الإمام هود بن محكم الهواري
الإمام هود بن محكم الهواري
هود بن مُحَكَّم بن هود الهَوَّاري (توفي في النصف الثاني من التاسع القرن)، هو مفسر إباضي للقرآن في شمال إفريقيا. لا يُعرف عن حياته الكثير. يُعتقد أنه عاش في قبيلة الهوارة الأمازيغية في منطقة جبال الأوراس في الجزائر حاليًا. كان والده أفلح بن عبد الوهاب عالما جليلا ، وقاضيا فحلا ، عينه الإمام أفلح ( حكم الدولة الرستمية بين : 208 – 258هـ ) قاضيا على ” تيهرت ” عاصمة الدولة الرستمية.
سيرة
لم يُحدد العام الذي ولد فيه الشيخ هود، ولكن المصادر تُقدر بأنه ولد في العقد الأول أو الثاني من القرن الثالث الهجري ( 200- 220هـ ).
عاش الشيخ في القرن الثالث الهجري، وكان لا يزال حيًا بين (208 – 258 هـ)، وذلك أن أفلح بن عبد الوهاب (ت : 258هـ) عينه قاضيًا على العاصمة تيهرت في عهده (حكم : 208 – 258 هـ).
ولقد بلغ الشيخ هود من المنزلة والرفعة شأوا بعيدا ، فالشيخ الشماخي يصفه قائلا : ” ومنهم هود بن محكم الهواري … وهو عالم متفنن غائص ، وهو صاحب التفسير المعروف ، وهو كتاب جليل في تفسير كلام الله لم يتعرض فيه للنحو والإعراب ، بل على طريقة المتقدمين ” .
ومما يدل على المنزلة الرفيعة التي حظي بها الشيخ هود تلك القصة التي يرويها الشيخ أبو زكرياء في سيره حيث قال : ” وذكر الشيخ ميمون بن حمودي أن هود بن محكم الهواري جاءه رجل من العزابة يستعين به على مايفك كتبا له مرهونة عند رجل من النكار في خمسة دنانير ، فدعا هود بن محكم رجلا فقال له : سر مع هذا الرجل إلى مواطن ” مزاتة ” ، فجاءهم وأخبرهم القصة ، وتسارعوا فيما يصنعون له ، ويجمعون له من الأموال ، فبسطوا بساطا ، فطفق الرجال والنساء يرمون فيه الدنانير والدراهم وما أمكن كل واحد منهم ، فجمع من ذلك مالا كثيرا ، فلموا أطراف البساط فرفعوه ، فأتوا به هود بن محكم ، فعمد الرجل صاحب الكتب إلى الخمسة دنانير فأخذها وترك الباقي ، فقال لهود : أنت أولى به ياشيخ ، فإن المؤونة عليك كبيرة ممن يقصدونك ويعترونك ”، ونجد الدرجيني يذكر نفس هذه القصة.