»0 وجو / 2 دراسم وتحقيق: / 1 ان 1 7 7 1 ْ 4" الد يا سل حسل إ + ض | 0 +٠ 0+ © 0 ا مل را ب | نادى 0 .: رسالتّ الفقيه عبد الوهاب بن محمد بن غائب بن نمير الأتصاري إلى الفقيه الأجل أبي عمار عبد الكا بن أبي يعقوب بن إسماعيل التناوتي رحمه الله فأجاب طلاب أبي عمار عن الأسئلتٌ الواردة ل الرسالمّ بعد وقاته ووو معدم ا ا ووو 7 ا ال ساسا ا ل ل ا ل > ٍ با الخال ال 0 8 8 1 احير 1 0 1 0 0 8 ا الا ؤ ا , ال لا ؤ ا ا ا , 01 ل 88 ا 1 : 1 : ' : ْ ُ : نيا © 1 0 > 1 | ٍ : 4ج زا ا 0 ا ؤ 07س 5 ِ زب اث ْ 8 5 : 1 0 2 - : ! ! , 5 : جيا ف ا ١ الى ل حجججح_ا 1 1 78 من تراث الإباضية العتاتدى عنوان الكتد ٠ من تراث الاباضية العقائدي اسع المؤلف : د. ياسين حسين الويسي النا لز م : دارالمرقد الطبعة الأول . 2010 التنفي والإشراق» دارالمرهد الإخراج القلي : رغداء حلوم تصميم الفلاف : اسماعيل سويلم حمصد ) .0 ف . 0 ل دار الغرهد . للطباعة والنشروالتوزيع سورية ‏ دمشق هاتف : 6660915 - 6618303 (00963-11) ص.ب : 34312 فاكس : 6660915 (00963-11) مر البريد الإلكتروني 00811.00 2112208070 700.200 > الموقع على شبكة الإنترنت؛ (20.600و21126.بمعححد/متاط . 8 .٠ بيب مد ع من تراث الإباضية العتائدي رسالة الفقيه عبد الوشاب بن محمد بن غالبا بن تمير الأنصاري إلى الفقيه الأجل أبي عمار عبد الكاضي بن أابي يعقوب بن إسماعيل التناوتي رحمة الله عليه فأجاب طلاب أبا عمارعن الأسئلة الواردة في الرسالة بعد وشاة أبي عمار رحمه الله دراسة وتحقيق الدكنور ياسين حسين الويسي قسم الفلسفة/ الجامعة المستتصرية دراسة ااااااااااااااااآآآآت .- من تراث الإباضية العقائدي بسم الله الرحمن الرحيم تصدير إن التناول الموضوعي؛ لنصوص التراث. شرط لابد منه لدخول (عصر جديد) في مسيرة البحث العلمي؛ يلتزم الباحث فيه بشروط (ضبط النص) وأحكام منهج تحقيقه؛ وتسويره بالمفيد من المصادر والمراجع؛ والظروف الاجتماعية والسياسية.؛ التي كانت وراء ظهور الجماعات والفرق؛ تُعدّ هذه ظاهرة طبيعية لا تقتصر على الدائرة الإسلامية؛ إنما غيرها في الديانات الموحدة والوضعية على السواء وليس ببعيد عنا حديث (ستفترق أمتي)! لبذا السبب وغيره؛ وجدت في مهمة الباحث الجاد (والحفيد المغابر) الددكتور ياسين حسين الويسي ؛ وهو يقدم للقارئ. نصوصاً من التراث (الخارجي - الإباضي - الصفّري) مغلا بهذا التحقيق الذي لا يقصد من وراء منهجه المحايد هذا غير الحقيقة المبرأة من عوامل الانحياز , أو دواعي التعصب؛ فجاء عمله مكملاً لأعمال (تراثية) سجل إخراجها إلى القراء ؛ إضافة نوعية لا تقل أهمية عن تحقيق و إخراج؛ 5 من تراث الإياضية العقاكئزري تت أي نص لأي فرقة من الأديان . ولا سيماء الإسلامية منها .من غير أن يتأثر الباحث؛ بالدوافع العقيدية لمضمون تلك النصوص . إن مباحث (علم الكلام) هي في جوهرها ؛ ميدان خصب من ميادين (العمل الفلسفي) على الرغم من وقوع (علم الكلام)ومنجزات المتكلمين .على اختلافها . كمد خل؛ للعمل الفلسفى اللاحق! لسبب يتعلق بصلب الظروف التي رافقت ميلاد كل فرقة وجماعة! بعيداً عن أحكام الخصوم؛ أو المخالفين. الذين عادة ما يأخذهم الموقف العقيدي؛ ليضعهم (فى خانة) الدفاع عن (الحقيقة الكلامية ‏ الذاتية) يُعِدّها الحقيقة الوحيدة الممكنة في عالم الممكنات! متناسياً حق الآخرين في رؤية المشكلات الكلامية (الخلافية)التى تنطبق عليها قاعدة (اختلاف أمتى رحمة) لا بمعنى التصادم والتناحر بمقدار ما يعني إطلاق حرية المعتقد على قاعدة (لكم دينكم ولي ديني) ؛ شأن الباحث فيها ؛ شأن المؤرخ الذي يحرص على نقل الحقيقة المروية كما هي ؛ من غير تحريف ولا انحياز. فمتى , انشغل الجيل الجديد من الباحثين الأكاديميين بنصوص التراث؛ على وفق المنهج إ لعلمي أ لموضوعي »الما رن ؛ يعد موضوعا له الكلامية.قضايا خلافية؛ جدلية؛ يحترم فيها الباحث الرأي و الرأي الآخر ءتحرر البحث العلمي من قيود (الأبويولوجيا )التي تقتصر فيها الحقيقة على الذات! لتكون حقاً معرفياً للجميع يعترف بنسبة (الحقيقة ا لكلامية) يعد ها نضا يا تحتمل إلا جتها 3 ؛ وبا لما لى : تصبح إ لمشكلة 6 اا اا اس سس من تراث الإباضية العقائدي الكلامية موضوعاً ينظر إليه من زوايا مختلفة.باختلاف كل جماعة وفرقة وكما ترى فيها رأيا! تاركاً للقارئ الفاضل.الحكم على مشروعية أولا مشروعية الأدلة أو المقدمات التي يطرحها علماء الكلام في قضاياهم الخلافية. مادام الجميع ينطلق من قواعد عامة (نقلية) احتواها القرآن الكريم (الكتاب المقدس) والسنة النبوية الشريفة. تلك هي مقدمات ولوج جا معاتنا ء؛ عصرا جد يدأ للتنوير العربي الإسلامى 6 من غيره 6 يتعذر على الجامعات ومراكز البحث العلمى َ الأخز بزما م مسيرة التعّد مم ا لعلمى الحضا ري وا لا جتما عى لمجتمعا تنا ا لعربية الإسلامية. ضمن مسيرة الإنسانية نحو غد يعترف للجميع بحرية الرأي والمعتقد من غير إرهاب فكري؛ أو تكفير أو إقصاء للآخر اقتصاصاً منه. عليه سررت 6 لمحا وله الر كتور الويسي َ وغيره من الجيل الصاعد من الباحثين على صعيد الجامعات العربية الإسلامية؛ وهم يتناولون المشكلات ١ لكلامية في سيا فق تاريخي ٠ جتما عى .حضا ري تا ركين للاخرين حرية التعا مل مع هذا النص وغيره 6 كل حسب ثمافته ؛ وقنا عنه؛ وعفيد نه وهى مسألة بقيت غائبة عن اهتمامات الشباب المشرقي ولا سيما العراقي طوال العقود المنصرمة - مع استثناءات ‏ يعتد بها فهل ستتسع مسيرة الحرية فى البحث العلمى! هذا ما تأمله؛ والله الموفق . أ .د . على حسين ال جابري دمشتق فى 7٠١ د ١٠٠ 7 من تراث الإباضية العقائري اا 8 ااا عاد من تراث الإباضية العقائدي بسع الله الرحمن الرحيم المقدمة إن من دواعي الاعتزاز أن يكون في تراثا الإسلامي شضيء من الاختلاف الفكري وليس هذا الأمر وبالاً على الإسلام بقدر ما هو عامل مهم فى إاء وديومة هذا الفكر .حيث إنّ التناظر والتقابل في الأفكار هو وضع طبيعى وأمر صحى إذ لا يمكن لأي اجا هه أو مذهب أن يد عى أنه قد وصل إلى الحقيقة المطلقة والتى تمثل مراد الرب فى مجال الأعمال بل وحتى فى مجال الاعتقاد ؛ فكل فرقة أو مذهب تدعى أنها توصلت إلى الحق. ولكن هل الحق كله في ما ترى هذه الفرقة أو تلك.أو إن كل فرقة تراءى لها جانباً من الحق فظنت أن هذا هو الحق كله. إن الحق كله فى علم الله الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة. أما نحن بنى البشر فنصيب و نخطئ. غير أننا ندعي أن كل الحق في جانبنا وأن الباطل والضلال مع من خالفنا . وأنا أرى أن هذه الفرق كما يقول الشاعر: وكل يدعي وصلا بليلى ‏ وليلى لا تمد لهم ببال 9 من تراث الإباضية العقائري ١٠٠ط١ 5ك ااا اتيت لقد مارس بعض مؤرخي الفكر الإسلامي نوعاً من الإرهاب الفكري فجعلوا من فرقهم التي انتموا إليها هي الفرقة الناجية؛ التي تدور مع الحق والحق يدور معهاء ونقلت جميع آراء خصومهم على أنها أباطيل وانحرافات وافتراءات. وكأن الحقيقة الدينية مرهونة عند فرق أولئك المؤرخين. وبالمقابل فإن هناك من أرخ للفكر الإسلامي وفرقه بكل أمانة وإنصاف. فالمثال الأول : يثله البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق والمثال الثاني : ييثله الإمام الاشعري في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين؛ مع أن الأخير هو إمام الأشاعرة؛ والثاني هو أحد أتباع المذهب الأشعري. والذي أريد قوله من كل ذلك خلاصته أن الإنصاف في النقل هو الوسيلة للوصول إلى الحقيقة فقد تكون الحقيقة واحدة لكنها تظهر عند الفرق جميعاً باختلاف مسائل الخلاف. فقد يكون الأشعري محقا في مسألة رؤية الله وقد لا يكون محقا في مسألة قدم القرآن أو خلقه ملا . وقد يكون الخارجي محقا في مسألة تولي خلافة المسلمين؛ وقد يخفق مسألة تكفير المسلمين المخالفين له؛ وقد يفلح الأمامي في مسألة لا جير ولا تفويض بل أمر بين أمرين» وقد يخفق في مسألة أن من لا يؤمن بالإمامة يخرج من الدين على اختلاف الآراء في ذلك فمنهم من يرى خروجه من المذهب ومنه من يرى خروجه من الملة. وقد يكون المعتزلي محقا في مسألة حرية الإنسان» وقد يخفق في مسألة تقديم العقل على النص . وهكذا فالكل يرى الحق بطريقته؛ ومن الفرق الإسلامية التي مورس في حقها الإرهاب الفكري الإباضية فلم يتوجه أحد إلى نقل أفكارهم وبيان وجهات نظرهم وفق 10 اس كج من تراث الإباضية العقائدي منهجهم الذي اختاروه بحثاً عن الحقيقة. وهكذا جاءت جهود بعض المحدثين لرفع الحيف عن هذه الفرقة وما إظهار هذه الرسالة إلا جزء من تلك الجهود آملين أن تكون قد وفقنا في نقل الرأي والرأي الآخر لتسهيل عملية الحكم في موضع الحق الذي نبتغيه والله من وراء القصد . لقد قدمت لهذه الرسالة بدراسة عن الخوارج وفرقهم وفلسفتهم وكيفية ظهور المذهب الإباضي من بين هذه الفرق ليتميز عنهم ويصبح أكثر اعتدالاً وأكثرهم قربا من الفرق الإسلامية الأخرى بعدم تكفير من خالفهم من المسلمين وإعمال العقل في محاورة الآخر الداخلي .ثم قدمت مسحاً تاريخياً وجغرافيا في ظروف ظهورهم ومناطق وجودهم والدول التي أقاموها . وبعدها قمت بدراسة الرسالة والكتاب الذي نقلت فيه هذه الرسالة حريصاً على ضبط النصوص التي وردت فيها ردود الأشاعرة بعد عرض ردود الإباضية عليها وأخيراً وضعت ثبتا في المصادر والمراجع التي اعتمدتها في التحقيق سائلاً الله العلي القدير أن يجمل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه نعم المولى ونعم النصير. الدكتور ياسين حسين الويسي دمشق/ر م 11 من تراث الإباضية العقائدي 12 ا كج من تراث الإباضية العقائدي الحُوا رج فى اللقة والاصطلاح الخوارج لغة من الخروج جاء في المعجم الوسيط ([خرج ‏ خروجا ؛ برز من مره إ و حاله وانفصل مم وا لحا رج من فا رق جنسه ونظا كره و.. من ساد وليس له أصل في ذلك... والخوارج فرقة من الفرق الإسلامية خرجوا على الإمام علي وخالفوا رأيه. ويطلق على من خرج على الخلفاء ونحوهم)!'. أما ابن منظور فيرى أن الخوارج اسم لحزب سياسي وفرقة دينية؛ كتاب الفرقة أنّهم سموا (خوارج) لخروجهم عن الناس أو عن الدين أو عن الحق أو عن على كرم الله وجهه)!". أما في الاصطلاح فإن (١) مجموعة مؤلفين المعجم الوسيط» مكتبة النوري» دمشق؛ ط (دات) ج٠١ ص777١-- ٠77. () ابن منظور» لسان العرب؛ جح ص١0 ؛ أيضاً الزبيدي» تاج العروس» جح َ ص77 ؛ وكذلك الأشعري, مقالات الإسلاميين» تحقيق: محمد حي الدين عبد الحميدء ص١٠ . 13 من تراث الإباضية العقائري ا ست الشهرستاني يرى (أنّ اسم خارجي يطلق على كل من خرج عن الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه؛ سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأكمة الراشدين؛ أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأكمة فى كل زمان)ل"" أما الخوارج فيرون في هذه التسمية: (ان لفظ الخوارج من الخروج في سبيل الله ؛ مستشهدين بقوله تعالى [ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رخيما 00 . )"0 8 أما أصل الخوارج. فإنه مرتبط بحادثة التحكيم في حرب صفين عند أكثر المؤرخين من قدامى ومحدثين كما ترى سهير قلماوي حيث تقول : (فالخوارج عندهم هم الذين خرجوا على علي في تلك الموقعة لأنه قيل . التحكيم في أمر بدأ هو وجيشه الجهاد والاستشهاد من أجله)!. وكانوا يرون (أن الفصل في موضوع خلافة النبي لا يصح أن يوكل إلى البشر بل اي ينبغي الاحتكام فيه إلى الحرب والكفاح وسفك الدماء)(*. , ١ الشهرستاني؛ الملل والنحل» 3 ١ ص٠٠٠١. (7) سورة النساء» الآية ١١٠ . (3) عرفان عبد الحميد» دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية» ص4 8. (4) سهير قلماوي» أدب الخوارج» ص؟ . (5) جولدتسيهر) العقيدة والشريعة قٍِ الإسلام» ترجمة: محمد يوسف وعلي عبد القادن طُ إل القاهرة» 9٠١١ » ص 8٠ . 14 ااا من تراث الإباضية العقائدي ويعرف فلهوزن الخوارج بأنهم (فرقة ذات نبتة إسلامية خالصة؛ وكانوا قوما شد يد يي التقوى وأنضا ء عباد 0 وأطلاح سهر + قد أكلت الأرض جباههم من كثرة السجود حتى لقبوا بذوي الجباه المعفرة بسبب ما يتبين في وجوههم من أثر السجود)!"'. وللخوارج أسماء أخرى يسمون بها منها (الحرورية) نسبة إلى قرية حروراء (وهي قرية بظاهر الكوفة اجتمعوا فيها بعد خروجهم من جيش الإمام علي في معركة صفين)!". ويسمون أيضا (با لمحكمة) ويصف أ لطبري سبب هذا لتسمية فيقول : (ذلك أن الأشعث بن قيس عندما نجح في عقد الصلح بين جيش علي وجيش معاوية بدأ يقرأ كتاب الصلح على الناس ويعرض عليهم فيقرؤونه حتى مر به على طائفة عروة بن أدية فقرأه عليهم فقال عروة بن (الشراة) (وهي جمع شارٍ من قولهم : شرينا أنفسنا لدين الله لذلك نحن شراة وهي تسمية استمدوها من قوله تعالى | إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة]""؛ ومن قوله تعالى [ومن الناس من يشري نفسه ابتغا ءِ مرضاة الله |!"ويسمون أيضا بالمارقة)!) : (١) يوليوس فلهوزن» الأحزاب المعارضة السياسية والدينية في صدر الإسلام» الخوارج والشيعة ترجمة عبد الرحمن بدوي مكتبة النهضة المصرية (د. ت)» ص؟- . () ياقوت الحموي»؛ معجم البلدان» مادة حروراء» (©) الطبري؛» تاريخ الرسل والملوك؛ الطبعة الأدبية» ج1٠ ص88١ . (4) سورة التوبة؛ الآأية ١١١ . (5) سورة البقرة؛ الآية ١١7 . ( د. عرفان عبد الحميد» دراسات قٍِ الفرق من العقائد الإسلامية؛ ص 7 15 من تراث الإياضية العقاكزي ا فرق الخوارج والإباضية. أما الأزارقة (وهم المنسوبون إلى نافع بن الأزرق؛ وقد شهد نافع الدفاع عن مكة المكرمة مع ابن الزبير ؛ وكان ممن عاد إلى البصرة!". ونافع بن الأزرق هو الذي اتتحل مسألة التشريك وابتداً أمرها وأوجب البجرة من دار المخالفين وما يتعلق بالمشركين وأحكام معاملتهم. كما ذكرت المصادر التاريخية عنها". أما النجدات أو النجدية: فهم المنسوبون إلى نجدة بن عامر الحنفى الذي ثار باليمامة بعد مقتل الحسين بن علي؛ وحج نجدة بأصحا به في السنة التي حوصر فيها ابن الزبير, فلما هجم جيش الأمويين على مكة شارك نجدة في الذب عنهاا. (١) البلاذري» أحمد بن يجى ابن جابر (ت 1749ه/ 897م) أنساب الأشراف؛ تحقيق: سهيل زكار» رياض ز ركلي؛ دار الفكر؛ بيروت؛ ط1 417 اه/ 411٠م ج؛ ص 797‏ 798. () المصدر نفسة ج99 ص7 7. (©) المبرد» محمد بن يزيد (ت1785ه/ 48هم) الكامل في اللغة والأدب» تحقيق: محمد أحمد الدالين مؤسسة الرسالة؛ بيروت؛ ط1 4031 ا١ه/ تححلي ج؛ ص7١ ١. وأيضا: الطبري» محمد بن جرير (ت١٠11ه/ 177م) تاريخ الأمم والملوك؛ دار الكتب العلمية؛ بروت؛ ط 408 اه/ ححح لي جات ص 3. ( البلاذري» الأنساب» حج ص !7 16 اك من تراث الإباضية العقائدي وتذكر المصادر أن نجدة تابع نافع في الحكم بالتشريك وما ترتب عليه. وما عدا قطع عذر القعود عن القتال وقتل الأطفال واستحلال الأمانة!". يقول الدكتور هويدي: (وفرق الخوارج التي انتشرت بالمغرب هي نفس فرق الخوارج التي انتشرت بالعراق أو كانت امتداداً لها . لكن أقلها انتشاراً بالمغرب كانت فرقة الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق الحنفي الذين كانوا يمثلون الجناح اليساري المتطرف لفرقة الخوارج)!"' والذين يرون بحسب السلاوي (البراءة من سائر المسلمين وتكفيرهم والاستعراض يعني القتل من غير سؤال عن حال احد وقتل الأطفال واستحلال الأمانة لأنه أي نافع بن الأزرق يراهم كفارا)!"! ومن الخوارج فرقتان قدر لهما أن تنتشرا بشكل واسع في المغرب ويكون لهما أثر واضح في أقاليمه وبلدانه هما بثورة ضد الولاة والخلافة الأموية كما يقول الدكتور هويدي (إنَّ خلفاء بني أمية بعد أن اتسع ملكهم وتعمد ثت مطالب الحياة في د ولتهم واخذ وا والجزية لمواجهة نفقاتهم وأعباء ملكهم وبالغوا فى جباية الضرائب من (١) المبردء الكامل» ج3؛ ص١١7١ --١١؟١. وأيضا: ابن عبد ربه» أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطي؛ العقد الفريد» دار مكتبة الهلال» بيروت» ط؟ 6+ 6٠م جت صلا . () د. يجى هويدي؛ تاريخ فلسفة الإسلام في القارة الإفريقية» ص١7 . (©) السلاوي احمد بن خالد المناصري؛ الاستقصار لأخبار دول المغرب الأقصى نقلاً عن المصدر السابق» ص١ . 17 من تراث الإياضية العقائزي ا ا ات مصدراً جديداً للضرائب لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام)!". أما عن وقت ظهورهم في أفريقية والمغرب فليس هنالك تحديد تاريخي كما يقول الدكتور علي الشابي (والمصادر على اختلافها مشرقية ومغربية لا تسعفنا بتحديد وقت لظهور الخوارج في أرض أفريقية والمغرب)!". إلا أن هنالك إشارة لابن الخطيب فى معرض كلامه من دولة مدار حيث يقول: (واخذ سعد جد مؤسسها عن عكرمة البربري بن عبد الله المدني 0؟ -٠١٠ه)!" وعكرمة هذا (من بربر افريقية؛ اشتراه عبد الله بن عباس وتفرغ للاخذ عن مولاه فأصبح أعلم الناس بالتفسير والمغازي)!". أما طريق انتشار الأفكار الخارجية فى بلاد افريقية والمغرب فكان فى مسلكين الأول (مسلك علمي مثله عكرمة البربري وسلمة بن سعد ومن بعدهما عبد الله بن مسعود التجيبى " ت 7ه " وعبد الجباربن قيس ا ١ د. يحى هويدي؛ تاريخ فلسفة الإسلام قٍِ القارة الإفريقية؛ ص١١ : (7) الدكتور علي الشابي» مباحث في علم الكلام والفلسفة»؛ الطبعة الأول دار بو سلامة للطباعة والنشر والتوزيع» تونس 9/7 ص١١٠ . (7) ابن الخطيب؛ المغرب العربي في العصر الوسيط» تحقيق: وتعليق د. أحمد مختار العبادي والأستاذ محمد إبراهيم الكنان؛ طبعة دار الكتاب العربي الدار البيضاء» ص7/8١. (4) المالكي» رياض النفوس» تحقيق: الدكتور حسين مؤنس مكتبة النهضة المصرية؛ ط7٠٠؟١ + ج١٠ ص7١. 18 ا ا ا ددس ءا تك( من تراث الإباضية العقائدي العامري الذي تولى إمامة الإباضية فى طرابلس سنة ١ ١ه)ل"'والثانى : (مسلك دعائي سري مثله دعاة كانوا ينبثون بين البربر والجنود وقبل أن تظهر دولة بنى مدرار سنة ١ ١ه كانت ثورات البربر الخارجية تهز أرض افريقية والمغرب هزاً مما أتاح لأولئك من بعد أن يكونوا دولتهم في غير عناء ودون أن يجدوا صعوبة تذكر)!". كما وتشير المصادر (إن أول ثورة خا رجية للبربر بأرض ا لمغرب قا مناسنة ١؟اه وى ثورة مسيرة المدغري التي صارت منطلقا لغورات خارجية أخرى عمت المغرب من أدناه إلى أقصاه)!". والصفرية ؛ (وهم اتباع زياد بن الاصفر الأاقل تطرفا في أرائهم من ا سدم (+ ِ و ِ ِ : الازارقة) )80 »٠ وهم لا يقولون (بشرك مرتكب الكبيرة ومنهم من يذهب إلى الذنوب التي ذكرها القرآن بحد معين فأنه لا يتجاوز ما سماها به ب ل مرتكب أ لكبيرة لا يعبر كا فرا حتى بيحده الما ضى مم ومنهم أبو بلال (١) علي الشابي» مباحث علم الكلام والفلسفة» ص66 . () المصدر نفسه» ص١9١٠ . () ابن عذاري المراكشي البيان المغرب في أخبار المغرب نشرة دوزي مكتبة صادن بيروت» 019490 ج1١ ص؟* ؛ وأيضا ابن خلدون» تاريخ الدول الإسلامية بالمغرب» عناية دوسلان الجزائر ١٠ نه ١ ص7١١٠١. 0 الأشعري» مقالات الإسلاميين» ج١) ص١5 الشهرستاني؛ الملل والنحلل. جاء ص/77٠ الإيجي» المواقف» ج7» ص١9؟ . 19 من تراث الإباضية العتائززي |١ ل ات مرداس ثم تولى بعده عمران بن حطان)!"؟ وأما أهم حركات الخوارج فيلخصها الد كتور هويدي فيقول (وفي أيام الدولة العباسية كانت أهم ثورة للخوارج الصفرية هي الثورة التي قامت بناصية مكناسة في المغرب الأقصى تحت قيادة عيسى بن أبي يزيد الأسود من موالي العرب ومن رؤوس الخوارج الصفرية؛ وقد مجمع حوله الصفرية من بني مدرار واختطوا لأنفسهم مدينة سجلماسة سنة ١ه واقتطعوها لأنفسهم من ولاة القيروان , وانضم إليهم صفرية مكناسة؛ ونقموا عليه واجتمعوا بعده على كبيرهم ابي القاسم بن سمكو بن واسوال المكناسي الصفري)!". أما عن آراء هذه الفرقة من الخوارج فإنها لم توفق في أن يكون لها أثر فلسفي لانشغالها بالحروب والثورات لذلك لا نجد إلا مرطقات من صا لح بن طريف المتنبئ أد عى فيها النبوة يقول ابن عذ أر المراكشي (قال ابن القطان) وغيره كان طريف من ولد شمعون بن اسحاق عليه السلام . وكانت الصفرية رجعت إلى مدينة القيروان لنهبها ... وكان طريف هذا من جملة قواد هذا العسكر وإليه تنسب جزيرة طريف. فلما هزمهم الله بأهل القيروان وتفرقوا وقتل من قتل منهم ؛ وتشتت جمعهم سار طريف إلى تأسسناء وكانت بلاد بعض (١) د. داود علي الفاضل؛ محاضرات قٍِ تاريخ الفكر الفلسفي قٍِ الإسلام؛ دار الفكر للنشر والتوزيع» عمان» (د. ت) صهه . () د. يحى هويدي؛ تاريخ فلسفة افسلام في القارة الأفريقية» ص25 . 20 ااا سج من تراث الإباضية العقائدي قبائل البربرء فنظر إلى شدة جهلهم؛ فقام فيهم ودعا إلى نفسه فبايعوه وقدموه على أنفسهم. فشرع لهم ما شرع ومات بعد مدة؛ وخلف من الولد أربعة فقدم البربر ابنه صالحاً فأقام بينهم على الشرع الذي شرعه أبوه طريف ... . وكان قد حضر مع أبيه حرب ميسرة الحقير ومغرور بن طالوت الصفريين اللذين كانا رأس الصفرية. فادعى انه انزل عليه قرآنهم الذي كانوا يقرؤونه وقال لهم انه صالح المؤمنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز. وعهد صالح إلى ابنه إياس بديانته وعلمه شرائعه وفقهه في دينه وأمره ألا يظهر الديانة حتى يظهر أمره وينتشر خبره فيقتل حينئذ من خالفه. وأمره بموالاة أمير المؤمنين بالأندلس. وخرج صالح إلى المشرق ووعد انه يرجع في دولة السابع من ملوكهم وزعم انه المهدي الذي يكون في آخر الزمان لقتال الدجال ؛ وان عيسى عليه السلام يكون من رجاله وانه يصلي خلفه ٠٠٠ وذكر في ذلك كلاماً نسبه إلى موسى عليه السلام٠ ٠ ٠ وكان صالحٌ قد ولد عام ١٠٠ه وبدا دعوته عام ١ه وولي بعد خروجه إلى المشرق ابنه الياس خمسين عاما ومن بعده يونس بن الياس وحكم أربعين سنة ومن بعده أبو عفير بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف ومن بعده عبد الله بن أبي عفير)"! (١) ابن عذارى المراكشي البيان المغرب» ج١٠ ص١ . 21 من تراث الإبائسية العتقائئلزي د ات ويقدم البكري هذه الديانة وكأنها ديانة بربرية جديدة لا تمت إلى الإسلام بصلة حتى الألفاظ فيها بربرية!". ٍ ومن هذها لبرطقات د يانة غمارة حاميم المفتري (هو الصفع ابو محمد حاميم ين من الله بن حريز بن عمرو بن وجقوال بن وزروال الملقب بالمفتري وقد أسس ديانته في بلد بشمال المغرب الأقصى يقال لها (مجكسة) التي يقم بها جبل حاميم المنسوب إليه؛ على مقربة مدينة " تيطوان”)أ". ويشرح البكري هذه الديانة: (إجابة بشر كثير اقروا بنبوته. وجعل لهم الصلاة صلاتين عند طلوع الشمس وعند غروبها ؛ ويسجدون على بطون اكفهم. ووضع لهم قرآنا بلسانهم... ..)". أما عن انتشار المذهب الصفري في المغرب العربي فقد سبق وأن ذكرنا إن فرقتين من الخوارج الكبرى ظهرتا بوضوح في بلاد المغرب وهما الصفرية والإباضية. حيث تخبرنا المصادر أن (أول من جاء بطلب مذهب الإباضية ونحن بقيروان إفريقية سلمة بن سعد قال؛ قدم علينا من أرض البصرة ومعه عكرمة مولى ابن عباس على بعير ؛ سلمة يدعو إلى مذهب الإباضية وعكرمة يدعو إلى مذهب الصفرية)!. (١) البكري؛ المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب» طبعة البارون» دورسلان» باريس ملك صذ لح لل . (1) د. يحى هويدي؛» تاريخ فلسفة الإسلام وفي القارة الإفريقية» ص77 . (©) البكري؛ المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب» ص١41 ١ . وكذلك أنظر المراكشي؛ البيان المغفرب» ج٠١ ص777 وما يليها . ( الدرجيي؛ أبر العباس احمد» طبقات الاباضية؛ مخطوط بدار الكتب المصرية؛ (برقم ١1971خ )» ج١» ورقة 2 وأبو زكريا يجى بن أبي بكر» السيرة وأخبار الأئمة.؛ مخطوط» (دار الكتب رقم 0٠107 خ)؛ ورقة 3 . 22 ا اا ااا سس سلس ك.. من تراث الإباضية العقائدي ويذكر العيني أن (عكرمة هذا من أصل مغربي ٠٠ وكان من موالي ابن عباس الفقيه ذائع الصيت وقد أتاح له ذلك مخالطة كبار الفقهاء والمحدثين كأبي هريرة والسيدة عائشة؛ فسمع منهم واخذ عنهم حتى أضحى من الأعلام الثقاة في الفقه والحديث)!". اخذ المذهب الصفري وصار من كبار فقهائه (وقد عهد إليه بنشر المذهب فى بلاد المغرب بعد اتجاه الخوارج الصفرية إلى اتباع اسلوب التنظيم والدعوة)!"'. وقد أخذ عن عكرمة أصول المذهب الصفري ميسرة المطغري سيد وزعيم مطغرة من قبائل البربر ذ كر ذلك ابن خلدون فقال: (وقد تسنى له "أي ميسرة" بذلك اخذ تعاليم المذهب عن عكرمة ثم عاد فنشرها بين قومه من بربر مطغرة)!"'. ولم يقتصر انتشار مذهب الصفرية على مطغرة فحسب فقد (اتصل أبو القاسم سمكو بن واسول شيخ مكناسة بعكرمة في القيروان.. وإنّ بربر برغواطة اعتنقوا هذا المذهب في وقت مبكر على يد طريف بن شمعون الذي لقى عكرمة بالقيروان كذلك)!". وواصل انتشار المذهب الصفري حتى وصل زنانة (فقد ضرب بنو يفرن فيه بسهم وانتحلوه)!". )0 العين» بدر الدين أي محمد محمود بن احمد و ان عقد الحمان قٍِ تاريخ أهل الزمان» مخطوط بدار الكتب برقم 16784 ج١١ ورقة 47 و74 . () د. محمود اسماعيل عبد الرزاق» الخوارج في بلاد المغرب» ص47 . (©) ابن حلدون» العبر ديوان المبتدأً والخبر» طبعة القاهرة» 1801 جا ص١١ . (4) ابن خلدون» العبر ديوان المبتدأ والخبرء ج71 ص#١٠و 7١١٠ . (( المصدر نفسه» ج07 ص١١ . 23 من تراث الإباضية العقائري |7 ا بت واستمر انتشار المذهب ليس بين البربر فقط؛ بل تعداهم إلى أجناس أخرى كبعض العرب المقيمين في افريقية الذين دانوا بالمذهب الصفري (وقد تسرب هؤلاء إلى المغرب بصحبة الجيوش القادمة من المشرق؛ حتى ذاع عن بعض الولاة اعتناقهم هذا المذهب أو على الأقل تعاطفهم مع معتنقيه)!". إلى جانب كل ذلك فأن استمرار انتشار المذهب الصفري فى هذه الجماعات والقبائل أدى إلى أن (انتشر المذهب الصفري بين جماعات الأفارقة. وهم أصلا من البربر الذين اختلطوا بالروم ودخلوا في خدمتهم واعتنقوا ديانتهم أو من الأجانب المستوطنين الذين طال وجودهم في بلاد المغرب حتى أصبحوا أفارقة)!". وعن طريق قوافل التجارة امتد انتشار المذهب الصفري إلى السودان حيث استجاب جماعات تقطن جنوبي الصحراء لمبادئ الخوارج إلما تنطوي عليه من مساواة دون اعتبار للعنصر واللون)!"'. وهذا الانتشار الواسع يعبر عنه ابن خلدون بقوله: إن (الصفرية قد فشت مقالتها فى سائر القبائل بافريقية)". والصفرية في المشرق لهم اثر كبير في تقعيد قواعد المذهب الصفري حيث إن أثر المشارقة في مناطق (الموصل والجزيرة وديار بكر واتخذوها مقرا تتجمع فيه قواتهم لتتجه في أعداد كبيرة نحو البصرة والكوفة؛ (١) ابن الأنى الكامل القاهرة 7ه جه ص١٠. () د. حسن احمد محمود» انتشار الإسلام والثقافة العربية في افريقية» القاهرة 19317 جََ ١ ص7١١٠١. () د. محمود اسماعيل» الخوارج قٍِ بلاد المغرب»؛ ص٠9 . (4) ابن خلدون؛ العبن» ج14 ص١1“ . 24 ا ا د د ا ص( من تراث الإباضية العقائدي وقد سقطت الكوفة نفسها فى أيديهم مرتين)!'" واستفادتهم من أخطاء الأزارقة والنجدات أدى بهم إلى أن ينحوا بدعوتهم فى المغرب باتجاه الدعوة السرية المنظمة ونبذ العنف ولا ن التطور الجديد في فكر الخوارج الصفرية بتجويز مبداً التقية, والاتجاه العملي في حركاتهم بالمشرق)!". إن عقائد الصفرية تشكل تطورا ملحوظا في فكر الخوارج فالصفرية: (اذ تجنح إلى التخفيف من غلواء التطرف الذي أفضى بحركاتهم إلى الفشل قبل. فهم لم يسقطوا الرحم ولم يحكموا بقتل أطفال المشركين وتكفيرهم كالأزارقة. كما نادوا بجواز التقية في القول دون العمل)!". وهناك مبداً للصفرية ساعد على بقائهم ومعايشتهم للجماعات الإسلامية فقد (أجاز بعض زعمائهم تزويج المسلمات من كفار قومهم في دار التقية)!". فقد ساعد هذا المبداً على انتشار مذهبهم وأتاح لهم سبيل الدعوة إليه؛ غير أنهم غالوا كبقية الفرق الخارجية عدا الإباضية فذهبوا إلى تكفير مرتكبي الكبيرة (فبينما رأى الإباضية أنهم موحدون قال الصفريون بتكفيرهم)!” . (١) د. محمود اسماعيل» الخوارج في بلاد المغرب» ص4 . () د. محمود اس ماعيل» الخوارج في بلاد المغرب» ص41 . (©) الرازي» فخر الدين (ت 71.091ه) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين» القاهرة» 1177 ص١ . (4) المصدر نفسه» ص"١١ . ( المصدر نفسه) ص١ ١ . 25 من تراث الإ بائسية العئ يا ا ات ءٍِ ءِ ٠ ءِ أما الإباضة : وهم (أتباع عبد الله بن أباض الذي كان مع نافع بن الأزرق قبل أن يدب الخلاف بينهما)!"" والإباضية (وهم أكثر الخوارج اعتدالا وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تفكيرا ولا يغالون كثيراً وقد أكسبهم هذا الاعتندال البقاء)!"! ولقد قامت دولتهم في الوقت نفسه الذي قامت به الدولة الصفرية فى المغرب الأقصى يقول ال كتور هويدي (وقام في تلمسان بالمغرب الأوسط وفي نفس هذا التاريخ الذي تأسست فيه بالمغرب الأقصى ولاية سجلماسة الصفرية)"'. والإباضية أو الوهبية (نسبة إلى عبد الله بن وهب الرأسى الأزدي الذي كان يقال له النفثات لأن ركبه قد صارت كنفثات الإبل من كثرة السجود)!". فأنهم ينقسمون على ثلاث فرق رئيسة هي (النكارية والخلقية والنفاثية)!"' وهناك فرق فرعية في الشمال الأفريقي منها (العمرية أو الحسينية وهي أقرب إلى المعتزلة. م" والسكاكية وإمامهم عبد الله السكاك .. . والفرثية وهم (١) الطبري» أبو جعفر محمد بن جرير» تاريخ الأمم والملوك. طبعة ابريل» 886١ - تغغل جا ص4٠ . (3) د. داود علي الفاضل» محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام» ص1٠ . (©) د. يجى هويدي؛ تاريخ فلسفة الإسلام في القارة الأفريقية؛» ص9١ . 0 المصدر نفسه» ص ُ. (( مونيلينسكي؛ دائرة المعارف الإسلامية قٍِ مقال عن الإباضية نقلاً عن المصدر السابق» ص44 . 26 ااا سأ سسشأاسسسسس # ...> من تراث الإباضية العقائدي أصحاب أبى سليما ل بن يعقهوب بن محمد بن أفلح أ لإمام بن عبد الوهاب ... . وهناك النفوسية أو التمزينية أصحاب أبي يونس وسيم النفوسي التمزيني)!". ظهرت الإباضية فى وقت ظهور الصفرية والنجدات فى "سنة 17ه - 7م" عندما خالف عبد الله بن أباض نافع بن الأزرق في تكفيره القمّدة عن القتال واتخذ ذلك موقفاً معتدلاً)!". ويؤكد كثير من المؤرخين والباحثين على أن سمة الاعتدال هى السمة الواضحة فى عقائد الإباضية فهم (يحرمون دماء المسلمين وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم)!". بل إن من خصومهم من ذكر ذلك عنهم فهذا البغدادي يقول: (إنّهم اعتبروا دور مخالفيهم دور توحيد إلا معسكر السلطان فانه دار بغىي)ل!". أما الاسفراييني فيذكر : (أنهم أجازوا مناكحتهم ومواراتهم وغنيمة أمواليم إلا بعد نصب القتال وإقامة الحجة)!. ولا شك أن الإباضية دانت بالفضل لعدد كبير منهم ؛ جابر بن زيد فقد نال منزلة كبيرة فى الدعوة لمذهب ( ينظر النشماني»؛ كتاب السير» طبعة الجزائر قسطنطينية»؛ (د. ت)» ص٠١ . (7) د. محمود اسماعيل» الخوارج في بلاد المغرب؛ ص١0 . (©) السوفي أبو عمر عثمان بن خليفة المرغي "ت اواخر القرن السادس الهمجري"» شرح السؤلات مخطوط بدار الكتب المصرية برقم 716787 ب) ورقة لاه . (4) البغدادي» الفرق بين الفرق» ص١١٠ . (( الاسفرابيي» التبصير قٍِ الدين» ص#/؟ . 27 من تراث الإباضية العقاكزي لت الإباضية (حتى اعتبره بعضهم أول الأكمة)". وبعد وفاته خلفه (احد تلاميذه ويدعى أبا عبيدة مسلم بن أبى كريمة الذي قيل انه ظل يتلقى العلم أربعين عاما وبعدها نصب نفسه لتعليمه - أي المذهب - . ومن هنا كانت شهرته الواسعة بتعمقه في العلوم على اختلافها)!"'. وكان أبو عبيدة هذا من كبار متكلمي الخوارج الإباضية فقد (كان ندا لأعلام المعتزلة كواصل بن عطاء ؛ وكان يحاورهم ويجادلهم)!". آراؤهم الفلسفية و الكلامية وقبل الخوض في آراء الإياضية الكلامية والفلسفية نطرح سؤالاً مهما وهو هل إن الإباضية من الخوارج؟ وللجواب على ذلك يجب علينا العودة إلى آراء الإباضية أنفسهم ليجيبونا على هذا السؤال وقبل ذلك يجب أن نعرف الإباضية (وهي تلك الفرقة المعتدلة من الخوارج ظهرت في أواخر الدولة الاموية وهي تؤمن بالقرآن والحديث مصدرا للتشريع مع القول بالرأي وبالقياس, واعتبرت أبا بكر وعمر القدوة بعد الرسول ولكنها تشترط القريشية فى الخلافة)!". وإذا ما عدنا إلى السؤال الذي (١) الورجلان» الدليل الأهل العقول؛ القاهرة» 700١ه4» ج7؛ ص7 . "0 د. محمود اسماعيل» الخوارج قٍِ بلاد المغرب»؛ ص7٠ : )" الدرجيي؛ طبقات الاباضية» جح أل ورقة ٠٠ . (4) عدنان عياش: جذور الإباضية في بلاد المغرب؛ بحلة اتحاد الجامعات العربية للآداب» المجلد الرابع» العدد الثابي )اه 7١٠ صا١٠؟. 28 ل:نرورحروججججك هو م ل لل ل ا طرحناه فلا بد لنا أيضاً من معرفة تاريخ نشأة المذهب الإباضي فقد (ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول البجري في البصرة.؛ فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق والتسمية كما هو مشهور عند المذهب جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهو بها عبد الله بن أباض فى تلك الفترة) !') ولا شضىء أدل على تمييز الإباضية عن الخوارج أوضح مما كتبه؛ الشيخ سالم بن حمود السيابي فى كتابه« أصدق المناهج فى ييز الإباضية عن الخوارج»!"! وما ذكره معمر بن علي بن يجيى في كتابه ) الإباضية في موكب التاريح 0"( والباروني (ت 08؟١ه ‏ 4 ٠9٠م) في «مختصر تاريخ الإباضية»!*) وكذلك الشضماخي (ت 78*هه ‏ 077١م) في كتاب «سير علماء ومشايخ جبل نفوسه»!"' وسنذكر بعض ما قاله مؤرخو الفرق في ييز )0 المرجع نفسه» ص ١١. (7) السيابي سالم بن حمود (ت 1100ه ‏ 19096م) أصدق المناهج في تمييز الإباضية عن الخوارج؛ تحقيق: سيدة إسماعيل كاشف» القاهرة» 179٠ . () هذا الكتاب نشرته جمعية التراث» مسقط 1986 وقد نشر المجزء الأول في القاهرة 974٠ . (4) قام بنشره مكتبة الاستقامة؛ في تونس» 978٠. (5) كتاب السير هذا يوجد طبعة حجر في الجزائر» بدون تاريخ. 29 من تراث الإياضية العقائ ري ا لل- الإباضية عن الخوارج حيث يقول السيابي : (وأما إياضية عُمان وزنجان وشرق أفريقية وشمال أفريقية في جبل نفوسه وجزيرة حربة ووادي ميزاب وفي غير ذلك من الاماكن فيتبرؤون من نسبتهم إلى الخوارج؛ وا لخوا رج في نظرهم معناها خروج على ا لإسلام 6 إذ نرى أ نل فمقها ل ومؤرخى الإباضية قديما وحد 58 يؤكدون أن مذهبهم هو الإسلام العقائم على القرآن الكريم وعلى الأحاديث النبوية والسنة المشرفة. وقد اختار الإباضية طوال تاريخهم طريق الاعتدال وجعلوا هدفهم الرئيسى إقامة تعاليم الدين الإسلامي علما وعملا)!". وإذا ما عدنا إلى آراء أئمة الإباضية في الخوارج نجدهم ينظرون إلى الخوارج بأنهم خارجون على الإسلام فهذا الإمام الورجلاني يقول: (وأما المارقة وهم الخوارج, فلن يخفى على عاقل بسيرة ما ساروا في أمل الإسلام؛ كسيرة أهل الإسلام في أهل الأوثان والأصنام ؛ كأنما بعث إليهم رسول آخر غير محمد عليه السلام)!"'. ويقول في موضع آخر : (وأما المارقة : فإنهم زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب أوكبير أشرك بالله العظيم. وتأولوا قوله عز وجل ( وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) فقضوا بالاسم على (١) السيابي» أصدق المناهج في تميز الإباضية عن الخوارج» ص؟. () الورجلان أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم» الدليل والبرهان» تحقيق: الشيخ سالم بن حمد الحارتي» طبعة وزارة التراث والثقافة مسقط» سلطة عغمان. طب ص١7 اهم ١٠م ص١١. 30 ااا ا ااا اس اس لاسااااسيلسسك من تراث الإباضية العقائدي الرجال وأخذ ١ لأموال والسبى للعيال ُّ فحببهم قول رسول الله )2 : «إن ائاسا من امتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية؛ فتنظر في النصل فلا ترى شيئا ؛ وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ؛ وتتمارى في الفوق» فليس في أمة أحمد (25) أشبه بهذه الرواية منهم؛ لأنهم عكسوا الشريعة. قلبوها ظهرا لباطل. وبدلوا الأسماء والأحكام لأن المسلمين كانوا على عهد رسول الله (5+) يعصون ولا نجري عليهم أحكا م المشركين. فليت شعري فيمن نزلت الحدود في المسلمين أو في المشركين. فأبطلوا الرجم والجلد والقطع؛ كأنهم ليسوا من أمة أحمد عليه السلام . احولت أعينهم فنظروا في المعنى الذي أمر الله به المسلمين أن يستعملوه فى المشركين. من جهاد العدو والجد فى محاربتهم؛ فاستعملوه هم في المسلمين)'' ويميز السيابي الإباضية عن الخوارج والسنة والإجماع ثم القياس ثم الاستدلال)!". فلسفة الإباضية (مجموع الرسائل الإباضية) التى طبعت في مصر على نفقة محمد يونس الباروني . وكتاب (الدليل لأهل العقول) لآبي يعقوب (١) المصدر نفسه» ص7 - 1. 0 السيابي : أحدق المناهج في تيز الإباضية عن الخوارج؛ ص١7. 31 سس ا يوسف بن إبراهيم الورجلاني ثلاثة أجزاء في مجلد واحد طبعة القاهرة 7 ه. وسوف نتعرض لثلاث مسائل وهي أراؤهم الفلسفية في الوجود , ومخالفتهم ومشاركتهم للمعتزلة ومناقشة الأشاعرة في الخلاف الناشئ بينهما . آراء الاباضية ع الوجود ولنتعرف على رأي الإباضية في الوجود وبعض مصطلحاتهم الفلسفية من خلال رسالة الحقائق المحتاج إليها لأبي القاسم بن بن إبراهيم البراوي الإباضي وهي ضمن (مجموع الرسائل الإباضية) يقول البراوي (العالم هو ما سوى الله وهو الأجسام والأعراض فقط وعند الغير (وهم الأشاعرة) الأجسام والأعراض والجواهر- حقيقة الجوهر هو المتحيز - حقيقة الجسم هو المتخيز ولا فارق بينه وبين الجوهر وعند الغير الجسم وهو المنقسم. والمتحيز منقسم لكن دليل الانقسام أن الجهة الموالية للشرق غير الجهة الموالية للغرب -- حقيقة العرض هو ما لا يقوم بنفسه حقيقة الخلق الإخراج من العدم إلى الوجود - حقيقة الحدوث وجود بعد عدم -حقيقة البقاء وجود بعد وجود - حقيقة الموجود أنه الحاضر الآن - حقيقة القديم هو الموجود لا بعد عدم ولا يهدم بعد وجود - حقيقة القدم صفة القديم - حقيقة الشيء هو المخبر عنه؛ وعند الأشعرية هو الموجود - والمعدوم عندهم ليس بشيء وعندنا شيء معدوم - والعدم عندنا ليس بشيء - 32 ا اس رك من تراث الإباضية العقائدي حقيقة العلة هى الملازمة للمعلول يوجد بوجودها ويرتفع بارتفاعها _ حقيقة الاعتقاد اعتماد القلب على معنى النفس نفياً أو إثباتاً)!". ولقد وجه أبو عبيدة دعاته إلى الولايات والأمصار فكان نصيب بلاد المغرب أن بعث لهم بداعيته سلمه بن سعيد (في بداية القرن الثاني البجري لنشر الدعوة الاباضية بين المغاربة)!"". وما لبث أن مات سعيد هذا فحل محله (أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد بن مغيطر الذي تتلمذ على أبي عبيدة بالبصرة٠ ٠ ٠ وفي ايامه 3 انتشار المذهب بين بربر نفوسه في مستهل القرن الثاني البجري)". آراء الإباضية ل العلم الإلهي إنّ انتشار المذهب الإباضى ورسوخه فى جبل نفوسة أدى إلى (انتشاره بين القباكل ا لاخرى مثل هوارة ولماية وزنانة و سد ارته وزواغة ولوانه)!) . وبعد هذا الانتشار للمذهب فلا بد أن يكون هناك من يتصدر ل ١ 4 البرادي أبر القاسم بن إبراهيم البرادي الاباضي»؛ رسالة الحقائق المحتاج إليها ل ضمن الرسائل الاباضية» مطبعة مصرء (د. ت)» ص١١ .؛ المخطوط للكتب المصرية؛ تحت الرقم 0/8 عقائد ونحل إسلامية؛ ص١١ ؟ () أبو زكرياء السير وأخبار الأئمة؛ ورقة 7 الشماخي؛ السيرء ص48 . () الوسيان؛ أبو الربيع عبد السلام (ت 141/1ه) سير أبي الربيع» مخطوط بدار الكتب المصرية برقم 4117خ - ورقة 49لاو 80. () ابن خلدون. العبر» جا ص١١٠ -٠"٠١. 33 من تراث الإباضية العقائدري 7ت الإرشاد بتعاليم هذا المذهب (إنّ انتشار المذهب الإباضي على هذا النحو بين كثير من قبائل المغربين الأدنى والأوسط كان في حاجة إلى مزيد من التبصير بتعاليم المذهب وأصوله الفقهية ٠ ٠ ولذلك تم اختيار بمثلين عن الجهات التى انتشر فيها المذهب للتوجه إلى البصرة لمزيد من الدرس؛ فاختير عاسم السدراتي من غرب الأوراس؛ وأبو داود القبلي النفزاوي من نفزاوة جنوبي افريقية؛ واسماعيل بن درار من غدامس جنوبي طرابلس وانضم إليهم عبد الرحمن بن رستم من القيروان وتوجه هؤلاء الذين عرفوا بحملة العلم إلى البصرة حيث ظلوا في صحبة أبي عبيدة مسلم خمس سنوات يتلقون العلم على يده ويعدون العدة للظهور ويتعلمون أصول الحكم وفنونه)!"". وبعد عودة حملة العلم إلى المغرب: (واصلوا جهودهم في تثبيت دعائم المذهب ولما اشتد ساعدهم عقدوا العزم على إعلان إمامة الظهور سنة ”1ه --07لام". وهكذا أصبحت بلاد المغرب معقلا لنشاط الخوارج بعد انتشار المذهب الصفري بين بربر المغرب الأقصى وبعض نواحي المغرب الأوسط . والاباضي في المغربين الأدنى والأوسط . وبدأ الخوارج حقبة جديدة في تاريخ البلاد)!"'. لم يختلف الخوارج في المغرب عن أسلافهم في المشرق في مسألة الصفات الإلبية بصورة عامة والعلم الإلبي بصورة خاصة؛ فكما أن أسلافهم في (١) د. محمود اسماعيل» الخوارج في بلاد المغرب» ص . () المصدر نفسه» ص* ٠ - لاه . 34 ايعان (ك من تراث الإباضية العقائدي المشرق يتفقون مع المعتزلة في نفي الصفات وبأنها عين الذات. ولا يفرقون بين الذات والصفات فهي عندهم شيء واحد (فالخوارج يتفقون مع المعتزلة والمرجئة والزيدية من الشيعة بشأن التوحيد ؛ فيرون : "ان الله تعالى واحد ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار في دنيا ولا أخرة. ولا تكيفه العقول. ولا تضبطه الأوهام . ولا تمثله القلوب. ولا تحده الأفكار. ولا تقطعه المقادير. ولا تقع عليه مساحة؛ وانه غير جسمء ولا له حدود ولا أقطار ولا يجوز عليه النقل من مكان إلى مكان ولا من حال إلى حال". .٠ .)!". في حين يرى ابن حزم أن لفظ الصفات (هي بدعة منكرة : قال إنما اخترع لفظ الصفات المعتزلة وهشام ونظراؤه من رؤساء الرافضة وسلك سبيلهم قوم من أصحاب الكلام سلكوا غير مسلك السلف الصالح ليس فيهم أسوة ولا قدوة)!"" ويرى ابن حزم أيضا أن (إطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظ الصفات ولا على لفظ الصفة ولا حفظ عن النبي(5) بان لله تعالى صفة أو صفات)!"" غير أن خصوم ابن حزم من المعتزلة والخوارج والشيعة والجهمية الذين يذكر الأشعري اتفاقهم على (١) الحميدي» نشوان بن سعيدء؛ الحور العين» مطبعة السعادة القاهرق م1 ص47١. ويتظر كذلك د. نايف معروف» الخوارج في العصر الأموي» دار الطليعة؛ بيروت» لبنان» طم 4١٠٠م ص١٠٠ . (7) ابن حزم الفصل في الملل والأهواء والنحل» ج7؛ ص١١ . (©) المصدر نفسه» ج77 ص١٠ . 35 من تراث الإباضية العقائزي ا ا اا لست القول بنفى الصفات: (كما قال قائلون من الحرورية والمعتزلة والجهمية بنفي الصفات عن الله تعالى)!'! منهم من يحتج بحديث عائشة "رضي الله عنها” في (الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله احد في كل ركعة مع سورة أخرى وان رسول الله () أمر أن يسأل عن ذلك فقال هي صفة الرحمن فأنا أحبها فأخبره عليه السلام أن الله يحبه)!". ويجيب ابن حزم عن ذلك (أن اللفظة انفرد سعيد بن أبي هلال وليس بالقوي قد ذكره بالتخليط يحيى واحمد ابن حنبل أيضا فان احتجاج خصومنا بهذا لا سيوخ على أصوليم لأنه خبر واحد لا يوجب عندهم العلم وأيضا فلو صح لما كان مخالفاً لقولنا لأننا إنما أنكرنا قول من قال: إن أسماء الله تعالى مشتقة من صفات ذاته فأطلق لذلك على العلم والقدرة وا لقوة وا لكلام إنها صفات وعلى من أ طلق إرا دة وسمعا بصرا وبصيرا وحياة وأطلق إنّها صفات فهذا الذي أنكرناه غاية الإنكار)!". ثم يربط ابن حزم بين الصفات لإثبات صفة أخرى وبالرد على اعتراضات خصومه فيقول : (فإن اعترضوا فقالوا أنكم تسمونه سميعاً بصيرا وانه لم يزل كذلك فيلزمكم أن المسوغات والمبصرات لم تزل قلنا لهم وبالله تعالى (١) الأشعري؛ الإبانة ص١7 . () ابن حزم» الفصل في الملل والأهواء والنحل» ج7؛ ص١١ . () المصدر نفس ج77 ص١١٠١. 36 ا اسك من تراث الإباضية العقائدي فنقول قال الله تعالى السميع البصير فقلنا بذلك انه لم يزل وهو السميع البصير بد اته كما هو؛ ولا نقول لا يسمع ولا يبصر فنزيد على ما أتى به النص شيئا ونحن نقول: إنّه تعالى لم يزل سميعا للمسموعات بصيرا للمبصرا ث يرى -| لمرئيا تت ويسمع إ لمسموعا تء؛ ومعنى هذا كله انّه عا لم بكل ذلك كما قال تعالى (إني معكما أسمع وأرى)!'". وهذا كله معنى العلم الذي لا يقتضي وجودا لمعلومات لم تزل لكن يعلم ما يكون انه سيكون على حقيقته ويعلم ما هو كما هو ويعلم ما قد كان كما قد كان وهذا نجده حساً ومشاهدة وضرورة لأننا فيما بيننا قد نعلم أن زيدا سيموت وموته لم يقع بعد)!'. ويذكر الأشعري مخالفة الإباضية للمعتزلة فى الإرادة فيقول: (غير أن إياضية الخوارج تخالف المعتزلة فى مسألة التوحيد فى الإرادة فقط فهم يزعمون ان الله سبحانه لم يزل مريدا لمعلوماته التي تكون أن تكون.؛ ولمعلومات التي لا تكون ألا تكون)!". ويصف ابن حزم الإباضية في الأندلس وأفعالهم فيقول : (وشاهدنا الإباضية عندنا بالأندلس يحرمون طعام أهل الكتب ويحرمون أكل قضيب التيس والثور والكبش ويوجبون القضاء على من نام نهارا في رمضان فاحتلم ويتيممون وهم على الآبار (١) سورة طه: الأية . (3) ابن حزم» الفصل في الملل والأهواء والتحل» ج7 ص؟؛ ١١ . 9( الأشعري»؛ مقالات الإسلاميين» ج٠» ص١٠. 37 من تراث الإياضية العقائزي ا عت التي يشربون منها إلا قليل منهم)!". ثم يذكر أقوالا أخرى لابي اسماعيل البطيحي وأصحابه وهم من الخوارج : (إن لا صلاة واجبة إلا ركعة وا حدة با لعداة وركعة أخرى با لعشي فط ويرون إ لحج في جميع شهور السنة ويجرمون أكل السمك حتى يذبح ولا يرون اخذ الجزية من المجوس ويكفرون من خطب في الفطر والاضحى ويقولون أن أهل النار في النار في لذة ونعيم وأهل الجنة كذلك)"". ويذكر ابن حزم أقوالا لأصحاب الحرث الإباضى فيقول: (وقالت طائفة من أصحاب الحرث الإباضي أن من زنا أو سرق أو قذف فأنه يقام عليه الحد ثم يستتاب من ما فعل فان تاب ترك وإنٌ أبى التوبة قتل على الردة)!". أما الإياضية فإنها تذهب إلى نفى الصفات أيضا : (إنّ صفات الباري لا تدل على معان تلازمه أو تفارقه بل تدل مغلاً صفة الوجود على انه ليس هناك وجود غيره يخالفه او يوافقه ٠ وقولنا إن الله تعالى حي إخبار عن أن الذات ليست ميتة وانه تعالى له التصرف بالغير. وقولنا إن الله قادر إخبار عن الذات إنها ليست بعاجز ولا يعوزها شيء وقولنا : (إِنْ الل مريد إخبارٌ عن الذات أنها غير مكرهة ولا يفوقها شيء)!". وهم (١) ابن حزم؛ الفصل في الملل والأهواء والنحل» ج77 ص8١ . (١) المصدر نفسه ج4) ص8١ . (3) ابن حزم؛ الفصل في الملل والأهواء والنحل» ج4» ص8١ . (4) الورجلان "الدليل لأهل العقولث ج01 صم - 48 . 38 مكددووااز<حح ‏ لس يوحدون بين الذات وا لصفات ولكي يميزوا أنفسهم عن إ لمعنزلة 8 لوا (با نْ اللغة منعت من هذا الإطلاق "ولولا ذلك لما كان به بأس"؛ وقد جاء في اللغة إطلاقه فى بعض الأسماء كقولك: الله الرب .والله العدل. والله الوترء والله الحق المبين)!'". ويؤكد الورجلاني ما ذهبنا إليه من نفيهم للصفات بقوله : (والأحسن عندي إذن أن تقول ليس هناك شيء غير الله)(. وهو بهذا يشير إلى الاشتراك مع المعتزلة في هذه المسألة كما يرى نلينو إذ يقرر عدة مسائل تشترك فيها الإباضية مع المعتزلة أهمها (أن صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها عين ذاته - وانه ليس من الممكن رؤية الله تعالى في الآخرة - والقول بخلق القرآان - والقول إن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا ذا تابوا قبل الموت أن عذاب النار أبدى لمرتكبى الكبائر من المسلمين وان مات المسلم دون أن يتوب لا تنفع له شفاعة الملائكة والرسل أو الأولياء وذلك لأن الله صادق في وعده ووعيده - وتأويل بعض مسائل الحياة الأخرى تأويلاً مجازياً مثل الصراط والميزان)!". (١) المصدر نفسة صم -/؛ . () المصدر نفسه» ص/) بتصرف . () نلينو» بحث الصلة بين المعتزلة ومذهب الاباضية في افريقية الشمالية ضمن كتاب التراث اليونانٍ في الحضارة الإسلامية» دراسات لكبار المستشرقين؛ ترجمة: د. عبد الرحمن بدوي» مكتبة النهضة المصرية» 195460 ص ١7-١٠7 . 39 من تراث الإباضية العقائ ري ١ ات ويضيف جولد تسيهر أيضا (إن كل تشبيه ظاهر وبخاصة استواء الله على العرش يجب تأويله تأويلاً مجازيا)!"". ويجد نلينو نقاط الخلاف بين الإباضية والمعتزلة بمسألتين مهمتين هما : (المنزلة بين المنزلتين فالإباضية تنكر هذا القول بحق مرتكب الكبيرة فهم يعتبرونه كافراً)!"". لذلك يقول الشماخي : (ندين بأن لا منزلة بين منزلة الإيممان ومنزلة الكفر)!" (والمسألة الثانية هي مسألة القدر وحرية العبد في أفعاله فالمعتزلة تقول بحرية العبد » بينما يقول الاباضية في شمال افريقية بالحرية المحدودة)!"؛ وهي بهذه المسألة تشابه الأشعرية في نظرية الاكتساب أو الكب الأشعري. ولكن الاباضية (يأخذون على الأشاعرة بوجه عام أنهم هربوا من الواضح إلى المشكل؛ أو من الواضح المعهود إلى المشكل المردود . فهم في مسألة الصفات قد افسدوا على العرب لسانهم وغيروا عليهم لغتهم وقالوا إن الصفة هي الوصف "العظة هي الوعظ" وقد فرق أهل اللسان بينهما , وأوجبوا الصفة للموصوف "لان العظة صفة للموعوظ والوعظ فعل الواعظ" أما قول الأشاعرة بأن الصفات مغايرة للذات فإنه يؤدي إحداث الكثرة في الوحدة؛ ويشاركون به قول أصحاب ثالث ثلاثة. أصحاب (١) جولد تسيهر» بحث نقاط التقاء بين المعتزلة والاباضية» بحلة تاريخ الأديان» المجلد رقم 7 سنة 900٠ ص777. (7) تلينو» الصلة بين المعتزلة ومذهب الاباضية في افريقية الشمالية؛ ص4١ -١٠؟ . (7) الشماخي» السير» طبعة الجزائر» قسطنطينية (د. ت)» ص8١ وما بعدها . (4) تلينو» الصلة بين المعتزلة ومذهب الاباضية في افريقية الشمالية ص4 ١3 -١٠7 . 40 [الششأآأآأآااسس_ من تراث الإباضية العقائدي الأقانيم؛ بل إنهم يشاركون به قول أصحاب الطبائع الأربعة أصحاب الاسطقسات)!'أوبرغم صعوبة هذا الحكم إلا أن الخوارج بصورة عامة والإبياضية بصورة خاصة لا يبالون في مسألة تكفير المسلمين فهم يذهبون إلى (تكفير القدرية والمرجئة والشيعة والمشبهة أو المجسمة)!". ويوردون أدلة على تكفير كل فرقة على حدة. أما الأشاعرة فلم يكفروهم صرا حه وضم يختلفون معهم في مسا كل عديد 5 يحصيها الورجلاني فى عشر مسائل هى كما يقول (اعلم أن الأشعرية قد اختلفنا معهم في عشرة مواطن : أولها - إنا قلنا الباري سبحانه يوصف بالعلم والقدرة والإرادة وسائر الصفات التي يوصف بهاء فقالوا : "أيّ الأضاعرة” والقدرة عندنا صفة وهى عندهم معنى ليست صفة؛ وكذلك الإرادة وسائر الصفات ليست بصفات ولكنها معان . فالصفة عندهم هى الوصف. والثاني- أنهم أطلقوا على هذه المعاني التي ذكروها إنها أغيار لله تعالى فأوجبوا التغاير بينهما . والثالث - أنهم أثبتوها معانى غير الله. وهي قديمة ونحن نقول ليس هناك معنى غير الله » ولا قديم مع الله . والرابع - أنه بمقتضى هذه المعانى كان الله موصوفا بها .بالعلم كان عالماء وبالمّد ره كان قاد 1 6 وبالإراد كا ل مريدا . ا ١ 4 الورجلان» الدليل لأهل العقول» جح 0 ص“/ 7 وما بعدها . () يجى هويدي؛ تاريخ فلسفة الإسلام في القارة الإفريقية» ص0١ . 41 من تراث الإباضية العقائدي ااا ا ا ا ا ا ا ااا اتيت وعلم بعلم ؛ وقدره بقدرة؛ وإرادة بإرادة.وحي بحياة؛ وقديم بقدم. والخامس - أنّ هذه المعاني التي وصفوه بها معان قائمة بالذات: ذات الباري سبحانه. والسادس : أنهم وصفوه بالوجه واليدين والرأس والعينين والجنب؛ والجلسة واليمين ٠٠ ٠الخ. والسابع : أن الكلام من المعاني التي وصفوه بها وهو قائم بذاته ولم يزل به. والشامن : أن الأمر والنهي المندرجين في الكلام من المعاني التي وصفوه بها وقائمان بذاته لم يزل كذلك وتعالى الله عن ذلك. والتاسع : أن القرآن وسائر الكتب المنزلة من المعاني والتي يوصف بها في ذاته لم يزل بذلك سبحانه. والعاشر: ان العدل والإحسان والفضل والمن والإنعام صفاته لكنها أفعاله محدثة)!". ويناقش الورجلاني ذلك معهم فيقول (ونرجع إلى معارضتهم إيانا في الصفات فان قالوا إذا زعمتم أن الذات واحدة وأنَّ صفاتها هي هو ما تقولون فيمن خلقه الباري حيا ثم مات او ميتا ثم حبي أبعلم واحد علمه 0 بعلوم كثيرة فإن قلتم بعلم واحد فقد جعلتم الحي ميتاً والميت حياً » وإن قلتم بعلوم كثرة فقد أثبتم قدماء كثيرة وإن قلتم علمه بلا علم وقعتم في المحال. وقلنا بالله التوفيق إن الله تعالى علم الحي منا في حين حياته ثم عمله في حين موته ووقع التفاوت بين الحالتين لا بين العلمين كما أن الذات التي علمتها ميتة هي الذات علمتها حية فما قلتم في العالم قلنا في العلم نعكس عليهم المسألة فان قالوا بعلم واحد لزمهم أن يجعلوه حياً ميتأ (١) الورجلاني؛ الدليل لأهل العقول» ج٠؛ ص8؟ . 42 ا ا ا دسا لسس#..> من تراث الإباضية العقائدي موجوداً معدوماً. وان قالوا بعلوم كثيرة على عدد أجزاء الخليقة فقد اثبتوا قدماء كثيرة مع الله في الأزل فان قالوا علمها بلا علم وقعوا في المحال ولا سبيل لهم ولا مخرج لهم إلا السبيل الذي سلكناه وكذلك القول في سائر الصفات)!". ولو اعترض الأشاعرة على أقوال الإباضية وقالوا : (إنّ القول بالصفات على هذا النحو يؤدي إلى إحداث تغير في الذات الإلبية لأن الله مثلاً يعلم أن فلان حي ثم يحدث أن يموت هذا الإنسان؛ فإن هذا يؤدي إلى تغير في علم الله)!"". فإن الورجلاني يرد على هذا الاعتراض قائلاً :(اعلم أن الأشياء تختلف بالأعيان والأزما ن والمكان وتقع النسبة إليها من جهة العلم نسبة واحدة وجهة القدرة وغيرها نسبة واحدة ومن جهات مختلفة وليس ذلك بصائر إلى الذات شيئا . كذلك لو علم رجلان شيئاً واحداً والشيء على حدته والعالمان اثنان؛ أو علم رجل شيئين على أنا لا نثبت مع الباري سبحانه علماً غير ما يقع التطالب والتخاطب عليه)"'. ويستطرد بالردود على الأشاعرة فيقول : (فإن اعترض الأشاعرة بقوليم : إنكم أبطلتم المعنى المعقول في لغة العرب أنهم إذا وصفوا إنسانا بالشجاعة أو الجبن أو بالسخاء أو بالبخل أثبتوها صفات لغيره. قلنا لهم وبالله التوفيق إِنْ (١) الورجلان» الدليل لأهل العقول ج٠١ ص47 48 . () يحجى هويدي؛ تاريخ فلسفة الإسلام»؛ ص14 . (©) الورحلان؛ الدليل لأهل العقول» ج١؛ ص8 . 43 من تراث الإبياضية الْعَفَأَئُازي للللل لل لل لل ل لل ل لالآا7اٍ7ض العرب إذا وصفت شيئاً بصفة أنهم يتوجهون إلى معنى تلك الصفة وليس في صفاتهم ما يقتضي في لسانهم إنها هي هو أو غيره)!" وأما توحيد الأشاعرة بين العلم والقدرة٠ ٠ ٠ الخ فيرد الورجلاني (بأن هذا ممنوع من جهة التخاطب واللغة)!". آراء الإباضية لك التضس إن الخوارج كما سبق وذ كرنا فرق عديدة؛ اشتهرت بالمغرب منها فرقتان هما الإباضية والصفرية ففي (أواسط القرن الثاني البجري حول البربر ثورتهم الاجتماعية إلى الناحية الدينية فاعتنقوا المذهب الخارجي الداعي الى المساواة وذلك احتجاجاً على تصرف بعض الولاة, فاعتنقوا مذهبين: المذهب الصفري الذي ييثل النزعة اليسارية والإباضية التي هي أكثر اعتدالاً)!". كان انتشار الصفرية (من طرابلس إلى طنجة ولكن تفوقهم لم يدم طويلاً فإنهم أنهكوا بالحروب التي خاضوها ضد العرب أو ضد الإباضية فسلموا البلاد إلى الأخيريين وقد ذاب اغلب الصفرية في الإباضية واجبر البقية على أن يتجمعوا حول إمام "سجلماسة” الصغيرة ابن بقي)!"'. وبعد (١) المصدر نفسه؛ ج١٠ ص8 . () المصدر نفسه» ج١٠ ص/؛ . (3) صالح باجية؛ الاباضية بالجريد؛ دلر بوسلامة؛ تونس» ط1 19971 ص7 . مسمقعع دتمت ننة عتقتهنة مه تعانة15 وآ 1817/1014 0121057م4(7) .0.4-5 1958 44 اا ااا سكج من تراث الإباضية العقائدي حروب طويلة خاضها الخوارج بزعامة بعض زعماء البربر قامت في المغرب الإسلامي ثلاث دول خارجية: ١ دولة أبي قرة: " بتلمسان وملوية" وهي دويلة صفرية لم تعمر الأربعين سنة امتدت من سنة "١ه - 37 اها ١ 1/ا- ا هلام". ؟. دولة بني مدرار : في سجلماسة "بتافيلات" استمرت أكثر من قرنين ٠4١ 713؟م< /07لام - 6لاهم”. وكانت "الصفرية” علاقاتها حسنة مع الإباضية ٠٠ وكانت هذه الدولة على ولاء للعباسيين فيخطبون للخليفة العباسي المنصور والمهدي كما أعلنوا استقلاليم عن الفاطميين عند ثورة أبي يزيد مخلد بن كراد , وبقوا على ولائهم للعباسيين. . دولة بني رستم : الإباضية وقد امتدت قرابة مائة وخمسين سنة من )1 -192ه-- 711 حم" .. وبفضل تسامح الايمة الرستميين استطاع العلماء السنيون أن يفدوا على تاهرت لجدال علماء الإباضية في مسائل العقيدة والشريعة؛ ولعل الإباضية كانوا يطمعون في أن يقنعوا علماء أهل السنة باعتناق النحلة الاباضية)!". ٍ وقد تكلمنا في مواضع سابقة عن أصول الخوارج صفرية وإباضية؛ وعن أقسام هاتين الفرقتين. ولاسيما الإباضية منهما : أما في ما يخص اعتقاد الخوارج بشكل عام فإنهم متفقون جميعهم مع المعتزلة في بعض المسائل ويختلفون معهم في مسألتين. وسوف لا نفصل بين الصفرية (١) الفريد بل» الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي؛ ص47 و١٠٠١ . 45 من تراث الإباضية العقائري ست والإباضية في عرض الآراء لأنها لا تختلف. والمختلف فقط هو أن الإباضية أكثر اعتدالاً واقل تطرفا. كما تدرج التطور في المذهب الاعتزالي فإن المذهب الاباضي تدرج في التطور أيضاً حتى اقترب الفقه الإباضي من فقه أهل السنة (حتى ينتصب بعض الإباضية للقضاء بين الناس وهذا التقارب حصل فيما يخص المعاملات بين مختلف المذاهب والطوائف)!". ومن بين هؤلاء القضاة الاباضية يخلف بن يخلف النفوسي الذي تذكر المصادر (إن جماعة من البربر وجماعة من العرب من قبائل مختلفة ومذاهب متفرقة يقصدون الشيخ يخلف فيجتمعون عنده أفواجا يقضي بينهم في الجراحات وغيرها . لا يرغبون عنه لمخالفة مذهبه؛ ولا يردون عليه قوله : وأما سكان الحاضرة فمفترقون إلى علمه)!"'. وبالرغم من انتشار الدعوة الإباضية في المغرب إلا أن المشرق يظل النواة التي تغذي جميع الأجزاء , وإلى المشرق يرجع إباضية المغرب في الفتوى والاعتقاد ففي مجال الفتوى كان الإمام عبد الوهاب يريد أ لحج فتعترضه نفوسه إذْ هي تخشى عليه من خلفاء المشرق أنذاك الربيع بن حبيب العلامة المحدث "صاحب المسند " (١) صالح باجية»؛ الاباضية بالجريد» ص .1 . (7) الدرجيي؛ أبو العباس احمد (زت 170)»؛ طبقات المشائخ بالمغرب» تحقيق: ابراهيم طلاي؛ الجزائر» 997/4٠ ص577؛ والمخطوط بالمكتبة الوطنية في تونس برقم (7٠) لد ص١9 . 46 ا[[|اسسششسشسشسسس'|آس تت من تراث الإبياضية العقائدي والعلامة ابن عباد , فأجابه الربيع ب (جواز إعطاء الأجرة لمن يحج عنه حيث كان مشغولا بأمر المسلمين والإسلام مع خوفه على نفسه من ملوك بهذه الصفة)! ف أما فى مجال انتقال العلم من المشرق إلى إباضية المغرب فقد (كانت صلة إباضية المغرب الإسلامي بالمشرق أثناء الدعوة السرية والبعشات الأولى العلمية التي منها حملة العلم إلى إفريقيا " أو لتأييد وتفقد أحوال الدولة الرستمية في بدء تكوينها فترى أبا غانم بشر بن غانم الخراساني صاحب المدونة -- خرج من المشرق متوجها إلى المغرب ليعود الإمام عبد الوهاب ماراً يجبل نفوسة. وكاد يقتصر نشاط إباضية الجريد فى اتصالهم بإخوانهم في المشرق في مناسبات الحج ؛ ففي الحديث عن " يخلف بن يخلف النفطى" الذي مر دْ كره نرى ركب الحجيج ببيثت الله الحرام يلتقى بركب إخوانهم أهل "عمان" ومعهم فقيههم الذي حج معهم؛ والذي يسمى "ناجية بن ناجية””"". وبالإشارة إلى الرحلات لابد من الإشارة إلى (هجرة نفاث إلى الشرق - تحديداً بغداد - ولحسن إجابته وبراعته فى العلم فقد تمكن من استنساخ ” ديوان جابر بن زيد " بصورة معجزة كما ا ١ 4 الباروي» سليمان بن الشيخ عبد الله النفوسي» الأزهار الرياضية قٍِ ابمة وملوك الاباضية؛ طبعة مصرء ١١17١ف) ص١١ -<٠١٠١. 7" الدرجيي؛ الطبقات؛ ج) ص؛؛٠. 47 من تراث الإباضية العقائري ا ات يصورها المصدر الإباضي؛ من خزانة الخليفة العباسي ويفرنفاث بغنيمته خائفا من عيون الدولة)!'". وهذا العمل إن دل على شيء فإغا (إيدل على أن الاتصال بالشرق يجب أن يحاط بالسرية وكانت تحفه المخاطر لذلك أفتى للامام عبد الوهاب بسقوط فرض الحج عنه. أي من قبل ابن عباد من علماء , الخوارج في المشرق ‏ ولذلك لا أتصور أن تكون الاتصالات كثيرة مستمرة بين الإباضية بالجريد وإخوانهم المشارقة)"'. وفي الوقت الذي يتكلم فيه البغدادي عن الصفرية من الخوارج وعن بقية فرق الخوارج لا يتطرق إلى ذكر "الإباضية””"". بينما يُفَضَلَ القول في الاباضية مؤرخ آخر للفرق وهو "الشهرستاني”'". إذ يفصل أقواليم في من الأعمال عليه حد واقع لا يسمى صاحبه إلا بالاسم الموضوع له كزان ليس فيه حل كترك ١ لصلاة والصوم فهو كفر وصا حبه كافر وأن أ لملاعن (١) مؤلف بجهول» كشف الغمة لجامع أخبار الأمة؛ مخطوط المكتبة الوطنية؛ تونس» برقم (87١) ص71 . )" صالح باجية؛ الاباضية بالجريد» ص8 . 0 ينظر : البغدادي عبد القاهرء الفرق بين الفرق؛ دار الجيل؛ دار الآفاق الجديدة»بيروت؛ لبنان؛ 4076 اه 817١م ص 0-0. 5 الشهرستان» الملل والتحل» تحقيق: محمد سيد كيلان» دار المعرفة» بيروت» لبنان» ١7٠ مج ص7١ -9؛٠. 48 اا سس # ...> من تراث الإباضية العقائدي كذا ٠٠ وفرقة ثالثة من الصفرية قالت. ٠ ٠ إنْ صاحب الذنب لا يحكم عليه بالكفر حتى يرفع إلى الوالي فيحده؛ فصارت الصفرية على هذا التقدير ثلاث فرق . فرقة تزعم أن صاحب كل ذنب مشرك ٠ ٠ والثانية تزعم أن اسم إ لكفر واقع على صا حب دين ليس فيه حا وا لمحد ود في ذنبه خارج عن الإيمان وغير داخل في الكفر؛ والثالثة تزعم أن اسم الكفر يقع على صاحب الذنب إذا حده الوالي على ذنبه)!"". وبالإضافة إلى أثر خوارج المشرق فإن بقية الفرق الإسلامية أثرت في خوارج المغرب وخصوصاً الإباضية منهم ففى شمال إفريقيا فإن (الإباضية يقولون بمبادئ المعتزلة: من الوعد والوعيد ؛ والامر بالمعروف والنهي عن المنكر . وتتطور العقيدة الإباضية بالمغرب حسب تطور مذهب الاعتزال فترى " مسألة خلق القرآن موضوع رسا ل للاما م محمد بن افلح "أ ٠ وتتاثر ببعض التيارات الفلسفية فنرى فرج النفوسي المعروف (بنفات) يقول: "الله هو الدهر الدائم”!"". كما تتأثر العقيدة الإباضية بعقيدة أهل السنة فيقلدون "الأشعرية" في قضية "الكسب"(*) إ:ِ كز ا في هذ ا كتاب "الر عائم" حيث إنه (١) البغدادي» الفرقة بين الفرق» ص١7 - ١ . (١) البرادي» الجواهر المنتاة في إغام ما اخل به كتاب الطبقات» طبعة قسنطينة»الجزائر ١١ ص غك كاد تما. 0 الباروني» الأزهار الرياضية» 7 » ص١٠٠١. (4) وهي نظرية لأبي الحسن الأشعري؛ مفادها " أن الله يخلق الأفعال والعبد يكسبها " ينظر: تفصيلات المسألة في الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري» صم٠١ -١7١ . 49 من تراث الإياضية العقائري تت لما اطلع منه أحد المناظرين من الإباضية على بعض قصائد العقائد وهي الرائية التى هى فى الرد على القدرية. قال معرضا : ما أرى هاهنا إلا موافقة "أهل السنة””' فقال له أبو العباس الدرجينى : وما خالف موافقة هذا الكتاب فهو خلاف السنة)!"'. والاباضية كغيرهم من الفرق الإسلامية يؤمنون بوجود النفس ويطلقون لفظ القلب ويريدون به النفس وإن الاعمال النفسية عندهم هي أعمال القلب فحينما سكل أبو عمار "المتكلم الإبياضي" من قبل بعض مشائخ الإباضية بالجريد : (س: ما اليقين والقدر والفرق بينهما؟ ج) : اليقين صحة الاعتقاد وهو من أفعال القلب ومن أفضل أفعال العباد . على ما تكره خير كثير". وقال "لو ازداد يقينا لمشى على البواء” والقدر ما قدره الله قبل أن يكون . قال في الايمان : "ان تؤمن بالقدر خير وشره إنّه من الله"!" . وفي الجزء الثاني من الحديث الأول حث على مجاهدة النفس وتخليتها من الرذائل وحليتها بالفضائل . والاباضية عرف عنهم الورع والإعراض عن الدنيا في إحدى رسائل ابن اباض يقول: (ولا تعرض لى بالدنيا فإنه لا ( الدرجيي؛ الطبقات؛ 7 د ورقة © ١"( صالح باجة» الاباضية بالجريد ص7؛. () المصدر نفسه» ص7؟ . 50 ااا ااا اا ااا ا سلس من تراث الإباضية العقائدي رغبة لي في الدنيا وليست من حاجتي ؛ ولكن لتكن نصيحتك لي في الدين؛ ولما بعد الموت فإنّ ذلك أفضل النصيحة,؛ فإِنٌّ الله قادر أن يجمع بيننا وبينك على الطاعة فإنه لا خير إن لم يكن على طاعة الله)!". لم يكن الاباضية يهتمون بالبناء الفكري لعقائدهم وذلك لأنهم يتوقفون عند ظاهر النصوص من جهة ومن جهة أخرى (نزوع الكثير منهم إلى عدم البحث في الغيبيات لغلبة الطابع العملي على تفكيرهم)!"'. ونتيجة لتشبثهم بظواهر النصوص اعتبروا مرتكب الكبيرة كافرا؛ وقد تقولوا على مخاليفهم من الفرق الأخرى. يقول صاحب كشف الغمة (واعتقدوا - أي مخالفيهم - الخروج من النار - وأن أهل الكبائر لا يخلدون في النار . وأنهم يخرجون من النار ويد خلون الجنة. وقد قالت اليهود ذلك من قبل " قالوا لن تسنا النار إلا أياما معدودة". فقال : (قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون؛ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). وحكم الله لا يبدل ولا يغير في جميع خلقه وقد اجمع جميع مخالفينا على الخروج من النار إلا 'الزيدية و "المعتزلة", وكذلك اجمع مخالفونا :على أنهم يرون ربهم يوم القيامة سوى " الزيدية والمعتزلة والشيعة ". والله يقول ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك (١) ابن اباض» رسالة لأبن اباض» تحقيق: د. لطيفة بكاي» دار الطليعة» بيروت» ط١؛ 7٠٠ ص97 . (٠) صالح باجية؛ الاباضية بالجريد» ص44 . 51 من تراث الإباضية المقاكي لس الأبصار ) ٠٠ وكثير من اعتقاداتهم وأفعالهم مما هو مخالف لكتاب الله وسنة نبيه. وتنكره العقول ولو لم يرد فيه النص فكيف والنص وارد بخلافه)!'". وتبين من خلال هذه النصوص أن الإباضية يؤمنون بأن الخلود بعد الموت ثابت فى النصوص والثواب والعقاب ثابت أيضا فأما خلود فى الجنة وأما خلود في النار» ويعتقد الإباضية ببعث الأرواح والأبدان وقوفا عند ظاهر النصوص؛ وينكرون رؤية الله تعالى كما مر سابقا . وبذلك (تختلف الإباضية عن غيرها من الفرق الكلامية في نوعية عذاب الآخرة فيزعمون أن مرتكبي الكبائر من منتحلي الإسلام يعذبون عذاب الكافرين ويخلدون في النار)أ"'. وبناء على مسألة تكفير مرتكب الكبيرة والتي هي من المسائل المهمة في علم الكلام التي ربما "تعتبر السبب في نشأة علم الكلام”". (ولقد خالفت الخوارج_الإباضية_ غيرها من الفرق الإسلامية بشأن ارتكاب الكبائر إذ قالوا : إنّ مرتكب الكبيرة يخرج من الإسلام وينتقل إلى دائرة الكفرء بينما قالت المرجئة:” لا يضر مع الإيمان ذنب؛ كما لا ينفع مع الكفر طاعة")(. (١) مؤلف بجهول» كشف الغمة» ص79845"-١٠٠. (" الأشعري»؛ مقالات الإسلاميين» ص؛ ١٠ . () ينظر: علي مصطفى الغرابي» تاريخ الفرق الإسلامية» مطبعة السعادة؛ ممصن متكك صك . ( الأشعري؛ الإبانة ص؟ . 52 ااا سلس ..<- من تراث الإباضية العقائدي وقد احتجوا بقوله تعا لى ) إن الله لا يعفر أن ييشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )!" ولعل الناظر بهذه الآية لا يجد فيها ما فهمته المرجئة منها بأن مغفرة الله قد وقعت على جميع الفاسقين. ورد عليهم المي السيئات أن نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)! 'ويرى ابن حزم (أن المرجئة. . . "حكموا في الإيمان بأحد طرفيه ٠٠ كما يرى أن الخوارج- الاباضية- اخذوا بالطرف الآخر ء بينما عدوا المؤمن من لا ذنب له البتة وما كان دون ذلك فهو كافر فى النارء فقد اخذوا بحد الكمال وغايته؛ وتركوا الحق وسطاً")!"'. وقالت المعتزلة (إِنْ مرتكب الكبيرة هو في منزلة بين المنزلتين. فليس هو بكافر ولا هو بمؤمن . فإذا تراجع وتاب قبل وقوع الأجل يعود إلى دوائر الإيمان. أما إذا مات قبل أن يتوب فيكون في حيز الكفر ويكون خالدا في النار)!٠ ٠٠ ٠ بينما ترى المعتزلة (أن عذابهم من نوع آخر)!)- (أي (١) سورة النساء: الآية ١١١ . (3) الملطي؛ أبو الحسين محمد بن احمد؛ التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» تحقيق: محمد زاهر الكوثري؛, القاهرة 19449 طبعة بيروت» 19778 ص7١ -ه)7. () سورة الجائية: الأية ١7 . ( ) ابن حزم الرد على ابن النلغريلة اليهودي» تحقيق: إحسان عباس» طبعة القاهر 7ه 110٠م ص7. (0( الأشعري» الإبانة؛ ص؟ . (3) الأشعري؛ مقالات الإسلاميين» ص4 ١٠ . 53 من تراث الإياضية العقائدي ااا ااا || ااال _'_ل١ل12يتك يختلف عن عذاب الكافرين)!". أما الخوارج فقد لزمهم تكفير المسلمين بادعاءات باطلة مبررين أقوالهم (بأنه لا يجوز أن يجتمع في الإنسان الواحد الإيمان والنفاق, فيكون محموداً من وجه مذموماً من وجه آخر؛ فيستحق الجنة والنار جميعا . فهم لا يرون إلا خلوداً في الجنة أو خلوداً في النار)!"" وقد رد الإيجي على هذه المزاعم فقال: (لا شبهة في أن عدم الوجوب مع الوقوع لا يستلزم خلفاً ولا كذباً؛ ولا يقال أن يستلزم جوازهما وهو أيضا محال لأن لا نقول استحالته ممنوعة؛ كيف وهما من الممكدات التي تشمل قدرته ٠٠٠ وانه إذا علم المذنب أي المرتكب الكبيرة أنه لا يعاقب على ذنبه بل يعفى عنه لم ينزجر عن الذنب؛ بل كان ذلك تقريراً على ذنبه؛ وعدم التوبة عنه؛ وكان إغراء للغير عليه؛ وأنه قبيح ؛ مناف لمقصود الدعوة إلى الطاعات وترك المنهيات)!". أما الإباضية فقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بآيات من القرآن منها قوله تعالى : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فان الله غني عن العالمين)("! . ففي نظرهم تارك الحج كافر وكذلك المصر على ارتكاب الصغائر فإنه آأيس من روح الله فهو كافر لقوله تعالى (انه لا (١) د. نايف معروف» الخوارج في العصر الأموي» دار الطليعة» بيروت؛ طم 004٠؟ م» ص0 0٠000-7 بتصرف . () الايجي عضد الدين» كتاب المواقف» طبعة اسطنبول» 17787 ج7 ص77 . (©) المصدر نفسه؛ ج7 ص77 . (4) سورة آل عمران: الآية 7 . 54 ا سسسب من تراث الإباضية العقائدي ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)!'". وقد تصدى للرد عليهم ابن أبي الحديد مستدلا بقوله تعالى (ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)". فقد رأى (أن في الآية استدلال على فسق الكافرء دون كفر الفاسق وكذ لك استد ل في رد الإمام على عليه السلام ببس عليهم وإنكاره عليهم تكفيرهم مرتكب لكبيرة ٠ مسستند لا بفعل رسول إ لله نفمسه ؛ وأعلمهم بأنه لو كان مرتكب الكبيرة كافراً لما صلى عليه النبى ولما مكنه من وراثة المسلم أو نكاح المسلمات ُ أو اخذ نصيبه من الفيء 0 ويمترب الفكر الإباضى من الفكر الاعتزالى فى مسائل أهمها : ١. (خلق القرآن. : ؟. نفي رؤية الله يوم القيامة. ". تأويل مسائل الحياة الأخرى تأويلا مجازيا كالميزان والصراط . ؛. كل تشبيه ظاهر . وخاصة استواء الله على العرشء يجب تأويله تأويلاً مجازياً . والإباضية يزيدون على بقية الخوارج بإتفاقهم مع المعتزلة بجسائل أخرى منها . ©. الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا تابوا قبل الموت. (١) سورة يوسف: الآية لاى . (7) سورة الدور: الأآية 506 . () ابن أبي الحديد» شرح نمج البلاغة؛ تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم» طبعة البابي؛ القاهرق م7786 ١ه - /ام7١ « فوا - لاححقد جف ص١١ . 55 من تراث الإباضية العقائزري ات 7. عذاب النار ابدي حتى لمرتكب الذنب من المسلمين. وإذا مات دون أن يتوبْ لا تنفعه شفاعة الملائكة والرسل والأولياء . وهذا راجع إلى أصل من أصول الاعتزال 6 وهو أن الله صادق فى وعد هه ووعيد هه الوارد ين في القرآن . . صفات الله ليست زائدة على ذاته. ولكنها عين ذاته؛ بمعنى أن النتائج المترتبة على تلك الصفات عند الأشاعرة يكفي في وجودها الذات المقدسة. ولا حاجة إلى دعوى معان زائدة عليها قائمة بها. توجد بها تلك النتائج)!". وهناك مسألتان اختلف فيهما الإباضية فى المغرب الإسلامى عن مذهب المعتزلة أول هذه المسائل هي الطريقة التي يعتبر بها مرتكب الكبائر, كافرا. حيث يقول الشماخي (ندين بأن لا منزلة بين المنزلتين الإييان والكفر)!". (١) نيلنو» الصلة بين المعتزلة ومذهب الاباضية في افريقية الشمالية؛ ترجمة د. عبد الرحمن بدوي» ضمن كتاب التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية» دراسات لكبار المستشرقين» مكتبة النهضة المصرية» مصرء 1964660 ص4؛ 0٠7 7077 .. وكذلك ينظر : جولدتسيهر» العقيدة والشريعة في الإسلام؛ طبعة مصس ١ ص 7١١ .بتصرف (3) الشماخي عامر بن علي» أصول الديانات»؛ نقلاً عن نلينو» الصلة بين المعتزلة؛ الاباضية في افريقية الشمالية» ص4 ١7-١٠؟ . 56 ها ددا ا سال .5 من تراث الإباضية العقائدي والمسألة الثانية (هى القدر وحرية العبد فى أفعاله فالمعتزلة يقطعون بحرية العبد بينما الإباضية فى المغرب الإسلامى يقولون بالحرية المحدود 0 في صورة الكسب أ لأشعري)! ل . وفي الرسالة الإباضية رسالة في الحقائق المحتاج إليها لأبي القاسم بن إبراهيم ا لبراروي" .٠ نضح صورة الفكر ا لا رجي ا لإباضي من خلال مناقشته لآراء مخالفيه حيث قال: (العالم هو ما سوى الله وهو الأجسام وا لأعرا ص فقطء عند غيرهم! ١ | لأجسا م وا لأعرا ب وا لجواهر 6 وحمقيمقة الجسم هو المتميز ولا فارق بينه وبين الجوهر وعند الغير الجسم هو المنقسم. والمتحيز منقسم لكن دليل الانقسام أن الجهة الموالية للشرق غير الجهة الموالية للغرب ٠٠٠ وحقيقة البقاء وجود بعد وجود وحقيقة الشيء هو المخبر عنه؛ عند الاشعرية هو الموجود والمعدوم عندهم _ اي الأشاعرة ليس بشيء وعندنا شيء معدوم)!". والعدم عندنا ليس بشىء... " وحقيقة الاعتقاد اعتماد القلب على معنى فى النفس نفيا أو إثباتا -- حقيقة الحسن ما حسنها لشرع وا لبح ما قبحها لشرع ولا (١) ينظر: الدرجيي؛ الطبقات» ورقة 7٠9 . (7) الغير يقصد به الاشاعرة» الذين يفرقون بين الجسم والجوهر؛ أما الخوارج الاباضية فلا يفرقون بينهما لأن الاعتبار عندهم التحيز» بينما الاعتبار عند الاشاعرة الانقسام (©) هنا موافقه للمعتزلة بان المعدومات أشياء قبل وجودهاء قارن الخياط أبو الحسين كتاب الانتصار» نشرة نيبرج؛ القاهرة» 0١ ص٠٠ . 57 من تراث الإباضية العقائزي ات التفات إلى العقل فى شىء من ذلك" - "وحقيقة الإيمان التصديق بالله عز وجل باللسان والقلب والجوارح » وحقيقة الكفر في الشرع'"' ما وعد الله عليه العقاب"!". ويختلف الاباضية مع الاأشاعرة في رفض الأشاعرة القول بوجوب لا بالفضل والمنة إذ إِنّ البشر في جهاد دائم مع أنفسهم فليس من الحكمة تركهم دون وعد ووعيد وعد بالثواب وتوعد بالعقاب كما يقول الورجلاني : لا يجب عليه شيء _ أي الله -- لأنه لا موجب عليه دائماء والوجوب في حق الحكمة؛ واجب عليه الثواب فى حق الحكمة والعقاب كذلك ٠ ٠ من واجب الحكمة أن يجب لهم الأجر والشواب على الله تعالى من موجب الحكمة ومقتضاها لا من جهة إيجاب موجب)!". كما إن الاباضية يختلفون مع الأضاعرة في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة ويتصدى الفقيه الإباضي عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن ثمير (١) هنا موافقة للاشعرية قارت أبو الحسن الأشعري؛ الإبانة؛ ص ؟ . (1) هنا يخالف الخوارج» جميع الفرق الإسلامية . () أبو القاسم بن ابراهيم البراروي» رسالة في الحقائق المحتاج إليهاء طبعة القاهرة؛ 17 ه)+ ص7١1» وما بعدهاء وفي المخطوط بدار الكتب المصرية» برقم 578 عقائد ونحل إسلامية» ص١١ . (4) الورجلان» ابو يعقوب يوسف بن ابراهيم» الدليل لهل العقول» طبعة القاهرة؛ ١ ١٠ مج © ص“#. 58 اا اا اس سبج من تراث الإباضية العقائدي الأنصاري للرد على الأشاعرة حيث يقول: (لم نجد شيئاً مرئيا إلا في إحدى الجهات الست ٠٠٠ وقد قام الدليل على نفي هذه الجهات والأماكن عن الله تعالى لا يوصف بالأماكن ولا الحدود ولا المقابلة ولا تجوز عليه المعاينة - ويقول - اعلم أن الوجود ليس بصفة ولا يقتضي حكماً ولا يوجب علة وإنما هو إثباته)!"؛ وإنكارهم رؤية الله تعالى دليل على أنهم لا يؤمنون باللذة الحسية؛ لذلك سعوا إلى تأويل آيات الحشر والحساب رغم أنهم بعيدون في منهجهم عن التأويل, وأنهم يقفون عند ظاهر النصوص والنفس عندهم موجودة ومحدثة لأنهم لا يرون فيما سوى الله غير الأجسام والأعراض كما مر سالفاً وهذه الأجسام والأعراض ليست قائمة بذاتها فالأجسام مخلوقة والأعراض قائمة بالأجسام والنفس الخالدة عندهم خلود في النعيم أو خلود في الجحيم. التعريف بالرسالة الرسالة هي من التراث العقائدي للإباضية؛ لا توجد لبا أي نسخة مخطوطة!". ولكنها موجودة في نهاية الجزء الأول من كتاب (الدليل والبرهان ‏ للورجلاني) في طبعته الأولى وهي الطبعة البارونية؛ وهي الطبعة (١) المصدر نفسه؛ ج١٠ ص17 . (7) ينظر مراجع الطبعة الثانية. خميس بن راشد بن سعيد العدوي في مقدمته للطبعة الثانية. 59 من تراث الإباضية العقائري ست التي اعتمدها مراجع الطبعة الثانيةا فلا يوجد مخطوط حتى نقوم بوصفه . ولكن سوف نتكلم عن ١ لكنا ب بصورة عا مه تم عن إ لرسا له بصورة خاصة .٠ فأما الكتاب فهو (الدليل لأهل العقول لباني السبيل بنور الدليل لتحقيق مذهب الحق بالبرهان والصدق) وسوف نعتمد وصف مراجع الطبع الثانية لهذا الكتاب حيث يقول: (وقد امتاز الدليل والبرهان ... بثلاثة أساليب : أولاً : قوة السبك في التأليف ورصانة التعبير» ومحجة في الاستشهاد بالنصوص الشرعية واللغوية. ثانياً : يناقش أتباع كل ملة ما يسلمون به؛ فهو يحاور المخالف من الأمة لعقيدة أهل الحق والاستقامة بالنص الشرعي؛ والدليل السمعي ومع هذا فأسلوبه يشمل طريقتين: الدفاع عن العقائد الحقة؛ والبجوم على عقائد الفلال كل ذلك بدون أن يأخذ السأم والملل القارئ والباحث. ثالثا : استخدام الشيخ رضي الله عنه كثيرا أسلوب التهكم والسخرية من أصحاب العقائد الزائغة عند تهافت شبههم)!"" وكذلك فإن هذا الكتاب يعد من كتب الخوارج المهمة فهو يشكل الدعامة الأساسية لهذه الفرقة في الرد على خصومهم ومؤلف هذا الكتاب هو (الشيخ أبو يعقوب ل 0 المرجع نفسه. () ميس بن راشد بن سعيد العدوي»؛ مقدمته للطبعة الثانية» صه* ‏ ١. 60 ا ءاس . من تراث الإباضية العقائدي بن إبراهيم السدراتي الإباضي الوارجلاني) أحد الأقطاب الكبار والعلماء المجتهدين الأحرار . أخذ العلم من شيوخه بسدراته وأرقلا بجنوب الجزائر إلى الغرب من وادي ميزاب الذي كان ولا يزال يزخر بالعلماء الإباضية ولا تزال هذه البلاد وسائر الوادي معمورة بهم إلى يومنا هذا... والقرية التى عاش فيها المؤلف دمرها أحد الجبابرة بعد موته وبقيت آثارها ومقابرها معروفة إلى الآن شرقي القرية التي هي معمورة الآن.. وكان رحمه الله مولعاً بالأسفار والخروج في نظر الآثار والتدبر في آيات الله وكان عالماً جليلاً موقراً من علماء مذهبه وغيرهم من علماء المالكية رحل في طلب العلم إلى الأندلس وتتلمذ على علمائها . قال فى مدحه بعض علماء سلجماسة من المخالفين أبياتاً منها : ما كنت أحسب أن الطود تحمله العيس فيصبح بين الرحل والقتب""! للمؤلف مؤلفات أخرى منها : تفسير القران العظيم... ومنها كتاب «العدل والإنصاف» في أول الفمه ثلاتة أجزاء اختصره وشرح المختصر البدر الشماخي؛ ونظم المختصر العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكى سماه «موارد الألطاف نظم مختصر العدل والإنصاف» وشرح الأصل الإمام اطفيش. ومنها : الكتاب الذي نحن بصدده وهو في (١) ينظر مقدمة الناشر للطبعة الثانية» سالم بن حمد بن سليمان بن حميد الحارئي ص4. 61 من تراث الإباضية العقائزي ١ ات ع ثلاثة أجزاء يدل على غزارة علمه وتعمقه واطلاعه وإلمامه بجميع الفنون . ومنها كنا ب «مرج البحرين» في علم الفلسفة!') . ومنها ترتيبه لمسند الربيع بن حبيب وقد ضم إليه مراسيل جابر بن زيد ‏ وقد قام بشرحها الإمام أبو ستة من علماء جربة بتونس, وضرح بعضها الإمام عبد الله بن حميد السالمى من علماء مان ... وقيل له مؤلف فى الفقه وله قصائد منها الحجازية بثلاثمائة وستين بيتا عدد أيام السنة تدل على غزارة علمه لما أودعه من علوم وفنون!"". أما هذه الرسالة التي نحن بصددها فهي عبارة عن أسئلة وجهها الإمام الفقيه عبد الوهاب بن محمد غالب بن مير الأنصاري" إلى الفقيه الأجل عن بعض المسائل السنية في الوعد والوعيد , والنظر إلى الباري سبحانه؛ وخلق القرآن . (١) هذا الكتاب كما ذكر المحقق أنه كان في الجزء الثاني من كتاب الدليل والبرهان في طبعة التراث الأولى» والطبعة البارونية» ولكن تم إفراده في الطبعة الثانية عن هذا الكتاب ينظر الكتاب؛ ص١٠ الهامش. (1) المرجع السابق نقلا عن الشماخي ينظر ص١١ من كتاب الدليل والبرهان. الحارئي سالم بن حمد مقدمة التحقيق. ص١١. () وعلى الرغم من أن الرسالة موجهة لأبي عمار عبد الكافي التناوتي إلا أنما ذكرت في كتاب الدليل والبرهان للوارجلان الذي يعد من أبرز شيوخ عبد الكاقي؛ وقد طبع هذا الكتاب طبعة حجرية في مصر بالقاهرة سنة 1701ه ‏ 88م ١م ثلاثة أجزاء قٍِ بجلد واحد. 62 اا ا سسا سس سج من تراث الإباضية العقائدي فامتنع أبو عمار من الإجابة بعلل ومعان حتى توفي رحمه الله ثم توفي أيضا عبد الوهاب» فتبرع بعض تلامذة أبى عمار فقالوا : نحن نشرع في رد الجواب ما فتح الله لنا ؛ والله الموفق للصواب؛ وعبد الكافي هو أبو عماد عبد الكافى بن أبى يعقوب التناوتى!". (وهو أكثر مؤلفى الإباضية علماء... نشاً في وارجلان في القرن السادس للهجرة وكانت في ذلك الحين مزدهرة فى ميدان المعارف الدينية وغير الدينية) . أخذ العلم على يد المتكلم الإباضي الكبير أبي يعقوب الوارجلاني المتوفى (سنة ٠ /اده / م وبعد أن أخذ عن شيخه الكبير القدر والعلم ارتحل أبو عماد 1 لى تونس ود رس هناك على اساتذة كثيرين م وا خد علوم اللا نل العربي وآدابه والعلوم الإسلامية المختلفة. وعرف في أخذه ذلك بالجد ل ١ 4 نسبة إلى تناوت وهي قرية من قرى وارجلان ع سدراته» ينظر د عمار الطالي؛ آراء الخوارج الكلامية؛ الموجز لأبي عمار عبد الكاقيٍ الإباضي» الشركة الوطنية للنشر والتوزيع. الجزائر» 174948١ه- - 978١م ص١١1. 278 .0 ,1936 ,10 ,اق ,10201165 - قهتق:86 65ع116120 .1 ,لعا 2(1.10/77) (©) وهو من أبرز شيوخ الإياضية وكان ذا اطلاع واسع على شق أنواع المعارف؛ وعلى الثقافة الإسلامية في ذلك العصر» انتقل إلى الأندلس وأقام بمديية قرطبة في غعهد الموحدين... وكانوا يشبهونه بالجاحظ. له كتب عديدة منها: كتاب العدل والإنصاف قٍِ أحوال الفقه قٍِ ثلانة أجزاء. وكذلك كتاب الدليل لأهل العقول قٍِ ثلاثة أجزاء وينسب إليه كتاب في الفقه وني تفسير القرآن يقال إنه يقع في سبعين جزءاً وله كتاب قٍِ التاريخ يدعى (فتوح المغرب) ينظر د. عمار الطالي؛ آراء الخوارج الكلامية؛ ج١٠ ص١١7 - 7١7. 63 من تراث الإباضية العقائزي ات والنشاط, وكانت أسرته ذات ثراء وغنى؛ لذلك فإنها كانت ترسل إليه ألف دينار كل سنة فيعطى نصفها إلى شيخه الذي يدرس عليه؛ ويصرف النصف الآخر فى شؤونه الخاصة!". ويذكر الدرجينى فى طبقاته أنه سكل عن اليقين فقال : (اليقين صحة الاعتقاد . وهو من أفعال القلب؛ ومن أفضل أفعال العبادة ‏ وسئل عن القدر فأجاب: ‏ القدر ما قدره الله قبل أن يكون)!"'. وكان محبا للعلم والسلم والبراءة من الفتنة فقد نقل الدرجيني عنه أنه قال : (إذا وقعت الفتنة بين فئتين من المؤمنين فا لأحب إلي أن يصطلحوا فإن لم يفعلوا فالأحب إليّ أن لا تغلب فئة فئة فإن من أحب أن تغلب إحداها على الأخرى فقد دخل في الفتئة. ولزمه ما لزم أهل تلك الفكة 6 وكان سيفه يقطر دما 0( ٠ وقد نسب إليه الدرجيني والشماخي كرامات عديدة!. مؤلفاته كان أبو عمار من أكابر شيوخ الإباضية مقدرة على الجدال والتناظر وأبرزهم في الدفاع عن مذهب الإباضية ومن أهم مؤلفاته : ١- كتاب الاستطاعة وهو الذي أشار إليه فى كتابه الموجز + وهو مففود . (١) المرجع نفسه» ص١١7. (7) الدرجيين» طبقات الدرجيي, مخطوط الشيخ ابن يوسف بالجزائر» ص١١ 17 نقلا عن د. عمار الطالي؛ آراء الخوارج الكلامية؛» ص8١ ؟ الهامش رقم(3). () المصدر نفسه» ص77 . ( الدرجيي؛ طبقات الدرجيي ص؛ 44 والبدر الشماخي؛ السير ص447. 64 ااا ا عست ست من تراث الإباضية العقائدي ؟ ‏ كتاب الموجز حققه الدكتور عمار الطالبي بعنوان آراء الخوارج الكلامية؛ فنسبه إليه البدر الشماخى حيث وصف أبا عمار بأنه آية فى في جزئينا"'. وقال الدرجيني عنه في طبقاته : (وهو الذي أزرى بموجزه على الماضين وأتعب الحاضرين إ لاتين) 0 اذ كتاب شرح الجهالات!") . 4 ينسب إليه ثبت بترجمة شيوخ الإباضية وأسمائهما. أما الرسالة فتبدأ بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم؛ وصلى الله على بن محمد بن غالب بن غير الأنصاري. والله أعلم) . (١) ينظر البدر الشماخي»؛ السير» صض551. )"0 الدرجيي؛ طبقات الدرجيي؛ ص4. (7) توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية مخطوط برقم 7777497 في 4ه ورقة وخطها رديء جدا وبما شطب لا تكاد تقراء ينظر الطالي آراء الخوارج الكلامية؛ 2 6 ص١٠'٠. . (4) ينظر علي يجيى معمر الإباضية في موكب التاريخ (الإباضية في تونس)؛ بيروت؛ 5ه 116٠م ص؛١. 65 من تراث الإباضية العقائثزي ات > بسم ايله | لرحمن إ لرحيم ٍ: : ِ وصلى الله على سيد نا محمد وا له وسلم رسالة الفقيه عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن نمير الأنصاري إلى رحمة الله عليه سم يسأله عن بعض مسائل السنية!"؛ فى الوعد والوعيد”"" والنظر إلى الباريا"" سبحانه وخلق القرآن!". (١) السنية: يريد هنا الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ينظر إلى تكرر اللفظ عند الورجلان في الدليل والبرهان حيث قال: «ذكر زلة السنية» ص7/8. وأيضا قوله: «قول السنية والمعنزلة والروافض والإباضية» ج7 ص48 . وأيضاً: «ذكر السنية والمارقة والشيعة والمشبهة ومسائلهم» ج١٠ ص47 وتكرر اللفظ في نفس الرسالة في كلامه عن الثواب والعقاب (وليسا متنافيين عند السنية) ص٠ من الرسالة. (7) الوعد والوعيد: وهما خبران واقعان على الحقيقة؛ لا يجوز الخلق في أحدهاء أما الوعد فهو في حق المؤمنين ووعدهم بالجنة. وأما الوعيد فهو في حق الكفار ووعيدهم بالنار. ينظر ص من الرسالة. () رؤية الله سبحانه: وهي من المسائل الكلامية الي انفرد بها الأشاعرة حيث قالوا بحواز رؤية الله تعالى في الآخرة. فنقل البغدادي عن ابن الحسن الأشعري قوله: (يجوز رؤية كل موجود وأحال رؤية المعدوم) ينظر البغدادي؛ أبر منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي (ت 4ه أصول الدين دار الكتب العلمية ببروت لبنان» (دت)» ص7 . (4) خلق القرآن» وهني من المسائل الكلامية الي قال بها المعتزلة والخوارج؛ وخالفهم فيها الأشاعرة وعموم أهل السنة» حيث ادعت الأشاعرة (أن كلام الله تعالى صفة أزلية قائمة وهي أمره وشيه وخحبره ووعده ووعيده» ينظر البغدادي أصول الدين ص٠١ ١٠ وسوف نعرض مناقشة الآراء في موضع آخر. 66 ادس كك من تراث الإباضية العقائدي وقال في كتابه: سؤال مسترشد يسأل عما اختلف فيه المتكلمون في الوعد والوعيد والثواب والعقاب. هل هما واجبان على الله عز وجل - أم لا؟ والثواب عند الأشاعرة" غير محتوم به؛ ولا جزاء مجزوم به؛ وإنما هو فضل من الله والعقاب لا يجب أيضاً. فالواقع عدل من الله - عرز وجل ِِ وما وعد الله به من التواب . أو توعد به من العقاب : فقوله الحق ووعده الصدق!". فامتنع أبو عمار من إجابته بعلل ومعان حتى توفي رحمه الله .!". تم توفي ايضا عبد الوهاب فتبرع بعض تلامذة ابي عمار فقالوا : نحن تشرع في رد الجواب بما فتح الله لناء والله الموفق للصواب"*) . (١) الأشاعرة: وهم أتباع الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إمام أهل المنة والجماعة المتوق سنة ١77ه. (؟) هذه أول مسألة طرحها السائل وهي أن الأشاعرة ترى أن الثواب من الله فضل وأنه لا يجب على الله شيء فله أن يثيب وأن لا يثيب» وأن العقاب أيضاً لا يجب على الله تعال فله أن يعاقب أو يعفو. أما السائل فيرى أن الثواب والعقاب عدل من الله تعالى فمن العدل أن يثيب المحسن ويعاقب المسيء. (©) أما امتناع الفقيه أبي عمار عن الجواب فليس لقلة علمه رحمه الله وعدم إحاطته بالمسائل ولكنه آثر عدم الخوض في المسائل الكلامية الخلافية والله أعلم. أو أنما مودعة في كتبه العقائدية. (4) أما شروع التلامذة في الرد على هذه الأسئلة فأرادوا تبيان صدق العقيدة الي تلقرها عن الشيخ أبي عمار رحمه الله تعالل. 67 من تراث الإياضية العقائزي ١ ات اعلم أن مسألة التكليف أصل الوعد والوعيد ؛ والتكليف قد وقع لثلاثة أصناف من الخلق. الملائكة والإنس والجن!". وهى تحتمل ثلاثة أصناف من الخلق: أولبا من كا نَْ على صفة الملائكة؛ وهم في طبائعهم غير متغد ين ولا متربين من صغر إلى كبر على طبيعة واحدة عقول بلا شهوة. لا مختلف عليهم الأحوال ولا تحوليم عن خلقتهم الآمال. وليس للشيطان عليهم : سبيا ولا للشهو َ إليهم د ليل و ليسم في طبا تعهم ما يمنع الطاعة ولا يثقلها عليهم . فهذا صنف'!".. (١) بدأ التلامذة شرح المسألة الأولى من جذورها حيث أن أصل الوعد والوعيد مرتبط بالتكليف. حيث بينوا أن التكليف يشتمل على ثلاإثة أصناف من الخلق»؛ وهم الملائكة والإنس والجن. () تفصيل المسألة عند البغدادي حيث قال: (أجمع أصحاب الحديث على أن الأنبياء أفضل من الملائكة إلا الحسن بن الفضل البجلي فإنه فضّل الملائكة عليهم. واختلفت القدرية في هذا الباب: فقال بعضهم: إن الأنبياء أفضل من الملائكة الذين عصوا ربّهم كهاروت وماروت وإبليس وجعلوا إبليس من جملة الملائكة. وأما الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» فهم أفضل من الأنبياء. وقال أكثرهم إن الملائكة أفضل من جميع الناس وزعموا أن هاروت وماروت كانا علجين من بابل وأن إبليس كان من الجن. وهؤلاء يقتضي قياسهم أن يكون زبانية النار أفضل من الأنبياء عليهم السلام. وقد استدلوا بقوله تعالل: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون) [سورة النساءء الآية 177]؛ وهذا لا يقتضي تفضيلهم على عيسى عليه السلام لأن مثل هذا الكلام قد يخبر به عن المتساويين. فيقال: أن زيدا لا يرضى بكذا ولا عمرو. على أن الآية تقتضي أن لا يكون المسيح أفضل من جميع الملائكة وإن كان أفضل من كل واحد منهم كما لا يكون الواحد أعلم من جميع علماء الأرض وأن يجاز أن يكون أعلم من كل منهم واحد منهم ينظر البغدادي» أصول الدين» ص16١١. 658 ا ااا سس( من تراث الإباضية العقائدي الثاني :صنف آخر وهم : بنو أد مم والجن 6 ف . الله تعا لى خلقهم 6 وركب فيهم الشهوا ث؛ء وركب فيهم أ لعقولأ ١ ( . فالعقول تدعو إلى كل خيرء والشهوات تدعو إلى كل شر ء فهم ابدا في جهاد ومانع وتدافع : فالملائكة عقول بلا شهوة؛ والبهائم شهوة بلا عقول. فأراد الله . عز وجل أن يظهر حكمته فيهم؛ فكلفهم وجعل سلطان الجسد إلى النفس وجعل سلطأ . الروح إلى ١ لعقل . فمن سلط عقله على جسده نهكه ولاشاه؛ ومن سلط نفسه على عقله خبله وأرد اه. فمن أظهر عقله على نفسه التحق بالملائكة المقربين. ومن أظهر نفسه على عقله التحق بالشياطين الأخسرين . فهذا صنف ثان . الثالث : كالبهائم والوحوش والسباع والطير والبوام والحشرات وجميع الحيوانات 6 فلهم اختيار واقتد ار على معايشهم وتربية اولاد هم وصنائعهم () ذكر الأشعري جميع الأقوال الي ذكرت في حقيقة الملائكة وهل هم أفضل أم الأنبياء فقال: (واختلف الناس: هل الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ ١ فقال قائلون الملاتكة أفضل من الأنبياء. 7 وقال قائلون الأنبياء أفضل من الملائكة؛ والأئمة أفضل من الملائكة أيضاء وهذا قول الروافض. وقال قوم من المتنسكين: أنه جائز أن يكون في الناس غير الأنبياء والأئمة من هو أفضل من الملائكة) ينظر الأشعري أبي الحسن علي بن إسماعيل (ت 0٠77ه) مقالات الإسلاميين؛ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد؛ «د.طء ت) 7 ؛ ص١١١- ١١١. 69 من تراث الإباضية العقائري 7ت وأبناء جنسهم وأعدائهم؛ فلم يفترقوا إلا في العقول. وحفظ ما مضى؛ وضبط ما يأتى »فما حصل منهم فى أيد ي بنى أد م » فهم كالعقلاء المكلفين المأمورين والمنهيين. لكن ثوابهم وعقابهم فى هذه الدار دون الدار الآخرة؛". وجوب الثواب والعقاب للطائع والعاصي على الله عز وجل اعلم أن الله عز وجل - أمر عباده من الملائكة وبني آد مم بعبادته؛ بالعقاب على فعل المعصية؛ فكان الغواب فى حق الملائكة فضلاً. لأن فى إيجاب العقاب ما يدعوهم إلى عمل الطاعة دون تركها لسهولة عمل الطاعة عليهم؛ ألا ترى إلينا نحن ليس لعبيدنا علينا ثواب فى خدمتهم؛ وواجب عليهم العقاب في معصيتهم لنا . وإذا سقط الشواب عن الطاعة كان إباحة؛ وإذا سقط العقاب عن المعصية كان لغوا (١) أما بنو آدم فمتفق على تكليفهم وأما الجن فمختلف. قال الأشعري: (واختلف الناس في الجن: هل هم مكلفون أم مضطرون؟ ١ فقال قائلون من المعتزلة وغيرهم: هم مأمورون منهيون» قد أمرواء وشُواء لأن الله عز وجل يقول: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض) [سورة الرحمن الآية 37]. وأنمم مختارون. 7 وزعم زاعمون أنهم مضطرون مأمورون» وكذلك احتلافهم في الملائكة وفي أنمم مأمورون أو مختارون على سبيل اختلافهم في الحن) ينظر الأشعري مقالات الإسلاميين» ج7» ص7١١. ويدل هذا على أن الخوارج متفقون مع المعتزلة والأشعري في أن الجن مكلفون بدلالة أن الله تعالل رتم مع الأنبياء في الآية السالفة الذكر. 70 ارس رك من تراث الإباضية العقائدي فالباري سبحانه أولى وأوكد أن لا يجب عليه شيء. لأنه لا موجب عليه. وإنما الوجوب في حق الحكمة؛ واجب عليه الثواب في حق الحكمة!'". والعقاب كذلك. غير أن العقاب لا بد منه أصلاً؛ والغواب منه بد في حق آخرين!". (١) هكذا الكلام في الطبعة البارونية» ولعل المع والله أعلم: لا واجب على الله تعالل ولكن أوجب العقاب والثواب على عباده لحكمة. (مراجع ط؟). (7) وهنا مخالفة للأشاعرة الذين يرون: «أن الآلام الي لحقت البهايم والأطفال والمجحانين عدل من الله تعالل وليس واجبا عليه تعويضها على ما نالها في الدنيا من الآلام فإن أنعم الله عليهم في الآخرة نعماً كانت فضلاً منه. وزعمت البراهمة والقدرية أن تعويض البهايم على ما نالها في الدنيا من الآلام واجب على الله في الآخرة. وقالوا: إنما حسن منه إيلامها للعوض المضمون لا في الآخرة كالطبيب يولم المريض ليوصله بذلك الإيلام إلى نفع أعظم منه ‏ ويرد البغدادي عليهم فقلنا لو كان إيلام البهايم إنما حسن منه لأجل العوض في الآخرة لوجب أن لا يحسن ذلك منه مع قدرته على إيصال أمثال تلك الأعواض إليهم من غير إيلام. والطبيب الذي ذكرتموه إنما حسن منه إيلام لا يقدر على نفع من آله إلا به. ولو كان حسن ذلك لأجل العوض الذي ذكرتموه لوجب أن الحسن منا إيلام غيرناء من غير استحقاق لأجل نفع توصله إليه بعد الألم» ينظر البغدادي» أصول الدين» ص40 7. وأرى أن في كلا الحالتين يفهم الأمر بقياس الغائب على الشاهد وهذا القياس باطل في حقه تعالى لأنه قياس مع الفارق فحياة هؤلاء البهائم وإيلامهم عدل وتعويضهم عدل دون أن يكون لنا إحاطة بطريقة التعويض أو زمته. ولكن الذي يحق نا مناقشته كمسألة أخلاقية هو هل أن التعويض عن الألم عدل أم فضل. فالذي أراه أنه عدل والعدل واجب بمقتضى الحكمة. أي أن الوجوب .مقتضى الحكمة؛ لا وجوبا عليه تعالى. عمعئ آخر أنه اقتضى الوجوب لحكمة منه تعالى وهو ما ذهب إليه الإباضية ينظر المتمن» ص7. 71 من تراث الإباضية العقا وي ابا ا ااا ًا ست والذي يظهر من الملائكة أنهم في طاعة الله في الدنيا والآخرة؛ فهم في خدمة أوليائه المسلمين كما قالوا : (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)!". وبشروا المؤمنين بأن قالوا : (ولك فَيْها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفورٌ رحيم)". وأما الصنف الثاني من المكلفين: بنو آدم والجن؛ فهؤلاء من واجب الحكمة أن يجب لهم الأجر والشواب على الله تعالى ؛. من موجب الحكمة ومقتضاها لا من جهة إيجاب موجب؛ لأنهم في جهاد عظيم لا يستقيم منهم شيء إلا بواجب الحكمة. ألا تراهم مع ظهور الثواب والعقاب فأكثرهم هالكون؛ فلو قصرهم على الثواب دون العقاب أو العقاب دون الشواب لما صح منهم شيء . وأما الصنف الثالث من الحيوان» وهم أصناف البهائم من الأنعام والدواب والطير والسباع والحشرات والنمل والنحل والبدهد ؛ ومن الجماد عجب عجيب. وإنما يقع التكليف منا إليهم؛ لا بينهم وبين الله؛ وريما ء ولا يعلم الغيب إلا الله. وقال الحسن البصري: (إن في هذا الموتان لعجباً). وإنما ذكر ذلك (١) سورة فصلت الآية ١7. (7) سورة فصلت الآية ١7. 72 ااا ا اا سس من تراث الإباضية العقائدي من جهة الحديث «إذا أصبحت البقاع نادى بعضها بعضاً :هل مر بكن ذاكر الله؟»!". وا لتكليف بيننا وبينهم ب نْ يا مرهم اده تعا لى خطا با وإيجا با على 1 نْْ يطيعونا ولا يعصونا ؛ وينتهوا إلى أوامرنا . فمن امتنع منهم عاقبناه. كالذي جرى لسليمان عليه السلام فى البدهد ؛ حين أخل بمركزه: (مالي لا أرى البدهد أم كان من الغائي./ ") . فرجع سليمان على نفسه باللائمة فقال: (مالي) ولم (١) رواه الهيشمي في بجمع الزوائد بألفاظ متعددة وبطرق كلها فيها ضعف. فقد رواه أبو يعلى من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من بقعة يذكر فيها الله بصلاة أو بذكر إلا استبشرت إلى منتهاها وإل سبع أرضين وفخرت على من حولها من البقاع وما من عبدٍ يقوم بفلاةٍ من الأرض يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض» وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وبطريق آخر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من بقعة يذكر الله فيها بصلاة إلا فخرت على ما حولا من البقاع وما من عبدٍ يقوم بفلاة من الأرض إلا استبشرت بذكر الله إلى منتهاها سبع أرضين». رواه الطبران. وقال فيه أحمد بن بكر البالمسي وهو ضعيفض جداً. وعن ابن مسعود قال: (إن الجبل ينادي الجيل باسيمه أي فلان هل مر بيك من ذكر الله فإذا قال نعم استبشر قال عون فيسمعن البشرّ ولا يسمعن الخير هن للخير اسمع وقراً: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جثتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا)) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح). ينظر الهيئسي في بمجمع الزوائد» ج4؛ ص717. (7) سورة النمل الآية ١7. 73 من تراث الإباضية العقائري ا يقل : (ما للهدهد لا أراه) فرجع بالخطاب على نفسه.؛ فقال: [لأعذيبنه عذابا شديداً أو لأذبحنه)". فمن أحل له عذاب من ليس له عقل ولا يفهم عنه؟ بل يفهم الخطاب ويوص الأمور فأخل بمركزه؛ فلذلك توعده سليمان عليه السلام فقال: ([لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) !"". فمكث سليمان غير بعيد فأتاه البدهد وافتخر على سليمان فقال: ([أحطت بما لم تحط به)!" فبهذا المعنى أباح الله تعالى تأديب وهذا الأمر والتكليف لم يبلغ ثوابه ولا عقابه أحكام الآخرة. إنما هو فى ١ لُر نيا 0 والحكمة واحد 0 لا ظلم ولا تظا لم َ وعليه عقوبا ث لما فعلوا ما لم يؤذن لهم به؛ كالذي جرى للوزغة أنها تنفخ النار على إبراهيم عليه السلام ؛ فأمر رسول الله # بقتلهن ولذلك قال شيخ من المشايخ : (أمرنا الله بقتلك يا مسكينة) أو (أمر رسول الله 4# بقتلك يا مسكينة) . الافاعي ما سالمناهن منذ حاربناهن ومن تركهن خشية التأر فقد كفر. لما د خل إبليس بين نابيها فأد خلته الجنة :0 فوسوس لاد م حتنى عثر فى أكل ا (١) سورة النمل الآية ١7. (؟) سورة النمل الآية ١؟. (؟) سورة النمل الآية 77. 74 د د د د د ا ااا سس .. من تراث الإباضية العقائدي الشجرة؛ فأهبطهم الله عز وجل . إلى الأرض!"" فقال: (اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو)"'. وقالأ" في الخيل : «معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»!©, لما كان سعيها في الجهاد في سبيل الله. وفي نهيه عليه السلام عن قتل الصرد لأنه هدى آدم إلى مكة. ومسح رسول الله # الرغام عن أناف الغنم؛ فقال: «إنها من مال الجنمة»*) وللناس في الكلاب عبرة إلى يوم القيامة من عهد آدم عليه السلام ّ حين امر الله آد م عليه السلام نل يرمي له لقّمة ُ حين شره كل شيء من الحيوان؛ ففعل آدم صلوات الله عليه فالتقمها فرجع إلى آدم وإلى ذريته من بعده إلى يوم القيامة. (١) قصة دخول إبليس في الأفعى من الدخيل الذي ابتلت به الأمة وليس هذا بما يؤحذ به على المؤلف لأنه لم يستدل بما في صلب العقيدة وإنما استأنس بما في موضوع تكليف الحيوان وهو بدون ريب ليس من قضايا الاعتقاد. (مراجع ط1). () سورة البقرة الآية 77. () الضمير عائد إلى الرسول . (مراجع ط؟). (4) رواه البخاري في صحيحه طبعة دار الكتاب العربي» بيروت؛ المثاقب 4 7714. (5) رواه البيهقي في سننه من حديث أي هريرة بلفظ آخر/ ج17 ص؟8)؛ وصححه الألباني قٍِ صحصح الجامع رقم 7784 الحديث: «صلوا قٍِ مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنما من دواب الجنة» والرغام (بالخين) هو التراب وروي الرعام (بالعين) وهو ما سال من أنف الشاة. 75 من تراث الإياضية العقائري م ا تت وأعظم آية عبرة: كلب أصحاب الكهف. قال الله عز وجل -: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)!"' فشملهم وإياه النوم إلى يوم القيامة. وفي هذه البها ثم آيا ت ومعجرا تت وفي صنائعها ومصا نعها وتربيتها لأولادها وطاعتها لملوكها ؛ وفى الموتان أسرار عجيبة لا يعلمها إلا الله - عز وجل فضلا عن إ لحيوا ن٠ ثم قال عبد الوهاب: (وذهب فريق إلى أن الشواب حتم على الله وا لعما ب وا حب على مقترف أ لكبيرة إذ ١ لم ينب منها َ ويحبط جميع عمله باقتراف زلة واحد م فكيف يستقيم أن يحبط جميع عمل العبد ْ( ا جواب ؛ فالذين قالوا : إن الغواب حتم على الله قد أساؤوا الأدب. إنما كان ينبغي لهم أن يقولوا حتم في واجب الحكمة بعد أن يصح ما قالوا: إنه واجب» فإن ذكره في بني آدم والجن فريما . وأما الملائكة فقد قدمنا القول فيهم. وأما قولهم فى الإحباط فغلط»؛ وليس يحبط الكبير من عمل العبد شيئا إنا يحبط الشواب» لم يقل أحد ؛ إن من عمل الكبير لم يصل ولم يصم ما الإحباط في الثواب. (١) سورة الكهف الآية 8٠ . 76 ارس دوسسبسب..> من تراث الإباضية العقائدي ويعجبه أن قال : (كيف يستقيم إحباط جميع عمل العبد) وقد تقدم فيه الجواب؛ ولو شاء صاحب الشرع أن يحبط الكبير كالشرك لفعل. وليس في العقل ولا في الحكمة ما يبطله؛ ولكن الرؤوف الرحيم لم يفعل ذلك. وأما قوله : (وإن كان الغواب والعقاب متنافيين. فليس الثغواب أن يحبط أولى من العقاب أو يسقط ؛ والشرع يدل عليه وعلى درء السيئات بالحسنات. فإحباطه العقاب أحق وقد قال الله عز وجل (إن الحسنات يذهين السيئات)!!) . ا جواب: أوجبوا العقاب للمؤمنين مرة فليسا بمتنافيينا"". وقد ورد الشرع بإحباط الكبير ثواب العمل وبإذهاب الحسنات السيئات؛ ولا بد من تغليب أحدهما على الآخرء فالكبير يحبط الثغواب (١) سورة هود الآية 6١١. (7) يرى المحاور أن لأهل السنة رأي متناقض في الثواب والعقاب يتمثل في كون الثواب منافيا للعقاب فإن وقع الثواب والعقاب في حق المؤمن فهذا دليل على أمرين: ١ الأول أن الغواب لا يناي العقاب بدليل التقائهما قي حال واحد وهو الإيمان. والثاني: أن الغواب والعقاب متنافيان بحال واحد فيكون الثواب بحق المومن والعقاب بحق الكافر. والعقاب توجيه وأعظم الذنوب هي الكبائر. فوجب على مرتكبها الكفر. ينظر الورجلاني الدليل. والبرهان جح ص 77 من تراث الإباضية العقائري ل يه وأما إحباط العقاب على كبير بغير شيء أي من غير مكفر فلا ؛ وهي مسألة ما بيننا وبين المرجئة؛ قالوا : إن المصر المعاند لربه والمبتدع الأحول عن ربهرِ بسقط العما ب عنهما 0 بعير ا لشرط ا لذ يي شرطه إ لله عليهما من التوبة والحسنة والمصيبة والسيئة. وأما قوله : (الإيمان أجل أعمال العبد وأعلاها وهو ثابت والطاعة ثابتة؛ ومصدر الطاعة التوحيد الذي لا يتم إلا به؛ ثابتة على حقائقها) . ا جواب: قوله : (والإيمان أجل أعمال العبد)؛ فقد صدق؛ ولسنا نمتنع من أن يسقط به الباري سبحانه عقوبة المعاصى مثل سائر الحسنات., وإنما أنكرنا من المعاصى صنفين: الإصرار والبدعة؛ والحكمة قد منعت من إسقاطهما بحسنة أو سيئة. وأما قوله : (والإصرار على الكبيرة لو كانت تدراً الطاعات لكانت تنافى صحتها , كالردة ومفارقة الملة) ؛ وهذا لا يلزمنا لأنا لا نقوله بل نقول : التنافى فى المتضادات وليس التنافى فى المختلفات,؛ والطاعة فعل العبد وضدها المعصية؛ والثغواب فعل الباري سبحانه وضده العقاب, وليس بين الطاعة والعقاب تناف!". (١) يرى المحاور أن الإيمان أجل الأعمال عبارة متفق عليها ولا مانع من سقوط المعاصي به؛ كما ترفع المعاصي بالحسنات وإنما من المعاصي ما لا يدر بالطاعات كالإصرار والبدعة والإصرار لو كان يدر بالطاعة لم ببق إصرارا (تناقي صحتها) وهذا بحسب رأي المحاور غير ملزم للخوارج الإباضية حيث أنهم يرون التنافي في التضادات لا في المختلفات» فالطاعة تناي المعصية وكلاهما فعل للعبد» والثواب يناي العقاب وكلاهما فعل للباري. قال الورجلاني: (اعلم أن الشرك قد اجتمع الناس عليه أنه كفر» واختلفوا في كفر الأفعال فأئبته بعض وأبطله آخرون فمن أبطله السنية والمعتزلة» ومن أثبته الإبياضية والخوارج) ينظر الورجلان» الدليل والبرهان» طبعة وزارة التراث والثقافة مسلطنة عمان مسقط اط 177 اه 6١١٠م ج71 ص78.. 78 اا اا ا ااا دا سدس سس[ [(> من تراث الإباضية العقائدي وقوله : (ينا في صحه كالرد ً ومفا رقة ا لملة) تحكم وتهكم ا جواب له كا لسما َ وا لارض وا لجسم وا لعرض . واعلم أن الغواب ينحبط باقتراف زلة واحدة ولا ينحبط العمل؛ فعلم هذا من الشرع ؛ وليس من جهة العقل؛ ولو شاء من له الخلق والأمرء أن ينافى الكبير كل طاعة فى الدنيا ؛ كالردة ومفارقة الملة لفعل . وقال عبد الوهاب: (فإن قال قائل : إن الوعد والوعيد خبران واقعان على الحقيقة؛ لا يجوز الخلف فى أحدهماء لأنهما عموميان جاريان على عمومهما ؛ فلا يكون الخبر بخلاف مخبره.؛ لأن ذلك لا يجوز عند الأصوليين في خبر الله تعالى)!"'. وأما قوله : (عن الوعد والوعيد خبران لا يجوز الخلف فيهما) فصدق؛ ولن يخلو هذا الأمر من أحد خمسة أوجه : إما أن يصح خبر الوعد ويبطل خبر الوعيد ؛ أو يصح خبر الوعيد ويبطل خبر الوعد ؛ أو يبطلان جميعا أو يصحان جميعا ؛ فليس يصح في هذه الوجوه الأربعة شىء . وإما أن يجعل لكل واحد منهما حظا ونصيبا فريما .. (١) قال الأشعري: (وأما الوعيد فقول المعتزلة فيه وقول الخوارج قول واحد؛ لأنمم يقولون: قوم في الوعيد أن أهل الكبائر الذين بموتون على كبائرهم في النار خالدين فيها مخلدين, غير أن الخوارج يقولون: إن مرتكيي الكبائر ثمن ينتحل الإسلام يعذبون عذاب الكافرين» والمعتزلة يقولون: إن عذابمم ليس كعذاب الكافرين) ينظر الأشعري مقالات الإسلاميين» ج٠) ص١8١. 79 من تراث الإباضية العقائزي 7 ات فأما نصيب الطاعة؛ فبإجماع الأمة أن الثواب لا يصح بخصلة واحدة؛ فيثيبه الله تعا لى على الصلاة وحدها مع بطلان الزكاة والصوم والحج أو الزكاة وحدها مع بطلان غيرها ؛ إلا إن كان سببا شرعيا كالتوبة وغيرها . وأما نصيب المعاصي» فإن الله تعالى حط جميع المعاصي بالتوبة؛ وهي التريا قٌّ ا لأعظم أو با لأد وي : وا لأد وية مخصوصة لأد وا ءِ مخصوصة كالسيئات. فإن الحسنات تخص معاصى معلومة. فنصيب الجميع أن من معه من الصالحات ما يقابل السيئات فهذا من أهل الجنة, كالذي يروى عن أهل الأعراف: أنهم خلطوا عملاً صالاً وآخر سيئاً ؛ ومقدار ذلك وعلمه عند الله. وقد علمنا أن السيئات تدرا باجتناب الكبائر وبالمشيئة؛ مثل التوبة والحسنة والمصيبة وضفاعة المصطفى #؛ وأهل الأعراف وما وراء ذلك فمظنون غير متيقن , لكن المصر والمعاند لربه والمبتدع الذي فارق الإسلام فلا ... قال عبد الوهاب: (وهل يجوز أن يخبر بما لا يريد؟ أولا يخبر إلا مما أراد فى الأزل بخلاف الأمر؟ لأن الأضعرية ذهبوا إلى أن الله تعالى يأمر يما لا يريد » لأن الله عز وجل - أمر رسوله أن يأمر أبا جهل وغيره من كفار . قريش أن يؤمنوا؛ ولم ييرد منهم الإيمان. وأخبر أنهم لا يؤمنون)!". (١) تضع الخوارج الإياضية شرطاً للسلامة من العذاب المؤبد وهو: التوبة: (وهي الترياق الأعظم -_ أما بقية السيكات فتدرأً ا بالأدوية : والأدوية مخصوصة لأدواء مخصوصة كالسيئات؛ فإن الحسنات تخص معاصي معلومة) ينظر النص ط١١. ومن السيئات (ما يدراً باجتناب الكبائر وبالمشيئة؛ مثل التوبة والحسنة والمصيبة وشفاعة المصطفى#... ولكن المصر المعاند لربه المبتدع الذي فارق الإسلام فلم ينظر النص أعلاه. 80 را د د ا د ااا ب( من تراث الإباضية العقائدي ا جواب ؛ اعلم أن الإرادة تشتبه على من لم يعرف حقيقتها . أحيانا تشير إلى المحبة؛ وأحيانا إلى الاختيار. وقد إ خبر ١ لله - عر وجل - على ما لا يريد + وقد أ خبر عن لكفر َ وهو لا يريده؛ بمعنى كرهه ونهى عله . وحكايته عن الأشعرية أن الله يأمريما لا يريد قد كان . فالأمر: فعل عندنا ؛ والإرادة:صفة وعند الأشعرية: أنهما معنيان يوصف الله تعالى بهما ؛ وما حكوا عن أ بي جهل فصحيح 6 وكذ لك بعض قريش 0 لو ١ را ده منهم حتما لارادوه 6 ولو اراد ْْ منهم امرا لامكن الوجهان ان يريدوه او ان لا يريدوه ٠ وهذه المسألة إنما هي المثبتة والمزيلة؛ وقد شملنا نحن والأشعرية جوابها ؛ والله المستعان!". (١) الإرادة بعض اختيار الشيء يراه الخوارج بأنه صفة ذاتية لله تعالى في حين أن الأمر فعل بينما الإرادة صفة؛ أما الأشاعرة فيعتبرون أن الأمر والإرادة معنيان يوصف الله تعالى هما أي أنمما ليسا ذاتيان وقي نفس الوقت فهما ليسا خحارجان عنا لذات» وهذه الإرادة عند كل من الأشاعرة والإباضية لا تمنع من كون الله خالا للفعل والعبد مكتسبا له. ويقول الإباضية: «إن الإيمان لا يتم حى يؤمن الإنسان بأن القدر خيره وشره؛ من الله وإن أفعال الإنسان خلقٌ من الله واكتساب من الإنسان؛ أي: أن الإنسان حر ف اختياره مكتسب لعمله وليس بجحبرا عليه ولا خالقا لفعله. وانطلاقا من ذلك يقول الإباضية: أن ليس هناك تعارض بين إرادة الله وعلمه الأزلي القديم مسبقا وبين كسب الإنسان» فالله يعذبٌ على المقدور ولا يعذب على القدر» ينظر عثمان تراث» الإباضية من أقدم المذاهب الإسلامية؛ موقع العربية؛ حوار الثقافات ص١-7. وأما الإرادة معن المحبة فهي يشترك فيها الخالق والمخلوق. أما كون الإرادة صفة ذاتية لله تعالى فهذا ما درجت عليه أحوال الإباضية وقد مثلها العالم الإباضي أي محمد عبد الله بن حميد بن سلوم: «صفاته لذاته هي ذاته لا غيرها دلت هذا آياته» ينظر الشيخ بكير بن سعيد اعوش دراسات إسلامية في أصول الإباضية؛ الفصل الرابع من الأصل الثاني ص7. وقال في موقع آخر: «أما بالنسبة للأشعرية وابن رشد قد سلكوا نفس المسلك الذي سلكته الإباضية» المرجع نفسه الأصل الخامس ص7. 81 من تراث الإباضية العقائزري ات وقال عبد الوهاب: (فإن احتج من يقول بإنفاذ الوعيد ويقول كما لا يجوز الخلف في الوعد كذلك لا يجوز الخلف في الوعيد لعموم الإرادة لهماء ويحتج بقوله تعالى : ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا]!". أو بقوله : (والذين لا يدعون مع الله إلا آخر) أ" إلى قوله: (إلا من تاب)!"'. فهذه الاستغناءات كلها لمن تاب؛ ومن لم يتب فهو باق في عموم الآيات المتقدم ذكرها) . ا جواب: قوله : (فإن احتج محتج بإنفاذ الوعيد . ويقول: كما لا يجوز الخلف في الوعد كذلك لا يجوز في الوعيد). قلنا : صدق. قال الله عز وجل : إلا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد )!" إلى قوله : (للعبيد )ل . فهذه المسألة لنا لا علينا : إنما هي على الأشعرية الذين خصوا هذه الآيات العمومية بالمشيئة الظاهرة والتجؤوا إلى المشيئة الخفية. في ذاته بفنون المشيئة؛ والوعيد مخصوص بالسلامة من الموبقات. وإما إذا كانت فلا . (١) سورة الجن الآية 77. () سورة الفرقان الآية 18. (7) سورة الفرقان الآية ١٠7. (4) سورة ق الآية 8م7. (0©) سورة ق الآية ؟79. 52 د ددا سا ا سلس ...> من تراث الإباضية العقائدي قال عبد الوهاب: (فإن قال الأشعري: جميع ما استدللتم به فهو منتقض» وما استدللتم به من العمومات فنعارضها بمثلها , إذا سلمنا القول بالعموم؛ كيف والقول بالعموم عندنا باطل؟ إن العموم لا صيغة له عندنا ؛ وقد قال الله عز وجل : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء )!؟ وهذا نص في موضع النزاع). ا جواب ؛ فجواب | لأشعري :إن كل ما ادعيتم بمنتمقض وأما معارضة العمومات بمثلها فلن يخفى على أحد كما قالوا ء ولن تنفعهم ولن تضرنا . والأصل الذي اجتمعت عليه الأمة أن نجعل لكل عام ونقيضه نصيبا ؛ وأما إثباتها أو بطلانها فمحال. فإن كان القول بالعموم باطلاً. فما حصل فى يده شسىء إلا الباطل َ وإن مال إلى الخصوص قابله خصوص مثله؛ فالتوبة تحبط الشرك وجميع المعاصى؛ وكذلك قوله: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)'"" وقوله : (ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)!". فإن قال قائل : هذا لمن تاب. وقلنا هذا لمن أصر . فإن ادعى المشيئة فى الذنوب ادعينا التوبة فيها . وقوله : (خروج عن الظاهر بلا دليل خطأ ؛ وتعليق التوبة بالآية لم يوجد لا ظاهراً ولا مضمراً). (١) سورة النساء الآية 48 . (9) سورة الزلزلة الآية 7. (©) سورة الزلزلة الآية ه. 83 من تراث الإباضية العقائردي ١٠٠ كلل 55 5/5 ا ا #5 ١١س قلنا : بل وجدت ظاهراً ومضمرً. أما الظاهر فقوله تعالى : (وإني لغفار لمن تاب)! الآية. والمضمر: أن التوبة حتم في إزاحة المعاصي وبطلان العقاب عن العاصي؛ ولا توبة ولا رجوع يذل على إباحتها ؛ وليس لمغفرة المعاصي بالمشيئة لا بالتوبة طائل أشبه شيء بالإباحة. وأما قوله : (قبول التوبة حتم) . فينتقض عليه بقوله : [وليست التوبة للذين يعملون السيئات)!"' إلى قوله: (الآن)!"". ولو شاء لم يجعل للتوبة مخرجاً وقال: من عصاني فلا أقبل له توبة. وكان جائزاً . وقال عبد الوهاب: (فإن قال قائل في قوله: ومن يقتل مؤمنا متعمدا) أ" لفظة (مَنْ) من أدوات الشرط؛ فوجب أن تقول لجميع المجازين. قيل :هذا لا يسلم لهم لأن لفظة (مَّنْ) وإن وردت مورد الشرط فلا تكون مستغرقة لجميع ما وردت فيه؛ لأن الشاعر قال: ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم وم'لا يظلم الناس يظلم وليس كل من لا يظلم الناس يظلم؛ وهذا موجود كثير) (١) سورة طه الآية 8/. () سورة النساء الآية 8٠ . () سورة النساء الآية 8٠ . (4) سورة النساء الآية 97 84 سس .سس سس( من تراث الإباضية العقائدي ا جواب: قوله : ومن يقتل مؤمنا متعمدا)!'' أن لفظة (مََنْ) غير مستغرقة للجنس واستدل بقول الشاعرء أما هذه فله فيها أعظم الحجة.؛ لأن هذا الشاعر أصدق القائلين مثل رب العالمين؛ تعالى الله عما يتوهم الجاهلون ؛ وقد استدل بقول من يجوز عليه الكذب. وما استدل بقول أصدق القائلين؛ قول الله عز وجل -: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)!"! يدخل المشركون. ليس كل مشرك تحرم عليه الجنة!". وإا يؤخذ عن العرب من أقوا لها صور لأسماء ْ وتصاريف الأفعال ْ وصيغ الحروف. بشرط أن يجيء على مفهوم كلام العرب. وأما ما وراء ذلك من الاخبار . فخبرهم غير مقبول. وخروجهم عن المعقول فذلك غير مجهول. ولا يناظرهم بهم الصادق الأزلي الحكيم العلي . وكذلك قوله: (ومن يؤمن بربه فلا يخاف بنسا ولا رهقا)!" ([ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ندخله جنات تجري من تحتها الأنهار)!"' (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً نكفر عنه سيئاته) !"". وفي أمثالها . (١) سورة النساء الآية 97. (7) سورة المائدة الآية 7/7. (©) يعي يستثئ من ذلك المشرك الذي دخل في الإيمان فانتفى عنه صفة الشرك فكذلك ينتفي عنه الحكم لانتفاء الاسم وإن كان قد انطبق عليه الاسم والحكم في وقت ما. (4) سورة الجن الآأية ١٠ . (*) سورة الطلاق الآية ١١ . (7) سورة التغابن الآية 9. 85 من تراث الإباضية العقائزي ات قال عبد الوهاب: (سؤال ثان في اختلافهم في رؤية الباري سبحانه فى المعاد : ذهبت الأشعرية إلى أن الله تعالى مرئي في الآخرة بدليل الوجود وأن كل شيء موجود جائز أن يرى؛ فلا يمنع ذلك مائع » إذا كان ذلك ليس يرى بجنسه ولا في مكان ولا حد ولا صورة ولا شكل. لأن الله تعالى لا يوصف بالأماكن ولا الحدود ولا المقابلة. ولا تجوز عليه المعاينة التي هي من جنس المقابلة, إذ لا تقابله الأجسام؛ تعالى عن ذلك) . ا جواب: قوله : (إن الله تعالى مرئي لأنه موجود ؛ وأن كل موجود مرئي) فهذا ينتقض عليهم بسائر الأعراض أنها غير مرئية على أنها موجودة؛ ولاسيما من لا يوصف باللون؛ فإن الأبصار لا ترى إلا الملونات. وقول الأشعري: (إنه مرئي في الآخرة؛ بدليل الوجود) وكذلك مرئي في الدنيا بدليل الوجود ولا يقولونه؛ وأخرى: أن هذه الدعوى تنتقض عليهم باللمس؛ ولو ادعى مدع أنهم يلمسون إلبهم ويذوقونه ويطعمونه ويشمونه ويصافحونه بدليّل الوجود لكان أشبه؛ تعالى الله عن ذلك. واعلم أن الوجود ليس بصفة؛ ولا يقتضي حكماء ولا يوجب علة. إنا هو إثبات. فلو استدل مستدل على أن كل المتضادات بأي صفة أراد ؛ واعتل بالوجود لصح له اعتلاله. وأما قوله : (ولا يمنع من ذلك مانع) . فإن أول مانع عقله؛ إن أنصف نفسه؛ ومن وافقه على ذلك؛ حتى يجعله حجة بينه وبين خصمه . 86 ااا ااا اا ا ا ا ااا نت (. من تراث الإباضية العقائدي ثم عقب فقال : (ولا يمنع من ذلك مانع؛ إذا كان ليس يرى بجنسه ولا في مكان ولا حد ولا صورة ولا شكل. لأن الله تعالى لا يوصف بالأماكن ولا الحدود ولا المقابلة؛ ولا تجوز عليه المعاينة التي هي جنس المقابلة؛ إذ لا تقابله الأجسام تعالى عن ذلك) . فإن كان هذا من كلام الأشعري فقد أبطل الرؤية بهذه المعاني التي نفاها عن الرب سبحانه؛ إذ لا تثبت الرؤية إلا مع هذه المعاني . وإن كان من كلام خصمه.؛ فبذلك أبطل عن الإله الرؤية؛ إذ لا يوصف بشيء من هذه الصفة التي نفاها عن الله سبحانه وتعالى . وقال عبد الوهاب: (فإن قيل ما استدللتم به من أن كل موجود يصح أن يرى منتقض بالإدراكات لأنها موجودة ولا تصح رؤيتها فبطل ما قلتموه). قيل له : قال الأشعري : (جائز أن يرى إدراكنا بإدراك يخلق لنا في غير محل؛ فندرك إدراكنا به). ا جواب: وقوله : إنا نرى الإدراك الأول بإدراك آخر في غير محل. فما بال الإدراك الثاني في غير محل دون الأول يلزمه في الأول, والثاني أن يخلق إدراكاً ثالقاً في غير محل؛ وللثالث رابعاً وللرابع خامساً. إلى ما لا منتهى له ولا غاية. قال عبد الوهاب: (فإن قيل ما استدللتم به في إثبات الرؤية؛ فهو نفي الرؤية. لأنا لم نجد شيئاً مرئياً إلا في إحدى الجهات الست؛ ولا يخلو 87 من تراث الإباضية العقائي ١ لإا أن يكون جنساًء أو في مكان أو مقابلة؛ لأنا لم نجد مرئياً إلا على هذه؛ وقد قام الدليل على نفي هذه الجهات والأماكن عن الله تعالى, إذ لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئا. لأن هذه كلها مخلوقات. ولن تصح لكم رؤية) . ا جواب: اعلم أن جميع ما حكاه عنا في هذا فصحيح بدليل حقيق. قال عبد الوهاب: (قيل له جائز أن يخلق الله لنا إدراكا في الآخرة؛ غير هذا الإدراك الحال في أعيننا ؛ فندركه بالإدراك المخلوق فينا؛ وليس من شروط هذا الإدراك أن يكون حالا في العينين. وجائز أن يكون في القلب؛ وفي غيره من أعضاء بني أدم » فندركه تحقيقاً من غير حد ولا كيفية). ا جواب؛ اعلم أنه إن صح ما قال. فقد أبطل الرؤية وأثبت معنى العلم الحال في القلب؛ أو فيما أراد من الأعضاء . فإن أبطل الحد واللون والجهة والمعاينة والمقابلة. سوغنا!" له غلطه فى لفظ الرؤية. ْ قال عبد الوهاب: (فإن قيل :ما الدليل على جواز رؤيته في القرآن؟ قيل له : قوله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)!"'. والنظر في كلام (١) أي أخبرنا غلطه في إبطال حد لفظ الرؤية. (7) سورة القيامة الأية 77. 88 رسسسسآسسسسس سس سس رك من تراث الإباضية العقائدي العرب إذا قرن بالوجه؛ ولم يضف الوجه الذي قرن بذكره إلى قبيلة ولا إلى عشيرة. وعدي بحرف الجر ء ولم يعد إلى مفعولين. فالمراد-فيه النظر بالبصر). ا جواب: ض أنه أغفل وجهاً آخر وهو الجسد كله؛ لأن الوجه الذي هو أفضل الجسم خاطبوا به» وإن أرادوا به البدن كله؛ ولا يريدون به النظر ولا البصرء كما يقول بعضهم : فعلت هذا لوجهك يريد به لك. قال الله تعالى : (وجوه يومئذ باسرة)! الآية يريد البدن كله؛ وفعلت هذا لوجه الله يريد الله؛ فلم يقصره على النظرء جاء وجه القوم؛ وهذا وجه الناسء للرجل كله. قال عبد الوهاب: (فإن قيل : أفليس قد تمدح الله تعالى بقوله: (لا تدركه الأبصار) !"! كما تمدح بقوله: ([بديع السموات)!"" فكيف يجوز أن تردوا عنه مدحته؟ قيل له: إنما تمدح بقوله: (وهو يدرك الأبصار)! ولم يمتدح باستحالة إدراكه الأبصار ‏ لأن الطعوم والروائح وأكثر الأعراض» لا يجوز عند كم أن ترى بالأبصار , وليست ممدوحة بذلك). (١) سورة القيامة الآية 4 7. () سورة الأنعام الآية 7٠٠ . () سورة الأنعام من الآية ١٠» وسورة البقرة من الآية 7١١١ . (4) سورة الأنعام الآية 7١٠. 89 من تراث الإباضية العقائزي ل ا جواب: قيل له: إن الله لم يمتدح بقوله: (لا تأخذه سنة ولا نوم)!". لأن الأعمدة والحيطان والنخل والشجر لا تأخذها سنة ولا نوم؛ كما لم يمتدح بقوله: إلا تدركه الأبصار)!". قال عبد الوهاب: (فإن قيل : قوله : (لا تدركه الأبصار)!" نفي عام كما قال تعالى : (لا تأخذه سنة ولا نوم)!"؛ فلا فرق بين الآيتين لاشتراكهما في عموم النفي ٠ قيل له : لا يصح الجمع بين الآيتين ولا بينهما مناسبة؛ لأن الآية التى جاءت إلا تأخذ ٠ سنة ولا نوم) *. أجمع المسلمون قاطبة أنه لا يجوز على الله السنة ولا النوم؛ لأنهما صفة نقص لا تجوز على الله سبحانه؛ لأنه مستحيل ذلك عليه. --- : والرؤية مما اختلف فيه الناس» لا يحتج بالإجماع في موضع الخلاف. والحجة في إثبات الرؤية قوله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) (") » وجاء مقيدا بالآخرة والآية التي وردت وهو قوله: (لا تدركه الأبصار)!' ورد مطلقا,فيرد المطلق إلى المقيد لأنه من جنسه). )0 سورة البقرة الآية ٠٠ ؟. (7) سورة الأنعام الآية ١٠ . (7) سورة الأنعام الآية 7٠٠ . (4) سورة البقرة الآية 0ه أ (©) سورة البقرة الآية 506٠7. () سورة القيامة الأية 77. (٠) سورة الأنعام الآية 7١٠. 90 ا اس سحسس..بك...<> من تراث الإباضية العقائدي ا جواب : وفي قوله في التفرقة بين الآيتين (ولا فرق) وبينهما أعظم المناسبة في وقوله: (أجمع المسلمون قاطبة أن النوم والسنة لا يجوزان على الله تعالى) . قلنا كذ لك أجمع إ لمسلمون أن لأبصا رْ لاتد ركه ِ لأنه صفة نقص : فإن اختلف الناس في هذه فقد اختلف معه الدهرية في تلك وعلته أنها وقوله: ( إلى ربها ناظرة)!") جاء مقيداً بالآخرة فلا يرد المطلق فى هذه إلى المقيد ؛ لأن قوله في الدنيا ؛ وحكم تلك في الآخرة؛ فاختلفنا ؛ فلا يرد مطلق إلى مقيد اختلفت بهما الدار ولو كا ن من جنسه. قال عبد الوهاب: (فإن قيل :ما معنى قوله : [لن تراني)'"'؛ وهذا شرط نفى الرؤية فى الحال والاستقبال. وقوله: [تبت إليك)!". هل تاب إلا من مسألة الرؤية؟ وقوله : (أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم)!. فهذا كله دليل على نفي الرؤية. وقوله: [فخر موسى صعقا)!". (١) سوقة القيامة الأية 7١7. (7) سورة الأعراف الآية 67١. () سورة الأعراف الآية 27١. (4) سورة النساء الآية 7٠١ . (5) سورة الأعراف الآية 67١. 91 من تراث الإباضية العقاكري ل قيل له : أما قولكم (لن تراني)!'"؛ شرط في نفي الرؤية؛ فغير مسلم لكم لأن (لن تراني)!" إنما كان جوابا لسؤاله في الحال لا في الاستقبال. ولو كانت الرؤية مستحيلة عليه لما سأله موسى وهو نبى الله وأمينه ومن جعله واسطة بينه وبين خلقه ومتحملاً لرسالته؛ أن يسأله المستحيل) . ا جواب : إن جميع ما اعتل به في قوله : (لن تراني)'"' وقوله (تبت إليك)!" وقوله (أرنا الله جهرة)! وقوله ([فخر موسى صعقا)؟ وكان نوح لا يدري أن المشرك محال دخوله الجنة. وقوله : [لن تراني)!' اعلم أنه حرف إياس لا مطمع فيه؛ وربما يرى الأشعري ربه في الآخرة ولا يراه موسى في الآخرة. ولو جاز عليه أن يرى لقال (لا تراني) فقد أيأس موسى من رؤيته؛ إلا إن طمع هو (١) سورة الأعراف الآية 67١. (7) سورة الأعراف الآية 627 ١. () سورة الأعراف الآية 647١ . (4) سورة الأعراف الآية 67١. (5) سورة النساء الأية 67١ . (7) سورة النساء الآية 7٠١١ فجميع ما استدل به في هذه الآيات صحيح قطعاً. وقوله: (إنما كان سؤاله للحال لا الاستقبال) فغير مسلم. وقوله لو كانت الرؤية مستحيلة لما سأله موسى» فليس كل المستحيل يعلمه موسى؛ وكقوله لنوح عليه السلام: (ولا تسألي ما ليس لك به علم)سورة هود الآية 47 . () سورة الأعراف الآية 67١. 92 سرس سسسب > من تراث الإباضية العقائدي في الاستقبال ان يرى ربه؛ ولن يراه موسى؛ ولن من حروف الياس لموسى وغيره. وقوله ([تبت إليك) !" ولم يقل الله: إنه تاب من مسألة الرؤية. فمن ويتوب من غيره؛ أو من تركه؛ أو أن يكون موسى منافقا ؛ يعاقبه ربه على شيء ؛ ويظهر له التوبة في خلافه؛ فأي المعنيين أراد فليذهب إليه السامع. وقوله : (ريما خطرت له ذنوبه فتاب منها وأغفل هذا) غير مستحيل عن غير عاقل. وقوله (أرنا الله جهرة)'"' قال : (لن تأخذهم الصاعقة لاستحالة الرؤية). قلنا كذلك. لكن لسؤالهم الرؤية وهو فعلهم؛ واستحالة الرؤية فعل الله . عز وجل . وقوله : (علقوا إيمانهم برؤيتهم إياه فبذلك أخذهم) . لا أدري ما أراد . قال عبد الوهاب: (فإن قيل : أراد الله بالنظر الذي في الآية الانتظار كما قال الله عز وجل (ما ينظرون إلا صيحة واحدة)!" أي تنظرونء وقال الله عز وجل - (انظرونا نقتبس من نوركم)!' وهذا كله بمعنى الانتظار. (١) سورة الأعراف الآية 67١. () سورة النساء الآية 7٠٠ . (7) سورة يس الآية 49 . (4) سورة الحديد الآية 7٠ . 93 من تراث الإباضية العقائدي || ا|005/#/[/|ٍس سلس قيل له :لا يصح ما ذكرته؛ لأن النظر في لغة العرب يتصرف على أربعة أوجه لا خامس ليا . ض أحدها : أن يكون النظر بمعنى التعطف والرحمة - قال الله تعالى : ولا ينظر إليهم يوم القيامة) !'' ولم يرد أنه لا يراهم؛ لأن رؤيته تعالى محيطة بهم وبغيرهم؛ وإنما هو نظر تعطف ورحمة. والثاني : أني كون النظر بمعنى الاعتبار كما قال تعالى : (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف)!" الآية. الثالث: بمعنى الانتظار كما قال الله عز وجل: ما ينظرون إلا صيحة واحدة)!"" أي :ما ينتظرون؛ وقوله: (انظرونا نقتبس من نوركم) !© والوجه الرابع : هو النظر المعروف بالعين. فلا يجوز أن يكون قوله ‏ عز وجل - (إلى ربها ناظرة) ! بمعنى الاعتبار . لأن الآخرة ليست بدار اعتبار ولا تكليف. ولا بمعنى الانتظار. لأن الانتظار إنما هو فى القلب. فإذا قرن النظر بذكر الوجه؛ لم يجز أن يراد به القلب كما أنه إذا أريد به نظر القلب؛ لم يجز أن يكون مقروناً بذكر الوجه. (١) سورة آل عمران الآية ٠. (7) سورة الغاشية الآية 7١١ . (7) سورة يس الآية 49 . (4) سورة الحديد الآية 7٠ . (5) سورة القيامة الآية 77. 94 الآ اس سدس سس سس كذ من تراث الإباضية العقائدي وأيضاً فإن نظرته يمعنى انتظرته فعل متعد بنفسه لا بحرف الجرء والذي ذكره من وجوه النظر صحيح) . ا جواب: اعلم أن الوجوه التى ذكرت فى النظر صحيحة. والذي أراد الله في هذا الانتظار . والوجوه أراد بها الأبدان . لاستحالة النظر إلى ذات الباري سبحانه إلا بإيجاب تشبيهه بخلقه؛ تعالى عن ذلك. وقوله : (نظرته يمعنى انتظرته فعل متعد بنفسه لا بحرف). فإن خاطبت به ثلاثيا استغنى عن التعدي وانقطع العتاب. قال الفقيه عبد الوهاب: (مسألة أخرى فى القرآن). (ومما اختلفوا فيه اختلافا كثيرا في القرآن هل هو مخلوق؛ أو غير مخلوق؟ فذهبت الأضعرية إلى أن القرآن غير مخلوق؛ إذ كل مخلوق لا يخلو أن يكون جسما أو عرضا أو جوهرا عند من يثبت الجوهر؛ ولو كان القرآن مسا لكان قائماً بنفسه؛ ومحتملاً للصفات. وجاز عليه الكلام؛ فكان يجئ من هذا كون القرآن متكلما بالقرآن . وكذلك نقول في القرآن : الثانى والثالث؛ إلى غير نهاية. والذي يدل عليه أنه ليس بعرض ما أقمناه من الدليل؛ على أن العرض ومن حله العرض محدثان؛ والله تعا لى لا يصح كونه محدثا. 95 من تراث الإباضية العقائري ‏ ب ا ا فإن قيل :هو عرض فعله الله في غيره؛ وذلك لا يؤدي إلى حدثه تعالى . قيل له: فينبغي أن يكون ذلك الغير المفعول فيه العرض هو المتكلم بالقرآن, وهذا أيضاً دليل على بطلان قول من ذهب إلى أنه عرض. ولا يصح أن يكون المتكلم من فعل الكلام ‏ لأنه لا يخلو فعله في نفسه أو في غيره أو لا في مكان. فمحال أن يفعل في نفسه؛ لأن ذلك يؤدي إلى كونه ذاته محلاً للحوادث. وكذلك إن فعله في غيره؛ كان ذلك الغير متكلماً به؛ وإن فعله لا في مكان استحال ذلك. لأجل أن الصفات لا يصح فعلها لا في مكان . لأن ذلك يؤدي إلى قيامها بأنفسها). ا جواب: قوله: (لا يخلو أن يكون جسماً أو عرضاً أو جوهراً. ولو كان جسماً لكان قائما بنفسه ومتحملاً للصفات) فصحيح . وأما قوله : (وجاز عليه الكلام). فدعوى ليس تحتها برهان؛ فليس كل جسم يتكلم ويحكم, فكان يجي؛ من هذا كون القرآن متكلماً بقرآن آخر وكذلك نقول في القرآن الثاني والثالث إلى غير نهاية؛ ويلزمه في جميع خلق الله مغل هذا ء ولو كانت الأرض جسماً. لكانت قائمة بنفسها ومحتملة للصفات. وجاز عليها الكلام؛ فيجي» من هذا كون الأرض متكلمة بكلام . وللكلام كلام إلى غير نهاية. 96 اا ا ءاسن (-. من تراث الإباضية العقائدي وقوله : (والذي يدل على أنه ليس بعرض ما أقمناه من الدليل. أن العرض ومن حله العرض محدثان؛ والئة لا يصح كونه محدثاً) . فدلنا نحن أيضا على حدوثه أن العرض ومن خله محدثان فعلمناه أنه محدث. إذ هو عرض واحد في الجسشمء ا ا وقوله : (والله تعالى لا يصح كونه محدثاً) . فعلى قوله: إن القرآن هو الله . فلذلك لا يصح كونه محدثا .0 قال عبد الوهاب+(فإن قيل : هو عرض فعله الله تعالى في غيره؛ وذلك لا يؤدي إلى حدوثه تعالى . قيل له : فينبغي أن يكون ذلك الغير المفعول فيه العرض هو المتكلم بالقرآن. وهذا يدل على بطلان قول من ذهب أنه عرض, ولا يصح أن يكون المتكلم من فعل الكلام ‏ لأنه لا يخلو فعله في نفسه؛ أو في غيره؛ أو لا في مكان. فمحال أن يفعله في نفسه؛ لأن ذلك يؤدي إلى كون ذاته محلاً للحوادث. وكذلك أن فعله في غيره؛ كان ذلك الغير متكلماً به. وإن فعله لا في مكان استحال ذلك. لأجل أن الصفات لا يصح فعلها لافي مكان . لأن ذلك يؤدي إلى قيامها بنفسها). ا جواب : وقوله : (عرض فعله تعالى في غيره وذلك لا يؤدي إلى حدوثه تعالى) صدفق. 97 من تراث الإباضية العقائزي ات (قيل له : فينبغي أن يكون الغير المفعول فيه العرض هو المتكلم بالقرآن) فهذا الذي قال غير مسلّم ؛ ونحن نقول : إن الله تعالى جعل من تصفيق حجرين كلاماً, أو من صدى جبل كلاماً, أنه ليس بكلام الجبل. إلا إذا كان في الجبل حياة أو في الأحجار . فعند ذلك ينسب إليهما الكلام . كما أنا نقول: إن القرآن يكتب في المصاحف وفي الألواح؛ وربما يخلقه الله تعالى فيه خلقا , ولا يؤدي أن يكون المصحف أو اللوح متكلما ؛ وليس فيما قال دليل على بطلان قول من ذهب إلى أنه عرض. ولا يصح أن يكون المتكلم من خلق الكلام ؛ بل من فعله هو المتكلم دون من خلقه؛ ألا ترى إلى الربابة والعود ؛ كيف يقع منهما الكلام؛ والله خلقه فيه؛ ولا يكون الله تعالى متكلما به. وقد قلنا : إن الله فعل الكلام في غيره؛ وهو كلام الله لا في نفسه كما قال بل في مكان ؛ وربما فعله في غيره ولو تكلم به غيره؛ وكانت الطاقة هي المتكلم؛ وليست الطاقة هي المتكلمة. وقال عبد الوهاب: (فإن قيل : لو كان قديماً غير مخلوق والله قديم لكانا قديمين. وإذا كانا قديمين كانا مثالين. لأن الاشتراك فى أخص الصفات يوجب الاشتراك فيما عداه). ٍ الجواب يقال لهم : وكذلك من قال: كانت الحياة في الإنسان؛ والله تعالى حي؛ يوجب الاشتراك؛ ولا نقول: إن القرآن قديم؛ بل عرض محدث. وإنما يجب ما قاله على من قال: إن القرآن غير مخلوق. 98 اسه من تراث الإباضية العقائدي وأما من قال: مخلوق. فهو بعيد عن الاشتراك في القدم أو في غيره. وقال عبد الوهاب: (وذلك أن الكلام هو الأصوات المقطعة والحروف المنظومة؛ وأنه لا يوجب الكلام سوى هذاء ولا يعقل). قالوا : وإذا كان الكلام أصواتا مقطعة وحروفاً منظومة. لم يصح أن يفعله الله تعالى إلا فى غيره ؛ فثبت أنه محدث مخلوق؛ بدليل من حلف على أن الله تعالى خالق لكل شيء غير حانث؛ وهذا إجماع . والمخالف يقول إن القرآان موجود وشيء ؛ ويقول إنه ليس بمخلوق ولا خالق 6 ومع هذا إنه شىء ٠ ومن زعم أنه ليس بشيء ؛ فقد كذب الله بقوله؛ (إن يقولوا ما أنزل الله على بشر من شيء ؛ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى)!". وأيضا وجدنا القرآن يتضمن الأمر والنهي والإخبار والاستخبار, وا لوعد وا لوعيد وقصص إ لأولين وا لأما ل وهذ نْْ كلها حقا شق مختلفة ومتغايرة. فكيف يصح أن تكون قديمة قائمة بذات الباري سبحانه؛ وهي متخالفة ومتغا يرة 6 وهذ 0 كلها سنة الحد وث : وأيضاً فإنا وجدنا فى القرآن الأنبياء وغيرهم وهي محدثات. وقد قال معدوم إذاك, فكيف يصح الأمر والخطاب وليس ثم مخاطب ولا مأمور. (١) سورة الأنعام الآية 1١9 . (7) سورة طه الآية ١١. 99 من تراث الإباضية العقاكزي لس وقال تعالى : [وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) (". فأثبت النزول. وقال تعالى : (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث!". وقال: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)!". وقال: [إنا جعلناه قرآنا عربيا!" وهذا كله صفة المخلوق. وهذا الذي تقدم كله حجتنا . قال عبد الوهاب: (قيل له : أما استدلالك على أن القرآن كان قديا ؛ والله قديم ؛ كانا مثلين لا يصح ؛ لأن حد المثلين ما سد مسد الآخر فاب منابه؛ ولا يصح أن يكون الاشتراك فى الأخص يوجب الاشتراك فيما عداه؛ لأن الله تعالى حي وعالم وقادرء وقد قام الدليل على أن هذه الصفات موجودة في الخالق والمخلوق؛ ولا يصح أن يكون المخلوق مثل الخالق لاشتراكهما فى هذه الصفة)!*. (١) سورة الحديد الآية ©. (7) سورة الأنبياء الآية 7. () سورة الدخان الآية 7. (4) سورة الزخرف الآية ١7. (5) أي أن صفة الحياة والعلم والقدرة واضح الفرق فيها بين الذات العلية وبين المخلوقين» أما صفة (غير المخلوقية) إذا أضيفت إلى غير الله فماذا يفهم منها؟! لا يفهم منها إلا قدم غير الله تعالل وبالتالي الاشتراك في خاصية مع الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ولعل هذا مراد الشيخ ‏ رحمه الله تعال ‏ في الجحواب (مراجع ط؟). 100 ا ا ا ااا كج من تراث الإباضية العقائدي ا جواب: فهذه الأمور التي ذكرها كلها لنا لا علينا ؛ وصدق فيما حكاه. وقال عبد الوهاب: (وأما استدلالهم أن في القرآن الأمر والنهي وغير ذلك مختلفة متغايرة؛ فلا يصح أن تقوم بذات الباري سبحانه فصحيح ؛ لأن كلام الله تعالى الذي هو قائم بذاته؛ فهو كلام نفس لا يصح فيه التغاير لأنه كلام واحد لا يتغير في نفسه ولا ينقطع ولا يتجزاً ؛ والأمر والنهي فيه واحد . فإذا أراد أن يفهم المخلوق كلامه خلق في فهمه الأمر والنهي وتغير في نفس المخلوق لا الخالق). ا جواب: وهذا الذي ذكر في كلام الله سبحانه واحد وهو قائم بذاته وهو كلام نفس؛ إلى ما ذكر في أن تغير الأمر والنهي فيه إنما يتغير في نفس المخلوق لا الخالق. وكذلك الخلق والرزق من صفاته هما واحد إنما يتغيران في المخلوق. وكذلك العقاب والثواب هما غير مخلوقين. إلا إذا صارا في المخلوق؛ وأما في صفة الخالق فهما واحد . وكذلك إذا أراد أن يعذب مخلوقاً أو يثيبه خلق في جسده العذاب والثواب؛ في مثل هذه التخاليط التي لا يعقلها عاقل ولا تنفهم لجاهل. 101 من تراث الإباضية العقائدي حاتت وقال عبد الوهاب: (وأما استدلالهم بأن أمر المعدوم لا يصح فهو محال لأن المعدوم يصح أن يؤمر بالأمر القديم على صفة الاقتضاء ؛ بمن سيكون إذا كان. فصح أمر المعدوم. فانظر ‏ وفقك الله وأغناك ‏ على ما قلدك وهذه المسائل في كلام الأشعرية وغيرهم وما احتج به كل فريق على صاحبه وجاوبني على كل مسألة وما احتج كل فريق على صاحبه؛ لأن الأمر أشكل علي) . ا جواب؛ وقوله: (إن المعدوم يصح أن يؤمر بالأمر القديم على صفة الاقتضاء )؛ ولو استدلوا على هذه أن محمداً أرسل إلينا وأمرنا وبلغنا على الاقتضاء لكان أشبه منهم بأمر الله تعالى وبإرساله محمد 48؛ فهذا الذي قالوا أبى منه العقل لأنه هيولى لا تنفهم للعقل. وإذا أضافوا إلى الباري سبحانه جميع أفعاله. وجعلوها صفاته في ذاته؛ وإذا ردوها إلى المخذلوق ذهبوا فيها مذاهبهم في المخلوقين؛ فيحتاجون أن يجروا على أصلهم في الحياة والموت والوجود والعدم والحركة والسكون؛ فمن جهة الله صار صفة؛ ومن جهة الخلق كان حياة وموتاً. وقال عبد الوهاب: (فالله تعالى ينور قلوبنا. ويشرح صدورنا للإسلام؛ وفي علمك ‏ أيدك الله أن اختلاف المتكلمين في الأصول لا يصح أن يكون الحق في كليهما , بل الحق في واحد ؛ فالمطلوب منك هذا 102 ا اا ااا [(ج من تراث الإباضية العقائدي الواحد ‏ لا عدمتك ‏ ونرغب في سيدي الابتهال في الدعاء : أن يحسن الله خلاصي؛ ويطلق سراحي من بلاد السودان؛ وأن ينشطني لقراءة العلم وفهمه؛ ويرزقني منه حظاً واقرأ » وأن يعصمني من المعاصي؛ ولا يسلط علي ظالماً يبغيني بسوء ؛ فلك الفضل في الدعاء , والرغبة إلى كل من عند كم هناك من العزابة أن تستوهب منهم لي الدعاء ؛ فإني على ضلالة إلا أن ينقذني الله منها . وكتبه وليك في الله عبد الوهاب بن محمد بن غالب بن ثمير الأنصاري. والله أعلم . 103 من تراث الإباضية العقائري ااا ص ل- 104 رآ سسسب من تراث الإباضية العقائدي المصادر والمراجع -ِ الإسفراييني » التبصير في الدين ؛ تحقيق : عزة عطار الحسيني ٍ - الأشعري. الإبانة عن أصول الديانة؛ تقديم الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ إسماعيل الأنصاري. دار البصيرة؛ الإسكندرية؛ ط١ ١٠ اه - تححام. - مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين. تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد (د؛ ت؛ ط) كذلك طبعة اسطنبول؛ “١ . _ اللامع في الرد على اهل الزيغ والبدع ءَ تحقيق : الإرب مكوثي 0 بيروت؛ 907٠ ؛ كذلك نشرة د . حمودة غرابة؛ القاهرة؛ 900٠م . ب الايجى عضد الر ين 0 المواقف فى علم الكلام 6 طبعة اسطنبول ٠ 6 اه _ ياقوت الحموي 6 معجم الأدباء دار المشرق 6 بيروت؛ لبنان ٠ اه. _ معجم البلدان 6 دار المشرق َ بيروت؛ لبنان ٠ 7 اه. - ابن أباضء رسالة لابن أباض. تحقيق: لطيفة بكاي. دار الطليعة؛ بيروت؛ ط٠١ ١١٠٠ 105 من راف لإ ياي الَأئلي ١ لت - ابن أبي الحديد ؛ شرح نهج البلاغة؛ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم؛ مطبعة البابي الحلبي ؛ القاهرة؛ ف8؟ أ 30١١ . 27ح م. - الباروني سليمان؛ الشيخ عبد الله النفوسي. الازهار الرياضية في أيمة وملوك الاباضية؛ طبعة مصرء ١١١١ ه. - البرادي؛ الجواهر المنتقاة في إتمام ما اخل به كتاب الطبقات؛ طبعة قسنطينة؛ 7١١٠ ه. - البكري؛ المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب؛ طبعة البارون» دي سلان؛ باريس؛ 18٠١م . - ابن حزم؛ الفصل في الملل والأهواء والنحل, طبعة القاهرة؛ 97١١ . - الرد على ابن النغريلة اليهودي. تحقيق : إحسان عباس؛ طبعة القاهرة ٠ اه - حخام. - ابن حماد ؛ أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم؛ نشرة فون درهايدن؛ مطبعة الجزائر؛ باريس (دءت). - ابن خلدون؛ العبر وديوان المبتداً والخبر ء طبعة القاهرة؛ 7١6١١١ . - ابن الخطيب؛ المغرب العربي في العصر الوسيط؛ تحقيق د . احمد مختار العبادب والأستاذ ابراهيم الكتاني , طبعة دار الكتاب العربي؛ الدار البيضاء (د؛ ت). ٍ - داود علي الفاضل. محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام؛ دار الفكر للنشر والتوزيع؛ عمان (د؛.ت). 106 ا ااا اك (ك- من تراث الإباضية العقائدي - الدرجيني؛ أبو العباس احمد (ت 797/0ه)؛ طبقات المشايخ بالمغرب؛ تحقيق ابراهيم طلاوي. الجزائن؛ 87/4١ . - طبقات الاباضية؛ مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (071؟خ). - الرازي؛ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين؛ تحقيق :د . على سامى النشار القاهرة؛ 78١١١ . ب - المطالب العالية في العلم الإلبي؛ تحقيق: احمد حجازي السقاء دار الكتاب العربي ؛ بيروت؛ ط0) 1-97 لاخام. - أبو زكريا يحيى بن أبي بكر السيرة وأخبار الأئمة. مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (-07+خ). - ابن سعيد ؛ المغرب في حلي المغرب. تحقيق شوقي ضيف دار المعارف. مصر 07١١ . - السلاوي. احمد بن خالد الناصري. الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى (دءءتءط). - سهير قلماوي. أدب الخوارج . - السوفي؛ أبو عمر عثمان بن خليفة المرغني (ت أواخر القرن السادي) شرح السؤالات. مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (15707"ب). - الشهرستاني؛ الملل والنحل؛ طبعة بيروت؛ دار الندوة الجديدة؛ ط١؛ ١/7 اي - لاخغام كذلك نشر محمد سيد كيلاني؛ دار المعرفة؛ بيروت,؛ لبنان؛ 3١١ 107 من تراث الإباضية العتمالي إللل ا ااا ل إل ست[ - نهاية الأقدام, في علم الكلام ؛ أكسفورد ؛ 74١٠ . - صالح باجية. الاباضية بالجريد »دار ابو سلامة؛ تونس ط3 9702١ . - الطبري؛ تاريخ الأمم والملوك؛ الطبعة الأوربية (د .ت). ابن عذاري المراكشي» البيان المغرب في ذكر أخبار افريقية والمغرب؛ نشرة البارون دي سلان؛ باريس؛ 78١١١ . - عبد الواحد المراكشي؛ المعجب في تلخيص أخبار المغرب؛ دار الكتب؛ ط١. - العيني ؛ بدر الدين أبي محمد محمود بن احمد (ت800ه) عقد الجمان في تاريخ أهل الزمانء مخطوط ؛ بدار الكتب المصرية برقم (0784١ تاريخ : - الغربيني ؛ أبو العباس احمد بن احمد ؛ عنوان الدراسة فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية؛ تحقيق رابح يونا ؛ الشركة الوطنية للتوزيع والنشرء الجزائر؛ 881١ . - المالكي؛ رياض النفوس تحقيق :د .حسين مؤنس. مكتبة النهضة المصرية؛ ط١ ١1١١ - مؤلف مجهول؛ كشف الغمة لأخبار الأمة. مخطوط المكتبة الوطنية؛ تونس؛ برقم (87١؟)؛ - الوسيلاني؛ أبو الربيع عبد السلام (ت 497/1 )؛ سير أبي الربيع؛ مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (0787١7؟ب). 108 سس جك من تراث الإباضية العقائدي - ابن منظور لسان العرب 6 طبعة بيروت ٠ مكخا. - ياقوت الحموي؛ معجم الأدباء ؛ دار المشرق؛ بيروت. لبنان؛ 74 ١ه. -_ معجم البلدان دار المشرق 6 بيروت لبنان ٠7 اه. 109 من تراث الإباضية العقائري ا 110 ااا اا اس سوسس السك من تراث الإباضية العقائدي المهرس تصدير 5 المقدمة 9 الخوارج في اللغة والاصطلاح 13 فرق الخوارج 16 آراء الإباضية الفلسفية والكلامية 28 آراء الإباضية في الوجود 32 آراء الإباضية في العلم الإلبي 33 آراء الإباضية فى النفس 44 التعريف بالرسالة 59 في وجوب الثواب والعقاب للطائع والعاصي على الله عز وجل 70 111 لعج الكتاب ‏ سطور 0 من تراث الإباضيتّ العقائدي؛ دراستّ وتحقيق الدكتور ً العراقي يايدين حسين الويسي؛ يتعمد الكاتب توضيح ملامح ا التراث العقائدي لمْئدّ من الإسلام تدعى (الخوارج) تلك الفئحّ ' التي قل الحديث عنها والتداول بمعرفد كنهها بدأ بتعريف ‏ .. التسمي. , ول فمن قائل بأنهم (فرقة ذات نبت اسلاميت خالصة؛ وكانوا © . " قوماً شديدي التقوى) ومنهم من سماهم(بالمحكمة) مبيناً سبب د التسميم حيث يرجع لعقد صلح بين جيش علي وجيش معاويمّ؛ بو كما سماهم آخر (الشراة) وهي تسميمّ استمدوها من الآيمّ ا الكريمت « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم» ويسمونهم (المارقة) ./ لو قسم التاريخ الخوارج لأربع فرق رئيسية. وهم (الأزارقة؛ " 1 النجدات؛ الصفريٌ والإباضية) وقد توضعت الفرق بين العراق والمغرب العربي. .٠ لم يتمكن التاريخ حتى الآن تحديد وقت ظهور الخوارج لك 2 المغرب العربي؛ 3 إلا أن هناك إشارة لابن الخطيب 2 معرض كلامه إن (سعد --- جد مؤسسها) أخذ عن البربر عام 6١٠ هجرية. وهناك من يقول بأن العامري تولى إمامت الإباضيت ا طرابلس عام :6٠١ هجرية .. ْ 1 موضحاً طريق انتشار الافكار إلى الملغرب بسلك طريقين الاول ُِ ([مسلك علمي) والثاني (مسلك دعائي سري) ل يخ الكتاب تفصيل جزئي وأسماء كثيرة جداً لكل من مؤسسي 2 الفرق الاربع ورؤسائها؛ وانقساماتها؛ وأفكارها؛ وميولها الدينيم» ولا وتوضعها .4 المدن والقرى المغربيدٌ والأفريقيم بإسهاب. الناشر نو وو !ااا ان 5- 33444 99 90708