الشيخ العلامه سعيد بن خلف بن محمد الخروصي
الشيخ العلامه سعيد بن خلف بن محمد الخروصي
سيرة الشيخ سعيد بن خلف الخروصي
نسبه ومولده:
هو الشيخ العلاَّمة الفقيه الأديب/ سعيد بن خلف بن محمد بن نصير بن خلفان بن محمد بن خلف بن محمد بن مبارك الخروصي
ولد في يوم السبت الثامن من صفر عام 1344هـ/ 1925م بولاية نخل.
ـــ نشأته:
نشأ في مسقط رأسه (نخل) بين والدَين كريمين، يحوطه حنانهما، وتكتنفه عنايتهما، يَتقلَّب معهما في رغد العيش تحت كنف جدِّه الشيخ/ محمد بن نصير الذي كان أصدق صديق للإمام سالم بن راشد الخروصي.
وكان مجلس جدِّه ملتقى للعلماء والأدباء كأمثال الشيخ ناصر بن راشد الخروصي، والشيخ محمد بن سالم الرقيشي عند تولِّيه نخل، والشيخ محمد ابن أحمد السلامي، والشيخ محمد بن سعيد الكندي، والشيخ العلاَّمة خلفان بن جميِّل السيابي، والشيخ سعيد بن أحمد الكندي، وغيرهم، ممَّا جعل الاهتمام به لطلب المجد والتحلِّي بحلى العلم والفضل موازياً لهذه البيئة الطيِّبة التي نشأ فيها.
ـــ طلبه للعلم وشيوخه:
درس القرآن الكريم على يد الأستاذ خلفان بن سليمان اليعربي، وعلى يد الشيخ حمود بن زاهر الكندي، وختم القرآن وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره.
ثم درس النحو على يد الشيخ حمود بن زاهر الكندي، وقرأ عليه ملحة الإعراب للحريري، ثم انكبَّ على دراسة ألفيَّة ابن مالك بشرح ابن عقيل.
ولَمَّا كان المجد والارتقاء مطمحه وغايته، ونظراً لما أظهره من ذكاء وقَّاد، ارتأى الذهاب إلى نزوى، والتي كانت تَغصُّ آنذاك بالعلماء والمتعلمين، برئاسة الإمام الرضيِّ محمد بن عبدالله الخليلي، ليحضر دروسه ويغترف من علمه الزاخر في شتى فنون العلم، فكانت رحلته الأولى عام 1361هـ بصحبة زميله الشيخ سعيد بن محمد الكندي، واستفاد فيها من الشيخ سالم بن سيف البوسعيدي، ثم عاد إلى نخل مواصلاً دراسته، ومُكبًّا على طلب العلم، إلاَّ أنَّ الحنين إلى نزوى ظلَّ مصاحباً له، فعاد إليها سنة 1363هـ بصحبة أخيه سليمان بن خلف، فلازم الشيخ سعود بن سليمان الكندي، والشيخ سليمان ابن سالم الكندي.
وبعد أنْ أصبح زاده وفيرا من العلم والمعرفة عاد إلى نخل، وهناك أصبح أكثر قسوة على نفسه في الجِدِّ والتحصيل، ومواصلة الليل بالنهار، وملازماً للشيخ سعيد بن أحمد الكندي، والشيخ إبراهيم بن سيف الكندي، والشيخ محمد ابن سعيد الكندي.
وعندما تولَّى العلاَّمة المؤرِّخ الشيخ سالم بن حمود السيابي ولاية وقضاء نخل في الفترة من 1363هـ إلى 1369هـ ، لازمه ملازمةً خاصة، فقرأعليه كتابه: (إرشاد الأنام في الأديان والأحكام)، كما قرأ عليه أرجوزة (أنوار العقول) وشرحها للشيخ نور الدين السالمي، وأخذ عنه علم الفرائض.
وعندما تولَّى شيخنا الجليل القضاء بسمائل عام 1381هـ، انقطع إلى العلاَّمة المجتهد الشيخ خلفان بن جميِّل السيابي، فظلَّ ملازماً له، ونهل من علمه الغزير، وقرأ عليه أغلب كتبه، وكان يراجعه في الكثير من المسائل والقضايا والدعاوى، مستنيراً بآرائه وأفكاره.
وبعدما وضع الشيخ خلفان كتابه (القطرة الغيثية والوسيلة الإلهية)، والذي نظم فيه أسماء الله الحسنى، وأودع فيه ابتهالاته وتضرعاته، توقَّف عن نظم الشعر، فكان إذا جاءه سؤال نظمي أحاله إلى الشيخ سعيد بن خلف، والذي صار بحقٍّ من أبرز تلامذته.
ـــ المناصب التي تقلَّدها:
أثمر الجِدُّ والتحصيل والجهود المضنية التي بذلها شيخنا الجليل لطلب العلم في مرحلة الصِّبا، مع ما يمتلكه من ذهن وقَّاد وهِمَّة عالية، أثمرت ثمارها اليانعة، فاشتهر بعلمه وتقواه وورعه، ممَّا حدا بالسيد أحمد بن إبراهيم البوسعيدي أن يجعله قاضياً على سمائل عام 1381هـ/ 1961م في وقت كانت سمائل تغصُّ فيه بنخبة من العلماء الأجلاَّء، كالشيخ المجتهد خلفان بن جميِّل السيابي، والشيخ حمد بن عبيد السليمي، والشيخ سالم بن حمود السيابي، وغيرهم من رجال العلم والقضاء، وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على المكانة المرموقة التي نالها بعلمه وفضله وتقواه، وظلَّ فيها قاضياً على مدى سبعة عشر عاماً، وتمَّ إقراره عليها في عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس ابن سعيد إلى عام 1396هـ/ 1976م، حيث تمَّ نقله إلى ولاية الرستاق العريقة، واستمرَّ فيها لمدة ثلاث سنين، ثم نُقل إلى ولاية البريمي سنة 1400هـ/ 1980م.
وفي عام 1402هـ/ 1982م انتقل إلى مسقط ليكون قاضياً في محكمة الاستئناف مع نخبة من العلماء، كالشيخ محمد بن شامس البطاشي، وزميله الشيخ حمد بن عبدالله البوسعيدي، وزميله الشيخ هاشم بن عيسى الطائي.
وفي عام 1407هـ/ 1987م تم تعيينه مساعداً للمفتي العام للسلطنة، وقد صدر مرسوم سلطاني بترقيته إلى درجة وكيل في نفس المنصب، يجيب على أسئلة المستفتين، ويُبصِّرهم بأمور دينهم، ويرشدهم إلى ما فيه الخير، لا يُرى منه إلاَّ الجدُّ ومعالي الأمور، ولا يعامل الناس إلاَّ بالصدق والصفاء، ولا يعرف منه إلاَّ الحق والوفاء، وقبل عدة أشهر تقدم فضيلة الشيخ برسالة إلى صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه طالباً التقاعد وإعفاءه من الوظيفة نظراً لكبره وضعف جسمه، فصدرت الأوامر السامية بإحالته إلى التقاعد بدرجة وزير.
ـــ مؤلفاته:
لم تصرف كثرة المشاغل وتولَّي القضاء والإفتاء شيخنا الجليل عن التدريس والتأليف، وقد راعى في مؤلفاته جانب الحاجة وتوجه الطلبة، كما يتميز أسلوبه بالاختصار غير المخلّ، والوضوح في العبارة، والسهولة في اللفظ سواء كان نظماً أو نثرا.
أمَّا مؤلفاته فهي:
1 ـــ كتاب: (قواعد الشرع في نظم كتاب الوضع)، نظم فيه كتاب (الوضع) للشيخ أبي زكريا الجناوني.
2 ـــ كتاب: (دليل السالك)، وهو شرح على قصيدته في الحج المسماة: (إحكام المسالك في أحكام المناسك).
3 ـــ قصيدة بعنوان: (إحكام الصنعة في أحكام الشفعة)، وقد وضع عليها شرحاً مختصرا.
4 ـــ قصيدة بعنوان: (معالم التبيين في الإقرار والبيان واليمين)، وقد وضع عليها شرحاً مختصرا.
5 ـــ كتاب: (الدرُّ المنتخب في الفقه والأدب)، في جزئين، جمع فيه أسئلته وأجوبته النظمية، كما ضمنه قصائده في رحلاته وأسفاره وغيرها.
6 ـــ كتاب: (إتحاف الأنام بشرح جوهر النظام)، وهو شرح مختصر على بعض أبواب كتاب (جوهر النظام) للشيخ نور الدين السالمي، وهو في عدة أجزاء.