نشأة الحركة الإباضية

من مقدمة الكتاب :

لقد استرعى انتباهي ‏ مذ كنت طالبا في السنة !لجامعية الأولى - موضوع الفرق الإسلامية، تاريخا وعقيدة ٠ ومع توالي الأيام والسنين أدركت خطورة الدور الذي لعبته هذه الأحزاب والفرق في التاريخ الإسلامي ، ابتداء من الفتنة في عهد الخليفة عثمان وحتى يومنا هذا ٠
وقد حاولت في هذا الكتاب أن ألقي الضوء على بعض الجوانب الخاصة بإحدى هذه الفرق ، وهي الفرقة الإباضية التي نجحت في تكوين دول خاصة بها كان لها دور هام في التاريخ الإسلامي ٠ واخترت فترة التكوين والتأسيس في البصرة ، وهي الفترة المعروفة عند الإباضية باسم طور الكتمان ، وذلك لان هذه الحقبة من تاريخ الاباضية لم تحظ بدراسات عميقة ، ولم يصدر -فيما أعرف ‏ أي بحث متخصص في هذا الموضوع ٠ وقد انبريت لهذا العمل يحدوني الأمل بان أؤدي واجبا نحو جانب هام من تراث آمتنا المجيدة ؛ واضعا نصب عيني أن تاريخنا كله ملك لنا ، ويجب أن لا نغض الطرف عن أي جزء أو فترة منه ۰فما هو جيد يجب أن يكون لنا مثلا طيبا وقدوة حسنة، وما هو سيء يجب أن يكون لنا درسا مفيدا وعبرة واعظة ۰
وسيرى القارئ أنني انطلقت في دراسة الموضوع بروح علمية مجردة خالية من الهوى والتعصب. وأثبت ما توصلت إليه نتيجة الدرس والاستقصاء والمقارنة والتحليل، وأفدت من الكتب والمؤلفات الإباضية على اختلافها وتنوعها ٠ وعلى الرغم من ذلك فلا أجزم أن الزلل والخطأ قد فارقاني
في كل رأي قلته أو نتيجة توصلت إليها رغم اجتهادي في تجنبهما ما استطعت.
ولكنني على يقين من أن هذه الدراسة ستثير اهتمام الباحثين في التاريخ الإسلامي ، آملا منهم أن ينبهوني إلى مواطن الزلل والخطأ، ويدلوني على الطريق الصحيح إن كنت قد أخطأت السبيل ٠