القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار

القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار

    حول الكتاب

    من مقدمة المؤلف:
    فإن القياس الشرعي من أدق مباحث علم الأصول وأصعبها مراسًا، فهو مما خاضت في بحوره أساطين العلماء فأثبته قوم وأنكره آخرون، نظرا لما دخل في أذهانهم من التباس من أثر شبه إذا نظر إليها الباحث قبل التريث والتثبت قد يستهويه ما يثيره المنكر للقياس من تلك الشبه فيسر وراءها دون روية.

    وقد ينظر بعض الذين لا دراية لهم بمصادر التشريع فيظن عن جهل أنه لم يكن هذا المصدر معروفًا في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عصر من بعده من الصحابة والتابعين، فيحكم بأن القياس ضرب من العبث وبدعة محدثة وكل بدعة ضلالة، إذ فيه بعد عن الدين، وضلال مبين واتباع لغير الطريق المستقيم، وذلك يصد الناس عن أدلة الكتاب المبين، وسنة سيد المرسلين.

    وتقابل هؤلاء طائفة غلت فى إثبات القياس وتجاوزت به الحد المعقول، فقدمته على النصوص الثابتة الصريحة، فكثيرًا ما قالوا عن بعض النصوص إنها مخالفة للقياس، فنتج عن ذلك تعطيل لكثير من الأدلة النقلية الثابتة، وترك الاستدلال بها.

    وتوسط أقوام بين هؤلاء وأولئك، فاجتهدوا ما وسعهم الاجتهاد، ملتمسين للقضايا والوقائع التي لم ترد نصوص بأحكامها، تنظيرا وتشبيها بما وردت النصوص بالحكم فيه مما شرع فيه الحكم بناء على وصف مبين، أو علة مضمونة، فجمعوا بين المتماثلات، وأعطوا للنظائر حكم نظائرها، مستيرين بما أرشدت إليه الآيات القرآنية وأقره النبي صلى الله عليه وسلم وعمل به الصحابة في المجالات المختلفة للقياس.

    وقد سئلت الله جلت قدرته أن يعينني على أن أقدم لقراء علم الأصول والفقه بحثا عنوانه " القياس الشرعى بين الإنكار والإثبات " وقد عنى هذا البحث أولا ببيان معنى كلمة القياس لغة، ثم بيان تنوع القياس إلى منطقى وشرعي، ثم الإشارة إلى أهمية القياس الشرعي ومكانته.

    كما عنى بإبراز مختلف وجهات النظر في تعريف القياس الشرعي وتحديده، ومنشأ هذا الاختلاف.

    كما أنني حررت فيه محل الاتفاق ومحل الخلاف بين العلماء فيما يعتبر حجة من الأقيسة، ثم بينت مواقف الأصوليين والفقهاء من القياس من خلال ما نقله المؤلفون عن اصحاب المذاهب المختلفة مقارنا تلك النقول عنهم بما حرره المنقول عنهم أنفسهم في كتبهم الأصولية أو الفقهية، ليقف الناظر على مدى الاختلاف بين الناقل والمنقول عنه، إذ ليس الخبر كالمعاينة، متوسعا بعض الشيء في الاستدلال لمن أثبت القياس من العلماء ولمن أنكره بأبرز الأدلة في المسألة وأهمها، معرجا على بعض الشبه التي أوردها نفاة القياس، والرد عليها، ذاكرا أهم الشروط التي اشترطها القائلون بالقياس، خاتما هذا البحث بطريقة إثبات الأحكام بالقياس، وبعض الأمثلة التطبيقية منه.

    ولقد من الله برحمته وفضله أن أعانني على إتمامه، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

    القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار
    الناشر

    بدون

    تاريخ النشر
    ١٤١٩هـ /١٩٩٩م
    التصنيف
    رابط التحميل
    المرفق الحجم
    القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار.txt 297.11 كيلوبايت
    القياس الشرعي بين الإثبات والإنكار.pdf 5.62 ميغابايت
    كتب للمؤلف:
    طالع أيضا