الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي
الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي
الشيخ العلامة إبراهيم بن أحمد الكندي (1945- 2018) أحد أبرز علماء السلطنة المعاصرين، كان رجلا متواضعا وخطيبا مفوها ولغويا بارعا وفقيها متضلعا ومفكرا مطلعا.
ولد الشيخ العلامة إبراهيم بن أحمد بن سليمان بن عامر بن خميس بن عامر بن خميس الكندي في مدينة نزوى بداخلية عمان في عام 1945م وقد فقد بصره ولم يتجاوز الثالثه من عمره -رحمه الله.
حفظ الشيخ إبراهيم الكندي القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز العاشرة فقد اعتنت به والدته الشيخة أصيلة بنت سعيد الكندية التي يقول عنها “والدي سعى إلى تحفيظي القرآن الكريم منذ صغري فحفظني نصف القرآن، ثم توفي، كذلك والدتي كانت تحفظ القرآن عن ظهر قلب فكانت تقرأ وأنا أردد خلفها حتى حفظت القرآن الكريم كاملا”.
ويقول عنها كذلك: “كنت أتابع حفظ وتسميع لامية الأفعال عن طريق والدتي رحمها الله حتى أتقنتها”، بدأ الشيخ إبراهيم الكندي طلب العلم في مدينته نزوى وعمره سبع سنين، وتلقى العلم على يدي العلامة سعود بن أحمد الإسحاقي وعند أخيه العلامة يحيى بن أحمد الكندي، ثم عين مدرسا في ولاية المضيبي.
واصل دراسته واكملها في الحرم المكي، ثم في جامعة الإمام محمد بن سعود في المملكة العربية السعودية، فنبغ في النحو وعلوم الآلة، وتعمق في أصول الدين والشرع والفقه والفتوى، وأبدع في النظم بغرر فرائد، وكانت جذوة تلك العلوم كلها مسارات مجتمعه الأسري ومرجعياته الكامنة في المدارس النظامية ومعاهد الجوامع في كل من المدينة المنورة ومكة المنورة بمثل ما تكلل ذلك في الجامعات وكليات الوعظ والإرشاد، وحلقات الجوامع منذ دراسته المبكرة فيها، وتخرجه منها، وحصوله على أعلى المراتب العلمية أستاذًا مساعدًا، فمشاركًا، فأستاذًا مكتمل الأستاذية، حيث حصل على شهادة الدكتورة في من الجامعة نفسها في سنة ١٤٠٨ هجريا الموافق ٢٢/٧/١٩٨٨م، وكان ذلك في سابقة مميزة سجلها له التاريخ الوطني العماني، ونال إثريهما وسام الاستحقاق الرسمي في الثقافة والعلوم من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
عمل في قسم العلوم الإسلامية بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس من 1 سبتمبر 1995 إلى 30 يونيو 2007م، ولمدة اثني عشر عاما، كان أحد العلامات البارزة في كلية التربية وقد ترأس قسم العلوم الإسلامية ثلاث مرات.
أطلق سماحة الشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري المفتي السابق على الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي طناجة العرب لغزارة علمه في علوم العربية، ووصفه الباحث محسن بن حمود الكندي بأنه “عميد السلك الفقهي والشرعي واللغوي الحديث في بلادنا، ينسل من سلالة مدرسة عمانية صرفة تليدة، يندرج فيها كبار فقهائنا وأدبائنا وعلمائنا ونحويينا..)
من جهود الشيخ إبراهيم بن أحمد الكندي في نشر العلم والمعرفة وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم إمامة الناس في صلاة الجمعة، وصلاة العيدين في نزوى، وإلقاء دروس علمية في جامع المهلب بن أبي صفرة في مسقط، وكذلك إلقاء الدروس والمحاضرات في العديد من الأماكن، وله الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية منذ عام ٢٠٠٠م ناهزت حلقاتها على أربعة آلاف حلقة.
من مؤلفاته:
الدلالات وطرق الاستنباط.. أصول الفقه بين النظرية والتطبيق
رياض الأحباب وإمتاع الألباب في أصول وقواعد الإعراب
حلية الأديب نظم مغني اللبيب
الاستثناء عند الأصوليين
إجماع أهل المدينة، نوعه وحجيته
الإسلام دين العدالة والسماحة والرحمة
القرآن الكريم حجة الله البالغة
الأدلة الاجتهادية
القصاص في الإسلام
الأسرة في القرآن الكريم
انتقل إلى رحمة الله في عام 2018م.