معجم مصادر الإباضية
معجم مصادر الإباضية
حول الكتاب
مقدمة المؤلف:
منذ فترة طويلة ونحن نجد أن الفرق والمذاهب الإسلامية تتعرض إلى النقد والدراسة على يد شخصيات دينية، للحد الذي بدأ البعض بمهاجمة بعض المذاهب والفرق على أساس منقولات وصلت إليه ، حتى إن العديد من التهم التي تطال بعض المذاهب لا حقيقة لها على أرض الواقع ومصدرها الوحيد هو الكراهية والحقد على المذاهب الأخرى ، وهذه الحقيقة المرة نشاهدها في العديد من الكتب التي تم تأليفها للحديث عن الملل والنحل ، وهذه الكتب التي تعتبر من الناحية العلمية عديمة الأهمية رغم قدمها –إذ يعود تصنيف بعضها الى قبل ألف عام- أدت إلى خلق حالة من سوء الظن بين المسلمين ، تفاقمت على مر الزمن وتمخضت عن ظهور جماعات وفرق مذهبية تمارس العنف والقتل والنهب والعدوان في المجتمع الإسلامي ، وعن نشوب خلافات بين المسلمين اتخذت أشكالا مختلفة مثل الصراعات العسكرية والتهديد والاغتيال.
ومع غياب المعرفة الدقيقة بآراء ونظريات المذاهب والفرق الاخرى ، أصبحت المعرفة تستند إلى بعض الكتب والمؤلفات التي صدرت عن شخصيات معروفة قبل قرون عديدة ، حتى أن بعض المثقفين قد يتباهى ببحوثة التي يرى أن لها سنداً في التراث والتاريخ الإسلامي باعتقاده أنه توصل الى الحقيقة المحضة في تلك الأمور ، وقد جعل بعض المغرضين وآخرون من السذج تلك البحوث ملاكاً لهم في نشر أكاذيبهم وافتراءاتهم مستهدفين بذلك وحدة الدول والمجتمعات الإسلامية وأمنها ، فأصبح قتل المسلم البريء الذي يختلف معه مذهبيا –من وجهة نظرهم- عبادة وجهادا في سبيل الله.
وفي الوقت الذي يتقدم فيه الغرب خطوات سريعة وكبيرة باتجاه الرقي والتطور ويتوصل كل يوم الى اكتشاف علمي جديد ، نجد أننا كمسلمين وبدل أن نطرح خلافاتنا جانبا ونسعى للرقي والتطور والنهوض بمجتمعاتنا الاسلامية على أساس تعاليم القرآن والأحاديث والروايات النبوية الشريفة ، لا نزال نعيش صراعا مذهبيا في العديد من مناطق العالم.
وفي المناطق التي لا نشاهد فيها صراعات مذهبية نجد أن الدول الإسلامية وعلماء المسلمين ينفقون مبالغا وأموالا طائلة من أجل الدعاية والتبشير بعقائدهم ودحض آراء الفرق والمذاهب الاسلامية الاخرى وتفسيقها ، ولو أن هذه الأموال صرفت وأنفقت للتعرف على مبادئ وتعاليم الفرق والمذاهب الاسلامية الاخرى بشكل علمي ومحايد لكنا في موقع أفضل مما هو عليه العالم الغربي حاليا ، لأننا نمتلك كنوزا وذخائر معنوية وشريعة إسلامية سامية ورحمة وعطف الملايين من قلوب المسلمين الطاهرة يفتقدها العالم الغربي ، وإذا أضفنا إلى ذلك الذخائر المادية المتوفرة لدينا سنكون بدون أدنى شك أفضل مكانة من الغرب في مجال المعرفة البشرية والمعارف الإنسانية.
إن مشكلة عدم وجود معرفة حقيقية وواقعية لبعض المذاهب الإسلامية من قبل المذاهب الأخرى يعود بالأساس إلى طبيعتها التاريخية والعقائدية الخاصة ، وهذه الفرق إما أن تكون ذات عقائد باطنية أو أنها عملت بشكل تنظيمات سرية ، واختارت بعد إعادة النظر في تنظيمها منهجاً وعقيدة خاصة لأفرادها الذين بقوا معزولين عن سائر المسلمين خوفا من التكفير من قبل الآخرين للحد الذي أخفوا فيه كتبهم ومؤلفاتهم عن أعين المنتقدين ، وبهذا الشكل ترسخت حالات سوء الفهم والمعرفة الخاطئة عنهم ، ولا يمكن التعرف على كنه وحقيقة عقائدهم الا بالاتصال والارتباط الوثيق والمنصف مع أتباع تلك المذاهب والفرق ، وهذا هو السبيل الوحيد للحكم عليها بشكل صحيح.
وفي دراساتي الأولية تعرفت على مصادر عشرات الفرق والمذاهب الإسلامية ، كان الحديث فيها عن الإباضية قليلا جدا ، والسبب في ذلك هو قلة المصادر الموجودة عن هذا المذهب ، وعندما أكملت تأليف مصادر الفرق الإسلامية (المجلد الأول: النصيرية ، المجلد الثاني: الدروز ، المجلد الثالث: اليزيدية) وطبع في بيروت عامي 1990 و 1991م ، ومن ثم تمت طباعته في قم ، بدأت أفكر باستكمال مصادري حول الإباضية ، لأن هذا المذهب يعتبر من أقدم المذاهب الإسلامية ، ومن هذه الجهة لا يقاس بالإسماعيلية والنصيرية والزيدية وغيرها من المذاهب التي تكونت في قرون متأخرة عن عصر الخلفاء ، وكنت أتصور في بادئ الأمر أن المصادر التي تتحدث عن هذا المذهب لا تتجاوز المائة كتاب ورسالة ، لكنني وبعد أن تعمقت بالبحث ، أدركت أنني وضعت قدمي في بحر عجاج ، وأن إعداد مثل هذه الببلوغرافيا تفوق استطاعة فرد أو حتى مؤسسة بحوث ذات إمكانيات كبيرة ، ولشعوري بحاجة الباحثين والمهتمين بالمذهب الإباضي في عالمنا المعاصر لمثل هذه الببلوغرافيا ، بذلت جهدي لتجميع مؤلفات وكتب الإباضية في هذا الأثر الذي بين يديكم ، وأن كان مجرد قطرة من ذلك البحر العظيم.
مؤسسة الهدى للنشر والتوزيع
المرفق | الحجم |
---|---|
معجم مصادر الإباضية.txt | 1.64 ميغابايت |
معجم مصادر الإباضية.pdf | 14.41 ميغابايت |