القسمة و أصول الأرضين

إن هذا الكتاب ليس مؤلفا في فقه العمارة الإسلامية فحسب، ولكنه مرآة حضارة خير أمة أخرجت للناس، ابتغت فيما آتاها الله الدار الآخرة ولم تنس نصيبها من الدنيا.
تقرأ في هذا الكتاب كيف تكون الشركة بين الناس، وفيم يشتركون وكيف يقسمون الحقوق والواجبات بمنتها النزاهة فيما قل منها أو كثر.
وإنه لمما يملؤك إعجابا أن تقرأ في مبحث الطرق – مثلا- ما يعتبر مبادئ لقوانين المرور وأولوياته قبل اختراع السيارة، وكيف تقسم المياه ولو كانت من نهر دائم الجريان، كيف تأخذ منه وكيف يجوز منها وما ينبغي أن يصنع بذلك الماء عند السقي به أو عند صرفه عن الأرض المسقية.
وستجد في الكتاب أبوابا وفصولا عن الحريم في مختلف المجالات، حريم الأغصان والعروق، حريم السواقي والمماصل والعيون والآبار والأنهار والبحار والدور والأسواق والمساجد والمقابر، وفصولا عن المضرات كيف تثبة أو تنزع وعن نظام الغراسة وإحياء الموات، وعن أحكام المشاع وسيرة السلف فيه إلى غير ذلك…
ويزداد عجبك من الكتاب إذا علمت أن المؤلف هو أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر الفرسطائي ابن واضع نظام العزابة الذي نشأ في بيئة صحراوية مابين (420-504هـ)، وقام بتحقيق المخطوط الشيخ بكير بن محمد الشيخ بالحاج والدكتور محمد بن صالح ناصر.