‫ااال‬ ‫‪٨٦١١‬‬ ‫‪......‬لا‬ ‫‪111‬‬ ‫آ‬ ‫‪.11‬‬ ‫فانلا‬ ‫الالالال‬ ‫الات‬ ‫‪7٢‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اللا‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫ااا‬ ‫لاا‬ ‫‪.-‬‬ ‫ا‪ ...‬ااياناتاالا‬ ‫‪,‬‬ ‫ااا نال‬ ‫‪7‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪‎‬‬ ‫إيبش ر رتيبة بن والرب عبرالد سمرا لشاطي‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫وززلتل‬ ‫بجروت‬ ‫‪2‬‬ ‫الطبكة الآأولف‬ ‫‪١‬ه‪. ١٩٩٨ -‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تا‏‪ ٤٥٢‬د‬ ‫‏‪٤‬حدس‬ ‫س‬ ‫الك‬ ‫‪7‬‬ ‫ة ) مه‬ ‫‪٠‬۔‏‬ ‫ح‬ ‫رس‬ ‫رر‬ ‫مقدمه‬ ‫سبحان الملك المتعال‪ ،‬الذي لا يغيره تقلب الأحوال ‪ .‬ولا يتطرق على ملكه الدائم‬ ‫الزوال‪ ،‬ولا يتصف سلطانه القديم بالإدبار والإقبال‪ ،‬فله الحمد تعالى شأنه على كل‬ ‫حال‪ ،‬وصلى الله وسلم على سيد الخلق المبعوث بالحق لتمهيد قوانين العدل‪ ‘،‬ووضع‬ ‫الداعي إلى حسم مادة‬ ‫محمد النبي الهادي إلى سبيل الرشاد‬ ‫موازين القسط والفصل‘ؤ‬ ‫الفساد‪ ،‬واستئصال دائرة الشرك والإلحاد‪ ،‬وقطع شأفة الشقاق والعنادء وعلى آله وصحبه‬ ‫الأمجاد‪.‬‬ ‫أما بعد؛ فقد عزب عن كثير حال العمانيين وأثرهم العظيم‪ ،‬وحجب عنهم ما لهم‬ ‫وخطر جسيم‪ ،‬فحاولت أن أكتب ما استطعت عليه مما وقع لهم في‬ ‫من مقام كريم‬ ‫زماننا‪ .‬من المفاخر الحميدة والمآثر المجيدة التي استنار بها القطر العماني‪ ،‬من سيرة‬ ‫وما‬ ‫ومحمد بن عبد الله الخليلي‬ ‫الإمامين المرشدين‪ :‬سالم بن راشد الخروصي‬ ‫حظيت به عمان في أيامهما‪ ،‬من الخيرات‘ وما كان بزمانهما من النوازل والحوادث‬ ‫والفتوحات‘ وإن كانت يدي قصيرة من تناول الكل‪ ،‬وهمتي ضئيلة عن نشر الشجل ‪6‬‬ ‫ولكن يدعوني لحسر الباع خدمة الوطن العزيز الواجب على أبنائه الأحرار‪ :‬أن يتنافسوا‬ ‫في تشريفه أكثر من تنافسهم على الدرهم والدينار‪ .‬فكل ما كتبته مما شاهدته بعيني‬ ‫وما فاتني إلا نزر أخذته من الثقة فقمانه عليه‪ ،‬إذ كنت العصا التي يتوكأ عليها‬ ‫واطلعت©‘‬ ‫سيادة والدي الكريم في جميع أسفاره د وغيبة سره في ليله ونهاره‪ .‬وهو زعيم الثورة بلا‬ ‫جدال‘ وبعده لزمت الإمام الخروصي في سراياه وفتوحاتهء وما تخلفت عن الخليلي إلا‬ ‫في بعض أوقاته ‪.‬‬ ‫ومن الله تعالى أستلهم القبول والهداية والعون في البداية والنهايةء وسميت هذا‬ ‫المجموع‪« :‬نهضة الأعيان بحرية عُمان!‪.‬‬ ‫تعريف بعمان‬ ‫عمان إقليم سلطاني على خليج فارس‪ ،‬وهي كمفتاح للخليج العربي‪ ،‬بالإضافة إلى‬ ‫الموانىء التي تقع على شواطئها‪ ،‬وإلى ثروتها الزراعية وكنوزها الطبيعيةء وجنوبها البحر‬ ‫الهندي والبحر العربي‪ ،‬وشماليها الخليج الفارسي© وهي جزء من جزيرة العرب تمتد من‬ ‫حدود قطر إلى حدود حضرموت‘ وغير مضبوط عدد سكانها ولا يوجد بها إحصاء‬ ‫ولا اهتمام لأهلها بذلك‘ وما يذكره المؤرخون إنما هو على التخمين‪ ،‬أو النقل‬ ‫رسمي‬ ‫غير المعتبر‪ ،‬ولا يعرف أول من سكنها على الصحيح ‪.‬‬ ‫ذكر بعض المؤرخين أن قبائل العرب البائدة طسم‪ ،‬وجديس‪ ،‬كانوا بها والاخص‬ ‫العمالقة© ولا يفهم أنهم انقرضوا أو أخرجهم الفرس منها‪ .‬وكتب أهل التاريخ القديم‬ ‫والحديث [تكلمت] كثيرا عن أوصاف عمان وسكانها‪ ،‬ولابن خلدون‘ وابن الأثير‪ ،‬قدم‬ ‫والمسالك والممالك ‪.‬‬ ‫وذكرها غيرهما كالطبري ‏‪ ٠‬واليعقوبي ئ‬ ‫السبق ‪.‬‬ ‫قال «فلبي؟‪« :‬إن الأقسام الجنوبية من شبه جزيرة العرب هي الوطن الاصلي‬ ‫للا ميين ا ‪.‬‬ ‫ذكر العوتبي المؤرخ العماني‪ :‬إن حدود جزيرة العرب في الطول ما بين المذيب‬ ‫إلى عَدّن‪ .‬وسئل الشعبي عن جزيرة العرب فقال‪ :‬ما بين العذيب إلى حضرموت‪ .‬قال‬ ‫أبو حاتم‪ :‬حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثئي قال‪ :‬جزيرة العرب خمسة أقسام‪ :‬تهامة‪.‬‬ ‫الحجاز‪ ،‬نجد ل القروض‪ .‬اليمن‪ .‬وذلك أن جبل السّراة هأوعظم جبال العرب يمتد من‬ ‫ثغرة اليمن حتى أطراف بوادي الشام‪ ،‬فسمّته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو‬ ‫وبين نجد وهو مرتفع‪ ،‬ثم صار ما خلف هذا الجبل من غربيه إلى أسياف‬ ‫منخفض‬ ‫والجحفة وما‬ ‫وفرسان كنانة {‪ 5‬وما حولهاإلى ذات عرق‪{،‬‬ ‫البحر من بلاد الأشعريين ‪ .‬وعك‬ ‫جبل‬ ‫صاقبّها وما غار من أهلها غور تهامة‪ ،‬وتهامة تجمع ذلك كله ‏‪ ٠‬وما صار شرقي هذا‪.‬‬ ‫من الصحارى والنخل إلى أطراف العراق© والسمماوة » وما يليها نجد‪ 5،‬ونجد تجمع ذ‬ ‫كله ‏‪ ٠‬وصار الجبل نفسه سراة وسمي جبل السراة لارتفاعه وهو الحجاز‪ .‬والجرار وما‬ ‫‪٦‬‬ ‫احتجز به من الجبال مرد‪ .‬والحوراء إلى ناحية قبل وجبل طي إلى المدينةث من بلاد‬ ‫ممذجج‪ ،‬وهي متاخمة اليمن وما يليها وما دونها إلى قيد حجاز‪ .‬والعرب تسميه نجداً‬ ‫وجلساً وحجازاً والحجاز يجمع ذلك كلهش وصارت اليمامة وما والاها عروضا وفيها تهائم‬ ‫ونجود؛ لقربها من البحار وانخفاض مسائل الأودية وصار ما خلف التثليث إلى صنعاء ©‬ ‫والشحر وعمان يمناً‪ ،‬وفيها التهائم والنجد‪ ،‬واليمن يجمع ذلك كله‪.‬‬ ‫إلى حضرموت‬ ‫فإذا وصلت ذلك فقد انتهيت إلى البحر وإذا عرضت لك الجزار وأنت بنجد فتلك‬ ‫الحجاز‪ ،‬وإذا تصوبت فالحجاز مكة والمدينة ‪.‬‬ ‫قال أبو المنذر هشام بن محمد‪ :‬إنما سميت بلاد العرب الجزيرة للإحاطة البحور‬ ‫والأنهار بها من أقطارها وأطرافهاء وصار الأمر منها في مثل الجزيرة من جزائر البحور‪.‬‬ ‫وذلك أن الفرات أقبل من بلاد الوم فظهر بناحية قنسرين ثم انحدر إلى أطراف الجزيرة‬ ‫وسواد العراق حتى دفع في البحر من ناحية البصرة والأبُلة ‪ .‬واتجه إلى عبادان‪ .‬وأخذ من‬ ‫ذلك الموضع مطيفا ببلاد العرب منعطفا عليها فأتى منها إلى سفوان وكاظمة ونفذ إلى‬ ‫القطيف‘ؤ والهجرك‪ ©،‬وأسياف‘ؤ وقطر وعمان‘© والشحر“ ومال منه عنق إلى حضرموت ‘‬ ‫‪.‬‬ ‫واستطال ذلك العنق© فطعن في تهائم اليمن بلاد فرسان وحكم‬ ‫ودهلك‘‬ ‫وأبيل © وعدن‪،‬‬ ‫ومضى إلى جدة ساحل مكة{‪ 5‬وجاز ساحل المدينة وساحل الطور‬ ‫والأشعريين وعك‘ؤ‬ ‫وخليج أيلة‪ .‬وساحل رايةث حتى بلغ لزم مصر وخالط بلادها‪ ،‬وأقبل النيل من غربي‬ ‫هذا العنق من أعلى بلاد السودان مستطيلاً‪ ،‬معارضا للبحر‪ ،‬حتى دفع في مصر والشام‪6‬‬ ‫ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين‪ ،‬فمر بعسقلان‪ ،‬وسواحلها حتى أتى‬ ‫على صور ساحل الأردن‪ ،‬وعلى بيروت‘ وسواحل دمشق‘ ثم نفذ إلى سواحل حمص©‬ ‫وسواحل قنسرين‪ ،‬حتى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات منحدرا على أطراف‬ ‫قنسرين‪ ،‬والجزيرة إلى سواد العراق‪.‬‬ ‫وذكرت العرب هذه الأقسام الخمسة في أشعارها فصارت بلادهم [في] هذه الجزيرة‬ ‫التي نزلوا بها على ستة أقسام‪ :‬تهامة‪ ،‬والحجاز‪ ،‬ونجد والعروض واليمن‪ .‬انتهى‬ ‫كلامه‪.‬‬ ‫وأخذ قوم شمالا‬ ‫قال الكلبي‪« :‬لما تفرقوا من بابل أخذ قوم يمينا فسميت اليمن‬ ‫فسميت الشام‪ ،‬فجعل الله تعالى لبني سام النبوة‪ ،‬والكتاب‘ والملك‪ ،‬والجهاد والأدمة‪،‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫تهامة‪ ،‬ونجد‘ والحجاز‬ ‫والبياض‪ .‬فللعرب من المجد ما دون هذه الخمسة‬ ‫والعروض واليمن‪ ،‬والعرب تسمي اليمامة والبحر التمروض‘ واليمن© والعرب تسممي‬ ‫لأنها كانت في ناحية العرب معترضة‪ .‬وأما السّوادان فسواد‬ ‫اليمامة والبحر العروض‬ ‫وأما سواد‬ ‫ميسان وفارس‪.‬‬ ‫فالأهواز وست‬ ‫وسواد الكوفة‪ .‬فأما سَواد البصرة‪:‬‬ ‫التصرة‪،‬‬ ‫الكوفة‪ :‬فكسكر إلى الذاب‪ ،‬وحلوان‪ ،‬والكوفة‪ ،‬والجزيرة هي ما بين دجلة والفرات‘‬ ‫والموصل من الجزيرة إلى الجودي! ا ه‪.‬‬ ‫وقد ساهمت عمان في الجهاد مع الخليفة الثاني‪ ،‬كما ذكره العوتبي العماني في‬ ‫الأنساب أن عمر بن الخطاب استعمل على عمان عثمان بن أبي العاصي الثقفي سنة‬ ‫خمس عشرة فكتب إليه عمر أن يقطع البحر إلى ابن كسرى بفارس‪ ،‬فندب عثمان‬ ‫العمانيين© وانتدب إليه ثلاثة آلاف من بني راسب‘ وناجية‪ ،‬وعبد القيس‪ ،‬وأكثرهم أزد‬ ‫(شنوءة) فعبر بهم عثمان من جلفار (رأس الخيمة) إلى جزيرة كلوان‪ ،‬وهي (القسم)‪،‬‬ ‫وكان فيها قائد الفرس‘ فسالم عثمان‪ ،‬وكتب (يزدجرد) إلى أمير كِرَمان‪ :‬أن اقطع البحر‬ ‫إلى جزيرة كلوان فحل بين العرب الذين بها وبين إخوانهم ففعل‪ .‬وسار من هرمز إلى‬ ‫النم فلقيه عثمان بها فقاتله‪ ،‬فانتصر العمانيون عليه‪ ،‬وهزم الفرس وقتل قائدهم‪ ،‬وكان‬ ‫يدعى (شهرك) وفي ذلك يقول شاعرهم‪:‬‬ ‫والخيل تجتاب العجاج الأرمكا‪.‬‬ ‫باب ابن ذي الحرة أردى شهركا‬ ‫ثم ساروا بعد الظفر بشهرك حتى قدموا العراق فنزلوا (توج) فشاركوا في تمصير‬ ‫مدينة البصرة‪ ،‬وأمرهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يبنوا بها منازلهم كما أمر‬ ‫غيرهم من العرب‘ ووفد إليه من الغزاة كعب بن سور فاستقضاه عمر عَلى البصرة ‪.‬‬ ‫لم يحكم عُمانَ أجنبي غير أهلهاء وقد صارعت في القديم دولا عظاماً‪ ،‬وكابدت‬ ‫أخطاراً جساماً ورث غُصًّة بالمستعمرين‪ ،‬وما كان ذلك عليها إلا من الخونة الذين‪ .‬مَُُ‬ ‫بعضهم الاستبداد والرئاسة©‪ ،‬وبعضهم المنافسة والحقد على الساسبة؛‪..‬قلا تثبت قدم العدو‬ ‫الأجنبي عليها إلا بقدر ما يكون تاريخا للممُسيطر‘ وتأديباً للخائن‪ ،‬فتشتد أعصاب‬ ‫الوطنيين وينتشر فيهم دم الحرية‪ ،‬فيهزم الغاصب©‘ ولم تلق عمان من البطش والاضطهاد‬ ‫مثلما لقيت من العجم؛ فقد نهبوا ذخائرها‪ ،‬وأحرقوا ما كان فيها من كتب شرعية‪،‬‬ ‫وأدبية‪ .،‬وفنية‪ ،‬وتاريخية ومع هذا فهم لم يخضعوا لسيطرة البطش ولم يجزعوا لضغطة‬ ‫الإرهاب‘ فبقيت نار الحقد تتأجج في صدور أبناء الشعب وتنفث بشررها حتى قضى الته‬ ‫لها بالنجاح ‪.‬‬ ‫غزا العجم عمان عام ‏‪ ١٢٥٧‬قبل الهجرة أي سنة ‏‪ ٦٣٥‬قبل الميلاد‪.‬‬ ‫‏(‪ ١٢٦٥‬م)‪.‬‬ ‫‏‪ ٦٦٣‬ھ الموافق‬ ‫ثم غزوها مرة أخرى عام‬ ‫ثم غزوها عام ‏‪ ١١٤٩‬ه‪.‬‬ ‫ثم غزاها الخليفة العباسي الرشيد عام ‏‪ ١٨٥‬ه‪.‬‬ ‫وغزاها محمد نور عامل المعتضد عام ‏‪ ٢٨٤‬ه‪.‬‬ ‫وغزاها القرامطة عام ‏‪ ٣١٨‬ه وبقوا حتى سنة ‏‪ ٣٧٥‬ه‪.‬‬ ‫‏‪ ١٦٢‬ها‬ ‫عام‬ ‫حتى‬ ‫ساحلها‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫وبقوا‬ ‫ه‬ ‫‏‪٣‬‬ ‫عام‬ ‫البرتغال‬ ‫وغزاها‬ ‫‏‪ ١٦٥٠‬ميلادي ‪.‬‬ ‫الموافق سنة‬ ‫الغزو البرتغالي لقمان‬ ‫البرتغال دولة أوروبية نظرت إلى الشرق بعين الطمع‪ ،‬اتخذوا عاصمتهم في الخليج‬ ‫هُرْممُز [ورتسمى أيضا هرموز] التي كانت في ذلك الوقت من أغنى مدن العالم ‪ .‬واستولوا‬ ‫على بعض‪ .‬ساحل عمان عام ‏‪ ٩١٣‬ه ‏(‪ ١٥٠٧‬م)‘ وبقوا إلى أن قام عليهم الإمام ناصر‬ ‫ابن مرشد‪ ،‬وسلطان بن سيف اليعربي عام ‏‪ ١٠٦٦٢‬ه ‏(‪ ١٦٥٠‬م) فأجلوهم من عمان‪.‬‬ ‫كانت التجارة بين الشرق والغرب يسيطر عليها العرب‘ ويسيطر العمانيون على بحر‬ ‫ينقلون خيرات الشرق الأقصى إلى مصر ومن هنالك ينقلها الملاحون من‬ ‫العرب أيضا‬ ‫العرب إلى تجار (البندقية وجنوا) وهاتان المدينتان أكثر الممالك الأوروبية علاقة مع‬ ‫الشرق© فرأى التجار الأوروبيون اتخاذ طريق آخر للهند على رأس الرجاء الصالح ‪ .‬فرارا‬ ‫من الأتراك والمماليك بمصر‘ وكان دليل سفن البرتغال على رأس الرجاء الصالح أحمد‬ ‫ابن ماجد (مؤلف كتاب الفوائد في أصول البحر والقواعد) الذي ظل يدرس في المدارس‬ ‫البحرية الأوروبية إلى أواخر القرن التاسع عشر فاعتمد «فاسكودي غاما على الخرائط‬ ‫البحرية العربية التي تدرس في المدرسة الحربية التي أنشأها هنري الملاح‪ ،‬فقام‬ ‫«فاسكودي غاما! إلى الهند عام ‏‪ ١٤٩٨‬م عن طريق رأس الرجاء الصالح© فكان لقيامه‬ ‫هذا تأثير كبير في القضاء على تجار البندقية الذين كانوا يحتكرون تجارة الشرق‪6‬‬ ‫العثما نيين‬ ‫فسهل على‬ ‫‏‪ ١‬لطريق عنها ‪.‬‬ ‫مصر لتحول‬ ‫وا نحطت ثروة‬ ‫في مصر ا{}‬ ‫ويتمركزون‬ ‫غزوها‪ ،‬فصارت هذه الخطوة الأولى لإنشاء الإمبراطورية البرتغالية البحرية في الشرق©‬ ‫وهرمز والهند فرفع‬ ‫‏‪ ١٤٨٧‬م أرسل ملوك البرتغال بعثة إلى القاهرة‪ ،‬وعدن‘‬ ‫وفي عام‬ ‫قائد البعثة تفصيلا إلى مليكه عن رحلته ‪ .0‬وعاد إلى عدن فصمم البرتغاليون على القضاء‬ ‫على عرب اليمن‪ ،‬وعمان الذين كانوا يديرون التجارة الشرقية التي تد لهم أرباحا‬ ‫جزيلةش وكان (فرنسيسكودو ألميدا) أول حاكم للممتلكات الهندية البرتغالية عام ‏‪ ١٥٠٥‬م‬ ‫في عهد الملك (عمانويل الأاول)‪ ،‬وفي عام ‏‪ ١٥٠٦‬م أبحر الأسطول البرتغالي إلى الشرق‬ ‫بقيادة (كونها) مع (البوقيرق)‪ ،‬وكان الأول يحمل أوامر بإنشاء قلعة في (سومطرا) لتكون‬ ‫‪١ ٠‬‬ ‫البحرية‬ ‫اصر‬ ‫<‬ ‫الذي‬ ‫للأسطول‬ ‫مقرا‬ ‫لحكومة‬ ‫التابعة‬ ‫‪6‬‬ ‫والمصرية‬ ‫المغربية‬ ‫في‬ ‫البندقية‬ ‫البحر الأحمر ‪.‬‬ ‫وقد نشب خلاف بين (كونها) و (البوقيرق) حول اتجاه الحملة‪ ،‬فوضع الأول‬ ‫القسم الأعظم من الأسطول تحت قيادة الثاني فتابع البوقيرق سيره إلى الهند‪ ،‬وأنه‬ ‫أضعف من أن يهاجم عدن وترك أحد قواده (في سومطرا) واتجه نحو هرمز وفي طريقه‬ ‫‏(‪ )٤٠‬سفينة في (رأس الحد) ثم ألقى مراسيه في (قليات)‪ .‬ثم إلى قريات ‪6‬‬ ‫حرق حوالي‬ ‫فكانت بها بينه وبين العمانيين مجزرة رهيبة فدخلها عنوة ثم أبحر إلى مسقط‘© فطلب‬ ‫من حاكمها مالا مقداره ‏(‪ )٦٢٥‬جنيها استرلينياً يؤدى إليه قبل ظهر اليوم الثاني من‬ ‫وإلا أحرق المدينة‪ ،‬ولم ينتظر انتهاء الموعد بل أحرق البلاد والمساجد‬ ‫وصوله‬ ‫والسفن الراسية في الميناءث وأسر كثيرا من الرجال‘ والنساء وبعد التمثيل بهم أطلق‬ ‫سراحهم؟؟‬ ‫ثم أبحر إلى صحار ثم إلى (خورفكان) فلقي مقاومة عنيفة فدمر البلدةث وأحرقها‪8‬‬ ‫ومثل بأهلها‪ ،‬ثم اتجه إلى هرمز مجتازاً رأس أمسندم‪ ،‬وعلم ملك هرمز فاستعد لملاقاة‬ ‫الغزاة‪ .‬وهيأ أسطوله للاصطدام‪ ،‬وقد تريث القائد البرتغالي أمام هرمز وبدأ يراوغ لأخذ‬ ‫سيف الدين ملك هرمز بالحيلة‪ .‬فلما فشل في خداعه أنشب قتالا عنيفاًك انتصرت فيه‬ ‫المعدات الحربية البرتغالية‪ .‬فكان من نتائجه أن أصبح ملك هرمز تابعا للبلاط البرتغالي ‪6‬‬ ‫على أن يدفع جزية سنوية حوالي ‏(‪ )٣٠٠‬جنيه وغرامة حربية مقدارها ما قيمته ألف جنيه‪6‬‬ ‫كما أرغم أن يوقع معاهدة تجارية تعهد فيها بتسهيل معاملة التجار البرتغاليين‪ ،‬وأن لا‬ ‫يسمح لأي مركب بالملاحة في الخليج دون أن يحمل تصريحا من البرتغاليين‪ ،‬وباستيلائه‬ ‫على هرمز الواقعة على فم الخليج ضمن السيطرة على الملاحة فيه‘ؤ واضعا بذلك‬ ‫الأساس للاستعمار البرتغالي والسيطرة على شواطىء الخليج ‪.‬‬ ‫وقد بنى البرتغاليون في هرمز قلعة ضخمة عام ‏‪ ١٥٠٧‬م‪ ،‬ليحتموا فيها أثناء غياب‬ ‫الأسطول في البحر الأحمر كما افتتح البوقيرق هناك وكالة تجارية فيها مختلف البضائع‪.‬‬ ‫وأوعز إلى وكلائه بطرح البضائع في الأاسواق‪ ،‬وبيعها بأسعار رخيصة ليكسب ود‬ ‫الأهاليس وكان ملك هرمز يدفع للشاه جزية سنوية‪ ،‬فأشار إليه القائد البرتغالي بالامتناع‬ ‫عن أدائها‪.‬‬ ‫‪١ ١‬‬ ‫ثم زار قليات‪ ،‬ولكنه استقبل بغير ما استقبل به من الترحيب أولاك فأحرق المدينة‬ ‫ونهبها‪.‬‬ ‫ظل البوقيرق يواصل مساعيه لدى الملك حتى عين عام ‏‪ ١٥٠٩‬م حاكما للهند‬ ‫وقائداً عاماً فجعل (جو) مركزا للبرتغاليين فحضنها‪ ،‬ولكنه رأى أن مركزه سيظل حرجا ما‬ ‫‏‪ ١٥١٣‬م‪ ،‬وهاجم عدن ففشل في تلك‬ ‫لم يؤمن طرق المواصلات‘ فخرج في عام‬ ‫المهاجمة‪.‬‬ ‫وفي نهاية القرن السادس عشر ظهرت على مياه الشرق سفن أوروبية تقاسمهم‬ ‫الأرباح‪ ،‬فقد وجه الهولنديون أنظارهم إلى الشرق في عام ‏‪ ١٥٩٢‬م ۔ ‏‪ 0،٩٧‬كما ظهر في‬ ‫الميدان في نفس الوقت تجار إنكليز ‪.‬‬ ‫وكان المممانيون ينظرون إليهم نظرة غيظ لما عززوا قواتهم بمسقط‘ وأقاموا بها‬ ‫فوجه اليعاربة عليهم الضربة القاضية‬ ‫الحصون المنيعة‪ ،‬وأقاموا برأس الخيمة قلعة ضخمة‬ ‫وحصروهم بمسقط‘ وفك الحصار عنهم بشروط منها‪ :‬ضمان حرية الملاحة للعرب‪،‬‬ ‫وتعهد البرتغاليون بتدمير حصونهم ۔‬ ‫‏‪ ١٦٥٠‬م‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٦٤٩‬م أعاد العرب محاصرتهم‘ وفي ‏‪ ٢٣‬كانون الثاني سنة‬ ‫استسلمت مسقط لأهلها‪ ،‬ولم يكتف اليعربي بإجلائهم عن شواطىء عمان بل طاردهم‬ ‫حتى تعقبهم إلى سواحل الهند وإفريقيا الشرقية ‪.‬‬ ‫تسلل الإنكليز إلى الشرق‬ ‫كان لاحتكار التجارة التي‪ .‬اتبعها البرتغاليونث وتحكمهم في أسعار البضائع أثر‬ ‫سيئ‪ ،‬أكسبهم عداء في البلادث وكان الشاه عباس الأول ملك إيران ينظر إليهم بعين‬ ‫النقمة والحسدس قجدد مطالبته لهرمز بالجزية التي انقطعت عنه‪ ،‬وعندما رفض حاكم‬ ‫هرمز الدفع أصدر الشاه صداقة للتجار المسيحيين وتأمينهم‪ ،‬وإعطائهم الحرية الدينية‬ ‫وحرية التنقل‪ 0‬فكانت رسائل المبشرين الإنكليز إلى ذويهم تثير حماسة شديدة بين الناس‬ ‫وتسيل لعاب التجار ‪.‬‬ ‫منها‬ ‫تبين‬ ‫برتغالي أسره (دريك)‬ ‫مهمة في مركب‬ ‫أوراق‬ ‫‏‪ ١٥٨٧١‬م وجدت‬ ‫وفي سنة‬ ‫‏‪١٥٨٨‬‬ ‫مقدار الأرباح الطائلة التي كان يجنيها البرتغاليون من تجارة الشرق‪ ،‬وفي سنة‬ ‫‪١٢‬‬ ‫صمم الإنكليز على التوجه إلى الشرق بعد أن وثقوا بأنفسهم كسادة للبحر وبمقدرتهم‬ ‫على منافسة الإسبان والبرتغاليين‪ ،‬بدأ الرواد الإنكليز يجولون في الشرق حاملين‬ ‫بضائعهم‪ ،‬ورسائل الود والصداقة من ملكتهم إلى ملوك وحكام البلاد التي يحلون فيها‪،‬‬ ‫وباشروا بإنشاء مراكز تجازية‪.‬لهم في معارضة شديدة من البرتغاليين‪ ،‬أوجس البرتغاليون‬ ‫توسع الإنكليزش فأصدروا منعاً في الملاحة في الخليج لأي سفينة إلا بتصريح منهم‪٥‬‏‬ ‫وكانت المناوشات مستمرة بين البرتغال واليعاربة من جهة‪ ،‬والفرس من جهة أخرى‪ ،‬ففي‬ ‫‏‪ 0١٦١٥‬وفي سنة ‏‪ ١٦١٦‬قام العرب‬ ‫‏‪ ١٦١٢‬اجتلوا بندر عباس‪ .‬لكن طردوا منها سنة‬ ‫سنة‬ ‫العمانيون بالقضاء عليهم في صحار بينما كانت شركة الهند الشرقية البريطانية تزيد قوتها‬ ‫‏‪ ١٦٢٠‬م‪ ،‬تمكن العمانيون من طردهم من رأس الخيمة‪.‬‬ ‫ونفوذها‪ .‬وفي سنة‬ ‫وفي مطلع سنة ‏‪ ١٦٢٢‬م بدأ العجم بمحاصرة هرمز فأصبحت هذه الجزيرة التي‬ ‫كانت تفوق هلندن' و «أمستردام' معا قفراً يبابا‪ .،‬وعلى أثز ذلك تضعضع مركز‬ ‫البرتغاليين© وبعد أن خسروا هرمز أرادوا أن يعوضوا خسارتهم بتعزيز قواتهم في مسقط‬ ‫وأقاموا فيها الحصون المنيعةث ولكنهم كانوا مهددين باستمرار الطعن من العرب العمانيين‬ ‫الذين كانوا ينظرون إلى المغتصبين نظرة غيظ واشمئزاز‬ ‫وقد حاول البرتغاليون استعادة هرمز مرتين فقشلوا‪.‬‬ ‫وفي سنة ‏‪ ١٦١٢٥‬قضى أسطول إنكليزي ۔ هولندي على أسطولهم‪ ،‬وبعد أن تخلص‬ ‫الإنكليز من البرتغاليين نافسهم الهولنديون‪ ،‬فحاولوا الاتصال مباشرة بمنبع الثروة بالشرق©‬ ‫وبدأوا يرودون المشرق راسمين الخرائط ث والمصورات‪ ،‬والموانىء } والممرات ‪ .‬وسيروا‬ ‫عدة بعثات تجارية بحرية بين سنة ‏‪ ١٥٩٨‬۔ ‏‪ ،١٦٠١‬ولم تأت سنة ‏‪ ١٦٢٠‬حتى أصبحوا‬ ‫أخطر منافس للإنكليزث وفي سنة ‏‪ ١٦٣٩‬۔ ‏‪ ٤٠‬كانت تجارة الخليج كلها طوع أناملهم‪8٥‬‏‬ ‫فاضطر الإنكليز إلى البحث عن مكان آخر لهم‪.‬ىفاتجهوا نحو البصرة حيث سمح الباشا‬ ‫التركي بإنزال بضائعهم هناك وتريثوا متحينين الفرص على الهولنديين ثم سير‬ ‫الهولنديون ستقنهم إلى البصرة‪ ،‬حيث دمروا مركز الإنكليز التجاري‪ ،‬وفي سنة ‏‪١٦٤٩‬‬ ‫وصل نفوذهم القمة وأخذوا يتقدمون بمطالب جديدة‪ ،‬وفي سنة ‏‪ ١٦٥٢‬اشتعلت الحرب‬ ‫يين الإنكليز وهولندا لشدة تضارب المصالح بين الدولتين في الشرق‪ ،‬وفي سنة ‏‪١٦٦٤‬‬ ‫ظهر في الأفق نجم منافس جديد وهو فرنسا متمثلة في شركة تجارة الهند الفرنسية‪ ،‬وفي‬ ‫‪١٣‬‬ ‫سنة ‏‪ ١٦٨٨‬اتحد الإنكليز والهولنديون لمواجهة الخطر الفرنسي المتفاقم‪ ،‬وأصبحت‬ ‫المصالح الهولندية تابعة للمصالح الإنكليزية حتى أواخر القرن السابع عشر بدأت الأمور‬ ‫تسير في مصالح الإنكليز‪ .‬فكانت شركة الهند الشرقية الإنكليزية تجارية بحتة في بادىء‬ ‫الامر‪ ،‬إلا أنها في النصف الثاني من القرن السابع عشر رأت ضرورة التدخل السياسي‬ ‫فغيرت أساليبها‪.‬‬ ‫لصيانة مصالحها‪،‬‬ ‫انتهى نقلاً من اللإمارات السبع لأحمد البوريني بتصرف في بعضه‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫اول عمان‬ ‫من جهة المطلع رأس الحد بطرف البحر الهندي© وهو رأس رمل له ذيل طويل في‬ ‫يغوص به كثير من السفن الشراعية على الذين يجهلونه ‪.‬‬ ‫البحر منعطف قليلا إلى القطب‘ؤ‬ ‫الحد‪ :‬موضع على ساحل البحر الهندي به قلعة تحتها بيوت الأهالي يقال لهم‬ ‫أولاد حمد‘ وبنو عامر وهم ثلاثة فخوذ‪ :‬أولاد الحربي© وبنو عامر‪ ،‬وبنو غزال‪ .‬كان‬ ‫مدبرا كريماً ‪ .‬توفي ولم ينجب فتفرق‬ ‫رئيسهم في القديم سعيد بن حمد وكان عاقلا‬ ‫أمرهم ولم يجتمعوا على غيره بعده‪. .‬‬ ‫أحدثت الإنجليز بالحد محطة للطائرات عام ‏‪ ١٩٥١‬م ووضعت بها ما تحتاجه من‬ ‫خور جرامه‪ :‬هو خور جميل جليل غزير العمق‪ ،‬على فمه ثغرةثء ضيق المدخل‬ ‫تكتنفه من أوله إلى آخره جبال شاهقة تدخله البوارج الكبار‪ ،‬والبواخر العظام‪ ،‬وترسو به‬ ‫سفن أهالي صور وقت حاجتها لتحميل الأموال؛ لأنه يمعزل عن الرياح فيساق منها‬ ‫وإليها الأموال والأمتعة‪ .‬على السفن الصغيرة‪ .‬وكثير منها تبقى في مكانها لتأمن‬ ‫العواصف واضطراب البحر‪ .‬ولا يكاد يوجد ميناء مثله ۔ فيما بلغنا ۔ ينتهي إلى فضاء‬ ‫تسكنه بادية أولاد حمد شتا وصيفا ‪ .‬وبالجملة فهذا الخور‬ ‫صحصح من جهة الجنوب‪،‬‬ ‫معتمد كبير عند أرباب السفن التجارية والشراعية ‪.‬‬ ‫ساحل صور‪ :‬من أفخم المدن العمانية‘ عريق في القدم‪ ،‬فيعتبر تاريخها تاريخ أمة‬ ‫كاملة بل هو مبدأ لدراسة قطر أو أمة‪ .‬وعلى هذا الحال تعيش مدينة صور فهي من أقدم‬ ‫المدن العمانية وأهمها‪ .‬وليست أهميتها التاريخية بأقل من أهميتها الاستراتيجية‬ ‫والاقتصادية ‪ ،‬فهي تاريخيا إحدى المدن التي استوطنها الفينيقيون بالخليج العربي كما تدل‬ ‫التسمية‪ .‬فما إن انتقل الفينيقيون من الخليج وهاجروا إلى لبنان حتى أسسوا هناك مدينة‬ ‫سموها باسم صور موطنهم في عمان‪ ،‬كما سموا بعض المدن بأسماء مدنهم التي أقاموها‬ ‫‪١ ٥‬‬ ‫في بلدان الخليج وهناك بعض الآثار‪ ،‬التي يعثر عليها الأهالي مصادفة تدل على شبه بين‬ ‫حياة الفينيقيين‪ ،‬وحياة أهالي صور القدماء‪ .‬وما يزال عمل الأهالي الوحيد هو التجارة في‬ ‫البحر‪ ،‬والجزر والموانىء فهم يجوبون بسفنهم البحار في مواسم خاصة إلى المناطق‬ ‫التي يذهبون إليها وتجارتهم الآن محصورة بين سواحل الخليج العربي إلى البصرة‬ ‫والهندث وسواحل إفريقيا الشرقية ‪.‬‬ ‫فمدينة صور ثانية مدينة بحرية بعمان وهي من المدن التاريخية المهمة‪ ،‬بل هي‬ ‫من المدن العالمية القديمة‪ .‬أما بالنسبة للتاريخ العربي ذاته فقد كانت إحدى المدن التي‬ ‫مرت بها الهجرات العربية بعد هدم سد مأرب‘ وقد شهدت إحدى المدن القريبة منها‪.‬‬ ‫وهي مدينة قلهات معركة حاسمة بين امبراطور فارس‘ وبين مالك بن فهم الأزدي عند‬ ‫هجرته إلى عمان© فاستأصل نفوذهم الذي بسطوه عليها‪.‬‬ ‫وأهميتها الاستراتيجية هي أنها طريق المواصلات إلى المنطقة الشرقية‪ ،‬من عمان‬ ‫الداخلية‪ .‬وأما أهميتها التجارية فيمكن أن يدركها القارىء مما تقدم إذا فصور مدينة‬ ‫تشرف على البحر ويتاجر أهلها بسفنهم فيه‘ وتقود إلى قلب عمان{© هذه صور المدينة‬ ‫التاريخية العريقة اللامعة بين المدن العمانية المشهورة في سواحل الخليج جميعه©‪ ،‬وذات‬ ‫ودار السلام‬ ‫وزنجبار‬ ‫وحضرموت“‬ ‫علاقات تجارية مع البصرة وشاطىعء فارسك‪ ،‬وظفار‬ ‫وكينيا‪٫‬‏ ومدغشقر{ وعدن‘ والصومال‪ ،‬وكانت تملك من السفن في عصر السيد سلطان‬ ‫ابن أحمد بما يقدر أنه لا يقل عن مائة سفينة‪ .‬ومن الأسف أن البواخر لا ترسو على هذه‬ ‫العاصمة بل أكثر الوارد إليها من السفن الشراعية‪ ،‬والمواتر البحرية‪ ،‬ولذلك يكون دخل‬ ‫جمرك صور ضئيلا مع كثرة الداخل إلى البلد‪ .‬فقد بلغ سنة ‏‪ ١٣٧٣‬ه سبعة وعشرين ألفا‬ ‫وثمانمائة وتسعين روبية هندية‪ ،‬وأهالي صور من الركب الواعي وإنهم طليعة في العمانيين‬ ‫من قبيلة الجنبة من صميم العرب‘ فهم بطن من مَذجج‪ ،‬وهم أربعة فخوذ‪ :‬العراما‪.‬‬ ‫الفوارس‪ .‬المخانة‪ .‬الغياليون ‪.‬‬ ‫ولهذه الأربعة الفخوذ رشداء‪ ،‬وعلى الرشداء رؤساء وهم المجاعلة‪ .‬وبهذا الساحل‬ ‫قبائل من العرب والبلوش تابعة لهم‪ ،‬وهم أهل عدة وعدد‪ .‬وأهم مشكلة تواجه هذا‬ ‫الساحل مشكلة الماء‪ .‬فالمياه به قليلة؛ ويعاني أهله المشاق بسبب ذلك‘ ولكن على‬ ‫مسافة غير بعيدة توجد منابع للماء لا يستفاد منها بشيء فيجلب إليها من السكيكرة‬ ‫‪١٦‬‬ ‫وشامة‪ .‬وأعذب من هذا الماء المجلوب من آبار البلاد المنسوب إليها هذا الساحل وهى‬ ‫بلدة صور التي تبعد ميلين من الساحل المذكور‪ ،‬ويوجد بهذه البلاد النخيل والأشجار‬ ‫القليلة‪ .‬وفي هذا الوقت زادت عمارتها‪.‬‬ ‫يتفرع من هذا الساحل الصوري طريقان‪ :‬أحدهما يخرج إلى الجبال‪ ،‬والأودية التي‬ ‫تليها‪ .‬والبلدان التابعة لها‪ .‬وطريق آخر على ساحل البحر ينفذ إلى قريات ومسقط‪. .. .‬‬ ‫أما الطريق الخارج إلى الجبال فيتفرع منه طريق إلى داخلية عمان© مار بمرتفع يقال‬ ‫له «الرفصةا وهي درجة بين جبال مترادفة‪ .‬وهو أشبه بباب قد نقب جداره من الجهتين‬ ‫وجعل فيه سلسلة غليظة‪ ،‬على هذا الباب عسكر لا يمر فيه إلا لمن أذن له‪ ،‬يأخذون من‬ ‫القوافل رسما ويقسمونه بعد جمعه‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫تحت‬ ‫بها يقيم العسكر ‪ .‬من‬ ‫الجانب السهيل قلعة مستديرة‬ ‫من‬ ‫الباب‬ ‫وعلى هذا‬ ‫ثم‬ ‫صور|‬ ‫يفيض إلى بلدة‬ ‫حتى‬ ‫الجنود‬ ‫من‬ ‫والهضاب‬ ‫الجبال ‪6‬‬ ‫من‬ ‫كبير ينحدر‬ ‫واد‬ ‫الدرجة‬ ‫يصب في بحر الخليج‪ ،‬وأهل الرفصة بادية من قبيلة تسمى المشارقة‪ ،‬ولهم بلدان قريبة‬ ‫منها‪ ،‬وأودية فيها مساكنهم‪ ،‬وبها ماشيتهم ى والذي يأخذه أهل الرفصة رفضه الإمام محمد‬ ‫‏‪ ١٣٦٣‬وأزال هذا المنكر بعد قهره لجعلان ‪.‬‬ ‫الخليلى سنة‬ ‫يتفرع من هذا الطريق إلى داخلية عمان طريق إلى الشرقية وأولها جعلان من‬ ‫الجهة الجنوبيةث وطريق آخر إلى بدية من جهة القبلةش فأول ما يصادفك من الجهات‬ ‫الجنوبية من بلدان جعلان البويرد‪ ،‬ثم الكامل وهما لقبيلة الهمشم© ثم الوافي‪ ،‬وهي لبني‬ ‫راسب©“ وبعدها بلاد بني بو حسنك وهي أكبر بلاد في جعلان وأطيبها‪ ،‬وبها الأنهار‬ ‫والمنازف قريبة من الماء‪ ،‬طيبة الهواء بها النخيل والأشجار وبها مركز للإمام‪.‬‬ ‫يليها من الجهة الجنوبية بلاد بني بو علي‪،‬ؤ وهي بلدة كبيرة واسعة بها المياه القريبة‬ ‫التناول والغيول‪ ،‬وبها النخيل الكثيرةث ورياستها لأمرائها آل حمودة بن سلطان‘‪ ،‬وهم‬ ‫مرجع لجماعتهم‪ ،‬ويقر لهم بالرئاسة في الشرقية على الغافرية بالتحزب الباطل‪ ،‬ولهم في‬ ‫الساحل والبادية جماعة كبيرة‪ .‬وأمراؤهم الآن خالد بن علي بن عبد النه وابن عمه ناصر‬ ‫بن محمد بن ناصر بن عبد الله آل حمودة‪.‬‬ ‫وبين الموضع المسمى الرفصة إلى الشرقية من الجهة الشمالية أودية وجبال‪ ،‬في‬ ‫‪١٧‬‬ ‫نبضة الأعيان ۔ م‪٢ ‎‬‬ ‫‪.‬‬ ‫للصُلوت‬ ‫حلم‬ ‫ووادي‬ ‫‪.‬‬ ‫محمذ‬ ‫عبل الله بن‬ ‫لأولاد‬ ‫منقال‬ ‫متفرقة ‏‪ ٠‬منها وادي‬ ‫داخلها بلدان‬ ‫ووادي بنى خالد‪ .‬وبهذه البلدان النخيل والأشجار‪.‬‬ ‫القواسم‬ ‫رأس الخيمة عاصمة‬ ‫(رأس الخيمة) تقع غربي المدينة المعروفة في القديم (جلفار) التي اندثرت وبقي‬ ‫أطلالها‪ .‬وقامت رأس الخيمة بالقرب منهاث وهي ملجأ الأسطول القاسمي الكبير قبل‬ ‫التدميرث هدمها الغزاة البرتغاليون عدة مرات في القرن السادس عشر ثم أعاد تهديمها‬ ‫المستعمرون الإنجليز في أواخر القرن الثامن عشر والتاسع عشر‪.‬‬ ‫اتخذها القواسم مركزا للإمارتهم وحصناً لمغارتهم ‪.‬‬ ‫وأول من استقر بها على ما يذكره المؤرخون الشيخ رحمة بن مطر القاسمي الذي‬ ‫له‬ ‫واعترف‬ ‫اليعاربة‬ ‫دولة‬ ‫تقلص‬ ‫بعدل‬ ‫‏‪٨6‬‬ ‫الغافري في حروبه‬ ‫ناصر‬ ‫بن‬ ‫محمل‬ ‫انضم إلى الإمام‬ ‫الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي بالسيادة بعد معارك عنيفة دارت بينهم (والقواسم) قبيلة‬ ‫عربية عريقة نزحت من سواد العراق من بلاد «سُرً من رأى" وديار بنتي صالح‪...‬‬ ‫وأول من هاجر إلى عمان الشيخ كايد جد الحكومة القاسمية ‪.‬‬ ‫امتاز القواسم في الخليج الفارسي بالصلابة والشجاعة وحب المغامرة‪ ،‬فأقلقوا‬ ‫بريطانيا في ذلك الوقت‘ أكثر مما أقلقتها أي منطقة أخرى في الخليج العربييهاجمون‬ ‫كل سفينة تحمل العلم البريطاني سواء كانت للهنود أم للإنجليز فهم القوم تَجلُ مناقبهم‬ ‫عن العد والإحصاء‪ ،‬ولا يتعرض لها بالاستيفاء والاستقصاء جمعوا بين البأس والندى ©‬ ‫وقمعوا من اعتدى من اليدا (زاحمت) أسطول شركة الهند البحرية وجيوش الإنكليز‬ ‫البرية‪ .‬ولم تكن أعمال قرصنة كما حسدهم الخصم فوصفهم بذلك‘ وإنما كانت حرباً‬ ‫دفاعية لإجلاء الإنجليز من السواحل العربيةث لرفضهم دفع الضرائب والرسوم المتفق‬ ‫عليها من الشركة حين دخولهم الموانىء العربية ‪.‬‬ ‫(خاض) القواسم معارك عنيفة‪ ،‬أسروا فيها السفن الإنكليزية‪ .‬وصادروها علانية ©‬ ‫ودمروا كثيرا منهاث ولم يكتفوا بطردهم من شواطئهم العربيةث بل طاردوهم في البحر‬ ‫الأحمر‪ ،‬وسواحل الهند وإفريقياء حتى آن حاكم بومباي الإنجليزي استجار بحكومته لما‬ ‫هاجمت قوات القواسم لإحدى السفن الإنجليزية على بعد ستين ميلاً من بلاد بومباي‬ ‫‪١٨‬‬ ‫نفسها‪ ،‬في أوائل سنة ‏(‪ )١٨٠٥‬فشكا إلى دولته قائلاً‪" :‬إن سفن القواسم تلحق أحيان‬ ‫السفن الإنكليزية حتى شواطىء الهند ذاتها فتغلب عليها‪.‬‬ ‫كان أول تفوق شمس الحكومة القاسمية في أواسط القرن الثامن عشر المسيحي ‪.‬‬ ‫وفي مستهل القرن التاسع عشر تميزت بالسيطرة على القبائل الأاخرى‪ ،‬لا في البحر فقط‬ ‫بل في المدن الساحلية‪ ،‬وامتد نفوذها على منطقة ساحلية طولها أكثر من نحو ‏‪ ١٥٠١‬ميلا‪.‬‬ ‫اوذكر بعض المؤرخين الأوروبيين‪ :‬وكانت [مارتهم‪ ،‬ييعني القواسم‪ ،‬من حدود‬ ‫قطر إلى ما وراء خورفكان‪ ،‬حتى إن شناص كانت تابعة لب‪ .‬ء وقد حمى حصنها من‬ ‫المدفعية البريطانية موقعه الطبيعيا‪ ،‬قال‪ :‬وفي ذلك بلغت قوتها البحرية الذروة‪ .‬حيث‬ ‫قدر أحد ضباط الأسطول الهندي المراكب التي يستخدمها القواسم بثلاث وستين من‬ ‫الحجم الكبير‪ ،‬وثمانمائة من الحجم الصغير‪ ،‬وكانت الأضرار التي حاقت بسلطنة مسقط‬ ‫من جراء توسع القواسم أشد من الأضرار التي نزلت بأية دولة أخرى‪ ،‬فهي لم تصب من‬ ‫سفنها التجارية فقط‘ بل فقدت جزءا كبيرا مأنراضيها كما رأينا‪ ،‬وقد راح سلطان بن‬ ‫أحمد ضحية معاداته للقواسم‪ ،‬إذ قتله هؤلاء أثناء مروره يسواحلهم في طريق عودته من‬ ‫البصرة سنة ‏‪ ١٦١٩‬ه ۔ ‏‪ ١٨٠٤‬م انتهى كلامه‪.‬‬ ‫وقد كان قتل سلطان بن أحمد (رب لنجة) من أعمال فارس لما رجع من البصرة‬ ‫فارسى مراكبه بها هجم القواسم عليه ليلاً في مركبه ليلة ‏‪ ١٢‬شعبان سنة ‏‪ ١٢١٩‬ه فقتلوه‬ ‫وبعد قتله قام عليهم السيد سعيد بن سلطان‪ ،‬وعمه قيس بن أحمد حاكم صحار وقرروا‬ ‫‏‪ ١٦٢٢‬ه فكانت الحملة التي فيها قيس من جهة البر‬ ‫الزحف عليهم (بخورفكان) عام‬ ‫وحملة سعيد من جهة البحر‪ ،‬فقابلهم القواسم حتى أصبح خورفكان بحيرة من دم{} وقتل‬ ‫وأكثرهم مات‬ ‫لا يقدر عددهم‬ ‫فى المعركة السيد قيس بن أحمد وكثير من جنودهم‬ ‫بالغرق ‪ .‬وبعد ذلك قرر السلطان الانتقام من القواسم بمساعدة الإنجليز كما ستقرؤه على‬ ‫أثر هذا‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫الحملة الأولى‬ ‫وقد هاجمت القواسم البحرين وطردوا جنود حاكم مسقط منها‪ .‬وبهذا أرجفت‬ ‫الإنكليز بالقواسم‪ .‬أنهم بدأوا يهاجمون إخوانهم العرب‘ وأنهم آلة في يد الوهابيين© وآن‬ ‫هذه أعمال مدفوعة من الحكام الذين بالرياض‪ ،‬تعاونت مع سلطان مسقط وأنزلت بهم‬ ‫‏‪ ١٨٠٥‬م ولكنها لم تقض عليهم ‪ .‬بقيت المعارك مستمرة بينهم‬ ‫الخسائر الفادحة في سنة‬ ‫ثم وع (سيتون) هدنة مع القواسم في فبراير عام ‏‪ ١٨٠٦‬م فكان أول شرط فيها احترام‬ ‫راية الشركة‪ ،‬وعدم التعرض لها‪ ،‬ولكن احترام القواسم للهدنة لم يطل أكثر من سنة ففي‬ ‫سنة ‏‪ ١٨٠٨‬م سجلت عدة اعتداءات على سفن بريطانية‪ ،‬وللمرة الاولى استطاعت‬ ‫الاستيلاء على أحد الطرادين اللذين كانا يحرسان بعثة ملكهم إلى فارس‪.‬‬ ‫الحملة الثانية‬ ‫وفي أواخر أكتوبر سنة ‏‪ ١٨٠٩‬م خرجت (الحملة الثانية) من بومباي وكانت تتألف‬ ‫من ثلاث سقن حربية‪ ،‬وثلاث أخرى لحمل المعدات‘ وبعد توقف قصير بمسقط بدأت‬ ‫تهاجم مراكز القواسم‪ ،‬ومن بينها رأس الخيمة‪ ،‬وبقيت هذه الحملة تتردد في الخليج إلى‬ ‫أول يناير سنة ‏‪ ١٨١٠‬فشدت رحالها عائدة إلى بومباي وفي سنة ‏‪ ١٨١٣‬م عادت القواسم‬ ‫‏‪ ١٨١٤‬م‬ ‫إلى الجهاد‪ ،‬فتجرأت على السفن جميعا إنجليزية كانت أو محلية‪ ،‬وفي سنة‬ ‫(امتد نشاطها إلى ساحل كونش والسند) ‪.‬‬ ‫وردا على أعمال القواسم حاولت السلطات البريطانية انتهاج السياسة بالتفاهم عندهم‬ ‫أولاش فقام (بروس) ممثل الشركة في أبو شهر بمفاوضات طوال سنتي ‏‪ ١٨١٦ /١٨١٥‬م‬ ‫على أساس رد المسلوبات أو إعطاء تعهد باحترام السفن البريطانية‪ ،‬ورغم إرسال مندوب‬ ‫عنها للمفاوضة فإن القواسم لم تظهر استعدادا لقبول الطلب الأول‪ ،‬وعبر (وليم هنيد)‪-‬‬ ‫أحد ضباط البحرية الذين زاروا الخليج في تلك الحقبة عن هذا الرأي بقوله‪« :‬إن‬ ‫المفاوضات مع أمثال‪ .‬تلك العصابات خدش للكرامة البريطانية وتنازل عن السيادة المعترف‬ ‫بها على البحار‪ .‬وفي سبتمبر من سنة ‏‪ ١٨١٨‬م قامت بريطانيا تضع الخطة في تدمير‬ ‫‪٢ ٠‬‬ ‫القواسم فقدمت عدة مشاريع أمام حاكم الولاية (إيفان نيبيان) لاختيار واحد من بينها‪،‬‬ ‫وكانت هذه المشاريع تختلف أساسأ على مدى التدخل البريطاني في شؤون الخليج‪ ،‬فمن‬ ‫قائل بالاكتفاء بتدمير القرصنة‪ ،‬وعدم التدخل في الشؤون السياسية إلى قائل بضرورة رسم‬ ‫الثاني‪ ،‬فاختار مشروعا يؤيد مساعدة الدول المسالمة في منطقة الخليج للحلول محل‬ ‫‏‪ ١‬لسيد سعيد‬ ‫نفوذ‬ ‫ويمد‬ ‫على سواحل ‏‪ ١‬لخليج‬ ‫فارس‬ ‫وهكذ ‏‪ ١‬يوطد سلطان‬ ‫‏‪ ١‬لقبيلة المنا وئة ئ‬ ‫على رأس الخيمة‪ ،‬ويشجع الأتراك على الاحتفاظ بالساحل الممتد من رأس الخيمة إلى‬ ‫ولاية بغداد‪ ،‬ويوصي المشروع بإقامة قاعدة بريطانية ثابتة في رأس الخيمة‪ ،‬على أن يتولى‬ ‫نفقات إقامة الحامية ‪.‬‬ ‫سلطان مسقط‬ ‫وعندما أرسل هذا المشروع للحكومة العامة في «كلكتا» للموافقة عليه رأت أنه‬ ‫وفي إبريل‬ ‫والسياسي [‬ ‫ولكنها وافقت على مبدأ التدخل الحربي [‬ ‫مما يجب‪٥٨"“5‬‏‬ ‫أوسع مدى‬ ‫سنة ‏‪ ١٨١٩‬م استقر الرأي على المبادىء الآتية ‪. :‬‬ ‫فلا تتدخل بريطانيا لصالح‬ ‫أولا‪ :‬احترام الأوضاع السياسية الداخلية في الخليج‬ ‫أحد الرؤساء إلا إذا طلب إليها ذلك‪ ،‬وحينئذ تؤيد صاحب الحق المشروع وعلى هذا‬ ‫استبعد الرأي بتسليم جزر البحرين لحاكم مسقط ‪.‬‬ ‫ثاني‪ :‬لا يجب على الهند تشجيع الأتراك على بسط نفوذهم في منطقة الخليج‪ ،‬بعد‬ ‫أن استولى إبراهيم باشا على نجد‪ ،‬وجميع البلدان التابعة لها‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وضع أسس لحرية الملاحة في الخليج‪ ،‬وحق تفتيش السفن بالاتفاق مع‬ ‫القبائل العربيةث وأخيرا أفضلية جزيرة القسم ‪,‬على رأس الخيمة لإقامة قاعدة بريطانية ثابتة‪.‬‬ ‫وسنرى أن هذه المبادىء قد وجهت السياسة البريطانية في الخليج فترة طويلة ‪.‬‬ ‫الحملة الثالثة‬ ‫سنة‬ ‫‏‪ ٢٣‬نوفمبر‬ ‫في‬ ‫بومباي‬ ‫من‬ ‫كبرى‬ ‫بحرية‬ ‫حملة‬ ‫خرجت‬ ‫القرارت‬ ‫هذه‬ ‫أساس‬ ‫وعلى‬ ‫مع تتألف من ست سفن حربية كبرى‪ ،‬علاوة على السفن الصغيرة التابعة لها‪،‬‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫جرانت‬ ‫(وليام‬ ‫أكثرهم من الأوروبيين وقد عين الجنرال‬ ‫بحار ز‬ ‫ظهرها ثلاثة آلاف‬ ‫وعلى‬ ‫كير) قائداً لهاء ووصلت الحملة إلى هدفها الأول في رأس الخيمة في أوائل ديسمبر سنة‬ ‫‪٢١‬‬ ‫ورغم عدم تعادل القوات والتفاوت الكثير في الاسلحة التي يستخدمها كل من‬ ‫‏‪٩‬‬ ‫الخصمين‘ فقد أظهرت القواسم بسالة فائقة في الدفاع عن رأس الخيمة‪ ،‬فظل الإنجليز‬ ‫يضربونها بمدافعهم ستة أيام من ‏‪ ٣‬إلى ‏‪ ٩‬ديسمبر قبل أن يستطيعوا النزول بها‪ ،‬كما‬ ‫أقامت عدة حاميات كان أهمها معسكر في رأس الخيمة وبعد إرهاقهم بالمحرقات‬ ‫وعجزهم نزلت جنود بريطانيا‪ .‬فنهبت البلادك وسلبت في يوم واحد كل ما وصلت إليه‬ ‫أيديهم‪ .‬قال (ديمر)‪ :‬إن كل واحد من الإنجليز قد زادت ثروته ذلك اليوم ما لا يقل عن‬ ‫‏(‪ )٣٢٠٧‬جنيهات‘ كما دمرت مائة سفينة حربية في الميناء‪ .‬فليأخذ العرب درسا من‬ ‫الاستعمار وأعماله الوحشية!؟ بعد انتصازاته‪ ،‬وليعلم العمانيون ماذا وقع على آبائهم وفي‬ ‫بلادهم لما دخلها الاستعمار؟ وما وقع بعد هذا على بني بو علي؟ وما وقع بعده على‬ ‫الجبل الاخضر في سنة ‏‪ ١٣٧٦‬ه‪ .‬كل هذه بوساطة آل بو سعد سلاطين مسقط‘‪ ،‬هذا‬ ‫ليأخذوا درسا لهم إن كانوا يفقهون‪ .‬لم تنسحب القوات البريطانية بعد تدمير الموانىء‬ ‫العربية كما فعلت سنة ‏‪ ١٨٠٩‬م‪ ،‬بل أنزلت الجنود على الشاطىء وأقامت عدة حاميات‬ ‫كان أهمها معسكر في رأس الخيمة ‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت أخذ أسطول حكومة بومباي يمسح الجزء الجنوبي لشاطىء‬ ‫الخليج‪ ،‬وقد عمد (جرانت كير) أولا إلى توقيع معاهدات منفردة مع معظم رؤساء القبائل‬ ‫الذين لهم سلطة مستقرة في المنطقة الواقعة ما بين قطر وحدود سلطنة عمان‪ .‬وتتناول‬ ‫هذه المعاهدة الإجراءات العملية المناسبة لكل مشيخة من هذه المشيخات ‪ .‬ففي المعاهدة‬ ‫المعقودة مع صالح بن صقر شيخ القواسم وضع القائد البريطاني الشروط الآتية ‪:‬‬ ‫() يتعهد شيخ القواسم بتسليم السفن الحربية الموجودة في رأس الخيمة أو في‬ ‫ويحتفظ فقط بمراكب الصيد‪.‬‬ ‫الشارقة‪ ،‬أو في أبو ظبي‬ ‫(ب) يتعهد الإنجليز بألا يدخلوا أحياء القبائل بغية تخريبها‪.‬‬ ‫(ج) يرد العرب ما لديهم من أسرى من الرعايا البريطانيين ‪.‬‬ ‫(د) بعد تنفيذ هذه الشروط تقبل القواسم في معاهدة الصلح العامة كبقية القبائل‬ ‫العربية المسالمة ‪.‬‬ ‫وهذان الشرطان الأخيران تجدهما في جميع المعاهدات الفردية مع رؤساء القبائل‬ ‫الآخرين ولكن بينما يتعهد الإنجليز للقواسم بعدم احتلال أحيائهم‪ ،‬يشترطون في‬ ‫‪٢٢‬‬ ‫‏‪ ١‬لحنين ) ومسهرة{©‬ ‫رأس‬ ‫موا نىء‬ ‫رحمة اختلال‬ ‫بن‬ ‫حسن‬ ‫مع‬ ‫الثا نية ‏‪ ١‬لمعقودة‬ ‫المعاهدة‬ ‫وجميع القلاع المشيدة في البلدان المجاورة لهاث ولما لم يكن لهذ ا الشيخ منطقة نفوذ‬ ‫موانىء‬ ‫في‬ ‫على جميع سقنه الموجودة‬ ‫الاستيلاء‬ ‫الثانية على‬ ‫المادة‬ ‫نصت‬ ‫فقد‬ ‫محدودة‬ ‫المشيخات الأخرى‘ ولا تختلف المعاهدات الأخرى التي وقعت مع الثلاثة الآخرين من‬ ‫مشايخ المنطقةث وهم مشايخ أبو ظبي وبني إياس‘ ودبي‪ ،‬عن المعاهدة الاولى الخاصة‬ ‫بالقواسم‪ ،‬ونرى في المعاهدة الموقعة مع شيخ دبي حيث وردت مادة تسترعي الانتباه‬ ‫حصن أو‬ ‫أي‬ ‫تحطيم‬ ‫لساحل المشيخة ‏‪ ٠‬أو عن‬ ‫الدخول‬ ‫«يمتنع الانجليز عن‬ ‫وهي تقول ‪:‬‬ ‫بسيادة‬ ‫يعترف‬ ‫دبي كان‬ ‫شيخ‬ ‫أن‬ ‫من هذا‬ ‫ويستنتج‬ ‫‪.‬‬ ‫للسيد سعيذ‬ ‫احتراما‬ ‫وذلك‬ ‫برج بها «‬ ‫عمان على منطقته أو صداقة ودية‪ ،‬وقعت هذه المعاهدات فيما بين السادس والحادي‬ ‫(كير) نص‬ ‫وفي الحادي والعشرين من الشهر نفسه عرض‬ ‫‏‪ ١٨٢٣٠‬م ‪.‬‬ ‫من يناير سنة‬ ‫عشر‬ ‫المعاهدة العامة على المشايخ الخمسة تاركا الباب مفتوحا لغيرهم‪.‬‬ ‫ونظرا لأهمية تلك المعاهدة في تاريخ اللإمارات العربية بالخليج ندرج فيما يلي‬ ‫التفصيل ‪. .‬‬ ‫قليل من‬ ‫موادها مرتبة مع حذف‬ ‫المادة رقم ‏‪ :١‬تمتنع الأطراف المتعاقدة عن جميع أعمال السلب والقرصنة في البر‬ ‫والبحر بصفة دائمة‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٢‬كل عمل من أعمال السلب أو القرصنة الذي يرتكب بصفة فردية‬ ‫يعتبر ضارا بالإنسانية ما دامت لا توجد أي حرب رسمية بين الحكومات ‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٣‬تلتزم السفن التابعة للعرب الأصدقاء (يحكم هذا النص) برفع عام‬ ‫أحمر يكون رمزا على جنسيتها ولا يجوز لها استعمال شعار آخر ‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :.٤‬تسوي القبائل المسالمة علاقاتها الداخلية فيما بينها‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٥‬يجب على السفن العربية من الآن فصاعدا أن تكون مزودة بورقة‬ ‫موقعة من رئيس المنطقة التابعة لهاء ويسجل فيها اسم المالك‪ ،‬وحجم السفينة وأسماء‬ ‫هذه السفن سفينة‬ ‫وإذا قابلت إحدى‬ ‫وميناء الوصول‪.‬‬ ‫ويعين فيها ميناء الخروج‬ ‫البحارة‬ ‫بريطانية‪ .‬وطلبت إليها إظهار سجلاتها وجب عليها تنفيذ هذا الطلب ‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫السجلات‬ ‫ممثل عنهم بهذه‬ ‫في إرسال‬ ‫العرب‬ ‫رؤساء‬ ‫‏‪ :٦‬إذا رغب‬ ‫المادة رقم‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫المقيم العام البريطاني في الخليج لتوقيعها جاز لهم ذلك‪ ،‬تسهيلا لدخولهم الموانىء‬ ‫البريطانية ولعمليات التفتيش‪ ،‬ويشترط عرض السجلات على المقيم سنويا ‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٧‬إذا لم تكف قبيلة من القبائل عن القرصنة وجب على القبائل‬ ‫الأخرى أن تجمتع للتفاوض في عمل مشترك ضدها‪ ،‬ويمكن اشتراك الحكومة البريطانية‬ ‫في التسوية النهائية بعد توقيع العقوبة على القبيلة المذنبة ‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٨‬إن قتل الأسرى بعد تسليم أسلحتهم يعتبر عملاً من أعمال القرصنة‬ ‫فإذا ارتكبت إحدى القبائل هذه‬ ‫ولا يمكن اعتباره عملا من أعمال الحرب المشروعة‬ ‫الجريمة اعتبر ذلك خرقا لمعاهدة الصلح‪ .‬ويجب على القبائل الأخرى محاربتها‬ ‫بالاشتراك مع بريطانيا ولا يكف القتال إلا بعد تسليم المذنبين‪.‬‬ ‫المادة رقم ‏‪ :٩‬إن خطف الرقيق من الساحل الشرقي لإفريقيا ونقلهم بعد ذلك فوق‬ ‫المراكب التجارية يعتبر عملا من أعمال القرصنة‪ ،‬ويجب على العرب الكف عن ذلك ‪.‬‬ ‫‏‪ :١٠‬تستطيع السفن العربية التي تحمل العلم الخاص بها الدخول إلى‬ ‫المادة رقم‬ ‫والتجارة فيها بكل حرية وإذا‬ ‫موانىء حلفاء بريطانيا‪،.‬‬ ‫وكذلك‬ ‫الموانىء البريطانيةث‬ ‫هوجمت إحدى هذه السفن فإن الحكومة البريطانية تأخذ ذلك بعين الاعتبار ‪.‬‬ ‫‏‪ :١‬تعتبر جميع الشروط المذكورة عامة‪8‬ث فيجوز لمن شاء من الرؤساء‬ ‫المادة رقم‬ ‫الآخرين دخولها بنفس الطريقة التي انضم بها الموقعون‪.‬‬ ‫لم تتقبل حكومة بومباي إجراءات(كير) الدبلوماسية بعين الرضا؛ لأنها كانت ترغب‬ ‫في انتهاج وسيلة أعنف مع المنهزمين‪ ،‬ومن أهم الاعتراضات التي وجهت إلى تصرفات‬ ‫القائد(جرانت كير) هو أنه أفرج عن المرضى من الذين وقعوا في الأسر‪ ،‬وأبقى بعضهم‬ ‫في رئاسة قبيلته‪ .‬كما أنها انتقدت نصوص المعاهدة ووصفتها بالنقص؛ لأنها لم تحتو‬ ‫على تحديد العقوبات التي يجب فرضها على المخالفين لمبادىء الملاحة الجديدة‬ ‫كحمل الوثائق أو غيرهاث وكذلك لم تحدد عدد السفن التي يجوز لكل قبيلة امتلاكها‬ ‫والحجم الذي لا يجوز أن تزيد عليه هذه السفن وانتقدت أعمال «كيرا في عدم تهديم‬ ‫القلاع وإدخال مادة تحرم بناء الجديد منها‪ ،‬كما أبدت بومباي رغبتها في إضافة مواد‬ ‫أخرى تحرم استيراد أخشاب السفن من الهند‪ ،‬وأخيرا اعتبرت الشروط الانسانية المتعلقة‬ ‫بتجارة الرقيق©ث وعدم قتل الاسرى غير كافية‪ ،‬ولا تتضمن وسائل عملية لتنفيذها وقد‬ ‫‪٢٤‬‬ ‫دافع «كيرا عن معاهداته ببراعة فائقة واستطاع بعد وصوله إلى بومباي في مارس إقناع‬ ‫الحكومة بتوقيعها حتى لا تظهره في الأقل بمظهر غير الموثوق به في كلمته أمام العرب‪،‬‬ ‫ومما استخدمه من حجج لتنفيذ اعتراضات بومباي نستطيع اختيار النقط الآتية على سبيل‬ ‫التمثيل فقد ذكر «كيرا‪. :‬‬ ‫اولا‪ :‬إن القبض على جميع الرؤساء المسؤولين كان يتطلب تتبعهم في داخل بلاد‬ ‫العرب حيث فر بعضهم‪ ،‬وقد نصت التعليمات الخاصة بالحملة على تجنب الابتعاد عن‬ ‫المنطقة الساحلية‪ ،‬بينما كان العفو حافزا لهم على العودة إلى بلادهم وعلى خلق جو‬ ‫جديد من الثقة ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إن بقاء وحدات بحرية بريطانية بصفة دائمة في الخليج خير ضمان لتنفيذ‬ ‫الشروط ‘ وأشد أثرا من النصوص التي تكتب على ورق لتحديد العقوبات القانونية‪ .‬فضلا‬ ‫عن أن المقصود بالشروط الإنسانية في المعاهدة هو مساعدة سكان هذه المنطقة على فهم‬ ‫المبادىء العامة للعلاقات الدوليةث ولا ينتظر منهم تغيير عادتهم دفعة واحدة بل يكون‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫التحسن تدريجيا‬ ‫وكذلك أحجامها لا يفيد بشيء ‏‪٤‬‬ ‫امتلاكها‬ ‫يجوز‬ ‫السفن التي‬ ‫عدد‬ ‫ثالث ‪ :‬إن تحديد‬ ‫لأنه من الأفضل ترك المقدار اللازم من السفن التي تحمي به كل قبيلة نفسها‪ ،‬وليس أكبر‬ ‫السفن هو أصلح للقرصنة‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬من الأقرب إلى المنطق أن تقوم الهند بمنع تصدير الأخشاب للعرب ‪:‬لا أن‬ ‫تنص المعاهدة على أن يلتزم العرب أنفسهم بالامتناع عن استيرادها‪.‬‬ ‫وقد ثبت فيما بعد أن آراء «كير» كانت أدعى لنجاح السياسة البريطانية وأصبحت‬ ‫هذه المعاهدة أصلا لمنع القرصنة‪ ،‬ودعامة للنفوذ البريطاني في منطقة جنوب الخليج‬ ‫حلفائها ‪.‬‬ ‫أطوع‬ ‫بريطانيا السابقين‬ ‫أعداء‬ ‫من‬ ‫وجعلت‬ ‫الفارسي [‬ ‫العقاد‪.‬‬ ‫صلاح‬ ‫للدكتور‬ ‫بالخلين" الفارسي‬ ‫الاستعمار‬ ‫انتهى نقلا عن [كتاب]‬ ‫تلك‬ ‫بعدل‬ ‫الصلح بينهم والسيد سعيد بن سلطان‬ ‫مفا وضات‬ ‫الوثائق بعد‬ ‫نص‬ ‫وهذا‬ ‫الحوادث ‪.‬‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫يتسمواتراتقتفتتجد‬ ‫ليعلم من يقف على كتابي هذا‪ ،‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬بأني قد‬ ‫بأن لا‬ ‫أعطيت الشيخ سلطان بن صقر عهد الله وأمانهء على يد أخيه صالح بن صقر‬ ‫أتعرض لجماعته‪ ،‬ولا أمد يدي على بلدانهش وطوارفه من الخطم‪ ،‬ومغرب مشمل إلى‬ ‫أطراف الظاهرة‪ ،‬ولا أعين عليه خصما يخاصمه‘ والحال بيننا واحد‪ ،‬باتصال حبل‬ ‫والله‬ ‫الصداقة ما دام هو ثابتا يمنع يده عن طوارفي‪ ،‬ومن تعلق بي‪ ،‬حتى لا يخفى‬ ‫شاهد ورقيب ‪.‬‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‏‪١٨٥٢‬‬ ‫مايو‬ ‫‏‪ ١٧‬من‬ ‫‏‪ ١٢٦٨‬ھ ۔‬ ‫المرجب‬ ‫شهر رجب‬ ‫‏‪ ٢٧‬من‬ ‫في‬ ‫حرر‬ ‫بيده‬ ‫سلطان‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫صحيح‬ ‫(الختم)‬ ‫بن‬ ‫بن ماجد‬ ‫حمد‬ ‫ا لشيخ‬ ‫ولي أمر كلبا (وخورفكان)‬ ‫سنة‬ ‫عشرين‬ ‫وبعد مضي‬ ‫اتفاقية‬ ‫فجدد‬ ‫السيد تركي بن سعيد سلطان‬ ‫وكان الحاكم على مسقط‬ ‫القاسمى‪،‬‬ ‫سلطان‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫التتقزى [‪,‬‬ ‫آ ‪7‬‬ ‫يتسم‬ ‫إلى كافة من يراه أما بعد فقد‬ ‫من الواثق بالله المنان‪ ،‬تركي بن سعيد بن سلطان‘‪،‬‬ ‫صار القرار بيننا والشيخ الاخ حمد بن ماجد بن سلطان بن صقر على ما جرى بين سيدنا‬ ‫الوالد سعيد بن سلطان‘ والوالد الشيخ سلطان بن صقر بثبات الصحبة والصداقة كهذا‬ ‫الحوز والإحرام من خطمة ملاحة مشمل هو للقواسم ما عدا بلدا خصبا بما حوته من‬ ‫الأطراف ء وإن لهم منا الحشمة التامة‪ ،‬والكرامة العامة‪ ،‬والنفع لا ينقطع‪ ،‬كما جرى في‬ ‫زمن سيدنا الوالد سعيد وزيادة‪ .‬وعلى هذا عهد الله وأمانه‘ لا حيلة ولا دغيلة اليوم‬ ‫ودوما كيلا يخفى على القاصي والداني والسلام‪.‬‬ ‫‪٢٦‬‬ ‫كتبه مملوكه بأمره سليمان بن سالم في ‏‪ ١٥‬من صفر المظفر سنة ‏‪ ١٢٨٨‬ه ۔ ‏‪ ٦‬من‬ ‫مايو سنة ‏‪ ١٨٧٢‬م‪.‬‬ ‫صحيح تركي بن سعيد بيده‬ ‫(الختم)‬ ‫كان مَمم القواسم إبعاد النفوذ الإنكليزي عن المناطق المهمة© بل لم يكونوا أعداء‬ ‫لهذا النفوذ بالذات‘ إنما حاربوا كل تدخل أجنبي آخر‘ والدليل على ذلك أن فارس‬ ‫‏(‪ ١٨٢٣‬م( المفاوضة معها في بندر عباس‬ ‫في عام‬ ‫بن صقر‬ ‫من الشيخ سلطان‬ ‫طلبت‬ ‫والاستعانة بأسطولهم فرفض ذلك ‪.‬‬ ‫‏(‪ ١٨١٨‬م) بعث القواسم سبعة عشر مركبا بحرياًث فيها عدد‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٦٣٣‬ه‘‬ ‫كبير من رجالهم المقاتلة إلى القطيف مساعدة عسكرية للدولة السعودية لما هاجم إبراهيم‬ ‫باشا الدرعية إلا أنها وصلت بعد فوات الأوان‪.‬‬ ‫والحقيقة أنهم لعبوا دورا مشرفا في الوقوف أمام الغزاة‪ ،‬والتاريخ أصدق شاهد‪.‬‬ ‫ثم حكم ابنه راشد بن رحمة‪.‬‬ ‫وهو أول من استجاب للدعوة السلفية }‬ ‫ثم تولى الحكم بعده ابنه صقر بن راشد‬ ‫وأصبح من جملة حلفائها‪ ،‬على أمل أن يتقي بها غارات الإنكليز من جهة وأن يقرر‬ ‫فعقد عام ‏‪ ١٢٦١٤‬ه معاهدة‬ ‫انفصاله عن سلطنة مسقط واستثناءه بالحكم من جهة أخرى‬ ‫بينه وبين الأمير إبراهيم بن سليمان بن عفيصان‪ ،‬وهو أول أمير على البريمي من حكومة‬ ‫السعودية‪ .‬واشتدت لهذه المعاهدة الحركة عليهم من الجهتين ‪.‬‬ ‫ثم حكم بعده ابنه سلطان بن صقر الأول‪ ،‬وهو أشهر أمراء القواسم‪ ،‬وكان أوحد‬ ‫وكان أهم أعماله الانتقام من بو سعيد‪،‬‬ ‫زمانه شهامة وصرامة وشجاعة قلب وحدة نفس‬ ‫وقد انتصر عليهم في «خورفكان! كما قدمنا ذكره‪ ،‬وقد فصل ابنه ماجد فجعله أميرا على‬ ‫كلبا وخورفكان‪ ،‬كما فصل ابنه أحمد على ساحل دبا وهو أول من جعل الشارقة عاصمة‬ ‫هذا هو الذي جعلته الحملة‬ ‫بن رحمة فى رأس الخيمة وحسن‬ ‫له وأقر عمه حسن‬ ‫البريطانية على رأس الخيمة ‪.‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫بطي على‬ ‫بن‬ ‫مكتوم‬ ‫‪ .‬وساعد‬ ‫مسقط‬ ‫سلطان‬ ‫بينه وبين‬ ‫ا لحدود‬ ‫وفي أيامه خططت‬ ‫القسم ولنجة وبقي في الحكم‬ ‫جزيرة‬ ‫أبو ظبي ‪ .‬وقد قام باحتلال‬ ‫الإقامة بدبي ضد حكام‬ ‫الشيخوخة ۔‬ ‫بلغ حد‬ ‫حتى‬ ‫ا ليد ‏‪ ١‬لا نكليزية مسيطرة‬ ‫حكمه‬ ‫ثم حكم بعده ابنه صنقر بن سلطا ن بن صقر ‪ .‬وصادف‬ ‫بمملكة العرب‘‪ ،‬وخمود كثير من قوة القواسم‪ ،‬وتحطيم أسطولهم‪ ،‬فاستقلت بهم على أم‬ ‫القيوين وعجمان والفجيرة‪ ،‬كل تفرد بما تحت يده وقتل هذا الشيخ أثناء محاصرته أم‬ ‫القيوين۔ ثم تولى الحكبم أخوه خالد بن سلطان‪ .‬ثم سالم بن سلطان‘ ثم صقر بن‬ ‫خالد وهذا الشيخ جعل على رأس الخيمة واليك حميد بن عبد الله وبعد وفاته ولى‬ ‫عليها خالد ين صقر وبقي بها حتى توفي وتعاقب الولاة على رأس الخيمة في عهد صقر‬ ‫فوليها محمد بن سالم بن سلطان‪ ،‬ثم سلطان بن سالم الذي اغتال أمير الجزيرة الحمراء ©‬ ‫وكانت هنالك مناوشات واختلاف كان الصلح على أن تكون رأس الخيمة لسالم‪ ،‬وأن‬ ‫تكون الجزيرة الحمراء والجزر البحرية تابعة للشارقة‪ ،‬إلى أن توفي صقر بن خالد‪.‬‬ ‫فطرد معظم أقاربه‪ .‬وصادر أموالهم‬ ‫ثم تولى الحكم من بعده خالد بن أحمد‬ ‫فالتجأ كثير منهم إلى «دبي' واعترف باستقلال رأس الخيمة‪ ،‬وأعاد إليها الجزيرة الحمراء‬ ‫وبقي في الحكم حتى كبر أولاد الشيخ صقر‘ وكانوا (بدبي) من جملة المطرودين ©‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وطردوا‬ ‫التسليم ‪6‬‬ ‫على‬ ‫وأرغموه‬ ‫عشر يوما ‪6‬‬ ‫اثني‬ ‫وحصروه‬ ‫الشارقة ليلا )‬ ‫فهاجموا‬ ‫إخوته على ذلك ‪.‬‬ ‫وساعده‬ ‫صقر البلاد ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫وقهر الشيخ سلطان‬ ‫عنده‬ ‫تعاون‬ ‫كان هذا الشيخ عاقلا أديبا ‪ .‬يقول الشعر ويجيب عليه ‪ 6‬جواداً كريما ‌ سهلا في‬ ‫اللقاء‪ ،‬لين العريكة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩٥١‬م ثم‬ ‫وقد وقع اتفاقية باستثجار مطار مدني بالشارقة بعد الحرب العالمية عام‬ ‫اعتمدها الإنكليز على أنها قوة للساحل‪ ،‬للقضاء على اللصوص الذين يعيثون في الأرض‬ ‫فسادا وما هو إلا للتثبت التام لنفوذهم والتغلغل في البلاد‪.‬‬ ‫«‏‪!"١٨‬‬ ‫أجريت له‬ ‫معالجته بعد أن‬ ‫أثناء‬ ‫‏‪ ١٩٧٠‬م في لندن‬ ‫الشيخ عام‬ ‫توفي هذا‬ ‫‪-‬۔۔ _‬ ‫}‪-‬‬ ‫عملة ‪.‬‬ ‫الذي تنازل لابن أخيه الشيخ‬ ‫وتولى الحكم مؤقتا أخوه الشيخ محمد ين صقر‬ ‫الحالي ‪.‬‬ ‫بن سلطان‬ ‫صقر‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫تولى الحكم الشيخ صقر بن سلطان فأصبح يؤسس ملكا يقارعه العدو عليهش وكان‬ ‫من أحسن الناس خلقاًث ارتفعت فيه الحضارة الأدبية والعلمية‪ .‬فهو سهل الجانب كبير‬ ‫النفس‪ ،‬محب لأهل الفضل‘ مكرم لهم‪ ،‬جيد الشعر ينظمه بدون تكلف لذكائه النادر‪.‬‬ ‫جلب المدرسين إلى بلاده‘ ونفخ روح التعليم في التلامذة وحبب لهم الحركة‪ ،‬وجرى‬ ‫في عروقهم ما فقدوه من روح الحياة‪ .‬وكان محبا للسياحة إلى الخارج ليتلقى السياسة‬ ‫كانت‬ ‫بعدما‬ ‫وقد اجتمع له الحكم على كلبا وخورفكان وما تبعها من قرى‬ ‫الحاضرة‪.‬‬ ‫قد انفصلت عن الشارقة ويحاول إحياء بلاده بالعمارة والتجارة والزراعة والصناعة ‪.‬‬ ‫وطالما طالبت هذا الشيخ أن يتحفني بما أشرف به تاريخي هذا من مآثر آبائه‬ ‫يجبني ‏‪٠‬‬ ‫فلم‬ ‫مودة‬ ‫ومنة وإخلادص‬ ‫فضل‬ ‫من‬ ‫ولما له عَلَي‬ ‫جلالتهم ‏‪٠‬‬ ‫لما أعلمه من‬ ‫الكرام ‪6‬‬ ‫عنهم تاريخاً مستقلا ‪.‬‬ ‫يكتب‬ ‫أن‬ ‫يحا ول‬ ‫بلاده‬ ‫أحد علماء‬ ‫أن‬ ‫منه‬ ‫وفهمت‬ ‫ما كان برأس الخيمة‪ :‬حوالى عام ‏‪ ١٣٣٠‬ه في عهد سالم بن سلطان‘ؤ تولى الأمر‬ ‫أخوه محمد سالم الذي تنازل لأخيه سلطان‘ ثم قام عليه بنو أخيه واستولوا على الأمر ©‬ ‫وعينوا أحدهم وهو الشيخ صقر بن محمد بن سالم حاكما‪ .‬وكان أمير الجزيرة الحمراء‬ ‫تمنع على القواسم‪ ،‬فهاجم الشيخ صقر بن محمد برجا من أبراج الحراسة‪ ،‬فصادف فيه‬ ‫فاضطر إلى التسليم والتجأ إلى الشارقة ‪.‬‬ ‫ابن أمير الجزيرة‪ ،‬فقبضه رهناً لتسليم الحصن‬ ‫دبى‬ ‫هي جبهة عمان وحاضرتها ووجهها وغرتها‪ ،‬مرتع النواظر‪ ،‬ومتنفس الخواطر © طيبة‬ ‫البقعة‪ ،‬واسعة الرقعة تقع على ساحل الخليج الفارسي‪ ،‬قد مد البحر بها لسانه الطويل ©‬ ‫فهي أشبه شيء بمصر يتخللها النيل تفوق على كل بلاد في عمان بالتجارة والثروة‬ ‫والعمران‪ ،‬تبوأها آل بوفلاسا القوية النفوذ وطناًث بعد ما تركت موطنها القديم فهاجرت‬ ‫مستقلين في ذلك‬ ‫من أنفسهم زعماء‬ ‫إليها من أبو ظبي [ وتحملت إليها برمتها [ فجعلوا‬ ‫الأوان© وبقوا عليها حكاماً إلى الآن‪.‬‬ ‫‏‪ ١٦٢٤٩‬ھ ‏(‪١٨٣٣‬‬ ‫وأول من فتحها من هذه العائلة مكتوم بن بطي بن سهيل في عام‬ ‫بن شخبوط‬ ‫مشايخ آل بو ظبي ئ فقتل طحنون‬ ‫بين‬ ‫دَبً الخلا ف‬ ‫حينما‬ ‫م( ‪ .‬وذلك‬ ‫وسلطان ‪.‬‬ ‫خليفة‬ ‫بعده إخوته‬ ‫من‬ ‫واختلف‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫وبمكره الأسد وحصنها‬ ‫وقهرها بكف من حديد‬ ‫فابتز مكتوم البلاد من يد الأسد‬ ‫بصقور لا بحبل من مسد‘ وأحاطها بعزم وببأس وجلد فكر خليفة عليها بعد أن استوى‬ ‫على العرش وهاجمها مرارا ليردها تحت لوائه حسبما كانت‪ ،‬فما نججت عمليته بعد أن‬ ‫دامت الحرب بينهم سبع سنين حتى خارت عزيمته‪.‬‬ ‫عن‬ ‫فشمر‬ ‫الكرة إليها‬ ‫عاود‬ ‫بو فلاح‬ ‫زايد بن خليفة إمرة آل‬ ‫ولما تولى بطل الشمال‬ ‫ساق الجد لإعادتها تحت قهره‪ ،‬لكونها كانت من توابع مملكة آبائه فما قعد آل بو فلاسا‬ ‫مكتوفي ا لأايدي ‪ 4‬ولا نكصوا وجلين حتى بقي كل على ما تحت يده‪.‬‬ ‫عمر الشيخ مكتوم طويلا وبقي في رياسته على دبي وتوابعها دهرا‪.‬‬ ‫فكانت أيامه دون مدة‬ ‫ثم ولى الأمر من بعده شقيقه سعيد بن بطى بن سهيل‬ ‫أخه‪.‬‬ ‫ثم ولي الحكم من بعده ابن أخيه حشر بن مكتوم‪ ،‬وطالت أيامه فبقي عليها‬ ‫وتوابعها عشرين عاما غير معارض ‪.‬‬ ‫ثم ولي الأمر من بعده راشد بن مكتوم‪ ،‬فبقي حاكما على دبي وتوابعها سبع‬ ‫اثنتي‬ ‫ولبث في ا لإمارة‬ ‫بن مكتوم ئ‬ ‫بن حشر‬ ‫ابن أخيه مكتوم‬ ‫بعده‬ ‫ثم ولي الأمر من‬ ‫‏‪ ١٣٢٤‬ه‪.‬‬ ‫عشرة سنة حتى توفي في شهر ذي الحجة سنة‬ ‫ثم ولي من بعده ابن عمه بطي بن سهيل وكان رجلا سياسيا وقعت بينه والإنكليز‬ ‫فتنة في عام ‏‪ ١٣٢٨‬ه بسبب أسلحة هربها (سنيف بن حمد المعولي راعي النجم) فأخفاها‬ ‫في بيت من بيوت أحد الشيوخ بدبي© وكان الإنكليز حريصين على منع الاسلحة ودخولها‬ ‫أرض العرب‘ فاصبحت بمناوراتها على دبي©‪ ،‬وطلبت من الشيخ بطي السلاح فأنكر علمه‬ ‫بذلك© فشددت الإنكليز الطلب وأنزلت عساكرها في بيت الشيخ محمد بن أحمد بن‬ ‫دلوك‪ ،‬وبعضهم بقي بالسفن البحرية فرمت بمدافعها بيت سالم بن العبد في (ديره) ورد‬ ‫عليها الوطنيون بمثل ذلك‘ فأسفرت المناوشات عن قتل ضابط إنجليزي وثمانية وعشرين‬ ‫من عساكرهم ومن أهل دبي على الصحيح أربعة أشخاص كما قيل‪ :‬إنهم سبعون‬ ‫شخصاًء{ وتخلص الشيخ بطي من هذه الفتنة بأن دفع للإنجليز على يد وكيلهم في الشارقة‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫المسمى عبد اللطيف خمسين ألف روبية هندية‪ ،‬وأربعمائة بندقية‪ .‬وكثرت الأناشيد فى‬ ‫هذه المعركة ووفد الشعراء يهنئون بطياً بالظفر‪ ،‬وكان تاريخا جميلا وليت الخلف يفعل ما‬ ‫بقي الشيخ بطي حاكما ست سنين على دبي وتوابعها حتى توفي في عام‬ ‫فعله السلف©ؤ‬ ‫‏‪ ١٣٣٠‬ه‪.‬‬ ‫ثم ولي الأمر من بعده ابن عمه سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم‪ ،‬عام ‏‪ ١٣٣٠‬ه‬ ‫وهو حاكمها الحالي© وقد فوض الأمر آخر عمره إلى ابنه راشد بن سعيد فهو المدير‬ ‫لشؤونها المدبر لها‪ .‬وقد هاجر إلى هذه العاصمة كثير من رجال داخلية عمان ومسقط ‪،‬‬ ‫ومن الخارج لما لقوه من تخفيف الوطأة عليهم وعلى رعايا البلادك فحصلوا على ربح‬ ‫واسع من هجرتهم‪ ،‬وشاطر هذا الشيخ العمانيين قسطا وافراً من التموين الموزع لبلاده‬ ‫أوان الحرب العالمية الثانية‪ .‬وتوطن كثير من الناس بهذه البلاد لعدم المضايقة‪ ،‬وقلة‬ ‫الفحص بها والتفتيش في الجمارك‪ ،‬والأمور المنفرة للعالمث فتوسعت البلاد وكثر العمران‬ ‫التجارة‪.‬‬ ‫ونشطت‬ ‫وابن عمه‬ ‫الإنكليز فتنة بين سعيد بن مكتوم حاكم دبي©‬ ‫‏‪ ٧‬ھ نسجت‬ ‫وفي عام‬ ‫مانع بن راشد لإنفاذ سهمها من الأمير سعيد حيث لم يوافق على إتمام مصالحها‪،‬‬ ‫خسر بنو إياس في هذا الفتنة عشرة أبطال من أعيان رجالهم‪ ،‬منهم الشيخ حشر بن راشد‬ ‫وابنه بطي بن حشر وحصر الشيخ مانع في بيته فلبث يدافعهم ثلاثة أيامث وأبدى شهامة‬ ‫حتى‬ ‫أقر لها أقرانه‪٠‬‏ وتحصنت كريمتاه عنده فدافعن بين يديه دفاعاً تتكعكع عنه الأبطال‬ ‫أفرجن لأبيهن‪ ،‬فاستطاع أبوهن بمساعدتهن التحيز إلى الشارقة بعد أن أحرقت منازله‬ ‫بالنار‪ .‬ونهبت أمواله وذخائره‪ ،‬ولم يجد مساعدا من قومه‪ ،‬وكانت الواقعة في يوم‬ ‫الأربعاء سابع صفر سنة ‏‪ ١٣٥٧١‬ه‪ .‬وكان خروج مانع في تاسع صفر من العام نفسه‪،‬‬ ‫وبسبب خروجه إلى الشارقة تأججت الفتنة بين أهلها وأهل دبي‪ ،‬وبقيت اثني عشر يوماً‬ ‫قتل فيها اثنان من أهل الشارقة‪ ،‬وجرح عبد العزيز بن القاضي سيف بن محمد‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٦٥‬ھ أيقظ قاسم الشيعي وكيل الإنجليز بالشارقة فتنة بين حاكم أبو‬ ‫وفي عام‬ ‫ظبي وحاكم دبي©‪ ،‬بسبب موضع يسمى (غناضة) زعمت الشركة الإنجليزية أن به عيون‬ ‫الزيوت ‪ ،‬وأنها تطلبه ممن هو له‪ ،‬فتنازع الشيوخ عليه كل يدعيه‪ ،‬فقامت بسببه فتنة عمياء‬ ‫خسر الكل فيها أموالا فادحة ورجالاً كَمُلاً‪ ،‬انتهت عن مائتين واثنين وثلاثين من القتلى‬ ‫‪٣١‬‬ ‫عدا الجرحى فقد بها من المناصير خمسة وثمانون شخصا والباقي من الفريقين‪.‬‬ ‫وتحاملت الدولة على أهل دبي‪ ،‬وألزمتهم رد الإبل المأخوذة في الحرب‪ ،‬فدفع آل مكتوم‬ ‫مائتي ألف روبية غرامة عنها فأمضت بينهم صلحا بذلك ثم وقع بعده تناقض أدى إلى‬ ‫حركة عمان بإمامها لقمع هذه الفتنة صلحا‪ ،‬أو قتال من بغى على الآخر إن أبى عن‬ ‫القبول على حسب الحكم القرآني بعد استفهام صدر من الإمام لوكيل الدولة بالشارقة‪.‬‬ ‫وكان قد صدر أمره إلي بالمسير إليهم‪ ،‬فخرجت بأمره وتكلمت عند الشيخ سلطان بن‬ ‫صقر حاكم الشارقة‪ .‬بما أملاه الإمام وطلبت منه أن يعرف ما عند الضابط الإنكليزي ‏‪٥‬‬ ‫وما رأي حكومته‪ ،‬فلما رجع أرسل إلي في قصر الشيخ سعيد بن مكتوم بدبي‪ ،‬وكان من‬ ‫جوابه يقولون‪ :‬إنهم لا يتدخلون في شؤون العرب فرجعت بجوابه إلى الإمامث فتحرك‬ ‫لإصلاحهم ووصل كثير من رجاله بلدة عبرى فما كانت إلا أيام حتى وصل رسول الشيخ‬ ‫الرقيشي والي عبرى من قبل الإمام يعرب أن الوكيل السياسي بالشارقة جمع المشايخ‬ ‫وحجز غناضة لآل بو فلاح ‪.‬‬ ‫وأصلح شأنهم‪.‬‬ ‫وحصل من نتيجة هذه الحرب أن نفت الإنكليز الشيخ جمعة بن مكتوم شقيق‬ ‫الشيخ سغيد بن مكتوم‪ ،‬من دبي إلى البحرين‪ ،‬باتهامه أنه يعاكس نفوذها وأن حماسته‬ ‫وشكيمته لا بد من قمعها؛ إذ كل الواقع بتدابيره‪ ،‬ولم تسمح له بالرجوع إلا بعد مضي‬ ‫نتين‪ 0‬فبقي بالبحرين عاماً كاملاًؤ ودفعوا في مقابلة العام الثاني مالاً‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٧٥‬ه دبرت الإنجليز مكيدة بين آل مكتوم حكام (دبي) فأفرغت في‬ ‫آذانهم الوحشية وشغلتهم بنزاع وفتنة فأتيحت لها الفرصة التي تحسب لها حساباً طويلا‪.‬‬ ‫فوضعت يدها على البلاد وضعا نهائياً‪.‬‬ ‫وأحمد‘ ومكتوم‪ ،‬فأووا إلى‬ ‫ونفت الشيخ جمعة ين مكتوم وأولاده عبيدك وحمد‬ ‫المملكة العربية‪ ،‬فنزلوا على إكرام صاحب العظمة الملك سعود بن عبد العزيز وبقوا في‬ ‫الدمام بجواز أمير المنطقة الشرقية سعود بن عبد الله الجلوي‪ ،‬فغمرهم إحسانهم‬ ‫وبعد أن انقطع الصويت وصفا المكر‬ ‫وإكرامهم‪ ،‬كما أن الملك أمدهم براتب شهري‬ ‫ھ‪.‬‬ ‫‏‪١٣٧٨‬‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫لهم بالرجوع‬ ‫سمحت‬ ‫وسعيد‬ ‫ماجد )‬ ‫وخليفة بن‬ ‫ماجد فطيم ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫دبي حمد‬ ‫أعيان‬ ‫نفي من‬ ‫نفسه‬ ‫العام‬ ‫وفي‬ ‫ابن ماجد ثم أذن لهم بالرجوع بعد رجوع الشيخ جمعة‪ ،‬ولم يكن لابن فطيم موجب‬ ‫‏‪٣٢‬‬ ‫حامي‬ ‫المعظم سعود‬ ‫الملك‬ ‫ظل‬ ‫وبنزولهم تحت‬ ‫والوحشة ‪6‬‬ ‫الظن‬ ‫‏‪ ١‬لا سوء‬ ‫عملهم‬ ‫يبرر‬ ‫حمى الحرمين‪ ،‬لم يفقدوا بما شملهم من إكرامه إلا التمسك بحب الوطن‪.‬‬ ‫أبو ظبي‬ ‫تقع على الطرف الذي يواجه البحر من جزيرة تفصلها عن البر مخاضة‪ ،‬لا يمكن‬ ‫عبورها إلا عند الجزر‪ ،‬وهي عاصمة آل بو فلاح‪ ،‬وهي آخر الإمارات العربية تابعة‬ ‫لساحل الصلح البحري©‪ 6‬وأول إمارتهم من حدود الشارقة إلى حدود قطر يقطن البدو‬ ‫وأماكن يطلقون عليها اسم محاظر ا تقع بين تلال من الرمل يقيم‬ ‫منهم الظفرة وخنور‪،‬‬ ‫المحاربون منهم بنواحيها‪ ،‬ويقيم قسم منهم في ناحية الجو وهم الظواهر وآل بومهير‬ ‫وهي قبيلة عربية‪ ،‬ولم يخضع أحد منهم للآخر‪ ،‬وقد اجتمعوا في القديم على رئيس‬ ‫السودان وولوه أمرهم ودانوا له بالطاعة ثم قتلوه بعد ذلك وبنو إياس قبائل عديدة منهم‬ ‫آل بوفلاسا‪ .‬آل بومهير‪ .‬السودان‪ .‬محاربة‪ .‬جمزان مزاريع‪ .‬رميثات‪ .‬مرر‪ .‬أولاد ياسر‬ ‫بن عامر وينتمون إلى سبيع بن عامر‘ ولهم توابع كثيرة منهم القبيسات ينتمون إلى‬ ‫صخر‘ وهم من المرر وآل بو حمير ينتمون إلى أبو الشعر من المناصير ‪ ،‬وآل بالخيل‬ ‫ينتمون إلى أبو رحمة من المناصير والكل عصبة بني ياس حربا وسلماً‪ .‬والظواهر من‬ ‫‪-‬‬ ‫توابعهم ‪.‬‬ ‫قطر‬ ‫على سيف الخط بين عمان والعقير‪ ،‬والأسرة الحاكمة عليها المعاضيد وحاكمها‬ ‫الحالي الشيخ علي بن عبد الله‪ ،‬بن قاسم‪ ،‬بن محمد‘ بن ثاني© بن محمد‘‪ ،‬أصل نسبهم‬ ‫من بني سعد بن عمر بن تميم‪ ،‬ويقال لهم آل ثامر‪ ،‬ثم نسبوا إلى جدهم ثاني فيقال‬ ‫لهم الآن آل ثاني‪ ،‬وكان نزولهم قطر قبل تمام الألف‘ وكانوا قبل ذلك من بادية يبرين‬ ‫حتى استولوا عليها‪ ،‬أخذت هذا من لسان‬ ‫فزاحموا عبد القيس على قطر‪8‬‬ ‫وأمكنة نجد‪3‬‬ ‫الشيخ علي وطلبته الزيادة على ذلك فتحرج‪ ،‬واعتذر وهذا الشيخ أحله أبوه عبد الله‬ ‫‏‪ ١٣٦٨‬ه لما علم من كفايته فهو بالدوحة من البلاد‪،‬‬ ‫محله وأنزله بمكانته في عام‬ ‫والدوحة العليا من المكانةث وأول من حكم قطر من هذه الأسرة الشييع ثاني© ثم ابنه‬ ‫ثم عبد الله‪ ،‬ثم علي‪.‬‬ ‫محمد ثم ابنه قاسم‪،‬‬ ‫‏‪٣٢‬‬ ‫نهضة الأعيان ۔ م ‏‪٣‬‬ ‫‏‪ ١٣٥٤‬منح الشيخ عبد الله بن قاسم شركة الزيت امتياز التنقيب ‪.‬‬ ‫وفي عام‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٥٨‬نجح العمل في الزيت‪ ،‬وظهرت أول بئر منه‘ فتوسعت البلاد‪،‬‬ ‫وزاد العمران‪ ،‬واستأنست الرعيةث وحصل الغنى لحاكمها‪ ،‬وجاد على زواره وأكرم‬ ‫وا فديه ‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٦٨‬استقبلت قطر أول ممثل من الحكومة البريطانيةث وقبل ذلك كان‬ ‫يزورها ممثل البحرين ‪.‬‬ ‫الجبل الأخضر‬ ‫النبهاني ‪.‬‬ ‫حمير‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫وأميره‬ ‫الجبل يملكه بنو ريام ‘‬ ‫هذا‬ ‫وهو جبل عظيم الارتفاعء صعب الامتناع لا يتوصل إليه إلا من طرق مخصوصة}‬ ‫تتنشعب منه تسعة أودية‪ ،‬بها قرى لبني ريام‪ ،‬وبهذا الجبل يلجأ العمانيون عند الشدائد من‬ ‫قديم الزمان‪ ،‬فقد لجأ إليه سليمان وسعيد ابنا عباد بن الجلندي في وقت حروب عمال‬ ‫ثم جهز إليهما القاسم بن شعوة‬ ‫الحجاج ‪ .‬وكانا قد هزما جيوشه عدة مرات وفلا جموعه‪،‬‬ ‫من جهة البحر‪ ،‬فأرسى سفنه بقريات فهزما جموعه‪ ،‬وقتل القاسم في المعركة©} واستوليا‬ ‫على سوادة ثم جهز إليهما أخاه مجاعة بن شعوة‪ ،‬في ثلاثمائة سفينة من جهة البحر©‬ ‫فارسى سفنه بمسقط‘ وفي عشرين ألفا من جهة البرك فهزماه هزيمة منكرة ببلدة سمايل‬ ‫وبأمكنة أخرى من عمان‪ ،‬وغزا سليمان بن عباد سفن القاسم بمسقط فأحرق منها نيفا‬ ‫وخمسين سفينة‪ ،‬ثم جهز إليهما عبد الرحمن بن‪ :‬سليمان وقد أكلت الحرب الرجال‬ ‫وضعفت القوة‪ ،‬فاستشعر سليمان وسعيد ابنا عباد العجز‪ ،‬فصعدا الجبل الأخضر‬ ‫بذراريهما وحاصرهما جند الحجاج فتخلصا منه وركبا البحر بالذراري إلى أرض الزنج ‏‪٥‬‬ ‫وماتا بها‪ .‬وتغلب جند الحجاج على عمان بعد خروجهما منها‪.‬‬ ‫لما‬ ‫المجاهدين ‪.‬‬ ‫من‬ ‫عنده‬ ‫الهنائي بمن‬ ‫علي‬ ‫غالب بن‬ ‫الجبل الإمام‬ ‫بهذا‬ ‫وتحصن‬ ‫حملت الإنجليز على عمان في عام ‏‪ ١٣٧٦‬۔ ‏‪ ٧٧‬فبقيت تقذفهم بشرر الطائرات ثمانية‬ ‫عشر شهراً‪ ،‬وقد عجزت جنودها من‪ .‬الصعود إلى المجاهدين‪ ،‬فاستعانت بالطيران‪ .‬وأملي‬ ‫أن أجمع لتلك الحوادث تاريخا مفردا‪.‬‬ ‫بهذا الجبل الأنهار والآبار والفواكه الكثيرة‪ ،‬بجميع أنواعهاؤ فالعنب بأنواعه العديدة‬ ‫‏‪٣٤‬‬ ‫والرمان بأنواعه والتفاح والخوخ والمشمش والجوز واللوز والسفرجل والليمون الحلو‬ ‫والحامض إلى غير ذلك‘ كما يوجد به من الرياحين الزعفران والورد والنرجس والياسمين‬ ‫والفل وبه الزيتون والبوت والنمت والأبهل وهو شجر العلعلان الدي يؤخذ منه الصمغ‬ ‫‪ .‬المصطكى المعروف بالرومي وأكثر أشجاره عطرية ولو كتب وصفه وكل ما احتوى عليه‬ ‫لاحتاج إلى مجلد‪.‬‬ ‫جبل الكور‬ ‫منيف أقرب أن يكون حوراء كأنما عليه غبار دائماء وهو حوالى‬ ‫هو جبل ضخم‬ ‫به بلدانهم بل وفي‬ ‫بالصدق ‪ .‬أحاطت‬ ‫بني هناة عرفوا‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫ميل مربع ‪ .‬يسكنه‬ ‫خمسمائة‬ ‫سقحه بلدان لهم أيضا ‪.‬‬ ‫بالطبع لجوهر ما يدخر به ولو طالت‬ ‫ما فيه أنه حافظ‬ ‫خراص‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫خواص‬ ‫وله‬ ‫المدة‪ ،‬ومن ذلك أن التمر إذا أخذ وقت حصاده خصوصا من البلدان التي بسفحه وهي‬ ‫(دَنَ) و (معول) و (لميس) واخر في المغارات بالجبل المذكور لا يتغير طعمه ولا لونه‬ ‫ولو بقي دهرا طويلا ويقال‪ :‬لو بقي إلى أعوام عديدة وكل الأطعمة والحبوب بهذه‬ ‫المثلجات ‪.‬‬ ‫لا يتغير ولا يخثر بدون‬ ‫الصفة ‪ 0‬مع أن اللحم إذا ادخر طرياً يبقى إلى شهر‬ ‫ومن العجائب الموجودة فيه أن نهر (دَنَ) وهي البلد الذي بسفحه إذا اغتسل‬ ‫الإنسان داخل النهر بأعلى البلد يصاب بداء لا يفتر ألمه حتى يتصدق أو يعمل معروفا‬ ‫وإذا اغتسل بأسفله حيث يغتسل الناس لم يصبه بأس‪.‬‬ ‫أين‬ ‫ولا يدرى‬ ‫معروفة‬ ‫في أيام‬ ‫سقي الارض‬ ‫من‬ ‫يمتنعان‬ ‫ونهر (معول)‬ ‫ونهر (دن)‬ ‫يذهب هذا الماء عند امتناعه ولا يرى أين يصب‪ .‬فإذا طرقهم ضيف أو احتاجوا إلى‬ ‫تغسيل ميت خرج أحدهم إلى مكان معروف عندهم فينادي (ياوضاح) عندنا ضيوف أو‬ ‫فيأتيهم بسرعة ‪.‬‬ ‫فينادي‬ ‫أحد الضيوف‬ ‫أو يخرج‬ ‫ميت‬ ‫وبهذا الجبل بثر إذا اغتسل الجنب في جوفها نضب ماؤها‪ ،‬ويصاب المغتسل بداء‬ ‫يبقى به لا يفارقه حتى يموت‪ ،‬فإذا مات أصبح الماء طافحاً على البثر ‪.‬‬ ‫وبه أنهارث فمنها ما يزيد ماؤه إن كان لأناس وينقص إن كان لآخرين على كل‬ ‫إن حدث‬ ‫انقطاعه‬ ‫وفي حال‬ ‫غير مطر ‘‬ ‫من‬ ‫غير قحط ‏‪ ٠‬ويريد‬ ‫ينقطع من‬ ‫ما‬ ‫ومنها‬ ‫دور‪،‬ث‬ ‫‪٣٥‬‬ ‫بالبلد حريق أو احتاجوا لغسل ميت أو طرقهم ضيف يستحق الإكرام خرج من مجراه نهرا‬ ‫مشاهد مشهور ‪.‬‬ ‫وهذا‬ ‫العادة©‬ ‫فوق‬ ‫ويقال‪ :‬إنه توجد في بعض كهوفه كمة من الجوخ الاحمر إذا وضعها الرجل‬ ‫الضخم على رأسه تبلغ منكبيه©‪ 5‬فإذا أراد إخراجها من موضعها ذهب بصره حتى يردها في‬ ‫بغيره‪.‬‬ ‫البرية ما لا يوجد‬ ‫‏‪ ١‬لأشجار‬ ‫محلها ‪ .‬وبه من‬ ‫‏‪ ١٣٨٠‬وتكلم إلين صديق أن أهل‬ ‫زرت مصر عاصمة اللإسلام في شهر شعبان عام‬ ‫الخارج يمنحون روايتك هذه السخف ويعدونها من الخرافات فهم يستبعدون ما تذكره من‬ ‫وصفك للأنهار الموجودة بجبل الكور وحفظه الطبيعي للأطعمة بغير واسطة وخصوصا‬ ‫اللحم‪ .‬والجواب‪ :‬لا يهمني استنكارهم ما دمت صادقا وكأن هذا شيء حاضر موجود بل‬ ‫ذلك©‪٥‬‏‬ ‫لا يحتاج إلى مبرر‪ ،‬فلعل الرواد الذين دخلوا البلاد بعد الاحتلال عرفوا صدق‬ ‫ونحن نستنكر ما يبلغنا عن القمر الروسي وهو من صنع البشر وقد أطبق العالم عليه‬ ‫ويستنكر البشر صنع الله أي الفريقين أهدى سبيلا‪.‬‬ ‫ويوجد بعمان في وادي بني خالد بالشرقية جبل مجوف‘ له مسلك من نقرة بأعلاه‬ ‫من جهة القطب تغطيها الرحى ثم تتوسع تلك النقرة شيئ فشيئا‪ .‬فيسلك الداخل في غار‬ ‫حتى يتخلص إلى شرجة من الماء عظيمة تجري لا يدري من أين أقبل الماء ولا إلى أين‬ ‫يذهب‘ وحوالي هذا الماء رمال وتراب وشجر‪.‬‬ ‫أشهر قرى الداخلية‬ ‫نزوى وهي عاصمة مملكتها‪ .‬بهلا‪ .‬مَنَح‪ .‬أزكى ويقال لها في القديم‪ :‬جرفان‪.‬‬ ‫أدم‪ .‬وتسمى هذه القرى وما حواليها أرض الجوف وما كان شرقيها من جهة المطلع يقال‬ ‫لها الشرقية ‪.‬‬ ‫أفخم بلدان الشرقية‪ :‬سناو‪ .‬المضيبى‪ .‬أبرا‪ .‬بدية‪ .‬جعلان‪.‬‬ ‫أفخم بلاد في داخلية عمان‪ :‬نزوى‪ .‬الرستاق‪ .‬سمائل‪ .‬نخل‪ .‬بهلا‪ .‬منح‪ .‬عبرى‪.‬‬ ‫يوجد بنزوى من الأشجار والنخيل والفواكه ما لا يوجد بغيرها في عمان‪ ،‬وبها‬ ‫الأنهار‪ .‬وعليها المعول والآبار وهي قليلة اتخذها الأئمة الأولون عاصمة ملكهم وكان‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫أسطولهم في القديم قد بلغ مبلغا عظيما فقهروا شطراً من الهند وإفريقيا فما رغبوا عنها‬ ‫فترى في تلك الآثار ما يدل على جلالتها والتاريخ شاهد عدل‪.‬‬ ‫يلي نزوى من جهة القبلة بلدان كثيرة هي من أعمالها‪ ،‬وأفخمها بهلا كانت مركز‬ ‫أولاد راشد بن حميد ثم تليها الظاهرة وهي معروفة بأرض السر تقع بين جبال الحجر‬ ‫تقابلها أسما وحقيقة الباطنة في الجانب النعشي والظاهرة هضاب تشتمل على سهول‬ ‫كثيرة وعلى جبال صخرية وتمتد إلى جبل حفيت وشرقا إلى نجد المخاريم وتتألف‬ ‫زمام الظاهرة‬ ‫وهي‬ ‫عبرى‬ ‫وعاصمتها‬ ‫مستوية‬ ‫أرض‬ ‫على‬ ‫متشابكة‬ ‫قرى‬ ‫الظاهرة من‬ ‫ومرجع البادية وسوقها كبيرة ورياستها تنتهي إلى اليعاقيب أولاد راشد بن عبد الله بن‬ ‫‪:‬‬ ‫محمد‬ ‫الظاهرة ‪:‬‬ ‫ومن بلدان‬ ‫الدريز‪ :‬وهي بلدة من أوسع بلدان الظاهرة بها بنو غافر ورئيسهم الشيخ علي بن‬ ‫سعيد الغافري وبيده حصن العينين‪ .‬ومن هذه القبيلة الشيخ العلامة خلف بن سنان‬ ‫الغافري أحد قضاة الإمام سلطان بن سيف اليعربي توفي رحمه الله وقد حوت خزائنه من‬ ‫الكتب المخطوطة ما لم تحوه مكتبة علمية بعمان؛ فإنه جمع سبعين وثلاثمائة وتسعة‬ ‫آلاف كتاب وفي ذلك يقول ‪:‬‬ ‫جنان بها من كل ما تشتهي النفس‬ ‫لنا كتب في كل فن كأنها‬ ‫ذكي الججى والفهم حيث جرى النفس‬ ‫جرى حبها مني ومن كل عالم‬ ‫سواها فنعم الخل لي وهي الأنس‬ ‫فلا ابتغي ما عشت خلا موانساً‬ ‫على غابر الأيام جن ولا إنس‬ ‫ولنست أرجى أن يفوز بمثلها‬ ‫وتسعة آلاف لها ثمن بخس‬ ‫ثلاث مئين ثم سبعون عدها‬ ‫ينقل‪ :‬هي من أحسن بلدان الظاهرة ولها توابع ورئيسها الشيخ سيف بن عامر‬ ‫العلوي من الغصون ويقال‪ :‬إن أصلهم من نجد من بلد تسمى الحوطة‪ ،‬أما جماعته فهم‬ ‫بنو علي بن سودة‪.‬‬ ‫ضنك‪ :‬على سفح جبل من الجانب الغربي تقع على فم الثغرة الضيقة وهي بلد‬ ‫‏‪٣٧‬‬ ‫خصبة يظهر واديها ممتدا إلى الربع الخالي وبها علاية وسفالة بها رؤساء كل تفرد بجماعته‬ ‫ومرجع أمر العلاية فيها إلى رئيس النعيم صقر بن سلطان‪.‬‬ ‫مقنيات‪ :‬بلدة بين جبلين لبني كلبان وهي بلدة خصبة كثيرة المياه بها حصن في‬ ‫أعلى جبل لا يتوصل إليه إلا بمشقة‪ 5،‬وقد شيده بنو النباهنة وكانوا على عمان وقد‬ ‫‏‪ ١٢١٢‬بسبب الاختلاف الواقع‬ ‫استولى عليه بنو كلبان من يد محمد بن جبر العميري عام‬ ‫بين السادة سعيد بن سلطان وعمه قيس بن أحمد حاكم الرستاق؛ فإنها كانت تابعة لحاكم‬ ‫الرستاق©‪ ،‬فحاصرها بنو كلبان بتدبير من السيد سعيد واغتصبوها من العميري بعد حصار‬ ‫دام سبعة أشهر‪.‬‬ ‫يلي أرض السر من عمان من الجهة القبلية أرض الجو‪ .‬وأول ما يطالعك منها‬ ‫حفيت والسنينة ورؤساؤها محمد بن أحمد الصلف النعيمي ومحمد بن سالمين بن رحمة‬ ‫الشامسي وساكنو البلدان جماعتهم وقد أطل على تلك البلدان من جهة القبلة الجبل‬ ‫المعروف بجبل حفيت‪.‬‬ ‫البريمي‬ ‫قاعدة أرض الجو وتسمى في القديم توام وتسميها الإنجليز الجنة الصغيرة والواحة‬ ‫الغناء وتحتوي واحة البريمي على قرى وبساتين فمن قراها‪ :‬البريمي حماسا‪ ،‬صعرا‪،‬‬ ‫القيمي‘ القطارة‪ ،‬هبلى© المويقعي الجاهلي© ويشمل البريمي من‬ ‫العين© المعترض‪،‬‬ ‫جانب الشمال ديار بني كعب وبني قتب وزعيمهما الأكبر صقر بن سلطان بن محمد بن‬ ‫علي بن حمود بن خيس النعيمي ورئيس حماسا راشد بن حمد الشامسي وهم رؤساء عَلَّى‬ ‫جماعتهم ويشاركهم أولاد الشيخ زايد بن خليفة آل فلاح‪.‬‬ ‫فإنهم رؤساء على بلدانهم في هذه الواحة وهي في محلها استراتيجية‪ ،‬تقع عند‬ ‫ملتقى كثير من طرق المواصلات في شرق جزيرة العرب‘ وتعد محورا بين صحار‬ ‫وسواحل الباطنة والجنوب والظاهرة ومناطق الحجر الداخلية وعمان الوسطى والشرقية‪.‬‬ ‫فلذا ترى كل من يهاجم عمان من الأجانب يختارها مركزا لإقامته فالجيش الذي جرده‬ ‫الرشيد الخليفة العباسي في القرن الثاني اتخذها قاعدة لهجومه‪ ،‬وتبعه الخليفة في القرن‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫الثالث لما أرسل محمد نور إلى عمان‪ ،‬وحذا حذوه العجم بقيادة (تقي خان) نزل‬ ‫بخورفكان وقصد بلدة الصير التي تقع بالقرب من رأس الخيمة وكان نزوله في ‏‪ ١٢‬ذي‬ ‫الجنود السعودية في‬ ‫‏‪ ١١٤٩‬ثم قصد البريمي ومنها سار إلى عمان ثتملتهم‬ ‫الحجة عام‬ ‫‏‪.١٢١٠‬‬ ‫عام‬ ‫قي تاريخالشيخ عبد الله المطوع‬ ‫كان حكام البريمي قبل الجنود السعودية (آل ابن زرعة) ومن بعدهم آل أمر حماسا‬ ‫إلى آل سرور وأمر الحلة العزازنة إلى أن قال‪ :‬ويطلق اسم آل خريبان على أولاد الشيخ‬ ‫علي بن حمود شيخ قبيلة النعيم؛ لأن نعيم تنقسم قسمين شامسي وخريباني يقال‪ :‬إن‬ ‫شامس وخريبان واسمه محمد إخوة لأم وأبناء عم لأب ومنهما تفرعت القبيلتان‪6‬‬ ‫وتنقسم كل واحدة إلى عدة بطون إلى أن يقال‪:‬‬ ‫أول حكم آل حمود لضنك كان الشيخ علي بن حمود شيخ النعيم مسكنه السنينة‬ ‫من أرض الجو‪ .‬وكان كريماً شجاعا اجتذب البدو بكرمه‪ .‬وكان الشيخ الفيلاني بلغ من‬ ‫الكبر عتياً فجعل الشيخ علي بن حمود وصيا على أولاده لقبض حصنهم (المنيخ) الذي‬ ‫له بضنك إلى أن يبلغوا رشدهم خوفا عليهم من جيرانهم" فقبل وصيته‪ .‬وبعد بلوغ‬ ‫الكبير رشده سلم إليه الحصن لتبرأ ذمته‪ .‬وأغرى الصغير بأخيه فقتله ثم دبر أن يقتل‬ ‫الصغير انتقام لجريمته©‪ ،‬واستأثر بالحصن فبقي في يده‪ .‬هذا أول حكمه بضنك قال‪:‬‬ ‫ثم تطلع محمد بن علي إلى ما هو أبعد من ذلك ليلقي يده في زمام أفخم مما هو فيه‬ ‫ورأى أن البريمي عاصمة وأنها تليق بمنصب فخم©{ وكان عليها ذلك الوقت الشيخ حمد‬ ‫ابن عبد النه الملقب غبار وكان ضعيف التدبير وضايقه الشيخ زايد بن خليفة وكادت أن‬ ‫تسقط البلاد بيد زايد فتجمع النعيم ومن والاهم وعلى رأسهم الشيخ شامس بن حمد‬ ‫الشامسي فأبرموا صلحا بين زايد وحمد ثم تنكر أهل الحلة وهم العزازنة للشيخ حمد‬ ‫غبار فغدروا به وقتلوه‪ ،‬واجتمعوا على تقديم محمد بن علي أميرا عليهم ويقال‪ :‬إن‬ ‫‏‪ ١٦٩٠‬ه وبقي بها ثم استولى على القصر‬ ‫ذلك كان بسياسة منه فقهر البلاد عام‬ ‫السعودي من يد الأمير محبوب بن جوهر مولى الإمام السعودي سلمه له أمانة قال‪ :‬ثم‬ ‫تطلع محمد إلى السيادة الكاملة على الجو‪ ،‬فأبى جيرانه من الظواهر دفع الرسوم التي‬ ‫كانوا يدفعونها للإمام السعودي‘‪ ،‬فكانت بينه وبينهم وقائع‪ ،‬فاستعانوا عليه بالشيخ زايد‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫بن خليفة وآخر وقعة وقعت بينهم في بلد القطارة كانت تاريخا انتهى كلامه بتصرف‬ ‫ثم‬ ‫وسا لم ثم بيد سلطا ن بن نجد‬ ‫علي سلطان‬ ‫بن‬ ‫البريمى في أبناء محمد‬ ‫رياسة‬ ‫وبقيت‬ ‫وصقر ثم بيد صقر الحالي ‪.‬‬ ‫بنيه محمد‬ ‫جعلان‬ ‫تقع جعلان عند الحد الخارجي للجزيرة العربية وهي من حدود الشرقية بعمان‬ ‫تتكون بين جنوب الشرقية والبحر يحدها رأس العرف شمالا والبحر العربي جنوبا تنحدر‬ ‫إليها مياه أودية الشرقية فتصب في قيعانها فيمكث الماء بها زمانا طويلاً يستمد منه البدو‬ ‫الرحل وما فاض من القيعان يفضي إلى البحر الجنوبي ‪.‬‬ ‫وجعلان بأسرها الحدرية والعلوية بلاد خصبة لا تعرف الجفاف فضاء منبسط على‬ ‫جو فارغ‪ ،‬عليها من جهة القبلة جبال من الرمل بها آبار من الماء العذب“‪ ،‬وتحتوي‬ ‫غضونها على تلال وكثبان رمل مبعثرة‪ ،‬تقيم باديتها بهذه الرمال صيفاً وشتاء فتشبع‬ ‫ماشيتهم من عشبها وأشجارها على قرب من سكناهم ‪.‬‬ ‫تحتوي قيعانها على غابات مظلمة من شجر الغاف الطويل المتكائف ‪.‬‬ ‫وبها الغيول الجارية كساها شجر الأتل رونقاً جميلا بخضرته ‪.‬‬ ‫وبها العيون والأنهار الجاريةث بعضها من القنوات‪ ،‬وأكثرها من مياه الغيول الباقية‬ ‫في مجاري السيول‘ وبها المنازف التي يستطيع العاجز أن ينشىء بستان فيحرثه فيعيش‬ ‫المتوسط من أهلها ‪.‬‬ ‫عيشة‬ ‫ويتحصل‬ ‫ضعيفهم ‪6‬‬ ‫سا حله‬ ‫على‬ ‫فيقف‬ ‫سفنهم ‪6‬‬ ‫وعليه تشرع‬ ‫بحرهم ‏‪٠‬‬ ‫منها‬ ‫با لقرب‬ ‫أجنبيا‬ ‫عرفوا‬ ‫ما‬ ‫بهم ‪.‬‬ ‫جميلة مخصوصة‬ ‫بنادر‬ ‫عدة‬ ‫وعلى ساحله‬ ‫من خيراته بما يقنعهم ئ‬ ‫ومتى دخل فصل الربيع هاجر أهل البلدان إلى تلك الكثبان بذراريهم لاستنشاق‬ ‫الهواء النقي الطبيعي© فيزدادون نشاطاً فوق نشاطهم وقلما تجد فيهم مريضا أو أعور أو‬ ‫أعمى إلا نادرا لصحة هواء بلادهم ‪.‬‬ ‫فهواء جعلان طري نقي قد غربلته الأشجار‪ ،‬وشجرها عطري تفتحت به الأزهار‬ ‫‪٤ ٠‬‬ ‫وزهرها الورد والبهار‪ .‬وظلها ظليل‪ ،‬ونسيمها عليل© وماؤها سلسبيل‪ ،‬وحرها لطيف©‬ ‫وبردها خفيف‘ وبحرها قريب‘‪ ،‬وسمكه لذيذ عجيب‘ فهي لبنان الشرق© وبيت الرزق ©‬ ‫جوهرة بيد أعرابي‪ ،‬يسكنها عدد عديد من الرجال‪ ،‬عرفوا بالشجاعة إذا اختلط الدخان لا‬ ‫يقدرون للموت حقاً ولا للحياة قيمة‪.‬‬ ‫وجعلان قسمان‪ :‬قسم يتبع الحسون والقسم الآخر إمارة آل حمودة‪.‬‬ ‫جعلان الحدرية إمارة آل حمودة‬ ‫والمؤسس لهذه الإمارة سالم بن علي بن حمودة في أوائل القرن الثاني عشر أثناء‬ ‫عودته من حج بيت الله الحرام‪ ،‬وبعد وفاته كانت الرئاسة لأخيه محمد بن علي بإجماع‬ ‫من الكل‪ ،‬ومن عادتهم المبايعة للرئيس على السمع والطاعة‪ ،‬ولهم السيطرة والنفوذ التام‬ ‫في قومهم‪ ،‬وبلادهم حرة في شؤونها الداخلية‪ .‬كما أن لهم صرف قديم أعني ۔ البيزات ۔‬ ‫وإعداد معروف بينهم عباسي‪ ،‬محمدي غازي لاريه‪ ،‬فهم يتعاملون به إلى الآن‪ ،‬ولهم‬ ‫ميناء مختصة بهم في البحر الشرقي منها الأشخرة‪ ،‬قميلة‪ ،‬الروبس‪ ،‬فهي تحت تصرفهم‪.‬‬ ‫وكانت بينهم وحكومة مسقط عداوة في أيام الأمير محمد بن علي‪ ،‬ثم بعد ذلك تحولت‬ ‫إلى صداقة متينة يدلون بها على سلاطين مسقط بسبب دفاعهم عنها‪ ،‬ويمتون بذلك على‬ ‫حكامها‪ ،‬ويعتقدون أنه لولاهم لذهبت السلطنة هباء وليس لحكومة مسقط تدخل أو‬ ‫إشراف في حدودهم‪.‬‬ ‫لاقى الأمير محمد بن علي أهوالاً وصعوبة وتلقاها برباطة جأش لا يصبر عليها‬ ‫‏‪ ١٣٣٢‬ه لما قام عليه السيد سعيد بن سلطان بالحامية‬ ‫غيره‪ ،‬واستحرت شدتها عام‬ ‫‏‪ ١٨٢٠‬م أعلنت‬ ‫الإنجليزية وهذا نقل للحادثة من المصادر الأوروبية‪ .‬ففي أواخر سنة‬ ‫قبيلة بني علي عصيانها للسيد سعيد‘ ولما كانت هذه القبيلة من أقوى قبائل عمان‬ ‫الجنوبية وتسيطر على ميناء صور الهام‪ ،‬فقد أصبح موقف الإمام حرجاً‪ ،‬لذلك أسرع‬ ‫بالاستنجاد بالحامية البريطانية في جزيرة القسم‪ ،‬وقد رفض قائد الحامية أولا التدخل في‬ ‫هذه المنازعات الداخلية‪ .‬ولكن الظروف شاءت أن تنقذ السيد سعيد إذ قام بنو بو علي‬ ‫بمهاجمة إحدى السفن الإنجليزية‪ .‬وعندما أرسل قائد الحامية احتجاجا إلى صور قتل‬ ‫هؤلاء المندوب البريطاني وحينئذ أسرع (الميجر طوسون) م‪7٥٧٥‬‏ حمزة قائد الحامية‬ ‫بإرسال قوة صغيرة إلى عمان‪ ،‬فوصلت إلى ميناء صور في ‏‪ ٢٤‬نوفمبر‪ ،‬ولحق بها السيد‬ ‫‪٤١‬‬ ‫سعيد على رأس قوة كبيرة من جنده الدائمين‪ ،‬الذين كانوا يجمعون من بين العنصر‬ ‫البلوخستاني© واتجهت القوة إلى أحياء قبيلة بني بو علي في إقليم جعلان‪ ،‬ولكن على نحو‬ ‫خمسين ميلاً من مدينة صور فوجئت الحملة الإنجليزية العمانية بمقاتلي القبيلة‪ ،‬فلم تستطع‬ ‫الصمود لهم‪ ،‬وفرت بعد أن قتل نحو ثلثي الحملة البالغ عددهم سبعمائة جندي منهم سبعة‬ ‫ضباط إنجليز‪ .‬أما الجنود فقد كانوا رعايا من الهند‪ ،‬ولم تستطع حكومة الهند السكوت‬ ‫على هذه الهزيمة التي قد تطيح بسمعة بريطانيا في الشرق‪ ،‬فتجاوزت عن المبدأ السائد في‬ ‫سياستها نحو بلاد العرب الذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الإقليمية ‪.‬‬ ‫وفى فبراير سنة ‏‪ ١٨٦٢٩‬أرسلت قوة كبيرة من الجند الأوروبيين تحت قيادة الجنرال‬ ‫فاتجهت القوة مباشرة إلى أحباء قبيلة بني بو علي ‪ .‬وقامت‬ ‫اعن‪.‬‬ ‫(ليونيل سميث‬ ‫بأعمال تخريبية‪ ،‬وبتقتيل الأهالي غير المحاربين دون تمييز‪ ،‬ولم ينج من هذه القبيلة إلا‬ ‫من فر‪ ،‬ولم يشترك السيد سعيد في هذه الحملة الانتقامية لأنه كان قد جرح أثناء الحملة‬ ‫الأولى‪ ،‬فكافأه الحاكم بسيف مرصع رمزا للزمالة في القتال على أن قبيلة بني بو علي لم‬ ‫تستأصل تماماً من الوجود‪ .‬انتهى كلامه‪.‬‬ ‫ومن غيره أيضا انهزم السيد سعيد مرارا عن بني بو علي حتى اضطر للاستعانة‬ ‫بالإانجليز لما تكعكع العمانيون عنهث فجاءت قوتهم من ناحية مدينة صور وهزموا هزيمة‬ ‫منكرة عام ‏‪ ١٨٢٠‬م‪ ،‬أربكت هذه الهزيمة الحكومة الإنكليزية في الهند وأذلتها إلى درجة‬ ‫أن أصبح حاكم مسقط يشنع على الإنجليز ويتهمهم بالجبن ‪.‬‬ ‫قال مؤرخ البيت الحاكم في مسقط عن هذه الحملة‪« :‬فلما رأى السيد سعيد حاكم‬ ‫مسقط؛ انفلال شوكة الإنجليز ودقة عزائمهم‪ ،‬وقلة من ثبت معه من قومه أمر جنوده‬ ‫بالمسير إلى مسقط‪ .‬وهذه الهزيمة شتتت أعوان سلطان مسقط‘ وبعثت فيهم الخوف‬ ‫والذل كما أنها أجبرت الإنجليز على الاعتراف بالهزيمة يقول اللفتننت هنري أورمسببي©‬ ‫لدى حكومة الهند عن هذه الهزيمة‪« :‬أبديت دهشة غير ضئيلة في الهند لدى وصول‬ ‫معلومات عن حدوث هذه الكارثة‪ ،‬إن أحداث حروبنا الهندية ليس فيها مثل هذه الكارثة‬ ‫كلا‪ ،‬فلو راجعنا تاريخ الحملات الهندية لوجدنا أن البريطانيين انتصروا في غالب الأحيان‬ ‫على قوات تفوقهم عدداً‪ ،‬أما هنا فقواتنا التي أحضرت للعمل كانت تتساوى تقريباً في‬ ‫العدد مع القبيلة المعادية بالإضافة إلى مساعدات قوات الإمام" ‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫له بحملة أقل ما‬ ‫لا مبرر‬ ‫إلى اعتدائنا الذي‬ ‫«إشارة‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫حملته‬ ‫مرة‬ ‫ويصف‬ ‫قواتهم‬ ‫فوق‬ ‫الحامية بقوة‬ ‫هذه‬ ‫ولقد جاءت‬ ‫| ‪.‬‬ ‫فيها ‪ :‬إنها كانت مؤسمة وغير موفقة!‬ ‫يقال‬ ‫وأدخلوا السلاسل في أفواهها متصلا بعضها‬ ‫الأولى‪ 6‬فوضعوا المدافع صفا تلو الصف©‘‬ ‫سلاحهم إلا المشرفية‬ ‫صفوفاً ‪ .‬وما‬ ‫قابلهم الأمير بجنوده‬ ‫وقد‬ ‫النار عليها‪8‬‬ ‫فأثاروا‬ ‫ببعض ‏‪٨١‬‬ ‫والأسل‪ ،‬فكانت المدافع ترميهم بسلاسلها‪ ،‬فتأخذ ما يقابلها من الصف فيلتحمون‪٥‬‏‬ ‫ويهاجمون نيران المدافع آخذين بالثأر والشرف حتى أفناهم ذلك‪ 0،‬ووهت قوتهم وضعف‬ ‫جمعهم‪ .‬فكان النصر في جانب الإنجليز‪ ،‬ووقع الأمير محمد بن علي أسيرا في يد‬ ‫وشدة‬ ‫بسالته‬ ‫من‬ ‫ولما شاهدت‬ ‫الهند‪،‬‬ ‫إلى أرض‬ ‫فحملوا‬ ‫الإنجليز مع أناس من قومه‬ ‫شكيمته طلبوا أن يكون قائدا في جيشهم لاستحلال بعض أراضي الهند العاصية عليهم‪٨‬‏‬ ‫له‬ ‫ا لى وطنه متى ‏‪ ١‬نتصر في نهضته فأنعموا‬ ‫له في ‏‪ ١‬لرجوع‬ ‫عليهم أن يسمحوا‬ ‫فا شترط‬ ‫جعلان‬ ‫إلى‬ ‫عودته‬ ‫وبعد‬ ‫له بما وعدوه©ؤ‬ ‫النصر حليفه فوفوا‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫حظه‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ‫بذلك ‪.‬‬ ‫له في أثنائها بنو راسب ‪.‬‬ ‫خضعت‬ ‫مهولة‬ ‫حروب‬ ‫له‬ ‫كانت‬ ‫ولما توفي محمد بن علي تولى الإمارة ابن أخه راشد بن سالم بن علي فكان عونا‬ ‫وآزرهم‬ ‫وا فريقيا‬ ‫‏‪ ١‬لبحرين‬ ‫معهم‬ ‫وغزا‬ ‫عضد هم ئ‬ ‫فشد‬ ‫مخا لفاً لسنة آبا ئه‪.‬‬ ‫مسقط‬ ‫لسلا طين‬ ‫على حروبهم العمانية حتى نهض معهم على جماعته بحينه أهالي مدينة صور وفي ذلك‬ ‫يقول شاعر الجنبة ‪:‬‬ ‫عليه‬ ‫وإيش‬ ‫له‬ ‫إيش‬ ‫اللعين‬ ‫راشد‬ ‫والا‬ ‫وقد را وغ بنو بو علي على سلاطين مسقط ما استطاعوا فلم تخضع لهم القبيلة‬ ‫تماماً‪.‬‬ ‫حتى أذن الله بقيام‬ ‫ردحا من الزمن تمشي على ا لأهواء الشيطانية؛‬ ‫بقيت جعلان‬ ‫سالم في‬ ‫بن‬ ‫بها شعائر الإسلام ‪ 6‬وتوفي الأمير راشد‬ ‫وأقام‬ ‫قيس ‪ .‬فغزاها‬ ‫بن‬ ‫عزان‬ ‫الإمام‬ ‫وصارت الإمارة من بعده لأخيه عبد الله بن سالم‪ ،‬وكان في‬ ‫سجن الإمام عزان بمسقط‬ ‫ريعان شبابه‪ ،‬فتلقى كتاباً من الإمام عزان رحمه الله نصه بعد البسملة‪« :‬من إمام المسلمين‬ ‫عزان بن قيس إلى عبيد العنيد إنك عتيت عن المواجهة وتكبرت‪ ،‬فائذن بحرب من الله‬ ‫فكانت‬ ‫مدة يسيرة حتى أصبح يهاجم مسقط‪.‬‬ ‫فكان من هذا الأمير أن لم تمض‬ ‫ورسوله‪،‬‬ ‫‪٤٣‬‬ ‫بينه والإمام معارك أسفرت عن قتل الإمام رحمه الله وكثير من أنصاره‪ ،‬واستحل الأمير‬ ‫‏‪ ١٣٧‬ه‪ .‬وأرسل للسيد تركي بن سعيد‘ وكان غائبا لم‬ ‫عاصمة مسقط ومطرح عام‬ ‫إياها ‪.‬‬ ‫المعركة فقلده‬ ‫يحضر‬ ‫‏‪ ١٣١٢‬ه كان الأمير عبد‬ ‫ولما هاجم الشيخ عبد الله بن صالح الحارثي مسقط عام‬ ‫الله بن سالم رأس المدافعين عن السلطان‘ ولم يزل أمراء بنو بو علي يناصرون سلاطين‬ ‫مسقط في كل موطن إلى أن دخلت مسقط تحت تصرف الإنجليز وعقد على الإمام‬ ‫الخروصي فزارهم الشيخ حمير بن ناصر النبهاني في أواخر شهر ذي القعدة سنة ‏‪١٣٣١‬‬ ‫ه‪ ،‬وطلب منهم الكفاف عن مناصرة سلطان مسقط‪ ،‬حينما كان عزم الإمام مهاجمة‬ ‫مسقط قبل أن يتحقق لديهم معارضة الإنجليز لهم‪ .‬فوعدوه جميلاً‪ ،‬ووفوا بما وعدوه‪6‬‬ ‫وبقوا اثنتي عشرة سنة ما طرقوا باب السلطان‪.‬‬ ‫حروب ومهاجمات وملاحم يشيب لها‬ ‫كانت بين الأمير عبد الله وجيرانه الحسون‬ ‫الوليد‪ ،‬وأشهر هذه الملاحم وقعة خويسة‪ ،‬وهي بلدة صغيرة بجنوب بلاد الحسون‘‬ ‫صارت تاريخا محفوظا لما وقع فيها من القتال وما فقد من الأبطال وأعيان الرجال‪،‬‬ ‫انجلت عن مائة وسبعين قتيلاً من الفريقين بالسلاح الأبيض‘ ويقال‪ :‬أكثر من ذلك سال‬ ‫الدم بالغيل حتى بلغ بلاد بني بو علي‪ ،‬وكان هذا الأمير هو المهاجم ليستأصل جيرانه‪6‬‬ ‫لكنه لم يفز في هذه المعركة إلا بالهزيمة وقتل ذريع في قومه‪ ،‬وما زال يخوض حروبا‬ ‫صعبة{ وله مواقف عرف بها‪ ،‬وما زالت عادته هذه حتى توفي سنة ‏‪ ١٣٢٨‬ه وعمره‬ ‫سنة ‪.‬‬ ‫وعشرون‬ ‫مائة‬ ‫بويع يعد وفاته لابنه علي ين عبد اللهء وشاركه في الحكم ابن أخيه محمد بن ناصر‬ ‫ابن عبد اللهث ثم توفي محمد وبقي الأمير علي منفردا بتدبير حكم بلاده‘ وهو رجل‬ ‫سياسي حر في حركاته وسكناتهء عارف بالمورد والمصدر ساكن الطبع ‪ .‬أما آباؤه فهم‬ ‫إلى طرز البداوة أقرب‘ بل هي عادة العمانيين© وكان يين هذا الأمير وجيرانه الحسون‬ ‫فأمراء جعلان يأملون استئصال‬ ‫حرب قاسية‪ .‬وأكثر قتال أهمل جعلان بالسلاح الأبيض‬ ‫جيرانهم الحسون وخضوعهم لهم‪ ،‬ولكنهم ثبتوا لهم في كل موقف‘ وتكون الحرب‬ ‫سجالا في أحيان‪ ،‬وبقوا كذلك حتى دخلت بلاد الحسون تحت رعاية الإمام الخليلي في‬ ‫عام ‏‪ ١٣٦٣‬ه فكانت بين الإمام الخليلي والأمير علي بن عبد الله معاهدات ووثائق‪ ،‬من‬ ‫‪٤٤‬‬ ‫ضمنها أن يكون الأمير متكفلا بالغاقرية الذين بالمشرقية فهو السائل والمسؤول وبقيت‬ ‫الصداقة والمودة متبادلة بينهما‪ ،‬والمكاتبات متداولة‪ ،‬زار الأمير علي في شبابه الحجاز ©‬ ‫سنة‬ ‫صفر‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫في يوم ثاني عشر‬ ‫وفاته‬ ‫وكانت‬ ‫الرلايات المتحدة©‬ ‫وبعض‬ ‫ومصرا©‬ ‫‏‪ ٦‬ھ‪.‬‬ ‫وولي الإمارة من بعده أخوه الشيخ سالم بن عبد الله بإجماع من رؤساء قومه ثم‬ ‫لم يشكروا سياسته ولا سيرته فطلبوا اعتزاله فاعتزل‪ ،‬ولم تكن إمارته إلا سنة وأشهراء‬ ‫ثم ولي الأمر من بعده خالد بن علي بن عبد الله‪ ،‬ويعاضده ابن نحمه ناصر ابن محمد‬ ‫‏‪ ©١٣٧٦‬فدخل عليهم في ليلة مظلمة‬ ‫بن ناصر بن عبد اللهث وبقيا في الإمارة إلى عام‬ ‫حمد بن خميس بن سعد السنيدي وخادمه‘ ففتك فيهما وعدد من أولادهماث وأصيب‬ ‫بعض نسائهم بجراح‪ ،‬فكانت معركة داخل القلعة‪ ،‬ثم قتل بعد ابن خميس وخادمه‪.‬‬ ‫وخرج أبوه خميس بن سعيد من بلاده إلى بلاد الحسون بعائلته وأولادهء وصحبه بعض‬ ‫إن‬ ‫وتفصيل الحادثة يكون في الجزء الذي يلي هذا ‪ .‬في إمامة الإمام غالب‪©،‬‬ ‫بنى عمه‪8،‬‬ ‫شاء الله ‪.‬‬ ‫وابن عمه صالح بن علي بن عبد الله ‪.‬‬ ‫ثم ولي الأمر خميس بن محمد بن ناصر‬ ‫فار‬ ‫من مقاطعات عمان‘‪ ،‬وتتعلق عليها توابع كثيرة‪ 5‬تنازعها أئمة عمان‪ ،‬وأئمة اليمن‬ ‫القديم‪ ،‬وانتهى بها الحال إلى أن صارت من أملاك عمان‪.‬‬ ‫ومن حاصلات ظفار البان‪ .‬قال الأنطاكي‪« :‬وقيل إنه لا يوجد في الدنيا إلا في‬ ‫جبلهاا وبه بادية كبيرة تعرف خطة جنائه يضربونه بحديدة حتى يسيل لبنه فيتحجر ‪.‬‬ ‫فينزلون عنه ويبقون شهراً‪ ،‬ثم يخرجون إليه فيضربون البشرة الخارجة ويقيمون عشرة‬ ‫يام‪ .‬هذا عملهم‪ ،‬ثم ينزلون إلى بيوتهم فيقيمون عشرة أيام أخرى‪ ،‬ثم يرجعون إلى‬ ‫الجبل فيبقون خمسة أشهر في جنائه‘ ولكل منهم محل محدود يتسلفون من التجار على‬ ‫هذا الجناء‪ ،‬ومحل هذا البان مخصوص بالإبل والغنم‪ ،‬ويطلق عليه اسم (سَذح)‪ ،‬وهي‬ ‫من أعمال ظفار‪ .‬والأمطار بها قليلة في وقت تحجر اللّبانك وحكمة الله اقتضت ذلك ؛‬ ‫لأن المطر يفسد اللبان إذا أصابه قبل أن يتحجر ‪.‬‬ ‫‪٤ ٥‬‬ ‫(أما مرباط) وهي من أعمال ظفار يكون بها اللبان من جهة المطلع© ويكون المطر‬ ‫عليها من جهة القبلة وهو الموسم المعروف عندهم بالخريف‪ ،‬وهذا الموسم لا يتعدى‬ ‫ظفار‪ ،‬وأوله طلوع سهيل فيحصل الدهن البقري في ذلك الفصل وهو الدرجة الثانية من‬ ‫‪.‬‬ ‫الخارج‬ ‫إلى‬ ‫الصادرة‬ ‫البلاد‬ ‫حاصلات‬ ‫ومن حاصلاتها أيضا النارجيل وهو الجوز الهندي‪.‬‬ ‫والسمك الصغير المسمى (قاشع)‪.‬‬ ‫القاشع أكبر منه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫وهو نوع‬ ‫والعمومة ‪-‬‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫الهند ‘‬ ‫بلاد‬ ‫إلى كلومبو من‬ ‫المسمى الكنعد يصدرونه‬ ‫الكبير ‘‬ ‫والسمك‬ ‫أنواع الصيد‪.‬‬ ‫رأس‬ ‫الصويلح إلا من‬ ‫يوجد‬ ‫ولا‬ ‫إلى عدن "©‬ ‫الصويلح يصدر‬ ‫الصيد يسمى‬ ‫ونوع من‬ ‫مرباط إلى رأس توس ‪.‬‬ ‫المائة إلى‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫يملك‬ ‫كثير بحيث‬ ‫شيء‬ ‫الماشية الإبل والبقر والغنم‬ ‫من‬ ‫وبظفار‬ ‫الألف وربما ملك بعضهم الآلاف‘ ولكثرة ماشيتها تجد الجلود فيها كثيرةش ولها تجار‬ ‫يجمعونها ويصدرونها للخارج ‪.‬‬ ‫والرقيق موجود عندهم ويملك بعضهم من الرقيق بقدر خمسين رأساً كلهم أسود‬ ‫اللون‪ ،‬ومنع السلطان سعيد بن تيمور بيعهم حتى في البلاد نفسها‪ ،‬والتجارة لا بأس بها‪6‬‬ ‫إلا أن موسم التصدير ليس بطويل الأمد؛ لأن موسم أمطارها تابع للهند‪ ،‬فمنذ الصيف‬ ‫وهي‬ ‫وعظم الموج ء‬ ‫اضطرابه ئ‬ ‫جهة البحر © لشدة‬ ‫ظفار أحد من‬ ‫لا يقرب‬ ‫إلى الخريف ‪.‬‬ ‫مشهورة بذلك ولها ميناء غير صالح لرسو السفن وأكثر ما ترسو بميناء مرباط‪ ،‬وهي منها‬ ‫بقدر خمسة فراسخ‘ والزراعة منتشرة بها‪ ،‬وتربتها طيبة‪٠‬‏ وحاصلاتها كثيرة‪ ،‬وأكثر ما‬ ‫يزرع بعمان يزرع بها إلى ما شاء الله ‪.‬‬ ‫أما النخل فلا يجود بها؛ لأن الهواء بارد‪ 5‬والأمطار غزيرة‪ .‬فلا تكفيه الحرارة‪،‬‬ ‫غناء ‪.‬‬ ‫فأصبحت جنة‬ ‫بن تيمور‬ ‫سعيد‬ ‫قام بإاصلاحها السلطان‬ ‫وقد‬ ‫‪٤٦‬‬ ‫أهمية عمان الاستراتيجية والزراعية‬ ‫ترتفع أحيانآ حتى تكون شاهقة‪ ،‬وتنخفض تارة‪ ،‬فهي‬ ‫تخترق عمان سلسلة جبال‬ ‫بها كفقرات الصلب‘ وإنها أعلى جبال بلاد العرب كلها‪ ،‬وترتفع عن ساحل البحر©‪ ،‬وفي‬ ‫من داخلية‬ ‫فبين القريب والبعيد تتخللها أودية ومسالك©{©‬ ‫دبا وخورفكان ومسقط وقليات‘‬ ‫ووادي منصضح‘© ووادي العق ©‬ ‫كوادي ضيقة‪ ،‬ووادي طيوى‘ؤ‬ ‫عمان إلى الساحل المعشي“‪،‬‬ ‫ووادي الخوضؤ ووادي الفور‪ ،‬وفي بعض هذه الجبال قرى ومزارع وأنهار لسقي الزرع‬ ‫وبعمان سلاسل من الرمال الجبلية الطويلة ذات الرمل الأحمر وتتألف من رمال‬ ‫مرصوصة رضًا قواك يسهل السفر فوقها على ظهور الإبل‪ ،‬وتحتوي هذه الرمال على عدد‬ ‫من الآبار ذات الماء العذب‘ وتنقلب هذه الرمال إلى مراع ممتازة بعد هطول المطر؛ فإن‬ ‫عائلات البدو تنتجعها فتحط رحالها عند هذه الآبار‪ ،‬فتقيم بها حتى تشبع ماشيتها‪ .‬تتخلل‬ ‫هذه الرمال فجاج تعرف باسم شقاق مفردها شقة تكون هذه الشقق مسالك للتخلص من‬ ‫مشقة الصعود والنزول‪.‬‬ ‫لقد انسخلت عمان عن غيرها من الأقطار المجاورة لها بحكم موقعها الجغرافي‬ ‫فجبالها الشاهقة تنفصل عما جاورها من البلدان بواسطة الصحراء العربيةء حيث يقع الربع‬ ‫الجبهة‬ ‫في‬ ‫هو الحال‬ ‫كما‬ ‫البحر ©‬ ‫بالتدريج نحو‬ ‫عمان‬ ‫تنحدر‬ ‫أن‬ ‫عن‬ ‫وعوضا‬ ‫الخالي ‪6‬‬ ‫الشرقية ترى الساحل في أقصى الجنوب يرتفع إلى حد بعيد‪.‬‬ ‫إقليمها‪ :‬مناسب وترتفع بها الحرارة إذا دخلت الشمس برج الجوزاء‪ .‬ولقد أجمع‬ ‫المؤرخون والجغرافيون أن عمان بلاد حارة حتى قال بعضهم‪ :‬إن حرها محرق أما كونها‬ ‫حارة‪ ،‬فهذا ما لا خلاف فيه‪ ،‬بدليل أن جميع الأشجار التي تتطلب البلاد الحارة تغرس‬ ‫بها فتطيب ‪.‬‬ ‫ولما كانت عمان قسما من بلاد العرب التي وصفوها بأنها حارة جدا في الصيف©‬ ‫باردة جداً في الشتاء‪ .‬أخذت حكمها لكن لا نسلم بأن الحكم عام على جميع عمان‪،‬‬ ‫وهي واسعة الأرجاء‪ ،‬بعيدة ما بين الطرفين© تمتد من حدود حضرموت إلى البحرين‬ ‫‪٤٧‬‬ ‫على بعض‬ ‫‏‪ ١‬لحر يصدق‬ ‫من‬ ‫وفيها ا لسهل وا لجبل وا لساحل ولكل حكمه ‪ .‬وما وصفوه‬ ‫البلاد دون البعض بل إن بعض البلاد ليست حارة أصلا كالجبل الأخضر الذي يكون فيه‬ ‫بل هو ألطف‬ ‫الصيف باردا كالشتاء في غيره‪ ،‬وكذلك جبل الكور حكمه كجبل الأخضر‬ ‫هواء‪ .‬وكذلك يقع في جبل حلوت الذي بجنوب طيوى في شرق مسقط ‪.‬‬ ‫أما عمان الداخلية فلا يبلغ الحر فيها هذا الحد‪ ،‬ويكون الهواء بها جافاً‪ ،‬ويتغير‬ ‫الأمطار‬ ‫تكون‬ ‫وبمدينة ظفار وما يليها حيث‬ ‫الحكم في أطراف عمان من جهة الجنوب‬ ‫الموسمية في الصيف كما هو الحال في بلاد الهند؛ لأنها على سمتها في خط واحد‪.‬‬ ‫أما داخلية عمان‘ فما كان وراء الجبل الأخضر من جهة الشمال تجاه القطب©‬ ‫فأقرب أن يكون حكمه حكم ساحل الباطنة؛ لأن الجبل يحجزه عن الهواء الجنوبي‬ ‫والبحر يمنعه فلا تجد في ذلك الطرف الهواء اللطيف إلا شاذا بعد الساعة السادسة نهارا‬ ‫بمقدار ساعة ونصف ساعة{ وتهب الشمال في أوقات بسموم© فيتغير بسببها كثير من‬ ‫أثمار الأشجار والنخيل ‪.‬‬ ‫يختلف فيه الهواء‪.‬‬ ‫وما وراء الجبل الأخضر من جهة الجنوب‪،‬ؤ‬ ‫أما جعلان فنسيمها عليل ولا يسكن إلا قليلا‪ :‬وبه نداوة‪ .‬ولا تطرقها الشمال الضارة‬ ‫إلا نادرً‪ ،‬وقد أحاطت بها الأشجار الطويلة من الغاف والأثل وغيرهما فهي تغربل الهواء‬ ‫وتنقيه فيخرج طريا نقيا‪.‬‬ ‫وبدية‪ :‬هواؤها أرق من هواء جعلان لعدم النداوة به‪ ،‬والسموم لا تطرقها إلا نادرا‪.‬‬ ‫والصّبا تنشر عليها وقت الصيف نفثات يرتاح لنسيمها الجسم فتبرد لها الأحشاء‪ ،‬وكثيرا ما‬ ‫تطرقها من الساعة العاشرة نهار إلى الساعة الثانية من الليل‪ ،‬وأحيانا تبقى لها الثالثة‪ ،‬ثم‬ ‫قرى متصلة }‬ ‫يسكن ذلك الهواء اللطيف فيبقي برودة غضة ولا برودة الكهرباء‪ ،‬وبدية‪:‬‬ ‫وأقرب أن تكون متشابكة على أرض منبسطة بين رمال متكاثفة‪ .‬مرتفعة‪ ،‬وبعضها مبعثرة‬ ‫بين القرى يحيطها وادي البطحاء‪ ،‬ويهاجم بعض بلدانها أحيانا‪.‬‬ ‫وأرض‬ ‫الجوف‬ ‫وكذلك أرض‬ ‫نهارا ئ‬ ‫معتدل‬ ‫وأكثر الشرقية هواؤها لطيف ليلا‬ ‫السر‪.‬‬ ‫وأما ناحية الجو فأنفذت القسط الأوفر من ذلك ‪.‬‬ ‫‪٤٨‬‬ ‫وشمال عمان على ساحل الخليج فالحر فيها لا يتجاوز مائة وعشر درجات ‪،‬‬ ‫فهواء صور‬ ‫ويندر أن يصل مائة وعشرين درجة‪ ،‬وتختلف الأمكنة بعضها عن بعض‬ ‫يختلف بحيث أن الرياح تطرقها من الجهات الأربع في كل يوم وليلة‪ ،‬وكثيرا ما يكون بها‬ ‫الأازيب الصوري‘‪ ،‬وهو جاف منشف يطرد سموم الحرارة والحشرات ذوات السم‪ ،‬وله‬ ‫وبقربها من جهة القبلة موضع يسمى الزمار‪ ،‬لا تخفق رياحه‬ ‫عواصم في بعض الأحيان‬ ‫في كل وقت وكل ساعة شتا وصيفا‪.‬‬ ‫أما مسقط فهواؤها حار فيه رطوبة ونداوة‪ ،‬وقد ضيقت عليها الجبال المحيطة بها‪،‬‬ ‫فلا يطرقها الهواء الجاف وأكثر هوائها من جهة البحر‪.‬‬ ‫والباطنة مثلها إلا أن الجبال على مسافة بعيدة منها‪٠‬‏ وهي بحبوحة عمان وجنتها‪8‬‬ ‫وتكون وقت الجفاف ججنتها يأوون إليها نتحضنهم‪ ،‬فهي مقصد الوارد والصادر وملجأ‬ ‫الفقير الحائر بها النخل الكثير‪ ،‬والماء الغزير‪ ،‬رائقة البقاع والجهات‘‪ ،‬كثيرة الشجر‬ ‫والجنات‪ ،‬صحيحة الهواء لمجاورة البحر والبيداء‪ ،‬تقع على ساحل الخليج الفارسي‬ ‫عمارات متصلة غير منفصلة في مقدار مائة وخمسين ميلاً‪ ،‬لا يحوطها سور ورأس‬ ‫الخيمة‪ ،‬وأم القيوين©‪ ،‬ودبي‪ ،‬وأبو ظبي‪ ،‬شبه جزائر يحيط بها البحر‪ ،‬ولهذا يكون الحر‬ ‫بها شديدا ليلاً متى ما كان البحر مادً‪ ،‬ولا يتراوح الهواء إلا عند الجزر بخلاف الشارقة‬ ‫التي لا يحيط بها البحر ويأتيها الهواء البري من مطلع العقرب مار على رمال وأشجار‬ ‫فيكون لطيفاً‪ ،‬ولذا اشتهرت بين جاراتها بلطافة الهواء ‪.‬‬ ‫يوجد بعمان المعادن الذهبية والفضية والقصديرية والكبريتية والنحاسية والملحية‬ ‫والمغر والسماد الطبيعي والزيت الذي هو قوام الطائرات والسيارات‪ ،‬وقل أن يكون هناك‬ ‫معدن إلا ويوجد بها‪.‬‬ ‫ذكر الدكتور فيليب جتي في كتابه المسمى‪( :‬تاريخ العرب المطول) أن السومريين‬ ‫استحضروا النحاس (وهو أول المعادن التي اكتشفها الإنسان واستعملها) من مناجمه في‬ ‫عمان ‪.‬‬ ‫استعانت بالرومان‬ ‫وذكر غيره من المؤرخين‪ ،‬أن ملكة على العمانيين تسمى شمسا‬ ‫الانسان ‪.‬‬ ‫استخرجه‬ ‫معدن‬ ‫وهو أول‬ ‫النحاس‬ ‫فاستخرج‬ ‫لعمان‬ ‫مصانع‬ ‫جلب‬ ‫في‬ ‫كانت بعمان صناعات‘ ولكنها في هذا الوقت تأخرت إلى أقصى حد‘ فلا يوجد‬ ‫‏‪٤٩‬‬ ‫نهضة الأعيان ‪ -‬م ‏‪٤‬‬ ‫في‬ ‫فأخذت‬ ‫من المصانع السابقة ئ‬ ‫موجودا‬ ‫من المصانع الجديدة ‏‪ ٠‬إلا ما كان‬ ‫فيها مصانع‬ ‫الخارج ‪.‬‬ ‫إليها من‬ ‫الوارد‬ ‫بواسطة‬ ‫الانحطاط‬ ‫كانت تصنع كل ما تحتاج إليه من أوعية الخشب والفخار‪ ،‬ويقوم كل بلد بما‬ ‫يحتاجه‪ .‬ويصدر منها إلى الخارج نوع من أباريق القهوة المسماة (دلڵه)‪ .‬وكثيرا ما تبنى‬ ‫السفن الشراعية بسواحلها‪ ،‬وقلما تضاف إلى المحركات الأوروبية تتراوح في حمولة‬ ‫عشرين طنا إلى ثلاثين طنا‪.‬‬ ‫أفخر ما‬ ‫وهي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫البشوت‬ ‫بنسيج‬ ‫فالشارقة اختصت‬ ‫النسيج ‪.‬‬ ‫بحسن‬ ‫عمان‬ ‫اشتهرت‬ ‫نسج بعمان‪ ،‬وهذه البشوت تسمى عند أهل الخارج عباءة‪.‬‬ ‫واختصت «أبرا» بنسيج العمايم المخططة الأطراف المسماة سباعية‪ ،‬وبنسيج‬ ‫الأوزرة"‪ .‬على اختلاف أنواعها‪.‬‬ ‫وادي‬ ‫واختص‬ ‫ابهلاا بنسيج المناسيل المتخذة من الصوف المتين‪،‬‬ ‫واختصت‬ ‫سمايل بنسيج الخضرنج‪ ،‬وهو من القطن الأحمر الموجود بعمان خاصة‪ ،‬وكان يصدر‬ ‫كثير من هذه المنسوجات إلى الخارج ‪.‬‬ ‫ولما كثرت منسوجات أوروبا وجلبت إلى عمان‪ ،‬قصرت همة النساجين في عمان©‬ ‫وراجت المنسوجات الأوروبية ‪.‬‬ ‫الزراعة بعمان‬ ‫تربتها طيبةؤ قابلة للغرس والزراعة‪ ،‬وزراعتها نامية جداء لأنها بلاد حارة‪ ،‬وأكثر‬ ‫الاشجار التي تطلب البلاد الحارة تغرس بها فتنمو فتطيب‘ ومن أراضيها القابلة للزراعة‬ ‫الباطنية وهي لو أتيح لها من يعتني بالزراعة لكفت أهل عمان‪ ،‬ومثلها جعلان لو قام‬ ‫أهلها بالزراعة لأاغنتهم بمحاصيلها عن الطلب من الخارج‪ ،‬ومثلها وادي قريات وهو الذي‬ ‫نزله نبي الله سليمان بن داود عليه السلام حسب الروايات وتضعف الزراعة أحيانا في‬ ‫بعض المناطق‪ ،‬لقلة الماء إذا امتنع المطر‪ ،‬وإن كان بها الآبار والأنهارش لكنها لا تكفيها‬ ‫وقت الجدب‘ وقد يشتد بها الغلاء‪ .‬وتضعف البلاد متى حرمت الغيث‪ ©،‬فيتحول أهلها‬ ‫وراء طلب الرزق إلى إفريقيا وعلى طول الخليج الفارسي‪ ،‬ومع ذلك فإنهم يحتمون إلى‬ ‫بلادهم ويسعدون كلما تراءى لهم العودة إليها‪.‬‬ ‫‪٥ ٠‬‬ ‫يغرس بعمان النخل‪ ،‬وأنواعه كثيرة‪ ،‬وأشهر أنواعه المبسلي‪ ،‬وبُسره أصفر اللون ©‬ ‫يؤخذ منه عند نضاجه بمعرفة أهله به فيغلى بالنار‪ ،‬ثم ييبس بالشمس ويدخر زمانا يطلبه‬ ‫الهنود ويعرف عندهم باسم (خارق) (وسلوق)‪ ،‬ومن النخيل نوع تمره أسود اللون يسمى‬ ‫الفرض يحبه الأمريكيون ويطلبونه؛ ومن ذلك نوع آخر بالباطنة يسمى أم السلا يجعلونه‬ ‫تمرا ولا يتجاوز الجوزة‪ ،‬وكل الزراعة بعمان ليست على أصول علمية© ولو أتيح لها‬ ‫عالم بفنون الزراعة لتضاعفت فائدة البلاد‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫حاصلات‬ ‫الصادرة إلى الخارج‪ :‬اللؤلؤ‪ ،‬والتمر‪ ،‬والسر المطبوخ‪ ،‬والليمون‪ ،‬وزراعته في‬ ‫المرتبة تلي زراعة النخل؛ لأنه يدر أرباحا كثيرة تطلبه البصرة وفارس‪ ،‬وهو الدرجة الثانية‬ ‫من الصادرات‘ والرمان والقطن الأبيض والأنبا المسمى المانغاء وهو مما جلبه قيد‬ ‫الأرض لعمان من أرض الهند‪ ،‬وقد أصبحت السيارات متصلة بين الساحل على الخليج‬ ‫الفارسي وبين الباطنة؛ فتقطع تلك المسافة في عشر ساعات‘ فاستعد تجار الساحل‬ ‫لتصديره إلى قطر والبحرين والكويت فصعدت قيمته الان‪.‬‬ ‫ومن جملة الصادرات سائر الفواكه‪ ،‬والسمك بأنواعه‪ ،‬والصدف والمحار وهو‬ ‫الصدف الصغار والعنبر بجميع أنواعه الأبيض والأصفر والبنفسجي‪ ،‬وقد كثر وجوده في‬ ‫ويقدر الصادر من‬ ‫مائتين وسبعين رطلا‪،‬‬ ‫هذه السنين حتى إن القطعة منه تكون بمقدار‬ ‫اللؤلؤ بخمسة عشر مليوناًء ويصدر من السمك نوع يسمى الكنعد إلى (كلومبو) من أرض‬ ‫الهند (والريش)‪ ،‬وهو ما يوجد على ظهر الجرجرر المعروف عندهم بالآذاني‪ ،‬يصدر إلى‬ ‫أرض الجابان‪( ،‬واللخم) وهو نوع من الصيد يصدر إلى إفريقياء هذه الحاصلات الرئيسية‬ ‫بعمان‪٢‬‏ والتي تصدر إلى الخارج ‪.‬‬ ‫ومن الفواكه الموجودة بعمان ولا تصدر إلى الخارج‪ :‬العنب‘ والتين© والنارنج©‬ ‫والأترج‪ ،‬والمستعفل‪ ،‬والزيتون‪ ،‬والتفاح‪ ،‬والسفرجل‪ ،‬والخوخ‪ ،‬والمشمش© والبوت‪،‬‬ ‫والجوز واللوز والموز والبيذام المسمى في القديم (جلوز) والبرتقال‪ ،‬وقد‬ ‫والنمت‘‪،‬‬ ‫زرع كثيرا في هذا الوقت وستكون له فضلة تصدر قريباً إلى الخارج والفيفاي وهو مما‬ ‫جلب إلى عمان من إفريقيا والهند وهو في حجم البطيخ بل أشبه شيء به‪ ،‬والبطيخ‬ ‫بأنواعه الاخضر والأصفر والحبحب‪.‬‬ ‫‪٥١‬‬ ‫يزرع بها الحمص‪ ،‬والباقلا‪ ،‬واللوبيا‪ ،‬والفاصوليا وهو الغرغر© والماش ©‬ ‫والسمسم‪ ،‬والخردل والفلفل‪ ،‬والكزبرة‪ ،‬والبصل‪ ،‬والثوم والفجل‪.‬‬ ‫والجزر بأنواعه‪ ،‬والقرج بنوعيه‪:‬‬ ‫ويوجد بها من الخضراوات‪ :‬الباذنجان‪ ،‬والبطاطا‬ ‫والمخروط ‪.‬‬ ‫المدحرج ‪8‬‬ ‫ويسمونه‬ ‫والفل‬ ‫والياسمين ‪6‬‬ ‫والورد ‏‪٠‬‬ ‫وهو بالجبل خاصة{©‬ ‫الزعفران‬ ‫الرياحين ‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫والرياحين ‪.‬‬ ‫سائر العطور‬ ‫والريحان ‪ .‬وكثير من‬ ‫الرازقيا \‬ ‫وبلاد عمان تنقسم إلى سهلية وجبلية‪ .‬ومما يلي الأرض السهلة من جهة الجنوب‬ ‫رمال كثيفة إلى محل الأحقاف‪.‬‬ ‫يقال له أم السميم سباخ مليحة لا يجاوزها إلا من‬ ‫وبهذه الجهة الجنوبية موضع‬ ‫إنقاذه ‏‪٠‬‬ ‫فلا يستطاع‬ ‫ابتلعته وهوى‬ ‫بها‬ ‫وغلط المار‬ ‫تعدى‬ ‫فإذا‬ ‫موضع الطريق منها ‘‬ ‫عرف‬ ‫كثافتها ‪.‬‬ ‫للينها وعدم‬ ‫الخف والظلف بل والانسان‬ ‫ذوات‬ ‫ابتلعت الكثير من‬ ‫وقد‬ ‫وأهل عمان على مذهب إمامهم عبد الله بن أباض رضي الله عنه وهو مذهب‬ ‫أئمتهم الأولين فيقال لهم أباضية وفي عمان من أهل السنة عدد كبير على اختلاف الأئمة‬ ‫في المذاهب ‪.‬‬ ‫‪٥٢‬‬ ‫عمان‬ ‫انقسام حكومة‬ ‫تنقسم حكومة عمان منذ سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف إلى قسمين‪ ،‬فالداخلية‬ ‫عمان الأساسية‪ ،‬وهي اليوم مملكة الإمام الخليلي سالم بن راشد الخروصي وعاصمتها‬ ‫نزوى‪.‬‬ ‫وعمان الساحل هي اليوم مملكة السلطان سعيد بن تيمور وعاصمتها مسقط؛ أما‬ ‫الداخلية فيتمتع أهلها بالاستقلال التام والنفوذ المطلق فلا حق لغيرهم فيه ولا تدخل‬ ‫لحكومة أجنبية في شؤونه‪.‬‬ ‫نظام الحكم في الداخل الشريعة المحمدية‪ ،‬يسير إمامهم بسيرة الخلفاء الراشدين‬ ‫المهديين© ينظر أهل الحل والعقد من رجالها العلماء‪ .‬وقت استطاعتهم للظهور فيختارون‬ ‫من تتوافر فيه الكفاية والشروط المطلوبة ليبايعوه على طاعة الله وطاعة رسوله محمد مينة‪.‬‬ ‫غير ناظرين في ذلك إلى بيت أو قبيلة‪ ،‬بل إلى ما‪ :‬في الشخص من الروح والمقدرة‬ ‫والكفاية‪ .‬والقصد من ذلك توجيه الأمة إلى الصلاح وإبعادهم من الشر‪ ،‬والسير فيهم‬ ‫بأوامر دينهم‪ ،‬ويستندون في ذلك إلى قاعدة وضعها القرأن الكريم‪« :‬إن أكرمكم عند الله‬ ‫أتقاكم"‪ .‬فإن قام بالشروط‪ ،‬وسار على النهج‪ ،‬ولم يخالف العلماء‪ .‬ولم يرتكب محظورا‬ ‫وقدموا غيره‪6‬‬ ‫وتعدى ‏‪ ١،‬خلع ورفض‬ ‫عندهم ‪ .‬وإن خالف‬ ‫فعليهم طاعته وكان وليا مقدسا‬ ‫ولا يقبلون ولاية عهد يجعلها الأول لابنه وأخيه؛ إذ ليس المسلمون قطيع غنم فيورث‪،‬‬ ‫إنما عملهم وأسلوبهم على وفق الصدر الأول من الإسلام‪ ،‬وهو الدستور الإسلامي منذ‬ ‫فجر التاريخ‪ ،‬وهو نظام الإمامة المعهود في الشريعة الإسلامية الموجود يكتب الفقه ولا‬ ‫يبغون به بديلا‪.‬‬ ‫ومجلسها يتألف من كبار رجال العلماء وعظماء الدولةء ومتى حدث طارق بهم‪٥‬‏‬ ‫اجتمع معهم الزعماء والرؤساء من المقاطعات ‪.‬‬ ‫النظام الإداري تابع له سواء كان الأمر سياسياً أو ماليا‪ .‬كجباية الخراج‪ ،‬والجندية‪.‬‬ ‫والقضاة‪.‬‬ ‫والعمال‪5،‬‬ ‫والشرطة‬ ‫‪٥٣‬‬ ‫نظام الجندية‪ :‬الشعب كله جند حربي بطبعه‘‪ ،‬لا يبلغ الفرد منهم الحلم حتى يكون‬ ‫قد اتقن عن أبيه العمل بالسلاح لما كانوا عليه قبل ظهور الإمامة من الفتن والسعايات©‬ ‫فصار مألوفا عندهم حمل السلاح‪ ،‬ويعد ناقصاً من أهمل حمله في كل ساعة‪ ،‬اللهم إلا‬ ‫شيخ علم أو أعمى أو عاجز على أن شيخ العلم يحمله عند الحاجة بلا مراجعة‪.‬‬ ‫يلقب حاكمهم بإمام المسلمين‪.‬‬ ‫أما في إقليم الساحل‪ ،‬حيث تقع سلطنة مسقط‘ فإن نظام الحكم بين الخصوم ما‬ ‫يحكم به القاضي ‪.‬‬ ‫ويتألف مجلس سلطنة مسقط من مستشار إنجليزي‪ ،‬ووزيري داخلية وخارجية ‪.‬‬ ‫ونظام السلطنة في السياسة وضبط المالية‪ ،‬نظام مدني مخالف لنظام الداخلية في‬ ‫عمان وإن كان مذهب القسمين في الديانة واحدا‪.‬‬ ‫والإمام في عمان لا يقبل أخذ الأموال ولا يستحله‪ ،‬إلا من النصاب الذي حده‬ ‫الشارع© فما سقي بالنهر العشر © وما سقي بالزجر نصف العشر ‪ ،‬وليس للإمام دخل سوى‬ ‫الزكاة‪ .‬وعقد الأسواق وغلة بيت المال ‪.‬‬ ‫أما حكومة مسقط فدخلها من الجمارك ‘ ولها دخل آخر على القوانين الجديدة‬ ‫والرسوم المستعملة‪.‬‬ ‫ولم تكن لحكومة الإمام بعمان علاقة بالدول العربية والأجنبية؛ لأن من شأن‬ ‫العمانيين العزلة والانفرادث فهم لا يحبون الاتصال بالعالم الخارجي‪ ،‬خوفاً على استقلال‬ ‫السماح إلى‬ ‫يجر‬ ‫أن‬ ‫مخافة‬ ‫‪.‬‬ ‫سقارة‬ ‫بإنشاء‬ ‫للأجانب‬ ‫يسمحوا‬ ‫ولم‬ ‫بلادهم وتغير طباعهم ‪6‬‬ ‫فتح الباب للدخلاء ‪.‬‬ ‫خضعت عمان في الزمن القديم للخلفاء الراشدين والأئمة الصالحين© منذ ابتداء‬ ‫الدعوة الإسلامية إلى هذا الوقت‪ ،‬وقد يحصل انقلاب فيقوم نظام غير نظام الإمامة‪،‬‬ ‫ولكنه لا يلبث أن تعود الإمامة‪ .‬ويرى ذلك في سلسلة الأئمة الآتية ‪:‬‬ ‫‏‪« :٤ /٣‬إن بلاد عمان‬ ‫ذكر المؤرخ في كتاب عمان! لشركة الزيت الأمريكية ص‬ ‫المعروفة هنا بأنها تضم الجانب الأكبر من السلسلة الطويلة من الجبال التي يطلق عليها‬ ‫اسم الحجر والأراضي الواقعة بين هذه الجبال وبين الربع الخالي‪ ،‬هي من أشد أجزاء‬ ‫‏‪٥٤‬‬ ‫الجزيرة العربية امتناعاً على الرواد ولم يزرها أحد ضوى عدد قليل جدا من الرواد‬ ‫الغربيين‪ ،‬والسياسة الرسمية التي تتبعها حكومة الإمام في تني أهلها عن الاتصال بالعالم‬ ‫الخارجي تعزز هذه العزلة في أرضها‪ ،‬فهذه الحكومة لم تنشىء علاقات سياسية مع أي‬ ‫دولة أجنبية والروابط الاقتصادية التي تربط الإمامة بأقطار خارج حدودها الطبيعية قليلة ‪.‬‬ ‫صاحب السلطة العليا في الإمامة هو الإمام محمد بن عبد الله الخليلي© الذي يقيم‬ ‫في عاصمته نزوى بالقرب من السفح الجنوبي الغربي من الجبل الأخضر‪ .‬والإمام هو في‬ ‫المقام الأول‪ ،‬رجل دين بيد أنك لا تجد حدا فاصلا في نظام الدولة بين شؤون الدين‬ ‫وشؤون الدنيا‪ ،‬وفقا للعرف الإسلامي القديم‪ .‬ا ه كلامه‪.‬‬ ‫‪٥ ٥‬‬ ‫قائدة قي بيان أسماء أئمة عمان‬ ‫الذين ملكوا بالعدل في القرن الثاني‬ ‫من بني الجلند ي بن معولة بن‬ ‫‏‪ ١‬۔ الجلند ي بن مسعود بن جيفر بن جلند ي‪،‬‬ ‫بعمان ‪.‬‬ ‫إمام‬ ‫أول‬ ‫وهو‬ ‫شمس‬ ‫م ۔حمد بن أبي عفان‪ ،‬من اليحمد‪.‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الوارث بن كعب الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ غسان بن عبد الله الخروصي‪.‬‬ ‫أئمة القرن الثالث‬ ‫ة‪.‬‬ ‫د بن‬ ‫و علي‬‫منسبني‬ ‫دن‘‬ ‫يلك ب‬ ‫مالم‬ ‫‏‪٥‬حعبد‬ ‫المهنا بن جيفر اليحمدي الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫‏‪ ٧‬الصلت بن مالك الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ - ٨‬راشد بن النظر اليحمدي الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ عزان بن تميم الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ - ٠‬محمد بن الحسن الخروصي‘ من أهل فشح من أودية الرستاق ‪.‬‬ ‫من أهالي نزوى‪.‬‬ ‫۔ الصُلت بن القاسم الخروصي‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ - ٢‬عزان بن الهزبر المالكي‪ ،‬من كلب اليحمد‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬عب‪ .‬الله ين محمد الحداني‪ ،‬المعروف بأبي سعيد القرمطي‪. ‎‬‬ ‫‪٥٦‬‬ ‫‪ ٤‬۔ثم عقد للصلت بن القاسم الخروصي مرة ثانية‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ الحسن بن سعيد السحتني‪ ،‬النازل نزوى‪ ،‬وهو من بني خروص‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ الحواري بن مطرف الحذاني‪ ،‬النازل نزوى‪‎.‬‬ ‫‪ ٧‬۔ ثم عقد لابن أخيه عمر بن محمد بن مطرف‪‎.‬‬ ‫النازل بسمد نزوى‪‎.‬‬ ‫‪ ٨‬۔ محمد بن يزيد الكندي‪،‬‬ ‫‪ ٩‬۔ الحكم بن الملا البحري‘ النازل سعال من نزوى‪‎.‬‬ ‫أئمة القرن الرابع‪‎‬‬ ‫‪ ٠‬۔ سعيد بن عبد الله بن محمد بن محبوب القرشي‪. ‎‬‬ ‫‪ - ١‬راشد بن الوليد الكندي‪‎.‬‬ ‫أئمة القرن الخامس‪‎‬‬ ‫‪ -‬الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اليحمدي‪‎‬‬ ‫سعيد‬ ‫راشد بن‬ ‫‪٢٢٣‬‬ ‫‏‪ - ٤‬ابنه حفص بن راشد بن سعيد‪.‬‬ ‫‪ - ٥‬راشد بن علي الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٦‬عامر بن راشد بن الوليد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬۔محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الإمام الخليل بن شاذان‬ ‫الخروصي ‪.‬‬ ‫أئمة القرن السادس‬ ‫‏‪ - ٩‬محمد بن أبي غسان الخروصي‘ من أهل منح‪.‬‬ ‫‪٥٧‬‬ ‫‏‪ - ٠‬موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد‪.‬‬ ‫۔ خنبش بن محمد بن هشا م ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫‏‪ ٢٢‬۔ ابنه محمد بن خنبش بن محمد‪.‬‬ ‫أئمة القرن التاسع‬ ‫‏‪ ٣‬۔ الحواري بن مالك‪.‬‬ ‫‏‪ ٣٤‬۔ مالك بن الحواري‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬۔ أبو الحسن بن خميس بن عامر‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬۔ عمر بن الخطاب بن محمد بن أحمد بن الصلت بن مالك الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬۔ محمد بن سليمان بن محمد بن مفرج ‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ عمر الشريف ‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ أحمد بن عمر بن محمد النجي‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ أبو الحسن بن عبد السلام النزوي ‪.‬‬ ‫أئمة القرن العاشر‬ ‫‏‪ ٤١‬۔ محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد الحاضري الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٢‬۔ ابنه بركات بن محمد بن إسماعيل الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ _ ٤٣‬عمر بن القاسم‪.‬‬ ‫‏‪ ٤٤‬عبد الله بن محمد القرن المنحي‪.‬‬ ‫أئمة القرن الحادي عشر‬ ‫‪ ٤٥‬ناصر بن مرشد اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫‪ ٦‬۔ سلطان بن سيف بن مالك اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤٧‬۔ ابنه بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي‪. ‎‬‬ ‫أئمة القرن الثاني عشر‪‎‬‬ ‫‪ ٤٨‬۔ سيف بن سلطان قيد الأرض اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪ -‬ابنه سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪ ٠‬۔ المهنا بن سلطان اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥١‬۔ يعرب بن بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي‪ ،‬وهو ابن الإمام‪‎‬‬ ‫بلعرب‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥٢‬۔ محمد بن ناصر بن عامر بن رمثة بن خميس الغافري‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥٣‬۔ سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي‪ ،‬وهذا الابن‪‎‬‬ ‫الثانى لقيد الأرض‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥٤‬بلعرب بن حمير اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٥‬۔ سلطان بن مرشد اليعربي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦‬۔ أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٧‬۔ ابنه سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي‪. ‎‬‬ ‫أئمة القرن الثالث عشر‪‎‬‬ ‫‪ ٨‬۔ عزان بن قيس بن عزان بن قيس البوسعيدي‪‎.‬‬ ‫أئمة القرن الرابع عشر‪‎‬‬ ‫‪ ٩‬۔ سالم بن راشد بن سليمان الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٠‬۔ محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٦١‬۔ غالب بن علي الهنائي‪. ‎‬‬ ‫‪٥٩‬‬ ‫قائدة في بيان اسماء الأئمة من بني خروص‬ ‫وهم الذين ملكوا عمان بالعدل‬ ‫كان بني خروص بيت الإمامة في عمان‪ ،‬وهم من اليحمد من الأزد وذلك لكثرة‬ ‫الفضل والعلم فيهم‪ ،‬ولذلك يقول شاعر العرب أبو مسلم‪.‬‬ ‫بنو خروص حماة الدين مذ كانوا‬ ‫وأين قوام أمر الناس قابتهم‬ ‫فلهم المحتد العالي والمنصب السامي © وأولهم ‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬۔ محمد بن أبي عفان الخروصي ‪.‬‬ ‫الوارث بن كعب الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ غسان بن عبد الله الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ المهنا بن جيفر اليحمدي الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ ٥‬الصلت بن مالك الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ ٦‬راشد بن النظر الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ ٧‬عزان بن تميم الخروصويها“‪.‬‬ ‫‏‪ ٨‬۔ محمد بن الحسن الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ ٩‬الصلت بن القاسم الخروصي‪.‬‬ ‫‏‪ - ٠‬الحسن بن سعيد السحتني الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ - ١‬الخليل بن شاذان الخروصي‪.‬‬ ‫‏(‪ )١‬يذكر بعض أن خالد بن سعيد الخروصي كان إماما بعد عزان بن تميم ولم تتفق السير عليه‪.‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‏‪ - ٢‬راشد بن سعيد اليحمدي الخروصي‪.‬‬ ‫‪ - ٣‬ابنه حفص بن راشد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٤‬۔راشد بن علي الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ - ٥‬عامر بن راشد بن الوليد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪- ٦‬محمد بن غسان بن عبد الله الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ -٧‬الخليل بن عبد الله بن عمر الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٨‬۔ محمد بن أبي غسان الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٩‬۔ عمر بن الخطاب بن محمد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٠‬۔ محمد بن اسماعيل الخروصي‪.‬‬ ‫‪ - ١‬ابنه بركات بن محمد الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ ٢‬۔ سالم بن راشد بن سليمان الخروصي‪. ‎‬‬ ‫‪ !٣‬۔ محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي الخروصي‪. ‎‬‬ ‫كتبناهم على الترتيب الذي ذكره نور الدين في تحفة الأعيان‪ ،‬فعلى هذا أن أكثر‬ ‫الأئمة بعمان من بني خروصڵؤ فلله ما أيمن نقيبتهم‪ ،‬وأعظم بركتهم على المسلمين ‪.‬‬ ‫وكيف يلحق عين الشمس نكران‬ ‫لا ينكر الناس ما للقوم من قدم‬ ‫وإتقان‬ ‫وهدايا‬ ‫كواكب‬ ‫لحسابهم ومعاليهم ودينه‬ ‫من‬ ‫صار إلى بني عمه‪،‬‬ ‫الله عنهؤ‬ ‫إن الملك بعد الإمام العادل عزان بن قيس رضي‬ ‫آل بو سعيد‘ فلم يقسموا بالسوية‪ ،‬ولم يسيروا بالعدل بين الرعية‪ ،‬فقشا الظلم وكثر‬ ‫الجور‪ ،‬ومرجت عمان‘ؤ وصار أهلها يتقاتلون بالتعصب الباطل‪ ،‬هذا هناوي وهذا غافري‬ ‫بل كل بلدة كانت فرقتين‪ ،‬فكان السلطان يعين كل طائفة على الأخرى‘ فبثوا بينهم‬ ‫الضغائن‪ ،‬وغرسوا بذور الأحقاد‪ ،‬وبذلوا الجهد في الانتقام‪ ،‬والأخذ بالحقد على فطاحل‬ ‫العلماء الساعين في دولة الإمام الشهيد عزان بن قيس فأوثقوا شيخ العلم سعيد بن‬ ‫خلفان الخليلي ودفنوه وابنه محمد حيين‪ ،‬ولم تكن هناك جريمة سوى أنه بالحق لله‬ ‫‪٦١‬‬ ‫قائم‪ .‬وصفدوا العلامة الشيخ حمد بن سليمان اليحمدي بالحديد المثقل أربعة عشر شهرا‬ ‫لا يستطيع النهوض وما أفلته منهم إلا طول الأجل‘ ودسوا السم للعلامة الزاهد الشيخ‬ ‫محمد بن سليم الغاربي في كتاب أرسله السلطان إليه‪ ،‬فلما فتحه طار السم على خيشومه‬ ‫فانتنفخت أوداجه قمات من ذلك رحمه اللهء وذلك لما منعه آل سعد منه فأعيته الحيلة‬ ‫وكانوا ذلك الوقت أهل منعة وحدة‪ 5،‬جاهروا السلطان‪ ،‬فشد عليهم وأغلظ لهم في المقال‬ ‫والفعال فمن بعض كتبه لهم ‪:‬‬ ‫يتسم اتراتقف تصد‬ ‫«من تركي بن سعيد بن سلطان إلى المفسدين في الارض ولا يصلحون كافة‪ ،‬آل‬ ‫سعد يصلكم كتابي هذا‪ ،‬أخمدوا نار الفتن ما ظهر منها وما بطن‪ ،‬وإن لم تتبعوا سُبُل‬ ‫الهدى واتبعتم سبيل الهوى‪ ،‬أقسمت بالذي مكنني رقاب عبادي‪ ،‬وجعلني خليفة في‬ ‫الأرض لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا‬ ‫‏‪ ١٢٩٩‬ه‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫رجب‬ ‫‏‪ ٧‬من‬ ‫ختام‬ ‫والسلام‬ ‫عذاياً» ز‬ ‫أشد‬ ‫(الجواب)‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫أر‬ ‫اكك‬ ‫‪2‬‬ ‫‌‬ ‫جيم‬ ‫_‬ ‫للم‬ ‫بسمر‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫من المعتصمين بالنه ورسوله كافة آل سعد إلى تركي بن سعيد بن سلطان‘‪،‬‬ ‫وإن جعلت نفسك فرعوناً لنكونن لك عصى موسى وانظر الغالب©‬ ‫والله لن نؤمن بك‘‪،‬‬ ‫وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار‪ ،‬والسلام على خير الأنام‪.‬‬ ‫يوم ‏‪ ١٢‬رجب سنة ‏‪ ١٢٩٩‬ه‪.‬‬ ‫من أخبار ا لشيخ المحتسب صا لح بن علي‬ ‫طرف‬ ‫رجب‬ ‫بن‬ ‫سعيد‘ؤ‬ ‫بن‬ ‫راشد‬ ‫بن‬ ‫عيسى ؤ‬ ‫بن‬ ‫صالح‬ ‫عيسى "‪٠‬ؤ‏ بن‬ ‫بن‬ ‫ابن ناصر ©‬ ‫وكان مركزه بسفالة‬ ‫الحارثي‪ ،‬أول من أسس إمارتهم جدهم الخامس عيسى بن راشد‬ ‫أبرا‪ .‬وبعد أن أجرى نهر القابل انتقل إليها فجعلها مركزه الرئيسي‪ ،‬وبقي أبناؤه بها إلى‬ ‫‏‪٦٢‬‬ ‫فهم بها‬ ‫وطنا‬ ‫الله المضيرب‬ ‫بن عبد‬ ‫آل حميد‬ ‫جد‬ ‫بن عيسى‬ ‫‏‪ ١‬لآن ‏‪ ٠‬واتخذ هو وا بنه محمد‬ ‫إلى الآن‪.‬‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫ونشأ بها بعد ما قتل أبوه‬ ‫والف ‘‬ ‫ومائتين‬ ‫خمسين‬ ‫‏‪١٢٥٠‬‬ ‫ولد بالقا بل عام‬ ‫والمزاريع ‪.‬‬ ‫سعيد بن سلطان‬ ‫بين السلطان‬ ‫التي دارت‬ ‫سيوى‬ ‫معركة‬ ‫ناصر في‬ ‫كان هذا الشيخ أحد أقطاب الدولة‪ ،‬الذين دارت عليهم شؤون مملكة الإمام عزان‬ ‫بن قيس وقرينيه في حمل أعباء الخلافة قدوة أهل عمان‪ :‬سعيد بن خلقان الخليلي ‪6‬‬ ‫الشيخ‬ ‫بقي هذا‬ ‫الدولة‬ ‫تلك‬ ‫انقراض‬ ‫وبعد‬ ‫سليم الغاربي ‪4‬‬ ‫بن‬ ‫والعلامة الزاهد محمد‬ ‫ولصلابته وقوة جأشه وإخلاصه‬ ‫محتسباً للمسلمين © حابساً نفسه لجهاد البغاة والجبابرةء‬ ‫كان يقود الجيوش فيهاجم بها سلطنة مسقط في عاصمتهم‪ ،‬وهاجمهم مرارا‪ .‬والوقائع‬ ‫والحروب التي دارت بينهم مشهورة عند العمانيين وأوتي حظا عظيماًث وهيبة صدع بها‬ ‫بن‬ ‫لغرضه السيد سعود‬ ‫وقد رشح‬ ‫الامامة في عمان {©‬ ‫إعادة‬ ‫يحاول‬ ‫وكان‬ ‫المارقين ئ‬ ‫قلوب‬ ‫الإمام عزان بن قيس رضي الله عنهما فلم يكن يفارقه في غزواته رجاء أن ينال فرصة‬ ‫لاخذ البيعة له إذا فتح بعض المعاقل فما قدر الله ‪.‬‬ ‫عصره‪.‬‬ ‫شهد له علماء‬ ‫وقد‬ ‫والحرام ا‬ ‫أعلم أهل زمانه بالحلال‬ ‫كان‬ ‫كان يقظاً حازما متواضعا للحق‪ ،‬سريع الرجوع إليه إذا نوقش‪.‬‬ ‫كان رقيق القلب كثير الرحمة والشفقة على عباد الله معلما لهم‪ ،‬ينفق في سبيل الله‬ ‫وعلى الأرملة والضعفاء واليتامى ‪.‬‬ ‫وقد هاجر إلى زنجبار في أيام السلطان ماجد بن سعيد‘ فكان بينه وبين ماجد‬ ‫فآل الأمر إلى تكعكعه عن موقفه؛ وخرج‬ ‫مهاجمات تعصب فيها للسيد برغش بن سعيد‬ ‫إلى أرض الصومال‘ فأقام في ضيافة حاكمهم سنتين‪ ،‬وقرأ هناك عَلّى أحد العلماء النحو‬ ‫والصرف والمعاني والبيان‪ ،‬ثم رغب في الرجوع إلى زنجبارث فركب سفينة شراعية في‬ ‫جماعة من رؤساء عمان مروا عليه فدخل على السلطان ماجد بدون شفاعة ولا واسطة‬ ‫وألقى نفسه عليه فعفا عنه‪.‬‬ ‫ولا نعلم‬ ‫أجل شيوخه الذين أخذ العلم عنهم‪ :‬العلامة المحقق الخليلي‬ ‫شيوخه‪:‬‬ ‫إلى بلده ئ‬ ‫ورده‬ ‫دروسا ‪.‬‬ ‫فأعطاه‬ ‫الحلم ‪.‬‬ ‫لم يبلغ‬ ‫صبي‬ ‫فإنه هاجر إليه وهو‬ ‫له شيخا غيره ‪.‬‬ ‫‪٦٣‬‬ ‫مع‬ ‫المحقق الخليلي‬ ‫وكانت عادة‬ ‫القابل ولقنه دروسا أخرى ‘‬ ‫ثم رجع اليه في العام‬ ‫التلاميذ الاستخبار‪ ،‬فلما رجع إليه ثالثا قربه إليه لما توسم فيه من الصلاح‪.‬‬ ‫تلاميذه‪ :‬الذين أخذوا العلم عنه‪ ،‬منهم‪ :‬العلامة نور الدين السالمي‪ ،‬والعلامة‬ ‫الكبير أبو مالك عامر بن خميس©‪ ،‬وابنه الأمير عيسى بن صالح ‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪ :‬رسالة سماها‪« :‬علم الرشاد في أحكام الجهادا‪ ،‬أتقن فيها أحكام البغي‬ ‫وما يجازى به فاعله‪ ،‬وله رسائل ومجلد ضخم أجوبة مسائل في الفقه‪ ،‬رتبه شيخنا‬ ‫القاضي أبو الوليد سماه‪« :‬عين المصالح في أجوبة الشيخ صالحا‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢٩٠‬تسعين ومائتين وألف على مسقط‬ ‫غزواته‪ :‬خرج في أواخر ذي القعدة سنة‬ ‫الظفر ‪.‬‬ ‫ولم يقدر‪ .‬النه له‬ ‫سعيد |}‬ ‫الخليلى وابنه محمذ بن‬ ‫ثم خرج ثانية على مسقط‪ :‬بمساعدة السيد عبد العزيز بن سعيد أخي السلطان تركي‬ ‫ولم يتم لهم الفتح‪.‬‬ ‫ثم خرج إلى بلدة سرور من وادي سمائل‪ ،‬لإغاثة الرحبيين وهم قوم من ممممدان‪،‬‬ ‫بغى عليهم جيرانهم بنو جابر‪ ،‬فمكنهم من بلادهم وزدهم إلى أوطانهم ‪.‬‬ ‫ثم خرج في أول سنة ‏‪ ١٣١٢‬اثني عشر وثلثمائة وألف إلى وادي دما‪ ،‬وهو واد‬ ‫الله عليهم ‪.‬‬ ‫فأظهره‬ ‫وطلب منهم الإذعان للحق فكابروه‬ ‫لبني شهيم ا قد أظهر أهله البغي ئ‬ ‫‏‪ ١٣١٢‬اثني عشر وثلاثمائة وألف© وعليها‬ ‫ثم خرج إلى مسقط مرة ثالثة سنة‬ ‫السلطان فيصل بن تركي‪ ،‬وهي الواقعة التي هاجمه فيها الأمير الشاب عبد الله بن صالح‬ ‫قبل وصول أبيه‪ ،‬ولم يقدر الله تمام هذا الأمر كله في كل الغزوات لقبول رؤساء القبائل‬ ‫الرشا وخذلانهم له‪.‬‬ ‫ثم خرج إلى اللجيلة‪ .‬وهي مركز بني جابر‪ ،‬وكان أهلها في ذلك الوقت أنصار‬ ‫أول‬ ‫فى‬ ‫فحمل عليهم بجيشه‬ ‫لمسقط“{©‬ ‫في مهاجمته‬ ‫عليه‬ ‫أشد نكاية‬ ‫وكانوا‬ ‫السلطا ن‪0،‬‬ ‫‏‪ 0١٣١٤‬فأصيب رحمه الله برمية في‬ ‫النهار من اليوم السادس من شهر ربيع الأول سنة‬ ‫فخذه اليسرى عند أول الحملة‪ ،‬فبقي جريحا إلى قرب العصر من ذلك اليوم‪ ،‬فهاجرت‬ ‫أعيانهم‬ ‫بدخول بلادهم ‪ .‬وحمل‬ ‫روحه الكريمة إلى ربها بعد ما أقر الله عينه في خصمه‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫على الأصفاد وأمر ابنه الشيخ عيسى بحمل والده الشهيد فدفن رحمه الله بشرجة‬ ‫فرثاه الشعراء‪ ،‬ولسيدي نور الدين فيه مراث حسان ‪.‬‬ ‫الإبراهيمية من علاية سمايل‬ ‫وكان له أولاد أربعة‪ :‬كلهم سادة أنجاب‪ ،‬أكبرهم الأمير عيسى بن صالح‘© وكان‬ ‫أكملهم عقلا ونجابة وعلماء الثاني ذلك الزعيم الباسل عبد الله بن صالح وقد نبغ في‬ ‫حياة والده واشتهر بين أهل عصره‘ وقد توفي قبيل أبيه في ضحى اليوم السابع من ذي‬ ‫اثني عشر وثلاثمائة وألف ‪ .‬بعد رجوعه من غزوته لمسقط©‪ ،‬وهي‬ ‫‏‪١ ٦‬‬ ‫الحجة عام‬ ‫الغزوة التي زلزل بها عاصمة السلطان‪ ،‬وكاد أن ينصدع لها عرش المملكة البوسعيدية‬ ‫وعمره عشرون سنة يوم وفاته‪.‬‬ ‫من أبنائه الشيخ أحمد بن صالح ‪ .‬وكان سيدا مَهيباً‪ ،‬معينا لوالده في‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫حياته‪ .‬متحلياً بجميل الذكر في تصرفاته‪ .‬وكانت وفاته في اليوم الثاني من شهر المحرم‬ ‫‏‪ ١٣٢٢‬اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف وعمره خمس وعشرون سنة‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫الرابع‪ :‬الشيخ الوجيه علي بن صالح‘ فريد الطلعة‪ ،‬ميمون النقيبة‪ ،‬له القذح‬ ‫المعلى في سياسة الدولة أيام الإمام العدل سالم بن راشد الخروصي‘ ومن أجل‬ ‫المعاضدين له‪ ،‬وكان في مقدمة بعوث الإمام وسراياه‪،‬ء أصيب اللإسلام بموته يوم خامس‬ ‫من شهر شعبان عند طلوع الشمس عام ‏‪ ١٣٣٧‬سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف‪ ،‬وكان عمره‬ ‫خمسا وثلاثين سنة‪.‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪ -‬م‪‎‬‬ ‫نهضة‪ ١ ‎‬لأعيا ن‬ ‫إمارة الشيخ الأمير عيسى بن صالح رحمه الله‬ ‫قام الأمير عيسى بعبء الإمارة بعد أبيه الشهيد‪ ،‬وسار في الناس سيرة أبيه الرضي‪،‬‬ ‫وبدأ عهده بتخييب أمل السلطان فيصل في استغلال فرصة وفاة صالح‪ ،‬فهاجمه في وادي‬ ‫وأجرى‬ ‫وسالمه ‘‬ ‫به وأكرمه‬ ‫تلطف‬ ‫السلطان‬ ‫ثم إن‬ ‫شر هزيمة ذ‬ ‫وهزمه‬ ‫بنى رواحة الغربي ا‬ ‫له راتبا شهرياًء فكانت أيامه أيام سكون واستراحة وكان وجيهاً عند الناس لحسن‬ ‫سيرته‪ ،‬مقبولا عند الخاص والعامث سخي النفس‪ ،‬جوادا‪ ،‬كريماً مشهورا بالفضل يؤمه‬ ‫المسلمين ‪ .‬وحثهم على ا لاجتماع ‪ 4‬وخرج‬ ‫المسترشد والمستنجد والمسترفد ‪ .‬جمع شعث‬ ‫فإنه عرف قدر الإمامة‪،‬‬ ‫بهم إلى نزوى لمبايعة الإمام الخليلي بعد وفاة الإمام الخروصي‬ ‫واستطاع إخضاع معانديه وإرهاقهم بقهرها بعد أن كان يحاذر من الدخول فيها‪.‬‬ ‫جديدا‬ ‫أقا م لنفسه حسبا‬ ‫قديم‬ ‫ذ و حسمت‬ ‫فخير النا س‬ ‫تقيم له مكارمه الشهودا‬ ‫تراه إذا ادعى في الناس فخراً‬ ‫كان يقول الحق لا يحترم الشريف أو العظيم إذا حاد عنه‪ ،‬يرد الباطل في وجه‬ ‫سائله ‪.‬‬ ‫وغلط ‏‪ ١‬لمفتي بحضرة‬ ‫قائله ©‬ ‫كان ملازما للاعتكاف حتى توفي ‪.‬‬ ‫كان كريماً مضيافاً‪ ،‬لا يفقد بساطة الضيف‘ يقدم له على حسب مراتبه‪ ،‬ويوسعه‬ ‫يتكلف فوق الطاقة‪ ،‬ويبذل فوق الوسع‪ ،‬ومع حصر يده لم يكن في‬ ‫إجلالاً واحترام‬ ‫أيامه بعمان من يطعم الضيف خيرا من طعامه‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪ :‬منها الرد العزيز على أحكام الدريزش ومنها رسالة في منع الإسقاط‬ ‫وبين‬ ‫‏‪ ١‬لحجريين‬ ‫رسا لة في أ لرد على ‏‪ ١‬لا ما م ا لخليلي فيما حكم به بين‬ ‫با لجوا ئح ‪ .‬ومنها‬ ‫ا لفنون ‪.‬‬ ‫مختلف‬ ‫مسائل في‬ ‫أجوبة‬ ‫يحوي‬ ‫ضخم‬ ‫مجلد‬ ‫وله‬ ‫را سميا‪.‬‬ ‫ولادته‪ :‬ولد في أول الفجر من يوم الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة سنة‬ ‫النحو‬ ‫علوم‬ ‫مبادىء‬ ‫في حجر أبيه صالح ‏‪ ٤‬وأخذ‬ ‫ونشأ‬ ‫وألف ‘‬ ‫ومائتين‬ ‫‏‪ ١٩٠‬تسعين‬ ‫‪٦٦‬‬ ‫التعليم له ودرس‬ ‫على‬ ‫وأكب‬ ‫الهنائي ذ‬ ‫خميس بن حويسن‬ ‫الشيخ‬ ‫عن‬ ‫والمعاني والبيان‬ ‫على أبيه الصالح ثم على نور الدين السالمي ‪.‬‬ ‫وفاته‪ :‬توفي ضحى اليوم السابع من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة‬ ‫وألف‪ .‬وكان سبب وفاته وعكة أصابته بحمى يوم حادي أول ربيع الآخر من السنة‬ ‫المذكورة ببلد الظاهر حيث ظل مريضا حتى ثقل‪ ،‬ثم حمل على الاكتاف إلى بلدة‬ ‫القابل وبها توفي ولم يزل يحوط المسلمين بغيرته وصلابته‪.‬‬ ‫اعتراضه الأول‪:‬‬ ‫وكانت له آراء تخالف الجمهور‪ .‬فمن ذلك لما حكم العلامة عامر بن خميس‬ ‫‏‪ ١٣٣٣‬باستغراق أموال الشيخ‬ ‫المالكي في عصره الإمام سالم بن راشد الخروصي عام‬ ‫راشد بن عزيز وإدخالها في بيت المال عكر عليه الشيخ عيسى وأخذ يشنع عليه في كثير‬ ‫من رسائله له‪ ،‬وأغلظ له المقال لما اجتمع يه في فلج مسعود حتى قال له‪ :‬لقد سبقت‬ ‫لك منزلة عندنا ولا ينبغي أن تحولها‪ ،‬وامتنع من الأكل من غلة هذه الأموال‪ ،‬فوقع في‬ ‫وانبثق أصحاب المقالات وأطلقوا ألسنتهم بالطعن على الدولة ©‬ ‫قلب بعضهم ريب وشكؤڵ‬ ‫لكن العلامة المالكي لم يقف موقف المتقهقر‪ .‬كشف النقاب‘ ورفع الحجاب ‘‪ ،‬فكتب‬ ‫أرجوزة طويلة سماها غاية التحقيق في أحكام التغريق‪ ،‬بسط فيها كل البسط وبين الحق‬ ‫فيما رآه وجمع الأدلة وحقق ودقق‪.‬‬ ‫اعتراضه الثاني ‪:‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٦٣‬كانت جوائح سماوية أفسدت الثمارش وكان من رأي الإمام الخليلي‬ ‫رضي الله عنه الإسقاط بالجوائح السماوية إذا بيعت الثمرة بعد الدراك‪ ،‬عملا بحديث رواه‬ ‫مسلم‪ :‬أمره ية بوضع الجوائح فعمل برأيه هذا في نزوى‪ .‬وكتب لعماله بذلك فاعترض‬ ‫الشيخ عيسى‬ ‫وكتب رسالة تحامل فيها على القاضي منصور الفارسي ولكن الإمام بقي‬ ‫على رأيه ولم ير الرجوع عنه‪.‬‬ ‫اعتراضه الثالث ‪:‬‬ ‫كانت حروب قديمة بين الحجريين وبني راسب‘ وقع فيها سلب ونهب وسفك‬ ‫دماء‪ ،‬فألزمهم الإمام الحضور للفصل بينهم© وقطع شأفة الجنايات الشيطانيةث فاجتمعوا‬ ‫‪٦٧‬‬ ‫بين يديه بالمنترب من بدية‪ ،‬فتكلم كل بدعواه‪ .‬وبعد أن فهم ما عندهم فصل الحكم‬ ‫بينهم قائلا‪ :‬إن ما كان قبل اليوم من قتل وسلب ونهب فهو هدر لاستحلالهم ذلك من‬ ‫بعضهم بعضا‪ ،‬أخذا بما حكم به الإمام علي يوم الجمل‪ .‬ومن تعدى بعد اليوم نؤاخذه‬ ‫بتعديه‪ .‬وأعلن ذلك الفصل بمحضر من الخصمين‘ واستثنى قائلا‪ :‬إلا إن كان الشيخ‬ ‫عيسى يرى غير ذلك فليقل والشيخ حاضر بجنبه‪ .‬أجاب الشيخ‪ :‬لا نرى غير ذلك‬ ‫والقول قولك فسجلت بينهم الوثائق‪ ،‬وانفض المجلس وانتهت المشكلةث ورجع كل إلى‬ ‫بلاده‪.‬‬ ‫وطلب منه‬ ‫للإمام ‪ .‬أنه لم ير لذلك الحكم وجها ‘‬ ‫الشيخ‬ ‫ذلك بأيام كتب‬ ‫بعد‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫الرجوع‬ ‫أجاب الإمام‪ :‬إنه لم يتبين لي باطله ولا يجوز الرجوع عن الحق‪.‬‬ ‫فنشأ من ذلك خلاف عريض‘ تعصب بعض القضاة للإمام كالرقيشي والخروصي‬ ‫وسفيان‪ ،‬وبعضهم للشيخ كالأغبري وسالم الحارثي© وكثرت الرسائل والأجوبة والأدلة ©‬ ‫وكادت أن ترجع الحرب ضروسا بين الخصمين لولا لطف الله‪.‬‬ ‫وكتبت المسألة بخط الإمام‪ .‬وأرسل بها القاضي سفيان بن محمد إلى علماء الحرم‬ ‫بمكة المشرفة ‪.‬‬ ‫فكان من جوابهم عليها‪ ،‬أن هذا السائل أعظم من أن يعترض عليه‪ ،‬آخر جواب‬ ‫لم أر‬ ‫ما‬ ‫عنه‬ ‫الرجوع‬ ‫لي‬ ‫ولا يجوز‬ ‫أنه حى"‪٨‬‏‬ ‫وعندي‬ ‫رأيته ‪6‬‬ ‫أن ذلك رأي‬ ‫من الإمام‬ ‫صدر‬ ‫باطله‪ .‬وإن كان الشيخ يرى أن ذلك باطل فليرده‘ ولا يحل له السكوت على الباطل ©‬ ‫لئلا تكون فتنة بين العلماء وأنا سببها‪ ،‬فبقيت الأمور على حالها معلقة‬ ‫ولا معارضة مني‬ ‫وكلا الخصمين قابل لقول الإمام‪ :‬مُصِر على قبول حكمه والتمسك به‪ ،‬عاضْ عليه‬ ‫السنين‬ ‫طوال‬ ‫المكروه‬ ‫ولما كابدوه فيها من‬ ‫نقضه قرارا من الفتنة‪.‬‬ ‫ولا يجب‬ ‫بتواجذه‪.‬‬ ‫الماضية‪ ،‬وببركة الإمام لم يكن في الحكم نقض من الطرفين إلى الآن‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٦٤‬حدث تنافس بين الأميرين ‪ :‬عيسى بن صالح الحارثي© وعلي بن‬ ‫عبد الله آل حمودة‪ .‬سببه قبيلة الهشم‪ ،‬فإنهم ضجروا من رئاسة أميرهم العلوي‪ ،‬وأحبوا‬ ‫الاستبدال به ‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬ ‫ترددت رسائل الهشم ورسلهم إلى الإمامث يطلبونه والي على بلادهم الكامل وما‬ ‫اشتمل عليها‪ ،‬وأكثر رسائلهم على يد سالم بن الشيخ اليحمدي ‪.‬‬ ‫فلم ير الإمام إسعافهم في ذلك الأوان ‪ .‬لما يعلمه من غدرهم‪ ،‬ولما يحاذره من‬ ‫مكرهم؛ لأنهم أبناء الذيب‘ كذا يطلق عليهم عند العمانيين‪ ،‬لكونهم لا يصيرون على‬ ‫طعام واحد فهو يحاذر الفتنة‪ ،‬ويراعي الذمة السابقة بينه والأمير العلوي؛ إذ من الشروط‬ ‫فيها أن مرجع غافرية الشرقية إليه‘ وإنه المسؤول عنهم فيما يحدثونه والهشم كانوا من‬ ‫حزبه‪ ،‬آيس الهشم من قبول الإمام لهم واستماعه لقولهم‪ ،‬وعرفوا أن أميرهم العلوي تنكر‬ ‫فأرسلوا‬ ‫عليهم بهذه المخابرة وحاذروا انتقامه منهم فرجعوا في تدبير خطة أخرى‘‪،‬‬ ‫واردهم سالم اليحمدي إلى الشيخ عيسى فقبل قولهم ورحب بهم‪ ،‬ورسم لهم الخطة في‬ ‫قهر بلادهم‪ ،‬فارسل ابنه محمد بن عيسى وابن أخيه صالح بن أحمد لمناصرتهم‪ ،‬فنزلوا‬ ‫بالمنترب من بدية‪ ،‬فكانت بينهم وبعض أصدقائهم منافسة وعدم قبول© لما عزموا عليه‬ ‫وجاءوا به فجاهروهم‪ ،‬ولما يثن المشايخ الهرير والهدير عن تصميمهم‪ ،‬فدخلوا الكامل‬ ‫واستولوا عليها‪ ،‬فكانت مزاحمة جيوش بين الطرفين إذ كان جيش العلوي (بالوافي‬ ‫والجديد) يقوده ابنه خالد بن علي‪ .‬وخرج جماعة من أعيان جنبة صور لتسديد الأمر‬ ‫والصلح بينهم‪ ،‬ولكن الواقع الموجب للكفاف عن الشر تحامل سلطان مسقط على الأمير‬ ‫العلوي ‪.‬‬ ‫في أثناء ذلك وصلت دعوة من سلطان مسقط سعيد بن تيمور للاميرين‪ :‬عيسى‬ ‫وعلي بالوصول اليه‪ ،‬وكان عيسى بالقابل‪ ،‬وعلي بصور وابناؤهم في الرباط‪ ،‬فسارعا‬ ‫إلى إجابته فأصلح أمرهما وتسلم الكامل وأردفها وادي بني خالد وكان الوادي تبعاً‬ ‫للهشم‪ ،‬ثم كان ولاة الإمام الخليلي عليه‪ ،‬ثم تركوه فكان عمال العلوي عليه‪ ،‬ثم أرسل‬ ‫الشيخ عيسى أبناءه المذكورين فأاخرجوا خدم الأمير العلوي منه‪ ،‬وجعلوا فيه علماً للإمام‬ ‫وعاملا من قبله‪.‬‬ ‫فأرسل‬ ‫وبالجملة فإن السلطان تسلم الوادي والكامل لقمة هنية سائغة من غير تعب‘‪،‬‬ ‫عماله لقبض المراكز بعد ما كان علم الإمامة على الوادي أصبح العلم السلطاني عليها‬ ‫وعلى الكامل وتوابعهن‪ ،‬ولم يكن لحكومة مسقط علم في داخلية عمان قبل هذا العلم‪6‬‬ ‫لا وقت الإمامة القديمة ولا لسلطنة مسقط‪ .‬بمثل هذه تطورت الأمور وطمع فينا السلطان‬ ‫سعيد بن تيمور‬ ‫‪٦٩‬‬ ‫خروج الشيخ عيسى إلى مسقط‬ ‫كان الشيخ عيسى يرى أن له من الحق في النظر لصالح إلإمامة ما ليس للعمانيين ©‬ ‫أن يكون قوله مقدما على أقوال‬ ‫وأنه أطول نظرا \ وأعلى كعباً ‘ وأغزر علماً ؛ فهو يحب‬ ‫‏‪ ١‬لأريحية ئ‬ ‫فيه من‬ ‫ولما‬ ‫المزية ‪.‬‬ ‫لنفسه من‬ ‫يراه‬ ‫نافذاً على الرؤساء ‪ .‬لما‬ ‫وأمره‬ ‫العلماء‬ ‫فيه المراجعة ئ‬ ‫لا تكون‬ ‫شيئا على يده © أو أتم أمرا بأن‬ ‫أن من تعلق به } أو طلب‬ ‫ويهوى‬ ‫ولا يرضى إلا إتمامه والتوفير لما دخل فيه‪.‬‬ ‫موفقاً‬ ‫عيسى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫وأنه لا يلزم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ذلك‬ ‫ونفوذهم من‬ ‫أزفة العمانيين‬ ‫يرى‬ ‫والإمام‬ ‫مسدداً في أقواله وأعماله إنما العصمة للأنبياء ‪.‬‬ ‫كان من رأي الشيخ عيسى أن يقطع مطامع العمانيين من جهة السلطان‪ ،‬وأن يكون‬ ‫فتبادل الرسل مع السلطان سعيد بن تيمور ©‬ ‫الحاجز بينهم‪ ،.‬وليكون نفوذه على الكل‬ ‫وكان رسوله حمد بن سليمان الحارثي من بني عمه وابن أخته‪ ،‬وقد منحه السلطان لقب‬ ‫(المخلص) في جميع رسائله ‪.‬‬ ‫خرج الشيخ عيسى أول مرة إلى مسقط في شهر شعبان من سنة ‏‪ 0١٣٥٢‬على طريق‬ ‫قريات بواسطة السيد سعود بن علي بن بدر البوسعيدي لمقابلة السلطان سعيد بن تيمور ©‬ ‫وما كان السلطان يطمع في وصوله إليه ولا يتحقق ذلك حتى وافاه‪ ،‬فأكرم نزله وأعلى‬ ‫فتنكروا‬ ‫منزلهك فرجع بجوائز وافرة واحترام كامل‪ ،‬فشجا ذلك رؤساء عمان وغاظهم‪،‬‬ ‫وأن في فتحه خللا عليكم‪ ،‬أجاب الإمام‪ :‬إنا لا‬ ‫للإمام‪ ،‬وعاتبوه بأن هذا باب قد سد‬ ‫نتهم عيسى‘ فربما أنه يعمل لمصلحة الكل© فلم يقنعهم جوابه"‪ .‬هنالك عملت الأيدي‬ ‫الباطلة والألسن الفاسدة فحركت الساكن‪ ،‬فأخذ الرؤساء يتسللون ‪.‬‬ ‫وجاهر الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري فوفد إلى السلطان مراراًث فأحسن‬ ‫على صحار ‪.‬‬ ‫واستقضاه‬ ‫له الجوائز‬ ‫ا لإمام على ذلك ‏‪ ٠‬وطولب إبراهيم‬ ‫الشيخ عيسى على منعه‘‪ ،‬وحرض‬ ‫حرص‬ ‫معاودة ‪.‬‬ ‫وطول‬ ‫أخذ ورد‬ ‫وبعد‬ ‫إلى السلطان ا‬ ‫الخروج‬ ‫بالتأخير عن‬ ‫رئيسا فعلى قومه ونحن ‪7‬‬ ‫لعيسى ومنع ‪ .‬فإن كان‬ ‫يؤذن‬ ‫‏‪ ١‬برا هيم ‪ :‬لم‬ ‫أجا ب‬ ‫رؤساء على قومنا‪ ،‬وإن كان عالماً فعندنا من العلم ما يحجزنا عن التهور‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪٧ ٠‬‬ ‫مناصراً فالسبق لنا في المناصرة وهذا حالنا لم يزل ولا يزال‪ ،‬وكيف نتهم مع العلم بنا‬ ‫ليس هذا من الإنصاف في شيء‪.‬‬ ‫فى المواقف الحرجة©‬ ‫بقي إبراهيم قاضيا للسلطان على صحار ثم بعد ذلك تبعه القضاة فسارع منهم‬ ‫ب؛ن‬ ‫وسيف‬ ‫‪6‬‬ ‫بصور‬ ‫القضاء‬ ‫السيابي تقلد‬ ‫جميل‬ ‫بن‬ ‫خلقان‬ ‫المشايخ‬ ‫أعيانهم‬ ‫ومن‬ ‫جماعة ‪6‬‬ ‫ا لخرورصي تكغل‬ ‫محمد‬ ‫الله بن‬ ‫وعبد‬ ‫بمحكمة مسقط )‬ ‫أصبح رئيس القضاة‬ ‫ا لاغبري‬ ‫حمد‬ ‫بمسقط ‏‪٠‬‬ ‫التد ريس‬ ‫عبيد تقلد‬ ‫بن‬ ‫وحمد‬ ‫ظفا رك‬ ‫بن أحمد تولى قضاء‬ ‫وسعيد‬ ‫بقضا ء مطرح )‬ ‫وغيرهم من الطبقة الثانية كثير ‪.‬‬ ‫ولما عنفوا أجاب بعضهم‪ :‬إن السلطان محتاج إلى القضاة الشرعيين© فنحن إلى‬ ‫القيام بالواجب الديني نسارع وقد فتح عيسى باب الدخول على السلطان فلأي شيء ئُمنع‬ ‫ولا يمنع ۔‬ ‫ثم قامت دعاة السلطان تمد حبائل الطمع إلى الشيخ سليمان بن حمير النبهاني ‪6‬‬ ‫فاستنفروه واستفزوه‪ ،‬فاستأذن سليمان الإمام في الاتصال بالسلطان فمنعه فى بادىء‬ ‫الأمر‪ ،‬فامتثل على شرط أن يمتنع مشايخ عمان‘ وإلا فلا يمكن أن نمنع ويؤذن لغيرنا‪.‬‬ ‫ويأكل غيرنا ونحن جياع‪ ،‬ويصانع غيرنا على بلاده وجماعته ولا نصانع يعني بذلك‬ ‫عيسى ‪.‬‬ ‫وانتشرت كتب وزير الداخلية أحمد بن إبراهيم إلى أعيان عمان يدعوهم إليه‪ .‬بهذه‬ ‫الأسباب أيقن الإمام أنها فتنة دخلت عليه‪ ،‬فكتب للشيخ عيسى ولأعيان عمان كتباً بلفظ‬ ‫ونص كتابه للشيخ عيسى ‪:‬‬ ‫واحد‪8‬‬ ‫زت‪,‬‬ ‫القت‬ ‫آل‬ ‫يتسم‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله©ؤ إلى الشيخ الأكرم المحترم الاخ عيسى بن‬ ‫صالح وكافة آل حجر سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وإني أحمد اله إليكم إعلامنا‬ ‫خير وسرور‪.‬‬ ‫أما بعد فإنه ربما يبلغكم إيفاد أهل عمان إلى مسكة{ ودعوة أهل مسكة القبائل إليهم‬ ‫‪٧١‬‬ ‫غير منقطعة بثوا الرسل والكتب إلى كل أحد والناس يقولون‪ :‬إن فتح الباب وحده من‬ ‫الشرقية‪ ،‬وإنه لا يمكن أحد يفد مستجدياً ويرجع مليء الحقائب والآخر إذ سار عنف‬ ‫وسيئع به الظن‪ ،‬إما أن يحسن الظن بالكل أو يساء الظن بالكل‪ ©،‬وذلك أمر منعنا من القول©‬ ‫وقد تجرأ الوافدون بذلك والموفود إليهم‪ ،‬ولا نرى إلا المنع“‘فمن كان مع المسلمين‬ ‫وثابتاً على البيعة وغير خائس بعهده فلا يمكن مسيره إليهم مستجدياً‪ ،‬وقد حجرت عليهم‬ ‫ذلك إلا من كان ناقضاً لبيعته وعهده‪ ،‬فذلك نظرة إلى المسلمين ولا يعجز الله ‪.‬‬ ‫واعلموا أيها الناس أن أولئك لا يعطونكم شيئاً من دنياهم إلا وأخذوا به شيئاً من‬ ‫شهر شعبا ن‬ ‫‏‪ ٢٢‬من‬ ‫يوم‬ ‫الله لي ولكم والسلام ‪ .‬وحررته‬ ‫قولي ‪ .‬واستغقر‬ ‫دينكم ‪ .‬هذا‬ ‫‏‪.١٣٥٧‬‬ ‫سنة‬ ‫ثم ترأس من بعده ابنه الشيخ أبو الفضل محمد بن عيسى بإجماع من إخوته وبني‬ ‫عمه‪ ،‬وكان يوم وفاة أبيه بمسقط خرج إلى أرض المهتد للعلاج‪ ،‬فلما رجع من سفره‬ ‫قلدوه أمرهم‪ ،‬وكان أسنَ إخوته وأذكاهم‪ ،‬فساس أمر قرمه‪ ،‬وقام بحقهم‪ ،‬وله شأن في‬ ‫الأادب؛ يقول الشعر ويجيب عليه‪.‬‬ ‫كما كانت لأبيه من‬ ‫وكانت بينه والسلطان سعيد بن تيمور مواصلات وصلات‬ ‫قبلهك وكان من أعز الأصدقاء إليه‪ .‬وقد فوض إليه التموين العماني في الحرب العالمية‬ ‫الثانيةش فاستأثر به لنفسه ولم ير لغيره حقا فيه‪ .‬فكانت في العمانيين ضجة المجاعة‬ ‫وشكوه‪ ،‬حتى إن جماعة الحرث اجتمعوا إلى أبيه الأمير‪ ،‬فتكلم ناصر بن سالم بن‬ ‫المعمري‘ وعبد الله بن راشد الطوقي‪ ،‬وشكا الناس إلى الإمام فلم يسوغ الإمام لنفسه‬ ‫الدخول في هذا التموين‪ ،‬لعدم معرفته به‪ ،‬وللشبهة الحاصلة أنه مال التجار أخذ منهم‬ ‫بالتسعير والنهي عنه غير منكور‪ ،‬فخرجت خارجة من وهيبة على أثر زيارة محمد‬ ‫للسلطان لقبض تموين عام ‏‪ ©١٣٦٢‬فأخذت إبل السلطان من الوطية بقرب مسقط فباعوها‬ ‫وأكلوا ثمنها انتقاما لفعلة محمد فطلب السلطان من الشيخ عيسى الإبل المأخوذة‪.‬‬ ‫وسعى الشيخ في ردها بكل جهد فما حصل على مقيد واستعان بالإمام على ذلك‬ ‫فتساهل وتغافل لما ينكروه من عمل ابنهؤ فدفع الشيخ للسلطان دراهم عوضا عن الذاهب‬ ‫منها ‪.‬‬ ‫ثم خرجت خارجة أخرى من وهيبة أيضاً‪ ،‬فأخذت قافلة للرحبيين تحمل تمراً قرب‬ ‫‪٧٢‬‬ ‫الروضة وكانوا حلفاء للأمير عيسى‘ؤ ووقع شقاق بين المساكرة والحرث في فلج بو‬ ‫منخرين بأبرا‪ ،‬فقام أخونا أبو حميد بن نور الدين‪ ،‬وكشف القناع للأمير‪ ،‬وأبدى‪ .‬له ما‬ ‫آنسه‪ ،‬وأن المنافقين وسعوا النطاق‪ ،‬ولا بد إن لم يتدارك الأمر تكون العاقبة غير حميدة‬ ‫فأذن له بالسعي© فاجتمع أبو حميد بالإمام في سمايل بعد رجوعه من غزوة الطوَ‪ ،‬وتكلم‬ ‫عنده بحرج الموقف‘ فأصغى الإمام رحمه الله لقوله؛ وقبل وساطته‪ ،‬فأقبل الإمام من‬ ‫حينه إلى الشرقية‪ ،‬فأصلح الخصام الناشىء بين المساكرة والحرث في نهرهم‪ .‬وخرج أبو‬ ‫حميد إلى بلد المنح واستعان بأخواله الحبوس في رد الإبل والتمر الذي أخذته وهيبة‪،‬‬ ‫فساعدوه فرده منهم‪ ،‬ودعا الإمام برؤساء وهيبة فأجابوه‪ .‬وتحسنت الحالة مؤقتة ‪.‬‬ ‫وفي العام الذي فيه تولى هذا الشيخ أمر قومه‪ ،‬حجز زكاة سفالة أبراء ومنع سيف‬ ‫‪ .‬ابن محمد العيسري جابي الإمام عليها من صرفها في أمر الإمام؛ فاستعفى سيف من‬ ‫قبضها وسلم له ما بيده‪ .‬وفي شهر ربيع الاخر من العام نفسه حركه السلطان على مشاغبة‬ ‫أمير جعلان علي بن عبد الله آل حمودة‪ ،‬لكون هذا الأمير حريصا على ما تحت يده من‬ ‫المراكز الساحلية بأن لا يكون للسلطان فيها نفوذ وكانت بينه والإمام الخليلي وثائق‬ ‫وأنه المسؤول عن طارفته فيما يحدثونه‪ ،‬أؤجس الأمير العلوي الحركة© فأرسل الإمام‬ ‫يبحث عن رأيه إذا قام السلطان عليه فكان من جواب الإمام‪:‬‬ ‫«للأمير الخيار إما أن يكون تحت الرعاية وسندافع عنه‪ ،‬وإما أن يكتفي بمنع رعاياه‬ ‫ومن تحرك منهم نكفيه أمره‪ ،‬أما إذا قام السلطان بمساعدة‬ ‫من مساعدة السلطان‬ ‫الإنجليزؤ فيجب علينا القيام شرعا‪ ،‬وذلك دفاع عن المصر وعمان جزء لا يتجزأ"‪.‬‬ ‫كتب الإمام للشيخ محمد بالكف عن التعرض للأمير العلوي ومن كان تحت‬ ‫رعايته‪ .‬فقام وقعد إلا أن المنية عاجلته قبل أن يعرف ما عنده‪.‬‬ ‫وقد زار هذا الشيخ البحرين والهند وإفريقياء ولم تكن إمارته أكثر من عام؛ فإنه‬ ‫توفي في اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى سنة ‏‪ ١٣٦٦‬بمرض أصابه في إحدى‬ ‫رجليه‪ ،‬فأحضر له الطبيب‪ ،‬فعجز عن علاجه‪ ،‬وكانت ولادته عام ‏‪ ١٣١٦‬ه‪.‬‬ ‫وكان القائم بأمره ابن عمه الشيخ‬ ‫ثم ترأس من بعده أخوه الشيخ صالح بن عيسى‬ ‫صالح بن أحمد؛ لأنه أوسعهم علماً وفضلا وأكبرهم سنا‪.‬‬ ‫ولما تسلم هذا الشيخ منصب إمارتهم خرج إلى الإمام الخليلي بنزوى‪ ،‬وتكلم إليه‬ ‫‪٧٣‬‬ ‫وأنهم‬ ‫برجوعهك{‪6‬‬ ‫إشعار‬ ‫رحلاته أن يتحفهم بكتا ب‬ ‫من‬ ‫رجوعه‬ ‫عؤدهم عند‬ ‫أن السلطان‬ ‫إلى‬ ‫علمه‬ ‫بعد‬ ‫لا يتربص‬ ‫له فهو‬ ‫عليه والتهنئة‬ ‫للتسليم‬ ‫ذلك بالمسارعة‬ ‫مقا بلة‬ ‫في‬ ‫عوّدوه‬ ‫الإذن من الإمام ‪.‬‬ ‫طلب‬ ‫وأنهم تعهدوا للسلطان بحماية وادي بني خالد وبلد الكامل لكونهما حدثتا إليه قريبا‬ ‫بواسطة أبيهم الأمير عيسى وأنه لا ينتظر سماح الإمام له متى دعت الحاجة إلى ذلك ‪.‬‬ ‫وأعطى هذا الشيخ المودة حقها في إحكام روابط الصداقة بينه والسلطان سعيد بن‬ ‫تيمورؤ ولم يسلم له ابن أخيه أحمد بن محمد بن عيسى الرئاسة‪ ،‬فتزاحما على باب‬ ‫السلطان‪ ،‬وظلت الطريق مشغولة بهم من القابل إلى مسقط‪ ،‬فمن جفاه السلطان انحاز‬ ‫بجنب الإمام ليغيظ سلطانه‪ ،‬فاحمد بعد موت أبيه غضب لترشيح عمه المنصب©ؤ قَوَلڵى‬ ‫للإمام جعلان الحسون وتوابعها‪ ،‬ولما فتح له السلطان باب الرضا ترك الإمارة التي تقلدها‬ ‫من الإمام‪ ،‬وانقطع إلى السلطان حتى قلده رياسة قومه بعد احتلال عمان‪ ،‬وكتب السلطان‬ ‫للحرث كتابا بخلع صالح من الإمارة ومنح إخوتهم جائزة الولاية على نزوى وسمايل‬ ‫وجعلان ثم عزلهم فكان هذا العمل في مقابلة ما يعمله آباؤهم من قبل في جنب‬ ‫السلطنة ‪.‬‬ ‫أما الشيخ صالح فإنه قام بواجبه في حق توفير الصداقة السلطانية لما كانت مشكلة‬ ‫فإنه تقدم إلى بلدة‬ ‫وادي بني خالد حينما كان العلامة الأغبري عاملها من قبل السلطان‬ ‫الظاهر بمن معه‪ ،‬فاعترضه ابن أخيه أحمد بن محمد‘ وكان ذلك الوقت في جفاء من‬ ‫السلطان محتجا عليه أنها بلاد السلطان‪ ،‬وهو أولى بإصلاح شؤونها‪ ،‬وأنت من رعايا‬ ‫الإمام‪ ،‬ولا دخل لك في هذا‪ ،‬فأرغمه على الرجوع‪.‬‬ ‫وفي ضحى يوم خامس من شهر ذي القعدة لسنة ‏‪ 0١٣٦٨‬أصدر هذا الشيخ على‬ ‫مسعود بن حميد خادم الحرث هجوما يرأسه بنفسه ومسعود هذا شقيق القاضي أبو‬ ‫الوليد سعود بن حميد عامل الإمام على المضيبي فدخلوا عليه وهو منفرد في بيته‬ ‫وطعنه بعضهم بخنجر فعوفي‬ ‫بالمضيرب‪ ،‬فأطلق بعضهم عليه مسدسا فأصيب في فخذه‬ ‫من جراحته‪ ،‬وأصيب بعض المهاجمين بجراح خفيفة ‪.‬‬ ‫فتحرك أبو الوليد من المضيبي للواقع بأخيه‪ ،‬وتوجه إلى المضيرب‘ وقلبه يحمل‬ ‫‏‪٧٤‬‬ ‫وأرسل للجميع‬ ‫‏‪ ١‬لخبر أ لا ما م ‪6‬‬ ‫فبلغ‬ ‫شبيب‬ ‫وآل‬ ‫حبس‬ ‫أعيا ن‬ ‫وصحبه‬ ‫حنقاً وأسنته علقاً )‬ ‫بالوصول إليه فامتثلوا أمره‪ ،‬قدمت القضية على بساط البحث‘© وعرضت على القضاةء‬ ‫فكان من رأي الإمام الصلح بينهم‪ ،‬وأن يسمح أبو الوليد من الدعوى‪ ،‬وأن يسلم الأرش‬ ‫دعواه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫وسمح‬ ‫الإمام‬ ‫وامتثل أمر سيده‬ ‫فعقا أبو الوليد ‘‬ ‫برئه ‪.‬‬ ‫بعد‬ ‫لمسعود‬ ‫ثم قدم الشيخ صالح إلى الإمام طلبا بعزل أبي الوليد من ولايته على الحبوس لما‬ ‫يعتقده فيه من موالاته لابن أخيه الشيخ أحمد فلم ير الإمام إسعافه للهوى‪ ،‬ولم يقف‬ ‫من طلبه ذلك على موجب يوجب عزله‪ ،‬فخرج الشيخ مغاضباً‪ ،‬واستفز آل حبس فكان‬ ‫من رأي بعضهم موافقته‪ ،‬ليكدروا عيش القاضي‪ ،‬فعسى أن يستعفي بنفسه‪ ،‬رفع أبو‬ ‫الوليد الخبر إلى سيده الإمام‪ ،‬فقتش الإمام عن حقيقته‪ ،‬فلما تيقن صحته كتب للشيخين‬ ‫صالح بن أحمد وصالح بن عيسى كتابا نصه‪:‬‬ ‫يتي والقيود‬ ‫بيده إلى صالح وصالح ‪ .‬أما بعد فإن الدين النصيحة‬ ‫أمام المسلمين محمدا‬ ‫من‬ ‫من داهنك ‪.‬‬ ‫ولم ينصحك‬ ‫ومن أصلح ما بينه وبين النه أصلح الله ما بينه وبين العباد‬ ‫أقول‪ :‬خرجتم من نزوى ونحن قد نصحنا سعود بن حميد ولم يكفنا تأخيره بل قلنا‬ ‫له‪ :‬يجب عليك يا سعود أن تسعى في لَمم شعث أولاد صالح؛ لأن ذلك شكر للسلف‪.‬‬ ‫ولا يكفي منك أن تقول‪ :‬قمت فلم أسعف حتى تبالغ في المسألة وتستعين ويظهر عذرك‬ ‫مع اجتهادك فاسعف فلم نشعر ولم نعلم إلا وكل يسعى في إفساد أمر صاحبه‪ .‬وكما أن‬ ‫على سعود حقا فله عليكم إن راعيتم الحقوق‪ ،‬وآخر الأمر أن حمد بن سليمان فيما بلغنا‬ ‫أنه دعا اين عزيز وسليمان بن راشد بالوصول أظهر الرجلان أن الدعوة من قبل أموال‬ ‫أولاد سالم بن خلقان قلنا‪ :‬لهذا معنى ووجه‘‪ ،‬ثم أنهما رجعا وأرجفا‪ ،‬وقالا بقول لا‬ ‫ثم لما وصل أكابر الحبوس قالوا‪ :‬بلغنا رسول من المشايخ ونحن بالمخترع‬ ‫عن‬ ‫ولا‬ ‫الخطاب‬ ‫ولم نبحثهم عن‬ ‫أمره ئ‬ ‫لامتشال‬ ‫الإمام‬ ‫لحضرة‬ ‫فأجبناهم أنا قاصدون‬ ‫الجواب ‪.‬‬ ‫‪٧٥‬‬ ‫ثم بلغنا أنكم دعوتموهم بالوصول قائلين‪ :‬إنا نرجوكم لنصلح ذات بينكم فرأينا أن‬ ‫هذه الدعوة ما المراد منها إلا جمعهم على أهل الحق‪ .‬وكان الواجب أن لا تصغوا لقول‬ ‫علي وسليمان‪ ،‬بل تنفون قولهم‪ ،‬وإن الأمر أمر الإمامث وهو الناظر لنفسه وللمسلمين ©‬ ‫وقد قال الله عز وجل‪« :‬وما كنت متخذ المضلين عضده ولم يبلغنا ما بين هذين‬ ‫الرجلين وجماعتهم أمر‪ ،‬ولو كان عندك أمر يردون إلى الوالي والقاضي‪ .‬ومن كانت‬ ‫الشكاية منه فمرد أمره إلينا وهو وغيره في الحق سواء‪.‬‬ ‫واعلموا أنا ۔ بحمد الله ۔ لا نتبع إلا الحق‪ ،‬ويجب علينا أن لا نقر سعوداً على باطل‬ ‫ولا نخذله مع الحق ولا نكون كما قال رسول اله ية‪ .‬أو أحد من الخلفاء ۔ الشك مني ۔‬ ‫لما سمع رجلا يطعن في صاحبه‪ :‬هل غزوت الروم وفاس؟ فقال الرجل‪ :‬لا فقال‪ :‬سلم‬ ‫منك هؤلاء ولم يسلم منك عرض أخيك المسلم ما بالنا نجادل عن البغاة وأهل الفساد ©‬ ‫وإذا قيل في أهل العلم بقول بادرنا على القدح فيهم‪ ،‬ونريد إن قيل في أهل الفساد البينة‬ ‫العدل‪ .‬قالت‪ :‬كذبت أو حملت على الرعونة‪ ،‬والله هذه هي المصيبة العظمى ‪.‬‬ ‫فأوصيكم ونفسي بتقوى الله‪ ،‬وقد قال ية‪ .‬وعلى آله‪ :‬أصلح ما بينك وبين الله‬ ‫يصلح ما بينك وبين العباد‪ .‬فهذا هو الميزان‪ ،‬ويا صالح بن أحمد عرفتك من قبل حق‬ ‫علينا الأحمد ين محمد من قبل مثارة مع المسلمين أن ندفع إليه ثلاثة أبهر من الزكاة أو‬ ‫يعطى حقه فأعرضت عن الأمرين‪ .‬وما إعراضك إلا لأمر في النفس‪ ،‬وما أرى ذلك إلا‬ ‫نزعة من نزعات الشيطان‘ لتقع العداوة والبغضاء وإفساد ذات البين هي الحالقة للدين ‪.‬‬ ‫فأقول‪ :‬المؤمن واه راقع۔ يا آل صالح لكم حقوق من قبل الآباء جميعا أنتم وإخوانكم‬ ‫نراعيكم بها مع الاستقامة مع أنا لا نولي أمرنا الرجال إلا إن بان لنا الحق‪ ،‬فنحن إن‬ ‫تمسكنا به لا نبالي‪ ،‬وإن ظهر منا الضعف عندنا ركن شديد إلا إن اعوججنا ولم نسلك‬ ‫المحجة المستقيمة ‪.‬‬ ‫نسأل الله التسديد والتأييد‪ ،‬وأستغفر الله لي وللإخواننا المسلمين ولا حول ولا قوة‬ ‫‏‪.١٣٦٩‬‬ ‫سنة‬ ‫المحرم‬ ‫شهر‬ ‫‏‪ ٢٥‬من‬ ‫يوم‬ ‫إلا بالله العلي العظيم ‪ .‬حررته‬ ‫بعد أن كتب الإمام هذا بلغه أن بعض الحبوس عزموا على إنفاذ الخطة الموجهة‬ ‫إلى القاضي أبي الوليد‪ ،‬وكان الإمام قد عزل القاضي قديما عنهم‪ ،‬فرده عليهم قبل هذه‬ ‫نصه ‪:‬‬ ‫لهم ما‬ ‫وكتب‬ ‫الحادثة ©‬ ‫‪٧٦‬‬ ‫تد‬ ‫القز‬ ‫آ ل‬ ‫يتسم‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله بيده إلى المشايخ العزاز الجماعة الحبوس؛‬ ‫سلام عليكم ورحمة الله‪ .‬وبعد فإنا نعلمكم أن سعود بن حميد‪ .‬توفي الشيخ السالمي‬ ‫وهو عنه راض‪،‬ؤ ثم إنا جعلناه في المضيبي‪ ،‬ثم جعلناه في سمد بأمر الشيخ عيسى‬ ‫ونظره‪ ،‬وما عذرناه عنها لأمر نعده عليه‪ ،‬ولو كان لأمر نعده عليه في دينه لقومناه‬ ‫وعزلناه‪ 6‬ألا لم نحب للمسلمين إلا التوسعة والرفق لا جلباً للمال‪ ،‬مع علمنا أن سعوداً‬ ‫قد مارس الأمر وحنكته التجارب‘ وفيه مع العلم والعزم‪ ،‬فاخترناه أن يكون بداركم ولياً‬ ‫وقاضياً‪ ،‬ونعلم يقينا أن كثيرا من الناس لا يحب ذلك‘ وليس من يكره الحق يعطى‬ ‫سؤله‪ .‬نحن علينا مناصرة الحق ولا نصرنا الله إن لم ننصر الحق‪ .‬والله لم يضيع‬ ‫المسلمين في موطن نصرهم في مواطن على ضعفهم‪ ،‬فنحن على يقين أن الله ينصر من‬ ‫ينصره‪ .‬وما النصر إلا من عند الله‪ .‬إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا‬ ‫الذي ينصركم من بعده وإن جندنا لهم الغالبون‪.‬‬ ‫اللهم اجعلنا من جندك الموقنين بوعدك‘ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ‪.‬‬ ‫حررته بيدي في رابع من صفر الخير سنة ‏‪ ١٣٦٩‬ه‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫نصه‬ ‫للقاضي ما‬ ‫وكتب‬ ‫يتسم اتراتقف تجد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله‪ ،‬بيده إلى الشيخ المحترم العزيز سعود بن‬ ‫حميد بن خليقين‪ .‬سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وإني أحمد الله ولا خير هنا إلا‬ ‫الخير ‪.‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فكتابك وصل ويا سعود ينبغي للعاقل أن يكون في الزلازل وقورا‪ ،‬وعند‬ ‫الرخاء‪ :‬شكورا‪ .‬ونوصيكم أن تتمسكوا بالكتاب والسنة‪ ،‬فمن تمسك بهما فقد هدي إلى‬ ‫صراط مستقيم‪ ،‬ولا تهولنكم الأمور إن كنتم متبعين الحق‪ ،‬فإنه لا يمكن للإنسان أن لا‬ ‫‏‪٧٧‬‬ ‫يبتلى‪ ،‬وقد مضت سُئة الله في خلقه ولن نجد لسنة الله تبديلا‪ ،‬وكفى بالقرآن حيث قال‪:‬‬ ‫«إن تنصروا الله ينصركم وقال‪ :‬والعاقبة للمتقينه‪« .‬وإن جندنا لهم الغالبونيمه فهذا‬ ‫وعد لن يخلف‘ ولكن القصور والتقصير يكون من العبيد‪ .‬والسلام على الأولاد‪.‬‬ ‫‪ ١‬من محرم سنة‪.١٣٦٩ ‎‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٧٢‬خرج هذا الشيخ بأمر السلطان سعيد بن تيمور لمصادمة ابن‬ ‫وشيئاً من‬ ‫عطيشان بالبريمي ء وزوده أربعين كيسة عيش وعشرين صندوقا من الرصاص‬ ‫القروش فأنزلها ببيت زهران العزري بنزوى‪ ،‬وكان الإمام في ذلك الوقت مريضا مدنفاً‪.‬‬ ‫وقد لعب المغرضون بالأمور لعباً غير منكور‪ ،‬حتى إنهم كتبوا على لسانه كتباً وختمت‬ ‫بختمه ‪.‬‬ ‫سار هذا الشيخ ببني عمه وجنده الذي جمعه حتى وصل بهلا فلما أفاق الإمام من‬ ‫علته‪ .‬ورفع إليه الخبر كتب إليه بالرجوع عن قصده وكتب لمن صحبه من الأعيان يلزمهم‬ ‫الرجوع إن امتنع من ذلك‘ فلما وصلهم رسوله بقوا بين إقدام وإحجام‪ ،‬فكان من حظهم‬ ‫أن وصل رسول السلطان إليهم تلك الليلة بأن الإنكليز تكفلت بالمشكلة‪ .‬وكفى الله‬ ‫المؤمنين القتالث فرجع بمن عنده إلى نزوى© وحمل سعيد وسالم ابنا حمد بن سليمان‬ ‫الحارثيان الرصاص والعيش الباقي إلى الدريز بالظاهرة‪ ،‬ثم منها إلى الخابورة‪ ،‬ثم إلى‬ ‫مسقط على طريق البحر ‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٧٢‬ه خرج هذا الشيخ إلى داخلية عمان لشد الروابط الودية بينه‬ ‫والهناوية‪ .‬فكان نزوله على بني هناة أولاً؛ ثم على بني غافر بالدريز من الظاهرة ثم توجه‬ ‫إلى الشيخ زايد بن سلطان العلامي بالبريمي‪ .‬وصادف وصوله النزاع بين السعودية‬ ‫والإنجليز في واحة البريمي‪ ،‬ثم قصد الشارقة وركب إلى البحرين© واجتهد في منع‬ ‫دخول جوازات الإمام الخليلي بها‪ ،‬وزار الكويت وسأل حكامها الموافقة على ذلك فما‬ ‫أسعفوا ‪ .‬وزار في رحلته هذه مصر واجتمع برجال دولتها وأقام بجوار الأستاذ العلامة‬ ‫ابي إسحاق إبراهيم أطفيش‪ ،‬وتلقى منه دروساً دينية وسياسيةث وأدركه موسم الحج‪.‬‬ ‫وبعد قضاء المناسك الحجية زار ولي عهد المملكة العربية السعودية سعود بن عبد‬ ‫العزيز بمركز جدة‪ ،‬ثم توجه إلى زيارة أبيه الملك حامي حمى الحرمين عبد العزيز بن‬ ‫وأقام في زيارته أيامً‪ 5‬وبعد انتهائها رجع إلى جدة‪ ،‬وبقي‬ ‫عبد الرحمن وكان بالطائف©‪،‬‬ ‫‪٧٨‬‬ ‫في‬ ‫ضيافة ولي العهد‪ ،‬وزوده من الإكرام ما هم أهله‪ ،‬ثم رجع إلى الكويت‘ ثم إلى‬ ‫البحرين ومنها إلى الشارقة } ثم إلى عمان ‪.‬‬ ‫وبعد احتلال الإنجليز لبلدة عبرى خرج هذا الشيخ إلى السلطان سعيد بن تيمور‬ ‫كان بظفار‪ .‬ويقول‪ :‬إنه وقع بينهما كلام في مادة عبرى‪ ،‬وأنه أغلظ على السلطان في‬ ‫المقال‪ .‬فأجابه‪ :‬اعتمدوا على من شئتم ولو بالروس وزوده كرماً جزيلا‪.‬‬ ‫ولما تحقق الهجوم الثاني على نزوى‘ كتب إليه الإمام غالب يستنجده‪ ،‬فتلكأ عن‬ ‫إجابته‪ ،‬وخرج للقنص بجبال بسيتين{‪ 0‬وهو واد غربي بلدة الظاهر‪ ،‬فأدركه خبر احتلال‬ ‫نزوى بعد رجوعه إلى القابل فصمم عزمه على المسير إلى الظاهر فصحبه فتية من‬ ‫رجالها إلى صور‘ فنزل على ضيافة ماجد بن تيمورؤ وقصد ظفار فنزل بدار الضيافة‪.‬‬ ‫وعليها بشير الغافري‪ ،‬فأبرق بشير للسلطان سعيد بخبر قدومه‘ فكان من جواب‬ ‫السلطان‪ :‬إن كان بالبحر فلا ينزل‪ ،‬وإن كان بالبر فأخرجوه حالاً‪ ،‬وليذهب حيث شاء‪6‬‬ ‫فازعج إلى ركوب سفينته التي نزل منها حتى ناخت به في حمى الملك المعظم سعود بن‬ ‫عبد العزيز حامي حمى الحرمين‪ ،‬فأكرمه بما هو أهله‪ ،‬وأنزله بجوار أمير المنطقة الشرقية‬ ‫سعود بن عبد الله الجلوي‪ ،‬وزوده وبني عمه راتباً شهرياً فوق اللإكرام‪ ،‬ثم توجه إلى‬ ‫مصر ‪.‬‬ ‫‏‪ /١٠/١٢٥٩‬ديسمبر ‏‪ ١٩٥٨‬مقالة عن هذا‬ ‫وقد نشرت جريدة آخر ساعة في عدد‬ ‫منها قال‪ :‬وأخذت أجمع الرجال ودارت معركة بيننا والإنكليزء خسر الإنجليز‬ ‫الشيخ‬ ‫فيها أكثر من ‏‪ ٤٥٠‬قتيلا غير الجرحى إلى آخر ما ذكرته الجريدة عنه‪ ،‬فيا سبحان النه إن‬ ‫نزوى في ذلك الوقت سلمت الأمر بدون إطلاق رصاصة واحدة‪ .‬وحصلت العملية‬ ‫للمهاجمين دون إراقة قطرة دم‪ ،‬وانسحب الإمام إلى بلاده لما خذله هؤلاء الأمراء ولم‬ ‫ينسحب إلى الجبل الأخضر كما ذكرته الجريدة أما الأن فلا يزال ۔ أبقاه الله ۔ ينشر‬ ‫الخطب في‪ .‬الإذاعة والصحف ضد السلطنة ويدعو إلى مناصرة اللإمامث كما أنه يعاضده‬ ‫على ذلك زملاؤه‪.‬‬ ‫ما زودتني زادا‬ ‫وفني حياتي‬ ‫إني أخ لك بعد الموت تنديني‬ ‫وتحصل من هذه الدعاية على‪ .‬مساعدات ومعونات مالية جزيلة‪ .‬قدمتها الدول‬ ‫والحكومات العربية والصينية للمسلمين المجاهدين ولما طالبه الإمام غالب بتسليمها‪،‬‬ ‫‪٧٩‬‬ ‫وكانت المطالبة بحضرة إخوانه امتنع من أدائها إليهس فكان هذا الطلب سببا لشق العصى‬ ‫بينهم‪ ،‬واستأثر فيما يقال عقارا بزنجبار‪ ،‬ويا للأسف أن جعلوا دعايتهم أحبولة للطبع©‬ ‫وسمحوا برياستهم وبلادهم لعدوهم‪ .‬إنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬ ‫وكتب العلامة أبو إسحاق إبراهيم أطفيش جواباً لسؤال صدر إليه في ذلك‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬أما بعد فالسلام عليك أيها السائل المسترشد وأقول جوابا لهذا السؤال‪:‬‬ ‫اعلم ۔ حفظك اله ۔ أن صالح بن عيسى ومن معه قد بلغ بهم الأمر إلى ما يستوجب‬ ‫البراءة‪ ،‬بل يستوجب منهم ما هو أكبر من البراءة‪ ،‬إن صح أنهم امتنعوا من تسليم ما‬ ‫جمعوه من الأموال باسم الإمام واسم المجاهدين في سبيل الله والدفاع عن حوزة عمان©‬ ‫إذ الواجب الذي دعا الله عباده المؤمنين إلى طاعته‬ ‫والإمامة التى هي بيضة المسلمين‪.‬‬ ‫وطاعة رسوله يلة هو اتباع سبيل المؤمنين وطاعة الإمام العادل إذ يقول سبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫ومن يتبع غير سبيل المؤمنين وله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرآه وقال تعالى ‪:‬‬ ‫«من يطع الرسول فقد أطاع ا له ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظايه‪ ،‬وقال سبحانه‬ ‫وتعالى‪« :‬أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكمه‪ ،‬وهؤلاء هم أئمة العدل‬ ‫وولاية البيضة من الواجبات والبيضة هي الإمام العدل ومن انتحل لنفسه اسم العامل‬ ‫ببيضة المسلمين فقد دلس‪ ،‬والتدليس موجب للبراءة‪ .‬ومن جمع مالا باسم إمام المسلمين‬ ‫أو اسم الجهاد أو الرباط وجب عليه تسليم ذلك المال لإمام المسلمين© وإن لم يسلمه‬ ‫للإمام مع وجوده اغتبر خائناً لله ولرسوله وللمؤمنين‪ ،‬والله يقول‪ :‬يا أيها الذين آمنوا لا‬ ‫تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون‪ ،4‬والخيانة الغدر وإخفاء الشيء‪ .‬قال‬ ‫ومن الخيانة فإنها بئس‬ ‫ينة‪( :‬اللهم إني أعوذ يك من الجوع‪ ،‬فإنه بئس الضجيع‪،‬‬ ‫البطانة) رواه النسائي ‪.‬‬ ‫اعلم ۔ حفظك الله ۔ أن إمام المسلمين موجود والحمد للهث وقيمته ثابتة في‬ ‫الأعناق‪ ،‬ولو هاجر من بلاده لغلبة العدو عليها‪ ،‬فإن ذلك يوجب على جميع المسلمين‬ ‫الإنضواء تحت لوائه والجهاد تحت رايته‪ ،‬ولا يسع أحد من المسلمين أن يتخلف عن‬ ‫الدخول في بيعته يعد أن بايعه أهل الحل والعقد من جميع المسلمين الذين هم تحت‬ ‫لوائه ومن تخلف عنه فإنه طاعن مارق من الدين؛ لأن الله تعالى أمر بطاعة إمام المسلمين‬ ‫العدل‪ ،‬وأمر رسول اه يلة بذلك إذ يقول‪( :‬أطيعوا ولاة أموركم) وقال‪( :‬وإن تأمر‬ ‫عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوه)‪ ،‬وذلك كله فيما كان من طاعة اله‪ .‬والإمام‬ ‫‪. ٨‬‬ ‫غالب هو إمام المسلمين بالبيعة العامة الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين©‪ ،‬ومن أنكر‬ ‫هذا فقد أنكر الحق‘ وإنكار الحق مروق من الدين والخروج منه مروق من الدين©‬ ‫ومحاربته مروق من الدين ومفارقة لما عليه المسلمون واتباع لغير سبيل المؤمنينث ومن‬ ‫امتنع من تسليم ما جاء مددا للمجاهدين من مال أو سلاح فقد امتنع عن أداء الحق‪.‬‬ ‫وهذا مما قال فيه المسلمون‪ :‬إنه منع الحق© ومانع الحق إن لم يتب ويرد الحق إلى أهله‬ ‫وجب القضاء فيه بما قال العلامة عمروس بن فتح رحمه الله لابي منصور إلياس بن‬ ‫منصور عامل الإمام عبد الوهاب على جبل نفوسة ۔ رحمهم الله ۔ ائذن لي في ثلاث وإلا‬ ‫خذ عني خاتمك ۔ وكان قاضيا على‪ .‬نفوسة‪ :‬مانع الحق يقتل‪ ،‬والطاعن في الدين يقتل ‪6‬‬ ‫فإن لم يتب‬ ‫هذه المسائل الثلاث يستتاب صاحبها‪،‬‬ ‫والدال على عورات المسلمين يقتل‪.‬‬ ‫فإنه ينفذ فيه حكم الله ‪.‬‬ ‫فقد أعان على هدم‬ ‫أما من حارب إمام المسلمين‪ ،‬ولو بشيء من سوء القول‬ ‫إذ توهين إمام المسلمين توهين للدين‪ ،‬والقول السيئ في إمام‬ ‫اللإسلامث وهو كفر‬ ‫المسلمين أو جيشهم أو قوتهم هدم لكيان المسلمين وعون للعدو على المسلمين‪ .‬وهذا‬ ‫فإنه قال الله سبحانه‬ ‫المجاهدين‪:‬‬ ‫وكذلك من فر من صفوف‬ ‫من الخيانة لله ولرسوله‪،‬‬ ‫وتعالى فيه‪ :‬فقد باء بغضب من النه ومأواه جهنم وبئس المصيره“‪٠4‬‏ والذين يكتبون ما‬ ‫يضعف شأن المسلمين أو يمكن العدو من المسلمين خائنون لله ولرسوله‪ ،‬إن لم يفيثوا‬ ‫وجبت البراءة منهم‪ ،‬وذلك تفريق لكلمة المسلمين وهو كفر والخروج عن‪ :‬الإجماع‬ ‫كفر‪ .‬وقد أجمع المسلمون على بيعة إمام المسلمين فمن تخلف عن البيعة أو ناوأ الإمام‬ ‫فقد كفر ووجبت عليه الإنابة إلى الحق إن كان مسلماً‪ ،‬قبل أن يحل به الموت وهو على‬ ‫براءة المسلمين فنعوذ بالله من سوء الخاتمة‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله ‪.‬‬ ‫(أبو إسحاق)‬ ‫‪٨١‬‬ ‫نبضة الأعيان ‪ -‬م‪٦ ‎‬‬ ‫ترجمة الرئيس الحميري‬ ‫حاكم الجبل الأخضر‬ ‫بن‬ ‫الزعيم حمير‬ ‫الشيخ‬ ‫الرطن ‘‬ ‫القائم بحرية‬ ‫المكرم ‘‬ ‫والهمام‬ ‫الرئيس المعظم ‘‬ ‫هو‬ ‫ناصر بن سيف بن سليمان بن حمير بن محمد بن عبد الله ين سليمان بن بلعرب بن‬ ‫بن‬ ‫بن راشد بن إحياء بن حمد بن محمد بن صلت‬ ‫سليمان بن محمد بن صلت‬ ‫بن سليمان بن مظفر بن سليمان بن نبهان بن كهلان بن‬ ‫حمير بن نبهان بن حافظ‬ ‫نبهان بن محمد بن نبهان بن عمرو بن نبهان بن كهلان بن نبهان بن محمد بن عمر بن‬ ‫ذهل بن نبهان بن عثمان بن أحمد بن زياد بن خالد بن طالب بن علقمة بن شعوة بن‬ ‫قيس بن بشر بن زياد بن محمد بن المغيرة بن زياد بن البحتري بن ذهل بن زيد بن‬ ‫الكعب بن الكهيد بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر‬ ‫ماء السماء بن الحارث الغطريف بن امرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد‬ ‫الراكب بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زياد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن‬ ‫يعرب بن قحطان بن النبي هود عليه السلام‪.‬‬ ‫هذا الأمير الجليل هو الذي أحيى رسم الإمامة بعمان بعد اندراسه‪ ،‬وقام لاستعاثة‬ ‫مجدها الباذخ بعد ذهابه‪ ،‬وأوى نور الدين السالمي وزميله العلامة المالكي ومن عندهما‬ ‫والألسنة والأقلام شاهدة بمقامه‪.‬‬ ‫من المسلمين‬ ‫‏‪ ١٢٩١‬ه‘ وتوفي أبوه الشيخ ناصر بن سيف يوم ‏‪١٩‬‬ ‫ولد هذا الأمير في عام‬ ‫وأمراش ئ‬ ‫وإخوته محمد‬ ‫فنشأ‬ ‫سنين ©‬ ‫ابن ثلاث‬ ‫‏‪ ١٢٩٤‬وهو‬ ‫عام‬ ‫القعدة‬ ‫من ذي‬ ‫الاثنين‬ ‫وحارب في حجر عمهم الشيخ سليمان بن سيف النبهاني‪ .‬وكان حمير أصغر أخوته سنا‪،‬‬ ‫بينهم ‪6‬‬ ‫الارادة‬ ‫ذوو‬ ‫فسعى‬ ‫وسعودك{‬ ‫)‬ ‫وحمدان‬ ‫سيف ئ‬ ‫ثلاثة ‪:‬‬ ‫أولاد‬ ‫سليمان‬ ‫للشيخ‬ ‫وكان‬ ‫بهم‬ ‫أوقع‬ ‫حتى‬ ‫يحسد بعضهم بعضا‬ ‫‏‪ ١‬لاخوة‬ ‫وما زال‬ ‫الشحناء ؛‬ ‫البغضاء ‏‪ ٦‬وثارت‬ ‫فوقعت‬ ‫وأمرا ش‬ ‫ا لمعركة محمد‬ ‫فقتل في تلك‬ ‫تنوف‬ ‫‏‪ ١٣٠٦‬بحصن‬ ‫في عا م‬ ‫عمهم ‏‪ ١‬لشيخ سليما ن‬ ‫فعملوا‬ ‫منفرد ا‬ ‫حمير‬ ‫وبقي‬ ‫ا لسم فمات“©‬ ‫حا رب‬ ‫فسقي‬ ‫وحمير |‬ ‫حارب‬ ‫ووا لدتهم وبقي‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫المكيدة للغدر به‪ ،‬فتلقى خبر ذلك من المأمورين بالفتك به©‪ ،‬وأزعجوه إما أن ننفذ فيك‬ ‫ما أمرنا به‪ ،‬وإما أن تعاجلهم فرأى أن لا محيص من ارتكاب إحدى المشقتين‪ .‬ولما‬ ‫كانت ليلة ثاني من ذي الحجة عام السادس عشر وثلاثمائة وألف سنة ‏‪ ١٣١٦‬خرج الشيخ‬ ‫سليمان بن سيف وبنوه الثلاثة للسمر بعد المغرب كعادتهم في مجلس قدام باب الحصن ©‬ ‫وقد كمن لهم حمير ومن عنده‪ ،‬فرموهم بالرصاص من أعلاهم‪ ،‬فأصيب الشيخ سليمان‬ ‫وابنه سيف‘‪ 0‬وهرب الشيخان حمدان وسعود إلى بيت السليط بنزوى وإلى بيت البركة‬ ‫فقبض عليهما‪ ،‬وبقي الشيخ حمير رئيسا على تنوف والجبل وما تعلق بهما‪ ،‬وكل يلتمس‬ ‫غرة الآخر‪ ،‬حتى خرج الشيخ حمير إلى بلد الحمراء للتعزية في الفقيد الشيخ حمد بن‬ ‫محسن أمير العبريين‪ ،‬وقد نصب له بنو عمه مكيدة أرسلوا جامودياً من قومهم‪ ،‬فأثار عليه‬ ‫الرصاص في نجد المصلي بين تنوف والحمراء فأصابته في كتفه‪ ،‬ولم تؤثر فيه تأثير‬ ‫قويً‪ ،‬فأخذه الحنق‪ ،‬فقام على بلد البركة وحصر حصنها‪ ،‬وكان فيه الشيخ محمد بن‬ ‫سالم الرقيشي بالنيابة عن الشيخين‪ ،‬فخرج من الحصن بعد حصار شديد‪ .‬وبعد ما أثير‬ ‫عليه البارود‪ ،‬وبافتراق الأمراء اختل نظام ريام‪ ،‬فافترقوا وعاثوا في عمان‘ ونهبوا أموال‬ ‫العبادث واتجروا بالأاحرار حتى إنهم قبضوا على جندي من جنود السلطان فيصل الذين‪.‬‬ ‫بحصن أزكى وباعوه‪ ،‬فطالبهم السلطان بالإذعان لأمره‪ ،‬فأبوا من الانقياد له‪.‬‬ ‫وقد‬ ‫الخصومات‬ ‫نار‬ ‫بردت‬ ‫متى‬ ‫نزاريىق‬ ‫بأس‬ ‫همزهم‬ ‫فجهز السلطان فيصل جيشا جعل القائد فيه خادمه (الوالي سليمان بن سويلم)‬ ‫ورئيسه الشيخ عبد الله بن سعيد الخليلي وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة السلطان فيصل ©‬ ‫وأقبل الشيخ حمير إلى أزكى وقت زحمة الجيش عليها ساداً لعضد قومه مخاطبا للوالي‬ ‫في ترويج صلح يتفق عليه الكل© فغدر بنو توبة وهم فرقة من (ريام)ء فخرجت خارجة‬ ‫منهم إلى الشيخ سعود بن سليمان وكان بالجبل الأخضر فأتوا به‪ .‬واستحلوا بيت البركة‬ ‫من عسكر الشيخ حمير فما شعر الشيخ إلا والبركة قد خرجت من يده‪ ،‬فكان من حظ‬ ‫السلطان أن استشاط الشيخ غضبا وخرج بمن معه إلى تنوف وترك مناصرتهم وخلى‬ ‫بينهم والسلطان‪ ،‬فقامت الحرب على ريام‪ ،‬ونهض الشيخ سعود بواجب قومه‪ ،‬وتقدم‬ ‫إلى أزكى لمقاومة الوالي‪ ،‬فدس السم له فما لبث أن مرض سريعاً‪ ،‬فحمل إلى البركة‬ ‫ومات فيها‪ ،‬وأقيمت حرب أخرى من جانب السلطان على سمد نزوى‪ ،‬وبها الشيخ‬ ‫حمدان بن سليمان شقيق سعود المسموم وابن عم الشيخ حمير فانتزعت منه سمد نزوى‬ ‫‪٨٢٣‬‬ ‫وأخرج من بيت السليط فرجع إلى البركة‪ .‬أما الشيخ حمير فبقي على إمارته حاكما على‬ ‫ما تحت يده؛‪ 5‬حتى من الله على العمانيين بمناصرته لعلمائها واستقلال البلاد على يديه ‪.‬‬ ‫توفي الشيخ حمير بعد ما ترك المآثر الحميدة والشرف الخالدؤ يوم الجمعة السابع‬ ‫ودفن بتنوف بجوار العلامة نور الدين السالمي وترك‬ ‫من شهر جمادى الثانية عام ‪٨‬۔۔‏‬ ‫ابنه الشيخ سليمان صغيرا وعمره يومئذ ‏‪ ١٣‬سنة‪ ،‬ولم يكن له في العقب سواه‪ ،‬وسليمان‬ ‫هو الذي قام بمناصرة الإمام الخليلي‪ ،‬فكان أحد أقطاب الدولة‪ .‬وأحد الزعماء والأركان‬ ‫المؤسسة لحياة الشعب ونظام الوطن‪ ،‬ولسان حاله ينشد‪:‬‬ ‫فالناس بين سكذب ومصدق‬ ‫وإذا افتخرت بأعظم مقبورة‬ ‫قام هذا الشيخ أحسن قيام بأحسن نظام في مناصرة الإمام‪ ،‬فشكرته الأمة والأئمة ‏‪٨‬‬ ‫لما بذله من إجلاء الغمة في كل موقف‘ وكشفه لكل مهمة تحدث‪ .‬ولما بذل وشخص‬ ‫فإنه طمحت نفسه ورمقت عينه إلى ما هو أكبر من هذا ولا ريب‪ ،‬فإنه من بني نبهان‬ ‫فرأى في نفسه الطموح للرياسةث ووسوس إليه شياطين الإنس‪ ،‬الذين يحبون صدع العصا‬ ‫واتباع الهوى شبها تعكر الجو فبقي يرغم نفسه فيقرعها‪ ،‬ويتبعها حينا آخر‪ ،‬وعلى كل‬ ‫حال فما تخلف عن نصرة إمامه في كل موطن إلا في واقعة نخل؛ فإن المتعصبين للباطل‬ ‫ثبطوه‪ 6‬وأوهموه في قتل الشيخين أحمد وخلقان ابني ثنيانء حتى ظفروا ببغيتهم فلم‬ ‫يتحرك في تلك الثورة وتدارك أمره بعد انتهائها‪ ،‬فأقبل إلى إمامه بجنوده‪ ،‬وأدركه بنخل ‪6‬‬ ‫فقرب إليه البغاة الخارجين عليه‪ ،‬كما سنجده أيها القارىء في محله ۔ إن شاء الله‪.‬‬ ‫ولما انتشرت الدعاية لسلطنة مسقط بعمان‪ ،‬وبث وزير الخارجية كتبه إلى العمانيين‬ ‫في عام ‏‪ ١٣٥٧‬كان هذا الآمير ممن استنفروه واستفزوه‪ ،‬فرغب في الدخول فيما دخل فيه‬ ‫الشيخ عيسى فاستأذن الإمام‪ ،‬فرأى منعه فامتنع في أول مرة‪ ،‬ثم كررت مسقط الطلب‬ ‫لها فاستأذن ثانية فحجر الإمام عليهؤ فامتثل وفي نفسه ما فيها‪ .‬فاشترط أن يكون المنع‬ ‫فلبث متأخرا إلى شهر جمادى الآخرة عام‬ ‫شاملاً للعمانيين‪ .‬وإلا فلا لوم عليه بعد ذلك‬ ‫‏‪.٣٦٣‬‬ ‫ثم خرج إلى الشرقية ثم إلى جعلان ثم إلى ضنك وفي صحبته ابنه سلطان ين‬ ‫سليمان وياسر بن حمود المجعلي وأعيان قومه‪ ،‬فاجتمع بالأمير علي بن عبد الله آل‬ ‫‪٨٤‬‬ ‫حمودة وتبادلا الآراء بينهما في مقابلة السلطان فلبث بصور سبعين يوماً‪ ،‬والسلطان ذلك‬ ‫الوقت بظقار‪ ،‬وقد بلغه الخبر فتريث مكانه‪ ،‬ليفهم الناس حالة الزائر وما يتطلبه‪ .‬وفي‬ ‫أثناء تلك المدة اتصل السلطان بجزيرة مصيرة قريبا من صور‘ ثم رجع منها إلى ظفار مرة‬ ‫بن سعيد السنيدي معاشا‪.‬‬ ‫أخرى ء وأرسل للشيخين من مصيرة بواسطة سفيرهم خميس‬ ‫وأن يكونوا مكانهم حتى يرجع© ولما رجع من ظفار اجتمع بهم في ساحل صور©‘ ثم‬ ‫توجه إلى مسقط وأرسل إليهم الوالي إسماعيل الرصاصي‘ مرحبا بهم فخرجوا في صحبته‬ ‫وصحبتهم أعيان ساحل صور فأجارهم وأكرم نزلهم‪.‬‬ ‫على أثر هذه سرى في العمانيين التنافس والتحزب بالباطل والتعصب لغير الحق‬ ‫فكان الشيخ سليمان يجمع أعيان الغافرية ومن تبعهم مرة بنخل ومرة بأمطى وأمكنة‬ ‫أخرى‘‪ ،‬ليكونوا عنده وقت الحاجة والشيخ محمد بن عيسى داعية للسلطان يمهد له‬ ‫الأسباب ‘ ويفتح له الأبواب‘ وبعده قام أخوه صالح بذلك‪ ،‬وخرج إلى الظاهرة وأرض‬ ‫الشمال ليكونوا حزبه عند الضرورة‪.‬‬ ‫وجاء الشيخ سليمان بسيارات وهي أول ما دخل عمان الداخلية فطلب مشايخ‬ ‫الحارث من الإمام منعها‪ ،‬فلم ير الإمام ذلك‪ ،‬فحركوا وهيبة لصدعها من دخول‬ ‫سيوحهم ‪ .‬وقرروا مؤتمرا ببلدة سناو يرأسه الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬وجاء‬ ‫سفيرهم محمد بن سلطان بن منصور الغفيلي إلى الإمام ببهلاث وقت الفتنة بين بني شكيل‬ ‫وبني هناة‪ ،‬فلم يجبه الإمام على طلبه ولم يروجها لمنعها‪ ،‬ومثل هذا كثير أصبح كل‬ ‫ركن‬ ‫الانحلال والتفاقم وتضعضع‬ ‫يعمل ضد صاحبه ويهدم بناء الثاني© وبهذا حصل‬ ‫الدولة وطمع فيها الغافل وعين الخصم لا تنام‬ ‫‪٨٥‬‬ ‫ترجمة اولاد الشيخ هلال بن زاهر الهنائي‬ ‫هو هلال بن زاهر بن سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد بن‬ ‫خميس بن خلف بن مبارك الهنائي‪ ،‬ينتمون إلى هناة بن مالك بن فهم‪.‬‬ ‫نذكر أسماء المساعدين على النهضة العمانية منهم‪.‬‬ ‫وسالم‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫غصن‬ ‫زاهر وزاهر بن‬ ‫بن‬ ‫وخالد بني هلال‬ ‫الله وعلي‬ ‫وعبد‬ ‫محمد‬ ‫وسعود ابنا بدر بن هلال‪.‬‬ ‫كانت لآبائهم سابقة بعمان‪ ،‬فقد ذكر أهل السير ما كان لأبيهم مالك بن فهم من‬ ‫المآثرث وما كان لبنيه من بعده وما كان من الأهيف بن حمحام في حروبه‪ ،‬وما كان من‬ ‫سيف بن محمد في أيام الإمام ناصر بن مرشد‪ .‬وخلف بن مبارك المعروف بالقصَبّر في‬ ‫حال إمامة محمد بن ناصر إلى غير ذلك‘ وأذكر الآن طرفاً من مآثر الشيخ هلال بن زاهر‬ ‫ليتمتع بها القارىء ‪:‬‬ ‫كان هلال في أيامه قد فاق الأقران‪ ،‬وطار صيته بالبلدان‪ ،‬حتى إنه ابتز قلعة نزوى‬ ‫من يد السيد حمد بن سيف البوسعيدي وبقي حاكما بها أربعة عشرة سنة‪ .‬وكانت له‬ ‫حروب©‪ ،‬لاقى فيها الأهوال‪ ،‬وزاحم بها الأبطال‪ .‬وما أشبهه بالمهلب بن أبي صفرة‪ ،‬في‬ ‫الصبر وعدم الضجر وقلة السآمة‪ .‬وكان بنوه كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها‪،‬‬ ‫وهم محمد وبدر وعبد الله وعلي وغصن وخالد‪.‬‬ ‫وقعت بينه وبين جيرانه العبريين حروب‘ وأسبابها‪ :‬أن الشيخ هلال على ما هو‬ ‫عليه من الإقدام والشجاعة‪ ،‬أخذ يكابر ابن عمه سعيد بن محمد بن سعيد‪ ،‬وكان سعيد‬ ‫هذا أمير في بني هناة ذلك الوقت‘ فاستقل هلال ببلد العارض من كدم‪ ،‬فاستعان عليه‬ ‫سعيد بالشيخ محسن بن زهران العبري أمير العبريين فقام عليه فأحاطوا بهلال‪ ،‬ومن معه‬ ‫في برج العارض فخرج منها على واسطة الشيخ سليمان بن سيف النبهاني في شهر‬ ‫‏‪ \١٢٧٦‬وما زالت حالته وابن عمه على ذلك حتى توفي الأمير سعيد في‬ ‫المحرم سنة‬ ‫‪٨٦‬‬ ‫حادي شوال ‏‪ ١٦٢٨٢‬فاشتد ساعد هلالؤ وعظم أمره فوقع الشقاق بينه وأولاد الشيخ‬ ‫سعيد‪ ،‬فاستعان أولاد سعيد بالشيخ محسن كما كان يستعين به أبوهم من قبل‪ ،‬فأجابهم‬ ‫إلى ذلك قياما بالصحبة‪ ،‬ولأنه يحاذر من هلال حتى استفحل أمره‪ ،‬وقد كان منهم ما‬ ‫كان في جانبه‪ ،‬فدخلوا بلاد سيت عاصمة بني هناة يوم الاثنين ‏‪ ١١‬من صقر سنة ‏‪، ١٦٨٣‬‬ ‫وأخذوا البرج الذي فيه الشيخ هلال وإخوته‪ ،‬وأخرجوهم من البلدث فتحيزوا بوادي سيهم‬ ‫واستولى الشيخ محسن على غمر وهي بليدة صغيرة لبني هناة قريبة من الحمراء© وبها‬ ‫محلة مانعة وفاض إلى وادي العلا‪ ،‬وهو واد لبني هناة‪ ،‬فوقعت بينه وهلال ملحمة قتل‬ ‫فيها كثير من العبريين‪ ،‬وانهزموا عن الوادي فبقي الوادي بيد أهله وظن الشيخ محسن أن‬ ‫هلال لا يستطيع شيئاً بعد تتابع هذه الحوادث عليه فأهمل الحزم{ وإذا رفع له عنه شيء‬ ‫لم يلق له بالا‪ .‬وبينما هلال يلتمس الفرصة© ويظهر لبني شكيل الصداقة واللين‪ ،‬فواثقوه‬ ‫على ذلك لما بينهم والشيخ محسن من التنافس على بهلا‪ ،‬واستبداده في تولي أمر أولاد‬ ‫راشد بن حميد فإنه أبقى لهم الاسم وله السيطرة فاجتمع هلال وبنو شكيل وخدام أولاد‬ ‫راشد بن حميد بيبرين‪ ،‬وكانوا يدا واحدة وخرج الشيخ فاجتمع محسن بجيشه وأقام‬ ‫فتصادم‬ ‫ببهلا‪ 5‬ولما قدم هلال بمن معه خرج لملاقاتهم المقدام حمود بن الشيخ محسن‬ ‫الجمعان خارج سور بهلا سهيلى اللجيلة‪ .‬فكانت وقعة يشهد لها التاريخ‪ ،‬فتل فيها الشيخ‬ ‫وقتل معه من صناديد الرجال ومشاهير الأبطال قسور بن خلقان‬ ‫حمود بن محسن‬ ‫العبري‪ ،‬وسالم بن سيف بن خميس‘ وصقر بن محمد بن سالم“ث وخميس بن مفتاح ‪،‬‬ ‫وجملة أناس من العبريين© ومن أولئك كذلك ‪.‬‬ ‫وما طالت الأيام حتى قام الشيخ هلال لاسترجاع بلدة غمر من يد الشيخ محسن‬ ‫‏‪© ١٢٨٣‬‬ ‫وعنده حروة ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا‪ ،‬فدخلها ليلة ‏‪ ١٢‬جمادى الثانية سنة‬ ‫فجاء الصريخ إلى الحمراء‪ ،‬فخرج الشيخ محسن وأخوه محمد وجماعته لمقاومته بجنود‬ ‫هائلةش وجروا المدافع إليه ورموا المحلة بمدافعهم‪ ،‬فتفجرت وتكسرت‘ وبقي الحصار‬ ‫إلى ليلة ‏‪ ٢١‬من الشهر المذكور‪ ،‬فهجم العبريون على المحلة‪ ،‬وأطلق المحصورون‬ ‫عليهم البنادق ورموهم بالحجارة من تلك السرادق وهم لا ينكصون فلما طال الأمر ظن‬ ‫هلال أن رصاصهم‪.‬لم يعمل شيئاً في عدوهم‪ ،‬فنزل من حصنه‪ ،‬ودخل في المهاجمين‬ ‫فناداهم وهو وسط‬ ‫فعرف أن الرماة لم تعمل شيثاً‪ ،‬فما أمكنه السكوت حتى يرجع إليهم‬ ‫عدوه‪ :‬أن واطوا الضرب‘ فعرفوا أنه هلال فتصادم القوم عليه‪ ،‬والتقى الشيخان‪ :‬هلال‬ ‫‪٨٧‬‬ ‫واحتوش هلال ستة رجال من صناديد‬ ‫فتجللا بالسيوف‪ ،‬فجرح الشيخ محسن‬ ‫ومحسن‬ ‫حكم‪ ،‬فأفلت منهم‪ 6‬فخارت العزيمة لما جرح الشيخ محسن وكانت الهزيمة على‬ ‫قومه وانجلت الملحمة عن عدد كبير من القتلى في العبريين‪ ،‬وعلى أثرها وقع الصلح‬ ‫بين العبريين وبني هناة‪ ،‬بواسطة الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري‪ ،‬على أن تعود‬ ‫غمر وبلاد سيت إلى بني هناة‪.‬‬ ‫وفي تبصرة المعتبرين في تاريخ العبريين للشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري ©‬ ‫قال‪ :‬إن المقتولين ستون رجلا والجرحى نحو ذلك‘ ومن بني هناة وبني شكيل عشرون‬ ‫رجلا قال‪ :‬وإنما لم يقتل منهم أكثر من ذلك؛ لأنهم كانوا محتجبين وراء الجدر في‬ ‫أسوار المحلة قال‪ :‬وبهذه الهزيمة ضعفت قوة الوالد محسن وكانت أيامه أيام إقبالث ولم‬ ‫تعاكسه الأحوال إلى أن قتل ولده حمود ببهلا‪ ،‬ثم وقعت هزيمة بلد غمر‪ .‬انتهى كلامه‪.‬‬ ‫وأخذ يسعى في رقي قومه وعمارة‬ ‫وبعد حادثة غمر استر هلال الوادي كله‬ ‫بلدانهم‪ 0‬ولم يقتصر على ذلك بل أخذ يفكر في ما هو أعظم من إدخال نزوى تحت‬ ‫سيطرته‪ ،‬فحالت دونه الأيام بظهور الإمام عزان بن قيس رحمه الله‪ ،‬وهذا نمو السبب‬ ‫الذي حمله أن لا يتساعد مع الإمام رحمه الله بإخلاص ونصح‘ وبعد موت الإمام حوَّل‬ ‫فكرته إليها مرة ثانيةش فدبر حيلة‪ ،‬فوصل نزوى بمن عنده ليساعد حاكمها على الأعراب‬ ‫الذين تجبروا على أهلها‪ ،‬وفي الباطن يبرم حيَلهش فرأى حاكمها السيد حمد بن سيف من‬ ‫هلال النصح‘ فقدمه في أموره شيئا فشيئا حتى قلده زمام قلعة نزوى؛ وكان حمد يسكن‬ ‫بيت الصاروج ‪ .‬وبعد مدة منع هلال حمدا من دخول القلعة‪،‬ث فاستيقظ حمد من غفلته‬ ‫ودبر المكيدة بقتل هلال ففشلت‘ وعلم هلال بذلك‪ ،‬فأرسل إليه أن القيام بنزوى ليس‬ ‫من مصالحك‘‪ ،‬فخرج إلى مسقط فصفا الجو لهلال‪.‬‬ ‫وكانت بين هلال والشيخ سليمان بن سيف النبهاني حروب بنزوى‪ ،‬إذ كان هلال‬ ‫أميرا على السفالة وبيده قامتها‪ ،‬والشيخ النبهاني أمير على سمد وهي علاية نزوى وبيكه‬ ‫بيت السليط‪ ،‬فوقعت بينهم وقائع عظيمة‪ ،‬ولا يقل من فقد بها عن ثلاثمائة قتيل‪.‬‬ ‫كانت أعمال هلال أفعال الأبطال؛ فإنه عمر الحصون‘ وأجرى‪ :‬الأنهارء وغرس‬ ‫الأشجاز؛ فمن الأنهار التي أجراها فلج ببلاد سيت حيالة العقبةث فلج وحشا‪ ،‬فلج‬ ‫الغافات© فلج النطالة‪ .‬فلج العقيصي © فلج القرى‪ ،‬وأجرى بوادي العلا فلج الحديث‬ ‫‏‪٨٨‬‬ ‫وحفر بنزوى فلج صوت المعروف بالقبة‪ ،‬فهذه الأنهار أحد عشر نهرا‪ .‬وبنى من‬ ‫الحصون ستة وثلاثين حصنا‪ ،‬أعظمها جامع سمد الذي هدمه الإمام سالم بن راشد‬ ‫الخروصي قلعة السويق‪ ،‬قلعتان بفرق نزوى© وببلد الغافات© الحصن الغربي© وبيت‬ ‫الزامة إلى غير ذلك‪ .‬غرس من النخيل إحدى وعشرين ألف نخلة‪ ،‬سبعة آلاف بنزوى‪6‬‬ ‫وثمانية آلاف بالغافات وسبعة آلاف ببلاد سيت ‪.‬‬ ‫وكانت وفاة الشيخ هلال بن زاهر بالقتل على يد سيف بن حمد بن البوسعيدي‬ ‫بنزوى سنة ‏‪ 0١٣١٦‬ثم ولي الأمر من بعده ابنه بدر ين هلال‪ ،‬وأقام سنتين حتى قتله بنو‬ ‫شكيل‪ ،‬وبعد قتل بدر ضعف أمر إخوته والدنيا أضداد‪ ،‬فجهز السلطان فيصل بن تركى‬ ‫خادمه الوالي سليمان بن سويلم‪ ،‬وأحاط ببلد الغافات وعنده الغافرية‪ ،‬وقام أمير بهلا‬ ‫ناصر بن حميد لتدمير فلج بلاد سيت‪ ،‬وأحاط أهل سفالة نزوى‪ ،‬وممن عندهم بقلعة‬ ‫نزوى فحصرهم بها‪ ،‬وكل ذلك في وقت واحد‘ وكان الشيخ عبد الله بن هلال وإخوته‬ ‫صغاراً فسلموا القلعة لينقذوا بلادهم‪.‬‬ ‫ترجمة رئيس النهضة العمانية‬ ‫المطلق الولي ح نور الدين عبد الته بن‬ ‫المحقق المجتهد‬ ‫هو والدنا السيد العميد‬ ‫بني ضبة ‏‪ ٦‬وبقية ا لنسب‬ ‫من‬ ‫السا لمي‬ ‫خميس‬ ‫بن‬ ‫خلفان‬ ‫بن‬ ‫عبيد‬ ‫بن‬ ‫سلوم‬ ‫بن‬ ‫حميد‬ ‫‪.‬‬ ‫أهل الأنساب‬ ‫عند‬ ‫معروف‬ ‫ولد ببلد الحوقين‪ :‬بلدة من أعمال الرستاق‪ ،‬وبها منازل قومه وأهله‪ ،‬ونشأ بها‪،‬‬ ‫وقرأ القرآن العظيم عند والده رضي الله عنهما‪.‬‬ ‫كف بصره ۔ رحمه الله ۔ وهو ابن اثنتي عشرة سنة‪ ،‬وكان في صباه حافظاً‪ ،‬قوي‬ ‫محدثا‬ ‫وقد ذكر‬ ‫الله فيه ‪.‬‬ ‫خاصية أودعها‬ ‫)ا وهى‬ ‫يسمع شيئا إلا وعاه‬ ‫لا يكاد‬ ‫الذاكرة ‏‪٠‬‬ ‫وهو ابن أربعة أشهر أو دونها تحريا ‪.‬‬ ‫أنه حقظ‬ ‫الله هذه‬ ‫بنعمة‬ ‫بن‬ ‫راشد‬ ‫فتتلمذ للشيخ‬ ‫ا لعلم المحمود إلى الرستاق‪،‬‬ ‫لطلب‬ ‫من الحوقين‬ ‫ثم خرج‬ ‫عالم الرستاق ونواحيها في ذلك الزمان© وأدرك الشيخ عبد الله بن محمد‬ ‫سيف اللمكي“‪،‬‬ ‫الهاشمي ‪ ،‬وأخذ عنه‪ ،‬فهو أحد شيوخه الفضلاء‪.‬‬ ‫‪٨٩‬‬ ‫نبغ في علم المعقول والمنقول‪ ،‬واشتهر عند أهل عمان بالطلب وجودة الذكاء ‪,‬‬ ‫والحفظ النادرين‪ ،‬حتى كان في مبدأ أمره أكبر من أشياخه الذين حمل العلم عنهم‪.‬‬ ‫شرع في التأليف بالرستاق سنة ‏‪ ١٣٠٥‬ه‘ ونظم أرجوزة في الجمل وشرحها‪ ،‬وهي‬ ‫أول ما صنفه‘ وكانت سنه في ذلك الوقت سبع عشرة سنة‪ ،‬وشرع في التدريس في سائر‬ ‫الفنون العلمية ‪.‬‬ ‫ثم هاجر إلى الشرقية سنة ‏‪ ١٣٠٨‬ه ثمان وثلثمائة وألف‪ ،‬لما يسمعه من أخبار‬ ‫الشيخ صالح علو صيته‪ ،‬وما يحاوله من إعادة الإمامة بالقطر العماني© ثم عزم عليه‬ ‫الشيخ الصالح أن يستوطن القابل‪ ،‬فامتثل أمره‪ ،‬ولبث عنده معاضداً له‪ ،‬يلتقط من‬ ‫فوائده‪ .‬ويستخرج من فرائده؛ فكان الشيخ صالح أحد شيوخه الذين أخذ عنهم العلم‬ ‫وأوتي حظا وشهرة في العلم‪ 6‬فضربت إليه أكباد الإبل‪ ،‬ووفد إليه الأخيار من سائر‬ ‫النواحي©ؤ ودرس في سائر فنون العلم‪ ،‬كالتفسير والحديث وأصول الفقه وأصول الدين‬ ‫والنحو والمعاني والبيان والمنطق‪ .‬ودام على ذلك الحال إلى أن توفي الشيخ صالح‪ ،‬ثم‬ ‫عاضد بعده ابنه الأمير عيسى بن صالح‪ ،‬وساعده على تدبير أمور عمان وسياسة الإمارة‪٨‬‏‬ ‫وأبدى في ذلك من حسن السياسة وعلو الهمة كل عجيب‪.‬‬ ‫أخلاقه وشمائله‪ :‬كان ۔ رضي الله عنه ۔ شديد الغيرة في ذات الله تعالى‪ ،‬لا تأخذه‬ ‫فيه لومة لائم‪ ،‬يقول الحق‘ؤ وينطق بالصدق‘© مشهور بالبسالة والصلابة‪ ،‬كثير الرد على‬ ‫من خالف ملة الإسلام‪ ،‬مشغول البال بأمته‪ ،‬يفرح بما ينفعهاء ويحزن لما يضرها‪ ©،‬وإنه‬ ‫ليكتثب إذا أصيب أحد من الأمة بحدث ولو بالصين ‪.‬‬ ‫لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية‪ .‬أو عائدة دنيويةش أو شاردة أدبية‪ ،‬مشتغلا‬ ‫بتدريس العلم والتأليف‪ ،‬والفصل بين الخصوم بالحكم الشرعي ‪.‬‬ ‫كان خطيبا منطقياً‪ ،‬يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل‪ ،‬حسب ما‬ ‫يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل‘ يرغب ويرهب بأبلغ بيان‬ ‫وأفصح لسان ‪.‬‬ ‫كان جوادا سخيا قل ما أكل طعاما وحده‪ ،‬لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه‬ ‫المغترفين من فيض أياديهش يقدم للضيف ما حضره بلا تكلف ولا بطر‘ كثير التفقد‬ ‫والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ‪.‬‬ ‫‪٩٠‬‬ ‫كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها‪ ،‬قليل التعلق بتبعاتها‬ ‫وشواغلها العائقة عن طريق الاخرة‪.‬‬ ‫كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلماً أو ذا‬ ‫حاجة جدية‪ .‬ولقد رأى ذات مرة خصما يتعنت خصمه‘ وقد قهره بفضول منطقه‪ .‬وكان‬ ‫الشيخ يحاول الصلح بينهما‪ ،‬فلما رأى ذلك المتعنت زجرهما‪ ،‬وقال‪ :‬هَلْمًا إلى الحكم‪6٥‬‏‬ ‫وضرب بعصاه أمامه“ وكانت سوداء من حطب الآأبنوس‘ فما هو إلا أن سلم ذلك‬ ‫فعوتب بعد ذلك فقال‪ :‬إني خفت من تلك العصا‬ ‫المتعنت الأمرء وصالح خصمه‪.‬‬ ‫السوداء‪ .‬ومناقبه كثيرة العدد‪.‬‬ ‫كان ۔ رضي الله عنه ۔ الركن الأعظم في إعادة الإمامة إلى عمان ونيلها المرتبة‬ ‫العليا‪ ،‬شديد الحرص على النهوض بالأمة العمانيةث واستعادة مجدها الباذخ‪ ،‬الذي أباده‬ ‫التحزب والاختلاف دهرا طويلاً‪ ،‬وذلك دأب العلماء العاملين في كل حين ‪.‬‬ ‫كان يكثر من تلاوة هذه الآية في المحافل‪« :‬يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على‬ ‫تجارة تنجيكم من عذاب أليمهالآية وغيرها من الآيات المشوقة للجهاد‪ ،‬المرعُبة لدار‬ ‫المعاد‪.‬‬ ‫كان ۔ عفا الله عنه ۔ كثير التضرع إلى اللهث فتراه في بعض الأحيان في مجلسه‪،‬‬ ‫أو في الطريق‪ ،‬أو في مصلاه‪ ،‬وقد رفع يديه إلى السماء قائلا‪ :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬ثم‬ ‫يبسط يديه ويقول‪ :‬اللهم اجمع الشمل وألف بين القلوب‘ وأيد الكلمةث ونحو ذلك‬ ‫من الأدعية التي يرجو بها نظام المسلمين‪ ،‬وتجد ذلك في أجوبة المسائل عنه إذا‬ ‫تأملتها‪.‬‬ ‫كان كثيرا ما يقول‪ :‬اختبرنا الله فوجدنا كاذبين‪.‬‬ ‫يتأوه كثيرآ لما يراه في الناس من الاختلاف‪ ،‬وعدم الجد فيما يعود على حياتهم‬ ‫بالسعادة ولما يراه من الفساد في البلاد‪ ،‬فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا‪:‬‬ ‫طمع فينا‬ ‫ذهبت الحميّة©‬ ‫ذهبت الغيرة‬ ‫ذهب الوفاءء ذهب الدين‪ 8،‬ذهبت المروءة‬ ‫طلبنا بالمكائد‪ ،‬نصب لنا الحبائل© فإنا لله وإنا إليه راجعون‪ .‬ومن قوله‪:‬‬ ‫الخصم‬ ‫ولاهي‬ ‫غافل‬ ‫منا‬ ‫والكل‬ ‫اليوم بالدواهمي‬ ‫النصارى‬ ‫حرب‬ ‫المدافع‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫وإنها‬ ‫بالخدايع‬ ‫الدار‬ ‫فيأخذون‬ ‫‪٩١‬‬ ‫دعبل ‪:‬‬ ‫ما يتمثل بقول‬ ‫وكثيرا‬ ‫الله يعلم إني لم أقل قَنّدا‬ ‫ما أكثر الناس لا بل ما أنهم‬ ‫على كثير ولكن لا أرى أحدا‬ ‫إنى لأفتح عيني حين أفتحها‬ ‫يجد‬ ‫لم‬ ‫التي‬ ‫‏‪ ١‬لأمور‬ ‫من‬ ‫صدره‬ ‫في‬ ‫يجيش‬ ‫لما‬ ‫‪6‬‬ ‫أحدا‬ ‫أرى‬ ‫لا‬ ‫ولكن‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫ويكرر‬ ‫من يساعده على القيام بهاث ويكثر الدعاء على النصارى والمستعمرين في أكثر مجالسه‪.‬‬ ‫ومن أدعيته الجامعة‪ :‬اللهم خذ أعداء الدين© وارددهم على أعقابهم خاسرين خاسئين‬ ‫منزلته في العلم والأمة‪ :‬كان ۔ رحمه الله ۔ أحد أقطاب الأمة المجتهدين‪ ،‬محققا‬ ‫جليلاً‪ ،‬جامعا للمنقول والمعقول‪ ،‬معروفا بغزارة العلم والاجتهاد‪ ،‬إليه انتهت رئاسة العلم‬ ‫لعمان في زمانه‪ .‬ويظهر ذلك من تآليفه الجمة في مختلف الفنون الشرعية والعربية وكانت‬ ‫بينه وبين علماء المغرب وبعض علماء مصر مراسلات ومواصلات وأبحاث حسنة‪ .‬ولا‬ ‫سيما الإمام القطب محمد بن أطفيش رحمه الله؛ فإن بينهما من المراسلات والاتصال ما‬ ‫لا يخفى‪ 0،‬ودرس القطب ۔ رضى الله عنه ۔ تلاميذه فى مؤلفاته‪٬‬‏ وأعجب بها‪ ،‬وأثنى على‬ ‫‪.‬‬ ‫مؤلفهاش ودعا له بصالح الدعاء‪.‬‬ ‫ويحسن هنا أن نذكر سؤالا وجواباًث صدر إليه من حضرة الباشا سليمان بن عبد الله‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫وهذا‬ ‫بمجلس الأعيان‬ ‫البارونى لما كان‬ ‫المرجو من حضرتكم ۔ أيها الاستاذ ۔ الذي سنعتمد على أقواله وأقوال أمثاله ممن‬ ‫الجامعة الاسلامية في جريدة‬ ‫المقالة المحررة تحت عنوان‬ ‫إمعان‬ ‫المحترم‬ ‫بالذهب‬ ‫تمسك‬ ‫الاسد الإسلامي الآتية إليكم مع هذا‪.‬‬ ‫السامي‬ ‫نظركم‬ ‫اقتضاه‬ ‫ما‬ ‫إبداء‬ ‫نطلب‬ ‫عين الحقيقة ‪6‬‬ ‫الفكر بحثاً وراء‬ ‫ثم بعل إطلاق‬ ‫عن الجواب عن الأسئلة الآتية بإيجاز غير مخل بالمراد خدمة للجامعة والدين©‬ ‫العمر كذا‬ ‫البالغ من‬ ‫فلان‬ ‫‏‪ ١‬لاإامضاء هكذا ‪ :‬حرره‬ ‫ويكون‬ ‫والشكر ئ‬ ‫ولحضرتكم الثواب‬ ‫سنة كذا‪.‬‬ ‫شهر كذا‪،‬‬ ‫فى البلدة الفلانيةث‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫۔ هل توافقون على أن من أقوى أسباب اختلاف المسلمين تعدد المذاهب وتباينها؟‬ ‫۔ على فرض عدم الموافقة على ذلك‘ فما هو الأمر الآخر الموجب للتفرق؟‬ ‫‏‪٩٢‬‬ ‫۔ على فرض الموافقة فهل يمكن توحيدها والجمع بين أقوالها المتباينة وإلغاء التعدد‬ ‫في هذا الزمن الذي نحن فيه أحوج إلى الاتحاد من كل شيء؟‬ ‫۔ على فرض عدم إمكان التوحيد‪ ،‬فما الأمر القوي المانع منه في نظركم©ث وهل‬ ‫إزالته من وجه؟‬ ‫۔ على فرض إمكان التوحيد فأي طريق يسهل الحصول على النتيجة المطلوبة ©‬ ‫وأيابلد يليق فيه إبراز هذا الأمر في كم سنة ينتج؟ كم يلزم له من المال تقريباً؟‬ ‫۔ كيف يكون ترتيب العمل فيه‪ .‬وعلى كل حال ما الحكم في الساعي في هذا الأمر‬ ‫مفسد؟‬ ‫أم‬ ‫وسياسة مصلح‬ ‫شرعا‬ ‫ما الدليل القاطع على منع الصور التي لا ظل لها مما يرسم على الورق مثلاً من‬ ‫‪.‬‬ ‫لمقصد حسن‬ ‫والجيوش‬ ‫الملوك‬ ‫صور‬ ‫أجابه نور الدين بما نصه‪:‬‬ ‫الغطاء من حقيقة ك‬ ‫فإذا فيها كشف‬ ‫الجواب ‪ :‬قد نظرنا في الجامعة الإسلامية‪،‬‬ ‫فلله ذلك الفكر المبدي لتلك الحقائق ‪.‬‬ ‫نعم نوافق على أن منشأ التشتت هو اختلاف المذاهب‘ وتشعب الآراء؛ وهو‬ ‫السبب الأعظم في افتراق الأمة كما اقتضاه نظرك الواسع في بيان الجامعة الإسلامية‪.‬‬ ‫وللتفرق أسباب أخرى‘ منها‪ :‬التحاسد والتباغض والتكالب على الحظوظ العاجلة؛‬ ‫ومنها‪ :‬طلب الرئاسة والاستبداد بالأامرث وهذا هو السبب الذي نشأ عنه افتراق الصحابة‬ ‫في أول الأمر في أيام علي ومعاوية‪ ،‬ثم نشأ عنه الاختلاف في المذاهب‪ ©،‬وجمع الأمة‬ ‫بعد تشعب الخلاف ممكن عقلا مستحيل عادة‪ .‬وإذا أراد الله أمرا كان «لو أنفقت ما في‬ ‫الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن اله آلف بينهم إنه عزيز حكيميه‘ والساعي في‬ ‫الجمع مصلح لا محالة‪ .‬وأقرب الطرق له أن يدعو الناس إلى ترك الألقاب المذهبية‬ ‫ويحثهم على التسمي بالإسلام؛ فإن الدين عند الله الإسلام‪ ،‬فإذا أجاب الناس إلى هذه‬ ‫الخصلة العظيمة ذهبت عنهم العصبية المذهبية‪ ،‬فيبقى المرء يلتمس الحق لنفسه‪ ،‬ويكون‬ ‫الحق أولا عند آحاد من الرجال‪ ،‬ثم يظهر شيئاً فشيئاً فيصير الناس إخواناً‪ .‬ومن ضل‬ ‫فإنما يضل على نفسه‪ .‬ولو استجاب الملوك والأمراء إلى ذلك لأسرع في الناس قبوله‬ ‫‪٩٣‬‬ ‫وكفيتم مؤنة المغرم‪ ،‬وإن تعذر هذا من الملوك فالامر عسر والمغرم ثقيل‪ .‬وأوفق البلاد‬ ‫لهذه الدعوة‪ ،‬مهبط الوحي‘ ومتردد الملائكة‪ ،‬ومقصد الخاص والعام‪ :‬حرم الله الآمن؛‬ ‫لأنه مرجع الكل‪ ،‬وليس لنا مذهب إلا الإسلام‪ ،‬فمن ثم تجدنا نقبل الحق ممن جاء به‪5‬‬ ‫وإن كان بغيضاً ونرد الباطل على من جاء به‪ ،‬وإن كان حبيباًك ونعرت الرجال بالحق‪6‬‬ ‫فالكبير معنا من وافقهث والصغير من خالفه‪ .‬لم يشرع لنا ابن أباض مذهباً وإنما نسبنا إليه‬ ‫لضرورة التمييز حين ذهب كل فريق إلى طريق‪ .‬أما الدين فهو عندنا لم يتغير والحمد لله ‪.‬‬ ‫أما التصوير لذي الروح فإنه حرام‪ :‬كان للمصور ظل أو لم يكن له؛ لحديث‬ ‫النمرقة عند الربيع ومالك والبخاري ومسلم وفيه‪ :‬إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم‬ ‫يقال لهم‪ :‬أحيوا ما خلقتم‪ ،‬وكانت الصورة في النمرقة‪ .‬ومن المعلوم أنه لا ظل لها‪،‬‬ ‫وفي حديث ابن مسعود عند أحمد‪ :‬إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وهو‬ ‫عام يتناول ما كان له ظل وما لم يكن‪ .‬ولا خلاف في منع ذلك وإنما الخلاف في‬ ‫استعماله‪ ،‬إذا كان رقما في ثوب‘ أو استعمل للامتهان دون تصويره‪ ،‬ومحل المنع صورة‬ ‫ذي الروح فقط والله أعلم‪ .‬من عبد الله بن حميد السالمي" البالغ من العمر ثلاث وأربعين‬ ‫‏‪ ٤٣‬سنة تقريبا‪ ،‬الساكن القابل من شرقي عمان سنة ‏‪ ١٣٢٦‬اه‪.‬‬ ‫وإذا نقلنا هذا الكلام بأسره لما فيه من الفوائد ولتعرف ما عليه هذا الشيخ من‬ ‫التيقظ لمراعاة الإسلام وأهله فإنه كان عميد المسلمين وقدوتهم في عمان‪ ،‬وزهرت في‬ ‫والمتعلمين ‪.‬‬ ‫والعلماء‬ ‫إيامه بالعلم‬ ‫تلاميذه ومن حمل عنه العلم‪ :‬قال الشيخ أبو إسحاق إبراهيم أطفيش ۔ أبقاه الله ‪:‬‬ ‫تلاميذه كثير‪ .‬ولا نبالغ إذا قلنا‪ :‬إن رجال العلم اليوم بعمان كلهم من تلاميذه‪ ،‬وقد‬ ‫نبغ منهم كثير‪ ،‬وفي مقدمتهم العلامة الأفخم المؤيد‪ ،‬إمام عمان أبو عبد الله محمد بن‬ ‫وبقية‬ ‫قال‪:‬‬ ‫بويع بعد وفاة شيخه‪.‬‬ ‫عبد الله بن سعيد بن خلقان الخليلي الخروصي©‘‬ ‫العلماء من تلاميذه كثيرون‪ .‬وحسبك أن صفوة الأمة هنالك والذين قامت عليهم الإمامة‬ ‫والملك هم تلاميذه‪ ،‬وهذه الروح التي نفخها فيهم‪ ،‬حتى كانوا حمى للدين والأمة من‬ ‫أكبر الشو!هد على إخلاصه وعلو شأنه ومكانته رحمه الله‪ .‬انتهى كلامه‪ .‬وهي شهادة‬ ‫من عالم عامل‪.‬‬ ‫‪٩٤‬‬ ‫كثير ‪.‬‬ ‫ومشاهر تلاميذه‬ ‫فقد كان ملازما له منذ‬ ‫منهم‪ :‬الإمام العادل الزاهد‪ ،‬سالم بن راشد الخروصي‬ ‫راهق الحلم إلى أن عقد عليه الإمامة العظمى‪.‬‬ ‫ومنهم العلامة الأمير عيسى بن صالح‪ ،‬أحد علماء عمان‪ ،‬وله الفخر الكبير في‬ ‫تأييد النهضة الحالية ‪.‬‬ ‫بعمان ‪:‬‬ ‫رئيس القضاة‬ ‫ي‬ ‫ا( >‬ ‫‪ :‬العلامة‬ ‫ومن‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫أبو مالك عامر بن‬ ‫مسعود الذي هو من بني مالك‘ كان معاضداً لشيخه في حلو الزمان ومره‪ ،‬وله التآليف‬ ‫الضخمة ‪.‬‬ ‫الريامي‬ ‫بن رزيق‬ ‫الله بن محمد‬ ‫الزعيم الباسل ‪ .‬العلامة أبو زيد عبد‬ ‫ومنهم‪:‬‬ ‫الأزكوي‪ ،‬عامل الإمامين الخروصي والخليلي على بهلا‪ .‬كان يكتب عن شيخه مسودات‬ ‫التآليف ‪.‬‬ ‫الإمام سالم وقاضيه‬ ‫الخروصي ‪ .‬شقيق‬ ‫بن راشد‬ ‫الشيخ العلامة ‏‪ ٠‬ناصر‬ ‫ومنهم‪:‬‬ ‫وعامله على الرستاق والعوابي وتوابعهما‪ 5‬كما أنه عمل للإمام الخليلي‪ ،‬وهو عالم مجاهد‬ ‫غيور‪.‬‬ ‫ومنهم‪ :‬أبو الخير عبد الله بن غايش النوفلي بالولاء‪ .‬كان عالما عاملا ورعا‬ ‫فاضلا ولي القضاء للإمامين الخروصي والخليلي‪ .‬واستعفى آخر عمره شفقة على نفسه‬ ‫من تحمل ذلك‪ .‬توفي رضي الله عنه والمسلمون عنه راضون‪.‬‬ ‫ومنهم‪ :‬الشيخ سليمان بن سيف الحميري‪ ،‬من حمير‪ .‬كان أعلم أهل مصره بعلم‬ ‫الآلة‪ .‬طلبه أهل زنجبار من شيخه أن يكون مدرسا لهم‪ ،‬فأسعفهم شيخه وأرسله إليهم‪.‬‬ ‫ومنهم‪ :‬العلامة أبو عبيد حمد بن عبيد السليمي السمائلي‪ ،‬وهو من أجل علماء‬ ‫عمان اليوم دراكة وفهامة‪ ،‬وقد أصيب آخر عمره بالعمى‪ .‬عمل للإمامين الخروصي‬ ‫وتوابعهن ‪.‬‬ ‫وفنجا‬ ‫بسمايل وبديد‬ ‫القضاء‬ ‫وتقلد‬ ‫والخليلي ‪.‬‬ ‫علماً كثيرا ‏‪ ٠‬وعمل‬ ‫الأغبري ‪ .‬جمع‬ ‫بن شيخان‬ ‫بن حمد‬ ‫ومنهم الشيخ العلامة سيف‬ ‫للإمامين على منح وأزكى ودما والطائيين ونواحيها‪.‬‬ ‫‪٩٥‬‬ ‫معروفا‬ ‫ومنهم ‪ :‬الشيخ العالم سعيد بن أحمد الراشدي ‪ .‬كان مسارعاً للخيرات‪،‬‬ ‫بالسكينة والوقارك تاركاً لحظوظ النفس‪ ،‬ومتصفاً بالكمالات الإنسانية مجدا في تحصيل‬ ‫العلم النافع وفى الاستفادة والإفادة فيه‪ 6‬ومهر في العلم مع صغر سنه ومات بعد أن شرع‬ ‫سنة ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣١٤‬في حياة شيخه وهو ابن نيف وعشرين‬ ‫وقد توفي سنة‬ ‫فى التصنيف©‬ ‫ومنهم‪ :‬الشيخ الضرير سالم بن حمد البراشدي‪ ،‬من علماء الآخرة وليا تقي تقلد‬ ‫حواليها ‪.‬‬ ‫سنا ‪7‬‬ ‫على بلدة‬ ‫للإمامين‬ ‫القضاء‬ ‫مشمر في العلم ا فقيه ورع حصورا‬ ‫‪ .‬ومنهم ‪ :‬أبو شيذان عامر بن غلي الشيذاني‪،‬‬ ‫لم يقبل أن يتقلد شيئا من الأعمال لزهده‪.‬‬ ‫السالمي ابن عم نور‬ ‫بن شيخان‬ ‫ومنهم ‪ :‬ملك الفصاحة بعمان © شيخ البيان محمد‬ ‫الدين‪ .‬كان نابغة زمانه} إليه مرجع المشكلات في علوم الآلة من النحو والمعاني والبيان‬ ‫والمنطق تشهد بذلك عبقريته الشعريةث وقد كان سخيا كريماً‪.‬‬ ‫لهما على‬ ‫عمل‬ ‫ومنهم ‪ :‬سليمان بن حامد البراشدي ‏‪ ٠‬وهو من قضاة الإمامين©‘‬ ‫شمس ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫بني معولة‬ ‫ووادي‬ ‫أبرا ‘‬ ‫الإمام‬ ‫وقد استعمله‬ ‫قسور بن حمود الراشدي ) من أهل القريتين‪،‬‬ ‫ومنهم‪:‬‬ ‫إلى إفريقيا ‪.‬‬ ‫الخروصي على منح ‏‪ ٠‬فتقلد الولاية والقضاء © وفي عصر الإمام الخليلي خرج‬ ‫ومنهم‪ :‬القاضي الجليل أبو الوليد سعود بن حمد بن خليفين‪ ،‬كناه الإمام الخليلي ©‬ ‫شمس الفراء وداهية العلماء‪ .‬عمل للإمامين الخروصي والخليلي‪ ،‬وتقلد القضاء نحوا‬ ‫من خمس وثلاثين سنة جمع علما ودها وذكاء‪.‬‬ ‫هؤلاء مشاهير تلاميذه‪ 0‬والذين تحت طبقتهم كثير‪ ،‬بل لا نجد عمانياً له أدنى‬ ‫ما قسم‬ ‫بحسب‬ ‫مُسكة من العلم ‪ 6‬إلا وقد اغترف من ذلك البحر والتقط من ذلك الدر‬ ‫ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيمه ‪.‬‬ ‫له الواهب من المواهب ‪.‬‬ ‫تاليفه ورسائله‬ ‫منها‪« :‬أنوار العقول أرجوزة في أصول الدين‪.‬‬ ‫ومنها‪« :‬بهجة الأنوارا ‏‪ ٠‬شرح على هذه الأرجوزة‪ ،‬وهو مختصر طبع بهامش الجزء‬ ‫الاول مس طلعة الشمس‪.‬‬ ‫‪٩٦‬‬ ‫ومنها‪« :‬م‬ ‫شارق أنوار العقولاث شرح آخر عليها‪ .‬وهو مطول كافل بالمقصود من‬ ‫أحسن كتب الأصول تحقيقا وتحريراً وتنسيقاً‪ .‬قال القطب رحمه الله لما وقف عليه‪. :‬لقد‬ ‫المشارق ‪.‬‬ ‫صاحب‬ ‫أمعن‬ ‫ومنها‪« :‬غاية المرادا‪ ،‬أرجوزة في نظم الاعتقادك شرحها العلامة سليمان بن محما‬ ‫الكندي شرحا مفيدا‪.‬‬ ‫نفيساً سماه ‪:‬‬ ‫شرحا‬ ‫الفقه ‪ .‬وقد شرحها‬ ‫ا لأنوارا ئ ألفية في أصول‬ ‫ومنها ‪« :‬شسمس‬ ‫فيه قطب‬ ‫وقد درس‬ ‫الفقه‘‬ ‫أنفس ما ألف في أصول‬ ‫طلعة الشمس ‪ .‬جزآن ‪ .‬طبعا بمصرك©‬ ‫الأئمة تلاميذه‪.‬‬ ‫ومنها‪« :‬شرح الجامع الصحيح" مسند الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي البصري ©‬ ‫من أئمة القرن الثاني‪ .‬وهو في ثلاثة أجزاءث طبع الأول والثاني بمطبعة الأزهار البارونية ‪.‬‬ ‫ومنها‪« :‬مدارج الكمالا‪ ،‬أعظم مختصر الخصال لأبي إسحاق الحضرمي وهي‬ ‫أرجوزة مفيدة جدا تربو على ألفي بيت في الفقه‪.‬‬ ‫ومنها‪« :‬معارج الآمال» شرح على الأرجوزة في أسلوب غريب يحل معنى الأبيات‬ ‫في مبادىء الشرح‘ ثم يعقبه بالمسائل المتعلقة بذلك من الأثر‪ ،‬ويقرنها بالأدلة‪ ،‬ثم يذكر‬ ‫تفاريع المسألة ويردها إلى إصولها‪،‬ؤ ثم ينبه على ما اقتضاه المقام من الفوائد‪ ،‬ويرد إليها‬ ‫ما كان من تلك القواعد بعبارات رائعة‪ ،‬حتى إن المسألة تصلح أن تكون رسالة مستقلة لو‬ ‫أفردت‪ .‬ومحاسن هذا الكتاب لا يعرفها إلا من وقف عليه‪ .‬كمل منه ثمانية أجزاء‬ ‫ضخام‪ ،‬آخرها الصوم والاعتكاف وكان يحرزه أن ينوف على عشرين جزعءاً‪ ،‬قطعته‬ ‫العلائق عن إتمامه والكمال عزيز‪.‬‬ ‫والحكم تزيد على‬ ‫والأخلاق‬ ‫والأحكام‬ ‫أرجوزة ‪ .‬في الأديان‬ ‫النظام! ئ‬ ‫ومنها ‪[ :‬اجوهر‬ ‫في أربعة أجزاء‪ ،‬طبع بمصر مرتين‪ ،‬وشهرته كافية عن التعريف ‪.‬‬ ‫أربعة عشر ألف بيت‬ ‫أهل‬ ‫ببعض أحوال‬ ‫وهو تاريخ تكفل‬ ‫أهل عمان‪38‬‬ ‫بسيرة‬ ‫ا لأعيان‬ ‫«تحقة‬ ‫ومنها‪:‬‬ ‫عمان‘ منذ انتقال العرب إليها إلى وقت إمامة الخروصي سالم بن راشد‪.‬‬ ‫في مختلف‬ ‫وغيرها‬ ‫عمان‬ ‫نوازل‬ ‫عن‬ ‫) الفتاوى‬ ‫ومنها ‪:‬‬ ‫وقد بلغت سبعة‬ ‫الفنون! ئ‬ ‫‏‪٩٧‬‬ ‫نهضة ا لأعيا ن ‪ -‬م ‏‪٧‬‬ ‫أجزاء ضخام‪ ،‬والثامن لم يكمل‪ ،‬وهي مسائل منثورة غير مرتبة‪ .‬أسأل الله أن يمن علي‬ ‫بالإعانة على ترتيبها ‪.‬‬ ‫ومن هذه الفتاوى‪ :‬كتاب «حل المشكلات" وهو الرابع من أجزاء الجوابات‪ ،‬حل‬ ‫فيها ما أشكل على تلميذه الكبير أبي زيد عبد الله بن محمد الريامي‪ ،‬وذلك أنه أشكلت‬ ‫عليه مسائل في الأثر فجمعها‪ ،‬وطلب من شيخه نور الدين الجواب عنها‪ ،‬فأجابه بما‬ ‫يشفي الغليل من واضح الدليل‪ .‬وهذا الجزء قد رتبه حال الجواب على الاسئلة ‪.‬‬ ‫ومنها‪« :‬المنهل الصافي في العروض والقوافي'‪ ،‬أرجوزة رائقة تنوف على ثلاثمائة‬ ‫بيت أولها‪:‬‬ ‫وفاتح العروض للخليل‬ ‫حمدا لمانح العطا الجزيل‬ ‫وقد شرحها شرحا لطيفا مقنعاً‪.‬‬ ‫أما الرسائل فكثيرة نذكر ما شهر‪:‬‬ ‫منها‪« :‬تلقين الصبيان وهي رسالة مفيدة فيما يجب على الإنسان من الاعتقاد‬ ‫بالجنان والعمل بالاركان ‪ .‬وهي أول ما يقرها أهل عمان أولاتهم‪ ،‬وقد اشتهرت شهرة‬ ‫كافية ‪.‬‬ ‫وله في النحو رسالة «بلوغ الأمل في الجمل الثلاث‘ رجز مفيد جدا‪ .‬شرحه‬ ‫شرحا مختصراً‪ ،‬وهو أول ما ألفه هذا الشيخ‪.‬‬ ‫ومنها شرحه على العَممريطية أرجوزة ليحيى العمريطي شرحا موجزا كاملا‪.‬‬ ‫وله رسالة الحج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة طبع بهامش الجزء الثانى من طلعة‬ ‫الشمس‪.‬‬ ‫وله رسالة الحجة الواضحة في الرد على التلفيقات الفاضحة‪ ،‬رد فيها على من‬ ‫ادعى العلم وتعاطى منزلة الاجتهاد من أهل زمانه‪.‬‬ ‫التشبه‬ ‫من‬ ‫فيها‬ ‫حذر‬ ‫واليهود ‪6‬‬ ‫النصارى‬ ‫مخالفة‬ ‫في‬ ‫المجهود‬ ‫بذل‬ ‫وله رسالة‬ ‫بالمشركين من أهل الكتاب‘ وذكر فيها من دسائس العدو ما يوجب نقرة كل من له أدنى‬ ‫إلمام بملة الإسلام وذلك لما بلغه تهافت المسلمين على لباس النصارى والتخلق‬ ‫‪٩٨‬‬ ‫بأخلاقهم وهيآتهم أولها‪« :‬يربد ا له ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويريد‬ ‫الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماًه ‪.‬‬ ‫وله رسائل اللمعة المرضية في أشعة الأباضية‪ ،‬رد فيها على من قال‪:‬إن الفرقة‬ ‫الاباضية حدثت بعد المذاهب الأربعة وأنهم لا تأليف لهم‪ ،‬أبدى فيها فصل الخطاب‬ ‫الصواب ‪.‬‬ ‫والوقوف على محجة‬ ‫وله رسالة الحق الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي‪ ،‬بين فيها منزلة ذلك السيد‬ ‫بين أهل الإسلام ‪.‬‬ ‫وله كشف الحقيقة في الرد من جهل الطريقة‪ ،‬أرجوزة كشف فيها عن حقيقة‬ ‫المذهب ‪.‬‬ ‫وله شرح على فيض المنان‪ ،‬قصيدة للشيخ سعيد بن أحمد الراشدي ‪.‬‬ ‫القيام بما‬ ‫على‬ ‫وتحريض‬ ‫كله حماسة‪،‬‬ ‫وله ديوان شعر فى غاية البلاغة والفصاحة‬ ‫الإسلام ‪.‬‬ ‫يعر‬ ‫وله كتاب مجموع المناظيم على قاعدة المتون‪ ،‬جمع فيه أراجيز في فنون العلم‬ ‫انتخبها‪ .‬وقصائد من أشعار العرب اختارها‪.‬‬ ‫انتهى ما استحضرنا ذكره من الكتب والرسائل‪ ،‬وهي كافية في معرفة ما كان عليه‬ ‫ذلك الإمام من عظيم المنزلة بين الأعلام‪.‬‬ ‫وفاته رضى الله عنه‬ ‫في اليوم الثامن عشر من شهر صفر من سنة اثنتين وثلاثمائة وألف‪ ،‬شخص نور‬ ‫الدين ۔ رضي الله عنه ۔ إلى بلد الحمراء لمناظرة الشيخ ماجد بن خميس العبري‪ ،‬رجاء‬ ‫أن يفهم الحجة في مسألة أوقاف القبور ‪.‬‬ ‫وملخص ذلك أن القدوة نور الدين رأى ما أحدثه الناس من بدعة الوصية للقراءة‬ ‫على القبور‪ ،‬وتهافت طغام العوام على هذا الأمر المحجور بنص الخبر المشهور‬ ‫فصارت المقابر بالذكر معمورة والمساجد من ذلك مهجورة‪ ،‬خلاف ما أمر النه ورسوله ‪.‬‬ ‫فحكم أن الوصية بذلك باطلة من‪.‬أصلها‪ .‬ومرجع تلك الأموال لورثة الموصي إن‬ ‫‪٩٩‬‬ ‫وجدوا‪ ،‬وإلا هم مجهولون يتعذر الوقوف عليهم‪ .‬فقضى أن المجهول لبيت المال على‬ ‫أشهر ما فيه من الأقوال‪ ،‬وأمر الإمام سالم بإمضاء ذلك الحكم وإنفاذه؛ إذ لا ينفع قول‬ ‫بحق لا نفاذ له‪ ،‬فأمضاه الإمام سالم‪ ،‬وأدخل تلك الأموال العتيقة في بيت مال المسلمين‬ ‫لعز دولتهم" فشرع في بيع بعضها في حاجة الدولة‪ .‬فلما بلغ ذلك العلامة ماجد وكان‬ ‫من مشايخ العلم في عمان له سن وفضل كتب إلى الإمام ونور الدين بإنكار ذلك الحكم‬ ‫قائلاً‪ :‬إنه لا يجوز تبديل الاوقاف عن سنتها التي جعلت لها‪ ،‬فأجابه نور الدين بالحجج‬ ‫وبين له‬ ‫المقتضية لبطلان تلك الأوقاف‪ ،‬المؤسسة على غير ما كان عليه رسول اله تش‬ ‫بيان شافي‪ .‬فلم يكن من العلامة ماجد إلا الاعتراض وأخذ يشنع عليهم‪ ،‬وأظهر التخطئة‬ ‫لهم‪ ،‬فخشي نور الدين أن تقع بذلك فرقة‪ ،‬وتنتج المسألة ضررا يؤول إلى تفرق كلمة‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫وكان عظيم الشفقة في الإسلام‪ ،‬كثير التحرز مما يؤدي إلى الاختلاف والتناقض ©‬ ‫فشخص بنفسه إلى مناظرة الشيخ ليفهمه الحجة شِفاهاً‪ ،‬ويوقفه على المحجة‪ ،‬لما رأى‬ ‫أن الرسائل من بعيد لم تغن شيئ‪ ،‬بل كانت أقرب إلى التبعيد وإجلالاً للشيخج‪ ،‬وهو أحد‬ ‫شيوخه الذين أخذ عنهم العلم‪ ،‬فكان من قضاء الله وقدره‪ :‬أنه لما وصل ومن معه من‬ ‫عزموا على المبيت بها‪ ،‬فتوجهوا إلى‬ ‫الأعيان إلى قرية بني صح عند غروب الشمس‬ ‫المحلة السفلى منها‪ .‬فصدعه غصن شجرة أمبا معترصاً على الطريق وهو على راحلته ©‬ ‫ولم يبصره لكونه ضريراً‪ ،‬ولم ينبهه أصحابه لأمر أراده الله فألقاه على ظهره واهي‬ ‫القوى ولبث بها مريضا إلى اليوم السادس والعشرين من شهر صفر لا يستطيع الحركة‪.‬‬ ‫فتكلم عنده فيما جاء له من الناس ©‬ ‫وما زال في تلك الأيام يراجعه الشيخ ماجد‬ ‫فاعترضهم التلامذة والأعيان‪ ،‬وطلبوا من نور الدين إرجاء الخوض في المسألة رجاء‬ ‫عافيته‪ ،‬ثم يتباحثان بعد فيما اختلفا فيه‪ .‬فأجابهم نور الدين‪ :‬إني أخشى المعاجلة قبل أن‬ ‫يفهم الشيخ ما عندي‪ ،‬فافترقا على أن الشيخ ماجد راجع عن تخطئته‪ ،‬وأن المسألة من‬ ‫مسائل الاجتهاد‪ .‬وسنذكر تمام ذلك في ترجمة الشيخ ماجد‪.‬‬ ‫ثم إنه طلب أن يحمل إلى نزوى‪ ،‬فأمر الشيخ الحميري قومه بحمله على الأكتاف ©‬ ‫وجاء ا لإمام سالم لعيادته ليلة التا سع‬ ‫منها‪.‬‬ ‫عليه الخروج‬ ‫وشق‬ ‫فحمل إلى تنوف©‪8‬‬ ‫فرجع ‏‪ ١‬لاما م مسرورا‬ ‫مرضه‬ ‫ا لليلة في خفة من‬ ‫والعشرين من ا لشهر المذكور ‪ .‬وكان تلك‬ ‫‪١ ٠ ٠‬‬ ‫فتوفاه الله بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الاول‬ ‫بعافيته‪ ،‬ثم تزايد به المرض«ؤ‬ ‫من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف‘ بعد ما ترك للجباه العاتية صيحة الحق وللقلوب‬ ‫الغلف نداء الواجب‘ وللضمائر الواعية طريق العمل‪ ،‬وللهمم المتوانية شد العزيمة‪.‬‬ ‫فرحم الله تلك الأوصال وأوصلها إلى رضوانه وفسيح جناته‪ .‬وقبر ببلدة تنوف‪ ،‬تحت‬ ‫سفح الجبل الأخضر بعد ما صلى عليه تلميذه الكبير أبو زيد عبد الله بن محمد بن‬ ‫رزيق الريامي‪ ،‬فأصيبت عمان بموته مصابا عظيماً‪ ،‬أنساهم ما كان قبله من عظيم‬ ‫المصائب وجسيم النوائب‘ إذ كان ذلك في صدر الدولة‪ ،‬وغبطة العمانيين بالظهور وهو‬ ‫إذ ذاك عميدهم وقدوتهم في سياسة الدنيا والدين‪ .‬وما أشبه قضية وفاته بقضية سيبويه في‬ ‫محاورة الكسائي ‪:‬‬ ‫وأعظم الناس شجواآً عالم هضما‬ ‫والغبن في العلم أشجى محنة علمت‬ ‫لما فتحت سمائل‪ ،‬وأقيم الحد على المعترفة بالزنا تنفس الصعداء‪ .‬وقال‪ :‬خشيت‬ ‫خشيت الموت قبل أن يكون لهم مأوى يرجعون إليه ومركز يأوون فيه‪ ،‬ثم خشيت أن‬ ‫أموت قبل أن أشاهد الإمام يصلي الجمعة بالمسلمين‪ ،‬ثم خشيت أن أموت قبل أن أرى‬ ‫الإمام يقيم حدا من الحدود الواجبة‪ .‬أما الآن فقد كان ذلك كله‪ ،‬فالحمد لله على تمام‬ ‫العيوني ‪:‬‬ ‫بن مقرب‬ ‫النعمة ‪ .‬ثم تمثل بقول‬ ‫طبت يا موت فإن شئت فزر‬ ‫جسده‬ ‫المطمئنة‬ ‫فارقت نفسه‬ ‫حتى‬ ‫قيامه وقعوده‬ ‫حال‬ ‫الشطر فى‬ ‫هذا‬ ‫يردد‬ ‫ولم يزل‬ ‫الطاهر فى تلك الأشهر من صدر الدولة؛ فإنه عاش فى تسديدها بعد ظهورها ثمانية أشهر‬ ‫وسبعة عشر يوما‪.‬‬ ‫وكان عمره ۔ رضى الله عنه ۔ ثمانياً وأربعين سنة وأشهرا‪ ،‬أنفقها فى رضا الله وابتغاء‬ ‫عنده‪.‬‬ ‫ما‬ ‫كان ضريراً يحتاج إلى قائد يهديه السبيل‪ ،‬فأصبح يهدي الشعب السبيل‪.‬‬ ‫كان لا جند له إلا التقوى‪ ،‬وكفي بها‪ ،‬فأصبح يؤلف من الشعب جنداً‪.‬‬ ‫‪١٠١‬‬ ‫ويبتز المعاقل من أيدي‬ ‫كان فقيرا لا مال له‪ ،‬فاصبح يجر الجيوش الضخمة‬ ‫والظلمة ‪.‬‬ ‫الجبابرة‬ ‫بل فقدنا الخير في كل محل‬ ‫ما فقدناك مهمماما مفراا‬ ‫صفته ۔ رضي الله عنه ۔‪ :‬كان ربع القامة تعلوه سمرة ليس بالسمين المفرط© ولا‬ ‫بنحيف الجسم‪ ،‬مكفوف البصر نير البصيرة‪ ،‬مدور اللحية‪ ،‬سبط الشعر به أثر جدري‬ ‫أصابه في بندر جدة‪ ،‬على أثر عودته من حج بيت اله الحرام فعاقه عن زيارة قبر‬ ‫المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام‪ .‬وقد أشرف في مرضه على الموت سمعته يقول‪:‬‬ ‫إنه رأى عزرائيل عليه السلام في مرضه ذلك مرتين‪ .‬فسأله‪ :‬هل جئت قابضا أم زائرآ؟‬ ‫فأجاب‪ :‬ما جثت إلا زائرا وقال‪ :‬مسلما‪.‬‬ ‫وقد رثاه شعراء عصره بمراث طنانة‪ .‬وحسبنا ما رثا به شاعر العرب أبو مسلم‬ ‫ناصر بن سالم بن عديم الرواحي؛ فإنه لم يترك لقائل مقالا ولا لشاعر مجالاث وقد‬ ‫أبرزها قالب الطبع ‪:‬‬ ‫ززىَ الإسلام بالخطب الجلل‬ ‫نسي الأعلام يا خير الملل‬ ‫قد أصيب العلم واغتيل العمل‬ ‫وانتشز يا دمع أجفان التقى‬ ‫إن حبل الدين بالأمس انبتل‬ ‫وانفطز يا قلب واستقص الأساً‬ ‫فانطفا واثقدت فيناالشعل‬ ‫أشعل البرق علينا جذوة‬ ‫ليته أعياه حملا ما حمل‬ ‫حمل البرق مصآباآ فادحاً‬ ‫أذ يدر الدين في الأرض أفل‬ ‫يا رجال الدين هل جاءكم‬ ‫فرصة إن مصاب الدهر حل‬ ‫يا رجال الدين لاتهنالكم‬ ‫نزل‬ ‫قد‬ ‫مما‬ ‫أعظم‬ ‫فادح‬ ‫يا رجال الدين لم ينزل بنا‬ ‫غاض هذا البحر واندك الجبل‬ ‫يا رجال الدين أهلا بالقضا‬ ‫والأسى بالعقل والعقل ذهل‬ ‫يا رجال الدين ما هذا الأاسا‬ ‫عن فقيد في السما والأرض جل‬ ‫يا رجال الدين ما حسن العزا‬ ‫وفقيد العلم ما عنه بدل‬ ‫بذلا‬ ‫فقد‬ ‫أعقب‬ ‫ربما‬ ‫قبل هذا الخلق في لوح الأزل‬ ‫حتما‬ ‫وحيا‬ ‫موتاً‬ ‫إنذ‬ ‫الأجل‬ ‫حد‬ ‫يقطعه‬ ‫أمل‬ ‫أيامه‬ ‫من‬ ‫المرء‬ ‫ومتاع‬ ‫‪١٠٢‬‬ ‫صور يخلقها سحر الامل‬ ‫بها‬ ‫نهذ ي‬ ‫‏‪ ١‬لتي‬ ‫وا لتمائيل‬ ‫مبطىء منا ومن سار العجل‬ ‫المنتهى‬ ‫قد وعدنا بوصول‬ ‫لو فقهنا الشان أو ضرب المثل‬ ‫‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وأضل‬ ‫بكوراً‬ ‫يتقاضاها‬ ‫ما يريد الحتف من أرواحنا‬ ‫و ‪,‬‬ ‫لا يزاد العمر شيفا إن كمل‬ ‫أقتست‬ ‫مستودعات‬ ‫إنها‬ ‫تهدم المحيا وئزرى بالحيل‬ ‫افنة‬ ‫قفل‬ ‫رأيناه‬ ‫حل‬ ‫ريثما‬ ‫ااسترجاعه‬ ‫حتم‬ ‫عيمر‬ ‫بئس‬ ‫الردى‬ ‫ريب‬ ‫وؤعدث‬ ‫‪ .‬وحياة‬ ‫حشوها ۔ لو فكر المرء ۔ العلل‬ ‫موبوءة‬ ‫برهتها‬ ‫في‬ ‫ومي‬ ‫وغفل‬ ‫وتلاهى‬ ‫فتناسى‬ ‫العقل لدرك المنتهى‬ ‫خلق‬ ‫يختزل‬ ‫وعيش‬ ‫تمضي‬ ‫لمحة‬ ‫ليس من يجهل منا حاله‬ ‫سلب الألباب واستدعى الأمل‬ ‫حاكم‬ ‫اغترار‬ ‫الشأن‬ ‫إنما‬ ‫رنق العيش وفي العيش الغيل‬ ‫ونفوس راقتها من سوئها‬ ‫تندف الأعمار ندفألم تزل‬ ‫هذ‪ ٥ ‎‬الدنيا وهذا أمرها‬ ‫وأرتنا السم في ذاك العسل‬ ‫كشفت عن قبحها في حسنها‬ ‫في التفاصيل ولا طي الجمل‬ ‫مشتبه‬ ‫على‬ ‫لم تغادرنا‬ ‫سوف ترمي بك من رأس الجبل‬ ‫أيها العاقل لا تحفل بها‬ ‫ينزل الأعصم من أعلى القلل‬ ‫قد يلوناها ولكن سحرها‬ ‫بينما نأنس منها بالحيل‬ ‫فتنتها‬ ‫تخبطنا‬ ‫هكذا‬ ‫في القدر أقل‬ ‫وهو من لا شيء‬ ‫كل ما يحسن منهاعطب‬ ‫ما ينقل عنها مفتعل‬ ‫سي‬ ‫خستها‬ ‫عن‬ ‫الأنباء‬ ‫أصدق‬ ‫لا ولا عالمهاالحخبر الأجل‬ ‫لم تسالم جاملا في غيه‬ ‫أعيت الراقي فيها والحيل‬ ‫حمة‬ ‫ألسعته‬ ‫حي‬ ‫كل‬ ‫ودول‬ ‫طعنتهم‬ ‫بقرون‬ ‫عبر‬ ‫في‬ ‫آياتها‬ ‫رقمت‬ ‫كنت رب التاج أو كنت خَوَل‬ ‫العلم أودى والعمل‬ ‫بل جميع‬ ‫يا رجال العلم أؤدَى قطبكم‬ ‫جول‬ ‫عنها‬ ‫ء ما‬ ‫غا رة شعوا‬ ‫المرتضى‬ ‫بالسا لمي‬ ‫فتكت‬ ‫‪١٠٢٣‬‬ ‫استقل‬ ‫والسماوات وما فيها‬ ‫أررثت الأرض البكا‬ ‫فتكة‬ ‫الأسل‬ ‫وقع‬ ‫دافعها‬ ‫لا ولا‬ ‫فتية وهو على الكون اشتمل‬ ‫أترى العالم في القبر نزل‬ ‫المعالم في حيزرمه‬ ‫جمع‬ ‫المتكل‬ ‫الآن عليه‬ ‫فمن‬ ‫ودعتنا‬ ‫إذ‬ ‫الله‬ ‫ولي‬ ‫يا‬ ‫حيث لاينفع من دق وجل‬ ‫من يحل المشكلات المرتجى‬ ‫ينصر الدين اضطلاعاً للجلل‬ ‫من يجلي ظلم الجهل ومن‬ ‫من يقيم الوزن من يشفي العلل‬ ‫من يهذي الخطب من فورته‬ ‫الله من عزم الرسل‬ ‫نصرة‬ ‫من يقود الأارعن الجرار في‬ ‫سعة البحر إذا ضاق المحل‬ ‫من يدير الحرب عن رأي له‬ ‫وبه الئثكر تولى واضمحل‬ ‫من على المعروف أوقف نفسه‬ ‫يحمل الكل ومن يعطي النقل‬ ‫من ليذل العدل والإحسان من‬ ‫۔ يا عميد الدين ۔ تبكي من كفل‬ ‫نثاكلة‬ ‫خلفتها‬ ‫كلها‬ ‫همم الأبطال عنه فاستقل‬ ‫جندها الرغب وأنواع الفشل‬ ‫خا رقة‬ ‫زة‬ ‫معح‬ ‫فاتت‬ ‫ليكافيك عَلَى مذا العمل‬ ‫د عوة‬ ‫مزه‬ ‫لله‬ ‫فد عا ك‬ ‫في أي محل‬ ‫آخذا بالحق‬ ‫محتسباً‬ ‫تمت في خدمته‬ ‫المجد في الدهر مثل‬ ‫وسمات‬ ‫درجات الخلد قد بُأغتَها‬ ‫ضل فيه أغلب الناس وَزل‬ ‫غير أنا في زمان حالك‬ ‫وارتفاعا وانتفاعا بل أجل‬ ‫نورا وهدى‬ ‫فيه الشمس‬ ‫كنت‬ ‫ودل‬ ‫قاد إلى الخير‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫للأكوان غوئثاً وبدل‬ ‫كنت‬ ‫كنت التلتاس ربيبا وحيا‬ ‫خير من وفى وأندى من بذل‬ ‫مجهداً للنفس في نشر الهدى‬ ‫ثابت العزم شديد المكتهل‬ ‫صابراً في منشط أو مَكَرَء‬ ‫باهر العزمة مأمون الزلل‬ ‫أحمس الصفحة مرهوب السطا‬ ‫وخول‬ ‫وجاه‬ ‫الدنيا‬ ‫زخرف‬ ‫شاسع النظرة لا يقصرمما‬ ‫قوله الفصل وإن قال فعل‬ ‫راج الإيمان معصوم الخطا‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫كل من سار على الدرب وصل‬ ‫في مراد الله أنفقت العمل‬ ‫أسقثك الصاب أم كأس العسل‬ ‫لتقيم القسط أو تلقى الاجل‬ ‫الله تدعو جاهدا‬ ‫في سبيل‬ ‫أو هزل‬ ‫خطب‬ ‫لم تبل إن جد‬ ‫القوى‬ ‫الله أجهدت‬ ‫في سبيل‬ ‫وزحل‬ ‫أن دنا كيوان عنها‬ ‫إلى‬ ‫العلم‬ ‫ألوية‬ ‫رافعا‬ ‫الميل‬ ‫الله وتقويم‬ ‫خدمة‬ ‫قاضيا للعلم حقا واجبا‬ ‫لك من أهل السما الجند نزل‬ ‫إنه‬ ‫حتى‬ ‫الله‬ ‫ونصرت‬ ‫نصرة القائم في خير الحل‬ ‫ولقد يجدر من أهل السما‬ ‫وعلى بدر قياس يحتمل‬ ‫مددا‬ ‫نزلومما‬ ‫بدر‬ ‫تلك‬ ‫بالتسابيح لهم فيها زجل‬ ‫هم وجبريل على حيزرمه‬ ‫هميل‬ ‫أشياع‬ ‫بالخزي‬ ‫فانثنى‬ ‫المصطفى‬ ‫الله بجيش‬ ‫نصروا‬ ‫ظهرت فيها الكرامات الأول‬ ‫مدهش‬ ‫سر‬ ‫وفتوحاتك‬ ‫لك ما دار بكور وطقل‬ ‫نا دب‬ ‫إنى‬ ‫الله‬ ‫ولي‬ ‫يا‬ ‫بك هذا الدهر فانسد الأمل‬ ‫طالما أمُلث أن يجمعني‬ ‫عنكم غير الذي أعيا الحيل‬ ‫لهف نفسي ما الذي أقعدني‬ ‫لي بالتثبيط دهر مهتبل‬ ‫كلما أزمعت ترحللا قضى‬ ‫الطلل‬ ‫أظلم الجو وأوحشت‬ ‫وإلى أين ارتحالي بعد مَا‬ ‫فالآن رجائي معتقل‬ ‫منك‬ ‫كنت أرجو نظرة في حالتي‬ ‫اليوم بُغل وكبل‬ ‫ضوعف‬ ‫وجل‬ ‫عز‬ ‫إذن‬ ‫الله‬ ‫حسبي‬ ‫أبا شيبة من أرجو لها‬ ‫يا‬ ‫وقطين الرمس مقطوع النقل‬ ‫ياأبا شيبة عرالملتقى‬ ‫عن دفاع الموت أو وصل الاجل‬ ‫يا أبا شيبة عت حيلة‬ ‫مبتذل‬ ‫أدنى‬ ‫روحي‬ ‫لفدت‬ ‫ميتا يفتدى‬ ‫لو فرضناأن‬ ‫أجل يأتي على إثر أجل‬ ‫أسوة‬ ‫فيه‬ ‫أن الخلق‬ ‫غير‬ ‫برج الحمل‬ ‫على‬ ‫ولو استعلمت‬ ‫حيا ‪ :‬حددت‬ ‫‏‪ ١‬لموت‬ ‫تقتضى‬ ‫لا تسل‬ ‫النار وعنه‬ ‫عن‬ ‫سل‬ ‫يا فقيد الفضل عندي أسف‬ ‫بالرجل‬ ‫الصبر أحرى‬ ‫وجميل‬ ‫ذهب الصبر ولو حاولته‬ ‫هضبة الإسلام والكفر بجل‬ ‫ما نعاك الكون حتى نعيث‬ ‫هذه الدنيا وما معنى الجذل‬ ‫ما حميد العيش من بعدك في‬ ‫لو طفقت الدهر استَمرَا المقل‬ ‫والبكاء المر لا يشفي الجوى‬ ‫ومي في الموت محال كلعل‬ ‫فيه عسى‬ ‫كل فقد دخلث‬ ‫بل فقدنا الخير في كل محل‬ ‫ما فقدناك ممماماً مفردا‬ ‫صفحات الكون ضوء يشتمل‬ ‫في‬ ‫وعرفائك‬ ‫ما فقدناك‬ ‫انتقل‬ ‫ولو أن الذات بالموت‬ ‫إذ رب العلم حي خالد‬ ‫خطة الحمد لك الحمد الجلل‬ ‫ما تركت الكرون حتى تُركث‬ ‫فيك ما أشرق نجم أو أفل‬ ‫مأتم‬ ‫دهري‬ ‫العرفان‬ ‫سيد‬ ‫الجبل‬ ‫حده فري‬ ‫ولساني‬ ‫أخرس الهول لساني في الرثا‬ ‫لا يل‬ ‫عيش‬ ‫لك‬ ‫‪.‬رهنينئا‬ ‫ما ممنئت العيش مذ فارقته‬ ‫صدعة الدين وما برد العلل‬ ‫ما هناء المؤمن الحق على‬ ‫كمصاب الدين أو نقص الكمل‬ ‫ززءاً ممفجعا‬ ‫أنا لا أعلم‬ ‫وارتفاع العلم مملك وحبل‬ ‫يرفع العلم برفع العلما‬ ‫أخذ عبد الله رميا بالشلل‬ ‫على‬ ‫يا رمى الله يد الموت‬ ‫بقي العلم على ظهر أزل‬ ‫به‬ ‫الله‬ ‫استأثر‬ ‫ويلتاه‬ ‫فرحل‬ ‫دعاه‬ ‫ثم‬ ‫برهة‬ ‫خلفها من كرم إلاانتقل‬ ‫ما تركت‬ ‫من رحلة‬ ‫لها‬ ‫يا‬ ‫غنربة الإسلام في أزكى محل‬ ‫بها‬ ‫صحت‬ ‫يا لها من رحلة‬ ‫الغيل‬ ‫بأم‬ ‫داهية‬ ‫إنها‬ ‫أمة الخير لكم حسن العزا‬ ‫الأمل‬ ‫قد شط‬ ‫هيهات‬ ‫للهدى‬ ‫فتنة عمياء كالليل المضل‬ ‫تلتوي‬ ‫حميد‬ ‫خلها ياابن‬ ‫النور السيل‬ ‫إذ ذهب‬ ‫طظمست‬ ‫ليس يغني عنك فيها أحد‬ ‫نزل‬ ‫خير‬ ‫جيرة الله على‬ ‫في‬ ‫با لفرد وس‬ ‫وهنيمشاً لك‬ ‫ووجل‬ ‫وبلاء‬ ‫سوء‬ ‫عام‬ ‫إن عاما نابك الحتف به‬ ‫نكسي الأعلام يا خير الملل‬ ‫حزن‬ ‫في‬ ‫تاريخه‬ ‫فأتى‬ ‫‪١٠٦‬‬ ‫سے۔۔ ۔ ‪.‬‬ ‫المرثية الثانية لأبي مسلم أيضا‪:‬‬ ‫وحياتنا تعدو إلى المضمار‬ ‫‏‪ ١‬لأاعما ر‬ ‫مقارض‬ ‫‏‪ ١‬لمنون‬ ‫ربت‬ ‫يا ليتها حذرت من التيار‬ ‫والنفس تلهو فوق تيار الردى‬ ‫مثل القرار على شفير هار‬ ‫باطل‬ ‫نق وزخرفب‬ ‫على‬ ‫قرت‬ ‫الأكدار‬ ‫قرارة‬ ‫وهمي‬ ‫دنياه‬ ‫في‬ ‫محياه‬ ‫المر ء من‬ ‫يغر‪,‬‬ ‫ماذا‬ ‫والأظفار‬ ‫بالأنياب‬ ‫تفيريه‬ ‫يتساقط المغرور في لهواتها‬ ‫بعيوبها في سائر الأعصار‬ ‫جهرة‬ ‫ونا دت‬ ‫سرائرها‬ ‫كشمت‬ ‫في نحت أثلتنا على الإضمار‬ ‫صروفها‬ ‫من شؤون‬ ‫لم يبى شيء‬ ‫غرر ولا كذبت على التجار‬ ‫نفقت تجارتها وما باعت على‬ ‫فعل الفراش على لهيب النار‬ ‫العما ر في هلكاتها‬ ‫يتهافت‬ ‫الأعمار‬ ‫من‬ ‫ما ممدمت‬ ‫أنقاض‬ ‫نجري شهواتها سعيا على‬ ‫الإنذار‬ ‫عن‬ ‫صم‬ ‫وكأننا‬ ‫وأنذرت الردى‬ ‫حبالتها‬ ‫نصبث‬ ‫وراء ستار‬ ‫ولا عظة‬ ‫ذكرى‬ ‫عليه ولم تذع‬ ‫بما جبلت‬ ‫صدعت‬ ‫الأخطار‬ ‫يد‬ ‫تمزقه‬ ‫عيش‬ ‫إلى‬ ‫ذ ي بصر‬ ‫الغرور سكون‬ ‫شر‬ ‫آثار‬ ‫على‬ ‫وآثار‬ ‫تفنى‬ ‫وأنفشس‬ ‫الصروف‬ ‫تلرنها‬ ‫عبر‬ ‫لو كنت في الدنيا على استبصار‬ ‫هذه‬ ‫ذرة عن‬ ‫زاد عيشك‬ ‫هل‬ ‫مما تصرفه يد المقدار‬ ‫عبرة‬ ‫وفي حياتك‬ ‫هلا اعتبرت‬ ‫وغوائل الأيام في استمرار‬ ‫الذي أرداه في استهتار‬ ‫حب‬ ‫الأوطار‬ ‫هزة‬ ‫الهوى‬ ‫أثر‬ ‫ولسوف تعبره مع السشفار‬ ‫جسر المنون أمام وجهك عابر‬ ‫من ثقل ما أوقرت من أوزار‬ ‫شمر لتعبره مُخمًا سالما‬ ‫الأعمار‬ ‫بمصرع‬ ‫مثل العظات‬ ‫ليس العظات بما يقول مذكر‬ ‫الأرواح بالتذكار‬ ‫في‪ .‬سلبها‬ ‫كم للمنون ۔ لو اعتبرنا ۔ من يد‬ ‫الإيراد والإصدار‬ ‫في‬ ‫يغتال‬ ‫الردى‬ ‫ما الحزن ألفتنا لمقصود‬ ‫ويريحنا بمصايع الأخيار‬ ‫أثرى يجة البين فينا هازلا‬ ‫مُدية الجزار‬ ‫عليها‬ ‫تجري‬ ‫الحياة بهنيمة‬ ‫كلا ولكن‬ ‫‪١٠٧‬‬ ‫وتعود تتبع دعوة الجبار‬ ‫خلقت لما خلقت له من حكمة‬ ‫مربوبة لمشيئة المختار‬ ‫مزمومة نير القضاء يقودها‬ ‫والإنشار‬ ‫الأحياء‬ ‫بإماتة‬ ‫كتب البقاء لنفسه مستاأثراً‬ ‫الأعذار‬ ‫مظنة‬ ‫الحياة‬ ‫أن‬ ‫وإذا اعتبرت حياتك الدنيا تجد‬ ‫أملا لباقية ذوو الأبصار‬ ‫ما بين معركة وأخرى تبتغفي‬ ‫غيل المنية أنفس الأبرار‬ ‫لو كان يشترك البقاء لغادرت‬ ‫وتركت أنُتنا بغير خيار‬ ‫يا صرعة الموت انتقرتِ خيارنا‬ ‫غشي الظلام وضل فيه الساري‬ ‫ناهيك من إطفاء أنوار الهدى‬ ‫فالدين لا يبقى بلا أحبار‬ ‫ناهيك من إعدام أحبار التقى‬ ‫سور لدين المصطفى وسوار‬ ‫ناهيك من قعص السراة فإنهم‬ ‫رسم الكرام ولا حماة الجار‬ ‫ناهيك من مملك الكرام فما بقي‬ ‫ملة المختار‬ ‫كانوا خلائف‬ ‫ويلاه أورحشت الديار من الاولى‬ ‫الأوتار‬ ‫من‬ ‫وتراً‬ ‫قدرتها‬ ‫فضيلة سيد‬ ‫أ كلما نجمت‬ ‫ب والملمعء والأبدال والأخيار‬ ‫أسرعت في الأغواث والأاقطا‬ ‫نزح القطين وججفٌ روض الدار‬ ‫مهلا فماأبقيت ثم بقية‬ ‫فالجو خاو والديار عوار‬ ‫ما زلت تعتقرين كل أعزتي‬ ‫ويلاه من شهبي ومن أقماري‬ ‫أفقدتني شهب القضائل كلهم‬ ‫وشموسها ذهبوا كأمس الجاري‬ ‫ويلاه أين سماؤها ونجومها‬ ‫يهتز عرفا كالقناالخطار‬ ‫كامل‬ ‫أررع لونذعي‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫المكارم أبحر الأنوار‬ ‫سحب‬ ‫عمد الديانة قطبها وقوامها‬ ‫كالشمس تملأ هيكل الأقطار‬ ‫تتلاألا الاكوان من عرفانهيم‬ ‫جوانح الأسحار‬ ‫بين‬ ‫جيد‬ ‫أنضاهم التسبيح والترتيل والته‬ ‫طاروا إلى الملكوت بالأسرار‬ ‫حبت إذا جن الظلام رأيتهم‬ ‫الئفنات كالأحجار‬ ‫على‬ ‫سجدوا‬ ‫غر إذا سجد الظلام على الفضا‬ ‫وضعوا السحائب موضع الأشقار‬ ‫قطع النحيب صدورهم وكأنما‬ ‫دأب على السبحات والأذكار‬ ‫قربانهم أرواحهم ونعيمهم‬ ‫رف والكمال بأنفس الأطهار‬ ‫حصروا الشريعة والحقيقة والمعا‬ ‫‪١٨‬‬ ‫الأنوار‬ ‫ومنبع‬ ‫مدد النفوس‬ ‫الكائنات وسرهم‬ ‫فهم غياث‬ ‫وتبوأوا سعداء عقبى الدار‬ ‫نقلتهم الآجال من دار الفنا‬ ‫الأبرار‬ ‫بمسالك‬ ‫إذ وفقوا‬ ‫سلكوا بمحياهم وبعد مماتهم‬ ‫الآثار‬ ‫مغبرة‬ ‫فقدهم‬ ‫من‬ ‫درجوا وأصبحت اليراص عقيبهم‬ ‫الأحرار‬ ‫ترحم عبرة‬ ‫إن كنت‬ ‫يا موت أفنيت الأعزة فاقتصد‬ ‫أباري‬ ‫بأولئك الأبرار كنت‬ ‫بأولئك الأبرار كنت معززا‬ ‫وهم إذا انطظمس الطريق مناري‬ ‫وَزَري إذا ضاق الخناق لحادث‬ ‫والتنذكار‬ ‫وأقامني للنوح‬ ‫يا موت وقعك فيهم سلب الهنا‬ ‫واستبردث كبدي لهيب النار‬ ‫النوح إذ ناورحته‬ ‫الحمام‬ ‫ترك‬ ‫أخذت بقية سالف الأكدار‬ ‫لم أشلهم حتى ززئت بصدعة‬ ‫فبكت لها بالمدمع المدرار‬ ‫أخذث بكظم الدين وانتحت السما‬ ‫الاستئثشار‬ ‫ذاك‬ ‫فجعة‬ ‫له‬ ‫واستأثرت بقلوب حزب محمد‬ ‫الأبرار‬ ‫بسيد‬ ‫هول النعي‬ ‫ما الهول في يوم النشور أشد من‬ ‫الأسرار‬ ‫كعبة‬ ‫طرا‬ ‫ماء‬ ‫العالم القطب المجدد عمدة العل‬ ‫رفع المنار ولات حين منار‬ ‫ليث المعارك مربع الفضل الذي‬ ‫الجار‬ ‫مولانا عزيز‬ ‫الضيم‬ ‫غوث البسيطة معلم الدنياأبيَ‬ ‫الدين سيف الملة البتار‬ ‫معز‬ ‫الإسلام حجته‬ ‫حمى‬ ‫حامي‬ ‫الأعمال في الإقبال والإصدار‬ ‫بحر المعارف والكمال مسدد‬ ‫الذكر ظود المجد بدر الساري‬ ‫السالمي أبي محمد المنيف‬ ‫غادرت من هول ومن إذعار‬ ‫مهلا همام الاستقامة ما الذي‬ ‫والليل داج والذئاب ضواري‬ ‫تمضي وترسلها الجراك مَرُوعة‬ ‫يا هجرة طالت على السُفار‬ ‫ارجع ۔ فديتك ۔ يا غريب الدار‬ ‫ارجع إليها حيث قل مائها‬ ‫الأنصار)‬ ‫عمائم‬ ‫(فالعز تحت‬ ‫ارجع إلى الإسلام تمم نصره‬ ‫ارحم يتيمك وممو دين الباري‬ ‫ارجع فإن الاستقامة أرملت‬ ‫والأسفار‬ ‫والأقلام‬ ‫عسال‬ ‫ارجع تشاهد كيف دمع السيف وال‬ ‫الأشرار‬ ‫جيرة‬ ‫ربك‬ ‫بجوار‬ ‫ارجع وما طمعي بأنك مشتر‬ ‫‪١٠٠٩‬‬ ‫عهدي وأنت لها شديد الغار‬ ‫أدعوك للجلڵى وأنت عظيمها‬ ‫شيم الرجال وهمة الأحرار‬ ‫له‬ ‫أدعوك للأمر الذي تدعى‬ ‫وأنفذ الأنظار‬ ‫رأي الفحول‬ ‫أدعوك للخطب الذي أعيا على‬ ‫يرجى لنائبة وحفظ ذمار‬ ‫أدعوك إذ فرغت يدي من كل من‬ ‫لخطابة التبشير والإنذار‬ ‫أدعوك إن كنت السميع لدعوتي‬ ‫لهواتها تكفي كفاء الغار‬ ‫أدعوك للحرب العوان وكنت في‬ ‫وتبين منه غوامض الأسرار‬ ‫أدعوك للقرآن تكشف سره‬ ‫افتقرت مقاصدها إلى الأبصار‬ ‫أدعوك للسنن المنيرة إنها‬ ‫والأديان والتذكير والتنذكار‬ ‫والاحكام‬ ‫للإجماع‬ ‫أدعوك‬ ‫جثشمت عليك صفائح الأحجار‬ ‫هيهات يا أسفاه لا رعى وقد‬ ‫بالاثار‬ ‫فيك‬ ‫ومشار حزني‬ ‫يشلون بالآثار بعد صحابها‬ ‫وخذي الجداد مشارق الأنوار‬ ‫يا طلعة الشمس استري عنا الضيا‬ ‫من فجعتى قلبي لغير وقار‬ ‫قران إن ممديا لرُشد أرشدا‬ ‫فاصبت في صبري وفي أنصاري‬ ‫كنت النصير وكان لي صبر الحصى‬ ‫فاليوم لا ججلدي ولا إقداري‬ ‫أقدرت لي جلدا يقاوم نكبتي‬ ‫والسخط في أن المقدر جاري‬ ‫ناهيك من جلدي يقيني بالرضا‬ ‫الجدثان تحت مخالب الأقدار‬ ‫وبأن هذا المرء عرضة طارق‬ ‫من طظزف داجية وطرف نهار‬ ‫مبا غاض من دمعي رأيت عديله‬ ‫همي تستعد لندبة في الدار‬ ‫لم تصغ نادبة لندبة جارها‬ ‫مضمار‬ ‫إلى‬ ‫أمد‬ ‫لكنه‬ ‫سول لنفسك أن تعيش معمُراً‬ ‫سيان في قر وفي استقرار‬ ‫تلك المصائب مدركاث صينها‬ ‫وسبرث ما تقضيه بالمسبار‬ ‫أمعنث في هذي الصروف بصيرتي‬ ‫والاإظمثنانة تحت حكم الباري‬ ‫فرأيت برد العيش إحسان العزا‬ ‫من ذا تركت لدولة الأحرار‬ ‫يا من أذاب الصخر حر مصابه‬ ‫توزيعك الطاعات في الأطوار‬ ‫وزعت بين الدين والوطن الاسى‬ ‫ثابت إليك بها ذوو الأبصار‬ ‫ودعوت في الإسلام دعوة مخلص‬ ‫من أشد ذي يمن وأشد نزار‬ ‫ثابت إليك عصائب وهبية‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫ويوم الدار‬ ‫من قبل قين‬ ‫ربهم وخوف النار‬ ‫من حب‬ ‫هُمدى عمار‬ ‫على‬ ‫متكاتفين‬ ‫عند اليقين عظائم الأخطار‬ ‫واستصغروا‬ ‫ملا اليقين صدورهم‬ ‫لزوم العار‬ ‫دينا ودنيا عن‬ ‫وازع‬ ‫لعزائم الإيمان فيهم‬ ‫أزبخ ببيعتهم ونعم الشاري‬ ‫باعوا لمرضاةة الإله نفوسهم‬ ‫سبط النجاد موفق الأنظار‬ ‫ورضوا لأعباء الخلافة كفها‬ ‫من ضياء نهار‬ ‫يبدي المحيا‬ ‫فلك الجلالة والنبالة والتقى‬ ‫والصلت من أجداده الأطهار‬ ‫ورث المهنا وابن كعب وارثا‬ ‫أخذ الثمار جواهر الأشجار‬ ‫أخذ الإمامة كابراً عن كابر‬ ‫الإنكار‬ ‫من‬ ‫لغبث‬ ‫ولطالما‬ ‫عرقتثه عاهنها ومفرق تاجها‬ ‫عمرية الميزان والمعيار‬ ‫به فأعانذمما وأقامها‬ ‫عاذت‬ ‫السيار‬ ‫نجمه‬ ‫من‬ ‫أزلية‬ ‫رَقَبثه حتى أمكنتهَانظرة‬ ‫عن الأفكار‬ ‫بمعاجز طمست‬ ‫وحزماً آتيا‬ ‫عزما‬ ‫فاتتادها‬ ‫نشأت وبين حماتها الأخيار‬ ‫وسالم‬ ‫زهراء بين السالمي‬ ‫صبرا بفقد الصابر الشكار‬ ‫لم توفي حق الشكر حتى استرجعت‬ ‫حكم على كل البرية جاري‬ ‫صبرا إمام المسلمين فإنه‬ ‫يؤخذ بل وكل فضائل الأحرار‬ ‫صبرا فعنك الصبر والتأساء‬ ‫السراء والأضرار‬ ‫دامت على‬ ‫ما دامت الدنيا على أحد ولا‬ ‫معار‬ ‫العدل كل‬ ‫أن يسترد‬ ‫ولازم‬ ‫النفوس‬ ‫هذي‬ ‫عارتة‬ ‫إذ سوف تنزعها بغير خيار‬ ‫ومواهب الأيام عَرَض كلها‬ ‫الأغيار‬ ‫غارة‬ ‫عليه‬ ‫كرت‬ ‫استحليته‬ ‫ريثما‬ ‫عيش‬ ‫ولبئس‬ ‫وقفت شعوب له بباب الدار‬ ‫لأنه‬ ‫له اللبيب‬ ‫لا يستقر‬ ‫استبصار‬ ‫فالرأي أن نحيا على‬ ‫رأت البصائر ما يعاقب عيشنا‬ ‫قلبا من الأحزان كالأعشار‬ ‫يا شعر أجمل في الرثاء فإن لي‬ ‫صدار‬ ‫وليس‬ ‫تردده‬ ‫شعر‬ ‫هل زاد في الخنساء إلا كربها‬ ‫فأثبت لدي ولا تَمَل قرار‬ ‫يا صبر إن قر الأحبة في الشرى‬ ‫‪١١١‬‬ ‫الأقدار‬ ‫زايل‬ ‫يُزله‬ ‫إذ لم‬ ‫ل خل إلا الصبر بعد فراقهم‬ ‫ولزمث صحبة دهري الغدار‬ ‫رحم الإله أحبة غادرئهم‬ ‫والعيش في الأشجان والتذكار‬ ‫ما كان في أملي التخلف بعدهم‬ ‫مقدار‬ ‫على‬ ‫تاتي‬ ‫ومنية‬ ‫لكنه الجدثان يطلب وقته‬ ‫شتان بين قرارهم وقراري‬ ‫عرجوا عن الدنيا وأعرج في الهوى‬ ‫ويضاحكون الحور في الأحبار‬ ‫تبكيهم الحسنى إلى من أحسنوا‬ ‫ما دام تذرف أعين الأحجار‬ ‫لا أنفك أندب إثلرهمم‬ ‫آليت‬ ‫والاصبار‬ ‫الأحزان‬ ‫بنوازع‬ ‫آسى وأجرح ما تكن جوانحي‬ ‫وبحبهم يطفى لهيب أواري‬ ‫مددي بهم وشفاء قلبي ذكرهم‬ ‫توحي مواهبها إلى أسراري‬ ‫بحياتهم ومماتهم أسرارهم‬ ‫يحيي الرسوم بسيبه المدرار‬ ‫درجوا وجاء السالمي عقيبهم‬ ‫لا الأزهار‬ ‫الزهراء‬ ‫بالسنة‬ ‫حتى تدافعت الرياض نضارة‬ ‫دار‬ ‫من‬ ‫دار بُذلث‪٠:‬‏‬ ‫ولنعم‬ ‫ختم المصير له إلى دار البقا‬ ‫والأابكار‬ ‫الآصال‬ ‫في‬ ‫يحان‬ ‫حيا الإله ضريحه بالرؤح والر‬ ‫أي مطار‬ ‫الدين‬ ‫روح‬ ‫وأطزتَ‬ ‫يا عام أزهقت النفوس لفقده‬ ‫طلاع الثنايا مقعد الإكبار‬ ‫يا عام لا يَبْعَذ فقيد الدين‬ ‫يمضي المدى والغم في تكرار‬ ‫حزن على حزن وهول مدهش‬ ‫كافيك منها بطشة الجبار‬ ‫عودة‬ ‫يا عام لا عادت لبطشك‬ ‫أخطاز مَلَثْهُم على أخطار‬ ‫إرحم عيال الله قد حَرَبَتهُمُ‬ ‫وشرار‬ ‫ذوائلب‬ ‫ذات‬ ‫كالنار‬ ‫يا عام أزهقت الديانة خطة‬ ‫ضوءا وجئت بظلمة الأكدار‬ ‫أطفأت أزهر كوكب ملأ الفضا‬ ‫متقبلا لمزية الأطهار‬ ‫حُتمث له الحسنى ووافى ربه‬ ‫منها سوى أخذ بسهم الباري‬ ‫عفا عن الدنيا خميصا بطنه‬ ‫لم لا تلبي دعوتي وجواري‬ ‫يا من أجاب الدعوتين لربه‬ ‫وعهود فضلك كالنجوم سواري‬ ‫رنة‬ ‫الإسلام بعدك‬ ‫لمعاهد‬ ‫غبطنه فيك عوالم الأنوار‬ ‫قست من غوث وقدتس مشهدا‬ ‫بعد الممات متى يكون مزاري‬ ‫شط المزاز مع الحياة وويلتا‬ ‫‪١١٢‬‬ ‫التربة المعطار‬ ‫تلك‬ ‫بعبير‬ ‫ومن السعادة أن أمرّغ جبهتو‬ ‫لقيت في عَذنِ وأي جوار‬ ‫أي كرامة‬ ‫يا وافد الرحمن‬ ‫من ذا رضيت لخوفنا الكرار‬ ‫يبمنازل الشهداء ترتع آمنا‬ ‫فحللت مسرح جعفر الطيار‬ ‫خفقة طائر‬ ‫حلقت للطاعات‬ ‫لنا بخسار‬ ‫رجعت‬ ‫لكنها‬ ‫الحياة فنلت أربح بيعة‬ ‫بعت‬ ‫ولنا بها كالنار في إعصار‬ ‫بها‬ ‫البشرى‬ ‫لك‬ ‫‏‪ ٠‬ما سنة‬ ‫يا أولي الابصار‬ ‫للصبر أحرى‬ ‫تاريخها ما طال ما لجب الردى‬ ‫‪١١٣‬‬ ‫نبضة الاعيان ۔ م ‏‪٨‬‬ ‫أسباب النهضة العمانية‬ ‫السيطرة والعلو والاستبداد ©‬ ‫لا يزال الصراع بين الملكية والإمامة‪ ،‬فالملكية تحب‬ ‫والإمامة مُشربة بروح النظم الشرعية التي يجري عليها الائمةش وهي الحكومة المبنية على‬ ‫والعمل بالشريعة ‪.‬‬ ‫العدل‬ ‫الإمام‬ ‫وانتخاب‬ ‫الشورى ‪6‬‬ ‫قام العلماء وأهل البصيرة يقدمون النصائح العلمية والعملية إلى السلطان فيصل©‬ ‫ويطلبون منه إجراء الأحكام الشرعية‪ ،‬ويرغُبونه في إظهار العدل ونشر الأمان‬ ‫ويحذورنه غوائل الاستعمار ©‬ ‫والاطمئنان‪ ،‬وأن العدل هو زمام القهر وأساس الملك‘‪،‬‬ ‫ويسألونه العدول عن معاهدة بريطانيا‪ ،‬والكف عن الفتن التي أيقظها بين العمانيين ©‬ ‫والتأخر عن إغراء بعضهم على بعض‪ ،‬وإنفاقه الأموال في ذلك أخذاً بقول القائل‪( :‬فرق‬ ‫تسد) فلما لم يجدوا بغيتهم منه وأعارهم أذن صماء‪ ،‬وأيقنوا عدم موافقته لهم خرج نور‬ ‫الدين إلى حج بيت الله الحرام‪ ،‬فنزل على ضيافة السلطان في سنة ‏‪ 0١٣٢٣‬وبعد رجوعه‬ ‫من سفره اجتمع به ثانية‪ .‬فطلب منه الخلوة ليقطع عذره‪ ،‬ويقيم الحجة عليه‪ .‬فكلمه في‬ ‫جمع العمانيين تحت راية واحدة وأبدى له ثمرة الاجتماع‪ ،‬وما يخشى من التفرق©‬ ‫وأوضح له حال العمانيين وما وقع بسببه من الشعابث والفتن المؤدية إلى الضرر بالوطن©‬ ‫فاعتذر بأعذار لم يسوغها نور الدين له‪ .‬ولم يقبلها منهث ثم أل عليه فأعرض عنه وقال ‪:‬‬ ‫إنكم إذا حصل لكم ذلك يقول عمي‪ :‬نريد غيره وأراد بعمه عبد العزيز بن سعيد‬ ‫ومعناه‪ :‬أنكم إذا اجتمعتم على هذا الحال تقولون‪ :‬لا نريدك بل نريد عمك وأنشد‬ ‫السلطان بعد خروجهما من الخلوة تهكماً لمطلبه ‪:‬‬ ‫نحاول ملكاً أو نموت فئعْذرا‬ ‫فلم يثنه ذلك عنه وكرر إليه النصائح الدينية‪ ،‬والمراشد القرآنية‪ .‬وما زال يحثه‬ ‫على اتباع أوامر السنة النبوية‪ .‬ويناشده الله في الوطن والرعية‪ ،‬والسلطان يلطف له‬ ‫الجواب‘ ولا يقبل منه الخطاب‪ .‬فلما ثقل عليه تكرار نصائحه دس إليه الدسائس الخفية }‬ ‫كما هي عادة الملوك إذا عاكستهم الرعية‪ .‬وما زال ذوو السلطان يصدر عنهم الجبروت ©‬ ‫‪١١٤‬‬ ‫فلا يحبون أن يكون لأحد من رعيتهم فوق كلمتهم فيتجهمون لمن يبدي لهم نصيحة أو‬ ‫يعرفهم واجبا‪ .‬فيحاربونهم لقصد إذلالهم وحط درجتهم ومن كان يريد الله واليوم الآخر‬ ‫فلا يضره شيء من ذلك ‪.‬‬ ‫حرحكة رئيس النهضة العمانية‬ ‫كان سيدي الوالد نور الدين بجوار الشيخ عيسى بن صالح وكان يرجو منه القيام‬ ‫بالحق والتصلب على الجبابرة والبغاة‪ ،‬لما كان عليه أبوه الوالي صالح بن علي‘ والأمير‬ ‫يعتذر له ولا يساعفه© فهو يخشى أن يتقدم في هذا الأمر‪ ،‬فيخذله الناس ويسلموه إلى‬ ‫عدوه‪ .‬وكان من رأي نور الدين أن يكون الشيخ عيسى رأسا في الأمر‪ ،‬وأن تكون الناس‬ ‫تبعاً له‪ ،‬فلم يقدر الله ذلك‪ .‬فلما ثقل اعتذاره عليه عزم نور الدين أن يخرج إلى حج بيت‬ ‫الله الحرام‪ ،‬وكان قد حج حجة الفريضة وله أمل أن يجتمع بعلماء أصحابنا من أهل‬ ‫المغرب بمكة زادها الله شرفا وتكريماث فيصحبهم لزيارة الإمام القطب محمد بن‬ ‫يوسف ليكشف له حقيقة مطلبه‪ ،‬ويستعين منه ومن أهل المذهب الذين بالمغرب‘ بما‬ ‫يجده عندهم من مال وجاه‪ ،‬أو فائدة يرجو بها نجاح مطلبه العزيز‪ .‬وقد كتب قبل ذلك‬ ‫للقطب‘ فرحب بزيارته‪ .‬ولأهل المغرب ميل عظيم إلى محبته وقبول مراشده فطمع‬ ‫بذلك أن يتسنى له مراده مع أن في السفر ترويحاً للنفس وتجميماً لها مما يعانيه من‬ ‫مقاساة تلك المطالب الجسيمة الصعبة‪ ،‬وكتم ما عزم عليه من النية إلا على من انتخبه‬ ‫لمصاحبته‪ ،‬فوعدهم في السابع من شوال سنة ‏‪ ١٣٢٩‬أن يوافوه بمطرح ‪.‬‬ ‫فلما كان يوم عيد الفطر‪ ،‬وصلوا صلاة العيد وانتهت الخطبة‪ ،‬قام نور الدين‬ ‫وارتجل خطبة بليغة‪ .‬حاصلها‪ :‬أنه يطلب من إخوانه والشيخ عيسى أن لا يمنعوه الخروج‬ ‫إلى الموسم وأن لا يتعرضوا له‪ ،‬وأقسم عليهم وألح إلحاحا كبيرا فأجابه الكل‪ :‬أنهم‬ ‫وأن قيامه بين ظهرانيهم لنشر المعارف الإسلامية أفضل من حج‬ ‫لا يرضون خروجه‬ ‫النافلة‪ .‬وأبى إلا التصميم على عزمه‘ واستشهد في خطبته بهذا البيت ‪:‬‬ ‫يوم الرجوع إيابي‬ ‫يسركم‬ ‫وإن ساءكم يوما مسيري فإنه‬ ‫فانفض الجمع على غير جزم بمسير أو منع كلي‪ .‬فلما رجع كل إلى وكره دخل‬ ‫الشيخ عيسى على نور الدين في بيته‪ ،‬وتلطف به‪ ،‬وأقسم عليه في العدول عن مطلبه‬ ‫وأظهر له من الشفقة والحاجة العامة إلى قيامه بينهم وأخيرا قال له‪ :‬إن خرجت من‬ ‫‪١١٥‬‬ ‫عمان‪ ،‬فسأخرج منها على أثرك‪ ،‬ولا أقعد بها بعدك‪ ،‬فثنى كلامه من عزمه وبعد أشهر‬ ‫عزم أن يخرج مهاجرا فيجس نبض العمانيينث هل فيهم من يؤيد قصده‪ 6‬ويعينه على‬ ‫مراده‪ .‬فكانت له رحلات كثيرة‪ ،‬عرض فيها دعايته على من يرجو منه الوفاء والوفاق ©‬ ‫فننجت البركة رحلته الأخيرة في شوال سنة ‏‪ ١٢٣٠‬لما خرج إلى داخلية عمان لزيارة‬ ‫الشيخ حمير بن ناصر النبهاني أمير الجبل الأخضر رئيس بني ريام ومن تابعهم‪ ،‬ومشايخ‬ ‫بني هناءة أولاد هلال بن زاهر وكانوا مُطاعين في قومهم‪ ،‬وقد شدد السلطان الوطأة‬ ‫عليهم‪ ،‬وضيق المسالك‘ فهم يودون لو يجدون الظهر فيستندوا إليه والمساعد فيقووا به‪.‬‬ ‫فلما اجتمع بالشيخ حمير النبهاني كلمه فيما يخفيه عن نفسهك©‬ ‫لما يرون من الاضطهاد‪.‬‬ ‫فأجابه بلا تلعثم ولا توانغ بما يثلج الصدر‬ ‫فصادف السهم مرماه والسيل مجراه‬ ‫وينعش القلب‘ وسأله الشيخ الحميري عن مسائل دينية‪ ،‬فأجابه نور الدين عليها‪ ،‬فأظهر‬ ‫التنصل والتويةش وشرع في الخلاص من الظالم ‪.‬‬ ‫القاضى‬ ‫الشيخ‬ ‫تلميذه‬ ‫وأنشده‬ ‫رجع إلى وطنه ‘‬ ‫الزيارة ئ‬ ‫انتهى حى‬ ‫وبعد أن‬ ‫والظفر منها قوله ‪:‬‬ ‫يهنئه بالقدوم‬ ‫قصيدة‬ ‫حميد‬ ‫بن‬ ‫سعود‬ ‫وفدث نفوسهم النفيسة نفسكا‬ ‫قرح الورى بطلوع كوكب سعدكا‬ ‫لقدومكا‬ ‫وتزخرفت‬ ‫فتزينت‬ ‫بكم البسيطة كلها‬ ‫واستبشرت‬ ‫العيش الحميد فغظ به أعداءكا‬ ‫هذا هو السفر الوحيد وذا هو‬ ‫وبعد الاستراحة من السفر‪ ،‬عرض الأمير عيسى ما اتفق له من المصالح التي‬ ‫زملائه ‪6‬‬ ‫مع‬ ‫سري‬ ‫موعد‬ ‫على‬ ‫وأنه خرج‬ ‫هذاا‬ ‫سمره‬ ‫بغيته في‬ ‫نجاح‬ ‫على‬ ‫وحصوله‬ ‫يأملها ‏‪٠‬‬ ‫الآخر من‬ ‫ربيع‬ ‫‏‪ ١٢‬من‬ ‫في يوم‬ ‫من كل ناحية بتنوف‬ ‫تقرر أن يجتمع فيه العلماء والفضلاء‬ ‫‏‪.١٣٣١‬‬ ‫عام‬ ‫وفي أول شهر ربيع الآخر من العام نفسه‘‪ 6‬جمع الأمير عيسى أعيان جماعته‬ ‫بن عمير‬ ‫وسالم‬ ‫بن حميدك‘‪6‬‬ ‫وحمد‬ ‫بن حميك‘ؤ‬ ‫حمدون‬ ‫المشايخ‬ ‫منهم ‪:‬‬ ‫الحارث‬ ‫بن‬ ‫سيف‬ ‫وفيهم‬ ‫البروا ني ‪6‬‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫)‬ ‫الخنجري‬ ‫عا مر‬ ‫بن‬ ‫ومحسن‬ ‫)‬ ‫المعمري‬ ‫بشير الحبسي‪ ،‬وهو صديق حميم لنور الدين‪ ،‬فوفدوا إليه ببلدة الظاهر‪ ،‬واجتمعوا إليه‬ ‫وفا ح‬ ‫على‬ ‫يحصل‬ ‫لا‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫يحاذرون‬ ‫وأنهم‬ ‫‪6‬‬ ‫قصده‬ ‫عن‬ ‫وعزله‬ ‫رأيه ‪6‬‬ ‫تفنيد‬ ‫على‬ ‫مطبقين‬ ‫أن يسلموه‬ ‫شخصى‬ ‫وربما أنه يكون لهم غرض‬ ‫المشايخ الذين تكفلوا بمعاضدته‪9،‬‬ ‫من‬ ‫‪١١٦‬‬ ‫لسلطنة مسقط وأن هذا الوقت غير صالح لبث هذه الدعاية ولعدم توافر الأسباب‬ ‫ولامور يروها وقد جربوها‪ ،‬فلما أضجروه سكت سكوت إبهام وفي نفسه ما فيها‪.‬‬ ‫وبعد ذلك أرسل لزميله شيخنا العلامة المالكي رحمه الله‪ ،‬والشيخ عامر بن سيف‬ ‫الحجري الزاهد‪ ،‬فقص عليهما القصص© واستشارهما قائلاً‪ :‬لعلي عاشق لأمري فأفتياني‬ ‫وأصدقاني رأيكما‪ ،‬فأيّداه وثبتاه‪ .‬فقوي عزمه‪ ،‬واتفق مع زميله أبي مالك أن يوافيه ببلدان‬ ‫الحبوس وأن يكتم كل أمره‪.‬‬ ‫دعاية رئيس النهضة العمانية‬ ‫إن الدعاية بين الأمم ترافقها العناية إلى أن تبلغ ما تشاؤه الهمم وتثبت في القلوب‬ ‫اليقين‪ ،‬وتؤجج في النفس العزة‪ ،‬وتزين أمام العيون القصد وتقرب من الرجاء الفوز‪.‬‬ ‫في كل أمة أفراد خلقهم الله لينبهوا ممن حولهم من غفلتهم‪ ،‬ويرشدوهم بعلم وحكمة‬ ‫وخلق‪ ،‬ولقد كان سيدي نور الدين من هذه الصفوة المختارة بث رحمه الله الدعاية في‬ ‫فكان لا‬ ‫هذا القطر‪ ،‬وتكرم عن فتنة أهل العصر وتوجه إلى خير بلغ كلفه به خير مبلغ‬ ‫يألو فيه جهداً‪ ،‬ولا يرى منه بدا ء وصار يشعر بلذة لا يحظى بها من هم على لهوهم‬ ‫عاكفون‘ وبباطلهم لاهون‪ ،‬ضرب أكباد الإيلث وصرخ في العمانيين أن الاستقلال‬ ‫والحرية لا تنالان بالمنى‪ ،‬ولا تبنيان إلا بالجماجم وأجساد القتلى‪ ،‬ولا تجلبان إلا‬ ‫بالدموع والدماء‪ ،‬وأن الخوف هو لعنة الحياة وأن الشك في الانتصار هو الهزيمة‬ ‫العابسة ‪ .‬واسمع إلى قوله في بعض أصواته ‪:‬‬ ‫الباس‬ ‫مقدام شديد‬ ‫في كف‬ ‫يدرك بالقنا الحساس‬ ‫المجد‬ ‫إلا الكمي يخرؤ بين الناس‬ ‫يرمى به بحر العدو فلا نرى‬ ‫في قسمة الشجعان والأفراس‬ ‫وبقاضب عضب أذا حكمته‬ ‫وبه أساس الدين أي أساس‬ ‫أيقنت أن السيف عدل في القضا‬ ‫حلال مشكلها بلا إلباس‬ ‫وإذا تضايقت الأمور رأيته‬ ‫فى جشة الباغين والأنجاس‬ ‫لا مجد إلا إن شحنذت حدوده‬ ‫تخيلي مضاربه عظام الرأس‬ ‫قضت المعالي بالبعاد عن الذي‬ ‫عن منزل العُججاز والأنكاس‬ ‫ما أبعد المجد الشريف مناه‬ ‫إن لم تكن في قطع رأس الآسي‬ ‫سلامة موجودة‬ ‫لا تحسبن‬ ‫‏‪١١٧‬‬ ‫و أملكث والسيف فهو الآسي‬ ‫إن العدو لعنة إن لم تدا‬ ‫يشل طعن الهى وجَر الئلاصم‬ ‫لم أجد للعلا طريقا قريبا‬ ‫واري من دمهم ما كل هائم‬ ‫فاشبع الوحش من لحوم الأعادي‬ ‫ه لباغي العلا العلا والمكارم‬ ‫واطلب المجد بالمهند إذ في‬ ‫عازما فالفلاح عند العزائم‬ ‫وامض في الأمر إن أردت فلاحا‬ ‫أنه لا يضيع في المجد حازم‬ ‫والبس الحزم في الشجاعة واعلم‬ ‫ومقاماً فأنت مثل البهائم‬ ‫۔وإذا لم يكن لك المجد مسعى‬ ‫فرأيت النجا ارتكاب العظائم‬ ‫قد تفكرت في عواقب أمري‬ ‫ألفوا الذل بين نجيد نواعم‬ ‫كيف يرجو الحسان في الخلد قوم‬ ‫وعن الفوز بالحسان النواعم‬ ‫قل لأهل الهوى عن المجد بُعدا‬ ‫تعالى أرجو لحسن الخواتم‬ ‫أنا عبد أحرض الناس والله‬ ‫الذي لم يدر أصلا ماالفشل‬ ‫أسعد الأقوام في الحرب البطل‬ ‫مكسبا غير المعالي بالاتل‬ ‫وأعز الناس من ليس يرى‬ ‫حقها والسيف سيف لم يُسَل‬ ‫تطلبنا‬ ‫والعلا‬ ‫أسلؤً‬ ‫ألرَه من بيننا أيدي السفل‬ ‫أم رقاد والهدى قد طممست‬ ‫وأمن الدين كل في وجل‬ ‫أم قعود والمعاصي ظهرت‬ ‫بدعا خالفت الشوع الأجل‬ ‫أم خمول والورى قد أحدثت‬ ‫فأاطفي ذي الشعل‬ ‫زمنه يوما‬ ‫ليت شعري هل أنا مدرك مَا‬ ‫وجد وإن ضاقت عليك مذاهبة‬ ‫هو المجد فاطلبه وإن عر طالبه‬ ‫قرار لنا والعدل مهُذت جوانبه‬ ‫وسارع إلى تشييد أركانه فلا‬ ‫إذا حكمته في المُعادي مضاربه‬ ‫ومن تحت ظل السيف فالتمس البقا‬ ‫الكمي إذا ما الكس جلت ماآربه‬ ‫وإن لقا الإخوان في الحرب زينة‬ ‫يخوض المنايا ويدرك العر خاطبه‬ ‫أنه‬ ‫أيقنت‬ ‫وأنت إذا فذكرت‬ ‫وخلف حليف العجز مغ ما يراقبه‬ ‫ألا فاتخذ أعلى الأمور شهامة‬ ‫فقد خسر المسعى وصلت مطالبه‬ ‫وإن فتى لم يطلب المجد عمره‬ ‫على العهد لا أنفك عما أطالبه‬ ‫فهل مبلغ عني بني المجد أنني‬ ‫‪١١٨‬‬ ‫وتَق عظامي من زماني نوائبْه‬ ‫وإن صوّبث نحوي الليالي سهامها‬ ‫ما هو إلا صوت القدر يجلجل فيهدي الراكب إذا ضل والحادي إذا تنكب فاستهوى‬ ‫۔ رحمه الله ۔ بأصواته عقول العاملين© واسترق ۔ رضي الله عنه ۔ بأخلاقه قلوب‬ ‫الشامخين ‪.‬‬ ‫فر ۔ رحمه الله ۔ من ظلمة غشيت الناس إلى حيث يلقى السكينة‪ ،‬والفرار إلى الله‬ ‫مشكور والخروج في سبيل الحق مبرور‪.‬‬ ‫هاجر ۔ عفا الله عنه ۔ من وطنه ليخرج الناس من ليل دامس إلى نهار وضاء‪،‬‬ ‫ليظهر فيه الحق‪ ،‬وتزداد الأبصار حدة والبصائر قوة‪.‬‬ ‫ففاز ۔ أسعده الله في الدارين ۔ بما يرومه من نفخ الروح في هذا القطر فانتعشت‬ ‫قواه وهتت ريحه‪ ،‬وأضاءت مصابيحه فأشربت القلوب حب الحق‘ فهبوا يدافعون عنه‪.‬‬ ‫وهل شىء أبقى أثرا من إنسان يخلف إنسان‪ .‬فيعمر الأرض بالقسط‪ ،‬ويكون أهلا لخلافة‬ ‫لله‪.‬‬ ‫سادوا‬ ‫ولا سراة إذا جمالهم‬ ‫لا تصلح الناس فوضى لا سراة لهم‬ ‫فثابت إليه عصابة من كبار الفقهاء والعلماء‪ ،‬يقدمهم ذلك العلامة الجليل‪ :‬أبو مالك‬ ‫رضي الله عنه‬ ‫الذي هو من بني مالك سيد فطاحل عمان‪،‬‬ ‫بن سعود‘‬ ‫عامر بن خميس‬ ‫وأرضاه‪.‬‬ ‫لبى دعوة الرئيس المعظم الزعيم المقدم‪ :‬حمير بن ناصر بن سيف النبهاني‪ ،‬أحد‬ ‫ملوك عمان‘ تسلل إليه الملك من آبائة الكرام الأمجاد‪ ،‬الذين وطنوا البلادث وملكوا‬ ‫السهل والحزن ملوك حمير ملوك اليمن‪.‬‬ ‫وكهلان‬ ‫ممُظَلقَرً سليمان‬ ‫أبقى له السدة الأعلى كواهنُه‬ ‫فنبّهوا الملك حينا وهو نعسان‬ ‫هود عرار فلاح محسن ملكوا‬ ‫أجاب نداءه السادة العباهمل بنو هناة‪ 5‬أولاد الشيخ هلال بن زاهر‪:‬‬ ‫بتو هناءة ما دينوا وكم دانوا‬ ‫إنها لشيمة رجالنا الأحرار إذا رأوا الدين كاد أن ينهار‪ .‬ما أعظم تلك العصابة الذين‬ ‫أشربت قلوبهم الطمأنينة بوعد الله‪ .‬إن الله ناصر من ينصره‪ .‬وكان حما علينا نصر‬ ‫هادين من زاغ عن المنهمج‪ ،‬رادين من أدبر‬ ‫المؤمنين؟ أحبوا الحق فهبوا يدافعون عنه‬ ‫‏‪١١٩‬‬ ‫عنه لا يأملون ثواب‪ .‬ولا يخشون عقاباًؤ يقاتلون لله‪ ،‬يؤنبون في سبيل الله‪ .‬تغلغل في‬ ‫قلوبهم الإيمان‪ :‬وخالط دماءهم‪ ،‬وجرى في عروقهم‪ .‬علموا أن الإسلام دين الرحمة‪،‬‬ ‫ودين النور فيه نعيم الآخرة‪ ،‬وفيه تهذيب النفس‪ ،‬وصقل الروح‪ .‬وإلى ذلك أشار‬ ‫العلامة شاعر العرب أبو مسلم في نونيته حيث يقول‪:‬‬ ‫أمنية رَقَب الإسلام طلعتها‬ ‫وإيذان‬ ‫آيات‬ ‫وللأماني‬ ‫إذا فمُدرت‬ ‫أوقات‬ ‫وللأماني‬ ‫ثم انجلت فانجلى عدل وإحسان‬ ‫تمنعث في خدور الغيب آونة‬ ‫الله إمكان‬ ‫مراد‬ ‫لرد‬ ‫وما‬ ‫ما ساورنها صروف الدهر إذ نجمت‬ ‫وقائد العقل في المقدار حيران‬ ‫وحكمة الله في التدبير قاهرة‬ ‫ويحكم الأمر والأفكار عميان‪.‬‬ ‫يقضي بما شاه والأسباب جامدة‬ ‫عمن يشاء وفي الحكمين رحمن‬ ‫يختص من شاء بالرخممى ويصرفها‬ ‫حكم المقادير تخمين وبهتان‬ ‫إن الذي يتعاطا الذكاء لدى‬ ‫إلا قتصرر وعجز ثم إذعان‬ ‫ما حيلة الظن والأوهام في قدر‬ ‫ولو تطاول تقريب وإمعان‬ ‫لا بد أن تربط الأافهام وخدته‬ ‫فالشأن لا غير للاكوان ديان‬ ‫خذ ما أتاك وسلمها لخالقها‬ ‫رأي العقول ففيها ثم برهان‬ ‫انظر إلى دولة أعيت معاجزها‬ ‫أشجان‬ ‫والكون‬ ‫والعقل في تصب‬ ‫أرادها الله فاحتلت مناصبها‬ ‫ولا يقوم لسيف الحق بطلان‬ ‫بأهم الله ترمي من يقاومها‬ ‫إلى آخره‪ .‬وهو كلام قد أخذ بمجامع البلاغة‪ ،‬فهو يعرض بهذا التأنيب الدقيق‬ ‫لما استنهضهم لهذا‬ ‫إلى ما وقع بين العلامة نور الدين وجماعة من إخوانه العمانيين‪،‬‬ ‫الأمر فلم يطارعوه‘‪ 6‬واستشارهم فلم يوافقوه‪ ،‬لما يحاذرونه‪ ،‬ولما يرونه من الآراء‬ ‫العقلية بأن الأمر جلل‪ ،‬وأنهم أهل تجربة‪ .‬ونور الدين في كل ذلك يأبى إلا السعي في‬ ‫إنقاذ الوطن من مخالب الاستعمار وتمزيق راية الاستبداد والاجتهاد في كل ما يعز‬ ‫والقواد‬ ‫الراشدين‪،‬‬ ‫مقتدياً بالخلفاء‬ ‫وأضيعت شعائره‪6‬‬ ‫محارمه{©‬ ‫الإسلام ‏‪ ٠‬لما انتهكت‬ ‫فوفقوا في‬ ‫الشريعة الإسلامية‪،‬ث‬ ‫صاحب‬ ‫التي وضعها‬ ‫الذين جروا على الخطط‬ ‫الصالحين©‬ ‫جميع أعمالهم ونشروا راية الإسلام أينما حلوا‪ ،‬لا مستعمرين بل منصفين معلمين ©‬ ‫أخذوا دروس القيادة عن قائدهم النبي الامي محمد بن عبد الله ية‪ .‬فتبعهم السلف‬ ‫‪١٢٠‬‬ ‫الصالح د المأثور عنهم‪ :‬نقيم الحق بالغداة ولو غليت لحومنا بالمراجل في العشي©‬ ‫مسلم ‪:‬‬ ‫أبي‬ ‫قول‬ ‫يردد‬ ‫الحال‬ ‫ولسان‬ ‫وما يزيد على القرآن نقصان‬ ‫سياسة الله فى القرآن كافية‬ ‫خروج رئيس النهضة‬ ‫إلى ذلك يشير شاعر العرب أبو مسلم في نونيته حيث يقول‪:‬‬ ‫حيث اليحمد الحائزون المجد مُطَانُ‬ ‫يا ناقل العيس من عليا بدية‬ ‫والدريز والقابل الراسي بها الشان‬ ‫خلف وراءك عِرًا والمضيرب‬ ‫حيث القطين ملوك الناس قحطان‬ ‫وخل أبراء أعلاها وأسفلها‬ ‫مياسر الفتح حيث الحي كهلان‬ ‫وخذ بأوجها عن ساحتي سَمَد‬ ‫المجرة فيها وهي سدران‬ ‫تجري‬ ‫ودع وراءك ۔ إن غربت ۔ أخشبة‬ ‫أفناء حليفين حيث السوح جرنان‬ ‫ويا من الدوح والخضراء إمنتحيا‬ ‫أرض لعامر أهل الفضل أوطان‬ ‫واعمد إلى الجوف واستظهر أسافلها‬ ‫إن هذه الأمكنة التي ذكرها أبو مسلم هي الطريق التي سلكها رئيس النهضة©‬ ‫وسنذكرها لك مفصلة‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٣١‬ه إحدى وثلاثين‬ ‫في اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة‬ ‫وثلاثمائة وألف خرج سيدي نور الدين من بيته بالظاهر من الشرقية‪ ،‬وأقام بقية الشهر ببيته‬ ‫الذي بالقابل‪ ،‬ثم خرج منه في اليوم الثاني من شهر جمادى الثانية فقال بفلج مسعوذ ذلك‬ ‫والشيخ عبد الله بن راشد‬ ‫اليوم وفي صحبته الشيخ سالم بن راشد الخروصي‬ ‫وابنه محمد شيبة ‪.‬‬ ‫الهاشمي© وحمود بن ناصر المعولي وسالم بن ناصر الحبيشي‬ ‫ثم راح عصر ذلك اليوم من فلج مسعود‘ فكان مبيته في المكان المعروف (أبو‬ ‫ظلما) وقال في اليوم الثالث يقابل آل بوسعيد فاجتمع فيها بأحد أصدقائه من الأعراب‬ ‫حمد بن البليدي القناص الجحافي‪ ،‬فأسر إليه أن يأتيه بإبل تحمله إلى تنوف دار هجرته ‪6‬‬ ‫وآن يلاقيه بها في بلدة الأخشبة العزورث فخرج حمد لإحضار الإبل‪ ،‬وتوجه نور الدين‬ ‫إلى المضيبي‪ ،‬وقد سبق وعد بينه والعلامة أبو مالك عامر بن خميس‪ ،‬الذي هو من بني‬ ‫فالك‘ فوافاه بالشارق©‪ 0‬وهي بلدة من أعمال المضيبي© وبها وافاه صاحبه الخصوصي‬ ‫‪١٢١‬‬ ‫‏‪ ١‬لمساعدين له على‬ ‫ومن‬ ‫‏‪ ١‬لسري ‪6‬‬ ‫رسوله‬ ‫وهو‬ ‫أ لله الها شمي )‬ ‫بن عبد‬ ‫سعيد‬ ‫أبو هشمة‬ ‫الشهر المذكور ‘‬ ‫من‬ ‫اليوم السادس‬ ‫جميعا غرة‬ ‫المنتخب ئ ثم خرجوا‬ ‫غرضه ‪ .‬وجاسوسه‬ ‫فقالوا ببلد الأخشبة‪ .‬وفي ذلك اليوم أتاهم حمد القناص بالركاب‘ فكان جملة من اجتمع‬ ‫‪.‬‬ ‫في رفقته ثلاثة عشر رجلا‪:‬‬ ‫السالمي‪. ‎‬‬ ‫حميد‬ ‫رئيسهم عبل الله بن‬ ‫وهو‬ ‫‪ ١‬۔ زعيم الامة العمانية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬الشيخ سالم بن راشد بن سليمان الخروصي الذي عقدت عليه الإمامة‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ شيخنا العلامة الجليل أبو مالك عامر بن خميس بن مسعود‘ الذي هو من بني‬ ‫مالك ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ الشيخ العلامة عبد الله بن راشد بن صالح‬ ‫‪ ٥‬الشيخ العالم عامر بن علي بن راشد الشيداني الحبسي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٦‬الشيخ العارف حمدي بن مُسَلم بن عبيد الحجري‪.‬‬ ‫الشيخ الفقيه حمود بن ناصر المعولي‪. ‎‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪ ٨‬۔ الشيخ الورع سالم بن ناصر الحبيشي‪. ‎‬‬ ‫‏‪ ٩‬۔ سعيد بن عبد الله بن خادم الهاشمي‪.‬‬ ‫‪ - ٠‬حمد بن البليدي القناص الجحافي الوهيبي‪: ‎‬‬ ‫‏‪- ١‬سيف بن حميد‘ ولد الصويغ الهاشمي‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ خادمه خويطر بن زايد‪ ،‬مولى الجحاحيف‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬۔ أعرابي طناف الركاب‪ ،‬لا يحضرني اسمه‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬محمد شيبة بن نور الدين السالمي‪.‬‬ ‫عددهم عدد حروف النور‪ ،‬عدد ما ناف على المائة من السور‪ ،‬خرجوا فرادى‬ ‫مستخين‪ ،‬يتسللون تسلل القطا خوف أن يشعر بهم الظلّمة؛ فإنه شاع في الناس اعتراض‬ ‫الامير عيسى لنور الدين أن يعدل عن هذا الطلب‘‪ ،‬فخرج مستخفياًث وأسر إلى إخوانه‬ ‫المذكورين‪ :‬أن يجتمعوا ببلدة الأاخشية{ فوافوه بها‪ ،‬وقبيل الفجر خرجوا منها فقالوا يوم‬ ‫‪١٢٢‬‬ ‫السابع من الشهر المذكور ببلد العاقل من بلدان العوامرث من أرض الجوف‘ وراحوا‬ ‫منها بعد العصر فعرسوا بزكيت بلدة صغيرة سهيل أزكى‪ .‬ومنذ وصل العاقل أرسل إلى‬ ‫تلميذه الكبير أبي زيد عبد الله بن محمد الريامي الأزكوي‪ ،‬وكان يسكن أزكى أن يوافيه‬ ‫بمن عنده من الأعلام والمطاوعة ‪.‬‬ ‫وفي غرة اليوم الثامن خرج من زكيت وقال بالبركة‪ 5،‬فوافاه أبو زيد عصر ذلك‬ ‫الشيخ‬ ‫الشراة‬ ‫أمير‬ ‫وأنشد‬ ‫لله ‪.‬‬ ‫نقسه‬ ‫بائع‬ ‫شار‬ ‫كلهم‬ ‫رجلا‬ ‫ستون‬ ‫الشراة‬ ‫من‬ ‫وعنده‬ ‫اليوم ‪6‬‬ ‫محمد سالم الرقيشي قصيدة منها هذان البيتان‪:‬‬ ‫فلما تهادرت أهدأت شقاشقه‬ ‫قد راعنى بهديره‬ ‫وكم جمل‬ ‫على الدهر ما دارت عليك بوائقه‬ ‫على أنني السيف الذي إن سللته‬ ‫من‬ ‫نور الدين ‪ .‬خرجوا‬ ‫ما عندهم ‪ .‬وما يحاوله‬ ‫حمدان‬ ‫علم الشيخ‬ ‫وقد‬ ‫الشيخ حمير‪.‬‬ ‫عم‬ ‫وقد أرسلوا أمامهم رهطاً من ريامث يرصدون‬ ‫البركة قبيل الفجر مشاة وركباناً ليلة تاسع‬ ‫لهم عقبة الرحبة‪ ،‬خوفاً من عمال السلطان الذين بنزوى© فصلوا الغداة تحتها‪ ،‬وأصبحوا‬ ‫فوقها‪ ،‬ونزلوا ظهيرة ذلك اليوم" فقالوا ببلدة (كممَة) من بلدان بني ريام بسفح الجبل‬ ‫الأخضر‘ وقبيل المغرب خرجوا منها‪ ،‬وباتوا ليلة عاشر شرقي تنوف‪ ،‬عند يئر تسمى‬ ‫النهار بتنوف ‪.‬‬ ‫أول‬ ‫فأصبحوا‬ ‫الظليعة ‏‪٠‬‬ ‫‏‪ ١‬جتماع أعيان النهضة‬ ‫(بتتنوف وتشاورهم قيمن يقدمونه إماما)‬ ‫هاجر مشايخ العلم من أوطانهم إلى تنوف عاصمة الشيخ حمير‪ ،‬يعرضون عليه‬ ‫بهم‬ ‫بهم الجاهل ْ واستهزأ‬ ‫واستخف‬ ‫ويسألونه نصرتهم ‪ .‬لما خذلهم القادر‪.‬‬ ‫أمرهم ‪.‬‬ ‫فآواهم الهزبر الضاري ‪ 1‬وأكرم مثواهم ‪.‬‬ ‫ولا يدع فقد هاجر من هو خير منهم‪6‬‬ ‫السفيه‪،‬‬ ‫فأعلنوا دعوتهم‪ ،‬وتشروا رايتهمث وعاضده على ذلك مشايخ بني هناة أولاد الشيخ‬ ‫سنة إحدى‬ ‫الثانية‪.‬‬ ‫يوم العاشر من شهر جمادى‬ ‫فاجتمعوا بتنوف ضحى‬ ‫بن زاهر‪،‬‬ ‫هلال‬ ‫المسألة‬ ‫ولكون‬ ‫ا لآراء بينهم فيما يرمونه من الظهور‪.‬‬ ‫وألف ‪ .‬وجالت‬ ‫وثلائين وثلاثمائة‬ ‫قد قهر الدائرة العمانيةء وجعلها تحت سيطرته‬ ‫حرجة والسلطان فيصل على الكرسي‬ ‫‪١٢٣‬‬ ‫القويةش واستظهر بمساعدة الإنجليز له‪ ،‬ولتغلب جبابرة عمان على المعاقل الداخلية©‬ ‫فنظروا فيما هم بصدده من الأمر الذي يحاولونه‪ ،‬فاستشعروا العجز لكثرة من حولهم من‬ ‫الأعادي‪ ،‬وقوة شوكة الجبابرة‪ .‬وزادهم فشلا أن نور الدين أرسل العلامة أبا مالك إلى‬ ‫الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري والشيخ مهنا بن حمد رئيس العبريين وجماعتهم ©‬ ‫وكانوا قد وعدوه جميلا في أول الأمر‪ ،‬فرجع إليه باعتذارهم في هذا الوقت للمحاذرات‬ ‫التي يحاذرها جل أهل عمان‘ وكاد أن يتلاشى ذلك الاجتماع‪ ،‬فخلصوا نجياً‪ ،‬وكثر‬ ‫القيل والقال وبقي الرأي يجول وهم بين إقدام وإحجام‪ 6‬قد هول عليهم الأمر أزب‬ ‫العقبةش فكان نتيجة ذلك الموقف أن سلم العلماء والأمراء والخاصة والعامة أرواحهم‬ ‫ومهجهم إلى رئيس النهضة العمانيةش وقلدوه أمرهم لعلمهم أنه يستسهل الصعاب من‬ ‫الأمور اعتماداً على ربه‪ ،‬وثقة بمولاه‪ 6‬وتوكلا عليه‪.‬‬ ‫فلما كانت الساعة الثانية عشرة من يوم الأثنين الثاني عشر من شهر جمادى الثانية‬ ‫قال لهم‪ :‬اختاروا زعيماً تقدمونه للمسلمين أمينا على حمل الأمانة والدينث يحمل الناس‬ ‫وأشاروا إلى‬ ‫على احترام الشريعة المحمدية فوقع نظر الجميع‪ :‬إنا نرى ذلك الشخص‪،‬ؤ‬ ‫والأمراء‬ ‫العلماء‬ ‫فالح عليه‬ ‫فأبى وامتنع ‏‪٠‬‬ ‫فكلمه‬ ‫راشد الخروصي ‏‪٠‬‬ ‫بن‬ ‫سالم‬ ‫الشيخ‬ ‫ولست أطيق‬ ‫تبايعونه ‪.‬‬ ‫بل لابايع من‬ ‫والأعيان ‏‪ ٠‬فأجابهم ‪ :‬إني ما خرجت لتبايعوني ‘‬ ‫لمرامكم حملاً‪ ،‬ولم أكن له أهلا‪ ،‬فأبوا عليه إلا القبول‪ ،‬وأبى إلا الامتناع‪ .‬ورووا له ما‬ ‫جاء في المأثور عن السلف الصالح من جواز قتل الممتنع من قبول الإمامة‪ ،‬إذا وقع عليه‬ ‫اختيار المسلمين‪ .‬فلما أعياهم أمرهم نور الدين بحمله وتقريبه إليهء وكان قد قعد في‬ ‫أخريات الناس هضما للنفس‪ ،‬فحمل قسراً‪ ،‬ثم تعلل بأمور‪ .‬وشرط شروطا فأجابه نور‬ ‫الدين‪ :‬إنا لا نقبل هذه الشروط منك‪ .‬فإن أبيت قتلناك‪ ،‬إذ بامتناعك ۔ متى وقع عليك‬ ‫اختيار المسلمين ۔ تتفرق الكلمة‪ ،‬وينحل النظا م‪ .‬وتتعطل الحدود‪.‬‬ ‫وأمر نور الدين تلميذه الكبير أبا زيد بقتله متى أصر على الامتناعث فسل حسامه‬ ‫وصخ عند الحاضرين أنه قاتله لا محالة‪ .‬فسألهم إن قتلتموني هل أنا عندكم في الولاية ©‬ ‫فصرخ الجمهور‪( :‬لا) وملوا بها أفواههم‪ ،‬فعقدوا عليه البيعة غصبا‪ ،‬والدموع على‬ ‫وجهه‪ .‬وما ذلك منه ۔ رحمه الله ۔ جبن‪ ،‬ولكنه مخافة التقصير بما سيتحمله‪ ،‬لعلمه أن‬ ‫الأمر جلل‪ ،‬وأن الخطة صعبة المرتقى‪ ،‬وحمل الناس على الجادة ليس بالهوينا‪ .‬ولسان‬ ‫الحال ينشد‪:‬‬ ‫‪١٦٢٤‬‬ ‫أعوان‬ ‫والأقدارً‬ ‫الله‬ ‫أمانة‬ ‫يا سالم الدين والدنيا ابن راشد خذ‬ ‫إذ كل همك تدبير وإتقان‬ ‫أنت الضليع بها حملا وتأدية‬ ‫ثم تعلق أن يسمح له بأداء فرض الحج عند الاستطاعة‪ ،‬وزيارة والدته؛ لأنها‬ ‫للحج‬ ‫عزمك الخروج‬ ‫عند‬ ‫الكفء‬ ‫وجدنا‬ ‫شاسع ‪ .‬أجابه نور الدين ‪ :‬متى‬ ‫عجوز ‪ .‬ومحلها‬ ‫أذنا لك‪ .‬وزيارة والدتك أمر سهل ننظر فيه وقت طلبك‪ .‬أما بقية شروطك فلا نقبلها‬ ‫منك ‪.‬‬ ‫امتناعه‪.‬‬ ‫نور الدين عن إباحته لقتله حال‬ ‫سثل‬ ‫فيمن‬ ‫الكبير تلاميذه ‪ .‬لما استشاروه‬ ‫أنتى أبو عبيدة‬ ‫إلى هذا‪.‬‬ ‫لجاب ‪ :‬إنى سبقت‬ ‫يقدمونه إماما متى استطاعوا‪ .‬فأشار إلى أبي الخطاب المعافري وقال لهم‪ :‬إن أبى‬ ‫فاقتلوه ‪.‬‬ ‫اشترط الشيخ الحميري قبل وقوع عقد البيعة شروط‪.‬‬ ‫منها‪ :‬أن لا يتعرض الإمام للمعاقل التي بيده‪ 6‬وهي بيت تنوف‘ وبيت سيق بالجبل‬ ‫الأخضر وبيت المال الذي عنده‪.‬‬ ‫في مقابلة ما تعهد به الحميري للإمام إذا دعت الحاجة أن يجهز ألف مقاتل على‬ ‫بخط شيخنا العلامة المالكي وتوقيع الإمام‬ ‫الاتفاق‬ ‫هذا‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫الإمام‬ ‫لمساعدة‬ ‫نققته‬ ‫والشيخ الحميري عليه بعد العقد‪.‬‬ ‫وكان هذا الرسم محفوظا عندناء ولم يحضرني وقت التاريخ بل كتبت معنى ذلك‪.‬‬ ‫كنى‬ ‫بل هي سلطة دينية سياسية‪ .‬جرى‬ ‫ليست الإمامة أمرا مخترعاً في الوقت الجديد‬ ‫عليها الخلفاء الراشدون‘ بعد النبي يلة‪ .‬وبقيت بعمان منذ القرن الثاني من الهجرة‪ .‬وهو‬ ‫القرن الذي عقد فيه على الجلندي بن مسعود أول إمام بعمان إلى القرن السادس الذي‬ ‫كان آخر إمام فيه محمد بنا خنبش‘‪ ،‬ثم حصلت فترة في القرنين السابع والثامن حتى‬ ‫عقد على الحواري بن مالك في القرن التاسع ولم يخل قرن من بعده إلى هذا الوقت إلا‬ ‫وفيه إمام يجمع شملهم ويلم شعثهم‪ .‬إما شارباً أو مدافعا أو إمام ظهور‪.‬‬ ‫‏‪١٢٥‬‬ ‫ومتى صحت البيعة باتفاق العلماء‪ ،‬كان حقاً على العامة من الرعية‪ ،‬أن يسمعوا‬ ‫ويطيعوا للإمامش وأن يسلموا الأمر لأهل العلم‪ ،‬وليس لحاضر أن يأبى منها ولا لغائب أن‬ ‫على‬ ‫حكام‬ ‫والملوك‬ ‫الملوك‬ ‫على‬ ‫حكام‬ ‫العلماء‬ ‫"إن‬ ‫أن يختار‬ ‫يتخلف عنها ‏‪ ٠‬ولا لمختار‬ ‫الرعية‪.‬‬ ‫وأساء الاوروبيون في تفسير ظهور الإمامة‪ ،‬أنها منشأ اعتداءث وتمرد على السلطان ©‬ ‫واعتراض في ملكه وأنه لا حق للامة في ذلك‪ .‬وما فقهوا أن الحاجز بين الإمامة‬ ‫والسلطنة هو حاجز ديني في طبيعته‪ .‬فاللإمامة هي الحكومة المبنية على الشورى©‬ ‫وانتخاب رجل أمين في نفسه ودينه وعلى رعيته‪ ،‬قادر على العمل بالشريعةث ورذ كل‬ ‫شيء إلى حكم الدين‪ ،‬فهي سياسية من غير محاباة ولا ‪-‬حيف حسبما كان عليه الخلفاء‪.‬‬ ‫والملكية هي حب السيطرة والاستبدادس كما هو معروف من حال المتغلبين على الأمر ‪.‬‬ ‫وإذا ضعف أسلرب الإمامة عن الحكم برزت الملكية إلى الميدان‪ ،‬وهو كالصراع بين‬ ‫الملكية والجمهورية في الديار الغربية ولعل الوهم سرى إليهم بعدم التوالي على ذروة‬ ‫ولا عبرة به عندنا‪ ،‬فإنا نحرص على الاجتماع والاتفاق على توالي الأئمة تواليا‬ ‫المنصب©‘‬ ‫غير منقتلع‪ ،‬متى وجد المرشح الصالح له‪ ،‬كما سبق في عصر بني خروص واليعاربة ‪.‬‬ ‫ومن درس التاريخ العربي واللإفرنجي عرف أنا لا نتمسك بطاعة قوم يعصون الله ؛‬ ‫فإن الله لم يأذن لأحد من خلقه أن يعطي عهده من يعصي أمره‪ ،‬فلا نخضع لأوامر‬ ‫السلطنة متى حادت عن الجادة‪ ،‬كما نخضع في جانب الإمامة المحقة دينا وطبعا فتجد‬ ‫العمانيين مع ملوك آل نبهان وآل قحطان‘ متى سنحت الفرصة وساعفتهم الأقدارث عززوا‬ ‫النية إلى البيعة لمن يختارونه‪ ،‬فانتزعوا السلطة من أيدي المتغلبين؛ إذ لا حق لهم فيها‪.‬‬ ‫واضطرت الأمة الإسلامية إلى انتزاع السلطة من عبد الحميد الخاقان العثماني في‬ ‫عام ‏‪ ١٣٢٧‬ه الموافق ‏«‪ ١٩٠٩‬م! فأزعجوه من منصبه© وأسلموه إلى هواه‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٧١‬ه الموافق ‏(‪ )١٩٥٦‬فسقط فاروق الأول‬ ‫وأخفق إخواننا المصريون في عام‬ ‫من ذروته‪ ،‬فأخذوا برأينا والعمل به‪ ،‬لما حاد الملوك عن الجادة‪.‬‬ ‫وفي كتاب عمان لشركة الزيت الامريكية ص‪ /‬‏‪: ١٤‬‬ ‫الإمامة منشأة قديمة في عمان‘ ترتد إلى القرن الثاني من العصر الهجري© الموافق‬ ‫للقرن الثامن من العصر المسيحي‪ .‬وقد أنشأ الأباضيون من المسلمين هذه المنشأة‬ ‫‪١٢٦٦‬‬ ‫دينية محافظة{©‬ ‫بحركة عصيانية‬ ‫قاموا‬ ‫الذين‬ ‫الخوارج‬ ‫من‬ ‫وهم فرع‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫وصانوها‬ ‫وانفصلوا عن الكيان الرئيسي لأتباع الإسلام‪ ،‬في أيام علي بن أبي طالب‪ .‬وقد قصد‬ ‫بعضهم إلى شرق الجزيرة العربيةش واستقروا في جبال عمان‪ ،‬حيث نشروا عقائدهم التي‬ ‫لتغييرات يسيرة في القرون المتتالية ‪.‬‬ ‫تعرضت‬ ‫ويمكن اعتبار إمامة الأباضيين في عمان من المخلفات الحية للخلافة الإسلامية‬ ‫الأولى‪ .‬ولا يزال الإمام الأباضي يختار بطريقة تكاد تماثل طريقة اختيار الخلفاء الاولين‬ ‫في القرن الهجري الأول‪ .‬وليس مما يغفل شأنه أن نعرف أن لقب الإمام نفسه كان يطلق‬ ‫على الخليفة أحياناً في تلك الأيام‪.‬‬ ‫‏‪: ٤‬‬ ‫ص‪/٣/‬‬ ‫أيضاً في‬ ‫وكتب‬ ‫إمامة عمان دولة أباضية مستقلة‪ ،‬تشغل الجانب الأكبر من أرض عمان© في شرق‬ ‫الجزيرة العربية‪ ،‬وقل ما يعرفه العالم عن هذه الدولة‪ .‬حتى الثقات في الشؤون العربية ۔‬ ‫بغير استثناء تقريبا ۔ ليسوا عَلّى معرفة وثيقة بها‪ .‬أما الحكومتان‪ :‬البريطانية والأمريكية‬ ‫فتعترف كلتاهما بحاكم مسقط‪ ،‬على أنه سلطان مسقط وعمان‪ ،‬فكأنهما تعنيان أن بلاد‬ ‫عمان خاضعة لسلطة السلطان‪ .‬والحقيقة أن سلطان مسقط لم يكن له شيء يذكر من‬ ‫السيطرة الفعالة على عمان‪ ،‬منذ أكثر من قرن‪ .‬وأما الإمامة نفسها فلها تاريخ يرتد إلى ما‬ ‫مستقر ة في‬ ‫مستقلة‬ ‫تستمتع بوضعها الحا ضر كحكومة‬ ‫لم تزل‬ ‫سنة ‪ .‬وهي‬ ‫يريد على ألف‬ ‫منذ نحو أربعين سنة اه‪.‬‬ ‫عمان‬ ‫وقيامه بحقوقهم في جانب آخر » فقد اعترضوه في عدة مواطن ‪.‬‬ ‫سلطان ء مع عظمته‬ ‫‏‪ 0١٢١٤‬وهي أول قدم‬ ‫منها‪ :‬لما أسعف الإنجليز بقعود نائب لهم بمسقط عام‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫استعمارية ثبتت‬ ‫على تجارة‬ ‫‏‪ ١٢٧‬لما وقع اتفاقية مع المسيحيين في القضاء‬ ‫عام‬ ‫واعترضوه‬ ‫الأرقاء ‪.‬‬ ‫خوريا‬ ‫جزائر المسلمين جزيرتي‬ ‫عن‬ ‫للإنكليز‬ ‫‏‪ ١٢٠‬لما تنازل‬ ‫عام‬ ‫واعترضوه‬ ‫ولا مقابلة ‪.‬‬ ‫سبب‬ ‫بدون‬ ‫وموريا‬ ‫‪١٢٧‬‬ ‫أما أول معاهدة رسمية بين حاكم عربي ودولة إفرنجية‪ ،‬فهي الاتفاق الواقع من‬ ‫السلطان سلطان بن أحمد عام ‏‪ ‘١٦١٣‬وقد أنجزه البريطاني المقيم في أبو شهر وهو‬ ‫رجل إيراني من موظفي الشركة‪ ،‬اسمه مهدي علي خان في مقابل ‏‪ ٢٨٢٠‬روبية‪ .‬وبهذا‬ ‫الاتفاق التزمت بريطانيا أن تؤيد حكام مسقط ضد الشعب العماني وكان وصول علي خان‬ ‫مسقط في ‏‪ ٣‬من أكتوبر سنة ‏‪ ١٧٩٨‬م وبعد مفاوضات استمرت عشرة أيامث وقع في‬ ‫الثاني عشر منه أول معاهدة سياسية‪ ،‬ربطت بين سلطان عمان وبين بريطانيا‪ .‬ويبدو من‬ ‫نصوصها أن الاحتياط ضد فرنسا كان مقصوداً‪.‬‬ ‫واعترضوا السلطان ثويني في مواطن كثيرة‪.‬‬ ‫‏‪ © ١٢٨٥‬وقلدوا‬ ‫واعترضوا ابنه السلطان سالم بن ثويني‪ ،‬فأزعجوه من مركزه عام‬ ‫الإمام عزان ۔ رضي الله عنه ۔ مكانه قائما بالعدل‪.‬‬ ‫وما زالت حركات الشيخ صالح بن علي متوالية على السلطان تركي وابنه السلطان‬ ‫فيصل‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٣٠‬اشتدت حركة العمانيين على السلطان فيصل لما وافق الإنجليز‬ ‫وقبوله المكافأة من البريطانيين © بمبلغ مائة ألف‬ ‫على منع الأسلحة من دخولها عمان©‬ ‫روبية؛ إصداره ذلك‪ .‬وكتبوا إليه يخوفونه العاقبةء فضرب عنهم صفحاً‪ .‬وقد كتب‬ ‫المسيحيين ما نصه ‪:‬‬ ‫بعض‬ ‫إن الأسباب التي من أجلها زحف أهالي عمان مرة أخرى على سلطان مسقط قد‬ ‫سردتها المس جرنز ودبل الرحالة‪ ،‬والمستشرقة البريطانية في مقال كتبته في (نشرة الشؤون‬ ‫العربية) السرية في نهاية عام ‏‪ ١٣٣٤‬ه ‏(‪ ٢٦‬من أكتوبر سنة ‏‪ ١٩١٦‬م) عندما كانت تعمل‬ ‫مع نهاية عام ‏‪ ١٣٣٤‬ه (السر برسي كوكس في العراق)‪.‬‬ ‫(أصبح حكام مسقط معرضين للنفوذ الأجنبي الأمر الذي أفقدهم عطف القبائل في‬ ‫الداخل‪ .‬ويعود سبب القلاقل الأخيرة إلى هذا النفوذ الأاجنبي‪ ،‬وإلى اعتماد سلاطين‬ ‫مسقط على القوة البحرية العسكرية الأجنبية‪ .‬وكذلك إلى خضوعهم مرغمين للمطالب‬ ‫الاجنبيةش فيما يتعلق بأمور المتاجرة بالرقيق والسلاح‪ .‬وقد رأى السلطان الراحل السيد‬ ‫فيصل بن تركي‪ ،‬في قيام الحكومة البريطانية بالقضاء على تجار الأسلحة فائدة جلية '‬ ‫‏‪١٦٨‬‬ ‫إلا أن‬ ‫لنفسهث حيث أصبح رعاياه الثائرون عاجزين عن التزود بالاسلحة لاستعمالها ضده‬ ‫عدم ارتياح القبائل لذلك قد وصل إلى ذروته قبل وفاته اه)‪.‬‬ ‫واعترضوا السلطان فيصل في أواخر رجب عام ‏‪ ١٣١٩‬ه لما خرج كوكس الوكيل‬ ‫السياسي بمسقط عن إذنه على طريق صورك لتفقد مناجم الفحم الحجري بجبال‬ ‫المشارفة؛ فإنه خرج وفي صحبته السيد تيمور بن السلطان فيصل‪ ،‬فاحس سيدي نور‬ ‫الدين أن القصد من ذلك التوغل في البلاد ودخولها بالسياسة‪ ،‬واجتهد أن يوصد الباب‬ ‫في وجهه حتى ينزع عن رأيه‪ ،‬فأعرب عن إحساسه هذا إلى أعيان العمانيين واستنهضهم‬ ‫على منعه‪ ،‬وحضهم على صدعه‪ ،‬وحيث إن منزلته غير مجهولة‪ ،‬ونصحه غير مستنكر ©‬ ‫هاج الشعب العماني لذلك‪ .‬واتفقت الكلمة على صده بكل ممكن‪ .‬وأول من أدرك‬ ‫صدق مقالهء وصوب رأيه الشيخ عيسى بن صالح‪ ،‬فكان في جبهة الشعب العماني ©‬ ‫وجاهر السلطان‘ فالتقى بهم بالموضع المعروف (أم اللخم) وكاد أن تسمى أم اللحم ©‬ ‫كانت فيها مناوشات بينهم عثر فيها جواد (الجيولوجي) زميل القنصل برصاصة‘ أثارها‬ ‫عليه أحد الأعراب© فغضب السلطان لذلك ‪.‬‬ ‫وكتب بعض جلساء الملك شعرا انتقص فيه الثوار وتحامل على نور الدين تحامل‬ ‫فاحشاً‪ ،‬عاب عليه تحريفه وقيامه بحق الوطن ومعاكسة السلطان‪ ،‬فكتب نور الدين على‬ ‫‪.‬‬ ‫وشعوره‬ ‫إحساسه‬ ‫فيه عن‬ ‫أعرب‬ ‫شعر‬ ‫في‬ ‫للسلطا ن‬ ‫ونصيحة‬ ‫جوابا‬ ‫ذلك‬ ‫بن تركي وجوا ب على قصيدة شاعره‪:‬‬ ‫كتب نور الدين نصيحة للملك فيصل‬ ‫فالصدق يُنجي في العَقب‬ ‫الكذب‬ ‫وئر‬ ‫مل‬ ‫الصدق‬ ‫نقلب‬ ‫نه‬‫ت‬‫ت‬ ‫الدوائر‬ ‫(‬ ‫خس‬ ‫ت ‪.7‬‬ ‫ولا‬ ‫فانشره‬ ‫والحى‬ ‫تَهَب‬ ‫أو لم‬ ‫الفنا‬ ‫هبت‬ ‫إن‬ ‫سيكون‬ ‫فضي‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫هب‬ ‫ويك‬ ‫النصائح‪:‬‬ ‫أبدى‬ ‫زعمه‬ ‫في‬ ‫للذي‬ ‫قل‬ ‫يهب‬ ‫لم‬ ‫أمر‬ ‫إياه‬ ‫خوفتني‬ ‫الذي‬ ‫إن‬ ‫هرب‬ ‫ممن‬ ‫مهرب‬ ‫عنه‬ ‫ليس‬ ‫ما‬ ‫خوفتني‬ ‫وجب‬ ‫حما‬ ‫للورى‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫أخشى‬ ‫الموت‬ ‫والتعب‬ ‫المذلة‬ ‫في‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ‫أولى‬ ‫الموت‬ ‫يرتكب‬ ‫دنى‬ ‫من‬ ‫الموت عند الحر أحلى‬ ‫م ‏‪٩‬‬ ‫نمبضة الأعيان‬ ‫ا لعليا ء‬ ‫من‬ ‫فا ركب‬ ‫ا لارب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ه‪‎‬‬ ‫‪2٠‬‬ ‫ى‪‎‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فقد غُذرت لدى الطلب‬ ‫عاجلئُك‬ ‫المنايا‬ ‫وأذا‬ ‫إذا‬ ‫علم‬ ‫ذو‬ ‫خاب‬ ‫قد‬ ‫عهودنا‬ ‫الا له‬ ‫أخذ‬ ‫وا حتَتسب‬ ‫يوما‬ ‫با لمعهد‬ ‫وفا‬ ‫من‬ ‫تجارة‬ ‫ربحت‬ ‫ندب‬ ‫ولمن‬ ‫وفى‬ ‫ء لمن‬ ‫الوفا‬ ‫ضمن‬ ‫قد‬ ‫فالله‬ ‫لا نشري بالدين الذهب‬ ‫ديننا‬ ‫تندي‬ ‫فالنفس‬ ‫تسب‬ ‫وأن‬ ‫تهان‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫عندنا‬ ‫أكرم‬ ‫والنفس‬ ‫للعطب‬ ‫عن ذا التعرض‬ ‫وا نها‬ ‫لنفسك‬ ‫فا رجع‬ ‫وتكتتب‬ ‫عليك‬ ‫ملى‬ ‫العلا‬ ‫أحاديث‬ ‫واسمع‬ ‫العرب‬ ‫شيم‬ ‫من‬ ‫وذكرت‬ ‫أوضحته‬ ‫الذي‬ ‫إن‬ ‫مضطرب‬ ‫الأعادي‬ ‫في‬ ‫قلب‬ ‫كل‬ ‫يغادر‬ ‫عر‬ ‫الكتب‬ ‫في‬ ‫عنا‬ ‫وجدوه‬ ‫أننا‬ ‫يريهم‬ ‫عز‬ ‫والحسب‬ ‫أهمل‬ ‫للجد‬ ‫أننا‬ ‫يريهم‬ ‫عر‬ ‫سبب‬ ‫أقرى‬ ‫من‬ ‫وبه يكون العذر للسلطان‬ ‫وانتسب‬ ‫منا‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫رغية‬ ‫عن‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫إذ‬ ‫دب‬ ‫حين‬ ‫منهم‬ ‫‏‪ ١‬لخدع‬ ‫خشينا‬ ‫قوم‬ ‫لكننا‬ ‫ليانا‬ ‫بأن‬ ‫يأمرنا‬ ‫والله‬ ‫ينرشكم‬ ‫ا وبا ت‬ ‫بتم‬ ‫وا لحجب‬ ‫ا لليا لي‬ ‫تحت‬ ‫إليكم‬ ‫دس‬ ‫شعواء‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫من‬ ‫بصطا د‬ ‫ممم‬ ‫من‬ ‫أخبا ر‬ ‫ولديه‬ ‫أيبرُكم‬ ‫‪-‬‬ ‫جمهم‬ ‫جما‬ ‫تركت‬ ‫و قعة‬ ‫كم‬ ‫للعرب‬ ‫عبيد ‏‪١‬‬ ‫‪:‬‬ ‫نخا‬ ‫تركث‬ ‫غزوة‬ ‫كم‬ ‫مرتقب‬ ‫صمفمأاء‬ ‫‪:‬‬ ‫أو‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ودا‬ ‫هذا‬ ‫مغ‬ ‫أيكون‬ ‫يجب‬ ‫كما‬ ‫الأمور‬ ‫وله‬ ‫خصمه‬ ‫خصم‬ ‫أيبر‬ ‫وا لكتب‬ ‫الكتا ثب‬ ‫‏‪ ١‬لا‬ ‫أسلا فكم‬ ‫خنّفث‬ ‫ما‬ ‫مضطرب‬ ‫رعبا‬ ‫‏‪ ١‬لخصم‬ ‫السبب‬ ‫ما كان‬ ‫والمكر‬ ‫حربهم‬ ‫بالخدايع‬ ‫لا‬ ‫السحب‬ ‫طيران‬ ‫الهام‬ ‫يطير‬ ‫ضرب‬ ‫لكنه‬ ‫تنجب‬ ‫وراق‬ ‫مثل‬ ‫قط‬ ‫تسا‬ ‫به‬ ‫الأكف‬ ‫وترى‬ ‫تصب‬ ‫به‬ ‫الدماء‬ ‫وترى‬ ‫كنب‬ ‫من‬ ‫برق‬ ‫مشل‬ ‫الكثب‬ ‫كأرمال‬ ‫يحب‬ ‫يبخذ ل‬ ‫ومن‬ ‫‪٥‬ر‪‎‬‬ ‫أحب‬ ‫من‬ ‫منهم‬ ‫ليشيب‬ ‫سبب‬ ‫بلا‬ ‫العباد‬ ‫نصر‬ ‫يشا‬ ‫فلو‬ ‫القد ير‬ ‫وهو‬ ‫ضرب‬ ‫حَدا‬ ‫له‬ ‫أمرا‬ ‫أعطاه‬ ‫لكنه‬ ‫كتب‬ ‫منه‬ ‫الذي‬ ‫على‬ ‫يد‬ ‫يز‬ ‫ولا‬ ‫قصر‬ ‫المنقلب‬ ‫بحسن‬ ‫فازوا‬ ‫الحقب‬ ‫مدى‬ ‫الهلاك‬ ‫كان‬ ‫نهب‬ ‫تَداركه‬ ‫لم‬ ‫إنذ‬ ‫‪١٣١‬‬ ‫تم أنني الخحضم الحرب‬ ‫لا تستحب‬ ‫سيرتي‬ ‫تم‬ ‫ظنن‬ ‫وإ ن‬ ‫‏‪ ١‬لمحب‬ ‫وأنا‬ ‫أدب‬ ‫أعمى‬ ‫أنني‬ ‫م‬ ‫وإن رأيت‬ ‫البصير‬ ‫وأنا‬ ‫مجتلب‬ ‫بالدراهم‬ ‫ية‬ ‫يهب‬ ‫والمولى‬ ‫عليه‬ ‫ت‬ ‫جب‬ ‫به للدين‬ ‫ا فتى‬ ‫الئّشب‬ ‫أر نيل‬ ‫ء البطن‬ ‫الذتب‬ ‫وهمو‬ ‫بها‬ ‫يعلو‬ ‫بأن يَذُب‬ ‫المليك‬ ‫لتنا‬ ‫زتب‬ ‫اختلافهم‬ ‫على‬ ‫ل‬ ‫الذهب‬ ‫يبغى‬ ‫ومن‬ ‫يا‬ ‫تجتلب‬ ‫الدراهمم‬ ‫حيث‬ ‫والشمُب‬ ‫الثواقب‬ ‫يعلو‬ ‫خطب‬ ‫لما‬ ‫نالها‬ ‫لي‬ ‫والرب‬ ‫الجياكة‬ ‫ذا‬ ‫مجتنب‬ ‫قاص‬ ‫كل‬ ‫ها‬ ‫وثب‬ ‫مهما‬ ‫أنفه‬ ‫ع‬ ‫با لحسب‬ ‫فليسا‬ ‫جاء ‏‪١‬‬ ‫وإن‬ ‫والدنيا‬ ‫فالمال‬ ‫المكتسب‬ ‫العلاء‬ ‫همى‬ ‫الإله‬ ‫تقروى‬ ‫إنما‬ ‫بل‬ ‫التقى‬ ‫مع‬ ‫رزقت‬ ‫فاذا‬ ‫يصطحب‬ ‫ة‬ ‫للمروء‬ ‫يف‬ ‫شر‬ ‫نسب‬ ‫ذا‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫عَسَب‬ ‫وإن‬ ‫الوخيم‬ ‫رَغي‬ ‫نفسه‬ ‫عليه‬ ‫تأبى‬ ‫‏‪١‬‬ ‫سسہ‬ ‫كک‪-‬۔‬ ‫وا‬ ‫المعالي‬ ‫حاز‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫والكامل‪:‬‬ ‫وا لرتب‬ ‫‏‪ ١‬لجوا نب‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫العلياء‬ ‫به‬ ‫دارت‬ ‫شب‬ ‫منذ‬ ‫وا لعنا ية‬ ‫دة‬ ‫السعا‬ ‫تربيه‬ ‫فنشا‬ ‫تُستلب‬ ‫لا‬ ‫وعزة‬ ‫ع‬ ‫تستطا‬ ‫لا‬ ‫أنفة‬ ‫ذو‬ ‫يلتهب‬ ‫البسَالة‬ ‫أثر‬ ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫ترى‬ ‫شهم‬ ‫‪١٣٢‬‬ ‫العطب‬ ‫شام‬ ‫إذا‬ ‫أييف‬ ‫ب‬ ‫يبد‬ ‫لا‬ ‫ومره‬ ‫ء‬ ‫وهب‬ ‫وبما‬ ‫بفضله‬ ‫ه‬ ‫تصيب‬ ‫حلالا‬ ‫به‬ ‫ترمي‬ ‫من‬ ‫بسيهَام‬ ‫اليدا‬ ‫وارم‬ ‫في الناس سابقة الحسب‬ ‫لهم‬ ‫شيم‬ ‫بأماجد‬ ‫رهب‬ ‫لها‬ ‫ن إذا الكمي‬ ‫المنو‬ ‫من‬ ‫يرهبون‬ ‫لا‬ ‫الهرب‬ ‫إلى‬ ‫الكماة‬ ‫توجهت‬ ‫إذا‬ ‫لا يهربون‬ ‫تلتهب‬ ‫فى الباس نار‬ ‫وكأنهم‬ ‫تلقاممم‬ ‫تضطرب‬ ‫الزلازل‬ ‫حين‬ ‫ترتسي‬ ‫الممالك‬ ‫بهم‬ ‫مك تلق منهم ماتحب‬ ‫الله ۔ قو‬ ‫۔ هدك‬ ‫فآصليخ‬ ‫بما يجب‬ ‫هضت‬ ‫نلو‬ ‫مرك‬ ‫غي‬ ‫من يبغ‬ ‫قفايهم‬ ‫واحتسب‬ ‫وشمر‬ ‫رفم‬ ‫أمو‬ ‫وآصلخ‬ ‫فاجمعهم‬ ‫الجقب‬ ‫مر‬ ‫على‬ ‫لا‬ ‫فالعدل يكسو الملك إجل‪١‬ا‏‬ ‫السبب‬ ‫كان‬ ‫به‬ ‫إلا‬ ‫دولة‬ ‫أول‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫قد ذهب‬ ‫عنيا‬ ‫فالملك‬ ‫عدلها‬ ‫ترلى‬ ‫فإذا‬ ‫العَمضِب‬ ‫بالسيف‬ ‫في‬ ‫المر‬ ‫دينك‬ ‫يا رب طير‬ ‫الكرب‬ ‫عنا‬ ‫را يكشفن‬ ‫نص‬ ‫رباه‬ ‫يا‬ ‫وانصره‬ ‫رى مثل ما كانوا ذَتب‬ ‫نصرا به نُميي النصا‬ ‫قد ألهم النصح المحب‬ ‫الذي‬ ‫لله‬ ‫والحمد‬ ‫صح للملوك وتحتسِب‬ ‫تن‬ ‫العلماء‬ ‫لا زالت‬ ‫يجب‬ ‫بما‬ ‫الوفي‬ ‫فهو‬ ‫ناصحا‬ ‫فينا‬ ‫قام‬ ‫من‬ ‫مستحب‬ ‫لا‬ ‫واجب‬ ‫ية‬ ‫الرع‬ ‫على‬ ‫الملروك‬ ‫نصح‬ ‫كسب‬ ‫بما‬ ‫يداه‬ ‫ربحت‬ ‫فقد‬ ‫تقبله‬ ‫فإذا‬ ‫وجب‬ ‫ما‬ ‫شرعاً‬ ‫أديت‬ ‫إذ‬ ‫أعذرتُ‬ ‫فقد‬ ‫لا‬ ‫ز‬ ‫النبي المنتحب‬ ‫م على‬ ‫السلا‬ ‫مع‬ ‫الصلاة‬ ‫ثم‬ ‫بالسيف الحسام وقد حَرَب‬ ‫المبعوث‬ ‫السيد‬ ‫والعرب‬ ‫‏‪ ١‬لأعاجم‬ ‫سادوا‬ ‫‏‪ ١‬لأولى‬ ‫والصحب‬ ‫وا لآل‬ ‫وكتب المؤرخ المسيحي‘ كاتب سيرة كوكس على أثر هذه الحادثة (نقلاً عن كتاب‬ ‫شركة الزيت الأمريكية ص ‏‪« :)٦٨‬إن المتحمسين من جماعة الأباضيين كانوا يرون أن‬ ‫فرض الرسوم الجمركية عمل من أعمال الكفر؛ لأنه لم يحظ بموافقة النبي‪ ،‬ويعتقدون أن‬ ‫‏‪١٣٤‬‬ ‫الرق دعامة مشروعة تسند نظامهم الاجتماعي والاقتصادي‪ .‬وقد اعترضوا على فرض أية‬ ‫رقابة على حركة تهريب الأسلحة‪ ،‬واعترضوا كذلك على المعاهدات المعقودة مع الدول‬ ‫الكافرة التي منعت الحكومة من التدخل في بيع التبغ والخمر‪ ،‬وكأن هؤلاء المتحمسين‬ ‫متحمسون للأوروبيين بوجه عام وللإنكليز بوجه خاص‪ .‬ذلك لأن الإنكليز كانوا يتصدون‬ ‫لتجار الرقيق ومهربي الأسلحة ‪ ،‬ولأن التجار الهندوس الذين كانوا يقيمون في موانيهم‬ ‫كانوا تحت حماية الإنكليز‪ .‬ومن تلك اللحظة راح كوكس ۔ وهو ذو العين النافذة في‬ ‫شؤون العرب ۔ يتتبع أعمال عيسى بانتباه شديدا ا ه‪.‬‬ ‫وكان كوكس المذكور هو الوكيل السياسي في ذلك الوقت بمسقط ‪.‬‬ ‫بيعة الإمام سالم بن راشد الخروصي‬ ‫من جده ابن تميم المجد عران‬ ‫جاءته ما كان بدعاً من أئمتها‬ ‫إذا تفاخر قحطلأن وعدنان‬ ‫فى ضئضىء العزة القعسّاء مَخْتِدُه‬ ‫وآساسزٌ وبنيَان‬ ‫أعراق مجد‬ ‫بذروة التَخمَد الصيد الملوك له‬ ‫بويع الإمام سالم بن راشد الخروصي في الساعة الثانية عشرة من يوم الإثنين‬ ‫الثاني عشر من شهر جمادى الثانية من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف بمسجد الشرع‬ ‫من بلدة تنوف‪.‬‬ ‫وأول من بايعه شيخنا العلامة" سيّد فطاحل عمان عامر بن خميس بن مسعود‬ ‫المالكي‪ ،‬وألبسه الكمة والخاتم‪ ،‬ثم تلاه الشيخ الباسل العلامة أبو زيد عبد الله بن‬ ‫محمد بن رزيق الريامي الأزكوي‪ ،‬وهو الذي أمسك العلم الأبيض بحذاء الإمام‪.‬‬ ‫خطب كل واحد من الشيخين‪ :‬أبي مالك وأبي زيد خطبة بليغة تحريضا للناس‪،‬‬ ‫وحئا لهم على البيعة لإمامهم والمناصرة له‪.‬‬ ‫ثم بايعه بقية الأعلام© يرأسهم الشيخ العلامة عبد الله بن راشد بن صالح الهاشمي ‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العلامة ناصر بن عامر الريامي ‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العلامة عامر بن علي الشيداني الحبسي‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العالم محمد بن سالم بن زاهر الرقيشي ‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العارف حمد بنمسلم بن عبيد الحجري‪.‬‬ ‫‏‪١٣٥‬‬ ‫ثم بايعه الأمراء والرؤساء‪ ،‬يقدمهم الامجد الأافخم‪ ،‬الأمير حمير بن ناصر بن‬ ‫النبهاني ‪.‬‬ ‫سيف‬ ‫ثم المشايخ العباهل أولاد هلال بن زاهر الهنائي ‪.‬‬ ‫ثم ازدحم الناس أفواج الخاصة فالعامة‪ .‬ولما انتهى الناس من مبايعته زحم نور‬ ‫الين إلى الشيخ حمير حتى أسند ركبتيه إلى ركبتيهس وقبض على يديه‪ .‬وأملأ عليه عهوداً‬ ‫مؤكدة‪ ،‬وشرائط موثقة‪ ،‬وأيمانً مغلظة‪ ،‬ليناصرن الإمام ولا يخونه ولا يخذله‪ ،‬ولا يعين‬ ‫عليه‪ ،‬ولا يغشه‪ ،‬وأن يكون معه على الحق‘ ما دام حياً ونحو ذلك من التأكيدات‬ ‫جأش ‪.‬‬ ‫البليغة ‪ .‬فأعطاه ذلك من نفسه بصدق وإخلاص ورباطة‬ ‫ثم زحف إلى المشايخ أولاد هلال© وأخذ منهم مثل ما أخذ من الشيخ الحميري ‪6‬‬ ‫من العهود والشرائط والأيمان والتأكيدات الموثقة على نصرة الإمام‪ ،‬وحرب الجبابرة‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫فأعطوه‬ ‫أهل عمان‬ ‫ولو لم يقم معهم أحد من‬ ‫والبغاة [‬ ‫ثم قام منتصباً في ذلك المحفل العظيم‪ ،‬ورفع يديه إلى السماء مبتهلا إلى ربه‬ ‫بصوت أجش‪ ،‬رعب منه الحاضرون‪ ،‬أن يعاقب من نكث‘‪ ،‬أو تخلف أو نقض البيعة ‪.‬‬ ‫والكل يؤمن على دعائه قائلاً‪ :‬اللهم هذا مبلغ الجهد وعليك التكلان‪ .‬فإن نكغوا فانتقم‬ ‫منهم كما فعلت بثمود وعاد‪ .‬فكان لهذا الأعاء أثر عظيم في القلوب‪ .‬وذلك لشدة‬ ‫تصلبه‪ ،‬جزاه الله عن الإسلام وأهله خيرا‪.‬‬ ‫نص البيعة‪ :‬قد بايعناك على طاعة الثه وطاعة رسوله‪ ،‬وعلى الأمر بالمعروف©‪٥‬‏‬ ‫والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله‪ ،‬وأن لا تقدم على أمر إلا برأي التملماء‪ .‬وقد‬ ‫وإقامة الجمعات ©‬ ‫بايعناك على انقاذ أحكام الله تعالى‪ ،‬وإقامة حدوده‪ ،‬وقبض الجبايات‬ ‫ونصرة المظلوم‪ ،‬وإغاثة الملهوف‪.‬‬ ‫لما تم العقد خطبت الخطب‘ وأطلقت المدافع في تلك السّاعة‪ ،‬إعلاماً بالظهور‬ ‫ورفعت الراية البيضاءث وهي عَلم الإمامة عند العمانيين‪.‬‬ ‫مقيد‬ ‫فأقاموا حكومة شعبية مستندة على الشريعة الإلهية‪ ،‬يديرمما ولي أمر منتخب‬ ‫في سلطته بمشورة التملماء‪ .‬خضعت لها عمان وعشقها الباقون‪ .‬وكان يعاصره بالمملكة‬ ‫العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وبالمملكة المتوكلية اليمنية الإمام‬ ‫يحيى حميد الدين‪.‬‬ ‫‪١٣٦‬‬ ‫سئل نور الدين عن حكم هذه البيعة‪ ،‬فأجاب‪ :‬إن حكمها حكم إمامة الخليفتين ©‬ ‫وإني لم أعقدمما على القوم شراء ‪.‬‬ ‫وسئل العلامة أبو مالك‪ ،‬فأجاب‪ :‬إن حكمها حكم إمامة الخليفتين رضوان الله‬ ‫وسلامه عليهما‪ .‬والمراد أنها إمامة ظهور‪ ،‬وهل ظهور أعظم من ظهور الخليفتين رضي‬ ‫اله عنهما‪.‬‬ ‫قام شيخنا العلامة أبو مالك ۔ رحمه‬ ‫بعد ما تمت البيعة وصفق الكل على الرضى‬ ‫الإمام‪.‬‬ ‫على رأس‬ ‫الله وغفر له ۔ خطبا‬ ‫يتس مواتر ات‪7‬ش‬ ‫‪7‬‬ ‫__آتيد‬ ‫الحمد لله على أنواره الزاهرة‪ ،‬وأدلته الظاهرة‪ ،‬وبراهينه القاهرة‪ .‬وعلى ما أولى‬ ‫وأنعم‪ ،‬وهدى إليه وفهم‪ ،‬من النور الواضح الأبهج‪ ،‬والطريق اللاحب الأبلج‪ .‬وصلى‬ ‫الله على من ختم به الرسل‘ؤ وأوضح به السبل محمد المصطفى وأمينه المجتبى‪ ،‬وعلى‬ ‫آله وكفى ‪.‬‬ ‫أما بعد؛ فإن من أفضل ما أنعم الله به على العباد واختصهم به يوم المعاد نعمتين ‪:‬‬ ‫إحداهما‪ :‬الرسول الهادي الذي لا يصاب علم الدين إلا من قبله‪ ،‬والأخرى الإمام العادل‬ ‫الذي لا تصلح الدنيا إلا على يده؛ قال تعالى‪« :‬وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما‬ ‫صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ‪ ،‬وقال لإبراهيم عليه السلام‪« :‬إنى جاعلك للناس إماما قال‬ ‫ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين» تنزيه للإمامة‪ .‬ورفعاً لقدرها‪ ،‬وتعظيماً لخطرها‬ ‫أن ينالها عاتِ ظالم ‪ .‬أو يتحلى باسمها باغ غاشم‪ .‬وفي الحديث عن رسول الله يلة‪:‬‬ ‫سبعة يظلهم الله في ظله‘ؤ وذكر منهم الإمام العادل‪ .‬وفي الحديث عن رسول الله يلة‪:‬‬ ‫من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية‪ ،‬قيل لبعضهم‪ :‬جاهلية كفر؟ قال‪ :‬بل‬ ‫جاهلية ضلال ‪.‬‬ ‫وعن ابن عمر عن النبي ية‪ :‬من بات ليلة ليس عليه إمام‪ ،‬إن مات فميتته جاهلية ‪8‬‬ ‫وهذا مع القدرة‪ .‬وقيل‪ :‬النظر إلى الإمام العدل عبادة‪ .‬وقيل‪ :‬إقامة دين الله يوما واحدا‬ ‫أفضل من إنفاق ملء الأرض ذهباً صدقة على الفقراء‪ .‬وقيل‪ :‬عدل يوم واحد أفضل من‬ ‫‪١٣٧‬‬ ‫عبادة ستين سنة‪ .‬وقيل‪ :‬الإمام إذا عدل يوصل الله بركة عدله إلى الارض كلها‪ ،‬ويبقي‬ ‫عليه ملكه‪ .‬ويقال‪ :‬العدل يديم الدولة‪ ،‬والشكر يزيد في النعمة‪ .‬وإذا جار السلطان‬ ‫خرب العمران‪ .‬ألا وإن الله تعالى قد من عليكم بالاجتماع بعد التشتت‘ وبالألفة بعد‬ ‫التفرق‪ ،‬ففتح بصائركم بنور الهدى‪ ،‬وبصركم من العمى© وأيقظ هممكم إلى طلب‬ ‫العلاث وبعث عزائمكم بعد طول النوى‪ ،‬فمن عليكم بهدى النعم العظيمة والمنن الجسيمة‬ ‫وأنقذكم من الضلالة‪ ،‬وأخرجكم من الجهالة فجمع على هذا الخير آراءكم فاشكروا نعم‬ ‫الله عليكم؛ فإن الشكر قيد النعم‪ ،‬وأوفوا بعهد الله يوف الله بعهدكم‪ ،‬وانصروا الله‬ ‫ينصركم الله ويثبت أقداكم؛ ألا وإنكم قد دخلتم في أمر ما هو بالهويناء فيجب عليكم أن‬ ‫تعرفوا حقه‪ ،‬وأن تؤدوا واجباته‪ .‬ألا وإني أعرفكم حق ما دخلتم فيه‪ .‬بايعتم هذا الإمام‪٨‬‏‬ ‫وأعطيتموه صفقة أيديكم على السمع والطاعة ما أقام فيكم كتاب الله وأحيا سنة رسوله‬ ‫محمد يو‪ .‬وسار سيرة العدل‪ ،‬واتبع آثار السلف من أهل الفضل‪ ،‬فيجب عليكم أن‬ ‫تعطوه ثمرة قلوبكم وتبذلوا له النصيحة‪ ،‬وتنصروه إذا استنصركم‪ ،‬وتعينوه إذا استعان‬ ‫بكم‪ ،‬وتجيبوه إذا دعاكم‪ ،‬ويحرم عليكم غشه وغيبته وخذلانه‪ ،‬والمظاهرة عليه‪6‬‬ ‫والتقاعد عن نصرته‪.‬‬ ‫فإن قمتم بما وجب عليكم من حقه وحق غيره‪ ،‬فلكم فضل المجاهدين الصابرين ©‬ ‫أعز الله كلمتكم‪ ،‬وقوى دعوتكم‪ ،‬ورد‬ ‫وأجر الصادقين الموفين‪ ،‬وكنتم خلفاً لخير سلف‬ ‫عليكم نعمتكم‪ ،‬وأبلج حجتكم‪ ،‬وكتر أموالكم وكثر على الحق رجالكم‪ ،‬وصدق‬ ‫مقالكم؛ وشكر أعمالكم ء ورضى آمالكم ورتق الله بكم الفتوق©‪ ،‬وأعطى بكم الحقوق ‏‪٥‬‬ ‫وأخمد بكم أهل الفتن‪ ،‬وكان الله معكم وجعلكم‬ ‫وأحيا بكم سنة الصادق الصّدوق‘‪،‬‬ ‫معه‪ ،‬وكان لكم وجعلكم له‪ ،‬ودفع بكم الأسواء‪ ،‬وداوى بكم الأدواء‪ ،‬وأوضح بكم‬ ‫سبل الهدى‪ .‬أدام ا له سيرتكم‪ ،‬وأعز نصركم‪ ،‬وقوى قلوبكم‪ ،‬وطهر عيوبكم‪ ،‬ومكن ا له‬ ‫بكم الإسلام ووصل بكم الأرحام ء وجلا بكم الظلام‪ ،‬شد الله أزركم ووضع وزركم‪.‬‬ ‫أنار الله بكم الشرع‪ ،‬وأطفا بكم البدع‪ ،‬سكن الله بكم الروعات‪ ،‬وأذهب بكم الفزعات‪٥‬‏‬ ‫وحقن بكم الدماء ء وجلا بكم العمى‪ .‬لا أراكم الله سوعءا‪ ،‬ولا شمت بكم عدرًا؛ حمد‬ ‫الله أمركم ء ومدح أثركم‪ ،‬ورفع قدركم‪ ،‬وقوى صبركم‪ ،‬وشكر شكركم‪ ،‬وأعاذكم جور‬ ‫المسالك ومحل المهالك‪ .‬أدخلنا وإياكم دار السلام مع الحور في تلك الخيام‪ ،‬مع النبيين‪.‬‬ ‫والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‪ .‬في مقعد صدق عند مليك مقتدر‬ ‫‪١٣٨‬‬ ‫ذلك الفضل من الله‪ .‬وكفى بالله عليما‪ .‬وفعل ذلك لنا ولجميع المسلمين أين كانوا‪ .‬آمين‬ ‫يا رب العالمين‪ .‬مكر الله بأعدائكم©‪ 0‬وكادهم بكيده المتين© وأتى قواعدهم من حيث لا‬ ‫يشعرون وفعل ذلك بأعدائنا وأعداء المسلمين حيث كانوا‪ ،‬إن ربنا سميع قريب‘ ولدعائنا‬ ‫مجيب‪ .‬والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ .‬وصلى الله على سيد المرسلين© وعلى آله‬ ‫وصحبه والتابعين‪ ،‬وعلى الأنبياء والمرسلين© وعلى الملائكة المقربينث وعلى صالح‬ ‫والحمد لله رب العالمين‪.‬‬ ‫المؤمنين‪ .‬وختم لنا على خير يرضاه‬ ‫(ثم قام الإمام سالم خطيباً بالخطبة المأثورة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه)‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬زه‪,‬‬ ‫تعز‬ ‫آ ق‬ ‫ببسم‬ ‫واستهدي الله‬ ‫وأومن به‪ 3‬وأتوكل عليه‪،‬‬ ‫واستغفره‪،‬‬ ‫الحمد لله‪ ،‬أحمده وأستعينهث‬ ‫بالهدى‪ .‬وأعوذ به من الضلالة والردى‪ ،‬ومن الشك والعمى‪ .‬من يهد الله فهو المهتد‬ ‫ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا‪ .‬وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له‪ ،‬له‬ ‫يحيي ويميت© وهو حي لا يموت‘ يعز من يشاء‪ ،‬ويذل من يشاء‪،‬‬ ‫الملك وله الحمد‬ ‫بيده الخير‪ :‬وهؤ على كل شيء قدير‪ .‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى‬ ‫ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون إلى الناس كافة‪ .‬رحمة لهم‪٥‬‏‬ ‫وحجة عليهم ‪ 0‬والناس حينئذ على شر حال في ظلمات الجاهلية ‪ 0‬دينهم بدعة‪،‬ث ودعوتهم‬ ‫فزيةش فأعز الله الدين بمحمد تلة‪ .‬وألف بين قلوبكم أها المؤمنون‪ ،‬فأصبحتم بنعمته‬ ‫إخوان‪ .‬وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منهاث كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم‬ ‫تهتدون‪ ،‬فأطيعوا الله ورسوله؛ فإنه قال عز وجل‪« :‬من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن‬ ‫تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً؛ ‪.‬‬ ‫أما بعد أيها الناس‪ ،‬أوصيكم بتقوى الله العظيم‪ ،‬في كل أمر‪ ،‬وعلى كل حال‪،‬‬ ‫ولزوم الحق فيما أحببتم وكرهتم؛ فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير‪ .‬من‬ ‫وإياكم والفخرَ‪ ،‬وما فخر من خلق من تراب‘ وإلى‬ ‫يكذب يفجر‘ ومن يفجر يهلك‬ ‫التراب يعود‪ .‬هو اليوم حي‘ وغدا ميت‘ فاعملوا وأعدوا أنفسكم في الموتى© وما‬ ‫أشكل عليكم فردوا أمره إلى الله‪ ،‬وقدموا لأنفسكم خيرا تجدوه عند الله محضرا؛ فإنه‬ ‫قال عز وجل‪« :‬يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود‬ ‫‪١٣٩‬‬ ‫لو أن بينها وبينه أمدا بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد فاتقوا الله عباد الله‬ ‫وارقبوه فاعتبروا بمن مضى من قبلكم ‪.‬‬ ‫واعلموا أنه لا بد من لقاء ربكم والجزاء بأعمالكم صغيرها وكبيرها إلا ما غفر‬ ‫والله المستعان‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي‬ ‫الله؛ إنه غفور رحيم ‪ .‬فأنفسكم أنفسكم‬ ‫العظيم‪ .‬إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‪.‬‬ ‫اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك‘ أفضل ما صليت على أحد من‬ ‫اللهم‬ ‫خلقك‘ وزكنا بالصُلاة عليهؤ وألحقنا به‪ ،‬واحشرنا في زمرته‪ ،‬وأوردنا حوضه‪.‬‬ ‫أعنا على طاعتك‘ وانصرنا على عدوك ‪.‬‬ ‫يحرضهم على الجهاد وسلوك منهج الرشاد)‬ ‫(ثم قام أبو زيد‪ :‬يخطب في العسكر‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫تسو اتراتتشل__ تجدر‬ ‫الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام‪ ،‬وأكرمنا بالإيمان‪ .‬ورحمنا بنبيه يَلةث فهدانا به من‬ ‫الضلالة‪ .‬وجمعنا به من الشتات‘ وألف بين قلوبناى ونصرنا على عدوناث ومكن لنا في‬ ‫البلادث وجعلنا إخوانا متحابين‪ .‬فاحمدوا الله على هذه النعم‪ ،‬واسألوه المزيد فيها‪،‬‬ ‫والشكر عليها‪ ،‬فإن الله قد صدقكم الوعد بالنصر على من خالفكم‪ .‬وإياكم والعمل‬ ‫بالمعاصي‪ ،‬وكفر النعمة؛ فقلما كفر قوم نعمة ولم يسرعوا إلى التوبة إلا سلبوا عزهم‪6‬‬ ‫وسلط عليهم عدوهم ‪.‬‬ ‫أيها الناس؛ إن الله قد أعز دعوة هذه الأامةء وجمع كلمتها وأظهر فلجها‪،‬‬ ‫ونصرها وشرفها‪ ،‬فاحمدوه ۔ عباة الله ۔ على نعمه‪ ،‬واشكروه على آلائهث جعلنا الله وإياكم‬ ‫من الشاكرين ‪.‬‬ ‫أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى قد أمركم بالجهادش وحثكم عليه في كثير من آيات‬ ‫الكتاب العزيز‪ .‬وعلى لسان نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلامث ومدح المجاهدين في‬ ‫سبيله بما لم يمدح به غيرهم‪ ،‬وفضلهم على القاعدين فقال‪ :‬لا يستوى القاعدون من‬ ‫المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل اله بأموالهم وأنفسهم‪ .‬فضل الله‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله‬ ‫المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما‪ .‬درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا‬ ‫رحيمآه‪ ،‬وقال‪ :‬إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في‬ ‫سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من‬ ‫الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيميه© وقال تعالى‪« :‬يا أيها‬ ‫الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحونيه‪ ،‬وقال تعالى‪« :‬إن الله‬ ‫يحب الذين يقاتلون في سبيله صقاً كأنهم بنيان مرصوص“» وقال تعالى‪« :‬يا أيها الذين‬ ‫آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في‬ ‫سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‪ ،‬يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم‬ ‫جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم‪ .‬وأخرى‬ ‫تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين‪ .‬يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما‬ ‫قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت‬ ‫طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فايدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين؟ ‪.‬‬ ‫فهذه الآيات ونحوها مرعبة في الجهاد أي ترغيب‪ .‬وناهيك بخصلة أخبرنا تعالى بأته‬ ‫يحب صاحبها‪.‬‬ ‫فعلى العاقل أن يطلب محبة ربه‪ ،‬وأن يتبع مراشده التي أرشده إليهاث ودل عليهَا‪.‬‬ ‫وقد أخبرنا تعالى‪ :‬أن الصبر والمصابرة والمرابطة سبب للفلاح‪ ،‬وأن الجهاد بالأانفس‬ ‫والأموال هي التجارة المنجية من العذاب الأليم وموصلة إلى جنات النعيم‪ ،‬وهي السبب‬ ‫لنصر الله والفتح القريب‪ .‬وأخبرنا تعالى أن الشهداء أحياء عند ربهم‪ ،‬في قوله عز من‬ ‫قائل‪« :‬ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون»‪ ،‬وقوله‬ ‫عز من‪ .‬قائل‪« :‬ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون‬ ‫فرحين بما آناهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف‬ ‫عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين»‬ ‫ويقال‪ :‬إن الشهيد لا يجد من ألم الموت إلا كقرصة قملة‪ .‬وفي رواية‪ :‬كقرصة نملة©‬ ‫وأنه يجار من عذاب القبر ومن فتنة القبر‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬إن الناس في هول الموقف والشهداء‪ ،‬على موائد تحت العرش يقولون‪:‬‬ ‫امضوا بنا ننظر كيف يحاسب ربنا عباده‪ .‬وما من أحد يحب الرجوع إلى الدنيا إلا‬ ‫‪١٤١‬‬ ‫الشهيد" فإنه يحب أن يرجع إليهَا ليقاتل فيقتل مرة أخرى‪ .‬وذلك لما رأى من سهولة‬ ‫الموت وكثرة الأجر‪ ،‬ولو لم يكن في الجهاد إلا فضل الشهادة لكفى فكيف وفيه خير‬ ‫الدنيا والآخرة‪ ،‬فيه الظفر على العدو‪ ،‬وبه إقامة كتاب الله‪ ،‬وإنفاذ أحكام الله‪ ،‬وقهر أعداء‬ ‫الله‪ .‬يُزوَى عن النبي ييل أنه قال‪ :‬كل حسنات ابن آدم تحصيها الملائكة الكرام الكاتبون‬ ‫إلا حسنات المجاهد فإن جميع الملائكة الذين خلقهم الله يعجزون عن إحصاء حسناته‬ ‫ولو زيد أضعافهم؛ وتعدل حسنات أدناهم رجلا حسنات جميع العابدين‪ ،‬من أول الدنيا‬ ‫وكفارة كل‬ ‫إلى انقطاعها‪ .‬وعنه يلة أنه قال‪ :‬الجهاد في سبيل الله خاتمة كل عمل‘ؤ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ٥‬ب‪‎‬‬ ‫وقيل‪ :‬من حرض رجلا على الجهاد في سبيل الله كان له مثل أجره‪ ،‬وآتاه الله‬ ‫ثواب نبي بلغ رسالات ربه‪ 6‬ومن ثبط رجلا عن الجهاد فلو يفتدى يوم القيامة بملء‬ ‫الارض ذهبا لم يقبل منهث وقال رسول الله يلة‪ :‬تكفل الله للمجاهد في سبيل الله‘ ولا‬ ‫يخرجه من بيته إلا الجهاد فى سبيل الله وتصديق كلماته أن يدخله جنته أو يرده إلى‬ ‫مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة‪.‬‬ ‫وعن أبي أيوب الأنصاري قال‪ :‬سمعت رسول الله يلة يقول‪ :‬عُدوة في سبيل الله‬ ‫فلهذه الفضائل ونحوها كان السلف الصالح من‬ ‫أو رَؤحة خير مما طلعت عليه الشمس‬ ‫الصحابة ومن بعدهم يبذلون الأنفس والأموال في الجهاد‪ ،‬ويرون ذلك من أفضل الزاد‪،‬‬ ‫وحديث حميد الطويل عن أبي حمزة المختار بن عوف قال‪ :‬أدركنا الناس‪ ،‬وإن الرجل‬ ‫منهم لما يزداد من صلاة وصيام وأنواع العبادة لكن لا تكون له رغبة في الشراء‪ ،‬يعني‬ ‫المبايعة على الموت‘ فيسقط من أعينهم يعني أنهم لا يرون له منزلة عالية بسبب رغبته‬ ‫عن الشراء‪ ،‬وقد كان رسول الله ية وأصحابه الكرام يجاهدون المشركين على الدخول‬ ‫في الإسلام‪ ،‬فيستحلون قتل مقاتلتهم‪ ،‬وسبي ذراريهم‪ ،‬وغنيمة أموالهم إلا من أدى‬ ‫الجزية من أهل الجزية وهم صاغرون‪ ،‬فدخل الناس في دين اله ‪.‬‬ ‫وبعد أن ظهر الإسلام في العرب أخذ النبي يلو في قتال الروم حتى قبضه اله إليه‪،‬‬ ‫واختار له ما عنده بعد أن بلغ رسالة ربه‪ ،‬فلم يترك المسلمون دين الله سدى بل استخلفوا‬ ‫على أمرهم من رأوه أهلا لذلك‪ ،‬واعترفوا بفضله بإشارات فهموها من رسول الله يلة‪.‬‬ ‫ألا وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه‪ ،‬فقام بحق الخلافة وقاتل المرتدين من العرب‬ ‫‪١٤٢‬‬ ‫من‬ ‫الروم‬ ‫قتال‬ ‫في‬ ‫أخذ‬ ‫ثم‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫وهو‬ ‫‪7‬‬ ‫خرجوا‬ ‫الذي‬ ‫الباب‬ ‫بالرغم إلى‬ ‫ردهم‬ ‫حتى‬ ‫جهة‪ ،‬والفرس من جهة‪ ،‬ثم اختار الله له ما عندهؤ فقبضه الله إليه‪ ،‬بعد أن استخلف على‬ ‫المسلمين عن رضّى‘ منهم من رجى أن يقوم بالامر بعده‪ ،‬وهو ثاني الوزيرين لرسول الله‬ ‫ية‪ .‬ألا وهو عمر الفاروق‪ ،‬فقام عمر مجتهداً‪ ،‬وجاهد الروم والفرس وغيرهم من‬ ‫الأمم‪ ،‬وفتحت لهم الفتوح© وانتشر الإسلام في زمانه كل الانتشار‪ ،‬ثم اختار الله له ما‬ ‫عنده فقبضه إليه شهيداً‪ ،‬ثم استخلف المسلمون عثمان‪ ،‬فكملت له فتوحات الدنيا إلا ما‬ ‫بعضهم‬ ‫بعض ‏‪ ٠‬ورجع‬ ‫وبغى بعضهم على‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫في ‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫ثم وقعت الفتنة‬ ‫الله ©‬ ‫شاء‬ ‫فصار القتال يومئذ في الفئة الباغية حقا لازماًك وفرض واجباً؛ لقوله‬ ‫يضرب رقاب بعض‬ ‫تعالى‪ :‬فقاتلوا التي تبفي حتى تفيء إلى أمر الله» ‪.‬‬ ‫فقتال الفئة الباغية من واجبات القرآن‪ .‬وإنما يقصد بقتالهم إفاءتهم إلى أمر الله‪٨‬‏‬ ‫وهو الحكم الذي حكم به في كتابهء وعلى لسان نبيه يَيةْةِ‪ 9‬فإن قتالهم على ذلك كقتال‬ ‫الكفار على الدخول في الإسلام‪ .‬فهؤلاء يقاتلون على ترك الحكم‪ ،‬وأولئك يقاتلون على‬ ‫ترك الإقرار‪ ،‬غير أن هؤلاء عصموا أموالهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول‬ ‫الله يلة‪ .‬فلا تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم‪ ،‬لحرمة الإسلام الذي أقروا به ودخلوا‬ ‫فيه‪ .‬وإنما حل قتالهم لأجل ردهم إلى ما تركوه من حكم الإسلام‪ ،‬فقد أبقى لهم الإقرار‬ ‫بالإسلام بعض الاحترام‪ ،‬فلا يقتل أسيرهم؛ لأنه صار مأسورآً موثوقا عن البغي قد أمن‬ ‫شره‪ .‬وذلك من تاب منهم إذا أمنت عودته‪ ،‬أنه يخلى سبيله‪ .‬وإن خيفت معاودته إلى‬ ‫البغي© فإنه يحبس إلى أن يؤمن منه‘ ولا يجهز على جريحهم‪ ،‬أي لا يوفى بالقتل‪.‬‬ ‫الجريح مقيماً على الظلم والبغي ذ أو‬ ‫وأما إن كان‬ ‫بغيه‪.‬‬ ‫عن‬ ‫حبسته جراحته‬ ‫وذلك من‬ ‫كانت جراحته خفيفة غير حابسة له عن بغيه‪ ،‬فسَبيله سبيل أصحابه ولا يتبع مدبرهم إذا‬ ‫كانوا منهزمين إلى غير فئة يلتجئون إليهاث ولا يتراجعمون إلى حرب المسلمين وأمنوا‬ ‫معاودتهم‪ ،‬فإن كانوا منهزمين إلى فئة يرجعون بها إلى حرب المسلمين ويعودون إلى‬ ‫منهم ئ‬ ‫يأمنوا‬ ‫أن‬ ‫‏‪ ١‬لا‬ ‫وأخذوهم وحبسوهم وأسروهم ‪.‬‬ ‫بغيهم وظلمهم ‏‪ ٠‬تبعهم المسلمون ‪6‬‬ ‫وشاوروا فيهم الإمام‪ ،‬إن كان لهم إمام‪ ،‬وإلا شاوزوا أهل العلم‪.‬‬ ‫ومن صح عليه أنه قتل أحدآ من المسلمين قتل‪ .‬وأجاز بعضهم أن يُتبعوا ويقاتلوا‬ ‫عشرة أيام ‪ .‬وقول‪ :‬ما دام أهل البغي على بغيهم‪ ،‬فإنهم يقتلون مقبلين ومدبرين‪ ،‬إلى أن‬ ‫وجه‬ ‫أخذها على‬ ‫يفيئوا إلى أمر الله‪٬‬‏ ولا سبيل على أموا لهم ‪ .‬معناه ليس للمسلمين‬ ‫‪١٤٢٣‬‬ ‫الغنيمة‪ .‬وجاز للمسلمين حبس ما كان آلة لحربهم‪ ،‬ومعونة لهم على بغيهم‪ .‬ويجوز‬ ‫للمسلمين أن يستعينوا على البغاة بسلاحهم وبخفهم وكراعهم حتى تضع الحرب أوزارها‪،‬‬ ‫وما تلف منها في الحرب فلا غرم فيه‪ ،‬وما بقي منها فمردود إلى أهله‪ ،‬إذا أمن بغيهم‬ ‫وتعديهم‪ ،‬وانكسرت شوكة ظلمهم‪ .‬ولا يجوز أن يقتل صبي ولا مجنون‘ ولا امرأة‪،‬‬ ‫ولا الشيخ الفاني يعني ذا الشيبة الكبير© إلا من قاتل من هؤلاء فإنه يدافع© فإن قتل في‬ ‫الدفاع فلا شيء فيه‪ ،‬ولا تؤخذ أموال أهل القبلة‪ ،‬ولا تحرق منازلهم‪ ،‬ولا تنسف دورهم‬ ‫إلا ما كان لهم قوة على بغيهم‪ ،‬كالبيت الذي يتحصنون فيه‪ ،‬والامتعة التي يتقوّون بها‬ ‫على بغيهم‪ ،‬فلا بأس بتخريب ذلك عند المقاومة في الحرب فإذا ألقوا بأيديهم‪ ،‬وقاموا‬ ‫إلى الحق امتنع التعرض لأموالهم‪ ،‬إلا ما كان من حق الله فيها‪ ،‬ولا أمان دون الإمام‪،‬‬ ‫إلا بأذن الإمام‪ .‬فمن شاء أن يؤمن‬ ‫بمعنى أنه ليس لأحد أن يؤمن أحداً من أهل الحرب©ڵ‬ ‫أحدا فليأخذ في ذلك إذنا من الإمام‪.‬‬ ‫فإنها دعوة‬ ‫ولا يجوز التعازي بالقبائل‪ ،‬فلا تقولوا‪ :‬يا آل فلان ويا بني فلان‬ ‫جاهلية وعصبية وحَمية لغير الحق‪ .‬وقد نهى رسول الله ية عن ذلك‪ ،‬ولكن تداعوا بيا‬ ‫أنصار الحق ويا أهل الإيمان ويا أهل القرآن ويا للمسلمين لتكن حَميتكم للإسلام‬ ‫وعصبيتكم للحق لا للآباءث وبذلك تنالون فضل المجاهدين ودرجة الشهداء وهللوا لله‪٨‬‏‬ ‫وكبروه كثيرا‪ .‬واذكروه كثيرا فبذكر الله تطمئن القلوب‪ .‬وبالتهليل والتكبير‪ ،‬وملازمة‬ ‫الحق‘ ترزقون الظفر بالعدو‪ ،‬والنصر على الخصم والهيبة في قلوب المعاندين‪،‬‬ ‫والمحبة في قلوب المؤمنين‪.‬‬ ‫واعلموا أن الاجتماع رحمة والفرقة عذاب‘ وأن قسمة القبائل التي اقتسم إليها‬ ‫أهل عمان إلى غافري وهناوي© هي من عمل الشيطان ومكائد العدو‪ ،‬وهي من أعظم‬ ‫مكائد إبليس‪ .‬فالله تعالى يقول‪ :‬إخوانكم في الدين‪ .‬والشيطان يقول‪ :‬وإخوانكم في‬ ‫الصف الغافري والهناويك ألا فاتبعموا أوامر اللهء واجتنبوا مكائد الشيطان‪ ©،‬واحذروا‬ ‫غروره؛ فإن الشيطان يدهم ويمئيهم وما يَيذهم الشيطان إلا غرورا‪ .‬إنما يدعو حزبه‬ ‫ليكونوا من أصحاب السعير‪ .‬واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفرّقوا واذكروا نعمة الله‬ ‫عليكم‪.‬‬ ‫واعلموا أن التقوى هي العروة الوثقى وهي باب كل خير ومفتاح كل مغلق‪ ،‬وهي‬ ‫‏‪١٤٤‬‬ ‫وهي القوة على العدو فبها تمَسّكوا‪ ،‬وبحبل الله اعتصموا‪6‬‬ ‫المخرج من كل ضيق©{‬ ‫وعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين‪ .‬واحذروا التنازع في الأمور؛ فإنه أصل الفشل ومفتاح‬ ‫كل شر ولا تنازعوا فتفشلوا‪ ،‬ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابرواء وكونوا عباد الله‬ ‫إخوانك وفي الخير أنصارا وأعوان‪ 5‬فيد الله مع الجماعة وتعاونوا عَلّى البر والتقوى‪.‬‬ ‫ولا تعاونوا على الإثم والعدوان‪.‬‬ ‫واطلبوا النصر من الله‪ ،‬واستعينوا به‪ ،‬وتوكلوا عليه‪ .‬إن ينصركم الله فلا غالب‬ ‫لكم‪ .‬وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده‪ .‬هذه وصيتي لكم فاحفظوماء‬ ‫واعملوا بها‪ .‬وتواصّؤا بالحق وتواصّوا بالصبر‪ .‬ومن عرف قدر ما يطلب هان عليه ما‬ ‫يبذل‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ .‬لا ملجأ من الله إلا إليه‪ .‬ما شاء الله لا‬ ‫قوة إلا بالله ‪.‬‬ ‫اللهم يا من بيده ملكوت كل شيء‪ ،‬ويا من عنده خزائن كل شيء‪ .‬يا من له ما في‬ ‫السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ ،‬ألف بين قلوب المسلمين© واجمع‬ ‫شملهم وأظهر دعوتهم" وقَوُ شوكتهمإ وارفع رايتهم وأيد دعوتهم وقر سلطانهم‪٥‬‏‬ ‫وأعز أمرهم‪ ،‬واخذل عدوهم‪ ،‬واجعل كلمتك هي العلياء وكلمة الذين كفروا السُقلى‪.‬‬ ‫آمين يا رب العالمين‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين وآله وصحبه‪ ،‬وعلى‬ ‫الأنبياء والمرسلين‪ ،‬وعلى الملائكة المقربين‪ ،‬وعلى صالح المؤمنين‪ .‬ختم الله لنا على‬ ‫خير برضاه والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬ ‫وهذا ما قيل من الشعر بعد البيعة‪ .‬وقد أحسن شيخنا العلامة أبو مالك وأجاد حيث‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫المنيف‬ ‫الفخر‬ ‫يبيلها‬ ‫تنوف‬ ‫الفخرَ‬ ‫حازت‬ ‫صفوف‬ ‫اليوم‬ ‫وبها‬ ‫جهرا‬ ‫الأخيار‬ ‫آوت‬ ‫الشفوف‬ ‫تدانيه‬ ‫لا‬ ‫إماما‬ ‫فيها‬ ‫نصبوا‬ ‫يطوف‬ ‫غش‬ ‫لا‬ ‫عام‬ ‫في ججمادى الثاني عصراً‬ ‫للوقوف‬ ‫تم‬ ‫قد‬ ‫ر‬ ‫يوم ثاني عشر هنذاالشه‬ ‫العفيف‬ ‫العدل‬ ‫إنه‬ ‫اجتبَزه‬ ‫خخروص‬ ‫مين‬ ‫رؤوف‬ ‫برعاياه‬ ‫شين‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫سالم‬ ‫‏‪١٤٥‬‬ ‫م ‏‪١٠‬‬ ‫نبضة الاعيان‬ ‫‏‪١‬‬ ‫اللطيف‬ ‫الرب‬ ‫إنك‬ ‫نصراً‬ ‫له اللهم‬ ‫هب‬ ‫كسوف‬ ‫يعروها‬ ‫ليس‬ ‫شمرساً‬ ‫الحق‬ ‫أظهر‬ ‫الرءوف‬ ‫مولانا‬ ‫أنت‬ ‫فتحا‬ ‫اللهم‬ ‫عجل‬ ‫الحنيف‬ ‫الدين‬ ‫قصدنا‬ ‫وأخفى‬ ‫السر‬ ‫تعلم‬ ‫المخوف‬ ‫الأمر‬ ‫لا‬ ‫رب‬ ‫ونمو أقصى الجهد‪ .‬منا‬ ‫لطيف‬ ‫رب‬ ‫ببنا‬ ‫صلى‬ ‫المختار‬ ‫وعلى‬ ‫وقد ذكر المر بن سالم الحضرمي شاعر الجوف صحة اجتماع المسلمين بتنوف في‬ ‫قصيدته اللامية حيث يقول ‪:‬‬ ‫إلى الفضل المؤبد والمعالي‬ ‫جنود الله قد سبقت تنوف‬ ‫مُسْروؤ العذال‬ ‫به يبيض‬ ‫لأمر سالمي‬ ‫إؤ انتدبت‬ ‫مشل المحال‬ ‫رآه بعضهم‬ ‫فحار له أولو ا لالباب حتى‬ ‫الجبال‬ ‫شم‬ ‫زلزلت‬ ‫جبال‬ ‫وشايعثة‬ ‫أراد‬ ‫ما‬ ‫فتمُمم‬ ‫وهم نفر كرهط أبي بلال‬ ‫بهَا عقدوا الإمامة واستعدوا‬ ‫سلالة راشد زاكي الخصال‬ ‫أقاموا شتالما لهم إماما‬ ‫عدد الرمال‬ ‫مآثر فخرهم‬ ‫من القوم الكرام بني خخروص‬ ‫حال‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫راشد‬ ‫وراشد‬ ‫فسالم سالم من كل عيب‬ ‫دواهي الحرب والُوَب العضال‬ ‫وناصرة ابن ناصر حميَري‬ ‫بعيد الضيت منقطع المثال‬ ‫صَمُري‬ ‫فتى من آل مير‬ ‫الهلال‬ ‫ممل‬ ‫وكل منهم‬ ‫ولبّت من هناة بنو هلالي‬ ‫يديروا الرأي والسبع الليالي‬ ‫الأيام فيها‬ ‫أقاموا سبعة‬ ‫ولم يجدوا بنزوى من يوالي‬ ‫لنزوى‬ ‫وإنذار‬ ‫مناصحة‬ ‫ا ه المراد منها وهي قصيدة غراء سنذكرها مستوفاة في محلها‪ .‬وإلى هذا‬ ‫الاجتماع أشار شيخ البيا‪ ،‬نابغة عمان‪ ،‬العلامة محمد بن شنحان في قصيدته البائية‪.‬‬ ‫وهي قصيدة فريدة تكاد تسيل عذوبة ورقة وانسجاماً‪ .‬وستأتي القصيدة في محلها ونذكر‬ ‫منها المقصود حيث يقول ‪:‬‬ ‫أن يُئَعبا‬ ‫لا نتركه‬ ‫جار‬ ‫إذ‬ ‫طىان‬ ‫ل عل‬ ‫سمنا‬ ‫لن ق‬ ‫ام‬ ‫نحن‬ ‫‪١٤٦‬‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫نا‬ ‫قو‬ ‫ن‬ ‫ز_<‬ ‫وا لمضطربا‬ ‫‏‪ ١‬لمعوج‬ ‫فيهما‬ ‫لئَصَبا‬ ‫تشكوا‬ ‫فيه‬ ‫وجسُرم‬ ‫ى‬ ‫لرد‬ ‫قلوب‬ ‫فينا‬ ‫تعمَث‬ ‫تجعل المنكر والجور مبا‬ ‫و ممبيّة‬ ‫حة‬ ‫زم‬ ‫جحدذبتثنا‬ ‫ركبا‬ ‫ممن‬ ‫ا‪١‬‏ لظلم‬ ‫وتر د‬ ‫في الأرض تمحو باطلا‬ ‫خرجث‬ ‫الدنيا وتسمُو ربا‬ ‫تشرق‬ ‫\‬ ‫به‬ ‫كا لشمس‬ ‫غرا ض‪:‬‬ ‫د ولة‬ ‫\‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أو‬ ‫كدراً‬ ‫أو‬ ‫حرجا‬ ‫بها‬ ‫لم تلف‬ ‫بيضاء‬ ‫سهلة‬ ‫ذاك الإمام المجت‬ ‫سالما‬ ‫مه‬ ‫ط‬ ‫ز‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫الله‬ ‫وهب‬ ‫يقطع الكفر ويجلو الغَيْهَبًا‬ ‫منصبا‬ ‫فترى‬ ‫وا لبرايا‬ ‫والأمرا‬ ‫اللما‬ ‫ى‬ ‫لق‬ ‫وا‬ ‫‏‪ ١‬لصيا صور‬ ‫فتاح‬ ‫ةفو‬ ‫طيبا‬ ‫را‬ ‫د‬ ‫واذفق‬ ‫أهله‬ ‫زهت الدنيا به كالعيد في‬ ‫لما‬ ‫ف‬‫ل_‬ ‫خأ‬‫خ‬ ‫فذلا‬ ‫شورى‬ ‫أمره‬ ‫ومن ذلك قصيدة التحرير المبزز جمعة بن سليم بن هاشل الخنجري الحارثي قال‪:‬‬ ‫المبير‬ ‫والفتح‬ ‫بالنصر‬ ‫تشز جميع المسلمين‬ ‫صبحا لمين المبصرين‬ ‫‪ ٨‬ى‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫با )‬ ‫أعلن‬ ‫فا لله‬ ‫مُسودُ الجبين‬ ‫والليل‬ ‫والتقوى أمير المؤمنين‬ ‫واليمن‬ ‫الهدى‬ ‫بأخي‬ ‫الأمين‬ ‫سالم‬ ‫العدل‬ ‫م‪.‬‬ ‫الإما‬ ‫الشيم‬ ‫الطاهر‬ ‫ودين‬ ‫وأخلاقاً‬ ‫عمرا‬ ‫بالمنون‬ ‫وحيا‬ ‫الباغين‬ ‫على‬ ‫أوحى‬ ‫يمينه‬ ‫قشن‬ ‫للعارفين‬ ‫متألق‬ ‫الحيا‬ ‫غض‬ ‫متأنق‬ ‫والمهتدين‬ ‫البون‬ ‫وهي‬ ‫الذي‬ ‫الد ير‬ ‫الد افع‬ ‫الوغى‬ ‫يعلو‬ ‫والحصون‬ ‫مسرعات‬ ‫قل‪:‬‬ ‫بالرغم منهم ساجدين‬ ‫الوتين‬ ‫واهي‬ ‫زاهق‬ ‫مع‬ ‫والخحخزون‬ ‫السهولة‬ ‫جفها‬ ‫‪١ ٤٧‬‬ ‫ه أولي الضلال الملحدين‬ ‫وجو‬ ‫وزوابع‬ ‫الأنين‬ ‫تبد‬ ‫فلم‬ ‫ض‬ ‫للار‬ ‫عَصًص‬ ‫بحر‬ ‫وأاَبٹثف‬ ‫العهون‬ ‫نفش‬ ‫منفوشة‬ ‫أجبتالڵها‬ ‫له‬ ‫فاءت‬ ‫جون‬ ‫ومي‬ ‫تَرَ الكواكب‬ ‫بشير‬ ‫السماء‬ ‫عقر‬ ‫خامدين‬ ‫حصيداً‬ ‫فنغدوا‬ ‫ممله‬ ‫الضلال‬ ‫صك‬ ‫لا‬ ‫مهين‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫المارقين‬ ‫الضلال‬ ‫أهمل‬ ‫رتجمه‬ ‫بانجم‬ ‫يزد ي‬ ‫والجفون‬ ‫والأخادع‬ ‫غم‬ ‫الملا‬ ‫تطاً‬ ‫بسوابق‬ ‫العيون‬ ‫لتخظ‬ ‫لرجانها‬ ‫ظنون‬ ‫إلا‬ ‫أدجرت‬ ‫ها‬ ‫عرين‬ ‫صوارممُها‬ ‫إلا‬ ‫جحةالكحماةالمعآًمين‬ ‫الأفضلون‬ ‫كد الأكرمون‬ ‫والناس دون‬ ‫في عليائهم‬ ‫الأعلون‬ ‫هم‬ ‫وهم‬ ‫الأولون‬ ‫السابقون‬ ‫الأاولون‬ ‫السابقون‬ ‫ن على البرايا السامقون‬ ‫‏‪ ١‬لغا لبو‬ ‫هناة‬ ‫وبنو‬ ‫المتين‬ ‫والعز‬ ‫والمجد‬ ‫وفرعه‬ ‫الفخار‬ ‫أصل‬ ‫اليمين‬ ‫من‬ ‫الشمال‬ ‫ت‬ ‫فميز‬ ‫بهم‬ ‫الورى‬ ‫قست‬ ‫رزين‬ ‫رأي‬ ‫عن‬ ‫الحق‬ ‫ن‬ ‫ينشرر‬ ‫وحمير‬ ‫نهضوا‬ ‫اليقين‬ ‫الحقى‬ ‫واضح‬ ‫عن‬ ‫ضنين‬ ‫بيا‬ ‫وكان‬ ‫ن بها‬ ‫‏‪ ١‬لزما‬ ‫سَخ‬ ‫‏‪ ٥‬ولة‬ ‫عن‬ ‫الظنون‬ ‫وأخلفت‬ ‫عيها‬ ‫د وا‬ ‫هدأت‬ ‫ما‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫له‬ ‫للإله‬ ‫شاء‬ ‫فما‬ ‫عجب‬ ‫ولا‬ ‫كانت‬ ‫الناكثين‬ ‫بقاب‬ ‫تبري‬ ‫ة‬ ‫مشحوذ‬ ‫بها‬ ‫فأتوا‬ ‫الراشدين‬ ‫الهداة‬ ‫تهدي‬ ‫أولي ‏‪ ١‬لعمى‬ ‫تعمي عيون‬ ‫ولين‬ ‫طرب‬ ‫من‬ ‫تهتز‬ ‫‏‪ ١‬لصّبا‬ ‫سكر‬ ‫من‬ ‫تحال‬ ‫والبرين‬ ‫والأساور‬ ‫ل‬ ‫المفصمّ‬ ‫الدر‬ ‫بها‬ ‫وهو‬ ‫‪١٤٨‬‬ ‫العالمين‬ ‫يعلو‬ ‫يمان‬ ‫من بالعلم والا‬ ‫عن سعي‬ ‫أجمعين‬ ‫البرية‬ ‫خير‬ ‫كلها‬ ‫الأئمة‬ ‫عَلّم‬ ‫العابدين‬ ‫زين‬ ‫الله‬ ‫ده‬ ‫عب‬ ‫الأوًاه‬ ‫الزاهد‬ ‫قتمين‬ ‫به‬ ‫ومو‬ ‫للفضل‬ ‫المحترى‬ ‫السالمي‬ ‫المحسنين‬ ‫خير‬ ‫حسان‬ ‫الا‬ ‫كعبة‬ ‫المؤمل‬ ‫الثمين‬ ‫والدر‬ ‫حافين‬ ‫لل‬ ‫الإبريز‬ ‫الوراهمب‬ ‫الللائذين‬ ‫ملاذ‬ ‫وحياً‬ ‫الدى‬ ‫الندى حتف‬ ‫بحر‬ ‫سب والمصاجب والخدين‬ ‫والمكا‬ ‫المناقب‬ ‫عف‬ ‫المسدد والمعين‬ ‫سهمي‬ ‫بصيرتي‬ ‫ونور‬ ‫بصري‬ ‫خالص السر المصون‬ ‫عن‬ ‫ومودتي‬ ‫له‬ ‫مدحي‬ ‫الشاهدين‬ ‫خير‬ ‫والله‬ ‫غيره‬ ‫في‬ ‫لا‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫عن نهج خيرالمرسلين‬ ‫لنا‬ ‫أجلى‬ ‫الفتى‬ ‫نغم‬ ‫القرين‬ ‫منقطع‬ ‫خيرات‬ ‫ال‬ ‫المالك‬ ‫والمالك‬ ‫الوضين‬ ‫هديهما‬ ‫ببطان‬ ‫استوى‬ ‫ومن‬ ‫أزره‬ ‫شد‬ ‫الصالحون‬ ‫والمسلمون‬ ‫سعيهم‬ ‫يشكر‬ ‫فاه‬ ‫في سلك نصرته الرصين‬ ‫تنظموا‬ ‫مسلمون‬ ‫يا‬ ‫فالصبر عنوان اليقين‬ ‫ورابطوا‬ ‫لديه‬ ‫صبراً‬ ‫العيون‬ ‫تبرزه‬ ‫والسر‬ ‫بالوفا‬ ‫الطوية‬ ‫صدق‬ ‫موتعلنون‬ ‫ما تكتمرورن‬ ‫منكم‬ ‫يعلم‬ ‫فالله‬ ‫يخون‬ ‫من‬ ‫يخذل‬ ‫والله‬ ‫بفا‬ ‫من‬ ‫ينصر‬ ‫والله‬ ‫آمين‬ ‫قولوا‪:‬‬ ‫أعدائكم‬ ‫على‬ ‫ينصركم‬ ‫والله‬ ‫والتابعين‬ ‫وآله‬ ‫النبي‬ ‫على‬ ‫الصلاة‬ ‫ثم‬ ‫نسب الإمام سالم وولادته ونشاته‪.‬‬ ‫هو الليث الهمصور©‘ والبطل الغيور‪ ،‬الإمام سالم بن راشد بن سليمان بن عامر بن‬ ‫الخروصي‬ ‫بن تميم‬ ‫عزان‬ ‫ابن ‏‪ ١‬لإمام‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫بن محمد‬ ‫نسل الشيخ عزان‬ ‫من‬ ‫مسعود ‪-‬‬ ‫‏‪١٩‬‬ ‫(نقلاً من خط الشيخ خلقان بن عثمان الخروصي)‪ ،‬ثم وجدت بعد ذلك بخط الشيخ‬ ‫الإمام المذكور ما بعضه‪:‬‬ ‫بن راشد أخي‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫سالم بن راشد بن سليمان بن عامر بن عبد الله بن مسعود بن سالم بن محمد‬ ‫أصح ‪.‬‬ ‫بن سالم الخروصي ‏‪ ٠‬والله أعلم أي‬ ‫سعيد‬ ‫وألف‬ ‫وثلاثمائة‬ ‫سنة واحد‬ ‫فى‬ ‫قرى الباطنة }‬ ‫من‬ ‫الله ۔ ببلدة مشايق‪،‬‬ ‫۔ رحمه‬ ‫ولد‬ ‫‏‪.١٣٠١‬‬ ‫سنة‬ ‫ونشأ في حجر والده الزاهد‪ :‬راشد بن سليمان‪ ،‬وعليه قرأ القرآن‪ ،‬وقرأ مبادىء‬ ‫العلوم ‪.‬‬ ‫لتلقي‬ ‫وهي دار قومه بني خروص&‪،‬‬ ‫إلى بلد العوابي‪،‬‬ ‫ثم خرج‬ ‫العلوم ببلده‪.‬‬ ‫ثم هاجر إلى الشرقية لطلب العلم‪ ،‬وهو مراهق الخلم© وأقام بالقابل من الشرقية ‪5‬‬ ‫فقرأ على سيدي نور الدين‪ ،‬وما فارقه منذ راهق الخلم‪،‬ؤ إلى أن ارتقى عرش الإمامة إلا‬ ‫وقت زيارته لأبويه وأقاربه‪ .‬توفي أبوه قبل عقد الإمامة عليه‪.‬‬ ‫صفته وأخلاقه‪ :‬كان ربع القامة‪ .‬نحيف الجسم أنهكته العبادة‪ ،‬أبيض اللون© بهي‬ ‫الطلعة أزجج الحاجبين‪ ،‬تبين على وجهه سيما الصّلاح‪ ،‬أعبد أهل زمانه وأورعهم‪،‬‬ ‫وأشدهم غيرة على محارم الله‪ ،‬عرف بذلك منذ صغره‪ .‬ضرب به المثل في عمان قبل‬ ‫الإمامة وبعدما زهداً وورعاً وعفاف‪ .‬ترى يده اليمنى ترتعش إذا دخل في الصلاة‪ ،‬وتسمع‬ ‫لصدره وجيبا‪ ،‬لا يحس بما يتحدث الناس به إذا دخل صلاته حتى إنه ليغيب عن الكون‬ ‫إلى الجذب©‪ ،‬لا تراه طول عمره إلا راكعاً أو سَّاجداً‪.‬‬ ‫كان قوته كفافاء كان يقعد على البساط والأرض المفروشة بالحصباء‪ ©،‬كان لا‬ ‫يحتجب عن الناس‘ يباسط إخوانه؛ ويُحضرهم ما يحضره من الطعام‪ ،‬وأكثر ما يحضره‬ ‫القهوة البنية والتمر أو الرطب في أوانيه‪ .‬وإذا حضرته فاكهة أحضرها لا يدخر الموجود‪،‬‬ ‫ولا يطلب المفقود‪ .‬ولما تولى أمر المسلمين كانت حالته التعفف عن الأخذ من بيت‬ ‫المال جهده إلا قوته وقوت من يعوله بالمعروف‪ .‬فمن ورعه أدركته فطرة الأبدان بعد فتح‬ ‫سمايل‪ ،‬فلم يجد شيئا يملكه لأدائها‪ .‬وأبى أن يقترض من بيت المال أو من الناس‪ ،‬فباع‬ ‫عباءته (المنسول) في عرف العمانيين‪ ،‬وأنفق ثمنها فيما وجب عليه‪.‬‬ ‫ومن ورعه أن النفقة المقدرة له من بيت المال كان الخادم يأخذها من الشيخ‬ ‫‪١٥ ٠٥‬‬ ‫إبراهيم بن محمد السيفي يومياث فكان من قدر الله أن أصابه إسهال ولم يشكه لأحد ه‬ ‫وانقطع بسببه عن الخروج إلى الناس‪ ،‬فذكرت زوجته ذلك للنساءثء فوصفن لها هريسة‬ ‫الدجاج فجعلت تقصر من النفقة لشراء ذلك‘ فعملتها له‪ ،‬فلما قربتها إليه قال‪ :‬من أين‬ ‫هذا لكم فأخبرته‪ ،‬فأمر الخازن الشيخ إبراهيم أن يقصر بقدره من النفقة إلى غيره مما‬ ‫هو معروف وغير مستنكر ولا مجهول‪.‬‬ ‫قام الإمام سالم بن راشد بما تحلى به من إظهار العدل أحسن قيام‪ ،‬وأجرى الأمور‬ ‫على أحسن وجه‪ ،‬وأتقن نظام‪ ،‬فأظهر الحق وعمل به{ واستبشر المسلمون بطلوع شمس‬ ‫الهدى بعد أفولهاث وأخذ في نزع الدولة من أيدي المتغلبين‪ ،‬وفي الحال في ليلة الثالث‬ ‫عشر من شهر الإمامة أرسل الكتب بالدعوة وإقامة الحجة على عامل السلطان بنزوى‬ ‫السيد سيف بن حمد بن سيف البوسعيدي وكتب إلى أهل نزوى محلة محلة ومعقلا‬ ‫معقلاً‪ ،‬ولم يترك أحدا من أعيانها ووجوهها ومن عليه أي اعتماد في أمرها إلا كتب إليه‪6‬‬ ‫أن يجيب إلى مناصرة الحق‪ ،‬وأن يتقوا الله وألا يعينوا الشلّمة‪ ،‬إلى غير ذلك من النصائح‬ ‫وكتب للسلطان فيصل يخبره بما قام به المسلمون من العدل‘‪ ،‬ويدعوه إلى الدخول‬ ‫فيما دخل فيه المسلمون وإلى الانقياد لأزمة الشرع الشريف‘ وإن له ما لهم‪ ،‬وعليه ما‬ ‫عليهم ف وأرسل إلى سائر آفاق عمان ورؤسائها وأعيانها بمثل ذلك من الخطابات النافعة ©‬ ‫ولبث بتنوف بعد عقد الإمامة سبعة أيام‪ ،‬يدبر الأمر‪ ،‬ويراسل القبائل من أهل عمان‬ ‫إعلاما وإعلانا وحجة‪.‬‬ ‫وكتب أيضا إلى الشيخ ماجد بن خميس العبري ما نصه‪:‬‬ ‫مے سے‬ ‫‪٠١ ٠‬‬ ‫آلتتقق_ [ ست‪,‬‬ ‫ال‬ ‫يتسم‬ ‫من‬ ‫معه‬ ‫الخروصي ومن‬ ‫إمام المسلمين ‏©‪ ٥‬المعتصم بالله سالم بن راشد‬ ‫من‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫معهما‬ ‫ومن‬ ‫حمد‬ ‫بن‬ ‫ومهنا‬ ‫خميس ‪.‬‬ ‫الوالد ماجد بن‬ ‫الكرام ‪:‬‬ ‫المشايخ‬ ‫إلى حضرة‬ ‫من المسلمين‪ :‬سلام عليكم ورحمه الله وبركاته‪ .‬أما بعد ففي آخر ساعة من يوم اثني‬ ‫‪١٥١‬‬ ‫عشر من الشهر الحالي وقعت البيعة من جماعة المسلمين© بعد أن استوثقوا لأنفسهم من‬ ‫الرؤساء‪ ،‬بالعهود والمواثيق‪ ،‬وقد تم الأمر ونرجو من الله النصر©‪ ،‬ونحب وصول من‬ ‫خف من المطاوعة‪ .‬وأنت أيها الوالد ماجد لا بد من وصولك إلينا بتنوف‪ ©،‬وقد ألزمناك‬ ‫ذلك بالبيعة التي سبقت على يد الشيخ عبد الله بن حميد السالمي© ندعوكم إلى إقامة‬ ‫كتاب الله وإحياء سنة رسوله يَية؛ ندعوكم إلى الامر بالمعرورف‪ ،‬والنهي عن المنكر ©‬ ‫ندعوكم لإغاثة الملهوف‪ ،‬ونصرة المظلوم ندعوكم إلى التجارة التي دلكم الله تعالى عليها‬ ‫من‬ ‫في كتابه العزيز في قوله تعالى‪« :‬يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم‬ ‫عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم‪ .»4‬يا قومنا‬ ‫أجيبوا داعي الله والسلام‪.‬‬ ‫كتبه عن أمرهم عامر بن خميس المالكي في ليلة ‏‪ ١٢٣‬من جمادى الآخرة سنة‬ ‫صحيح هذا كتبه إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي بيده‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫فحين وافاه الكتاب لم يتباطأ الشيخ حتى شد رحله‪ ،‬فكان أول قادم رحمه الله ‪.‬‬ ‫وعنده بعض أعيان قومه‪ ،‬وكان هذا الشيخ عالما جليلا ذا سن وفضل وكان ممن أدرك‬ ‫دولة الإمام عزان بن قيس ۔ رضي الله عنه ۔ وعمل له على بهلا‪ 8،‬وفرح باجتماع‬ ‫المسلمين؛ وبايع الإمام‪ .‬وكتب إلى والي نزوى؛ لأنه كان يراسله‪ ،‬ويقبل نصائحه‪ .‬وهذا‬ ‫نص ما كتبه إليه‪:‬‬ ‫يتم اقراتتف تيد‬ ‫سلام عليك ورحمة الله‬ ‫إلى جناب سيدنا وعزيزنا المحب الناصح سيف بن سيف©‘‬ ‫وبركاته‪ . .‬وبعد فكتاباك الأول والثاني اللذان نسبتهما إلينا‪ .‬والشيخ مهنا أشرف عليهما‬ ‫المحب‘ وعلم ما تضمناه من المعاني بداية ونهايةش ومع وصولهما كان الشيخ مهنا يبلد‬ ‫بهلا فتأجل الجواب لأجل ذلك©‪ ،‬وأراد طارشاك الرجوع إليك‘ فلم أر أشفى وأنجع‬ ‫لبلوغ المراد إلا وصولي لإمام المسلمين ومن معه من المشايخ لكشف المراد فوصلت‬ ‫وعرفت مرادهم وما فيه وعليه‪ ،‬فوجدتهم على جادة الصواب‘ بلا شك ولا ارتياب‪.‬‬ ‫وليس الامر كما تصور في قلويكمك أن الشأن لكي يبلغ الخصم مراده‪ ،‬فإن الأمر الذي‬ ‫هم عليه هو الجد وما عداه هو الهزل‪ ،‬فمن وافقهم على ما هم عليه‪ ،‬فقد وافق أمر‬ ‫‪١٥٢‬‬ ‫الله ومن خالفهم وعاداهم‪ ،‬فقد عرض نفسه لسخط الله؛ لأنه على كل عبد من عبيد الله‬ ‫أن يطيع اله ورسوله وأولي الأمر أئمة العدل‪ ،‬وعلماء المسلمين‪ .‬والآن إمام المسلمين‬ ‫سالم بن راشد الخروصي والمشايخ الذين بايعوه‪ ،‬وإني أحب لك ما أحبه لنفسي أن تطيع‬ ‫اللهؤ ومن أطاع الله فإن حزب الله هم الغالبون‪ ،‬وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين‪ .‬وهو‬ ‫من ماجد بن خميس بن راشد العبري‪.‬‬ ‫محررا يوم ‏‪ ١٦‬من جمادى الآخرة سنة ‏‪ ١٣٣١‬ببلد تنوف‪.‬‬ ‫وكتب أيضا إلى مشايخ العلاية من نزوى ما نصه‪:‬‬ ‫تد‬ ‫تسم آ ل آ اتق‬ ‫وسليمان بن عبد الله‬ ‫إلى جناب المحبين الكرام الجشام الأولاد علي بن ناصر‬ ‫ومحمد بن سليمان‪ ،‬ومن معهم من الجماعة الكنود‪ .‬سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ :‬فكتابكم الشريف أشرف عليه النحب‘ وعلم ما حواه بداية ونهايةش وقد أوجب‬ ‫النظر خروجنا إلى بلد تنوف‘© لنتعرف حقيقة ما عند إمام المسلمين فوجدناهم مشمرين‬ ‫للإجابة مولاهم رب العالمين‪ ،‬فمن أطاعهم فقد أطاع اللهء ومن عصاهم فقد عصى الله ‏‪٨‬‬ ‫وتعرض لغضبه ومقته في الدنيا والاخرة ‪.‬‬ ‫وأوصيكم ونفسي بتقوى الله‪ ،‬وطاعة عبده إمام المسلمين‪ ،‬فإن الله يقول‪« :‬أطيعوا‬ ‫الله وأطيعوا الرسول وولي الأمر منكمه{ وهذا الإمام ومن معه من علماء المسلمين هم‬ ‫حجة النه‪٠‬‏ وهم أولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم‪ ،‬ولا يرغب عن ذلك إلا من سفه‬ ‫نفته؛ وأطاع هواه‪ ،‬وكفر بنعمة مولاه الذي سواه‪ ،‬ونحن قد يايعناه طلبا لمرضاة الله‪.‬‬ ‫والله نسأل الإعانة والتوفيقث وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ .‬وأقول‪ :‬إن التخييل الذي ورد في‬ ‫القلوب والتعلل بما لا فائدة فيه لا يسوغ؛ فإن الأمر ليس كما تظنون ا ه‪ .‬وهو من‬ ‫‏‪.١٣٣١‬‬ ‫المحب ماجد بن خميس بن راشد العبري‪ ،‬حرر ليلة ‏‪ ١٧‬من جمادى الآخرة سنة‬ ‫أرسل‬ ‫الشيخ الحميري‬ ‫بأن‬ ‫وذلك‬ ‫كرار ‪6‬‬ ‫وخميس‬ ‫جرار ‏‪٠‬‬ ‫جيش‬ ‫بتنوف‬ ‫للإمام‬ ‫اجتمع‬ ‫بعد البيعة إلى قومه من السهل والجبل‪ ،‬أن يجتمعوا‪ ،‬فسال الجبل الاخضر برجال بني‬ ‫هناة{‬ ‫لجمع قومهم من‬ ‫المشايخ من بني هلال‬ ‫الإمام ء وخرج‬ ‫عضد‬ ‫ريام ء قشدوا‬ ‫‏‪١٥٢٣‬‬ ‫ووعدوا الإمام أن يوافوه ليلة التاسع عشر على سفالة نزوى© وقويت لذلك شوكة‬ ‫المسلمين‪ ،‬وإذ مهدوا أمرهم وقرروا رايهم‪ ،‬وكانت نزوى هي أقرب المعاقل إليهمث وهي‬ ‫بيضة الإسلام‪ ،‬ووطن الأئمة في كل زمان‪ ،‬عزموا على الخروج إليها‪ ،‬لإخراج عمال‬ ‫السلطان‪ ،‬والاستيلاء عليهاث ونشر العدل فيها‪ .‬وكان الإمام قد كتب إلى واليها‪ .‬فرجع‬ ‫جوابه بما لا يفيد‪ ،‬ولا يذعن للحق ولا للناصح الرشيد‪ .‬وحاصل ما في جوابه‪ ،‬أنه أمين‬ ‫على نزوى للسلطان‪ ،‬ولا يمكنه أن يترك رعايته إلا أن يستلبها بالحرب العوان‪ ،‬فذلك‬ ‫الذي دعا الإمام رحمه الله إلى الهجوم عليها‪ .‬مستعينا بالملك الديان فخرج الإمام ومن‬ ‫عنده من المسلمين والجيش كله من بني ريام‪ ،‬يؤمهم ذلك البطل الضرغام الشيخ الأمير‬ ‫نا صر ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫حمير‬ ‫وكان خروجهم عصر يوم الاثنين‪ ،‬التاسع عشر من شهر جمادى الآخرةث وهو شهر‬ ‫الإمامة‪ .‬فكان طريقهم على بلد كمة‪ ،‬فصلوا بها العشاءين© واستراح الجيش قرب‬ ‫العلايةش ينتظرون النزار وأهل البركة‪ ،‬فوصلوهم قبيل الفجر‪ ،‬وعندهم الكتب التي أرسلها‬ ‫السلطان فيصل إلى عامله بنزوى وذكر له فيها أنه لم يصله كتاب منه بالواقع من نهضة‬ ‫المسلمين© وعقدهم للإمام‪ ،‬وأن الخبر بلغه من غيره‪ ،‬يوبخه ويلومه على ذلك‘© فقبض‬ ‫عليه بنو ريام القائمون بطريق السّحامة‪ ،‬بأمر الإمام‪ ،‬فأتوا بالكتب إلى الإمام‪ .‬وكان‬ ‫العامل قد أرسل إليه رسولا يخبره بالواقع‪ .‬فقبض الشيخ حمدان بن سليمان على الرسول‬ ‫بالبركة‪ ،‬وأرسلها أي الكتب مع رسول إلى الإمام‪ .‬فكانت كتب السلطان لا تصل إلى‬ ‫الواليث وكتب الوالي لا تصل إلى السلطان‪ .‬وذلك من أعظم البرهان لظهور الحق© إذ‬ ‫اطلع من كتبهم على الخلل الذي بالحصون‘ فقوي لذلك عزم المسلمين وكان في أيديهم‬ ‫لما هاجموا نزوى ثلاثمائة فسكة أي (رمية) بلغة أهل عمان وإنما عدتهم التقوى‪ .‬وقد‬ ‫تحمل الشيخ حمير وأولاد هلال بما يحتاجه قومهم إلى الفراغ من حرب نزوى‪ .‬أما الذي‬ ‫عمله سيدي نور الدين عند خروجه هذا فثلاثمائة قرش فضة‘ بالقرض من مطر بن‬ ‫ورددناه إليه بعد وفاته‪ .‬بعئا له ماله الذي ببلد الزاهمب من بلدان‬ ‫حمودة الحجري‬ ‫الحببوس‪ ،‬بقي منها في أيديهم لما هاجموا نزوى عشرون قرشا فضة‪.‬‬ ‫قتح نزوى‬ ‫تقع هذه العاصمة العمانية في قلب عمان‘ داخل النطاق الصخري للحجر © في‬ ‫‏‪١ ٥٤‬‬ ‫سهل ضيق تتخللها أودية‪ .‬تنحدر غامرة بسيولها الموسمية‪ ،‬تقسمها نصفين{ فتمتد عيون‬ ‫البلاد من عروق هذه الأودية‪ ،‬فهي كالوريد في بدن الإنسان‪ ،‬قد اكتنفتها الجبال من كل‬ ‫فتكون‬ ‫الجهات“© فهي كسور أحاط بهاء لا يتوصل إلى داخلها إلا من طرق مخصوصة‬ ‫تلك المنافذ كأبواب عليها‪ ،‬تفجرت بها الأنهار فبعضها من قنوات‘ وبعضها من الغيول‬ ‫الجارية بها‪ .‬وسقث بها النخيل‪ ،‬وزهرت بها الأشجار تأوي إليها فواكه الجبل كل‬ ‫غداة‪ ،‬وتمشي بها أغذية البحر‪ ،‬وهي المركز الرئيسي لإمامة الأباضية‪ ،‬وديانتهم وفقههم‬ ‫وعلمهم‪ ،‬وبها تتركز القوى الأدبية والدينية‪ .‬ومنها تنطلق أوامر الإمام لتنتشر بين شعبه‪.‬‬ ‫اتخذها الأئمة الأولون عاصمة ملكهم وقد امتد أسطولهم إلى الخارج وقهروا شطراً‬ ‫من الهند وإفريقيا فما رغبوا عنها‪ ،‬وأول من رغب عنها إلى مسقط السيد حمد بن‬ ‫سعيد بن أحمد‘ لما ولي أمر أبيه عام ‏‪ ١١٩٨‬ه وكتب في ذلك المؤرخ لوريمو البريطاني‬ ‫‏‪ ٤١٩‬مقالا هذا نضه‪:‬‬ ‫‏‪ ١‬ص‬ ‫في مجلد‬ ‫أخرجت حكام عمان من موقف كانوا يستطيعون فيه أن يحتفظوا بمنزلتهم بوسائل‬ ‫القدرة العسكرية والسياسية فقط‪ ،‬ووضعت في متناولهم دخلاً مضمونا سهلا من الرسوم‬ ‫الجمركية‪ ،‬ومكنتهم من أن يحتفظوا بسلطة شكلية بالرشوة وحدها‪ ،‬وعرضتهم بعد ذلك‬ ‫لتأثير حضارة أجنبية‪ ،‬أبعدتهم عن قبائل الداخل وقللت من شعبيتهم بين رعاياهم‪ ،‬ولو‬ ‫بقيت العاصمة في الرستاق‪ ،‬لكان من الممكن أن تتمتع عمان في القرن التالي بمزايا‬ ‫حكومة أكثر استقامة ونشاطاً‪ .‬وكان يمكن أن يكون الفساد الخلقي للأسرة الحاكمة أقل‬ ‫سرعة ا ه كلامه‪.‬‬ ‫فنزوى عند العمانيين هي أرجح من غيرها‪ ،‬وتدلك على ذلك الآثار الموجودة بها‪،‬‬ ‫وهي متوسطة بعمان‪،‬ؤ وتسمى بيضة الإسلام واسمع إلى قول شاعر العرب أبي مسلم في‬ ‫ذكره لها‪:‬‬ ‫فرق عَلى بيضة الإسلام عنوان‬ ‫وارق بها البيد حتى تستبين لها‬ ‫لها مع الشخب أكناف وأحضان‬ ‫فإن تيامنت الحوراء شاخصة‬ ‫نزوى وطافت بها للمجد أركان‬ ‫فخط رحلك عنها إنها بلغت‬ ‫كأنهن مع الأنضاء معقبان‬ ‫فطالما وحدت تبغي لبانتها‬ ‫عدل وفضل وإنصاف وإحسان‬ ‫انزل فديتك عنها إن حاجتها‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫تخت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا‬ ‫انزل فديتك عنها إ وجهتها‬ ‫بها الخلافة والإيمان إيمان‬ ‫هنالك انزل وقبل تربة نبتت‬ ‫أزهار وأفنان‬ ‫فيهن‬ ‫للحق‬ ‫انزل على عرصات كلها قدس‬ ‫أئمة الدين كيعاأن وظهران‬ ‫انزل على عذبات النور حيث حوت‬ ‫لها على الحل والتعريج إدمان‬ ‫حيث الملائكة احتلت مشاهدهم‬ ‫تنصب فيها من الأنوار معنان‬ ‫أرض مقدسة قد بوركت وزكت‬ ‫له جناحان إيقان وعرفان‬ ‫ما طار طائرها لله محتسباً‬ ‫والفتح والنصر والتأييد أعوان‬ ‫الله ساعده‬ ‫يمين‬ ‫وقام‬ ‫إلا‬ ‫والعلم يشمره علم وإيمان‬ ‫ميمونة بركات الله تَنقَخخها‬ ‫وإن قضت باستتار العدل أحيان‬ ‫بها ممضبة الإسلام من جقب‬ ‫رست‬ ‫من يوم أصبح توحيد وقرآن‬ ‫قديمة الذكر عاذ الدين عائذها‬ ‫حتى تواضع بهرام وكيوان‬ ‫قامت بها قبة الإسلام شامخة‬ ‫فلم تزل عرصة للعلم عاصمة‬ ‫كأنها لسيوف الله أجفان‬ ‫كم أشهر الله فيها من حسام هدى‬ ‫مذ كان للجور سلطان وشيطان‬ ‫كنانة لسهام الله ما فرغت‬ ‫زحف الإمام بجنود الله يحفهم النصر ويؤمهم الظفر فأقام الحرب على نزوى‬ ‫أسبوعا‪.‬‬ ‫كان دخول الإمام والشيخ الحميري من قبل العلاية‪ ،‬وكان الموعد بينهم وأولاد هلال‬ ‫أن يقدم بنو هناة‪ .‬يجمعهم على السّفالة في تلك الليلة‪ .‬حتى يشغل كل بجهة‪ ،‬وتندفع ثورة‬ ‫الخصم‪ .‬فمن قَدَر الله أن تأخر مشايخ هناة عن الوعد‪ ،‬لفتنة وقعت بين جماعتهم‪ ،‬فرتق الله‬ ‫فتقها؛ فأصبحوا غرة ذلك اليوم‪ .‬وما فاتهم إلا ليلة واحدة وعندهم زحف من جماعتهم‪6‬‬ ‫يؤمهم الغضنفر الباسل زاهر بن غصن وأعمامه‪ :‬محمد وعبد الله وسالم بن بدر وإخوانهم ‪6‬‬ ‫وقد أحدق الجيش الأول بالعلاية‪ .‬وضيقوا على محلاتها ومقابضها‪ ،‬فهجم مشايخ هناة‬ ‫على السّفالة من طريق العلابة‪ ،‬وإنها لتقر لهم بالرئاسة‪ ،‬لأن أباهم هلالاً كان أميرا عليها‪.‬‬ ‫فسلمت لهم الأمر‪ ،‬ونزلوا في بيت السيد سيف بن حمد؛ لأن النه أخرجه منه إلى العلاية ©‬ ‫لما سولت له نفسه أن يرد جنود الله من هناك‪ .‬فكان من قدر النه وغريب الحظ أنه أول‬ ‫جريح أصيب بالمدة‪ ،‬فخرج بجراحته‪ ،‬وتحصن بالجامع‪ ،‬ودانت لهم قلاع فرق قبل فتح‬ ‫‏‪١٥٦‬‬ ‫نزوى‪ ،‬ودانت لهم السّفالة إلا القلعة‪ ،‬فإنها سلمت الأمر بعد ذلك‘ وكان أنصار الإمام قد‬ ‫استقل كل منهم بحرب محلة من محلات نزوى فالشيخان أبو زيد ومحمد بن سالم الرقيشي‬ ‫تكفلا بالمدة‪ .‬وهي أحصن محلة بعلاية نزوى وكان الوالي سيف بن حمد قد جعل فيها‬ ‫وزيره الشيخ ناصر بن خميس السيفي محاميا في عُدة قوية من أهل السُفالةش لما يخشاه من‬ ‫خيانة أهل العلاية إذا أتاهم جماعتهم ينو ريام‪ ،‬وكذلك فعل في جميع المقابض؛ لأنه كان‬ ‫وبقي بمن معه من أهل السُفالة‪ ،‬متأهباً لاول صارخ ‪6‬‬ ‫شجاعا باسلاً‪ ،‬مجرباً للحروب‬ ‫وعسكر بجامع العلاية‪ .‬وكان مسجد الجامع من أعظم معاقل العلاية‪ ،‬وفيه بنيان قوي‪،‬‬ ‫أعده الشيخ هلال بن زاهر رئيس بني هناة في عصر السلطان تركي بن سعيد؛ لأنه يحاذر‬ ‫من بني ريام‪ ،‬لكونهم خصمه‘ فأعده هنالك لهم مقبضاً عظيماً‪ ،‬وصيره حصناً حصيناً‪ ،‬بعد‬ ‫ما كان عامرا برجال العلم‪ ،‬غاصًّا بحلق الذكر‪ .‬ولضعف حظ العامل أخرج من السفالة‬ ‫أهلها‪ ،‬فقاتل بهم في العلاية‪ .‬أما الإمام ومن معه فنزلوا بالمرفع من أعلى نزوى‪ ،‬فكان فالاً‬ ‫لعلوهم ورفعتهم©‪ ،‬وكان هجومهم عليها سحر يوم العشرين‪ .‬وعند الفجر الأول كانت‬ ‫الزحفة العظيمة‘ فلا تسمع إلا دوي البنادق وهيعة الأبطال‪ ،‬وعظم الخطب والنزال‪،‬‬ ‫وتحصن السيد سيف بالجامع لما أثخنته الجراجة‪ ،‬واتخذوا نفقاً للبيت الكبير بالمدة‪.‬‬ ‫فنزل الشيخ ناصر السيفي منه‪ ،‬قبل تمام النفق‪ .‬وكان السيد حارب بن حمد أخو العامل‬ ‫سيف بن حمد قد تحصن بالحارة المعروفة بحارة الحديثة وعنده جماعة من قومه‪ .‬ثم‬ ‫طلب النزول منها على العفو عنه‪ ،‬ومن معه‪ ،‬وأن يسمح له ولخمسة نفر من أعيان قومه‪،‬‬ ‫يحمل السلاح عند نزولهم فأجابه الإمام أن تنزل على حكم الله فيك ومن معك‪ .‬ولا‬ ‫سبيل إلى حمل السلاح عند نزولك‪ .‬ولا بأس بالخناجر لك وللخمسة الذين عندك إكراما‬ ‫لكم‪ .‬أما بقية أصحابكم فليكن سلاحهم عند أميننا‪ ،‬وسيرد إليهم بعد الإذعان والاطمئنان ©‬ ‫وطلب السيد حارب من الإمام أن يرسلني إليه‪ ،‬وأن نفسه لا تطمئن إلا بذلك‪ ،‬فخرجت‬ ‫بأمر الإمام‪ .‬يصحبني سليمان بن ناصر العزري المعروف بزايد شر وخويطر مولى‬ ‫فنزل السيد حارب ومن معه‪ ،‬وحمل كتارة زيادة على الخنجر المسموح له‬ ‫الجحاحيف“‬ ‫بحملها‪ ،‬فوبخني شيخنا المالكي‪ ،‬إذ لم أمنعه من حملها‪ .‬ولم يقل الإمام شيئً‪٫‬‏ طلب‬ ‫السيد حارب من الإمام العفو عنهم‪ ،‬فاستشار الإمام العلماء© فرأوا الصفح عنه © وإلزامه‬ ‫بالقيدث حتى يتم فتح نزوى فأمر بإلزامه واثنين من أعيان قومه معه‪ ،‬وهم سليمان الوالي ©‬ ‫وراشد بن جمعة القسيمي‪ ،‬فقام إلى القيد ولسان حاله ينشد‪:‬‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫فقد كان قبل اليوم صعباً قياديا‬ ‫خذاني فجراني ببردي إليكما‬ ‫وأنشد بعد ما لبس حلق الحديد ببيتين عن أبي العتاهية ‪:‬‬ ‫ومغيّر الدولات عن حالاتها‬ ‫ياأيها الزمن المذل لأهله‬ ‫منما تهين به الكرام فهاتها‬ ‫إن كان عندك يا زمان بقية‬ ‫وبعد تمام فتح نزوى‪ ،‬أطلق السيد حارب وسلم للمأسورين سلاحهم{ ولم يفقدوا‬ ‫منه شيثاًك مع تكاثئف تلك الجموع العظيمة‪.‬‬ ‫ثم سلم بيت السليط‪ ،‬وأذعن من فيه‪ ،‬وسلم الجامع الأمر وسلم عقيد القلعة ‪.‬‬ ‫من‬ ‫الإمام‬ ‫ولما فرغ‬ ‫نفسه في يوم واحد‪.‬‬ ‫وكان تسليم القلعة والجامع ‏‪ ٠‬وقتل السيد سيف‬ ‫أمر العلاية‪ .‬وكفى الله شر الوالى سيف بن حمد‘ أتاه الداعي من هناة أن السفالة تم‬ ‫أمرها‪ ،‬وأنها سمت القيادة‪ ،‬وألقت الزمام بمهاجمة الأبطال الذين حنكتهم التجارب ©‬ ‫القائل بأفصح لسان ‪:‬‬ ‫أرضي عمان‬ ‫إلى قلها ت من‬ ‫شعٹاً‬ ‫الخيل من برهوت‬ ‫جلبت‬ ‫وحاميت المعالي غير واني‬ ‫قتلت بها سراة بني قُباذ‬ ‫وكان عقيد القلعة حضرمياًث وعساكر بيت السليط حضارم‪ .‬واختار السلطان عساكر‬ ‫الرطنيين ‏‪ ٠‬ولأنه يخشى‬ ‫لا يحترمون‬ ‫الحضارم ‏‪ ٠‬لجراءتهم ولكونهم أجانب‬ ‫أيضاً من‬ ‫نزرى‬ ‫استبداد عامله السيد سيف بن حمد‘ إن ترك أزمة الأمر بيده‪ ،‬لأنه يدعيهاث فقد كانت بيد‬ ‫أبيه قبل الإمام عزان بن قيس‪.‬‬ ‫في أثناء الحرب بنزوى وصل كتاب من أمير العبريين لما بلغهم جراح سيف‬ ‫واستئصال الإمام لأكثر معاقل نزوى‪ ،‬أنه سيصلهم بجيشه‘ فأجابه الإمام‪ :‬إن من دخل‬ ‫نزوى وقت الحرب فهو حرب لنا‪ ،‬فكفوا عن الوصول‘ فكف وبعد ذلك قام إلى‬ ‫وسيأتي ذكر ذلك في محله ‪.‬‬ ‫العوابي ‪.‬‬ ‫بجا مع‬ ‫‏‪ ١‬لمسمى‬ ‫في ‏‪ ١‬لحصن‬ ‫بفتحها للا ما م ا نتحر غيظاً وحنقاً ‘‬ ‫عا مل نزورى‬ ‫لما أيقن‬ ‫سمد نزوى‪ ،‬يوم الرابع والعشرين من شهر الإمامة‪ .‬وكتب في ذلك كتابا بخط يده‪:‬‬ ‫«إن الموت خير من الحياة‪ ،‬ولا يظن أن أحدا فتك بي‪ ،‬بل قتلت نفسي بيدي‬ ‫والنار ولا العارا ‪.‬‬ ‫وكان قبل ذلك قد طلب من الإمام" أن ينزل على يد شيخنا العلامة المالكي © وله‬ ‫‪١٥٨‬‬ ‫العفو‪ .‬فأرسل الإمام العلامة أبا مالك إليه‪ ،‬وكان ممن شدد الحصار عليه‪ ،‬إذ كان بنفسه‬ ‫۔ رحمه الله ۔ يغدو ويروح لمرابطة الجامع‪ .‬ولما دخل عليه تكلم سيف عندهؤ وشرط‬ ‫شروطا‪ .‬منها أن يكون الجامع لي منزلاث وأن تكون الرويشية بيدي‪ ،‬وهي بستان لبيت‬ ‫المالك وأن ما حواه الجامع من مال وآلة حرب هو لي‪ ،‬إلى غير ذلك‪ .‬فما رأى العلامة‬ ‫له وجها وعده به على رأي الإمامث وما لا وجه له رده عليه‪ ،‬ثم سأله عن آلة الحرب‬ ‫والذخائر التي عنده لبيت المال‪ ،‬فقربها إليه؛ وأحصاها العلامة ضبطاً‪ ،‬فخرجوا عنه‪6‬‬ ‫ووعدهم أن يأتوه غرة غد المقبل‪ ،‬بعد استفهام الإمام‪ ،‬فيما يسمح له به‪ .‬وتقدم أنه جرح‬ ‫أول هجوم الجيش إلى نزوى‪ ،‬برصاصة في صدره‘ خرجت من الجانب الآخر‪ .‬وقد‬ ‫أثخنته الجراح‪ .‬وأكثر ما يحاذر سيف من أبناء الشيخ هلال بن زاهر لما تقدم من قتله‬ ‫لأبيهم هلال‪.‬‬ ‫فلما رجع العلامة أبو مالك إلى الإمام‪ ،‬وأخبره بخبر سيف“‪ 6‬أحضر نور الدين‬ ‫الانصار وتكلم عن لسان الإمامث وأخبرهم بما جاء به العلامة أبو مالك أن سيف بن‬ ‫حمد عزم على النزول‪ ،‬وأن لكم عليه دماث وبينكم وإياه ضغائن‪ .‬ونحن قد عولنا على‬ ‫العفو عنه؛ لأنه طلب منا ذلك‘ ولكونه جريحا لا نرى أن نجهز عليه بعد الإذعان‪ ،‬وإنا‬ ‫لا نرى الغدر بعد الأمان‪ ،‬فماذا ترون‪ ،‬فتقدم في الجواب الهزبز الباسل زاهر بن غصن‬ ‫وكان زعيم هناة فقال‪ :‬كأنك بهذا الخطاب تريدنا‪ .‬فقال له‪ :‬أجل‪ .‬قال‪ :‬إنا لم نتأخر‬ ‫عن سيف هذه المدة الطويلة إلا عجزا وقد مددنا الوسائط المتلفة والحبائل الموصلة‬ ‫لحتفه‪ ،‬فأعجزنا القدر عن بلوغ الامل وليس من شيمتنا قتل الأاسير‪ ،‬ولا نرى الغدر به‬ ‫أخذا بالثأر‪ .‬ولو فعلناه فلا تخش من قبلنا محذوراً‪ .‬إنما نحن نطلب من الإمام العفو‬ ‫عنه‪ ،‬والأمان له‪ .‬وهو رجل منا له ما لنا‪٬‬‏ وعليه ما عليناء فسر المسلمون بجوابهم‬ ‫الجميل ‪.‬‬ ‫وخرج الشيخ زاهر صحبة العلامة أبو مالك© ليطمئن قلب سيف‘ وكان في‬ ‫صحبتهم الشيخ العلامة عبد الله بن راشد الهاشمي‪ .‬فلما وصلوا إلى الجامع على الوعد‬ ‫السابق‪ ،‬تلقاهم العسكر‪ ،‬وأدخلوهم الجامع‪ ،‬وأعطوهم كتاب السيد سيف وأروهم إياه‬ ‫طريحاً منتحرا‪ ،‬والبندقية في رجله‪ ،‬قد وضع على مثار النار حطبة مروحة‪ ،‬فكان حتفه‬ ‫على يده‪ ،‬آخذا بقول الزباء‪ :‬بيدي لا بيد عمرو‪ .‬وما كانوا ليغدروا بهس ولا يرون إلا‬ ‫استبقاءه‪ ،‬ولكن قلم القضاء سبق بما كان وما سيكون وله في عباده أمر هو بالغه آل سعد‬ ‫‪١٩‬‬ ‫الهك وجاء أصهاره يستفتون في الصلاة عليه‪ .‬وأجابهم نور الدين‪ :‬إن في الصلاة عليه‬ ‫قولين‪ .‬ولما رجع أبو مالك‪ ،‬وأخبر الإمام بالواقع من أمر سيف‪ .‬وذلك قبل تمام فتح‬ ‫وأدخلها‬ ‫حكمها‬ ‫فأمضى الإمام‬ ‫صافية ‪6‬‬ ‫حمد‬ ‫بن‬ ‫سيف‬ ‫أموال‬ ‫الدين أن‬ ‫حكم نور‬ ‫نزرى‬ ‫في حكم بيت المال‪.‬‬ ‫لعقيد القلعة بنزوى ‪:‬‬ ‫الإمام‬ ‫كتاب‬ ‫من إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي إلى العقيد عبد النه بن أحمد‬ ‫الحضرمي‪ .‬سلام على من اتبع الهدى‪ .‬أما بعد فانزل من معقل المسلمين وإلا فأذن‬ ‫بحرب من النه ورسوله‪.‬‬ ‫حرر ليلة ‏‪ ١٣‬جمادى الثانية سنة ‏‪.١٣٣١‬‬ ‫لما نزل العقيد واطمأن به المجلس‘ سأله بعض الحاضرين‪ :‬كيف خرجتم من‬ ‫القلعة‪ .‬مع ما لكم من العدة والقوة والمنعة‪ ،‬فأخبر أنهم رأوا اضطرابا في أركان القلعة‪.‬‬ ‫وأدهشني من أول وهلة كتاب الإمام‪ ،‬وأخذني الرعب حين قرأته ما هو إلا كتاب سليمان‬ ‫إلى بلقيس‪ ،‬وها أنا أخرج به إلى حضرموت حتى أريه أهلها‪.‬‬ ‫يذكر أهل المعاقل والمقاتلة بنزوى‪ ،‬أنهم رأوا ما أدهش عقولهم من الأهوال وإلى‬ ‫ذلك أشار شاعر العرب ‪:‬‬ ‫لك من أهل السما الجند نزل‬ ‫أنه‬ ‫حتى‬ ‫ال له‬ ‫ونصرت‬ ‫نصرة القائم في خير الحل‬ ‫ولقد يجدر من أهل السما‬ ‫وعلى بدر قياس يحتمل‬ ‫مددا‬ ‫نزلوها‬ ‫بدر‬ ‫تلك‬ ‫ظهر فيها الكرامات الأول‬ ‫مدهش‬ ‫سر‬ ‫وفتوحاتك‬ ‫ويقول شاعر الجوف المر بن سالم الحضرمي ‪:‬‬ ‫ومنها ما ترى مثل السعالي‬ ‫أبادتهم جنود لم يروها‬ ‫لهم وقع الفوارس والبغال‬ ‫وخيلث الأافاكل في المهامي‬ ‫وللحبال‬ ‫فأبطل للعصي‬ ‫ومن يعصي اليقين حبال إفكِ‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫جملة من قتل من البغاة بنزوى خمسة وأربعون رجلا والأسارى فوق الألف©‬ ‫خمسة رجال ‪.‬‬ ‫الإمام‬ ‫أصحاب‬ ‫واستشهد من‬ ‫يعد تمام فتح نزوى‘ واستقرار الإمام بهاء حكم نور الدين بهدم ما بها من القلاع‬ ‫والحصون والبروج التي أحدثت أيلم الجور فأمر الإمام بإنفاذ الحكم فهدمت‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫حضر‬ ‫بجامعها ذ‬ ‫واجتمع الناس‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫بنزوى‬ ‫جمعة‬ ‫صلاة‬ ‫أول‬ ‫حضرت‬ ‫لما‬ ‫المسجد فسمع ضجيج الناس يتلاوة القرآن والصلاة والدعاء‪ .‬فقال‪ :‬الحمد لله الذي رد‬ ‫إلينا جمعتنا‪ ،‬لو لم يكن لنا من هذا المسمى إلا إقامة الجمعة لكفانا‪.‬‬ ‫وقود القبائل إلى الإمام ومبايعتهم له‬ ‫بعد استقرار الإمام بنزوى‪ ،‬يأمر بالمعروف‪ ،‬وينهى عن المنكر‪ ،‬ويميت البدع©‬ ‫ويحيي السنن‪ ،‬هرع إليه المسلمون من كل النواحي‪ ،‬ولأنه لم يلبث بها بعد الفتح إلا‬ ‫بمكا ن ‪.‬‬ ‫أدركه‬ ‫الوفود‬ ‫من‬ ‫فكل‬ ‫‏‪٤‬‬ ‫للجهاد‬ ‫خرج‬ ‫حتى‬ ‫أيا م‬ ‫سبعة‬ ‫فاول من وصله ۔ لما كان بتنوف قبل فتح نزوى ۔ العلامة ماجد بن خميس العبري ©‬ ‫مطاعاً في قومه محترما [ مقبول‬ ‫الشيخ‬ ‫وكان‬ ‫أعيان جماعته‪.‬‬ ‫بعص‬ ‫حسبما ذكرنا ) وعنده‬ ‫القول‪ ،‬عن رأيه تصدر الأوامر والمناهي‪ 0‬عظمه الناس لمنزلته في العلم والسنن© ولما‬ ‫وقر في قلبه من الإيمان‪.‬‬ ‫من الدروع ‘ فبايع‬ ‫النجادا‬ ‫رئيس‬ ‫الدرعي‬ ‫بن خليفين‬ ‫ثم وفد إليه الشيخ حميد‬ ‫وتكفل عن الدروع أجمع ‪.‬‬ ‫ثم وفد إليه بنزوى الحجريون‪ ،‬وفيهم جمع غفير من أفاضلهم وأعيانهم‪ ،‬ومعهم‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫الجمعة الثاني من شهر رجب‬ ‫وصولهم يوم‬ ‫وكان‬ ‫إعانة للدولة ‘‬ ‫من المال‬ ‫عدة‬ ‫وسر‬ ‫شوكة المسلمين ئ‬ ‫فقويت‬ ‫الجمعة‬ ‫بالجامع بعد صلاة‬ ‫الإمام‬ ‫تاريخ الامامة ‏‪ ٠‬فبايعوا‬ ‫بوصولهم الأنصار لكونهم في ذلك الوقت قبيلة واسعة عامرة بالمال والرجال© ورأيهم‬ ‫إلى أفاضلهم ‪.‬‬ ‫يراد‬ ‫لما‬ ‫وأذعن‬ ‫فبايعه ‏‪٤‬‬ ‫اليعقوبي <‬ ‫راشد‬ ‫بن‬ ‫سلطان‬ ‫الشيخ‬ ‫عبرى‬ ‫رئيس‬ ‫إليه‬ ‫وقدم‬ ‫منه؛ ووعد وعدا جميلاً‪ ،‬إذ كان هو عمدة الظاهرة وما اشتمل عليهده ولأن عبرى‬ ‫كرسيها‪.‬‬ ‫‪١٦١‬‬ ‫نهضة ا لأعيان ‪ -‬م‪١١ ‎‬‬ ‫ووفد إليه المجاعلة سعد بن سعيد ناصر وإخوته؛ وهم شيوخ الجنبة‪ ،‬بطن من‬ ‫مذحج فبايعوا‪ ،‬وقاموا بالواجب عليهم‪.‬‬ ‫ثم وفد عليه شيوخ المحاريق من آدم فبايعوا‪ ،‬وترادفت الوفود من أهل الجوف‬ ‫والسر‪ ،‬واضطربت عمان بأسرها‪ .‬وصار لذكر الإمام في ذلك الوقت صيت عظيم‪ ،‬وكتب‬ ‫نور الدين إلى الأمير عيسى يستحثه بالقدوم إلى الدخول فيما دخل فيه المسلمون كتابا‬ ‫طويلا منه‪ :‬إلى متى ثم إلى متى{ ثم إلى متى وكان قد كتب إليه منذ يوم العقد‪ .‬وكتب‬ ‫إليه عند خروجهم إلى نزوى‪ .‬فلما وصل جيرانه آل حجر قبل وصوله كتب ذلك إليه‬ ‫إزعاجا‪.‬‬ ‫وعند ذلك شدد السلطان على عمان‘‪ ،‬وقطع المدد عنها فغلت الأسعار‬ ‫الاقتصادية‪ ،‬وأخذ العمانيون في استجلاب حوائجهم بالحيلةش فلم يكن لقطع الميرة عنهم‬ ‫كبير فائدة لخصمهم ‪.‬‬ ‫بينها ونزوى ثلاثة فراسخ ‪6‬‬ ‫وهي كورة واسعة‪ ،‬من أفخم بلدان عمان سهيلى نزوى‬ ‫جميع جهاتها ‪.‬‬ ‫من‬ ‫كثيرة ‏‪ ٠‬يردها الوارد‬ ‫تجمع قرى‬ ‫في أثناء قيام الإمام بنزوى‪ ،‬بعد فتحها‪ ،‬وهو اليوم الثالث من شهر رجب من‬ ‫التاريخ المتقدم" وصل نزوى سيف بن سلطان البوسعيدي عامل السلطان على منح“‪ ،‬في‬ ‫جمع من قومه وأهل بلده‪ .‬وفي صحبته أخوه شيخ البلد حمود بن سلطان‘ وأذعنوا‬ ‫للإمام وبايعوه‪ .‬وكان ابن الشيخ حمود ممن قام بمن عنده لمناصرة عامل نزوى وقت‬ ‫الحرب‘ فقتل وقتل جماعة من حزبه‪ .‬ولما فتحت نزوى لم يكن من أهل منح إلا الطاعة‬ ‫والتسليم للإمام من غير حرب‘ فسلم والي منح ما بيده من بيت المال‪ ،‬ونزل من‬ ‫الحصن والقلعة التي بالفيقين© ورفع يده عن كل شيء‪ ،‬وسأل العفو عما مضى منهم‪،‬‬ ‫فعفا عنه؛ كما هي عادته‪ ،‬وأرسل إليهم بعد خروجهم عند الشيخ سالم بن بدر بن هلال‬ ‫الهنائي لقبض المعاقل من يد الوالي‪ ،‬فسلموها له‪.‬‬ ‫قتح ازكى‬ ‫وهي المعروفة عند أهل عمان بجرنان‪ ،‬وكانت من أقدم قرى عمان‘‪ ،‬وفي التاريخ‬ ‫‏‪١٦٢‬‬ ‫أن عمارتها قبل نزوى بسنين عديدة ويقال‪ :‬إنها سميت جرنان باسم صنم كان بهاث ويذكر‬ ‫أهلها أن بها سفتجابة تمثال‪ ،‬ولطول الدهر امتنع دخوله لأهوال يصادفها من أراد ذلك ‪.‬‬ ‫وفي المثل العماني‪ :‬ما وقعت فتنة بعمان إلا وأصلها من جرنان‪ ،‬وبها محلتان متقابلتان‪،‬‬ ‫تسمى إحداهن اليمن© يسكنها اليمانية‪ ،‬والثانية النزار‪ .‬يسكنها النزارية‪ .‬وفي ذلك يقول‬ ‫شاعر العرب أبو مسلم‪:‬‬ ‫فإن عمدة هنذاالأمر جرنان‬ ‫وأين أزكى وطيس الحرب ما فعلت‬ ‫كان بأزكى عاملا للسلطان السيد سعود بن حمد بن هلال ۔ رحمه الله‪ .‬وكان مؤمناً‬ ‫ورعا صادقا‪ .‬محباً للمسلمين‪ .‬ولما بلغه اجتماع المسلمين سر بذلك سرورا عظيما‬ ‫فأرسل للإمام سرًا‪ ،‬ووعدهم بتسليم أزكى لهم‪ ،‬وأنه لا يمنعه من الإعلان بأمرهم‬ ‫والدعاء إليه إلا العسكر الذين معه‘© فإنه يخشى منهم المعاجلة والتيقظ‪ ،‬فيصعب الأمر ؛‬ ‫لان عسكره من أهالى حضرموت‘ فهم أشد نكاية على المسلمين‪ ،‬وأكثر مناصحة‬ ‫للسلطان فأرسل إليه الإمام سرية‪ ،‬يقدمها العلامة أبو مالك عامر بن خميس©‪ ،‬وعنده‬ ‫الحجريون ومن انضم إليهم‪ ،‬وقد بلغهم أن السيد حمود بن حمد أخا العامل سعود بن‬ ‫حمد وصل إلى أزكى لضبطها وسد ثغورها‪ ،‬وكان حمود شهماً جريئاً من أجل قواد‬ ‫السلطان فيأتيه بالعدة والعدد وما يحتاج إليه من القابلات‪ ،‬فخرج حمود وهو على ثقة‬ ‫وأحدق‬ ‫فاحكم ثغورها‪،‬‬ ‫من البلاد ودخول أبي مالك لها‬ ‫من أخيه فوافق خروجه‬ ‫الحصن‪ .‬فكان وصوله عونا للسيد سعود فاجتمع به بمسجد الجامع من حارة اليمن©‬ ‫وأخبره بما جاء به من قبل الإمام‪ ،‬فأظهر السرور وأجابهم‪ :‬إني ما قعدت هنا إلا رجاء‬ ‫لقيام دولة تلم الشعث© وتجمع الشمل وما أمسكت هذا المعقل إلا للمسلمين© وإني‬ ‫واحد منكم فسرهم ما أبداه لسانه الصادق من النصح فكتب للإمام بذلك‪ ،‬ورجع السيد‬ ‫لحصنه‪ ،‬ودبر الحيلة لإخراج العسكر منه‪.‬‬ ‫من سنة الإمامةء وقت صلاة العصر بعد صلاة‬ ‫وفي ليلة التاسع من شهر رجب‘‪،‬‬ ‫جمعتين بنزوى‪ ،‬خرج الإمام وصحبته القواد والأنصار والعلماء والأخيارث وقد استخلف‬ ‫على نزوى الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري‪ ،‬فصلى العشاءين بفرق وبات بالبركة‬ ‫ليلة عاشر ووصل أزكى نصف النهار من يوم عاشر وقبل وصول الإمام وصل السيد‬ ‫حمود بن حمد راجعا من حضرة السلطان بما أحب‘ فتعجل القدوم إلى بلد سيدى ‏‪٥‬‬ ‫‪١٦٣‬‬ ‫وهي من أعمال أزكى‪ ،‬وما ظن أنه أخرج خدعة فلما وصل الإمام كتب إليه صحيفة‬ ‫بها‪.‬‬ ‫لا بياض‬ ‫صغيرة‬ ‫يتس واقر اتق توتة‬ ‫مے ے‬ ‫بن‬ ‫من إمام المسلمين وحجة رب العالمين سالم بن راشد الخروصي إلى حمود‬ ‫حمد بن هلال‪ .‬أما بعد؛ فإذا وصلك كتابى هذا فارتحل من سيدى‪ ،‬وإلا فإن الشريعة‬ ‫‏‪.١٣٣١‬‬ ‫أباحت دمك ا ه ‏‪ ١٠‬من رجب سنة‬ ‫الرعايا لهم ‪ .‬فرجع‬ ‫لخذلان‬ ‫فلم ير السيد حمود مجالا للقيام ‪ .‬ولا مقابلة عنده‪8‬‬ ‫وفي اليوم الثاني عشر من الشهر المذكور‪ ،‬نزل السيد سعود من الحصن‪ ،‬وتقدم‬ ‫إلى الإمام بمسجد الحبيب من أزكئ وبايعه؛ وسلم الحصن من غير حرب‘ بل رغبة منه‪.‬‬ ‫فرأى الحضارم وعقيدهم عوض‪ ،‬أن لا طاقة لهم بالحرب‘ وقد قهر الحصن عليهم بنو‬ ‫راشد أهل القريتين فإن السيد سعود دخلهم مستعينا بهم في الظاهر‪ ،‬فأنزلهم بالقلاع‬ ‫المشرفة على مراصد الحصن؛ وبعد خروجه أمرهم بإطلاق النار على الحضارم‪ ،‬إن لم‬ ‫يرضوا بالخروج‪ .‬وإن المسلمين من ورائهم فما شعروا إلا والبنادق على رؤوسهم‪6،‬‬ ‫فخرجوا كرهاً‪ ،‬وتحملوا بمن عندهم‪.‬‬ ‫وفي اليوم الخامس عشر دخل الإمام الحصن واستولى على البلاد‪ ،‬ودانت له‬ ‫حواشيها‪ ،‬وأصدر الأوامر بالرشاد‪ ،‬والنهي عن الفساد ثم وجه الخطاب إلى بني رواحة‪،‬‬ ‫أن يدخلوا فيما دخل فيه المسلمون‪ .‬وكان الشيخ حامد بن سيف بن أحمد الرواحي© قد‬ ‫أمسك بيت القارورت‘ والقلاع التي بناها الوالي سليمان بن سويلم‪ .‬خادم السلطان لحرب‬ ‫ريام‪ .‬وقد تجمع عند الشيخ حامد في ذلك الوقت جماعة كبيرة من سراة عبس‪ ،‬فخرج‬ ‫إليهم العلامة أبو مالك مخاطبا‪ .‬إما الإذعان أو الحرب فتأجلوا إلى وصول الشيخ عيسى‬ ‫وسيد الوادي الشيخ عبد الله بن سعيد الخليليؤ وإنهم لا يقطعون أمرا دونهم فأعطاهم‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪١٦٤‬‬ ‫قدوم الشيخ عيسى‬ ‫في اليوم السابع عشر من شهر رجب من السنة المذكورة‪ ،‬وصل أزتى الشيخ‬ ‫عيسى بن صالح‪ ،‬وفي صحبته أخوة الشيخ المجاهد علي بن صالح‪ ،‬وأبناء عمه حمدون‬ ‫وحمد ابنا حميد بن عبد الله‪ ،‬وأعيان جماعته الشيخ سالم بن عمير‪ ،‬والشيخ محسن بن‬ ‫عامر ملبياً دعوة الإمام‪ ،‬فسر به الصديق‪ ،‬وبوصوله انثنى كثير من الأعداء عن التعرض‬ ‫للدولة بالمكايد فتلقاه الأنصار خارج البلدث وكان نزوله محلة اليمن من أزكى‪.‬‬ ‫الله برحمته‬ ‫رحمهم‬ ‫والعلامة أبي مالك ء‬ ‫الدين‬ ‫الاستراحة والمفاوضة بينه ونور‬ ‫وبعد‬ ‫الواسعة‪ ،‬أجابهم إلى البيعة ‪.‬‬ ‫بيعة الشيخ عيسى ‪:‬‬ ‫بايعناك على طاعة الله وطاعة رسوله‪ ،‬والأمر بالمعروف‘ والنهي عن المنكر وبايع‬ ‫أعيان قرصة بعد بيعته على مثل ما بايع الأمير ثم بايع بقية قومه‪ .‬ولما انتهت البيعة‬ ‫ارتجل سيدي نور الدين خطبة فائقةش أظهر فيها النصح للمسلمين وحضهم على التمسك‬ ‫بسيرة الصالحين ولم تكن الخطبة محفوظة ولا مأثورة فنذكرها‪.‬‬ ‫وبعد ذلك شرع الأمير عيسى في التوسط بالصلح بين السلطنة والإمام" على أن لا‬ ‫يتعدى الإمام حوزته التي هو فيها إلى سمايل© وشرط في الوفاق على ذلك‘ وكادت أن‬ ‫تكون مشكلة‪ .‬تؤدي إلى التخاذل‪ ،‬لرغبة الأنصار في الجهاد ودفع سوق البغي إلى‬ ‫الكساد‪ ،‬فقيض الثه آل حجر جيران الأمير فجاهروه بعدم القبول‪.‬‬ ‫وفي اليوم التاسع عشر من شهر رجب من التاريخ الأول‪ ،‬قدم الشيخ حامد بن‬ ‫سيف الرواحي لمقابلة الإمام بواسطة الشيخ عيسى فبايع الإمام‪ .‬وسلم له بيت القاررت‬ ‫من أزكى‪ ،‬والقلاع التي بنيت على طريق المسلمين‪ ،‬للتضييق على النزار من غير حرب©‬ ‫لفقود‬ ‫ودخل كثير من بني رواحة تحت طاعتهم‪ ،‬فصارت بيعتهم من أقوى الأسباب©‪،‬‬ ‫دولة الإمام إلى سمايل وما يليها‪ ،‬ولا طريق إلى سمايل إلا في واديهم المعروف بوادي‬ ‫العربى ‪.‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪ ٠‬ا‪- ‎‬‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫\‬ ‫‪٠‬‬ ‫]‬ ‫‪٠‬‬ ‫\‬ ‫‪ ٠‬ك‪‎‬‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫‪ ١‬ز ‪-‬‬ ‫ا‪‎‬‬ ‫أ‬ ‫‪١ -‬‬ ‫أ‪‎‬‬ ‫أ‬ ‫‪٠‬‬ ‫ك‪‎‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١٦٥‬‬ ‫وأما القلاع فبناهما سليمان بن سويلم مولى السلطان فيصل على أفلاج بين ريام‬ ‫وطرقهم‪ 6‬لسد المنافذ عنهم‪ .‬وكان سليمان فاتا ذا بسالة وتجربة للحروب‘‪ ،‬يجر‬ ‫الجيوش السلطانيةث ويقودها على من ناوأه وخالفهث وقد ضيق على بني ريام ودمر‬ ‫أنهارهم‪ ،‬وأعانه على ذلك بنو رواحة؛ لأن رياماً خصمهم في القسمة الشيطانية التي‬ ‫أهلكت عمان‪ ،‬هذا غافري‪ ،‬وهذا ساوي‪.‬‬ ‫بعد أن استقر الأمر بأزكى‪ ،‬حكم الإمام سالم بفتوى نور الدين‪ :‬أن تهدم القلاع‬ ‫المبنية بالبغيى على طرق المسلمين فهدمت‘ وأن يرة بيت القارورت الذي اغتصبه الشيخ‬ ‫حامد إلى أربابه؛ وطلب الشيخ حامد ما أنفق فيه للعمارة‪ .‬وما دفعه في زيادة البناءء فلم‬ ‫ير له نور الدين ذلك‪ ،‬وأجابه أن لا عناء لغاصب ‪.‬‬ ‫عين الإمام سالم واليا لأازكى‪،‬ؤ الشيخ حمدان بن سليمان النبهاني والشيخ أبو زيد‬ ‫عبد الله بن محمد قاضيا‪ .‬وحجر على حمدان أن لا يقدم على أمر إلا بإذن أبي زيد‪.‬‬ ‫واستراب بعض الفقهاء من تولية الشيخ حمدان‘ وتلك مصلحة رآها اللإمام في ذلك‬ ‫عزله بعل ذلك‪.‬‬ ‫الرقت ‏‪ ٠‬ثم‬ ‫أثناء هذه الحركة أرسل الإنكليز بطلب من السلطان شرذمة من عساكرهم الهنود ©‬ ‫ببيت ‏‪ ١‬لفلج على ثغر مطرح ‪.‬‬ ‫مسقط "} فقعدوا‬ ‫ولحماية عاصمة‬ ‫قتح العحوابي‬ ‫(وهي المعروفة في الكتب القديمة سوني القديمة‪ .‬وكان حصنها تحت سلطنة‬ ‫مسقط) أحسن الشيخ السياسي مهنا بن حمد العبري بانتصارات الإمام وأعوانه في جميع‬ ‫المواقف‘ فهاله قيامهم بحقوق الشعب‘ وأزعجه استنقاذهم الممالك من أيدي المتغلبين‬ ‫في أسرع وقت‘ وغبطهم في إنشاء حكومة شرعية أضاء لها المصر‘ وفرح بها الشعب ‪.‬‬ ‫ولا نصيب فيها له‪ ،‬فاسف لتأخره‪ ،‬ولام نفسه على تلكمؤه من الانضمام في السلك الذي‬ ‫جروا فيهش فحاول أن يقوم بنفوذ جديد‪ ،‬يجعله قطباً في دائرة الجمهور‪ ،‬وامتاز بمهاجمة‬ ‫العوابي© لكونها لم تفتح بعد‪.‬‬ ‫سحب هذا الرئيس كتائبه إليها‪ .‬وزحف بنفسه عليهاؤ فطبق أفقها رميا ملحاً كشهب‬ ‫الرجم هاج بها ارتماء‪ ،‬فما كان عاملها الشريف ليطيق ذلك‘ وقد أخذ الأهالي الذين‬ ‫‪١٦٦‬‬ ‫المعقل‬ ‫من‬ ‫للخروج‬ ‫وا ضطرره‬ ‫وا لانتقام منه‪،‬‬ ‫في السا بقى بالضغط عليه‪،‬ث‬ ‫لحكمه‬ ‫خضعوا‬ ‫سلم‬ ‫حياته حتى‬ ‫ولا هنات‬ ‫عينه‪5.‬‬ ‫فما قرت‬ ‫جعله وكرا له غير أسماء على فقده‘‬ ‫الذي‬ ‫ناصر بن راشد الخرورصى [ واتخذوا‬ ‫الإمام الشيخ‬ ‫صف‬ ‫الحصن [ وفي مقدمة المحاصرين‬ ‫للحصن سرداباً‪ ،‬كاد أن يحرق البارود فيه‪ ،‬لولا خضوع ممن فيه‪ .‬وفي اليوم السابع عشر‬ ‫من شهر رجب‘ من سنة الفتح‪ ،‬خرج الشريف عبد الله بن سالم الحضرمي من أهالي‬ ‫حضرموت من حصن سوني وهو بيت العوابي ‪.‬‬ ‫تبرع الشيخ مهنا بن حمد بقيامه هذا‪ ،‬وجعله كفارة تأخره عن الدخول‪ ،‬أول وهلة{‬ ‫فإنه‬ ‫نجواه؛‬ ‫بين يدي‬ ‫التاريخ له منقبة كبرى ‪ .‬قدمها‬ ‫فيما اجتمع عليه المسلمون ‪ .‬ويعدها‬ ‫فشكر‬ ‫بني عمه ‪.‬‬ ‫من‬ ‫بمعيته‬ ‫ومن‬ ‫وبايع هو‬ ‫وسلمها للا ما م بسمايل ‪.‬‬ ‫قذ م بعد فتحها ئ‬ ‫عندهم ‪.‬‬ ‫بدخوله‬ ‫وفرحوا‬ ‫صنيعه {‪}6‬‬ ‫المسلمون‬ ‫وأزكى ومنح والعموابي ‪:‬‬ ‫المر بن الحضرمي في فتح نزوى‬ ‫قاله شاعر الجوف‬ ‫ومما‬ ‫رانلحة الغوالي‬ ‫كتم تمم‬ ‫للقتال‬ ‫هبوا‬ ‫اللله‬ ‫جنوة‬ ‫بأنفسكم لنصرة ذي الجلال‬ ‫واستعدوا‬ ‫الله هُبُوا‬ ‫جنوة‬ ‫والموالي‬ ‫أعدت للمجاهد‬ ‫حور‬ ‫الجنات‬ ‫الله في‬ ‫أطراف العوالي‬ ‫مفاتحهن‬ ‫قصورا‬ ‫بها‬ ‫الله إن‬ ‫كأزي النحل شيب بما الزلال‬ ‫فيه‬ ‫اله إن القتل‬ ‫يبين على الئسا فضل الرجال‬ ‫بماذا‬ ‫لولاه‬ ‫الله‬ ‫إلى الفضل المؤئل والمعالي‬ ‫تنوف‬ ‫الله قد سبقت‬ ‫جنود‬ ‫والجمال‬ ‫وتاهت بالمحاسن‬ ‫عَلَث قدرا ومقداراً وفخراً‬ ‫القذال‬ ‫مُسوَذ‬ ‫يبيض‬ ‫به‬ ‫سالمي‬ ‫لأمر‬ ‫انثدبث‬ ‫إذ‬ ‫المحال‬ ‫مشل‬ ‫رآه بعضهم‬ ‫له أولو الالباب حتى‬ ‫فحار‬ ‫جبال زلزلث شم الجبال‬ ‫وشايعتئُه‬ ‫أراد‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫قمم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وهم نفر كرهط أبي بلال‬ ‫الإمامة واستعيدوا‬ ‫بها عقدوا‬ ‫وهم نفر كرهط بني هلال‬ ‫إماما‬ ‫لهم‬ ‫أقاموا سالما‬ ‫الرمال‬ ‫عدد‬ ‫فخرهم‬ ‫مأثر‬ ‫من القوم الكرام بني خروص‬ ‫وراشذ راشد زاكي الخصال‬ ‫فشالم المم من كل عيب‬ ‫‪١٦٧‬‬ ‫دواعي الحرب والرب العضال‬ ‫جميري‬ ‫ابن ناصر‬ ‫وناصر‬ ‫بعيد الصيت منقطع المثال‬ ‫فتى من آل حمير شَمُري‬ ‫الهلال‬ ‫مشل‬ ‫منهم‬ ‫وكل‬ ‫ولبّت من هناة بنو هلال‬ ‫يديروا الرأي والسبع الليالي‬ ‫أقاموا سبعة الأيام فييَا‬ ‫ولم يجدوا بنزوى من يوالي‬ ‫وإنذار لنزوى‬ ‫مناصحة‬ ‫ليعتادوا على الحرب السجال‬ ‫إلا‬ ‫الإنذار‬ ‫نفعتهم‬ ‫فما‬ ‫للقتال‬ ‫أعدت‬ ‫مصاليت‬ ‫غاب‬ ‫الإمام بأسد‬ ‫فأئنيُم‬ ‫وأحرز ما تبقى بالشمال‬ ‫يمينا‬ ‫ومد لأخذ مدتهم‬ ‫على نزوى السقالة من سَقال‬ ‫ولما استفتحوا سمداً أفاضوا‬ ‫النزال‬ ‫يوم‬ ‫أبطالها‬ ‫رأت‬ ‫فدانت عقرهم من بعد عقر‬ ‫ومنها ما يرى مشل السعالي‬ ‫أبادتهم جنود لم يروقما‬ ‫لهم وقع الفوارس والبغال‬ ‫وخيّلت الأفاكل في المهامي‬ ‫كالخيال‬ ‫رأوها‬ ‫ونادرة‪.‬‬ ‫فكم من آية ظهرت عيانا‬ ‫وللحبال‬ ‫فأبطل لليصي‬ ‫رمى بعض اليقين خيال إفك‬ ‫تبايعه ومن أقصى الشمال‬ ‫أنته من أقاصي الشرق قوم‬ ‫به عينا وطابت بالوصال‬ ‫نزوى وقررت‬ ‫ولما استفتحوا‬ ‫ترى سفك الدما منح النوال‬ ‫سرت منه إلى منح سرايا‬ ‫أرى الحصن المشيد بلا قتال‬ ‫وحازوا‬ ‫القلاع لهم‬ ‫وفتحت‬ ‫مشيجاآ بالنجائب والرعال‬ ‫وبالركب الزكي سرى لأازكى‬ ‫فتى حمد سعود فتى هلال‬ ‫لأن فيها‬ ‫بالسعود‬ ‫أتاها‬ ‫بتفريق العساكر والرجال‬ ‫عدا لهم لفتح الحصن عونا‬ ‫وتم لهم بها حسن الممآل‬ ‫نتملهم بهانصر رنتح‬ ‫له القلع المشيدة في الجبال‬ ‫ودانت‬ ‫قاروت‬ ‫حصن‬ ‫وخلص‬ ‫وبال الحرب منه إلى وبال‬ ‫فكفقوا‬ ‫عبس‬ ‫بنو‬ ‫وبايعه‬ ‫ذوو العليا وسادات الشمال‬ ‫للعوابي‬ ‫خروص‬ ‫وقام بنو‬ ‫من بني عم وخال‬ ‫بجيش‬ ‫وأيدهم قتى حَمَد مهنا‬ ‫وارتذال‬ ‫بدن‬ ‫شريفيُم‬ ‫وغدا ذليلا‬ ‫فأذعن حصنها‬ ‫‪١٦٨‬‬ ‫أهمل الضلال‬ ‫وأظضهركم على‬ ‫إمام‬ ‫يا‬ ‫نصرك‬ ‫الله‬ ‫أدا م‬ ‫قا ل‬ ‫كل‬ ‫وأرغم‬ ‫وا قبال‬ ‫بسعد‬ ‫‏‪ ١‬لغرا‬ ‫‏‪ ١‬لدولة‬ ‫وأبقى‬ ‫قتح سمايل القيحاء‬ ‫في‬ ‫العاصمة‬ ‫على وجهها ئ تقع هذه‬ ‫بها وطفوحه‬ ‫الماء‬ ‫فوران‬ ‫لكثرة‬ ‫سميت الفيحاء‬ ‫به ثغور جليلة‪ ،‬وبلدان جميلة‪ ،‬آهلة بالرجال© تحدق بها الجبال‬ ‫إقليم بهى كبير سرى‬ ‫المواصلات‬ ‫طرق‬ ‫لا يستطاع ‪ .‬تجمع‬ ‫ومعقل‬ ‫لا يراع‬ ‫اليمين والشمال ‏‪ ٥‬فهي جمى‬ ‫عن‬ ‫والباطنة والشرقية‬ ‫مسقط‬ ‫بين‬ ‫والصيف ‪6‬‬ ‫عليه رحلة الشتاء‬ ‫تدور‬ ‫محور‬ ‫الجهات ‪.‬‬ ‫لكثير من‬ ‫العرب‬ ‫شاعر‬ ‫يصفها‬ ‫تغخص به }‬ ‫الذي‬ ‫وبلعومها‬ ‫الذي تتنفس منه ©‬ ‫عمان‬ ‫حلقوم‬ ‫‪6‬‬ ‫والجوف‬ ‫فيقول ‪:‬‬ ‫سمايل فهي للسلطان سلطان‬ ‫وأين حلقوم ذاك الملك معقله‬ ‫وذبيان‬ ‫والأجربان بنو عبس‬ ‫وأين عن أَجرَبَيْهَا منم بيضتها‬ ‫فبنو عبس وذبيان القبيلتان اللتان تتكىء عليهما هذه العاصمة ذات الأسواق الرائجة ©‬ ‫تحف‬ ‫قصورهم ‪6‬‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫فينصرفون‬ ‫دروهم ‘‬ ‫تدخل‬ ‫الجارية ‏‪٤‬‬ ‫والعيون‬ ‫‪6‬‬ ‫المشيدة‬ ‫والحصون‬ ‫بهذه المياه بساتين ملتفة بها الأشجار كأن الحور أعارتها قدودها وكستها برودها‪ .‬تحمل‬ ‫ضروباً من الفاكهة تهش لها النفس‘ ويجتمع بها الأنس‪ ،‬ولا ترى بها الشمس& كأنما‬ ‫عناها الشاعر بقوله ‪:‬‬ ‫بالسبت‬ ‫الذمي‬ ‫كفرح‬ ‫إذا ما بدت‬ ‫تفرح بالشمس‬ ‫هي أول بلد بعمان دخلها الإيمان‪ ،‬هي بلاد مازن بن غضوبة العماني‪ ،‬الصحابي‬ ‫الذي وفد على النبي ية‪ .‬وأسلم على يديه وقصته مشهورة‪ ،‬استوفى ذكرها سيدي نور‬ ‫الدين بتحفة الأعيان ‪.‬‬ ‫خرج‬ ‫الامامة ‪6‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫رجبا‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫والعشرين‬ ‫السادس‬ ‫اليوم‬ ‫حصر‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫سالم بن راشد الخروصي من أزكى بجنوده إلى سمايل وباتوا بالقارورت‘ وأقالوا بالعين‬ ‫بها إلى‬ ‫وباتوا‬ ‫بها ز‬ ‫وأقاموا‬ ‫والعشرين ئ‬ ‫هيل ليلة الثامن‬ ‫ببلدة‬ ‫بني رواحة ‏‪ ٠‬وباتوا‬ ‫من‪ :‬وادي‬ ‫آخر ليلة التاسع والعشرين‪ ،‬فخرج الجيش من هيل‪ ،‬ودخل سمايل من جميع جهاتها‪.‬‬ ‫الإمام‬ ‫جهة العلاية [ فنزل‬ ‫من‬ ‫معهم‬ ‫وبني هناة ومن‬ ‫وأمير الشرق‬ ‫الإمام‬ ‫دخول‬ ‫كان‬ ‫‪١٦٩‬‬ ‫بمحلة الجبيليات من السافلة‪ ،‬وأمير الشرق بالإبراهمية في العلاية‪ ،‬وكان دخول الشيخ‬ ‫الحميري ومن عنده من جهة اللجيلة‪ ،‬ونزل بالجبيليات من السفالة‪ ،‬فأقاموا محاصرين‬ ‫لحصنها‪ .‬وفي أثناء هذه الثورة تقدم إلى سمايل السيد نادر ابن السلطان فيصل بأمر أبيه ‪6‬‬ ‫لمقاومة الثائرين ودفعهم‪ ،‬فاجتمع إليه جمع عظيم من العمانيين‪ ،‬وضبط ثغورها‪ .‬فجعل‬ ‫أمراء بنتي بو علي ومن عندهم على باب العق وهو الطريق الخارج إلى الشرقية‪ .‬والداخل‬ ‫من الشرقية إلى مسقط‪ .‬وأمر الشحوح ومن عندهم أن يكونوا ببدبد وترك بقية قومه من‬ ‫البدو والحضر عنده بسمايل©‪ ،‬وأكثرهم من آل وهيبة‪ ،‬وأقسموا له أنهم يموتون أمامه‬ ‫ويقاتلون قدامه يستجلبون بذلك العطا‪ 6‬ويبطنون لهم الخطاء فأخذوا كثيرآ من النفقات‬ ‫العظيمة والجوائز الجسيمة‪ ،‬حتى امتلأت عيابهم‪ ،‬وفاضت أوطابهم‪ ،‬فلما تحقق عندهم‬ ‫عزم الإمام العادل مُرع أولئك المتوكلون تحت ظلام الليل وركنوا إلى الفرار وركبوا‬ ‫العارث ولم يفد فيهم بذل الدرهم والدينارش وأسلموا سيادتهم بعد أن أفرغوا مادتهم‬ ‫وتفرقوا أيدي سبا‪.‬‬ ‫قريب‬ ‫عما‬ ‫عداوة‬ ‫تصير‬ ‫في غير دين‬ ‫وكل صداقة‬ ‫فحاول السيد نادر أن يجمع كتائبه الحائرة الفارة‪ .‬فلم يستطع ‪ .‬فأوجب الأمر أن‬ ‫يغلق باب الحصن ويدافع جهده بما عنده ومن عنده من بني عمه‘ وكانوا اثني عشر‬ ‫سيدا وغيرهم من الرؤساء أهل الثبات حين لم يجد من يثق به‪ ،‬فيهاجم الثوار خارج‬ ‫الحصن‪ .‬وكان دخول الإمام ضحى النهارش والحصن يقذفهم بوابل الأمطار الرصاصية ©‬ ‫فلا تسمع إلا دوي المدافع الهائلة وقواصف البنادق القاتلة‪ .‬فأظلمت الآفاق‪ ،‬واحتجب‬ ‫نور الشمس من الإشراق‪ ،‬وأدى بكثير من النفوس إلى الإرهاق‪ ،‬وقتل في تلك الواقعة‬ ‫من أصحاب الإمام ثلاثة أو أربعة وجرح أناس‪ ،‬ولا يعرف من أصيب بالحصن ولم يزل‬ ‫الحصار مستمرا‪ ،‬وجعل للحصن نفقا‪ .‬وضغوا البارود فيه‪ .‬وأضرموا عليه النارث فتزلزل‬ ‫كثير منه‪ ،‬وانكسر جانب من جدران السور المحيط به‘© ولم ير القائد زاهر بن غصن‬ ‫الوثوب عليه عند مثار البارود كما هي العادة لأن ما بقي منه القوي المانع ‪ .‬ولأن ممن فيه‬ ‫أسود تحفزت للوثوب‘ فبقيت بينهم المراماة‪ ،‬وبسبب انهدام السور‪ ،‬وقع فيهم تضعضع‬ ‫وسئموا الإقامة‪ .‬وأيسوا من المناصرة‪ ،‬فدخل عليهم سيّد الوادي الشيخ عبد النه بن سعيد‬ ‫الخليلي‪ ،‬وأبدى لهم النصح الواجب‘ فأدرك السيد نادر ضرورة القضاء إلى التخلي عن‬ ‫الحصن والخروج منه حين لم يغن عنهم الدفاع المجيد شيئا‪ .‬وتعهد لهم الشيخ الخليلي‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫أن يكون الحصن بيده إلى انقضاء خمسة عشر يوما من يوم خروجهم‪ .‬فإن صحت‬ ‫للسبطان استطاعة إلى إرسال نائب يقهره‪ ،‬وإلا فلا لوم عليه بعد ذلك إن سلمه للإمام‪6‬‬ ‫وأن يحملوا ما بقي عندهم من العدة‪ ،‬واستأذن في هذا التعهد الإمام‪ .‬وطلب الإجازة‬ ‫منه‪ 5‬فأسعفه بما أراد©‪ 5‬لما رأوه من قدرتهم في ذلك الوقت{ وتضعضع أمر السلطان ‪.‬‬ ‫غادر السيد نادر حصن سمايل ليلة الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام الفتح‬ ‫ورمي بالمدافع‪ ،‬وكسر جانب من الحصن‬ ‫بعد بلاء عظيم‪ ،‬وجهد كبير‪ ،‬وقتال عنيف‘ؤ‬ ‫بإثارة البارود‪ .‬فمكث بعض تلك الليلة بسحراء محل الشيخ الخليلي© وفي آخرها خرج‬ ‫على طريق وادي بني جابر‪ 8‬وصحبة الشيخ الخليلي إلى بلد الخوض وابنه الشيخ علي بن‬ ‫عبد الله إلى مسقط ‪.‬‬ ‫احتاجت هذه الغزوة من النفقة خمسين ألف قرش فضة صرف عمان وخمسين ألف‬ ‫فشقة‪ .‬وبالعبارة العمانية «رميةا ولسمايل أهمية خاصة فهي المنقذ الوحيد الفاصل بين‬ ‫الساحل والداخلية‪ ،‬وقد أدى سقوط سمايل إلى زعزعة مركز السلطان‪ .‬وفي كتاب عمان‬ ‫‏‪ :٨٢‬وكتب برسي كوكس الوكيل السياسي بمسقط قديما أن‬ ‫لشركة الزيت الأمريكية ص‬ ‫‏‪ ٨٦‬كتاب عمان‪ .‬وقد صرح‬ ‫السلطان بغير سمايل لن يكون أكثر من شيخ بمسقط ص‬ ‫الإنكليز بأنهم لم يسمحوا بالهجوم على مسقط ومطرح‪ ،‬وكتبوا للإمام كتابا نذكره في آخر‬ ‫الفصل‘‪ ،‬فأرسلوا شرذمة من الجنود الهنود إلى بيت الفلج ثغر مطرح‪ .‬وفي شهر شوال‬ ‫من السنة المذكورة‪ ،‬ضاعف الإنكليز حاميتهم ببيت الفلج خارج مسقط وعرض الوكيل‬ ‫السياسي البريطاني على السلطان في نصيحته له هذه العبارة ص ‏‪( ٢٢‬بل الحرب العالمية)‬ ‫لقد كان الثوار قايضين على زمام الموقف‘ باحتلالهم وادي سمايل وحصن سمايل اللذين‬ ‫كانا ضروريين لازدهار مسقط التجاري ‪.‬‬ ‫فتح بدبد‬ ‫والشرقية‬ ‫سمايل‬ ‫وادي‬ ‫ثغر‬ ‫وهي‬ ‫للمسلمين ‪6‬‬ ‫مال‬ ‫بيت‬ ‫كلها‬ ‫كانت‬ ‫واسعة ‪6‬‬ ‫بلدة‬ ‫هي‬ ‫من جهة مسقط‘ فتكون أيضا ثغر الباطنة من الشرقيةث وهى البلدة التى اجتاحها السيل‬ ‫بعل ذلك‪.‬‬ ‫فنعمرت‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫وخمسين ومائتين هجرية‬ ‫إحدى‬ ‫عام‬ ‫العارم‬ ‫وكا ن‬ ‫بديد‪.‬‬ ‫حصن‬ ‫لحصار‬ ‫ممتثلا أمر ‏‪ ١‬لإمام‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ١‬لسيد سعود‬ ‫وفي صحبته‬ ‫‪١٧١‬‬ ‫فأقام الحصار عليها‪ ،‬ثم بلغه أن السيد تيمور بن‬ ‫فيه الحضارم عسكر السلطان فيصل‬ ‫وكتب إليه‬ ‫على بديد‪.‬‬ ‫الهجوم‬ ‫وأن قصده‬ ‫جمع‪6‬‬ ‫فيصل قدم إلى بلدة الخوض ا وعنده‬ ‫أهل الخوض‪ :‬أنا لا نقدر على منعه‘ ولا على الامتناع من أمره‪ ،‬متى أراد منا أن نقوم‬ ‫عنده‘ ونحب وصولكم‪ ،‬فأرسل الأمير إلى الإمام بالواقع© وأن يرسل إليه من يقوم‬ ‫بحصار الحصن‪ .‬فأرسل الإمام طائفة من الجيش يقدمهم الباسل العفيف الشيخ علي بن‬ ‫هلال بن زاهر الهنائي وفيهم مطاوعة الحجريين‪ ،‬وآخرون من ريام وعبس‪.‬‬ ‫وأجمع رأي الأمير ومن عنده على مصادمة السيد تيمور‪ ،‬قبل دخوله وادي سمايل©‬ ‫فركبوا من ليلتهم‪ ،‬ووصلوا فنجا بعد العتمة‪ ،‬فنزلوا بالتصاويرث وهو مكان آخر فنجا من‬ ‫الجانب النعشي©‪ ،‬وأصبحوا هناك إلى بعد الظهر يستفسرون الأخبارث ويطلعون ما عند‬ ‫السلطان‪ ،‬ثم زحفوا إلى بلدة الخوض‪ .‬وقد‪.‬خرج السيد تيمور منهاثء فكانت ضيافتهم‬ ‫ذلك اليوم عند الشيخ حميد بن عمير الهنائي لأنه كبير أهل البلد ثم انتقلوا عنه بعد‬ ‫تناول الغداء‪ ،‬وأقاموا بالجانب النعشي منها مرابطين‪ ،‬والسيد تيمور مقيم بالشب في‬ ‫مقابلتهم في أثناء حصار حصني سمايل وبدبد‪.‬‬ ‫وصل السيد حمد ابن السلطان فيصل لبلد اللجيلة بمن عنده من جنود‪ ،‬مناصر‬ ‫لاخيه السيد نادر‪ ،‬فما تيسر له دخولها‪ ،‬ثم عزم أن يهاجم يدبد وممن فيها؛ لأن عساكرهم‬ ‫بحصنها‪ 8‬فعطف عليها‪ .‬وعطف معه أصحابه‪ .‬وقد شدد المرابطون الخناق على من بها‪،‬‬ ‫فوصلهم الخبر قبل وصوله‪ ،‬فتلقاه أمير المرابطين الشيخ علي بن هلال عند بلد الوغلة‪،‬‬ ‫وغربي وادي الضبعون‘ؤ فصدقوهم القتال حتى ردوهم إلى مكانهم الذي خرجوا منه‪6‬‬ ‫فرجع السيد حمد بغير طائل لا من بدبد ولا من سمايل‪ .‬كتب الإمام إلى بني جابر‪ :‬إما‬ ‫فأخذوا ثلاثة أيام أجلا‪ ،‬يدبرون‬ ‫أن يُخرجوا السيد حمد من بلادهم أو يتهيأوا للحرب‬ ‫الحيلة لإخراجه يوجه حسن‪ ،‬حتى خرج وتوجه إلى مسقط ‪.‬‬ ‫وفي الساعة التي انهزم السيد فيها كر الشيخ المجاهد علي بن هلال بمن معه على‬ ‫الحصن وهو يمطر عليهم بوابل من الرصاصؤ ويحرقهم بالمدافع وكان الوقت عصرا‬ ‫فكان من قدر الله أن قهروا البرج المنهدم سهيلى الباب‪ ،‬وهو مشرف على الماء الذي‬ ‫يحتاج إليه القابضون‪ ،‬فأوسعوهم مقاومة‪ ،‬وأشبعوهم مصادمة‪ .‬فما لبثوا إلا قليلاً حتى‬ ‫طلبوا الأمان‪ ،‬وعزموا على الإذعان‪ ،‬فأعطوهم ذلك‘‪ ،‬وأخرجوهم‪ ،‬وقتل في تلك الوثبة‬ ‫‏‪١٧٢‬‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫شهر شعبان‬ ‫من‬ ‫يوم الخامس والعشرين‬ ‫بدبد‬ ‫فتح حصن‬ ‫علي ‪ .‬فكان‬ ‫خادم للشيخ‬ ‫الإمامة‪ .‬وتم أمرها قبل فتح حصن سمايل بثلاثة أيام‪.‬‬ ‫بقي الشيخ عيسى مرابطاً بالخوض إلى يوم سادس من شهر رمضان من السنة‬ ‫المذكورة‪.‬‬ ‫ما قيل من الشعر قي قتح سمايل وبدبد‬ ‫بن عامر الطيواني© وقد أرسلها سرا من مسقط‪ :‬هي‬ ‫قال الشيخ عيسى بن صالح‬ ‫بمسقط ‪:‬‬ ‫الشيخ قاضي القضاة‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ ‫ليث مصدور ‪.‬‬ ‫ونفثة‬ ‫حر غيور ز‬ ‫كلمة‬ ‫لو أنكرته عيون ملؤها رمدا‬ ‫للحق نور سناه مشرق أبدا‬ ‫فإنما نحن لم نمدد إليه يدا‬ ‫وإن غدا برهة بالحجب مستترا‬ ‫فأشرقت بسنا الأرض حين بدا‬ ‫تبارك الله نور الحق منبلج‬ ‫والبر في سعد والبحر قد ركدا‬ ‫فالحق في جَل والبطل في وَججل‬ ‫أبدا‬ ‫تأخرت ردحا ما استيقظت‬ ‫قامت عمان على ساق النجاح ولو‬ ‫يجد مراما سوى مد جذ ؤجدا‬ ‫قامت تدافع عن دين الإله ولم‬ ‫والشرق من فرح لا يعرف الكمدا‬ ‫فالغرب في دهش مما تحاوله‬ ‫أغدا‬ ‫تد زحزحت‬ ‫بأن نهضتها‬ ‫قد كدت أقسم لولا أن ذا سرف‬ ‫وجاهدوا باطلا قد زادكم أودا‬ ‫يا أيها القوم هبوا من سباتكم‬ ‫فلتبذلوا النفس في العلياء والتلدا‬ ‫لا خير في عمر يمتد في رَممق‬ ‫عز وما عيش قوم عزهم فُقدا‬ ‫لا خير في العيش إلا أن يكون به‬ ‫مولاي حوراً لمن للحق قد رشدا‬ ‫عدن قد أعد بها‬ ‫فتم جنات‬ ‫والجميع هدى‬ ‫إن التفرق ليل‬ ‫دعوا التحزب فالإسلام يجمعكم‬ ‫فوق السّماكَين صحب المصطفى أبدا‬ ‫بالائتلاف ونبذ الاختلاف سَممث‬ ‫الدهر عدلا بعد ما فسدا‬ ‫وصيروا‬ ‫لله نهضتهم‬ ‫أكرم بقوم غدت‬ ‫قد عاش يجمع شمل الدين مجتهدا‬ ‫من كالفتى اين حمد ذي الأناة فتى‬ ‫أسَرَ في النفس أمرا طالما نُشدا‬ ‫حتى أتى حمير زاكى الخصال وقد‬ ‫لم يستمع في العلا عَذلا ولا قَندا‬ ‫لبي لدعوته ه محتسبا‬ ‫جاء النجاح مجدا بعد ما بعدا‬ ‫‪١٧٢٣‬‬ ‫فد هامة من للحق قد جحدا‬ ‫صارت عصى الدين سيفا قاطعا فدا‬ ‫فاقت مناقبه الإحصاء والعددا‬ ‫هل كالفتى الحميري اليوم من رجل‬ ‫وجاد بالمال في إعلائه مددا‬ ‫لقد حمى الدين بالهندي منصلتا‬ ‫بنو هلال مصاليثت بحور ندى‬ ‫من هناة هم‬ ‫ليوث‬ ‫وشايعته‬ ‫غدا في الله مجتهدا‬ ‫إمام صدق‬ ‫فبايعوا سالما لما رأوه لها‬ ‫كل البلاد بهم ارم بها بلدا‬ ‫أمست تنوف بلا ريب تنوف على‬ ‫ماء الهدى فأراح الجور والكمدا‬ ‫وبعد ذا استفتحوا نزوى فسال بها‬ ‫وبذلت بعد خوف عيشة رغدا‬ ‫وأحرزت منحا عظمى بهم منح‬ ‫أزكى فمدت إليهم بالسلام يدا‬ ‫وبعد ذاك أفاضوا بالجنود على‬ ‫للحق سيفا يق الهام والجسدا‬ ‫فمدا‬ ‫وكان فيها سعود حاكما‬ ‫والكل منهم نراه في الوغى أسدا‬ ‫وبايعته بنو عبس بأجمعهم‬ ‫كالسيل مندفقاً فاستفتحوا البلدا‬ ‫رامت سمائل أن تحظى بهم فأتوا‬ ‫مليكها أحمد طوعا بغير ندا‬ ‫وجاء يسعى من الرستاق نحوهم‬ ‫رسم المنية في إسيافهم وجدا‬ ‫وصاحبته ليو من بني ح;خكم‬ ‫أسود غاب سَراهم في الغلا حمدا‬ ‫فعانقوا الحق إذ نارت أشعته‬ ‫أمير بهلا فتى كالليث حين بدا‬ ‫وبايعته شيوخ السر يقدمُهم‬ ‫إمامنا إذ نصرت الواحد الأحدا‬ ‫هنت بالنصر والفتح المبين أيا‬ ‫فوق السماك وصيرت القنا عمدا‬ ‫شيذت للحق أركان دعائمها‬ ‫عَدًا‬ ‫كأنني صادم في راحتيك‬ ‫إذا ذكرتكم أهتز من طرب‬ ‫لما جعلت هواكم في الوغى زردا‬ ‫صارت سيوف الأعادي غير قاطعة‬ ‫عنكم نقدا‬ ‫وما درى أن صبري‬ ‫رام العذول ارعوائي عن محبتكم‬ ‫هدى‬ ‫أترك تيارا يمج‬ ‫وكيف‬ ‫واجعل ملاكك في الهيجا لهم مددا‬ ‫يا رب نصرا لاهل الحق قاطبة‬ ‫ولشاعر الجوف المر بن سالم الحضرمي‬ ‫وما هو عن نصرنا غافل‬ ‫شامل‬ ‫لنا‬ ‫الإله‬ ‫رجاث‬ ‫وسيف الإله هو الفاصل‬ ‫للعدى‬ ‫صوارمنا‬ ‫نعد‬ ‫أننا‬ ‫بنا‬ ‫العدو‬ ‫يظن‬ ‫رمى‬ ‫قد‬ ‫ولكنه‬ ‫رمينا‬ ‫بتلابيره‬ ‫الأمور‬ ‫نسوس‬ ‫الإله السُما‬ ‫بحق‬ ‫تقوم‬ ‫خاذل‬ ‫له‬ ‫الاله‬ ‫فإن‬ ‫الله مستنكفا‬ ‫حارب‬ ‫ومن‬ ‫كافل‬ ‫له‬ ‫الاله‬ ‫فإن‬ ‫بالله معتصما‬ ‫كان‬ ‫ومن‬ ‫عادل‬ ‫فتى‬ ‫قام‬ ‫وبالعدل‬ ‫فبالشرع قام فتى شايع‬ ‫الناقل‬ ‫يبلغه‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫الهوى‬ ‫إمام‬ ‫بلغ‬ ‫أيا صاح‬ ‫مائل‬ ‫له‬ ‫مقام‬ ‫وتلك‬ ‫هيبة‬ ‫من‬ ‫سرادق‬ ‫فثم‬ ‫العادل‬ ‫كره‬ ‫لو‬ ‫فبشره‬ ‫داره‬ ‫إلى‬ ‫بلغت‬ ‫فمهما‬ ‫ويا لسالمي الفتى الفاضل‬ ‫سالم‬ ‫يا‬ ‫البشائر‬ ‫أتتك‬ ‫ويشجع من ذكرها الخامل‬ ‫بشائر قد ضاق منهاالفضا‬ ‫بها واجل‬ ‫ففي كل قلب‬ ‫وتجزع منها قلوب العدى‬ ‫وفي حصنها البطل الباسل‬ ‫له يشهد الباس والنائل‬ ‫بها نادر باسل في الوغى‬ ‫كامل‬ ‫شرف‬ ‫لهم‬ ‫كرام‬ ‫سادة‬ ‫مثله‬ ‫تؤيده‬ ‫شاعل‬ ‫ضرم‬ ‫صواعقها‬ ‫لدى‬ ‫صمع‬ ‫مدافع‬ ‫وفيه‬ ‫عامل‬ ‫لكم‬ ‫كأن الزمان‬ ‫شدة‬ ‫بلا‬ ‫فحاصرتموه‬ ‫وأعلاهم السافل‬ ‫مطيعا‬ ‫أتى‬ ‫حتى‬ ‫تم شهران‬ ‫فما‬ ‫النازل‬ ‫وهو‬ ‫تحته‬ ‫غدا‬ ‫فرقه‬ ‫ناركم‬ ‫كان‬ ‫ومن‬ ‫أعد لها السيف والذابل‬ ‫وخير الفتوح الفتوح التي‬ ‫شامل‬ ‫لها‬ ‫الفتوح‬ ‫لأنذ‬ ‫وبدر بد لا بد من ذكرها‬ ‫الشاكل‬ ‫أمها‬ ‫تبشركم‬ ‫أنت بالبشائر من قبل أن‬ ‫الآجل‬ ‫صداتقيهما‬ ‫وخير‬ ‫فصار صداتهما عاجلا‬ ‫والشرف الطائل‬ ‫يدومان‬ ‫لك النصر والفتح يا سالم‬ ‫ليس له ساحل‬ ‫وبحرك‬ ‫غاية‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫ومجدك‬ ‫آمل‬ ‫أقله‬ ‫ما‬ ‫عطا‬ ‫فضله‬ ‫من‬ ‫ر بك‬ ‫أ مدك‬ ‫‪١٧٥‬‬ ‫وابل‬ ‫طلها‬ ‫غخطارفة‬ ‫سادة‬ ‫فضله‬ ‫من‬ ‫ووالا‬ ‫وهم في الندى عارض هاطل‬ ‫همو كالاساطين يوم الوغى‬ ‫الآفل‬ ‫عدوهم‬ ‫ونجم‬ ‫وهم فتية كنجوم السما‬ ‫الفاعل‬ ‫يعرف‬ ‫بأفعاله‬ ‫إنما‬ ‫أسماءهم‬ ‫نسم‬ ‫ولم‬ ‫نبي الهدى ما سَرَى راحل‬ ‫وصلى الإله على المصطفى‬ ‫بقي الإمام سالم بعد فتح سمايل مقيما بها لتوكيد أمورها والرؤساء تفد إليه للبيعة ‪.‬‬ ‫وبقي الشيخ عيسى مرابطاً بالخوض إلى اليوم السادس من شهر رمضان من سنة‬ ‫الفتح‪ ،‬ثم قصد الرستاق© وكان الحاكم عليها ذلك الوقت السيد أحمد بن إبراهيم‪٥‬‏‬ ‫فخاطبه في الدخول فيما دخل فيه المسلمون وأن يتقدم إلى مبايعة الإمام فأسعفه‪ ،‬وكان‬ ‫هذا السيد من أعظم دعاة عمان‪ ،‬وأدراهم بأمور الرجال فكان وصولهم سمايل يوم التاسع‬ ‫عشر من شهر رمضان‘ من السنة المذكورة‪ ،‬وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر‬ ‫رمضان بايع السيد الإمام وبعد انتهاء الزيارة رجع إلى وطنه الرستاق‪ ،‬وبقي بها إلى أن‬ ‫أوجب قيام‬ ‫كان بينه والشيخ ناصر بن راشد الخروصي سوء تفاهمث حصل منه شقاق‬ ‫الإمام عليه‪ .‬وسيأتي في محله ۔ إن شاء الله‪.‬‬ ‫وفي اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان من السنة المذكورة وصل الشيخ‬ ‫الرئيس أمير بهلا ناصر بن حميد بن راشد الغافري حصن سمايل مذعناً للإمام‪ ،‬ممتثلا‬ ‫طلبه‪ ،‬وفي صحبته الشيخان حمير بن ناصر النبهاني‪ ،‬وعبد الله بن هلال بن زاهر فبايع‬ ‫الإمام مع أعيان قومه‪ ،‬ثم رجع إلى وطنه بهلا‪ ،‬ولم يزل بها حتى أحدث أحداثا ناقضت‬ ‫البيعة؛ فقام الإمام عليه وسنذكره في محله ۔ إن شاء الله‪.‬‬ ‫في أيام حصار سمايل وصلت كتب من قنصل الإنكليز بمسقط إلى الإمام سالم هذا‬ ‫نصها ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٣٣١‬بمسقط ‪.‬‬ ‫حرر يوم سادس شعبان سنة‬ ‫من الميجر ناكس نائب الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في مسقط إلى جناب الشيخ‬ ‫سالم بن راشد الخروصي ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٣١‬بينكم‬ ‫لا بل أنت خبير يقينا بالفتنة الواقعة بعمان سنة‬ ‫بعد السلام عليك‘ؤ‬ ‫‏‪.١٣٣١‬‬ ‫وبين حضرة سلطانكم المعظم فيصل بن تركي في تاريخ جمادى الثانية سنة‬ ‫‪١٧٦‬‬ ‫حضرة سلطانكم نشر لكم إعلانا كما سيأتي‪:‬‬ ‫إلى كافة من يراه‪ .‬ويعد نعرفكم بأنا وصل إلينا كتاب من أمير الاخليج بهذا‬ ‫أنه يلي المصالح المهمة رعايا الدولة البريطانية في مسقط ومطرح‪ ،‬وقد‬ ‫المضمون‬ ‫عزمت الدولة على إصدار وإنذار إلى كافة مشايخ عمان‪ ،‬أن فيما بعد مهما يقع من‬ ‫الخصومات في حضرة السيد فيصل بن تركي‪ .‬لا تترك الدولة المذكورة أحداً يهجم على‬ ‫هاتين البلدتين‪ ،‬فننذركم بهذا الاشتهار‪ ،‬فإياكم والتعدي على مسقط ومطرح© وكفى‬ ‫إخباركم بذلك ومن حيث بين بعض منكم تسوى هذه النصيحة والإنذار‪ .‬أكرر لكم‬ ‫ذلك ليصير عندكم } والسلام‪.‬‬ ‫صحيح الميجر ناكس نائب الدولة البريطانية البهية القيصرية الإنكليزية بمسقط ‪.‬‬ ‫جواب الإمام لهذا الكتاب‬ ‫[=‪,‬‬ ‫التتق‬ ‫آ ق‬ ‫يتسم‬ ‫وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ‪.‬‬ ‫من إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي‪.‬‬ ‫إلى حضرة الميجر ناكس نائب الدولة البهية الإنكليزية‪ ،‬السلام على من اتبع الهدى‬ ‫وخشي عواقب الردى‘ أما بعد فقد وصلني كتابك المؤرخ سادس شعبان من هذا العام‪6‬‬ ‫وذكرتم فيه ما ذكرتم وأنتم تعلمون أن أمر عمان عند علمائها من قديم الزمان وإن كل‬ ‫ملك خالف العلماء هو خليع عند الدولة الإسلامية" منبوذ عن أمر المسلمين لا تصرف له‬ ‫في دولتهم ولا نفاذ لحكمه وإن فيصلا قد قامت عليه الحجة مرارا عديدة بعد خلعه‬ ‫وعزله‪ ،‬فأبى أن يعتزل‪ .‬وإنه قعد هذه المدة يسبيل الغلبة والقهر والمسلمون لم يرضوا‬ ‫سلطته ولا أفعاله‪ ،‬وأنتم معشر هذه الدولة يجب عليكم أن تكفوا عن أمر المسلمين ‏‪٥‬‬ ‫ويلزمكم أن لا تعتدوا علينا‪ .‬ومن اعتدى علينا فالله يعيننا عليه‪٠‬‏ وكفى بالله وليا وكفى‬ ‫بالله نصيراً‪ .‬وحسبنا الله ونعم الوكيل‪ .. .‬ومن كان مع الله كان الله معه‪ .‬ومن يتوكل على‬ ‫الله فهو‪ .‬حسبه‪ .‬إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا‪ .‬وإن ينصركم الله فلا غالب‬ ‫لكم‪.‬‬ ‫‪١٧٧‬‬ ‫نهضة الأعيان ‪ -‬م ‏‪١٢‬‬ ‫‏‪ ١٣٣١‬صحيح إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي ‪.‬‬ ‫حرر تاسع شعبان سنة‬ ‫آخر منه ‪:‬‬ ‫وهذ ا كتا ب‬ ‫حرر في مسقط ‏‪ ٨‬أكتوبر سنة ‏‪ ١٩١٣‬۔ ‏‪ ٨‬قعدة سنة ‏‪ ١٣٣١‬من الميجر ناكس نائب‬ ‫الدولة البهية الإنكليزية في مسقط‘ إلى جانب الأجل الأكرم الشيخ سالم بن راشد‬ ‫الخروصي المحترم‪ .‬السلام عليكم‪ .‬أما بعد‪ :‬فوصلني كتابا المودة منكم مضمونها أحوال‬ ‫أهل عمان وسنعرضهما على حكومتنا العلية ولا شك أنها سوف تتأمل فيهما بحكمتها‬ ‫العظيمة‪ ،‬لكن لا شك أنه قد بلغكم في هذه الأثناء خبر وفاة صديقنا السيد فيصل بن‬ ‫تركي‪ 0‬وهو الآن حاضر أمام القاضي الاعظم الذي هو أكبر منكم ومنا والجميع‪ ،‬فغير‬ ‫مستحسن من واحد منا أن نحكم في حسنات وسيئات حياته الماضية؛ وأنتم قصدتم في‬ ‫قولكم‪ :‬إن الدولة البريطانية العظمى تحب العدالة والأمنية‪ .‬فيكون عندكم اليقين بأن‬ ‫الدولة من أعظم مقاصدها أن يكون الوفاق وحسن المعاملة بين حكام عمان ورعاياهم ‪.‬‬ ‫ومما سرني هو علمي من الخطابات الودادية التي عرضها لنا صديقنا السيد تيمور بأن‬ ‫عماد المذهب الأباضي الشيخ عبد الله بن حميد السالمي لم يزل يقدم إليهم النصائح‬ ‫الحكمية والإنسانية‪ .‬وبهذا لنا الأمل بأن الغمامة الناشئة غير مسعود بين أهل عمان‬ ‫وحاكمهم في أواخر عمره سترتفع والقبائل ستبلغ إلى أحسن الصلة مع خليفته عن قريب‬ ‫هذا‪ .‬والسلام‪.‬‬ ‫نص ما كتب في ‪:‬‬ ‫حد المعترقة بالزنا عند الإمام‬ ‫في اليوم الثامن عشر من شهر شوال من سنة واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف في‬ ‫حصن سمايل أقرت سعدة بنت مسلم العامرية‪ .‬وهي محصنة بزوج أنها زنت إقراراً أكثر‬ ‫من أربع مرات‪ ،‬إقراراً بعد إقرارء في مجلس واحد‘ وذلك في حضرة إمام المسلمين‬ ‫سالم بن راشد الخروصي؛ والسيد سعود بن حمد‘ والشيخ حامد بن سيف الرواحي ‪،‬‬ ‫ومحمد بن سالم الرقيشي‪ ،‬وثنيان بن عديم البرطماني‪ ،‬ومحمد بن حمود الصوافي ©‬ ‫وسيف بن سليمان‬ ‫وخميس بن حمد الرواحي ء ومحمد بن عبد الله الخروصي©‘ؤ‬ ‫ورهين بن سالم الريامي‪ 0‬في جملة من جماعة المسلمين من الشراة وأهل‬ ‫الخروصي‘‬ ‫البلد‪ .‬والمذكورون بأسمائهم تحملوا على إقرارها الشهادة المذكورة‪ .‬كتبه محمد بن عبد‬ ‫‪١٧٨‬‬ ‫الله السالمى عن إملاء سيده الوالد نور الدين عبد الله السالمى بحضرة الجماعة المذكورين‬ ‫بالزنا مرة‬ ‫فأقرت‬ ‫أخرى ز‬ ‫مرة‬ ‫أحضرناها‬ ‫التاسع عشر ا‬ ‫اليوم‬ ‫وهو‬ ‫الثاني ‪.‬‬ ‫وفي اليوم‬ ‫أخرى‪ ،‬وأقرت بالإحصان بزوجين رجل توفي جاءت منه بولد والثاني حراضي طلقها ثم‬ ‫سا لم‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫حمداؤ‬ ‫بن‬ ‫والسيد سعود‬ ‫المسلمين ‪6‬‬ ‫إمام‬ ‫حضرة‬ ‫فى‬ ‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫مات‬ ‫والمذكورون‬ ‫وغيرهم ‏‪٠‬‬ ‫الشراة‬ ‫الصوافي ومحضر كبير من‬ ‫حمود‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫الرقيشي )‬ ‫‏‪.١٣٣١‬‬ ‫سنة‬ ‫شوال‬ ‫‏‪ ١٩‬من‬ ‫محمل السالمى فى يوم‬ ‫والده‬ ‫إملاء‬ ‫كتبه عن‬ ‫الشهادة ‪.‬‬ ‫تحملوا‬ ‫بعد هذا الإقرار الثاني خرج الإمام والشهود والشراة وطائفة من أهل البلد إلى‬ ‫موضع الرجم وكان قد هيئ منذ أمس بين السوق والحصن‪ ،‬ففعلوا فيها أمرا لله تعالى‬ ‫على لسان نبيه محمد تة! وأقاموا عليها الحد على وفق السنة‪ ،‬فرماها أولا الإمام‪ ،‬ثم‬ ‫ثم رمى الناس أجمع من كل‬ ‫ثم محمد بن سالم ‪ 4‬ثم محمد بن حمود‬ ‫السيد سعود‬ ‫جهة وهم يكبرون على كل رمية‪ ،‬وكانوا قد لقنوها التوبة فتابت وهي في الحضرة‪ ،‬فأمر‬ ‫الإمام بها أن تخرج من حفرتها آخر اليومث وتغسل وتكفن ويصلى عليها‪ ،‬وتقبر‪ .‬ففعل‬ ‫لها ذلك والله يتقبل من المسلمين التائبين ‪.‬‬ ‫وكان في أيامه يأمر بتعزير من يشرب الدخان من عشر ضربات إلى عشرين جلدة‪.‬‬ ‫أن يودعهم الحبس ‪.‬‬ ‫التعزير [ ورأى‬ ‫الخليلي بعده ترك‬ ‫الإمام‬ ‫ولما كان‬ ‫فأمر بجلدها أربعين جلدة‪ ،‬وأنكر‬ ‫وجيء إليه بامرأة قد أتت بولد من غير زوج‬ ‫عليه الشيخ عيسى أمره بجلدها‪ ،‬يقول‪ :‬إنها شبهة فلعلها غصبت أو غير ذلك من‬ ‫ولم ير قبول ذلك الاعتراض‪ .‬وكان قد حضر مجلسه الشيخ عبد الله‬ ‫الاحتمالات‬ ‫العزري وعبد الله بن غابش فقام من مجلسه وقال‪ :‬إني أجلدها‪ ،‬فمن كان له قول‬ ‫فليقل‪ .‬فسكت المشايخ عن اعتراضه‪.‬‬ ‫وفاة السلطان فيصل‬ ‫بن‬ ‫تلك الزلازل ‪ .‬توفي السلطان فيصل‬ ‫وحدوث‬ ‫في خلال ذلك الاضطراب“‘‪،‬‬ ‫تركي بن سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي ‪.‬‬ ‫وكانت وفاته بمسقط عاصمة ملكه في اليوم الرابع من شهر ذي القعدة الحرام سنة ‏‪١٣٣١‬‬ ‫إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف‪.‬‬ ‫‪١٧٩‬‬ ‫كان السلطان فيصل جليلا مَهيباً‪ ،‬باسلاً‪ ،‬جوادا" حليما" متيقظاً للمكائد‪ .‬وقد‬ ‫أخذ حماية من الإنكليز في شهر جمادى الثانية عام ‏‪ ١٣١٢٣‬على مسقط ومطرح‪ .‬وفي‬ ‫كتاب عمان لشركة الزيت الأمريكية ص‪٦٠‬‏ لم يعترف الإنكليز بفيصل سلطانا على مسقط‬ ‫حتى عام ‏‪ ١٣٠٧‬۔ ‏‪ ١٣٠٨‬ه الموافق ‏‪ ١٨٩٠‬م وفي عام ‏‪ ١٣٠٨‬ه الموافق ‏‪ ١٨٩١‬عقد‬ ‫‏‪ ١٢٥٥‬ه‬ ‫الفريقان معاهدة صداقة وتجارة وملاحة‪ ،‬حلت محل المعاهدة المعقودة في عام‬ ‫‏‪ ١٨٣٩‬م‪ .‬ومن بين شروط المعاهدة الجديدة ما يلي ‪:‬‬ ‫الموافق‬ ‫«لا تمنع أي سلعة من الدخول إلى أراضي صاحب العظمة سلطان مسقط أو‬ ‫الخروج منها‪ ،‬ولن تفرض رسوم جمركية على البضائع التي تصدر من تلك الأراضي ‪6‬‬ ‫دون موافقة حكومة صاحبة الجلالة البريطانية ‪.‬‬ ‫يستمتع رعايا صاحبة الجلالة البريطانية فيما يتعلق بأشخاصهم وممتلكاتهم في‬ ‫داخل أراضي صاحب العظمة سلطان مسقط بامتيازات خارج النطاق وفي ص‪٣١٨‬‏‬ ‫مجلد‪١/١١‬‏ يتشيسون (المعاهدات) ‪.‬‬ ‫بعد توقيع هذه المعاهدة بيوم واحد وقع السلطان تعهداً‪:‬‬ ‫نفسه‬ ‫وعمان ‘ؤ يعد ويتعهد على‬ ‫بن تركي بن سعيد سلطان مسقط‬ ‫«إن السيد فيصل‬ ‫أو‬ ‫ملحقاتهماك‪68‬‬ ‫أو أى من‬ ‫وعمان‬ ‫مسقط‬ ‫ممتلكات‬ ‫وخلفائه © بعدم التخلي عن‬ ‫وورثته‬ ‫بيعها أو رهنها أو السماح باحتلالها لغير الحكومة البريطانية ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٨٩١‬م)‪.‬‬ ‫(وهذا هو التعهد السري الواقع عام ‏‪ ١٣٠٨‬ه ۔ ‏‪ ٢٠‬مارس‬ ‫ويتكلم الصحفي البريطاني لوفاة فريزر في كتاب نشره عام ‏‪ ١٣٢٩‬ھ ‏(‪ ١٩١١‬م) عن‬ ‫زيارة قام بها لمسقط فيقول‪:‬‬ ‫وحتى داخل دولة مسقط لم تكن سلطة السلطان تكاد تمارس بأمان خارج البلاتين‬ ‫المتجاورتين مسقط ومطرح ‪ .‬وفي اليوم السابق لزيارتي مطرح كانت البلدة محصورة‬ ‫ومهددة من جانب عصابة من قطاع الطرق في الجبال والسلطان فيصل بن تركي رجل‬ ‫رقيق وقور‪ ،‬يحب التصوير ولديه اهتمام شديد بالسفن الحربيةء ولكن حكمه يمتد إلى‬ ‫ا ه كلامه‪،‬‬ ‫ولا يمكن لمثل هذا الرضع أن يدوم‪.‬‬ ‫ولا شيء أبعد من ذلك‪.‬‬ ‫مزمى بصره‬ ‫نقلاً من كتاب التحكيم لعبد الرحمن عزام‪.‬‬ ‫‪١٨٠‬‬ ‫‏‪: 6٣‬‬ ‫ص‪١‬‬ ‫لوريمر مجلدا‪/‬‬ ‫وكتب‬ ‫ومرد‬ ‫أكثر القبائل ميلا له تنفر عنه‪.‬‬ ‫جعلت‬ ‫بليدة ز‬ ‫فيصل)‬ ‫(أي‬ ‫(لقد كانت سياسته‬ ‫ذلك إلى إهماله أكثر منه إلى عدم كفاءته)‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢١٦‬ه الموافق عام ‏‪ ١٨٩٤‬م (كانت منافسة شديدة بين الإنكليز‬ ‫وفي عام‬ ‫والفرنسيين على مسقط عاصمة السلطان‪ ،‬وكانت للفرنسيين معاهدة تربط السلطان اتفق‬ ‫الفرنسيون واللإنكليز على إصدار تعهد استقلال حاكم مسقط وزنجبار‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣١٥‬ه الموافق عام ‏‪ ١٨٩٨‬م‪ ،‬منح السلطان فيصل الفرنسيين استخدام‬ ‫(الجصة) لشحن السفن بالفحم الحجري (والجصة موضع على شاطيء البحر شرقي‬ ‫مسقط ‪ ،‬فقام الإنكليز بعنف على إكراه السلطان فيصل بإلغاء هذا العقد‪ ،‬فألغى المنحة‬ ‫فورا‪ .‬وكتب عن ذلك فيليب جريفز (حياة السر برسي كوكس) ‏(‪ ١٩٤١‬م ص‏‪ :)٦٢٢‬لقد‬ ‫غضبت الحكومة الفرنسية كما غضب اللورد سالزبري وفرض تقرير حكومة الهند) بأنه‬ ‫يجب أن لا يلزم الوكيل البريطاني نفسه في مكاتبة رسمية باقتراح© يتعلق بمسألة قائمة بين‬ ‫حكومة جلالتها والحكومة الفرنسية‪ ،‬من شأنه أن يغضب الحكومة الفرنسية دون تخويله‬ ‫السلطة من حكومة جلالتها‪ ،‬ثم إنه أمر مزعج للغايةش أن تعلم حكومة جلالتها لاول مرة‬ ‫بهذا الاقتراح الذي كتبه الوكيل عن طريق السفير الفرنسي© فكان في هذه المعارضة ما‬ ‫أن يؤدي إلى خطر فادح ‪ .‬لولا انتهاء المشكلة بالحكم على وجه رضيه الإنكليز‬ ‫يوشك‬ ‫‏‪ ١٩٠٤‬وتم‬ ‫وقام بهذه الخطوة الوكيل السياسي الكابتن برسي كوكس في ‏‪ ٨‬أبريل سنة‬ ‫التفاهم على تسوية المشكلة في ‏‪ ٢٥‬مايو من نفس السنة وقد نهج بسياسته في الخليج‬ ‫الفارسي كله على صورة لم يسبقه إليها غربي مثله‪ ،‬وقد ساعدت فرنسا العمانيين في‪.‬‬ ‫تهريب الأسلحة والرقيق‪ ،‬وكانت لها أعلام على سفن بعض أهالي صور وما زال الإنكليز‬ ‫يحاولون قمعها؛ لآن ذلك يمس مصالحهم وفي ص‪٦٦‬‏ شركة الزيت الأمريكية ‪.‬‬ ‫وعلى أثر ذلك يقول (تلفت اللورد كرزون) نائب الملك بالهندث وهو الذي اختار‬ ‫كوكس‪ :‬فإننا نمد حاكمها بالإعانة ونملي سياستها‪ ،‬ولهذا فعلينا ألا نسمح بأي تدخل‬ ‫اجنبي في شؤونهاں يعني بذلك حاكم مسقط‪.‬‬ ‫كانت بين السلطان فيصل وقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش المغربى ۔ رحمه‬ ‫الله ‪ -‬مراسلات‪ .‬وكتب إليه نصائح دينية ودنيوية ‪.‬‬ ‫‪١٨١‬‬ ‫طالت أيام هذا السلطان‪ ،‬فبقي في الملك نحو خمس وعشرين عاما تقريبا‪ .‬كانت‬ ‫بينه والقبائل الداخلية حروب هائلة‪ ،‬فجرد خادمه سليمان بن سويلم قائدا للجيش‬ ‫السلطاني لقمع من خالف أمره‪ ،‬لعلمه أن هذا القائد جريء جسور عارف بالحروب‬ ‫على النسق العماني ‪.‬‬ ‫فمن ذلك قيامه على أهالي صور لما أزعجوا عامله من حصنه‪ ،‬وأنفذوه إليه‪ ،‬فندب‬ ‫إليهم هذا الوالي‪ ،‬فسلموا له الأمر‪ ،‬وأذعنوا له‪ ،‬فبنى القلاع في رؤوس الروابي المشرفة‬ ‫على البلاد احتياط منهم‪ ،‬وإذلالا لهم في منع الماء عن الساحل‪.‬‬ ‫وقيامه على بني غافر أهل الدريز من الظاهرة‪ ،‬في أيام الشيخ محمد بن سليمان‬ ‫الغافري‪ ،‬ولكنه لم يفز بالظفر‪ ،‬بل انهزم الوالي‪ ،‬وأصيب بجراحة في إحدى ساقيه‪.‬‬ ‫وقيامه على أزكى وتضييقه على بني ريامش وكبسه لفلج الملكي؛ وذلك أنهم خالفوا‬ ‫أمر السلطان وجاهروه‪ ،‬وأقاموا الحرب على عامله بحصن أزكى© حتى إنهم في أثناء‬ ‫الخصومة قهروا شرطيا من شرطة السلطان‪ ،‬فباعوه ببلدة عبرى‪.‬‬ ‫وقيامه على سمد نزوى في شهر ربيع الآخر عام ‏‪ ،\١٣٢٣‬والقائد لهذه الثورة السيد‬ ‫سيف بن حمد‘ وكان ذلك في وقت حصار الوالي سليمان لأزكى‪ ،‬وكان أمير سمد‬ ‫نزوى الشيخ حمدان بن سليمان بن سيف النبهاني ورث إمارتها من آبائه وأجداده‪ ،‬واستبذ‬ ‫بها لما كانت الحادثة عليهم من ابن عمه الشيخ حمير بن ناصر وقد كثر ظلم هذا‬ ‫الأمير ‪ 6‬وعظم غشمه‘ وتغلبه على الأهالي والأوقاف والأنهار‪ .‬ولم يجر على الطريقة‬ ‫المثلى©‪ 0‬وعادة الاستبداد ذلك© فسئمت الرعية جوره وغشمه‪ ،‬فتقهقروا عنه عند نزول‬ ‫البلاءء ولم يساعده ابن عمه الشيخ حمير‪ ،‬الذي كانت دولة الإمام سالم على يديه‪.‬‬ ‫أوقد السيد سيف بن حمد نار الحرب بنزوى وأيده السلطان بقائد جيوشه الوالي‬ ‫سليمان واستنهض القائد آل حكم لمساعدته فاضطروا حمدان إلى النزول من بيت‬ ‫السليط‪ ،‬وهو حصن سمد ونزوى‪ ،‬فتخلى عنه وعما تحت سيطرته من علاية نزوى‪ .‬وقد‬ ‫ذكر هذه الفتوح الشيخ الرئيس عبد الله بن سعيد الخليلي‪ ،‬والد إمامنا الحالي‪ ،‬في‬ ‫قصيدته الدالية" وأولها‪:‬‬ ‫ومن ترك الحزم لن حمدا‬ ‫إياك أن ترقدا‬ ‫الحرب‬ ‫أخا‬ ‫ضعيف رأى فرصة فاعتدى‬ ‫ه‬ ‫العدو‬ ‫تحقرن‬ ‫ولا‬ ‫‪١٨٢‬‬ ‫شيدا‬ ‫ما‬ ‫فهدم‬ ‫بناها‬ ‫وإياك والبغي كم رقعة‬ ‫يدا‬ ‫أرادت‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫ومدت‬ ‫علت‬ ‫رياماً‬ ‫أنذ‬ ‫تر‬ ‫ألم‬ ‫مرصدا‬ ‫نزار لهم‬ ‫فكانت‬ ‫دم واعتدت‬ ‫من‬ ‫فكم سفمكت‬ ‫أعبدا‬ ‫أحرارهم‬ ‫وتجعل‬ ‫الورى‬ ‫مال‬ ‫ثْقَسُم كالفيء‬ ‫الملك الأصيدا‬ ‫وكابرت‬ ‫حدة‬ ‫ورأت‬ ‫داً‬ ‫عد‬ ‫رأ ت‬ ‫إلى أن قال ‪:‬‬ ‫أو عدا‬ ‫إن سطا‬ ‫بنو حكم‬ ‫أنصاره ‪.‬‬ ‫السيف‬ ‫هر‬ ‫وسيف‬ ‫سُؤذدا‬ ‫ولا‬ ‫المراة‬ ‫أسود‬ ‫فلا‬ ‫نزورى‬ ‫أرض‬ ‫دوخوا‬ ‫همرو‬ ‫رأى الموت فاختار أن تَخَنْدا‬ ‫لكنه‬ ‫ن‬ ‫حمدا‬ ‫يرض‬ ‫ولم‬ ‫شيدا‬ ‫وما‬ ‫بناء‬ ‫من‬ ‫حوى‬ ‫وما‬ ‫بيت ‏‪ ١‬لسليط‬ ‫فسلم‬ ‫طويلة ‪.‬‬ ‫قصيدة‬ ‫وهي‬ ‫استوفى بها الامر الموجب‬ ‫ولشيخ البيان محمد ين شيخان قصيدة في هذا الفتح‬ ‫للقيام‪ ،‬فنذكر منها طرفا فيه ذكر القضية وأولها‪:‬‬ ‫فهنيئا للعلا في ذي الجدذ‬ ‫رفرفت بالنصر الأعلام الرشد‬ ‫السدد‬ ‫مفتوح‬ ‫فغدا باليمن‬ ‫قرع الأقلام صدراً للعلا‬ ‫البلد‬ ‫هزت الأفراح أعطاف‬ ‫فقد‬ ‫إن درت‬ ‫دهر‬ ‫يا‬ ‫در كذا‬ ‫تكمد الأحشا وذي تطفي الكمد‬ ‫فذي‬ ‫كفان‬ ‫الدهر‬ ‫ولهذا‬ ‫بدد‬ ‫راحوا‬ ‫إلا وقد‬ ‫غبطة‬ ‫أيي قوم ثبتوا في جمعهم‬ ‫هو والملك جميعا يفتقد‬ ‫كيف يلتذ بملك الدهر من‬ ‫ابيض في يومك يسود بغد‬ ‫لألواناً فما‬ ‫إنذ للدهر‬ ‫من يعش يلق من الدهر النكد‬ ‫دهره‬ ‫من‬ ‫تعب‬ ‫في‬ ‫والفتى‬ ‫زهد‬ ‫فيها‬ ‫إلا الذي‬ ‫صادقا‬ ‫الدنيا فلا يعرفها‬ ‫غرت‬ ‫خلق الإنسان منها في كبد‬ ‫المؤمن الدنيا وقد‬ ‫إن سجن‬ ‫فعلى نهر رضا المولى يرد‬ ‫صافيا‬ ‫من يرد أوسع عيش‬ ‫ترك الفاني واستبقى الأبد‬ ‫ولعمري إنماالربح لمن‬ ‫بكد‬ ‫آل‬ ‫وذا‬ ‫عفواً‬ ‫جاءه‬ ‫فذا‬ ‫ذو كدح‬ ‫للرزق‬ ‫كلهم‬ ‫‪١٨٢٣‬‬ ‫بلد‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫تمتد‬ ‫فغدت‬ ‫جمير أذيال العلا‬ ‫سحبث‬ ‫وتلمذ‬ ‫بطريف‬ ‫وحَرَزه‬ ‫ألفوا العز وأعلوا هامه‬ ‫أشد‬ ‫عن‬ ‫شديد‬ ‫عن‬ ‫كبراء‬ ‫وَرثُوا أودية العلياء عن‬ ‫وطالوا في سمد‬ ‫وبصنعاء‬ ‫ولقد كانوا ملوكا بسبا‬ ‫حل في ملك عمان وعقد‬ ‫ثم حاز الملك نبهان الذي‬ ‫الأسد‬ ‫برج‬ ‫ععزُهم أمنع من‬ ‫نزلوا بالجبل الاخضر من‬ ‫صعد‬ ‫وللنجم‬ ‫طار‬ ‫شرف‬ ‫له‬ ‫الخير‬ ‫ممتلئ‬ ‫جبل‬ ‫وبجذ‬ ‫بجذ‬ ‫المجد‬ ‫حازت‬ ‫كيف أهجو جميرا وفهمي التي‬ ‫بذروا من حبهم حتى انحصد‬ ‫ما‬ ‫ذاكر أسباب‬ ‫أني‬ ‫غير‬ ‫يشكروا المولى على العيش الرغد‬ ‫يومهم أمنا ولم‬ ‫استطالوا‬ ‫فى البرايا وتعذزا كل حد‬ ‫نشروا الظلم وبشوا جورهم‬ ‫نهبوها كسرا حين الجره‬ ‫بلدة‬ ‫من‬ ‫قافلة‬ ‫إن أتت‬ ‫ذاك أشد‬ ‫من‬ ‫ولَبَنعغُ الحر‬ ‫تَججروا بالحر بيعا والربا‬ ‫الرشد‬ ‫سنبل‬ ‫خربوا‬ ‫أمراء‬ ‫كثر الجور وقل العدل من‬ ‫الفرع إذا الأصل فسد‬ ‫يصلح‬ ‫أفنسدوا مذ تَسَدوا جهرا ولا‬ ‫المعد‬ ‫قلة الاكل فمن ضعف‬ ‫وإذ أتخم بطن المرء من‬ ‫لجمى من لا يكافوه يرد‬ ‫عَدؤا‬ ‫حتى‬ ‫ما كفاهم ما جرى‬ ‫قد وكد‬ ‫أن يؤدوا ما عليهم‬ ‫فدعاهم ملك العصر إلى‬ ‫أذعنوا للحق واختاروا السدد‬ ‫إذا‬ ‫عمدا‬ ‫لم يرد حربهم‬ ‫جحد‬ ‫قد‬ ‫وكل‬ ‫منه‬ ‫أنفة‬ ‫وامتلاوا‬ ‫أمره‬ ‫فاستخفوا‬ ‫اتقد‬ ‫نار الخصومات‬ ‫بردت‬ ‫لذا‬ ‫نزاري‬ ‫بأس‬ ‫هزهم‬ ‫إذا هر قصد‬ ‫من سليمان‬ ‫جرة السلطان فيهم صارما‬ ‫ارتعد‬ ‫نس إلا مين سليما‬ ‫أية شيطان من الجنة والا‬ ‫أحد‬ ‫يقاومها‬ ‫لم‬ ‫بأسود‬ ‫علموا أن النزار احتجبت‬ ‫اليوم فإن تنبو تحد‬ ‫منهم‬ ‫شوكة‬ ‫ريام‬ ‫حد‬ ‫في‬ ‫إذ‬ ‫(‪ )١‬الجرداء‪ :‬واد بعمان توجد بين السراحين‪. ‎‬‬ ‫‪١٨٤‬‬ ‫وَرَد‬ ‫الجيش كرثبال‬ ‫مقدم‬ ‫فمضوا كالطير والوالي على‬ ‫رولد‬ ‫الجرو عليها‬ ‫سكن‬ ‫فأتوا أزكى بُعَيّا شمخ۔‪-‬‬ ‫في ريام واطرَذ‬ ‫كل ضعف‬ ‫فشا‬ ‫والنزار اليوم مذ ضاعت‬ ‫الرأي الاشد‬ ‫باهتدا صاحبها‬ ‫عيشتها‬ ‫ربحت‬ ‫وتنوف‬ ‫كاد يختل ومن كاد يُكذ‬ ‫فاعتز وما‬ ‫السلطان‬ ‫صالح‬ ‫وغدت نزوى كحُحبلى بولد‬ ‫خبرا‬ ‫وشاعت‬ ‫أزكى‬ ‫هدأ‬ ‫بن حمد‬ ‫ذلك الصنديد سيف‬ ‫بنزوى ذمرها‬ ‫قام للحرب‬ ‫وبحكم السيف تقويم الأد‬ ‫عليهم عادلا‬ ‫حكم السيف‬ ‫الزبد‬ ‫بالنبل‬ ‫وعدا يقذف‬ ‫زا خراً‬ ‫( بحرا‬ ‫يش‬‫‏‪ ١‬لججہ‬ ‫وا ستَباح‬ ‫برجال قابلتهم مثل سد‬ ‫من سليمان ونبهان استمد‬ ‫وبهم حمدان محمود اللقا‬ ‫حد‬ ‫بالنقع‬ ‫إذ علا بينهما‬ ‫فالتقى الجمعان ثم افترقا‬ ‫قيهم مما جَجتوا والامر جد‬ ‫القضا‬ ‫إن حل‬ ‫فرأت حمير‬ ‫عَالَب القالب يغلب ويرد‬ ‫فتخلوا عن صياصيهم ومن‬ ‫سَمَذ زنث لسلطان البلد‬ ‫حمد البركة جمدان متى‬ ‫سمد‬ ‫في‬ ‫الله لنزوى‬ ‫يبارك‬ ‫ذروتها‪:‬‬ ‫في‬ ‫العلياء‬ ‫نادت‬ ‫قلت‪ :‬أر فتحها خير بلد‬ ‫وَتَرَاعي طاب جريا في الهنا‬ ‫المدد‬ ‫هنا‬ ‫لمدى‬ ‫أتتفرس‬ ‫ولم‬ ‫السلطان في صمتي‬ ‫عتب‬ ‫والأديب اليوم ممضوض الكبد‬ ‫قلت‪ :‬سوق الشعر أضحى كاسداً‬ ‫وإذا ما سامه بيعا كسد‬ ‫يخرج الجوهر من لجته‬ ‫فكرته نازالكمد‬ ‫أججث‬ ‫وإذا لم يبده من لجه‬ ‫محكماتِ عليها من لا عد‬ ‫اياته‬ ‫تليت‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬ ‫وقعد‬ ‫معنى‬ ‫العالم‬ ‫جلس‬ ‫كل عمر ليس يدري الفرق من‬ ‫فينا يسترد‬ ‫حمدان‬ ‫من بني‬ ‫هل زمان من بني برمك أو‬ ‫حضرة الصاحب والملك العضد‬ ‫يشرق الشعر إذا ما ذكوث‬ ‫وورد‬ ‫إلا‬ ‫الشعر‬ ‫في‬ ‫ساحر‬ ‫ذا الفتح وما‬ ‫الكهان‬ ‫حشر‬ ‫العمد‬ ‫واث‬ ‫خلاس‬ ‫بين‬ ‫جمعهم‬ ‫في‬ ‫مرا‬ ‫وتلاقوا‬ ‫‪١٨٥‬‬ ‫يأخذ الفهم ويجتاح الح]َند‬ ‫كل ذي سحر بيان لفظه‬ ‫المدد‬ ‫تجتاح‬ ‫تمتد‬ ‫فسعت‬ ‫صنعهم أسبابهم‬ ‫من‬ ‫ورموا‬ ‫وفي شهر جمادى الثانية سنة ‏‪ ١٣٢٣‬خرج الوالي سليمان على المقابيل أهل الحلتي‬ ‫لما هاجموا المركز السلطاني فاستحلوه‪ ،‬فبعث الوالي إليهم سرية‪ ،‬فاستردته منهم فأصابوا‬ ‫غرة من صحبه‪ ،‬بعد انقيادهم لأمره‪ ،‬وإذعانهم لها فجهز جيشا‪ ،‬وخرج إليهم© فاسترد ما‬ ‫أخذوه وعاقب من نكث‪ .‬ولشيخ البيان في هذه الغزوة قصيدة{ استوفى القضية بأسرها‬ ‫فى أولها‪:‬‬ ‫هكذا تبدي الليالي عجبا‬ ‫نفح النصر فميلوا طربا‬ ‫ليس تَثييه العوالي والشبا‬ ‫بدا كوكبه‬ ‫وإذا السعد‬ ‫لوم أن يعلو الثريا مركبا‬ ‫ولمن قام على المجد فلا‬ ‫وفي شهر ربيع الآخر سنة ‏‪ ١٣٢٧‬جهز السلطان جيشا على آل المسيّب‘ أهل نفعا‪6‬‬ ‫عقد لواء على ابنه السيد نادر بن فيصل‪ .‬والسبب الداعي إلى ذلك“ أن الوالي‬ ‫سليمان بن سويلم يتهم حمد بن سليم السيابي‪ ،‬بتهريب الأطعمة لبني ريام‪ ،‬في أوان‬ ‫حصاره لبلادهم أزكى© وتضييقه عليهم في عام ‏‪ 0©١٣٢٣‬فقبض على قافلته‘ فاعتذر‬ ‫حمد‪ :‬أن المتاع حمل لنزوى‪ ،‬وكان الوالي خرداً لجوجاً‪ ،‬فانتهر حمد‪،‬ؤ وكذب لحيته‬ ‫البيضاء‪ ،‬وأشار إليها‪ ،‬وكان حمد شيخا مسئا‪ .‬فخرج قابضاً على لحيته‪ .‬وهو يكتم‬ ‫صيحة العار‪ ،‬ويمزق حديد النارش لما كان يراه العمانيون للحية من قدر وعظمة يود‬ ‫أحدهم أن يقضى عليه ولا تذكر لحيته‪ ،‬فأقسم على أبنائه أن يأخذوا بثأر لحيته‪ .‬فحذره‬ ‫قومه أن يعكر صفوهم©‪ ،‬وأن تصبح لحيته لهيب فتنة‪ .‬فتحرق صفوفهم‪ ،‬فكتم رأيه إلى‬ ‫أواخر ذي الحجة من عام ‏‪.١٣٢٤‬‬ ‫كمن أبناء حمد برأس جبل من جبال وادي العق الشاهقة‪ ،‬يرقبون رجوع الوالي من‬ ‫زيارته للشرقية‪ ،‬وقد بلغهم أنه استصحب أعيان القبائل‪ ،‬وفيهم إمامنا الخليلي قبل العقد‬ ‫عليه؛ ورؤساء الحرث‘© وشيخ بني جابر الطوسيف بن سليمان وغيرهم‪ ،‬وقد دخلوا هذا‬ ‫الوادي ضحوة النهار‪ ،‬فبينما هم في وسطه أثار أبناء حمد النار‪ ،‬فنثروا مخايل الرصاص‬ ‫على صدر الوالي العنيدش فسقط من ظهر جمله قتيلاًث وأردفوه خادمه صريعاً‪ ،‬ولم يعتبروا‬ ‫‪١٨٦‬‬ ‫من عنده‪ ،‬ولا ما يكون بعده امتثالاً لأمر أبيهم وبرا يقسمه‪ ،‬وانتقاما للحيته الشايبة‪.‬‬ ‫قامت قيامة الأوتاد الذين صحبوه‪ ،‬لكونه في جفارتهم‪ ،‬وأصروا على الاخذ بثاره‪ ،‬والقيام‬ ‫فمنعهم نور الدين السالمي قائلا‪ :‬إنه قائد البغاة ويد الجبار‪ .‬ولا سبيل‬ ‫على آل المسيب©‘‬ ‫لكم عليهم بل لا يحل لكم أن تخفروه‪ .‬بقي الرؤساء بين أمرين وكلاهما مر إما اقتحام‬ ‫الأخطار أو الوقوف على العار وحمى الحقد‪ ،‬وموجة الانتقام تقذف بشررها‪ ،‬لما يرونه‬ ‫من انتهاك حرمتهم‪ ،‬وإهانة كرامتهم‪ ،‬فكتبوا لقطب الأئمة المغربي أبحاثا في الموضوع‪،‬‬ ‫فكان من جوابه كجواب نور الدين هنا‪ ،‬كان الحاجز دينيا لا يستطاع انتهاكه‪ ،‬أما الشيخ‬ ‫الجابري لكونه من العتاة فأبى إلا التعصب بالباطل‪ ،‬فقتل من السيابيين رجلين يسدد بهما‬ ‫خطاه من العار العربي‪ ،‬ولم يلتفت لما وراء ذلك لكونه من العتاة‪.‬‬ ‫دبر السلطان الأخذ بثأر واليه بواسطة رجلين معمري وهنائي© ففتكوا بالشيخ‬ ‫سيف بن محسن رئيس آل المسيب‘ وقنع في الظاهر بذلك‪ ،‬ولكن جمرة الحقد لم تطفأ‬ ‫من الجانبين‪ ،‬بقيت نارها في الصدور حتى خرج السلطان متفقدً مملكته‘ فعسكر ببلدة‬ ‫كان دوي البنادق على رأس الشيخين‬ ‫وفي الليلة الثانية من وصوله عند السحر‬ ‫نخل‬ ‫سالم بن مرهون وخليفة بن عبيد المعمرين من أعيان أصحاب السلطان ورؤساء‬ ‫جماعتهم‪ ،‬تقرر عند السلطان أن آل المسيب أخذوا بثأر رئيسهم الشيخ سيف بن محسن ©‬ ‫فغضب لذلك‪ ،‬وجهز ابنه السيد نادر لحربهم‪ ،‬فخرج جيشه‘ وأقام (ببدبد) واستعد آل‬ ‫المسيب استعداد ضعيف لقوي‪ ،‬وقد تجمعت للسلطان قوة فوق العادة‪ ،‬فأشفق عليهم‬ ‫جيرانهم بنو جابر‪ ،‬فتوسطوا على أنهم يؤدون الطاعة وأن يقبل السلطان إلزام رئيسهم‬ ‫محسن بن زهران‪ ،‬فقبض عليه‪ ،‬وأرسل به مكبل بالحديد إلى مسقط‪ ،‬وهدم بنيانهم‬ ‫الشامخ ‪.‬‬ ‫ما قيل من الشعر قي مدح السلطان فيصل‬ ‫قد مدح السلطان فيصل شعراء عصره‘ وأكثروا بيد أنه أحرز قصبة الرهان شيخ‬ ‫فإن له ديوانا ضخما فيه من المدائح الفائقة‪ .‬وذكر حروبه‪6‬‬ ‫البيان محمد بن شيخان‬ ‫ومدح أنجاله الكرام ما قصر دونه البلغاء‪ .‬فمن معلقاته البليغة هذه القصيدة الفريدة التي‬ ‫أودعها كثيرا من التورية ‪:‬‬ ‫‪١٨٧‬‬ ‫ألقت إليها الهى طوعا معولها‬ ‫شمس من الأنس صار الحسن هيكلها‬ ‫صبحية الخد تعنو النيرات لها‬ ‫رمحية القد بطاشية خلقا‬ ‫أهلي الغراء ولا ذنب ليحملها‬ ‫نبية شرعها سفك الدماء على‬ ‫إلا أصابت من الألباب مقتلها‬ ‫ما قوق لحقها في الناس رامية‬ ‫تبلى بحكم الهوى إلا وقمن لها‬ ‫ولا سَرَى نشرها المسكي في رمم‬ ‫شقيت من صفوة اللذات سَلسّلها‬ ‫يا بانة في رياض الحسن قد نشأث‬ ‫والسمر أعدها ما كان أعدلها‬ ‫نسيم عمي يا سمراء مر بكم‬ ‫عاداته للعوالي أن يميلها‬ ‫هل آن ميلك نحوي يا نسيم فمن‬ ‫إلا روت مقلتي بالدمع مرسلها‬ ‫ما قتدث مهجتي حسنى حديثكم‬ ‫وخير أيامنا ما كان أوليا‬ ‫يا نعم أيامنا بالرقمتين بكم‬ ‫أغخلاه وأسهلها‬ ‫له ما كان‬ ‫من يشتري مهجتي دهرا بيومكم‬ ‫وأرسلت نوَب الأيام جحفلها‬ ‫أنت صروف وحالت دونكم دول‬ ‫للمرء لم يرض إلا أن يتَدُلها‬ ‫والدهر من طبعه لم تصف منزلة‬ ‫يكن بكفي ما يَنْتَل أنملها‬ ‫لما تبث بي أحوال الزمان ولم‬ ‫لم ألفي ممن فضله عني تحمُنها‬ ‫وأحدقث بي ديون أثقلت عنقي‬ ‫أو مستهينٌ بنفسي إذ تخللها‬ ‫والناس صنفان إما حاسد نعمي‬ ‫لا تستهان لأن الله فضلها‬ ‫نفس النقي وإن هانت على سفل‬ ‫وبالاراذل تَذري الناس أفضلها‬ ‫إن الأفاضل محمودون نعمتهم‬ ‫تحل عن عنق المأسور أكبلها‬ ‫وقادني دعوة ممن مكارمه‬ ‫مصاعب الأمر كي أرتاد أسهلها‬ ‫كساني الله رأيا أن أجشمه‬ ‫بالشخب أجبلها تغتال أجدلها‬ ‫معممة‬ ‫عقبانا‬ ‫عمدة‬ ‫عمدت‬ ‫الشعرى وإكليلها بالتاج كملها‬ ‫نعالها الصخرة العظمى وهامتها‬ ‫على المجرة أوردناك جدولها‬ ‫كأننا في تعالينا بذروتها‬ ‫عقبان عزم يقوي الله أرجلها‬ ‫قد جبت عقبانها المستشرفات على‬ ‫حلياء لا بد أن يجتاح أسهلها‬ ‫ومن يجب أوعر الأشياء في طلب ال‬ ‫لم تحل إلا إذا جرعت حنظلها‬ ‫وصفو دنياك مستور بأكدرها‬ ‫في لُجها ضاربات فيه كلكلها‬ ‫حتى أناخت بي الآمال كارعة‬ ‫‪١٨٨‬‬ ‫منة‬ ‫بشرا بَوأتَ للحاجات‬ ‫يا من لمسقط قد طارت به هم‬ ‫ةي‬ ‫فمن ذا اليد البيضاء‬ ‫"‬ ‫_‬ ‫السوداء‬ ‫للحاجة‬ ‫إن زمت‬ ‫لكن يشن على الدنيا تصلها‬ ‫به شيم الإحسان ‪:‬‬ ‫ملك‬ ‫عم النواحي أعلاها وأسفلها‬ ‫والسجل إن تحث أبواب مخرجه‬ ‫دأمائها إذ تدى كفيه أخجلنها‬ ‫ي لأرحم هاتيك البحور على‬ ‫جحفلها‬ ‫الموت‬ ‫شهود‬ ‫لما أثارت‬ ‫الأنفس الهملكى بصارمه‬ ‫ر‬ ‫الندى في الحال © جندلها‬ ‫إلا بمابماضي‬ ‫استقبلت هامة للفقر في جهة‬ ‫" سرى ذكره ففي الشم زلزلها‬ ‫الأسد سطوته‬ ‫تقود‬ ‫بطش‬ ‫شديد‬ ‫بلا ذل ولو نشرت‬ ‫كبير حلم‬ ‫من زلة زلها إلإالا وتق ‪:‬بلها‬ ‫هرة‬‫بمعدر ذ‬ ‫يوما‬ ‫حد‬ ‫ما ‪17‬ج‪7‬اءه أ‬ ‫حاجة‬ ‫مصده‬ ‫‪.‬‬ ‫صت‬ ‫ومن ترقى بمرقى الحلم ما عر‬ ‫فيلبس منها فيه أجملها‬ ‫وا قمة‬ ‫‏‪ ١‬لآما ل‬ ‫ترى‬ ‫سعي‬ ‫‪7‬‬ ‫تمكين عر فسواها وعدلها‬ ‫‏‪ ١‬لعلا مالت أ عد ‪ /‬لها‬ ‫سواري‬ ‫د‬ ‫زلازل الشرك أن تجتاح معقلها‬ ‫أمملالاكها رده ةقسرا وألفلها‬ ‫وهم نيام فما أغفى وأغفلًها‬ ‫في حفظه بمقاماتٍ تأملها‬ ‫بالكشف معضلها‬ ‫دهياءَ إلا رمى‬ ‫بدا همه‪4‬‬ ‫يوما‬ ‫‪/‬رمي‬ ‫ا(بر ما‬ ‫مد‬ ‫فانثنوا يبرون أنملها‬ ‫‪7 7‬‬ ‫محاولة‬ ‫‪ :‬باد < عيسى الئيي صاغوا‬ ‫أرجلها‬ ‫شد‬ ‫لما‬ ‫ر ابن لقمان‬ ‫بحمى‬ ‫را‬ ‫صبيحا‬ ‫لطواشي‬ ‫هل‬ ‫قناتهم لا ولا لاقوا موئنها‬ ‫ففي مساعيهم ووللاا نهضت‬ ‫لا‪ 9‬بوركوا‬ ‫شككرر لمن عزز الأشيِا وذللها‬ ‫تته‬ ‫د ولل‬ ‫ا لمعمور‬ ‫‏‪ ١‬لملك ى‬ ‫يها‬ ‫ر‬ ‫| بشكر طويل تُغط أطولها‬ ‫‏‪١‬‬ ‫أ ‪02,..‬۔‬ ‫‪7‬تحل فق‬ ‫!إ نعاما‬ ‫الله‬ ‫ؤلاكها‬ ‫لكن فتحتم لنا بالجود مُققلها‬ ‫ممتدحاً‬ ‫‏‪ ١‬للأشعار‬ ‫دأبىَ‬ ‫من‬ ‫_مِا كا ل‪1‬‬ ‫عالبخل إني بكم أغدو غدو مُهَلهَنها‬ ‫ضبا‬ ‫القوافى أهلكته‬ ‫إذا كليب‬ ‫َ‬ ‫و‪‎‬‬ ‫‪١ ٠‬‬ ‫ليَمبَلنها‬ ‫أدعوه‬ ‫والله‬ ‫الشعر‬ ‫ك‬ ‫لملو‬ ‫‪0‬‬ ‫ن تقبلة‬ ‫قلة‬ ‫حسن‬ ‫بديعة‬ ‫بد‬ ‫خذها‬ ‫خذها‬ ‫أكملها‬ ‫العلياء‬ ‫رتب‬ ‫من‬ ‫‪.7‬‬ ‫وغا ي َه‬ ‫أقصاه‬ ‫‏‪ ١‬لحسن‬ ‫مر‬ ‫ربت‬ ‫‪١٨٩‬‬ ‫ارتقاء السلطان تيمور بن فيصل‬ ‫}‬ ‫سي‬ ‫‪2‬‬ ‫} ‪٠‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫وكان قد رشحه في حياته‬ ‫ولي الحكم في اليوم الذي توفي فيه أبوه السلطان فيصل‘ؤ‬ ‫ولما يتخيله فيه من‬ ‫لمهمات الأمور وجعله من بعده ولي عهده‘ لكونه أسنٌ إخوته‬ ‫الصلاح‪ ،‬لتوقد ألمعيتهش وعلو همته‪ .‬فقام بالأامر‪ ،‬وأحكم ثغور مسقط ومطرح والباطنة‪،‬‬ ‫حذرا من مهاجمة العمانيين‪ ،‬فوجد الإنكليز لهذا التحزب غرة وافقت مرادهم‪ ،‬فأظهروا‬ ‫العصبية للسلطان‪ ،‬والحماية له‪ ،‬والمدافعة عنه والقتال دونه‪ .‬على شروط أخذوها منه©‬ ‫فكانت منهم تعديات برميهم المسلمين في بركا وقريات والوطية‪ ،‬فرأى المسلمون التأخر‬ ‫ذلك الوقت عن القيام على السلطان حذرا من اتساع الخرق‪ ،‬وأن يجد الخصم بغيته‪6‬‬ ‫فبقيت المنافسات والمجاذبات‘‪ 0‬كما هو مفهوم من حال الضدين حتى وقعت بينهم‬ ‫المعاهدة المعروفة بمعاهدة السيب‘ في عصر الإمام الخليلي‪ .‬وسنذكرها في محلها «وفي‬ ‫ص‪٩٣‬‏ كتاب شركة الزيت الأمريكية! ‪.‬‬ ‫ربيع‬ ‫شهري‬ ‫خلال‬ ‫في‬ ‫الملك في الهند مدينة مسقط‬ ‫هاردنق (نائب‬ ‫اللورد‬ ‫وقد زار‬ ‫الأول وربيع الآخر عام ‏‪ ١٣٣٣‬ه) الموافقين لفبراير ‏(‪ ١٩١٥‬م) ونصح السلطان بمسالمة‬ ‫شعب الداخل لأن الإنكليز لن يستطيعوا أن يظلوه بحمايتهم إلى أجل غير محدود‪ ،‬وقد‬ ‫بسط الوكيل السپاسي في مسقط العقبات التي تقف في سبيل الوصول إلى اتفاق يرضاه‬ ‫وهي ‪:‬‬ ‫السلطان‬ ‫سمائل وحصنهك{‬ ‫وادي‬ ‫على مفتاح الموقف ‏‪ ٠‬فإنهم يحتلون‬ ‫قابضون‬ ‫العصاة‬ ‫‏‪ ١‬۔ إن‬ ‫‪.‬‬ ‫مسقط‬ ‫فى‬ ‫التجارة‬ ‫لازدهار‬ ‫غنى عنهما‬ ‫لا‬ ‫اللذين كانا‬ ‫‏‪ ٢‬إن الثورة قد اتسمت بطابع ديني‪ ،‬وإن الإمام يدعو إلى الجهاد‪ ،‬وأكثر من‬ ‫شنوه في شهر ينايرش وفضلا عن هذا‪ ،‬فإن شعور السخط قد بلغ مبلغا أصبح من العسير‬ ‫إزالته ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬إن الفرض الخاص بمنح إعانات للقبائل ليس خليقاً أن يكون وسيلة مغرية‬ ‫لإقناعها‪ ،‬ذلك لأن الإمام قد يحرم من قبول الإعانات بوازع ديني‪ ،‬وأن الزعيمين‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫الآخرين ينعمان بدخل كبير من مركزيهما الحاليين© ومن أراضي الدولة التي قد قبضا‬ ‫عليها في الداخل ‪.‬‬ ‫عدد رجال الحامية إلى العدد العادي سيترك السلطان دون مساعدة‬ ‫‏‪ ٤‬۔ إن خفض‬ ‫يعتمد عليها‪ ،‬ذلك لأن السفن البريطانية في زمن الحرب يغلب أن تكون على بعد غير‬ ‫بخلاف ما تكون عليه الحال في زمن السلم‪ .‬وذكرت هذه هالحرب‬ ‫يسير من مسقط‬ ‫العربية ص‪.!٢٢‬‏‬ ‫وكتب المؤرخ المسيحي في كتابه المسمى عمان لشركة الزيت الأميركية ص‪٩٤‬‏ ‪:‬‬ ‫في الفترة الواقعة بين أواخر شهر جمادى الأولى وشهر شعبان عام ‏‪ ١٣٣٣‬ه أي بين‬ ‫ابريل ويونيه ‏‪ ١٩١٥‬م ظلت الرسائل والمباحثات متصلة بين زعماء الإمامة وممثليهم من‬ ‫ناحية‪ ،‬وبين الوكيل السياسي البريطاني بوصفه وسيطا من ناحية أخرى‘‪ ،‬وقد تمخضت‬ ‫هذه المباحثات عن الأسباب الجوهرية للعداوة التي يحس بها أتباع الإمامة حيال السلطان‬ ‫وهى ‪:‬‬ ‫إن قمع تجارة الرقيق يعد أمرا غير مشروع؛ لأن هذه التجارة تسمح بها أحكام‬ ‫‏‪١‬‬ ‫الإسلام ‪.‬‬ ‫الأسلحة والذخيرة ينبغي ألا يسمح بالتدخل فيها‪.‬‬ ‫‏‪ ٢‬۔ إن تجارة‬ ‫‏‪ ٣‬۔ إن السلطان كان فاشلا في تطبيق شريعة الإسلام" فيما يختص بكل القضايا‬ ‫المدنية والجنائية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٤‬۔ كان السلطان يسمح باستيراد التبغ والخمور وهذا مما تحرمه أحكام اللإسلام‪.‬‬ ‫يقضي‬ ‫أن ‏‪ ١‬لوا جب‬ ‫‏‪ ١‬لاإانكليز ‏‪ ٠‬مع‬ ‫على تأييد جنود‬ ‫يعتمد‬ ‫السلطا ن‬ ‫‏‪ ٥‬۔ كان‬ ‫بإقصائهم ‪.‬‬ ‫بأن يقطع عنه تيار الواردات‬ ‫‏‪ ٦‬۔ كان السلطان يفرض حصارا على الداخل‬ ‫المألوف‪.‬‬ ‫مع أنه ينبغي أن يكون مشاعاً للجميع‪ .‬ثم‬ ‫‏‪ ٧‬ادعى الإنكليز سيطرتهم على البحر‬ ‫ص‪.٩٥‬‏‬ ‫بعد ذلك‬ ‫كتب‬ ‫‪١٩١‬‬ ‫وقد بعث الإمام بكتاب للوكيل السياسي أمد فيه أنه لن يستطيع أن يجري أي‬ ‫إجراءث يهدف إلى عقد صلح ‪ .‬دون استشارة نواب شعبه الذي يقطن أفراده المنطقة‬ ‫الممتدة من الشرقية إلى نزوى كلها‪.‬‬ ‫‏‪ ١٩١٥١‬م) تلقى الوكيل السياسي‬ ‫ونفي شهر شوال عام ‏‪ ١٣٣٤‬ھ (الموافق لاغسطس‬ ‫كتاب بتوقيع الإمام‪ .‬وعيسى بن صالح‪ ،‬وحمير بن ناصر‘ وقاضي الإمام وقد طلبوا إليه‬ ‫فيه‪ ،‬أن يجتمع بعيسى بوصفه ممثلا للإمام على مقربة من السيب على الساحل‪.‬‬ ‫واستصحب عيسى قاضي الإمام إلى هذا الاجتماع الذي تم في شهر محرم عام ‏‪ ١٣٣٤‬ه‬ ‫(الموافق لسبتمبر ‏‪ ١٩١٥‬م) وإذا تقدمت المباحثات‪ ،‬أحس الوكيل السياسي أنه بات ممكنا‬ ‫الوصول إلى حل وسط‘ وكانت النقطة الرئيسية مثار الخلاف‘ إصرار السلطان على أن‬ ‫تجلو قوات الإمام لمصلحته عن الاستحكامات القائمة عند سمائل‪ ،‬ويبدو أن عيسى كان‬ ‫مؤكدا أن الاستحكامات المذكورة لن تخلى‬ ‫يوشك أن يقبل هذا‪ ،‬لولا أن تدخل القاضي‬ ‫حيا‪ .‬ا ه كلامه‪.‬‬ ‫ما دام الإمام‬ ‫وفي أيام هذا السلطان كثر الشغب واضطربت الأحوال‪ ،‬وعاث اللصوص في الباطنة‬ ‫والشميلية‪ ،‬حتى أن الفرد لا يستطيع الخروج من بلد إلى بلد آخر إلا بجماعة تحميه‪6‬‬ ‫وتناولت أيدي المردة كل من صادفته‪ .‬وبلغ الأمر أنه في عام ‏‪ ١٣٤٤‬خرج من صحار‬ ‫السيدان خالد ومحمد ابنا محمد بن تركي‪ ،‬ابنا عم السلطان تيمور بن فيصل بن تركي ©‬ ‫فقبض عليهما الحراس‪ ،‬وخليفة بن الحبل القتبي في سيح السميني فباعوا أحدهما على‬ ‫سيف بن راشد النايلي بالبريمي والآخر على العوامر‪ ،‬فجلبوهما إلى ضنك ففكهما الشيخ‬ ‫حمد بن أحمد اليحيايي عن ألف وستمائة قرش‪ ،‬فارسل بخالد إلى والي صحار‬ ‫وبعد‬ ‫فاستلمه منهك وبقي محمد عند الشيخ اليحيايي ثماني سنوات‪،‬‬ ‫يعرب بن قحطان‬ ‫ذلك أرسل به ابنه خليفة إلى السيد حمد بن فيصل فسلمه إليه‪ .‬وما سبب هذا كله إلا‬ ‫واختيار السلطان للعزلة والسياحة بأرض الهند وتركه سياسة الأمر إلى الوزارة‬ ‫الإهمال‬ ‫بالنيابة عنه‪.‬‬ ‫خروج سيدي نور الدين من سمايل‬ ‫الى الشرقية‬ ‫نور‬ ‫سيدي‬ ‫خرج‬ ‫فيصل ‪6‬‬ ‫السلطان‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫‏‪١٣٣١‬‬ ‫من عام‬ ‫القعدة‬ ‫ذي‬ ‫شهر‬ ‫في‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫الدين من سمائل‪ ،‬وفي صحبته السيد سعود بن حمد بن هلال‘ والتقى بالرئيس المطاع‬ ‫حمير بن ناصر بأزكى‪ ،‬لوعد سبق بينهم في معارفة قبائل الشرقية‪ ،‬والاجتماع بهم في‬ ‫مهمات الدولة‪ ،‬ومناصرة الإمام ‪ .‬وإطفاء الفتن القديمة بينهم‪ .‬وقد فوض الإمام سالم‬ ‫الأمور في يد سيدي الوالد تفويضاً مطلقا فيما يراه من المصالح العامةث فهو يمضيها‬ ‫‪.‬‬ ‫ورسمه‬ ‫يا سمه‬ ‫فلما نزلوا بالخضر من وادي عندام أصلحوا ما بين أهلها من الرواشد والشروج‪،‬‬ ‫سنة ‪.‬‬ ‫وثلاثين‬ ‫منذ بضع‬ ‫بينهم حروب‬ ‫وكانت‬ ‫فكان من رأي نور الدين أن ما سفك من الدماءء ونهب من الأموال بين القبائل ©‬ ‫في الحرب الماضية‪ ،‬قبل دخولهم تحت طاعة الإمام وبيعتهم له يسكت عنه‪ ،‬ومن تعدى‬ ‫بعد ذلك يؤاخذ بجنايته‪ ،‬لا يتهيأ الحكم بينهم‪ ،‬لعدم الحجة العادلة على الباغي© بل أكثر‬ ‫حروب أهل عمان بغي بعضهم على بعض‪ ،‬فأعلن للرواشد والشروج عن ذلك‘ فقبلوا‬ ‫وقامت سوقهم بعد ما‬ ‫قوله‪ ،‬وامتثلوا لأمره‘ ففتحت طرقهم بعد أن كانت مسدودة‬ ‫وأعلن ليني رواحة وبني ريام والحارث‬ ‫كانت عاطلة‪ ،.‬ودخل بعضهم عند بعض‬ ‫والمساكرة بذلك‪ ،‬ثم خرجوا من الخضرا إلى سمد الشان‪ ،‬وأصلح ما بين أهلها‬ ‫وأمر أن يرفع علم الإمام بحصنها وترك الشيخ سالم بن سيف بن سعيد البوسعيدي‬ ‫والي‪ .‬وقلده القضاء عليها‪ ،‬ثم انتقلوا إلى أبرا‪ ،‬وأصلح شأن المساكرة والحارث‬ ‫وانحسمت المخاوف القديمة بينهم‪ ،‬وببركة العدل صار هذا الصلح هادماً لما قبله من‬ ‫الضغائن والأحقاد التي ورثها الأبناء عن الأجداد‪ ،‬وتلقاهم الشيخ عيسى بأبرا‪ .‬ثم توجهوا‬ ‫لزيارته بمعيته إلى مركزه بالقابل‪ ،‬فقابلهم بالبشر والحفاوة‪ ،‬والتقوا ببعض آل حجر ‪6‬‬ ‫وطلبوا زيارتهم‪ ،‬وكانوا في ذلك الوقت أهل فضل ودين‪ ،‬فأسعفوهم‪ .‬وفي بدية وافاهم‬ ‫أعيان الهشم الكرام ‪ 8‬وأخذ منهم نور الدين البيعة للإمام‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء الزيارة لبدية خرج الشيخ حمير إلى جعلان زائرا أمراءها علي بن عبد‬ ‫فاستقبلوه بحفاوة واحتشام‪ ،‬وقابلوه‬ ‫الله ومحمد ابن أخيه ابن ناصر بن عبد الله آل حمود‬ ‫بما هو أهله من الاحترام‪ ،‬فأبدى لهم بعد تمام الزيارة ما جاء به من التكلام‘ وليعرف‬ ‫رأيهم بعد ما طلب منهم أن يدخلوا فيما دخل فيه المسلمون من النظام‪ ،‬فتأجلوا في‬ ‫‏‪١٩٣‬‬ ‫م ‏‪١٣‬‬ ‫نهضة الأعيان‬ ‫الدخول نظر للمستقبل‪ ،‬والمستقبل كفيل‪ ،‬ووعدوه في حاضر الوقت لزوم الحياد وأن‬ ‫يكفوا عن مناصرة السلطان‪ ،‬فقبل ذلك‘ واكتفى به أمراء بني بو علي رؤساء على غافرية‬ ‫الشرقية يقر لهم قومهم بذلك‘ ويرون لهم حما عظيما وخطراً جسيماً‪ ،‬يقفون عند‬ ‫إشارتهم ولكونهم أنصار السلطان من قديم الزمانث وتحت قيادتهم جمهور كبيرث كان من‬ ‫رأي الإمام وأنصاره مسير الشيخ حمير إليهم" لاستفسار حالهم وأداء النصيحة الواجبة‬ ‫على المسلم لأخيه‪ ،‬وإن للتحزب الباطل بعمان أثر عميقً؛ فلكونهم يعتقدون أن الشيخ‬ ‫الحميري من ملوك الغافرية كان ذلك أرجى للقبول منهم‪.‬‬ ‫فوفوا بما وعوده به‪ ،‬وأتموا ما تعهدوه له‪ ،‬فلم يطرقوا باب السلطان اثني عشر‬ ‫عام‪ .‬حتى طرقه أعيان عمان‘ وكانت كتب السلطان إليهم متوالية‪ .‬ولكنهم رأوا الوفاء‬ ‫من شيم الأحرار‪.‬‬ ‫تدخل الشيخ حمدان بن زايد الفلاحي‬ ‫بالصلح ببن الإمام والسلطان والاجتماع بالسيب‬ ‫في أيام عيد الاضحى من سنة ‏‪ ١٣٣١‬وصلت كتب من الشيخ حمدان بن زايد أن‬ ‫خليفة الفلاحي الياسي حاكم أبو ظبي للشيخ عيسى بن صالح والعلامة نور الدين إذ كان‬ ‫نور الدين ذلك الأوان بالشرقية ذكر أنه مخيم ببلد السيب من الباطنة ويحب وصولهم‬ ‫إليه‪ .‬فهو يأمل التوسط بالصلح بين الإمام سالم والسلطان تيمور لأنها كانت بين بني ياس‬ ‫فلما رأوا تفاقم الأمر بين العمانيين أحبوا أن يدخلوا‬ ‫وملوك مسقط مواصلة ومعاضدة‘‪،‬‬ ‫بينهم بالصلح لحسم مادة الشقاق فخرج الشيخيان ومن عندهم من الأعيانث فكان‬ ‫وصولهم سمد الشان في اليوم السادس عشر من ذي الحجة عام ‏‪ ١٣٣١‬ه على طريق‬ ‫وادي العق‪.‬‬ ‫ولما أن خرجوا من الوادي توجه الشيخ عيسى ومن معه إلى السيب للاجتماع‬ ‫بالشيخ حمدان‪ ،‬وقصد نور الدين والعلامة أبو مالك ومن معهما إلى سمائل‪ ،‬وكان الإمام‬ ‫فكان‬ ‫سالم بها فعرضا عليه ما كتبه لهم الشيخ حمدان وما خرج به الأمير الشيخ عيسى‘ؤ‬ ‫حتى‬ ‫‏‪ ١‬لمنابذة‬ ‫إلا‬ ‫لا يرى‬ ‫ا لله ‪-‬‬ ‫۔ رحمه‬ ‫كان‬ ‫إذ‬ ‫به ‪86‬‬ ‫ورضاؤه‬ ‫الصلح‬ ‫قبول‬ ‫رأيه عدم‬ ‫من‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫‪ .‬فلما‬ ‫رأيهم‬ ‫ليعرفوا‬ ‫يحضروا‬ ‫بأن‬ ‫للأنصار‬ ‫يرسلوا‬ ‫فأجمع رأيهم أن‬ ‫الله بينه وبينهم ‪6‬‬ ‫يحكم‬ ‫فأرسل الإمام شيخنا العلامة أبا مالك إلى السيب ©‬ ‫اجتمعوا أجمعوا على عدم القبول‬ ‫ليخبر الأمير بما اقتضاه نظر العمانيين ‪.‬‬ ‫واستبقاء هم وتركهم وما بأيديهم ئ‬ ‫السلطان ©‬ ‫ثائرة‬ ‫عيسى إطفاء‬ ‫رأي الشيخ‬ ‫وكان‬ ‫شفقة على العمانيين من التضييق‪ ،‬فهو يخشى أن يشتد على العمانيين البلاءث فيكون منهم‬ ‫العلامة‬ ‫وصول‬ ‫ومراده‬ ‫قصده‬ ‫على رأيه ‏‪ ٠‬ولم يثنه عن‬ ‫فبقي الأمير مصرا‬ ‫للإمام ئ‬ ‫الخذلان‬ ‫أبو مالك‘ ويرى أن له النظر المطلق في مصالح الإمام والإسلام‪.‬‬ ‫ثم طلب الشيخ حمدان من الشيخ عيسى ومن معه من الأعيان الوصول إلى بيت‬ ‫السلطان بمسقط‪ ،‬لإتمام المعارفةث وتجديد الصّداقة؛ فساعفه الأمير ولكن أهل الرأي‬ ‫فلم بر الشيخ‬ ‫خداعهم ودهائهم [‬ ‫غوائل الملوك ‪ .‬وما يؤثر من‬ ‫للأمير ذلك خوف‬ ‫لم يروا‬ ‫عيسى إلا إتمام ما أجابهم إليه‪.‬‬ ‫فركبوا (نور البحر) باخرة السلطان ومع الشيخ حمدان إخوانه الذين كانوا بصحبته‬ ‫‏‪ ١٣٣٢‬فما أن وصلوا مسقط حتى تلقاهم السلطان‬ ‫وذلك في شهر المحرم في سنة‬ ‫وقابلهم بالحفاوة والإكرام وضروب الجوائز‪ ،‬فليثوا إلى عصر ذلك اليوم ثم رجعوا إلى‬ ‫السيب‘ ومنها إلى سمائل‪ ،‬فعرض الشيخ عيسى على الإمام ما جاء به من الصلح وهذا‬ ‫نصه‪ :‬اشترط الشيخ حمدان بن زايد على الأمير شروطاً‪ ،‬واشترط له شروطا‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬أن لا يتعدى الإمام الحوزة التي هو فيهَا وملكه على عمان الداخلية وأن يرد‬ ‫وأن لا يضر بعضهم بعضا ‪1‬‬ ‫الباطنة‬ ‫حصني بدبد وسممائل فيكونان تبعاً لحصون‬ ‫للسادة‬ ‫وأن الداخل من الطرفين آمن ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أن لا يسلم السلطان شيئا من المملكة العمانية للإنجليز‪.‬‬ ‫ورعاياه ‪.‬‬ ‫الإمام‬ ‫على‬ ‫محدثا‬ ‫لا يؤوري‬ ‫أن‬ ‫الثالث ‪:‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أن لا يسعى لهم بضر ظاهر ولا باطن ‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬إن السلطان يقيم العدل على نهج الشريعة‪ ،‬ويأمر بالمعروف‘ وينهى عن‬ ‫ويرفع المظالم ‪.‬‬ ‫المنكر‬ ‫‪١٩٥‬‬ ‫السادس‪ :‬إن العشور بالجمارك السلطانية في المائة خمسة على القاعدة ويرفع ما‬ ‫زاد‪.‬‬ ‫السابع ‪ :‬إن الصناديق النازلة بجمرك صور لا تفتش أصلا‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬أن يرفع العشور عن الزمان النازل بالجمارك السلطانية ‪.‬‬ ‫ولا يجوز لنا أن نساعفكم على ذلك وليس‬ ‫أجابه الأمير‪ :‬إن رد الحصون متعذر‬ ‫للإمام أن يرد معاقل المسلمين إلى الجبابرة‪ ،‬أما بقية الشروط فنعرضهَا على الإمام‪ ،‬فبيده‬ ‫الحل والعقد‪.‬‬ ‫عرض هذا الصلح على الإمام فرفضه‘ وأبى من قبوله‪ ،‬وكثرت الأنظار مع‬ ‫الأنصار وخافوا الفرقة في بدء الأمر‪ ،‬إذا رد على الأمير ما جاء به‪٠‬‏ وسعى فيه‘ وهو‬ ‫المصالح ‪.‬‬ ‫أعظم‬ ‫من‬ ‫يراه‬ ‫فرأوا أن يسكت الإمام في الحال‪ ،‬وأن يتأجل في الإتمام إلى مناظرة أنصاره؛‬ ‫لأنهم تفرقوا قبل رجوع الأمير‪ ،‬وأن يرسلوا إليه بالجواب بعد مفاهمة الأنصار‪ .‬وبعد‬ ‫وصولهم نزوى أرسلوا إليه الشيخ حامد بن سيف الؤوَاحي فوافاه ببلد الظاهر‪ ،‬وأخبره‬ ‫أن الأنصار أبوا من قبول الصلح‪ ،‬وأن الإمام لا يرى إلا موافقتهم‪ ،‬ولا يرى إلا المنابذة‪.‬‬ ‫وفي وقت هذا الاجتماع بالسيب‪ .‬اتفق اجتماع الشيخ عيسى بالشيخ العالم الفقيه‬ ‫راشد بن غُزيّز الخصيبي الرجل الماهر الداهية الذي كان عظيم المدبرين للدولة‬ ‫السلطانيةث والمناضل عنها بسياسته وتدابيرهء وهو ممن له في العلم المدح المعلى بين‬ ‫أهل عمان‪ .‬وقد عرف هذا الشيخ بالكرم والجود‪ ،‬وشهر بالسخاء والبذل وزاده كرمه‬ ‫نفوذا في تمثيله أوامر السلطان‪ .‬ولم ير با من ملازمة الملوك؛ لأنه نشأ في بساط‬ ‫فضلهم© وتربى في مهد جودهم‪.‬‬ ‫ولما ظهر العدل وعقدت الإمامةث لم يكتب التوفيق له تجاه دولة المسلمين‪ ،‬فأظهر‬ ‫للناس أن هذه فتنة صماء عند أهل عمان‘‪ ،‬وأنهم ليسوا على الحق‪ ،‬وبث كتبه في أقطار‬ ‫فعاتبه الأمير على ذلك‘ فاعتذر أنه في‬ ‫الأرض وشنع على المسلمين‪ ،‬وأرجف بهم‬ ‫تقية‪ .‬ولا يمكنه إلا ذلك‘ وإن مقامه عند السلطان هو لاإرشاده من ذهاب المملكة بيد‬ ‫الإنكليز‪ .‬ونحو ذلك من الأعذار‪ ،‬وأنه لو دخل مع المسلمين لم يقبلوه‪ ،‬لما بلغه بأنهم‬ ‫‪١٩٦‬‬ ‫أهدروا دمه‪ .‬واعترف أن الإمام محق‪ ،‬وأن دولة المسلمين على هدى‪ .‬فقال له الأمير ‪:‬‬ ‫ألم تقل‪ :‬إنها فتنة؟ فأجابه‪ :‬إن الله يقول‪« :‬ونبلوكم بالشر والخير فتنة فتخلص بها‪.‬‬ ‫وكان منطقيا داهية عنقفيراً‪ .‬وطالت المحاورات بينه وإياه؛ فأحسن التخلص منها‪ .‬وأجاد‬ ‫الجواب عنها‪ ،‬ثم حصل اجتماع آخر بالسّيب بعد الاجتماع الأول‪ ،‬كان دائرة عقده الشيخ‬ ‫سلطان بن محمد بن علي النعيمي حاكم البريمي‪ ،‬حضره جم غفير من رؤساء العمانيين ‪.‬‬ ‫ورام هذا الشيخ أن يعقد صلحا بين السلطان والإمام‪ ،‬فما تم فيه أمر ورجع كل إلى‬ ‫وطنه‪.‬‬ ‫بن سالم بن سيف&‪٨،‬‏‬ ‫يرأسهم سيف‬ ‫أعيان معولة بن شمسك‬ ‫وفي ذلك الوقت وصل‬ ‫بن‬ ‫وراشد‬ ‫سيف‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫بن‬ ‫ا لشاعر وسعود‬ ‫خلقان‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫وعنده‬ ‫نبهان‪ .‬ورهط من جماعتهم فواجهوا الإمام سالم بسمائل‪ ،‬وبايعوه‪ ،‬وطلبوا منه أن‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫وسيأتي ذلك إن شاء‬ ‫يتصل بهم لقهر واديهم ‏‪ ٠‬فوعدهم ‪.‬‬ ‫جعل الإمام واليا على سمائل الشهم الفيصل الزاهد سعود بن حمد بن هلال‬ ‫البوسعيدي ‪.‬‬ ‫وفي اليوم الثلاثين من شهر المحرم سنة ‏‪ ١٣٣٢‬خرج الإمام من سمائل على طريق‬ ‫وادي الغربي‪ ،‬وفي صحبته الأمير عيسى‪ .‬وهذا كتاب الإمام ونور الدين لإخوانهم في‬ ‫تبورة من إفريقيا يتضمن الفتوحات ‪.‬‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫آ>‬ ‫‪ 1‬قر اتق‬ ‫يبتسم‬ ‫السالمي إلى‬ ‫من إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي ‪ .‬وعبد النه بن حميد‬ ‫حضرة المشايخ الكرام الأخوة‪ :‬ناصر بن سالم‪ ،‬ومحمد بن سالم‪ ،‬وسيف بن خميس‬ ‫كافة‬ ‫العمانيين ‘ وغيرهم من‬ ‫الاخوان‬ ‫وكافة‬ ‫وسالم بن جمعة{©‬ ‫ساعدك‬ ‫وسالم بن‬ ‫ما م‬ ‫على‬ ‫ونشكره‬ ‫الله إليكم ‏‪٠‬‬ ‫فإنا نحمد‬ ‫عليكم ‪.‬‏‪٠‬‬ ‫سلام‬ ‫تبورة ‪6‬‬ ‫بنواحي‬ ‫النازلين‬ ‫المسلمين‬ ‫شتاتنا ©‬ ‫وجمع‬ ‫فقد أتم الله علينا نعمته {}‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫دين‬ ‫وإظهار‬ ‫الله ‪6‬‬ ‫كتاب‬ ‫إقامة‬ ‫من‬ ‫علينا ‪6‬‬ ‫به‬ ‫الله‬ ‫فمنحهم‬ ‫على نية واحدة‪،‬‬ ‫وألف بين قلوبنا ‪ 6‬وقام أكابر عمان ورَعاياهم قومة واحدة"‬ ‫والنصر العزيز‪.‬‬ ‫الفتح المبين©‬ ‫‪١٩٧‬‬ ‫عقدت الإمامة بتنوف آخر اليوم الثاني عشر والاثنين من جمادى الثانية في ساعة‬ ‫الشمس‪ ،‬وانتقلنا إلى نزوى‪ ،‬في تلك الساعة من الاثنين القابلة من يوم ‏‪ ١٩‬ودخلناها‬ ‫وقت الحرث وهي في أمنع ما يكون عدة وعدداً وبأساً وشهامةإ فمنحنا الله أكتافهم‬ ‫للإسر ودماءهم للقتل بنصر من الله وإعانة‪ ،‬وآناهم الله من حيث لا يحتسبون‪ ،‬وظنوا‬ ‫أنهم مانعتهم حصونهم" فأنزلهم الله منها‪ ،‬وواجه والي منح‪ ،‬وسلم البلد وواجه سلطان‬ ‫عبري وبايع‪ ،‬وواجه شيوخ الجنبة وشيوخ اوم وبايعوا وانتقلنا إلى أزكى© يوم تاسع‬ ‫رجب‘ بعد صلاة جمعتين بنزوى‪ ،‬ففتحها الله لنا ببركة واليها الحميد سعود بن حمد‘‬ ‫وانتقلنا منها إلى سمائل في يوم ‏‪ ٢٦‬من رجب عُصَيراً‪ ،‬وأحطنا بحصن سمائل صبح ‏‪6٢٩‬‬ ‫بعد احتجاج ونصائح‘ وفيه نادر بن فيصل‘ وحمود بن حمد بن هلال‪ ،‬وحمود ابن‬ ‫الإمام عزان بن قيس وغيرهم من سادة القوم عشرة وهو في أتم عدة{‪ 5‬فقام الحصار عليه‬ ‫سبعة وعشرين يوما‪ ،‬ونزلوا ليلة ‏‪ 0٢٨‬وكان الشيخ عيسى ومن معه قد نزل بالخوض‬ ‫لمرابطة فيصل وأولادهم‪ ،‬وهم بالشيب‘ وطائفة أخرى من الجيش فيهم علي بن‬ ‫هلال بن زاهر‪ ،‬ومطاوعة الحجريين وآخرون من ريام وعبس‘ؤ وقد حاصرت حصن‬ ‫بدبدش وفتح يوم ‏‪ ٢٥‬شعبان‪ .‬وها نحن منذ فتح الحصنين لم نفارقهما‪ 5،‬أقمنا لإظهار‬ ‫العدل في البلدين وتوابعهما‪ 8،‬مرابطين للعدو‪ ،‬ومنتظرين لفرصة النهضة على مسقط ‪..‬‬ ‫وقريبا ۔ إن شاء ا له ۔ نزحف إليهاث ونسأل ا له وصول كتابنا هذا إلى حضرتكم‪ ،‬وأنتم في‬ ‫وإعانتكم الأولى لم‬ ‫أتم نعمة‪ ،‬وعرفونا بوصوله إذا وصل‪ .‬كتابك أيها الأخ ناصر وصل‬ ‫تصل‪ ،‬والثانية لم يأتنا فيها بيان‪ ،‬ولعله لانقطاع الطريق والسلام‪.‬‬ ‫كتبه عن إملاء والده محمد بن عبد الله بيده‪ ،‬يوم ثاني ذي القعدة سنة ‏‪.١٣٣١‬‬ ‫وحينما نحن مقيمون بأزكى ثار بنو خروص والعبريون على حصن العوابي فخلص‬ ‫ا ه‪.‬‬ ‫رجب‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫‏‪١٧‬‬ ‫يوم‬ ‫وقد معولة بن شمس الى الإمام بسمائل‬ ‫ولما أراد الله أن تنتظم بلادهم في سلك نظام الإمامة ألقى الله في قلوب معولة‬ ‫مع‬ ‫هواه‬ ‫إذ كان‬ ‫بن محمد‬ ‫بن ناصر‬ ‫سليمان‬ ‫رئيسهم الشيخ‬ ‫الايمان ‏‪ ٠‬فخالقفوا‬ ‫حب‬ ‫الشلطان‪ ،‬فخرج قسم منهم إلى الإمام على طريق عقبة‪ ،‬ألقت إلى سمائل بعد فتحها‪،‬‬ ‫‏‪ ©١٣٣٢‬فاجتمعوا بالإمام‪ .‬وأخبروه بما جاءوا إليه‪،‬‬ ‫وكان خروجهم في شهر المحرم سنة‬ ‫‪١٩٨‬‬ ‫من استعدادهم للمناصرة‪ ،‬وفرارهم من أئمة الجور وطلبوا منة المساعدة على خصمهم‪،‬‬ ‫وحماية بلادهم فوعدهم جميلاً‪ ،‬وجعل لذلك أجلا يوافيهم عليه‪ ،‬وأكثر الخارجين من‬ ‫أهل مسلمات‪ .‬وكان أمير القوم سيف بن سالم‪ ،‬وهم نيف وأربعون رجلا‪ ،‬فناداهم نور‬ ‫الدين‪ :‬يا آل شمس هل من مبايع؟ فأجاب القوم‪ :‬ما جئنا إلا لذلك‪ .‬وتقدم أبو البركات‬ ‫سعود بن حمد بن سيف‘ فمد يده للبيعة‪ ،‬وهو يتلو الآية الكريمة‪« :‬إن الذين يبايعونك‬ ‫إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه» ثم بايع بقية القوم‪٠‬‏‬ ‫وأقاموا سبعة عشر يوما في ضيافة الإمام‪.‬‬ ‫وبعد انقضاء لوازم الزيارة‪٨‬‏ استأذنوا الإمام في الرجوع‪ ،‬فأذن لهم‪ ،‬فرجعوا ملتزمين‬ ‫بالأمر والنهي في بلادهم‪ ،‬وبالقيام على كل من لم يدخل في طاعة الإمام من قومهم‬ ‫وعلى أن يقوموا مع الإمام لحرب نخل فلما وصلوا همُوا بما كانوا أمُلوا بهء وعارضهم‬ ‫رئيسهم الشيخ سليمان بن ناصر فكتبوا للإمام بما كان من أمره‪ ،‬فأجابهم أن لا تعجلوا‪.‬‬ ‫وأتباعهم من وادي معولة عناداً للحق‪ ،‬فمنعه المقدام‬ ‫وهم سليمان أن يشرد ببني خروص‬ ‫سيف بن سالم‪ ،‬وكان مناصحا للإمام مجتهدا‪ .‬ولما شق عليه الأمر خرج مرة ثانية إلى‬ ‫الإمام في اثني عشر رجلا من قومه‪ ،‬واقتحم الجبل الاخضر طالبا من الإمام المساعدة‬ ‫على أمره‪ ،‬والوفاء بالوعد الأول‪.‬‬ ‫في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول سنة ‏‪ ١٣٣٢‬وصل الأمير الشيخ عيسى بن‬ ‫صالح نزوى ملبياً دعوة الإمام‪ ،‬وقبل وصوله وصل شيخنا العلامة أبو خليل محمد بن‬ ‫عبد الله الخليلي© فتناظروا فيمن يخلف نور الدين السالمي‪ ،‬فأجمع رأيهم على أن يكون‬ ‫العالم العلامة عامر بن خميس المالكي مديرا لشؤون الإمامة‪ ،‬كما كان عليه نور الدين‬ ‫السالمي‪ ،‬فهو خليفته في العلم والعمل© وتشاوروا في أمر نخل‪ ،‬فاجمع رأيهم أيضاً في‬ ‫والوفاء بالوعد السابق للمعاول‪ ،‬فخرج الإمام سالم‪ ،‬وفي صحبته‬ ‫الخروج على أهلها‬ ‫الشيخ أبو خليل عن طريق الجبل‪ ،‬وصحبهم الأمير عيسى بن صالح إلى تنوف مشيعاً‬ ‫وزائرا للشيخ خمير بن ناصر فنزل الإمام بلدة العوابيث وركب منها إلى بلدة المعاول ©‬ ‫واستخلف الإمام على نزوى العلامة المالكي‪ .‬وكان قواد هذه الغزوة الرئيس المناصر‬ ‫حمير بن ناصر والشيخ سعود بن بدر بن هلال الهنائي‪ ،‬والشيخ العلامة ناصر بن راشد‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫الخروصي في جماعته‘ فنزلوا بمسلمات من بلدان وادي المعاول©‪ ،‬وتصدى الشيخ‬ ‫خير قيام ‪.‬‬ ‫الإمام ‏‪ ٠‬وقام بالواجب‬ ‫لجيش } ومدد‬ ‫المعولي |‬ ‫بن حمد‬ ‫بن سعيد‬ ‫حمد‬ ‫أما الشيخ سليمان بن ناصر أمير معولة‪ ،‬فقد امتنع عن الانقياد في أول الأمر‪ ،‬فقام‬ ‫عليه جماعته‪ ،‬فلم ير بدا من موافقتهم‪ ،‬فانقاد وأذعن وبايع‪ ،‬وسلمت معولة الأمر‬ ‫للإمام‪.‬‬ ‫وكان رئيس نخل في ذلك الوقت الشيخ أحمد بن ثنيان الحرّاصي‘ وقد أقره‬ ‫السلطان تيمور بن فيصل واليا على حصنها‪ ،‬وملكه أزمة أمرها‪ ،‬فخاطب الشيخ الحميري‬ ‫والإذعان للإمام؛ لأن أهل نخل ميلهم إلى الحميري‬ ‫في الانقياد للحق‬ ‫أعيان نخل‬ ‫وبها كثير من قومه‪ ،‬فأجابوه بما يجمل ويحسن فخرج إليهم ليلاً‪ ،‬وأصبح بجامعها‬ ‫وواجهه أهلها‪ ،‬إلا الشيخ أحمد بن ثنيان فإنه قد ترفع بحصنها المانع‪ ،‬ومعه السيد‬ ‫حارب بن سعيد بن حمد البوسعيدي أخو السيد سيف بن حمد الذي قتل نفسه بنزوى‪،‬‬ ‫فأرسل الأمير الحميري إلى الشيخ أحمد‪ :‬إما أن تنزل على ذمتي‪ ،‬أو تكون مخالفاء‬ ‫فطلب أحمد مهلة إلى أن يكتب للسلطان في قبض أمانته‪ ،‬وإلا فلا تبعة عليهء فأعطاه إلى‬ ‫وصول جواب كتابه‪.‬‬ ‫وبعد أيام وجيزة وصل الجواب من السلطان لأحمد بن ثنيان‪ :‬إن لم تكن لك قوة‬ ‫على الحرب‘ فاعمل ما شئت‪ .‬فأذعن أحمد بن ثنيان من غير حرب‘‪ ،‬وطلب أن يسمح‬ ‫له بذخائر الحصن فأعطاه الحميري ذلك‪ .‬ولما عرف السيد حارب‘ عزم الشيخ أحمد ©‬ ‫وما انطوى عليه‪ ،‬خرج ليلاً‪ ،‬وتوجه إلى السلطان ببركاء ودخل الإمام حصن نخل‪ :‬وأقام‬ ‫به‪ ،‬وأصلح الفاسد وأدب المعاندك وجعل الشيخ العلامة سيف بن أحمد الكندي قاضياً‬ ‫عليها‪ .‬والشيخ العالم علي بن ناصر اليحمدي قاضيا بوادي المعاول‪.‬‬ ‫هذا وقد أمر الإمام سالم بقبض أموال السيد محمد بن أحمد الغشام‪ ،‬التي هي بوادي‬ ‫المعاول‪ ،‬لاستغراقها في المظالم‪ ،‬فهو لأهله المظلومين وهم مجهولون‪ ،‬يعتذر الوقوف‬ ‫عليهم‪ .‬وحكم المجهول لبيت المال‪ .‬وبهذا حكم الإمام المحقق الخليلي ۔ رحمه الله ۔ في‬ ‫عصر الإمام عزان بن قيس ‪.‬‬ ‫الا ما م‬ ‫صفه حكم‬ ‫بن‬ ‫عامر‬ ‫الخروصي ‪ .‬بإشارة العلماء الذين معه © كالشيخ‬ ‫حكم الإمام سالم بن راشد‬ ‫‏‪٢ ٠٠‬‬ ‫خميس المالكي والشيخ العالم ناصر بن راشد الخروصي ومن عندهم في أموال السيد‬ ‫محمد بن أحمد بن ناصر الغشام‪ ،‬والشيخ العالم راشد بن عزيز بأنها صافية‪ .‬لكونهما‬ ‫عاملين للجبابرة يجبيان لهما الخراج‪ ،‬ويقودان لهما جيوش البغي على المسلمين‪ ،‬وأن‬ ‫أموالهما مستغرقة في مظالمها ء وأن للإمام حوزها‪ ،‬وجعلها في عز الدولة اقتفاء لما مشى‬ ‫عليه الأئمة ۔ رضوان الله عليهم ۔ من عهد عمر بن الخطاب ۔ رضي الله عنه ۔ إلى عهد‬ ‫عمر بن الخطاب الخروصي إلى الإمام عزان بن قيس ۔ رضي الله عنهم ۔ فأمر الإمام سالم‬ ‫بحوز هذه الأموال وإنفاقها في عز دولة المسلمين‪.‬‬ ‫ولما بويع الإمام الخليلي‪ ،‬نظر إلى حال العمانيين‪ ،‬واضطراب كلمتهم‪ ،‬وضعف‬ ‫هممهم التي كان عليها الأولون‪ ،‬وأن سلاطين مسقط كثر ظلمهم وعظم عسفهم‬ ‫وتأمين البلاد‪٬‬‏ وعلى أن يسكت عن تلك الأموال ‪،‬‬ ‫وغشمهم‪ ،‬فصالحهم على الكفاف‬ ‫لا رَداً لحكم الحاكمين ولا إبطالاً‪ ،‬وإنما سكوته لمصلحة رآها‪ .‬وحضرت مجلسه ذات‬ ‫يوم‪ ،‬وقد باحث القاضي سفيان بن محمد الراشدي في القضية‪ ،‬فأجاب أن الحكم‬ ‫صحيح وأن تلك الأموال بيت مال‘{ وإنما سكوتنا عنها لمصلحة تحريناها‪٫‬‏ وهي تخفيف‬ ‫الظلم وتأمين البلادك فكتب ذلك عنه القاضي سفيان بغرفة الإمام من حصن نزوى‪.‬‬ ‫بقي الإمام سالم بوادي المعاول ونخل لتسكين حوادثها‪ ،‬وقد كثر بها الرهج‬ ‫والغيلة‪ .5‬وفشا بها قتل الصلحاء‪ ،‬فقتل من المعماول جملة رجال غيلة‪ .‬ومن جملتهم‬ ‫الزاهد الشيخ عبد الرحمن بن خميس بن أبي نبهان الخروصي وابنه‪ ،‬وقتل من الفضلاء‬ ‫بنخل العلامة الولي سيف بن أحمد الكندي ‪ .‬وهو شيخ كبير يناهز السبعين قتل ببيته هو‬ ‫والثقة الفاضل ناصر بن‬ ‫وزوجته نائمين‪ ،‬والشيخ العالم محمد بن عبد الله السلامي‬ ‫والشيخ الزاهد سيف بن محمد السُّلامي‘© والشيخ العارف سعيد بن‬ ‫سعيد الخروصي‬ ‫سالم العرفاني وابنه‪ ،‬وغيرهم من الأفاضل كثيرون‪ ،‬ومن العامة جم غفير‪ .‬أما الواقع في‬ ‫نخل‘ فالسبب فيه أن الإمام سالم أمر بقتل شيخ أهل نخل أحمد بن ثنيان الخروصي‬ ‫لما حدثت منه أحداث تخالف الشرع‪ ،‬فقبض عليه الإمام وصمّده بالحديد‪ .‬وأرسله إلى‬ ‫مطمورة نزوى©‪ ،‬فلبث بها طويلاً‪ ،‬ثم أطلق بشفاعة أنه نادم وتائب‪ ،‬فما هو إلا أن رجع‬ ‫إلى ما كان عليه فأمر الإمام بقتلهؤ فقتل في مجلسه أمام المسجد الجامع بنخل وقت‬ ‫صلاة العصر فقام أخوه خلفان بن ثنيان وابن أخيه حمود بن سالم بن ثنيان‪ ،‬يطالبون‬ ‫بثاره ‪.‬‬ ‫‪٢٠١‬‬ ‫أمَا خلفان فجمع اللصوص والمقاطيع‪ ،‬وأقام بالرميس من الباطنة وكانت حكومة‬ ‫وقتل أنفس كثيرة ظلماً وعدواناً وأكثر المصابين‬ ‫مسقط قهرا له‪ ،‬فشن الغارات على نخل‬ ‫بالقتل السلاميون وبنو خروصؤ لكون قاتل أخيه سَّلاميّا وبنو خروص جماعة الإمام ۔‬ ‫رحمه الله‪.‬‬ ‫وأما حمود فبقي عيناً لهم بنخل‪ ،‬يدلهم على عورات المسلمين‪ .‬وفي اليوم التاسع‬ ‫من ذي الحجة أمر الإمام بالقبض على حمود بن سالم‪ ،‬فهرب إلى جماعته بجما‪ ،‬فأمر‬ ‫بهدم بيوتهش وحرق منازله التي هي مأوى البغي‪.‬‬ ‫وخلفان بقي بالزميس على تلك الحالة دهرً‪ ،‬حتى رجع إلى نخل‪ ،‬في عصر الإمام‬ ‫الخليلي ظئا منه الخير في استئلافه‪ ،‬وأنه رئيس‪ .‬فلعل المروءة تقوده‪ ،‬فما كان إلا كقوم‬ ‫موسى‪ ،‬اختار منهم سبعين فعبدوا العجل‪ ،‬واختار رسول الله يلة ابن أبي سرج كاتبا‬ ‫فارتد‪ .‬وكاد خلفان أن يتغلب على البلد وعاملها فأرسل الإمام الخليلي عصابة من‬ ‫عسكره إلى عامله بنخل‘ وأمره بالفتك به‪ ،‬بعد إقامة الحجة عليه‪ ،‬فاستخف بهم©‬ ‫ولم‬ ‫وقتل عنده نخادمه‪،‬‬ ‫في مجلسه بحضرة قومه‪،‬‬ ‫ففتكوا به ضحى‬ ‫وأعارهم أذنا صماء‪5‬‬ ‫يصب أحد من عسكر الإمام ببأس ولا أذى‪ .‬وسيأتي بيان ذلك في سيرة الإمام الخليلي ۔‬ ‫إن شاء الله ‪.‬‬ ‫ثم رأى الإمام سالم أن بقاء مثل هؤلاء الرؤساء من الجبابرة والبغاة داعية الفساد في‬ ‫الأرض فأمر بقتل رئيس المعاول‪ ،‬وهو الشيخ سليمان بن ناصر المعولي وكان أيضا‬ ‫ممن كثر عسفه وغشمه‘ؤ وقد تمنع عن الإمام بعد رجوعهم من بركا فهو ممن يبطن‬ ‫الصداقة لحكومة مسقط ويترقب الدوائر بالمسلمين‪ ،‬فهجم عليه العسكر في بيته ليلاً بين‬ ‫عائلته وعسكره وإخوته فأصبح قتيلاً‪ ،‬وقام بعد ذلك إخوته للأخذ بثاره‪ ،‬لكنه قيام أعرج؛‬ ‫لان جماعتهم خذلوهم فبقيت دسائس ضاعت بسببها البلاد وخاف البري©‪ ،‬واستمرت‬ ‫أمورهم على هذا ردحا من الزمن حتى ولي الأمر الإمام الخليلي فضغط عليهم إلى أن‬ ‫نكصوا عن سفسفتهم“ فنصب في المعاول أميرا الشيخ خلف بن ناصر المعولي أخا‬ ‫المقتول سليمان لأنهم بيت رياستهم وكان هذا الشيخ عاقلاً حصيفاً أريبا عارفا بالامور ‪.‬‬ ‫ذكر خروج الإمام الى بركا‬ ‫وذلك على أثر فتح تخل » وكان عامل السلطان عليها السيد هلال بن حمد السمار ©‬ ‫‏‪٢٠٢‬‬ ‫وقد جمع السلطان جيشا عظيما وتقدم إلى بركا مناصراً لعامله مخافة المهاجمة عليها‪.‬‬ ‫وقد أحضر القوات السلطانية‪ ،‬فكانت مهايجات بين الفريقين إذ كل منهم قريب من‬ ‫الآخر فرأى الإمام أن تكون بنو هناة وبنو خروص ببلد حبرى من وادي المعاول‬ ‫للمرابطة بها‪ ،‬وبقي الإمام بمن عنده ببلد نخل©‪ ،‬فخرجت خارجة من قوم السلطان وعليها‬ ‫السادة‪ :‬محمد بن حمد راعي طيبةش ومحمد بن أحمد الغشام‪ ،‬وهلال بن أحمد السمار ©‬ ‫ولا يخلو القوم من عين تغدر بهم‪ ،‬فوصلوا إلى بليدة العريق من أعمال حبرى© فكانت‬ ‫بينهم وبين البادية التي كانوا حولها مرامات‘ فانهزم الخارجون من غير مفيد‪ ،‬ثم جاء‬ ‫الخبر إلى الإمام أن السلطان وصل إلى وادي المعاول‘ ولكن بعد ذلك تبين للإمام أن‬ ‫الخبر عار من الصحة وإنما ذلك هو أن الشيخ حمد بن هلال السعدي رئيس آل سعد‬ ‫جاء ليتوسط بالصلح بين الإمام والسلطان‪ ،‬فتواصل الصريخ قبل استكشاف صحة الخبر‬ ‫فما وقف الجيش حتى هجم على بركا‪ ،‬فتفوؤق جيش السلطان الذي جمعه لان أكثرهم لم‬ ‫يخرجوا إلا طمعا وما لهم بالقتال من حاجة‪ ،‬وكان نزول الإمام بمحلة نعمان من الثرامد‪،‬‬ ‫والتجأ السلطان ومن معه من السادة وأهل الثبات بحصن بركا للمحاماة‪ .‬فكانوا يخرجون‬ ‫لمقاتلة الثوارء ويرجعون إلى حصنهم{ ووقع بينهم ذات يوم قتال عنيف على (البنك)‬ ‫وهو بيت الوالي سليمان بن سويلم‪ ،‬واستشهد في تلك المعركة من أصحاب الإمام الشيخ‬ ‫سيف بن سالم المعولي‪ ،‬وهو المقدام الذي استعان بالإمامث وقتل سليمان بن حمدان‬ ‫المعولي‪ ،‬وجرح كثيرون ولا نعلم من أصيب من جند السلطان وأعوانه‪.‬‬ ‫وفي أثناء هذا الحصار طلب السلطان تيمور من الإنجليز الدفاع عنه‪ ،‬لما رأى أن‬ ‫جيش‬ ‫مدافعها‬ ‫ترمي بنيران‬ ‫حربية إنجليزية ‪ .‬وجعلت‬ ‫فأقبلت بارجة‬ ‫خذلوه ئ‬ ‫العمانيين‬ ‫الإمام وثكناته‪ .‬فلما رأى الإمام ومن معه أن الأجنبي قد تدخل في القضية‪ ،‬أجمع رأيهم‬ ‫والعباد ‏‪٠‬‬ ‫البلاد‬ ‫شؤون‬ ‫وأصلح‬ ‫الإمام ‪6‬‬ ‫عسكر‬ ‫وهناك‬ ‫المعاول ء‬ ‫الرجوع إلى وادي‬ ‫على‬ ‫أثناء قيامه بها‪.‬‬ ‫خروج الإمام سالم بن راشد إلى الوطية‬ ‫في منتصف شهر صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف سنة ‏‪ ١٣٣٣‬ه خرج‬ ‫وفيهم الأاميران‬ ‫الأمراء ‏‪٠‬‬ ‫من‬ ‫معه‬ ‫مسقط بمن‬ ‫بن راشد الخروصي لحرب‬ ‫سالم‬ ‫الإمام‬ ‫الحميري والحارثي © والعلامة أبو مالك ۔‬ ‫‪٢٠٢٣‬‬ ‫كان من رأي الإمام عدم التأخير عنها‪ ،‬إذ لا ينتظم ملك عمان إلا بقهر العاصمة ©‬ ‫لاختلاف أهواء العمانيين‪ .‬أما رأي الشيخ عيسى بن صالح الحارثي© فهو عدم التعرض‬ ‫فيما بقي بيده من المراكز والبلدان‪ ،‬ولكنه لا يرى مخالفة الإمام ‪.‬‬ ‫للسلطان‬ ‫وما كانت مسقط لتنجو من السقوط لولا قوات بريطانيا‪.‬‬ ‫اجتمع الإمام ۔ رحمه الله ۔ ومن معه من الأمراء بفنجاء‪ ،‬فخرجوا منها‪ ،‬وقصد‬ ‫الإمام بمن عنده طريق بوشر وقصد الشيخ عيسى ومن عنده‪ ،‬عن طريق الخوبر‪،‬‬ ‫واجتمع الكل بالوطية في اليوم الثالث والعشرين من شهر صفر‪.‬‬ ‫من خبر الشيخ الأمير عيسى‘ لما وصل إلى بلدة سرور‪ ،‬كتب للسلطان كتابا‬ ‫يتضمن نقض الذمة بينهم وإياه‪ ،‬وأنه لا يرى إلا امتثال أوامر الإمام‪:‬‬ ‫فأجابه السلطان بكتاب‘ وأنشد فيه قول أبي الطيب المتنبي ‪:‬‬ ‫يطول استماعي بعده للنوادب‬ ‫ولا بد من يوم أغر محجل‬ ‫ولما تحيز المسلمون عن الوطية‪ ،‬ورد كتاب آخر من السلطان للأمير أيضاً كتب‬ ‫وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى‬ ‫نفسه‬ ‫ضر‬ ‫ضره‬ ‫ورب مريد‬ ‫إن من خبر هذه الغزوة لما وصل الجيش العماني الوطية‪ ،‬قبيل المغرب‪ ،‬من مساء‬ ‫يوم الثالث والعشرين عزموا على الهجوم على العساكر الإنكليزية الذين هم برؤوس‬ ‫الجبال فوثبوا عليهم واستحلومما‪ .‬وكان مقدمة جيش السرية الزعيم المجاهد علي بن‬ ‫صالح ‪.‬‬ ‫فأصبح الزعيم بمن عنده قاهراً لتلك الجبال‪ ،‬وحيث إنه لم يكمل وصول الجيش‬ ‫وإنما وصلت بوادره‪ ،‬ولم يكن عند المسلمين شيء من أمر الحرب على النظام الجديد‪،‬‬ ‫ولا شيء من السلاح الجديد وإنما هم على العادة العربيةث ورأوا أنهم قد أجلوهم في‬ ‫أسرع وقت‘ داخلتهم النخوة العربية‪ ،‬ويادرة الطيش وما عرفوا أنه الداء العضال الذي‬ ‫وحين أصبح‬ ‫نهى الله عنه‪ .‬ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم‪ ،‬فما لبثوا إلا ليلتهم تلك‪.‬‬ ‫النهار‪ .‬أقبل الجيش النظامي من بيت الفلج الذي أعده السلطان معسكراً‪ ،‬وفيه ضباط‬ ‫الإنكليز بمدافعهم الرشاشة والبنادق الجديدة‪ .‬فجعلت ترميهم من وجوههم والسلطان‬ ‫‪٢٠٤‬‬ ‫يرميهم بالقنابل من البحر‪ ،‬فما لبث المسلمون على هذه الحال إلا يسيرا حتى انجلوا من‬ ‫الجبال‪ ،‬وانجلى الناس‪ ،‬وثبت الزعيم المجاهد علي بن صالح بمن معه‪.‬‬ ‫فلما رأى الإمام ذلك© سل سيفه‪ ،‬وتقدم متعرضاً للشهادة‪ .‬وعنده السيد سعود بن‬ ‫حمد والشيخ عيسى‪ ،‬والعلامة المالكي وغيرهم من أفاضل المسلمين‪ ،‬فتبعوه ساعة يقفون‬ ‫أثره على الموت ولحقهم جماعة من المسلمين© فأمسكوا الإمام وقالوا‪ :‬لا نرى فائدة‬ ‫في إلقائلك لنفسك‘ وهذه العصابة القليلة إلى العدو‪ ،‬فإن في ذلك وهنا للإسلام‪6‬‬ ‫فأجابهم‪ :‬إني لا أرجع إلى إلا أن يفتح الله لي أو أموت‘ والرجوع لا يجوز لي‪ ،‬والفرار‬ ‫لا يحل‪.‬‬ ‫وردت الفتوى إلى أهل العلم ثم رجعت إلى أبي مالك وكان مرجع العلماء في‬ ‫لأن‬ ‫وقته‪ ،‬فأفتاه أنك متحيز إلى فئة من المسلمين‪ ،‬وليس هذا هو القرار من الزحف©‘‬ ‫أصحابهم انحازوا تحت جبل السليعة‪ ،‬فأحبوا أن يتداركوهم‪ ،‬ويدبروا رأيهم‪ ،‬ويجتمع‬ ‫جيشهم ويصل بقية أصحابهم‪ ،‬وبقي جماعة من المسلمين في رؤوس الجبال لم‬ ‫يعلموا بالواقع‪ ،‬فقاتلوا إلى الليل‪ ،‬حتى نفذ ما عندهم من قوة‪ ،‬وقتل أكثرهم‪ ،‬واستولي‬ ‫على بعضهم فكان جملة من قتل وفقد من المسلمين نيف وخمسين رجلا‪ .‬ولا نعرف‬ ‫القتلى من جيش السلطان‘ والناقل بين مقلل ومكثر‪ .‬وحمل الجيش السلطاني من وجدوه‬ ‫جريحاً‪ ،‬وداووه حتى شفي‘ وردوه إلى أهله‪ .‬وكان فيمن أصيب من المسلمين الشيخ‬ ‫الغيور محمد ين سليمان بن حميد الحارثي رحمه الله ‪.‬‬ ‫حوادث سنة ثلاث وثلاثين‬ ‫وثلاثمائة والف‬ ‫ثم إنه تحرك السيد محمد بن هلال البوسعيدي‪ ،‬المعروف بصاحب المدفع©‪ ،‬وهو‬ ‫عامل السيد تيمور على بلد السيب‘ فجمع اللصوص وآوى قطاع الطرق‪ ،‬من أهل الطو‬ ‫وغيرهم‪ ،‬فكانت الطو مأوى للبغاة‪ .‬لعجز أعيانها من طردهم ‪ .‬فسفكوا الدماء‪ ،‬وأخافوا‬ ‫السبل‪ ،‬ونهبوا الأموال‪ ،‬وتجمع إليهم كثير من السفهاء‪ ،‬فاغتروا بجمعهم‪ ،‬فعزموا على‬ ‫مهاجمة بلدة الآجال‪ ،‬وهي بلدة تسكنها قبيلة النعب‪ ،‬تابعة لوادي المعاول© فأرسل الإمام‬ ‫سرية من آل معولة بن شمس الشاعر‪ ،‬يقودها سعيد بن خلفان المعولي‪ ،‬للمحافظة على‬ ‫الآجال‪ ،‬وتثبيت أهلها‪ .‬وأن يكون رباطهم بها حتى يأتيهم أمره‪ ،‬فحيثما نزلوا بهاك وثبتت‬ ‫أقدامهم على منافذهاێ وكان وصولهم قبيل الفجر أقبل البغاة عند طلوع الشمس بقضهم‬ ‫وقضيضهم وخيلهم ورجلهم‪ ،‬فكانت بينهم مناوشات من بعيد‪ ،‬فولى جيش البغاة منهزماً‪،‬‬ ‫ثم عزموا على الكرة‪ ،‬فثبت لهم القائد سعيد ثباتا لائقا بمقامه‪ 5‬فانهزم البغاة مرة ثانية بعد‬ ‫قتل ذريع‪ ،‬وجراح فاحش‪ .‬وما كان بأصحاب الإمام إلا جراح خفيفة في بعضهم‪ ،‬فنما‬ ‫الخبر إلى الإمامش وكان بوادي معولة‪ ،‬فلم ير بذا من حسم هذه المادة‪ .‬واستئصال هذه‬ ‫الجرثومة الفاسدة المقيمة بالطو‪ ،‬فخرج إليهم بجيشه‪ ،‬فاستشعروا العجز عن المقاومة ©‬ ‫وأخرجوا السيد محمد المذكور‪ ،‬من بين ظهرانيهم‪ ،‬وسلموا الأمر للإمام على واسطة‬ ‫الأمير الحميري‘ وأقبل أعيانهم إلى الإمام مذعنين سالم بن زاهر‪ ،‬وناصر بن سالم‪،‬‬ ‫وحامد بن حمد‘ فعفا الإمام عنهم‪ ،‬وألحقهم بإمارة والي نخل‪.‬‬ ‫حكم الإمام في أموال قائد البغاة السيد محمد بن هلال أنها صافية لما اقترفه من‬ ‫ظلم العبادء وما عاث به في الارض من الفساد‪ ،‬من إرهاق الأنفس‘ وإتلاف الأموال ‪،‬‬ ‫فأدخلت هذه الأموال في جملة أموال بيت المال‪ ،‬ثم بيعت في مصالح الدولة ‪.‬‬ ‫الأمور ء ونجم‬ ‫واضطربت‬ ‫بعد هذه الحادثة‪.‬‬ ‫ثم كثرت الأرا جيف‬ ‫النفاق ‪ .‬فاجتمع‬ ‫كثير من زعماء وادي سمائل‪ ،‬ورعبوا السلطان في قبض بدبد وسمائل© وأملوه بذلك‪،‬‬ ‫‪٢٠٦‬‬ ‫وأغروه فاغروه‪ ،‬فأرسل الإمام إلى الزعيم المجاهد علي بن صالح الحارثي©‪ ،‬فكان وصوله‬ ‫مسلمات في أوائل شهر شعبان من سنة ‏‪ ١٢٣٣‬فجهزه إلى سمائل لتركيز أمورها‪ ،‬وتسكين‬ ‫حركتها‪ ،‬إذ كان يعرف وادي سمائل باسم الرقاص‘ فخرج الزعيم علي وصحبه السيد‬ ‫الفاضل سعود بن حمد‘ وعندهم نزر قليل من المؤمنين‪ ،‬فاختاروا أن يكون رباطهم‬ ‫بالتصاوير من فنجاء وهو أول مدخلها من جهة النعش‪ ،‬وأيدهم بالشيخ سلطان بن سالم‬ ‫الرحبي الهمداني في رجال من قومه‪ ،‬وكان هذا الشيخ مؤمنا مناصحاً للمسلمين ‪.‬‬ ‫وفي شهر شوال من السنة المذكورة ء خرج الإمام سالم من وادي المعاول إلى‬ ‫وادي سمائل© لقمع المنافقين والمفسدين وأقبل الرئيس الحميري بجنوده‪ ،‬فأقام‬ ‫الحميري ببدبد‪ ،‬وأمر بقبض نجد الورس المعروف بنجد السيابيينث فخرجت من أعوان‬ ‫السلطان خارجة‪ ،‬يقودهم الشيخ العلامة راشد بن عزيز فنزلوا بالرسيل‪ ،‬فأرسلوا رائدهم‬ ‫الصنديد سعيد بن أحمد الجابري الملقب العفريت‘© وكان كاسمه ليتجسس لهم الاخبار ©‬ ‫ويرصد النجد‪ ،‬فقبض عليه أصحاب الشيخ الحميري في نجد الورس‪ ،‬وأوثقوه بالحديد‬ ‫وأسرهم‬ ‫فلما بلغ الشيخ راشد رباط الحميري ومن معه ببدبد‪ ،‬وقبضهم للنجد‬ ‫للعفريت‪ ،‬رجع بمن عنده من غير حرب‪.‬‬ ‫أمر الإمام بقطع عنق العفريتؤ فأخرج إلى وادي الضبعون‘ وأنفذ الحكم فيه‪.‬‬ ‫ثم وصل الشيخ عيسى ملبياً دعوة الإمام‪ .‬وبعد أن حضر جيشهم‪ ،‬وجه الإمام‬ ‫الخطاب لبني جابر‪ ،‬وآل المسيب بالإذعان أو الحرب©‘ لأنهم جرثومة الفساد‪ ،‬وبيت‬ ‫وانقادوا بواسطة أعيان المساكرة سعيد بن نصير ©‬ ‫العنادك فلم يروا إلا الإذعان والتسليم‬ ‫وناصر بن سليمان وجماعتهم‪ ،‬وسلموا لأمرهث فحملوا على الأصفاد‪ ،‬وأرسل بهم إلى‬ ‫وهرب أمير آل المسيب إلى مسقط عاصمة السلطان‪ .‬وكان كرسي ذلك‬ ‫سجن نزوى‬ ‫الجمع بلدة سرور‪.‬‬ ‫وبعد ذلك توجه الإمام إلى الشرقية؛ وفي صحبته الشيخ عيسى‪ ،‬فكان طريقهم على‬ ‫وادي الغربي ‪ .‬ثم على عقبة الصقرية©‪ ،‬ثم على وادي عندام ‪ .‬وبالعلية من وادي عندام‬ ‫قبض الإمام على محمد بن بخيت السلمي أحد رؤساء قطاع الطرق فأمر بإنفاذ الحكم فيه‬ ‫وفي أوائل ذي القعدة من السنة المذكورة‪ ،‬وافاهم ببلد العلية من عندامث رسول من‬ ‫‪٢٠٧‬‬ ‫كرنل الدولة الإنكليزية بمسقط‪ ،‬يطلب الصلح بين الإمام والسلطان تيمور فأرسل الإمام‬ ‫الشيخ عيسى‪ ،‬فخرج إليه‪ .‬وكان قد اجتمع به قبل هذه المرة بالسيب‘ فلم تكن نتيجة‪،‬‬ ‫وحضر هذا الاجتماع الثاني الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي‪ ،‬فاجتمعوا بالكرنل‬ ‫الانكليزي بالسيب‘ ورجع الأمير للعمانيين بشروط وافرة‪ .‬فعرضها على الإمام‪ ،‬فرفضها‬ ‫الإمام لحدته على السلاطين ‪.‬‬ ‫جعل الإمام في غزوته هذه واليا على سمد الشان الشيخ أحمد بن سليم بن المر‬ ‫ثا ني‬ ‫وفي يوم‬ ‫رشيد ‏‪ ١‬لحبسي ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫بن محمل‬ ‫الشيخ سلطان‬ ‫سنا و‬ ‫وعلى‬ ‫‏‪ ١‬لعريمي ا لجنيبي ‘‬ ‫من ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة أقبلت وهيبة بأفلاذ كبدها‪ ،‬يقدمهم المشايخ‬ ‫راشد ‪6‬‬ ‫بن‬ ‫وسعيد‬ ‫عقيلة )‬ ‫بو‬ ‫حمد آل‬ ‫بن‬ ‫سلطا ن اء وسعود‬ ‫بن‬ ‫وعلي‬ ‫منصور ك{}‬ ‫بن‬ ‫سلطا ن‬ ‫وأذعنوا‬ ‫راكب ‪.‬‬ ‫أربعمائة‬ ‫في‬ ‫الجحاحيف وغيرهم‬ ‫بن حمود‬ ‫وسالم‬ ‫سلطان ‘‬ ‫بن‬ ‫ووني‬ ‫على السمع والطاعة ‪.‬‬ ‫وبايعوه‬ ‫طاعته‬ ‫ودخلوا تحت‬ ‫للإمام‬ ‫ثم خرج الإمام إلى بدية‪ ،‬وهي بلدان آل حجر وأقام بالمنترب‘ لنشر العدل‬ ‫وتأديب أهل الجرائم ‪.‬‬ ‫والإنصاف [‬ ‫المعروف‬ ‫البورسعيدي ‘‬ ‫سليمان‬ ‫بن‬ ‫على بدية السيد محمد‬ ‫واليا‬ ‫‏‪ ١‬لإمام‬ ‫جعل‬ ‫بالكزاخ‪ ،‬وعنده الشيخ أبا الخير عبد الله بن غابش قاضياً ى ثم رجع إلى نزوى‪.‬‬ ‫وفا ‪ 5‬الشيخ اللمكى‬ ‫وفي سنة ‏‪ ١٢٣٣‬توفي بالرستاق الشيخ العالم‪ ،‬مدار الفتيا بالديار الرستاقية‪ .‬ورئيس‬ ‫وسبعون‬ ‫بن سعيد اللمكي ۔ رحمه اللهك وكان له من العمر إحدى‬ ‫قضاتها راشد بن سيف‬ ‫سنه ‪.‬‬ ‫حوى هذا الشيخ من العلوم النقلية والعقلية ما سيق به أقرانهء وكان ممن عاصر‬ ‫الله‬ ‫‪ -‬رضي‬ ‫عزان‬ ‫الإمام‬ ‫بن‬ ‫سعود‬ ‫قيس ‏‪ ٠‬ثم‬ ‫إبراهيم بن‬ ‫الرستاق ‪:‬‬ ‫العباهل حكام‬ ‫السادة‬ ‫عنهم©‪ ،‬ثم حمود بن عزان ثم سعيد بن إبراهيم‪ ،‬ثم أحمد بن إبراهيم‪ .‬وكانت وفاته في‬ ‫عصر السيد أحمد بن إبراهيم‪ ،‬لما كان حاكما على الرستاق ‪.‬‬ ‫فنشأ‬ ‫الرستاق‬ ‫من‬ ‫قصرى‬ ‫وألف بمحلة‬ ‫اثنين وستين ومائتين‬ ‫الله ‪ -‬عام‬ ‫ولد ‪ .‬رحمه‬ ‫بها‪ .‬وتعلم العلوم‪ .‬وكان ملازما للسيد الزاهد فيصل بن حمود بن عزان‪ ،‬والشيخ العلامة‬ ‫‪٢٠٨‬‬ ‫من الرستاق ‏‪٥‬‬ ‫قصرى‬ ‫العبري ‪ .‬وبقي مدرسا في فنون العلم ء بمسجد‬ ‫بن خميس‬ ‫ماجد‬ ‫حتى كان جملة من اجتمع إليه من التلامذةء يسرج لهم في مسجد قصرى© بسبعة‬ ‫مصابيح‪.‬‬ ‫تخرج عنه جملة من العلماءث منهم أخوه الشيخ سالم بن سيفؤ والعلامة نور‬ ‫بن شامس الرواحي وغيرهم كثير ‪ .‬ولم يزل‬ ‫والشيخ العلامة الزاهد محمد‬ ‫الدين السالمي ئ‬ ‫وببركته تبرع كثير منهم بحبس‬ ‫۔ رحمه الله ۔ يحرض الأغنياء على المسابقة إلى الخيرات‬ ‫الأموال على المتعلمين وأبواب البر ‪.‬‬ ‫في‬ ‫منظومة‬ ‫وله‬ ‫والديانات ‪6‬‬ ‫والاحكام‬ ‫الدعاوى‬ ‫مسائل في مختلفا‬ ‫مجمرع‬ ‫تأليفه ‪:‬‬ ‫السلوك‪ .‬وأخرى في التحريض على نشر الحق‪ .‬ومنظومة في فضائل العلم‪ .‬وغيرها في‬ ‫في علم المناسك! ‪.‬‬ ‫«المسالك‬ ‫ورسالة سماها‪:‬‬ ‫وأوراد ‪.‬‬ ‫وله خطب‬ ‫المواعظ والحكم ‪.‬‬ ‫وكان هذا العلامة من أعظم النصحاء لدولة الإمام سالم ۔ رحمهم الله ‪.‬‬ ‫كان بنو اللمك بوادي السحتن من أودية الرستاق©‪ ،‬ولهم بهذا الوادي البلدتان‪:‬‬ ‫الطباقة والخضراء‪ .‬وكانوا أهمل صولة وقوة‪ ،‬حتى إنهم تجرأوا‪ ،‬فقتلوا الشيخ محمد بن‬ ‫ليقبض ِ‬ ‫أرسله الإمام‬ ‫اليعربي ‘‬ ‫مرشد‬ ‫ناصر بن‬ ‫الإمام‬ ‫العبري ‏‪ ٠‬أحد ولاة‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫عن‬ ‫فقام عليهم الإمام ‪ .‬قلما رأوا عجزهم‬ ‫على أحد البغاة منهم ‪ .‬فغدروا به ليلة وصوله{©‬ ‫المقاومة‪ ،‬انقادوا من غير قيد ولا شرط بواسطة أعيان اليحمد‪ ،‬فصفد الإمام من شاء من‬ ‫حصونهم التى أشادوها بذلك‬ ‫وهدم‬ ‫فيهم الحق ‪6‬‬ ‫وأنفذ‬ ‫وأودعهم السجون‬ ‫أعيانهم ‏‪٠‬‬ ‫وتعقبها‬ ‫سيرته‬ ‫في‬ ‫بن قيصر الصحاري‬ ‫خلفان‬ ‫الله بن‬ ‫عبدذل‬ ‫الشيخ‬ ‫القضية‬ ‫وقد ذكر‬ ‫الوادي ‪.‬‬ ‫الأبيات ‪:‬‬ ‫بهذه‬ ‫بهدم حصونهم في كل نادي‬ ‫لقد ظفر الإمام على الأعادي‬ ‫وقد كانت لها خيرالبلاد‬ ‫فذَأّث بعد عز واستكانت‬ ‫قصير الخطو من سوء العناد‬ ‫مضى اللمكي مأسوراً بقصرى‬ ‫لقوم خالفوا سبل الرشاد‬ ‫فكان قراهم قتلا فسحقا‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫بن خميس‬ ‫العلامة محمد‬ ‫اللششيخ‬ ‫‏‪ ١٣٣٣‬توفي بغزوى‬ ‫السنة‬ ‫وفي هذه‬ ‫السيفي‪ ،‬أحد علماء الأسرار‪ ،‬كانت له اليد الطولى في ذلك‪ ،‬يقصده الوفود من كل جهة‬ ‫للاستفادة منه‪ ،‬فيعطي كلا طريقة على قدر حاله‪.‬‬ ‫‏‪٢٠٩‬‬ ‫م ‏‪١٤‬‬ ‫نبضة الأعيان‬ ‫سيف بن‬ ‫والسيد‬ ‫بن زاهر ‪6‬‬ ‫في زمن الشيخ هلال‬ ‫بنزوى ‏‪6١‬‬ ‫القضاء‬ ‫عليه مدار‬ ‫وكان‬ ‫حمد ‪.‬‬ ‫وكان هذا الشيخ قد ¡جمع أجوبة الشيخ أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي في‬ ‫سبعة أجزاء‪ ،‬وسماه العقد الثمينث وجمع أجوبة المحقق الخليلي في أربعة أجزاء‪،‬‬ ‫وسماه‪ :‬التمهيد في أجوبة الشيخ سعيدا‪ .‬وله شرح على قصيدة الشيخ أبي نبهان‬ ‫والعشري في سير الأئمة‪ .‬توفي وله من العمر اثنتان وتسعون سنة‪ ،‬بعد أن كف بصره‪.‬‬ ‫خبر بني بطاش‬ ‫والبسالة وأثنى‬ ‫والكرم‬ ‫بالسخاء‬ ‫عرفوا‬ ‫وهم قبيلة واسعة ‪6‬‬ ‫طيئ [‬ ‫من‬ ‫بطن‬ ‫بنو بطاش‬ ‫ويقول أبو مسلم في نونيته ‪:‬‬ ‫عليهم الشعراء‪.‬‬ ‫من لي بهم وهم للحرب أخدان‬ ‫وأين عنها بنو بطاش أين هم‬ ‫فالشمس طالعة والسيل أرعان‬ ‫طال الرقاد بكم هبوا فديتكم‬ ‫عطشان‬ ‫ونمو اليوم‬ ‫المثقف‬ ‫واء‬ ‫وإر‬ ‫السيوف‬ ‫تخضيب‬ ‫طيئ‬ ‫عادات‬ ‫إن من خبر بني بطاش ۔ لما بلغهم خروج الإمام إلى بركا ۔ دبت فيهم الروح بحب‬ ‫العدل‪ ،‬وتشوقت نفوسهم إلى الانضمام‪ ،‬في سلك الاجتماع‪ ،‬وأحبوا السعي إلى الجهاد ©‬ ‫والدفاع عن الوطن‘ فوثبوا على قريات‘ من ممالك السلطان‪ ،‬وكانت بجوارهم فحاصروا‬ ‫له‬ ‫وأسلحة ز فكمنوا‬ ‫رجا لا‬ ‫حربية مملوءة‬ ‫باخرة‬ ‫تسعة أيام ‏‪ ٠‬فارسل إليهم السلطان‬ ‫حصنها‬ ‫فجاءهم‬ ‫الشمس إلى منتصف النهار ©‬ ‫طلوع‬ ‫من‬ ‫بينهم ‪6‬‬ ‫فكانت المراماة‬ ‫جبل دغمر ©‬ ‫حذاء‬ ‫في أثناء تلك المقاتلة جنود إنكليزث فجعل يرميهم بقنابله الضخمة ومدافعه العظيمة ©‬ ‫فنزلوا من الجبل‪ ،‬وتحيزوا إلى بلدانهم‪ 0‬فلما آنس المحصورون بالحصن أن القوم خرجوا‬ ‫لحمايتها‬ ‫التي جعلوا‬ ‫البيوت‬ ‫البلاد ‪ .‬ونهبوا‬ ‫فخربوا‬ ‫البلاد ‪ .‬فتحوا حصنهم ‪ .‬وخرجوا‬ ‫من‬ ‫لما وقع بهم فبقيت‬ ‫فصار رعاتها ذثابهاء وهرب الأهالي من قريات‪ ،‬كل على وجهه‬ ‫قريات وعفا خاليقين‪ ،‬عليهما العفا‪ .‬وعند ذلك طلب بنو بطاش من الإمام والياء يقوم‬ ‫لهم الشيخ أحمد بن سليم العريمي الجنيبي ‪.‬‬ ‫بأمرهم ‏‪ ٠‬ويتحمل أعباء مهماتهم ئ فانتخب‬ ‫فكان قيامه ببلد حبل الغاف؛ فأظهر فيهم العدل والإنصاف فاشتدت وطأة السلطان‬ ‫عليهم فبقيت الحرب بينهم سنتين؛ وهجم قوم السلطان على دغم مرتين© فتقهقروا‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫عنده‪،‬ؤ‬ ‫الهمشامي بمن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫حارب‬ ‫الجيش الشيخ‬ ‫منهرمين ورجع أحد قواد‬ ‫‪٢١٠‬‬ ‫أصيب بجراح‪ ،‬انصلمت منه إحدى يديه‪ ،‬وبقي السادة في حصن قريات ورباط بني‬ ‫بطاش في دغمر‪ ،‬وشرذمة منهم بمنزيف‪ ،‬وبعضهم بالقحمة‪' .‬‬ ‫ولما تحقق عند السلطان عزم الإمام على مهاجمة عاصمته مسقط خرج من قريات‬ ‫في أوائل سنة ‏‪ ١٣٣٣‬ه‘ وزحف بنو بطاش على أثره مناصرين للإمامث فلما وصلوا‬ ‫حاجز الخفيجي بلغهم رجوع الإمام فرجعوا إلى أوطانهم‪ ،‬وبقي أمرهم نافذا من حدود‬ ‫وكلها تؤدي الطاعة لعامل الإمام‪.‬‬ ‫الحاجز إلى دغمر وجبل الغاف وما تعلق بذلك‬ ‫وفي أثناء هذه المدة أغار بنو بطاش على الجنود الإنكليزية الذين بجبال الوطية‬ ‫حامة السلطان ‪ .‬فقتلوا رجالاً‪ ،‬وأخذوا سلاحاً ورصاصاً‪.‬‬ ‫وذلك بعد واقعة الوطية‪ ،‬ثم أكثروا شن الغارات وضيّقوا المسالك على رعايا‬ ‫السلطان‪ ،‬فجمع جموعه ممن كان تحت طاعته من القبائل وسار إليهم‪ ،‬وكان في جيشه‬ ‫الشيخ خلف بن سنان العلوي وبنو أبو حسن وبنو عمر وبنو أبو علي وأكثر جنوده من‬ ‫الغافرية‪ .‬فاجتمع الجيش بقريات‪ ،‬وأرسل بنو بطاش للشيخ عيسى يستنجدون به وقد‬ ‫تجلدوا للحرب وأظهروا التصلب©‪ ،‬فلما رأى الشيخ خلف بن سنان الجد من الفريقين‬ ‫وخاف على يني بطاش من كثرة جنود السلطان وكان ميل خلف إليهم‪ ،‬ولم يبلغه وصول‬ ‫نجدة من الشيخ عيسى ولا قيام الإمام وحاذر المعاجلة كلم السلطان فيهم فأبى عليه‪6‬‬ ‫فاجتهد في مناصحته عن حربهم‪ ،‬فلما أكثر عليه فؤضه فخرج إليهم وجاء برئيسهم الشيخ‬ ‫سلطان بن محمد بن شماس ومن عنده من الأعيان فسامحهم السلطان وعفا عنهم‪ ،‬ووقع‬ ‫بعد ذلك الأمان من الطرفين‪ ،‬وكان ذلك في سنة ‏‪ ١٣٣٤‬ه‪.‬‬ ‫وبعد تمام هذا الصلح استعفى الوالي الشيخ أحمد بن سليم العريمي من ولاية‬ ‫بلادهم‪ ،‬فسألوا الإمام واليا عليهم‪ ،‬فأرسل الشيخ القاضي قسور بن حمود الراشدي فبقي‬ ‫زماناً ‪.‬‬ ‫عندهم‬ ‫بعد ذلك ثورة عليهم من السيد نادر بن فيصل ‪ .‬وكان أحد أعضاء‬ ‫ثم حدثت‬ ‫المجلس الرسمي بالنيابة عن أخيه السلطان تيمور‪ ،‬والسبب أن ابنة راشد بن محمد‬ ‫علي القاسمي ‪ .‬وهو تركة أبيها لما كانت يتيمةث فطلبت منه الحكم الشرعي ث وامتنع‬ ‫فما أسعفتها ‪ 6‬فوصلت ‏‪ ١‬لمرأة إلى الشيخ‬ ‫مسقط{‬ ‫بحكومة‬ ‫ذلك ظ واستغائلت‬ ‫من‬ ‫حبيب‬ ‫‪٢١١‬‬ ‫سلطان بن محمد البطاشي مستجيرةش وطلبت منه أن يقوم بحقها‪ ،‬فرآى ذلك من الواجب‬ ‫الحجة‬ ‫أن قامت‬ ‫فامتنع وتغلب ‪ .‬وبعد‬ ‫الضنكى ئ‬ ‫فخاطب‬ ‫قدرته على إغانتها‪،‬‬ ‫عليه ‪ 4‬مع‬ ‫عليه بتغلبه‪ .‬قبض عليه الشيخ سلطان من بلد الحيل‘ وكبله بالحديد وأرسله إلى بلدة‬ ‫من رأسه إلى عنقه‪ ،‬حيث إنه امتنع من الركوب‪ ،‬وأبى‬ ‫المزارع مربوط على ظهر جمل‬ ‫من الامتثال ‪.‬‬ ‫فأمرني‬ ‫على يبديه ‪6‬‬ ‫‏‪ ٨‬أنه مذعن للشرع‬ ‫سجنه أرسل إلى الشيخ عيسى‬ ‫طال‬ ‫فلما‬ ‫أن أقوم بالصلح بينه والمرأة‪ ،‬وأن يفكه من سجن الشيخ سلطان{ فطلبت‬ ‫الأمير عيسى‬ ‫من الشيخ أن يفكه قبل كل شيء؛ ففكه ساعة وصولي ثم شرعت في الصلح‪6‬‬ ‫يدفعها حبيب للمرأة المدعية صلحا لا‬ ‫فاصلحت بينهم على تسليم خمسة الآلاف قرش‬ ‫حكما قطعا للخصام وبراءة لحبيب من الشبهة في شرائه لمال اليتيمة‪ .‬ورضي الخصمان‬ ‫بذلك‪ .‬وجعلت لحبيب أجلا في أداء الحق‪ ،‬وكتبت بينهم صكا فيه صفة الدعوى©‬ ‫وصورة الصلح ليكون وثيقة محفوظة بينهمث وأعطيت كل واحد وليقته ‪.‬‬ ‫فلما رجع حبيب إلى مسقط‘ ذهب إلى بيت القنصل مستجيراًث وربط نفسه بعصابة‬ ‫العلم الإنجليزي‪ .‬يقول‪ :‬إنه مكره‪ ،‬وما أذعن للصلح إلا جبرا" فطولب بإحضار الوثيقة‬ ‫المتضمنة صفة الصلح‪ ،‬فعرضت على العلامة الكبير سعيد بن ناصر الكندي‪ ،‬فرأى ثبوت‬ ‫ذلك الصلح‪ ،‬وصدق عليه ثم لم يستكف حبيب‘ فأرسل القنصل إلى الشيخ عيسى‬ ‫بالصك‪ ،‬فرأى إثباته‪ ،‬فلم تلتفت القنصلانية إلى قوله بعد ذلك{‪ 0‬ورفضت دعواه‪ ،‬فبقيت‬ ‫مراجل حقده تغلي ‪ .‬فشكا إلى السيد نادر بن فيصل‘‪ ،‬ودلس عليه‪ ،‬فرأى مناصرته‪٬‬‏ فجمع‬ ‫جنوده وركب البحر حتى نزل قريات‘© وقصد منها في وقت الظهيرةث جبل الغاف بتاريخ‬ ‫يوم عاشر ذي القعدة سنة ‏‪ ،١٣٣٤‬وقد بلغ بني بطاش خبره‪ ،‬فالتقوه بالقحمة‪ ،‬موضع‬ ‫بين جبل الغاف وقريات‪ ،‬فكانت بينهم صدمة وقتال ثبت كل لصاحبه إلى بعد صلاة‬ ‫العصر من ذلك اليوم‪ .‬فانهزم السيد نادر إلى قريات‪ ،‬وقد خلف بالمعركة صناديق‬ ‫الرصاص والأثاث‪ ،‬وثمانية جمال‪ ،‬وأربعة رجال من قومه قتلى وثمانية جرحى‪ .‬وجرح‬ ‫وآخر توفي بعد ذلك فأرسل السيد نادر إلى مسقط‬ ‫من بني بطاش الشيخ عبيد بن محمد‬ ‫يطلب المدد‪ ،‬فلم يصله أحد ؤ وأقام بقريات‪ .‬وفي رابع يوم من وصوله أتت باخرة‬ ‫إنكليزية‪ .‬فحمتله إلى مسقط ‪.‬‬ ‫‪٢١٢‬‬ ‫وفي اليوم الخامس عشر من شهر المحرم سنة ‏‪ ١٣٣٥‬وصل رسول من الإنكليز إلى‬ ‫بني بطاش©‪ ،‬يستفهم صفة الواقع بينهم‪ ،‬والسيد نادرث ويطلب وصولهم إليه للصلح بينهم ©‬ ‫فأجابوه بالقبول‪ ،‬ووصلهم نائب الدولة يوم سادس صفر من العام المذكور بقريات‬ ‫وخاطب الشيخ سلطان بن محمد‪ .‬وبعد طول كلام أبى النائب من إتمام الصلح إلا‬ ‫بوصولهم مسقط‘ فوعده الشيخ بذلك‘ ثم أرسل الشيخ محمد بن عمرو البطاشي نائباً‬ ‫وكان هذا الصلح بسفارة خان بهادر نصيب ابن محمد‬ ‫عنه‪ ،‬واعتذر من عدم الوصول‘‬ ‫البلوشي ‪ ،‬أكبر تاجر بمسقط‘ على أن يرد بنو بطاش ما بقي بأيديهم‪ ،‬مما أخذوه‪ ،‬في‬ ‫تلك المعركة‪ ،‬وانتهت المشكلة‪.‬‬ ‫وفي شهر شعبان سنة ‏‪ ١٣٣٤‬حضر أهل سفالة بهلا عند الإمام سالم{ فادعوا بادة‬ ‫ماء من فلج كيد لمسجد الجامع ‪ .‬وأظهروا ما بأيديهم من النسخ القديمة والحجج القوية ©‬ ‫فأحضر الإمام القضاة‪ ،‬ليعرف رأيهم‪ .‬وجمع الحكام للفصل فلم ير الإمام ومن عنده‬ ‫من القضاة بعد إحالة النظر ردها للجامع لطول العهد ولأن من قبلهم من أئمة‬ ‫المسلمين‪ ،‬من لدن الإمام ناصر بن مرشد‪ .‬فمن بعده إلى الإمام الجليل عزان بن قيس ۔‬ ‫رضي الله عنهم ۔ ولم ينقل عن أحد منهم أنهم تعرضوا لها‪ ،‬ولا حكموا بردها للجامع‬ ‫ولا تكون الأوراق‬ ‫وكفى بهم حجة لمن جاء بعدهم ‪ .‬وأنه يسع من بعدهم ما وسعهم‬ ‫القديمة التي خلالها أكثر من ثلاثمائة عام أقوى من اليد‪ ،‬وما كان فيه محتمل فلا يحول‪.‬‬ ‫وإن كانت هنالك ظُلامة‪ ،‬فعلى من ارتكبها‪.‬‬ ‫والاصل في هذه البادة ما ذكره بعض المتقدمين‪ :‬أن بادة ماء من فلج كيد كانت‬ ‫لجامع بهلا‪ ،‬وأنهم لا يعلمون ما حولها عن ذلك‪ .‬وفي بعض الكتب أن الإمام‬ ‫بركات بن محمد بن إسماعيل‪ ،‬حكم بهذه البادة لهذا الفلج‪ ،‬ثم لم تترك له بعد ذلك‪.‬‬ ‫وقد جهل الأمر الذي منعها وحولها عن كونها وقفآً‪ ،‬وبقيت منذ ذلك الزمان لفلج‬ ‫الجزيين أحد أفلاج بهلا مع جملة ماء ذلك الفلج‪ ،‬فترك المسلمون المكاتبة في ماء فلج‬ ‫كيد لهذه الشبهة‪.‬‬ ‫ترجمة الشيخ ناصر بن حميد الغافري امير بهلا‬ ‫جذ لهم ‪.‬‬ ‫هو الشيخ ناصر بن حميد بن راشد بن حميد الغافري ‪ .‬نسبة إلى غافر‬ ‫بن لؤي ‪.‬‬ ‫من بني سامة‬ ‫بن خميس‬ ‫وهو من نسل الإمام محمد ناصر بن عامر بن رمسة‬ ‫‏‪٢١٣‬‬ ‫توفي جده الشيخ راشد بن حميد في يوم ‏‪ ١٦‬من شوال سنة ‏‪ ١٢٧٩‬وقد توفي أبوه‬ ‫حميد بن راشد في حياة أبيه‪ ،‬ولم يكن لراشد عند موته إلا أحفاده أولاد ابنه حميد وهم‬ ‫برغش وراشد وناصر فصار الأمر بعد ذلك إلى برغش؛ لأنه أكبر إخوته‪ ،‬ولم يراهق‬ ‫الحلم فصار يدبر الأمر خادمه عبيد بن سرور ويرجع في المهمات إلى الشيخ محسن بن‬ ‫زهران العبري فبقيت الحالة كذلك إلى سنة ‏‪ ١٢٨٣‬ثم تغلب عليهم بنو شكيل‪ ،‬وأعانهم‬ ‫الشيخ هلال بن زاهر لكن الرياسة لأولاد حميد بن راشد\ إلا أن التدبير انصرف عن‬ ‫لما‬ ‫الشيخ محسن وبقيت كذلك‘ حتى استولى على بهلا إمام المسلمين عزان بن قيس‬ ‫قبض على الشيخين هلال بن زاهر ومحمد بن علي بن سمح الشكيلي‪ ،‬حتى أذعناء وسلما‬ ‫له حصن بهلا‪ ،‬وبقي أولاد راشد بن حميد بيبرين© ثم تغلب على بهلا برغش بن حميد‬ ‫بعد الإمام عزان‪ .‬وبقي بها إلى أن قتله أخوه ناصر بن حميد ثم أردفه بأخيه راشد حميد ©‬ ‫فاستأثر بها‪ .‬وبقي عليها إلى أن أخرجه الإمام سالم بن راشد الخروصي ‪.‬‬ ‫فتح بهلا‬ ‫الغافري‬ ‫ناصر بن حميد‬ ‫أميرها الشيخ‬ ‫وكان‬ ‫بعمان‪8‬‬ ‫الجوف‬ ‫أشهر قرى‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ‫‏‪.١٣٣٤‬‬ ‫من سنة‬ ‫شعبان‬ ‫فتحها في اليوم الثالث من شهر‬ ‫المتقدم ذكره ‪ .‬وكان‬ ‫صدرت من أمير بهلا أحوال مناقضة لبيعته التي بايعها الإمام بسمائل‪ ،‬ونقمت عليه‬ ‫أمور أغراه رؤساء قومه بها‪ ،‬حتى أخذ يبحث عن وسيلة يتدخل بها في نقض الإمامة‬ ‫وانحلال المملكة فولى وجهه شطر بيضة الإسلام نزوى‪ ،‬وأخذ يرتب كيفية الهجوم‬ ‫عليها‪ .‬ويحاول ۔ إن نبا عزمه عنها ۔ أن يتناول قلعة منح وحصنها‪ ،‬فنجم من هذه أحقاد‬ ‫ومنافسات‪ 6‬أوجبت إشعال حرب عليه حتى قامت‘ فكانت سبباً لسقوط إمارته‪ .‬وكان‬ ‫الإمام في ذلك الوقت بوادي المعاول‪ ،‬فعججل إرسال رابطة إلى منح لقطع عرى الآمال‬ ‫عنها‪ .‬وأبصر قوام الدولة النيات الخفية من المتهمين‪ ،‬بمخابرة أمير بهلا عن أسرار‬ ‫المسلمين© ففكروا في إحباط ما ترمي إليه أهدافهم ‪ .‬وكان الذي يعالج المسائل الإدارية‬ ‫متفق عليه العلامة أبو مالك عامر بن خميس المالكي‪ ،‬فأمر بسجن ثلاثة من أعيان نزوى‪:‬‬ ‫ناصر بن خميس السيفي{ وحمود بن سالم العفيفي‪ ،‬ومحسن بن سالم آل صباحية ‪.‬‬ ‫وأرسل الإمام إلى أنصاره من الشرقية‪ .‬وكان على رأسهم الشيخ عيسى بن صالح‪،‬‬ ‫فقدمت إليه عصابة من آل حجر ‪.‬‬ ‫‪٢١٤‬‬ ‫شعر أمير بهلا أن الروح الدينية هبت في القواد" والعناية الإلهية ساعدتهم‪.‬‬ ‫فاستنهض أتباعه من أهل الحجر وأعوانه من الظاهرة‪ .‬وعلل نفسه بالأماني©‪ ،‬ليدرك بها‬ ‫نشاطه‪ .‬فكتب إلى سلطان مسقط يستنجده‪ .‬فهاج السلطان نبأ القيام على هذا الأمير ‪.‬‬ ‫فسلح خادمه الوالي مظفر بن سليمان‪ ،‬وجهزه بالعدة والعدد وأمره بجمع أهل السر من‬ ‫الظاهرة‪ ،‬وأن يقوم مما يحقق الآمال‪ ،‬وأصيب السابقون إلى الجهاد من أهل الشرقية‬ ‫بأمراض من وخم نزوى؛ لأن دارهم كالبادية‪ .‬وسئموا الإقامة بنزوى في انتظار الشيخ‬ ‫فاستأذنوا الإمام في الرجوع‪ ،‬فأذن لهم وبسبب رجوعهم أيقن أمير بهلا بتفرق‬ ‫عيسى‬ ‫جيش الإمام‪ ،‬فأذن لاكثر جموعه‘ وبقي أعيانهم عنده‪ ،‬وهم نفر قليل‪ ،‬أقاموا لقهر‬ ‫الحصن وثغور البلد خوف مهاجمة الإمام‪ .‬ولم يمض وقت قصير حتى خرج الإمام في‬ ‫اليوم الثالث عشر من شهر رجب سنة ‏‪ ١٣٣٤‬بالكتائب عليها الشيخ الرئيس حمير بن‬ ‫ناصر‪ ،‬فغشيهم غيم سحاب في الطريق‪ .‬وعصر ذلك اليوم وصلوا إلى المحمود من ناحية‬ ‫بهلا‪ ،‬واستراحوا فيه قليلاً‪ ،‬فوافتهم هناة بجموعها وقت المغرب‘ من ذلك اليوم‪.‬‬ ‫وخرجت الأعلام من المحمود بعد العتمة من تلك الليلة تحت شآبيب المطر المؤذن لهم‬ ‫بنيل الوطر‪ ،‬وحصول الظفر يسوقهم الرعد ويدلهم البرق‪ ،‬وقد أعدوا حملة هائلة‪.‬‬ ‫لاصطدام من قابلهم واقتحام سور بهلاك حينما خبروا بسالة من بها‪ .‬ومن الكرامات التي‬ ‫تزين التاريخ خفة المطر عند المجاهدين المهاجمين وغزارته على البغاة‪ .‬حتى أنزلهم من‬ ‫صياصيهم‪ ،‬فأدركوا أن لا يقدر الثوار على مهاجمتهم في ذلك الوقت‘ وتركوا الحرس©‪8‬‬ ‫ولم يعجز المسلمون ذلك‘ فاقتحموا سور البلدث فوجدوه خالياء فلم يقفوا عند حد ما‬ ‫اكتسحوه حتى فتحوا أبوابآ جديدة‪ ،‬فاقتحموا جميع العوائق©‪ ،‬وقطعوا كل العلائق‬ ‫فهجموا على حرس الأمير ناصر وهزموه إلى ورائه" فحمله الأمر على طلب النجاة‪ ،‬وأن‬ ‫يتحصن وأعيان قومه بالطماح‪ ،‬وهو قصر بهلا‪ .‬وكان أحد قواد الجيش شيخنا العلامة أبو‬ ‫مالك‪ ،‬فأصيب بجراحة في فخذه‪ ،‬فعافاه الله منها بعد مدة‪.‬‬ ‫وبعد مضي أيام‪ ،‬والحصن محصورا لا يدخل عليه أحد‘ ولا يخرج منه خارج ‪6‬‬ ‫أقبل الشيخ عيسى بجموعه‘ فبصر بما حاق بالبلد من الأخطار‪ ،‬وكان يفضل التمة‬ ‫بالسلم مع استعداده لمقاتلة أعدائه‪ ،‬فاستأذن الإمام ۔ رحمه الله ۔ لمخابرة الأمير‬ ‫المحصور فأذن له واختار أن يكون رسوله أبو هشمة سعيد بن عبد الله الهاشمى‪6‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لعلمه به أنه بأقعة داهية‪ .‬وأمرني أن أكون عنده‪ ،‬فشاهدته‪.‬‬ ‫‪٢١٥‬‬ ‫وقد جرى في داخليتهم بدهاء ورشاء‪ .‬حمل أبو هشمة من الأمير عيسى كتابا‬ ‫للشيخ ناصر وآخر للوالي مظفر ين سليمان خادم السلطان فأبدى لمظقر كتاب ناصر‬ ‫وستر عن ناصر كتاب مظفر‪ .‬ولما حصلت له الخلوة بمظفر‪ ،‬أعجله في أخذ الأمان له‬ ‫ولمن عنده ودلس عليه أن ناصراً قد أخذ وجها على يدي‪ .‬وهذا جواب الشيخ عيسى‬ ‫له‪ .‬وإني أخشى أن يغدر بك ويسلمك إليهم‪ ،‬إن كان لم يخبرك بذلك© فحمس قلبه‬ ‫وأوغر صدرهؤ حتى تشوش فكره‪ ،‬فتأثر من ذلك وخالطه الوهم وتبين الغضب في‬ ‫وجهه‪ ،‬ثم تريث‪ .‬فما ليث أن كتب كتابا إلى الشيخ عيسى‪ ،‬يطلب الأمان من الإمام له‬ ‫ولمن معهؤ فرجع أبو هشمة جذلاً يحمل كتاب مظفر إلى ناصر فأسر إليه أن مظفر عزم‬ ‫على الخروج عنكم" وهذا كتابه‪ .‬فاستشاط ناصر غيظاً‪ .‬وقال‪ :‬إن فعل لأوقعن به‪ ،‬فنشأ‬ ‫من ذلك شحناء بسببها تفاقم الأمرك حتى تعصب المحصورون بالحصن كل لفريقؤ فكان‬ ‫أبو هشمة شؤما على أهل القصر؛ إذ كان هذا الانقسام بسببه‪ ،‬والحرب خدعة‪ .‬وأدرك‬ ‫من هذه السياسة التي نسجها أن حدع مظفراً حتى بقي عاطلا من انتصاراته‪ ،‬فذهبت‬ ‫هباء‪ ،‬وأصبح أمله وزبده ججفاء‪ ،‬فاستسلم لينقذ حياته‘ وانصرف قانطاً لا يلوي على‬ ‫شيء‪ ،‬بعد أن سمح له الإمام بالأامان‪ ،‬وأمرني أن أصحبه إلى يبرين خوفاً عليه من معرة‬ ‫الجيش‪ ،‬فصحبته ولم ينلهم سوء‪ ،‬والحمد لله‪ .‬وبقي ناصر وبقية قومه بالحصن© ينتظرون‬ ‫قدوم الشيخ محمد بن ناصر بجيشه الذي جمعه‘ لينقذهم من ضيق الحصر ‪.‬‬ ‫وفي ضحوة النهار زحف الشيخ محمد ابن أمير بهلا‪ ،‬قام بجنوده الذين جمعهم من‬ ‫أرض الظاهرة للإفراج عن أبيه‪ ،‬رجاء أن يخلصه من ضيق الحصر فالتقت بهم طائفة من‬ ‫©‬ ‫الحظ‬ ‫خانهم‬ ‫حتى‬ ‫بينهم أشد المعارك‬ ‫فدارت‬ ‫بهلا ؟‬ ‫سور‬ ‫عند‬ ‫سهيلي‬ ‫الإمام‬ ‫جيش‬ ‫فهزمت كتائبهم شر هزيمة‪ ،‬فرجعوا إلى جماح ومنها إلى يبرين ‪.‬‬ ‫أن يكرر النصيحة إلى الأمير المحصور شفقة عليه من‬ ‫كان من رأي الشيخ عيسى‬ ‫مغبة العنادك فأرسل إليه ثانية الشيخ سليمان بن سنان العلوي‪ ،‬فعرض عليه ما أملاه الأمير‬ ‫إليهء فلم يصغ لقوله في أول الأمرث فدب الشيخ العلوي إلى تفريق الرؤساء الذين‬ ‫حضروا عندهؤ ومشى فيهم بخداع ومكر‪ ،‬وتعهد لهم بجزيل العطاء‪ ،‬وما هو إلا الرشا‪،‬‬ ‫نتطرق الوهم إلى أذهانهم وطمعوا في وعده‪ ،‬ورفضوا أميرهم‪ ،‬وتنافسوا في إكراهه‪،‬‬ ‫فالزموه الاعتراف بالخضوع فخرج ليلة الثالث والعشرين من شهر شعبان من سنة‬ ‫‏‪٢١٦‬‬ ‫‪ ١‬لاجرد‪6 ‎‬‬ ‫والبلد وفلج‪‎‬‬ ‫بيده‬ ‫الحصن‬ ‫يبقى هذا‬ ‫وطلب أن‬ ‫يبرين‬ ‫وتوجه إلى حصن‬ ‫‪.١٣٣٤‬‬ ‫ما دام تحت الطاعة وما لم يحدث حداء فأاسعف الإمام له بذلك بعد مشورة‪ ‎‬العلماء‪٨‬‬ ‫فبقي به‪ ،‬ولم يحدث منه ضرر أيام حياته‪ .‬حتى كان بعد موته‪ ،‬تخالف بين أبنائه في‪‎‬‬ ‫عصر الإمام الخليلي‪ ،‬فاجتهد في إصلاح ذات بينهم‪ ،‬فما قدر الله أن يقفوا‪ ،‬فامر بفض‬ ‫الحصن منهم وإخراجهم عنهؤ وتوسلت إليه أمهم ابنة الشيخ الجبري‪ ،‬أن يردهم فيه‪،‬‬ ‫فما رأى الإمام ذلك‪ ،‬وأجاب أن من صلاحهم وإبقائقهم على أنفسهم النزول منه‪ ،‬وأن‬ ‫وأبقى لهم البلد وفلج الأجرد وكانت مدة الحصار‬ ‫تكون مساكنهم في خارج الحصن‬ ‫لحصن بهلا تسعة عشر يوما‪.‬‬ ‫ولما استقر الأمر‪ ،‬ردت المظالم والفغصوب‘ وأجري الأمر والنهي ‪.‬‬ ‫حكم شيخنا العلامة أبو مالك في أموال سليمان بن عبد الله المحروقي‪ ،‬المعروف‬ ‫بابن شيخة بأنها صافية‪ ،‬لما صح من معاملته بالرباء وجمعه المال من الحرام‪ ،‬وأكثرها‬ ‫من مظالم العباد التي عاضده عليها الشيخ ناصر من تغريم الناس الذين تحت رعايتهم‬ ‫صهر الشيخ‬ ‫هذا‬ ‫سليمان‬ ‫‪ .‬وكان‬ ‫عليهم قسرا‬ ‫لأموالهم ‪ .‬وحيازتها‬ ‫وغصبه‬ ‫حىقا©‪38‬‬ ‫بغير‬ ‫ناصر بن حميد ووزيره‪ ،‬وكان موسراً كثير الأموال بنزوى ووادي بسيا‪ .‬وأمضى الإمام‬ ‫ذلك الحكم‪ .‬وفي ذلك يقول شيخنا العلامة المفضال أبو مالك‪:‬‬ ‫لمال ابن شيخة المحروقي‬ ‫الإمام بالتغريق‬ ‫قد حكم‬ ‫مسكنه بهلا بلا اشتباة‬ ‫وهو سليمان بن عبد الله‬ ‫ناصراً جبارا‬ ‫حميد‬ ‫قتى‬ ‫الجبارا‬ ‫وازر‬ ‫قد‬ ‫لكونه‬ ‫بكل ما له من الحماية‬ ‫جباية‬ ‫بكونه‬ ‫رقه‬ ‫وهو الربا في عرفنا المعهود‬ ‫يالسود‬ ‫أكثره‬ ‫وبيعه‬ ‫مشتهر‬ ‫عصرنا‬ ‫وأمره في‬ ‫لا تنكر‬ ‫شهوة‬ ‫بذلك‬ ‫قضت‬ ‫المحقق‬ ‫والتالد‬ ‫طريفه‬ ‫مستغرق‬ ‫فماله جميعه‬ ‫والحق في ذلك ظاهر جلي‬ ‫بعد الجمل‬ ‫في عام دغشل‬ ‫جعل الإمام ببهلا عند خروجه منها واليا ذلك الهزبز الضاري‘ أبو زيد عبد الله بن‬ ‫محمد بن رزيق الريامي الأذكوي‪ ،‬تحمل بوظيفتي الولاية والقضاء‪ ،‬فأجرى فيهما العدل‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫والمعارف الإسلامية‪ ،‬ورد شوارد القلوب الخائفة؛ من اضطهاد الظلمة إلى أوكارهاث فهو‬ ‫واليها في عصر الإمام سالم ثم عصر الإمام الخليلي© إلى أن توفي ۔ رحمه الله ۔ في‬ ‫عنه راضون‪.‬‬ ‫ا لإمام الخليلي ‏‪ ٠‬والمسلمون‬ ‫عصر‬ ‫خروج الشيخ عيسى للرستان‬ ‫وبعد فتح بهلا خرج الشيخ عيسى إلى الرستاق‪ ،‬وكان حاكمها ذلك الوقت السيد‬ ‫أحمد بن إبراهيم‪ ،‬وقد ذكرنا آنفا بيعته للإمام بسمائل‪ ،‬وأن الإمام رده إلى مملكته© وأقره‬ ‫عليها آمرا ناهيا ثم رفع للإمام عنه أشياء‪ ،‬أنكرها عليه كما هو دأب الملوك‪ ،‬فرغب‬ ‫الشيخ في عتابه‪ ،‬وإلقاء النصح إليه للصداقة السالفة بين آبائهم وبينه وإياه‪ .‬فلما وصل‬ ‫الرستاق قابله السيد أحمد بالإكرام والاحترام وأظهر السرور والابتهاج بوصوله‪ ،‬وقبول ما‬ ‫جاء به‪ .‬وكان هذا السيد حولا عَنقَقِيراً‪ .،‬نهاية في الذكاء والفطنة والدهاء‪.‬‬ ‫فمن دهائه لما نزل الشيخ بعقوته‪ .‬فوض إليه الأمور الرستاقيةء وخلع في يده جميع‬ ‫ولا يستبد عنه‬ ‫الوظائف الدينية والدنيوية ‪ 4‬ورفع يده عن المالية‪ .‬فكان لا يبرم أمرا دونه‪.‬‬ ‫برأي مدة قيامه فى دار ضيافته ‪.‬‬ ‫ولا ريب فإنه يضمر تتبع سياستهم فيه‘ ويحذر من نكايتهم عليه؛ ويحوطهم بعين‬ ‫خرجت‬ ‫ه‬ ‫‏‪١٣٣٤‬‬ ‫سنة‬ ‫شوال‬ ‫شهر‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫القريب والنازح‬ ‫في‬ ‫ويتمقدهم‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫المازح‬ ‫اللاعب‬ ‫من قصره خارجة من ذويه‪ ،‬شقيقته السيدة ذات الحسب والحشم‪ 6،‬أصيلة بنت إبراهيم ©‬ ‫وانتزعت‬ ‫العقبان‬ ‫أجنحة‬ ‫تحت‬ ‫من‬ ‫الحرم‬ ‫حصن‬ ‫فقهرت‬ ‫ومكر ‪6‬‬ ‫كاد‬ ‫من‬ ‫وهي أحزم‬ ‫الفريسة من فم الثعبان؛ إذ خافت أن يصبح ملكهم دعوى‘ وعافيتهم بلوى‪ ،‬وبقيت فيه‪.‬‬ ‫فأسعفها بجيش يرأسه‬ ‫مسقط‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫‏‪ ١‬لنجدة‬ ‫طلبت‬ ‫حوصر أخوها أحمد‬ ‫ولما‬ ‫حمد بن فيصل‘ كما سيأتي في محله وكان برفقته الشيخ عيسى الشيخ اللسن الفصيح‬ ‫سيف بن علي المسكري‪ .‬ولما عزم الشيخ على الرجوع إلى وطنه في أواخر شوال‪ ،‬رأى‬ ‫ورافقه أمير‬ ‫فنأسعفهم وامتشل ‪.‬‬ ‫معولة‬ ‫بوادي بني‬ ‫بصحبتهم إلى ‏‪ ١‬لإمام‬ ‫السيد أحمد‬ ‫يخرج‬ ‫أن‬ ‫العبريين الشيخ مهنا بن حمد‘ فاجتمعوا بالإمام سالم" واعترف السيد أحمد بجميع ما‬ ‫طلبه الإمام من الشروط‘ وسلم زمام ما بيده إلى الإمام الظاهر‪ ،‬والغيب لله‪ ،‬ثم رجع إلى‬ ‫‏‪.١٣٣٤‬‬ ‫الرستاق‪ .‬وكان ذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة‬ ‫‪٢١٨‬‬ ‫قيام الإمام مرة ثانية على البغاة‬ ‫من اهل الطؤ‬ ‫وفي ذي القعدة من سنة ‏‪ ١٣٣٤‬تحرك بنو جابر أهل الطوَ{ وشنوا الغارات© وقطعوا‬ ‫‏‪ ٠‬وقريبا من‬ ‫غربي بلدة الخوض‬ ‫(الكثيب)‬ ‫مغارتهم الموضع المعروف‬ ‫السبل [ وجعلوا‬ ‫بلادهم وقواهم على أفعالهم هذه السيد محمد بن هلال‘ والي السلطان على بلد السيب ©‬ ‫القوم العهود‪ ،‬ورأى الإمام القيام‬ ‫لرجوعه الأول خائباً من سعيه بمهاجمة الآجال ‪ 0‬فنكث‬ ‫بلادهم ‪ .‬وكتب للشيخ المجاهد علي بن‬ ‫عليهم المنافذ ء وحصر‬ ‫عليهم من الواجب ) فضيق‬ ‫صالح أن يقوم على جماعتهم المساعدين لهم من أهل اللجيلة © فيشغلهم عن مناصرتهم‬ ‫حتى يذعنوا للحق‪ ،‬فخرج الشيخ علي بمن معه‘ ونزل بالفلجات بلدة بواديهم‪ ،‬وضيق‬ ‫عليهم من الجهة الشرقية‪ ،‬فكانوا يترامون بالبنادق من بعيد‪ .‬وما المراد إلا إشغالهم ‪ .‬فلما‬ ‫خشيت بنو جابر أن تدور عليهم الدائرة‪ ،‬وأن يقتحم المسلمون عليهم بلادهم المنيعة‬ ‫بالجبال المتحصنة بالرجال‪ ،‬فكروا لهذه الحادثة الوشيكة الوقوع‪ ،‬فأجمع رأيهم أن يذعنوا‬ ‫للإمام‪ ،‬وأن يسلموا أمرهم إليهء فعسى أن يعطف عليهم بحنوّه‪ ،‬فيعفو عن أساءتهم قبل‬ ‫قدرته عليهم‪ ،‬كما هي عادته فأقبلوا إليه بواسطة قائد الجيش الشيخ حمير بن ناصر‬ ‫وأنفذ‬ ‫النبهاني© فقبل الإمام إدعاءهم ‪ .‬وعفا عن مجرمهم‪ ،‬ودخل بلادهم‪ ،‬فركد أمرها‬ ‫الأوامر الشرعية فيهاء وجعل أمرهم تحت نظارة عامله بنخل ‪.‬‬ ‫فتح الرستاق‬ ‫هي كورة تشتمل على بلدان جمة‪ ،‬من أفخر بلاد عمان© بسفح الجبل الأخضر من‬ ‫جهة النعش© احتوشتها الجبال من كل الجهات‘ وتتخللها الأردية‪ .‬بحيث تجتمع إلى أن‬ ‫يظهر واديها ممتدا إلى الباطنة‪ ،‬ولها توابع‪ ،‬وسوقها كبيرة“ وأنهارها غزيرة‪ .‬فمنها‬ ‫حمامات لا يستطاع دخولها‪ ،‬ومنها باردة مثلها‪ ،‬ومنها متوسطة‪.‬‬ ‫تجلب إليها الفواكه البرية والبحرية والجبلية في كل غداةإ تتصل بها السيارات من‬ ‫ساحل دبي وعاصمة مسقط ‪.‬‬ ‫كان الحاكم عليها السيد أحمد بن إبراهيم بن قيس‪.‬‬ ‫‏‪٢١٩‬‬ ‫سبب الثورة‬ ‫لكشف الاضطهاد‬ ‫ثقل على الإمام تردد الشعب الرستاقي‪ ،‬يستصرخه ويستنهضه‪،‬‬ ‫والتضييق الواقع عليهم" من حاكمهم السيد أحمد بن إبراهيم‪ ،‬وأنهم يسامون الخسف ‪.‬‬ ‫ودخلوا عليه بمهارة‪ ،‬اتقنوا فيها العبارة‪ .‬قدموها إلى صنوه الشيخ ناصر بن راشد‬ ‫الخروصي فأوغروا صدره‪ 6،‬ورأى أن لا محيص عن القيام بحقهم ‪ .‬وكان إذا دهمه الأمر‬ ‫لا يبرمه قبل مشورة المسلمين‪ ،‬فجمع العلماء وأعيان دولته واستشارهم‪ ،‬فكلهم رأوا‬ ‫إجابة صوتهم‪ ،‬وتلبية دعائهم‪ ،‬والناس تبع ما أخذ به الإمام من رأي أولي الرأي‪ .‬فخرج‬ ‫من نزوى يوم ثاني جمادى الثانية سنة ‏‪ ١٣٣٥‬ه وتسلم ذروة الجبل الأخضر بمن خف‬ ‫معه‪ ،‬داعيا أتباعه إلى اتباعه راجيا من الأهالي الرستاقيين أن يضحوا بأنفسهم شفا لما‬ ‫في صدرهم من حرص وحقد‪ ،‬فخيم معسكره بالعوابي‪ .‬وكتب للسيد أحمد يشعره بنتيجة‬ ‫ما قام لاجله وأن يتنازل عن إمارته التي ورثها من آبائه ومجده الذي رضع ألبانه‪،‬‬ ‫وبساطه الذي مشى فيه‪ ،‬وقصره الذي نشأ به‪ ،‬فصعب على الهزبر اتباعه‪ ،‬وامتثال أمره‪،‬‬ ‫وشق عليه تأخره عن تلك المنزلة السامية التي هو بها‪ ،‬ولا يدري ماذا يكون حاله بعد‬ ‫له الامتناع ‪ .‬فأبدى حزما فائقاً‪ .‬وعزوفاً‬ ‫وفسح له المجال شبه وجدها أمامه حسنت‬ ‫ذلك‪8،‬‬ ‫وأيقن خذلان قومه له‪ .‬وركون رعاياه إلى الإمامث ولم تتفق له‬ ‫عن الترف والزخرف©‪،‬‬ ‫حامية للصراع خارج البلد حين باغته المسلمون‪ ،‬وخاب رجاؤه في القبائل الذين أعدهم‬ ‫في السلم للحاجة خلبس درع الصبر وشرب حميا الوطيس“ وأرغم أن يوصد باب‬ ‫وهما في غاية المنعة‪ ،‬وصعوبة المرتقى‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫الحصن والقلعة المشهورة بقلعة كسرى‬ ‫إن القلعة من بناء كسرى أنوشروان في زمن العترة‪.‬‬ ‫اختار من الرماة أربعين رجلا يكونون عنده‘ وأحب منادمة البحر الأسود الشيخ‬ ‫عبيد بن فرحان صاحب السر فاجتباه إليه‪ .‬تقدم الإمام إلى الرستاق‪ ،‬وعسكر جيشه‬ ‫ببرج المزارعةث وتمكن من تخومها‪ ،‬وسد الجيش منافذها‪ ،‬واقتحم عسكره سور الحوش‬ ‫الذي دار بالحصن بعد ما غيمت السماء بدخان البارود‪٠‬‏ وصمت الآذان بصعقات‬ ‫المدافع‪ ،‬ولم تزل جموع الإمام في زيادة ونشاط‪ ،‬وجلد خارق للعادة‪ .‬مناف لما يحصل‬ ‫من الضجر والتعب‘ وفوقوا المدافع على الحصن لهدم ما قوي من بنيانهء وهو يدافعهم‬ ‫بأعظم مما يراه‪ .‬حتى إنه هاجمهم خارج الحصن مراراًث واختلس البارود الذي وضع‬ ‫لهدم الحصن‘ حيث إنه قابله بنفق مثله من داخل‪ .‬واختلف النصحاء إلى السيد أحمد‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫يسألونه الرفق بنفسه وبالمسلمين‪ ،‬ومع اختلاف الأهواء لم يجد في بدء الامر قبول‬ ‫وقت الحصار ‪:‬‬ ‫حضرتها‬ ‫صواعق ز‬ ‫بيت شعر في حالة‬ ‫البيان‬ ‫وأنشدني شيخ‬ ‫النصح ‏‪٠‬‬ ‫صبورا‬ ‫البلاء‬ ‫وجد ونى على‬ ‫ليستنطقوني‬ ‫عمدا‬ ‫ضربوني‬ ‫وأنفذ العون إليه ابن عمه سلطان مسقط خميسا جرارا؛ زوده العدة القوية‪١‬‏ وجعل‬ ‫أميره أخاه السيد حمد بن فيصل‘ؤ وعضده بأعيان دولته السيد محمد بن حمد راعي ظبية ‪8‬‬ ‫وخادمه مظفر بن سليمان‪ ،‬والشيخين‪ :‬سلطان بن محمد النعيمي“‪ ،‬وخلف بن بستان‬ ‫العلوي‪ ،‬فعسكر جمعهم بحصن الحزم" ووجهوا إلى مختلف الأنحاء كتائب مفرزة‪،‬‬ ‫أكثرها بنو حراص‪ ،‬والتقى‬ ‫لتستولي على أهم المدن‪ ،‬فندب الإمام لفض جمعهم سرية‬ ‫الجمان بفلج الشراة‪ ،‬وطال الصراع‪ ،‬وكثر القتل‪ .‬وأثخن الجراح‪ ،‬ثم شد المجاهدون‬ ‫شدة‪ ،‬صدقوا فيها الحملة‪ ،‬فانكشف الجيش السلطاني‪ ،‬وانتهى الفوز لجند الإمام ولم‬ ‫تكن بعدها إلا مناوشات‪ ،‬أسفرت عن فجر النصر للإمام وجنده‪.‬‬ ‫لبث الهزبر في الحصار خمسة أشهر إلا خمسة أيام‪ ،‬نفذ فيها ما ادخره من عدة‬ ‫الحرب ومادة الأكل‪ ،‬ولم يكن ليسلم ذلك القصر إلا رغماً‪ ،‬فأرغمه الاضطرار إلى‬ ‫تسليمه في اليوم الثالث والعشرين من شهر شوال من سنة ‏‪ ١٣٣٥‬ه وألقى مقاليد الأمر‬ ‫بواسطة الأمير حمير بن ناصر على أن تترك له الحزم مأكلة واستطاع أن يأخذ منه ذخائره‬ ‫وأمواله التي حواها القصر‪ ،‬فذهب مع حاشيته ليقيم بها‪ .‬وكان يطمع في وصول الشيخ‬ ‫عيسى ليخلصه من الإمام‪ ،‬فيفوز بأوفر السهام للصداقة الودية بين آبائه الكرام وبينه وإياه‬ ‫في الوقت القريب‘ فما قدر الله نجاح ذلك الأمل‪.‬‬ ‫الحراصي إلى مدة‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫طالب‬ ‫بن‬ ‫الشيخ محمد‬ ‫الغزوة‬ ‫هذه‬ ‫بمصرف‬ ‫قام‬ ‫ولا بد‬ ‫من ماله‪،‬‬ ‫كل ذلك صدقة‬ ‫إليه من نفقة ورصاص“©‬ ‫ودفع فيها ما احتاجت‬ ‫شهرين‬ ‫أن تكون هنالك موجدة أسرها‪ ،‬ودأب العمانيين ذلك ‪.‬‬ ‫ومن العجيب أن هذا الشيخ بعد تمام الفتح خرج مودعا للإمام‪ ،‬قافلاً إلى وطنه‬ ‫جما‪ .‬وحينما وضع إحدى رجليه على الراحلة لم تساعفه الأخرى‪ ،‬فسقط ميتا ولم يكن‬ ‫به مرض من قبل ‪.‬‬ ‫‏‪٢٢١‬‬ ‫نقد المسلمون في أيام الحصار خمسة عشر رجلا‪ ،‬مضوا شهداء إلى ربهم‪ .‬وجرح‬ ‫ولا‬ ‫الذهلي ‪.‬‬ ‫بن علي‬ ‫محمد‬ ‫الزاهد الفاضل عبد الله بن‬ ‫جملة الشهداء ‪:‬‬ ‫‪ .‬ومن‬ ‫كثيرون‬ ‫نعلم من أصيب بداخل الحصن‪ .‬وفي وقت الحصار أنشد ابن شيخان الشاعر قائلا ‪:‬‬ ‫البرقع‬ ‫كاشفة‬ ‫أسرارها‬ ‫بالاصبع‬ ‫الخاتم‬ ‫إحاطة‬ ‫جيوش حق قد أحاطت بها‬ ‫ما قيل من الشعر قي فتح الرستاق‬ ‫قد أكثر الشعراء من التهاني بفتح الرستاق‪ 0‬كما أكثروا في غيرها‪ .‬ومن ذلك ما قاله‬ ‫شيخ البيان‪ ،‬شاعر عمان على الإطلاق© محمد بن شيخان السالمي ‪:‬‬ ‫وبحرا‬ ‫برا‬ ‫مسكة‬ ‫وطر‬ ‫كسا الألوان هذا الفتح بشرى‬ ‫زمانك فاجر قد وافقت مجرا‬ ‫أيا فلكا جرى بالخير هذا‬ ‫جاءتك أخرى‬ ‫إذا إحدى مضت‬ ‫وفي الدنيا عجائب ليس تفنى‬ ‫صحائف عبرة بالقلب‪ .‬تقرا‬ ‫هنه الأيام فينا‬ ‫تؤلف‬ ‫تبوح به عوادي الدهر جهرا‬ ‫وفي طي القضاء بديع سر‬ ‫فإن الدهر لا يسطيع صبرا‬ ‫إذا اشتدت أمور الدهر فاصبر‬ ‫وتأخذ حقها المبخوس وفرا‬ ‫فالايام توفي‬ ‫فلا تستبط‬ ‫يصانع دهرهم حلوا ومرا‬ ‫ومن طلب القرار بأرض قوم‬ ‫قدرا‬ ‫يزداد‬ ‫مقامه‬ ‫فإن‬ ‫ابتداء‬ ‫وذو التقوى وإن ضعف‬ ‫خسرا‬ ‫ترتد‬ ‫أموره‬ ‫فإن‬ ‫يداه‬ ‫طالت‬ ‫وإن‬ ‫الدنيا‬ ‫وذو‬ ‫ووعرا‬ ‫سهلا‬ ‫دوخوا‬ ‫وجند‬ ‫لواء الملك معقود بمال‬ ‫ولا بالعكس نيل الملك يُذرا‬ ‫فلا جند بغير المال يغني‬ ‫يعش في الذل ممقوتا مُعَرى‬ ‫ومن يستغن عن جند بمال‬ ‫مستمرا‬ ‫هوانا‬ ‫ما‬ ‫بيوم‬ ‫ومن قطع القبائل عنه لاقى‬ ‫قضى أسفا إذا المحذور كرا‬ ‫ومن ينقض غرى الحزم اتكالا‬ ‫يلاقي منهم حُخدعا ومكرا‬ ‫ومن في الناس سيرته بمكر‬ ‫ذراعا منه لم يقفوه شبرا‬ ‫ومن في الناس سار مدى بعنف‬ ‫فيبرا‬ ‫ظن‬ ‫به‬ ‫ولم حسن‬ ‫وذو الورجهين لا يصفو لخلق‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫شرا‬ ‫واشتاك‬ ‫مُرةء‬ ‫تخبط‬ ‫ومن سلك الطريق بلا دليل‬ ‫وقائد أهلها للخير دهرا‬ ‫زمام الأرض نشر العدل فيها‬ ‫وما خلقوا له رَلڵوه ظهرا‬ ‫تفاني الناس في الفاني ضلالا‬ ‫محبة غروة العذري عَفرا‬ ‫مضر‬ ‫حُحب لزهرته‬ ‫بهم‬ ‫فبعضهم على بعض تجرا‬ ‫وصار البغي بين الناس طبعا‬ ‫وضرا‬ ‫غضا‬ ‫فيدرأ عنهم‬ ‫أليس الأمر بالمعروف فرضا‬ ‫وصار العدل والإحسان كرا‬ ‫تعالى الله صار العلم جهلا‬ ‫وبؤا‬ ‫عدلا‬ ‫إماماً مرتضى‬ ‫زمن بعزان بن قيس‬ ‫مضى‬ ‫شمائلها به زفتا وقطرا‬ ‫به الدنيا وطابت‬ ‫فقد زهرث‬ ‫قرت أبناءها نابا وظُفرا‬ ‫جور‬ ‫سنوات‬ ‫بعده‬ ‫ومرت‬ ‫تبدى في سماء العدل بدرا‬ ‫إالى أن بان فجر الحق ممن‬ ‫فنقله القضاء فصار جهرا‬ ‫سرا‬ ‫الأزمان‬ ‫بغابر‬ ‫وكان‬ ‫وقدرا‬ ‫شرفا‬ ‫علا‬ ‫خررصي‬ ‫البرايا‬ ‫غوث‬ ‫عا د ل‬ ‫إمام‬ ‫وطابوا الدهر ذكرا‬ ‫محاسنهم‬ ‫وعمت‬ ‫سلفوا‬ ‫أئمة‬ ‫نمته‬ ‫فصوص خواتم ينقخن عمطرا‬ ‫كأن يني خروص في البرايا‬ ‫وناصر الهمام الدين تصر©ه‘‬ ‫وسالم الإمام من الدنايا‬ ‫بفيض ندى من المنهل قطرا‬ ‫كريم أريحئ البذل أسخى‬ ‫درا‬ ‫سار‬ ‫علم‬ ‫بحر‬ ‫صادق‬ ‫للا‬ ‫لين‬ ‫للأعادي‬ ‫شديد‬ ‫نتيه به على الأعصار فخرا‬ ‫الإمام بدا بعص‪,‬‬ ‫وسالم‬ ‫‪.‬وبرا‬ ‫عدلا‬ ‫بحقها‬ ‫وقام‬ ‫لقد فتح المعاقل من عمان‬ ‫تسئم صهوة من مُلك كسرى‬ ‫وما استكفى بملك الغرب حتى‬ ‫عليه يستوي المسعود قهرا‬ ‫وما الرستاق إلا عرش ملك‬ ‫وكانت في جمى الماضين يكرا‬ ‫دعته لنفسها الرستاق كفوا‬ ‫الله مهرا‬ ‫رضاء‬ ‫وأصدقها‬ ‫فصدقها بماتشكوإليه‬ ‫صروف الدهر ولت عنه حسرا‬ ‫لو يلاقي‬ ‫وتبامها بجيش‬ ‫يعني صنر الإمام‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‪٢٢٢‬‬ ‫يؤجج جانباه الماء جمرا‬ ‫بمنبث تمص الأرض منه‬ ‫بحرا‬ ‫أينما يممت‬ ‫تصادف‬ ‫يظم كأنه طوفان نوج‬ ‫حمرا‬ ‫الموت‬ ‫فتوردهم حياض‬ ‫تلوح على بوادره المنايا‬ ‫نفوسهم بها الجنات تَُشرَى‬ ‫باعوا‬ ‫لله‬ ‫كمل‬ ‫رجال‬ ‫وكم نصحوا له سرا وجهرا‬ ‫فكم سمعوا الإمام وكم أطاعوا‬ ‫ولا ذهب ولا نظروه شزرا‬ ‫فما أصباهم عنه لجين‬ ‫كأمطار حدتها الريح عصرا‬ ‫دعاهم دعوة فأنزه وَقكا]‬ ‫تخف به العناية أين مرا‬ ‫حديد‬ ‫من‬ ‫سد‬ ‫مشل‬ ‫فجاءوا‬ ‫بها كتب الإله النصر سطرا‬ ‫عدل‬ ‫رايات‬ ‫رفرفت‬ ‫عليه‬ ‫منافذها وعموا الطُزق حجرا‬ ‫وبالرستاق قد نزلوا وسدوا‬ ‫ههرَبرا‬ ‫لاقى‬ ‫فارسا‬ ‫هزبراً‬ ‫وأحمد نجل إبراهيم فيها‬ ‫عظيم الشأن أدهى الناس خبرا‬ ‫عريق المجد منفرد المزايا‬ ‫وأرسع فيهم كفا وصدرا‬ ‫أشد الناس صبرا في البلايا‬ ‫خيرا وشرا‬ ‫الفضا‬ ‫يصيبون‬ ‫وأصحاب له كبروي خطفب‬ ‫زماةٌ يفقأون الطرف نقرا‬ ‫ورا المنايا‬ ‫الحرب‬ ‫أسود‬ ‫وكانوا عندنا في العد نزرا‬ ‫كثيرون الفعال ندى وبأسا‬ ‫ظهرا‬ ‫مبارزة أصاروا الحصن‬ ‫ولما لم يروا قبلا عليهم‬ ‫وبعض الشر يدفع عنك شرا‬ ‫وكم خير يجر إليك سيرا‬ ‫جنود الله نحو الحصن تَثرى‬ ‫فاحدقت الجيوش به وصارت‬ ‫أحيط بها وشاج ضم خصرا‬ ‫كأن القلعة الشهباء لما‬ ‫سرا‬ ‫به سوار ضاق‬ ‫أحاط‬ ‫كمعصم ذات حسن حل يسرا‬ ‫وأبدت نابها الهيجاء كشرا‬ ‫وشبت نارها الحرب اضطراما‬ ‫وفرا‬ ‫الأسماع‬ ‫وراد كلامها‬ ‫دلالا‬ ‫اهتزت‬ ‫القلعة‬ ‫بروج‬ ‫فبرج الريح أبدى الرعد جهرا‬ ‫إذا بُرج الحديث أضاء برقا‬ ‫سحاب تمطر الذيفاتَ قطرا‬ ‫وفي برج الشياطين المنايا‬ ‫أتى جيش العدى أؤلَثه كسرا‬ ‫إذا ما‬ ‫عوائدها‬ ‫من‬ ‫وكسرى‬ ‫أدرى‬ ‫بالأقدار‬ ‫الشىء‬ ‫وذات‬ ‫عليها‬ ‫يريبو‬ ‫أتى‬ ‫شيء‬ ‫وذا‬ ‫‪٢٢٤‬‬ ‫منافذ تفزع الأرجاء خطرا‬ ‫تباعدت الربى عنها وأبدت‬ ‫قسرا‬ ‫من البارود فاختلسته‬ ‫وكم قدأنفقوانفقا مليا‬ ‫يهد ونمى تعلو ذاك كبرا‬ ‫وألينة المدافع كئمثها‬ ‫من الرصدين كل غال شطرا‬ ‫بان الخطب عن قتلى وجرحى‬ ‫لقوم أحدثوا في الحزم أمرا‬ ‫وفي فلج الشراة شراة موت‬ ‫فشرد جمعهم عقلا وعقرا‬ ‫ففاض من الإمام خضم جيش‬ ‫وضاق الأمر ذرعا واستحرا‬ ‫وعاق الصبر جمعا واستمرا‬ ‫تَرَُجى في الجمى نفعا وضرا‬ ‫وقد يئس ابن إبراهيم ممن‬ ‫أجرا‬ ‫لأهل الارض‬ ‫أجرى‬ ‫به‬ ‫أمر الله جار‬ ‫وأيقن أن‬ ‫وسر الله يعلو الخلق طرا‬ ‫وكيف يغالب الغلابَ قوم‬ ‫سرا‬ ‫الرحمن‬ ‫من‬ ‫وأن له‬ ‫منه‬ ‫الايات‬ ‫بلغتهم‬ ‫وقد‬ ‫وحالت حالهم شيئا فشيئا‬ ‫فمالوا للخروج لما رأوه‬ ‫الامر يسرا‬ ‫لاشتداد‬ ‫وأرجى‬ ‫وأحمد صار أحمت لليالي‬ ‫الحزم وَههمنا فاستقرا‪.‬‬ ‫لحصن‬ ‫وأقبل آخذا بالحزم يسعى‬ ‫صار عذرا‬ ‫حقا لكسرى‬ ‫قضى‬ ‫إلا قليلا‬ ‫أشهر‬ ‫وخمسة‬ ‫بعام طيب الرستاق بشرى‬ ‫فتوح‬ ‫شوالبپي‬ ‫شهر‬ ‫أواخر‬ ‫نهى وقَرَى بها وهلم جرا‬ ‫لقد فتح المعاقل مطلقا ممن‬ ‫كَخود أقبلت في القصر سكرى‬ ‫دلالا‬ ‫مالت‬ ‫قد‬ ‫به الرستاق‬ ‫شكرا‬ ‫لله‬ ‫فصغ‬ ‫ملبية‬ ‫إمام المسلمين أتتك طوعا‬ ‫القرى برا وبحرا‬ ‫لك‬ ‫تدين‬ ‫في المغازي‬ ‫السعادة‬ ‫نلت‬ ‫لقد‬ ‫يغاث بك الورى دنيا وأخرى‬ ‫خير‬ ‫الدليل لكل‬ ‫ولا زلت‬ ‫ونكتفي‬ ‫المباركة ‘‬ ‫الغزوة‬ ‫‪ .‬وحصرت‬ ‫أورفنت بالمقصود‬ ‫وقد‬ ‫الغراء ‪.‬‬ ‫انتهت القصيدة‬ ‫بها عن الزيادة من ذكر الأشعار‪.‬‬ ‫وفي عام ‏‪ ١٣٤٧‬ه نشرت الصحف أن السيد أحمد بن إبراهيم كتب على أبواب‬ ‫فليحضر‬ ‫له مظلمة عنده‬ ‫كانت‬ ‫من‬ ‫الباطنة ‪ :‬إن‬ ‫ولايته بالسويق من‬ ‫وباب‬ ‫بالحزم‬ ‫حصنه‬ ‫للخلاص منه والتخلص إليه من التبعات الموبقة‪ ،‬وأبدى التوبة والرجوع إلى الحق‪6‬‬ ‫‏‪٢٢٥‬‬ ‫‏‪١ ٥‬‬ ‫‪ -‬م‬ ‫نهضة الأعيان‬ ‫وزار الشيخ عيسى بالقابل في هذا العام فسر الجميع بذلك وتفاءل الناس بالخير‪ ،‬وبهذا‬ ‫كان في رأي بعضهم أن يستبدلوه إمام‪ .‬وبعد خروجه بمنه عزم المشايخ‪ :‬صالح بن‬ ‫أحمد‪ ،‬وحمد بن عيسى ومن معهم{ وكنت في صحبتهم‪ ،‬فتوجهوا إلى الإمام بسمايل ‪6‬‬ ‫فادركهم الخبر بالطريق‪ ،‬أنه قدم إلى نزوى© فعرجوا إليه‪ .‬ولما نزلنا بمسجد السنود‬ ‫بنزوى‪ 8‬وصلني رسول سري من الإمامث وقد بلغه خبرنا‪ ،‬وقد خبرنا‪ ،‬وما نرمق إليه‬ ‫فسألني ماذا عندكم‪ ،‬فأخبرته وأصدقته‪ ،‬فاحضرنا صبح اليوم الثاني من وصولنا‪ ،‬وقد‬ ‫أحضر الباشا البارونى والعلامة سعيد بن ناصر الكندي بغرفة الصلاة من حصن نزوى‪.‬‬ ‫جئتم؟ وماذا عندكم؟ وماذا تريدون؟ قالوا ‪ :‬إنه صدر عدم اهتمام بشؤون‬ ‫لماذا‬ ‫سألنا‪:‬‬ ‫الدولة وإهمال في الأمور‪ ،‬وتساهل أدى إلى انتهاك الحرمات‪ ،‬وحدث من الفساق تجرؤ‬ ‫لا يطاق‪ ،‬وهذا شيء لا يمكن السكوت عنه فإما وإما‪ .‬أجاب ۔ رضي الله عنه ۔‪ :‬سمعنا‬ ‫مقالتكم‪ ،‬فهل عندكم غير ذلك؟ أجابوه‪ :‬إن هذا الشيخ صالح وصل إليك ليعذر إلى‬ ‫ربه‪ .‬وليكون قد أبلغك ما عنده فقال‪ :‬أعذر صالح إلى ربه فماذا بعد؟ فأفحمهم‬ ‫وعرض لهم عن قصدهم ثم بين لهم مرماهم‪ ،‬فرجعنا بخفي حنين©‪ ،‬ورضينا من الغنيمة‬ ‫بالإياب ‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٣٦‬ه‬ ‫سنة‬ ‫حوادث‬ ‫وفي ليلة الخامس من شهر ربيع الثاني من سنة ‏‪ ١٣٣٦‬توفي الشيخ العلامة ناصر بن‬ ‫عامر بن سليمان بن محمد بن خلف بن حسن بن سليمان بن محمد بن خلف الريامي ‪6‬‬ ‫وكان عالما فاضلا أديباً شهماً‪ ،‬آمرا بالمعروف ناهياً عن المنكر‪ ،‬يسكن حارة النزار من‬ ‫بلد أزكى© وهو أحد العلماء الذين قاموا ببيعة الإمام سالم بن راشد الخروصي‪ ،‬وخرج‬ ‫وكان أديبا محبا‬ ‫وولي له القضاء©‬ ‫وستين سنة©‬ ‫للجهاد عندهثء وهو شيخ كبير ابن ست‬ ‫للشعر وله ديوان كبير‪ ،‬مزقه في حياته إلا ما بقي من القصائد التي فاتته بايدي الناس©‬ ‫وكان له من العمر يوم وفاته سبعون سنة‪.‬‬ ‫وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر جمادى الآخرة من السنة المذكورة‪ .‬قتل‬ ‫الشيخ أحمد بن سليم بن المر العريمي الجنيبي‪ ،‬عامل الإمام سالم على سمد والمضيبي‬ ‫وتوابعهن‪ .‬وكان قد عمل قبل ذلك له على بلدان بني بطاش‪ ،‬ولما بلغه انتقال الإمام‬ ‫على بني جابر‪ ،‬والاجتماع ببلدة سرور وفد إلى الإمام رغبة في الجهاد وعنده رئيس يني‬ ‫‪٢٢٦‬‬ ‫بطاش سلطان بن محمد البطاشي‘ وبعد فراغهم من تلك الغزوة‪ .‬طلب أهل سمد من‬ ‫الإمام أن يولي عليهم الشيخ أحمد‘ وكانت سمد وبلدان الحبوس من أجل مراكز‬ ‫الشرقية‪ ،‬فأسعفهم على ذلك‘ وأكد المساعفة رفق الإمام ببني بطاش‪ ،‬لما أصابهم من‬ ‫بسبب قيام العامل عندهم‪ .‬وكان أحمد من أعظم قواد دولة‬ ‫الاضطهاد من حكام مسقط‬ ‫الإمام سالم‪ ،‬وأمضى سيوفها‪ ،‬بطلا غيوراً شهماً لا تلين قناتهك وهو من بلدة (واد) من‬ ‫بلدان وادي منقال وجماعته‪ ،‬وقومه هم أهل ساحل صور‪.‬‬ ‫وقد خالف مذهبهم‪ ،‬ورغب في مذهب أهل الاستقامة هو وأولاده وحاشيته وقومه‬ ‫على مذهب الإمام الشافعي‪ .‬وكان قبل الإمامة يزور الشيخين‪ :‬عيسى ونور الدين‪ ،‬ويتردد‬ ‫إليهما للتعليم ‪.‬‬ ‫خرج ۔ رحمه الله ۔ إلى صور لبعض لوازمه الخاصة وحذره الإمام وأعيان الدولة ما‬ ‫يخشون عليه من عامل السلطان على صور‘ فلم يلتفت إلى قولهم؛ لأنه يظن عجز الوالي‬ ‫وإذا نزل القدر عمي السمع والبصر ‪8‬‬ ‫عنه باستطالة جماعته‪ ©،‬وقوة قومه في بلادهم‪.‬‬ ‫فخرج وفي رفقته ابن عمه الفاتك المشهور علي بن ناصر العريمي© فنزلوا في بيت صهره‬ ‫الشيخ القاضي ناصر بن جمعة الشعيبي© وقد سمع الوالي حمود بن حمد بمقدمه قبل‬ ‫وصوله فتهيا للفتك به‪ .‬وفي الساعة التي نزل فيها أرسل إليه الوالي جماعة من عسكره‬ ‫يدعوه بالوصول إليه‪ ،‬فامتنع من صحبتهم‪ ،‬ثم عززهم بمائة جندي‪ ،‬فما شعر أحمد ومن‬ ‫عنده إلا وقد أحيط بهم من كل جانب‪ ،‬وهجموا عليهم‪ ،‬وهم في حالة استهانة بهم‪،‬‬ ‫واستخفاف بأمرهم‪ ،‬فأثاروا الرصاص على أحمد أول الأمر‪ ،‬ثم على علي بن ناصر بعد‬ ‫أن قتل منهم عقيد العسكر وآخر غيره‪ ،‬وجرح كثير من عسكرهم‪ ،‬ووقع جراح في‬ ‫الذين يرجو منهم النفع شيء‬ ‫وما كان من جماعة أحمد‬ ‫بن سليم وزوجته‪،‬‬ ‫أصهار أحمد‬ ‫لا في بدء الأمر ولا في آخره‪ ،‬وله الأمر من قبل ومن بعد‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٣٧١‬ه‬ ‫حوادث سنة‬ ‫في هذه السنة نزل وباء بعمان وأمراض‘ فاجتاح جَما غفيراً من الناس‪ ،‬وفيهم‬ ‫جماعة من أفاضل العمانيين وفقهائهم ‪.‬‬ ‫منهم السيد الفاضل المقدام سعود بن حمد بن هلال© وكان هذا السيد من أقوى‬ ‫أركان الدولةش وتقدم ذكر نصحه في فتح أزكى‪ ،‬وأنها كانت في يده للسلطان‪ ،‬فسلمها‬ ‫‪٢٢٧‬‬ ‫للمسلمين وما فتئ ۔ رحمه الله ۔ ملازما للإمامش معاضداً له في جميع الأحوال‘ وانتقل‬ ‫بعد فتح أزكى إلى نزوى‘ وسكن بمحلة العقر منها؛ وأبى أن يتقلد شيثاً من الأعمال‬ ‫والتزم يمؤازرة الإمام وطاعته ومناصرته‪ 6‬إلى أن توفي ۔ رحمه الله ۔ والمسلمون عنه‬ ‫راضون‘ وكانت وفاته في ليلة الرابع عشر من شهر صفر سنة ‏‪ ١٣٣٧١‬ه‪.‬‬ ‫ومنهم العلامة الزاهد الشيخ القاضي سليمان بن محمد بن أحمد بن عبد الله‬ ‫الكندي‪ ،‬كان قاضيا للإمام على نزوى وما حولهاث وهو ابن عم الشيخ العلامة سعيد بن‬ ‫ناصر الكندي‪ ،‬علامة ذلك الوقت وابن أخته‪ .‬كان سليمان هذا يسكن مسقط‘ ولما كانت‬ ‫الإمامة بعمان الداخليةث أصابهم تضييق من قبل السلطان‘ باتهامه ميلهم إلى دولة‬ ‫المسلمين‪ ©،‬فخرج هذا الشيخ إلى نزوى مع رجال من بني عمه وإخوته‪ ،‬فكانوا في رجال‬ ‫الدولة وأنصارها‪ ،‬فبقي سليمان قاضيا على نزوى وأعمالها‪ .‬حتى توفي ليلة ‏‪ ١٤‬من صفر‬ ‫‏‪ ٧‬ھ‪.‬‬ ‫عام‬ ‫كان ۔ رحمه الله ۔ عالما جليلاً ناسكاً ورعا غيوراً‪ ،‬وآثاره جميلة في حال قيامه‬ ‫بنزوى‪ .‬وقد شرع في التأليف© وله شرح مبهج سماه‪ :‬بداية الإمداد على غاية المراد‬ ‫في نظم الاعتقادا وهي أرجوزة جليلة لسيدي الوالد نور الدين وله أجوبة مسائل نظماً‬ ‫ونثرا‪ .‬وكانت وفاته والسيد سعود بن حمد في ليلة واحدة‪.‬‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫ثين سنة ۔ رحمه‬ ‫عمره تسعا وه‬ ‫‏‪ ١٢٩٨‬ھ فيكون‬ ‫الشيخ سنة‬ ‫ولد هذا‬ ‫محاصرة الإمام لحصن الحزم‬ ‫وفي شهر شعبان من عام ‏‪ ١٣٣٨‬ه أمر الإمام سالم بن راشد أخاه العلامة ناصر بن‬ ‫بوسعيد‬ ‫فيه السيد أحمد بن إبراهيم آل‬ ‫حصن الحزم ‪ .‬وكان‬ ‫بحصار‬ ‫الخروصي ذ‬ ‫راشد‬ ‫منه أحداث أوجبت ذلك‪.‬‬ ‫لما صدرت‬ ‫السيد‬ ‫عند‬ ‫وجماعته‬ ‫راشد الغافري‬ ‫ناصر بن‬ ‫الشيخ‬ ‫اتخاذ‬ ‫والسبب في ذلك‬ ‫أحمد بن إبراهيم ء وتضغنهم من الشيخ ناصر الخرورصي ‪ .‬في أحكام أجرا ها بينهم‬ ‫وجيرانهم الشراينة‪ .‬وظنوا أنه شط في حكمه عليهم‪ ،‬وكانوا في أيام ملوك الرستاق لهم‬ ‫في يد الإمام ‘‬ ‫صارت‬ ‫والتدخل في شؤونهم ‪ .‬فلما‬ ‫رعاياها‬ ‫تناول‬ ‫في‬ ‫اليد الطولى ئ‬ ‫فأضمروا‬ ‫والظلم فيها ئ‬ ‫التمكن‬ ‫من‬ ‫ما ألفوه‬ ‫وذهب‬ ‫أيديهم ‪6‬‬ ‫كمت‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫العدل‬ ‫وأجرى‬ ‫لا‬ ‫ا لغيرة ‪.‬‬ ‫شديد‬ ‫الشكيمة‪،‬‬ ‫الشيخ صعب‬ ‫هذا‬ ‫الخروصي ‪ .‬وكان‬ ‫للشيخ‬ ‫الكيد والخبث‬ ‫‪٢٢٨‬‬ ‫وغرهم جراءتهم‬ ‫يرى المداهنة في الأمور‪ ،‬فانقلب هوى بني غافر إلى السيد أحمد‬ ‫وسطوتهم فانتهز السيد أحمد هذه الفرصة بانحرافهم وهم بحرب الإمام وظهرت منه‬ ‫بوادر الخلاف‪ ،‬وتعلق بالإنكليز وصدرت مكاتباته بذلك‪ ،‬فهجم ذات يوم وقت الظهيرة‬ ‫جعل الإمام عليها السادة‬ ‫على المسفاة بلدة قريبة منهء كانت معقلا لرباط المسلمين‪.‬‬ ‫علي بن بدر وابنه هلال بن علي‘ؤ وعندهم نزر قليل من خدمهم‪ ،‬فوقع بينهم القتال‪:‬‬ ‫ساعات من النهار‪ ،‬أبلى السادة في ذلك الموقف بلا حسنا‪ ،‬وثبت كل لقيرنه‪ ،‬ولا شيء‬ ‫والوقت حمارة القيظ‪ ،‬والأرض رمال‪ ،‬وزحف كل على صاحبه‬ ‫يقيهم حرارة الشمس‬ ‫بلا رحمة‪ .‬فما كان إلا أن خاف السيد أحمد زيادة القوة لبني عمه‪ ،‬لقرب الإمام منهم‪8٥‬‏‬ ‫فترك موقفه‪ ،‬ورجع إلى الحزم‪ ،‬وكان الإمام سالم بالرستاق‪ ،‬وعنده الجيش© فنمى‬ ‫الصريخ إليهم‪ ،‬فزحفوا عليه‪ ،‬وحاصروه بحصن الحزم‪ ،‬وضيقوا عليه‪ ،‬ونضبت آبار‬ ‫الحصن حتى خرج بنفسه بين الرصد‘ يستقي الماء من الباطنة على جواده مراراًث وأدخله‬ ‫عليهم واستعان ببني غافر‪ ،‬فتراخوا عنه‪ ،‬واستنجد بآل سعد فخذلوه‪ ،‬واستظهر‬ ‫بالإنتكليزش فما حصل منهم على طائل ‪.‬‬ ‫وبعد طول المدة‪ ،‬وكما هو الحصار توسط مشايخ بني هناةش على أن يترك الإمام‬ ‫حصن الحزم لأولاد السيد سعيد بن إبراهيم ابني أخي السيد أحمد‘ وأن يخرجوا عمهم‬ ‫منه‪ .‬ويمنعوه من دخوله فرضي الكل ‪.‬‬ ‫ثم دخلوا مرة ثانية بالصلح بين الإمام والشيخ ناصر الغافري وجماعتهث على أن‬ ‫ولا يخيفوا آمنث وأن يتأخر الإمام عن‬ ‫يكفوا عن مناصرة السيد أحمد وعداوة المسلمين‬ ‫حربهم‪ ،‬فقبلوا وأتموا ما وعدوا به‪.‬‬ ‫وهذا كتاب من الإمام لبعض إخوانه بعد حذف أوله‪:‬‬ ‫«سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ .‬إني أحمد الله إليك‪ .‬لا زلت في أتم الخير‪.‬‬ ‫والذي نعرفك به‪ :‬اعلم أن المسلمين توجهوا على حرب أحمد بن إبراهيم©‪ 0‬بعد ما طغى‬ ‫وبغى‪ ،‬وعزم على أن يقوم الإنكليز على حرب أهل عمان‪ ،‬ويدخل في حمايتهم ۔ قاتله‬ ‫في حصنه‪٥‬‏‬ ‫فها هو متحصن‬ ‫حتى لا تند منه قطرة‬ ‫الله ۔ فقد دمرنا فلج الحزم‬ ‫والمسلمون مُخدقون بالحصن من كل جهة‪ .‬والله نسأله النصر والتمكين‪ ،‬وأن يقصم‬ ‫رقاب الطغاة الباغين بمنه وكرمه والغافري الآن يخاطبه الأنصار‪ ،‬يطلبون منه الإذعان‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫المسلمين ۔ إن تيسر منه‪ ،‬وإلا فلا بد من حربه‪،‬‬ ‫لحكم كتاب الله ‪ .‬والكفاف عن حرب‬ ‫والله ولي التوفيق‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ .‬والسلام في ‏‪ ١٩‬من يوم شعبان سنة ‏‪١٣٣٨‬‬ ‫ھ ‪.‬‬ ‫في تفصيل‬ ‫بن شيخان‬ ‫محمد‬ ‫البيان ‪ .‬مفخرة شعراء عمان‪:‬‬ ‫وفي ذلك يقول شيخ‬ ‫الحادثة ‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫رضي الخصم علينا أو أبى‬ ‫لا يزال الحق فينا منذمبا‬ ‫نقض أحسنا به المنقلبا‬ ‫ما بقينا فعلى الحق وإن‬ ‫ننشني عن نشره أو نذهبا‬ ‫ولا‬ ‫العدل‬ ‫سيرتنا‬ ‫إنما‬ ‫أن ينكبا‬ ‫لا نتركه‬ ‫جار‬ ‫من قمنا على السلطان إذ‬ ‫نحن‬ ‫يثبت الملك عليه مركبا‬ ‫الناس لا‬ ‫إنما البغي وظلم‬ ‫عزلوا سلطانهم مستوجبا‬ ‫قومنا اضطروا إلى مذهبنا‬ ‫المعوج والمضطربا‬ ‫فيهما‬ ‫بما‬ ‫وسكنا‬ ‫قومنا‬ ‫نحن‬ ‫طلبا‬ ‫مشل قوم عظموها‬ ‫قدر‬ ‫لدينا‬ ‫للدنيا‬ ‫ليس‬ ‫كيف إن ولت وساءت جقبا‬ ‫الدنيا وإن بررت بحر‬ ‫رفضنا‬ ‫فاقض منها يا فتى ما وجبا‬ ‫زائل‬ ‫حطام‬ ‫الدنيا‬ ‫إنما‬ ‫والمجتبا‬ ‫ما عداها المجتنى‬ ‫الدنيا وإن راقت لنا‬ ‫تعلم‬ ‫وجسوم فيه تشكو الئصّبا‬ ‫نعشت فيننا قلوب للهدى‬ ‫في رضى المولى ونؤتي المطلبا‬ ‫لا نبالي إن بذلنا أنفسا‬ ‫قد أثارت صاعقات بالظبا‬ ‫لم تَرُغنا بارقات لمعت‬ ‫صحب الحق وإن قل ربا‬ ‫ممن‬ ‫أعداؤنا لكن‬ ‫كثرت‬ ‫تلج الرشوة أو باب الربا‬ ‫شأننا الإنصاف في الحكم ولا‬ ‫أقربا‬ ‫أو‬ ‫أبعدا‬ ‫منا‬ ‫كان‬ ‫العاجز من ذي قدرة‬ ‫ننصف‬ ‫ما حيينالا نقول الكنذبا‬ ‫أبدا‬ ‫فعلنا‬ ‫قلنا‬ ‫فإذا‬ ‫صَؤلَنا زلزل أركان الربا‬ ‫قولنا أنفذ من صَؤل وكم‬ ‫تجعل المنكر والجور همبا‬ ‫و هبي‪4‬ه‬ ‫ركبا‬ ‫ممن‪.‬‬ ‫الظلم‬ ‫وترد‬ ‫باطلا‬ ‫تمحر‬ ‫خرجت في الأرض‬ ‫تشرق الدنيا وتسمو رتبا‬ ‫بها‬ ‫كا لشمس‬ ‫غرا ء‬ ‫د ولة‬ ‫‪٢٣٠‬‬ ‫أو ممغتبا‬ ‫أو كدراً‬ ‫حرجا‬ ‫صهلة بيضاء لم تلف بها‬ ‫سالما ذاك الإمام المجتبى‬ ‫لطفه‬ ‫من‬ ‫الله لها‬ ‫وهب‬ ‫يقطع الكفر ويجلو الغيهبا‬ ‫لامعا‬ ‫حساماآ‬ ‫الله‬ ‫سله‬ ‫منصبا‬ ‫والبرايا فترى‬ ‫والأمرا‬ ‫العلما‬ ‫با يعَحَه‬ ‫أتى أر ذهبا‬ ‫حيث‬ ‫سعيه‬ ‫قام بالأمر فكان اليمن في‬ ‫ومو وضاح الصحاري والربا‬ ‫فنو فتاح الصياصي والقرى‬ ‫دهراً طيبا‬ ‫وافق‬ ‫أهله‬ ‫في‬ ‫زهنت الدنيا به كالعيد‬ ‫كبد الظمآن يطفي اللهبا‬ ‫كبرد الماء من‬ ‫وبه لطف‬ ‫إن غضبا‬ ‫النار يري‬ ‫وهو‬ ‫الرضا‬ ‫عند‬ ‫الماء جرى‬ ‫فهو‬ ‫قائم الشكر يجلي الكمربا‬ ‫للأذى‬ ‫حمول‬ ‫الصبر‬ ‫دائم‬ ‫يرتضيه العلماء البنقبا‬ ‫لما‬ ‫حلف‬ ‫فلا‬ ‫شورى‬ ‫أمره‬ ‫الحح ججبا‬ ‫يزيل‬ ‫وببرهمان‬ ‫لمايقصده‬ ‫بالنصر‬ ‫حف‬ ‫!‬ ‫الله إليه ‪ .‬الأصعبا‬ ‫سهل‬ ‫ما عناه أصعب إلا وقد‬ ‫واقد الهمة مسننون البا‬ ‫راشد الأمة مأمون النبأ‬ ‫طاهر الحُحجزة معقود الجبا‬ ‫المدى‬ ‫ممدود‬ ‫سالم الجانب‬ ‫صاعد المقصد يعطو الشهبا‬ ‫آمن المرصد ميمون اللقا‬ ‫محتسبا‬ ‫الهدى‬ ‫قام في سبل‬ ‫وأخوه الناصر الشهم الذي‬ ‫الأدبا‬ ‫مآوى‬ ‫واسع الساحة‬ ‫العلا‬ ‫الراحة محدود‬ ‫باسط‬ ‫يا كرام الناس قوموا غضبا‬ ‫يا حماة الدين يا أهل الوفا‬ ‫واعمروا بالعدل هذا المذهبا‬ ‫أيدوا هذا الإمام المرتضى‬ ‫سبل الخير وداووا الوصَبا‬ ‫وانزعوا الأحقاد منكم واسلكوا‬ ‫أن تذهبا‬ ‫واحذروا ريحكم‬ ‫واجمعوا الأمر ولا تختلفوا‬ ‫أيدي سبا‬ ‫واذكروا إذ كنتم‬ ‫واطلبوا الألفة وارعمؤا دهركم‬ ‫يطلب الأشرف إلا الئثجبا‬ ‫وابذلوا الفاني بالباقي فما‬ ‫والخطبا‬ ‫أركانها‬ ‫أنكم‬ ‫الورى‬ ‫يدري‬ ‫دولتكم‬ ‫هذه‬ ‫نعتلق منها بأدنى سببا‬ ‫وعجيب أصلها منا ولم‬ ‫والأدبا‬ ‫واحفظوا دنياكم‬ ‫راقبوا مولاكم في دينكم‬ ‫‪٢٣١‬‬ ‫المقعد والملتقبا‬ ‫تنعش‬ ‫يا بني الإسلام هل من غيرة‬ ‫أمركم هل طال سعيا أم كبا‬ ‫عباد المسيح اختبرت‬ ‫تلك‬ ‫مغنما أو منهبا‬ ‫جعلوكم‬ ‫فإذا ما استضعفوا أمركم‬ ‫أدبروا عنكم وصدوا هربا‬ ‫وإذا ما استصعبوا أمركم‬ ‫ومحال حالنا أن تُغلبا‬ ‫هذه حالتهم لم تختلف‬ ‫فيها كتبا‬ ‫رفرفت للنصر‬ ‫أعلامنا‬ ‫قد بهرت‬ ‫حالنا‬ ‫عجلا يحمل موتا عجبا‬ ‫فليروا منا خميساآًلَجبا‬ ‫منهم رؤوسا حبحبا‬ ‫قطفث‬ ‫وليروا منا سيوفاً هبت‬ ‫بالحسن ساووا الئُهَى والذهبا‬ ‫كُمُلا‬ ‫رجالا‬ ‫منا‬ ‫وليروا‬ ‫من بني الكفر فقلنا هبهبا‬ ‫صافرة‬ ‫رنة‬ ‫سمعنا‬ ‫قد‬ ‫البا‬ ‫ولا‪.‬صوت‬ ‫صلة السيف‬ ‫لم يكن كل صدى تسمعه‬ ‫بباب السيف نقضي الأربا‬ ‫هب صدى السيف فإنا عَرَب‬ ‫وجبا‬ ‫ولان الموت حكم‬ ‫نحن نهوى الموت في دزك العلا‬ ‫لا تلمنًا إن رقصتا طربا‬ ‫فإذا الحرب علت أصواتها‬ ‫قَلْتئًا أنا كثشيزً حسبا‬ ‫أ لم يدر بنو الكفر على‬ ‫ونعد الضرب فينا ضربا‬ ‫نحتسي من أرؤس القوم الطلا‬ ‫نشبا‬ ‫منا‬ ‫أكثر‬ ‫وهمر‬ ‫عددا‬ ‫منا‬ ‫أكثر‬ ‫وهمو‬ ‫عنده الحق علا فوق الربا‬ ‫غير أتا عندناالحق ومن‬ ‫نُرل في الذكر لنا‬ ‫ولقد‬ ‫أبا‬ ‫الله‬ ‫واعتقدوا‬ ‫ولد‬ ‫إنه‬ ‫وقالوا‪:‬‬ ‫عيسى‬ ‫عبدوا‬ ‫منتدبا‬ ‫ضار في توحيده‬ ‫من‬ ‫يخذل‬ ‫فلا‬ ‫لله‬ ‫حاش‬ ‫مستعين بهم كي نرهمبا‬ ‫أنه‬ ‫أبدى‬ ‫وابن‬ ‫الكتبا‬ ‫وبث‬ ‫فينا‬ ‫أمره‬ ‫محتجبا‬ ‫سيما ثم انثشنى‬ ‫حربه جيش منون لَجبا‬ ‫فأثار الناصر الدين على‬ ‫مم شجعان نُذيق العطّبا‬ ‫أنصله‬ ‫صدق سقيث‬ ‫جيش‬ ‫الخصم إليهم مضربا‬ ‫يجد‬ ‫لا‬ ‫الحزم‬ ‫بجهات‬ ‫فأحاطوا‬ ‫‪٢٢٣٢‬‬ ‫كالذبا‬ ‫عليه‬ ‫ويدبون‬ ‫وغى‬ ‫يََشبُون‬ ‫والمقاديم‬ ‫وغدت تجري تبوراً وصّبا‬ ‫أرجاءها‬ ‫حركت‬ ‫وغمان‬ ‫ياعوا فيه لطفل مشربا‬ ‫فأماتوا نهرهم تَبنساآ ولم‬ ‫رغبا‬ ‫إليه‬ ‫يتوالون‬ ‫رستاقه‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫وإمام‬ ‫طلبا‬ ‫والنصارى‬ ‫سعد‬ ‫آل‬ ‫من‬ ‫ومضى أحمد يستنجد‬ ‫دولة الإسلام قل‪ :‬لا مرحبا‬ ‫مسلم‬ ‫أيعادي‬ ‫فيه نفع لم يكونوا سببا‬ ‫والنصارى في الذي ذي ‪7‬‬ ‫مبا‬ ‫رهي‬ ‫منها‬ ‫بجبال‬ ‫واعتل”«‬ ‫آل‬ ‫وهو‬ ‫ماء‬ ‫ظن‬ ‫آل ‪.‬جنے خ لا رضا م‪ .;[2 _ ..‬‏‪ ٨‬با‬ ‫في‬ ‫وأتي مسترضياً بالصلح‬ ‫ربا‬ ‫ثم‬ ‫غلا‬ ‫ثم‬ ‫وعلا‬ ‫لم يزلا في عزة ملتهبا‬ ‫صاحب الحزم ولا من جربا‬ ‫صاحب الحزم نراه لم يكن‬ ‫الأغخلبا‬ ‫قام يعاي‬ ‫من‬ ‫شأن‬ ‫فذا‬ ‫فانحط‬ ‫الأيام‬ ‫غالب‬ ‫كثبا‬ ‫دعاها‬ ‫لما‬ ‫حوله‬ ‫طرقت‬ ‫أن العوادي‬ ‫درى‬ ‫ما‬ ‫طيبا‬ ‫قولا‬ ‫واعتاد‬ ‫مورداً‬ ‫ليته أضمر طيبا وحلا‬ ‫مرتقبا‬ ‫له‬ ‫كان‬ ‫ولا‬ ‫لا‬ ‫ما عليه ثائر من أحد‬ ‫ذهبا‬ ‫وأتى‬ ‫ولى‬ ‫والها‬ ‫أين ذاك العقل منه والذكا‬ ‫ربا‬ ‫أو‬ ‫وهاد‬ ‫الارض‬ ‫دوخوا‬ ‫ما اقتفى آباءء الصيد الاولى‬ ‫فهم غوث الورى ليث الشرى‬ ‫مطلبا‬ ‫وا لإانس وراموا‬ ‫‏‪ ١‬لجن‬ ‫برأي غلبوا‬ ‫وبنو جنى‬ ‫ميلهم للصلح فرراً أصوبا‬ ‫أهمل عقل وسكون قد راوا‬ ‫السحبا‬ ‫جودا فباروا‬ ‫وهمَوا‬ ‫صالحوا فارتفعوا منزلة‬ ‫بلبلا يصدح في دوح الربا‬ ‫استمعوا‬ ‫يا إمام المسلمين‬ ‫عذبا‬ ‫وقول‬ ‫جزل‬ ‫منطقى‬ ‫حلالا ضمه‬ ‫سحرا‬ ‫تجدوا‬ ‫‏‪ ١‬لمطلبا‬ ‫يتم‬ ‫أن‬ ‫وعليه‬ ‫أطلب الأجر من المولى بكم‬ ‫وكان تمام نظمها في شهر رمضان المبارك من سنة ‏‪.١٣٣٨‬‬ ‫وقد كتب الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري للإمام سالم ۔ رحمه الله ۔ لما‬ ‫استنهمض آل حكم إلى الجهاد‪ ،‬وألزمهم القيام معه في هذه الحرب‘ كتابا أغلظ فيه‬ ‫‏‪٢٣٢‬‬ ‫تحامل فيه على الإمام‬ ‫يؤنبه من قبل أخيه الشيخ ناصر بن راشد الخروصي‬ ‫الخطاب‘‬ ‫تحاملاً عظيماً‪ ،‬وكان هذا دأب علمائنا ۔ رحمهم الله ۔ متى استنكروا من القائم أمر‪ ،‬لم‬ ‫يتضح لهم صوابه“‪ ،‬لم يسامحوه‘ ولا يرون إلا محاسبته ومناقشته؛ حتى يخرج بوجه‬ ‫فشأنه عندهم شأن أي إنسان يتعرض للخطأ‪.‬‬ ‫حق‬ ‫وردت هذه القصيدة من شاعر العرب بإفريقياك أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم‬ ‫الرواحي‪ ،‬لحضرة الإمام سالم بن راشد الخروصي في شهر شوال من عام ‏‪ ١٣٣٨‬فها هي‬ ‫بنص حروفها وجدناها في هميان الإمام‪ ،‬بخط ناظمها‪ ،‬بعد وفاته بيوم؟ ببلد الخضراء من‬ ‫وادي عندام‪ .‬وكانت وفاته ليلة خامس من ذي القعدة من سنة ‏‪ ١٣٣٨‬المذكورة‪.‬‬ ‫المحمودا‬ ‫الاله مقامك‬ ‫حفظ‬ ‫مولاي أبشر لن تزال مجيدا‬ ‫ُزجي جدوا أشرقت وسعودا‬ ‫إقبال دهرك بالبشائر مُؤؤن‬ ‫فارفع يديك لتشكر المعبودا‬ ‫نظرت إليك من السعادة عيها‬ ‫ذلك الموعودا‬ ‫ولسوف تعرف‬ ‫وعد تحققه المشيئة قد أتى‬ ‫ليس الزمان بما أقول بعيدا‬ ‫قرب الزمان وأشرقت أيامه‬ ‫ميتا مممقودا‬ ‫تحيي جهاراً‬ ‫سترى العجائب مسرعات ترتمي‬ ‫المشهودا‬ ‫يومك‬ ‫تشاهد‬ ‫حتى‬ ‫فخذ الإشارة من لسان صادق‬ ‫المعهودا‬ ‫أنك تذكر‬ ‫وأظن‬ ‫ولقد أتيتك قبلها بإشارتي‬ ‫وترى زمانا بعد ذاك جديدا‬ ‫أبدى الزمان بما يكن ضميره‬ ‫ليس القضاء بحيلة مردودا‬ ‫أخليفة الرحمن أيقن بالقضا‬ ‫بعيرك المنشودا‬ ‫أبشر وجدت‬ ‫يا من أضل بعيره بمضيعة‬ ‫المعدودا‬ ‫ألفان لام فارقب‬ ‫فإذا انقضى خعءء ودال بعدها‬ ‫وتصير هاتيك البحار جليدا‬ ‫ستفور من قعر البحار جهنم‬ ‫ترمي الأفاعي جندلا وحديدا‬ ‫ويعود مبيض السحائب أسودا‬ ‫فوق البسيطة للجراد وجودا‬ ‫ستبيد خضراء الجراد فلا ترى‬ ‫أسقطت بندا إذا رفعت بنودا‬ ‫طه بعدها‬ ‫يس‬ ‫فإذا انقضت‬ ‫للاستقامة طالعا مسعودا‬ ‫وإذا انقضت حاميم قام محمد‬ ‫مفتاحه في قفله معقودا‬ ‫هذا كتابي قد تركت لذي الججى‬ ‫عش في السعادة والجلال مجيدا‬ ‫سره‬ ‫وخازنَ‬ ‫فاتحه‬ ‫وأراك‬ ‫‪٢٣٤‬‬ ‫وفاة الإمام سالم‬ ‫من شهر ذي القعدة الحرام سنة‬ ‫من ليلة خامس©‘ؤ‬ ‫لما كانت الساعة الخامسة‬ ‫‏‪ ٨‬ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف‪ ،‬عرجت النسمة الطاهرة التى عشقت الكمال‬ ‫فعشقها الأدب والحياء‪ ،‬وانغمست في بحر المراقبة‪ .‬فقاضت إلى ربها آمنة مطمئنة؛‬ ‫فنالت الدرجة السامية‪ ،‬والمحل الأعلى الذي أعده الله للشهداء من عباده‪ ،‬فالهم الله الأمة‬ ‫نهض بهم ‪6‬‬ ‫العظمى في العلم الذي‬ ‫الفادح ‪ .‬والمصيبة‬ ‫على الرزء‬ ‫الصبر والجلد‬ ‫العمانيية‬ ‫‏ِ‪ ٤‬فلطالما سهر في‬ ‫حتى أبلغهم مقامات الرجال‪ ،‬ونهج بهم طريق صاحب الرسالة‬ ‫إحياء هذه الأمة الخاملة‪ ،‬وتعب في راحتها‪ ،‬وبذل نفسه الطاهرة في الذب عن حوزتها‪،‬‬ ‫وإنقاذ بلادها من يد الاستعمار‪ .‬قام بأمر الجهاد بعد ما فقدناه؛ وأحيا الحدود بعد‬ ‫الظلمة ‪ .‬فرحم‬ ‫في قلوب‬ ‫الرعب‬ ‫أنفه ‪ .‬وقذف‬ ‫وأمات الجور بعد ما شمخ‬ ‫اضمحلالهاا‬ ‫الرحمة على تلك الأوصال ‪.‬‬ ‫شآبيب‬ ‫وأفاض‬ ‫الطاهرة [‬ ‫الله روحه‬ ‫سبب وفاته‪ :‬أنه خرج ۔ رحمه الله ۔ من نزوى في عسكره لإنقاذ الحكم في وهيبة‪.‬‬ ‫وكان قد دعاهم‪ ،‬فامتنعوا عليه‪ ،‬فنزل بالخضراء من وادي عندام‪ ،‬فنام بين أصحابه في‬ ‫صفحة واديهاإ ولا يحس من أحد بشر آمنا غائلة الرعية؛ لإنصافه الحكم نينهم‬ ‫بالسوية‪ ،‬جعل الكبير أباك والصغير ابنث فاغتاله أعرابي فزاري‪ ،‬يقال له سطين ولد‬ ‫التويلى‪ ،‬كنيته أبو بسرة‪ .‬وكان هذا الأعرابى من المطلوبين للإنصاف©‪ ،‬فأغراه سفهاء قومه‬ ‫على فعله‪.‬‬ ‫بأمر من الإمام الخليلي‪ .‬وما ذا عسى أن يرد‬ ‫وانئقم منه بالقتل في بلد عبرى‘‪،‬‬ ‫الفائت!‬ ‫فدت عليا بمن شاءت من البشر‬ ‫فليتها إذ فدت عَمراً بخارجة‬ ‫كانت مدة إمامته سبع سنين وأربعة أشهر واثنين وعشرين يوما‪ .‬ودفن ۔ رحمه الله ۔‬ ‫في سفح الجبل شرقي بلد الخضراء‪ ،‬وقبره بها معروف‪.‬‬ ‫لعماله‬ ‫كتبه‬ ‫إن له كتب إلى عماله‪ ،‬فيها مراشد وزجر ونصائح عن التهور والجور على الرعايا‪6‬‬ ‫به دليلا‬ ‫وكفى‬ ‫الريامي ‪ .‬عامله على بهلا‪5‬‬ ‫فنذكر منها كتابه لابي زيد عبد الله بن محمد‬ ‫‪٢٢٣٥‬‬ ‫وأبو‬ ‫أدراك بغيره !‬ ‫الله ۔ فما‬ ‫۔ رحمه‬ ‫لابي زيد‬ ‫كتابه‬ ‫كان‬ ‫فإذا‬ ‫وصلابته وشدته ‪.‬‬ ‫غيرته ‏‪٠‬‬ ‫على‬ ‫وعلما وورعا ‪.‬‬ ‫فضلا وزهدا‬ ‫ا لعمانيين‬ ‫شهر عند‬ ‫ممن‬ ‫زيد‬ ‫_‬ ‫[‪-‬‬ ‫التقى‬ ‫ا ل‬ ‫۔‬ ‫‪:‬‬ ‫من إمام المسلمين المعتصم بالله‪ :‬سالم بن راشد الخروصي للشيخ الاكرم الفاضل‬ ‫أبي زيد عبد الله بن محمد الريامي ۔ حرسه الله تعالى‪ .‬سلام عليك ورحمة الله وبركاته ‪6‬‬ ‫إني أحمد إليك الله الذي اعظم شأنه‪ .‬وجل سلطانه‪ ،‬وقام برهانه‪٠‬‏ وعلت كلمته‪6‬‬ ‫وبين السبيل‪ ،‬ورزق عباده العقل والدليل‪ ،‬ليلك من ملك عن بينة‬ ‫ووضحت حجته‬ ‫ويحيا من حي عن بينة وكان ا له سميعاً بصيرا لطيفا خبيرا‪.‬‬ ‫أما بعد فقد ورد إلي كتاب من شيخنا الامجد البصير العالم الشهير‪ :‬ماجد بن‬ ‫خميس العبري ينقم عليك أشياء في أحكامك‘‪ ،‬ويعيب عليك في أفعالك وعقوباتك‪،‬‬ ‫وما جعلتك واليا في تلك البلاد إلا لتقوم بالعدل بين العباد‪ ،‬على وفق ما أنزل الله على‬ ‫نبيه يلوث وتتبع سبيل الخلفاء الراشدين‪ ،‬فما ينقمه عليك ذلك الشيخ‪ ،‬جلبُك دواب‬ ‫الناس إلى الحصن من المسافات البعيدة‪ ،‬ومنعمك أربابها عن الكسب عليهاث وتحكمك‬ ‫عليهم في الإنفاق عليها‪ .‬وكل ذلك العدل‪ .‬والأاصلح لك تركه والأسلم في الدين؛ إذ لو‬ ‫صح لك الحبس لأربابها بتركهم لها في ذلك المكان الذي يقولون‪ :‬إنه حمية‪ .‬فحجة‬ ‫التهمة تقوم بغير جلب الدواب إليك‪ .‬أرأيت في عقلك وعقل كل ذي سليم‪ ،‬أن جلب‬ ‫تلك الدابة إليك هو الذي يقوم الحجة على صدق مقالة جالبها‪ ،‬أنه وجدها في تلك‬ ‫الحمية‪ .‬فإن قلت‪ :‬نعم فجميع إخوانك المسلمين‪ ،‬وأهل العلم في الدين ما أظن تلقى‬ ‫من يقول منهم بذلك‘ فتبقى وحيدا على فعلتك‪ ،‬وإن سلمت أن لا يقوم ذلك بحجة‪،‬‬ ‫غير أنه أقوى دلالة‪٤‬‏ قلنا‪ :‬فحينئذ ما الحاجة عليه إلا منع الدواب عن أربابها‪ ،‬والانتفاع‬ ‫يها‪ .‬واعتبر بعقلك هل يصح الحبس إلا على الجنايات‪ ،‬وأنت من جاءك يقول‪ :‬إن دابته‬ ‫منطلقة عليه‪ ،‬وهو غير معتاد يطلقها لم تصدقه‪ .‬فأما حبسته أو منعته دابته ورجع عنك‬ ‫بدونهاك فعزيمة عليك ۔‬ ‫أخبرني ما هذا الجرم الذي فعله صاحب الدابة المنفلتة عليه‪ ،‬وأنت تعلم أن‬ ‫المسلمين محمولون على حسن الظن‪ ،‬إلا من نظر منه الحاكم الاعتيادء وعرف منه تكرر‬ ‫‪٢٣٦‬‬ ‫له الحجر‬ ‫مبالاته بحجر الحاكم الذي يجوز‬ ‫وبعدم‬ ‫في الحراث ئ‬ ‫بطلقه الدواب‬ ‫الفساد‬ ‫التي يحرثها‬ ‫في الحرورث‬ ‫لك‬ ‫وصفته‬ ‫الذي‬ ‫إلى فساد ‪.‬بين العباد ‪ .‬وهذا‬ ‫يؤول‬ ‫مما‬ ‫فيه‬ ‫الناس بأنفسهم{ ويسقونها بأنهارهم‪ ،‬فكيف بما يسقيه المطر الذي اشترك فيه الناس‬ ‫جميعهم‪ ،‬بنص الحديث عن رسول الله ية‪.‬‬ ‫فيها ئ‬ ‫بالكلام‬ ‫أهل العلم‬ ‫من‬ ‫تقدم‬ ‫من‬ ‫قد تقدم‬ ‫للبلادين‬ ‫الحميات‬ ‫إن‬ ‫قلت ‪:‬‬ ‫فإن‬ ‫وأوراق & يشهد‬ ‫وفي ذلك مكاتبات‬ ‫بعضهم على بعض ©‬ ‫حدودا ‪ .‬لئلا يعدو‬ ‫للناس‬ ‫ونصبوا‬ ‫بها من وقف عليها‪ .‬أترى ما صنعوه باطلا أم تقر بعدله‪ ،‬فتعرف ما فعلناه حقا وصواباً‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬إن الذي فعله أولئك الأئمة والعلماء‪ .‬عدلهم غير منكور‪ ،‬وحقهم مخبور‪،‬‬ ‫وسيرتهم بالعدل أشهر من نار على علّم‪ ،‬غير أنه يخرج على وجوه كلها لائقة مستحسنة‬ ‫جائزة‪ ،‬منها أن ذلك فعلوه إصلاحا بين العباد لا حكما جازما‪ .‬والصلح جائز على‬ ‫التراضي ‘ لدفع الإفساد ‪ .‬حسماً لمادة ما تعوّده الجهلة من التطاول على بعضهم بعضاً ‪.‬‬ ‫وكل منهم أعطوه في ذلك الصلح بقدر نصيبه‘ على وجه التراضي من تلك البقاع‪.‬‬ ‫للانتفاع منها‪ .‬وما جعلوا ما كان مما يخص الغير من تلك الفلاة محرما كالحرم‪ ،‬يعاقبون‬ ‫عليه العقوبة الشديدة‪ ،‬ويتوغلون في حجره كل التوغل‪ .‬وما اشتهر لنا عنهم إنما أتاه من‬ ‫دواب الناس في تلك الفلوات‘ يساق إليهم إلى حصنهم من المكانات النائية البعيدة‪٨‬‏‬ ‫يعاقبون ويحبسون الدواب على أربابها‪ .‬ويسلبونهم أسلحتهم رغماً عليهم‪ ،‬إلجاءَ لهم‬ ‫على العقوبة‪ ،‬بما يرضي القائم من المدة التي تخالف سيرة العدل‪ ،‬من طول المكث في‬ ‫الحبس ‪. .‬‬ ‫وعلى تقدير أن ما فعله ليس خارجا مخرج الخطأ في الدين‪ ،‬إلا أنك خالفت فيه‬ ‫سيرة أهل العدل‪ ،‬من إخوانك المسلمين‪ ،‬ولم تصغ لنصحهم‪ .‬ولم ترغب فيما رغبوا‪6‬‬ ‫وفيهم من هو أنفذ منك بصيرة‪ ،‬وأكثر اطلاعاً على أثر السلف‪،‬ؤ وأغزر علما ء وأوسع‬ ‫درايةش وأعدل سيرة وأقدم هجرة‪ ،‬وأترك للدنيا وحطامها‪ .‬وسيرته بالعدل والزهد أشهر‬ ‫من أن يصفها الواصفت‘ وهو الذي بلغك النصائح‪ ،‬حتى مللت نصحه‘‪ ،‬ولويت عنقك‬ ‫عن قبول ما أراد منك الرجوع عنه‘‪ ،‬فكفى بذلك دليلا على ارتكابك المعيب‘© وتخبطك‬ ‫العشواء‪ ،‬وميلك على ما تهوى على تقدير أن ما فعلته غير خارج مخرج التخطئة‬ ‫بالإاجماع‪ ،‬وأنت على ما رفع لنا الأمناء ما اقتصرت على ذلك‪ ،‬حرمت على الناس‬ ‫‪٢٣٧‬‬ ‫بفتواك في مسائل مما لا يحصى من فتاويك‪ ،‬باعتقادك الفاسد أنك من أهل‬ ‫الحلال‬ ‫الاجتهاد‪ ،‬وأهل الاجتهاد ما أباح الله لهم باجتهادهم عدم المبالاة‪ .‬وما أحر لهم يقولون‬ ‫ما لا يعلمون‪ ،‬بل إن اجتهدوا في مسألة استنبطوا الدليل من محله‪ ،‬أو قاسوها على‬ ‫فقالوا باجتهادهم فيها لا عن هوى‪6‬‬ ‫غيرها من المسائل‪ ،‬حتى ترجع إلى أصل صحيح‬ ‫ولا حما يستحسنه الهوى‪ .‬فاقنع أنك لست من أهل تلك المرتبةث واعرف قدرك‪ ،‬ولا‬ ‫تطاول فوق معرفتك فما أراك إلا من أهل المنزلة الاولى ‪.‬‬ ‫وإياك ثم إياك أن تقول في مسألة باجتهاد منك‪ ،‬وقد ألزمتك أن تحكم بما تجده‬ ‫في أثر المسلمين والأئمة في الدينث وحكمك يكون جريا على حكمهم في المسألة التي‬ ‫تعرف حكمهم بذلك الحكم لا غير‪ ،‬بشرط معرفتك عدله وحقه وصوابه‪ ،‬وإلا أرجعهم‬ ‫إلى إخوانك الذين هم أعرف منك‘ وهنالك جارك‪ ،‬ذلك الجفيذ البصير الشهير ماجد ©‬ ‫فرة الخصوم إليه‪.‬‬ ‫وإن رأيت في الأثر أن الحاكم إلى نظره أحوج منه إلى أثره فذلك في حق قوم لا‬ ‫أنت منهم‪ .‬اللهم إلا أن تشهد لك العلماء أنك منهم‪ ،‬وتحققت ذلك من نفسك يقيناً؛‬ ‫لان في الحديث‪ :‬هاستفت نفسك‪ !..‬الخ فهذ كلام يخرج على وجهين‪ :‬إلى نظر اجتهاد‬ ‫أو إلى ترجيح في مسائل الرأي ‪.‬‬ ‫في الرأي‬ ‫أهل المرتبة الأولى والإباحة لك في الثانية‪ .‬إن‬ ‫وعلى كل حال‘‪ ،‬فأنت لست من‬ ‫رأى العلماء أنك مأنهل الترجيح فتب إلى الله من تخليطاتك؛ فإن المخلط في دينه لا‬ ‫يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ء وأنت تعلم أن الدين ليس كالمال‪ ،‬إن أفسدت في بعضه‬ ‫وقدم للسؤال‬ ‫انهدم كله‪ ،‬فإياك ثم إياك يا أبا زيد‪ :‬احرص في حركاتك وسكناتك‪،‬‬ ‫جواباً‪ 5‬وتدارك نفسك ما دام العمر ممدوداً وباب التوبة غير مسدود‪ .‬الله الله اتق الله‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫وأنزلوه‬ ‫بيده‬ ‫) ؛ عيباً فخذوا‬ ‫‏‪ ١‬لمبتل‬ ‫رأيتم من‬ ‫وإن‬ ‫الله تعالى ‘‬ ‫ونفسي بتقوى‬ ‫أو ص ‪-‬يك‬ ‫منزلته التي أمركم الله أن تنزلوه فيها‪ ،‬والحق يعلو ولا يغلى عليه‪ ،‬وما حرضتك هذا‬ ‫على‬ ‫وشفقة‬ ‫بك‬ ‫إلا شمقة‬ ‫التبيين‬ ‫هذا‬ ‫لك‬ ‫وبينت‬ ‫النصح )‬ ‫هذا‬ ‫لك‬ ‫وجردت‬ ‫التحريض ء‬ ‫يعني نفسه ‪.‬‬ ‫المبتلي ‪ :‬الإمام‬ ‫‏(‪(١‬‬ ‫‪٢٣٨‬‬ ‫نفسي‪ ،‬من السؤال في الموقف العظيم الذي ترتعد فيه الفرائنص‪ ،‬ويقول فيه الصَديقون‬ ‫وقد ابتلينا بأمر عظيم وخطر جسيم‪.‬‬ ‫والمرسلون‪ :‬اللهم لا أسألك اليوم إلآ نفسي‬ ‫ولطفه ‪.‬‬ ‫بمغقرته‬ ‫ويغمرنا‬ ‫لم يتداركنا الله برحمته الواسعة ‘‬ ‫إن‬ ‫الويل لناأ‬ ‫فالويل كل‬ ‫نعوذ بالله من سوابق الشقاؤ ونسأله التوفيق لما يرضى© ويسلك بنا لأحسن طريق‬ ‫يحبه‪ 8‬ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه‪ ،‬ويجعل لنا إخوانا وأعوان وأنصاراً ورغبتهم في‬ ‫الدين لا في الدنيا وحطامها وزخارفها‪ .‬وأسلحة القوم التي أحجرت بها عندك وحميرهم‬ ‫أرسل بها للشيخ ماجد‪ .‬أمرتك بذلك أمرا حازما ف وإن رأيت ذلك المكان المعهود يحتاج‬ ‫إلى حكم فيه ورأي الشيخ‪ ،‬مما تجوز فيه الأحكام قوله ذلك‘{ من لم يقنع بحكم‪8‬‬ ‫وتطاول إلى ارتكاب بدعة كبدعهم القديمة والكبائر العظيمة التي كانوا يركبونهاثء من‬ ‫تبكيت الآذان للدواب‘ عاقب مَنْ فعل ذلك العقوبة الشديدة‪ ،‬هذا والسلام عليك وممن‬ ‫قلك من اللإخوان‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫قي ذكر شيء من عهوده لعماله‬ ‫تسمو اتراتقر_آتحجدز‬ ‫هذا ما عهذه إمام المسلمين© سالم بن راشد الخروصي لعامله محمد بن سالم بن‬ ‫زاهر الرقيشي على أزكى ونواحيها‪ ،‬فجعله نائبا عنه فيها‪ .‬على الأمر بالمعروف والنهي‬ ‫عن المنكر وعلى القيام بالعدل فيها يأخذ الحق من الظالم للمظلوم‪ ،‬وإنصاف الضعيف‬ ‫من القوي بالشدة والرخاء‪ ،‬وأن ينصح في ولايته على قدر طاقته كما نصح محمد مياة‬ ‫لأمته‪ .‬فيجعل الرعية كلهم كأسنان المشط على السواء‪ ،‬وأن يعاقب أهل الجرائم كما‬ ‫عاقبت عمال الأئمة قبله‪ .‬من غير تساهل في الأمر‪ ،‬وعلى قبض الزكوات من أهلها‬ ‫الأغنياء‪٠‬‏ وجعلها فيما يأمر به الإمام‪ .‬وعلى قبض بيت مال النه منها‪ ،‬على الطريقة‬ ‫المثلىؤ وإنفاذ غلته فيما يأمر الإمام بهء وجعله يجري بذلك‪ ،‬على وفق كتاب الله وسنة‬ ‫نبيه محمد يَةش وإجماع الأمة من المسلمين‪ ،‬ومهما أشكل عليه من أمر فليرده إلى علماء‬ ‫المسلمين عهدا ثابتا موثقاً‪ .‬وكتبه بأمره عامله أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق‬ ‫الريامي‪ ،‬بيده بتاريخ يوم ‏‪ ٢٥‬من شعبان سنة ‏‪ ١٣٣٥‬ه‪.‬‬ ‫‪٢٣٩‬‬ ‫وهذا عهد آخر‬ ‫ينس مواتراتقف تيد‬ ‫قد جعل إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي الولد محمد بن عبد الله بن‬ ‫حميد السالمي واليا على بلدان الحبوس‪ ،‬للأمر بالمعروف©‘ والنهي عن المنكر‪ ،‬وإنصاف‬ ‫المظلوم‪ ،‬وأخذ الحقوق‪ ،‬وأمره أن لا يقدم على أمر حتى يعرف عدله‪ .‬وذلك إلى أن‬ ‫يصل الشيخ سليمان بن سنان‪ .‬فإن وصل الشيخ سليمان بن سنان© فقد جعل ابن سنان‬ ‫هو الوالي على المضيبي وسناو‪ ،‬وجعل محمد بن عبد الله السالمي على سمد ونواحيها‬ ‫الخضراء وديار الشروج‪ ،‬إلا إن أراد ابن سنان أن يكون هو والسالمي يدا واحدة على هذا‬ ‫الأمر جميعاؤ واتفقا على ذلك‪ ،‬فقد فوض ذلك إليهما‪.‬‬ ‫وقد فرض لمحمد بن عبد ا له لكل شهر ثلاثين قرشاً‪ ،‬يأخذها من بيت المال وقد‬ ‫جعل هاشم بن يزيد قائما في العسكر‪ ،‬وهم سبعة رجال هو سابعهم‪ ،‬وقد جعل له لكل‬ ‫ولأصحابه لكل واحد منهم" لكل شهر خمسة قروش‪ ،‬إلا‬ ‫شهر اثني عشر قرشا‬ ‫محمد بن عبد الله وسليمان الغزو‪ ،‬فلكل واحد منهما ستة قروش‪ .‬فإن استعاضوا بغيرهم‬ ‫فله خمسة قروش‘ ولسعود بن حميد لكل شهر خمسة قروش ليكاتب بين الناس‪ ،‬ويكون‬ ‫ليتعلم‬ ‫مساعدا للقائمين بالامر حسب طاقته‪ ،‬وله عشرة قروش من فضلة أموال المساجد‬ ‫ويعلم من جاء متعلماً‪.‬‬ ‫وقد جعل محمد بن سعيد الجابري عاملا على جباية الزكاة‪ .‬من ديار الحبوس‬ ‫المضيبي© وما حولها من الديار‘ ويستعين بمن شاء من الأمناءء وقد جعل له عشر ما‬ ‫يقبضه من الزكاة أجرة له على عمله‪.‬‬ ‫من‬ ‫‏‪ ٨‬من رجب‬ ‫بيده في يوم‬ ‫بن عبد الله بن سعيد ا لخليلي‬ ‫وحرر هذا محمد‬ ‫سنة ‏‪ ١٣٣٧‬ه قد أمر إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي‪،‬ؤ محمد بن عبد الله‬ ‫السالمي© أن يحاسب وكلاء المساجد‘ لينفق ما فضل من عمارها في المعلم والمتعلمين ‪.‬‬ ‫وكتب هذا محمد بن عبد الله بن سعيد بيده‪ ،‬وقد جعل الإمام سالم بن راشد‬ ‫‪٢٤٠‬‬ ‫لفاضل بن مسعود السالمي‪ ،‬لكل شهر ستة قروش‘ ليكون معينا للولد محمد بن عبد الله‬ ‫بيده‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫وكتب هذا‬ ‫أمر الدولة ‪.‬‬ ‫فى‬ ‫صحيح هذا عن أمري‪ .‬كتبه إمام المسلمين سالم بن راشد الخروصي ‪.‬‬ ‫ناصر بن سالم بين عدثم البهلاني‬ ‫الإمام أ بي مسلم‬ ‫وهذه قصائد شاعر العرب‘©‪٥‬‏‬ ‫الرواحي‪ ،‬فايلتحريض على الاجتماع والجهاد في سبيل الله أنشأها ۔ رحمه الله ۔ لما بلغه‬ ‫قيام دولة العمانيين‪ ،‬واجتماعهم على إمام يلم الشعث‘ ويجمع الشمل «ومن أحسن قولا‬ ‫ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"‪.‬‬ ‫‏‪ ١‬مقصورة‬ ‫البلى‬ ‫تلوح كالاخلال من جد‬ ‫تلك ربوع الحي في سفح النقا‬ ‫وعانت الشمأل فيها والصّبا‬ ‫أخنى عليها المرزمان حقبة‬ ‫ومجثشثم الرأل وأفذحوص القطا‬ ‫موحشة إلا كناس أعفر‬ ‫تربح شيئا من تباريح الجوى‬ ‫عَرّج عليها واليها فلعلها‬ ‫مذ باينوها ارتبعوا أي الحشا‬ ‫نسألها مافعلت قطائها‬ ‫لا محتفب بشأنهم غير الصدى‬ ‫هيهات أفوث لا مبين عنهم‬ ‫واستأنسث بها الظباء والممها‬ ‫تربع الآنس من أرجائها‬ ‫نشاطر الؤرق البكاء والاسى‬ ‫بانها‬ ‫بنا عند غصون‬ ‫فقف‬ ‫وأتبع النفس إذا الدمع انقضى‬ ‫بقايا دمعتي‬ ‫أهريق‬ ‫بحيث‬ ‫أن تسبق السحب على ربع عفا‬ ‫إن من الحق على مدامعمي‬ ‫ويفؤادي إن دعا العذل عصى‬ ‫اذكارهمم‬ ‫طاعة‬ ‫بدمعي‬ ‫عهدي‬ ‫والحشا‬ ‫بين الضلوع‬ ‫غصونه‬ ‫وما وقوفي عند بان نبتت‬ ‫في رمق عاش على مثل الصلا‬ ‫هوى تحكمث‬ ‫لولا علاقات‬ ‫وأطبق الجفن بها على القذى‬ ‫دعني أبكي دمنا تغيرت‬ ‫وكيف شطت بهم عنها النوى‬ ‫وأذكر الإلف الذي كان بها‬ ‫سيارة الخيل ومركز القنا‬ ‫لم يبق فيها أثر لهم سوى‬ ‫المدى‬ ‫فإنها قد بلغت رأس‬ ‫التزحة في براحجها‬ ‫لتسرح‬ ‫تمرّع في الدو ولا مَزعَ الطلا‬ ‫لطالماأطآلَحَحتها سارية‬ ‫‪٢٤١‬‬ ‫نهضة ا لاعيان ‪ -‬م ‏‪١٦‬‬ ‫من جقب يزينها على الونى‬ ‫َغْمَلَة قد أخذت سلاحها‬ ‫بين عزيف وتمواء وصدى‬ ‫روعاء ترمي مقلتيها حَذرا‬ ‫لا فرق ما بين الماث والكحدتى‬ ‫افة تحوذ في تجليحها‬ ‫كأنها أعارت الريح الجفا‬ ‫تخلف الريخ تكون خلفها‬ ‫في سُشذفة الليل هلال قد خوى‬ ‫سرب ئغام فوق حيطان الغضا‬ ‫كأنماتطيرمن لغامهاًا‬ ‫يَخرَؤها تخا بأسواط السنا‬ ‫البرق كأن سائقا‬ ‫ليب‬ ‫تنواضح الخال بأجواز الفلا‬ ‫رازفة‬ ‫أرزمث‬ ‫استطار‬ ‫إذا‬ ‫إذا رأته حلقت إلى السشيَا‬ ‫لها أجنحة‬ ‫كأنماالبرق‬ ‫هيبه أعلى ثنتات الجمى‬ ‫أرقي‬ ‫وقد‬ ‫للبرق‬ ‫أقول‬ ‫وحظ قلبي منك إلهاب الجُجدا‬ ‫أجراز البلاد فارتوت‬ ‫سقيت‬ ‫فإنها محروقة من الجوى‬ ‫خل نعاماك تداجي مهجتي‬ ‫إطفاء ما بالقلب من حر الصلا‬ ‫أمفو إلى روح النسيم راجيا‬ ‫نفح شميم الزهر من تلك الربى‬ ‫أعلل الشوق بصادي كبدي‬ ‫وزي زناد الشوق من ذاك النشا‬ ‫الشفاء علتي‬ ‫فكان من حيث‬ ‫ونمو حلال لي إن حل الكَرَى‬ ‫وربما مَئيتُ نفسي طيفهم‬ ‫أر كنت ممن عاممدهم فما وفا‬ ‫ولو قصدت هفوة بحبهم‬ ‫الأسَا‬ ‫عن‬ ‫تذهملني‬ ‫بربعهم‬ ‫أرسلت طرفي رائدا لدهمشة‬ ‫وسانحات ذكرهم إلا الضنا‬ ‫هيهات لا تمنحني طلولهم‬ ‫أو صدف الهجر غرامي والقلا‬ ‫ولو تركث واجبات حبهم‬ ‫أو جلد الحر على قرع النوى‬ ‫أو تركث لي كبداً صحيحة‬ ‫أبريء النفس بها من الهوى‬ ‫لكان لي على الطلول وقفة‬ ‫ما ضل في نجمارها ولا غوى‬ ‫لكن لي قلبا عَرنه سكر‬ ‫مالَ إليها عامداً فماارعوى‬ ‫وعاش في صبابة تغمده‬ ‫وكيف يسلو دَنفٌ بمن نأى‬ ‫أسلو بمن أهواهم وإن نأوا‬ ‫قلت‪ :‬رشادي يا ترى أين وخى‬ ‫وكيف ما خامرني الحب فما‬ ‫إن ضلالي بهوى القوم هدى‬ ‫ليعمل الحب بنفسي ما يرى‬ ‫‪٢٤٢‬‬ ‫ينتقد الحب على شرط الججى‬ ‫ما زال بي مع الهوى تبصر‬ ‫راسخة فيها عزائم التقى‬ ‫الئهى مع الهوى تثبتت‬ ‫ليت‬ ‫لم يعبث الحب بأحلام النهى‬ ‫‪:‬هية‬ ‫ليت الئهى مع الغرام‬ ‫وبين فوديه ضياء ابن جلا‬ ‫أغمَد ممن ضللنته صبوة‬ ‫عتى‬ ‫إذا‬ ‫وهفؤه‬ ‫وماله‬ ‫لربما يهفو التصابي بالفتى‬ ‫لم تعذر المرة متى ولا عسى‬ ‫إذا تباشير مشيب وضحت‬ ‫فكيف في الشيب إذا العود انحنى‬ ‫وزاجر‬ ‫معتبة‬ ‫وفي الصبا‬ ‫خطاه أن يُقصِرَ في الجد الخطا‬ ‫في الشيب إذا تقاربت‬ ‫وكيف‬ ‫فترفع الخرق ويوثق المرى‬ ‫يبادر الكيس أخرى عمره‬ ‫لم يبق للرجعة منه مرتجى‬ ‫تولى‬ ‫إذا‬ ‫يعروه من كر الجديدين اليلى‬ ‫جنة‬ ‫من‬ ‫تلبسه‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫في حربنا يرضيهما منا الفدا‬ ‫الجديدان وقد تباريا‬ ‫ليس‬ ‫ويمضيا ثم على الدنيا العفا‬ ‫ومعهداً‬ ‫حتى تلا معهدا‬ ‫فكذرالصمر وجد ماعفا‬ ‫لقد بلوتث الدهر في عفوته‬ ‫بالصبر أجدى من تفاريق العصا‬ ‫صروفه‬ ‫في‬ ‫وكان ما احتبيت‬ ‫كنزا من الصبر وفوزاً بالرضا‬ ‫ما ساءني الفائتإذا أكسبني‬ ‫ما راشش في عافية إلا بَرَى‬ ‫خول‬ ‫خئون‬ ‫الدهر‬ ‫جبلة‬ ‫حتى يحول الال بحرا في الملا‬ ‫محافظ الثبت على طباعه‬ ‫ولا يقيل من به الحظ كَبا‬ ‫نادم‬ ‫من‬ ‫عثرة‬ ‫يل‬ ‫ه‬ ‫لا يسح‬ ‫تزجي الهموم للعلا على الوحا‬ ‫علاته‬ ‫على‬ ‫ذا عزم‬ ‫فا صحبه‬ ‫حرا سليم العرض من سوء الثنا‬ ‫مراسه‬ ‫‏‪ ١‬لصبر على‬ ‫مستحقب‬ ‫السما‬ ‫بمرة‬ ‫إذا جالدته‬ ‫الخطب‬ ‫تبلد‬ ‫من رقة الشكوى وسَؤرة الجفا‬ ‫محمجب البث رحيبا شامخا‬ ‫أو هزك الهول فسيق منتضى‬ ‫طوده‬ ‫هو‬ ‫الممض‬ ‫هزك‬ ‫إن‬ ‫الردى‬ ‫ما يتقى من‬ ‫من جدما‬ ‫بيتقي‬ ‫مريرة‬ ‫توشعه‬ ‫تخذو لها خذو مقودات البرى‬ ‫جولة‬ ‫منك‬ ‫النكبة‬ ‫لا تعرف‬ ‫لطردها الاعصم ساخ أو رسا‬ ‫الأخطار غير ضارع‬ ‫تصارع‬ ‫‪٢٤٢٣‬‬ ‫فإن نبا حينا فاحياناً مضى‬ ‫بسيفه‬ ‫حادث‬ ‫كل‬ ‫تحس‬ ‫آن بالونى‬ ‫حين‬ ‫ولا تفته‬ ‫الامر أمام وقته‬ ‫لا تعجل‬ ‫أولاهما بالحق وانبذ الهوى‬ ‫وإن تعارضك اثنتان فاتخذ‬ ‫ومن إذا مال إلى النفس انتهى‬ ‫شِرته‬ ‫ثنا‬ ‫من‬ ‫القوي‬ ‫إن‬ ‫للعحل<ا‬ ‫ريدعوان‬ ‫الهرى‬ ‫رق‬ ‫والعقل والحق يحرران من‬ ‫الردى‬ ‫إلى‬ ‫فارهة‬ ‫مطية‬ ‫وشر ما صاحب امرؤ جهله‬ ‫بالسوء هد مجده بما طدا‬ ‫ومن تكن عادته طادية‬ ‫من غلالات الحسى‬ ‫طف‬ ‫بما‬ ‫إني أصون صفحتي مقتنعا‬ ‫عن مشرب أشربه على القذا‬ ‫أنبو وألُوبُ أواري سامر‬ ‫أن رد الآجن من كل الؤكا‬ ‫الكريم عمزضه ويحتمي‬ ‫يحمي‬ ‫لا يرتجى من بيضه بل الصدى‬ ‫لم التفاني في بُراض آسن‬ ‫ولست ولاآجا بأسواء القمى‬ ‫مقارا‬ ‫ولا إقامي طمعا‬ ‫ببابه منتظرا منه الجدى‬ ‫موقفي‬ ‫خسيس‬ ‫كيلا ترى عين‬ ‫تلف للعرض عن السوء غنى‬ ‫في ظلف العيش على قناعة‬ ‫في اللها‬ ‫قضم المبيد منه أحلى‬ ‫ذبابه‬ ‫تهافتت‬ ‫ومطئئم‬ ‫خساسة الرق عليه بالحبا‬ ‫ما أضيع النبل إذا تطاولت‬ ‫بما مَن الله به من المنى‬ ‫حسبك عيش ماجد على الرضى‬ ‫منتحا‬ ‫إالى لئيم‬ ‫برأسه‬ ‫ما أقذر العرض يلب عانذيا‬ ‫من مشرب تخزي به لمنتصى‬ ‫حتى بُغاث الطير تسمو آنفا‬ ‫يَنفُلها اللوم ويطغيها الغنى‬ ‫آليت لا تعلو يدي يذ امرىء‬ ‫وجه يحق أن يحيى بالحشى‬ ‫ناظرا إلى‬ ‫ولا أرى وجهي‬ ‫الوعى‬ ‫قذراً من‬ ‫أشد عندي‬ ‫تمنيهاخساسة‬ ‫وعيشته‬ ‫من حظه في عيشه خير المنا‬ ‫له‬ ‫قناعة المرء بما يمنى‬ ‫فالسيل حظ للوهاد لا الربا‬ ‫طريقه‬ ‫عن‬ ‫ولا أذود الحظ‬ ‫قد هيأ الله لكل ما كفى‬ ‫ولا أبات شاكعاآ من حاسد‬ ‫وفي اقتناع النفس غايات الرضا‬ ‫في قسمة الله وفي ضمانه‬ ‫فواجب العقد الرضا بما سنا‬ ‫نعمة‬ ‫اللله لعبد‬ ‫إذا سنا‬ ‫‪٢٤٤‬‬ ‫والحظ والأرزاق تقدير مضى‬ ‫حاسد ضميره‬ ‫ففيم يضلي‬ ‫الورى‬ ‫بين‬ ‫عادلة‬ ‫قضية‬ ‫فافطن لأقسام الحظزظ إنها‬ ‫حالة ذي عغذم وحال ممن ترى‪.‬‬ ‫تمايزت‬ ‫تكن‬ ‫وإن‬ ‫سوية‬ ‫كل سعيد بالثراء محتظى‬ ‫لم يظلم القاسم محروما ولا‬ ‫إن كان بين اللوم والحرص نما‬ ‫الثراء وفره‬ ‫ما سرني من‬ ‫صنائع في أهلها فقد زكا‬ ‫وهكذا‬ ‫هكنذا‬ ‫نفته‬ ‫إذا‬ ‫وفك من أسر الزمان المهتدى‬ ‫فأنهبَ المال حقائق العلا‬ ‫البلى‬ ‫به الحرص‬ ‫ووعد ما ضن‬ ‫ما بليث موهبة في حقها‬ ‫في متجر القفضل به الربح نما‬ ‫وضيعة‬ ‫تحسبه‬ ‫قفربما‬ ‫الذكرى وأنت في الشرى‬ ‫خلدت‬ ‫عقائل المال إذا أطلقتها‬ ‫تحوبث من شحها بالمقتنى‬ ‫الله بنفس حوبة‬ ‫ألحق‬ ‫ما‬ ‫لا تستقيم عزة على الككدى‬ ‫أذل أعناق الرجالي حرشهم‬ ‫ومطعمي من زمني مر الجَنَى‬ ‫حتى متى كاسي ريق حية‬ ‫كبارح الزى منيعات الذرى‬ ‫أطالب الدهر حقوقا كلها‬ ‫أكبر من كاف لدرك المبتغعَى‬ ‫أقطغ آمالي بما في بعضه‬ ‫أصعب من أمر محال المرتجى‬ ‫كأن تطلابيَ أمرا ممكنا‬ ‫غالطتةه خلابة فيما أتى‬ ‫لست على الحمد من الأمر إذا‬ ‫فوضتها لله يقضي ما قضى‬ ‫آتية نصا فإذا خادعني‬ ‫ولو إلى النجم بتمميه علا‬ ‫والخب لا تصحبه فضيلة‬ ‫فهو سلاحي وتلادي المجتبى‬ ‫إن ويع الدهر احتمال عاجز‬ ‫وأنفق العزم وإنفاقي زكا‬ ‫ينفق في إهانتي صروئه‬ ‫وقدرتي على احتمال ما جَئَى‬ ‫ذنبي إليه جَنَتيي عن لؤمه‬ ‫أنكا في حلوقهم من الجا‬ ‫لئامه‬ ‫على‬ ‫وأنني الحتف‬ ‫وأجهد النصر لحر مبتلى‬ ‫بحقها‬ ‫حريتي‬ ‫أذود عن‬ ‫ألسطيع أن أنجزه من العلا‬ ‫لما‬ ‫الحد‬ ‫لا أعرف‬ ‫وأنني‬ ‫حد سكوني بين أطباق الشرى‬ ‫وأنني لا أبطل الجهد إلى‬ ‫مشابراً يدرك غايات المنى‬ ‫عا زما‬ ‫أن‬ ‫أد رك‬ ‫وأنني‬ ‫‪٢٤٥‬‬ ‫الورى‬ ‫من‬ ‫ما جهلنه‬ ‫علمث‬ ‫ساورئُها‬ ‫محن‬ ‫وأنني في‬ ‫عن حُدع ومي عماد ممن وممى‬ ‫وإن في حسن التدابير غتى‬ ‫ولا أسيئئ‪ :‬دفعه إذا عتا‬ ‫سيغا‬ ‫لا استشير‬ ‫وأنني‬ ‫علي غيظا بفقعاعات الثنا‬ ‫ونذاممه‬ ‫مالئاً‬ ‫أداجي‬ ‫ولا‬ ‫يشف لي ظاهره عما انطوى‬ ‫ذا ظاهر‬ ‫ملقا‬ ‫ولا أحابي‬ ‫إن لم أكن حلوا أكن مُرً الجنى‬ ‫ما لي وجهان ولا ثلاثة‬ ‫ولبسها عند الزمان ئثرتضى‬ ‫تلك وما يفضلها خصائصي‬ ‫إلى مدى‬ ‫وشرها‬ ‫وخيرها‬ ‫ذميمة‬ ‫أرى الحياة كلها‬ ‫وتظهر الآفة عندالمنتهى‬ ‫يحبها المرء على آفاتها‬ ‫خزن للوارث كل ما اصطفى‬ ‫صفاة كفه‬ ‫لا تندى‬ ‫يعيش‬ ‫ما أوضع الجامع من خلد الغنى‬ ‫لا تريح الدنيا بشح وافتقد‬ ‫أتى‬ ‫بما‬ ‫مرتهن‬ ‫وكلنا‬ ‫فيهاهبةفننسري‬ ‫تهب‬ ‫إمامه الرشد بمنهاج الهدى‬ ‫بربه‬ ‫كيس‬ ‫فيها‬ ‫يفوز‬ ‫من ورطة الذنب وإشراك الهوى‬ ‫فاستخلص المجهود في تخليصها‬ ‫نهى‬ ‫عنه‬ ‫وما‬ ‫الله‬ ‫أوامر‬ ‫وانتهز الفرصة في استدراكها‬ ‫والحد وافاك ودربْثك انقضى‬ ‫لها عمذواً إلى غاياتها‬ ‫فلست متروكاً كما شئت سُدى‬ ‫عبث‬ ‫في‬ ‫ذرة‬ ‫لا تهملن‬ ‫لا يرتجى‬ ‫ورجع ما ودعتَه‬ ‫تودع الأنفاس لا تبكي لها‬ ‫من أجل مقدر على شفا‬ ‫والكل منها راحل ببضعة‬ ‫دنا‬ ‫إذا‬ ‫تأخيره‬ ‫نرى‬ ‫فهل‬ ‫وآخر الأنفاس يرجو وقته‬ ‫يكون أدنى لك من فكر الجى‬ ‫وربما فكرت في تأخيره‬ ‫بالباقيات الصالحات في اللقا‬ ‫فودع الباقي منها مخلصا‬ ‫فالاجل المحدود للعمر خلا‬ ‫دراكها‬ ‫مبايرا‬ ‫درزاكها‬ ‫بتصة الموت وهول الملتقى‬ ‫أوذنت‬ ‫لحياة‬ ‫ترق‬ ‫أما‬ ‫في ح}مل ذر منه إيهان القوى‬ ‫بوزرها‬ ‫ارحم حياة طلحث‬ ‫فكيف بالنار إلى غير مدى‬ ‫ذرة تألمت‬ ‫قرصتها‬ ‫لو‬ ‫الله فتعد وني ‏‪ ١‬لمنى‬ ‫في نصرة‬ ‫حتى متى تنصبني أمنية‬ ‫‪٢٤٦‬‬ ‫ومفى‬ ‫يزداد في الشد إذا قلت‬ ‫شرك‬ ‫في‬ ‫مكبل‬ ‫كأنني‬ ‫فيغرب النجم وعيني في الشرى‬ ‫أشاطر النجم السهاد ساريا‬ ‫من لازب الهمم وتلهاب الحشا‬ ‫كأن أفعى نهشث ححشاشتي‬ ‫يخرجها المظلوم من حر الاسى‬ ‫النار بقلبي زفرة‬ ‫من‬ ‫أذى‬ ‫لا غوت لا منصف لا يلوي إلى‬ ‫حسرته‬ ‫الأكباد من‬ ‫محترق‬ ‫تطرق بابا غيره ولا ذُرَى‬ ‫أنفاسه تطرق باب العرش لا‬ ‫أصارها الضوى‬ ‫السحق‬ ‫كالخلق‬ ‫أرملة‬ ‫تسفحها‬ ‫وعبرة‬ ‫‪٥‬‬ ‫مهضومة الحق عديمة الجمى‬ ‫ذلة‬ ‫عليها‬ ‫غمبراء‬ ‫شعخُاء‬ ‫أدقعه الفقر وأشواه الصا‬ ‫على يتيم شاحب‬ ‫وصفرة‬ ‫العفا‬ ‫وهل له إغفاءة على‬ ‫مفترشا على العفا أديمه‬ ‫خلا‬ ‫أو‬ ‫خلال‬ ‫عود‬ ‫كأنه‬ ‫يغدو ويمسي ضاحياً تحت السما‬ ‫وجه تقي مثل تشهاق العقى‬ ‫وضربة من سيفي باغ نيَككث‬ ‫أقتل للإسلام من حد الظبا‬ ‫من ظالم شبائه‬ ‫وسطوة‬ ‫ضريبة من كرم ولا تقى‬ ‫ينتهك الحرمة لا تريغه‬ ‫يترك ما شاء وما شاء رمى‬ ‫يرى عيال ا له ضد قويه‬ ‫فبز حتى بلغ السيل الزبى‬ ‫جاس البلاد بالبلاء طاميا‬ ‫يطفئها الخوف ويوريها الاسى‪.‬‬ ‫وغيرة المؤمن في ضميره‬ ‫اللقا‬ ‫مثل‬ ‫وماله‬ ‫ودينه‬ ‫وعرضه‬ ‫حريمه‬ ‫في‬ ‫يهان‬ ‫عدا‬ ‫لا ما‬ ‫ضرم‬ ‫من‬ ‫شرارة‬ ‫حامي الحميا مَرسٌ لكنه‬ ‫والسيف في قرابه لا ينتضصضى‬ ‫ما تنفع الغيرة في مكمنها‬ ‫تهوي هوي العاصفاتِ في الوغى‬ ‫حتى تكبر الخيل كشفا ساقطا‬ ‫عوابسا شمسا كسيدان الغضا‬ ‫غمر الأجاري في بعيدات الشجا‬ ‫هوازجا غغزباً لجاجا ضبعا‬ ‫يجل الأرض الجى راد الضحى‬ ‫أركانه‬ ‫حالكة‬ ‫فيلق‬ ‫في‬ ‫غمر دخاس لَجب صنعب الزرى‬ ‫مخجر هام أرعن مَطَلع‬ ‫عليه رَضرَى لم يصل إلى الشرى‬ ‫يقل في الجو عمجاجا لو مموَى‬ ‫اليقبان في أحضانه‬ ‫‪9‬‬ ‫وتنقط الوحش إليه للخلا‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫معمسمس‬ ‫‪٢٤٧‬‬ ‫لم يهتد الجيش الأمام والقفا‬ ‫لولا بروق المشرفيات به‬ ‫سنابك الجرد وتقراغ الشبا‬ ‫الأرض بما تقدحه‬ ‫تضطرم‬ ‫فالارض في بطن رحاه كاللهى‬ ‫وقعه‬ ‫غورا بيفاع‬ ‫يخلط‬ ‫والجيش في بحر حديد قد طفا‬ ‫تلتحم الشكة في رعاله‬ ‫زهاء الليل إذا الليل عسى‬ ‫زمازم‬ ‫له‬ ‫الوغر‬ ‫مزمجر‬ ‫مهور الكبة شداد السطا‬ ‫داغر‬ ‫عتيك‬ ‫صنديد‬ ‫بكل‬ ‫إن يكن الحتف انتصارا للهدى‬ ‫يستحقب الحتف ويشهى سيفه‬ ‫لها من القرى‬ ‫لما يتيحان‬ ‫تهوى النسور سيفه ورمحه‬ ‫أسرع من برق وأورى من لظى‬ ‫يصدع قلب الروع في عزيمة‬ ‫لا ينتحي ضريبة إلا قرى‬ ‫كأنها جرازه من قلبه‬ ‫يمترس الخطب إذا الخطب شجى‬ ‫مجرَس مضرَس ممارس‬ ‫معترق في جريه عبل الشوى‬ ‫على سراة شامس مطيم‬ ‫يعارض الهول ويعتام الردى‬ ‫يخترق الحومة في وطيسها‬ ‫لو صك في خطفته الطوة ثوى‬ ‫يحوس أكداس الوعال كالقطا‬ ‫وكمن الموت به على الشبا‬ ‫أخلصه الصقل شهاباآً قبسا‬ ‫منه ويجتز الأشم إن هوى‬ ‫يفضفض الجحفل باهتزازه‬ ‫أعصل رقشاء على الحتف انطوى‬ ‫يحشرج الروح وضرغام شصى‬ ‫كما يسوط البُهمم ضرغام الشرى‬ ‫إن كان بالسيف أخو الغيظ اشتفى‬ ‫الرضا‬ ‫منه‬ ‫إن كان فينا طالب‬ ‫في الدين والدنيا ونستوفي المنى‬ ‫نبتاع العلا‬ ‫الخطة‬ ‫بهذه‬ ‫ودعى‬ ‫عليها‬ ‫لغاية حظ‬ ‫بهنذه الخطة نرقى سلما‬ ‫إلى متى في ديننا نرضى الدنا‬ ‫اين رجال ال له ما شأنكم‬ ‫إلى متى يسومنا الضيم العدا‬ ‫صفاتنا الذل ونقدح الصبا‬ ‫كنا أباة الضيم لا يقدح في‬ ‫‪٢٤٨‬‬ ‫ذروتنا الطامع في‪.‬نيل الذرى‬ ‫كنا حماة الأنف لا يطمع في‬ ‫وكم ثللنا عرش نجد فكبا‬ ‫مجدنا‬ ‫عماد‬ ‫الوهن‬ ‫لا يطرق‬ ‫أتبغ مين ظل وأقتى من عصا‬ ‫إمُعة‬ ‫سوقة‬ ‫صرنا‬ ‫علام‬ ‫ضرب يزيل الهام من فوق الطلا‬ ‫اتا أفظع الشنار أو يزيله‬ ‫كالمێت لا يؤلمه حز الشّبا‬ ‫إلى متى نخزى ولا يؤلمنا‬ ‫من ظفر القطا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫وقَدرناأ قصر‬ ‫‪-‬‬ ‫أذل من وتد حمار فيهم‬ ‫إلى متى نيلغ في طاعتهم‬ ‫إالى متى تفرع في أذنابهم‬ ‫وجورهم وكفرهم عَزق المدى‬ ‫إلى متى يعركنا انكليزهم‬ ‫إلى متى نحن لهم عبذ العصا‬ ‫إلى متى تقض منا أضراسهم‬ ‫‪٠٠١‬‬ ‫إلى متى إلى متى إلى متى‬ ‫إلى متى تعركنا أحكامهم‬ ‫لو صدق الحب لهان المختشى‬ ‫أين محب الله فينا صادقا‬ ‫محارم الليل إلى العزم اللقا‬ ‫لا ينتهي إذ نفشت قروانها‬ ‫قد حزب الأمر قد انقد السلا‬ ‫أين ذوو الغيرة من لي بهم‬ ‫من تشعب الوهى ويرتق الثشأى‬ ‫رقاعه‬ ‫على‬ ‫اتسع الخرق‬ ‫شعواء لا فضية منها بالوَنا‬ ‫داهية‬ ‫أنها‬ ‫شعرتم‬ ‫أما‬ ‫تنباع ما بين شراسيف الحشا‬ ‫هبوا من النومات إن حية‬ ‫وليته موت على حفظ الحمى‬ ‫حتى على الموت الزؤام نومكم‬ ‫هل منعوا الأرض الحياة والحيا‬ ‫هل استباحوا حرمات دينكم‬ ‫وكبّسوا البئر وقطعوا الرشا‬ ‫فنى ملككم ورزقكم‬ ‫تحكموا‬ ‫وحسوة الماء ونفحة الصبا‬ ‫مَثُوا عليكم بغذا أطفالكم‬ ‫وليتكم لن تُزعجوا عن الفلا‬ ‫وأزعجوكم عن ظلال ريفكم‬ ‫حتى على مدفن ميت في الشرى‬ ‫وضايقوكم في بلاد ربكم‬ ‫رعى‬ ‫ذمة دين أو ذِمام من‬ ‫إلأ ولا‬ ‫فيكم‬ ‫لا يرقبون‬ ‫ولا خلا ولا حشا‬ ‫حرمتكم‬ ‫دماءكم وانتهكت‬ ‫قد سفكت‬ ‫وما مفاد من شكا ومن بكى‬ ‫لو رجعت أفكارنا إلى الئهى‬ ‫في بعض هذا عظة لعاقل‬ ‫‪٢٤٩‬‬ ‫لاين لا جكمة لا قضز ولا‬ ‫يسومنا الخسف خسيس ناقص‬ ‫عسف الطواغيت بشرع المصطفى‬ ‫أليس مما يَذممل اللث له‬ ‫مصيبة لحرها ذاب الحصى‬ ‫وحملُنا على انباع غيهم‬ ‫فديننا الاقدس فيء وجَرَى‬ ‫ملكنا ورزقنا قيء ة لهم‬ ‫هب‬ ‫لو عوفيث قلوبنا من العمى‬ ‫داهية‬ ‫أفنظعها‬ ‫ما‬ ‫لله‬ ‫لصرختي وهل يجيب من دعا‬ ‫فيا صياحاءه وهل ين سامع‬ ‫ومدية الذابح في نحر الهدى‬ ‫بين كلاب النار يا أشد الشرى‬ ‫مثل اللقى أو غرضا لمن رمى‬ ‫ويحكم النذل علينا ما يرى‬ ‫إلى أوكاره‬ ‫الخزي‬ ‫نمنا‬ ‫من مضمض وليس بالحلق شجا‬ ‫ونشرب الماء القراح ما بنا‬ ‫وئطيعُ الأجفات لَداتِ الكرى‬ ‫وتَُنَأ العيش على أكداره‬ ‫والسيف حران الحشا من الصدى‬ ‫وجنبُنا جنب صدي صاغر‬ ‫أما جارى ظالم بما جنى‬ ‫كم نظلم السيف بمنع حقه‬ ‫‪7‬‬ ‫لحقها‬ ‫طبعت‬ ‫إن السيوف‬ ‫أصدق من جد وأكفى من كفى‬ ‫والسيف شهم لا يغيب حقه‬ ‫وإن صال اشتفى‬ ‫يصول إن ضيم‬ ‫والسيف حر لا يَقَو}ُ خازيا‬ ‫إن الذليل بالش تار ممُكنَرَى‬ ‫والسيف لا يرضى الذليل صاحبا‬ ‫بضبع من يكرمه إلى العلا‬ ‫والسيف جلا المخازي آخذ‬ ‫على الهمام الحر آراء النهى‬ ‫والسيف مفتاح إذا تضايقت‬ ‫مضى‬ ‫إلا‬ ‫لحظة‬ ‫هززته‬ ‫والسيف كالصدق من الرجال ما‬ ‫وقضى‬ ‫وتقاصى‬ ‫إن شد صد‬ ‫مؤيد‬ ‫عزومة‬ ‫في‬ ‫والسيف‬ ‫تَْت على العلات ميمون الخطا‬ ‫والسيف ذو نقيبة في أمره‬ ‫أوفز حي ما به السيف أتى‬ ‫والسيف أقضى بالحقوق حاكما‬ ‫إن خانك الدهر وأهلوه وفا‬ ‫والسيف أوفى صاحب رافقته‬ ‫إن الغفموم بالسيوف تَخجتَلًى‬ ‫والسيف فيه فرج معججل‬ ‫والسيف يعطيك الذي اشمَهينَّه‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫بالمصدر الأعلى وتقريب القصا‬ ‫إن السيوف عاهدت أربابها‬ ‫وهن يقتدن الفحول بالبرى‬ ‫هن فحول الحرب منها حت‬ ‫ينبت من ساعته وبرتعى‬ ‫أبرقت وأرعدت‬ ‫حيث‬ ‫والمجد‬ ‫من المقاصير عليهن الحلا‬ ‫ما بالنا نحصنهاعقائلا‬ ‫والعزة الكو بحومات الوغى‬ ‫أين بنو الإسلام ما يعجزنا‬ ‫كتابكم عن الجهاد للعدى‬ ‫أين بنو القرآن هل ثبطكم‬ ‫أين مشائيم الطعان بالقنا‬ ‫أين غطاريف الجلاد بالظبا‬ ‫توحيدكم ما رقص الشرك علا‬ ‫أين بنو التوحيد لو صدقتَمُ‬ ‫والملك والدين حريب والحرى‬ ‫أين بنو الأحرار ما سكونكم‬ ‫أظرق كَرَى إن النعام في القرى‬ ‫مبير خادع‬ ‫كم ذا بناغيكم‬ ‫أو تهمصروا العظم وتنزعوا الشوى‬ ‫وبيلة‬ ‫مججشما‬ ‫فجشموه‬ ‫مريضة الشمس حمية الوحا‬ ‫قاصمة‬ ‫شدة‬ ‫شدوا‬ ‫هلم‬ ‫عزائماً تشعر تَسمار الصلا‬ ‫ثبُوا إلى المجد كراماآ واندبوا‬ ‫ماهفا‬ ‫وترسي‬ ‫ترة مافات‬ ‫إن ضراباً بالصفاح خطة‬ ‫وننحر الهذي على رأس الصفا‬ ‫قد آن للاحرام أن نحله‬ ‫لطالما أرمض بالصوم الحشا‬ ‫وقت فطره‬ ‫قد آن للصائم‬ ‫بالسافح الثائر فرصاد الكلا‬ ‫قد آن للوضوء أن ننقضه‬ ‫أظفارنا مغمضة عمادعى‬ ‫خشعا‬ ‫البيوت‬ ‫نقر أحلاس‬ ‫وحسبنا الله تعالى وكفى‬ ‫ندرس تاريخ الأولى تقدموا‬ ‫ولا أقاصيص الوغى تكفي الوغى‬ ‫إن العظام لا تواتي شرفا‬ ‫وكان ما كان له ثم انقضى‬ ‫والسلف الصالح سَل سيقه‬ ‫بنى‬ ‫ومن‬ ‫وغارس‬ ‫لحارث‬ ‫تلك الرفات طينة صالحة‬ ‫أو في لَعَل فرجا أؤ في عسى‬ ‫أنبحشون بينها عن عزة‬ ‫وضيعة العقل وجهل وعمى‬ ‫مخلفة‬ ‫إذا أمنية‬ ‫تلكم‬ ‫عن سبق العلا‬ ‫لكننا نصفح‬ ‫سوابق‬ ‫ولها‬ ‫فاح‬ ‫لنا‬ ‫لكن بتحطيم البا على الشبا‬ ‫عن إراثئة‬ ‫لا ملك‬ ‫والمجد‬ ‫المعالي واندفاع ما عنى‬ ‫كسب‬ ‫عز علي ما أثلّت عهوتها‬ ‫‪٢٥١‬‬ ‫لم يعبث الفار بهيصار الشرى‬ ‫لو تقلدنا فعالا من أهلها‬ ‫واها وأنى ومتى‬ ‫يعقبها‬ ‫نعيش قي هينمة بذكرهم‬ ‫لا تنعش الجد إذ الجد كبا‬ ‫نعم لهم سوابق لكنهم‬ ‫اقتدى‬ ‫إلاهمام باللهاميم‬ ‫الذروة لا يبلغها‬ ‫معصومة‬ ‫لم بنلم المجد إذا من الاذى‬ ‫إذا اتكلنا فُغتداً عليهم‬ ‫ودوخوا بالعزم صعب المرتقى‬ ‫شدوا الحزيم للهوادي فانثنت‬ ‫بل هم لها متى ذكت عين الذكى‬ ‫وحمشوا الحرب أباة ضيمها‬ ‫ثم انتهى بعد المراس مهتدى‬ ‫هم علموا الدهر مراس قرنه‬ ‫فو قرين عزمهم حيث انتوى‬ ‫هم علموا السيف مضاء عزمهم‬ ‫فانكفأ الهول شَكِيا بالضوى‬ ‫هم أدهشوا الهول بما يهوله‬ ‫قز عوادي دهرهم حتى غطا‬ ‫هم شيدوا المجد بما ابيض به‬ ‫جمى‬ ‫لهم‬ ‫ذلة‬ ‫فلا تداني‬ ‫هم عقدوا بالعزم عين همهم‬ ‫به احتمى‬ ‫عائذ‬ ‫ولا يضام‬ ‫لا يطرق الضيم عزير ركنهم‬ ‫في طوى‬ ‫فدهرهم للمَكرمات‬ ‫هم أسبغوا للمَكرمات هممهم‬ ‫وحَيّا‬ ‫الله غيث‬ ‫لأرض‬ ‫وهم‬ ‫هم أجدبوا سُوحَهُم من وفرهم‬ ‫وفجروا في الناس ينبوع الفنى‬ ‫هم أنضبوا غدرانهم بجهودهم‬ ‫ونائلا‬ ‫وطائلاً‬ ‫هم وسعوا الكون حلوماً وهدى‬ ‫باع الورى‬ ‫وطولوا‬ ‫وأفقدوا‬ ‫هم أمجدوا وأنجدوا وأوجدوا‬ ‫الجدى‬ ‫وأوفدوا وأوردوا بحر‬ ‫هم جردوا وشردوا وطردوا‬ ‫في مازق الروع ترامؤا للردى‬ ‫هم إذا الخيل ارججحَن بحزها‬ ‫والمحتمى‬ ‫وجدها وشدها‬ ‫حدها‬ ‫الخميس‬ ‫هم لكبَات‬ ‫إن كان في أسمائكم ذاك الوحا‬ ‫أولئشك القوم وصيت فخرهم‬ ‫إلا حديث بعدهم لا يشترى‬ ‫أسلافنا وما لنا من مجدهم‬ ‫في الأرض حجى‬ ‫عند رفات القوم‬ ‫لم التحجي بعدهم في شرف‬ ‫كأنها من كسبنا تلك النخا‬ ‫نرفع مناأنقمساوننتخي‬ ‫أوقارالرنى‬ ‫بطيئة تحمل‬ ‫نصحبهن أنفسا مثقلة‬ ‫مجفلة عن المضاف إن دعا‬ ‫إذا عنت‬ ‫مضوفة‬ ‫عن‬ ‫تعزف‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫لهن جاش إن طمى الهول رسا‬ ‫عا رفة‬ ‫غرم‬ ‫نفوس‬ ‫‏‪ ١‬لا‬ ‫الشدى‬ ‫بصبرها على مقاسات‬ ‫أبية‬ ‫أنفس‬ ‫في‬ ‫ألآ شدا‬ ‫لها بما أئله الأصل أسا‬ ‫تشفع أحسابا زكت بمشلها‬ ‫للإنسان إلا ما سعى‬ ‫فليس‬ ‫هلم فلنحذو حذو سعيهم‬ ‫لكنهم جدوا وقصرناالخطا‬ ‫ليسوا رجالا لا نطيق فعلهم‬ ‫يا أسفاً وعجزت عن السطا‬ ‫تناولت أكفمُنا سيوفهم‬ ‫الاعلام فيها والصوى‬ ‫قد نصبوا‬ ‫ما انطظلمست من دوننا سبيلهم‬ ‫أفظع مما كابدوه فانفأى‬ ‫ما كابدتنا خطة عن شأنهم‬ ‫الذرى‬ ‫لنا‬ ‫ومهدوا‬ ‫وأشأموا‬ ‫هم غربوا وشَرقوا وأيمنوا‬ ‫فحمدوا صباحهم غب الشرى‬ ‫هم سَرَزا بجدهم وجهدهم‬ ‫تمثل الشهب ارتفاعا وسنا‬ ‫نهمو أقاموا سننا شامخة‬ ‫تعطش الصادي إلى نار الوغى‬ ‫هم أقدموا الجرد السراحيب لها‬ ‫مثل البور انجفلت عنها الصخى‬ ‫تزفي الخميس جحفلا فجحفلا‬ ‫معاقل العز وأيتموا العلا‬ ‫يا هي مالي وعشيري أرملوا‬ ‫قد مُدم الحوض ودمت الركا‬ ‫غارهم‬ ‫أين‬ ‫الله‬ ‫رجال‬ ‫أين‬ ‫كأنها الدراليتيم المنتقى‬ ‫شيمتهم‬ ‫أين الذين استخلصت‬ ‫صفا‬ ‫حتى‬ ‫مكدراتِ دهرهم‬ ‫أين الذين مَي]صت سيرتهم‬ ‫أعني سماء العلم والدين الهدى‬ ‫أين الذين عَرجوا إلى السما‬ ‫وأبقت الناس على مثل الدجى‬ ‫أين شموس الأرض أنى أقَلّث‬ ‫وصفوة الصفوة من هذا الورى‬ ‫أين الخيار العائذ الكون بهم‬ ‫يا حَربا لا غيشها ولا السدى‬ ‫أين ربيع الأرض أين غيشها‬ ‫التقى‬ ‫الله وقائد‬ ‫ضنائن‬ ‫عباده‬ ‫الله في‬ ‫بقايا‬ ‫أين‬ ‫قد أسد الشعلب فينا وضرى‬ ‫أين أسود الله ماذا اغتالها‬ ‫منتسى‬ ‫الدين وصارى‬ ‫حمية‬ ‫رحلها‬ ‫بعد القوم شدت‬ ‫هيهات‬ ‫فمججمع فمنتدى‬ ‫فمنهج‬ ‫فمعهد‬ ‫أنشدها من مسجد‬ ‫أنهارهن الشرى‬ ‫ثم حدست‬ ‫فلم أجد منشودتي في موضع‬ ‫ثم ثوت آسفة فيمن ثوى‬ ‫أرملة ناحت على أحرارها‬ ‫‪٢٥٢‬‬ ‫مضى‬ ‫عمن‬ ‫وليتنا في حلف‬ ‫بعدهم‬ ‫ززئنا‬ ‫أواه‬ ‫أراه‬ ‫ما يعقت الخزي ولا من يتقى‬ ‫دافع ومتق‬ ‫من‬ ‫ما في الحمى‬ ‫الغارات في قفر الحمى‬ ‫وشنت‬ ‫الحرمة بعد صونها‬ ‫قد ضاعت‬ ‫ودعثر الزب وخاس المرتعى‬ ‫جزع‬ ‫ذئاب‬ ‫الحي‬ ‫وطرق‬ ‫إذ سمع الميت دعاء من دعا‬ ‫أدعو رعاة الحي في قبورهم‬ ‫إجيائهم لعل فيهم من وعى‬ ‫من‬ ‫أدعو لها الأموات إذ آيست‬ ‫حول المراعي ما تعمى وما رَعى‬ ‫يا أيها الراعي انتبه فما بقي‬ ‫لو كان من يزعجه هذا الندا‬ ‫يخ صوتي مسمعا ومسمعا‬ ‫عي بها الطب وأعيث الزرقا‬ ‫أصبح قومي جشة باردة‬ ‫إلا كآثار الحيا على الحصى‬ ‫ما أثر النصح على ألبابهم‬ ‫إلا كما يرسخ في الصخر الصدى‬ ‫وما رسوخ الوعظ من قلوبهم‬ ‫مستوى‬ ‫ولا لحر‬ ‫تكرمة‬ ‫عندهم‬ ‫الكلام‬ ‫ولا لأحرار‬ ‫إن الكرام دارهم لا ثتجتوى‬ ‫تننصحهم فتجتوى ديارهم‬ ‫إلى جماد ذاب أو ماء جسا‬ ‫أمخضشهم نصائحا لو ذهبت‬ ‫يقرضها اللوم وينفيها اللى‬ ‫مكارما‬ ‫فتنثشني نصائحي‬ ‫الجلا‬ ‫إذا لاح‬ ‫الرأي‬ ‫عزائم‬ ‫سيدرك النصح لزاز محوذ‬ ‫لو سكنتهم زلزلت قلب العدا‬ ‫لقد نفت عني الرجال شيمة‬ ‫أن أفيتهم‬ ‫لكنني أعجز‬ ‫فتاركث أحلامها إلى الهوى‬ ‫إن القلوب استشعرت جبلة‬ ‫هادية لمن غوى‬ ‫بحسنها‬ ‫ليس العصور الغر إن تكشفت‬ ‫والسيف بالشفرة يفضل العصا‬ ‫معتبر‬ ‫امرى‪ :‬بفعله‬ ‫كل‬ ‫درى‬ ‫وليته‬ ‫السيل‬ ‫يحمله‬ ‫فرأيت غافلا‬ ‫عيني‬ ‫فتحت‬ ‫كأنه جزل الغضا وما وعى‬ ‫ونائماآ والنار في جثمانه‬ ‫ومزدرى‬ ‫خازياً‬ ‫بأن يعيش‬ ‫مفتخراً‬ ‫بذلة‬ ‫وراضياً‬ ‫ظالمه من الرجا إلى الرجا‬ ‫ومؤمنا مستضحفاًيفره‬ ‫الدوى‬ ‫للتحر‬ ‫الآراء‬ ‫وأرشد‬ ‫متهما‬ ‫وعاقلاً في رأيه‬ ‫خبا‬ ‫أسعر ما كان إذا قلت‪:‬‬ ‫تخاله‬ ‫وحاسداً لنعمة‬ ‫‪٢٥٤‬‬ ‫بلقمة يلنذها وهي الودى‬ ‫فيه انتشا‬ ‫وبائعاً لوطن‬ ‫وحالنا مشومة كما ترى‬ ‫وعزة‬ ‫استقامة‬ ‫لنا‬ ‫فهل‬ ‫مستهجَن وعهدهم على شفا‬ ‫وأغلب الناس الوفاء عندهم‬ ‫عن دخل ولا هوى‬ ‫شكيمة‬ ‫يجرون بالأهواء‪ .‬لا تكبحهمُ‬ ‫الجلا تراموا للعرا‬ ‫لغمرة‬ ‫إن دعوتهم‬ ‫الفضل‬ ‫أدعياء‬ ‫هم السُوام في ارتياد المرتعى‬ ‫ممهم في شهوات طبعهم‬ ‫أفلس من مُزررة ومن حجى‬ ‫ثريهم من جَمَع المال ولو‬ ‫‪4‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫أنا‬ ‫قال‪:‬‬ ‫بدح‬ ‫دهاه‬ ‫وإن‬ ‫تَمَادَى ناكصا‬ ‫إذا دعا المجد‬ ‫والسيد الأاقعس من نال القنى‬ ‫فتو‬ ‫بعقل‬ ‫اليوم‬ ‫لا يشرف‬ ‫ودعه إن طغى‬ ‫إن ملا الكيس‬ ‫فخذ من الممر الدني رأته‬ ‫وإن ضما‬ ‫صفحته‬ ‫وإن جست‬ ‫عنوة‬ ‫لها لرقا ب‬ ‫تخاضعت‬ ‫وليس يخفي في الظلام ابن جلا‬ ‫حالنا‬ ‫تلكم‬ ‫الإسلام‬ ‫عصائب‬ ‫قد تكمأ الجرح وأدنفب الضنا‬ ‫ما تنظرون في التماس طبُكم‬ ‫بمقتدى‬ ‫ومقتدي‬ ‫بقوة‬ ‫ليس لها إلا التفاف قوة‬ ‫أضغانها واشتعلت فيها التقى‬ ‫طفئت‬ ‫لها إلا نفوس‬ ‫ليس‬ ‫الهدى‬ ‫لله وحشؤه‬ ‫وجهته‬ ‫يلممها الإيمان قلبا واحدا‬ ‫رمى‬ ‫الله‬ ‫وإنما‬ ‫رَنث‬ ‫وما‬ ‫واحدة‬ ‫فقوسها‬ ‫رمث‬ ‫إذا‬ ‫من حسد يسعفكم ومن قلى‬ ‫دب إليكم دا من قبلكم‬ ‫فقل من مهما أصابته نجا‬ ‫فخلصوا الأنفس من أدوائها‬ ‫لكانت الاوجه وجها ينتحى‬ ‫ولو تألفتم على إيمانكم‬ ‫من فتنة ومن شدى‬ ‫فصفيت‬ ‫قلوبكم‬ ‫أنواره‬ ‫و‬ ‫نزا‬ ‫وغره الأركاس من حيث‬ ‫ضاق على الخصم القضاء دونكم‬ ‫يزيل باللطف الخفي ما عنا‬ ‫عسى الذي قتدر ما يهولكم‬ ‫فينظر الروض وإن كان ذوَى‬ ‫ويمطر الروح على ربوعكم‬ ‫النونية‬ ‫لابي مسلم البهلاني ۔ رضي الله عنه‪:‬‬ ‫‪٢٥٥‬‬ ‫فما لطرفك ياذا الشجو وسنان‬ ‫تلك البوارق حاديهن مرنان‬ ‫تزجي خميسا له في الجو ميدان‬ ‫شقت صوازمها الأرجاء واهتزعت‬ ‫وقيعان‬ ‫حتى تساوت به أق‬ ‫تبجست بهزيم الؤزدق منبعقاً‬ ‫سر وجوف وغصُت فيه جرنان‬ ‫سقى الشواجن من رضوى وغص به‬ ‫ربوع ما ضم عندام وجعلان‬ ‫وجلل السهل والأوعار معتمدا‬ ‫وصخفخنان‬ ‫وطم مارد صفمنان‬ ‫ورزاث ينصح للجرداء ساحتها‬ ‫في لوحه من سناء البرق ألوان‬ ‫يريق في الجو منه رَييق ممطلل‬ ‫عيني وشبت لشجو النفس نيران‬ ‫إن هيج البرق ذا شجو فقد سهرت‬ ‫يا برق حسبك ما في الارض ضمان‬ ‫وصير البرق جفني من سحائبه‬ ‫أرض وما هي لي يا برق أوطان‬ ‫ني أشح بدمعي أن يسح على‬ ‫إلى معاهد لي فيهن أشجان‬ ‫هبك استطرت فؤادي فاستطر رمقي‬ ‫وهن ونشط ضميري الآن سكان‬ ‫تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلث‬ ‫بلى كم افترقث روح وجثمان‬ ‫نايت عنها ولكن لا أفارقها‬ ‫وهن بين جنان الخلد بطنان‬ ‫وكيف أنسى عهودي في مسارحها‬ ‫نعم لدي لذا السلوان سلوان‬ ‫أم كيف يمكن سلواني فضائلها‬ ‫أرام وغزلان‬ ‫غيري‬ ‫إنذ شاق‬ ‫معاهد شاقني منها محاسنها‬ ‫إن باء بالحب في الأوطان إيمان‬ ‫لها على القلب ميشاق يبوء به‬ ‫لا يغلب القدر المحتوم إنسان‬ ‫نزحت عنها بحكم لا أغالبه‬ ‫حي قضى خلفته بعد أحزان‬ ‫كأنني واغترابي والغرام بها‬ ‫مشل الخيال وروحي ثم جثمان‬ ‫هي النوى جعلتني في محاجرها‬ ‫رغمي وليس إلى الترياق إمكان‬ ‫أعيش في غربة عيش السليم على‬ ‫فكل حَظَيَ تحريك وإسكان‬ ‫يا برق حرك همومي إن تكن سكنت‬ ‫وناشط الهم لا تزويه أرسان‬ ‫وأصبره‬ ‫بي همي‬ ‫ما زال ينشط‬ ‫لتام فالطف حيامن هتان‬ ‫يا برق هل والحنايا من ضماضع فالا‬ ‫وهل قطين بعليا قاعر بانوا‬ ‫وهل ذرى القفص فالمقراة معشبه‬ ‫والدهر في غفلة والشهب إخوان‬ ‫عهدي بها ونضير العيش يصحبها‬ ‫روح الفضيلة لا رَند وريحان‬ ‫نشأت فيها وروضاتي ومرتبعي‬ ‫‪٢٥٦‬‬ ‫وإحسان‬ ‫ومعروف‬ ‫وقصد‬ ‫صدق‬ ‫أرتاح فيها إلى جل فيبهرني‬ ‫هنا تيقنت أن الدهر خوان‬ ‫فحال حكم النوى بيني وبينهم‬ ‫والدهر يُيرم والآمال ولدان‬ ‫حتى متى أتقاضى الدهر قربهم‬ ‫حر وحتى م ضام الحر إحسان‬ ‫حتى م يا دهر لا تبقي على بشر‬ ‫فإن عهدي وللحالات ألوان‬ ‫أكل رأيك حربي أم لها أمد‬ ‫للميدان فرسان‬ ‫ففي سجونك‬ ‫حل العقال وأطلقني إلى سعتي‬ ‫إن الله ديان‬ ‫العدالة‬ ‫أعط‬ ‫يا دهر يا باخس الأحرار حقهم‬ ‫حسناك زادوا وإن شان الورى زانوا‬ ‫فيم التقصي بأهل الفضل إن نقصت‬ ‫لا يثشقلون وإن خفت عيابهُمُ‬ ‫أخفى غبارك يا دهري محاستهم‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫إن تعرف الحق فيهم لم تذر أسدا‬ ‫حمدالحائزون المجد قطان‬ ‫يا ناقل العيش من عليا بدية حيث الب‬ ‫ريز والقابل الراسي بها الشان‬ ‫خف وراءك عرًا والمضيرب والد‬ ‫حيث القطين ملوك الناس قحطان‬ ‫وخل إبراء أعلاها وأسفلها‬ ‫مياسر الفتح حيث الحي كهلان‬ ‫وخذ بأوجهها عن ساحتي سمد‬ ‫تجري المجرة فيها وفهمي سدران‬ ‫أخشبة‬ ‫ودغ وراءك إن ربت‬ ‫أفناء حلفين حيث السوح جرنان‬ ‫ويا من الدوح والخضراء منتحياً‬ ‫أرض لعامر أهل الفضل أوطان‬ ‫واعمد إلى الجوف واستظهر أسافلها‬ ‫فرق على بيضة الإسلام عنوان‬ ‫وافرق بها البيد حتى تستبين لها‬ ‫لها مع السخب أكناف وأحضان‬ ‫الحوراء شاخصة‬ ‫فإن تيامنت‬ ‫نزوى وطابت بها للمجد أركان‬ ‫فحط رحلك عنها إنها بلغت‬ ‫كأنهن مع الأنضاء ععقبان‬ ‫فطالما وَخدث تبغي لُبانتها‬ ‫وإنصاف وإحسان‬ ‫عدل وفضل‬ ‫إنزل فديتك عنها إن حاجتها‬ ‫تحت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا‬ ‫إنزل فديتك عنها إن وجهتها‬ ‫بها الخلافة والإيمان إيمان‬ ‫هنالك انزل وقبل تربة نبتت‬ ‫للحتق فيهن أزهار وأفنان‬ ‫انزل على عرصاتٍ كلها فُدُسٌ‬ ‫أئمة الدين قيعان وظهران‬ ‫إنزل على عزبات الغور حيث حوت‬ ‫‪٢٥٧‬‬ ‫م ‏‪١٧‬‬ ‫نهضة الأعيان‬ ‫لها على الحل والتعريج إدمان `‬ ‫حيث الملائكة احتلت مشاهدهم‬ ‫تنصب فيها من الأنوار معنان‬ ‫أرض مقدسة قد بوركت وزكت‬ ‫إيقان وعرفان‬ ‫له جناحان‬ ‫ما طار طائرها لل محتسبا‬ ‫والفتح والنصر والتأييد أعوان‬ ‫ساعده‬ ‫الله‬ ‫يمين‬ ‫وقام‬ ‫إلا‬ ‫واليمن يشمره علم وإيمان‬ ‫ميمونة بركات الله تنفحها‬ ‫وإن قضت باستتار العدل أحيان‬ ‫بها هضبة الإسلام من جقب‬ ‫رست‬ ‫من يوم أصبح توحيد وقرآن‬ ‫قديمة الذكر عاد الدين عائذمما‬ ‫حتى تواضع بهرام وكيوان‬ ‫قامت بها قبة الإسلام شامخة‬ ‫للاستقامة فيها الدهر سلطان‬ ‫ولم تزل عَرْصة للعدل عاصمة‬ ‫كأنها لسيوف الله أجفان‬ ‫كم أشهر الله فيها من حسام مدى‬ ‫مذ كان للجور سلطان وشيطان‬ ‫كنانة لسهام الله ما فرغت‬ ‫بدين ذي المُفنات الخبر إيقان‬ ‫بحجة الله قامت في الشقاق لها‬ ‫بالقصر والفتح برهىان وبرهان‬ ‫ليرّها واختصاص الله قانمها‬ ‫منذ الجَلَندى وخثم الكل عزان‬ ‫تعاقبت خلفاء الله منصبها‬ ‫من يوم قيل لدين الله أديان‬ ‫أئمة حفط الدين الحنيف بهم‬ ‫العزائم أوَاهمون رهبان‬ ‫شمس‬ ‫صيد سراة أباة الضيم أسد شَرَى‬ ‫ظهر السرائر للإسلام حيطان‬ ‫سفن النجاة هداة الناس قادتهم‬ ‫النه إيمان‬ ‫مديح‬ ‫إذا استحى‬ ‫تقبلوا مدح القرآن أجمعها‬ ‫يفتهم في التقى سر وإعلان‬ ‫جَذوا إلى الباقيات الصالحات فلم‬ ‫والوجه والقصد إيمان وإحسان‬ ‫على الحنيفية الزهراء سيرهم‬ ‫لشربه النهر إن الكل عطشان‬ ‫بسيرة العمرين استلاموا وسشطوا‬ ‫حناهم الحق عن مكروهة لانوا‬ ‫صعب الشكائم في ذات الإله فإن‬ ‫أرواحهم في سبيل الله قربان‬ ‫مسرمين لنصر الله أنفسهم‬ ‫دانوا النفوس فعزت حينما دانوا‬ ‫ومدهم سنة بيضاء تبيان‬ ‫سيماهم النور في حلت وفي حُلتٍ‬ ‫وهمهم حيثما كان الهدى كانوا‬ ‫بحكم الله حكمتهم‬ ‫مقيدون‬ ‫وفي سواه مُمم صم وعغميان‬ ‫هم أسمع الناس في حق وأبصرهم‬ ‫‪٢٥٨‬‬ ‫إذ همهم صالح يتلوه رضوان‬ ‫لم تُلههم زهرة الدنيا وزخرفها‬ ‫أوثان‬ ‫كأن لذة هذا العيش‬ ‫باعوا بباقية الرضوان فانيهم‬ ‫وفي الجهادين إن عَزوا وإن هانوا‬ ‫وقف على السنة البيضاء سعيهم‬ ‫ولا تى عزقهم نفس وشيطان‬ ‫ما زايلث خطوة المختار خطوتهم‬ ‫عزومهم لصروح الدين أركان‬ ‫فجاهدوا واستقاموا في طريقته‬ ‫لحكم اله سلطان‬ ‫استقام‬ ‫حتى‬ ‫الله حكمهم‬ ‫بحدود‬ ‫وسلطوا‬ ‫عغقبى محبتهم عفو وغفران‬ ‫أولشك القوم أنواري هديت بهم‬ ‫غوثي إذا ضاق بي في الكون إسكان‬ ‫أئمتي عمدتي ديني محجُتُهم‬ ‫ولا يصح الهنى إلا بما دانوا‬ ‫لا يقبل الله دينا غير دينهعغُ‬ ‫عن موقف الحق أزمات وأزمان‬ ‫من عهد بدر وأخد لا تزعزعهم‬ ‫وخمان‬ ‫أخاليط‬ ‫عداه‬ ‫وما‬ ‫حقيقة الحق ما دانوا به وأتوا‬ ‫فثروة القوم إخلاص وإيقان‬ ‫إن يشرف الناس في الدنيا بثشروتهم‬ ‫له إن قربوا له إن بانوا‬ ‫لله ما تركوا‬ ‫لله ما جمعوا‬ ‫لديهم وله في الحق رجحان‬ ‫أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه‬ ‫وقرآن‬ ‫مثل الخيالات تسبيح‬ ‫تراهم في ضمير الليل صيّرهم‬ ‫بعزة الله فوق الخلق سلطان‬ ‫هم الاباضية الزهمر الكرام لهم‬ ‫لم يوف إلا لهم في العدل ميزان‬ ‫لا يعرف العدل إلا في استقامتهم‬ ‫دنياهم تنل وحرمان‬ ‫لا شأن‬ ‫في الذبٌ عن حرمات الله شأنهم‬ ‫منها كأنهم باللغة اختانوا‬ ‫رضوا بلغة محياهم على خطر‬ ‫فالقلب في شبع والبطن خمصان‬ ‫سِيمَا التعفف تكشوهم جلال غنى‬ ‫أخلاقهم فكأن الفقر تيجان‬ ‫تمت الملوك وممذي الأنبياء على‬ ‫حقيقة الأمر أن العيش ثعبان‬ ‫تمثلث لهم الدنيا فما جهلوا‬ ‫زهد وخوف وإصبار وشكران‬ ‫جازوا الجسور خفاف الحاذ وِفْرهُم‬ ‫خوف عليهم ولا بالقوم أحزان‬ ‫فاز المخمشُون من دار الغرور فلا‬ ‫وحمى ومضجعهم روح وريحان‬ ‫مضوا وآثارهم نور وذكرهم‬ ‫كما جَلى الرسل أحيان فاحيان‬ ‫تتابعوا دولة في إثر سابقة‬ ‫نكشفت بنوره عن وجوه الحق أغيان‬ ‫حتى انجلى الكوكب الدري فا‬ ‫‪٢٥٩‬‬ ‫جسم الوجود وقد أرداه طغيان‬ ‫هنالك انيعثث روح الحياة إلى‬ ‫وأديان‬ ‫أحكام‬ ‫الكوارث‬ ‫من‬ ‫وقام للحق شأن بعد ما لغيبت‬ ‫سواعد شنها بغي وكفران‬ ‫وأصلت الله إصليتا يحس به‬ ‫فالكائنات أغاريد وألحان‬ ‫وأعرب الكون عن بشرى ضمائره‬ ‫أمنية رَقب الإسلام طلمتها‬ ‫إذا قدرت‬ ‫أوقات‬ ‫وللأماني‬ ‫ثم انجلت فانجلى عدل وإحسان‬ ‫تمئعث في خدور الغيب آونة‬ ‫إمكان‬ ‫الله‬ ‫مراد‬ ‫لرد‬ ‫وما‬ ‫ما ساورنها صروف الدهر إذ نجمت‬ ‫وفائد العقل في المقدار حيران‬ ‫وحكمة الله في التدبير قاهرة‬ ‫وێخكُم الأمر والأفكار عغميان‬ ‫يقضي بما شاء والاسباب جامدة‬ ‫عمن يشاء وفي الحكمين رحمن‬ ‫يختص من شاء الرحمن ويضرفها‬ ‫حكم المقادير تخمين وبهتان‬ ‫إن الذي يتعاطا الذكاء لدى‬ ‫ثم إذعان‬ ‫وعجز‬ ‫إلا قصور‬ ‫ما حيلة الظن والأوهام في قدر‬ ‫ولو تطاول تقريب وإمعان‬ ‫لا بد أن تربط الأافهام وحدته‬ ‫فالشأن لا غير للأكوان ديان‬ ‫خذ ما أتاك وسلمها لخالقها‬ ‫رأي الفحول ففيها تم برهان‬ ‫أنظر إلى دولة أعيت معاجزها‬ ‫والعقل في نصب والكون أشجان‬ ‫أرادها الله فاحتلت مناصبها‬ ‫الحق بطلان‬ ‫ولا يقوم لسيف‬ ‫بأهم الله ترمي من يقاومها‬ ‫إن شذ بالجد والتوفيق مطعان‬ ‫إن الأسنة لا تعدو مقاتلنها‬ ‫جنلان‬ ‫الله والإسلام‬ ‫خلافة‬ ‫عادت إلى جَجذلها من طول غربتها‬ ‫وللخلافة في الإسلام أوطان‬ ‫عناية الله تحدوها لموطنها‬ ‫وشانها لمصاص المجد خلصان‬ ‫تنحو ابن بَججدتها العليا وبؤبؤها‬ ‫الإيمان ملاآن‬ ‫صدر بخالصة‬ ‫تقلد القد منها صدر قيمها‬ ‫جد وأقران‬ ‫له على حملها‬ ‫همامها العاصم الكافي لعصمتها‬ ‫في هضبة المجد أجذال وأغصان‬ ‫سميدغع مشل صدر السمهري له‬ ‫وأحزان‬ ‫سهل‬ ‫شهدت‬ ‫بفضله‬ ‫رحب المباءة قَزم لا بواء له‬ ‫وعزمه قبل وضع الرمح طعان‬ ‫رأيه‬ ‫أحوذى‬ ‫مشمرًَ‬ ‫من الذكاء لمحض الرأي تبيان‬ ‫مروع المعي في بصيرته‬ ‫وآذان‬ ‫أبصار‬ ‫فنيه‬ ‫كأنها‬ ‫من أصيل الرأي فطنته‬ ‫تحكمت‬ ‫الله نيران‬ ‫بخصم‬ ‫كأنهن‬ ‫يطوي عزائم بالتقوى وينشرها‬ ‫وغير بدع ممدى يُذكيه عرفان‬ ‫أصاره علمه بالله محض هدى‬ ‫يمثل الشمس منه الذات والشان‬ ‫لم يترك العلم منه موضعا كدراً‬ ‫وسره ملك والشخص إنسان‬ ‫ما زال تَمححصّه التقوى ويمحصها‬ ‫خير وشر وأغيار وأغيان‬ ‫حتى تمحًخص نورا لا يكدره‬ ‫من الكريم وتخصيص وإحسان‬ ‫والعلم بالله والإخلاص عارفة‬ ‫لانفس ما لها في الناس حسبان‬ ‫مواهب ساقها من فيض رحمته‬ ‫وهن في ملكوت الله شهبان‬ ‫شوحهمُ‬ ‫من أحجار‬ ‫تعدها الناس‬ ‫والعقل في الوجد بالمشهور ولهان‬ ‫يمشون بُلهَا وَمَمم النفس في كيس‬ ‫إلالمن لم تسعه قط أكوان‬ ‫قلبا ما به سعة‬ ‫والفتح يقصد‬ ‫لها على عالم الإمكان سلطان‬ ‫صدقت‬ ‫الله سر حيثما‬ ‫محبة‬ ‫فطور عقلك في ذا الفتح حيران‬ ‫مغالقه‬ ‫وإن سدت‬ ‫فتحا‬ ‫تعطيك‬ ‫إذا وَقَى لك هذا الخلق أو خانوا‬ ‫محبته‬ ‫فلا عليك إذا صحت‬ ‫ونيران‬ ‫أنوار‬ ‫لله‬ ‫بالحب‬ ‫لله ما أنفس في سرها اشتعلت‬ ‫في عالم فيه أهل الله ئدمان‬ ‫تحل في الأرض والألباب طائرة‬ ‫والحال صحو وكل الشرب نشوان‬ ‫ريانة بشراب الحب محرقة‬ ‫قطب ومورده الصافي لها حان‬ ‫تلك النفوس التي هذا الإمام لها‬ ‫وسلطان‬ ‫وشرع وتكميل‬ ‫كشف‬ ‫خاض الحقيقة كشفا فاستقام له‬ ‫والناس فوضى وأهل الجور ذؤبان‬ ‫والأرض مظلمة‬ ‫إمامته‬ ‫جاءت‬ ‫عر المفاسد إرهاق وإيهان‬ ‫فأشرق العدل في أرجائها ولقى‬ ‫من جده ابن تميم المجد عزان‬ ‫جاءته ما كان بدعا من أئمتها‬ ‫إذا تفاخر قَحطأ‪ -‬وعدنان‬ ‫في ضئشضىء العزة القعساء مَختِده‬ ‫أعراق مجد وأساس وبنيان‬ ‫بذروة اليحمد الصيد الملوك له‬ ‫وكيف يلحق عينَ الشمس نكران‬ ‫لا ينكر الناس ما للقوم من قَدّم‬ ‫ورضوان‬ ‫وهدايا‬ ‫كواكب‬ ‫حسابهم ومعاليهم ودينه‬ ‫‪٢٦١‬‬ ‫إلا وللصفر من إكرامه شان‬ ‫ما اختاره الله صفواً من خلاصتهم‬ ‫أعوان‬ ‫و ‏‪ ١‬لأةفذ ‏‪ ١‬ر‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫أمانة‬ ‫يا سالمم الدين والدنيا ابن راشد خذ‬ ‫إذ كل أمرك تدبير وإتقان‬ ‫أنت الضليع بها حملا وتأدية‬ ‫سيف من الله لا تحويه أجفان‬ ‫أحدز وأصمذ وأيقِن أن صاحبها‬ ‫وخير ما دبر الأملاك إيمان‬ ‫يسوسها مؤمن بالله معتصم‬ ‫الله إيقمان‬ ‫نور‬ ‫تحت‬ ‫فظنه‬ ‫للاستقامة في تدبيره قبس‬ ‫لأنه من فيوض الكشف ملاآن‬ ‫لا يصرف الفكرَ في شيء فيخلفه‬ ‫الله أعيان‬ ‫وبعين‬ ‫عيرنهم‬ ‫لله ناظرة‬ ‫بنور‬ ‫والمؤمنرن‬ ‫لبوا الدعاء فإن الصوت قرآن‬ ‫يا للرجال وداعي الله بينكعُ‬ ‫إبان وإبان‬ ‫فات‬ ‫لقد‬ ‫بلى‬ ‫يا للرجال ألم يأن الجهاد لكم‬ ‫فما لكم قبل وزن القسط ميزان‬ ‫يا للرجال أقيموا وزن قسطكمُ‬ ‫فما لكم بعد خذل الدين أوطان‬ ‫يا للرجال احفظوا أوطان ملتكم‬ ‫إن لم تكن فيكم للدين أشجا‬ ‫يا للرجال احفظوا أحساب مجدكمُ‬ ‫فالوقت قد ضاق والتثبيط خسران‬ ‫يا للرجال اندبوا لله غيرتكم‬ ‫فناصر الله لا يعروه خذلان‬ ‫ألا لله منتصر‬ ‫يا للرجال‬ ‫و سيد ‏‪ ١‬ن‬ ‫آساد‬ ‫الحوادث‬ ‫إن‬ ‫يا للرجال أررني من شهامتكم‬ ‫فالغاية الفتح أو موت ورضوان‬ ‫يا للرجال اجعلوا لله نجدتكم‬ ‫طار البُغاث به وانحط عقبان‬ ‫يا للرجال ألم يحزنكم زمن‬ ‫صوت الأرامل والأيتام إذ هانوا‬ ‫يا للرجال ألم يدهش عقولكم‬ ‫من حلبة الجوع والظلام تخمان‬ ‫هذا اليتيم قد انحازت مفاصله‬ ‫وما لها لليذى نهب وحلوان‬ ‫يا للرجال بيوت الله قد هدمت‬ ‫هدرا كما عبثث بالماء صبيان‬ ‫يا للرجال دماء المسلمين غدث‬ ‫كأن لحم بني الإسلام جعلان‬ ‫ولا أرش ولا قود‬ ‫فلا قصاص‬ ‫فقد أحاط بكم بغي وعدوان‬ ‫يا للرجال أفيقوا من سُباتكمُ‬ ‫وليس للأجل المعدود نقصان‬ ‫أخيفة الموت ظل العجز يُقذكم‬ ‫شجعان‬ ‫الموت‬ ‫وعد‬ ‫ولا يقدم‬ ‫لا يحجب الموت جبن عند موقعه‬ ‫إذ استطالت على الآساد حملان‬ ‫يا للرجال لقد دَلڵث حفيظتكم‬ ‫‪٢٦٢‬‬ ‫ما ضمها معهم رَمسٌ وأكفان‬ ‫إن السيوف التي كانت لسالفكم‬ ‫وجدان‬ ‫قلوبكم أم نأى عنهن‬ ‫هي في الأجفان أم مَرضث‬ ‫مريضة‬ ‫وما بها لعتيق المجد أحزان‬ ‫بنس السيوف إذا حلت عواتقكم‬ ‫فإن تلك اليمانيات ذكران‬ ‫لا تحجبوها إنائاً في مغامدها‬ ‫إن كان فيكم يلاقي الري عطشان‪.‬‬ ‫أورردوها إنها عطشت‬ ‫قدكم‬ ‫وهم أصحابها في المجد سهران‬ ‫كانت بوارق في الأخطار ساهرة‬ ‫وساهر البرق في الأغماد وسنان‬ ‫فاليوم نامت هموم القوم في جَدَث‬ ‫غيظا على صَارَ أو حزنا على كانوا‬ ‫تكاد أن تتلاشى من تَحرتها‬ ‫كأنها في دخان الحرب نيران‬ ‫أورثلتموها من الأوتار مشملة‬ ‫وما بكم لحقوق السيف غضبان‬ ‫واليوم تغمد فيكم وفي مُغضبة‬ ‫منكم ولا أسكنئها الغمدً قحطان‬ ‫ما عودتها بنو عدنان ما لقيث‬ ‫إن الرجال بفعل السيف تزدان‬ ‫لا تحملوها إذا كانت لزينتكم‬ ‫وليت خيلكم مَغْزر وثيران‬ ‫فليت أسيافكم صارت مَعاولكم‬ ‫فيكم وطزف الهدى في الظلم سهران‬ ‫حتى م طرف الهدى سهران من قلقي‬ ‫وإنما الحظ كالأزمان أزمان‬ ‫ليست بسنتكم مذ كان عنصركم‬ ‫الدهر عنوان‬ ‫أمجادهم في جبين‬ ‫يا للقبائل يا أهل الحفاظ ومن‬ ‫أقران‬ ‫للإادراك‬ ‫العزائم‬ ‫إنذ‬ ‫شدوا العزائم في استدراك فائتكم‬ ‫بركان‬ ‫العدل إذ للجور‬ ‫بنعمة‬ ‫أمل المكارم إن الله أكرمكم‬ ‫فإنما يربط النعماء شكران‬ ‫لا تكفروا الله في تعماء أنعممها‬ ‫بنو تمام ومن ربته جعلان‬ ‫فأين أين ذئاب الدر حمَتُها‬ ‫سعد العشيرة عليا ممذجج كانوا‬ ‫وأين عنها الجنيبيون إنهم‬ ‫وفخرهم بحميد الذكر يزدان‬ ‫عاصفة‬ ‫برياح الموت‬ ‫غاراتهم‬ ‫سارت بصيتهم في الارض زكبان‬ ‫الأزد إنهم‬ ‫وأين راسب سيف‬ ‫بالمجد والفضل فياض وملاآن‬ ‫وأين أهل المار الهمشم بحرهمُ‬ ‫الله أعوان‬ ‫لحقوق‬ ‫ومنهم‬ ‫عهدي لهم نجدة في الحرب شاهرة‬ ‫أنتم لها يا أسوة الله أركان‬ ‫وكبّات الخميس لكم‬ ‫ويا لشمس‬ ‫وعندكم من ثقور ا له جعلان‬ ‫أنتم مام الوغى لبوا‪.‬إمامكمُ‬ ‫‪٢٦٣‬‬ ‫ئخجذ ضراغم أواهون رهبان‬ ‫وأين أولاد عيسى والحفاظ لهم‬ ‫عهدي بهم للهدى حصن وايوان‬ ‫صميم كندة حي الملك من يمن‬ ‫أم فيكم لمصاب الدين سلوان‬ ‫شذوا ۔ فديتكم ۔ أنتم بواسلها‬ ‫عزائم القوم جنات ونيران‬ ‫وأين يحمدها الشرث الكرام ففي‬ ‫وسلطان‬ ‫في نصرة الله صولات‬ ‫ضنائن لله أنتم لا يزال لكم‬ ‫ما دام حمد مطعام وميطعان‬ ‫يبلى الزمان ولا تبلى محامدكم‬ ‫فإن إصلاحكم رضوى وئهلان‬ ‫إن كان صالح طود المجد فارقكم‬ ‫وفي علي أخيه للعلا شان‬ ‫عيسى لكم حلف صِذق لخير أب‬ ‫سيارة الشهب في جنبيه صوان‬ ‫صنوانِ يستبقيان المجد في حسب‬ ‫فاء ابن عمهما الكافي سليمان‬ ‫وفيكم الاسد الكرار فارس شر‬ ‫ومن له في بناء المجد أركان‬ ‫السيد ابن حميد سيف سطوتكم‬ ‫للكون ممن بره رُخممى وإحسان‬ ‫بحر المكارم غوث الخلق ممن شملت‬ ‫وولدان‬ ‫آباء‬ ‫يمناه‬ ‫بطول‬ ‫الباسل البطل المغوار من شهدت‬ ‫عنه القوافي ولم بلعه تبيان‬ ‫وفيكم من رجال المجد من خرست‬ ‫ذوائب الأزد حيث المجذ والشان‬ ‫أين المساكرة الصيد الطارف ممن‬ ‫أساود الموت يوم الهول طوفان‬ ‫في ذروة المجد من لهم إذا انتسبوا‬ ‫شهب إذا رجموا للفضل هتان‬ ‫شم إذا حزموا نار إذا عزموا‬ ‫ولا تراغ لهم بالضُنم جيران‬ ‫كواكب العز لا ثرتمى مسارهم‬ ‫وفيهم من عباد الله غسان‬ ‫وأين حبس كرام الخيم من قدم‬ ‫وهم إذا افتخر الفرسان فرسان‬ ‫سيوفها وعواليها وأسهمها‬ ‫ل الجد والجود إن شدوا وإن لانوا‬ ‫وأين أسد صََرَاها ين وهيبة أه‬ ‫ناهيك من عامر والاصل عيلان‬ ‫وأين عامر والأاحساب مشرقة‬ ‫إذ عَك عَك وإذ همدان همدان‬ ‫وأين همدان من صِقين تعرفهم‬ ‫المعاصل بدر الفضل سلطان‬ ‫وأين قائدهم ليث المعارك صمصام‬ ‫قضاعة وزعيم القوم زهران‬ ‫وأين نار الوغى آل المسيب من‬ ‫ومجد وائل في التاريخ شهبان‬ ‫وأين وائل والآثار شاهدة‬ ‫وتيجان‬ ‫أتاوت‬ ‫مزون‬ ‫على‬ ‫وأين مشغولة قبل الرسول لهم‬ ‫‪٢٦٤‬‬ ‫لا يدانيهن إنسان‬ ‫مناقب‬ ‫وأين عنها دياب الخطم إن لهم‬ ‫سمائل في للسلطان سلطان‬ ‫وأين حلقوم ذاك الملك معصمه‬ ‫والأجربان بنو عبس وذبيان‬ ‫وين عن أَجرَبَنها منع بيضتها‬ ‫لا طنِتَن جمركم بغي وعدوان‬ ‫يا جمرة العزب يا عبس الطعان ألا‬ ‫حيث الجهاذ على الباغين موتان‬ ‫لا تشعلوا الحرب إلا في مواقدها‬ ‫إنا وإياكم في المجد صنوان‬ ‫ذبيان مجدكمُ‬ ‫ويا بني عمنا‬ ‫الناس تمطفان‬ ‫عرًا وثبلا جميع‬ ‫بآل حصن وبالعمرين قد فرعت‬ ‫أظهرت شمسا لها في العين برهان‬ ‫إذا مدحت بني ذبيان إخوتنا‬ ‫مملاً سباق إلى خير وإرهان‬ ‫فيا ليوث يغيض دز دَرُك؛ُ‬ ‫من الرهان جهاد فيو ميدان‬ ‫حَسُبْكم‬ ‫والحنفاء‬ ‫فرسان داحس‬ ‫تقى على خالص الإيمان أضغان‬ ‫ذروا الضغائن تذروها الرياح فما‬ ‫في الدين في محكم التنزيل فرقان‬ ‫إن الحظوظ التي ترجى بألفتكم‬ ‫أن يستبد بطب القلب إيمان‬ ‫الصدور سوى‬ ‫حزازات‬ ‫وما شفاء‬ ‫فإن عمدة هنذاالأمر جرنان‬ ‫وأين أزكى وطيس الحرب ما فعلت‬ ‫عن وعر عزتهم يوما ولا هانوا‬ ‫وأين جمير أهل العز ما اعتقبوا‬ ‫أشد كواسر في الهيجاء جردان‬ ‫صيد صناديد أفيال عباملة‬ ‫مجد وقام على البنيان بنيان‬ ‫جاءت ريام بما أعلته حمير من‬ ‫ذوو المعالي ملوك الناس نبهان‬ ‫وأين حميرها الثاني وأسرته‬ ‫وكهلان‬ ‫رسليماأن‬ ‫مظفر‬ ‫أبقى له السُؤدة الأعلى كواهله‬ ‫فنبهوا الملك حينا وممو نعسان‬ ‫هود عرار فلاح محسن ملكوا‬ ‫الصيد الكرام وما أدراك ما الشان‬ ‫وكان من فرعهم ملك اليعاربة‬ ‫فمنطق السيف إعراب وألحان‬ ‫سَل سيف يعرب عن أخبار سيرتهم‬ ‫أصل وأنتم لذاك الأصل أغصان‬ ‫ويا بني غافر عليا قريش لكم‬ ‫وغفران‬ ‫الله جنات‬ ‫فذموعد‬ ‫قوموا إلى الله واعتدوا لئصرته‬ ‫أين الذهول سراة المجد شيبان‬ ‫وأين أطوادها العليا بنو حكم‬ ‫وأين الأسد كلبان‬ ‫بنو شكيل‬ ‫وأين رهط بني سمح فوارسها‬ ‫و‬ ‫حماة الدين مذ كانوا‬ ‫بنو خروص‬ ‫قادتهم‬ ‫‪-‬‬ ‫أمر الناس‬ ‫وأين قوام‬ ‫‪٢٦٥‬‬ ‫بنو هناءة ما دينوا وكم دانوا‬ ‫وأين عنها ليوث الغاب مِرتها‬ ‫وتن مفاخرُهم للفخر أركان‬ ‫أين اليعاقب أرض السر ملكهعُ‬ ‫أين حدان‬ ‫بنو علي بن سود‬ ‫وأين أهل الغنى في كل معضلة‬ ‫الله أحضان‬ ‫وأنتم لرسول‬ ‫وأين يا آل سعد عزم نجدتكم‬ ‫فالمسلمون بهذا الدين بنيان‬ ‫مَلَمم يا ابن هلال قم بنصرتها‬ ‫د‬ ‫‪,‬و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫مبادرون إلى الخيرات سرعان‬ ‫نجد‬ ‫سادة‬ ‫بدر‬ ‫من آل‬ ‫أين‬ ‫عهدي لهم في كفاح الحرب أقران‬ ‫أين الحواسنة الئُجبُ الكرام فما‬ ‫فإن جانبهم بالفخر عمران‬ ‫وأين عنها عواديها بنو غمر‬ ‫أين الصلوف وطود الفضل سلطان‬ ‫وأين من عرس النعيم بها‬ ‫أين الظواهر والفرسان كهلان‬ ‫وأين كعب وأين الحي من قب‬ ‫القوم أعوان وإخوان‬ ‫فإنما‬ ‫وما رجاء بني ياس على خطا‬ ‫يربو له من دم الأبطال ألبان‬ ‫قوم على صهوات الخيل طفلهم‬ ‫وإن تَعَاضَلَهُم رَكَب فركبان‬ ‫ممساعر الحرب إن تنزل لهم نزلوا‬ ‫شب الهياج فتلك الشمر شهبان‬ ‫أسد حدورهم سمر الرماح فإن‬ ‫إن حاربوا صَمبوا أو أكرموا هانوا‬ ‫صعب شكائمهم سُخب مكارمهم‬ ‫إذا ألقَينَ عُدران‬ ‫كأنهن‬ ‫لا يَقتَئُون رياشا فوق سابغة‬ ‫كأنها بنفاث الموت ثعبان‬ ‫من عهد عاد لها ذكر وأسنان‬ ‫وغير أنياب أغوالي مسئنة‬ ‫كأنها في قتام الحرب غربان‬ ‫وغير شمس سراحيب مفنقة‬ ‫يد الشجعان شجعان‬ ‫فهن تحت‬ ‫تعلمث من مراسي الحرب نجدتها‬ ‫نار الوغى وفهمي في التسنين دُؤبان‬ ‫كأنهن أعاصير إذا احتدمت‬ ‫القوم أسوار وأندان‬ ‫لا يحصن‬ ‫تلكم حصون بني ياس ومعتملهم‬ ‫من لي بهم وهم للحرب أخدان‬ ‫وأين عنها بنو بطاش أين هم‬ ‫فالشمس طالعة والسيل أرعان‬ ‫طال الرقاد بكم مُبوا فديتكم‬ ‫واء المثقف ونمو اليوم عطشان‬ ‫عادات طيوم تخضيب السيوف وأر‬ ‫عدنان‬ ‫للمجد‬ ‫نتجت‬ ‫وأين من‬ ‫أين العصائب من قحطان أجمعها‬ ‫العلياء تومان‬ ‫يستدرك‬ ‫فليس‬ ‫هبوا لأخذ المعالي من مراقدكم‬ ‫‪٢٦٦‬‬ ‫وكيف نومكم والخصم يقظان‬ ‫هبوا لداعي الهدى هبوا لعزتكم‬ ‫فاليوم فيكم لنصر الدين إمكان‬ ‫جذوا ۔ فديتكم ۔ في نصر دينكم‬ ‫مساعيه في الإسلام ثعبان‬ ‫خصم‬ ‫كتائب الله لا يحتل بيضتَّكم‬ ‫كي لا يُهَذمهَا بغي وكفران‬ ‫كتائب الله دودوا عن حياضكعُ‬ ‫عيش ولا في منايا العز نقصان‬ ‫كتائب الله ما عيش الذليل لكم‬ ‫وللجبال على الأزمات أقران‬ ‫كتائب ا له لم يعهد بكم خَوَرً‬ ‫قد لوَتَثْيَا خنازير وصُلبان‬ ‫كتائب الله حاموا عن حنيفتكم‬ ‫والمشرفيات في الإيمان طلقان‬ ‫كتائب الله دين الله في خلق‬ ‫ذل وإهوان‬ ‫يسخَرها‬ ‫لكي‬ ‫كتائب الله لم تخلق نفوسكم‬ ‫عقباه أن تَضَدَق النيات رضوان‬ ‫كتائب الله أدعوكم إلى شرف‬ ‫فمالكم لبغيض الله عبدان‬ ‫كتائب الله يوم الهول عيدكم‬ ‫لها من الحزن بالتعطيل أردان‬ ‫يا غارة الله والأحكام مُشزيلة‬ ‫صدع وما أذنت بالصيع آذان‬ ‫يا غارة الته والحر الغيور له‬ ‫أليس عاراً وحامي الدين خزيان‬ ‫يا غارة الله خرى في ديانتنا‬ ‫عقول سوء وما بالرجل عقلان‬ ‫يا غارة ا له نحيا كالبلية في‬ ‫والسيف يرفع أقواما وإن هانوا‬ ‫يا غارة الله كم ترضى مهانتنا‬ ‫أين الحفاظ وأين العز والشان‬ ‫أين العزائم أين النخوة انتقلت‬ ‫بانوا‬ ‫مغ آباء لنا‬ ‫أظنها‬ ‫أين الشكائم في الإسلام ما فعلت‬ ‫هل واطنوا الذل أم في دينهم هانوا‬ ‫سلوا القبور التي ضمت أصولكمُ‬ ‫ورهبان‬ ‫تجار‬ ‫الآن‬ ‫وأنتم‬ ‫روا لكم بالظبَى والشمر ملْتكم‬ ‫خجلان‬ ‫بالإطراق‬ ‫ولا يؤنّب‬ ‫تركتم سنة الاسلاف مطرقة‬ ‫وأنتم بهوان النفس ثقلان‬ ‫تمشون مَؤناً كأن الزهد أنقلكم‬ ‫الأصل كاس وفرع الأصل غريان‬ ‫أقا يحرككم إن قال ناصحكم‬ ‫والحر يأسف للأحرار إن شانوا‬ ‫أقول للبعض منكم ونمو عن أسف‬ ‫واليوم أنت على الأبواب ذبان‬ ‫قد كنت نخبة هذا الأمر من قدم‬ ‫والأصل معرفة والفعل نكران‬ ‫ماذا تقول إذا كنت ابن بَخجدتها‬ ‫خوان‬ ‫القوم‬ ‫فيها مجيد‬ ‫إن كان‬ ‫وا رشه‬ ‫أنت‬ ‫مجذ‬ ‫طا لع صحيفة‬ ‫‪٢٦٧‬‬ ‫فاسأل أباك ولي الله ما الشان‬ ‫إذا تنكرت للإسلام عن حَسَد‬ ‫وأنه للذي فارقت حَ;سران‬ ‫يخبزك أنك قب فارقت خطته‬ ‫يبكي الخليل لها والخبر شاذان‬ ‫أبعد شيبك في الإسلام تفعلها‬ ‫وأنت للطمع المرذول تجران‬ ‫أحسن عزاءك من علم ومن عمل‬ ‫أعاذك الله طاويهن شيطان‬ ‫أين السوابق ياقمقامها طويث‬ ‫وأوزان‬ ‫الله أقدار‬ ‫مع‬ ‫لها‬ ‫أساءك العدل إذ قامت به فئة‬ ‫هل أنت عن قطبها المعهود غفلان‬ ‫ألا تكون لها قطبا تدور به‬ ‫يستنصرانك قد أعفاه نسيان‬ ‫أظن عهد الشهيدين اللذين هما‬ ‫وأنت في بحرها در وممرجان‬ ‫أبعد أحبارك الأبرار تنفسها‬ ‫له هل بعد هنذاالهدم بنيان‬ ‫بنيت قبة إيمان وتَمينتها‬ ‫في الخلد من حوله حور وولدان‬ ‫مسكنه‬ ‫حل‬ ‫أحمذ حتى‬ ‫نظرت‬ ‫ورضوان‬ ‫فوز‬ ‫الله حظهما‬ ‫س‬ ‫وصار عند أبيه في حظائر قد‬ ‫وكلكم في مقام الفضل صنوان‬ ‫وواحدة‬ ‫مثنى‬ ‫تنقضها‬ ‫عدوت‬ ‫دفع الأجانب لا بغي وعدوان‬ ‫وقلت شأنك من باب السياسة في‬ ‫ما قام عمرك في دعواك برهان‬ ‫تسوسها أنت والإيمان يتركها‬ ‫وما يزيد على القرآن نقصان‬ ‫سياسة الله في القرآن كافية‬ ‫فأنت من مشرب القرآن ريان‬ ‫فارجع إلى الله وانظر في سياسته‬ ‫سياسة الدين لما قام عزان‬ ‫ماذا رأيت أباك الطهر يصنع في‬ ‫وللبصائر بالمشهود إيقان‬ ‫أنت الشهيد على إشراق سيرته‬ ‫بحقها أنت يا ذا اللب حيران‬ ‫أفي إمامة حق بعد ما ثبتت‬ ‫عذر الخلاف لها في الدين تبيان‬ ‫قطعت‬ ‫لا عذر لا عذر فيها حجة‬ ‫إلا خروج عليها وفمو عصيان‬ ‫فما انحرافك عنها بعد ما وجبت‬ ‫في الله والحمد أنت اليوم خسران‬ ‫أبعد ستين عاما عشت تنفقها‬ ‫وَدَع هوى النفس إن النفس شيطان‬ ‫قاتبع إمامك والزم غرز سيرته‬ ‫فإن دهرك ۔ لو فكرت ۔ كيسان‬ ‫وَصُن بقية هذا العمر في كيس‬ ‫حتى لقد قال أهل السوء ساسان‬ ‫فارقت عزتك العليا إلى طمع‬ ‫يا ابن المعالي وهن اليوم خيلان‬ ‫للمسلمين ظنون فيك عالية‬ ‫‪٢٦٨‬‬ ‫ثم انكفأت به والفي طوفان‬ ‫كنت السفينة للإسلام تحمله‬ ‫واليوم من كثر ما يشكوك ضجران‬ ‫كنت المؤزرا للإسلام تكلؤوه‬ ‫فإن تايب ماتمليه يقظان‬ ‫فافتح ۔ فديتك ۔ عيني بُؤذر يَقِظٍ‬ ‫بيض القلوب وللإيمان عنوان‬ ‫بيض العمائم لا تجدي إذا انكدرت‬ ‫تيك المطامع أوساخ وأدران‬ ‫طهر ثيابك واغسل راحتيك فها‬ ‫ذما وفيك لطود الحمد أركان‬ ‫وأحمد نصيحة حر لا يريد بها‬ ‫عهود صدق وإخلاص وإحسان‬ ‫إن تعرف الصدق في نصحي فقد سبقت‬ ‫إن المداجيَ في العوراء فتان‬ ‫ليس الخليل المداجي عند شانئه‬ ‫أهداك عيبك غيظا وفممو لهقان‬ ‫لكنه من رأى عيبا وحققه‬ ‫والقلب من حبك المكنون ولهان‬ ‫أريك من أسفي خصما تباعده‬ ‫وفي ضميري لكم بالحب ميدان‬ ‫خذ من مضايق أقوالي نصائحها‬ ‫إن التفرق لا يرضاه إيمان‬ ‫يا قرم أهل عمان كم تخالشكم‬ ‫حَسَذ بلواء خذلان‬ ‫مطامع‬ ‫مداهنة‬ ‫خوف‬ ‫دهركم‬ ‫أصول‬ ‫وقرآن‬ ‫قالت‬ ‫سنة‬ ‫أهكذا‬ ‫الإيمان عندكم‬ ‫أهذه شعب‬ ‫والمؤمنون بذات الدين إخوان‬ ‫ماذا الشقاق الذي يفري جنوبكمُ‬ ‫الأعداء أجفان‬ ‫وقيّدتّه عن‬ ‫أطلقتم السيف في أفراد ملتكم‬ ‫ففي لحوم الهدى يعتاش عرثان‬ ‫ممب أن أسيافكم غرثى بها قَرَم‬ ‫فيكم على بعضكم للبعض أضغان‬ ‫هانت عليكم ترات الكفر واشتعلت‬ ‫وأديان‬ ‫وأحزاب‬ ‫وأدنى‬ ‫أعلى‬ ‫وألفة الدين قربى لم يكن معها‬ ‫مقصودة الحق لا ملك وسلطان‬ ‫يا قوم هذا إمام الدين بينكم‬ ‫له ححسامان‪ :‬إقساط وإحسان‬ ‫يدعو إلى الله قراماً بمئته‬ ‫فرضا عليكم وما في الدين إدهان‬ ‫يا قوم طاعته في مصركم وجبت‬ ‫ربا يحاسب والإدبار عصيان‬ ‫يا قوم لا تذبروا عنه فإن لكم‬ ‫والله غخضبان‬ ‫وأين ملجؤكم‬ ‫يا قوم إن تدبروا يغضب إلهكمُ‬ ‫فالكفر في المقت والإسلام رضوان‬ ‫فلا تهنوا‬ ‫الله ينصركم‬ ‫إن تنصروا‬ ‫خسران‬ ‫وإلا حل‬ ‫فبايعوه‬ ‫الله بينكعُ‬ ‫إن الإمام يمين‬ ‫إن كان فيكم لحكم الله إذعان‬ ‫قامت عليكم بحكم الله حجته‬ ‫‪٢٦٩‬‬ ‫إن تتبعوه فعين الؤشد خطتكم‬ ‫قد قام فيها بحكم الله برهان‬ ‫فراقبوا الله فيه إ حجته‬ ‫لل(إسلا م حسان‬ ‫‏‪ ١‬ليوم‬ ‫فا نني‬ ‫تلكم وصية حسان لكم ثبتت‬ ‫ولا يتمم بغير النصح إيمان‬ ‫الدين إلا من يناصحه‬ ‫لا يصدق‬ ‫بدا لكم من ضياء الحق فرقان‬ ‫فإن تمكن نصحي من بصائركم‬ ‫المليمية‬ ‫له أيضا ۔ عفا الله عنه ۔‪:‬‬ ‫ملنا متى يفلع تَلَئه سواجم‬ ‫سقتثك ‏‪ ١‬لعمائم‬ ‫معا هذ تذكاري‬ ‫خضر والوهاد خضارم‬ ‫فوك‬ ‫بعاقه‬ ‫سح‬ ‫الإناء‬ ‫تعاهدك‬ ‫روازم‬ ‫على قنن الأوعار ؤظف‬ ‫إذا أجفلث وطفاءث حنث حنينها‬ ‫تضمُخُها طيب السلام النسائم‬ ‫نوا ضراً‬ ‫ولا برحث تلك الريا ض‬ ‫فيحسب فيها والرياض تراجم‬ ‫تصافحها بالزاكيات أكمُها‬ ‫المتقادم‬ ‫وحل بقلبي زها‬ ‫معاهد شط البعد بيني وبينها‬ ‫وصبر وآن الصبران لا يزاحم‬ ‫واله‬ ‫تزاحم في زوعي لها شوق‬ ‫وليت انطفاء البرق للغرب عاصم‬ ‫فيهن هائم‬ ‫فقلبي برغم الشحط‬ ‫معاهدي‬ ‫لين خانني دهري بشحط‬ ‫وسائل في شرع الهوى ولوازم‬ ‫وإن هيام القلب فيها وقد نات‬ ‫فعلن إذا ازدادت عليه اللوائم‬ ‫فيا لفؤادي ما التباريح والجوى‬ ‫بها مما تم الأراقم‬ ‫ض‬ ‫أضن بها إن ناوحتها الحمائم‬ ‫خليلي في أعشار قلبي بقية‬ ‫فإني بحب القوم ولهان هائم‬ ‫جيرتي‬ ‫خذا عللاتي عن أحاديث‬ ‫فذكرهم عندي رقى وتمائم‬ ‫قلبي إلى مَيمانه‬ ‫ولا تسلما‬ ‫إليهم ونازعت الأسى وهو خائم‬ ‫نوازع‬ ‫نزحت وفي نقمسي شجون‬ ‫بنصر فيأبى الصبر إلا التناوم‬ ‫فينكص ومنا فهو يقظان نائم‬ ‫مبرح‬ ‫ا لتياع‬ ‫فيعرره‬ ‫يقوم‬ ‫كما هيمنت ريح الصبا والبشائم‬ ‫غرد ات الأايك مني تحيينة‬ ‫على‬ ‫‪٢٧ ٠‬‬ ‫ففاض به من ماء جفني راسم‬ ‫أثارت رسيسا في الفؤاد بما شدت‬ ‫أقامت بنجد أو حوتهاالتهائم ‪.‬‬ ‫خليلي ما تذكار ليل لبانتي‬ ‫صبا وبور أو بكته الغمائم‬ ‫ولا ربعها العافي عليه تناوحت‬ ‫كما تتهادى البيكنات النواعم‬ ‫تهادى به الآرام والفر رئعا‬ ‫في الخميلة باغم‬ ‫كما ارتاع خشف‬ ‫كاعب‬ ‫لغيداء‬ ‫ولا تقني حب‬ ‫فبان الهدى في إثره والمكارم‬ ‫ولكن شجاني معهد بان أممله‬ ‫تعمت على أهل البلاد المعالم‬ ‫توشح منهم بالنجوم فمذ هوت‬ ‫بما أنلث فيه السراة الأكارم‬ ‫تمادت به العلياء ترفع شأرَه‬ ‫وقد ملا الدنيا ظلام وظالم‬ ‫لعمري لنعم المعهد المهتذى به‬ ‫وإن زمجرت للججور حينا زمازم‬ ‫هو المعهد الميمون أرضا وأمة‬ ‫سقت من إمام المرسلين المراحم‬ ‫هو المعهد الممطور بالرحمة التي‬ ‫إذا جاء يوم الحشر والكل هائم‬ ‫سيكثر وراداً على الحوض أهله‬ ‫وتكذيب جُل الشباهدين مقاوم‬ ‫لقد صدقوا المختار من غير رؤية‬ ‫بدعوة خير العالمين المكارم‬ ‫أولشعك قومي باركتهم وأرضهم‬ ‫اللكرائم‬ ‫الديار‬ ‫تلك‬ ‫تجاذبه‬ ‫ومن شعب الإيمان حب يشقني‬ ‫وإن شردت بي للبعاد هوازم‬ ‫بها أنس الحياة وطيبها‬ ‫عقدت‬ ‫رضيت بها منها وما أنا نادم‬ ‫ولو صادقتني في محبتها الدنا‬ ‫تجاهي وآمالي محال محارم‬ ‫وإني لبس الدهر جلدة أجرب‬ ‫علي كأني للكوارث جارم‬ ‫ومر الليالي الكالحات عوابسا‬ ‫أفاعيلها فيمن عدته المآثم‬ ‫تجشمني والصبر بيني وبينها‬ ‫وابصرت ما أخفيْن والجو قاتم‬ ‫وحنكي صروف الدهر حتى تبلدت‬ ‫من الله ما لم تمتلكه العزائم‬ ‫وأعجزني أن أستطيع مطالبي‬ ‫ويمسي قد انحلت عراه الهوازم‬ ‫لأعلم أن الخطب يصبح آزماً‬ ‫عما تريد العظائم‬ ‫ويقطعني‬ ‫إلى كم يلز الدهر نفسي بلية‬ ‫ولكن من الأقدار مالا يقاوم‬ ‫حينا لهول ينوبها‬ ‫وما جشأث‬ ‫لما عيب والأقدار عنه تصادم‬ ‫أحاول أمرا لو نبا السيف دونه‬ ‫وما ححمدث قبل الفعال الصوارم‬ ‫أيغمدني كالسيف دهري عن العلا‬ ‫‪٢٧١‬‬ ‫إذا منعتها عن مناها الشكايم‬ ‫وما همة المقدام إلا مضاضة‬ ‫له العدل أمرا وغمو في النفس جاحم‬ ‫أيكبت همي خامداً غير حامد‬ ‫حمته ولا انقضت عليه اللهاذم‬ ‫وأصبر نفسا مرة لا زمارها‬ ‫كهممي وأقرى ما لزندي ضارم‬ ‫ويقدح رند الروع من زاد همه‬ ‫جناحي خواف للغُلى وقوادم‬ ‫كفى حزنا أن أحسو الموت ليس في‬ ‫عما امتطاه القوائم‬ ‫ويقطعني‬ ‫ويركب ظهر الروع حر َمَمْشَم‬ ‫وما مرثئث للصائدين الضراغم‬ ‫ويأتدم الأعدا‪ :‬لحمي مهنا‬ ‫إلى حيث أحساب الرجال تزاحم‬ ‫أئن لفجت كفي بتشتيت طولها‬ ‫فاها كما التفت علئ السماسم‬ ‫يلم علي الدهر أعراق سوقه‬ ‫وهل سروات المجد فيه مغانم‬ ‫أيهزل هذا الدهز أم جد جذه‬ ‫تزين وهل بخس الكرام مكارم‬ ‫وهل عرقة وجه السري نقيبة‬ ‫ونصري محصور ومممُي عاسم‬ ‫أينهض أهل الله والحق عندهم‬ ‫إذا أسرعت روض الدنايا العزائم‬ ‫وما ورق الدنيا مراعي عزيمتي‬ ‫تساور إدراكي مداه الصيالم‬ ‫الصدر لاعج‬ ‫وفي النفس مم فضفض‬ ‫خيال اصطبار بينها لو يلازم‬ ‫وأظول ما أقضي به أقصر المنى‬ ‫حقوق معاليها الهموم العوازم‬ ‫فيا لهفاً أما قضيت وما قضت‬ ‫يحن وفي شد الحبال القوائم‬ ‫وما النازع المقصور فارق أرضه‬ ‫فيكبو على اللبات والحبل لازم‬ ‫إذا لاح برق نازع الحبل سادما‬ ‫وإن قلت‪ :‬إني الصابر المتحازم‬ ‫بأوسع حزنا من بقية مهجتي‬ ‫وبي كيس كالطود في النفس جاثم‬ ‫أفارق في إفريقيا عمرَ عاجز‬ ‫أو الخصم مظلوم أو الحق ظالم‬ ‫كأني كهيم الطبع أو قاصر الوفا‬ ‫بإيمان أمجاد وسيفي نائم‬ ‫وتسري سيوف الله في جنب خصمه‬ ‫وتصارم‬ ‫ديانها‬ ‫في‬ ‫تُوايد‬ ‫أبية‬ ‫أسد‬ ‫لله‬ ‫تجردها‬ ‫فنتمسحها حور الجنان النواعم‬ ‫وترمي بقايا الصالحين نجيعها‬ ‫وما هي إلا طعنة فالمغانم‬ ‫شهادة‬ ‫فل النهروان‬ ‫ويغخنم‬ ‫وإن امهم في مطلب الحق لائم‬ ‫يبيعون دنياهم بمرضاة ربهم‬ ‫عن غاية القوم حاكم‬ ‫ويحكمني‬ ‫الوَنا‬ ‫وأقعد مخشوشاً على مبرك‬ ‫‪٢٧٢‬‬ ‫على أن بيني والمنايا تلازم‬ ‫أليس احتساء الموت أحجى بحالتي‬ ‫وأقعد عن تأذينه أتصامم‬ ‫ينادي لإحدى الحسنيين مؤذن‬ ‫وهل في سوى الفردوس يخلد ناعم‬ ‫أذون فتوح النصر ترضي دينه‬ ‫وأصحابه إلا الشراة الصماصم‬ ‫وهل ححمدث في الارض بعد محمد‬ ‫الجسائم‬ ‫تهون لديه المزعجات‬ ‫وهل فاز بالعليعء إلا مصمم‬ ‫يمور بها فنك وتحدو رواسم‬ ‫إليكم أسوة الله مني تحية‬ ‫لها في درى السبع الطباق دعائم‬ ‫إليكم صناديد الغبيراء مدحة‬ ‫لها في الكروبيين قدر مزاحم‬ ‫إليكم ليوث الاستقامة مدحة‬ ‫وشاهذكم نصر من الله قائم‬ ‫أخذتم بأمر الله قلبا وقالبَاً‬ ‫فعرّت وس العز تلك الملاحم‬ ‫وكافحتم عن عزة الدين خصمها‬ ‫بنته لهم تلك القنا والصوارم‬ ‫معقل‬ ‫وقام لأبناء الحنيفة‬ ‫بأنواره بيد الفلا والعواصم‬ ‫وقمتم بحكم القسط حتى تشعشعت‬ ‫وهانت عليكم في الجهاد العظائم‬ ‫وصادرتم الأخطار في نصر ربكم‬ ‫فقام بحمد لله والجوز راغم‬ ‫قيام العدل لله جسبة‬ ‫ضمنتم‬ ‫بوائيق دهر تكرما متقاقم‬ ‫ذكرتم عهود الصالحين وأحدقت‬ ‫وغيرتم بالسيف ما الله ناقم‬ ‫فآثرتم ما آثرت سنة الهدى‬ ‫عن المنكر اشتدت لديكم شكائم‬ ‫على الأمر بالمعروف والنهي منكم‬ ‫فآضت بفتح والثواب المغانم‬ ‫عرتكم لأخذ الحق لله غيرة‬ ‫بأظمائها بانت لنصر حوائم‬ ‫وقفتم وسيل الظلم طام وطالما‬ ‫لداهية تنقذ منهاالحيازم‬ ‫الله بالخزي خاسئا‬ ‫فباء بحمد‬ ‫يبشر أن الحتف للظلم داهم‬ ‫وأبتم وحد السيف بالعدل بارق‬ ‫فولت أمام الحق تلك المظالم‬ ‫نعم ثبتت أقدامكم وتلوبكم‬ ‫وقامت على قرن الشقاق المآثم‬ ‫أماني البغاة مهيضة‬ ‫وخابت‬ ‫لها مَدَد من ذي الجلال وعاصم‬ ‫وأصبح سيف الله في كف دولة‬ ‫كما قام فيها أروع النفس حازم‬ ‫فما خام عنها غير نكس منافق‬ ‫ودعائم‬ ‫في تخته‬ ‫له عمد‬ ‫وأصبح سلطان الشريعة ثابتا‬ ‫‪7‬‬ ‫على بيضة الإسلام قر أساسه‬ ‫ت‬ ‫نهضة الأعيان ‪ -‬م ‏‪١٨‬‬ ‫مجاهل غُفلا ليس فيها معالم‬ ‫وكانت عمان الجور ملءَ إهابها‬ ‫إلى أن أضاءت من سناها العوالم‬ ‫فاشرق نور ا له في عرصاتها‬ ‫فاصبح كاليقد الشتيت العماعع‬ ‫وكانت حميات الرجال تحزبت‬ ‫يحج إليها المقسطون الأعاظم‬ ‫وصار جهاد المعتدين مشاعراً‬ ‫ونياتهم والحق للكل ناظم‬ ‫منظمة ألبابهم وسيروفهم‬ ‫كمزتلف الأنصار والحل عارم‬ ‫يؤلفهم إيمانهم واحتسابهم‬ ‫غناء إذا كر اللهام الخضارم‬ ‫فجمعهم فرد وفرئهمم به‬ ‫ويقظتهم في الله والدهر نائم‬ ‫انتصارهم‬ ‫هنيئا لأهل الحق صدق‬ ‫كراما وأفعال الكرام كرائم‬ ‫وفوا بوصايا الله في السخط والرضا‬ ‫المحارم‬ ‫ولا وسعوا ما ضيقته‬ ‫فما حصروا في موقف الحق لمحة‬ ‫ولا زينتهم في المخازي العمائم‬ ‫ولا اختلبتهم زهرة العيش في المرى‬ ‫إذ الفضل مقسوم وذو الفضل قاسم‬ ‫الله ذرة‬ ‫ولا حسدوا من نعمة‬ ‫للفقر فيه العوالم‬ ‫ولو زهدت‬ ‫ولا احتقروا ذا القدر في منصب التقى‬ ‫يسيل به أنف من الكبر وارم‬ ‫ولا داهنوا في الدين من أجل مطمع‬ ‫فأصدرهم والكل ريان هائم‬ ‫ترامؤا على القرآن شربا بمائه‬ ‫وأفعالهم والمنتحى والعزائم‬ ‫مقدسة ألبابهم ونفوسهم‬ ‫له قائم‬ ‫الإخلاص‬ ‫وهم على‬ ‫لهم قدم في الاستقامة ثابت‬ ‫وفوق أعاديهم طوال قواصم‬ ‫وأيد عن الدنيا قصار قواصر‬ ‫وفيهم على الحالين وَقر ملازم‬ ‫تمر بهم حالان للبؤس والرخا‬ ‫عليه فلم يحفل بحال تصادم‬ ‫ومن أنذهلته طاعة الله أثرت‬ ‫شديد القوى تنبو عليه الصوارم‬ ‫بأنفسهم شان إلى الله وجهه‬ ‫ساهم‬ ‫نضير ووجه بالمخافة‬ ‫وجه من الرجا‬ ‫تجاذبهم وجهان‪:‬‬ ‫وإن أفضلوا فهي اللجاج العيالم‬ ‫إذا خالفوا فالمسك طارت به الصبا‬ ‫لان قراهم للحروب الملاحم‬ ‫وإن حاربوا د تستبشر الحرب منهم‬ ‫وثبت لكبات الوغى وصرائم‬ ‫لهم في سبيل الله جد ونجدة‬ ‫بآذان النجوم الهماهم‬ ‫وضخت‬ ‫وإقدام ضرغام إذا الهم أحجمت‬ ‫وشتان أقمار الهدى والبهائم‬ ‫وتشبيههم بالأسد تقريب ناعت‬ ‫‪٢٧٤‬‬ ‫رمى الكفر منها المخزيات القواصم‬ ‫لقد وثبوا ۔ حياهم ا له ۔ وثبة‬ ‫(على قدر أهل العزم تأتي العزائم)‬ ‫له غيرة‬ ‫الرشل‬ ‫وشدوا بعزم‬ ‫عزيز وتيجان الضلال مناصم‬ ‫فباءوا ونور القسط للجور باهر‬ ‫وأذرعهم في بطشهن معاصم‬ ‫وللحق أعناق البغاة خواضع‬ ‫من الظفر الميمون منها المباسم‬ ‫وأبطال خيل الله نحكي أهلة‬ ‫وتدعو إلى حكم به الله حاكم‬ ‫وألوية التحكم تنشر عزها‬ ‫وسلطانه لا ينتحجى عنه عاصم‬ ‫وفتح إمام المسلمين وتقهره‬ ‫بشاراتِ عزان بن قيس تصادم‬ ‫وخيل جنود الله تصبح شربا‬ ‫العزائم‬ ‫طيرتها‬ ‫إذا ذكرته‬ ‫ومن همها ثار الخليلي إنها‬ ‫ولا كدم العصفور ما فيه قائم‬ ‫دماؤه‬ ‫الرياح‬ ‫أدراج‬ ‫تذهب‬ ‫ولالا ذاك الوجه في العرش ناجم‬ ‫وتعبث نعل الرافضي بوجهه‬ ‫سوى أنه بالحق لله قائم‬ ‫ويدفن حَيًا لا جريمة تقتضى‬ ‫وطرف ولي الشأر في الأمن نائم‬ ‫أليس من الغم المميت وقوغمها‬ ‫وللآن منه في السماء مآتم‬ ‫وتنسى قلوب المؤمنين مصابه‬ ‫نوادبة سمر القنا والصوارم‬ ‫ألا فاغضبي يا غارة الله ولتقم‬ ‫سعيد بن خلفان لمن هو خائم‬ ‫ولا تتركي ثأر المررا حبرنا‬ ‫وسالم فاللإيمان ليس يسالم‬ ‫فإن خام عنه وارتضى الضيم ملبساً‬ ‫ويعجز عند الإحتكام المقاوم‬ ‫ليحتكمن الله أخذا بشاره‬ ‫إذا سفكتها في هواها المظالم‬ ‫فلا‪ .‬تحسبوا أن الدماء مُشضاعة‬ ‫قائم‬ ‫يغار لها للعدل بالقسط‬ ‫وإن ضيعتها أمنها فحقوقها‬ ‫بحملة غيظ تتقيها الصلادم‬ ‫خذي يا خيول الله في كل مرصد‬ ‫معالم‬ ‫فسيرته للمهتدين‬ ‫ولا تتناسي سيرة الحبر صالح‬ ‫ومات شهيدا والقذائف ساجم‬ ‫دهره لله محتسباله‬ ‫قضى‬ ‫بموت رجاء الطيبون الاكارم‬ ‫وما ساءني أن أكرم لله وجهه‬ ‫دائم‬ ‫في جنة الخلد‬ ‫لهم موطن‬ ‫تأسى بقوم بالشهادة أكرموا‬ ‫إلى أن تولى والتراث المكارم‬ ‫وما قصرته همة عن مقامهم‬ ‫وهل عنده أن القعود محارم‬ ‫فهل عند عيسى أن يقوم مقامه‬ ‫‪٢٧٥‬‬ ‫الإمكان والخصم خاتم‬ ‫وقد وضح‬ ‫وهل عنده أن الجهاد فريضة‬ ‫بالمرء لازم‬ ‫وأن وقوع الحتف‬ ‫وهل عنده أن المقذر كائن‬ ‫راقي وأهلوها السراة اللهامم‬ ‫وهل عنده أن المعالي صعبة الم‬ ‫غنائم‬ ‫وأ حقوق المسلمين‬ ‫وهل عنده أن الحدود تعطلت‬ ‫وناب أعادي الله في العرف آزم‬ ‫وهل عنده أن المناهي أكرمث‬ ‫الهواجم‬ ‫للقاسطين‬ ‫وقد هجمت‬ ‫وهل عنده للاستقامة نصرة‬ ‫قديمة ذكر جددتهاالمقادم‬ ‫وهل عند عيسى أن للفرض عادة‬ ‫إذا ألزمت حامي المار اللوازم‬ ‫وفرض على ذي الفرض عادة فرضه‬ ‫الأباضي قائم‬ ‫فإنك للسيف‬ ‫تى لك نفسي يا اب صالح قم بها‬ ‫ودوتك أسلاف كرام ضراغم‬ ‫تجرذ لها واذكر وقائع صالح‬ ‫فإن قلوب المؤمنين صوارم‬ ‫وخذ من قلوب المؤمنين بشعبة‬ ‫‪7‬‬ ‫أناديك للججلڵى وأنت شبابها‬ ‫فمثلك من تدعو الأمور العظائم‬ ‫فخذ من إمام المسلمين بضشبعه‬ ‫وقدر ملازم‬ ‫صدق‬ ‫له بيعة‬ ‫ولا تلق للتفنيد أذنا فإنه‬ ‫وأحكام الولاية عالم‬ ‫عليك‬ ‫الإمام وحقه‬ ‫وأنت بأحكام‬ ‫وكم رامها من ذا الرقت رائم‬ ‫وقد أمكنتكم فرصة لقيامكم‬ ‫قائم‬ ‫الشريعة‬ ‫وقام بها حشب‬ ‫فلا تهملوها بعد أن جد جتها‬ ‫وقد طالما حنت إليها العوالم‬ ‫إلا فالزموها سنة وجماعة‬ ‫ففيها بدايات الهدى والخاتم‬ ‫وعضوا عليها بالنواجذ جهدكم‬ ‫لأزكى صفات المصطفين تلائم‬ ‫يكن جهدكم فيها دليلا لنهضة‬ ‫معالم‬ ‫للعباد‬ ‫وإن هداكم‬ ‫وإن لكم فيمن مدى الله أسوة‬ ‫وإنكم للمرتقين سلالم‬ ‫ادلة‬ ‫للصالحات‬ ‫وإنكم‬ ‫على الناس ذي جهل ومن هو عالم‬ ‫وإن الأباضيين في الأرض حجة‬ ‫سالم‬ ‫ومات عليها فهو لا شك‬ ‫وإن الذي وفى بشرعة دينكم‬ ‫مخالفه باغ على الحق ظالم‬ ‫وإن إمام المسلمين على مهدى‬ ‫على ساكني المصر العماني لازم‬ ‫إمامته حق وفرض انباعمه‬ ‫ولي وإلا فالعدو المخاصم‬ ‫امره‬ ‫وإن الذي وتقى بطاعة‬ ‫‪٢٧٦‬‬ ‫له من أصول الدين قطعا دعائم‬ ‫كل مكلف‬ ‫فوق‬ ‫اعتقاد‬ ‫وهذا‬ ‫على البر والتقوى وفي الله قاوموا‬ ‫لقد شكر الله الذين تعاونوا‬ ‫تراغم‬ ‫بان قام والدنيا جميعا‬ ‫وحسب الإمام المهتدي من كرامة‬ ‫وقاومه المخلوق ذل المقاوم‬ ‫يكن المنصور من عند ربه‬ ‫ومن‬ ‫فأنت له حد ونصل وقائم‬ ‫إمام الهدى إن ينتضي الدين سيفه‬ ‫وأبسط فيك المدح والعِي واقم‬ ‫أبر فيك الحمد واللسن أرخص‬ ‫أوضح إفهامي كأني واهم‬ ‫فأنثني‬ ‫واسترشد الأفكار فيك‬ ‫لفضلك إلا حيث تَغيّى التراجم‬ ‫وهيهات لم تبلغ بدائع يدحتي‬ ‫لأنك للدنيا جميعا مُصارم‬ ‫وإني لما أرقى لمدحك كاره‬ ‫كما أن للتيجان تنحو اليتائم‬ ‫ولكن حر القول ينحو مقره‬ ‫إليك اهتدى حو الكلام الملائم‬ ‫وما انتقى التمجيد فيك وإنما‬ ‫فيه مكارم‬ ‫وهذا لأن الحمد‬ ‫يسابق فيك الحمد قبل انتقاده‬ ‫إلى العرض الفاني بشعري أزاحم‬ ‫ولست بأقصى الحمد فيك مموهاً‬ ‫ومن فضله بدء العطا والخواتم‬ ‫أهله‬ ‫رأيت الله يمدح‬ ‫ولكن‬ ‫متلازم‬ ‫إحسانه‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫هدا همم إليه هثم أثنى عليهم‬ ‫وتوقيره فيض من الله ساجم‬ ‫ولاية‬ ‫الله عين‬ ‫ولي‬ ‫وحمذ‬ ‫الله لي ومغانم‬ ‫ذخائر عند‬ ‫فكل رجائي بالثناء ء عليكم‬ ‫وحب إلى يوم القيامة دائم‬ ‫وأسى حظوظي ۔إن أوف ۔معية‬ ‫قسيمهم ال مغنم أو مغارم‬ ‫فإن محب القوم لا ريب منهم‬ ‫يراعى وسيفي والئهَى لك خادم‬ ‫أحاول فوزا من حياتي بقربكم‬ ‫وحتى متى من صرفه أنا واجم‬ ‫وهيهات أعيا منه عي وحازم‬ ‫الرأي في حَل قيده‬ ‫أدير ‪7‬‬ ‫أنا شائم‬ ‫بارق‬ ‫أجدى‬ ‫وإنك‬ ‫نفعه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫البرق‬ ‫أششيم‬ ‫وإني‬ ‫وإن سَدت الأبواب دوني البوازم‬ ‫وسرك يا لتفريج أرجى مؤمل‬ ‫على القلب لا تبقى عليها الاوازم‬ ‫فعل يا ولي الله وضلي بخ}طرة‬ ‫نور الله فيها تلاطم‬ ‫لبحر‬ ‫فواعل‬ ‫الأولياء‬ ‫قلوب‬ ‫فإن‬ ‫إذ لم تسغه العوالم‬ ‫له وسعت‬ ‫الحق مشكاة نوره‬ ‫تجلى‬ ‫محل‬ ‫‪٢٧٧‬‬ ‫ولو حييت منها العظام الرمائم‬ ‫فلا بدع من تأثيرها حيث أثرت‬ ‫ولو خاصمتني في الولاء الخواصم‬ ‫وإني بحمد الله فيك لمخلص‬ ‫وغصّث بما تحوي الصدور الحلاقم‬ ‫جاشت صدورهم‬ ‫وللاعداء‬ ‫ومالي‬ ‫وعاديت من نيطث عليه المآثم‬ ‫على أننى واليت فى الله أمله‬ ‫ويظفر مني بالولاية ظالم‬ ‫ومن لهم إن أخذل الحق ظالما‬ ‫ولو ضغمث جسمي عليه الضياغم‬ ‫وهذا مجال لا ينالرون نيله‬ ‫وجلدة بين العين والأنف سالم‬ ‫سالم وأريغه‬ ‫يديرونني عن‬ ‫لرفع حياتي لم تغني الجوازم‬ ‫ولو نصبوا جسمي وجروا جيوشهم‬ ‫أبى الله إلا حيث تدعو المكارم‬ ‫وما آنس الأعداث منى هشاشة‬ ‫كلالا عن المر الصليب العواجم‬ ‫وكم عجموا عودي على الدين فانثنت‬ ‫وما اكتسبت مني الخطوب الغواشم‬ ‫القوى‬ ‫عرت‬ ‫التي‬ ‫ولولا المقادير‬ ‫وأحرزت حخصيلي إذ تجر الغلاصم‬ ‫نذرت حياتي تحت ظل لوائه‬ ‫إذا قسمت فوق الفروق الصوارم‬ ‫قاضب‬ ‫ولم يك قلمي غير ضربة‬ ‫تفوز بها مني الطُنى واللهازم‬ ‫ترمي نجيعها‬ ‫النجلاء‬ ‫أو الطعنة‬ ‫لرضوان ربي يوم تعطى المقاسم‬ ‫وتلك لعمر الله أبخس قيمة‬ ‫أدين وأنف الخصم خزيان راغم‬ ‫بحب أمير المؤمنين ابن راشد‬ ‫يبيع وبشري مؤمنا ويساوم‬ ‫محبة من باع الضلالة بالهدى‬ ‫يحارب في دين الهدى ويسالم‬ ‫مسلما‬ ‫لا يتقي ‏‪ ١‬لموت‬ ‫محبة من‬ ‫لله جازم‬ ‫من‬ ‫قول‬ ‫يبررها‬ ‫اليكم عباد الله مني نصيحة‬ ‫وخارت عن العز المقيم العزائم‬ ‫أحقا تقاعدتم بها ومي دينكم‬ ‫لدعوة أهل الاستقامة حاسم‬ ‫لمرة غغباد الصليب دعائم‬ ‫حما عباد الله بعض قواكع‬ ‫ساما وتهوي في أخيه اللهاذم‬ ‫أفي عزة الطاغوت يَشهَر مؤمن‬ ‫تناصب قؤام الهدى وتقاوم‬ ‫عباة الله إن خياركم‬ ‫لحما‬ ‫لحق وسيف في المحبقين خادم‬ ‫سيوفكم يا قوم سيفان خاذلٍ‬ ‫وكيف بناء الفرد والألف هادم‬ ‫أيهدم ألف ما بنى الفرد منكم‬ ‫نون وئُزجيها رجال معاصم‬ ‫ويا أسفا إن تهشم القد فتنة‬ ‫‪٢٧٨‬‬ ‫سرائرهم لم تَبْذ إلا الاراقم‬ ‫عرفناهم بالخير حينا فمذ بدت‬ ‫وصيدهم منها الذميم المصارم‬ ‫نصبتهم الدنيا فكانوا سباعمها‬ ‫فلما بدا شدث عليه الضياغم‬ ‫تمنيتم أن يظهر العدل لمحة‬ ‫عليكم وكل العز للعدل لازم‬ ‫أفي العدل حيف أم من العدل دلة‬ ‫ولكنه بغي بكم وتعاظم‬ ‫وكيف يعادي العدل ممن همه التقى‬ ‫وتعبها عدل من الله قاصم‬ ‫هممتم بأمر والرزايا تئوشه‬ ‫تقضصبكعُ أنياها والملامهم‬ ‫فيا فتنة عظمى تحرشتم بها‬ ‫وحد حسام الله في البطل حاكم‬ ‫فما تنتهي إلا وللبغفي صرعة‬ ‫وين إذا غار الإله المقاوم‬ ‫وتنصر أهل الله غيرة ربهم‬ ‫عزيزا وميزان الحنيفة قائم‬ ‫ويعلو إمام المسلمين بعدله‬ ‫العينية‬ ‫لابي مسلم _ رحمه الله ۔‪:‬‬ ‫فإني بأمر الله يا قوم صادع‬ ‫ألآ ممل لداعي الله في الارض سامع‬ ‫إليه وإن الدين لا شك واقع‬ ‫وهل من يرى الله حقا ومرجعاً‬ ‫إليها رسول الله غفل ضوائع‬ ‫وهل من يرى أن الحقوق التي دعا‬ ‫عليه حُحشالات مبيزر وخانع‬ ‫وهل من يرى الشرع الشريف تدرأت‬ ‫بما شاء من ضيم لعين مخادع‬ ‫وهل من يرى أن الحنيفة سامها‬ ‫الله مانع‬ ‫وليس لهم حد سوى‬ ‫تمالأ ظلما خيله ورجاله‬ ‫لقى وأخو الإيمان في الأسر خاشع‬ ‫يدوسونها دوس الحصيد كأنها‬ ‫إلى الجبت والطاغوت في الذل ضارع‬ ‫أفيقوا بني القرآن إن هداكمُ‬ ‫في أحكامه وينازع‬ ‫يناقض‬ ‫أفيقوا بني القرآن إن كتابكم‬ ‫إذا عقدوا شنعاء جاءت شنائع‬ ‫تعيث قرود الجبت في سنة الهدى‬ ‫وأن ليس من صوب الإله شرائع‬ ‫يعدون دين الله بُهتا وممجنة‬ ‫وأن قوانين السماء فظائع‬ ‫وإن وقوع الدين في الأرض مفسد‬ ‫مضر لأسباب الرقي مصارع‬ ‫وأن الذي جاءت به الرشل كله‬ ‫ولو زال بانت للرقي سواطع‬ ‫وإن هدى الإسلام في الأرض ظلمة‬ ‫‪٢٧٩‬‬ ‫وحوش تعادى في الفلا أو ضفادع‬ ‫وإن بني الإسلام في همجية‬ ‫على شرك عز الجناحين واقع‬ ‫وإن بني الإنسان في الأرض طائر‬ ‫الحدود الموانع‬ ‫مداركهم حيث‬ ‫ولولا عرى أشراكه لتوسعحت‬ ‫إذا الدين عن نور التمدن قاطع‬ ‫هلم بنا نقطغ حبالة ديننا‬ ‫فإن هواها للسعادة جامع‬ ‫ونرسل أطيار النفوس إلى الهوى‬ ‫فليس بها ۔ أستغفر الله ۔ نافع‬ ‫ونذزو وصايا ا له في الريح تربة‬ ‫وفي دولة الدين الديار البلاقع‬ ‫وفي دولة التعطيل مرعى ونضرة‬ ‫لها الضر في أكوانها والمنافع‬ ‫ولا كون إلا للطبيعة إنها‬ ‫ففي دولة التبشير فعل مضارع‬ ‫وإن ننتحل شبها لدين سياسة‬ ‫وخدائع‬ ‫إنسانية‬ ‫وتعطيل‬ ‫حبالة صياد ودين ودولة‬ ‫الرياح الزعازع‬ ‫هذي‬ ‫وقد عصفت‬ ‫فيا لبني القرآن أين عقولكم‬ ‫وهل فقدث أبصارنا والمسامع‬ ‫أمسلوبة هذه الئهى من صدورنا‬ ‫ولا أفلحت تلك الوجوه اللواكع‬ ‫أما كذبوا لا قبح الله غيرهم‬ ‫وبغيا ولا مقصود إلا المطامع‬ ‫لقد ملأوا الآفاق إفكا وخزية‬ ‫محارم في حكم العقول فظائح‬ ‫نفوا ملة الإسلام إذ منعتهم‬ ‫‪٠‬‬ ‫سبيل إلى ما تشتهي النفس وازع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ولو قلدوا الإسلام ضاق عليهم‬ ‫ولا أطلقتهم في الرذالة رتعا‬ ‫ولا حرشتهم شِرة وفظاظة‬ ‫كأن بني الإسلام صيد رماحهم‬ ‫وقد أسبلت فيما عداها الزرائع‬ ‫فلا غرو أن يستنكفوا من ديانة‬ ‫وتا بعوا‬ ‫‏‪ ١‬لعما ر‬ ‫تكرين‬ ‫طبيعة‬ ‫وليتهم إذ عطلوا الدين سايروا‬ ‫وتلكم ديار الظالمين بلاقع‬ ‫فأي عمار قام والظلم أسُه‬ ‫فما زعزعتها للغرور الزعازع‬ ‫وليت بني اللإسلام قرت صفاتهم‬ ‫ممالكهم إذ باغتتهاا لقوا طع‬ ‫ساسوا بنور محمد‬ ‫وليتهم‬ ‫فيها التقاطع‬ ‫نحورهم إذ جاش‬ ‫وليتهم لم ينحروا بسلاحهم‬ ‫وقد لاح آل في المهامة لامع‬ ‫لقد مكن الأعداء مئا انخداعمنا‬ ‫رادع‬ ‫ثم‬ ‫وما‬ ‫عمرو‬ ‫عل‬ ‫لزيد‬ ‫وسَؤرة بعض فوق بعض وحملة‬ ‫‪٢٨٠‬‬ ‫له شيم فيماادعاه تشايع‬ ‫وتمزيق هذا الدين كل لمذهب‬ ‫ضلالات اتباع الهوى تتقارع‬ ‫وما الدين إلا واحد والذي نرى‬ ‫ولا جاء في القرآن هذا التنازع‬ ‫وما ترك المختار ألف ديانة‬ ‫وليت نظام الدين للكل جامع‬ ‫فيا ليت أهل الدين لم يتفرقوا‬ ‫لما اتضعت منها الرعان الفوارع‬ ‫لو التزموا من عزة الدين شرطها‬ ‫وقد جعلت في نفسها تتقارع‬ ‫وما ذبح الإسلام إلا سيوفنا‬ ‫لدكت جبال المعتدين المصارع‬ ‫ولو سَلّت السيفين يمنى إخوة‬ ‫بأعظم مما بين أهليه واقع‬ ‫وما صدعة الإسلام من سيف خصمه‬ ‫بأفظع مما سيف ذي الشرك باخع‬ ‫فكم سيف باغ حز أوداج دينه‬ ‫وذلك سم في الحقيقة ناقع‬ ‫هراشاً على الدنيا وطيشاً على الهوى‬ ‫على مسلم إلا من البغي وازع‬ ‫وما حَرَش الاضغان في قلب مسلم‬ ‫ولا ضام متبوع ولا ضِيم تابع‬ ‫ولو نصح القلبان لم يتباغضا‬ ‫الله نافع‬ ‫مع‬ ‫له ذخر‬ ‫يضاع‬ ‫وما هذه الدنيا لها قدر قيمة‬ ‫وأكدارها المستائرون الامانع‬ ‫وما نال منها طائلا غير إثئمها‬ ‫لما نزعت نحو الشقاق المنازع‬ ‫ولو بعدت في النفس منزعة التقى‬ ‫على غير ذي ثبت جداه القوارع‬ ‫ولا ضبحت تعلو بأسباب وهمها‬ ‫ستقتضب الأعمار منها الفجائع‬ ‫أما هذه الدنيا التي يقتنونها‬ ‫ونحن لناعيها إلينا ودائع‬ ‫قراضة آجال ومطلب جاهل‬ ‫بها بيعة ينسى بها الربح بائع‬ ‫فما بيعتنا الحسنى ومرضاة ربنا‬ ‫وتذكي فظاظات النفوس المطامع‬ ‫على أي شيء يقتل البعض بعضنا‬ ‫وادع‬ ‫ولا أحد منا وإن عاش‬ ‫ولسنا برغم العقل نطلب وادعا‬ ‫نتقارع‬ ‫في باطل‬ ‫ونعجله‬ ‫ويكشف عن ساق لنا الحتف دائما‬ ‫كمثل الذي ولي ونفيه المصارع‬ ‫أليس الذي يأتي من العمر مقبلا‬ ‫لما كان منها للشرارة ناقع‬ ‫ولو أشربت منا النفوس تبصراً‬ ‫كما كمنث في جحرهن الأقارع‬ ‫ولو أشربث داء دخيلا أصارها‬ ‫فمنه بلا قيد تثور الشنائع‬ ‫ولو بحثث عن دائها كان كبرها‬ ‫لدافع دا الكبر منها التواضع‬ ‫ولو فكرث في أصلها ومصيره‬ ‫‪٢٨١‬‬ ‫يعود عليكم وبلها المتتابع‬ ‫رويدا بني الإنسان إن شروركم‬ ‫سوى أنه في بحر راميه راجع‬ ‫فما أرسل الإنسان سهما محرما‬ ‫من الشر والدعوى إليه ذرائع‬ ‫ولست وإن برأت نفسك خالصا‬ ‫وننفي اشتراكا فيه والسم ناقع‬ ‫أنلزمها الاشرار والداء شامل‬ ‫لما راع في أوكاره الفرح رائع‬ ‫ولو سَلمث من صبغة الشر نسمة‬ ‫من النفس تغريها عليه الطبائع‬ ‫وكل جاج المرء في الشر نهمة‬ ‫زارع‬ ‫الزرع يحصد‬ ‫وعند حصاد‬ ‫اليس عجيبا زر نفس شرورها‬ ‫نفوس ولم يعرف مضر ونافع‬ ‫ولولا نواميس السماء لما زكت‬ ‫ليصنع مدفوع ويصئع دافع‬ ‫الله التدافع بيننا‬ ‫ومن سنن‬ ‫وإبلاؤهم وهمو الحبى والصنائع‬ ‫ومن سنن الله اختبار عباده‬ ‫جامع‬ ‫وذاك بلاء للمواهب‬ ‫يصب على من شاء صبا بلاء‬ ‫فكم ش أمر ضيق ونمو واسع‬ ‫ومن سنن الله اختفاء اصطناعه‬ ‫فذو الجهل موفور وذو العقل جائع‬ ‫ومن سنن الله التفاضل في العطا‬ ‫وتعجيل غُقبَى هفوة إذ تواقع‬ ‫ومن سنن الله التأني بمن طغى‬ ‫وهذا حسام للمظالم قاطع‬ ‫ومنها انتقام من ظلوم بظالم‬ ‫على مسلم والعدل للكل وازع‬ ‫ألم تر أن الله سلط مشركا‬ ‫وإلا خفي اللطف للزيغ رادع‬ ‫فما الشأن إلا'العدل في أي حادث‬ ‫عليها جمال الله باللطف شائع‬ ‫وفي الشأن أسرار تجلت لذى الئهمى‬ ‫الفظائع‬ ‫تلك‬ ‫والعدل‬ ‫بعارفه‬ ‫ترى سلطة لا تعرف الله أفظعث‬ ‫من الظلم في شيء له الله صانع‬ ‫فأنت إذا فكرت لم تلف ذرة‬ ‫عدوت بها في خرق ما هو شارع‬ ‫وما يوجب المقت الإلهي عذوة‬ ‫لما كان عن رضوانه لك قاطع‬ ‫رجلاك دون حدوده‬ ‫ولو ثبتت‬ ‫وفضل وتوب منه للتوب زارع‬ ‫وما يوجب الجوة الالمي رحمة‬ ‫أيحظر أمرا ثم تهتك حَظره‬ ‫ومن حيث إتيان المساخط طامع‬ ‫وأنت مع الإيعاد للسخط تنتحي‬ ‫إذا لم يَرَّغ من حرمة الله وازع‬ ‫فما مين وعيد الله يمنع عاصم‬ ‫ونحن لما لا يقتضيه نسارع‬ ‫تضج ضجيج الئيب مما ينوبنا‬ ‫‪٢٨٢‬‬ ‫الجزاء نطاوع‬ ‫ولسنا لمحمود‬ ‫نطاوع أسواء المغبة رغبة‬ ‫يدافع غغقبامن عنا مدافع‬ ‫وما هذه الأوقاز فوق رقاننا‬ ‫وبعض على الإملاء جانيه وادع‬ ‫وبعض عقاب الإثم أخذ معجل‬ ‫شوارقبَا بالحكمتين مطالع‬ ‫ولو أمحض التقدير عقل لأظهرث‬ ‫ولا عارضته في التاني موانع‬ ‫فما هو في تعجيله البطش عابث‬ ‫سواه تعالى قبل فوت يسارع‬ ‫ولا هو بالإعجال يخدر فائتاً‬ ‫وبدائع‬ ‫تبن لك فيها حكمة‬ ‫جل في مجاري حكمه وشؤونه‬ ‫لا تمانع‬ ‫تدابير وحدانية‬ ‫وفي عدله حَسُب اقتضاء شؤونه‬ ‫إذا اختلفت أشكالها والمواقع‬ ‫فلا تخيط في فهم أحكام عدله‬ ‫وما هو إلا الفضل واللطف واقع‬ ‫ورب بلاء حَل في شكل عدله‬ ‫ومنه لتمحيص لذنب يواقع‬ ‫فمن ذاك للتوفير وهو أجله‬ ‫إلى عبده حد عن العدل مانع‬ ‫ووعيده‬ ‫‪ ١‬نذ‪ ١ ‎‬ر‪٥ ‎‬‬ ‫وتقديمه‬ ‫دافع‬ ‫والجود‬ ‫إلى مستقر الفضل‬ ‫وفي عين هذا العدل فضل محقق‬ ‫ليذكر اللامي وينزع نازع‬ ‫الإلهي لازم‬ ‫وذلك في الجود‬ ‫جارك مما قيل خلف وشافع‬ ‫وعاقبة الإنذار إنفاذ عدله‬ ‫فداعيك فيوم برُحما واسع‬ ‫فقم نحو ما يدعو إليه بفضله‬ ‫فما لك إلا صحة التوب نافع‬ ‫ولا تعجبن إن خالفته كيف بطشه‬ ‫إلينا فعدل الله هذا المسارع‬ ‫ولا تعجبن مما تراه مسارعا‬ ‫العدل صادع‬ ‫وإتيان منهياته‬ ‫إلى ما أفضنا فيه من ترك أمره‬ ‫وأغلبهم للمقسطين منازع‬ ‫ففيم ضراخ المسلمين وَجأزهم‬ ‫وكل طريق في الضلالة شارع‬ ‫لهم في أساليب الشقاق طرائق‬ ‫بسيف التعدي في حمى الله شانع؛‬ ‫وأغلبهم للاستقامة شانىء‬ ‫لنا ألفة ترفض عنها المطامع‬ ‫ولو شملتنا الاستقامة لم تزل‬ ‫وبين رباها العلم والحق رائع‬ ‫سقى الله أرضا تنبت القسط سوها‬ ‫عليها بنور ا له أبلج ساطع‬ ‫الله نور محمد‬ ‫ربوع بحمد‬ ‫اليراض مرابع‬ ‫رجالا لهم تلك‬ ‫وحيت يمين اه بالروح والرضا‬ ‫القواطع‬ ‫رضاه‬ ‫فما قطعتهم عن‬ ‫رجال سَعَوا لله سعيا مباركا‬ ‫‪٢٨٢٣‬‬ ‫فما صدعتهم في السبيل الصوادع‬ ‫أنابوا إلى الله اتباع سبيله‬ ‫ولا ذَلَ ضارع‬ ‫عَرً جبار‬ ‫فما‬ ‫وقاموا بمفرورض القيام عليهم‬ ‫ولا فرقوا في الدين ما الله جامع‬ ‫ما فرق النه جمعه‬ ‫فما جمعوا‬ ‫حظوظهم منها البحور الجوامع‬ ‫ولا روا إلا بخالصة التقى‬ ‫وعن حُلقهم تزوِي النجوم السواطع‬ ‫بهم يقتدى في العلم والهذي والهدى‬ ‫وهم لكمالات النفوس مطالع‬ ‫عليهم وقار الرشل أرست حباله‬ ‫ولو أظهروها ناقضتها الشرائع‬ ‫تجلت لهم من باطن الشرع حكمة‬ ‫على سنهم بالحكمتين ينابع‬ ‫ألحوا على الإخلاص حتى تفجرت‬ ‫لكانوا بحكم الظاهر الشرك واقعوا‬ ‫ولو أظهروا من حكمة السر ذرة‬ ‫وفي ظاهر الأحكام للعذر قاطع‬ ‫فبورك ملما طابق الشرع باطناً‬ ‫بهم تمطر الأرض السحاب الهوامع‬ ‫أولعك أهل الله رحمة أرضه‬ ‫وأحوالهم في الاعتبار شوافع‬ ‫أولئك أوتاد الوجود وغوثه‬ ‫ممداهم ولا يَغْوَى عليهم متابع‬ ‫أولعك أهل الحق ما ضل مقتفبي‬ ‫عن الله ما يقضي وما هو شارع‬ ‫أولثتك أهل الفهم ما جار فهمهم‬ ‫فنذرائع‬ ‫وأما ذكرهم‬ ‫فغئنم‬ ‫أولشك أهل الخير أما حياتهم‬ ‫لهم بركات في النا ومنافع‬ ‫أولئك أهل الفضل حتى ولو فنوا‬ ‫(إذا جمغتنا يا جرير المجامع)‬ ‫اولئك أشياخي فجئني بمثلهم‬ ‫وللقوم شأن في الولاية شاسع‬ ‫ولست بجاء في الوجود بمشلهم‬ ‫جامع‬ ‫لكل هدى الرسل لا شك‬ ‫محمد‬ ‫من‬ ‫إرث صادق‬ ‫وللقوم‬ ‫وهم لضياء المرسلين مطالع‬ ‫وماذا عسى أن يبلغ الحمد فيهم‬ ‫وفي القوم نور الختم أبلج ساطع‬ ‫نعم إن نور الرشل في قلب ختمهم‬ ‫وهذا لصدق الاتباعين تابع‬ ‫سَرى علمهم بالله في سر سِزهم‬ ‫ولكن لحب الله فيهم نوازع‬ ‫وما صدقوا في الاتباع لغاية‬ ‫ومصارع‬ ‫بينه‬ ‫له صعقات‬ ‫(ومحترق) الأركان من خوف ربه‬ ‫ويطالع‬ ‫فيها صنعه‬ ‫يشاهد‬ ‫له ما عدا العلم القديم صحيفة‬ ‫البدائع‬ ‫تلك‬ ‫بدائع لم تحجبه‬ ‫ومهما يكن في الملك والملكوت من‬ ‫رمادا به اشتدت رياح زعازع‬ ‫يرى كل شيء غير مرضاة ربه‬ ‫‪٢٨٤‬‬ ‫كقامما من التوفيق عنه ممانع‬ ‫منه العلائق لفتة‬ ‫ولو خالسث‬ ‫فتنكص حسرى عنه والعزم ناصع‬ ‫يطارد آفات الوجود بعزمه‬ ‫بأن وراء الحد شأنا يسارع‬ ‫عَرَض الدنيا وراء يقينه‬ ‫رمى‬ ‫سوى رَغب فيه إلى الله طامع‬ ‫حرر نفسا من عبودة مطمع‬ ‫وما نال منه ما تقيل الاصابع‬ ‫به أيفت الأملاك في نضرة الفنى‬ ‫وممر من الأنهاج يأباه راقع‬ ‫كفته لقيمات يُقوّشن صلبه‬ ‫ولذات هذا العيش بئس المراضع‬ ‫يلد فطام النفس عن كل لذة‬ ‫إذا سالت عليها المدامع‬ ‫تشب‬ ‫قلبه‬ ‫جمرة‬ ‫وللأحزان‬ ‫بيت‬ ‫كأن راعمه من هادم العمر رائع‬ ‫إذا ذكر الأخرى تضاءل جازعاآ‬ ‫مشاعره تلك الصعاب القوارع‬ ‫وإن ذكر الدنيا تفانى وأصعَقت‬ ‫وما خلف يوم الموت كيف المفازع‬ ‫على وحشة في السجن من بغتة الفنا‬ ‫على عينه إلا العنا والفجائع‬ ‫وما زخرف الدنيا وإن راق رونقا‬ ‫فللبر والتقى عليها طوابع‬ ‫أحال على أنفاسه البر والتقى‬ ‫له مخبر بين الملائك شائع‬ ‫على الارض منكور ويعرف في السما‬ ‫عمودا على محرابه وفمو راكع‬ ‫تراه متى ما الليل عمد بيته‬ ‫المدارع‬ ‫للعيون‬ ‫شقت‬ ‫فعنهن‬ ‫يشعشع بالقرآن أنوار قلبه‬ ‫نحيباً كما ناح الحمام السواجع‬ ‫يرجع في الديجور رنة ثاكل‬ ‫وهم رجاء والبرايا هواجع‬ ‫مخافة‬ ‫مم‬ ‫مممَان‪: :‬‬ ‫يناوحه‬ ‫أحداثهم والشنائع‬ ‫وإن عظمت‬ ‫الله خلقه‬ ‫يرحم‬ ‫هذا‬ ‫بأمثال‬ ‫ويشرب عطشان ويشبع جائع‬ ‫الله أرضه‬ ‫خصب‬ ‫هذا‬ ‫بأمثال‬ ‫ويسمن مهزول ويقطف يانع‬ ‫بأمثال هذا تحفل الشاة ضرعهًا‬ ‫وينشر صدع الأرض وفهمي بلاقع‬ ‫بأمثال هذا تنزل الشخب رَجعَهَا‬ ‫وليس لسخط الله في الأرض دافع‬ ‫بأمشال هذا يدفع الله سخطه‬ ‫وحدث وأطلق كيف تلك المنافع‬ ‫نافع‬ ‫للخلق‬ ‫في القرب‬ ‫لهم منزل‬ ‫على نهر حرقوص وزيد كوارع‬ ‫ا لالى‬ ‫ضہة‬ ‫‏‪ ١‬لأابا ض‬ ‫أبرار‬ ‫أو لك‬ ‫إلى الله عن حظ سواه المنازع‬ ‫بهم‬ ‫سمت‬ ‫الرجود‬ ‫أحرار‬ ‫هم القوم‬ ‫إلى الله واللقى وهم لي ذرائع‬ ‫محبتهم ديني بها أبتغي الرضا‬ ‫‪٢٨٥‬‬ ‫أجاهد في إحيائها وأقارع‬ ‫ودعوتهم لي سنة وجماعة‬ ‫فذلك للامر الذي لا أدافع‬ ‫وإني وإن يتركني السيف فعغُذداً‬ ‫وما أنا في همي إلى الله قابع‬ ‫قضى الله أن أحيا من العجز قابعاً‬ ‫وما أنا دون النصر لله قانع‬ ‫إذا لمت نفسي أقنعتني قيوذمما‬ ‫من الغيظ لولا دون عزمي موانع‬ ‫وما نصرتي بالقول والقول تشتفي‬ ‫فنعشتُ كما عاش الجبان الموادع‬ ‫إلى الله أشكو حائلا صدً همتي‬ ‫وسيف الأباضيين في الخصم شارع‬ ‫أأحيا كسير النفس والسيف عانياً‬ ‫ا لله قادع‬ ‫قضى‬ ‫ونهنهني مما‬ ‫على أنني إن هدني الحزن مَذة‬ ‫مانع‬ ‫سد‬ ‫وإن‬ ‫والعبد ما ينوي‬ ‫لَيَغْلَم قصدي عالم الجهر والخفا‬ ‫واسع‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫حول‬ ‫يه يمه‬ ‫لمل ختام القضد نيل موفق‬ ‫متى حَيْعَلّث نحو الجهاد الوقائع‬ ‫قأضجي بتهليل السيوف مهللا‬ ‫كوارع‬ ‫قيامي إليه والرماح‬ ‫ويرضى إلهي في مواطن حربه‬ ‫فيه أنازع‬ ‫فوز عشت‬ ‫فذلك‬ ‫لمي إن لاقيت حتفي مجاهدا‬ ‫مواضع‬ ‫كا لجهاد‬ ‫وليس لموت‬ ‫للمرء موضع‬ ‫وأن وقوع الموت‬ ‫وإن حوَلّث وسط اللحود المضاجع‬ ‫وما مات من ألقى إلى الله نفسه‬ ‫لعيش وهل ماض من العمر راجع‬ ‫وأي رجاء بعد ستين حجة‬ ‫قاطع‬ ‫أحق به والعمر يبليه‬ ‫سيخطفها من طائر الموت واقع‬ ‫بسوق جهاد حيث تزكو البضائع‬ ‫إذا شاء بين العبد والخير جامع‬ ‫على الله إحسان الخواتم إنه‬ ‫‪٢٨٦‬‬ ‫اجتماع العمانيين بنزوى لعقد البيعة‬ ‫على الخليلي‬ ‫ولما كانت الحاجة إلى القيام بمصالح الأمةش وجب أن تكون المصالح العامة جارية‬ ‫لا يزلزله فقد الرؤساء‪ ،‬وأن ندرك أنا نعيش في ظل وطن تحكمه‬ ‫على نظام ثابت‘‬ ‫حكومة شرعية محترمة وأن ندرك أنا نعيش في غاب لا تسوده شرعة القانون وأنا لا‬ ‫نعتمد في معرفة الحق على وجود المعلم‪ ،‬بحيث نتركهما عند موته©‪ ،‬بل نسير على‬ ‫منهاجهما‪ ،‬حين وجوده وبعد موته‪ ،‬وأن قتل سالم لا يوجب ضعفا في الدين ولا فساداً‬ ‫فيه‪ .‬وأنه بشر كسائر الخلق «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل» ففي الآية‬ ‫هداية وإرشاد‪ ،‬إلى أنه ينبغي أن يكون أمر البشر مستمرا ذا صلة بوجود القائد‪ ،‬بحيث إذا‬ ‫قتل القائد انهزم الجيش واستسلم للأعداء ‪.‬‬ ‫‏‪١٣٣٨‬‬ ‫عقد العلماء والقضاة والرؤساء في اليوم الثاني عشر من ذي القعدة عام‬ ‫مؤتمرًث تمخض منه صلاح الأمة العمانية‪ ،‬والسلوك بها إلى طريق الرشاد‪ ،‬والأخذ بها‬ ‫إلى أيدي السعادة‪ ،‬غألزموا الشيخ محمد بن عبد الله الخليلي قبول الإمامة‪ .‬وكلفوه ذلك‬ ‫بعد طول احتجاج ومناظرة‪ ،‬قَرَع صداها صم الآذان‪ ،‬وفتح مسالك الاوهامث لعجزهم عن‬ ‫مناظرتهش لكونه أعلمهم‪ .‬وبعد طول احتجاج‪ ،‬ما رأى من الواسع إلا قبول أمرهم‪،‬‬ ‫فاصبح الناس بجامع نزوى غرة الثالث عشر من ذي القعدة والجمعة عام ‏‪.١٣٣٨‬‬ ‫بن عبد الله بن سعيد‬ ‫إمامة ا لولي السعيد محمد‬ ‫‏‪ ١٢٦٩٩‬؟© تسع وتسعين وما ئتين‬ ‫الله ۔ بقرية سما ئل في سنة‬ ‫ولد _ رحمه‬ ‫مولده ‪:‬‬ ‫سعيد ‪.‬‬ ‫حجر أبيه العلامة عبد الله بن‬ ‫ونشأ فى‬ ‫وألف ‘‬ ‫هو العلامة المحقق محمد بن عبد الله بن العلامة المحقق سعيد بن‬ ‫نسبه‪:‬‬ ‫بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عامر بن ناصر بن عامر بن بو سالم بن أحمد‬ ‫خلفان‬ ‫من نسل الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد ابن الإمام الخليل ابن العلامة‬ ‫‪٢٨٧‬‬ ‫نسبة إلى خروص بن شاري بن‬ ‫شاذان ابن الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي©‪،‬‬ ‫اليحمد بن عبد الله‪ .‬وعبد الله هو الحمي من سلالة نصر بن زهران بن كعب بن‬ ‫حارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن أزد بن نبت بن مالك بن زيد بن‬ ‫كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي‪ ،‬عليه الصلاة والسلام‪.‬‬ ‫كتبته نقلاً من خط الشيخ خلفان بن عثمان الخروصي‪ ،‬عن خط جده الشيخ الزاهد‬ ‫خميس ابن العلامة أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي ‪.‬‬ ‫علومه‪ :‬قرأ النحو على الشيخ محمد بن عامر الطيواني‪ ،‬ويجالسه للمذاكرة البحر‬ ‫الاسود ‏‪ ٠‬الشيخ عبيد بن فرحان‘ والشيخ العلامة حمد بن عبيد السليمي‪ ،‬ويناظرهم‬ ‫الشيخ أبو وسيم خميس بن سليم الاركوي‪ ،‬نقلاً عن لسان سيدي الإمام ۔ رحمه الله ‪.‬‬ ‫وأبيه الشيخ‬ ‫دروسه‪ :‬درس فنون العلم على عمه الشيخ العلامة‪ :‬أحمد بن سعيد‬ ‫العالم عبد الله بن سعيد آل الخليل ‪.‬‬ ‫ثم هاجر إلى شرقية عمان لدراسة العلوم‪ ،‬فقرأ على نور الدين السالمي التفسير‬ ‫والحديث والأصول وفنون العلم" فصار علما من الأعلامء وحجة في المعقول‬ ‫والمنقول والمنثور والمنظوم‪ ،‬فهو اليوم أكبر عالم بعمان‪ ،‬إليه منتهى رياستها وفي‬ ‫الحلم والعلم وحل المشكلات‘‪ 0‬وكشف العويص©‪،‬ؤ قضى أيامه مكبًا على التعليم©‬ ‫فأحرز قصبة السبق‪.‬‬ ‫كانت الرئاسة لآبائه على بني رواحة‪ ،‬وهم بنو عبس ومن تبعهم من قبائل عمان‪،‬‬ ‫ثم كانت له قبل ارتقائه عرش الإمامة‪ ،‬كانت لاآبائه من قبل‪.‬‬ ‫صفاته‪ :‬أبيض اللون‪ ،‬جميل الحلق حَسَن الخُلّق‪ ،‬مدور اللحيةث نحيف البنية©‬ ‫تنجذب النفوس إليه حبا‪.‬‬ ‫أخلاقه‪ :‬بعيد من الصُلّف‘ بعيد الغضبڵ لا نراه غضبان أبداء إلا إذا انتهكت‬ ‫محارم الله دائم الفكر حَمولً للأذى واسع الصدر أكثر دهره صامتاً‪ ،‬فإذا تكلم تكلم‬ ‫فإذا دخل عليه الزائر وجه نحوه شعاعاً‬ ‫أعطاه الله التوسم‬ ‫بعلم‪ 0‬وإذا سكت فعن أدب‘‪،‬‬ ‫قويا من عينيه‪ ،‬فاستخرج بتوسمه ما أكئه بين يديه‪ ،‬فعبر له عن فكره‪ 6،‬قبل أن يفوه‬ ‫‪٢٨٨‬‬ ‫بمراده‪ ،‬بعبارة وجيزة‪ ،‬لا يحسنها الزائر وأعرب له عن قصده الذي جاء إليهث إن خيراً‬ ‫أو شاش فيتحقق بعد الفحص صدق حَذسه‘ حتى إن بعض الوفود يرتج عليه آن يفوه‬ ‫عنده بشيء‪ ،‬يباسط الناس الخاصة والعامةء ويقص لهم القصص الدينية‪ ،‬والآداب‬ ‫الدنيويةش أحرز الحالتين‪ ،‬يسلي المتوجع‪ ،‬لا يرد سائلاً ولا مسترفدا‪ ،‬ولا يملك ما بيده‪٥‬‏‬ ‫أكرم أهل زمانه‪ ،‬كأنما عناه القائل ‪:‬‬ ‫لجاة بهافلڵيتق الله سائنه‬ ‫ولو لم يكن في كفه غير نفسه‬ ‫يجلس إلى الناس‪ :‬الخاصة والعامة‪ ،‬يباسطهم‪ ،‬ويعلمهم أمر دينهم ودنياهم‪،‬‬ ‫يقضي نهاره في خدمة المسلمين‘ يحره المرأة والخادم والصغير والكبير والضعيف‬ ‫حتى أنه في بعض‬ ‫لا يأنف من أحد » فيقضي حاجتهم ويرجع إلى مجلسه‪،‬‬ ‫والقوي‬ ‫المرضى من الضعفاءثء ويتولى كل أمور المسلمين حتى‬ ‫الاوقات يتولى بيده علاج بعض‬ ‫بروات الطعام لدواب الضيوف ودواب الدولة ‪.‬‬ ‫الناس [‬ ‫بالمحبة وا لسياسة واللين ‪ .‬لا بالقوة وا لجبرورت ‪ .‬عظمه‬ ‫الشعب‬ ‫روح‬ ‫ملك‬ ‫لصغر الدنيا فى عينيه‪ ،‬فلا يرى لها قدرا‪.‬‬ ‫وتألق من اللباس؛ لأنه كان‬ ‫كان قبل ارتقائه عرش الإمامة في رغد من العيش‬ ‫غنياً د فلما ولي الأمر رغب عن ذلك مع كثرة غناه‪ ،‬فكان يطوي الأيام واللياليث ويفطر‬ ‫على التمر والعوال‘‪ ،‬كثير صيام التطوع‪ ،‬حتى ابتلى بنقصان في بصره لكثرة صيامه‬ ‫وتقشفه في المعيشة‪ ،‬بقي خمسة أشهر مكفوفاً‪ ،‬فاحتاج إلى علاج الدكتور فأرسل إلى‬ ‫تومس الأمريكي من مسقط فلبى دعوته‪ ،‬فعالجه فأبصر من إحدى عينيه‪.‬‬ ‫كان لا يلوم أحدا على ما يكون العذر في مثله‪ ،‬يلتمس العذر لإخوانه والتخلص له‬ ‫من العثرة‪ ،‬لا يشكو وجعا ولا صاحبا‪ ،‬ولا ينتقم من الولي على العدو‪ ،‬ولا يغفل عن‬ ‫الولي‪ ،‬لا يخص نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه ولا يتبرم ولا يضجر‪ ،‬تأتيه‬ ‫يتلقاها بصدر أوسع من الدهناء ©‬ ‫الحوادث ‘ وتطرقه الكوارث‘ فلا يتغيرث ولا يتضعضعع‪،‬‬ ‫فإذا جاء الجد فهو الليث عاديا‪.‬‬ ‫العمانيون ‪.‬‬ ‫يدخره‬ ‫يايس‬ ‫سمك‬ ‫العموال ‪:‬‬ ‫‏) ‪( ١‬‬ ‫‪٢٨٩‬‬ ‫م‪١٩ ‎‬‬ ‫نهضة ا لأعيان‬ ‫كانت له ثروة خاصة عدا بيت المال‪ ،‬وهي مما ورثه من آبائه الكرام‪ ،‬فباع أصولها‬ ‫بمائة ألف قرش وخمسين ألف قرش‪ ،‬صرف عمان عبارة عن خمسمائة ألف روبية‬ ‫وخمسة وعشرين ألف روبية هندية‪ ،‬أنفقها في سبيل الله‪ ،‬لإعزاز الكلمة‪ ،‬وأن تكون له‬ ‫ذخر عند الله‪ .‬وتوفي ولم يعقب ولداً ولا مالك فهو رحمه الله منقطع القرين‪.‬‬ ‫إن آباءه وأجداده الكرام وآباء الشيخ أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي من‬ ‫عنصر واحد تجتمع سلسلة نسبهم بالإمام الخليل ابن العلامة شاذان ابن الإمام‬ ‫الصلت بن مالك‪ .‬وكان وطنهم «بهلا» من أرض الجوف فأزعجهم سلطان الجور إلى‬ ‫الخروج منها‪ ،‬فبقي أجداد الشيخ أبي نبهان بالعليا من وادي بني خروصڵؤ واتخذ آباء‬ ‫المحقق الخليلي وادي بوشر وطنا لهم‪ ،‬فتراهم يتواصلون لما بينهم من القرابة والصهر©‬ ‫لكن الشيخ أبو نبهان انتسب إلى الاصل خروص بن شادي والمحقق الخليلي انتسب‬ ‫إلى الفرع‪ ،‬وهو الخليل بن شاذان‪.‬‬ ‫انتهى نقلاً من لسان سيدي الإمام محمد عبد الله ۔ رضي الله عنه‪.‬‬ ‫السيد عبد الرحيم بن سيف الخروصي ‪ .‬أزعجهم سلطان‬ ‫من لسان‬ ‫زيادة‬ ‫وهذه‬ ‫الجور سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني‪ ،‬في القرن التاسع من الهجرة بعد وقائع‬ ‫لأموال النباهنة }‬ ‫دامية‪ 5‬كانت بينهم©‪ 0‬بسبب تغريق الإمام عمر بن الخطاب الخروصى‬ ‫فانتقل الشيخ أحمد بن عامر جد الإمام إلى أزكى‪ ،‬فكانت بينه والجبار معارك ثانيةش‪ .‬كان‬ ‫وبها توفي©‬ ‫النصر في جانب اللبهاني‪ ،‬فانسحب الشيخ أحمد من أزكى إلى وادي بوشر‬ ‫وبقي عقبه هناك‪ ،‬حتى اتخذ المحقق الخليلي سمائل وطناً آخر‪.‬‬ ‫اما الشيخ مبارك بن يحيى فانسحب إلى الجبل الأخضر المعروف بجبل اليحمد‬ ‫في القديم‪ ،‬وجبل بني ريام في الحديث‪ .‬فكانت إمارة الجبل إليهء حتى انتزعها النباهنة‬ ‫منه‪ ،‬وانتزعوا الجبل‪ ،‬وصادروا أمواله الموجودة به‪ ،‬في مقابلة ما أخذه الأئمة عليهم‪،‬‬ ‫انتهت الزيادة ‪.‬‬ ‫الدين ‪6‬‬ ‫نور‬ ‫الوالد‬ ‫سيدي‬ ‫ذكره‬ ‫كما‬ ‫الإسلام ‪.‬‬ ‫معالم‬ ‫إحياء‬ ‫تطلب‬ ‫دوحة‬ ‫من‬ ‫وكلهم‬ ‫يتحفة الأعيانث من دخول أبي نبهان نزوى‪ ،‬وعقد الخليلي الإمامة لعزان وابنه ناصر ‪.‬‬ ‫‪٢٩٠‬‬ ‫‏‪ ١٣٣٦‬ست‬ ‫كانت ولادة المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ببوشر‪ ،‬في سنة‬ ‫وثلاثين وثلاث مائة وألف‪ .‬ونشأ بها في حجر جده أحمد بن صالح‪ ،‬وقد توفي أبوه عنه‬ ‫صغيراً‪ ،‬فرباه جده وأحسن تربيته‪ .‬ونشأ نشأة مباركة يطلب فيها المعاليس ويكتسب‬ ‫المحامد ولا يبالي‪ ،‬كثير الخلوة والتبتل والتلاوة‪ ،‬يقال عنه‪ :‬إنه دخل الخلوة بالاسماء‬ ‫الحسنى كلها وله اليد الطولى في هذا الفن‪ ،‬وقد أودع قطرة من بحره تأليفه المسمى ‪:‬‬ ‫وَعَرَف ذلك من لاحظ تبتلاته ودعواته‪ ،‬وله في ذلك طرق متداولة‬ ‫"النواميس! الرحمانية‬ ‫عند العمانيين‪ ،‬وله في السلوك مناظيم‪ ،‬تدل على طول باعه‪ ،‬وبها ما يدل على ما منحه‬ ‫الله إياه فمنها‪:‬‬ ‫وتدلل‬ ‫ساعة‬ ‫ثراه‬ ‫والشم‬ ‫عَرّمج على باب الكريم المفضل‬ ‫تربت يداك بنيل ما لم تأمُل‬ ‫وقفة‬ ‫حماه‬ ‫لدى‬ ‫رزقت‬ ‫فلئن‬ ‫وأزفل‬ ‫فيه‬ ‫التيه‬ ‫ذيول‬ ‫فاسحب‬ ‫هنيهة‬ ‫ولئن ترى ذاك الجمال‬ ‫فلك البشارة بالمقام الأطول‬ ‫شذى ثراه ساعة‬ ‫ولئن نشقت‬ ‫مسبل‬ ‫دمع كالعقائق‬ ‫إرسال‬ ‫أو ابتعدت فعد إلى‬ ‫ولئن صددت‬ ‫مثل الغريق بلجة البحر الملي‬ ‫وانهج بأنواع الضراعة وابتهل‬ ‫‏‪ ١‬لعلي‬ ‫‏‪ ١‬لعز‬ ‫وجلا لة وتعا ظم‬ ‫ما ترى من هيبة‬ ‫لا ذهنك‬ ‫وهي قصيدة طويلة‪ ،‬وهذه لهجته التي ألخ بالابتهال بها إلى الله تعالى‪ ،‬في طلبه‬ ‫الجليل‪ ،‬من إحياء معالم الإسلام©‪ ،‬وتطهير البلاد من الطغام‪ ،‬وأن يكون دائرة عمقد ذلك‬ ‫النظام؛ فإنه اتخذها وردا في أوقاته‪ .‬حتى أناله الله بعيدات المطالب التي رامها‪ .‬من‬ ‫إعلاء الكلمة وتشتيت الجبابرة‪.‬‬ ‫الخطبة‬ ‫بكل لسان قد بششن وجيد‬ ‫شموط ثناء في سموط فريد‬ ‫منه أجل برود‬ ‫إذا نشرت‬ ‫وحمد تَعَصُ الكائنات بنشره‬ ‫وبعث قبل البعث من هو مُوي‬ ‫وذكر له تحيا النفوس بنذكرة‬ ‫فما مسك دارين يُشاب بعود‬ ‫تعطرت الآفاق من طيب عرفه‬ ‫إذا ما تجلى في صحائف سود‬ ‫ويزرى بنور الشمس نوز ابتسامه‬ ‫‪٢٩١‬‬ ‫لدى الفضل والالا خير مفيد‬ ‫لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا‬ ‫خير شهيد‬ ‫بتوحيد ه والنه‬ ‫لمن سبحته الكائنات شواهداً‬ ‫فيا أنعم المولى بدأت فعودي‬ ‫وأبدى من أياديه أنعما‬ ‫أعاد‬ ‫الفصل الأول‬ ‫بالدعاء مديد‬ ‫لسان‬ ‫بسيط‬ ‫ويا رب لطفا من لعبد مؤسُل‬ ‫وقبح الخطايا فهو أي بليد‬ ‫ويقصر منه القول ذكر ذنوبه‬ ‫لعزل اجلالا لكل شهود‬ ‫وێغضيي حياء هيبة ومخافة‬ ‫بذنب وتقصير وطول صدود‬ ‫فثجذ بمتاب عن مُقِرً مصرح‬ ‫بذكرك لا ذكر اللوى وزَزود‬ ‫منيب يرَجي عندك العفو مولع‬ ‫شكور لما أوليت غير جحود‬ ‫فقير لما أسديت من كل نعمة‬ ‫الفصل الثا ني‬ ‫شديد‬ ‫وأنت الذي تدعى لكل‬ ‫تعا ولا يرجو سوك لفقره‬ ‫بباب كريم في غناه حميد‬ ‫وما ظن يوما أن يخيب آمل‬ ‫ومنك يُرججي اليوم كل مزيد‬ ‫ولم يك يشقى في دعائك عمره‬ ‫عتيد‬ ‫نداك‬ ‫من‬ ‫رزق‬ ‫بواسع‬ ‫واغنني‬ ‫إلهي تداركني بلطف‬ ‫فهلا يكن تقضي بأوسع جود‬ ‫فمهما تُرذ شيئا يكن بمقال كن‬ ‫على كل موجود بكل وجود‬ ‫يجود به من جوده الغمر شامل‬ ‫وجودك مننه طارفي وتليدي‬ ‫فما كان لي في غير فضلك مطمع‬ ‫وجودك إذ عز البريد بريدي‬ ‫وجودك إذ عر الشفيع وسيلتي‬ ‫راج منك نجح وعودي‬ ‫لفضلك‬ ‫وإني لوثّاف ببابك سائل‬ ‫إليك ولم تحفظ وثيق عهودي‬ ‫وقد دفغتني الكائنات بأسرها‬ ‫عقودي‬ ‫سواك فقد أبرمت نقض‬ ‫وإني وإن زايلثتُ بابك قاصدا‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫ي‬ ‫جمود‬ ‫واتضاح‬ ‫جد ودي‬ ‫لشؤم‬ ‫مطامعي‬ ‫وقطع‬ ‫طردي‬ ‫عن‬ ‫وحاشاك‬ ‫قيودي‬ ‫مناي‬ ‫عن‬ ‫وأن حظوظي‬ ‫وإن كان سعيي لا يفي بمطالبي‬ ‫مقود‬ ‫أذ ل‬ ‫قدرا‬ ‫عظمت‬ ‫وإ ن‬ ‫ولكن بقصد الله تغدو صعابها‬ ‫إذا رامها العنقا أذل مصيد‬ ‫ومن يتمسك بالإله تكن له‬ ‫وكان قيامي فيه مشل قعودي‬ ‫نائما‬ ‫ولما رأيت الحظ عني‬ ‫معيد‬ ‫غير‬ ‫الله‬ ‫دين‬ ‫لدارس‬ ‫وأن فعالي مثل مالي كلاهما‬ ‫مميد‬ ‫دين الله غير‬ ‫لا ظهار‬ ‫وأن لساني مثل كَقي كلاهما‬ ‫مبيد‬ ‫غير‬ ‫‏‪ ١‬لله‬ ‫دين‬ ‫لاأعد اء‬ ‫وأن حسامي كاليراع كلاهما‬ ‫لم يأذن بغير إهانتي‬ ‫دهري‬ ‫وعود‬ ‫أي‬ ‫الغدر‬ ‫وعود‬ ‫وإن‬ ‫وغاية محصولي المواعيد والمنى‬ ‫شديد‬ ‫للإله‬ ‫ركن‬ ‫بعروة‬ ‫ولم يبق عندي اليوم إلا تمسكي‬ ‫مجيد‬ ‫‏‪ ١‬لجدود‬ ‫وهاب‬ ‫باب‬ ‫إلى‬ ‫همومي وانتجعت بهمتي‬ ‫جمعت‬ ‫ومسمود‬ ‫من سيد‬ ‫فيهما‬ ‫ومن‬ ‫إلى باب من يدعوه في الأرض والسما‬ ‫جديد‬ ‫الأنام‬ ‫في‬ ‫شأن‬ ‫أى‬ ‫له‬ ‫إلى باب من في كل يوم بحمده‬ ‫ودود‬ ‫ا لفماتحين‬ ‫خير‬ ‫ين‬ ‫إلى باب خير الناصرين وأكرم المفيد‬ ‫عنيد‬ ‫لكل‬ ‫ققهار‬ ‫‏‪ ١‬لكرا سي‬ ‫إلى باب وهاب الممالك قالب‬ ‫إلى مالك الملك العظيم اقتدازه‬ ‫في العلا وجدودي‬ ‫حظوظي‬ ‫قيام‬ ‫وقوفاً على أبوابه منه راجيا‬ ‫ومعيد‬ ‫مبدىء‬ ‫من‬ ‫سمارية‬ ‫قتخرق لي فيه العوائد نفحة‬ ‫بما لا يشتهيه حسودي‬ ‫ويسعى‬ ‫حظوظا يقوم الدهر فيها بخدمتي‬ ‫الإله وكيده‬ ‫بتدبير‬ ‫تقوم‬ ‫إذا ما أمات الحق كل مريد‬ ‫وتسعى بما يرضى الإلة لدينه‬ ‫الله قبل وجودي‬ ‫لرشل‬ ‫وكانت‬ ‫بها قام من قبلي الأئمة بالهدى‬ ‫قديما على خير الخلائق صيد‬ ‫يتم بها الئُغممى علي متمُها‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫قرود‬ ‫بين‬ ‫الإسلام‬ ‫سنن‬ ‫به‬ ‫مضاعة‬ ‫في زمان‬ ‫ومن لي بهذا‬ ‫حدود‬ ‫أح كا م ورفض‬ ‫بتعطيل‬ ‫الاله لدينه‬ ‫ومن لي بأن يرضى‬ ‫وقد سامها بالخسف كل نود‬ ‫يرضى لامة أحمد‬ ‫ومن لي بأن‬ ‫أشداء بأس في الحروب أسود‬ ‫ومن لي بأنصبار إلى الله وحده‬ ‫بحي على نصر المهيمن نودي‬ ‫تبارى النعام الزند خيليُم إذا‬ ‫في ذات الإله وعودي‬ ‫وخوصم‬ ‫داع إلى الله قد دعا‬ ‫يغاث بهم‬ ‫وتشري من الأعداء كل وريد‬ ‫ومن لي بسيف يقطع الهام والطڵلا‬ ‫بحذديه والهيجاء ذات وقود‬ ‫الله والله ضارب‬ ‫لدين‬ ‫حسام‬ ‫لناخت على طود أشم فقيد‬ ‫ولو عارض الشم الجبال بضربة‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫بورود‬ ‫انعمي‬ ‫ومواضيه‬ ‫فيا غارة الله اغضبي وخيوله اركبي‬ ‫تريحهم من كفرهم بلحود‬ ‫ومُئي على الأعداء منك برَؤرة‬ ‫عليهم وحصن شامخ ورصيد‬ ‫ويا رب مزق كل سور وخندق‬ ‫عواقب مكر في البلاد شديد‬ ‫وقد مكروا فأمكر بهم وأدقهمم‬ ‫من البغي تجريها بكل صعيد‬ ‫وطهر بقاع الارض منهم بأنفس‬ ‫قتيل ومأسور يرى وطريد‬ ‫وشرد بهم في كل أرض فلا سوى‬ ‫وثمود‬ ‫جرى‬ ‫لعاد وفرعون‬ ‫وصب عليهم صوت منتقم كما‬ ‫فما قوم لوط منهم ببعيد‬ ‫ولا تبق ديارا على الأرض منهم‬ ‫وعن كيد من عادا غير مكيد‬ ‫وعجل بنصر منك للدين مظهر‬ ‫ويسطع نور الحق بعد خمود‬ ‫يقوم بأرباب الديانات والقى‬ ‫بأسياف عدل لم تلق بغمود‬ ‫وتنشر أعلام العلوم لواها‬ ‫بإنفاذ أمر الله غير مئود‬ ‫يدبرها ماضي العزيمة حاذق‬ ‫تذاد عن المرعى بأطلس سيد‬ ‫تذل له الآساد حتى النقا لا‬ ‫خليفته المأمون خير رشيد‬ ‫أمين على دين الإله وشرعه ‪.‬‬ ‫على العدل والإحسان منه شهود‬ ‫به قرت الدنيا عيونا وأهلها‬ ‫الفصل السابع‬ ‫سعود‬ ‫شمس‬ ‫ا لآفا ى‬ ‫تجلي على‬ ‫بنظرة‬ ‫على عبد دعاك‬ ‫وممن‬ ‫‏‪٢٩٤‬‬ ‫إلى الله أنصاري وفية جنودي‬ ‫فتشمل من في الأرض حتى أراهم‬ ‫ومن قام بالدين الحنيف حشودي‬ ‫فاأحشذ في نصر الاله ودينه‬ ‫بفتح وتمكين وجاه سعيد‬ ‫فأصبح منصوراً مطاعاً مؤيدا‬ ‫على كل دين لم يكن بسديد‬ ‫ولعل الله يظهر دينه‬ ‫عسى‬ ‫عودي‬ ‫ويثمر في دوح المكارم‬ ‫فتخضر آمالي وتورق مُنيتِي‬ ‫قدير على ما شئت خير مريد‬ ‫فعال لما قد تريده‬ ‫فإنك‬ ‫الخاتمة‬ ‫وقد وفقه الله لنيل مطالبه‪ ،‬وأناله حظا وافراً‪ ،‬فكان عقد الإمامة لعزان بن قيس على‬ ‫فى تحفة الأعيان ‪.‬‬ ‫هو محرر‬ ‫كما‬ ‫يده‪.‬‬ ‫وقد طال ترجيعي بها ونشيدي‬ ‫ألمي استجب دغوَى إليك بعثتها‬ ‫غير مجيد‬ ‫للأشعار‬ ‫وا ن كنت‬ ‫نظمها‬ ‫ثناء قد أجدت‬ ‫عقود‬ ‫على بابه الآمال خير وفود‬ ‫قصدت بها باب المليك ولم تزل‬ ‫انتهت هذه الاستغاثة‪ 5‬وله في السلوك قصائد جمة ومناظيم في فتوحات الإمام‬ ‫عزان بن قيس‘ؤ وأجوبة مسائل نظما وله ألفية في الصرف©‘ سماها المقاليد شرحها‬ ‫شرحا جيداًؤ وله قصيدة في العروض سماها‪ :‬مظهر الخافي المضمن الكافي في علم‬ ‫العروض والقوافي‪ ،‬وكتاب النواميس الرحمانية في تسهيل الطريق إلى العلوم الربانية ‏‪٥‬‬ ‫وأرجوزة في الزكاة‪ .‬شرحها شرحا لطيفاًث ورسالة سماها‪ :‬السيف المذكر في الأمر‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫وردت‬ ‫مسائل ‪0‬‬ ‫أجوبة‬ ‫وهو‬ ‫التمهيد &‬ ‫وكتاب‬ ‫المنكر ‪6‬‬ ‫والنهي عن‬ ‫بالمعروف‬ ‫مختلف فنون العلم في أربعة أجزاء ضخمة‪ ،‬وكتاب كرسي الأصول‘ إلى غير ذلك مما‬ ‫ذكره ‪.‬‬ ‫لا يحضرنا‬ ‫ومما يؤثر من مناقبه‪ :‬أنه كان يتمتع بسلطة دينية عاليةش يصدر أوامر الإمام عزان©‬ ‫فلزمه اتباعها وأنه يذهب أمامه دخولا وخروجاً‪ ،‬ويأخذ القهوة قبل الإمام‪ .‬وسئل عن‬ ‫ذلك فأجاب‪ :‬لأريكم شرف العلم‪ ،‬وأن العلماء حكام على الملوك والملوك حكام على‬ ‫الرعية‪.‬‬ ‫‏‪ ١٢٨٧‬على يد السلطان‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫القعدة‬ ‫الله ۔ في شهر ذي‬ ‫وفاته ۔ رحمه‬ ‫كانت‬ ‫تركي بن سعيد دفنه واينه محمد حيين‪ ،‬ولا جريمة سوى أنه قام بالواجب عليه في حق‬ ‫‪٢٩٥‬‬ ‫لله‪ ،‬والله سائله عما صنع‪،‬ؤ وعمره يوم وفاته إحدى وخمسون سنة ۔ رحمه الله؛ ونور‬ ‫ضريحه‪ ،‬وكافاه عن الإسلام خيرا‪ .‬توفي وله من العقب اثنان‪ :‬عبد الله وأحمد وكان‬ ‫عبد لله في سن تسع سنين‪ ،‬وأحمد ابن ست سنوات ‪.‬‬ ‫فإنه عاش علامة فقيها ورعا عليه مدار الفتيا والقضاء‬ ‫أما العلامة الشيخ أحمد‬ ‫بوادي سمائل‪ ،‬وله أجوبة مسائل نظما ونثرا ولم نقف على شيء من تأليفه وكان شهماً‬ ‫جريئاً‪ ،‬يأمر بالمعروف‘ وينهى عن المنكر‪ ،‬في وقت الكتمان‪ ،‬ولا يرد أمره‪ .‬وابتلي ۔‬ ‫رحمه الله ۔ بالصرع‪ ،‬خرج ليغتسل أو يتوضأ من نهر السمدي بسمائل© فهاجمه الصرع©‬ ‫فغرق به في اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة من سنة ‏‪ ١٣٢٤‬بقيت إمارتهم‬ ‫عليها الشيخ العلامة‪ :‬عبد الله بن سعيد والد إمامنا الحالي‪ ،‬وكان عالما جليلاث كثير‬ ‫الاطلاع على فنون العلم كثير قيام الليل‪ ،‬وهو الأمير‪ ،‬والسيد المطلق في وادي‬ ‫سمائل وله اليد الطولى‪ ،‬والنصيب الأوفر في المجد والحظ‪ ،‬يجر الجيوش بعمان لقهر‬ ‫من خاصمه‘ وردع من ناوأه‪ ،‬واحتل كثيرا من بلدان من نازعه‪ ،‬فأذلهم وأدخلهم تحت‬ ‫طاعته ‪.‬‬ ‫وقد تنكر هذا الشيخ على الإمام سالم بن راشد الخروصي \ في دخوله لحصن‬ ‫لأن الأمر‬ ‫سمائل بعد خروج السيد نادر بن فيصل منه‘ؤ وقبل مضي المدة المشروطة؛‬ ‫كان على يده‪ 6‬فهو يهوى إتمام ما تكفل به من الشروط على أوفر ما يكون‪.‬‬ ‫خلاصة السبب‬ ‫لما خرج السيد نادر بن فيصل من حصن سمائل‪ ،‬على يد الشيخ الخليلي‪ ،‬اشترط‬ ‫نادر أن يبقى الحصن بيد الخليلي إلى انقضاء خمسة عشر يوماً‪ ،‬فإن كان لأبيه السلطات‬ ‫‪.‬استطاعة للرجوع إليه‪ .‬فليسلمه الخليلي للسلطان‪ ،‬أو لرسوله‪ ،‬وإلا فبعد مضي الأجل‬ ‫وصحبه‬ ‫فلا لوم عليه إن سلمه للإمام‪ .‬وعلى ذلك كان الاتفاق‪ ،‬فخرج نادر‬ ‫المحدد‘‬ ‫الشيخ عبد الله الخليلي إلى الخوض‪ ،‬وابنه الشيخ علي بن عبد الله إلى مسقط ‪ ،‬وبقي‬ ‫بالحصن إمامنا الحالي‪ :‬محمد بن عبد الله بالنيابة عن أبيه‪ ،‬فرأى أحوالاً توجب تسليم‬ ‫الحصن إلى الإمام سالم‪ ،‬فسلمه إليه قبل رجوع أبيه من الخوض‪ ،‬وقبل تمام الأجل‬ ‫المحدد‪ .‬فبقي الإمام بالحصن لاعتقاده أن السادة لا ترجع إليهث بعد ما خرجوا منه‪ ،‬وأن‬ ‫الشرط غير معتبرث إنما هو معرض إقناع‪.‬‬ ‫‪٢٩٦‬‬ ‫وصل الخبر إلى الأمير الخليلي ببلدة الخوض‘ فرجع إلى سمائل وقلبه يتميز‬ ‫غيظاً‪ .‬ومن اعتاد الإمرة والعزة يرى أن ذلك انتقاص وانتهاك لحرمته‪ .‬وانتهى خبر حنقه‬ ‫وانتقل من الحصن احتراما له وتسكين لجأشه‪٥‬‏‬ ‫وغيظه إلى الإمام‪ ،‬قبل وصوله سمائل‬ ‫وبقي الإمام في ضيافة إمامنا الحالي‪ ،‬بمحلهم المعروف (سحراء) وأقام الأمير الخليلي‬ ‫بالحصن إلى انتهاء المدة المقررةث ثم خرج منه وتركه للإمام‪ .‬وبهذا السبب وجد السعاة‬ ‫سبيلاً لصدع العصاة والغواة مجالا لبث الهوى‪ ،‬فسعوا بينهم سعي متأله بالنصح‪.‬‬ ‫والخسران في السعاية أكثر من الربح‪ ،‬فهم لا يسكنون عن الخطب لإشعال نار الفتنة كلما‬ ‫بنميمة لا أصل لها‪ ،‬نتيجتها إذلاله‪.‬‬ ‫قاربت الخمود‪ 8‬فجرحوا قلبه‪ ،‬وأوغروا صدره‬ ‫والاستهانة به‪ .‬وكيف يقر على ذلك‪ ،‬وهو ممن عرف مقامه‪ .‬محاط بمجد لا يدرك شأوه‬ ‫بين قوم يفضلونه على أنفسهم‘ ويرونه أليق بالإمارة عليهم من غيره‪ ،‬ما زالت الحالة‬ ‫على ذلك حتى أزعجه غليان الشنشنة العربية والنفس الأمارة‪ .‬فخرج من دار إمارته إلى‬ ‫جوارالسلطان تيمور بن فيصل في شهر المحرم سنة ‏‪ ١٣٣٢‬فأقام في ظله إلى أن دعا الأمر‬ ‫إلى خروجه إلى بحبوحة الباطنة‪ ،‬ومنها إلى بلدان الحواسنة‪ ،‬فكان له استقبال واحتفال ©‬ ‫كما هي عادة العمانيين للأشراف والأجلاء‪ .‬وقبل ترجله عن راحلته أتته رمية صائبة من‬ ‫غير عمد فأصابته فكانت سببا لحتفه‪ .‬بهذ غضب السلطان على رئيس الحواسنة‬ ‫سيف بن محمد فأودعه السجن سنوات عديدة ثم أطلقه‪ ،‬فما تجده من تحامل شعراء‬ ‫الدولة على الأمير الخليلي‪ ،‬هذا سببه‪ .‬وأشدهم تحاملاً عليه وعلى الأمير عيسى شاعر‬ ‫العرب أبو مسلم في نونيته وميميته‪ .‬ففي نونيته قوله‪:‬‬ ‫والحر يأسف للأحرار إن شانوا‬ ‫أقول للبعض منكم ونمو عن أسف‬ ‫واليوم أنت على الأبواب ذبان‬ ‫قد كنت نخبة هذا المجد من قدم‬ ‫إلى آخر القصيدة يعنفه ويلومه‪ .‬ويقول في ميميته ‪:‬‬ ‫وطرف ولي الشأر في الامن نائم‬ ‫أليس من الغم المميت وقوغمها‬ ‫وسالم فالإيمان ليس يسالم‬ ‫فإن خام عنه وارتضى الضيم ملبس‬ ‫ومن تحريضه للامير عيسى ‪:‬‬ ‫وهل عنده أن القعود محارم‬ ‫فهل عند عيسى أن يقوم مقامه‬ ‫ودونك أسلاف كرام ضراغم‬ ‫فدى لك نفسي يا ابن صالح قم بها‬ ‫‏‪٢٩٧‬‬ ‫ملازم‬ ‫وقدر‬ ‫صدق‬ ‫بيعة‬ ‫له‬ ‫ولاتلق للتفنيد أذنا فإنه‬ ‫في أبيات طويلة ‪.‬‬ ‫كانت وفاة الأمير الخليلى فى جمادى الثانية سنة ‏‪ ١٣٣٢‬وله من العقب إمامنا‬ ‫الحالي محمد بن عبد الله ‏‪ ١‬وأخوه الشيخ علي‪ ،‬وكان علي أصغر سنا من الإمام يسبعة‬ ‫أشهر‪ .‬أما الشيخ علي فإنه بقي بجوار السلطان‪ ،‬وقد عمل له على وادي بوشر‪ ،‬حتى‬ ‫يوم ‏‪ ٢٨‬من ربيع الأول سنة ‏‪ ١٣٦٨‬في عصر أخيه الإمام‪.‬‬ ‫توفي بمطرح‘ؤ‬ ‫كان الأمير عبد الله الخليلي عالما بفنون العلم أديبا‪ .‬وعبقريته الشعرية غير‬ ‫مستنكرة‪ .‬وله ديوان ضخم في الحماسة والفخر والغزل والنسيب‘ بلغني أن ابنه سيدي‬ ‫الإمام مزقه‪ ،‬ولم يبق منه إلا ما تداولته ألسن الناس‪.‬‬ ‫فمن فخرياته ‪:‬‬ ‫ولو كثروا ما هم لدي كواحد‬ ‫لعمرك إني لا أبالي بحاسد‬ ‫وإني على عوراتهم خير شاهد‬ ‫فلا ظفرث مني الأعادي بعورة‬ ‫يوم بزائد‬ ‫ويأتي كل‬ ‫يموت‬ ‫أعادي من إذا ازددت رفعة‬ ‫وكيف‬ ‫بقاصد‬ ‫أصابت مراميها ولست‬ ‫رمته قيسي المجد عني بأسهم‬ ‫وهل قتل الحساة مثل الأماجد‬ ‫مني ماجداً‬ ‫فقد صادفت‬ ‫ألا مت‬ ‫كل وارد‬ ‫يرؤي سيله‬ ‫وغيث‬ ‫ألسث بنجم يهتدى بي في الدجى‬ ‫فوائد‬ ‫بغير‬ ‫ولا قلمي يجري‬ ‫فلا قدمى تسعى لغير جمائل‬ ‫ولا غذت من ظلم الزمان بحاسد‬ ‫ولا حملتني ظلم قوم عشيرتي‬ ‫ولا وهت الأعضا والله عاضدي‬ ‫الأنصار والله ناصري‬ ‫ولا قلت‬ ‫وليس لغير الجود مالي بنافد‬ ‫فليس لغير المجد أمري بنافذ‬ ‫محامدي‬ ‫لنفسي عمدة من‬ ‫جعلت‬ ‫إذا اعتدً قوم للنوائب بالغنى‬ ‫ووالد‬ ‫كابن‬ ‫للإخوان‬ ‫وأصبحت‬ ‫رعيت الورى طرا على قدر حالهم‬ ‫غائبا مثل شاهد‬ ‫عنهم‬ ‫وحاميت‬ ‫أبحت لهم مالي ووفرت عرضهم‬ ‫وله أيضا‪:‬‬ ‫يوقر‬ ‫شيبي والمشيب‬ ‫ووقرت‬ ‫زجرت شبابي والشبيبة ئُزجر‬ ‫بأذيا ل ا لصبا متعثر‬ ‫وغيري‬ ‫‪٢٩٨‬‬ ‫مطهر‬ ‫فذيلي من كل العيوب‬ ‫فألبست دهري كله حلل التقى‬ ‫فقصر كسرى عن مرامي وقيصر‬ ‫ونافنست في العلياء كل منافس‬ ‫مقمر‬ ‫الآن والقوْد‬ ‫صبيا فكيف‬ ‫على أنني لم أرض بالشمس خلة‬ ‫التصابي وهو جمن مكسر‬ ‫بفخ‬ ‫فمالي والدنيا تروم مكيدتي‬ ‫وهل صاد ليت الغاب قبلي ججؤذر‬ ‫أمشلي يعطي الغانياتِ زمامه‬ ‫لما لم يكن لي فيه عز ومفخر‬ ‫ألم تدر أني ما أحرك ناظري‬ ‫وكما أن له في الفخريات أكثر مما ذكرناه‪ ،‬فله في النسيب والغزل‬ ‫إلى غير ذلك‬ ‫الحماسي تدلان‬ ‫في الغزل‬ ‫والتشبيب والمديح ما فاق به نظراءه ‪ .‬وها أنا أذكر له قصيدتين‬ ‫على اقتداره‪.‬‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫الفرس الأابلق‬ ‫ركبت على‬ ‫لعمرك لو شئت أن نلتقي‬ ‫الدُججنة كالمطرق‬ ‫وطرف‬ ‫وجنت الفيافي مجهولة‬ ‫يصرب عينيه كالمحتَتق‬ ‫حيران في سيره‬ ‫ترى النجم‬ ‫وترمي الكواكب بالبندق‬ ‫رمخُخه‬ ‫به‬ ‫السمك‬ ‫يهز‬ ‫فيلق‬ ‫من‬ ‫مية‬ ‫دون‬ ‫وكم‬ ‫فدفد‬ ‫من‬ ‫مية‬ ‫دون‬ ‫فكم‬ ‫وحتى م نفسي لم تشفق‬ ‫النوى‬ ‫إلى م أكابد فيك‬ ‫أزرق‬ ‫صارم‬ ‫من‬ ‫أخش‬ ‫ولم‬ ‫العدا‬ ‫صفوف‬ ‫إليك خرقت‬ ‫مشرقي‬ ‫ومن كل ملحمة‬ ‫إلى كل مشبعة مغربي‬ ‫أشتق‬ ‫لم‬ ‫غيرك‬ ‫أن‬ ‫ولو‬ ‫ولو أن غيري سعى لم يصل‬ ‫ومن غير طزفكم لم أتتي‬ ‫إلى غير وجهك لم ألتفت‬ ‫أعشق‬ ‫لم‬ ‫مشحيّاك‬ ‫ولولا‬ ‫لعمرك لولا الهوى لم أصم‬ ‫إلى كل مجد بنا ترتقي‬ ‫الورى‬ ‫وكل‬ ‫أضام‬ ‫وكيف‬ ‫تستقي‬ ‫ماء أبحرنا‬ ‫ومن‬ ‫ومن تنور مشكاتناتستضيء‬ ‫ومن دونناالقلق المشرق‬ ‫فمن يبلغ اليوم علياءنا‬ ‫لم نسبق‬ ‫وإن نزل الضيف‬ ‫لم نعتذر‬ ‫متى نذعَ للحرب‬ ‫وهل لك يا مي من مشفق‬ ‫فهل لي في الحب من مسعد‬ ‫‪٢٩٩‬‬ ‫‏‪ ١‬لوقود‬ ‫دات‬ ‫نا ره‬ ‫لرهين‬ ‫أح حا ة‬ ‫ذ ري‬ ‫أ لبيت‬ ‫ورب‬ ‫لا‬ ‫سلاما‬ ‫أهمدى‬ ‫أ ترى‬ ‫عيدي‬ ‫فيه‬ ‫وقدوم‬ ‫با لوجود‬ ‫قلبي‬ ‫يشر‬ ‫يشره‬ ‫ممن‬ ‫بابي‬ ‫خده‬ ‫من‬ ‫بابي‬ ‫الاسود‬ ‫غلب‬ ‫صيده‬ ‫ولكن‬ ‫ظبي‬ ‫بابي‬ ‫برود‬ ‫في‬ ‫سماء‬ ‫من‬ ‫العقود‬ ‫بأزا هير‬ ‫يابي‬ ‫عود‬ ‫فوق‬ ‫وهلال‬ ‫بالوعيد‬ ‫وتمادت‬ ‫رد أء‬ ‫من‬ ‫مقمنا‬ ‫شق‬ ‫كم‬ ‫ثغور‬ ‫من‬ ‫رشفمنا‬ ‫كم‬ ‫‏(‪ )١‬وفي نسخة‪ :‬اشفي قلبي من كمود‪.‬‬ ‫ود‬ ‫الخد‬ ‫ورد‬ ‫نجتني‬ ‫وردنا‬ ‫لحب‬ ‫على‬ ‫كم‬ ‫ا لبرود‬ ‫ريىى‬ ‫من‬ ‫شيب‬ ‫ممُدا م‬ ‫من‬ ‫شربنا‬ ‫كم‬ ‫بجيدي‬ ‫طوقاً‬ ‫له‬ ‫يا‬ ‫ساعديها‬ ‫طلوقتني‬ ‫زنودي‬ ‫من‬ ‫ووشاح‬ ‫نطاق‬ ‫مني‬ ‫ولها‬ ‫الطريد‬ ‫كالظبي‬ ‫مرً‬ ‫زمانا‬ ‫اللله‬ ‫رعى‬ ‫يا‬ ‫جدبدى‬ ‫أبلى‬ ‫ذكره‬ ‫بقلبى‬ ‫مر‬ ‫كلما‬ ‫فئودي‬ ‫عادات‬ ‫لف‬ ‫التهاني‬ ‫ليَيلاتِ‬ ‫يا‬ ‫بيعة الإمام السعيد‬ ‫ابي خليل محمد عبد الله بن سعيد‬ ‫في ضحى اليوم الثالث عشر والجمعة من شهر ذي القعدة‪ ،‬من سنة ‏‪ ١٢٣٨‬ثمان‬ ‫وثلاثين وثلاثمائة وألف‘ اجتمع العلماء والأعيان‪ ،‬وأرباب‪ .‬الحل والعقد بجامع نزوى©‬ ‫وأجمعوا على مبايعة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي؛ لعلمهم أنه أفضل الموجودين‬ ‫اليوم بعمان وأعلمهم‪ ،‬وأنه جمع الشروط الشرعية التي تتوافر في القائم وأنه القادر ۔ بإذن‬ ‫الله ۔ على عبء ما سيتحمله‪ ،‬وذلك بعد ما امتنع من القبول لأمرهم‪ ،‬وأصرارهم ‪.‬على‬ ‫إذ‬ ‫إلزامه‪ ،‬ولم يأخذوا عليه تعهدا ولا شروطا‪ ،‬كما كانت تؤخذ على الإمام الضعيف‬ ‫كان يحظى ۔ رحمه الله ۔ بالثقة المطلقة قبل انتخابه‪ ،‬مأمون الجانب على تقاليد الإمامة‪.‬‬ ‫بل أعلم من العاقدين عليه ‪.‬‬ ‫وكان أعلم الجماعة الذين معه‬ ‫أول من بايعه شيخنا العلامة رئيس القضاء أبو مالك عامر بن خميس المالكى الذى‬ ‫‪.‬‬ ‫هو من يني مالك‪ ،‬وهو أحد العاقدين الإمامة على الإمام سالم بن راشد‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العلامة ماجد بن خميس العبري؛ وهذا الشيخ قد أدرك الإمامين عزان بن‬ ‫قيس© وسالم بن راشد وبايعهم وعمل لهم‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العلامة الزاهد أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق الريامي‪ ،‬وهو أحد‬ ‫العاقدين على الإمام سالم بن راشد‪.‬‬ ‫ثم الشيخ الأمير العالم عيسى بن صالح الحارثي ‪.‬‬ ‫‪٣٠١‬‬ ‫ثم الشيخ العالم محمد بن سالم الرقيشي ‪.‬‬ ‫ثم الشيخ أبو علي سيف بن علي بن عامر المسكري ‪.‬‬ ‫ثم الشيخ حمدان بن سليمان بن سيف النبهاني‪.‬‬ ‫ثم الشيخ مهنا بن حمد بن محسن العبري‪.‬‬ ‫ثم الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري‪.‬‬ ‫ثم الاشياخ العباهمل الأوتاد أولاد هلال بن زاهر الهنائي‪.‬‬ ‫ثم بقية العلماء والقضاة‪.‬‬ ‫ثم الأمراء والرؤساء‪.‬‬ ‫ثم الخاصة ‪.‬‬ ‫ثم العامة‪.‬‬ ‫بن حمير النبهاني مجلس العقد في ذلك اليوم‬ ‫ولم يحضر الشيخ الزعيم سليمان‬ ‫لعذر‪ ،‬وإنه لأحد الناهمضين بأعباء الأمرث وكان عنه بالنيابة العلامة أبو زيد عبد الله بن‬ ‫‏‪ ١‬لجنبة ‘‬ ‫رئيس‬ ‫مصيرة‪8،‬‬ ‫بن نا صر ا لمجعلي حاكم جزيرة‬ ‫منصور‬ ‫ا لريا مي ‪ .‬وا لشيخ‬ ‫محمد‬ ‫فشكر المسلمون سعيه واجتهاده‪ ،‬وقيامه في جمع الشمل؛ إذ كان الموقف حرجا‪.‬‬ ‫ثم حضر الشيخ الحميري بعد ذلك اليوم‪ ،‬فبايع وناصر ‪.‬‬ ‫بعد أن انتهت البيعة قام العلامة أبو مالك© فخطب في الناس خطبة العقد‪ ،‬ثم قام‬ ‫بعده أبو زيد فخطب في العسكر‪ .‬وبعد انتهاء الخطبتين انفض المجلس‪ ،‬ودخل الإمام‬ ‫دار الإمارة‪ .‬ففتحت له الأبواب‪ ،‬وسلمت المدافع بالبشر‪ ،‬وقام الصادح والباغم بالنشر ‪.‬‬ ‫فما عبس المحزون حتى تبسما‬ ‫هناء محا ذاك العزاء المقدما‬ ‫كيف يقضي ساعاته‬ ‫على‬ ‫له ‪ .‬وفيه يستقبل ‏‪ ١‬لزوار وا لوفود ‏‪ ٠‬ويشرف‬ ‫نزرى ‪ .‬واتخذه مقرا‬ ‫يقيم بحصن‬ ‫أحوال الدولة وشؤون البلاد وينهض في الثلث الأخير من الليل© بل لا يهدأ الليل إلا‬ ‫قليلا‪ .‬حتى إذا حضرت صلاة الفجر صلى بالناس جماعة‪ ،‬فيعقد في مجلسه ذلك لتلاوة‬ ‫‪٣٠٢‬‬ ‫القرآن العظيم© ويقعد من صلى بالجماعة عنده حتى مطلع الشمس ثم يؤتى بالفطور ©‬ ‫وهو الرطب في أوانه‪ ،‬أو التمر والقهوة البنية‪ ،‬فيلبث بعد ذلك نحوا من ساعة‪ ،‬ثم يدخل‬ ‫مسكنه فيغير لباسه‪ ،‬ويصلي ما شاء الله‪ ،‬ثم يخرج للناس©‪ ،‬فيقعد في مجلسه‪ ،‬ويؤذن‬ ‫للخاصة والعامة‪ ،‬غير محتجب ولا ممنوع‘ فبابه مفتوح للضيف والمظلوم‪ ،‬وماله مبذول‬ ‫للسائل والرافد والمحروم‪ ،‬وسيفه مسلول للجائر الغشوم‪ ،‬تكون الأحكام الشرعية‬ ‫بحضرته‪ ،‬أكثر ما يفصلها القاضي بعد اطلاعه عليها‪ .‬أما أحكام الحدود فيتولى فصلها‬ ‫بنفسه بعد مشورة العلماءث لما فيها من الخطر عند الله‪ ،‬وللتنقيح في آراء العلماء‬ ‫والقضاة‪ ،‬فيبقى في مجلسه ذلك إلى حضور صلاة الظهر‪.‬‬ ‫وفي بعض الأحيان يقوم قبيل الظهر بمقدار نصف ساعة؛ خصوصا وقت الصيف©‬ ‫إما بالجامع أو في غرفة الصلاة بالحصن ‪.‬‬ ‫للاستراحة والقيلولة‪ ،‬ثم يخرج فيصلي بالناس‬ ‫صلاة العصر © فيصلي بهم في‬ ‫خارج الحصن إلى حضوره‬ ‫وبعد الظهر يبرز للناس‬ ‫فيأمر بإخراج الطعام للناس والأضياف على قدر مراتبهم‪ ،‬ثم‬ ‫ثم يدخل الحصن‬ ‫الجامع‬ ‫والمباحثة في‬ ‫فيصلي بالناس س‪ 6،‬ويقعد للمذاكرة‪8،‬‬ ‫لصلاة المغرب بغرفة الصلاة©‬ ‫يحضر‬ ‫تكون‬ ‫الرقت لهم ا حتى‬ ‫أفرد هذا‬ ‫والطلبة ‪ .‬وقد‬ ‫العلماء‬ ‫جماعة من‬ ‫العلوم ) فيحضره‬ ‫فيحيي ليلته قياما‬ ‫الساعة الثالثةش فيصلي بهم العشاء الآخرة‪ ،‬فيدخل محله الخصوصي‬ ‫لا ينام إلا خيالا‪.‬‬ ‫وقراءة©‬ ‫ما تفرد به الإمام من المسائل‬ ‫فى‬ ‫العلم وفك عرويصها ‪ .‬وله آراء معروفة‬ ‫مرجع العمانيين في حل مشكلات‬ ‫كان‬ ‫بعض‬ ‫ورجح‬ ‫في بعضها أصحا به ا لمشارقة بل جمهورهم‪،‬‬ ‫وخا لف‬ ‫تفرد بها‪.‬‬ ‫الأحكا م‪.‬‬ ‫الأقوال‪ .‬وهذا ما حضرنى وقت الكتابة ‪. :‬‬ ‫ولا‬ ‫ندباً ئ ‪.‬‬ ‫والأمر بهما‬ ‫الجمعة في الجامع ‪6‬‬ ‫ركعتين بعد صلاة‬ ‫صلاة‬ ‫الأولى ‪:‬‬ ‫يصلونها في المسجد عملا بحديث ابن عمر عند الربيع‪ .‬وكان لا يصلي بعد الجمعة‬ ‫الحديث ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ينصرف‬ ‫حتى‬ ‫شيئا‬ ‫قبلهن‬ ‫ركعتين راتبة العشاء‬ ‫وصلاة‬ ‫جماعة ‪6‬‬ ‫التراويح ثماني ركعات‬ ‫صلاة‬ ‫الثانية ‪:‬‬ ‫فرادى ‪.‬‬ ‫‪٣٠٢٣‬‬ ‫الثالثة‪ :‬من أفسد رمضان تعمداً قَلْيْكقرث وليصم ما أفسد لا ما مضى خلافا‬ ‫للجمهور‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬حمل ما سقي بالزجر على ما سقي بالنهر في النصاب‘ وإخراج الزكاة من‬ ‫كل بحسابه ‪.‬‬ ‫الخامسة‪ :‬يفتي ويحكم في البتعين إذا اختلفاء في المبيع‪ ،‬والبيع قائم‪ ،‬تحالفا‬ ‫وترادداً‪ ،‬إن لم يكن بيان في الثمن‪ ،‬القول قول البائع مطلقًث ولو كان المبيع بيد‬ ‫المشتري‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬من باع نخلاً وقد أبرت‪ ،‬فثمرتها للبائع‪ ،‬إلا أن يشترطها المشتري ‪.‬‬ ‫ويرى من فروع هذه المسألة‪ :‬أن من اختار ماله‪ ،‬وقد أبره المشتري‘ فالثمرة له‬ ‫ولو لم تدرك‪.‬‬ ‫السابعة‪ :‬يقول بتحريم ربا الفضل ولو كان ذلك يدا بيد‪.‬‬ ‫الثامنة‪ :‬أن من ابتاع سلعة ثم أفلس‪ ،‬فوجد المشتري سلعته بعينها‪ ،‬فهو أحق بها‬ ‫من سائر الغرماءء عملا بحديث الربيع ‪.‬‬ ‫التاسعة‪ :‬أن المولى عنها إذا أخرجت عن زوجها بتمام مدة الإيلاءث فعليها عدة‬ ‫الطلاق© ولا يكفيها مضي تلك المدة عن العدة‪.‬‬ ‫في غير غزو ولا حج‪.‬‬ ‫العاشرة ‪ :‬حكم بالشقعة للغائب‬ ‫الحادية عشرة‪ :‬حكم بالشفعة في القياض‪ ،‬ولو كان أصلا بأصل‘ وعلى الشفيع‬ ‫مقابلها ‪.‬‬ ‫قى‬ ‫شمعته‬ ‫ذو‬ ‫دفعه‬ ‫ما‬ ‫ثمن‬ ‫ا لشفيع مبطلا للشقعة ‪.‬‬ ‫من‬ ‫وا لسؤا ل ونحوه‬ ‫الكلام‬ ‫الثانية عشرة ‪ :‬لا يرى‬ ‫الثالثة عشرة‪ :‬لا يرى رد اليمين على المدعي‪ ،‬إلا أن يقبل أن يحلف على حقه‬ ‫جمعا بين الأحاديث‪ ،‬وقد سبقه إلى هذا قطب الأئمة ۔ رضوان الله عليه‪.‬‬ ‫الرابعة عشرة‪ :‬يرى الإسقاط بالجوائح السماوية‪ ،‬إذا بيعت الثمرة بعد الدراك‪ ،‬عملا‬ ‫بحديث رواه مسلم‪ .‬أمر بوضع الجوائح‪.‬‬ ‫إ لا‬ ‫على ‏‪ ١‬لصوف ئ ولم ير للما نع حجة‬ ‫بأساً بالصلاة‬ ‫عشرة ‪ :‬لا يرى‬ ‫الخامسة‬ ‫الاستدلال ‪.‬بمقهوم اللقب ‪.‬‬ ‫‪٣٠٤‬‬ ‫أن‬ ‫ويرى‬ ‫عملا بالأحاديث ‪-‬‬ ‫بيع المدبر في دين أو حاجةك‬ ‫أجاز‬ ‫السادسة عشر ‪:‬‬ ‫لمعارضتها ‪.‬‬ ‫لا تنهض‬ ‫ا لتي تعلق بها ‏‪ ١‬لجمهور‬ ‫‏‪ ١‬لعموما ت‬ ‫أو أوصى بعتقهم‬ ‫السابعة عشرة‪ :‬يرى أن من كان ماله عبيداً‪ ،‬فأعتقهم في مرضه‬ ‫كلهم فيعتق منهم الثلث بالقرعة ويسترق الباقون عملا بالحديث الوارد في ذلك©‬ ‫القياس ‪.‬‬ ‫صدر‬ ‫ويدفع به في‬ ‫الثامنة عشرة‪ :‬يرى أن من سافر عن زوجته وأطال الغيبة وَخافت العنت ورفعت‬ ‫إلى الحاكم أمرها‪ ،‬له أن يطلقها دفعا لضررمما؛ لأن الشارع راعى ذلك وجعل للنساء علي‬ ‫الرجال حقا غير الإنفاق‪ .‬ومن ذلك الحق العشرة‪ ،‬ولكن لا يطلقها الحاكم إلا بعد‬ ‫كانت الحجة تناله ‪.‬‬ ‫إن‬ ‫الزوج ‪6‬‬ ‫على‬ ‫الاحتجاج‬ ‫التاسعة عشرة‪ :‬يأخذ بمذهب زيد بن ثابت في ميراث الغرقى والهدمى© وأن لا‬ ‫هالك ‏‪٠‬‬ ‫من‬ ‫هالك‬ ‫يورث‬ ‫أربع‬ ‫وأن مدتهما واحدة‪:‬‬ ‫يرى أن لا فرق بين الغائب والمفقود©‬ ‫المتممة عشرين‪:‬‬ ‫سنين‪ ،‬محتجا بالقضية الواقعة في عهد عمر ۔ رضي الله عنه‪.‬‬ ‫وقد قرأت عليه هذه المسائل© في الغرفة المعروفة بغرفة الإمامء بحصن نزوى وما‬ ‫أنكر إلا واحدة رفعها لنا عنه أحد القضاة‪ ،‬فحذفناها ولم يثبتها‪.‬‬ ‫وصف الأجنبي للإمام‬ ‫الإمام‬ ‫عظمة‬ ‫في‬ ‫‏‪.١٠‬‬ ‫ص‪٧‬‬ ‫عمان‬ ‫المسمى‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫الزيت ‪1‬‬ ‫المؤرخ بشركة‬ ‫كتب‬ ‫وعلو مكانته بين قومه‪ ،‬قال المؤرخ‪ :‬من العسير طبعا أن يزن الإنسان شيئا غير‬ ‫محسوس‪ ،‬كالهيئة الدينيةؤ بالمقابلة مع القدرة الحربيةث ولكن طبيعة الدولة الأباضية‬ ‫نفسها تقتضي أن يعترف للإمام بأنه صاحب السلطة العليا‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫يستند الإمام في حكمه على الأكثر إلى هيبة منصبه الديني‪ ،‬ولا يعتمد على جيشه‬ ‫ص ‏‪. ١٠ ٥‬‬ ‫الكبير‬ ‫وفي رحلة نسيجر الإنكليزي المتسمى عند رحلته لعمان (مبارك بن لندن) أن البدو‬ ‫يعترفون بالإمام سيدا لهم‪ ،‬وكثيرا ما تسمع بينهم عبارة‪( :‬أطال الله عمر الإمام)‪ ،‬وهم‬ ‫‏‪٣٠ ٥‬‬ ‫نهضة الأعيان ‪ -‬م ‏‪٢٠٥‬‬ ‫يعنونها بإخلاص كلما قالوها‪ .‬وذلك لأن الإمام نشر الأمن والعدل بين ظهرانيهم‪.‬بما وفق‬ ‫إليه من حل مسائلهم‪ ،‬وفض الخلافات بينهم‪ .‬فهنا يستطيع الرجل أن يسير غير مسلح‪،‬‬ ‫وأن يترك إبله بغير حراسة دون أن يخشى مَن يعتدي عليها بالنهب‪ .‬أما نحن وقد تعودنا‬ ‫اضطراب الأمن المستعصي في الظاهر فكنا قد احتفظنا ببنادقنا على منال منا‪٫‬‏ حتى قال‬ ‫لنا بعض آل وهيبةش وهم يضحكون‪ :‬إننا في أرض السلام‪.‬‬ ‫أما استتباب السلام والامن في أرض الإمامة‪ ،‬فيذكر المعنيون بشؤون الجزيرة‬ ‫العربية‪ .‬بما هي عليه الحال في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وما يخالفها من حال‪ ،‬في‬ ‫بعض دويلات الجزيرة العربية‪ .‬حيث لا تجد حاكما قويا‪ .،‬يحوز قبولا دينيا عريقاً‪.‬‬ ‫انتهى كلامه‪..‬‬ ‫يستمد منه سلطاناً لحكمه‪.‬‬ ‫خروج الإمام إلى الرستاق‬ ‫رأى الإمام أن يكون أول أعماله استنهاض القبائل للدفع عن الرستاق‪ ،‬ومناصرة‬ ‫صن الإمام الراحل‪ ،‬وإنقاذه من البغاة المحدقين به في‬ ‫الشيخ ناصر بن راشد الخروصي©‘‬ ‫‏‪ ١٣٣٨‬ه في صحبته الشيخ عيسى بن‬ ‫فخرج من نزوى في شهر ذي القعدة سنة‬ ‫حصنها‪،‬‬ ‫صالح وأعيان عمان‪ .‬وفي أثناء تلك الحركة وصلت كتب السلطان تيمور بن فيصل إلى‬ ‫رؤساء العمانيين‪ ،‬يدعوهم إليهء وينصحهم‪ :‬أن لا يعدلوا عنه مرة ثانية‪ .‬ويخوّفهم سوء‬ ‫العاقبة‪ .‬فصادف رسله وكتبه قعود الإمام على كرسي الداخليةث كما أن الجيش الذي‬ ‫جهزه إلى وادي سمائل رجع من الطريق ‪ ،‬لما صح عنده هذا الاجتماع‪ .‬واستخلف الإمام‬ ‫على نزوى في خروجه هذا العلامة أبو مالك‘‪ ،‬وترك الشيخ أبو علي سيف بن علي‬ ‫المسكري معاونا له‪ .‬ثم سار بجيشه ليذود عن المملكة ويدفع السيد أحمد بن إبراهيم عن‬ ‫الرستاق؛ لأن هذا السيد لما بلغه خبر وفاة الإمام الراحل انتهز الفرصة فكر على‬ ‫الرستاق‪ ،‬فلكونها سلبت منه قريبا‪ .‬فعاجلها لينال غرضه‪ ،‬ظنا منه أن الأمر لا يستقيم مرة‬ ‫ثانيةش وأنه لا بد أن يكون اضطراب وارتباك وخلل‪ ،‬فشدد الحصار على عاملها الشيخ‬ ‫ناصر بن راشد الخروصي‘ وعاضده على ذلك الشيخ ناصر بن راشد الغافري أمير‬ ‫حفدي‪ ،‬بسبب الموجدة التي أسرها في نفسه على عامل الرستاق ‪.‬‬ ‫سلاح‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫يحتاج‬ ‫ما‬ ‫المال &‪.‬‬ ‫بيت‬ ‫دون‬ ‫بسمائل‬ ‫الذي‬ ‫بيته‬ ‫من‬ ‫الإمام‬ ‫حمل‬ ‫‪٣٠٦‬‬ ‫ورصاص ودراهم‪ ،‬ما يكفي لهذه الغزوة‪ ،‬ثم نزل بفنجاؤ ثم بالخوض‪ ،‬ثم وادي‬ ‫فاستنهضهم وجيرانهم أهل نحل© فعسكر بجيشه في بلدة العوابي‪،‬‬ ‫معولة بن شمس‬ ‫ورأوا التمهل في الأمور‪ ،‬وإرسال عاقل لبيب‘ ليكشف لهم نوايا السيد أحمد وما انطوى‬ ‫عليه‪ ،‬ويبصره الخبر‪ ،‬ويسأله موافقة المسلمين في الخروج من الرستاق بغير حرب‪،‬‬ ‫فاختاروا من رجالهم الشيخ أحمد بن حامد الرواحي‪ ،‬فخرج إليهث فلم تنجح مقالته‬ ‫عنده‪ ،‬ولا أصغى لكلامه‪ ،‬لما يراه لنفسه من المزية“ وما يمارسه من الأريحية‪ .‬كيف‬ ‫وقد توطن بحبوحة البلادش ووجد أنصاراً يؤيدونه فهو يطمع في نجاح مطلبه‪ ،‬والتوصل‬ ‫إلى غرضه‘ ونيل حقه المطلوب منه‪ ،‬فرجع الشيخ إلى الإمام‪ .‬وقص عليه الخبر‪ ،‬وكان‬ ‫الإمام حريصا على دماء المسلمين أن تراق عبثا‪ ،‬مع قلة العمانيين وضعفهم‪ ،‬فاستعمل‬ ‫السياسة التي رجا فيها النجاح‪ ،‬فأرسل الأمير عيسى إلى الشيخ ناصر بن راشد الغافري أن‬ ‫يوافيه بالعوابي‪ .‬وكان الشيخ الغافري يرى للأمير حقا لا يراه لغيره‪ ،‬فهو يعتقد أنهم من‬ ‫فلذلك يمتثل لأومراه‪.‬‬ ‫عنصر واحد‬ ‫اجتمع الشيخان فبحثا الموضوع واتفقا أن يقوم الغافري‪ ،‬فيحتال لإخراج السيد‬ ‫أحمد من الرستاق‪ ،‬حتى يخرج إلى حصنه بالحزم‪ ،‬وهو مركزه الباقي بيده‪ ،‬بعد خروجه‬ ‫من الرستاق© فرجع الغافري من العوابي‪ ،‬يحمل سياسته التي تكفل بهاء وتأاجل إنفاذها‬ ‫وسرت عواصفه تهب‘ وعقد لواء الغدر©‬ ‫أجلاً‪ ،‬عرفاه بينهماغ فسعت عقاربه تدب‘{‬ ‫ودخل على سيده من باب المكر فأوصد عليه أبواب مقصده‘‪ ،‬وسد عليه منافذ مرصده‪،‬‬ ‫وفتح له أوهام عرف منها السيد بواره عليه‪ ،‬وانقلابه عنهء وخروجه عليه‪ .‬ولا عجب‬ ‫فاللهى تفتح النهى‪ .‬فلم ينته الأجل الذي حدده الغافري لنفسه حتى خرج السيد أحمد من‬ ‫الرستاق بغير قتال‪ ،‬ودخلها الإمام على أحسن حال‘ فنظم أمرهاء وجمع شملهاێ وجعل‬ ‫السيد هلال بن علي البوسعيدي واليا عليها‪ .‬وهذا السيد من أبناء عم السلطان سعيد بن‬ ‫تيمور فبقي بها إلى أن توفي وكان عاملا للإمام الخروصي على يديه قبل ذلك‪ ،‬ثم‬ ‫أبقى ابنه محمد بن هلال واليا بالرستاق‪ ،‬حتى عزله الإمام‪ .‬وجعل مكانه الشيخ الولي‬ ‫علي بن هلال الهنائيء وصلحت البلاد‪ ،‬وآمنت العبادث فكان بها إلى أن توفي ۔ رحمه‬ ‫الله ‪ .‬وفي اليوم الثاني من ذي الحجة من السنة المذكورة‪ ،‬فسح الإمام للجنود واستعمل‬ ‫الشيخ ناصر بن سعيد الخروصي على العوابي‪ ،‬فخرج من الرستاق إليها‪.‬‬ ‫‪٣٠٧‬‬ ‫الاجتماع بالسيب‬ ‫بن‬ ‫العمانيين ‏‪ ٤‬والشيخ العلامة سعيد‬ ‫صالح ْ بالنيابة عن‬ ‫بن‬ ‫الأمير عيسى‬ ‫حضره‬ ‫ناصر الكندي‘ والمستر ونكيت هاي سي اس! باليوزث وقنصل بريطانيا الذي هو مفوض‬ ‫من دولته أن يكون واسطة بينهم‪ ،‬فكان اجتماعهم ببلد السيب من الباطنةث فعقد معاهدة‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫شهر المحرم‬ ‫التاسع من‬ ‫ذلك في اليوم‬ ‫وكان‬ ‫تيمور‬ ‫والسلطان‬ ‫العمانيين‬ ‫بين‬ ‫‏‪ ٩‬هجرية وهذا صفة الاتفاق‪:‬‬ ‫نقل معاهدة السيب التي بيد العمانيبن‬ ‫م‬ ‫<‪,‬‬ ‫آلتتمنلى‬ ‫ل‬ ‫يتحسماآ‬ ‫بن‬ ‫وا لشيخ عيسى‬ ‫هذا ما اتفق عليه ا لصلح بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل‬ ‫صالح بن علي الحارثي نيابة عن العمانيين© الذين يمضون أسماءهم هنا بواسطة المستر‬ ‫هو مفوض‬ ‫الذي‬ ‫العظمى بمسقط ‪6‬‬ ‫وقنصل الدولة البريطانية‬ ‫باليوز©‬ ‫سي اس)‬ ‫ونكيت (اي‬ ‫من دولته في هذا الخصوص ‪ .‬وأن يكون وسيطا بينهم ‪ .‬والشروط الآتي بيانها ‪ 65‬أربعة منها‬ ‫تخص حكومة السلطان ‪ ،‬وأربعة منها تخص العمانيين ‪.‬‬ ‫أما التي تخص العمانيين فهي ‪:‬‬ ‫الأول منها‪ :‬أن يكون كل وارد من عمان من جميع الأجناس إلى مسقط ومطرح‬ ‫وصور وسائر بلدان الساحل© لا يؤخذ منه زيادة عن المائة خمسة‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكون لجميع العمانيين الأمن والحرية في جميع بلدان الساحل‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ومطرح‬ ‫مسقط‬ ‫في‬ ‫والخارجين‬ ‫الداخلين‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫التحجيرات‬ ‫جميع‬ ‫الثالث ‪:‬‬ ‫وجميع بلدان الساحل ترفع ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن لا تؤوي حكومة السلطان مذنباً يهرب من إنصاف العمانيين‪ ،‬وأن ترجعه‬ ‫إليهم إذا طلبوه منها‪ ،‬وأن لا تتداخل في داخليتهم ‪.‬‬ ‫وأما الأربعة التي تخص حكومة السلطان فهذا بيانها‪:‬‬ ‫‪٣٠٨‬‬ ‫الأول‪ :‬كل القبائل والمشايخ يكونون بالامن والصلح مع حكومة السلطان‪ ،‬وأن لا‬ ‫يهاجموا بلاد الساحل‪ ،‬وأن لا يتداخلوا في حكومته ‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬كل المسافرين إلى عمان في مشاغلهم الجائزة والأموال التجارية يكونون‬ ‫أحرارا‪ ،‬ولا تكون تحجيرات على التجارة‪ ،‬ولهم الامن‪.‬‬ ‫إليهم يطرودونه ولا يؤوونه ‪.‬‬ ‫يهرب‬ ‫ومذنب‬ ‫كل محدث‬ ‫الثالث ‪:‬‬ ‫موجب‬ ‫وتفصل على‬ ‫العمانيين ‏‪ ٠‬تسمع‬ ‫وغيرهم على‬ ‫التجار‬ ‫دعاوى‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫الرابع ‪:‬‬ ‫ما هو الإنصاف بالحكم الشرعي ‪.‬‬ ‫‏‪٢٥‬‬ ‫مطابق‬ ‫‏‪ ١٣٣٩‬ه‬ ‫سنة‬ ‫محرم‬ ‫عشر من‬ ‫يوم الحادي‬ ‫في بلد السيب‬ ‫هذا‬ ‫حرر‬ ‫م ‪.‬‬ ‫‏‪١٩٢٠‬‬ ‫سبتمبر‬ ‫هذا نقل المكتوب في القرطاسة التي فيها تصحيح العماتيين‪ .‬وكتبه عيسى بن صالح‬ ‫سله ‪.‬‬ ‫نعم صحيح وثابت أن هذا هو نقل الاتفاق الذي وقع ما بين حكومة سمو المعظم‬ ‫سلطان السيد تيمور بن فيصل والعمانيين‪ ،‬بواسطتي ويحضوري‪ .‬كتبه يأمره احتشام‬ ‫بيده‪.‬‬ ‫المنشى‬ ‫سنة‬ ‫الحرام‬ ‫محرم‬ ‫‏‪ ٢٧‬من‬ ‫‏ ‪ ١٩٢١ ٠‬موافق‬ ‫سنة‬ ‫سبتمبر‬ ‫‏‪ ١ ٢‬من‬ ‫بمسقط في‬ ‫حرر‬ ‫‏‪.١٩‬‬ ‫صحيح المستر ونكيت هاي سي اس باليوز‪ ،‬وقنصل الدولة البريطانية العظمى‬ ‫نقل معاهدة السيب التي بيد السلطان‬ ‫اقراتقتقل_ تة‪:‬‬ ‫تسمو‬ ‫هذا ما اتفق عليه الصلح بين حكومة السلطان تيمور بن فيصل والشيخ عيسى بن‬ ‫صالح بن علي الحارثي نيابة عن العمانيين الذين يمضون أسماءهم هنا بواسطة المستر‬ ‫‪٣٠٩‬‬ ‫ونكيت (اي سي اسر) باليوزث وقنصل الدولة البريطانية العظمى بمسقط‘‪ ،‬الذي هو مفوض‬ ‫الآتي بيانها أربعة منها‬ ‫من دولته في هذا الخصوص ‏"‪ ٥‬وأن يكون وسيطا بينهم ‪ .‬والشروط‬ ‫تخص حكومة السلطان وأربعة أخرى تخص العمانيين‪ .‬أما التي تخص العمانيين فهي ‪:‬‬ ‫ومطرح‬ ‫إلى مسقط‬ ‫الأجناس‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫عمان‬ ‫من‬ ‫كل وارد‬ ‫يكون‬ ‫الأول ‪ :‬منها أن‬ ‫خمسة‪.‬‬ ‫المائة‬ ‫عن‬ ‫منه زيادة‬ ‫الساحل لا يؤخذ‬ ‫وسائر بلدان‬ ‫وصورك‬ ‫الثاني‪ :‬أن يكون لجميع العمانيين الأمن والحرية في جميع بلدان الساحل ‪.‬‬ ‫ومطرح‬ ‫جميع التحجيرات على جميع الداخلين والخارجين في مسقط‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫الرابع‪ :‬ألا تؤوي حكومة السلطان مذنباً يهرب من إنصاف العمانيين‪ ،‬وأن ترجعه‬ ‫إليهم إذا طلبوه منها‪ ،‬وألا تتداخل في داخليتهم ‪.‬‬ ‫وأما الأربعة التي تخص حكومة السلطان فهذا بيانها‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬كل القبائل والمشايخ يكونون الأمن والصلح مع حكومة السلطان‪ ،‬وأن لا‬ ‫يهاجموا بلاد الساحل وألا يتداخلوا في حكومته‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬كل المسافرين إلى عمان في مشاغلهم الجائزة والأمور التجارية يكونون‬ ‫أحرار‪ .‬ولا تكون تحجيرات على التجارة ولهم الأمن‪.‬‬ ‫ولا ييؤوونه ‪.‬‬ ‫يطرودنه‬ ‫يهرب‬ ‫ومذنب‬ ‫الثالث ‪ :‬كل محدث‬ ‫على موجب‬ ‫وتفصل [‬ ‫تسمع‬ ‫وغيرهم على العمانيين‬ ‫التجار‬ ‫دعاوى‬ ‫أن تكون‬ ‫الرابع ‪:‬‬ ‫ما هو الإنصاف بالحكم الشرعي‪.‬‬ ‫‏‪.١٦٣٣٩‬‬ ‫سنة‬ ‫شهر المحرم‬ ‫عشر من‬ ‫الحادي‬ ‫يوم‬ ‫في بلد «السيب!‬ ‫هذا‬ ‫حرر‬ ‫قد أتممت ما أتمه الشيخ عيسى بن صالح عني من هذه الشروط ‪.‬‬ ‫كتبه إمام المسلمين الإمام محمد بن عبد الله بيده‪.‬‬ ‫أقول وأنا نائب إمام المسلمين محمد بن عبد الله الخليلي‪ :‬إني رضيت الشروط‬ ‫المحررة هنا بتفويض من إمام المسلمين‪ .‬وكتبه عيسى بن صالح بيده وسليمان بن حمير‬ ‫بده ‪.‬‬ ‫‪٣١ ٠‬‬ ‫صحيح زاهر بن غصن الهناوي بيده‪.‬‬ ‫صحيح حمد بن مسلم الندابي‪.‬‬ ‫صحيح خلف بن ناصر بن محمد المعولي بيده‪.‬‬ ‫الجابري بيده‪.‬‬ ‫ثاني بن حارث‬ ‫صحيح‬ ‫صحيح محمد بن سيف بن سعيد الجابري بيده‪.‬‬ ‫صحيح مهنا بن حمد بن محسن العبري بيده‪.‬‬ ‫صحيح عبد الله بن هلال بن زاهر الهنائي‪.‬‬ ‫صحيح محسن بن زهران السيابي ‪.‬‬ ‫صحيح سيف بن سالم بن عامر الحبسي بيده‪.‬‬ ‫صحيح رسم إبهام محمد بن سلطان بن منصور الوهيبي ‪.‬‬ ‫صحيح خلفان بن محمد الهدابي بيده‪.‬‬ ‫صحيح حمدان بن سليمان بن سيف النبهاني ‪.‬‬ ‫صحيح ناصر بن حميد بن راشد الغافري بيده‪.‬‬ ‫وولده محمد بن ناصر بيده‪.‬‬ ‫عرضت علي هذه الاتفاقية الرسمية التي بلغت أسنى أوج الاتحاد بين الشيخ‬ ‫عيسى بن صالح بالنيابة‪ .‬كما حرره أعلاه وبين حكومة السلطان السيد تيمور بواسطة‬ ‫المستر ونكيت (اي سي اس) قنصل الدولة البريطانية العظمى بمسقط كما هو محرر أيضاً‬ ‫الله على ذلك‘© وكتبه‬ ‫فرسمت بيدي هذه الاأسطر‪ 8‬وحمدت‬ ‫بالتفويض الخصوصي‘‬ ‫سيف ين علي ين عامر المسكري بيده‪.‬‬ ‫أن يوهم‬ ‫مسقط‬ ‫سلطان‬ ‫يحاول‬ ‫المعاهدة‪:‬‬ ‫في هذه‬ ‫بين الطرفين‬ ‫المناطق‬ ‫ولم تحدد‬ ‫أن نفوذه يمتد إلى الداخلية‪ .‬وتحاول الإمامة تصفية حكمه‪ ،‬وطرد الاجنبي الذي يتوكأ‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫‪٣١١‬‬ ‫لا ما م ‪:‬‬ ‫وكتب‬ ‫يتسواقرالتقف_تتجدز‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى المشايخ الكرام الحشام‪ ،‬الأخوة عامر بن‬ ‫سلمهما الله تعالى ‪:‬‬ ‫بن علي المسكري‪،‬‬ ‫خميس المالكي © وسيف‬ ‫سلام عليكم ورحمة الله وبركاتهش محبكم بخير من فضل الله‪ ،‬لا زلتم بحال الخير‬ ‫وما هنا علم إلا إجراء الصلح بيننا وسلطان مسقط‘ بواسطة الباليوزش وتمت المكاتبة على‬ ‫تنزيل العشور من المائة خمسة‪ ،‬وعلى تأمين الطرق البحرية والبريةك لكل صادر ووارد‬ ‫وعلى رد كل من يحدث بعمان حدثا‪ 5‬لأخذ الحق منه وعلى عدم المعارضة لأهل عمان‬ ‫في داخليتهم كلها من غير استثناءح وعدم المعارضة في أحكامهم والقرطاسة التي بها‬ ‫رسم الصلح واصلة إليكم‪ ،‬انظروها وصحح فيها أيها الشيخ سيف بن علي وبقية الأخبار‬ ‫بلسان سعيد بن عبد الله الهاشمي‪ ،‬هذا ما لزم بيانه في الحال‪.‬‬ ‫والوالد صالح بن‬ ‫والسلام عليكم ‪ .‬وعلى من شئتم من هنا الشيخ زاهر بن غصن‬ ‫أحمد‪ ،‬ومحرره حمد بن حميد بيده ‏‪ ١٣‬من المحرم سنة ‏‪.١٣٣٩‬‬ ‫وعبر عن هذه المعاهدة بعض المؤرخين المسيحيين بقوله ‪:‬‬ ‫‏‪ ١٩٦٠‬م) وقعت حكومة سلطان مسقط‬ ‫‏‪ ١٣٣٩‬ھ ‏(‪ ٢٥‬سبتمبر‬ ‫وفي أوائل عام‬ ‫وممثلو أهالي عمان معاهدة السيب‘ وكان ذلك على ساحل الباطنة‪ ،‬يتوسط الوكيل‬ ‫السياسي البريطاني «ونجيت!‪ .‬وكان رئيس مندوبي أهالي عمان الشيخ عيسى بن صالح‬ ‫ومناصر قوي للإمام الجديد محمد الخليلي ‪.‬‬ ‫الحارثي ‪ .‬وهو صديق حميم‪،‬‬ ‫وقد عملت كل من الحكومة البريطانية‪ .‬وحكومة مسقط‪ ،‬جاهدتين على تحاشي‬ ‫‏‪ ١٩٣٦‬م) الكابتن اكلز‪،‬ث وهو ضابط‬ ‫‏(‪ ١٣٤٥‬ه‬ ‫نشر نص المعاهدة وذكر في عام‬ ‫بريطاني‪ ،‬قضى زمنا طويلا في خدمة السلطان في بيت أفلج‪ ،‬وكان خبيرا في شؤون‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫السلطنة‪.‬‬ ‫‪٣١٢‬‬ ‫وهي اعتراف فعلي استقلاله!‬ ‫لقد وقعت معاهدة بين مسقط‘ والشيخ عيسى‬ ‫‏(‪ ١٩٢٧‬م) ص‪٢٤‬۔‏‬ ‫مجلة جمعية آسيا الوسطى مجلد‪١٤‬‬ ‫‏‪« :١٩٥٠‬في الحقيقة إن قبائل‬ ‫ويقول تقرير أعد لوزارة الخارجية البريطانية عام‬ ‫الداخل يعتبرون أنفسهم بموجب معاهدة السيب عام ‏‪ ١٩٦٠‬م مستقلين تماماً من سلطة‬ ‫السلطان! ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٣‬۔ ‏‪: ٢٤‬‬ ‫وقد أورد اكلز الملاحظات التالية ص‬ ‫ه«ولذلك سوف نقصر حديثنا على الأراضي التي تدعي حكومة مسقط بالسيادة‬ ‫عليها‪ ،‬مع أن القسم الأكبر منها في الواقع مستقل تمام الاستقلال" ويقول مرة أخرى‪:‬‬ ‫«إن مراسيم السلطان لا يكاد يكون لها أي وزن خارج جدران مسقط! اكلز ص‪٣٢٨‬‏ ‪.‬‬ ‫ويكتب مرة ثانية ‪:‬‬ ‫«فقد عقدنا نحن والفرنسيون والهولنديون والأمريكيون معاهدات مع سلطان مسقط ©‬ ‫ولكن سلطنة مسقط قد تغيرت نوعا ماث منذ ذلك الوقت ©‬ ‫منذ بداية القرن التاسع عشر‬ ‫فقد انحصر حكم السلطان في موانئ الشاطئع‪ ،‬وكاد يصبح انعدام سلطته في الداخل أمرا‬ ‫معترفا به»‪ :‬اكلز ص'‪٤٠١‬‏ ۔ ‏‪.٤١‬‬ ‫إن سلطة السلطان في الوقت الحالي مقصورة على عاصمته والساحل© وإن داخل‬ ‫عمان والغرب والشمال منها‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪ :‬القسم الأكبر من السكان لا يعترفون‬ ‫بسلطته‪ ،‬ويعيشون مستقلين عنه بالفعل تحت زعمائهم‪ ،‬وهم يدعون أن هناك اعتبارا دينًا‬ ‫لاتخاذ هذا الموقف؛ فإن لقب السلطان في هذه الأيام هو السيد وليس الإمام‪ .‬وأن‬ ‫طوائف الأباضية السائدة فيما بين حكام عمان تمنح هذا اللقب الأخير لحكامهم‪ ،‬لا على‬ ‫أساس أنه حق لهم وإنما على أساس كونهم ذوي مؤهلات دينية استثنائية ‪.‬‬ ‫‏‪ ٢٤٥‬۔ ‏‪.٢٤٦‬‬ ‫ص‬ ‫دليل الأميرالية مجلد‪8١‬ث‏‬ ‫عن‬ ‫ا لاسرة‬ ‫هذه‬ ‫من آل بوسعيد تخلت‬ ‫‏‪ ١‬لاولێن‬ ‫ا لحاكمين‬ ‫أنه بعد‬ ‫لقد وضح بجلاء‬ ‫إجراءات الأباضيين القديمة للانتخاب‪ ،‬وعن لقب الإمام" غير أن الغربيين استمروا فى‬ ‫استخدام هذا اللقب سنوات طويلة‪ ،‬بعد أن أصبح ذلك من الخطأ‪.‬‬ ‫واللقب الذي يمنحه سكان الجزيرة العرب عادة للحكام المتأخرين من آل بوسعيد‬ ‫‪٣١٣‬‬ ‫هو (السيد) وإن كان مضللاً قطعياً؛ لأنه قد يوحي الانتساب إلى النبي محمد يلة وهو ما‬ ‫لم يدع به قط هذا البيت‪ ،‬وعلى مر الزمن لجأ الغربيون أيضا إلى إطلاق لقب (سلطان)‬ ‫‏‪ ١٣٧٧‬ھ ‏(‪ ١٨٦١‬م) اعترفت الحكومة البريطانية رسميا بهذا‬ ‫وفي عام‬ ‫على حاكم مسقط‪.‬‬ ‫اللقتت ا ه‪.‬‬ ‫اكلز‬ ‫قدم‬ ‫۔_ ‏‪ ١٨١‬وقد‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ص‪٧٣‬‬ ‫(ب)‬ ‫_ ‪ /٣٨ ١‬ملحق‬ ‫ص‪٣٧٨‬‬ ‫‏(‪()١‬‬ ‫راجع باجر ملحق‬ ‫نقال ‪:‬‬ ‫بوسعيد كحكام‬ ‫ولمؤهلات آل‬ ‫بريطانيا ومسقط ‏‪٠‬‬ ‫بين‬ ‫للعلاقات‬ ‫عرضا‬ ‫ولا يكون هنالك أي شك في أن آل بوسعيد الأسرة الحاكمة كادت تندثر © لولا‬ ‫‏‪ ١٨٩١‬م بضمان الحماية في معاهدة لم تحتو‬ ‫المعونة البريطانية‪ ،‬وقد ارتبطنا منذ عام‬ ‫على أي تحديد لوقت انتهائها‪ .‬ومع أن السلطان الحالي رجل قدير‪ ،‬ويستحق الاحترام ‪6‬‬ ‫إلا أنه ضعيف©‘ وليس لديه أي طموح‘ وأفراد عائلته فاسدون ومنحلون‘ باستثناء البعض‬ ‫القليل منهم‪ ،‬ومع أنه يمكن أن نجد في الفروع البعيدة من هذه العائلة‪ .‬بعض الرجال‬ ‫الاقوياء الذين لم تنهكهم حياة الرفاهية أو الخمول‘ إلا أن أفراد هذه العائلة على العموم‬ ‫أضعف من أن يواجهوا موجة من الرأي العام الشعبي‪ 6‬كتلك التي دفعت مؤسس العائلة‬ ‫إلى الحكم‪ .‬ثم إن مبدأ الوراثة الذي ارتبطنا به؛ عند تعهدنا بحماية السلطان وخلفائه‬ ‫غريب على الشعور الأباضي‪ ،‬خصوصا عند ما تفرضه على بلادهم قوة أجنبية وكافرة‬ ‫(اكلز‪ .‬ص‪.)٢٤‬‏‬ ‫وفاة ابي ‏‪ ١‬لخير‬ ‫وفي منتصف شهر صفر سنة ‏‪ ١٣٣٩‬ه توفي الشيخ العلامة الزاهد عبد الله بن‬ ‫ثم‬ ‫وشهر به ‪3‬‬ ‫غابش‬ ‫بالحبشي بن‬ ‫يعرف‬ ‫وغفر له ۔ كان‬ ‫الله ©‬ ‫__ رحمه‬ ‫بالولاء‬ ‫النوفلي‬ ‫غايش‬ ‫تسمى عبد اللهؤ وأصله من أهل ودام من الباطنة‪ ،‬خرج من القابل إلى وادي نام لبعض‬ ‫فحمل منها‬ ‫وثقل عليه المرض ئ‬ ‫المضيرب ز‬ ‫من أعمال‬ ‫بالغلاجي ‏‪ ٦‬بلدة‬ ‫مهماته فمرض‬ ‫فتوفاه الله بالتاريخ المتقدم ‪.‬‬ ‫إلى القابل على أكتاف الرجال‬ ‫فنزل بالقابل‪ ،‬ولازم‬ ‫خرج أبو الخير من ودام من الباطنة‪ ،‬طالبا للعلم الشريف©‘‬ ‫العلامة نور الدين© فكان من أكبر تلاميذه‪ ،‬ومهر في سائر فنون العلم‪ ،‬ودرس فيها‪.‬‬ ‫وكان كاتبا مجيدا‪ .‬يكتب عن شيخه تساويد التآليف والمراسلات‘ وإليه انتهت كتابة‬ ‫‪٣١٤‬‬ ‫الصكوك والأوراق والوصايا الشرعية‪ ،‬وهو من أوحد أهل زمانه في الفقه والورع‬ ‫رالديانة ‪.‬‬ ‫كان من حفظه القرآن العظيم‪ ،‬كثير التلاوة‪ ،‬ظاهر النسك والخشوع محبا للخلوة‪8‬‬ ‫يفضلها عن المخالطة‪ ،‬ملازما لبيته في غالب أوقاته‪ ،‬مكبًا على التعليم والعبادة‪ .‬في غاية‬ ‫الظرف والعفاف والكفاف ‪.‬‬ ‫كان قارئا‪ .‬حسن التلاوة‪ .‬جيد النغمة‪ 5‬عليه آثار النعمة ‪.‬‬ ‫أرسله الشيخ عيسى ونور الدين السالمي إلى جعلان الحسون‪ ،‬ليكون مساعدا‬ ‫للأمير سعيد بن سالم الحسيني لما خذله قومه‪ ،‬وأرهبوا قاضيه الشيخ عبد الله بن سعيد‬ ‫ومنعوه من الفصل في الأحكام‪ ،‬فخرج أبو الخير‪ ،‬وكان غيورا مهيبا‪٠‬‏ شديدا في الحق لا‬ ‫تأخذه لومة لائم ؤ فأفاد واستفاد‪ ،‬وحمد سيرته أهل البلادك فكانوا يرجعون إليه في‬ ‫فتاويهم ومهماتهم ونوازلهم©‪ ،‬وبعد رجوعه من جعلان بمدة خرج إلى نواحي زنجبار‬ ‫فأقام فيها نحو سنة استفادوا منه فائدة عظيمة‪.‬‬ ‫ولي القضاء للإمام سالم بن راشد الخروصي على بدية ثم ولي له القضاء على‬ ‫إبرا‪ .‬وبعد برهة تكفل بوظيفتي القضاة والولايةث فاجتهد وشمر‪ .‬وكان ۔ رحمه الله ۔‬ ‫متبرماً من ذلك‘‪ ،‬ويخاطب الإمام في العذر من ذلك لتحرجه‘ ولما يراه من أهل زمانه‪6‬‬ ‫ولما رأى الإمام إلحاحه عذره‪ ،‬ورجع إلى بلاده ملتزما بإعانة المسلمين في كل ما ينوء‬ ‫بهم من الدواعي إلى أن توفي‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪ :‬رسالة سماها كلمة الصدق في تأييد الحق© وأرجوزة في الميراث‪.‬‬ ‫وأرجوزة في الأصول‪ .‬وله قصائد طنانة‪ .‬ومراسلات حسان‪.‬‬ ‫عودة خلفان بن ثنيان إلى نخل‬ ‫في شهر المحرم عام ‏‪ ١٣٣٩‬ه رجع الإمام من الرستاق بعد استقرار أمرها‪ ،‬وأقام‬ ‫ببلدة بنخل‪ ،‬وكانت بها شعابٹ‪ ،‬أثارها الشيخ خلفان بن ثنيان الحراصي‘ بعد قتل أخيه‬ ‫أحمد؛ فإنه أقام بالرميس‘ من ناحية الباطنة‪ ،‬وعنده جماعة من اللصوص وقطاع الطرق‪.‬‬ ‫فشنوا الغارات المتوالية على نخل‪ ©،‬وشددوا المضايقة على أهلها‪ ،‬وكانت حكومة مسقط‬ ‫ظهرا لهمإ فسفكت بها دماء كثير من العلماء الأفاضل ؤ وبإشارة بعضهم توسط الشيخ‬ ‫‪٣١ ٥‬‬ ‫سالم بن عمير بن حنظل المعمري‪ ،‬أحد أعيان الحارث لحسم هذه المفسدة‪ .‬وقطع‬ ‫شأفة العدوان‪ ،‬بأن يرجع خلفان بن ثنيان إلى تخل‪ ،‬وأن يكون في سلك المسلمين‪.‬‬ ‫رجاء أن تفوز البلاد باستثلافه الراحة والأمن والاطمثنان‪ ،‬وظئا منهم أن به من الأنفة‬ ‫العربية والشيمة الحرية‪ ،‬ما يحجزه عن التهور في المقبل‪.‬‬ ‫خرج إليه الشيخ المعمري‘ واجتمع به قعاتبه على أفعاله الدنية وأعماله الردية‪.‬‬ ‫فأظهر الندم والأاسف والتوبة عما سلف©ؤ ققبل كلامه ورجا أوبته‪.‬‬ ‫فأحضر الإمام العلماء‬ ‫رجع الشيخ المعمري إلى الإمام يخيره‪ ،‬وكان الأمر شورى‘ؤ‬ ‫والاعيان‪ ،‬فكلهم رأوا السكوت عنه‘ والقبول منه‪ ،‬لعدم القدرة عليه في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫فأقبل خلفان يسعى وما هو إلا الافعى‪ ،‬فأقروه رئيسا على أهل نخل وأجري عليه من‬ ‫بيت المال كفايته؛ وجعل الإمام الشيخ محمد بن سالم الرقيشي متكفلا بوظيفتي القضاء‬ ‫والولاية‪.‬‬ ‫بقي خلفان برهة من الدهر مستقيما‪ ،‬ثم انعكس“ ولا يتحول الصبر عسلا‪ .‬وفي‬ ‫ذلك يقول شيخ البيان ‪:‬‬ ‫ردوه فيها للصلح الشامل‬ ‫مذ كان أصل الجور عنها غائبا‬ ‫قد زاد بغياً في القيام الطائل‬ ‫قد أخطأوا نظرا فإن حضوره‬ ‫في الخير أجر باجتهاد العامل‬ ‫ما كل مجتهد يصير موفقا‬ ‫جاهل‬ ‫فانقلبوا بحالة‬ ‫سبعين‬ ‫جاهدا من قومه‬ ‫واختار موسى‬ ‫حادثة نخل‬ ‫لما رجع الشيخ خلفان بن ثنيان إلى نخل‘ بقي فيها أيام‪ ،‬تنقل عنه الألسن كرما‪.‬‬ ‫والافواه حمداً‪ ،‬حتى نزعت به النوازع الشيطانيةث لشؤم جده العاثر فتحركت نفسه‬ ‫السبعية إلى ما خبًّأته‪ ،‬وأثارت طبيعته الغريزية ما أكنّته وحوته‪ ،‬فبسط يده إلى أموال‬ ‫فيتناول‬ ‫الاوتاف‪ ،‬ومدها إلى عسف العباد‪ ،‬وإرهاق أهل البلاد‪ .‬وكاد أن يتجاوز الحد‬ ‫العامل بالحقد‪ ،‬فبث العامل إليه النصائح الودية‪ ،‬فما زادته إلا عُلوًا واستكباراً‪ .‬فرفع أمره‬ ‫إلى الإمام‪ .‬فكتب إليه الإمام النتصح‪ ،‬فشمخ وأنف“ ثم أعذر إليه بعد الاحتجاج ‪ 0‬فبطر‬ ‫واستخف‘ وما درى أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة‪.‬‬ ‫‪٣٦‬‬ ‫جهز إليه الإمام سرية من رواحة يرأسها الفاتك سيف بن حمود بن محمد‘ وعززه‬ ‫معولة ‪3‬‬ ‫بوادي‬ ‫فنزلوا‬ ‫وغيرهم ‪6‬‬ ‫سواد‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫القنط ‪6‬‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫بحمد‬ ‫والشيخ‬ ‫خلفان‬ ‫إلى‬ ‫فخرجوا‬ ‫به }‬ ‫له ما أمروا‬ ‫الرقيشي وأبدوا‬ ‫الشيخ‬ ‫بالعامل‬ ‫واجتمعوا‬ ‫فى الساعة الثالثة من النهار © من يوم الثانى عشر من شهر دي القعدة‬ ‫أمامهم‬ ‫الرقيشى‬ ‫فخر صريعاً‪ ،‬وقتل‬ ‫فأثاروا عليه الرصاص©‘ؤ‬ ‫‏‪ ١٣٤١‬ه‘ فوجدوه بمجلسه العمومي‬ ‫سنة‬ ‫إلى‬ ‫ورجعوا‬ ‫ولد المعلم ‘‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫آخر يسمى خلف‬ ‫وجرح‬ ‫‪-‬‬ ‫رصاص‬ ‫خادمه‬ ‫عنده‬ ‫ومن كان يساعده على البغي ‪ .‬من‬ ‫له بالباطل‪،‬‬ ‫الحصن © فنمى الصريخ إلى من تعصب‬ ‫بني جابر وبني حراص والسيابيين وبني عوف فأحدقوا بالحصن‘{ وضيّقوا المسالك ©‬ ‫وأحكموا الفجاج والروابي© والقائد لهم على ذلك ابن أخي المقتول‪ :‬حمود بن سالم بن‬ ‫عن‬ ‫‏‪- ١‬‬ ‫المصر فخرج‬ ‫الخبر إمام‬ ‫فبلغ‬ ‫‪6‬‬ ‫الحراصيين‬ ‫طالب‬ ‫بن‬ ‫محمل‬ ‫بن‬ ‫وزهران‬ ‫ثنيان ‪6‬‬ ‫فأعاروه‬ ‫ووعدهم جميلا‬ ‫النصائح ‪6‬‬ ‫إليهم‬ ‫وقدم‬ ‫معولة ‏‪٠‬‬ ‫بوادي‬ ‫وعسكر‬ ‫قري‬ ‫عقبة‬ ‫طريق‬ ‫أذن صماء‪ ،‬ثم دعاهم إلى الأحكام الشرعية‪ ،‬فأبوا من ذلك‘ فأرسل إلى قواده وأنصاره‪.‬‬ ‫وكان ذلك الوقت مريضا‪ ،‬فلما عوقي وافاه‬ ‫فاجتمعوا إليهس وأرسل إلى الشيخ عيسى‬ ‫‏‪ 0١٣٤١‬وقد أخذ في‬ ‫بمسلمات من وادي معولةش فكان وصوله يوم ثامن ذي الحجة سنة‬ ‫صحبته أعيان وادي سمائل فأرسلوا شارفين إلى البغاة أدا لواجب الدين‪ ،‬ولقيام الحجة‬ ‫على المعتدين‪ ،‬واحترازاً من سفك دماء المسلمين في غير شيء إلا بغي فادح وجور‬ ‫فلم ير الإمام بعد إلقاء النصح إليهم‪،‬‬ ‫فاضح ‪ .‬فرجعوا إليهم بغير مفيد إلا العتو والعناد©‬ ‫وعدم قبولهم له‪ ،‬محيصا عن القدوم إليهم‪ 6‬ليكشف عن التضييق الواقع على أهل‬ ‫فأمر القائد الكبير أبا زيد عبد‬ ‫الحصن منذ شهر‪ ،‬فشرع في تعبئة جيشه ليلة عيد الحج‬ ‫من هناة‬ ‫الهنائي ء ومن عندهم‬ ‫الريامي ‏‪ ٦‬والزعيم زاهر بن غصن‬ ‫بن رزيق‬ ‫الله بن محمد‬ ‫ومعولة‪ 5‬أن يهاجموا البلاد من جبل عاقوم مشرقا‪ 6‬إلى الجبل المعروف بالشيبةث وهو‬ ‫عرق من الجبل ا لأخضر ‪ .‬وأمر الشيخين ‪ :‬صالح بن أحمد ء وعبد الله بن سليمان‬ ‫الحارثيين على أهل الشرقية وأن يحلوا عليهم من جبل عاقوم إلى جبل الصافية‪ ،‬وأمر‬ ‫والشيخ‬ ‫راشد الخروصي ‘‬ ‫عامله على الرستاق ‏‪ ٤‬والشيخ ناصر بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫السيد هلال‬ ‫مهنا بن حمد العبري على رجالهم‪ ،‬وأن ينزلوا عليهم من جبل الصافية إلى جبل ألبان ‪6‬‬ ‫ولم‬ ‫جبل ألبان ز‬ ‫يركبوا‬ ‫أن‬ ‫رواحة‬ ‫من‬ ‫عنده‬ ‫وأمر الشيخ أحمد بن حامد الرواحي ومن‬ ‫يأذن لأحد من القواد بإطلاق النار‪ ،‬قبل أن يسمعوا وقع الشيخ أحمد بمن في الجبل ۔‬ ‫‪٣٧‬‬ ‫فلما أخذ الكل مقاعدهم‪ ،‬وبدأ المأمور بإطلاق النارش حمل القوم حملة واحدة‪.‬‬ ‫وكان الوقت عند الفجر الأول‪ ،‬فنادى منادي الجمام‪ :‬حي على الأرواح‪ ،‬ومنادي‬ ‫ثم بالقواضب حتى فلت‘© ثم‬ ‫الصلاة‪ :‬حي على الفلاح‪ .‬فتعاطوا بالبنادق حتى كلت‘‬ ‫بالخناجر حتى بلغت القلوب الحناجر‪ .‬والكل في موقفه صابر‪ .‬فكم قتيل على تلك‬ ‫فلم ترتفع الغزالة إلا ورايات النصر‬ ‫الآكام يتشحط في دمه‘‪ ،‬وكم جريح ساقط على قدمه‬ ‫ترفرف بالسعد على هامات الجند فأطلقت مدافع الفتح‪ ،‬وحصل للإمام النجح‪ ،‬وقد‬ ‫كانت الواقعة بيوم النحر‪ .‬وما أدراك ما يوم النحر! يوم قلقل الجبال الشم‪ ،‬ونفر الوحوش‬ ‫من العصم‘{ وفتحت البنادق كل أذن صماء‪ .‬وما كان شيء ليقاوم صولة المسلمين‪ ،‬فقد‬ ‫دخلتها الكتائب عنوة‪ ،‬وفر أهلها منها ضحوة وبقي الإمام والأمير بمسلمات بعد الواقعة‬ ‫يومين ‪.‬‬ ‫الإمام المؤيد حصن‬ ‫‏‪ ١٣٤١‬ھ دخل‬ ‫وفي اليوم الثالث من ذي الحجة الحرام عام‬ ‫نخل‪ ،‬فأمر بهدم الصياصي‘ ونسف الدور التي تحصن بها البغاة‪ .‬وقضى في نخيل البغاة‬ ‫بالقطع قبل انقيادهم‪ 0‬وقبض على الشيخ حمود بن سالم بن ثنيان‪ ،‬قائد البغاة من حارة‬ ‫الصعبة‪ ،‬وصفد بالحديد‪ ،‬ثم حكم الإمام بقتله‪ ،‬فأنفذ فيه الحكم بحصن نخل‪ ،‬وهرب‬ ‫المتجمعون بها في أقاصي الأارض‪ ،‬فطلبهم الإمام‪ .‬والتجأ الشيخ زهران بن محمد‬ ‫الخراصي القائد الثاني ببلدة جَمماغ مع من فر من جماعته وغيرهم‪ ،‬وطلبه الإمام إما‬ ‫الإذعان‪ ،‬أو الحرب فلم يروا قبلاً لهم بالحرب‪.‬‬ ‫ولم يحضر الشيخ سليمان بن حمير النبهاني هذه الغزوة في أول الأمر لما داخله‬ ‫من التعصب بالباطل‪ ،‬وبعد الفتح وصل بجنوده‪ ،‬ورد شوارد الهاربين‪ ،‬وتوجه بهم إلى‬ ‫الإمام بوادي معولة‪ ،‬وفيهم الشيخ القائد زهران بن محمد وأعيان قومه©‪ ،‬فسأله الصفح‬ ‫عنهم‪ ،‬والتجاوز عن عثرتهم‪ ،‬فأقالهم وعفا عنهم‪ ،‬كما هي عادته؛ إذ كان ۔ رحمه الله ‪-‬‬ ‫رحيما كريما‪ .‬غير فظ ولا منتقم ‪.‬‬ ‫وابقي الشيخ الرقيشي بالبلاد آمرا ناهيا إلى عام ‏‪ ١٣٥٢‬فعزل عنها‪ ،‬وأبدل مكانه‬ ‫محمد شيبة السالمي‪ .‬وبهذه الحركة انكسرت سورة أهل الفساد‪ ،‬وانقطعت آمال أهل‬ ‫العناد‪.‬‬ ‫‪٣١٨‬‬ ‫‏‪ ٠4‬ومن‬ ‫رجلا وامرأة‬ ‫عشر‬ ‫تسعة‬ ‫الحملة‬ ‫في هذه‬ ‫الإمام‬ ‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫جملة الشهداء‬ ‫البغاة‪ 5‬نقلاً عن الشيخ الرقيشي‪ ،‬نحوا من سبعين رجلا‪.‬‬ ‫وأطنب الشعراء في هذا الفتح‪ .‬ولشيخ البيان محمد بن شيخان قصيدة فيها خبر‬ ‫قال من بحر الكامل ‪:‬‬ ‫الواقعة مستوفاة‪.‬‬ ‫ومحت أكف العدل رسم الجاهل‬ ‫دمغث شموس الحق ليل الباطل‬ ‫قامت بنوه له بنصر عاجل‬ ‫وتمايل الإسلام أعطافا متى‬ ‫والجور يهبط هاوياً في السافل‬ ‫والعدل يصعد راقيا دَرّج العلا‬ ‫حكمت بما يرجوه قلب الآمل‬ ‫وإذا تصادمت الكتائب والظبا‬ ‫وقع الحديد يمل رأس المائل‬ ‫وأرى عداوات الرجال يزيليَا‬ ‫هازل‬ ‫بشيء‬ ‫من أن يدنسه‬ ‫كالبرق في جسر المقام الهائل‬ ‫من يحظ بالتوفيق يمضي مسرعا‬ ‫واقع أو قابل‬ ‫صدمة‬ ‫من كل‬ ‫باله يلق وقاية‬ ‫من يعتصم‬ ‫في هوة الامر الشديد النازل‬ ‫من يرج غير الله في اللى ارتمى‬ ‫وطائل‬ ‫يزول‬ ‫لا‬ ‫بطؤل‬ ‫من يكرم الأحرار يّحمذ غِبة الُقبى‬ ‫وباطل‬ ‫هذا بظلم يستطيل‬ ‫في الناس أخلاق السباع فذا على‬ ‫والسيف أقمع في زوال الباطل‬ ‫مصالح‬ ‫والرفق أنفع في عموم‬ ‫وبكل قرح في البرية سائل‬ ‫والدوا‬ ‫قذما‬ ‫الداء‬ ‫ولقد علمت‬ ‫والقطع للمستأصل المستاكل‬ ‫لازم‬ ‫ا لمضرة‬ ‫من‬ ‫فالاحتمأاء‬ ‫للحق غير مكار وسلاسل‬ ‫يهدهم‬ ‫لم‬ ‫أهمل ضلالة‬ ‫والناس‬ ‫تجري معاكسة بحكم سمائل‬ ‫ذولابية‬ ‫الأيام‬ ‫وحوادث‬ ‫بالفكر أفصح من لسان القائل‬ ‫َ‬ ‫ساكت‬ ‫عير فكم من‬ ‫والدهر ذو‬ ‫من غائل‬ ‫ولا دين فخف‬ ‫تخشى‬ ‫إن كنت لم يزجرك عقلك في الذي‬ ‫لأسود بيشة شضغة للاكل‬ ‫صانع لنفسك ما استطعت ولا تكن‬ ‫خامل‬ ‫بقدر‬ ‫فيها‬ ‫فرخ‬ ‫إن كنت تطلب راحة وسلامة الدنيا‬ ‫وهم بحب عذره في شاغل‬ ‫كم معشر رتعوا بنعمة محسن‬ ‫غضا أتلك تكون حال العاقل‬ ‫حربه‬ ‫وأنتزا‬ ‫بعزته‬ ‫ممروا‬ ‫يشكر ففضل ا له ليس بزائل‬ ‫حق الكفور زوال نعمته ومن‬ ‫‪٣٦٩‬‬ ‫وسموا بسبق الفضل بين قبائل‬ ‫ولرب قوم وافقوا أهل الهدى‬ ‫من أولي التقوى فرار الجافل‬ ‫ولربما فضحتهم البلوى ففروا‬ ‫في نصرة الإسلام همة كافل‬ ‫لكم‬ ‫زمن‬ ‫مضى‬ ‫يا آل حرَاص‬ ‫منكم فمات على الجميل الآهل‬ ‫ولقد حوى شرفا سلالة طالب‬ ‫يقفوه أم فيه فُتورة ذاهل‬ ‫الليث ما للشبل لا‬ ‫هذي صفات‬ ‫بأوائلل‬ ‫مقرونة‬ ‫بأواخر‬ ‫هلا سلكتم في الرشاد طريقة‬ ‫فيكم تَسَلسَل أمرها من وائل‬ ‫نفسانية‬ ‫أهواء‬ ‫هنه‬ ‫أم‬ ‫عنا وقوف محمد بن الفاضل‬ ‫يا ليتكم لم تحربوا ووقفتم‬ ‫النازل‬ ‫للمُلم‬ ‫ود صبرتم‬ ‫لو كان عندكم لأهل العدل من‬ ‫جهلا بكم هيهات ليس بجاهل‬ ‫أحسبتمو أن الرقيشي اجترى‬ ‫عن أمره حق وليس بباطل‬ ‫أ ليسه والي الإمام وفعله‬ ‫بين الضلالة والهدى من فاضل‬ ‫لو كان كل القتل جورا لم يكن‬ ‫فيها اختيارا للمريد الآمل‬ ‫والله قد شرع الشرائع لم يدع‬ ‫للأنبياء فلا جواز لعاذل‬ ‫وأئمة العدل الخلائف في الهدى‬ ‫فاضل‬ ‫وهو أحكم‬ ‫وأوضح‬ ‫والله أنزل في الكتاب عقوبة الباغي‬ ‫فجزاؤه ما قال أصدق قائل‬ ‫ربه ورسوله‬ ‫يحارب‬ ‫ولمن‬ ‫الكامل‬ ‫به نخل بحمل‬ ‫ضاقت‬ ‫ولقد فشا من شيخكم خلفان ما‬ ‫وتلاف أموال وقتل أفاضل‬ ‫مكائد‬ ‫تغيير أحوال وتصب‬ ‫ما بين والدة وأخرى حامل‬ ‫وأمور نخل لا تزال كثيرة‬ ‫ردوه فيها للصلاح الشامل‬ ‫مذ كان أصل الجور منها غائبا‬ ‫قد زاد بغياً في القيام الطائل‬ ‫قد أخطأوا نظرا فإن حضوره‬ ‫سبعين فانقلبوا بحالة جاهل‬ ‫واختار موسى جاهدا من قومه‬ ‫في الخير أجر باجتهاد العامل‬ ‫ما كل مجتهد يصير موفقا‬ ‫الميل صبا فوق كيل الكائل‬ ‫وزاد‬ ‫تَشََاممَرَ أمر خلفان‬ ‫حتى‬ ‫فأذاقه حر الحديد العامل‬ ‫فأقام رب الخلق عبدا باسلا‬ ‫سيفا يقطع كل باغ غائل‬ ‫لم تزل‬ ‫حمود‬ ‫فتى‬ ‫لله أنت‬ ‫شرفا فكيف وهم كرمل حافل‬ ‫لو لم يكن في عبس غيرك حسبها‬ ‫‪٣٢٠‬‬ ‫فلقد أذقت الجور ثُكل الثاكل‬ ‫يا سلالة سالم‬ ‫ه يومك‬ ‫وفتى العدا وبنو الوغى والنائل‬ ‫أبني رقيش أنتم أمل الهدى‬ ‫جمعوا جموعهم لقتل القاتل‬ ‫لما رأت حراصُ قتل أسيرهم‬ ‫السيابي وجمع عوف الصائل‬ ‫من آل حراص وذبيان وأبناء‬ ‫من حزب السيابي الواصل‬ ‫ذبيان أهل الطول الأقصون والادنون‬ ‫كل شديدة أبطال كل مقاتل‬ ‫ه ‪.‬‬ ‫ور أ ‏‪٥‬‬ ‫عريكة‬ ‫كل‬ ‫آساد‬ ‫والنار في الاخرى أشر منازل‬ ‫طلبوا زوال العار عنهم في الأنا‬ ‫ترمي الأبوة في الضلال العائل‬ ‫أوَ ما دَرَؤا أن البنوة في الهدى‬ ‫أو ابنه في الكقر عند تقابل‬ ‫هذي الصحابة بعضهم عادى أباه‬ ‫تأخذهم فيه ح}مية جاهل‬ ‫قد آثروا دينا رضا المولى ولم‬ ‫بالمسلمين أو انقياد الفاعل‬ ‫وجنود حراص أبوا إلا الردى‬ ‫يا قومنا للنصح هل من قابل‬ ‫كم باذلِ من وده نصحاآلهم‬ ‫عنه بعذل العاذل‬ ‫لا ينثني‬ ‫وإذا الهوى استولى على قلب الفتى‬ ‫حاق القضا ضاق القضا بالنازل‬ ‫حذر الفتى لم يغن عن قدر وإن‬ ‫حول على حرب القوي الطائل‬ ‫أيغالبون الغالبين ومن له‬ ‫نخل وسدوا كل ثغر مائل‬ ‫فتهافتوا بجنودهم وثباً على‬ ‫مرت بها رجعت بأقوى حائل‬ ‫سدوا منافنذها ولو أن الصبا‬ ‫يتعوا لاهل الحصن وقعة قائل‬ ‫واستنزلوا العاقوم من فيه ولم‬ ‫بالصمع أوجه كل قزم باسل‬ ‫شادوا مقاعد للقتال وقبلوا‬ ‫يدفعهم من أهل أو من ماهل‬ ‫وتمكنوا في نخل شادانً ولم‬ ‫لهم فأوقعهم بشر آثل‬ ‫قد زين النجدي حرب المسلمين‬ ‫شهب تَح]طف كل باغ خاذل‬ ‫واستقبلوا الحصن المنيع ودونه‬ ‫فيهم لحصرهم غواية جاهل‬ ‫واستقرحوا نفقا له وتطاولت‬ ‫بمعاقل الإسلام قصد محاول‬ ‫وامتدت الأعناق من قوم لهم‬ ‫حزب المدى ضعفا وطول تكاسل‬ ‫ظنون أن في‬ ‫فيهم‬ ‫وتكاثرت‬ ‫يا غارة الله اغضبي بالعاجل‬ ‫فنما الصريخ إلى الإمام وحزبه‬ ‫تدع الضلال مجندلا بجنادل‬ ‫يا غيرة الإسلام هل من نجدة‬ ‫‪٣٢١‬‬ ‫نبضة الأعيان ‪ -‬م ‏‪٢١‬‬ ‫يرمي العدا بصواعق وزلازل‬ ‫هذي جنود الاعتدا فمتى الهدى‬ ‫العادل‬ ‫الإمام‬ ‫بذاك‬ ‫أئرم‬ ‫فأتى الإمام أبو الخليل محمد‬ ‫دهر الهدى قهر العدا والناكل‬ ‫تاج العلا بدر الدجى شمس الضحى‬ ‫نور الدنا أقصى المنى للآمل‬ ‫إنسان عين الدهر عنوان الهنا‬ ‫ومآكل‬ ‫لنا بمشارب‬ ‫وحلت‬ ‫زهرث به الدنيا وطاب مقامها‬ ‫ونعمة للسائل‬ ‫للمعتدين‬ ‫ونقمة‬ ‫للمهتدين‬ ‫ذو رحمة‬ ‫لنوازل‬ ‫للمشكلات مكشف‬ ‫محلل‬ ‫للنائبات‬ ‫متهلل‬ ‫والمستفيد وللفقير العائل‬ ‫بحر طمَى علما وجودا للورى‬ ‫صائل‬ ‫صولة‬ ‫له لا ثنيه‬ ‫لكنه‬ ‫لنفسه‬ ‫لا يخفضبن‬ ‫وبنائل‬ ‫بصاعق‬ ‫الغمام‬ ‫غوث الأنام وبهجة الايام منهل‬ ‫يالمرممفات وبالرشاد الحاصل‬ ‫محيي رفات الدين جامع شمله‬ ‫فيها على كرسي المقام الكامل‬ ‫حار العلا إرثا وكسبا فاستوى‬ ‫وأقام مشل مُقامه المتماثل‬ ‫فرعان نافا من أعالي هضبة‬ ‫قد أثمرت عزرا طريق الفاضل‬ ‫أمسى لسالم الإمام خليفة‬ ‫نشر العلوم غدا عديم مماثل‬ ‫أما الإمام أبو خليل فو في‬ ‫زميث بكشف منه كاف كافل‬ ‫وإذا الشدائد ضشُويقث حلقاتها‬ ‫ومثبتا أمر الرقيشي الباسل‬ ‫فلذاك أقبل ما حيا جيش البغاة‬ ‫تهتز منه الأرض هز الذابل‬ ‫أفضى الإمام على البغاة عَرَمْرَماً‬ ‫في قعره غرقث عصائب وائل‬ ‫بحر طمَى متلاطم أمواجة‬ ‫سقر محرقة زروعَ أباطل‬ ‫لهيبه‬ ‫نارا كأن‬ ‫متأجج‬ ‫قاتل‬ ‫بسم‬ ‫وظلباته طبعت‬ ‫بنصر عاجل رايائه‬ ‫خفت‬ ‫وقع تدافع وتداخل‬ ‫يحكيه‬ ‫لا يوم زحزحة ولا خضرية‬ ‫ومقاتل هو عارف بمقاتل‬ ‫لمنازل‬ ‫نازل‬ ‫هو‬ ‫نازل‬ ‫كم‬ ‫معاول‬ ‫ذهل شيبان وشمس‬ ‫عَبْسٌ هناة جميرً حكم خروص‬ ‫الرستاق مقدمة الهلال الكامل‬ ‫وبنو شكيل فيهم وقبائل‬ ‫ساد الورى بفضائل وفواضل‬ ‫متواضع‬ ‫سيد‬ ‫ال بدر‬ ‫من‬ ‫ناصر صنو الإمام الفاضل‬ ‫فيهم الشيخ المجاهد‬ ‫وبنو خروص‬ ‫‪٣٢٢‬‬ ‫ولات منازل ومناضل‬ ‫وسما‬ ‫بربماله‬ ‫بنفسه‬ ‫جاد‬ ‫لله‬ ‫للمكرمات ورشق بالنابل‬ ‫وجميع هاتيك القبائل سبى‬ ‫شادوا العلا بمكارم وشمائل‬ ‫كل غطارفة جحاجحة الوغى‬ ‫به الدنيا بجم فضائل‬ ‫سكنت‬ ‫وأتى أمير الشرق والغرب الذي‬ ‫كشف الخطوب بعزمه المتواصل‬ ‫الأمير العادل الغوث الذي‬ ‫عيسى‬ ‫نصاب الأئمة في الصلاح الشامل‬ ‫كيف البرية مظهر الإسلام‬ ‫بعد الخروصي الشهيد العادل‬ ‫دولة‬ ‫بنزوى‬ ‫لولاه ما قامت‬ ‫لولاه قد صارت بحال عاطل‬ ‫وكذلك الرستاق تشهد أنها‬ ‫بجحافل موصولة بجحافل‬ ‫وكذا نخل علي شفا فسرى لها‬ ‫بذلائل‬ ‫وآل وهيبة‬ ‫حبس‬ ‫في يحمد في آل عيسى في بني‬ ‫بكل ليث في العرينة شابل‬ ‫في مالك وبني دويك في الشبول‬ ‫وشيخ نفعا في رؤوس قبائل‬ ‫في آل همدان وأخوتهم نداب‬ ‫والصادرين على الجميل الآهل‬ ‫الواردين الموت أطيب مورد‬ ‫في عاجل طلبوا رضاه وآجل‬ ‫والعارفين الله في مسعامعُ‬ ‫أقطارهم ببنادق ومناصل‬ ‫والناشرين شعائر الإسلام في‬ ‫عاسل‬ ‫بأسمرَ‬ ‫واجبها‬ ‫والمعلنين لكلمة التوحيد والمعلين‬ ‫في النازلين وفي الزمان البازل‬ ‫والباسطين أكفهم ووجوههم‬ ‫بسيوفب حق في الدماء نواهمل‬ ‫والمخضبين سيوفهم بدم العدا‬ ‫ظلل الغمام إلى المكان الماحل‬ ‫سار الأمير بهم مسير البدر في‬ ‫الراحل‬ ‫إثر‬ ‫يسير‬ ‫وكاد‬ ‫إلا‬ ‫لم يبق عند مرورهم من موضع‬ ‫من نجح أمر قابل في الواصل‬ ‫ساروا وليلة ثامن وصلوا فكم‬ ‫كالبحر يقذف موجه بالساحل‬ ‫والسسلمون بمسلمات تماوجوا‬ ‫في مسلمات مع الهام الحافل‬ ‫وأرى المعاول كالأسود تجمهوا‬ ‫نازل‬ ‫قبل صدمة‬ ‫بنصح‬ ‫نخل‬ ‫حتى انتهوا وتراسلت رسل إلى‬ ‫إلا القتالَ ببادرات قواتل‬ ‫لم يقبلوا نصحا وكلهم أبوا‬ ‫لوجوه نخل كالجراف السائل‬ ‫فتوشح الغضب الإمام وأقبلوا‬ ‫بجهاتها كخواتم بأنامل‬ ‫أسرى إليها المسلمون وأطبقوا‬ ‫‪٣٢٢٣‬‬ ‫بالعيد من ذي الحجة المتكامل‬ ‫قدموا قبيل الصبح ليلة عاشر‬ ‫فأرخ كلها والله ليس بغافل‬ ‫عن يوم نصرتهم‬ ‫لم يغفلوا‬ ‫‪١٣٤١‬‬ ‫صدر العدا بضياء وجه كامل‪‎‬‬ ‫صنُوا الغداة أمامها واستقبلوا‬ ‫نخل سُحيراً كالقضاء النازل‪‎‬‬ ‫على‬ ‫قدموا‬ ‫عصابة‬ ‫لله ذر‬ ‫التجريد محبوبيّة المتبامل‪‎‬‬ ‫وهبيّة التوحيد مرداسيّة‬ ‫ش مغتنمين ربح الباذل‪‎‬‬ ‫بذلوا نفوسهم النفيسة قربة‬ ‫تهتز بين أساور وخلاخل‪‎‬‬ ‫والحور مشرفة لتكرم ضيفها‬ ‫جو السماء في المكان النازل‪‎‬‬ ‫وقعوا على الأاعدا وقوع النسر من‬ ‫اللجعمان في وَممج عظيم هائل‪‎‬‬ ‫وتوقدت نار الوغى وتصادم‬ ‫أشرقت في ضوئه بمشاعل‪‎‬‬ ‫فالأفق يالبارود مظلمة ولكن‬ ‫ومخائل‪‎‬‬ ‫وبواري‬ ‫كرواعد‬ ‫البنادق وانكفت‬ ‫وأصعقت‬ ‫ضاءت‬ ‫قعَدزا كأشد للمحمةة أواكل‪‎‬‬ ‫والحصن فتح أهله أبوابه‬ ‫عين السماء وما لها من كاحل‪‎‬‬ ‫وعلا القتام من الضرائب واختفت‬ ‫جرحى أفاضل جَمَة وأسافل‪‎‬‬ ‫حتى استبان الخطب عن قتلى وعن‬ ‫فيه سوى ضحايا سادة وعباهل‪‎‬‬ ‫لم ينحروا للعيد ما اعتادوه‬ ‫وأرامل‪‎‬‬ ‫أيتام عنت‬ ‫في قلب‬ ‫يا صبح ذاك اليوم من حسرة‬ ‫من فاضل شهد الجمام وفاضل‪‎‬‬ ‫كم باسل ورد الوغي صرفا وكم‬ ‫أردعت بحواصل‪‎‬‬ ‫في طير خضر‬ ‫شهداء أحيى الفناء أرواحهم‬ ‫والقهر حل على حُماة الباطل‪‎‬‬ ‫والنصر صح لدى الإمام وحزبه‬ ‫كسبا تمرق أهلها من بابل‪‎‬‬ ‫حرَاص من نخل تمرق جمعها‬ ‫أو أسير أو هزيم هالكا بمجاهل‪‎‬‬ ‫كم من جريح أو قتيل‬ ‫قد صُرّمت وسلاأحهم في الشاغل‪‎‬‬ ‫فقفقصورهم قد هدمت وجنانهم‬ ‫منه يخاف من البناء الخاتل‪‎‬‬ ‫والبرج هدم بُرج عاقوم وما‬ ‫من حر ماض للتلاصم قاصل‪‎‬‬ ‫وسقى حمود نخل سالم الردى‬ ‫كانت عروسا في الشباب الخادل‪‎‬‬ ‫وتشوهت نخل وجوها بعد ما‬ ‫مقاتل‬ ‫أشه{‬ ‫الأعدا‬ ‫مع‬ ‫صرتم‬ ‫يا ساكني نخل عجيب أمركم‬ ‫‪٣٢٤‬‬ ‫مناهل‬ ‫وغصصتم منهم بحر‬ ‫أو ماتقدم منهم محن لكم‬ ‫وبالشتار وبالنكال الخابل‬ ‫أو ما ميتم بالصغار وبالوبار‬ ‫ويحل شرعا نصر باغ غائل‬ ‫أيليق فزعا أن تعادوا خصمهم‬ ‫لا يخضعون إلى الرحيم العاقل‬ ‫غاشم‬ ‫لكنكم ازبتم توابع‬ ‫القائل‬ ‫وصلاحه نهج الحكيم‬ ‫حالكم‬ ‫رعاية‬ ‫في‬ ‫سلكتم‬ ‫هلا‬ ‫له متهادل‬ ‫ثمر‬ ‫من‬ ‫المر‬ ‫جنيت‬ ‫الطير عن شجر‬ ‫أذود‬ ‫لا‬ ‫لا‬ ‫العامل‬ ‫داركم ببر‬ ‫إصلاح‬ ‫وا سترجعوا‬ ‫وتنصّلوا‬ ‫فتند موا‬ ‫حربا كأسعد ذي الجيوش الكامل‬ ‫وارد بجنوده‬ ‫ص‬ ‫وأمير حمير‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ّ‬ ‫الماضي بنظر العاجل‬ ‫وحزبه‬ ‫الإمام‬ ‫عز‬ ‫مقدارك‬ ‫لقوام هذا الأمر أول فاعل‬ ‫لم لا يكون معززا وأبوه ممن‬ ‫أو ميلة من قول لاح عادل‬ ‫حاشاه من أن تعتريه هوادة‬ ‫شرفا لأصل في الهدى مُتناسل‬ ‫والفرع تابم أصله وكفى بذا‬ ‫رصوامل‬ ‫ومناصل‬ ‫بذوابل‬ ‫من آل نبهان الأولى ملكوا القرى‬ ‫أرجاءء مشل السحاب الهاطل‬ ‫هبطوا من الجبل الكبير وقضوا‬ ‫انطفت وثغورها مفتوحة للداخل‬ ‫وجذوتها‬ ‫وجدوا الما جفت‬ ‫النافل‬ ‫نفلا قديما في حديث‬ ‫يا وقعة حلت بنخل شابهت‬ ‫العلم مرشده لخير شامل‬ ‫ولها إمام الأرض عزان وشيخ‬ ‫ذاك المجلي في الظلام السادل‬ ‫علامة الآفاق جد إمامنا‬ ‫بمسائل للباقيات رسائل‬ ‫نشر العلوم أجلنهاوأدلتها‬ ‫بالعدل في ذاك الزمان الباخل‬ ‫من أخي‬ ‫له عزان ابن قيس‬ ‫بترئم من شادياتِ بلابلي‬ ‫والحمد لله الذي أجلى الصدى‬ ‫إني أغرّقه ببحر الكامل‬ ‫قل للذي يبغي انتقاص بدائعي‬ ‫‪٣٢٥‬‬ ‫سبب الثورة الأولى على عبرى‬ ‫في ضحى اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة من سنة ‏‪ ١٣٤٢‬قتل أمير عبرى‪،‬‬ ‫الشيخ سلطان بن راشد اليعقوبي وأولاده محمد وحمدان‘ وثلاثة من مواليه‪٠‬‏ وحمد بن‬ ‫بمسجد السليف من‬ ‫علي الشكيلي ؤ فتك بهم الشيخ محمد بن سيف المنذري وأصحابه‪،‬‬ ‫الظاهرة‪ .‬انتقاما منه لتغلبه عليهم وعلى بلادهمإ فبيتوا أمرهم ليلا‪ .‬وبعض ما حركهم‬ ‫عليه أنه طلب رجلا هرب عنه‪ ،‬فقربه الشيخ المنذري‪ ،‬بعد ما أخذ له الأمان منه‪ ،‬آملا‬ ‫أن لا تخفر ذمته‪ ،‬وأن الأمان أوثق عرى الإسلام‪ ،‬فقتله الشيخ اليعقوبي في خفارته©‬ ‫فاستشاط المنذري غيظا‪ ،‬وزاد حنقه وللعرب حَمية‪ ،‬وأنفة عربيةؤ وحمية جاهلية‪،‬‬ ‫تحملهم على الهلاك ‪.‬‬ ‫فإنهم غضبوا على اليعقوبي لما‬ ‫ويقال‪ :‬إن الدروع عاضدوا المنذري على ذلك‘‪،‬‬ ‫قتل أبو بسرة والد التويلي في خفارتهم‪.‬‬ ‫ولما قتل هذا الشيخ اجتمع غافرية الظاهرة‪ .‬وفي مقدمتهم بنو كلبان‪ ،‬فهاجموا‬ ‫السليف بلدة المنذري‪ ،‬فقتلوا من وجدوه‪ ،‬ونهبوا ما وجدوه‪ ،‬وخربوا البلاد وأصبح‬ ‫أهلها حيارى‪ ،‬وكشفت وجوه العذارى‪ ،‬وخرجوا من منازلهم يسترون عوراتهم بأناملهم‪6‬‬ ‫يستغيثون بالمسلمين مما نزل بهم فطلبوا من الإمام القيام معهم‪ ،‬وترددوا إلى أعيان‬ ‫الدولة ‪.‬‬ ‫وبعد إجالة النظر في القضية‪ ،‬والبحث عنها علما ورأيك جهز الإمام سرية بها أعيان‬ ‫دولته المشايخ‪ :‬عيسى بن صالح‪ ،‬وسليمان بن حمير‪ ،‬وقاضي المصر العلامة أبو مالك‬ ‫وناصر بن حميد الغافري‘ وإبراهيم بن سعيد العبري ©‬ ‫عامر بن خميس المالكي‬ ‫وياسر بن حمود المجعلي‪ .‬وأمرهم أن يلقوا النصائح الدينية الجامعة للشمل المؤلفة بين‬ ‫القلوب‪ ،‬وأن يمحضوا أمير عبرى خلاصتها‪ ،‬برد المنكوبين إلى بلادهم‪ ،‬وأن يكونوا‬ ‫تحت أمره‪ ،‬وأن يطوى الماضي في صحيفة الإهمال‪.‬‬ ‫وبعد استراحتهم توجه‬ ‫وعسكروا ببلدة الدريز من الظا هرة‪،‬‬ ‫السرية‬ ‫خرجت‬ ‫‏‪٣٢٦‬‬ ‫المشايخ‪ :‬سليمان بن حمير وناصر الغافري© وإبراهيم العبري‪ ،‬وياسر المجعلي إلى امير‬ ‫عبرى‪ ،‬ليؤدوا إليه ما تحملوه عن الإمام من النصيحة{‪ ،‬فجابههم بعناده‪٠‬‏ وصدهم عن‬ ‫بلاده‪ .‬ولم يسمح لهم بدخول البلد؛ فضلا من استماع الخطب ثم كرروا العودة إليه‬ ‫وخوفوه مغبة الخلاف‪ ،‬فأبى إلا إجلاءهم‪ .‬بذلك رأى أعيان السرية‪ :‬أن لا محيص من‬ ‫الاستنجاد بالإمام‪ .‬وعرض الخبر عليه‪ ،‬فرجع جوابه يأمرهم‪ :‬أن لا يقدموا على أمر قبل‬ ‫وصوله‪.‬‬ ‫وبعد شهر كامل جهز جيشا يرأسه بنفسه‪ ،‬وأرسل إلى عامله بالرستاق‪ :‬السيد‬ ‫هلال بن علي أن يوافيه بمن عنده ببلد العينين من الظاهرة‪ .‬ولما وصل الإمام ثقل الامر‬ ‫على الشيخ اليعقوبي‪ ،‬فكان من رأي الشيخ ياسر بن حمود المجعلي‪ :‬أن يعيد إليه الكرة‬ ‫مرة أخرى‘ فكلمه وأسدى إليه النصيحة‪ ،‬وقد آن له أن يرغم نفسه الأمارة‪ ،‬بالقهر‬ ‫عليها‪ ،‬والانقياد لما أراده الإمام منه؛ فتخلى عن مركزه بعبرى‘ وسلم البلاد على أن‬ ‫يكون الماضي معفواً عنه غير مطالب به‪.‬‬ ‫بهذ الانقياد‪ .‬ودخول هذه البلاد التي هي كرسي الظاهرة‪ 5‬وعليها الاعتماد‪ ،‬تمكن‬ ‫المسلمون من الظاهرة‪ ،‬وسلم السليف للمناذرة‪ .‬فجمعوا شملهم المتمزق بها‪.‬‬ ‫بعد استقرار الأمر‪ .‬خطب الإمام بتولية الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري على الظاهرة‬ ‫بأسرها‪ .‬هنا قامت قائمة الخلاف© وحصل الاختلاف حينما أبى بنو غافر من تسليم حصن‬ ‫العينين الذي هو تحت أيديهم لإبراهبم‪ ،‬قائلين‪ :‬إن الحصن حصنكم‪ 6‬ونحن عسكركم‪٥‬‏‬ ‫نكون فيه‪ ،‬وليكن تحت أيدينا‪ ،‬فلم ير الإمام إلا خروجهم منه وإجلاءهم عنه‪ ،‬وكان أولاد‬ ‫الشيخ عيسى قد نزلوا به فاضطروهم للخروج منه بعنف‘ فعزم الإمام على حربهم‪ .‬وتوجه‬ ‫إلى العراقي بقربهم فالتقاه الشيخ سعيد بن ناصر الصوافي‪ ،‬وأكرم نزلهش وفتح له بابا من بيته‬ ‫بالجانب السهيلي ‪ ،‬فهو الان يسمى باب الإمام ‪.‬‬ ‫وكان من رأي الشيخ عيسى السكوت عن بني غافر وحصنهم‪ .‬ولم ير الإمام إلا‬ ‫المساواة‪ 5‬وأن تكون المراكز من الظاهرة كلها تحت يده‪ ،‬فكان في الجيش خداع ومكر ‪6‬‬ ‫وفي الرؤساء تعصب وفخر‪ .‬وعادة أمراء عمان الكذب والمراوغة‪ ،‬فخاف الإمام أن‬ ‫يستفحل الأمر‪ ،‬وأعرض عن قهر جميع المعاقل© فبقيت بيد أهلها وبقي في نفسه شيء‪،‬‬ ‫فحمل على السرير‬ ‫دخل به على أنصاره‪ .‬وأصيب الشيخ عيسى في هذه الغزوة بمرض‘ؤ‬ ‫إلى بلدة بهلا‪.‬‬ ‫‪٣٢٧‬‬ ‫ولما استكملوا الوصول بها‪ ،‬جمع الإمام مشايخ العلم‪ ،‬واعتذر عن التصدر في‬ ‫المنصب‘ وطلبهم الاستقالة والاستعفاء‪ ،‬وأن يختاروا من يرونه إماما لهم‪ ،‬وهو كفرد‬ ‫تعب لها المفكرون‪ ،‬وما كان ليترك أمر المسلمين إلا لما‬ ‫واحد فكانت بالمصر ضجة‬ ‫رآه من التحزب الباطل‪ ،‬في عدم إنفاذ الأوامر والمساواة في نزع المعاقد من أيدي الظلمة‬ ‫المتغلبين© وأنه المسؤول والمؤاخذ‪ ،‬فاجتهد القضاة في مكابرته؛ء عجزوا عن محاورته‪،‬‬ ‫وفي مقدمتهم العلامة أبو مالك‘ فإنه شمر عن ساق وجد واجتهد‪ .‬وأخيرا صرح له أن‬ ‫المسلمين لا يرضون سواك‪ ،‬ولا يتفقون على غيرك‪ ،‬وأن استقالتلك تكون شؤماً على‬ ‫المصر فلا تخلو من نصيب بسفك الدماء المحقنة بالإمامة‪ .‬وما كاد ليرجع لولا حدته‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫وبالجملة فالنصيب من هذه الغزوة رجوع المناذرة إلى بلادهم‪ ،‬كما هو المقصود‬ ‫أول الأمر‪ .‬وفي عام ‏‪ ١٣٥٩‬ه وقع بأطراف نزوى ترهات من قطاع السبل واللصوص‬ ‫المساعدين لهم‪ ،‬فأرسل الإمام سرية تحتوي على ما دون العشرة‪ ،‬من عساكره إلى‬ ‫السليف من الظاهرة‪ ،‬وأمرهم بالفتك بهم‪ 6‬وكتب للشيخ محمد بن سيف المنذري© أن‬ ‫يكون معهم‪ ،‬فكان من الحظ الجدير بقدرة الله‪ ،‬أن بلغ الخبر إلى المقاطيع‪ ،‬فأقبل أربعة‬ ‫من أعيانهم‪ ،‬فدخلوا على العسكر بنادي القهوة بالسليف‪ ،‬مستهزئين متمردين‪ .‬غرهم أن‬ ‫ولن يفلتوا منهم ‪ .‬فأخذوا‬ ‫الظاهرة‪.‬‬ ‫العدد قليل ‪ ،‬وأنهم دخلوا عليهم في حجرهم‬ ‫يقرعونهم ويهددونهم‪ .‬فما كان جواب العسكر لهم إلا ما نطقت به البنادق على‬ ‫رؤوسهم‪ ،‬فاختطفت ثلاثة منهم والرابع الحاتمي رئيسهم الأكبر تبادل مع الشيخ‬ ‫المنذري الخناجر‪ ،‬فخرا صريعين‪ .‬ولم يصب السرية ولا ممن حضر النادي بأس‪ .‬والحمد‬ ‫لله ‪ .‬وبعد هذه الحادثة انقطعت آمالهم من الوقوف على الطرق‪ ،‬إلى أن دخلت الظاهرة‪.‬‬ ‫بعد أشهر قليلةش تحت إمرة الإمام‪ 6‬كما ستراه ۔ إن شاء الله‪.‬‬ ‫الثورة الثانية إلى عبرى‬ ‫‏‪١٣٥٩‬‬ ‫كانت في أواخر سنة‬ ‫بن‬ ‫راشد اليعقوبي وابنه محمد‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫الشيخ عبدذل‬ ‫أمير عبرى‬ ‫بين‬ ‫ما زالت تصدر‬ ‫عبد الله منافسة أصلها حب الرياسة‪ ،‬فنتج منها أحقاد وشحناء‪ .‬واله تعالى يقول‪ :‬إن‬ ‫أو مجبوراً‬ ‫مأموراً [‬ ‫‏‪ ١‬لابن‬ ‫ولا بد أن يكون‬ ‫لكم فاحذروهم»‬ ‫أزواجكم وأولادكم عدوا‬ ‫من‬ ‫‪٣٢٨‬‬ ‫أو عاق كفور‪ .‬فقويت حركة محمد عَلى أبيهء فخشي أبوه الضرر الاكبرث فكتب إلى‬ ‫الإمام سرا‪ ،‬بواسطة الشيخ زاهر بن غصن الهنائي‪ :‬إني أحب التخلي عن إمارة عبرى‪،‬‬ ‫فارسل إلي من يقبض معقلها‪ ،‬فكلم زاهر الإمام فيما جاء به سفيره إليهس فكان من جواب‬ ‫الإمام‪ :‬إني لا آمن غدر عبد الله‪ ،‬ولا أرجو الوفاء منه‪ ،‬ويحملنا على إجابته إنقاذ‬ ‫المضطهدين‪ ،‬وإنصاف المظلومين الذين تحت إمارته‪.‬‬ ‫ثم قرر الإمام أن يجهز الشيخ زاهر بمن معه بمظهر المتوسط‘‪ ،‬لإصلاح ذات البين‬ ‫بين الشيخين وأن يجسٌ نبض عبد الله فيما وعد بهث هل هو ثابت على وعده؟‬ ‫سار زاهر وأناخ بجامع عبرى‪ ،‬وسعى فيما جاء إليه‘ وعمل بتوصية إمامه له‪ ،‬فما‬ ‫رأى من عبد الله إلا النكث‘ ولم يكتف بذلك حتى انتهى أمره إلى قرعه باب الغدر به‪.‬‬ ‫وكان زاهر نبيها فطناًث أدرك منه ذلك قبل وقوعه‪ ،‬فكتب إلى الإمام بذلك تفصيلا‪.‬‬ ‫فصدر الأمر إليه‪ ،‬بالانتقال من عبرى إلى السليف‪ ،‬والمكان قريب‪ .‬فما لبث إلا‬ ‫أياما حتى أوقد الدروع ومن شايعهم نار الحرب على زاهر وأهل السليف فكانت بينهم‬ ‫مناوشات‪ ،‬ظفر فيها زاهر وأتباعه‪ ،‬إلا أن أيامهما طالت فأوجبت تحرك الإمام لإطفائها‪،‬‬ ‫فانتقل من نزوى إلى بهلا وأنفذ سرية فيها أربعون رجلا أمر عليها الشيخ محمد بن‬ ‫سالم الرقيشي‪ ،‬وأمره أن يقيم الحجة على أمير عبرى‪ ،‬إما بالإذعان والتسليم للمركز‬ ‫حسبما وعد وإما أن يتهيأوا للحرب فلما وصلهم أدى رسالته التي تحملها كما هي‪.‬‬ ‫وبعد أخذ ورد‘ ركن أمير عبرى إلى الانقياد والوفاء بالمرادث وتأجل ستة أيام حتى سلم‬ ‫زمام ما بيده‪.‬‬ ‫استبقا لوده‪ ،‬فحازه محمد في حياة أبيه‪.‬‬ ‫وقسم شطراً كبيرا من ماله لابنه محمد‬ ‫ولم ير الإمام بدا من الإنصاف من الدروع فانتقل من بهلا إلى عبرى‪ ،‬وأنفذ الشيخ‬ ‫ياسر بن حمود المجعلي إليهم ‪ .‬أن يحضروا لفصل الاحكام بينهم وبني هناة‪ ،‬فيما‬ ‫انتهكوا من الحرمات‘ وسفكوه من الدماء‪ ،‬ونهبوه من الأموال‪ ،‬فتلكأوا‪ ،‬ثم فاؤوا لأمر‬ ‫اللهش فحضروا مجلس الحكم‪.‬‬ ‫أمر الإمام قاضيه الشيخ أبا زيد بالفصل بينهم‪ ،‬وأمر القضاة أن يحضروا استماع‬ ‫للنظر فيها‪ ،‬والأمر بإنفاذها‪.‬‬ ‫وأن ترفع إليه بعد ذلك‬ ‫الدعوى‬ ‫حكم أبو زيد أن ما أتلفه الدروع من دماء وأموال مؤاخذون به{‪ 5‬ويهدر ما تلف‬ ‫‪٣٢٩‬‬ ‫فرأى‬ ‫ثم رفع إالى الإمام‬ ‫على ذلك‬ ‫القاضية ببغيهم ‏‪ ٠‬ووقع القضاة‬ ‫عليهم ‪ .‬للصحة‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫وأمر بتنفيذه‬ ‫}‬ ‫صحته‬ ‫أبقي الإمام الشيخ الرقيشي‪ ،‬عاملاً على عبرى وتوابعهاث متكفلاً بوظفيتي القضاء‬ ‫والولاية‪.‬‬ ‫قيام الرقيشي على مناذرة السليف‬ ‫فردوا أمره‬ ‫بقي الرقيشي بعبرى‘ وهم بإنفاذ الأحكام على المناذرة بالسليف©‪،‬‬ ‫وتعسفوا‪ ،‬وبنبذهم أحكامه على أنفسهم أسرفوا‪ .‬فكتب إلى إمامه‪ ،‬يخبره عن حالهم ‪.‬‬ ‫فكتب الإمام نصائح دينية إليهم‪ ،‬وأرسلها إلى الرقيشي‪ ،‬ليقرأها عليهم واختار الرقيشي ابنه‬ ‫إبراهيم لحمل هذا الكتاب الكريم‪ ،‬فعسى أن يهديهم إلى الصراط المستقيم‪ ،‬فلم يحصل‬ ‫منهم على وفاق‪ ،‬ونسوا ما كانوا فيه من الاضطهاد والإرهاق فعزم العامل على إنفاذ أمره‬ ‫بالقوة‪ .‬لا باللين والمروءة© فحكم عليهم بالبغي والعناد© وعاملهم بمعاملة أهل الفساد ك©‬ ‫وانقض عليهم انقضاض الشهب للرجم‪ ،‬ووقفوا في وجهه وقوف القرم للقرم‪ ،‬فكانت بينهم‬ ‫في ليلة خامس من ذي القعدة عام ‏‪ ١٣٦٠‬ملحمة‪ ،‬أسفرت عن قتل أربعة من أصحابه ثم‬ ‫كان حظهم في مجابهته تعيساً ‪ .‬فدخل بلادهم وكسر جناحهم المهيض‘ وأوهى قوتهم‪6‬‬ ‫فسقطت إمارتهم‪ ،‬وهدم قصورهم حتى السور المحيط بحارتهم ‪.‬‬ ‫وبقي‬ ‫تشتعل ‘ وقظڵب زحل وجهه‪.‬‬ ‫وكادت‬ ‫ناره‪٠‬ء‏‬ ‫المريخ‬ ‫الحادثة أضرم‬ ‫بهذه‬ ‫الأنصار في وجل‘ فكان من لطف الله في القضية‪ ،‬أن نزعوا إلى حكم ربهم‪ ،‬وقبلوا‬ ‫المراشد القرآنية‪ ،‬فتقدموا إلى إمامهم‪ :‬أن يحضروا الرقيشي للمناقشة فيما جناه‪ .‬تحرجاً‬ ‫من دخولهم في البلوى‪ ،‬وأن يجمع قضاته للنظر في هذه الدعوى؛ لأن بعضهم يقول‪:‬‬ ‫أنفذها وأمضاها ‪ .‬فجمع الخصوم‬ ‫وإرادة للشيخ‬ ‫قضاهاك‬ ‫يعقوب‬ ‫في نفس‬ ‫إنها حاجة‬ ‫والمهج تتميز من‬ ‫وأسروا النجوى‪ .‬وكتبت الدعوى©‪،‬‬ ‫بجامع نزورى©‪ 8‬وعلت الأصوات‘‪،‬‬ ‫عمله‬ ‫التي أسند‬ ‫المنيرة‬ ‫حججه‬ ‫فقدم‬ ‫يزفر زفرات الغيظ ئ‬ ‫وهو‬ ‫بالرقيشي )‬ ‫وجيء‬ ‫الغيظ ‪.‬‬ ‫وما حمله عليهم إلا‬ ‫عليها من ا لأثر ‪ .‬وبررها بقوله‪ :‬إنه لم يكن له فيهم أرب ولا وطر‪،‬‬ ‫الاجتهاد‬ ‫وبعد‬ ‫ودققوا ‪.‬‬ ‫ثم فكروا‬ ‫جوابه وحققوا ‘‬ ‫في‬ ‫فنظر الفقهاء‬ ‫الكبر والبطر{‬ ‫بخطه ‪.‬‬ ‫تحتها‬ ‫فكتب‬ ‫الترجيح ‘‬ ‫وإليه في المشاكل‬ ‫رفعت المحاكمة إلى الإمام ‘‬ ‫والتنقيح ‏‪٠‬‬ ‫نصه‪:‬‬ ‫و هذا‬ ‫‪٣٣٠‬‬ ‫أقول‪ :‬قد نظرت في جواب الشيخ الرقيشي‪ .‬وأقول‪ :‬إنه أخذ بأقوال أولثك‬ ‫الجهابذة الأعلام‪ ،‬ونحن نقصر عن تتبع أقوالهم‪ ،‬وهم القدوة[ وأفعاله كلها خارجة على‬ ‫وفق فتواهم‪ ،‬ولم نرها خارجة عن الحق‪ .‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪ .‬ثم كتب‪:‬‬ ‫هذا ملحق لدعوى السليف‪ .‬هذا ما رأيته لبني هناة‪ .‬في دعاويهم في حرب‬ ‫السليف‘ من قتل قتلاهم‪ ،‬والناهب من أموالهم‪ ،‬عند دخول محمد بن سالم هذه البلدة‪.‬‬ ‫ورأيت أنا ومن حضرني من أهل العلم‪ :‬أنه لا تهدر دماؤهم؛ لأنهم غير داخلين في‬ ‫الأمور‪ .‬وحين لم يظهر قاتلهم‪ ،‬أن يكون على بيت مال الله خمسمائة قرش لمحمود بن‬ ‫عبد الله ومائتا قرش من دية المرأة المقتولةش وأما الجرحى فذلك حكمهم بعد الصحة من‬ ‫الجراح‪ ،‬وأما أمر المال الذاهب‘ فقد تحملتهء وصح العزم عن ستمائة قرش{ على وجه‬ ‫الصلح والمرافقة ‪ .‬وأما الرمي الذاهب بدل الرميةث رمية أن أؤديها ‪ .‬وذلك مائتا رمية صمغ‬ ‫ومائة رمية موزر‪ ،‬ليعلم ذلك‪.‬‬ ‫برست‪،‬‬ ‫وكتبه إمام المسلمين محمد بن عبد ا له بن سعيد الخليلي بيده في سادس من شهر‬ ‫‏‪.١٣٦١‬‬ ‫صفر سنة‬ ‫وبعد هذا خطب الإمام بحضرة العلماء والرؤساء‪ :‬إن ما أمضاه محمد بن سالم في‬ ‫السليف فمن أمري‪ ،‬وهو هدر‘ إلا ما استثني من ذلك‘ وهو قتل رجل من أهل عملا‬ ‫من الغرباء في البلدث فكانت ديته في بيت المال‪ .‬ا ه‪.‬‬ ‫ثم أمر برجوع أهل السليف إلى بلادهم‪ ،‬وأذن لهم ببناء ما هدم من بيوتهم وأمر‬ ‫برد ما نهب من أموالهم‪ ،‬وأن يكون العزور والمناذرة على حال واحد‘ كما كانوا في‬ ‫مسالكهم ودورهم ومساجدهم؛ لأنهم كانوا في حارة واحدة بناها لهم الإمام سلطان بن‬ ‫سيف بن سلطان اليعربي© وعندهم فيها وثيقة هذا نصها‪:‬‬ ‫التتتز_ تت‬ ‫آ ل‬ ‫بتشسمر‬ ‫من سنة ثما ن وثلاثين‬ ‫من شهر رجب‘‪،‬ؤ‬ ‫ا لزهراء ‪ .‬لعشر خلون‬ ‫بيتا ريخ يوم الجمعة‬ ‫سنة ومائة سنة وألف سنة منذ الهجرة‪ ،‬ليعلم من يقف على كتابي هذا من المسلمين© وأنا‬ ‫الفقير لله عمر بن مسعود بن ساعد المنذري‪ ،‬بأن هذا الحصن المذكور هنا قد بناه الإمام‬ ‫‪٣٣١‬‬ ‫العادل سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي‪ ،‬لخدمة المشايخ صالح بن عبد الله العزوري©‬ ‫وجدي ساعد بن مسعود‪ ،‬وجدي عبد الله بن مسعود‘ وابن عمهما مبارك بن خميس‬ ‫المنذريين‪ ،‬ولذريتهم من بعدهم‪ ،‬ولمن معهم قبل كتابي هذا لا لغيرهم من القبائل‪ ،‬إلا‬ ‫على من يرضونه جميعا‪ ،‬وأن الربع الذي فيه بيوت أولاد الشيخ صالح بن عبد الله‪،‬‬ ‫فالرأي فيه لهم دون غيرهم من الجماعة‪ ،‬والربع الذي فيه بيوت أولاد عبد الله بن‬ ‫مسعود‘ فالرأي فيه لعامر بن عبد الله دون غيره من الجماعة والربع الذي فيه بيوت‬ ‫أولاد ساعد فالرأي فيه لهم دون غيرهم من الجماعة‪ ،‬وأن كل من له رأي في ربع من‬ ‫أرباع هذا الحصن فغير محجور عليه إدخال من يشاء ويريد من الجماعة‪ ،‬الجائز لهم‬ ‫الدخول فيه ببيع أو هبة وقد عاهدوا الله تعالى على القيام في هذا الحصن بطاعة الله‬ ‫وطاعة رسوله وطاعة أهل الحل والعدل‪ ،‬وطاعة أولي الأمرث والاجتماع على ما فيه‬ ‫الصلاح‪ ،‬من سلامة الدين والدنيا‪ .‬والاقتداء فيه بصالحي أسلافهم ‪.‬‬ ‫نسأل النه لهم التوفيق لطاعته ومرضاته‪ ،‬والثبات على الصفا والوفا؛ إنه سميع‬ ‫من‬ ‫لهذا الصك‬ ‫بتاريخ ما تقدم ‪ .‬وكان الكاتب‬ ‫بيده‪6‬‬ ‫بن مسعود‬ ‫وكتبه عمر‬ ‫مجيب‪.‬‬ ‫الفضلاء الأعلام من المناذرة ‪.‬‬ ‫وفي سنة ‏‪ ١٣٦٣‬رأى الإمام عزل الرقيشي من عمله‪،‬ؤ واستبدل عنه الشيخ العلامة‬ ‫العظائم من‬ ‫ولكنه لم يمارس‬ ‫رجلا ورعا‬ ‫وكان‬ ‫بني ريام ‪.‬‬ ‫من‬ ‫زاهر بن سيف الفهدي ‪6‬‬ ‫الأمور وأهل الظاهرة يداة وحوش© بل جل أهلها أغبياء من العرب والبلوش‪ ،‬فلم يكن‬ ‫القيام بها فقرر أن‬ ‫في استطاعته حملهم على الجادة © فبقي بها سبعة أشهر واستعفى من‬ ‫يرجع إليها الشيخ الرقيشي ثانيةش فبقي بها كالعادة إلى أن أعفاه الإمام في شهر صفر من‬ ‫عام ‏‪ ١٣٧٢‬ه وكانت مدة ولايته الأولى والثانية اثني عشر عاما وأربعة أشهر‪.‬‬ ‫من احكام الرقيشي بعبرى‬ ‫الحكم على أهل السليف بالبغي وإيقاعه بهم‪.‬‬ ‫أقرت بالزنا ‪.‬‬ ‫ومنها رجم امرأة محصنة‬ ‫ومنها جلد امرأة بكر أقرت بالزنا‪.‬‬ ‫ومنها قتل رجل معمري قتل أمه‪.‬‬ ‫‪٣٣٢‬‬ ‫ومنها الحكم في أموال الشيخ عبد الله بن راشد اليعقوبي‪ ،‬بأنه مستغرق في‬ ‫المظالم‪ ،‬وإدخاله في بيت مال المسلمين‪ ،‬وهو قول لبعض العلماءث ورأى الشيخ‬ ‫‪٠‬‬ ‫صححه‪‎‬‬ ‫ومنها قتل الباغي سويدان بن علي بن حامد أحد شيوخ الدروع‪ ،‬تحصن بحانوت‬ ‫تاجر من تجار عبرى‘ فأمر الرقيشي بحرق الحانوت بالنار‪ ،‬ليخرج منه الباغي حتى‬ ‫وحكم بالتالف على التاجر ضمانه في بيت المال ‪.‬‬ ‫خرج ء فقتل‬ ‫ولاية إبراهيم بن سعيد العبري‬ ‫ولما أعفي الرقيشي من ولاية عبرى‪ ،‬جعل عليها الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد‬ ‫العبري© فقبض مركزها في اليوم السادس من شهر ربيع الأول سنة ‏‪ ١٣٧٢‬فبقي ناشرا‬ ‫ألوية العدل‪ ،‬قائما بالقسط‪ .‬وما بالرجل من قصور ولكن الحظوظ أقسام‪ ،‬فكان من قدر‬ ‫الله أن بعضهم يأنف من إمرته‪ ،‬ولا يراها‪ .‬وأحب أن يعطي نفسه مناها‪ ،‬فطلبوا من الإمام‬ ‫عزله‪ ،‬فلم ير ذلك‘© فقام حمد بن سيف الكلباني‪ ،‬ومحمد بن عبد الله اليعقوبي‪ ،‬في‬ ‫اليوم العاشر من شهر شعبان‪ ،‬من السنة المذكورة‪ ،‬فاستلما المركز من الذين فيه بسياسة‬ ‫من غير قتال ‪ .‬وكان إبراهيم غير حاضر بالبلدك وهذه مكيدة قد دبرت ببلد امطى © اجتمع‬ ‫عليها المشايخ سليمان بن حمير‪ ،‬ومحمد بن سالم الرقيشي‪ ،‬وعلي بن هلال الدرعي ©‬ ‫وحمد بن سيف الكلباني‪ ،‬وياسر بن حمود المجعلي‪ ،‬حنقاً على الإمام" لما أبى من‬ ‫إسعافهم بعزل إبراهيم‪ ،‬فأحبوا أن يفهموه باقتدارهم‪ 0‬وأن يرغموه على امتثالهم‪ ،‬حتى لا‬ ‫يخرج في المستقبل عن رأيهم‪ ،‬وسليمان يعتقد أن الغافرية طوع أنملة‪ ،‬وأن البلاد متى‬ ‫أرادها تكون في يده‪ .‬وهيهات‘ وليس الأمر كما حسب‪ .‬إنما انتهت هذه الفكرة بالفشل©‬ ‫فإنها أخلقت ديباجة الدولةث وأسقطت حرمتها۔ حتى لم‬ ‫ولم يقف شرها عند هذا الحد‬ ‫يكن لها في نظر العامة ولا في نظر متغلبي الأطراف حرمة‪.‬‬ ‫بعد صدور هذه الحادثة أرسلني الإمام إلى عبرى‪ ،‬للفحص عن الواقع‪ ،‬والبحث‬ ‫عن الحالة هناك‪ ،‬فرجعت إليهث وقد جمع جيشه‘ فأبديت له ما شاهدته وعلمته‪ .‬وإني‬ ‫أرى بالانصار حَوَراً يؤدي إلى خطر‪ .‬والأولى أن تترك الناس على ما هم عليه الآن‪ ،‬ولا‬ ‫وعاتبته‬ ‫تظهر عزمك على القيام ‪ .‬ولا عجزك عنهؤ حتى تهدأ الحالة وتتبين الخلاصة‪.‬‬ ‫على إصداره لأمر كان يأنف منه‪ ،‬فأجابني ‪ -‬رحمه الله إني لما خولطت في رأيي ©‬ ‫‪٣٣٣‬‬ ‫باتهامي أن الشيب أخذ مني‘ كان هذا نتيجة‪ .‬وكان ۔ رحمه الله ۔ به مرض يعوقه من‬ ‫الخروج إلى الجهاد كعادته‪ ،‬فقرر أن يكون عبد االله بن الإمام سالم أمير على الجيش©‬ ‫فرأى من بعضهم أحوالاً تعاكس رأيه‪.‬‬ ‫زوده‬ ‫وقد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫ورجع إلى نزوى‬ ‫الحارثي إلى مسقط ©‬ ‫بن محمل‬ ‫الشيخ أحمد‬ ‫ثم خرج‬ ‫ولم يأذن له بالتصرف فيها‪ ،‬قبل‬ ‫وعشرة آلاف قرش‬ ‫السلطان عشرة صناديق رصاص‬ ‫خروجهم من نزوى‪ .‬فكان هذا من الأسباب الداعية للفشل‪ ،‬والمحرضة على الشر من لم‬ ‫يركب‪.‬‬ ‫ثم أصدر أمره إلى الناس والجيش‪ ،‬بالرجوع إلى أوطانهم‪ ،‬فاجتمع إليه المشايخ ‪:‬‬ ‫إبراهيم العبري‪ ،‬وأحمد الحارثي ‪ ،‬وعبد الله الهنائي‪ ،‬يلومونه على التأخيرث ويحرضونه‬ ‫على القيام‪ .‬حتى أسهبوا في الملام‪ ،‬وأطنبوا في الكلام وقد حركتهم الإعانة المسقطية‪.‬‬ ‫وكان ۔ رحمه الله ۔ يميل إلى الإقناع في المناقشة سواء كانت دينية أو سياسية‪ 5‬فأخبرني‬ ‫من سمع كلامهمإ أنه أقنعهم أولا كل الاقتناع‪ ،‬ثم رأى منهم إدلالاً واستخفافاًك فقرعهم‬ ‫أشد التقريع‪ ،‬وذكر كل واحد منهم بما يعلمه منه؛ من النكوب عن الجادة في عمله‪ 5،‬أو‬ ‫خلقه‪ ،‬بمعرفة خبير بصير ‪.‬‬ ‫وقد أوردنا خبر عبرى متتابعاً على طريق الاختصار؛ لاستحضار الفائدة‪ .‬وإن خالف‬ ‫أسلوب التاريخ‪.‬‬ ‫‪٣٢٣٤‬‬ ‫ترجمة الشيخ مهنا بن حمد العبري‬ ‫في اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة الحرام‪ ،‬من شهور سنة ‏‪ ١٣٤٦‬توفي‬ ‫بن سالم بن‬ ‫بن إبراهيم بن راشد‬ ‫بن محمد‬ ‫بن زهران‬ ‫بن محسن‬ ‫الشيخ مهنا بن حمد‬ ‫بن راشد ين عمر بن عيسى ين عمران العبري‬ ‫راشد بن إبراهيم بن عيسى بن عمران‬ ‫الحمراوي‪ ،‬ينتمي إلى عبرة بن زهران بن كعب بن حارث بن كعب بن عبد الله بن‬ ‫مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن‬ ‫بن يعرب بن قحطان بن عابر‪ ،‬وهو النبي هود عليه السلام وكانت وفاته بيندر‬ ‫يشجب‬ ‫جدة‪ 5،‬من أرض الحجاز‪ ،‬خرج في أعيان قومه لأداء فريضة الحج‪ ،‬فلما قضى المناسك‬ ‫وقفل راجعا‪ 5‬أصيب بمرضه الذي كان سبباً لوفاته‪ .‬وكانت ولادته في عام ‏‪.١٦٨٩‬‬ ‫تولى هذا الأمير إمارة قومه‪ ،‬بعد موت أبيه حالا‪ ،‬بإشارة العلامة ماجد بن خميس‪6‬‬ ‫وموافقة إخوانه وأبناء عمه وأعيان قومه‪ ،‬فقام فيهم على ساق الجد والإصلاح‪ .‬وكانت‬ ‫همته عالية‪ ،‬في عمارة الأموال والبلادك وخدمة الأنهارء وتوسعت بذلك ثروته‪ ،‬وكثرت‬ ‫أمواله‪ ،‬وأخرج فلج زكت من بلد عمق‘ فصار به انتفاع البلاد أكثر من انتفاعها بالفلج‬ ‫القديم في أيام المحل؛ وباعتنائكه حصلت زيادة في فلج قلعة المصالحة من كدم‪ ،‬وأحدث‬ ‫في بلد الحمرا مزرع الظهرة الكبير فعظمت منفعته لمن بعده‪.‬‬ ‫وبالجملة فإنه مصلح كبير‪ ،‬وفي صدر إمارته خرج على بلد العوابي؛ لإخراجها من‬ ‫يد السيد سعيد بن إبراهيم بن قيس لما كثر الفساد بها من القائم‪ ،‬فأحاط بهم في‬ ‫الحصن أياما فأخرجهم منه‪ ،‬وسلمه للسلطان فيصل بن تركي‘ وترك به عسكراً من أهل‬ ‫فلما كانت دولة‬ ‫يقال له عبد الله بن سالم الشريف‘‬ ‫تحت قيادة رجل منهم‬ ‫حضرموت‘‬ ‫الإمام سالم بن راشد‪ ،‬طلب شيخنا العلامة ماجد بن خميس من الأمير مهنا؛ وكان ماجد‬ ‫يومئذ قاضيا للإمام بنزوى أن يقوم على الشريف القائم بحصن العوابي ‏‪ ٠‬من قبل‬ ‫السلطان‪ ،‬ليدخل مع عمان فيما دخلوا فيه‪ ‘،‬من مبايعة الإمام‪ .‬والمجاهدة معه‪ ،‬فأجابه‬ ‫ونهض يقومه‪ ،‬ودخل البلاد كما سبق ذكره‪.‬‬ ‫إلى ذلك‘‪،‬‬ ‫‪٣٣٥‬‬ ‫وفي أيامه كانت الحرب بنزوى‘ بين السيد سيف بن حمد‘ والشيخ حمدان بن‬ ‫سليمان النبهاني‪ ،‬فكان الأمير مهنا مصلحاً في أول الأمر‪ ،‬ثم استنهض قومه فأجابوه‪.‬‬ ‫وكانت همته غير قاصرة في‬ ‫فكان عند السيد سيف في حزب السلطان‪ .‬وسبق ذكر ذلك‪.‬‬ ‫توطيد بلاده‘ وإصلاح قومه‪ ،‬ودفع الشر عنهم‪ ،‬بكل سياسة لكونه الحول العنقفير‪ ،‬الذي‬ ‫شهد له في وقته بالتقدم في السياسة على نظرائه‪ ،‬فنمى آل عبرة في زمانه‪.‬‬ ‫في ايامه‬ ‫وا لاجتماع بالعلماء ‪ .‬وزهرت‬ ‫العلم ‘‬ ‫عن طلب‬ ‫فغير متراخ‬ ‫ومع هذا‬ ‫عاصمته الحمرا بوجوده‪ ،‬والشيخ ماجد‘ وكثر الطلبة ا ه‪ .‬نقلا عن تبصرة المعتبرين في‬ ‫للللششہيخ إبراهيم بن سعيد‪.‬‬ ‫مآثر العبريين‪،‬‬ ‫وقال في موضع آخر ۔ عند ذكر العبريين بتصرف فيه ۔‪ :‬وهذه القبيلة من أعرق قبائل‬ ‫الأزد اليمانية القحطانية وإخوتهم ‪ .‬وأولاد نصر بن زهران‪ ،‬وهم أبناء معولة بن شمس©‪،‬‬ ‫وبنو بو حسن‘ وينو خروص‪ ،‬وبنو بحرى‘ وأولاد شاري بن اليحمد‘ وأولاده عبد‬ ‫الله بن زهران‪ ،‬وهم أولاد مالك بن فهم من بني هناة ودوس وعدنان‪ .‬وقد تفرقت هذه‬ ‫القبيلة‪ .‬في مواضع شتى من عمان‘‪ ،‬كغيرها من قبائل اليمن المنتقلة منها إلى عمان‪.‬‬ ‫وليس التفرق خاضًّا بها‪ ،‬بل كل قبائل عمان بهذه الصفة‪ :‬نفس كل غانية هند‪.‬‬ ‫فمنهم من استوطن الشميلية من الباطنةث ومنهم من انتقل إلى بلاد الحدان ومنهم‬ ‫من احتل أرض الشر‪ .‬والذي تؤيده آثارهم ‪ :‬أن أكثرهم بها؛ لأن أكبر قرى الظاهرة‬ ‫من أرض‬ ‫عبرى‪ ،‬وهي منسوبة إليهم‪ .‬ومنهم من نزل وادي النخر‪ ،‬من الجبل الأخضر‬ ‫الجوف‪ ،‬ومنهم من كان بيلد الهموب‘ وبلد مدروج من وادي السحتن‪ .‬أما بلد الحمرا‬ ‫فلم تعمر إلا في أيام الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي‪ ،‬الباني لقلعة نزوى؛ فإنه‬ ‫شرع في عمارتها هو وأنصاره العبريون في أول شهر جمادى الآخرة سنة ‏‪ ١٢٦٦‬كانت‬ ‫عمارتها هي وبركة الموز‪ ،‬في وقت واحد‘ ولم تكن للعبريين قبل عمارة بلدهم الحمرا‬ ‫إمارة جامعة‪ ،‬وإن كان فيهم أبطال القتالث وفضلاء الرجال‪.‬‬ ‫بن‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫طالب‬ ‫أولاد‬ ‫إمارة‬ ‫‪6‬‬ ‫بلد الحمرا‬ ‫في‬ ‫كانت‬ ‫إمارة‬ ‫وأول‬ ‫لأنهم كانوا أهل علم وفضل ‪.‬‬ ‫بن سعيد؛‬ ‫بن عمر‬ ‫بن مالك‬ ‫لامي بن قاسم بن راشد‬ ‫الإمارة‬ ‫كانت‬ ‫ثم‬ ‫طالب‬ ‫وأولاد‬ ‫خلف&‪©،‬‬ ‫وأولاد‬ ‫مالك©‬ ‫أولاد‬ ‫يجمع‬ ‫هذا‬ ‫مسعود‬ ‫ين‬ ‫وعلي‬ ‫‪٣٣٦‬‬ ‫بعد ذلك لأولاد عمران‪ ،‬فكانت في أولاد راشد بن سالم بن راشد بن إبراهيم ين‬ ‫عيسى بن عمران بن راشد بن عمر بن عيسى بن عمران‪ .‬وآخرهم الشيخ راشد بن‬ ‫‏‪ ١٢٤٦‬ه‪.‬‬ ‫مالك؛ فإنه توفى سنة‬ ‫وكان انتقال الشيخ زهران ين محمد ين إبراهيم بن راشد العبري من العراق إلى‬ ‫الحمرا‪ ،‬في أيام الشيخ راشد بن مالك وكانت وفاة زهران سنة ‏‪ ١٢٣٦‬بسبب جراحة‬ ‫أصابته في معركة دارت بينهم وبني صبح أهل القرية‪ ،‬وبانتهائها سالم أهل القريةش ودخلوا‬ ‫مع العبريين‪ ،‬وانتشاب الفتن بين بني صبح والعبريين في أيام راشد بن مالك‘‪ ،‬وكانت‬ ‫بينهم وقائع عديدة‪ .‬وحروب شديدة‪.‬‬ ‫‏‪ ١٦٤٣‬اجتمعت إمارة العبريين لآولاد زهران وأولهم الشيخ محسن بن‬ ‫وفي سنة‬ ‫فصار باري قلمها‪ ،‬ورامي سهمها‪ .‬وكان مطاع الأمرث مسموع الكلمة‪.‬‬ ‫زهران بن محمد‬ ‫فكان بنو غافر المعروفون بالميايحة‪ ،‬اتخذوه كواحد من أمرائهم‪ ،‬يرجعون إليه في كثير‬ ‫فإنه ناصرهم في‬ ‫ونصروه في عدة مواطن‘‪ ،‬كما ناصرهم في عدة حروب\‬ ‫من مهماتهم‪،‬‬ ‫حرب بات التي دارت بينهم وبني كلبانث؛ وفي حروبهم وبني شكيل في وقعة الجبل‬ ‫وقد ناصر بنو غافر رؤساء العبريين© قبل هذه المناصرة؛ فإنهم‬ ‫المسمى قرن بوسعدين‪.‬‬ ‫بوادي السحتن‘ في إمارة الشيخ راشد بن مالك ©‬ ‫اجتمعوا لحرب بني عدي وبني لمك‘‬ ‫وفي حرب بني صبح وبني شكيل‪ .‬وفي أيامه كانت بلاده الحمرا أمل الوافدث ومنهل‬ ‫الوارد‪ .‬وقصده الأعيان© ووفد إليه الشعراء من كل مكان‪.‬‬ ‫كان الأمير محسن مقداماً مهيباً‪ .‬وجواداً وهاباً ‪ .‬وكانت له وقائع وحروب‘ وقد‬ ‫اعتزل قومه في عصر الإمام عزان بسبب وقيعة نمت عليه‪ ،‬فأقام بوادي السحتن‪ ،‬ثم‬ ‫رجع إلى الحمرا‪ ،‬بعد وفاة الإمام عزان‪ ،‬فقضى عمره بها إلى أن توفي في يوم ‏‪ ١٦٢‬من‬ ‫صفر سنة ‏‪ [\١٦٩٠‬ثم صار الأمر إلى أخيه محمد بن زهران‘ وابنه حمد بن محسن بن‬ ‫زهران‪ ،‬فبقيت كلمتهما واحدة مدة يسيرة ثم افترقا‪ .‬وبسبب افتراقهما‪ ،‬قبض الشيخ‬ ‫برغش بن حميد أمير بهلا‪ ،‬على الشيخ محمد العبري وابنه بدر‪ ،‬بسياسة من ابن أخيه‬ ‫حمد بن محسنك{ فصفدهما بحصن بهلا حتى قتلا فيه‪ .‬وفى ذلك الوقت كان بناء بيت‬ ‫العوابي‪ ،‬ثم كانت الإمارة بعد ذلك في الشيخ سالم بن بدر بن‬ ‫الفوق© المسمى حصن‬ ‫محمد بن زهران‪ .‬وفي أيامه وقع الخلاف بين العبريين ويني غافر‪ ،‬بوادي السحتن ‪.‬‬ ‫‏‪٣٣٧‬‬ ‫نهضة الأعيان ۔ م ‏‪٢٢‬‬ ‫وكانت هذه الحركة داعية للقتال‪ ،‬والتنافر بينهم » حتى سلب بنو غافر وادي السحتن من‬ ‫‏‪.١٣٠٢‬‬ ‫وذلك فى سنة‬ ‫العذاب ‪.‬‬ ‫وساموهم سوء‬ ‫العبريين ‪6‬‬ ‫وبقي الشيخ سالم أميرا إلى سنة ‏‪ ١٣٠٥‬ثم ولي الآمر بعد ذلك الشاب الصالح‬ ‫الشيخ زهران بن محمد بن زهران‪ ،‬وكان صالحا محبا للأخيار‪ ،‬ميالا لمعالي الأمور©‬ ‫فكانت بينه وبني غافر ثلاث ملاحم كلها بوادي السحتن‪ ،‬إحداها في سابع شوال سنة‬ ‫‏‪ ٥‬ووقع الصلح بينهم‪ ،‬بواسطة حاكم الرستاق‪ :‬إبراهيم بن قيس على أن تكون‬ ‫عمق للعبريين‪ ،‬وبلدة فشح لبني غافر‪ ،‬ووادي السحتن أكثره بيت مال‪ ،‬ثم انتقضت‬ ‫الأمور بينهم‪ ،‬فنهض ثانية في يوم ‏‪ ٢٢‬من ذي القعدة سنة ‏‪ ١٣٠٧‬فاصطلحوا على واسطة‬ ‫السيد إبراهيم مرة أخرى‪ ،‬على أن تكون الحدود بينهم من مضيق الوادي© ما بين بلد‬ ‫الخضرا والميحة‪ .‬فمنها عال للعبريين© ومنها حادر لبني غافر‪ ،‬ثم نهض النهضة الثالل‪.‬‬ ‫بعد معركة‬ ‫‏‪ ١٣٠٨‬والوقت شديد البرودة‪ .‬فدخل الخضرا‪،‬‬ ‫يوم ثاني جمادي الاخرة سنة‬ ‫وقعت بينهم‪ ،‬بمكان يسمى ظهرة الفرس‪ .‬وبعد انجلائهاث رجع الأمير زهران إلى‬ ‫الخضرا‪ ،‬فجاءت بنو غافر بجموعها\ فالتقى الجمعان مرة ثانية‪ 0‬فكان بينهم من الزلازل‬ ‫والأهوال ما لا يكيف‪ ،‬فجرح في هذه الزحمة الأمير زهران جراحا أثخنته‪ ،‬فانهزم قومه‪،‬‬ ‫لما أصابهم من الفشل‪ ،‬وحملوه إلى بلد فشح‘ فتوفي بها يوم ‏‪ ١٢‬جمادى الآخرة سنة‬ ‫‏‪ ١٨‬ودفن فيها‪.‬‬ ‫وكان هذا الأمير من فضلاء المسلمين وثقاتهم‪ .‬وقد أئنى عليه نور الدين السالمي‬ ‫ثنا حسنا‪ .‬وكذلك الإمام سالم بن راشد الخروصي‪ .‬وبموت هذا الأمير الفاضل‘ كاد‬ ‫موقف العبريين أن يتضعضع من ذلك الوادي‪ ،‬ولكن السيد إبراهيم اعترض القضية ‪،‬‬ ‫فأصلحهم على أن تكون حصون الوادي في قبضته‪ ،‬وأن يترك فيها عسكراً من قبله‪ ،‬فبقي‬ ‫الامر كذلك حتى قتل بنو غافر عبيد بن هلال بن سند العبري‪ ،‬فقام العبريون على‬ ‫الحصون‘ وأخرجوا عسكر السيد منها بدون قتال‪ ،‬ولعلهم وافقوهم‪ ،‬وهدموا الحصون©‬ ‫ولم يتغير السيد إبراهيم من ذلك‘ فبقي لبني غافر من الوادي بلدتان‪ :‬الخضرا والطباقة ‪.‬‬ ‫وتقرر الصلح أن يكون الفاصل بينهم الشعبة التي بين الخضرا والميحة ‪.‬‬ ‫سيت‬ ‫ببلاد‬ ‫ا لشيخ‬ ‫هذا‬ ‫وكا ن‬ ‫‏‪٥8‬‬ ‫محسن‬ ‫بن‬ ‫حمد‬ ‫‏‪ ١‬لشيخ‬ ‫بعده‬ ‫ا لامر من‬ ‫ولى‬ ‫ثم‬ ‫الصادرة إليه من قومه‪٥‬‏‬ ‫للجفموة‬ ‫بن زاهر‬ ‫الشيخ هلال‬ ‫انحاز بجوار‬ ‫بني هناة‪.‬‬ ‫عاصمة‬ ‫‪٣٣٨‬‬ ‫فسار إليه أعيانهم ومقدمتهم العلامة الشيخ ماجد بن خميس فطلبوه أن يرجع إليهم‬ ‫فابى إلا أن يأذن له الشيخ هلال‪ ،‬فكلموا هلالاًث فرضي وزال ما بينه وبين قومه من‬ ‫; الوحشة‪ ،‬إذ حلب شطري الدهر‪ ،‬وعرف ثمرة الاجتماع‪ .‬وكانت إمارته أيام سلم وراحة‪.‬‬ ‫وقام بواجبه في حق هناة‪ ،‬لما دارت عليهم دوائر السلطان ‪ 3‬ودافع عنهم بسياساته ‪.‬‬ ‫وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ‏‪ .١٣١٧‬وكان مولده في أثناء العشر بين الستين‬ ‫والسبعين بعد المائتين والألف‪ ،‬ثم كانت الإمارة لإينه الشيخ مهنا الذي ذكرناه بصدر‬ ‫الترجمة ا ه كلام الشيخ إبراهيم‪ ،‬ببعض حذف وتصرف فيه‪.‬‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫زيارة الباشا سليمان الباروني لعمان‬ ‫في شهر المحرم سنة ‏‪ ١٣٤٣‬زار عمان الشيخ المجاهد الغيور المحنك الدبلوماسي‬ ‫الماهر الباشا سليمان بن عبد الله بن يحيى بن زكريا الباروني النفوسي© وذلك بعد‬ ‫الله الحرام ‪.‬‬ ‫بيت‬ ‫حج‬ ‫من‬ ‫رجوعه‬ ‫ولما بلغ سلطان مسقط السيد تيمور بن فيصل نبا وصول الشيخ الباروني إلى مكة‬ ‫المشرفة‪ .‬كتب إليه يستحثه أن يقدم إلى مملكته‪ ،‬وكان السلطان ذلك الوقت بالهند‬ ‫فأابرق لوزارته باستقباله ‪.‬‬ ‫له‬ ‫وخصص‬ ‫استقبا لا حافلا‬ ‫والعظماء‬ ‫وحينما وصل إلى مسقط {© استقبله الوزراء‬ ‫قصرا فخماً أعد لنزوله‪ ،‬وما زالت السادة وأعيان الحكومة يتنازعونه في الضيافة والإكرام‪.‬‬ ‫من‬ ‫بسمائل‬ ‫لزيارته‬ ‫يدعوه‬ ‫إليه الإمام‬ ‫كتب‬ ‫التاريخ ‪6‬‬ ‫من‬ ‫أوائل شهر ربيع الأول‬ ‫وفي‬ ‫داخلية عمان‪.‬‬ ‫تس مواتراتقف ايجد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي إلى أخيه ذي الشرف‬ ‫الباذخ‪ ،‬والمجد الشامخ" المجاهد في الله‪ ،‬الحامي لدينه‪ .‬سليمان بن عبد الله الباروني‪.‬‬ ‫أما بعد؛ فإنا نحمد الله إليك لا زلت أخانا محافظاً شرف حريتك‘ ساعيا فى عز‬ ‫درك©‬ ‫مشهورة ‪ .‬فلله‬ ‫عدلك‬ ‫وسيوف‬ ‫منشورة‪،3‬‬ ‫مجدك‬ ‫أعلام‬ ‫بلادك ا ألا وإن‬ ‫استقلال‬ ‫حيث أنت هكذا هكذا وإلا فلا لا‪.‬‬ ‫الداعي لتحرير الكتاب إليك‘ بعد إهداء السلام والتحية والإكرام" إعلامك بأن‬ ‫وقد‬ ‫مستبشرون بقدومك وطلعتك‪.‬‬ ‫إخوانك أهل عمان مسرورون بسلامتك وصحتك‘‬ ‫وجهنا إليك هذا الرسول طالبين منك الوصول على بركة الله‪ ،‬زائرا إخوانك مشرفا‬ ‫‪٣٤ ٠‬‬ ‫أوطانك‘ فاضرب لنا موعدا لنوجه إليك رجالا من الخاصة رفقاء الطريق‪ ،‬وأخبر رسولنا‬ ‫بكل ما يلزم‪ ،‬لنحيط به علما‪ .‬والله الميسر والسلام حرر في ‏‪ ١٣‬من محرم سنة ‏‪ ١٣٤٣‬ه‪.‬‬ ‫فلبى دعوته‪ ،‬وفي صحبته العلامة سعيد بن ناصر الكندي‘ بعد ما زار هذا الشيخ‬ ‫ببلدة (المتهدمات)‪ ،‬ثم خرج منها إلى يلد السيب من الباطنةث فاستقبله بها رسل سيدنا‬ ‫الإمام‪ .‬فخرجوا وهو في صحبتهم‪.‬‬ ‫كان وصوله سمائل في اليوم الثامن عشر من شهر التاريخ فأطلقت المدافع لوصوله‬ ‫طلقة©‪ ،‬وأنشدت الشعراء التهاني ونشرت الخطباء المثالث والمثاني ‪.‬‬ ‫‏‪١‬‬ ‫ولما ألقى عصى الترحال‪ ،‬شرع في حل العقبات بين الإمام والسلطنة‪ ،‬واجتهد في‬ ‫إيجاد كيان شامل لنظام الدين والدنيا‪ .‬وبقي أياما للتفاهم في إزالة الجفاء بين العاهلين‪.‬‬ ‫حتى قربت المياه من مجاريها‪.‬‬ ‫وفي أول شهر ربيع الآخر استدعاه الشيخ عيسى بن صالح لزيارتهش وأرسل إليه‬ ‫أبو هشمة سعيد بن عبد الله الهاشمي ومحمد شيبة السالمي فأجاب دعوة الأمير وخرج‬ ‫إليه وفي رفقته العلامة سعيد بن ناصر الكندي وأبناؤه‪ ،‬فتلقاه الأمير بوجوه قومه‪ ،‬فكان‬ ‫يوم وصوله عيداً بل يوماً مشهودا‪ .‬أطلقت فيها البنادق والمدافع‪ ،‬وتزاحمت الفرسان‬ ‫للسباق بتلك المجامع ء وقد أصيب بحمى الملاريا لما كان بالقابل‪ ،‬ثم عوفي وأحب‬ ‫الرجوع بعد انتهاء أمد الزيارة إلى مسقط‪ ،‬فكان وصوله إليها في اليوم الثالث من شهر‬ ‫شعبان من العام المذكور وأنشد هذه القصيدة مودعا لسيدنا الإمام‪ ،‬مبتهجاً بما رآه من‬ ‫الحفاوة وحسن الأخلاق ‪:‬‬ ‫البيك غُمأ يا مهد الإمام‬ ‫مستهام‬ ‫فؤاد‬ ‫من‬ ‫وداعم‬ ‫محمد المؤيد بالحسام‬ ‫إمام المسلمين أبو المعالي‬ ‫أبادر بالسلام‬ ‫لحضرته‬ ‫سليل المجد طلاع الثنايا‬ ‫لحزن لم تذق طعم المنام‬ ‫دمعا‬ ‫وداع والنعيون تفيض‬ ‫الرزام‬ ‫ضرب‬ ‫تارة‬ ‫ويضرب‬ ‫تناحى القلب وفهمو يئن طورا‬ ‫وهل مثل التفرق من سقام‬ ‫كأن لسانه يتلو دواماً‬ ‫بإخوان كيقد في انتظام‬ ‫تركت عمان رغما ومي تزهو‬ ‫للمُضام‬ ‫منيع‬ ‫وهم حصن‬ ‫بأساآ‬ ‫الموت‬ ‫لا يرون‬ ‫أسود‬ ‫‏‪٣٤١‬‬ ‫تَقته نوائب الدول الجسام‬ ‫لهم أدب به جلى صدى من‬ ‫الأرض من دول عظام‬ ‫رحاب‬ ‫ويشرح صدر من ضاقت عليه‬ ‫نفوساآ بالجهالة في ظلام‬ ‫وحيي‬ ‫ويشفي غلة المضنى‬ ‫وهم في الدين أمضى من حسام‬ ‫وحدث ما تشا بالجود عنهم‬ ‫به كل المحاكم في انسجام‬ ‫لهم حكم بشع الله يجري‬ ‫تناضل أو تهدد بانتقام‬ ‫رعايا‬ ‫عن‬ ‫أجانب‬ ‫دول‬ ‫فلا‬ ‫تحافظه القناصل بالخصام‬ ‫ولا عهذ يقيد مقتضاهم‬ ‫وفي حرية سمح النظام‬ ‫فنهم في روضة ح;حفت بأمن‬ ‫الأنام‬ ‫يا رب‬ ‫تختال‬ ‫بهم‬ ‫ربوعا‬ ‫واخصب‬ ‫فزد في عزهم‬ ‫يليهم يا مغيث المستهام‬ ‫وهب لي دعوة تروي غليلي‬ ‫ولما وصل مسقط راجعا من عمان‪ ،‬عزم أن يتصل بملك العراق فيصل الأول‪،‬‬ ‫والتمس منه الإذن بالشخوص إليه‪ ،‬فأجابه مبديا عطفه الملكي السامي على شخصية‬ ‫الباروني التي يقدرها كل عربي‘ ويعرف مكانتها في الكفاح العربي القومي© فبقي في‬ ‫ربوع العراق‪ ،‬جاعلا بغداد محور مطافه وجولاته‪ ،‬ونقل أسرته إليها‪ .‬ثم رجع إلى عمان‬ ‫مرة ثانية‪ 5‬فكلفه الإمام الخليلي رئاسة هيئة كبار العلماء والرؤساء ‪ 0‬وقام بمهمته خير قيام ‪5‬‬ ‫واستوطن فيحاء سمائل وتزوج من عائلة الشيخ الجبري‪ ،‬وأحد حكام عمان في القديم‪.‬‬ ‫ولما كانت الظروف القاضية على العمانيين بالتأخر عن الأوج والنكوص إلى‬ ‫الحضيض عظم أمره على المنافقين الذين استحوذ الشيطان عليهم‪ ،‬وعلم أهل الأطماع‬ ‫اليأس من مطامعهم الفاسدة‪ ،‬وعرفوا أن لاحظ لهم عنده‪ ،‬فأتقنوا سياستهم‪ ،‬وأغضبوا‬ ‫الباروني‪ ،‬فقدم أوراق استقالتهء فكان من رأي الإمام في ذلك الوقت قبول استقالته وعدم‬ ‫إحراجه‪ ،‬وما ذلك إلا لأمر أراده الله بعمان‪ ،‬حتى يبتلعها المستعمرون الذين فاتتهم هذه‬ ‫النقطة من الأرض التي لم يكن في تاريخهم القديم ما يزين لهم الوطأة عليها ولو يوماً‬ ‫واحدا‪.‬‬ ‫انتقل الباروني إلى مسقط بطلب من السلطان سعيد بن تيمور فأكرمه وأولاه‬ ‫من‬ ‫خرج‬ ‫المستشار العام لحكومته ‪ 4‬وقام بإصلاحات متعددة حتى أدركته منيته؛‬ ‫منصب‬ ‫ھ ونزل بومباي من أرض‬ ‫مسقط في صحبة السلطان سعيد يوم المولد النبوي عام ‏‪٩‬‬ ‫‪٣٤٢‬‬ ‫‏‪١٣٥٩‬‬ ‫عام‬ ‫‏‪ ٢٣‬من ربيع الاول‬ ‫الأربعاء‬ ‫يوم‬ ‫مساء‬ ‫فجأة‬ ‫فمات‬ ‫السكتة‬ ‫بداء‬ ‫الهند ‏‪ ٠‬فأصيب‬ ‫ه ‪.‬‬ ‫ولد ۔ رحمه الله ۔ بمدينة (جادوا) حاضرة متصرفية فساطو من أرض المغرب خلال‬ ‫عام ‏‪ ١٦٨٧‬ه الموافق ‏(‪ ١٨٧٠‬م) وتلقى العلوم الدينية والعربية في جامعات تونس‬ ‫والجزائر ومصر‪ .‬وكثيرا ما أخذ من أبيه العلامة الزاهد عبد الله بن يحيى‪ ،‬وعن قطب‬ ‫الأئمة محمد بن يوسف أطفيش ۔ رحمهم النه ۔ ثم قفل راجعا إلى وطنه‪ ،‬بعد أن تزود‬ ‫ثقافيا بكل ما يمكن‪ .‬وكانت له آراء خاصة بسياسة الدولة العثمانية‪ .‬فاستوجب نقمة‬ ‫العثمانيين عليه واضطهدوه في عهد السلطان عبد الحميد بسجن ونفي وتشريد واختير‬ ‫عضوا بمجلس المبعوثين التركي نائبا عن الجبل المغربي مفوضا من أربعين ألف نسمة‬ ‫فلم تتفق وجهة نظره الوطنية مع أنظارهم التوسعية‪ ،‬وبقي في كفاح مرير شاق حتى‬ ‫اعتدت إيطاليا على طرابلس‪ ،‬فشنت عليها هجوما عنيفاء فساهم بجهوده‪.‬في تحرير‬ ‫بلاده‪ ،‬واستغل نفوذه في إثارة الوطنيين ضد إيطالياء وهب الجميع لتلبية ندائه‪.‬‬ ‫فلما كان الصلح بين تركيا المغلوبة وإيطاليا الغالبة‪ ،‬أبى الاعتراف بهذا الصلح‪،‬‬ ‫فواصل كفاحه إلى أن اضطر مكرها إلى دخول الحدود التونسية فأقلته باخرة عثمانية إلى‬ ‫الآستانة‪ ،‬فعين عضوا بمجلس الشيوخ العثماني‪ ،‬فلم تستقر نفسه حتى أقنع المسؤولين‬ ‫باستئناف الجهاد‪ .‬فأاجيب إلى طلبه‪ ،‬فأرسلته الحكومة إلى مواصلة الدفاع‪ ،‬بعد أن عينته‬ ‫واليا على طرابلس‪ .‬وظل كذلك حتى قررت تركيا الانسحاب من طرابلس‘ لاعتبارات‬ ‫سياسية‪ .‬فحاول العودة إلى الشام أو مصر أو تونس‪ ،‬فوقفت بريطانيا وفرنسا في وجهه‬ ‫من دخولهن‪ .‬ولما وصل إلى باريس عن طريق روما‪ ،‬ظل بها عامين لا يؤذن له بالسفر‬ ‫منها حتى تبدلت الظروف‘ ومهد له الملك المعظم حسين شريف مكة طريق السفر من‬ ‫مرسيليا متعللاً بأداء فريضة الحج‪.‬‬ ‫كان هذا الشيخ وآباؤه بمنزلة عظيمة في قومهم‪ ،‬وجدت في قراطيس كتبها الباروني‬ ‫لسيدي الوالد نور الدين السالمي‪ .‬منها أن آباءه الكرام منذ تسعماية عام لم يخل الجبل‬ ‫القومي منهم© إما عالم أو قاض أو زاهد أو مرشد‪.‬‬ ‫وهذا كتاب له من الإمام اعتماد بتمثيل أمة عمان في المؤتمر الإسلامي المزمع‬ ‫عقده لأجل قضية الخلافة بمصر‪:‬‬ ‫‪٣٤٢٣‬‬ ‫ت ماترالتف أيز‬ ‫من إمام المسلمين بعمان محمد بن عبد الله الخليلي‪ ،‬إلى جناب المجاهد في سبيل‬ ‫الله الغيور في دين الله‪ ،‬أخينا الشيخ سليمان الباروني ۔ وفقه الله‪ ،‬السلام عليكم ورحمة‬ ‫النه وبركاته ‪:‬‬ ‫حيث إن العالم الإسلامي في اضطراب واهتمام بقضية الخلافة والأماكن المقدسة‪.‬‬ ‫وقد تقرر على ما بلغنا عقد مؤتمر لأجل ذلك‪ ،‬فإنا نكلف جنابك باسم الأمة العمانية أن‬ ‫تحضر هذا المؤتمر الذي سيعقد لهذا الفرض الديني السامي في مصر أو غيرها من البلاد‬ ‫ل‬ ‫وهي‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الصحيحة‬ ‫لقواعد الشرع‬ ‫مطابقا‬ ‫الخلافة‬ ‫مسألة‬ ‫في‬ ‫رأيك‬ ‫وليكن‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫الاسلامية‬ ‫تخفى عليك ‪.‬‬ ‫أما مسألة الأماكن المقدسة فليكن رأيك فيها مبنيا على حمايتها‪ .‬من عبث العابثين‬ ‫بهاء ووقايتها من تسلط كل يد أجنبية عليها مهما كانت مقاصدها وصبغتها‪ .،‬وقد استحسئا‬ ‫جدا تكليف جناب السلطان إياك بالتوجه إلى الحجاز مندوبا من طرفه‪ ،‬وحاملاً كتاب‬ ‫نصيحة منه إلى المتحاربين حول بيت الله الحرام ‪.‬‬ ‫فنعم الرأي رأيتماه؛ فإن المسألة من أهم ما يجب أن يهتم به كل مسلم‪.‬‬ ‫وإننا لا نزال في شغل من ذلك‪ .‬والمنتظر من جنابك موافاتنا بالأخبار الصحيحة‬ ‫خير دينهم‬ ‫فيه‬ ‫إلى ما‬ ‫أجمعين‬ ‫نسأله أن يوفقك والمسلمين‬ ‫والله تعالى‬ ‫فاصلة‪.‬‬ ‫بدون‬ ‫‏‪.٠‬‬ ‫ودنياهم آمين‬ ‫رمضان المعظم ‏‪١٣٤٣‬‬ ‫ولكن لم يتيسر للباروني تلبية رغبة الإمام لحضور المؤتمر الإسلامي بمصر ‪.‬‬ ‫قتل أمير ينقل‬ ‫‪٣٤٤‬‬ ‫بحصن ينقل©‪ 0‬غدر به بنو أخيه‬ ‫بن سنان العلوي في مأمنه ودار خلافته‪.‬‬ ‫سنان بن غصن‬ ‫فولي الامارة بعدهم ابن عمهم‬ ‫بن سنان طلباً للرياسة‪ 6،‬ثم قتلا من حينهماا‬ ‫محمد‬ ‫خليفة بن هلال بن غصن‘ وبقي بها حتى خرج عليه بنو عمه سيف ين عامر بن غصن‬ ‫وسليمان بن سنان بن غصن في شهر جمادى الآخرة سنة ‏‪ ١٣٤٦‬وكان مريضاً‪ ،‬فأحاطا به‬ ‫واستوليا على البلدث ثم استبد سليمان بالامر وأخرع سيفاً بخدعة‬ ‫فنزل من الحصن‬ ‫بن‬ ‫بن نا صر‬ ‫ابن أخيه حمدان‬ ‫بعده‬ ‫أميرا عليها حتى توفي ذ واستولى من‬ ‫وبقي سليما ن‬ ‫سنان‪ ،‬فما لبث طويلا حتى رصد له أبناء سيف بن عامر فقتلاه‪ ،‬وتفردا بالإمارة‪ .‬فأرسلا‬ ‫لابيهما‪ ،‬وكان غائباًش فقلداه الأمر‪ ،‬فبقي بها‪ .‬وهو أميرها لليوم وما زال الخصون على‬ ‫ذلك‪ .‬كان الشيخ خلف كريما جواداً‪ ،‬عرف بالبسالة وحماية الجار‪ ،‬وتفرد بمحامد لم‬ ‫'‬ ‫أصلهم من الدوحة من‬ ‫والغفصون‬ ‫به المثل‪.‬‬ ‫ينلها غيره من نظرائه في وقته حتى ضرب‬ ‫كذا يقول الشيخ سليمان بن سنان العلوي ‪.‬‬ ‫نجد‪.‬‬ ‫أرض‬ ‫ترجمة شيخنا العلامة‬ ‫ماجد بن خميس العبري‬ ‫‏‪ ١٣٤٦‬توفي ببلد الحمرا‬ ‫سنة‬ ‫شهر المحرم‬ ‫من‬ ‫الرابع والعشرين‬ ‫في فجر اليوم‬ ‫بن‬ ‫راشد‬ ‫بن‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫راشد بن‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫بن‬ ‫ما جد‬ ‫ا لزا هد‬ ‫شيخنا العلامة‬ ‫خميس بن عمر بن عيسى بن عمران بن راشد بن عمر بن عيسى بن عمران العبري‬ ‫الحمراوي© ودفن بالجانب الغربي من مقبرة الحمرا‪ .‬كان أبوه ذو الغبرا خميس بن راشد‬ ‫من أفاضل المسلمين وثقاتهم ء وكانت بينه ومشايخ العلم المحقق الخليلي وناصر بن أبي‬ ‫نبهان مكاتبات ومراسلات حال اجتماعهم‪ ،‬على تقديم السيد حمود بن عزان إماما‬ ‫‪..-‬‬ ‫ولد الشيخ ماجد ۔ رحمه الله ورضي عنه ۔ في شهر رجب عام ‏‪ .١٦٥٢‬وقيل‪ :‬عام‬ ‫‏‪ ١٢٥٤‬ببلد الحمرا من كدم‪ ،‬نشأ في حجر والده‪ ،‬فبقي يغذيه بحنوه عليه وعطفه إليه‪6‬‬ ‫قشب على مهاد البر وحب الخير والميل إلى المعالي© ولم يصب إلى اللهو واللعب من‬ ‫أول نشأته‪ ،‬تعلم القرآن والكتابة من الشيخ ناصر بن سالم العدوي© وأخذ مبادىء النحو‬ ‫وشيئا من مهمات التوحيد من والده الشيخ خميسن بن راشد‪.‬‬ ‫‪٣٤٥‬‬ ‫وبعد وفاة والده انتقل إلى الرستاق في أيام السيد أبي عزان قيس بن عزان بن‬ ‫قيس بن عزان لما شاع من محبة هذا السيد في العلم وتقريبه للعلماء حتى كانت غرفة‬ ‫الاستقبال بحصن الرستاق المسماة غرفة الصلاة لا تجد فيها إلا مدرسا أو مكررا أو‬ ‫ناسخا أو مملياً أو مصححاً‪ .‬وكان السيد إذا ارتفع من مجلسه العمومي قعد عندهم‬ ‫فيجلب لهم الطرف والتحف ترغيباً لهم‪.‬‬ ‫ولما توفي السيد قيس لازم ابنه السيد عزان بن قيس الذي قلده المسلمون الإمامة‬ ‫العظمى© فتولى السفارة بينه وشيخ العلم المحقق الخليلي© فيما يرونه من جمع الشمل‪.‬‬ ‫وكان ممن خرج في الجهاد أول خروج الإمام إلى بركا واستيلائه عليها‪ .‬ولما فتحت بهلا‬ ‫جعله الإمام عزان عاملا عليها‪ ،‬وأبلى فيها بلاء حسناً‪ .‬كان هذا الشيخ في زمانه من أكبر‬ ‫فقهاء عمان‘ فإنه اشتغل في غالب حياته درسا وتدريساً وقضاء وفتوى‪ ،‬ولم يتعرض‬ ‫للتأليف‪ .‬كانت له رغبة في قراءة الشعر وإنشاده‪ .‬وله قصائد جمة في الوعظ والحكمة‪،‬‬ ‫ثم ندم على ذلك فمزق ما وجده‘ ولم يبق إلا ما فاته في أيدي الناس‪ .‬فمن نظمه‪ ،‬هذه‬ ‫القصيدة في الوعظ ‪:‬‬ ‫ذهب العمر والرحيل قريب‬ ‫هيه يا نفس مالنالا نتوب‬ ‫سوف يعروه بعد ذاك الغروب‬ ‫طلوع‬ ‫احتواه‬ ‫قد‬ ‫حي‬ ‫كل‬ ‫واليوم أراني أناخ في المشيب‬ ‫كنت بالامس أرتجي الشيب‬ ‫ساءني بعد ذاك منه الذهوب‬ ‫كلما سرني الزمان بشيء‬ ‫يطيب‬ ‫وكيف‬ ‫دأبه دائما‬ ‫كيف يحلو دهر لنا وفهمو هذا‬ ‫تنقص العمر والنفوس تطيب‬ ‫كل يوم للدهر فينا خطوب‬ ‫الحبيب‬ ‫وأين‬ ‫آباؤنا‬ ‫أين‬ ‫أين آباؤنا ومن قد صحبْنا‬ ‫ذلك الفرق حرقة ولهيب‬ ‫فرق الدهر شملنا وبنا من‬ ‫وصبيب‬ ‫سائل‬ ‫الخد‬ ‫على‬ ‫وبهم ما بنا من الحزن والدمع‬ ‫وفيهم كهل وطفل رطيب‬ ‫فيهم الشيخ واهن الجسم قد صار‬ ‫أو لبيب‬ ‫أو ذليل أو جاهل‬ ‫كيف ينجو من المنايا عزيز‬ ‫للغريب‬ ‫بها‬ ‫الفتى‬ ‫وإن‬ ‫يعشتق الفتى هذه الدار‬ ‫عجب‬ ‫ضيعوا العمر ثم فات النصيب‬ ‫عشقوها ومالهم فارقوها‬ ‫والامر صريح وإنه لعحجيب‬ ‫ليت شعري ماذاالتجاهل‬ ‫‪٣٤٦‬‬ ‫موبقات وليس عنهم تغيب‬ ‫زودتهم في سيرهم سيئات‬ ‫واطلبي غيرها فإني حبيب‬ ‫فدعيها يا نفس لا تطلبيها‬ ‫أنا عبد قد أئثقلته الذنوب‬ ‫وافعلي الخير واتركي كل ذنب‬ ‫الله تائباً لا يخيب‬ ‫يصدق‬ ‫واصدقي الله توبة واعلمي من‬ ‫فانقذ العبد مالكي يا مجيب‬ ‫أنا عبد غرقت في بحر ذنبي‬ ‫فاعف واصفح والطف بنا يا رقيب‬ ‫وقطعت الخياة ظلما لنفسي‬ ‫أنت حسبي وأنت نعم الحسيب‬ ‫أنت ربي إليك وجهت وجهي‬ ‫كانت له أجوبة مسائل‪ ،‬وردت إليه في مختلف الفنون نظما ونثرا‪ .‬أما النثر فلا يقل‬ ‫أن لو جمع من أربع مجلدات‪ .‬وكان شديد الحرص على اتباع العلماء المتقدمين وكثيرا‬ ‫ما يشتد على علماء عصره‘ إذا رأى منهم ما لم يألفه من شيوخه الأقدمين© ولا يبالي في‬ ‫الرد عليهم ‪.‬‬ ‫فمن ذلك أن المحقق الخليلي أَمَرَ ولاة القرى في أيام دولة الإمام عزان بطناء زكاة‬ ‫كل بلد‪ ،‬قبل أن تجبى ثم يجبيها المستطني بنفسه لنفسه‪ ،‬فوقع في نفوس جملة من‬ ‫علماء ذلك العصر ولم يتجاسروا أن يردوا على الشيخ© فكتب الشيخ ماجد إلى زميله‬ ‫الشيخ عبد الله بن محمد الهاشمي إنكاره ذلك‪ .‬وكان فيما كتبه له‪ :‬إني لم أعرف وجه ما‬ ‫انتخبوه من الرأي في طناء الزكاة‪ .‬مع ما في ذلك من الجهالة‪ .‬فأرسل الشيخ الهاشمي‬ ‫اعتراضه هذا إلى المحقق الخليلي‪ ،‬ولكنه وقع في العبارة تصحيف في لفظة انتخبوه‪6‬‬ ‫فكان في موضعها انتحلوه‪ .‬قال الشيخ ماجد‪ :‬لا أدري أكان ذلك التصحيف سبق قلم‬ ‫مني أم من غيري‘ وأنا لم أدر ولم أقصد إلا انتخبوه بمعنى اختاروه رأي‪ .‬فلما وصل‬ ‫ذلك الاعتراض عند المحقق الخليلي ورأى عبارة انتحلوه‪ ،‬اشتد غضبه على الشيخ‬ ‫ماجد‪ .‬وقال‪ :‬إن هذا العالم الذي ظهر الآن في عمان نصب الرأي دينا؛ لأن معنى انتحل‬ ‫الشيء‪ :‬اعتقده أو جعله نجلة‪ :‬والئحلة‪ :‬الدين فكتب ردا عليه رسالة‪ ،‬أوضح فيها‬ ‫وعكر عليه من أجل تعليله بالجهالة ‪ .‬والجهالة في البيع لا تفسده‪ ،‬ولا تكون علة‬ ‫حجته‬ ‫لتحريمه كعلة الربا‪ .‬وغاية ما فيها إدراك نقض البيع لمن شاءه من المتبايعين وقيل‪ :‬لا‬ ‫يدركه إلا الجاهلون به منهما‪ ،‬كما هو مبين في الأثر‪ .‬فمن ثم اعترض عليه‪ :‬بأنه نصب‬ ‫والشيخ ماجد لم يرد ذلك©‪ ،‬وهو ممن‬ ‫الرأي دينا‪ .‬وأصل ذلك مما وقع من التصحيف©‪،‬‬ ‫يعظم قدر الخليلي ‪ ،‬ويقر له بالسبق في الحلبة العلمية ‪.‬‬ ‫‏‪٣٤٧‬‬ ‫ولما جبل عليه هذا الشيخح‪ ،‬من الغيرة والمحبة لاتباع آثار السلف©‪ 0‬اعترض على‬ ‫العلامة نور الدين السالمي‘ لما أفتى بجواز بيع الأموال الموقوفة لزيارة القبور لعز‬ ‫الدولة‪ .‬في صدر دولة الإمام سالم بن راشد الخروصي‪ ،‬محتجا بأن قراءة القرآن الكريم‬ ‫على القبور بدعة‪ ،‬لا أصل لها من الكتاب ولا في السنة‪ ،‬وأن النبي يبة زار قبور بعض‬ ‫أصحابه‪ ،‬ولم ينقل عنه أنه قرأ معها قرآن‪ ،‬ولا أمر بذلك‘ وأنه قال‪« :‬خير القبور ما‬ ‫درس!‪ ،‬وأنه نهى عن العبادة في المقابر وقال‪« :‬لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم‬ ‫مساجد! إلى غير ذلك مما نقل عنه يلة من التحذير عن تعظيم القبور© وأن الإيصاء‬ ‫بتلاوة القرآن معها مناف لذلك ومخالف لهديه ية ومجانب لأمره‪ .‬وقد قال عليه‬ ‫الصلاة والسلام ‪« :‬كل شيء ليس عليه أمرنا فهو ردا وفي رواية «فهو مردودا‪.‬‬ ‫أجاب الشيخ ماجد‪ :‬إني أسلم لكم أن القراءة على القبر لا تصلح‪ ،‬فما المانع من‬ ‫القراءة‬ ‫بالأجرة‬ ‫القارىء‬ ‫المساجد التي هي موضع للعبادة ‪ .6‬وينوي‬ ‫من‬ ‫في مسجد‬ ‫أن تكون‬ ‫قلتم ‪.‬‬ ‫مما‬ ‫لا محذور‬ ‫حيث‬ ‫الأجرة‬ ‫فيأخذ‬ ‫للميت الذي أوصى له بها وعن الموصي بها ‘‬ ‫أجاب النور السالمي‪ :‬إن قراءة القرآن بالأجر مختلف فيها‪ ،‬فبعضهم منع أخذ‬ ‫ونحكم به ‪.‬‬ ‫المانعين‬ ‫بقول‬ ‫ونحن نأخذ‬ ‫وبعضهم أجازه ‪.‬‬ ‫لأنها عبادة ئ‬ ‫الأجر عليها ؟‬ ‫فقال الشيخ ماجد‪ :‬أنا أسلم ثبوت الخلاف بين العلماء في جواز أخذ الأجرة على‬ ‫قراءة القرآن وتعليمه‪ ،‬ولكن الموصي أخذ في ذلك بقول المجيزين‪ ،‬والأوصياء والورثة‬ ‫أنفذوا تلك الوصايا‪ ،‬وأخرجوها من أموالهم عملا بقول المجيزين والعامل بقول لا يعنف‬ ‫ولا يرد فعله‪ ،‬فكما وسع المختلفين بالرأي يسع العاملين بشيء من أقوالهم‪.‬‬ ‫فأجاب النور السالمي‪ :‬إن أصل اللإيصاء بذلك والإنفاذ له من الورثة والأوصياء لا‬ ‫يكون حجة تقطع الخلاف‘ وتمنع رد الفعل؛ لأنه فعل جاهل© ولا يكون قطع الخلاف‬ ‫في مسائل الاختلاف إلا من إمام عادل فيصير حكمه في المختلف فيه كالمجمع عليه‬ ‫فلا يجوز نقضه لأحد من بعده في ذلك‪ ،‬أو مما يثبت حكمه في المختلف فيه من سائر‬ ‫الحكام والعلماء الأعلام‪ .‬أما الجاهل فلا عبرة بهث ولذلك لا تجد إماما ولا عالما أوصى‬ ‫أن يزار قبره‪ ،‬أو يتلى معه القرآن‪ ،‬فهي باقية إلى هذا الأوان‪ ،‬غير محكوم فيها بشيء‬ ‫نعلمه ممن سبقنا من الأئمة ولا هداة الأمة‪ .‬فقد حكمنا نحن الآن ببطلان هذه الوصايا‬ ‫كلها‪ .‬سواء كان الموصي معلوما أو مجهولاً‪ ،‬ولكن المعلوم إذا كان ورثته معلومين©‬ ‫‪٣٤٨‬‬ ‫فالموصى به للزيارة يرجع إليهم ميراث على ما بينهم من السهام‪ ،‬والمجهول يرجع لبيت‬ ‫المال على أصح الأقوال‪.‬‬ ‫فاستمر النور السالمي على إثبات حكمه‘ والشيخ ماجد على اعتراضه‘ؤ وطالت‬ ‫بينهما المراجعة والرد في ذلك‪ ،‬ثم أخذ الشيخ في الاحتجاج على الإمام‪ .‬ويخؤفه في‬ ‫قبول هذا الحكم‪ ،‬ويغلظ عليه المقال‪ ،‬حتى ظن الناس أنه قطع بذلك عذر نور الدين‪6‬‬ ‫وأنه لم ير هذه من مسائل الاجتهاد‪ ،‬ولا مما يسوغ فيه الرأي‪ ،‬فتغيرت عليه القلوب‪6‬‬ ‫وسيثت فيه الظنون‪ .‬وكتبت في الرد عليه الرسائل‪ ،‬وصار العلماء بين ناصح له ومشنع‬ ‫عليه‪ .‬ولم يلبث نور الدين‪ ،‬بعد ما رأى تشديد الشيخ على الإمامء حتى جاء قاصدا‬ ‫بنفسه إليه ببلد الحمرا ليبين له الحق‪ 6‬أو يتبينه منهء فكان من قضاء الله أن كانت تلك‬ ‫الرحلة سببا لوفاته‪ .‬وقد ذكرنا ذلك في ترجمته‪ ،‬وبينا بعضاً من محاولته‪ .‬والتفصيل ليس‬ ‫من غرضنا‪ .‬بقي في نفس الشيخ ماجد ما في نفسه على الإمام حرصا على الاتباعث وطلباً‬ ‫للسلامة‪ 5‬لكنه لم يجد من علماء عصره من يعضده على هذا الإنكار ‪.‬‬ ‫وبعد موت سيدي الوالد نور الدين© اجتمع الأشياخ بجامع سعال من نزوى‪ 6‬مع‬ ‫الإمام سالم بن راشد الخروصي‘ وفي مقدمتهم العلامة أبو مالك عامر بن خميس‬ ‫المالكي‪ ،‬والعلامة الإمام الخليلي قبل إمامته‪ ،‬والعلامة عيسى بن صالح‪ ،‬والعلامة‬ ‫إبراهيم بن سعيد العبري‘ والعلامة أبو زيد الريامي‪ ،‬والعلامة محمد بن سالم الرقيشي‬ ‫والعلامة الزاهد عبد الله بن عامر العزري وغيرهم من العلماء والفقهاء وطلبة العلم‬ ‫والرؤساء‪ .‬فجرت المذاكرة في مسألة بيع أموال الزوائر‪ .‬وكان العلامة ماجد حاضرا‬ ‫فبين لهم ما عنده‪ 8،‬فأجمع رأيهم ‪ .‬واتفق نظرهم جميعا على السكوت عن تلك الأموال‬ ‫المبيعة‪ .‬وعلى عدم بيع ما بقي منها‘ وعلى عدم الخوض فيما سبق من الاختلاف فيها‬ ‫وعلى عدم تخطئة نور الدين فيما صنع وإظهار ولايته ۔ رحمه وجزاه الله عن الإسلام‬ ‫وزالت الوحشة من القلوب‪.‬‬ ‫خيراً‪ ،‬فارتفع بذلك الاتفاق ما سبق من الشقاق‬ ‫ولم يقصد نور الدين إلا اتباع السنة في زيارة القبور‪ ،‬بأن لا يزيد زائروها على‬ ‫السلام والدعاء شيئاًث كما صنع رسول الله يَة‪ ،‬والمقابر ليست مواضع للعبادة‪ ،‬وقراءة‬ ‫القرآن من أفضل العبادات‪ .‬وقد نهى رسول الله مية عن زيارة القبور‪ ،‬إذ كانوا حديثي‬ ‫عهد بالجاهلية؛ لئلا يتوهم أحد عبادتها‪ ،‬ثم أباح لهم زيارتها بعد ما رسخ الإيمان في‬ ‫‪٣٤٢٩‬‬ ‫القلورب‘ وانتشر الإسلام في الجزيرة‪ ،‬وزال المحذور‪ .‬فقال‪« :‬كنت نهيتكم عن زيارة‬ ‫القبور ألا فزوروها ولا تقولوا هجر" أي كما تقول الجاهلية مانلفحش والدعاء‪ :‬بالويل‬ ‫والثبور‪ .‬ونور الدين لا يمنع الزيارة‪ .‬إذا كانت لقصد الدعاء للميت‘ والتذكير بالآخرة‪.‬‬ ‫والاعتبار بمن صار إلى القبور بعد القصورك وأنه إلى ما صاروا إليه صائر‪ ،‬فتلين بذلك‬ ‫قسوته وعريكته‪ ،‬وتذهب خنزوانته ونخوته‪.‬‬ ‫وفي أجوبة المحقق الخليلي ۔ رضي الله عنه ۔ تصريح بأن المسألة من مسائل‬ ‫سأله‬ ‫لمن‬ ‫جوابه‬ ‫في‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ ‫به ‪83‬‬ ‫وعمل‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫رآه‬ ‫الذي‬ ‫للرأي‬ ‫وتخريج‬ ‫الاجتهاد ‪1‬‬ ‫عن جواز بيع أموال الزوائر لعز دولة المسلمين‪ :‬إني لا أعلم جواز ذلك من وجه أعرفه‪،‬‬ ‫إلا على قول من لا يجيز قراءة القرآن بالأاجرة‪ ،‬فتكون أموالا ججهل ربها‪ ،‬والمجهول‬ ‫يرجع لبيت المال على قول ا ه‪.‬‬ ‫وذكر بعضهم أن المحقق الخليلي عمل بذلك‘ وباع بعض أموال الزوائر من بلد‬ ‫بها ‏‪٠‬‬ ‫ظفر‬ ‫فما‬ ‫المبيع‬ ‫ذلك‬ ‫صكوك‬ ‫الدين‬ ‫نور‬ ‫وطلب‬ ‫عز "}‬ ‫الإمام‬ ‫دولة‬ ‫حصر‬ ‫في‬ ‫سمائل‬ ‫بثمنها على‬ ‫التى يسكنها ‏‪ ٠‬وتصدق‬ ‫باع داره‬ ‫زاهداً عفيفاً ‘‬ ‫ماجد ورعا‬ ‫الشيخ‬ ‫كان‬ ‫الفقراء ‪.‬‬ ‫في‬ ‫أحدا‬ ‫ولا يداري‬ ‫لا يتكلم باللغو ولا بالمزاح ‪ .‬ولا يعظم أحداً لأجل دنياه‪٠‬‏‬ ‫كان‬ ‫الحق ‪.‬‬ ‫تخرج عنه تلاميذ كثيرون‪ ،‬فقد قرأ عليه نور الدين السالمي بالرستاق‪ ،‬والشيخ‬ ‫العلامة إبراهيم بن سعيد العبري‪ ،‬والشيخ سعيد بن صالح العبري‪ ،‬والشيخ علي بن هلال‬ ‫بدر‬ ‫سالم بن‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫راشد العبري ‏‪ ٠‬والشيخ‬ ‫سالم بن‬ ‫زاهر الهنائي ‏‪ ٠‬والشيخ‬ ‫بن‬ ‫الغلابي وكثير غيرهم ‪.‬‬ ‫القاضي ثابت بن سرور‬ ‫العبري [ والشيخ‬ ‫مما شهر من كراماته ۔ رضي الله عنه ۔ أن شعر لحيته غلب عليه السواد بعد موته‪،‬‬ ‫في حال تغسيله وتجهيزه‪.‬‬ ‫ولم يبتله‬ ‫إلى آخر عمره‬ ‫ولسانه‬ ‫وعقله‬ ‫له سمعه‬ ‫وتعا لى حفظ‬ ‫وأن الله سبحانه‬ ‫لازمها في‬ ‫التي‬ ‫عبادته وأوراده‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫حن‬ ‫يعجر‬ ‫ولم‬ ‫بالهرم ‏‪ ٠‬ولم ينقطع حن المسجد ‪6‬‬ ‫موته ‪.‬‬ ‫إلا في مرض‬ ‫مجالس العلم والقضاء‬ ‫ولا عن‬ ‫قوته ‘‬ ‫أيام‬ ‫‪٣٥٠‬‬ ‫سبب وفاته‪ :‬أنه عثر في النهر الذي يتوضأ منه‪ ،‬فأصابته جراحات خفيفة في ساقه‪،‬‬ ‫فاحتبس في بيته‪ ،‬ثم ايتلي بمرض في سائر جسده‪ .‬وفي الوقت الذي أحس فيه باشتداد‬ ‫المرض أنشد هذه الأبيات من قصيدة العلامة ابن النظر ‪:‬‬ ‫الوالدين‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫وألطف‬ ‫وأولى‬ ‫بي‬ ‫أرأف‬ ‫أنت‬ ‫إلهي‬ ‫مهين‬ ‫ماء‬ ‫من‬ ‫كنت‬ ‫ولم أك‬ ‫سوبا‬ ‫بشرا‬ ‫بلطفمك صغتني‬ ‫ذذا ذهل الح}¡دين عن الح}حدين‬ ‫فهب لي منك مغفرة وعفوا‬ ‫‏‪ ١٣٣٢‬فيكون عمر هذا‬ ‫وقد ضعف بصره في أيام كبره‪ ،‬وذهب بالكلية منذ عام‬ ‫الشيخ ‏‪ ٩٤‬سنة على قول أو ‏‪ ٩٢‬على القول الآخر‪ .‬وقد رثاه الشعراء بمراث حسان‪.‬‬ ‫فمنها مرثية الشيخ سالم بن سليمان الرواحي ‪:‬‬ ‫عد م‬ ‫قبل الخلق من‬ ‫على ‏‪ ١‬لبرية‬ ‫لقلم‬ ‫‏‪ ١‬لمنايا سا بقى‬ ‫عليك حكم‬ ‫سلم‬ ‫وفي‬ ‫حرب‬ ‫‏‪ ١‬لمقادير في‬ ‫فارض‬ ‫جارية‬ ‫ا لرحمن‬ ‫شاءها‬ ‫لحكمة‬ ‫وسائر الصيت في قاع وفي أكم‬ ‫يا عالم الشرق يا قوام دعوتنا‬ ‫السأم‬ ‫فيه ساحة‬ ‫يقرب‬ ‫وليس‬ ‫ا لإسلام يخدمه‬ ‫على‬ ‫من ذا تركت‬ ‫‪٣٥١‬‬ ‫ترجمة شيخ البيان محمد بن شيخان‬ ‫في ليلة الثامن عشرة الجمعة من شهر ربيع الأول من شهور سنة ‏‪ ١٣٤٦‬توفي ببيت‬ ‫القرن من الرستاق شيخ البيان‪ .‬منحه القطب ۔ رحمه الله ۔ هذا الاسم مفخرة شعراء عمان‬ ‫ينتمي إلى بني‬ ‫محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي©‬ ‫ضبة‪ ،‬وكنيته أبو نذير وهو ابن عم نور الدين السالمي‪.‬‬ ‫ولد بالحوقين‪ :‬قرية من أعمال الرستاق© وهي بلاد قومه ومنزل آبائه‪ .‬ونشأ بها‪.‬‬ ‫وكان أبوه رئيس قومه‪ ،‬ثم انتقل به أبوه إلى الرستاق للحوادث الواقعة بينهم وجيرانهم‪٨‬‏‬ ‫كما خرج ابن عمه نور الدين يحمله أبوه فاستقروا بالرستاق‪ ،‬وكانا في سن واحدة‪،‬‬ ‫فنشأ بهاؤ وقرأ علوم الآلة‪ ،‬واستكمل علم اللسان وعلم الكلام والفقه قراءة على ابن عمه‬ ‫نور الدين© بعد ما قرأ على الشيخ راشد بن سيف اللمكي إذ كانت الرستاق ذلك الوقت‬ ‫معدن العلماء ومجمعهم بقصرى‘ وهي حارة من حوايرها‪ ،‬فلا تسل عما هنالك من‬ ‫الأفاضل وكشفهم لمعضلات المسائل؛ وبقي بها برهة من الزمن‪ ،‬ثم هاجر إلى الشرقية ‪5‬‬ ‫بعد ما هاجر إليها ابن عمه نور الدين‪ ،‬واختار المضيبي مسكنا‪ .‬وبقي بها طويلاً‪ ،‬ثم‬ ‫انقلبت به الحال آخر عمره‪ 6‬فرجع إلى وطنه الأول الرستاق‪ ،‬وتولى بها التدريس في‬ ‫فنون العلم‪ 6‬فكان له بجامع البياضة حلق عديدة‪ ،‬كلهم تلامذة له‪ .‬وذلك في عصر الإمام‬ ‫الخروصي‪ ،‬وصدر من أيام الخليلي© فلذلك نرى له في فتوحهما قصائد‪.‬‬ ‫تخرج عنه تلامذة كثيرون فقهاء‪ ،‬فأكثر المتعلمين الموجودين بالرستاق اليوم من‬ ‫تلامذته‪ 5‬وأفقههم علما الشيخ عبد الله بن عامر العزري الذي ولي القضاء بنزوى والشيخ‬ ‫وكلاهما‬ ‫محمد بن حمد الزاملي الذي ولي قضاء الرستاق في عصر الإمام الخليلي‪.‬‬ ‫مكفوف البصر ‪.‬‬ ‫كان هذا الشيخ فارس عسكر الشعر‪ ،‬واقتبس من أنواع العلم ما صار به في العلوم‬ ‫وقبة تاج الأدب يشهد له‬ ‫علماً‪ ،‬وفي الكمال عالما‪ ،‬فهو فرد الزمان‪ ،‬ونادرة الفلك‬ ‫‪٣٥٢‬‬ ‫على مجاراته‬ ‫ولا يجترىء‬ ‫فلا ينبرى لمياراته‘‬ ‫جانبه؛‬ ‫في التبريز ‪ .‬ويتحامى‬ ‫بالتقدم‬ ‫له ‪.‬‬ ‫وعبقريته أعظم شاهد‬ ‫كان كريما جوادا ولا ثروة له‪.‬‬ ‫الصوت ‪.‬‬ ‫كان جهوري‬ ‫كان في مشيته زهو فعوتب فقال‪ :‬هذا خلقي‪.‬‬ ‫كان حافظا لأشعار العرب‘ ويقدر حفظه بالكثير مما يعجز الكاتب عن رسمه‪.‬‬ ‫من حرف‬ ‫يحفظ‬ ‫البديهة‪.‬‬ ‫سريع الجواب ء سريع الالتفات للسائل ‪ .‬حاضر‬ ‫كان ذكئا‬ ‫فأمر‬ ‫الدين للنزهة في يوم‪©6‬‬ ‫عمه نور‬ ‫وابن‬ ‫فمن ذلك أنه خرج‬ ‫الإجازة ‪.‬‬ ‫سريع‬ ‫واحد ئ‬ ‫نور الدين ‪:‬‬ ‫يوقد النار لطبخ الزاد والاصطلاء ى فأنشد‬ ‫أن‬ ‫الخادم‬ ‫أريد اصطلاءَ ثم قام وقد وقد‬ ‫وقلت لِخلي‪ :‬أوقد النار إنني‬ ‫فقال‪ :‬أجز أبا نذير‪ ،‬فأجاز من غير تمهل‪:‬‬ ‫تفقد ما يشكو فقلت‪ :‬فقد فقد‬ ‫فاصطلى الحشا جهدا وقال‪ :‬لعله‬ ‫وسريع‬ ‫الكارثة مما يوافق المقصود‬ ‫والطوارق‬ ‫النوازل‬ ‫في‬ ‫الاستشهاد‬ ‫حاضر‬ ‫كان‬ ‫بديهة فيها‪.‬‬ ‫أبوه‬ ‫وخرج‬ ‫بمحلة قصرى ©‬ ‫لمعلم القرآن‬ ‫وا لده‬ ‫أن سلمه‬ ‫ذكائه‪:‬‬ ‫فرط‬ ‫من‬ ‫مما يروى‬ ‫لبحبوحة الباطنة من عمان يطلب له مصحفا مطبوعاً‪ ،‬إذ كان الطبع ذلك الوقت عزيز‬ ‫يحمل المصحف الكريم ‪ .‬فإذا هو‬ ‫لزيارة أصحا به ورجع‬ ‫أيا ما يسيرة‬ ‫بعمان © فلبث‬ ‫الوجود‬ ‫فهمه‪.‬‬ ‫ذكائه وحدة‬ ‫لفرط‬ ‫وذلك‬ ‫قد ختم القرآن [‬ ‫بينه وسلاطين‬ ‫فكانت‬ ‫حاله‪.‬‬ ‫ضاقت‬ ‫لما‬ ‫به ‪.‬‬ ‫على قريحته نظلم الشعر ‏‪ ٠‬نتكسب‬ ‫غلب‬ ‫مسقط‬ ‫‏‪ ١‬لسيد فيصل سلطان‬ ‫في مدح‬ ‫معظم شعره‬ ‫ترى‬ ‫فلذلك‬ ‫وصلا ت“©‬ ‫موا صلات‬ ‫مسقط‬ ‫‪:‬‬ ‫ملحه‬ ‫قالها في‬ ‫قصيدة‬ ‫وأول‬ ‫وأولاده ‏‪٠‬‬ ‫ألقت إليها الهى طوعا مُعَوًلها‬ ‫شمس من الأنس صار الحسن هيكلها‬ ‫وقد تقدم ذكرها في ترجمة السلطان فيصل‘ فهي من معلقاته‪ .‬وقد أجازه عليها‬ ‫إذ كان يعنفه‪ .‬ويلومه ويبكته‪٥‬‏‬ ‫لابن عمه نور الدين أخبارا بالجائزة‪5‬‬ ‫فكتب‬ ‫جائزة فخمة‪3‬ث‬ ‫على إفراغ ذهنه في مدح الجبابرة والسلاطين ‪ ،‬فأجابه بعد كلام طويل فيه تقريع‪ :‬ولعمري‬ ‫‏‪٣٥٢٣‬‬ ‫م ‏‪٢٣‬‬ ‫نهضة الأعيان‬ ‫لو أنك أعطيت بكل شطر منها ألفى لكنت أنت المغبون‪ .‬وبمدحه للسلاطين جفاه نور‬ ‫الدين قائلا‪ :‬إن التكسب بمدح الجبابرة حرام‪ .‬وما أشبهه بمهر البغي‪ .‬وما زال شيخ‬ ‫البيان يعتذر عن ذلك بقوله‪ :‬نحن بحاجة إلى ما بايديهم من بيت المال‪ ،‬ولا نصل إلنه‬ ‫إلا بسبب ‪.‬‬ ‫شهد له أهل عصرهك بأنه أشعر أهل مصره‘ ويقول نور الدين‪ :‬لولا وجود شاعر‬ ‫العرب أبي مسلم الرواحي بزنجبار لقلت‪ :‬إنه أشعر أهل عصره‪.‬‬ ‫ولما كانت الإمامة ضد حكومة مسقط‘ وكان القائم بها ابن عمه‪ ،‬وهذا الشيخ‬ ‫يمت إليه بالقرابة‪ .‬حصلت له جفوة من سلطنة مسقط‘‪ ،‬فخرج متكسباً بشعره إلى حكام‬ ‫الإمارات العربية بالساحل العماني© فكانت له مدائح فيهم‪ ،‬ثم رجع إلى الرستاق‪ ،‬وأقلع‬ ‫عن ذلك‘ وأقام بها مدرسا كما سبق ذكره ويعفو الله عما سلف‪ .‬ولنذكر شيئامن‬ ‫‪٠‬‬ ‫شعره ‪:‬‬ ‫«فهذه بلغة المرام من شعر الغرام'‪.‬‬ ‫نصها ‪:‬‬ ‫وهذا‬ ‫بلغة المرام من شعر الغرام‬ ‫وعاودها نيرانها واضطرامها‬ ‫خليلي ما للنفس هاج غرامها‬ ‫غفا رسمها وجدا وطال هيامها‬ ‫أما آن أن تستبقي المهجة التي‬ ‫سرائر ود لا يطاق اكتتامها‬ ‫وأوردعتم الحشا‬ ‫بنتم‬ ‫أأحبابنا‬ ‫وجزتم فما للعين إلا انسجامها‬ ‫سريتم فما للقلب إلا احتراقه‬ ‫سهير جفون لم يزرها منامها‬ ‫بهواكم‬ ‫مغرما‬ ‫رحمتم‬ ‫فهلا‬ ‫تعاطيتها كالخمر إذ دار جامها‬ ‫أرضكم‬ ‫نحو‬ ‫من‬ ‫إذا هبت النسماء‬ ‫فلي نفس صَب كاد يأتي جمامها‬ ‫صِلوني فإن الوصل من شيم الوفا‬ ‫وما فُرصات الدهر إلا اغتنامها‬ ‫الصفا‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫لما كنتم‬ ‫وعودوا‬ ‫رسائل شوق يستمر انسجامها‬ ‫أحمل نسماعء الصباح إليكم‬ ‫وتعليل نفس واللقاء مرامها‬ ‫وجد مُبَرح‬ ‫وما القتصد إلا كشف‬ ‫فعن سقمي يروي إليكم سقامها‬ ‫إليكم سقيمة‬ ‫سكرى‬ ‫إذا وردت‬ ‫ففي القلب أضعاف وفيكم مقامها‬ ‫مودة‬ ‫خبايا‬ ‫وإن أطظلعتكم عن‬ ‫‪٣0‬‬ ‫ولي زفرات ليس يخبو ضرامها‬ ‫ولم أنس منكم ظبية يوم ودعت‬ ‫فلم خط حبات القلوب سهامُها‬ ‫رنت من بعيد والقلوب براجس‬ ‫وما كان إلا مهجة وانصرامها‬ ‫فما كان إلا عبرة إثر حسرة‬ ‫تشارك شبها عقدها وكلامها‬ ‫تشارك مني الدمع والدم مشل ما‬ ‫شهور وأعوام ولم يأت عامها‬ ‫سآتي بعد عام وكم مضت‬ ‫وقالت‪:‬‬ ‫وما القصد إلا جيدها وقوامها‬ ‫أسائل بانات الحمى عن ظبائها‬ ‫وما ذاك إلا ثغرها وابتسامها‬ ‫بالدر والبرق موهناً‬ ‫ولي شجن‬ ‫يمر بأرض مر فيها غلامها‬ ‫لأنه‬ ‫للنسيم‬ ‫وأبذل نفسي‬ ‫من الشوق في ميدان قلبي زحامها‬ ‫ولي خطرات تضرم النار في الحشا‬ ‫واحتكامها‬ ‫سطوة أحكامها‬ ‫جرت‬ ‫أيا ملكة الحسن التي في قلوبنا‬ ‫فإني في أهل الغرام همامها‬ ‫لين كنت في أهل الجمال مليكة‬ ‫وما قدره إلا السما واستلامها‬ ‫عزيزة قذر ذللث نفس ماجد‬ ‫وكم ظبية صيدت ونيل مرامها‬ ‫فواعجبًا للأسد تقنصها المّبا‬ ‫بيت العز أني إمامها‬ ‫جماعات‬ ‫أذلل نفسي في الهوى ولقد درى‬ ‫ونفس إلا جلا بالجليل اهتمامها‬ ‫جليلة ‪:‬‬ ‫نيل كل‬ ‫في‬ ‫همة‬ ‫ولي‬ ‫عني ذاتها وخيامها‬ ‫تقوض‬ ‫وبي سكرة لم أصح منها بحب من‬ ‫جماها فيأتي عندها لي سلامها‬ ‫النسماء حتى تفوح من‬ ‫واستعطف‬ ‫أضاء هل سقى أرضا وفيها مقامها‬ ‫خليلي قوما فاسألا البارق الذي‬ ‫فقد طال ما يَضلَى بها مستهامها‬ ‫وهل مطىء لي جذوة من لظى الجوى‬ ‫بحملي إلى دار جفنتي كرامها‬ ‫وهل فيك يا صوب الشحائب طاقة‬ ‫أكانت كذا أخلاقكم وانتظامها‬ ‫أحبابنا ماذا التمانع والجفا‬ ‫وبي صبوة يأبى لمثلي انقسامها‬ ‫تقسم دمعي في هواكم ومهجتي‬ ‫فما بال نفسي لا يراعى احترامها‬ ‫إذا كان مني هكذا في جنابكم‬ ‫أما أعشبته سُخبها وغمَامها‬ ‫سلوا وادي الصمان عن فيض أدمعي‬ ‫مراتب شوق ليس يخفى مقامها‬ ‫وإلا فذا وادي الأراك سلوه عن‬ ‫تعطر منها رَنذها وخخزامها‬ ‫وما طابت الجرداء إلا بنشركم‬ ‫وما لكم في الشمس إلا تمامها‬ ‫وما لي بظل الأنس إلا انتقاصه‬ ‫‪٣٥٥‬‬ ‫فلله أسرار تفيض رهامها‬ ‫غرر قصائده ‪:‬‬ ‫ومن‬ ‫بأحمرَ قان من كنوز المدامع‬ ‫قا ساعة نقضي حقوق المرابع‬ ‫مواطىءَ أقدام الظباء الروائع‬ ‫ونلشم من ساحاتها وعمراصها‬ ‫رجوع الودائع‬ ‫بها نتقاضاها‬ ‫وقفنا حيارى والقلوب وديعة‬ ‫ترى غير باك في الديار وساجع‬ ‫بلابلها هاجت بلابننا فما‬ ‫وما الشرق إلا منزل للطوالع‬ ‫ديار عهدناهن للبيض مطلعا‬ ‫وما الجسم بعد الروح أصلا بنافع‬ ‫تقوض عنها أهلها فتوحشت‬ ‫مارو وراكع‬ ‫صلاة بين‬ ‫صفوف‬ ‫عجبا بعد الأنيس كأنها‬ ‫غدت‬ ‫وكم كان فيها للئهى من مصارع‬ ‫فكم كان فيها للمها من مصائد‬ ‫نصيح بشكوانا إلى غير سامع‬ ‫خليلي ما هذا الوقوف إلى متى‬ ‫وعدنا لأهليها بكل المجامع‬ ‫قضينا بتبر الدمع حق مرابع‬ ‫وأحبابنا بين النوى فالأاجارع‬ ‫وليس بمجد في الديار وقوفنا‬ ‫فليست عشيات الحمى برواجع‬ ‫أقمنا لعشيات الجمى رجعة بها‬ ‫نازع‬ ‫صميم فؤاد للمواطن‬ ‫خليلي هذي نفحة القيظ صدعت‬ ‫وإلا فما هذا نسيم المرابع‬ ‫تفقس هذا الروح من صدر وامق‬ ‫بعيد التلاقي هامل الدمع هامع‬ ‫أما فيكما من مسعد لمتيّم‬ ‫لامع‬ ‫الثنايا والثشنيات‬ ‫بشغر‬ ‫أصاح ترى صبرا على ضوء بارقي‬ ‫أتت بعبير من جمى الغيد ضايع‬ ‫ويهدأ من قلبي خفوق ونسمة‬ ‫من الغيد جلت عن صيان البراقع‬ ‫فهل لي سبيل المدامع بالضحى‬ ‫من التبر حتى ضاع بين اللوامع‬ ‫فما دام لي عقد بعيني خزنته‬ ‫انجبار بشمل للأحبة جامع‬ ‫الفؤاد فهل له‬ ‫وإني لمصدوع‬ ‫إلي ودهر الحر أسوأ صانع‬ ‫كثير هموم الدهر شال صنيعه‬ ‫فبين مليء بالشراء وجائع‬ ‫رأيت جميع الناس يشكون دهرهم‬ ‫من الهم محقوفاً بسهم الفجائع‬ ‫حظه‬ ‫تناول‬ ‫منه‬ ‫وكلهم‬ ‫برافع‬ ‫أنا لاولي الالباب لست‬ ‫أقول لدهري كيف لي أنت؟ قال لي ‪:‬‬ ‫جواهر واستعفيتهم عن مطامعي‬ ‫حبوتهم العقل الذي هو أشرف ال‬ ‫‪٣٥٦‬‬ ‫الا لكي‬ ‫ترجمة العلامة أبي مالك عامر بن خميس‬ ‫في الربع الأخير من الليلة الخامسة من شهر رمضان المبارك‪ ،‬من شهور سنة ‏‪١٣٤٦‬‬ ‫توفي شيخنا العلامة الولي آبو مالك عامر بن خميس بن مسعود بن ناصر بن مسعود بن‬ ‫أحمد بن حديد بن خميس بن عبد الله بن عمر المالكي الشرياني نسبة إلى شريان بن‬ ‫يجتمع ببني خروص في يحمد‘ نقلاً عن الشيخ حمد بن سليمان بن‬ ‫شاري بن يحمد‬ ‫ماجد الخروصي ء وكانت وفاته بنزوى ودفن بها‪.‬‬ ‫قو مه ‪.‬‬ ‫منا زل‬ ‫‪ ٨٢‬وبها‬ ‫"‬ ‫‏‪١٢٨٠‬‬ ‫سنة‬ ‫‏‪ ١‬لشرقية‬ ‫خا لد من‬ ‫بنى‬ ‫بوا د ي‬ ‫‏‪ ١‬لله ‪-‬‬ ‫__ رحمه‬ ‫ولد‬ ‫نشأ ۔ رضي الله عنه ۔ يتردد بين عز والقابل© للاستفادة من شيوخ العلم ثم ركن‬ ‫إلى بدية‪ ،‬فاختارها وطناًث لحصول الأفاضل بها في ذلك الوقت‘ فبقي فيها حتى ألزمه‬ ‫الإمام القيام بنزوى‪ ،‬فانتقل إليهاغ وتأهل بها‪ ،‬وألزم نفسه خدمة الوطن‘ وامتثال أمر‬ ‫إمامه‪.‬‬ ‫كان ۔ رحمه الله ۔ أحد أقطاب العمانيين الفطاحل الذين دارت عليهم إمامة الإمامين‪:‬‬ ‫بن عبد الله الخليلي رحمهم الله ‪.‬‬ ‫سالم بن راشد الخروصي ومحمد‬ ‫كان ۔ رضي الله عنه ۔ من الذين لا تأخذهم في الله لومة لائمث صريحا لا يعرف‬ ‫المداجاة‪ ،‬ولا يقر على الضيم‪ ،‬يقول الحق‪ ،‬وينطق بالصدق‪ ،‬جسوراً في أيام الكتمان‪.‬‬ ‫كان عظيم البنية طويل اللحية كبير البطن‪ ،‬ومع هذا فلا يشق له غبار إذا اختلط‬ ‫الدخان ‪.‬‬ ‫ولي إدارة أمر المسلمين بنزوى وما حولها‪ ،‬في أيام الإمام الخروصي بعد شيخه‬ ‫نور الدين© ثم في عصر الإمام الخليلي‪ ،‬لكونهما يخرجان إلى الجهاد‪ ،‬ولتفقد أمور‬ ‫واجتهاداً وسياسة‪.‬‬ ‫الكفاية علماً وفضلا وحرصا‬ ‫وبالشيخ‬ ‫المملكةك©}‬ ‫‪٣٥٧‬‬ ‫وجعل‬ ‫في عصره"‪©6‬‬ ‫بعمان‬ ‫القضاة‬ ‫قيامه بنزوریى بالقضاء ‪ 4‬فهو رئيس‬ ‫اشتغل في حال‬ ‫وجلب نساخاً‬ ‫العلم عنه |}‬ ‫الفقه وفنون‬ ‫حملوا‬ ‫علماء©‬ ‫عدة‬ ‫عنه‬ ‫فتخرج‬ ‫وقتا للتدريس ‘‬ ‫للكتب وأحيّى كثير من المؤلفات الغامضة التى أضاعها الإهمال وأكلتها الأرضة‪.‬‬ ‫عَمُر بيت المال بنزوى فغرس نخل المبسلى‪ ،‬وكان عزيز الوجود بهاء وحض أهلها‬ ‫وكل‬ ‫الأنهار ‏‪٠‬‬ ‫البلد وخدمة‬ ‫وحضهم على عمارة‬ ‫لكونه يدر أرباحا كثيرة‬ ‫على غرسهك{‬ ‫ذلك لم يمنعه عن القيام بشؤون الدولة والنظر في مصالحها‪.‬‬ ‫وقع في قلبه حرج في عصر الإمام الخروصي على المتعلمين الذين استناروا ببدره‪،‬‬ ‫وشربوا من بحره‘‪ 6‬فتوغر صدره وضاق قلبه‪ ،‬فأحب الاعتزال والانفرادء وتخلى عن‬ ‫القضاء‪ ،‬واستعفى من إدارة الأمورث وخرج من نزوى إلى بيته ببدية‪ .‬ومما كتبه جوابا‬ ‫لسؤال صدر إليه من أحد المتعلمين الذين آنس منهم الجفا‪:‬‬ ‫صبر جميل فيا طوبى لمن صبرا‬ ‫إني أقول كما قال الذين مضوا‪:‬‬ ‫سكوتكم عندنا أولى فكن حذرا‬ ‫كفوا الملام فحسبي من سلامتكم‬ ‫والله يكلؤنا من كل من مكرا‬ ‫والله يرزقنا‬ ‫لكم‬ ‫نزواكيم‬ ‫إذا تكشف ما قد كان مستترا‬ ‫ستعلمون غدا قدري ومنزلتي‬ ‫أن لاتفارقهم لوؤّمت من قدرا‬ ‫متى ترحلت عن قوم وقد قدروا‬ ‫مع كلام طويل يتبين فيه غضب التحرير‪ .‬وفي حال قيامه ببدية لم يعذره الإمام‬ ‫وألزمه أن يتقلد إدارة القضاء بالشرقيةث فكانت تصدر أوامر الولاة وأحكام الشريعة عن‬ ‫رأيه‪ ،‬وألزم والي بدية السيد هلال بن علي امتثال أوامره وأن لا يحل‪ ،‬ولا يعقد إلا‬ ‫برأيه‪ .‬ولما استشهد الإمام الخروصي كان أول من قام في الناس يحضهم ويحثهم على‬ ‫الاجتماع لعقد إمام لهم‪ ،‬فيجتمع الشمل ويبقى النظام غير منحل‪ .‬وكان أول من بايع‬ ‫الإمام الخليلي وخطب على رأسه خطبة العقد كما أنه فعل ذلك في عهد الإمام‬ ‫الخروصي‪.‬‬ ‫كانت بينه وسيدي الوالد نور الدين مراسلات ومباحثات وسؤالات‘ كتبها إليه‬ ‫العلامة أبو مالك نظما ونثرآ‪ .‬وكان أحظى التلامذة عندهؤ فهو يقرأ له ويكتب عنه‪ ،‬فخرج‬ ‫ذات مرة ‪.‬لزيارة أولاده‘‪٠‬‏ فطالت غيبته" فكتب إليه نور الدين ‪:‬‬ ‫وأنت فتى عددتك للنوائب‪.‬‬ ‫أعامر أنت عندي خير صاحب‬ ‫‪٣٥٨‬‬ ‫بلا قار وكاتب‬ ‫يتتركه‬ ‫أترحل عن أخيك بلااختيار‬ ‫غدا بعد الاحبة دون صاحب‬ ‫لقد ضاق الفضاء على خليل‬ ‫اىئب‬ ‫ج عل‬ ‫نحيل‬ ‫لالر‬ ‫امد‬ ‫لاعت‬ ‫تني في كل يوم‬ ‫تنألم‬ ‫لئ‬ ‫وغربا والجنوب وكل جانب‬ ‫وأضرب في نواحي الأرض شرقا‬ ‫طويلة ‪.‬‬ ‫وهي قصيدة‬ ‫شيوخه الذين أخذ العلم عنهم‪ :‬الشيخ العلامة سعيد بن علي الصقري{ وشيخنا‬ ‫العلامة صالح بن علي ‏‪ ٠‬وسيدي نور الدين السالمي ۔ رحمة الله عليهم ‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪ :‬موارد الألطاف في نظم مختصر العدل والإنصاف‘ أرجوزة في الأصول‬ ‫غاية المطلوب في الاثر المنسوب‪ ،‬في الأديان والأحكام ‪ .‬مجلد ضخم ‪ .‬أرجوزة سماها‪:‬‬ ‫«غاية المرام في الأديان والأحكام‪ .‬في أربعة مجلدات‪ ،‬تنوف على ثمانية وعشرين ألف‬ ‫بيت‘ نثر فيها كنافته‪ ،‬وأوضح بها آراءه السديدة فيما تفرد به‪ .‬وله رسالة رجز سماها‪:‬‬ ‫وصفة‬ ‫«غاية التحقيق في أحكام الانتصار والتغريق'‪ .‬أبدى فيها أدلة الانتصار وأشعتهء‬ ‫التغريق وأحكامه‪ .‬وهي رد على الشيخ عيسى بن صالح‪ ،‬لما شنع عليه في حكمه على‬ ‫فإنه أطنب في تخريج‪..‬الادلة‬ ‫أموال الشيخ راشد بن عزيز الخصيبي ‪ 4‬أنها بيت مال©‬ ‫وانتخابها من مظانها انتصارا لحكمه‪ .‬أولها بعد المقدمة‪:‬‬ ‫راشد‬ ‫مال‬ ‫غرق‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫راشد‬ ‫بن‬ ‫سالم‬ ‫الإمام‬ ‫إن‬ ‫أحق في مذهبه الحقيقي‬ ‫لتغريق‬ ‫بذلك‬ ‫وأنه‬ ‫أولها ‪:‬‬ ‫وا لارورش‬ ‫وله منظومة في الدماء‬ ‫بدأت اقتداء بالنبي المكرم‬ ‫بحمد الذي قد حرم السفك للدم‬ ‫ذكر فيها أحكام الأاروش وتقويمها بالصرف العماني الحاضر‘ وهو القرش المتداول‬ ‫بينهم‪ ،‬ليسهل على الطلبة ذلك‪ .‬وله أجوبة كثيرة على المسائل الواردة إليه نثرا ومجلد‬ ‫نظماً‪ .‬وله رسائل كثيرة‪.‬‬ ‫تلاميذه‪ :‬الشيخ العالم محمد بن سالم الرقيشي‘ والشيخ العالم سعيد بن أحمد‬ ‫الكندي‪ ،‬والشيخ العالم سعيد بن ناصر السيفي‘ والشيخ العالم سعيد بن سليمان‬ ‫‪٣٥٩‬‬ ‫الكندي‘ والشيخ العالم منصور بن ناصر الفارسي وابنه الشيخ العالم القاضي الولي‬ ‫بدية بعده ‪.‬‬ ‫‏‪ ٠‬ولي قضاء‬ ‫الحجري‬ ‫حمد‬ ‫القاضي راشد بن‬ ‫عامر المالكي ‏‪ ٠‬والشيخ‬ ‫بن‬ ‫سعود‬ ‫العلامة المالكي المذكور ‏‪ ٠‬وغيرهم كثير ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫الشيخ سعود‬ ‫ولما توفي راشد ولي القضاء‬ ‫عهود الإمام له‬ ‫تس مواقرالتقف تد‬ ‫م‬ ‫صے سے‬ ‫الحمد لله ‏‪ ٠‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله ‪.‬‬ ‫أجيزه‬ ‫أن‬ ‫له ما يجوز‬ ‫وأجزت‬ ‫نائبا عني ‪6‬‬ ‫بن خميس ‪ .‬وجعلته‬ ‫الشيخ عامر‬ ‫قد أقمت‬ ‫له‪ .‬من فصل الأحكام والنظر في مصالح الإسلام‪ ،‬وجعلت فرائض العسكر على يده‪،‬‬ ‫وألزمتهم طاعته‪ .‬وكذا ألزمت أهل الديار طاعته ما أطاع الله وجعلت له أن يعطي من‬ ‫نفع ‪ .‬أو دفع ضر‬ ‫من جلب‬ ‫بيت مال المسلمين على نظره واجتهاده لمصالح المسلمين‪،‬‬ ‫‏‪.١٣٤٦‬‬ ‫وأنا إمام المسلمين محمد‘ بيدي يوم ‏‪ ٢٢‬ذي الحجة سنة‬ ‫عنهم وحررت هذا‬ ‫يتي مواتراتقف تيد‬ ‫مے صے‬ ‫وصلى الله على سيدنا محمد النبى وآله ‪.‬‬ ‫قد جعلت الشيخ عامر بن خميس المالكي نائبا عني‪ ،‬في إقامة صلاة الجمعة‬ ‫أجيزه‬ ‫أن‬ ‫لى‬ ‫ما يجوز‬ ‫له كل‬ ‫وأجزت‬ ‫وتعزير أهل الجنايات ‘‬ ‫الأحكام ‏‪٠‬‬ ‫وفي إنقاذ‬ ‫‏‪٨‬‬ ‫بنزوى‬ ‫عن‬ ‫زوجها‬ ‫وتطليق من عجز‬ ‫لها بالمصر [‬ ‫النفقات © وتزويج من لا ولي‬ ‫له ‪ -‬من إجراء‬ ‫إنفاقهاك إن طلبت ذلك‘ وغير ذلك مما كان مرجعه إلى الولاة والقضاة‪ ،‬وقد ألزمت أهل‬ ‫للمسلمين‬ ‫‏‪ ١‬لنصح‬ ‫ألزمته هو‬ ‫كما‬ ‫ومنا صحته‪.‬‬ ‫مساعدته‬ ‫‏‪ ١‬لعسكر‬ ‫وجميع‬ ‫طاعته{©‬ ‫الدار‬ ‫المسلمين‬ ‫وأنا إمام‬ ‫والله أسأله لي ولهم الاعانة والتسديد وحررته بيدي ‘‬ ‫والاجتهاد ‪.‬‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ارتقاء السلطان سعيد بن تيمور‬ ‫على سلطنة مسقط‬ ‫في أول شوال عام ‏‪ ١٣٥٠‬خمسين وثلاثمائة وألف‪ ،‬تولى سلطنة مسقط السلطان‬ ‫سعيد بن تيمور بن فيصل‘ بتخلي أبيه السيد تيمور عن الملك‪ ،‬وحبه للعزلة والانفراد‪،‬‬ ‫والسياحة بأرض الهند فوضع أعباء الحكومة على عاتق ابنه‪ ،‬وقد مهد لهم عرش‬ ‫‏‪ ١١٦٧‬وهي‬ ‫واستولى على كرسيها ودانت له نزوى عام‬ ‫المملكة الإمام أحمد بن سعيد‬ ‫آخر ما سلم له الأمر من حصون عمان‪.‬‬ ‫ولد هذا السلطان ليلة الخميس سابع شعبان عام ‏‪ ١٣٢٩‬وارتقى منصب الحكم فلم‬ ‫يكن له في بادىء أمره إلا إصلاح حكومته من الساحل‘ؤ وقطع الاتصال بالعمانيين حتى‬ ‫كثر ترددهم إليه للطمع فيه‪ ،‬ففتحوا له الأبواب الموصدة‪ ،‬باب الدعاية‪ ،‬وباب السياسة‪.‬‬ ‫وباب الحرب‘ وأغروه بما لم يكن في حدسه‘ فنجم من ذلك دخول الاستعمار وهلاك‬ ‫الرعية‪ ،‬وذهاب الوطن‪ .‬ولما كان الإمام الخليلي من البارزين في السياسة العارفين‬ ‫بمطامع العدو‪ ،‬ساس رعيته‪ ،‬فلم يكن بينهم في أول الأمر ما يكدر البلاد والعباد‪٬‬‏ حتى‬ ‫أنس السلطان منه الشيخوخة تقدمت إليه الدسائس السياسية كما ستقرؤه بعد هذا‪ .‬قام‬ ‫السلطان سعيد بعمارة ظفار‪ ،‬واتخذها عاصمة ثانية‪ .‬فأصبحت بعمارته جنة غناء‪ .‬تروق‬ ‫الناظر‪ ،‬وتنعش المشاعر‪ ،‬فهو يقضي أكثر أوقاته بها‪ .‬ولا يخشى فيها كدراً‪.‬‬ ‫الشرفاء‬ ‫ترجمه قارس‬ ‫الحا رثي‬ ‫بن حميد‬ ‫‏‪ ١‬لشيخ سليمان‬ ‫بن‬ ‫بن حميد‬ ‫الشرفاء سليمان‬ ‫وفي عصر الإمام الخليلي \ توفي السيد الجليل فارس‬ ‫وفاته ليلة الخامس‬ ‫وكانت‬ ‫بن راشد الحارثى‪.‬‬ ‫بن عيسى‬ ‫بن محمد‬ ‫عبد الله بن سليمان‬ ‫من الشرقية ‪.‬‬ ‫ببلدة المضيرب‬ ‫‏‪٥‬‬ ‫ذي الحجة عام‬ ‫عشر من شهر‬ ‫‪٣٦١‬‬ ‫ولد ۔ رحمه الله ۔ في عام ‏‪ ١٢٧٠‬فكان عمره يوم وفاته أربعاً وثمانين سنة‪.‬‬ ‫كان هذا السيد من علو القدر وبعد الهمة وجلالة المنزلة بحالة‪ ،‬انفرد بها دون‬ ‫وسخا و‬ ‫جوده‬ ‫أدبا وفضلا وكرماً ومجداً وفروسية وشجاعة ‪ .‬أما‬ ‫فهر فرد دهره‬ ‫أقرا نه ‪8‬‬ ‫عنه ولا حرج‪.‬‬ ‫فحدث‬ ‫شهد بعض مواقفه ابن براك‪ ،‬أحد أبطال النجديين‪ ،‬في حادثة أبدى فيها من‬ ‫الفروسية والبسالة ما تكعكع عنه نظراؤه في ذلك الموقف© حتى رماه جواده وهو على‬ ‫سرجه‪ ،‬فرجع إلى قومه يطلب جوادا يقف عليه في حومة الوغىؤ إلى أن تنجلي غمته‪6‬‬ ‫فضنوا به عليه‪ .‬ولما انجلت المعركة ورجعوا إلى الشيخ صالح بن علي فسألهم عن الخبر‬ ‫فاجاب النجدي ۔ وكان ضيفاً لهم ۔‪ :‬يا صالح ضح بالحرث وأطعمهم سليمان‪ ،‬فبقيت‬ ‫هذه الكلمة مثلا عندهم ‪.‬‬ ‫خرج طلباً وراء الرزق إلى مدينة زنجبار مراراً‪ ،‬وأقام بها مكرماؤ إذ جل العمانيين‬ ‫يترددون إلى إفريقيا‪ .‬ولما أراد الله تسليط بريطانيا على أهل زنجبار بما كسبت أيديهم ‏‪٥‬‬ ‫وقع سوء تفاهم بين السلطان خالد بن برغش وبريطانيا‪ ،‬فكان هذا السيد من المعاضدين‬ ‫الشاذين أزر خالد‪.‬‬ ‫ولما وضعت يدها على البلاد وابتزتها من يد العرب© سجنته مع زملائه القائمين‬ ‫بالنهضة{ؤ ثم نفتهم إلى عمان‘ بعد ما ألزمتهم أداء مال باهظ عجزوا عنهث فسلبت أموال‬ ‫بعضهم‪ ،‬ودفع عن الشيخ بعض جماعته منابه‪ ،‬ثم عاد إلى زنجبار في شهر شعبان عام‬ ‫فلما عاد إلى زنجبار أزعجه حصر اليد‪ ،‬ففتح الله له من فضله ما أغناه به عن‬ ‫‏‪١‬‬ ‫شرار خلقه‪ ،‬فبقي موردا لا ينضب ماؤه‪ ،‬وأقام بها شريفا مكرماً ‪ .‬حتى رجع إلى وطنه‬ ‫المضيرب في اليوم الثاني من شهر رمضان عام ‏‪ ١٣٣٨‬فكانت حاله بعمان كحاله بزنجبار‬ ‫محترما مكرما‪.‬‬ ‫وفاة شيخنا العلامة سعيد بن ناصر‬ ‫الكندي‬ ‫‏‪ ١٣٥٥‬خمس وخمسين وثلاثمائة وألف‘ توفي الشيخ‬ ‫وفي ليلة حادي صفر سنة‬ ‫‪٣٦٢‬‬ ‫العلامة الفاضل الزاهد سعيد بن ناصر بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن محمد الكندي‬ ‫ببلدة المتهدمات من وادي حطاط ‪.‬‬ ‫ولد هذا الشيخ بمحلة السويق من سمد نزوى عام ‏‪ ١٢٦٨‬وحفظ القرآن عن ظهر‬ ‫الغيب‪ .‬وهو ابن عشر سنين‪ .‬وأخذ مبادىء العلوم من مشايخ عقر نزوى‪ .‬وفي عام‬ ‫وكان أكبر منه سئا‪،‬‬ ‫أزعج من وطنه وابين عمه الشيخ الزاهد محمد بن أحمد‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫أخرجهما الشيخ سيف بن سليمان النبهاني ظلماً وعدواناً‪ ،‬بنميمة أهداها فاسق إليه‪ ،‬فلم‬ ‫والعناية‬ ‫الاهل والوطن ذ‬ ‫وقلوبهما تنفطر لفراق‬ ‫وخرجا من نزوى‪6،‬‬ ‫الله فيهما ‘‬ ‫حى‬ ‫يرع‬ ‫تسدد ضعفهما‪ ،‬فنزلا بمسقط بساحة السيد صاحب المروءة والإحسان هلال بن أحمد بن‬ ‫سيف البوسعيدي‘ فأقاما عنده بأرغد عيش فكانا بالنهار عند السيد محمد بن هلال‪،‬‬ ‫وبالليل يخرج هذا الشيخ لأخذ الدروس في علم الآلة كالنحو والمعاني والبيان من‬ ‫الفارسي ‪.‬‬ ‫بن يوسف‬ ‫الإمام الشافعي ء وحبيب‬ ‫صالح على مذهب‬ ‫بن‬ ‫الشيخين ‪ :‬محمد‬ ‫وكان يثني عليها ثناء جميلا‪ .‬وأخذ علوم الفقه وما يتعلق عليه من الشيخ المحقق‬ ‫وواصل‬ ‫الكندي ‪6‬‬ ‫صابر‬ ‫بن‬ ‫والشيخ مسعود‬ ‫الطيواني ‪6‬‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫والشيخ‬ ‫الخليلي ‪6‬‬ ‫أفا ضل‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫حتى‬ ‫مسقط )‬ ‫من‬ ‫الخور‬ ‫بمسجد‬ ‫عمرها{ؤ‬ ‫مدة‬ ‫‏‪ ١‬لعلوم‬ ‫طلبه في درس‬ ‫عنه‬ ‫تؤخذ‬ ‫حد الشيخوخة ‪6‬‬ ‫إلى‬ ‫موقراً محترما‬ ‫سعيدا‬ ‫عاش‬ ‫مصرهك‪6‬‬ ‫وأقطاب‬ ‫عصره‬ ‫العلوم‪ ،‬ويرجع إليه في حل المشكلات بالعاصمة السلطانية ‪.‬‬ ‫بيت الله الحرام ‪.‬‬ ‫لحج‬ ‫خرج‬ ‫‏‪١٢٩٩‬‬ ‫وفي سنة‬ ‫والإمام‬ ‫أدرك هذا الشيخ الإمام عزان بن قيس‘ والإمام سالم بن راشد الخروصي©‪،‬‬ ‫محمد بن عبد الله الخليلي وبايعهم‪ 6‬فقام بما يجب عليه في حقهم ‪.‬‬ ‫العمانيين‬ ‫على‬ ‫الصادرة‬ ‫والظلم‬ ‫الغشم‬ ‫عوائق‬ ‫۔ في قطع‬ ‫عنه‬ ‫الله ورضي‬ ‫۔ رحمه‬ ‫قام‬ ‫إليه مرارا‬ ‫وتردد‬ ‫بالصلح ‪6‬‬ ‫وسعى‬ ‫راشد )‬ ‫بن‬ ‫سالم‬ ‫الإمام‬ ‫ظهور‬ ‫وقت‬ ‫مسقط ‘‬ ‫سلطان‬ ‫من‬ ‫فلم ينجح مراده‪ ،‬لعدم قبول الإمام الخروصي ذلك‪ .‬ولما ولي الأمر الإمام الخليلي©‬ ‫أشفق على العمانيين مما يراه عليهم‪ ،‬من اضطهاد الظلمة‪ ،‬فكانت معاهدة السيب التى‬ ‫حضرها الشيخ عيسى‘ وهذا الشيخ بالنيابة عن العمانيين© ونائب الدولة الإنكليزية وسيطا‬ ‫ونظرا للصلاح ‏‪ ٠‬وكما للفتن والشعابث ولكل ما نوى‪.‬‬ ‫والسلطان ©‬ ‫بينهم‬ ‫الكندي ‪6‬‬ ‫بن محمل‬ ‫الشيخ سليمان‬ ‫المعروفين بالعلم ‪:‬‬ ‫التلامذة‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫تخرج‬ ‫‪٣٦٣‬‬ ‫والشيخ هلال بن زاهر اليحمدي والشيخان‪ :‬محمد وعيسى ابنا صالح بن عامر الطيواني‬ ‫قضاة مسقط‘‪ ،‬في عصر السلطان تيمور وابنه السلطان سعيد‪ ،‬وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫وفاة كريم المساكرة رئيسهم أبي علي الملسكري‬ ‫توفي الشيخ اللسن البليغ الألمعي الطيب الزعيم كريم مسكرة أبو علي سيف بن‬ ‫علي بن عامر بن سيف بن علي بن عامر بن سيف بن ربيعة بن علي بن سنان بن‬ ‫أحمد بن إبرا هيم بن يوسف ‪ 0‬ينتمي إلى سليمة بن مالك بن فهم ‏‪ ١‬لازدي ‪ .‬نقلا من خط‬ ‫بن راشد المسكري ‪ .‬وكانت وفاته بعلاية إبراء فى ليلة السادس والعشرين ‏‪٥‬‬ ‫الشيخ هاشل‬ ‫ا لتسعين‬ ‫يناهز‬ ‫وألف ‪ .‬وعمره‬ ‫وثلاثمائة‬ ‫وخمسين‬ ‫‏‪ ١٣٥٥‬خمس‬ ‫سنة‬ ‫ا لمحرم‬ ‫شهر‬ ‫من‬ ‫‪.‬‬ ‫سنه‬ ‫من أبيه القاضي الشيح‪.‬‬ ‫العلوم‬ ‫وتلقى مبادىء‬ ‫بزنجبار ئ ونشأ بها‬ ‫الشيخ‬ ‫ولد هذا‬ ‫علي بن عامر‪ ،‬ورتع في ظل ملوك زنجبار‪ .‬فكان كاتبا لهم مقربا عندهم‪ 5،‬وكان أبوه من‬ ‫الأجلاء المحترمين لدى الملوك‘ فكان أبو علي أحد الكتاب للسلطان برغش“‘ؤ ثم كتب‬ ‫من بعده لإخوته إلى عهد السلطان حمد بن ثويني ‪ .‬ولما مدت بريطانيا باعها فيى سلطنة‬ ‫زنجبارؤ وأوقعت بالسلطان خالد بن برغش‘ كان هذا الشيخ من جملة الرؤساء‪،‬‬ ‫المسجونين بزنجبارث وممن نفاهم الإنكليز إلى عمان‪ .‬فخرج مجبوراً في سنة ‏‪١٣١٤‬‬ ‫وسلبته بريطانيا ما يملكه من مال؛ فبقي بعمان معاصرا للإمامين‪ :‬سالم بن راشد‬ ‫ربه فلباه ‪.‬‬ ‫دعاه‬ ‫إلى أن‬ ‫عبد الله الخليلي ‪6‬‬ ‫بن‬ ‫ومحمد‬ ‫الخروصي &‬ ‫كان أكرم آهل زمانه‪ ،‬وأعلمهم بعلوم الآلة ‪ 3‬وإليه المرجع في علم الرسم‪ .‬وكان‬ ‫فيه لحسنه وضبطه ‪.‬‬ ‫مرغوب‬ ‫وخطه‬ ‫النغمة ©‬ ‫مجوداً حسن‬ ‫قارئ‬ ‫كان كثير الحفظ للغة عارفا بوحشيها ومستعملها‪ ،‬لم يكن في زمنه من يباريه‬ ‫ويجاريه فيهاإ وله أشعار ومناظيم أجاد فيها‪.‬‬ ‫بقي مثلا في الكرم والذكاء والفطنة وسرعة البديهة في الجواب‘‪ ،‬إلى حال وفاته ‪. .‬‬ ‫هجوم آل حكم على ستال بني خروص‬ ‫شكا أهل ستال بني خروص إلى عامل الإمام آبي حميد حمد بن عبد الله نور الدين‬ ‫‪٣٦٤‬‬ ‫السالمي‪ ،‬من الهطاطلة الذين جعلوا ستال مسرحا لأغنامهم‪ ،‬فأضرت بالزروع والنخيل‬ ‫فحكم أبو حميد بنقلها وإبعادها‪ ،‬إذ كانت زروبهم قريبة من البلادء فكان في الحكم‬ ‫أنتجت حزازات في‬ ‫معارضة من بعض العلماءث وتعصب كل لرأيه‪ .‬فبقيت منافسات‬ ‫النفوس فامتنع الهمطاطلة وغيرهم‪ ،‬ممن كان مرجعه إلى العبريين© عن الانقياد للحق©‬ ‫وبسبب تزييف الحكم‪ ،‬برزت حرب سافرة من أهل وادي السحتن‪ ،‬حاولوا فيها الاستيلاء‬ ‫على حصن العوابي‪ ،‬وإخراج الوالي منه‪ .‬وكان قد احترس من الغيلة لما صح عنده التآمر‬ ‫عليهؤ ولا بد أن للقوم عيونا تضيء لهم الطرق وما جهلوه من عورات المسلمين ‪.‬‬ ‫وأوضح له حقيقة‬ ‫إ ليه يستنجده‪6‬‬ ‫خبرهم ‪ .‬وكتب‬ ‫لاما مه بصحة‬ ‫أرسل أبو حميد‬ ‫أن يتداركهم قبل التمزيق ‪.‬‬ ‫وحرصه‬ ‫على بلاده وشعبه‬ ‫المقررة‬ ‫المؤامرة‬ ‫جوابه ‪:‬‬ ‫من‬ ‫فكان‬ ‫رفيعتهء‬ ‫ولم يسوغ‬ ‫لمقال‬ ‫قلم يقبل الإمام منه ذلك © ولم يصغ‬ ‫إن الأحوال من حكم تخالف ما كتبت‪ .‬وهل تقوم الرعية بدون الرؤساءث وهم عندنا‬ ‫بنزوى؟!‬ ‫جمع المتآمرون قوتهم© واستعدوا للهجوم ‪ .‬وأيقنوا أن العوابي استعدت لمقاومتهم ‪8‬‬ ‫فحولوا وجهتهم إلى بلدة ستال‘‪ ،‬فانقضبوا عليها غرة اليوم السادس عشر من ذي الحجة‬ ‫سنة ‏‪ ١٣٥٦‬على حين غفلة من أهلها‪ ،‬فعملوا فيها غير اللائق من الاعتداء الوحشي الذي‬ ‫تعافه الطبيعة‪ ،‬وتمنعه الشريعة في المدنيين العزل من السلاح فقتلوا الأبرياء والأطفال‬ ‫والنساءث ودافعهم أهلها بما قدروا عليه‪ ،‬فكان النصر ذلك اليوم في جانب البغاة‪ ،‬وأقاموا‬ ‫فنمى الصريخ إلينا بنخل‪ ،‬وكنت عاملا للإمام بها‪.‬‬ ‫بها ثلاثة أيام ينهبون ما وجدوه‬ ‫فلبيت دعوة أخي أبي حميد بإخواني المتحلين فإنهم جاهدوا بأموالهم وأنفسهم مع بني‬ ‫صبح وآل المسيب‪ .‬واعتذر آل معولة بن شمس في هذه الحملة من القيامث مع مالهم‬ ‫من السابقة في نصر المسلمين‪ .‬وهب المجاهدون من كل حدب لهذه الحادثة المؤلمة‪،‬‬ ‫واستهانوا بالموت للحفاظ على الشرف‘ والدفاع عن إخوانهم المنكوبين© فأخذوا في‬ ‫إجلائهم بلا هوادة ولا شفقة‪ .‬في مقابلة عملهم الجارف© فأخرجوهم مدحورين‪ ،‬وأثاروا‬ ‫الذعر في قلوبهم‪ ،‬وقد فاض الجبل الكبير بمن فيه يرأس الكل حاكمه سليمان بن حمير ‪.‬‬ ‫وقد حجز البغاة ما نهبوه ببلدة الهجير فخرج لهم جماعة من المسلمين© واستردوا ما‬ ‫نهبوه بعد قتل وجراح وهزيمة شنعاءء حتى ركبوا رؤوس الجبال الشاهقة‪ ،‬وقبض الإمام‬ ‫‪٣٦٥‬‬ ‫فأوثقهم‬ ‫وإخوته وبنو عمهك{‪6‬‬ ‫إبراهيم بن سعيد‬ ‫يرأسهم الشيخ‬ ‫على أعيان آل حكم «‬ ‫بالقيودك وأمضى فيهم الحكم الشرعي‪ ،‬وألزمهم رفع أيديهم عن بيت المال الموجود‬ ‫فاشتروا منه المال الذي ببلدة فشح من الوادي المذكور ‪.‬‬ ‫بوادي السحتن‪.‬‬ ‫ووجدت في سيرة الشيخ إبراهيم اعتذارا من هذه الحادثة‪ :‬أنه لم يكن له سبب‬ ‫فيها‪ 5‬إنما هي مكيدة رتبت عليه‪ .‬وأخبرني بذلك أيضا السيد عبد الرحيم الخروصي ‪.‬‬ ‫‪٣٦٦‬‬ ‫به أبو حميد حمد‬ ‫هذا نقل ما حكم‬ ‫ابن عبد الله السامي عامل الإمام‬ ‫بين بني خروص والهطاطلة قي ستال‪ ،‬من وادي بني خروص‪.‬‬ ‫وهو الذي حمل آل حكم على التعصب للهطاطلة‪.‬‬ ‫قكان بسببه الهجوم على ستال‪.‬‬ ‫يتب مواقرالتقف أيد‬ ‫قد حكم عامل الإمام أبو حميد حمد ابن العلامة عبد الله بن نور الدين السالمي‪6‬‬ ‫لأهل ستال الوادي من بني خروصؤ لما شكوا إليه الضرر الكبير‪ ،‬من أغنام الهطاطلة‬ ‫ومواشيهم‪ ،‬وكثرت بالوادي؛ إذ قاموا من الأطراف البعيدة‪ ،‬ينتقلون بمواشيهم الجمة©‪ ،‬وقد‬ ‫أضرت بالبلاد‪ .‬من الحروث والنخل‪ ،‬وحيث ما تطأ دوابهم‪ ،‬ويسبلون لمنافعهم‪ ،‬مما ثبت‬ ‫لهم من الحريم‪ ،‬على ما نص أولو المعرفة من أهل البصر‪ .‬ولما عارفناهم ۔ أعني الهطاطلة‬ ‫۔ قالوا‪ :‬إنا شركاء في هذه البلدة‪ .‬فأجبناهم‪ :‬إن الشركة موقعها في غير المضار والمضار‬ ‫مرفوعة بين العباد حتى في مال الإنسان نفسه‪ .‬الشرع الشريف‪ ،‬يحكم عليه أن لا يضر‬ ‫بماله‪ ،‬فأمرناهم بالانتقال من البلاد إلى المكانات النائية عنهاء حيث لا ضرر على أحد ©‬ ‫يتبعون القطر ومنافعه حيثما أدركوه من الأمكنة المباحة‪ ،‬من غير حمى البلدان والقرى التي‬ ‫النزول بها يضر بأهل البلاد‪ ،‬ذلك الموضع الذي لا يمكنهم الخروج منه‪ ،‬على ما عليه أهل‬ ‫المواشي ؤ وأخذنا لهم من أهل ستال الوادي ۔ إن أرادوا للورود لدوابهم ۔ أن لا يمنعوهم‪.‬‬ ‫ووافقنا بينهم في ثلاثة مواضع‘ يكون بها أعني أغنامهم للورد‪ ،‬بشرط أن لا يضروا بحرث‬ ‫أحد ‪ .‬ولا في أمواله‪ ،‬إلا أن وقت القيظ منعناهم من المورد الأوسط من الثلاثةش وأن لا‬ ‫يمروا في المقبرة بأغنامهم‪ ،‬وهي الموضع القريب من السوق ‪.‬‬ ‫‪٣٦٧‬‬ ‫وإنما منعناهم وقت القيظ لكون ذلك المكان لا يستقيم ورد منه إلا بالمرور في‬ ‫الوادي والوادي وقت القيظ فالناس وأمتعتهم وتمورهم وأشجارهم يضعونها في الوادي ©‬ ‫ويتوسعون به‘ؤ ومرور قطيع الغنم يضر بذلك‘ وإن قدر الله التوصل إليه بدون المرور في‬ ‫الوادي حيث لا مضرة‪ ،‬فلا بأس‪ .‬والمواضع التي جعلنا الورد منها أحدها أعلى البلدة‪.‬‬ ‫من مناة الفلج‪ ،‬والثاني من المكان الذي مع حوض اللتبة أعلى مزرع السافل‪ .‬والثالث قد‬ ‫ذكرناه وهو الذي مع السوق‪ ،‬والمكانات بعضها نذكرها مفصلة التي يقع بسكونهم فيها‬ ‫الضرر بعد ما ذكرناها على طريق العموم‪ .‬وهي اللجية والحويحر وبطحة الصوير‪.‬‬ ‫وكتب هذا الكتاب بأمر عامل الإمام ناصر بن راشد الخروصي بيده ۔ حررته يوم الخامس‬ ‫‏‪. ١٣٥٣‬‬ ‫سنة‬ ‫عشر من رجب‬ ‫وكتبه العبد أبو‬ ‫صحيح ما كتبه شيخنا العلامة الوالد ناصر بن راشد الخروصي‬ ‫حميد بن عبد الله السالمي © عامل الإمام ۔ أبقاه الله على العوابي ‪.‬‬ ‫كتبه إما م‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫وهو‬ ‫نقضه )‬ ‫فيه ما يوجب‬ ‫ولم أر‬ ‫ا لحكم ‏‪٠‬‬ ‫هذا‬ ‫علي‬ ‫عرض‬ ‫المسلمين محمد بن عبد الله الخليلي بيده‪.‬‬ ‫عليهم ز‬ ‫فيه حيفا‬ ‫أن‬ ‫الحكم ‏‪ ٠‬ويدعون‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫حكم في حرج‬ ‫آل‬ ‫زالت قلوب‬ ‫ما‬ ‫لصحته ‪.‬‬ ‫الله عليه ‪-‬۔ من إمضائه‬ ‫الإمام ۔ رضوان‬ ‫ما حرره‬ ‫وترى‬ ‫قيام الإمام على العبريبن‬ ‫‏‪ ١٣٥٨‬ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف قام الإمام على عاصمة العبريين‬ ‫في سنة‬ ‫الحمرا‪ ،‬لاسباب أوجبت ذلك‪ .‬وهذا نقل كتاب من خط يد الإمام في ذلك‪.‬‬ ‫تواتر اتقتف_اتبد‬ ‫النظر والحكم‬ ‫العلماء‬ ‫من‬ ‫نريده‬ ‫الذي‬ ‫وبين خرورص‬ ‫العيريين‬ ‫بين‬ ‫الكائن‬ ‫صفة‬ ‫هذه‬ ‫الباطل ‪.‬‬ ‫ويرد‬ ‫فيقبل الحق‬ ‫يصح فيه ‪©.‬‬ ‫في الحكم الذي‬ ‫لينظر العلماء‬ ‫‪7‬‬ ‫فيه ذ‬ ‫أقول‪ :‬إنها صحت فتنة سابقاً‪ ،‬والباغي فيها العبريون‪ ،‬ثم انحسمت‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫عقرت دواب على بعض أهل العوابي‪ ،‬واتهم بعقرها رجال يخصون العبريين© فاريد منهم‬ ‫‪٣٦٨‬‬ ‫الحكمإ ولم يتقربوا للحكم‪ ،‬فمضت مدة ثم قتلت نخيل حروة ثلاثين نخلة على‬ ‫خلفان بن عثمان الخروصي فادعى على أناس من العبريين‪ ،‬وعد أناساً حروة أربعين‬ ‫رجلا وأراد الذي له بالحكم‪ ،‬وطال القول وكلم كبير العبريين© فبقي يد‪ :‬أتا لا نابى‬ ‫الحكم ونؤديه‪ ،‬ويلتمس أناسا يصلحون القضية‪ .‬ومن يكلم خلفان بن عثمان أن يعفو‬ ‫ويصفح‪ ،‬وخلفان يلح أنه يريد حقه بحكم الله عز وجل‘ والمسلمون يكلمون كبير‬ ‫العبريين‪ ،‬وهو يعدهم‪ :‬أن خلفان له ما يرضيه‪ ،‬ولكن الرفق نحبه منه للجماعة‪ .‬ومضى‬ ‫لذلك حول سنة وزيادة‪ ،‬ثم بعد ذلك صح ضر نخل في بلدة الرستاق على أناس جملة ‪.‬‬ ‫وضر مال لرجل من العبريين ضرا كثيرا‪ ،‬يقارب مائة نخلة أو تزيد‪ .‬وبلغ ذلك والي‬ ‫الرستاق‪ ،‬وسار إلى حيث وقع الضر وبعد ذلك قال الوالي‪ :‬إن القفار قفزوا‪ ،‬واتبعوا‬ ‫أثر الفاعلين إلى قرب العوابي‪ .‬وقال الناس‪ :‬لا يفعل ذلك إلا خلفان ين عثمان‬ ‫وأصحابه‪ .‬وفي ذلك الزمن خلفان وأولاد عمه بوادي المعاول‪.‬‬ ‫فلما يلغ الخبر هذا العبريين‪ ،‬عمد أهل وادي السحتن زهاء ثلاثمائة رجل أو‬ ‫يزيدون‪ 0‬وقصدوا مال خلفان بن عثمان وأفسدوه‪ ،‬وأصابهم جراح وقتل في ذلك الوقت‪،‬‬ ‫وبقوا هناك في ضربهم حروة نصف يوم‪ ،‬ثم ارتحلوا‪ .‬وبعد يوم أو يومينء صح قتل في‬ ‫رجلين يخصان العبريين ساكنين في العوابي‪ ،‬ورجل حراصي يدعي أنهم قتلوا عدوه‬ ‫ويدعي خلفان أن رجال العبريين ضربوا رجلاً من بني خروص ثم جاءوا محاربين فقتلوا‪.‬‬ ‫وأن الرجل الحراصي دخل ما بين الفريقين لا ندري من ضربه‪.‬‬ ‫وسألنا عن الرجل الخروصي فقالوا‪ :‬إنه ضرب في حال القتال بين خلفان والعبريين‬ ‫الهاجمين‪ .‬وسئل وقال‪ :‬لا أدري الضارب من هو؟ أتتني ضربة وأنا في بيتي وبعد ذلك‬ ‫قال الضارب فلان رجل يخص العبريين‪ ،‬فهذه صفة القضية التي نريد أن ينظر فيها‬ ‫فما رأوه من الأموال والدماء مضمونا يضمنون الفاعل وما يرونه هدراً يهدر‪.‬‬ ‫المسلمون‬ ‫وكذلك ضر خلفان مال رجل ممن يسكن العوابي‪ ،‬وهو يخص العبريين‪ ،‬ويدعي خلفان‬ ‫أن رجال العبريين الساكنين العوابي دخلوا في الفتنةء وكانوا مع أصحابهم حين يضرون‬ ‫والدليل أنه وجد منهم قتيل في مال خلفان الذي يضره العبريون سائرا‬ ‫مال خلفان‪،‬‬ ‫معهم‪ ،‬فهذه القضية التي ظهرت لي‪ .‬كتبه إمام المسلمين محمد بيده‪ .‬انتهى نقلاً من خط‬ ‫يد الإمام ‪.‬‬ ‫‏‪٣٦٩‬‬ ‫نهضة الأعيان ۔ م ‏‪٢٤‬‬ ‫ثم على أثر ذلك وقع فعل في رجل من وهيبة في اطراف سعال من نزوىؤ‬ ‫والفاعل فيه درويش الهطالي‪ ،‬يخص العبريين‪ .‬فطلب الإمام مانلشيخ إبراهيم‪ ،‬الضارين‬ ‫لنخل خلقفان‪ ،‬والفاعل في الوهيبي فتمنع ثم وعد فمطل‪ ،‬فرأى الإمام أن لا بد من‬ ‫القيام لحسم هذه الكوارث‘ ودفع هذه الحوادث‘ فصدرت أوامره بالقيام على العبريين ©‬ ‫وتجمع جيشه ببهلا‪ 5‬وتحمل أبو زيد ۔ رحمه الله ۔ وهو عامله على بهلا بمصرف هذه‬ ‫الغزوة‪ ،‬وبقي الإمام ببهلا يخاطب الشيخ إبراهيم بالانقياد وإبراهيم يعدهم‪ .‬وطالت‬ ‫منها‬ ‫خرج‬ ‫فلما تحقق إبراهيم ذلك‬ ‫الأيام ‘ ثم عزم على الهجوم على بلادهم الحمرا‪،‬‬ ‫إلى وادي السحتن‪ ،‬وأقبل أعيان حكم من بني عمه‪ ،‬وإخوته محمد بن حمد بن محسن‪،‬‬ ‫وحمد بن مهنا ومن عندهم فأذعنوا للإمام بما يريدش وطلبوا منه الرجوع من بهلا‪ .‬فما‬ ‫وأقام بها ثلاثة أيام‪ .‬ثم جمعهم‬ ‫رضي إلا أن يدخل بلادهم‪ ،‬ويقيم بها‪ .‬فدخل بلادهم‬ ‫وتكمل حمد بما يطلبه الإمام منه ومن جماعته ‪ .‬فوفى‬ ‫وأمُر عليهم الشيخ حمد بن مهنا‪،‬‬ ‫بوعده‪ ،‬ورجع الإمام مظفراً منصوراً‪ ،‬وكفى الله المؤمنين القتال والحمد لله ‪.‬‬ ‫من‬ ‫الإمام‬ ‫رجوع‬ ‫بعد‬ ‫الصلح في بهلا _‬ ‫انحسمت بوجه‬ ‫فمسألته‬ ‫بن عثمان‬ ‫خلفان‬ ‫أما‬ ‫بنزوى ‏‪ ٨‬فأمضى الحكم فيه ‪.‬‬ ‫فأرسله الشيخ حمل للإمام‬ ‫وأما درويش‬ ‫الحمرا ‘‬ ‫‪٣٧٠‬‬ ‫ترجمة الشيخ العزري‬ ‫وخمسين وثلثمائة‬ ‫‏‪ ١٣٥٨‬ثمان‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫شهر شوال‬ ‫عشر من‬ ‫السادس‬ ‫الاثنين‬ ‫في يوم‬ ‫وألف بعد صلاة الفجرك توفي الشيخ العلامة الزاهد عبد الله بن عامر بن مهتێل مصغر‬ ‫العزري© نسبة إلى عزرة‪ ،‬من ولد سامة بن لؤي‪.‬‬ ‫كان ۔ رضي الله عنه ۔ عالماً زاهدا ناسكا عابداً صلباً في دينه‪ ،‬غيوراً أن تنتهك‬ ‫محارم الله‪ .‬شديدا على المنافقين© لينا رحيما بالمؤمنين‪ ،‬لا يزال لسانه رطباً بذكر الله‪.‬‬ ‫ولد بقرية الاخشبة من أعمال المضيبي‪ ،‬وأصيب في إحدى عينيه وهو في المهد ثم‬ ‫تبعتها الثانية بسبب شوكة شاكتها‪ ،‬ولم يجاوز الرابعة من عمره‪ ،‬فنشأ مكفوفاً واثشيتغل‬ ‫بالعلوم‪ ،‬وحفظ القرآن العظيم في بلده‪ ،‬وهو غلام‪ ،‬ثم ارتحل إلى المضيبي وبها نور‬ ‫الدين السالمي فأدناه وقربه‪ ،‬لما رأى من فطنته الوقادة وذكائه اللامع© فلقنه من لسانه‬ ‫منظومة‪« :‬غاية المراد في أصول الاعتقاد فحفظها وكاد أن يحفظ كل ما سمع في أيام‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫سكه‪‎‬‬ ‫ثم تلقى منه متن الآجرومية‪ ،‬وأتقن حفظها‪ .‬ولما انتقل نور الدين من المضيبي إلى‬ ‫القابل‪ ،‬خلف على تلاميذه ابن عمه شيخ البيان محمد بن شيخان‘ فلازمه الشيخ‬ ‫العزري© فكان بيته المسجد المعروف بمسجد الضوار لا يخرج منه ليلاً ولا نهارا إلا لما‬ ‫لا بد منه‪ ،‬وانقطع في قراءة النحو‪ ،‬فحفظ ألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل عليها‪ ،‬وكان‬ ‫يسردها على متن قلبه وقرأ على الشيخ المذكور سائر العلومث وهنالك قال الشعر‪،‬‬ ‫وقدمه شيخه فيه على غيره‪ ،‬ثم رجع إلى وطنه وقد نفخت فيه حياة العلمث فحض أهل‬ ‫بلده على ما يصلحهم‪ ،‬ثم رجع إلى المضيبي وأقام برهة يتلقى المعارف‪ ،‬ثم رحل إلى‬ ‫زنجبار‪ ،‬فأقام بها سبع سنين‪ ،‬يدرس وينشر العلوم‪ ،‬ويجتمع بالعلماء‪ .‬ثم انتقل إلى‬ ‫الجزيرة الخضراء فأقام بها سبع سنين أخرى وتلك حاله‘ؤ ثم تشوّق إلى وطنه لا سيما‬ ‫وقد تعطرت الآفاق بالقومية العمانية‪ .‬من اتفاقهم على الإمام سالم بن راشد الخروصي ۔‬ ‫رضي الله عنه ۔ وحنٌ كل مؤمن إلى لقياه‪ ،‬فلم يهن له قيام بإفريقيا‪ ،‬وأحب الانتظام في‬ ‫‪٣٧١‬‬ ‫سلك العلماء‪ ،‬فتجهز آيباأ رغم من حرص على قيامه؛ فوصل إلى وطنه‪ ،‬بعد ما انتقل‬ ‫نور الدين إلى مولاه‪ ،‬فأقامه الإمام سالم قاضيا بإبراغ وأقام بها سنوات‪ ،‬ثم احتاج إليه‬ ‫‏‪0١٣٩٧‬‬ ‫بنزوى فاستدعاف؛ وعزم عليه أن يكون مقامه بها‪ ،‬وكان انتقاله إلى نزوى سنة‬ ‫فبقي بها قاضيا ومفتيا ومدرسا‪ ،‬فاستخلفه الإمام على نزوى لما سافر سفره الذي قبض‬ ‫فيهش وأبلى في عودة الإمامة بعمان‪ ،‬والعقد على الإمام الخليلي بلا حسنا‪ ،‬وكان الإمام‬ ‫بعد ما فقد المسلمون‬ ‫يجله ويعظمه‪ 6‬ويعتمد على كثير من آرائه ويستخلفه على نزوى‬ ‫شيخ الإسلام العلامة أيا مالك‘ ويقوم بالخطبة والصلاة في الجمعة‪ ،‬حتى انتقل إلى‬ ‫رحمة الله‪ ،‬فشيع جنازته جم غفير مع الإمام‪ ،‬بعد ما صلي عليه ودفن بنزوى ۔ رحمة الله‬ ‫عليه ۔ وكانت سنه بين الستين والسبعين‪ ،‬والدليل على ذلك ما ذكره عنه تلميذه القاضي‬ ‫سفيان بن محمد يقول‪ :‬كثيرا ما كنت أسمعه يقول هذه العشرة دقاقات الرقاب‪ .‬وقد ورد‬ ‫عليه سؤال نظماً‪ ،‬فأجاب عليه‪ .‬ومن جوابه‪:‬‬ ‫حال‬ ‫بعد‬ ‫حالا‬ ‫‏‪ ١‬لستون‬ ‫بي‬ ‫ترامت‬ ‫وقد‬ ‫لي وا لقريض‬ ‫فما‬ ‫تلامذته‪ :‬القاضي سفيان بن محمد الراشدي‪ ،‬والشيخ غالب بن علي الهنائي‪6‬‬ ‫وغيرهم كثير ‪.‬‬ ‫شيخان ‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫شيخه‬ ‫يخاطب‬ ‫شعره‬ ‫ومن‬ ‫لا ولا الين في أكف الهواء‬ ‫الجرباء‬ ‫ليس ودي ضامي‬ ‫في هواكم وصاحب الخنساء‬ ‫بل هواي أبو معاذ ثباتا‬ ‫الأدباء‬ ‫مناقب‬ ‫أتلقى‬ ‫لست أنسى لياليا كنت فيها‬ ‫أذكياء‬ ‫أئمة‬ ‫عن‬ ‫حوى‬ ‫ما‬ ‫ولسان الأستاذ يلقي علينا‬ ‫وجائي‬ ‫رفقاء الأستاذ ماض‬ ‫عن خليل وسيبويه الكسائي‬ ‫العزيز كالندماء‬ ‫وابن عبد‬ ‫وضمام‬ ‫ومسلم‬ ‫وربيع‬ ‫وماء‬ ‫ضال‬ ‫ما بين‬ ‫ومساء‬ ‫كم نياق الإيضاح تحدو صباحا‬ ‫عرض النيل ما مقام الضماء‬ ‫إن يصبها الضماعء أيام صيف‬ ‫نجل شيخان ذو الججا والذكاء‬ ‫وعمدتي وملاذي‬ ‫إن شيخي‬ ‫سوداء‬ ‫حلة‬ ‫فى‬ ‫وتجلت‬ ‫إن ألمت بساحتي معضلات‬ ‫‏‪ ١‬لضيا ء‬ ‫برد‬ ‫الاحدا د‬ ‫بت‬ ‫بعد‬ ‫وكسا مما‬ ‫عويصها‬ ‫منها‬ ‫حل‬ ‫‪٣٧٢‬‬ ‫حلت ما بين سادتي واللقاء‬ ‫طرد رضوى قارفت أمرا فظيعاً‬ ‫لو تناءت أشباحنا في الفضاء‬ ‫مُت بغيظ أرواحنا ما تناءت‬ ‫قد خلت من مواقف العلماء‬ ‫لهف نفسي ما بال نزوى بعصري‬ ‫أيها الدور أين أهل هوائي‬ ‫هذه دروهم فأين تخنوا‬ ‫نكاء‬ ‫ضوء‬ ‫وذكاء يفوق‬ ‫ظنني القوم أهل علم وفهم‬ ‫ما اجتهادي ما فطنتي ما ذكائي‬ ‫أوقفوني في خطة حيرتني‬ ‫في مجار من حادثات القضاء‬ ‫مدرسا ومسائي‬ ‫في صباحي‬ ‫ما لمثلي مواقف الخطباء‬ ‫وتكلفت أن أقوم خطيبا‬ ‫لا يحاكى ما حاك رب القباء‬ ‫هناك ثوب الثناء أحكم نسجاً‬ ‫نظماً ونثرا ‪.‬‬ ‫وفتاوى‬ ‫مناظيم‬ ‫وله‬ ‫قيام الإمام على الطو‬ ‫وفي شهر صفر عام ‏‪ ١٣٦٢‬جهز الإمام جيشا من الشعب يرأسه بنفسه‪ ،‬فخرج إلى‬ ‫الط‪ .‬ولم يستنهض الشيخين‪ :‬عيسى وسليمان‪ .‬والسبب الباعث لذلك‪ :‬أن أسرف‬ ‫السبوع ومن شايعهم من غوغاء بني جابر أهل الطوَ تلصصا وانتهاباً لأموال المسلمين‪ ،‬من‬ ‫منيعة لا يتوصل‬ ‫الباطنة وغيرها‪ ،‬وجعلوا الط مغارة لهم‪ ،‬لكونها محيطة بها الجبال‬ ‫إليها إلا بمشقة‪ ،‬ولا منفذ لها إلا من جهات مخصوصة‘ وغرهم بأسهم واطمأنوا إلى‬ ‫مغارتهم‪ ،‬وظنوا أنها تقيهم المحذور‪ ،‬وبقوا على إصرارهم حتى حكم الإمام الخليلي‬ ‫بهدر دمائهم‪ ،‬وأمر بالفتك فيهم‪ ،‬فقيّض الله من قام بالواجب‪ ،‬ففتك بأميرهم سعيد بن‬ ‫حيث يظن أن لا سبيل إليه‪ ،‬فقام أعوانه‬ ‫خلف المعروف بابن عيلة وقت الضحى‘ؤ‬ ‫يطلبون ثأره‪ ،‬فما زالوا يقلون ويقتلون‪ ،‬فرأى الإمام الخروج لقمع هذه الشرذمة الباغية‪.‬‬ ‫فأمر بهدم بيوتهم‬ ‫وفي يوم ‏‪ ٢٣‬من الشهر المذكور دخل الطو‪ ،‬فهرب الفساق واللصوص‬ ‫التي هي مأوى لبغيهم‪ ،‬وقطع نخيلهم‪ ،‬وأجلى من يقي بها من أعوانهم‪ ،‬وحمل على‬ ‫الأصفاد من احتاج إلى الأدب‘ ممن كان يساعدهم‪ ،‬وأرسل إلى رؤساء بتي حراص‬ ‫زهران بن محمد وأحمد بن ناصر‪ :‬أن يأتوا إليه بنتخل؛ لأنهم رؤساء على السبوع‪ ،‬وأراد‬ ‫من إلزام الرئيس أمر‬ ‫أن يحمملهم أمر الهاربين‪ ،‬وأن يكلفهم ذلك‘ كما هو الأمر الشرعي‬ ‫مرؤوسيه‘‪ ،‬فتثاقلوا عن الوصول في بادىء الأمر حتى تحقق عندهم تحركه على‬ ‫‪٣٧٣‬‬ ‫يراد منه‬ ‫لما‬ ‫إلى مسقط © وأذعن أحمد‬ ‫زهران‬ ‫عاصمتهم جما إن لم يمتثلوا ء فهرب‬ ‫ذلك الرقت ‪.‬‬ ‫الرستاق‬ ‫عامل‬ ‫هلال‬ ‫بن‬ ‫بواسطة السيد محمد‬ ‫يوما إلا التمر‬ ‫عشر‬ ‫التي لبث بها سبعة‬ ‫الغزوة‬ ‫في هذه‬ ‫وأنصاره‬ ‫للإمام‬ ‫ولم يكن‬ ‫والعوالث وهو سمك يابس يدخره العمانيون إداماً إذا عدم السمك‪ .‬وقد كان وقت هذه‬ ‫الطاحنة بين الدول‪.‬‬ ‫الحرب‬ ‫وقلة الأطعمة ‪ .‬بسبب‬ ‫لغلاء الأسعار‬ ‫الغزوة حرجا‬ ‫‪٣٧٤‬‬ ‫وفاة الشيخ العلامة ناصر بن راشد الخروصي‬ ‫وفي اليوم الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ‏‪ ١٣٦٢‬توفي الشيخ العلامة‬ ‫ناصر بن راشد الخروصي‘ صن الإمام سالم بن راشد‘ وكانت وفاته ببلدة مشايق من‬ ‫الباطنةث ودفن بها‪ ،‬وكانت وطن آبائه الفضلاء‪ .‬وقد استوطن هذا الشيخ بلد العوابي‬ ‫وسكن فيها لطلب العلم خرج هذا الشيخ إلى الباطنة لفصل أحكام بين أهلها‪ .‬فمرض‬ ‫بها وتوفي‪ .‬وكان كثيرا ما يرغب أن يدفن بجوار أبويهش فحقق الله أمله‪ .‬كان هذا الشيخ‬ ‫معروفا بالتصلب والشجاعة‪ ،‬من غير مبالاة لما أمامه من القوة‪.‬‬ ‫وكان من العلماء الأجلاء بعمان© وقور النفس‘ رقيق القلب‪،‬ؤ كثير الخشية كثير‬ ‫الصلاة‪ ،‬شديدا على المنافقين‪ ،‬فطّا عليهم‪ ،‬غيوراً في جنب اللهث جسوراً حديداً على‬ ‫السفهاء المارقين‪ .‬وكان من أعظم المؤازرين لأخيه الإمام سالم بن راشد؛ فإنه سعى‬ ‫جهده في تسديد دولته وتأييده‪ .‬وقد ولي لأخيه على الرستاق وما حولها ؤالعوابي وما‬ ‫اشتمل عليها‪ ،‬وبقي عاملا للإمام الخليلي دهرا على العوابي وتوابعها‪ .‬وعمل له على‬ ‫أزكى وعلى وادي المعاول ووادي الأبيض‪.‬‬ ‫نشأ ۔ رحمه الله ۔ منذ صغره في طلب العلم‪ ،‬وهاجر في طلبه إلى الشرقية‪ ،‬فتلمذ‬ ‫لنور الدين‪ ©،‬وقرأ عليه التفسير والحديث والفقه‪ ،‬وتردد مرارا إلى الشرقية بعد هجرته‬ ‫الأولى‪ .‬وكان حافظا كبيرا يكاد أن لا يفوته ما سمعه لكنه سريع الغضب‘ سريع‬ ‫الرجوع إلى الحق‪ ،‬كريما جواداً‪ ،‬لا يعرف قدر المال على قلة ما بيده‪.‬‬ ‫الخروصي ئ‬ ‫بن عثمان‬ ‫الشيخ خلفان‬ ‫الفقهاء‪:‬‬ ‫فمن‬ ‫عنه تلامذة كثيرون‪.‬‬ ‫تخرج‬ ‫بن حماد الخروصى ‏‪٥‬‬ ‫الخروصي ‪ 1‬والقاضي سيف‬ ‫والشيخ القاضي عبد الله بن محمد‬ ‫وابن أخيه‬ ‫بن ناصر الذهلي ئ‬ ‫والقاضي سليمان‬ ‫الخروصي ‪.‬‬ ‫بن محمد‬ ‫خلقان‬ ‫والقاضي‬ ‫غيرهم ‪.‬‬ ‫الشيخ العالم عبد الله ابن الإمام سالم ‪ .‬وكثير‬ ‫‪٣٧٥‬‬ ‫مقتل العلامة الرواف ودخول جعلان‬ ‫تحت الإمامة‬ ‫في ليلة الثامن عشر من شهر المحرم سنة ‏‪ ١٣٥٩‬قتل بجعلان الشيخ العلامة‬ ‫من آل‬ ‫الفاضل العفيف عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد‘‬ ‫الرواف© الذين هم من البيوت المعروفة بنجد‪ .‬ويتصل نسبهم بالرهبة من بني تميم‪،‬‬ ‫وعمره يوم قتل خمسة وستون عاماً‪ ،‬قتله بنو أبو حسن في بيته ظلما وعدوان‪ .‬في هدنة‬ ‫بينهم وجيرانهم‪ ،‬وعهد وذمة لم يرعوا حقها والله يقول‪« :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا‬ ‫فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدً له عذابا عظيمي وهذا ما كتبه إلى‬ ‫ابنه الشيخ سليمان بن عبد اللهك من ترجمة إبيه بتصرف فيه‪ ،‬ولد ببلدة بريدة من القصيم©‬ ‫في عام ‏‪ ١٦٩٣‬ه كان هذا الشيخ ذا شيبة في الإسلام عالماً عاملاًك على مذهب الإمام‬ ‫أحمد بن حنبل©‪ 6‬عرف بالإنصاف في أعماله وأقواله وعدم التعصب‪ .‬وكان من الرجال‬ ‫البارزين في ميادين الحياةإ فهو بليغ إن خطب أو تكلم‪ ،‬سديد الرأي إن ادلهم الخطب‪،‬‬ ‫شجاع إذا اختلط الغبار بالدخان‪ ،‬كريم لا يرى للمال وزن‪ .‬صريح لا يعرف المداجاة‪.‬‬ ‫جادا لا يعرف الهزل ولا يقبل الضيم ولا يرضى بالظلم مهما كانت صفة الظالم ‪.‬‬ ‫قرأ في شبابه على الشيخ العلامة إبراهيم بن حمد الجاسر من أهالي بريدة‪ ،‬ثم‬ ‫سافر إلى سوريا ومصر سعيا وراء الرزق‪ ،‬ثم أقام بدمشق ثلاث سنين©‪ ،‬عكف فيها على‬ ‫مطالعة الكتب في مكاتبها‪ ،‬وقرأ على علمائها‪ .‬ونسخ كثيرا من الكتب الموجودة (بمكتبة‬ ‫الملك الظاهر) ويبلغ ما نسخه بيده وما نسخ له عشرين مجلدا‪ .‬وكان مولعا بجمع‬ ‫الكتب‘ وقد جمع مكتبة ضخمة تعتبر أكبر مكتبة في بلاد القصيم بل في نجد‪ ،‬وهي‬ ‫باقية بأيدي أبنائه في بريدة إلى يومنا هذا‪ ،‬تحتوي على التفسير والحديث واللغة والأدب‬ ‫والتاريخ ‪.‬‬ ‫خرج وجماعته للدفاع عن بلادهم التي احتلها آل الرشيد فطردوه‬ ‫‏‪٦‬‬ ‫وفي عام‬ ‫منها‪ .‬وفي العام نفسه غادر بلاده إلى المدينة المنورة‪ ،‬وأقام بها سنتين‪ ،‬وقرأ على علماء‬ ‫له المقام‬ ‫الإدريسي ‪ 4‬فلم يطب‬ ‫لما كانت تحت‬ ‫الحرم النبوي ؤ ثم غادرها إلى عسير‬ ‫بها‪ .،‬لما رآه من الشعوذة والمساخر التى تخالف الديانةش فكان ضده‘ ونبه الناس على‬ ‫فأراد أن يبطش به ففطن لكيده‪ 6‬فركب البحر إلى عدن‘ ثم إلى المكلا عاصمة‬ ‫ذلك‬ ‫‪٣٧٦‬‬ ‫فكان لقيامه أثر حسن بقدر ما يستطيعه‬ ‫‏‪ ١٣٢٩‬فأقام بها ست عشرة سنة‬ ‫القعيطي سنة‬ ‫فرد غريب‘ وتولى القضاء بها في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي{ وكان يقضي‬ ‫مذهب الإمام الشافعي‪ ،‬وهو حنبلي المذهب‘ مما دل على سعة علمه‪ ،‬ثم خرج إلى‬ ‫سقطرى الجزيرة المشهورة بالمحيط الهندي‪ ،‬فأقام بها سنة داعياً مرشدا‪ .‬وفي سنة ‏‪١٣٤٦‬‬ ‫توجه إلى عمان‘ وأقام بمسقط سنتين أو أكثر‪ ،‬فأكرم السلطان تيمور بن فيصل وفادته‪،‬‬ ‫وأحسن جواره ويرعى له حق علمه‪ ،‬واستصحبه إلى ظفار‪ .‬وفي سنة ‏‪ ٤٨‬۔ ‏‪ ١٣٤٩‬خرج‬ ‫إلى جعلان بدعوة من أمرائها الشيخين‪ :‬محمد بن ناصر وعلي بن عبد الله‪ ،‬فاتخذوه‬ ‫مفتياً وقاضياً ووزيرا ‪ 4‬يعتمدون على أقواله‪ ،‬ويستشيرونه في نوازلهم‪ .‬وكان يضرب به‬ ‫المثل في النزاهة والصراحة لا يجامل الأمير‪ ،‬ولا يغتفر زلة الوزير ا ه‪.‬‬ ‫خرج الأمير علي وأكثر أهل البلد في موسم الربيع إلى النزهة‪ ،‬كما هي عادتهم‪6٧‬‏‬ ‫ولم يبق بالبلد إلا أفراد من الناس وهذا الشيخ‪ ،‬فوجد المتآمرون فرصة لغرضهم‪،‬‬ ‫فخرجوا ليلا‪ .‬وفتكوا به وسكت الأمير العلوي إلى انتهاء أجل الهدنة فتحزب الحسون‬ ‫وافترقوا شيعاً‪ ،‬فكانت فتنة شعواءء سفكت بها دماء أبرياءء وأكلت الحرب كثيرا من‬ ‫رجال المتآمرين وأموالهم‪ 6‬وأسرف الأمير في سفك دمائهمإ والله يقول‪« :‬ومن قتل‬ ‫مظلوما نقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصور ولم يرفع الأمير‬ ‫الحرب عنهم إلى أواخر شهر جمادى الآخرة من عام ‏‪ ١٣٦٣‬ولما ضاق الخناق عليهم‪،‬‬ ‫التجأ المتآمرون إلى الشيخ عيسى بن صالح‪ ،‬يطلبون منه التوسط‘ وبزعمهم أنهم يؤدون‬ ‫الأحكام‪ ،‬فكتب الشيخ للإمامث‪ .‬وكشف له الأمرث وطلب منه المساعدة لرتق الفتق‬ ‫وحسم النزاع‪ ،‬فخرج الإمام من نزوى إلى بديةث وعسكر بها؛ وطلب وصول عبد الله بن‬ ‫سعيد الصواعي رئيس المتآمرين‪ ،‬فحضر فقال له‪:‬‬ ‫الإمام‪ :‬تطلب منا المساعدة‪.‬‬ ‫عبد الله‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫الإمام ‪ :‬انصف من نفسك أولا‪.‬‬ ‫عبد النه ‪ :‬بماذا؟‬ ‫الإمام‪ :‬أحضر الفتاك في العلامة الرواف‪.‬‬ ‫‪٣٧٧‬‬ ‫عبد الله ‪ :‬لا استطيع‪.‬‬ ‫في أمرك ‪.‬‬ ‫ينظر العلماء‬ ‫أولا حتى‬ ‫إلى السجن‬ ‫اذهب‬ ‫الإمام ‪:‬‬ ‫عبد الله ‪ :‬ماذا فعلت حتى أسجن‪.‬‬ ‫لبغيكم في قتله‪.‬‬ ‫ا لا ما م ‪:‬‬ ‫عبد الله‪ :‬هل ترى غير ذلك؟‬ ‫الإمام ‪ :‬يجب أن ينصف الإنسان من نفسه أولا‪ .‬وبعد ذلك تخاطب الأمير العلوي©‬ ‫فعند ذلك أثر عبد الله الشنشة قائلا‪ :‬إن كانت مساعدتكم بهذه الطريقة سأنظر في أمري‪.‬‬ ‫تركه الإمام وشأنه" لان جعلان لم تكن ذلك الوقت تحت سيطرته ‪.‬‬ ‫على أثر خروج الإمام من بدية إلى نزوى‪ ،‬وصل السلطان سعيد (صور) وكنت قد‬ ‫فاجتمعت بالشيخ عيسى بن صالح الطيواني رئيس قضاة مسقط ‪،‬‬ ‫خرجت إليها لحاجتي©‬ ‫وطلب مني زيارة السلطان في بيت ناصر بن محمد ولد فنه‪ ،‬فاستأذنت عليه‪ ،‬وأخلى‬ ‫مجلسا ما حضره إلا هذا القاضيك فجعل القاضي يبحث بحضرته عن وصول الأمام‪٠‬‏‬ ‫وماذا صنع بين عبد الله بن سعيد‪ ،‬والأمير العلوي وكيف رجع ولم يتم أمرهم‪ ،‬فما كتمته‬ ‫شيئا‪ .‬وأخيرا إنه جعل بينهم هدنة أربعين يوماً؛ لأن هذا ليس من لازم الإمام‪ ،‬إنما‬ ‫توسط بينهم حقنا للدماء‪ ،‬وما رأى أن يضغط أحد الخصمين؛ لأنهما تحت رعاية‬ ‫السلطان‪ .‬حينئذ تكلم السلطان قائلا‪:‬‬ ‫السلطان‪ :‬لا نسمح بذلك‪ ،‬ولا نعتذر من مساعدتهم‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬لذلك تأخر الإمام‪ .‬ولكن الناس ناظرة الآن فيما يعمله السلطان‪ .‬وهذا‬ ‫الامير العلوي نزل (بشياع) وغرة غد يصبح عندك فيلزم أن ترغمه على الصلح؛ فإنه لا‬ ‫يقدر أن يمتنع إن أرغمته‪ ،‬وإن أحببت أن أبلغه عنك فإني حاضر‪.‬‬ ‫السلطان‪ :‬إن آباءنا منذ قديم الزمان لم يتعرضوا بين أهالي جعلان إلا بالصلح أو‬ ‫الهدنة ‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬إذا لم يكن لك زيادة فضل على ما عمله الإمامء فسكت ساعة‪ ،‬ثم‬ ‫قلت‪ :‬وهل يكفى ذلك منك وعبد الله قَتَلَ العلامة الرواف بأمرك‪ ،‬والآن نشبت به‬ ‫‪٣٧٨‬‬ ‫هنا غضب السلطان وتغير وجهه‪ ،‬حيث أسأت الأدب فى الخطاب ولكنه‬ ‫مخالب عدوه‬ ‫حلم عني سياسة‪.‬‬ ‫السلطان‪ :‬أنا آمر بقتل العلماء ‪.‬‬ ‫الجواب‪ :‬إن كان لم يبلغك فلا أكتمك هذا خبر مستفيض‪ ،‬فإما أن تولي عبد الله‬ ‫ولاية بعيدة من بلاده‪ 5‬أو تأمره أن يسكن ظفار وإلا فما دام بجعلان فالأمير العلوي لا‬ ‫يتركه‪ .‬وهنا رأي آخر‪ :‬تكتب للشيخ عيسى‘ يتوسط في الأمر‪ ،‬وتساعده بالمال© والإمام‬ ‫يساعده بالرجال‪ ،‬فإن الحرب أكلت المسارير وهم جماعتهء فسكت عني‘ وأتى بالقهوة؛‬ ‫فاستأذنت للخروج واجتمعت في عصر ذلك اليوم بالقاضي عيسى فقال‪ :‬تعال أخبرك لما‬ ‫خرجت عنا‪ .‬قلت للسلطان‪ :‬أعجبك كلام الرجل؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ولكنه لا يحترم‬ ‫المجلسك© قلت‪ :‬فهل قال غير الحق فإنه أصدقك بصراحة‪ .‬قال‪ :‬والحق كله يقال أليس‬ ‫للمجلس حق‪.‬‬ ‫ثم عمل بهذا الرأي بواسطة حمد بن سليمان الحارثي‪ ،‬فكانت نفقة الشيخ عيسى‬ ‫وجماعته تجرى من مادة السلطان‪.‬‬ ‫استحرَت الحرب ثانية‪ .‬وصعب الأمر‪ ،‬وعجز المتآمرون عن المقاومة‪،‬ء فكان‬ ‫جيرانهم وجماعتهم عونا لخصمهم وعيناً‪ ،‬يدلون على عوراتهم عقوبة من الله؛ فضجروا‬ ‫ورأى عبد الله أن لا محيص من قبول الحق فاعتنق الشيخ عيسى مرة ثانيةش فاستعان‬ ‫الشيخ عيسى بالإمام‪ .‬لعلمه أن الحسون لا يوافقونه إلا بالضغط وضغطهم لا يكون إلا‬ ‫من قادر‪ ،‬هذا في جانب الحسون‪ .‬ثانيا‪ :‬إن في مقابلته بني بو علي© وهم بالنسبة إلى‬ ‫رؤساء عمان حكومة أكبر من إحدى إمارات الساحل الكبرى‪ .‬خرج الإمام عن نزوى‪6‬‬ ‫وكتب للأمير العلوي بما جاء لأجله وكان خروجه من بدية في يوم ‏‪ ٢٧‬جمادى الآخرة‬ ‫عام ‏‪.١٣٦٣‬‬ ‫وأقام ببلاد الحسون‪ ،‬وأصلح شأن الفريقين© وانطفت النائرةء وتكفل الأمير العلوي‬ ‫في ذلك‬ ‫عنهم ‪ 6‬والسائل لهم ) وصدرت‬ ‫الغافرية ۔ إنه المسؤول‬ ‫طاعته من‬ ‫بمن تحت‬ ‫الاتفاقيةش ووقع الكل عليها‪ ،‬فبقيت بلاد الحسون وتوابعها تحت طاعة الإمام‪.‬‬ ‫معاهدات‬ ‫فلبى دعوته } وطلب‬ ‫بلاده‪٥‬‏‬ ‫من‬ ‫البورسعيدي‬ ‫عيسى لمحمد بن هلال‬ ‫وأرسل الشيخ‬ ‫الشيخ عيسى من الإمام أن يكون محمد والي على جعلان‘ فما رأى الإمام ذلك‪٠‬‏ ثم ولى‬ ‫‪٣٧٩‬‬ ‫الشيخ محمد بن زاهر الهنائيث وترك عنده الشيخ سفيان بن محمد الراشدي قاضياً‪ .‬ولما‬ ‫دخلت الوادي‪ ،‬والكامل تحت السلطان‪ ،‬سأل السلطان الشيخ عيسى في إخراج‪ :‬محمد بن‬ ‫زاهر منها‪ ،‬واعتذر له أنه قعد عن أمر الإمام‪ .‬ولا يمكن إخراجه‪ .‬أجاب السلطان‪ ،‬إنكم‬ ‫ما خرجتم عني لتتركوا والي‪ ،‬إنما خرجتم مصلحين‪ ،‬فأجابه الشيخ أن الإمام ما قبل إلا‬ ‫أن يجعل بها واليا ‪ 3‬وأنت تعرف أني لا استطيع إتمام ما طلبته مني إلا بالإمام‪ ،‬والقبائل‬ ‫تعترف للإمام‪ ،‬ولا تسلم لنا ما تمتثله في حقه‪ ،‬فكان بينهم كلام أغلظ فيه القول‪ ،‬وبقيت‬ ‫جعلان الحسون تحت الإمامة حتى تم أمر عمان للسلطان‪.‬‬ ‫ترجمة أبي زيد‬ ‫في اليوم الثالث من شهر رجب بعد العصر سنة ‏‪ ١٣٦٤‬توفي الشيخ العلامة الفاضل‬ ‫أبو زيد عبد الله بن محمد بن رزيق بن سليم الريامي الذي هو من أولاد راشد بن‬ ‫سالم بن مصعب بن ريام وأولاد راشد من أكبر فخوذ بني ريام‪ ،‬وأكثرهم عددا وإذا أطلق‬ ‫في الصكوك فلان بن فلان الريامي‪ ،‬فهو من أولاد راشد عرفاً مطرداً‪ ،‬وبقية بني ريام كل‬ ‫ينسب إلى فخذه مقيد بهؤ لا ينسب ريامي إلا في الجملة التي تعم بتي ريام‪.‬‬ ‫‏‪ .١٣٠١‬قيل‪ :‬إنه ولد‬ ‫ولد أبو زيد ليلة خامس والجمعة من شهر رمضان سنة‬ ‫بتنوف‪ ،‬وقيل‪ :‬بأزكى ‪.‬‬ ‫نشأ أبو زيد بأزكى‪ ،‬ثم انتقل أبوه وعمه إلى إبرا من الشرقية‪ ،‬يعلمان القرآن‬ ‫العظيم‪ .‬فمات أبوه بها‪ ،‬ونشأ في حجر عمه ثم انتقل إلى أزكى‪ ،‬واتخذها وطناً‪ .‬أما‬ ‫وطن آبائه وأجداده فبلدة تسمى العين في أعلى الجبل الأخضر‪ .‬انتقل منها جذه سليم إلى‬ ‫أزكى‪ ،‬فولد له محمد وسالم فنشآ بالحارة المعروفة بالنزار خاصة‪ .‬تزوج محمد أم أبي‬ ‫زيد من تنوف من أولاد حمير من النباهنة؛ قوم شهروا بالبسالة ‪.‬‬ ‫رحل أبو زيد إلى الشرقية لطلب العلم‪ ،‬فتلمذ لنور الدين السالمي‪ ،‬فأخذ عنه‬ ‫أصول العربية‪ .‬وأصول الفقه وفروعه‪ ،‬وصار من أكبر تلامذته‪ ،‬وأكثر تساويد نور الدين‬ ‫بخطه‪ ،‬وذلك لملازمته إياه ولقدره عنده‪.‬‬ ‫‏‪ 0١٣٢٨‬وعقد مجلسا للتدريس بمسجد‬ ‫رجع أيو زيد إلى وطنه أزكى عام‬ ‫الحواري‪ ،‬فأخذ عنه جم غفير أكبرهم الشيخ العالم محمد بن سالم الرقيشي الريامي ‪.‬‬ ‫أمر أبو زيد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬في وقت الكتمان فما قصر في‬ ‫شيء ا طاقته ‪.‬‬ ‫تآليف أبي زيد ۔‪ :‬كتاب في النحو‪ .‬كتاب في مناسك الحج‪ .‬وسؤالات‬ ‫المشكلات فيما أشكل عليه من الأثر حال قراءته على نور الدين© فسمي حل مشكلات‬ ‫ابى زيد ۔‬ ‫‪٣٨١‬‬ ‫وَلِيَ أبو زيد للإمام سالم بن راشد الخروصي القضاء على أزكى لما كان الشيخ‬ ‫حمدان بن سليمان واليا عليها‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٣٤‬وتوفي الإمام‬ ‫ثم ولي أبو زيد للإمام سالم بلدة بهلا في شهر شعبان سنة‬ ‫سالم وهو وال عليها‪ ،‬ثم أقره الإمام الخليلي على عمله‪ ،‬فبقي عاملا للإمامين متقلداً‬ ‫وظيفتي الولاية والقضاء ثلاثين عاما إلا شهرا كاملا‪ .‬أجرى في ولايته العدل والمعارف‬ ‫الإسلامية ‪ .‬ورة شوارد القلوب الخائفة من اضطهاد الظلمة إلى أوكارها‪ ،‬وعاش إلى أن‬ ‫توفي‪ 0‬والمسلمون عنه راضون‘ وله مؤازرون‪ ،‬ولم يكن للإمامين عامل يستحق الثناء ما‬ ‫يستحقه أبو زيد‪.‬‬ ‫سبب وفاته جراحة أصابته في ساقه“‪ 5‬وما زالت تعظم‪ ،‬ولا يطلب لها دواء بل‬ ‫يكبسها بالتراب‪ ،‬راجيا أن يكون ممن دخل تحت عموم الحديث النبوي‪ .‬وكان يفصل في‬ ‫الأحكام ويقضي حوائج الناس‪ ،‬وهو بهذه الحالة‪ .‬حتى عجز عن الخروج لقفصل‬ ‫الأحكام" فاستأجر من يحمله لمجلس الحكم للفصل بين الناس‪ ©،‬ولقضاء حوائج‬ ‫المسلمين طالباً للأجر ‪.‬‬ ‫وتوفي ببهلا‪ ،‬ودفن بها‪ ،‬وقبره معروف‪.‬‬ ‫كان ۔ رحمه الله ۔ ملازما للاعتكاف مدة عمره‪.‬‬ ‫شهر ۔ رضي الله عنه ۔ بكتابه التعاويذ القرآنية‪ ،‬وشفي أناس ببركته‪ ،‬من الجان‬ ‫والجنون‪ ،‬والأمراض العسرة‪ .‬يخرج أيام إمارته على بهلا ويبرين وتوابعهما حافيا هضماً‬ ‫للنفس ذهابا وأياباً‪.‬‬ ‫يخرج عند العسكر لجمع الحطب©‘ للوازم الحصن‘© فيساعدهم بيده‪.‬‬ ‫يخرج الطحلب من سواقي بيت المال بيده‪.‬‬ ‫يخرج في البلاد ليلاً ونهارا منفردا‪ .‬يجس البلاد‪ .‬وقد عرف بالبسالة‪ .‬وشهر‬ ‫بالشجاعة أكثر أكله الخبز والقاشع‪.‬‬ ‫يجلس على التراب وأحيانا يفترش قطعة من الجواني المعروفة هنا بالخيش‪ ،‬وقت‬ ‫الحكم في جلوسه للناس‪ .‬كان إدام بيته في كل يوم نصف رطل يأخذه من بيت المال‪.‬‬ ‫اشترى من فضلة أموال المساجد أموالا لها‪.‬‬ ‫قام بشراء الآلة الحربية من السلاح والرصاص للمسلمين‪ ،‬فوجد يعد موته في خزانة‬ ‫‪٣٨٢‬‬ ‫بيت المال فوق القدر المظنون‪ ،‬ثم لعبت به أيدي العمال الذين استخلفوا بعده‪ ،‬اشترى‬ ‫كثيرا من كتب العلم ‪.‬‬ ‫وادخر فيهما ما تحتاجه الحصون عند الحاجة‬ ‫يبرين‪0‬‬ ‫وحصن‬ ‫بهلا‪8‬‬ ‫عمر حصن‬ ‫استأجر من‬ ‫ادخر نصيبا وافر من الأطعمة والأقمشة والعطور والبذور للتجر لبيت المال‬ ‫يقطع نجد الحديد بين نزوى وبهلا‪.‬‬ ‫أمر بحفر المقابر وكسوة فقراء الأموات والأحياء من بيت المال‪.‬‬ ‫جعل عاملا يشتغل بالدلاء والحبال للآبار في القفار ‪.‬‬ ‫عمر في بهلا وقت القحط ثلاثين بثرآ للزجر‪.‬‬ ‫قام بخدمة ساعد فلج الجزيين أحدهما الحديث‘ وهو الشرقي‪ ،‬والآخر المحيول‪،‬‬ ‫وهو الغربي‪ .‬وقد أثبت هذا الساعد الغربي الإمام الخليلي حكما بين أهل علاية بهلا‬ ‫والسفالة منها‪ 5‬فأنفق أبو زيد في خدمة هذا الفلج مائة ألف قرش وأربعين ألف قرش©‬ ‫صرف عمان عبارة عن أربعمائة ألف روبية هندية وتسعين ألف روبية ‪.‬‬ ‫أحدث ساعد الفلج المحدث وأدخله به‪.‬‬ ‫أحدث ساعد الفلج الميتا‪ .‬وأدخله بها‪٫‬‏ وصرّج سواقيه؛ من حارة الخضر إلى سور‬ ‫السفالة‪ .‬كل السواقي الجوائز والفروع‪.‬‬ ‫استأجر وقت الممخل لأموال بيت المال وأموال الأوقاف في كل يوم أربعة وثلاثين‬ ‫يقعدها‬ ‫الماء‬ ‫الفضلة من‬ ‫ورفقاً بالرعايا ‏‪ ٤‬لان‬ ‫خشية فوات أموالها ‘‬ ‫لها‬ ‫ترجر‬ ‫مبخوراً ‪0‬‬ ‫رفقاً بهم ‪.‬‬ ‫الأهالي‬ ‫على أهلها من‬ ‫وتصدق‬ ‫ومندوب‘\©‬ ‫ومستحب‬ ‫واجب‬ ‫من‬ ‫قام بمصالح البلاد وأهلها‬ ‫الضعقاء‪ ،‬وأنقذهم من الحاجة‪ ،‬وسهل المنافع للأهالي الأغنياء والضعفاء‘ وتحمل‬ ‫المكاره‪.‬‬ ‫لم يقبل هدية من أهل ولايتهش حتى إنه امتنع من شرب الماء من بيوتهم‪.‬‬ ‫زرع السكر لبيت المال‪ ،‬وما رضي أن يأكل منه تعففاً‪.‬‬ ‫‪٣٨٢٣‬‬ ‫أحسن إلى المتعلمين© ونشر العدل والعلم‪ ،‬وقام بالتدريس وقت فراغه‪ ،‬فوق ما‬ ‫المال ‪.‬‬ ‫بيت‬ ‫وأصول‬ ‫وأموالها ‪6‬‬ ‫المساجد‬ ‫وعمر‬ ‫عليه من الاشتغال ‏‪٠‬‬ ‫هو‬ ‫غرس من نوع نخلة الخلاص ببهلا خمسمائة نخلة لبيت المال‪ .‬ومن جملة أنواع‬ ‫النخل الباقى لبيت المال سبعة آلاف نخلةث كل ذلك ببهلا دار ولايته‪.‬‬ ‫أحيى كل موات كان حشرياً ببهلا‪.‬‬ ‫عمر في سور بهلا بسبعين ألف قرش صرف عمان‪.‬‬ ‫أنفق على قتل الهوام والحشرات والسباع من بيت المال‪.‬‬ ‫وبالجملة فإنه الفرد المنقطع القرين في عمال اللإمامين‪ ،‬أحسن السيرة في ولايته©‬ ‫وعدل في أحكامه‪ ،‬وساس ولايته بأقوم سياسة‪ ،‬ورتب العمال والقضاة والعسكر من‬ ‫الأمناء‪ .‬وتركهم في النقط المهمة ومراكز العمران‪ ،‬وفق رغبة إمامه بحيث لم ينكر عليه‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫في رضاء‬ ‫وأدركته المنية والمسلمون‬ ‫ولايته ئ‬ ‫مذة‬ ‫شيء‬ ‫ضجة‬ ‫فكانت‬ ‫المالية ‪6‬‬ ‫الهنائي إدارة‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫طالب‬ ‫الشيخ‬ ‫‏‪ ١٣٠‬تقلد‬ ‫وفي عام‬ ‫الهنائي ‪ .‬فطلبا من‬ ‫وزاهر بن غصن‬ ‫سليمان بن حمير©‪،‬‬ ‫العمانيين © وفي مقدمتهم الشيخان‪:‬‬ ‫والتنافس مستمر ©‬ ‫الإمام إعفاء طالب من هذه الوظيفة فلم يسعقهما ‪ .‬بقي طالب عليها‪،‬‬ ‫وفرض للإمام شيثاً نزرا اكتفى به وإن لم يكفه‪ ،‬فكان القضاة قسمين‪ :‬من رضي على‬ ‫طالب كان في جنبه؛ ومن غضب عليه عنف الإمام على رأيه‪ .‬وقد غلب على الإمام‬ ‫فتضاءل‬ ‫أخواتها ‪.‬‬ ‫كافية دون‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫وواحدة‬ ‫المساعد‬ ‫والشيب والعجز وعدم‬ ‫المرض‬ ‫وأن‬ ‫عندله "©‬ ‫يكونوا‬ ‫الله أن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أخيه‬ ‫بنو علي‬ ‫فرأى‬ ‫وأكثر برواته ترد ‪.‬‬ ‫المالية ‏‪٠‬‬ ‫في‬ ‫نفوذه‬ ‫يحفظوه ويحافظوا عليه‪ ،‬فقرروا اجتماعهم بنزوى وإذا خرجوا ينوب الآخر مكان أخيه‬ ‫والوقت قريب حتى توفي ۔ رحمه الله ‪.‬‬ ‫وكان قد استحلف عبد الئه بن الإمام سالم منذ أمد طويل‪ .‬ولا شك أن بعضهم لا‬ ‫يرى ذلك‘ ولكل نظر‪ .‬واجتهد أبناء الشيخ الخليلي عبد الله وهلال في استبدال الشيخ‬ ‫لها من‬ ‫يرٹى‪.‬‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫والإمام‬ ‫الراشدي ‪6‬‬ ‫بن محمد‬ ‫القاضي سفيان‬ ‫وساعدهم‬ ‫منه ©‬ ‫غالب‬ ‫فكتب عنه الشيخ سفيان استخلافه للشيخ غالب‪ ،‬ورجوعه من استخلافه لعبد‬ ‫الضعف‪.‬‬ ‫ويقول أحمد‪:‬‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫بن عيسى على الإمام ذلك‬ ‫أحمد بن محمد‬ ‫الله ابن الإمام ‪ .‬ودخل‬ ‫‪٣٨٤‬‬ ‫إنه كلم الإمام معارضا له في استخلاف الشيخ غالب قائلا‪ :‬إنك فتنت العمانيين بما‬ ‫كتبته‪ ،‬وإن الأنصار لا يرضونه إماماً لهم‪ .‬أجابه‪ :‬لم أرد فتنتهم‪ ،‬إنما أريد جمعهم على‬ ‫الهدى‪ .‬فإن كان كما قلت فإني راجع عما كتبته ويقول أحمد‪ :‬إنه خرج عنه ليحضر‬ ‫منصور القاضي وغيره من القضاة‪ ،‬فيكتبوا نقضه لذلك العهد‪ ،‬فمنع من الدخول عليه عند‬ ‫رجوعه إليه‪.‬‬ ‫أخبرني عبد الله بن علي الخليلي أن الإمام أخبره بمقالة أحمد‪ .‬ويقول‪ :‬قلت له‪:‬‬ ‫صدق أحمدا إن الفتنة قائمةش‪ .‬ولهذا نحن نحب أن يكون خليفة نرجع إليه‪ ،‬لئلا نفشل‬ ‫بعدم الاجتماع ولا نجتمع إلا عن رأيك‪.‬‬ ‫يقول هلال بن علي‪ :‬إن الإمام أوصى إليهم‪ :‬أن هذه الحصون وما بها أمانة في‬ ‫أيديكم ‪ .‬ولا نصيب لكم فيها‪ .‬فإذا اجتمع المسلمون على إمام‪ ،‬فسلموا إليهم أمانتهم‪.‬‬ ‫قلت له‪ :‬فإن لم يجتمعوا‪ .‬قال‪ :‬أحضروا عبد الله ابن الإمام سالم‪ ،‬وسلموها له‪ ،‬وقد‬ ‫برئتم ‪.‬‬ ‫بحثت بعض أعوانه هلال بن علي وأصدقائه عن اجتهاد هلال في تقديم الشيخ‬ ‫غالب لأي شيء‪ ،‬مع علمنا أن حقيقته تخالف ذلك‘ وما يعرفه من نفور غيره منه‪6‬‬ ‫أجاب‪ :‬إنه يجب أن ينتقم منه‪ ،‬لتقتيره على أبيه‪ ،‬وتفنيده لهش واعتراضه لكثير من أوامره‪6‬‬ ‫ويرى عبد الله أن ابن الإمام‬ ‫فهو لا يصل إلى غرضه فيه إلا بتصدره في هذا المنصب‪.‬‬ ‫سالم من عشيرته‪ ،‬ولا يجب أن يناله سوء من العمانيين‪ .‬كيف وقد ضجر العمانيون من‬ ‫العدل وملوا بقاءه‪ ،‬وداخلتهم الأهواءث ولا مناصر لعبد الله إن تصدر وإن مسقطاً‬ ‫فتحت فاها لالتهام المركز الرئيسي‪ .‬ولو كانت استطاعة لهذا الشيخ لأصر أن تكون هذه‬ ‫الحصون تحت يده‪.‬‬ ‫كتب الشيخ سفيان ورقة الاستخلاف للشيخ غالب‪ .‬وكتب القضاة عليها القبول‪6‬‬ ‫وأبى الشيخ سليمان بن حمير من الموافقة في ذلك الوقت‪ ،‬فحذره أصدقاؤه ورغبوه‪6‬‬ ‫وخوفوه العاقبة‪ .‬وما كان قبوله عن رغبة إلا أنه حاذر أن يتهدم السور‪ ،‬فيخرب زرعه‪،‬‬ ‫وما كان ذلك الوقت يوجد من هو أهل للإمامة بعمان© ويستحق أن يقدم على المسلمين ‪.‬‬ ‫والشروط المرعية بالكتب الشرعية غير متوافرة في شخص يعرف©‬ ‫إنها الإمامة العظمى©‪،‬‬ ‫`‬ ‫بيل لو وجد لما قيلها؛ لأن المغرضين لعبوا بالدولة لعبا فاضحا‪...‬‬ ‫‪٣٨٥‬‬ ‫نبضة الاعيان ۔ م‪٢٥ ‎‬‬ ‫‏‪ ١٣٧١‬ووصول ابن عطيشان‬ ‫حوادث سنة‬ ‫إلى البريمي‬ ‫في عام ‏‪ ١٣٧١‬أنفذ جلالة الملك المعظم عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل‬ ‫سعود‘ تركي بن عبد الله العطيشان الوهبي التميمي‪ ،‬من أهالي القصيم إلى البريمي ‪.‬‬ ‫وكان وصوله عصر يوم عيد النحر من السنة المذكورة‪ ،‬فاستقبله أهلها بالتبجيل والتعظيم ©‬ ‫وقدمت إليه وجوه العمانيين فأحسن إليهم وأجازهم‪ ،‬وفتح باب الضيافةث ورتع الضعفاء‬ ‫والأغنياء في كرامته‪ .‬وكان رجلا عظيماًث حسن السياسة جيد الفراسة‪ ،‬لين الجانب©‬ ‫يعرف أين يضع سهمه وفيم ينفق وقته؟‬ ‫كان من رأي الإنكليز قبل وصول الأمير السعودي‪ :‬أن تتخذ حاكم أبو ظبي‬ ‫زايد بن سلطان هدفا أساسياًث تتوغل به إلى داخلية عمان‪ ،‬وأن تكوى بناره مشاكلهاء‬ ‫حتى يسهل عليها خدع الشعوب‘ في وقت كان السلطان سعيد ضدها‪ ،‬فشجعت زايداً‪.‬‬ ‫وأمدته بالسلاح والعتاد والمال‪ ،‬وأضرم وكيلها الفتنة بين زايد وأهل دبي‪ ،‬زهقت فيها‬ ‫نفوس عزيزة على الطرفين‪ ،‬وتلف فيها كثير من المال‪ ،‬نشب في هذه الفتنة مخلب زايد©‬ ‫وفشلت سياسته الخرقاءء ولم تنجح الدولة في تعاليمها‪.‬‬ ‫فلم تصادف‬ ‫سعيد{‬ ‫نار بين الإمام الخليلي والسلطان‬ ‫وحاولت قبل هذا إشعال‬ ‫م‬ ‫قبولا‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وصل الأمير السعودي إلى البريمي‪ ،‬وصرح وكيل الدولة بالشارقة‪ :‬أنها أصابت‬ ‫لمقاومته ‪ .‬فكانت‬ ‫بجيشه‬ ‫بن تيمور‬ ‫سعيد‬ ‫السلطان‬ ‫لقدومه ئ وتقدم‬ ‫عمان‬ ‫تحركت‬ ‫حركته إلى صحار رأت الإنكليز أن هذه المقاومة السلطانية ضئيلة فى مقابلتها‪ .‬وأن هذه‬ ‫الحملة ستبوء بالفشل إن لم تعززها‪ ،‬فاحكمت خيوط المؤامرة‪ ،‬وسددت رأيها لتنفيذ‬ ‫الخطط‘© وهولت الموقف©“ وألزمت السلطان الرجوع إلى عاصمته‘ وإنها كفيلة بالأمر ©‬ ‫‪٣٨٦‬‬ ‫وقعدت بين الملك ابن السعود والعمانيين مقعد الحماية؛ عن توتر الحالة‪ .‬وخاطبته‬ ‫بالنيابة عن العمانيين‪ ،‬وتركتهم وراء الستار‪ .‬ونالت مرادها بما كانت لا تطمع فيه قريبا‪.‬‬ ‫فأحدثت محطة للطيران ببلد العين من البريمى‪ ،‬من بلدان زايدث وأقامت بها نقطة‬ ‫عسكرية وأنزلت بقلعتها قواد وضباطاً بصفة النيابة عن سلطان مسقط ‪ ،‬والحماية لحاكم‬ ‫أبو ظبي‪ ،‬وجمعت حكام الساحل ليكونوا ضد السعودية‪ ،‬ووعدتهم بالمادة والسلاح فما‬ ‫أسعفوا‪.‬‬ ‫أسندت مشكلة البريمي للحكم بمجلس الأمن‪ ،‬وضيقت على الأمير السعودي ©‬ ‫ورضينا أن تحكم فينا الإفرنج بما شاء ت ‪ 4‬وتركنا حكم محمد ية‪ .‬وأصبحنا كملوك‬ ‫الطوائف‪ ،‬كل واحد منا يزعم أنه سيد الآخرين فيهاجمهم موجها آخر طعنة إلى أخيه‪ ،‬في‬ ‫وما فينا نافذ البصيرة لسد الثلمة © وإفهام‬ ‫الذي يهددنا‪،‬‬ ‫وقت لم يبق فيه كبير قوة للسيل‬ ‫الامة ‪.‬‬ ‫‏‪ ٣‬بدلت الإنكليز عساكرها المحدقة بأمير‬ ‫وفي يوم سادس المحرم عام‬ ‫البريمي‪ ،‬وأطلقت عليه الرصاص ‪.‬‬ ‫وفي يوم التاسع والعشرين من ذي القعدة عام ‏‪ ١٣٧٣‬انحسم النزاع على منطقة‬ ‫‏‪ ٢١‬ذي‬ ‫‏‪ ١٥٢٧‬الصادر يوم الجمعة‬ ‫الحدود المختلف فيها‪،‬ث فنشرت جريدة أم القرى عدد‬ ‫الحجة‪ ،‬عنوان السفارة البريطانية جدة وحررت الشروط‘ والجواب عليها وعملت‬ ‫الحكومة السعودية على القيام بموجب الاتفاقية‪ .‬فانسحب ابن عطيشان‘‪ ،‬أمير البريمي إلى‬ ‫المملكة العريية‪ ،‬وبدلت الحكومة السعودية ممثلاً من طرفها الأمير عبد الله بن نامي©‬ ‫وأقامت الحكومة الإنكليزية ممثلاً من قبلها‪ ،‬بالنيابة عن سلطان مسقط‘© وحاكم أبو ظبي©‬ ‫بقي الممثلان خارج البلاد‪ ،‬بالجانب الشرقي من بلد العين متجاورين حتى ينحسم النزاع‬ ‫بالمجلس فزال الضغط الذي يعانيه الاهالي ‪ 3‬واستراح الكل©‪ ،‬ودخل الناس بعضهم مع‬ ‫بعض ۔‬ ‫قوات الدولة ‏‪ ١‬لانكليزية‬ ‫‏‪ ١ ٣٧٥‬هجمت‬ ‫عام‬ ‫الاول‬ ‫شهر ربيع‬ ‫وفي ليلة تاسع من‬ ‫بقيادة ضباطها على الواحة المتنازع فيها‪ ،‬بدون تقديم أي إنذارى والناس في أمن‬ ‫المجلس‬ ‫بالعدالة والإنصاف ‏‪ ٠‬رفضت‬ ‫تتسمى‬ ‫الغدر من دولة‪،‬‬ ‫ولا يرجون‬ ‫واطمئنان‪،‬‬ ‫‪٣٨٧‬‬ ‫وحكمه وراءهاؤ ولم يقم المجلس المحترم بحقه في هذا التعدي السافر ولا الدول التي‬ ‫أقعدته للإنصاف فما كان لهذا المجلس من حظ إلا الهوى والعجز‪.‬‬ ‫سلبت الدولة الأامن‪ ،‬وركبت المحجور‘ واضطرت رؤساء البريمي‪ ،‬مع جميع‬ ‫وجردتهم من سلاحهم وأموالهم ‪ .‬وما استطاعوا أن‬ ‫الأهالي ‘ للخروج من بلادهمث‬ ‫يحملوا أثواباً غير ما عليهم فحملتهم في السيارات ثم في السفن إلى المملكة العربية©‬ ‫وأوقعت بممثل السعودية ابن نامي‪ ،‬فأصيب بجراحه‘ وقتل من قتل من أعوانهء ومن أهل‬ ‫البلد‪٬‬‏ وحملته بالطائرة إلى حكومته‪ ،‬فصفا لها الجو‪ ،‬واستلمت البلاد بالقوة ‪.‬‬ ‫ثم فتحت عينها لاستلام بقية عمان‪ ،‬لما قطعت العلاقة بينها والدول العربية ©‬ ‫بالاستيلاء على البريمي‪ ،‬لأنها البلعوم الذي به يتنفسون‘ ولما عرفت أنها أمسكت على‬ ‫‏‪١٣٧٥‬‬ ‫خناقهم‪ 5‬أصدرت الهجوم على عبرى‪ ،‬ثم على نزوى فاحتلت في ربيع الآخر عام‬ ‫بواسطة الرؤساء الذين سهرت عيون آبائهم في استعادة مجدهم الباذخ‪ ،‬فهدموا ما شيد‬ ‫الآباء‪ .‬وبانحلالها انحلت عمان© وسقطت في الهوة بلا شيء «إن النه لا يغير ما بقوم‬ ‫حتى يغيروا ما بانفسهم» ‪.‬‬ ‫وحالنا مَششومة كما ترَى‬ ‫وعزة‬ ‫استتمامة‬ ‫لنا‬ ‫فهل‬ ‫والسيف بالشفرة يفضل العصا‬ ‫كل امرىء بفعله معتبر‬ ‫درى‬ ‫وليته‬ ‫السيل‬ ‫يحمله‬ ‫فرأيت غافلا‬ ‫عيني‬ ‫فتحت‬ ‫كأنه جزل الغضا وما وعى‬ ‫ونائماآ والنار في جثمانه‬ ‫ومزدرى‬ ‫خازياً‬ ‫بأن يعيش‬ ‫مفتخر‬ ‫بذلة‬ ‫وراضياً‬ ‫ظالمه من الرجا إلى الرجا‬ ‫ومؤمناً مستضعفاآيفزه‬ ‫وأرشد الآراء للحر الدوى‬ ‫متهما‬ ‫فى رأيه‬ ‫وعاقلاً‬ ‫أسعر ما كان إذا قلت خبا‬ ‫تخاله‬ ‫النعمة‬ ‫وحاسد‬ ‫بلقمة يلنها وهي الودى‬ ‫وبائعا لوطن فيه انتشا‬ ‫ترى‬ ‫كما‬ ‫مشومة‬ ‫وحالنا‬ ‫وعزة‬ ‫استمامة‬ ‫لنا‬ ‫فهل‬ ‫وهذا شيء ترومه الإنكليز من قديم‪ ،‬وقد صرح عنه (كرزن عام ‏‪ ١٨٩٢‬م) في‬ ‫حيث يقول‪:‬‬ ‫مجلد‪/٣‬‏ ص‪/٤٤٣/‬‏‬ ‫استدللت أن التفوق البريطاني قوي الدعائم‪ ،‬ونظام محبوب في مسقط‪ .‬أما عمان©‬ ‫‪٣٨٨‬‬ ‫‪:.‬انظر فيها بحق‪ ،‬كملحقة بريطانية‪ .‬فنحن ندفع إعانة مالية لحاكمها كما أننا نملي‬ ‫سياستها‪ .‬ولهذا يجب أن لا نسمح بأي تدخل أجنبي‪ .‬وليس عندي شك كثير‪ ،‬في أنه‬ ‫سيأتي وقت‘ بعد أن تنحني هذه الدويلات البدائية‪ .‬أمام حضارة مطبوعة بالصداقة‪.‬‬ ‫يصبح فيه من الضروري أن نقرض نفوذنا بشكل أكثر فعاليةء ويصبح العلم البريطاني‬ ‫يرفرف فوق قلاع مسقط ا ه‪.‬‬ ‫وفاة القاضي أبي الوليد‬ ‫وفي عصر هذا الإمام توفي الشيخ القاضي أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين‬ ‫ليلة الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ‏‪ ١٣٧٣‬وكان عاملاً عليها‬ ‫ببلدة المضيبي‬ ‫ثم للإمام الخليلي متقلداً لوظيفتي‬ ‫وأعمالها منذ خمس وثلاثين سنة للإمام الخروصي‬ ‫القضاء والولاية‪ .‬لما عرف من أهليته ودرايته ونباهته وعلمه‪ ،‬وأعفي أشهراً دون السنة©‬ ‫لقبه الإمام الخليلي شمس القراء‬ ‫ثم رد إلى عمله‪ .‬كان قارئا حسن النغمة‪ ،‬جيد الصوت©ؤ‬ ‫وداهية العلماء ‪.‬‬ ‫قرأ على سيدي الوالد نور الدين‪ ،‬وأخذ عنه العلوم‪ ،‬فكانت له يد كبرى في فنون‬ ‫العلم وقد رباه في بيته صغيرا‪ ،‬فنشأ وهو بمنزلة أحد أبنائه‘ لا يفرق في شيء‪ ،‬فكان‬ ‫مؤلفات نه © و ختصه‬ ‫من‬ ‫جمة‬ ‫عنه تساويد‬ ‫وكتب‬ ‫أكثر ‏‪ ١‬لأوقات‪.‬‬ ‫له في‬ ‫يقرأ عليه [ ويقرأ‬ ‫الله ‪ -‬وعنه‬ ‫_‪ .‬رحمه‬ ‫المشايخ‬ ‫فهر شيخ‬ ‫الله ‪6‬‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫حميد‬ ‫آل‬ ‫للمشا يخ‬ ‫بالمضيرب‬ ‫مدرسا‬ ‫جزيلة ‪.‬‬ ‫وعلوماً‬ ‫كثيرة ‪6‬‬ ‫دروسا‬ ‫أخذوا‬ ‫واستعملني الإمام الخروصي وإياه على المضيبي وأعمالها وسمد وتوابعها‪ ،‬فكنا‬ ‫ثم الخليلي ‪ .‬ولما استعفيت من العمل عام ‏‪ ١٣٣٩‬بقي أبو‬ ‫نعمل للإمامين‪ :‬الخروصي‬ ‫الوليد ۔ رضي الله عنه ۔ متقلداً للوظائف كافيا كافلاً‪.‬‬ ‫ولم‬ ‫للدولة ‏‪.٠‬‬ ‫إخلاصه‬ ‫من‬ ‫لما تيقنه‬ ‫ويشكر آراءه ‘‬ ‫كثيرا‬ ‫يحبه‬ ‫الخليلي‬ ‫الإمام‬ ‫وكان‬ ‫تستمله ا لأطماع المسقطية‪ ،‬ولا استفزته الأهوية كغيره من القضاة‪ ،‬ولا راغب في ذلك©‬ ‫مع أن كثيرا من الرؤساء عرض عليه ذلك فانتهره‪.‬‬ ‫وتقبل‬ ‫الله عنه{©‬ ‫سبباً لوفاته ‪ .‬عفا‬ ‫فكان‬ ‫في مخه‬ ‫بمرض‬ ‫قبل موته بعام‬ ‫أصيب‬ ‫أعماله‪.‬‬ ‫‪٣٨٩‬‬ ‫كانت له رسائل جمة وأجوبة مسائل نظما ونثرا‪ .‬وكان يقول الشعر وله قصائد‬ ‫طنانة في فنون متفرقة ‪.‬‬ ‫وقد رتب أجوبة الشيخ صالح بن علي وسماه‪« :‬عين المصالح في أجوبة الشيخ‬ ‫صالح! ‪.‬‬ ‫وفاة الإمام الخليلي رضي الله عنه‬ ‫لما أدركته المنية جمع إخوانه من العلماء والفضلاء‪ ،‬فقال لهم في جملة وصيته بعد‬ ‫الشهادتين ‪:‬‬ ‫"إن ديني الإسلام‪ ،‬ورأيي رأي المسلمين‪ ،‬ومذهبي مذهبهم ثم قال‪ :‬لا بل مذهبي‬ ‫محمدي! ‪.‬‬ ‫يعنى أنه مجتهد فى الرأي غير مقلد لمن سبقه من العلماء‪ ،‬إلا ما يراه حقا‬ ‫وصواباً‪.‬‬ ‫وفي الساعة الأولى من يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر شعبان من سنة ‏‪١٣٧٣‬‬ ‫ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف‪ ،‬هاجرت إلى ميقات ربها الروح التي عكفت على الإرشاد‬ ‫في نصرة الدين الحنيف روح الجامع بين الحقيقة والشريعةث عميد العلم والدين‬ ‫والإسلام‪ ،‬حامي حمى الحوزة العمانية العلامة‪ ،‬المجتهد المطلق محمد بن عبد الله بن‬ ‫ودار كرامته‪ ،‬فنقله إليها صابراً مجتهدا‬ ‫دعاه مولاه إلى سعة رحمته‬ ‫سعيد الخليلي‬ ‫محتسبا مجاهدا‪.‬‬ ‫مضى ۔ رحمه الله ۔ آخذا بالإرشاد‪ ،‬وتقريب العباد إلى ربهم‪ ،‬يسهل لهم طريق‬ ‫الوصول إلى حضرة الإيمان‪ ،‬فالإحساس فالإيقان فالعيان‪.‬‬ ‫للحي القيوم‪،‬‬ ‫وخشعت‬ ‫ذابت نفسه حياء من الله عز وجل ‪ .‬فأذابت من حولها‬ ‫فخشعت جوارح من يجالسها‪.‬‬ ‫عرف نفسه‪ ،‬وعرف ربه‪ ،‬فعرف الحقوق الواجبة‪ ،‬فلا ترى إلا ألسنا شاكرة‪ ،‬مثنية‬ ‫على حلمه وعطفه وكريم أخلاقه‪.‬‬ ‫قكانت سبباً لما تزوده‬ ‫وعكة بسيطة ألمت بهذا العلم أعقبتها حملات المرض‬ ‫هذا الصديق في اللحظة الأخيرة عند قدومه إلى ربه‪.‬‬ ‫‪٣٩٠‬‬ ‫وسلطان بن‬ ‫كانت وفاته بنزورى‪ ،‬ودفن بها بين قبري الإمامين‪ :‬ناصر بن مرشد‪،‬‬ ‫سيف‪ .‬وكانت مدة إمامته إربعاً وثلاثين سنة وتسعة أشهر وسبعة عشر يوما‪.‬‬ ‫في قبه ضربث على ابن الحشرج‬ ‫إن المروءة والسماحة والندى‬ ‫كان ۔ رحمه الله ۔ في آخر أيامه كثيرا ما يقول‪ :‬كأني بالفتن على أفواه السكك ‏‪٥‬‬ ‫وإني هامة اليوم أو غدا‪.‬‬ ‫قام ۔ رضي الله عنه ۔ في صلاح الأمة حتى بلغ حد الشيخوخة؛ فضعف جسمه‬ ‫ونقص بصره‪.‬‬ ‫وأقام الحدود القرآنية رجماً وقَوَدَاً وقصاصاً وحدا‪ ،‬قطع الأيدي في السرقة‪ ،‬ومن‬ ‫خلاف في قاطع الطريق ورجماً في المحصن واللوطي ‪.‬‬ ‫وفي خارجها من‬ ‫عدد من أقيم عليه حد القتل بنزوى مائة وأربعون رجلا‬ ‫اللصوص وقطاع الطرق الذين لم يقدر عليهم إلا ببذل مال ما ينيف على أربعين رجلا‪.‬‬ ‫هذا أقل الأقوال التي وصلت إلينا من القضاة الذين بنزوى‪ ،‬كانت سياسته في‬ ‫حكومته اقتفاء سيرة الخلفاء الراشدين وتتبين الحقائق للباحث في سيرته الشخصية‪.‬‬ ‫وللنظام الذي يسير عليه‪.‬‬ ‫كان ۔ رحمه الله ۔ لا يرى حمل الناس على العنف والإرهاق‪ ،‬ولا تكليفهم ما لا‬ ‫يطاق‪ .‬أحسن السياسة‪ ،‬وألان الجانب‪ ،‬حتى أوغل القضاة الشرعيون في التعنت والتنطع‬ ‫والاستخفاف‪ ،‬وطمعوا في عفوه‪ ،‬فحصل فساد في العمال فاحتجنوا لأنفسهم المال من‬ ‫وقبوله‬ ‫ولتساهله ۔ رضي الله عنه ۔ وإغضائه عنهم‪،‬‬ ‫ووضعوه في غير محله‘‬ ‫غير حله‪،‬‬ ‫كان يبيع من أصول أمواله‪ ،‬ليستر أعراضهم‪،‬‬ ‫العذر منهم‪ ،‬وحملهم على حسن الظن‬ ‫ولينقذهم من ضيق الحصر‪.‬‬ ‫كثرت فيهم الوقيعة‪ ،‬فأصبح كل فرد منهم ميلا بنفسه‪ ،‬مستخفاً بالآخر‪ .‬وكان ۔‬ ‫رضي الله عنه ۔ من رأيه ما دام تنطعهم في الآراء التي تجلب لهم رياسة ولو كانت تافهة‬ ‫‪ .‬أنه لا بأس بالسكوت عنها ما لم يترتب عليها أثر ديني‪.‬‬ ‫مرت سنوات‘ والخلف يتسع‪ ،‬والكلام من الفريقين يزيد‪ .‬وكل يتعصب لهواه حتى‬ ‫لا يعترف بفشله‪ ،‬وحتى تجرأ بعضهم‪ ،‬فحاول عزل الإمام فاجتمعوا بحصن نزوى‪6‬‬ ‫فكتبوا له ما لا يحسن أن نكتبه‪.‬‬ ‫‪٣٩١‬‬ ‫أجابهم‪ :‬إني خارج عصر اليوم عنكم وانظروا لأمركم‪ .‬بهذا الجواب سقط في‬ ‫أيديهم‪ 6‬ورأوا أنهم قد ضلوا‪ ،‬فارتبكوا واختلفوا‪ ،‬ولم تثبت أقدامهم؛ إذ لم يكونوا من‬ ‫أهل تلك الطبقة‪ ،‬فقام عليهم الشيخ حمود بن سلطان الوهيبي‪ ،‬من شيوخ البدو‪ ،‬وكان‬ ‫قد حضر بنزوى زائرا فاغلظ الكلام عليهم‪ ،‬وهددهم وزجرهم‪ ،‬فانقشعت سحابة‬ ‫صيفهم‪ ،‬ولم يكن عند حمود من يحذر منه إلا أن الحق لا يقوم له الباطل‪.‬‬ ‫ذكر شيء من عهوده‬ ‫ت ماتراتقت تد‬ ‫الحمد للهؤ وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه وسلم‪ .‬قد جعلت‬ ‫سعود بن حميد بن خليفين قاضيا على ديار حبس‘ وعلى سناو‪ ،‬وديار الشروج والخضرا‬ ‫والخرما ووادي عندام الفليج وبلدة بغل وسمد وتوابعها‪ ،‬ليحكم بين أهلها بحكم الله جل‬ ‫وعلا الذي يجده في كتابه‪ ،‬فإن لم يجده فبسنة نبيه محمد يلة‪ .‬فإن لم يجده فما أجمع‬ ‫عليه المسلمون‘ حتى يخرج الحق من الظالم للمظلوم‪ ،‬وليعدل بينهم في حكمه‪©٥‬‏‬ ‫وجعلت له فرض النفقات والتوكيل للأيتام والغياب‘ وتزويج من لا ولي لها في المصر ©‬ ‫وتطليق من عجز زوجها عن نفقتهاث كل ذلك على وفق ما يقتضيه الحكم‪ ،‬وتجيزه‬ ‫العلماء‪ ،‬وينهى عن المنكر‪ ،‬ويأمر بالمعروف‘ ويؤدب من يستحق الأدب بما يستحقه‪.‬‬ ‫‏‪١٣٥٦‬‬ ‫كتبته بيدي وأنا إمام المسلمين محمد بن عبد اللهؤ في ليلة ‏‪ ١١‬من ربيع الآخر سنة‬ ‫ھ ‪.‬‬ ‫وهذا عهد آخر‬ ‫تسو اتراتش_ آتي‪:‬‬ ‫الحمد له رب العالمين‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫قد أقمت محمد بن عبد الله بن حميد السالمي واليا على ديار المعاول ونواحيها‬ ‫ليقوم‬ ‫وبلدة ا لآجا ل‪.‬‬ ‫والقارة وأبيض بني صبح‬ ‫وبلدة نخل وحواشيها من الطو والحسنات‬ ‫‪٣٩٢‬‬ ‫بإنفاذ الأحكام بين أهلها والأخذ بيد الظالم حتى يخرج منه الحق© ويحمل الناس على‬ ‫الأخذ بما في كتاب ربهم‪ ،‬من امتثال أمره‪ ،‬واجتناب نهيه‪ ،‬ويحيي فيهم سنة نبيه محمد‬ ‫ية‪ .‬ويسير فيهم سيرة السلف الصالح‪ ،‬ويقبض الزكوات منهم‪ ،‬ويضعها في مصالح‬ ‫المسلمين ء من إعطاء العسكر القائمين بالامرث ويواسي من يرى مواساته‪ ،‬مجتهدا في‬ ‫ذلك رأيه" وليكن أكبر همه ما يكون به إعزاز الدين‪ ،‬وإظهاره وتقويتهء وجعلت له أن‬ ‫بما يردعهم عن الفساد والعناد ‪ .‬وما كان من حد فليراجعني‬ ‫يؤدب المعتدين والمفسدين‘‪،‬‬ ‫فيه‪٠‬‏ وجعلت له أن يوكل من شاء في بيت مال المسلمين© ويجعل الجباةء ويحاسب‬ ‫العمال‪ ،‬ويقوم بأمر الأيتام والغياب والأوقاف‪ .‬وهذا يكون معه القاضي سعيد بن أحمد‬ ‫الذي نجعله معه‪ ،‬وجعلت لقاضيه سعيد بن أحمد فرض النفقات‘ وتطليق من أبى‬ ‫واستكبر عن إنفاق زوجته‪ ،‬إن طلبت هي الطلاق‪ .‬وكذا إن غاب زوجها‪ ،‬بحيث لا تناله‬ ‫الحجة ولم يترك لها نفقة ولا مال تنفق منه‪ ،‬وأرادت الطلاق© وإن يزوج من لا ولي لها‬ ‫بالمصر من النساءث ممن رضيته زوجاً‪ ،‬وكان كفوا‪ .‬وقد جعلت لمحمد أن يقيم أحدا‬ ‫يستعين به على الأوامر‪ .‬ويجعل له من الجعل ما يراه له من بيت مال المسلمين‪ .‬وكتبه‬ ‫‏‪ .١٣٥٢‬وصلى‬ ‫إمام المسلمين محمد بن عبد الله بيده في يوم ‏‪ ١٤‬من شهر شوال سنة‬ ‫الله على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫عهد آخر‬ ‫تسم ا؟تراتتش__ تتحدر‬ ‫قد جعلت سفيان بن محمد بن عبد الله الراشدي قاضياً على بني بو حسن أهل‬ ‫ومن كان مرجعه إليهم‪ ،‬ليحكم بينهم بما يراه من كتاب اله تعالى وسنة نبيه‬ ‫جعلان‬ ‫محمد بن عبد الله تش أو إجماع المسلمين وآثارهم المعتبرة مساويا بينهم في الحكم‪،‬‬ ‫وليعلمهم أمر دينهم آمرا لهم بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر‪ ،‬وأجزت له عقوبة أهل‬ ‫الجنايات كل أحد بقدر جنايته‪ .‬وجعلت له إجراء النفقات‘ وإقامة الوكلاء للأيتام‬ ‫والغياب‪ ،‬ومن لا يملك أمره“ وتزويج من يكون مرجع أمر تزويجها إلى السلطان من‬ ‫وتطلييق‪ .‬من أراد الطلاق‬ ‫ولي لهن‪ ،‬أو غاب الولي‪ ،‬أو امتنع بغير حجة‬ ‫النساء اللآتي لا‬ ‫من النساءث لعجز زوجها عن الإنفاق‪ ،‬أو لتمرده‪ .‬وعليه أن لا يمضي حكما حتى يبين له‬ ‫‪٣٩٣‬‬ ‫وجه الحق‘ وما لا يعلمه يسائل أهل العلمؤ ويطالع الأثر‪ .‬وجعلت له قبض الأموال‬ ‫المجهولة الأرباب التي يرجع أمرها للقائمين بالعدل‪ ،‬ويبيع ما يرى بيعه من ذلك‪ ،‬ليضعه‬ ‫في إقامة العدل وتقويته‪ .‬وإن عنا أمر مما يوجب الحد وحكم به{ فليقمه الولي بحضرته ‪.‬‬ ‫والله عز وجل أسأله التسديد لي وله والإعانة‪ .‬وعليه مناصحة الوالي‪ ،‬كما على الولي‬ ‫النصح له‪ ،‬والقبول منه‪ ،‬وإنفاذ أحكامه‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ .‬وصلى‬ ‫الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد له رب العالمين‪ .‬كتبته وأنا إمام‬ ‫‏‪.١٣٦٤‬‬ ‫المسلمين محمد بيدي‪ ،‬يوم تاسع من شهر جمادى الأرلى سنة‬ ‫ذكر شيء من احكامه‬ ‫عرض عليه بعض أحكام قضاته‪.‬‬ ‫صورة حكم أبي زيد عبد الله بن محمد الريامي بين النواصر وهم تبع العبريين‬ ‫وبني هناة في أيام الإمام سالم بن راشد ۔ رحمه الله‪.‬‬ ‫يت مواتراتقف ايجد‬ ‫ليعلم من يقف عليه أن الإمام سالم بن راشد الخروصي‪ ،‬بعثنا ننظر المكان الذي‬ ‫غربي الوادي الكائن ما بين الغافات ووادي العلا‪ ،‬لما تخاصم فيه النواصر وبنو هناة‬ ‫فحضر الفريقان‪ ،‬ونظرناه على حضرتهم إلى جبل الكور‪ ،‬فوجدنا فيه عمارات آبار لبني‬ ‫هناة وأوقافهم إلا بئر واحدة للنواصر‪ ،‬فحكمنا بثبوته لبني هناة مغرباً إلى جبل الكور ©‬ ‫وكذلك الجبل هم أخص به من غيرهم لاتصال عماراتهم به بالأابيارء ولكونه بين‬ ‫بلدانهم‪ .‬وليس للنواصر فيه سبيل‪ .‬هذا ما ظهر لنا في ذلك المكان قياما بالعدل بين‬ ‫الطائفتين ‪.‬‬ ‫وبعد ذلك إمامنا الخروصي أرسل الشيخ محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي ينظر‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫الله بن‬ ‫عبد‬ ‫وكتبه عامل الإمام‬ ‫فيه ‏‪ ٠‬فلم ير فيه إلا ذلك‪.‬‬ ‫المحكوم‬ ‫المكان‬ ‫‏‪ ١٣٣٦‬ه‪.‬‬ ‫رزيق الريامي بيده يوم ‏‪ ٢٥‬من ربيع الآخر سنة‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫‏‪٠‬‬ ‫العبري‬ ‫إبراهيم بن سعيد‬ ‫الشيخ‬ ‫معارضه من‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫وقعت‬ ‫ثم‬ ‫‏‪٣٩٤‬‬ ‫الإمام الخليلي‪ .‬وكتب الشيخ رسالة طويلة‪ .‬وهذا ما كتبه الإمام الخليلي جوابا عليها وفيه‬ ‫الخلاصة ‪:‬‬ ‫نبين لكم الوجه الذي يتمسك به إبراهيم بن سعيد‪ :‬أنه وجد في الأثر أن الجبال لا‬ ‫تملك‘ وأن مانع المباح كمبيح المحجور‘ وأنه وإن كان تمسكهم بما جعل للديار من‬ ‫الحريم‪ ،‬فقد قاله بعض العلماء‪ .‬واختلفوا في تعيينهم للمسافة‪ ،‬مع أن الحريم للبلدان لا‬ ‫ولا للقبلان التي لا تزرع صيفا إلا أيام الخصب‬ ‫للأطوى التي لا تزرع إلا أيام الصيف©‘‬ ‫التام د إن جاء المطر أيام الزراعة‪ .‬هذا كلامه‪ .‬وإن البلدان المعتبرة عند بني هناة بلدان‬ ‫وادي العلا‪ ،‬وهي في أول الجبل والغافات‪ ،‬وهي منتهاه‪ ،‬وبين البلدتين مسافة جمع‪6‬‬ ‫وإن بلدة النواصر المسماة العيشي توسطت بينهما‪ ،‬وليس بينها وبين الجبل إلا نحو ميل‪6‬‬ ‫وإن كان بينها وبين الجبل واث فهو غير قاطع وإن كان قاطعا فقد‪ .‬يرضينا ذلك؛ لأن‬ ‫الأودية المنصبة من جبل الكور كثيرة‪ ،‬يكاد يكون بين كل طوى وصاحبتها‪.،‬نعم لبني‬ ‫هناة طوى مسكونة فيها رجال‪ ،‬تارة تسقى بالزجر‘ وتارة بالنهر المسمى قبيل© إلا أن‬ ‫الطوى لا تنزح‪ ،‬وهي تعد بلدة‪ ،‬باعتبار أن فيها سكنى نحو عشرة رجال أو أزيد بقليل‪.‬‬ ‫فإن كانت مثل هذه تعطى الحريم فلا بأس‪ ،‬نحن نرضى بذلك‘ يعطى لأهل وادي العلا‪6‬‬ ‫ولهذه الطوى وللغافات والعيشي حريمهن‪ ،‬وحكم نراه أو قول أو فتيا نسمعها من قائل ‪6‬‬ ‫بغير هذا نعده خارجاً من الحق متبعاً لأهواء قوم‪ .‬ونسأل المسلمين بالله أن ينصفونا‪ ،‬إن‬ ‫رأوا الحق معنا‪ ،‬وإن رأوا الحق مع غيرنا أن يبيّنوه لنا‪.‬‬ ‫وإني أقول‪ :‬قد أرسلني الإمام سالم بن راشد ۔ رحمه الله ورضي عنه ۔ أن أنظر بعد‬ ‫أن سار إليهم الشيخ عبد الله بن محمد‘‪ ،‬ورجع إلى الإمام سالم‪ .‬وقال‪ :‬إن النواصر ليس‬ ‫لهم أن يسيموا في الجبل‪ ،‬فأبى النواصر‪ ،‬وشايعهم العبريون قائلين‪ :‬إنا نرى هذا تعديا‪.‬‬ ‫فنظرت المكان‪ ،‬وذلك في زمن الخصب‘ فوجدت الزراعة محيطة بالجبل©‪ ،‬وهي لبني‬ ‫هناة وإن تخللتها أودية أو بعض أماكن ‪ .‬فمن رعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه‪.‬‬ ‫وأخرى أن بين الطائفتين شحناء ومكابرة نفوس‪ .‬وفي ذلك الوقت يكاد تقع فتنة؛ إذ‬ ‫الفريقان ۔ أعني النواصر وبني هناة ۔ فيهم غشم وظلم شواوي‘ لا يفقهون قيلا‪ 6‬ولا‬ ‫يهتدون سبيلا‪ .‬فلما رجعت إلى الإمام أخبرته بما رأيته ‪ 4‬وقلت له‪ :‬إنك إمام وعبد اله‬ ‫وال بذلك الطرف من قبلك‘ فلكم أن تمنعوا النواصر عن السوم‪ ،‬إن رأيتم ذلك صلاحا‬ ‫وانته الموفق المسدد‬ ‫هذا فلينظر الإخوان في القضية© والحق مقبول ومطلوب‪.‬‬ ‫للرعية‪.‬‬ ‫‪٣٩٥‬‬ ‫المعين‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله‬ ‫وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫الله ©‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫‏‪ ١‬ما م‬ ‫سيدهك‪6‬‬ ‫إملاء‬ ‫عن‬ ‫حميد‬ ‫بن‬ ‫‏‪ ١‬لفقير سعود‬ ‫كتبه‬ ‫بيده ‪.‬‬ ‫المسلمين محمل‬ ‫كتبه إمام‬ ‫‏‪ ١٣٥١‬ھر صحيح‬ ‫سنة‬ ‫شعبان‬ ‫‏‪ ٢٣‬من‬ ‫فى‬ ‫الله ونصره‬ ‫أبقاه‬ ‫ومن احكامه‬ ‫‪1‬‬ ‫؟‬ ‫<‬ ‫‪.‬‬ ‫آ للم آ حمرر_ ‏‪ ١‬د‬ ‫ببسم‬ ‫هذا ما رأيته بين أهل الخوبي وأهل ضوت من نزوى‪ ،‬نظراً لمصالح الكل أن يحفر‬ ‫أول أهل الخوبي تلك الحفرة التي في الصفاة‪ ،‬إلى أن يظهر ماؤها‪ .‬فإن رأوا ماءها‬ ‫يكفيهم شقوها لفلجهم‪ ،‬على شرط أن يكون لجيرانهم أهل ضوت أن يمدوا فلجهم إلى‬ ‫وإن لم يظهر في تلك الحفرة ماء كاف تترك‬ ‫حيث شاءوا‪ ،‬ولو شاءوا تصريجه صرجوه‘‬ ‫تلك الحفرة على حالها‘ وتجعل علامة إلى منتهى فلج الخوبي‪ ،‬من غير أن تشق عليه‪،‬‬ ‫لا تغيير ولا تبديل‪ .‬والرزق بيد‬ ‫وتكون القواعد السالفة بينهم على ما وجدت مرسومة‬ ‫اللهش هو الباسط المانع عن حكمة لا نعلمها‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٤٠‬ه‪.‬‬ ‫وكتبه إمام المسلمين محمد بن عبد الله‪ ،‬بيده يوم ‏‪ ١٩‬من جمادى الأولى سنة‬ ‫ومن أحكامه‬ ‫يتسمواتراتقل_ توتة‬ ‫جاءت امرأة من خوبار سمائل‪ ،‬تشكو إليه أن زوج ابنتها جامعها وهي نائمة} وتريد‬ ‫إخراج ابنتها منه‪ ،‬فأرسل الإمام إلى الزوج وزوجته‪ ،‬فسأل الزوج في خلوة فأخبره إني‬ ‫خرجت لسقي الأموال تحت ظلام الليل© ورجعت إلى بيتي وما كان أحد يشاركني في‬ ‫بيتي ولا فراش نومي فدنوت منه‪ .‬فإذا بالمرأة نائمة فأيقظتها لعلمي أنها زوجتي فلم‬ ‫تكلمني وباشرتها كالعادة ولم تتكلم‪ .‬فلما فرغت صرخت وقالت ما قالته‪.‬‬ ‫‪٣٩٦‬‬ ‫ثم دعا بابنة الشاكية‪ 5‬فأخبرته أن زوجها خرج لسقي الأموال© وأن أمها جاءتها بعد‬ ‫العشاء الآخرة تقول‪ :‬إنها مريضة بالحمى‘ وتأمرها أن تخرج إلى بيتها لتحلب يقرتها‪.‬‬ ‫فاعتذرت لها بغياب زوجها وأنه سيرجع آخر الليل متعبا يريد النوم فقالت‪ :‬افرشي له‬ ‫كالعادة وأنا أنتظره هنا حتى ترجعي أو يرجع‪ .‬وكانت سابقا تحرضني على النشوز عنه‪6‬‬ ‫وأنا لا أشكو منه إلا خيراً‪ ،‬فذهبت ممتثلة أمرها ولا أدري ما انطوت عليه‪ .‬فلما رجعت‬ ‫وجدتها تصرخ‪ :‬جامعني زوجك‘ وقد حرمت عليه فانطلقي عندي‪ .‬ثم سأل الإمام‬ ‫المرأة‪ :‬أين نمت من البيت؟ فقالت‪ :‬نمت في الفراش الذي فرشته الابنة لزوجها‪ .‬فقال‬ ‫لها‪ :‬أنت أم سوء ولا خير فيك‘ وأوجعها ضرباً ودرأ الحد عنها للشبهة‪ ،‬وأمر الزوج‬ ‫أن يأخذ زوجته وقال لهما‪ :‬لا بأس عليكما‪.‬‬ ‫ومن أحكامه‬ ‫أتاه رجل من بني حراص‘ من أهل نخل‪ .‬وكان قد سافر إلى ساحل الشمال‪،‬‬ ‫وأقام سنين عديدة‪ ،‬وله زوجة وابن منها فلما رجع لم يجد زوجته ووجد ماله وبيته في‬ ‫يد غيره‪ ،‬فسأل عن زوجته فقيل له‪ :‬إنها بسمائل‪ ،‬تزوجت برجل من موالي بني هناة‪.‬‬ ‫وإنه أولدها ابن وبنتء فشكا إلى الإمام الخليلي‪ ،‬فارسل إليها والزوج‪ ،‬فسألها عن‬ ‫فقالت‪ :‬إن زوجها غاب عنها الشمال منذ سنوات فقال لها‪ :‬ماذا جاء بك إلى‬ ‫الحراصي‪.‬‬ ‫سمائل؟ وما صيرك إلى هذا الزوج الآخر؟ فقالت‪ :‬إني شكوت عند الشيخ خلفان بن‬ ‫فباع خلفان المال لنفقتي©‪ ،‬ثم باع البيت© ثم طلقني ‪6‬‬ ‫ثنيان الحراصي طول غيبة زوجي‬ ‫ثم جئت سمائل‪ ،‬وتزوجت هذا الرجل فقال لها‪ :‬هل أبلغت الرقيشي عاملنا بنخل©‪ ،‬وهو‬ ‫والي المسلمين؟ فقالت‪ :‬لا‪ .‬فقال‪ :‬كيف أبلغت خلفان وهو جبار مفسد‘ فقالت‪ :‬هذا‬ ‫ما فعلت وأظهرت كتابا بخط خلفان‪ ،‬أنه طلقها من زوجها ثلاثاث فأحضر الإمام مشايخ‬ ‫العلم يسمائل‪ ،‬فاتفقوا على عدم إجازة طلاق خلفان‪ ،‬وعامل الإمام بالحصن موجود‬ ‫وحكم بالمرأة أنها زوجة الأول‪ ،‬وأنها فراش له‪ ،‬لم تخرج عنه‪ ،‬وللعاهر الحجر ©‬ ‫ثم تذاكروا في إقامة الحد عليها وزوجها الثاني© فكان من‬ ‫والأولاد أولاده جميعهم‬ ‫جوابهم درء الحد عنهما للشبهة‪ ،.‬ولا بد من تعزيرهما‪ ،‬فعزرا جميعا‪ .‬وأخذ الاول زوجته‬ ‫والأولاد جميعا‪.‬‬ ‫‪٣٩٧‬‬ ‫مكاتباته‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫ذكر‬ ‫جلالة الملك عبد العزيز الراحل‬ ‫العربية ‪:‬‬ ‫الجزيرة‬ ‫وعاهل‬ ‫الإمام‬ ‫بين‬ ‫صدرت‬ ‫بعضها ‪:‬‬ ‫ودية كما ترى‬ ‫العزيز مكاتبات‬ ‫بن عبد‬ ‫سعود‬ ‫الملك‬ ‫عظمة‬ ‫وصاحب الجلالة‬ ‫تبد‬ ‫ينس ماتراتتف‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى الملك المحترم المعظم عبد العزيز بن‬ ‫عبد الرحمن‪ :‬سلام عليك ورحمة الله وبركاته‪ .‬وبعد فإني أحمد الله جل وعلا وأصلي‬ ‫وأسلم على نبيه المصطفى وعلى آله ‪.‬‬ ‫بتأمين السبل© وإسداء‬ ‫ثم إنه لما انتشرت في العالم سيرة الملك ابن السعود‬ ‫المعروف سيرة عربية إسلامية‪ .‬ويرى اجتماع كلمة الإسلام‪ ،‬فلأاجل ذلك وفد الناس إليه‬ ‫اجتماع شمل‬ ‫ومنهم من يحب‬ ‫ناظر في السيرة‬ ‫ومنهم‬ ‫أفواجاً ‪ .‬منهم طالب رفد‬ ‫المسلمين واتحادهم‪ :‬وكان محمد العلامة السالمي ممن يحب الاجتماع والاتحاد وأمن‬ ‫العباد والبلاد‪ ،‬وأراد الاتصال بالملك‘ وأراد مني أن أعلمه بشأنه ومكانه‪ .‬وفي الحقيقة‬ ‫أن فضيلة المرء مخبوءة تحت بيان لسانه والله المسدد في القول والعمل ولا حول ولا قوة‬ ‫إلا بالله العلي العظيم‪ .‬لا ملجأ من النه إلا إليه‪ .‬حرر يوم ‏‪ ١٠‬شوال من سنة ‏‪ ١٣٦٩‬ه‪:‬‬ ‫الملك المعظم ‪.‬‬ ‫جواب‬ ‫‏‪٢‬‬ ‫ألح‬ ‫آزتَخ‬ ‫‪2‬‬ ‫ه‬ ‫لتتُهُ‬ ‫للام اخ‬ ‫ببسم‬ ‫المملكة العربية السعودية رقم‪٤٤٦٥ /٥/٦ ‎‬‬ ‫‪١٣٧٠‬‬ ‫‪/١‬‬ ‫‪/٣‬‬ ‫تاريخ‪‎‬‬ ‫من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى حضرة صاحب المقام المكرم‬ ‫محمد بن عبد الله ۔ حفظه الله‪ :‬وأبقاه‪ .‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة‪ .‬وبعد فإنا نحمد‬ ‫إليكم الله الذي جلت قدرته‪ ،‬وتعالت اسماؤه‪ ،‬ونصلي ونسلم على نبيه المصطفى وعلى‬ ‫آله ومن تبعهم إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد فقد تسلمت كتابكم الكريم الذي حمله إلينا‬ ‫‪٣٩٨‬‬ ‫ليسرنا‬ ‫وإنه‬ ‫محبتكم ‏‪٠‬‬ ‫وعظيم‬ ‫ودادكم ‪6‬‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ‫نقله‬ ‫ما‬ ‫وشكرنا‬ ‫السالمي ئ‬ ‫العلامة‬ ‫تواصل المودة‪ ،‬سائلين الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بكتابه‪ ،‬واتباع سنة نبيهث وأن يوفقنا لما‬ ‫والعمل ‪ .‬هذا ما لزم بيانه والنه يحفظكم والسلام ‪.‬‬ ‫فيه الخير والسداد في القول‬ ‫والحجاج ‪:‬‬ ‫ناصر السيفي‬ ‫أرسله الشيخ سعيد بن‬ ‫منه ©‬ ‫آخر كتاب‬ ‫وهذا‬ ‫سمار ات__ تمد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد ا له إلى الملك المعظم المحترم عبد العزيز بن‬ ‫سلام الله عليكم ورحمة الله‪ .‬وبعد فإني أحمد الله الكبير المتعال © وأصلي‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫وأسلم عَلَى النبي المصطفى والآل‪ .‬ثم إنه لما من الله بأمن السبل وجعل الواسطة في‬ ‫ذلك الملك المحترم عبد العزيز‪ ،‬فلله الحمد أولا وآخراً وباطناً وظاهرا‪ ،‬ثم إنه يجب‬ ‫وأن يغتنموا الفرصة لأداء فريضة الحج‪ ،‬وأن يدعو النه بتأييد‬ ‫على المسلمين شكر الملك“‪،‬‬ ‫الدين© وجمع شمل المسلمين‪ ،‬واتحاد كلمتهم‪ ،‬وأن يصلح الرعاة والرعية‪ ،‬وأن يطيل‬ ‫ويجعله جامعا لنظام الإسلام‪ .‬فدين الإسلام واحد‪ ،‬ودعوتهم واحدة‪.‬‬ ‫عمر الملك‘‪،‬‬ ‫وهؤلاء الحجاج هم وفد الله عز وجل‪ ،‬دعاهم إليه فاستجابوا‪ .‬ونسأل الملك أن يجعل‬ ‫لهم الاحترام التام‪ .‬كما هي أخلاقه السامية‪ .‬وإنما قلنا ذلك لندخل تحت قوله قفة‪:‬‬ ‫«الدال عَلّى الخير كفاعله"‪ .‬والله حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي‬ ‫العظيم‪ ،‬لا ملجأ من النه إلا إليه‪ .‬حرر يوم عاشر من شوال سنة ‏‪.١٣٦٩‬‬ ‫وهذا كتاب منه لصاحب الجلالة الملك الراحل ‪:‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫_‬ ‫] تجحصسمر‬ ‫تزن‬ ‫آل‬ ‫ندم‬ ‫وعَلّى آله وصحبه الذين‬ ‫لا نبي بعده‪.‬‬ ‫والسلام عَلّى من‬ ‫والصلاة‬ ‫لله وحده‪.‬‬ ‫الحمد‬ ‫جددوا عهده وعلى التابعين لهم بإحسان‪ :‬إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫أما بعد فسلام من إمام المسلمين محمد بن عبد الله عَلى الملك المبجل العزيز عبد‬ ‫العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود المحترم ورحمة النه وبركاتهء نحن ومن قبلنا‬ ‫بأحسن‬ ‫أن تكرنوا‬ ‫راجين منه جل شأنه وعزا‬ ‫سبحانه‬ ‫ونشكره‬ ‫الله عليها ئ‬ ‫نحمد‬ ‫بحال‬ ‫حال وأطيب بال‪ .‬وما بطارفتنا من أخبار إلا ما يسركم‪ ،‬فالله الحمد‪ .‬ثم أن الموجب‬ ‫للبيان إقراؤكم السلام الجزيل منا ومن الأاعيان‪ ،‬والسؤال عنكم وحب المواصلة وإعلاماً‬ ‫‪٣٩٩‬‬ ‫عن الولد محمد بن شيخنا العلامة السالمي وزميله‪ ،‬فهاهما متوجهان لأداء فريضة الحجه‬ ‫وحضور الموسم‪ ،‬وليمرا عليكم مسلمين مؤدين بعض واجبكم‪ .‬هذا مهم ولازم‪ .‬والله‬ ‫يحفظكم‪ .‬والسلام عليكم وعَلّى من يعز لديكم ومن لدنا كذلك‪ .‬محررا في ‏‪ ١٩‬من ذي‬ ‫‏‪ ١٣٧١‬ه‪.‬‬ ‫القعدة سنة‬ ‫ينس وار آتقل__ تيد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله‪ ،‬بيده إلى الأمير المحترم المعظم ولي العهد‬ ‫سعود بن الملك عبد العزيز‪ .‬سلام عليك ورحمة الله‪ ،‬ثم إني أحمد الله عز وجل وأصلي‬ ‫وأسلم عَلَى خاتم الرسل وعَلَى آله‪ .‬وبعد فإن الولد الشيخ محمد بن العلامة عبد الله‬ ‫السالمي© كان قصده الحج إن يسر الله له ذلك‘ وأن يمر عليكم مسلماًث كما هو الواجب‬ ‫من أمر الإسلام الذي يحث عَلى ذلك‪ .‬وكونوا عباد الله أعوان وإخوانآث ولا بد له من‬ ‫الاتصال بمكة المشرفة إن فاته الحج؛ لأن للعمانيين بيتأ جعلوه لنزولهم فيه يحتاج إلى‬ ‫عمارة‪ ،‬وهو المفوض من قبلنا وقبل العمانيين في النظر في الأمر هذا‪ ،‬وحررته يوم ‏‪٢٥‬‬ ‫‏‪.١٣٧١‬‬ ‫من ذي القعدة سنة‬ ‫ثم إن أتم السلام منا عَلَى أعيان أصحابكم‪ ،‬ومن هنا كذلك يسلمون عليكم أعيان‬ ‫الأصحاب ‪.‬‬ ‫جواب الأمير ولي العهد على ذلك‪:‬‬ ‫يني مواقرالتقف تيد‬ ‫المملكة العربية السعودية الرقم ‏‪ /١٩١‬التاريخ‪ /‬‏‪١٣٧٢ /٢ /٧‬‬ ‫ديوان سمو ولي العهد‪.‬‬ ‫من سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى حضرة الأخ الجليل الإمام‬ ‫وبعد‬ ‫سلمه الله تعالى‪ .‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫محمد بن عبد الله الخليلي‪.‬‬ ‫فقد تلقينا كتابكم المصحوب مع الشيخ محمد بن عبد الله السالمي الذي سرنا الاجتماع‬ ‫به‪ 5‬وبما طمأننا به من صحتكم وعافيتكم‪ ،‬وما أنتم عليه‪ ،‬وقد سهلنا له الفرض الذي‬ ‫جاء من أجله‪ ،‬وهو العمارة في البيوت الخاصة بكم‪ ،‬بما نرجو ونأمل أن يكون طبق‬ ‫رغبتكم‪ .‬وإنا لنسآله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد في الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫والسلام عليكم ورحمة النه وبركاته‪.‬‬ ‫‪٤ ٠ ٠‬‬ ‫وهذا كتاب آخر منه لجلالة الملك المعظم‪:‬‬ ‫تجدر‬ ‫ينس مواتراتت‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله الخليلي إلى حضرة جلالة الملك المعظم‬ ‫سعود بن عبد العزيز الفيصل آل سعود المحترم حفظه الله‪ .‬سلام عليك ورحمة الله‬ ‫وبركاته‪ .‬وإنا نحمد الله على نعمه‪ .‬وبعد فإن الشيخ مشعان بن ناصر زار بلادنا بعد‬ ‫زيارته الأولى التي عقدت بيننا وبينه روابط الصداقة والمحبةش وتوثقت عرى الصداقة بينه‬ ‫وبين علماء البلاد حتى أحلوه بالمكان اللائق بأمثاله‪ .‬وقد ذكر لنا مودة حكومة‬ ‫جلالتكم‪ .‬وعطفكم على رعاياناء واهتمامكم بشؤوننا‪٫‬‏ وحرصكم على دوام استقلال‬ ‫بلادنا‪ .‬وإنكم لا تألون جهدا بالدفاع عنها‪ .‬وهذا وإن كان ظاهرا لنا سابقا إلا أن‬ ‫الشيخ جعله كأنه رأي عين‪ ،‬والحق إن هذا لا يستبعد من حكومة جلالتكم العربية‬ ‫الإسلامية ‪ ،‬التي يسرها أن ترى المسلمين والعرب في عز ومجد وهناء وسعادة‪ .‬وقد‬ ‫جعلتنا نيتكم الطيبة الخالصة ندعو لكم بالنصر والتوفيق‪ ،‬على سعيكم الجميل© في‬ ‫توحيد كلمة المسلمين‪ ،‬وتكتلهم تحت لواء الإسلام‪ ،‬وانتسابهم إليه‪ ،‬ودعائهم إلى‬ ‫كتاب النه العزيز وسنة نبيه محمد تلة‪ .‬وإلى ذلك أرشد القرآن العظيم فقال‪« :‬ومن‬ ‫يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه «إن الدين عند الله الإسلام‪ .4‬وقال ية‪« :‬كونوا‬ ‫عباد الله إخوانا وعلى الخير أعوان‪ .‬فيا صاحب الجلالة قد استخلفكم الله في بلاده‪٨‬‏‬ ‫فنرغب إليه سبحانه أن يجعلكم من الذين وصفهم في قوله‪« :‬الذين إن مكناهم في‬ ‫الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأموره‬ ‫وفي إماتة الانتساب إلى‬ ‫ومن الأمر بالمعروف السعي في توحيد كلمة المسلمين‬ ‫المذاهب وإظهار التعصب لها اللذين قضيا على الإسلام‪ ،‬وتسلط على أبنائه عبدة‬ ‫الأصنام الأجانب الأكالب‪ ،‬وأن لزوم ما كان عليه السلف الصالح والسير بالمسلمين‬ ‫هو الذي يعيد علينا عزنا الشامخ ومجدنا الباذخ‪ .‬هذا والسلام عليكم وعلى‬ ‫سيرهم‪،‬‬ ‫من يعز لديكم‪.‬‬ ‫‪.١٣٣‬‬ ‫‪/ ٥ / ٢٣‬‬ ‫يوم‪‎‬‬ ‫محررا‬ ‫الكتاب ‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫الملك على‬ ‫جواب‬ ‫نهضة الأعيان ۔ م ‏‪٢٦‬‬ ‫نس مواتراتتف تد‬ ‫‏‪٥٦٤٧/٢/١٠/٢٨‬‬ ‫في ‏‪ ٧‬شهر رجب الفرد سنة ‏‪١٣٧٣‬‬ ‫من سعود بن عبد العزيز الفيصل آل سعود إلى حضرة المكرم الإمام الشيخ‬ ‫فإنا‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫محمد بن عبد الله الخليلي ۔ حفظه الله‪ .‬سلام عليك ورحمة الله وبركاته‪.‬‬ ‫نحمد الله الذي لا إله إلا هو‪ ،‬ونصلي ونسلم على خير أنبيائه‪ .‬ولقد وصلتنا رسائلكم‬ ‫التي أعربتم فيها عن عواطفكم الطيبة وشعوركم الجميل‪ ،‬ونحن نقدر لكم ذلك في كل‬ ‫وقت‘ فإننا كما تعلمون حريصون كل الحرص على جمع كلمة الإسلام والمسلمين ‪،‬‬ ‫والدعوة إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه تيو‪ .‬وكل ما نتمناه أن يأخذ بنواصيناث ويسدد‬ ‫خطانا‪ ،‬ويوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه‪ ،‬والسلام ‪.‬‬ ‫وهذا كتاب منه لأمير المنطقة الشرقية سعود بن عبد الله بن جلوي‪:‬‬ ‫ينس مواتراتقف اتية‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله الخليلي إلى سمو المكرم الأفخم الأمجد‬ ‫الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي المحترم‪ .‬سلام عليك ورحمة الله وبركاته‪ .‬إنا ۔ لله‬ ‫الحمد ۔ بحال نشكر الله عليها‪ .‬وبعد فقد زار بلادنا الشيخ مشعان بن ناصر بعد زيارته‬ ‫الاولى التي عقدت بيننا وبينه روابط المحبة والصداقة‪ ،‬وتوثقت عرى الصحبة بينه وبين‬ ‫علماء بلادنا‪ ،‬حتى أحلوه بالمحل اللائق بأمثاله‪ .‬وقد ذكر لنا عن حكومتكم‪ .‬وعطفها‬ ‫على رعايانا‪ .‬واهتمامكم بشؤوننا‪٫‬‏ وحرصكم على استقلالنا وإنكم لا تألون جهدا بالدفاع‬ ‫عنها‪ .‬وهذا وإن كان ظاهرا لنا سابقا إلا أن الشيخ أكده حتى جعله كأنه رأي عين‪ .‬ولا‬ ‫يستبعد هذا من حكومتكم السامية الإسلامية العربية التي لا تزال ساهرة على المحافظة‬ ‫على عز الإسلام والمسلمين وحفظ كيانهم‪ .‬ويسرها أن ترى المسلمين في عز ومجد‬ ‫وهناء وسعادة هذا‪ .‬والسلام عليكم وعلى من يعز لديكم‪ .‬محرر يوم ‏‪ ٢٣‬جمادى الأولى‬ ‫سنة ‏‪. ١٣٧٣‬‬ ‫جواب الأمير سعود لهذا الكتاب ‪:‬‬ ‫من سعود بن عبد الله بن جلوي إلى جناب الأجل الأفخم‪ ،‬الأخ الفاضل الأكبر‬ ‫السلام عليكم ورحمة الته وبركاته ومغفرته ومرضاته‬ ‫الإمام محمذ بن عبد النه الخليلي‪.‬‬ ‫‪٤ ٠ ٢‬‬ ‫نرجو الله أنكم بأتم الصحة والعافية‪ .‬وبعد فقد تلقينا خطابكم الكريم‪ ،‬وتصفحنا ما تضمنه‬ ‫من لطيف التعبير‪ ،‬وأنيس اللفظ‪ ،‬وجميل العناية‪ ،‬وما أبداه حضرة الاخ عن رعاياكم‪٥‬‏‬ ‫والمعاملة الحسنة معهم‪ .‬فالواقع أن لا فضل لنا في ذلك؛ لأننا مسلمون‘ وأنتم‬ ‫مسلمزن‘ والمسلم لأخيه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا‪ .‬وهذا هو دستور صاحب‬ ‫الرسالة يلة الذي نسير عليه جميعا‪ ،‬فالتوادد والتقارب والتعاضد أمور حثنا عليها المشرع‬ ‫الأعظم‪ ،‬ية‪ .‬وواجبنا الديني المحافظة عليها والتمسك بها‪ .‬والمسلمون بخير ما داموا‬ ‫واضعين نصب أعينهم كتاب الله وسنة رسوله توش عاملين بتعاليمها‪٫‬‏ متمسكين بها‪.‬‬ ‫فالحقيقة أيها الأخ العزيز‪ ،‬إنا نعتبرك أخاً صديقا وفيًا‪ ،‬وواجبكم علينا واجب الاخ نحو‬ ‫أخيه‪ ،‬وننظر إلى رعاياكم كما ننظر إلى أبنائنا ورعيتنا‪ .‬ولا موجب لأن نشكر على ذلك‪،‬‬ ‫أو نقدر عليه‪ ،‬فهذا ندين لله به‪ ،‬وما لا يمكن أن نقصر فيه‘ وفق الله الجميع لما فيه‬ ‫السداد والخير والصلاح للمسلمين جميعاًث وحفظكم وأدام توفيقكم‪.‬‬ ‫‪١٣٧٣‬‬ ‫‪/٥ /١٧‬‬ ‫رسائله‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫ذكر‬ ‫كتابه لأبي مالك قي بغي حمدان الحجري‬ ‫العلامة عامر بن‬ ‫الشيخ‬ ‫لحضرة‬ ‫بيده‬ ‫الله ا‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫‏‪ ١‬لمسلمين‬ ‫إمام‬ ‫من‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫ورحمة‬ ‫كثيرا ‏‪٠‬‬ ‫عليك‬ ‫سلام‬ ‫بنتى مالك ‪.‬‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫خميس‬ ‫أما بعد‪ :‬فإني أحمد اله إليك وكتابك وصلني وفهمته‪ ،‬وإني أتخوف التبعة ۔ كما‬ ‫ذكرت ۔ لعلمي بالتقصير والركون إلى الراحة والاستراحة‪ .‬وآل حجر لا أراهم‬ ‫يستقيمون‪ ،‬وأنت تعلم ما هنالك‪ ،‬ومن أين ترجى استقامة من أحد على هذه السيرة التي‬ ‫نحن عليها‪ ،‬فشمروا لجهاد أعداء الدين‪ ،‬بالتحريض على ذلك‪ .‬وإني قد دعوت الناس‬ ‫على المثار على آل حجر فإن نصر الله المسلمين هنالك فالمرجع إلى الغربية‪ ،‬ولا قريب‬ ‫ولا حبيب إلا الاستقامة وعدمها وما عدا ذلك لغو وتملق وتشدق‪٥‬‏‬ ‫ولا بعيد ولا بغيض‬ ‫وظنك في الحجريين‪ ،‬ذلك في أناس مضوا‪ .‬أما اليوم فغيرهم أسرع انقياداً للحق‪ ،‬انظر‬ ‫إلى أشياخ بني هناة أما انقادوا للأحكام؟ وانظر أمر الحجريين© كلما قيد منهم أحد شرعوا‬ ‫يفاتنون العسكر‪ .‬أناس غرتهم نعمة الله عليهم‪ ،‬وقالوا‪ :‬من أشد منا قوة‪ ،‬وغرهم ثناء‬ ‫‪٤٠٢٣‬‬ ‫فلا تكرهوا‬ ‫لهم ‪ .‬والامر لله لا بد من سر مكتوم في خزائن الغفيب‘‬ ‫الناس ‪ .‬ومدحهم‬ ‫ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ‪.‬‬ ‫ذلك ‪ .‬والله حسبنا ونعم الوكيل ‪ .‬ولا حول‬ ‫‏‪.١٦‬‬ ‫سنة‬ ‫رجتب‬ ‫من‬ ‫‏‪١٦‬‬ ‫يوم‬ ‫حرر‬ ‫يتسمواقراتت_آتتد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله إلى الشيخ الأكرم المحترم الأخ الأمير‬ ‫عيسى بن صالح وكافة الجماعة آل حجر‪ .‬سلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪ ،‬وإني أحمد‬ ‫الله إليكم ث أعلامنا خير وسرور‪.‬‬ ‫أما بعد فإنه ربما يبلغكم إيفاد أهل بزان إلى مسكد ودعوة أهل مسكد القبائل إليهم غير‬ ‫منقطعة بثوا الرسل والكتب إلى كل أحد\ والناس يقولون‪ :‬إن فتح الباب وسده من الشرقية ©‬ ‫وإنه لا يمكن أحدا أن يفد مستجدياً ى ويرجع مملوء الحقائب والآخر إذا سار عئف وسيع به‬ ‫الظن‪ .‬إما أن يحسن الظن بالكل آو يساء الظن بالكل‪ .‬وذلك أمر منعنا عن القول‪ ،‬وقد‬ ‫تجرأ الوافدون يذلك والموفود إليهم" ولا نرى إلا المنع‪ .‬فمن كان مع المسلمين وثابت‬ ‫على البيعة وغير خايس بعهده فلا يمكن مسيره إليهم مستجدياً‪ ،‬وقد حجرت عليهم‬ ‫ولا يعجز الله ‪.‬‬ ‫ذلك إلا من كان ناقضا لبيعته وعهده‪ ،‬فذلك نظره إلى المسلمين‬ ‫واعلموا أيها الناس أن أولئك لا يعطونكم شيئاً من دنياهم إلا أخذوا به شيئاً من‬ ‫دينكم‪ ،‬هذا قولي وأستغفر انه تي ولكم والسلام‪.‬‬ ‫حررته يوم ‏‪ ٢٢‬من شهر شعبان سنة ‏‪.١٣٥١٧‬‬ ‫وبمثل هذه كتب إلى جميع عماله‪ ،‬وأن يقرأوه على القبائل ‪.‬‬ ‫وهذا كتاب آخر‬ ‫تس مواتر آتقف تصد‬ ‫من إمام المسلمين محمد بن عبد الله الخليلي إلى المشايخ الكرام العزاز الحشام‬ ‫الجماعة كافة رجال بني بو حسن‪ .‬السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام‪ ،‬فإنا‬ ‫نحمد النه إليكم وأعلامنا خير والحمد لله‪ .‬وبعد فإنه بلغني تفرقكم وتلك عقوبة‬ ‫البغفى‪ ،‬وهي أولى العقوبات‪ .‬فالمراد أن تراجعوا دينكم وتتراجعوا‪ ،‬وتؤدوا الحقوق فيما‬ ‫بينكم وبين الخصم وتتوبوا إلى الله من خيانة العهود وكونوا يدا واحدة على الحق‬ ‫‪٤٠٤‬‬ ‫وتفرقكم وتخاذلكم عن إخوانكم إن كانوا يؤدون الشريعة المحمدية‪ .‬ولم يكف الخصم‬ ‫يصير الخصم باغياً‪ .‬فقد أعنتم الخصم‪ ،‬وخذلتم الدين‪ .‬وإني أخاف عليكم نقمة كما‬ ‫وقعت على الأتراك‪ .‬ونحن ۔ إن شاء انته ۔ لا نجد بذا عن مناصرة الدين‪ .‬وانته عز وجل‬ ‫نستمده النصر والتأييد والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل© ولا حول ولا قوة‬ ‫إلا باننه العلي العظيم‪ .‬وصلى النه على رسوله سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫حررته يوم ‏‪ ٥‬ذي الحجة سنة ‏‪ ١٣٥٩‬ه‪.‬‬ ‫وهذا جواب منه‬ ‫اللنذكورين‬ ‫صدر إليه من‬ ‫لكتاب‬ ‫يتسماتراتقيآتة‬ ‫الفضلاء‬ ‫الله الخليلي إلى إخوانه المشايخ‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫المسلمين‬ ‫إمام‬ ‫من‬ ‫بيت النه‬ ‫حجاج‬ ‫ا لميزا بيين‬ ‫بن علي‬ ‫وسعيد‬ ‫يحيى‬ ‫وصا لح بن‬ ‫علي‬ ‫صا لح بن‬ ‫‏‪ ١‬لمرتضيْن‬ ‫تقبل النه سعيكم‪ ،‬وأثابكم رضوانه‪.‬‬ ‫الحرام وزواره وجيران حرمه‬ ‫سلام عليكم‪ ،‬ورحمة الله وبركاته؛ وعلى من جاور معكم من الإخوان‪ .‬وإني‬ ‫أحمد النه الذي لا إله إلا هو‪ 6،‬وأشكره على أفضاله وجزيل نواله‪ 5‬راجيا منه أن يغمركم‬ ‫بنعمائه الشاملةش ويغمر قلوبكم بأذكاره الفاضلة‪ ،‬نحن ومن قبلنا بخير‪ ،‬والحمد لته‪ .‬وبعد‬ ‫فإن الولد سيف بن سعيد الحاج المعولي وصل معنا سالماً‪ ،‬وتناولنا من يده كتبكم ‪.‬‬ ‫الحاملة لمزيد التحيات‪ ،‬ورسائلكم الحافلة بالأبحاث في المسائل التي اختلفتم فيها‪ .‬ولا‬ ‫بد أن ينظر إخوانكم العمانيون فيها‪ ،‬ويطبقوا المسألة على أثر السلف الصالح‪ ،‬المستخرج‬ ‫من الكتاب العزيز والسنة المطهرة‪ .‬مع أني أقول إجمالا‪ :‬أوصيكم بالتثبت في الأمور‪.‬‬ ‫وألا تعجلوا على إخوانكم بقطع العذر والبراءة‪ ،‬واحتملوا للمسلمين فيما كان فيه‬ ‫محتمل۔ ومن دين المسلمين‪ :‬أن لا ينصبوا الرأي ديناً؛ فإن الله عز وجل جعل هذا الدين‬ ‫يسرا وفتح للعلماء باب الاجتهاد‪ ،‬وألزم كُلا أن يأخذ بما أداه إليه اجتهاده‪ ،‬فيما لم يكن‬ ‫فيه نص عن الله تعالى‪ ،‬بكتاب صادق‪ ،‬أو إجماع الأامة‪ ،‬لثبوت العصمة لهم© فلا‬ ‫يجتمعون على ضلالة وما كان وراء ذلك فهو محل اجتهاد وبحث‘ لا محل قطع عذر‬ ‫وتخطئات ‪.‬‬ ‫‪٤٠٥‬‬ ‫فانظروا ۔ رحمكم الله ۔ بعين البصيرة‪ ،‬واعتمدوا على الحق© فهو السيرة التي آثرها‬ ‫أنه‬ ‫الأسلاف‪ .‬وقد رأيت في غضون تلك الورقات ما لو برهن بالبرهان لتبين أي بيان‬ ‫من مسائل الاجتهاد‪ ،‬وأن للرأي فيه مجالا وللعلماء مقالا فلا يفضى بها إلى التخطئات‬ ‫‪.‬‬ ‫وقطع الأعذار ‪.‬‬ ‫واعلموا أن النصوص تتناهى والحوادث لا تتنامى©‪ 6‬فاقتنضت حكمة العليم الخبير‬ ‫الرؤوف الرحمن الرحيم‪ :‬أن جعل للعلماء النظر والاجتهاد‪ 5‬وأن يحكموا على الحوادث‬ ‫بما أداه اجتهادهم‪ ،‬في الاستنباط والوزن‪ .‬والعيار لذلك جاء‪ :‬وما فرطنا في الكتاب من‬ ‫شيء» فالله الله فيما يجمع الكلمة والتآلف ويبعد الشحناء والتخالف©‪ ،‬ولا تكونوا كالذين‬ ‫فرقوا دينهم وكانوا شِيعآً‪ ..‬فما مُنِيَ الإسلام بشيء أعظم وأطمم من التخالف المؤدي إلى‬ ‫الفشل‪ ،‬المنتج لانحلال القوى© وذهاب الدول‪ .‬هذا وإخوانكم أهل عمان حريصون على‬ ‫اجتماعكم‪ 6‬ونظام جماعتكم‪ 6‬ويسيئهم جذا ما يبلغهم عنكم من التفرق‪ ،‬جمعكم النه‬ ‫على الهدى وسلك بنا وبكم نهج سلفنا ۔ رضوان الله عليهم والسلام عليكم جميعا‪.‬‬ ‫محررا في يوم ‏‪ ٢٠‬من جمادى الأولى سنة ‏‪.١٣٧١٢‬‬ ‫وهذا جواب لسؤال صدر إليه‬ ‫من إخوانه المغاربة‬ ‫يمتواتر اتقتي تبد‬ ‫وآله وصحبه‪.‬‬ ‫على نبينا محمد‬ ‫لله وحده ‪ .‬والصلاة‬ ‫الحمد‬ ‫بلغنا السؤال عن فتوى العالم الفزاري‪ ،‬المجيز الآخذ بخبر التلفون والبرق في هلال‬ ‫شوال‪ ،‬وقاسه على شهادة الأاعمى©‪ ،‬والشهادة في الظلمة‪ ،‬والشهادة من وراء‪ ،‬واستماع‬ ‫المؤذن‪ ،‬فالذي نراه ونعمل به ونحكم عليه الأخذ بالكتاب والسنة وما عليه عمل الصحابة ۔‬ ‫رضي الله عنهم© وتبعهم الخلف‪ :‬هو أنه إذا تباعدت الديار والمطالع‪ ،‬فلكل قوم هلالهم ‪.‬‬ ‫والحجة في رؤية الهلال الشهادة العادلة‪ ،‬أو الشهرة وحكم من الحاكم بصحة‬ ‫ولو‬ ‫الهلال© ودينكم يسر فاشكروا النه الذي جعلكم أتباع هذه الشريعة الحنيفية السمحة‬ ‫شاء النه لأعنتكم‪ .‬وأما الكلام في قياسه بعلم خبر التلفون على الحقيقةث مع أنه لا داعي‬ ‫‪٤٠٦‬‬ ‫لذلك‪ .‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن عم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين‪ ،‬ولم يبلغنا أن‬ ‫الأوائل تكلفوا في طلب ذلك‪ ،‬فإن أيام الحج طوال‘ فلو كان يلزم البحث لكان الأوائل‬ ‫والله‬ ‫ذلك©‬ ‫إمكان‬ ‫مع‬ ‫النائية‬ ‫البعيدة‬ ‫الديار‬ ‫الخبر من‬ ‫يجعلهم يلتسمون‬ ‫فلم‬ ‫بذلك ئ‬ ‫أحرى‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫ونحن أهل المشرق‪ ،‬نقر لكم‪ ،‬ونسلم أنكم أكثر اطلاعاً للآثار والأخبار إلا أن‬ ‫فيكم شدة لا تسلمون الأمر‪ ،‬ونحن بحمد الله نعظم علماءنا‪ ،‬وننقاد إلى أقوالهم‬ ‫وأحكامهم؛ لأنهم بالمنزلة العلياء في العلم والورع© والجاهل منا يعظم العالم ويحترمه©‬ ‫الله ۔ ويسوء نا ما‬ ‫۔ رحمه‬ ‫بن يوسف‬ ‫محمد‬ ‫‏‪١‬لقطب‬ ‫ا لمغرب ‪ .‬كا لشيخ‬ ‫علماء‬ ‫بل ونحترم‬ ‫يبلغنا من تخالفكم‪ ،‬وعدم توقيركم لذلك الشيخ وأمثاله وإن اختلف المشايخ في مسألة‬ ‫من غير مسائل الدين‪ ،‬فليس ذلك بموجب فرقة‪ ،‬ولا ينبغي لتلامذة هذا الشيخ أن‬ ‫يتحاملوا على الآخر بلا حجة إلا لما يرونه من توقيرهم لشيخهم‪.‬‬ ‫الجاهل لا يتعدى طوره‪ 6‬فلا تعجلوا على الفزاري بالبراءة‪ .‬واعلموا أنا نأخذ‬ ‫بالسنة‪ .‬وأرجو فيئته‪ .‬والله حسبنا ونعم الوكيل‪ ،‬ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‪6‬‬ ‫ومن‬ ‫الله ا‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫المسلمين ‪:‬‬ ‫أهل غمان ‪ 6‬إمام‬ ‫إخوانكم المشارقة‬ ‫وذلك من‬ ‫الاخوان ‪.‬‬ ‫من‬ ‫حضره‬ ‫كتاب رجال حزب الإصلاح بميزاب‬ ‫لاهل عمان عموما‬ ‫يتسمواترالتقف أيد‬ ‫إخواننا الكرام ‪ 4‬رجال عمان الأمجاد الخاص منهم والعام‪ .‬صانهم الله‪ .‬وأخذ‬ ‫الله تعالى وبركاته ‪.‬‬ ‫السلام عليكم ‪ .‬ورحمة‬ ‫بأيديهم ئ‬ ‫أما بعد‪ ،‬فقد نعي علينا‪ ،‬والأسف يملأ الفؤاد‪ ،‬والاسى يوشك أن يشق المرائر ‪6‬‬ ‫فإنا لله وإنا إليه راجعون ‪.‬‬ ‫الله ©‬ ‫الله الخليلى _ رحمه‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫المسلمين ‪:‬‬ ‫إمام‬ ‫محلولكة‬ ‫في ظروف‬ ‫بنوره‪©،‬‬ ‫طالما أزهر فاستضيء‬ ‫الذي‬ ‫أحمًا أفل نجم عمان‬ ‫قاتمة المخبر ‪.‬‬ ‫المنظر {‬ ‫‪٤٠٧‬‬ ‫أحمًا سقطت دعامة من دعائم المذهب الشريف هنالك‘ ومال ركن عدله القائم‪٨‬‏‬ ‫أي وربك إنه لحق‘ وإنه لرزء عظيم‪ ،‬وحادث جلل ‪6‬‬ ‫وتوارت شمس وحدته بالحجاب©‪١‬‏‬ ‫إليه©‬ ‫الرضا به‪٥،‬‏ والاستسلام‬ ‫يتحتم‬ ‫منهؤ‬ ‫الإذعان له‪ ،.‬وقضاء‬ ‫لولا حكم من النه يجب‬ ‫وسنة من سنن الله فى كل حى‘ وإن طالت أيامه فى هذا الوجود‪.‬‬ ‫إخواننا الكرام‪ ،‬إن حزب الإصلاح في ميزاب ليشارككم معشر الأحبة في هذه‬ ‫المصيبة العظمى‪ ،‬ويشاطركم الأسى‘ ويقاسمكم الألم‪ .‬فعظم الله أجركم وأجرنا‪ ،‬وألهمنا‬ ‫ولا ملجأ من الله إلا إليه‪ .‬قال الله تبارك‬ ‫وإياكم الصبر الجميل والثواب الجزيل‬ ‫وتعالى‪« :‬وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك‬ ‫عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون‪.‬‬ ‫جمع الله قلوبكم إلى رجل‘ يجمع العلم الواسع‪ ،‬والمعرفة بالله معرفة حقيقية دهاَ‬ ‫والشجاعة في الإقدام‬ ‫وإلى الإصالة في الرأي‪ ،‬والحزم في المواقف‘ؤ‬ ‫وحكمة‬ ‫والإحجام‪ 6‬شفقة إلى الأمة‪ ،‬ودماثه في الأخلاق‪ 0‬ولطفاً في المعاملة وإلى الورع‬ ‫الصادق‪ ،‬وحسن السمت في السير‪ ،‬معرفة بأساليب الحياة‪ ،‬وإقداماً على التطور في دائرة‬ ‫الدين ومصلحة الإسلام المشتركة‪ .‬فلن يصلح الدين إلا باستصلاح الدنياء ولن يسلم كيان‬ ‫الامة وتحفظ جانبها من عدوان الإنسان إلا بالاعتصام بالله‪ ،‬والتذرع بوسائل القوة والعزة‪.‬‬ ‫وقديما قيل‪« :‬الاستعداد للحرب يمنع الحرب؛‪.‬‬ ‫إخواننا الأماجد يسرنا جذا ما نسمعه عن وطن عمان‪ ،‬من زكاء التربة والثروات‬ ‫الطبيعيةث بقدر ما يحزننا نكول إخواننا عن استثمارها‪ .‬وعدم أخذهم بالأساليب الحذيثة‬ ‫في الإنشاء والتعمير‪ ،‬شأن أمم العالم بأسرها‪ ،‬ويسوعنا والله أن لا نسمع بعمان صوتا بين‬ ‫الممالك الإسلامية والدول العربية‪ .‬وأن يبقى مجهولا من أمم الدنياء كأن لم تكن الأمة‬ ‫التي حفظ لها التاريخ بين مطاويه بطولة نادرة ومجداً رفيعاً ؤ والدولة التي ملأ دويها سمع‬ ‫الزمانث ورتل فمه آيات‪ ،‬أليست هي التي قمعت طغيان الاستعمار البرتغاليث وتحطمت‬ ‫على صخرتها أساطيله العتيدة‪ .‬وطهرت منه الأماكن والبقاع! ألم تكن فتحت الفتوحات‬ ‫الواسعة‪ ،‬وحكمت فكان العدل منها سجية‪ ،‬وشقت الأفلاج ونشطت حركة الإنتاج‬ ‫والإصدار والإيراد‪ ،‬وغرست آلاف النخيل والأاشجار‪ ،‬وشادت للعلوم حصونا‪ ،‬أخرجت‬ ‫‪٤٠٨‬‬ ‫والسياسى‬ ‫والمحدث‘‬ ‫والمفسر ©‬ ‫النابهين © فيهم الشاعر والناثر©‬ ‫والحكام‬ ‫النابغين ©‬ ‫العلماء‬ ‫وناهيك بحصن يبرين وما أصاب من علماء أجلة وشموس‬ ‫والإداري الماهر‪.‬‬ ‫المحنك‬ ‫ساطعة‪ ،‬فأضاءت زواياه حينا من الدهر © يا عصابة الحق‪.‬‬ ‫وأقبح الجهل والإفلاس بالرجل‬ ‫ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا‬ ‫قال رسول الله يي‪" :‬المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيفا‪٥‬‏‬ ‫فقلدوا أمركم شهماً أخا ثقة‪ ،‬يورد الأمور ويصدرها‪،‬ؤ ويشق بكم الطريق إلى حيث العزة‬ ‫والسعادة والسيادة الحقة‪ ،‬ويغشى بكم ميادين الحياة‪ ،‬ويعدكم إعداداً قويا بتجديد عهود‬ ‫زاهرة‪ .‬مضى عليها أئمة الهدى‪ ،‬أمثال ناصر بن مرشد وبلعرب بن سلطان وأخيه‬ ‫سيف بن سلطان قيد الأرض‘ وكثير غيرهم‪ ،‬ممن كان قبلهم" أو جاء بعدهم‪:‬‬ ‫يكون رذءاً لكم للحادث الجلل‬ ‫فقلدوا أمركم شهماأحخاثقة‬ ‫مسالك الرأي صاد الباز للحجل‬ ‫ماضى البصيرة غلابا إذا اشتبهت‬ ‫لبى وإن همم لم يرجع بلا تقل‬ ‫إن قال بو وإن ناداه منتصر‬ ‫عر الخطاب وطاشت أسهم الجدل‬ ‫يجلو البديهة باللفظ الوجيز إذا‬ ‫العريق بالسيادة والمجاهدة‪ .‬الحافل برجال الكفاءة‪ ،‬لا يتكاذه‬ ‫إن تُطراً كقطر عمان‬ ‫أن يوجد خلفا للراحل العظيم‪ ،‬يخلفه باستحقاق© ويسدد الثغور التي كان يسددها‪.‬‬ ‫ويضطلع بالأعباء التي كان يقوى على الاضطلاع بها‪ .‬إذا ظفرتم بهذه الشخصية الكريمة‪٠‬‏‬ ‫وهذا مما لا شك فيه ۔ إن شاء الله‪ .‬ولعل كتابنا هذا لا يكاد يصادفكم حتى يكون قد‬ ‫تربع على عرش الإمامة‪ ،‬فاسمعوا له وأطيعوه‪ ،‬ولا تفسدوا عليه أمره بالخلاف والتنطع©‪٠‬‏‬ ‫ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم‘ واصبروا إن الله مع الصابرين‪ .‬ودعوه يتفرغ لتوجيه‬ ‫الأمة وجهة الأمم التي اعتنقت مبادىء الحياة سيما المجاورة لكم©‪ 6‬بتشييد المدارس‬ ‫وإرسال البعثات لتعليم الصناعات‪ ©،‬وتأسيس المطابع والشركات ‏‪١‬‬ ‫والمعاهد والكليات‬ ‫وإنشاء المستوصفات والمستشفيات ‘ وتعبيد السبل‬ ‫وإصدار الجرائد والمجلات‘‬ ‫ومد السكك الحديدية والأسلاك الكهربائيةث وإنشاء المعامل بأنواعها‬ ‫والطرقات‬ ‫واستخراج المعادن وتحصيلها إلى غير ذلك مما يقوم عليه نظام الملك© وتستوجبه عزة‬ ‫السلطان ‪.‬‬ ‫أيها الإخوان الأماثل‪ ،‬ألا يسوءكم أن سيبقى قطركم فقيرا‪ .‬وتحت أقدامكم الكنوز‬ ‫‏‪٤٠٩‬‬ ‫الطبيعية‪ .‬وعن اليمين وعن الشمال مياه متدفقة‪ ،‬وتربة خصبة‪ ،‬أيبقى منعزلا عن العالم‪6‬‬ ‫وله رؤوس مفكرة“‪ 5‬وعقول راجحة‘© ونفوس زكية‪ ،‬ومنكمشا‘ وبه رجال لو أطلقوا‬ ‫ألسنتهم وأقلامهم من قيودها‪ ،‬ونشروا علمهم‪ ،‬لأذاعوا صيته في الخافقين‪ ،‬ومكبل‬ ‫الايدي‪ ،‬حاله اليوم كحاله قبل قرن من الزمن والدول‪ ،‬كل كائن حي إن لم يتطور دراكاً‬ ‫دل على مرضه واعتلال مزاجه‪.‬‬ ‫أيها الأاصحاب‘ إن عصرنا هذا عصر العلوم والنورث عصر الحياة‪ ،‬له تنازع البقاء©‬ ‫عصر الاجتماع والتكتل© عصر الذرة والرادار‪ .‬من رام أن يعيش فيه منفردا ومنعزلاً عن‬ ‫غيره‪ ،‬داسته سنابك أيامه‪ ،‬وازدروه ازدراء النهم لطعامه‪ 5،‬والذئب يأكل الشاة القاصية من‬ ‫الغنم‪ ،‬فادفعوا ۔ بارك الله فيكم ۔ إلى الأمام وكونوا حائطاً لا صدع فيه‪ ،‬وصمًا لا يرقع‬ ‫بالكسالى ‏‪ ٥‬وأبرزوا دولتكم للوجود وساهموا في إقامة ركن الإسلام المائل وجاهدوا‬ ‫كسائر أممه عدوه الصائل‪ ،‬كل ذلك في حدود الدين ودائرة حفظ الكرامة والذاتية طبعا‪،‬‬ ‫فالله معكم «ولن يتركم أعمالكم! ‪.‬‬ ‫هذه كلمة أملاها علينا حب الخير لأمة شقيقة‪ .‬تربط بيننا وبينهم وشيجة الدين‪.‬‬ ‫وحمة المذهب‘ في دورة من دورات تاريخها‪ .‬نرجو منكم أن تمعنوا النظر فيها كل‬ ‫وتعملوا بمقتضاهاث فهي من صنع من طب لمن‬ ‫الإمعان‪ ،‬وتحملوها على محمل حسن‬ ‫ولا‬ ‫كما نأمل منكم أن تعرفونا بما تم لديكم ء وعلى من اجتمعت عليه كلمتكم©‬ ‫حَب‪.‬‬ ‫بأس أيضا أن تطلعونا على ترجمة الإمام الجديد وعلى ما ميزه الله به من الخصائص ©‬ ‫وعن نظريته في الحياة ومبدئه في تدبير الملك‘ إلى غير ذلك‘‪ 0‬وفصلوا لنا ذلك‬ ‫تفصيلا‪ .‬وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه‪.‬‬ ‫دمتم للإخوانكم رجال حزب الإصلاح بميزاب ‪.‬‬ ‫عن القرارة الشيخ بيوض إبراهيم بن عمر والشيخ أبو اليقظان إبراهيم الحاج عيسى‬ ‫ورجال جمعية الحياة‪.‬‬ ‫عن غرداية الشيخ بابكر صالح بن قاسم والشيخ رمضان إبراهيم بن صالح ورجال‬ ‫جمعية الإصلاح ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫وعن العطف الشيخ ابن يوسف سليمان بن الحاج داود الشيخ بكلي أحمد‬ ‫النهضة‪.‬‬ ‫جمعية‬ ‫يحى ورجال‬ ‫ا لحاج‬ ‫‪٤ ١٠‬‬ ‫عن بنورة رجال جمعية النور‪.‬‬ ‫عن بني يسجن ومليكة رجال كتلة الإصلاح‪.‬‬ ‫عن بريان الشيخ الطالب باحمد صالح بن يحيى ورجال جمعية الفتح ‪.‬‬ ‫وكاتبه نيابة عن الجميع بلكي عبد ا له جماع عمير‪ ،‬بيده‪.‬‬ ‫يوم ‏‪ ١١‬من ذي القعدة سنة ‏‪.١٣٧٣‬‬ ‫هذا ما قدر الله جمعه من الحوادث‘ في عصر الإمامين ۔ رحمهما الله ۔ وما كان من‬ ‫إسهاب في بعض الأحيان‪ ،‬فلما يقتضيه الحال‪ .‬ومن الله نستمد القبول في جميع‬ ‫الأعمال‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه‪ .‬وكنت‬ ‫قد شرعت فيه قبل وفاة سيدي الإمام الخليلي فتأخر طبعه إلى الآن© فلذلك ترى فيه‬ ‫زيادات لم تكن في عصره‪.‬‬ ‫‏‪ ١٣٨٠‬من الهجرة‬ ‫وكتبه العبد محمد بن عبد الله السالمي في شهر شعبان عام‬ ‫النبوية صلى الله وسلم على صاحبها‪.‬‬ ‫ولما انتهيت من كتابة ما قدرت عليه من التاريخ‪ .‬أحببت أن أكتب بآخره أجوبة‬ ‫لكتب صدرت إلي من سيدي الإمام الخليلي ۔ رضي النه عنه‪٬‬‏ وهي خمسة كتب‪6‬‬ ‫مني‬ ‫وما بعدها فأجوبة لصديقي القاضي أبو الوليدك وغيره من المخلصين ‪.‬‬ ‫‪.٦٢ /٨/١٢‬‬ ‫تواتر اتتر__تتتب‪+‬د‬ ‫صے سے‬ ‫والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه‪:‬‬ ‫بعد الحمد‬ ‫حضرة مولاي وسيدي الإمام محمد بن عبد الله الخليلي ۔ أبقاه الله وعافاه‪.‬‬ ‫بعد فائق السلام والاحترام ‪.‬‬ ‫وصلني ۔ أبقاك الله ۔ كتابك الكريم‪ ،‬على يد أخينا الحميم القاضي أبي الوليد‬ ‫فأنعشني رجاؤك‘ بعد ما رمقني أعدائي وأعداؤك‪ ،‬وحمدت الله على اهتمامك بناء‬ ‫وحقظك الحق لشيخك الذي أبقى للجباه العاتية صيحة الحق“© وللقلوب الغلف نداء‬ ‫الواجب‘ وللضمائر الواعية طريق العمل‪ ،‬وللهمم المتوانية شد العزيمة‪ ،‬وإني لأشكرك‬ ‫فها أنا مددت الباع بعد انقباض الذراع‪ ،‬مقر أن‬ ‫كل الشكر إذ لم تحتكر رحمتك‘‬ ‫نعمتك قلادة عنقي © لا يقطعها إلا غاسلي‪.‬‬ ‫‪٤١١‬‬ ‫جواب آخر‬ ‫‪٦٣ //١٠‬‬ ‫لقد وصلني كتاباك الكريمان في يوم واحد كما أن تاريخهما في يوم واحد‪ ،‬فسرى‪‎‬‬ ‫عني ما أجده من الاجراس‪ ،‬وجرى في ماء الحياة بعد اليأس وقد عرفت ۔ أبقاك الله ۔ ما‪‎‬‬ ‫طبعك اه عليه من الرأفة والرحمة والتأميل الذي لا يكون إلا من حسن الظن© وكل إناء‪‎‬‬ ‫بما فيه ينضح‪ ،‬وكل امرىء ينفق مما عنده‪ ،‬وليس عندك إلا الخير‪ ،‬ولا في عينيك إلا‪‎‬‬ ‫الرحمة‪ ،‬فلعل الله أن يجعل هذا سببا للإنعام‪ ،‬والإنعام سبباً للانقطاع إليكم‪ ،‬والسكون‪‎‬‬ ‫تحت أجنحتكم فأنا على ساق الامتثال‪ ،‬راجيا أن لا أضيع بين عقلك وكرمك ‪.‬‬ ‫جواب لكتاب ثالث‬ ‫‏‪١٣٦٣ /١٠١ ٩‬‬ ‫وصلنى كتابك ۔ أبقاك الله سيدي‘ وأنا بصور‪ ،‬تدعونى إليك‪ ،‬فحنيت القامة إجلال‬ ‫لما حبوتني‪ ،‬وطأطأت الهامة امتثالاً لما أمرتني‪ ،‬آملا من الله أن يكبت السفهاء الذين‬ ‫أرعفوا أقلامهم‪ ،‬وفغروا أفواههم‪ ،‬ينحتون من أثلتي© ويطعنون بحراب الكذب والبهتان‬ ‫حرمتي ‪ .‬وينهشون بأنياب اللوم والصغار نعمتي© ينسجون لي ثوبا من خيوط الوقيعة‪،‬‬ ‫حسد ا م مرنن ع عندند أزةبمسهم ‘ لما رزاححممةتهم بمِنكبي حين‪ .‬عر عفرفووا‬ ‫ضطها د‬ ‫وإإككللييللاا منمر شوكسو ا ِلا‬ ‫أني أنورهم شعاعا‪ .‬وأمدهم باعا‪.‬‬ ‫رابع‬ ‫لكتاب‬ ‫جوابا‬ ‫‏‪١٣٦٩ /٥/١١٠‬‬ ‫نفسي من‬ ‫وضعت‬ ‫بحيث‬ ‫رفعني فيه إكرامك“‪،‬‬ ‫الذي‬ ‫الكريم يا سيدي‬ ‫وصلني كتابك‬ ‫رجائك‘ وسررت بعافيتك وسلامتك ورضي قلبي بما أحببته له‪ .‬وقرت عيني بما‬ ‫فوق‬ ‫رضيته لي فكيف أختار‬ ‫ما‬ ‫شظف‬ ‫على ما فيها من‬ ‫الحياة ‘‬ ‫إلي‬ ‫وحبب‬ ‫به‪.‬‬ ‫وصلتني‬ ‫ما رأيت إلا الإحسان من كل الجهات؛ ولا شممت‬ ‫ما اخترته‪ .‬ومذ زانني اسم خدمتك‘‬ ‫إلا الإخلاص من جميع الطرقات ولا أحسست إلا شفقة يطمئن إليها القلب{ وتسكن‬ ‫لها الجوارح‪ .‬وهل فوق ذلك من مزيد لشاكر عاقل‪ ،‬ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا‪:‬‬ ‫الأمراء‬ ‫إلى‬ ‫نظري‬ ‫به‬ ‫‪.7‬‬ ‫زادني‬ ‫أميري‬ ‫إلى‬ ‫وإذا نظرت‬ ‫‪٤١٢‬‬ ‫كتاب آخر وهو الخامس‬ ‫‏‪. ١٣٦٨‬‬ ‫‪/٦‬تعدة‪/‬‬ ‫كتاب آخر وهو الخامس‪ .‬كتب إلي وإلى القاضي سعود بن شيخنا المالكي في‬ ‫»‬ ‫عتاب بلغه بيني وعامله على بدية فأجبته بهذا‪:‬‬ ‫حفظ الله مولاي‪ ،‬ومتعنا ببقائه‪ ،‬لقد تلقيت كتابك الكريم بالقبول والامتثال‪ ،‬وما‬ ‫يبلغك من العتاب بيني وعاملك الكريم سببه تخمين وسوء ظن «وما يتبع أكثرهم ألا ظا»‬ ‫إن بعض الظن إثم‪ ،‬فوجد السعادة سبيلا لصدع العصا‪ ،‬والغواة مجالا لبث الهموى‪ ،‬فسعوا‬ ‫إليه سعي متأله بالنصح والخسران في السعاية أكثر من الربح «ومن يغترب يحسب عدوا‬ ‫صديقه! فعبث عبث الصبيان‪ ،‬وأولاني درجة الامتهان‪ ،‬بعد ما ألزمته لزوم الظل‪ ،‬وأطعته‬ ‫طوع النعل© فلعبت بي ظنون من كتب به لاعبا‪ .‬قال علي لعثمان‪ :‬إن قلت لم أقل إلا ما‬ ‫نكره‪ ،‬وليس عندي لك إلا ما تحبؤ والله يتلم سيدي أني ما غششت بعد النصح" ولا‬ ‫انحرفت لطلب الربحؤ ولا نصبت لفتح الجرحں فلم يعاث في حقوقي‪ ،‬ويرتع في مواتي‪.‬‬ ‫وإني على يقين أنه سيف سله الله على هؤلاء اللثام عاقبة البوار‪ ،‬فأبقيته أيها الصديق© كما‬ ‫أبقى الصديق من قبلك على المنافقين والكفار‪ .‬وأرجو من الله أن يمنحني الوفاء بحقه‬ ‫وحقك وأن يلهمني التأدب بأدبك‘ والاحتمال على مذهبك‪ .‬وما ذلك على الله بعزيز‪8‬‬ ‫ومبلغ مناي ومنتهى أملي أن لا يجد الحاسد مجال لحظة والقادح مساغ لفظة؛ فإني على‬ ‫وما تكنه الضمائر تبديه المشاهد‪.‬‬ ‫العهد الأول والأحوال أصدق شاهد‬ ‫‏‪٢ ٠‬‬ ‫في‬ ‫الإمام‬ ‫سيدي‬ ‫بكتاب‬ ‫ذكره ئ‬ ‫العامل المتقدم‬ ‫من‬ ‫صدر‬ ‫لكتاب‬ ‫جواب‬ ‫وهذا‬ ‫‏‪.١٣٦٨‬‬ ‫سنة‬ ‫رمضان‬ ‫من‬ ‫بعد السلام ئ‬ ‫أمره‬ ‫بكفالته الواجبة لذوي‬ ‫وزلل العقل ذ‬ ‫القول‬ ‫خطل‬ ‫الله من‬ ‫حفظه‬ ‫الاصل ‏‪ ٦‬فاستعبدني‬ ‫حر‬ ‫ما نالني برك ‪ .‬وقد كنت‬ ‫تستلفتني ببرك ‪ .‬بعد‬ ‫وصلني كتابك“©‬ ‫برك‪،‬ؤ وردني إلى الحرية جفاؤك‪ ،‬فلست بعائد إلى الرق ببرك ‪.‬‬ ‫إيه آأنا المنافق والمشاقق© وغيري الموافق والمرافق أبعد خمسين عاماً احتسبتها‬ ‫عند الله‪ ،‬أكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا‬ ‫الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» أبنميمة أهداها كاشح‪.‬‬ ‫يصدعوا‬ ‫أن‬ ‫لا يلبثون‬ ‫الذين‬ ‫والوشاة‬ ‫بنميم ‪6‬‬ ‫المشاءون‬ ‫الهمازون‬ ‫وهم‬ ‫به فاسق ‏‪٠‬‬ ‫ونبأً جاء‬ ‫‪٤١٣‬‬ ‫العصا‪ ،‬والغواة الذين لا يتركون أديماً صحيحا «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير‬ ‫ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتان وإثماً مبينا ‪.‬‬ ‫لا غرو قد يِعص بالماء شاربه‪ ،‬ويؤتى الحذر من مأمنه‪ ،‬ما أردت إلا أن تغخص‬ ‫مني© فأتضرع إليك‪ ،‬وأتذلل بين يديك‪ ،‬ما حركت الحوار إلا لتحن‪ ،‬والا أبسس للجزور‬ ‫إلا لتذر‪ .‬ألا إني التنين وابن الأبيين‪ .‬فإن جهلت فسل عمن رتق فتق المصر بعد الشق‪،‬‬ ‫وخلف للجباه العاتية صيحة الحق‪« ،‬أنا ابن جلا وطلاع الثنايا» ولعله غرك مني المحاباة‬ ‫والدعابة‪ .‬فظننت أني رجل تلعابة ‪.‬‬ ‫وقتل‬ ‫تآذى‬ ‫سخن‬ ‫وإذا‬ ‫أنا مشل الماء سهل سائغ‬ ‫وهو لين كيفما شئت انفتل‬ ‫أنا كالخيزور صعب كسره‬ ‫ولا‬ ‫والله إن سيدي الذي ولاك على البلاد يعلم أني ما غششته‘‪ 6‬ولا انحرفت عنه‬ ‫نصبت له‪ ،‬ولا هربت منه{ ألا إن لكل شيء أمدا‪ .‬وبعد اليوم غد‪.‬‬ ‫‪.١٦٣٦٦‬‬ ‫محر م‪‎‬‬ ‫من‬ ‫‪١ ٠‬‬ ‫جواب لكتاب وصلني من صديقي‬ ‫القاضي أبي الوليد‬ ‫إلى من فك المعممى© وفصل بين الاسم والمسممى‪ ،‬وعناه القائل‪ :‬بقوله أنا الذي‬ ‫الأعمى ‪.‬‬ ‫نظر إل‬ ‫فسح النه له العمر وأعاننا وإياه على نوائب الدهر السلام عليكم ما حفظ الوداد‬ ‫أهل الصفا‪ ،‬وشكر الصنيعة أرباب الوفا‪ .‬إني أحمد إليك النه وأشكره‪ ،‬وأستمده العاقبة‬ ‫والستر ما بهذا القطر من خبر فنرفعه لأولي الأمرء وصلني كتابك‘‪ 0‬وفهمت ما به من‬ ‫وما أسفر عنه من بلوغ الأمل وإني لأحفظ لك الإيثارء كما حفظه المهاجرون‬ ‫الجمل‬ ‫للأنصار‪ .‬وما أزمعت على يأس منك بضمان ما تكفلت به من المن‪ ،‬بل خرجت على‬ ‫عهد أخذه عليك حسن الظن‘ وإن كان في كل الشجر نار فقد استمججد منها المرخ‬ ‫والعفار‪ ،‬وأنفع الحيا ما صادف جدباً‪ ،‬وألذ الشراب ما أصاب غليلاً‪ .‬لقد أسندتني قبل‬ ‫أن يغلبني الغلب©‘ وأنهضتني قبل أن يفخر علي العاجز المذبذب‘ ومنعتني من أن‬ ‫أنترس© وتداركتني قبل أن يكبر الفرس‪.‬‬ ‫‪٤١٤‬‬ ‫فانا أشكرك على ستر الخلةث وحفظك للوداد والخلة‪ ،‬ومراعاتك الكرم والخلة‪ .‬لا‬ ‫وجيهاً بين الأصحاب ‪.‬‬ ‫الجناب ‪6‬‬ ‫الزند محفوظ‬ ‫زلت ثابت العهد واري‬ ‫وهذا جواب آخر مني له أيضا‬ ‫السلام عليك والرحمة والبركة© يتواليان إليك في القيام والقعود والحركة‪ .‬أخوك‬ ‫الصب يحمد إليك الرب‘ ويسأله تذليل الصعب‘ وتنفيس الكرب‘ وتهوين الخطب‪.‬‬ ‫تناولت بكل احترام كتابك الكريم‪ ،‬فأنساني سرح العيون ورسائل ابن زيدون‪ ،‬وتدوين‬ ‫سهل بن هارون‘ وتوقيع المأمون‪ ،‬ما هو إلا صبابة حركت الصبابة‪ .‬وجرس الدعابة‪.‬‬ ‫ولولا أن الأدب استفزني لحلقت‘ ثم إني سلمت‬ ‫ولقد استفزني الطرب حتى صفقت©‪،‬‬ ‫فتق أديم‬ ‫الميدان والرهان والمساحة وناديت على رؤوس الأشهاد أن شيخ المشايخ‬ ‫الفصاحة‪ ،‬وفتح سوق البلاغة فغنم أرباحه‪ ،‬وما البيان إلا أرّج بغير ثيابه لا يعبق‪ ،‬كما أن‬ ‫السعادة صَب سوى تراب بابه لا يعشق‪.‬‬ ‫أما الجعجعة فتحتاج إلى مقالة ومقامة‪ ،‬والعاقل يطلب من القعقعة السلامةث ولقد‬ ‫يأمر‬ ‫أدبرت الحيلة‪ ،‬وأقبلت الغيلة‪ ،‬والحليم يغضي على القذى ويصبر على الأذى‬ ‫بإصلاح ذات البين والقلب والجوارح والعين مرهونة بصاحب اللجين والعين‪ ،‬ومن أشرب‬ ‫قلبه الرين لا يرى إلا النزاع والبين‪ ،‬ذلك يرى أنه تحمل الدعامة‪ ،‬وتقلد الزعامة‪ ،‬وتوشح‬ ‫الصمصامةء وأقره أبو نعامة‪ .‬وهذا يقول‪ :‬أنا فارس النعامة وخالد اليمامةء وغضنفر‬ ‫أسامه‪ 5،‬ويأنف من إمرة أسامه‪ .‬ومن لم يربع على ظلفه ويقس الأمر بقلبه وكفه جلب‬ ‫عليه الدهر رجله وخيله‪ ،‬واجتمع إليه الحشف وسوء الكيله‪ ،‬والله يكلؤنا بفضله‪6‬‬ ‫راقيا معارج الآمال‪.‬‬ ‫ويحرسنا بعدله‪ ،‬ودم محروساآ سالك مدارج الكمال‬ ‫كتاب آخر‬ ‫‏‪٦٧ /٣ /٢‬‬ ‫إلى من عرف بالرجاحة‪ ،‬وصبغ أديم الفصاحة‪ ،‬أخينا أبي الوليدك سلام عليك يتفيأ‬ ‫ظلاله عن اليمين والشمال‪ ،‬ما هبب الجنوب والشمال أتى بخير لا زلت بجاه عريض‬ ‫‏(‪ )١‬قوله‪ :‬شيخ المشايخ‪ .‬هم الشيوخ الذين قرأوا عليه بالمضيرب وهم آل حميد‪.‬‬ ‫‪٤١١٥‬‬ ‫ونعم بيض‘ؤ وخير مستفيض‘ وصلني بيانك المحلى بحسن السبك الموشى بصبغ‬ ‫وتناثرت إلي درره تهافت الدر من السلك‘ فهش السمع لوعيه‪ ،‬وطفر الطرف‬ ‫المسك‬ ‫لرعيه حتى خيل إلي بأنك نزلت إلي فأمليته بين يدي‪ .‬أبا الوليد إن هذا مضمار يعرف به‬ ‫واللاحق المقصر عن اللحوق‪ .‬لا ساق لنا فنسوق هذا المساق ‏‪٥‬‬ ‫السابق من المسبوق‘‪،‬‬ ‫ولا مطمُمة فنجاريك في السباق‪ .‬ولقد نشرث فيما سبق من الصحف أخبار الطرف‬ ‫وما يحسن إملاؤه من التحف‘ وبكل أسف أقول‪ :‬ليت لنا كنز النطف فنسد به‬ ‫والنجف‬ ‫هذه السقاسف والسخف ‪. . .‬‬ ‫انتهت المشكلة من حرب البسوس بالحظ المبخوس‪ ،‬والطالع المنحوس©{ؤ وطابت‬ ‫النفوس بعد ما ضاق الفسيح‪ ،‬واغبر المليح‪ ،‬وتكهن شِقٌ وسَطيح‪.‬‬ ‫وهذا آخر مني له‬ ‫السلام عليك كما انهمر الغمام‪ ،‬ما توالت الأيام أخبار هذه البلاد آل وخيال‬ ‫وسفاسف تعافها عقول الرجال‪ ،‬سبقت لك مني كتب جمة‪ ،‬وكلها مهمة‪ .‬ولم أر منك ما‬ ‫يروي الغلة‪ .‬لولا بلالة سمحت بها فمصحت العلة‪ .‬وهي المحررة من الدريزش ما هي إلا‬ ‫سلاسل الإبريزش مع ما ذكرته من الهزيز والتريز‪ .‬أما الواقع على ما بيد ابن الرماسة‪ ،‬فما‬ ‫ولكنها الحظوظ إذا قعدت هدت المشيد وقلعت‬ ‫كان عن قصد ولا روية ولا سياسة‪.‬‬ ‫أساسه‪ ،‬وأضاعت العاقل‪ ،‬وأبطلت قياسه‪ .‬ولقد أشرق الرجاء وبسم الأمل ا ه‪.‬‬ ‫وكأني بصاحبك قد غشيته موجة الاضطراب‘ وأغرقته لجة القلق‪ ،‬واستمالته رقة‬ ‫الشباب‘ ورخامة الكلم‪ .‬ومن أمجد الخصال وأشرف المكارم‪ :‬أن يكون للمرء من نفسه‬ ‫على نفسه سلطان قاهر‪ ،‬يحجزه عن استفزاز الأطماع واللذات‪ ،‬وعزم قوى يقيه من‬ ‫العناءء على‬ ‫إذ ما هنا إلا هدم البناء‪٠‬ء‏ ومحض‬ ‫القلقات© وهمة قعساء تمنعه من الفلتات‬ ‫وجه مَىّ مسحة من ملاحة‪.‬‬ ‫ثم إنه أعوز الحال إلى استفهامه عن ذلك السؤال‪ ،‬راجيا أن تفيض العين بدمعة‬ ‫السرور©‪ 8‬ففاضت زفرات الأاحشا وغاضت مياه الرجا‪.‬‬ ‫‪١٣٦٧ /٥/١١١‬‬ ‫حياه الله وبيّاه‪ ٠‬وجمع بيننا وإياه‪ ،‬تناولت بكل سرور وارتياح‪ ،‬كتابك المبشر‪‎‬‬ ‫‪٤١٦‬‬ ‫باعتدال صحتكؤ أما ما أشرت إليه عزيزي‪ ،‬أين يبسط الوافد إليهم قدميه‪ ،‬وقد تَقَوْزَرَ فى‬ ‫الأستاذ‬ ‫وتربع على الجنوب‬ ‫وقعد في الشرق الوتد الأكرم"‬ ‫القبلة الغوث الأاعظم‪،‬‬ ‫الأفخم‪ ،‬وانتقع على الشمال القطب الأثرم ؤ إن العاقل يحرص في توسيع نطاقه‪ ،‬ليحظى‬ ‫بدنيا عريضة‘ يبسط عليها سلطانه‪ ،‬ويمد فيها يده ولسانه‪ .‬أما من رضي بالأماني فكل‬ ‫شيء يكفيه؛ لآنه نصب الأماني بين عينيه‪ .‬فرضي بملء فيه‪ ،‬وإني لا أحب أن أقوم مقاما‬ ‫لا أنال فيه إلا التمويه‪ ،‬فألوي عناني متضائلاً ظامياً على ما في بطني من ثقل فيه‪ ،‬فيقتلني‬ ‫فها أنا قدمت إليك بياني للاطلاع ‪.‬‬ ‫الأسف بميتة يضحك لها السفيه‬ ‫وهذا آخر مني له‬ ‫‏‪١٣٦٨ /١١ ,٥‬‬ ‫لقد بلغني الهجوم المشؤوم على ذلك الشخص المعلوم‪ ،‬فما هذا الذنب الذي لم‬ ‫يسعه العفو وما هذا الجهل الذي لا يأتي من ورائه الحلم والسهو‪ .‬غفرانك اللهم إنا في‬ ‫زمن كنا نرجو أن نتناسى ما أضمرته الأجنة‪ ،‬وأكنته الأفئدة «آم حسب الذين في قلوبهم‬ ‫مرض أن لن يخرج الله أضغانهم» لا غرو الحين يسبق جهدا الجريض‪ .‬ولقد علمت‬ ‫بوصولك‪ .‬والقلوب تحمل حنقاً والأسنة علقاً‪٫‬‏ خوف سبة الدهر‪ .‬وإذا امتحن العزيز لم‬ ‫تستل سخيمته إلا بالانتقام‪ ،‬حنانيك أبا الوليدث هل الرجل مزق الأديم‪ ،‬أو ضحى بالاشمط‬ ‫الكريم ‪ .‬أو جاء بالإفك العظيم‪ ،‬أم صلب العائذ‪ ،‬ورجم الكعبة‪ ،‬وجعجع بالحسين‬ ‫فأشفى قلبه إني أعيذك ونفسي بالعظيم‪ ،‬السلام من طوارق الأيام‪ ،‬واستمطار الجهام‪.‬‬ ‫ويقال‪« :‬من العدل المحض أن يحط الحاسد نصف العقاب" لأن ألم حسده كفاك غيظه‪.‬‬ ‫وأهدأ والأفكار في تجول‬ ‫أعادي على ما يوجب الحب للفتى‬ ‫إذا حل في قلب فليس يحول‬ ‫سوى وجع الحسا داوي فإنه‬ ‫وهذا آخر منى له‬ ‫‏‪.١٣٢٦٩/٤,/٩‬‬ ‫الباع ‪.‬‬ ‫ونجدة الظلامات ‪ .‬رحب‬ ‫إلى جذوة الظلمات“‪،‬‬ ‫سلام عليكم يا قاض‪ .‬سلام محب مجانب للأغراض‘ قدمت إليك بطاقات طويلة‬ ‫الذيل تتوالى إليك كقطع الليل‪ ،‬وكلها بعد الاستراحة من الممُشنيرة ‪.‬والسفر والذي‬ ‫جعلك مفتاحا للحق‪ ،‬وفتاحاً بين الخلق‪ ،‬ما حل تلك الأواصر التى شدت‘ ولا شد‬ ‫الرواجب بالخناصر ‪.‬‬ ‫‪٤١٧‬‬ ‫نهضة الأعيان ۔ م‪٢٧ ‎‬‬ ‫با لأفعى‬ ‫العقرب‬ ‫تحككت‬ ‫حتى‬ ‫وتسعى‬ ‫تدب‬ ‫لا زالت‬ ‫أ خبارنا‬ ‫واستغنت الفصال حتى القرعى‬ ‫وكنا نظنها سحابة صيف فتقشع‪،‬‬ ‫فإما محفل وإما احتفال‬ ‫وبقيت الأيام سجالا‬ ‫سيف ‪.‬‬ ‫فإذا همى حركة‬ ‫تبع تضرمها غزالة الرجل الحروري متلفعة بوشاحها الحريري من ورائها موالي عاملة‬ ‫ناصبة‪ ،‬صادقة كاذبة‪ .‬تحمل جمرة الغيظ والغيلة‪ .‬تعمل بكل اجتهاد وحيلة‪ .‬فحينما تبين‬ ‫لنا الحي من اللي حللنا حَبوة اليؤ فوقفنا بذلك المركاض‪ ،‬ولا وقوف قس بعكاظ ‪6‬‬ ‫وخلاصة الجوهرتين‬ ‫انتشر الخطب الطوال العراض‪ ،‬ويد الحق تصدع رداء الشك‘‪،‬‬ ‫بالسبك‪ ،‬والحارث يزفر زفرات القيظ‘ يكاد أن يتميز من الغيظ‪ ،‬فضربنا دون مراده‬ ‫بالاسداد‪ ،‬وبذلنا الجهد في الإرشاد‪ ،‬والمثل‪ :‬في كل شجرة نار‪ ،‬والحديث‪ :‬لجرح‬ ‫العجماء جبارث فشمخ بأنفه صلفاً وكبر‪ .‬لكونهم جاءوا شيئا إمرآ‪ ،‬فهو لا يستطيع معه‬ ‫صبرا‪ .‬ثم اعتذرنا له اعتذار الأكياس‪ ،‬وخوفناه عقبى الشدة والباس‪ ،‬وحذرناه الإدلال‬ ‫والاغترار‪ ،‬وعاقبة المكر والعثارء فسكن بعض الرهج‪ ،‬واستقام شيء من العوج‪.‬‬ ‫آخر‬ ‫ذكرت تبحث عن القضية وما يبلغك من العواصف الصيفية ‪ .‬عزيزي إنها أمواج ‪8‬‬ ‫السيطرة والاستعلاء‪.‬‬ ‫وما هو إلا حب‬ ‫تجزر وتمتد‪ ،‬وتهدأ وتشتد‪،‬‬ ‫يدفع بعضها بعضا‬ ‫فما‬ ‫والنفوس مملوءة بالشر‪ ،‬فلذلك تجد المفاوضات والمعاهدات ولا يلزمون التعهدات‪.‬‬ ‫أسرع ما ينفقون‘ وما أعجل ما ينكثون‪ .‬ولقد اشتد الحال‪ ،‬فقمنا إلى نشر السلام‪ ،‬وبث‬ ‫الكلام‪ ،‬فلم نجد آذانا صاغية‪ ،‬ولا قلوبا واعية‪ .‬وهل يجد المصلح مجالا لنيل المراد‬ ‫وزوال الأحقاد‪ ،‬وأن يكون المؤمنون إخوة ما دامت الكبرياء والأنفة والنخوة‪ ،‬وطالما‬ ‫قلت‪ :‬لا يغرنك الدبا وإن كان في الماء‪ .‬ولما لم يطع لقصير أمر‪ ،‬وقيس الشبر بالفتر ‪8‬‬ ‫وعرف الحلو من المر‪ ،‬ولا يصلح رفيقا من لم يبتلع ‪7‬‬ ‫فقد أسفر للناظر الفجر‬ ‫وكتاب سيدي المقدس وصلني وأقول‪ :‬ليس في استطاعتي تغيير الجبة التي عليها‬ ‫طبعت‘ وتغيير الحالة التي عليها فطظرت‘ ولو عاكستني الأيام‪ .‬ووقفت بوجهي مصائب‬ ‫الأيام‪ .‬وكفاني شرفآ‪ 5‬والحمد لله‪ ،‬ما زانني من اسم خذمته‪ ،‬وما زهاني من وسم نعمته‪6‬‬ ‫حتى تضرمت جوانح الأكفاء حسداً‪ ،‬وتقطعت أنفاس النظراء منافسة ‪ .‬فماذا أبتغي يا سعد‪.‬‬ ‫‪٤١٨‬‬ ‫آخر لصديق آخر‬ ‫أما القاضي فما جوابه بشفاء العليل ولا ري الغليلث وإصراره على تأخير شرح النيل‬ ‫ما هو بالرأي الأصيل‪ ،‬وهنا صَرح المحض عن الربدا وعرفنا منتهى القصد‪ .‬فهل هذا‬ ‫قيل‬ ‫وتزيف الشهود ‪.‬‬ ‫عنهم الفتاوى ‘‬ ‫وتؤخذ‬ ‫والحدود ‪6‬‬ ‫بهم الجمعات‬ ‫تقام‬ ‫ممن‬ ‫يحسن‬ ‫للعاريّة‪ :‬أين تذهبين؟ قالت‪ :‬أكسب أهلى ذاماً‪ ،‬إلا أن الحية من الحية‪ .‬وآخر الدواء‬ ‫الكية‪ ،‬فأفصح لي جوابه كل الإفصاح بالعدم أو النجاح‪ ،‬فقد أدرك شهرزاد الصباح‪.‬‬ ‫أخبارنا بالامس شمرت غزالة‪ ،‬وقامت تتفقد الخزانة لما يصلح للحالة من الآلة‪.‬‬ ‫مستسلمة للحيين‪ ،‬كي ترمى بقدحين‪ 0‬وها هي تلفعت بوشاحها‪ ،‬طامعة في نجاحها‪6‬‬ ‫وأؤلت زوجها الججخجاح قفل البيت والمفتاح© وأسفرت بوجه الوقاح‪ ،‬وثغر النباح‪٨‬‏‬ ‫وتقدمت للكفاح‪ .‬فإن تم لها المرام‪ ،‬فهذه من التجاريب‘ وإلا فما هي من أول‬ ‫الأعاجيب‘ وإن لم تنجح الحيلة‪ ،‬فجهيزة بالباقي كفيلة‪ ،‬وشر الحرب الغيلة‪ ،‬والحارث‬ ‫في جبهتها يقضم اللجم‪ ،‬ويتحرك تحرك النجم للرجم‪ ،‬ينشر القشيب والرث‘ وينشل‬ ‫السمين والفث‘ فتعلقنا به تعلق الجرباء بالأعوادث طمعا في السداد‪،‬ؤ وبذلنا الجهد لمنعه‬ ‫من الكر‪ ،‬ودفعه عن الشر وهو يأبى إلا الانتقام‪ ،‬وقطع شأفة اللئام‪ .‬نهاية الأمر أنه‬ ‫عرف كيف يقتطف‘‪ ©،‬وعرف من أين تؤكل الكتف‪ .‬وما بقي إلا الندم على ما وقع©‬ ‫وترقيع الخرق بعد ما اتسع‪.‬‬ ‫آخر لآخر‬ ‫آنس النه وحشته‘ ولا حرمنا مواصلته وصلته‪ .‬كتابك الأكرم وافاني‪ ،‬وعزازة‬ ‫الحاجة بملاذ العيوق‪ ،‬أعز من بيض الأئوق‪ ،‬ولا بأس ارمها بحجر الحرمان وأنقذ‬ ‫وما بلغكم فذلك قطرة من‬ ‫صاحبها في الامتهان‪ ،‬وأن يهان فما هي الغرض الأقصى‬ ‫غيث‘ والآمر لمن ملك زمامه‪ ،‬وتقلد الزعامة‪ ،‬وما لقينا من هذه الغمامة إلا لقلقة‬ ‫اللسانث محمد بن شيخنا العلامة‪ ،‬وإن حاكمناهم إلى الدهر‪ ،‬لعرفوا لمن الفخر‪ .‬فهم‬ ‫يأكلون ما زرعناه‪ ،‬ويشربون ما حلبناه‪ ،‬وينهبون ما جنيناه‪ .‬أما صاحبكم فيرى معاكستي‬ ‫فرض عين‪ ،‬وكنت لزمته احتراما للحق‪ ،‬ووفاء لمولانا المحقق‪ :‬ولم أرفع كلمة من هذه‬ ‫السياسة‪ ،‬لما تمجه الطبيعة من هذه الهياسة‪ ،‬اتكالاً على الأقدارث وتربصا لعاقبة البوار‪6‬‬ ‫ولما خفت الورطة ورأيت الأمور تجري على غير الخطة‪ ،‬لزمت البيت‘ وبغيري اكتفيت‪٥‬‏‬ ‫‪٤١٩‬‬ ‫وما هو آت آت ‪ .‬والأيام‬ ‫تركه ما لا يعنيه! وما مضى فات‬ ‫إسلام المرء‬ ‫و امن حسن‬ ‫تفصح ‪ .‬والنكوص أقبح ‪.‬‬ ‫آخر لآخر‬ ‫أيها المحب الظريف والأديب العفيف© حفظه الله من الشين وملأ حجره اللجين‬ ‫والقين‪ ،‬استلمت من يد القافلة بين الفريضة والنافلة‪ .‬كتايك الكريم الصادر من قلب‬ ‫وفاح بأزج النسيم فشممت منه عرار‬ ‫سليم‪ ،‬إلى محب سليم ‏‪ ٠‬فسقر عن رأي وسيم‬ ‫نجد‪ .‬وما بعد العشية من شميم‪ ،‬ثم رحت أجر ذيول الطرب‘ وأقول يا للعجب!‬ ‫لتكون مطفئها فكنت المشعلا‬ ‫مالي شكوت إليك نار جوانحي‬ ‫ليت الذي منع الجميل تجملا‬ ‫أعيا إسعافي فصرت معئفي‬ ‫أيها الجار المكاسر والخل المواسر‪ ،‬ما حل تلك الأواصر حتى غدوت العقاب‬ ‫الكاسر‪ .‬لقد راعني انسياب قافيتك إليَ©‪ ،‬وتشمير ذيلك علي© تسومني الدارث وتطلب مني‬ ‫الإيثار‪ .‬وتحكمني في القيمة‪ ،‬وتدفع فيها اليتيمة‪ ،‬ترى لنفسك القرارث ولغيرك الفرار ‪.‬‬ ‫أليس هذا من العار‪ .‬عهدي بك طراز المجالس‘ والخل المؤانس ‪.‬‬ ‫فغدوت الحباب الموالس‪ ،‬والذي زين الرجال بالعقول‪ ،‬إني بحق أقول‪ :‬ما أنت‬ ‫أول صديق دلس‪ ،‬ومحب على إخوته لس‪.‬‬ ‫فأهنتّني وقذفتني من حالق‬ ‫أبعين مفتقر إليك نظرتّني‬ ‫أنزلت آمالي بغير الخالق‬ ‫لست الملوم أنا الملوم لأنني‬ ‫يا أع صديق وأظرفت رفيق‪ ،‬لقد ثاب الفهم بعد ما صرد السَهْمم‪ ،‬وأحسست‬ ‫وأفكر‬ ‫بالخيال بعد ضيعة الغربال‪ ،‬فبت أناجي القلب المعذب‘ وأقلب العزم المذبذب‘‪،‬‬ ‫تفكير المحترز من الوهم المتأمل مسقط السهم‪ ،‬فأجمعت بعد أن أصحرت‘ وأسمعت‬ ‫بعد أن أيبصرت‘ فجعلت العذار‪ ،‬وناديت في الدار‪ :‬البدار البدارَ‪ ،‬إلا أن الجار قد جار‬ ‫واستظهر بذوي اليسار‪ ،‬والذي تَوْرَ القمرين ‪ .‬ورفع الحجرين‪ .‬لو كنت أفلس من ابن‬ ‫يومين ولا أملك درهمين‪ ،‬لما نزلت عن داري‪ ،‬ولا أكريتها لبدوي‘ ولا تركتها‬ ‫لقراري© أضاقت عليك المجاري‪ ،‬فتسومني داري ‪.‬‬ ‫صديقا حميما‬ ‫إذ توهمته‬ ‫ودي‬ ‫صدق‬ ‫ونديم مححضتسه‬ ‫‪٤٢٠‬‬ ‫منى سليما‬ ‫وبا ت‬ ‫سليما‬ ‫أ لرا قي‬ ‫أعجز‬ ‫الذ ي‬ ‫لسعه‬ ‫من‬ ‫بت‬ ‫نديما‬ ‫لي‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫قلت لما بلوته‪ :‬ليته كان بعيدا‬ ‫«وهذا الكتاب للشيخ صقر بن سلطان‬ ‫حاكم الشارقة‪.‬‬ ‫سلام عليك ما غرد الحمام وسجع‘ وتَنحب الغراب الأيقع بحبك الذي ما زال‬ ‫تطوف به نياق الآمال فدافد الرجا‪ ،‬يحمد إليك الحي القيوم‪ .‬لا زلت بعافية‪ .‬كتبت إليك‬ ‫قبل هذا كتابا حسن القافية‪ .‬راجيا أن يكون وصلك‘ وأنت بحال ترضاه‪ .‬فما سمح‬ ‫الدهر أن أقف منك على جواب‘ وعلى الحظ العتاب‪ .‬والله جل شأنه جعل الدنيا‬ ‫محبوبةث فمن ساعده الحظ فيها سكن إليه برغبة ومن عضته بأنيابها سخط عليها فتجنى‬ ‫امتطيناه ‪.‬‬ ‫ومجداً‬ ‫جبيناه ‪6‬‬ ‫وخراجاً‬ ‫جنيناه ‏‪٠‬‬ ‫وتمر‬ ‫وقد أذاقتنا قواقً استحلبناه ‪6‬‬ ‫الأحبة ‪.‬‬ ‫على‬ ‫زمانا فصرناسُوقة نتنصُفُ‬ ‫فكنا نسوس الناس والأمر أمرنا‬ ‫زبرجاً وزجاجاً ‪1‬‬ ‫أجاجاً ‪ .‬وجمالها‬ ‫عذبها‬ ‫ورمحث مولية ‪ .‬فكان‬ ‫ثم جمحث نافرة‬ ‫وفرقتنا عن الأهل والإخوان‪ .‬والله المستعان‪ 8،‬ولا حول ولا قوة‬ ‫فأبعدتنا عن الأوطان‬ ‫إلا بالله العلى العظيم ‪.‬‬ ‫وقد نظرت إلى يومي فأبكاني‬ ‫لقد نظرت إلى الماضي فأضحكني‬ ‫وإلى هنا انتهى ما أدركنا كتابته‪ .‬والحمد لله رب العالمين©‪ 0‬ولا حول ولا قوة إلا‬ ‫باننه العلي العظيم‪ .‬وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫‪٤٢١‬‬ ‫‏‪٦٦.......................................‬‬ ‫رحمه الله‬ ‫‏‪٧٠‬‬ ‫‪................‬‬ ‫مسقط‬ ‫إل‬ ‫عيسى‬ ‫الشيخ‬ ‫خروج‬ ‫‏‪٨٢‬‬ ‫ترجمة الرئيس الحميري حاكم الجبل الاخضر‬ ‫ترجمة أولاد الشيخ هلال بن زاهر الهنائي ‏‪٨٦...‬‬ ‫رىق‬ ‫شيز إل‬‫لإنكل‬ ‫ال ال‬‫تسل‬ ‫‏‪٨٩...................‬‬ ‫ترجمة رئيس النهضة العمانية‬ ‫أول عمان ۔ ساحل صور‬ ‫‏‪٩٦....................................‬‬ ‫تآليفه ورسائله‬ ‫رأس الخيمة عاصمة القواسم‬ ‫‏‪٩٩.............................‬‬ ‫الله عنه‬ ‫وفاته رضى‬ ‫أسباب النهضة العمانية ‪........................‬ا‪١١‬‏‬ ‫‪ .................‬‏‪١ ١٥‬‬ ‫النهضة العمانية‬ ‫حركة رئيس‬ ‫‏‪١٧١ ٧١.................‬‬ ‫دعاية رئيس النهضة العمانية‬ ‫جبل الكور‬ ‫خروج رئيس النهضة ‪ ..........................‬‏‪١٢١‬‬ ‫أشهر قرى الداخلية‬ ‫اجتماع أعيان النهضة ‪ ..........................‬‏‪١٦٩٣‬‬ ‫البريمي‬ ‫(بتنتوف وتشاورهم فيمن يقدمونه إماماً) ‪ .‬‏‪١٢٣‬‬ ‫المطوع‬ ‫تنبيه ‪ ...............................................‬‏‪١٢٥‬‬ ‫جعلان‬ ‫بيعة الإمام سالم بن راشد الخروصي ‪ ........‬‏‪١٣٥‬‬ ‫انسب الإمام سالم وولادته ونشاته» ‏‪١٤٩.........‬‬ ‫‪ .......................................‬‏‪١٥٤‬‬ ‫فتح نزوى‬ ‫وفود القبائل إلى الإمام ومبايعتهم له ‏‪١٦١.......‬‬ ‫فتح منح ‪ .........................................‬‏‪١٦٢‬‬ ‫فتح أزكى ‪ .......................................‬‏‪١٦٢‬‬ ‫قدوم الشيخ عيسى ‪ ............................‬‏‪١٦٥‬‬ ‫انقسام حكومة عمان‬ ‫فتح العوابي ‏‪١٦٦......................................‬‬ ‫عمان‬ ‫فائدة فى بيان أسماء أئمة‬ ‫‏‪١٦٩............................‬‬ ‫فتح سمايل الفيحاء‬ ‫فائدة فى بيان أسماء الأئمة من بنى خروص ‏‪٦١٠‬‬ ‫‏‪١٧١........................................‬‬ ‫فتح بدبد‬ ‫احتسب‬ ‫الشيخ‬ ‫من أخبار‬ ‫طرف‬ ‫ما قيل من الشعر في فتح سمايل وبدبد ‪ . .‬‏‪١٧٣‬‬ ‫علحلبني‬ ‫صا‬ ‫ولشاعر الجوف المر بن سالم الحضرمي ‪ .....‬‏‪١٧٤‬‬ ‫إمارة الشيخ الامير عيسى بن صالح‬ ‫‪٤٢٢‬‬ ‫جواب الإمام لهذا الكتاب‬ ‫كتبه لعماله‬ ‫المعترفة بالزنا حند الإمام‬ ‫حد‬ ‫فيصل‬ ‫السلطان‬ ‫وفاة‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫ارتقاء السلطان تيمور بن فيصل‬ ‫‪١٩٠‬‬ ‫سلطنة مسقط‬ ‫خروج سيدي نور الدين من سمايل‬ ‫‪١٩٢‬‬ ‫إلى الشرقية‬ ‫اجتماع العمانيين بنزوى لعقد البيعة‬ ‫تدخل الشيخ حمدان بن زايد الفلاحي‬ ‫على الخليلي‬ ‫بالصلح بين الإمام والسلطان‬ ‫إمامة الولي السعيد محمد بن عبد الله‬ ‫‪١٩٤‬‬ ‫والاجتماع بالسيب‬ ‫‪١٩٨...‬‬ ‫وفد معولة بن شمس الى الإمام بسمائل‬ ‫‪١٩٩‬‬ ‫صفة حكم الإمام‬ ‫ذكر خروج الإمام إلى بركا‬ ‫الإمام سالم بن راشد إلى الوطية ‪..‬‬ ‫خروج‬ ‫حوادث سنة ‏‪١٣٣٣‬‬ ‫وثلاثمائة وألف‬ ‫وفاة الشيخ اللمكي‬ ‫خبر بتي بطاش‬ ‫ترجمة الشيخ ناصر بن حميد الغافري‬ ‫خلاصة السبب‬ ‫أمير بهلا‬ ‫بيعة الإمام السعيد‬ ‫أي خليل محمد عبد الله بن سعيد‬ ‫عيسى للرستاق ‪..............‬‬ ‫الشيخ‬ ‫خروج‬ ‫كيف يقضى ساعاته‬ ‫ما تفرد به الإمام من المسائل‬ ‫وصف الأجنبي للإمام‬ ‫خروج الإمام إلى الرستاق‬ ‫ه‪١..................‬‏ ‪................‬‬ ‫‏‪ ١‬لثورة‬ ‫سيا‬ ‫الاجتماع بالسيب‬ ‫ما قيل من الشعر في فتح الرستاق‬ ‫نقل معاهدة السيب التى بيد العمانيين‬ ‫‪......................‬‬ ‫ھ‬ ‫‏‪١٣٣٦‬‬ ‫سنة‬ ‫حرادث‬ ‫نقل معاهدة السيب التى بيد السلطان‬ ‫‪......................‬‬ ‫ھ‬ ‫‏‪١٣٣٧‬‬ ‫سنة‬ ‫حوادث‬ ‫‪.‬‬ ‫وفاة أبي الخير‬ ‫الحزم‬ ‫لحصن‬ ‫الإمام‬ ‫محاصرة‬ ‫علي‬ ‫أبي‬ ‫رئيسهم‬ ‫المساكرة‬ ‫كريم‬ ‫وفاة‬ ‫عودة خلفان بن ثنيان إلى نخل ‪ ..............‬‏‪٣١٥‬‬ ‫‏‪٣٦٤‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫السكري‬ ‫‏‪٣١٦......................................‬‬ ‫حادثة نخل‬ ‫‏‪٣٦٤‬‬ ‫هجوم آل حكم على ستال بني خروص ‪.‬‬ ‫‏‪٣٢٦...............‬‬ ‫سبب الثورة الأولى على عبرى‬ ‫‏‪٣٦٧‬‬ ‫هذا نقل ما حكم به أبو حميد حمد ‪..........‬‬ ‫‏‪٣٢٨........................‬‬ ‫الثورة الثانية إلى عبرى‬ ‫قيام الإمام على العبريين ‏‪٣٦٨.......................‬‬ ‫كانت في أواخر سنة ‏‪٣٢٨................. ١٣٥٩‬‬ ‫‏‪٣٧ ١...........................‬‬ ‫ترجمة الشيخ العزري‬ ‫قيام الرقيشي على مناذرة السليف ‪ ...........‬‏‪٣٣٠‬‬ ‫‏‪٣٧٢٣‬‬ ‫قيام الإمام على الطو ‪...........................‬‬ ‫من أحكام الرقيشي بعبرى ‏‪٣٣٢...................‬‬ ‫وفاة الشيخ العلامة ناصر بن راشد‬ ‫‏‪٣٣٢٣..............‬‬ ‫ولاية إبراهيم بن سعيد العبري‬ ‫‏‪٣٧٥‬‬ ‫الخرورصى ‪....................................‬‬ ‫‏‪٣٣٥...........‬‬ ‫ترجمة الشيخ مهنا بن حمد العبري‬ ‫مقتل العلامة الرواف ودخول جعلان ‏‪٣٧٦......‬‬ ‫زيارة الباشا سليمان الباروني لعمان ‪ .........‬‏‪٣٤٠‬‬ ‫تحت الامامة ‏‪٣٧٦.....................................‬‬ ‫قتل أمير ينقل ‏‪٣...................................‬‬ ‫‏‪٣٨١...................................‬‬ ‫ترجمة أبي زيد‬ ‫ترجمة شيخنا العلامة ‪ ...........................‬‏‪٣٤٥‬‬ ‫حوادث سنة ‏‪ ١٣٧١‬ووصول‬ ‫العبري ‏‪٣٤٥.......................‬‬ ‫بن خميس‬ ‫ماجد‬ ‫‏‪٣٨٦‬‬ ‫ابن عطيشان إلى البريمى ‪..................‬‬ ‫‪ .........‬‏‪٣٥٦٢‬‬ ‫ترجمة شيخ البيان محمد بن شيخان‬ ‫‏‪٣٨٩‬‬ ‫وفاة القاضي أبي الوليد ‪.......................‬‬ ‫بُلغة المرام من شعر الغرام ‪.................. ..‬ٹ‪٣٥‬‏‬ ‫‏‪٣٩٠...........‬‬ ‫وفاة الإمام الخليلي رضي الله عنه‬ ‫ترجمة العلامة أبي مالك عامر بن‬ ‫‏‪٣٩٢..........................‬‬ ‫ذكر شىء من عهوده‬ ‫‏‪٣٥٧...............................‬‬ ‫خميس المالكى‬ ‫‏‪٣٩٨........................‬‬ ‫ذكر شىء من مكاتباته‬ ‫عهود الإمام له ‪ .................................‬‏‪٣٦1‬‬ ‫كتابه لأي مالك في بغى حمدان الحجري ‪ .‬‏‪٤٠٣‬‬ ‫‏‪٣٦١.............‬‬ ‫ارتقاء السلطان سعيد بن تيمور‬ ‫‏‪٤٠٥.............‬‬ ‫لكتاب صدر إليه من المذكورين‬ ‫على سلطنة مسقط ‏‪٣٦١..............................‬‬ ‫‏‪٤٠٦.............................‬‬ ‫من إخوانه المغاربة‬ ‫ترجمة فارس الشرفاء ‏‪٣٦١...........................‬‬ ‫لأهل عمان عموما ‪ ............................‬‏‪٤٠٧‬‬ ‫سليمان بن حميد الحارثى ‏‪٣٣“.............‬‬ ‫الشيخ‬ ‫«حاكم الشارقة! ‏‪٤٢١...............................‬‬ ‫وفاة شيخنا العلامة سعيد بن ناصر ‪ ........‬‏‪٣٦٢‬‬ ‫‪٤٢٤‬‬