الشيخ مهنا بن خلفان بن عثمان الخروصي
الشيخ مهنا بن خلفان بن عثمان الخروصي
اسمـه :
مهنا بن خلفان بن عثمان بن أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي وهو الحفيد الثالث للعلامة جاعد بن خميس ويتصل نسب الشيخ أبي نبهان بالإمام الأكبر الصلت بن مالك بن عبد الله الخروصي وهو كما يلي :
جاعد بن خميس بن مبارك بن عبد الله بن ناصر بن محمد بن حيا بن زيد بن منصور بن خليل بن الورد بن الإمام الخليل بن شاذان بن الإمام الصلت بن مالك ومن هنا انقطع النسب إلى خروص .
وهو خروص بن شار بن يحمد بن عبد الله وهو حمى أو حمي بن نصر بن زهران بن كعب ، هكذا رواه صاحب الاشتقاق ، وأما ما رواه الشيخ العلامة / ناصر بن أبي نبهان ضمن الأبيات التي نظمها العلامة / منصور بن محمد بن ناصر بن خميس بن مبارك الخروصي ، وهو ابن ابن أخ الشيخ أبي نبهان جاعد بن خميس ، حيث قال نظما في ستة أبيات:
إذا شئت تعريفا لانساب جدنا
خروص فهاك الشعر فيه منظما
فأما خروص فابن شار بن يحمد
لعبد الإله نجل عثمان ذي الحما
لنصر بن زهران بن كعب بن حارث
لكعب بن عبد الله بن مالك سما
لنصر بن أزد أبن غوث بن نبت من
لمالك بن زيد بن كهلان قد نما
سليل سبا بن يشجب ابن يعرب
سلالة قحطان بن هود إذا انتما
عليه صلاة الله تترى وأحمد
وآله والاصحاب ما صيب هما
ولد الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي بمنزل والده المسمى (( بيت الجامع )) من ولاية العوابي عشاء ليلة الثاني والعشرين من رمضان المبارك سنة ست وخمسين وثلاثمائة وآلف سنة لهجرته عليه الصلاة والسلام ويقول والدي رحمه الله : (( أنه نظر إلى الطالع في تلك الساعة من ليلة ميلاده وهي أول ساعة من ليلة الخميس فكان الطالع برج الجدي )) .
نشأ في حجر والديه وبدأ تعليمه بقراءة القرآن العظيم في المدرسة المحلية من محلة (( الجامع )) ، ثم تلقى دروسه لمبادئ علم الكلام وأصول الدين وأصول فقه الإسلام من والده أولاً ثم من جده لأمه العلامة الشيخ / سالم بن سيف اللمكي بالرستاق حيث كان الشيخ يلقي دروسه في منزله بمحلة (( قصرى)) لجميع أولاده وأحفاده ويأمرهم بحفظ ما سمعوه منه ثم يسألهم عنه ، وأكثر دروسه الحكم والمواعظ والأدبيات العربية والدينية إلى أن انتقل الشيخ العلامة إلى رحمة ربه سنة 1366هـ ، ثم درس عند الشيخ / محمد بن حمد الزاملي ، والشيخ / سليمان بن مهنا اليعربي في مسجد (( البياضة )) بالرستاق ، ثم درس عند الشيخ الزاهد / سالم بن ماجد بن سعيد الخروصي بمدرسة العوابي تحت بيت الرامي في الكهف الذي على السفح الشرقي من الوادي مقابل الحصن الغربي من العوابي ، ثم تلقى من الشيخ العلامة القاضي / سيف بن حماد بن أحمد بن سعيد الخروصي دروسا في منزله تارة وفي المسجد حينا كان ليلا أو نهارا ، ثم من الشيخ الأديب / عبد الرحيم بن سيف بن حماد الخروصي في الآداب والرياضيات ، ثم هاجر إلى مدينة نزوى حيث كان يقيم والده بها عاملا عند الإمام فالتحق بمدرسة جامع نزوى مواصلا لدراساته الفقهية والأدبية ، وقد بدأ يكتب يومئذ تدوينا لدروسه التي تعتبر مرجعا له يعود إليها ترسيخا لحفظها وتركيزا للذاكرة على بقائها ، ثم تعين مع والده كاتبا بولاية السيب حيث كان والده يتحمل وظيفتي الولاية والقضاء على أعمال السيب وضواحيها ، في حكم السلطان سعيد بن تيمور سلطان عمان في عقد السبعين للهجرة بعد 1300 .
وهنالك ابتدأ نسخ الكتب بالقلم ونسخ مخطوطة ديوان الشيخ سعيد بن محمد الغشري ، ثم انتقل إلى وطنه العوابي مع والده عند ما استقال والده من العمل لظروف صحية ، وبعد ذلك توفي والده رحمه الله في عام 1376هـ ، ولأمور إضطرارية رحل إلى الكويت ومكث بها عشرين شهرا ودرس فيها المراحل الأولية للتعليم العصري ، ثم رجع إلى وطنه عمان ، وبعد فترة وجيزة تعين مدرسا بمعهد مسجد العوابي وبلغ عدد الطلاب معه ثلاثين طالبا من أهل بلده وجماعته ، ثم انتقل عمله إلى وزارة الداخلية ، كاتبا للصكوك الشرعية تبعا للعهدة التي كانت لذرية هذا البيت للمكاتبة بين الناس منذ عصر السلطان فيصل بن تركي سلطان عمان ، وفيه رسالة خطية منذ ذلك العهد بهذا الأمر نصا والرسالة لا تزال محتفظ بها ، وكل ذلك كان في عهد حكومة السلطان سعيد بن تيمور ، ثم أحيل عمله إلى وزارة العدل في أوائل عهد النهضة الحديثة في حكم السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، وطلب مرارا لمنصب خارج الولاية فلم يوافق لظروف لا تسمح له بالخروج عن بلده ودار إقامته ، ثم تخلى عن العمل في مستهل القرن الخامس عشر الهجري ، متفرغا لشؤون نفسه وممارسة بحوثه ودراساته العلمية والأدبية ، فبدأ يكتب في كثير من الفنون الأدبية ، مما رقّ إليه قلبه وتاقت إليه نفسه ، وراق له في نظره شعرا ونثرا ، وحكما وأدبا ، وتاريخا ونسبا ، ورياضيات فلكية جداول وأرقاما ، مع مختصر في علم الفرائض على ألواح من الجداول الدائرية وشروحا لهذه المواد وفي كثير من بحوث علم الحرف والمربعات والمثلثات العددية للأوفاق والزيارج ، وفيما يتعلق بخواص الآيات وأسماء الله الحسنى ، وشرع يحقق بعض الكتب المخطوطة من مؤلفات علماء عمان نثرا وشعرا لغويا وأدبيا ، في مختلف الفنون العلمية .
وقد اعتمد الشيخ مهنا الخروصي على المصادر والمراجع من الموسوعات العلمية الحديثة والمعاجم اللغوية وكتب أنساب عرب الجزيرة وعرب عمان قديما وحديثا ، مما اضطره إلى صرف على جمعها أموالا طائلة ، مستندا على كثير من المراجع والموسوعات العلمية والأدبية والفنية ، من مكتبة معالي السيد / محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي حفظه الله التي بمدينة السيب محلة الشرادي ، فينهل من مَعينها ما يشفي به غليله . وهكذا ساعدته الأقدار على نشر ما انطوى ، من هذه المعارف والمعلومات ، مما وصل إليه فهمه واتصل بعلمه . .