محمد بن شيخان السالمي
محمد بن شيخان السالمي
هو الشاعر الفصيح أبو نذير محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع السالمي ،ولقب بـ(شيخ البيان) لتمكنه من المعاني وإحكامه للقوافي،ولد في بلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق عام (1284هـ)الموافق(1868)م ،وتعلم بها مبادئ القراءة والكتابة، ونتيجة للفتن والحروب التي حدثت في بلدته آنذاك رحل به والده إلى مدينة الرستاق، حيث كانت في ذلك الوقت مقصد طلاب العلم، وفي مسجد قصرى تتلمذ وتفقه على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي عمدة العلماء في زمانه ،واستكمل قراءة علم اللسان والآلة وعلم الكلام على يد ابن عمه العلامة الشهير نور الدين السالمي، فبرع في علم اللسان والكلام ونبغ في الشعر.
عرف عنه أنه كان ذكيا متوقد الذكاء، سريع الجواب، حاضر الاستشهاد ،حافظا للكثير من أشعار العرب، إذا سئل لم يتلجلج،وإذا امتحن لم يتلعثم،وإذا نوقش لم يتذمر،وكان أيضاً جهوري الصوت.
هاجر أبو نذير إلى المنطقة الشرقية في العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري،واختار ولاية المضيبي مسكنا، وبقي بها مدة طويلة،ومنها كان اتصاله بالسلطان فيصل بن تركي،حيث بقي في كنفه سبعة عشرعاما، ومدحه بالكثير من الأشعار.
ومدح أيضا السلطان تيمور بن فيصل وعددا من أفراد الأسرة الحاكمة، وفي عام (1331)هـ ونتيجة لبعض الظروف ،قرر ابن شيخان الهجرة إلى خارج عمان فاتجه إلى أكثر من دولة من دول الخليج،مادحا أمراءها وحكامها،لكنه لم يحتمل الغربة والأسفار ،فعاد إلى وطنه الأول الرستاق،واشتغل بالتدريس في جامع البياضة ،فكان يدرس الأدب والتاريخ والفقه،وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء والأدباء منهم الشيخان :عبدالله بن عامر العزري ومحمد بن حمد الزاملي المعولي، واستمر مدرسا إلى أن توفي ليلة الجمعة الثامن عشر من ربيع الأول عام(1346)هـ الموافق(1927 )م ببيت القرن من الرستاق.
ترك ابن شيخان الكثير من الأشعار ،قام بجمعها الشيخ/محمد بن عبدالله السالمي،وأصدرها في ديوان عام 1979- بمراجعة د.عبد الستار أبو غدة-وقد قسمه على حسب الأغراض الشعرية فجعل لكل غرض فصلا مستقلا.
ويحتل الوصف جانبا كبيرا من شعره وقد وصف الطبيعة والخيل والقلاع والقمر والليل ،وساعده في ذلك خياله الخصب وثراؤه اللغوي.
وله الكثير من المدائح في السلاطين والأئمة وعدد من الحكام والأمراء في ذلك الزمان.
أيضا له قصائد في الحكم والمواعظ وفي الألغاز والتورية وأجوبة المسائل وفي المراثي والغزل ،وعدة تخميسات.
وقد شهد له الكثير من علماء عصره بالريادة الشعرية على معاصريه، وكان ذا شاعرية فذة وقريحة فياضة، وشعره محلّى بالجناس والتورية وغيرها من محسِّنات البديع، واستلهم الطبيعة فألهمته ومنحته الكثير من بديعها، فتراه محافظا على أوزان الشعر وقوافيه، مستندا إلى حظ من البيان العربي غير قليل، ذا ثروة من اللغة الفصحى، فجاء شعره سلسا عذبا منسابا برقة بلا تكلف ولا تعقيد.