اجتهادات الإمام السالمي
اجتهادات الإمام السالمي
حول الكتاب
للإجتهاد حقيقتان: لغوية وشرعية، فالإجتهاد ولغة هو إستعمال القدرة الحادثة في تحصيل أمرٍ على وجه يشق يقال: اجتهد فحمل الصخرة، وفي الإصطلاح الشرعي، هو أن يطلب الفقيه حصول حكم حادثة بشرع ويبذل بذلك مجهوده بحيث لا يمكنه المزيد عليه في الطلب.
وهناك شروط على المجتهد الإلتزام بها وإلا لا يكون ...مجتهداً وهي: 1-الإلمام بالعربية نحواً وصوفاً، 2-المعرفة بأصول الدين وأصول الفقه، 3-العلم بالمسائل الإجتهادية التي أجمعت عليها الأمة؛ لأن الإجماع يمثل أحد الأدلة الشرعية وهو مقدم على القياس، 4-المعرفة بفنّ التفسير وبأسباب النزول، وبأسباب ورود الأحاديث، وبسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 5-المعرفة بالكتاب محكمه ومتشابهه، ناسخه ومنسوخه، وخاصه وعامه، ومطلقه ومقيده، ومجمله ومبيّنه، وغير ذلك من أحكامه، والمعرفة بالآيات التي تستخرج منها الأحكام، 6-العلم بالسنة وبأحكامها، ناسخها ومنسوخها، خاصها وعامها، آحادها ومتواترها، وغير ذلك من الأحكام، والمعرفة بالأحاديث التي تستنبط منها الأحكام، والمعرفة بالعلل التي لأجلها يردّ الحديث، 7-المعرفة بفقه النفس، وهو معرفة ما للنفس وما عليها ومعرفة حقوق الرب سبحانه وتعالى، والوقوف على حدوده.
وإلى هذا، فقد اتصف الإمام السالمي بهذه الشروط إلى حدّ كبير، فقد عوّل على كتاب الله تعالى، فأكثر من الإستدلال بالقرآن الكريم، أما من السنّة فقد أكثر من الإستدلال بها حتى زادت الأحاديث التي استدل بها على أربعة آلاف حديث، أما الإجماع فقد عوّل عليه كثيراً في محيط المسائل الفروعية وصوّب بعض الإجماعات، وانتقد البعض الآخر.
وبالنسبة للقياس فقد أكثر منه في معارج الآمال؟ فذكر أنواع القياس الصحيح منها، والفاسد، والمختلف فيها، وتكلم على مسالك العلة، وشروطها، وقوادحها، وتكلم على الحكمة.
وقد تم في هذا الكتاب الإكثار من الأمثلة على ذلك، وهكذا فقد تناول جميع الأدلة الإجمالية الأخرى كالإستحسان، والإستصلاح، والإستصحاب، وسد الذرائع والإستقراء، وقول الصحابي والعرف، وقد فرع الكثير على هذه الأدلة، وقد تم في ثنايا الكتاب توضيح المقصود من ذلك، كما فرع الكثير على قواعد أصول الفقه، من العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ...
وقد تكلم المؤلف أيضاً على ذلك ممثلاً له بمسائل من كتاب السالمي القيم "معارك الآمال"، أما الفنون الأخرى المساعدة، فقد برع السالمي فيها براعة لا تخفى على أحد، إذ أنه برع فيها السالمي براعة لا تخفى على أحد، إذ هو برع في فن اللغة وفن التفسير، وفن الفروق، وعقد المؤلف في ثنايا دراسته هذه أبحاثاً واضحة المعالم، أشار فيها بأمثلة واضحة بيّنه تشهد بإمامه السالمي وبوفائه بهذه الشروط.
أما ما يتعلق بفقه النفس، فالإمام السالمي كان فقيه نفس، اتصف بالتقى والورع، وقد اتضح ذلك جلياً في زهده ووعظه في مناسبات كثيرة، واتصف بالإنصاف مع مخالفيه وقد حمله الإنصاف والخشية إلى تصحيح كثير من آراء مخالفيه والرد على بعض أصحابه، لأن الحق رائدة فهو أحق الإتباع.
وقد اعتمد المؤلف وفي كتابه هذا، مباحث لفقه النفس عند السالمي أغناها بالأمثلة من كتابه المبارك، وأخيراً يمكن القول بأن المؤلف قد قام بتأليف كتابه هذا على نمط متيت بأن الإمام السالمي قد قام بشروط الإجتهاد التي ذكرها في كتابه "طلعة الشمس" والتي نص عليها الأصوليون في باب الإجتهاد، ولم يخلّ بشيء، ولسوف يرى القارئ هذه الشروط وقد تحققت جميعها فيه، ولسوف يجد أمامه إماماً فذّاً لم ينجس حقه لا في القول ولا في المعقول، وقد تصرف في الأدلة تصرّف الأئمة المجتهدين، فقد قام بالعرض والإستدلال وتوجيه الأدلة، كما ناقش مناقشة الجهابذة، ورجّح ترجيح الخبير، وقد قام المؤلف ببيان ذلك بالنماذج والأمثلة.
دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب المصري
المرفق | الحجم |
---|---|
اجتهادات الإمام السالمي.pdf | 22 ميغابايت |
اجتهادات الإمام السالمي.txt | 1.85 ميغابايت |