ا ل اا "0 : م 7 1 ١ ل حي > 7 و بن : 8 1 2 1 ا د َ : : ١ و 7 3 2 7 ل ٌ اق ا 77 ٍ ل 4 -- 0 7 كحضا ١7١٠صرجألأده ااا 7 لل اناا صا الم ”١م وى 7 017 1 و5 7 م ا 5 2 ٠« ٠77 7 7 72م عند الشيخ ا حمد بن حمد ا لخليلي ' المفقنى العام لسلطتة عمان ع الجزء الأول 0 3 0 ا ض ده آنه 80 7١ ا 2# 78 0 8 رحس_ ا 8 م 6 2 ا ااا ا ااا - ' سن #؛ يل ا ' م د ا ٍ : 1 5 ب ' َ, 8 0 7 5 : ا ا 0 م ؤ ا ١ يم 7 ل ٍ سما 44 نا 38 ١ : 2 ا 7 جح رايد بن سليمان بن عبدالله الجهضمي» ‏ رد أ الا الطتعة التاوسيد اد ا الوا ا ٍ 1 ٍُِ ٍ باط ا سير 8 # رع / | ب 1 ِ ا لا ا : 0 من معالم الفكر التربوي عند الشيخ أحمد بن حمد المخليلي " المفتي العام لسلطنة عمان " الجزء الأول شرامد بن سليمان بن عبد الله امجهضمي الطبعة الثانية ٍ سلطنة عمان - مسقط 4ه --- "...٠م حقوقٌ الطبع محفوظة للمؤلف ٠ 5 7 0 . ١ * 5 > ا * . . 7 ف ًً - : 8 جل / 1 5 1 الع ل .> 20 1 ير 7 َ" 1 را !0 ز 0 8 م ال : َك 5 0 5 د و 4 ً 0 ب > الى ا 1 ا ا ل خم الحا ل ا 0 0 0 1 8 1 ِ 0 0 ل ل 7 1 81 ا "0 7 ْ( "0 7 ا م 1 0 ,. 6 | اللا > ل 0 ا - ١ | ١( - بن | ١ أ 1 ل ا 0 1 0 1 1 ١ ا ل ا و را 1 5 ا 1 ل 0 1 7 حي ساق 0 ص 1 حا | ) ا ل ا 1 بح ا إ 1 ل ا ا 81 ١ ١ 5 إٍْ / ٠ م ١ 1 سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان "فهذه الصحوة الأسلامية - وامحمد لله - أخذت تقض على جا هلية امحدشة مضجعها؛ | وتث سي أعداق ننسها الحنوف وال رعب» وسو مأتي اليوم الذي سود فيه هذا الدين | -إنشاء الود أركان هذه امجاهلية» ويحثث بنياها. كما ضلبسالفتها ض المجاهلية القديية. عندما طوى ظلامها يأش اق نومره» وسطوع هداه" . ً الشيخ /أحد بنحمد المخليلي . جاه التفسي : 8/1١" . ض "أما نا فلا أنشاءم قط - وامحمد لله أنا متفائل» ولا سريب أنني أمرى بمّظة المسلمين ض اليور هي خبرا سها بالأمسء مهسا كانت الأ حوال ساتاً ... فهذهالصحوة | الاسلاديةإنا هي تباش صبحمقبلبمشيئة الله وا نتفظر وصول عما قرب إن | شاءالل الشيخ / أحمد بن حمد امحليلي . الطررق إلىالأقصى : ج١ ٠ ض "وإذا حكان العالم اليو شّف على عتبة سرحلة جديدة بواجه فيها صحوةإسلامية ض مشرقةبتأق نورها سيذعقول شباب الممسلمينء إن الواجب يض رض على جميع أضراد المسلمين أن ,ضافروا جهودهم - كل بحسب ما يماك - للمحافظة على سر هذه الصحوة سي مسلكها السليم» وانتشارهاً نوس من وحي القران؛ حت ىلعتربها الشذوذ والانحراف. الشيخ / أحمد بن حمد امخليلي . جواهراتفسي :٠/18 . في عن مط الفك الؤذوى ا 0 (0) آي عند الشيع اد لخدلل ل المقدمة د افع ا لتأأيف الحمد لله المتفرد بالكمال والجلال؛ محقّق الآمال ومقدّر الآجال؛ الملضفي على من يشاء من عباده حميدٌ الخصال؛ والصلاة والسلام على أحسن البشّر خَلْقَاً ٠ وأعظمهم خُلْقاً ٠ وأزكاهم سيرة؛ وأصفاهم سريرة؛ وعلى آله وصحبه؛ المضطلعين بحمل رسالة الإسلام؛ المستهينين في سبيلها بالأعباء الجسام» وعلى الواطئين مواضع أقدامهم من التابعين والصالحين إلى يوم الدين. أما بعد: فلقد جعل الحكيم الذي لا يسأل عمّا يفعل لكل شيء سبباً؛ وكان من السبب الباعث على هذا التحبير؛ والدافع الملّح على هذا التسطير؛ إرواء الُلة المتخلقة بحشاي مذ كنت صباً ؛ والمترعرعة بطواياي منذ كنت فتياً ؛ قبل نفور الحبيب بتباشير المشيب؛ إذ ساقني طالع السعد؛ وقادني لطيف القدر» إلى محاضرة بالمعهد الإسلامي بما ينيف على عقدين من السنين؛ حيث تصدّر سماحته على دست الجلال بهيبة ووقارء وأخذ ينثر على مستمعيه من فرائد علمه؛ وقلائد حكمه؛ وسديد توجيهاته؛ ولطائف إرشاداته؛ وانهمك في توضيح ما اندرس من معالم الأخلاق. محركاً في تلافيف النفوس إليها كواسنٌ الأشواق؛ يهدر كالسيل المتدارك ؛ ثم خرجنا مستحوذاً على قلوينا الإعجاب؛ ومستولياً على نفوسنا الاندهاش» ولم نخرج آنذاك بغير ذاك ؛ ثم تواترت علي يعن مالالفك الزذوى يا 0 [8) يو عند الغ اد اط ين نعماء القدرء فكحّلت بنور غرته مني البصر في دروس التفسير لكتاب الله العلي القدير» التي يكشف فيها ما خفي من دلالات القرآن؛ فتجلّى بذلك ما كمن في نفس الشيخ من آيات الرحمن» فأشرِيتْ قلوينا حبه؛ وطمحت نفوسنا إلى التماس قربه؛ فوجدناه مع سمو قدره؛ وعلو منزلته: دان إلى أيدي العفاة وشاسع عن كل ند في التدى وضريب. فدلتنا بشاشته على لطفه؛ ولطفه على عطفه؛ ونبهنا سخاؤه على رجاثه؛ فحشرت نفسي مع الداخلين؛ فانبهرت بما شاهدت من آيات تفرده ؛ وبقيت أشيم بارقة المدى في سجاياه؛ وتستجيش تلهفي أنوار الإيمان المتلألثة في محياه؛ فاستطبت المقام في ظل دوحة خلقه الوارف؛ ألتقط ثمار علم مختلفة أفنانها وأكرع من مير حياض فضل متنوعةٍ طعومُها وألوالها؛ فغرست حينها غصن المنى في تشريف نفسي بتسجيل مآشره؛ وتخليد ذكري بحفظ عقد جواهره؛ ليتزيّن بها جبينٌ التأريخ؛ ويلهج بها لسانُ الدهرء فولعت من حينها بالحرص على ملء أصداف مسامعي بثمين فرائد أخباره»؛ واستهداء المقربين إليه لطائف آثاره؛ ومضت قافلة الزمن وأنا أتعلّل من أخباره في الصدور والورود؛ بلطائف أرق من دموع الندى على خدود الورود؛ وكلما هزتني الرغبة في هصر أغصان المنى ؛ استشعرت العجز والونى ؛ لقصور عقلي عن الفهم؛ وانعدام بضاعتي من العلم؛ وأيقنت بخيانة القلم»؛ وخذلان التعبير» وأنا أسجل شمائل سماحته؛ وأفصح عن مآثره ؛ وأعرب عن سماته ؛ وأبين عن صفاته ؛ وأظهر بعض محامده ؛ ولكن جسّرني على اختراق جمى الكتابة؛ ما أولانيه - حفظه الله - من حياطة كنفتني ؛ وعناية شملتني ؛ وما تواتر علي من نعمه؛ وترادف هناعتال الفك الؤبوي ب 0 (8) ل عد الشع هد ايل لي علي من مننه؛ وتتابع علي من آلاثه؛ وتلاحق علي من نعمائه؛ فكان هذا الكتاب صغيرا في متنه؛ كبيرا في فحواه»؛ عظيما بما تناول من شخصيته المصطفاة؛ ليجدد الله به - في عصرنا -- صرح الدين بعد اندثاره. وينتظم به عقده بعد اناره. وإني لأرفع أكفّ الضراعة لرب الأرباب؛ ومتزل الكتاب. أن يجعله خالصاً من جميع الشوائب؛ محفوظاً من عواصف النوائب إلى أن يقوم الناس لرب العالمين. بمحيثاقايف: لقد اتضح لي نوعان من التربية لسماحته : الأول يتعلق بالتربية الفردية الخاصة بالفرد في ذاته ؛ والنوع الآخر التربية الجماعية وهي تربية الأمة في مجموعها بمنهجية متميزة عن تلك المنهجية في النوع الأول وقد تناول هذا الكتاب النوع الأول من التربيتين. يشتمل في أجزائه على مقدمة وستة فصول وخاتمة؛ جعلت الفصل الأول يتحدث عن حياة الشيخ الخليلي ومؤلفاته ودوره الإصلاحي؛ ولم أشأ أن أضيف إلى هذا الفصل مبحثاً عن عصر الشيخ ؛ فقد كفاني ذلك الجهد الكثير من الباحثين. أما الفصل الثاني : فقد جعلته مدخلاً إلى الفكر التربوي» ليكون تمهيداً لتصور بعض المعالم التربوية حال الحديث عنها في الفصول اللاحقة. يعن معا! الفكر الزبوير .لي (6 )يو عند الشيع تقد الى لي أما الفصل الثالث: فقد تناول أهم أنواع التربية وهي التربية الروحية ؛ وجاء الفصل الرابع متناولاً للتربية العقلية وجعلت الفصل الخامس متحدثاً عن التربية السلوكية ؛ التي هي الميدان الذي تتجسّد فيه التربيتان الروحية والعقلية ؛ بينما يتناول الفصل السادس تحليلا مفصلا عن نظرية الشيخ التربوية في ضوء أهم النظريات التربوية القديمة والمعاصرة ؛ وأنهيت الكتاب بخاتمة أودعتها خلاصة البحث . لقد كان هذا الكتاب في أصله بحثاً أردت المشاركة به في ندوة تكريم الشيخ بعد مضي ثمانية عشر عاماً في تفسير سورة البقرة وحدها من القرآن الكريم»؛ وقد حاولت فيه جهدي - وأنا أبيّن بعض معالم الفكر التربوي - أن أقرن الفكر النظري لسماحته بما استطعت الوصول إليه من تجسيد في حياته العملية لبذا الفكر» فتقترن النظرية بالتطبيق وليكون أدعى للتأثر وأعمق في التأثيرء وأيسر للفهم. وأوضح للفكرة؛ وربما استطردت أحياناً في هذا المضمار؛ لدفع السامة التي قد تخلفها ركة أسلوبي» واضطراب تعابيري؛ وأرجو أن لا تخلو تلك الاستطرادات من فائدة إن لم تخدم البدف المقصود. ولقد كابدت في اقتناص هذه التطبيقات المشاق؛ وتجرعت غصص الحرمان غيرما مرة؛ وكم توشّحت عصاي قاصداً فلاناً على أن أحظى من لدنه بأحد خفي حنين ولكن - للأسف - أعود عاضاً على أناملي؛ وقارعاً سني بأظافري ؛ على أن هناك من كان يفوقني رغبة في إنجاز هذا البحث ؛ ويمد إلي كلتا يديه - فلهم جميعاً جزيل شكري؛ كما أن هناك من لم يتحفني القدر ٍ من معاز الفكر الؤبوي لي 100 )و عند الشيع قد الخد لي بلقائهم البتة؛ ولو سعدت بالجلوس إليهم؛ لأغدقوا علي من فيض معارفهم التي ربما غيّرت كثيراً من ملامح هذا الكتاب» وتحسن الإشارة هنا إلى أن أهل عمان جميعاً وغيرهم عرفوا الشيخ أب وشيخاً؛ فمن شاء الكتابة عن حياته - حفظه الله - فإنه واجد ثروة عظيمة من المعلومات - إن لم يضنوا بها تواضعاً منهم - فسماحته يعيش بين الناس؛ ويلتقي به كل أحد - كما يتبين في ثنايا الكتاب - ولكني لم أرد التوسع في الكتابة عن حياته ؛ لأنّ أصول البحث تقتضي وضع مختصر عن حياة المفكّر؛ وقد اعتمدت أحياناً على ما شرفت به من مواقف مع سماحته ؛ وربما أوقعني ذلك في بعض التكرار» والناظر المتأمل يجد تعليلاً مسوغاً لذلك التكرار؛ الذي لا تفارقه الفائدة؛ وأقلها التأكيد - كما يقول البلاغيون - ومع ذلك حاولت مستطاعي أن لا يكون التكرار باهتاًء مع حرصي على التقليل منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً مدركاً تماماً أن القارئ قد لا يسعفه الحال على الاطلاع الكامل على الكتاب؛ بحيث يستقصي جميع جزثياته؛ فريما اغترف أحدهم من المنهل الذي يعلّه؛ واستمتع بالمبحث الذي يستهويه ؛ وارتوى بالفصل الذي يستأصل غلته. أما في الجانب النظري فقد حرصت - في زحمة متطلبات دراستي - أن أسمع الكثير من المحاضرات»؛ فضلاً عما وقع في يدي من مؤلفات الشيخ؛ بيد أن ملاحقة ذلك لا يستطيعه فرد واحد ؛ فحياة الشيخ جهاد مستمر لا يفتر» فهو - كما قيل - واحد كالألف؛ أو كما وصف أبو عبيدة التميمي بلج بن عقبة الأزدي في خطابه لطالب الحق : "بعثنا إليك اثني عشر رجلاً وألفا يعني بالألف بلج بن عقبة؛ ونتيجة لما يقوم به الشيخ من دور اجتماعي إصلاحي ؛ . من معا الفكر الّبوي > ١( عند القع قد لحي م فإن الكثير من التوجيهات كانت تتكرر بسبب تحدد أماكن الإلقاء؛ لذا كلت أكتفي بمصدر واحد في التوثيق غالباً لتحقق البدف المراد منه. وحصرت البحث بتوقيت زمني لتجدد الفكر عادة. لقد طمحت أن يكون كتابا يناغي الأرواح ؛ ويهامس القلوب؛ مع الالتزام التام بقواعد البحث العلمي في التوثيق والمنهجية ومصادر المعلومات ؛ وقد قصدت عدم التوسع في التحليل؛ أو عقد المقارنات؛ وبيان الأسس» فالكتاب قريب إلى التوصيف ؛ إذ التحليل سيطيل البحث - في حال امتلاكي أدواته - ويخرج بنا عن الغرض من هذا الإصدار؛ ويؤثر سلباً على البدف المراد؛ ولبذا سأترك ذلك لمن شاء أن يتم هذا العمل ويسد خلله؛ ويرتق فتوقه؛ إذ كانت غاية همي في هذا الكتاب أن أجعله مرجعاً لي ولأمثالي من العوام» وأشباه العوام؛ نسترشد بما نستوحيه من مواقف الشيخ؛ ونستنيربما نستوعبه من توجيهاته في شؤون حياتنا؛ وربما كان أنيساً لنافي الوحدة؛ وسميراً لنا في الخلوة؛ فقد عدمنا - والحق أولى أن يقال - أمثال هذه النماذج الإسلامية الحيّة في زمن كهذاء؛ محبل بالشخصيات الزائفة؛ بل زمين تهاوت فيه النجوم» وتعكرت فيه الموارد؛ وأصبح الحليم فيه - كما قيل - حيرانا؛ فكان حفظه الله ذلك المجدد العدل الذي اصطفاه الله في القرن الرابع عشر والخامس عشر البجريين ؛ لينفي زيغ المبطلين؛ ويرد تأويلات الجاهلين, ويدحض شبه المغفرضين » ويبطل حجج المفترين؛ ويقشع أوهام الحاقدين؛ ويتألق في سماء المسلمين قدوة نقية تشع للسالكين؛ وترشد الضالين إلى صراط رب العالمين. عن معاء الفكر الؤبوير_ر 0 (8د) ‏ عند الشع اد اطق لي ومن المهم جدا الإشارة هنا إلى أن الشيخ ‏ حفظة الله . حلقة مشعّة في سلسلة علماء الإباضية الأوائل » ودرّة تومض بفكرها في عقد أولئك العباهل » جرى على مضمارهم في أصول المذهب وأسسه الفكرية ؛ مجددا لصياغة الحلول الجذرية للمشكلات التي تفرزها الحياة العصرية ؛ فهو لحمة سويّة لأساس متين راسخ ؛ ولبنة قويّة لصرح مشيد شامخ. هذا وكان الأولى بالكتابة في مثل هذا الموضوع من هو أقدر مني على إرساء قواعده ؛ على أسس راسخة من التقعيد والتنظيم » وإعلاء صرحه في أفق التحليل السليم ؛ ولكن إرادة القدر نافذة لا محيص عنهاء وما لا يدرك جلّه لا يترك كلّه؛ فأقحمت نفسي في لجة الترجمة له ؛ مع اعترافي بأني لا أحسن العوم في تلك اللجج ؛ كما أعترف بركاكة تعبيري » وضحالة فكري ؛ وتهاوي بناء عباراتي ؛ وافتقار معجمي إلى أبسط المفردات ؛ وأسهل التراكيب » ولكتي خفت أن تذهب جميع مواقف الشيخ أدراج النسيان »وقد ذهب أكثرها ولم يبق إلا النزر اليسير منها ؛ فكم أولئك الذين صحبوه لا يذكرون من مواقفه شيئا كثيراً ؛ فقد لفّتها الأيام في تيارها ؛ وانداحت في تلافيفها ؛ وبعضهم اختطفتهم يد القدر إلى الدار الآخرة ؛ والله المستعان . وختاماً لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل شكري لكل من ساهم في إتمام هذا الكتاب ولو بمعلومة أو توجيه وإرشاد؛ وأخصّ بالذكر الشيخ كهلان الخروصي »٠ وأخي العزيز الفاضل خليل بن أحمد الخليلي الذي وجدته رحب أفق الوعي » راعياً للذمام؛ يعجز قلمي عن تسجيل شكره كما هو حقيق يعن عدا الفكر الزبوي لي 0 (16) و عد التي أهد احل م به ؛ والأخ سلطان الشيباني الباحث الحثيث عن دقائق المعلومات الذي أسعفني بغرفة من بحره العذب الفرات؛ والصحفي المتميز عثمان بن عبدالله الزدجالي ؛ الذي كان لتوجيهاته وعونه الأثر الكبير في إخراج الكتاب ؛ والأخ عمير المعمري الذي أسعفني بالكثير من صور سماحته؛ والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء الصراط. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً. زايد بن سليمان الجهضمي مسقط . شؤال 474 ١ه /ديسمبر 7١٠7م 8 5 5 5 5 "0 5 ِ ' الأول ِ 5 ٌ 8 ع 5 8 جياة الش ‏ ْ 5 ع حياة ١ أحماء الخليلي ١ 3 8 ب عناععا! الفكم الؤنويو يي (لا١] عند الشيخ أمد اللي حياةالشيخ أحمد بن حمد المخليلى لقد حبا الله سبحانه وتعالى بعض البقاع ببعض إكرامه؛ فجعل بعضها مباركاً وبعضها مقدساً»؛ وقد خص الله تعالى عمان - كما يشهد الواقع التأريخي - بمزايا عديدة؛ فقد شهد زوارها بسمو خلق أهلهاء وحسن معاملتهم؛ ودماثة طبعهم؛ ولما جاءهم مبعوث رسول الله -- صلى الله عليه وسلم --ما سبّوه ولا ضربوه ولا عنفوه؛ كما فعل غيرهم من العرب» بل آمنوا وصدقوا على بعد دارهم؛ ومنعة بلادهم - ولا يمتنع من الله أحد - وقد شكر رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - فعلهم؛ وذكر خلفاؤه من بعده صنيعهم؛ وحمدوا لبم اعتصامهم بعروة الإسلام الوثقى حين تزعزع كثير من الناس ؛ وباركوا لهم ثباتهم على منهج الحق حين تزلزل كثير من العرب؛ وكانت مقولة أبي بكر الصديق فيهم مستشرفة لمستقبلهم الوضيء ؛ حين قال: "ولست أخاف عليكم أن ترتدوا عن دينكم؛ بارك الله فيكم" فأجاب الله دعوته؛ كما أجاب دعوة خير الخلق أجمعين لهم من قبله؛ فبعد أن أجابوا داعي الله عن طيب أنفسهم؛ ثبتوا مستمسكين بحبل الله المتين؛ ونوره المبين؛ مطبقين أحكام الله؛ عاضّين عليها بالنواجذ؛ يفدّون دينهم بأرواحهم وبكل غال وثمين؛ واستمروا ثابتين على ذلك جيلا بعد جيل ؛ يحكمون كتاب الله فيما بينهم؛ لا فرق في ذلك بين قوي وضعيف؛ وحاكم ومحكوم. فسجل لهم التاريخ بحروفه النورانية سجلات مجد فريد؛ تسطع أنوار العدالة من صفحاته؛ وينفح شذا يه عنععالالفك الانوى يا (/1) و عد الع اعد اطق لي الحياة الإسلامية الحقّة من بين سطوره؛ فحسدهم خصومهم على هذه الببات الريانية؛ والمكارم الإلبية؛ فكالوا لمم التهم؛ وهالوا عليهم الألقاب؛ وغمروهم بالأكاذيب والفرى ؛ فلم يصدّهم ذلك عن السير الحثيث في طريقهم الواضح؛ بل زادهم تضحية وفداءً؛ وجهاداً وبلا ؛ فاستمرت فيهم الإمامة الشرعية على منهاج النبوة زهاء ثلاثة عشر قرناء لا تلبث حين تخفت حتى تتوهج ؛ يتولاها علماء عاملون؛ ويتقلدها فطاحل مخلصون؛ ويمسك زمامها قادة ربانيون» مع ما يحيط بأولئك القادة من الشراة البائعين نفوسهم لذي الجلال والإكرام؛ جمعوا بين الزهد والتقوى والشجاعة؛ فهم رهبان الليل وفرسان النهار» ثبتوا على ما أبصروا من البدى» فلما كان عهد الإمام التقي الورع الرضي محمد بن عبد الله الخليلي الذي ولي الإمامة سنة 774١1ه استمر يدير دفتهاء إلى أن ناداه العلي الأعلى ؛ فلبى نداءه في عام 17777ه؛ وما كان في عهد هذا الإمام أن جمل على ولاية "بهل" الشيخ أبا زيد عبد الله بن محمد الريامي» المشهور بعلمه»؛ وحسن إدارته»؛ وقوة شخصيته؛ وكان من عساكره الشيخ محمد بن ناصر المفرجي ؛ فرأى الأخيرفي منامه؛ كأن القمر نزل من السماء واستقر في محلة "الخضراء" من ولاية بهلاء ثم لم يلبث إلاّ قليلاً حتى ارتفع عنهاء فقص رؤياه على الشيخ العالم أبي زيد الريامي ٠ وكان مشهوراً بتأويل الرؤياء فسأله عن وقت رؤيتها؛ فأخبره بأنه رآها عند منتصف الليل ؛ فقال الشيخ أبو زيد: إنه سينزل بهذه المحلة عالم جليل؛ ولا يلبث فيها إلا قليلاً » فيتقل عنها؛ ولا أراني أدرك زمانه”'" ولم تطل السئون حتى صدق هذا (١) لقاء الشيخ خليل بن أحمد بالشيخ علي بن ناصر المفرجي. من معنزالفك الووي لي (18) ل عند الشيخ اعد اخي لي التفسير» فقد عاد إليها سماحة الشيخ الخليلي - حفظه الله - من زنجبار عالاً جليلاً في شهر جمادى الثانية من عام 1784ه. وبقي هناك عشرة أشهر؛ ثم انتقل عنها إلى مسقط ؛ ليؤدي واجبه العلمي ؛ تلبية لدعوة السيد أحمد بن ' إبراهيم البوسعيدي »؛ الذي كان يتولى النظر في الشؤون الداخلية في عمان في عهد السلطان سعيد بن تيمور. لقد كانت هذه الرؤيا مبشرة ؛ بمقدم الشيخ أحمد الخليلي إلى عمان؛ كما هي مبشرة بفضل عميم من الله تعالى لأهل عمان؛ ومن هذه الرؤيا أنطلق في الحديث عن حياته؛ بدءاً بنسبه وأسرته. ليء واس : هو الشيخ العلامة المجتهد أبو سليمان؛ بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان بن ناصر بن سالمين بن حميد الخليلي الخروصي؛ كان والده رجلاً فاضلاً من سكان محلّة "الخضراء" بولاية بهلاء رحل إلى زنجبار في العاشر من شهر ربيع الأول عام ١4 7١ه وتزوج هناك وأنجب ؛, وعاش فيها عيشة كفاح ٠ كان رجلاً مفها ؛ طليق اللسان ؛ حلو الكلام مؤثراً ؛ وكان له أثر فاعل في الجمعية العربية بزنجبار ؛ إذ كانوا يعتمدون على رأيه في تسيير أمورها '" عاد إلى عمان بعد أحداث الانقلاب العسكري ‏ كما سيأتي ‏ بمشيئة الله. أما أم الشيخ أحمد - حفظها الله - فهي من قبيلة "البهلاني” ابنة حمود بن سالم البهلاني » من ولاية إزكي» امرأة صالحة نبيهة» برز دورها في تربية أبنائها التربية الصالحة ؛ وجاهدت مع زوجها صروف الدهر القاسية ؛ وكان لها دور (١) لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي م عن عاالفك الزبوي يا (10) و عد اشع ا هي كبير أيام الانقلاب حين أودع زوجها السجن ؛ واشتد القلق على حياته ؛ فقد كان الأفارقة آنذاك يقتلون العرب دون مبالاة؛ فلم الله بها شمل الكثير من الأولاد من أبناء الأسر الأخرى من أقاربها ؛ حتى تجمّع في بيتها من الأطفال حوالي أربعين فرداً من مختلف الأعمار "" كانت تشملهم برعايتها ؛ يساعدها في ذلك ولدها الشيخ أحمد . أما جدّه سليمان بن ناصر فقد كان قاضياً ورعاً شديداً في ذات الله تعالى؛ يقارع أهل الظلم والفساد؛ ولا يخشى في الله لومة لاثم؛ وكانوا يجدون منه بأساً عظيماً؛ وقد كبتهم الله عنه ؛ ويبدو أنهم كانوا - مع شدته عليهم وعدم مهادنته لهم يحترمونه ويجلُونه ؛ وقد وقر في نفوسهم إكباره وتعظيمه ؛ فعندما وقع الطاعون ببهلا وقد بدأ بابنه وأخذ يحصد الناس ؛ جاءوا يهرعون إليه؛ ومن قبل كانوا يعملون السيئات» يترجونه أن يخرج بهم للصلاة ؛ عسى لله أن يرفع عنهم البلاء؛ ويكشف الضراء؛ فأجابهم - متعجباً - برباطة جاش وثبات جنان: كيف أخرج بكم لدفع البلاء وأنتم مصدر البلاء كله ؟ فظلمكم وجوركم هو سبب البلاء؛ قالوا: إنا تائبون؛ راجعون إلى الله؛ فأجابهم: كيف تتوبون ؟ وهذه ضرائبكم أرهقت الناس وأثقلت كواهلهم ؟ وقد كان أولئك يأخذون من أصحاب الأموال "خمسين قرشأ" يسمونها "المؤدى” وقد صاح الناس منهاء؛ فقالوا: نتوقف عنها ونعفي الناس منها ؛ فتوبهم وخرج إلى (١ )لقاء المولف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي ب #ناهعاظ الفكر الؤزوىئ ___ر ‏ (8») ل عند الشيع لد اح لي المصلى وصلى بالناس ؛ ودعا وتضرع ؛ فرفع الله البلاء؛ وكان الشيخ رحمه الله آخر من حصد الطاعون.*" لقد كان الشيخ سليمان بن ناصر مرجعاً لأهل بهلا يحكمونه فيما شجر بينهم؛ ويسلّمون له ويرضون بحكمه؛ ومما يذكر أن تخاصمت لديه قبيلتان؛ فأوجب على إحداها اليمين؛ وطلب منهم خمسين رجلاً ليقسمواء فأقسموا؛ وقد أصيب أولئك الخمسون جميعاً بعد قسمهم؛ فمنهم من مات؛ ومنهم من سقط عن راحلته » والبقية أصيبوا إصابات مختلفة . وفي ليل الظلم الذي عاشه - رحمه الله - فقد كان متفائلاً كثير التفاؤل» يبشر الناس بانقشاع ليل الظلم ؛ وانبلاج الصبح عما قريب؛ فكان ما كان من تولية الإمام سالم بن راشد الخروصي بعد وفاته بثلاث سنوات تقريياً. ويذكر أنه كانت له مكتبة ضخمة ؛ تحوي كتباً متنوعة؛ ذهبت جميعها. وينقل الشيخ الخليلي عن الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري وأخيه أحمد؛ أن الشيخ سليمان ذهب يزور الشيخ ماجد بن خميس العبري في بلدة "الحمراء" فجأة ؛ وكانت تربطه به علاقة حميمة؛ وتوفي بعد تلك الزيارة بثلاثة أيام؛ قال الشيخ ماجد : " كأنما جاء ليرني نفسه " وكان أول من لقي الشيخ سليمان في زيارته تلك أحمد بن سعيد العبري ؛ وكان بالمجلس؛ فسأله هل تتعلم يا ولد ؟ قال نعم؛ قال: أعرب هذا البيت*" (وهو لابن الفارض): () لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي () لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي 1 من معاإ الفكو الؤاوير __ي ‏ (7] عند الشيخ مد عند الشيع اعد احخبى .يم كمثل هلال الشك لولا أنه أن عيني عينه لم تتأى أما جده الأعلى الذي ينتسب إليه أبناء الخليل فهو الإمام الخليل بن شاذان الخروصي؛ بويع بالإمامة سنة 440ه إلى أن توفي سنة 170ه» قال عنه الإمام السالمي في تحفة الأعيان: " فسار بهم - أي أهل عمان - سيرة جميلة ؛ ودفع عنهم الجبابرة؛ وأمنت بعدله البلاد واستراحت في ظله العباد؛ ودانت له الممالك؛ ووفدت إليه الوفود؛ لظهور العدل وانتشار الفضل" ''' ولا عجب في ذلك فالإمام الخليل رحمه الله؛ من سلالة الإمام الصلت بن مالك الخروصي ؛ الذي بويع بالإمامة في شهر ربيع الآخر سنة 177ه إلى ذي الحجة سنة 7/١1ه؛ وهو الذي حرر جزيرة سقطرى”'"' من النصارى بعد أن نكثوا عهدهم؛ وكتب لقائديه محمد بن عشيرة وسعيد بن شملال ذلك العهد الرائع الذي يعد وثيقة إسلامية تمثل نقاء السيرة » ونزاهة الإسلام وسمو قدره ومثاليته في التعامل مع الأعداء .. وهكذا اصطفى الله تعالى شيخنا من نبعة طابت مغارسها»؛ وانتقاه من معدن كرمت علائقه ؛ واختاره من محتد راعت محامده؛ وهكذا شأن من تصنعهم يد القدر للتغيير والتجديد؛ والنهوض بأعباء الأمة. تقدم الشيخ وهو بزنجبار لخطبة زوجته الأولى أم سليمان ابنة صالح بن حسن بن سليمان بن مؤمن بن ناصر بن خميس بن سليمان الحارثي؛ من أفراد أسرة اشتهرت باعتنائها بالعلم؛ وأصلهم من سمد الشأن ؛ ولم يتيسر له العقد هناك بسبب أحداث الانقلاب العسكري وما جره من آثار سيئة؛ قرر على إثرها (١) تحفة الأعيان ٠ الشيخ السالمي 146/1 (؟) جزيرة تقع في بحر العرب قبالة الساحل اليمني ؛ تبعد عن الساحل حوالي 476 كم م عنععاظ الفكم الؤنويو لي (4#) ل عند الع هد احلق لي هو وأهله الرحيل إلى عمان - كما سيأتي بيانه لاحقاً - وهكذا شأن الأحرارلا يحتملون الضيم» ومن توفيق الله أن جاءت أسرة من تقدم إليهم بالخطبة؛ في السفينة نفسها؛ وبعد أيام قليلة من وصولهم أعادت أسرة الشيخ الخطبة ؛ فتم العقد بعون الله وتوفيقه في شهر رجب من عام 17484ه ؛ وقد دفع لها قروشاً يسيرة؛ فاقلهن مهراً أكثرهن بركة ؛ وبنى على أهله بتيسير الله في شهر شعبان من السنة نفسها » ورزقه الله منها ابنين وبنتين» توفي الابن الأكبر (خليل ) وهو طفل صغير؛ وأمدٌ الله في عمر سليمان وأختيه ؛ وقد انتقلت الأم إلى جوار ربها في شهر رمضان سنة 1747ه وقد رآها الشيخ بعد ذلك في منامه تلبس ثوباً أخضر سابغاً؛. وتحمل طفلاً صغيراً في حضنها؛ رحمها الله رحمة واسعة ؛ وكان سماحته في سنة 1946ه- أي قبل وفاة زوجته الأولى بسنتين على وجه التقريب ‏ قد بنى على زوجته الحالية وهي ابنة الشيخ الأديب المشهور عبد الله ابن علي بن عبدالله بن العلامة المحقق سعيد بن خلفان الخليلي وقد دفع لها مهراً يسيرا لم يستطع ‏ حفظه الله . يومذاك دفعه مرة واحدة ؛ وقد رزقه الله منها بنين وبنات؛ أما البنون فهم خليل وأفلح وعبد الرحمن ومحمد وعبدالله وعمر» ويصبح مجموع أبنائه الأحياء من الذكور سبعة ومن الإناث ست؛ وكلهم بفضل الله ذوي صلاح ونباهة ؛ ومن يشابه أبه فما ظلم؛ وكما يقول زهيربن أبي سلمى : وهل ينبت الخطّيٌ إلا وشيجه . وتغرس إلا في منابتها النخل. للشيخ حفظه الله أخ يصغره سناً بخمسة عشر عاماً +٠ وهو حمود بن حمد؛ وهو معروف بشجاعته وجرأته. ولم يدرك الشيخ أحداً من أعمامه سوى ب عن مال الفكر الور لي ( 4)) و عند الشيع قد امد لي عم واحد» وهو أخ لوالده من أمه» واسمه ناصر بن سالم العدوي ؛ وقد كان رجلاً فاضلاً» أدركه الشيخ قبل وفاته بقليل؛ وأدرك من أخواله سعيد بن خلفان البهلاني ؛ وهوأخ لوالدته من جهة أمها ؛ كما أدرك من أخواله الأشقاء لوالدته محمدا وعليا وسيفا وسليمان وناصرا. مولده : بعد أن ترسّخ الوجود العماني في زنجبار ؛ وتوالت الرحلات العمانية إليها ؛ رحل والد الشيخ إلى زنجبار مع العديد من العمانيين؛ في العاشر من شهر ربيع الأول عام ١4 17ه ؛ واستقربه المقام هناك مع أسرته؛ وفيها وهبه الله تعالى المولود الأول الذي سمّاه أحمد؛ في الساعة الثامئة من صباح يوم الثاني عشر من شهر رجب عام ١77١ه الموافق له السابع والعشرون من شهر يوليو من عام 1447م سماه أبوه بهذا الاسم وهو في بطن أمه؛ قال: لئن رزقني الله ولداً فسأسميه أحمد؛ فلما ولد الطفل قال جده من أمه حمود بن سالم البهلاني : نسميه سعود بن حمد فقال والده: لقد سميته وهو في بطن أمه بأحمد؛ ولو لم أسمَّه من قبل لأسميته سعوداً؛ واتفق الحال على تسميته بأحمد ‏ فجمع الله له السعادة والحمد في الدنيا؛ والله نسأل أن يضفيها عليه وعلينا في الآخرة. من معال الفكر الزبوي ٍ 6 "1 عند الشيخ أهد الى م ال اتقت نه عند الشع لد اق لي يأ ته: يمكن تقسيم الحديث عن حياة الشيخ إلى مرحلتين: المرحلة الأولى: الحياة الإفريقية. المرحلة الثانية: الحياة العمانية. كيال الإلريثية : بقيت متردداً مدة من الزمن في اختيار منهجية كتابة النشأة في مراحلها المتطورة ؛ بين أن أتتبع الحوادث على مدار السنين؛ أو أنني أقسّم النشأة إلى مرحلتين : أفريقية وعمانية ؛ مع الفارق الزمني في كليهما ؛ وقد رجّحت الآخرء ثم رأيت مع ذلك أن أقسم النشأة الأفريقية قسمين: إلى ما قبل الخامسة عشرة ؛ وما بعدها ؛ ومن غريب القدر أن يفتح الشيخ عينيه على الوجود مع مستهل الحرب العالمية الثانية ثم يبلغ سن الخامسة عشرة مع العدوان الثلاثي على مصر؛ ويرحل عن مسقط رأسه قِ سن الغالثة والعشرين بفعل ا لانقلاب العسكري في زنجبار . تلك الصعاب والشدائد التي اكتنفت مراحل حياته صنعت منه رجلا وأي رجل ؛ وبما لا يفوتني التنبيه عليه؛ أن هذا التقسيم يحاول قدر الإمكان السعي إلى تحقيق قدر كبير من الضبط للحوادث في مراحل الحياة في أطوارها المتعددة » وما لا يفوت الدارس أن كثيراً من المهام التي يقوم بها الشيخ كانت مستمرة في المرحلتين ؛ فذكرها في المرحلة الأولى يعني بدايتها ؛ ولا يعني حصرها في تلك المرحلة بأي حال . م عن معاز الفكر الزبوير م )و عد الع اعد اطي وقد اخترت سن الخامسة عشرة بسبب انتقال الشيخ فيها إلى طور البروز في الإصلاح الاجتماعي ؛ والإفصاح عن مكنون فكره ؛ ومسار توجهه ؛ متخذاً من حادثة إلقاء الخطبة أمام رئيس الجمعية العربية فاصلا بين المرحلتين. حبأة الطفولة حتى سن ا مخامسةعشرة أود قبل الحديث عن نشأة الشيخ الخاصة أن أعرّج على الوسط الذي ترعرع فيه سماحته ؛ وأعني بذلك المحيط الاجتماعي المتمثل في جزيرة زنجبار خاصة ؛ والوسط الأسري الذي كان يكتئف سماحته ؛ ويقضي فيه أكثر وقته » أما زنجبار فهي جزيرة واقعة في المحيط البندي تابعة لتنزانيا » تقع بين جزيرة بمبة ودار السلام ؛ يقول المغيري عنها إنها تبعد عن الساحل بمقدار خمسة وعشرين ميلاً » وهي جزيرة غنّاء كثيرة المياه من الأنهار والعيون ؛ ونترك للمغيري الحديث في وصفها ؛ قال : " إن البقاع الخصبة بزنجبار معمورة ذات أشجار مثمرة ؛ وأزهار باسمة يزاحم بعضها بعضاً في اقتسامها منافع النور والبواء؛ غنية بالفواكه ؛ مملؤة بالخيرات . وبها أشجار القرنفل والنارجيل والبرتقال '" ثم قال : " والحقيقة ؛ جديرة أن تسمى زنجبار "بستان أفريقية الشرقية' + لجمال منظر أريافها؛ التي هي محاطة بشجر القرنفل والنارجيل والبرتقال ؛ تمتد بساحة أرضها الطرق الواسعة المضروبة بالأحجار والقار ؛ (١) جهينة الأخبار في تأريخ زنجبار »٠ سعيد بن علي المغيري ؛ وزارة التراث القومي بسلطنة عمان ط 1:5 ل تفخل صلا عن مطل الفكر الؤوي ‎ _‏ (/6) ل عند الشيع هد اح لي فيرى المتجول في أريافها كأنه يتنزه في بستان جميل المنظرء تتدفق المياه العذبة في جميع أرجائه "9 تلك طبيعة زنجبار في إطارها العام أما من حيث الحياة الداخلية فإن " أهل زنجبار كانوا جميعا مسلمين وهم أهلها الأصليون ؛ وفئة قليلة وفدت إليها من غير المسلمين من أماكن أخرى من أفريقيا ؛ ثم أقاموا في زنجبار ؛ أما أهل زنجبار الذين هم من أصول زنجبارية فهم مسلمون كلهم" ويوجد بين الأهالي طبقة ثرية وطبقة كادحة ؛ تعمل باجتهاد في كسب لقمة العيش وحفظ الكرامة . أما الأعمال الشخصية ( غير الرسمية ) بزنجبار فهي مهيأة للجميع ؛ فللإنسان الفرصة بأن يزرع شتى الأنواع الزراعية ويحصد ؛ وبإمكانه الانتفاع بالأشجار الباسقة كوجوز البند والقرنفل ويتجر بذلك ؛ وهناك فئة اللصوص وهم الكسالى الذين لا يحبون العمل » وكثيراً ما يكون استنزاف دخل هؤلاء في شرب الخمور » بسيب ذلك كانوا يلجأون إلى السرقة والاحتيال " وما يحمد عليه أهل زنجبار ويشكرون عليه ما يتمثّل في أوساطهم من مبداً التكافل الاجتماعي؛ الذي يتجلى في صور عديدة ؛ من ذلك أن صاحب الأرض - وزنجبار ذات أراض واسعة وضياع كثيرة . لا ينتفع من أرضه إلا بالأشجار الباسقة كالنارجيل والقرنفل وشجر البن وأمثال هذه الأشجار ؛ ويبيح لعامة الناس استغلال أرضه في زراعة الخضار والمواد الغذائية التي يعتمد عليها الناس؛ يزرعونها تحت تلك الأشجار دون مقابل ؛ ولا يمانعهم من ذلك (١) جهينة الأخبار في تأريخ زنجبار» صلا (؟) لقاء المنفلوطي بالشيخ أحمد الخليلي (؟) السابق عن افك لوي (18) اي عاض لاي مطلقاً؛ ومن صور ذلك أن يبني الإنسان بيت في أرض غيره؛ وقد يسمح صاحب الأرض بقطع بعض الأشجار. دون مقابل ‏ لأجل بناء ذلك البيت ؛ ومما يحمدون عليه اشتراكهم إذا مات ميت من أي طبقة كانت ؛ فالكل يشترك في تشييع جثمانه وفي حضور عزائه ؛ من غير أن يكون التفات إلى لون أو إلى أي شي ؛ وقد تكون هناك إعانة من بعض الناس لبم؛ وهذا التعاون الأسري» وإطعام اليتامى يكون بينهم كل بحسب استطاعته '". تعتمد جزيرة زنجبار كثيراً على ما يأنيها من بلاد البند ؛ ومن بلاد أخرى ؛ وكانت بطبيعة الحال يومئذ لا تمخر عباب البحر إلا يحذر شديد ؛ بسبب تريّص الطوائف المتحارية ؛ فكل طائفة منها تتربص بالطائفة الأخرى ؛ وهذا الذي جعل الناس في ذلك الوقت يعيشون في شي من ضنك العيش ؛ إلا أنهم كانوا يعتمدون على الزراعة ؛ فالبلاد بلاد خصبة ولكن المزارعين ما كانوا موجّهين ؛ لذلك كانت جهودهم جهودا فردية ؛ فكانت هذه الجهود مبعثرة لا تنتظم في نظام معين ؛ ومن أجل ذلك ما كان الإنتاج حسب المستوى المطلوب في ريف زنجبار وبمحلة "مفنيسيني " بالتحديد والعرب يسمونها " الفنسا " ولد الشيخ ‏ حفظه الله ونشاً في كنف أبوين مسلمّين ؛ كانا يرعيانه بحنانهما رغم الصعوبة والشدة التي كانا يعانيانها في ذلك الوقت ؛ فقد كان والد الشيخ يعتني بالتجارة حيث خصص لها قسماً من بيته ؛ وكانت البضاعة تأتي من العاصمة؛ كما كانت لديهم بعض الماشية التي يعنون (١) لقاء المتفلوطي بالشيخ أحمد الخليلي . من معلا الفكر الربوي ب ٍ + 1 م عند الشب< أجد الى #ناااف سح ا ّ 1 ال اج 2 م ب 8 ترا لحار 4 اذ عيذ 2 8 ا الت ال لالم 8 لل )١ ليج 1 ا ل 0 4 1 + لي 1 ا 5 ز لاد 0 م ا وا »مي ا «الستراحث | لست اجا ل ل ا رد ل ا اللا الما را را ارم حي حي وا ا ا ا الى شا ا متايه ات اجن الل مال اا سا الراك تح 0 0 5 وا 2 2 ل م لح لد ارال وى الح جح ال كر ا لو مف ا حر رت الع ا جا هل وك 5 ا ل ا و حي الا ‏ الوضة ري ارد 3 لاني ل ات يي 5 ا ل ا ا ال لوت ا ا ارش ل ال م ا ا ل 1 ا اي الال م حا ات اجا وجا لو را ا ا 1 7 8خ و ا ل ا ا ا لمر الجر واي صورة للمكان الذي ولد فيه الشيخ الخليلي بزنجبار مع أسرته وقد محيت آثاره الآن بتربيتها أيضا ؛ ويقوم والد الشيخ ببعض المعاملات التجارية؛ بشراء ثمر القرنفل على شجره ؛ ثم يقوم بحصاده وبيعه بحثا عن الربح ٠ ولربما هبت رياح أمله بغيرما يشتهي فينقلب الربح إلى خسارة فادحة ؛ لتقلب سعر القرنفل ٠ كما كان لديهم بعضصض الملزروعات التي يعتمدون عليها قِ تغذيتهم وهي بحاجة إلى عناية ورعاية ؛ وفي هذا الوسط نشأً الشيخ وبقي وحيد أبويه إلى سن الخامسة عشرة . لقد تربى الشيخ تحفه عناية الله تعالى في كل طور من أطوار حياته ؛ التي يبدوأنها منذ بدايتها لم تكن كحياة سائر الأطفال ؛ لقد كانت سمات فيزها منطبعة في سائر الحوادث التي كان يمر بها الشيخ في جميع المراحل ؛ فمنذ صغره لم يكن ميالا إلى اللعب وتضييم الأوقات قِ مالا يجدي ء؛ولا يعود عليه او على أسرته بفائدة ؛ لم يكن يلعب خارج البيت مطلقا ؛ أو مع غير حارمه » م عن عا الفكر الزبوي لي (2 »)و عند الع اعد اطق لي وكان أبوه يوجهه إلى ذلك حرصاً عليه من التأثر بأخلاقيات غير حميدة من أبناء الأسر التي لم تتقيد بأوامر الشريعة في حياتها ؛ لذا كان يلعب مع أخته من الرضاعة ؛ أو بعض أقاريه من أترابه؛ يقول سماحة الشيخ واصفا تلك المرحلة: " هؤلاء الأنراب منهم من كان يكبرني شيثاً قليلاً وهو أحد أخوالي ؛ ومنهم من كان أصغر مني بعام واحد وهو خال لي ؛ وكانت لي خالة أصغر مني بعام واحد » وكانت تربطني بهم علاقة الطفولة ؛ وفي أيام الطفولة كنت غالباً لا أبرح البيت إلى مكان آخر؛ اللهم إلا عندما يأتي بعض الأتراب عندي بلعبون هناك , وذلك لأجل محافظة والدي علي ؛ لثلا أختلط بالصبيان الذين تعودوا على أمور منكرة هناك ؛ لأ المجتمع من حولنا كان يضم عدداً من الناس الذين لا يخشون الله ولا يتقونه ؛ وكان الكثيرمنهم يشربون الخمر علانية؛ وكثير منهم لصوص لا يبالون بالسرقة علانية ؛ فلثلا أختلط بأولاد هؤلاء كان والدي يصونني في البيت؛ إلا إذا جاء الخواص من الآخرين؛ وهناك نلعب في البيت " ''' مع هذه التربية ورعاية الله له نشأ بعقل أكبر من سنه الذي هوفيه ؛ ومن ذلك ما نحكيه والدته عنه في يوم وفاة جده لأمه ؛ حين كان الشيخ ابن ثلاث سنوات وستة أشهر أخذ يناديها : أمي تعالي ؛ إني أريدك ؛ فأجابته: تعال إلي ؛ فقال : لا أستطيع ؛ فهناك نساء؛ كيف أدخل بينهن؟ في سن الرابعة تقريباً اصطحبته أمه معها مرة لحضور احتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف ؛ وما أن وصلا إلى المكان اللخصص للاحتفال تحت (١) لقاء المنفلوطي بالشيخ أحمد الخليلي في عن معا! الفكر الوبوي ل (3+) ل عند الشيخ هد احيلى آل الأشجار ؛ بحيث يكون الرجال في ناحية والتساء في ناحية . حتى خطرت لطفلها اللوهوب مسألة مهمة ؛ ترى هل استأذنت والدته زوجها للخروج إلى هذا الاحتفال ؟ ولذا بادرها بالسؤال عن ذلك ؛ فأجابته : بأن والده في مكان بعيد؛ ولم يتهياً لبا إخباره ؛ وهو بلا شك لا يمانعها لوكان موجوداً ؛ فما كان منه إلا أن انخرط في بكاء مر ؛ لم تستطع معه أمه البقاء فعادت به إلى البيت ؛ وهناك هدأت نفسه ؛ وارتاح ضميره ؛ وعادت إليه بشاشته. '" ومنذ نعومة أظفاره كان يحمل هم مساعدة والديه مهما لقي في ذلك من الشدة والمتاعب ؛ تقول أمه : " في سن الرابعة من عمره صنع له أبوه على هيئة سيارة ؛ يجمع فيها قشور ثمر جوز البند الملقى ؛ ويحمله إلى البيت ؛ لتستخدمه والدته وقوداً في الطبخ ؛ وبعيد ذلك كان الوالدان يأمرانه بأداء الكثيرمن المهمات الصعبة على من كان في عمره ؛ وكان يؤديها بإتقان » ويبادر إليها من تلقاء نفسه مهما كلّفه الأمر ؛ وتحكي والدته أيضا أنه في سن الرابعة تقريبا ذهب ليقطف زيتوناً» فاتكاً على شي من سعف جوز البند؛ فخانته الشجرة ؛ فسقط على الأرض فانكسرت يذه ؛ فجاء محمد بن سعيد ليجبر ذلك الكسر ؛ فعافاه الله منه » ومرة ذهب في بعض المهام وكان يركب دابة قوية ؛ فما كان من تلك الدابة إلا الدخول به في وسط الأشجار الملتفة ؛ فآذته غصونها وربما سقط عنهاأ"» ولكن هذا الطفل ما كانت همته لتخور؛ وما كان لعزيمته أن تخمدء وما كان ليستسلم لهذه الشدائد ؛ بل كان يصارعها ويعاركها بهمة الكبار . )0 لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي (؟) لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي َ من معاإ الفكر الؤبوي لي »)و عند الشيع اعد للدي يم بعيد هذا العمر أخذ يتعلم الحساب والقراءة » ثم قراءة القرآن على يدي والديه » يقول سماحته : " واذكر عندما بدأت أتعلم القرآن الكريم كنت عند أمي أحسب الأرقام من واحد إلى ماثة ؛ فقالت لي : استعد لأن تتعلم؛ وبدأت تعلمني الحروف البجائية وكيفية دخول الأشكال عليها ؛ ثم انتقلت إلى سورة الفاتحة " !9" وفي سن السادسة كان الشيخ يتقن قراءة القرآن وغيره ؛ وبدأ يطل على بعض الكتب الموجودة في البيت ؛ وشرع عندها في حفظ القرآن الكريم؛ رأخبرني الشيخ سليمان بن سيف الخليلي قال : كان الشيخ أحمد في هذا العمر يقرأ كتباً كثيرة ويخرج لنا أوراقا مسوّدة ينقل فيها من الكتب ؛ فيغضب عليه أبوه؛ فيقول له : هذه الأوراق بها كلام الله ؛ ماذا نصنع بها الآن؟ ويحكي عنه خاله سيف بن حمود البهلاني قال كنت أزورهم في بيتهم يوم كان صغيراً؛ فلا أذكر أني دخلت البيت إلا وجدت الشيخ يقرأ وعندما يكون في الدكان ( المحل التجاري) ليحل محل والده كان لا يفارق الكتاب يده إلا في حالة البيع فقط "© وكان في هذا العمر يتقن اللغتين العربية والسواحلية ”" وفي هذا العمر كان يحضر دروس الشيخ أبي إسحاق أطفيش العامة بزنجبار إبان زيارته لها » ولكن الشيخ لا يذكر الآن مواضيعها بالتحديد » وكان ‏ حفظه الله . شغوفاً بطلب العلم لا يجد فرصة مهما كان قصرها إلا يستغلها في القراءة » وفي سن السابعة كان يؤذن للصلاة في المسجد ؛ ويصلي أبوه بالناس إماما . (١) لقاء المنفلوطي بالشيخ الخليلي () لقاء المؤلف مع الشيخ سليمان بن سيف الخليلي الذي كان يعيش مع الشيخ أحمد في صغره. () لقاء المؤلف مع الوالد سيف بن حمود البهلاني. ب عن هعا الفكر الؤبوي__ 0[ »)ال عند الشيج اعد الخبى لي وفي سن التاسعة من عمره كان قد أنهى حفظ كتاب الله تعالى عن ظهر قلب”'" وانفلت بجانب مشاغل الحياة الأخرى إلى مطالعة كتب العلم»؛ والتردد على مشايخ زنجبار من العلماء يشرحون له ما أشكل عليه من المسائل ؛ وتعشّق الطلب حتى خالط لحمه ودمه ؛ فكان يخرج بعد صلاة الفجر يدرس ساعتين ثم يعود إلى المنزل لمساعدة والده في أعماله؛ وإذا جاء الليل ونام الخليون هجر الشيخ فراشه وانكب على مطالعة الكتب ؛ يقول الشيخ سليمان بن سيف الخليلي الذي صحب الشيخ في هذه المرحلة: كان الشيخ يسهر في القراءة سهرا طويلاً وهو صغير السن ؛ حتى يشفق عليه والداه ؛ فينصحانه بتقليل مدة السهر » وأخذ قسط من الراحة؛ فيأبى عليهما ذلك ؛ فيغضبان عليه لكثرة سهره؛ خصوصاً والده الذي كان يتعهده في الليل فيجده ‏ أحيانا ‏ منكباً على وجهه في الكتاب وهو نائم من شدة الإرهاق والتعب وطول السهر ؛ !" وسيأتي وصف شيء من ذلك في باب تعلمه ‏ إن شاء الله . ونتيجة لطموحه المتوقد كان يأمل الرحيل إلى عمان لأجل تلقي العلم على يدي الإمام محمد بن عبدالله الخليلي؛ والاغتراف من بحر علمه؛ وتذكر والدته أنه من شدة تعلقه بالعلم بكى الشيخ بكاء حاراً عندما توفي الإمام الخليلي ‏ رحمه الله . وعندما سأله والده عن بكائه أجاب : لقد توفي الإمام الخليلي ‏ رحمه الله . فمن سيعلمني بعده ؟!". (١) لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي (©) لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي و عنم الفكرالزبوي _ لي [([ي+] و عدالشيع اهداز دج في عام 177/1ه . وكان عمر الشيخ آنذاك عشر سنوات- تم إنشاء المعهد الإسلامي بزنجبار ؛ وجيء له بشيخ أزهري هو الشيخ محمد محمد الدهّان +٠ وقد تاقت نفس الشيخ إلى دخول هذا المعهد ؛ ولكن الظلروف الاقتصادية لوالده حالت بينه وبين شدٌ الرحال إليه ؛ فالشيخ من سكان اليف »٠ والمعهد قٍِ المديئة ؛ وبسبب ذلك عول الشيخ على نفسه قٍِ طلب العلم؛ ولنترك للشيخ فسحة من القول يحدثنا عن معاناته الشديدة التي حالت بينه وبين التفرغ لطلب العلم في تلك المرحلة الذهبية من عمره؛ يقول : " كانت هناك معاناة ؛ فأنا كنت أمارس التجارة وأمارس الرعي ؛ وججانب ذلك مارست الزراعة أيضا وأنا قٍِ مرحلة مبكرة »٠ فكت أزرع حول البيت بعص الأشياء التي تساعدنا على الغذاء ؛ من بينها م ين ان ل 0 ٍّ هه 3 7 ب ا 3 7 8 ٍ 4 اا : او 5 1 7 0 8 ال ا مدا ان م يل الا د ا ال اه ا اليه فض حم مخف ا 4 - ال 2 2 0 3 ١( / 5 1 )| الست ات 0 3 4 ا 8 80 م ا 3 6 ‎ --‏ 2 0 0 الجا ضرا لالت . اذ جنن ‏ ا ا آلو 3 0 3 0 | ا ٍ 1 0 0 2 9 : ا َ يبظ .حصن إذ ا ارات ١ #8 -- الحا ١ ىأ أ ذل لك 7 الحا يل 0 ال ل ل البغرالتي كانت في بيت الشيخ الخليلي بزنجبار وقد ساهم في تعميرها بعد انهيارها في إحدى زياراته عن عا( الفكر الزبوي ب [8») ا عند الشبع لد امدق لي الموز والجزر وبعض الخضار ؛ نزرعها حول البيت ونعتني بها » وفي هذه الفترة كنا في البيت أنا ووالدي وأمي فقط ؛ وكان ابن عمي عندما يأتي من عمان يقيم عندنا فترة ؛ بينما كنت وحدي غالبا ؛ فالجو ما كان يشجّم الإنسان على الدراسة " '' 'ويتحدث سماحته عن الظروف الحائلة بينه وذبين دخول المعهد الإسلامي قائلا: " وقد حرمت من دخول هذا المعهد ؛ لأني كنت في الريف ؛ وعندما نشأت في الريف كانت الظروف الاقتصادية في ذلك صعبة للغاية بالنسبة إلى والدي ؛ لأنه في الأيام الأخيرة توالت عليه محن متعددة ؛ فقد حاول أن يعمل في القرنفل ؛ والقرنفل كما كان يُسمَّى بزنجبار " شجرة الذهب "وكان والدي أحياناً يشتري غلة ضيعة من الضياع ويحصدها ويبيعها » بارتفاع سعره والمخفاض سعره ؛ فإما أن يغني القرنفل صاحبه وإما أن يفقره » فاشترى والدي غلة بعض الضياع ؛ وكان سعر مئة الرطل عندما اشترى هذه الغلة حوالى ٠ 84 شلنج ‏ العملة المتداولة في زنجبار . وفي أثناء الحصاد أخذ السعر ينحدر شيئاً فشيثاً إلى أن وصل السعر ٠8 شلنج ؛ وكان ذلك سببا لخسارته ؛ ثم تتابعت ظروف صعبة بالنسبة إليه ''' فلذلك لم أتمكن من الدراسة في المعهد الإسلامي ؛ وإنما بقيت أعاني هذه الظروف الصعبة ؛ واشتغلت بالتجارة لمدة عشر سنوات ؛ كنت أبقى في الدكان نيابة عن والدي الذي كان يذهب في (١) لقاء المنفلوطي بالشيخ أحمد الخليلي () أخبرني الشيخ سليمان بن سيف الخليلي بأن منزل الشيخ أحمد في " مقاديني” بزنجبار أحرقه الأفارقة بالكامل وبدأ والد الشيخ حياته من جديد . يا عن ععاالفك الزبويو لي (١2٠) عند الشيخ مد عند اشيج عد امل يه أعماله ؛ ولديتا أغنام في البيت كنت أشرف عليها ؛ وأذهب بها إلى المرعى وأردها *”" هكذا قضى الشيخ تلك المرحلة من عمره ؛ وبسبب ما كان يتفاعل في نفسه من حب العلم وكبح الظروف القاهرة في سبيله ؛ كان منه ذلك الموقف النبيل وهو في سن الخامسة عشرة من عمره أمام رئيس الجمعية العربية بزنجبار ؛ فقد طالبه بإنشاء المعاهد الشرعية خصوصا في الأرياف ؛ وسأجعل هذه الحادثة بداية لمرحلة جديدة في حياة الشيخ الخليلي ‏ حفظه الله تعالى . ب .من الخامسةعشرةحتى الثاثة والمش: لقد حددت هذه المرحلة من عمر الشيخ هذا التحديد لتجانسها ؛ وهذه المرحلة قضاها الشيخ بزنجبار قبل رحيله النهائي عنها إلى وطنه الأصلي ووطن آبائه ؛ عُمان » وكان ذلك في عام 1784ه و الشيخ آنذاك في الثالثة والعشرين من عمره . يتصدر هذه المرحلة موقف مهم أشرت إليه سابقا؛ وهو وقوف الشيخ في مستهل هذه المرحلة خطبياً في جمع غفير من الناس ؛ وكان الدافع إلى ذلك ما يعتلج في نفس الشيخ من الطموح الكبير المتزايد في طلب العلم ؛ الذي يصر منابعه جافة أمام ناظريه ؛ ولا من منهل يشفي غلته ويروي ظماء ؛ فحفزه ذلك إلى أن يهتبل الفرصة السانحة التي عرضت له في هذا السن ؛ فاقتتصها ؛ ففي اليوم السابع من ربيع الثاني عام 1771ه أقيمت حفلة عرس عند أحد (١) لقاء المنغلوطي بالشيخ أحمد الخليلي في عن معال الفكر الؤنويو آل )و عند الشبع قد اخلى لي العرب الكرماء حضرها عدد كبير من الناس ينيف على خمسماثة رجل ؛ ومن بينهم الشيخ الوقور عبدالله بن سليمان الحارثي رئيس الجمعية العربية والجالية العربية بزنجبار » فلما سمع الشيخ بذلك حدثته نفسه المشرثية إلى الرقي بواقعها إلى أن يعدٌ كلمة يتحدث فيها عن مزية العلم والعلماء ؛ وأن حياة الأمة الإسلامية لا تقوم إلا على التفقه في دين الله تعالى؛ كما يتحدث فيها عن ضرورة نشر العلم وأهمية إنشاء المدارس العربية والمعاهد الشرعية ؛ التي تُعْنَى بتدريس الناس أمور دينهم»؛ ويطالبه فيها بإنشاء مثل هذه المدارس في الريف أيضا ؛ لأن أبناء الريف قد لا تواتيهم ظروفهم للرحيل إلى المدينة » ويطالبه بأن يتيح لطلبة العلم فرصة الطلب على أيدي بعض المشايخ الموجودين في زنجبار ؛ للاستفادة من علومهم ؛ وأن يعقدوا الدروس للمستفيدين من أبناء البلدة”" . أعدٌ الشيخ هذه الكلمة وكانت كلمة طويلة ؛ لكنّه حفظها عن ظهر قلب؛ ولما كان الحفل واجتمع ذلك الحشد ؛ قام الشيخ فيهم خطيباً ؛ برباطة جأش وسكون نفس ؛ وفصاحة من القول ؛ فأعجب به الشيخ عبدالله الحارثي» وسُرّ سروراً بالغاً ؛ وبعد انتهاء الحفل وإلقاء الشيخ كلمته كان بصحبته الشيخ عبدالله بن حمد الحارثي » فمرا على رجل يدعى سالم بن حميد الرحبي ؛ فلما سلّم سماحته عليه قال للشيخ الخليلي : " من أنباك ..." فأكمل الشيخ عبدالله بن حمد الحارثي الجملة على الفور بقويله : أنْ أباك (١) من لقاء المنفلوطي بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي يعن ما الفك الؤبوى يا (ر) و عند الئع اأجداطل يي زوب" فذكراً الشيخ بآبائه الأماجد الذين سار على منهجهم ٠ وأعطى صورة رائعة عن مكانتهم ؛ على الرغم من حداثة سل" ومن مظاهر سرور الشيخ عبدالله بن سليمان وتفاعله مع هذه المقترحات المطروحة أنه حاول تنفيذ بعض منها ؛ ولكن تصارع الأحزاب السياسية آنذاك حال بينه وبين تنفيذ ما يريد. هذا الموقف يعكس ما انطوت عليه نفس الشيخ من طموح ؛ وما حوته من تعشّق لطلب العلم ؛ وما تضمّه من إحساس بآلام الأمة ونظر في مصالحها وآمالا ‏ وسعي إلى الرقي بها في مدارج المجد والكمال ؛ فضلاً عما تفصح عنه من ملكات ؛ وتكشف عنه من مواهب . إن مما يميز هذه المرحلة من حياة الشيخ شغفه الكبير بطلب العلم ولم يكن ليطلبه إلا ليعمل به ويبلغه؛ وبصحح بنوره المفاهيم ؛ وذلك واضح مما تحكيه عنه والدته ؛ فقد كان ورعاً شديد الورع في هذه المرحلة وقبلهاء فهناك من المواقف ما يشهد على ذلك دون أن يكون هناك تحديد دقيق لزمن حدوثها ؛ فمن ذلك ما حدثت به أمَّه قالت : " كان لنا ثور . وحدث مرة أن أكل ذلك الثور رما شياً من المهوجو أو الفندال ( نوعان من الأشجار التي تثمر تحت الأرض ) وأخذ الشيخ يحوقل ويسترجع لما صنع الثور حين كان يتعهده؛ فما (١) لهذا المثل " من أنباك أن أباك ذئب " مناسبة تروى ؛ يقال أن أعرابياً راعياً وجد في الصحراء ذثبا وليدا تركته أمه ؛ فحمله ليتربى مع خرافه » فتربى مع حَمَل صغير كانت ولدته أمه حديثا ؛ حتى إذا ترعرع الاثنان افترس الذذب أخاه الحمل ؛ فعاد بذلك إلى طباع آبائه الذئاب ؛ وإن لم يكن قد تربي في أحضانها » ولا تعلم شيئا من طباعها . فلما جاء الراعي ورأى الذئب قد افترس الحمل» قال له متعجباً مستغريا : " من أنباك أن أبالك ذكب ؟١" () من لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن أحمد الخليلي عناهعاظ الفكر الؤبوي ار 80 ») ا عند الشيع هدالق لي كان منه بعد ذلك إلا أن جمع مبلغاً من النقود وذهب ليدفعه إلى صاحب ذلك المال؛ ولكنه أعفاه ولم يقبل منه . ''" وكان يعفّ عن مشاركة أحد في قطف ثمر من أي شجر كان ؛ كتلك التي تكون غير مملوكة لأحد ؛ كأشجار الزيتون التي تنبت من تلقاء نفسها في زنجبار؛ وذلك منه تنزهاً وورعاً ''' وكان يعترض على والده في بعض المعلومات التي يطرحها ؛ كالحوادث التأرينية مثلاً ونحوها ؛ فربما يغضب والده عليه؛ ولكن الشيخ أحمد ما يزال يتلطف بوالده ويناقشه ويعتذر إليه . إن بدت له ملامح غضبه ‏ حتى يقنعه تماما بوجهة نظره *" من الحوادث المهمة في حياة الشيخ بزنجبار التقاؤه بالشيخ أبي إسحاق أطفيش » وتلقيه العلم عنه ؛ كما سيأتي بيانه لاحقاً. وحبذا هنا أن أتحدث عن التكوين العلمي لسماحته لتتضح بعض ملامح مكانته العلمية التي بناها بعصاميته؛ وشيدهاء؛ وأعلى صرحها. لقد سبق الحديث أن الشيخ بدأ يتعلم القراءة والحساب وتلاوة القرآن على يد والديه؛ ثم بدأ يعتمد على نفسه في القراءة؛ ويتردد على شيوخ زنجبار فيما أشكل عليه؛ فهو عصامي في تلقيه العلم؛ حتى برع فيه وترسّخ؛ ويمكن تكملة المسيرة العلمية لسماحته من خلال لقاءات عدة في النسق التالي: بعد تعلمه القراءة والكتابة على يد والديه كان يقرأ في الكتب المتوافرة لديه في البيت»؛ وكان يبحث عمن يروي ظمأه؛ ويشفي غلته من التعطش (١) لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي (؟) لقاء المؤلف مع الشيخ سليمان بن سيف الخليلي (©) لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي عن مؤالفك البو يا (0)) و عد الشيع اعد الحيى لي لطلب العلم» ولا يجد إلا التواضع من أهل العلم؛ والرغبة عن الجلوس للتعلم؛ ومن شواهد ذلك ما يحكيه الشيخ الخليلي عن الشيخ أحمد بن حمدون الذي كان مفتيًا للإباضية بزنجبار؛ وكان الشيخ يتردد عليه يطلب فتح هذا الباب وهو مصّر على إغلاقه؛ يقول الشيخ الخليلي: وقد كان يقنعنا أحيانًا بالموافقة؛ ولكن مع الأسف الشديد لما جبل عليه مشايخنا من الجمود كان سرعان ما يغلق الباب الذي يكاد ينفتح؛ واعتذر أكثر من مرة إليّ عما كنت أسعى إليه؛ وأطلبه منه؛ ولا أزال أذكر قصيدة وجهها إلي معتذرًا فيها عن طلبي ؛ وكانت بدايتها: سلام .رق وانتظما لأحمد صفوة الكرما ثم قال بعد ذلك بعد أبيات عدة : لقد ألبستني صفة أخاف بحبها النقما قد استسمنت ذا ورم وخلت الآل ملتطما فما أنا عالم بدا ولا من في العلوم سما لعمرك ‏ إنني رجل طفيلي على العلما وإن شئت العلوم كما | تقول فصدِّق الكلما فيمّم مسرعاً عجلا إلى أولئك العظما فخذ من بحرهم درراً وكن أوفى الورى نما وهب لي منك معذرة .- ودعني جانبأكلما إلى آخر القصيدة '" (١) لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي بر عن معا! الفكر الؤبوي ل (49) و عند الشيع اعد احلق لي بجانب ذلك كان الشيخ يذهب إلى محلّة أخرى قريبة من الحلّة التي يسكتها بزنجبار للتعلم على يد الشيخ عيسى بن سعيد الإسماعيلي؛ فبدأ عنده بقراءة " تلقين الصبيان للشيخ السالمي" يقول سماحة الشيخ : وكان يحفظني إياه عن ظهر قلب؛ ثم بقيت أدرس عند هذا الشيخ مدة؛ فدرست العديد من الكتب على يديه ؛ وكان عمري آنذاك أناهز العشر سنوات؛ فدرست النحو الواضح؛ وكان يحفظني هذا الكتاب بكل ما فيه من مسائل وأمثلة؛ ثم انتقلت إلى دراسة كتابين عنده؛ كتاب في الفقه هو "جامع أركان الإسلام” وكتاب في النحو "ملحة الإعراب” وكنت أحفظ في ذلك الوقت متن الملحة. ثم درست عنده أيضا كتاب "متن البناء” مع بعض الشروح عليه؛ ثم درست عليه كتاب "لامية الأفعال" لابن مالك مع شرح بحرق عليهاء ثم درست متن " قطر الندى " مع شرح ابن هشام؛ ثم متن " شذور الذهب " مع شرحه لابن هشام؛ وكانت دراستي بعد صلاة الفجر وأبقى عنده ساعتين تقريبًا؛ ثم أعود إلى المنزل وأساعد والدي في أعماله التجارية؛ وتتم عملية مذاكرة الدروس أحيانًا وأنا في طريقي إلى بيت الشيخ المدرس» أقرأ الدرس في طريقي وأستظهره عن ظهر قلب؛ واستمررت في التردد عليه مدة؛ وكنت فيما بعد أحضر حلقة العلم تقديرًا مني له " ثم بعد ذلك التحق الشيخ الخليلي بالدراسة على يد الشيخ خلفان بن مسلم الحراصي» فدرس على يديه جوهر النظام للإمام السالمي؛ ولكن الظروف الصعبة حالت دون بقائه في تلك المنطقة حيث رحل الشيخ إلى منطقة أخرى؛ وهناك بدأ يقرأ في علم الحديث؛ فأخذ يقرأ مسند الإمام الربيعم مع حفظ الأحاديث على يد الشيخ حمود بن سعيد الخروصي؛ يقول الشيخ: ” وكنت أذهب إليه في 00 لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي : من معال الفكر الؤبوير __ثي ا (67) اج عند الشيخ أهد تبر مي الأسبوع مرة واحدة ؛ لأ مكانه بعيد جد بما يقارب ثمانية أميال (أكثر من ١١ كيلو متر") وكنت أركب سيارة أحيثًاء واحيانًا أسير ماشياً على الأقدام” ''" ثم بعد ذلك قرأ على الشيخ أحمد بن زهران الريامي كتاب "جوهر النظام” مرة أخرى» وواصل في قراءته قدرا أكبر من القدر الذي قرأه على يد الشيخ خلفان بن مسلم الحراصي. ثم تعلم المواريث على يد الشيخ سعيد بن محمد الكندي ثم بعد ذلك جاء الشيخ أبو إسحاق أطفيش إلى زنخجبار للمرة الثانية؛ بتنسيق أو طلب من الجمعية العربية؛ وربما كان ذلك من نتائج خطبة الشيخ أمام رئيس الجمعية التي طلب فيها الاهتمام بنشر العلم ٠ وضرورة المسارعة إلى ذلك؛ فاستغل الشيخ الخليلي وجود الشيخ أبي إسحاق»؛ فطلب منه أن يدرس على يديه؛ فما كان من أبي إسحاق إلا أن خصّص له دروسًا قرأ فيها الشيخ على يديه "بهجة الأنوار و"مشارق الأنوار" للشيخ السالمي؛ وكان حريصًا كل الحرص على حضور دروسه العامة في مسجد السيد حمود؛ وكان يسجّل ما يسمعه من فرائد آراء شيخه في ذاكرته؛ وانعقدت أواصر المودة بين الشيخ وتلميذه ؛ وكان الشيخ أبو إسحاق حريصًا على البقاء مجانب الشيخ الخليلي ليساعده في النهل من ينابيع العلم؛ لما رأى فيه من النباهة والحرص النادرين؛ ولكن القدر حال دون ذلك ؛ إذ لم بيق أبو إسحاق بزنجبار سوى شهرين ورحل على أمل العودة إليها ؛ ونترك المجال لسماحة الشيخ يحدثنا عن زيارة الشيخ أبي إسحاق إلى زنجبار لغرض نشر العلم والوعي؛ يقول: " جاء أبو إسحاق لأجل التمهيد لهذا الغرض بادئ الأمر لمدة شهرين؛ فكانت هذه الزيارة بدايتها في اليوم السابع من (١) لقاء النفلوطي بالشيخ الخليلي من هعاط الفكر الزيري 1 7 1 عند الشيخ أحمد الي شهر صفر من عام 1788 للهجرة وسافر من زنجبار راجعًا أدراجه إلى القاهرة في اليوم الثاني من شهر ربيع الثاني من عام 1788 للهجرة ؛ على أن يرجع إلى زنجبار مرة أخرى» إلا أن الظروف هناك حالت بينه وبين تحقيق هذه الأمنية. وأذكر أنني كتبت إليه رسالة أبديت فيها أسفي على عدم تحقيق هذه الأمنية التي نصبو إليهاء وكتب إلي رسالة جوابية بها كثير من الحض والحث على طلب العلم؛ وقد أبدى فيها أيضا مشاعره الطيبة تجاه شخصي الضعيف؛ وعواطفه النبيلة؛ كما أبدى أسفه على عدم تحقق تلك الأمنية. من ضمن ما جاء في رسالته هذه "وكم كنت أود أن استمر هنالك لأكون بجانبك كي أساعدك على نيل ما تصبو إليه من المعالي؛ حتى تنال قبسًّا من العلم النافع لتفيد وتستفيد؛ وتستنير وتنير؛ ولكن القدر الذي له الحكم النفاذ؛ هو غاية لا بد من حصولبا؛ وقد كان ذلك هو انتقالي عنكم لأمر أراده الله سبحانه وتعالى .. ثم عندما جثت إلى عُمان كان الشيخ العبري في مقدمة العلماء الذين لقيتهم واستفدت منهم”! وما هو معروف أن الشيخ الخليلي كان عصاميًا في طلب العلم كما قدّمت؛ كثير الاطلاع عاشقًا للقراءة؛ وبذلك فاق أقرانه بل وشيوخه؛ وقد سمعت نقلاً عن والدته أن ذلك كان ديدنه منذ صغره؛ وبداية طريقه في طلب العلم؛ فقد كان والداه يناديانه ليأكل وجبة الغداء معهماء وهو منكب على كتابه ينهل منه؛ ويجيبهما ابدءا» وسألحق بكماء وينتهيان من طعامهماء وهو ما يزال يطارد مسائله العلمية التي ملكت عليه لبّه؛ وفصلته عن الوجود من حوله؛ فقد قال واصفا بعض مطالعاته الخاصة في تلك المرحلة عدا ما يتلقاه (١) لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي : من معاإ الفكر اقرف ي ()) يي عند الشيخ هد الفح أقد امد لي على أيدي شيوخه : " ثم واصلت المطالعة في الكتب النحوية الأخرى ككتاب " ألفية ابن مالك ” مع بعض الشروح وفي مقدمتها "شرح ابن عقيل" مع حاشية الخضري و" شرح الأشموني" مع " حاشية الصبان " وطالعت بعض المطالعات > شرح ابن الناظم وكذلك كتاب " مغني اللبيب " كانت لي به عناية .. وبالنسبة إلى علم الصرف فقد طالعت بنفسي "بعض الكتب من بينها " مقاليد التصريف" التي هي ألفية في علم الصرف للمحقق الخليلي مع شرحه عليها؛ وهكذا تدرجت بعد ذلك في مطالعة الكتب الفقهية وكتب أصول الفقه بقدر المستطاع ؛ واعتنيت بكتب الحديث من بينها صحيح البخاري مع شرح الحافظ ابن حجر عليه إلى غير ذلك ...!" لقد استمرت حياة الشيخ فيما بيدو بين مشاغل الحياة ومساعدة والده ؛ وبين محاولة إشباع نهمه في طلب العلم + متردداً على شيوخ زنجبار . حتى تبدلت الأحوال في زنجبار بنشوء الأحزاب السياسية وتصارعها ؛ الذي أفرز فيما بعد الانقلاب العسكري الأحمر» وقد ذاق العرب العمانيون الويلات في هذا الانقلاب العسكري ؛ حتى أن حر الضمير لا يرضى بالبقاء هناك مع تلك الأحوال ؛ ويرى الشيخ في تحليله لتلك الأحداث أن لذلك أسباباً منها : إهمال التربية والتوعية للناس ؛ كما أهملت الدعوة إلى الله؛ وتهاون الناس في التمسك بأمور الدين '". (١) أي بعد الذي درسه على شيوخه ,0 لقاء مع سماحة الشيخ في برنامج " واحة المستمعين" بالإذاعة العمانية او لقاء اللولف بالشيخ أحمد الخليلي في عن مطاف الدوى لي (ف4) يو عد الع اهد يل ل لم تسلم أسرة الشيخ من لفحات هذا الانقلاب ؛ فقد أودع والده السجن ؛ وحدث بعد مدة من الزمن أن قُجِلَ رجل اسمه حمد ؛ فظن الشيخ أنه والده ؛ وأخذ أخوه حمود يبكي بكاءًا شديداً ؛ ذهب أحد الأفارقة إلى السجن ؛ للتأكد من أن والد الشيخ على قيد الحياة ؛ لكنّ حموداً لم يتوقف عن البكاء؛ مما اضطرهم إلى الذهاب جميعاً لرؤية والدهم ؛ وهناك اطمأنوا على حياته". رأى الشيخ بعد ذلك أنه لا يمكن البقاء على هذه الأحوال مع أن قادة الانقلاب كانوا لا يؤذون الشيخ بشيء »؛ تقول والدته : كانوا يهينون العرب ويتركونهم يعملون الأعمال الشاقة ؛ فذهب الشيخ معهم مرة ؛ فناداه كبيرهم ويسمى - ثابت كو - وقال له : هذا ليس شغلك ؛ اذهب إلى بيتك ؛ فعاد أدراجه إلى المنزل ونجاه الله تعالى . وكانت الشرارة التي أصر معها الشيخ على الرحيل » أن كان مرة يحمل طعاماً لوالده في السجن فرأى بعض العمانيين ممن يعرفهم يهانون إهانة عظيمة ؛ فتألم لذلك ؛ وتأثر بما رأى أيما تأثر » ورفض الذهاب مرة أخرى ؛ كي لا يشاهد مثل ذلك المنظر ".هنا أخذ الشيخ ينظّم مسألة الرحيل إلى عمان ؛ فتقدم إلى الصليب الأحمر بطلب إخراج والده من السجن ؛ فلم يتيسر له ذلك ؛ وقد أَصْر بهم العّوّزْ وقلة ذات اليد ؛ فساعدهم الصليب الأحمر على ترتيب شؤون سفرهم ؛ ويسّ الله لهم أثناء ذلك خروج (١) لقاء مع والدة الشيخ أحمد الخليلي (؟) السابق ٠ من معالٍ الفكر التتدق يا (١؛) اج عند الشيع أعد اذى | الوالد من السجن؛ وهناك عزموا على الرحيل إلى عمان ؛ فكان خروجهم من زنجبار في أواخر جمادى الأولى من عام 17845م. يذكر سماحته في تقرير أعدّه في نهاية رحلته الأولى إلى [فريقية الشرقية في شهر محرم عام 7 4ه الموافق له سبتمبر 487١م ما دفعهم إلى الرحيل قائلا: " شاء الله تعالى ‏ والله يفعل ما يشاء . أن أطلٌ على هذا الوجود وأن أخرج إلى الحياة في مدينة زنجبار في الشرق الأفريقي » وأن تكتحل عيناي بالنور في بقعة منها هي ( المكاديني) وهكذا قدّر لي أن أقضي أيام الصبا وجزءاً من أيام الشباب في ربوع زنجبار وتحت ظلالها الوارفة الجميلة ؛ ولكن الأيام لا تستمر على حال ؛ وسبحانه مغيّر الأحوال ؛ وشاء القدر أن يبحدث ما حدث في عام 7ه / 1474م ودار الفلك دورته ؛ فانقلب المجِنٌ على ظهره» وحل النقص محل التمام» فتحولت الجنة الخضراء إلى جحيم حمراء ؛ والمدينة الحالمة الوادعة إلى مكان مضطرب مزعج ؛ حتى أصبح النسيم العليل كأنه صفّارات إنذار ؛ فخرجنا من هناك ميممين عمان؛ تخت العروبة وحمى الإسلام؛ أرض الآباء والأجداد؛ فكان البديل ..ولله الحمد والشكر خيراً ؛ والخير فيما اختاره الله ( وعسى أن تكرهوا شيع وهو خيرلكم .00 ويحدثنا سماحته عن مراحل هذه الرحلة إلى موطن الآباء والأجداد في موضع آخر » يقول : " جثنا في باخرة باكستانية ضخمة ؛ كانت تسمى ( سفينة الحجاج ) ؛ تحمل ثمانية آلاف حاج ؛ وهي أكبر باخرة شاهدناها وهكذا يحكى عنها ( لعلها احترقت أخيرا قبل خمس سنوات تقريبا أي في حوالي سنة (١) من تقرير محفوظ بإرشيف مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف العمانية عن معاة الفكر الؤزويو ل (490) و عد التيع قد اطق لي 8 ه في ميناء دبي ) وتتكون هذه الباخرة من أربعة عشر دوراً ؛ وكان بها مسجد للصلاة ''' رحلنا من زنجبار في أواخر جمادى الأولى إلى ممباسا ؛ وقد بتنا ليلة واحدة في الطريق » ويقينا في ممباسا ثلاثة أيام ؛ لتنرّل الباخرة شحنتها من الأرز ( أريعين ألف جونية من الأرز ) التي حملتها من كينيا لتنزيلها في ممباسا ؛ ثم من ممباسا إلى عدن ؛ والأصل أن تتجه من عدن إلى مسقط لكن بسبب وجود ركاب يقصدون الهند غيرت الباخرة مسارها إلى الهند ؛ وحاول العمانيون الاعتراض لكن دون جدوى ؛ لقد بقينا في عدن يوما واحداً ؛ ثم وصلنا بومباي ؛ وبقينا يومين ؛ ثم خور بندر ويقينا يوماً واحداً ؛ ثم سرنا إلى كراتشي ويقينا فيها ثلاثة أيام ؛ لتنزيل الحمولة ؛ ثم سرنا إلى مسقط ؛ ونزلنا صباح يوم التاسع عشر من جمادى الثاني 1744ه وبتنا في مسقط ؛ وحملتنا السيارات مساء اليوم الثاني بين الظهر والعصر إلى إزكي ؛ ثم بتنا في إزكي حيث وصلنا إليها بعد منتصف الليل ؛ ثم غادرنا صباحاً إلى نزوى ويقينا قليلا في نزوى ثم رحلنا إلى بهلا ؛ ووصلنا قبيل الظهر إلى بهلا ؛ يوم الحادي والعشرين من جمادى الثانية 177845 ". وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ - حفظه الله - استغل زمن رحلته تلك بشاغله الأول » وهو طلب العلم ؛ فراجع ‏ خلال الرحلة ‏ بعض محفوظاته ؛ مثل " شمس الأصول " للشيخ السالمي ؛ وقرأ شرحها ” طلعة الشمس " للشيخ السالمي للمرة الثانية. (١) كان الشيخ الخليلي يصلي بالناس إماما في مسجد السفينة » كما أخبرت بذلك والدته (؟) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي م «نععاا الفك الؤبوى ني (ري] و عند الع اد الي امحيأة العمانية أبدأً الحديث عن حياة الشيخ في عمان منذ وصوله إلى بلده الأصلي ( بهلا ) . وكان ذلك قبيل ظهر يوم الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى من عام 1784ه وبرفقته أبواه وأخوه حمود بن حمد الخليلي ؛ وقد نزل الشيخ أول نزوله ب ( بستان سحيم ) القريية من سوق بهلا ؛ يقول خلف بن زاهر الشرياني وكان من المستقبلين لأسرة الشيخ : بعد ذلك ذهبنا إلى محلة ( الخضراء ) مشيا على الأقدام ؛ تغمر أهل البلاد الفرحة والبهجة والسرور بوصول هذا الشيخ بصفة عامة ؛ وأهل محلة الخضراء بصفة خاصة "'' واتجه الجميع صوب البيت القديم الذي تركه آباء الشيخ مقفراً مستوحشاً لفراق أولئك العباهل من نسل سليمان بن ناصر الخليلي ؛ ودخل الشيخ وأسرته ؛ وليس في البيت شيء يسد المسغبة أو يرطب الحلق ؛ ويشفي من الظما ؛ وقد جرد الانقلاب الشيوعي الأحمر هذه الأسرة المتواضعة من أملاكها ؛ كما جرّد غيرها من الأسّر »٠ وحسبها أن سَلِسّتْ من برائن الموت ؛ ورضيت من الغنيمة بالإياب ؛ نعم لقذ وصل الشيخ فقيراً فقراً مدقعاً من حطام هذه الحياة الزائل ؛ ثريا ثراء واسعاً بالعلم والصلاح والفضل وحسن التوكل على خالق الوجود ؛ ومصرّف كل موجود ؛ ورازق كل مولود » وبفضل الله تعالى أصبح بعد ذلك في أحسن حال . (١) لقاء الشيخ خليل بن أحمد بالشيخ خلف بن زاهر الشرياني م «ناهعاا الفكر الؤبوي ل (8ع) ل عند الشيح أهد اخللي ما كاد الشيخ يلقي عصا ترحاله بمحلة الخضراء » ويقضي سحابة نهاره الأول بها ؛ يستنشق شذا أخبار الحركة العلمية في هذه البلدة الوادعة » حتى شنّف أذنيه خبر إقامة حلقة علمية بمسجد ( الرفيع ) بمحلة الخضراء بأول ليلة للشيخ في عُمان برأسها الشيخ القاضي علي بن ناصر المفرجي ؛ ويحضرها عدد من أهل المحلة وأهالي المحلات المجاورة لها ؛ فانطلق الشيخ إليها مسرعاً ؛ لا تقترب من حماه نوازع الإرهاق من السفر ؛ أو تثبّط عزائمه وساوس الشيطان بالتعب والنصب ؛ إنها أول ليلة؛ وقد وصلت لتوّك من سفر مرهق طويل ؛ وفي الوقت متسع ؛ وإن لجسمك عليك حقاً؛ ما كان لشيء من ذلك أن يناوش أحاسيسه ؛ أو يداني حمى إرادته القوية ؛ يحكي الشيخ القاضي علي بن ناصر أحد المواقف قائلا : " جاءنا عبدالله بن سعيد العدوي ونحن مجتمعون بمسجد الرفيع وأخبرنا خبره ؛ وقال بأنكم تبحثون عن معلم للقرآن؛ وهو مناسب ومتعلم ؛ فطلبنا مجيثه ؛ فجاء بعد ذلك إلى المسجد؛ وقلنا له : نحن نريدك معلماً للقرآن لأبنائنا » ونريد من يقرأهم تلقين الصبيان + فهل أنت متعلم ما يكفيك لذلك ؛ فقال : قليلاً؛ فسألناء ؛ هل تعرف في النحو ؟ فقال : ( شوي ) يعني قليلاً ؛ وحينها أردت اختباره فسألته عن المروحة ؛ هل هي اسم أو فعل أو حرف ؟ فقال: هي اسم ؛ فقلت : هل هي معرفة أو نكرة ؟ فقال: هي معرفة . واتفقنا على جعله معلماً للأولاد ؛ وقلنا له : إن الراتب قليل» فلك في الشهر عشرة قروش؛ قال : لا بأس ؛ وكان سيف بن سالم البميمي هو الذي يعلم الصبيان ؛ وقبله كان الشيخان ناصر بن راشد المحروقي وحمود بن عبدالله الراشدي؛ وأخوه مبارك كان يومها صغيراً معه ؛ وبعد ما طرحتٌ عليه ذينك : من معام الفكو الزؤبويو _ي ‏ (88) عند القع اعد اقبي السؤالين ابتدرني هو بسؤال حيّرني , فلم أحر جواباً. فقلت له : أنا أستعفيك لأني غير متعلم ''"» ولكن تجهَّز لنذهب بعد غدٍ إلى الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ؛ "' وأخذ الشيخ القاضي علي بن ناصر بيد خلف بن زاهر الشرياني إلى خارج المسجد قائلا له : إن هذا الشيخ لديه علم غزير ؛ ولم نعرف عنه شيع من قبل ؛ فالحمد لله الذي أخرجه من زنجبار إلينا ؛ لنستفيد منه نحن وأولادناء وما هو إلا توفيق من الله لنا" وقد وافق في صباح اليوم التالي أن كان القاضي والوالي علي بن حمد المعولي وبعض أعيان امحلة على موعد لزيارة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ( المفتي السابق لعمان ) في بلدة (الحمراء ) فاقترح الشيخ القاضي على الشيخ أحمد مصاحبتهم للتعرف على الشيخ العبري ؛ فقال الشيخ : إني أحب ذلك وأرغب فيه ؛ ولكن الأمر يرجع إلى والدي في الموافقة أو عدمها ؛ فأرسلوا خلف بن زاهر إلى الوالد حمد بن سليمان ؛ فأخبره الخبر ورغبة المشايخ في اصطحابهم لزيارة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري؛ فأجاب دعوتهم قائلا: إنها فرصة لنا في اصطحابهم أولاً والتعرف على الشيخ إبراهيم ثانياً »٠ فسار الجميع تحفّهم عناية الله وتكلؤهم (١) يقول الشيخ سليمان بن سيف أن القاضي جلس يستمع إلى كلام الشيخ المسهب في القضية منكسارأسه حتى ناداه المؤذن قائلا : الشيخ علي الصلاة ؛ فرفع رأسه وهو يقول : ها الصلاة نعم الصلاة . ويقول الشيخ صالح الريني : أن الشيخ أحمد أجاب بإسهاب وتفصيل حتى أنٍ القاضي نهض وقبض على رقبة الشيخ يطلب منه العذر والعفو ؛ لأنه لم يكن يعلم مدى سعة علمه . () لقاء الشيخ خليل بن أحمد بالشيخ علي بن ناصر المفرجي (؟) لقاء الشيخ خليل بن أحمد الخليلي بالشيخ,علي بن ناصر المفرجي «ناهعا الفكر الزبويو _ي (83) لي عند الشيع قد احدى لي رعايته ؛ وكان في استقبالهم ببلدة الحمراء الشيخ إبراهيم وجماعته العبريون ؛ يعلوهم البشر والسرور؛ مرحبين بضيوفهم الكرام ؛ ولما استقر بالجميع المجلس كان الشيخ القاضي يجلس بجانب الشيخ إبراهيم العبري وكان الشيخ أحمد الخليلي بعيداً عنهما ؛ فأشار الشيخ القاضي على الشيخ إبراهيم بأن يدني الشيخ أحمد منه » ويجلسه بجانبه يسأله في فنون العلم ''وترك له مهمة اكتشاف خزائن مكنونات علمه ؛ فلبّى الشيخ إبراهيم رغبة الشيخ القاضي ونادى الشيخ أحمد لينهض من مكانه ؛ فأجلسه بينه وبين القاضي ؛ وأخذ يناقشه في العديد من القضايا ؛ وأعجب الشيخ إبراهيم به إعجاباً شديداً وقال معقبا : ما كنا تسمع عن هذا الشيخ شيئاً قبل اليوم ٠ وأرى أن علمنا أمام علمه لا يكاد يذكر ؛ وأسأل الله أن يبارك فيه ؛ ويكثر من أمثاله؛ وبقيا متلازمين طوال مدة الزيارة؛ يتحاوران ويتساءلان ؛ وقد أفصح الشيخ الخليلي عن تطلعه إلى نشر التعليم في كافة أنحاء عمان ؛ مبينا أهمية العلم وضرورة [تاحة الفرصة للناس كي تتعلم . فطلب منه الشيخ العبري النزول عند رغبة أهل بهلا ليكون مدرساً لأولادهم ؛ فقال الشيخ أنا لا علم عندي ؛ ولكني لن أبخل بما لدي من العلم ؛ '"وكانت رغبة الشيخ أحمد أن يرحل إلى سمائل للانضمام إلى حلقات الشيخ خلفان بن جميّل السيابي ولكن الشيخ إبراهيم بن (١) يروي الشيخ صالح الربخي أن الشيخ العبري طرح مسألة في المجلس وكان الشيخ أحمد يجلس في طرف المجلس + وشارك الحاضرون فيها ؛ ثم طرح الشيخ أحمد قضية مهمة جدا تبين من خلالبا علو قدره فنهض الشيخ العبري من مكانه وأخذ بيد الشيخ أحمد وأجلسه بيجانبه (؟) لقاء الشيخ خليل بالشيخ خلف بن زاهر الشرياني عن عع الفكر الزبويو لي [([+85) عند اليج أقد المبي لي سعيد كان يرى بقاءه للتدريس في بهلا ”'" ولذلك كتب رسالة إلى السيد أحمد بن إبراهيم بهذا الخصوص جاء في هذه الرسالة ( ولئن أطال الله عمر هذا الفتى فسيكون مرجع أهل عمان ) وكان الشيخ القاضي علي بن ناصر المفرجي هو حامل الرسالة إلى السيد أحمد ؛ لذا نترك له مجال الحديث عن رحلته هذه يقول : وبعدها أخذت الرسالة وجئت بها إلى مسقط مروراً بالشيخ عبدالله بن علي الخليلي في سمائل وأخبرته عنه » ولما قرأ رسالة الشيخ العبري قال : هذا سيأخذونه عنكم » وكثر الكلام في أنه سيؤخذ من بهلا ؛ ولما وصلت إلى مسقط سلّمت إلى السيد أحمد البوسعيدي الرسالة ؛ وأخذ يسألني عنه فأجبته؛ ثم دخلت على القضاة؛ وأخبرتهم عنه ؛ فقال الشيخ هاشم بن عيسى : كم عمره ؛ فقلت : نحو العشرين؛ فقال كيف سيكون هذا عندما ييلغ الأربعين ؟! . وذهبت بعدها إلى السيد أحمد لأخذ الجواب منه ؛ فقال لي : بأننا قد وصِيّنا عليه بأن يأتينا هنا ؛ فقلت له : نحن أخبرناكم خبره لا لتأخذوه عنا ؛ ونما لثبتوه عندنا ؛ إذلا عالم في بلادنا ؛ فنريده معلماً لنا ولأولادناء فقال : أنتم عندكم الشيخ إبراهيم ؛ ترجعون إليه في الدقيق والجليل ؛ وهذا نريده هنا في المركز ؛ حيث التجمع الكبير"" وحينها طلب الشيخ العبري أن يؤجل نقله فترة من الزمن حتى يشرع في التعليم في جامع بهلا » فوافق السيد أحمد » فأخذ يدرس في الجامع ببهلا وقت الصباح ؛ وفي وقت المساء يفرّغ نفسه للقراءة والاطلاع في مسجد ( الميثاء) ؛ يقول الشيخ القاضي علي بن ,0 لقاء الشيخ خليل بالشيخ علي بن ناصر المفرجي من معلا الفكر الزنوبر لي (*6) و عند الشع اعد احدى لي ناصر : " قال لي الوالي ذات يوم : تعال بنا نذهب لنرى هذا المدرس وتلاميذه؛ ولما دخلنا عليهم الجامع قام الشيخ وألقى كلمة ترحيبية ارتجلها ارتجالا فحيرنا ؛ فقال الوالي : هذا رجل كبير" وشاع خبر الشيخ وسعة علمه في أنحاء عمان » فأخذت تضيفه القرى واحدة تلو الأخرى ؛ فبعد زيارته الأولى للشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ؛ وخلالبا تقدم إليه بطلب زيارة أخرى تكون خاصة به وبوالده ؛ فلبى الشيخ الخليلي دعوته » وكانت أفرغ من الزيارة الأولى للتباحث والمناقشات ؛ ثم دعاه الشيخ عبدالله بن زاهر البنائي لزيارة بلدة الغافات؛ فرحل إليها مع والده والشيخ خلف الشرياني ؛ وكانت مدتها ثلاثة أيام ؛ وكانا خلالبا يستعرضان سِيّر الأئمة ؛ والأولياء الصالحين ؛ واستعرضا سيرة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي . وعرجا على محبته للعلم ونشره ؛ وحبه لطلبة العلم وتقديم المساعدات لهم ؛ والإحسان إليهم ؛ ثم تلتها زيارة إلى "بسياء "» بدعوة من أشياخها ؛ ثم بلدة العارض ؛ ثم رحل إلى عبري بدعوة من أشياخ بني خليل هناك ؛ وكان الشيخ في جميع زياراته متفقداً أحوال الأهالي والبلاد » آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ؛ ولا يخشى في الله لومة لاثم ؛ يقول الشرياني : " في زيارته لبسياء رأى رجلا يلبس خنجراً مزينة بالذهب ؛ وآخز يلبس خاتماً من الذهب فنهاهما عن ذلك وساق لهما الحديث الشريف المحم للبس الذهب للرجال ؛ وقال : إن شرف الرجل وعزته في تقواه وصلاحه ؛ لا في لبس الذهب ؛ وفي زيارته بلدة العارض زار قبر العلامة الزاهد أبي سعيد الكدمي ‏ رحمه الله ورأى ما رأى حول القبرمن (١) لقاء الشيخ خليل بالشيخ علي بن ناصر المفرجي 1 من معام الفكر الزؤبوي لي (84) اج عند الطب هد اجر مي اللذور » وقرب القبرشجرة عليها الكثير من الثياب البالية ؛ وعندما سألبم عن ذلك أخبروه ؛ أن المرأة إذا ولِدَ لبا مولود معافى ؛ وقد نجت من مخاطر الولادة تذبح شاة على القبر ؛ فنهاهم عن ذلك وبين لهم حرمته ؛ وأمرهم بقطع الشجرة و إزالة جميع الأذى من القاذورات وبقايا الطعام من على ظهر القبر ‏ وقال : احترموا هذا العالم الجليل في قبره ؛ كما كان يحترمه معاصروه أيام حياته؛ وفي زيارته لعبري لحظ الإسراف الكبير في الكرم ؛ فلم يعجبه صنيعهم؛ ولم يرضّه لبم ؛ فتهى جملة من الناس عن ذلك قائلا: إن هذا الإسراف منهي عنه نهياً شديداً» فلا تعد إليه مرة أخرى.وهكذا كان شأنه لا يرى ما يخالف أمر الله إلا ساءه ؛ فأنكره ونهى عنه ''' وفي هذه الأثناء كان الشيخ يستغل وقته الاستغلال الأمثل بين طلب العلم وإرشاد الناس ؛ يقول الشيخ صالح الرمخي : كان الشيخ في هذه المرحلة يستعير المخطوطات من الناس في محلته ويخرج مبكراً في الصباح إلى الصحراء ويبقى هناك إلى آخر النهار » وفي طريق عودته يجلس مع الشباب الذين يجلسون في الأودية ؛ أو يلعبون الألعاب الشعبية ؛ حرصاً منه أن يعلمهم شيئاً ينفعهم , بأسلوب مرح بشوش ؛ وكانوا يحترمونه؛ فيجلسون إليه ويستفيدون منه ؛ كان . حفظه الله . على هذا المنهج يرجع الكتاب إلى صاحبه في يومين أو ثلاتة '" أرسل السيد أحمد بن إبراهيم الناظر في الشؤون الداخلية لعمان ؛ يدعو الشيخ إلى زيارته في مسقط ؛ وكان الشيخ القاضي المفرجي والشرياني مرافقين 00 لقاء الشيخ خليل بالشيخ خلف بن زاهر الشرياني () لقاء المؤلف بالشيخ صالح الريني مذ «ناععاا النكرالأذبوي رن (88) عند الشيع لد اطق لي للشيخ في زيارته هذه ؛ يقول الشرياني : " فلما وصل الشيخ عند السيد أحمد تلقاه بالبشر والسرور »؛ وقال : دعوناك وأزعجناك ؛ ولكن دعوناك لنقلدك أمر القضاء بولاية ضنك ؛ لأن الأهالي هناك قدّموا شكوى ضد قاضيهم الحالي ؛ وهم غاضبون ؛ يريدون قاضياً آخر مكانه ؛ وقد رشّحناك لبذا المنصب ؛ فأجاب قائلا : "أرجو المعذرة ؛ فأنا لا أصلح لوظيفة القضاء ؛ ذلك لأني لا معرفة لدي بأحكام القضاء ؛ وقد تربيت في زنجبار ؛ ولم أتعلم العلم الذي يؤهلني لهذه المهمة ؛ وليس عيباً أن يعترف المرء بعدم معرفته بالشيء الذي لا يعلمه ؛ وليس عيبا علي أن قلت لا أعرف أحكام القضاء ؛ وإنما العيب يلحق من تغشّم وأدخل نفسه في القضاء دون دراية بأحكامه ؛ فهذا عذري واضح جلي ؛ فقال السيد أراك لا تريد القضاء يا شيخ , فكلامك هذا يدل على غزارة علمك ؛ وسعة فقهك ؛ ولكن لا بأس ؛ ارجع إلى بلدك؛ وواصل عملك الذي أنت فيه ؛ ومتى أردناك دعوناك لتأتينا ؛ بارك الله فيك وفي أمثالك ؛ والتقى في زيارته تلك بالقضاة في مسقط ؛ ودارت بينهم محاورات علمية '". والذي يبدو أن السيد أحمد كان ينوي تعيين الشيخ أحمد قاضياً على "ضنك " على الرغم من اعتذاره غير أن الشيخ إبراهيم العبري أرسل برسالة إلى السيد أحمد يطلب فيها إبقاء الشيخ الخليلي في بهلا ؛ في مهمة التدريس ؛ ويعتذر له عن تعيينه في منصب القضاء » مطالبا بإعفاه من هذه المهمة ؛ معتذراً إليه بأن القضاء يتطلب ارتحالاً وتنقلاً ‏ وصحة الشيخ لا تسعفه على ذلك ؛ فهو يجد صعوية في الترددات وغيرها ؛ وربما اعتذر إليه أن عمان تتميز (١) لقاء خليل بن أحمد بالشيخين المفرجي والشرياني 1 من معاء الفكر الزنور ي ‏ (88) اج عند الشيح تعد ابي اي بوجود الأفلاج ولها أحكام كثيرة ربما يجهلها الشيخ أحمد؛ لأن زنجبار لا أفلاج بها ولا سواقي؛ وإنما اختص العمانيون بذلك '' فكانت هذه الرسالة شفيعا قوياً » ومعززاً لحجة الشيخ واعتذاره الشخصي للسيد أحمد ؛ ويقول الشرياني : أن السيد طلب الشيخ الخليلي بعد زيارته الأولى بمدة من الزمن لزيارته مرة أخرى فرحل إليه ؛ وهناك أبلغه بأنه سينقله إلى مسقط عما قريب ” يقول الشيخ الخليلي : قال لي عند الذهاب: لن نتركك دائماً في بهلا ؛ ولكن الآن اذهب ؛ وسنطلبك فيما بعد ؛ وكانوا قد طلبوا الشيخ خلفان بن جميل السيابي أن يأتي إلى مسقط ؛ ليقيم في مسجد الخور مدرساً وقد شقًّ ذلك على الشيخ خلفان بسبب شيخوخته . بعد ستة أشهر جاء الطلب بالرحيل إلى مسقط في برقية إلى والي بهلا ؛ فيها " أبلغ مدرس الخور أن يأتينا”” فما كان من الشيخ إلا الاستعداد للرحيل بمفرده بعد عشرة أشهر قضاها في بهلا ؛ ثم التحقت به أسرته المباركة بعد ذلك. سكن الشيخ مع أسرته في وادي العور من مسقط ؛ في اليوم السادس من جمادى الثانية 174.6 ه »؛ وانضم إلى أسرة التدريس بالمركز العلمي ؛ بمسجد الخور »٠ وكان بمعيته الشيخ الربيع بن المر ٠ وحمد بن خلفان الرواحي » وكان الشيخ يتولى تدريس المستوى الأعلى »٠ وهو المستوى الثالث ؛ يقول سماحته 61 من لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي (؟) لقاء خليل بن أحمد بالشرياني (©) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي من معال الفكر الزيري 1 ال 1 عند الطيخ أهد الليلى اف ل حب ك تدا يده قِ سوا ل عن تدريسه بمسجد الخور :"كنت أقوم بتدريس أصول الفقه والعقيدة والفقه » وكنا نعتني بطلعة الشمس في أصول الفقه”' وفي سؤال وجهته إلى الشيخ أحمد بن سعود السيابي عن نظام الدراسة بمسجد الخور قال : كانت الدراسة على ثلاثة مستويات : الأول : يدرسه حمد بن خلفان الرواحي 6 يدرس الأآجرومية قِ النحوء وتلقين الصبيان قِ الفقه والعقيدة . الثاني : يدرسّه الشيخ الربيع بن المر ؛ يدرّس ملحة الإعراب ؛ ومدارج الكمال ؛ وشيئا من جوهر النظام الثالث : يدرسّه الشيخ أحمد الخليلي » يدرس شرح ألفية ابن مالك ؛ وجوهر النظام ف الفقه ؛ وطلعة الشمس قِ أصول الفقه ؛ ومشارق الأنوار في العقيدة ؛ وحلقة عامة بعد المغرب في تفسير الكشاف للزمخشري . يقول سماحة الشيخ بدأنا دراسة التفسير من عام 68 17ه ‏ ١٠14م ؛ كنا نقرأ الكشاف ونحاول تحليله قدر المستطاع فيما بين العشاءين.'" ومما تتميز به دروس الشيخ الربط بين الأصالة والمعاصرة؛ وذلك بما وهبه الله تعالى من تفتح ذهني 0 واستنارة عقلية ووعي رحب بمجريات الأحداث في عصره ؛ يقول مرشد الخصيبي ‏ وهو أحد الطلبة الدارسين بمسجد الخور - في كتابه " عمان أيام زمان" : "كنت أتذكر وهو يحدثنا بين الفينة والفينة (١) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي (7) السابق دعا الفك الرثور ىا [8مه) ل عندالئع جد توج عن بعض الأحداث التي تدور في حينها بما يثيرالدهشة ويبعث على الاستغراب؛ كما يدعو إلى الإعجاب أن يعرف شيخ دين مثله كل ذلك » فما له ولبذه الأحداث ؛ والشيخ حين يتحدث عن ذلك لا لأجل الإخبار بها فقط ؛ وإنما يربط هذه الأحداث بأمور يتوقع حدوثها ويتجه بها اتجاها دينيا ؛ وقد كان بالفعل صاباً في تفسيره ذلك ؛ وقد سمعت أول ما سمعت عن زعماء الاتحاد السوفيتي من لسانه؛ إذ كان يذكرهم واحداً واحداً في وقت لا يعرف فيه بعض زملائه الآخرين من شيوخ العلم من قضاة وغيرهم الفرق بين الشيوعية والشيعة "'" كما تتميز دروسه بكثرة التحليل وسعة البسط والشرح ؛ يقول مرشد الخصيبي أيضاً : "أتذكر أننا بقينا ما يزيد على السنتين في دراسة كتيب تلقين الصبيان ... وربما لا يأخذ هذا الكتيّب أكثر من فصل دراسي عند غير هذا الشيية”"' ويقول مرشد الخصيبي أيضا: " كان التعليم مكثفاً على فترات ثلاث : الفترة الصباحية : وتبداً في حوالي الساعة الثامنة صباحاً وحتى صلاة الظهر جماعة في المسجد . الفترة الثانية : وتبدأ بأداء صلاة العصر جماعة ؛ وحتى نهاية صلاة المغرب. (١) عمان أيام زمان ؛ مرشد الخصيبي + ص14 (؟) السابق ) ص77 ص محا الفكر ال توي ٍٍ 5 1 عند اللي امد الى © تسسا ااا كا دا تساي مط اا اكه الفترة الثالثة : وهي الفترة التي بين صلاتي المغرب والعشاء”" لقد بدأت الدراسة في هذا المسجد من عهد السيد ثويني بن سعيد وكان متولي شؤون الدراسة في المسجد السيد هلال بن أحمد البوسعيدي ؛ صاحب الأوقاف والخيرات وأول من قام بالتدريس فيه آنذاك أحمد بن محمد الكندي ؛ ثم ابن عمه الشيخ سعيد بن ناصر الكندي » ثم توالى المشايخ بعد ذلك ؛ ودرس فيه حمد بن عبيد السليمي. ١" أثار الشيخ بعلمه سماء عُمان » وانتشر خبره لدى الخاص والعام 0 والصغير والكبير ؛٠ وجاء بعض المشايخ لينظروا كيف هو ؟ وما سعة علمه؟ وكان الشيخ كلما زاره أحد من المشايخ في مقر التدريس يلقي بعض الكلمات ترحيبا بهم ؛ ويقولرأحمد بن سعود السيابي : إنه كان بحث طلابه أيضا على الإلقاء » ونمن زاره من المشايخ آنذاك ؛ الشيخ محمد بن شامس البطاشي والشيخ سالم ,بن حمود السيابي 0 والشيخ إبراهيم بن سيف ؛ والشيخ هاشم بن عيسىالطائي والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ؛ والشيخ سعود بن عامر المالكي '" الذي عقب بعد زيارته بقوله : هذا الرجل من رجال دولة الإمام محمد الخليلي ولكنه قد تأخر زمانه ؛ وقد سألت الشيخ عن زيارة هؤلاء المشايخ الأجلاء ؛ هل كانوا يلقون كلمات تحت الطلبة على طلب العلم وما شابه ذلك أثناء زيارتهم ؟ فأجابني (١) عمان أيام زمان ؛ مرشد الخصيبي + ص19 () لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن سعود السيابي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي : من معاز الفكر الؤبوي __ي 0 (602) و عند الشع عد ا لي بقوله : هذا الأمر لم يكن معهوداً . وقد تبيّن بذلك مدى النقلة التي أحدثها الشيخ الخليلي في مجال الإلقاء والخطابة في عمان؛ هذه الميزة التي يعدها الشيخ أحمد بن سعود السيابي إحدى الخصائص المميّزة لمدرسة الشيخ الخليلي . في يوم الاثنين ١/ ربيع الثاني / 1784ه الموافق له شهر يونيو 1974م توني والد الشيخ الخليلي ‏ نسأل الله له الرحمة ‏ وبقي الشيخ يعمل مدرساً ليل نهار » ففي الصباح لديه حلقة في المسجد » وفي المساء حلقة التفسير ؛ وبعد ذلك يجتمع لديه الكثير من الطلبة في بيته ؛ وربما خرجوا في وقت متأخر وأصبح ذلك ديدنه ؛ ومع ذلك كان يرحل إلى خارج مسقط ناشراً للعلم آمرً بالصلاح والتقوى ؛ ناهياً عن البدع والمنكرات ٠ كما سيأتي في باب جهاده . بمشيئة الله و في عام 1748١ه/ 1470م بعد تولي جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم بعشرة أيام ؛ استدعي الشيخ الخليلي إلى القصر لمقابلة جلالته ؛ وكان ذلك هو لقاؤه الأول بمجلالته ؛ وفي سؤال وجهه إلى سماحته وليد عوض الصحفي بمجلة الأفكار جاء فيه : هل جرى حوار بين السلطان وبينك ؟ أجاب سماحته : كان للعلماء والمشايخ جلسات متعددة مع جلالة السلطان ؛ وكانت المواضيع من صلب الدين ؛ والسلطان حاكم البلاد ؛ وأبو الجميع ؛ وأبناء البلددهم أبناؤه ؛ وسأله : لابد أنه تدبه إليك أثناء الحديث ؛ فأجاب سماحته ؛ ذلك كرم منه وتلطف"". (١) لقاء الصحفي وليد عوض بالشيخ الخليلي . مجلة أفكار يا عن متا الفكر الؤنوى ني (68) و عند الع لد احدل لي وفي هذا العام انتقلت أسرة الشيخ من وادي العور إلى ميابين في مسقط » وبعد سنتين تقرياً ‏ أي في عام 747١ه توفيت زوجه الحارثية؛ وبنى على زوجه الخليلية ؛ كما سبق الحديث عن ذلك . وفي يوم الثالث عشر من صفر عام 1747ه الذي يوافقه شهر مارس من عام 1477م كانت أول رحلة للشيخ إلى خارج عمان ؛ وقد استمرت هذه الرحلة شهرين وسبعة عشر يوماً تقريبا ؛ ولكونها أول رحلة لسماحته كان من الطريف والمهم على السواء أن نستمع إلى بعض تفصيلاتها من لسان الشيخ نفسه ؛ يقول : " خرجت من مسقط إلى قطر والتقيت بالشيخ القرضاوي والتقيت بالشيخ عبد المعزعبد الستار ؛ وأكرمنا وتحمل نفقات إقامتنا في قطر » وبقينا يومين ؛ ثم رحلنا من قطر إلى جدة ويتنا ليلة واحدة؛ ثم سرنا إلى المدينة ؛ وبقينا خمسة أيام ؛ ثم ذهبنا إلى العمرة لأول مرة » ويقينا خمسة أيام في مكة؛ وزرنا كلية الشريعة ومن فيها ؛ وسرنا إلى جدة وبقينا ثلاثة أيام في جدة ؛ ثم خرجنا إلى مصر ؛ والتقينا بشيخ الأزهر الدكتور محمد الفحام؛ والتقينا بوزير الأوقاف آنذاك الشيخ عبد الحليم محمود الذي أصبح شيخ الأزهر فيما بعد ؛ والتقيت بمجموعة من علماء مصر ؛ وبقينا عشرين يوماً في مصر ؛ ثم سافرنا إلى الجزاشر ؛ والتقينا بالشيخ بيّوض في العاصمة»؛ وتوجهنا إلى ميزاب ؛ واستقبلنا الشيخ عبدالرحمن بكلّي ؛ وزرنا القرى الست ؛ وهي بريان وغرداية والعطف ثم مليكة و بنيسجن ثم بنوّرة ثم ذهبنا إلى القرارة وبقينا فيها أياما ؛ ثم اتجهنا إلى العاصمة » ثم إلى تونس ؛ وزرنا جزيرة جرية ؛ ثم من جرية اتجهنا إلى #نععام الفكر الزبوو هي ( )و عند الضع جد اطي ليبيا ٠ وزرنا جبل نفوسة ؛ وزرنا زوارة وزرنا في نفوسة ( جادو وكباو وطمزين وتندميرة؛ ثم رجعنا إلى مصر ثم إلى دبي ثم إلى مسقط . '' ولنقتطف من هذه الرحلة ما جرى لسماحته من بعض المواقف في المملكة العربية السعودية ؛ يقول سماحته: " وصلنا إلى المدينة المنورة حيث بقينا هنالك خمسة أيام ؛ تشرفنا بها بزيارة المسجد الشريف للنبي (صلى الله عليه وسلم) والصلاة فيه ؛ ويزيارة قبره عليه أفضل الصلاة والسلام ؛ والتقيت بمجموعة من العلماء منهم الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز ء حيث أخذنا ضيوفاً على الجامعة . وكان آنذاك رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ؛ والتقيت هناك كذلك بالشيخ عبد المحسن عباس الذي كان أمينا عاما للجامعة الإسلامية ؛ والشيخ عمر الفرجاني الذي كان آنذاك نائبا للأمين العام للجامعة ؛ ثم التقيت بمجموعة من العلماء وزرت كليتي الشريعة وأصول الدين ؛ وكانت هاتان الكليتان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ؛ وثار نقاش بيني وبين أحد المدرسين في كلية أصول الدين ؛ فعندما دخلت وجدته يدرس حديث الرؤية الذي في صحيح مسلم ؛ وكان يتحامل على الذين ينفون الرؤية ؛ وقد كنت قبل ذلك دخلتُ فصلا في تدريس العقيدة ودخلت مكان الدراسة »٠ وكان في موضوع وحدة الوجود» والرد على الذين يقولون بوحدة الوجود ؛ والبحث في موضوع فكرة الحلاج ودعوته » وقول أبي زيد العيصطاوي ما في هذه الجبة غيرالله ؛ أي (١) لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي عن هاا الفكر الأؤبوىر_ بن [مح) ‏ عند الشيع اعد احلل لي بمحنى هو الله تعالى الله عن ذلك إن كان ذلك ثابتا عنه؛ وكذلك قول ابن عربي : الرب عبد والعبد رب فليت شعري أين المكلّف لوكنت عبدا فذاك رب أو قلت رب فأنى يكلف وكان الذي يدرس هذه المادة الدكتور ثقي الدين وهو رجل مغربي وكان قد عمّر عمراً طويلا في ذلك الوقت ؛ كان عمره يتجاوز التسعين ؛ كان ضريرا وعاش فترة طويلة في بلاد المشرق وفي أوروباء وأخذ الدكتوراه . كما أخبيرت ‏ من ألمانيا وكان من الذين ينتمون إلى مايسمى بالدعوة السلفية + وقد عهد هذه الدعوة من الشيخ العالم البندي صاحب " تحفة الأحوذي " الذي درس ودرّس في البند فترة ؛ وكان رجلا أدييا وعاش في العراق فترة طويلة » وعاش في المملكة العربية السعودية أيضا فترة طويلة » وكان إماماً ‏ فيما أحسب ‏ في المسجد الشريف فترة طويلة " وكان يتحدث في موضوع وحدة الوجود عن الذين كانوا دعاة هذه الفكرة الساعين إلى بلها وذكر عن كاتب فرنسي ِ- ف درسه هذا أنه قال بأن محاكمة الحلاج كانت أعدل محاكمة ؛ فإنه حوكم لمدة أربعين سنة إلى أن أدين ؛ وحكم عليه بالإعدام ؛ وسأله طالب عن هذا الكتاب للمؤلف الفرنسي ؛ فأجاب بأنْ الكتاب باللغة الفرنسية ؛ وليس باللغة العربية؛ وقد قرأه وهو بتلك البلاد ؛ ولكني وجدت بعض الكتب دولا أذكر (١) ذكرت هذه التفاصيل لبيان قوة ذاكرة الشيخ الذي يتذكر المعلومات من سنوات طويلة لرجال لقيهم في سفره عن مال الفكر الزنوي ني ‎ ]44(‏ عند الشيع لقد الطب يمي المصدر الذي وجدت فيه هذا الرأي . أن محاكمة الحلّاج كانت لمدة تسع سنوات . بعد هذا الحديث عندما قمت للخروج من الصف الدراسي بالجامعة ألقيت كلمة شكرت فيها المحاضر ؛ وشكرت عناية المملكة العربية السعودية ؛ بطلب العلم ونشره ؛ واحتواء الجامعة الإسلامية للعدد الكبير من طلبة العلم من جنسيات متعددة ؛ وخرجت ؛ وكان هناك رجل يسمّى الشيخ سالم بن مطر البلوشي ؛ مشرفاً على الطلاب بالجامعة » ولا يزال مقيماً إلى الآن [أي وقت اللقاء ] بالمدينة المنورة ؛ وقد بلغ من الكبرعتيًا ٠ وقد أقعده المرض ؛ فأودى بصحته ؛ وكان هو الذي يحضني على أن أتحدث بعد الاستماع إلى الدرس ؛ فتحدئت بكلمات وجيزة ؛ وخرجت ثم دخلت صفاً آخر كان التدريس فيه في الفقه » وكان الكتاب الذي يدرّس " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " لابن رشد ؛ وتحدثت بعد الإصغاء إلى حديث المحاضر بكلمات ؛ وخرجت ثم دخلت الصف الثالث ؛ وكان التدريس في صحيح مسلم في أحاديث الرؤية ؛ كان في حديث أبي سعيد وأبي هريرة ؛ وعندما أردت الخروج أشار إل الشيخ سالم بن مطر بأن أتحدث كالمعتاد ؛ فقلت : بأنني أشكر الجامعة على عنايتها بنشر العلم وترغيب الناس في تلقيه؛ أما من حيث الدرس بالذات فإنني أبدي تحفظاً عليه ؛ فأنا لا أؤمن به ؛ ولا أعتقد ما يقوله المحاضر ؛ بل أعتقد خلاف ذلك ؛ هذا الذي أردت قوله إن كنتم تكتفون بذلك فذاك ؛ فإني ما جئت لأناقش وأعارض وأعترض الناس في عقائدهم ؛ وإن كنتم أردتم معرفة الحجة التي عندي فأنا مستعد ؛ فأبدى الدكتور الذي يتولى التدريس استعداده للمناقشة ؛ وكان عميد الكلية أيضا بصحبتنا ؛ فأبدى أيضا استعداده للمناقشة » فذكرت م م عطاق التي ( قح ل عند القع اعد اطل لي لبم أولاً الآية الكريمة " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ” فأسرع الدكتور المحاضر ‏ وهو مصري ‏ إلى القول : بأن الإدراك شي والرؤية شي آخر ؛ فعندما يقول الإنسان أدركت هذا الشيء؛ يعني أحاط به من جميع جوانبه ؛ والرؤية لا تستلزم الإحاطة » ونظراً إلى أنه مصري ؛ قلت له : هل فضيلتكم أدركتم حياة شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت ؟ قال : نعم ؛ قلت له: هل أحطت بجميع حياته منذ ولادته إلى وفاته ؟ يلزمك على هذا أن تكون محيطأ بحياته من أولها إلى آخرها ؛ ثم بعد ذلك كلما أمسكته الحجة من حيث الاستدلال بالقرآن أراد أن يشر إلى الحديث ؛ يقول : ماذا تصنع بالحديث الصريح ؟ ماذا تصنع بالحديث الصريح ؟ قلت له : طيّب ؛ وهذا الحديث هل أنت تعتقد ما فيه على ظاهره كما هو ؟ قال : نعم ؛ قلت له : هل رأيت ربك ؟ قال : لا ؟ قلت له : أليس الحديث في أول موقف من مواقف يوم القيامة ؟ قال : نعم؛ قلت له : الحديث هذا هو ؟ وأمسكت الكتاب وقرأت عليه الحديث؛ قلت له : الحديث يقول إنكم سترونه كذلك ؛ بعث الناس يوم القيامة في صعيد واحد ؛ ثم يقال لهم : لسع كل أمة ما كانت تعبد ؛ فمنهم من تع الشمس ؛ ومنهم من يبع القمر ؛ ومنهم من ينيع الطواغيت ؛ فتبقى هذه الأمة فيها منافقوها» فيأتيهم ربهم في غير الصورة التي يعرفونه بها ؛ فيقول لهم : أنا ريكم ؛ فيقولون له : نعوذ بالله منك » لا نبيح مكاننا حتى يأتينا ربنا » قلت له : إن كان هذا في أول موقف من مواقف القيامة؛ وأنت لا تعتقد أن الدنيا محل لرؤية الله ؛ متى رأوه حتى عرفوا صورته وارتسمت في عقولبم ؟ فإذا رأوه بخلافها؛ قالوا : نعوذ بالله منك ؛ لا نبرح م عن مال الفكو الؤبوي لي ]و عند الضيع قد اطي مكاننا حتى يأتينا ربنا ؛ فأجاب : بأنهم عرفوه نما جاء من وصفه لنفسه ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم ) له ؛ فقلت له: طيّب ٠ أنت قرأت كلام الله وقرأت سنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم فهلم إلى وصفه على حسب ما ارتسمت صورته في ذهنك ؛ حسبما عرفته بما قرأته بنفسك من الكتاب والسنة ؛ فأجابني أحدهم قائلا: هذا السؤال لا يليق بك ؛ فلا ينبغي لعاقل أن يطرح هذا السؤال ؛ فيسأل أحدا عن الله تعالى كيف هو ؟ قلت : أنا أعرف أن الله تعالى ليس كمثله شيء ؛ ولكن يلزمكم ما دمتم تعتقدون هكذا ؛ يلزمكم أن تجيبوا على هذا السؤال . واستمر النقاش طويلا ؛ ثم قيل : الأولى أن نخرج من الصف حتى لا نشوش فكر الطلبة ؛ فخرجنا إلى قاعة أخرى ؛ وجاء الطلبة وراءنا"". تلك لمحة سريعة من رحذته الأولى إلى الخارج »+ ونعود لمتابعة مراحل حياته؛ ففي عام 1747ه / 1479م انتهت الدراسة بمسجد الور وعيّن الشيخ الخليلي مديراً للشؤون الإسلامية ؛ وانتقل على أثرها من مسقط إلى روي في شقة بإحدى العمارات هناك ؛ وكان ذلك في عام 1746ه ؛ 1417/4م وفي هذه السئة كانت أول رحلة للشيخ إلى أوروبا وبالذات إلى إيطاليا ‏ وبعد وفاة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري في حادث سير 4960 7١1ه/ 0م عيّن جلالة السلطان قابوس الشيخ الخليلي مفتياً عاماً للسلطنة + وفي سنة 5ه - 50م انتقل مسكن الشيخ إلى مدينة السلطان قابوس ليعود )0 لقاء الشيخ العيسري بالشيخ أحمد الخليلي رهن مع الفكر الزاري ___._ر ‏ ( لح عند الشيع لد حلي َ بعد سنة واحدة إلى روي مرة أخرى ؛ حيث كان مسكنه بقرب مكتبة الاستقامة حالياً بل في البناء نفسه ؛ وفي هذه السنة أي 448 17ه - 1418م كانت أول رحلة للشيخ إلى بريطانيا بمناسبة تدشين ؛ سفينة للبحرية العمانية حيث .. 2 | م ٍ 1 ب بر 7 ا" - 2 ( 1 1 ال 0 م ا د 0 ً 0 6 لا :1 ص #0 ! ! ا 1 0 ُِ 0 ل" 0 . ١ 1 ّ 1 لال ل ] 1 7 ا ف مع 1 م 0 1 ١ بر 5 61 سماحة الشيخ الخليلي يلقي كلمة في بريطانيا بمناسبة تدشين سفينة للبحرية العمانية ألقى سماحته كلمة هناك بهذه المناسبة . ثم بعد تلك الرحلة كانت أول رحلة له إلى خارج البلاد العربية » حيث توجه - حفظه الله - إلى باكستان ثم إلى البند --وقد ذهب إليها مرات عديدة - ثم سافر إلى الصين والفلبين وسنغافورة وهونج كونج ثم سافر إلى فرنسا وتكررت الرحلات لسماحته بما تصعب عن معا الفكر الزبوي لي ر6) ان كن الضزرات طق متابعته '". وللشيخ مشاهدات ومواقف أبان عن بعضها في بعض محاضراته. سأوردها في مواضعها من البحث طلبا للاختصار ‏ وما دام الحديث يدور في فلك الترحال والتنقلات تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ انتقل من بيته المجاور لمكتبة الاستقامة إلى بيت آخر بمنطقة الممتاز في حوالي عام 14684ه تقرييا ؛ وكل هذه المساكن كانت مستأجرة إلى أن انتقل سماحته إلى مسكتنه الحالي الجديد ؛ ليضع بذلك حداً للتنقلات الأسرية . ويصوّر ( وليد عوض ) الصحفي بمجلة الأفكار حياة الشيخ في لقاثه معه جاء فيه : نلاحظ يا شيخ أحمد أنك تعيش حياة تقشف إلى أبعد حد ؛ فأنت تقيم في منزل متواضع دلونا عليه بالأمس ؛ وتحته مخازن ؛ ولا تسكن في قصر ولا في فيلا ؛ كما يفعل أكثر رجال ديننا في وطننا العربي ؛ وليست لك مراسم ولا سكرتيريستقبل الزوار قبل أن يدخل به عليك ؛ أهي نشأة تقشّفية خاصة بك ؟ أم أن تركيبة البلاد هكذا هنا ؟ فأجاب : إنني أتعامل مع الحياة بمنظار المقتنع بأنه منظار صحيح ولا شائبة فيه ؛ فالحياة يعيشها الإنسان لفترة محدودة على ظهر هذه الأرض ؛ ثم لا يلبث أن ينتقل إلى باطنها ؛ ويجب أن ينظر إليها بأنها حياة لا تستحق العناية الكبيرة ؛ وأنا أرى أ ما أنا فيه هو الآن فوق ما استحق ؛ والشاعر الواعظ يقول : وخيمة خوص أو ظليلة راكة كثير على حي يموت فيقبر (١) من لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي من معالم الفكر التربوي ال عند الشيخ أحمد الخليلي ومن كان مشواه باطن الأرض » وجسمه غذاء للدود ؛ ينبغي أن يتّحظ في حياته؛ ومع ذلك علينا أن تتأمل قول الله سبحانه وتعالى : (يلْكُ الذَّرُالْآخِرَة َجَْلهَ لّذِين نا يُرِيدُونَ عُنُوا في الأرْض وَنَا فَسَااً وَالْعَاِبَة للقن" وتجدر الإشارة هنا إلى أن سماحته رفض بشدة الانتقال إلى بيته الحالي ؛ فما كان يعلم بذلك البيت حال تشييده ؛ فقد تولى شؤونه أخوه حمود » يقول محمد الرشيدي سائق سيارة الشيخ : " مررنا مرة يجانب البيت وهو قيد الإنشاء ومعي سماحته ؛ فسألني قائلا : أرى تعميراً هناء فما هذا الإنشاء؟! فأجبته : هذا منزلكم » فتعجب ؛ كيف لا يعلم بذلك؟! وبعد الانتهاء منه رفض الانتقال إليه ٠ وأصرٌّ على ذلك ؛ وقال لأبنائه : اجعلوا لي عريشاً من سعف النخيل يكفيني لأقضي تحته ما تبقى من عمري ؛ ورأى أن ييقى في بيته المتواضع المستأجر» وأخذ يدفع إيجاره الشهري - حوالي ألف ريال شهريا ‏ فتراكمت عليه بسبب ذلك ديون كثيرة؛ لمم يجد سبيلا لسدادها »؛ وحين رأى أولاده تراكم الديون » وعجز سماحته عن سدادها دخلوا معه في مفاوضات كثيرة أقنعوه خلالها أن هذا المنزل الجديد يحوي بالإضافة إلى عائلة الشيخ عائلات الأبناء أيضا ؛ وسيبقى ضيقاً صغيراً ؛ فهناك عائلة خليل ؛ وعائلة أفلح ؛ وعائلة عبد الرحمن ؛ وعائلة محمد ؛ عدا الضيوف الكثر المرتادين بيت سماحته دون انقطاع » ولعل في طوايا الأيام أسياباً أخرى لم تبن عنها لنا دفعت سماحته إلى العدول عن رأيه والانتقال إلى المسكن الجديد. () لقاء الصحفي وليد عوض بالشيخ الخليلي ٠ من معالٍ الفكر الذي لي ٠ عند ال عد الشيع هد اخد لي وفي عام 1481م عيّن الشيخ وكيلاً لوزارة العدل والأوقاف والشوون الإسلامية بمجانب منصب الإفتاء ؛ وحزن لذلك حزنا شديدا؛ وحاول مرارا الاعتذار عن الأعمال الإدارية نظراً لاهتماماته العلمية وطبيعته الإصلاحية ؛ وقدّر الله أن ابتلاه ببعض الأمراض الشديدة التي لزم معها الفراش ؛ واضطر للسفر إلى أمريكا طلبا للعلاج ؛ وقد زوّده الطبيب هناك بتقرير طبي يصف حالته المرضية إلتي تتطلب عدم الإرهاق ؛ فرفع الشيخ التقرير إلى المقام السامي ملتمساً إعفاءه من هذا المنصب ؛ فجاءت الموافقة على ذلك ؛ ثم بعد ذلك رفي إلى درجة وزير؛ فما أحدث ذلك أي تغيير مطلقاً على أسلوب حياته. كيت شّضى سماحته سحابة يومه : ذلك مرهون بتقلب الظروف والأحوال ؛ وخلاصة القول : إن يومه جهاد مستمر لا يفتر ؛ وعمل جاد لا يهداً ؛ والشيخ حال كتابتي هذه السطور يطوي عامه الثاني والستين ؛ ولا شك أن الظروف المحيطة به في هذه المرحلة من العمر ليست تلك التي كان يعيشها في العقد الثالث من عمره المبارك » غير أن الشيخ يلخّص ذلك في جواب على سؤال من صحفي كويتي ؛ جاء فيه : كيف تقضي يومك ؟ فأجاب قائلا : ليس هناك برنامج معين ؛ لأن أوقاتي كثيراً ما تكون فيها ما يتجاذبها؛ فأنا أستيقظ قبل أذان الفجر بساعة ؛ وأستعد للصلاة؛ وبعد صلاة الفجر أتلو ما تيسر ؛ وأحيانا أعود إلى النوم » ثم بعد ذلك أفطر ‏ ثم أبدا مشوار العمل والحياة؛ وهنا تتجاذبني عدة عوامل؛ فأحيانا أخرج من 1 من معلا الفكر الؤبوي __ 0( 9ل) و عند الشيج اعد اخللي البيت ولا أتمكن من العودة إليه إلا في وقت متأخر من الليل . ”'' والأيام تختلف لدى سماحته ؛ فصباح الثلاثاء من كل أسبوع يتفرغ لدرس التفسير الذي يلقيه بعد صلاة المغرب ؛ أما بقية الأيام العادية فإنه في طريق خروجه إلى الوزارة يمر بالمجلس حيث ينتظره ذوو الحاجات ؛ فيقضي حوائجهم ؛ وبعدها يتجه صوب الوزارة أو لجنة التظلمات ؛ أو أحيانا يبدأ بكتابة صفحات في التفسير ؛ وأحيانا تحول دون ذلك أعمال اضطرارية ؛ وإذا عاد ليلاً بعد العشاء ورأى مجلسه مضاءً ؛ فإنه يأبى إلا الدخول مهما كان الإرهاق قد حطم قواه الجسدية ؛ فيكرم ضيوفه ؛ ويقضي حاجة كل ذي حاجة ؛ وربما دخل إلى أهله في وقت متأخر من الليل . إنه يرى نفسه قد تحملت عبئاً ثقيلا فللناس عليه حقوق + فلم يخلقه الله لذاته ؛ وإنما لنشسه وللآخرين المتعطشين إلى المنقذين والموجهين من أمثاله ؛ وما أجمل كلمات سطّرها قلم وليد عوض ؛ يشهد فيها بحال الشيخ في زيارتين متباعدتين»؛ وهو يصف ما شاهده مساء الثلاثاء في درس التفسير لسماحته ؛ يقول : المساء في جامع السلطان قابوس مهرجان صوفي ؛ مئات المصلين يتدافعون إلى داخل المسجد ؛ بعدما يخلم كل منهم نعليه عند العتبة ؛ وفيما يكتفي فريق منهم بتأدية صلاة المغرب ليعود إلى أشغاله ؛ وسوق العمل في مسقط مفتوح حتى العاشرة مساء ؛ يلازم الآخرون سجاجيد المسجد ؛ ليقرؤوا القرآن الكريم ؛ أو يتوجهوا بالأدعية إلى الله عز وجل ؛ أو يتحلّقوا حول رجل نحيف القامة » يرتدي أبيض بأبيض ؛ وبروح تقشُف عرّ نظيرها؛ ويضعون بين يديه ما عندهم من هواجس ومشاكل وهموم ؛ فيفتي بينهم (١) لقاء الصحفي الكويتي بالشيخ الخليلي شريط مسجل. م عن سؤافك الووي يه( ل عدااضع دي ويريح صاحب الكرب ؛ ويشفي غليل الحيران . ذلكم هو الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان ؛ ومحدّث يوم الجمعة على شاشة التلفزيون العماني » وصاحب الكلمة الفصل في كل ما يحتاج إلى فتاوى . أنا أعرف الشيخ أحمد الخليلي منذ عام 1474م ؛ يومئذ لم يكن قد ولي سدة الإفتاء بعد؛ وكان أبرز وجه في المحكمة الشرعية ؛ حتى اختاره السلطان قابوس بن سعيد من بين عشرات العلماء ورجال الدين الضالعين في الشريعة والفقه ليكون مفتي السلطنة . والشيخ أحمد ابن الأربعين لم يتغير علي هذه المرّة؛ إلا في جسده؛ فقد أصبح أقل نحافة؛ ولكن لم يتغير لا في فروسيته ولا في جرأته؛ إن الرأي عند الشيخ أحمد استراتيجية وليس تكتيكاً؛ وكما عرفته زاهداً متقشفا متواضعاً كذلك ألفيته هذه المرة . لم يكن الإفتاء عنده مكتباً فخماً؛ ولا ديواناً مترامياً » بل حسبه وهو يقابلك أن يتجمع فوق كرسي عادي ؛ وبثوب أبيض عادي؛ وبعمامته العمانية على رأسه ؛ فإذا ناديته بصاحب السماحة؛ قال : استغفر الله ؛ أنا عبد من عبيد الله الضعفاء المساكين؛ المحتاجين إلى مغفرة الله عز وجل ورضوانه”". أما يوم الجمعة فالشيخ ‏ كالعادة . لا يخلو مجلسه من الزوّار وذوي الحاجات ؛ فيقضي حاجاتهم قبل النهوض للاستعداد لصلاة الجمعة ؛ ثم يستقبل ضيوفه بعد الصلاة على وجبة الغداء التي ربما كثر عليها العدد بما لا يتصوره المرء » إذيأتي بعض الناس دون أن يحيطوا الشيخ علماً » وقد رأيت بعيني رأسي مرة ما يمكن أن أسميه باحتفال الجمعة؛ فقد حدثتني نفسي أن (١) لقاء الصحفي وليد عوض بالشيخ الخليلي من معال الفكر الدتويرو _ ا (*) اج عند الشيخ أمد امدق لي أزور الشيخ بعد صلاة الجمعة وأتناول معه وجبة الغداء » وقلت في نفسي إني شخص واحد ؛ لا أوثر شيئاً ؛ حضرت أو غبت ؛ وما إن استقرّبنا المجلس حتى بدأت الأفواج تتدفق ؛ زرافات ووحدانا ؛ حتى ضاق المجلس الدائري بالحاضرين» فأمرهم الشيخ أن يكونوا صفوفا كصفوف الصلاة ؛ ثم بعدها اضطر الشيخ إلى الخروج بنفسه للإشراف على الانتقال إلى المجلس الكبير ؛ وأمرنا بعد ذلك بالانتقال إلى المجلس الداخلي ؛ وهكذا يمر وقت الشيخ من أجل الآخرين على حساب راحته. أما بعد صلاة العصر فالشيخ يتفرغ للتلاوة والذكر والدعاء في المسجد حتى أذان المغرب ؛ التماساً للساعة المباركة من يوم الجمعة ؛ ثم يبقى إلى صلاة العشاء هناك ؛ ويحبسه الناس بعد الصلاة إلى وقت متأخر من الليل أحياناً؛ يستفتونه ويستشيرونه؛ وربما عاد إلى البيت ووجد بعض الأفراد ينتظرونه في المجلس؛ ليعود إلى أهله متأخراً ؛ إنها حياة جهاد لا يفتر. وعمل دؤوب لا يهداء بإرادة قوية لا تخور» حفظه الله وعافاه . مات رأضلاته مصفظاه رزامئة : لقد رزق الله الشيخ حافظة قوية؛ وذكاء حاداً؛ ونباهة وقادة؛ فهو سريع الحفظ؛ دقيق الملاحظة ؛ كثير القراءة؛ واسع الاطلاع ؛ رحب أفق الوعي؛ تعلق بذاكرته الكثير من الشوارد ؛ وقد أورثه ذلك فقهاً للواقع لا ييارى ؛ ووعيا بما حوله لدرجة لا تجارى , يحفظ الكثير من الحوادث في سن مبكرة من عن عا الفك الؤبوي يا (ول) و عند الضع لق اطق لي طفولته ؛ ففي سؤال قدمه إلى الشيخ الخليلي الشيخ عبدالله ابن عامر العيسري؛ عن أقدم ذكرياته » أجاب فيه : " في حوالي العام أو دونه علقت بذهني أول ذكرى تذكرتها وأنا في مرحلة الطفولة؛ عندما كنت في حضن والدتي ؛ حفظها الله ؛ وكانت تطعمني القثاء ( القرع ) وكنت أرفض أن أطعمها بسبب أنني في ذلك الوقت لا أحب ذلك ؛ وعندما سألتها عن عمري في ذلك الوقت؛ قدرته بنحو العام أو أقل قليلاً من العام. الذكرى الثانية عندما فَِمْتُ؛ وأذكر تلك الجلسات التي جلستها عند جدي ''' وذكرى أخرى ما تزال عالقة بذهني؛ ولعل علوقها بسبب ما فيها من الإيلام» وقد كان ذلك عندما فطمت من الرضاع؛ وذلك في منزل جدي لأمي؛ وهذه الصور باقية في ذهني إلى الآن "' ومن الذكريات التي أذكرها؛ ذكرى وفاة جدي حمود بن سالم البهلاني وهو أبو والدتي ؛ وقد توفي في شهر صفر عام 17716ه ؛ وأذكر أن نعيه وصل إلينا وقت صلاة المغرب ؛ وكان والدي يستعد لأداء صلاة المغرب؛ وذهبت بصحبة والدتي وأحد إخوتها إلى المنزل الذي وقعت فيه مصيبة جدي ؛ وأذكر بكاء النساء في ذلك الوقت؛ ولا أزال أذكر إلى الآن قصة كانت تتحدث بها إحدى النساء هناك» وهي أن امرأة كبيرة في السن ‏ وقد أدركتها . خرجت في طريق قد ناوشتها الكلاب فيه فجرحتها ؛ وكرت عليها ؛ والحديث لا يزال مرتسما بمخيلتي إلى وقتنا هذا ؛ وقد كان عمري يوم وفاة جدي بحسب الأشهز القمرية ثلاث سنوات وستة (١) لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي و لقاء الشيخ العيسري ولقاء المنفلوطي بالشيخ الخليلي من معال الفكر الزيوي ١ عند الشيخ أمد اذل يل 7 التتخه عند الشع تقد الملل لي أشهر ؛ ومن الذكريات القديمة لقائي بالشيخ أبي إسحاق أطفيش في حال زيارته الأولى لزنجبار عام 1777ه ؛ وأذكر أنه حضر في منطقة تسمى بالمحلية مفنيسيني؛ وأهل عمان يسمّونها الفنسا ؛ وقد ألقى درساًء لكن لا أحفظ ما قاله في ذلك الدرس "'" ولكن الشيخ يذكر تماما ما قاله الشيخ أطفيش في دروسه التي ألقاها في زيارته الثانية لزنجبار» فقد أورد في جواهر التفسير في تفسير فواتح السور : "وممن جرى في هذا المضمار شيخنا العلامة أبو إسحاق إبراهيم أطفيش رحمه الله فقد سمعته غ دروسه التفسيرية | لتي كان يلقيها بجزيرة زنجبار أيام زيارته لها عام 17/8ه ما رأيته من بعد منقولا عنه في كتاب إعجاز القرآن بين النظرية والتطبيق للدكتور محمد حفني شرف ..." '' يتحدث الشيخ بنعمة الله عليه هنا فيقول : " عندما كنت أحضر دروس الشيخ أبي إسحاق كان زملاني يكتبون ما يلقي علينا الشيخ في أوراقهم ؛ وبعض ميسوري الحال يسجلون الدروس في أشرطة سمعية ؛ وأناما كنت أملك شيئا من ذلك؛ وإنما كنت معتمدا على ذاكرتي ؛ فلما حدث الانقلاب ضاعت أوراقهم ؛ وتلفت أكثر أشرطتهم ؛ وبقي عندي من فرائد الشيخ أبي إسحاق ما حفظته الذاكرة" " ومن عجائب حفظه ما يحدثنا به معاصروه ؛ فمن ذلك ما أخبرني به ولده سليمان نقلا عن عمه ؛ وأخبرني بذلك الشيخ بدر اليحمدي وقد حضر (١) لقاء المنفلوطي بالشيخ الخليلي (؟) جواهر التفسير ؟/م/ (©) نقل إليّ هذا الحديث أكثر من واحد بمن سمع الشيخ منهم الشيخ سالم بن خلفان البراشدي وسلطان الشيباني يعن انافك الزبوي يا (حل) ل عند الضع اتد يرن مجلس الشيخ فحدثهم بذلك » قالا : جلس الشيخ تحت شجرة قرنفل يحفظ من جوهر النظام؛ فحفظ منه لمانمئة بيت في جلسته تلك '' ومن هذه العجائب أنه وهو بزنجبار عد مجلس تأبين لموت الإمام الخليلي ؛ ألقيت فيه خطبتان » الأولى ألقاها الشيخ عبدالله بن سليمان الحارثي ؛ كما ألقى فيه الشيخ عبدالله بن حمدون الخطبة الأخرى ؛ فحفظ الشيخ الخليلي كلتا الخطبتين ؛ وكانت إحداهما تقارب ثلث الساعة "ومن ذلك ما حدثني به الشيخ أبو الحسن شحاته قال : زار الشيخ الخليلي طلبة القسم الداخلي بمعهد القضاء الشرعي بروي؛ فألقى للطلبة محاضرة قال فيها بما معناه : قرأت في مجلة البعث عن أثر العقيدة في النفس ؛ قصة هرقل في حربه مع الفرس ؛ وأخذ يسرد القصة كما وردت بالمجلة ؛ وكان لدي العدد نفسه الذي أشار إليه الشيخ ؛ فلما رجعت إلى البيت وكان معي الشريط المسجل لتلك المحاضرة؛ فأخذت أتتبع النص من المجلة ؛ فوجدته كأنما يقرأ من المجلة ؛ حتى أنه لا يفير حروف العطف ؛ ولو لم أسمعه بنفسي لما صذّقت ذلك ؛ كما كنت أتتبع نقله في محاضرة التفسير عن الإمام محمد عبده؛ والسيد رشيد رضا من تفسيرالمنار ؛ فلم أجده يحيد حرفاً عما قالاه '' وقد سألت الشيخ سعيد بن حمد الحارثي عن موقف يدل على مدى حفظ الشيخ فقال : " أما الحفظ فحدّث ولا حرج ؛ فقد كنت ذكرت له في سنة 4ه رؤيا منامية رأيتها + ثم في سنة 88 1ه أي بعد سبعة عشر عاماً ذكرت له رؤيا أخرى ؛ فقال لي على الفور: هذه الرؤيا تشبه الرؤيا الغي () لقاء المؤلف بالشيخين سليمان الخليلي وبدر اليحمدي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن أحمد الخليلي 0 لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن شحائة ب عن مط الف الزاري__ ‏ (لال] عند الشيع اد لقي رأيتّها عام ١174ه ؛ يقول الشيخ سعيد: لقد نسيتها أنا وذكّرني هوبها!" وحدثني الشيخ بدر اليحمدي بما يشبه هذه الحادثة إلى حد بعيد ؛ قال : رأيت مرة رؤيا فقصصتها على الشيخ + ومرت السئون فنسيت الرؤيا ٠ فلما زارنا الشيخ في بلدنا حدثني بالرؤيا؛ وسألني أتذكرها؟ قلت: لا ؛ فقد حفظها هو ونسيتها أنا "" وحدثني الشيخ زياد ابن طالب المعولي؛ قال: لما كنت أدرس بالأردن قرأت كتاباً قديماً نادراً بمكتبة الجامعة يتحدث عن تأريخ اليمن؛ فحفظت منه عدة أبيات تتعلق بشرب القات منها : مداعتي" أنيستي جليستي في وحدتي تقول في كركرها بالله خذني بالتي وف عام تل؛"" م عقدت ندوة مازن بن غضوية ؛ وقد ذهبنا إلى سمائل ؛ فعرض الحديث لموضوع القات ؛ فذكر الشيخ الأبيات كاملة ؛ فتعجبت كيف عثر الشيخ على الكتاب؛ وكيف يحفظ تلك الأبيات ؛ لولا كثرة اطلاعه؛ وقوة حفظه؛ ربما لما يشاء حفظه وما لا يشاء ." والمواقف الدالة على ذلك كثيرة + أما النباهة والذكاء فإني أترك للمواقف التالية المجال لتفصح عن ذلك : 0١) لقاء المؤلف بالشيخ سعيد بن حمد الحارثي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ بدر اليحمدي (©) المداعة هي الشيشة (4) لقاء المؤلف بالشيخ زياد بن طالب المعولي و عن عا الفكر الزنوي .لي وي و عند لضع اد ات لي يقول الشيخ زياد المعولي زارنا الشيخ الخليلي في المعهد أيام الامتحانات النهائية » وكان ذلك قبيل إخراج نتائج الامتحانات , فأعطيت الشيخ الكشف المفصل لدرجات الطلاب » وكان هذا الكشف يحوي درجات امتحان منتصف الفصل والتقارير والمشاركة ودرجة الامتحان النهائي؛ ثم المجموع والنسبة المثوية, فأخذ الشيخ يقلّب صفحات الكشف»؛ وبسرعة قال لي : هنا خطأ في النسبة المثوية؛ والصحيح كذا ؛ فحسبنا النسبة بالآلة الحاسبة » فوجدناها كما قال سماحته . فتعجبت كيف كشف الشيخ الخطأ بتلك السرعة ؛ ونحن بحاجة إلى استخدام الآلة الحاسبة." ومن نماذج الفطئة الحاضرة أن الشيخ ‏ حفظه الله عندما يلقي محاضراته ويستحضر أثناء إلقائه حادثة مرت عليه » أو قصيدة قرأها في المصدر الفلاني ؛ سرعان ما يقوم الشيخ بعملية حسابية مذهلة؛ دون توقف عن الحديث ؛ فيقول مثلاً: في زيارتي للصين منذ كذا سنة ؛ أو قرأت في المجلة الفلانية عام كذا ؛ أي منذ كذا وكذا من السنين ؛ فهو يقوم بتذكر السنة أولاً؛ ثم يقوم بطرح العام الذي قرأ فيه من العام الذي يتحدث فيه بسرعة فائقة ؛ فيعطيك مقدار السئين التي مرت عليه من تلك الحادثة إلى وقته ذلك . وقد لمسنا فيه ما أكرمه الله به من حضور البديهة باستمرار ؛ ولو كان في وقت متأخر من الليل ؛ بِلْهَ في أوقات الصباح مثلا ؛ ومن أجويته المفجمة ما كان من ردّء على الشيخ ابن بازء عندما دعاه الشيخ الخليلي إلى المناظرة فأبى ؛ يقول سماحة الشيخ : فقلت له: أرأيت أن لو جاءك يهودي أو نصراني أو صاحب مبدأًآخر؛ وجادلك في الإسلام أما (١) لقاء المؤلف بالشيخ زياد بن طالب المعولي عناععا الفكر الدبوى _ن ‏ (6ل) ل عند الشيع اعد يلي كنت توافقه على النقاش العلني؟ قال: نعم؛ لأن في ذلك دعوة إلى الإسلام. قلت له: وفي هذا أيضاً دعوة إلى الإسلام النظيف الخالي من البدع والشبهات. فقال: إن أصحاب البدع لا ينفكون عن بدعهم مهما كان الأمر. فقلت له: لقد تبين ذلك من موقفكم الآن الذي وقفتموه؛ وأخيراً بعد أخذ ورد؛ أصرٌ الشيخ إصراراً على موقفه الرافض لما دعوته إليه ؛ فقلت له: إن هذا الإصرار لا يمكن أن يفسّر إلا أنه إفلاس من الحجة؛ وعجز عن إقامة البينة ؛ فإ صاحب الحق لا يكون هيبا ولا جباناً؛ بل صاحب الحق يجرؤ على إظهار الحق الذي يعتقد, .7" ومن ذلك أنه يلحظ الأمور بمنتهى الدقة لكل معارفه ؛ حتى إذا رأى أحدهم جاوز الحد ؛ أتاه بلطف وبشاشة ليسرد له تأريخ حياته ؛ وجميع المواقف المتضافرة التي مر بها ليصل به في النهاية إلى صحة ما توصل إليه من ملاحظة يطلب منه أن يصحح مساره بعدهاء؛ ويعود إلى جادة الصواب؛ ويثوب إلى الرشد ؛ ويتخلص من تلك المعايب . ولذا لا يستطيع أحد كاثنا من كان أن يصطلي بناره ؛ أو يحوم حول حماه ؛ لأنه سيلقى ما لم يكن في حسبانه ؛ وكل من سؤلت له نفسه مناوشته ‏ فيما يتعلق بمصلحة الإسلام ‏ لقنّه درسه البليغ ؛ ولا حاجة لذكر الأسماء هنا ؛ ولأجل الأجيال القادمة أذكر أني كنت ذات مرة أتحدث مع الشيخ ؛ فجرّنا الحديث إلى مسألة فقهية؛ واستطرد الحديث إلى ذكر شخصية كتبت في ذلك الموضوع؛ وقد عابت الرأي الذي يذهب إليه الشيخ الخليلي ‏ حفظه الله بأسلوب لا ينبغي أن يكون ؛ وكان رأي الشيخ هو الأسلم (١) الرد على فنوى الشيخ ابن باز ؛ محاضرة بجامعة السلطان قابوس ؛ بثها التلفزيون العماني ؛ وهي محاضرة منتشرة مشهورة متداولة. , من معاإ الفكر الؤبوي يا [82) و عند الع اد اف لي في الدين والدنيا ؛ وهو رأي كثير من العلماء ؛ في كثير من المذاهب الإسلامية ؛ قال الشيخ : فأرسلت إليه؛ لئن لم تنته ستلقى المصير نفسه الذي لقيه فلان ؛ فانتهى والحمد لله محكاته العلمية لا شك أن الاجتهاد والحرص على طلب العلم قد صيّرا من الشيخ عانًا كبيرًا؛ راسخًا في العلم» متضلعًا لا يشق له غبار» وتتبدى ظواهر ذلك في الكثير من المواقف في القديم والحديث التي أشير إلى بعض منها : يقول الشيخ سعيد بن حمد الحارثي فيما قبل 1477 بقليل جثنا لزيارة والدي في مسقط؛ في خلال زيارتنا تلك جاء الشيخ أحمد الخليلي يزور والدي؛ وفي المجلس بدأ الشيخ يتحدث ويفيض علينا من بحار علمه؛ وكان هناك أخي سالم بن حمد؛ فقال والدي لسالم: تعال سالم؛ تعال شوف العلم .. على هيئة المباهي بالشيخ ؛ يدعو سالماً لينظر كيف العلم؟"!'' ومن ذلك ما أخبرني به الشيخ أبو الحسن شحاته؛ قال: " كُلْفْتُ بتحقيق كتاب الشيخ أبي سعيد الكدمي " الاستقامة " وكان الشيخ في مكتبة الجامع مشغولا بالقراءة؛ فطلبت منه مقدمة عن حياة المؤلف»؛ فأخذ الشيخ الدفتر مني وتناول القلم 0 وبدأ يكتب من ذاكرته .. فلم أنهى صفحتين قلت : الحمد لله (١) لقاء المؤلف بالشيخ سعيد بن حمد الحارثي #ناعطظ الفكر الززوير ل (ح) ل غند الشيع قد الخى لي تكفي صفحتان ,ثم الحمد لله هما ثلاث .. فكتب لي أربع عشرة صفحة؛ ثم عاد إلى عمله؛ ولم يأمرني بالعودة تعال في غد؛ أو بعد غد أو كذا.'" ومن مروياته أيضًا ما حدثني به قال : وردت إلي ثلاث أسثلة من علماء ( مصر ) عن : - شهادات الاستثمار الفئة (ج). - حكم كلمة "يحيى البلال مع الصليب" - الدين لله والوطن للجميع - لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة. لأن علماء مصر يبحثون عن عالم مخلص لا يخاف في الله لومة لائم؛ فجلست مع الشيخ في غرفة منعزلة؛ وأجاب عليها في أشرطة سمعية لمدة ثلاث ساعات متواصلة. وقال: كنت أدرّس التفسير لطلبة المعهدء وعند الإشكاليات نرجع إلى سماحته؛ فلاحظت أنه يجيب من الذاكرة وبالتفصيل؛ فلمًا أخذنا قوله تعالى: (ما ننسخ من آية ... ) رأينا أبا مسلم الخراساني ينكر النسخ؛ فقال أحد الطلبة: نسأل الشيخ عن الرأي الصحيح؛ فبعد صلاة المغرب؛ بعد المصافحة للشيخ كان معنا الشيخ زهران البراشدي وهو طالب يومئذ ؛ وسألنا الشيخ الخليلي قائلين: إن بعض العلماء ينكرون النسخ ؛ فرد الشيخ مباشرة: لقد رد عليهم أبو زهرة في كتابه الفقه على المذاهب الإسلامية الجزء كذاء صفحة كذاء فت من شدة حفظه. ومرة كنت أشرح قول الله تعالى: ( وآتوا حقه يوم حصاده) فمعظم علماء المذهب يرون أنه في الأصناف الستة؛ في حين أن بعض الباحثين يرون أن يصرف النصٌ لصالح الفقير» فسألنا الشيخ؛ فقال الشيخ: إن علماء (١) لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن شحاتة ب «ناععا! الفكر الزبوى ل (م) و عند الع هد اطق لي الملذنهب تكلموا في هذا الموضوع ؛ فقال بعضهم كذا؛ وبعضهم كذا؛ واستمر بما يزيد على نصف الساعة يجيب على هذا السؤال ارتجالاً.!'" وما يدور في هذا الفلك ما قرأنه لسماحته في كتابه "جواهر التفسير" وكتابه "الحق الدامغ" وكتابه ' وسقط القناع" فضلاً عما تحوي من علم رصين؛ ومناقشات واحتجاجات تعكس مكانته العلمية؛ لا يخلو الكتابان من إيحاءات جاءت عفو الخاطر تدل بوضوح على المكانة العلمية السامقة التي يحتلها سماحته؛ فمن ذلك قوله في كتابه " وسقط القناع” : " وأتحدى بما أورده هنا من النص الذي قلته في الحق الدامغ الحشوية أن ينقضوا هذا الكلام جملة جملة إن كانوا صادقين بأنهم على حق؛ وأن الذي قلته باطل" "وقد نَقَلَتْ هذا التحدي وسائل الإعلام العٌمانية. واطّلم العالم عليه؛ ولم يحرك أحد ساكنًا؛ ومن النصوص التي أشرت إليها سابقًا ما جاء في جواهر التفسير بعدما أورد الشيخ ما قيل في هاروت وماروت من أقوال المفسرين وأطال فيها ثم قال: " هذه خلاصة ما قيل في قصة هاروت وماروت وما أشارت إليه الآية في شأنها؛ والذي يتجه لي من المراد بها وبشأنها خلاف كل ما قيل .. " '" ويأخذ في تفسير الكثير من المشكلات التراكمة على الأفهام عبر العصور فيجلّي غوامضهاء؛ ‏ ويقشتع تراكماتها؛ وحسبنا من الدلالة على مكانته كونه مفسرًا لكتاب الله تعالى؛ وما اشترطه العلماء في امسر من الشروط الكثيرة؛ وليس هذا المستوى من التمكن العلمي خاصاً بعلوم الشريعة؛ فالشيخ متضلع إلى حد التشبع في علوم اللغة (١) لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن (؟) وسقط القناع ؛ الشيخ الخليلي ٠ ص7١ () جواهر التفسير ١01/1 في عن هط الف الزوى ب (9م) ل عند الشيع لد اخيل لي والأدب؛ والثقافة العامّة؛ والبلاغة والبيان؛ أخبرني الشيخ زياد المعولي قال: حكى لي صالح محمود نهية ؛ وهو متخصص في النحو؛ قال لي: ما كنت أعتقد أني سأجد خطيبًا في عُمان بهذا المستوى؛ فقد كنت أبحث عن سقطات نحوية لدى الخطباء والمحاضرين» وكنت حريصًا على التقاط سقطة لدى الشيخ الخليلي ؛ فما وجدت إلى ذلك سبيلا؛ ولذلك كنت أحرص على حضور دروس التفسير» وآتي إليها من مسافة بعيدة؛ لأني لا أجد لغة سليمة عند بقية المتحدثين. وكنت في عام 1441م في الكويت؛ وقد عقد مؤتمر اللجنة العليا لاستكمال تطبيق الشريعة الإسلامية في دولة الكويت؛ كانت هناك جلسة للاقتصاد الإسلامي من ضمن أعمال المؤتمر؛ واجتمعت بعدد كبير من العلماء؛ وتعجبت فالكل يسألني عن سماحة الشيخ؛ ويشيدون بعلمه وخلقه ''' وليس في ذلك عجب؛ فالشيخ قد تكونت له شخصية علمية عالمية؛ قلت له : ذلك أكثر من أن يحصى ؛ ويكفي ما أشار إليه الشيخ في رده على الطحان من الرسائل الكثيرة التي وصلت إليه ؛ مليثة بالثناء ؛ ولو نشرها لكانت كتابا مستقلا ؛ وأخبرني الشيخ زياد المعولي مرة عن اطّلاع الشيخ الأدبي قال:كنا في رمضان فدعانا الشيخ للإفطار» وكان معنا أحد الضيوف من دولة قطر هو الشيخ المحمودء وكان معنا الشيخ فرحات الجعبيري؛ وذكر بيت شعر ذكره الشيخ المحمود القطري؛ وهو : إن الثمانين وبلتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان (١) لقاء المؤلف بالشيخ زياد المعولي و لوصا افك الروي _ي زجي ال سا سدم فسألت الشيخ: أهذا البيت للبيد ؟ قال : لا؛ هذا لعوف بن محلم؛ من شعراء العصر العباسي 0 ثم أتي على حياة عوف + فما ترك فيها شاردة ولا واردة؛ ثم قرأ القصيدة كاملة؛ وجاء بنوادر في حياة الشاعر .ثم عدت إلى البيت» وكان عندي كتاب معجم الأدباء لياقوت»؛ وبحثت عن ترجمة عوف؛ وأخذت أقرأ ترجمته ٠ فما وجدت الشيخ غادر شيئًا ما كتب عنه » وكأنما كان الشيخ يقرأ من كتاب ياقوت؛ فدهشت تلك الليلة.'" وحسب الإنسان أن يطلّع على "جواهر التفسير أو يسمع بعض محاضراته عن الأخطاء اللغوية والأدب أيضًا 6 ليعلم يقينَا أي عَلَم شامخ هو. وأود التعريج السريع على مقتطفات من رصانة الأسلوب وقوة السبك؛ رحسن انتقاء الألفاظء ثم م يشذّها من التاخي ويربطها من الوشائج البلاغية؛ مما يوحي بتمكنه من ناصية اللغة؛ وتحكمه بزمامها يقول قٍِ جواهره عن تحدي القرآن العرب بأن يأنوا بسورة من مثله: " وما الذي منعهم أن يحشدوا فرسان البلاغة الذين لا يشق لهم غبار» وأئمة البيان الذين كانوا كأنما خُلقوا من مادته؛ واستخلصت أرواحهم من روحه»؛ ليضافروا جهودهم على تلفيق سورة من مثل القرآن" " ثم قال عن الإعجاز القرآني: " فمن نظر إلى تلاطم مبانيه بأنوار معانيه ؛ وقع في قرارة نفسه أنّ معانيه منساقة لألفاظه ثم لا يلبث... !" (١) لقاء المؤلف بالشيخ زياد المعولي (؟) جواهر التفسير 01/1 (©) السابق 7/1 م عل لفك القري ب (فم) ا اضر اطي فانظر إليه في النص الأول كيف اختار كلمة الحشد بدل كلمة الجمع؛ فقال يحشدوا ولم يقل يجمعواء ثم شبّه البلاغة بالخيل على سبيل الاستعارة المكنية؛ وشبه العرب بالفرسان المتصرفين فيها؛ المتمكنين من ناصيتها؛ ثم كنى بقوله: " لا يشق لهم غبار" عن مهارتهم في تطويعها حسب إرادتهم؛ وهي تظير بهم كالريح ؛ مخلفة سحب النقع وراءها؛ ولا يستطيع أحد اللحاق بهم وشق غبارهم ؛ إضافة إلى ما في ذلك من التناسب بين المشبه به وهي الغيل المثيرة للغبار مع سرعة جريانها؛ والمشبه وهو الفرسان في ساحة ميدان السباق» ثم جعلهم أئمة يُقَصَدون ويأتم بهم غيرهم ؛ ثم أردف ذلك بتشبيه رائع؛ حين شبههم كأنهم خلقوا من مادة البيان؛ فاكسب البيان - وهو معنوي - صفة المحسوس» وأسبغ عليه الحياة؛ فجعل له روحًا؛ وهذه الروح استخلصت منها أرواح هؤلاء العرب البلغاء؛ والروح سر من أسرار الله؛ لذا اختار لها كلمة الاستخلاص؛ ولم يقل اشتقت أو اقتطعت أو نحو ذلك؛ لما في هذه الكلمة من إيجاء بالخلوص والإخلاص والخلاص بعد العناء؛ فالخلاصة هي ما استخرج بعد عمليات عدة متوالية؛ كل ذلك (ليضافروا) ولم يقل ليوجهوا؛ بما في هذه الكلمة من تعاون وحرص على النجاح وإحراز الفوز؛ ثم حكم على جهودهم تلك بأنها عمل زائف ؟ إنه (تلفيق) ولن يعدوا ذلك؛ إنه تلفيق وحسب؛ وهذه الكلمة توحي بتشرب المعاني الدينية؛ والحكم الصائب على ما يمكن أن يكون من جهود؛ ومثل هذا في قوله: " تلاطم المباني بأنوار المعاني" ولدينا كلمتان يشكلان كل نص؛ المبنى والمعنى؛ الجسد والروح» فيختار لروح النص» كلمة الأنوار» إنها تضيء المبنى؛ وترشد السالك وتهدي الضال إلى سواء الصراط» فهي مضاءة في داخلهاء متشرية بالنور؛ إنها مضيئة من بعيد للسالكين؛ ثم انظر إلى روعة الاختيار لكلمة التلاطم + أهي أمواج هائجة * من معاء الفكر الزّبر كه (حم) اعد الشيخ أجد ثبي تبعثها قوة داخلية دافعة للحركة القوية ؛ ثم تردفها أمواج أخرى ؛ ويمكنك أن تتصور ما يحصل حال التلاطم من حدث رهيب ؛ تلاطم الأنوار ذاتها أو تلاطم مبان نورانية »٠ ماذا سيكون الحدث؟ وهكذا تتلاطم أمواج القرآن النورانية دون انقطاع حتى يرث الله الأرض ومن عليهاء ولا أريد الإطالة بالكشف عن شذا هذه الإيحاءات المودعة في هذه اللآلي المعجونة بأنوار الإخلاص المتجلي في جنبات سياقها؛ وحسبي أن أورد بعضاً من عقود الدرر المبثوئة في ثنايا جواهر التفسير» يقول في مقدمة جواهره: ١- وكانت الفرص التي أتيحت لي للقيام بهذا العمل كأنما انتزعها القدر انتزاعًا من قبضة الدهر ؛ فأهداها إلي »٠ واختلسها الجد اختلاسًا من بين رقابة الزمن ؛ فمنحني إياهاء والحمد أولاً وآخرً لله '" "ذلك لأن الناس مختلفون غير متفقي الحال في أي طور من أطوار الحياة؛ فتجد أحدهم وهو في صغره يتفياً ضلال الراحة؛ ويتقلب على بساط النعيم؛ حتى إذا بلغ طور الرشد لفحته الدنيا ببوسها؛ وكشرت له الأيام عن عصل أنيابهاء وفرته الحوادث بأظفارها» بينما تجد غيره لا يذوق في طفولته الراحة؛ وإن اشترك مع غيره من الأطفال في براءتهم الفطرية )1 وقد تستيقظ الفتنة بنبرة صوتها؛ وبرلّة حليها؛ وبنفحة طيبهاء لما يترتب على ذلك من خواطر نفسية ؛ تؤرق النفس وتقض عليها مضجعها؛ وقد تثير هذه الأمور أنواعًا من الخيال تراود النفس بين لحظة وأخرى» (؟) جواهر التفسير 157/1 عن عا الفكر لزي ا (لام] عند الشيخ أحمد الخليلي حتى تتركها تهيم في أودية الخيال السحيقة ؛ فتفقد اتزانها وهل كانت مآسي العشاق إلا بمثل هذه الأسباب؟!" ويسبب هذه المكانة العلمية المؤيدة بالأسلوب الأدبي الرفيع؛ والخلق الإسلامي السامي؛ المزكّى بالإخلاص؛ تجده يستحوذ مباشرة على نفوس المتلقين؛ فقد أخبرني ابنه أفلح بأن الشيخ ألقى محاضرة في باكستان» فلما خرج أخذ الناس يتدافعون إليه. وأصبحت غرفته كخلية التحل من ازدحام طلبة العلم "' وحدثنا الشيخ خميس العدوي قال: لما ذهب الشيخ إلى السودان مشاركًا في أحد الوتمرات» وتجلّى علمه وفضله للناس؛ طلب منه العلماء هناك أن يصلي بهم الجمعة في مسجد الجامعة بالخرطوم؛ وهو من أكبر الجوامع في السودان" '" وأخبرني ابنه عبد الرحمن الذي صحبه في أداء العمرة وقت كتابة هذا البحث ؛ قال : كان العمال في الحرم المكي قد طووا السجاد من الصحن الحيط بالكعبة المشرفة؛ وقاموا بتغسيل الأرض ؛ فلما جاء الشيخ سألناهم عن إمكانية فرش سجادة لسماحته خلف المقام ؛ فأمر الضابط بفرش تلك الناحية كلها إكراما للشيخ ومن في صحبته ."' هكذا يكون سماحته في المتقيات الثقافية؛ والمؤتمرات الفقهية وغيرهاء؛ فقد أخبرني الشيخ خميس العدوي أيضًا عن موقف الشيخ في مؤتمر ” التقريب بين المذاهب الإسلامية " فقال : (١) جواهر التفسير 6/1١١٠ (؟) لقاء المؤلف بالشيخ أفلح الخليلي «() لقاء المؤلف بالشيخ خميس العدوي (4) لقاء المؤلف بعبد الرحمن بن أحمد الخليلي من معال الفكر الؤبوي ١ عند الئيع قد نهر ين " في مؤتمر "التقريب بين المذاهب" الذي انعقد في سوريا برعاية جمعية الإمام الخوئي + وبرئاسة عبد المجيد بن الإمام الخوئي» وفي إحدى جلسات المؤتمر كانت رئاسة الجلسة لسماحة الشيخ؛ فقام شخص من أهل السنة وتكلم على الشيعة كلامًا شديدًا في كثير من القضايا؛ وفي المقابل كان الرد من علماء الشيعة الحاضرين عليه رد . رما . أكثر في القوة والمقدار من كلام الرجل المردود عليه ؛ واشتدت الأزمة بين الطرفين» فتدخل الشيخ لأجل حسم النزاع» وقال: علينا أن تتأدب مع الصحابة ومع آل البيت بالأدب الإسلامي الرفيع؛ وتكلّم كلامًا رتق به الفتق الحاصل» ولم به الشمل؛ وكان الخطاب مؤثرًا؛ جعل العلماء يعجبون به؛ ويثنون على مهارته وقدرته على حسم النزاع مع اجتماع الكلمة؛ وما يتميز به من فكر نيلم شعث الأمة ويوحّد صفها ؛ مع أنه طرف ثالث من حيث المذهب؛ وأخذوا يرددون ذلك الثناء حتى نهاية الوتمر ''' تلك هي الحكمة في التبليغ والإصلاح ؛ ويدور في هذا الفلك ما أخبرني به أفلح وغيره قال : شارك الشيخ مرة في أحد مؤتمرات المسلمين التي انعقدت في الاتحاد السوفيتي سابقا ؛ وفي إحدى جلسات الوتمر قام أحد المشاركين من إحدى الدول العربية بإلقاء كلمته التي كانت مليئة بالتضليل والتبديع للمسلمين ؛ وما فشا فيهم من الشركيات ؛ مما أدى إلى استياء الجميم وخصوصا القائمين على المؤتمر الذين كانوا ينتظرون من إخوانهم اللطف بهم وش أزرهم في الثبات على ميادئئ الإسلام أمام أمواج الكفر والفتن العاتية في تلك البلاد. فأحسوا بالإحباط ؛ وهبوط المعنويات ؛ فلما جاء دور سماحة الشيخ في إلقاء الكلمة ؛ م من مط اق لازو .بن (حم) ا عند اشع هد ايل ا قام وشد من أزر المسلمين هناك » وطوف بهم على أمجادهم السامقة التي شادها علماؤهم ؛ وذكرهم بتأريخ أسلافهم الأماجد ؛ وعدد لهم الكثير من أسماء علماء تلك البقاع البارزين؛ ونوه ببعض المواقف المضيئة التي ساهموا بها في بناء صرح حضارة الإسلام الشامخة ؛ ودعاهم إلى التأزر فيما بينهم ؛ لتكون جبهتهم قوية مكينة أمام الأعاصير التي تهب عليهم من بلاد الكفر لأجل استئصالبم ؛ واقتلاع جذورهم )+ وحثهم على العلم بالشريعة ليستطيعوا اجتثاث كل ما يخالف أمر الله ورسوله في شتى مجالات حياتهم ؛ فلما انتهى من كلمته تلك ضجت القاعة بالتكبير . لله أنت أيها الشيخ ؛ لا ندري مم نعجب ؟ أمن حكمتك التي رتقت بها الفتوق المتسعة ؟ أم من سعة علمك واطلاعك ورحابة آفاق وعيك ؟!. ومن ناحية أخرى فإن المطلّع على كتابه "جواهر التفسير" يتملكه الإعجاب بفكر الشيخ ومنهجيته وعلمه ودقة تفسيره؛ ولذا تجد الكثيرين ممن اطلعوا عليه؛ حرصوا على اقتناء نسخة منه خصوصًا أساتذة الجامعات في خارج عُمان وداخلها. أخلاثه: مما لاا شك فيه أن الله تعالى يصطفي من يشاء من عباده ؛ ليخصهم ببعض إكرامه؛ والعلماء من أولثئك الذين اختصهم الله بهذه الكرامة؛ ثم يخص من هؤلاء العلماء من يشاء بالعمل بعلمه والإخلاص في ذلك لوجه الله؛ فيكونون بذلك هداة مهتدين ولا عجب أن تجد تفاوثًا بينهم في هذه المزايا على قدر ب عن ععا الفكم الزنوىرو لي (ي] عد الشيع اد اطق لي هممهم وعزائمهم في الاغتراف من بحر العلم؛ وترجمته واقعًا حي في جوانب حياتهم كلها؛ حتى تتحوّل جميع سلوكياتهم من حركة وسكون إلى قرآن ينبض بالحياة في واقعهم المعيش؛ وهذا ما يلمسه كل من اتصل بالشيخ الخليلي في أي شكل من أشكال الاتصال؛ والذي بيدو جليًا لا غبار عليه أن سماحة الشيخ أحرز قصب السبق في الكثير من السمات ؛ والذروة في الخلق والمعاملة؛ والقمة في حسن الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام؛ ويمكن الإشارة هنا إلى بعضها من خلال ما يحكيه معاصروه؛ لتكون نبراسًا لمن أراد الاقتداء» وسراجًا لمن أراد الاهتداء. ا حلم ولاناة: يتعرض الشيخ لكثير من المواقف الصعبة التي لا يكاد يحتملها إلا من هم على شاكلته؛ كالأحنف بن قيس ومن يدور في فلكه. فمن هذه المواقف الدالّة على حلمه وصفحه وأناته ما كان من موقفه --حفظه الله- يوم وفاة ابنه عبدالله وكان طفلاً صغيرا؛ حيث دهسته عجلات السيارة التي يقودها سائق مركبة الشيخ؛ وهو رجل بنجالي؛ وكان الشيخ يومذاك في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك عام 1417م فقامت الشرطة باحتجاز السائق ؛ وما أبلغ الشيخ الخبر استرجع وحوقل؛ ثم سأل عن السائق؛ فقيل له إنه في الحجز ؛ فقال: أخرجوه فورًا وعفا عنه. وأخبرني الشيخ خالد الخوالدي» قال: في إحدى أيام رمضان» كان الشيخ في الزاوية الشمالية من الجامع يتلو كتاب الله؛ إذ جاءه رجلان من غير العرب؛ يعن عاط القع الؤبويو ‎ .___‏ (3) غم عند الشيع هد اخيل لي بأيديهما أوراق؛ وطلبا منه أن يقضي لهما حاجتهما في تلك اللحظة؛ وقد قطعا عليه تلاوته؛ فقال لهما بأدب ولطف: أنا مشغول الآن؛ وعليكما أن تكتبا حاجتكما في رسالة» وعليّ بعد ذلك أن أوجهها إلى الجهة المختصة؛ وكأ الكلام لم يعجبهما؛ وأخذا يشرحان القضية من جديد؛ فقال الشيخ: لقد فهمت القضية.. ولكني الآن مشغول بتلاوة القرآن؛ فاكتبا الرسالة وسأقوم بدوري بتوجيهها إلى المختصين؛ فقال أحدهما: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم..." فاحتمل الشيخ منهما وقال: نعم.. أفهم هذا.. وقام الشيخ ووجههما إلى شخص آخر يكتب لبما الرسالة. ''' وقد يصدر مثل هذا الموقف ممن هم من رجال الاستقامة والدعوة ؛ يقول الشيخ خليل بن أحمد جاء مرة أحد الإخوة برسالة يطلب فيها عونا ؛ فقال له الشيخ : اترك الرسالة عندي وأنا بدوري أتخير الوقت المناسب»؛ وبالأسلوب المناسب لمخاطبة المسؤولين في الدولة بهذا الطلب ؛ فقال الأخ : لا » سأذهب معك ؛ لابد أن نضغط عليك ؛ والشيخ ملتزم حلمه المعهود. '" وكم مرة اعتدى عليه بعض الأشخاص ؛ ولكنه يحلم عنهم ويصفح؛ ولا يعاقبهم بشيء؛ '" مع قدرته عليهم ؛ والبطش بهم؛ وقد شاهدت بنفسي مرة شيئا من هذه المواقف ؛ فقبيل إقامة صلاة الفجر في إحدى الأيام عندما وصل الشيخ وأراد صلاة السنة نهيض رجل أعجمي من الجالسين هناك يبدو أن به خلاً عقلياً واحتضن الشيخ + وبقي يحتضنه مدة ؛ وظننت في نفسي أنها نوع ١) لقاء المؤلف بالشيخ خالد الخوالدي و0 لقاء المؤلف بالشيخ خليل بن أحمد الخليلي (©) لقاء المؤلف بالشيخ عاشور بن يوسف يعن هعا! الفكو الزبوير ني (36] عند القع تت يدي من العاطفة الدينية عند هؤلاء ؛ وضرياً من التعبير عن المحبة والولاء للعلماء والصالحين » ثم قال له الشيخ: اتركني أصلي؛ فما تركه ؛ هناك نهض إمام المسجد وأخذ يبعد الرجل عن الشيخ ؛ فإذا بالرجل يترك الشيخ ويحتضن إمام المسجد ؛ ويضغط عليه حتى صرخ الإمام ؛ فنهض الشيخ حارب المحروقي لييعده عنه ؛ فإذا بالرجل يحتضن الشيخ حارباً؛ ولكنه تلقاه بصدر رحب ؛ فقد رزقه الله بسطة في الجسم ؛ واعتنق الرجلان عناقاً حاراً وكانهما حبييان فرّق الدهر بينهما حتى ظنًا أن لا تلاقي ؛ وارتفعت قدما الرجل الأعجمي عن الأرض»؛ وذهب به الشيخ حارب إلى الجدار الخلفي للمسجد ؛ ونهض الناس لينقذوا الرجل من بين براثنه . ومن مرويات الشيخ عاشور قال: كنّا ذات مرّة عند الشيخ في بهلا على مائدة الغداء؛ وقد أعد الطعام أمامنا ولم نلتفّ حوله بعدء ننتظر الشيخ حتى ينتهي من إجابته على مسائل رجل متملق؛ ينادي الشيخ بسيدي الشيخ؛ ثم يسأل: ما قولكم في البول والغائط إذا كان كذا وكذاء والشيخ يجيب؛ ما قولكم في العذرة إذا سقطت في كذا؛ وغيرها من الأسئلة التي تقطّع الأكباد؛ حتى فرغ من أسثلته؛ والشيخ صابر صامد؛ وبعد الغداء عاد مرة أخرى إلى أسئلته؛ فسألت عنه ؛ فقيل لي : إنه من أصحاب النفوس الضعيفة ولكنه يظهر بهذا المظهر للتملق ؛ فعجبًا من حلم الشيخ وصبره واحتماله.!" ومن مرويات الشيخ ناصر السابعي قال: قلت للشيخ ذات مرة : سماحة الشيخ»؛ حاول أن تخصّص وقنًّا للكتابة لا تخرج فيه للناس» فتبسّم الشيخ؛ ب عن مال الفكر الزبوي ‎ __‏ (27) آ ا عند الشيع هد اطق لي وقال: أتاني مرة أحد القضاة بقضية مشكلة؛ وكنت أبحث في المسألة في مكتبتي + فجاء أحد الناس ودخل المجلس؛ ووجد أحد الأولادء فسأل عني؛ فقال له الولد: والدي مشغول وسيأتي بعد قليل» فقال أنا أريده؛ فقال: سيأتي بعد قليل» فجئت؛ فقال لي الرجل: أخبر حجابك بأن لا يمنعوا عنك الناس'" ومع ذلك يبقى الشيخ لا يرى نفسه ذا صبر واحتمال ؛ فقد كنا مرة جلوساً في جامع السلطان قابوس بروي ؛ وسرد لنا الشيخ طرفاً من صبر الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ؛ ثم قال: الناس اليوم محتاجون مثل صبر الشيخ إبراهيم واحتماله»؛ ولكن مَن اليوم فيه مثل ذلك الصبر؟. وروى لي الشيخ سليمان الخليلي قال: كان بمن حضر مجلس الشيخ بعض أهل المكانة في العصر الحاضر ممن كان والدهم على استقامة وفضل وسير حسنة محمودة؛ ولم يكن أبناؤه الحاضرون على نفس السيرة » فأخذ الشيخ يتحدث في سير الأئمة والصالحين ويبين فضائلهم ؛ ثم عرّج الشيخ على السيرة الحسنة لوالد أولئك الحاضرين» وكان بين الحاضرين رجل عامي فقال: أولئك الرجال كانوا في زمن الإمام الخليلي؛ وفي زمانك أنت خرج الذين لا ينفعون بشيء؛ فقال الشيخ: أحسنت؛ وجزاك الله خيرا. لقد تفهم الشيخ أنه عامي ؛ فلم يغضب عليه؛ ولا اعتبر كلمته مسبّة ؛ بل أحسن إليه وقال له: لقد علمتني درسًا في الحياة لن أنساه »٠ وكان الشيخ كلما لقي ذلك الرجل يقدّره ويناديه بالأستاذء وعندما يزوره؛ يقوم الشيخ بمرافقته إلى خارج المجلس”". () لقاء المؤلف بالشيخ ناصر السابعي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ سليمان الخليلي ؛ ويبدو لي أن التعبير قد خان الرجل ؛ ولعله يعني أن القدر لم يسعفك أيها الشيخ بما أسعف به الإمام الخليلي ‏ رحمه الله . يا «داعاء الفكرالؤبوى يا (و6) و عند لضع اعد اطي ومما شهدته من المواقف المشابهة لبذاء إذ كنا مرة في مجلس الشيخ؛ فسأل سائل عن رجل عليه ديون للبنك ويريد الحج» أ يحج أم يقضي دينه؟ وكان في المجلس رجل كبير في السن من العوام؛ فقال: أنا أجيب بدل الشيخ؛ يقضي دينه ثم من بعد يذهب إلى الحج؛ فما تكلم سماحة الشيخ. ومرة كان الشيخ يحدثنا عن كتاب صدر حديئًا أعجب به الشيخ؛ ثم أمر أحد أولاده بإحضار الكتاب؛ فأحضره؛ فأخذ الشيخ يقرأ فيه بسرعة؛ فقال رجل من الجالسين: أيها الشيخ أنا لا أفهم ... د.د. د.د... ليش كذاك.. شوي شوي .. فقال الشيخ: إن شاء الله. ولا أعظم من ذلك الموقف الذي وقفه مع الشيخ ابن باز الذي ضلّله وبدذّعه » وقد كان الشيخ الخليلي في ضيافته؛.. وسماحته لم يخرج عن حلمه المعهود؛ بل كان يرد عليه بثبات ورصانة تسندها قوة الحق وهيبته. والشيخ لا يغضب لنفسه غالباً وإنما غضبه لله تعالى وحده ؛ فإذا ما انتوكت محارم الله؛ أو تعدى أحد على أحكامه؛ رأيته مغضباً لا ينشى في الله لوماً ولا علنًا » ولا يقر قراره حتى يؤدي واجبه ؛ من تبيين الحق للجاهل ؛ أو قمع استكبار الزائغ » كما سيأتي بيانه لاحقاً. الغضب لله : من المعروف المشتهر عن الشيخ حفظه الله ؛ حسن المعاملة؛ ودماثة الخلق» والحلم والتواضع إلى آخر تلك السلسلة الرفيعة من الخلق الإسلامي؛ وربما جعل ذلك بعض الناس لا يحترزون من تعدي حرمات الله أمامه؛ جهلاً أو عادة جروا عليها؛ وربما أوقعهم في ذلك ما يعيشونه من الأنس في مجلسه؛ وما من معاإ الفكر البوي ا 1 عند النيخ أهد الخليلى يظللهم من الأريحية في مجاذبة أطراف الحديث معه؛ لكن الشيخ.لا يداري أحدًا مهما كانت مراتبه؛ ولا يجامل أحداً مهما علت منزلته؛ إذا ما تعدى على حرمات الله تعالى» بل يغضب غضبًا يمر معه وجهه ؛ ويعلو في بعضها صوته؛ وترتعد فرائص من حوله فرقاء ناهيك بمن كان سببًا في غضبه؛ وحينها لا يقترب أحد من حماه؛ وكما يقول الشاعر: هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا على الدرٌّ واحذره إذا كان مزبدا وما أجمل قول الآخر: أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا والأمثلة على ذلك كثيرة؛ وأبدأ بمرحلة الصغر ؛ فقد أخبرني الشيخ سليمان بن سيف الخليلي ؛ قال : عندما كان الشيخ في العاشرة من عمره تقريبا؛ وقد ترسّخت فيه معاني التقوى ؛ كنت أنا وإياء نجلس تحت عريش خارج البيت بزنجبار ؛ نتجاذب أطراف الحديث ؛ ثم تنتابني رغبة في سبرغور غضبه لله ؛ فأقول كلمة لا ينبغي أن أقولبا ؛ لا لشيء سوى إغضاب الشيخ ؛ فينصحني؛ فأرد عليه كأني غير مبال؛ فيشتد غضبه علي ويشتد في كلامه ؛ فأقوم عنه وأتركه؛ ولا يلبث حتى يتبعني؛ ويعتذر إليّ قائلاً : أنت دائما تتسبب في إغضابي فاعذرني؛ فتعود كأن شيئاً لم يكن" وما شهدته بنفسي من مظاهر الغضب لله أن كنا مع سماحته في جامع السلطان قابوس بروي منذ سنين بعد صلاة العشاء؛ فجاء رجل عربي من غير أهل عُمان؛ وطلب الانفراد بالشيخ صوب المحراب؛ فابتعدنا عنهما قليلاً؛ 010 لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي يعن معا الفكر الزبوى ير (ح) ‏ عند الشيع قد طهر ام وأخذ الرجل يتحدث والشيخ يسمع » ثم رأينا الشيخ قد نام على جلسته فترة؛ ثم استيقظ؛ وبعدها أخذ في الحديث نسمع الصوت ولا نتبينه؛. وكنا صحبنا الشيخ إلى داره؛ فاعتذر لنا عن تأخره وأخبرنا القصة؛ قال جاء هذا الرجل يتشفع وأخذ يمدحني حتى ثمت؛ ثم استيقظت وهو ما يزال يمدح؛ فاستوقفته ؛ وقلت له: ما الموضوع فإني لست كما تصفني؛ فأني أقل من ذلك؛ فقال: هناك طالبة تذهب إلى المدرسة في الحافلة؛ وقد ارتكبت الفاحشة مع السائق؛ وقامت الوزارة بحرمانها من الامتحانات عقابًا لبا وجئت متشفعًا لبا أن تخاطب الوزارة لتسمح لها بأداء امتحاناتها؛ وكان هذا الرجل مع الأسف يعمل إمامًا في أحد المساجد؛ فغضب الشيخ غضبًا شديدًا؛ وقال له: جثتني لأتشفع في حد من حدود الله؛ ألا تدري ما حكم الله تعالى فيها؟! إنها لم تنل جزاءها ؛ لا بد أن تجلد مئة جلدة؛ ذلك حكم الله ؛ وأخذ الشيخ يهدر كالرعد القاصف » فانقلب الرجل إلى الاتجاه المعاكس تام »٠ وقال للشيخ: نعم إنها لم تتل جزاءهاء وهو كما تفضلتم؛ فأنتم كذاء وأنتم كذا وكذا؛» ورضي الرجل من الغنيمة بالإياب من بين برائنه -- حفظه الله. وما حدثني به الشيخ صالح الريني قال : جاء الشيخ مرة إلى "بهلا" لكي يصلح بين فريقين متخاصمين عندنا ؛ ولما اجتمعوا في المجلس كان في أحد الفريقين رجل معاند رافض بدا الصلح من أساسه ؛ ومصر على موقفه على الرغم من خطئه الواضح » وحاول الشيخ إقناعه وهو يزداد إصراراً ٠ وخشي الشيخ أن تتفرق الجماعة المسلمة بموقف الرجل الرافض للصلح ؛ ففغضب الشيخ ؛ وأخذ يضرب بعصاه الأرض واشتد في خطابه ؛ فنهض الناس إلى في عن عا الفكر الزبوى _.ر ‏ (93) ل _ عند الشيع اعد الخد لي الشيخ وقبضوا على العا ؛ خوفاً على الرجل منه ؛ ولكن الرجل تراجع عن موقفه حين رأى ما رأى من غضبه حفظه الله تعالى . وما حدثني به الأخ محمد الرشيدي قال: كنا في الجامع فجاء شاب يلبس عمامة؛ وبيده رسالة؛ وكان مع الشيخ ابنه سليمان؛ فدفع ذلك الشاب الرسالة إلى الشيخ يتشفع فيها لأحد الطلبة المفصولين من إحدى المؤسسات التعليمية لأسباب مقنعة ؛ وكان الشيخ على دراية بجوانب الموضوع كله من قبل؛ فلما قرأ الرسالة غضب الشيخ؛ والتفت إلى ذلك الشاب؛ وأخذ يوجه إليه كلامًا شديدًا؛ وقال له فيما قال: اخلم هذه العمامة؛ فإنك لست أهلاً لبا ؛ أمع كل هذا تلبس العمامة..؟! وكان سليمان يرتعد فرقًا خلف الشيخ؛ فسألت سليمان: ما الذي أخافك » ولا صلة لك بالموضوع؟ فقال: لما رأيت الشيخ في ذلك الحال من الغضب»؛ خفت على نفسي أن ينالني شيء منه. ومن المواقف التي شهدتها إذ كنا في مجلس الشيخ بعد صلاة العشاء؛ وكان على يمين الشيخ رجل عامي؛ وكان الشيخ يبادله بعض الأحاديث ويسمع منه؛ ثم أتي بالقهوة ووضعت الفواكه واستدرنا حولبا؛ وأخذ الشيخ يحث ذلك الرجل على الأكل بين الحين والآخر؛ فعرفنا مكانة الرجل عند الشيخ؛ وإن كان الشيخ ‏ عادة . يعامل الجميع باحترام وتقدير» فلما بت القهوة في الفناجين» آثر الشيخ الرجلء وقال له: تفضل»؛ فقال الرجل: حرام آخذ قبلك» فقلب له الشيخ ظهر المجَنّ. وقال مغضبًا: أتحرّم ما أحل الله؟ من أين لك و عن عاط الفكر الؤبوي يا (م2) و عند الشيع لد لق لي ذلك؟ وتلا قول الله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام...) ونصحه أن لا يعود لمثلها أبدا. وما حدثني به الشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي؛ قال: كنا في مكتب سماحة الشيخ؛ وكان معنا الشيخ سعيد بن خلف الخروصي مساعد المفتي ؛ فدخل رجل يستفتي في مسألة عجيبة غريبة في الطلاق؛ فابتسم الشيخ سعيد بن خلف؛ فلما ابتسم التفت إليه الشيخ الخليلي مغضباً؛ وقال: أتضحك؟! أهذه مسألة يُضحك منها؟! فقال الشيخ سعيد: لا يا سماحة الشيخ؛ ولكني فيما اطلعت عليه من افتراضات الفقهاء الكثيرة؛ لم تمر علي هذه المسألة قط".'' وبما يشبه هذا ما رواه لي الشيخ بدر اليحمدي قال: كنت مرة في مكتب سماحته فجاء رجل يستفتي في مسالة طلاق زوجته وقد طلقها ثلاثاً دفعة واحدة ؛ فقال له الشيخ : لِم ذلك ؟ فقال بعد كلام : المعلم الفلاني كتب لي هذه الورقة في طلاقها بالثلاث ؛ فلما رأى الشيخ الورقة غضب غضباً شديداً ؛ وقال لمنسّق مكتبه : اتصل الآن بمكتب قاضي الولاية ؛ وليطلب فلان بن فلان؛ لابد أن يحاكم وينال جزاءء ؛ أريد أن أكلم القاضي ؛ وخاف الرجل المطلّق على ذلك الرجل المعلم ؛ وقال للشيخ : ليس من المعلم اتركوه أرجوكم » مني أنا ليس منه؛ فقال الشيخ للرجل : أنت عليك أن تذهب لتبحث عن زوجة أخرى؛ ولا دخل لك بموضوع متابعة المعلم ؛ لماذا ترجعون (١) لقاء المؤلف بالشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي يعن الف الدوي _ر ‏ زحة) لي عند الشيغ اد اخللي إلى الجهلة الذين لا يعلمون من أمور الدين شيئا ؟ يقول الشيخ بدر: وقد خفت على نفسي حين رأيت ذلك الغضب الشديد"" ومن ذلك ما أخبرني به أحد الأخوة الثقات ؛ قال : كنا في أحد لمجالس ومعنا الشيخ الخليلي » وطرحت قضية وقع فيها أحد الأشخاص ؛ وكان لأحد الناس المعروفين موقف فيها ؛ فشعر الشيخ بالأسى حين علم بذلك؛ فقلت للشيخ: هذا رأيه؛ وما زدت على تلك الكلمة ؛ فهبً الشيخ من مكانه ورفع صوته قائلاً : هذه مسألة دين لا مسالة رأي , فقلت خائفا : إن شاء الله ؛ إن شاء الله. ومن مرويات الشيخ عيسى بن يوسف أيضًا قال: حضرت مجلس الشيخ وحضر رجل مع امرأته المطلقة؛ وكان الرجل مسنًاء فَذْكَرّتْ تلك المرأة للشيخ؛ أن مطلّقها يعشق امرأة أخرى عشقًا عظيمًا؛ وقد بلغ به الحال أنه يصلي على تلك المرأة؛ ولم يرد الرجل بشيء؛ وبعد أن بحث سماحته القضية وثبت له ذلك غضب ‏ حفظه الله . حتى احمر وجهه احمرارًا شديدًا؛ وأخذ يعنف الرجل قاثلاً له: أبلغ بك الحال أن تصلي على امرأة؛ ألا تتقي الله؛ ألا تتقي الله... ".!" ونما حدثنا به الشيخ خميس العدوي؛ قال: كنا في مؤتمر عقده المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة؛ عُقد هذا المؤتمر في العراق عام 1448م؛ فجاء صحفي مجلة الوطن العربي» التي تصدر في باريس؛ وأخذ يسأل الشيخ؛ 00 لقاء المؤلف بالشيخ بدر بن هلال اليحمدي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي و عن تالافك الزوي يا (100) و عند الشع اد اه اي ويحاول أن ينتزع من سماحته ما يؤيد فكرته المخالفة للفكر الإسلامي» والشيخ له فكره الإسلامي الناصع + فهو يعبرعنه ؛ وعما هو مقتنع به؛ فلما عجز الصحفي عن أن ينال من الشيخ ما يريد قال كلمة سخر فيها بالفكر الذي يحمله الشيخ؛ فغضب سماحته عليه؛ وتناول منه جميع أوراقه المكتوبة ومرّقها. ومن رواياته أيضًا قال :كنا في بيت الشيخ في بهلا؛ فجاء شخص من نزوى وعنده مريض» وطلب من الشيخ أن يكتب له شيئًا من القرآن أو يقرأ على المريض» فقال للشيخ: أنتم تنفعون وتضرون؛ فغفضب الشيخ وقال له: إن الله هو النافع وهو الضار وحده؛ واشتد الشيخ وأمره بإصلاح عقيدته ؛ والرجل بكرر الجملة نفسها.. فسأله الشيخ هل تقرأ وتكتب؛ قال: لا؛ فأخذ الشيخ يردد: إنّ الله هو النافع وهو الضار وحده.!؟ وهناك مواقف كثيرة غضب فيها الشيخ غضبًا شديدًا حين رأى انتهاك حرمات الله؛ وغيّر منكرها ؛ ولحاجة في نفسي أضرب صفحاً عنها . تواضعه: الحديث عن تواضع الشيخ أمر يطول ويصعب في آن واحد؛ يطول من حيث إن سماحته قطب علمي تدور حوله مشكلات العالم + ومن حيث المناصب الدنيوية هو مفت لمان ؛ وهو أعلى منصب ديني؛ وبرتبة وزيرء ولا شيء من مخايل ذلك كله تتمثل أمام ناظريه قط ؛ وجميع الناس يعلمون ذلك فتهابه نفوسهم؛ ويصعب الحديث أيضا من حيث إن سماحته ضرب أروع () لقاء المؤلف بالشيخ خميس العدوي من معال الفكر الّبوي ب (108) عد الشيع هد اليد الأمثلة وأندرها على الإطلاق في تواضعه؛ بحيث إن الإنسان يكاد أن يككذب ناظريه وهو يشاهد تواضع الشيخ الذي لا يستطيعه كل أحدء ويبدو لي أن الضرورة تستدعي الإسهاب قٍِ سرد العديد من مواقف الشيخ قٍِ هذا الجانب ّ لكونه قدوة تحتذى ؛ وقد ألقى الزمن المعاصر على كثير من ذوي الجاهات بشيء من التعالي الرائف ْ والشحعور الكاذب برفعة الذات وعيزها ْ وما هم قٍِ حقيقة الأمر في العير ولا النفيرء ولو كانوا كذلك لما حقّ لهم غير التواضع ؛ وإنما هي لفحات غرور ينفثها الجهل المعشش في جنبات النفس. 2 : م 0 7 ْ و ا :- .ا ا ل الا ا ا وي 7 ©" ات آنا 3 | بير َآ ©" إ 4 0 آ 5 7 ص أ 0 : : : نَّ 0 د ل ا 7 ون َ 1 َ 0 0 »ا * اله بخ ا ب () )) لهد نب ل ا ٍْ :[ 7 ُ ٍ ' : بَّ 0 8 ا ازا[ - تاي - ال - اله دا ا كاه الشيخ الخليلي في زيارته لولاية إبراء تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولاتك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع ومن المواقف الكثيرة في تواضعه الجم؛ ودنوه الكبير من الناس مع علو مكانته أن تجده بأي مكان؛ وتحدثه وتنشرد به دون أن يحول بينك وبين ذلك يعن ما الفكر الزبوير لي (101) و عند الشيع اد اخ لي حائل» صغيرًا كنت أو كبيراً؛ في السن أو المكانة؛ يقول علي محمد المهدي؛ وهو صحفي كتب في مجلة "مواقف" عن سماحة شيخنا حفظه الله؛ قال: " عالم رباني زاهد في الدنيا ولا بهتم إلا بأمور الإسلام ومصلحة المسلمين؛ داره مفتوحة لكل طالب حاجة ولكل من لديه مشكلة؛ وقد رأيت ولمست ذلك بنفسي»؛ حينما مكثت في مجلسه مدة تزيد على الثلاث ساعات. يستقبل هذا بابتسامة المؤمن الوديع؛ ويودع هذا بوجه بشوش خال من التصنع والتكلف » يعامل الآخرين بقلب مفتوح؛ ينبض بالإيمان وطاعة الرحمن” "'' ويقول عنه الدكتور ناصر الدين الأسد في رسالة كتبها إثر زيارته لعمان عام 14617ه / 41م : " وكان لأخي ‏ صاحب السماحة ‏ الأثر الأكبر في كل ذلك؛ بفضل ما رزقه الله من شمائل وصفات فكرية ونفسية؛ نعرفها فيه ونعترف بها له ؛ بين تمكن في العلم » وتصرّف في فنون القول؛ مع التواضع الجم ؛ والذوق الرفيع » والمؤانسة الرقيقة ؛, والمباسطة المحمودة الرفيقة ؛ فتبواً بذلك في نفوسنا ونفوس كل من اتصل به المنزلة العليا من المحبة والاحترام” "؟ ويقول الدكتور مصطفى عبد القادر النجار في مقال له بمجلة " الشرطة" : أصماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ظاهرة عمانية حضارية تجمع بين التراث والمعاصرة؛ حبا الله بها عمان ؛ فأصبح يعبر عن همومها السلفية من جهة ؛ وحياتها اليومية من جهة أخرى ا فيشرح ويفصل ويحكي ويحاضر ويخطب ويكتب في كل مجال يتهياً له وتصل إليه يده ؛ فأعطى لوطنه أبجدية الروح في (١) مجلة مواقف + ص١ 0 من رسالة د. ناصر الدين الأسد بتأريخ 7١جمادى الأولى 1417ه الموافق له 11/77/ ١ حلم من معاإ الفكر الؤبوي )و عند الشيع أهد الخابلى اهنا حر 77 هه هذا الزمن الحائر ؛ فلا ينكر أحد سعة اطلاعه ؛ وشدة تواضعه ؛ وفتح قلبه لكل سائل صغيراً كان أو كبيراً» مثقفاً أو أميا؛ يتبادل معهم الفكر والفقه بكل تفاصيله؛ ولا يمل لهم مجلسا؛ ولا يشعر بضيق أو يرفض لهم سؤالا...”" يقول الشيخ حميد اليحمدي : خرج الشيخ من الجامع ذات مرة ؛ بعد صلاة العصر مستعجلاً ؛ فقد كان لديه موعد ؛ فجاءه اثنان وطلباه؛ فقال لدي موعد وأنا مستعجل » فقالا : هي حاجة سريعة ل فدرل وجلس معهما على الرصيف وافتاهما ثم ذهبا. "' إن كل من ا يعرف شخص سماحته لا يستطيع بحال أن يميزه من بين جلسائه؛ فتعامله تلقانئي + ولباسه عادي ٠+ وهذا أسلوب مؤثر قِ النفوس أبما تأثير. يقول الشيخ عاشور: كان أحد الأصدقاء من إحدى الدول العربية يعيش في الإمارات» ولديه أسئلة في المذهب الإباضي؛ أثارها له بعض الناس فأراد 1 بلح ٍ | | ١ | | ١ ١ ىن ْ أله ا ا© - ج 8# ا 8 3 77 077 ال ٍ 5 8 2 ا ل اشر ا ذا م الا ان مخ د ام ا اس اال امال , احم كاتا 1 د ا ' ا م لح ا ل 1 ل ود ال ان ١ 7 7 (؟) لقاء المؤلف بالشيخ حميد اليحمدي منانط الفكملازوي يا (و12] و عد القع اعد اخ اي الالتقاء بالشيخ فحددنا له موعداً بعد صلاة العشاء ليلة السبت؛ فجاء الرجل والتقى بالشيخ طويلا؛ وفرح بلقاثة وانشرح صدره؛ ثم أخبرنا بعد ذلك بقوله " كنت أتوقع حَجابًا, حاجباً بعد حاجب؛ وبوابة بعد أخرى .. وأجد الأبّهة في الملبس والمسكن والكلام.. فوجدت تواضْمًا وعلما غزيرًا.. فقلت له: كيف؟ أين أسثلتك؟ قال: حسبي ما رأيت؛ إني على يقين أنه على حق.. رأيت خلقا دمثّا ما رأيته في حياتي ؛ فلا حاجة بي إلى السؤال.”" ومن مروياته أيضًا قال :كان أحد المدرسين التونسيين في جعلان؛ وجاء لزيارتنا في مسقط» وكان ذلك اليوم يوم السبت ونحن على موعد للغداء عند الشيخ؛ فعرضنا له أن يصحبنا ففرح بذلك؛ واستقبلنا الشيخ لدى الباب؛ وجئ بالغداء؛ وبدأنا الأكل والشيخ يوزّع اللحم؛ ويضحك مع هذاء ويلقي طرفة ونادرة وفائدة؛ وكان الرجل التونسي ينتظر مجيء المفتي؛ فسألني: أين المفتي؟ ومتى سيأتي؟ فقلت له: إن المفتي لا يتغدى مع الناس؟ فصمت؛ ثم بعد قليل قلت له : هذا هو المفتي كما تراه جالساً معناء فاندهش دهشة كبيرة » وبقي يتحدث بذلك في كل مكان. . ومن مرويّاته أيضًاء قال: كان لي صديق سوداني؛ يعمل بالإمارات ؛ فجاء لزيارتي؛ فلهبنا لنلتقي بالشيخ صباح الجمعة؛ ورأيت علامات الإعجاب والدهشة بادية عليه؛ فسألته عن موقفه؛ فقال: ما رأيت في حياتي من معتؤالفك اليوي ري (8١) عند الشيخ أجد الا رجلاً عانًا قمة في التواضع» قمة في الورع؛ مثل الشيخ الخليلي؛ وأصدقك القول: إني مقتنع بكل ما يقول.”'" وهذا التواضع التلقائي ليس للكبار فقط» بل يشمل الأطفال الصغار» فالشيخ إذا جاء أحد الأطفال لمصافحته انحنى له وسأله عن اسمه؛ ومسح على رأسه؛ ودعا له؛ وربما انتهز بعض الأطفال الفرصة فيسأل الشيخ عن بعض الأمورء فيجيبه الشيخ بلطف وسماحة؛ وعندما يحضر بعض الأطفال على مائدة الشيخ؛ يعتني بهم أكثر من عناية والدهم الذي يصحبونه؛ فتجده يؤانسهم ؛ ويحثهم على الأكل. ومن تواضعه أنه من عادته بعد أداء صلاة الفجر أن يصافح كل من يكون في الجانب الأيمن من الصف الأول؛ وإذا ما شاهد أحدًا من معارفه لم يره منذ مدة؛ ينتظره الشيخ حتى تتم المصافحة؛ فيعود إليه يسائله ,ثم يدعوه لتناول وجبة الغداء؛ أو زيارته في بيته أونحو ذلك. ومن غريب المواقف الدالة على تواضعه ما حدثني به الشيخ أبو الحسن شحاته؛ نقلا عن أحد أولاد الشيخ ؛ قال: كان الشيخ خارجًا ذات يوم؛ فعاد إلى بيته في وقت متأخر من الليل» وآوى إلى فراشه وقد تحطمت قواه من الإرهاق؛ وما هي إلى سويعة فيما بعد منتصف الليل» وإذا بطارق يطرق الباب؛ فنزل إليه ولد الشيخ وسأله عمّا يريد؛ فقال إنه جاء لحاجة ضرورية لا بد أن يلقى الشيخ فيها الليلة؛ وأصرٌ على موقفه؛ واستنفد ابن الشيخ جميع حيله؛ وفشلت جميع محاولاته في تأجيل هذا اللقاء إلى الصباح» فاضطر إلى هن معام الفكر الزبوي [ كيلأ 1 عند الت الشبخ اد اللي إيقاظ الشيخ رغم ما كابده من التعب سائر اليوم خصوصًا عندما أصرٌ الرجل أنه لا يبرح مكانه ذلك حتى يأنيه الشيخ؛ وجاء الشيخ؛ لينظر حاجة الرجل؛ فإذا به يرفع غطاء رأسه إلى الأعلى؛ ويطلب من الشيخ أن يقرأ على مقدمة رأسه بعض الآيات ؛ لأنه يعاني من صداع شديد.. فقرأ عليه الشيخ دون تضجر ولا سآمة؛ ثم عاد إلى فراشه"" والله أعلم أنام أم لا ؛ ذلك لأن الشيخ إذا أزعج في نومه فاستيقظ لا يعود إليه النوم »يقول أفلح: إن والدي إذا استيقظ من نومه فمن الصعب أن يعود إليه النوم مرة أخرى ". ومن تواضعه للجميع أنه لا يمر على أحد في ذهابه للمناسبات إلا سلّم عليه وصافحه» خصوصًا مجالس العزاء؛ فقد صحبته مرة بعد صلاة العصر إلى مجلس عزاء في مدينة السلطان قابوس؛ فلما وصل بدأ بجماعة منفردة يبدو أنها مختصة بشؤون الضيافة من التمر والقهوة ونحوهاء وفيها العديد من الأطفال» فلم عليهم وصافحهم جميعًا ثم اتجه إلى جماعة أخرى في صرح المسجد فسلم عليهم وصافحهم ؛ ثم دخل المسجد وسلم سلامًا عامًّا؛ ثم بدأ يصافح الناس من الجانب الأيِن حتى انتهى إلى حيث بدأ » وما كاد ينتهي حتى أخذه أصحاب العزاء صوب المحراب؛ وبقي واقفا مدة من الزمن بسبب دخول الجماعات الواحدة تلو الأخرى»؛ ولم يتناول الشيخ شيئًا من المأكولات قط ؛ ثم استأذن للعودة؛ وكنت قد حضرت موقفًا لشخصية أخرى من ذوي المناصب مخحلفة ِ توجهها + جاء إلى مجلس العزاء فسلم على الباب ل ثم اتجه إلى صدر (١) لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن شحاتة (؟) لقاء المؤولف بالشيخ أفلح بن أحمد الخليلي و عن عط الفكر الزدير يي ( لا 1) لي عند الشيع اعد احدى لي المجلس َ فوسع له الناس »٠ وجاء من شاء أن يسلم عليه فسلم عليه + وهو قِ مكانه ذلك» فتبين لي بذلك الفارق بين الموقفين. ومن تواضعه ما حكاه محمد الرشيدي قال: كنا في زيارة لإحدى البلدان ,٠ فعندما حان وقت الدوم قٍِ مبيتنا هناك ؛ هيأت لنا غرفة خاصة؛ وأعدٌ فيها للشيخ فراش وثير؛ فلما دخلنا للنوم قيل للشيخ : هذا فراشك؛ فرفض أن ينام عليه؛ وأخذ فراشا عاديًا نام عليه هجعة من الليل؛ ثم قام يصلي آخر اليل وترك ذلك الفراش لأحد أبنائه”'" 0 ل ال أ ا 0 0 8 2 ال 0 <> ٍ اط ل ل + ها 1 0 ٍ ! لا م به 5 3 "م > 8 ل 0 اي ا اوم ' يج 'آ-© ب" 0م 0 ا ً ل : ل ٍ 0 1 7 » سد 0 : 7 ُ 0 4 ٠١ ل ا اذاي ا ض وا و ار 8 م ونما عايشته من مواقفه المتواضعة؛ أني كنت مع طلبة فصل دراسي بمعهد القضاء الشرعي في جامع السلطان قابوس في صباح رمضان؛ وقد تحلقنا في المسجد أتحدث إليهم؛ وكانت من إرادة القدر أن مرّ علينا الشيخ ونحن جلوس في حلقتنا تلك؛ فوجد فرجة بين طالبين فجلس فيها؛ فماذا عساني أن أفعل 010 لقاء المؤلف بالأخ محمد الرشيدي يعن متا الفكرالزبوي ير (108) و عند الشيع أعد الخيى لي حينها؟ فحوّلت مجال الحديث إليه . حفظه الله . وقلت للطلبة إن حضور الشيخ نعمة من الله تكرم بها علينا؛ فمن كان لديه سؤال فعليه أن يستغل الفرصة الساعة؛ فقال سماحته: يبدو أني أفسدت عليكم حديثكم ؛ لذا اعتذر عن عدم البقاء معكم حتى تواصلوا درسكم؛ ثم بعد ذلك لقيته فاعتذرت إليه عن تصرفي ذلك» قائلاً له: ما كان من الأدب أن أتصرّف بتلك الصورة؛ فقال لي : لا .. لا.. ثم ابتسم وأردف قائلاً: أنت لا تهب الحكمة إلا من يستحقها.. وييدو أني لا أستحق أن أستفيد شيثًا منكم ؛ فكانت هذه أشد علي من الأولى؛ ذلك هو التواضع والسمو الخلقي. ومن مواقفي معه أيضًا وقد تجلى فيها الكثير من المعاني السامية؛ وتواضعه على وجه الخصوص؛ يوم ألقيت قصيدتي في الإشادة ببعض سماته ؛ في أمسية عقدها معهد العلوم الشرعية؛ وكان أول لقاء بيننا بعد ذلك الإلقاء في جامع السلطان قابوس بروي؛ فبعد إحدى الصلوات التي لا أذكرها الآن أهي العصر أم العشاء؟ تزاحمت أفراد الناس يسلمون على سماحته؛ فدخلت في تيار هذا الطوفان البشري» وما إن صافحته حتى قال لي أريدك فانتظرني.. فدارت في مخيلتي أسثلة عديدة؛ استعرضت فيها الكثير مما جنته حماقتي علي ؛ إلا قولي هذه القصيدة فما خطرت مني على بال؛ وما أن فرغ من مصافحة الناس حتى أخذ عصاه وانتحينا ناحية المحراب؛ وقال: لي عليك عتابان؛ فقلت له: العصا في يدكم - حفظكم الله- وأنا طوع أمرك إن شاء الله؛ فس الخلل؛ فقال أعاتبك أولاً على قلة الزيارة؛ فاعتذرت إليه بأل ذلك حرص مني على صحة سماحته ووقته ؛ وإلا فالزيارة شرف لنا ومع ذلك أدركت أن شيئا من معال الفكو الؤبوي لي (108) و عند الشيخ أهد الخللى إلى أعظم منها ينتظرني في العتاب الثاني» قال: ما هذه القصيدة التي قلتها؟ أنا لست أهلاً لما ذكرته من الصفات.. وبدا عليه شيء من الغضب فعلاً؛ ثم أردف قائلاً: اجعل موهبتك فيمن يستحق ؛ ومن هو أهل للثناء عليه؛ ولم أستطع أن أتلفظ بشيء مطلقًا رهبة وإجلالاً سوى أن قلت: إن شاء الله أيها الشيخ... والقصيدة من الركاكة والضعف بمكان لا يخفغى على كل ذي بصيرة بالشعر» أو من طاف حول حماه» و هذه المواقف تعكس سجية التواضع التي لا تنفك عنه؛ فعندما سكل -- حفظه الله- هل يشترط العلم في لبس العمامة قال: لو كان العلم شرطًا في لبس العمامة لكنت أول من وجب عليه خلعها؟ فانظر هداك الله إلى هذه المواقف كيف يمكن أن تكون؟ ومع أي شخص أنت تحبى وتعيش ؛ ولذلك لا تتعجب بعد اطلاعك على ما قدّمت من المواقف الحيّة في حياته أن تسمعه يعتذر عن كل ثناء؛ بما تشعر به يقيئًا أن الشيخ فعلاً لا يرى نفسه ممن يستحق أن يهتم بهم ؛ فانظر إلى هذه المواقف الكلامية التالية: ١- قال في مقدمة محاضرة بعنوان " الإخلاص" إن حديث الليلة عسير عليّ؛ فكنت أتمنى أن أسمع هذا الحديث من غيري» وأن أستفيد ما يستفيده الحريصون على تتبع هذا الأمرء واستقصاء هذا الموضوع؛ وإنني وجلال الله سبحانه لأجدني أقلّكم أهلية في الحديث عن هذا الموضوع» الذي هو في حقيقته جوهر الإسلام؛ وسر رسالات الله تعالى التي 01 بها المرسلين )0 0 محاضرة يوان الإخلاص 1/91 م عن معال الفكر الزنور ني (١١١) اخ عند الشيخ أهد اخى لي ؟- قال في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العمانية في برنامج ” واحة المستمعين” : " قبل كل شيء أريد أن أقول بأن الناس يحسنون بي الظن كثيرا ؛ وأنا أعرف بنفسي منهم » فأنا لست في المستوى الذي يرفعونني إليه؛ أنا لا أعد نفسي من العلماء » وإنما أعد نفسي من صغار الطلبة؛ ولي الشرف أن أكون طالب علم »٠ وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ييقيني طالب علم » وأن يميتني طالب علم 0 إنه تبارك وتعالى على كل شيء قدير )0 7- قال في مقدمة لقاء أجراء الشيخ عبدالله العيسري مع سماحة الشيخ عن ذكريات حياته الأولى : أنا لست ممن ينبغي أن يعتنى بذكرياته؛ ويحتفى بها؛ لأن أثري في حياة الأمة الدعويّة والاجتماعية لا يكاد يذكر ؛ فلذلك أجد أن ما أتحدث به وأذكره لن يعدو أن يكون شيئًا تافهًا لا ينبغي أن يشتغل به أحدء وأن يطرح على مسمع سامع. 0 ؛- قال في بداية جلسة عقدت للإجابة على أسئلة الساثلين مع غزارة علمه الذي بهر به الدنيا : وأرجو عند الخطأ والانحراف في الجواب أن يكون هنالك تنبيه فرحم الله امرءًا أهدى إلينا عيوبنا؛ فالأمر قبل كل شيء أن البضاعة مزجاة. " 9 أرسل رئيس جامعة آل البيت بالمملكة الأردنية الباشمية رسالة إلى سماحته يخبره فيها بتمام طباعة المحاضرتين اللتين ألقاهما سماحته بالجامعة في (١) برنامج " واحة المستمعين " حلقة بإذاعة سلطنة عمان بتأريخ ١7/جمادى الآخرة / 471١ ه الموافق له 0/41/14٠1م (؟) لقاء الشيخ العيسري بالشيخ الخليلي (©) شريط رقم 5 ؛ أنت تسأل والمفتي يجيب ؛ تسجيلات المناهل عن مهال الفكر الززوي لي ( )ل عند الع اعد الخ لي موضوع البحث العلمي عند علماء المسلمين ‏ وقد تركت ا محاضرتان أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين + وإعجاباً عظيماً بسماحته . فقال سماحته في رسالة جوابية لرئيس الجامعة: " إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أخوتكم الصادقة؛ وأخلاقكم العالية؛ لأن ما جاء فيهما لا يستحق كل هذا العناء من طباعة ونشر» وعسى أن يكون في ذلك تشجيع لي " !" 1 - قال في بداية محاضرة له بعنوان " معالم الشخصية الإسلامية” : ” أعتذر إليكم من الثناء الذي قيل في غير محله؛ ووصف به من ليس من أهله؛ وما هي إلا عين الرضا التي تغطي العيوب كما يقول الشاعر ولست براء عيب ذي الود كله ولا بعضه يوما إذا كنت راضيًا فعين الرضا عن كل عيب كليلة | ولكن عين السخط تبدي المساوياأ” هذه هي القدوة لمن شاء الاقتداء؟ وها هو وريث الأنبياء؟ فهل من يطأ مواضع القدم؟ وأختم الحديث بهذين الموقفين النادرين جدًّا؛ أولبما ما حدثي به سليمان ابن الشيخ أحمد» قال: كنا مرة نمشي في بلدة "العوابي" على الشارع العام» فمرٌ علينا شاب بسيارته»؛ فلما رآنا أوقف السيارة ونزل ليصافحنا؛ فلما ركب سيارته جاء الشيخ بكل تواضع وأغلق عليه باب سيارته وودعه." وحدثني أبو الحسن وكذا الشيخ عيسى بن يوسف نقلاً عن أنور السالمي قال ذهب الشيخ إلى العمرة وبرفقته سليمان السالمي وأنور وغيرهماء وفي حال (١) من رسالة سماحته إلى رئيس جامعة آل البيت بتأريخ 4٠ ربيع الأول 1411ه؛ الموافق له ذت/ذ/ تحير ١م )0 معالم الشخصية الإسلامية ؛ رقم 784/ أ (؟) لقاء المؤلف مع الشيخ سليمان بن أحمد الخليلي : من معال الفكر الؤنوي يا (١١١) اج عند الشيخ انقد اخلبي لي خروجهم من المسجد جاء أنور بحذاء الشيخ إليه ليلبسه؛ فاستغفر وحوقل؛ وغضب لبذا التصرف لتواضعه '" مجلسا لشيخ: مما يلحق بتواضعه أن مجلسه مفتوح لكل صادر ووارد» وما أجمل قول الشاعر: يزدحم القصاد في بابه . والمنهل العذب كثير الزحام فما هي صفات هذا المجلس؟ مما يعلمه كل أحد أن الباب مفتوح على مصراعيه؛ أكان الشيخ موجودًا في المجلس أم لا؟ فإن لم يكن موجودًا تلك اللحظة فسيأتي ما دام قريبًا؛ لا يتعزز على أحد؛ ولا يترفم ولا يمتلم » ولو كان ذلك على حساب صحته وراحته ؛ فإن مر أمام المجلس ورأى حذاء أو مصباحًا مضاءً؛ دخل المجلس لينظر هل من صاحب حاجة يقضيها له.. وربما استمر امجلس في بعض الليالي إلى منتصف الليل. خصوصا عندما يزدحم بالثقلاء الذين لا يشعرون بأحاسيس الآخرين؛ ولا ينقدح قِ صمائرهم شيء من الشعور بحاجة المحارب إلى الراحة. وأود الإشارة إلى مميزتين بحويهما هذا المجلس هما: الكرم المادي؛ وكرم السجايا والأخلاق. وكل منهما داع إلى الانبهار. ١- الكرم المادي: ولا أريد الإطالة في ذلك فما أنا بمستقص طرفا منه؛ وحسبك أنك لا تجد الشيخ يوم يأكل وحده؛ ومن العسير أو المتعذر أن تسنح (1) لقاء الولف بالشيخين أبي الحسن وعيسى بن يوسف البوسعيدي و عن عط لفك الدبدي ا )ل عند لشي اعد الى إلى له فرصة للأكل مع أبنائه داخل داره؛ ولذا يسأله صحفي كويتي عن ذلك» وهو معذور لأنه لم ير ولم يسمع» فقد سأل الشيخ هل تحرص على حضور المائدة مع أبنائك؟ فقال: نعم إن تيسر ذلك؟ ولكن من أين يتيسر له ذلك؟ ومجلسه عامر بالناس كل حين.. من بعد طلوع الشمس وعلى وجبة الغداء؛ وبعد العصر وبعد العشاء إلى منتصف الليل... وكثيرًا ما تكثر موائد الغداء التي يلتف حولبا الجمع الغفير من الناس؛ ويبقى الطعام؛ ومع ذلك يقول أولاد الشيخ: إن والدنا دائمًا يستقل الطعام»' يقول أخاف ألا يكفي؛ وكثيرًا من الناس يأتون بغير موعد سابق؛ فيستقبلهم الشيخ ببشاشته المعروفة؛ وطلاقة وجهه المعهودة؛ إنه على أهبة الاستعداد من هذه الناحية لأي طارئ؛ مهما كثر الضيف. ولأجل الأمانة التأريخية أقول: عادة ما تتبع هذه الوجبات مائدة أخرى من الفواكه والحلوى قبل أن يغادر الجمع مجلس سماحته. "كر الما اااي مما تجدر الإشارة إليه أن مجلس الشيخ كله فوائد؛ فمَكّله كالبستان المتعدد الثمار» مختلف الأشكال والألوان؛ فيستمتع من فيه باستعمال جميع وسائل الإدراك؛ فتبتهج النفس؛ وينشرح الصدر» ويتغذى العقل» ويقوى الإيمان» ويحسن الخلق؛ ويتعمق الوعي» وتشتعل العزيمة؛ وتشتد الإرادة؛ فكأنه في عالم آخرء وقد خلق خلقًا جديدًا.. وما لا يفوتني ذكره؛ أن كل من حظي بشهود مجلسه صغيرًا كان أو كبيرًا؛ عزيزًا كان أو ذليلاً؛ يتمتع باحترام الشيخ ويفوز بحصانة تحميه من كل أذى ما دام في مجلسه؛ ولا يستطيع أحد أن يخترق عن عغال الفكر الؤبوي _ثير (166) و عد الشيع أعد الخد لي تلك الحصانة التي يمنحها الشيخ لهم مهما يكن مقريًا؛ وقد علم ذلك أهله ومقرّبوه؛ ولندع الحوادث تؤدي شهادتها؛ فمن ذلك ما رواه الشيخ أبو الحسن شحاته؛ قال: كان الشيخ ذات مرة في مكتبة جامع السلطان قابوس بروي ؛ وكنا نحن وبعض الطلبة خارج المكتبة؛ فجاء رجل بدوي يسأل عن الشيخ؛ والشيخ مشغول يبحث؛ ولم نرد أن نشغله؛ ولا شك أن هذا البدوي لديه مسألة ستأخذ ساعة من الزمان؛ لذا أقنعناه بالعودة؛ وفي طريق عودته لقي أحد الطلبة؛ فدله على الشيخ بالمكتبة؛ فجاء إليه يسأله عن نخلة كانت له؛ وقع عليها كذا وكذا.. فقلت للرجل: سبحان الله.. أترك الشيخ يا رجل؛ ما أكثر القضاة؛ أما وجدت أحدًا إلا الشيخ تشغله بمثل هذه المسائل التي لا دخل له فيها؟ فاعترضني الشيخ وقال: دعه؛ فقد قصدني من مكان بعيد؛ وأخذ البدوي حريته كاملة؛ والشيخ يرفق به ويتلطف؛ حتى قضى مراده وانصرف"". ومن ذلك تلك الحادثة التي سبق ذكرها لذلك الرجل المصاب بالصداع في منتصف الليل؛ حيث لم يستطع أولاده صنع شيء لحماية الشيخ له. ويقول الشيخ حميد اليحمدي منسق مكتب الشيخ الخليلي يوم كان مكتب سماحته بوزارة العدل والأوقاف ‏ قبل انفصالبما إلى وزارتين ‏ جاء رجل يطلب مقابلة الشيخ» فاعتذرت له ؛ لأن الشيخ كان مشغولاً جدا؛ لا يجد متنفسًا للمقابلات ٠ وإضافة قضايا جديدة؛ فقال الرجل إنه يريد التسليم فقط لمدة ثوان معدودة؛ فسمحت له بالدخول»؛ وإذا به يطيل المكث؛ فدخلت لأذكره من معاإٍ الفكر الؤبوي : ا وأ 1 عند الشيخ أمد المليلي بوعده؛ فوجدته بكل أريحية يشرح قضاياه» فنظرت إليه شزراء وأنا أقول في نفسي أين الوعد؟ ولولا أنك تتمتع بحماية الشيخ لجررتك إلى الخارج. فقال أحد الزملاء الجالسين معنا : كما جررت ذلك الرجل من محرابه حين رأيته غير أهل للإمامة. ويقول سليمان ابن الشيخ أن الأطفال يأخذون حريتهم كاملة في اللعب عندما يكون الشيخ موجودًا + حيث لا أحد يستطيع أن يحد من حريتهم .. قال: كنا مجتمعين مرة في بيتي في الغبرة مع إخواني بحضور والدي؛ وكان الأطفال يلعبون بمتهى الحرية + وكان أحدهم قد جاوز حذه قِ الفوضى ولكن لا أحد يستطيع أن يوقفه عند حده خوفا من الشيخ؛ ثم بعد ذلك دخلت والدة الشيخ؛ فهداأً ذلك الطفل؛ لأنهم كانوا يهابونها... وللقصة بقية تأتي في سياقها الخاص بها... 107 0 0 - © ال د ا ان ١ 3 | لد ل 8 ف : ا "0 107 ا : 8 8 ال م : | . 7 اب د و ب © لأسا © و قد 7 م ) ص .... علقت ب دي ل" ال |" ج 0 2 / | ا ١ ََ : ١ ُ 1 0 ا / م عنععا الفكر الزنوي َي (“١١] و عندالئيع أهد الل هذا وقد قدّمت أن الجالس يشعر بالأنس والانشراح بسبب إقبال الشيخ على الجميع + وعادة يكون الحديث عام توجيهيًا؛ يضرب الشيخ فيه الكثير من القصص والعبرء ومن سير الماضين وتاريخهم بحيث لا يشعر الجالس إلا بانتهاء المجلس. السخاء: الشيخ - حفظه الله - معروف بكرمه وسخائه؛ حتى ليصدق عليه قول الشاعر: ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله وكما هو جواد في سائر أوقاته؛ فإنه أجود ما يكون في رمضان؛ فمائدة الإفطار على الدوام؛ يحضرها جمع من الناس كما هي مائدة الغداء في غير رمضان. وحتى لا يكون الوصف بالسخاء ضربًا من التنظير» أعرّج على بعض المواقف الدالة على ذلك» فقد أخبرني أحد الثقات أن رجلاً اقعرض من الشيخ مبلغ ثلاثة آلاف ريال عُماني » وشاء الله أن يرحل ذلك الرجل إلى الدار الآخرة قبل سداد دينه؛ فجاء ورثته إلى الشيخ؛ فأبى أن يأخذ شيئًا من تلك النقود؛ وادّخر أجرها عند الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؛ وما هو معلوم عن سماحة الشيخ أنه لا يرد سائلاً ولو جاءه على فرس؛ ومن عادته أن يدخل يده في جيه فيتصدق بما أخرجت من الأوراق النقدية؛ دون أن يلتفت إلى يده ؛ فقد تجده يتصدق بعشرين وثلاثين ريالاً لسائل لا ينتظر منه سوى ريال واحد؛ ذلك من معاإ الفكر الؤبوي____ | ( 88 ) ل عند الشبخ أحمد اخلِل لمن يسأله وهو في طريقه.. وربما سعى الشيخ إلى ذوي الحاجات بنفسه بمنتهى السرية؛» حتى لتكاد شماله لا تدري بما أنفقت يمينه؛ ومن العسير التوصل إلى مواقف من مثل ذلك لحرصه الشديد على الكتمان؛ وقد شاهدت مرة في جامع السلطان قابوس في شهر رمضان المبارك من بعد صلاة العصرء حيث كان الشيخ يتلو القرآن في الناحية الشمالية الشرقية من الجامع؛ إذا ببدوي يدخل؛ ثم يتّجه إلى وسط المسجد تحت الثريا أو أمامها بقليل وينام على الأرض»؛ وما هي إلا لحظات حتى قام الشيخ من مكانه؛ وسلّم على البدوي؛ وأخرج له من جيبه شين أظنّها أوراقا نقدية ؛ فانصرف البدوي ورجع الشيخ إلى تلاوته. ومرة كنت أمشي معه في الجامع إذ جاءه رجل من الأعاجم بعد صلاة الظهر»؛ وطلب منه شيئًا من الصدقة ؛ فابتسم الشيخ له وقال: الآن ما عندي؛ لكن تعال بعد صلاة العصر إن شاء الله؛ فقال الرجل إن شاء الله. فالشيخ لم يُعْففِ نفسه بسبب تفريقه تلك الأموال في سبيل الله شرقًا غربًا؛ حتى وعد الرجل بعد الصلاةء ولا شك أنه منجز وعده. ومن المواقف الطريفة التي ضحكت لطرافتها؛ إذ كنا في مجلس الشيخ؛ فدخل علينا رجل من خلفه امرأة؛ ولا أدري أكنا على مائدة الفطور أم الغداء؛ فأمر الشيخ بإدخال المرأة في غرفة خاصة على مدخل المجلس الدائري؛ وبعد الطعام؛ نهض الشيخ وأتى بمبلغ من المال أعطاه الرجل ؛ وخرج الرجل وبقيت المرأة في الغرفة؛ وعند خروجنا رآها الشيخ؛ فقيل لبا: لقد ذهب زوجك؛ فقالت: ليس زوجي؛ لقد جئت وحدي؛ ولقيته في الخارج ؛ والله أعلم بصحة من معال الفكر الزبوي | كأ 1 عند الشيخ امد اللي قولباء فأمر الشيخ بالصدقة عليها أيضًا وإكرامها؛ وهناك تذكرت قول الشاعر: استمطروا من قريش كل منخدع إن الكريم إذا خادعته اتخدعا وأخبرني الشيخ عاشور عن رجل من إحدى الدول العربية جاء لزيارة الشيخ» قال فلهبنا فإذا بالرجل يطلب من الشيخ حديثًا انفراديّا» وبعد لحظة نادى الشيخ الخليلي الشيخ عاشور؛ وقال له: إن فلانًا هذا طلب مني مبلعًا من المال؛ قدره كذا وكذا ؛وليس لدي الآن هذا المبلغ ؛» وأنا أشهدك أمامه أني سأعطيك هذا المبلغ لتوصله إليه؛ فقلت له: إن شاء الله وعندما خرجنا عاتبت الرجل على هذا الموقف»؛ وقلت له: أما وجدت غير الشيخ؟! أما تعرف ظروفه الاقتصادية الصعبة؟! قال: وفعلاً أناني الشيخ بالمبلغ كاملاً وأوصلته لصاحبه؛ ثم لقيت الرجل بعد أكثر من سنة؛ وسألته:. هل وفيت بالدين؟ قال؟ لو © ويقول الشيخ خميس العدوي: إن الشيخ يساعد الكثير من الشباب في حالات الزواج أو ضيق المعيشة؛ ورما تصدّق بشطر راتبه.. ولا داعي لذكر أسماء أعرفها شخصيًا. " أما مساعدة الناس بكتابة الرسائل إلى الوزارات المختلفة لمساعدتهم وقضاء حاجاتهم؛ فحدث عن ذلك بلا حرج؛ ولا داعي لنسبته إلى أحد فهو من الشهرة بمكان لا يخفى على أحد. (١) لقاء المولف بالشيخ عاشور بن يوسف (؟) لقاء الؤلف بالشيخ خميس العدوى من معاا الفكر الربوي ِ 1 ححا 1 عند الثيخ امد اخللى ومما يشير إليه أفلح أن الشيخ يحسن على الناس ثم ينسى ذلك الإحسان؛ فكم من الناس الذين ساعدهم»؛ ثم ينسى جميع ما قدّمه ولا يكاد يذكره." الوفاء سمة الوفاء عند الشيخ متشعبة المناحي» وفاء بالوعد مهما كلّف الأمرء ووفاء للعلماء المتقدمين بالإحسان لذراريهم ٠ ومن كان قِ خدمتهم 6 مواقف من الوفاء تدعو إلى العجب. يحدثني الشيخ خالد الخوالدي قال : دعا الشيخ ناصر المنذري ذات يوم الشيخ أحمد الخليلي والشيخ سعيد القنوبي ومن صحبهما لتناول وجبة العشاء؛ وق ذلك اليوم قر الله أن توفي خال الشيخ الخليلي ٠ وحضّر الشيخ دفله بين صلاتي المغرب والعشاء» فذهبنا بصحبة الشيخ سعيد القنوبي إلى منزل الشيخ ناصرء وظننا أن الشيخ الخليلي لا يأتي بسبب حادثة الوفاة ولما دخلنا المجلس وجدنا الشيخ الخليلي قد سيقنا حرص منه على الوفاء بوعده؛ وكان ذلك المجلس مليثًا بالعبر والعظات» قال الشيخ الخوالدي: ومن ذلك أنه كان لديه موعد لإلقاء محاضرة في "البداية”" من منطقة الباطنة وكانت الأحوال الصحيّة للشيخ سيئة جداً؛ حتى أنه كان يلبس صوفا تحت الدشداشة بسبب شعوره بالبرد ٠ ولكنه مع ذلك كله حرص على الوفاء بوعده؛ وطلب من الشيخ سالم النعماني أن ينوب عنه في إلقاء المحاضرة؛ واكتفى بالحضور"" )0 لقاء المؤلف بالشيخ أفلح الخليلي 0 لقاء المؤلف بالشيخ خالد الخوالدي يا من هعاء الفكر الزبويا ل 21 ا عند الع هد اللي قلت: وكذلك الحال عندما اتح مسجد الزاهد بالشريعة من سمد الشأن؛ فقد كان مريضًاء ولم يستطع أن يكمل محاضرته بسبب التهاب في حنجرته..وطلب من الشيخ حمود بن حميد الصوافي أن يدعو للناس فأبى؛ فاحتمل الشيخ ذلك ودعا بنفسه. أما النوع الآخر من الوفاء فمنه ما حدثني به الشيخ سليمان بن أحمد الخليلي؛ قال: جاء مرة رجل لا نعرفه إلى مجلس الشيخ »٠ فقربه الشيخ وأدناه ؛ واهتم به اهتمامًا كبيرا؛ ثم سألناه: من هذا الرجل؟ فقال هذا ابن من كان يخدم الإمام الخليلي ‏ رحمه الله. *" ومن مرويّات أبي الحسن أن الشيخ أحمد الخليلي زار الشيخ محمد بن عبدالله السالمي (الشيية) فقص الشيخ محمد للشيخ أحمد قصة وقعت لأبيه؛ قال كنا ذهبنا للحج وأردنا شراء شيء من عطر العود لوالدي؛ فلما دخلنا محل العطار » ناولنا زجاجة فيها عطر العود؛ فوقعت الزجاجة من يد والدي ‏ رحمه لله فانكسرت؛ فعرضنا قيمتها على العطار, فأبي أن يأخذ شيئًا؛ وذكر للشيخ اضم ذلك العطار» فلمًا ذهب الشيخ الخليلي إلى الحج أخذ يسأل عن محل ذلك العطار؛ حتى وصل إليه؛ ووجد حفيده في المحل ؛ فق عليه القصة؛ وأعطاه خمسين ريالً." ومن مروياته أيضًا ما حكاه عن سليمان السالمي قال: ذهبنا مع الشيخ في مؤمر بالمملكة المغربية في الدار البيضاء؛ وقد وصلنا قبل المتمر بأيام؛ قال (؟) لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن شحاتة : من معال الفكر الؤبري .بر (295) عند الشيع قد ادلي لي الشيخ : قرأت فيما قرأت أن بعض العائلات هريت من الأندلس إلى الدار البيضاء في أيام حروب الفرنجة» هربًا بإسلامهم من التنصير الذي كان يُفْرّض عليهم بالقوة.. وأخذ الشيخ يسأل عن تلك العاثلات التي يحفظ أسماءها؛ حتى التقى ببعض أحفادهم. خشيته من الأه: من المعلوم أن الخشية أمر معنوي لا يعرّف إلا بآثاره وتجلياته. وكما لا درك ماهيته؛ كذلك لا يمكن قياس مقداره؛ ولكن مع ذلك يمكن الاستدلال على وجوده؛ ومقدار ترسخه في النفس؛ ومدى استحواذه على القلب والجوارح» ذلك من خلال المواقف التي تتجلى فيها بوضوح مقدار هذه الخشية؛ ومن هذه التجليات الحرص على العبادة في شتتى صورهاء وأنواعهاء من صلاة وصيام؛ وقيام وتلاوة للقرآن» ومن ذلك التأثر المهيمن على الجوارح أثاء هذه العبادات؛ أو من خلال بروز بعض المواقف التي تكشف عن جوهر هذه الخشية في النفس» كالبكاء من خشية الله؛ وانهمال الدموع » أو القشعريرة التي تهز البدن؛ ومنها الصمود على الحق والثبات عليه؛ دون أن يخشى الإنسان قوى الأرض مجتمعة؛ فكيف بلوم اللائمين؛ وعذل العاذلين؛ وتجليات هذه الخشية في حياة الشيخ كثيرة؛ وقد لازَمَتْه الخشية منذ طفولته ؛ وهو بزنجبار» يقول الشيخ سليمان ابن سيف الخليلي: كان للشيخ أحمد خال يقال له سليمان بن حمود ؛ وكان يكبر الشيخ بسنة ونصف تقريباً ٠ وكان يقطف بعض الثمار من الأشجار العامة بزنجبار فيسأله عن مصدرها ومن أين قطفها؟ يا «ناععاالفكر الزنوير يا (119] و عند الشيع قد اطي لي وينصح خاله بعدم العودة لمثلها ؛ لأنه لا يدري لمن هي + والأكل من أموال الناس بغير إذنهم حرام ؛ ويأبى الشيخ أن يأكل من تلك الثمار كل الإياء ؛ ومن خشيته لله أنه كان إذا سمع صوت الرعد ورأى البرق تراه خائفا وجلا ؛ يدخل داخل البيت ويمكث فيه '", وهكذا كان عليه أفضل الصلاة والسلام إذا سمع صوت الرعد يدخل ويخرج خائفاً وجلاً . ومن مظاهر الخشية بعد ذلك ما رأيته بعيني رأسي في إحدى ليالي رمضان المبارك من تفاعل عجيب مع آيات القرآن؛ واستجابة ظاهرة من جوارحه مع قوارع نلره»؛ فقد صليت ذات مرة قيام رمضان على يسار الشيخ في جامع السلطان قابوس بروي» فلما قرأ الإمام قول الله تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحدِيث كِتاباً مها ماني تُقَشَِرُ نهُ جُلُودٌالّذِينَ يَحْشَوْنَ بهُمْ ثم َلِيُ جُلُونُهُم وَقلُوبُهُم إلى ذِكَرٍ الله ذلك هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُصْلِلَ الله فم لَه بن هار " انتفض جسد الشيخ انتفاضة شديدة؛ الم سكنت جوارحه؛ وعاد إلى ما كان عليه بعد مجاوزة الإمام لتلك الآيات. أما عن شدة بكائه من خشية الله؛ فحدّث عن ذلك بلا حرج؛ وربما بكى أثناء إلقاء محاضرة تبدو للإنسان عادية في موضوعهاء؛ ولكنه -- حفظه الله- يتفاعل مع الكلمات؛ فيعي أبعاد مدلولاتها» وذلك ما يهزّ وجدانه هزاً عنيفًا من الداخل» ففي عرفات ‏ مثلا ‏ لم يخطب قط إلا حبسه البكاء عن مواصلة الخطبة؛ والاستمرار في الدعاء؛ ولذلك يلحظ على خطبه بعرفات أنها قصيرة () سورة الزمر » الآية 7؟ م عن ها الفكر الآاوي___ر (7 1 عند القع هد اط لي للغاية ؛ بسبب ما يتخللها من غلبة البكاء عليه؛. مع أنه - حفظه الله- يكتم بكاءه ولا يسترسل فيه؛ وذلك بقطع دواعيه؛ والبعد عن مهيّجاته.. ويقف بيجانب خطب عرفات خطب الاستسقاء؛ فلا يتمالك الشيخ أثناء الدعاء وهو يستشعر آلاء ذي الجلال والإكرام؛ حتى ينخرط في بكاء حاد» تشفق عليه منه؛ وهكذا الشأن في دعاثه عقب المحاضرات خصوطًا عندما يمر بذكر مصائب المسلمين» وما أصابهم من قهر عدوهم لبم؛ كما هو الحال في فلسطين؛ كثيرًا ما يتأثر فييكي ؛ وخصوصًا عندما يدعو على أعداء الله تعالى ؛ فيقتبس في دعائه من قول الله تعالى في عاد ونمود؛ فيقول: وافعل بهم كما فعلت بشمود وعاد؛ وفرعون ذي الأوتاد؛ الذين طثوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ..." تستحضر نفسه الشفافة قوة عاد وثمودء وما بسطه الله لبم من النعم الكثيرة؛ فاغتروا بسلطانهم وقدرتهم؛ ونسوا نعم الله تعالى عليهم» وكفروا بهاء فغشيهم من عذاب الله ما غشيهم؛ يتذكر قوتهم بجانب قوة الله وسلطانه؛ وقهره وبطشه؛ فتهزه تلك الكلمات من أعماقه ؛ فتنهل الدموع من عينيه؛ وكذلك بعد ركمتي الطواف في الحرم المكي يجتمع الشباب خلفه؛ فيدعو دعاء جماعياً وبيكي حتى لا يكاد يقوى على إكمال دعائه؛ ومن ذلك أيضًا تذكّره لعذاب الله تعالى في الدار الآخرة؛ وببما يمنعه ذلك من مواصلة الحديث؛ يقول الشيخ حميد اليحمدي: روى لنا الشيخ الخليلي قصة رجل متعلم؛ ويعدٌ نفسه شيحًا من شيوخ العلم؛ دخل إلى صحن إحدى المساجد بحذائه حيث لا يدخل الناس إلى ذلك المكان من المسجد بأحذيتهم» فلقيه المؤذن فقال له: أيها الشيخ هذا المكان مصلى للمسلمين؛ فاخلع حذاءك. فقال الرجل: إن حذائي هذا أكرم من يعن مال الفكر الزبوير يا (14) و عند الشيح اد انه لمي وجهك؛ فبكى المؤذن وهو يقول: إن كان مصير وجهي إلى النارء فإن حذاءك أكرم من وجهي؛ وينخرط الشيخ هنا في بكاء حاد »٠ لا يستطيع أن يكمل بقية القصة؛ ويمتنم الحاضرون عن سؤاله إشفاقا عليه يقول الشيخ حميد اليحمدي؛ وما قص الشيخ علينا هذه القصة إلا وتوقف عند هذا المقطع وقد منعه البكاء عن مواصلة الحديث؛ فهو - حفظه الله- من البكاثين الذين عرفهم التأريخ في مداره. ومن المواقف التي تتجلى فيها الخشية من الله والورع معّا؛ إذ سأله سائل مرة؛ وكنا في مجلسه؛ عن معنى قوله الله تعالى إوفاكهة وأبا)ً ما معنى الأب؛ فقال الشيخ: لقد قال أبو بكر رضي الله عنه: أي سماء تظلني ٠ وأي أرض تقلني؛ وأين أذهب إذا قلت في كتاب الله بغير ما أنزل الله؛ وقال عمر بن الخطاب: قد عرفنا الفاكهة فما الأب. ثم قال: لعمرك يا ابن الخطاب إِنّ هذا لهو التكلف» فكيف تريد مني أن أقول في شيء توقف فيه أبو بكر وعمر؟! ومن ملحوظات الشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي: أن الشيخ إذا سثل عن شيء في القرآن» ولو كان إعرابًا نحويًا. توقف وفكّر وتأمل؛ ولو كانت الإجابة - فيما يدو- حاضرة لديه؛ ولكنه لا يسرع أبدًا في الحديث عن القرآن بشيء؛ ولذلك تجد سماحته يفرغ نفسه يومًا كاملاً من المشاغل يوم الثلاثاء ؛ لاجل أن يفسرآية أو بعض آية أحيانًا من كتاب الله تعالى » خوفًا من الله سبحانه أن يقول في كتابه بغير ما أنزله. ومن هذه المواقف ما حدثني به الأخ محمد الرشيدي ؛ قال: ذهبنا مرة في تعزية أحد أصدقاء الشيخ الحميمين إلى منطقة بعيدة عن مسقط ؛ ألا وهي ولاية من معال الفكر الزبو َه (١) ج عند الثيخ أمد لد نه "بدية" وكان وصولنا بعد صلاة المغرب بقليل» فلما دخلنا مجلس العزاء؛ وجدناهم بسطوا موائد العشاء؛ وطلبوا من الشيخ أن يأكل ولو لقمة؛ وذكروه يحق الصداقة الحميمة؛ فرفض أيما رفض؛ فقالوا: إنها ليست على حساب أهل العزاء» ولا أيتام ولا تشوبها شائبة؛ فقال: لاء وأبى أن يبقى؛ بل أدى واجبه من تعزيتهم ؛ واستأذن في الذهاب؛ ذلك هو الورع حقا. ومن مظاهر الخشية التزامه الدائم بقيام الليل في الحضر والسفر؛ ناهيك عن قيامه في المسجد النبوي والمسجد الحرام؛ عندما يشد رحاله إليهما في رمضان وغيره» وأترك مجال الحديث لمرافقيه في ترحاله ؛ يقول الشيخ سعيد بن حمد الحارشي: "عندما تكون في رحلة مع الشيخ الخليلي؛ يقوم قبل الفجر في الثلث الأخير من الليل فيصلي ما شاء الله" ويقول محمد الرشيدي: " عندما نكون في سفر مع الشيخ؛ ويأتي وقت النوم يختار الشيخ الفراش المتواضع الخفيف» ولا يرغب في الفراش الوثير» بل يرفضه؛ ثم يتوضاً ويتلو القرآن؛ وينفث على كفيه ويمسح على جسده كاملاً؛ ثم ينام على الجانب الأيمن وهو يذكر الله؛ ويستمر على ذكره حتى ينام؛ فإذا جاء الثلث الأخير من الليل ؛ نهض الشيخ فتوضاً وانتصب يصلي حتى الفجر؛ ثم يقوم بإيقاظ المرافقين له من نومهم لصلاة الفجر» وبعد الصلاة يبقى في حلقة تلاوة القرآن مع أصحاب التلاوة؛ ولا ينام بعد الفجرء يقول الرشيدي: أنا عن عا( الفك الزو ني (112) ا عند الشيع هد الخد ل أصحو من نومي ليلا وأرى الشيخ يصلي؛ ولكني أعود إلى نومي ؛ ولعل ذلك تواضع منه أيضا » وليس ذلك غريبا على من صحب الشيخ .'" ويروي الشيخ ناصر السابعي قال: صحبت الشيخ في سفره إلى البحرين للمشاركة في أحد الموتمرات؛ كنت أسمع خرير الماء في حوالي الساعة الثانية ليلاً؛ ثم بعد صلاة الفجر؛ يناولنا الشيخ المصحف» ويقول: اتلواء فأنا قد تلوت قبلكم. "0 ويقول سليمان ابن الشيخ الخليلي : إن والدي لا يفوته قيام الليل » ففي كل الليالي التي كنت معه فيهاء سفرًا وحضرًا؛ ما نهضت للفجر إلا وجدته بصلي »٠ وعندما أرافقه إلى العمرة ونقوم نحن للسحور؛ لا نجده في البيت؛ وبعد سحورنا نذهب إلى الحرم فنجده هناك قائمًا يصلي؛ وهو يطيل في قيامه ؛ حتى أني في إحدى المرات؛ بدأت مع الشيخ في صلاته؛ فصليت عشرين ركعة والشيخ في الركعة الأولى وما يزال واقفًا. ". ويروي أفلح ابن الشيخ الخليلي عن عمه حمود؛ قال: لما كنا في الحرم مع الشيخ؛ كان يصلي ذات مرة؛ وأنا صليت مجانبه حتى فرغت من الصلاة التي قدرت عليها فانصرفت إلى البيت كي أنام والشيخ يصلي في الحرم.. وهو بلا شك أحرص ما يكون على القيام في رمضان؛ ؛ وقد أكرمه الله مرات عديدة بمشاهدة الأنوار التي تصحب الملائكة في نزولهم إلى الأرض في ليلة القدرء يقول أفلح : إن والدي يخبرنا ,0 لقاء المؤلف بالشيخ ناصر السابعي 0 لقاء المؤلف بالشيخ سليمان الخليلي من مدال الفكر الذوى _ر (349) لي عند الشيع لهد اطلى لي بمشاهدته تلك في صباح اليوم التالي"' ونحن نعلم أن هذه الأنوار لا يشاهدها كل أحد إلا من اختصهم الله من أوليائه المقربين ؛ وقد سثل سماحته في إحدى حلقات سؤال أهل الذكر بتلفزيون سلطنة عمان عما شاع في أوساط العوام في ليلة القدر من تقلب الأشجار وسطوع الأنوار وغير ذلك ؛ فأجاب سماحته ؛ بأن الأشجار لا تتقلب ؛ وأما الأنوار فإنما يشاهدها الخواص من عباده المقربين . إن الشيخ حريص كل الحرص على الإكثار من القريات إلى الله من الصلاة والصيام والصدقة والحج وعون الآخرين؛ مع حرصه على إخفاء ذلك عن علم الناس ؛. ليكون أنقى من كل الشوائب»؛ فهو يصوم سنا من شوال وعشر ذي الحجة؛ دون أن يعلم ذلك إلا خواص أهله؛ مع كثرة تعلق الناس به؛ وترددهم عليه؛ فمثلاً يخرج للناس في الصباح؛ وقد أمر محمد الرشيدي أن يناشد الضيوف ويقدم لهم القهوة» حتى إذا انتهوا من طعامهم جاءهم الشيخ؛ وسألبم إن كان أحد منهم لم تقدم إليه القهوة؛ سهرًا أو نسيانًا مثلاًء أو جاء متأخراء فإذا بهم جميعًا قد أنهوا مهمتهم؛ فيقضي لهم حاجاتهم الأخرى؛ ويُعرف الشيخ حال صيامه بكثرة صمته فلا يتكلم إلا بثمن ؛ مع أنه لا يقول إلا حقاً ٠ فأكثر شغله التسبيح والتحميد إلا إذا سأله سائل » وذات مرة صادف صيام الشيخ يوم الثلاثاء وهو موعد درس التفسير الذي يلقيه الشيخ عقب صلاة المغرب مباشرة؛ فلم يتأخر الشيخ وإنما قام بإلقاء الدرس بين الصلاتين؛ وبعد صلاة العشاء حبسه الناس في المسجد؛ كل له مطلبه من استفتاء أو طلب قضاء حاجة؛ وازدحموا عليه؛ فجلس لبهم كعادته؛ دون تضجر أو أدنى درجة 00 لقاء المؤلف بالشيخ أفلح الخليلي عن ععا الفكر الزبوير يه (18] ا عند ليح جد اق الي من التبرم أو الضيق ؛ ومحمد الرشيدي يدور في المسجد جيثة وذهابًا , فأنكر الشيخ خالد الخوالدي عليه هذه الحالة؛ فسأله : ما بالك تجوب المسجد؟ ما الذي دهاك؟ فقال الرشيدي: الشيخ صائم هذا اليوم» وإلى الآن لم يجد وقنًا يفطر فيه؟ وهؤلاء الناس قد حبسوه دون مراعاة لشيء؛ والوقت متأخر جدا.*'' قلت له: لا شك عنما يعود إلى البيت سيجد مجموعة أخرى تنتظره في لمجلس؛ ولن يغادرهم أيضا. لله أنت أيها الشيخ ! ما أكرم معدنك ! وما أنبل صفاتك ١ هذه لمحات خاطفة من تجليات الحرص على مرضاة الله تعالى في حياة علم من أعلام الأمة الذين شرف بهم التأريخ. ولا يفهم مني أني أرفعه إلى مقام العصمة ؛ كلا ؛ ولكنه يقظ متنبه لما يسخط الله في سائر سلوكه ؛ وجميع حركاته وسكناته ولا تقنع بسمع دون عين .| فماعين الحقيقة كالخيال ولا بأس أن أكمل هنا القصة التي بدأنها سابقاً ولم أتمها ٠ يقول سليمان ابن الشيخ كنا مجتمعين في بيتي بالغبرة وكان أحد الأطفال قد أكثر الفوضى تحت حماية الشيخ ؛ ولم يتجاسر أحد منا على الحد منها ؛ فلما دخلت أم الشيخ هدأ الطفل ؛ فقال أحد إخوتي كلمة تعيير للطفل ؛ ومرت الجلسة بسلام ؛ فلما تكرر مثل ذلك الجمع في روي ؛ نادى الشيخ أخي المتلفظ بتلك الكلمة؛ وقال له : تب إلى الله » فقال : تبت إلى الله ؛ ولكن هل لي أن أعرف ذنبي؟ فقال الشيخ : أتذكر يوم كنا بالغبرة في بيت سليمان ؛ وقلت لأحد الأطفال كذا () لقاء المؤلف بالشيخ خالد الخوالدي عن عا الفكر الؤوى بر (18) لي عند الشيع اعد اخيي إل وكذا ؛ فهم أخي بالابتسام ؛ لأله لم ينتبه لذلك؛ وما كان قاصداً بها سوءا ؛ لكن الشيخ زجره بقوة قبل أن تولد ابتسامته » وكرر عليه الأمر بالتوبة ؛ قائلاً له: حقك أن تعزّر ؛ وشدّد عليه التكير ؛ وما كان الشيخ ليحمل أبناءه على هذا السمو الخلقي المنبثق من المفهوم العميق لتقوى الله سبحانه ؛ إلا وهو في منزلة أسمى وأعلى » وأزكى وأطهر مما يحمل عليه غيره . دا ماطائجية إن الحديث عن جهود الشيخ - حفظه الله- أمر عسير جد ؛ لأن حياته في شتى صورهاء؛ ومختلف جوانبها جهاد لا يفتر» وكفاح لا يهداً؛ ولكني أسير على المنهجية نفسها من الاختصار وذكر اللمحات الخاطفة دون الإطالة فضلا عن محاولة الاستقصاء؛ ويمكنني اختصار حركته الجهادية الدؤوبة في تأطيرها بالقول: إنها جميع الحركات والسكنات التي قدّمها الشيخ لتكون كلمة الله هي العلياء فذلك جهاد لا يستقصي جوانبه حديث ولا تسطيرقلم. أبدأ الدخول إلى ساحة جهاده لأحدو على أطرافها دون أن أخترق الحومة في وطيسها؛ فتلك منزلتي من لم يقف عند انتهاء قدره تقاصرت عنه فسيحات الخطا لقد رأيت أن أقسّم الحديث هنا إلى عنصرين هما : أ جهوده في الإصلاح الداخلي ب جهوده في الإصلاح العالمي يا عن ععا! الفكم الزبور _لثي (1#2] و عند الشيع أهد ادلي لي أولا : جهوده في الإصلاح الداخلي أبدأ الحديث هنا بلمحة عن واقعه الذي باشر الكفاح فيه بعيد وصوله من زنجبار» فقد جاء إلى وسط ذي جوانب مدليمّة؛ يغرّد في جنباتها الجهل؛ بعد أن عشّش في العقول ؛ فانطمست بذلك البصائر» وضرب البعد عن أوامر الشرع بجرانه بينهم ؛ وصال وجال دون أن ينبري له أحوذي؛ يلوي عنقه؛ ويضع حدًا لتفريخه؛ وأترك للحوادث كعادتي المجال لتحدث عن إيحاءاتها بنفسهاء حول الواقع المأساوي المرير الذي واجهه الشيخ بصلابة كالجبال؛ رهمة تناطح النجوم؛ فقبل وصول الشيخ من زنجبار - حاضرة عُمان آنذاك- إزمن ليس ببعيد» جاء الشيخ سليمان الباروني بأفكاره الإصلاحية التي لم يكتب لها القبول» فضلاً عن الانتعاش؛ وأذكر في هذا الصدد قصة حدثني بها الشيخ زياد المعولي تعكس شيئًا من الوضع الراهن للناس آنذاك, قال : إن الشيخ سليمان الباروني اقترح مدارس نظامية؛ توسس على النظام في القبول والدرس» وكان قد اختار طلابه بعناية؛ مشترطًا عليهم الانتظام في الحضور؛ والتركيز أثناء الدروس؛ وذات مرة كان يلقي درسه على طلابه إذا بامرأة تنادي ولدها في الشارع» واسمه عليّان؛ فقال أحد الطلبة؛ دون عليان خرط القتاد؛ فغفضب الشيخ سليمان الباروني؛ وقال: دون ما تلقي يا سليمان أيضًا خرط القتاد؛ وحدثني أيضًا عن قصة وقعت للشيخ الخليلي نفسه في حال انتقاله ذات مرة من العاصمة إلى الداخلية؛ يقول ركب الشيخ الخليلي ناقلة كبيرة في تلك الأيام تسمى "يبت فرت" وهذه السيارات تحمل جمعًا كبيرًا من الناسء من النساء والأطفال وحوائجهم وأغنامهم أحيانًا » وركب الشيخ الخليلي معهم؛ في عن معاز الفكر الززويا لي (199) آي عند الشيع اعد الحدل لي والطريق غير معبد مطلقا »٠ فالسيارة تسير ببطء شديد والمسافة طويلة؛ يقول الشيخ فأردت الحديث مع أحد الجالسين» فبحثت عن رجل تبدو عليه سمات الرزانة؛ وييدو أنه أمثل الراكبين طريقة؛ وأحسنهم فطنة؛ فحدثته عن الرحيل من الدنيا إلى الآخرة؛ وما يجب على الإنسان من الاستعداد لذلك اليوم» وبعد كلام طويل قال لي الرجل : أهذا هو "البرزنجي الذي قرأناه في مطرح يوم أمس في جلسة المولد" فقال: أي برزنجي؟! وكأن الرجل لم يفهم شيئًا مطلقا. 9" وحدثنا سماحة الشيخ مرة عن تلك الأيام وكان الحديث عن التفاؤل فقال الشيخ: عندما قدمت من زنجبار كان صلاة الرجل سريعة جدًا: يلتقت فيها بمنة ويسرة؛ لا يكاد يستقر رأسه؛ وقد وجدنا صعوبة في تعليم الناس قول: لا إله إلا الله» إذ كانوا يقولون: لا إله إن الله. وسألته عن أهم الصعوبات التي كانوا يواجهونها في طريقهم الإصلاحي؛ فقال: الجهل من ناحية؛ وعدم تقبل الناس بسبب الجهل أيضاء فلم يكن هناك حماس لهذا الشيء كله ؛ فقد كان شيئًا غريبًا بالنسبة إليهم."' يقول الشيخ يحيى بن سفيان الراشدي؛ في تلك الأيام سرنا بصحبة الشيخ إلى سمائل؛ فزرنا الجامع وبه حلقة علم هناك فألقى الشيخ لهم محاضرة؛ فأحببت بعد تلك الكلمات أن أتعرّف على مدى الاستيعاب» وما أحدثه في نفوسهم من الأثرء فاخترت نخبة من الحاضرين من أتوسم فيهم الفطنة والفهم من الموجودين» فسألتهم ؛ عن هذه المحاضرة»؛ فقالوا: إنه بحر يتدفق, وأخذرا 010 لقاء المؤلف بالشيخ زياد بن طالب المعولي (؟) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي م من مال الفكر الزنوي يا (17] ل عند اط د ال اي يطنبون في الثناء؛ بعد ذلك سألتهم عن أهم الأفكار التي طرحها الشيخ في المحاضرة» فما ظفرت منهم بشيء وإنما كانوا منبهرين فقط.”'' وذات مرة ذهبنا إلى بهلا في أمسية أقيمت في أحدى المدارس» وأفتحت الأمسية بالقرآن؛ فصفّق الحضور؛ ثم قام الشيخ ليلقي محاضرته؛ نهاهم خلالبا عن التصفيق مبينًا لهم أصول هذه الظاهرة؛ ثم حدثهم عن صلاة الجماعة وحثهم عليهاء فلما انتهى من المحاضرة صفق له الحضور مرة أخرى. وكأنهم ما فهموا ما يقولء وعلى الرغم من كل ذلك كان الشيخ متفائلاً: بقول لي : إن هذا سيؤتي ثمارًا طيبة بإذن الله" لقد شمر الشيخ عن ساعد الجد؛ وامتطى العزيمة متسلحًا بإرادة تفت الصخر؛ متزودًا في صراعه مع هذا الواقع ما آناه الله من العلم والإخلاص وحب التضحية بكل غال وثمين؛ لا يدخر شيئًا من جهده ووقته إلا بذله في ذلك السبيل؛ فقد كانت عُمان تنتظر أمثاله كما تنتظر الأرض المجدبة الغيث من السماء؛ على حد قول الشيخ يحبى بن سفيان الراشدي؛ ومن أهم ما اعتنى به الصلاة ؛ لكي يقيمها الناس على وجهها. ويحثهم على صلاة الجماعة؛ فقد كان الناس خصوصًا في السفر يركبون سيارة واحدة ثم ينزلون للصلاة؛ فيصلون فرادى؛ وقد أولى عنايته الفائقة بنشر العلم؛ لأن انتشاره في أوساط الناس هو الحل الجذري للعديد من المشكلات المترسّخة في أوساطهم؛ ولذلك كانت له رحلات إلى العديد من المناطق خارج مسقط. (١) لقاء المؤلف بالشيخ يحيى بن سفيان الراشدي (؟) السابق في عن هط الفكر الزري ل (177) ل عند الع قد الخد لي هوا اكاب اع - مهادت يما ] ما ل ل" 8 ا 53 حو 2 . ل الكل د 8 ا ا 2 0# جب ا ان ١ 4 د - اليه ال »اليا لاج ان 0 وو يل و ان ا م ؛ ل 0 اي : 1 8 0 'ٍ ا 7 7 74 ا ب .ب 0 7 - الله - 0 .ىه يا ل ا ا الأ ا ا 0 )4 لأ اا ا اا ا 0 1 )حاف و ريا رك الى ادن - 7 ددا - سحي ا ا ا اه 1 الى 1 جلا الس >- ل ؤ امسق ” جانب من الحضور الندوة التي عقدت للشيخ عن " إعادة صياغة الدعاة " يقول الشيخ يحيى بن سفيان الراشدي الذي كان رفيقا له في السفر غالبًا؛ كانت للشيخ رحلات إلى عدة مناطق لإرشاد الناس والبحث عن طلبة يقبلون على تلقي العلم؛ ممن لديه الرغبة والاستطاعة؛ فقد سافرنا إلى عدة ولايات حتى وصلنا "بدية" على سيارة "لاندروفر" كنا اثدين » أنا السائق وهو بجانبي ل والطريق ترابي مرهق. ثم كانت له رحلات إلى جعلان وصور وإلى فهود أيضا.!' أما رحلة الشيخ إلى فهود فإنها رحلة شاقة جدًا؛ ولولا لطف الله لكانت الكارثة. يقول الشيخ يحى بن سفيان؛ اتجهنا إلى فهود لإرشاد العمال والموظفين في الشركات هناد» وكانت الرحلة على طائرة صغيرة؛ تخفق كأنها () لقاء المؤلف بالشيخ يحيى بن سفيان الراشدي يعن مع الفكر الزبوي ني [174) و عند الشيع اعد اخد لي جرادة في صعودها وطيرانها؛ فلما كنا فوق الجبل الأخضر» أخذت تعلو وتهبط وتهتز حتى آثرنا الذهاب على السيارة من شدة ما وجدنا فيهاء ويعد أن وصلنا بتنا تلك الليلة هناك؛ وفي رحلة العودة ركبنا الطائرة نفسهاء وقبل أن تحلّق بقليل رأينا الدخان يتصاعد منها؛ فنزلنا عنهاء والحمد لله أنها ما تزال على الأرض فأحضرت لنا طائرة أخرى أكبر منها بقليل وعدنا بسلام.!'؟ تلك لمحات من التضحيات والمصابرة في جهاد الشيخ . حفظه الله . ضد الجهل؛ والانحراف»؛ ومع هذا الجهل المتفشي كان هناك ظاهرة الإلحاد؛ والمد الشبوعي البفيض» يقول سماحة الشيخ : " وفي عصرنا نحن شهدنا فترة من الزمن كان الإلحاد فيه رمز التقدم وشارة الرقيء ودليل التحضر» وكان الاستمساك بالفكر الديني في نظر كثير من هؤلاء استمساكًا بأمور وهمية لا تلبث - حسب نظرهم- إلا أن تتلاشى؛ فقد غشيت الناس غاشية من الإلحاد؛ هذه الغاشية لم تلبث أن بددت أفكارهم وتركتهم يهيمون في هذه الحياة؛ لا يعرفون قبيلها من دبيرهاء و لا يفرقون بين نافعها وضارها؛ إنما مقياس النفع والضرر عندهم ما يكسبون أو يخسرون من شهوات هذه الحياة الدنيا؛ ولكن ما لبت هذه الحضارة أن تزلزلت أركانهاء وتصدع بنيانها”."؟ لقد شاهد الشيخ بعيني زأسه ما ارتكبه الشيوعيون في زنجبار؛ - وليس من رأى كمن سمع ‏ لذلك كان واعيّا جدًا لمخططاتهم الخيئة, لقد كان ذلك الم () لقاء المؤلف بالشيخ يحيى بن سفيان الراشدي () الإيمان مفهومه وتطبيقاته ؛ شريط 16/ ج : من معاإ الفكر لذو ب( »)يا عند الشيغ اد اخللى _ لي يقضُ مضجعه» ويؤرقه طوال الليل؛ فانبرى لها يجادل معتنقيها؛ ويحذر الناس منها بشتى الوسائل؛ وبكل ما أوتي من قوة؛ حتى اندحرت؛ بحمد الله تعالى. إنشاء المعهد الإسلامي أنشيء المعهد الإسلامي بالوطيّة بتوجيه من سماحة الشيخ الخليلي؛ يقول الشيخ أحمد بن سعود السيابي : "لقد رأى الشيخ أن لا بد من إنشاء معهد ديني ؛ وأخذ يطالب بذلك ؛ فأسس المعهد الإسلامي " بالوطية ” بطلب من الشيخ؛ وجعلت له روافد (معاهد إسلامية) في البلدان بطلب من الشيخ أيضا ؛ وبالتنسيق مع معالي السيد فيصل بن علي وزير التربية والتعليم آنذاك ؛ فأنشأت معاهد بالرستاق ؛ ونزوى؛ وبهلا؛ وسمائل؛ وسناو؛ وبديّة * !" وقد أهتم الشيخ بطلبة المعهد الإسلامي؛ فكان يزورهم ويلقي لهم المحاضرات؛ يقول الشيخ يحيى بن سفيان : "كان المعهد الإسلامي يستقبل الطلبة ما قبل الإعدادية بسئتين؛ ثم المرحلة الإعدادية ثم الثانوية ؛ وكان الشيخ يذهب إليهم؛ حيث كان مسكنه في روي؛ ويصلّي معهم قيام رمضان» ويلقي لهم دروساً بعد صلاة القيام في مكبر الصوت ؛ ويتوافد ساعتها الطلبة والناس جميعا ثمن يسمع صوته إلى المسجد ؛ واستمرت تلك الرعاية من سماحته لأبنائه الطلبة بالمعهد الإسلامي ؛ الذي حلت مكانه كلية الشريعة الآن ", !" )0 لقاء المؤلف بالشيخ يحيى بن سفيان من معال الفكر الؤبوي _ثي ‏ [8 ]و عند الشيع د اطق لي »إنشاء معهد القضاء الشرعى . جاءت فكرة معهد القضاء والإمامة والخطابة ؛ أو معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد بمطالبة حثيئة من سماحة الشيخ للمسؤولين في الدولة + حين رأى صضرورة تخريج جيل متشبّع بالعلوم ا لشرعية 0 متخصص فيها ؛ لأنّالمجتمع العماني آنذاك كان مفتقرا افتقاراً شديداً إلى فئة متفقهة ترشد الناس إلى الخير ؛ وتبصرهم بأمور دينهم ؛ وتحكم بينهم بالعدل ؛ وتم استتجار مبنى في روي ليكون مقرا لبذا المعهد يأوي طلبته ليل نهار» وكان سماحة الشيخ يتعهد هؤلاء الطلبة ؛ ويمنحهم الكثير من وقته ؛ فقد كانوا بارقة الأمل الذي يتلألا أمام ناظريه؛ ونسمات البشرى التي تداعب حناياه ؛ بانقشاع عتمات الجهل عن المجتمع ؛ وانمحاء آثاره التي خلّفها وراءه؛ يقول الشيخ أبو الحسن شحاته ؛ وهو من المدرسين الأوائل في المعهد: "كان الشيخ يصلي معنا صلاة العصر في المعهد في أيام المعهد الأولى ؛ ويبقى إلى الساعة العاشرة مساء » وبعد صلاة العشاء كان يحدث الطلبة ؛ ويناقشهم حول المقررات الدراسية ؛ ويعطى نصائحه وتوجيهاته؛ ويتابع سير التدريس عن كئب»؛ وكان يرافقه أحيانا الشيخ سعيد بن حمد الحارثي» والشيخ سليمان السالمي ؛ والشيخ ناصر الإسماعيلي ؛ ويبدو لي أن جهد الشيخ فيما يتعلق بالمعهد كان يسير في اتجاهين: ١ لأول : السعي المستمر إلى تطوير المعهد قِ مناهجه ؛ وأن يقوم على أسس ثابتة تكفل له الاستمرار» لذا صدر مرسومان سلطانيان بإنشاء المعهد أحدهما عام 47/7٠ والآخر في عام 1481م . يعن معط الف الزبويا ب (/19) و عند الشح أحمد اليل الثاني : العناية الخاصة بالطلبة. أمَّا الأول فيتضح من خلال الدور الذي كان يؤدّيه سماحته بصفته رئيس المعهد؛ ونائب الرئيس بمجلس المعهد الذي كان يرأسه وزير العدل والأوقاف آنذاك ؛ يقول الشيخ زياد بن طالب المعولي : " عندما كان المعهد باسم معهد القضاء الشرعي ؛ كان هناك مجلس يعقد بصفة دائمة ؛ يسمى " مجلس المعهد " ويحضره رئيس ال مجلس وهو معالي الوزير ؛ ويحضره سماحة الشيخ ؛ وكنت أحضره بصفتي ممثل وزارة التربية والتعليم بمجلس المعهد قبل الانتقال إليه ؛ وأعجبت بذلك الحرص الشديد من سماحة الشيخ للارتقاء بالمعهد؛ وتثبيته بصفة علمية أكاديمية ؛ ومن خلال الاستماع إلى مداخلاته ومحاوراته؛ وجدت لبفة شديدة في حديثه نحو تطوير المعهد ؛ وكان ذلك أحد الأسباب التي شجعتني للموافقة على العرض الذي قُدِّم إلي للانتقال إلى إدارة المعهد ؛ فقد أحسست أن هناك حاجة إلى بعض الخبرة المتواضعة لدي ؛ لكي أقدذمها للمعهد؛ وبعد الانتقال كان الشيخ يشجّعني دائماً ؛ ويستمع إليّ باهتمام فيما أحدثناء من تطوير ؛ وكان يشاركنا أحيانا في اجتماعات هيئة التدريس ؛ ويثنا على الارتقاء بالمعهد في جميع شؤونه "'' وأخبرني الشيخ زياد مرة أن من المواقف المؤثرة في نفسه التي دفعته إلى الانتقال إلى المعهد؛ أن سماحة الشيخ لقيه في جامع السلطان قابوس بروي؛ فقال له : نريدكم أن تكونوا معنا في إدارة المعهد » وأخبرني مرة؛ قال : " عندما ظهرت فكرة دمج المعاهد الإسلامية وكان من بينها المعهد؛ بدأنا بإنهاء بعض المراحل» وتوقف التسجيل وبدأ اليأس () لقاء المؤلف بالشيخ زياد العولي عن معاز الفكر الزبوي (178) اعد الضعغ اطق اطي يتابنا ؛ بينما كان الشيخ متفائلاً كثيراً ؛ فقد التمس سماحته من المقام السامي استمرار المعهد ؛ وفعلا جاءت الأوامر السامية باستمراره في أداء رسالته ؛ وهذا يدل على حرص غير عادي من سماحته على المعهد. ”'' أما الأمر الثاني وهو عنايته بالطلبة خاصة؛ فأبدأ الحديث فيه بعناية سماحته بأساتذة المعهد والإداريين فيه؛ وتقديره الكبي ر لهم ؛ فهو يدعوهم سنوياً لتناول وجبة العشاء في بيته ؛ وكلما لقي أحداً منهم أولاه عنابة ١ ال 0 | الل ٍ ْ 1 6 : 1 ل 2 ل ل ١ و + . لمق ن "م 8 . لج ا اه ب : ع 1 + « 0 0 7 0 ّ 1 0 د ل شه يا ا انا امم يه ا 230ل " “0 ال ا أ ال با د 5 1 : ْ 0 1 قنه 8 : ِ جب > ل سب ا وب 0 0 0 ٍ 5 0 الشيخ يتاول وجبة الغداء مع ضيوفه من الإدارية والتعليمية والطلبة الوافدين بالمعهد ْ خاصة ؛ واستمع إلى ملاحظاته فيما يتعلق بالمعهد والطلبة عموماً ؛ يقول الشيخ زياد المعولي : " عندما أزور الشيخ في مكتبه يسألني عن أخبار المعهد ؛ وأحوال الطلبة ٠ وكنت أحس بأن الكثير من المعلومات تسبقني إليه » وذلك دليل لبفته الشديدة لمعرفة الأحوال ومتابعتها ؛ ودليل اهتمامه الكبير » فمرة من المرات مرض أحد الطلبة اليمنيين المسجلين بالمعهد ؛ وأدخل المستشفى ؛ وأنا ل (١) لقاء المؤلف بالشيخ زياد اللعولى : من معاإ الفكر الزؤبوير ار 80 )و عند الشبخ أد الخليلي لم أعلم بأن حالته سيئة إلى ذلك القدر ؛ وفي صباح اليوم التالي كنت في مكتب سماحته ؛ فأخبرني بأنه قد زار الطالب مساء الأمس بالمستشفى ؛ مع ازدحام الأعمال لديه ؛ وهو يتابع أحوال الطلبة الدينية والعلمية ٠ ومدى تقدمهم؛ ويتابع الشيخ زياد قائلاً : مع هذه العناية والتوجيهات المستمرة لا يتدخل الشيخ في عملية قبول الطلبة بالمعهد» وإنما يعلّق على الرسائل التي تقدم إليه لطلب المساعدة بتعليق عميق جدا؛ يتسق مع النظام المنّبع دون محاباة لأحد. ولم يكن هذا الاهتمام خاصا بالطلبة وحدهم وإنما يشمل الطالبات أيضا ؛ يقول الشيخ زياد بن طالب : عندما بدأنا في تسجيل الطالبات بالمعهد؛ كان سماحته يتابع باهتمام خطوات العمل حتى كان يسألنا عن عدد الطالبات الللتحقات؛ وغير ذلك»؛ وقد برزت مسألة إعداد سكن للطالبات المسجلات من خارج مسقط؛ ولضيق الإمكانات في المعهد ؛ كان التوجه إلى عدم توفير هذا المسكن؛ ولكن الشيخ وقف وقفة صامدة ؛ وأصرٌ بشدة على إيجاد سكن للطالبات ؛ مما دفعنا إلى اجتماع خاص بمعالي الوزير ؛» حضره الشيخ نفسه ؛ وتقت الموافقة أخير! وأعدٌ السكن بعون الله وتوفيقه”""' ويحرص سماحته على الالتقاء بكل دفعة جديدة من الطلبة أو الطالبات ؛ فيرحب بهم جميعا ويحثهم على طلب العلم؛ ويبين لهم منهجية الطلب؛ والمشكلات التي قد تعترض طريقهم وسبل علاجهاء؛ ولا يتوانى أن يزورهم خلال دراستهم؛ وأحيانا في الفصول الدراسية؛ حين يرى الحاجة داعية لذلك. ومن حرصه الشديد على نشر العلم الشرعي في عمان ما أخبرني به الشيخ أحمد بن سعود السيابي؛ 010 لقاء المؤلف بالشيخ زياد بن طالب المعولي و عن عع الفكر الزبوي ىا زو ا عاض ات الله م قال: " بعد أن أعلن صاحب الجلالة السلطان قابوس في خطابه السامي بناء جامعة السلطان قابوس ؛ توجّه سماحة الشيخ إلى اللقصورة السلطانية ؛ وطلب »من جلالته أن تحتوي الجامعة على كلية للشريعة ِ وإيجاد أماكن خاصة للطالبات!" وو و رواحت رود ورا اتات اس - 1 ا ١ 7 بحَحنتَةُُ > ها 2 - - للف 2 1 1 5 ا لحنت 00 ال ِ_ ِّ سّ :[ ا > 0 ‎ ))‏ لتهيه ‎ - © 7‏ 1 8 ٍ 8 ل 7 4 8 1 م 7 2 ّ 8 2 7 0 0 5 ل ا 1 00 0 رن 7 ال الي لا ل ل ل ١ ااي ْ ١ ْ.:"آ ا ال ا 0 .م ِل 2 ه ريه ال لت م قا ل ا 5 : ل 0 7 ل 0# 37 - ل : : وها روي ا ا ا ماله "- عدن دس 2 1 4 . الس ا 0 0# 0 ل 5 ' َ 1 1 َ ليا ا ا الشيخ الخليلي يوزع الجوائز التشجيعية على الفائزين في حفظ القرآن الكريم بولاية إبرا ومن ذلك رعايته للمراكز الصيفية في الولايات ؛ بسؤال القائمين عليها عن مستواهاء وتشريف بعضها بزيارته؛ ورعاية احتفالات اختتامها ؛ ومن أمثله ذلك أن جمعنا القدر مرةٌ مع مجموعة من الشباب من بعض الولايات قٍِ مكتب الشيخ ٠ فأخجذ الشيخ يسألبم عن سير المراكز الصيفية ؛ وهم يشرحون له ؛ ثم ا (١) لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن سعود السيابي عن مال الفم الو .ب (زحح1) لي عند الشيع هد احدل لي سألني كيف المراكز عندكم ؟ فأخبرته بما لدينا من جهد متواضع لا يذكر ؛ وأخبرني الشيخ خميس العدوي قال : كان عندنا موسم ثقافي في بهلاء؛ وقد وعدنا الشيخ بزيارة في هذا الموسم ؛ فلا حان الوقت ازدحمت الأعمال لديه بكثرة ؛ فاعتذر لنا عن عدم الحضور ؛ فقلت له: يا سماحة الشيخ؛ إننا بحاجة إلى وقفتكم معنا " فقال : إن شاء الله ؛ وأخذ يرب أعماله حتى يتهيا للحضور؛ وفعلا حضر معنا الموسم الثقافي'' ومن اهتمامه بالعلم عنايته الشديدة بالموسسات التعليمية بالسلطنة التي تتجلى في مظاهر عدة منها : زيارته المتكررة لطلاب هذه المؤوسسات؛ ورده على استفساراتهم » وتوجيه النصح والإرشاد لبم ؛ وحثهم على مواصلة الطلب والجد والاجتهاد؛ ومن ذلك متابعة وضع المقررات الدراسية؛ وإشرافه على مراجعتها؛ فكثيراً ما يرأس لجان التأليف والمراجعة؛ ومن ذلك إلقاؤه الدروس والمحاضرات في قاعات المؤسسات التعليمية باستمرار» فله محاضرة بجامعة السلطان قابوس على مدار الأسبوعين بين العشاءين ؛ وكانت السلسلة الأولى دروساً في العقيدة ؛ والسلسلة الحالية دروس في الفكرالإسلامي ؛ وله محاضرات كثيرة وزيارات متكررة إلى كليات التربية والمعاهد وغيرها » ويخرص كثيراً على الالتقاء بالطلبة الدارسين خارج السلطنة عندما تكون له زيارات إلى تلك الدول؛ ويقوم بالاطلاع على مشكلاتهم؛ وإبداء النصح والتوجيه لهم. ومن مظاهر جهاده ؛ قيامه بواجب الإصلاح بين المتخاصمين ؛ بل والمختلفين في الرأي؛ ومحاولة الجمع بين آرائهم ؛ فأحيانا يختلفون على إقامة يا عن معا! الفكر الزبوي لي 4 1) و عند الشيغ اد طبر .لي الجمعة؛ وأحيانا على بناء مسجد؛ وأحيانا على الأسلوب في الدعوة؛ وأحيانا وأحيانا... والشيخ هو الذي ينزع فتيل الخلاف؛ ويلم الشمل؛ ويجمع الشتات ؛ بفضل الله وعونه وتوفيقه؛ والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد ولا أطيل بها البحث لشهرتها . ومن مظاهر جهاده أيضا وقوفه بالمرصاد لكل من حاول نشر أفكار تخالف الحق ؛ وتنابذ أمر الشارع الحكيم؛ ولا أدل على ذلك من وقفته الصامدة أمام فكرة تحرير المرأة التي روج لها في حقبة سابقة في الوسط العماني؛ ووجدت لبا من يسوقها ؛ ولكنهم اندحروا بحمد الله ؛ ومن ذلك رده على حدى الباحثات الاجتماعيات في عزوها سبب الطلاق في المجتمع العماني إلى الزواج المبكر ؛ ورده على من أنكر اليوم الآخر؛ ورده على عبد الرحيم الطحان الذي قال : " لا خير في قرآن بلا سنة؛ ولا خير في سنة بلا فهم لسلفنا الكرام " وقال : " فكل من يدعو إلى كتاب بلا سنة فهو ضال؛ وكل من يدعو إلى كتاب وسنة بلا فهم لسلفنا الأبرار فهو ضال" ''' فرد عليه سماحته في ثلاثة أشرطة سمعية؛ خرجت فيما بعد في كتاب " وسقط القناع " ورد على كثير من النصارى المفترين الذين تهجموا على الإسلام. ومن مظاهر الجهاد العظمى سعة صدره لكل الناس ؛ وتسخير وقته الثمين لتلبية حاجاتهم مع كثرة ما يشغله من الأمور المهمة ؛ فقد أخبرني محمد الرشيدي ؛ قال : لما كان الشيخ يولف كتاب زكاة الأنعام؛ أراد أن يتفرغ قليلا (١) محاضرة للشيخ عبد الرحيم الطحان ألقيت بإحدى الدول العربية ؛ بحوزة الباحث نسخة منها ؛ وانظر وسقط القناع للشيخ أحمد الخليلي » ص81 : من معالإ الفكر الذويظ بر (147) و عند الشيح احد الذي ل من زحمة الزيارات لغير ذوي الحاجات ؛ الذين يأتون في أحيان كثيرة لاستغلال أوقات فراغهم الكبير ؛ لذا ذهب الشيخ إلى مكان منعزل ليتفرغ للتأليف ؛ ولكنه مع ذلك كان يحرص على الذهاب إلى مكتبه في وقت مبكر؛ فقال له الرشيدي : يا شيخنا لو تفرغت أكثر للتأليف حتى تنهي هذا المشروع ؛ فقال الشيخ إن للداس حقوقاً عليناً ؛ وقد غبنا عنهم وقتا كثيراً » ولا بد أن نجعل لهم نصبياً من الوقت ''" لله درك يا سماحة الشيخ » ولله در أبيك . أين أولئك الذين تشاغلوا ولم يشتغلوا » ووضعوا أنفسهم في بروج مشيدة من العاج ؛ وكأنهم لم يعرفوك ؛ وما رأوك ؛ ولا طرق مسامعهم شيئ من سيرتك في التضحية ؛ وما حملوا عشر معشار ما تحمل من البموم ؛ نعم إن لله رجالا. يقول الشيخ حميد اليحمدي ؛ كنا مرة في نزوى ورجعنا إلى مسقط في الساعة الحادية عشرة تقريباً » وكان الشيخ مريضاً ومرهقاً» فرأى المجلس مضاءً فأبى إلا الدخول؛ فقلنا له إنا نكفيك المهمة ؛ وأنت مريض؛ قال : "لا " لعل لبم حاجة فأقضيها لهم 0 ومن مظاهر جهاده . حفظه الله إنكاره المنكر مجانب أمره بالمعروف؛ وعدم المبالاة بما يلقاه في سبيل ذلك من المحن ؛ معتصماً بالله تعالى» إنه خير حافظاً وهو أرحم الراحمين» وذلك على مستويات عدة ؛ وبأساليب شتى؛ وطرق مختلفة بما يناسب المقام ؛ ويتفق مع الحال . فأحيانا يوجّه الإرشاد عموماً» ويعالج المنكر عند أولئك القوم بطريق المحاضرات . وأحيانا يوجه النصح إلى ,0 لقاء المؤلف بالشيخ حميد اليحمدي يا ساقم الروك > ز1) الا عاض ات خب يي الفرد زه , أو الجماعة نفسها ؛ وقد تقدّم شيء من ذلك» وأورد هنا ما لم يرد وناك , فمما حكاه الشيخ زياد بن طالب المعولي قال : كان ابن خالي طلب مني أن أنوسّط له عند الشيخ ليعقد له قرانه » فأخبرت الشيخ ؛ فقال: لا بأس بشرط أن يحضر والد الفتاة ليخبر الشيخ بذلك ؛ فجاء والد الفتاة؛ وكان يتختم بخاتم من ذهب؛ ودخلنا جامع السلطان قابوس بروي فسألني الرجل : أأخلع الخاتم ؟ وكنا في مواجهة الشيخ؛ ولا مجال للخلع تلك اللحظة ؛ فقلت له : تعال وسنرى ما يحصل لك ؛ فسلمنا على الشيخ وجلسنا؛ وذكرت الموضوع؛ وبعد ذلك سأل الشيخ الرجل عن خاتمه : ما هذا ؟ فقال الرجل : الشيخ هذا نهب نقلي وليس أصلياً ؟ فقال الشيخ: الذهب حرام على الرجال؛ النقلي والأصلي سواء " فخلمه الرجل؛ وصلحت أحواله بعد ذلك بسبب تلك النصيحة» وتفيّر إلى الأحسن بكثير. ثانا :جهوده ميث الإص لا العالمي لم تكن جهود سماحته منحصرة في الإصلاح الداخلي وإنما كانت له جهوده المتميزة في العالم الإسلامي وخارجه بما يسعفه به وقته ؛ والحديث عن هذه الجهود يطول لمن رام الإلمام يجوانبها ؛ فقد تقدم أن أول رحلة خارجية لسماحته كانت في عام 1747 ه ومنذ ذلك الحين تتواصل الرحلات في المساهمة الفاعلة لمناقشة قضايا الأمة وحل معضلاتها ؛ ولو افترضت أن سماحته يسافر بمتوسط رحلة واحدة كل شهر لكان مجموع رحلاته إلى زمن كتابة هذه السطور ما يقارب ثلانمئة وخمسة وتسعين رخلة ؛ مع أن سماحته في مط افك الزيري _._آن (146) ل عند الشيع اهد احدل لي يرحل أحيانا في الشهر الواحد أربع رحلات ؛ ولا يعني هذا أن الجهد الإصلاحي منحصر في الأسفار ؛ وإنما هي إحدى تجليات هذا الجهد المبارك. يمكن إيجاز مظاهر جهوده الإصلاحية في العالم الإسلامي في النقاط التالية: الأولى : سعيه الحثيث إلى رقي الأمة المسلمة وتمسكها بدينها في شتى مذاهبها ومدارسها الفكرية في شتى بقاع الأرض ؛ ويتجلى ذلك في استخدامه الوسائل التالية: أ دعواته المتعددة زماناً ومكاناً إلى الوحدة الإسلامية بين جميع الطوائف الإسلامية ؛ فكم دعا في الندوات والمؤتمرات وفي وسائل الإعلام» وفي لقاءاته الفردية بالعلماء؛ وزياراته الرسمية وفي كتبه وسائر مؤلفاته إلى توحيد الصفوف؛ ولمٌ الشمل؛ ورتق الفتوق؛ وترك التنابز بالألقاب ؛ وإلى تصحيح التصورات فيما يتعلق يهذه القضية » فقد لفت نظر الكثيرين تبنّيه هذه الفكرة؛ وكأنه يسعى إلى المستحيل ؛ فبعضهم يرى أن النبي و أخبر أن الأمة ستفترق ؛ فالسعي إلى توحيد الأمة فيه تكذيب للنبي ق# ؛ فرد سماحته على ذلك قائلا : " إن كان النبي 48 أخبر عن افتراقها فذلك إنما هو خبر قد تحقّق فعلاً ؛ لكن لا يعني ذلك أن يستمر هذا الافتراق طول عهود هذه الأمة ؛ فإنه من الممكن أن يزول الافتراق؛ وأن تعود الأمة إلى صفو الوحدة ؛ كما كانت من قبل في عهد النبي # وفي عهد الخلافة الراشدة الصحيحة؛ من أجل جمع كلمتها؛ وظهور ريحها؛ وإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى يا «نععال الفكر الؤبوي يا زح ]عند الشيع اد اخيق لي في هذه الأرض؛ وإسقاط كلمة الباطل ؛ ونحن نأمل أن يتحقق ذلك؛ ونسعى إلى وحدة الأمة من غير أن نكون مكذبين لقول الرسول فإ ' ب تداركه السريع لكل بادرة من بوادر الشقاق وإمارات الخلاف بين طوائف الأمة المسلمة؛ مسخّرا في ذلك ما آتاء الله من علم غزير ؛ وفكر منير » وتصرف في فنون القول»؛ ودماثة في الخلق ؛ وصبر وسعة احتمال؛ فمن هذه المواقف: .ما أخبرني به الشيخ خميس العدوي ؛ وقد تقدم ذكره» قال: " في مؤتمر "التقريب بين المذاهب" الذي انعقد في سوريا برعاية جمعية الإمام الخوئي؛ وبرئاسة عبد المجيد بن الإمام الخوئي؛ وفي إحدى جلسات المؤتمر كانت رئاسة الجلسة لسماحة الشيخ؛ فقام شخص من أهل السنة وتكلم على الشيعة كلامًا شديدًا في كثير من القضايا؛ وفي المقابل كان الرد من علماء الشيعة الحاضرين عليه ردًا . ربما . أكثر في القوة والمقدار من كلام الرجل المردود عليه؛ واشتدت الأزمة بين الطرفين» فتدخل الشيخ» ووضع نهاية لهذا الجدال بكلمته التي قال فيها: علينا أن نتأدب م الصحابة ومع آل البيت بالأدب الإسلامي الرفيع ؛ وتكلّم كلامًا رتق به الفتق الحاصل؛ ولمٌ به الشمل؛ وكان الخطاب مؤثرًا؛ جعل العلماء يعجبون به؛ ويثنون على مهارته وقدرته على حسم النزاع مع اجتماع الكلمة؛ وما يتميز به من فكر نّر؛ يلم شحث الأمة ويوحّد صفها ؛ مع (١) جواب لسائل عن سبل وحدة المسلمين ؛ محرر من جواب مسجل يا عن ععاز الفكر الابوير رن (1690) ل عند الشيخ أعد الخد لي أنه طرف ثالث من حيث المذهب؛ وأخذوا يرددون ذلك الثناء حتى نهاية الموتمر' أخبرنا الأستاذ عبد المنعم البحر من أهل صلالة؛ قال : حضرت مرة خطبة الجمعة ؛ فتعرض الخطيب لبعض المسائل التي أخالفه فيها؛ وبعد الصلاة تحدثت إلى الناس مبيناً وجهة نظري ؛ وثار الخلاف في المسجد؛ فلما زار الشيخ الخليلي صلالة؛ دعاني إليه؛ وكان قد علم بما جرى من موقفي ؛ فنصحني كثيراً؛ وبيِّن لي منهجية الحوار ؛ وأسلوب التعامل مع من يخالفنا في الرأي» حرصاً على جمع الشمل ؛ والمودة بين المسلمين. أخبرني الشيخ أسعد المقيمي أنّ الشيخ حال زيارته للجزائر ؛ ذهب مع جماعة من الإباضية هناك للصلاة في مسجد المالكية ؛ وأحاطوه بكل إجلال وتقدير ؛ وألقى فيهم محاضرة حثهم فيها على الوحدة ونبذ الخلاف ؛ وكان يحترم علماءهم غاية الاحترام ؛ فأعجبوا بعلمه وخلقه منتهى الإعجاب '". ج ‏ بعث العزائم وإيقاظ الجسم والتذكير بأمجاد السلف في سبيل تحقيق هذه الغاية ؛ وذلك كثير في مشاركاته في المؤتمرات ؛ وأكتفي هنا بذكر موقف ترك أثراً كبيراً؛. وصدى عظيما في نفوس المسلمين بالاتحاد (؟) لقاء المؤلف بالشيخ أسعد المقيمي انعا افك الزوي _ي (مكد) ا اعم ترات دي السوفيتي سابقاً على وجه الخصوص؛ والمشاركين في المؤتمر من شتى الأقطار الإسلامية على وجه العموم . ففي مؤتمر عقد في " طشقند" بمناسبة مرور ١٠١7١عام على وفاة الإمام الترمذي ؛ وقد كان أحد المشايخ من إحدى الدول العربية المشاركة في تلك البلاد المستهدفة من عدوها قد تحدّث عندما أعطي المجال عن الشركيات والقبور والنذور ؛ مما أورث استياء لدى البعض »؛ فلما أعطي مجال الحديث لسماحته في جمع غفيرمن المسلمين والقساوسة النصارى وغيرهم؛ في قاعة كبيرة تغص بالحاضرين؛ حثهم الشيخ على التمسك بتعاليم الإسلام ومبادئه ؛ والتضحية في سبيل ذلك بالغالي والثمين ؛ وذكرهم سماحته بأسلافهم من العلماء الذين ساهموا في بناء حضارة الإسلام من بلاد ما وراء النهر؛ كالإمام الرازذي والزمخشري والجرجاني وغيرهم؛ وأوضح بعض جهودهم الإسلامية؛ ثم دعاهم إلى أن يسيروا سيرتهم وينهجوا نهجهم ؛ فها هي الأمة تنتظر جهودهم ومساهماتهم ؛ لتكون امتدادً لتلك الجهود الخيّرة التي قدّمها سلفهم الصالح؛ وأفاض سماحته في ذلك؛ فلما أنهى كلامه ارتجت القاعة بالتكبير » فقد أعاد إليهم ثقتهم بأنفسهم في وجه التيارات المعادية؛ وألبب فيهم العزيمة والإرادة ؛ ورسّخ فيهم مبدأ الغبات والصمود )0 (١) قامت مجلة منار الإسلام التي تصدر في الإمارات بنقل هذه امحاضرة في أحد أعدادها ٍ م معال الفكر الوررفر 0 (48) غ عند الشع لاحي لي ومثل هذا الموقف حصل لسماحته في باكستان أيضاء فبعد الانتهاء من إحدى محاضراته هناك علت أصوات المسلمين بالتكبير» وهرع إليه الصحفيون يسألونه عن الشهادات التي يحملها ؛ فأجابهم بأنه يبحمل شهادتين : الأولى شهادة أن لا إله إلا الله ؛ والثانية شهادة أن محمداً رسول الله قل . د تشخيصه أمراض الأمة التي أدت بها إلى التقهقر » وبيان أسباب ذلك؛ وسبل معالجتها؛ داعياً الأمة إلى النهوض من خلال استخدام الطرق التالية: ١ دعوة الأمة إلى اليقظة والانتباه لعصرها ؛ وإيقاد العزائم في نفوس أبنائها ؛ يقول سماحته : ولئن أرادت أمتنا المنافسة على هذه المعالي فالميدان فسيح؛ وقصبات السبق تلوح على رأس المضمارء ورب لاحق كان أسبق إلى الغاية وأسرع إلى درك المأمول»؛ ولكن ذلك موقوف على يقظة البمم ؛ وتوقد العزائم وإحكام الخطط؛ ووثوب الخطى لطي المسافات السحيقة .. وكل من سار على الدرب وصل”" 7 التزام المسلمين بالاستقلال التام في العقيدة والفكر والمنهج والقربات والعبادة والقول والعمل والسجايا والأخلاق؛ وهذا يعني أن صفحة الحياة الإسلامية يجب أن تظل بيضاء نقية؛ لا (١) كذية إبريل . سماحة الشيخ الخليلي + ص 584 2 98 . يه عناععا الفكر الزبوير__ثي (80] ا عند الشيع اد اطي لي يدنسها شيء من شوائب الفساد ؛ ولا يكدر صفوها ما يذهب بيهائها؛ أو يؤثر على رونق بقائها ''' إحكام خطة النهوض لسابقة الزمن ؛ ويشمل ذلك : أ تحصيل العلم والخبرة بشتّى الطرق والوسائل وتكشيف الدراسات والبحوث المتنوعة. ب توحيد الأهداف والغايات بين فئات المسلمين. ج ‏ تنسيق الجهود وتنظيمها بحيث يتحرك الفرد في إطار المجتمع ؛ والمجتمع يعمل كأنه فرد في استجماع فكره وضبط خطواته ؛ وتنسيق رواده.!" د الأخذ بأسباب التقدم الحضاري ومنافسة الغرييين على التغلغل في أعماق الطبيعة؛ وتفجير طاقاتها واستخراج مكنوناتها؛ وإحصاء خيراتها ؛ لأجل التحكم في سير مركبة الحضارة حسب الوجهة الإسلامية الثانية : السعي إلى نفي التهم؛ ودحض الفرى الملصقة بالإسلام والمسلمين»؛ وتصحيح المفاهيم الخاطئة؛ من خلال الحوارات والردود الرصينة على أفكار المفترين من النصارى والملحدين؛ بل قد تصدر أحياًا من المسلمين عن قصد وغير قصد ؛ فمن ذلك ردّه على المفتري النصراني ؛ (١) كذبة إبريل . سماحة الشيخ الخليلي ٠ص ١7١77 () السابق + ص 00 . () السابق 6 ص ١ه : من معازٍ الفكر القتدق .ل (183) آي عند الشيع هد الخد لي وجحثه منشور على الشبكة العالمية ومسجل بصوته .. ورده على الشيخ عبدالرحيم الطحان الذي قال : " لا خير في قرآن بلا سنة؛ ولا خير في سنة بلافهم لسلفنا الكرام " ''"' وقد أشار سماحته في رده إلى أله تعمّد تأخير الرد ؛ لينظر ردود فعل أتباع عبد الرحيم ومن على مذهبه ؛ أتراهم يلتزمون الصمت أم ينكرون عليه مقولته تلك؟ فلما طال الانتظار نهض الشيخ لتبديد تلك الشبهات» وهتك تلك الأوهام. الثالثة حرصه الشديد في زياراته للغرب على الدعوة إلى الاسلام قولاً وعملاً ومحاورة أصحاب العقول»؛ وذوي المكانة الاجتماعية منهم؛ حتى في رحلاته العلاجية؛ وأذكر هنا موقفين: أحدهما: لقاءه بالدكتور موريس بوكاي صاحب كتاب "العلم في التوراة والإنجيل والقران" يشير سماحته إلى لقائه به قائلا : " التقيت به في الملتقى الخامس عشر للفكر الاسلامي؛ والذي انعقد بمدينة الجزائر عاصمة الجمهورية الجزائرية في عام ٠1580ه عام 1481م ؛ والثاني لقاؤه بالدكتور هيمن" وهو طبيب أمريكي من أصل يهودي يعمل جراحًا للأعصاب بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو رجل علماني ملحد؛ أشرف على علاج سماحته في الولايات المتحدة؛ وكان يوجه نصائحه الطبية إلى سماحته»؛ وكلما وجه نصيحة قال له الشيخ: إن شاء الله فاعترض الدكتور هيمن عليه متسائلاً : لم قولك إن شاء لله؛ إن شاء الله؛ بل هي مشيئتك أنت. فأجابه الشيخ: بل مشيئة الله؛ فإن (١) سبق توثيقه 1 من معالٍ الفكر الزبوير لي م عند اتج اد يلي 0 شئت شيئًا ولم يشاً الله ذلك فإن مشيئة الله هي النافذة؛ فقال له: كيف ذلك ؛ ها أنا أمارس ما أشاء؛ أتيت هنا بمشيئتي؛ وأفعل ما أريد بمشيئتي؛ شاء الله أم أبى ؛ فقال له الشيخ: نما تفعل ما تفعله ؛ لأن الله شاء لك ذلك ؛ أرأيت أن لو جثت إلى المستشفى لتعالج الناس؛ ألا يمكن أن تسقط مريضًا ويحول المرض بيئك وبين ما تريد ؟ قال: نعم؛ قال الشيخ: فتلك هي مشيئة الله لا مشيحك؟!" ودخل الشيخ معه في حوار عن الإيمان بالله ؛ وأنه خالق الوجود ومديّره ؛ فقال الدكتور: لقد بقيت مدة لا أؤمن بالخالق ؛ ثم توصلت بعد ذلك إلى قناعة أن هذا الكون لا بد له من خالق. ولكني الآن مع إيماني هذا لا أعتقد أن هذا الخالق هو الذي يسيُّر هذا الكون؛ وإنما تسيره الطبيعة؟ فقال الشيخ : إن الطبيعة ميتة لا عقل لها ولا سمع ولا بصر؛ هي عمياء صماء ألى لها أن تلب هذا الكون الواسع الأرجاء؛ المترامي الأطراف؛ فهذه ملايين المجرات؟ والمجرة الواحدة تحوي الملايين من الأجرام الفلكية تسير بنظام محكم؛ ودقة متناهية؛ فلا تتصادم مطلقًاء وتظهر وتختفي في مواقيتها الزمنية الدقيقة؛ ثم انظر إلى السيارات مثلاً »٠ مع قلتها يقودها بشر لهم عقل وسمع وبصر؛ ولكنها كثيرا ما تتصادم»؛ بينما هذه الأجرام مع كثرتها لا تتصادم أبدًا. وكذلك الأمر في الطائرات أيضًا مع أنها تسير في فضاء واسع؛ واستطرد الشيخ في شرح الكثير (1) فعلاً يي يوم من الأيام جاء الدكتور هيمن إلى المستشفى كعادته فإذا به يسقط على الأرض (لقد أصيب بمرض في القلب) وأسعف على الفور وأدخل غرفة العمليات حينها تذكر إنها مشيئة الله هي النافذة فعلاً. و عن عط القع لدي (180) لي عد الشع هد اطي لي من الشواهد العلمية في هذا المضمار؛ فبهت الطبيب وقال: من أين لك هذا العلم بالمجرات وغيرها وليست من تخصصك؟ قال له : كتاب الله تعالى يعلمنا ذلك» فالله تعالى يقول: " إن فِي خَلْق السَمَارَاتٍ وَالأَرْضٍ وَاخْمَلاَف الَيْلِ َالَّهَارٍ وَالْفُلْكِ التي تَجْرِي في الْبَحْرٍِمَ َفُم اناس وَمَا نل اللَّهُ مِنَ السمَاءِ من مَاء فَأَحْيَا و الَرْضّبَحْدَمَوْتِهَا وَبَثُ فِيهًا ِن كل داب وتُصْرِيف الريَاح وَالسّحَابٍ الْمُسَخَرٍبَيْنْ السمَاء وَالأَرْضٍ لآبات لَقَوْميَعْقلُونَ '" '"وسرد له العديد من الآيات وبين له أن القرآن الكريم سبق الاكتشافات العلمية بقرون عديدة ؛ فقد قال سبحانه : " سرهم آياينًا في الْآفَاق وَفي أيهم حنَى يَتَجْنَ ره كور ؟* ا ين زلا > ترم .7 اله ل هع لهم آله ١ لحق وم يكف يربك له على كل شيءٍ شهيد 0 ثم بعد انتهاء فترة العلاج وحان موعد عودة سماحته إلى وطنه ّ ذهب الشيخ لتوديعه ؛ فاستقبله الطبيب استقبالاً حسناً ورحب به ترحياً كبيراً »٠ فقال له الشيخ : إني جئت إليك لأقدم لك الشكر على جهودك التي بذلتها قٍِ العلاج فإن ديئنا الإسلامي يأمرنا بأن نشكر من أحسن إلينا ؛ فالنبي محمد و يقول : “من لم يشكر الناس لم يشكر الله " 9 وبعد حوار بينهما قال سماحته : لقد وهبكم الله عقلاً راجحاً ؛ وفطنة كبيرة ؛ ودماثة في الخلق؛ وعلماً وإطلاعاً؛ وإني لأعجب كير وأتساءل مع هذا كله؛ لم لا تؤومن بالملائكة و باليوم (١) سورة البقرة ؛ الآية 3664١ (؟) سورة فصلت الآية *ه 9 رواه الترمذي رقم 486٠ ؛ والطبراني في المعجم الكبير رقم ١100 وأحمد رقم 7440 ررقم أختلا يعن عا( الفكرالؤبوى يا (184) عند الشيخ اد لخداو لي الآخر؟! فضحك الدكتور كثيراً وقال: لقد بقيت سنوات كثيرة حتى آمنت بوجود الله » أتريدني أن أومن بهذه الأمور كلها مرة واحدة ؟ لكن الشيخ كان حريصاً جداً على إسلامه» فناقشه في ذلك» فوعده الدكتور بأن يفكّر جدياً في الموضوع ؛ وتبادلا العناوين ؛ فلمًا عاد الشيخ إلى عمان أرسل له كتباً بالإنجليزية في الإعجاز العلمي . بعدها أرسل الطبيب رسالة إلى الشيخ بأنه سيأتي لزيارته في عمان هو وزوجته؛ وفعلا”جاء ودخل في حوارات مع الشيخ » ورحل معه سماحته إلى داخلية عمان ؛ وزارا "مسفاة العبريين" بولاية " الحمراء" فمرٌ الطبيب بطلبة يدرسون القرآن تحت شجرة ؛ فسأل عنهم ؛ فأخبره الشيخ + فتبرع لهم بمبلغ ٠٠ دولار أمريكي »٠ وللحدث بقية . الرابعة عنايته الفائقة بتصحيح منهجية التفكير للأمة بأسرها ودعوته إياها إلى إعادة صياغة نفسها؛ يقول سماحته: "لقد قلنا في أكثر من موقف بأنّه يجب أن تصاغ هذه الأمة من حيث الفكر؛ والأخلاق؛ والاجتماع؛ على أن تكون هذه الصياغة قرآنية ؛ نابعة من صميم عقيدة القرآن والسنة الثابتة وأسس الدين الحنيف” © وقد طرح في ذلك أطروحته التي يضيق المقام بشرحها وتوضيحها؛ وإنما أكتفي هنا بالإشارة إلى خطوطها العريضة : يرى سماحته أن الأمة مُنيت بغزو تصورات باطلة؛ تسربت إلى عقيدتها وتصوراتها وسلوكياتها؛ وربما كان بعض ذلك من الموروثات الجاهلية القديمة؛ هناك تصورات باطلة تتعلق بثلاث قضايا مهمة: 010 إعادة صياغة الأمة ؛ الشيخ الخليلي + ص17 » وص ١١١ من معال الفكر الزبوي ب (88١) ج عند الشيخ أحمد الخليلي : ١- الإيمان بالله. "- الإيمان باليوم الآخر. ٠- العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولديها غبش في التصور فيما يتعلق بمنهجية التفكير والنظر والاستدلال؛ وغبش في التصور فيما يتعلق بالموقف السليم من السلف الصالح؛ الموقف الوسط بين التقليد الأعمى مع تحطيم إطاري الزمان والمكان وبين نبذ هديهم»؛ هناك غبش في التصور فيما يتعلق بالتطلعات المستقبلية لهذه الأمة؛ وكأنها لم تستطع استيعاب ما استجد على ساحتها منذ انتهاء الخلافة الراشدة ‏ وما يزال يستجد إلى وقتنا الحاضر ؛ فلا بد من النظر في هذا كله لأجل الرقي والنهوض بهذه الأمة في مواجهة أعداثهاء وفي طريق تملكها لزمام قيادة البشرية. مكافحة الإرهاب: ولكنه الإرهاب ذات المفهوم المنبشق من التصور الإسلامي الناصع؛ لا ذلك المفهوم الذي تروّج له بعض الأنظمة. إن الإرهاب مصطلح تتعدد مفاهيمه بتعدد الأغراض وتنوع المقاصد؛ إن سماحته يشنَّع على أولئك الذين يرتكبون الجرائم ويرهبون الناس من النساء والأطفال والأبرياء باسم الإسلام؛ وتنديده الشديد بهذا الفكر العقيم +٠ يقول سماحته : " أولتك الذين ارتكبوا المآسي العظيمة لم يبالوا بالحرمات ؛ فقتلوا الأطفال والنساء وشردوا الآمنين وارتكبوا ما ارتكبوا باسم الإسلام» والإسلام براء يا عداعناء الفكر الزنوى يي (حم) ا عند تال لي من كل ذلك؛ فإن الإسلام دين يدعو إلى الرحمة في أي موقف من المواقف؛ ولذلك ينهى أتباعه كل النهي وأشده عن العدوان» وحتى عندما يقابل المسلمون العدوان عليهم أن يردوا عدوان المعتدي وحده؛ وألا يتعدوا إلى غيره ؛ فالله تعالى يقول في كتابه : " وَقَايلُوا فِي سَميلٍ اللَّ لين يُقَاُِوتَكُمْ ولا تمْعَدُواً إن الله لأَيُحِب لْمُمْتَدِينَ "''" فكيف يرضى المسلم مع ذلك أن يعامل إخوانه المسلمين من أهل بلدته؛ وأبناء جلدته هذه المعاملة القاسية ؟ ويتنكر لمبادىء الإنسانية حتى يكون سبعاً ضارياً لا يبالي بأن يفتك بالأطفال والنساء والشيوخ الكبار وكل ضعيف ؛ إن هذه الحالة حالة شاذة بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وقيمه؛ فليت هؤلاء ما انتموا إلى الإسلام قط ؛ وليتهم لم يرضوا بأن يلحقوا بهذا الدين الحنيف النظيف هذه التهم القذرة التي يبرأ الدين منها”"" وأخبرني الشيخ أسعد المقيمي أن الشيخ لما كان في زيارة الجزائر ألقى محاضرة عن حرمة دماء المسلمين؛ ويدد الكثير من الشبهات في هذا الموضوع؛ وكان للمحاضرة أثر كبير هناك" وليس هذا الفكر غريباً على الإياضية ؛ الذين حيّموا دماء المسلمين قولاً وفعلاً؛ طول فترات تأريخهم المشرق منذ النشأة. 03 سورة القرة الاي 0 (؟) إعادة صياغة الأمة ؛ الشيخ الخليلي ٠ ص١ ؛ وص 77١ (©) لقاء المؤلف بالشيخ أسعد المقيمي في من امفظ الفكر لبور زا ( لاف ) ا عند الشيخ اد اليل لي .حمل هموم الأمة وشرح قضاياها الكبرى؛ كقضية الأقصى على سبيل التمشيل ؛ فكم وجّه وأرشد؛ واستنهض وتأسف»؛ وبكى حسرة وألما على واقع الأمة المرير» يقول سماحته: "للأقصى مكانة خاصة. الأقصى أمانة المسلمين بأيديهم ٠ والله تعالى سائلهم عنها: - ثم قال - فالمحافظة على هدي النبوات أمر واجب على هذه الأمة؛ ولذلك كانت المحافظة على المسجد الأقصى أمرًا واجباً عليهاء و نحن تدعو جميع المسلمين لأن تتضافر جهودهم على تخليص المسجد الأقصى ؛ ورده إلى حظيرة الإسلام لقد عقدت مع سماحته بعض الندوات حول هذا الموضوع؛ وألقى محاضرات عدة في جامعة السلطان قابوس في تحليل قضية فلسطين» وتحليل حرب العراق الأخيرة؛ فوجّه المسلمين إلى الموقف السليم حيال هذه القضايا في غمار البث الإسلامي المتناقض. المساهمة بنفسه وحاله في المشاريع الإسلامية في العالم الإسلامي؛ مثال ذلك جمعية الاستقامة بزنجبار؛ فقد ساهم الشيخ في وضع حجر أساسها؛ وتعهدها بالرعاية والعناية. وربما رحل إلى زنجبار موجمًا للمسلمين هناك؛ ومثبتاً لبجم من أجل الصمود في وجه التيارات المعادية للمنهج الإسلامي. تقاؤله على الرغم من الشدائد والمحن ؛ والمكائد والإحن» التي واجهها الشيخ وهو يشق طريقه الواضح ؛ لم يعرف التشاؤم إلى نفسه سبيلا » فهو متفائل أبداً 0 من معاإ الفكر التو _ي (8١) ج عند الشيخ أعد الل ٠ مهما اكفهر أفقه ؛ ومهما احلولك الظلام من حويله ؛ فإنه يأمل انبلاج النور» وهذا العنصر مهم غاية الأهمية للداعية في سبيل الله ؛ إذ يدفعه إلى حومة الصراع من أجل العقيدة؛ غير عابيء بما يناوشه في انطلاقه ؛ فإنما عليه العمل وليس عليه إدراك النجاح ؛ ولذا ارتسم هذا المبدأ ارتساما في حياة الشيخ العملية ؛ وساعده ذلك على تحقيق قدر كبير من النجاح والارتياح ؛ يقول سماحته في جواب على سؤال وجهه إليه صحفي كويتي عما تعلمه من الحياة: " إن الشدة بعدها فرج ؛ وإن مع العسريسراً ؛ كما نص القرآن الكريم . وعندما يضيق بالعبد الأمر وتشتد حلقاته؛ يأتي الفرج من عنده تعالى ؛ وهذا الأمر جريته كثيراً ؛ ولذلك أنا كثير التفاؤل *" ويقول في موضع آخر: " ما أنا فلا أنشاءم قط والحمد لله ؛ أنا متفائل ؛ ولا ريب أنني أرى أن يقظة المسلمين اليوم هي خير منها بالأمس؛ مهما كانت الأحوال سابقاً...فإن شعار الإسلام يتردد على الأفواه ؛ والكل يعلم أن سبيل النصر هو الإسلام؛ وهذه الصحوة الإسلامية إنما هي تباشير صبح مقبل بمشيئة الله ؛ وإنّا لننتظر وصوله عما قريب إن شاء الله .* 9" . الشيخ سيذبيته على الرغم من المسؤوليات العظيمة الملقاة على عاتق سماحة الشيخ؛ وما ينوء به من هموم الأمة ؛ فإنه يعيش في أسرته كأي شخص عادي ؛ يتنداسى () الطريق إلى الأقصى © ج؟ هن محا الفكر ال يوي ٍ ا كو“ ا عند الت لشيخ أمد ال لل البموم ويلقيها ساعتها وراء ظهره ؛ فيداعب الأطفال ويلاعبهم ويحدب عليهم ؛ يقول أفلح ابن سماحة الشيخ "إن والدي يلاعب الأطفال كأنه واحد منهم ” ''' ولا شك أنهم ينسجمون معه لما يفيض به عليهم من الشفقة والحنان. 3 ل اا روا ات أل ل ا 3 8 81 ل ل 8 : ل 5 د | ما ا ا د> لكوي ا 1 امح ا ل 0 ور ارده ال الا 8 ل م ا قش "م 7 5 7< : 0 7 0 0 ال - ١ اكز اا واس ا 0 ا ا زا ا | 1 إ بل 0 ١ ! ب امم سس ا ل ا ري وض الو أ ل ل 0 سماحة الشيخ مع طفليه عبد الرحمن ومحمد لقد رأيت مرة أحد أطفاله الصغار جاء إلى ال مجلس ركضا حتى ارتمى في حضن أبيه »٠ فاستقبله الشيخ بصدره؛ ثم أجلسه وتابع حديثه؛ ولم ينهره أو يتضجّر منه؛ كما يفحل الكثيرون ؛ فإذا ما شبوا وترعرعوا أولاهم المزيد من العناية والمراقبة لجميع سلوكياتهم ؛ الدقيقة والجليلة ؛ فيكونون بذلك تحت سمعه وبصره ؛ يجمعهم أحيانا عندما يتيس له الوقت ؛ فيحثهم على تقوى الله تعالى ؛ والاستمساك بسيرة السلف الصالح والاقتداء بهم ؛ وأن يظهروا بالمظهر ١ ) لقاء المؤلف بالشيخ أفلح الخليلى و عن مال الفكر الزبوير َي (دحد) ا عند الضج اد اطي الإسلامي في جميع سلوكهم ؛ وعدم الإساءة إلى أحد من الناس » وإذا خرج أحدهم عن النهج السوي ؛ أعاده إليه بالحسنى ؛ يقول أفلح أيضا: إن والدي يراقب سلوكنا ؛ وقد يستدعي أحدنا أحيانا بمفرده ويناقشه وينصحه ؛ وإذا كان الأمريهم الجميع؛ جمعنا جميعا وبين لنا ما يجب علينا ؛ وريما وصل الأمر إلى الضرب أحياناء إذا كان الشأن عظيماً في نظر الشيخ ؛ وأنا قد صُرِبْت قبل سنوات قليلة لأني قد تأخرت عن صلاة الجماعة ''' وسألت أفلح ؛ ما الإحساس الذي ينتابكم عندما يطلبكم الشيخ أو يطلب أحدكم ؟ فقال : لا شك أننا نشعر بالخوف الشديد ؛ ويبدا كل واحد منا باستمراض ما اقترفت يداه؛ ليعدّ لذلك جواباً ؟ ومن طبيعة الشيخ أن يعرض عن أخطائنا الصغيرة ؛ ويعدّها زلات ندركها بأنفسنا فنتركها ؛ ولكن إذا ارتكب أحدنا جرماً كبيراً في نظره تتحول جميع تلك الصغائر التي غض طرفه عنها إلى كبائر ؛ وبالتالي يسرد لنا جميع أفعالنا صغيرة كانت أو كبيرة ؛ وربما نسينا بعضا منها لكنّه . حفظه الله . لا ينساها ؛ ويبدو أن الشيخ يتفاضى عن تلك الأخطاء باعتبارها زلات أو هفوات لم يقصدها مرتكبها ؛ والذي يعنيه من الأخطاء تلك التي تصدر عن فكر يحمله صاحبهاء فهي في ذلك الحال نتائج فكر أفرزها ؛ فلا بد من معالجتها؛ وبالتالي تصبح الزلات هنا سنداً قوياً لبيان الخلل الفكري . وهذه المراقبة لا تعني أن الشيخ يضيّق الخناق على أولاده؛ بل يترك لبم الخيار في الكثير من الأمور التي فيها احترام شخصياتهم؛ كتحديد التخصص العلمي ؛ واختيار الزوج المناسب فدوره هنا التوجيه فقط» فلا إلزام ولا إكراه . يعن مال الفكر الزبوى_.___ ‏ ( حح) عند الشيع اعد الخايلي ٠ تلك شخصية الشيخ الأبويّة الحنونة ؛ لا غطرسة فيها ولا تسلط» بل إله يأني متأخرا أحيانا ؛ فيجد الجميع قد تناول طعامه؛ فيذهب بنفسه إلى المطبخ ويحضّر الطعام ويأكل » وكأن شيئا لم يكن '' لقد طبت ‏ حفظك الله شيخاً معلماً ل وأباً حنوثاً 6 وعالاً جليلاً. ٍ راو 7( 5 0 ل ! ب مضا ٍ 8 ا ْ ب الشيخ يحمل أحد أطفاله مناصبه من المناصب الرسمية التي يشغلها سماحة الشيخ ما يلي: المفتي العام لسلطنة عمان ٠ رئيس مجلس إدارة معاهد السلطان قابوس للثقافة الإسلامية - رئيس معهد العلوم الشرعية ( معهد القضاء الشرعي سابقا) عضو لجنة التظلمات ( أعلى هيئة قضاء في السلطنة» 01 لقاء المؤلف بالشيخ أفلح الخليلي من معال الفكر الربوي | يإ 1 عند الشيخ اعد اللي رئيس لجنة المطبوعات وتحقيق الكتب بوزارة التراث القومي والثقافة . عضو لجنة مطالعة الأهلّة بالسلطنة عضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة الموتمر الإسلامي عضو مؤسسة آل البيت ( المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية) عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بباكستان. مؤلناته مع كثرة الأعمال لدى سماحة الشيخ؛ وتزاحم الوراد على منهله ؛ وتعدد المهام الموكولة إلى شخصه ؛ يقتطع بعض الوقت للكتابة ؛ وأحياناً يكون من وقت راحته » فكان من حصيلة ذلك الثمار التالية : العحكتب : ١) جواهر التفسير» أنوار من بيان التنزيل : طبع منه ثلاثة أجزاء حتى نهاية الآية ( )من سورة البقرة ؛ والجزء الرابع مخطوط. ؟) الحق الدامغ : في مناقشة بعض مسائل العقيدة : الرؤية ‏ الخلود. خلق القرآن ؟) الفتاوى 7 أجزاء : فتاوى العبادات ‏ النكاح ‏ المعاملات. ؟) شرح غاية المراد : شرح مختصر لمنظومة الشيخ السالمي في العقيدة. ه) وسقط القناع : يرد فيه سماحته على بعض الافتراءات التي صدرت من الشيخ عبد الرحيم الطحان مبيناً وجه الحق . 71-عوامل تقوية الوحدة الإسلامية في الشعائر الدينية : مطبوع بي عن مال الفكر الزوي ب [#ح) ا عند الشع اد الى لي ا) إعادة صياغة الأمة : يحوى بعض ملامح المنهج الذي تسير عليه الأمة في حاضرها ؛ مطبوع ه) زكاة الأنعام : أصله بحث مطول شارك فيه سماحته في ندوة " البيئة الشرعية العالمية للزكاة " بالكويت عام 477١ه / 7000م 6 المحكم والمتشابه ( تحت الطبع ٠) الدين والحياة ( لم يطبع بعد ) البحوث 8 ١ البحوث التي قدمها في المؤتمرات ؛ منها : الذبائح وأثرها في إنجاز الذكاة : بحث ألقي في الدورة العاشرة لمجمع الفقه الإسلامي؛ التابع لمنظمة الموتمر الإسلامي بجدة ؛ بتأريخ 18-77 صفر 418١ه الموافق له 1/18 ٠/لافححلم الدعوة الإسلامية مهمة ثقافية روحية أو غزو عسكري: بحث ألقي في مؤتمر الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان ‏ عام 7٠٠7م . الاجتهاد ودوره قِ التجديد : بحث قٍِ المؤتمر الدولي الخامس عشر للوحدة الإسلامية بطهران بتأريخ 7-14١ من ربيع الأول 14677ه الموافق له 20-77 مايو 7007م الحقوق في الإسلام وفق المذهب الإباضي: بحث لندوة الحقوق في الإسلام من ندوات مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ؛ عمان ٠7 - كه حرم ]اه / ١77-7 يوليو 1517" م يا «نععا الفكر الزبوي ني ( ]و عند الشيع أقد احلى لي مشروعية استثمار أموال الزكاة: بحث في الندوة الثالثة من سلسلة ندوات الحوار بين المسلمين» مؤسسة آل البيت ؛ عمّان 2ه صفر 516١ ها / 7١-1١ يوليو 1545م العبادات والمعاملات وأثرها في المجتمع ( قدم لملتقى القرآن الكريم ‏ الجزائر 4ه 1481م ) 0 وحي المسملة قٍِ خطبتي الجمعة ) الذكاة الشرعية ه) الغصب : بحث منشور قٍِ آخر كتاب فتاوى المعاملات الأجوبة المعلولة : ١) بيع الإقالة : مطبوع في كتيب "أ التدخين 0 مطبوع قٍِ كتيب !© كذبة إبريل : مطبوع في كتيب ؟) حكم الإسبال : متداول منتشر على شكل مذكرات. ٠ ) نبذ التعصب المذهبي : مطبوع في كتيب ١) المعتدة بين البدعة والسنة : مطبوع في كتيب. ال دود العلمية : ١) الحجج المقنعة في نفي رؤية الله (الرد على الشيخ ابن باز ) 0 الرد على المفتري النصراني من معاإ الفكر الزبوير لي (128) و عند الشبخ أهد اللي ؟) الرد على أحد المغرضين (سمي باسم منهج سلفنا الصالح ) ؛» مسألة الكحل في اللغة العربية ( تعقيب على رأي أحد الدكاترة ) ه) جواز نقل الدم ( تعقيب على رأي أحد العلماء ) الحا ضرا ت و إن مرضي أ الطبوعة 1 ١) الأساس في أحكام الحيض والنفاس )القيادة في الإسلام ؟) الإسلام والمرأة استجابة لنداء الفطرة 4) رسالة الإنسان في الحياة م) حقيقة الإسلام 1) أثر المعنويات في الإسلام ١) التحذير من آفات المجتمع ) المرحلة الذهبية 4) أهمية العلم ٠) الحساب والعدل الإلبي ١١) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ١) الإسراء والمعراج '١) الإيمان زيادة ونقصاناً 1 انتشار المذهب الإياضي في شمال أفريقية ٠) التغلب على مشكلات الزواج ) الإنسان من منظور الإسلام م #نععا الفكر الؤبوي لي (زححل) ا عند الضيع لد طهر لي ١١ ) تربية الأبناء في الإسلام 4) السخرية بالدين وأهله 4) جرس الإنذار ٠) معالم الجيل الواعد ١7) مناهج التشريع الإسلامي والبحث العلمي 7؟) الشباب والتحديات المعاصرة ") الشباب بين الواقع والطموح )١) لترتقي فتاة الإسلام ) محطات الصائمين ( مجموعة لقاءات ) 7) فقه الهبة والبدية ١؟) من ضروب الانتحار م0 إخلاص روح العبادة 4؟) العبادة وأثرها في حياة المسلم ١٠ المدخل العام إلى دراسة العقيدة الإسلامية ١©) جوهر الإيمان ") الجملة وتفسيراتها "!) الإيمان بالله عز وجل 4؟) تنزيه الله سبحانه وتعالى ٠ الآيات المتشابهات في القرآن 1؟) صفات الله سبحانه وتعالى من معاإٍ الفكر الزبوي ِ ٍ ححا ا عند الشيخ عد احخْلِدٍ خرف تلاعب المعاصرين بفكرة الثابت والمتغيرفي الشريعة الإسلامية (ندوة) عن اعلار عمان ّ ١) العوتبي بين الفقه والأدب “) العلامة أبو نبهان الخروصي ومنهجه الفقهي ؟) الخليلي فقيهاً ومحققا ٠ البهلاني فقيهاً وأديباً 6 ابن بركة والبحث العلمي ) إضاءات في حياة الشيخ أبي مسلم البهلاني 4) ابن التنظر بين الفقه والأدب 4) الشيخ خميس الشقصي ومنهجه الفقهي ٠) العلامة الكندي . صاحب بيان الشرع ‏ بين الفقه والأدب ١١) الأثر العلمي والحضاري في الوجود العماني بزنجبار : عن معال الفكر الزوي __ر (168] آي عند الشيع أهد احدلي الى الفصلاثاني مد. تل إلى النعك التريوي - مفهوم التربية - ضرورة التربية - أهداف التربية - مصادر التربية ++ القرآن الكريم ++ السنة النبوية ++ سيرة السلف الصاح ++ العلم الحديث - محتوى التربية - أساليب التربية *+ القدوة ++ الصحبة © الموعظة الحسلة ++ القصة ++ ضرب الأمثال ++ المحاضرات والخطب ++ الحوار ++ الثواب والعقاب ++ الإعلام ++ اعتقاد السؤال - بيثات التربية ++ الأسرة + المسجد ++ المدرسة ++ المرافق العامة في من متا الفكر الزوي لي (6لا1) و عند الشيع اد يللي مهوي التربية إن الشيخ ‏ حفظه الله . حين تشرّب كيانه معاني التربية الحقة؛ المستمدة من كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ لم يكن - وهو يربي هذا الجيل ‏ متفرّغاً لوضع كتاب خاص بالتربية ؛ ولذا نجد مفهوم التربية متناثرا في ثنايا توجيهاته المقروءة والمسموعة؛ بيد أن هذه المفاهيم تعكس صفاء الفطرة ونقاء الفكرء ودقة الفهم »٠ وعمق الإدراك؛ كما يتبين من حديثه في اللصوص التالية: ١) "علينا أن ندرك معنى التربية؛ التربية: هي بمعنى الإصلاح؛ وبمعنى التنمية ؛ ويراد بها تنمية الفضائل وتربية النشء على طاعة الله؛ وعلى الأخلاق الفاّلة. وعلى تجنب سفاسف الأمور؛ والاستعلاء عليهاء؛ والحرص على الترقي في مدارج الكمال إلى ما فيه مرضاة الله سبحانه وتعالى؛ من الاستمساك بخير الدنيا والآخرة”". ؟) " التربية لها مفهوم عميق » فإن التربية ليست هي مجرد التعليم» وإنما التربية هي الإصلاح والتنمية؛ والله تبارك وتعالى يربي عباده تربيتين» تربية تكوينية؛ بخلق أجسادهم وتهيئة ما يصلح هذه الأجساد من الغذاء وغيره؛ ويربي عباده أيضاً تربية تشريعية؛ وهي التي تسمو بروح الإنسان حتى (١) التعليم الأساسي ومصيرنا؛ محاضرة مفرغة؛ ص١. يمن ععالالفك الؤبوى يا (1911) و عند الشع لد طق لي ترتفع إلى الأوج الأعلى» وتعيش هذه الروح مع الملا الأعلى» بإدمان ذكره ْ واستشعار خشيته ؛ وحب الله ورجائه” ا ً ") "وتربية الله سبحانه تغمر كل كائن , دقيقاً كان أو جليلاً »٠ وما من شيء إلا وهو ناطق بلسان حاله معلناً افتقاره إلى الله ذي الجلال”'". محليل المفهوم: يوجز الشيخ تعريف التربية في مصطلح "التنمية” ثم يبين ما ينطوي عليه هذا المفهوم + ويمكن إيضاح ذلك من خلال النصوص السابقة بتحليل المفهوم إلى عناصره التي يمكن إيجازها في نقاط أربع هي: ١- المحافظة على فطرة الناشئ؛ فمصطلح التنمية يشمل المحافظة على الشيء؛ إذ لا يمكن تدمية شيء دون المحافظة عليه والعناية به وقد ورد مصطلح العناية أيضاً في مواضع عديدة؛ منها قول سماحته في محاضرة عن حقوق الأولاد في الإسلام : "العناية بتربيتهم إنما هي عناية بمستقبل الأمة”". "- تنمية الاستعدادات الفطرية في الناشئ؛ وتقوية مواهبه وتأصيلها؛ كما ورد في النص الأول "ويراد بها تنمية الفضائل". (١) تربية الأولاد في الإسلام» شريط 6١٠ /أبمكنبة معهد العلوم الشرعية ؛ وانظر أيضاً جواهر التفسير. الشيخ أحمد الخليلي؛ جا ص؟77. () جواهر التفسير» جاء ص0٠؟7. (©) حقوق الأولاد في الإسلام؛ محاضرة مجامعة السلطان قابوس؛ برقم 41/ج بمكتبة معهد العلوم الشرعية. ٍ هن محا الفكر الزيو يي ٍ ٍ اجا ا عند ال لعة] أمد الل ايل - توجيه الفطرة في الناشئ + وتوجيه جميع مواهبه واستعداداته نحو صلاحها؛ لتخلو من شتى الشوائب وصنوف القوادح» وتنمو نقيّة صافية؛ وهو ما يعنيه مصطلح الإصلاح بحيث يقوم بتدمية الفضائل» واجتناب السفاسف والرذائل» ويستعلي عليها؛ يقول سماحته مشيراً إلى التوجيه في موضع آخر: "توجيه الناشقة على الحق »؛ وتأصيل العقيدة قِ نفوسها"" ل وتلازم هذه العناصر سمة تربوية مهمة من سمات التربية ولا تمد من عناصرهاء ألا وهي سمة التدرج” "في العملية التربوية؛ وهو ما يفهم من قول الشيخ: الترقي في مدارج الكمال»؛ وقوله في معرض حديثه عن تربية النشئ: "عندما تنمو مداركه يلقن أركان الإسلام الخمسة ثم أركان الإيمان الستة؛ ثم يعوّد شيثاً فشيثاً على الكل”" وسيأتي الحديث عنه . بمشيئة الله في موضع الدعوة بالحكمة. استتاجات: يمكن الوصول بعد قراءة النصوص الثلاثة السابقة وتحليلها إلى النتائج التالية: (١) طريق الإصلاح؛ محاضرة ألقيت بجامعة السلطان قابوس؛ رقم 4٠ج بمكتية معهد العلوم الشرعية. (؟) جمل "الباني في مدخل إلى التربية سمة التدرج عنصراً ٠ ويرى الشيخ عبد الله الدهماني أنها سمةء إذ العنصر يكون أحد المكونات ' وقد أخذت برأيه. () تربية الأولاد محاضرة للشيخ برقم ١١٠ / بمكتبة معهد العلوم الشرعية. يعن معاز الفكر الزبوي َي (1916) ا عند الترنا أقد اطياو لي ١- وضع تعريف اصطلاحي عام للتربية هو أن "التربية هي العناية بالجوانب لمتعددة للناشئ» وتنميتها شيئاً فشيثاً إلى أن يرتفع إلى الأوج الأعلى محققاً العبودية المطلقة لله تعالى". "- إن المربي الحق هو الله سبحانه وتعالى؛ فهو خالق النفوس ؛ والعالم بنباياها وما يصلحها؛ وهو مقسّم المواهب " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وهو الذي أرسل الرسل» وأنزل الكتب لتربية الخلق تشريعياً بعد تربيتهم تكوينا. "- إن حقل العمل التربوي هو الإنسان» خليفة الله في أرضه؛ المكلّف بحمل الأمانة التي ما طاقت السماوات والأرض والجبال أن تحملها وأشفقن منها »٠ بهدف إعداده التام للقيام بهذه المسؤولية 6 يقول سماحته: "وأما التربية التشريعية ؛ فالإنسان هو المستهدف بهاء وإن عم أثرها غيره”'". ؟- إن جهد المربي في تربيته يأتي تابعاً لشرع الله تعالى؛ الذي هو مصدر يستمد منه مبادءه؛ وقد يضبط به وسائله التربوية؛ يقول سماحته : "علينا أن نعود إلى كتاب ربناء ونحرص أن نربّي أولادنا عليه ... وأن نربيهم على سنة رسول الله كا وهدى السلف الصالح”". ٠- القيم والأخلاق لا تورث كما يورث لون البشرة أو العينين مثلاً؛ لذا كانت التربية أساس وجود الإنسان؛ وبدونها تنهدم مقومات حياته. ١) جواهر التفسير» ١/771. (؟) حقيقة الإسلام - الشيخ الخليلي ٠ ص17 في عن عط الفكر لذبي (6لا1) ال عند الشيغ قد الخد لي 7- التفريق بين التربية والتعليم؛» حين يقول سماحته في النص الثالث: "فإن التربية ليست هي مجرد التعليم؛ وإنما هي الإصلاح والتنمية" أما التعليم فهو عنده "تحويل الغير من الجهل بالشيء إلى المعرفة به؛ ويكون في آن واحد؛ وفي آنات متعددة”'"؛ وبين مصطلحي "لتربية" والتعليم” نقاط تلاق وافتراق» فلكل منهما قواعده وأصوله التي تتحقق بها أهدافه. ولا أودُ الخوض في مسائل الفرق بينهما بما يخرج بنا عن إطار البحث؛ فلذلك مصادره في كتب التربية؛ مكتفياً بالإشارة هنا إلى أن التعليم في حقيقته إحدى أهم الوسائل التربوية؛ ولذا فرّق سماحته بين العملية التربوية في ذاتها وبين وسائلها» فيشير في جواهر التفسير إلى أن الإنسان "متكون من روح وجسم؛ ومنطوٍ على عقل وقلب وغرائز وضمير» ولبذه كلها مطالب شتى؛ والتنسيق بين متطلباتها يدعو إلى العلم والمعرفة؛ حتى لا يؤدي الأمر إلى ضرر نفسي واجتماعي”". فالتربية بذلك تهتم بتنمية الجسم والعقل والنفس بكل ما تنطوي عليه من ميول وغرائزء وتضبط ما يصدر عن النفس من سلوك؛ أما التعليم فهو منحصر في الناحية العقلية من حيث الاكتساب؛ وهي الأداة التي تتحكم في جانب كبير من السلوك كما يشير إلى ذلك سماحته؛ وإهمال التعليم مؤد إلى وقوع نشاز كبير بين جوانب النفس الإنسانية؛ ولذا يشدّد سماحته على جانب الرسوخ في العلم من ناحية؛ وعلى ضرورة التطبيق لما (١) جواهر التفسير» 46/7. () جواهر التفسيرء 44/7 من معال الفكر الزبوي ) اا 1 عند الشيح أجد الخْلِلٍ يعلمه الإنسان من ناحية أخرى؛ كما سيأني بيان ذلك مفصلاً ‏ بمشيئة الله في فصل الربية العقلية. ٠ عن عا الفكر الزبوير ب (2809) ل عند الشيع اعد الخد لي ص مرؤصرلً أ الترببة لقد اقتضت مشيئة الله وحكمته أن يستخلف الإنسان في الأرض ؛ ليسير على منهج الله الذي اختطه له؛ غير أن هذا الإنسان "قد يتعامى عن قصد السبيل لما يتجاذبه من طبائع النفس» ويتقاضاه من مطالب الحياة؛ فهو واقع بين العواطف الممتهبة والغرائز الجارفة؛ والمطالب المختلفة؛ والدوافع المتدوعة؛ فلا عجب إذا أنساه ذلك ما يجب عليه تجاه خالقه وتجاه الخلق”'' فيرسل الله رسله عليهم السلام لتقويم الاعوجاج في مسيرة البشرء بما يتناسب مع أولئك القوم وعصرهم الذي يعيشون فيه؛ يقول سماحته: "إن شرائع الله ما أريد بها إلا تربية عباده على الخير» وقد تكون التربية في عصر سلبية بما كانت به إيجابية في غيره ؛ لتحوّل الأحوال؛ واختلاف الظروف”". يبه الشيخ . حفظه الله هنا إلى نقطة في منتهى الأهمية لكل مرب في كل عصر من العصور؛ وهي الانتباه إلى المحيط التربوي» الانتباه إلى إصلاح العيوب المتراكمة عبر التاريخ؛ إلى الوعي العميق بالظروف والأحوال؛ فإ ما هو صالح في بعض العصور قد لا يكون صالحاً في بعضها الآخر؛ ومن جهة أخرى يشير سماحته إلى أن بعض الأجيال قد تضع لمشكلاتها حلولاً لا تكون ناجعة في أستئصال الداء؛ واقتلاع جذوره؛ أو ناجعة في ذلك العصر فحسب»؛ فعلى الجيل المتأخر أن يعيد النظر في تلك الحلول» ويدرس تلك المشكلات؛ حتى (١) جواهر التفسير 770-7745/1. (؟) جواهر التفسير 4 /749١ مخطوط بحوزة الباحث صورة منه. من معال الفكر الزبوي ) م اك 1 ِ عند التي امد الطليلى تتوقف عن دورانها عبر الأجيال بوضع حلول أخرى في إطاريها الزماني والمكاني. اهداف التربية: البدف هو "ما تسعى العملية التربوية إلى بلوغه في الناشئة بدنياً أو عقلياً أو علمياً أو خلقياً ... أو غير ذلك"". وتطرح الكثير من النظم التربوية قديماً وحديثاً أهدافها الي تسعى إلى تحقيقها في أجيالها. فالتربية الصينية مثلاً تسعى إلى نقل الأنماط السلوكية من جيل إلى آخر؛ بينما تهدف التربية الرومانية إلى تكبيف الفرد مع محيطه؛ وتشير التربية العربية الحديثة إلى هدف "إعداد المواطن الصالح" وييدو أنها استمدت هذا الهدف من نظرية "جون ديوي" في التربية حين وضع التربية في إطار وظيفتها الاجتماعية؛ ولا أدلٌ على ذلك من تلك الأهداف التي صاغها ميثاق الوحدة الثقافية العربية العي وصّى بها وزراء التربية والتعليم العرب في مؤتمرهم المنعقد في العراق» ثم أقرته جامعة الدول العربية!". كما أن هناك أهدافاً أخرى عامة أو تفصيلية؛ كتنمية الذات أو الاهتمام بالفروق الفردية وغيرهاء وكلها أهداف لا تبلغ المدى؛ فماذا يرى سماحة الشيخ في أهداف التربية؟ يقول: "والله سبحانه وتعالى بعث عبده ورسوله محمداً 8 ليقيم حياة إسلامية على أنقاض الحياة الجاهلية؛ حياة إسلامية في التصور؛ إسلامية في () التربية الإسلامية » . عبد الوهاب طويلة؛ طا 01418 //14417م ص ؟. (؟) انظر أصول الفكر التربوي في الإسلام؛ عباس محجوب طن 14897/61404 ص يل يا عن مز الف الدوي .لي إحلا1) ل عد الع اعد يل إلى العبادة؛ إسلامية في المعاملة؛ إسلامية في الأخلاق والسلوك؛ إسلامية في كل ما له صلة بالفرد أو المجتمع أو الأمة””'". ويقول أيضاً "ولكن البدف الأساسي بهذه الرسالة إصلاح النوع الإنساني؛ لأنه الخليفة في الأرض؛ والقطب الذي تدور عليه رحى هذا الكون؛ وإصلاح الإنسان يكون نفسياً واجتماعياًً". ويقول في موضع آخر: "إن اتباع صراط الله المستقيم إنما يكون بتحويل الإنسان نفسه إلى أن يكون متحركاً أي حركة من أجل إرضاء الله سبحانه وتعالى؛ بحيث يكون المحيى لله ويكون الممات لله ؛ وتكون العبادات لله ؛ وتكون الأمور الضرورية التي يمارسها الإنسان في حياته يمارسها أيضاً لله سبحانه وتعالى؛ ... فيدور بذلك في فلك طاعة الله”!". ييدو واضحاً من هذه النصوص الثلاثة المتقدمة أن هدف التربية العام في تصور الشيخ الخليلي؛ أن تكون الحياة في جميع جوانبها حياة إسلامية. مقيّدة بأوامر الشريعة؛ فيدور الإنسان في فلك طاعة الله؛ وهنا يدو مدى التوافق و الانسجام بين المنطلق العقدي وهدف التربية ؛ بين مفهوم الإيمان الذي هو قول وعمل وتطبيقاته السلوكية ؛ لتكون حياة المسلم استقامة تامة في جميع حركاته وسكناته؛ في نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته ؛ وهذا من الأسس الراسخة في المذهب الإياضي؛ ويمكن صياغة ذلك في هدف التربية الإسلامية العام وهو "تحقيق العبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى” ويزيد ذلك تأكيداً ووضوحاً قوله : (١) الجملة وتفسيراتها؛ الشيخ أحمد الخليلي ص2. () جواهر التفسير» ١/؟. () منهج إصلاح المجتمع ؛ 4١٠ /جبمكتبة معهد العلوم الشرعية ا من معالٍ الفكر الزنوي يي (ذ82١) الا اكد الشيح جد التد اطلقى لي "فللبيت دوره» وللمدرسة دورهاء وللمسجد دوره» وللشارع دوره» فيؤدي الكل وظيفته من أجل تحقيق هذه الغاية؛ وهي استقامة النشء على تقوى الله وعلى العمل الصالم”". وهذا هو هدف التربية الإسلامية الحقّةء وتجدر الإشارة في ثنايا الحديث عن هذا البدف إلى النقاط التالية: ١- أنه هدف عام يشمل الناس جميعاً؛ فالإنسان مستعبد لله؛ وعليه الخضوع المطلق لأمر الله؛ والانقياد التام لحكمه؛ وبالتالي تبدو على المسلم الصبغة العالية لا الصبغة القومية أو الإقليمية الضيقة؛ إنه يعامل الناس جميعاً في شتى مذاهبهم الدينية والفكرية بالخلق الذي تمليه عليه هذه العقيدة السمحة؛ وهي تسعى حثيثاً في تحقيق هذا البدف النبيل في الإنسان» بصفته إنساناً قبل كل شيء؛ لا مواطناً يخدم مصلحة وطنه الإقليمي» وإن تعارضت مع مصالح الأوطان الأخرى. "- إنه يتفق مع طبيعة خلق الكائن البشري ؛ وينسجم مع فطرته "فطرة الله التي فطر الناس عليها" بل ينسجم مع حركة الكون بأسره؛ وهو يسبّح بحمد لله؛ فيتم التوافق بين الإنسان» خليفة الله في أرضه؛ وبين ما سُخّر له من خلق السموات والأرض»؛ وإذا لم تحقق العبودية لله؛ كان النشاز والاضطراب والاختلاف. ؟- إنه يشمل جميع جوانب الإنسان في الحياة؛ فردية واجتماعية؛ قولية وفعلية؛ روحية ومادية؛ بشكل متوازن بحيث لا يطغفى جانب على آخر يقول سماحته: "والإصلاح النفسي هو التنظيم الدقيق بين جوانب الإنسان 3 التحفير م آاتالتع؛ الشبخ أحمد قيلي ؛ صرياه. من معال الفكر الدنوي _ي (ح) ل عد الشيع أهد اللي المختلفة؛ بحيث لا يطغى جانب على آخرء فلا تُوفْر مطالب الجسم على حساب الروح» ولا تلبى مطالب الغريزة على حساب الضمير والعقل؛ ولا عكس ذلك؛ ولكن تراعى مطالب الروح والجسد معاً؛ وأشواق القلب وتطلعات العقل جميعا؛ حتى لا يحدث أي نشاز وتضاد بين جانب وآخر'". 4- إنه يتصف بالمرونة والقدرة الكاملة على مواكبة معطيات العصور على اختلافها» ومسايرة تطوراتها وما تفرزه من مشكلات. - إنه متفق مع الحق الذي ينشده كل أحد؛ قولاً وعملاًء مود للسلوك الحميد؛ والتعامل الحسن بين جميع الأطراف المشكلة للوجود. مصأدم التربية: لا بد أن تكون للتربية مصادرها التي تستقي منها مبادءهاء ويرى سماحته أن مصادر التربية ثلاثة: القرآن الكريم؛ والسنة النبوية؛ وهدى السلف الصالح؛ يقول: "علينا أن نعود إلى كتاب ربناء ونحرص على أن نربي أولادنا عليه ؛ تلاوة ودرساً وحفظاً وفهماً وعملاً وتطبيقاً لكل ما جاء فيه وأن نربيهم على سنة رسول الله #4 وهدى السلف الصالح »٠ وبهذا يمكننا أن نستعيد شرفنا ونستعيد كرامتنا؛ وأن نستعيد مكانتنا". ويمكن الحديث عن هذه المصادر منفصلة على النحو التالي : (١) جواهر التفسير ١/7. () حقيقة الإسلام؛ الشيخ أحمد الخليلي» ص؟1. في عن عع الفكر الدبويو ري ( خم عند المع جد اط مي ف لشرإن الحكريم : القرآن الكريم هو المصدر الأول الموجه لحياة المسلم في شتى جوانيها؛ ولا يصحٌ إيمان أحد يُكِر حرفاً واحداً من القرآن. فضلاً عن نبذ أحكامه؛ وإهمال توجيهاته؛ والسؤال الذي يطرح نفسه؛ كيف يصبح القرآن مصدراً تريوياً في حياة المسلم؟ تتمثل الإجابة على ذلك في النقاط التالية: أولاً: الإيمان به؛ والمراد بذلك "تشخيصه بالإيمان وتميزه عن غيره؛ وإتباع ما جاء به؛ بحيث يصبح مسيطراً على شعاب النفس وموجهاً للجوارح والأركان. وهذه هي صفة المؤمنين بآيات الله كما وصفهم بها”'". وهذا الإيمان ليس دعوى يدّعيها الإنسان؛ أو كلمات تلقلقها اللسان؛ أو شعارات ترفع في كل آن بكل مكان؛ بل تسليم لما في القرآن؛ وانقياد تام بالجوارح والفكر والمشاعر "حتى يتحول القرآن إلى واقع محسوس يتجلّى للناس جميعاً قِ حياة المؤمنين العامة والخاصة”". ثانيا : الإكثار من تلاوته: فإِنّ تلاوة القرآن تصقل الروح؛ وتهذّب الوجدان؛ وتربّي الضمير» وتنير الفكر» وتقوّم السلوك" فإ كل كلمة فيه تشع منها البداية؛ وبإمكان تاليه أن يستفيد بكل ما يتلوه في تهذيب نفسه وتربية ضميره””. ولا ريب أن المسلم متعبّد () جواهر التفسير 7/١١٠. (؟) السابق 7/١٠ () السابق ١/777 م مده ل لتر ب (زج د ىر عد الشع احد يي بتلاوته؛ مأجور بكل حرف منه عشر حسنات؛ غير أن التلاوة التي يدعو إليها سماحته ليست التلاوة الشكلية أو الترثم بالأصوات؛ والتفنن في مخارج الحروف»؛ أو حساب عدد الأجزاء لمتلوة في كل يوم ٠ خصوصاً في شهر رمضان المبارك؛ دون أن يصاحب التلاوة التفكر في المعاني » ويرافقها التأمل في الدلالات؛ فتسكن النفس لباء وتخشع الروح» وتتردد أصداء القرآن في جنبات الضميرء وتمازج تلافيف النفس؛ فتقشعر لوقعه الجلود؛ وتلين القلوب» ذلك ما عناه سماحته بقوله: "يستفيد بكل ما يتلوه تهذيب نفسه وتربية ضميره" وبدون ذلك لا يتحقق هدف التلاوة. ويقول في جواهر التفسير في تفسير قول الله تعالى ' وَأَتُم ُْونَ الْكِتَابَ " " : " وفي هذا التوبيخ تنبيه على أن التلاوة اللسانية إن لم يصحبها التأثر النفسي الذي يصدر عنه العمل بموجب ما يتلى ليست من ورائها جدوى ؛ إذ كل ما أنزل الله من كتاب إنما أنزله ليكون هدى للناس ؛ يقتادهم إلى صراط الله الحميد ؛ فقرّاء هذه الأمة الذين يقتصرون في تلاوتهم على تحسين الأنغام ؛ وتجويد الحروف ؛ مع نسيانهم أوامره ونواهيه ؛ ومواعظه وإرشاداته ؛ مندرجون فيمن يصدق عليهم هذا التقريع والإنكار" " (١) جواهر التفسير 777//7 () سورة البقرة ؛ الآية 44 يا عناععا الفكر الذبوي _ي (جر1) ا بلاج أت اطي ثالثاً: دراسة القرآن الكريم دراسة خاصة»؛ تخرج كنوزه التي لا تنتهي؛ يقول سماحته: "نحرص على أن نربي أولادنا عليه؛ تلاوة؛ ودرساً وحفظاً وفهماً وعملاً”'". وهذه الكلمات المختارة بعناية تبين النهج الأمثل في التعامل مع الكتاب الكريم؛ فالطفل أول ما يبدأ تعليمه يتعلم تلاوة القرآن» ثم دراسته دراسة مبسّطة لفهم معانيه التي تعينه على الحفظ والاستظهارء ثم دراسته حسب المرحلة التي هو فيها ؛ ليصل إلى الفهم العميق لمعانيه؛ ثم ينقلب إلى التطبيق الواعي لأحكام القرآن؛ والعمل المبني على الدراسة والفهم والاستيعاب» على أن سماحته لا يفصل بين هذه المراحل؛ فلا يعني ذلك بحال أنه إذا انتقل إلى تصيير القرآن حي في حياته الفردية والاجتماعية ترك التلاوة والدرس مثلاًء بل يتلو ويدرس ويحفظ ويطبق؛ فالقرآن كما وصفه النبي # ” هو حبل لله المتين و؛ وهو الذكر الحكيم ؛ وهو الصراط المستقيم ؛ وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ؛ ولا تلتبس به الألسنة؛ ولا يشبع منه العلماء؛ ولا يخلق على كثرة الرد؛ ولا تنقضي عجائبه..”'"؛ فإذا نظرنا في سيرة السلف؛ وجدنا أن "السلف الصالح كما كانوا يحرصون على تلاوته كما أنزل؛ كانوا يحرصون على تعلم ما في القرآن من علم؛ وتطبيق ذلك في جميع أعمالبم؛ كما روى ابن (١) حقيقة الإسلام ؛ الشيخ الخليلي ٠ ص7 ( رواءه الترمذي ؛ رقم 1903 والدارمي رقم ١777 م سمط الم لآير (مح) لي عدالضع تدطيل لي مسعود - رضي الله عنه - أنهم كانوا يتعلمون عشر آيات من القرآن لا يتجاوزونهن إلى غيرهن إلا بعد أن يتقنوا ما فيهن من العلم والعمل ؛ كانوا يتعلمون العمل كما يتعلمون العلم”'". وكم يسر الشيخ حين يرى اهتمام الناشئة بالقرآن الكريم حفظا ودرساء ويتمنى أن يعم ذلك الخير البلاد الإسلامية ؛ فعندما زار وادي ميزاب بالجزائز عام 1404ه الموافق له 1988م ورأى العناية الكبيرة بالقرآن الكريم حفظا ودرسا ؛ سجل ذلك في تقرير أعده سماحته عن هذه الزيارة قال فيه :" وكم كنا نتمنى أن نلمس هذا الاهتمام بكتاب الله في بلدنا عمان؛ لكونها هي أم المذهب وراعيه ؛, فإنك لا تكاد تجد من يحفظ كتاب الله كاملا إلا قليلاً ... فتأمل أن يأتي اليوم الذي تنعكس فيه الآية فلا تكاد تجد من لا يحفظ كتاب الله "" رابعاً: التربية السلوكية الفردية؛ على المسلم أن يعمل بما في القرآن في نفسه خاصة أولاًء ثم في غيره؛ فدعوات القرآن في الأخلاق والسلوك كثيرة جداً؛ ترتقي بالمسلم إلى الأوج الشامخ من مدارج الفكر والسلوك وسلامة العقيدة» كنبذ الحسدء والأحقاد؛ والغيية والنميمة؛ ويدعو إلى الدفع بالتي هي أحسن؛ وحب الخير للآخرين» إلى ما وراء ذلك ؛ والقرآن الكريم إنما يؤر تأثيره (١) الإيمان مفهومه وتطبيقاته. الشيخ أحمد الخليلي 77/ج. بمكتبة معهد العلوم الشرعية () من تقرير لسماحته عن الزيارة محفوظ بإرشيف مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف العمانية م عنعتا الفكر الزوى لي (خر) ا عند اشع اد اطق لي الفاعل في حياة الفرد حين يُقبل عليه المسلم مخلصاً راغباً؛ وينقل سماحته في جواهر التفسير ما فعل القرآن الكريم في العرب» ١- حررهم من الأوهام. 7- سلخهم من عاداتهم السيئة. ٠- أرهف خحسهم ورقق طباعهم. ؛- بعث في نفوسهم البمم وأوقد في قلوبهم العزائم. ٠- صيّرهم بعد بداوتهم هداة للبشرية وقادة للأمم. 7- حرروا به الشعوب المستضعفة المقهورة المحكومة بنير الجبارين''". خامساً: التربية الاجتماعية: بحيث يسيطر القرآن العظيم على جميع مناحي الحياة المختلفة. لتصبح إسلامية قلباً وقالباً؛ يقول سماحته: "فما أحوج المسلمين اليوم إلى عودة حميدة إلى القرآن من جديد؛ وبناء هيكل حياتهم على أسس صلبة متينة من تعاليمه؛ سواء ما يتصل منها بالعقيدة أو العبادات أو الأخلاق أو المعاملات أو السياسة أو الاقتصاد أو الأدب أو الثقافة أو الاجتماع”. (١) جواهر التفسير 9/1. (؟) جواهر التفسير ١/١ بي عن هع القار الآبدير ل ( لا )عند الشيع الهد طق اي بذلك يصبح القرآن مصدراً تربوياً للأجيال,. وبذلك تتحرر الشعوب المستضعفة بفضل قيادة المسلمين ؛ وإذ يَعجّب الشيخ حفظه الله - من شيء فإنه يعجب "لأوليك الذين يزعمون أنهم من أمة القرآن + وهم يرتعون قٍِ المعاصي » غير مبالين بخلق ولا فضيلة ولا شرف»؛ ويتساءل متعجباً "ما قيمة إيمان هؤلاء بالقرآن”". ويعظم العجب أن ترى أحدهم يعمل ببعض أحكام القرآن + وينبذ بعضها وراء ظهره ,+ تحت شعارات جوفاء؛ ونداء القرآن يصخّ مسامعه "تينو يَعْضٍ الكِتَاب وَتَكْفرُونْ يَعْضٍ ". تسالسينات. تعد السنة النبوية المطهّرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم المصدر الثاني لاستقاء الأحكام الشرعية التي تحكم حياة المسلم الفردية والاجتماعية؛ يقول سماحته: " وسنة رسول الله و هي الحجّة بعد كتاب الله" ويقول: "أما السنّة النبوية فهي وحي خفي؛ لأنٌ ألفاظها لم توح إليه اللإكما أوحيت ألفاظ القرآن الكريم ٠ ولكن أوحيت معاني هذه السئة؛ والكل من عند الله سبحانه”". (١) جواهر التفسير 07/7١؟. )0 وسقط القناع؛ الشيخ أحمد الخليلي » ص 9١1. وى الجملة وتفسيراتها ٠ ص و عن ععاز الفكر الؤبوي ني ]ا عند الشية أقد اطق لي وذلك كما هو واضح في سنته القولية؛ والحكم السابق بوصفها مصدراً تشريعياً يسري على سنتته و الفعلية والتقريرية؛ فرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: ” ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه”'". يعني بذلك سنته المطهرة» التي فيها إيضاح ما أبهم من الكتاب وتفصيل ما أجمل؛ ومن ثم كانت أقواله وأفعاله وتقريراته 8# تشريعات لأمته؛ تهدي للتي هي أقوم؛ وتكشف عما توارى عن الأفهام من معاني القرآن»؛ ومن منا نجد في آيات الكتاب التأكيد الذي يلي التأكيد على اتباعه و5 في أمره ونهيه؛ والتأسي بأفعاله والتخلق بصفاته» يقول تعالى: " وم آتَاكُمْ الرُسُول فَخُدُوهُ وما تَهَاكُمْ عَنْهُ انه ". والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام مع إتيانها مفصلة مجملات القرآن» وموضّحة لمبهمه؛ تأتي أيضاً " بأحكام زائدة عن الأحكام التي في القرآن الكريم» وتأتي أيضاً بأحكام تنسخ أحكام القرآن الكريم؛ ولكنها -- في الواقع - هي امتداد للقرآن لا تناني القرآن الكريم”'". ٍ وإذ احتلت السنة المطهرة هذه المكانة السامقة في التشريع كانت السنة هدفا للوضّاعين من أعداء الإسلام وأصحاب الأهواء والأغراض المتدوعة؛ وبسبب طول العهد؛ كان من المحم على المسلم الواعي أن يدرك ذلك» فيضع منهجية سليمة في معرفة درجات اليقين بمدى صحة ما نسب إلى النبي عليه (١) رواه أبو داؤد رقم 047 (؟) سورة الحشر ؛ الآية ل (؟) جواهر التفسير 6/1. () ندوة الفقه الإسلامي؛ ص 760. م هاعط انك للزرى ري (زحدد) ا عند الع لداطهاي أفضل الصلاة والسلام؛ فالله سبحانه وتعالى لم يكتب للسنّة الحفظ الذي كتبه للقرآن الكريم ٠ لذلك جاءت طرق النقل للسنّة متفاوتة؛ يقول سماحته: " والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام منها ما روي متواتراً»' فحكمه حكم القرآن من حيث عدم جواز الشك في ثبوت سنده إلى الرسئول قا لأن المتواتر قطعي لفظه ؛ فإن كان نصاً فهو كالنص في القرآن الكريم؛ لا يجوز بحال من الأحوال لأي واحد أن يجتهد في ما دلت عليه السنة المتواترة دلالة نصية. وأما ما كان من هذه الأحاديث عن الرسول و عامَاً فهو ظني الدلالة ولو كان قطعي المتن... وإذا جثنا إلى الأحاديث المروية عن الرسول #8 بطريق الآحاد؛ فلا يبعد أن تكون حجتها ظنية وإن كانت نصاً في مدلولباء فقد يتعارض الآحادي مع غيره في الظاهرء وقد يتعارض مع عموم القرآن؛ فيختلف العلماء في الترجيح. على أن ثبوت الآحادي نفسه ظني؛ فإن ثبت إسناد الحديث لم يردّ لأجل اجتهاد أحد من الناس؛ إذا كان ذلك الاجتهاد مخالفاً للحديث أو الآية القرآنية”'". تلك لمحة مهمة حول منهجية التعامل مع السنة في طريق اعتمادها مصدراً في التربية والتشريم؛ لا أن نعصب أعيننا عن الحقيقة التي هي كالشمس في رابعة النهار؛ بدعاوى أوهى من خيوط العنكبوت» ونحن نعلم يقيناً ما نال السنّة من التحريف والوضع؛ ثم ما تلا ذلك من التأويلات الباطلة؛ ثم نجد بعد ذلك من يرفع شعار التسليم المطلق لكل ما روي عنه ف دون أن نكلّف أنفسنا عناء البحث عن صحة ما نسب إليه عليه أفضل الصلاة (١) مناهج التشريع الإسلامي؛ ص 77 6 ٠. , من معا1 الفكر القنري _ي (١٠) عند ائبع اد اطيلىو يم والسلام؛ ولعمري إنها لمفارقة واضحة؛ وتناقض بين » وتخبّط كبير» ربما نال من العقيدة الموجهة للسلوك الذي يحاسب عليه العبد كما يحاسب على عقيدته. إذا وصل المسلم إلى درجة صحة الحديث كانت السنة بجانب القرآن الكريم هما الميزان العدل الذي يفرّق به بين الحق والباطل» والمحك الذي يستوضح به البدى والضلال؛ والغي والرشد؛ والاستقامة والانحراف”'". وكان واج على المسلم أن يقتدي بالنبي ف في جميع شؤون حياته؛ ولا يتفلسف أو يتلكا في قبول ما صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام؛ فإن "من لم يتأس بالرسول و فليس هو ممن يرجوالله واليوم الآخر”". لقد كان الشيخ ‏ حفظه الله . وما يزال يتصدّى بصلابة لا تعرف الوهن؛ لكل من حاول المساس بالسنة المطهرة في أي شكل من أشكال الدعاوى الفارغة؛ والتحايلات الفاضحة؛ والتأويلات الجاهلة؛ فمن ذلك تصذيه لدعوى رشاد خليفة في إحدى المؤتمرات الإسلامية؛ الذي ادعى أن أوامره ل مقيّدة بعصره؛ منتهية بانتهاء زمانه ؛ أو عبد الرحيم الطحان الذي نص صراحة في إحدى محاضراته على أنه لا خير في قرآن بلا سنة؛ ولا خير في سنة بلا فهم لسلفه الكرام» فحكم بنفي الخيرية عن القرآن والسنة إلا بشرط»؛ فردٌ عليه سماحته في كتابه "وسقط القناع” وما يزال سماحته إذا ألقى محاضرة في أي بقعة؛ يصدر توجيهاته في معرض ذكر السنة الطاهرة بأن يربي المربون أبناءهم على كتاب الله وسنة رسوله #4 وذلك أوسع من أن يحصر أو بمقّل له؛ لأجل 0 وسقط القناع» ص 87. (؟) الإيمان مفهومه وتطبيقاته 17 /ح. بمكتبة معهد العلوم الشرعية عن ما الفكر الزبوي يي (زحح1) ل عند الشيع هد احخدق لي أن ينشأ هذا الجيل على محبته عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وأذكر أنه ذكر لنا قصة رجل أعجمي آسيوي كان سكيراً مغروراً بنفسه» يرى جميع العلماء والفلاسفة والمفكرين تلامذة صغاراً على مائدة علمه؛ ولكنه كان يجلٌ النبي قل إجلالاً عظيماً؛ وفي مجلس شربه في إحدى الأيام؛ أراد منه أحد السفهاء أن ينال من شخص النبي عليه أفضل الصلاة والسلام؛ فأخذ يعدد له الفلاسفة؛ ما رأيك في أفلاطون؟ فقال هو أحد تلاميذي؛ ما رأيك في سقراط؟ قال: هو لا يرقى أن يفهم ما أقول؛ ثم قال له ما رأيك في محمد؟ فهبٌ الرجل واقفاًء وضرب بزجاجة الخمر في الأكواب؛ وقلب الطاولة؛. وصرخ فيهم أيها الأنذال» أبلغت بكم السفاهة أن تتطاولوا للنيل من شخصية النبي محمد #5. وإذا كان هذا الحال لرجل عرييد سكيرء فماذا يجب أن تكون حالة المسلم المستقيم تجاه نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وهو يقرأ مواقف الصحابة الرجولية الرائعة من حوله قل . ٠ _الساف الصا يعني الشيخ . حفظه الله . بالسلف الصالح الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً؛ وأئمة المسلمين من التابعين ومن بعدهم بإحسان ممن سبقوا عصره المبارك؛ وقد سأله أحد الصحفيين في الكويت عن الشخصيات التي لها أثر في نفسه فأجاب " في مقدمتها الرسول #5 والصحابة رضي الله عنهم وأئمة و من مال الفك الزبوي لي [أأح] ا عند القيغ تقد اطلل لي المسلمين”''؛ وبناء عليه كان الشيخ يعد إجماع السلف رضي الله عنهم؛ كما يعد سيرهم العطرة مصدراً تريوياً يأني بعد الكتاب الكريم والسنة المطهرة؛ يقول في إحدى التعقيبات في ندوة الفقه الإسلامي المنعقدة في مسقط عام 55078١ ه: " وإجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم؛ إنما هو في الواقع أيضاً امتداد للكتاب والسنة من حيث إن السلف الصالح لم يستقوا إلا من هذين المنبعين الصافين”". مبكانة الصحابةٌ يؤكد الشيخ في العديد من المناسبات على وجوب احترام الصحابة رضوان الله عليهم» وإعلاء منزلتهم؛ فقد اختارهم الله تعالى الذي بيده ملكوت السماوات والأرض أن يكونوا في صحبة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام + خير الخلق أجمعين + فلا بد من إعلاء شأنهم »٠ وإجلال قدرهم لِ وتعظيم مكانتهم + ومن هذه التأكيدات قوله : ١ الصحابة هم خير القرون بشهادة الرسول #8 ؛ فهم أولى الناس بالاتباع» وأحق الناس بالتعظيم؛ وقد شهد علماء السلف الصالح بأل صحابة الرسول و هم أعظم الناس منزلة؛ وأرفعهم قدراً؛ وأجلهم شأناً بعد الأنيياء والرسل". (١) لقاء أجراه الصحفي الكويتي جراح الشمري مجلة "الفتيان.شريط مسجل. "م ندوة الفقه الإسلامي + ص بر () ندوة الفقه الإسلامي + ص 45؟. في عن مطل افك الزيري__ (ح1) و عند الئيع اعد لخدي لي "- لقد كان أصحاب رسول الله و أسبق الناس إلى الخير. كان أصحابه رضي الله عنهم أعلم الناس بمعاني القرآن؛ وبمجمله ومفصله؛ وناسخه ومنسوخه؛ ومطلقه ومقيّده؛ وخاصه وعائه!". * أعتقد أن لأصحاب رسول الله #5 منزلة كبرى ؛ فقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في كتابه في قوله: " مُحَمَدٌ رُسُولٌ الل ولَّذِينَ مَمَهُ أشيداء عَلَّى الْكَفَارٍ رُحَمَاء لَيْنَهُْ َرَاهُمْ ركماً سُجّداً َيْتَُونَ فَضْلاً من اللَّ وَرِضْوَاناً "' وأثنى عليهم الحق في قوله : "لق رَضِي اللَّهُ عَن الْمُؤْنينَ إل يياِمُونكَ تَحْتَ الشّجَرَة َعَلِم ما في قُلُوبهِمٌ فَأَنرّلَ السَكيئةعَلَبْهمْوَتابَهُمْ حا قَرييا” ؛ وفي قوله: " لفْقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ اين أَحْرِجُوا من ويارِهِم وَأمَْالِهِميَتَعُونَ فضلاً مَنْ الل وَرِضْوَاناً ويتَصَرُونَ اللََّ وَرَسُولَهُ أُوْلَيِكَ هُمٌ الصَادِقُونَ” '''وإنني لحريص جداً على دخولي في ضمن الذين قال الله عنهم : " وَالّدِينَ جَارُوا من بَعْدِهِمْ يَقولُونَ رَيْنَا اغْفِرْلَنَا وَلِاخْوَانِنَا لين سَبَقونا لْإِمَانِ وَنَ تَجْمَلْ في لُوينَا غلا لين آمَنُوا بن لك رَؤُوفٌ رُحِيمْ” وإنني أعتقد أن أحدنا لو أنفق مثل جبل أحد ذهباً لما ساوى ذلك مد أحدهم أو نصيفه؛ كما أخبر عن ذلك الرسول صلوات الله وسلامه عليه ؛ وإنني لحريص جداً على طي صحيفة الفتنة التي كانت بينهم؛ ولم أكن أريد أن يتحدث لساني أو أن يكتب قلمي شيئاً عن تلك (١) جواهر التفسير؛ ١/17 (1) سورة الفتح ؛ الآية 14. 9 سورة الفتح ؛ الآية 8١ (4) سورة الحشر + الآية 8 (©) سورة الحشر ؛ الآية ١٠ يعن ععال الفكر الؤبوي لي (184) عند لشب اد الى لي الفتنة؛ عملاً بقوله سبحانه: "تِلْك مه قد خَلّتْ لَهَا م كسب وَلَكُم ما كَسَكُم ولا تُسْألُونَ عَم كَانُوا يُعْمَلُونَ "'" وهذا المبدأ هو الذي أعلنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه؛ إذ قال: " تلك دماء طهّر الله منها أسنتنا؛ أفلا نطهُّر منها ألسنتنا" وهو نفسه ما قاله الإمام نور الدين السالمي؛ رحمه الله : نحن الأولى نسكت عمن قد مضى . ولا نعدٌ الشتم دينا يرتضى فهذه بلادنالاتلقى ‏ فيهالسب الصحب قط نطقا”' هذا الموقف الرائع لسماحته من الصحابة رضوان الله عليهم يكس خلفية تارينية لرؤية أصيلة للفكر الذي يستنيربه الشيخ ‏ حفظه الله. مكانةالأئمة يكبر الشيخ ‏ حفظه الله منزلة أئمة المسلمين وعلمائهم؛ ويعلي قدرهم؛ وأكتني هنا بنقل نصين فقط؛ ليكونا نموذجين يحتذيان في التعامل مع أقطاب العلم المخلصين؛ ودليلا لا يقبل الجدل على رحابة أفق الوعي لدى سماحته: الأول : ما جاء في جواهر التفسير في معرض حديث الشيخ عن كعب الأحبار ووهب بن منبه؛ اللذين كانا من أهل الكتاب قبل إسلامهما؛ وهما من مفسّري التابعين» يقول سماحته: " وقد صرّح بتكذييهما العلامة السيد محمد رشيد رضا في تفسيره المنار» معتمداً في ذلك على حَلُو نسخ التوراة الموجودة الآن من كثير ما نسب إليها؛ وأبدى إعجابه بنباهة ابن تيمية الذي كان يميل إلى التحفظ من قبول ما يرويان» وقد كان ذلك قبل أن يتبين كذبهماء () راي الإباحيين في الخليفتين عثمان وعلي " جواب لسائل من أمريكا". م سام لبه ( 8 ا شت عير , فكيف وقد تبين؛ ونحن نرى في المسارعة إلى تكذيهما شيعا من الخطورة, فإنهما بإسلامهما قد جبا كل ما سبق منهما قبله » وللمسلم حقوقه وحرماته, منها : عدم رميه بكبيرة ما لم يصح ارتكابه لباء والكذب من الكبائر, خصوصا إن كان في أمور الدين؛ ورجال الجرح والتعديل قد وتقوهما؛ وقبلوا روايتهما؛ ولا نشك أنهم كانوا لا يسارعون إلى التوثيق؛ أمّا ما نسب إليهما من عَزْوٍ أشياء إلى التوراة لا توجد فيها؛ فعلينا أن ننظر من زاويتين الأولى: أسانيد تلك الروايات التي تتصل بهما. . .الثانية: نسخ التوراة الموجودة بيننا من حيث كونها متفقة مع التوراة التي يعزو إليها كعب ووهب بن منبه ما يعزوان أو مختلفة”". الثاني : قول سماحته في المذاهب الإسلامية: ” علينا أن نعتبرها أمة واحدة؛ وأن نعتبر هذه المذاهب هي مدارس فكرية؛ والخلاف إنما هو اختلاف وجهات النظر”". ونجد الشيخ كثيراً ما يعود إلى سيرة السلف الصالح مستنداً إليها في إيقاظ البمم؛ وتنشيط العزائم؛ وتفعيل الإرادات» وتربية الأجيال التربية الصالحة؛ فلا يصلح هذه الأمة إلا ما صلح به أولبا؛ فالتجرية السابقة تجربة رائدة يجب أن تتكرر؛ وأن تتوحد في عناصرها وإن اختلف زمنها؛ يقول: ١- "وبسبب هذا التفاعل العجيب مع روح القرآن؛ استطاع السلف الصالح أن ينوا هدايته في الأرض؛ فقد فتحوا به القلوب الغلف؛ وأسمعوا به الآذان (١) جواهر التفسير 71/1 7”. (؟) محاضرة ألقيت في نادي الطلبة العمانيين بالأردن.بحوزة الباحث نسخة منها ها عن ععاا الفكم الزبوير ير [حح] ا عند الشيع أهد احلق لي الصم؛ ويصّروا به الأعين العمي؛ ودحروا بسلطانه القوى الكبرى التي كانت تقف في وجه الدعوة إليه”". "- "ونحن إذا عدنا نتصفح تاريخ السلف الصالح الذين تلقوا من رسول الله #القرآن غضاً طرياً ... نجد أنهم بالقرآن والسنة استطاعوا تحقيق الأماني التي لا يكاد العقل يتصورها... فكان كل منهم صورة حية لهداية القرآن ؛ وهذا الذي دعا أعداءهم إلى إكبارهم؛ وخشية بأسهم؛ فكانوا يتناقلون صفاتهم فيما بينهم في عبارات كلها ثناء ومدح."'". *- والسلف الصالح عندما فتحوا الأرض فتحوها بعزائم الإيمان؛ وبسلاح البقين؛ ولم يكونوا بريدون علّواً في الأرض ولا فساداً ”". إن القضية التربوية الشائكة ذات الصلة الويقة بموضوع السلف هو التمسح بسيرة السلف الصالح واتخاذها قنطرة عبور إلى أهواء ونزعات ورغبات تحتويها الصدور؛ يقول سماحته: " وهكذا أصبح التمسح بسيرة السلف الصالح ستارا يرخى على عجائب يبدو لنا في كل يوم منها جديد”". وهذه القضية طالما ألقت بظلالها على فكر الذين كان لبهم نصيب في توجيه الأجيال وتشكيل عقولباء ومن هنا تكتسب أهميتها؛ وقد كثر في هذه القضية الخبط؛ وتاه فيها الفهم ؛ لذا أولاها سماحته العناية الفائقة؛ فجلّى (؟) جواهر التفسير ١/1. (©) السابق ١/171 (4)الرد على أحد المغرضين , مخطوط بحوزة الباحث صورة منه؛ ص 61-47 من مع الفكر الربري_ي إلاك] اع بير , غوامضها؛ وأوضح مداخلها + وبّد عتماتها؛ وأنار جنباتهاء بما يهتك به غبش التصور عن كل بصيرة» ولذا أرى أن أنقل كلامه مع طوله في هذا الموضوع وذلك لنفاسة الكلام وأهمية الموضوع »٠ يقول في إحدى أجويته: "هذا وما يجدر بنا أن لا يفوتنا في هذا المقام»؛ الكشف عما وراء هذه النغمة التي أخذت تتردد على ألسنة المناوثين للإصلاح في مجتمعناء واتنذها العديد منهم سلاحاً يواجهون به المصلحين؛ وهي نغمة المحافظة على ما كان عليه السلف الصالح؛ والذي يظهر لي أن القائمين في مجتمعنا على هذه الدعوة هم صنفان من الناس: الصنف الأول : هم صادقون في إعجابهم بطريقة السلف الصالح؛ ولكن قصرت مداركيم عن فهم حقيقة ما كانوا عليه؛ وما تجب المحافظة عليه من أحوالهم وأقواليم؛ فظنوا أن ذلك يتمثل في الجمود على كل ما حكي عنهم من الأقوال والأعمال؛ من غير تفرقة بين الثوابت والمتغيرات؛ ومنشأ ذلك ضيق أفقهم الفقهي؛ وعدم دراسة الشريعة بأدلتهاء إذ جل هؤلاء ليس لهم نصيب من علم أصول الفقه؛ ولا من علم المقاصد الشرعية؛ وليس ليم باع في علم الحديث ومصطلحه؛ فلذلك لا يميزون بين الثابت وغيره من الأخبار» بل لا يميزون بين الخبر والأثرء فظنوا أن التفقه في الدين لا يكون إلا بتقليد الرجال في الأقوال والأعمال؛ وقد تحدّث عن هذا الصنف إمامنا نور الدين السالمي ‏ رحمه الله تعالى . في معرض حديثه عن ضرورة علم أصول الفقه للمتفقه فقال: "وقد رغب عن ذلك كثير من أهل زماننا ؛ لجهلهم بما فيه من التحقيق؛ وصعوبة ما فيه من التدقيق» فقصارى فقه متفقههم حفظ أقوال يا عناهعا الفكر الؤبوي َي [ح1] ل عند الشيع هد حبق اي الفقهاء؛ وغاية نباهة أحدهم رواية ما قاله التبهاء» لا يدرون غثً الأقوال من سمينهاء ولا خفيفها من رزينهاء قد حبسوا في التقليد المضيق عن فضاء التحقيق؛ وليتهم لما وقعوا هنالك عرفوا منزلتهم بذلك؛ ولم يدع أحدهم منزلة ابن عباس» ويقول هلموا أيها الناس» فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ ذهب العلم وأهلوه؛ وبقي الجهل وبنوه." ونحن لا نتهم هؤلاء في حسن نيتهم وسلامة طويتهم؛ ولكنا لا نعذرهم على هذا الجمود الفكري؛ والتحجّر الذهني فإنّ الواجب يقتضيهم أن يطلبوا الفقه من مصادره؛ فإن عجزوا عن ذلك فلا يقفوا في وجه الآخرين؛ فإن وقوفهم هذا يعد جريمة في حق العلم والأمة؛ أما كونه جريمة في حق العلم فبالنظر إلى ما يؤدي إليه من تعطيل مصادره»؛ وهي القرآن والسنة والإجماع؛ والاكتفاء عنها بآراء الرجال» مع أن آراءهم كثيراً ما تكون حلولاً وقتية أملتها ظروف معينة؛ ومع هذا فهي نابعة من فكر محدود لا يؤمن عليه الخطأ والنسيان؛ بخلاف الكتاب والسنة؛ فإنهما لا ينضب معينهماء ولا يأفل نورهماء ولا تستنفد حلولهما بتطور الأحداث؛ وتجدد المشكلات ؛ أما الكتاب فهو تنزيل من حكيم حميد؛ يحمل ما يستجد في الكون؛ وما يحتاج إليه الناس» وأما السنّة فهي وحي خفي من عنه تعالى؛ مصون من جميع المؤثرات التي تطغى على نفوس البشر» فتتحكم في آرائهم التابعة من تلك النفوس؛ فإن الله تعالى يقول: "وم ينطق عَنٍ الْهَوَى * إل هُوٌإنَاوَحْيّيُوحَى "!" . من معال الفكر الؤبوير _ث 880 )عند الشبع اعد اخدي لي وأما كونه جريمة في حق الأمة؛ فلأله يجعلها أمة جامدة عاجزة عن الرجوع إلى مصادر العلم لاستلهام الحق؛ مفلسة من الرصيد العلمي الذي يكفيها لحل مشكلاتها المستجدة بتطور الأحداث؛ وتقلبات الدهر؛ لأنها اعتادت أن ترجع إلى رصيد محدود من آراء الرجال الذين لم يستوعبوا من الأحداث إلا ما عاصروه؛ وفي مثل هذه الحالة تجد الأمة نفسها مدفوعة ‏ على كره منها ‏ إلى التعويل على مصادر التشريع الأجنبية؛ عندما تنضب مصادرهاء وكيف لا تنضب وهي آراء لقوم عاشوا في فترة محدودة من الزمن»؛ فلم يعرفوا ما يستجد بعد تلك الفترة من أحداث. أما إذا عودت الأمة على استلهام الحق؛ ومعرفة القول الفصل من كتاب الله المبين وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام» وكان منها فقهاء نابهون أخذوا بحظ وافر من علوم القرآن والسنة؛ فإنها ولا شك ستكون أمة عزيزة ؛ باستغنائها بما عندها من الرصيد العلمي عما عند الآخرين» وفي هذا يقول شيخنا العلامة المحقق الإمام أبو إسحاق إبراهيم أطفيش رحمه الله تعالى: "لقد جعل الله للعباد في القرآن قواعد عامة؛ يهتدون بها في مراحل الحياة؛ ويستنبطون منها كل ما يصلح لهم من الأحكام؛ ويسعدون به من الأعمال؛ ثم بين الشيء الكثير منها النبي َ# بأقواله وأفعال وتقريره؛ فكانت تلك كذلك؛ يرجع إليها فحول العلماء في كل حين؛ والإسلام كامل من حيث السياسة الشرعية؛ والسياسة المدنية؛ والسياسة الاقتصادية» فإذا ظهر شيء من الخفاء في بعضها؛ فإن العقول الحاضرة لم تهتد إلى كنهه؛ ولم تسجل غامضه؛ ولو انصرفت إلى تدبره لألفته آية واضحة”. يه عن عع الفكر الؤبوي يا (120) ل عند الئيع اعد اخليق لي ومن تدبر ما كان عليه السلف الصالح من أهل الاستقامة في الدين» وجلهم أبعد ما يكونون عن هذا الجمود الذي ينادي به أولئك الذين يدعون إلى المحافظة على ما كان عليه السلف؛ ولا أدل على ذلك من أن أحدهم كان إذا أبصر دليلاً في مسألة لم يتردد في اتباعه ولو وجد عمل الناس على خلافه؛ ومن أمثلة ذلك أن الإمام محمد بن محبوب رحمهما الله تعالى وجد أهل عمان يصلون ركمتين بعد الأذان الثاني من يوم الجمعة يفصلون بهما بينه وبين الخطبة؛ ففيّر ذلك» وردٌ الناس إلى العمل بالسنة؛ يقول تلميذه الإمام أبو المؤثر الصلت بن خميس الخروصي ‏ رحمه الله . في كتاب الأحداث والصفات: "ومن السئة في الجمعة؛ أن الخطبة متصلة بالأذان؛ والأذان متصل بالإقامة؛ والإقامة متصلة بالصلاة لا فرق بينهن؛ ولقد كان بعض المبتدعين صِلّى ركعتين بعد الأذان؛ واتبعه الناس على ذلك؛ ثم إن محمد بن محبوب ‏ رحمه الله غير تلك البدعة ورد الناس إلى الأمر الأول". ومن المعلوم عند من عرف التاريخ أن عمان عندما جاءها ابن محبوب ‏ رحمه الله ما كانت خالية من أهل العلم؛ بل كانت في أزهى عصورها العلمية بكثرة علمائها ؛ وسعة أفقهم العلمي؛ وكان من بينهم أحد حملة العلم عن الربيع ‏ رحمه الله - وهو الإمام منير بن النير- رضوان الله عليه . ولم يمنع ذلك محمد بن محبوب من تغيير ما رآه مخالفاً للسنة؛ ورد الناس إلى ما كان عليه رسول الله 45. ومن أمثلة ذلك أيضاً أن أئمة الملهب ‏ رحمهم الله تعالى ‏ اتفقوا من عهد الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد على أن العاجز عن الصيام لجرم أو مرض : من معاإ الفكر الزوي لبي ( 8 4) لي عند الشيخ أهد الخدلي آل لا يرجى برؤه؛ ولا مال له يفتدي به؛ يصوم عنه أخصٌ خاصته؛ أو يدفع عنه الفدية من ماله هو كما أفتى به أبو الشعثاء . رحمه الله الرحيل والعنبر في أمهماء واستمر الناس على الأخذ بهذه الفتوى حتى جاء أبو المؤثرء فاجتهد في السألة؛ واستنبط من قوله تعالى: '" لآّ يُكَلّفُ الله لفساً إلا وُسْعَهَا”" سقوط الصيام والإطعام عن العاجز عنهماء وعدم انتقال الخطاب بهما إلى غيره؛ وأشبع المسألة تحقيقاً؛ فوافقه جل العلماء الذين جاءوا من بعده على رأيه هذا ؛ لقوة دليله مع أنه لم يقله أحد من علماء المذهب قبله؛ وإنما هو قول مكحول؛ وخالد بن دريد؛ وربيعة بن عبد الرحمن؛ وأبي ثور؛ وابن المنذر من فقهاء الأمصار. قال الإمام السالمي رحمه الله: "وأول من فتح باب ذلك أبو المؤثر» وتبعه أبو سعيدء وأبو محمد وغيرهما» وقال أيضاً : "وبالغ أبو المؤثر في رد الصيام والإطعام؛ مع علمه أنه قول أئمته؛ ونصر قول خالد بن دريد وربيعة بن عبد الرحمن". وما ذهب إليه أبو المؤثر هو القول الراجح في المسألة كما أوضحت ذلك بما فيه مقنع في درس التفسير. ولا يكاد يوجد أحد من علماء السلف المجتهدين إلا وله مثل هذا الموقف؛ وعلى هذا درج علماؤنا المتأخرون؛ فهذا قطب الأئمة ‏ رحمه الله انفرد بكثير من الآراء في مسائل أخذ فيها بغيرما استقر عليه أئمة الملهب»؛ وربما رجح قولاً شاذاً مهجوراً عند جميع علماء الأمة؛ كما فعل في المسألتين (١) سورة البقرة ؛ الآية 7783 عن سلاف لوي يا (0.)) ل عند اشع احد يي الغراوين؛ عندما رجح فيهما مذهب ابن عباس رضي الله عنهما؛ على مذهب زيد رضي الله عنه؛ إذ وصف مذهب ابن عباس بأنه الحق؛ ثم قال: "وليس زيد بن ثابت جبريل الفرائض؛ ولا نحن حمر الفرائض". شمر وكن في أمور الدين مجتهداً ولا تكن مثل عير قيد فانقادا وهذا الإمام السالمي ‏ رحمه الله تعالى ‏ وجد أهل عمان مطبقين جيلاً بعد جيل على أن يقيم للصلاة الإمام دون المؤذن؛ وكان العلماء الذين سبقوه شديدي التمسك بذلك؛ حتى أن أحد المتأخرين منهم أفرد لبذه المسألة مؤلفاً خاصاً انتصر فيه للقول المعمول به في زمانه؛ أدرجه صاحب قاموس الشريعة في الجزء الثاني من كتابه هذا فاحتل من صفحاته أكثر من مائة صفحة» ومبمن انتصر له الإمامان العلامة أبو نبهان؛ والمحقق الخليلي ‏ رحمهما الله تعالى ‏ وقد قال الإمام السالمي في معرض الحديث في هذه المسألة: "وهذان الشيخان هما أجل علماثنا المتأخرين"؛ ولم يمنعه كل ذلك من إبطال ما كان الناس عليه؛ وردهم إلى السنة التي كان عليها رسول الله و وخلفاؤه الراشدون؛ وسائر أصحابه والتابعون» وهي أن يقيم المؤذن لا الإمام؛ واشتد نكير الإمام السالمي ‏ رحمه الله تعالى على الذين بدلوا هذه السنّة حتى قال فيهم: فبدلوا وليتهم ما بدلوا ورسخت بقلب من لا يعقل حتى ادعاها ‏ سنة واحتالا على ثبوتها بما قد قالا وهو لعمري جدل محرم لأنه يقول ما لا يعلم وإنه سا لبدم السنة بجهله كفى بهذا ننة لو كان سنة كما قد زعما لم تفتدن أسلافنا والعلما : من معا! الفكر الؤبوي _ 20 )و عند الشبح عد لخدي لي كيف تكون سنة مخالفة لما عليه العلماء السالفة وفعله صلّى عليه ريه مشتهر مضى عليه صحبه والخلفاء الراشدون أجمع إلى انتهائهم عليه أجمعوا وقد أبطل رحمه الله ما تعورف عليه من قراءة القرآن على القبور» كما أبطل الأوقاف الموقوفة لذلك؛ وأمر بصرفها في مصارف الأموال المجهولة الأرياب»؛ إن لم يعرف لواقفها وارث؛ وفي هذا يقول: أتعمرن قبورنا الدوارس ويترددن إليها الدارس وهذه المساجد المعدة نتركها وهي لذاك عدة والمصطفى قد زارها وما قرأ إلا سلاما ودعا وأدبرا حسبك أن تتبع المختارا وإن يقولوا خالف الآثارا وقد لقي معارضة شديدة؛ واستتكارا حادًا من الذين يحرصون على عدم مخالفة ما وجدوا عليه أسلافهم في كلتا المسألتين؛ وكانت الثانية سبيا لحتفه رحمه الله إذ أصيب في طريقه إلى أحد شيوخه لإقناعه بالحق فيهاء وقد وفق ‏ والحمد لله . في ردّ الناس إلى العمل بالسنّة فيهما؛ واجتهاداته ‏ رحمه الله تعالى ‏ كثيرة. وهذا إمام المسلمين العلامة محمد بن عبد الله الخليلي ‏ رحمه الله تعالى ‏ رد عمل الناس في زمانه إلى ما تقتضيه السنّة في العديد من المسائل؛ منها صلاة التراويح في قيام رمضان؛ فقد دعا الناس إلى أن يصلوها ثماني ركعات» كما صلاها رسول الله #5 بعدما كانوا يصلونها النتي عشرة ركعة؛ ومنها جهر عن افك الدوى يي (124) ا عد الضع اعد يل ل المأمومين بالتكبير وراء الإمام يوم النحر وأيام التشريق أدبار الصلوات المفروضة؛ ومنها عدم السجود أدبار الصلوات إلا للساهي. وأما الصنف الثاني : فهم قوم ليست لهم بالسلف الصالح صلة؛ وإنما اتخذوا الدعاية السلفية العي يتمسحون بها جسراً يعبرون عليه إلى غايات يدفعهم إليها ما وقر في نفوسهم من البوى؛ وسلاحاً يجهزون به على الإصلاح » ويقاومون به المصلحين الذابين عن حرمات الدين؛ لأنهم وجدوا بن هذه النغمة التي تستهوي النفوس آلة صالحة لاستئارة عواطف الجماهير ضد من يصمونهم بأنهم خارجون على منهاج السلف؛ فلم يفتأوا -- تحت هذه اللافتة -- يكيلون التهم للأبرياء ويلمزونهم بالأباطيل "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيثاً” فإذا دعا داعي الحق ونادى منادي الإصلاح إلى ما فيه صلاح الأمة والدين؛ ثارت ثائرتهم ؛ فلم تهدأ لمم عاصفة؛ ولم يخمد لبم ضرام؛ مدعين زوراً أنه أمر بدع في الدين؛ وتعاً على سيرة السلف»؛ ولا يهمهم أن يفشو بينهم الإلحاد؛ ولو صخ صخبه مسامعهم؛ أو ينتشر في وسطهم الفساد؛ وإن أزكم نتنه معاطسهم؛ وقد يكون ذلك من أقرب قريب إليهم؛ وأعز عزيز لديهم؛ فلا تنقدح في قلويهم غيرة؛ ولا يتحرك لهم ضمير» ولا يقوم في نفوسهم باعث يدفعهم إلى تغيير المنكر؛ ومقاومة الباطل " لآ يَتتَاهَوْنَ عَن مُكَرٍ فَعلُوهُ لبنس ما كَالُوا يَفْعَلُونَ " ؛ فليت شعري أين الحجة من الدعوى؟! فشتان بين الواقع والمدعى. : هن معا! الفكر لبور به 68 1) ا عند الشيع اد اطي لي على أنهم أنفسهم أسرع الناس إلى مخالفة السلف إذا لاح لهم في الأفق مطمع؛ أو تخيلوا في أمر ما يخالونه منفعة لهم؛ يتهالكون على الدنيا كما يتهاوى الفراش على ألسنة النار» ويتساقط الذباب على عفونة الأقذارء وكثيراً ما يلبسون باطلهم ثوياً فضفاضاً مموهاً بدعاية الحق " يُخَادِعُونَ الل َلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يُخْدَعُونَ إلا أَنضْسَهُم وَمَا يَشْغُرُونَ "'" ليت شعري أبمثل هذا ينصر الحق؟! وتحيى سيرة السلف الصالح؟ ويشاد بناء الدين؟ كلا والله! وإنما كل هذا الذي يأتونه من هذا القبيل ؛ ليس هو إلا نقضاً لعرى الإسلام؛ وهداً لبنيانه الشامخ؛ فالإسلام لا يشاد بنيانه إلا بدعائم الحق؛ ولا يقوم قائمه إلا بعمل الخير» يقول شيخنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم أطفيش رحمه الله: "إن الإسلام لا يؤيد بالسيكات والعيوب وإنما بالحسنات ومحاسن الأعمال". وما انتماء هذا الصنف من الناس إلى السلف الصالح إلا عار يلصق بالسلف وهم منه براء براءة المسيح عليه السلام ممن اتخذوه وأمه إلبين من دون الله فسيرة السلف ما كانت مشوبة بالعيب؛ ولا ملطخة بالعارء وإنما كانت بيضاء نقية. أصفى من الماء القراح؛ ما كانوا يقرون إلحاداً؛ أو يسكتون عن فساد لأجل محاباة قريب؛ أو رعاية حبيب؛ وما كان أحدهم يغدو ويروح وهمه محصور في مصلحة نفسه؛ بل كان كل منهم ينوء صدره بأثقال هموم الأمة ودينهاء ولو كانوا يعيشون تحت سراديب الأرض توارياً عن مراقبة الباطل ونفوذ بطشه؛ فقد كانوا وهم على هذه الحالة يتابعون ما يجري في أطراف بلاد (١) سورة البقرة؛ الآية 9 يعن معاء الفكر الزبوي آي 2 ) ا عند الشيع اعد الخد لي الإسلام بكل يقظة وحزم وعزم؛ ولم تكن منهم متابعة مجردة» بل كان يليها التخطيط والتنفيذ لما يعود بالخير والعز والكرامة على الأمة والدين. إن سيرة السلف - أيها الناس - ما كانت يوماً ما تحجراً وجموداً وبرود عاطفة تجاه الدين؛ ومخادعة لله وللمؤمنين؛ وإنما كانت انطلاقاً لا يقف عند حدّ؛ وغيرة على الدين وحرماته؛ يوججها الإيمان الصادق؛ وإخلاصاً لله عز وجل؛ يبعث على المحافظة على أوامره ونواهيه”". وبعد هذا الكلام النفيس الجامع الممتنم؛ لا يمكن أن يصلح تعليق عليه إلا من جنسه؛ نختم به هذا اللبحث وهو قول سماحته: "إن الغيور على سيرة السلف الصالح ليس هو الذي يدعو إلى إغلاق باب النظر والاجتهاد؛ والتعامي عن الأدلة الشرعية؛ وإنما الغيور حقا على سيرة السلف هو من اعتصم بكتاب الله وسنة رسوله و , وحافظ على ما كان عليه السلف من التمسك بهماء والغيرة عليهما؛ ومواجهة الباطل مهما كان مصدره» بكل قوة وحزم ؛ من غير مراعاة لقرابة قريب أو محبة حبيب”". .العلا حديث يمكن إضافة هذا المصدر إلى المصادر الثلاثة الأولى التي ترتكز عليها مصادر التربية مما يعددها التربويون » وذلك من تجديد سماحة الشيخ في الفكر التربوي » فكثيراً ما نلمس رجوع الشيخ في توجيهاته إلى الحقائق العلمية الثابتة ٠ وإلى (١) الرد على أحد المغرضين ؛ مخطوط بحوزة الباحث صورة منه؛ ص؟64-1. (؟) الرد على أحد المفرضين 6 © ص41. من معال الفكر القتدك_ ( لا »)و عند النيع أهد الخد لي أقوال أصحاب الاختصاص وآرائهم في فهم الكثير من القضايا المشكلة ؛ والمعضلات المعقدة ؛ فيصدر في حكمه عن فهم استوعب فيه مصادر الشريعة ؛ ووعى فيه رؤية العلم الحديث؛ إذ الكثي رمن القضايا لا تحل عقدها إلا في ضوء رؤية العلم ؛ فبه يكتمل التصور للقضايا والمشكلات؛ والحكم على الشيء فرع تصوره ؛ فإذا انحرف التصور انحرف الحكم ؛ وإن انحرف الحكم انحرف السلوك » يقول سماحته: " ولا ريب أن الانحراف في تصورات الإنسان يؤدي به إلى الانحراف في كل شؤون الحياة ؛ فإن شؤون الحياة كلها إنما هي مبنية على التصورات””'" ؛ لذا نجد سماحته كثيراً ما يوجّه طلبة العلم ورادة الإصلاح إلى استيعاب قضايا العصر بجانب التضلع في علوم الشريعة؛ ويدعوهم إلى التفتح العقلي وعدم التقوقع والانزواء» يقول سماحته: " يجب أن تكون هناك طائفة من المسلمين تتخصص في دراسة الشريعة الإسلامية بعمق ... ولا يعني ذلك أن تكون منعزلة عن واقع حياة البشر في عصرها ؛ فإن الانعزال يؤدي بها أن لا تحل للبشر مشكلة ؛ ولا تعالج لبم معضلة ؛ هذه الطائفة يجب أن تكون مدركة تمام الإدراك لعصرها ؛ وما يتطلبه هذا العصر» وما تفرزه تطورات العصر من مشكلات مختلفة لتستنبط حلول هذه المشكلات من القواعد الكلية ...”" (١) آثار الانحراف الفكري 54/ ج (؟) أهمية العلم ‏ ص71 709 يعن معا! الفكر الزبوير ني (8 ]عند ليع أحد الو محتوى التربية لقد تقدم الحديث عن مصادر التربية التي يستقي منها المحتوى مادته؛ ويشكل منها كيانه ؛ فالمحتوى بذلك يشمل الأحكام العقدية ؛ والخلقية والعملية ( الفقهية ) ثم يتوجه المتربي إلى الحياة الإنسانية ليأخذ منها مهاراته ومعلوماته الضرورية في تسييرحياته ؛ مستفيداً في ذلك من تجارب بني جنسه. لقد أشار سماحة الشيخ إلى هذا المحتوى في العديد من توجيهاته ؛ يقول عن الأحكام العقدية مثلا : " إن أولى العلوم بالاهتمام والعناية والحرص هو العلم الذي يعرف هذا الإنسان من أين جاء وإلى أين ينتهي ؛ وما هي وظيفته بين مبدئه ومنتهاه؛ هذا العلم لا يخضع لتجارب البشر ونظرياتهم وإنما يستمد من الله سبحانه وتعالى بواسطة النبوات”!" ويقول عن الأحكام الفقهية :' فكل واحد مطالب بأن يتفقه في دين الله سبحانه وتعالى؛ بقدر ما يعبد الله على بصيرة وبقدر ما يسوس نفسه في هذه الحياة بسياسة شرع الله سبحانه تعالى؛ بحيث لا تخرج أعماله وتصرفاته عما يقتضيه حكم الله سبحانه ”" ويقول عن الجانب الخلقي : " وما أولى هذا الجانب بأن يرعى ؛ وأن يولى كل عناية ؛ وذلك لأن هذا الجانب مرتبط بصميم الدين ؛ بل هومن أساسيات الدين الحنيف ... قال : بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ؛ فمكارم أصية العام عم 0 (؟) السابق ص١٠ من محا الفكر الؤبوي ٍ كيل 1 عند النيخ ا الأخلاق غاية من غايات هذا الدين الحنيف؛ ومقصد أسمى من مقاصد هذه الدعوة المباركة التي بعث بها أ التي كانت رحمة للعالمين ”" وسيأتي تفصيل ذلك في فصل التربية السلوكية. ويقول عن جانب المهارات والاستفادة من التعجرية الإنسانية :" لذلك كانت دراسة العلوم المؤدية إلى استغلال ثروات الطبيعة فرضاً كفائياً على المسلمين ؛ لما يترتب عليها من قوام شأن الأمة الإسلامية واستغنائها عن الآخرين ٠ واستقلالبها قٍِ أمورها المعاشية؛ وكان لزاماً على المسلم أن يكون حريصاً على تتبع ما يجري في هذا العالم ليأخذ العبرة من كل شيء د 00 لله سبحانه سن قِ هذه الحياة 2 تتبدل .0" ا أ ليب إ أتربية لقد تقدِّم الحديث في مبحث مصادر التربية أن نشاط التربية مستهدف به الإنسان من أجل تحقيق العبودية المطلقة لله؛ وقد شاء المولى ‏ جلت قدرته . أن يخلق هذا الإنسان في تكوين عجيب؛ يدعو إلى التفكر حقاً؛ ففيه انطوى العالم الأكبر» مخلوق متباين في صفاته النفسية؛ كما هو متباين في سماته الجسمية؛ لذا 010 الإسلام ومكارم الأخلاق » 48 /ج (؟) جواهر التفسير ؟ / 707 م من معاط الفكر لزني ل 61 عند اقشع أعد اللي يبدو الاختلاف في أحواليم المعيشية؛ ومنهجية تصريفهاء وهذا "التباين في أحوال الناس سمة من سمات البشر المعهودة» فلذلك نجدهم متفاوتين في المدارك؛ مختلفين في المشارب؛ متعاكسين في الأحاسيس» وإلى ذلك يرجع تعدد مذاهيهم في الأمر الواحد ؛ وتباين تصوراتهم في القضية الواحدة”". لهذا كانت مهمة المربين دقيقة؛ ومسالكهم خطيرة؛ فإنَّ فساد الأسلوب التربوي مفضٍ إلى فساد الجيل؛ وفساد الجيل مؤد إلى فساد المجتمع لا محالة ؛ ولذلك يشير كثير من الكاتبين من المتقدمين والمتأخرين إلى أن التربية فن وصناعة»؛ لبا أصولبا وقواعدها؛ كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته”". والحياة الإنسانية متطورة في شتى مناحيها؛ مستمرة في تطورها ؛ لذا لم يصح بحال أن تكون التربية متحجرة جامدة؛ بل تواكب المد الحضاري؛ وتستوعب معطيات العصر؛ وتستجيب لحاجاته . ولهذا يشبّه الشيخ ‏ حفظه الله - مربي بالطبيب؛ سواء كان هذا مربي أباً أو معلماً أو واعظاً أو مفتياً أو في أي موقع من مواقع التربية والتوجيه؛ يقول سماحته: ” الأب المربي كالطبيب الحاذق في استخدام العلاج؛ قد يكون الأب إذا اتخذ وسيلة الإرشاد والنصح والتوجيه والتذكير بالعواقب؛ يكون عمله هذا أجدى في بعض الحالات؛ وهذا يختلف باختلاف طبائع الأولاد؛ قد يكون بعضهم تصيبه الغفلة؛ فعندما يذكره يتذكر على الأقل حياء؛ فيوخذ بهذه الناحية؛ وبعضهم يحتاج إلى تعنيف في (١) الحق الدامغ ؛ الشيخ الخليلي + ص9. () مقدمة ابن خلدون؛ الباب السادس الفصل الثاني :في أن التعليم للعلم من جملة الصنائع. »؛ دار الكتب العلمية ؛ طاء 1547م ص١7 . من ما الفكر الؤبوي خخ عند الشيخ أمد اللي هه ل 2ه لس ا ا القول + وبعضهم يحتاج إلى عقوبة؛ فهذا يعاقب بقدر الجرم الذي ارتكبه ؛ وبقدر الخطأ الذي وقع فيه؛ ولا يرضي عاطفته هو؛ فبعض الحالات يكفي فيها النصح ويلجاً الأب إلى العنف ... فالطبيب يحتمل أحياناً أذى المريض؛ كذلك الأب عليه أن يحتمل أذى الأولاد”". ذلك تعريج سريع على ضرورة منح الوسائل التربوية وأساليبها عناية فائقة؛ فهي بمثابة الطريقة التي يقدم بها الطبيب علاجه إلى مرضاه؛ وسأذكر هنا أهم الأساليب التربوية التي أشار إليها سماحته. القدرة يقول سماحته: "القدوة ناتجة عن تأثر نفساني من قبل المقتدري بالمقتدى به؛ سواء كان ذلك لعظم شخصيته في اعتقاد المقتدي أو لتفوقه في ناحية من النواحي ؛ كالنواحي العلمية والنواحي العملية وغيرهاء أو لأي سبب من هذه الأسباب؛ وهذا ما يجعل الإنسان ينساق وراء شخص بسبب هذا الإعجاب البالغ الذي يتحكم قِ نفس" إن التربية بالقدوة من أكثر الطرق تأثيرً في نفوس الناشئة في شتى مراحل حياتهم» وهي تسبق في تأثيرها القول في أي شكل من أشكاله؛ أكان نصحا (١) تربية النشء ١11 /أ. بمكتبة معهد العلوم الشرعية (؟) جريدة عمان؛ عدد 1787 الثلاثاء ١٠/رمضان ١17اه 11411/11/78م؛ ص١١ من معالم الفكر الؤبوي [ ول 5 1 عند الشخ ا مباشراًء أو خطة عامة مثلاً؛ إذ لا يجدي القول إلا بعد أن يكون صاحبه ترجمة حيّة لما يقول؛ ويوكد الشيخ . حفظه الله . على المربين ضرورة جعل أنفسهم قدوة لكل من يتأثر بهم ؛ ومن هؤلاء المربين على سبيل التمثيل: ١. الآباء : يقول سماحته "على الآباء والأمهات في البيوت أن يكونوا قدوة لأبنائهم قٍِ التمسك بقيم الإسلام + والمحافظة على واجبات الدين»؛ وعليهم أن يغرسوا المفاهيم الإسلامية الصحيحة في نفوس أولادهم ؛ حتى يكون هؤلاء الأولاد ثمرة طيبة لهم ٠ وامتداداً حسثاً لوجودهم بعد وفاتهم + وسبئاً لفوزهم يوم القيامة؛ فإِنٌ من عمل الإنسان الذي يبقى له بعد موته الولد الصالح الذي يدعو له بالخير' ٌ: ؟. المدرّسون : يقول سماحته: "على المدرسين أن يهتموا كل الاهتمام أن يكونوا هم القدوة لبؤلاء الأولاد في السمو بأنفسهم إلى الأوج الأعلى» فيترفع عن الكلمات النابية؛ والقذف بالشتائم؛ وتسميته بأقبح الأسماء» كأن يناديه يا كلب؛ يا حمار؛ لأن ذلك ينطبع في ذهن الطالب؛ فيمارسه في حياته؛ وعليهم التزام الصدق وتجنب الكذب ؛ لأنّ له تأثيرا على نفسية الأولاد؛ فهو عندما يرى أستاذه يخدعه بالكذب يظن أن ذلك مهارة وشطارة؛ فيتعود مثل ذلك ؛ (١) التحذير من آفات المجتمع ؛ صل/اه. يا عنهعاظ الفكر الإبور ل (037) و عند الشيع اعد احدلى لي وعليهم أن يكونوا قدوة في غرس الاعتزاز بقيم الدين وفضائله؛ والاستهانة بما عند أعداء الحق”". *. الدعاة : الذين جندوا أنفسهم لدعوة الناس إلى الخير» أكان المدعوون من المسلمين أو من الكفار؛ بل على المسلم أياً كان أن يكون ترجمة حقيقية لمبادئ الإسلام؛ والأمر أوجب في حق العلماء منه في حق غيرهم؛ يقول سماحته: أ "أما الدعوة النافعة التي تحوّل الناس من الضلال إلى البدى» ومن الفساد إلى الصلاح ؛ فهي الدعوة التي يصدّقها فعل الداعية؛ ويترجمها واقعه؛ ويزكيها إخلاصه؛ وإذا لم يتفاعل الداعية مع دعوته فكيف يتفاعل معها غيره”". ب "على الفقيه أن تكون أعماله كلها ترجمة حية صادقة لما آتاء الله سبحانه من علم؛ وبهذا تنتشر الدعوة الإسلامية ". ج- "على المسلم أن يكون ترجمة لحقيقة الإسلام؛ يتجلّى جوهر الإسلام بمجرد النظر إلى تصرفات هذا المسلم في جميع أحواله؛ في أخذه وعطائه؛ وفي قبوله ورفضه؛ وف غضبه ورضاه؛ في تصرفاته ومعاملاته كلها هكذا يجب أن يحرص فقهاء المسلمين على أن () تربية الأولاد ١١٠ /أ. (؟) جواهر التفسير 7/+44. (7) أهمية العلم - الشيخ أحمد الخليلي؛» ص77. و من معال الفكر الزبوي 2 )ا عند الشيز أقد الى لي يقودوا المسلمين أولاً إلى هذا الخير حتى يقتنع غير المسلمين بالإسلام؛ ويدخلوا في دين الله أفواجاً”". إن البليّة العظيمة التي أصيب بها المسلمون» وساهمت بفاعلية كبيرة في فساد الأمة؛ هي فساد من هم في مواضع القدوة؛ من العلماء وأشباه الصالحين؛ والموهوبين الذين لهم كبير الأثر في نفوس الناس؛ ويلبس هذا الفساد لبوساً متعدد الأشكال» ومتباين الألوان» فقد تجد بعض المتميزين بالفهم والباهة والحفظ مثلاً يستغلون اقتناع الناس بهم؛ وإجلاليم لهم في إفساد الأجيال. وتلك مصيبة طامّة؛ وأعظم منها أن تجد العلماء القادة قد فقدوا مصداقيتهم في نفوس الناس؛ بمداهناتهم الرخيصة؛ وحرصهم على جمع الحطام» والركون إلى السلامة؛ والإخلاد إلى بهارج الحياة؛ غير مبالين بما تتطلبه مواقعهم من المواقف الأبيّة الحاسمة المشرّفة؛ غير عابثين بما تخلفه سلوكياتهم في نفوس العامة"'؛ وعندما ذكر سماحته المشكلات التي تواجهها الصحوة الإسلامية؛ عدّمنها: "فقدان بعض العلماء مصداقيتهم في نفوس الشباب المسلم؛ فتجد هذه - المجموعة تولّي وجهها شطر السياسة الغالبة؛ فتتحول من وجه إلى وجه ؛ فتفتي اليوم بفتوى؛ وتفتي غداً بما يضادهاء فيجب أن تكون هناك قيادات علمية إسلامية موصولة بحبل الله تعالى؛ تقول كلمة الحق ولو كانت مرة في أي موقف وي ا (؟) مثال ذلك أني كنت في نقاش مع أحد كبار السن المتعلمين في ثبوت عدم ذبح الدجاج المستورد من البلدان الكافرة على الطريقة الإسلامية؛ وإنما قتل بالشنق والصعق الكهربائي وغيره؛ فقال لكن القاضي فلان بن فلان الفلاني يأكله وهو أعلم منكم. منِ معأ الفكر الأريو يِِ 0 6١" ٌ عند الب شيخ اعد الى من المواقف ّ ولو كان ذلك على حساب حياتها ٠ وبذلك توجد الثقة بين الشباب والعلماء”'". بل ربما بلغ الخطر الزبى؛ حين نهم الدعوة من جراء وجود المفارقة الواضحة بين الداعية وما يدعو إليه؛ بل المفارقة بين سلوك المسلم العادي وما هو معروف عن الإسلام عند غير المسلم من خلال القراءة عله ؛ فكيف بالداعية؟! يقول سماحته "وإذا كان هناك نشاز بين سلوك الداعية وما يدعو إليه فإنه مؤذّ إلى تقهقر الدعوة؛ بل وليس إلى اتهامه فقط وإنما إلى اتهام الدعوة أيضاً”". "0 الصحبة : يبين سماحته في مواضع عديدة أثر الصحبة على سلوك الفرد ْ فمن ذلك قوله : " على الآباء أن يجنبوا أولادهم رفقاء السوء ْ وهي من أهم الواجبات ل وعلى الأب أن يتابع ذلك ويراقبه”" ويقول قٍِ موضع آخر : " واختيار القرناء الصالحين من أهم الأمور » فالإنسان يتأثر بقرينه كثيراء فرب قرين يُصلح قرينه ؛ ورب قرين يُفسد قرينه » فإن تأثير القرين على القرين بالغ » وقد أجاد الذي قال: لاتصحب الكسلان في حالاته كم صالح بفساد آخريفسد () الصحوة الإسلامية؛ محاضرة بكلية الشريعة؛ تسجيلات مشارق الأنوار. () آثار الانحراف الفكري؛ محاضرة بالجامعة؛ رقم ١١٠ /ج بمعهد العلوم الشرعية. () حقوق الأولاد 41/ج بمعهد العلوم الشرعية ماعل افك اتوي _ي (زحكا ا عامج مد فعندما يماشي أحد أحدا » يقاس به ؛ فيسأل الناس عن صاحبه ؛ فيقال : صاحبه الذي يصحبه فلان ؛ وهو رجل سيء الخلق ؛ شرس المعاملة » يُحْمَل عليه ويقاس به » ولو لم تتبدل أحواله ؛ لأنّ من العادات أن تؤثّر أحوال القرناء في قرنائهم ؛ من هنا كان الواجب على الأبوين أن يبعدا ولدهما عن قزناء السوء " '" وليس الأمر محصورا في الناشئة وحدهم كما هو معلوم ؛ فإن التربية بالصحبة أسلوب تربوي شائع لدى علماثنا المتقدمين ؛ بل هو عنصر إسلامي تَجلّى في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام مع صحابته الكرام . ٠)الموعظة الحسنة: تقترن الموعظة الحسنة في كتاب الله تعالى بالحكمة» يقول سبحانه : "ادع إلى سيل رَبك بالحكمَة والْمَوْعظَةِ اْحَسكة وَجَالهُم يالجي هي أَحْسَّن”'" وفي توسط الموعظة بين الحكمة والجدال بالتي هي أحسن؛ إشارة إلى أن الموعظة الحسنة مفتقرة إلى الحكمة؛ كافتقار الجدال بالحسنى إلى الحكمة؛ وإن خلت الموعظة من الحكمة كانت الموعظة خشنة لا حسنة؛ وفي هذا المعنى يقول سماحته: " الله تعالى يقول:' وَقُولُوا ناس حلا ”" ولم يقل وقولوا للمومنين حسناً؛ أو للمسلمين حستاً؛ وهذا الخطاب وإن كان موجّهاً إلى بني (؟) سورة النحل ؛ الآية 70 (©) سورة البقرة » الآية 8م م من معز الفم للاريا._._سي ( لا »)عند الشيع اعد اخبلي 1 إسرائيل فهو أيضاً موجه إلى هذه الأمة؛ لأنها حكي لها هذا الخطاب؛ وهو من المعاملة الحسنة. اا _ ال ات على اله : جا اد ً* م لا 1 1 : اب 0 ١ 17 ّ 0 ل ' 7 ر ١ ازا ١ 18 لا م 6 49 0 ! ا ل وا ا 1“ 8 5 وا ال 0 جو وات ب | م ا لها سين ذأ الشيخ الخليلي يلقي محاضرة في زنجبار بأفريقيا فعلى المسلم أن يقول حُسْنا؛ وعندما يدعو الإنسان إلى الحق وإلى الرشد يدعو بالحكمة والملوعظة الحسنة؛ كما وصى بذلك الله سبحانه وتعالى رسوله #. فالكلمة البادئة البادفة تستهوي الناس وتميل قلوبهم؛ وتؤثر على وجدانهم ومشاعرهم حتى تجتذبهم إلى الخير اجتذاباً؛ فلا يلبث من كان عدوا لدودا أن ينقلب إلى صديق حميم بتأثير الكلمة البادفة 0 فيجب على المسلمين والمسلمات أن يتفطئوا لذلك”". )01 سلوك المرأة السلمة؛ محاضرة بالمصنفة بتاريخ 9٠ /جمادى الأولى/4149١1ه؛ تسجيلات البلال. ا من معالٍ الفكر الو 4م ( م عند الشيح اعد الى لي يمكن - من النص السابق - استخلاص عدة مبادئ فيما يتعلق بالموعظة الحسنة هي: ١ إن الموعظة تعني تذكير الإنسان بما يهدف إلى تحقيق مصلحته؛ ولا يختص توجيهها إلى المسلمين فقط ؛ بل تكون لغيرهم من بني البشرء لأنها - باختصار - دعوة إلى الله. 7 وصف الموعظة بأنها حسنة؛ والحسن هنا عام في ذاته؛ لفظأً ومعنى ودلالة؛ وفي أسلوب تقديمها كذلك؛ وإلا أصبحت موعظة خشنة قاسية؛ ولذا يؤكد الشيخ كثيراً على أن يكون سبك الموعظة من الكلمات البادثة البادفة؛ ويقول سماحته في رسالة وجهها إلى أهل المغرب: " فإننا لم نؤيد قط أسلوب الشدة في محاولة التصحيح؛ بل طالما نصحنا القائمين بذلك - من أبنائكم - بأن يترفقوا ويتلطفواء وألا يدفعوا إلا بالتي هي أحسن”". والرسالة نفسها - على الرغم من طولها -- جاءت مترجمة لهذا المبدأ التربوي السامي؛ ولم تغفل عنه لحظة؛ فعندما يوجّه الشيخ توجيهاته إلى مخاطبه لا يوجهه بأسلوب مباشر» أو بصيغة أمرء أو ما يشعر بالجفاء» بل كثيراً ما يأني بأسلوب الاستفهام؛ وهو أسلوب معدود من أساليب الحكماء؛ فتراه يقول بين الفينة والأخرى: "أرأيت أن لو كان كذا .. فما بال كذا.. ألا يرى الشيخ أن كذا .سيؤدي إلى........ إلى آخر ذلك. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الموعظة الحسنة إذا عجنت بماء الحكمة» وأحميت بحرارة الإخلاص؛ وقدّمت على طبق من البشاشة؛ فعلت فعلها في 0 » بحوزة الباحث صورة منها؛. د من معا! الفكر الؤنويو لي (ح١؟] عند الشيخ أجد الخليلى النفس البشرية؛ وذلك ما نقلته كتب السير عنه عليه أفضل الصلاة والسلام. وانتهج نهجه سماحة الشيخ . حفظه الله فإذا أراد نصيحة أحد من المتعلمين مثلاً استأذنه وانفرد به» ويبدأ حديثه ببشاشة تتلألاً أنوارها في قسمات وجهه ؛ معتذراً إليه في إبداء بعض الملاحظات أو الاستفهامات أو العتاب بصوت هادئٌ لا انفعال فيه ولا شدّة؛ بل برفق ولطف وسماحة؛ مبيناً . حفظه الله . حجته ؛ شارحاً لمداخلاتها» موضحاً الإيجابيات؛ وكاشفاً عن السلبيات؛ معدداً الكثير من مواقف الشخص المخاطب؛ التي تسند صحة ملاحظة الشيخ؛ وتؤيد سداد رأيه؛ فيجد المرء نفسه قد استحوذ عليها الشيخ؛ وأخذ بمجامع قلبه؛ وتلابيب أحاسيسه ومشاعره؛ لا يدري كيف تغلغل الشيخ إلى أعماق نفسه فطهّرها؛ وتسلل إلى دواخل منعرجات نفسه فتقّاها؛ ولنترك مجالاً لأحد المشايخ الفضلاء يحدثنا عن أحد مواقفه» يقول: ذات مرة جمعت العشاء مع المغرب جمع تقديم في جامع روي - حيث أكون مسافراً هناك - وكنت أنا إمام صلاة العشاء؛ وكان الشيخ حاضراً؛ فلما فرغت أقبل علي؛ فسلّمت عليه ؛ فقال لي : "هذه الحالة؛ إن كانت تسوءني من غيرك مرة؛ تسوءني منك ومن أمثالك مرات؛ أنتم تشجّعون الناس على جمع الصلاتين؛ وتوهمون العوام أنه لإبد من الجمع في السفر؛ ما الذي يمنعكم إذا حضرت صلاة العشاء أن تصلوها حيثما حضرت..". وأنا محتار ماذا أقول؛ وإنما أكرر له قولي: " إن شاء الله؛ إن شاء الله" ثم قلت له أخيراً: " إن شاء الله لن أعود" فابتسم لي وافترقنا.. ورغم أن لي بعض العذر في الجمع من جهة الصحة والاشتغال, لكن ظلّت تلك العبارات تتردد في خاطري»؛ وجلست أقلّب فكري في الموضوع؛ وأراقب حالة عن هعال لفك الزبوي بي 2 .عند الع اعد اطل مي الجمع المتكررة في جامع روي إثر كل صلاة ظهر وكل صلاة مغرب»؛ فأدركت أن الحالة تورث استياء شديداً.. ثم حرصت ألاّ أجمع الصلاتين قدر الإمكان. خاصة في جامع روي خشية من عدم تحقيق الوعد بعدم العود؛ وحرصاً على رغبة سماحته في وضع الإنسان نفسه موضع القدوة؛ وصرت أكابد متاعبي ومشاغلي مفضلاً عدم الجمع أبداً على أية حال مهما كلفني الثمن» اللهم إلا في حالات الضرورة؛ وكانت النتيجة أني ازددت حرصاً على صلاة الجماعة حتى في حال الطريق؛ وصرت أوقت للجماعات في السفر لأحدد المسجد الذي ستحضرني فيه الجماعة؛ ثم حرصت أن أنصح من يجمع بعدم الجمع؛ خاصة من كانت له نظرة من قبل الناس؛ وعلى أية حال فقد أصبح الجمع لدي مما لا أحبه؛ لأنه أصبح يعني لدي الكسل؛ وحب الدعة والنفور من العبادة؛ والتشجيع على الإهمال. وانعكس أثر الاهتمام بعدم الجمع على كثير من سلوكياتي وحفاظي على المواعيد؛ وكان لذلك أثر بالغ في تقوية عزيمتي وطاقتي الروحية؛ فقد كان ذلك دافعا إلى الإكثار من صلوات النوافل» والتعلق بالمسجد في أوقات الصلوات الخمس» وها أنا الآن أشعر بسعادة غامرة بهذا التطور الجيد في حياتي الروحية؛ وأكثر من ذلك زاد حبي للشيخ وغبطتي بنصيحته لي ؛ حيث نما لدي الشعور باقترابه مني واقترابي منه أكثر من ذي قبل.. لا سيما بعد أن ذكرت الحادثة لأكثر من شخص؛ فكانوا يقولون لي: أنت محظوظ بحظوتك لدى الشيخ؛ نحن نتمنى أن ننال من إرشاد الشيخ وتقويمه وتسديده وتصحيحه 7 من معا! الفكر الؤبوى ل [4693) و عند الشيخ أمد الخليلي للأخطاء مثل ما نلت؛ لأننا نشعر بأنه مثل الوالد الذي يجرص على مصلحة أولاده وتهذييهم... وينقل الشيخ خميس العدوي موقفاً آخر مشابها» يقول:كنت مرة في مكتب الإفتاء والشيخ - حفظه الله - يهم بالخروج؛ فقال لي: إني بحاجة إليك؛ أريدك في موضوع؛ فقلت سمعاً وطاعة؛ قال: إذن تذهب معي إلى البيت بالسيارة» قلت: بمشيئة الله؛ ثم تبين أن سائق سيارة المفتي غير موجود؛ فقال الشيخ: أذهب معك بسيارتك؛ فخرجنا وإذا بالسائق قد جاء؛ فقلت للشيخ: إذن الحقكم بسيارتي؛ فالتقينا في البيت؛ فأظهر لي أبوته وحنانه ورفقه؛ وعتب علي في موضوع قديم؛ فطلبت منه مستقبلاً أن يعجل لي بالنصح؛ ولا يؤخره؛ فوعدني بذلك؛ ثم انهال علي بنوادره؛ وأقبل علي بصدر منشرح؛ حتى مسح ما خلّف من أثر العتاب» فخرجت بالفائدة؛ والشيخ أحبً إليّ من نفسي”". وحدثني الشيخ بدر اليحمدي قال : نصحني الشيخ مرة نصيحة شدّد علي فيها ؛ ولا أخفيك أني تأثرت من شدة وقعها علي ؛ وتكذرت نفسي ؛ فلما طلبت الإذن بالانصراف أحس الشيخ بانكسار خاطري ؛ فقال : اليوم ستناول الغداء معنا » قلت : أحسنت سماحة الشيخ ؛ أرجو أن تعذرني ؛ قال لي : أزعلت ؟ وأصرٌ على أن أتناول الغداء مع سماحته » وأخذ يحدثني () لقاء المؤلف بالشيخ خميس العدوي» يعن عا الفك الزبوي يا (160) ا عند الع اد الخ لي حتى خرجت بعد الغداء وقد استل آثار تلك النصيحة من نفسي 6 وبقي نفعهاأ 0 وحكى لي الشيخ خالد الخوالدي؛ قال: كنت ألقي درسا في الجامع؛ وكان الشيخ حاضراً؛ لكنه من رفقه بنا لا يجلس قبالتناء وإنما يكون خلف المتحدث متكثاً على المنبرء وكان الدرس يتناول موضوع المزاح؛ وكنت أنطقها بضم الميم ؛ وأستخدم اللهجة الدارجة أحياناً؛ وبعد صلاة العشاء طلبني الشيخ وانفرد بي ؛ وأخذ يتبحدث بكل حنان ورفق وتواضع وسألني هل طبطت لفظة المزاح؟ فقلت: نظرت قٍِ المعجم ْ وأعني القاموس المحيط ْ فوجدتها بالضم ٠ فقال: القياس يقتضي الكسرء ولكن لعلها جاءت على غير القياس ثم أخذ يتحدث عن إهمال الناس للعربية؛ يقول : أصبح الناس الآن لا يهتمون بالعربية» وضرب لذلك أمثلة لما يقع فيه الناس من الأخطاء ,٠ كتكرار كلما الشرطية في الشرط والجواب؛ وعدّد الآيات القرآنية التي ورد فيها جواب شرط كلما دون تكرارهاء وبعض تلك الأخطاء في الحقيقة وقعتُ فيها أثناء الدرس. لكنه لحكمته ولطفه لم يشر إلى أني وقعت فيهاء وإنما ترك استنباط ذلك لي"". + القصة القصة أسلوب تريوي مؤثر؛ فقد جبلت النفوس على إلتذاذها والارتياح إليهاء والانفعال بأحداثها؛ والاعتبار بوقائعها؛ والتأثر بدلالاتها في (٠) لقاء المؤلف بالشيخ بدر اليحمدي (؟) لقاء المولف مع الشيخ خالد الخوالدي . : من معال الفكر الذنوي ل (467) آي عند الشيخ اعد ادي لي السلوك عامة؛ يقول سبحانه وتعالى:" لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ عِيْرَةٌ تأزلي لباب ما كَانَ حَدِيًيُفْرَى ولكِن تصْديق الذي بَيْنْ َيه وتفْصِيل كُلّ شي عْدَى وَرَحْمَة لقو يُؤِينُونَ *" يشير الشيخ إلى أهمية هذا الأسلوب في التربية بقوله : " إن فيما قصّه الله تبارك وتعالى في كتابه عن الصالحين؛ وفي مقدمتهم أنبياء الله تعالى الذين اختصهم الله تعالى بمواهبه؛ ورفع من شأنهم ما فيه معتبر لأولي الألباب؛ فالمومن لا تمر به هذه القصص من غير أن يأخذ منها العبرة”". والعبرة عندما لا تتحول إلى واقع مؤثر في سلوك الفرد فما هي بعبرة في الحقيقة؛ وما يجدي التأثر العاطفي العابر إن لم يحدث أثراً واقعياً ملموساً في حياة الإنسان؛ بل عليه أن يترجم تأثره واعتباره إلى مبادئ ترسم منهجية حياته العملية. يقول سماحته في جواهره في معرض تفسير قصة آدم عليه السلام وإخراجه من الجنة: " وفي استحضار ذلك لمن تلا الآية أو تليت عليه موعظة وذكرى؛ وترسيخ لعداوة الشيطان في النفس؛ فإنه هو الذي جر على أصل الإنسانية هذه المصيبة؛ فما أجدر الفروع أن تثأر لأصلها بمعاداة الشيطان وحزبه؛ ومقاومة وساوسه؛ والحذر من إغراثه وإغوائه؛ والسعي إلى تخيب سعيه في إضلال البشر؛ وقطع حبل أمانيه في إهلاكهم؛ وهذا أصل تربوي ناجح في إعداد النفوس لا يراد منها؛ إذ في تذكير الأولاد والأحفاد بمصائب (١) سورة يوسف ؛ الآية ١١١ . (؟) جريدة عمانء ع 12787 بتاريخ ١٠/رمضان/١147ه ص 9١ ب عن متا( الفكر الؤبوي لي [114) ل عند الش لد اطق لي الآباء والأجداد تأصيل لكراهية من كان السبب في هذه المصائب؛ وقد اتبع القرآن هذه الطريقة التربوية في أكثر من موضع؛ من ذلك قوله تعالى: يا بي آم لا يَنْيتْكُمْ البْطَانُ كَمَا رج ربكم من الْجنة”!'!". وأود هنا أن أوشي الحديث ببعض التطبيقات العملية لسماحته لهذا الأسلوب التربوي الفاعل؛ فهو . حفظه الله . موسوعة قصصية ثينة نادرة؛ وكم توغ في أعماق القلوب بهذا الأسلوب؛ والقصص عند سماحته ‏ كما سيتضح . قصص هادف؛ يجمع العبرة والتوجيه؛ وبعث البمم؛ وتنشيط العزائم» وصقل السلوك؛ وإبهاج النفوس» وقد يستخدم القصة ليحقق بها - في آن واحد - أهدافاً عديدة؛ بما وهبه الله من فطنة متوقدة؛ ومنحه من ذكاء حاد؛ واختصه به من أسلوب في السبك؛ وما شاهدناه أنه - حفظه الله - يركز على المقاطع المهمة في القصة؛ فيعيدها أحيانا بأسلوب آخر. وربما أتبع القصة شيئا من التحليل لأحداثها؛ ليسهّل للسامعين استيعابهاء وبالتالي يحسن فهمهاء وتتم أخذ العبرة منها؛ وتتحقق أهدافها. يذكر الشيخ خالد الخوالدي قصة تشهد لما قدمته؛ قال : "حضرت مرة مجلس الشيخ وكان بالمجلس أحد طلبة العلم؛ ومعه أحد الدعاة ممن يكبره سنا وفضلاً ؛ وكان الداعية يقدِّم الطالب قائلاً : هو شيخنا وأستاذنا وكذاء ولم نلبث إلا برهة من الزمن؛ حتى أخذ الشيخ يقصٌ لنا قصة الشيخ أبي زكريا مع (؟) جواهر التفسير 171/7. م عنععا! الفكر الزبوير ل (016) و عند الع أهد اطلل لي الشيخ الثميني ‏ رحمهما الله . من زيارته لجربة في تونس والدرس على علمائهاء قال: " إن الشيخ أبا زكريا اتخذ صندوقاً يرمي به الرسائل التي ترد إليه دون أن يفتحها ويعرف ما فيها؛ حتى أخذ كفايته من العلم؛ فجاء إلى صندوق الرسائل » وأخذ في قراءتها الواحدة تلو الأخرى؛ فوجد ما وجد مما حلّ بأهله والأعزاء عليه ؛ ولكنه حصل على نصيب وافر من العلم» ثم عاد من جرية إلى ميزاب ؛ فقدّمه شيخه في الفتيا؛ هكذا شأن علماء أصحابنا تواضعاً وفضلاً لا حسد فيهم ولا رائحة لحب الظهور والريادة؛ لا كما نجد عند غيرهم ؛ فقد روي أن طالباً جاء إلى شيخه بكتاب مختصر ألفه في أصول الفقه؛ فقال له شيخه : " لقد وأدتني حياً؛ هلاً تركتني حتى أموت”". ويبدو أن القصة تحمل الدلالات التالية: ١- الح على طلب العلم والاجتهاد في الطلب. "- اعتراف المشايخ لتلاميذهم عند نبوغهم في العلم. - تواضع الطلبة أمام شيوخهم. ؛- تنقية النفوس من الأمراض النفسية ؛ والأرجاس القلبية. ويستخدم الشيخ القصة كثيراً في محاضراته ودروسه لتحقيق الأهداف التي أشرت إليها سابقاً؛ مع ما يكون من تحلية الحديث وإكسابه الطرافة والجاذبية؛ وأذكر هنا بعض الأمثلة ليكون شاهداً مع ما أنيت به؛ فمن ذلك ما ذكره في حثه طلبة العلم على حفظ كتاب الله ؛ قال: " عندما زرت الاتحاد السوفييتي آنذاك وذهبت إلى جمهوريتين من الجمهوريات الإسلامية؛ ورأيت (١) لقاء المولف مع الشيخ خالد الخوالدي. عن ععال الفكر الؤبوي يا (13) ا عند الشيع اعد لخبي لي أوضاع المسلمين فيها.. ووجدت الأطفال الصغار يرددون " لا إله إلا الله " ووجدت من بين شبابهم شاباً ناشئاً عمره ثلاثة عشر عاماً. حفظ القرآن الكريم وهو ابن ست سنوات؛ وعندما كان يقرأ القرآن الكريم حسبته خبيراً باللغة العربية ؛ لأنه عندما يقف وقفاً اضطرارياً في جزء من آية؛ يبدأ من حيث يبدأ المعنى» أي ترتبط المعاني في تلاوته؛ ولكن عندما كلمته بالعربية وجدته لا يعرف شيئاً من العربية قط”". " وقبل سنتين”"؛ كانت مسابقة حفظ القرآن في مكة المكرمة؛ وكان الفائز الأول شاب إنجليزي؛ حدشي من لقيه وكلّمه ؛ فإذا به لا يعرف شيثاً من العربية”". ومن القصص ما ذكر سماحته في الرد على الذين يقولون بتأمين المستقبل قبل الزواج؛ في أن المستقبل بيد الله تعالى؛ ذكر قصة رجل أوروبي غني بلغ من الثراء مبلغه؛ تزوج امرأة؛ وأراد أن يتمتعا بشبابهما ولم يريدا شيئاً من الأولاد؛ فاستخرجا حيواناً منوياً وبيضة؛ فمتى أرادا الولد يتم اللقاح بينهماء وخرجا بطائرتهما الخاصة؛ فتحطّمت بهماء فاخْتُفٌ في الميراث لمن يكون ؟ فأشار أحد المسؤولين بتلقيح الببيضة بالحيوان؛ فوجدا فاسدين؛ فتلفت الأرواح والأموال”". (1) القيادة في الإسلام؛ الشيخ أحمد الخليلي؛ ص 9 ؛ واسم الشاب علي شيخان من طشقند عاصمة أوزباكستان. () أي من تاريخ إلقاء المحاضرة. () حقوق الأولاد؛ شريط 41/ج؛ بمعهد العلوم الشرعية (4) الإيمان مفهرمه وتطبيقاته؛ شريط 17 /ج. بمعهد العلوم الشرعية ٍ من معاا الفكر الؤبزري ا (/8)) ا عند الشبخ قد ادلي لي ومن ذلك ما ذكره في حاجة الفكر والسلوك إلى العقيدة الصحيحة؛ من مشاهداته في زيارته لإحدى الدول الشيوعية؛ يقول: " رأيت ما رأيت من المآسي التي يعيشها الإنسان هناك في ظل النظام الشيوعي؛ فالإنسان مسلوب الحريّة؛ يتحرك كما تتحرك الآلة عندما نضغط على الأزرار. فالناس يستيقظون في ساعة معينة؛ وليس لأحد الاختيار في الاستيقاظ» وإنما هو أمر مفروض على جميع الناس»؛ ثم عليهم أن يمارسوا الرياضة لمدة معينة؛ وبعد ذلك يتناولون وجبة الإفطار في لحظة معينة؛ ثم على كل أحد أن يغدو إلى عمله بالوسيلة التي تنقله على حسب ما أريد له لا ما يريد بنفسه؛ ويبقى في عمله من السابعة صباحا إلى الخامسة مساء؛ تتخلل ذلك وجبة الغداء لمدة نصف ساعة؛ وفي الإفطار والغداء والعشاء لا يسمح للإنسان أن يأكل ما يشتهيه؛ بل ما يشتهى له؛ وليس للإنسان أيضاً أن يختار الممبس الذي يريده بنفسه بل ما يراد له. وعليه أن يتحرك وفق ما يراد له لا ما يريد بنفسه؛ فليس لأهل منطقة أن ينتقلوا إلى منطقة أخرى لزيارة أو سياحة إلا إذا أريد له ذلك؛ فلو أراد لما وجد وسيلة النقل لأن البطاقة الممنوحة له لا تسمح له بالسفر إلى أي منطقة؛ ثم لا يجد مأوى ولا طعاماً إن وجد الماوى؛ وإلى الآن الناس هناك لا يعرفون الماء الباردء وقد وقعت في أمر عجيب بنفسي؛ طلبت ماء للشرب وجيء إلي بالشاي بدل الماء؛ فقلت أريد ماءً؛ فجيء بماء ساخن يغلي؛ فسألت عن سبب ذلك؛ كيف لا يطعمون الماء البارد؟ فأجيب: بأنهم عودوا ذلك؛ لأنهم لو عودوا الماء البارد لاحتاج كل عشرة على الأقل إلى ثلاجة .... وهم يشربون «نععا الفكم البو نيا 1418 ان عند الع اعد احلل لي الشاي بدون السكر ؛, لأي شيء؟ أجابوا أنهم لو عودوا استعمال السكر لاحتاج كل واحد منهم - على الأقل - إلى جرامين من السكر...... ثم انتقلت بالطائرة مسافة لم تأخذ أكثر من ساعة؛ فوجدت الحياة تختلف رأساً على عقب ؛ حيث وجدت ظلم الإنسان يتجلى هناك ؛ فالناس بين متخم وجائع يكابد المسغبة طول حياته؛ فبينما كنت أشاهد العمارات الشاهقة التي تعائق السحاب؛ وتناغي النجوم؛ وقد قيل لي قد يملك العمارة فرد واحد؛ وهذه العمارة قد تتكون من مائة دور؛ والشقة الواحدة تؤجر بما يساوي أربعة آلاف ريال عماني في الشهر؛ وهناك بجانب ذلك قطعان من البشر لا تجد لمأوى؛ فرأيت جماعة لم يجدوا حتى أكواخاً يأوون إليهاء بل منهم من يأوي في الليل إلى قوارب الصيد في البحر» ومنهم من يأوي إلى هياكل السيارات لمتحطمة؛ فهم لم يجدوا ما يقيهم لفح الحر في الصيف ؛ وقوة البرد في الشتاء؛ فلذلك شاعت الأحقاد؛ فشاعت الجريمة حتى أنها تقاس بالثانية”'". فالشيخ يستغل القصة في زرع الإيمان ومفهومه الصحيح في نفوس الناس؛ ويذكرهم بالله سبحانه وتعالى؛ ويقرّي قناعتهم بالمبادئ الإسلامية وجدواها في حل معضلات الناس»؛ وإنقاذهم من المشكلات.. وربما أوضح الشيخ غرضه من القصة بأسلوب لطيف لا يشعر به المتلقي بقدر ما ينفرس في نفسه المعنى» ويتحقق المراد؛ فقد كنا مرة جلوساً لديه في مكتبه فحدثنا عن قصر لأحدهم + وأن فيه ما يقارب ألفين وخمسمائة غرفة عدا القاعات من معاإ الفكر الذنويو لي (468) و عند الشيخ أقد ابل آل الضخمة...؛ ثم قال: " هل الشعور بالموت ومفارقة الحياة عند رجل يسكن هذا القصر » ورجل يسكن في خيمة شعور واحد". 0 صرب ريا ل لمثل من التمثيل؛ وهو أسلوب قرآني» فكثيراً ما يضرب الله الأمثال في القرآن " كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْكَالَ ”'" يقول سماحته: " ومن فوائد الأمثال ترسيخ المعاني في الأذهان. وتقريب الحقائق حتى تكون كالصور البارزة للعيان» ومع ذلك ففيها إيجاز للقول بعد الإطناب»؛ وإجمال بعد التفصيل» فإن المعاني إذا قدمت في عبارات متفرقة ربما تتشتت في الذهنء فإن جمعت في الأمثال كان ذلك أدعى لأن تعيها الأذهان وترتسم في الأدمغة؛ على أن الوهم قد يكابر العقل في المعقولات» ولكنه أضعف في المكابرة من المحسوسات. فإذا ما أبرزت الحقائق المعنوية في عرض الصور المحسوسة كان ذلك أدعى لأن تتضاءل الأوهام»؛ وتتبدد الشبه ؛ فتستسيغ العقول تلك الحقائق المجلوة بدون تردد”". ويقول أيضاً: " وضرب الأمثال شائع عند العرب وهو مما يزيد المعاني رسوخاً في الأذهان وانكشافاً حتى تتجسد كالصور الماثلة للعيان. ومثل كل شيء بحسب حاله؛ فالعظائم تمكّل بالعظائم » والمحقرات تمثل بالمحقرات» وذلك لا يشين الكلام + ولا يحطُ من قدره". (١) سورة الرعد ؛ الآية 7١ (؟) جواهر التفسير 771/7. (©) السابق 484/7 ؛ وانظر إطالة الكلام فيه ص 448. من معام الفكر الؤبوي ) لاب 1 عند الثيخ مد اليد المجال للإلقاء؛ كما ذكر أن الخطابة والإلقاء من أهم المعالم المميزة لمدرسة الشيخ الخليلى الحديثة» مقارنة بالمدارس الفكرية السابقة في عُمان”'". 4 2 ١ اف - 0 - ل ل ١ ا ( 2 - # م 5 8 ب 48 7ج 4 1 يبين الشيخ الخليلي أهمية هذا العنصر التربوي في مواتف عدة؛ يقول في أحدها: " الخطابة سواء كانت بالعربية أو كانت بغيرها عندما تكون بعبارة مؤثرة؛ فيها عرض للحقائق؛ وفيها بيان الحجج والأدلة يكون لها تأثير كبير حتى على الأعداء أنفسهم» ولبذا أنزل الله سبحانه القرآن بأبلغ العبارات”". ويرى سماحته من أهم وسائل امتلاك الخطابة والإلقاء بعد وجود العلم والثقافة: ١- الطموح والرغية""؛ وهما لا ينتجان إلا عن طبع متأصل في تلك الشخصية م أما من كان أصل طبعه 9 ينسجم مع هذا المطلب فلا يتولد لديه الطموح بلا شك. () لقاء المؤلف مع الشيخ أحمد بن سعود السيابي. () الدعوة إلى الله -محاضرة بمعهد العلوم الشرعية رقم 4/أ (٠) لقاء المؤلف مع سماحته من معز الفكر الؤنوى ل ()) يو عند الشيخ قد اخلبلى _ لي "- التدرب”"؛ وقد نوّه -- حفظه الله - بأهمية التعود على الخطابة» وذكر قصة الرجلين الذين زارا أبا مودود في بيته كما أوردها الشماخي في كتابه " السير”'"» كما ينبه سماحته المتدرب أن لا يقنط إذا لم يكن مستوى أدائه على حسب طموحه ورغبته في أداء المعنى ؛ ولم ينقل تصوراته على أكمل وجه؛ وليعلم أن ذلك مشترك بين جميع الخطباء؛ يقول: " والناس مهما أوتوا من ملكة البيان فبيانهم لا يفي بما في نفوسهم من التصورات؛ فقد تنساق في نفس أحدهم المعاني الكثيرة» فإذا جاء يعبر عنها أخفق في التعبير» وجاء بيانه دون ما يرمي إليه؛ وهذا لأنّ فنيّة التصوير تكون دائماً أقل من عمق التصور؛ وهذا أمر مشترك بين جميع البلغاء لا فرق فيه بين العرب وغيرهم”". ولكي ترقى الخطابة في سلم التأثير وقوة الإبلاغ ينبغي على الخطيب التركيز على ما يلي : ٍِ أ أن تشتمل المحاضرة أو الخطبة على خطاب القلب والعقل معاء يقول سماحته: " فالحديث إذا كان حديث إقناع؛ فيه خطاب للعقل والقلب؛ إقناع للعقل والوجدان معاً؛ هذا الحديث هو الذي يجعل الناس تتفاعل معه تفاعلاً تاماًء فلذلك يجب على الدعاة أن ينهجوا هذا النهج؛ عليهم أن يعرضوا الحقائق عرضا دقيقا؛ عرضاً اخذاً شيقا”". (١) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي () الدعوة إلى الله.-- محاضرة بمعهد العلوم الشرعية ؛ رقم 4 /أ (7) جواهر التفسير 76/1 (4) الدعوة إلى الله.محاضرة لسماحته بمعهد العلوم الشرعية » رقم 5 /أ من معام الفكر الؤبوي )1 »+ 1 عند الشيخ أمد الطليلى با تفاعل الخطيب مع ما يقول فإن تفاعل المتحدث مع الكلمات التي يقولها تفاعلاً تاماً؛ يؤثر الأثر الكبير» وقد كانت خطابته و أقوى ما تكون؛ فعندما كان يخطب في الناس ينفعل ويتأثر بما يقوله. حتى يكون كأنه منذر جيش” 1 : جا . حسن العرض وجودة الأداء: يقول سماحته: " إن حسن الأداء وسيلة من وسائل الإبلاغ؛ والله تبارك وتعالى لحكمة أنزل الكتاب بهذه العبارات البليغة التي حيرت الألباب؛ حتى تطاطات رؤوس أهل الجاهلية أمامهاء فلذلك من الضرورة أن يحرص الإنسان على أن يكون الأداء بقدر المستطاع بعبارة تؤثر على النفوس وتجتذبها بعبارات مؤلفة غير منفرة»؛ ومبسطة غير معقدة”!" + وقد تقدم حثه للدعاة أن يكون عرضهم للحقائق عرضاً شيقاً. وليقرن سماحته حديثه النظري بالواقع؛ ينقل للمتلقين حادثة وقعت في العصر الحاضر»؛ تبين مدى تأثير الخطابة في نفوس المخاطبين وإن كان خصوماً ألداء؛ وبالتالي قد تغيّر الواقع» وتقلبه إلى ضده؛ هذه الحادثة هي ما كان من الخطيب الهندي أبي الكلام أزاد (أحمد خير الدين) الذي خطب أمام المحكمة الإنجليزية إثر اتهامه بمحاولة زعزعة السيادة البريطانية في البند؛ يقول سماحته: "أبو الكلام أزاد كان خطيباً مفوهاً. بلغات مختلفة, وكان ذا أثر كبير إذا خطب؛ وفي عام 1774ه ألقي القبض عليه من قبل الحكومة البريطانية؛ وحاكمته أمام ل )0 السابق؛ رقم 6 / أ (؟) لقاء المؤلف مع سماحة الشيخ الخليلي. عن معط الفخر الزؤيوي ب ١ه عند الطيح أجد الخيلى محكمة بريطانية» كان رأسها إنجليزي وفيها قضاة آخرون؛ حوكم بتهمة التحريض ضد السيادة الإنجليزية في البند» وكان يحاكم بقانون (14) الذي فيه عقوبة الإعدام لكل من يحاول أن يزعزع السيادة البريطانية؛ فلما أتي به إلى قفص الاتهام؛ وقرئ عليه سجل الدعوى التي قدمت ضده؛ أجاب نطاب بليغْ مؤثر شجاع جريء جداً؛ والخطاب منشور في مجلة " ثقافة البند " العدد الخاص الذي صدر في يناير عام 1988م بعد وفاة أبي الكلام أزاد الذي خصص للكلام عن حياته؛ وجاء هذا الجواب في ست وثلاثين صفحة من صفحات المجلة ؛ وكان من ضمن ما قاله في خطابه هذا: "نعم إني قلت: إن الحكومة الحاضرة ظالمة؛ وإن لم أقل ذلك فماذا أقول يا ترى؟ إني لأعجب كيف يطلب مني أن أسمي الشيء بغيراسمه؛ وأن أدعو الأسود بالأبيض» إني مسلم؛ ولأجل أني مسلم وجب علي أن أندد بالاستبداد وأقبحه»؛ وأشهر مساوءه؛ إن الإسلام أعلن حقوق الإنسان قبل استقلال فرنسا بأكثر من أحد عشر قرناً؛ ولم يكتف بمجرد الإعلان» بل وضع نظاماً لجمهورية الحق ؛ ولعمري إن مطالبة المسلم بأن يسكت عن الظلم؛ ولا يسميه ظلماً مثل مطالبته بأن يتنازل عن حياته الإسلامية؛ فكما لا ترون لأنفسكم الحق بأن تطالبوا المسلم بأن يرتد عن دينه؛ فكذلك ليس لكم أن تطالبوه بأن يسكت عن الظلم ولا يسميه ظلماً؛ لأن معنى كلتا المطالبتين واحد" » واستمر حتى قال: "ألا فلتعلم الحكومة الإنجليزية أن المسلم الذي أمره ربه أن يرحب بالموت الأحمر» ويتغلغل في لجج الدواهي والكوارث؛ ولا يقبل يا عن مال الذكرالزبوي لي( ا عند الشبع تقد بلي لي السكوت على الظلم؛ لا يخيفه قانون (4١) من العقويات البندية؛ ولا يمنعه من التصريح بالحق وتسمية الظلم ظلما. وكشف عن جانب كبير . بما بهر أولئك السامعين - من مناقب الإسلام»؛ ومواقف المسلمين الأوائل» وجرأتهم بجانب إلقاء كلمة الحق؛ ولو في أحرج المواقف وأدقهاء وذكر بعض المواقف لأبطال الإسلام أمام الحكام المسلمين الذين انحرفوا عن طريق الحق؛ كيف كانوا يواجهونهم بالحق بدون مبالاة؛ وذكر أنه إن كان الحكام من أهل هذه الملّة قد ووجهوا بمثل هذه المواجهة؛ فماذا تنتظر الحكومة الإنجليزية منا وهي على غير ملتنا؟!. ثم بعدما نفض كنانته؛ التفت إلى القاضي فقال له: "وأنت أيها القاضي» ماذا عسى أن أقول لك؛ إلا كما قال المؤمنون من قبلي في مثل موقفي هذا " فَافْضٍ ما نت قاضٍ نما تققضي هَذو الْحَيَةَ الدَنيا ”'" فاندهش القاضي ؛ وتأثر الآخرون بخطابه؛ فآخُر تنفيذ الحكم؛ وسجن لفترة مؤقتة؛ وبعد عامين أطلق سراحه؛ وظل يواصل إصدار مجلة البلال التي كانت كلماتها قذائف من نار" هذا أثر الخطابة؛ فالجرأة في القول. ورصف الكلمات وغزارة معانيها ؛ ويلاغتها في تأدية هذه المعاني» مع تفاعل المتحدث مع الكلمات التي يقولبا تفاعلاً تامار الأثر الكبير على الحكومة الإنجليزية حتى خفضت العقوية؛ والرجل نفسه اختلف في وقت من الأوقات مع "غاندي” وكان يعارض تقسيم () الدعوة إلى الله , محاضرة لسماحته 1/9 في عن ما الفكر الزبدى ب (490) آي عند الشيج اد اخدلى لي البند إلى البند وباكستان؛ ولعل نظرته كانت صائبة انكشفت الآن بعد أن انقسمت إلى شرقية وغربية؛ فلعله كان يهدف إلى خير من وراء هذا على رغم أن كثيراً من علماء المسلمين حملوا عليه؛ وهو وإن كان داخلاً في الحزرب الوطني مع غاندي إلا أنه كان لا يبالي أن يقول كلمة الحق بكل جرأة أمام غاندي نفسه فقد اختلف مرة معه؛ فألقى أبو الكلام أزاد خطاباً هزٌّ الحزب الوطني هزاء وما جاء مساء ذلك اليوم حتى قام غاندي نفسه إليه وقال: "هاكم المذنب يعود تائباً لمولانا". (؟ هكذا يكون تأثير الخطاب؛ فلا بد أن يكون قادراً على إيصال الحقائق التي يجليها للناس إلى أذهانهم» ولا بد أن يكون قادراً على التأثير عليهم من خلال كلامه البليغ الذي يخاطب به الناس. ب يقول سماحته مبيناً أهمية الحوار والمناقشة البادئة: "وقد ظل النبي ف يعرض الإسلام على الناس بحسن الأسلوب وهدوء المناقشة؛ وسماحة الحوار» ولم ينفك عن هذا المسلك إلى أن قبضه الله إليه؛ وقد مضى أصحابه من بعده في نفس هذا الطريق"'". ويقول في معرض الحديث عن مسائل الخلاف بين الأمة الإسلامية :"نحن لا نمنع أن يكون هناك حوار في هذه الأمور التي ربما وقع فيها (١) السابق 1/9 (؟) جواهر التفسير 40/4١٠ مخطوط يا عنامت الفكر الزنوى يا (178) ا عند لش قد اطق لي خلاف بين الأمة ؛ مع حسن الظن بحيث يحسن كل فريق ظنه بالفريق الآخر ؛ على أن يكون هذا الحوار هادثا وهادفا ؛ لا أن يكون لأجل التشهير أو لأجل غلبة فريق على فريق ؛ بل عندما تكون النوايا صافية ويكون البهدف واضحاء وتكون الغاية هي جمع الكلمة ؛ لا ريب أن الحوار بهذه الطريقة يؤتي ثماره؛ ويؤدي إلى نتائج إيجابية بمشيثة الله سبحانه وتعالى" '" والذي ييدو لي أن توجّه القوة الغالبة المتحكمة في العصر الحاضر هو إشاعة مبدأ الحوار مع الآخرء وهذا المبدأ حسن في ذاته؛ وأصيل في أساسه؛ غير إن كثيرا ممن يصرفون دفّة المدنية بسبب غلبتهم ؛ فرضوا على أسس الحوار وجهات نظرهم الخاصة؛ وأطروه بما يخدم مصالحهم الذاتية؛ ناهيك عن إلغائه البتة أحياناً إذا كان الحوار يعرّي دواخلهم؛ ويكشف سوءاتهم؛ وبين عن مساوثهم»؛ ويفصح عن فضائحهم؛ ويفضح خططهم»؛ ويظهر مكنوناتهم؛ ويجلي حقائق مقاصدهم. لذا كان الاهتمام بالحوار مع كونه مطلباً إسلامياً دينياً؛ هو مطلب عصري كذلك؛ وكثيراً ما يشجّع عليه سماحته؛ قولاً وعملاً؛ يقول السيابي: "إن الشيخ تعجبه المحاورة والمداولة والدليل» فإذا أبدى رأياً ما فقلت له: يا شيخ هذا فيه كذا وكذا والدليل كذاء؛ ينشرح صدره؛ ويقبل عليك مسروراً ويدخل معك في حوار هادئئ» وهو يشجم عليه ولا يتبرم منه أبدا ؛» بل يعذّه من السمات الحسنة التي تدل على إطلاع الطالب”''ومن المواقف الحوارية اللطيفة )0 لقاء مع الشيخ الخليلي في ” واحة المستمعين " الإذاعة العمانية ؛ بتأريخ71/ جمادى الآخرة ١147ه 7 ؟1// 6م (؟) لقاء المؤلف مع الشيخ أحمد بن سعود السيابي عن عا الفك الؤويو ب (8*)) و عند الشيع أهد الخد لي التي نبّه بها سماحته طلبة العلم في العصر الحديث حواره مع الشيخ ابن بازء يقول سماحته: في غرة شهر جمادى الأولى من عام 508١ه سافرت مع مجموعة من مشايخ العلم إلى المملكة العربية السعودية؛ تلبية لدعوة كريمة وجهها إلي معالي وزير العدل السعودي»؛ وفي اليوم الثاني ليوم المغادرة من عمان توجّهت مع ال مجموعة إلى مكتب سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز » وقد كنا ونحن نسعى إليه تدور بأدمغتنا أمور شتى؛ تتعلق بالأمة الإسلامية ومصالح المسلمين؛ نريد أن نبحثها معه؛ ولكن ما كدنا ندخل مكتبه ويلتقي بناء حتى دخل بنا إلى حجرة ضيّقة؛ مع رجل واحد من أصحابه فقط والمجموعة التي كنت معهاء وهناك ابتدأ يتحدث عمّا سمعه من فتواي فيما يتعلق بالرؤية؛ ويتعلق يخلق القرآن؛ وقال: إِنّ عليكم أن ترجعوا إلى عقيدة الحق» فإِنٌ الإباضية والمعتزلة والشيعة والخوارج والأشعرية في مسألة "الأسماء والصفات" هم ضالون مضلون؛ فيجب عليكم أن تتخلصوا من عقائدهم وأن ترجعوا إلى عقيدة الحق؛ وأخذ يتهجّم على المسلمين كأنما الحق حصر فيه؛ وفيمن تبعه على رأيه؛. وكأن من تحت السماء ومن فوق الأرض؛ الكل من أهل النار ما عداه وما عدا من وافقه على رأيه. فأجبته شاكراً على هذه النصيحة؛ ثم قلت له: إن هذه القضايا الخلافية لكل أحد فيها حجته؛ ولكل أحد فيها دليله والخلاف فيها ليس وليد الأمس واليوم؛ وإنما هو منذ قرون متطاولة؛ وما دمتم تريدون توحيد هذه الأمة على عقيدة واحدة» فإنني أقترح أن نلتقي في حرم الله سبحانه وتعالى بجوار الكعبة المشرفة؛ حيث تعقد ندوة لحوار هادئ هادف؛ بعيد عن كل تشنج وكل انفعال» على أن يكون هذا عن معا لفك الؤبوي يا (146) ل عند اشع اد يهاي الحوار مفتوحاً لكل من أراد أن يحضره؛ ومفتوحاً لمراسلي وكالات الأنباء الإسلامية وغيرها ؛ لنقل وقائعه إلى القراء؛ وأن تنقله إذاعة صوت القرآن بمكة المكرمة؛ والتلفزيون السعودي؛ ويسمح لكل إذاعة في العالم ولكل محطة تلفزيون في العالم بنقله عبر الأقمار الصناعية ؛ ليكون النقاش تحت سمع العالم وبصره؛ فأجابني: بأنّ هذا [شاعة للبدع» وهذا أمر لا يجوز. قلت له: لاء إن هذا قضاء على البدع؛ فإن البدعة عندما تتضاءل شبهتها أمام حجة الحق؛ لا يبقى لأي أحد عذر في التعلق بها فقال: لاء فقلت له: أرأيت أن لو جاءك يهودي أو نصراني أو صاحب مبدأ آخر؛ وجادلك في الإسلام أما كنت توافقه على النقاش العلني؟ قال: نعم؛ لأن في ذلك دعوة إلى الإسلام. قلت له: وفي هذا أيضاً دعوة إلى الإسلام النظيف الخالي من البدع والشبهات. فقال: إن أصحاب البدع لا ينفكون عن بدعهم مهما كان الأمر. فقلت له : لقد تبين ذلك من موقفكم الآن الذي وقفتموه؛ وأخيراً بعد أخذ ورد؛ أصرٌ الشيخ إصراراً على موقفه الرافض لما دعوته إليه؛ فقلت له : إِنّ هذا الإصرار لا يمكن أن يفسّر إلا أنه إفلاس من الحجة؛ وعجز عن إقامة البيئة؛ فإنٌ صاحب الحق لا يكون هابا ولا جباناً »٠ بل صاحب الحق يجرؤ على إظهار الحق الذي يعتقده؛ وخرجت من عنده وهو غضبان» فأعجب لماذا يصر سماحته على الرفض؛ إن كان يعتقد ما عنده هو الحق؛ وما عند غيره هو الباطل؟ ولماذا يشم من وراء الجدر؟ إن حجة الحق يجب أن تكون ظاهرة جلية لا تواريها الجدر» والمناظرة في م عن معط الئك البوير لي [43؟) و عند الع اعد احف لي مثل هذه القضايا يجب أن تكون ظاهرة ؛ لأنّ المستمع والمشاهد هو الحكم إذا ما سمع حجة الحق تداحضضش شبهة الباطل. )0 0 اقواب و 2 ما تقام أن الله سبحانه وتعالى هو المربي الحق لعباده»؛ وقد وعد الموجهين لسلوكهم في الحياة الدنيا وفق أحكام الشرع الشريف بجنات عرضها السموات والأرض » كما توعد المتفلتين من قيود أوامره سبحانه بنار تلظى ا يفنى عذابها؛ ولذا يعيش المؤمن راجياً من ربه الثواب؛ خائفاً من العذاب؛ فبذلك يصبح”الرجاءٌ حافزاً على عمل الخير» والخوف زاجراً عن عمل الشر”"“ويقول سماحته في جواهر التفسير: "في الآيات القرآنية الواصفة للمؤمنين بالخوف والآمرة به؛ وفي أحاديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ما يكفي دليلاً على أن الخوف من الله كرجائه تعالى؛. من أهم واجبات الدين؛ فبهما يستقيم أود النفس؛ وتدزجر عن اللعاصي»؛ وتسابق إلى الخيرات وإذا كان النبيّون أشد خوفاً من الله - كما ثبت في الحديث - فما بالكم بسائر المؤمنين؛ على أن خوف كل أحد إنما هو بقدر علمه وإيمانه” " (١) الرد على فنوى الشيخ ابن باز ؛ محاضرة بجامعة السلطان قابوس ؛ بثها التلفزيون العماني د وهي محاضرة متداولة. (؟) لقاء المؤلف مع الشيخ أحمد الخليلي () جواهر التفسير 8/7٠١ يعن ععاظ الفكر الؤنوي َي (0441) ل عند الشيخ اد اح الى إن النفس الإنسانية وهي تشقٌّ غمار هذه الحياة تعترضها الكثير من العقبات الموهنة عن السير قدماً في طريق الاستقامة؛ فكان لزاماً على الإنسان مجاهدة نفسه؛ وتربيتها تربية تثبت بها على طريق الإيمان ماضية” إلى رضوان الله؛ ولا شك أن الإنسان بعد تربية نفسه؛ وتعهدها باستمرار» يمد يده إلى إخوانه المسلمين فيعينهم على الطاعة باتباع هذا الأسلوب من الترغيب في الثواب والتخويف من العقاب؛ فإِنّ عباد الله تعالى "بحاجة إلى تربيتهم بالترغيب والترهيب؛ وإيقاظ الشعور بالخوف والرجاء في نفوسهم؛ لينشطوا للأعمال الصالحة بباعث الرجاء؛ وليحاذروا الأعمال السيئة لداعي الخوف"”'' وبالتالي يعم الصلاح في المجتمع؛ فإن صلاح المجتمع معين على صلاح الأجيال وعلى استمرارهم في الاستقامة على أمر الله تعالى. ينبه الشيخ إلى أن أسلوب الترغيب والترهيب متفاوت الأثر في نفوس الناس؛ وذلك لتباين طبائعهم يقول "والناس متباينون في طبائعهم؛ فمنهم من هو أسرع تائراً بالتشويق؛ ومنهم من يتأثر بالتخويف؛ ومنهم من يدفعه التشويق إلى المسارعة إلى الخيرات؛ ويمنعه التخويف من ارتكاب الموبقات”” ويستفاد من ذلك أن على المربي مراعاة الأسلوب الأجدى في التربية؛ فقد ينفع الترغيب أحياناً ولا يجدي الترهيب؛ وقد يكون العكس؛ ومن الناس من لا يشعر بأهمية ما يخاطب به إلا إذا اقترن بالعقاب؛ ومنهم من يتغير سلوكه جذرياً إذا ما أليب على ذلك السلوك ولو بكلمة طيبة؛ وهذا يدعونا بإلحاح إلى (؟) السابق 717/7 فم عن مع الفك الزدق لي (440) لي عد الع اد حبق لي الحديث عن الثواب والعقاب بوصفهما أسلوباً تريوياً في تقويم السلوك الإنساني » في الحياة الدنيا. ١ العقاب: ويكون حسياً كالضرب والحبس وما أشبه ذلك؛ أو معنوياً كالتهديد» والحرمان من المكافأة وما أشبه ذلك؛ والجامع بين النوعين الأثر النفسي الحاصل منهماء فإن العقاب الحسي لا بد أن يكون له أثر نفسي ؛ وربما كان أبلغ في الزجر من العقاب الحسي؛ وذلك مما هو معلوم لكل أحدء غير أن العقوبات إنما تأتي بعد فشل محاولات الإصلاح التربوي؛ يقول سماحته: "ولم تشرع العقويات المتنوعة في الإسلام إلا لردع الذين يشدّون عن منهج الحياة الإسلامية السليم؛ وهؤلاء هم الذين لم يُجِدٍ فيهم الإصلاح التربوي ؛ بسبب شذوذ طبائعهم عن الفطرة الإنسانية السليمة" *'" وهي مؤدية حتماً إلى صلاح المجتمع الذي يعين الإنسان على إصلاح نفسه؛ واستمرار استقامته؛ حين يرى استقامة المجتمع الذي يعيش فيه؛ يقول سماحته في مشروعية العقاب: " للا يجد المجرمون الباب مفتوحاً أمامهم للعبث في الأرض وسفك دماء الأبرياء ... كما شرع لأجل صون الأعراض" '"ويقول: "وليس هو مجرد سياط لاذعة؛ وسيف صارم ‏ كما يحلو للبعض - وإنما هو تربية للضمير الإنساني”" (١) جواهر التفسير ١/7 () السابق ١/7 () السابق ١/مة عناعال الفكر الزبوى يا ‎ )166(‏ عند الشيع اطي لي هذا وتتفاوت درجة العقاب بتفاوت الذنب؛ وبقدر عظم المخالفة؛ ثم حسب نفسية المعاقب؛ ومنزلتها من الصفاء والشفافية؛ فقد يكون العقاب بسيطاً لإنسان سريع التأثر» سهل الازدجار» نادر الخطأً؛ وقد يكون قاسياً من كانت طباعه خلاف ذلك؛ وكما يقول المتنبي: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى ويشير سماحته في معرض حديثه عن تربية الأولاد إلى كيفية استخدام أسلوب الضرب» قائلاً: "الضرب ليس في كل شيء؛ يوجّه أولاً؛ فإن أصرّ على موقفه يزجر؛ ثم بعد ذلك يضرب ضرب الأدب؛ وهو الضرب الذي لا يبرح ولا يرح" )0 ولا ينحصر الترهيب في العقاب وحده؛ بل يكون بالموعظة الحسنة؛ سواء ما يتعلق بالدار الآخرة والموقف العظيم أمام رب العالمين» أو ما يجره سلوك العبد من النتائج السلبية عليه؛ وعلى أسرته ومجتمعه؛ وبيان العواقب الوخيمة؛ وما سيحيق به من الجزاء من قبل أولي الأمر إن فعل هذاء أو امتدع عن ذاك؛ وسألت سماحته عن العقاب المالي, كالأخذ من أموال المعاقب فأجاب قائلاً: "لا .. فمال المسلم له حرمة"!" 3 دور الأب في تربية البناء» رقم ١ 1/ (؟) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي : من معاإ الفكر الذنوي لي (448) آي عند الشيع اعد لحيل آل الغواب: ويكون حسيَّاً كالمكافات المادية من الجوائز أو الرتب ونحوهاء ويكون معنوياً كالثناء ونحوه؛ فقد يكتفي الطفل الناشئ بقول أبيه له أحسنت؛ يا بطل؛ أو يثني عليه أمام أخوته؛ أو يريت على كتفه. وقد سألت سماحته عن أخذ الجوائز التشجيعية؛ أيقدح ذلك في إخلاص العبد؟ فأجاب: "الناس يتفاوتون في هذاء فمنهم من يتخذ هذه وسيلة للوصول إلى الخيرء ومنهم من يجعلها غاية؛ فالناس يتباينون بحسب مقاصدهة" ''' وإذا اقترن الترغيب بالترهيب كان أبلغ في التأثير لأن الضْدٌ يظهر حسنه الضدء وهذا الأسلوب يبدو كثيرا لدى سماحته. ومن شواهد ذلك هذا النص الوارد في جواهر التفسير» يقول: وما أعظم خسارة من لم تسعه جنّة عرضها السموات والأرض؛ وكان قراره في عذاب لا ينتهي »٠ في نار حامية ليست لأحد طاقة بعذابهاء وأما في الدنيا فإنهم لا يبارحهم فيها القلق ولا يفارقهم الاضطراب؛ فلا يذوقون فيها طعم الطمأنينة؛ ولا يعرفون راحة الاستقرار» بخلاف المؤمنين المتقين المطمئنة قلويهم بذكر الله " آلا كر الله تْمَينُ ْقُلُوب""" (١) لقاء المولف بالشيخ الخليلي () سورة الرعد ؛ الآية 78 () جواهر التفسير 011/7 في غن هعا! الفكرالؤبوى لي (143) ا الت تقد طق لي 43 الاعلار: لا ينكر أحد دور وسائل الإعلام الملعاصرة بشتى صورها المرثية والمسموعة في توجيه الناس» وتغيير الكثير من أفكارهم؛ بشتى الأساليب؛ ولذا كان دوره عظيماً في تربية الناشئة؛ يقول سماحته: "الإعلام له دور خطير» فإله الآن - كما يقال - يتجاوز جميع السدودء ويدخل إلى الناس في بيوتهم بدون اسعذان؛ فا لا علا م وسيلة خطيرة + هو كسلاح ذي حدين يمكن 0 يالا ٠ 18 . . ٠ و الا ِ أن يستغل في الخير» ويمكن أن يستغل في الشرّ؛ وإن لم يستغل في الخير استغُل قِ الشرء وكانت عاقبته عاقبة سيئة .0 ويقول : " إن الصحافة ملزمة في وسائلها بالموضوعية والجدية؛ فإ زللها يترتب عليه زلل أفكار لا تحخصى »٠ وضلالبا يقفوه صّلال عدد كبير من رواد الثقافة ومحبي الوعي”" ونتيجة لهذا الدور عني سماحة الشيخ في مستهل عمره في إيجاد مجلة إسلامية تبث الفكر الإسلامي» فبعدما عُيّن الشيخ مديراً للشؤون الإسلامية في عام 479٠م في وزارة الأوقاف؛ اقترح على المسؤولين أن تكون هناك مجلة تعنى بالقضايا الإسلامية؛ فتأسست مجلة الوحي '" ويضرب الشيخ أمثلة للتربية الفاسدة التي يقدّمها الإعلام»؛ والمفارقة الواضحة في مواد برامجه؛ بل قلبه للحقائق في كثير من الأحيان يقول : ا (١) دور الآباء في تربية الأبناء 1/181 (؟) مجلة الوحي العدد 4 ؟ الصادر في شهر صفر 1744ه / يناير 1874م ص١ (©) لقاء المؤلف مع الشيخ أحمد بن سعود السيابي في من معاز الفكر انوي ل 4901 )يا عند الشيح د اخلى الى ١ "قد تفتتح بالقرآن برامج الإذاعة المسموعة والمرئية وتختتم؛ وما يدور بين الافتتاح والاختتام معظمه حرب على القرآن؛ وهدم لما شيّده”'' بل يجمع الإعلام بين تلاوة القرآن والأحاديث؛ وما بين مسلسلات الإجرام ومسلسلات الفساد بمختلف أنواعها . *" ". "ولقد رأيت بعيني رأسي غيرمرة في إحدى المجلات؛ صوّرت فيه المرأة عارية وججانبها راديو سانيو؛ وقد صُوّرت تستحم وتستمع إلى الموسيقى البادثة من ذلك الراديو» بينما صورت راقصة على نفس الصحيفة على صورة شاشة تلفزيون لأجل دعاية لذلك التلفزيون»؛ ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب؛ بل صورت المرأة وهي مستلقية وكلب أعلاها؛ وتوحي تلك الصورة أنه بمارس الجنس معها". '" *. "هناك ترويج بإعلانات ظاهرة مكشوفة؛ ثم يأتي سطر صغير دقيق لا يكاد بيصره من يبصر؛ فيه تحذير من التدخين ؛ ومن الأمور الفاضحة أن تحارب المخدرات إلى حد إعدام من يتّجر بها؛ وفي الوقت نفسه يتم تداول الخمور والتبغ ونشر هذه المفاسد ؛ وضرر التدخين لا يقل عن ضرر المخدرات»؛ فإن صّحايا التدخين أضعاف أضعاف أضعاف ضحايا المخدرات. "؟ () جواهر التفسير ١/١٠ () تربية النشء ١7 7/١ (؟) تشريعات الإسلام للمرأة؛ الشيخ الخليلي؛» ص71 ١77 (4) منهج إصلاح المجتمع ؛ رقم 4١٠ /ج م م اا افع لازو َي زم »)عند عطقي 4. ومن الأمثلة على سخافة بعض وسائل الإعلام ٠ وسعيها لبدم صرح العقيدة الإسلامية؛ نشر بعض الصحف في بعض الزوايا ركنا ثابتاً هو "ما تقوله لك النجوم" أو أنت والحظ »٠ وغيره من العناوين »+ وهي تربية للأجيال بلغت الذروة في الإفساد؛ يقول سماحته: "نحن نأسف كثيراً أن يكون هذا في بلاد الإسلام؛ في البلاد التي أكرمها الله تعالى بأن تستظل بظل القرآن ' وأن رّ تستظز بمظلة الإسلام ونتست تستضيء بنور الإسلام وهدايته؛ فالملفروض أن تكون هنالك مراقبة على هذه الصحف لثلا تنشر هذا البراء الباطل الذي يث سموماً بين الناس ؛ فتتلقفه تلك العقول الحائرة المظلمة البعيدة عن الحق ؛ من أين لهذا الإنسان أن يعلم مايأني به اليوم من خير أو شرٌ؟ أو سعد أو نحس؟ أو نفع أو ضرر؟ اليوم محكوم بأمرالله؛ وما من يوم إلاّ وفيه الخير وفيه الشر؛ ما من يوم من الأيام إلا وفيه السعد وفيه النحس؛ وفيه النفع وفيه الضرر» فلا معلى لتخصيص يوم بسعد ويوم آأخر بنحس؛ وهل هذا اليوم المخصوص بالسعد لا يصاب فيه الإنسان بمرض ولا يموت فيه؛ بحيث يكون آمنا من الموت أو أن يصاب فيه بمصيية؛ ثم إن النظر في هذه البروج والتعلق بذلك؛ وروز ىكز اداه ع قي وربط حركة الإنسان بحركة هذه الأجرام الفلكية؛ بحيث تعد مود ة واب ا نا َ مسا تعد مؤثرة على طبيعة الإنسان؛ هذا قول باطل لا أساس الحو ١١ من اق » وإلما هو من الأوهام التي زاغت بها هذه العقول الحائرة؛ وذلك ‏ لا ريب .من نأل إل ئى: > - من تاثير المعتقدات الباطلة؛ معتقدات المجوس الذين نوا يعبدون همذ النجو ِ . جوم » ويعتقدون لها تأثيرا في حركات الإنسان في هن هط لفك الززوى ا (1493) آي عند الشع اد لخادل لي وطبيعته''". ويقول مرة :"إن مما يوسف له حقا أن نرى الإسلام ومثله وعقائده وقيمه وأخلاقه في واد والصحافة التي تصدر في البلاد الإسلامية في واد آخر ؛ هذا يدعونا إلى البحث : هل هناك خطة مدروسة لشن هجوم على الإسلام من خلال الصحافة التي تصدر في البلاد الإسلامية نفسها ؟ أو أن القائمين على مثل هذه الصحافة جاهلون بالإسلام؛ لا يفرقون بين حلاله وحرامه؟ إن كلا الأمرين محتمل ؛ ولا يبعد أن يكونا جميعا مجتمعين"" لذلك يدعو سماحته إلى "أن يكون بجانب الإعلام الغازي من الخارج المخالف في قيمه قيمنا؛ إعلام مواجه له؛ لا يعنى إلا بالتربية الصحيحة. '"؛ يقول في كلمته بمناسبة افتتاح موقع " المجرة الإسلامية" على الشبكة العالمية للمعلومات :" ولا ريب أن هذه خطوة بنّاءة في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة » وما أحوجنا إلى استغلال جميع الوسائل الحضارية المعاصرة لإيصال كلمة الحق إلى جميع العالم الذي هو أحوج ما يكون إلى من يرشده إلى سواء الصراط » وينقذه من التردي في هوة البلاك السحيقة؛ وهو اليوم على شفا جرف منها .. إِنَّ نعمة هذه الوسائل يجب شكرها بتسخيرها لدعوة الحق وإرشاد الحاثر ؛ وتبصير الجاهل وإماطة اللثام عن وجه الحقيقة التي يجهلها السواد الأعظم من الناس؛ وما من ريب بأنَّ ترك استغلالها (١) سؤال أهل الذكر ؛ تلفزيون سلطنة عمان (7)مجلة الوحي العدد 74 الصادر في شهر صفر 17448ه / يناير 4174م ص١ () تربية النشء ١ ١71 / أ : من معال الفكر الزؤبوي ا (5868) عند عند الشيع اد الطاب لي قِ الخير يؤدي بأهل الشر أن يشيعوا بها الفساد في الأرض ؛ وتلك هي الطامة الكبرى والعياذ بالله ؛ ألا فلينتبه أرباب الحجى"” ''" كما يحذّر سماحته الآباء من إهمال أولادهم في مشاهدة التلفاز ؛ يقول : " أمّا أن يقف الأولاد أمام هذه الشاشة لينظروا ما فيها من خير وشر ؛ والشر أكثر من الخير ؛ وما فيها من نفع وضر ؛ والضر أكثر من النفع ؛ فإنّ قِ ذلك تدميرا للأولاد ... فعلى الآباء أن يحذروا على أولادهم من هذه الشاشة بكل ما فيها من غ وسمن”" ٠اعتفاد السؤال لقد رسخ في المذهب الإباضي قديماً مبدأ وجوب " اعتقاد السؤال " وهو وسيلة تربوبة فاعلة إلى أبعد الحدود في إرساء دعائم الاستقامة في النفس؛ والسعي الذاتي إليها ؛ وقد أولاه سماحته عنايته؛ وجلّاه بما سيأتي تفصيله في فصل الحياة العقلية ؛ ويعنيني هنا التنبيه إليه من حيث هو أسلوب تربوي فريد؛ بوصفه حركة ذاتية من النفس في طلب الاستقامة على منهج الله تعالى, فعندما يعتقد الفرد بوجوب السؤال عليه في طلب الحكم الشرعي ؛ فإنه لا يقر قراره إلا بالسعي إلى المعبّر أو قل الموجه والمرشد والمربي ؛ سالكاً أي طريق توصله إليه ؛ ليعلم ما يجب عليه اعتقاده ؛ وما يفترض عليه تصوره؛ وما ينبغي عليه أن يقوم به فكره وسلوكه ؛ إنه تفعيل دائم لدافعية النفس إلى طلب المعرفة ؛ (١) موقع المجرة 5/0/71/.21102[878.6010ا (؟) حقوق الأبناء على الآباء ؛ ١٠٠ /أبمعهد العلوم الشرعية م عن عط لفك زو _ي (ده») و عند الشيج اعد احللى وتقويم السلوك ؛ إنه سعي داثم إلى الاستقامة في الدين ؛ يقول سماحته: " إن معرفة الله سبحانه وتعالى إذا قامت حجتها على العبد لم ينفس له لحظة واحدة؛ لأن الإنسان لا يسعه أن يرجع إلى الشك بعد اليقين » أو يرجع إلى الكفر بعد الإيمان ” ''" ويقول في موضع آخر : "حجة الله قد قامت ببعثه الرسل » وإنزاله الكتب ؛ وبالسماع الذي وصل إلى آذان الناس بأن هناك ديئاً ؛ فعلى هؤلاء الذين علموا بأ هناك ديناً أن ييحثوا عن الدين ؛ ومعرفة الله سبحانه وتعالى تقوم عن طريق العقل ؛ أما جزئيات الأحكام الشرعية فهي لا تقوم إلا بالسماع ؛ فمن لم تبلغه هذه الجزئيات ؛ ولم يكن في وسعه الوصول إلى من يبلغه بها ويعرفه بها ترجى له المعذرة " '' وعليه من استطاع إلى ذلك سبيلا فلا يعذر بحال من الأحوال . 5 ناميا لشرنية يولد الطفل عاجزاً محتاجاً لا يقدر على شيء» مفتقراً إلى أبسط أنواع الرعاية . محتاجا إلى أرقى أنواع العناية؛ وأحوج ما يمكن إلى الإعانة؛ فتبدأ أول مراحل التربية ؛ وهي التربية الجسدية؛ لينمو ويترعرع عضواً جديداً في مجتمع متكامل بقيمه وأخلاقه ومحتقداته» ولا شك أن أول بيئة يتلقى فيها الناشئ تربيته هي الأسرة التي كانت السبب في وجوده؛ ولذا كان تأثيرها عليه بليفاً عظيماً فهي التي تحافظ على صلاح فطرته أو تفسدها؛ وأي أثر أعظم من ذلك؟. (١) الجملة وتفسيراتها ٠ صه (؟) خلاف الأمة في القدر ؛ 46 7ج من معائ الفكر الزبوي ا 481 عند الشيخ أعد حلي و تأتي بعد ذلك البيئات الأخرى التي يعدد سماحته بعضها في قوله :"إن المسؤولية في تربية النشء على مقومات الحياة الإسلامية تقع على عاتق الآباء والمدرسين والمجتمع ؛ فللبيت دوره؛ وللمدرسة دورها وللمسجد دوره؛ وللشارع دوره» فيؤدي الكل وظيفته من أجل تحقيق هذه الغاية وهي استقامة النشء على تقوى الله وعلى العمل الصالح” ''' وأبداً بالحديث عن أهم هذه البيئات التي أشار إليها؛ وهي المحضن الأول للطفل الناشئ؛ وقد أولى سماحته عناية كبيرة في وضع أسس بنائها؛ ومنهجية تشكيلها؛ وأصول تكوينها؛ لأنها المؤثر الأول والأهم في نفوس الناشئة»؛ والعناية بهذه المؤوسسة في حقيقته عناية بمستقبل الأمّة ؛ لأن مستقبل الأمة معقود بحالة ناشئتها؛ فبقدر ما تكون هذه الناشئة على خير وصلاح واستقامة وبّر وإيمان؛ يكون هذا المستقبل سعيداً”" الأسرة يرى سماحته أن كل إنسان يرى وجوده مستمراً في عقبه؛ فيحرص أن يكون هذا الامتداد امتداد خير وبركة؛ يقول: "ومن أجل ذلك نجد أن الصالحين يحكي الله تبارك وتعالى عنهم أنهم يضرعون إلى الله وجل لأن تكون ذريتهم ذرية صالحة مستقيمة على درب الخير؛ فالله تعالى عندما ذكر عباد الرحمن؛ ووصفهم بما وصفهم به من الصفات الكثيرة ؛ حكى عنهم فيما حكى قولبم" راهبلا مِن راجا ْنَا عن وَاجَْلْنَ لي ماما" ''' ويمكن (١) التحذير من آفات المجتمعم ص 67 6 5/8 0 حقوق الأولاد في الإسلام 41/مج (؟) سورة الفرقان ؛ الآية 6ل من معلا الفكر الزيوي ٍّ ول 1 عند الت النبخ أمد اللي بعد ذلك وضع مراحل تأسيس الأسرة المخالية في حياتها الراقية في تربية أبنائها في النقاط التالية: اختيا صأ الروجة : ويعّد ذلك من أهم الأمور ؛ لأنّ الأم هي المحضن الأول للطفل. ''' يقول سماحته في بيان تأثير الأمهات : " تأثير الأمهات في الأولاد تأثير بالغ» فريما انتمى الولد إلى آباء غير صالحين؛ فسلكت به الأم مسلك الاستقامة؛ وأقرب مثال إلى ذلك عمر بن عبد العزيز» وأمّه بنت عاصم بن عمر بن القخطاب ١00 وعاصم بن عمر قد تروج تلك الفعاة التي رفضت بشدة الانصياع لأمر أمها حين أمرتها ليلا أن تقوم لتمذق الماء باللبن » فقالت لها : يا أمَّاه »إن أمير المؤمنين عمر نهى عن ذلك؛ فقالت: أين عمر منا الآن؟ إنّه لا يرانا؛ فقالت الفتاة: إن كان أمير المؤمنين عمر لا يرانا فإن رب أمير المؤمنين يراناء فلمًا سمع عمر ‏ رضي الله عنه ‏ كلامها وهو في عسسه الليلي؛ خطبها لابنه» فكان من نسلها عمر بن عبد العزبز» وآباؤه هم بنو أميّة. وسمعت قصة أخرى رواها الشيخ في إحدى محاضراته؛ حكى أن رجلاً طلّق امرأته وله ابن منهاء وبعد سنتين طلب الأب ولذده؛ فرفضت الأم ذلك ؛ فشكاها إلى القاضي الذي كان فقيهاً نبيهاً؛ فسألبا عن امتناعها؛ فقالت: خيّر الطفل 6 وانظر من يختارء فقال: إني اختار أبي ,٠ فقالت المرأة : سله ؛ لماذا اختار أباه؟ فسأله » فقال الطفل: إن أبي يتركني ألعب؛ وأمي تحملني إلى المعلم (١) أسس التربية الصالحة 717 / أ () تربية النشء ١71/ (؟) أسس التربية الصالحة 1/717 يا عنمعال الفكرالؤبوي لي (84)) .عند الشيع قد يوي يدرّسني؛ فقال القاضي: اذهبي به؛ قأنت أولى به من أبيه. ذلك هو أثئر الأمهات البالغ : وعليه يرى سماحته أن تربية الأولاد تبداً من قبل ولادتهم؛ وذلك باختيار أمهم + يقول: تبدأ العناية بالأولاد من قبل وجودهم؛ ذلك لأنُ الرجل يومر بأن يختار الحضن الصالح لأولاده»؛ بحيث يختار المرأة الصالحة التي تكون شريكة عمره؛ والقائمة على توجيه أولئك الأولاد ؛ في بداية تنشئتهم + إلى طريق الخبر والسداد؛ فالحديث "اختاروا لنطفكم فإن العرق دسنّاس * © أمّا المقاييس التي يتم على أساسها اختيار شريك الحياة فقد أوردها الحديث الشريف " تنكح المرأة لأربع" وهذه المقاايس حق للمرأة أيضاً في اختيار شريك عمرها. ويمكن الحديث عنها على النحو التالي : (١) المال: وقد غزت هذه الشهوة الجامحة قلوب الناس في العصر الحاضر؛ وتحكنت قِ عقوليم ومشاعرهم » بعد أن دخلت المرأة سوق العمل» فرغب كثير من الشباب في الموظفات ولو على حساب الدين والخلق؛ ما دامت تدر دخلاً على الأسرة؛ وإن كانت على أقل التقديرات ستقوم بشراء حاجاتها ومستلزماتها من مالبا الخاص؛ ولذا يحذّر الشيخ من الانغماس في أوحال الجشع في شتى صوره؛ يقول:” الواجب على الإنسان أن لا يندفع وراء شهواته؛ وأن لا تغره المظاهر؛ وأن لا يتحكم به حب الماديات»؛ ولكن يضع () أسس التزية الصالفة 1/117 ..- ٍ من معام الفكر القفق َي (68) م عند الشيخ اند الخلدى لي القيم الدينية نصب عينيه ؛ فيختار المرأة الصالحة التي تعينه على دينه ودنياء ؛ وتربي أولاده على الخير" '" وهذا الإرشاد يوجّه إلى المرأة أيضاً في اختيار زوجهاء وموجّه إلى أوليائها للنظر في الوسط الذي يلقون فيه بكريماتهم» حين يحرصون على تزويج الأشرياء دون رعاية للكفاءة في أدنى مستوياتها؛ فلريما انزلقت عجلة الحياة الزوجية إلى غير قرار. (9) الجمال: وهو مخذّر خفي يسري في أوصال الإنسان فيستجيش مشاعره؛ ويصاول اتزانه؛ ويناوش رسيس مبادثه؛ وربما حاول جاهداً أن يعلل الكثير من الأمور التي توهن الإقدام على الزواج على أساس مقياس الجمال ؛ بعد أن خضعت لسلطته مشاعره»؛ واستسلمت لقهره إرادته؛ وانحنت لجبروته هامات عزائمه؛ مدعيَّاً طلب العفة وصون العرض» وسلامة الدين؛ فعندما يحبوه الله بهذه الغانية الفاتنة؛ لن يمتد طرفه إلى ما متّع الله به أزواج الآخرين؛ قاذفاً وراء ظهره صرخات العقل المدويّة؛ إنها خضراء الدمن؛ حتى إذا نال منها وطره بدرجة فوق الإشباع؛ ثاب إلى رشده؛ ورجع إلى وعيه؛ فرأى جلياً واضح الملامح ما كان يغشّيه قبل من غبش التصور للحقيقة؛ من هنا ينبّه سماحته إلى ذلك بقويله : "لقد حذّر ول من خضراء الدمن؛ وعندما سثل قا قال : المرأة الحستاء في المنبت السوء " ”"داعياً الإنسان إلى أن لا يندفع وراء شهواته؛ فإ الجمال زائل لا محالة؛ ويبقى الدين والخلق؛ وقد أسلفت أن (١) تربية الأولاد 6١٠٠/7 أ (؟) أسس التربية الصالحة 7١١ 1 /أ. عناعغا! الفكرالزبوير م (08 ]عند الئيع اعد احدلى لي الخطاب موجه إلى الجنسين؛ فكما يحرص الرجل على أن يختار امرأة جميلة تحرص المرأة كذلك على أن تختار الرجل الوسيم؛ وربما أوقعها ذلك في مغبّة عظيمة قاست فيها الويلات مدة حياتها؛ وتجرّعت فيها الغصص طول عمرهاء فقد تتعرف على شاب وسيم؛ يبتسم لها بخبث حتى يوقعها في شرائكه المعقدة؛ فإذا به يستحوذ على قلبها دون أن تعرف خلقه ودينه؛ ونسبه ومن أي الأصقاع؛ فتجد نفسها بواقع تلك النظرة العجلى قيد الأسرء ولا غرابة حينذاك أن تلقي له بقصاصة قد كتب عليها "لفت انتباهي ؛ أرجو الاتصال على الرقم التالي ...... ” فسبحان الله الحليم الكريم . () الحسب والنسب: وهو كل ما يحسب للمرأة؛ ويعدٌ لها مع نسبها الرفيع؛ ويعتنى بهذا المقياس ‏ في كثير من الأحيان ‏ رغبة في المباهاة والتفاخر ؛ وذلك عند أولئك النفر الميّمين بحب المظاهر» المفتنونين بحب الظهور والتقدمة؛ فيقال: تحته أبنة فلان؛ ولو كانت ابنة فلان هذه لا توازن فتيلاً؛ ولا تعادل نقيراً؛ وحقيقة الأمر أ الشأن كل الشأن في ذلك هو رغبة الأولياء أو رغبة الفتيات حين يخطب فلان من الوجهاء لابنه؛ أو علّان من الأعيان لنجله؛ وإن كان ذلك الوجيه وجهه كقفاه؛ أو تلك العين دمعها سرب» وإن كان الولد لا في العير ولا في النفير» كالوتد في خمول ذكره؛ لا يعباً به كاللقا؛ لا يحرك ساكناً ولا يفني فيلاً »وصوت الحق سبحانه يح مسامعهم "ذخ في الصُورٍ قلا أنسَاب ينهم ْم و يتَسَاءلُونَ "''". وماذا يجدي النسب مع عدم الاستقامة على أمر الله ؛ يقول سماحته في أحد أجوبته: " إن العبرة بالاستقامة على فم #نامظ الئار الذدي يا (70) ا عند الع اعد اخيى لي التقوى لا بالأنساب والأحساب ؛ فالله تعالى يقول :" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " والنبي #8 يقول :" لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" ''".... والنبي فَ# تزوج من غير العرب ؛ فقد تزوج صفية بنت حيي الإسرائيلية وكانت سبية في غزوة خيبر» ومن هو أعرق نسبا ؛ وأرفع حسبا من النبي و4 الذي هو سيد العرب والعجم ؟”"' وذلك لا يعني أن لا يرعى المتزوج أن تكون شريكة حياته»؛ ورفيقة عمره من أسرة أصيلة في الفضل والعلم والصلاح واللسب ؛ ولكن ليس التسب وحذه بمجد مع فقدان الدين والصلاح. (4) الدين: من المعلوم أن النبي # أوصى أمته حال اختيارهم أزواجهم أن يقدّموا الدين على غيره؛ وعدٌّ ذلك ظفراً» ودعا لصاحبه خيراً؛ لأدّأصلاح المرأة يمني صلاح الذريّة؛ وصلاح الذرية يعني صلاح المجتمع فالأمة فالإنسانية يقول سماحته :” لا ريب أن استقامة المرأة من أسباب استقامة المجتمع » فبقدر ما تكون عليه المرأة من استقامة وصلاح واتباع لأمر الله وتَجنّب لمانهى عنه؛ تكون النتيجة في المجتمعات التي يتربى فيها الذكور والإناث نتيجة إيجابية؛ لأنّ الأم هي المدرسة الأولى» وإذا كانت تربية الأم تربية سلبية فإِنّ تربية الجيل كله سوف تكون سلبية.".؟ وتستطيع المرأة التي تربت نفسها تربية حسنة؛ وأدركت أبعاد مسؤولياتها في مملكتها الضخمة أن تسير بقافلة الحياة الزوجية سيراً سليماً» تنأى (١) رواه أحمد رقم 77077 () فتاوى النكاح ؛ الشيخ أحمد الخليلي ».دار الجيل ط 477 اه 7١٠1م ص47 18 (©) تشريعات الإسلام للمرأة ؛ ص م عنما الفكر الزبوي ني [1816) اي عند الشيع اعد اخلى لي بها عن المخاطرالمحدقة؛ والمهددات الخطرة؛ بل باستطاعتها إن فرض عليها الزوج إرادته المنابذة لإرادة الشرع أن تحُول حياة الأولاد عن مجرى حياة أبيهم؛ وحياة ذويهم كذلك إذا كانت حياتهم غير مرضيّة ؛ فتلك لعمري مسؤوليتها أمام أولادها قبل ربهاء يقول سماحته :” والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها؛ فهي مسؤولة عن تربية أولادها في بيتها؛ وإسعاد الأسرة فيه”؛ فإذا غُلِمَّ ذلك بدت أهمية حسن الاختيار على درجة كبيرة من الأهمية؛ وبات عنصر الدين هو الأهم بالنسبة إلى غيره ؛ لأنّه باق مستمر ‏ بمشية الله بقاء حياة الزوجين؛ أما الحطام والجمال؛ فظل زائل» وفقاقيع تتلاشى»؛ ويهارج وتجدر الإشارة هنا إلى قضية معاصرة مهمة»؛ تتلخص في مخادعة الصالحين والصالحات أنفسهم في تسويغ اختيارهم في الاقتران بمن لا يتحقق فيه شرط الدين بمفهومه الصحيح؛ فترضى الفتاة بفتى وسيم ؛ أو ثري أو نحو ذلك؛ متجاهلة الدين» حتى إذا وضح الصبح لعينيها؛ وافتقرت الخلايا إلى باعث الشهوة المتدفقة؛ وبدأت الأحلام تتبدد شيئاً فشيئا * قالت: ياليتني قدّمت لاختياري؛ فيومئذ لا تنفعها ياليتني؛ ولا تغني عنها واحسرتاه على ما فرّطت؛ وضرر اختيار المرأة أكثر بكثي رمن اختيار الرجل؛ فهي ليس لها أن تستبدل زوجاً مكان زوج ولوآنته قنطاراً إلا بإذنه ورضاه؛ وقد يقع الشاب الصالح أحياناً فريسة شهوة 'جامحة؛ ودغدغة جمال فاتن؛ وإحداق حسن باهر؛ فينسى أله طالما كان جائعاً فشبع حتى لا مزيد؛ وعطشان فارتوى؛ ومرهقا فاستراح؛ وهكذا تسكن عاصفة الشهوة بعد هيجانها؛ وتخمد نارها بعد من معال الفكر الوتزيا _سثر 68 )) و عند الشيخ اد الى لي اشتعالها؛ هناك يتذكر الزوج الأولاد؛. وسعادة الحياة؛ ولذا يطلق الشيخ التحذير من الانسياق وراء نداء الرغبات الجامحة؛ ويدعو الإنسان أن يؤثر الدين على كل شيءء؛ فإذا وجد الفتاة المتدينة الجميلة الحسيية الثرية فبها ونعمت ؛ فتلك خير متاع الدنيا» وإلا فلا تفريط في الدين؛ وليس المقصود هنا الحديث عن الزواج بالمتدينة مع غض الطرف عن باقي الصفات ؛ وأنما المعني بالكلام أن يؤثر الدين ولا يفرّط فيه؛ وكم هن جميلات أولئك المتدينات جمالاً داخلياً نفسياً وخارجياً» فجمعن أطراف الحسن؛ وتدثرن برداء الجمال؛ فتعيش الأسرة في سعادة وهناء لا يعرفها إلا أولئك الذين اقترنوا بمن أذقنهم الويلات بتفريطهن في دينهن بعد أن يتم اختيار الزوج زوجه؛ وينتقل إلى مرحلة التحول من العزوبة إلى التأهل » فلا بد من إشهار زواجه؛ فتأتي مرحلة العقد فالعرس. الأعرا ل بعد أن يتم العقد ولو بحضور شاهدين يكون الإسلام قد أباح للرجل من امرأته ما لم يبحه له من قبل ؛ من الخلوة وغيرهاء ولكل مجتمع عاداته في الاحتفال بهذه المناسبة؛ غير أن الإسلام يضع ضوابط لسلوك المجتمع بأسره؛ فضلاً عن الزوجين في احتفالبما بعقدهما؛ وقد انتشر في أوساط الكثيرمن الناس عادة سيثة دخيلة هي لباس الدبلة؛ بحيث يُلبس الرجلُ المرأة» والمرأة الرجل؛ يقول سماحته : "إلباس الرجل للمرأة والعكس في الخنصر اليسرى من يده كل ذلك إنما جاء من الغرب؛ وهذا مبني على خرافة وهمية لا أساس لها ل )ال لاض امد طق لي م اط حر د من الصحة» فالغربيون كانوا في عهود الرومان يعتقدون أن القلب ينبض قِ المخصر اليسرى وكانوا يعتقدون أ المرأة إن ألبست الرجل في خنصره خاتما من حديد أسرت قلبه؛ وإن ألبسها خاتماً من حديد أسر قلبهاء ثم تطوّرت العادة مع مرور الزمن من خاتم الحديد إلى خاتم الذهب؛ وعندما رمتنا أوروبا بكل عاداتها السيئة ومفاسد أحلاقها تأثرنا بذلك؛ وإذا بالناس يقلدون الأوروبيين في هذه العادة؛ مع أنها خرافة لا أساس لها من الصحة؛ مع أن كثيراً من الزواج الذي يكون بهذه الطريقة ينتهي إلى الفشل الذريع ؛ وكثير من الزواج الذي لا يكون بهذه الطريقة ينعم الزوجان فيه بالاستقرار والطمأنينة والحياة السعيدة الوادعة الآمنة؛ وكذلك إحضار الكعكة؛ وإلقام الرجل لزوجته وإلقامها له؛ كلها عادات لا تمت إلى ديننا الإسلامي بصلة”'' وقال في موضع آخر عن هذه العادات :” وقد فتن بها كثيرمن مرضى القلوب في بلاد الإسلام ( وتعظم في عين الصغير صغارها) وأصبحت من عناوين التقدم ؛ وشارات الرقي؛ وما هي لعمري إلا من دلائل التأخر ؛ وشواهد الانحطاط ‎ "‏ ‏ومن العادات القبيحة المخالفة لمنهج الإسلام ما يكون عند البعض في تحديد موعد عرسهم ؛ وذلك بأن ” يحرص الإنسان أن يسأل عن المنزلة عندما يريد أن يتزوج؛ فإ البحث عن هذه المنزلة أهي مناسبة أو غير مناسبة؟ إنما هو من تأثر هذه العقول بهذه الأوهام والخرافات التي هي موروثة عن هؤلاء الذين كانوا يعبدون هذه النجوم ويقدسونها " ”"؛ أو أنه لا يكون عرسه في صفر أو (١) عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ ؛ إصدار مكتبة مشارق الأنوار. () كتاب فتاوى النكاح ؛ ص١١ (©) سؤال أهل الذكر ؛ حلقة في لتلفزيون سلطنة عمان : من معاز الفكر لتقي (ك) لي عند الشيج ند اذى لي بين العيدين الفطر والأضحى؛ وقد حذر الشيخ من هذه العادات جميعها؛ قولا وتطبيقا فكان عرسه ما بين العيدين؛ وها هي حياته تسير بحمد الله . على منهج الله سعيدة مطمثة. ومن العادات التي بدأت تنتشر في أوساط الناس إلباس العرس ثوباً يعرف عند الناس باسم (فيلي) وهو ثوب أبيض واسع الأطراف ؛ ضيق على الجسم ؛ يقول سماحته عن هذا الثوب : " الغوب الذي يصف لا يجوز للمرأة لبسه ؛ وإرخاء الذيل أكثر من ذراع لا يجوز للمرأة المسلمة * '" وبعد انتقال المرأة إلى بيت الزوجية؛ فلتعلم ما لها على زوجها من الحقوق؛ وما لزوجها عليهاء؛ ويتصدر ذلك حفظ دينه وعرضه بشتى الوسائل من الزينة وغيرها ء يقول سماحته:” تصنع المرأة من الزينة ما تشاء إذا كان ذلك للزوج لا لغيره"؛ ''' وحقوق الزوجين مبثوثة في كتب الفقه؛ ولا حاجة لذكرها هنا. تريةٌ ل ث2 ليست تربية الأولاد مسؤولية الأم وحدفاء ولا الأب وحده؛ وإنما هي مسؤولية مشتركة بينهماء والدور الأكبر خصوصاً في المراحل الأولى من عمر الطفل يقع على عاتق الأم »٠ يقول سماحته: "ومسؤولية إصلاح البيوت وتربية () سؤال أهل الذكر ؛ حلقة في لتلفزيون سلطنة عمان () محاضرة لسماحته بنادي الطلبة العمانيين بالأردن َ من معالٍ الفكر البو فقه ( ١ عند الشيخ أمد اخليلى ٠ الأولاد يشترك فيها الرجال والنساء؛ ودور المرأة قٍِ هذه المسؤولية دور كبير» فالولد أول ما ينشأء ينشأ في حضن الأم"!" ولكن تربية الولد في بعض مراحل عمره تقع على عاتق الأب أكثر من وقوعها قٍِ عاتق الأم وعلى الأب بذلك عدم الاشتغال عنهم بجمع ما يزيد عن حاجتهم في حياتهم الزوجية من حطام الحياة الدنياء يقول سماحته: " ولكنٌ الولد يخرج إلى أماكن لا تعرف الأم عنها شيثاً؛ فماذا عساها أن تصنع ؛ فالأب عليه تربيتهم فيما لا تستطيعه الأم» وإن كان الكسب زائداً على الكفاف فعليه أن يهتم بهذه الثروة وهم الأولاو" !"© منهجية تربية الأولاد حتى سن البلوخ يمكن تلخيص توجيهات سماحته في تنشئة الطفل وتربيته التربية الصالحة منذ ولادته حتى سن البلوغ في الملاحظات التالية: ١ الأذان في مسامعه : يقول سماحته : "بعد الولادة ينبغي أن يقرع مسامعه صوت الحق صوت الأذان »٠ فيستيقظ ضميره على الحق وأفضل عبادة” ب فيؤذن على أذنه اليمنى وتقام الصلاة على أذنه اليسرى؛ ليسمع بكلتا أذنيه () لقاء الصحفي الكويتي جراح الشمري مع سماحته بدولة الكويت (؟) تربية الأولاد 77١٠/1 (©) تربية الأولاد 1/17 : من معال الفكر الّبوي ها (127) آي عند الشيح اهد ادلي ل صوت الحق؛ يسمع الله أكبر ولا إله إلا الله؛ حتى تنغرس في نفسه معاني هذه الكلمات " "". 7. حسن اختيار اسم المولود؛ يقول "ويحسن أن يكون كأسماء الأنبياء والصالحين" "". وينبه الشيخ إلى ذلك حين شاع في أوساط المسلمين تسمية أبنائهم بمن يسمونهم نجوم الفن من المغنيين والممثلين؛ وذلك بواقع تأثير الغزو الإعلامي في بيوتهم؛ كما تعشق الناس اليوم تسمية أبنائهم بالتسميات النادرة الغريبة؛ فنجدهم يبحثون» هل سمي أحد بهذا الاسم من قبلنا؛ وإن كان ذلك الاسم يثير الشؤم؛ أو ربما استحى منه الطفل وخجل بين أقرانه؛ وربما نشأ على استقامة فيخجل من اسمه حين يوافق اسماً من أسماء المنحطين خلقياً في التأريخ القديم أو الحديث؛ أو اسماً ييعث دلالة تغزّل كأسماء البنات؛ نحو "ناهد" مثلا ‏ وما أشبه ذلك؛ لذا كان حفظه الله يوصي الناس بحسن اختيار الأسماء لأبنائهم. 7 تقديم النسيكة في اليوم السابع أو بعيده؛ يقول سماحته: وهي أن ينسك الإنسان للمولود بعد بلوغه سبعة أيام؛ ثم من بعد لا بأس ما بين سبعة أيام وخمسة عشر يوماً؛ ينسك للذكر بشاتين وللأنئى بشاة واحدة؛ ذلك من السنة؛ وقد فعل النبي و ذلك في السبطين الكريمين " ". (١) أسس التربية الصالحة 17١7/أ » وانظر حقوق الأولاد ج/91 (؟) حقوق الأولاد 41 7ج () تربية الأولاد ١١7 / أ يا «ناععا الفكرالزنوىر ني (ح») ا عند الئج هد اطي إلى تعليمه معرفة الله وغرس العقيدة الصحيحة في نفسه؛ يقول سماحته : "فعندما يعي ويبدا التمييز يؤمر الوالدان بأن يعرّفاه بأنّ له إلها معبوداً خالقاً؛ رازقاً واحداً أحداً فرداً صمداً؛ يدبّر الكون؛ ومنه المبدأ وإليه الرجعى" ".ثم يعرفانه بنبيه محمد و ويعرّفانه بكتابه القرآن الكريم » ويعرفانه الإخوان الذين يرتبط بهم؛ وهم المسلمون؛ وعندما تنمو مداركه يعلمانه أركان الإسلام الخمسة؛ ثم أركان الإيمان الستة ” "'.ويغرسان فيه العقيدة الصحيحة وصفات لله تعالى؛ ويعلمانه الصلة بالله؛ بحيث برد كل شيء إلى الله؛ لأنه هو الذي صرف هذا الوجود؛ وهو الذي يمن بالخير على عباده؛ وهو الذي يرفع الشر دنهم؛ ويذكرانه بكل نعمة إنها من عند الله؛ وأله يجب عليه أن يشكر الله على نعمه !" ٠ تعليمه القرآن الكريم؛ ويكون ذلك في سنّ الدراسة؛ يقول سماحته: تعليمه قبل كل شيء القرآن؛ وتلاوته وحفظه؛ وتفهيمه ما يفهم من معاني القرآن؛ كما يدل على ذلك حديث رسول الله و4 علّموا أولادكم القرآن؛ فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو" ''' ويقول: ” خيركم من تعلّم القرآن وعلمه" " ويفهم معانيه بما يستوعبه ويحتمله فهمه؛ ويسعه إدراكه” '' (١) أسس التربية الصالحة 1/711 ٠ وانظر حقوق الأولاددج/41 (؟) تربية الأولاد ١١٠/ تربية النشء 1/711 (©) لقاء الصحفي الكويتي جراح الشمري مع الشيخ الخليلي () الجامع الصحيح ؛ الإمام الربيع بي حبيب + رقم ؟ (©) رواه البخاري رقم 47774 ؛ وابن حبان رقم 18١ » وأبو داؤد رقم 407١ والترمذي 11 ؛ وابن ماجه ١١7+ وغيرهم من ممالا الفكر لز 1 ىِ 0 0 > ف ا عنذ ١ ب الشيخ اد اس لد يأ اع ا : ل : »> 5 ١ , 8 الع ! ل "م 15 8 5 ٍ 5 ا إ 0 بر لبا ا مر اب نكا 7 اجتناب هجر الكلام: يقول سماحته:” على الوالدين أن يسعيا جهدهما أن يجنباه هجر الكلام ِ أي قبيحه "0 فلا يسبانه ولا يشتمانه بالكلمات البذيكة ”!" كأن يقولا له: يا حمارء وأنت حمارلا تفهم 6 وأنت كلب لا خير فيك ؛ ومالك غبي هكذاء أو أيها الخسف؛ بمعنى البليد الذي لا يحسن التدبير» فإنه يتعلم منهما هذه الشتائم 6 ثم يقوم بدوره بإسقاطها على الآخرين فضلاً عما تتركه من أثر سيء قِ نفسه» فيشعر بالإحباط ؛ ويس بنوع من الاشمئزاز من أسرته فيكثر الخروج ٠ وهنا تتلقفه الفكات الضالة ل ويجحرفه التيار. إن للكلمة لأثرا لا يدرك كثير من الآباء مداه؛ ومن ذلك دعاء الوالدين المتكرر عليه ؛ حين يضيق ذرعهما بتصرفاته» وعند العمانيين تنسمع العوام وأشباههم (١) حقوق الأولادج/٠9 » أسس التربية الصحيحة 711/أ؛ تربية النشء 1/111 زف حقوق الأولادج/41 () تربية النشء ١71 1/7 . من معاإ الفكر الزبوي لي )و عند الشيغ اد الخللى الى يوجهون الكثير من الدعوات إلى أبنائهم؛ مثل: الله يقرعك قرعة - الله يصرفك -- طفر من قبالة وجهي - علّك ماتشاف ...إل ١ غرس العادات الحميدة والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة ليتربى عليها؛ ويعتادهاء حتى تصبح سجيّة من سجاياه؛ وخصلة من خصاله؛ ويبحث سماحته الآباء في مواطن كثيرة على "غرس الأخلاق الفاضلة؛ والمعاملة الحسنة؛ ففي الحديث: إن أحبكم إلي وأقريكم مني مجلساً يوم القيامة أحاستكم أخلاقاءٌ وإنّ أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون لمتفيهقون» وقد كان خلقه و القرآن كما أخبرت السيدة عائشة بذلك" ''أوفي لسؤال وجّهه إليه صحفي من الكويت عمًا حرص سماحته على زرعه في أبنائه؛ أجاب سماحته :" أنا دائماً أحرص على نصحهم بالأخلاق الفاضلة؛ وأن يوفّروا الكبير, ويرحموا الصغير؛ وأنصحهم بأن يحرصوا على طلب العلم» وأن يسعوا من أجل السباق فيه؛ قدر المستطاع." ومن أهم هذه القيم التي ينبغي غرسها في الطفل: - عادة الصدق في الحديث؛ واجتناب الكذب فقد سمع النبي # امرأة تقول لولدها: تعال؛ فقال لبا: ماذا تريدين أن تعطيه؟ فأخبرته؛ فأخبرها بأن لو لم تعطه لكانت في حكم الكاذبين " - توقير الوالدين والبربهما؛ وحقوق الأرحام '". (١) أسس التربية الصحيحة 717/أ )0 لقاء الصحفي الكويتي جراح الشمري مع الشيخ الخليلي (©) تربية الأولاد 7١٠ / 1 + حقوق الأولاد ١او/ج (4) تربية النشء ١١7 1/7 هن مما الفكر الزبوي ٍ نيح 1 عند ل ٍِ جٍ اعد الى - الأمانة؛ وعلى الوالدين أن يعظُما من شأنها '". - | لرحمة بالمساكين والرفق بهم؛ والرفق بكل المستضعفين . - الرفق بالحيوان. - الإحسان إلى الجيران؛ وأ لبم حقوقاً بالغة؛ ولو كانوا على غير الإسلام. _ إغاثة الملهوف ٠+ ونصرة المظلوم 00 - التقزز من معاصي الله ظاهرها وباطنها”" - السخاء قِ سبيل الله + وحب الخير للإنسانية كلهاء والأمة الإسلامية على الخصوص *' - القناعة وعدم الطمع فيما بأيدي الناس ب - الحياء والعفّة؛ فإنه شعبة من الإيمان؛ كما جاء في الحديث؛ ومن لا حياء له لا إيمان له.ويغرس به الحياء من الله فلا يعصيه ٠ والحياء من حرمات الناس أن ينتهكهاء والحياء أن يأتي بشيء من المعايب. إن سُلّم القيم كبير؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أهم وسائل غرس هذه القيم ٠ حيث يشير سماحته إلى ثلاث منها: - تحديثه عنها وتحبيبها إليه. (١) أسس التربية الصالحة 717/أ (؟) تربية النشء ١١٠7 / أ (؟) تربية النشء ١١7 / أ () تربية النشء ١1/71 (9) أسس لتربية الصالحة 7١1 /أ. يناغا الفكر الززوي يا (28)) عند الشع اعد اخلىق إلى - القدوة العملية في الوالدين. - وضع المسائل العلمية فيها '" بعد ذلك تأتي المتابعة الحثيثة لمدى التزامهمم بهذه الأخلاق ؛ يقول سليمان ابن الشيخ أحمد الخليلي: إن الشيخ يتابعنا كثيراء ويراقب سلوكنا بدقة متناهية؛ وكثيراً ما يستدعينا؛ فإذا طلب أحدنا ورأينا في وجهه الغضب؛ فجميعنا يسترجع ماضيه كلّه؛ ويتهياً للنقاش ؛ وحتى عمّي حمود نَّا يستدعيه والدي يحسب حساباته كلها ؛ أمّا نحن فقد يصل الحال بنا إلى بعض الضربات الساخنة الشديدة أحياناً؛ ولا يقتصر المقام على مجرد القول أو التوجيه.'" ؛ ولا أدل على ذلك من قصة ابنه الذي عير ذلك الطفل عند سكونه بعد مرحه الزائد؛ فعزّر الشيخ ولده وطلب منه التوبة. وساخص وسيلة التربية بالقدوة بالحديث ‏ فيما بعد نظراً لأهميتها من ناحية؛ ولتأكيد سماحته عليها كثيراً من ناحية أخرى ؛ يقول سماحته :”على الآباء والأمهات؛ وعلى المدرسين أن يهتموا كل الاهتمام أن يكونوا هم القدوة لبؤلاء الأولاد إلى الأوج الشامخ " ويقول: ومما يجب على الأبوين في تربية الأولاد أن يحرصا دائماً على طهارة اللسان؛ بحيث لا يتعرّضان لأعراض الناس؛ بحيث ينعتان الناس ويذكران مساوثهم؛ حتى لا يتأثر الأولاد بذلك فيقلّدوا آباءهم؛ وكذلك (١) أسس التربية الصالحة 717/أ. () لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن أحمد الخليلي. (©) تربية الأولاد 7١٠/41 أسس التربية الصالحة 1/717 م عن عالق انبرقي زح ا عد الئع أهد اطلل لي النميمة أو احتقار الناس وما هو فساد من القول '' ومن الأمثلة على ذلك؛ أن يدخّن الأب أمام ابنه؛ فإنه يتعلم منه السلوك السيء» ومن ذلك أن يرن جرس الباتف ؛ فيقول الأب لابنه رد عليه؛ وقل له: أبي غير موجود ؛ بل يحترز الآباء أن يعدوا أولادهم بشيء لا يحققونه لهم ؛ إذ يتصور الطفل أن أباء يكذب عليه ؛ أو يخدعه إلا أن يبدي لبجم عذره في تقلب رأيه؛ وما اعترضه من الظروف التي تحول بينه وبين تنفيذ وعده ؛ حتى لا يسجّلوا عليه خيانة أو إخلافاً للوعد. 4- تعليمه الصلاة وما لا تتم إلا به من الطهارات» وآداب قضاء الحاجة والغسل من الجنابة؛ ومن الحيض للصبيّة؛ كما يعلمانه التفرقة بين الأركان والسنن في الوضوء؛ ويكون ذلك في سن السابعة؛ وعندما يتوانى عن ذلك بزجرانه من غير ضرب؛ حتى يبلغ عشر سنوات ؛ فعندما يقصر في الصلاة بعدها يضربانه؛ ففي الحديث " مروهم بالصلاة لسبع واضريوهم على تركها لعشر؛ وفرقوا بينهم في المضاجع " وهذا الأمر للوجوب؛ والطفل إن لم يتعود على الصلاة قبل الحلم وجد مشقة فيها بعد الحلم "" 4 المحافظة على العبادات: وفي مقدمتها إقامة الصلاة» فيأخذ الوالد أولاده إلى المسجد؛ وعليه أن يخبرهم وهم صغار أنه ذاهب إلى المسجد للصلاة؛ فتعلق قلوبهم بالمساجد. د () أسس التربية الصالحة 717/أ ٍِ () أسس التربية الصالحة 7١١7/أ؛ تربية النشء ١1/71 تربية الأولاد 1/11 حقوق الأولاد 51/ج. () تربية الأولاد ١٠/1 حقوق الأولاد 51 /ج. عن عمال الفكر الزنوي يا (490) ا عند اشع لد طفق لي ٠ التفريق بينهم في المضاجع : وذلك عندما يبلغ الأولاد عشر سنين؛ يقول سماحته :” التفريق في المضاجع لعشر سنوات بين الذكور والإناث ؛ بحيث لا ينامان في غرفة واحدة؛ وقال بعض أهل العلم يفرّق بين أفراد الجنس الواحد؛ بحيث يكون بينهم فاصل ''' وقال في موضع آخر: هذا التفريق على قسمين بالنسبة إلى الجنس الواحد ؛ الذكور وحدهم؛ والإناث وحدهن؛ ثم التفرقة بينهم في المضجع الواحد؛ بحيث لا ترك الذكر مع الذكر» ولا الأنثى مع الأنثى ''" أمّا بالنسبة إلى الذكور والإناث فإنهم يفرّقق يينهم في الغرف التي ينامون فيهاء فلا ينام الذكر والأنثى معاً في غرفة واحدة بعد بلوغ عشر سنوات؛ لأ هذه المرحلة مرحلة استيقاظ الغرائز في الأولاد. وهي مرحلة صعبة جداً؛ وقد يدفع كل من الذكر والأنثى إلى ما لا تحمد عاقبته. وقد ذكر الشيخ ‏ حفظه الله دليلاً واقعياً من حياة الناس يبيّن خطورة عدم المبالاة بهذا الخلق الإسلامي الرفيع؛ يتلخص في قضية رفعت إليه عن أخت تنام مع أخيها في غرفة واحدة؛ ما أدى الأمر إلى أن تحمل الأخت من أخيهاء فكم هي الفاجعة أن تفقد الأم فلذتين من كبدهاء؛ ثم تستمر ذكرى المأساة في حفيدها؛ ابن ابنها وابن بنتهاء تعاني تربيته بدموع تذرف؛ وقلب يتفطر» وكبد تحترق ؛ وتستمر الذكرى ما بقي شاباً وكهلاً؛ حتى يرحل عن الحياة الدنياء فكم هي المأساة في فجاعتها؛ ومما يتصل بهذا أن يحرص الآباء (١) تربية الأولاد ١/1 (7) أسس التربية الصالحة 1/1117 م ماع الك الزيدي__ [(3/)) و عند الشع اعد اطي لي على الابتعاد التام عن كل ما من شأنه أن يثير غرائز الأولاد يقول سماحته :” على الآباء الابتعاد بالأولاد في هذه المرحلة عن كل ما من شأنه أن يثير الغرائز» ويؤجج الشهوات )0 ويجب الاحتراز من تأثير وسائل الإعلام عليهم "لما تنفثه من سموم؛ تفتك بالأخلاق؛ وتدعو إلى هتك الأعراض؛ خصوصاً بهذا الزمن الذي تعددت فيه القنوات الفضائية؛ إضافة إلى شبكات الإنترنت ذات المواقع الخليعة الماجنة؛ وكم شاهدت صغاراً في سن المراهقة يتهافتون على هذه المحطات؛ دون رقابة من أولياء أمورهم؛ ولا من المجتمع الذي يسعى فيه تجار الفساد إلى ضرب أساسات صروح الأمة بمعاولهم القاسية؛ حين يبذرون بذور الفساد في نفوس الناشئة الصغارء وهم في عفويتهم لا يدركون خطورة الأمرء ولا النتائج البعيدة لبذه السلوكيات الخاطئة؛ إلا بعد أن يكون قد فات الأوانء ويتجرع الناشئ العظائم؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد. ١١ تعليم الأولاد العلوم النافعة التي تقربهم إلى الله تعالى زلفى؛ والعلوم التي تنفعهم في حياتهم الدنيا '' ويعرف الناشيء بسير الصالحين من الصحابة والتابعين» وقادة المسلمين المستقيمين؛ ليتعلق بسيرهم ويحذو حذوهم»؛ ومن الناحية التخصصية يوجّه إلى التخصيص الذي يتلاءم مع ملكاته ورغباته؛ ولا يهمل الجانب الفقهي؛ فإن الإنسان مهما كان تخصصه العلمي؛ واختصاصه (١) أسس التربية الصالحة 17١ ؟/أ (؟) حقوق الأولاد ١4/ج () حقوق الأولاد خ/ج. يا عن مع الفكر الزنوير لي [401) ا عند اشح اند امبر م العملي ؛ عليه أن يعبد الله على بصيرة؛ ولا تكون العبادة مستقيمة إلا بالفقه مع دين الله. )0 ْ 7١ تعويدهم على الصيام + مع تعليمهم حكمته وأحكامه ونوا قضه '" ويقول سماحته:" عندما يكون قادراً على الصيام؛ فعلى أبويه أن يعوداه على الصيام في السابعة؛ أو الثامنة؛ أو التاسعة, "" ١١ تعويلهم على تحري الحلا ل قٍِ مطعمهم وملبسهم » فالغذاء الحلا ل عنصر مهم في تربية الولد التربية الصالحة التي تسير على منهج الله .يقول سماحته: ١- أن يحرص الأبوان على الغذاء الحلال في أنفسهما ؛ لأجل أن يقتدي الولد بهما في ذلك؛ وأن يفرسا في الأولاد كره الحرام والاستهزاء منه؛ حتى لا يطمعوا قٍِ شيء من المحرمات" ب 7 أن يعوداه على الحلال الطيب ١" ويعلماه أن البقاء على الجوع والظماً خير له من أكل الحرام؛ '“فيختار الطعام الحلال؛ ويبينان له أن الحرام يفضي به إلى النار *' ؟ . فللغذاء الحلال دور مهم في استقامة الطفل على السلوك الحسن؛ وذلك حين يتربى على القداعة وترك الطمع ٠.٠ خاصة عندما يرى أبويه على (١) أسس التربية الصالحة 1/717 (؟) تربية النشء ١١7/ل حقوق الأولاد 851 /ج () أسس التربية الصالحة 1/717 (4) أسس التربية الصالحة 1/717 (0) تربية النشء 1/711 () حقوق الأولاد 4/ج و معطا الئار اترى ل () و عند الئع اعد اخيل لي ذلك يقول سماحته: "لقد كانت المرأة في السلف تمسك بتلابيب الرجل وتقول له: اتق الله في مكسبك ؛ فلا تطعمنا الحرام" (؟ - تجنيب الأولاد رفقاء السوء؛ يقول سماحته:" على الآباء أن ييجنبوا أولادهم رفقاء السوء؛ وهي من أهم الواجبات ؛ وعلى الأب أن يتابع ذلك ويراقبه” "" وما ذلك إلا للأثر البالغ من القرين علىقرينه ؛ فكيف إذا كانت الرفقة في مجموعها سيّة؛ فمهما يكن الولد صالحاًء فإن إدمان الطرق الخبيث على قلبه لا شك أنه سيوهنه ؛ فيفتح أبوابه للشرور» ولو كان شيئاً يسيراً منها سرعان ما تستفحل ؛ فتصبح جحيماً لا يطاق . - الاستعذان : وهو سياج منيع للأسرة المسلمة؛ يحميها من الكثير من الشرورء يقول سماحته: ” وقد أحاط الإسلام الأسرة المسلمة بسياج يمنع تسرب أي تلوّث إليهاء؛ مثال ذلك نظام الاستكذان وهو يضبط الحياة الأسرية ضبطاً محكماً” '" ويقول في موضع آخر: " على البالغين أن يستأذنوا في مطلق الأوقات ؛ الاستئذان العام ... فإ رؤية الطفل لأبويه في بعض الحالات التي تكون بينهما قد تسبب ردة فعل نفسية وعصبية وخلقية في نفسه كما يقرّر ذلك علماء النفس ... ودخول الناس فجأة من غير استكذان في بيوت غيرهم ؛ مما يسبب الريبة؛ ويجرّ إلى الفساد» فقد تتسلط أبصارهم على عورات النساء؛ والنظرة وإن كانت عابرة؛ فإنها قد تترك أثراً لا يستهان به في النفس» فيجرٌ إما () تربية الأولاد 17/ () حقوق الأولاد ١9 /ج. () جواهر التفسير ١/٠١٠ ٠ من معالٍ الفكر الؤيوري ٍ كل "1 3 عند الشيخ أجد المللى إلى الانطلاق من قيود الفضائل والأخلاق, أو إلى آلام نفسية وأمراض بي 0 7- تعويدهم على معالي الأمور؛ يقول سماحته: ” من الأمور التي تجب على الآباء خاصة؛ تعويد الأولاد على معالي الأمور. '' كما يعودونهم الترقع عن السفاسف؛ وكل ما لا يليق بالأبي الحر الكريم؛ ويضربون لهم المثل من ١ ِ ل أنفسهم فالرجل لا يخلو بالمرأة الأجنبية + ريغص بصره )؛ والمرأة نجتنب كل ما من شأنه إثارة الرجل بالحلي والطيب ونحوه؛ فينشاً الولد في كنفها عالي البمة »٠ مترفعاً عن السخافات ؛ نائياً بنفسه عن التفاهات؛ ومعاني السمو تجوب في دمائه . ١ . العدل بينهم»؛ وذلك من الفروض على الآباء '" يقول سماحته: "يجب على الوالدين العدالة بين الأولاد بحيث لا يؤثر الوالد ولد على آخرء ولا يقدّم ذكراً على أنثى في العطاء ؛ بل يعدل بينهم حسب الميراث» فقد جاء رجل إلى النبي #8 وقال: إني نحلت ولدي كذاء وأريدك أن تشهد على ذلك ؛ قال له ## أكل ولدك نحلت مثله »٠ فقال :لا ؛ فقال: لا تشهدني قِ جور" وقال بعضهم : يعدل حتى في القَبّل ؛ وتفضيل بعضهم على بعض يربي الحسد والبغضاء (١) السابق ١/٠١٠ () تربية الأولاد 6٠٠/1 (©) حقوق الأولاد ١ /ج. ب عناععا! الف الززوىو يا (6»] عند الشيخ أجد الخليلى والتشقي ''" وإذا أراد الأب إهداء أبنائه؛ فإنه يبدأ بالبنت ثم بالابن حتى يجبر خاطرها...أما العطاء فللذكر مثل حظ الأنثيين ؛ لأن الذكر ينفق في الجهاد والديات والأروش ؛» ويتحمل تبعات الحياة الأسرية؛ ودفع الصداق؛ ويوفر المسكن والضيافة . ” 8- تجنيبهم الترف؛ وتعويدهم على خشونة العيش؛ يقول سماحته: " إن هذا الجيل هو الذي يعقّد عليه الأمل بأن يكون جيل الإسلام والإيمانء جيل المسجد والقرآن؛ جيل العمل الصالح والخلق الفاضل؛ جيل الاستقامة على طريق الخيرء طريق الرسول قَ# والخلفاء الراشدين » والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان؛ حتى يكون ما تصبو إليه الأمة من العز والتمكين؛ أمراً ميس بمشيئة الله تعالى. ‏ فإن عاش هذا الجيل عيشة ترف لا شظف»؛ وليونة لا خشونة؛ فماذا هو صانع في آمال أمته وفاعل في دفع آلامها. بل يعوّد على الملبس الخشن وعلى الطعام الخشن؛ وأن يبعده والداه عن الرفقاء المترفين؛ لما لذلك من أثر على نفسيته " ''' "فلم يذكر الله الترف إلا مقروناً بالشرّ؛ والترف يفضي غالبا إلى الميوعة والانحلال؛ فعلى الآباء أن يربّوهم على التحرر من قيود المدنيّة؛ ويربوهم على الشدائد ومواجهتها "'"؛ ويقول : " إن الترف هو مصدر كل (١) تربية الأولاد 7٠/1 حقوق الأولاد 51 /ج. (؟) تربية الأولاد 6٠٠/1 (؟) تربية الأولاد 6٠/1 (4) حقوق الأولاد ١4 /ج (0) تربية الأولاد ٠١١٠1 /أ و «داععا الفكر الزبوي لي (حيا] ا عدااضع اتد طق يي بلاء ؛ ومنشأ كل ضلالة ؛ وسبب كل انحراف ؛ فالترف مقرون بالتلف؛ تلف الأخلاق ؛ وتلف القيم ؛ وتلف الفضائل » وتلف العزة ؛ ولذلك لم يذكره الله تبارك وتعالى إلا مقرونا بالشر ... والمترفون هم الذين يقفون في وجوه المصلحين في كل عصر من العصور ؛ فإن الله تبارك وتعالى ذكر معارضة الإصلاح ومحاربة المصلحين ؛ وأشار أن منشاً ذلك من الترف»؛ فقد قال سبحانه: "لوْلاً اا مِنّ الْقَرُونِ من قَبْلِكُم ولواب َنهَوْنَ عَن لْفسَادِ فِي الأَرْضٍ إلاً يلا ممنْ أيْنَا مِنْهُم وَتَيَم الْذِينّ ظَلَُوا ما رفوا فيه وَكَانُوا مُجْرِمِن" )000 وكم يجهل الآباء أو يهملون تربية أولادهم على هذه الصفة الراقية؛ والسمة الرفيعة؛ فنجد الأب أو الأم على السواء لا يكاد يبكي طفلهما رغبة في شيء حتى يسارعا إلى تلبية رغبته ؛ بأكثر مما يحلم أو يتمنى أو يرغب؛ فتطمح نفسه إلى المزيد؛ حتى يبكي على ما في أيدي الآخرين؛ وتتأصل في نفسه صفة الطمع و الأنانية ؛ وربما أشفق الوالدان على ابنهما أو بنتهما أن تقوم بما في مقدورها من الأعمال في المنزل؛ وربما كانا مشغولين بما هم فيه من شواغل الحياة الدنيا ؛ فيكثران من شراء الألعاب بشتى أنواعها وأشكالبا؛ فيعيش الطفل عيشة كسل وخمول ؛ بل إن كثيراً من ألعابه أحيانا لا تجدي ولا تنفع غير قتل وقته وإلبائه عن مضايقتهما؛ إن التربية الخشنة تنفع ولا تضرء وتصلح ولا تفسد؛ وهكذا كان شأن الأبطال في التأريخ» ما تربُوا على الخنوع والاستكانة؛ والترف الذي يفت الأعصاب؛ ويقتل العزائم ؛ ويخمد الشكائم؛ (؟) تصحيح مفاهيم خاطئة » 8١١/ أ م عن ما لاك وى (0لام) لي عند الشيغ اد الخد لي ويورث النفوس الجزع من مفارقة النعيم؛ ولله در أسماء فيما روي عنها حين كانت تترك ولدها عبدالله وحيداً في الصحراء بعد الخلس؛ ليعود بمفرده إلى البيت؛ أو لم يقل النبي و "اخشوشنوا فإن النعم زائلة لا تدوم". -أ لمي ا : م ربيأ ب قد تكون في البيت مربّية أجنبية؛ بسبب اشتغال الوالدين بوظائفهما؛ وقد يكون ذلك ترفا وتنعماً ٠ ويوكل إلى هذه الخادمة مهمة تربية الأولاد مع سائر الأعمال الأخرى عند ذوي الدخل المحدود بالنسبة إلى أولئك الذين يجعلون لكل مهمة في البيت خادمة خاصة ؛ إنّ ذلك في حقيقة الأمر تَحْلَ كبير من الأبوين عن رعاية أولادهماء ؛ لعرض زائل؛ وأهم ما تتركه هذه التربية على الأولاد ثلاثة آثار سلبية: ١- الأثر النفسي في الطفل: إذ ينشاً مفتقداً بدرجة كبيرة حنان أمه؛ يقول سماحته: "ليس حنان الأم كحنان المربيّة؛ ''" بل كثيرا ما تقسوا عليه فتنزل به العقاب لأتفه الأسباب ؛ وربما لما تركته الغربة في نفسها من ضيق لا تكاد تحتمل معه أذى الأطفال ومعاكستهم لإرادتهاء أو سوء معاملة الأسرة لهاء فينال الطفل جزاء والديه؛ إن تلك المعاملة السيئة تترك أثرها البالغ في نفس الطفل؛ فينشأ مفتقراً للحنان؛ يعامل الناس على ما نشاً عليه من الغلظة والقسوة؛ وقد أصبحت جبلة في نفسه يستعصي علاجّها. () تربية الأولاد 16٠/1 يعن معا! الفكر الؤبوى ني ]عند اشع قد اخللى لي "- الأثر الديني: يقول سماحته: إن كثيراً من المربيات غير مسلمات ويغرسن في الأولاد المفاهيم والقيم غير الإسلامية؛ فينشا بعيداً عن طاعة الله" ''' ولا تومن أن تغدّي الطفل بمعتقداتها وأفكارهاء وعندما تكون مسلمة يحذر منها أيضاً؛ فقد تكون غير مأمونة في دينها ؛ فليس كل من انتسب إلى الإسلام يكون مأموناً في دينه" "ومن الآثار الخلقية المنابذة للدين؛ التبدّل والاختلاط » والملابس الفاضحة»؛ وعدم الاحتشام »٠ وربما استدرجت الخادمة الأولاد الذين يشارفون سن البلوغ إلى الرذيلة؛ والعياذ بالله. ٠- الأثر اللغوي؛ يقول سماحته: "من حيث اللغة قد تعوّد الخادمة الطفل على أن يتحدث بلغة مكسّرة عندما تكون أعجمية؛ وهذا هوالغالب '"مضيفاً إلى أن العرب كانوا يخرجون أولادهم إلى البادية لتعلم الفصاحة واللغة. "' والأمر المضحك المبكي؛ وشرّ البلية ما يضحك؛ أن تترك هذه الخادمة أثرها اللغوي على الأبوين أنفسهماء على مسمع ومرأى من الطفل ؛ فيرضى الوالدان أن يكسّرا لغتهماء ويقبلان لها المحل الدون؛ دون محاولة النهوض بمستوى الخادمة إلى الفصاحة ؛ فلا تعجب أن تسمع منهما "ثلاثة (؟) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي (©) لقاء المؤلف بالشيخ الخليلي (4) تربية الأولاد 7١1/1 من محا[ الفكر لمعي (كلا عند الشيخ د الخللي يوم- ما فيه موجود- أو أنا فيه روح بعدين أنت فيه تعال- أنت ما فيه معلوم . أنت فيه كلام... فأي عار حل بالأمة115 الزواجاا.”: ا من الحقوق التي تجب على الآباء لأبنائهم تعجيل زواجهم؛ وتبكير إحصانهم ؛ والمسارعة إلى إعفاف نفوسهم؛ وإعانتهم على إكمال نصف دينهم؛ بكل ما أوتوه من استطاعة؛ وعليهم أن لا يتعللوا بعلل أوهى من خيوط العنكبوت ؛ ليتستروا على أطماعهم بما يقدح في عقيدتهم» ومن ثم يلقون بأولادهم في أوحال الفساد؛ أو جحيم الأمراض؛ لذا كان من حق الأولاد على آبائهم تزويجهم عندما يبلغون الحلم؛ وإلا أّى ذلك إلى أمراض نفسية وعصبية؛ أو تحطيم الأحلاق”" ويمكن إجمال الحديث في ذلك في النقطتين التاليتين : ١- ضرورة الزواج المبكر: يقول سماحته: "إن الزواج المبكر استجابة للفطرة؛ فالرجل والمرأة إذا بلغا سن الرشد وجدا ميلا في نفسيهما إلى الزواج »٠ فضلا عن الغريزة الجنسية؛ وهو وسيلة لإكمال النقص الذي يشعر به أحد الجنسين في نفسه؛ وتكميل للنوع الإنساني ؛ فالرجل يكمل نقصان المرأة؛ والمرأة تكمل نقصان الرجل؛ والزواج مودّة ورحمة؛ ففيه 7 ) حقوق الأولاد 81/ج عن امنا الفكر الزبويو لي (ن16) ا كدت مط بذلك استجابة لمطالب الروح وراحة للنفس؛ وراحة الجسم ؛ واستجابة لمطالب الجسم من الغريزة"'" ويقول سماحته أيضا : " إن الإسلام حثّ على الزواج والتيسير فيه » يقول تعالى : ” وَإِمَائِكُمْ إن يَكُونُوا فُقَرَاء يُشِْهِمْ اللَّهُ ون فَضْلِهِ واللّهُ وَاسِمٌ عَلِِمٌ ”'" فالقضية قضية عقيدة؛ فالإنسان يعتقد أن الله هو الرزاق؛ ومع تقوى الله والاتجاه إلى الله تُخَّلٌ كل الملشكلات. ولقد أطلعت على الكثير الكثير من القضايا التي لا تحصى ولا تعدّ؛ من قبل فتيات غُرر بهن؛ فلم يتزوجن زواجاً مبكراً؛ أدى الأمر إلى وقوعهن في الفاحشة؛ وغير واحدة اتصلت بي وهي تبكي ؛ لأنها فقدت عذريتها وهي تخجل من الزواج لذلك؛ فضلا عن اطلاعي على الفظائع والفواحش والأمور العجيبة؛ وعلى الشذوذ والانحراف في الجنسين؛ فالقضية خطيرة والعفة تكون بالزواج الشرعي"'" 7 دعوى تأمين المستقبل: يكون أحيانا من شدّة حبّ الآباء للأولاد» وأحيانا من غزو الفكر المنابذ للعقيدة الإسلامية لعقول الشباب؛ يقول سماحته:" إننا نسمع كثيراً من الشباب العازفين عن الزواج يقول أحدهم : أنا لا أتزوج الآن حتى أؤْمّن حياتي » هل يستطيع أحد أن يؤمن حياته وهو لا يدري متى يأتيه اللوت؟ هل يستطيع أحد أن يؤمن حياته وهو لا يدري متى يجتاح ثروته الفقر؟ (1) تربية الأولاد ١٠٠ /أ ويه حديث إذاعي في الرد على الباحثة الاجتماعية (7) سورة النور ؛ الآية ١7 (©) تربية النشء ١71/أ م ست لات الأعع يي (حم »ا عند الضع اد احدل لي هل يستطيع أحد أن يؤمن حياته وهو لا يدري متى يقضي على صحته المرض؟ هل يستطيع أحد أن يؤمن حياته وهو لا يدري متى اللحظة التي تلي اللحظة التي هو فيها كيف يكون فيها؟ وماذا يصيبه فيها ؟ وأعلم علم اليوم والأمس قبله . ولكنني عن علم ما في غدرعم ”'" وربما كان المستقبل هو إكمال الدراسة التي ربما كانت وبالا على المرأة حين يفوتها القطارء ويلوّح لها المسافرون. حينها ترتفع حرارتها فتقوم بتبريد وهجها بهواء تلك الشهادات.يقول سماحته : "هذه مناشدة إلى كل الآباء»؛ إلى كل أب يؤمن بالله واليوم الآخرء ؟ إلى كل أب يخشى أن يمثل بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ وقد حمل أوزار ابنته التي جاءت بما جاءت به من الفحشاء بسبب سوء تصرّفهاء هذه مناشدة إلى كل الآباء أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في ذلك؛ وأن يسارعوا إلى تزويج بناتهم بأيسر الصدقات”"ويقول في موضع آخر: "أكرر بأنه يجب على الآباء أن يراجعوا أنفسهم؛ الذين يعضلون بناتهم عن الزواج» فإن ذلك ليس من الإسلام في شيء؛ فالله تبارك وتعالى يقول في المطلقات: "وَإدًا طَلفتْم اسَساء فَبَلَشْنٌ أَجَلَمُيٌ فلا تَمْضْلُوهْنٌ أن يَنعِحْنٌ أَزوَاجَمُيٌ ذا كراصوا يَهُم بِالْمَْرُوف ذلك يُوْعَظُ ب من كان مِنكم يُؤِنُ الله اليو الآخر ذَلِكُم أرْكى لَكُم وََْهَرُوَاللَهُ بعلم وتم لا تَعْلَمُون"" هذه موعظة من الله توجّه إلى من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ ولا تنحصر هذه الموعظة في المطلقات» بل الفتيات غير المطلقات عندما يردن الزواج () ندوة الفقه الإسلامي ص 21094 () دور الآباء في تربية الأبناء 181 /أ () سورة البقرة ؛ الآية 777 من معام الفكر الزبوي 0 ب“ 1 1 عند الشيخ أمد الى ويمنعهن آباؤزهن من ذلك؛ يكون هؤلاء الآباء غير مستجيبين لداعي الله + وغير مؤمنين بالله واليوم الآخر» لأنّ ذلك ليس من شيمة المؤمن بالله واليوم الآخر؛ والله تبارك وتعالى عندما وعظ عباده هذه الموعظة ْ أكد وجوب المسارعة إليها بقوله تعالى: " وَاللَّهُ يمْلَمْ وَأَنتُمْ لا تَعْلْمُونَ” ''” ففي ذلك الصلاح وفي غيره الفساد "”'" ويقول أيضا منفراً من عضل الفتيات : " ولثن قارفن أية معصية فإن إثم ذلك يعود عليهم معهن ؛ لأنهم الذين دفعوهن إلى المعصية”' ترج الكت فإذا جاء الخاطب الكفء لا يردٌّ آي كان العذر في ذلك؛ يقول سماحته: "من الأمور التي يجب مراعاتها هو عدم رد الخاطب الكفء؛ تحت تأثير الطمع '"ويتشكل هذا الطمع بأشكال مختلفة؛ ويلبس لبوسا متنوعاء فمن ذلك مثلا: حبس الفتاة المعلمة لاستغلال راتبها في مصلحة الأسرة؛ بل أحيانا لمصلحة الأب وحده؛ وربما أنفق أموالها في مخازيه ومباذله ؛ فيجمع العار من ناحيتين ٠ لأنه عاجز وفاسد؛ وكم فحاة جاوزت سن الفتوة والجمال وكتب الدهر على وجهها خطوط الذبول؛ وكم من فتيات متراكمات قِ بيت واحد »؛ هذه مديرة مدرسة ؛ وهذه معلّمة 4 وتلك ممرضة »٠ فلا تلك تقدر على إدارة () سورة البقرة » الآية 777 () دور الآياء في تربية الأبناء ؛ 1/181 () وقفات حول الزواج المعاصر ؛ محاضرة لسماحته ؛ تسجيلات مكتبة مشارق الأنوار (4) تربية الأبناء ١٠1/1 يعن معط الفكر لأزوى _ث (48) و عند البح قد الخد لي شؤونها » ولا تلك أنقذها علمها؛ ولا الأخرى استطاعت تطبيب نفسها وعلاج مشكلتهاء فمن لبن يا ترى؟! . ومن جشع الآباء المغالاة في المهورء ووضع الشروط القاسية أمام الخاطبين ٠ البيت وما أدراك ما البيت؟! فيه كيت وكيت؛ و تتحاشاه لعل وليت ؛ ولأمّها كذا ؛ ولإخوانها كذاء ولأخواتها كذاء فمن للكفء يعينه على النفقات ؟!. من حقوة) ١ ال رؤنسية ا تياس أمواجهم: مما يدركه كل أحد اختلاف العصور؛ ودوران عجلة التطور في العصر الحاضر بسرعة» حتى يكاد أن تلحظ بوضوح مدى التباين بين فكر هذا الجيل والجيل الذي قبله والذي بعده؛ حيث تفرز القوى المتصارعة على قيادة العالم وتوجيه البشرية الكثيرٌ من الآراء والنظريات والأفكار التي تكاد أن تطال كل شيء في حياة الناس؛ تزعزع ثوابتهم؛ وتزلزل قيمهم ؛ فتختلط عليهم الأمور؛ إنه عصر بالغ التعقيد ؛ لذا كان لزاماً على المسلم الواعي أن يدرك مدى ما أفرزته هذه التقلبات من نتائج في الحياة العامة؛ بحيث لا يمكن أن يسيطر رأي أب عاش عصرا مختلفاً له ظروفه وأحواله على رأي الابن الذي عاش عصرا مختلفا تماماً ٠ ومن ذلك اختيار الأب زوجة ابنه حسب مقاييسه؛ ورفض تلك التي اختارها الولد بنفسه؛ وارتضاها لتكون شريكة حياته؛ وكذلك الفتاة يفرض عليها أبوها الزواج برجل ما قد يكون ابن عمها أو ابن خالباء أو مقايضة شغاراً . أو أنها حُحِرّت له منذ ولادتهاء وقد حظر عليها الزواج بغيره » أو غير ذلك من المقاييس التي لا تكاد تعد ولا تحصى ؛ ولذا يحدّر الشيخ «داععا! الفك الزبوي ني (حم )ا عند الشح اعد يق لي الآباء من هذا السلوك بقوله : "ليس للآباء منع أولادهم من اختيار أزواجهم كما ليس لبجم منعهم عن الجهاد؛ أو طلب العلم؛ أو تكليفهم ما يدفعهم إلى العقوق" ''". وقد عمل بذلك الشيخ مع أبنائه ؛ يقول ولده أفلح : إن أبي لا يتدخل في مسألة اختيار أزواجنا ؛ ولا يفرض رأيه علينا "'" وإذا خالف الأولاد آباءهم في هذه القضية فليس ذلك من العقوق في شيء؛ يقول سماحته : "مما ينبغي تفاديه من قبل الآباء والأمهات أن يفرضوا على أولادهم أن يتزوجوا نساءً معينة؛ هذا الشيء كثيرا ما يؤدي إلى سوء معاملة تلك المرأة؛ وتكون هي الضحية التي يتزوجها المرء بإكراه ؛ فينبغي أن لا يفرض على الولد إلا من اقتنع بها بنفسه ؛ كما أن البنت لا يفرض عليها أن تتزوج إلا من اقتنعت به بنفسها ؛ فعندما يُفرّض عليها زوجاً لا تحبّه؛ كثيرا ما يشقى بها الزوج وتشقى هي به؛ وهذه من أخطاء الوالدين في حقوق أولادهم؛ ونظرا إلى أ تزوج الرجل بالتي لا يرغب فيها ولا يحبها يؤدي به إلى التقصير في حقوقهاء؛ والتقصير في الحقوق أمر غير جائز» فإن مخالفة الأبوين في ذلك . لا تعد معصية»؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ ولا يكلّف الإنسان مالا يستطيع" )0 () لقاء المؤلف بالشيخ أفلح بن أحمد الخليلي (©) حقوق الأولاد 91/ج + وانظر فتاوى النكاح ص17 6 114 : من معا الفكر الزؤاويو ني (ف8] عند الشيخ أجد اخليلى الصداق للنتأتو-عدما: إن الفتاة التي تعاني عضل أبيها قد يكتب الله لها النجاة من بين براثن أطماعه»؛ وعتمات أفكاره » وما تكاد تلامس قلبها تباشير فرحة موافقته على زواجها حتى يقذف بأحجار العثرات في طريقها , غلاء المهر» وتعدد الطلبات؛ فإن صمدت لصمود خطيبها في وجهه ؛ وشدٍّت من أزره في تجاوز هذه المحنة؛ حين تعده برجع معظم المهر؛ حتى تصطدم بجشعه الفظيع» وطمعه في التهام مهرهاء إلا ما يتساقط من فتات قليل من بين أصابعه ؛ وما حيلتها؛ وهي الضعيفة المسكينة؟ وهو حاميها وحارس مصالحها؛ وراعي منافعها؛ ما حيلتها وهو صاحب الأمر والنهي؟! والحل والعقد؟ إلا أن ترفع أكفٌ الضراعة إلى القاهر الجبارء الودود الرحيم؛ الجواد الكريم سبحانه؛ أن يجعل حياة أسرتها كفافاً؛ وأن يخفّف وطأة البموم على قلب زوجها حتى لا ينظر إليها نظرة شؤم» نظرة من,أدخل الفقر والبموم في حياته؛ ديون تتراكم» وغموم تتعاظم؛ والأب يسرح ويمرح ؛ ولا يختلج في خلده إحساس بذنب؛ ولا تأنيب ضمير ؛ أن يرى ابنته تحت مستوى الفقرء تكابد شظف العيش ؛ لأنّ زوجها دفع الطارف والتليد؛ ولم تنل منه زوجه إلا اليسير» وربما تبدّد الحلم السابق في سماء مطامع الأهل؛ حلم عودة بعض الشيء من الصداق إلى الزوجين الذين كابدا الأَمَرّينَ في سبيل إنجاح حياتهماء فهل يسأل الآباء أنفسهم» أحلال ما أكلوا أم حرام؟! لذا يطلق الشيخ صرخة مدويّة؛ تصك آذان الأولياء أن ليس لبجم من الصداق شيئاً؛ فليتقوا الله في وليّاتهم ؛ وليقللوا من مهرهن. يقول : يا اعناععا الفكرالزنوير __ي (حخر»] .عند الشع هد الحي لي لا يأخذ الأب من مهر ابنته شيئاً إلا إن سمحت له؛ كل أولى بماله ؛ لا يأخذ الوالد من مال ولده إلا عندما يحتاج ويضطر؛ أمّا إذا لم يكن مضطراً فلا يأخذ من مال ولده إلا إن سمح له الولد؛ والصداق أولى به البنت؛ فالله تبارك وتعالى يقول: " وَآنُواً الّسّاء صَدْقَاتِهِنُ حل ”'' ولم يقل آتوا أولياء النساء... فما للأب من مهر ابنته شيء 0 إن الإسلام لم تفرط أحكامه في شيء؛ "ما قطنا في الكِتَّابٍ من شي" وما يكسبه العبد من كسب يجزبه” "قَمّن يُحْمَّلٌ لقال در خَيْراً يرَهُ * وَمَن يَْسَلْ قال در شرا بره '"" ومما يدعو إلى العجب حقاً؛ أن يبيح الإنسان لنفسه الأخذ من مهر ابنته ؛ لكونه ربّاها منذ صغرها وأنفق عليها؛ فيما تحتاجه من مطعم وملبس؛ أيذهب ذلك كله هباءً ؟ عجبا لأولئك الذين انحصر همهم في الحياة الدنياء وانحبس تفكيرهم في إطار محيطهم الضيّق الفاني » إلى أي مدى أصبحت نظرات الناس متعلقة بالمادة ؟ ! و إلى أي مدى بلغ بهم انخحطاط الفكر»؛ وضعف الإيمان ؛ وقساوة القلوب؟!.يقول سماحته : "ولئن كانت العرب في جاهليتها ترى من العار أن يثري الرجل من وراء الدّية التي ينالها () دور الآباء في تربية الأبناء 18 / أ () سورة الأنعام ؛ الآية 4؟ () سورة الزلزلة ؛ الآيتان يم 7١ عن هعا! الفكر الذبوى لي ليم »] و عند الشيع أهد الخلى .لي بسب العفو عن قاتل قريبه؛ فإنٌ هذا العار أعظم وأعظم أن يحرص الرجل على أن يثري من وراء تزويج ابنته ؛ كأنما يبيعها ببعاً وهي بضعة مئه * عدوص ال أ ب هذه المشكلة تتحول في الواقع المعاصر إلى معضلة تستعصي على الحلول؛ ما دمنا نرفض تقبّل الرضا المطلق لتشريعات الإسلام»؛ والاستسلام التام لأمره وأحكامه ٠ كنت أود قبل شروعي في مناقشة هذه القضية من وجهة نظر الشيخ الخليلي وما يفكك به معضلات هذه القضية من حلول تستأصل جذورهاء كنت أود القيام بدراسة بيانية لفئة عشوائية من الفتيات غير المتزوجات اللاتي بلغن بوابة العنوسة أو دونهاء بسؤال بسيط في إجابته عميق في دلالته؛ وهو هل تقدم لخطبتها أحد من الرجال حتى الآن؟! لأصل إلى نتيجة معروفة قبل الاستبانة؛ وهي الإجابة بنعم » إذييدو أن كل الفتيات تقدم لبن خاطب؛ ولكن العوائق التي تصطنعها الفتيات أو أولياؤهن هي التي حالت دون انتقالبن إلى رياض الزوجية؛ ليصلن إلى قاعة الانتظار المفتوح. إن الذي يشعر بعمق الأساة بالدرجة الأولى هن الفتيات العوانس؛ ثم من وهبه الله قلباً فطرياً سليماً »٠ وإدراكاً واسعاً؛ ووعيا عميقاً؛ وإحساساً مرهفاء وغيرة شديدة على دين الله؛ وحباً للآخرين كما يحب الخير لنفسه ؛ (1) وقفات حول الزواج للعاصر ؛ محاضرة لسماحة الشيخ الخليلي + إصدار مكتبة مشارق الأتوار . : من معا! الفكر الؤزوو لي (188؟) عند الشيع أجد طن مي وقد رأيت من الأنسب في مناقشة هذا الموضوع أن أجعله في علاقات ثنائية بين مصطلح العنوسة وسببها الذي ببطلانه يكون حلها. ١- العنوس وجشع الآباء: لا شك أ جشع الآباء في تحديد المهور يتصدّر قائمة الأسباب المفرزة لبذه الظاهرة؛ يقول سماحته: "من أسباب العنوسة حب المادة والجشع في نفوس الآباء في المهور» والمهر خاص بالمرأة؛ لقويله تعالى: " ونوا النّسَاء صَدْقَاتِهنٌ بَحْلَة ”' ولم يقل وآنوا أولياءهن» والمهر ليس مقياساً لقدر المرأة علواً وانحطاطاً؛ بل عليه أن يزوج الكفء عندما يأتيه خاطباً * !" من الواضح أن النص المتقدم يشخّص السبب الأول في غلاء المهور» وعندما يبحث عن الدافع إلى هذا الغلاء نجد من ذلك: ١- طمع الأولياء: حين يستولي الأب على النصيب الأكبر-غالبا- من مهر ابنته؛ ليعيش في لدّة ونعيم ؛ بينما تعيش ابنته في شقاء ونكد على الأكشر؛ فإن الحالة الاقتصادية للسواد الأعظم من الناس تترواح بين المتوسطة والضعيفة. ولذا ينبّه الشيخ إلى أن الآباء ليس لم من مهور بناتهم شيثاً إلا عن طيب نفس منهاء وأجر تربيته مذّخر له عند الله؛ ليوفيه إياه في يوم هو في أشد الحاجة فيه إلى الثواب؛ يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؛ يوم يعض الظالم على () سورة النساء » الآية 4 () عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ + إصدار مكتبة مشارق الأنوار. عن عا اللا الزبدى اي (حح4) و عند الع اعد اطل لي يديه ؛ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً؛ وما عملت من سوء تودٌّ لو أن بينها ويبنه أمداً بعيداً. "- جعل المهر مقياساً لمكانة المرأة وعلو قدرهاء والحق خلاف ذلك؛ ولو كان مقياساً لكانت بنات النبي وزوجاته أولى النساء بذلك؛ مع أنه لالم يتزوج نساءه؛ ولم يزوج بناته إلا بأيسر الصدقات؛ فمن هذه التي تنافس في علو قدرها أمهات المؤمنين؟ وبناته #4 ؟ وقد يكون ذلك لبيان مكانتها الاجتماعية؛ فهي ابنة شيخ القبيلة أو أحد رجالها المعدودين؛ أو ابنة الثري الغني فلان؛ الذي بسط نفوذ المادة وقهرها على الفقراء والمعوزين» فهل يقبل المجتمع زواج ابنة فلان الفلاني بمهر يسير؟! كلا...فرضاء المجتمع مهم جداء لأنّ الإنسان اجتماعي بطبيعته ؛ أمّا الله خالق الخلق؛ وباسط الرزق ؛ جبّار السموات والأرض » فرضاه أمر مؤجل» بل يفكّر فيه الرجل الجشيع بعد إرضاء غروره وجشعه ونهمه ؛ فسبحان الله الحليم الكريم. *- مباهاة الآخرين في صدقات الفتيات» إذ كثيراً ما نسمع في أوساط الناس» لا أزوّج ابنتي ؛ أقل من فلانة بنت فلان» أو ليست ابنتي بأقل من فلانة؛ أو أريد أن أعرّف بني فلان حين رموا ابتتهم بذلك المهرء أو ابنتي ليست رخيصة حتى أرميها بهذا المهرء وكلها أقوال أوهى من خيوط العنكبوت؛ نسجت على عقول عشّش فيها عن عا الفكر الؤبويا ني (180) و عند الشع اعد اطق لي الجهل؛ وفرّخ فيها الغرور» وحين ترسخ في أوساط الأولياء مثل هذه الترهات فماذا ستكون النتيجة؟ وفي أي حال يكون المجتمع؟ إن الذي يدفع الشمن هوالمجتمع نفسه؛ والثمن سيكون باهضاً ؛ من محق البركات؛ وشيوع الفساد؛ وانتشار الكراهية والبغضاء ؛ فضلاً عن الأمراض النفسية والعصبية. 4- تأمين مستقبل الفتاة؛ وذلك على افتراض أن الأب عفيف من حيث أخذ صداق ابنته؛ فإن الدعوى المرفوعة هنا هي أن الرجل غير مأمون؛ فقد يطلّق الفتاة؛ ولذا عليها أن تستثمر هذه الأموال أو تحتفظ بها في أي شكل من أشكال المحافظة على الثروة ؛ فإذا خانها وقذف بها دون مبالاة كانت قد احتاطت لنفسها؛ ويؤمن سيرحياتها سيراً مرفهاً؛ ولكنٌ الآباء هنا لم يدركوا أنّ غلاء المهر هو أحد أهم الأسباب التي تولد كراهية الزوج لزوجته في مستقبل الحياة؛ ولذا يتولد لديه شعور داخلي بالكراهية لهاء والنفور منهاء بعد أن يشبع غريزته منها؛ ويشعر بالعجز عن سداد ديونه ؛ وها هي تذكره بين الفينة والفينة بكارثته» وكلما مد بصره إليها وجدها ترفع شعار " أنا السبب" ؛ ولربما فقد صوابه فقال لها" اغربي عن وجهي .. كنت فبنت . أَرّ ليس الأولى تيسير المهر لتسعد حياتها؟ وهل الأفضل لهذا الفتاة أن تومن مستقبلها بالمال أو بالاحتفاظ بعرش الزوجية ؟ هل الأفضل أن تعيش بعد ذلك عانساً وجيوبها 1 من هعاط الفكر الزيري ٍ أكلا 1 عند الشيخ أمد الى متلثة بالنقود أو تملأ جيوبها وخلاياها بحب زوجها لها وتعيش هانثة مستقرة؟. لهذه الدوافع -- من وجهة نظري- غلت المهور؛ ولذا عجز الشباب عن خطبة الفتيات؛ وجاوزت السن المرغوب» ودخلت إلى ساحة العنوسة؛ تنتظر الفارس المنقذء حينها ربما قدت التدازلات؛ كل التنازلات ٠ ورضيت بمن هو أقل ممن ينتظر لمثلها. العنوسةت: كثيراً ما يكون مهر الفتاة منفصلاً عن ملحقاته؛ أو شروط إتمام الزواج ؛ وغالباً ما تكون الشروط الملحقة قَصْماً لفقار ظهور الأزواج؛ وربما كانوا هم أنفسهم يسعون إلى حتفهم بظلفهم ؛ إنها متطلبات الحياة المترفة ؛ الحياة التي ينبذها الإسلام»؛ ويدعو المسلم إلى تنزيه نفسه عن التورط في شباكهاء والتلطخ بأوحالبا؛ يقول سماحته :”من أسباب العنوسة؛ المباهاة والترف؛ ومتطلبات الزواج؛ وكثرة الشروط : منها المسكن المترف» والأثاث الفاخر؛ والسيارة الفاخرة؛ والكثير الكثير من ذلك" '" وما يؤسف له كيرا أن تصدر مثل هذه الشروط ثمن يتمسحون بسيرة السلف الصالح + وب يلبسو دذلبوس الاستقامة؛ ويعدّون أنفسهم من قادة الإصلاح الاجتماعي » والمنافحة عن دين الله؛ وإن تعجب فعجب صنيع بعض (١) عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ » إصدار مكتبة المشارق. عن هما الفكر لذو _ي (484) ا عند الع هد طق م "هؤلاء النفر مع إخوانهم الصالحين؛ ممن يدُعون أنهم على شاكلتهم؛ وقد يكون ذلك الشاب في مستهل حياته الوظيفية؛ بعد أن أفنى طرفا من شبابه يبحث عن مصدر كسبه؛ في حياة اختلط فيها الحابل بالنايل» وفقدت أدنى معاني التكافل الاجتماعي ؛ ومقومات الحياة المستقرة؛ ولديه إخوة وأخوات؛ ينفق عليهم جزءاً كبيراً من دخله؛ يشترط عليه صاحبه المخلص» وأخوه الوفي؛ الذي أكل معه الحلو والمر؛ أن يكون لوليته ؛ لأخته أو ابنته بيت فيه كذا وكذاء؛ ويخاطبه بلهجة الممتن عليه؛ لا تحسب أننا نقبل بأي بيت ؛ كما لا تحسب أننا نوافق على الزواج بتسكينها مع أهلك؛ هيهات ثم هيهات ؛ نريد بيتاً يكون على مقدار أختنا أو بنتناء أو على قدرناء نعم على قدر البيت الذي تريّت فيه ؛ مسكين ذلك الخاطب أَتِيّ من مأمنه وكان حذراً؛ لذا يناشد في أخيه معاني الأخوة ؛ ويستعطف فيه الضمير الذي قد كبر عليه العقلاء أربع تكبيرات؛ ولكن» على من تقرأ زبورك يا داود؟!! ومن العجب الذي ييضحك التثكالى ؛ ويُطرب الحزانى » أن يدّعي أولثك النفر الوعي الإسلامي ؛ والاهتمام بالدعوة وشؤون المسلمين ؛ وينعتون زيداً وعمراً ممن تشرّبت نفوسهم معاني الإسلام بضيق الأفق ؛ وانعدام الوعي ؛ أَرَ ليسوا حقاً قد انقلبت في أدمغتهم المفاهيم ؛ واضطربت في عقولهم حقائق الأشياء ؛ وتبدلت عندهم الأصول؟ سبحانك تفعل ما تشاء ؛ وتصنع ما تريد. وليت البيت وحده؛ إنها قائمة طويلة ؛ من أنواع الأثاث والسيارة؛ والبدايا التي تعم جميع أرحامها؛ من يصلها في حياته ومن لا يصلها؛ إنها فرصة العمر» فإياكم ثم إياكم أن تفوت. من محا الفكر الذوى ني (187) عند الشيع أآد ااي لي قد يكون هذا من ناحية أهل الفتاة + وربما كان أحياناً من ناحية الزوج نفسه» الذي يرى أنه لا بد من توفير مسكن راق يليق بمقامه؛ إنه خاطب فلانة؛ أو إنه فلان صاحب البيت الفلاني؛ ألا توافقين عليه يا فلانة؟ إنه صاحب البيت الذي فيه وفيه؛ ترف ويذخ؛ ونسيان للآخرة؛ يقول سماحة الشيخ عن الترف: " إن الله تعالى ما ذكر الترف إلا مقروناً بالشرّ؛ فعلى المسلمين أن يقنعوا ؛ فإن الدنيا دار زائلة؛ والدار الآخرة هي دار البقاء والخلود» فالاستكثار من حطام هذه الحياة الدنياء والحرص على مباهاة الآخرين ؛ ولو كان ذلك على حساب القيم والفضائل والأخلاق يودي بطبيعة الحال إلى الانغماس في المهالك والخظر وتعقيد الحياة" ' ومما يزيد القضية تعقيداً ما انتشر في أوساط من يشكّلون القدوة للناس؛ حسب نظرات البسطاء من الناس؛ وهي التفاخر والمسابقة في فخامة المسكن وسعته ونقوشه؛ وإن كانت دعوى التوسعة في المسكن ؛ والنظرة المستقبلية عند تزايد عدد الأولاد مقبولة؛ فهل النقوش والفسيفساء وما وراء ذلك مما قد يبني يتاًمتواضعاً لرجل مستقيم لا تسمح له البموم الليلية أن ينام إلا قليلاً » هل ذلك أيضاً ينسجم مع هذا التعليل » إن ذلك يلقي بظلال كثيفة على نفوس الآخرين الذين قَدّر الله عليهم أرزاقهم؛ ويولّد الغيرة في نفوس أزواجهم وأولادهم؛ مما يدفع بالكثير منهم تحت وطأة هذا الشعور إلى الانجراف قِ هذا التيار» وتعم بذلك البلوى؛ فيصبح أمر بناء البيت بهذا المستوى شاقا على الكثير من ذوي الدخل المحدود؛ فيقع بين ناري الإقدام والإحجام ؛ والإقدام (١) عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ ؛ إصدار مكتبة المشارق. ا من معال الفكر الؤبوي ل [ 864 6 .عند الشيخ أجد الخليلى هنا يستهلك مدخراته لمدى سنين؛ مما يعني عزوفه عن الزواج لتأمين هذا البيت» وعزوف الشباب عن الزواج مفض إلى العنوسة بلا ريب؛ وليت هؤلاء تصدقوا بشيء من هذه المبالغ التي ينفقونها في زخارف بيوتهم على خاصتهم أو أشقاء أرواحهم من ذويهم الراغبين في الزواج ؛ فيساهموا بذلك بشيء عظيم عند الله في القضاء على هذه الظاهرة؛ ولا يحقروا من المعروف شيئاً؛ ولكن أين نحن من ذلك» واحسرتاه . ومما يستطرف من وقائع بعض الشباب فيما يتعلق بزخارف البيوت؛ أن أنهى تعميربيته ولم يرغب في الزخارف والنقوش؛ واكتفى بتحقق البدف الأساسي من بنائه؛ وهو المأوى والستر؛ مهما طال به العيش فإنه راحل لا محالة؛ فجاءه البندي المختص بتركيب النقوش يعرض عليه ذلك؛ وزيّن له الصفقة ؛ وعدّد له أسماء الناس الذين زخرف لهم في بلده؛ فشكره الشاب ورده بالحسنى ؛ وأخذ ذلك البندي يتردد عليه ؛ يعرض له بأسعار منافسة كما يقولون ؛ قال الشاب: فاضطررت أن ألقي على البندي محاضرة باللغة العربية المكسّرة؛ بدأت فيها بماسي البند؛ وما يعانيه المسلمون هناك؛ معرّجاً على مآسي المسلمين في أفريقيا السوداء؛ وهجمات التنصير بسبب الفقر؛ وما يكابده الفلسطينيون من هجمات اليهود الشرسة»؛ ناهيك عن الفقر المنتشر في البلاد العربية؛ والبمندي يردد بين الفينة والأخرى : صحيح صحيح؛ فلم يعد إليه بعدهاء فليت أولئك سلكوا مسلكه. ومن النوادر الطريفة في عدم الاغترار بالأثاث الفاخر» وفي نقد الواقع أن أحد الشباب المستقيمين ذهب مع زوجته لزيارة صاحبه من الشباب 1 من معاإ الفكر الؤبو كه زم عند الشيخ أحجد اليل المتدينين؛ فلمًا دخلت الزوجة الصالحة إلى داخل البيت؛ واستقبلتها صاحبتهاء أدخلتها إلى المجلس النسائي؛ بأثاثه الفاخر وستائره الأفخر» وبقيت المرأة مندهشة لما ترى حولها من أعاجيب الحياة التي يعج بها البيت» وبقيت شاردة في ذهولبا؛ أني حلم أنا أم يقظة؟ أهذ رجل مستقيم أم ماذا؟ في أي مكان أنا؟ وما كادت تنتهي الزيارة وتركب في سيارة زوجهاء؛ صرخت في وجهه؛ أهذا الشاب الذي زرناه مستقيم حقاً؟ فقال زوجها: هدّئي من روعك؛ ما بالك؟! قالت: أنتم تحدثون الناس عن الزهد والتقشف» وعن القبر وما بعد القبر؟ كيف أجمع بين هذا الكلام وما أرى؟ قلت هنيثاً لبا ولزوجها حين أكرمه الله يخي ر متاع الحياة الدنياء المرأة الصالحة؛ ولم يبتليه الله كما ابتلى بعض الشباب الذين كلما زار أحدهم صاحبه خرجت زوجته بطلباتهاء نريد ستائر مثل ستائرهم الحريرية؛ وإذا زا رآخر ؛ قالت : نريد خزائن كخزائنهم المنقوشة؛ ومثل كذا وكذا... فسبحان الله الحكيم. إن ذلك هو ما يساهم به الترف في تعقيد قضية العنوسة؛ ولو كانت الأمور على غير ذلك لأصبح أمر الزواج ميسورا ؛ ولاستراح الشباب والمجتمع والأمة . العنوسة وولاثم الأعراس ومن الأسباب التي ترهق كاهل الشباب؛ وتؤخر إقدامهم على الزواج وبالتالي عنوس الفتيات ما يمارسه الكثير من الناس في أعراسهم من الإسراف في الولائم التي تنهكهم وتتعب من بعدهم ٠ حيث يخجل أمام مجتمعه أن يكون يعن عع الفكر الزبوير هي [(2ف )ل عند الضع هد اطق م أقل من أولئك؛ وربما دخلت المباهاة بين بعض البيوتات التي تعتدٌ بنفسها ؛ وقد تكرّست هذه العادة في بعض القرى والمدنء حتى أضحى خلافها متعذراً؛ والخروج عليها في عداد المستحيلات السبع” ولذا يحذّر من ذلك سماحته ؛ فقد ذكر في تعداد أسباب العنوسة؛ قاثلا : من أهم أسبابها "نفقات الزفاف؛ مع أن الله تعالى نهى عن الإسراف ؛ وجعل المبذرين من إخوان الشياطين” "'' فهناك قطعان من الأغنام؛ وقطعان من الأبقار تساق إلى المذبحة؛ وشحنات مترادفة من الفاكهة؛ وأخرى من الحلوى في ليلة الزفاف؛ ذلك إن لم يكن في إحدى الفنادق الراقية التي تعادل نفقات الصالة منها مع الحفلة صداق المرأة؛ والأمر الشرعي خلاف ذلك كله» أولم ولو بشاة؛ فاللقصد الإشهار للزواج؛ ولكنها العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان؛ والتقاليد الزائفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع»؛ ولو ملك الشباب شجاعة التحدّي ؛ لغيّروا سير المجتمع إلى الخير والصلاح؛ كما غيِّره أولو الأهواء والنزعات إلى الشرّ والفساد؛ وإن يكبر المرء جهود المصلحين فإنه يكبر جهود أولئك المتضامنين من الذين ابتكروا العرس الجماعي ؛ في يوم واحد؛ نسأل الله أن يبارك في جهودهم. العنوسة وتأمين المستقبل لقد تقدّم الحديث في هذا الموضوع في حال الحديث عن الزواج المبكر بوصفه حقاً للأولاد على آبائهم ؛ ويوكد الشيخ أن من أسباب العنوسة هو عزوف الشباب عن الزواج بحجة تأمين المستقبل ؛ والمستقبل ليس بيد أحد من (١) عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ » إصدار مكتبة المشارق. من معاإ الفكر الؤبو فه زلف عند الشيخ جد الل البشرء يقول سماحته: "من أسباب العنوسة شيوع نظرة تأمين المستقبل أو إكمال الدراسة؛ والمستقبل بيد الله ؛ لا بيد الرجل ولا المرأة؛ والأرزاق من عند الله وهذه النظرة تقليد للذين يقيسون الأمور بمقياس المادة. يضع الشيخ يده على موضع الداء لدى كثيرمن الشباب؛ فهم في الحقيقة وإن أكّدوا أنهم يؤمنون أن المستقبل بيد الله؛ وأن الأمور بقضاء وقدر؛ وقد تجري المقادير بغيرما يتصورون؛ بل بما لم يدر في خلدهم ؛ غير سلوكهم في الواقع خلاف ذلك؛ وهو في حق المرأة - وعلى ما ييدو - أوضح منه في الرجل؛ فمن أين للشاب بالصداق إذا كان يعتمد فيه على نفسه؟ ومن أين له بتلبية تلك القائمة من متطلبات الزواج» حتى يطمثن على مصدر رزقه؛ ولو وعى الآباء ووعت الفتيات أن الله يمين كل من طلب التقوى والعفاف, لما وجدوا غضاضة أن تسير أمور الحياة في أبسط حالاتها ؛ فإن الحياة في أصل وجودها بسيطة عقدّها الإنسان؛ سهلة صعبها الإنسان ؛ ميسورة عسّرها الإنسان؛ وماذا عليهم لو تركوها على بساطتهاء أيخافون غضب الربّ عليهم سبحانه وتعالى؟! كلا ؛ وهاهم يودّعون كل يوم حبيبا إلى المقابر» وينقلون عزيزاً من بين أهله وذويه إلى بيت الوحدة؛ مفارقاً نعومة الأرائك إلى خشونة التراب؛ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ولتحليل كلام الشيخ وبيان بعض أبعاده؛ يمكن القول؛ إننا لو سرنا مع هؤلاء الذين أمّنوا مستقبلهم ؛ أيقدرون على تأمين بقاثه على حاله؛ ودفع الكوارث عنه؟ إن التأريخ القريب والبعيد يشهد على تقلّب الأيام؛ وتبدّل () عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ ؛ إصدار مكتبة المشارق. م عناععا الفكرالؤنوى ني (8) ا عند الشع هد ال الي الحالات؛ فكم من الملوك أمسوا في السجون؛ هذا إن سلموا من القتل » وكم من أصحاب الجاهات المخدّمين أصبحوا يتكففون الناس؛ وكم من الأثرياء أضحوا عالة على غيرهم يعيشون على نوال المحسنين؛ فهل أمن المستقبل عند هؤلاء بما حاق به؟ أرَّ لا يحرص العقلاء على تأمين مستقبل الدين والعرض والشرف بإحصان أنفسهم عن الانحراف؟ أو ليس تأمين الدين من الأذى أولى من تأمين مستقبل الحياة الدنيا الفاني ؟ لا محالة أنَّ الذي حافظ على دينه؛ واتقى ربه» كفاه الله أمر دنياه. والله تعالى يأخذ عباده بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ؛ ولكن قست القلوب»؛ فأتى لبصيص الذكرى أن يتسرّب إليها ؛ وقد جعل الله في القصص والحوادث عبرة لأولى الألباب» فمن حوادث الدهر؛ ما صنعه القدر بالمعتمد بن عبّاد ملك إشبيلية؛ فقد كان مترفاً أيام ملكه؛ وذات مرة أطت امرأته الملكة من شرفة قصرها في يوم ماطر» فرأت بنات الفقراء» حافية أقدامهن يمشين على الطين ؛ وبأيديهن القرب يستقين الماء؛ فاشتهت أن تمشي على الطين مثلهن؛ فأمر المعتمد من يعجن المسك والكافور والعنبر بأنواع الطيب؛ ويملاً فناء القصر بتلك العجينة؛ ووشيّتْ لها قُربة بالحرير والذهب؛ وخرجت حافية مع بناتهاء يطأن على طين العنبر والكافور؛ فلمًا ذهبت دولته وأصبح سجناً في أغمات؛ وحلّ بأهله الذل بعد العز» والفقر بعد الغنى ؛ فأصبحت بناته يغزلن للناس؛ مقابل دريهمات يعشن بها؛ فعندما جئن لزيارته في السجن؛ ورأى من حالبن ما رأى قال قصيدته: فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً ‏ فساءك العيد في أغمات مأسوراً عن معاز الف اندي لي زحي عند الشيخ أجد الخليلى : ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس لا يملكن قطميراً برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره وليس إلا مع الأنفاس تمطورا قد كان دهرك إن تأمره محلاً فردّك الدهر منهياً ومأموراً وقد سمعت عن شاب غرّته بهارج الحياة الدنيا وزخارفها؛ وأراد أن يؤمن مستقبله قبل الزواج ؛ فبنى له بيتا فخما أنفق فيه الكثير الكثير من النقود ؛ ثم خطب امرأة وعقد عليها ؛ ؛ وأخذ هو وهي يجهزان ذلك البيت بأحدث الأثاث وأفخره , وقضوا في ذلك شهورا ؛ حتى إذا أنهوا التأثيث أراد أن يكون العرس ليلة الجمعة في منزلهم الجديد الفخم ؛ ليرى الناس المهنئون قصرهم الملشيد ؛ وشاء القدر أن يمنح الناس عبرة ما بعدها عبرة ؛ فبعد صلاة المغرب من ليلة الجمعة وهي ليلة العرس ؛ كان ذلك الشاب الذي أنفق ماله وشبابه في إعداد هذا المسكن يقاسي سكرات الموت؛ وزفً هو إلى القبور » وسكن رمسه؛ وتوسّد التراب ؛ وبقيت زوجه في بيت أهلها ؛ وأغلقت الدارء وسكت المغنون , وصاح النائحون؛ كما يقول صالح بن عبد القدوس: وإذا الجنازة والعروس تلاقيا ورأيت دمع نوائح يترقرق سكت الذي حمل العروس مبهُتا ‏ ورأيت من حمل الجنازة ينطق ويشير سماحته إلى طرف آخر للقضية؛ وخاصة ما يكون في جنب الفتيات اللاتي يتقدم لبن الخاطبون؛ فيرفضن بحجة إكمال الدراسة؛ وكثيرمن ذلك لم يكن تقديراً للعلم أو حباً له؛ بل تأمين المستقبل » فالشهادة لأجل 1 من معا! الفكو الؤبوى ___ثي 22 ]و عند الشيغ اد اللي الوظيفة؛ والوظيفة تأمين للمستقبل» وليس كل طالبة منهم بحاجة إلى العمل ؛ عدا الفقيرات اللاتي يرزح أهاليهن تحت مطارق العوز والحاجة؛ وبعضهن يطلب الشهرة؛ ويعضهن لجلب الراقين من الخاطبين؛ قد يكون لبعضهن الحق عندما يرتبطن بمن فسدت ضمائرهم وتعفنت فطرهم ؛ وتلك مسؤوليتها حين يتقدم لبا الكفء الصالح فترفض بحجة الدراسة؛ ثم يتقدم لبا غير الكفء فتكون النتيجة على غير ما تحمد؛ فتكون على نفسها جنت براقش؛ ولعل تلك إحدى الدلالات التي تستوحى من الحديث الشريف" إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وكم من الخريجات من الجامعات رغب عنهنٌ الشباب؛ بل انتشر في أوساطهم عدم الثقة بهن؛ وغدت ظاهرة العزوف عن الزواج بالجامعيات واضحة»؛ وإن تزوجت فبأقل مما كانت تتمنى أو تنتظر ؛ أما خوف الطلاق فهاجس شيطاني؛ نعم عندما تقذف المرأة بنفسها مع رجل لا خلاق له؛ لا يرعى في أحد إلا ولا ذمّة ؛ لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً؛ ومع هذا فإن المرأة الذكيّة تستطيع بلباقتها كسب قلبه ؛ حتى يصبح بين أصبعين من أصابعها تقليّه كيف تشاء؛ بحسن المعاملة؛ وكظم الغيظ» والعفو؛ وامتصاص الغضب؛ والتحبب إليه؛ والتزيّن له ؛ والقيام بحقوقه على أكمل وجه؛ وإظهار المودة له»؛ والشفقة عليه؛ وإعانته في تحقيق مصالح الأسرة؛ إلى ما راء ذلك مما تفعله النابهات من النساء أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فربما استعبد الإنسان إحسان مع أن الفتاة - فيما أرى- يمكن أن تصيد عصفورين بسهم؛ فتتزوج وتكمل دراستها؛ فتلبي نداء فطرتهاء وتحصن دينهاء ويتحقق لها الاطمئنان النفسي عن معاز النكر الذوى لي( »)و عد الدع اعد اخد لي الذي هو أمر مهم في طلب العلم؛ وتتفادى الحمل بالطرق الشرعية؛ من مثل ما يطرحه الطب الحديث من حساب وقت إنتاج البويضة وتوقع الحمل؛ ومعرفة الأوقات التي لا يتم فيها الإخصاب.؛ وهذا ما يوجّه إليه سماحته ؛ فقد سألته فتاة تقدّم لها خاطب وتريد أن تكمل دراستها ؛ فماذا تفعل ؟ فأجابها بقوله : ولِمَ لا تجمعين الحسنيين؟"". وما تدري الفتاة بعد أن تكمل دراستها أتتزوج أم لا؟ وإن تزوجت أيمنعها زوجها من العمل أم يبيح لها؟ وهي تستطيع الجمع بين المهمتين؟ غير إن الواقع يشير إلى فئة كبيرة لا يستهان بها من الخريجات غير المتزوجات؛ اللاتي يصرخن خذوا الشهادة؛ وأعطونا زوجاً. ينبّه الشيخ إلى عدم تقليد الماديين في نظراتهم؛ فالمسلم له مبادؤه وله عقيدته التي تميّزه عن الآخرين ؛ نظرة شاملة ودقيقة للكون والحياة؛ فعلينا أن لا نقيس الأمور بمقياس المادة؛ ولنعلم أنّه من كان مع الله كان الله معه ؛ ولكن ليأخذ مع ذلك بالأسباب» وليتوكل على الله؛ ولو أنا توكلنا عليه حق التوكل لرزقنا كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً؛ كما أخبر بذلك الحديث الشريف» وفي الحديث الآخر "ثلاثة حق على الله عونهم ؛ ذكر منهم والناكح يريد العفاف" ويقول سبحانه" إن َكُونُوا فُقَراء يُشْنهِم لل ون فَضْلِهِ وَاللَهُ اسيم عَليِمَ *!". وإذا أصابتنا مصيبة فبما كسبت أيدينا. (١) شريط سمعي في الإجابة على أسئلة طالبات الجامعة .. (؟) سورة النور » الآية 77 ا من معال الفكر الؤبوير يي[ 0) ار عند الشيح أهد لخدي لي العنوسة واححملات الإعلامية لقد مضى الحديث. بحمد الله عن دور الإعلام في التوجيه السلوكي» وأقصر الحديث هنا عن دوره في ظاهرة العنوسة؛ يقول سماحته: "من أسباب العنوسة" الحملات الإعلامية من المتأثرين بالأفكار الدخيلة على المجتمع الإسلامي؛ وتقليد الغربيين في كثير من سلوكهم " '" فلقد غزت وسائل الإعلام كل بيت تقريباء ‏ القنوات الفضائية والانترنت تتصدران القائمة ‏ ومن هذه الحملات ما هو صريح ومنها ما هو مبطن يحمل سمّه في دسمه»؛ ويمكن الإشارة إلى بعض تلك المظاهر التي تجلت فيها هذه الحملات. ١ عقد الندوات لمناقشة مسألة الزواج المبكر وتنفير الناس منه؛ لتحقيق هذا البدف تستدعي القناة الفضائية أو المحطة الإذاعية من يخدم غرضها مهما كلفها ذلك من التكاليف المادية؛ ومن ذلك على سبيل التمشيل ما قامت به إحدى الباحئات الاجتماعية من الحديث عبر إحدى وسائل الإعلام عن ظاهرة الطلاق »٠ وقامت بتضخيم الموضوع وهو نادر قليل ؛ وذكرت الباحثة أن من أسبابه هو الزواج المبكر؛ وقد قام سماحته بالرد عليها عبر الوسيلة الإعلامية نفسها. ١ المسلسلات التي تنقل نمط الحياة سواء عند الغربيين أو المتأثرين بهم في نمط حياتهم؛ حيث تبدو الفتاة حريصة على تأمين مستقبلها؛ :0 عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ ؛ إصدار مكتبة المشارق. ٠ من معال الفكر البو كه م عند الشيخ أد اليل والبحث عن شريك حياتها؛ وخوض التجارب المتنوعة معه؛ وتقديم ذلك بأسلوب عصري يظهر فيه نجاح الحياة رغم فشلها الذريع. الدعايات الإعلامية المتنوعة التي تجلب لب الفتاة والشاب معا إلى زخرف الحياة؛ فيؤثران الاستجابة لتلك الدعايات؛ التي تعنى بكماليات الحياة؛ وبالتالي تأخير مسألة الزواج إلى حين؛ وإّأما يحدث من هرات عنيفة لقيم المجتمعات الإسلامية عن طريق هذه الوسائل ؛ مؤد حتما إلى اشتغال الشباب جميعا عن الزواج» وتلبية نداء الغريزة بامحرم. العوسة. . 22 التعدد قد تنشأ العنوسة أحيانا من تجاهل الفتاة للخاطبين حتى يجاوزها قطارهم» وقد تترمل أحيانا؛ أو تطلّق أحيانا أخرى» بَْهَ أن النساء أكثر من الرجال عادة كما تدل على ذلك الإحصائيات العلمية؛ ذلك في حالة السلم؛ وفي حالات الحروب ‏ نسأل الله السلامة منها ‏ تصبح العوانس عددا هاثلا ؛ وبالتالي يكون التعدد هنا أمرا لازماء فهل الأفضل للفتاة أن تبقى على تلك الحالة المريرة؛ أو ترتبط مع شريكة لبا أختاً في العقيدة؛ وتتوحد معها في الشعور والآمال والآلام؛ حتى يعبر الجميع جسر الحياة الدنيا إلى الآخرة سالمين من المعاصي؛ غائمين بالثواب. ولذا يرى سماحته أن التعدد من ضمن حلول مشكلة العنوسة ٠ يقول: ١- لقد أباح الله تعدد الزوجات؛ بشرط تحري العدل» والمرأة بطبيعة فطرتها لا تريد أحدا يشاركها في شريك حياتها؛ وهو مطلب لا تلام عليه؛ ولكن ٠ من معاز الفكر الزبوي ___ي [(4. 6] .عند الشيع أحد الل عليها أن تفكّر في بنات جنسها؛ هل الأولى لبنات جنسها أن ينشأن على الرذيلة والفحشاء؟ هل الأولى أن يكبتن أنفسهن وأن يغالبن الفطرة حتى يؤدي الأمر إما إلى أمراض نفسية وعصبية؛ وإما إلى الانفجار؛ الذي تتلاشى معه القيم» وتتحطم معه الأخلاق؟ " ''' والشباب الراغبون في التعدد لحل مشكلة العنوسة عليهم تنقية ضمائرهم؛ وصقل نيّاتهم من الشوائب أولاً؛ ثم الاتجاه إلى خندق العنوسة لتخفيف وطأتها على المجتمع ؛ وبالتالي عليهم خطبة العوانس من النساء؛ بذلك يتحقق البدف» أما الاتجاه إلى الصغار من النساء فذلك مما يعمق من حدة المأساة؛ ويروؤي جذورهاء ويشدٌ هيكلها؛ ويرسي دعائمها؛ إذ الشاب البكر في العادة يجد عروضاً كثيرة من الفتيات الأبكار الصغار اللاتي من سنه أو أصغر منه؛ فيحصل التنافس على تلك الفئة من الفتيات»؛ وتبقى العوانس كما هن على أن عدد الراغبين في تعدد الزوجات قليل؛ والداخلات من بوابة العنوسة كثيرات؛ فأين الحل إذن بالله عليكم؟ نعم يمكن الحلٌ عند شيوع مبدأ التعدد شيوعاً كبيراً ؛ ويقتنع الكثير من الشباب القادرين على العدالة بذلك» يقول سماحته : "إن النساء توجد منهن كثرة كاثرة أكثر من الرجال» وبماذا تحل هذه المشكلة؛ إذا كانت النساء الصالحات للزواج الراغبات فيه ؛ أكثر من الرجال الصالحين للزواج الراغبين فيه؟ هل تترك المرأة الصالحة للزواج الراغبة فيه . إن لم يوجد لها زوج إلا وهو مقترن بزوجة أخرى؟ - هل تترك وشأنها حتى تكبت غريزتها؟ أو يباح لنفسها التفسخ والمبوعة (١) عنوس الفتيات/ محاضرة لسماحة الشيخ ؛ إصدار مكتبة المشارق. يعن متا الفكر الزوى َي زفق »] عند الشيخ مد اللي والانحلال؟ ولها أن تخادن من تشاء أوأنها تتزوج بزوج؛ ولو كان هذا الزوج ذا زوجة أخرى؟ إلا أنه يستطيع العدل بين هذه المرأة والمرأة الأخرى» على أنه مما لا ريب فيه أن فترة الإخصاب مع الرجل أطول منها في المرأة ... وإذا كانت امرأة الرجل القادر على القيام بأداء الوظيفة الفطرية عاجزة عن القيام بهذه الوظيفة؛ فهل يؤمر بطلاقها حتى يتيسر له ضم زوجة أخرى لديه؛ أو أنه يياح له أن يتزوج زوجة أخرى بجانب تلك الزوجة الأولى؟ أو يباح له أن يخادن من شاء من النساء؟ إن الزواج بأخرى يحفظ التوازن بين أفراد النوع الإنساني؛ وقد دعا فيلسوفان ألماني وإنجليزي إلى تعدد الزوجات حفاظاً على المجتمع ؛ وقطعاً للفساد وخراب المجتمم* !'؟ السدى ب يعد المسجد المؤسسة التربوية الثانية في الإسلام بعد الأسرة؛ فقد كان المسجد مكاناً للعبادة والتعليم وعقد الرايات وانطلاق الجيوش؛ وما يزال المسجد يؤدي دور التعليم والتربية ‏ والحمد لله- مهما كانت مكائد الكائدين ؛ وتربية المسجد ‏ حقاً ‏ تربية متميزة عن سائر الموسسات والبيئات الأخرى؛ بما يضفي على مرتاديه من صفاء روحي؛ ونقاء نفسي؛ فضلاً من الله ونعمة ؛ لذا يحرص الجميع على أن يفترف من معين بركاته؛ ويتعرض للطائف نفحاته ؛ يقول سماحته: "فجدير بكل أحد أن يحرض بأن يربي أفلاذ كبده في ببوت الله سبحانه وتعالى؛ من أجل دراسة كتاب الله؛ ومن أجل تلقي المعارف الريانية (١) تربية الأولاد 7٠٠ /أ- الرد على الباحثة الاجتماعية حديث إذاعي يعن عاذ الفط الزوي _ي [ء #)] .عند الشيع هد اللي بين جنباتهاء ومن أجل التكيّف وفق مقتضيات هذا الدين الحنيف ؛ من خلال الانتظام في صلوات الجماعات؛ حيث يشاهدون ليل نهار صفوف عباد الله تمثل بين يديه خاضعة خاشعة”' ويقول أيضاً "فللبيت دوره؛ وللمدرسة دورها وللمسجد دوره””" وتتجلى المهمة التربوية في بيوت الله تعالى في مظاهر متعددة؛ وأهمها: ١- التربية الروحية: فالمسجد مكان الصلاة والاعتكاف»؛ تتراص صفوف عباد الله تعالى في صلاة الجماعة متالفة متاخية؛ فتصفوا من أكدارها؛ ويزكو إمانهاء يقول سبحانه :" إِنّمَا يَعْمْرْ مَسَاحِدَ الَو مَّنْ آمَنَ باللَّهِ وَالْيُوْم الآخِرٍ وَأَقَامٌ الصلاة وآتى الزكاة وَلَمْ َحْ الله َس وليك أن يكولراً نامدن “"” "- التربية العقلية: فالمسجد في وقتنا هذا هو مؤسسة تعليمية مهمة تعقد فيه حلقات العلم؛ والمواعظ الحسنة؛ ويتدارس فيه المسلمون كتاب الله؛ ويتلقى فيه الطلبة دروساً علمية بجانب أمور دينهم ؛ من العقيدة والفقه واللغة؛ فتسدٌ الخلل الناتج عن التعليم الرسمي» كما يحفظون ‏ من خلال المراكز التي تعقد فيه كتاب الله تعالى؛ ويتعلمون تفسيره» ويتلقون دروساً متنوعة في الخلق والفكر وغيرهما. () مكانة المساجد ٠ محاضرة مسجد الدعوة بالموالح ١/صفر/1115ه () التحذير من آفات المجتمع ؛ /68/01 0 سورة التوية ؛ الآية ها من معام الفكر الو نوي ٍ لا ١“ بط عدد الت أحد احللى > التربية السلوكية : ولو لم يكن سوى التقاء المسلمين ومعرفة أحوال بعضهم بما يوطّد أوا صر الود والألفة والمحبة ل فتحسن بذلك أخلاقهم؛ وتسمو سلوكياتهم؛ أضف إلى ذلك ما تتلقاه الأجيال الناشكة عن الكبار من تجارب حياتهم ٠ فيرون معاملة الكبار لأقرانهم فيتشبهون بهم ؛ وينشأ الفرد اجتماعياً دمثاً محباً للخير؛ عدا أن الناشئة تتلقى فيه التربية السلوكية على أيدي المعلمين والمرشدين . أ لد حا يقول سماحته : إن المسؤولية في تربية النشء على مقوّمات الحياة الإسلامية تقع على عاتق الآباء والمدرسين والمجتمع مم فللبيت دوره وللمدرسة دورها”' وقد نشأت المدارس بعد أن ضاقت المساجد بالمتعلمين لكثرتهم ؛ وظهرت أصناف التخصصات التي تحتاج إلى التقنيّات التعليمية؛ ووسائله الثابتة أحياناً؛ ولا يجهل أحد الدور المهم الذي تؤديه المدرسة في تربية الأجيال من الناحية الجسدية والنفسية والفكرية... ولذا كانت الأهمية بالغة في وضع المنهاج المدرسي في عناصره المتعددة.. وسأخص ذلك بالحديث ؛ بمشيئة الله . في باب المنهاج الدراسي في التربية العقلية. ومن المعلوم أن اختلاط الطالب بأقرانه ومن هم قِ سنّه يولد قٍِ نمسه الانشراح النفسي؛ وحبٌّ المنافسة الشريفة في طلب العلم» كما يوطد علاقاتهم (١) التحذير من آفات المجتمع ؛ /68/81 م عن عط الفك الؤنوي لي (1ء »)عند الشيع هد اخللي فيما بينهم؛ ويحسّن أخلاقهم ؛ تحت إشراف مربيهم من المعلمين» كما تقوم المدرسة ببناء متكامل للطفل من الناحية العلمية والعقلية والسلوكية والجسمية؛ وهو إعداد متكامل إن أحسن المربون تطبيقه؛ فإنٌ الناشئ يسير في طريق النشأة السليمة؛ وتشكّل المدرسة وسطاً للتقويم السلوكي» حيث ينظر المربي كيفية تعامل الطالب مع أقرانه؛ ومعلميه وسائر العاملين في المدرسة؛ وكيف يتعامل مع مرافق المدرسة المسخّرة له ... إضافة إلى إمكانية تدريس علم الأخلاق نظريا؛ بجانب التطبيق العملي. فهل تؤدي المدرسة دورها فعلا؟! المرافق العامة هناك الأندية والملاعب والحدائق والمهرجانات؛ والمجالس العامة؛ والعادات والتقاليد في المجتمع » وطبيعة البيثة الجغرافية ؛ كل ذلك يدخل في مفهوم البيئة التي يتربى فيها الإنسان ؛ وجميعها مؤثرة على تربيته وتنشئته؛ كل عنصر بحسبه؛ وبيقدر اتصال الناشئة به. إن البيئة العامة ؛ بما فيها من العادات والتقاليد التي قد تكون قريبة أو بعيدة عن أحكام الدين؛ فلاشك أنها تترك آثاراً واضحة في النفس البشرية قد يصعب محوهاء ولذا كان على المربين عدم المهادنة في تنشئة الأجيال على المبادئ التربوية والإسلامية؛ ومقارعة العادات الباطلة بالتي هي أحسن؛ من الحكمة والموعظة الحسنة؛ ويبين لنا سماحته أثر البيثة قائلا :”ومن أهم المؤثرات الاجتماعية البيئة؛ فإنها ذات أثر كبير على من ينشاً فيها؛ ويتربى في محيطها؛ ولذلك تختلف أفكار الناس استحساناً واستهجاناً بحسب اختلاف بيثاتهم؛ من معاإ الفكر الزبوي زح ») ا عند الشيخ أحد اخلب لي بحيث تجد أمراً يعد عند أهل بيئة من أحسن الأمور ؛ بينما يعد عند غيرهم من أقبحها؛ والكلٌ معدودون من العقلاء؛ ولذلك كان الواجب الاحتكام إلى الشرع المنزّل من السماء لا إلى عقول الناس المتغيّرة الأطوار» المختلفة الأحوال.”'' ويقول أيضاً "ما أصعب التغلب على العادات عند من لم يتسلّح باليقين» ويتديّع بالصبر" ”'" ويقول أيضاً :"إن العقول متباينة باختلاف المؤثرات النفسية والاجتماعية على أصحابها؛ فالتربية والتثقيف والبيثة والمحيط لها أثر في تكوين الفكر وتوجيه العقل؛ بينما الدين فوق ذلك كله ؛ لأنه تنزيل من حكيم حميد؛ يخضع له العقل والقلب وتستسلم له الروح والجسد" '" وإذينبه سماحته على إدراك أثر البيئة في توجيه السلوك ؛ فإنه يدعو بإلحاح إلى أن يكون المناخ الذي تتربى فيه الناشئة مناخا صالحاء معينا على الاستقامة؛ وبالتالي يتحمّل كل فرد من أفراد المجتمع بلا استثناء دوره في تهيئة هذا المناخ للصلاح ؛ والمحافظة على استمرار الاستقامة؛ ولتحقيق ذلك لابد ‏ في نظري ‏ من طريقتين: ١- التمسك من الجميع بمبادئ الدين؛ وتحقيق القدوة للجيل بذلك التمسك . - تهيئة البيئة الصالحة؛ بالمساهمة المستطاعة في تربية الجيل فكرياً وسلوكياً؛ ولا يحقر الإنسان جهده مهما كان صغيراً؛ فإ عند الله كبير» والجهد كبير بأثره لا بحجمه. (١) جواهر التفسير 41/7 (؟) السابق 7760/7 () جواهر التفسير ؟ / 6٠١ عن عع الفكر لزوي َي [(ي١م] ‏ عندالضح احد يلي فالكل يساهم في توجيه الناشئة إلى الحق؛ وتأصيل العقيدة الصحيحة في نفوسهاء؛ وتربيتها على كتاب الله وسنة رسول الله #4 يقول سماحته : "ولذلك كان من الضرورة بمكان أولاً؛ وقبل كل شيء؛ إصلاح المناخ؛ حتى لا تكون هذه السموم واجدة مناخاً يمكن أن تعشّش فيه وتستشري ؛ فيجب أن يكون المناخ مناخاً صالحاً مهيثاً للصلاح والخير؛ ويكون ذلك بتوجيه الناشئة إلى الحق؛ وتأصيل العقيدة في نفوسها؛ وتربيتها تربية سليمة تقوم على كتاب الله وسنة رسوله #” ''' ويقول سماحته أيضا: "على المجتمع بأسره أن يكون في تمسّكه بمبادىئئ هذا الدين واعتزازه بموارده الفكرية والسلوكية بيئة حسنة لبذا النشء" بهذا - وله الحمد والمنّة. ينتهي الجزء الأول من معالم الفكر التربوي لدى سماحته ويليه . بمشيئة الله . الجزء الثاني وأوله الفصل الثالث في الحياة الروحية ؛ وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 0 مع إصلاح الت :ج1٠١٠ (؟) التحذير من آفات المجتمع؛ ص 978 من معالم الفكر التربوي ١3 عند الشيخ أحمد الخليلي ملحق (١) جزء من رسالة كتبها الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري » الفتي السابق للسلطنة » يذكر فيها نبوخ سماحة الشيخ الخليلي. الاسري ذاش اع وّدلك الإوان م تراينامر كك رمالنالامؤاجع جرازتمندهاب لمالا 4 بحذ رات رهبت الأهرا اهن رناب لمارا ارات لابن دجما رارض بعم ضر كتياتن ا زجم نالل طب تي نكاكان بعل الضد رب ومسل هف الامت ور تعلرنن لماه عساء مهالباا لنينة . ببوالنطبتوتاتيوانا تمان مان اشاد اهاب هوا نكب لجنا لملا الهائظ احو وا وتداذاضره للحي وزشاءتالارلة مال نب اليه محال سانا مار موري هاما الج بي لابين التكنا يت اطالاسجيانم وجزا با غول ولاك يي ث بمض من لسلاة وإقامم مداا من سلاة عه | هر امالزرام جارك لا لينل نان نمنيت العصلاة ناريا الارض اناب انهدا الام بارع هلااهوإ رباع والابامٌاإنضرالنو نالصا بم دهارناكات اماه مسلا ةالطدرينالرمانب رزو لإبتركبا اللسذوي سلا ةلم يكنات نبغ 27ب د صلا لجعت وانب لان #ولاسصلرا ولي الايصدل ثبت لامي ريم رماب من ا لبعد كولم ا#لام بعردالهوتم يسارب وك1ناكاه تنلات م بيتم لات ا رمر# وذ لك بوب ابابا نزو كارا شان از انوا ليمك ١ تال سكان م مسلاب اامعة ابص ؤب لهانثنت عنه انفكان يه أيه لمم ة امثير الث وتبزان كان بعبها ريماتالالامام ابرسعبها ايل( اراز ان خرج انه يؤم برها مركاعنين رز انبا# ل وب( ماموروبارالنام رف ا به الأمارتوازالابت ب حزما برجت ولاظمر 0 ينزي رصا الهعة (السروالتامري” 07 دل اررتأبي ا اهافاالنيه للم الملامشاعل ةير رقا ورا ١ اعسات ومن اعوانناانيترابناالظرا نلا ترا لمانا زيرالتتامننا رين عاتن العاماو ميري رضران اليبانا سنى ١ بالارسم ١ غم والزو اال ة وثرا الذولننانا وب اميم ماصنعناه عدا نورا ر تبر مر را ينام لإمرره ا يار رااذجربا مر لتنا الصالإستتدر © ل تسلا اسيم ناا :ا الاضباء والريسلين لالم وسيم اإدالبدهالخرين بن اسن الركبل ١٠ ملم ساابرك سوال لاله م عن ععا(الفك الزنوي لي [34») ا عند الشيع لعد اخيل الى ملحق (١) مقال نشر بمجلة الشرملة بسلطنة عمان الشيخ اتليلي حجة ذكررة حرية وتأرجنة إسلامية للأستاذ الدكتور : مصطفى عبد القادر النجار المستشار الأكاديمي بوزارة التعليم العالي بسم الله الرحمن الرحيم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ظاهرة عمانية حضارية؛ تجمع ما بين التراث والمعاصرة؛ حبا الله بهاسلطنة عمان؛ فأصبح يعبرعن همومها السلفية من جهة؛ وحياتها اليومية من جهة أخرى؛ فيشرح ويفصّل؛ ويحكي ويحاضر؛ ويخطب ويكتب في كل مجال يتهياً له وتصل إليه يده؛ فأعطى لوطنه أبجدية الروح في هذا الزمن العاثر» فلا ينكر أحد سعة اطلاعه؛ وشدة تواضعه؛ وفتح قلبه وعقله؛ وأبواب ضميره لكل سائل ٠ صغيراً أو كبيرا؛ مثقفا أو أميا ؛ يتبادل معهم الفكر والفقه بكل تفاصيله؛ ولا يمل لهم مجلساً؛ ولا يشعر بضيق أو يرفض سؤالا . , وقد حدثنا التأريخ عن شخصيات أعطت لأوطانها غذاء روحيا لا يمكن أن ينضب على مدى السنين» عربياً وإسلاميا وعالمياً؛ والشيخ الخليلي يظهر عملاقا في هذا الجانب بمقولاته وفتاويه؛ واجتهاداته وآراثه؛ ليسد فراغا ليس بالسهولة ملؤه في زمن | كثرت فيه الاجتهادات» وتعددت التأويلات؛ واختلفت الرؤى ؛ وأصبح من العسير على المؤمن أن يطمئن إلى هذا الرأي أو ذاك في تفسير أمور دينه ودنياه» وصار يسبح في بحر متلاطم الأمواج من ما اا لام الديق اي (»م) آي عند الضيع اعد احدل لي تناقض الأ قوال؛ ولا يدري أين يرسو بسفينته للاطمثان إلى شاطئ السلامة؛ حيث أصبح المسلم في ذلك الجو الممبد حائراً منذهلا في كيفية ارتشافه لرحيق الحقيقة ؛ فجاء الخليلي ليعالج ذلك الفراغ؛ ويعطي أبناء قومه عصارة فكره الخلاق» المبني على أحكام الإسلام الحنيف؛ بتجرد وتعفف تنحني له البامات» وسوف تعتز به الأجيال عبر القرون» فامتد فكره إلى ماضي التاريخ ففهمه؛ وإلى حاضر الأيام فهضمهاء وإلى مستقبل الحياة فأدرك معانيها ؛ فمزج بين الأصالة والحداثة ؛ ليحتل مكانة متميزة في نفوس أبناء وطنه . ليس لك الخيار إلا سماع حكمه؛ وتكتشف عمق تفكيره» وصفاء ذهنيته؛ وصواب آراثه» وعلميته حديثه؛ وليس بالسهولة أن تجد بين أقرانه في هذا الزمن الصعب من يسد الفراغ الذي ملأه بذات الطريقة المشبعة بالتواضع » والتراكم العجيب من المعرفة؛ ما يعجز أصحاب شهادات عليا من النطق بهاء فيحلّق بك إلى عالم؛ وينقلك إلى أجواء الصحابة الكرام. وعصور الإسلام الأولى؛ لتتعايش مع قيمها ومبادثها بطريقة مثلى ؛ منتشلا إياك من واقعك المتردي الذي تحمله كابوساً ثقيلاً على كتفيك؛ فتجد نفسك معه متألقاً متعففاً عن كل مبتذلات وهموم الحياة الرخيصة؛ تتعايش مع روح الإسلام الحنيف؛ وسيرة المسلمين الأوائل؛ وأحكام الشريعة السمحاء؛ محلقاً في سماء المثل العليا التي جاء بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ ليرسو بك إلى عالم الإيمان بواقعيته وحسه الوطني؛ وأجوائه الخلاقة؛ التي ترتشف من مكنونات الحياة الصالحة ؛ والتي تستند إلى كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه م عن مال الفكر الؤنوي يا (4 »)و عند الشع اهد اخللق لي وسلم كل هذا وغيره من فلسفة الدين والحياة تتعلمها من هذا الزاهد العماني ؛ الذي وهب نفسه لعمل الخير وفلاح البشر . وسماحة المفتي يعيش عصره الذي تزاحمت فيه التحديات والانحرافات؛ وهو يدرك أن ذلك العصر ليس من اليسير إدراك ميتافيزيقيته؛ ولكنه استطاع أن يخاطب الناس بلغة مبسطة»؛ وأن يعبرعن عمانيته الأصلية بالدفاع عن اللغة العربية التي هام في حبها من محاولات اغتيالهاء وهي لغة القران الكريم؛ إلى جانب الحفاظ على الأطر البلاغية فيها. وحقا نقول: إن سماحته صار عملاقاً في زمنه؛ فمن أين يستطيع الإنسان أن يخاطب بما ملك من مواهب وصفات قلما تجتمع في إنشان؛ فأصبح ملكة ابتكارية مولدة للتصورات الحسية . وقد قيل: إن العلماء ورثة الأنبياء؛ وهم الذين يغارون على الحق ؛ ويتبحرون في تفاصيل العلوم؛ وهمهم سرد الحجج حول المسائل المثارة لإقناع البشر؛ وهو بلا شك منهم وإليهم؛ لقد لخصٌ سماحته صفحات التأريخ العربي عبر عصوره بآراء وأقوال واجتهادات بلغ بها الذرى؛ أفلا يحق للمؤمنين أن يعطوه صفة (مفتي العروبة والإسلام) ويسلّطوا الضوء على قدراته الخلاقة؛ وأفكاره النيرة؛ وأقواله المأثورة التي عجزت عن النطق بها مؤسسات علمية ومراكز بحثية . وبمراجعة دقيقة لكل الفتاوى التي نطق بها ذلك الطود الشامخ؛ والتمعن بعمق ومقارنتها بما كان عليه السلف الصالح؛ تجد أن القلم يعجز عن تقويمها أو إصدار الحكم بشأنها؛ لأنك ستجد نفسك أمام السهل الممتنع الذي لا , من معاز الفكر لز ته ١+ عند الشيخ امد اخليلى تستطيع بسهولة أن تدلي دلوك فيه؛ فهو يوضح لك أسس العقيدة الإسلامية كما جاءت عند نزول الوحي؛ والتعريف بما نقله الصحابة الثقات الذين سلكوا الصراط المستقيم واتبعوا تعاليم الدين الصحيح؛ ونقلوها إلى الخلف دون تحريف . وهو يهدي المؤمنين إلى الأسانيد التي يجب الاعتماد عليها لتجنب الوساوس التي تضلل السذج من الناس» وهو في كل هذا لا يطعن مذهياً أو يسفّه ديناً أو ينال من أي فرقة إسلامية . وإذا التفتنا إلى دراسة شخصية هذا الرمز الإبداعي يمكن أن نحدد صفات تميزه عن غيره»؛ وذلك في اتساع مداركه؛ وغزارة علمه؛ والاقتصار في مقولاته؛ والإيجاز في عباراته؛ فهو يبتعد عن التفصيل الممل إلا إذا استدعى الأمر ذلك؛ مراعياً عقلية السائل وغموض وتعقيد المسألة المطروحة؛ فبحذاقته وقدرته الذاتية يستطيع أن يكشف عن خصوصية السؤال؛ وما يتطلبه من إجابات إن كانت مفصلة أو مخنزلة دون أية ميالغة أو حشو في الكلام . وهو في كل الأحوال يعطي المسلمين على اختلاف مذاهبهم ودون تييز مكانتهم وقدراتهم مبتعداً عن التعصب الأعمى .. ساعيا إلى بعث روح السلف الصالح ليكشف عن الصورة المشرقة لبم؛ مؤكدا على عدم الانغفلاق وحبس العقل وجمود النص وفتح الأبواب على مصراعيها للنقد الذاتي؛ منتشلا الأفكار ما علق بها من تراكمات تاريخية باتت بحكم المسلمات في وقت هي في أشد الحاجة إلى التنقية ورفض التقليد الأعمى المغلف بالحق؛ والذي يحمل في طياته جوانب عديدة من الانحراف والباطل المنمق؛ فبحسه المتميز وقدراته عن عططالفك الؤوي _ اي (ح)] ا عند اشع جد لق ا الخلاقة التي وهبها الله له يستطيع أن يكشف زيفها بلا أية مجاملة؛ وعليه اعتبرت مهمته التي يقوم بها أمام الناس بأنها تكليف إيماني أمام الله والشريعة والدين . وعمان التي لم تُنلصّف في الكشف عن كنوز فكرها الخلاق تحتاج في عصر العومة الألفية الجديدة من يسلط الضوء على مبدعيها ؛ ويأتي على رأسهم سماحة الشيخ الخليلي الحجة الفكرية العربية والتاريخية الإسلامية؛ الذي تجاوزت أعماله حدود وطنه عمان إلى العالمية؛ ليأخذ على عاتقه الدفاع عن الإسلام وشرح أصوله؛ ومنهجه وفكره وفلسفته؛ وعمل على تنقية الأجواء العقلية لوطنه عمان ؛ مبتعدا عن العواطف البوجاء التي تبعد الحقيقة عن ذاتها وتستسلم إلى رقة الكلام المنمق . ونجد الصحافة اليومية و الأسبوعية تتسابق لأن تتبنى نشر فتواه التي لا تحدها أسطرء وتوطرها ‏ الدوريات الشهرية أو الفصلية؛ بما يثير الدهمشة؛ إن الذي دعاني لكتابة هذه الأسطر بحقه هو ما شاهدته في الوطن العربي عندما كنت رئيسا لمنظمة عربية - للاحتفال برجالاته المتميزين - ففي كل عام نسمع أن مؤسسات ومنظمات وجامعات ودول تحتفل بواحد من أبرز الرجالات الذين قدموا عطاءهم لأوطانهم؛ بحيث يتسابق العلماء بأقلامهم في إبراز الجوانب المضيئة من تلك المسيرة وذلك العطاء . إنها دعوة صادرة من قلب عربي لا هدف له إلا إعلاء كلمة العلم والعلماء في بلد التأريخ عمان؛ كما أني أدعو هذا الرمز الإسلامي لأن لا يحرم جيله من تجاربه؛ فيكتب لنا (يومياته أو مذكراته ) كما فعل رموز وعباقرة العالم عبر هن محاا الفكر اليوي ٍ ال ب عند الت الشيخ أمد ١ خلِدٍ حقب التأريخ؛ والواقع إنها دعوة واجبة لابد أن يحققها لنا؛ فهو مدرسة من حق طلابها أن ينتفعوا وينهلوا من معينها من مجلة الشرطة . سلطنة عمان من معالا الفكر الويوي 1 أ .+ عند الشية أجد اللي هه م ا 4 > : 1 ملحق الصور التدذكارية لسماحة ١ لشيخ ل تخليلي | ل الح 10 7 6 ٍ 5 : 3 0 بت 5 ابح 5 د صورة للقرية التي كان يسكنها الشيخ بزنجبار لق ات حم ا > 0-١ لما ع ا ا تا وق لوا 7٠ 0 ا ل © ار الشركة ل اباب , 2 ل 1 3 بس أن افر ا 7 الاب لاز ] |<, نا | الات يا اا ا ل لان ٍ ُ + 8 8 0 1 2 2 0 0" ب ا 1 ُْ 0 ل 8 الا أي 1 | ا ا ِ 2 ١ ا نا الب 1 ا 0 ب لا سن ا 0 لان حاتت اً“ ل كح ا 0 8 لس وب ل 1 ْ وض 1 ب بس 1 ادا ا ال الم 5< ذا اراي ا ا ل لاا ال ب ّ ل - 1 ْ 0 با مشي << | ا ا اا ا ا ل ١ -) ََ سس لنث الشيخ الخليلي يقف على يسار الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي السابق لعُمان الصورة أخذت من كتاب الشيخ العبرى لحمد بن محسن العبرى من معال الفكر الوبوي 1 َ عند الشيخ امد اخلِدٍ جد ا 1 9 > "1 ٍ_ِ - ِ ات يع لتو ججح حي ب مس 1 ااا #4 الا ان نوات كمشمة ل اش دا له ا ٍ 8 ل اكوا ا ا ل ا 5 اله يا لسك الح ز اا لا لدعا ال ا ا ا ل أي غ60 لا ا ا م له عر ىا ‎ -‏ » 8 - الم : ٍ لا 0 ا 77 ا يب 7 2 "عض تا ل ل / ُ 4ل ا . 0 7 ا 1 07 : رُ 1 7 . ا / 8 ' | أ ب 0 / ال ب | ل 7 : ال 0 6 5 مر ال ب ال ل لب 4 0 را ل لي لمن جنا : ا لاسن مس ل ا 0 الشيخ الخليلي الشخص الثالث على يسار جلالة السلطان المعظم في تأدية الصلاة بمسجد الخور الها 0 1 1 0 2 ا 0 ا 0 8 10 ل ا ال ل ا 0 1 8 1 ل ا ا : ل 2 ال 0 2 ّ 1 أ ا ا ا 1 1 © 2 في 0 سي سيا - 0001 8 1 ِ حرا اذ م 01 1 رض ان - ا 5 1 1 ْ 2 ا ل ا ب ١ الاق تان 0 ا الح ا 5 ل # ترح الا 0 1 - ]0 ليع ا 8 0 00 11 1 0 : ا ا ا 0 0 7 سر ل 0 7ن 1 1 1 1 0 7 | 7 ناا د ل 7 ب مسرا 1 ال ا 22 قم و دام الل ال ست م لور 011 ا 1 7 اس أ 0 ا 0 ار ]0 0 148 0 1 اق ا 00 لال ا 0 0 أ ا م اللي لا اا 1 نا 3 - الا انا 1 صورة للشيغ في عام /9/ا14م ب عن هعا! الفكرالزؤبوير لي( »)عند الشيخ أد اخليلي جز 0 1 َتُ 85 + 1 ْ ال'_- 0 . : ينأ 7 1 ي 3 0 أ ' ا 1 ١ 1 ٌِ ت 4 | ا | ب :1 0 | ب ل" ا ٍ ا د م © د ب يما إ حفر[ و 0 2 ٍ ل ا ْ صورة أخرى للشيغ في عام /ا/اكام ٠ من معال الفكر الؤبوي (أ 1 عند الشيخ أحمد اخلٍ ا - يق وبح لاا ‎ -‏ ب : ا ا و١ 0 ا ٍ ' 8 َ ا ١ : إ ٍ : ب أ ُ با رٍِ ل , 9 ا ا بر 7 7 م << ل 3 م رم تا أ اا 8 : - ل نس 10ل لد له ا ان ورج تك دا السلا ا اس 0 الى : ١ ١٠ .اال : ٍْ | م 2 0 7110 عل201اا 71 3 > فس بي 0668© إُ ٍٍ م ل 29-8 ٍْ جا | © _ © ّ 0 0 غير | #م - الب 1 7 0 ا ًْ ' | 0 1 ٍ ! ام ١ ل ند لَه ...لبن ل ا 1 7 ل ٍ ا ب ‎ -‏ | نض ل !] سماحة الشيخ يشارك في مؤتمر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من معال الفكر الؤبوي 0 بال 1 عند الشيح أمد اللي ا م ا بللا 0 سيا ا لياق مسبت يرجن اليا 7 ' 1 ! ل الحو جد م ١ الهم ال ّّ أ مور كم ارا مزاللا وه بج ] الي ١ أب رارض 8 صر 0 2 را ا اا ٍ 5 3 ل ولي“ لا ا ١ 01 ' نمل لكل ال 1 ٍ تالاه 0 7 ١ 1 اي يجا د 00 ١ ا 3 س0 د ال< ً اا ) له 0 حدمي ال د 7 : ال ا 3 ا > ال م حا جد م ٍ 1 281 مر لت 1 5 سماحة الشيخ في صورة جماعية مع مجموعة من العلماء في أحد المؤتمرات يي حل : مس : ا ا ل اي أ ا ' ا ا / الت ١ 1 1 ُ ج ب ص 2 0 د ب | : 3 777 امسلا يي 8 حي اليب م "1 ا ا / 0 . ص 0 : : له اي و »108 :. م7 3 سق جا : : ا ٍ ل 1 5 7 أله "0 ' 3 8 , د 7 فيا م ا ا ا | | لالس 1 © - لله - لل سماحة الشيخ يترأس الجلسة في أحد الاجتماعات 0 من معال الفكر الزبر فه ( بك عند النيخ أهد اليل ود ل لسسع 0 الما ا ا ا ل ا .1 ل الت لاحن 1ل ا ال م ١ 7 لأ "0 | ل اإ -س/سشا ‏ لح سا١ 0 | ما حمحة ا ل ل ْ ا سس أ اا اد إٍْ 1 ( 0 ٍ 8 0 3 0 ا “0 1 1 5 ل ا ااواز << النهاةن“ ‏ ا ا ا ارا 0 ١ 5 4 و7 ل 1 2 8 لإ لالب قٍٍ مم 7 ل ل 8 جل 0 ا ا ا ا داجيا ْ 1 ا اناس االو أ ات ال دغ ___ + ا ' ل .6 َََ 1 1 2 اللسشاية ل تي 1 دا 0 الشيخ الخليلي يلقي كلمة أمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم : 7724 ١ يزه 0 ٍ الا ا 0( 0 # ب # د اد ا 1 7 له 4 ب ل 5 ل 0 ً ألخية مك لا 0 ا لله 0 'ٍ و7 0 0 : ل ا ١ ( د الملك الراحل الحسين بن طلال ملك الأردن يستقبل الشيخ الخليلي من مال الفكر الؤنوي لي (74م) و عند الشيخ لد الخدى يم ١ط نودو - ٠55 ل" تَََ 17 مد 8م © 8 ب ا ا 0 ١ ا أ ب د * © # َْ ا ل 3 0-0 ل - | 7 نًّ 7 ٍ إل 3+ ٍ ب١ ل" ١ عون حدما 7 : الل إُ ا ٍ 0 ا" ل>ممسشص ا ّ- 1 ِ ١ ا تود <حتردها م 1 ا َل 5 0[ ل 7 مح 80 تت اج : ع ٍِ_ ا بلالا : سحي بي ل 4 6 ا جا مو مستت الشيخ الخليلي مع حاكم زنجبار ومجموعة من الشباب هناك صري'7 ا 0 أر. ؟ ا 0 : 10 8 1 ب« ا 0 : حا ا ا : ب 5 ادي 0 ٍ . خًً ف > ا : : م 0 0 8 َ ىد ل ١ اوه ل الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن سابقا يستقبل الشيخ الخليلي من معاإ الفكر البوي > 81 عند الشيخ أجد الل ال ا د ا عند الشيع أقد الخد لي 07 8 ل ل بو 0 ٠ ل َّ رالا ب - #ااي ا اج ا 0 5 ا : أ ل ّ د ا 011 0 2 .3 0 ف رالود 1 7 1 2 0 ال ل 3 اط 0 مر لف الل 1 ٍ > ا 1 ا 7 8 >< ً: ١ 8 ! :ْ .0 0 اا وها ا 2 ل ؟ ّ 1 1 الأمير حمزة ولي عهد الأردن يسلم الشيخ وسام الاستقلال ا ا ل عع ا اح اا الصا َل يِ 0 اله ُ - اللافية : 7 ٍ ا 8 2 و وال ١ : َْ ١ ل : 1 ل إ 2 1 : 5 1 ا ُ م ا 3 3 9 ال اا لالد 2 9 3 " اهادم -- - ينما ا 7 + م تأي ا ٠ ب ل 8 7 )2 بن لين 1 ّ دم !| -_- عي 1 5 ا والالينا ‏ 3 ا يي ١ ا 0-0 ناكا ب 2 1 3 ا ةا ل ل ل 0 ال 2 1 3 8 0 1 1 2 ّ نَ الشيخ الخليلي يصافح جموع مستقبليه في إبرا من معال الفكر از ل 1 ل لفكر الزيوي 1 إل ب عند الشي< أجد الخليل م ود ب و وو ال 8 | 7 8 101 أ ا 0 ا ! ا الإ 4 __ يي[ - ١0 ) أل جد . ل ا . لك د .ب 1 011 ا َْ ل 8 5 1 ا ا 1 1 ؛ُ : ٍْ الا اا 1 | ٍ إ ٍَ ا يليا ا + ل 7 ا ٍ' 1 1 ال ب ] 8 > لاه 0 ' ا ١ - رأ 2 جّ 1 88 5 0 ا ا ١ ل ِ 24 ا 2 > سماحة الشيخ فى جلسة 8 شاركين فى مو / لشيخ في د مع بعض العلماء المشاركين في موتمر الفقه ١ لإسلا مى ووو الاعرتر اا لتتا 777 0 0 0 1 ا ل ا ال ا ا لب ا ١ ل ل ل ا 1 ا للش ال كرو السا جحل الوا ا ل ا 7 0 0 ل م7 83 8 ا 0 0 ٍُ 0 ص ا 8 8 3 8 وح رطضا تح ا وها لا الور ل الما ا وما ّ 6 شا > لوا لي ا جد 7 ا نج 1 ِ ا : 3 ِ ١ 8 م . ًٍ جا آ* : 2 آٍ > :12 ١.7 . 1 : » أزركهه عل انا << | #1 7 7 8 د ٌ , 2 أ اذه ِ 3 ٍِ ل و ٍ ل ب ا 2 : و ج ماختت ل 0 عمس ب حا ل ا ل ل ا د ا ل ل ل 1 ل ل ا 3 3 ل ل 0 2 ا ع 0 ل ا 0 َ 2 ا ل 2 1 2 ا 2 00 2 09 > جار ٍ ا صر ل الج برا 2 ل 0 0 | ا 1 4 .7 - 08 ا لشيخ الخليلي في دولة الإمارات العربية المتحدة من معلا الفكر الويوي ٍ الجا ب عند التيخ اد الخليلي 0 ل ال ا ٍ ال ب اج 1 م رن لل 1 - 7 0 م ل 1 1 1 ١ 1 81 8 0 ال 1 ال ل م الا ا ا"( ا دوو ا 3 3 ٍْ ل ٍ ا ب نا ١ ف ا 0 سب :8# - مي 0 ذأ م نا و1 51 )#60 نا ١" ناا ا 1 1-110 مسحي ا ا ا اد : ا ل سس 1 ا . 5 ا 0 0 مالسالل 0 اللا 0 0 1 : و ' 0 ري 3 ُ ال_ 1 و زا !ا تع لح نان شن 0 الشيخ الخليلي في زيارته لمكتبة الندوة الأهلية بيهلا ا 16 17 ل 7 | ج" . ْ[ 8 5 ل :1 تا اال ثحي ا أب مج دا ا صن ضح ال كاد ام 5 "0 ل 2 : 0 7 فق 101 ا ا *. 7 ىج ‎ '‏ و 5 714 0 ١ ل ل ِِ 04 4 2 ًُ 0 7 ب 0 0 - . '] 2 8 7 : ٍ لح ا ِ 8 الشيخ الخليلي في بهلا يجيب على أحد السائلين عن«( الفك الزوي لي (8) آي عند الشع لد اطي لي مير 1 أأأأأأيأأأأأأأ1 مح إ ‏ التتد. ١11ي : ب 8 الهم خا 4 ١ 3 7 هدددة 17 بر هدح إ 5 3 أت “7 ا ً ٠ ١ 0 أل اتا 0 أل الشيخ يتصفح مجلة المعالم - : 1 ححص 3 1 0 5 8 أ لكلا جلا 7 2 2 1 أ الجسد م لبا ل ا 0 ْ سانا 01 نت با أ ال 7 1 ! ل إ 3 ١ لخر ل ا ٍ ْ ٌ 2 4 أ ال 1 ل ٠ من معام الفكر الؤبوي 7 ٍ كل عند الشيخ أحمد اخْلِدٍ 8 1 لممحا 0 1 لآ : : 5 ٌ 81 ا 0 : ا أ 8 0_0 ا ب" ارم 7 8 ا ( « 0 170 8 ا اخكرتب+> ٍ 3 ثورث م ا و ا .| اس اج الاق 1 ا : الشيخ يتفقد مشروع نسخ المصحف الشريف بالمعهد العماني لتعليم الخط العربي 1546م 5 الم . ؟,. 11 3 "0 8 35 0 امسج ا ' ١ »ىا ويا ااا عل الا ب د لالاي 1 5 * 1 1 ٍ-' ا ٠ رز ( 1 0 ا َ ّ ع ا ا َ مر »ا 1ر0 | ما ,+ ل 1ل ا ل ب 8 1 ٍ - أل #للق لد د_ ٍ ِْ ٍّ ا / 5 04# ا لديل 2 2 5 “6 صر م ا ا "| 1 0 0 َ ف ا م و ْ السّد الشيخ الخليل يتفقد معرضا في بلدة «يتي» بمسقط في اختتام المركز الصيفي هن معاا الفكر الزنوىي يا( *#) يو عند الشيج امد الخثلىر لي . ٍ لا اج 5 5# 2 3 وبا قر الا ددا 1 3 #8 ا ًَ 2 اده 7 3 57 : ب 1 ْ نه ا 1 ا ّ : ب 0 ا ا 0 4 8 ا 8 1 ٍ 1 1 0 7 اا اك 0 ( ور 8 ل : اش ٍّ ل 8 ب ا ا ب / 42 : ْ ا ا ع ل 8 8 ا ل أ ل ا : ال 1 ِ ّ 8 م َ 0 8 مها الشيخ الخليلي في جمهورية مصر العربية ١ “7 زوج ل ا ّ 1 ١ ينا 1 ب إ ]0 1 ١ | ا أ أ ا ب ِ 1 2 .-" ا حل ع ل : ّ 4 الا «خ 7 > ين : ل 003 ب ٌُ 7ه اا 3 ب" ما أ د ا ا اا ب 0 ا ٍ ا 5 | رز 7 اص 2 تا 4 ل 0 جححجيو 0 5 ّ ها ب - ٍ ِ ُّ 0 ًْ 1 الشيخ الخليلي يستقبل الشيخ حمدي مفتي يوغسلافيا ١“ : ِ عند الشيذ أجد احألٍ من معالٍ الفكر الؤبوي )عد الع هد اطللير لي ٠ تدا د اتتته ٍ جوج اال اا ا لد 7 ار لل عد ا ِ] لا 18 2 ؟* ا 2 ار | ١ . ١_هدا 1 8 5 ل 2 : ع . ل 0 الا : ا ل قب( م وجا ا أب ا ال 1 0 7 ”4 : :1 8# 1 ا ذ ل طن ان ا ا 2 1 : ١ 7 نا 5 و ا أ <> ا َ 8 ل 1 8 اي ماي ا - : ام : 3 َ ا 0 8 8 ب + اع ل : : م ا 4 ا ٍ د 8 - ا 0 ا ما اا ا ا دم( ا ها ب ل 0 - - 1 1 رحد وعد ا لس ال ا ا : ل ا 8 لا 0 8 7 بس الل "0 > 0 اللي . الا إ 0 8 الا : 7 ل - لين الم اد ب ال 5 3 ال اشح ناا داعا اا 0 ا د م ا م كان لاي :5 ل الحم لا ناج جد ماد --: ااهل م 0 ] ل 0 0 1 را 7 1 ّي ل 0 2 / أ ل الريا 0 ا ال ل ا اق .0 ال ال رن ر 2 7 2 4 ب . : 2 اول تند ا / - م ا ا ا ع 8 030 أ نز الشس مضي ا 0 01 : 0 2 7 ا # ِ. الست جح 0 2 5 اح الح لح لتم أرق - َ 0ص / 0 ل 2 جهو 8 1 : سس 1 .4 * حت 0 ال ل ا ال الى الى لمحتت اس تح حا ٠ ' 02 حم 2 دخ ل 2 +“ لح الأ لص 1 35 : 2 حي ل ل - : 0 ا 1 5 اسح ان جص لها فل 3 ! اح 2غ 77د - ٍ ِ - 1 الخوى بمسقط - ِ مسجد ر 4 الشي م الخليلى يلة خطبة العيد في د من فعا الفكر الزبوي 0 باب + عند الشيخ أد اللي له ٍ ٍ بكو ا 3 ٍ 5 يا تا أ م 8 ْ: 7 2 و 8 0" ُ ٍ 7 َ 0 1 : 1 َِ : 'ْ !ّ 8 ١ 9 ا 1 0 1 ٍ 1 ا ١ ََ 8 الا 1 | 8 5ط 0 ب ؛ ك ال ة ا © :| ب َّ 5 ٍ حي حي بن 8 َ ب - 3 لذ 2 ب الشيخ في زيارة لماليزيا يقف مع مجموعة من الطلبة العمانيين هناك ب 8 0 وب ين ! . 0 ا 8 | 2 : و 1 : ا 1 ' : : 8 1 ! إًْ ب“ 0 اا أن #؟ ‏ م إل ا 0 ارا ْ 0 1 0 15 5 0 1 0 | ١ ليبا آلا 7 ز(زذلنب! ا 0 ٍ : ل ب 0 176 ا : 8 ل ا ا َ 1 0 ب "0 0 ْ : 8 ا ا ا 7 إ _ة . ا ها ب وك ال" ا نن__ الت ا لا انس من معأ الفكر الوبوي )1 جب عند الشية أجد احلْل ااا اناا تت هه عند الشبع أقد الخد لي . 1 1 :| ١ 1 7 0 1 ا 2 : م ا ٍٍ "0 "0 .> ب #أمر ل ا 20 4 | : : :0 1 3 0 ا | : 0 ٍ 1 لماج 1 ا 0 1 ١ 0 ١ أ : ا ال :5 2 | <8 0 3 اا ا 0 8 1 م ا 1 : 0 : 0 بي ادجالة 2 ا 0 *- : ال 2 ل اه رٍ الإفتاء لكل إنسان في جميع الأحيان بأي مكان 8 ا ب جم َ 5 3 . ا الب ْ 0 لص ا لوي 0 5 ' ا ا ا واس يا 1 بن را يي“ يا .2 4 7 تي تحال ملب م 0 م :7 3 8 ّ 4 حو ب 5 اخ ب ا 5 ٍّ ا 4 بن 8 7ن 0 ١" ' م 1 1 م : 3 : ا ا ١١ ال ايع يي ه: يووا 0 درا يج نص له الل كك الى ااا يج ب ب ب ا َ ا 7 اللا و 23 لد د 7 اد 9 ا . 0 ا ا ١ ارس يم أ .ا 0 1 صا 1 ا 0 سماحة الشيخ أثناء مشاركته في أحد المؤتمرات من معاإ الفكر الزبوي )اي عند الشيخ اد ىر لي مم ا ا 27-7 : ا ل 72771 0 7 8 2 أ ف ا 0 ا ا ا لاك م و ا ب 7 28 2 0 “ماهم ند اط الا ا دا زرو ا ذا ا و 4 ل ا ال ديم د كا رسيا اا ا ا 70 ا و .كبر لح ا رح يا َ أت 3 ً .0 8 مه 5 888 ا 5 2 0 : ا دي ل ل ا ا د 2 1 ا 8 , ا ل ا ا 0 , 7 ابعوية: 4 ا 8 22 ور ل د اللا اي ان 5-0 7 0 ©" ل ل 2000 صق و أ 1 ا ا ٍ 0 7 : 8 د : 5 0 2 0 نًّ 1 م 0 1 8 ل ا ا ...ب ا - شف - 8ل سرد 1 ب ا ١ 01 لز 0 ا 0 : 1 با ل -< لف ا . اد كد , ل 7 ا 0 ٍ 8 ل 0 1 ا ار م ا ا ل ا را 0 0 اال لعتشا سماحة الشيخ يتفقد مكان نشأته في زنجبار 1 7 5 ال ا 2 8 8 ا تن ٍ- ا ٍ 4 ل أ جا ٠ ال :0 7 ا إ ٠ ,| بك ا : 7 2 : ال ََ 1 ا 0 7 8 , و 1 7 | 8 بج "" ة ةرج ب 8 7 7 : ف 4 : 1 ا 7 1 ُ ا 1 72 ا“ ب" 8 ل ل 7 4 ال الح 1 ب 0 2 أ الال 7 ٠ الوب رجي 7 تك ٍ / 13 0 1 0 َ / 1 ال 0 : لي 1 8 3 ا وك 7 0 جم الخ إٍُ 3 و / أ 8 0 7 0 ”7 ز 3 ف / ب : 7 ل عل سحت 1 فَّ 0 سماحة الشيخ مع جمهور مستقبليه بالمنطقة الذاخلية ١ من معلا الفكر لز كه (*+) ا عند القع ا قاط لي ْ مي اا 2 | ّ 1 ّ : ا 2 , 5 : ً لنت ا ا ا 9 ا هد ١ 0 ايا ا اس إٍْ -> حا مر 6 : ا 8 7 0 :0 دير 0 5 إ هرا ١ ١ ٠ | اا ين ّّ ل ل ا ا اذا سماحة اللشيخ في مكتبه السابق بوزارة الأوقاف ال ال 5 4 4 8 ا ه: 0 ٌ ! 8 ا ١ 3 ل . : 4 _ ا 5 1 ٍ م 5 0 ًْ قم "اي لآلا 1 م 5 8 1 اس د“ 7 : 2 ْ 0 ا | ٍ | ١ ّ . يح 8 :0 ا نا الل 5 ٍ ٍ ّ : 1 ِ 1 2 © سماحة الشيخ يزور مع بعض العلماء سفينة فلك السلامة ِ ند الأش+ أجد أل و من عا الفك الزبوي يا [م) و عند الشع قد اح لي 5 01 01 ل 0 : ا ا : واب 8 ب ٠٠ ا 0ع : 1 ار 0 : 8 0 . لاما ا الال ا 0 0 ا 3 7883 , 0 ال : "م فد « ا ا لي ال 1 0 ا ل ل 5 ١ ا 3 #8 د ال 0 أ 1 نا يج اال ا ا اد 3 0 أ ةد إلا لا ا ١ ا 8 متا( زم ل ل ل 03 8 ا ليما 8 1 ً ا 3 2 1 0 د 4 ل 067 ١ ٍ 7 0 0 ا ليب 0 مسجد الرفيع بمحلة الخضراء بولاية بهلا حيث كان يسكن الشيخ ال 178 تن ٠ حم و أل ٍ 7س ؤ 1 ١ 88 حم ا إ - 3 -- | ههه ا - 1 ا 1 0 ل َ ا 1 0 8 ا 07 :ا : 4 1 ا ل ااي 7 :ا ا ا ا 3 #8 0 _ .- - الكت 0 ل ااه ‎ .‏ جح | الي ين - 58 َل ناا ب ١ ني 1 5 0# ُ هد 8 لالس ا ّْ 1 ب ب ٍ ا بر ل أت 2 0 1 ١ 7 0 ا شن : ا : 7 ,١ 3 0 1 ف 8 7 َ 7 0 نانفا ٌْ سماحة الشيخ يلقي محاضرة بدولة الإمارات العربية المتحدة وه هاا الف الؤزوى__ثي [ )عند الشيخ أجد اخيلي .٠ المراجع أولاً : الكتب و الدوريات أصول الفكر التربوي في الإسلام ؛ عباس محمود » ط١ ‏ 1481م إعادة صياغة الأمة ؛ الشيخ أحمد بن حمد الخليلي؛ ط١؛ مكتبة الجيل الواعد ؛ سلطنة عمان ‏ 7807م أهمية العلم ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري ؛ السيب ؛ سلطنة عمان التحذير من آفات المجتمع ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري ؛ السيب ٠ سلطنة عمان تحفة الأعيان ؛ الشيخ نور الدين السالمي ؛ مكتبة الاستقامة التحذير من كذبة إبريل ؛ الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مكتبة الغبيراء ؛ بهلا »سلطنة عمان ‏ ط١ 1474ه / 17م التربية الإسلامية ؛ عبد الوهاب طويلة ؛ ط١ ؛ 1551م تشريعات الإسلام ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري » السيب ؛ سلطنة عمان . جريدة عمان ؛ العدد “17/87 ؛ الثلاثاء ١7 رمضان ١147ه الجملة وتفسيراتها ؛ الشيخ أحمد بن حمد الخليلي جهينة الأخبار في تأريخ زنجبار ؛ سعيد بن علي المغيري ؛ وزارة التراث القومي ؛ سلطنة عمان ؛ 1487م م من معان الفكر الزبوي ب( *] عند الع امد اط لي جواهر التفسير ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الاستقامة ؛ ط١) 1984م؛ الجزء الأول جواهر التفسير » الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الاستقامة ؛ ط١ 1487م؛ الجزء الثاني جواهر التفسير ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الاستقامة ؛ ط1 8٠م الجزء الثالث جواهر التفسير ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ ج؛ ؛ مخطوط الحق الدامغ ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مسقط ؛ 145414ه . حقيقة الإسلام ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري ؛ السيب ؛ سلطنة عمان الرد على أحد السائلين ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مخطوط رسالة الشيخ الخليلي إلى أهل ميزاب ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مخطوط عمان أيام زمان » مرشد بن محمد بن راشد الخصيبي فتاوى النكاح . الشيخ أحمد الخليلي ؛ الأجيال للتسويق + ط1 07٠7م - القيادة في الإسلام؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري ؛ السيب ؛ سلطنة عمان - مجلة أفكار اللبنانية ؛ لقاء الصخفي وليد عوض بالشيخ الخليلي مجلة مواقف ؛ لقاء الصحفي علي مهدي هاشم بالشيخ الخليلي مجلة الوحي العمانية العدد 74 صفر 44 17ه / يناير 1474م مدخل إلى التربية ؛ عبد الرحمن الباني ؛ المكتب الإسلامي 2 ط7 6 1486م م عن محا الفكر الؤبوي ى (حك+م) عند الشية أحجد اخليلى مقدمة ابن خلدون ؛ دار الكتب العلمية ؛ ط١ ) 1447م مناهج التشريع الإسلامي ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ دار الجيل ؛ مسقط ؛ ط١ ٠١٠٠م ندوة الفقه الإسلامي المنعقدة في مسقط عام 4678١ه )؛ طاء 1446م . وسقط القناع ؛ الشيخ أحمد الخليلي ؛ مكتبة الضامري ؛ السيب + سلطنة عمان ؛ طا ن14458م تايا ات إت المسموعة لسماحته 2035 آثار الانحراف الفكري : ٠١٠/ج أسس التربية الصالحة : 1/711 الإسلام ومكارم الأخلاق » 98 / ج الإخلاص : ١7/أ الإيمان باليوم الأخر : 77/ج الإيمان مفهومه وتطبيقاته ؛ ج ١ : 716/ج الإيمان مفهومه وتطبيقاته ؛ ج 7 : 17/ج الدعوة إلى الت ج٠١ 1/8 الدعوة إلى الله + ج 7 + /أ الصحوة الإسلامية : محاضرة بكلية الشريعة ؛ مكتبة مشارق الأنوار ' جميع المحاضرات الواردة مسجلة بمكتبة معهد العلوم الشرعية السمعية حسب التصنيف الموثق عدا ما اشير إليه بحذاثه م من معاز الفكر الؤبوي ب 461 »)عند الشيخ جد اللي ٍ الطريق إلى الأقصى ؛ 776 / أ أنت تسأل والمفتي يجيب ؛ رقم 8 / مكتبة المناهل تربية الأولاد في الإسلام ؛ جا :6٠/ج 0 تربية الأولاد قِ الإسلام ل جا :١١٠ /ج تربية النشء : ١1/11 تضحيح مشاهيم خاطئثة ا حاجة الفكر والسلوك إلى العقيدة : ؛ 1/ج حقوق الأبناء على الآباء : 60 لج ِ حقوق الأبناء على الآباء ٠١1 حقوق الأولاد في الإسلام + 91/ج دور الأياء في تربية الأبناء : 7١١/1 سلوك المرأة المسلمة : محاضرة بولاية المصنعة ؛ مكتبة البلال ؛ ومكتبة المعهد برقم 777 / أ طريق الإصلاح :٠ ١/ج عنوس الفتيات : مكتبة مشارق الأنوار معالم الشخصية الإسلامية : 1/7886 مكانة المساجد في الإسلام : محاضرة بمسحد الدعوة الموالح؛ صفرء 14145ه - منهج إصلاح المجتمع :١٠ /ج موقف الإباضية من الخليفتين عثمان وعلي ؛ ١1 /أ وقفات حول الزواج المعاصر ؛ مكتبة مشارق الأنوار م عن معط الفكر الزبوي به 431 ‎ ]»‏ عند الع اعد اللي ٠ ثأقا : اللناءات . لقاء الشيخ خليل الخليلي بالشيخ القاضي علي بن ناصر المفرجي - لقاء خليل الخليلي بالشيخ خلف بن زاهر الشرياني . لقاء الشيخ عبد الله بن عامر العيسري بالشيخ أحمد الخليلي . لقاء المنفلوطي بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي لقاء برنامج واحة المستمعين " بالإذاعة العمانية مع الشيخ أحمد الخليلي لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي لقاء مع والدة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي. لقاء المؤلف بالشيخ سعيد بن حمد الحارثي مديرمعهد القضاء الشرعي سابقا لقاء المؤلف بالشيخ يحيى بن سفيان الراشدي ؛ مدير دائرة التربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن سيف الخليلي ؛ ابن عم سماحة الشيخ الخليلي لقاء المؤلف بالشيخ أبي الحسن شحاتة ؛ مدرس بمعهد القضاء الشرعي سابقا لقاء المؤلف بالشيخ أحمد بن سعود السيابي ؛ أمين عام مكتب الإفتاء لقاء المؤلف بالشيخ زياد بن طالب المعولي : المدير العام لمعهد العلوم الشرعية لقاء المؤلف بالشيخ صالح بن سليم الريخي ؛ مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني لقاء المؤلف بالشيخ عاشور بن يوسف ؛ المدرس بمعهد العلوم الشرعية لقاء المولف بالشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي ؛ مستشار وزير الأوقاف والشؤون الدينية لمعهد العلوم الشرعية ي عن معاذ الفكر الؤبوي بي [(694»| اعد شيخ عد احلقي : لقاء المؤلف بالشيخ بدر بن هلال اليحمدي ؛ مدير مكتب تطويرالمناهج بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني لقاء المؤلف بالشيخ خالد بن سالم الخوالدي ؛ المدرس بمعهد العلوم الشرعية لقاء المؤلف بالشيخ ناصر بن سليمان السابعي ؛ المدرس بمعهد العلوم الشرعية لقاء المؤلف بالشيخ خميس بن راشد العدوي؛ مدير دائرة الفتوى بمكتب الإفتاء لقاء المؤلف بالشيخ سيف بن حمود البهلاني ؛ خال سماحة الشيخ الخليلي لقاء المؤلف بالشيخ حميد بن محمد اليحمدي ؛ مدير دائرة التنسيق والمتابعة بمكتب الإفتاء لقاء المؤلف بالشيخ أسعد بن حمود المقيمي : الباحث بمكتب الإفتاء لقاء المؤلف بالشيخ سليمان بن أحمد الخليلي ؛ المدرس بمعهد العلوم الشرعية ؛ وهو ابن سماحة الشيخ أحمد الخليلي لقاء المؤلف بالشيخ خليل بن أحمد الخليلي؛ مدير شؤون الطلاب بكلية الشريعة والقانون ؛ وهو ابن سماحة الشيخ أحمد الخليلي لقاء المؤلف بالشيخ أفلح بن أحمد الخليلي ؛ ابن سماحة الشيخ أحمد الخليلي لقاء المؤولف بالشيخ عبد الرحمن بن أحمد الخليلي؛ ابن سماحة الشيخ أحمد الخليلي لقاء المولف بمحمد بن مسعود الرشيدي سائق مركبة الشيخ الخليلي من معالم الفكر التربوي 34 .عند الشيخ أحمد الخليلي المحتويات المقدمة دافع التأليف منهجية التأليف الفصل الأول حياة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي نسبه وأسرته مولده حياته الحياة الأفريقية أ- حياة الطفولة حتى الخامسة عشرة ب - من الخامسة عشرة حتى الثانية والعشرين الحياة العمانية كيف يقضي سماحته سحابة يومه سماته وأخلاقه حفظه ونباهته مكانته العلمية أخلاقه الحلم والأناة الغضب لله تواضعه مجلس الشيخ السخاء الوفاء خشيته من الله جهوده الإصلاحية أ- جهوده في الإصلاح الداخلي ب- جهوده في الإصلاح العالمي تفاؤله الشيخ في بيته مناصبه مؤلفاته الفصل الثاني مدخل إلى الفكر التربوي مفهوم التربية ضرورة التربية أهداف التربية مصادر التربية أ- القرآن الكريم ب - السنة النبوية ج ‏ السلف الصالح د- العلم الحديث محتوى التربية بي أساليب التربية القدوة الصحبة الموعظة الحسنة القصة ضرب الأمثال المحاضرات والخطب الحوار - الثواب والعقاب - الإعلام - اعتقاد السؤال بيئات التربية ١ الأسرة - اختيار الزوج - الأعراس - تربية الأولاد - منهجية تربية الأولاد حتى سن البلوغ - المربيات الأجنبيات - الزواج المبكر - تزويج الكفء حقوق الأبناء في اختيار أزواجهم الصداق للفتاة وحدها - عنوس الفتيات - العنوس وجشع الآباء - العنوس والترف - العنوس وولائم الأعراس - العنوس وتأمين المستقبل - العنوس والحملات الإعلامية - العنوس ورفض التعدد ٢-المسجد ٤- المدرسة ٥- المرافق العامة ملحق (١) رسالة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري ملحق (٢) مقال نشر بمجلة الشرطة بسلطنة عمان ملحق صور تذكارية لسماحة الشيخ الخليلى المراجع المحتويات ركم الايد اع ٠١١٠م طبع بمطابع النهضة ش.م.مات :993716 ا ْ 5 2 إ ٍ 6 ا ٍ 8 ب ديب ٠« . . ا عمان التي لم تتصف في الكشف عن 2 : َ ا 0 0 ا ا الم ب 2 كتوز فكرها الخلاق تحتاج في عصر 01 : ٍِ 7 إ العولمة الألقية الجديدة من يسلط 6 َْ ] ٍ 2 ل :. > 2 ل الضوء على مبدعيها »وي تي على ل | ّ ا > : 2 ا راسهم سماحة الشيخ الخليلي الحجة 8 | 0 الا ِ : 0 الفكرية العربية والتأريخية 0 ا يٍ ل 0 ١ الإسلامية الذي تجاوزت اعماله 0 ا ءِ 8 1 ]) حدود وطته عمان إلى العالمية؛ لخ ّ! 0 2 0 2 ا ٍ ُ 2 © ليأخَت على عاتقه الدفاع عن الإسلام 1 0 : ٍ 0 وشرح اصوله ومتهجه.؛ وفكره وفلسفته 2 5 : 5 5 ” : م .--. مبتعدا عن العواطف الهوجاء التي 01 7 ال 0 ل الم © تبعد الحقيقة عن ذاتهاء وتستسلم إلى 50 "4 5 5 رقة الكلام المتمق - 8 8 5 0 7 2 بن بقدبة احته صفحات م 2 2266 م 0م 0 ل 8 ١ 2 ١ لتاريخ ١ تلعربي عير عصوره؛ بآراء 5 2 226 اعم - - 8 ٠ م 8 وأقوال واجتهادات يلغ بها الدرى؛ 1 اء. . ل © افلا يحق للمؤمتين أن يعطوه صفة 0 0 0 (مفتي العروبة والإسلام) ويسلطون 1 5 26 ا 5 - عار ا ٍ © الضوء على قدراته الخلاقة؛ وأفكاره 0 1س ٍ 8 © التيرة؛ واقواله الماثورة التي عجزت 5 0 7 م5 :0 1 .- . ا ١ عن التطق بها مؤسسات علمية, ومراكز 1 2 5 بحثية ‏ 1 'ْ ١ ال 500 ل م 0 1 ع ٠ م 01 أ.د. مصطفى عبد القادرالنجار ©؟ ا : ٍ ل 8 المستشار الأكاديمي بوزارة التعليم العالي 0 5 0 7 ن مق : 0 52 , من مقال بمجلة الشرطة 1 بن و ا 0 سلطنة عمان 7 رب 2 0 ا 8 0 2 0 السمججج:222222373:366 0 ال ار كاري ترد ترح برح تح ترس نه لخت الخ زج وت ال لفن ا