الشيخ سيف بن محمد بن سليمان الفارسي

المؤلف

الشيخ سيف بن محمد بن سليمان الفارسي

 

نبذة عن المؤلف

هو الشيخ القاضي الأديب الفقيه سيف بن محمد بن سليمان الفارسي، من سكان بلدة فنجاء بولاية بدبد، نشأ على حب العلم وهو صغير وتعلم على يد عدد من القضاة الموجودين بالولاية آنذاك منهم الشيخ القاضي منصور بن ناصر الفارسي، والشيخ سالم بن فريش الشامسي، ثم توجه الى ولاية نزوى لمواصلة طلب العلم، فتعلم هناك على يد عدد من المشايخ في حلقات كان يقيمها الإمام محمد بن عبدالله الخليلي. ثم تولى القضاء في عدد من ولايات السلطنة.

 

نسبه

هو الشيخ الفقيه الأديب والشاعر الأريب سيف بن محمد بن سليمان بن سيف بن حزام. ولد بتاريخ 27 من رجب سنة 1348 للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، في بلدة فنجاء من أعمال ولاية بدبد بمحافظة الداخلية، وقد شاء الله عز وجل بعد سبعة أشهر من مولده أن تتوفى والدته فقامت بشؤون تربيته والعناية به ضرتها زوجة أبيه الثانية وهي ابنة عم والدته.

 

النشأة والتعليم

يحكي الشيخ عن سيرته بلسان حاله من خلال زيارة إلى بيته قبل حوالي شهرين من وفاته حيث أفصح رحمه الله عن نشأته وسيرته العلمية والعملية وعن بعض مدوناته وقصائده وبعض مؤلفاته حيث قال: بدأت رحلتي مع العلم عند بلوغي السابعة من العمر، فقد ألحقني والدي بإحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم ببلدتي فنجاء على يد معلمة اسمها «زيادة» وبدأت بحفظ قصار السور، ثم بدأت بعد ذلك بتعلم مبادئ القراءة والكتابة، فأتممته خلال سبعة أشهر فقط. وعند بلوغي سن الثالثة عشرة وجهني والدي إلى مدينة نزوى التي كانت حاضرة العلوم الإسلامية واللغوية لوجود فطاحل العلماء العمانيين بها آنذاك والذي كان في مقدمتهم الإمام الرضي محمد بن عبد الله الخليلي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ وقد التقيت بالإمام في يوم وصولي إلى هذه المدينة، وكنت اقيم في تلك السنة بمنزل صهري العلامة الشيخ منصور بن ناصر الفارسي هذا الرجل الذي كان له الأثر الاكبر في نبوغي العلمي. كما تعلمت خلال تلك الفترة على يد المدرس الكفيف حامد بن ناصر الشكيلي وهو أحد أساتذة علم النحو في نزوى في ذلك الوقت، وقد كنت اقرأ عنده مبادئ النحو. واضاف، بعد ذلك عدت إلى فنجا، ثم واصلت الدراسة بنزوى عند أشياخ العلم، فقرأت جانبا من ألفية ابن مالك ثم في السنة الثالثة واصلت الدراسة بعلاية سمائل عند المدرس سعيد بن سالم المكنى بولد الطيبة، ثم أرادني الشيخ العلامة حمد بن عبيد السليمي المدرس آنذاك بمسجد الخور بمسقط رحمه الله مع زملائي لقراءة الأثر عنده وبقينا هناك ثلاثة أشهر زمانا، وفي السنة التالية عدنا إلى نزوى لأن الإمام هناك كافل المتعلمين بكل ما يحتاجونه من قيام.

 

يقول الشيخ سيف، كنا نقضي الشتاء في نزوى لننهل العلوم ونرجع في الصيف الى ديارنا وبقيت على هذا الحال خمس سنوات وبعد وفاة أستاذ النحو الشيخ حامد بن ناصر الشكيلي رجعت إلى بلدتي فنجاء، إلا أن حافز طلب العلم والهمة العالية دفعتني إلى مدينة سمائل التي كانت المدينة التوأم لمدينة نزوى في العلوم، لأنها كانت هي أيضا تزخر بعلمائها وفقهائها ومدارسها التي يروي منها طلبة العلم ظمأهم من شتى فنون العلم وصنوفه، سنة 1356هـ حيث التحقت بمدرسة مسجد رجب في علاية سمائل، والتي كان يدرس فيها المدرس سعيد بن سالم علوم النحو وقد قرأت على يديه ألفية بن مالك.

 

واضاف، رغبتي لطلب العلم دفعتني في سنة 1366هـ إلى مسجد الخور بمسقط حيث كان السلطان سعيد بن تيمور يتعهد طلابه بعنايته ورعايته، فالتزمت حلقة الدرس التي كان يتصدرها العلامة الكبير الشيخ أبو عبيد حمد بن عبيد السليمي ـ رحمه الله تعالى ـ وقد أخذ عن هذا العالم في علم الأثر عن السلف الصالح ـ رحمهم الله أجمعين ـ إلا أنني اشتقت إلى حلقات الدرس في مدينة نزوى، فعدت إليها في سنة 1367هـ مرة ثانية، و بقيت ملازما ـ كما في المرة الأولى ـ للشيخ منصور بن ناصر الفارسي رحمه الله ـ كما كنت اراجع الامام الخليلي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ وباقي العلماء في بعض المسائل الأخرى.

 

تنقلاته طلبا للرزق

يقول الشيخ سيف رحمه الله، سافرت الى الكويت ولم اجد عملا ومكثت فيها شهرين ونصف ثم عدت الى السعودية، الدمام بمنطقة الخور وبقيت فيها اربعة اشهر وتوفي والدي فعدت الى ارض الوطن، فعملت في الزراعة قرابة العام.

 

ويضيف: كتب والدي وصية للحج فخرجت الى السعودية وبقيت الى موسم الحج، وبعد أداء الحج عن والدي عدت الى عمان فمكثت سنتين ورجعت بعدها الى السعودية بالدمام في منطقة الخور في حلة تسمى الصبيخة، حيث عملت في دكان فتحه هناك رجل من فنجاء يدعى محمد بن سعيد الهدابي، وبقيت هناك قرابة العام فأديت مناسك الحج عن نفسي وعدت بعدها الى عمان وبقيت في فنجاء عامين ثم عدت الى البحرين واشتغلت هناك عاما ونصف العام ثم رجعت ومكثت في الوطن سنة كاملة ثم عدت الى البحرين وبقيت فيها قرابة نصف العام اشتغلت مراقبا للعمال في شركة مقاولات ورجعت بعدها الى السعودية بمنطقة الدمام وعملت فيها في محطة وقود لتعبئة السيارات.

 

وحين تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد عينت قاضيا في ولاية بدبد كان ذلك في شهر نوفمبر عام 1970م.

 

وبعد سنة ونصف نقلت الى قريات وبقيت فيها خمس سنوات ثم تم نقلي الى محافظة مسندم وبقيت فيها قاضيا لثلاث سنوات، نقلت بعدها الى صحم وبقيت فيها سنتين، ثم الى العوابي ومكثت هناك احد عشر شهرا ثم انتقلت الى ولاية بدية لمدة اربع سنوات، ونقلت بعدها الى شناص وبقيت احد عشر شهرا، ثم الى الخابورة وبقيت فيها ثلاث سنوات، نقلت بعد ذلك الى ولاية قريات مرة اخرى وبقيت سنتين، ثم أحلت الى التقاعد في شهر مارس عام 1993م.

 

أهم أنشطته بعد التقاعد

كان يقيم حلقات العلم ويرتاد اليه الطلاب من مختلف المناطق فقد كان يلقي دروسا في النحو والفقه في المسجد القريب من منزله والذي يسمى مسجد الخرار بشكل يومي من السبت الى الاربعاء، وكان طلابه يزورونه في المنزل بعد ان اصبح مقعدا لا يقوى على الذهاب الى المسجد للارتواء من معينه، حتى وفاته.

 

أعمـاله

بدأ الشيخ أعماله معلما لعلوم اللغة العربية ومبادئ العقيدة والفقه ببلدته فنجاء، وذلك في سنة 1375 هـ وفي نفس الوقت كان كاتبا للصكوك الشرعية وإماما للصلاة في مسجد الجماعة بنفس البلدة، إلا أنه ـ ولظروف خاصة ـ لم يستمر في هذه الأعمال، فقد استقال منها مع بداية سنة1376هـ ليرحل إلى بعض دول الخليج العربية، كالمملكة العربية السعودية ودولة البحرين، ولكنه لم يلبث طويلا، فسرعان ما عاد ـ مع نهاية نفس العام ـ إلى وطنه ليعمل في الحقول التي تركها له والده ـ الذي توفي في نفس السنة ـ فلاحا يقلب الأرض بمعوله، ويقلم الأشجار بمنجله، ويروي مزارعه بنفسه، وعندما يعود إلى منزله، ينكب على كتبه ليروي منها ظمأه.

 

وفي نفس العام أيضا، طلبه السيد أحمد بن إبراهيم، ناظر الداخلية في حكومة السلطان سعيد بن تيمور ليتولى القضاء، إلا أن إحساسه بتحمل المسؤولية، وإحساسه أيضا، بعدم كفاءته في ذلك الوقت لتولي هذا المنصب، كل ذلك دفعه للاعتذار، فقبل عذره.

 

ومع بزوغ فجر النهضة الحديثة، طلبه وزير العدل في حكومة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ أبقاه الله ـ ليتولى القضاء فقبل ـ مستعينا الله عز وجل على ذلك ـ ليساهم في هذه النهضة تلبية لنداء القائد المفدى.

 

وقد بدأت رحلته مع القضاء في ولاية بدبد في سنة 1391هـ ، ثم نقل منها إلى ولاية قريات، ثم إلى ولاية دبا البيعة فإلى ولاية صحم، ومنها إلى ولاية العوابي فولاية دماء والطائيين فولاية بدية فولاية شناص فولاية الخابورة، ثم عاد مرة أخرى إلى ولاية قريات حتى أحيل إلى التقاعد. إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة عطائه لخدمة هذا الوطن العزيز وأبنائه، وكان - رحمه الله - يعقد حلقات الدرس في مسجد الجماعة ببلدته فنجاء، حيث يغترف من فيض علمه ومعرفته جمع من الراغبين في علوم اللغة العربية من نحو وبلاغة وغيرها، كما أنه يقوم بتدريس العلوم الدينية كالفقه وأصولها.

 

مؤلفاته

* زاد الانام في الأديان والأحكام (جزأين) – أسئلة وأجوبة مع مقدماتها..

* محاسن الكلم في المواعظ والحكم.

* رسالة مفصولة في الميراث من كتاب «زاد الأنام في الأديان والأحكام».

* تعليقات على قصيدة الخليل العروضية (تحقيق).

* مختصر «العقيدة الوهبية» لأبي مسلم.

* ترجمة للشيخ حمد بن عبيد السليمي و رسالة في ترجمة الشيخ أبي عبيد.

* قصائد كثيرة غير التي في الديوان كتخميس بعض القصائد.

* كتاب (باقات الزهور.. فنجاء في أهم العصور).

* ديوان شعري بعنوان (خلاصة الفكر).

كتب سيرته في كتاب بعنوان (حياتي)، والف في النحو كتابين الاول (شرح قصيدة الزاملية) والثاني (شرح لامية الشبراوية).

وكتاب في الفقه بعنوان (زاد الانام في الاديان والاحكام)، ومن اهم مؤلفاته ايضا: في الميراث وتحقيق كتاب «رياض الأزهار في معاني الآثار» للشيخ منصور الفارسي.

 

كتب للمؤلف في المكتبة: