زاهر بن عبدالله العثماني

المؤلف

زاهر بن عبدالله العثماني

هو الشيخ الفذ، والبارع المتقن زاهر بن عبد الله بن سعيد العثماني
البهلوي مولدًا، والنزوي موطنًا ومدفنًا.
يعد الشيخ زاهر من أعلام القرن الرابع عشر الهجري، ويرجع نسبه إلى
آل عثمان، وهي من القبائل العريقة، وبرز منها أعلام كُثر، ومنهم: الشيخ
علي بن أحمد بن عمر والي الإمام ناصر بن مرشد اليعربي   وأولاده
النجباء المشايخ: سالم وأحمد، ومن هذا البيت المعلمة عوينة بنت عامر بن
أحمد بن سالم العثمانية، ومن صلحاء هذه القبيلة من المتأخرين خليفة بن
قاسم العثماني الذي كان معتنيًا بعلم السر، وله شغف فيه.
قضى الشيخ زاهر حياته الأولى وأيام صباه في مسقط رأسه ولاية «بهلا ،»
ثم تاقت نفسه إلى طلب العلم، فألقى عصاه ب «نزوى »، واتخذها وطنًا له
طيلة حياته حيث كان يجتمع في هذه الحوزة أعلام كبار، ومشايخ عظام،
ولا سيما ذلك الإمام الرضي محمد بن عبد الله الخليلي، فأخذ يطلب العلم
مش مرًا له عن ساعد الجد عن جملة من العلماء كالع مَّالة حامد بن ناصر
الشكيلي، والع مَّالة عبد الله بن عامر العزري كما أخذ العلم عن طريق الإمام
الرضى محمد بن عبد الله الخليلي.
وبرز في الجانب العلمي بين أقرانه، وشهد له عدد من العلماء، يقول
الشيخ سعود بن سليمان الكندي معلقًا على بعض كتابات الشيخ زاهر: «هذا ثابت حكمًا لأن كاتبه الشيخ زاهر بن عبد الله العثماني، وهو من أصحاب
الإمام فهو عدل .»
وقال الشيخ أحمد بن ناصر السيفي فيه: «الشيخ زاهر من رجال الإمام
المعتبرين، وعدول المسلمين .»
كان الشيخ زاهر عالمًا تقيًا، ورعًا غيورًا على محارم الله منقطعًا إلى ربه
معرضًا عن الدنيا وزخارفها، فبقى ملازمًا بيته يأكل من كدّ يمينه، وعرق
جبينه، وعرض عليه القضاء فرفضه، وقال: «آكل من تمر النغال وأكون سالمًا
عند الله تعالى خير لي من أمانة لا أطيق حملها »، أو كلام هذا معناه.
يذكر عن الشيخ زاهر أخبار كثيرة في زهده، وصبره، وورعه، وشدته
أقتصر على شيء منها.
يذكر عن الشيخ زاهر أنه كان فقيرًا يعتمد على ما تجود به نخلته، ومع
هذا كله كان كريمًا ف لايأكل بنفسه، بل إذا لم يأت ضيف وقف عند باب داره
ينتظر من يمر على الطريق ليأكل معه ما تيسر من الطعام.
ومن أخبار هذا العالم في الصبر أن أحد زوجاته توفيت بالليل فغسلها
وكفنها وطيبها دون أن يخبر أحدًا، وبعد أن فرغ الناس من صلاة الفجر
أخبرهم بوفاة زوجته.
ومن صفات هذا الشيخ أن فيه حدة وشدة والمطالع لهذه الفتاوى يجد ذلك
ظاهرًا في ردوده على علماء عصره، ولكل عالم طريقته، وليس ذلك ما يقلل من
قيمة أي عالم، وإنما هي مناقشة علمية تحدث غالبًا بين الأقران والإخوان.
توفي الشيخ زاهر يوم 27 / من شهر شعبان سنة 1396 ه  1976 م ودفن
بمقبرة الأئمة بنزوى رحم الله تعالى شيخنا رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته
آمين، والحمد لله رب العالمين.

كتب للمؤلف في المكتبة: