زهران بن خميس بن محمد المسعودي

المؤلف

زهران بن خميس بن محمد المسعودي

نشأ الشيخ زهران بن خميس بن محمد المسعودي، المولود بمنطقة فلج العالي من أعمال الرستاق سنه 1388هـ /‏‏ 1968م وقيل عام 1390هـ /‏‏ 1970م وقيل 1392هـ /‏‏ 1972م في كنف والديه الكريمين وجده لأبيه الذين درس على يديهم كتاب الله قراءة وحفظا وقد كانت والدته - رحمها الله – تهتم به كثيرا فهو وحيدها وترسله إلى المعلمين بالبلدة ومنهم خليفه بن زايد وكنت وهو ممن يتسابق على قراءة وختم القرآن الكريم، وبعد وفاة والده سنة 1404هـ /‏‏ 1984م انتقلت به والدته إلى منزل خاله الكائن بحلة الصبارة من أعمال ولاية السيب، وهنالك ألقى الشيخ عصا الترحال كما يقال فأخذ يقرأ بعض الكتب المختصرة كتلقين الصبيان ما يلزم الإنسان للإمام السالمي رحمه الله تعالى حتى حفظه عن ظهر قلب، و الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله ثم صرف همته الكبرى إلى قراءة علوم الآلة (النحو والصرف والبيان والبديع و المنطق) فقرأ ملحة الإعراب ومغني اللبيب وغيرها وذلك بجانب دراسته في المدارس العامة وكان فائق الذكاء سريع الفهم و الحفظ ويحفظ من شرف واحد كما يقال ولا يكاد يسمع أو يقرأ شيئا إلا وعلق في ذهنه، وفي عام 1405هـ /‏‏ 1985م التحق بمعهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد (آنذاك) وكنا جميعا بهذا المعهد الميمون نغترف من شتى العلوم الشرعية على أيدي كوكبة من العلماء الأفاضل بقية الأوائل كالشيخ العالم هاشم بن عيسى الطائي والشيخ العالم محمد بن راشد الخصيبي والشيخ العالم أبي سرور والشيخ العالم سعيد بن محمد الكندي وعلى رأسهم الشيخ العالم العامل المربي القدوة سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي مدير المعهد وغيرهم رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.

كما أن على طلبة العلم بهذا المعهد الرائد (كلية الشريعة حاليا) فضلا عظيما لسماحة شيخنا ووالدنا المربي الرؤوف الرحيم أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة حفظه الله وأمد في عمره، فقد كان الموجه الاول والراعي الحكيم وكان أولئك الطلبة يغرفون من بحر علوم هذا العظيم الذي عجزت النساء في وقته أن تلد مثله و يترددون بكرة ورواحا على حلقاته التعليمية و دروسه المفيدة في أصول الفقه وغيرها لا سيّما درس التفسير الذي كان يلقيه سماحته بجامع السلطان قابوس بروي يوم الثلاثاء من كل أسبوع جزاه الله خيرا ومتعنا بحياته. وقد كان الشيخ المترجم له واحدا من بين هؤلاء الطلبة الأفذاذ معروفا بحصافة الرأي ولين البشر وحسن المعاملة ونبل المطلع والتواضع الجم والعلم الغزير رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

مكانته العلمية: تبوأ الشيخ المترجم له مكانة علمية لا بأس بها وظهرت عَلَميّتهُ من خلال تحقيقه لكتاب الجامع لابن بركه رحمه الله وبالأحرى من خلال بحثه الشائق وكتابه الذي أسماه (الأمام ابن بركه السليمي ودوره الفقهي في المدرسة الإباضية من خلال كتابه الجامع ) حيث اجتهد اجتهادا بالغا وواضحا في ضبط النص وذلك بالرجوع إلى عدة نسخ منها قد حُررت في عصر المؤلف رحمه الله ومنها حرر بعد ذلك وعلى مدى ألف عام أو يزيد على ذلك، وفي شرح آراء ابن بركه وتوضيحها للقارئ وقد وضع بذلك المِقصل على المفصل وبدت مع ذلك مقدرته وحنكته الأدبية والأصولية والفقهية على العيان من خلال آرائه المختارة والمقرونة بالدليل والتأصيلات الفقهية التي خرج بها للعالم المعاصر والتي نالت إعجاب الخاص والعام.

ولقد كتب عن مكانة الشيخ المسعودي أكثر من واحد ومنهم سعادة ناصر بن راشد العبري عضو مجلس الشورى بالرستاق ورئيس اللجنة الثقافية بالنادي وملخص ما حرره هو أنه طلب من الشيخ المسعودي إلقاء محاضرات ودروس في جامع السلطان قابوس بالرستاق وأنه قد استجاب لطلبه وأنه قبل ذلك التقى بالشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العالم للسلطنة فقال له الشيخ معكم عالم في الرستاق لم تكتشفوه فسألته من هو قال هو الشيخ زهران المسعودي وقال سماحته بعد ذلك: اطلعت على رسالته في الماجستير عن العلامة ابن بركه ووجدتها تدل على غزارة علمه من خلال ترجيحاته في المسائل الأصولية والفقهية واستدلالاته بأقوال المذاهب الأخرى وتحليلها.

ويستمر العبري في قوله بأن الشيخ المسعودي كان أيضا يلقي محاضرات ودروسا في بعض مساجد ولاية السيب ويضيف قائلا بأن المسؤولين بوزارة العدل قد أسندوا إليه مهمة مراجعة بعض القوانين ذات الاختصاص ومنها قانون المعاملات المدنية وقانون الأحوال الشخصية.

أعماله: بعد أن أنهى الشيخ زهران بن خميس دراسته بمعهد القضاء تم منحه شهادة الإجازة العالية للقضاء الشرعي (حاله كحال الخريجين) وفي عام1412هـ/‏‏ 1992م تم تعيينه مساعدا لقاضي الرستاق ثم نقل بوظيفة نائب قاض بولاية العوابي ثم بعد ذلك عُين نائبا لقاضي السيب إلى عام 1421هـ /‏‏ 2001م، ثم صدر الأمر بتعيينه قاضيا بنفس الولاية وذلك أثناء بدء العمل بالمنظومة القضائية الجديدة (السُلطة القضائية) والتي صدر بشأنها المرسوم السلطاني رقم 90/‏‏1999م ثم صدر الأمر بنقله قاضيا بولاية عبري إلا أنه لم يستطع الذهاب لظروف حالت بينه وبين ذلك، وفي عام 1429هـ/‏‏2009م صدر أمر بإحالة الشيخ إلى التقاعد.

مؤلفاته: بحث بمسمى (آثار جريمة شرب الخمر أركانها وطرق اثباتها وعقوبتها في الشريعة الإسلامية) وهو بحث التخرج من معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد (آنذاك) وقد نال به شهادة الاجازة العالية.

- كتاب (الإمام ابن بركة السليمي البهلوي ودوره الفقهي في المدرسة الإباضية من خلال كتابه الجامع) وهو ما تطرقنا إليه أعلاه وقد نال به شهادة الماجستير من جامعه آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية.

- بحث باسم (الدلالات اللفظية عند الامام السالمي) وهو بحث أعده المترجم له لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة الزيتونة من الجمهورية التونسية.

- كتاب في الفقه لم يتمه.

- عدد من المحاضرات والدروس وأكثرها مسجل محفوظ.

-عدد من القصائد الشعرية الجميلة تدل على شاعريته الفذة وحنكته القوية في نظم الشعر نذكر منها قصيدته الوصفية لولاية الرستاق.

وفاته: انتقل الشيخ إلى رحمة الله صبيحة يوم السبت التاسع من شعبان 1438 الموافق 6 مايو 2017م، وقد رثاه تلميذه الشاعر الأديب طالب بن ناصر بن عبدالله السيابي بقصيدة قال فيها:

لله أمر في البرية عانِ *** ماض على الثقلين قد أشجاني

أمر من الله حقا لست أرفضه *** لكن جرى الدمع من همٍ وأحزانِ

موت الجليل العظيم القدر فاجعة *** وأي خطب كموت العالي الشانِ

زهران يا ابن خميس كنت شمس هدى *** وهذه الشمس من نور وإيمان

مستعجل أنت تلقى الله أم عجلت *** جنات ربي من حور وولدان

المصدر

 

 

كتب للمؤلف في المكتبة: