‫` ‪71‬‬ ‫ننس ے‬ ‫نت‬ ‫فن‬ ‫بب‪+‬وب‪«<+‬‬ ‫م ههر‬ ‫الخوأرج؟‬ ‫تأليف‬ ‫الشيخ علي يحيى معمر‬ ‫ترتيب وتقديم‬ ‫الشيخ أحمد بن سعود السيابي‬ ‫المؤلف هو الشيخ العلذمة علي يحيى معمر‪ .‬وقد ولد ے جبل‬ ‫نفوسة بليبيا سنة ‏‪ ١٣٣٧‬ه‪١٩١٩ -‬م؛‏ فدرس ‪ 2‬وطنه ليبيا! ثم انتقل‬ ‫إلى تونس للدراسة قيها خ جزيرة جربة و جامع الزيتونة‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك كان انتقاله إلى الجزائر ملتحقا بمعهد اتحياة بمدينة القرارة‬ ‫دعوية‬ ‫له تشاطات‬ ‫ليبيا كاتت‬ ‫الى‬ ‫عودته‬ ‫ويعد‬ ‫تحرداية؛‬ ‫بولاية‬ ‫وثقافية كبيرة‪.‬‬ ‫وله عدد من المؤلفات‪ ،‬أهمها كتاب‪ :‬الإباضية خ موكب التاريخ‪.‬‬ ‫وكتاب‪ :‬الإباضية بين الفرق الإسلامية‪.‬‬ ‫وقد تو رحمه الله ستة ‏‪ ١٤٠٠‬ه‪١٩٨٠ -‬م‪.‬‏‬ ‫ويأتي هذا البحث ليوضح من هم الخوارج ؟ وما هي حقيقتهم ؟‬ ‫بتسلسل تاريخي متطقي ليجيب على هنا السؤال الكبير الذي شغل‬ ‫الأمة منذ عصر الفتنة الكبرى‪ ،‬وقد أزاح المؤلف الستار عن أصل‬ ‫الخوارج ونشأتهم۔‬ ‫على أتي أقول‪ :‬إن روايات الخوارج وردت مطلقة ه يخرج فيكم‬ ‫آخر الزمان ‪ »....‬وإذا‬ ‫‪ ......‬ووردت مقيدة بآخر الزمان ه يخرج‬ ‫ما طبقنا القاعدة الاصولية القائلة بحمل المطلق على المقيد‬ ‫فإن الطوائف التي خرجت وتخرج خ آخر الزمان هي المقصودة‬ ‫بالروايات‪.‬‬ ‫رحم الله المؤلف رحمة واسعة‪.‬‬ ‫أحمد بن سعودا لسيابي‬ ‫مسقط ‪ -‬سلطنة عمان‬ ‫‪ /‬م‪‎٧١٠٢‬‬ ‫‪ ٤٨‬اه‪‎‬‬ ‫‪.7٣‬‬ ‫تمهيد ‪:‬‬ ‫هل الإباضية فرقة من الخوارجح؟‬ ‫قبل أن يجيب أي باحث عن هذا السؤال يجب أن يحدد معنى كلمة‬ ‫الخوارج وما تدل عليه‪.‬‬ ‫يطلق بعض المؤرخين كلمة الخوارج‪ .‬على أولئك الناس الذين اعتزلوا‬ ‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قبل التحكيم ورضي به؛ لأنهم‬ ‫نظر هؤلاء نقضوا بيعة خ أعناقهم‪ .‬وخرجوا عن إمامة مشروعة‪.‬‬ ‫ويطلقها فريق من المتكلمين خ أصول العقائد والديانات‪ .‬وهم يقصدون‬ ‫بها الخروج من الدين‪ .‬استنادا إلى قول رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪:‬ء إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية‪.‬‬ ‫وقد ورد الحديث بروايات متعددة وألفاظ مختلفة(‪.‬‬ ‫أما الفريق الثالث‪ .‬فيطلقها ويقصد بها الجهاد ة سبيل الله‪.‬‬ ‫استنادا إلى قوله تعالى «وَمَن ريخرج من بيته مهاجرا إلى اللهه وَرَسُوله‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ > ٤‬مرر‬ ‫۔۔‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ح{‪,‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َ حره‪.‬‬ ‫) ‪ 1‬لتسا ء‪١٠-٠:‬‏ )_‪.‬‬ ‫ثم يد ركه ‏‪ ١‬لوت قَمَدَ وقع أ جره عَلى ‏‪ ١‬لله‪4‬‬ ‫‏‪ -١‬ورد في مسند الربيع بن حبيب‪ .‬الجزء الأول صفحة ‏‪ ١٢‬الطبعة الثانية ‏‪ ١٢٤٩‬هكذا‪ :‬ابو‬ ‫عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫يقول‪ :‬يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم‪ .‬وصيامكم مع صيامهم‪ .‬واعمالكم مع‬ ‫أعمالهم يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم‪ .‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪.‬‬ ‫تنظر في القدح فلا ترى شيئا‪ .‬ثم تنظر الريش فلا ترى شينا وتتمارى في الفوق‪.‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪:‬‬ ‫«‬ ‫‪1‬‬ ‫»‬ ‫‏‪3‬‬ ‫۔\أ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ ,‬ث‪. . /‬‬ ‫وإذا أباح بعض المؤرخين لأنفسهم أن يطلقوا هذه الكلمة ‪ -‬كلمة‬ ‫الخوارج _ على جميع أولئك المتمسكين بولاية علي‪ .‬المصرين على أنها‬ ‫حق شرعي لا يجوز فيه التردد‪ .‬وأنه ليس من حق حتى علي نفسه‬ ‫أنَ يشك خ إمامة أجمعت عليها الأمة‪ .‬ولا أن يتساهل فيها‪ .‬أو يقبل‬ ‫عليها المساومة‪ .‬وأن معاوية وأتباعه فئة باغية‪ .‬يجب عليهم الرجوع‬ ‫إلى حظيرة الإمامة والأمة‪ .‬إما طوعا وإما كرها بنص الكتاب‪ .‬فإذا‬ ‫رضخ علي لطلب البغاة‪ .‬ووضع الحق اليقيني موضع الشك‪ .‬وتنازل عن‬ ‫الواجب الذي أناطته به الأمة‪ .‬وألزمته به البيعة‪ .‬فإن هذه البيعة تتحل‬ ‫من أعناقهم‪ .‬وهم بعد بالخيار‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إذا أباح بعض المؤرخين لأنفسهم‪ .‬أن يطلقوا كلمة الخوارج‪.‬‬ ‫على هذه الطائفة‪ .‬فإنه يحق لنا أن نتريێث ونتثبّت حتى يستبين لنا‬ ‫طريق الصواب ويتضح منهج الحق‪.‬‬ ‫ولكي ننصف هؤلاء ا لقوم ‪ .‬الذين أطلق عليهم بعض المؤرخين لقب‬ ‫الكاذبة والصادقة‪.‬‬ ‫وحاربهم إخوتهم المسلمون بالدعاية‬ ‫الخوارج‪.‬‬ ‫وقاتلوهم‪١‬‏ كما لم يقاتلوا حتى أعداءهم خ ذلك الحين‪ .‬وطاردوهم‪١‬‏‬ ‫كما لم يطاردوا حتى الزندقة والإلحاد‪.‬‬ ‫لكي لا نظلم هؤلاء ا لقوم ‪ .‬ولكي نوضح موقفهم كما يرونه خ ذلك‬ ‫أو تحامله عليهم‪.‬‬ ‫المغفرض‪:‬‬ ‫خطأ التاريخ‬ ‫إليه‬ ‫دون أن يتسرب‬ ‫الحمن‪٠‬‏‬ ‫ودون أن نهتم بالدعاية الكاذبة‪ .‬التي تقلب حقائق التاريخ‪ .‬قلبا لا‬ ‫<ع۔‬ ‫_‬ ‫مهب«‬ ‫>‪<3‬‬ ‫‪٠ .‬‬ ‫ببا ‏‪+٢‬‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫يرضاه التفكير السليم‪ .‬والمنطق القويم‪ .‬تلك الدعاية التي تعاون على‬ ‫بثها وإاشاعتها‪ .‬كل من الأموية المتعصبة المتسلطة‪ .‬والشيعة الغالية‬ ‫المتطرفة‪ .‬لكي نوضح موقف هؤلاء القوم‪ .‬يجب أن نستعرض حركة‬ ‫الثورات" منذ فجر الإسلام ونضع صورته الواضحة بين أيدينا‪.‬‬ ‫لتصح المقارنة‪ .‬ويكون الاستنتاج أقرب إلى الحق‪ .‬وأدنى إلى الدقة‪.‬‬ ‫ا لنا ل يخي‬ ‫ا لسيا ق‬ ‫عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم خ كفاح مستمر ضد الوثنية‬ ‫التي تسيطر على العالم‪ .‬وجهاد متواصل ضد القوى المتكتلة التي‬ ‫تعارض انطلاقة الدعوة لتحرير الإنسان من عبادة غير الله‪ .‬فلما جاء‬ ‫نصر الله والفتح‪ .‬ودخل الناس دين الله أفواجا‪ .‬وأتم الله نعمته على‬ ‫أمة محمد‪ .‬ورضي لهم الإسلام دينا‪ .‬توخ رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ .‬بعدما أدى الرسالة‪ .‬وبلغ الأمانة‪.‬‬ ‫وبايع الناس أيا يكر خليفة له‪ .‬ولكن بعد هذه المبايعة مباشرة‪ .‬وقعت‬ ‫أول تورة خ الإسلام" من أناس كانوا يشهدون أن لا إله إلا اله وأن‬ ‫‏‪ -٢‬لقد استعملت كلمة الثورة في حلقات هذا الكتاب‪ .‬وانا أقصد بها الحركة التي يقوم بها‬ ‫ناس لتغيير وضع لا يرضيهم دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا مهما كانت بواعث هذه‬ ‫الحركة‪ .‬وأيا كان هذا الوضع‪ .‬ولم أقصد باستعمال كلمة ثورة قي هذه الحلقات‪ .‬ما قد تشعره‬ ‫هذه الكلمة من المعنى العميق الذي يقصد به التغيير الجذري في حياة أمة وعقيدتها‪( .‬المؤلف)‬ ‫حرج‬ ‫)مهب‬ ‫‪:‬‬ ‫!‬ ‫ر‪.‬‬ ‫سجوبمر‬ ‫محمدا رسول الله‪ .‬وكان من هؤلاء الثائرين من ارتد على عقبيه‪.‬‬ ‫وأنكر ما اعترف به‪ .‬ومنهم من عزت عليه أمواله‪ .‬فامتنع عن أداء‬ ‫الزكاة ‪..‬‬ ‫فكان ي الموقف الحازم الذي وقفه منهم خليفة رسول الله‪ .‬رغم‬ ‫معارضة بعض الصحابة له‪ .‬كان ‪ 2‬هذا الموقف الحازم الصلب‪.‬‬ ‫إقرارا لحكم الله‪ .‬وتثبيتا لقدم الإسلام‪ .‬ونصرا لدين الله‪ .‬وقضاء‬ ‫مبرما على أصول هذه الثورة أو الفتنة‪ .‬والقائمين بها‪ .‬قاستتب الأمن‪.‬‬ ‫واستقرت الأمور واستمر المسلمون ية أداء الرسالة التي دعا إليها‬ ‫محمد‪ .‬طيلة خلافة أبي بكر‪ .‬وطيلة خلافة عمر‪ .‬ذلك العهد المجيد‬ ‫الذي يعتبر بحق امتدادا لعصر النبوة‪.‬‬ ‫وتولى عثمان الخلافة‪ .‬فسارت الأمور ست سنوات كاملة سيرتها‬ ‫زمن الخليفتين السابقين‪ .‬ثم بدأت الأحوال تتغير‪ .‬وظهرت مشاكل‬ ‫جديدة‪ .‬وتعثر سير الخلافة فقد أصبح نقد أعمال الخليفة والنيل من‬ ‫سلوكه يتفشى على كثير من الألسنة‪ .‬ويجري خ كثير من المجتمعات‪.‬‬ ‫ولم تتم ست سنوات أخرى حتى كانت الثورة الجامحة التي ذهبت‬ ‫قيما ذهبت بحياة عثمان بين سمع وبصر كثير من الصحابة‪ .‬وكانت‬ ‫هذه الثورة الثانية بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫وبايع المسلمون علي بن أبي طالب أميرا للمؤمنين‪ .‬وكان أول من‬ ‫<رج۔‬ ‫بايع‪ :‬طلحة بن عبدالله والزبير بن العوام‪ .‬ولكن ما كادت أن تتم‬ ‫البيعة حتى كان طلحة والزبير يحملان لواء الثورة مع جماعة من كبار‬ ‫الصحابة‪ .‬وقد استظهروا بأم المؤمنين عائشة‪.‬‬ ‫ووقف الخليفة مع الثائرين موقفا حازما صلبا‪ .‬وقتل ‪ 2‬هذه الثورة‬ ‫الطاحنة عدد غير قليل من المسلمين‪ .‬ذهب فيمن ذهب فيها طلحة‬ ‫والزبير‪ .‬وتايت أم المؤمنين‪ .‬ورجع بقية الثائرين إلى حظيرة الإمامة‬ ‫والأمة‪ .‬وكانت هذه هي الثورة الثالثة الإسلام‪.‬‬ ‫لم تكد تنتهي هذه الحرب الطاحنة‪ .‬ويعود إلى البلاد الهدوء‬ ‫والاستقرار‪ .‬ويعرف معاوية أن الثورة فشلت‪ .‬وأنه معزول عن ولاية‬ ‫الشام لا محالة‪ .‬حتى أعلن الثورة بالشام‪ .‬وهو حينئذ عامل من عمال‬ ‫الخليفة‪ .‬وأظهر أنه يطالب بدم عثمان‪ .‬وقد استعد أمير المؤمنين‬ ‫لإطفاء هذه الثورة‪ .‬كما أطفأ الثورة التي سيقتها‪ .‬وجهز جيشه القوي‪.‬‬ ‫وسار به نحو الشام‪ .‬حيث التقى بالجند الثائر الموضع المعروف‬ ‫(صفين) وبدأت المعركة‪ .‬ثم استمر القتال حتى ظهرت طلائع‬ ‫النصر‪ .‬وأشرف جيش الخليفة على امتلاك زمام المعركة‪ .‬ولم يبق‬ ‫للقضاء على هذه الثورة الجامحة إلا لحظات‪ .‬عبر عنها الأشتر‬ ‫النخعي (بفواق الناقة) التجأ الثائرون إلى الحيلة والخدعة ولجأوا‬ ‫إلى المكر والمكيدة‪ .‬فرفعوا المصاحف وهم يصيحون ديا أهل العراق‬ ‫بيننا وبينكم كتاب الله»‪.‬‬ ‫وهيي‬ ‫‪3.‬‬ ‫س‬ ‫طلب الثاترون هدنة‪ .‬ودعوا الخليفة ا لشرعي وجيشه الى تحكيم‬ ‫حكمين‪ .‬وقد فطن أمير المؤمنين وبعض من جيشه إلى هذه الخدعة‪.‬‬ ‫موقفه‬ ‫أن يقف‬ ‫بدلا من‬ ‫ولكنه‬ ‫الهدنة‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫القصد‬ ‫وعرفوا‬ ‫وقد‬ ‫النصر‪-‬۔‬ ‫يتحقق‬ ‫حتى‬ ‫ا لثائترين‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬لحازم ‏‪ ٠‬ويواصل حربه ضد‬ ‫تحققت بشائره ‪ -‬ويلقي البغاة بأسلحتهم‪ .‬ويعودوا إلى صف الأمة‬ ‫الذي انشقوا عنه‪ .‬وبغوا عليه‪ .‬بدلا من أن يقف موقفه الحازم ذلك‪٠‬‏‬ ‫استجاب لدعاة الهزيمة‪ .‬وأخت بنصيحة طلاب الدعة‪ .‬وأكثرهم‬ ‫موعود من معاوية أو من عمرو بن العاص”"'‪ .‬ورضي بالتحكيم وقبل‬ ‫الحال‪.‬‬ ‫الهدنة‪ .‬وأمر بإيقاف القتال‬ ‫وهكذا انتهت هذه الثورة الرابعة إلى هذا الموقف المائع‪ .‬الذي جعل‬ ‫حق علي ‪ 2‬الخلافة يتساوى مع حق معاوية‪ .‬وجعل نصيب البغاة‬ ‫الثائرين من الصواب يساوي نصيب جيش الأمة الذي يدافع عن‬ ‫خلافة شرعية تمت بالشورى‪ .‬وانعقدت بالييعة‪.‬‬ ‫وتداعى الذين قطنوا إلى خدعة الهدنة من آصحاب علي وحذروه‬ ‫من قبولها‪ .‬وأخبروه أن قبولها يعني الشك خ خلافته والتنازل عنها‪.‬‬ ‫قال أبو العباس الشماخي ف السير ص ‏‪( ٤٨‬وكان معاوية ممنيهم)‪.‬‬ ‫‏‪-٢‬‬ ‫حوج۔‬ ‫مسويه(" ‪ ,‬ن‪) .‬وهبه‬ ‫وكانوا مصرين أن الخلافة الشرعية حق لا يتطرق إليه الشك‪ .‬ولا‬ ‫يجوز فيها الرجوع‪ .‬ولا تقبل فيها المساومة ‏(‪.'٨‬‬ ‫وإذ خطر لعلي أن يستجيب لدعاة الهزيمة من جيشه‪ .‬والماكرين‬ ‫من عدوه‪ .‬وأن يشك خ نفسه‪ .‬والحق الذي بيده‪ .‬ويتنازل عن الشرف‬ ‫الذي أولاه المسلمون‪ .‬ويساوي بينه وبين أحد عماله‪ .‬ذ قضية أخذ‬ ‫فيها عهدا من الأمة‪ .‬وأخذت منه فيها موثقا وعهدا‪ .‬ورضخ إالى‬ ‫تحكيم رجال فيما نزل فيه حكم الله‪.‬‬ ‫حين فعل علي ذلك‪ .‬تداعى أولئك الذين لم يرتضوا التحكيم‪.‬‬ ‫وحذروا عليا من قبوله‪ .‬وهم يرون أن معاوية باغ لا حق له‪ .‬وأن بيعة‬ ‫علي قد انفسخت بموافقته على الهدنة ورضائهً بالتحكيم‪ .‬فلم تبق‬ ‫لأحد ي أعناقهم بيعة‪ .‬وليس لأحد عليهم ميثاق‪.‬‬ ‫تداعوا إلى أن يعتزلوا جيش علي‪ .‬وركنوا إلى موقع يسمى حروراء‬ ‫فانعزلوا فيه‪ .‬ينتظرون تجدد الحوادث‪ .‬واتجاه الأمة خ قضية‬ ‫الخلافة‪ .‬ويمكن أن يسمى هذا الانعزال عن جيش علي‪ :‬بالثورة‬ ‫الخامسة‪ .‬ولو أن هذه الثورة إلى هذا الحين كانت ثورة سلبية‪ .‬وموقف‬ ‫‏‪ -٤‬منهم وعمار بن ياسر الذي نادى‪ ":‬هل من رائح إلى الجنة قبل تحكيم الحكمين“‬ ‫فانضم إليه لفيف من المقاتلين وقاتلوا جيش معاوية حتى استشهدوا جميعا‪ .‬وعمار بن‬ ‫ياسر هو الصحابي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم‪ ":‬ويح عمار تقتله الفتة‬ ‫الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار"‪.‬‬ ‫<رج۔‬ ‫أصحابها كان موقف المحايد الذي ينتظر مجرى الأمور‪ .‬وقد جرت‬ ‫الأمور بأسرع مما يتوقع لها‪ .‬فما بلغ الموعد الذي حدده الطرفان‬ ‫لانتهاء الهدنة حتى اجتمع الناس‪ .‬وأعلن أبو موسى الأشعري متدوب‬ ‫علي‪ :‬عزل علي عن الخلافة‪ .‬وترك الأمر شورى بين المسلمين يختارون‬ ‫مَنْ يشاؤون‪.‬‬ ‫كان هؤلاء المحايدون يتتبعمون منطق الحوادث والواقع‪ .‬فهم ينظرون‬ ‫إلى معاوية نظرتهم إلى باغ يحاول أن يفرض نفسه بالمكر والحيلة‪.‬‬ ‫ولذلك فهم لا يقيمون أي وزن لدعوى عزله‪ .‬فهو لم يتولَ أمر الخلافة‬ ‫إلى ذلك الحين‪ .‬لا بالإكراه ولا بالشورى‪ .‬فلا معنى لعمزله من متصب‬ ‫ليس هو فيه‪ .‬كما لا يقيمون أي وزن لتولية عمرو بن العاص له‪ .‬لأن‬ ‫عمرا لم يفوضه المسلمون ذ تولية أمير المؤمتين‬ ‫أما نظرتهم إلى علي فقد كانوا يتوقعون أن يتفق الحكمان على‬ ‫إقراره ة الحكم‪ .‬وحينئذ ترجع إلى علي الصبغة الشرعية التي تتازل‬ ‫عنها لإثباتها‪ .‬ويجب على المسلمين حينئذ أن يوحدوا صفوفهم تحت‬ ‫طاعته ما قام فيهم بكتاب الله‪.‬‬ ‫ولكن المندوب الذي اختاره علي ليمثله ة هذه القضية الظالمة‪ .‬أعلن‬ ‫أنه عزل عليا عن أمر المسلمين‪ .‬وأن الأمر أصبح للشورى والاختيار‪.‬‬ ‫وتأيد موقف هؤلاء المحايدين‪ .‬وانظم إليهم عدد آخر ممن كانوا‬ ‫ة‪:‬‬ ‫يقفون إلى جانب علي حتى ذلك الحين‪ .‬وبحثوا الأمر فيما بينهم‬ ‫]_‬ ‫على أساس أن المسلمين أصبحوا دون خليفة‪ .‬فهذا معاوية باغ ظالم لا‬ ‫يمكن أن يتولى أمر المسلمين‪ .‬وهذا علي يعزله المندوب الذي اختاره‬ ‫واختاروا عبدالله بن وهب الراسبي‪ .‬فبايعوه أميرا للمؤمنين وخليفة‬ ‫للمسلمين بعد علي بن أبي طالب‪ .‬فهو الخليفة الشرعي الخامس غ نظرهم‪.‬‬ ‫انقسام الامة‬ ‫وبهذه الخطوة أصبحت الأمة الإسلامية منقسمة إلى ثلاث دول‪:‬‬ ‫دولة يرأسها معاوية ‪ -‬وإن لم يبايعه عليها أحد إلى ذلك الحين ودولة‬ ‫ره حكومة الحكمين ‪ -‬وعاد‬ ‫ظت غ‬‫يرأسها علي بن أبي طالب بعد أننفشل‬ ‫فاستمسك بالبيعة الأولى دون أن يعترف بعزل أبي موسى الأشعري له‬ ‫مندوبه ي قضية التحكيم‪ -‬ودولة يرأسها عبدالله بن وهب الراسبي‪ -‬بعد‬ ‫أن بايعه جمع كبير من الذين انفصلوا عن علي عند قبوله التحكيم‪ .‬ثم‬ ‫عند إعلان الحكم بعزل علي عن الخلاقة‪ -‬ومع كل فرقة من هذه الفرق‬ ‫جمع غير قليل من كبار الصحابة‪ .‬وفيهم بعض المشهود لهم بالجنة”'‪.‬‬ ‫على أن هناك فريقا رابعا اعتزلوا هذا النقاش الذي وقع بين المسلمين‪.‬‬ ‫‏‪ -٥‬من المشهود لهم بالجنة عمار بن ياسر رني الله عنه‪ .‬وقتل في صفين مع علي‪ .‬يعد أن رفعت المصاحف‪.‬‬ ‫فلم يستجب لدعوة الهدنة واندفع إلى المعركة حتى قتل‪ .‬وقد قيل لمعاوية في ذلك فاجاب بقوله ‪( :‬قتله من‬ ‫اخرجه)‪ .‬ومن المشهود لهم بالجنة حرقوص بن زهير السعدي‪ .‬فقد حدثت عانشة ‪ :‬أن رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم قال لها يوما ‪ :‬اول من يدخل من هذا الباب ‪ .‬من أهل الجنة‪ .‬فدخل حرقوص بن زهير السعدي‬ ‫ولح‬ ‫‏‪١١‬ع‬ ‫يته تقطر ماء‪ .‬وقد تكرر الحديث ثلاثة أيام‪ .‬وقتل حرقوص مع من انكر التحكيم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)‬ ‫! ‪.‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪ : ١‬يمجههمببہص‪‎‬‬ ‫ت‪‎‬‬ ‫إت‪‎‬‬ ‫ا ؟‬ ‫‪9‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ن‬ ‫‪-‬‬ ‫موج‬ ‫الخلاقة‪ .‬فلم يطلبوها لأنفسهم ‪ .‬ولم يؤيدوا واحد ‏‪ ١‬من‬ ‫ويعدوا عن قضية‬ ‫طالبيها‪ .‬ومن هذا القريق السادة‪ :‬سعد بن أبي وقاص‪ .‬وعبدالله بن عمر‪.‬‬ ‫ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد‪.‬‬ ‫بعد أن جمع الإمام علي جيشه‪ .‬ومن بقي تحت طاعته من الجند‪ .‬فكر‬ ‫‪ 2‬إعادة الكرة على معاوية واخماد ثورته‪ .‬ومحاولة إخضاعه من جديد‪.‬‬ ‫ولكن بعض أصحابه" أشاروا عليه بمحاربة عبدالله بن وهب الراسبي‪.‬‬ ‫وهو الطريق الشرعي للخلافة۔‬ ‫واقتتع علي بصواب هذا الرأي‪ .‬قعدل عن محاربة معاوية إلى محاربة‬ ‫عبدالله بن وهب"'‪ .‬وكان أتباع عبدالله بن وهب يعتقدون أن إمامهم هو‬ ‫‏‪ -٦‬منهم الأشعث بن قيس الكندي‪ .‬الذي أصر على الإمام علي بان يقضي على أهل النهروان أولا ثم يثني باهل‬ ‫الشام‪ .‬ومواقف هذا الرجل _الأشعث بن قيس‪ -‬مريبة جدا‪ .‬وكان حريا بالإمام علي ان لا ياخذ منه‪ .‬فقد كان من‬ ‫المرتدين بعد موت النبي حتت (البلاذري‪ :‬فتوح البلدان‪ .‬ص ‏‪ .)١١٢‬والإمام علي عزله إثر توليه الخلافة إذ كان من‬ ‫‏‪ )٢٢٠‬وجو الذي ألح على الإمام علي بوقف الحرب مع‬ ‫ولاة عثمان بن عفان (البلاذري‪ :‬أنساب الأشراف‪ .‬ج ‏‪ ١‬ص‬ ‫معاوية وقبول فكرة التحكيم بل قرأ كتاب التحكيم على القبائل في جيش الإمام علي‪ .‬وهو الذي أصر على إيفاد أي‬ ‫موسى الأشعري ليكون مقابل عمرو ين العاص (الطبري‪ :‬تاريخ الطبري‪ .‬ج‪٣‬‏ ص ‪٤‬۔‪.١-‬‏ ابن كثير‪ :‬البداية والنهاية‪ .‬ج‬ ‫‏‪ ٧‬ص ‏‪ )٢٧٢٨‬وجو الذي الح على الإمام علي بقصد أحل النهروان وثنى عزمه عن معاوية‪ .‬وأظهر الروايات التاريخية‬ ‫تثبت أن له دورا كبيرا قي اغتيال الإمام علي فقد بات ابن ملجم ليلته تلك مناجيا الأشعث بن قيس حتى قارب‬ ‫الفجر بالطلوع فامره بالقيام فتناول سيفه وقتل عليا (ابن سعد‪ :‬الطبقات الكبرى‪ .‬ج ‏‪ ٢‬ص )‪.‬‬ ‫‏‪ -٧‬ندم الإمام علي على ما فعل في أحل النهر‪ .‬وأوضح اند اخطا فيما فعل عندما قال لأتسحابه‪ ":‬لا تقاتلوا الخوارج‬ ‫‪ -‬هذا المحمطلح م يكن ظاحرا في تلك النترة الزمنية‪ .‬وإنما حو من تحرف الرواة والمؤلتين ‪ -‬من بعدي فليس من‬ ‫قصد الحق فاخطاه (ويقصد أحل التهروان) كمن قصد الباطل فاصابه (ويقصد به معاوية)‪ .‬وغضب الإمام علي‬ ‫حين قال له رجل‪ ":‬هؤلاء الذين لا يحسنون صنعا" فقال الإمام علي‪ “:‬ويحك اولنك أحل التوراة والإنجيل" ومما‬ ‫يروى ف ذلك أنه عندما رجع من المعركة جاءته ابنة له تهننه بالنصر الذي حتمقه‪ .‬قرأته واجما حزينا‪ .‬وقال‪ :‬ماذا‬ ‫فعلنا؟ قتلنا قراءنا وفقهاءنا‪ .‬وذكر الطبري في تاريخه أن الإمام عليا كان يتول بعد معركة النهروان‪ :‬مالي لا أسمع‬ ‫قراءة القرآن كما كتت أسمعها من قبل ؟؟؟‬ ‫حوج۔‬ ‫ويعوب ذاك النحل منه خبير‬ ‫نشدت دوي النحل حين فتدتهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫بيص‪‎‬‬ ‫ة‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ممبوج<‬ ‫الإمام الحق وأن كلا من علي‪ -‬بعد التحكيم والعمزل‪ -‬ومعاوية ثائران‬ ‫يجب عليهما الرجوع إلى حظيرة الإمامة والامة‪.‬‬ ‫هذه خلاصة الثورات التي اشتعلت خ ذلك العصر وذهب ضحيتها‬ ‫عشرات الآلاف من أبطال الإسلام وقد حاولت أن ألخصها بإيجاز قدر‬ ‫المستطاع‪ .‬مع عناية بإيضاح القضية من الزاوية التي يراها بها أولئك‬ ‫الذين يطلق عليهم خ بعض كتب التاريخ والأدب كلمة الخوارج‪ .‬أولئك‬ ‫القوم الذين يرون أنهم أصحاب الحق‪ .‬وأن البيعة لم تتعقد بطريق شرعي‬ ‫بعد التحكيم إلا لعبدالله بن وهب الراسبي‪ .‬ذلك الخليفة الذي بايعه‬ ‫جمهور من الأمة فيهم كثير من كبار الصحابة‪ .‬من بينهم بعض المشهود‬ ‫لهم بالجنة‪.‬‬ ‫الخوارج من هم ؟‬ ‫فإذا رجعنا إلى أول هذا البحث‪ ،‬وأردنا أن نستخلص منه‬ ‫طائفة معينة‪ .‬من الطوائف التي قامت بالثورة‪ .‬لنطلق عليها اسم‬ ‫الخوارج‪ .‬فينطبق هذا الاسم عليها انطباقا كاملا‪ .‬من الناحيتين‬ ‫السياسية والدينية‪ .‬ويكونون خوارج عن الخلافة وخوارج عن‬ ‫الدين‪ .‬وينطبق عليهم الحديث الذي أوردناه سابقا‪.‬‬ ‫فأي هذه الطوائف الثائرة يمكننا أن نطلق عليها هذا الاسم‬ ‫ملاحظين فيه معنى الخروج عن الإسلام ونحن مطمئنون إلى‬ ‫<رج۔‬ ‫‪:‬‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪. 7‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫ّ ‪,‬‬ ‫‪4‎‬بمنا!‪+١‬‬ ‫صحة أحكامنا‪ .‬ومنطقية استدلالنا وعدم انسياقنا إلى تيار معين‬ ‫من تيارات التاريخ ؟؟؟‬ ‫أما أكثر أوائل المؤرخين‪ .‬وقد كانوا إما تبعا للشيعة أو صنائع‬ ‫اء متبوعيهم ‪ .‬فقد وجدوا الأمر‬ ‫ضلى‬ ‫رن ع‬ ‫إهدي‬‫للأمويين‪ .‬يعملون جا‬ ‫سهلا لم يكلفهم عناء‪ .‬فأطلقوا كلمة الخوارج على العدو المشترك‬ ‫للأمويين والشيعة‪ .‬أطلقوها على تلك الطائفة من المسلمين التي‬ ‫اعتزلت عليًّا عند التحكيم وبايعت عبدالله بن وهب إماما ‪ .‬وثارت‬ ‫على الظلم‪ .‬وفساد الحكم ذ الدولة الأموية‪ .‬ومن بعدها ممن سار‬ ‫ذلك الطريق‪ .‬وتتنكب عن سيرة الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫ولكي يصبغ أولئك المؤرخون هذه التسمية باللون المقبول‪.‬‬ ‫ربطوا المعنى السياسي لكلمة الخروج بالمعنى الديني‪ .‬وقد عملت‬ ‫السلطة والدعاية خ كلتا الطائفتين‪ :‬الشيعة والأموية‪ .‬على تثبيت‬ ‫هذا الإطلاق ونشر هذه الأقاويل‪ .‬حتى وضعت مئات الأحاديث‬ ‫المكذوبة ة الطعن على الخوارج‪ .‬والتشنيع عليهم‪ .‬ونسبة المروق‬ ‫والكفر إليهم جميعا‪ .‬أوإلى أقراد من رؤسائهم وزعمائهم‪.‬‬ ‫وقد كان المهلب بن ابي صقرة القائد الذى ضحى بدينه لدنيا‬ ‫بني أمية‪ .‬من أكثر الواضعين لهذه الأحاديث المكذوبة خ الطعن‬ ‫على الخوارج‪ .‬حتى اشتهر بذلك وعرفه به الناس‪ .‬فكانوا يقولون‬ ‫‪:+‬‬ ‫إذا رأوه خارجا‪(:‬راح يكذب){"'‪.‬‬ ‫كان الأمويون والشيعة يحاولون بكل ما استطاعوا أن يلصقوا‬ ‫من الدين‪-‬‬ ‫أن فسر بالخروج‬ ‫‪-‬يعد‬ ‫الخوارج‬ ‫اللقب ‏‪ ٠‬لقب‬ ‫هذا‬ ‫بهؤلاء الثائرين الذين ينادون ‪ 2‬إصرار وشدة‪ .‬بالمياديء‬ ‫العادلة ‪ 2‬الخلافة؛ وكان الشيعة يحاولون بما أوتوا من براعة‬ ‫ان يحصروها ‪ 2‬بيت علي‪ .‬كما كان غيرهم من الطامعين فيها‪.‬‬ ‫ترط لها الهاشمية أو القرشية أو العروبة‪ .‬حسب المصلحة‬ ‫السياسية لأصحاب الآراء ة ذلك الحين‪.‬‬ ‫وكل هذه الاتجاهات تجتمع على محاربة الاتجاه الذي اتجه إليه‬ ‫أتباع عبدالله بن وهب الراسبي‪ .‬ذلك الاتجاه العادل الذي يرى أن‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫‪ 7‬إن َكَرَمَكَمْ عند‬ ‫والوا جيات‪٬‬‏‬ ‫الحقوق‬ ‫‏‪١‬المسلمين متساوون ‪2‬‬ ‫ماك ‪ (4‬الحجرات‪)١٢:‬‏ «لا فضل لعربي على أعجمي! الا بالتقو‪.), .‬‬ ‫‏‪ -٨‬جاء في فجر الإسلام للأستاذ أحمد أمين الطبعة السادسة‪(:‬وكان مما حاربهم به المهلب ابن أبي صفرة‬ ‫اختلاق الأحاديث عليهم‪ :‬فقد كان يضع الحديث ليشد به أزر قومه‪ .‬ويضعف به من أمر الخوارج ما‬ ‫اشتد‪ .‬و يقول‪ :‬إن الحرب خدعة‪ .‬وكان حي من الأزد إذا رأوا المهلب خارجا قالوا‪ :‬راح يكذب ! و فيه‬ ‫يقول رجل منهم‪:‬‬ ‫لو كنت تصدق ما تقول ۔‬ ‫أنت الفتى كل الفتى‬ ‫ولعل هذا وأمثاله هو السر فيما ترى من أحاديث ملثت بها كتب التاريخ والأدب في ذم الخوارج‪ .‬وقد نقد‬ ‫هذه الأحاديث الشيخ ناصر السابعي في رسالة الماجستير المقدمة في جامعة آل البيت الأردنية‪ .‬وطبعت‬ ‫الرسالة عدة طبعات بعنوان "الخوارج والحقيقة الغائبة"‪ .‬ويمكن الحصول عليها من الشبكة المعلوماتية‪.‬‬ ‫‏))(‪ ,]٥١٨٣٧١‬و ابو نعيم‬ ‫‏[‪ .]٢٥٢٦‬والبيهقي ف (( الشعب‬ ‫‏‪ -٩١‬أخرجه أحمد‬ ‫ي ((الصلية))(‪/٢‬ص‪.١٠٠‬‏‬ ‫‪4‬‬ ‫ح‬ ‫سومر » ‪ .‬وهبه‬ ‫تأطبر التورات‬ ‫قلت ‪ 2‬صدر هذا الحديث‪ :‬إن عددا من الثورات وقع منذ وقاة رسول‬ ‫اله صلى الله عليه وسلم إلى انتهاء خلافة الإمام علي بن أبي طالب‬ ‫فأي هذه التورات يحق أن يطلق على القائمين بها لقب الخوارج‪ .‬مع‬ ‫ملاحظة الخروج عن الخلافة الشرعية والمروق من الدين؟‬ ‫لتسهيل الإجابة على هذا السؤال أستطيع أن أقسم هذه الثورات إلى‬ ‫ثلاثة أقسام‪-:‬۔‬ ‫الأول‪ :‬ثورة ليس لها تعليل ولا أسباب غير عدم تمكن الإسلام ‏‪٠‬‬ ‫قلوب القائمين بها‪ .‬وعدم إيمانهم الإيمان الصحيح بتكامل الرسالة‬ ‫المحمدية‪ .‬ويتجلى هذا خ الثورة الأولى‪ .‬التي ارتد فيها فريق‪ .‬وامتنع‬ ‫فريق آخر عن أداء الزكاة‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ليس لها أسباب ظاهرة معقولة‪ :‬أما أسبابها الحقيقية‬ ‫الخفية‪ .‬فهي النزاع على مناصب الدولة‪ .‬من خلافة أو عمالة‪ .‬ويتمثل‬ ‫ذلك خ الثورة الثالثة التي قام بها طلحة والزبير‪ .‬وي الثورة الرابعة‬ ‫التي قام بها معاوية بن أبي سفيان‪.‬‬ ‫القسم الثالث‪ :‬ثورة استندت إلى أسباب ظاهرة يتراءى للناظر أنها‬ ‫<وج۔‬ ‫‪/‬‬ ‫‪"/‬‬ ‫‪. ١‬‬ ‫‪] 2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫>‬ ‫‪٤‬‬ ‫هلم‪‎‬‬ ‫) ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خرال‪‎:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫_‬ ‫‪:‬‬ ‫معقولة‪ .‬ويتمثل ذلك ذ الثورة الثانية التي قتل فيها عثمان(‪':‬ا‪ .‬وة‬ ‫الثورة الخامسة التي اعتزل فيها جماعة من جيش علي بعد التحكيم‬ ‫وعزل أبي موسى الأشعري له‪.‬‬ ‫فلو كان المقصود من كلمة الخوارج‪ .‬هو الخروج السياسي عن خليفة‬ ‫تمت نه البيعة الشرعية‪ .‬لكان إطلاق هذه الكلمة على طلحة والزبير‪.‬‬ ‫أو على معاوية وأتباعه‪ .‬أو على الثائرين على عثمان أظهر وأوضح‪ .‬أما‬ ‫إذا لوحظ المعنى السياسي مع المعنى الديني فإنه لا يمكن إطلاق هذه‬ ‫الكلمة عليهم‪ .‬كما أنه من العسير إطلاقها على المعتزلين لعلي‪.‬‬ ‫والسبب ‪ 2‬هذا العسر ان هؤلاء الثائرين سواء كانوا من القسم‬ ‫الثاني أو من القسم الثالث إنما ثاروا غير منكرين لأصل من أصول‬ ‫الإسلام‪ .‬ولا مكذبين بمعلوم من الدين بالضرورة‪ .‬ومع كل طائفة‬ ‫منهم فريق من كيار الصحابة‪ .‬فيهم بعض المشهود لهم بالجنة‪.‬‬ ‫‏‪ -1٠‬حيث كانت بمباركة من عدد كبير من الصحابة‪ .‬بل شارك فيها عدد منهم كمحمد‬ ‫بن ابي بكر وغيره‪ .‬وليست ثورة قام بها عدد من الرعاع مثلما اشيع‪ .‬إذ ليس من المعقول‬ ‫أن يقوم عدد من الرعاع بدخول معقل المسلمين ويحاصروا خليفتهم مدة شهر أمام مراى‬ ‫ومسمع من الصحابة وهم لا يفعلون شيما !!!‬ ‫روايات المروق‬ ‫وبناء على هذا فإن أحاديث المروق ‪ -‬إذا صحت‪ -‬لا يكون المقصود‬ ‫منها إلا أصحاب الثورة الأولى‪ .‬أولئك الذين خرجوا على خلافة‬ ‫أبي بكر منكرين للشريعة أو لأصل من أصولها‪ .‬فإن هؤلاء يستطيع‬ ‫الباحث أن يطلق عليهم كلمة الخوارج‪ .‬وهو يقصد بهذه الكلمة‬ ‫معنييها السياسي والديني وهو مطمئن‪ .‬لخروجهم عن خلافة مجمع‬ ‫عليها‪ .‬وإنكارهم للإسلام جملة بعدما آمنوا به‪ .‬أو تكذيبهم بركن‬ ‫تابت بالكتاب والسنة والإجماع‪ .‬إنكارا استحقوا به أن يحاربهم خليفة‬ ‫رسول الله الأول حربا لا هوادة فيها‪ .‬مصداقا لقوله عليه السلام‪ »:‬لإن‬ ‫أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود» ‪ -‬إن صح الحديث ‪ -‬وقد قتلهم خليفته‬ ‫رضي الله عنه قتل ثمود تحقيقا لخبره عليه السلام‪.‬‬ ‫ويستأنس لهذا الرأي من توقعه صلى الله عليه وسلم أن يدركهم‪.‬‬ ‫فإن هذا يدل على قرب زمنهم منه‪ .‬وأنه كان يأمل أن ينتقم لله منهم‪.‬‬ ‫ولكن إرادة الله شاءت أن يتأخروا عنه قليلا‪ .‬وأن تكون فتنتهم إمتحانا‬ ‫لصلابة أبي بكر‪ .‬وأن تكون عقوبتهم على يد الصديق رضي الله عنه‪.‬‬ ‫وكما يستأنس بهذا الحديث لهذا المعنى‪ .‬كذلك يستأنس بحديث‬ ‫المروق ي الرواية التي تقول ( سيخرج آو سيمرق) فإن استعمال السين‬ ‫ج‪-‬‬ ‫بس‬ ‫> ‪ِ:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫\ن‬ ‫‪1‬‬ ‫خم‪,‬‬ ‫يدل على قرب الخروج‪ .‬ولم يكن أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم من هذا الخروج الذي قضى عليه الصديق وحارب أهله حرب‬ ‫ثمود‪.‬‬ ‫على أنني أقف وقفة طويلة عند هذه الأحاديث التي تصف فرقا‬ ‫من المسلمين بالمروق من الدين‪ .‬ولو أنني لا أملك الآن الأسباب التي‬ ‫تحملني على الشك ذ صحتها‪.‬‬ ‫ويظهر من سياق الحوادث أن هذه الأحاديث التي تتحدث عن‬ ‫الخوارج‪ .‬لم تكن معروفة عند حدوث الثورات الأولى‪ .‬وإلافكيف أمكن‬ ‫أن لا تدور على الألسنة‪ .‬وأن لا يوصف بها الخارجون عن الخلافة‬ ‫زمن أبي بكر وعثمان وعلي‪ .‬ولا الخارجون عن الدين خ زمن‬ ‫الصديق؟ لماذا تبقى محفوظة لا يستفيد منها أنصار الخلافة أو‬ ‫خصومها غن أربع ثورات جامحة ذهب ضحيتها عدد غير قليل من‬ ‫المسلمين الأبطال‪ .‬إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الأحاديث‬ ‫لم تكن معروفة عند وقوع هذه الثورات‪ .‬وإنها إنما وضعت بعد ذلك‬ ‫قصدا للتشنيع على أهل النهروان‪ .‬ولحمل علي على قتالهم والقضاء‬ ‫عليهم‪ .‬خوفا من أن يتحرج علي من دمائهم‪ .‬ويتردد ا قتالهم‪ .‬ويفكر‬ ‫أنه قد يكون لهؤلاء حق‪٠‬‏ ولرأيهم سند‪.‬‬ ‫تفكيرا منطقيا‬ ‫وقد كان علي شديد المحاسبة لنفسها كثير التفكير خ أعماله‬ ‫السابقة‪ .‬يزن ما أقدم عليه من أحداث‪ .‬ويدل لهذا ما قاله أابولعباس‬ ‫=زج۔‬ ‫__سجوپور”‪ 77‬ميميي‪.‬‬ ‫الشماخي ن كتابه القيم (السير)‪(:‬فقال الأشعثل'''‪ :‬ناجز القوم‪.‬‬ ‫وان كلموا الناس أقسدوهم علينا)'"'' فالشيعة الذين يحيطون بعلي‪.‬‬ ‫وهم يكافحون لكي يبنوا دولة‪ .‬يخشون أن يتصل أهل النهروان بالناس‪.‬‬ ‫وأن يقنعوهم بما لديهم من حجة وبرهان‪ .‬أن قبول التحكيم خطأ ه‬ ‫السياسة‪ .‬وأن خلاقة علي بعد التحكيم والعزل باطلة‪ .‬وأن البيعة‬ ‫ساقطة عن الأعناق‪ .‬وأن الخليفة الحق هعوبدالله بن وهب الراسبي‪.‬‬ ‫الذي بايعه جمهور غير قليل من المسلمين‪ .‬كان الشيعة يخافون أن‬ ‫يتصل أهل النهروان بالناس‪ .‬ولذلك فهم يريدون أن يقضوا على هذه‬ ‫الآراء قبل أن تنتشر ي الناسس ويفهمها الجميع‪ .‬ويقتنعوا بصحتها‪.‬‬ ‫ولا يمكن القضاء على هذه الآراء إلا بالقضاء على أصحابها‪ .‬قلو‬ ‫تردد علي خ هذا الأمر‪ .‬وتحرز من إراقة الدماء‪ .‬فإن كل شيء سوف‬ ‫يضيعؤ ولذلك فيجب أن يحمل بشتى الوسائل والطرق على اتخاذ هذه‬ ‫الخطوة الحازمة الحاسمة‪.‬‬ ‫وقد استطاعوا أن يقنعوه‪ .‬فاقتنع برأي الأشعث‪ ،‬واتخذ هذه الخطوة‪.‬‬ ‫ونفذ فكرة المناجزة‪ .‬فقضى على أهل النهروان‪ .‬ولكنه لم يستطع أن‬ ‫يقضي على الفكرة التي دعوا إليها‪ .‬هذه الفكرة التي تسربت بما فيها‬ ‫من صدق وصراحة وواقعية إلى كثير من العقول‪ .‬حتى أصبحت مبدأ‬ ‫يناضل عنه معتنقوه بصبر وشجاعة وثبات‪.‬‬ ‫تقدم الكلام عن حال هذا الرجل‪.‬‬ ‫‏‪-١‬‬ ‫السير ص ‏‪٥٢‬‬ ‫‏‪-١٢‬‬ ‫حوج۔‬ ‫ث‬ ‫ے‬ ‫اال‬ ‫‏‪ ١‬جا\‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫‪: ,‬‬ ‫‪1 /‬‬ ‫ا‬ ‫‪/‬‬ ‫الخلاصة‬ ‫وخلاصة البحث أن كلمة الخوارج‪ .‬أطلقها بعض المؤرخين على أتباع‬ ‫عبدالله بن وهب الراسبي إطلاقا تاريخيا وأدبيا‪ .‬بحيث لا تتصرف‬ ‫إلى غيرهم‪ .‬وليس ة هذا كبير بحثس فإن إطلاق اسم على مجموعة‬ ‫من الناس ليس بذي أهمية إذا كان هذا الإطلاق مجرد تسمية‪ .‬أما‬ ‫إذا روعي فيه مدلول ديني فإنه يحسن بنا أن نتريێث قبل أن نطلق‬ ‫هذا الحكم الرهيب‪ .‬الذي يسلطه التاريخ المغفرض على رؤوس بعض‬ ‫الطوائف الإسلامية ه قساوة وغلظة‪ .‬ذ الحين الذي نعترف فيه‬ ‫أن هذه الطوائف تؤمن برسالة (محمد) وبتكاملها‪ .‬ويما جاء فيها‪.‬‬ ‫آرائها ونظرياتها إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة‬ ‫وتستند‬ ‫التنزيل‪ 6‬وورد خ خبر‬ ‫والسلام‪ ..‬وتعتمد خ محاججتها على ما جاء‬ ‫المعصوم‪ .‬وأجمعت عليه الأمة‪ .‬التي لا تجتمع على ضلال ولو أنهم‬ ‫انحرفوا ذ الفهم‪ .‬وأخطاأوا ذ التأويل‪.‬‬ ‫وقد يعتقد بعض من يطلع على هذا الفصل أنني أريد الدفاع عن‬ ‫الخوارج‪ .‬وتبرير أعمالهم‪ .‬وتصحيح أخطائهم‪.‬‬ ‫والواقع أنني لم أقصد إلى شيء من ذلك‪ .‬وكل ما ذ الأمر أنه ساقني‬ ‫إلى هذا الحديث‪ .‬المنطقية التي وجدتها ين أبحاثهم ونظرياتهم‬ ‫المستطاع أن أصور الحوادث‬ ‫قضية الخلافة‪ .‬وحاولت جهد‬ ‫حوج۔‬ ‫والدواعي إليها خ ذلك العصر دون أن أنساق مع تيار من التيارات‪.‬‬ ‫وأجعل أحكامي أكثر دقة وتجردا من المؤثرات السياسية والعاطفية‬ ‫والمصلحية‪ .‬التي آثرت على كتاب التاريخ والباحثين خ العقائد تلك‬ ‫‪.‬‬ ‫العصور السوابق‪ .‬والله الموفق للصواب‪.‬‬ ‫ويسرني أن أصرح غ آخر هذا الفصل‪ .‬أنني أجل أصحاب رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬وأنني أدع له أصحابه امتثالا لأمره عليه‬ ‫السلا م‪ .‬فلا أقول فيهم إلا خيرا ‪ .‬وإنني أعلم أنه لو آنفق أحدنا متل‬ ‫أحد ذهياً فلن يبلغ مد أحدهم أو نصيفه‪ .‬وحسبهم شرفا أن الله‬ ‫اختارهم لصحبة رسول الله‪ .‬وأنهم الدفعة الأولى من حملة مشعل‬ ‫الإسلام‪ .‬ولعل الله اطلع عليهم فغفر لهم‪ .‬كما قال عليه السلام ة‬ ‫اهل بدر‪.‬‬ ‫أما أولقك الذين وردت فيهم أحاديث تعيب عليهم مسلكا أو قولا‬ ‫فإنني لا أتجاوز فيهم معتى تلك الأحاديث‪ .‬وعهدتها على راويها وإنني‬ ‫أستغفر الله من الزلل وأضرع إليه سبحانه أن يغفر لي ما قد يكون‬ ‫انزلق إليه القلم مما لا يرضى عنه‪ .‬إنه ولي التوفيق والهداية‪.‬‬ ‫حےج۔‬ ‫سوب ]‪.....‬‬ ‫است‬ ‫‪:. 1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ملاحظة ‪:‬‬ ‫مواقع إلكترونية يمكن الرجوع إليها لمزيد البحث‬ ‫والمعلومات عن الموضوع وما يتعلق بالمذهب الإباضي‪:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪\.‬‬ ‫« ‪.‬‬ ‫» ‪.‬‬ ‫للتواصل‪.0.2 :‬‬ ‫السياق التاريخي‬ ‫التحكيم‬ ‫انقسام الأمة‬ ‫‪١٣‬‬ ‫الخوارج من هم ؟‬ ‫تأطير الثورات‬ ‫‪١٦‬‬ ‫روايات المحروق‬ ‫الخلادصة‬ ‫‪٢١‬‬ ‫رقم الإيداع‪٢٠١٧/٤٣١ :‬م‏‬ ‫سج۔‬