موسوعة الفقه الإباضي

موسوعة الفقه الإباضي
إشراف عبد الله محمد بن عبد الله السالمي
تقديم وتحرير محمد كمال الدين إمام
اعد الجزء الأول أ. د. منى احمد أبوريد،
الجزء الثاني والسادس والسابع د. رجب أبو مليح
والجزء الثالث أ. د. محمد نبيل غنايم
والجزء الرابع أ. د. محمد قاسم المنسي
والجزء الخامس د. وصفي عاشور أبو زيد

من تصدير الموسوعة:
تأخر العمل على موسوعة للفقه الإباضي كثيرا. وكانت لذلك أسباب تستحق الذكر والاعتبار. وأول تلك الأسباب تأخر نشر التراث الفقهي الإباضي، وبخاصة مجموعاته الكبرى التي لا غنى عنها في العمل الموسوعي. أما السبب الوجيه الآخر فهو تأخر الأعمال التمهيدية مثل معاجم المصطلحات، والبحوث المتخصصة في شتى النواحي والموضوعات. والسبب الثالث هو التعلل أو الاكتفاء بالموسوعات الكبرى الأخرى التي ظهرت في الكويت ومصر للفقه الإسلامي، وقد تعرضت تلك الموسوعات للمذهب الفقهي الإباضي بالذكر والاقتباس من بعض مصادره.

هذه الأسباب وغيرها قد جرى تجاوز ها، ولذلك فإن ظهور موسوعة الفقه الإباضي قد صار ضروريا. إذ إن معظم المؤلفات الفقهية الضخمة نشرت في العقدين الأخيرين في طبعات علمية محققة. كما أن معاجم المصطلحات، واجتهادات كبار الفقهاء الإباضية قد كثر ظهورها، وأفردت عشرات المسائل الاعتقادية والأصولية والفقهية في مؤلفات متخصصة. وهكذا فإن المادة الضرورية للاستقصاء (وهو اللائق باسم الموسوعة) قد صارت متاحة. أما الموضوعات الفقهية الأخرى والتي ما أهملت المنجز الفقهي الإباضي؛ فإنها ما هدفت إلى استقصائه. ففضلا عن عدم الرجوع إلى أهم المصادر؛ فإنها لا تحرص على ذكر الآراء الإباضية الفقهية إلا في مواطن الانفراد باجتهاد معين أو خلاف.
ما هي أهداف موسوعة الفقه الإباضي؟
 أول الأهداف عرض الاجتهاد الفقهي في المذهب عرضا مستقصيا ومتماسكا. وهذا شأن الموسوعات في سائر العلوم وبخاصة العلوم الفلسفية والتاريخية والاجتماعية والدينية. وقد ذكرنا الاستقصاء والتماسك لنوضح المنهج والطريقة. فلكي يبقى التصور المذهبي أو الفقهي متماسكا وتكون الصورة واضحة، فقد آثرنا ترتيب المادة بشكل موضوعي أو على أبواب الفقه. ولذلك ذكرنا المسائل الاقتصادية في المجلد الأول، ومسائل أصول الفقه في المجلد الثاني. وصارت سائر الأجزاء مجالا - كما سبق القول - لعرض كل الشؤون على أبواب الفقه، أو كما يرتب الفقهاء مؤلفاتهم.
وثاني تلك الأهداف أو ثالثها بعد الاستقصاء والتماسك هو إبراز البعد التاريخي بقد ر الإمكان. فالمذهب الفقهي الإباضي هو أقدم المذاهب أو المدارس، إذ ظهر أو ظهرت معالمه الرئيسة في الربع الأخير من القرن الهجري الأول. وفي كل مذهب فقهي ترتيبات وتطورات تاريخية أنجزها شيوخ المذهب وكبار علمائه فيما بين الإمام جابر بن زيد وحتى القرن الحاضر. ولذلك كان هناك حرص محمود من جانب كتاب المادة العلمية على تتبع التطور التاريخي بقدر الإمكان، وفي شتى المسائل الفروعية. ومن ضمن الأهداف المتوخاة إبراز الطابع الخاص للمذهب بين العقل والنقل. وهذا الأمر يتميز به الإباضية حتى بين فر ق المحكمة. فهم لا يتجاهلون أبدا ظواهر النصوص، لكنهم لا يتجاهلون أيضا التعقل والتعقيل.
ففي العقائد لديهم معقولية التوحيد والتنزيه والإيمان، وأفعال العباد، وأصل العدل. وفي الفروع لديهم نصوص الكتاب والسنة في فقه العبادات، ومراعاة المصالح في فقه المعاملات.
إن المقصود من هذا التقديم ليس دراسة المذهب أو عرضه، إذ إنه هو الأمر الذي تقوم به الموسوعة؛ وقد أوضح الأستاذ الدكتور إمام النهج والطريقة في التقديم. بل المراد تقدير الجهد الكبير الذي قام به العلامة الأستاذ الدكتور محمد كمال إمام وفريقه على مدى ثماني سنوات، وقد كانت له تمهيدات في نشر النصوص، وفي الدراسات المتخصصة. ثم كان العمل الكبير في تقميش المادة وجمعها من سائر المصادر، والتقديم من الكتاب والسنة لكل مادة، فالانصراف بعد جزأي العقيدة وأصول الفقه إلى العرض المستقصي موضوعا موضوعا كما هو الشأن في الموسوعات المعتبرة.

إنه عمل كبير وجديد وكاشف عن ثروة فقهية هائلة. وهي ثروة صنعتها جهود أجيال كثيرة وكبيرة من حملة العلم وأهل الفقه والورع والاجتهاد