينهم في يقظة وحذر وشدة . وتضيق عليهم الخناق › وتحاول بكل وسيلة أن لا تسمح لنقدهم أن يتسرب إلى الناس وقد احتاطت لذلك من بداية الأمر فنسبتهم إلى التطرف واعترتهم ضمن الجوارج 4 وكانت تېمة الخارجية ‏ تشبه ما يسمى اليوم بالعالة أو بالخيانة ‏ عملية ليس لما ضوابط توجه بسهولة إلى كل من يراد التخلص منه او الانتقام منه أو إيقاف نشاطه وتستغل عند اللزوم . ولذلك فام يسام منها الإمام جابر بن زيد ؟ لم يسام منهاالإمام مالك بن أنس() وكان الفرض من إشاعة هذه التهمة هو إشعارم بأنهم (2) جاء في الكامل لأبي العباس المبرد الجزء الثاني صفحة 159 ما يلى : « یروی أن النذر بن الجارود كان يرى رأي الخوارج وكان يزيد بن ابي ملم مولى الحجاج بن يوسف يراه وكان صالح بن عبد الرحمن صاحب ديوان العراق يراه . وکان عدد من الفقهاء ينسبون إليه ٠ منهم عكرمة مولى ابن عباس . وکان يقال ذلك في مالك بن أنس المديني ٠ كان يذكر عثان وعليا وطلحة والزبير فيقول : والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر . فما أبو سعيد الحسن البصري فبانه كان ينكر الحكومة ولا یری رأعم » . وجاء في شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد الجزء الخامس صفحة 76 ما يلي : ۷ س تحت المراقبة وأن تبرير أي موقف عنف يتخنذ معهم من هو موجود في أذهان الناس ولا يحتاج إلا إلى تأكيد عملي من أجهزة الحم . فإذا تركنا هذا الجانب خارجا عن البحث واتجهنا إلى الجانب الفكري واللوكي فإننا سوف نجد المذهب الإباضي مذهبا إسلاميا نشا ا نشا غيره من المذاهب الإسلامية بأئُته وعامائه » طبقات يأخذ بعضها عن بعض إلى اليوم وقد بدأ جهوده العلمية في خدمة الثقافة بالاتجاه الذي أختاره قبل أن تبداً أكثر الذاهب الأخرى ودونت له مؤلفات في الحديث والفقه قبل أن تبداً بعض اذاهب الى وجدت فما مكانا فسيحا في الدراسة على المنهج الذي سارت عليه . وفي النقاط الآتية أستطيع أن أضع جملة من الخطوط العريضة التي يكن أن يحدد القارىء الكريم بعد دراستها والتحقق منها موضع الإباضية بين المذاهب الإسلامية . 1 يرى الإباضية أن اللصدر الأساسي للدين الإسلامي في عقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه إنغا هو القرآن الكريم وأن من أنكر شيئا منه : سورة أو آية أو حرفا فهو مشرك أو مرتد . « ومن المشهورين برأي الخوارج الذين تم بهم صدق قول أمير المؤمنين عليه اللام : إن قطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء » عكرمة مولى ابن عباس ء وطلحة والزبير فيقول والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر» . ويقول في نفس المصدر بعد أسطر ما يلي : « ومن ينسب إلى هذا الرأى من السلف جابر بن يزيد » وتمرو بن دينار ومجاهد » راجع إن شئت کتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وکتاب الأغاني لاب الفرج وغيرها . 2 ويرى أن المصدر الثاني للدين الاسلامى إنما هو السنة الصحيحة وهي على.درجات منها امتواتر قطعي الدلالة يفيد العم ويوجب العمل . ومنكره كالمنكر للقرآن والشهور من السنة أو المستفيض هو أضعف من ٠ المتواتر وأقوى من الأحادي وهو يوجب العمل واختلفوا هل حجته قطعية أم ظنية على قولين . والآحادي من السنة ظني الدلالة يوجب العمل وللرسل وإن كان أضعف من الأحادي إلا أنه يوجب العمل إِذا كان لصحابي أو تابعي . 3 ويرون أن المصدر الثالث هو الإجماع إذا استوفى الشروط المعروفة عنه الأصوليين والخروج منه فسق وحجيته قطعية ويرون أنه وقع إجماع بقميه القوي والسكوني وأنه من الممكن أن يقع في كل عصر وينقل إلى الناس بالثروط المعتبرة . 4 ويرون أن الصدر الرابع هو القياس على الاسس العروفة في كتب الأصول . 5 ويرون أن المصدر الخامس هو الاستدلال بأنواعه الختلفة وتون بالمصالح المرسلة اهتاما خاصا وربا يكون الإباضية - بالنسبة إلى اعتبار اللصالح المرسلة ‏ في الدرجة الثانية بعد المالكية . ب العقائد : ويرى الاباضية أن الإنسأن لا يكون ماما إلا إذا أقر بالمل الثلاث فشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن ممدا عبده ورسوله وأن ما جاء به حق من عند الله وما تدل عليه هذه الجل الثلاث من التفصيلات . 1 وأساس عقيدتهم في الخالق تبارك وتعالى هو التنزيه المطلق فلا يشبه شيئا من الخلق ولا يشبهه شيء من الخلق وما جاء في القرآن الكريم او في النة النبوية المطهرة مما يوم التشبيه فإنه يؤول با يفيد المعنى ولا ۹ س يؤدي إلى التشبيه ويبتعدون كل البعد عن وصفه تعالى بجا يوم التشبيه ويثبتون له الأسماء الحسنى والصفات العليا كا أثبتها لنفسه . 2 _ القدر: يقولون إن الإيمان لا يتم حتى يؤمن المسام بالقدر خيره وشره أنه من اله تارك وتعالى وأن أفعال الإنسان خلق من الله تعالى واكتساب من الإنان ويبتعدون عن ري المجبرة كا يبتعدون عن راي من يقول بأن الإنان يخلق أفعاله . 3 مرتكب الكبيرة : يرون في مرتكب الكبيرة رأي الحسن البصري وجابر بن زيد وغيرهما لا يخكون عليه بالشرك ا يقال عن الخوارج وإنا يقولون هو منافق ولا يكن لمرتكب الكبيرة في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا م يتب ولعل أعنف الخصومات إنا قامت بين الإباضية والخوارج في هذا اللوضوع منذ أثارها نافع بن الأزرق حسبا تقوله مصادر التاريخ . ج الفقه : مكان الإباضية في هذا الباب ريبما كان في الشريحة التي تقع بين أهل الظاهر والحنابلة من جهة والحنفية من جهة أخرى ورغ أن اذهب الإباضي نشا في العراق إلا أنه لم يذهب مع الرازي إلى المذهب الذي بلفغه الحنفية والعتزلة ويكفي لإيضاح هذه النقطة أن يعرف القارىء الكريم أن الفقه الإباضي يعد من حيث الادلة بعد القران الكريم في جال السنة على المتواتر والشهور أو المستفيض وعلى الأحادي وعلى مرسل الصحابة والتابعين › وإذا تعارض الحديث والقياس رجح جانب الحديث ولو كان أحاديا أو مرسلا للطبقة السابقة ولا يرد الحديث الأحادي إلا إذا صادمه دليل قطعي ٠ ويقولون بالقياس والاستصحاب والمصلحة المرسلة على ا التفاصيل والمناقشات الطويلة المعروفة في كتب أصول الفقه . د اللوك : يسك الإباضية بجميع أنواع السلوك والأخلاق التي أمر بها الإسلام › ومن مظاهر ذلك : 1 يرون أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجب في الحدود الى بينها الحديث الثريف . ۱ 2 يرون أن محبة المسلمين في الله من أجل طاعتهم وبغض العصاة والكافرين في الله من أجل مغصيتهم واجب على كل ملم » وأن هذه المحبة يجب أن تتوجه إلى جميع أولياء الله في جميع الأزمنة والاماكن على الإجال › وأن يقصد إلى من ثبتت ولايتهم لله بالاسم أو بالصفة ممن مضى » وأن يتعامل مع الحاضرين ممن يعرفهم على هذا الأساس › ا يجب أن يبرا من الكافرين والعصاة في جميع الأزمنة والأمكنة هكذا على الإجمال وأن يقصد ببراءته من عرف بالاسم أو بالصفة وأن يتعامل مع الحاضرين ممن يعرفهم على هذا الأساس ء أما من عرفهم في.زمانه ولم يعرف أحوالمم من الطاعة والمعصية فيجب عليه أن يقف فيهم لا ولا يبرأً منهم حتى يعرفهم بيقين لان الولاية والبراءة عند الإباضية لا تلزم إلا باليقين كالمعرفة الشخصية أو شهادة العدلين ولا تبطل إلا بيقين . 3 يرون أن جميع المسأمين يتساوون في الحقوق والواجبات ما عدا شيئا واحدا وهو الدعاء بخير الجنة وما يتعلق به فلإنه حق خاص لامتولي ٠ إي للام الموَفَي بدينه الذي يستحق الولاية بسبب طاعته أما الدعاء بخير الدنيا » وكذلك با يحول الإنسان من أهل الدنيا إلى أهل الأخرة كقولك لإنسان تعرف أنه منحرف عن الإستقامة رزقك الله توبة نصوحا › أو هداك الله أو رزقك الصحة والعافية أو رقاك في مراتب الوظيفة فإن هذا ١۱ س كله حق جائز لكل أحد من المسامين تقاة وعصاة . 4 عندما تكون الأجهزة الحجاكة جائرة غير بأحكام الشذريعة يجوز للمسلمين البقاء تحت حكها والخروج عنها وإذا بقوا تحت حكها فإنه تجب عليهم الطاعة في غير معصية الله وإذا كانت تنفذ أحكامها على مقتضى مذهب مخالف لم » فإن أحكامها نافذة عليهم با يترتب عليها من حقوق وواجبات » ما دامت تلك الأحكام مطابقة مذهب إسلامي . وأقرب مشال لذلك أن الإباضية يغلبون جانب الأب في الحضانة على جانب الام فيرون أن الجدة للأب أولى بالحضانة من الجدة للام وأكثر المذاهب الأخرى ترى العمكس فإن كانت الدولة حك وفق مذهب يرجح جانب الام فإن على أتباع الذهب الإباضي الخاضعين لتلك الدولة أن ينفذوا هذا الحك بجا يترتب عليه ولا حرج عليهم وكذلك يرى الإباضية أن الجد ينع الإخوة من الميراث وبعض المذاهب الأخرى ترى أن يقتسموا معه فان كانت الدولة تحك على مذهب الرأي الأخير فإن على الإباضية أن يقبلوا بهذا الحك وأن ينفذوه ولا حرج عليهم .. أحسب أن هذه الخطوط العريضة كافية لمعرفة مكان الإباضية بين الذاهب الإسلامية › فهو على كل حال لم يتطرف في موضوع الأدلة الشرعية فيعتبر كل أثر مها ضعف حجة ولم يتطرف إلى الجانب الاخر فيرد النة بالقياس . وهو م يتطرف في موضوع الإجماع فيعتبر الاتفاق الضيق في حدود اذهب أو حدود المكان ‏ كوطن معين أو الحرمين أو الدينة ۔ حجة ولم يتطرف إلى الجانب الثاني فينفي حجية الإججاع أو إمكانه أو إثباته أو وفوعه وسم بوفوعه بكلا قميه القولي والسكوني في عهد الصحابة مع احتال وقوعه في كل عصر إلى قیام الاعة . ورأى أن الإجماع المحدود في ١۱۲ نطاق مذهب أو بلد هو حجة ظنية على المجمعين وليس له قوة الإجماع وينبفي أن يحمل اسم اتفاق لا اسم الإجماع . وهو لم يتطرق في موضوع القياس فينع اعتباره دليلا شرعيا إِذا استوفی شروطه ولم يتطرف إلى الجانب الثاني فيرد به النص . وقبل الاستدلال بالاستصحاب والمصالح المرسلة ٠ ولم يتطرف في موضوع العقيدة إلى جانب فيقع في التشبيه ولا إلى الجانب الثاني فيقع في نفي ما أثبت الله تبارك وتعالى لنفسه أو أثبته له رسوله مف . وم يتطرف في موضوع القدر فييل إلى جانب السلبية حتى يقول أن الإنان حبر على أعماله وهو كالميت بين يدي الغاسل إو ميل إلى جانب الإيجاب حت يزعم أن الإنسان يخلق أفعاله ولم يتطرف في موضوع مرتكب الكبيرة فيوافق من يحك عليه بالشرك ولم يقف موقف المرجئة الذين يفتحون أبواب الجنة للعصاة كانها فنادق يملكون م مفاتحه على مبدا« لا تضر مع الإيان معصية » . الأن وقد عرف القاريء الكرم الأسس الي بني عليها امذهب الإباضي والاتجاهات التي ينتهجها والسلوك الذي يسير به يستطيع أن يقرر له حيزا ضيقا بين المذاهب الإسلامية . وأن يبعد عن نفسه تلك الصورة القاتمة البشعة الشرسة التي تعاون على وضعها ظروف مختلفة من السياسة والتعصب وسوء الفهم . مفاهيم يجب أن تختفي سبق إلى أذهان الناس ‏ بسبب ما أثاره وادعاه المتعصبون من كل مذهب ‏ أن الخلاف بين المذاهب الإسلامية خلاف جذري لا يمكن اللقاء فيه ء وهو مفهوم خاطىء لأن الخلاف بين المذاهب الإسلامية خلاف سطحي لفظي يكن اللقاء فيه بيسير ١۱۳ — من الجهد لو ترك الملتعممون إثارة الخلاف وتنب الالزامات . الجدل في اللوازم() وليس في أصول العقائد نستطيع أن نقول أن الخلاف بين جميع المذاهب الإسلامية لا ي خرج عن الدوائر الثلاث الكبرى الأتية : 1 العقائد المتعلقة بالخالق سبحانه وصفاته وأفعاله . 2 نظام الح وشروط رئيس الدولة . _ الأحكام المتعلقة بامسائل الفقهية أصولا وفروعا . ولقد اتفق المسامون عموما على أصول هذه الدوائر عموما وإن اختلفوا في التفصيلات والتفريعات › فنحن لو استطعنا ان نجري مقارنة بين عدد المسامين الذين يثبرون الجدل ويحدثون الخلاف ويدعون إلى تتبع فرقة دون فرقة أو مذهب دون مذهب ويحكمون على هذا أو ذاك بالضلال أو بالكفر باتباع مذهب أو الاستمساك به دون غيره ‏ وبين عدد من يتبع تلك المذاهب في بساطة ويستمسك با لي تعلق مع عدم تعمق › ولا استطاعة لإقامة حجج وبراهين › لوجدنا ان نسبة ضيلة جدا قد لا تصل الواحد في الألف › هي التي تفهم بعض تلك المشاكل وهي التي تتزعم إثارة الخلاف والشغب ء وتحاول أن تكتل المسامين إلى كتل في مذاهب معينة › وأن هذه النسبة فقط أو بعضها في (3) استعملت كلمة اللوازم في هذا الفصل للدلالة على الجذورات التي ينسبها كل و'أحد من التجادلين الى الاخر من قوم إذا فلت كذا يلزمك كذا کقول الأشعري للمعتزني في موضوع الصفات إذا قلت أنما ذاتية يلزمك التعطيل وقول المعتزي للاشعري إذا قلت انها غيره يلزمك التعدد . ١٤ا الحقيقة » هي الي تعرف مواضيغ الخلاف والجدل أما باي أتباع المذاهب الذين يساقون في بمجموعات كبرى وراء امم إمام من المُة فيتحمسون له في عصبية ويتمسكون بمذهبه في حرص وتشدد ء فهم في الغالب لا يعرفون ولا يفهمون شيا من تلك المشاكل المعقدة من عام الكلام أو أصول الفقه أو قواعد السياسة . وإغا يعرفون بعض المسائل الفقهية العامية في العبادات أو لو أردنا أن نعرض نوذجا لذلك في الجهورية العربية الليبية بين أتباع المذهبين الإباضي والمالكي لوجدنا أن مظهر الخلاف لا يزيد عند الأغلبية الغالبة من الكان عن البملة في الفاتحة ء أو رفع الأيدي عند التكبيرء وتحريك السبابة عند التشهد . والإصباح بالجنابة في رمضان وما أشبهها وأن جميع المصادمات والخصومات التي تقع بين العوام من أتباع المذهبين لا خرج عن مستوی هذه المسائل . فإذا اتتقلت من مستوى العوام إلى مستوى الثقفين دينيا أو المتفقهين ارتفع مستوى المسائل فليلا فوجدت النقاش ريبما يدور على مستوى ميراث الإخوة مع الجد وحق الحضانة ونفقة الأقارب وبعض مسائل التعامل وأحكام الصلاة في السفر ووجوب التتابع في قضاء رمضان وما في هذا اللستوى من الفقه العملي . أما مسائل علم الكلام وقواعد التشريع وأسس بناء الحك الإسلامي › هذه الدوائر الي كانت محور تكوّن المذاهب في الحقيقة فلا يعرفون عنها شيئا أو يعرفون عنها أشياء سطحية تلقفوها بطريق التلقين . فالعوام وأشباه العوام جميعا يؤمنون بأن الله تبارك وتعالى حي قدير مريد سميع علم بصير متكام خالق مصور إلى آخر الصفات التي وصف بها تقسه › ولكنك لو سألتهم عن صفة ماء هل هي صفة ذاتية أو صفة فعل ٠ أو سے ١٠ س قلت لم هل صفات الله تبارك وتعالى عينية أم غيرية ؟ ما فهموا منك ولأعرضوا عنك ٠ وربا ظنوا أنك تستهزيء بم ومعنى هذا أن جهرة السلمين متفقون ‏ واقعيا ‏ في العقائد وكذلك في الدائرتين الأخيرتين ويبقى النظر إلى خواصهم » وبقليل من التأمل يبدو لنا واضحا أمم متفقون هم أيضا في أصول جميع تلك الدوائر وإنا يختلفون عند التفاصيل ببب ما يلزمه كل واحد منهم للآخر ويرتبه على تقاشه أعني أن المذاهب الإسلامية جميعا متفقة في الأصول وأن الخلاف وقع من بعضهم في اللوازم أو بسبب اللوازم فقط › وبيان ذلك فيا يلي : إذا جئنا إلى مسائل عام الكلام لكانت هي أم المحاور لتكون المذاهب وتمزيق شمل المجتمع وتضليل وتفسيق جوانب كاملة من الأمة الإسلامية والتي أضاع فيها عاماء أجلاء أوقاتا تمينة ي إعداد المراهين وما تستلزمه › نجد الأمة الإسلامية بمذاهبها الختلفة متفقة على أصول العقائد وأن أولئك العاماء الأجلاء الملتضاربين بالبراهين والإلزامات ثم الأخرون متفقون على جميع الأصول وإن ظن الناس انهم مختلفون وانما اختلافهم فما يلزمه بعضهم للاخرين اثناء النقاش أو عند إعداد السؤال وال جواب حين يزعم أحدهم أن كلام الآخر يستلزم محذورا ويترتب عليه باطل ويجيب الثاني بنفس الأسلوب وإلى القارىء الكريم أمثلة من ذلك : .7 المسلمون جيعا باختلاف مذاهبهم متفقون أن الله تبارك وتعالى متصف بجميع صفات الكال منزه عن جميع صفات النقص لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه . هذه عقيدة عامة يتفق عليها جميع المسامين خواصهم وعوامهم فإذا ا ا جاءوا إلى التفاصيل بدأت المصاولات العنيفة والجدل الحاد وإلزام الخصم ما يلزمه وما لا يلزمه حين يتحدثون عن أسباء الله تعا ى وصفاته وافعاله . ٠ 2 المسلمون جميعا باختلاف مذاهبهم متفقون أن الله تبارك وتعالى عادل في ملكه لا يجور ولا يظام الناس شيئا فإذا جاءوا إلى التفاصيل وناقشوا موضوع الثواب والعقاب والعمل والجزاء بدأت المصاولات العنيفة والجدل الحاد ومحاولة كل طرف أن يجعل براهين الطرف الثاني تستلزم محذورا . 3 المسامون كلهم باختلاف مذاهبهم متفقون ن الله تبارك وتعالى أعد الجنة لمن أطاعه واعد النار لمن عصاه فإذا جاءوا إلى التفاصيل اشتد الخلاف وادعى كل واحد أن كلام خصه يستلزم محذورا ويؤدي إلى باطل . وهكذا ينفتح باب الخلاف ويترك الأصل المتفق عليه إلى فرعيات ومن الفرعيات إلى جزئيات للفرعيات حتى تطغى تلك الجزئيات على الأصل ` الام للعقيدة وأصبحت لا تجد من حلبة الجدال أو حتى فيا ينب إلى اذاهب إلا تلك اللوازم التي ينسبها كل طرف إلى الطرف الآخر معطلة مشبهة وما إلى ذلك . فإذا انتقلنا إلى الدائرة الثانية الي هي نظام الحك وشروط رئاسة الدولة نجد أن المسامين جميعا بمذاهبهم الختلفة أيضا متفقون على الأصول فيها فلو سألت أي عام من أي مذهب كان ٠ عن الشروط التي يجب توافرها فين يتولى حك المسامين لأجابك بشروط تتفق أو تتقارب مما يقوله لك أي عالم من مذهب آخرء فهو في حالات الكال يجب أن يكون(*) عالما جتهدا ذكيا شجاعا نزيا عادلا حريصا على مصلحة المسامين (4) يقتصر بعضهم على المدالة الشورى ويضيف إليها بعضهم البيفة ويضيف = ۱۷ س تيا ورعا إلى آخر الشروط المعروفة المحددة في كتب الفقه . هذه الصورة من يتولى الحك على المسلمين أوما يقارب منها ما يتفق عليه جميع المسامين من جيع المذاهب تجدها عند الشيعة وتجدها عند الخوارج وتجدها عند العتزلة وتجدها عند الأشاعرة وتجدها عند الإباضية وتجدها عند الماتريدية وتجدها عند الظاهرية وغيرم إلا أفرادا شواذا من بعض المذاهب فارقوا مذاهبهم . وهذا هو القدر المشترك بين جميع المسامين بعد هذا الاتفاق على هذا الأصل يأتي الاختلاف عند التفصيل وذلك عندما جاءت الاتجاهات الياسية فأثارت عدة نقط جانبية تمك با بعض الناس ليستغلوها فاستفلتهم منها : قضية اشتراط آل البيت » أو فرع من فروع آل البيت ¢ ومنها اشتراط القرشية › ومنها اشتراط العروبة › ومنها قضية الفاضل والأفضل والعالم والأعلم » ومنها جواز الخروج عليه إذا جار وعدم جوازه › ومنها كونه معصوما أو غير معصوم » ومنها إذا م يکن عادلا هل تجب طاأعته او لا بيجب ¢ ومنها طريقة اختياره وتنصيبه ومنها الحك في الواثب العادل وانختار الجائر إلى غير ذلك وهذه الأبجاث كلها وليدة اتجاهات سياسية أثرت على المسلمين فكان منهم شيعة وعثانية ثم خوارج ومعتزلة ثم إياضية واشاعرة الخ . وتحت هذا الخلاف ومع شدة تعصب كل لا يرى أو يريده لم يستطع أي مذهب من هذه المذاهب أن يحقق الشروط في الحا الذي يختاره في تطبيق عملي مع أن كل مذهب من هذه المذاهب تمكن من الوصول إلى حك وتكوين دولة على أساس مذهبي ٠ فقد بايعت بعض فرق الخوارج = يها بعضيم الطاعة ويضيف إليها بعضهم القرشية ويكتفي بعضهم بالوصية لان لومي لا بد ان تتم فيه جميع الشروط لانه معصوم . ۱۸ س كالأزارقة والصفرية - أمة منهم فاستبد ذلك البعض حتى حكوا عليه بالكفر وعزلوه وقتلوه . وبايع الشيعة ئة فخرجوا عن الدين حت ادعى بعضهم الألوهية . وانضوى العشانيون تحت الحك الاموي فجردتم الدولة الأموية سيوفا تضرب با رقاب المسامين وتجاسر بعض الحكام حتى ضربوا الكعبة المشرفة » وحتى استباح بعضهم حرمة المدينة المنورة » ووصل المعتزلة إلى الحك في ولاية مروان بن محمد وبعض ملوك الدولة العباسية فكان الحاك آلة لتعذيب من يخالف المعتزلة » وسخط الإباضية في عمان عن بعض الأمُة الذين انتخبوم فعزلوم › والمهم في الموضوع أن جميع الدول التي قامت بعد الخلافة الرشيدة والتي أوحت إلى مۇسسيها أو أتباعها بشروط زائدة عن الشروط الأساسية المتفق عليها كانت سببا للنكبة › ذلك أن كل شرط جديد يولد رد فعل جديد ويترتب على ذلك الجدل والنقاش . وتأني بعده مرحلة إعداد البراهين واللوازم ثم تقاذف الحاذير فكان الساسة يتطاولون على المناصب وكان العاماء يتقاذفون التهم لخغالفة الدين › أما بقية الناس فيزجون إما في جيوش لنصرة حاك أو إسقاط. حاك › وأما في مذاهب لاتباع إمام أو لعن إمام › والان قد الفت الحياة بعض تلك الاعتبارات التي أدخلتها السياسة على الموضوع واتضح للناس جميعا أن الصراع الذي وقع بسبب اشتراط الوصية أو الجاشية أو القرشية أو العروبة أو اعتبار الإمام معصوما أو لا يجوز إسقاطه ولو كان منحرفا كل هذه الجوانب التي كان الخلاف بسببها بين فرق الأمة ثبت اليوم أنه صراع على تفصيلات لا تدخل في أصل الموضوع.. وأثبتت التجربة أن أغلب الذين وصلوا إلى الحك من أي جانب من الجوانب اعد على النظرة الجانبية في إثبات حكه وامتداده » وتخلى عن الأصول التي تتفق عليها جميع الأمة ‏ ۱۹ ب ولذلك فهو ينظر إلى الأمة المسامة على أساس أنها تتكون من قسمين : أنصار له في حكه وخصوم له وهو بهذا الاعتبار يفتح ميادين الحياة وحقوفها على مصاريعها لأنصاره ويغلقها ُو يضيقها ما امكنه التصييق على خصومه . فإذا انتقلنا من هذه الدائرة إلى الدائرة الثالثة وهي دائرة الاحكام التعلقة بالسائل الفقهية أصولا وفروعا نجد أن المسامين جميعا بمذاهبهم الختلفة متفقون على الأاصول فلو سألت .أي عالم من أي مذهب عن مصادر التشريع لأجابك برعة هي : الكتاب والسنة . فإذا جئت إلى التفاصيل تثير الجدل والصخب وتوجيه الاتهامات وإلصاق اللوازم . والذي ينبغي أن ننتهي إليه بعد هذا العرض الجمل أن نعتبر جميع المذاهب الإسلامية على مستوى واحد في المعاملة بعد أن اتفقوا كا رأينا على الأصول ء وأن نبعد التحك في إصدار الأحكام فليس من حقك أن تحمل الآخرين على أن ينظروا إلى فروع مسألة ما من الزاوية التي تنظر منها وإلا اعتبرمم مبتدعة أو أصحاب أهواء وليس من حقك أن تفرض فهمك على الناس ثم تتحك في إفهامهم فن وافقك ضعمته إليك ومن خالفك حكت بفسقه أو كفره » إن الله تبارك وتعالى هو إله للجميع والجيع يتساوون في عبوديتهم له ويتنافسون في التقرب إليه عبر يد الطاعة وامتثال الأوامر والحرص على العمل الصالح . وليس درجات القرب منه تعالى مبنية على المذاهب وإنما هي مبنية على العمل الصالح من الأفراد - دون ارتباطهم بالمذاهب - وعلى صحة العقيدة . وقد رأينا أن امسلمين متفقون على أصول العقيدة » أما ما جاء بعد ذلك من الخلاف في فهم النصوص من الكتاب والسنة واستخراج الأحكام العملية منها فإن الله تبارك وتعالى هو الذي أراد ذلك رحمة يذه الأمة د وتوسعة عليها ولو شاء لحدد کل شيء في نصوص لا تحتل التأويل أو الجلاف . ولعل عاماء الأمة المسامة المعاصرة بناء على النظرة المنصفة وتسوية في الحقوق بين جميع المسامين ودفعا للاحتكار الديني أو العامي بين مموعات محدودة › فهم يسقطون من حابم تلك الأحكام المتعصبة الجائرة التي كانت تصدر على بموعات من الناس › او بعض العاماء الاجلاء باتهم اصحاب اهواء أو مبتدعة أو فسقة أو يحكم عليهم بالكفر ء وأن ينظروا إلى عمل الرجل يجردا من المذاهب أو الفرقة أو الكتلة في عمله الفردي وسلوكه الشخصي › بقطع النظر عن الجهة التي ينتمي إليها فليس مها أن يكون معتزليا أو شيعيا أو سنيا او إباضيا أو خارجياء وإنما المهم أن يقوم بالعمل الصالح حسب الأسس التي يعمل بها في الفرقة التي ينتمي إليها ويجب أن تعتبر جميع الفرق التي تتكون منها الأمة الإسلامية على مستوى واحد من الاعتبار . والأمة الإسلامية تتكون من جميع من ينتسب إلى الشيعة أو ينسب إليها › وجميع من ينتسب إلى الخوارج أو ينسب إليها » وجميع من ينتسب إلى المعتزلة أو ينسب إليها . وجميع من ينسب إلى أهل السنة أو ينسب إليها وجميع من ينتسب إلى الإباضية أو ينسب إليها › ولا يخرج منها إلا من أخل بأصل من أصول الإسلام فأنكر معلوما منه بالضرورة بطريقة التصريح لا بطريقة الإلزام . ولعل الإلتفات إلى الماضي في هذه الأحكام غير مهم لا سيا بالنبة إلى تلك المذاهب الي انقرض أتباعها كالظاهرية والمعتزلة والخوارج ولكنه بالنسبة إلى المذاهب الإسلامية الموجودة أمر شديد الأمية . فا داموا كلهم متفقين على الأصول فلا ينبفي الالتفات إلى ٢۲ ہہ اختلافامم في التفاصيل » ويحق عليهم أز ن يلغوا فكرة اللوازم والاستلزام وأن يعم كل فريق منهم أن من حق الأخر أ ن يستعمل عقله وفهمه وذكاءه » وأن يتبع ما اتضح له بناء على جهده واجتهاده › والأخوة الإسلامية اليوم رابطة بين الشيعة وأهل السنة والإباضية فينبفي أن يستسكوا جميعا بهذه الرابطة الى شرعها الله تبارك وتعالى . وأن يتعاملوا على هذا الأساس أساس اشتراكهم في أصول العقائد والسياسة والشريعة وإن اختلفت بينهم التفاصيل ولا عبرة بالخلاف في التفاصيل ما داموا متفقين على الأصول وما كان بلزم به كل فريق غيره في ا ماضي لا يلزم أحدا في الواقع ونفس الأمر . وعند الله تبارك وتعالى يتلاق المجيع . ٢۲۲ س «. .. بعد نشوء هذه الفرقة وتركز قواعدها على يد صاحبها الأول .. ظهر منها أئمة برزوا في العلم والادين حتى بلغوا درجة الاجتهاد . فسنوا لحز بهم مبادیىء وقواعد خاصة ٩ وشرعوا له فقهفا واصولاً في العبادات والمعتقدات تحولت به من محرد فرقه دينية إلى مذهب سني . وذلك لن اتباعه حافظوا على صفاء الرسالة المحمدية في أصول مذهبهم . ولم يتحرفوا عن النهج القويم الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلّم » وصحابته البررة في سلوکهم وامسور مماشهم | ولا اقرف ولاتهم إثما . ولا مارسوا في قيادتهم ظلماً . ولا أي لون من ألوان العسف التي لم يبرا متها القليل من الولا سواهم . .0 . الأباضية فى الميدان ()(2) بقلم : عبد العزيز المجذوب (تونىي) الإباضية إحدى فرق الخوارج كا هو معروف . تنسب الى صاحبها عبد الله بن إباض . وهي أكثر هذه ال لفرق اعتدالا . وأخفها أحكاما على مخالفيها َلْهَا مبادىء . فلا غرابة أن ثراها باقية ی اليوم ولا أتباعها ومريدوها في المثرق والغرب من العام العرني الإسلامي . ونری سواها من فرق الخوارج قد بادت . حیث إن لم تضمن لنفسها أسباب البقاء . وآبرز ما يتصف به الإباضيون تسكهم الشديد بالدين ٠ باداء فروضه 6 وحنب نواهیه ای حد الغلو 6 وبغصهم المغرط لاصحاب الظلم والفاد . وبفضل هاتين الصّفتين استطاعوا أن يحققوا لاأنفهم عزا دينيا وجدا سياسيا . خلد ذكرها التاريخ . وسنحاول الكثف عن ذلك قاصرين الحديث على الدّور الذي لعبته هذه الفرقة في بلاد الملغرب عموما ويإفريقية على وجه أخص (1)الاستاذ عبد العزيز المجذوب (تونسي )أستاذ جامعي من خريجي کليه الشريعة وأصول الاين بوس . (2) نتلا عن كتاب : الحراء الهو باأفريقيا . ط تون . 1075 . کد ہے د ب ٢۲ س بعد و هذه وترکز قواعده ع يد صاحبها الاو ف بلغوا دذرجه الإجتهاد 6 سوا لحز مم مہادیء وقواعد ‏ خاصة ٤ وَْرَعُوا لَه فقها وأصولا في العبادات والمعتقدات تحوّلت به من حزب سياسي ومن جرد فرقة دينية م مذهب سني . وذلكڭ لان أتباعه وسلَم - وصحابته رر ف 1 وأمور معاشهم › ولا اقترف وَلأَنَهم إا ٠ ولا مارسوا في قيادتِهم ظاما ولا أي لون من الوان سف التي م برا منیا القن ل من الولاة سوام ان ‎F۳‏ الدّين عدم ورجل وا . والقائم بأمر اس فييم هو الإمام نفه . وتلك هي فاعدة الإسلام في الحك . التي سار اللخلفاء الراشدون 6 وعليها حافظوا 6 ودونہا نافحوا . فن الطبيعي أن ينتثر مذهب هذا شأنه ء وأن بُقبل على اتباعه انس ببلاد د المغرب جدواقي أكناف لمن والكرامة و 9 وبي ا كن ظهورم يإافريقية أوائل القرن الثاني في عهد هشام بن عبد اللكا الذي جدد عهد أبيه وأسلافه الأوَلِين بالتزامه سياسة الشدة (2) مدة خلافة هشام بن عبداللك : 105 - 724/125 - 743 . ب ر في مطاردة الخوارج والشيعة وملاحقتهم بالتقتيل والإبادة . ولعل أو داعية إباضى فَدمْ هذه البلاة فَارَا من قبضة مُلاحقيه هو سلَمَةٌ بن سعد ء الذي عرف كيف يتنقلٌ بالبلاد » وأ الشماب يلك حى يأمن ظلم الاين ويضمن لعَمَله التوفيق ولرسالته الانتشارء فاختار الطرق الجْبَلّة البعيدة عن الصحراء القاحلة وأهوالجا » وعن المناطق السَاحلية الخاضعة لسُلطة الولاة . ويجبال نفوسة ودَمّر ونفزاوة وما والاها من المرتفعات والجبال . وكلها مَنَاطوٌ آهلة بالسكان › كثيرة ... أمكن له أن يستقر ويقوم في صفوف البربر بالدعوة » موضحا للأذهان الصُورة الصّحيحة للإسلام في الاعتقاد وأتباعهم في ذلك الوقت › فَالنّفَ من حوله الناس مُتّجيبين لدعوته . وَراح يََنَقَل من مكان إلى آخر . ونا ارتحل من موضع إلا خَلْف فيه أتباعا ... تكاثروا مع مرور الأيّام والأعوام حَتى صار لهم شأ › وأضحوا قوة يُقرَا لَهَا لف حتاب . ومن إفريقيّة انطلق شابان إباضيان ‏ بعد أن تلقيا امباديء الأولى وامذهب على يد سلمة بن سعد انطلقا إلى العراق صن بعثة تضم عددا من الإباضيين سواهما . فقضيا سنين في طلب العم على يد إمام المذهب في ذلك الوقت ابي عبيدة ملم بن ابي كرة . فالطالب الأول من القيروان وهو عبد الرّحمان بن رست ٠ أا الثاني فهو آبو داود من الجنوب . ولا أت الطلب ء عندها (3) يقول التيجاني في رحلته :185 واصفا جبال الاطلس التي تشد من برقة الى انحرط الأطلي : «وهو من بدئه الى منتهاء مخصوص بسكني البربر وبه كل طريفة من الثار وغرائب الاشجار والماء ينبع منه ف مواضع معروفة ... ۲۷ س العلم » لتباهتها إمامها أوْصَاهُمَاخيرا › غم تَرَحَهْمَا عائدين إلى موطنها . فکان لاب داود شأ ف عام الإاصلاح . اذ تقرغ للجهاد الديني والعلمي » فأنشاً بجهة نَفزاوة وسواها من جهات الجنوب جيلا إسلاميا فاضلا في خُلقه ودينه » كان البذرة الصَالحة لا تبعته من أجيال تسكت بالسنة والفضيلة وقاومت البدع والرذيلة . مُا عبد الرهمان بن رستم ققد نيع في العلم والإجتهاد درجة بہرت أبا عُبيْدة حتى أجاز زَلَه الفتوى بيا مع منه وما ل يمع . وبذلك کان قد 7 لإمامة اذهب وريثا وَحَافظا . لكن شاءت الأقدار والأحداث السيّاسية أن يَجْمَمْ .عبد الرَّحمان ابن رستم إلى جانب ذلك مُهمّة الاضطلاع بأغباء الحك والسياسة . ذلك أن ظُلم الولاة قد اشتد يإفريقية بعد ابن أبي المهاجر من قبل الخليفة حر بن عبد المزيز. رجالهم من السّلب والنهب ٠ واستباحوا » حتى ثارت القبائل البربريّة في وجوههم ثورات عديدة . اشد ساعدها بنزوح الخوارج من الصفرية إليهم » فانقلبت الى حروب حقيقبّة طاحنة . خاضها انقسهم ٤ » وقادوا جيوشها ضد الجخوارج بأقصی الغرب وأوسطه دون جدوى ٠ إذ كانت المزائم تلاحقهم حيما هَجَمُوا وأينا حلوا . وقد كان المؤول الأول عن هذه الفتن ٠ ومُوقد نيرَانهَا العامل الله بن الحبحاب الولى من قبل هشام بن عبد الك . يقول ابن عذاري : «وكان السبب في ثورة البربر وقيام ميسرة (الّدغرِي) أنها أتكرت على عامل ابن الحبحاب سیرته کا ذکرنا . وکان الجلفاء بالشرق طرائف الَرب ٠ ويبْعَتُون فيها الى عامل ۸٢۲ إفريقية » لهم البَربريات السنيات ء فاا أفضى الأمر إلى ابن الحبحاب بالكثير » وتكلف لهم أو كْفُوه أكثر ما کان فاضطَّرٌ إلى العف وسوء السيرة ...ا . وإذا أضفنا إلى هذا ما قام به عاملّه بطنجة من تَخمسه للبربر ء زاعا أنهم للمتامين › عَرّفنا السْبَبَ الذي من أجله ثار البَربرُ يَقَدُمُهالصفري ميسرة . وتتابعت الحروب بين البربر وولاأة القيروان عنيفة شديدةء أزهقت فيها أرواحٌ مات الألاف من المسامين وانتهكت فيها رمات » واسّبيحت النساء من الطرفين التقابلين حى كأن القوم ما عرفوا الإسلام . ولا طرقت مبادىء الإخاء واكاصح ٠ والأمر بالتَناضْر والتسامح في كتاب الله وسنة نبيه الماديّة . RR ‏وتأتي النة 749/132 فَنَنْهَار الدولة الأموية لتقوم على‎ أتقاضها دولة بني الاس ٠ ولئن تغيّرت أوضاع الحك والياسة بالقيروان » فاصبح الولاة يُفدون إلى إفريقية من العراق بعد أن كانوا يُعَينون من قبل السلطة بالشام الأغراض السيّاسية بقيت على ماهي عليه والنوايا نحو مامي المغرب باتت على حالما لم يتغيّر منها شيء . ونتيجة لذلك تواصلت القاومة البربرية ٠ وتتابعت التورات أشد ضراوة . وما كان لا.أن تتوقّف ٠ وقد خُروبا (4) ابن عذارى . البيان المرب 1 : 52 . )5( نهس الصدر ونفس الصفحة . (6) كانت تورته سنة : 740/122 . ۲۹ س ل ضد الظلم الط وكفى بل حروبا عنصريّة يرمي الجنس البربري من ورائها إلى القضاء على الجنس العربي » وعلى حك القريشيين خصوصا . وننتقل بالأحداث سريعا إلى سنة 755/138 لتربطها بالاحداث ي تعنينا واي ما علاقة بأصل موضوعنا . زحفت في هذه السنة بعض القبائل الصَفرية على إفريقيّة » فتغلّبوا عليها › واستولوا على مدينةالقيروان » «وربطوا دواهم في اللسجد كل من کان من فرش وعو أهلها وأسَاءت ورفجومة لأهل القيروان ُء العذاب ...»° والفريب في الأمر أن أهل القيروان أنفسهم الذين بعثوا إلى الورفجومية يتمدو على الوالي حبيب بن عبد الرحمان بن حبيب الفهري الذي طغى » وأطلق يد أعوانه وجنده يسلبون وينهبون ويسومون الناس سوء المذاب . ولا حصل فم على يد الورفجومية ما جعلهم يندمون بي ج جعفر المنصور حسب بعض الروايات ٠ وبأيي الخطاب الُمافري إمام الإباضية بطرابلس استنادا إلى رواية اخری . والظاهر أن أهل القيروان وَفَدُ ضاع عتهم رشدم وانخرمت صفوفهم ققدم لقيادة شعبيّة يقوم با شخصً منهم فيوجهُهم إلى أقوم السبل ٠ ويجنبُهم الارتحال والتصرفات الطائشة التى تعود عليهم بالو بال الظاهر أنهم قد وَجدوا في شخص عبد الرمان بن (7) وقتلوا کل من کان من فریش . يلاحظ هذا ! () أبن عدارى .٠ البيان المرب 1 : 71 . دت رستم قائداً رشيدا وزعيا بصيرا في هذا الظرف الخطير من حياتم . كان عبد الرحمان متباعدا عن السيّاسة مُنْكبا على لعل والتبصر بالدين ». فحركته هذه الأحداث 4 وهزته اللكبة اللي حلت بالقيروان هزا عنيفا فنهض لمَحق الظلم وتطهير الأرض من إث الحاكين وعبث الفسدين ... فبادر يستنجد بزميل له في حلقات الروس بالبصرة سابقا » قاوم ظلم الولاة من بني العبّاس بطرابلس › فدانت له البلاد » واختارته إماما عليها لعدله واستقامته . هذا هو أبو الخطّاب عبد الأعلى بن المح المعاقري . فهب لأداء الواجب الذي يفرضّه عليه التعاطف الأخوي ويُحتمه مَبداً من أم المبادىء ذهبه » ألا وهو مقاومة أولي الأمر بالسيف واستباحة دمائهم إذا الطاب في جيش عظم تطوع لإقامة العدل ومحق الفساد والظلم الذي اقترفه عاصم الورفجومي ) واتباعه ... فكان له النصر . م بعد أن أشن الاس حافظا أرزاقهم وأعراضَهم وى على القيروان عبد الرحمان بن رستم ورجع إلى طرابلس . ودامت ولاية ابن رستم سنتين ذاق المسامون بالقيروان ويإفر يقيّة كلها طْعَم الأمن وعرفوا معنى العدل وأدركوا لول مرّة تقريبا طعُم العيش الكريم في ظل الحك الإسلامي النظيف .لكن لم قض مدَة طويلة بطرابلس ثم تَغَلبت ع ابن رستم وأخرجته من القيراون ٠ واستعادت إفريقيّة لسلطة بني العبّاس كا كانت . وارتحل )9( یذ کر صاحب الب 7 ن الغرب 1: : 317 ان "صن حله م“ ن وي القيروانْء الصغفريان - عاصم الورفوجي وعد املك , ف ن الجعد وكانت مدا نة واحدة وشهر ين« (10) تشي المصدر والحفحة . ا٢۳ — بن رستم إلى الغرب الأوسط حيث هيا الأسباب وأعَد الصدَة لإقامةدولة . وما عنم أن أنشاً دولة إباضية بتاهرت(1)› أخذت على عاتقها تركيز الدين في تفوس الناس على قواعد راسخة › وتطهيره ما علق به عن طريق أصحاب البدع من الصفرية وأرباب الحك من الولاة والعمًّال الانتهازيين . وَشّاءت الأحداث أن تَنثقرض الإمامة الإباضية من طرابلس(12) فأصبحت تاهرت مركز الإمامة . :و «كانت أغلبيّة بلاد إفريقيّة في الجنوب والوسط تابعة لحذه الإمامة . وكان جال الدَولة الرستية يقهون أحكام الله في تلك البلاد نيابة عن الدوّلة الرسقية ... وقد اسقرت هذه الجهات تحت حك الدوّلة الرستيّة الى أن تغلبت عليها الدولة الشيعيّة تاهرت ء وانقرضت من هنالك سلطنهاء . من هَذا نفهم أن كثيرا من أهل إفريقيّة من سكان اللناطق الذكورة كانوا يدينون بالولاء إلى اللطة الإباضية بتاهرت ء› أما ولاء سياسيا » أوولاء مذهبيا » منذ الحف الورفجومي على‌القيروان لى أن قامت الدولة الفاطميّة ... ثم استر ولاؤم بصفته المذهبيّة اينه ٠ اذ أ ن سكان الجنوب من إفريقيّة وإن لم تقم لحم دولة فقد کانوا نحت نفوذ مشائخ العام والعزابة من الإباضية › لذلك كانوا كأنهم ييثلون دولة لما سيادتها ولا تنظمها الإداري والديني ٠ (ا)كن ذلك نة 761/144 . (12) كن ذلك على يد يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب سنة 772/155 . وقد زحف ى 'فريقية من قبل أي جعفر اللنصور في جيش من جيوش الشام والعراق وخراسان فتزل بصطرابل واستعمل عليها سعيد بن شداد بعد تفلبه على أبي حاتم الأباضى . وكان وصوله انى القيروان يوم الأثنين 0 جمادي الثانيةللسنة : 772/155 . ۱ — ۳۲ واستقلاها الذاتي طوال الأغلبيّة وما قبلها بقليل وما بعدها . ويكفي دليلا على ذلك ما اشار إليه بعضهم من انه كان لامذهب الإباضى مُفْتِيَان اثنان في القيروان في النصف الاي من القرن الَاسع اليلادي (منتصف القرن الثالث الحمجري) . وقد قاومهم بنو الأغلب وحاربوم محاربة لا هوادة فيها ء وإن كان لا يعنينا ذكر ما دار بين الدولة الأغلبيّة والدولة الرستمية پتاهرت بينها إن هو دا مذهي يرى فيه الإباضية أنهم اة الاين والسنة . ويرام أمراء بني الأغلب خوارج متنطعين أصحاب بدع › والواقع أن الإباضية ة قد تكنت من فرض وجودها الشّاريخي ٠ فحققت عا دینیا ذا بال بقیت آثاره إلى اليوم في أتباعه الذين يعيشون بيننا » التزموا خدمة الدين ومقاومة البدع والرذيلة › حازمين في أمرهم بالعروف ونيهم عن المنكر» كا حققت يبجدا سياسيا كان له شأنه في تاريخ الإسلام بالغرب العربي . وننبه إلى أمر له هيه بالنسبة لمن يريد أن يقف على دور الإباضية يافريقيّة وموقف الناس منها » ذلك أن كتب لتاريخ ف سردها للأحداث التي جدت بين ولاة الأمر بإفريقية وبين أتباع الذهب الإباضى تعتبر هؤلاء ثائرين خارجين عن الطاعة بل الدين » يعون بجا ينعت به كل مة د . وكان أصمصاب تلك )13( الصدر نفه ص :37 . اقول : ريبما کان لمدين اللفتين وجود فل اتلام سحنون مقأليد القضاء . اما في مدة قضائه لايمح ذلك . لأن الأمام سحنون قداقصى من الجد الجامع مشائخ 5 ل الفرق الذين کنو ابه . وقد تویٰ سحنون القضاء : 848/234 . وعلى هذا يکون للاباضية وجود بالقيروان قبل هذا التاريخ . ۱ ا فى القرن 9 م . (أوابط 3 ه) ففير ممكن وجودم اللهم الا 'ذا كان ذلك في الخفاء وفي نطاق الرية. — ۳۳ الكتب ‏ وم سنيون مالكيون غالبا - يعدون الإباضيّة فرقة كواها من فرق الخوارج المغالية في المعتقد ء ولا يعنيهم أن يفرَقوا بينها وبين غيرها استنادا إلى ما بدا منها ومن اتباعها من تصرف باع بينها وبين الفرق المبتدعة . 1 أما الكتب الي القت ف تراجم علماء إفريقية وإن لم ترد فيها إشارة ولو طفيفة إلى تسنّن المذهب الإباضي » فإتها لم تتعرّض كذلك إلى شم أتباعه أو الفض من شأمم ... إل ما جاء فيه عن موقف الإمام سحنون من كافة أصحاب ارق . وعلى عكس ذلك الصفرية » فنا نجد في تراجم بعض العاماء هذه الكتب أن فلانا ا الصترية . قأمرش طلاب الل عن الستاع مه ولخد عن . يس في هذا ما يدفع إلى القول بن العلماء يافريقيّة كانوا يعترون علماء الإباضيّة سيين مثلهم ٠ وأنَ جوا من الوئام والتّعاون كان ربا يسود علاقات بعضهم ببعض . أظنَ ذلك أمرا ثابتا خصوصا أن الإباضيّة كانوا يؤمون نفس المساجد الى يؤمها أهل السنّة ء وَيْمُلُون تعاليهم بكامل الحرّية إلى جانب الالكية في كثير من الجهات يإفريقية . ٢٤۲ س لھ 21 هل الاباضية خوارج ؟ ‎MG‏ ar 5 2 لت رم ت ... والسؤال هنا هو : لماذا يرفض باقى المسلمين الاصفاء إلى حجج الفر ق أمشال : الأباضية . الجعفرية . الزيدية الخ ... على الجمهور السني بدون أن يضع علماء السنة عراقيل تحول دون فهم الموام › وإنصاف المتعلمين حقيقة الفرق الاخرى ؟ . هل الاباضية خوار ج( بقلم : دکتور عمربا كل المصادر للتاريخ الإسلامي أهعت بأن عبد الله بن أيباض زعم الذهب الأباضي ء› كان من الخوارج وانشق عنهم . ولذا فإن المؤرخين ‏ غير الأباضيين - يربطون أتباعه « الأباضيين » با خوارج ويعتبرونمم يجرد فرقة من الخوارج . قالت دائرة المعارف الإسلامية عن الأباضية : « يطلق هذا الاسم ( الأباضية ) في شال إفريقية على فرقة من الخوارج الذين انفصلوا عن علي عندما قبل التحكم مع معاوية » . وفي فلسفة الأباضية حول الخلافة والخليفة تقول دائرة العارف الإسلامية : « رأى الأباضية في الإمامة ء ليس من الضروري أن يكون الإمام قرشيا بل يكفي أن يكون فاضلا ورعا » وأن يح طبقا لأوامر القرآن والسنة › فإذا ابتعد عنها » وجب خلعه . (1)الدكتور عمر بن الحاج صالح با (سنغالي ) أستاذ جامعي “6 مهتم بالفکر — ۳۷ وقال أحمد أمين في « ضحى الإسلام » عن الأباضية في معرض حديشثه عن الخوارج من أجل هذا لم يرد لنا عن الخوارج مذهب مفلف . ولا فقه واسع منظم ولا نحو ذلك » إلا ما كان من الأباضية ء أتباع عبد الله بن أباض الخارجى »› الذي مات في عهد عبد املك بن مروان » فإن هذه الغرقة عاشت وإنتشرت في شمالي إفريقية » وفي مان » وفي حضرموت ٠ و زنجبار . ٍ ٍ واسترت إلى يومنا هذا . فكان من الطبيعي أن يكون لم اصول اعتقادية وتعالم فقهية الخ .. « إلى أن يقول « نا استقر السفاح في خلافته حتى تحرك .خوارج عمان » وعلی رأسهم الجلندي › وكان هو وأصحابه من الأباضية » فأرسل إليهم الفاح جيشاً على رأسه أحد القواد العظام » خازم بن خزيمة . فار في البحر حت أرسى على ساحل مان الخ ..» ويقول أيضا « وثار الخوارج أيضاً في الغرب ( تونس وما حوفما ) من صفرية وأباضية » فأرسل إليهم النصور عمر بن حفص من ولد قبيصة بن أي صفرة اخى الهلب » فدامت المعارك بينهم طويلا » وانضم كثير من البربر إلى الخوارج وكان على رأس الخوارج أبو حاتم الأباضي الخ »® . والاستاذة الدكتورة / سيدة اسماعيل كاشف قد لاحظت وذكرت تلازم اسمى الخوارج والأباضية في كتب التاريخ وأقلام الكتاب فقالت : « لكننا نلاحظ أن جل المؤرخين وكتاب الفرق والعقائد والتحل القدماء والحديثين » فضلا عن سائر الكتاب » يعتبرون الأباضية إحدى فرق الخوارج » وهذا واضح مثلا في كتابات الأشعري والمالطي الشافعي . وعبد (2) ضحى الإسلام » ج 2 ص : 336 337 338 ط دار الكتاب العربي بعروت . ۳۸ القاهر البغدادي » والخطيب الرازي › وابن حزم الأندلسي » والشهرستاني › منهم » وغير المستشرقين » . وتضيف قائلة : « وأدخلهم البعض عن جهل أو تعصب ضعن فرق الفلاة الذين غلوا بدينهم وخرجوا عن أصول الإسلام » . سوى أنها سرعان ما تضع ملاحظة أخرى مهمة لما قهتها. فتقول وفي اعتقادنا أن إطلاق صفة الخوارج على الأباضية يرجع إلى الجهل بالمصادر الأباضية والفقه الأباضي(ة) الخ . وقال عنهم الأستاذ الكبير محمد أحمد أبو زهرة « الأباضية ثم أتباع عبد الله ابن أباض » وهم أكثر الخوارج اعتدالا وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تفكيراً ›» فهم أبعدهم عن الشطط والغلو ء ولذلك بقوا ولحم فقه جيد ء وفيهم عاماء بمتازون › ويقيم طوائف منهم في بعض واحات الصحراء الغربية والبعض الأخر ف بلاد الزنجبارء ولم آراء فقهية › وقد اقتبست الموانين الملصرية في المواريث بعض آرائهم الخ(*) .. غير أن الأباضية لم يدعوا فرصة سانحة بدون أن ينتهزوها معلنين براءتهم من الخوارج ورفضهم مباديء الخوارج وافكارها ومعتقداجا المغالية اللتطرفة عقائدياً . فا من عالم أباضي كتب إلا وأبدى تبراً الذهب الأباضي من الخوارج وأبعده منذ تاريخ نشأة المذهب إلى اليوم . والحق أن الأباضية )3( عمان في فجر الإسلام ص : 12 - 43 - 44 . (4) المذاهب الإسلامية » ص : ۳۹ س قدمت نفسها إلى المسلمين بصفتها أحد اذاهب الإسلامية لا إحدى الفرق التطرفة امغالية . غير أنه من الواضح أن امسلمين السنيين ‏ وم الفالبية العظمى في الجاعة الإسلامية - ظلت نافرة أو متحفظة عن اعتراف الفرق كإخوان على قدم الساواة , كا تعترف المذاهب الأربمة السنية ببعضها بعضا » معتبرة خلافانها » بأما خلافات في الفروع » لا تمس جوهر العقيدة › وأن عقيدتها واحدة في الأمور الأساسية الرئيسية ( روح العقيدة ) ٠ والؤال هنا ء هو : لماذا يرفض باثي المسامين الإصغاء إلى حجة الفرق أمثال : الأباضية › الجعفرية › الزيدية الخ .. بروح رياضي ؟ ولاذا لا يفتحون ها مالا في عرض آرائها على الجمهور الى بدون أن يضع عاماء السّة عراقيل تحول دون فهم الوام وأنصاف المتعامين حقيقة الفرق الأخرى ؟ ولم يصطنعون التشويش في الجو الذي يسود العلاقة السنية الفرقيّة ؟ وما هي المصلحة في إبقاء تلك العلاقة متوترة دوما › وكأن العلاقة من طبيعتها أن تتوتر ؟ بيد أني أعتقد ‏ مع وضع الفرق الأخرى غير الأباضية جانباً › لأن الأباضية هي موضوع دراستنا ‏ أن كل المسامين الذين أتاح لم الحظ الاتصال بالأباضية يجدون أن ما يقال عنهم غير صحيح › بل إنہم مسامون کباقي السامين › قد يخطئون في اجتهاداتجم حينا » ويصيبون في أكثرها كغبرهم تماما » لأن المصدر واحد ء وهو كتاب الله وسنّة رسوله بلا أدنى تمييز بين هذا المذهب أو ذاك » غير أن المسامين الستيين في الحقيقة ما زالوا يتقبلون في خطأين . وأما الأول : فخطاً تاريخني والثاني : خطاً منهجي . ت والخطاً الراجع إلى التاريخ › هو في رأينا » الاستمرار في خلط الأمور التي تداخلت يوما ثم انفصم بعضها من بعض فيا بعد عمليا » إلا أن المؤرخين بقوا يضعونها في خانة واحدة . أقصد من هذا عدم التمييز بين الأباضية والخوارج › رغم انفصال زعم الأباضية عن الخوارج ومحاربته إِيّاهم » ورغم شهادة التاريخ بأن أحد أكبر قادة الجيوش الإسلامية التي حاربت الخوارج حروبا متواصلة ضارية › کان أباضيًا غٌانيا وهو مهلب بن ابي ٠ صفرة . ورغم اعتراف باي المسامين بأن الأباضية شديدو الغيرة على الاإسلام والمسك به ء والتمفاني بالإخلاص له ء وعدم الاتصاف بالتعصب المذهي ء› ومع كل هذا فالمسامون الأخرون ظلّوا ينظرون إلى الأباضية ‏ من خلال صورتهم المرسومة في كتب التاريخ ‏ على أنهم محرد فرقة من الخوارج . وهو ما جعل الناس تنظر إليهم نظرتها إلى الخوارج في إطار ما قيل عنهم تاريخيًا » سواء أكانوا مظلومين في الأحكام التي أنزلت عليهم أم نوا حقا ؟ وصفتهم كتب التاريخ التي نقرأها ونستقي منها معلوماتنا عنهم . والحق أن الخوارج كانوا مرفوضين من الماعة الإسلامية ليس فقط لاهم كانوا من بين أتباع الإمام علي » ثم تمردوا عليه » وانفصلوا عنه وحارمم ٠ وحاربوه » رغم اتفاق كافة الملامين بأن إمامتته كانت سائفة شرعيا . فلو كان الأمر متوقفا على مخالفة الإمام » لمان . لأن وجهة نظر الخوارج في تخطئتهم الإمام في قبوله التحكم . وجهة نظر لما حججها ء إلا أن من دقق النظر في الملابسات التي أدت إلى قبول الإمام للتحكم يدرك بأن الإمام كان في وضع وظروف من الدّقة والحساسية والخطورة بحيث لم تدع ا٤ له حرية للتصرف أو بجالا للمناورة سياسيا ليخرج من تلك الدوامة بربح أكبر وخسارة أقل . ولكن أمر الخوارج هؤلاء » تمادى وإستفحل حتى كان اغتيال الإمام في يد أحدم لا في يد خصه المترد العائق لرأي الجاعة « معاوية بن هند ء فعندما تم اغتيال الإمام على يد الخوارج أصبحوا يحملون وعمة يلازمهم عارها أبد الدهر » ومع فداحة الخطب فإننا لا نجدم قد ندموا ء أو يحمَّلون الفاعل وحده › « وزر ! زهاق تلك النفس الزكيّة » حيث لا تزر وازرة وزر أخرى » بل إننا نرام حبارى مرورين بفعلة زميلهم هذه الشنماء › « عبد الرحمن بن ملجم » هذا الذي يتشاءم البثر من ذكر امه » ويقول قائلهم مشيدا بحادثة الاغتيال : يا ضربة من (تقيٌ) ما أراد بها إلا يبلغ ذي العرش رضوانا إئي لأذكره يوماً فاحسبه أوفى البريّة عند الله ميزانا ناهيك عن استرارهم في تكفير باقي المسامين واستحلاشم دماءم ما جعلهم منهوكين إسلامي » إذا » فكل ما يرتبط ب م يلحقه ما يلحقهم . وبا أن كتب التاريخ ‏ وإن بطريقة النسب - تربط الأباضية بهم بصلة أو بأخرى » لذا ظل الناس ينظرون إلى الأباضية بثيء من « الخوارجية » فكل من تحدث عن الخوارج › تمعه يقول « « لقد اتقرضوا » فام تبق لم باقية إلا قليلا في جبال عمان » يقوله بثيء من الاستخفاف . وأما الخطاً المنهجي الذي وقع عليه المسامون السنيون » فهو إصرار هم على اعتبار الكتب التي كتبوها عن « الفرق » هي المصادر والمراجع الصحيحة لكل شيء متعلق بالفرق › وتاريخها 4 ووجودها وعقاندها 6 ومبادئها . ٢٤ — وهنا في معرض استرار الأباضية نفي الزع القائل إنم « خوارج » والاصرار على ذلك ٠ يقول أحمد بن سعود السيّابي في مقدمة له لكتيب صغير الح (5) لمؤلفه « أبو إسحاق إبراهم م أطفيش » واسمه « الفرق بين الأباضية والخوارج » يقول « على أنه ليست مة علاقة تربط الأباضية بالخوارج الأزارقة والصفرية والنجدية وغيرها من فرق الخوارج ٠ وانمغا هى دعاية استغلتها الدولة الاموية لتنفير الناس من الذين ينادون بعدم شرعية الک الأسوي كا أن جعل الحكة « أهل النهروان » الذين ثم سلف الأباضية › وليسوا سلفا للازارقة والصفرية والتجدية من الخوارج ء هو من وضع الواضعين » ومن صنع أرباب الأقلام اللغرضة . مع أن الخوارج سرون في خط معاكس مع الاباضية . يتضح ذلك من خلال المباديء سس الي يقوم عليها مذهب كل من الفريقين ء وللأباضية العديد من 0 ضد الخوارج . إذا فالأباضية يرفضون أن يكونوا من الخوارج فيرون أن تصنيفهم من جملة الخوارج هو من صناعة الدولة الأموية . إلا أي مع تفهمي لموقفهم أرى أنه ليس من المستقم جمع قولين متناقضين . فكون الاباضية يعترفون أن الحكة م سلف الأباضية معناه . أمم تاريخيًا يربطون أنفهم بأس أساس الخوارج » فأهل « النهروان » ا هو معلوم . بذور الخوارج ونواتها . ونا ل عل كيف يتبرؤون من الخوارج في حين أهم ينسبون أنفسهم إلى أصل أصول الخوارج . وإذا كانت الأزارقة والصفرية والنجدية « كفروع » لا تنمي إلى المحكة كأصول ٠ فإلى أين ينتسبون ؟ فهل كان هناك خوارج قبل خروج المحكة من صف الإمام (5) ولكنه جدير بالقراءة لمن يريد الوقوف على الفرق بين الأباضية والخوارج . ۳٤ عل ؟ والحق أنه لن الصعب على الأباضية أن ينفوا أهم ليسوا بخوارج في حين أنه يثبتون أن الحكة م أصل الأباضية » فالرء يكاد يفهم من قوم ذاك » أ أكثر خارجية من الأزارقة . والنجدية . والصفرية أنفسهم › اليم إلا إذا كان شافعهم هو أن قصدم هو أن المحكة ما كانوا خوارج بالفهوم المتطرف الذي عرف به الخوارج الغلاة فيا بعد › وهو قصد مقبول إن كان هو المقصود . غير اني ارجع وأقول من جديد با أن الأباضية ينفون عنهم التعصب والغلو فإنه ليس هناك داع يدعو إلى الإصرار انهم جوارج وأنمم يقولون كذا » وكذا » لقد قابلت شيعيا وتحدثنا منفردين عن الاباضية » فوصفهم بانمم شديدو السك بالكتاب والسنة › وأنمم ليسوا بمتعصبين . وقابلت بعد ذلك شافعيا فحدثني نفس الكلام . مما يثبت عندي ‏ مع تجباربي الشخصية ‏ نهم بعيدون عن التعصب والغلو › وهي شهادة أدليها لوجه الله ء والحق أني لا أجد وجها ييرر إقناع إنسان في اعتناق أو اعتقاد ما لا يعتنقه ولا يعتقد به . فأنا أتصور بأن مبتغانا كأمة محمد ( ص ) هو إحسان الظن في بعضنا بعضا ما وسعنا السعى إلى ذلك بغية توحيد صفوفنا وغض الطرف عن زلات أولئك الذين نعتبر م محدثين في أمرنا شيئا ء طالما قد غيروا من مواقفهم أو ابدوا استعدادا لتغييرها › ومعايير الحق تكن في الاعتقادات واللوك والعمل › وليس في تيم الأطراف المتنازعة بعضها (6) الفرق بين الأباضية والخوارج » ص : 4 مطبعة الاستقامة . روي ٤4 — غير أن بعض الوعاظ والكتاب يظنون انهم كالما وفقوا في بيان فساد عقيدة المذاهب الأخرى › نالوا عند الله 4 عا ولد کثيرا من تبادل التهم والتهم المضادة . كأنما المسألة غدت وأصبحت مسألة « تنافس وغيرة » واحتكار منازل » وجمع الفضائل في اليد ها ¥ ياأيما الذين منوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا » ولا تقولوا لمن ألقى إليك لست مؤمنا » تبتغون عرض الحياة الدنيا » فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فن الله عليك فتبينوا » ان الله كان با تعملون خبيرا » . صدق الله العظم ‏ . النساء آية : 94 . فتعلمات القرآن إلينا واضحة ٠ إا وهي : ألا تقول لملم إنك لست ملا ء وإنك تعتقد كذا في حين أنه ينفي عن نفسه الأعتقاد با نريده ان يعتقد فقط لنجد فرصة التعليق عليه والنيل منه . يستر الشيخ القطب أبو اسحاق إبراهم أطفيش في تنديده الذي ظلوا يسيئون إلى الأباضية لإرجاع نسبهم إلى الخوارج › فيقول « وما خلطوا بين الأباضية والخوارج إلا لطمس سمال الحق والصواب حسدا من عند أنفسهم ٠ لن اتخذ التشغيب مطية ء أن يعترف بالحق والصواب وقد عمیت بصيرته . ولا شك أننا نامس أسلوبا متصفا بالرفض العنيف من الأباضية لتهمة نىبهم إلى الخوارج . ويقول عالهم ٠ أطفيش ٠ الذي تحدثنا عنه ٠ في نفس السياق « فشلوا في قول الصواب . فخلطوا بين الأباضية والخوارج . فتار يبون الأباضية إلى الخوارج وتارة ينبون الخوارج إلى الأباضية › ا يفعل الكثير من ال مدوّنين في الأصولْ والفروع في إضافة أقوال المعتزلة إلى (7) الأباضية بين الفرق الإسلامية . ص : 36 . کے ٥ س الأباضية والعكس › مما أوجب التخليط والتشويش › فيذهب الؤلفون الذين يعتدون على « النقل » إلى ما هو أشبه بالتهريج › ولا عذر لهم عندي مطلقا لأن الذي ينشر الحق يطلبه من ينبوعه ٠ لا عن من يحتك حسب هواه . وأما السبكي فيقول في طبقاته « إن الؤرخين على شفا جرف هار ء لأ يتسلطون على أعراض الناس ٠ وربا وضعوا في الناس تعصّبا أو جهلا أو اعتادا على نقل من لا يوثق به ».. لقد دأب الشيخ الأباضي على يحي معمر على تقصّي تلك الكتب التي تصدو وتعني بدراسة الفرق » فذكر بأن الكتاب يصنعون رجالا وهميين › وبختلقون أقوالا زائفة وغير صحيحة وينسونها إلى هؤلاء الرجال الصناعين » وبالتالي ينسبونهم بأقوالهم الزائفة تلك إلى الأباضية فيقول : « إن جيع الأشخاص الذين اعتبرم أبو الحسن إماءرؤساء لفرق من الأباضية ٠ أو من مؤلفيهم ومتكاميهم لا وجود لم عند الاباضية » . الأباضية لا يعرفون شيئا عن هؤلاء الرجال وعن فرقهم . فبعد أن ناقش أقوال القدامى من الكتاب الإسلاميين كان له لقاء مع الكتاب الإسلاميين المعاصرين الذين تبنوا نهج القدامى في الكتابة حول الفرق بدون أن يزيدوا في اموضوع شيئا ذا بال . فتحدث عن كتابة الأستاذ عبد القادر شيبة الجد المدرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة : فقال مستنكرا تحامل « الأستاذ عبد القادر» على الأباضية ›ء ومفندا آراءه ومنتقدا أسلوبه « وهكذا يستر الأستاذ شيبة الجد يحاضر لأبناء امملمين من سبعين بلدا في الجامعة الإسلامية بالدينة المنورة ‏ فلسفة (8) الأباضية بين الفرق الإسلامية » ص : 36 . ٦7٤ س تب إلى الفرق الإسلامية لا وجود لتلك الفلسفة عند تلك الفرق ٠ ويتخذ ها أمة وعاماء لا تعرفهم تلك الفرق وتعرف عنهم شيئا . بل قد ترا من تلك المقالات ومن يقول هاا . ويضيف :« فكيف تسمح إدارة الجامعة العامرة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدرّس أباطيل عن فرقة من فرق المسلمين على طلاب سبعين بلدا من مختلف بقاع العام . ويضيف « إذا كان التقليد الأعمى أو حب الراحة » أو عدم العناية بالبحث والتنقيب › أو حق سوء النية . هي الأسباب التي حملت « شيبة الد » على تلك المواقف ء فكيف للجامعة العامرة أن تففل عن مراقبة ما يجري فيها في أمم ركن من أركان رسالتها . وهي القوامة على كامة الحق المسئولة عن العمل لمع كلمة الأمة . المطالبة بالتحقيق والتثبت والصدق في جميع ما تقدمه لأبناء الأمة في جال العلوم الثرعية . ويردف قائلا : كنا نمل أن تعمل الجامعة الإسلامية على التحقيق فيا يقال عن فرق المسامين وأن تأخذ آراءم ومقالاتمم من كتبهم وعامائهم › وبذلك يكن للجامعة ان تعلن كامة الحق وتجمع الثمل . وتوحّد الصف ٠ وتكؤن مركز القيادة الوحيدة لجمذه الأمة بجميع مذاهبها لأنها مهّدت اللقاء بينهم على نور العلم وجعلت كل واحد منهم يعرف ما عند الأخر. أ ه . قلت : لو توفرت النية الصالحة لدى السعوديين لتبنوا هذه الخطة في رسم المناهج الدراسية في جامعتهم تلك › فأهل من يعرفون بالفرق لا الإسلامية بجاورون لم » فالأباضية في عيان » فيان جارة غم › (9) نفس المصدر الابق ص : 98 . ۷ والشيعة الاثنا عشريون في العراق › فالعراق جارة لم » والزيدية في الهن فالين جارة لهم . بل فلا يستبعد أن يوجد أتباع لكل هذه المذاهب في البلاد السعودية نفسها كواطنين ما يسهّل عليهم مهمة البحث من عاماء مؤهلين لتدريس هذه المذاهب تدريسا سليا جادا نقيا بعيدا عن التحامل . بدلا عن إناطة ذلك إلى علماء خارج تلك المذاهب ٠ فيكون في الأمر شىء من الاجتهاد . أو الافتراضات فالأخطاء . ويواصل الشييخ علي يحي معمر عرض آرائه وقنياته إلى الجامعة الإسلاميةء فيقول «بل إننا نطمع في.الجامعة في أكثر من ذلك » وذلك بأن تكون لجانا للتأليف يشترك فيها عاماء الأمة من مختلف مذاهبهم ء ويصدرون كتبا حسب المناهج المقررة في الجامعة لتدرس فيها ‏ مشتلة على المقالات الحقيقية للفرق وامذاهب المعاصرة فعلا وبذلك تقضي على النظرات الضيقة : وتوقف زحف العصبية المقيتة . وتحول دون التأثير الفردي في توجيه الطلاب المسلمين . إن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يجب ألا تصطبغ بمذهب معين فهي للمسلمين جيعا » تقدم لمم الثقافة الإسلامية من منابعها الصافية - كتاب الله وسنة رسول الله . ونراه يتقدم باقتراح إلى الجامعة » وهو في رأينا اقتراح بناء › بفية تغام امسن بعضهم بعضا . وهو اقتراح لو نفذته الدولة السعودية - وهي على ذلك قادرة - لاستحقت الشكر والثناء من كافة الاين لأنه عمل لو نقذ لكان من شأنه رفع سوء التفام وبذر روح التآخي في الأمة» . وقال «وفي إمكانا أن تعقد مورا سنويا لعلماء جميع المذاهب الإسلامية سواء كان ذلك أيام الحج أو في غيرها ء تطرح فيها القضايا الحامة وتوضح الأراء والعقائد بحججها وبراهينها . وتزود الجامعة بالمراجع المعدة لكل مذهب ء — ۸ وإيضاح الأقوال اللعمول بها . على أن يكون هذا امور مور عرض وايضاح › لا مؤقر جدال يريد فيه كل أصحاب مذهب أن يبرهنوا على صحة مذهبهم وبطلان غيره الخ ....» . فأنا أعتبر هذا الكلام كلاما رائعا وحكها . بل هو في غاية الروعة والحكة والصواب . إذا أريد للمسامين التفام وتخلي التنابز بالألقاب . ولو قدّر للفئات الصغيرة «عدديا» طرح أرائها وتصحيح معتقدات الناس ا لظهرت تفاهة ما يكتبه الآخرون عنها . والحق أن هذا الرأي لجدير بالاهټام . غير أني أعتقد بأن تنفيذه ليس بالسهولة القي تصورها صاحب الاقتراح » فبعض الناس «من العلماء والحكام» يفضلون بقاء هذه الخلافات وسوء التفام » لأن من مصلحة «عاماء السوء» (اختلاف الناس) ليجدوا مادة خصبة كبرر للافتراء على الغير بحجة الدفاع عن الحجة البيضاء . وفلسفة الأمورء وتأويلها على نحو يزيد الأمور سوءا والأوضاع توترا » وأما الحكام فمن المعلوم البدهي أنه كاما تطور سوء التفام بين طبقات الشعوب ء› ازداد انشغام ء عن السياسة ومراقبة لعب الحكام . وهذا من شأنه أن يجعل الناس مشغولين دوما بأمور تتعلق بعلاقات بعضهم بعضا منصرفين انصرافا نهائيا عن مراقبة أعمال الحكام . وهكذا . «وهل أفسد الدين إلا الملوك ‏ وعاماء سوء وأحبارها» . ولا شك أننا أطلنا الإنصات إلى الأباضية وم ينفون عن أنفسهم تها نسبت إليهم . فالفاية الوحيدة الي توخيناها هي إتاحة الفرصة لهم ليقدّموا أنفهم إلينا ك يحلو لم » ونفهمهم كا يريدوننا أن نفهم › وليس أن نفهمهم كا نريدهم أن يكونوا (فرضا عليهم) . والحق أن ما ورثناه من تعدد المذاهب واختلاف الفرق والتحل يجب ۹ س ألا تز به . بل غلينا أن نعتبره ظاهرة سلبية تستحق الحاربة لا الاعتناء بها ء علنا وحد صفوفنا . نعم . .. وما لا شك فيه أن هذه الفرق أصبحت ذات أصالة تاريخية ومن الصعوبة استتصالها من شأفتها . غير أن (الإسلام بلا مذاهب) زعم بالقضاء على ظاهرة التثرذم هذه » لو أعتنى بهذه الفكرة » فلم الاسترار في تدريس التلاميذ مشاكل الغرق . بل لأسماء فرق لم توجد » ولم تکن يوسا إلا في أسعار الكتب من وحي كاتبها دفعتهم إلى إيجادها دوافع لا تعنينا نحن اليوم . السك بتلك الأقوال » وكأنها ماء ذهب أو ماس . | أليست هذه أساليب تحجير لعقول الشباب المسلم ؟ فوالله إنما لهي الرجعية بتفاصيلها . فالأباضية ۔ على ضوء ما تقدم ۔ لیسوا بخوارج › بل شم مذهب أي مذهب إسلامي آخرء وان كان هناك قاسم مشترك بين الأباضية والخوارج فهو ظهورهما إلى حيز الوجود في وقت واحد تقريبا » وظهورهما إلى النور انبثاقا من قضية واحدة › وقاسم مشترك . ألا وهو «رفض التحكيم» » وعدم إقرار شرعية الحكم الاموي الممخض عن ترد معاوية على الإمام الشرعي المنتخب بالشوری نصا (اي الإمام علي) غير اا مختلفان باختلاف ارائھا ومبادئها . بل لقد حارب بعضهم بعضا والحق أن علاقة الأباضية بالخوارج كالعلاقة بين الاشتراكية ء والشيوعية . مثلا 4 ولا اعتقدها مقارنة بعيدة الاحتال سينكرها القارىء علي » فبينا نرى في المفهوم الرأسمالي أن الاشتراكية والشيوعية موضوعتان ف طابور واحد ‏ لتشابه المباديء والبرامج › نتيجة تشابه الظروف الممهدة لولادة هذه المباديء . فإننا نعلم ونعترف أن الشيوعية غير — ۰ الاشتراكية › ولا يغرنا تشابه النزعة بينها - نسبيا - والقاسم المشترك الوحيد بينها هو رفض الفكر الراسمالي ذي التزعة الاحتكارية . فلا أحد منا ينكر اشتراكية جمال عبد الناصر ‏ مثلا ‏ غير أنه لا أحد في الوقت نفسه يتهمه بالشيوعية . لقد رأيناء عنيفا ضد مناوىء البرنامج الاشتراكي في بلاده » ولقد رأيناء ‏ أيضا ‏ حربا على الشيوعيين في مصر وزجهم في السجون وأودعهم غياهبها . وعامل المعسكر الاشتراكي معاملة صديق وزميل في درب الكفاح ء لقاسم مشترك بينها وهو «اليسارزية» ورفض الفكر الراسمالي ذي الجذور الإمبريالية »٠ ولم نتهمه بالتناقض في اللوك . أو الشيوعية البحتة لاستعداد نفسي وثقافي فينا لتفهم موقفه وتفهم الفرق بين الاشتراكية والشيوعية فلم › إذا › لا يكون لدينا نفس الاستعداد الثقافي والنفسي لتفهم دوافع المواقف لختلف الفرق تاريخيا ؟ ثم تفهم سبب اختلاف آرائها في الاعتقادات الأيديولوجية ؟ والحق أننا لو ألقينا نظرة على العالم الإسلامي من أقصاء إلى أقصاه ء واستعرضنا الأنظمة الحاكة فيها ء لألفينا معظمها اشتراكية الاتجاه والنزعة » في حين أا ترفض الشيوعية . بل تحاريا بصدق وإخلاص › ولا أحد يصر على تسميتها «أنظمة شيوعية» لإدراك الناس الفرق بين الشيوعية والاشتراكية إدراكا واضحا . وهكذا فقس العلاقة ‏ أيامئذ ‏ في التاريخ الحيق بين الفرق «الخوارج» و«الاباضية» و«التشيع» و«السفيانية» (الولاء لبني أمية) لأن كل هذه الفرق ولدت من أب واحد ء وهو اختلاف الناس بعد مقتل ذي النورين أمير المؤمنين عثان بن عفان » ثم مبايعة الناس أيا السبطين علي بن أبي طالب ورد أبي يزيد معاوية وما واكبها من أحداث وحروب وفتن الخ .. فبادىء الأمر كان كل من الأباضية والخوارج والشيمة في صف الإمام کے ا0 س علي . تحارب الفئة الباغية «معاوية وعمرو ومن معهيا» . وعندما نجحت الحيل السياسية التي نسجها تحرو لعاوية «كخداع» » لعلي › تزعزع معسكر الإمام علي وكان ذلك هو قصد مرو وراء فكرة التحكم هذه فانقسم أتباعه إلى قسمين : قابلة للتحكم ورافضة له › قابلة للتحكم باعتباره ٠ احتكاما إلى قاضي القضاة «القرآن الكرم» فالظاهر أن هذه الفرقة لم تتصور في أن أحدا يجرؤ على اتخاذ القرآن محل مناورة سياسية قصد إحراز نصر دنيوي خالص ومكاسب سياسية بحتة ء إلا أن الفرقة الاخرى الرافضة ء ل تتطل عليها هذه الحبكة » فأدركت أن وراء الأاكة ما وراءها » واستيقنت أن الدعوة إلى الاحتكام إلى القرآن جرد حيلة لم يقصد بها الإذعان لحك الله » فرفض معاوية ‏ قبل الدخول فيا اتفق عليه الللون ‏ مبايعة علي رفض سافر وواضح لك القران › فلا داعي - إذا إلى الاحتكام . والظاهر في النصوص التاريخية ء أن الإمام عليا كان يميل إلى رأي الفرقة الثانية ‏ الرافضة للتحكم ‏ لأنه كان يقول عنه إنه «كلمة حق أريد با باطل» وهو يشير إلى مسألة التحكم إلى القرآن . ولا شك أن الأباضية والخوارج » كانوا من أشد رافضي قبول فكرة التحكم » بيد أن ظروفا أجبرت الإمام علي على قبول فكرة التحكم أخيرا , وأخيرا ظهرت نتائج التحكم برسوب الإمام ونجاح «ابن هنده بالتفوق . وشرع صف الإمام يتضعضع تضعضعا دكه فيا بعد › فأضحى رمادا . وأنقم عليه أتباعه » وانفلت من يديه زمام السيطرة على الأمور وتوجيهها طبق مصلحته وك يحلو له › ا كانت الأمورطيعة في يد خصه غير أن فصول الي م تنته هنا » إذ عاين معاوية بشائر النصر ۲٥ تلوح له في الأفق » وأصبح لا يرضى عن الانتصار الحاسم بديلا 4 وذلك بالتوفيق الذي كللت به مهمة مندوبه ‏ مرو في بلبلة افكار مندوب الإمام أي موسى الأشعري ‏ وبالتالي بلبلة أفكار أتباع الإمام وإحداث شرخ واسع في صفوف أنصاره وڏا كان الإمام علي قد انهزم في المحكة عن طريق مندوبه الضعيف ء ورات بموعة كبيرة ‏ من أصحابه ‏ با فيهم الأباضية والخوارج «كانوا طائفة واحدة يومئذ» أن الإمام لم يعد إماما رسميا وشرعيا للسامين › ذلك لأن جرد قبوله بدا التحكم ‏ تحت أي ظرف من الظروف - يوحي بأنه لم يعترف بنفسه (الإمام الشرعي) لامسامين › وأخرى » وهي با أنه قد قبل التحكم رسيا › فإنه مرغم أدبا وقانونا - على قبول النتائج الي سوف تسفر عن ذلك التحكم وتترتب عليه . وعلى مستوى القيادة ‏ قيادة الأمة ‏ فان منصب «الخلافة» أو الزعامة الاسلامية بقي شاغرا مدة أيام الاحتكام حيث أوقف الطرفان الاقتتال (وقف اطلاق النار) لامفاوضة . وهنا قامت المجموعة الرافضة للتحكم بسده › إلى تقليد أحدم منصب «الخلافة» وهو عبد الله بن وهب الراسي بدون أن ينتظروا نتائج التحكم » لام مبدئيا - رافضون لخلافة معاوية . وزعامته على السلمين . فام يكن هناك › بالنسبة إليهم » ضرورة تدعو إلى التريث لحين معرفة المنتصر › وثبت في مفهوم المحكة أن الإمام الشرعي قد تنازل عن حقه قبل اجراء انتخاب جديد ‏ بدون شروط مسبقة ‏ وعليه فام تعد بيعته عى عواتقهم ِ ويبدو أن قوما آخرين قد تخلوا عن الإمام اثر قبوله التحكم وانېزامه في نتيجة الاحتكام فضلا عن الخوارج والاباضية . غير أن قوما كانوا يتعاطفون مع الإمام مائة في المائة » ويناصرونه سرا — 0۳ وجهرة » مناصرة مطلقة فهم قد ظلوا واقفین معه » مدافعين عنه ء لا يتأثرون بأى مؤثر خارجي طارىء › فهم معه معية صادقة وكاملة . لا يراجعونه فيا يقبل أو يرفض » لأنه ‏ في نظرم ‏ لا يقبل شيئا إلا بحكة ولا يرفض آخر إلا لسبب . فهؤلاء م الذين بقوا له شيعة واتباعا مخلصين له ولذريته من بعده وما زالوا له شيعة » وما زال م إماما حيا في قلومم غير أن حادثة الانشقاق عنه لم تتوقف » بل لقد أسرت حوادث الانثقاق بين أتباع القدامى - سواء الموالين له , أوالخارجيين عليه - فأصبحت ظاهرة مألوفة فيهم » وکن الله ابتلام به . فالخوارج أنشق عنهم الأباضية فأصبحوا يشكلون فرقة خاصة م » بعيدة عن الفكر الخارجي . والخوارج الغلاة أنفهم مضوا ينشق بعضهم عن بعض إلى أن بلغوا فرقا متناوئة ومتقاتلة » ولا أعتقد أن الأباضية نفسها قد سامت من طاعون الانشقاق هذا › وان كان بصورة غير حادة ». فأصبح لما فرق وفي الواقع فرق أباضية لا ينكرها الأباضيون لعدم وجود خلاف جوهري بينهم 9" - وشيمة الإمام عل أنفسهم لم يساموا من وباء الانقسام هذا فاتقموا إلى زيدية واساعيلية واثنا عشرية الخ .. على أن التشيع للإمام والولاء له حيا وميتا هو القاسم المشترك بينهم كشيعة . اما الاباضية على ما يظهر فإنما سلكت سلوكا وسطا بين الأمرين ء٠ فهي ما ناصرت عليا وشايعته بجرد أنه علي لما له من مزايا ومناقب ومركز عظم في الإسلام . بل هي أي الأباضية ‏ كانت معه لاعتقادها أنه على حت ٠ وييثل الحق . ولا تغیر رأیها ترکته بدون أن تکون له أو عليه . (10) الأباضية بين الفرق الإسلامية . ص : 253 . ٤٥ وما الغلاة من الخوارج فإنمم وقفوا منه موقفا لا يقل عنفا عن موقفهم وهم معه - ضد خصهم المشترك «معاوية» ايام الصداقة والصفاء › بل وعلى سائر المسامين الأخرين » مما يدل على أنمم ما كانوا يتبعونه لاجل شخصه » بل لاجل ما كانوا يعتقدونه به ثلا لرأيه الحق › فما تغير تغيروا › لأن تغير الظروف يؤدي إلى تغيير المواقف . الأصو ل التاريضة للفرقة الاباضية ...اقام الأباضيون بجهود مشكورة في نشر الاسلام في أماكن كثيرة . وكان لهم فضل بير في هذا الشأن في كل من إفريقية وأفريقية السوذاء جنوب الصحراء › وبعض مناطق الشرق الأقصى .. . إن المدقق في المصادر الفقهية الإباضية يجد أن أصحاب المذهب الاباضي من أكثر المسلمين اتباعاً للسنة الشريفة والاقتداء بها › إما ما تلصقه بهم بض المصادر من تهم فإنما هو ناتج عن أحد أمرين : الجهل أو التعصب . الأصول التاريخية للفرقة الاباضة (1) بقلم : الدكتور عوض خمد خليفات الجامعة الأردنية عمان - الأردن كانت مشكلة الخلافة أول مسألة اشتد فيها الخلاف بين المامين بعد وفاة الرسول ع وخاصة أنه لم يرد في القرآن الكريم نص صریح يم بموجبه اختيار رئيس الدولة . کا أن الرسول عليه السلام لم يعين الشخص الذي سيتولى زعامة المسلمين بعده . وهكذا فقد وضعت وفاة الرسول يلر الأمة الاسلامية أمام مشكلة خطيرة ألا وهي مشكلة خلافة الرسول عَلٍِْ وقيادة الامة والاشراف على شؤونها من الناحيتين الدينية والدنيوية . أما الناحية الدينية فقد اكيلت قواعدها ورسخت جذورها . وقد أكد ذلك قول الله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي » ورضيت (1)الدكتور عوض محمد خليفات ١٠ (أردني) الدكتور عوض محمد خليفات صاحب دراسات أكاديمية عن الأباضية تتميز بالتحليل العميق . وهو أستاذ بارز بجامعة . ورئيس قسم التاريخ . ووزير للشباب ٠ سابقا . ۹٥ س لك الاسلام ديناً ¢ . الا أن هذا الدين لا بد له من يحميه ويعمل على إنتشاره في مناطق جديدة لم تصل إليها الدعوة من قبل » وخاصة أن الدين الاسلامي دين عالي ليس مقصوراً على العرب وحدم ولا محدوداً بالجزيرة العربية . ومن الناحية الدنيوية لا بد للامة من قائد وزعم يحافظ على المكتسبات التي احرزتها الأمة في ظل الاسلام . وبعد مناقشات - وأحيانا جادلات عنيفة - وق الله الأمة شر الفرقة والتزاع واجمعت كامتهم على انتخاب أبي بكر الصديق أول خليفة للسلمين . وقبل أن ينتقل إلى الرفيىق الأعلى عهد - بعد إستشارة كبار الصحابة الموجودين في المدينة - الى مر بن الخطاب . وبينا كان عمر بن الخطاب يصارع الموت ٠ بد أن تلقى طعنات خنجر أبي لؤلؤة الفارسي اللمومة ٠ فكر في أمر الأمة من بعده وأستقر رايه على أن يجعل أمر الخلافة شوری ٠ وقد حددها في ستة من الصحابة م علي بن أبي طالب ء عثان بن عفان . طلحة بن عبيد الله » الزبير بن العوام . عبد الرحمن بن عوف » وسعد بن أي وقاص . وقد بين عمر أسباب اختياره ؤلاء النفر من الصحابة حينا قال مخاطباً إيام «إني نظرت فوجدتك رؤساء الناس وقادتم ولا يكون هذاالأمر إلا فيك ٠ وقد قبض رسول الله ج وهو عنك راض ... إني لا أخاف اختلاف الناس عليك إن استقمتم ولكني أخاف عليك اختلافك فيختلف الناس» . وبعد مناقشات واستشارات دامت ثلاثة أيام بويع عثان بالخلافة في ذي الحجة من عام 23 ه . وفي عهده واجهت الأمة الاسلامية اخطر محنة مرت با بعد حروب الردة . وهو ما عرف في التاريخ بام الفتنه . ن كانت الفتنة في عهد الخليفة ان حدثاً خطيراً ساعد في ازدیاد غقة الخلاف بين املمين حول منصب الخلافة . وقد أدت التطظورات ت القي حدثت فيا بخد ء وخاصة النزاع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أي سفيان » إلى بروز فرقة الحكة أو اواج § اها أعداؤها والحرورية أو الشراة كا سوا أنفسهم . اانشقت ت هذه الجماعة على علي بن أبي طالب عندما أصر على إتفاذ التحكم » ونادت بانتخاب خليفة للمسامين عن طريق الشورى دون إعتبار للنسب القبلي أو الاصل العرقي . وكان المحكة أول من تحدى سلطة قريش عملياً عندما انتخبوا عبداللّه بن وهب الراسى ي اماما م ونادوا بقية المسامين للانضام إلييم . وبعد معركة النهروان» واعتزال 'أفراد منهم أصحامم توجهوا صوب البصرة حيث أخذوا يدعون لذهبهم سرا خوفاً من بطش الولاة الأمويين . وقد تزيم هذا الفريق أبو بلال مرداس بن أدية القهي . وكونت هذه الجاعة البذرة الي أنتجت الفرقة الأباضية أو أهل الدعوة كا كانوا يمون أنفسهم . شهد أبو بلال . زعم هذه الجاعة امعلن . معركة صفين علي - ابن أبي طالب . وانكر التحكم . واشترك في معركة النهروان مه ا محكة ضد علي بن يي طالب . ويبدو آنه لم يکن مرتاحا لا حدث: م من خلاف وفتنة بين المامين . ٠ وصعی ا حل بأقاربه وأقرانه من قتل وتشريد على يد إخوانم في الدين . ورأى أن القبال بين أتباع الاسلامية المحة ذه الطريقة الثرسة أمر لا يصح . الدين کانوا يشكلون جرا هاما من سکان البحعرة انذاك . وکان ١٦ س يزم هده القبيلة الأحنف ن فیس القمي (ت 7 ه/686 م( وينمي إلييا عدد وافر من أبرز الشخصيات السياسية والفكرية . وفي ظل الجاية والترحاب اللذين لقيها أبو بلال وأصحابه من الأحنف وقبيلته . أخذ مرداس ينشر آراءه وأفکاره مؤثراً طريىق الاقتاع واللاقفة على الحرب والعنف . وأنكر قتل الخالفين وأستعراض الناس على طريقة متطرفي الخوارج . ودعا أتباعه بان لا يجردوا سلاحاً ولا يقاتلوا أحداً إلا إذا تعرضوا للعدوان واجبروا على القتال . وبلغ من حسن سيرته أن عدداً من الفرق والجاعات الابلامية فيا بعد . كالشيعة والمعتزلة » ادعت نسبته اليها واعتبرته واحداً من آبرز أتباعها . وقد نشط مرداس في البصرة لنشر دعوته وأفكاره . وكان يعقد المجالس وامناظرات لاقتاع التاس بآرائه فانم اليه عدد كبير من الناس وأخذ عدد أنصاره يزداد ويتعاظم حتى نہ ابتنوا م مجداً خاصاً في البعرة . ويبدو أن دعؤته لاقت استجابة كبيرة جعلت عبيد الله بن زياد . والي العراق . يقول : «لكلام هؤلاء (مرداس وأتباعه) أسرع إلى القلوب من النار إلى البراع» . وانذم ای هذه المجموعة الفقيه الملعروف جابر بن زيد الازدی الذي ل يلبث أن أصبح رئيس الجاعة والمؤسس الحقيقى للحركة وانضوى الجيع تحت امرته با فيهم أبو بلال نفسه ولكن جماعته آثروا أن لا يبيحوا باسمه ولا يعلنوا علاقته بالحركة حت لا يبطش به الولاة . نتيجة هذا النجاح الذي أحرزه المحكة القعدة اتبع والي العراق عبيد الله بن زياد . سياسة قاسية تجاهيم مما اضطرمم للجوء ۳ ۲٦ س الرية في نشر دعوتم . وكانوا يقصدون إجتاعامم سرا للدعوة لمذهبهم والنظر فيا يعنيهم ويساعد على تحقيق أهدافهم . ولكن عبيد الله لم يه يغض الطرف عنهم . وأخضعهم لراقبة شديدة وكان يبث العيون والجواسيس لتعقبهم والقبض عليهم وزجهم في الجون . وكانت هده الاجراءات الشديدة تمص مضاأجعهم وتلقى الرعب في قلويم ٠ ولذلك فقد كانوا يأتون مجالسهم متنكرين متشبهين بالنساء لدفع الريبة عنهم وهم في طريقهم إلى أماكن اجتاعاتجم ٠ وكانوا أحياناً ينتحلون صفة التجار والباعة امتجولين حتى يصلوا مقصدم . ولم یکتف ابن زياد بطاردتم والتنکیل بهم بل لجأ إلى أسلوب آخر يرمي إلى زرع الخلاف وزعزعة الثقة فيا . آملا في القضاء عليهم من الداخل نتيجة الاقام والنزاع . 6 ن يحبس الجماعة منهم ثم يأمرم بقتل بعضيم بعض 4 ومن فقتل زميلاً له عفا عله وأخرجه من الجن . وحاول بأسا ممائلة أن يزرع الفتنة بين العرب والموالي من القعدة وخاصة ن دعوة ب بلال قد استهوت عدداً من الموالي الذين كانوا يقطنون البصرة فتبعوه واعتنقوا مبادئه . نتيجة للاضطياد الذي تعرض له القعدة في البصرة آثر أبو بلال اأ لثراء وترك المدينة مرتحلا ای مکان ۹1 خر آملا ف أن يأمن شر زياد وينشر آراءء ومذهبه بحرية أكثر . وف مناطق ل تصل اليا دعوته من قبل . فسار معه نحو أربعين رج ن ا ق ا أك » وقد أعلن مرداس بأنه وأصحابه ل ن مخيفوا أحداً أو يجردوا سيفاً ولا يقاتلوا الا من بدأم بالعدوان . وعلى الرغ من ذلك فقد خشي ابن زياد نشاطه وانتشثار دعوته فندب اليه الجيوش وأباده ۳٦ وأصحابه في عام 61 ه . وبمد استشهاد أبي بلال بثلاثة أعوام (64 ه) حدث إنقسام نئي بين الحكة فال فريق منهم إلى التطرف بيا حبذ فريق آخر الاعتدال وانتهى هذا الخلاف الى انشقاق أيدي برز على أثره جماعة القعدة المعتدلة الي أثرت ال جمدوء والسير على نهج أبي بلال في عدم استعرض الناس ومهاجمتهم إلا دفعا لعدوان . وفي بداية الربع الأخير من القرن الأول المجري إنقم القعصدة إلى فرقتين : الصفريسة والاباضية . مميت الأباضية بهذا الامم نسبة إلى عبد الله بن أباض الذي تعتره الملصادر غير الاباضية مؤسس الملذهب الأباضي . أما العاماء الأباضيون فينسبون إلى عبد الله بن أباض دوراً ثانوياً بالمقارنة مع جابر بن زيد الأزدى الذي يعتبر ونه إمام أهل الدعوة ومؤسس فقههم ومذهبهم . ويجمع المؤرخون والمفكرون الأباضيون على أن عبد الله بن أباض كان يصدر في كل أقواله وأفعاله عن جاير ابن ويبدو لي أن جايراً 5ن الامام الروحي وفقيه الاباضية ومفتيهم وكان بالفعل هو الشخص الذي بلور الفكر الأباضي بحيث أصبح مقيزاً عن غيره من المذاهب › بينما كان ابن أياض المسؤول عن الدعوة والدعاة في شتى الاقطار ولذلك سمته المصادر رئيس القعدة في البصرة وغيرها من الامصار . وتاريخ الدعوة الاباضية يشير الى اشتراك بعض الاشخات ن البارزين وامجتهدين في المسؤولية إلى جانب الامام ٤1٦ س الأكبر لمم . وقد حدث مثل ذلك زمن أي عبيدة ملم بن أبي كرعة المي الذي أناط الهام المالية والعسكرية والاشراف على سير الدعوة خارج البصرة إلى أبي مودود حاجب الطائى . ولا كان أبو عبيدة آنذاك معروفاً لدى الناس بأنه شيخ الأباضية وزعيها في البصرة فإن المصادر لم تخلط بينه وبين حاجب الطائي كا فعلت مع جابر وابن أباض » وذلك لأن جابرا كان قد أخفى معتقده واستعمل التقية الدينية فام يخطر على بال أحد انه زعم الأباضية ومؤسس مذهبها . وخاصة أنه ل يكن معروفاً لدى البصريين إلا بكونه أحد التابعين المحدثين الثقات ومن أشهر فقهاء البصرة . والواقع أن جابراً كان ذا علاقة وثيقة بحركة الجحكة الأباضية منذ وقت مبكر وأص صبح أحد مفکر ا البارزين منذ بداية الصف الثاني للقرن الأول المجري وقبل مقتل آبي بلال 'مرداس عام 61 ه . وقد اكتسب ثقة أقرانه لعامه ودنه فكانوا لا يصدر ون ٿي شيء الا بعد مشورته . ولكن ذلك قد خفي على مخالفييم ولم يعرفوا له هذا الدور . ولذا نبوا الفرقة الى ابن أباض وهو الشخص الذي قدموه ليناظر أعداءم ويتكلم باسمهم علنا .. وکن بذلك هو المعروف لدى عامة الناس فغلب أسمه على من !تفق معه في الرأى . ا أن مراسلاته مع الخليفة الأموي عبد املك بن مروان عد أقنعت کٹرا من معاصر به بأنه هو امام الأباضية ومۋىسپا . ومن حق اللامع أن يأل لماذا لم يقم 0 قيقي . جابر ابن زيد . بالراسلة مع الخليفة بدلا من ابن أباض ؟ وال جواب يکن ي تحمم أتباع الرقة بان تبقی 2 سزية بقدرالامكان وأن يبقی اسم مؤسها ومنظم دعوتا مورا حتى لا يبطش به الاأعداء ١1 س والولاة . وبذلك يقول الرفيثي ۱ . . يلغا أ ن أبا بلال مرداس ں بن حدير وغيره من أَعة المسلمين لم يكونوا يخرجون إلا بأمر إمامهم في دنهم جابر بن زيد العافي رجه الله » ويحبون ستره عن الحرب ء٤ لكلا تموت دعوم ٠ ولیکون ردءا لم ويقول بن سعيد الثباخي : «كان (اين أباض) المجاهد علناً » الناضل علناً في سبيل تحقيق الحقائق . وتصحيح قضايا العقول » فيا أحدثه أهل المقالات والبدع من الزور والافتراء في شريعة ربنا » وكان شديداً في الله تعالى . وله مناظرات مع أهل التلطس.والتفلسف . كان الحجة الدامفة الي يخنس أمامها كل ثرثار وله كلام مع عبد املك بن مروان صم نفس كل حائر جبار » تغلب على المسامين . اصحابه › الذين يقولون بقولة الاباضية ٠ وتمى المذهب باسمه على هذا للع . وإنا كان الامام القائد . والوسيلة الراشد . أس المذهب وحاميه . مرجع الفضل في تدوينه وتشييد مبانيه . انما كان جابر ابن زيد رضي الله عنهء. أما الملؤرخ الأباذي المعاصر ممد علي فيرى أن الأمويين م الذين أطلقوا عليهم هذا الاسم . نسبة إلى عبد لله بن أباض لأن الأخير كان من عامائيم وشجعانمم والتاظر باسمهم . ا أن الأمويين لا يريدون نسبة هذه الفرقة إلى جابر حتى لانجذبوا إليهم الانظار ولا يدون في هالة جابر المثرقة . فقيل النفوس . و إلى عبدالله بن أباض .٠ وهو أقل منزلة من في العلم وإن كان لا يقل عنه في التقوى والورع والصلاح» . والديا ل على صحة هذه الأقوال التي يوردها مؤرخو الأباضية . أن تباع الفرقة قة م يطلقوا على أتقيم هذا الاسم ف في تلك المرحلة . وكأنوا يصفون أنقسيم «المامين أو جماعة المسامين أو أهل 1٦1 س الدعوة» . وإذا تفحص الباحث المصادر الأباضية الأولى فإنه لا يجد فيها هذا الاسم أي الأباضية . بل غالباً ما يجد لفظ جماعة المسامين أو أهل الدعوة للتدليل على اتباع الفرقة . وإذا رجعنا إلى هذه الؤلفات التي كتبها مشايخ الأباضية مثل مدونة أبي غانم الخراسافي . وكتاب الزكاة لأبي عبيدة والآثار الأخرى الباقية النسوبة ة إل جابر ابن زید فإننا لا نعٹر فیھا على كامة أباضية . ولكن يبدو أ م مع مرور الزمن وإصرار مخالفييم على تميتهم بهذا الاسم قد قبلوا به وخاصة أنهم لم يجدوا فيه ما يؤذيهم أويسيء إلى سمعتيم . وقد ظهر لأول مرة في المؤلفات الأباضية المغربية في الربع الأخير من القرن الثالث الحمجري والؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو : لاذا قدم الأباضية اين أباض ليجادل باهم علناً ويناظر مناوئيهم ويکشف عن بعض ل ا د أ اا و و أو الرية التامة ؟ يبدو أ ن الأباضية في تلك المرحلة رأ أنه لا بد هم من الافصاح عن بعض ارائهم ومعتقداتهم وخاصة ما يتعلق منها بوجهة نظرم نحو متطرفي الخوارج حت لا يتعرضوا للخط من بقية المسامين الذين اعتبروا الخوارج التطرفين ٠ مثل الأزارقة 4 مارقين تجب محاربتهم والقضاء عليهم . ولذا. كان لابد للقعدة الأباضية ممن يفصح عن رأيهم حتى لا توجه إليهم تلك الي وسم بها متطرفو الخوارج . وکان ابن أباض هو الۇهل للقيام ذه اللهمة الدعائية لانه . بالاضافة إلى قدرته في المناظرة وامجادلة . يني إلى قبيلة تم . احدی آم قبائل البصرة أنذاك ومن الصعب على الولاة أن يتعرضوا له بأذى خوفاً من إغضاب قبيلته . ۷ا س ن هنا وصف خلفاء بنى أمية بالظلم والفساد ومخالفة المبادىء الاسلامية في مراسلاقه مع عبد املك بن مروان . ول بخاطب عبد اللك نتفه بلقب أمير امؤمنين أو خليفة امسامين بل خاطبه باسمه جردا من أي لقب . ورغ ذلك فإن عبد املك لم يتخذ بحقه أية 7 اءات . ولا تخبرنا المصادر عن توتر بين الطرفين وھد ا ديل على بن أباض الذي ينتى إلى قبيلة غم كان أنذاك د يقتع بحاية تيك ما جعل اضطهاده أمرا صعباً وخاصة أنه لم يحمل السيف ولم يجرد اللاح ضد الحكام الأمويين-. أما عن شاط ابن أباض بعد مراسلاته مع عبد املك بن مروان فلا تذكر المصادر معلومات موثوقة يمكن الاطمئنان إليها . ويبد أنه لاق حتفه بعد ذلك في وقت لا تحدده المصادر المتوافرة وإن كان من المؤكد أنه توفي قبل عام 100 ه . بعد إختفاء ابن أباض أقلع الاباضية عن المناقشة العلنية والجدل الكلامي مع مناوئيهم ومخالفيهم ولجأوا إلى السرية المطلقة في تنظم دعوتهم وکان ابر دور تنظي کبير في هذه المرحلة التي تعرف في التاريخ الأباضي بطور الكټان . ُن هو جابر بن زيد ؟ وما هو دوره الحقيقي في نشأة الدعوة الاباضية ؟ هو أبو الشعشاء جابر بن زيد الأزدى الجوفي البصري من قبيلة اليحمد الأزدية في عمان . وقد عرف بالجوفي نسبة إلى درب الجوف في البصرة حيث استقر مع اسرته فیا بعد . ولد جابر في بلدة فرق بالقرب من مدينة نزوی في غيان . أما النة التي ولد فيها فلا تعرف على وجه التحديد . وتعطي مُصادر توار يخ مختلفة 1 آنا کہا محصورةبين عامي 18 و 22 م 1۸ س ولا تذكر المصادر المتوافرة أيضاً تاريخاً لقدومه إلى البصرة . ويبدو أنه جاء في وقت مبكرمن حياته طلباً للعلم حيث كانت البصرة آنذاك م مركز فكري في العام الاسلامي . واستقر بين أقاربه من الأزد الذي سکنوا أحد أحياء البصرة . وفي البصرة أخذ جابر يتزود بالعلم والمعرفة وخاصة ما يتعلق بعلوم القرآن والحديث وما يتصل با . وقد تتامذ جابر على أيدي كثير من الصحابة والتابعين وأخذ عنهم الحديث والتفسير وعلو اللغه والادب . ویروی عن جابر آنه کان قول : «آدرکت عن بدرياً فحويت ماعندم إلا البحره أي عبد الله بن عباس على أن الأخير لم يكن من أهل يدر . وفي القول دلالة على | ان جابراً قد أخذ عن مموعة من الصحابة الذين رافقوا رسول الله تت ونقلوا عنه علمه وسنته الثريفة . ومن م الذين أذ عنيم جابر: عه الله بن عباس وعبد الله بن. حمر وعبد الله بن مسعود ونس بن مالك وغيرم . إلا أنه كان أكثر ملازمة لعبد الله بن عباس من غيره وکان من غب تلامیده . وکان عد الله ب عباس يقول عه : لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لاوبعهم علفا في كناب الله» . وفي رواية آخری أنه كان یحیل سائليه !لى تاميذه جابر ويقول : «اسالوا جابر بن زيد . فلو سأله أهل المثرق والمغرب لوسعهم عامه . وعندما كان يسأله أناس من أهل البصرة كان يبادرشم بقوله : «كيف تسألونني وقيك جابر بن زيد (أو آبو-الشعشاء) . وقد وصفه عد الله بن مر بن الطاب بأنه من اهل البصرة البارزين . بيا قال عله قتادة بن دعامة اللدوسي بأنه عل ا وأعلم اهل الأرض 1۹ س ۾ كتف جابر بن زيد بعلم من التقى بهم في البصرة بل كان يرتعل الى أماكن أخرى طلباً لمزيد من العم ولا يترك فرصة يتزود فيها بالع ال واغتنها وکان يتردد على الججاز ويلتقي بعائشة آم اللؤمنين . رضي الله عنها . وياخذ عنها العام . يلما عن سنة الرسول الكريم ي ويناقشها في كثير من المسائل مما يتعلق بجحياة الرسول اخاصة أملا منه في أن يجعل من تلك السيرة قدوة لاصحابه ولن طلب فتواهد مدللاً على رآيه بأمثلة من سيرة التي العظيم ما مريتبين لنا بوضوح ان جابر بن زید قد اکتسب عاما واسعا بعد إقامته في البصرة وأنه 9 من. أبرز التابعين الأوائل في علم العميتة لأن يصبح أبرزمفت في ال لبصرة . وما بدل على طول باعه ي مدان ۱ لفتوى والاجتهاد أن مرو ا ٠ وهو نىد اللامن في البصرة و حد اتابن من روا واة الحديث . ان يذکرجارا بن زيد ویتول : «ما رأ يت أحداً عل بالفتيا من جابر ابن زيده ما اياس بن معاوية . قاٴضى البصرة في عيد الخلينة عر ابن عبد العزيز . فكان يقول : -أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر ابن زيد من أهل عمان». أما الحن البصرى فيثنى على جابر وعامه الفزير ويصفه بالفقيه العالم . نكت جابر بالر وای ة الشغوية عن أساتذته ومعاصريه . بل کان بجُل الاحاديث التي معيا م: ن شيوخه ا سح لتلاميذه الأحاديث لت روها ودع ق صفحاته اراءه ونتاويه ف — ۷۰ كثير من أمور العقيدة . ويقال أن ديوانه كان من الضخامة بحيث يعجز عن حمله البعير ٠ ٠ ويقع في عشرة أجزاء كبيرة . وکانت نسخه منه موجودة في إحدى مكتبات بفداد الكبرى في عهد الخليفة الباسي هارون الرشيد . ويذكر المؤلف الأباضي › الوسياني . أن نخة امن الديوان قد بقيت . بعد موت جابر في حوزة خليفته أبي عبيدة ملم بن أبي كرية القيي ثم أمة الأباضية في البصرة حت انتهت الى محمد بن محبوب بن الرحيل . ولد آخرالاشة الاباضية في البصرة . وفي عهده استنخت النخطوطة في مكة. ولكن المؤلف لم يذكر انم الناسخ ولا المدف من تخها . وربا فام ذا العمل جمعة من أباضية شمال افريقية وخاصة أن هناك معلومات تشير إى وجود نخة من الديوان في شال افريقية في وقت مبكر . ويروى أن أحد علماء الأاباضية من جبل نفوسة في ليبيا ويدعى النفاث فرج بن تفر - وهو مؤسس الفرقة النفاثية الأباضية - استطاع أن يحصل على نخة لاملة من دیوان جابر بن ريد وأ به الى جبل نفوسة . و كان نفاث عدوا للامام انرستي في تاهرت ولعامله في جبلل نفوسه فقد دمر الخطوطة حت لا يستطيع مناووه المصول عليا أ أو ويبدو أن جابر بن زید قد اتبع انوبا خاصا في البصرة م باعده على اكتاب المعارف والاحاطة با لعنوم في عصره 0 العلوم الدينية . . فقد عاش حياة زحد وتقشف وانتصرف عن لمو الدنيا وترفي . وكان يتول : سألت ربي عن ثلاث ‎We‏ . سألت عن زوجة مؤمنة . صالة ورزق كفافا يوما ميوم . وکان خاطب [اصحابه ویقرن : لین منک رجل غ ‎۷۱ می . لیس عندی درم ولیس على دين« د وير اين سيرین ان إبا الشعثاء جابر كان ملا عند الدينار والدرم . أي أنه كان ورعاً تقيا لا بم بجمع الماد واكتنازها . والواقع أ ن الصادر النية ولأباضية تسهب في الحديث عن زهد جابر وانصرافه إلى الدرس ولتحصيل حق أصبح أ بعاله مرجماً لكل سائل في أمور الفتيا والنقه . وكان بعض الناس ممن يسكنون خارج البصرة يكتبون إليه مستفرين عن مسائل ومشاكل فقهية فيجيبهم عليها . وتبعاً لذلك فقد وصفه معاصروه بأنه .. «بحر العم وسراج الدين» . ما تقدم › يظهر لنا بوضوح أن جابرا قد قد اكتسب عاماً غزيراً بعد هجرته إلى البصرة . وأصبح من الفقهاء البارزين الذين اسدوا خدمات جليلة للعقيدة والفكر الاسلاميين . ولا شك أنه وظف عامه ومواهبه في خدمة مبادثه التي آمن با واقتنع بصحتها . ولي نفهم دوره في الغرقة الاباضية وتطورها لا بد لنا من التغعّرف على بدء علاقته عة القعدة 7 جهوده المتواصلة في سبيل إنجاح الدعوة الأباضية بعد أن أصبح رئيسها وزعجها . لسنا نعرف على وجه التحديد متي بدأت علاقة جابر بن زيد بالقعدة على الرغ من أن المعلومات التي توردها الصادر الأباضية تثير إلى قدم هذه العلاقة وإلى أن جابراً قد إلى الحركة في وقت مبکر . أا ما يوردء بعض مؤرخي الأباضية الحدثين من أن جاب بن زيد كان زعم المركة بعد وفاة عبد اله بن وهب الراسي مبأشرة . فبتىمب نصد يه › لان جاب را أنذاك کان لا يزال شاب صغبراً بتراوح ۷۲ س عمره بين السادسة عشرة والعثرين سنة فقط . ومن غير المحتل أن يكون في هذا الن قد اكتسب العلم اللازم والخبرة الضرورية ليقدمه أصحابه زعياً ومرشداً لم . أضف إلى ذلك أننا لا غلك أي دليل على أن جابر بن زيد كان ذا علاقة مباشرة مع عبد الله بن وهب الراسبي أو أنه اشترك في معركة النهروان التي استشهد فيها الراسبي . ولا تشير المصادر الى أي نشاط لإير بن زيد بالاباضية قد بدا بعد التهروان وبعد لجوء مرداس بن ادية القيي وأصحابه للبصرة في أواخر العقد الشالث من القرن الأول المجرى . ويستنتج من المعلومات الواردة في المصادر الأباضية المتوافرة أن جابر بن زيد قد إلى القعدة إبّان ولاية عبيد الله بن زياد للعراق (56 - 64 ه) . أي في بداية النصف الثاني من القرن . بالاضافة إلى ما سبق فإن الروايات الأباضية تشير إلى علاقات متينة وودية بین جابر بن زيد وأبي بلال مرداس بن أدية المي .٠ شيخ القعدة في البعرة بعد معركة النهروان . وكان الرجلان يخرجان إلى مكة سوياً ويلتقيان بابن عباس وعائشة ام الؤمنين . ويذكر أبو سفيان محبوب بن الرحيل . ان جابر بن زید وأبا بلال مرداس دخلا مرة على عائشة رضي الله عنها فعاتباها على ما کان منها يوم الجال . قال : فاستغفرت الله تعا ی وتابت مما كانت قد دخلت فيه . ويبدو أن العلاقات بين كانت تزداد وتتوثق برعة . وأخذ مرداس يدرك مدی عام جابر وذکائه فكان يترد عليه أناء الليل وأطراف النيار ليعرف من معرفته الواسعة وعامه الفزير . وذكر مؤلف كتاب بيان الثرع عن أني عبيدة ملم بن أ كرعة التبي أنه قال : لقد كان أبو بلال رجه الله يبكي في جوف م (6 — ۷۳ الليل حت ما يطيق أن يقوم . ولقد كان من تشوقه إلى إخوانه أنه خرج من عند أبي الشعثاء جابر بن زيد بعد العقة » ثم ياتيه قبل ما مريتبيّن لنا أن جابر بن زيد كان قد انضّم إلى القعدة منذ أيام عبيد الله بن زياد ولكن الباحث لا يستطيع أن يقرر سنة بعينها لتاريخ ذلك الاتضام . ويبدو من الروايات أن جم جابر أخذ يتألق في ياء تلك الحركة قبل عام 61 ه وهو العام الذي قتل فيه أبو.بلال مرداس بن أدية القهي » حتى أن بعض الروايات تجزم على أن أبا بلال لم يقم بعمله إلا بعد مشورة من جابر بن زيد وقبول منه . وإذا صحت هذه الروايات فإن القعدة قد اتفقوا على أن يتولى جابر بن زيد أمرم وتنظم دعوتم منذ المراحل الأولى لتطور الدورة في البصرة إعانا منهم بذكائه واعتادا منهم على اطلاعه الواسع وتحصيله العميق في العلوم الدينية وخاصة ما يتعلق بالتفسير وعل الحديث . ولعل ذلك كان السبب في اعتراف أبي بلال له بالزعامة قبل وفاته حتى أنه لم يصدر في عمله إلا بأمر جابر ومشورته . وكان لجابر بن زيد دور كبير في تنظم الحركة وتطورها وقد ارتكزت سياسته إبان زعامته للفرقة الأباضية على وعد أساسية يكن إجالما با يلي : 1 أن جابر لم يشا من المجتع الاسلامي الذي يعيش فيه مع بقية أتباع حركته . ولذا فام م يعزلوا أنفسهم عن لس ولم يدعوا للخروج والحجرة ؟ فعل الأزارقة وغيرم من متضرفي الخوارج . وکان جابر ينشر آراءء ويبث أفكاره بين الناس من خلال احادیثه الدينية وفتاويه وأجوبته على المستفنرين عن ٢٤۷ س بعض الأمور الدينية من داخل البصرة وخارجها . وكان يتفحص تلاميذه نهن وجد فيه استعداداً قوياً لأرائه وحماساً لمبادئه دعاه إلى مذهبه . ولكن ذلك يحدث برية تامة مستعملاً في سبيل الوصول إلى هدفه التقية الدينية . وإمعاناً في كتان أمر دعوته فقد كان يأمر أتباعه بقتل كل من يكشف أسرار الجاعة أو يبوح بأستائهم فإن حدث أن ترك أحد أتباع الفرقة مذهبه وتخلى عن مبادئه دون أن يطعن في أصحابه القدامى أو يفشي أ سرار م فکان الأباضية يتبرأون منه ولکن دون أن يتعرضوا له بُذی معتيبر ينه واحداً من الخالفين الوحدين الذين لا تحل دماؤم إلا إذا بالعدوان . ولكن إذا خرج من مذهب المامين (الأباضية) أحد وعاب عليهم وطعن في معتقد م وافشی اسرارم فقد وجب فتله واحل دمه . وقد اعتبرت سياسة جابر في هذا الشأن قدوة لمن جاء من الاتمة › واعتبروا الإغتيال لمن يسيء إليهم أحد دعامات نشاطهم «وأحلوا الدماء بالظلم والايتداء به . د - تينب جاب أي احتكك ماد ع الط . ولم يؤثر عنه أنه تعرّض لأذى قبل تولي الحجاج للسلطة في العراق على ر من أن بعض أصحابه قد اء تى عنتاً كبيرا علي يد الو لاة مذ أيا زياد . وتشير المصادر الأباضية إلى أن العلاقة بين جابر بن ز والحجاج كانت في البداية ودية . وكان جابر يزور الحجاج ویتردد عليه حتى بعد ان نل الحجاج مقره إلى مدينة وأسط . وكان ليزيد ابن‌أبي ملم . كاتب الحجاج . دور ملموس في هذه العلاقة لأنه كان صديقاً ميا لجابر . وقد أراد الحجاج أن يوليه القضاء فرفض متَذرَعاً بعدم مقدرته ٥۷ عل حل أعباء هذا الملنصب وقال : «اني أضعف من ذلك ء قال رالحجابج) وما بلغ ضعفك ؟ قال : يقع بين المرأة وخادمها شر فا أحسن أن أصلح . قال ان هذا لمو الضعف» . وفي هذه الرواية دلالة علي أن جابراً كان يريد اخفاء مقدرته وابداء ضعفه للوالي حتى يبعد الشبهات عنه » وحتى لا يخطر ببال الوالي أن رجلا بلغ هذه الدرجة من الضعف يمكنه أن يقوم بتأسيس حركة سرية مناوئة للحك . 3 - لا كان جابر بن زيد ينمي إلى قبيلة الأزد » فقد وجَّه قيا كبيراً من جهوده نحو إقناع بعض أفراد هذه القبيلة للاتضام إلى حركته . وقد تجح إلى حد بعيد في هذا الشأن وتبمه عدد کبیر من لازد وعلى راسهم بع ن أفراد الأسرة الهلبية - زعية آزد العراق - وأصبح بعضهم من دعاة الفرقة وحماتها البارزين . ولم يقتصر ذلك علي الرجال بل تعداه أيضاً إلى النساء . وتورد الملصادر الأباضية عدداً من النساة الهلبيات اللاتي انضمن إلى جماعة المسامين (الاباضية) وبذلن جهوداً في سبيل نصرتها واعطين بسخاء من أمواهن لبيت مال الدعوة ومساعدة الحتاجين من أتباعها . ليس هذا فحسب بل أن الملصادر تشير إلى أعداد كبيرة من عمان . موطن الأزد الاصلي ٠ وحضرموت والين إنضمت إلى الأباضية . ولم تعد الحركة مقصورة في معظم أف رادها على العنصر القبلٍ القيي كا حدث بعد معركة التهروان . ولا عجب أن نجد اول امامه أسها الأباضية كانت في حضرموت والين ومان ونتيجة للمجهود التي بذلا جار بين أقاربه من الأزذ بوجه خاص وعرب الجنوب عامة فد اصحت الجركة تنحم عناصر من ۱٦۷ ب قبائل عربية مختلفة كا انضم إليها كثير من الموالي . ولم یت جاير ابن زيد إلا وقد غدت الدعوة الاباضية عبارة عن حركة اسلامية شاملة اجتذبت عناصر مختلفة من قبائل وأجناس متعددة . وأخذت القناعات المذهبية لدى كثير من أتباع الدعوة تحل محل الولاءات القبلية والعرقية . ولم تقتصر دعوة جابر على من كان موجوداً في البصرة بل تعدها إلى الأمصار الاسلامية الأخرى حيث كان يبعث بالدعاة ختلف المناطق وكان عمله هذا إرهاصاً لما تم في عهد خلفه يي عبيدة من تدريب للدعاة الذين عرفوا باسم حملة العام إلى الامصار . وكان جابر على صلة وثيقة مع اتباع دعوته في الولايات الحتلفة ومن بينهم أناس من الأزد والمهالبة . وتشير اللصادر إلى مراسلات متبادلة بينه وبين عبد املك بن المهلب في خراسان . وكان جابر يطلب منه أن يكتب له في أمر الدعوة ويسأله أن يرسل خطاباته في سرية تامة مع أشخاص موثوقين . والواقع أن جابر كان يكرر الطلب في وجوب السرية في جميع مراسلاته مع أعوانه وأتباعه . ويطلب أحياناً تمزيق رسائله إليهم وحرقها حتى لا تصل إلى أيدى أعدائهم فتؤدي بالتالي إلى كشف تنظيهم وإجهاض حركتهم : وقد استطاع جابر هذه الياسة أن يتجنب تتكيل الولاة به وباصحابه لفترة طويلة واستطاع أيضاً أن يكسب عدداً من الأتباع ممن تولوا فيا بعد مركز المسؤولية (بالطبع دون عل اللطات بعتقدهم) وكانوايستعينون بأراء إمامهم جابر في تير الادارة والاعمال في المناطق الخاضعة لتغوذم . ومن بين هؤلاء الأشخاص النعيان بن ملمة الذي أرسل إلى جابر يسأل عن كيفية جمع الجزية في منطقته . ولا تذكر الملصادر المتوافرة أين كان — ۷۷ والياً (أو عاملا) ولكن ورود كلمة دهقان في الرسائل المتبادلة بينه وبين الامام جابر تدل على أنه كان والياً في المناطق الشرقية وربا في خراسان . ومن الشخصيات الأخرى التي كانت على صلة وثيقة بجابر بن زيد ء يزيد بن يسار الذي كان يقطن عمان ويدين بالذهب الاباضي ء وقد عين عاملاً في إحدى مناطق مان فأرسل إلى جابر يستشيره في ذلك ويطلب نصائحه وإرشاداته . وتبعاً لذلك فقد وجد كثيرون خا رج البصرة كانوا على علاقات جيه مع جابر يدينون بمذهبه ويصدرون عن مره » وکانوا عيوناً له ومثلين في المناطق التي يسكنونها . ونظراً للدقة في التنظم والحذر الشديد فلم يستطيع الولاة القبض على هؤلاء الدعاة والأشخاص . وكان وجود بعضهم في مركز المسؤولية دليلا واضحاً . على عدم معرفة الولاة بمعتقداجم . وكان ایضا دلیلا على ان جابرا لم يانع في ان يستام بعض اتباعه عددا من المراكز والمهام الرسمية في جهاز الدولة - التي يعمل ضدها في النهاية - حيث كان يرى أن هؤلاء يسهمون في توفير مناخ مناسب لنشر دعوته في تلك الأمصار وألولايات ويشكلون دعامة ا . ويبدو أن هذه العلاقات الواسعة والاتصالات الدائمة مع أتباع الحركة في البصرة وخارجها قد وصلت ئى أساع الحجاج فأخذ یرتاب من جابر بن زيد وجعله تحت مرافبة ولکن علاقات جابر مع كاتب الحجاج › وعدم وجود قناعة واضحة لدى الحجاج بنشاط جابر أدى إلى عدم اتخاذ إجراءات شديدة ضد الإامام جابر في البداية . ولكن التطورات السياسية الي حدثت في بلاد المشرق في العقد الثامن من القرن الأول الجمجري قد ادت انى : . دت .ی تغيير جدري ئي موقف الحجاج من جابر بن زيد — ۷۸ وأتباعه » فقد ثار أزد مان بزعامة سعيد وبلمان أولاد عباد بن الجلندى وأرسل الحجاج حملات عدة لقمع الثورة وباءت جميعها بالفشل . وفي تلك الأثناء قامت ثورة ابن الأشعث عام 1 ه/700 م فاجل الحجاج معالجة الموقف في عمان ليتفرغ لقتال ابن الأشعث . وبعد القضاء على ثورة ابن الأشعث وجه الحجاج جيشا كبيرا إلى مان بقيادة القاسم المزني ولكن الازد بقيادة الأخوين » سعيد وسلهان »› تمكنوا من دحر هذه الجلة وقتل قائدها . وعندما وصلت أنباء فشل الجلة إلى الحجاج غضب كثيرا وقرر الانتقام من الازد ليس في عجان فحسب بل في العراق أيضا . فوضع زعماء الأزد في العراق ومن بينهم جابر بن زيد » تحت مراقبة شديدة . وحذرم من أي اتصال مع إخوانم في عمان .٠ وكتب الى عبد املك بن مروان في الشام يخبره بتضييقه على ازد العراق وانه أقعد وجوه الأزد الذين كانوا في البصرة عن النصرة ليان بن عباد . ثم بعث جيشاً بقيادة بجاعة المزني , أخي القاسم على راس !ربعين الفا من النزاريين لاخماد ثورة الأزد . وقد سلك نصف هذا الجيش طريق البحر بيغا سلك التصف الأخر طريق البر . وقد كن سلبان بن الجلندى من هزية الجيش البرى الذي يبدو أنه وصل مبكراً ولم ينتظر وصول القوة البحرية لتشترك الفرقتان في مهاجمة الثوار في أن واحد وطبقاً خطة عسكرية واحدة . وأثناء ذلك وصل الجيش البحرى وعلى رآسه مجاعة نفسه ء وتكن من هزيمة سعيد بن الجلندي الذي بقى في جزء صغير من الأزد يراقب السواحل بيغا كان معظم الجيش العياني الأزدى يرافق أخاه سليان الذي هزم الجيش البرى الذي أرسله الحجاج . اضط ظ 4 - 4 x ۷۹ سعيد بن الجلندى للاتحاب إلى الداخل والالتجاء إلى الجبال» ولما عل أخوه سلمان سار إليه محاولاً فك الحصار عنه ومحارية مجاعة ومن معه من الجند . وقبل أن يشتبك مع أحرق السفن التي جاءت بهم من العراق . ثم سار إلى بجاعة وتمکن من هزیمته وارتد جاعة هارباً والتجاً إلى جلفار » وكتب إلى الحجاج يستده فارسل له خة الآف جندى من أهل الشام بقيادة عبد الرحمن بن سليان . وتكن مجاعة بماعدة القوة الشامية من هزيمة الأخوين سعيد وسليان ومن معهيا من الأزد . ودخل بجاعة ونكل بالأزد. وأوقع فيهم الذل والموان » ما كان له أبعد الأثر في موقف أزد العراق ء حلفاء الأباضية الذين يتزعمهم جابر الأزدي » تجاه الحجاج والسلطة 'الأموية . فغضبوا لا حل بابناء قبيلتهم في عمان واعتبروا الحجاج مؤولاً ما حدث فخطوا عليه ونوا زوال حكه . وفي الوقت الذي كانت تجرى فيه هذه الحوادث التي أدت إلى توتر العلاقات بين الأزد والحجاج قام الأخير باشعال التار في الحشم فتنكر لآل اهلب زعماء ازد العراق وخراسان › وطلق الحجاج زوجته الي كنت اختاً ليزيد بن الهلب والي خراسان آنذاك. وأخذ يکد له ويحرض عبد املك بن مروان ضده › ونجح في إقناعه بعزل يزيد من ولاية خراسان وبالسماح له في معاقبته وتعذيبه. فزج الحجاج بيزيد وبعض أفراد اسر ته في الجن وأساء إليهم ممازاد في إغضاب آزد العراق والبصرة. وكان لموقف الحجاج هذا أثره على الدعوة الاباضية التي يتزمها الامام جابر بن زيد ازدي البصري فقد استغلٌ جابر فرصة الكراهية بين الأزد والحجاج لاقناع كثير من زد بالانضيام إلى آهل الدعوة . وبالفعل تبعه قم كبیر منهم‌وعلی — ۸۰ رأسهم أفراد من آل المهلب ٠ رجالا ونساء » منهم عاتكة بنت الهلب ٠ أخت يزيد » التي كانت من أشد الناس حماسا للمذهب ولم تبخل الما لمساعدة الحتاجين من أهل دعوتا . وكان لمذه التطورات ت رها الكبير في موقف الحجاج من جابر وأتباعه . وقد حبس ابرا مع بعص أصحابه البارزين مثل ضام بن السائب وبي عبيدة مم بن آي کر المي وصحار العبدى وغيرهم . ولم يلبث الحجاج أن أطلق سراح جابر ونفاه مع رجل من مشايخ الدعوة يدعى هبيرة وهو جد أي سفيان محبوب بن الرحيل المؤرخ الأباضي وآخر الأئمة الأباضيين في البصرة . ومن انحل إن الافراج عن جابر كان بشفاعة من صدیقه الحم 4 يزيد بن أبي ملم ء كاتب الحجاج . ولا شك أن نفي جابر إلى عمان كان ذا نتيجتين : الأولى أنه حرم أتباع الحركة في البصرة من إمامهم وزعيهم فخلدوا إلى الدعة والحدوء . بيا بقي مم ومشايخهم في سجن الحجاج حت مات الاخير عام 95 ه . والثانية ان الفرصة كانت مؤاتية لان يقوم جابر بالدعوة الى مذهبه في موطنه الأصلي 4 عجان . أي به بين أهله وعشيرته الأقربين الذين يعرف عاداتمم وتقاليدم وكيفية التعامل معهم » مستفلاً في ذلك كرههم للحجاج وحقدم عليه لما حل بهم خلال ثورة أولاد الجلندى التي أخمدها الحجاج . ولا يراودنا شك في ان وجود جابر مع بعض رفاقه ڦي عجان قد أفاد الدعوة الأباضية وساعد على سرعة انتشارها في هذا القطر . وكانت جهوده مقدمة لنشاط حلة العم الذين بعث بم ٠ فيا بعد » خليفته أبو عبيدة مسلم ابن يکر يه المي . ولا شير الروايات الى تاريخ محدد لنفي جابر ا لى عمان کا أ با لا تذكر المدة التي قضاها في منفاه . ولكنها ۸۱ س تجمع على أنه عاد إلى البصرة ومات فيها . وتختلف المصادر حول تاريخ وفاته » إذ يذكر بعض الرواة أنه توفي نفس الأسبوع الذي توفي فيه أنس بن مالك . وقد توفي الأخير في عام 93 ه/711 م . ويرى البعض الآخر أنه توفي عام 103 ه/721 م . أما الديثم بن عدى فيضع تاريخ وفاته عام 104 ه/722 م . بيا يضعه الثماخي عام 96 ه/714 م . ويبدو أن الرأى الأول هو الاصح لانه جاء على نة رولة الحديث الذين يون إلى حد كبير بحياة كل محدث وتار يخ وفاته . وكان جابر أحد هؤلاء الجحدثين . أضف إلى ذلك فن اللصادر تشير إلى أن جابرا استدعى الحسن البصري إليه وهو على فراش اموت وكان آنذاك مستخفياً من الحجاج الذي مات عام 53 ه . ومعنى هذا ان جابرا توفي قبل هذا التاريخ . والارجح ان تأريخ وفاته عام 93 ه/ 7 م کا أشرنا قبل قليل . وخلفه في زعامة الدعوة ابو عبيدة ملم بن الي كريمة القمي .٠ تبوا ابو عبيدة زعامة اهال الدعوة بعد موت الحجاج عام 95 ه وخروجه من الجن ء› واتفق ذلك مع بداية حك الخليفة سلمان بن عبد للك (96 ه/715 م - 99 ه/717 م) . وكان الخليفة على علاقة وثيقة مع المهالبة . زعماء الأزد › الذين انضوا إلى الحركة إلاباضية بأعداد وفيرة إبّان إمامة جابر بن زيد الأزدى . ومن نحتل أن الأباضية لم يلاقوا عنتاً خلال فترة سليان بن عبد املك لذي عين زعم الأزد . يزيد بن المهلب والياً على العراق وخراسان . ولا تذكر المصادر الأباضية المتوافره أية علاقات عدائية بين الخلافة وتباع الاباضية خلال هذه الفترة . ولعل السبب في ذلك يعود إلى حماية يزيد بن اهلب فم نتيجة العلاقات التي تربط الأزد وأل — ۸۲ الهلب بهذه الحركة . وخاصة إذا تذكرنا أن كثيراً من زعماء المهالبة ومن بينهم عاتكة أخت يزيد وأخيه عبد املك كانوا من بين أتباع تلك الدعوة . وعندما توفي سلمان بن عبد املك وارتقى عمر بن عبد العزيز عرش الخلافة (99 ه/717 - 101 ه/720 م) » سجن الأخير يزيد ابن المهلب لاتهامه إياء بعدم تسلم خمس الغنائم ق حصل عليها أثناء لته في جرجان وطبرستان زمن الخليفة سلمان بن عبد اللك . وقد بقي يزيد في الجن طيلة حك عمر بن عبد العزيز ا قام واي العراق بسجن أخوته وبعض أقاربه في البصرة . ولكن هذه الحادثة لم تود إلى توتر في العلاقات بين أتباع الدعوة الأباضية مر ين عبد . والحقيقة أن هذا الخليفة حاول أن يحل مشاكله مع أحزاب المعارضة ومن بينهم الاباضية بالطرق اللميّة مفضلا لوار وا واللناقشة على النزاع والحروب ويبدو أن أبا عبيدة ومشايخ الأباضية في البصرة كانوا يأملون خير من عمر بن عبد العزيز وحاولوا التوصل إلى تام معه حول قاعدة مشتركة بين الطرفين ٠ فأرسلوا اليه وفداً على رأسه جعفر بن الماك أحد أبرز مشايخ الأباضية في البصرة آنذاك محاولين استالته إلى جاتبهم وإقناعه بصحة معتقدمم . وعلى من عدم إلى نتيجة حاسمة معه في هذا الشأن إلا أن الوفد قد رجع راضياً عن سياسته ولوک . وتذكر بع لمصادر الأباضية أن الوفد استطاع أن يتيل ابن الخليفة عبد املك . واعتنق امذهب الاباضي . أثناء هذه الفترة من العلاقات السامية . وأحيانا الودية › بين الاباضية والللطة الحسكة والتى امتدت خلال حک اخلیفتین ليان کے ۸۳ س ابن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ء استفل أبو عبيدة ومشايخ الدعوة في البصرة هذه الفرصة لالتقاط أنفاسهم وتنظيم حركتهم على سس متينة من أجل الوصول إلى هدفهم الأسمى وهو تأسيس إمامة الظهور وانتخاب خليفة للمسامين من بين أتباع الدعوة . وقام بو عبيدة بتطوير تنظيات المجالس السرية وأعمالما التي كانت تقام في البصرة وتضم مشايخ الدعوة وأتباعها حيث يتداولون فيها خططهم ويتعامون فيها مبادیء عقيدمم وما يت إلى دعوم بصلة سواء في النواحى الدينية أو الدنيوية . والحقيقة أن هذه المجالس الرية كانت موجودة منذ زمن مرداس ابن أدية المي الذي تزعم حركة القعدة بعد التهروان . أي في أيام زياد بن أبيه وابنه عبيد الله . وتذكر الروايات أن عروة بن أدية › أخا مرداس » قد قبض عليه وهو مختيء في سرداب سري تحت‌الأرض حيث كان يتعبد مع أصحابه . ويذكر الؤرخ الأباضي › أبو سفيان › أمثلة أخرى تدل على وجود مثل هذه المجالس السرية في زمن مبكر من عمر الدعوة . منها ما يقوله : «حدثني يسار وهو من خيار من ادرکت عن والدته » وهي بنت مانين سنة . قال : ادرکت اخوين من بني راسب يقال لاحدها تبرح والاخر مازن ابنا کنان . وکانا من خیار من مضى من اهل هذه الدعوة . وكانا نظيرى أبي بلال واخيه عروة رحمهم الله . وكانا في زمانا . فأما تبرح فكان عابداً مصلياً لا يفتر من العبادة حتى دبرت ركبتاه ويداه ورجلاه وجبهته كدير البعير . وکن قد اتخز سرا ف الارض عبد الله فيه مع أصحابه» . وعلى الرغم من وجود هذه المجالس الرية منذ الأيام الأولى يام حركة القعدة فإن الفضل يعود للامام أبي عبيدة في توضيح — ۸ معالم هده المجالس وتصليف وظائفها وترتیب طبقاتما . ويمكن أن بين ثلانه أنواع من الجالس البرية كانت موجوده رمن من بي عبيدة التميمي . النوع الاول : المجالس العامة وهي الي م تكن مقصورة على جاعة معينة بل أن دخوما مباح لاي شخص من اهل الدعوة . وكان الأعضاء يرتادون هذه المجالس ألتى تعقد سراً في بيت أحد اللشايخ وفي سراديب أرضية خاصة أعدت لذا الفرض .٠ وف بعض الاحيان کنو يعقدون هذه فال ‎E‏ بيوت النساء المجائز وؤ ف ل مده جال ا العامة برنا معن ‎F0‏ خطة واحدة . بل ۴ الأعضاء يجتعون في المجلس ويتلقون دروساً في العقيدة وإرشادات من كبار الشايخ الذين كانوا يقومون بالقاء الخطب الواحد تلو الأخر حول موصوع معين ُو مواضيع مختلفة . وتشبه خطبهم ما هو معروف عن خطب صلاة الجحعة في الاجد ولكنها من جهة أخرى تختلف عنها في أن المجتعين فد يتلقون أوامر يجب التقيد با ولم تقتصر على الطب الوعظية والدروس الدينية ا هو الجال في خطب الجعة أو يمعهم الجيران أو المارة . وكانوا يعينون أشخاصاً منهم مراقبة الأحياء والطرق المؤدية إلى مكان الاجتاع . حتى لاتدامهم الشرطة على غفلة أو يعلم باجتاعهم أحد من الخالفين للحركة .وينا کنو ححمعن دات مرد جاعتهم العيون تخبرهم بأن الشرطة في إلى الجي الذي اجتعوا ويه ٠ ففضوا الاجتاع وتفرفوا .ونوا تناك مين ئي بیت کے ٥۸ س متواضع تملكه امرأة مسنة . يقول أبو سفيان : «وما بلغنا أنه ظفر بهم في مجلس قط إلا أ كانوا ذات مرة أتام الخبر بأن الخيل تريدم . فخرجوا مسرعين » وتركوا على باب البيت الذي كانوا فيه . فجاء الثرط فنظروا إلى التعال › فقالوا للعجوز صاحبة البيت : ما هذه التعال ؟ فقالت : مكاتب لنا يسأل الناس فيعطى النعال وغيرها . قالوا بالله ما ذلك ؟ ذكرته فإن هذا موضع ريبة . قال : فقال بعضهم : قد ذكرت العجوز ما ذكرت »› فلا تعرضوها للبلاء » فلعلها أن تكون صادقة قال : فعافاها الله منهم» .وعلى أي حال فإن الأباضيّة لم يتركوا وسيلة لاخفاء تنظيهم إلا واتبعوها وكانوا يتخذون كل الاجراءات الممكنة لنع تسرب أية. معلومات عن مجالهم أو أماكن انعقادها . كا كانوا يذهبون لحضور هذه المجالس متنكرين على هيئة النساء أو الباعة المتجولين . يقول أبو سفيان : «كانوا يأتون امجالس في هيئة النساء في التهار وغير ذلك يتشبهون بالناء ... وإن كان أحدم ليحمل على ظهره جرة ماء » أو يحمل حملة متاع كأنه باع حت يدخل ال مجلس . ليس هذا فصب بل أن مشايخ الأباضية كانوا يحذرون أتباعهم من العيون والجواسیس ويوصوہمم بطرد ي شخص يشون ف أمره» . عن ابي مودود حاجب الطائى أنه كان يخاطب أتباعه ويقول : «اذا كن أحد يعيب عليه المامون (الأباضية) في خلافهم في الدين وأراد ن يشغب عليهم ويفتق بينهم فاهجروه ولا تحضروه محال وأغلمُوا اناس به ليكونوا منه على حذره. ونتيجة ذه الوسائل والاجراءات 2'1 - | ا¿ - 7 . ا .۰ ۵ حدرة الي اتبعها الاباضية في البصرة لم يؤثر عنهم «انہم ظفر بم في مجلس فط . ٦۸ س وكان مشايخ الأباضية البارزين يشرفون على هذه المجالس العامة . ولذلك فقد سمي كل مجلس باسم الشيخ الشرف عليه مثل جلى عبد املك الطويل ٠ ويجلس ابي سفيان قتبر ويجلس ابي الجر علي بن الحصين ويمجلس أبي مودود حاجب الطائي وغيرها . النوع الثاني : مجالس المشايخ ويحضرها زعماء الأباضية فقط . وني هذه المجالس تقررالسياسة التي يجب على أهل الدعوة اتباعها. وكان مجلس المشايخ عبارة عن مجلس تخطيط وتنظيم لحركة ثورية سرية . ولا يجوز لاحد غيرالإمام وكبارالمشايخ حضور هذه المجالس . وتورد المصادر الأباضية أمثلة كثيرة منع فيها بع أتباع الدعوة من الدخول إلى هذه المجالس منها ما يذكره أبو سفيان من أن شعيب بن عمرء وهو من أفاضل شباب آهل الدعوة . قد حاول دخول أحد يحالس المشايخ وكان منعقدًا في الليل في بيت زوج أخته حاجب الطائي . ولا علم الأخير به رفض الماح له وطلب منه العودة إلى بيته الذي كان يبعد أكثر من ثلاثة أميال . التوع الثالث :هومايمكن أن نميه باسم يحالس أو مدارس حملة العم . حيث كان الدعاة من مختلف الأمصار يتلقون العم وأصول الدعوة وتعاليها مباشرة عن الإمام أبي عبيدة ملم بن أبي كرية المي الذي أقام مدرسة هذه الغاية في سرداب أرضى لا يعرفه إلا الدعاة (حلة العلم) شيوخ الأباضية البارزين الموثوقين . وكان أبو عبيدة يتظاهر بصنع القفاف لذلك دعي بالقفاف . وبينا كان الإمام يلقي دروسه على كان هناك حارس يجلس عند الباب ال څارجي للرداب فإذا م حرك الحارس بللة جديدة فيتوفف ابو عن اء دروسه ومحاضراته 6 ويشتغل وتلاميده — ۸۷V بصنع القفاف . وإذا أمن الحارس وأيقن عدم وجود خطر حرَّك الللة مرة أخری فيعود بو عبيدة وتلاميده للدرس والتحصيل . ومن هذه المدرسة تخرج دعاة الأباضية في الامصار الذين عرفوا باسم حلة العم . كن حملة العلم يختارون عادة من بين أهل الولايات التي يرسلون إليها ء أو من المناطق القريبة منها لمعرفتهم بأحوال الناس وعاداتجم وتقاليدهم وطرق معيشتهم ومقمدار تطور م الفكري والحضاري ودرجه ولاهم للسلطهةه الحاكة وبالتالي يسهل عليهم مخاطبة الناس واختيار الظروف اللاممة والأماكن المناسبة لاقامة مراكز الدعوة ونثر أفكارهم ومعتقداتهم في تلك البلاد . وإذا تفحص الباحث المصادر الأباضية المتوافرة فإنه يجد أن معظم حملة العم كانوا من بين الكان الأصليين للبلاد القي يبشرون فيها ء على أن وجود دعاة من أماكن أخری کان وارذا ولكن بصورة مححدوده جدذا 6 وطبقًا لقتضيات الظروف ء كا حدث عندما رافق أبو الخطاب العافري وهو عربي يمني حملة العلم المغاربة الذي جاؤوا إلى البصرة في نحو عام :135 ه » وبقوا خمس سنوات يأخذون العلم وأصول امذهب الأباضي عن إمام الإباضية الأكبر أبي عبيدة المي . ومها يكن من أمر » فإن الروايات الأباضية تشير إلى أن أبا عبيدة كان يحبذ اختيار الدعاة من اللكان الحليين . وقد نظم أبو عبيدة العلاقة بين مركز الدعوة في البصرة وحملة العم . وإذا حدث خلاف بين أفراد حملة العلم في أي من الأمصار فكان علييم العودة لمشايخ البصرة للنظر فيه والعمل على حله . — ۸۸ وكثيرًا ماكان أبو عبيدة يرسل أحد أصحابه المعروفين بالحصافة والعلم للنظر في مشثل هذه الطوارىء . وكان رسوله في معظم الأحيان حاجب الطائي الذي كان ساعده الاين ومستشاره الأول وكان اللؤول عن الشوؤون العسكرية والمالية وشؤون الدعوة خارج البصرة . ومن أمثلة ذلك ما حدث بين أتباع الدعوة من أهل جضرموت . فقد وقع الخلاف بينهم وقبض فريق على رئيسهم عبد الله بن سعيد وشدوه في الحديد وبايعوا رجلا اخر يقال له حسن بيغا خالفتهم طائفة أخرى . واتفق الفريقان على تحكم مشايخ البصرة في الأمر وأرسلوا إلى البصرة يعرضون مشكلتهم على الامام ويطلبون منه النتصح والارشاد فارسل لهم ابو عبيدة حاجب الطائي في موسم الحج ٠ وبعث لم يخبرهم بذلك ويأمرهم بوافاة حاجب في لوسم . وصدع الجيع لأمر شيخهم أبي عبيدة ٠ ووافى الحضارمة حاجبًا في مكة وتشاوروا معه في أمرم وتوصلوا إلى حل مناسب تخدم دعوم ويجمع تلهم . استطاع الأباضية نتيجة للتنظم الدقيق والدعاية النشضطة والحذرة أن يكسبوا أعوانًا كثبرين في مناطق متعددة من الدولة الاسلامية خلال الربع الأخير من القرن الأول الحمجري . وفي بداية القرن الثاني الججري وبعد أن اعتلى يزيد بن عبد املك عرش الخلافة (101 ه 105 ه) حدثت بعض التطورات السياسية الى أدت إلى يروز جماعة متطرفة من بين الأباضية تنادي بوجوب الثورة . فقد ثار يزيد بن المهلب الدي كن قد هرب من الجن إثر وفاة الخليفة تمر بن عبد العزيز واحتل البحرة بعد ان هرم واليها وحرر اخوته وافار به من جنه . — ۸۹ م قام بدعاية واسعة إليه على أثرها عدد كبير من أهل العراق وامتد نشاطه فثمل الأهواز وكرمان وفارس حتى السند . ولا علم الخليفة يذه الاتتصارات الي أحرزها يزيد بن امهلب أرسل إليه كبيرًا بقيادة أخيه مسلمة بن عبد املك واين أخيه العباس بن الوليد واستطاع الجيش الشامي أن يزم الثوار في معركة العقر سنة 2 ه وقتل فيها يزيد بن اهلب نفسه وهرب بقية أقاربه واخوته إلى قندابيل في السند . ولحق م هلال بن أحوز القيي على راس قوة كبيرة فحاصر م وألحق بهم هزية منكرة وقتل معظم أفراد الأسرة الهلبية بيغا أسر الباقون مع نسائهم وأطفاهم وعوملوا معاملة سيئة حتى أهم تعرضوا للبيع في السوق كالرقيق . كان لمذه امعاملة السيئة التي لقيها الهالبة ء قادة الأزد - أثرها الكبير في إثارة غضب الأزد وسخطهم على اک 9 . ولم يقتصر ذلك على أزد العراق وخراسان بل تعداه إلى أزد . وأدى ذلك بالتالي إلى حنق الأباضية في البصرة وخاصة أن عدذا 7 منهم كان يني إلى قبيلة الأزد ومنهم عدد من المهالبة . والحقيقة أن قضية المهالبة قد ربطت منذ أيام جابر بن زيد بالقضية الأاباضية حيث كان أي خير أو شر يس هذه الاسرة ينعكس على الحركة الأباضية وعلى علاقتها باللطة الحاكة . ومن اؤكد أن عددا من امهالبة وأزد البصرة الذين لقوا مصرعهم على يدي الأمويين وأعوانمم كانوا من الأباضية ومن بينهم عبد املك بن هلب . ولذلك فقد نقم الأباضية في البصرة على الحك الأموي بعد شع تورة يزيد بن المهلب وضاقوا ذرعا بسياسة ولاة البصرة تجاه انصارمم من الازد . وارتفعت اصوات بعص مشايخهم بوجوب ۹۰ الانتقام وإعلان الثورة ومن بين هؤلاء : الشيخ الأباضي أبو نوح صالح الدمّان وبعض افراد الأزد الذين نجوا من الموت والملاك › ومن بینهم عاتكة اخت يزيد بن الهلب العروفة بجاسها الشديد للمذهب الأباضي وتفانيها في خدمته . ولكن الإمام أبا عبيدة كان يرى أن الوقت لم يحن بعد لإعلان الثورة المسلحة ء ورفض بشدة آراء المنادين ا . وحبّذ أبو عبيدة أن يقوم أتباعه بثوراتهم في أماكن نائية بعيدة عن متناول اللطة المركزية . وكان في تنظمه ء. بخطط لل هذا العمل ولكنه كان يتحين الفرص الناسبة واللامئة لكل قطر حت يامر اتباعه فيه بالخروج . ولذا فقد فقاوم اراء اتباعه المنادين بالثورة وبقي الأباضية طيلة فترة يزيد بن عبد املك محافظين على سرية حركتهم متجنبين كل ما يثير السلطات حت لا يواجهوا نفس مصير الأزد وامهالبة . وقد كان موت يزيد بن عبد املك واعتلاء أخيه هشام الخلافة (105 ه/724 م - 125 ه/743 م) وتعيين خالد القسري واليًا على العراق فرصة مناسبة ساعدت أبا عبيدة على إقناع أصحابه بالتحلي بالصبر . فقد أتمت فترة ولاية خالد القرى باللين والتسامح ليس مع الأباضية فحسب بل مع معظم المعارضين للحك شريطة ان لا يرفعوا اليف في وجهه . وبلغ به التامح أن بعض مشايخ الاباضية كاتوا يشتونه من على منابر الماجد ا كانوا يؤلبون الناس ضد عامله على البصرة . القاضي المعروف بلال بن الي بردة » ولم يهم بضر . وقد تزع هذه الجلة الدعائية ضده أحد شيوخ الأباضية البارزين وهو آبو ممد اهدي . وعندما عزل خا القسري وعين بدلا منه يوسف بن عجر الثقفي أتبع الأخير سياسة قاسية مخالفة لسياسة سلفه واستعمل العنف والشدة ضد المناوئين ا۹۱ س للسلطة حتى لو لم يرفعوا اليف في ٠ في ظل هذه السياسة ل أخذ ييارسها الوالي الجديد تعرّض أبو ة لضغط جديد من بعض أتباعه في وجوب التحرك والخروج . ويبدو أن أبا عبيدة قد أدرك أنه ليس بوسعه الاسترار في مقاومة رغبات بعض أصحابه ومشايخ دعوته لوقت أطول ولكنه رأى في الوقت نفسه أن الخروج على طريقة متطرفي الخوارج أو على منوال الشورات الأخرى التي قامت في العراق لن تؤدي إلى نتيجة طيية وستقمع بعنف وشدة وقد تضيع بعدها الدعوة ويصعب تنظم أصحابما من جديد . لذا قرر اير في الانتقال من طور الكتمان إلى طور الظهور بحذر شديد متخذا خطوات تنظمية جديدة في هذا الشأن كان لا أثر كبير في اتتصار الدعوة وإعلإن إمامة الظهورء ليس في البصرة ٠ ولكن في الأمصار الأخرى البعيدة عن مركز الللطة المركزية والتي كان أبو عبيدة يرى » من قبل ء أن أي نجاح لدعوته سيكون في هذه الأمصار النائية ولذا فقد ركز جهوده وجهود دعاته على سكان تلك الولايات الواقعة على أطراف الامبراطورية الإسلامية . كانت خطة أبي عبيدة مختلفة عن خطط کل ما سبق من ثورات وحركات وكانت ترمي إلى إقناع التطرفين من أصحابه بأنه ليس قل حماسا منهم للوصول إى.الحدف الأسمى ولكن بعد التأكد من أن 'لامز قد أعد له الاعداد الكافي الضروري . وتبعّا لذلك قرر بو عبيدة أن يعزل تفه وأصحابه بقدر الأمكان عن بقية المسامين أ لفين) ويكون ما يكن أن نميه تجورًا «المجتع المغلق» والذي أطلق عليه جماعة المامين . وحذر أصحابه وأتباع دعوته من ۹۲ س التعامل مع الولاة والحكام وطلب منهم عدم قبول أي منتصب وتناول أي مال منهم . وعلى الرغم من أن هذه الأمور كان مموحًا ہا في زمن سلفه جابر بن زيد فإن أبا عبيدة وجد من الضروري في هذه المرحلة إتخغاذ مثل هذه الاجراءات حتى يحافظ على سرية الحركة ونع الاغراءات لبعض أتباع الدعوة . ليس هذا فحسب يل أن أبا عبيدة لم يحبذ التزاوج بين أتباع الدعوة وبقية المسامين . ومع أن هذا الأمر مشروع في العقيدة الأباضية إلا أن الإمام فغل ذلك من قبيل المحافظة على عدم اختلاط أهل الدعوة مع غيرم ومتع تسرب أية معلومات عن نشاطاتمم وتحركاتمم بل وسلوكهم وتعاملهم فيا بينهم . وتشير الرواية الاباضية إلى أن آبا عبيدة هجر احد أتباعه لأنه زوج ابنته لرجل غير أباضي بیڼا سمح جابر بن زید من قبل بثل ذلك . على أنه يجب أن لا يفيب عن البال أن هذا الإجراء كان مؤقتا قبل إعلان إمامة الظهور ولم يكن قاعدة فقهية يجب اتباعها والأخد بها في كل الظروف . وجدير بالذكر أن الاباضية في مرحلة الكمان يجيزون بعض الأمور مثل تعطيل الأحكام وعدم إقامة الحدود لأ - طبقا لوجهة نظرم - ليسوا في . وصع يمح لم بتنفيذ هذه الأمور . بالاضافة إلى هذه التنظهات فقد خلق أبو عبيدة من أتباعه بحتعًا تسوده المودة والحبة والإخاء في العقيدة وتسيطر عليه روح الجماعة . وكان يحتهم على التآلف والتعاون فيا بينهم . ؟ طلب من الأغنياء أن يكونوا عونا للفقراء وسندًا لهم حتى لا يضطر الفقير من جماعته لاحتياج أحد من الخالفين . وقد لى الاثرياء منهم هذا ۹۳ س الطلب بحاس منقطع النظير . وتورد المصادر الأباضية أمثلة كثبرة تشير فيها إلى تنافس الأغنياء منهم في سد حاجة الفقراء وإعطائهم 0 يقول أبو سفيان مدلل على ذلك : «سمعت بعض مشايخ من أدركت يقولون : أنا لتذكر إذا دخل شعبان أن كان الفقراء من السامين (الأباضية) لتأتيهم الأحمال بالسويق والقر وما يصلحهم لشهر رمضان ولا يعلمون من بعث با . يأقي الرجل باجال حتى يقف به على باب الدار فيقول : أدل » فيكتب في خرقة كلوا واطعموا . ویروی أن شخصطا من الأباضية يدعى ديال بن يزيد كان يستأجر الأكية في البرد الشديد . بألف درم أو أقل أو أكثر وليس عنده منها شيء وانما يتكل على الله وعلى المسامين (الأباضية) . ثم يفرقها بين الفقراء ويجمع بعد ذلك من أغنياء الأباضية وكرمائهم . وكان الداعية الاباضي › ابو الحرء موسا جذا وتاتيه غلته سنويّا فيقنّها نصفين » فيفرق نصفها في فقراء المسلمين (الأباضية) وفي معاونتهم . ليس هذا فحسب بل أن أغنياء الأباضية كانوا يتسابقون في دفع الديون المتبقية على من يموت من أصحايم . يقول أبو سفيان : «مات حاجب وعليه دين من امسامين ليغسلوه ..... فقال لحم فرة : ياقوم . ما تقولون في دين هذا الرجل ؟ فابتدر ثلاثة رجال وقرة رابعهم وضمنوا دينه . قال : ودخل الفضل بن جندب وكان من خيار المسامين (الأباضية) وكان مورا فأخبروه . فقال لمم الفضل : دينه علي دون حتى أعجزه عنه ولا يبقی لي ماله . ولم يغفل أبو عبيدة ومشايخ الأباضية في البصرة عن أتباعهم في الأمصار الأخرى وخاصة أن يحتاجون بشكل دائم إلى اللاعدات ٤۹ ہس االية اللعنوية حتى يستطيعوا الصمود . ولكي يستعدوا بشكل فعال للوقوف في وجه أي خطر يتهدّدم أضف الى ذلك فإن جماعات الأباضيه خارج. البصرة كانت في بعض الأحيان ثواجه بعض المشاكل الطارئة ولا بد لحل هذه الملشاكل من الرجوع إلى أمُة البصرة ومشايخنها . ومن هنا فقد برزت الحاجة لا يجاد نوع من التنظم يتولى الاشراف على كل هذه الأمورٌ ويضن للدعوة استرارها وتطورها ويهيء لا بالتالي سبل النجاح والنصر . ولتحقيق ذلك أنشاً أبو عبيدة في البصرة ما يكن أن نميه بالحكومة الثورية الرية . وكان هو زعيها وله الكامة العليا في الشؤون الدينية من فتوى وقضاء والاشراف على الدعاة وحملة العلم الذين يرسلون للامصار . وانثا بيت مال خاص بجاعة الملمين (الأياضية) في البصرة وكل لحاجب الطائي مهمة الاشراف على الشؤون المالية والعسكرية وشؤون الدعوة . وقد كان أبو عبيدة ذكيًّا في الربط بين الناحيتين المالية والعكرية ووضعها في يد رجل واحد قديرء وذلك لأن موارد بيت مال الفرقة كانت تستخدم لماعدة الدعاة والثوار الأباضية في المناطق البعيدة . وكان موارد بيت المال تأقي من مصدرين : الأول عبارة عن ضريبة فرضها الامام على أتباعه في البصرة . ولا تذكر المصادر متي كانت تدفع ولا مقدارها . ولكن من الثابت أنما م تكن تفرض بالتساوي بل تتفاوت حسب ثراء المكَلف ودخله . ولا تذكر المصادر أن أخدًا من الاباضية قد تخلف عن دفعها لأنما تعتب جُزْءا من الدينية القي تاعد على انتصار دعوتهم التي تمثل الاسلام الحق ا كان موجوذا زمن الرسول ي وفي عهد الخليفتين أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما . ويبدو ُن ہے ٥ — هذه الضريبة كانت تجمع عند الحاجة . أما المورد الثاني لبيت المال فكان يأقي من التبرنعات التي يدفعها أثرياء الأباضية . ويبدو أن التجار الأباضية كانوا من الأغنياء اللمدودين . وكانت تجارمم تتجاوز البصرة وما جاورها وتصل إلى الصين والشرق الأقمى . و تقتصر هذه التبرعات على الأغنياء من الأباضية بل تعدجم إلى بقية الناس من أهل الدعوة » رجالاً ونساء - وتخبرنا الروايات أن حاجبًا دعا احد اصحابه ویسمی ابو طاهر وطلب منه أن يجمع الصدقات من النساء وأوساط الناس لأنه لايريد أن يكتب عليهم ضريبة . أبو طاهر فين انطلق معه من المسامين ء فلم يتوا يومد امرأة ولا رجلا إلا وجدوه مما فيا سألوه . وکان رجل من الملمين م يكن یری أنه صاحب مال فدفع إليهم ثلانة الاف درم . فل عض الليلة حى جمع أبو طاهر عشرة الاف درم» . نتيجة لحمذه التنظيات الدقيقة الذكية › وانطلاقا من روح الأخوة والتسامح والمودة والتماون القي سيطرت على جميع أتباع اللذهب في طوره الأول » وتتويجا لنشاط حملة العلم التحمسين فقد استطاعت الدعوة الاباضية أن تنتصر وتكن أتباعها من إحراز نجاح باهر في أماكن مختلفة من أصقاع الدولة الاسلامية . وفي العقد الثالث من القرن الثاني الجمجري استغل مشايخ الاباضية في البصرة الظر فاي كانت تر با الدولة الأموية وأوعزوا إلى دعام وحملة الل مني إلى إعلان الامامة في كل من حضرموت والهن ومان وبلاد المغرب . واستطاعوا سيس إمامة إياضية في كل من الأقطار المذكورة . وکن هذه النجاحات م تعمر طويلا . فقد قضى الأمويون على 1٦۹ س إمامة عمان الأولى سنة 134 ه . ومنذ ذلك التاريخ أصبح تاريخ عمان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالذهب الأباضي بحيث لا يمكن فهم تاريخ هذا القطر بمعزل عن تاريخ المذهب الأباضى وتطوره . أما في الجزء الغربي من بلاد الخلافة الاسلامية منذ قام الاباضية بجهود مضنية في سبیل انتصار دعوتهم . واستطاعوا بعد کفاح مریر تأسیس الدولة الرسقية الاباضية في بداية العقد الابع من القرن الثاني المجري . وقد عمرت هذه الدولة أكثر من قرن وقضى عليها الفاطميون نحو عام 297 ه . وعلى الرغم من ذلك فقد بقي الذهب الأباضي فاا في مناطق متعددة من بلاد المغرب حيث كون أتباعه يجتمعات خاصة بم في مناطق نائية بعيدة عن متناول اللطات المعادية . ولا تزال بقاياهم موجودة إلى يومنا هذا في جبل نفوسة في ليبيا وفي جزيرة جربه في تونس وفي وادي ميزاب في الجزائر . وهكذا فإن جهود مشايخ الأباضية وحملة العام وتنظماتهم السرية الدقيقة خلال القرنين الأول والشاني المجريين قد أثمرت تأسيس دول إباضية مستلقة في الجزر العربية وبلاد المغرب كان نما دور هام وبجيد في التاريخ الاسلامي . وفي ظل هذه الدول قام الاباضيون بجهود مشكورة في نشر الاسلام في أماكن كثيرة » وكان لهم فضل كبير في هذا الشأن في كل من أفريقية الشرقية وأفريقية الوداء جنوب الصحراء وبعض مناطق الشرق الأقصى . ۴ قام الاباضيون بجهود كبيرة في سبيل إثراء المكتبة ۷ الاسلامية بالمؤلفات الكثيرة المتنوعة التي تتناول مختلف جوانب الفكر الاسلامي . ويمكن للباحث المطلع على هذه المۇلفات أن يسجل الملاحظات التالية حول بعض الأمور التي لا تزال محل نقاش وجدل بين الباحثين والمفكرين . 1 أن الأباضيين ليسوا خوارج ؟ تزعم بعض كتب اللقالات والملل والتحل و؟ يدعى بعض الكتاب الحدثين الذين قلدوا هذه المؤلفات دون تدقيق وتمحيص . والواقع أن الاباضية لا يجمعهم بال خوارج سوی انکار التحكم . 2 - أن الإباضية حرموا قتل الموحدين وإستحلال دمائهم وحرموا استعراض الناس ۴ فعل متطرفو الخوارج مثل الأزارقة والنجدية . 3 - ان الاباضيين ينظرون إلى الدين نظرة واحدة متكاملة لافصل فيها بين المظاهر الروحية والمادية ولا طغيان لاحداهما على الأخرى . لذلك فقد أنكروا التصوف ورفضوه . 4 - إن المدقق في المصادر الفقهية الاباضية يبد أن أصحاب المذهب الاباضي من أكثر المسامين إتباعًا للسنة الشريفة والاقتداء بها . أما ما تلصقه بهم بعض المصادر من تېم فإنما هو ناتج عن أحد أمرين : الجهل أو التعصب . 5 - أنهم وحدهم الذين طبققوا مبداً الشورى في الحكم بعد الخليفتين أبي بكر وعمر . — ۸ أا الاخوة : في ختام حديتي لابد لي من القول : إن الوحدة العربية والتضامن الاسلامي يستدعيان منا أن نحكم العقل والعدل في علاقاتنا جماعات وافرادا . وإن زوالى الفرقة بين أتباع المذاهب الاسلامية أمرْهام وضروري لتحقيىق حريتنا ووحدتنا ومستمقبل اجيالنا . إن الدين واحد والملصدر واحد ولا مبرر للفرقة والاختلاف بين المسامين إن هم حکوا قول رسول الله بي ترکت فيكم ما إن‌تمسکتم به لن تضلوا : كتاب الله وسنة رسوله الكرج ي . والسلام عليكم ورحمة الله وبرکاته . ۹۹ س e 7 ... «على الجزائري الذي يزور ميزاب ۵ ألا يذهب إليه بهدف التصوير وأخذ المتاظر الفتوغرافية كما يفعل السياح بحشاً عن المناظر التقليدية ذات الألوان المحلية . وإنما ينبغي الذهاب إلى هناك بضمير الباحث الذي يرغب في تمزيق الاغلفة . فإنه بعد تمزيقها يكتشف في ميزاب شيئاً جُديداً هذا الجديد الذي هو ملكنا جميعاء . مالك بن نبي تعريب الدكتور محمد ناصر بقام المفكر الاسلامي الجزائري إن الطريق الذي اتخذته ما بين الجزائر العاصعة إلى غرداية في الأسبوع الماضي يقطع المناطق الجزائرية الثلاث ء فالافر يستطيع أن يشاهد في ساعات قليلة تلك المناظر النوذجية من التل ومن النجود ٠ ومن الصحراء الياحية الختلفة ء ولا سيا في هذا الفصل من النة حين يمد الربيع زربية خضراء تغطي كل المناطق الهلية منها والجبلية . أنه يقدم لامسافر طيلة الطريق ء موكبا من الزهور الرائعة الختلفة الي تحبي المسافر وتستقبله . وكأنما فرقة سرفیه . وتبداً المناظر الطبيعية في التغير شيئا فشيئا من أخضر فاتح إلى أخضر داكن وتبدو المسافات في التباعد ما بين الاشجار شيا (1)الأستاذ مالك بن نی (رحمه الله) مفكر إسلامي متخصص في دراسة الحضارة الإاسلامية ٠ يمتاز في أبحاثه بالتحليل العميق ٠ والنظرة الشمولية ٠ ترك مؤلفات فيمة عديدة من أشهرا الظاهرة القرانية . توفى بالجزائر فى سنة 1973 . ۰۳اب فيا ء وتختفى عن الأنظار هائيا كلما توغلنا نحو الجنوب ء وتظهر فجأة القوافل الأولى للجال وهي ترعى بمحاذاة خط سكة ال ديد غير بعيدة عن مدينة (عين وسارة) وغير بعيد عن هذه النطقة ء وقبل الوصول إلى (الجلفة) يظهر الكثيب الأول من الرمال الذهبية › اذا يجد الاجانب الذين يصلون إلى (ميزاب) انفسهم فجأة أمام علكة سحرية رائمة خلابة ؟ ! ذلك هو السؤال الذي ألقي. علي - أو هو على نحو منْ ذلك - وأنا أستقبل بكل حفاوة من طرف المسؤولين في مركز الحزب بفرداية ٠ هل هو الا بتهاج ؟ ولكن هذا الشعور أظنه احساسا عاما يشعر به كل أحد » حتى المسافر الجزائري القادم من الثمال يحس به » إني أعتقد أن هذا الشعور يعود أولا إلى الإحساس بالاغتراب › والابتعاد عن العمران هذا الاحساس الذي يحس به المرء وهو يقطع المسافة الطويلة الخالية العارية ما بين (الجلفة) وإميزاب) . إن الشعور بالاغتراب يحس به ابن (ميزاب) أيضا حين يقف في (الستجاب) حيث خصصت التقاليد الحلية هذا المكان المطلى باللون الأييض الضارب إلى الزرقة ليقف فيه المافر المفادر داعيا الله بالحفظ واللامة حين يودع أهله وبيته متجها إلى مقر عمله بالتل . إن السائح القادم من التل يشعر بمثل هذا الشعورء وهو يغادر الجلفة ليقطع الصحراء الشاسعة إن الشعور بالابتعاد عن الأهل والعمران شعور متشابه . إن ابن البلد يعبر عن ابتهاجبه بالوصول وهو يؤدي صلاة شكر ٤١ا له في (الستجاب) . أما السائح فيشعر بالابتهاج والسرور حين يحس بالنجاة وهو يكشف فجأة أسطح المنازل الممتدة تحت عينيه وهو يصل إلى غرداية من أعالي جبالما المطلة عليها وعلى قرى ميزاب الميجاورة . وهكذا يجد السائح الغربي - املتعود على الأشجار وتزاحم الكان - نفسه فجأة في موطن آخر مغاير يتثل في النخيل ووجوه اليزابيين أنفسهم أن الائح لا يبحث عن التغيير أوالجدييد في الأوطان متثلا في أي تغيير يحدث في الأمن الذي يراه أنه شخص هارب ما تعود على رؤيته والعيش فيه » هارب من مكتبه ء من مصنعه ء من (المترو) من مدينته المضطربة الخائفة . إن ابتهاج الائح الذي يصل ميزاب لأول مرة يفره هذا الاحساس المزدوج ٠ آنه يفر مثلنا من هذه المساحة الشاسعة الحالية التي تهين على المشاعر على حساب الأخلاق والقم . إنه يجد في ميزاب وجها لحضارة جديدة › إنه هذا الوجه الذي هى بصفة خاصة ولا بد من العودة دوغا شك في التاريخ الجزائري إلى الوراء .. إلى آخر عهد الدولة الرستية لنجد الجذور لهذه الحضارة الموجودة هنا بعد اتقراض الدولة الرستمية على يد الفاطميين في (تاهرت) . إن أصول هذه الحضارة إنما حلتها أمواج الأحداث إلى هذه النطقة حملتها العواصف التاريخية الجموجاء بذرة واحدة وزرعتها حيث تنو اليوم مدينة.(العطف) الي هي جدة (ميزاب) › ومنذ ذلك الحين فإن البذرة تضاعفت وتكاثرت . واليوم فإن (ميزاب) يتكون من : (العطف) . و(مليكة) » و(غرداية) . و(بني يزفن) ے٥۰٠ ا وأنا هنا لا أورد هذه القرى حسب أولوية نشأنها التاريخية حتى لا أخطىء » غير أني أحدد بأن المدينتين (بريان) وإالقرارة) اللتين يعود عمرهما إلى ثلاثة قرون هما آخر حلقة في شجرة هذا النسب . إن هذه القوى تكون بتعا متاسكا . وهذا التكوّن لا يعود إلى الصائص الدينية فحسب ء› وإنغا يعود إلى الإجماع الذي يقعد كل علاقات الأفراد مع المجموعة والعكس » ومن ثم فإن اليزابيين يكونون مجتعا روحيا بأتم معنى الكامة ہم (مورمون) الجزائر . ان القاعدة الاخلاقية هنا تتطلب من كل واحد احترام المجموع هذه القاعدة التي تحبر كل فرد على احترام المجتمع ء وتفرض عليه السلوك السوي › هذه القاعدة الاجبارية تذهب إلى حد العراءة والنفى للأفراد في بعض الحالات التي تستدعى ذلك › ففى حالة إعلان البراءة من الشخص يصبح غير مستطيع الاندماج في المجتمع من جديد الا بعد أن يعلن التوبة من ذنبه صراحة أمام الملا في المسجدء إنه ما نىميّه اليوم (النقد الذاني) وإننا نامس آثار الحافظة على هذه القاعدة الحامة في المجتمع هنا إذ أننا لا نری في (ميزاب) أية علامة للإنحعراف أو التشرد ؟ نراها في غير (مبزاب) . م أر شخصا واحدا أخذ بجريرة الشكر في أزقة (غرداية) - على سبيل المثال - هذه المدينة الأكثر تفتحا باعتبارها تستقبل مختلف الأجناس ول أرأية علامة للانحطاط الأخلاقي الاجتاعي › كأن يكون المرء في رحة السرّال وطلب الصدقة أني ل أر مسولا واحداً طيلة إقامتي وبتعبير آخر تقول : إن الوسط الميزايي : يحقق بقوة الشروط النفسية والاجتاعية لبناء حضارة صغرى أن الموضوع ا يستحق دراسة اجتاعية مفصلة غنية بالعلومات ء إن ايناء ميزاب الذين يزاولون بكثرة اليوم التعلم العالي ينبغي عليهم أن يخصصوا بعض الاطروحات الاكاديعية لذا الموضوع . إن الذي أريد تسجيله هنا هو تعجي من سؤال أحد التعاونين - الذين تفضلوا باستضافتي إلى ناديم بغرداية - حينا وجه إل السؤال التالي : «هل تعتقدون أن الموانع الدينية الموجودة هنا تمح بتطظور مجع يبدو لي أن هذا السؤال يحرق مراحل تاريخية هامة . فإنه قبل أن يفكر أي جتع في نبي اشكال حضارية جديدة للتطور لا عليه أن يفكر أولا في المحافظة على جوهره وماهيته . ويحافظ على وجوده ء هذا الذي له الأولوية » فإذا حدث له انقلاب أو طفرة ء فإن التطور عندئذ يصبح بالنسبة اليه أشبه ما يكون بمر خطير فوق هوّة سحيقة دوق حواجز فإنه بعثرة قدم واحدة يتدحرج ساقطا في الحموة . وهو القوط في هوة التسول والكر ء والعهر › والتشرد . وعندما أسأل هل الموانع الدينية تمح للمجتع بالتطور» فإن' هذا السؤال يكون عندئذ كن يقول لماذا لا يحطم المجتع الحواجز لينتحر . إنني أعلم بالطبع أن الائل قد لا يقصد هذا ولكني أنا الذي ترجمته واستشففته من خلال نظرني إلى التاريخ والحضارة › وهي ليست نظرة السائل طبعا . ومهم يكن من أمرء فإن امجتع الميزابي قد حافظ بحكة وتبصر على الحواجز حتى يستطييع المرور من العصر الوسيط الى العصر الحديث في أمن 2 والواقع إنه توجد في هذا الجزء من الجزائر امكانات للتطور غير مقدرة وغير معروفة في باقي نواحي القطر . إمم قلة قليلة اولفك الذين يعرفون أن أول مدرسة عصرية انثأت بدينة (تبة) منذ ما يقرب من نصف قرن ۽ واقل من القليل من يعرف أن هذه المدرسة إا انشأها الشيخ عباس بن حمانة بعونة تاجرين من ميزاب اننا نرى هنا الوطنية الفتية والتقاليد الأصيلة (سمُوها إن شئتم موانع دينية) تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الشخصية الجزائرية في وقت كانت فيه مهددة تهديدا شديداء إن بداية هذا التطور الثقافي تعود إلى أواخر القرن الماضي زرت في بني يزفن المكتبة التي تحتوي على التراث القم الذي تركه الشيخ اطفيش . هذا العلامة الشهير الذي جاوزت شهرته حدود ميزاب › بال وحدود القطر الجزائري وأنا لا أتحدث هنا عن شهرته ونفوذه في المجبعات الاباضية الأخرى من عمان الى جبل نفوسه باعتباره 7 ضليعا . وانما تحدث عن تأثیره وشهرته باعتباره عالا مایا لا كثر ولا أقل » تفاعل مع الأخداث الكبرى التي كانت تشغل العالم ال في بداية القرن العثرين عندما كان العالم الاسلامي يواجه اخطر اللحظات التي مر بها في تاريخه . إن سليان الباروني الذي جس أم الفترات الدراماتيكية لامقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي لم يكن سوى تميذ من تلامذة الشيخ أطفيش ٠ وهذا له دلالته العميقة . أراني القم على مكتبة الشيخ أطفيش وهو من عائلته - أرافي الاوسمة العلمية التي حصل عليها قبل 1908 التي هي سنة الشورة التركية . حين حصل الشيخ على وام (الباب العالي) ». وحصل على 7 ت وسام من سلطان زنجبار » ووسام من الأكاديمية الفرنسية لقدرته العلمية . مات الشيخ في سنة 1910 في دويرة تفضل عليه بزیارتها من باب يؤدي إليها من المكتبة نفسها ء وهناك تحت السقف المتواضع القف . بخشب النخل كانت الحلقة التي يجتع فيها بتلامذته . ولم ينقطع هذا التيار الثقافي الذي تركه الشيخ بوته » فقد كان له من تلامذته من واصل مسيرته التي تعتبر ارهاصا للحركة الاصلاحية التي ظهرت بعد الحرب العالية الأولى في الجزائر . وكان الشيخ أبو اليقظان الذي زرته وهو على فراش الرض - من ألمع هؤلاء التلامذة . واليوم قام المعهد الاسلامي بمدينة القرارة معهد الحياة تحت الادارة الحركية الحازمة للشيخ بيوض بمد هذا التيار إلى مرحلة ما بعد الثورة حيث نجد التعريب من أم المشاغل والاهتامات الوطنية . لقد اتصلت بتلامذة المعهد في عدة لقاءات . هذه الشبيبة المجتهدة التي تواصل حمل هذه الرسالة وتحمي التقاليد الأصيلة دون أن تغفل مشاكل العصر ء إنما تعالج مشاكل العصر ولكن دون أن تكون سببا لإزاحة ال حواجز الواقية المشار إليها . وبالنسبة للاحتياجات المادية لتسيير المعهد فان المجتمع هو الذي يقوم بهاء الذي من خصائصه أن يكون كل فرد فيه من أجل المجموع وكل المجموع من أجل الفرد ء انما القاعدة السحرية التي تنظم الحياة والعلاقات في المجتمع الميزابي . ۹٠١ا ففي (العطف) حين تضررت الطريق المؤدية إلى غرداية بفعل فياضانات السيل فإن الشبيبة قامت على الفور باصلاح ما فد وفي (القرارة) حين تقرر بناء مسجد جديد فام الشباب على الفور بالعمل التطوعي › ان التطور هنا من أم قواعد العمل الاجتاعي . كان لا بد من إقامة أطول من أجل تفاصيل أكثرء فان ما كتيته هنا عبارة عن خواطر ملخصة كنت أسجلها صدفة . في (القرارة) قدموا لي ونحن في الواحة تحت النخيل امام الملسجد الذي عاد ولا شك لتوه من فلاحة نخلة » كان يلبس لباس الفلاحين بقامة معتدلة متمنطق بحزام غليظ ذي مسامير نحاسية › ويداه القويتان مخددتان من كثرة العمل . وفي (العطف) قت بزيارة اللسجد بين المغرب والعشاء فكان أن سامت على المؤذن الذي استقبلني في هيأة العزابة (الرداء) ا كان متوقعا » ولكني دهشت حين التقيت به صباح غد بلباس الفلاحين في إحدى أزقة العطف وهو عائد من حقله . من هنا عرفت أن العمل هو القاعدة التي تحك هذا المجتع . وهنا لا بد أن أسجل هذه الملاحظة الهامة. على الجزائري الذي يزور (ميزاب) ان لا يذهب اليه بهدف التصوير وأخذ المناظر الفتوغرافية ؟ يفعل السياح بحثا عن المناظر التقليدية ذات الألوان الحلية › وإنما ينبغى الذهاب الى هناك بضمير الباحث الذي يرغب في تزيق الاغلفة . فانه بعد تمز يها يجد ئي مبزاب شیئا هذا الجديد الذي هو ملكنا جميعا. (م . ب) ١اا و براءة الاياضة قلت إن أهم ما في توصيات مؤتمر عمان هو المبداً التوحيدي الذي انطلقت منه ٠ والمنهج العملي الذي دعت إليه في تجاوز الخلاف فوق ما هو عقیم من أسبابه . بقم : الأستاذ فهمي هو يدي استطاع مؤقر الفقه الإسلامى الذي انعقد في سلطنة عمان« ء أن يطفيء أحدث حريق مذهي شب في النطقة » منجزاً بذلك عملا توحيدياً جليلاً . يرجى له أن يتواصل على مختلف الجبهات المهددة بالاستغلال .٠ فقد حدث أن توجه بعض الشباب السعودي إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الإفتاء بالمملكة ‏ وسألوه قائلين : وفد علينا بعض أتباع اذهب الإباضي › فهل تجوز الصلاة وراءم ؟ - رد الشيخ ابن باز باللب ء وافى بان الإباضية فرقة ضالة » ولا تجوز الصلاة وراء اتباعها .. قالما الشيخ في كامات معدودة . كان لجا وقع الصاعقة على رؤوس نجمعات الإباضية في زماننا . الذين يتوزعون بين بعض دول شال إفريقيا وسلطنة عمان . إذ نكأت الفتوى جراحاً قديمة . وأثارت لغطاً عفا عليه الزمن . وفتحت ملفاً حسبنا أنه انفلق . وإزاء ذلك ٠ فقد تعين على الإباضية أن يجددوا سعيهم التاريغي ٠ ويرفعوا أصواتمم التي بحت .٠ ونم يحاولون إثبات براءتهم من تهمة الغلو والتكفير ومن وصة الضلال . الي تلاحقهم منذ اكثر من الف عام . والي (1)الأستاذ فهمي هو يدي (مصري‌كاتب .صحفي . شهير باهتماماته الأسلامية . (1) المؤتر عقد في شهر أبريل 1988 م . ۱۱۳ كلما ردوها » وظنوا أم دحضوها » ظهر بين المسامين من يعود للترويج ها وتجريح سمعتهم با » الأمر الذي يعود بالمشكلة إلى تقطة الصفر . وحسب الروايات الى تتردد في الكواليس » فقد سافر مفتي السلطنة الشيخ أحمد الخليلي ‏ إلى السعودية لتدارك الموقف » في مهمة يبدو أا ل تنجح . وبالقابل فإن مبعوثاً سعودياً رسيا زار السلطنة في محاولة لتطويق المشكلة بأن الخلاف المذهي ء إن تفجر بين رموزه › فينبغى ألا تكون له تأثيرات سلبية على العلاقات السياسية بين البلدين وإن رأي بعض أهل المذهب ليس هو بالضرورة ولا هو دائاً رأي اللطة في المملكة . في ظل تلك الظروف برزت فكرة الدعوة إلى عقد فقهي في مقط ء لحم المشكلة » وإعلان براءة الإباضية مما ترمى به . وفضل أهل لنظر أن يكون عنوان المؤتمر هو الفقه الإسلامي على إطلاقه . وأن يكون الفقه الإباضي أحد محاوره الأساسية . بحيث تمم مناقشة الموضوع › وتعلن لبراءة من جانب فقهاء الأمة » بصورة طبيعية وغير مباشرة » فيطفاً الحريق في هدوء » ويرد الاعتبار ء وتهداً النفوس الفاضبة والقلوب الجريحة ٠ بين عامة الإباضية وخاصتهم . أكثر الذين دعوا للمشاركة في المؤتمر لم يكونوا على علم بتلك الخلفية › ولكن قاممة المدعوين كانت توحي بأن هناك نوعاً من ( الاستتفار ) الفتبي . لمواجهة أمر طاريء له أميته فقد كان في املقدمة كل رموز الأزهر » شيخه ووكيله ورئيس جامعته ء وأمين بمع البحوث الإسلامية › ومفتي مصر ٠ واثنان من وزراء الأوفاف السابقين » غير نفر من أساتذة الشريعة والأصول . من ناحية أخرى » فقد شارك من السعودية رئيس ممع الفقه الإسلامي ٠ ومن الأردن وزيرا الأوقاف والشباب ( وله مؤلف ١٤١١ا عن الإباضية ) إضافة إلى المفتي وميد كلية الشريعة ٠ وشيخ فقهاء الشام الماصرين ٠ الشيخ مصطفى الزرقا . كان بين المشاركين أيضاً مفتي سوريه ومثلو كليات الشريعة في مختلف الجامعات الخليجية ء وعدد من فقهاء الإباضية في تونس والجزائر » غير فقهاء المذهب في عمان بطبيعة الحال . ورغ أن البحوث المتعلقة مباشرة بامذهب الإباضي لم تتجاوز خمسة من بين 14 بحشاً عرضت على المؤقر ء إلا أن محاور البحث الأخرى كانت متصلة بالموضوع بصورة غير مباشرة » إِذ أا ركزت على وحدة الأمة الإسلامية ء ومرونة الفقه الإسلامى » وبجالات الاجتهاد عند فقهاء السلمين . وكأن الرسالة التي أريد لجذه الأبحاث أن تبلغها للكافة هى : أن وحدة الأمة الإسلامية أمر لا ينبغى التفريط فيه ء وأن الإسلام يحمل كل اجتهاد لا يخل بأصوله » فارفعوا أيديكم عن الإباضية › ودعوا مذاهب المسامين تتعايش ولا تتنازع . ورغ أن موضوع المؤقر هو الفقه الإسلامي إلا أن الشعارات الي رفعت والايات التي قرئت واللافتات التي وزعت في العاصمة كانت تركز على أمر واحد هو : وحدة المسامين والدعوة إلى نبذ الفرقة بين أهل الملة . وهذه المعاني ذانها » سجلها منظمو المؤتمر ء في الكراس الذي وزع على الجيع ء وتضن عناوين البحوث وبرنامج العمل ففي اللقدمة أشير إلى أن للندوة أهدافاً ستة بينها : تعارف عاماء المسامين » واللعي لتحقيق الوحدة الإسلامية ء والالتقاء تحت مظلة الإسلام التي تحمي سائر الاجتهادات ورأب الصدع وجإولة القضاء على ما يدعو إلى الفرقة . ويوم افتتاح المؤقر ‏ التاسع من أبريل - خرجت صحيفة مان اليومية الرئيسية بمقال افتتاحي لأحد مشاهير الكتاب العانيين - حمود بن سالم ١۱اب 'ليابي ‏ تحت عنوان ( متى يكون في اختلاف العلماء رحمة ) ؟ - وفيه دعا إلى ( ضرورة تنقية الفقه الإسلامي من الشوائب التي بعض الاو يلات الخاطئة ) - وفهم آنه يعني هذه الإشارة مختلف الاتهامات التي رددما كتب التراث حول سلامة عقائد الإباضية .٠ وفي موضع آخر من المقال » أخذ الكاتب على بعض الفقهاء تورطهم في « التسابق والتنافس لاستعراض مناقب مذهبهم . وتكفير مخالفيهم › مهيا كانت شس ال حت هي نيام الي على وجوههم » .. ولم يکن هؤلاء الأخيرون سوى أتباع المذهب الإباضي › الذين لاحقتهم الاتمڄامات › وافتى الثيخ ابن باز ببطلان الصلاة وراءم .. وأيّ كان الأسلوب الذي اتبع في إخراج الموضوع » فإن مختلف الشواهد كأنت تدل على أن أساس الور ومرماه هو : تبرئة ساحة الإباضية ورد الاعتبار لمم . وهو هدف مشروع . وبلوغه مطلوب من قبل كل الداعين لى وحدة المسلمين » ولم شل شراذمهم المبعثرة » خصوصاً في زماننا الذي خضط فيه لمتقبل العالم الإسلامي على أساس تفتيته وتقطيع أوصاله › وتفجير الصراعات المذهبية بين اهله . وما مثل لبنان منا بعيد ! وحتى لا نظلم الشيخ ابن بازء فإن الإنصاف يقتضينا أن نقر بأن الرجل لم يبتدع ما قاله ولم يختلقه » وإنما كان في حكه مستنداً إلى ما ذكرته كتب اللف حما ذكرنا توا . وفي مقدمة تلك الكتب ( مقالات الإسلاميين ) . للاشعري ‏ و( الفرق بين الفرق ) » للبفدادي - و( الفصل في الل والنحل ) لابن حزم ل والتحل ) الشهرستاني . وكتاب الاشعري صدر في الربع الأول من القرن الرابع الحمجري . أي أن مره يتجوز ألف عام . وفيه عديد من الإشارات إلى ضلال الإباضية › وانتايم إلى الخوارج واتهامهم لخالفيهم بالكفر دون الثرك . وعنه نقل أكثر ٦١۱۱س لاحقيه ممن كتبوا عن الإباضية ولم يتح لم أن يطلعوا على مؤلفات أصحاب المذهب ء ليتحققوا من مدى صحة تلك « القالات » . ومنذ اثني عشر عاماً - في سنة 1976 صدر في مصر كتاب لأحد فقهاء الإباضية » هو الشيخ علي يحي معمر ‏ عنوانه ( الإباضية بين الفرق الإسلامية ) - وفيه جمع كل مقولات السلف وال خلف ء وكافة الاتهامات الى وجهت إلى المذهب ودعاته » وفندها جيعاً .ءوهو يتولى الرد عليها . وقد هدم مقولات الأشعري . مثبتاً أن فرق الإباضية التي أشار إليها وأسماء الفقهاء الذين » لا وجود لم على الإطلاق . لا في تاريخ الإباضية أو مصنفاتمم - واتتهى إلى أن الأشعري « لا يعرف عن الإباضية شيئاً › وأن أكثر ما كتبه لا علاقة طم به » ولا علاقة له م » . وذهب المؤلف إلى أن الإباضية ليسوا من الخوارج غلامم أو معتدليهم . وكونهم رفضوا أن يظل الح حكراً على قريش »٠ واعتبروا التحكم بين علي ومعاوية خطاً ما كان له أن يقع » فإن ذلك لا يصنفهم ضمن الخوارج . فالإباضية ‏ بنص عبارته ‏ لا يريدون أن ينتسبوا إلى الخوارج » ولا يحسبون أنفهم كذلك ء ولا يعتزون بالخارجية . لسبب بيط هو : لا يحكون على غيرم من المسلمين بأحكام المشركين › ولا ينفذون فيهم تلك الاحكام ‎ )‏ ( ص 417 ) . استشهد الشيخ معمر بجا كتبه الدكتور مصطفى الشكعة - صاحب كتاب ( إسلام بلا مذاهب ) عندما قال إن الإباضية رموا بتهمة الخوارج لاهم رفضوا القرشية . أي التزام كون الإمام من القرشيين . وأضاف إن التقاءم مع الخوارج في هذا اموق ٠ إضافة إلى تخطئتهم للتحكم بين علي ومعاوية . هو الذي فتح عليهم باب الاتامات التي لاحقتهم منذ العصر الأموي . وحتي العصر الحديث . ۱۱۷ لقد اتممهم الأمويون بأنم خوارج بسبب موقفهم من الإمامة القرشية › ولاحقوهم بتلك التهمة » ثم جاء أعوانمها فاخترعوا للإباضية عقائد وشنائع بثوها عنها » فانتثرت بين الناس ء وقامت خائلاً دون أن يفهم بعضهم البعض . واختفى في زحة النقاش السبب الرئيسي للموضوع › وطغت تلك وراجت › حت تناولتها الاقلام بالإثبات والترسيخ ( ص 159 ) . وما استشهد به الشيخ معمر أيضاً » وهو يبريء الإباضية من الانتساب إلى الخوارج » ما كتبه الأديب عز الدين التنوخي » عضو المجمع العربي بدمشق » أن من دلائل « جهالتنا بيان وأهلها ء أن السواد الأعظم من العرب والمسامين يظنونم من غلاة الخوارج » ... مع أن إطلاق لفظلة .الخوارج على الإباضية عند واحد من فقهائهم ‏ هو أبو إسحاق طفيش - يعد من قبيل الدعايات الفاجرة التي نشأت عن التعصب السياسي أولاً › ثم عن التعصب المذهي ثانيا » لا ظهر غلاة الخوارج ( ص 133 ) . لقد أصر الشيخ معمر على أن الإباضية من أهل السنة وليسوا من الخوارج » وإلى هذا يذهب أكثر فقهاء الإباضية المحدثين إلا أن الاتجاء الغالب بين الباحثين المعاصرين يصنفهم باعتبارم من معتدلي الخوارج . بهذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه عن المذاهب الإسلامية › والدكتور عوض خليفات أستاذ التاريخ بالجامعة الأردنية ووزير الشباب الحالي في مؤلفه ( نشأة الحركة الإباضية ) . ومن الطريف هنا أي وجدت أحد الباحثين يضع الإباضية في تصنيف ثالث » بعيداً عن السنة وعن الخوارج › فيعتبرم من فرق الشيعة ء رغ إشارته (!) إلى أنجم ينتسبون إلى عبد الله بن إباض › الذي وصفه بانه من زعماء الخوارج والباحث هو الدكتور السيد المطري ء الأستاذ بجامعة املك عبد العزيز . وعنوان كتابه › الذي حمل اسم لجنة البحث العامي بالجامعة ۱۱۸ا هو : ( دراسات في سكان العالم الإسلامي ) . وقد أحالنا الباحث في صدد هذه المعلومة إلى كتاب ( البلدان الإسلامية ) » الذي صدر في السعودية أيضاً ( سنة 1979 م ) لثلاثة من كبار الأساتذة امهتين بالدراسات السكانية في العالم الإسلامي . . هذا التفاوت في تصنيف الإباضية يعكس جانباً من الالتبناس الذي أحاط بمذهبهم وأهله طوال القرون التي اقضت من التاريح الإسلامي › وكان سبباً في حيرة بعض الباحثين وتخبطهم . فهم خرجوا فعلاً على الإمام علي ومعاوية بن أي سفيان » لكنهم يبرؤون من الخوارج . والتقاؤم مع الحوارج في الموقف السياسي › م يؤثر على التقائهم مع أهل السنة في لوقف الفكري أو الفقهي . وم ينسبون إلى عبد الله بن إباض ء بيا المؤسس الحقيقي لمذهبهم هو الإمام جابر بن زيد . وم داُا کانوا جزءا من جقرافية الواقع الإسلامي ء لكنهم أسقطوا من الحسبان عندما كتب التاريخ الإسلامي !. وعلى كثرة وفخامة مصنفاتم الفقهية ء فإنها لم تر النور إلا منذ سنوات قليلة » عندما أنشأت سلطنة عمان وزارة للقراث القومي » نمضت بتلك الهمة . لقد لاحقهم الأمويون عملياً وأدبياً » منذ وقفوا في وصف المعارضة لهم » كا ذكر الدكتور الشكعة بحق . وعندما برز عبد الله بن إياض متحدثاً بأسمهم ومناظراً نخالفيهم » فإمم أرادوا به ستر قيادمم الفكرية الحقيقية › اللمثلة في الإمام جابر بن زيد ( ولد حوالي سنة 20 هجرية وعاش حتى هاية القرن الأول ) . وهو يعد من التنابعين المرموقين » المارفين بكتاب اله » وباعه لا ينكر في رواية أل حديث » وفي الفتوى ء التي كان يباشرها مع الحسن البصري › في البصرة وفي غيرها . وبسبب من تلك الملاحقة › فإن الإباضية اتجهوا إلى مناطق الأطراف ء ۹١۱٠۱ من بطش الحكام والولاة . فنزح بعضهم إلى ما وراء جبل عمان ۽ في ركن فصي من الجزيرة العربية . وهناك أقاموا دولتهم ( سنة 132 ه ) التي ما زالت قامة إلى الآن . وانطلق آخرون متهم إلى الثمال الإفريقي والأندلس . فأقاموا دولة في ليبيا ( سنة 140 ه ) استرت ثلاثة أشهرء انسحبوا بعدها إلى منطقة جبل نفوسة في أقصى الجنوب . وكذلك فعلوا في الجزائر ء أقاموا دولة استمرت ثلائين عاماً ( 160 - 190 # ه ) ثم نزحوا إلى وادي ميزاب . واستقروا هناك ولا يزالون . وفي تونس تتركزوا في جزيرة ( جربة ) . حتى الان . وفي الأندلس اعتصوا بجزيرتي ( ميورقة ومينورقة ) » ثم غادروها إلى الثال الإفريقي » بعدما سقطت دولة المسامين . ومن الإباضية جماعة استقرت في واحة سيوه » بصحراء مصر . وتعد دار الكتب المصرية مصدراً هاما لخطوطاتجم . وفقيههم أبو إسحاق طفيش ء الذي أشرنا إليه ء كان أحد موظفي الدارء وإن صرف كل جهده لتحقيق تلك الخطوطات ودراستها . بهذا الاحتاء بالناطق النائية » غدت تجمعات الإباضية بعيدة عن الأنظارء وغائبة عن المعترك السياسي والفكري الذي ارتبط بمقر الخلافة في الشرق العربي . مما سام في التجهيل بم فضلاً عن الترويج ختلف الاتهامات التي الصقت بهم › وفي مقدمتها نسبتهم إلى الخوارج وإضافتهم إلى من ضل في فرق المسامين . ورغ أن عدد الإباضية الآن قد لا يتجاوز مليونين من الأشخاص ۾ إلا أن الحركة الإباضية كان لما حضورها في التأريخ الإسلامي › الذي لم يظهر £ في ا مامش : الصحيح ان الدولة الرسقية دامت من (160 ه الى 296 ه) ١۲اب يحجمه في مختلف كتب التراث » وما ظهر منها إما جاء مشوهاً » أو مبتسراً للغاية . والشكوى من ندرة المعلومات في هذا الصدد ء سجلها أساتذة التاريخ الذين تناولوا الحركة الإباضية › وفي مقدمتهم الدكتور سعيد عاشور والدکتور عوض خلیفات . فوسوعات التاريخ الإسلامي لا تمر على عمان وأهلها الإباضية إلا مروراً سريعاً وخاطفاً . ودورم في الأندلس غير مذكور على الإطلاق . وعلماء الإباضية لا يشار إليهم في كتب الطبقات . وأشهر تلك الكتب طبقات أبن سعد لم يذكر سوى الإمام جابر بن زيد في عرض مقتضب . ولفت ذلك نظر بعض الباحثين العانيين › فقرر مؤلف كتاب ( مان تاريخ يتكلم ) » أن ابن سعد أشار إلى الإمام ابن زيد ( رغ أنفه ) ! ۱ حسناً فعل مؤقر مسقط ء عندما ركز على فقه الإباضية ء ولم يتف بأمر تصنيفهم أو مانسب اليهم من امات في الموقف أو في العقيدة ء فتحديد طبيعة الفقه ومصادره وركائزه كفيل بحسم کل ما ينبني بعد ذلك من استنتاجات أو تأويلات . إذ الخوض في التاريخ لا طائل من ورائه ء والجدل حول رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة الذي يقول الإباضية باستحالته بينا يقرر آخرون وقوعه › ويرون الخالفة فيه من قبيل الاجتهاد في شأن العقيدة الذي يستدل به على الضلال .. هذا الجدل يظل من قبيل الثرثرة في شأن عام الفيب ء التي تضر ولا تفيد . بالتالي ء فقد أصبح الحوار حول منابع أصول الفقه الإباضي هو الاختيار - أو الاختبار - الصحيح . من هذه الزاوية تلفت أنظارنا في الأبجاث المقدمة ء العتاصر والإشارات التالية : ١۱۲ في بحث الدكتور يحى مد بكوش ( الجزائر ) حول مدرسة جابر بن زيد وأثرها في الفقه الإسلامي مسح للظروف الي نشا فيها ذلك الفقه . من حيث الزمان وإلكان . ذلك أن بيئة العراق » التي ظهر فيها الفكر الإباضي » تعرف تار خا مدرسة الرأي والاجتهاد والاستنباط في الفقه الإسلامي ء التي أفرزت عديداً من الأمة الذين كانوا من كبار التابعين . جابر بن زيد في القدمة من هؤلاء » ومعه الحسن البصري وعلقمة بن فيس › وإبراهم النخعي . ۱ ف فى الوقت ذاته ء فقد كان لاعلام هذه المدرسة نصيبهم الوافر من علوم الحديث . وثبت أن جابر بن زيد كان كثير الترحال إلى الحجاز ء ولزم عبد الله بن عباس » حتى عرف أحدها بالآخر . وقد اعتبر جابر بن زيد أحد السنة في البصرة » حتى وثقه جميع تقاد الحديث ء وأجمعوا على عدالته وضبطه . بل إنه اعتبر من رجال أصح الأسانيد . وقد استفتي عبد اله بن عباس مرة في أمر فقال : عجباً لأهل العراق » كيف يحتاجون إلينا وعندم جابر بن زيد › لو قصدوا نحوه لوسعهم علمه . الخلاصة أن ابن زيد ‏ مؤسس المذاهب ‏ نشاً في عصر كبار التابعين . اللذين تحرروا من التقاليد ومن التعصب › ولم يكن يلزمهم سوى القيود الشرعية امتفق عليها بين أهل الثقة والورع . وكان هذا العصر هو حلقة الوصل بين عصر النبوة والصحابة › وعصر تكوين المذاهب الفقهية الي ظهرت فیا بعد . ۱ فدرسة جابر بن زيد هي الي أفرزت الفقه الإباضي ء الذي انتشر مبكراً في مان وامغرب وحضرموت . ومدرسة إبراهيم النخعي هي الي خرّجت الإمام أبو حنيفة ومذهبه الذي انتشر من الكوفة إلى أرجاء العام الإسلامي . وفكر سعيد اليب هو الذي تطور وتأصل من بعد على يد م ٩ م الإمام مالك ومذهبه المعروف .. وهكذا . في البحث الذي قدمه الفقيه التونسى الدكتور فرحات بن علي الجعبْيري » حول دور المدرسة الإباضية في الفقه والحضارة الإسلامية › خلص إلى أن هذه المدرسة سلكت منذ يومها الأول املك المتفق عليه في الفقه والاجتهاد » فاعتبرت مصادر الشريعة الاساسية في الكتاب والسنة والرأي . وفي ذلك رد على من يدعون أن الإباضية فرقة مبتدعة وبعدما تغيرت هذه النظرة في الدراسات الحديثة › إلا أن الباحث سجل اعتراضه على إشارات الكتاب المعاصرين إلى أن الإباضية أقرب المذاهب إلى أهل السنة . وتساءل في هذا الصدد : لماذا هذا التصنيف بعد أن أثبت أن المذهب الإباضي أسبق المذاهب اعتاداً على السنة اعتاداً كلياً في تأصيل الشذريعة ؟ أضاف الباحث إن : أثر العقيدة الإباضية واضح في الفقه » ويتثل في اعتبار العمل لا يتجزاً من الإيمان . :وفي اعتقاد الخلود لمن يوت مصراً على الكبائر» ويتجلى هذا في كثرة التحري » مما جعل الناس بالتشدد والغالاة . والفرق واضح بين الذي يجتهد في تحري الحقيقة داخل إطار النص › وبين الذي يخرج عن النص فيحمله ما لا يتحمل . انطلق بحث الدكتور إبراهيم عبد العزيز بدوي ( جامعة الأزهر ) من ذات المنطلق في بحثه حول دور المدرسة الإباضية ‏ فذكر أن المذهب ( الإباضى ) ليس مستحدثاً . وإنغا نشا متأصلاً على القواعد الصحيحة . مدعا بالأصول الواضحة الثابتة . فبالنظر والتتبع › لا يوجد في فقهه ما يخالف الكتاب ولا السنة النبوية . ولا موم الأصول التي اتفق عليها المسامون جميعا وأضاف إن الأصول ثابتة وراسخة لا خلاف فيها . أما ما كان من ۱۲۳ خلاف في بعض المسائل الفرعية فإنغا يرجع إلى فهم النصوص من الكتاب والسنة » وإستخراج الأحكام الشرعية العملية منها . وهذا لا يؤثر على نشأة الاجتهاد في شيء ولا في عل المجتهد . في موضع آخر من بجثه قال : بالرجوع إلى فقه الإباضية » تجد أن المسائل التي خالفوا فيها الحنفية مثلاً › اتفقوا فيها مع الشافعية أو المالكية ا و الظاهرية . وما خالفوا فيه مذهباً وافقوا فيه الأخر . أما المسائل النادرة التي خالفوا فيها جملة أهل السنة » تجد فيها إما رأيا واحداً عندم . أو رأيين أحدهما خاص با » والآخر يتفق مع مذهب من مذاهب أهل السنة . وإذا كان للإباضية رأيهم المنفرد في بعض الحوادث التي يكن حصرها » فإنك تجد الاختلاف بين مذاهب أهل السنة أنفسهم في كثير من الحوادث والفروع التي لا يكن حصرها . لقد تابعت مناقشات مؤتقر مسقط ء الذي عقد في رحاب جامعة قابوس . وكان أهم ما لا حظته أن جل الجدل ثار حول مختلف الموضوعات الأخرى التي تناولتها البحوث ء كان الاتفاق عاماً حول المحاور الأساسية لما تعلق منها بالفقه الإباضي حيث لم يبادل فيها أحد › ولم يختلف . وهو ما يعني أننا كسبنا جولة مهمة في معركة وحدة الصف الاسلامی . ٠ الحمد لله . خطوتان إلى الأمام هذه عناوين هامة › أرشحها لصدارة أحداث العالم الإسلامي ئي سنه 1988 : دعا مؤتمر الفقه في عمان إلى فض الاشتباك بين ١٤۱۲ مختلف المذاهب الإسلامية ‏ طالب ممثلوا فقهاء الأمة بتجميد صراعات القرن الحمجري الأول وإغلاق ملفات الفتن والأحزان التي شهدتها تلك المرحلة ‏ أوصوا بمداومة اللقاء بين فقهاء المذاهب الإسلامية بعيداً عن المنافسات المذهبية والعصبية ‏ حثوا أهل العلم على دراسة المسائل الختلف عليها في فقه المذاهب الثانية وتحقيق أدلتها والترجيح بينها ء دون التزام بمذهب معين . بعدما بدد المؤتمر مختلف الغيوم والشبهات المثارة حول الفقه الإباضي » وبرأهم من تهمة تكفير مخالفيهم » وقرر في إحدى التوصيات انهم يستمدون فقههم من الاصول الشرعية المعتمدة › ويجلون كل الصحابة ويحترمون مقامهم › وطالب في توصية أخرى يإخراج كنوز الفقه الإباضي وإتاحتها للباحثين ... بعدما حقق المؤتقمر هذا الإنجاز . تعرض للمحيط الإسلامي العام ›ء وسجل تلك التوصيات التي مررنا بها › والتي تشكل منعطفاً مها على صعيد وحدة الصف الإسلامى ء إذا أخذت مأخذ الجد . لا يستطيع المرء أن يذهب بعيداً في التفاؤل › ليحسب أن عهداً جديداً بدأ في العلاقة بين المذاهب الإسلامية أو أننا بصدد بروتوكولات لفقهاء اللسلمين » تحدد خطى المستقبل وترسم معاله . فعهدنا بتوصيات الؤترات العربية أن القول فيها منفصل عن الفعل ء وأن الضجيج فيها أكثر من الطحن . ولأن شككت تلك الخلفية في مدى فاعلية توصيات مور عمان ء لكنها لا تقلل من أهيتها الفكريّة والنظرية على أية حال . والأهية منصبة على الموقف الذي سجله المؤرء والذي أحسب أن أجل ما فيه هو البداً والنهج . عي مبداً فتح الأبواب بين مختلف المذاهب »٠ ومد الجسور ٥١۱۲ا بين أتباعها من المسلمين » من أجل تحقيق التقارب والتفام لا التتابذ والتخاصم . كا أعني بالنهج تحجميد صراعات الأمة التي خلت ء وإغلاق ملفات الخلافات التي لم يعد لإحيائها معنى أو جدوى » سواء تلك التي تتعلق بقرشية الحاك أو يإمكانية رؤية وجه الله يوم القيامة › أو بطبيعة دور الإمامين جابر بن زيد وعبد الله بن إباض في رفض التحكم بین .مير الؤمنين علي بن أي طالب أو معاوية بن أبي سفيان » أو حتى تلك التي تتعلق بأحقية الخلافة بعد وفاة الي عليه الصلاة والسلام › وهل تكون لعلي أم لأبي بكر ومن بعده عم بن الخطاب ؟! لقد هيمنت على بحوث المؤر ومناقشاته وتوصياته روح التوحد والرغبة في التلاق والانطلاق نحو المستقبل لا الاستغراق في حسابات الاضى . وتلك أمور كانت كفيلة بتوفير أسباب التجاح لامر . ولعلها تنبهنا في الوقت ذاته إلى حقيقة هامة في شأن العلاقة بين مختلف المذاهب الإسلامية » أشرت إليها في معالجات سابقة لذا اللوضوع الدقيق . وهي أن بين مذاهب المسامين المعتبرة عديداً من مواضع الاختلاف › كا أن بينها عديداً من نقاط الاتفاق › والتعامل مع القضية من مدخل الاختلاف أو من باب الاتفاق وثيق الصلة بالموقف الأساسى للباحث ء وما إذا كان ساعياً إلى وحدة الأمة وتأليف قلوب أبنائها أياً كانت مللهم ونحلهم › أم انه مشغول بهدف اخر مذهي أو عنصري أو سياسي يتقدم في الاولوية على وحدة الامة والتئام صفها . وقد كان واضحاً منذ بداية مؤتمر مسقط أن المشاركين فيه دخلوا إلى قاعة المؤتمر من باب الاتفاق وليس من باب الاختلاف وبدا هذا الموقف أكثر ما بدا في الجلسات التي عرضت خلالها الأبحاث المتعلقة بالمذهب الإباضي.ء رغم أن الموضوع يحټل ١٦۱۲ب جدلاً طويلا لمن أراد أن يجادل أو ينازع فالتاريخ ‏ كالفقه ‏ جال أوجه . حقاًء كان موقف الفقهاء المشاركين يتم بقدر كبير من الإحساس بالمسؤولية والرغبة في التلاي . ؟ ذكرت . لكن المرء لا يستطيع أن يسقط من الحسبان الدور الذي لعبه المناخ السيامي في صياغة ذلك الموقف . فالدول التي شاركت في المۇتمر بحضور مكثف › تربطها بسلطنة عمان علاقات حميمة في الأساس . فتمثيل الأزهر وجامعته بأربعة عشر عضواً يتقدمهم الإمام الاكبر › إن عبر عن عناية الازهر المعهودة بالقضية وبوحدة الأمة » إلا أنه يعكس أيضاً مدى الحرارة التي تتم بها العلاقات بين مصر والسلطنة . وهو ما ينطبق أيضاً على الوفد الأردني › الذي ضم اثنين من الوزراء علاوة على المفتي وعميد كلية الشريعة . والذي كان حجم التمثيل فيه معبرا عن خصوصية العلاقة بين الأردن والسلطنة . ولا غضاضة في ذلك بأي حال . فاستثار امتاخ السياسي لتحقيق التقارب بين مذاهب المسامين › أسلوب مشروع لبلوغ هدف مشروع . وهو أمر نقبله ونحبذه › ا أننا قبلنا وحبذنا فكرة التقارب بين السنة والشيعة الاثني عشرية الي ولدت في مصر إبان الأربعينيات › وقيل إنها ولدت في ظل التقارب السياسى بين البلدين » الذي نشا في أعقاب اللصاهرة الي قامت بين شاه إيران وملك السابق » حيث عقد الأول قرانه على شقيقة الثاني !.. وقدر ليرة التقريب أن تسر حوالي ربع قرن بعد ذلك بيغا فشلت الزيجة بعد سنوات فليلة ! وما يمنا في هذا الشق أن الخلافات المذهبية بين فرق المسامين ۱۲۷ تتأثر سلباً وإيجابياً بالظروف السياسية » ناهيك عن أن الخلاف اليامي حول قضية الإمامة › كان الشرارة الأولى التي أدت إلى تقيم المسامين في القرن الحمجري الأول إلى سنة وشيعفة وخوارج › بالتالي » فليس صحيحاً داماً أن الخلاف المذهي هو كه شأن عقيدي › لأن للخلاف السيامي دوره الذي لا ينكرء في الماضى وفي الحاضر أيضاً . وليست بعيدة عنا تلك الحاولات التي تبذل الآن لتفجير عناصر الصراع المذهي بين السنة والشيعة › مستثرة المناخ السلي الذي أفرزته الحرب العراقية الإيرانية . قلت إن أهم ما في توصيات موقر مان هو المبدا التوحيدي الذي انطلقت منه › والمنهج العملي الذي دعت إليه في تجاوز الخلاف والارتفاع فوق ما هو عقم من أسبابه . وتحت كل من العنوانين هناك الكثير ما ينبفي أن يقال ء سواء لإثراء لفة الخطاب الإسلامى المعاصرء أو لتصحيح صيفة الأداء من جانب الشتغلين بالعمل الإسلامي . ذلك أن المرء يكاد يفتقد المنطق التوحيدي في الطاب الإسلامي الذي تتعدد منابره وأصواته في زماننا . فضلاً عن أن الاداء الإسلامي › ثلا في بعض فصائله الكبيرة لم يستوعب بعد فكرة ( نجأوز المراحل ) » سواء تمثلت في عملية تجميد الصراعات العقية أو إغلاق اللغات القدمة . وقد أزع أني أحد الذين شغلوا أنفهم بالأمرين معاً منذ سنوات . فلى في قضية وحدة الصف الإسلامي أبحاث وكتابات متواضعة » قدمت لبعض الندوات » أو نشرت في عدد من المجلات الثقافية . كان آخرها ما نشرته يي حنة ( العربي ) التي تصدر في الكويت » في حلقات سبعة أشهر نحت عنوان : ( إشكالية الأخر في التفكير الإسلامي ) . وقد عالجت فيه ۱۲۸ب علاقة المسلمين بالعالم الخارجي › وبغير المسامين في داخل ديارم › وبالاخر الياسي.( نظام الأحزاب والمعارضة ) › أو بالآخر المذهي › الذي يعنينا أمره الان .٠ بالتا لي » فا قيل حول العلاقة بين مذاهب المامين ء إذا كان قد حقق مصلحة أكيدة ‏ على الصعيد الفكري - فإنه أيضاً صادف هوى في نفسى . من حيث إنه أحد مداخل المشروع الحضاري الإسلامي ء الذي ندعو إليه ونحلم به . وهو المشروع الذي يتجاوز الحركة والمذهب والعرق › ويطرح نفسه كصيغة للمستقبل تظلل الجيع ء بمختلف مذاهبهم وديانام › ومدارسهم الفكرية والسياسية . وإن كان في التطبيق يخضع لسن الو الطبيعية » مبتدئاً بالوطن › ومنتهياً بالناس كافة » وماراً بالأمة العربية › غم الأمة الإسلامية . في ظل هذا المنطق فإنه قد لا يكون مفهوماً أن نبادر إلى مناقشة وحدة الأمة الإسلامية بيبا قضية الوحدة الوطنية لم تستقر بعد في صيفة متفق عليها بين مختلف الأطراف . وفي إحدى الندوات الي شهدا وطرح فيها هذا الموضوع 4 قال أحد الباحثين اللبنانيين متدرا :إن هناك من يقفز إلى الحديث عن الوحدة الإسلامية › بيا نحن في بيروت نواجه مشكلة حادة في تحقيق الوحدة بين شارعين اثنين في المدينة الواحدة ! وحتى لا يحدث مثل هذا الالتباس › فمن الهم أن يكون واضحاً أن قضية الوحدة الوطنية في كل قطر هي ما ينبغي أن يحتل المقام الأول بلا منازع ‏ في أولويات الخطاب الإسلامي › لأسباب بديهية أحسب أنما ليست بحاجة إلى شرح . بالقدر نفسه ء فإننا ننبه إلى أن حديثنا ‏ فيا نحن بصدده الآن - يتصب على وحدة الصف الإسلامي وليس عن دولة إسلامية ۱۲۹ واحدة . أي أننا نستخدم كامة الوحدة بمفهومها الاصطلاحي وليس الدستوري . ذلك لا ينبغى أن تتداخل وحدة الصف الإسلامي مع مفهوم وحدة الوطن » عندما تتعدد الانقاءات المذهبية في الوطن الواحد وهو الحاصل في العديد من دول الخليج وشبه الجزيرة العربية والعديد من بجتمعات المسامين في آسيا » وشبه القارة الجمندية في مقدمتها . أ وإذا اتصرف حديثنا هنا إلى وحدة الصف الإسلامي ء فذلك لا ثل دعوة إلى إعادة ترتيب الأولويأت › وإنما هو يعكس ‏ فقط ‏ تسليط الزيد من الأضواء على قضية طرحت نفها على الساحة » وبحثت في. مۇر فقي كبير › وعولجت بقدر ملحوظ من التوفيق والتسديد . وفضلاً عن ذلك فهي فرصة للحوار حول مشروع التصور الذي عرضته للمناقشة في أاكثر من منتدى فكري › حول تلك القضية الدقيقة الى يلوح بها بين الحين والآخر» لتكون سبيلاً إضافياً إلى اللزيد من الشرذمة والتفتت . في صدد الموضوع ننبه إلى أمرين : أولما أن هذا الذي ندعو إليه ليس ابتكاراً ولا ابتداعاً . ولكنه حلقة في مسيرة بدأها آخرون ء ممن التقوا على دعوة التقريب بين المذاهب › وعملوا ا › منذ نصف قرن من الزمان ء وي مقدمتهم بعض عاماء الأزهر ونفر من أعلام العمل الإسلامي في مصر. وبعضهم لا يزال حياً إلى الآن » في مقدمتهم الشيخ عبد العزيز عيسى › مقرر لجنة التقريب سابقاً ووزير الأوقاف لاحقاً . ومن السابقين في هذا الحقل أيضاً ء الشيخ محمد الغزالي › الذي سجل موقفه ذاك في كتابه ( دستوؤر الوحدة الثقافية r الإسلامية ) » وفيه قدم مشروعاً من أربع نقاط محددة ليكون أساساً ما أمماه بالتصالح والإخاء بين السنة والشيعة . الأمر الثاني أن الدعوة إلى وحدة الصف ء لا يراد بها دمج مذاهب المسامين في فرقة واحدة ولا حتى إلفاء المذهبية . وإنما هي تستهدف بالدرجة الأولى توفير سبيل للتعايش الكريم بين أتباع المذاهب في غير خصومة أو تعصب ء› والتعامل مع هذه المذاهب بحسبانما مدارس فكرية › وليست « ميليشيات » متناحرة . وهي تستهدف أيضاً فتح الأبواب أمام أهل العام من فة الأطراف للتلاقي ومواصلة الحوار › لتصحيح المعارف والمعتمدات . ودون الدخول في التفاصيل ء فإني أحسب أن السعى إلى وحدة الصف الإاسلامي ينبفي أن ييز بين فرق تتفق في أصول الاعتقاد وتختلف في الفروع » وهي التي يتعين علينا أن نركز جهود التوفيق والتقريب في نطاقها . وفرق أخرى تدعي انتاءٌ للإسلام وقد تد اختلافها في الأصول › وهذه ينبغي ألا يفرط فيها حتى لا توظف لصالح الغيرء وإنا يتم التعامل معها على أساس سياسي وحضاري . وفي كل الحالات فإن فض الاشتباك بين هذه المذاهب ينبغي أن يسبق أي دعوة للحوار أو التقارب . إذا حاولنا تنزيل هذه الفكرة على الواقع › فقد نتدرج بالدعوة إلى وحدة الصف على النحو التالي : مستوى يوحد عنده الصف السّني : بالأخص في الجنوب المتعلق بالحرب المترة التي يشنها على المتصوفة . - مستوى يتحقق في ظله التعايش والحوار وحسن الجوار بين المذاهب التي قلنا إنما لا تختلف مع أهل السنة في الأصول ء ١۱۳ أو من يسمون بأهل القبلة › وهم الشيعة الاثني عشرية أو الجعفرية والزيدية في الهن › والإباضية في عمان والشمال الإفريقي › وقاديانية لاهور بباكستان › الذين ا يؤۇمنون بنبوة غلام أحمد القادياني . أما الجماعات التي تنسب نفسها إلى الإسلام » وتختلف مع أهل القبلة في بعض الأصول ء فصياغة العلاقة معها تحتاج .إلى مناقشة وبحث جادين . فلا يقر ما فسد من معتقداتهم » مع التفرقة بين ما يمكن أن تحاسبهم عليه الامة الإسلامية وما ينبغي أن يوكل حسابه إلى الله سبحانه يوم الدين . ثم يقبلون بعد ذلك كأطراف في الواقع الإسلامي . ويدخل في نطاق هذه الججاعات : البهرة والإمماعيلية والقاديانية الآخرون › والنصيرية والدروز . وهي طوائف وفرق تتركز في شبه القارة المندية › وفي سوريا ولبنان › وي بعض الدول الإفريقية ( جنوب إفريقيا ي المقدمة ) . وفي ترتيب الأولويات . فأحسب أن المستويين الأول والشاني يحتلان أولوية خاصة . وان وحدة صف اهل النة ء ثم وحدة أهل القبلة ء من أكثر الأمور حيوية في زماننا . فضلاً عن أن المشروع الإسلامي لا يستطيع أن يسقط أو يلفظ أولئك المنسوبين إلى الإسلام - وعددم بين سبعة وعشرة ملايين - وإنا يتعين على أهل النظر أن يتوصلوا إلى صيفة مناسبة للتعامل مع تلك الملايين » بحيث تحتوي تحت مظلة الإسلام في نهاية الأمر . من يعلق الجرس في رقبة القط ؟ الأمر ميسور - من الناحية النظرية - فيا يتعلق بوحدة صف أهل القبلة أهل السنة وأضرام . وتوصيات مؤقر مان تفتح الباب واسعاً ۱۳۲ للتقدم في ذلك الاتجاهء . وكا حسم الأمر بالنسبة للإباضية » فا الذي ينع من حسمه بالنسبة للزيدية أو الشيعة الاثني عشرية ء طالما أن دعوة التصالح والتفامم قد وجهت وأعلنت على اللا . وإذا عقد مؤقمر المقه بعان ندوات دورية › فليته يواصل مسيرته ويخصص بنداً في جدول أعماله في كل مرة لتحقيق المصالحة والإاخاء المنشودين مع بقية أهل القبلة » جماعة تلو الأخرى . وسلطنة عمان مؤهلة للقيام بهذا الدور الجليل ء لاسباب موضوعية مفهومة سواء فيا يتعلق بالزيدية أو بالشيعة الاثني عشريهة . والملؤكد أن الأزهر يستطيع أن يؤدي رسالته التقليدية في هذا المجال . وإن ألقى ممع الفقه الإسلامي بجدة بثقله في هذه العملية » فخير وبركة . وإن بادرت إليها أي منظمة أخرى معنية من بين منظيات الور الإسلامي الستة عشرء فإنها ‏ هذه المهمة فقط ‏ ستدخل التاريخ . ولسنا مطالبين بأن نستكمل مختلف الحلقات والتفاصيل في سيناريو المشروع . إنما يعنينا أن ينتبه الجميع إلى أن تبرئة الإباضية هي بداية الرحلة وليست منتهاها › وإن قضية وحدة الصف الإسلامي مسؤولية تنتظر.من ينهض بها . وهي معلقة في رقاب كل العاملين في الحقل الإسلامي . وإنجازها يعد خطوة مهمة باتباه إنباز المشروع الإسلامي . لقد علا صوت العقل وتبلى التسديد في دعوة المؤتمر لامسامين جميعاً لأن يواجهوا المستقبل على أساس من دعم الأصول المشتركة › وعلى مرونة وتسامح في شتى الفروع معتبرين ما وقع في القرن الجمجري الأول حدثاً تاريخياً فحسب › ولا يمح ۱۳۳ بامتداده إلى حاضر المسامين ومستقبلهم » بل تجمد تجميداً كلياً من الناحية العملية . تلك هي الدعوة إلى تجاوز المراحل › التي أشرت إليها قبل قليل ٠ بحسبانها من أم ما صدرعن الور . فهي ليست فقط دعوة إلى التخلص من المرارات والأحزان القديية ولكنها أيضاً دعوة إلى صرف الجهد من أجل الانعتاق من أسار الماضي › والتوجه بكل الجهد إلى صياغة الحاضر والتقبل . وفي ظل ظروف كالتي نمر بها والجحال فيها معلوم ويغني عن كل سؤال ‏ فان الانشغال بالماضي وإحياء صراعاته › يعد جرعمة لا تغتفر. وهو تعبير عن خلل منكور في الرؤية › وإشهار علني للعجز عن التعامل مع الحاضر والمستقبل . لتبق دروس التاريخ › ولتغلق ملفات وقائعه وأحداثه » خصوصاً تلك الي تثير جدلاً عقياً » لا يقدم ولا يؤخر . وهو مما يدل في نطاق ( العلم الذي لا ينفع ) الذي كان الني عليه الصلاة والسلام يستعيذ باللَه منه . وداء الاشتغال بمعارك. الماضي أصيب به بعض أهل المذاهب › بقدر ما أصيبت به أشهر الحركات الإسلامية المعاصرة ء فكا أن الأولين لم يتوقف جدلم حول أحقية الإمام علي في الخلافة بعد وفاة الني ء وعدم شرعية خلافة أي بكرء رغ أن الفصل في استحقاق أحدهما دون الآخر لن يغير من شيء ولن يضيف شيئاً . كذلك الحركات الإسلامية . الق ما زالت مشغولة بتصفية الحساب مع الحقبة الناصرية والخوض في تفصيلات ما جرى في الخسينيات والستينيات . هذا التطلع إلى الخلف لا يبدد الطاقات في غير طائل فقط ء وا يبحجب الرؤية الصحيحة للحاضر والمستقبل فقط ولكنه يعوق الو ايضا ! ١٤۱۳ وكا أفسدت ملفات الماضي العلاقة بين أهل المذاهب الإسلامية › وخسر الجميع الكثير بسبب ذلك الإفساد › ودفعت أمتنا تمناً باهظاً لذلك كله . كذلك الحال مع الحركة الإسلامية ء التي أدى تركيزها على ملفات الماضي وتجبديدها الحديث عن الأمة الي خلت ء إلى خسارتها لقطاع عريض من المثقفين والشبان ء الذين تعلقوا بمرحلة المد القومي وامحتزوا بها ء في حين لم تتأثر هويتهم ولا أرضيتهم الإاسلامية . وهي بهذا التركيز » ألحقت بسيرتها ضرراً آخر » من حيث أنما شغلت عن الإبداع الفكري الذي يخدم المستقبل » بتصفية حسابات الماضي . وبسبب من عقد الماضي ورواسبه ء فإن بعض الإسلاميين اشتبكوا في معارك غير مبررة مع القوميين » حتى تصور بعض غلاة الإسلاميين في الأرض الحتلة أن معركتهم ضد القوميين أم من معركتهم ضد الإسرائليين . وفي العام الذي سبق الانتفاضة ء فلإن جامعتي بير زيت وغزة » شهدتا معارك محزنة بين الطرفين › لابد أنها أثلجت صدور الإسرائليين كثيراً ! ولم يقف الأمر عند حدود خسارة الإسلاميين لقطاع عريض من العروبيين » وإنما ترتب على تلك الخصومة أن أصبح العروبيون أقرب إلى معسكر اليسار الماركىي 4 ف حين ان مکانغم الطبيعي هو قلب معسكر الوسطية الإسلامية . ومن يطالع كتاب الدكتور عصت سيف الدولة » الذي صدر في عام 6 م » بعنوان ( عن العروبة والإسلام ) » يكتشف حجم وعمق الحضور الإسلامي في صلب التيار العروؤبي › الذي يعد الدكتور سيف الدولة أحد رمو زه البارزة . ذلك أن الكتاب من أوله إلى آخره » يقف بالكامل على أرضية الإسلام . ويوجه نقداً مفحاً ومريراً لكافة أطروحات المعكر ٥۱۳ا العلماني الذي ما انفك يحاول الاستيلاء على التيار العروبي » ساعياً إلى توهين صلته بالإسلام » خصوصاً من خلال الترويج لقولة فصل الدين عن الدولة » التي يصف الدكتور سيف الدولة دعاتها بأمم ( منافقون ) . وقد فد مقولتهم » وهدمها » في فصل مطول من الكتاب » استغرق أكثر من 0 صفحة » عنوانه : ( المنافقون ) ! ( إن بين العروبيين والإسلاميين في بعض دول الخليج صراعاً وحشياً مكتوماً » تستخدم فيه أساليب الإبادة اللعنوية والتشريد وقطع الأرزاق › وتدون رحاه في عدد من الوزارات التي تناوب المسؤولية فيها هذا الطرف أو ذاك . وتلعب الحسابات والمرارات القديمة دوراً مهاً في تفجير ذلك الصراع ء الذي يصيب غرمه الجيع بدون استثناء » وهو أمر حزن بكل القاييس . إن الدعوة إلى تجاوز الصراعات القديمة وإغلاق ملفاتماء والانصراف بعقول وقلوب مفتوحة إلى الحاضر والمستقبل › هي مطلب لازم تقاس به إيجابية وصحة مناخ العمل العام . وهي ألزم بالنسبة للإسلاميين الذين لحقت ببعضهم مظالم فادحة › لم يستطيعوا ابتلاع مرارتها ولا إغلاق ملفاتها . حتى بدا أن هناك من شغلته جراح « الحركة » عن آفاق المشروع الإسلامى . الذي هو الأصل والأساس . ٠ إننا بصدد دعوتين مهمتين تمثلان خطوتين إلى الأمان في زمن عنوانه ( التقهقر ) ! 0 ممتوح ... إلى السيد وزير الشؤون الدينية() بعلم :دکتور محمد ناصر . اسمحوا لي سيادة الوزير أن أرفع إلى مقامك العالي هذه الملاحظات التي أود الا يمنعك مقامك المسؤول من قبولما ان اقتنعتم با ء کا ارجو ان لا منعني مقامي مواطنا بسيطا من ابدائها . ولم يجرأني على ذلك الا حسن الظن فيك بأنك سترحبون بهذه اللاحظات لانما دليل اصغائنا لتوجيهاتك › واهتامنا بتصائحك . فقد تتبعت مثل غيري بكل اهتام ما جاء في حدينك الصحفي التلفز يوم (89/5/12) الذي قصدتم ميه ولا شك الى التوجيه أكثر مما قصدتم فيه إلى الاعلام . والذي دفعني الى كتابة هذه الاسطر امران : # أولا : ان الحديث صادر عن شخص جزائري مؤول يتولى مهمة من غل وأحرص ما يعتز به كل ملم غير ولا شك 4 الا وهي الشؤون الدينية › اذ لو صدرت عن شخص آخر ما كنا لنلتفت اليها بهذا الانتباء . بل وما كنا لتعلق عليها » وما أكثر ما سعنا وما قرأنا هذه الأيام من الاراء المتجاهلة للتاريخ والواقع . #* ثانيا : ان موضوع الحديث او بالاحرى جزء منه يِس قضية من اخطر القضايا الي تحل من قلوب المامين - ولا سيا في عصر الصحوة (1) وزير الشزؤون الدينية الجزائري سابقا . ۱۳۷ والرجوع إلى الذات أ شفافها › وتتبواً من مهجهم سويداءها . كيف لا وهي تتعلق بوضوع المذاهب الفقهية الاسلامية . إذا فأهمية الحديث والتحدث ها اللذان دفعاني إلى تتبعه والتعقيب عليه انطلاقا من أحساسي الاسلامي عاملا بقول الرسول الكرم بي ( کلک راع وكل راع مسؤول عن رعيته يوم القيامة ) . ومسؤولية المواطن لا تقل خطرا عن مسؤولية الراعي › وابداء التصح من الرعية لا يقل وجوبا عن ابدائها من الراعي » فلا خير فینا ان لم تقلها ء کا انه لا خير فیک ان لم تقبلوها . ويعلم الله ويشهد على اني لا انطلق في ملاحظاتي هذه من تعصب ذهب معين › ولا أفصح عن عاطفة آنية » عابرة سياسية كانت أم دينية ولو انه يؤلنى حقا أن تطغى السياسة في عالنا الاسلامي على ديننا بمثل هذا الأسلوب ونحن نشيد صرح وحدتنا الوطنية على أسس قوية سلية ان شاء الله . والواقع أقول اني فوجئت للاأسف الشديد ؟ فوجيء الكثيرون من المواطنين مثلي ببعض ما جاء في حديثكم ذاك . والمفاجأة أحيانا النفس ثم ما تلبث ان تنساها ان كان أمرا تافها عابرا وأحيانا تهزها ولكنها تبقى راسخة في الاعماق ان تعلقت بأمر خطير كهذا . ومرد المفاجأة أو الاحساس بالدهشة هو رؤيتكم الى المذاهب الاسلامية لبعضها دون بعضها الآخر › وتجاهلكم الواضح لبعض الاأمُة المجتهدين الذين تلقوا عامهم عن عائشة أم المؤمنين وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما › وشم لم يقلوا ورعا ولا اجتهادا عن من أَمةَ الاسلام الاعلام . ولا أحب ان ذاك من فلتات اللسان أو من غفلات الجنان يغض ۱۳۸ب الطرف عنها » فان الحديث في أمثال هذه المواقف يكون مهيا مکتوبا کله أو بعضه معدا له متدبرا في أبعاده وعواقبه . والحق أقول يا سيادة الوزير ان هجومك على المذهب بغير مذهب الامام نالك » هجوم عنيف لا مبرر له في اعتقادي قد يكون إحساسي هذا صدر عن عاطفة أو قصور فهم مني وما أبريء نفسي من القصور والتقصير ولكن الذي لمسته من مواطنين مثقفين كثيرين غيري أو بعض ما قرأته من تعقيبات على حديٹكم اكدت لي اني لست وحدي في هذا الاحساس ولا ذاك الفهم . فقد خيل الي انك تعالجون قضية التطرف الديني والانتاء متحمس الى مذهب معين بتحمس مثله ء فقد يتسامح مع هذا التحمس البين وهو صادر من مواطن بسيط » ولكن لا أظن بأنه قد يتسامح معه وهو يصدر عن شخص مسؤول في مثل مقامك الخطير . وأنا أقدر ان الذي دفعك الى هذا حرصك الشديد على الوحدة الوطنينة فذلك أمر يعز على نفوسنا عزة ديننا عليها ء ولكن ليسمح لي السيد الوزير أن أعبر عن احساسى ماما قبل أي اعتبار آخر عاملا بقول الرسول الكرم ( الدين النصيحة قلنا لن يا رسول الله قال لله ولكتايه ولرسوله المسامين وعامتهم ) . أو كا قال صلوات الله عليه . هذه ملاحظة أولى . ثانيا : يخيل الي أن السيد الوزير وهو يعالج هذه القضية الخطيرة لم يتطق من الواقع المعيش في الجزائر . أو الواقع التاريخي والحضاري والسياسى بكل أبعاده » فهو قد تجاهل تماما أحد المذاهب اللعروفة واللشهورة في الجزائر وهو المذهب الأباضي الذي يعد أول مذهب اسلامي يؤسس أول دولة ججهورية جزائرية تطبق بحق العمل بكتاب الله 8 ت وسنة رسوله وهذا بشهادة المؤۇرخين وغير المؤرخين مسامين وأجانب قديما وحديثا » وقد شهد لمذه الدولة المسياة الدولة الرستمية بهذه الميزة الممتازة كل الذين كانوا يعيشون تحت لوائها » ويتفيئون ظلال أمنها وازدهارها › ولا أدل على ذلك من أن يكون المؤرخ الذي شهد ها بذلك يذهب بغير مذهب الدولة الرسمي ان صح التعبير ذلك هو المؤرخ ابن الصغير ( مالي ) على قول أو ( الشيعي ) على قول آخر . فهل من الانصاف أن يتناسى السيد الوزير جزءا من حضارتنا نعتز به جميعا » أو يتجاهل أحاسيس فة عريضة من الجهور الذي يسع اليه » له كامل حقوق المواطنة . مع أن مذهبهم لا يختلف عن المذاهب الاسلامية الأخرى عقيدة وفقها ء قولا وعملا . والعجيب في الأمر ان مثل هذا الموقف يبيء بعد شهور فقط من انعقاد ملتقى الفكر الاسلامى حول وحدة المسامين › هذا الملتقى الذي استعنا فيه الى محاضرات قهة نسأل الله أن يۇجر أصحابما الذين كانوا يسعون صادقين الى لم شعث المسامين المبدد ء واذكاء القوة في ريحهم الذاهبة يمينا ويسارا ء وكان للسيد الوزير فضل الاشراف عليه وتوجيهه وحىنن قيادته . فما الذي جعل السيد الوزير يتجاهل في الحديث المتلفز للجزائريين اليوم » ما كان ملتقى اسلاميا عالميا بالامس ؟! . ثالثا : انا لا اتكر على اليد الوزير تحمسه الشديد لمذهب الامام مالك امام دار المجرة ( رضوان الله عليه ) فذلك من حقه ولا أظن أن أي ملم واع بحدوده ومسؤوليته ينكر عليه ذلك . ولكن الذي ل همه هو تعيله - وهو يلح على السك بمذهب الامام مالك وعدم الركون الى ت الذاهب الوافدة الأخرى - احقية المذهب بذهب الامام مالك . لأنه هو الذهب ( الذي اعتنقه أجدادنا ) . ان هذا التعليل - وليمح لي السيد الوزير بذلك - يوحي بأن أعتناق المسلم مذهب فقهي ما ء يلزمه التشبث به وحده دون النظر إلى غيره من المذاهب الاسلامية الأخرى › ما يوم بأن القذهب بمذهب فقهي ما » يصبح عندئذ في حك العقيدة يحاسب المسلم عليها افراطا أو تفريطا . أو لا يرق المذهب عندئذ الى درجة القول انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون .. € . أليست المذاهب الفقهية كلها دون استثناء مذاهب اجتهادية تلتقى في الاصول وتختلف في الفروع ؟ هذا الاختلاف نقسه دليل واضح على ساحة الاسلام وسعة أفقه ويسره وهو اختلاف رحمة لا اختلاف نقمة ؟ حتى اذاهب الاربعة ‏ الي قصر السيد الوزير نظره على ذكر أمُتها دون غيرم ‏ الا يوجد اختلاف واضح في الفروع بينها مما يجعلنا احيانا نتساءل احتكرت وحدها اذا تسمية اهل النة والجاعة ؟ . اليست هذه التميات من وضع عصور التشتت والتحزب والتفرق ؟ أليست انعكاسا لراحل تاريخية كان السلاطين فيها يتخذون من التش لهذا المذهب أو ذاك وسيلة قهر وتسلط . وليت عنة الاممة أبي حنيفة أو ابن حنبل أو مالك أو الشافمي أو جابر بن زيد بخافية لن يقرا تاريخ الاسلام . | ان المطلع على الحضارة الاسلامية في تطورها الايجابي والسلي معا يدرك كيف ساعدت العوامل السياسية على انتشار المذاهب الفقهية فالعوامل. التي أدت الى انتشار المذهب الاباضي تحت ظل الدولة الرستمية هي العوامل نفسها التي أدت الى انتشار اذهب المالكي تحت حك المرابطين وهي نفسها التي أدت الى , ١٤اس انتشار المذهب الشافعي في مصر أو الحنبلي في الحجاز . ان انتشار المذاهب الفقهية واعتناق المسامين لذا المذهب دون ذاك لا يعود الى افضلية أو صحة هذا عن ذاك بقدر ما يعود الى الظروف وانحراف الحكام ويجبرم وتحيزم الى هذا دون ذاك . وما كان مد عقر ولا الصحابة الراشدون يتمذهبون بمذهب له اسم معين . وارجو أن لا يفهم من كلامي هذا اني ضد القذهب ولكني ضد اعتقاد افضلية هذا على ذاك أو أولويته عليه › أو الاعتقاد بنية هذا وخروج ذاك . وحتى اذا سامنا جد لا للوزير أو لغيره بانحراف من يرام منحرفين أو خارجين أو متطرفين أو متعصبين - والقائة طويلة - اليس من الخير لتا نحن المسلمين في هذه المرحلة الحرجة التي تر بها امتنا أن تعمل بقوله تعالى : ¥ ولا يجرمنکم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى 4 . اليس من الحزم والعزم ان نوجه الجهود الى ما يتهددنا جميعا بصفتنا مسامين في عقر دارنا ء عرقية تستهدف قرآننا› وتغريبا عن اصالتنا › والحادا في ديننا واباحية في سلوكناء وشيوعية تَقوّض اركاننا » اليست هذه الاخطار - ونحن نتقياً نعم الاستقلال - مما يذهل العاقل ويشيب الولدان ؟ . لا احنب السيد الوزير الا مقتنعا وموافقا » ولا احسبني ان طرحت هذه التساؤلات فيها إلا مذكرا وان الذكرى تنفع المۇمنن . ١١٤ا 6 كل الاباضيةالمذهت ا ىد والتصور والواقع ي ^ ۰ J» ۰ سب 0 حوار صحفي أجرته جريدة (السلام) الجزائرية مع محمد صالح ناصر . الم من هم الإباضية ؟ وهل هم فرق إسلامية بتميز باجتهادات في الأمور التشريعية ؟ . الاباضية الدكتور مد تاصر : اود ان اشير قبل ان اجيب على اسئلتک الحامة ان اشكر جريدة «اللام» الفتية الق فتحت صدرها واسعا امام القارىء الجزائري واخدت بيده ایی ابواب من الجوار الحمادىء التفتح على الرأي الأخر دون احكام مسبقة و اياز لكر غيها باستخدام مقص الرقابة فارضة ومابة ‏ تعصغية عل لري ١ . ۳ الخاص ن فيا طرح على من !سثلة لاني للت متخصصا ٿي هذ د القضان وك اني لا امثل رمزا الطائفة او شيخا لجاعة حت لاتحمل اجاباتي !بى ١ بعجب مدير تحريرها وأوضح منذ البداية بأني عبر ع 1 ۰C بماد ات آهلا لايصاما اليا او يفهم منیا مفاهم تداى عن اصرح 4 ىقا الا ابه عل ‎N N Cis‏ ا فہوں ج بده . سوا لدی تقصہی بطرحه سح لبه ج جس یلکن فلى وفک و وح اماف العم أنه ‎y‏ صلا . فلات رلا 4 م م 4 ت 4 ى نمدم ول ازدهار امت في خل وحدد وطلية ر! سخه اجدور عل (1)جريدة السلام العددان : 12/19 و 1990/12/26 . ٥٤ا سس زكاها ونغاها فينا هدي القرآن وتربية محمد إل وهي الاسلام عقيدة وسلوكا ولغة القرآن لسان دين ومعرفة والوحدة الوطنية وسيلة رقي وحضارة . فأنا اعبر اذا عن احساسي الاسلامي قبل اي اعتبار آخر مهما يكن هذا الاعتبار طائفیا او مذهبیا او سیاسیا . واجابة عن سؤالك من م الاباضية ؟ اود أن اقول بان هذا الؤال في حده واسع الاطراف متعدد الجوانب فيه التاريخ والسياسة والفقه والعقيدة . والثقافة والاجتاع الى غير هذه العوامل الى تتضافر في بناء کل حضارة عريقة ا جذور أصيلة في التاريخ الاسلامى وهذا ليس يجاله هذا الحيز الضيق الذي لا يمح الا بالاجاية المركزة والفات النظر الى مصادر التوسع والاستماب ومع ذلك فاني سأحاول الاقتصار على الخطوط العريضة كا يقال . ان الاياضية فرقة اسلامية عرفتها الاحة الاسلامية قبل أن تعرف بهذا الاسم لأا فرقة اسلامية نشأت في ظل الكتاب والسنة ثر ظهور بعض التطورات السياسية الي عرفها التاريخ الاسلامي في عهد الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . والاباضية نبة الى عبد الله بن اباض القمى أحد الزعماء يسين البارزين الدين انشقوا عن الخوارج عندما را رای منم ما لا يتاشى مع سباحة الاسلام وقد ظهرت هذه التمية لأول مرة في الامو ولعل هذا كان في عد عبد املك بن مروان الذي كنت له مراسلات تاريخية معروفة مع عبد. الله ابن ابض أما 2 أطلقها الابأضية عل تشیم فټي ها ل اعانا بعارضته الشديدة للياسة الجائرة الي كان الامويو ن لو ب ٦٤اب على رقاب المسامين كا عرف أيضا بواقفه الحازمة ضد الخوارج حيث كان ويبين تطرفهم ويتبراً من أعمالهم كا تشهد بذلك النصوص التاريخية مما يوضح لكل منصف نزيه اتقطاع كل صلة بين مبادىء الخوارج المتطرفين وبين مبادىء الاباضية . أما الامام الحقيقي للاباضية فهو جابر بن زيد الأزدي المولود سنة (22 ه) والتوفي سنة (93 ه) على ارجح الأقوال يكون اللذين ينتسبون اليه ويأخذون عامهم ودينهم عن طريقة أول الذاهب الاسلامية نشوء والإمام جابر تابعي من أفاضل التابعين ومشاهيرم أخذ العلم عن كبار صحابة رسول الله ية ويكفي تتامذه المباشر لام المؤمنين عائشة رضى الله عنها وعبد الله بن عباس بحر الامة وفقيهها بشهادة رسول لله الللام : وعن الشقى الثاني من الىؤال : اللإباضية تصورات ميزة في العقيدة ام م مذهب فقهي يتيز باجتهادات في الامور التشريعية ؟ . الدكتور محمد ناصر : لا تختلف الاباضية عن الفرق الاسلامية المعتدلة الاخرىإذ هميستقون كل تصوراتم العقيدية واجتهاداتم التشريعية من الاصول التي تعد في التشريع الاسلامي الكتاب النة والاجماع والقياس والاستدلال ويدخل تحت الاستدلال الاستصحاب والاستحسان والمصالح المرسلة وقد يطلقون على الاجماع والقياس والاستدلال كامة (الرأي) فيقولون عندما يتحدثون عن مصادر التشريع هى الکااپ والنة والرأي اختصارا وبسبب ذلك اخطاً بعض من كتب عنهم فظن يتكرون الإجماع . ولأصل العام في العقيدة الاسمية عند الاباضية هو التتزيه ۷٤ا الملطلق للباري جلا وعلا ٠ وكل ما أوم بالتشبيه من الأيات القرآنية الكرية أو الأحاديث النبوية الثابتة يجب تأويله با يناسب قوله تعالىْ فليس كمثله شيء وهو السميع العليم . 1) الايمان : عقيدة وقول وعمل . 2) صفات البارى جل وعلا ذاتية ليست زائدة على الذات ولا قامة ہا ولا حالة فيها . 3) الله تبارك وتعا ى صادق في وعده ووعیده . 4) الخلود في الجنهة أو النار آيدي . 5) انكار رأي قم من أقام كلمة التوحيد الثلاث شرك 6( انکار ما هو معلوم من الدين بالضرورة شرك 7) القرا آن كلام الله تعالى وانكار شيء منه شرك . 8) الميزان والصراط ليسا حسبيين وانما يؤولان بجا يليق با من ترغیب أو ترهيب- 9) الاننان حر في اختياره مكتسب ب لعمله ليس مجبرا ولا خالقاً لفعله . 0) ولاية المطيع واليراءة من العاحي واجبتان 1) الاس قىمان مؤمن وكافر ولا منزلة بين المنزلتين 2) الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان 13) إذا أطلقت كلمة الكفر على الموحد فالراد بيا كفر النعمة لا كف الشرك استناداً إلى الآية الكريمة #إفمن لم پک بما أل ا الله نولىك هم وفي اية ءل أولئك هم الفاسقون . . € وني اية #لإأولئك هم الظالمون .٠ فالتعبير بالفاسق أو الكافر أو الظالم حكم واحد ٠ والاختلاف لفظي . 7 ت وحناك أصول أخرى هامة ليس هنا محل ذکرها یکن مراجعتها في مصادر الاباضية وهي كلها أصول ها أدلتها النقلية والعقلية من القرآن والسنة واحسبها لا تختلف عن عقيدة المذاهب الاسلامية العتدلة الأخرى الا في بعض الأمور مثل ا على مرتكب الكبيرة ليت مصرا على المعصية بالخلود في النار أو اعتقادم بعدم رؤية الباري جل وعلا تنزيما وخوفا من ان يجر الاعتقاد الى التجسيد والتشبيه تعالى الله عن ذلك ؟ا نلحظ أن حرصهم على الاعتقاد ليت بغير توبة مخلد في النار له أثار إيجابية عحلية في سلوكيم اليومي إذ يجعل امام حذرا محاسبا نفسه على كل صغيرة وكبيرة مارعا الى التوبة والانابة والاستغفار والرجوع الى الجادة كلما زلت به قدمه وحبذا لو ندرس هذه الأصول العقيدية من خلال اللوك الحضاري لامجتبعات ولا يقتصر ذلك على التنظير الفلفي العقلي اجرد نضذرب مثلا بدراسة المفكر الجزائري المرحوم مالك بن نى في مقالة القم الذي درس فيه أثر عقيدة الإباضية بالولاية والبراءة وانعكاسات ذلك على الجتع الاباضي الميزايي من خلال زيارة قام با ا یىی وادي ميزاب سنة قد تکون مثل هذه الدراسات الميدانية من عوامل الاعدرا ف ب وأخذ لحكة حيٿا وجدت دون نعصب لرأي متزمت أ و وانياق , وراء احکام مسبقه ٩ أو استیراد نضريات من هذه الدولة أو تلك› واعتتد ن من ام الاصول العقتيدية للإباضية التي يتشددون في تطبيقه وتتجلى في حياتم التصبيقية ايانم بأن الالام عقيدة وقول و وعمل . ولا يكن الفصل بين هذه العا حمر نه فلا عقيدة بدون ولا لوك بدون عقدة ده" e هنا ننيہ حرصيم الشديد ا يوم هذا على تطبيق مبدا لام 4 2 ت باللعروف والنهي عن المنكر الذي يقوم به رجال الدين أو حلقة العزابة كا يطلق عليهم في وادي ميزاب وهم الاهرون على تطبيق مبدا الولاية والبراة فى الحقيقة تجسيداً لمبدا الأمر بالمعروف والنهي عن المتكر بطرق عملية رادعة فالولاية للمطيع والبراءة من العاصي انجاهر لامعصية,فالفرد في الجقع الميزابي الإباضي عندما يقوم بأمر يوجب براءة يعلن عنه أمام الملا في المسجد الجامع حتى يعرفه الناس فلا يتعاملون معه وهو ما يضطره إلى الاعتراف بالخطاً والتوبة من الذنب والرجوع إلى جادة الحق في ظل الشريعة الاسلامية واعتقدأن هذه المبادىء من القرآن والسنة هي الي يرجع اليها فما يلحظ من تماسك وتضامن واتحاد بين أفراد ب الاباضي على قاعدة الفرد من أجل المجموع »٠ والمجموع من أجل الغرد يكون الاباضية أيضا في جال التشريع مدرسة راسخةالجذور تل في اجتهادات عامائهم القدامي وال محدثين في مواكبة الحضارة الاسلامية في تطورها مع الواقع المعيش يكفي أن نذكر ديوان جابر بن زيد في الفقه وقد تحدثت الكتب القدية عن أهيته وضخامته ولكنه ضاع في العد العباسي الإمام الربيع بن حبيب في الحديث وهو يعد أول كتب الحديث قربا من الرسول في اسناده اللاي عن جار عن عائشة عن الرسول ب ومدونة أبي غام بن والاثار وهى تعود الى القرن الثاني المجري وتفسير 0 ۱ ٹہ احديث . ط ۰ !١ ٩ مح المجوار ي الاور راسي ئي ي القرن وفل عرف مدهب اهب الأخری نضرب مثا بق موس الثذريعة للعلامة جيل بن ۰٥اس خميس السعدي في تسعين جزءا وبيان الشرع الذي يبلغ سبعين جزءا للعلامة مد بن ابراه الكندي والصنف لابي بكر احمد بن عبد الله الكندي وجواهر الاثار محمد بن عبد الله بن عبيدان ومعارج الآمال للعلامة نور الدين عبد الله الالي وهؤلاء كلهم من اباضية عمان كا اشتهرت عند اباضية المغرب آثار فقهية أخری مشل إيضاح الشماخي ومؤلفات أحمد بن عبد الله ابن بكر ومن اهمها الأراضين الذي ما زيال مخطوطاً ومؤلفات الشيخ الجيطالي ومن المحدثين نذكر النيل للشيخ عبد العزيز القيني وشرح النيل لقطب الائة | لشيخ محمد بن يوسف أطفيش وهذا الكتاب موسوعة فقهية هامة تعتبر المرجع الاساسى للفقه عند الإأباضيةء ناهيك عن مؤلفاته الاأخرى الى ق ميدان الفقه وحده المائة ومن المعاصرين اعلام ضربوا في ميدان الاجتهاد الفتهي بهم وافر يأتي على رأسيم العلامة الامام الشيخ بيوض والشييخ أجد الخليلي مف سلطنة عمان وها امتداد لعلماء الاباضية الذين عرفوا بالاجتهاد في كل عصر ومحر لإيجاد الول الى تشفل بال المسامين يوميا وقد كانت اجتهادات عادء لاباضية محل اعجاب وتقدير العاماء المامين من المذاهب الأخرى وما مكانتها في الموسوعات الفقية المعاصرة مثل موسوعة الفقه الإسلامى الصا درة بالقاهرة› ولم تتوقف حركة التأليف عند الإباضية رغ م يتعرضون لله من الملاحقة والاضطهاد في 12 . اث 1 4 . ب حح جميع لكتب 5 النها الإباضية واستخرج ملپ' نت المائوية إلى عددهم ثم فعد ذلك في بقية المذاهب م قارن بين نسب جیه لحد نة الابضية من على الب . هدا على الرغ من ان ا١ا کتبهم عرفت المطاردة والمصادرة .والاحراق مثاما وفع عند استيلاء الفاطميين على مدينة تاهرت ء وفي أحيان كثيرة تكون أصابع الفقهاء التعصبين وراء أجهزة السلطة الجائزة تحركها لإلحاق الأذي بخالفييم . للسلام : من م امه الاباضية واشهر عامائهم ؟ يصعب على المرء أن يحدد او يعدد اة مذهب ما في حيزاضيق كهذا وانغا هذامجاله الموسوعات والمعاجم المتخصصة ولعل الله يوفق (جمعيةالتراث)الى انجاز عمل فم شرعت في جمع مادته تحت عنوان مُعجم !غلام الاباضية على غرار المعاجم الاسلامية المعروفة وبذلك تد فراغا هائلا في هذا المجال؛ ومع ذلك فاني سأورد هنا بعض الاعلام على سبيل المثال لا الحصر وقد سبقت الأشارة الى بعضهم الامام جابر بن زيد (ت 93 ه) وهو التابعي الذي شهد له شيخه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بالعلم واعتزت ام المؤمنين ببنوته العلم الإمام أبو عبيدة مسلم بن أي كرية شيخ حملة العلم الى اشرق والمغرب» الإمام الربيع بن حبيب صاحب المسند ومرجع الاباضية في الحديث الى جنب الصحاح بطبيعة الحال؛ اللامام عبد الرحمن بن رستم مؤسس الدولة الرستمية أول جمهوريةاسلامية تطبق نظام الشورى الاسلامية تطبيقاً عملي الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن» الامام أفلح بن عبد الوهاب» أبو يعقوب يوس الورجلاني صاحب الؤلفات الفلفية القية وخريج جوامع الاندلس أبو عمار نظام الحلمّة ئی الخامس الهجري هذا النظام الذي ما يزال فی وادي ميزاب نموذجاً فريداً في العالم الإسلامي لرسالة المسجد في حياة ١ا المسلمين اليويمة نظرياً وتطبيقاء ونذكر من بين المعاصرين الشيخ عبد العزيز ز التميني وقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش صاحب المؤلفات الكثيرة والذي طبقت شهرته العالم الإسلامي . كله المعروف بواقفه الوطنية من الاحتلال الفرنسي» نور الدين عبد الله السالمى أشهر عاماء عمان وهو صاحب الؤلفات القية والمواقف المشرفة. الشيخ أبو اليقظان أحد رواد الصحافة الوطنية الجزائرية ومن اشهر النجاهدين بالكامة ضد الغزو الصليبي › الشيخ ابراهم بيوض رائد الحركة الاصلاحية وبجدد الفكر الاباضي في القرن العشرين الثشيخ ابراهم اطغيش صوت اجُزائر في تونس والقاهرة ورجل الوطنية الاسلامية التي لا تعرف الحدودالاقليميةءالشيخ عبد الرحمن بكلي صاحب المؤلفات في التاريخ والفقه ٠ الشيخ محمد علي ديوز مؤرخ المغضرب الكبير وهؤلاء انتقلوا جميعا إلى رحمة الله ورجال ما زالوا يدون واجبهم الإسلامي اليومي هنا وهناك امد الله في أنفاسهم وفي انماس كل مسلم يسعی إلى تحقيق الوحدة والآخاء بين المسلمين أينما كانوا . اذا اتير المذهب الاباضي في اماكن محدودة جدا من العالم الاسلامى ؟ نتشر المذحب الاباضى في 'ماكن عديدة من العالم الاسلامي المترامي الأطراف . وقد كان الاباضية رجال دعوة وجهاد لاعلاء كلمة الحق اين انوا . فكانوا في الحجاز » وفي حفر موت . وقي .ن" الين . وفي عمان وي خراسان 5 وجدوا ف جنوب محر ولیبیا وتونس واجْزائر وجنوب المغرب الاقصی . ووصلوا ای حدود خر الليجر وم اول من أوصل الالام اى القارة الوداء وقد تعرفت ۳١۱ في السنوات الاخيرة من خلال بعض الطلاب الغينيين في الاردن على وجود جماعة كبيرة تعد بالالاف ممن ينون إلى المذهب الإباضي في غينيا وامتد الى زنجبار وهو موجود فيها إلى اليوم وتدل بعض الاثار المكتشفة وانخطوطات الى وصول المذهب بواسطة التجار الى ابعد ذلك شرقا بكثير . ولكن ما تعرضت له الاباضية من ملاحقة واضطهاد عبر تاريخهم الطويل عرضهم للابادة والتشتت من طرف الحكام الجورة الذين كانوا يرون في مبادىء هذا المذهب ما لا يمح طم باليطرة والتلط والنفوف نذكر على سبيل المثال المذبحة الفظيعة الي تعرض لها المسامون من الفاح الشيوعي (نيريري) في زنجبار مۇخرا . يعود انحارم في اماكن عديدة من العالم الاسلامي الى ان المذاهب المنافة كانت تعتمد على السلطة السياسية الغالبة في بط نفوذها ك وقع ذلك في تاريخ المغرب الكبير وما الفتن الي نمع عنها من حين الى آخر هنا وهناك الا صورة مصغرة لتلك اللعاناة وذلك الاضطهاد . ١ وهناك سبب آخر ذكره الشيخ علي يجي معمر في كتابه : «الاباضية بين الفرق الاسلامية» يعود الى كراهة الاباضية لاراقة الدماء وهروبيم من الفتن مما جرا عليهم مخالفيهم فشددوا عليهم الحججوم ولاحقوم باسترار . واستحلوا منهم ما لم يستحلوا من غیرم . فکان ذلك كله سببا في تناقص عددم وانحسارم الى أماكن محدودة هن اللعروف أن الاباضية يعتبدون على الدعوة والاقناع ولا يلجأو ن إلى استعال العف الا في حالات الدفاع . 2 ۰ ولذلك "م يشتركوا في أي مل من أعمال العنف التي قام با الخوارج » والشيعة » والتوابون» وابن الزبيرء: والاشعت › ضد الامويين رغم مخالفتهم ومعارضتهم الشديدة للحك الاموي وعدم رضائهم به وقد حاول الخوارج استدراج عبد الله بن اباض للخروج معهم فامتنع واخبرم أنه لا يخرج على قوم يرتقع الآذان من صوامعهم . والقرآن من مساجدمم . ولم في هذاالمجال اصوفم السياسية التي تنظر الى الحك والحكام من خلال نظرة القرآن اليها وهي مطروحة بالتفصيل والتعليل والقثيل في مصادرم اللتخصصة لن شاء العودة اليها . والواقع اننا نرى كثيرا من الاعات الاسلامية بدءا من الاخوان المسامين والشهيد سيد قطب تتبنى مبادئهم تلك وتتدارسها وان لم يصرحوا بذلك علانية . ولا جناح في ذلك ما دام المصدر والجمد لله واحدا وهو القرآن والسنة . السلام : كيف ينظر الاباضية الى المذاهب لأر بعة ؟ مم ينظرون اليها كا تنظر المذاهب الأربعة الى بعضها البعض » نظرة اخاء وود واحترام وتقدير . انطلاقا من مبداً لإنما المؤمتون وكل الملم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ٠ ومثل المسامين في تواددهم وتراحمهم كثل الجسد الواحد اذا اشتکی منه عضو تداعی له سائر الجسد بالسهر والجی . وغير هذا من احكام الله واقوال رسول الله . ولا احسبني مبالغا أن قلت من سمات المذهب الاباضي وميزاته التامح مع المذاهب الاربعة ٠ فتحن عندما نعود الى مؤلفات الاباضية قديما وحديثا . نجدثم يوردون عند مناقشة ٥٥1ا اللسائل الفقهية - اقوال مخالفيهم في المذهب والرأي دوت تعصب او تزمت ولن تذهب للتدليل على ذلك بعيدا في التاريخ ٠ وانغا نعود الى ما يعتبر اليوم م معتيد للاباضية ولا سيا المغاربة في الفقه وهو (شزح النيل) الذي الف متنه الشيخ عبد العزيز التميني على غرار مختصر خلیل ۽ وشرحه الشيخ اطفيش خد بن يوسف » ففي هذا الشرح تتجلى الروح الإسلامية المتسامحة في انصع صورها . فهو يورد اقوال العلماء المسامين دون تحيز او انفلاق عند مناقشة مسألة ثم يورد رأيه الذي يراه راجحا . وهذه طريقة الشيخ اطفيش في اغلب مؤلفاته الفقهية . وللاخ الم ان يدخل أية مكتبة اباضية شاء عامة أو خاصة . فانه قد يجد فيها من مصادر المذاهب الخحالفة اكثر ما يجده من مصادر الذهب الاباضى . ويمكننا أن نمس هذه النظرة الافقية الواسعة في كل ما يكتبه الاباضية ولا أدل على ذلك من صحافة ابي اليقظان ٠ ومؤلفات ابراه اطفيش ومد علي دبوز وعلي يجي معمر . وعبد الرحمن ملكي وفتاوى الشيخ بيوض وتفسيره الكامل للقرآن الكريم . وفي ادب مفدي زكريا › وصالح خرفي ٠ . بيبا لا نجد العكس فقاما نجد في مؤلفات غير الاباضية اهتاما بعامائهم او ذكرا لادبائهم ومفكريم وزعمائهم . وهذه ظاهرة غير حضارية ينبغي ان تزول من بعض الرؤوس ولا سيا اذا كانت اكاديية يفترض فیها اللوضوعية والأخلاص للعلم وحده . الللام : في نظرم . ما هو الطرح الفكري الذي يعمل على تخفيف حدة التعصب لامذهب . وعدم تقبل الاجتهاد الغالف ؟ ٦١ا الجواب : ان الطرح المبنى على اساس المذهب والانعلاق في حیزه دون فتح نوافذ التهوية طرح يبدا بالقضاء على صاحبه. نفسه وان الانقاء للمذهب الى حد اباحة العداء والاعتداء انتاء غير متحضر بل هو غير اسلامي على الاطلاق › لاه مضاد لتص قطعي وهو قوله تعالى : «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوابين اخويكم . وقوله :انا جعلناكم شعوبأوقبائل لتعارفوا أنأكرمكم عند الله اَم 4ء وقال الرسول الكريم «لا يؤمن أحدكمحتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه» هذه الدعوات النيرة المشعة بنور الحب والتوادد هي أول ما يساعد على تخفيف حدة الخلاف والتعصب اللذهي او الحزبي او العرقي او الطائفي وما أشبهه ء كيف يبيح الامون لانفهم ان يتقاتلوا ويتصارعوا واحيانا يكون ذلك في بيوت الله - من أجل اغراض دنيوية او خلافات فرعية هي في اصلها ان احسنا النظر اليها دليل ثراء وغنى الفكر الاسلامي العروف بالتسامح والرحابة والاحترام . ان المرء عندما يعود بذاكرته الى المراحل التي مر با التاريخ الاسلامي يلحظ - بعد عملية استقراء بسيطة - أن الفتن اللتأججة بين كان من ورائها دوما أسباب دنيوية مثل الصراع من اجل الح والتلط والزعامة . والرئاسة . وما أشبهه من نزعات الشيطان ونزغاته » وحتى لا ادخل في متاهات الفتن والاحداث القريبة او البعيدة اقول ان السياسة التي قيل عنها: «ما دخلت شيئا الا وأفدته» لم تفد على المسامين دنيام فقط ٠ وانغا ادت علييم دينهم أيضا . نأل الله العصة والنجاة . ولن نخفف من هذه المواقف غير الاسلامية الا بالعلم سا ۱۷ والاعتصام باخلاق القرآن ٠ فلو اعتصنا بال جمدى الرباني طبقناه في حياتنا اليومية لابتعادنا عن هذه الفتن العمياء التي عامنا القران أن نقول عنها «تلكامةقد خلت‌لها ماکسبت‌ولكم م کسبتم ولا تسألون عماكانوايعملون4 وأحسب أن دورالعلماء وللفكرين يأقي في تة هذا ارم من العمل الرسالي الاسلامي › يتجسد عمليا بعقد الندوات الفكرية للمتخصصين هنا وهناك من وطننا وتتوسع لتشمل كل الاعات الاسلامية في بقايا العالم الاسلامي بعيدا عن هرطقات السياسة » والا عيب الزعامة والسياسة ولنترفع عن حشدالبسطاء والعامة من الناس في مثل هذه القضايا الحاسة التي لا يعرف اسرارها وطرق معالجتها الا الراسخون في العلم وم يصلون الى حلها بالمدارسة والحوار العلمي المادىء وعى ان تحجد هذه الدعوة اذانا صاغية فتعيد الينا امجاد جمعية العلماء المسامين الجزائريين . وللمسجد دور بارز وهام في هذا العمل الاسلامي › يقوم به الائة والدعاة والوعاظ والمرشدون بالتركيز على القضايا الى تجمع اللمين دون التطرق الى اثارة الاحن التاريخية أو القضايا الخلافية التي قد تستعصي على فهم العامة من الناس ء لأن الذي يحضر الى المسجد ليس هو الذي يحضر الى ندوة عامية أو محاضرة في ناد ومعهد وجامعة . وقد رأينا في المدة الأخيرة ان كثيرا من الفتن والصراعات كان المتسبيون في ايقاد نارها وعاظ اتخذوا من المنابر منابز ومن الماجد مواقد نذكر على سبيل المثال احداث بريان ٠ واحداث اللفة واحداث المدية . وتاسان وغيرها مما يعصر القلب الا والفكر حيرة وتشتتا . ۸ب وللجامعة دور لا يقل عن الجامع › فان الاستاذ الذي يتطرق الى هذه القضايا ينبغى ان يكون شاعرا بالؤولية الخطيرة الملقاة على عاتقه وتقدیره لأمانة انشاء جيل ملم يوحد ولا يفرق › يبني ولا يدم » يتطلع الى المتقبل ولا ينغلق على الاضي › ولتتسع نظرتنا لتشمل الفكر الاسلامي في كل مراحله دون خوف أو تعصب فان المناهج الدراسية عندنا ما تزال تعاني من نظرة متخلفة متعصبة › ولا سيا في بعض المعاهد والجاممات التخصصة في الدراسات الاسلامية وحتى لا يكون كلامي عائا اقول لماذا لا يدرس المذهب الاباضي الى جانب المذاهب الاسلامية الاخرى وقد مضى على الاستقلال قرابة ٿلائين سنة ؟ الى متى تبقى الاسئلة الى توجه الى الطلاب في الامتحانات الكتابية او الشفوية ضحية انتاء الاساتذة هذا المذهب او ذاك او هذا التيار او ذاك . الا يدعي هذا اعادة النظر في برامج الجامعة ورسالتها واهدافها ؟ ودور الاعلام في هذه الرسالة أشد خطراً من كل ما أسلفت لأن الاعلام المرئي والمقروء » ولا سيا التلفزيون سلاح ذو حدين ينفع ويضر حب الاستعال ٠ ولا بد من القول أن عهد الديمقراطية والحمد لله قد فتح حال الصحافة على مصراعيه ليعبر اصحاب الافكار عن افکارشم دون خوف من ضغط او رقابة . نما ينبفي القول أن عهد الصحوة الاسلامية اللباركة سح لظهور العديد من المؤۇلفات الي اخضذت تعى الى تقريب شقة الخلافات بين المسلمين . ومادمنا في صدد الحديث عن الاباضية فلا باس من ان اشير ای ١ ت ان المذهب الاباضي أخذ يعرف اهتاما ملحوظا من طرف كتاب اعلام جامعيين في كل من مصر وسوريا » والعراق. وتونس » وقد ساعد على ذلك التسامح الذي تعرفه بعض الجاممات العربية فتوقشت رسائل هامة في نواحي الفكر الاباضي اضافة الى ما يناقش من أطروحات في الجامعات الفربية وهي كثيرة ومتنوعة » لعلنا سنعود الى هذا الجانب من اللوضوع في فرصة أخرى أن شاء الله . واتماما للفائدة اورد هنا بعض المصادر المتخصصة لدراسة هذا الفكر اذكر منها : - الاباضية في كوكب التاريخ علي يحي معمر . - الاباضية بين الفرق الاسلامية . - نشأة الحركة الاباضية د/عوض خليفات الاردني . - النظم الادارية والتربوية عند الاباضية . - فتاوي الامام الشيخ بيوض (جزآن) . فتاوي للشيخ عبد الرحمن باكلي البكري . -دراسة في الفكر الاباضي للدكتور الينغالي تمر با . الحق الدامع للشيخ امد بن حمد الخليل . - فقه الامام جابر للاستاذ يحي بكوش. والاشارة هنا الى بعض الكتب الموجودة باملكتبات الجزائرية وهي كلها معاصرة لان امصادر القدية كثيرة ومتنوعة وليس هنا جال الحديث الللام: هل لكم كامة اخيرة توجهونها للضمير الاسلامي ؟ ١1٦ا ج :كلمة أخيرة أقولها:ما أحوجنا اليوم إلى أن ينصب اهتمامنا على ما يمنا كأمة اسلامية تجاه اعداء الاسلام فهم يجتمعون على الباطل ونحن نفترق على الحق . وعلى في كل اطراف العالم الاسلامي ان يدركوا بعمق ان المسامين معرضون اليوم اكثر من أي وقت مضى صليبية مسعورة تستهدف كل في سبيل ذلك كل الوسائل الخصبة والعلنية » المشروعة والحرمة › وليس هم والله من ملجاً الا الاعتصام بالقرآن الكريم وسنة الرسول ٠ والتعاون على البر والتقوى فان هم تشتتوا احزابا . وضاعوا تمذهبا . وانقسموا حكماًوحكاماً فإنهم مايزالون في تخلف وتققعر واستلاب ٠ وستضيع متهم الأرضكما أهينمنهم العرض؛ وسيساقون سياسياً كما يستعمرون اقتصادياً . ولله الأمر من قبل ومن بعد . ١١٦۱س 17 فهرس الكاب مكانة الإباضية بين الفرق الاسلامية بقلم : الشيخ علي يڪي امعم سه الإباضية في الميدان بقلم : الأستاذ عبدالعزيز المجذوب هل الإباضية خوارج ؟ بقلم الأستاذ عمر بن الحاج صالم با الأصول التاريخنية للفرقة الاباضية بقلم : الدكتور عوض خليفات في ضيافة ميزاب بقلم : الأستاذ مالك بن نبى ‎a‏ ‏براءة الاباضية بقلم : الأستاذ فهمي هويدي ‎a‏ ‏رسالة مفتوحة إلى وزير الشوُون الدينية السابق بقلم : الدكتور محمد صالح ناصر ا الأباضية : المذهب والواقع › والتصور ء بقلم : الداكتور محمد صالح ناصر 35 57 101 Ill 137 143 الإيداع ` رقم م ‎\o‏ ۱م e : ‏مطبمة الألوان المديثة‎