الإباضية في مرآة علماء الإسلام
الإباضية في مرآة علماء الإسلام
حول الكتاب
من مقدمة الكتاب:
إن الناقد حينما يدرس التاريخ الإسلامي ومدارسه الفقهية والسياسية يدرك بكل وضوح أن رؤيتها الأصلية في المسائل الاعتقادية والاجتماعية قد حرفها وشوهها الخصم لتحقيق أهدافه وطموحاته السياسية ومنافعه المادية. وهكذا أصبح تاريخ أمتنا الإسلامية مشوها صنعته أيد الأحداث التاريخية السائدة آنذاك فلابد إذن من إعادة كتابة التاريخ الإسلامي في إطاره الشامل بروح نقدية موضوعية، ويمكننا أن نستشهد بقول شهيد الإسلام الإمام سيد قطب رحمه الله: (ونحن ندرس في مدارسنا ومعاهدنا على وجه الخصوص تاريخا إسلاميا مشوها، يجب إذن أن تعاد كتابة التاريخ الإسلامي على أسس جديدة وبمنهج آخر، يجب أن ينظر إلى الحياة الإسلامية.من زاوية جديدة وتحت أضواء جديدة، لكي تعطي كل أسرارها وإشعاعاتها، وتنكشف بكل عناصرها ومقوماتها. في هذه الدراسة الجديدة يجب أن تكون المصادر العربية هي المرجع الأول، والدراسات الغربية هي المرجع الثاني)
هذا التصور الشامل للحوادث التاريخية، قد دفعنا إلى أن ننهج منهجا جديدا في تأليف هذا الكتاب من خلال أقلام إسلامية غير إباضية.. .حيث التزمت بالأمانة العلمية، فتجردت من الأحكام المسبقة التي قيلت في الإباضية لأسباب سياسية، ألبست لباس الفكر الخارجي ولباس أصحاب البدع والتطرف الديني.
إن هذه النصوص المباشرة تجعلنا نصحح المفاهيم الخاطئة التي ألصقت بالإباضية معتمدين في ذلك على المقارنة والموازنة والتحليل التاريخي ورد الفكرة المعينة إلى أصولها الأولى بدون لبس وغموض(١).
والجدير بالذكر، أن هذه الفكرة ذاتها، قد التزمنا بها في كتبي السابقة:*دراسات تحليلية في موضوعات فلسفية *أضواء على الأخلاق الإسلامية والمعاصرة *إسلام اليوم بين الأصالة والتحريف * إذ سلطنا الأضواء على عدة علماء أمتنا الإسلامية من خلال نصوصهم المباشرة كالإمام الشيخ أبي حامد الغزالي والشيخ ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشيخ أطفيش والإمام عبد الحميد بن باديس وشهيد الإسلام حسن البنا رحم الله هؤلاء العظام.
ومن هنا، نكون إن شاء الله قد ساهمنا ببعض الشيء في إبراز أصالتنا الإسلامية، ثم ربطنا بين جيل السلف وجيل الخلف، لأخذ العبرة المبصرة من ماضينا لنستمد منه النور لحاضرنا ومستقبل أبنائنا وهذا لن يكون إلا بالتشبع بالأخلاق القرآنية العظيمة التي تبحث عن الحق، فتظهره لأمتنا الإسلامية وتدعو إليه بكل إخلاص ونزاهة وشجاعة لخدمة قدسية وحدة أمتنا الإسلامية التي تعلو وتسمو فوق المذاهب الإسلامية كلها:(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
=======
(١) إن النصوص الواردة في هذا الكتاب تنسب إلى عدة أعلام:أئمة، أساتذة دكاترة. وهم لا ينتمون إلى المدرسة الإباضية ماعدا الشيخ علي يحي معمر رحمه الله. ..الذي أوردنا له نصا، نظراً إلى قيمته الموضوعية والتاريخية... ومساهمته في الدراسات الإسلامية المعمقة إباضية وغيرها. أما ما جاء في الهوامش وبعض التعقيبات فهي من اجتهادي الخاص الذي يحتمل الصواب إن شاء الله... ولن أدعي الكمال، فالكمال لله تعالى وحده.
المطبعة العربية - غرداية
المرفق | الحجم |
---|---|
الإباضية في مرآة علماء الإسلام.pdf | 4.8 ميغابايت |
الإباضية في مرآة علماء الإسلام.txt | 248.89 كيلوبايت |